منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الروايات المغلقة (https://www.liilas.com/vb3/f836/)
-   -   وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى ) (https://www.liilas.com/vb3/t202389.html)

خد العروس 24-06-16 01:38 AM

وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
http://up.graaam.com/img/3502bcc861b...36f0617499.jpg

عندما تمر بموقف سيء ,حادث مؤلم ,ستحاول ان تتجاوزه بهدوء, ان تسيطر عليه او ان يخفف عنك احدهم, ان ينتهي بك الأمر الي نسيانه وأنها فترة وستمضي
ولكن ماذا لو كان ذلك الموقف سيقلب حياتك رأساً على عقب وان لا تعود الحياة بعده كما كانت
تتلبسك تهمة بشعه وليس بمقدورك تبرئة نفسك منها ويخذلك جميع الأحبة بتصديقها وتصرخ محاولا نفيها عنك
ولا أحد لا أحد منهم يسمعك
تنفى وتنسى طريق العودة من المنفى وتبقى تائهاً وتشعر بأنك شخص غير مرغوب به
عندها ستكون مخيرا بخيارين
اما ان تستسلم لليأس او ان تشق طريقا معاكسا لاتجاه التيار
ولكن هل سينتهي الحب ؟

الفصل الأول "وردة بيضاء تنزف"
الفصل الثاني"أنين لا يتوقف"
الفصل الثالث "
في داخلي أُحجية , عجزت حلها"
الفصل الرابع "ما بين جرح وجرح ينبت الأمل"
الفصل الخامس "صُدفة لِقاء"

خد العروس 24-06-16 01:40 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
الفصل الأول بعنوان ( وردة بيضاء تنزف )


لا يزال شريط الذكرى ينعاد علي , ابتسامتها , نقائها , قلبها الدافئ , صوتها وحده كافٍ ليشعرني بالأمان
آه يا امي لمَ رحلتي وتركتي خلفك قلباً يشكو لوعة الفراق

تمرين عليي في كل وقت كسحابة جميلة ولكنك سرعان ماتختفين

اود كثيرا ان تكونين معي هذه الليله ليتك ترجعين
امي سأظل اتذكر واتذكر الى ان تحين ساعتي


تقف أمام المرآة كوردة بيضاء تتأمل ملاحها المغطاة بالمساحيق تحاول ان تخفي حزنها الدفين الذي لا يمكن ان يُنسى مهما طال الزمن

تحمل في ديها صورة الغالية "والدتها "وكأنها تعاتبها بعينيها الحزينتين كما لو كانت على قيد الحياة
فتحت الباب ودخلت : هالة حبي يلا عشان تنزلين مانبي نتأخر
لازالت تتأمل صورة والدتها المرحومه ولم تلحظ بعد دخول اختها للغرفه
لاحظت الحزن على ملامح اختها الصغرى مر عامان على وفاة والدتهم ولكن القلب لازال يتفطر شوقاً اليها اقتربت منها وربتت على كتفها بهدوء : وش فيك ؟ توك تضحكين وشزينك ايش صار لك فجأة ؟

هالة بعين دامعة وكأنها طفل اضاع والدته لتوه : ابي امي
هالة ارتمت على احضان اختها : وحشتني كثثيير تمنيتها معي في هاليوم يانور مااتخيل نفسي بدونها كانت دايما تتمنى تشوفني عروس وتفرح فيني بس ماصار
نور وهي تحاول ان تخفي حزنها : مايجوز الا تسوينه ياعمري ادعي لها بالرحمه وان ربي يجمعنا معها في الجنه

امي مابترضى انك تبكين عليها كذا وتخربين فرحتنا فيك

هالة: ليه تركتني وراحت اتخيلها معنا في كل دقيقة تشرف على تجهيزات العرس تحضني وتبكي وتقول اخيرا شفت هاليوم وتطمنت عليك ياريتها تجي بس اليوم وتروح بس اليوم

نور وهي تحاول ان تبدو قوية امام اختها وان تقوم بدور الام امسكت بكتفي هالة وجعلتها تنظر اليها : هالة امي معنا هنا في قلبي و قلبك مستحيل احد يمحي ذكراها

امي تفرح لما تفرحين وتزعل لما تبكين كذا لاتخلين الحزن يتغلب عليك في حياة حلوة ومستقبل حلو ينتظرك اليوم انتي بتبدين اول المشوار مع زوجك لازم تكونين قوية وقد

المسؤولية بتكونين في مكان بعيد عنا ولازم توازنين بين دراستك وبيتك تغمز لها :بس عاد مو تلهيك بريطانيا عنا كلمينا وطمنينا عن اخبارك

ابتسمت خجلاً :طبعاً مابنساكم

نور : والله لوما نويصر وبنته جيت معكم اف الله يلعن بليسك خليتيني ابكي وسال هالكحل انتِ بعد مكياجك خرب

رايحة اجيب علبة المكياج عشان اظبطه لك

التفتت لتخرج ولكنها التفتت مرة اخرى لهالة سرحت بتفكيرها قليلاً لم تكن متقبلة ابداً فكرة زواج هالة فبنظرها انها طفلة لازالت تحتاج الى من يهتم بها فكيف لها ان تهتم برجل وتتحمل مسؤولية الزواج وتعيش بعيدا عنهم وأن تتحمل كل هذا دفعة واحدة

ولكن يبدو ان نصيبها قد أتى باكراً
نظرت باعجاب الى تلك السمراء بثوبها الابيض وعلى رأسها تاج فضي يلمع بالكرستال موضوع بإتقان على شعرها المرفوع بتسريحه انيقه وتنسدل خصلات من شعرها كستنائي اللون الى اسفل نحرها وثوبها الابيض اظهر جمال جسمها النحيل لم تكن بذلك الجمال الذي يبهر ولكن وجهها الكروي وملامحها البريئة تجذب بقوة :وش فيك تطالعيني كذا ؟ مضيعه شي بوجهي

نور : تتوقعين انتِ الحين تملكتي والا لسا ؟

احمر وجهها وأشرق وانزلت رأسها فقد كانت خجلى

نور ابتسمت واقتربت من اختها واحتضنتها بقوة : يالبى الايستحون يالبى البنات الحلوين الا كبرو وبيتزوجون وبروحون يكملون دراستهم في بريطانيا يالبى البنات الا بيوحشونا

يالبى يالبى

سمعت ضجيجهم من غرفتها ادخلت رأسها من الباب وقالت ممازحه : اين الأروس ؟ اين الاروس

هالة وهي تنظر الى اختها ليلى : هنا الاروص

ليلى دخلت وتحمل بين ذراعيها طفلة : متى بتخلصون قرقرتكم ترى اتأخرنا ياحلوات وانت يانوير ترى بنتك اقرفتني بريحة حفاظها

بفزع : وش هالوجيييه ياخبلات المكياج سال على وجيهكم صارين مثل الخفافيش

ياربي صدق تفشلوون وماينفع معكم لا مكياج ولاغيره

نور وهي تأخذ طفلتها من ليلى : انتِ عدلي مكياج إباء وانا رايحه اغير حفاظ سارة واظبط مكياجي

ليلى : اوامرك جلالة الملكة

نور : كلمتي حامد عشان يأكد على البوفيه ؟ مانبي ننحرج قدام الناس

ليلى :ايوا وكل شي جاهز في القاعة دحين

نور : والطقاقة والمصورة ؟

ليلى : صار لك سائلتني الف مرة وقلت لك انهم على الساعه ثمانية راح يكونون في القاعه

نور : ووش بعد؟ ياربي مانكون نسينا شي

ليلى : خلاص نور لا تقلقين نفسك كل شي راح يكون اوكي بس ان انتِ روحي شوفي بنتك ومكياجك لا نتأخر

نور :أي صح والله اني بديت انسى نفسي

خرجت واغلقت الباب خلفها

ضحكت ليلى :هههههههههه ماتلاحظين انها صايرة تعاملنا كأن في معسكر وهي بس تتأمر علينا

وكأنها ستعاود البكاء : فديتها تبي تغطي مكان أمي بس مو قادرة

ليلى : انت هيه هيه خلصتي من نوير والحين بتبتدين فيني مابي اسمع شي واجلسي خليني اشوف علبة الالوان الا فوجهك

جلست بانصياع على الاريكة تقابلها ليلى وهي ترتب مافسد من مكياجها

تشعر بالتوتر والخوف بمجرد التفكير بأنها ستمشي على ذلك الجسر وحدها الى ان اتصل الى "الكوشة" وتراقبها اعين الجميع فهي فتاة خجولة نوعاً ما
وتشعر بأن الخوف سيبتلعها عندما ستكون مع سلطان في غرفة واحده فهي لم تعتاد عليه ابداً وعقلها لايستطيع تذكر ملامح وجهه جيدا فقد كان لقاؤهما الوحيد اثناء "النظرة الشرعية "حيث كانت تجلس بجوار والدها غير قادرة ان ترفع رأسها من شدة الخجل :ليلى انا متوترة واحس اني بموت من الخوف

ليلى : لا عاد كله ولا العروس لا تنزعج

هالة :والله جد ابي تخلص هالليله وبس

ليلى وبنظرات خبيثه :تخلص وبس هااا هااا

تحركت من مكانها مغتاظة من كلام ليلى الذي يحمل معنى آخر :وجع اصلا انا مادري وش تقصدين

ليلى : اثبتي فمكانك لاقمت الحين ولعنت خيرك انا ذابحة عمري اعدل لك المكياج وانت تهايطين

هالة: اف طيب اردفت بنبرة طفولية :بس والله متوترة احس بخوف وفرح وزعل وكل شيي

ليلى : عادي لاتتوترين ولاتزعجين نفسك افرحي ليه انتِ كم مرة بتتزوجين ؟ كلها مرة وحده انبسطي وفلي امها وماعليك من أحد

هالة : انتِ قبل خمس شهور كنت محلي كيف قدرتي تظبطي اعصابك وماتخافين ؟



ليلى :ومن قالك ما كنت خايفة ؟والله كنت بموت بس انا مانيب خبلة مثلك اعرف كيف اتأقلم مع الوضع بسرعه اكملت ممازحة :ايه والله قبل خمس شهور وانتِ على طول غرتي علي حتى في العرس مناشبتني

هالة:ههههههههههه وججع

ليلى : ايوا اضحك ياعم وماتفتحش للهم باب

تنهدت : يارب انها تعدي على خير تخيلي اني اطيح على الكوشة؟

ليلى : هههههه عادي تصير في أحسن العائلات

هالة : والله كان اعمل حالي ميته

ليلى : هههههههههههههههه الله يرجك

هالة :بتوحشوني كلكم انتِ ونور وبنتها سوير وابوي واخوي ومرته وحمودي مادري كيف بقدر اعيش من دونكم

ليلى :واحنا بعد ياعمري بس تدرين وش احسن مافي موضوع سفرك ؟

هالة : وشو ؟

ليلى : انك بتسافرين وبتبعدين عن ام زوجك والغثة والنشبة

هالة تضحك : حرااام عليك اصلاً خالتي ام سلطان طيوبه

ليلى : مالومك ماتدرين وش يعني نشبة ام الزوج الله لا يراويك بس وش عليييك بتكونين مع سلطان حبيب القلب وحدكم مافي أحد ينكد عليكم ولا أحد يدخل عليكم عرض

رفعت يدها من وجه هالة : كِذا خلصت بس مو تشغلين حنفياتك مرة ثانيه ياساندريلا

هالة : اوكي بجديه : ليول كيف كان شعورك يوم عرسك ؟

ليلى :طبعا كنت متوترة وخايفة كِذا مثلك بس ما اخفي عنك اني كنت في قمة سعادتي

هالة : طبعا لأنك كنتِ تعرفين يوسف من قبل قعدتي فترة بعد ماتملكتي مش مثلي

ليلى : افهم من كلامك انك مش مبسوطة ؟ وكان ودك تتملكين بعدين تعرسين ؟

إباء : مدري بس أنا مو متعودة عليه والامور كلها صارت بسرعه وورا بعض

ليلى : انا اللي بسألك الحين كيف هي مشاعرك اتجاه سلطان ؟

هالة : أحس اني مرتاحة له وفي نفس الوقت خايفة منه بس هو يعني زين ابوي يقول كذا وحامد يقول ان رجال والنعم فيه حتى زوجك يقول انه كان يعرفه قبل فأنا متطمة يعني

كانت تبدو مضحكة وهي تحاول ان تشرح مشاعرها فقد احمر وجهها كالعاده

ليلى :هههههه ماعليك من ابوي وحامد ويوسف انا ابغى رايك انتِ

هالة : مدري احس افهي بقووة لما افكر فيه يعني احسن شي انه اطول مني عشان اقدر البس كعب على راحتي وانه مسومر عشان لايقولون ان زوجها ابيض منها وفيه لحية خفيفة لأني ما احب الرجال يكون وجهه مثل البلاطة

ليلى : الله وأكبر هذا كله وانتِ تقولين ماشفتيه زين

احمر وجهها أكثر وانزلت رأسها بخجل

ليلى :ههههههههههههههه طيب خلااص لا تذوبين علينا

اشاحت بوجهها : الشرهه علي الي قاعده اقولك

ولفت انتباههم صوت قوي من الاسفل ويبدو ان أحدهم اغلق الباب وكأنه يريد ان يقتلعه من مكانه

شهقتا مفزوعتان

ليلى : بسم الله مين هذا الي ناوي يكسر الباب ؟

هالة : يمكن اخوي حامد وابوي او عمتي موضي

ليلى : رايحة اشوف وراجعة لك باساعدك في لبس العباية لاتخربين تسريحتك

خرجت واغلفت الباب خلفها

جلست على سريرها وتمسك بيداها باقة الورد وعيناها في غفوة حالمة

تفكر بمن اقترن اسمها باسمه مشاعر مختلطة مضطربة لاتستطيع تفسيرها ولكنها تحلم بأن تكون الزوجة الجميلة التي يعشقها زوجها ان تتوج حياتهما بالسعاده الابدية وتعيش كما الاميرات وهو سيحقق لها احلامها ويبعدها عن الاحاسيس الحزينة وسيكون لهما اطفال كالملائكة يضيفون لحياتهما لوناً آخر

وستدرس الطب ايضاً وستكون طبيبه اسنان مخلصة كما كانت تحلم دائماً وستوازن بين منزلها و عملها

بمجرد التفكير بالمستقبل تشعر بالإرتياح ويتراقص قلبها فرحاً وكأنها الطائر الذي سيحلق هذه الليله

فتح باب غرفتها الآن .... باب الامنيات

والدها ,نور, ليلى , حامد وزوجته الهنوف حمودي ورحمه

ينظرون اليها وتبادلهما النظرات بإبتسامة

والدي الغالي يافخري وتوجته تاجاً على راسي يا افضل رجل عرفته , ياحبي الأول, كنت دائماً تشعرني بأنني اميرتك فلم تحرمني من شئ ابداً

والدي صغيرتك كبرت الآن ولكن مهما كبرت فسأبقى صغيرتك ومدللتك لا اعرف ماذا اقول وأي الكلام يجزي في حقك والدي ؟

حامد لطالما شعرت بأن هنالك سند خلفي يحميني من عثرات الطريق اخي كثيراً ما افسدت اشيائك بشقاوتي وكنت توبخني وأضحك أحن لأيام طفولتنا الآن

نور اختي الكبرى كنتِ دائماً معي تنصحينني تخافين علي توجهينني للطريق الصحيح لم اشعر بالوحدة ابداً بوجودك فقلبك كـ إتساع السماء يحتويني دائماً

ليلى صديقتي وبئر اسراري لن انسى ابداً ضحكاتنا مقالبنا مع نور وحامد ضجيج ضحكاتنا تعليقاتنا السخيفة و خلافاتنا الحلوة التي لاتنتهي

ستظلين اقرب انسانة الى قلبي

الهنوف حسناً لم اتقبلكِ في البداية و ارغمت نفسي على تقبلك من أجل اخي ولكنني اكتشفت في ما بعد ان خلف غرورك قلب طيب وشخصية رائعه

سعيدة جداً لأنك دخلتي الى عائلتنا

حمودي حبيبي من كنت أنا عمته ,عالم الطفولة الجميل الذي لا يعرف التعب والسأم

سارونه : ياقطعة الحلوى ارى فيك ملامح أمي وأشعر بأنك هدية من الله لتخفف عنا فقد امي

حفظك الله لنا ولوالدتك

عائلتي أحبكم وأحبكم وأحبكم

و لايمكن لأي شيء ان يفرق بيننا ولاحتى بريطانيا هههه



وانطلقت الى أحضان والدها مطأطأة رأسها بخجل وترتسم على وجهها ابتسامه تزيدها تألقاً تريد ان تودعه وتتزود من حنانه فقد حان الرحيل

وو استفاقت من أحلامها الوردية بصفعه مؤلمة لم تكن بالحسبان من تلك اليد الحنونة التي لم تعرف منها الا الحب والعطف !!!!!!!!!!



اضمحلت إبتسامتها ورفعت رأسها بذهول شديد وعيناها تحدقان بوالدها بغرابة ويدها تتحسس خدها بغير تصديق

مالذي حدث ؟ ايعقل ان تكون هذه الصفعة من والدي ؟

لمَ ملامحك ياوالدي قاسيه هكذا انا سأرحل الآن الا تريد توديعي ؟

ادركت ان وجهه يبدو شاحباً غاضباً وملامحه محتدة



تحرر من صمته : ياخسارة تربيتي فيك انا ربيتك عشان تلعبين بشرفي يالكلبة

كانت كلماته نابعة من قلب يحترق ولكنها لم تكن مفهومة بالنسبة لها



لم تشعر الا بدموعها الحارة تنساب على وجنتيها وتجر كحل عينيها :يوبه وش قاعد تقول ؟ والله انا ما

لم تستطع اكمال كلامها فقد تلقت صفعة أخرى كانت كفيلة بسقوطها على الأرض

ابو حامد بنبرة باكية : أنا ربيتك عشان تلعين فشرفي ؟ماحترمتي شيبتي وكبر سني يالواطيه

لم تصدق ماتسمعها اذنها هل هذه الالفاظ من والدها ؟

بدا ذلك مستحيلاً لها



وزعت نظراتها لمن كانوا يقفون قرب الباب

ليلى ,نور والهنوف

لم انتن صامتات ؟ لم لا تدافعون عني ؟ لم ملامحكم حزينة ؟

أخبروني ماهو ذنبي ؟ الن نذهب الآن لزفافي ؟



خر والدهم على الارض وهو يندب وينتحب

ليلى ونور تقدمتا اليه برهبة وبخوف من منظره

ليلى : يبه عشاني قوم واهدى وسم بالرحمن

ابو حامد :كيف أهدى اختكم وطت راسي فضحتني قدام الا يسوى والا مايسوى ماراعت شيبتي وكبر سني

نور وهي تبكي :يوبه لاتسوي فروحك كذا يوبه تكفى الله يخليك

ليلى ادارت وجهها لهالة :حسبي الله ونعم الوكيل فيك حسبي الله ونعم الوكيل فيك

هالة : وش فيه ليلى ؟ وش فضيحته ؟ وش قاعد يصير ؟؟

ليلى وهي تصرخ وتبكي القت ظرفاً كان بيدها على وجهٍ بلل بالدموع: شوفي وسخك يامسودة الوجه الله يلعنك

امسكت الظرف وفتحته بسرعه وأخرجت مابداخله من صور

اقشعر بدنها وارتعدت اطرافها واختفت تعابير وجهها في صدمة , لقد كانت صورها ,صورها وهي في حالة مخزية مع شاب وملابسها شفافه وشبه عاريه

القت الصور من يدها وانفلتت منها صرخة قوية هزت كيانها : هآذي موو أنااا مووو أناا والله مو اناا مستحيل تكون أناا نوور تصدقي ان هاذي أنا ؟؟ نوور ليه ماتدافعين عني؟ نوور

نور : بس ياقليلة الحياا مابي اسمع صوتك بس الله ياخذك الله ياخذك



كانت تبكي وتصرخ بكل جوارحها فقد ثبت التهمة عليها الآن لم تستطع التبرير والدفاع فالجميع ضدها ولا أحد يريد سماعها

و والدهم كان يبكي بحرقة ينتحب فأحب بناته واصغرهم أدمت قلبه

كيف لمثلها ان يفعل ذلك ؟ كيف لذلك الوجه البريء ان يكذب ؟ وكيف لتلك العيون ان تخون؟

أهذه طفلته ؟ من كانت تنام على يديه ؟ أهذه تربيته ؟







الهنوف كانت واقفه متسمرة لاتعرف مالذي يجب فعله الآن فصدمتها استحوذت عليها

تذكرت ابنها كيف استطاعت بصعوبة اقناعه لينام ولا يشهد أحداث هذه الليلة السوداء

وزوجها !! أه أجل اين ذهب زوجها !! كان يقف بجانبها منذ دقيقة ولكن اين ذهب الآن



التفتت ورائها : حآآمد حآآمد وينك ؟؟

انطلقت تبحث عنه في ارجاء المنزل بخوف وهلع خائفة ان يفعل شئ لايحمد عقباه

كانت ستنزل من الدرج وفاجئها بقدومه مسرعاً وعيناه تشتعل بحده

امسكت يده : حامد وش بتسوي ؟ حامد ؟

حامد : فضحتنا هالبزر فضحتنااا

شهقت بقوة وهي ترى ماخبئ في جيبه ولم تستطع ان تمنعه من الصعود للغرفة







دخل الى الغرفة وعيناه تنظران اليها بقسوة

كانت متعلقة برجل والدها تبكي وتصرخ وترجوه أن يصدقها تقدم إليها وركلها ببطنها بلا أي شفقة

صرخت بألم مدوي: آآآآآآه

رفعها من مقدمة شعرها وأخذ يصفعها بصفعات متتالية على وجهها وهي حتى لايمكنها الصراخ

وأفلتها من يده وانهال عليها بالضرب مجدداً بدون أي رحمة وهو يشتمها بأبشع الألفاظ

نور وليلى امسكتاه من يده محاولتان ايقافه

نور : حامد خلاص والله بتموت يكفي حامد

ليلى : حامد الله يخليك خلاص لاتوسخ ايدينك فيها

حامد ابعدهما عنه غير مكترث بصراخهم ورجائهم له ان يتركها فليس في باله شئ الا ان يغسل العار


والدهم لم يستطع التحمل أكثر ,ولم تعد ركبتاه بمقدورها ان تحمله أكثر, خارت قواه وسقط على الارض مغشياً عليه

التفت الجميع اليه برهبة وخوف , الفتاتان صرختا بقوة وحامد القى "هالة "والتفت الى والده

نور :ابوووي لا وش فيك يوبه تكفى كلمني يوبه

حامد بصوت مضطرب :اتصلو بالاسعاف بسرعه



خرج الجميع وتركاها تأن وحدها

أغلقت عيناها وسط أنين ووجع كان قلبها يبكي قبل عينيها وفستانها الابيض فستان الفرح يلتف على جسدها وكأنه يحاول ان يخنقها وكأنه الكفن

احلامها اندهست أمام عينيها بلا رحمة وشوهت الليلة التي قد اسمتها "ليلتها" ليلة العمر ولم يعد هناك شخص يدعى ب"سلطان" وانتهى كل شئ جميل كل شيء تبخر



مرت دقائق وساعات ولم يتغير شيء وعلى نفس الحالة وفي كل ثانية تمر تختنق أكثر

"يارب ان كان هذا حلماً فالينتهي بسرعه "



سمعت خطوات واهنة تقترب منها

اقترب منها ونزل الى مستواها

نظر اليها بهدوء

بصوت متقطع : حامد ابوي كيفه ؟

وكأنه لم يسمعها غرس السكين في خصرها وتلون ثوبها بل حلمها بالدم وسكن ذلك الأنين

أخرج السكينة من جسدها وذهب

تركها ورده بيضاء تنزف



أليس من المفترض أن تكون هذه الليلة مكللة بالورد والريحان ؟! ليلة جميلة ولاتنتسى

اذاً لم العروس ملقاه على الارض ؟ لم ثوبها الجميل ملطخ بالدماء ؟

ماذا فعلتي ؟! ماهو ذنبك ؟



وخلف هذه المأساة

يد تلعب بالخفاء دمر كل شيء واخرج نفسه منها مثل إقتلاع الشعرة من العجين

وها هوَ يضحك مستهزئاً وفخورا بما قد اقترفت يداه







هذه لم تكن الا البداية

أحتاج وجداً لتشجيعكم او نقدكم او أي شيء

لأكملها

فيتامين سي 25-06-16 02:44 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 

السلام عليكم

بدايه راااائعه وقلم يعد بالكثير
استمري وأتمنى لك التوفيق

خد العروس 25-06-16 06:17 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
مشكورة حبيبتي وهذا البارت الثاني عشانك

خد العروس 25-06-16 06:18 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 


الفصل الأول ( الجزء الثاني )
وردة بيضاء تنزف


ومرت أيام وصار الصمت هو التعبير الوحيد الممكن عن الصدق
وصار الانتحار، هو الازدهار الوحيد المتبقي
وصار الجرح بشفتيه الداميتين .. الابتسامة الوحيدة المتبقية لي

غاده السمان




ياعروس الكون يا ضي العيون ..
يا ملاكٍ ينثر عطور الزهور ..
ياعرس الكون يا نَف المزون ..
يا أميرة فاقت الحسن بظهور



تبتسم بخجل وهي تسمع اصوات الزغاريد حولها غنائهم لها يجدد لها الفرح

ملتفين حولها وينثرونها بالورد والريحان وهي تمشي بخطوات خجلة الى غرفة سلطان

اقترب منها ذلك الرجل (عريس الغفلة ) بثوبه الابيض المطرز يغطيه بشت اسود وعلى رأسه الغطره والعقال

انزلت رأسها واغمضت عيناها دقات قلبها تتزايد كلما احست انه يقترب أكثر وتقتحم انفها رائحة العود الى ان احست بأنها ستخنقها

فتحت عيناها وكان وجهه مقابل وجهها

وجه أسود بلا ملامح تنبعث منه شرارات حمراء واصوات ضحك مرعبة

التفتت حولها تبحث عنهم

يمه يوبه ليلى نووور الهنوف حااامد حموودي

وينكم ؟؟؟؟

صرخت وصرخت وصرخت

ولا أحد حولها سوى ذلك الرجل الاسود على هيئة عريس يحاوطها بذراعيه ويحاول تقبيلها

واصلت صراخها الى ان فقدت وعيها على صوت ضحكاته

فلم تكن تُزف الى سلطان بل كانت تُزف الى الموت







فتحت عيناها ببطء القت نظرة باهتة للغرفة ..غرفة بيضاء رائحة المعقمات تسيطر على المكان وذلك المغذي المغروس في معصمها تنهدت تنهيدة وجع ومدت يديها لذلك الألم القاتل في خاصرتها ارتجفت يداها وتسارعت ضربات قلبها وهي تتحسس الضماد الذي يغطي جرحها وكأنها تتحسس تلك الليلة المظلمة الباردة لم تعد تتذكر كم من الوقت مضى وهي في هذا المكان وكم مرة تحسست الضماد وكم مرة استيقظت من نومها تبحث عنهم !!!ا

ورغم مرور ثلاثة عشر يوماً لازالت لاتسطيع تصديق ماحدث لها

وكأني طحت من مكان عالي ومامت وماحد حولي

فتحت الباب بهدوء واغلقته بالهدوء ذاته تقدمت نحو السرير تنظر بحقد الى تلك المنهارة عليه نست كل مشاعر الأخوة والحب وكأنها لم تكن يوماً اختها

ليلى : صباح الخير حبيبتي شلونك بعد ماسودتي وجهنا ؟ شلونك بعد ما فضحتينا قدام الي يسوى واللي مايسوى ؟ أكيد مبسوطة صح ؟


لم تُجب وكانت عيناها تنظر الى الفراغ ووجهها شاحب كالأموات

امسكت بطرف رداء هالة بقهر وأخذت تشده اليها بقسوة : انطقي يالقذرة انتِ قاعده هنا مرتاحة وابوي بموت من قهره بسببك بسببك ابوي ماعاد ابوي الاولي ابوي انتهى بسببك ياحقيرة

ابتسمت ابتسامة صفراء وكأنها استفاقت من غيبوبة : ليلى انتِ جيتي تاخذيني صح ؟ ليلى حامد كان بيذبحني ليلى اختي انت مصدقتني صح ؟

ليلى والدم يغلي في عروقها : وجع يوجعك ماني اختك ولا احنا اهلك الله ياخذك ياريتك متي الله ياخذك

هالة والدموع تجري من عينيها وأخذت تصرخ بكل مالديها : آآآآآآآآآه آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه

افلتتها من يديها وتراجعت للوراء برعب وهي ترى أختها تصرخ كالمجانين وتتحرك يميناً وشمالا

دخلت مجموعة من الممرضات الى الغرفة مسرعات

سحبت احداهن ليلى الى الخارج و احاطت الاخريات بهالة يحاولن امساكها ورشها بالمهدئ

كانت ضعيفة عديمة الحيلة كانت تتعرف على آلام لم تكن تعرفها ابداً تعترض بصراخها على واقعها الكاذب

يا سكة الحلم عفواً - حلمي الفاخر
تحففت أقدامنا / و ثِقلت خطاوينـا

الواقع اللي نعيشه مُحبط وسآخر
يضحك على حزننا ويمسح أسامينا



خرجت من الغرفة وعادت لحيث ماكانت تجلس نور

نور : آآخ قلبي يعورني عليها ماتصدقين لما رجعت انا ومنصور ذيك الليله الى البيت وكانت طايحة ع الأرض وتنزف

وقتها نسيت كل اللي سوته وخفت يصير لها شي

ليلى : الله يلعنها ياريتها ماتت

نور : ليلى انا احس اختي مظلومة

ليلى : هههه لا تضحكيني ومن الا كان ف الصور ؟ لايكون أنا ؟؟ كلشي واضح يانور لا تهلوسين

بخوف : نور انا لما طلعت كانت تصرخ مثل المجنونة

نور بصدمة : ايييييش ؟؟؟؟

وفي المستشفى ذاته
حامد كان يوقع على اوراق خروج والده من المستشفى وبجانبه زوج اخته " يوسف " الذي كان مسانداً له طيلة الوقت بعكس " منصور " الذي كان يبدو عليه الاحراج والانزعاج حيث كان يرميهم بكلمات متعالية كلما سمحت له الفرصة





في الطرف الآخر من المشفى تحديداً في قسم العيادات

يجلس خلف مكتبه وتقف بجانبه ممرضة

الممرضة : دكتور منصور المريضة قريبتك الي في غرفة 66 جاتها حالة انهيار عصبي واحنا خايفين يكون الجرح انفتح من حركتها المفاجئة

أجابها وقد ضايقته كلمة "قريبتك": اعطونها مهدئ

الممرضة : أي هيا اخذت بس الجرح

منصور : كلمي الدكتورة نجلا عن الموضوع هي المسؤولة عن حالتها مب انا

الممرضة : ان شاء الله دكتور بس انا قلت اقولك بما انها قريبتك

كان سوداوي المزاج عصبياً يشعر انه قد فقد هيبته بين الموظفين في المشفى بسبب فضيحة اخت زوجته التي اصبح الناس يتحدثون عنها امام عينيه



دخلت خائفة هلعة

نور : منصور ابي اكلمك عن هالة مدري شفيها تصرخ وتضرب نفسها

منصور ببرود وعدم اهتمام : الواضح انها استخفت يبغالها دكتور نفسي

نور بفزع : استخفت ؟؟؟ كيف يعني استخفت ؟؟

منصور باشمئزاز : ترقع فضيحتها

نور : منصور الله يخليك سوي شي

منصور : يعني وش تبغيني اسوي ؟؟ مو كافي انها فضحتنا بين الناس ؟

نور : منصور مو وقت هالكلام

منصور باستخفاف : بالعكس كذا بتقدرون تلقطون وجيهكم بتقولون البنت مجنونة وماهيب واعية لتصرافتها

نور : انت شقاعد تقول ؟؟ من جدك ؟

منصور : شوفي يانور اختك مالها قعدة في هالمستشفى اكثر من كذا الناس صارت تتكلم كافي أبفهم انتم تركتوا كل هالمستشفيات ومالقيتوا غير المستشفى الا انا اشتغل فيه يعني لازم توسخوني معكم

نور : منصوور لا تزيدها علي الي فيني مكفيني الله يخليك وبعدين انت بدل ماتساعدنا وتوقف معانا هذا كلامك ؟؟ هذا موقفك ؟؟ شوف يوسف زوج اختي كيف واقف معنا ومو مقصر مو انت ماغير تعايرنا عالطالعة والنازلة

منصور : لاتقارنيني بهالحافي المنتف وجهه مغسول بمرق مافي احساس ولا غيرة في دمه مثل التيس ورا زوجته

نور وقد اعتادت على اسلوب منصور المتعالي : بس عاد حرام عليك

منصور : المهم ان اختك ماتقعد في هالمستشفى فاهمة ؟؟ والا بتشوفين شي مايرضيك

نور : يعني وين تبغاها تروح لسا جرحها مالتأم وانت تقول انها تحتاج مساعدة نفسية ؟

منصور : مو شغلي دبروا حالكم


.....................................


بعيداً عن اجواء المستشفيات الكئيبة


مستلقي على رمال البحر الدافئة نصفه العلوي على الرمال والنصف السفلي تداعبه امواج البحر

امواج البحر بين مد وجزر بللت ساقاه الطويلتان ولوث الطين الجزء الخلفي من شعره ورقبته وقميصه الابيض المهترئ بالرمال الممزقة ازراره

يلامس وجهه نسيم البحر وعيناه شاردتان في صفاء السماء دون ان يرى شيئاً وجسده لا يشعر بأشعة الشمس القوية التي تكاد تكويه

ربما فقد الاحساس بما يدور حوله بسبب حرارة الشمس الحارقة ؟ ام انه فيضان الكحول الذي يتدفق في اوردته ؟ ام أنها الذكريات التي تشغل التفكير حد النسيان ؟


وانقادت الى ذهنه تلك الذكرى وكلماتها ترن في اذنه وكأنه يسمعها حقاً

امسك بهاتفه يكاد يعتصره في يده وضغط على ازراره بقوة لم تكن الا ثواني حتى جائه صوتها الانثوي الحزين : انت شتبي أكثثر مو حرام عليك

وليد : رييم انتِ اللي حرام عليك خلينا نحل الموضوع تكفين لا حرام عليك

الريم بصراخ : لييييييش ؟؟ انت خليت عندي حل ثاااني وليد انت دمرتني دمرتنيييي الله ينتقم مننك الله لا يوفقك

وليد برجاء : رييم انا ماكان ودي توصل الامور لهنا صدقيني خلينا نشوف حل ثاني ريم انا ماقدر استغني عننك تكفين ريم

الريم : ههه بعد ايييش ؟؟ الحين عرفت قيمتي بعد ايييش ؟؟ قولي بعد ايششش ؟

وليد : رييم مو بس انا اللي غلطت انتِ بعد غلطتي بحقي وانتِ عارفه هالشي زييين وانا سامحتك انت بعد ريم لازم تعطيني فرصة

الريم : على فكرة انت اوسخ وانذل واحد شفته بحياتي لاعاد تتصل مررة ثانية مابي اسمع صووتك يكفيييي

اغلقت الخط في وجهه تجمع الدم في وجهه واخذ يتنفس بسرعه

القى بالهاتف على الجدار بقوة حتى تساقط قطع متناثرة على الارض








يا نسيم البحر ريانَ بطيب ما الذي تحمل من عطر الحبيبِ؟
صافحتني من نواحيك يدٌ تمسح الدمعةَ عن جفن الغريبِ
وتلقَّاني رشاشٌ كالبكا وهديرٌ مثلُ موصول النحيبِ





تأملته من بعيد

فتاة أشبه ماتكون بصبي مراهق طويلة القامة رشيقة ترتدي بنطال جينز ممزق عند الركبة وقميص اسود وعلى نحرها الكثير من السلاسل الفضية الغريبة وكانت ذات وجه نحيل صغير حاد الملامح واما شعرها الأسود فكان جزءه الايمن منسدل على وجهها حتى نهاية رقبتها اما الجزء الآخر فكان محلوقاً حتى بانت فروته

مشت باتجاه البحر حتى بلغته نظرت اليه بشفقة : قوم يالدلخ لا ينسلخ جلدك

كان صوتها ناعماً رقيقاً لايلائم ابداً مظهرها الشاذ

لم يحرك ساكناً ولازال ينظر للسماء بنصف عين ويبتسم ببلاهة

ركلت ظهره بقسوة فتنهد بألم ركز نظره عليها يحاول التعرف على السواد الواقف امامه وأخذ يتمتم : الرييم حبيبتي ريم انا احبك يا ريم

علقت بعصبية : الريم فعينك مالومك سكران طينة كالعاده ياهالريم الي ماراح نخلص منها

نزلت الى مستواه وسحبت مقدمة شعره اليها لتقابل وجهه : وليد قوم خل ندخل داخل بلا هبل لاتجيك ضربة شمس الحين

تكلم معها بلا وعي : ههههههههههه أشتقتي لي انا بعد اشتقت لريحتك وضع يده على وجهها : ولجسمك المرمر

صفعته على وجهه باشمئزاز ثم اخذت تغرق وجهه في البحر كان مخمورا لدرجة انه لايستطيع التحكم بجسده

"خبل خبل تخرفنك بنت صحيح حماار الحين بنت تسوي فيك كذا ياحمار

ابعدت يداها عن رأسه ورفعه بسرعه وهو ينتفض ويكح بقوة

ردت : قوم خل ندخل داخل لاابتلي فيك هنا

وضعت ذراعه على كتفها ونهض معها متجهان الى البيت المقابل للبحر


//////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////


تجلس بجانب زوجها في سيارته

وتفكيرها في مكان آخر

اختها لم تعد تستطيع النظر اليها اصبحت بالنسبة لها اكثر من عدوة

امسك بكفها ونظر الى عينيها : ليلى وصلنا مابتنزلين

نظرت اليه : سوري مانتبهت

قبل ان يدخلا الى البيت

ليلى : يووسف خلينا ندخل من الباب الخلفي

يوسف : ليه ؟؟

ليلى : اممم اكيد الحين امك وخواتك قاعدين ف الصالة وانا مب مستعده لأسئلتهم

يوسف اومأ برأسه بتفهم

دخلا من الباب الخلفي ولكن كانت ام يوسف هي من فتحت الباب

ام يوسف : هلا والله من طول الغيبات جا بالغنايم من زمان عنكم ولا كأنا عايشين ف نفس البيت

ليلى بارتباك : هلا هلا عمتي شخبارك ؟

ام يوسف تجاهلتها : شفيكم داخلين من الباب الخلفي مثل الحرامية

يوسف : لا بس احنا ماحبينا نزعجكم

ام يوسف : اها ماتزعجونا والا ست الحسن تهرب منا اتنتم تعرفون ان اليوم احنا نتجمع

ليلى : لا مو كذا بس

قاطعتها : كيف ابوك ؟؟ صار احسن ان شاء الله

ليلى : أي الحمد لله تحسن كثيير

ام يوسف : مسكين هالرجال انكسر ف آخر عمره وش الا بخليه يتحمل ليتحمل يلا شنقول بعد هاذي نتيجة تربيته ايي واختك هذيك الا ماتتسمى وش بتسون فيها ؟؟

ليلى : عمتي ماتلاحظين ان انا لسا واقفة على الباب مادخلت ؟؟

رمقتها بنظرات حاده واسرعت تصعد الدرج المؤدي للطابق الثالث حيث تقع شقتها عبارة عن غرفة نوم وغرفة جلوس صغيرة ومطبخ وحمام

ام يوسف : بل بل علييها شوف كيف تطالعني قليلة الأدب

يوسف : يمه حرام عليك بالله وقته هالكلام ؟؟

ام يوسف : هاذي جزاتي اسأل عنها وعن اهلها خايفة عليهم

يوسف : ههه خايفه عليهم أجل

تركها يوسف هو الآخر لاحقاً بليلى

ام يوسف : أي روح وراها روح راضها لا تزعل عليك اصلاً هذا الا احنا ماخذينا منكم ماالت على حظي



في غرفتها

القت جسدها المرهق على السرير أطلقت تنهيدة تعب عميقة

رأسها مثقل بالهموم تحجرت الدموع في مقليتها وليت البكاء يفيد

وكأن ماينقصها ام يوسف واسئلتها المستفزة



جلس على طرف السرير حيث لم تحس هي بوجوده كانت غارقة بهمومها

ربت على كتفها بلطف : ليلى

استدارت ناحيته واعتدلت في جلستها لم تخفى عليه ملامحها الحزينة البائسة

اقترب منها ووضع كفه على وجهها يمسح بقايا دموع

لم تتمالك نفسها وارتمت في حضنه وبكت طويلاً

احتضنها وهو يمسح على شعرها وبصوت حنون : ليلتي حبيبي خلاص عاد ادري امي مصختها معك امسحيها فوجهي

ليلى وكلامها متقطع بسبب البكاء : عاادي ......... مو بس أمك.......كل الناس الدنيا كلها ضدنا .......موقادره ارفع راسي بين الناس .....ماعرف وش اجاوبهم وش اقول ..... حتى ابووي ابووي الا ف حياتي ماشفته منهار فحياتي ماشفت دموعه .........مو عارف وش يسووي ......أنا خلاص تعبببت تعبببت يا يوسف تعببت ماعاد فيني اتحمل اكثر ........... ماقدر اتحمل نظراتهم لي وكلامهم عن أهلي ......حتى ماقدر اروح الجامعه ... اخاف احد يسألني انفضحنا الكل يتكلم عنا الكل ......... ..حتى انت مستحي منا أدري بدوون ماتقوول ادري

يوسف رفع رأسها وأمسك بأكتافها وهو ينظر الى عينيها : ليلى أدري ان الا مريتوا فيه صعب بس خلاص انتهى أنا مادخلني في اختك وفي اللي سوته انا علي منك انتِ انتِ زوجتي وأنا واثق فيك وفي اخلاقك مايهمني كلام الناس ولا حتى كلام امي الا صار انتِ مالك دخل فيه ياليلى خلي الناس تتكلم من هنا ليوم الدين أنا ماهمني الا يهمني انتِ بس يا ليلى انتِ بسس مابي اشوف هالدموع فوجهك لاتخلي هالشي يؤثر علينا تكفيين

احتضنته بقوة وبعد عدة دقائق ابعدها عنه بنرفزة


: بلا كثرة هرج وقومي امسحي القرف الا فخشمك أنا اول مررة اشوف احد يبكي من خشمه

قامت بخجل من السرير واقفلت على نفسها باب الحمام تبعها ومن وراء الباب : مو تكملين بكا في الحمام لايدخل فيك جن ما ابي زوجتي تصير مسكونة بعد

وبكرة بتروحين الجامعة يالداشرة أنا مب ماخذك عشان تنامين عاجبتك قعدة البيت هاه عاجبتك أكل ونوم وش وراك هذا بدل ماتسقبلين زوجك بالكلام الطيب وبخور ولبس سنع قاعده تبكين وتنكدين علي يا نكد يالنفسية يالتعبانة

صرخت : يووووسف وجع خلااص مابي اسمع صووتك اسكت

ضحك في نفسه عليه لقد كان يحاول ان يخرجها من جوها الكئيب ويخفف عنها


//////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////





تتأرجح على كرسي هزاز تحمل بين ذراعيها طفلتها تحاول تنويمها تلاحقها الهموم وكلمات منصور المتوعدة دموع والدها وشكوى ليلى وهروب حامد صراخ هالة والفضيحة ونظرة الناس

متى ستنتهي هذه الأزمة ؟؟ والى اين سيأخذنا القدر ؟

نظرت الى وجه سارة البريء وعيناها الناعستان تقاوم النوم وارتسمت صورة هالة في مخيلتها

اتخيلك ياختي مثل براءة سارة ماتقدرين تغلطين

بس كيف ؟ وليش ؟

كل ماتفكر بالأمر تتعقد الأمور ولا تبرير ولا حل



وضعت طفلتها في السرير بعد ان غفت عيناها غطتها وقبلت جبينها استدارت لتجد منصور يقف خلفها شهقت شهقة خفيفة : بسم الله انت من متى هناا ؟

منصور : من عشر دقايق وانتِ ولا حاسة بالدنيا

نور : طيب طلع صوت ولا شي خوفتني اف

منصور : وش صار على اختك ؟ حليتي موضوعها ؟

امسكت بيده : نتكلم برا الغرفة لا تقعد بنتك ماصدقت نامت

ما ان تعديا الغرفة كرر سؤاله عليها

وأجابته : منصور بالله عليك البنت مريضه وين تروح ؟

منصور : قلت لك مو شغلي ماتفهمين ؟ كل المستشفى تتكلم عنكم والكل يعرف انها اختك , رفع صوته : ماعدت اقدر احط عيني فعين احد بسبب فضايحكم

نور : طيب طيب لاتصارخ يصير خير ان شاء الله

منصور : شوفي لك حل وبسرعة ماعاد فيني اتحمل أكثر

نور : ان شاء الله وهمست في داخلها : الله يهديك







في شاليه البحر

بعد ان اختفت الشمس وبرد لهيبها



تجلس تتأمل البحر من بعيد تنفث دخان سيجارتها بهدوء

لاحظت شاب طويل يقترب منها نظرت اليه ولم يكن لها مؤلوفاً

اقترب منها : السلام عليكم انا ابو حنان جيت اشوف وليد انت شكلك ولد عمه صح والا انا غلطان ؟

نظرت اليه بنظرة تفحص من رأسه حتى حذائه : وليد نايم الحين وش بغيت منه

تشوش تفكيره فجأه من ذلك الصوت الناعم الذي انبعث من الشخص الواقف امامه الذي بدا له وانه صبي مراهق ولكن صوته ابدا لم يكن يلائم مظهره

فغر فاهه واخذ ينظر اليها ببلاهة

مروة : اقولك نايم وش بغيت منه ؟؟

ابو حنان : ها لا بس بغيت اسلمه البضاعة

نظرت الى الكيس الذي يحمله اقتربت منه والقت نظره داخله : ويسكي ؟؟ انت ماتشوف الرجال مثل الطييينة وبعد جايب له خمر انت ماتحس ؟

ابو حنان ولازال غير مستوعب لهيئة الشخص الواقف امامه : لا بس هو وصاني اجيبه

مروة : روح انت وخمرك ومابي اشوفك جايب خمر مرة ثانيه هنا سامع ؟؟

ابو حنان لم يستطع ان يقاطع او يبرر من الصدمة : طيب

ابتعد عنها وهو في حيرة من أمره ولازال يتساءل في نفسه اهو صبي ام فتاة



دخلت الى الشاليه واتجهت نحو المطبخ فتحت الثلاجة لتجد العديد من قناني الخمر اخذتها وفرغتها جميعاً ثم القتها في القمامة

وخرجت ورأته مسلتقي على الاريكة

ولازالت آثار النوم عالقة في وجهه : مريو انتِ شجابك هنا

مروة : وأخيرا صحيت صباح الليل

جلست بجانبه : مو ناوي تتروش وتحلق ذقنك ؟ صاير لحجي وريحتك تقررف

ضربته على كتفه : شلونك الحين ؟ صرت أحسن ؟

تنهد بألم : وين اصير احسن يامريو والريم راحت

مروة : قلعتها هي الخسرانة انت هنا بتموت عشانها وهي ولادرت عن هوا دراك تلاقيها الحين مبسوطة وقاعده تجهز حق عرسها

وليد : انا حبيتها يا مريو حبييتها أول مرة احب احد هالكثر أنا كنت مستعد ابيع الدنيا كلها عشانها الدنيا كلهاا وماهمني احد غيرها

مروة : وهي وش كانت ردة فعلها ؟؟ تركتك ونستك وراحت لغييرك خلاص انساها

وبعدين لاتلعب على نفسك انت ماحبيتها انت بس متعود عليها وكل هذا بمر صدقني

وليد : مريو انتِ مو فاهمة شي وماراح تفهمين تكفين فاارقي

مروة : لا حبيبي انا الي اعرفك واعرفها زييين خابزتكم وعاجنتكم بايدي وماراح افارق الا وانت معي ابوي بكرة يرجع من السفر واذا ماشافك في البيت ماتلوم الا نفسك وهالريم مابتنفعك

امسكت وجهه وادارته نحوها : وليييد اسمعني انت لازم ترجع مثل قبل مو بنت الا تكسرك انت الا تكسر راااس الكلل وماحد يقدر يدوس لك على طرف والا خليك تنهااار الريم تركتك اقبل خلااص وارجع لنا يعني لمتى بظل على هالحاال الخايس ؟ قولي لمتى ؟؟

وليد : لحد ماترجع الريم ماقدر اعيش من دونهااا وبترجع غصبا عنها انا اوريك فيها

مروة : بلا هبال يكفي اللي سويته من قبل لا تودينا في داهية ثانية بعد

وليد : اقوولك ماقدر اعيش من دونها ماتفهمين ؟؟

مروة انفجرت ضحك :ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه هههههههههههههه مو من جدك ههههههههههههههههههههههههههههههههه

وليد وقد استفزه ضحكها حاصرها وامسك كتفاها وحشرها في زاوية الاريكة : ليه الضحك ؟ ششايفتني قداامك ؟؟

مروة ولازالت تضحك : هههههههههههه تكفى ترى مو لايق عليك دور العاشق الولهاان هههههههههههه والله مو لايق بتموت عشانها يعني ؟ لاتقولي انك بتنتحر بعد هههههههههههههههههههههههههههههههههه

وليد وهو يضغط على ذراعيها بقوة : ابلعي لساانك وانطميي لا تخليني اكفر فيك الحين

مروة : ههههههههههههههههههههههههههههه شسوي مو متعودة عليك كذا ووالله مايناسبك هههههههههه

صفعها بخفة : غبية

صمتت احتدت عيناها وبينما هو يقوم من الاريكة امسكت بقنينة الخمر الفارغة الملقاة على الاريكة وضربته بها على ذراعه فتحطمت

اغمض عيناه من الالم وجلس وهو يعض على شفتاه ويده على ذراعة وقد تلونت بالدم : مجنووونة انتِ غبية ؟؟؟؟؟؟ ماينمزح معك

مروة : احلف انك كنت تمززح ؟؟ ههههههههه مو انت الا تمد ايدك علي يالخكري

وليد : الله يلعنك يالحيوانة انا اربيك

مروة : روح بسس ضمد عالجرح لاتمووت يالرقيق هههههههههههههههههههههههههه وضعت يدها على ذقنه : وبتحلق هاللحية وبترجع البيت بكرة

وليد : آآآآآآه مرررووه دم ايدي مب قااادر الله يلعنك

مروة : هههههههههههههههههههههههههه هذا وانت تبي تلعن خير الرييم وترجعها شووف روحك اول يالناعم يالخكري يالرقيق

وليد : وحياتك لأرجعها واخليها تبوس ايدي ورجلي عشان اسامحها


في احدى قصور مدينة الخبر الراقية

كان ذلك القصر الكبير يدل على غنى صاحبه وذوقه الرفيع الذي يشعرك بأنك في فندق خمس نجوم والممتلئ بالفخامة الحديثة والاجواء الرائعة
غرف كثيرة مختلفة الأحجام بدون الحاجة لمعظمها ,غرف استقبال ضخمة تدل على اهمية صاحب المنزل ومستواه الاجتماعي , حديقة خارجية واسعة مترامية الأطراف , كان هذا القصر يعج بالخدم حتى ان عددهم يقوف اصحاب المنزل انفسهم الذين لم يكونوا سوى رجل اعمال خمسيني وزوجته الشابة ,ابنه الغائب الحاضر , وابنة اخيه التي تعتبر بمثابة ابنته

وفي احدى الغرف

كانت مستلقية على الفراش , تستندها الوسائد وترتدي قميص نوم فضفاض مورد بالون الاحمر والابيض , كانت امرأة شابة على مشارف الثلاثين من العمر , ذات عينين عسليتين واسعتين ,شعر طويل اشبه بالحرير , جميلة المحيا ذات بشرة فاتحة رقيقة .ع
فتحت عينيها ببطء وقد ازعجها رنين هاتفها المتواصل , التقطت هاتفها ورأت اسم المتصل على الشاشة "نور جاسم" تأففت بضيق فقد سأمت اتصالات هذه المرأة المثيرة للشفقة ردت على المكالمة بصوتها الناعس : الو مرحبا

نور : اهلا ياسمين حبيبتي كيفك ؟

ياسمين ببرود : طيبة خير يا نور وش بغيتي

نور : وش صار على موضوع اختي؟ انتِ قلتي بتشوفين اذا تقدر تدخل دار الحماية اولا ولسا مارديتي علي

ياسمين : ايوا انا مو ناسية بس تعرفين انا ف اجازة الحين ولسا ماداومت بالدار ان شاء الله بكره لداومت يصير خير ولاتخافي حبيبتي الموضوع بسيط اهم شي اوراق اختك تكون جاهزة وكل شي محلول ان شاء الله

نور : مادري كيف اشكرك انا لولاك مادري وش كنت بسوي اسفه على الازعاج بس اعذريني الا صار لنا مب سهل وانا ما اعرف احد يقدر يفيدني غيرك انتي تشتغلين هناك و واسطة زوجك قوية و..ن

قاطعتها ياسمين بملل : طيب عادي ماسويت شي انا بسكر الحين لأني مشغولة

اغلقت المكالمة حتى بدون ان تسمع الرد

القت نظرة على الساعة وكانت تشير الى العاشرة صباحاً : لا ومتصلة من صباح ربي ناس ماعندها ذوق


قامت من سريرها بكسل دخلت دورة المياه التي تقع داخل غرفتها الواسعه

غسلت وجهها وفرشت اسنانها ورتبت شعرها الطويل المصبوغ بالأشقر

فتحت خزانة الملابس وتناولت ثوب ارجواني طويل ارتدته ثم فتحت علبة الماكياج واخذت تتفنن في وضعه

نظرت الى انعكاس صورتها في المرآه برضا

كانت امرأة رائقة المزاج تحب ان تهتم بنفسها كثيراً حتى بأدق التفاصيل فلم يكن هنالك مايشغلها , انها تعيش حياة مرفهة بلا أي مسؤوليات , وظيفة تذهب لها في أي وقت شاءت لمجرد "برستيج " او ان تبعد عن نسفها الملل , زوج مشغول بأعماله لا تراه الا في الاجازات وابنائه الذين لا تكترث بهم البتة



تذكرت ان زوجها قادم الليلة من سفره الذي دام شهرين متتالين , قررت ان تقوم بمفاجئته بطريقتها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

خد العروس 25-06-16 06:20 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 


اخيراً استقر " ابو حامد " في منزله ,


كان مستلقياً على السرير و يبدو مرهقاً وتظهر على ملامحه علامات الألم والإنكسار



يوسف : الحمد الله على السلامة ياعمي ماتشوف شر

ليلى بصوت باكي : يوبه حبيبي شلونك ؟؟ ماتشوف شر يوبه

تقدم يوسف وقبل رأس ابو حامد بإحترام اما ليلى فانحنت تحتضن يد والدها وتقبلها

ابو حامد بصوت منكسر : الله يسلمك ياولدي مشكور على وقفتك معانا ماقصرت

يوسف : شدعوى ياعمي ماسويت شي وأنتم أهلي

ابو حامد : والله انا مستحي منك موب عارف وش اقولك سودت وجهي هالبنت

ليلى رفعت رأسها وبرجاء : يوبه الله يخليك لاتسوي ف روحك كذا

أبعد يدا ابنته عنه واشاح بوجهه جانباً وعيناه تحتبس الدموع مطأطأً رأسه بانكسار

كان حامد يجلس بجانب سرير والده صامتاً عاقداً حاجبيه اما نور تجلس بجانب الهنوف في اخر الغرفة بحكم وجود " يوسف "

كان الجو مشحوناً بالتوتر فأي كلمات يمكنها ان تخفف ذلك الوجع ؟ أي كلمات يمكنها أن تمحي الفضيحة ؟ وهذا الرجل الذي كان مثل الجبل قد انهار

استأذن يوسف بأدب : يلا انا اخليك ياعمي عندي شغل ولازم اخلصه

ابو حامد : الله يسلمك ياولدي روح لاتشغل نفسك فينا الله يوفقك ويسدد خطاك

بعد ان خرج يوسف تحدث ابو حامد بتعب : وش بتسوون الحين مع هاذي مسودة الوجه ؟؟ ياريتها ماتت وارتحنا

تقدمت نور وجلست بجانب والدها : انا كلمت ياسمين بنت خالتي عشان ندخلها دار الحماية هناك أفضل لها

خرج حامد من صمته وتحدث بعصبية : وش دار حماية انتِ بعد ؟ انا من رايي نجيبها هنا البيت وخليها تخيس ف غرفتها لين ماتموت والا الاحسن نذبحها ونخلص منها مررة وحدة

نور بالعصبية ذاتها : انت آخر واحد تتكلم ف هالموضوع يكفي الا سويته فيهاا بكل وحششية بدون لارحمة ولاضمير

ناصر :انتي الا اخر وحدة تتكلمين يانور يكفي زوجك وهو ذلنااا في المستشفى ع الطالعة والنازلة

نور تدافع : انت تعرف منصور طبعه عصبي ومو قصده

حامد : لا تصرفات زوجك كانت واضحة مثل الشمس حتى انه ماجا وتحمد لابوي بالسلامة واضح انه مستعر منا ومتفشل صدق ان ماتعرف الناس الا في هالمواقف لكن اناا اوريه الحقير

ابو حامد : ياحامد اترك منصور ف حاله الرجال ماقصر معنا ف شي ورايته بيضا الفضيحة الا حطتنا فيها اختكم مو سهلة احنا مب قادرين نطلع منها مابالكم بمنصور اختكم فضحتني وذلتني على آخر عمري انا ما ادري ف ايش قصرت معها والا ايش انا سويت عشان يصير معي هالمصايب ذلتني الحقيرة ذلتني بين الناس ذلتني

كان الحزن منثوراً عليه ,بل كان مغطى به

حامد : ماعاش من يذلك وينزل راسك يايوبه وانا هالكلبة ذابحها ذابحها

نور : ليش هي خروف نذبحها ؟ هاذي اختنا يا حاامد اختنا , هاذي تربيتك يا يوبه , تصدق ان هالة تسوي كذا ؟؟ مهما صار تظل اختنا ولازم نوقف ف صفها مهما صااار

وانا راح اثبت لكم ان هالة مظلومة لازم نتكلم معها ونشوف حل

قاطعها منصور بعصبية واستمر هذا النقاش العقيم بصراخ وعصبية متجاهلين حالة والدهم المريض الذي لم يعد يتحمل المزيد

اما الهنوف فكانت تجلس كالصنم ويبدوا عليها الرعب والقلق وكان من الواضح انها تخبأ شيئاَ





.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .......



" ليلى "

خرجت من الغرفة متجهة ً الى غرفة نومها القديمة , الغرفة التي كانت تجمعها مع اختها "هالة " وراحت تنهال عليها الذكريات كشريط سينمائي, جلست على سريرها واخرجت صور اختها المشؤومة من احدى الادراج , وهي مبحرة في بحر من التساؤلات ,كثيرة هي الاسئلة التي لم تجد لها جواباً, شعرت بالاختناق وهي تتأمل صور هالة للمرة المليون علها تجد جواباً , او دليلاً على براءة اختها ولكن لا شيء



تظهر هالة في الصور وهي شبه عارية مع شاب وهناك غمامة سوداء تخفي وجهه, اما هالة فكانت في الصورة الاولى مغمضةً عينيها وكأنها نائمة ,اما في الصورة الثانية كانت مبتسمة ابتسامة غريبة , و الصورة الثالثة فكانت مرتدية ثوب احمر قصير وكأنها ترقص مع ذلك الشاب



تشابكت الافكار في رأسها وقيدتها لقد كانت تعرف جيداً ان هذه الصور ليست معدلة او مختلقة بحكم خبرتها في مجال التصوير والتصميم



دخلت الى الغرفة نور ويبدو عليها الانزعاج وآثار الشجار

تحدثت بحنق : مريض نفسي ,همجي ,مب راضي يفهم ان العصبية والجنون الا هو فيه مب حل , لازم نقعد مع البنت ونفهم منها بعدين نحكم , غبي مجنوون

ليلى : تروح بحريقة ,, ماعاد تهمني , انا كل اللي يهمني في الموضوع ابوي

رفعت ليلى رأسها ببرود : الصور واضحة يا نور وضوح الشمس , خلاص تكفين لاتدافعين عنها

نور وهي تنظر لما في يدي ليلى : انت وبعدين مع هالصور , الصور مفبركة واحد لاعب فيها مية بالمية

ليلى : الصور واضحة هاذي هالة , هاذي هالة اختي شوفي الشامة البيضا على بطنها , والسلسال الذهب الي باسمها هذا السلسال انا الاهديتها اياه في عيد ميلادها , الثوب الاحمر الي تحبه وتلبسه ف اغلب المناسبات , هاذي هالة مافي شك

نور : اقولك في احد لاعب ف الصور يمكن البنت احد صورها بعرس او سارق الصور من جوالها وركب صور الولد معها

ليلى : هههههه لا تضحكيني وهي ليش بتصور نفسها بدون هدوم ؟ نور مو انا اللي تمشي علي هالأمور , انا مصورة واكيد بعرف اذا كان احد لاعب بالصور بفوتوشوب او غيره

نور واغرقت عيناها بالدموع : مادري يا ليلى مب قادرة اصدق

ليلى بانفعال : اذا تبغين الحق , احنا انشغلنا عنها في الفترة الاخيرة , امي ماتت وانتِ تزوجتي وصار عندك بنت وانشغلتي , وانا انخطبت وانشغلت , كلنا كنا مشغولين ومب داريين عنها , وهي بنت مراهقة وبريئة وساذجة وبسرعة ينضحك عليها , يمكن تكون ضحية واحد لعب عليها وضيعها ,بس هذا مايعني انها مب غلطانة

نور : انتِ ش قاعدة تقولين ؟؟ انا اعرف اختي زين ماتسوي كذا مستحييييل وانا صحيح تزوجت وانشغلت مع زوجي وبنتي بس هذا مايعني اني اهملت هالة انا اعرفها زين وهي غير عن اللي تقولينه , هاذي هالة ياليلى هااالة

ليلى : كل الناس لما يغلطون عيالهم يقولون نفس الكلام , بس احنا غفلنا عنها وهي ف النهاية بنت محتاجة حنان وعطف والشيطان لعب بعقلها وضاعت وضيعتنا معها اصحي يانور اصحي

نور بغصة : مستحيل هالة احسها مثل بنتي سارة بريئة مستحيل تغلط



فستان احمر , قيادة ذهبية وشامة بيضاء

علامات تشير الى شيء واحد لا غير وهو ادانة هالة فهل ثبتت التهمة حقاً ؟



انتهى الفصل الأول
اتمنى يكون عند حسن ظنكم
قراءة ممتعة


فيتامين سي 27-06-16 04:08 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلمين ومشكوره يالغلا
بارت راااائع لكن في كثيرمن الغموض
هالة أبصم بالعشره إنها بريئه وإن زوجة أخوها لها يد في
حكاية الصور لأنها الوحيده اللي تقدر تدخل لغرفة هاله وتاخذ الصور وبدون ما أحد يحس وواضح إنها سلمتها
لشخص لعب فيها بالفوتشوب وفبركها
لكن السؤال ليه عملت كذا ومالهدف من اللي عملته ولمصلحة من

الأب وحامد المفروض يسألونها عن الصور ويعرفون
ردها ويتأكدون من صدقها ماهو على طول خذوه فغلوه
هذي مسسألة شرف ماهو شيء هين والعلم تطور ويقدرون
بسهولة يكتشفون صدقها أو كذبها

ليلي تقهر ماعندها ثقه في أختهاوالله زوجها الغريب
طلع أحسن منها
نور ماقصرت وربي يعينها وتثبت براءة هاله لكن الظاهر
تهمتها بطول الله يكون في عونها انظلمت ظلم وماهو شيء
سهل أتهمت في شرفها
وليد ومريم ومروه
غموض في غموض مالعلاقه بين مريم ووليد وليه تخلت
عنه
مروه البيت اللي عاشت فيه وتربيتها بين رجال أثر على شخصيتها فأصبحت مسترجله غياب الخال وولده المايع
له دور في شخصيتها
عندي شك إن مروه تحب وليد وكاتمه هالحب في صدرها
لكن وليد ماجاب خبرها
منتظرين بقية الأحداث وظهور براءة هالة


bluemay 08-07-16 02:39 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يا هلا ومرحبا فيك ..

بداية رائعة ومؤثرة كتيير

انقهرت ع هالة .. وما عندي شك انه مظلومة
احتمال حدا كاد لها مكيدة

وعندي شعور انه سلطان الو يد بالموضوع

لو مو مباشرة فمن طرفه متل وحدة تكون حاطة عينها عليه
وبدها تزيح هالة من طريقها .


ليلى خسارة الاخوة فيها
عند اول مطب اتخلت عن اختها واقرب الناس الها.


نور بتمنى تقدرتساعدها باظهار حقيقتها


استمري يا قمر وكلنا شوووق للقادم



تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


خد العروس 09-07-16 11:23 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
تسلمو اعزائي
بنزل البارت الجديد الحين

خد العروس 09-07-16 11:25 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 

الفصل الثاني
بعنوان : أنين لا يتوقف





لا أحد يسمع ما يقوله قلبك
لا أحد يسمع الحقيقة
في عقبات الحياة و معاركها الكاذبة
لا أحد يرى الحقيقة
وبعد سنوات ستتذكر الذكريات و أنت حزين
والندامة لن تترك و لا قدرك و لا ملاحقتك
و جمرة حبك لن تستسلم للمياه الباردة
و تلك اللحظة لن تعاش مرة اخرى
لا يوجد مكان تذهب اليه
ولا باب تدقه
و ستفهم عندما تبقى لوحدك في هذه الدنيا
يوجد كلام كثير تريد أن تقوله
و لكن لا أحد يسمع
تعبت من أن أحب لوحدي أيتها الدنيا الكاذبة



لازالت تستلقي على ذلك السرير , تستيقظ لتبكي وتصرخ , يداها مقيدتان بالسرير , لمنعها من ضرب نفسها وايذائها , سجينة حزنها وتعاستها , تعاقب لذنب لم ترتكبه , نتنظر تنفيذ الحكم عليها ,



تُنسى ، كأَنك لم تكن شخصاً ، ولا نصاً وتنسى !
تُنسى، كأَنك لم تكن خبراً ، ولا أثراً تُنسى


سلاماً على كلِّ من مرَّ على جرحي ولمْ يُلقِ التحية ..!!


,



يرتب ملابسه وأشياءه ليستعد لسفره الطويل , ولكن هناك شيء ناقص , , أين هي عروسه ؟ , كانت من المفترض أن تكون معه , ليس هذا ما خطط له , أن يجهز لسفره وحده , ويسافر وحده , ليعيش في ذلك البد البعيد وحده , كانت تعيش في جميع خيالاته حين يتخيل نفسه في بريطانيا , دائماً كانت تعيش في مخيلته , ولكن أين اختفت الآن ؟

تذكَر ذلك اليوم , اليوم الذي كان من المفترض أن يكون يوم زفافه منها , كان سعيداً جداً , وفرحته لا يمكن وصفها , ثم اختفى كل شيء

حينما وصلت له تلك الرسالة المجهولة , تخبره أن يتمهل في الزواج , والا سيندم , , ثم ذلك الظرف والصور التي افقدته صوابه

كانت تلك صورها , لم ولن ينسى ذلك الوجه الذي طبع في مخيلته منذ ان رآها , أخبر والدته لتأكد له أنها هي , ويذهب والده ليخبر والدها بفضيحة ابنته, وانتهى ذلك الزواج قبل أن يبدأ


دخلت غرفته : يومه سلطان خلصت تجهيز اغراضك ؟ والا اساعدك ؟

سلطان : لا يومه خلصت

ام سلطان : حبيبي ,ان شاء الله ماتكون بعدك متضايق من اللي صار

سلطان : شلون ما اتضايق يومه , انا كنت بتزوج وفجأة انتهى كل شي

ام سلطان : لا تضيق خلقك يا يومه , اللا صار كله خيره من رب العالمين , ربي كشفها لك من البداية عشان لاتتورط معها , الله يجزيه خير اللا رسل الصور وفضحها قبل لاتتزوجها

سلطان : الحمد الله على كل حال

ام سلطان : بكرة ادورك لك على الاحسن منها ولاينكسر خاطرك يا يومه




,




في ذلك القصر الراقي , تجلس بجانب زوجها الذي عاد أخيراً من سفره , ,كان المكان مزين بالبالونات الملونة بالأحمر والأبيض , ومشكلة على شكل قلوب , وتتوسط الصالة طاولة وُضِعَ عليها قالب كعك وردي , كُتِب عليه , ياسمين وسامي الى الأبد



قالت وهي تضع قطعة من الكعك في فمه : حبيبي , ماتصدق قد ايش وحشتني , والله ماكنت عايشة بدونك

سامي وصوته غير واضح بسبب فمه المليء بالكعك : يا بعد عمرري انتي , انا بعد ماكنت عايش بدونك

كان يتأمل تلك الشابة الجميلة بإعجاب شديد , كانت ترتدي ثوب ذهبي طويل , وشعرها المصبوغ بالأشقر منسدل على جانب واحد ,أما هو فيرتدي قميصاً مشجر و بنطال , كان يحاول أن يبدو شابَا , حيث قام بصبغ شعره ولحيته بالأسود ليخفي شيبه , علَه يصغر من سنه الذي قارب للستين ,


في هذه الأثناء دخل وليد ومعه مروة الى القصر , لفت انتباههما صوت الموسيقى القادم من الصالة

وليد : مرت ابوك عندها عزيمة ؟

مروة : مادري , يجوز , برووح أطل اشوف

مروة وهي تطل على المدخل المؤدي الى الصالة : ههههههههه وليد تعال شوف

وليد : وش فيه ؟ ليه تضحكين

مروة : هههههههههه تعال شوف ابوي رجع من السفر

وليد اقترب منها واخذ ينظر الى مانتظر اليه , : هههههههههههههه يسعد لي جوك ياشيخ

مروة : تعال نسلم عليه

وليد : انتِ روحي , أنا مالي خلق , بعدني شايل في قلبي عليه بعد اللي صار مع الريم

مروة وهي تمسك يده : يلا تعال وبلا دلع , خلينا نضحك شوي


سامي ولمح ابناؤه متجهين اليه , مروة : هلا يوبه الحمد الله على السلامة

سامي : الله يسلمك يا مروة

مروة وتقدمت اليه وقبلت رأسه باحترام : تو مانور البيت

سامي : منور بأهله حبيبتي شلونك ؟

مروة : الحمد لله يوبه

سامي وهو يرمق وليد الواقف بمسافة بسيطة عنه : وانت ليه ماتجي تسلم على ابوك

وليد ببرود وبدون لاينظر اليه : سلام

سامي : وش ذا السلام البارد , كذا تسلم على ابوك الا ماشفته من شهرين , انت ماتستحي على وجهك

مروة وهي تحاول تغير الموضوع : يوبه ليه صابغ شعرك ؟ صاير شباب حتى تبين وكأنك في عمر وليدوه

سامي وقد اعجبه إطراء مروة : والله ؟ لايق علي ؟

مروة : أي مررة يوبه , ولا كأنك في العشرين

وليد ولم يستطع كتم ضحكته : ههههههههههه

سامي وانحرج من ضحكة وليد وعرف معناها : انت ليه تضحك ؟

وليد وتجاهل والده وترك الصالة متجهاً الى غرفته

سامي : قليل أدب أنا اوريك

ياسمين وهي كتف زوجها : حبيبي ماعليك منه , لاتعصب , خله يولي شتبي فيه

سامي : لا بس قلة ادبة زادت عن حدها

ياسمين : ماعليك منه حبيبي , الحين تروح وتتركني , وانا تعبت طول اليوم وانا اتعدل واتظبط لك

سامي : ماعليه حبيبتي عصبت شوي , اسمحي لي

مروة وشعرت ان موقعها بينهما خطأ فقالت : تصبح على خير يوبه اترك تاخذ راحتك مع زوجتك

تركتهما واتجهت لوليد الذي كان يصعد الدرج

مروة : ولييد هههههههههه انت متى بتعقل عن هالحركات

وليد : انتِ ماشفتي البالونات والجو الرومنسي اللي عايش فيه , وزوجته كأنها بنته , ما قدرت امسك نفسي هههههههههههه

مروة : وجع نزل صوتك لا يسمعنا

وليد : مايهمني



,


في صباح يوم جديد , تلقت ياسمين مكالمة من نور

ياسمين : بس لازم يكون ولي الامر موجود معها اذا بتدخلينها الدار

نور : بس ابوي تعبان هالفترة , مافي غير هالحل ؟

ياسمين : امم طيب انا برسل لك اوراق على البريد , عبيها وفيه اثباتات لازم تجيبينها معك وبحاول احل الموضوع

نور : طيب مشكورة حبيبتي ماقصرتي

ياسمين : ولا يهمك


اغلقت الهاتف , واقتربت من زوجها الجالس على السرير

ياسمين بدلع : حبيبي ليه متضايق ؟

سامي : متضايق على هالولد , شكله بعده حاقد علي بعد اللي صار

ياسمين : حبيبي انت سويت هالشي لمصلحته , كلها كم يوم وينسى ويعرف غلطه ويجي يعتذر منك

سامي : بس شكلي قسيت عليه هالمرة , وانا ما اتحمل اشوفه مكتئب كذا , يظل ولدي الوحيد وماعندي غيره

ياسمين : حبيبي لا تشغل بالك , كلها كم يوم ويرجع كل شي مثل ماكان صدقني

سامي : ان شاء الله

,



قامت بخطوات متثاقلة من السرير ,مشتتة الذهن ,مثقلة بالهموم ,نظرت الى صورة زفافها التي على الكومودينة , كم كانت سعيدة وقتها , فقد احبته بصدق ,انه كريم وطيب ولكنه يفقد اعصابه بسهولة , فيصبح جافاً ,عديم الاحساس ,استفزازي , كأنه ذو شخصيتين متناقضتين يحل احداهما محل الاخرى بالتناوب

تساءلت في نفسها ان كانت لازالت سعيدة معه , فبعد قصة "هالة " اصبحت حياتهما لاتطاق لكثرة الشجار و أعصابه التي لا تهدئ


انتِ تبغين تجننيني , اقولك مو متحمل وجودها ف المستشفى تبغين تجيبنها بيتي بعد

الزمي حدودك معي يانور واسمعي الكلام ولاتردين ف وجهي , اختك هاذي ما ابغاك حتى تشوفينها تسمعين والا لا؟




كلماته الجارحة أصبحت كالكوابيس ترن في اذنها طوال الليل ,الى متى ستتحمل عصبيته وجنونه عليها ؟ لايمكنها العيش مع تعييره لها ولأهلها الى الأبد

مدت يدها اليه وهززته بخفة : منصور , قوم أذن الفجر

همهم بصوت ناعس : طيب

اختلست نظرة الى وجهه الجذاب البارد , وحدثت نفسها ( مو حرام الا تسويه فيني يا منصور ؟)

,

,


كان يجلس في غرفته , وعلى ملامحه امارات الضيق , اليوم هو يوم زفافها , اليوم ستصبح لغيره , وستحرَم عليه للابد

بدون ان تطرق الباب , داهمت مروة الغرفة : ولييدوه ,

وليد : نعم شتبغين ؟

مروة وهي تجلس على السرير وتقابله : وش رايك نروح للبحرين نغير جو , اليوم بجيبون السلطان سليمان بعظمته عشان يغني في مهرجان هناك

وليد : مالي خلق

مروة : يلا عاد , خلاص تراك ابثرتنا برومنسيتك الزايدة , وتزوجت ويعني ؟ خلاص نهاية العالم ؟

وليد : مريو اقلبي وجهك , مابتروحين العرس الليلة ؟

مروة : وليه أروح ؟

وليد : مريو تراها اختك , ماعليك مني , لا تجيبين لنفسك المشاكل مع امك بسببي

مروة : هههههههههه أنا وامي مشاكلنا ماتخلص , وانا ماباروح العرس لأني ما احب الأعراس واجوائها البايخة مو عشانك

وليد : والريم ؟

مروة : الريم صحيح اختي , بس بالطقاق يعني هي تدري ان انا ماحب هالاجواء

مروة وهي تضرب رأسه : افف خلاص لا تفكر فيها , مررة مصدق حالك انك تحبها انت تدري ليه موقادر تشيلها من بالك ومتأثر فيها ؟

وليد ببرود : ليه ؟

مروة : عشانها هي اللي تركتك , مو انت اللي تركتها , انت في العادة اللي تنهي العلاقة مع كل بنت كنت معها , بس هالمررة صار العكس هي اللي تركتك وكملت حياتها

أخذ يفكر بكلامها , ويتسائل في نفسه ان كان صحيحاً أم لا , مروة ابنة عمه التي لا يعتبرها سوى اخت واقرب شخص له , كانت تعرفه أكثر منه , كانت تجمعها معه علاقة اخوية جميلة , كانت تحبه أكثر من ماتحب اختها الغير شقيقة "الريم "


يتبع

خد العروس 09-07-16 11:28 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 




يسير في ممرات المستشفى ,يرتدي معطفه الأبيض فوق سكراب المستشفى الكحلي ,وعلى رقبته سماعة الطبيب , للتو انتهى من عملية استئصال المرارة ,لحسن الحظ أنها كانت مجرد عملية بسيطة باستخدام المنظار ولا تتطلب أي جهد مبالغ , فلازال تفكيره مشوش وأعصابه مشدودة ,ولازال شجاره البارحة مع نور مؤثراً على مزاجه , كان متجهاً لقسم العيادات فلديه عدة مواعيد مسجلة مع مرضى , في طريقه سمع اصوات ضحكات عالية قادمة من تجمع ممرضات ,يتحدثن بصوت عالي بعض الشيء

كانت احداهما تشرح يومها الطويل مع مريضة عجوز اصابها الخرف وتطالب كل ساعة بالغذاء وتنسى انها قد تناولته , واخرى تعلق عليها ضاحكة وأخرى تصف مريضها الذي جاء لأجل عملية تكميم بـ "الدب الجوعان " وتقول " انت سكر حلقك والامور كلها تكون طيبة وماتحتاج عملية " وتستمر تعليقاتهم السخيفة على المرضى واصوات قهقهتهم المرتفعة , احتقرهم في داخله وأكمل مسيره , سمع احداهن تتحدث : من شوي كنت عند " الفزاعة " وماعرفت اقيس ضغطها من صراخها

علقت أخرى : مين الفزاعة ؟

الممرضة منيرة : هاذي هالة الجاسم قريبة الدكتور منصور صرنا نسميها الفزاعة الحين

الممرضة سمية : هههههههههههه يناسبها والله , انا كل ما اروح أطل عليها اشوفها تصارخ

الممرضة سلمى : ماتنلام مسكينة , اهلها تبرو منها , وسيرتها على كل لسان في المستشفى

, الممرضة جنان : الدكتور منصور هذا دكتور الباطنية ماغيره ؟ الا اخت زوجته انطعنت في خصرها وسوولها عملية استئصال كلية

الممرضة منيرة : أي قصتهم صارت حديث الساعة في المستشفى هههههههههههههه

الممرضة جنان وهي تكتم ضحكتها : استغفر الله انتم ماخليتو مريض ف حاله , كلهم طلعتوا لهم ألقاب

الممرضة سلمى لاحظت وجود منصور الواقف بقرابة منهم , بلعت ريقها بصعوبة وهزت كتف زميلتها الغارقة في الضحك تنبهها , رفع الجميع رؤوسهم لينظروا الى منصور الواقف على مسافة قريبة منهم , ملامحه محتدة وينظر اليهم باحتقار واضح , صمتن وهنَ يشعرن بالحرج ,

منصور وهو يرفع صوته : كل وحدة فيكم تحترم المكان الي جالسة فيه , احنا هنا في مستشفى , شوية احترام للمرضى , ولو كل وحدة تشوف شغلها يكون أحسن

تفرقنَ محرجات من كلماته ومن أعين الموظفين والمراجعين التي تركزت عليهم ,أما هو فقد أكمل مسيره الى الغرفة الخاصة به وهو يحترق من الداخل (قليلات أدب , والله لو ماهم بنات كان عرفت كيف أربيهم )

دخل الى الغرفة ليجد صديقه الدكتور جهاد بانتظاره

الدكتور جهاد : اهلا منصور , بغيتك في استشارة , مد له عدَة صور اشعاعية لمريض ويسأله عن رأيه

منصور بعصبية امسك الصور ووضعهم على الطاولة وجلس على كرسيه

الدكتور جهاد : وش فيك هاليومين مو عاجبني

منصور ولم يجب على سؤاله : أنا بفهم هذول الممرضات من الا موظفهم ؟

الدكتور جهاد : شكلك تقصد الطاقم الجديد للتمريض , توهم موظفينهم هنا هالشهر الدكتور جهاد يغمز : مزز صح ؟

منصور بنرفزة : وش مزز انت بعد ؟ غبيات وقليلات أدب , كأنهم قاعدين في السويكت مب ف مستشفى , أنا أول مرة اسمع ضحكة بنت بهالطريقة المقززة

الدكتور جهاد صمت وهو يعرف أن ضيق منصور في الأصل ليس بسبب الممرضات , أكمل موضوع الاستشارة ليناقش معه الصور الاشعاعية الخاصة بمريض ما





,



في ممرات المستشفى ذاته , كانت الممرضة منيرة بجانبها زميلتها جنان يبتعدان عن قسم العيادات , متجهات لقسم التنويم لاكمال عملهن

جنان تكلم منيرة بصوت منخفض : شهالفشيلة ياربي , الحين كيف بقدر احط عيني بعينه بعد اللي صار , انا الغبية الا متابعتكم وماشية ورا سوالفكم البايخة

منيرة : وه يافديته ,يجنن وهو معصب ,هيبة وثقل ورززة ,

جنان وهي متعجبة من كلامها : والله انك فاضية وماعندك حيا , اقولك تفشلنا منه وهو قفطنا نتكلم عنه بكل وقاحة , وانتِ تفكرين ف مشاعرك التعبانة

منيرة : وه بس , الله يجعله من نصيبي يارب

جنان : غبية , تراه متزوج وعنده بنت على فكرة

منيرة : عارفة انه منتزوج حبيبتي , بس شكله هالزواج ماراح يطول

جنان : ليه وش دراك , يعني تفكرين ان بيترك زوجته لخاطر عيونك مثلاً

منيرة : ما اقصد كذا ياغبية , من قبل كم يوم , كانت زوجته هنا في المستشفى تكمل وهي تضحك : وسمعت هواشهم

جنان : حيوانة , وليه تتجسسين على الناس , مريضة مب صاحية



توقفت منيرة عند احدى غرف المرضى ,

جنان : شفيك وقفتي هنا , احنا المفروض نكون ف غرفة 77 عند الدكتورة نجلا

منيرة : هاذي غرفة الفزاعة , اتحداك تدخلين وتغيرين ضمادها

جنان : وليه يعني ؟ طايحة من عينك ؟

منيرة : تراها مجنونة , ماتخلي احد يلمسها تتحرك مثل المجنانين لما تشوف أحد

جنان بتحدي : مايكون اسمي جنان اذا مادخلت وغيرت لها وبتشوفين أن انا احسن منك فذي الشغلة

منيرة : نشووف , يلا أنا بروح لعند دكتورة نجلا , لا تحس بتأخيرنا , وباقول لها انك شوي وبتجين

جنان : طيب



دخلت جنان " الممرضة الجاهلة " الى الغرفة , يغمرها التحدي لتثبت لمنيرة انها الافضل في مجالها , القت نظرة الى تلك النائمة على السرير , كانت تبدو وكأنها تغط في نوم طويل ولن تستيقظ بسهولة , جهزت الضمادات والعصابات النظيفة لتغير لها عن جرحها , جلست بجانبها , وكشفت عن جرحها , واخذت نتزع بقايا الضماد بهدوء وحرص شديدين , في هذه اللحظات , فتحت هالة عينيها ,شعرت بحركة يدي الممرضة على جرحها , رعشة جنون سيطرت على هالة , يداها ترتعدان ,وجهها مصفر كثيب , شفتاها تميل للزرقة , بدأت بالنواح بصوت منخفض متعب , نظرت جنان اليها وهي تحاول تهدئتها : لا تخافي حبيبتي أنا بس بغير لك الشاش الي عالجرح , لاتتحركي عشان اخلص بسرعة

ازداد أنين هالة شيئاً فشيئاً وارتفع صوتها بالصراخ , وأخذت تحاول ابعاد يدي الممرضة عنها ,

هالة تصرخ بصوت مبحوح : بعدييي عنيي , لاتلمسيني رووحي بعدي بعديي

كانت حركاتها العشوائية تنطق بالجنون وكأنها مصابة بمس من الجن , ولم تستطع جنان السيطرة عليها , وصل الصوت للخارج , فدخل احد الأطباء مع ممرضتين للغرفة

جنان تشرح الوضع بارتباك : أنا كنت اغير لها على الجرح وفجأة قامت تصرخ وتضربني وتضرب نفسها

الطبيب بصرخة وهو منشغل بتهدئة هالة : طيب اطلعي برا لو سمحتي ونادي على الدكتورة نجلا بسرعة



خرجت من الغرفة وهي ترتعد من ما رأته عينيها , ماكان يجب عليها أن تطيع منيرة وتتدخل في مالا يعنيها , ذهبت بسرعة لتخبر دكتورة نجلاء بما حدث ,


,

كانت دكتورة نجلاء تؤنب جنان بانفعال : انتِ من طلب منك تغيرين لها عالجرح ؟؟ ليه تدخلين الغرفة من الأساس ؟ أنا طلبت منك تساعدي منيرة في تجهيز مريض لعملية مو تروحين لغرفة هالة , انتِ ما تفهمين والا تعاندين والا شقصتك بالضبط ؟

جنان وهي تحاول ان لاتبكي : آسفة دكتورة , أنا بس قلت اساعدك , وشفت المريضة نايمة قلت اغير لها فرصة

الدكتورة نجلا بعصبية أكبر : ومن طلب منك المساعدة ؟؟ المريضة تعبانة نفسياً وماتتحمل أي مضايقة , احنا نحاول نتصرف معها بكل حذر مع المساعدة النفسية وانتِ تجين وتدخلين كذا بدون حتى ماتسألين , وش هالتصرف الغير مسؤول ,

جنان : آسفة والله آخر مررة اسوي شي بدون ما أسأل , أنا جديدة هنا في المستشفى وهاذي أول وظيفة استلمها , أتمنى تعذريني

دكتورة نجلاء : المرضى أمانة عندنا أمانة مو لعبة , احمدي ربك أن الموضوع عدَى على خير , تدرين لو صار لها شي كان أنا الا راح اتحاسب , لأن أنا المسؤولة عن الحالة بس وربي ماكنت اخليك تفلتين منها , يلا الحين روحي ولاتخليني اشوف وجهك



ذهبت وهي تندب حظها وتلعن منيرة في نفسها , وقفت في الزاوية وأخذت تبكي بصمت , كان منصور خارجاً من الغرفى بعد أن انهى جميع مواعيده مع المرضى , انتبه لجنان التي تقف بطريقة غريبة لاحظ بكائها ,و لم يعرها أي اهتمام وأكمل مسيره ليتفاجأ بوجود "أبو سلطان يقف أمامه " :السلام عليكم , كيف حالك يا منصور

منصور وقد تفاجأ من ابو سلطان الذي كان من الواضح أنه ينتظره : و عليكم السلام , حياك الله

ابو سلطان : منصور أنا جاي أكلمك بموضوع

منصور : تفضل

ابو سلطان : تعال معي شوي , ما أبغى أتكلم هنا واسبب لك احراج



خرجا من المستشفى وانفردا معاً في مكان خالٍ من الناس

منصور وقد تمالكه الفضول : تفضل يا ابو سلطان قول اللي عندك

ابو سلطان : منصور , أنا ماحبيت افتح هذا الموضوع مررة ثانية , واحنا قلنا مثل مادخلنا بالخير نطلع بالخير , بس الا رسل لسلطان الصور رجع ورسل له شي ثاني

مد اليه كيس صغير : هذا يخص بنتكم ,

أخذ منصور الكيس منه وألقى نظرة على مافي داخله فكان قرصاً

ابو سلطان : أنا قلت اجي اكلمك انت احسن بما ان بينا معرفة قديمة , ماحبيت اكلم ابوها او اخوها , خفت يكبر الموضوع واحنا مانبغى مشاكل , واكيد ابوها مابيتحمل مني كلام أكثر يكفي اللي صار

لم يعرف منصور ماذا يقول او ماذا يبرر فقد شعر بالحرج الشديد

ابو سلطان : يلا في أمان الله



ذهب ابو سلطان , وظل منصور ناراً متوقدة من الداخل , لماذا هو ؟ لماذا هو من يجب عليه أن يتحمل كل هذا ؟

,


اوقف سيارته في المواقف المخصصة للعمارة التي يسكن بها , ترجل منها وهو يجر قدميه بعصبية , دخل الى العمارة وتوجه الى شقته التي تقع في الطابق الثاني ,اخرج مفتاح الشقة وفتح الباب , دخل الى شقته وهو مهيَأ للشجار , يريد ان يفرغ غضبه عليها , يعلم جيداً أن لا ذنب لها فيما حدث لعائلتها , ولكنها الطريقة الوحيدة لإفراغ غضبه والا سيجن , رمى
بمعطفه الطبي ومفتاح سيارته على الأريكة بطريقة تنم عن العصبية الذي لم تنفك منه منذ تلك الحادثة , رفع صوته وهو يناديها : نوور

لم يسمع جواباً فرفع صوته أكثر : نوور ولم يسمع جواباً ايضاً , أخذ يبحث عنها , لم تكن في غرفة المعيشة ولايبدو انها في غرفة النوم , اذاً بالتأكيد انها في المطبخ , سلك الممر الذي يؤدي الى المطبخ , كان الباب مغلقاً , وصوت شفاط المطبخ المزعج ينبعث منه الى جانب صوت تباكي طفلته وتذمر نور , فتح الباب وتكاثفت ابخرة الطعام الكثيفة في وجهه , فستنقشها لتحشر في حلقه ويكح بقوة , كانت نور تقابل قدر الكبسة الذي كان مصدر تلك الأبخرة التي تملأ المطبخ , وتحمل طفلتها التي كانت تبكي بانزعاج ,,استعجلت تصب الماء في كأس لكي يخفف من سعاله القوي , مدت له الكأس : بسم الله عليك , اشرب , اشرب

اخذ الكأس منها وشربه بسرعة , اخذ نفساً عميقاً وقد ارتاح حلقه من جرعة الماء التي رشفها , ارتاب من مظهرها الذي ينم عن التعب , شعرها منكوش تلف عليه منديل أزرق ,ترتدي مريلة متسخة ,وجهها متعرق وعينيها محمرتان من أثر البصل الذي كانت تقشره , اما الطفلة فكان وجهها محمر غارق بالدموع

منصور : وش ذا الحالة الا انتِ فيها ؟ المكان خنقة ليه ماتفتحين الباب , خانقة نفسك والبنت معك

نور : هاذي بنتك لاترحم ولاتخلي رحمة ربك تنزل , اذتني بصياحها ودلعها , مب راضيه تقعد ف الصالة تلعب بالعابها ولاهي مخليتني فحالي , شسوي فيها

منصور وهو يأخذ طفلته منها : طبيعي البنت بتبكي , المكان يخنق , انتِ ماتحسين ؟





جلس على الأريكة بعد أن هدأت سارا بين ذراعيه , اخذ يُنشف وجهها من الدموع ويمسح مخاط أنفها , ملامحها اللطيفة ,سحر عينيها الواسعتين ,ونعومة وجنتيها ,دقات قلبها البريء التي شعر بها وهي بين يديه , كانت كفيلة بتهدئة أعصابه وتغيير مزاجه السوداوي , ابتسم بالرغم عنه وهو يسمعها تنطق : بابا , بابا وتضحك ببراءة

رفعها وأنزلها بسرعة وهو مستمتع بصوت ضحكاتها الذي ازداد , تساءل في نفسه كم من الوقت مضى وهو مشغول عن طفلته , متى كانت آخر مرة قضى وقتاً ممتعاً معها ؟

في الفترة الأخيرة كان كل مايفعله عند عودته للمنزل هو الشجار مع نور , وتذكيرها بفضائله عليها , وان تحمله وصبره قد نفذ منه ومن فضيحة عائلتها التي لا تحتمل , وان لو أن شخصاً آخر لما كان تحمل كل هذا وما كان صبر كل هذا الصبر , متناسياً معاناة نور وأن ما حدث بالطبع قد آلمها أكثر منه , وأنها تشعر بأضعاف ما يشعر به هو , ف متى سينتهي هذا الشجار العقيم ؟

قطع حبل تفكيره , حركة سارا المفاجئة بسحب نظارته من عينيه وهي تضحك بشقاوة , انجذب اليها , ولصوت ضحكاتها البريئة ,انها لا تدرك شيئاً حولها كأنها تعيش في عالمها الداخلي الخاص الذي لامعنى للحزن فيه , قبَل وجنتيها وهو يدغدغ بطنها مستأنساً بها وبضحكاتها ,



على طاولة الطعام , كانت نور تطعم سارا بطعام الأطفال الخاص , اما هو فقد كان سارحاً بأفكاره , يتأمل زوجته وطفلته , لماذا لا يعود نمط حياته الهادئ كما كان , الى سيصل شجارهما , أخذ يراجع نفسه ,كلماته الجارحة التي كان يسمعها نور كل يوم , ما ذنبها هي ان اخطأت اختها ؟ ومن الطبيعي جداً أن تقف مع عائلتها في هذه المشكلة , وأن تدافع عن اختها ولا تتقبل الفضيحة , من الطبيعي جداً ان ترد عليه وتدافع عن نفسها وعن أهلها , انهم اهلها في النهاية و " اللي مافيه خير لأهله مافيه خير للناس " , شعر بتأنيب الضمير , لقد كانت دائماً تتحمل عصبيته المفرطة حتى في اتفه الأمور , لقد كان أنانياً معها , كان يفكر بنفسه ومكانته المرموقة والفضيحة و" الكلام الناس " , غافلاً عن مشاعر زوجته ومعاناتها .

نور بتعجب : منصور ليه ما تاكل ؟ بيبرد الأكل

نظر الى طبق الكبسة بالدجاج المحمر الذي اعدته نور لأجله , وهاج بطنه بشهوة الطعام ولكنه حافظ على جموده , فكر في نفسه بطيبها وصفاء قلبها , بالرغم من تصرفاته القاسيه معها الا انها لازالت تفكر به ولم تنسى واجباتها اتجاهه , خجل من نفسه عندما تذكر انه كان يريد مشاجرتها بسبب كلام ابو سلطان

منصور : تسلم ايدك

نور : الله يسلمك عليك بالعافية

بدأ بالأكل وهو يشعر بتأنيب ضمير كبير اتجاه نور , أما هي كانت متعجبة من هدوئه الغريب





,



و- ياحبيبة ابوك , ياروح البابا



يجلس معها على الأرض والألعاب والدمى متناثرة حولهما , كان مندمج في اللعب معها وكأنه طفل مثلها , تارة يقبلها وتارة يحادثها بلغتها الغير مفهومة , امسك بكفيها الصغيرين ليساعدها على الوقوف , فبالرغم من اتمامها عامها الأول الا انها لم تخطي خطواتها الأولى بعد , اخرج هاتفه المحمول من جيبه وشغَل الكاميرا وبدأ بتصويرها فيديو لتوثيق هذه اللحظات الجميلة ,

منصور وهو يمسك كف سارا بيد والهاتف باليد الأخرى : يلا يا بابا , خليك شجاعة , انا بترك ايدك اللحين عشان تمشي لوحدك , اتفقنا

ابتعد عنها مسافة بسيطة وهو يصورها بهاتفه , كان متحمساً لرؤيتها تمشي : تاتاه تاتاه يلا شطورة بابا سارا يلا حبيبتي امشي

بقيت واقفة على قدميها للحظات ولكنها استسلمت للبكاء ,خائفة من ان تخطو أو ان تقع

ضحك عليها بشدة وهو يراها " متوهقة " منصور : ههههههههههههه تعالي هنا تعالي ياخوافة

مضى لها ورفعها واحتضنها وهو يضحك عليها , في هذه اللحظات خرجت نور من الحمام بعد ان استحمت طويلاً لتتخلص من رائحة المطبخ , تأملها وهي تلوح بشعرها القصير المبلل , كانت تبدو جميلة ببشرتها المتوردة , لم يعد يتذكر متى آخر مرة نظر اليها بهذه الطريقة ,



نور تبتسم : اشوفك رايق اليوم , صوت ضحككم واصل لعندي

منصور يضحك : هاذي بنتك , الا يشوفها يروق غصباً عنه , الخايبة ما ادري متى بتمشي العجوزة

ضحكت لتعليقاته على سارا : هههههههههه أي مادري ليه للحين مامشت , مع أن الاطفال الا في سنها واصغر منها بدو يخطو

منصور : يحق لها بنت منصور تدلل

صمتا للحظات , يفكر كلٌ منهما بالآخر , تذكر ذلك القرص , يجب أن تعرف نور به

منصور بجدية : نور اليوم جاني ابو سلطان المستشفى

نور بصدمة : لييه ؟ وش فيه بعد

منصور واقد احضر القرص ومده لها : عطاني هذا السي دي , يقول ان وصل لولده سلطان ويخص هالة

نور اخذت القرص من يده : ياربي وش ده بعد الله يستر من الا فيه , انت فتحته

منصور : لا و ليش افتحه , يمكن فيه شي خاص

نور : طيب انا بروح اشوف وش فيه

دخلت الى الغرفة واغلقت الباب عليها , أما هو أخذ يكمل لهوه مع سارا , وهو يدعو ان لايجلب هذا القرص مشكلة أخرى





,



اخرجت الحاسوب ووضعت القرص في محرك الأقراص , لتخرج تلك النافذه ويبدأ ذلك المقطع , احترقت من الداخل وعدسة عينيها تهتز وهي ترى هالة في هذا المقطع بالثوب الأحمر ذاته كانت تتحرك بطريقة غريبة وكأنها ثملة , وبرفقتها شاب تم التغطية على وجهه وهو يضحك ويلمس هالة بطريقة اثارت حفيظتها , لم تستطع تكملة المقطع , اغلقت الحاسب بقوة , لم تصدق عينيها , هذا لايعقل , حتماً هناك خطأ في الموضوع , هناك حلقة ناقصة يجب ان تعرفها , امتلأت نفسها بالهم والحزن ,وغرفت في صمت وذهول غريبين , هل فعلاً ليلى على حق ؟!ت

تشابكت الأفكار في رأسها وقيدتها , وأخذت الحيرة تنهش عقلها , أجهشت بالبكاء , وهي لاتدري ماذا تفعل ؟ ومن تصدق ؟ ومن يرسل الصور ؟ لماذا يريد أذيتهم بهذه الطريقة البشعة ؟

فجأة احست بحركة عند الباب , علمت أنه منصور فحبست أنفاسها ومسحت دموعها , اقترب منها وجلس بجانبها , لاحظ ملامحها الحزينة وبقايا الدموع في عينيها

منصور : وش فيك ؟ السي دي فيه شي ؟؟

نور : ماله داعي تعرف , الموضوع مايخصك , وانت تعبت معنا وأدري انك خلاص ماعاد فيك تتحمل فضايحنا أكثر , حفظت الاسطوانة منصور ماله داعي تعيدها

قالت كلماتها ونهضت عنه , لا تريد ان يجرحها أكثر , فما رأته في هذا القرص كان فوق طاقتها , ولكنه لم يتركها , أمسك بيدها بلطف يمنعها من الذهاب : نوور , ,اجلسي وخلينا نفكر مع بعض ونحاول نشوف حل لهالموضوع

نور : ليش ؟ انت قلت ماتبغى تتدخل اكثر , منصور اللي فيني يكفيني واذا بتقول شي يضايقني فماله داعي ,

منصور : أقولك اجلسي ,أنا ابغى اساعدك يا نور

استجابت لكلامه ,وجلست بجانبه تسمع مايقول

منصور : القرص فيه شي يخص هالة ؟

أومأت برأسها بالايجاب وقالت : منصور أنا أعرف اختي زين , هالة مو من هالنوع من البنات , هالة متربية ومحترمة وفوق هذا خجولة , مستحيل تغلط هالغلطة , ماتقدر , هالة تخاف حتى من ظلها ,ترتعد اذا شافت رجال غريب يناظرها وتخاف , مستحييل تسوي كذا , منصور هاذي اختي واعرفها , ماتسويها والله ماتسويها

منصور بتفهم : طيب مين برايك اللي رسل الصور لسلطان ؟ عندكم مشاكل مع أحد ؟ فيه أحد حاقد على هالة ويبغى يأذيها ؟

نور بعد تفكير : لا , هالة صداقاتها قليلة وماتحتك بالناس كثير . وحتى لو كان عندنا مشاكل , ليه يفضحنا بذي الطريقة ؟ ليش كالحقد ؟ وليش يرسل الصور فنفس يوم الزواج ؟ ليش اختار هالتوقيت بالذات ؟ حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل , الله لايوفقه , الله ياخذه

منصور لاحظ جرس صوتها الحزين وأدرك انها على وشك البكاء فتأثر بها وحاول تهدئتها : طيب نور ركزي معي , اهدي وصلي ع النبي , خلينا نفكر فيها بعقل , هالة وين كانت تروح ؟ ومع مين ؟

نور : هالة من البيت للمدرسة ومن المدرسة للبيت , ماكانت تطلع الا معي او مع ليلى او مع الهنوف , وطلعاتها مع صديقاتها قليلة مررة

وصديقاتها كلهم نعرفهم , وحامد بنفسه اللي كان يوصلها اذا بتطلع , منصور أنا فكرت كثيير بالموضوع بس مب لاقية حل , مب لاقية شي , هذا الشخص الا رسل الصور نيته واضحه انه يبغى يخرب , والا ليه رسل الصور لسلطان , ليه مارسلها لأبوي أو حامد ؟

منصور : شكله يعرف سلطان ,او له علاقة بسلطان

نور : أي ويمكن له عداوة مع سلطان ويبغى يأذيه , بس كيف نعرفه مين هو وكيف نوقفه عند حده

منصور بعد تفكير طويل وتردد : أنا بكلم سلطان وبشوف أقاوله , وكيف وصلوا له الصور بالضبط, لازم نعرف هالخسيس الا رسل الصور ونوقفه عند حده , لازم يتحاسب , وأنا عندي معارف في الشرطة , وان شاء الله يقدرون يجيبونه من تحت الارض

نور وتعجبت من ردة فعله المفاجئة , وكيف تغير رأيه ,وكيف اصبح هادئاً ويحاول مساعدتها , لم تصدق ماسمعته منه : والله ؟ بتكلم سلطان ؟

منصور وهو ينظر الى عينيها المتفاجئتين : أي لازم نفهم منه و

لم يكمل كلامه فقد اقتربت منه وعانقته بقوة والقت بثقل رأسها الصغير على كتفه , لم تنطق بأي كلمة , فقد كانت فرحتها لاتوصف , أخيرا استمع اليها وصدقها , لقد ازاح ذلك الثقل الكبير عنها وازال بعض تعبها , وشعرت ان هناك من تعتمد عليه ومن يساندها , همست في اذنه : ما أدري وش كن بسوي من دونك , الله يخليك لي

وضع يده على ظهرها برقة , ابتعدت عنه قليلاً ليرى ملامح وجهها التي تبدلت من الحزن الى الأمل , اكتفى بالابتسام لها , فقد كان بعكسها لا يجيد وصف مشاعره بالقول , دائماً ما كان يعبر عن حبه لها بالأفعال لا بالأقوال .

,





اول لحظاته معها , عندما وضعوها لتسلتقي على ذراعيه , وقتها كانت صغيرة ولا تُقدَر بثمن , في تلك اللحظة عرف انه قد وقع في حبها , كبرت أمام عينيه , ولم تنمحي ملامح الطفولة منها , ولم تختفي نظرات البراءة من عينيها , يتذكر تفاصيل حياتها البريئة الى ان اصبحت عروساً ,يحاول يدرك ما الخطأ الي ارتكبه لتخطأ طفلته ما اخطأت وتفضحه وتلعب في شرفه , هل خطأه انه احبها ؟ ام لأنه في حياته كلها لم يرفض لها طلباً ؟ هل هو الدلال الزائد الذي جعلها تفعل مافعلت ؟



كان غارقاً في حزنه العميق , الغضب ,الشعور بالذنب , الاستياء , عدم التصديق وخييبة أمل كبيرة ,يشعر انه فقدها الى الأبد , مات حبها في قلبه ,واصبحت في عالم الاموات , بالنسبة اليه ,ولكنه يشعر بالحنين الى طفلته الصغيرة , تلك الصغيرة البريئة التي لا تخطيء , يتذكر كلماتها الأخيرة ودموعها , وأنينها , بدأ يتسرب الى ذهنه شعور قاتل بأنه قد يكون ظلمها , ولكن الصور وكلام ابو سلطان يثبت ادانتها , الشك والحيرة مثل حبل المشنقة الملفوف على عنقه بدون أي مقاومه منه ,



كانت تقف خلف الباب مترددة في الدخول , فوالدها لم يعد والدها الذي تعرفه , تمنت لو ان يلين قلبه ولو قليلاً لتتمكن من التفاهم معه بهدوء طرقت الباب : يوبه اقدر ادخل , ابي اكلمك ف موضوع

ابو بحامد : ادخلي يا نور

دخلت وجلست بجانبه ترددت للحظات قبل ان تتحدث : يوبه

ابو حامد : قولي يا بنتي

نور : يوبه انا ابغى اكلمك عن هالة

صمت واشاح بوجهه جانباً

نور : يوبه أدري انك ماتبغى تتكلم عن هالموضوع , بس مايصير كذا نرمي البنت ومانسأل , يوبه انا احس ان اختي مظلومة , ولازم نفهم منها , ولين ماتهدأ الامور انا قلت ندخلها دار الحماية , بنت خالتي ياسمين تشتغل هنالك وبتدير بالها عليها , بس لازم موافقتك اول ,

ابو حامد : يعني تفكري ان انا ابغى اظلمها , هاذي بنتي يانور , كل ماحاولت اكرهها ماقدر , بس وش بايدي اسوي ؟؟ اكذب عليك اذا قلت ماتهمني وعساها الموت , هاذي بنتي يانور

لمست في كلماته الحنان الذي طالما عرفته فيه : يوبه , هالة بريئة وانا راح اثبت هالشي , لاتتسرع وتحكم عليها , منصور قال لي ان بيتحرى عن الموضوع , ومن اللي راسل الصور , لازم نعرف اللى رسل الصور يوبه ,منصور معارفه كثيرة وان شاء الله ينحل الموضوع واثبت لك ان هالة مظلومة وان هالصور مب صحيحة

ابو حامد : أتمنى انها مظلومة يا يوبه , بس اخاف يطلع العكس , سالت دموعه على خديه : واذا طلع العكس ؟؟ اذا طلعت صدق فاجرة

تقدمت اليه وهي لم تتحمل رؤية دموعه : يوبه تكفى لاتستعجل وتحكم عليها , يوبه هاذي هالة وتربيتك , يوبه انا ماقدر اشوف دموعك تكفى عشاني يوبه ,

قبلت رأٍسه ويديه : يوبه انت خلي الموضوع علي , وخلينا ندخلها دار الحماية , يوبه انا اخاف اجيبها هنا البيت وحامد يسوي فيها شي

ابو حامد : مو بس حامد , انا خايف عليها حتى من نفسي , اخاف اشوفها وانا اللي اذبحها , بتردد : هاتي الاوراق اللي بايدك وخلينا ندخلها ده اللي تقولين بيه



مهما فعلت تظل طفلته الصغيرة , ويظل والدها , تظل تفاحة عينيه ,التي يخاف عليها حتى من نفسه, حتى مع احتمال ان تكون مذنبة , كان خائفاً عليها



,





الهنوف



كانت تجلس شاردة الذهن , ويجلس بجانبها ابنها محمود ذو السبعة أعوام يكتب واجباته ,

محمود وهو يرفع اليها كتابه : ماما شوفي خطي حلو

الهنوف وهي لم تنظر اليه ولازالت شاردة : أي حلو

محمود : بس انتِ ماناظرتي في الكراسة , كيف قلتي حلو

الهنوف : افف محمود , كمل حل واجباتك ولا تزعجني

محمود ابتعد عنها بتذمر واكمل الكتابه على كراسته

قامت من مكانها فجأة وذهب الى احدى الغرف واغلفت الباب عليها , امسكت بهاتفها , واختارت احدى الارقام المسجلة لديها وضعت الهاتف على اذنها تنتظر سماع الرد

جائها صوت انثوي : الو

الهنوف : الوو انا الهنوف

المرأة : ايوا وش بغيتي

الهنوف : تكفيين ما ابغاك تذكرين اسمي في اللي صار , انتِ تعرفين ان انا مالي ذنب , يكفي البنت المسكينة في المستشفى ويقولوا انها انجنت , لاتخربين حياتي أنا بعد ,أنا عندي ولد وحامل , حرام اذا مو عشاني عشان اولادي

المرأة : هههههههههههههه وش فيك خفتي ؟

الهنوف : أي وبموت من الخوف اذا عرف زوجي بيذبحني , تكفين الله يخليك استري ع الموضوع

المرأة : اطمني ياقلبي بما انك تسوين اللي اقوله بالحرف الواحد ماراح يصير لك شي

الهنوف : أكيد ؟؟ اتطمن يعني

المرأة :ههههههههههههه أي تطمني وحطي ف بطنك بطيخة صيفي , خلاص انا اخذت الا ابيه ومايهمني افضحك اواسوي لك شي

الهنوف بارتياح : مشكورة , الله يستر عليك مثل ماسترتي علي بس ممكن سؤال

المرأة : اييش ؟

الهنوف : ليه عملتي كذا بهالة ؟ حرام البنت مسكينة و

قاطعتها المرأة بنرفزة : لا تتدخلين بشي مايعنيك يالهنوف لا تخليني اغير رايي فيك

الهنوف : لا لا لا اسفه , خلاص انا بسكر الحين وبمسح رقمك من عندي انا ما ابغى مشاكل معك

المرأة : بس انا ما بمسح رقمك يمكن احتاجك

الهنوف : ها ليش بعد

المرأة : مادري يمكن احتاجك للضرورة , واذا ماشفتك معي يمكن اسوي شي مايعجبك ياقلبي

الهنوف بخوف : لا تكفين

لم تسمع رد فقد اغلقت تلك المرأة الخط , شعرت باحدهم يفتح الباب

نور : الهنوف وينك ؟ ولدك يبغاك تذاكرين له

الهنوف فزعة : اففف وانتِ ليه ماتدقين الباب قبل لاتدخلين مافي خصوصية ف هالبيت

نور : انا صار لي مدة ادق الباب وانت ماتردين

الهنوف : كنت اكلم اختي في الجوال , وما انتبهت , خوفتيني اففف

نور : طيب حصل خير ليه معصبه ؟

الهنوف : ما ادري رعبتيني خلاص روحي بعدي بروح اشوف هالولد شيبغى



ذهبت الهنوف الى محمود واخذت تصرخ عليه : انت متى بتعتمد على نفسك وتذاكر لوحدك , اذيتني



تركتها نور وهي متعجبة من تصرفاتها الغريبة , صعدت الى الطابق الثاني لتجد ليلى تجلس وحدها في الغرفة

نور : مادري وش فيها مرت اخوك , مب طبيعية

ليلى : ليش هو فيه أحد طبيعي بعد الا صار

نور وهي تجلس بجانبها : معصبة وتصارخ على الولد وكانت شوي وتضربني بعد ماشفتها تكلم بالجوال

ليلى : اتركيها عنك مع نفسها

نور : وانتِ شفيك بعد , احسك متضايقة

ليلى : آآآه يا نور , ام يوسف ماعندها سالفة ف البيت الا سالفتنا , من تشوفي تبدي تسأل عن هالة وعن ابوي , وكل ما احقرها مافي فايدة ترجع تسأل , كأنها ماصدقت تحصل شي عشان تضايقني فيه

نور : ماعليك منها , انتِ اهم شي زوجك ما يتأثر بكلامها

ليلى : لا الحمد لله يوسف مقدر الوضع وهو بنفسه يقول لي ان ما اعطيها أي اهتمام واطنش , بس لمتى ؟ لا واليوم لما رحت الجامعة كيف البنات يطالعوني , صحيح ان ماحد تكلم بس نظراتهم تكفي , فششلة انحرجنا كثيير مع المعازيم والناس يانور , يعني هالخايس مالقى يرسل الصور الى ف يوم العرس

نور ولم يكن يهمها الناس بقدر ماتهمها هالة : الله يرد كيده في نحره

ليلى التفتت لنور : وانتِ كيفك مع زوجك ؟ بعده معصب من الموضوع كل ما اتذكر صراخه عليك ذاك اليوم ونظراته لنا في المستشفى , اقول الله يعينك كيف متحملة ؟

نور : لا الحمد لله منصور بدا يهدى شوي , وقال ان بساعدني عشان نعرف مين الا رسل الصور , يقول ان عنده معارف في الشرطة , وبحاول يحل الموضوع ويطلعه من تحت الأرض

ليلى : شهالتغير المفاجئ ماشاء الله

نور : لا منصور صحيح بسرعة يعصب , واذا عصب يصير مستفز وماينطاق بس قلبه طيب ولما يهدئ يصير اطيب منه مافيه

ليلى : الله يهديه ولا يغير عليكم يا رب , بس وش تفرق اذا عرفنا مين رسل الصور , ما احس بيتغير شي

نور : طبعا بيتغير يا ليلى , احنا لازم نعرف مين و وش يبغى وليه يبغى يفضحنا

ليلى : تتوقعين الا رسل الصور نفسه الا كان معاها في الصورة

نور : ما ادري , انا اعتبر هذا الا معاها في الصور مو موجود , انا بعدني احس ان اختي مظلومة

ليلى : يا ليتني اقدر افكر مثلك





,



خد العروس 09-07-16 11:30 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
دخلت الى غرفتها , رأته وقد غفى بجانب طفلته , تأملتهما وابتسمت , لشكلهما اللطيف , كانت سارا نائمة على ذراعه ويداها الصغيرتان على صدره , غطتهما وأطفأت ضوء الغرفة , اقتربت من زوجها وطبعت قبلة على خده

منصور وهو مغمض العينين : مانمتي ؟

نور : الحين بنام , تصبح على خير

استلقت بجانبه وشعرت براحة بال تغمرها , تذكرت تساؤلها هذا الصباح عن اذا كانت لازالت سعيده أم لا ؟ هل لازالت تحبه ؟

أجابت نفسها بكل ثقة وصدق , نعم لازلت أحبه , وسأحبه الى ان ينتهي الحب من الوجود , فيا رب التفاصيل الصغيرة أدم علينا الفرح





,

في احدى فنادق مدينة الخبر ,بعد ان قضت مع زوجها ليلتين وهذه الليلة الثالثة , لازالت تنفر منه ,حزينة , مطبقة الصمت على شفتيها , وهو لازال متوقداً مهووساً بها يحاول ارضائها بشتى الطرق معتبراً صمتها وبعدها عنه مجرد خجل عذري سيزول حتماً ولم يكن يعرف ما يخفيه قلبها الحزين حقاً ,كانت تجلس على طرف السرير شاردة الذهن متهدلة الكتفين , ترتدي قميص حريري ابيض ,كان وجهها خالي من مساحيق التجميل ,شعرها الاسود الطويل مرفوع بإهمال , ولكنها كانت تبدو جميلة رغم ذلك ,فقد كانت ذات وجه رقيق ,صغير , متناسق القسمات , بشرة بيضاء صافية متشربة بحمرة

لقد كان ينظر اليها بإعجاب وكأنها قطعة من الحلوى يريد التهامها بأقرب فرصة , اقترب منها بفظاظة , محاوطاً ذراعه عليها , ابتعدت عنه وهي تكاد تفقد وعيها من رائحته الكريهة ,التي تشبه رائحة البصل ممزوجة بشيء من دخان السجائر ,
خالد : يعني لي متى هالحيا ؟ قطعتي قلبي يا الريم حرام عليك

الريم : بعد عني لاتقرب ,

خالد بخيبة أمل : افا ليش ؟؟
الريم : معليش انا بعدني ماتعودت عليك وحركاتك تضايقني
اخذ ينظر يتأملها باعجاب , وهو منجذب اليها فقد كانت تبدو اجمل وهي تتحدث , اما هي تنظر اليه بنظرات اشمئزاز وضيق , وجهه المستطيل , انف افطس قليلاً ,لقد كان بعنقه الضخم المستدير وذراعيه القصيرين، أشبه ما يكون بإبريق الشاي ,لم يكن شكلهه هو المشكلة بل رائحته العفنة ومظهره المهمل , كانت هذه هي المصيبة بنظرها , فلم يسبق لها ان ترى احداً بهذا الاهمال في حياتها والأدهى والأمر ان يكون زوجها !!!!!!!!
ضحك فبانت اسنانه الصفراء المقرفة وفاح نفسه الكريه : يابعد حيي والله , اهم شي تكونين مرتاحة , انا مايهمني الا راحتك

سرحت بمخيلتها قليلاً الى وليد , شتان بين وليد المهتم بنفسه وهذا الشخص الواقف امامها الآن , وكأن القدر يعاقبها على علاقتها مع وليد بزواجها من خالد

احست بالضيق الشديد وهي تتخيل انها ستقضي حياتها القادمة كلها معه , ياله من رجل مقزز ,كيف امكنه ان يجلس مع عروسه في اول ايامهم بهذا الشكل وهذه الرائحة ,تمنت لو أن الزمن يرجع للوراء وتنمحي الذكريات المؤلمة التي كانت سبب انفصالها عن وليد ويعود كل شيء الى ما كان عليه





خالد : حبيبتي أنا باروح اشوف العشا عشان يركبونه لنا الغرفة

الريم وهي ممتنة انه سيذهب اخيراً: أي روح


خرج من الغرفة اخيراً , تنفست الصعداء وهي تحاول ان تتمالك نفسها : بسيطة يا الريم بسيطة , كل شي يتصلح , اصلاً اهم شي الاخلاق , أي اهم شي الأخلاق ومع الايام انا بقدر اغيره , ياربي انا شسويت في عمري

كانت تحاول ان تهدئ من نفسها بكلامات يائسة , عديمة الحيلة , وهي تندب حظها في داخلها





سمعت طرق الباب , لابد انه خالد قد عاد : افف ياربي مسرع ماجا , مايمدي افتك منه شوي يارب صبرني على هالبلوى



تقدمت وفتحت الباب , ارتددت الى الوراء , احتبس نفسها وازدادت نبضات قلبها ,, وسرت في جسدها رعدة من اعلى رأسها الى اخمص قدميها وهي ترى هذا الجسم المفتول العضل , الجبهة العريضة ,النظرة القاسية التي تعرفها جيداً

وضعت يدها على فمها واختفت تعابير وجهها في صدمة : ول ي د انت شتسوي هنا !!!!! انت اكيد انهبلت

اغلق الباب خلفه واقترب منها , وتلاقت نظراته الملتهبة بنظراتها الفزعة الخائفة , امسك بذراعيها وهو يحاول ضمها وهي تحاول ابعاده عنها بأي طريقة : الرييم انا جيت عشان اخذك ونهرب من هنا , كل شي يتصلح ..وأنا سامحتك وانتِ لازم تسامحيني

الريم بصوت مرتبك خائف : ولييد روح لا يجي خالد يشوفك , اطلع بررا حررام علييك ,انا الحين متزوجة مايصير الا تسويه ,تكفى اطلع لاتخرب حياتي اطللع

الوليد وقد مضى يفقد عقله ورشده بسرعه فائقة كان يترنح كالمجنون كأنه عائد من معرقة خاسرة وكان يضغط على ذراعيها بقوة : مابطلع الا وانتِ معي انفلتت منه صرخة قوية : ما اتحمل تكونين لغيري ماتفهمين ؟؟؟؟؟ انا حاولت انساك بس ماقدرت كل ما اتذكر انك معاه ف غرفة بروحكم يجن جنووني خلاص ماقدر اتحمل اكثر حراام علييك

تحاول ان تبتعد ولا تستطيع , تريد ان تدفعه خارجاً وقوتها تخذلها : انت واحد مجنون ومريض , كيف قدرت تجي لهنا بعد كل اللي صار , اطلع براا ,اقولك اطلع برا , ما ابيك صرخت بقوة : ما ابييك ما احبك انت ماتفهم

وليد : , مو على كيفك وبتروحين معي غصباً عليك ,

الريم وقد انهارت اعصابها بين ذراعيه بعد ان فائت محاولاتها لدفعه خارجاً للفشل فقد كان جسدها نحيفا هزيلاً مقارنةً بجسده القوي العريض

: تكفى رووح ,حرام عليك لاتوديني في داهية ,انت كنت السبب ياوليد , انت الا دمرتنا والحين جاي ليشش ؟ اتأخرت يا وليد اتأخرت

كان يشعر بالهوان واليأس والكبرياء الجريح : جيبي عباتك خلنا نطلع من هنا بسرعه , يلا مافي وقت , بسسسرعة اقولك يلا انا مابطلع الا وانتِ معي , يلااا خلينا نطلع

الريم : اذا تحبني صحيح روح , اذا صدق تجبني روح واتركني حرام عليك

كان على وشك الانهيار , ولايعرف مايجب القيام به , مشوش بكلماتها , غارق في الغضب ,تجتاحه الرغمة العارمة في اخذها والذهاب بعيداً ,ينظر الى عينيها الخائفتين ويزيد جنونه ,يعيش في الحاضر ولكن قلبه وقراراته لازالت في الماضي ,انه يكافح ليكون حراً من جديد



مرت فترة وهي بين ذراعيه وهو لازال يحاول ان يقنعها بالهرب معه وهي تترجاه بدموعها بأن يرحل ويتركها وشأنها

قطع حوارهما صوت طرق الباب وصوت خالد الذي جاء بعدها : الريم افتحي الباب , معك احد ف الغرفة ؟؟؟؟؟؟؟؟



اخذ خوفها يزداد شيئاً ف شيئاً وهي لاتعرف مايمكنها فعله مع الوحش المجنون الذي يمسك بها وزوجا الذي يقف خارجاً

غمرها شعور مرعب وكأن نهايتها قد اقتربت وأغلقت عينيها - بغير إرادة منها - ودعت دعاءً قصيراً


خد العروس 09-07-16 11:31 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
انتهى الفصل الثاني
اتمنى اشوف تفاعل واللا اعذروني يمكن ما أكمل ع هالحال

bluemay 11-07-16 10:32 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

اشتبهت علي الامور واشكل علي فهمها ..

كنت اتوقع انه الريم تكون هي ورا مصيبة هالة
ولكن استغربت انه اتزوجت من واحد غير سلطان

سلطان كمان طلع من دائرة الشك واتبيين انه ضحية كمان.

منصور اتعدل الحمدلله والا كان خسر نور بسبب تصرفاته الحقيرة معها.

ياسمين حاسستها مو خالية وفي وراها مصيبة .


الهنوف حقققدت عليها ويا رب تنفضح وتلاقي جزاء افعالها وافترائها على هالة .


ظهور السي دي اكيد رح يعقد الامور اكتر

وخصوصا قليلة الاصل ليلى اللي مدعية معرفتها بالتقنية وبتقدر

تحدد هل هو مفبرك اول لا.


بتمنى تواصلي وما تيأسي من البداية
المتابعين محتاجين تشجيع من الكاتبة
وخصوصا انه كترت الروايات المهجورة
قلت ثقتهم في التزام الكاتبات
بتمنى تثبتيلهم العكس
وتظهري لهم جديتك في الموضوع والتزامك

بتمنى لك التوفيق وانك تحققي اﻹنتشار اللي بتتمنيه

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


خد العروس 11-07-16 09:12 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3613018)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

اشتبهت علي الامور واشكل علي فهمها ..

كنت اتوقع انه الريم تكون هي ورا مصيبة هالة
ولكن استغربت انه اتزوجت من واحد غير سلطان

سلطان كمان طلع من دائرة الشك واتبيين انه ضحية كمان.

منصور اتعدل الحمدلله والا كان خسر نور بسبب تصرفاته الحقيرة معها.

ياسمين حاسستها مو خالية وفي وراها مصيبة .


الهنوف حقققدت عليها ويا رب تنفضح وتلاقي جزاء افعالها وافترائها على هالة .


ظهور السي دي اكيد رح يعقد الامور اكتر

وخصوصا قليلة الاصل ليلى اللي مدعية معرفتها بالتقنية وبتقدر

تحدد هل هو مفبرك اول لا.


بتمنى تواصلي وما تيأسي من البداية
المتابعين محتاجين تشجيع من الكاتبة
وخصوصا انه كترت الروايات المهجورة
قلت ثقتهم في التزام الكاتبات
بتمنى تثبتيلهم العكس
وتظهري لهم جديتك في الموضوع والتزامك

بتمنى لك التوفيق وانك تحققي اﻹنتشار اللي بتتمنيه

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


وعليكم السلام والرحمة
شكراً لتعليقك وتفاعلك معي , ان شاء الله راح اكملها ولا ايأس
بس الواحد يحتاج جرعة تشجيع عشان يتحمس شوي :)
حرام ظلمتي الريم وسلطان هههه استغربت من تحليلك ,
تسلمي عزيزتي , ان شاء الله راح انزل البارت الاربعاء
الله يسعدك مثل ما اسعدتيني :)

فيتامين سي 13-07-16 05:12 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 

السلام عليكم

ماشاء الله بارت رااااائع تسلم يمينك غاليتي

مثل ماتوقعت زوجة أخوها الهنوف لها يد في الموضوع
وواضح إن الصور ماهي مفبركه لكن أخذت لهالة وهي ماهي في وعيها
أكيد الهنوف أخذتها معها لمكان وتم خداع هالة وجعلها تشرب ربما عصير
فيه شيء يذهب عقلها حتى يتم تصويرها في الأوضاع اللي أخذت لها
والهدف أعتقد ليس أذية هالة لأن حسب كلام نور هاله مسالمه

إلا إذا كان هناك عاشق خفي لها وماحب تروح من يده ولوإن هذا الإحتمال
ضعيف لكن الإحتمال الأقوى هو إن تكون المرأه اللي أتصلت بها الهنوف
تحب سلطان وعملت كذا مع هالة بالإتفاق مع شخص حتى تخرب زواج سلطان
وممكن تكون تعرضت للأذى من سلطان وحبت تنتقم منه

منصور الحمد لله راجع نفسه وغير معاملته مع نور وإن شاء الله تظهر براءة
هالة على يده

الهنوف ليه تآمرت على هالة ما أعتقد كره لها لكن أظن عندها نقطة ضعف
استغلت عن طريقها أو يمكن ماعرفت بالمخطط إلا بعد ماوقعت الفاس بالراس
وماعاد تقدر تتكلم لأنها بتعتبر شريكه لهم وخاينه

وليد لابارك الله فيه والله خالد المعفن أفضل منه عديم الرجوله
الريم وضعها صعب كيف راح تتصرف مع وليد المتهور اللي ماعنده مانع
يشوفهم زوجها حتى يطلقها وترجع له

هاله أكثر وحده تقطع القلب ظلم كبير وقع عليها وخسرت وحده من كلاها
الله ينصرها وتبان براءتها

حبيبتي روايتك حلوه واسلوبك رااائع خليك واثقه من نفسك
ولا تستعجلين تفاعل الأعضاء لأنه مثل ماقالت لك الغاليه بلومي
ماعاد عند الأعضاء ثقه في الكاتبات لأن الكثير من الروايات مهجوره
بعد متابعة الأعضاء وحماسهم لها وخاصه إختيارك لوقت نزول الروايه
كان وقت أغلب الأعضاءإما قل دخولهم للمنتدى أو توقفوا عن الدخول
في رمضان وبعده عيد والكل مشغول
إنت اسستمري في تنزيل البارتات والتزمي بمواعيد محدده
وإن شاء الله تلاقي التفاعل اللي يسرك
منتظرين بقية الأحداث بفارغ الصبر

خد العروس 14-07-16 03:03 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3613263)

السلام عليكم

ماشاء الله بارت رااااائع تسلم يمينك غاليتي

مثل ماتوقعت زوجة أخوها الهنوف لها يد في الموضوع
وواضح إن الصور ماهي مفبركه لكن أخذت لهالة وهي ماهي في وعيها
أكيد الهنوف أخذتها معها لمكان وتم خداع هالة وجعلها تشرب ربما عصير
فيه شيء يذهب عقلها حتى يتم تصويرها في الأوضاع اللي أخذت لها
والهدف أعتقد ليس أذية هالة لأن حسب كلام نور هاله مسالمه

إلا إذا كان هناك عاشق خفي لها وماحب تروح من يده ولوإن هذا الإحتمال
ضعيف لكن الإحتمال الأقوى هو إن تكون المرأه اللي أتصلت بها الهنوف
تحب سلطان وعملت كذا مع هالة بالإتفاق مع شخص حتى تخرب زواج سلطان
وممكن تكون تعرضت للأذى من سلطان وحبت تنتقم منه

منصور الحمد لله راجع نفسه وغير معاملته مع نور وإن شاء الله تظهر براءة
هالة على يده

الهنوف ليه تآمرت على هالة ما أعتقد كره لها لكن أظن عندها نقطة ضعف
استغلت عن طريقها أو يمكن ماعرفت بالمخطط إلا بعد ماوقعت الفاس بالراس
وماعاد تقدر تتكلم لأنها بتعتبر شريكه لهم وخاينه

وليد لابارك الله فيه والله خالد المعفن أفضل منه عديم الرجوله
الريم وضعها صعب كيف راح تتصرف مع وليد المتهور اللي ماعنده مانع
يشوفهم زوجها حتى يطلقها وترجع له

هاله أكثر وحده تقطع القلب ظلم كبير وقع عليها وخسرت وحده من كلاها
الله ينصرها وتبان براءتها

حبيبتي روايتك حلوه واسلوبك رااائع خليك واثقه من نفسك
ولا تستعجلين تفاعل الأعضاء لأنه مثل ماقالت لك الغاليه بلومي
ماعاد عند الأعضاء ثقه في الكاتبات لأن الكثير من الروايات مهجوره
بعد متابعة الأعضاء وحماسهم لها وخاصه إختيارك لوقت نزول الروايه
كان وقت أغلب الأعضاءإما قل دخولهم للمنتدى أو توقفوا عن الدخول
في رمضان وبعده عيد والكل مشغول
إنت اسستمري في تنزيل البارتات والتزمي بمواعيد محدده
وإن شاء الله تلاقي التفاعل اللي يسرك
منتظرين بقية الأحداث بفارغ الصبر

شكراً يالغالية
فيتامين سي , من اشوف ردك على روايتي اتحمس اكمل ,
اتمنى تكوني معي الى النهاية
وان شاء الله راح اكمل الرواية , بس الواحد لازم يحتاج جرعة تشجيع عشان يكمل

بنزل البارت الحين , تسلمي مررة ثانية

خد العروس 14-07-16 03:05 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
صباح / مساء الخير
تسعدني كثير ردودكم وتشجيعكم لي , ان شاء الله اكون عند حسن ظنكم يا رب
قبل لا انزل البارت الجديد , في وحدة من العضوات الحلوات , اقترحت علي اوضح أكثر عن الشخصيات , واكتب تعريف منفصل عنهم , هالموضوع صعب علي شوي لأن الشخصيات تحددها المواقف , لكل شخصية جوانب متعددة , جانب هادئ , جانب مجنون , جانب حنون , جانب شرير ..الخ , مو شرط يكون دائماً نفس الاسلوب بكل يوم و بكل موقف ومع أي شخص , فمثلاً شخصية هالة الخجولة والمسالمة تتوقعون بتظل على حالها بعد اللي صار لها ؟ طبعاً لا , لكل شخصية جزء طيب وجزء سيء ونقاط ضعف , فأحب اوضح لكم شخصياتي من المواقف اللي تصير لهم , بالنسبة لي لا اؤمن بوجود شخصية كاملة وطيبة بدون عيوب , ولا شخصية شريرة بدون سبب او بدون مايكون لها جزء ولو بقدر بسيط من الطيبة , الي اكتبه مافيه لا ابيض ولا اسود , الشخصيات كلها رمادية , مزيج من الخير والشر بنفس الوقت , بس فيه رصاصي فاتح ورصاصي اقرب للأبيض ورصاصي غامق خخخخخخخخ , اتمنى فهمتوا علي ادري تفلسفت كثير بس حبيت اوضح وجهة نظري .

تفضلوا البارت الجديد و قراءة ممتعة - لا يلهيكم عن العبادة -




الفصل الثالث

في داخلي أُحجية , عجزت حلها



دار الرعاية الاجتماعية للفتيات
الدمام - المملكة العربية السعودية

ومرت الأيام , وأصبح هذا المكان هو سجني , وحدي بقيت , جسد بلا روح أصبحت , ما عاد هناك شيء يُفعل , عمري يمضي ولكن دمعي الدامي لم ينتهي بعد , كيف امكنهم نسياني وتركي ؟ وكأني لم اعني لهم شيئاً ؟ هل كلماتهم ووعودهم وقبلاتهم لي كانت كذباً ؟ وهل ينتهي الحب ؟ هل حقَاً ينتهي الحب بهذه السهولة ؟

لم اتصور يوماً ان هذه ستكون نهايتي , وفي هذا المكان الكئيب , سأُسجن مع تعاستي الى الأبد ,
لم أعد اؤمن بالبشر ولا بالحب ,لم يعد احد يعنيني ,بالرغم من كثرة الناس الذين يعيشون معي هنا , الى أن الوحدة تسكن كل زاوية مني ,اشعر وأن العالم كله قد انهار , وأنا تحته
كل يوم , منذ الصباح الى ان تغيب الشمس وأنا اقبع في هذه الغرفة الضيقة المليئة بالأسرة المتراصَة ببعضها ,يوجد بها نافذة واحدة في أعلى الجدار ,لا استطيع حتى النظر منها ,

هوازن ,شمس ,غلا ,حصة وجواهر ,فتيات منبوذات مثلي , يشاركنني هذه الغرفة ,لا اعرف عنهم شيئاً سوى أن اهلهم تخلو عنهم تماماً كما حصل لي ,

- هالة , وقت الغذا يلا بسرعة قبل لايخلص

لم اجبها , بقيت صامتة كعادتي ,ولماذا الطعام ؟ لقد فقدت شهيتي من كل شيء
اقتربت مني وهي تهزني : انتِ من جيتي هنا وما أكلتي شي أبد لا تموتين من الجوع
اموت ؟! اعتقد انني مت حقاً , فلم يعد لحياتي أي معنى , ان لم يكن هذا موتاً فما الموت ؟
ابتعدت عني , وهي تتأفف وتحدث نفسها , وبقيت أنا على هذا السرير , احاول فك الاحجية التي تسكنني , اجلس محدقة في الفراغ وكأنني بومة
شعرت بها وهي تقترب مني مجدداً ,وهي تقدم لي طبقاً من الأرز : أنا جبت لك الاكل هنا , أنا بعد اول ما جيت هنا ماكنت احب آكل تحت
ضربت ذلك الطبق بيدي , فسقط على الأرض وتحطم , شهقت بقوة : لييه ؟ حرام لا تكفرين بالنعمة
جثت على ركبتيها وهي تحاول جمع حبات الأرز المتناثرة على الأرض , وأنا انظر اليها , اشفق عليها ,لماذا تكترث بي ؟
جاءت فتاة أخرى وهي تلقي اللوم عليها : خلاص يا غلا , ماعليك منها , هاذي شكلها مو صاحية
غلا : كسرت خاطري , من جت للدار وهي ما اكلت شي
هوازن : خليها عنك , أكيد وراها بلوى والا شجابها لهنا ؟ اتركيها وتعالي بخلص وقت الغذا وانتِ ماكليتين شي
واخيراً خرجن عنِي , لا أريد احداً ,يجب علي حل تلك الاحجية داخلي , احتاج الهدوء , الهدوء التام


,



تجلس في المقعد الخلفي من السيارة , شاردة تنظر الى النافذة , تفكر في تلك الفتاة التي جاءت مؤخراً الى الدار , ابنة خالتها "هالة " التي تعرفها الآن للتو , فلم تكن تربطها علاقة قوية بخالتها المتوفاة ولا بناتها , عدا نور , فقد كانت تربطها بها علاقة بسيطة بحكم دراستهما معاً , ترتسم في مخيلتها تلك الملامح الحزينة مجدداً , العينين الواسعتين التي تلمعان بشيء من الكآبة , فقط بالنظر الى تلك العينين , يمكنك ان تشعر بذلك الحزن الدفين داخلها , وكأن عينيها تتحدث , تذكرها تلك الملامح بشخص عزيز عليها , تلك الذكرى تدفعها للمجيء لعملها بانتظام , عملها التي كانت تهمله ولا تأتي اليه , الا في اوقات فراغها , اصبحت تنهض صباحاً كل يوم , للتفقد تلك الفتاة ,التي تجلب لها الذكريات

ترجلت من السيارة , بعد ان نبهها السائق بأنها وصلت , نظرت الى ذلك المبنى الكبير أمامها , كم من القلوب الحزينة تنبض داخله ؟

دخلت بعد أن فتح لها الحارس الباب , حيث أن الجميع يعرفها هنا , تقدمت الباب الداخلي وفتحته لتستقبلها العاملة "أم حمزة " :السلام عليكم , مرحبا استاذة ياسمين

ياسمين : وعليكم السلام , كيف البنات ؟
ام حمزة : كل شي تمام يا استاذة

كانت الدار تضج بضحكات الفتيات وثرثرتهم , حيث كانت مزحومة بالفتيات في كل زاوية , تقدمت احدى الفتيات اليها : مرحبا استاذة , شلونك ؟
ابتسمت للطافة تلك الفتاة الصغيرة : مرحبتين , شلونك يا رباب ؟ كيف الاجازة معك ؟

رباب : والله ملل , الدراسة احسن , نطلع ننشغل بشي
ياسمين : هههههههه ان شاء الله راح نسوي لكم نشاطات هنا , حق تنبسطون وتغيرون جو
رباب بحماس : وفيه رحلات بعد ؟
ياسمين : مادري بحاول , موضوع الرحلات معقد شوي بس بحاول
رباب : مشكورة استاذة
ياسمين : العفو حبيبتي

مشت الى مكتبها وهي تبتسم في داخلها , تشعر بالسعادة كلما رأت ابتسامة تُرسم على وجوه تلك الفتيات

دخلت الى الغرفة الخاصة بها وسلمت على زميلتها التي تجلس على مكتب مجاور لمكتبها , وخلعت عباءتها الملونة وطرحتها ,وجلست على المكتب تقلب الملفات والأوراق
نظرت الاستاذة "ناهد " الى ياسمين بحنق : اشوفك صايرة ملتزمة بالدوام , مو من عادتك

ياسمين بدون ان تنظر اليها ولازلت تقلب في الأوراق : أي ,البنات هنا مسؤولية ولازم اتفرغ لهم , وهاذيك الأيام أنا كنت منشغلة فيهم شوي , والحين خلاص ماعندي شي

كانت ناهد تشمئز من ياسمين ,التي تحضر وتتغيب متى شاءت بدون حسيب ولا رقيب ,بعكسها هي ,حيث لا يمكنها التغيب الا بإجازة او عذر مرضي , وحيث كان اغلب العمل موكل الى ناهد , وكل شيء في الدار على عاتق ناهد وحدها , سُمع طرق الباب وثم طلت فتاة برأسها : ممكن ادخل
ياسمين : أي حبيبتي تفضلي
دخلت وجلست على الكرسي مقابل ياسمين : استاذة ياسمين صدق فيه نشاطات ورحلات ف الاجازة
ياسمين : ههههههه ما شاء الله بسرعة تنتشر الأخبار هنا ,أي ان شاء الله بكون فيه
الفتاة بحماس : طيب استاذة , ياريتك كل يوم تجين , والله وناسة
بعد أن خرجت الفتاة من الغرفة , التفت ناهد لياسمين وحدثتها "بدون نفس " : ترى ماينعطون وجه ,لا تبالغين معهم بعدين تبتلشين معهم صدقيني
لم تجب ياسمين عليها ونادت : ام حمزة , يا ام حمزة
جاءت ام حمزة وفتحت الباب : نعم استاذة
ياسمين : ممكن تنادين لي هالة
ام حمزة : البنت كله قاعدة في الغرفة , ولما اناديها تحقر ولا كأنها تسمع
ياسمين بقلق : طيب أنا بقوم اشوفها الحين
قامت وحملت معها بعض الملفات والأوراق ووضعتهم على مكتب ناهد : ناهد حبيبتي , شوفي لي هالأوراق , كله كلام معقد وخرابيط ومافهمتها , ومالي خلق افهم , خلصيهم لي وأكون ممنونة لك يا قلبي

ناهد : أي بس أنا عندي شغلي
ابتسمت ياسمين لها ابتسامة "تقهر " وخرجت من الغرفة بكل أريحية
ناهد تحدث ام حمزة بقهر : أي هاذي وش عرفها بالشغل وملفات البنات ومعاملاتهم , مو فالحة غير بالتمخطر والتزين كأنها جاية حفلة , لا وفوق هذا جايبة بنت للدار واوراقها واجراءاتها ناقصة , واسطات يا حبيبي واسطات



,

تجلس تقابل التلفاز , تتابع مسلسلها التركي المفضل ,وتضع حبات الفشار في فمها , جلس بجانبها زوجها , واضعاً ساقيه واحدة على الأخرى فوق الطاولة , سحب منها كيس الفشار , ووضع ذراعه على كتفيها , قال وهو يتناول الفشار :هذا المسلسل متى يخلص ؟ أنا من عرفتك وانتِ تتابعينيه

ليلى : هذا الموسم الثالث , مسلسلاتهم تطول مب مثلنا
يوسف : ياااااه , ياصبرك , وبعدك مامليتي منه , نفس الاشكال ونفس القصة
ليلى : لا مامليت وهات الفشار , واسكت لو سمحت خليني اشاهد
يوسف بعناد : طيب أنا ما اشوفك تذاكرين ؟ ليه ماتذاكرين
ليلى : ماعندي اختبارات هالاسبوع
يوسف : ويعني ماتذاكرين الا في وقت الاختبارات , و في النهاية تجيني تبكين , وهو يقلد صوتها : يوسف المعدل بينزل , ومافي وقت أذاكر , اخاف معدلي ينزل يا يوسف
ليلى : اففف , خلاص يوسف ,ابغى اشاهد على راحتي , لاحقة على المذاكرة
يوسف : أنا قلت لك لا تاخذين صيف , بس انتي ماتسمعين الكلام , قال ايش قال ابغى اخلص بدري
ليلى : يوووسف , خلاص زودتها
يوسف وهو يضحك عليها : ههههههههههههه فديت المعصب

سحب خدها باصبعيه :أنا مابقوم الا اذا قمتي , الحلقة ساعتين وأنا ماقدر انتظر كل هالوقت , اتركي عنك هالأتراك الي ماعندهم سالفة
ليلى بنفاذ صبر وهي تبعد يده عن خدها : يوسف شيل ايدك , يعورني , انت وش تبغى بالضبط ؟
يوسف : اشيل ايدي , بس تطفين التلفزيون
ليلى : يوووسف , ياربي مثل الأطفال
رفعت "الرموت " واغلقت التلفاز , ورفع يده عن خدها بعد أن تلون بالأحمر ,

ليلى وهي تضع يدها على خدها بألم وقد دمعت عينيها : اااااه , وجععع , انت ماتحس
ابعد يدها وقبَل خدها موضع الاحمرار وهو يضحك : هههههه آسف ياعمري
ليلى وهي تبعده عنها وتقوم من الأريكة بغضب : انت وش تبغى ؟ خليتني اطفي المسلسل وبعدين ؟
يوسف :ابغاك تذاكرين , وتجتهدين وترفعين راسي
ليلى : ياربي , مو شغلك , أنا بذاكر في الوقت اللي يعجبني
يوسف : ههههههههههههههه , طيب تعالي نقعد نسولف , من زمان عن سوالفك

ليلى : اسولف عن ايش ؟ اسولف لك عني وأنا احاول انسى قصة هالة , واعيش طبيعي ,وترجع حياتي مثل قبل , بس ماقدر , والا اسولف لك عن كلام نور لي اللي ماعندها سالفة غير هالة وهالة مسكينة وبريئة و انا ظالمتها ,والا اسولف لك عن ابوي المريض والا عن اخوي الا شوي ويستخف ,

يوسف وانقلبت ملامحه الى الجديَة : انا ما قصدت كذا
وقف واقترب منها واجلسها بجانبه : ليلى انا ماقصدت , لا تخلين هالقصة تؤثر عليك , اللي صار صار وانتهى , ادري الموضوع صعب ومو هين , بس لمتى ؟

ليلى : وين انسى , ونور وابوي هناك , وامك مو تاركتني ف حالي هنا , والناس ونظراتهم وكلامهم من ورانا , تراها اختي وكانت اقرب الناس لي ,واحسها ماتت واختفت من حياتي , يمكن لو هي ميتة أرحم

يوسف : خلاص يا ليلى لمتى نعيد ونزيد ف هالكلام , شغلي هالمسلسل خلينا نشاهده , وامرنا لله
ليلى : مابغى , خرب مزاجي و مالي نفس
يوسف : يلا ليلى بلا دلع , انتِ من البداية كنتي تبغين تشاهدينه وش تغير الحين
ليلى : ما ابغى , مابغى افف
يوسف : تحبين تعانديني انتِ والا كيف ؟ كلشي اقولك اياه تسوين عكسه
قامت من الأريكة وهي تتذمر , ودخلت الى غرفتها وتبعها هو وهو يناديها , جلست على السرير وجلس بجانبها : وبعدين معك ؟

ليلى : اخلاقي قفلت , اتركني فحالي
يوسف : لا حول ولا قوة الا بالله اللهم طولك يا روح

أمسك بمعصمها ووضعه في حجره وهو يحاول تغيير الموضوع : انا مادري وش اللي عجبني فيك وخلاني اتزوجك , مافيك الا عنادك
ليلى : كييف ؟
يوسف وهو ينظر الى عينيها : كله من هالعيون اللي جابتني على وجهي , كنت كل ما اشوف عيونك من تحت النقاب وقلبي يفز فز

ليلى وقد سمعت منه هذه القصص عن حبه واعجابه لها قبل الزواج مليون مرة ولكنها لازالت تخجل عندما يذكرها ويكررها عليها
اكمل حديثه : تدرين اني كنت اقدر اميزك من بين خمسين بنت بس من عيونك , وكنتي كل ماتجين عندنا البيت حق سهام اختي , احاول بس المحك ,ولو من بعيد ولما كنت اوصلكم , كنت اختلق الاعذار بس حق اسمع صوتك ,

ليلى : وأنا ولا كنت ادري عنك وعن سوالفك الداشرة , كنت اجي لسهام وانا على نياتي
يوسف : هههههههههه وأنا استغل الفرصة وأطل عليك من فتحة الباب واشوفك

ليلى : يا انك كنت قليل ادب , حرام أنا ماكنت زوجتك كيف قدرت تسوي كذا
يوسف : قلة الادب بس معك والله , ماعرفت هالحركات الا معك , كنت اسويها بدون وعي , وكلما اقول لامي تخطبك لي تقول اصبر ,واصبر وبعدك صغير , ثلاث سنين وانا متعذب معك

ليلى : مسكين , ياليتني كنت ادري

يوسف يغمز لها : كذابة , الحين فذمتك ما لفت نظرك هالمزيون الحليو , اللي ف كل مكان يطلع ف وجهك
ليلى : ولا كنت اطالع فيك حتى
يوسف : هههههههههههههههه كذابه
ليلى : لا ياحبيبي , انت كنت عايش هالقصة بروحك , كان حب من طرف واحد
يوسف : طيب وبعدين , لما تقدمت لك ووافقتي هذا شتسمينه ؟
ليلى : أي بعدين , بدت قصة الحب حقتي
يوسف : هههههههههه أي وبعدين ؟

ليلى وقد خجلت بعض الشيء وهو يضحك عليها ويكمل قصصه ومواقفه السابقة معها , وكيف جذبته من بين الجميع , وكيف اعجب بها بنظرة واحدة , ويكمل وهي تستمع اليه بحب , ولم تكن تعلم او تفكر للحظة انه يكذب عليها , ويكذب على نفسه أولاً , اعتاد على ان يوهم نفسه , ان تلك الفتاة ذات العيون الفاتنة التي اعجب بها منذ سنتين كانت ليلى إلا أنها في الحقيقة كانت اختها هالة ,التي رفضت والدته ان تخطبها له بسبب صغر سنها , فخطبت له اختها الكبرى ليلى عوضاً عنها , وكان طوال الوقت يذكر مواقفه مع هالة باسم ليلى ,التي لم تشك للحظة انه لم يكن يقصدها

,

شعرت بصوت طرق الباب , انزلت رأسي على ركبتي ولم أجب , بعد فترة رأيتها وقد دخلت لتجلس بجانبي على السرير , تلك المرأة الأنيقة التي جلبتني الى هنا , وتدَعي أنها ابنة خالتي , ابنة خالتي التي لم اعرفها أو أرها من قبل , كانت تنظر الي بنظرات غريبة , كم أكره تلك الشفقة في عينيها ,قالت وهي تبعد خصلات شعري عن وجهي : كل الناس تغلط يا هالة , مافي أحد معصوم

ولكنني لم أخطأ , مللت أن ابرر للجميع ذلك , لا أحد يسمعني , ولا أحد يصدقني , فما الفائدة من الكلام ,اشحت بوجهي عنها , لا أريد أن اسمع المزيد , وضعت يدها على كتفي وهي تقول بلطف مبالغ : اعتبريني صديقتك , تقدرين تفضفضي لي , لاتكتمين ف قلبك

نظرت الى يدها على كتفي , اظافرها المنسقة المطلية , الاساور التي تزين معصمها , أردت أن اصرخ في وجهها لتبتعد عني ولكنني صمت ,فقد اصبح الصمت قناعي الآن

ياسمين : وش رايك ننزل تحت , اعرفك على البنات , انتِ بنت حلوة وشكلك ذكية , لاتدفنين نفسك هنا

وضعت يدها على رأسي وهي تمسح عليه : شعرك طويل وحلو , لا تهملينه ,فيه شامبوهات وزيوت جبتهم اليوم معي , موجودين تحت عند ام حمزة
خرج مني صوت مبحوح : ممكن تخليني بروحي ؟
كنت دائماً اتجنب الكلام , لأنه كلما حاولت أن اتكلم , تتدفق الدموع الحارة من عيني كالشلال , ولا أشعر إلَا بمرارتها في فمي
ياسمين بقلق : بسم الله عليك , ليه الدموع ؟ , اقتربت تمسح بيدها الناعمة دموعي التي لا تكاد تتوقف
قلت بصوتي المبحوح المتحشرج بالبكاء : ممكن تخليني بروحي ؟ لو سمحتي
ياسمين : بس ما اقدر اخليك وانتِ بهالحالة
قاطعتها : انتي روحي , وانا اصير زينة , خليني بروحي , انا ارتاح اذا قعدت بروحي
ياسمين : طيب حبيبتي أنا اخليك , بس اذا احتجتي أي شي , امانة كلميني , أي وقت تحسين فيه انك تبغين تتكلمي فيه أنا موجودة
أومأت لها بالإيجاب , وخرجت عني , القيت بنفسي على السرير ,وأنا ابكي , وافكر هل حقاً ينتهي الحب ؟ ويبقى الكره فقط


,

في شاليه البحر

القى بنفسه على الأريكة بتعب في تلك الغرفة المظلمة , وأخذ يتذكر أحداث تلك الليلة العصيبة , وكيف فلت من ذلك المأزق بأعجوبة , كان يحاول كتم أنفاسه في دورة المياه ,بينما تحاول هي بصوتها الخائف المرتبك اخفاء حقيقة وجوده معها في الغرفة ,كان يستمع الى حديثهما ودقات قلبه كالطبل يدق في صدره من الخوف

الريم : مافي أحد في الغرفة , هذا كان صوت التلفزيون
خالد : بس أنا سمعتك تكلمين أحد , وصوتك كان عالي
الريم : هاذي اختي , كنت اكلمها في الجوال وانفعلت شوي
خالد : طيب أنا قلت لهم يركبون لنا العشا هنا
الريم بانفعال : لا لا ليه ؟ خلينا ننزل تحت نتعشا أحسن
خالد : بس انتي قلتي من شوي انك تعبانة ومالك خلق
الريم : أي الحين حسيت نفسي أحسن
خالد : انتِ شفيك ؟ رحت عنك وجيت وصرتي مو على بعضك , خايفة من شي؟
الريم : لا من وش أخاف ؟
خالد : ما ادري , ترتجفين , وصوتك متغير , وو موطبيعية

الريم وهي تحاول ان تخفي انفعالها , اقتربت منه ووضعت يدها عليه , وقالت بتصنع : حبيبي , خلينا ننزل نغير جو تحت , احس اختنقت هنا , يلا حبيبي عشاني

كانت الكلمات تخرج من فمها بصعوبة بالغة , وتحاول ان ترسم على فمها ابتسامة , أما هو فلم يصدق قربها منه الى هذه الدرجة , وابتسم ابتسامة كادت ان تشق وجهه, وقلبه يدق بتهيج ,: يا بعد حيي والله , ياروح حبيبك انتي

كان يحاول تقبيلها ولكنها ابعدته عنها باشمئزاز , استغرب من ردة فعلها المفاجئة : وش فيك ؟

الريم : مافيني شي , خلينا ننزل بسرعة بموت من الجوع

خالد : يخسي الجوع , يلا ننزل

قبل ان يخرجا من الغرفة كان يحدثها بكلام معسول أثارت غيرة وليد , كان يشعر بنيران الغيرة تشتعل داخله , تمنى لو كان يستطيع ان يخرج ويبرحه ضرباً , ولكن في هذا الموقف الصعب الذي ادخل نفسه فيه , لم يستطع فعل شيء سوى الاختباء لكي لا يكشف عن مكانه , سمع صوت اغلاق الباب , والانارة انطفأت من الغرفة , أراد فتح باب الحمام ولكنه كان مقفلاً , اذ انه يجب وضع البطاقة أمام المدخل لكي يفتح , جلس على الأرض ينتظر مصيره , وبعد مرور فترة من الوقت ربما نصف ساعة أو أكثر , سمع صوت فتح الباب , وعادت الانارة للغرفة , سمع صوت خطوات تقترب منه , وفتح الباب ليجد مروة تقف في وجهه , قالت بصوت غاضب : أنا بجي يوم وبرتكب فيك جريمة يالخبل , بذبحك صدقني بذبحك

قام من على أرضية الحمام بسرعة : يلا خلينا نروح قبل لايجون , ويشوفني
مروة وهي تمسكه من قميصه بقوة حتى انفتحت ازراره : لا !! خايف ؟!! دام انك خواف ليه الهياط من البداية ؟؟؟
وليد وهو يسحبها من يدها : مريو يرحم امك خلي كلامك هذا لبعدين , بسرعة خلينا نطلع من هنا

امسك بها وخرجا من الغرفة اغلق الباب , واتجها الى المصعد الكهربائي , مروة : انت مب صاحي اقسم بالله مب صاحي , مجنوون

وليد وهو يفرك يديه وينظر الى المصعد : وهذا الزفت متى بجي
اقتربت منه مروة وتسحب قميصه وكأنها تريد ضربه : تدري لو شافك معها وش كان بسوي فيك ؟ , كان الموت قليل ف حقك يا#### ن

وليد وهو يضع يده على فمها ليمنعها من الكلام : اسكتي , لا تفضحينا وأحد يسمعك , بعدين يا مريو بعدين

جاء المصعد , وسحبها معه داخله , وهو لايزال يضع يده على فمها , ابعدت يده عنها بعصبية , واخذت نفساً عميقاً : الله يلعنك

اكملت بصوتها الغاضب ذاته : كلمتني الريم وهي بتموت من الخوف , انت ليه ماتفكر ؟؟ تحب المشاكل انت , تدور على المصايب دواره

ضغطت على الزر الذي يؤدي الى المطعم : اسمع , انا بروح للريم ارجع لها البطاقة , وانت روح انقلع لسيارتك
فتح باب المصعد وخرجت ولكنها تفاجئت به يتبعها التفتت له : انت ماتفهم , روح انقلع لسيارتك , وش تبغى بالضبط ؟

كان يبحث عن الريم بعينيه من بين الأشخاص الجالسين في المطعم , وجدها تجلس مع رجل سمين يتناول طعامه بشراهة , ومشى باتجاههما
مروة تهمس وهي فاتحة عينيها بشدة : انت وش ناوي عليه ؟


وصل الى طاولتهما : السلام عليكم اخوي
نظرت اليه الريم بتعجب وخوف , خائفة ان يفعل شيئاً مجنوناً , خالد مد يده لمصافحة وليد وهو يتساءل في نفسه عن هوية الواقف أمامه: وعليكم السلام

وليد وسحب يده وهو يبتسم : مبروك الزواج , بالرفاه والبنين

خالد : الله يبارك فيك , عفواً من انت ماعرفتك

وليد : أنا ولد عم مروة اخت زوجتك وحسبة اخوها , جيت اوصل مروة لهنا , وقلت اسلم عليك وأبارك لك

خالد : تسلم ياخوي , الله يبارك في حياتك

وليد : أنا والريم اتربينا مع بعض , وحسبة اخوان , اتمنى لكم كل خير والله , اتمنى يصير بينا تواصل , الا انت وين تشتغل ؟ وجهك مو غريب علي

خالد : انا مهندس في ارامكو

وليد : والله مادري وين شايفك بالضبط , بس أنا متأكد اني شايفك من قبل

خالد : ههههههههههه يمكن في عالم الذر

وليد : هههههههههههههههه حلوة

جاءت مروة ومدت البطاقة للريم : جبت لك الأغراض اللي تبغينهم , التفتت لوليد : يلا وليد نمشي

وليد : انتظري خليني اتذكر وين شايف النسيب من قبل

مروة وهي تضغط على اسنانها : وليد خلينا نروح , لا نشغل العرسان أكثر

وليد ابتسم : يلا نخليكم , مع السلامة , الله يسعدكم يارب

خالد بابتسامة : مشكور يالحبيب , الله يسلمك

بعد ان ابتعدا عن طاولة خالد والريم بمسافة , مروة بصوت منخفض وهي تحاول ان تخفي عصبيتها : انت ماتحس وجهك مغسول بمرق
وليد كان ينظر باتجاه الريم , التي كانت تختلس النظر اليه , ابتسم اليها بتحدي وخبث
مروة وقد نفذ صبرها : هيييه انت , يلا امش نطلع , يكفي هياط

خرجا من الفندق , وركب سيارته الرياضية الحمراء , وركبت معه , وليد : انتي مو جيتي مع السايق ؟ ارجعي معه
مروة : مو شغلك , انا بكلمه يمشي
وليد شغَل محرك السيارة وسار بسرعة جنونية , رفع على صوت الأغاني ,
مروة : الله ياخذك يا وليدوه , انت وش قصدك ؟ ليه تروح تسلم على الرجال بعد , انت وش ناوي عليه
وليد : الريم بترجع لي يا مريو , ماتتحمل تقعد مع واحد مثله , هههههههههههه انتي شفتي كيف ياكل ؟
مروة : ياليته شافك معها , وذبحكم انتم الاثنين وخلصت منكم ومن بلاويكم, انت المفروض ندخلك مصحة نفسية وما نطلعك منها
وليد : هههههههههههههههههههههههههه

ومنذ ذلك اليوم وهو يؤمن أن الريم سترجع له عاجلاً ام آجلاً ,كان كلما يتذكر كلماتها الخائفة ووجها المرتعد وملامحها الفزعة وارتجاف اطرافها بين يديه , تغمره نشوة عارمة , كان فخوراً بما سببه لها من رعب , ويشعر بالحنين والشوق اليها , ويصبر نفسه بأنها سترجع له , حتماً سوف ترجع

قطع تفكيره صوت مقبض الباب , كان احدهم يحاول فتحه , ولكنه كان مقفلاً من الداخل , قام من الأريكة وفتح الباب

وليد وهو ينظر للرجل ذو الشارب الكثيف الواقف امامه : هذا انت , ادخل ادخل

دخل " ابو حنان " الى الى الغرفة وجلس على الاريكة
وليد : انت وينك كل هالوقت ؟ ووين البضاعة ؟
ابو حنان : انا جيتك قبل كم يوم ,وكنت جايب البضاعة معي , بس ماشفتك , كان فيه ولد شكله يخوف , وقال لي لا اجيب خمر هني وانت ماتبي
وليد : كييف ؟؟ من ذا الولد
ابو حنان : ولد قصير شوي , شعره اسود نصه محلوق ونصه الثاني مغطي وجهه ,يلبس سلاسل بس صوته نكته ههههههههههه مايناسب شكله , ناعم كأنه بنت

وليد وعرف أنه يقصد مروة ,قال وهو يتدارك الوضع : أي ايي هذا مشعل ولد عمي , أنا كم مررة قايل له لا يجي هنا بس مايسمع الكلام
ابو حنان : المهم ان البضاعة سلمتها لواحد غيرك
وليد : اف يا ابو حنان اف , وليه ماكلمتني اول ,الشاليه فاضي مافيه ولا غرشة
ابو حنان : خلاص مرة ثانية لين رحت الكويت ورجعت أجيب لك , انت مابتروح لسلطان , سمعت ان بكره مسافر
وليد : لا , أنا حتى العرس مارحت
ابو حنان باستغراب : انت مادرييت ؟
وليد : عن شنو ؟
ابو حنان : العرس انلغى , ماتزوج
وليد بتعجب : ولييه ؟ وش صار ؟
ابو حنان : البنت اللا بيتزوجها , طلعت بنت ليل , وصلت له صورها وهي مع واحد في شقة , فنفس يوم العرس
وليد وهو يضحك : هذا صار فلم هندي , والله ماتستاهل يا سليطن, اجل خلينا نروح نسلم عليه الليلة قبل لا يسافر
ابو حنان : أي , الشباب كلهم متجمعين عنده


,

يتبع
[/]

خد العروس 14-07-16 03:06 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
تتأمله وهو يلاعب طفلتهما , كم تعشق ملامحه المرحة التي تصبح أكثر مرونة عندما يمزح ويضحك معها وكأنه طفل مثلها , أمسك بها وقذفها عالياً والتقطها وهي تضحك ببراءة , شهقت "نور " بأعلى صوتها : منصوور , شوي شووي على البنت

منصور وهو يضحك : ههههههههههههه خليها مبسوطة
قذفها عالياً مجدداً وصوت ضحكاتها يعلو , شهقت نور بصوت أعلى : منصور , لا ترميها في الهوا كذا , أخاف تطيح
منصور : هههههههههه مابتطيح , ماتشوفينها وهي تضحك , , ابووي هالضحكة
كان سيعاود قذفها في الهواء مجدداً ولكن نور امسكت بيده تمنعه : خلاص منصور , البنت بتطلع مهبولة بسبتك

منصور : لا تصيرين معقدة , عادي خليها تستانس وش صار
نور وهي تأخذ سارا من يده : خلاص يكفي لعب , وأنت مو عندك دوام الحين ؟
منصور : أي , الحين بروح

نور وهي تكره عندما يحين وقت دوامه الليلي : مع اني ما أحب شفت الليل
منصور : شسوي بعد , العمل يتطلب , أوصلك بيت أهلك ؟ لاتقعدين لوحدك في الليل
نور : لا ماله داعي , اصلاً سارا بتنام الحين , وأنا بعد مابطول
طبع قبلة سريعة على وجنتها : يلا مع السلامة , تبغين شي اجيبه معي ؟
نور : سلامتك
امسك بكف سارا : يلا باي يا قمر
سارا وهي تلوح بيدها وتضحك : باي باي

كاد ان يخرج من الشقة ولكنها استوقفته : منصور لحظة
منصور : وش فيه ؟

نور بتردد , ثم قررت أن تنطق أخيراً : منصور طلبتك ,خليني اروح لعند هالة , من طلعت من المستشفى وانا مادري عنها , اكيد قاعدة هناك وخايفة وتفكر ان احنا نسيناها
منصور : نور أنا وش قلت لك من قبل , ما ابغاك تروحين لها , ما أبغى يطلع كلام عليك , خلي الموضوع كله علي وأنا بحله , على الاقل هالفترة بس ما ابغاك تروحين لها
نور : بس
منصور وهو يقترب منها : أنا فيه مرة وعدتك , وما نفذت وعدي ؟ فيه مرة قلت لك كلمة ورجعت فيها؟
نور : لا
منصور : خلاص أجل أنا بحل الموضوع , خلينا اول نعرف مين الا يرسل الصور , ونثبت براءة اختك , بعدين لكل حادث حديث
استسلمت نور له بيأس : طيب
كانت تريد وبشدة أن ترى اختها , تعلم انها خائفة ووحيدة هناك , ولكن في نفس الوقت لا تريد ان تعصي منصور بينما هو يحاول جاهداً مساعدتها


,



في المستشفى

مجتمعات بلابسهن الأبيض ويتحدثن بهدوء ,جنان : اف يا ربي , منحرجة من دكتورة نجلا وبقوة , من ذاك اليوم وهي معاملتها معي زبالة , كأني خدامة عندها ,وكله منك يا منيرة

منيرة : والله ماحد قالك تهايطين وتصدقين حالك , أنا قلت لك ان البنت مجنونة وعقلها مب معها , بس انتي الغرور ذابحك
سلمى : ههههههههههههههه , والله انك خبلة
جنان : بعد انتي استفزيتيني , قلت الا وادخل واغير لها الضمادة , لا واليوم شغلي مع دكتور منصور , حتى هذا انحرجت معه بسبتك , وبسبب كلامك الفاضي
سمية : أي والله فشلة , لقطنا واحنا نتكلم عنه وعن اخت زوجته , الحمد الله ان انا مو ف قسمه
جنان : اف المشكلة اني في قسم الباطنية الزفت , يعني شغلي كله يا مع نجلا والا معاه , مافي دكاترة غيرهم ف هالقسم المعفن
منيرة : فيه دكتور فيصل , رئيس قسم الباطنية , بس هذا ماراح تتعاملين معه كثير , شغله كله ف العمليات

جنان : يا ذا الحظ الخايس , اقول سمية انتي ف أي قسم ؟
سمية : قسم القلب
جنان : حلوو , بدلي معي
سمية : لا ياقلبي وليه أبدل معك , عشان هذا دكتور منصور , لا لا اسمحي لي
جنان : وانتي يا سلمى
سلمى : اسمحي لي انا بعد , انا من شفته ذاك اليوم , وهو معصب ويطالعنا باحتقار , وانا ما اشتهيه , يخوف يلعن شكله
منيرة : والله انه يهبل , هيبة وثقل , اقول جنانوه بدلي معي , انا مع نجلا اليوم
جنان : المشكلة انك معي فنفس القسم , خليني على منصور ولا نجلا العلة , انا ماصدقت افتك منها
سمية وهي تحاول تسكيتهم : بس يا بنات , الدكتور منصور جاي لهنا
سكتن وهنَ ينظرن اليه وهو يسلم على احد الأطباء ثم يدخل الى الغرفة
جنان : شرَف الاخ , يلا اروح اواجه قدري , الله يعدي هالليلة ع خير



طرقت الباب ثم دخلت : السلام عليكم دكتور
كان جالساً على مكتبه وهو يقرأ احدى الملفات بجانبه ممرضة آسيوية : وعليكم السلام
اعطته الملفات التي كانت في يدها : تفضل دكتور , هاذي الملاحظات اللي سجلتها عن المرضى , والتطورات اللي صارت
اخذها ووضعها بجانبه : يعطيك العافية

همست : يعافيك , المريض محمد اللي سويتله عملية المرارة , يطلب يشوفك , يحس بآلام بعد العملية

دكتور منصور وهو يقوم بمكانه وفي يده الملفات التي اعطتهم اياه جنان : انا باخذ لفة على غرف المرضى اللي عندي الحين , وانتي قولي لي المستجدات
جنان : ان شاء الله
خرجا من الغرفة متجهين الى قسم التنويم , وهي تمشي خلفه , وتحدثه بصوت منخفض محرج عن المستجدات

منصور : ما اسمعك , لو سمحتي ارفعي صوتك شوي
كانت تحاول رفع صوتها بقدر ماتستطيع , وهي تشعر بالاحراج منه , وكلما تتذكر الموقف المحرج ,ونظراته المحتقرة لهم , تنحرج أكثر , مضت معه للاطمئنان على المرضى , من غرفة الى غرفة , ومن مريض الى مريض .

,


كان يجلس في غرفته شارد الذهن , كيف تم وضع هالة في الدار بدون أخذ رأيه , عندما وافق والده على اقتراح نور ,لم يكن هناك شيء يفعله سوى تقبل الأمر بالرغم عن أنفه ,انه يشعر أن هالة مثل الشيء المكشوف الذي يجب ان يستر , ويخبأ عن انظار الناس الى الابد , تذكر كيف انه اصبح بلا شفقة وغرس تلك السكين في خصرها , كان ذلك أصعب شيء فعله طيلة حياته , لم يكن يدور في خلده أنه سيتجرد من جميع المشاعر الانسانية ويحاول قتلها , ولكنه فعلها , وكادت أن تموت بسببه

دمعت عينيه وهو يتذكر منظرها وهي غارقة بالدم , " كله منك يا هالة , انتي اللي اجبرتيني , انتي اللي جنيتي على نفسك مو أنا , انتي اللي قتلتي الاخوة والحب اللي ف قلبي لك , حولتيني الى وحش يا هالة , حولتيني الى واحد ثاني ما أعرفه "
,دخلت الى الغرفة , ولاحظت ملامح الحزن والضيق على وجهه ,التي لم تنفك عنه منذ ذلك اليوم المشؤوم
قالت وهي تجلس بجانبه على السرير بتعب : هالحمل متعبني , أعظم من حملي بمحمود
حامد وهو ينظر الى الهنوف : ماعرفتي وش جنس الجنين ؟
الهنوف : لا بدري ,لسا في الشهر الثالث مايبين الحين

حامد بانكسار واضح: خايف تجيني بنت
الهنوف : ليه ؟ وش هالكلام يا حامد
حامد : أخاف تسوي فيني مثل ماسوت هالة
الهنوف : لا تقول هالكلام , احنا بنتنا بنربيها عدل , وو
قاطعها : وش قصدك ؟ يعني هالة ماكانت مربية ؟
الهنوف صمتت ولم تعرف ماتقوله له
صرخ في وجهها : هالة احنا ربيناها احسن تربية
الهنوف وهي تحاول تهدئ الوضع : أدري أدري

صرخ : اسكتي ولا كلمة , تفكريني مبسوط لأني بغيت اذبحها ؟ ,هي اللي اجبرتني , ما كان فيه حل غير هالحل

أكمل بصوت باكي : تراها وصية امي لي , امي قبل لا تموت وصتني عليها , تفكرين سهل علي اني اضربها ؟ والا اطعنها ؟ كل شي صار غصب عني , هالة احنا ماقصرنا عليها ف شي , وربيناها أحسن تربية , وشوفي وش سوت , نزلت راسنا بالأرض , اللا يسوى واللي مايسوى صار يجيب اسمنا بالباطل ,

اقتربت منه وهي تسمع صراخه الهستيري , وكلماته التي تخرج من قلبه بكل حزن وانكسار : حامد سم بالرحمن , ادري ربيتوها احسن تربية , بس الشيطان مامات واحنا غفلنا عنها
حامد : اسكتي , ما ابي اسمع صوتك , هالة هي السبب في كل اللي صار لها , هي اللا جنت على نفسها , ولو يرجع الزمن , كنت بطعنها وبذبحها بعد , وهي السبب

كان الخوف يأكل قلبها وهي ترى حامد الذي لا يهدئ له بال , وحقده وانكساره بسبب هالة , ماذا لو عرف بحقيقة فعلتها ؟ بالطبع لن يرحمها

,

كانت تتقلب على السرير تحاول النوم , تذكرت ذلك القرص اللعين الذي يحتوي على مقاطع لهالة , قررت أن تخفيه عن الجميع , لا احد يجب أن يعرف بأمره , ستتعقد الأمور أكثر ,خاصةً ان عرف حامد ,نظرت الى طفلتها سارا بجانبها , كيف ترقد بهدوء كالملائكة , تمنت لو تستطيع النوم مثلها , سمعت صوت رنين هاتفها على الكومودينة , مدت يدها اليه , وقرأت الأسم على الشاشة , "ياسمين " , رفعته بخوف أن يكون قد حدث شيء سيء لهالة

نور : مرحبا ياسمين
ياسمين : اهلين نور
نور : خير ؟ هالة فيها شي
ياسمين : امم والله مادري وش اقولك , البنت مكتئبة لاتاكل ولا تشرب ولا تنام , انتي ليه ماتجين لها
نور : والله ماقدر , انا ابغى اجي بس ماقدر
ياسمين : البنت تحتاجكم حولها , حالتها صعبة , حرام عليك
نور : أنا بحاول اجي , والحل الحين يا ياسمين , انا خايفة عليها
ياسمين : انا برتب لها موعد مع الطبيبة النفسية اللي في الدار , بس المشكلة ان الحين اجازة وهي ماتداوم , بس بكلمها
نور : جزاك الله خير , وانا بحاول ان اجي
ياسمين : الله يسلمك , مع السلامة

اغلقت الهاتف , والقت برأسها على الوسادة , وقلبها يعتصر على هالة , " افف منصور , كله منك , يعني وش بصير لو رحت شفتها ورجعت , راسك يابس مافي فايدة "

,



في المستشفى , وفي غرفة أحد المرضى , كانت تحاول غرس ابرة المغذي في ساعد طفل مريض في التاسعة من عمره , ولكن عروقه الصغيرة لم تكن واضحة لها , فوضعت الإبرة في المكان الخطأ , فصرخ الطفل من الألم , جنان : بس حبيبي , الحين بخلص
كان منصور يراقبها بنفاذ صبر , وهو ينتظرها ان تنتهي , فقد مر من الوقت الكافي لتنجز هذه المهمة السهلة , ولكنها تضيع الوقت , : لو سمحتي بعدي شوي , أنا بركب له المغذي

جنان : لا دكتور , الحين بخلص ماله داعي
منصور : وين تخلصين ؟ وانتي مو عارفة كيف تدخلين الابرة يكفي بعدي عورتي الولد
جنان وقد أحمَر وجهها من الخجل : عروقه مب اضحة
منصور بتنهيدة ملل : انا مادري كيف وظفوك هنا , لو سمحتي بعدي شوي خلينا نخلص

ابتعدت عن الطفل والاحراج يكاد يقتلها , شعرت بنفسها وكأنها غبية بجانبه , امسك منصور بساعد الطفل وادخل الابرة ببراعة , ولم يأخذ منه ذلك ثواني ,
منصور وهو يبتسم للطفل : آسف حبيبي , اذا عورتك الممرضة
الطفل : أي الغبية عورتني , ما ابغاها تلمسني مررة ثانية
تمنت جنان في هذه اللحظة لو تستطيع ضرب ذلك الصغير , كيف يجرؤ بنعتها بالغبية , تمنت لو ان الأرض تنشق وتبلعها وهي ترى الدكتور منصور يحاول كتم ضحكته ,

خرج من الغرفة وتبعته , انتهى من تفقد جميع المرضى الذي يشرف على حالتهم الآن , نظر الى ساعته التي كانت تشير الى العاشرة والنصف ,
جنان : دكتور , الحين وش اسوي ؟

منصور بدون أن ينظر اليها : روحي شوفي التحاليل للمريض اللي ف غرفة 5 خلصت والا لا, بكرة عنده عملية, راقبي حالته
جنان : ان شاء الله دكتور

انصرفت عنه , وذهب هو الى عيادته وجلس على الكرسي , وامسك بهاتفه ليجري مكالمة مع سلطان ,هذه المرة الثالثة التي يكلمه فيها , وفي كل مرة كان يغير اقواله , وكأنه يتجنب الحديث معه ,راودته الشكوك اتجاهه وشعر انه يحاول اخفاء شيء ما , جاءه صوت سلطان المرتبك : الو مرحبا

منصور :اهلاً سلطان , اسمع انا احسك ما قلت لي القصة كاملة , مرة تقول الظرف شفته على سيارتك وانت طالع من شغلك , مرة تقول ان الفيديو وصلك على جوالك , مرة م على ايميلك , ومرة مادري ايش , خليك واضح معي ياخي لاتقعد تلف وتدور

سلطان : انا ما الف وادور , هذا اللي صار وانا قلته لك
منصور : كلامك مايدخل العقل ياخي , اسمع انا قلت احل الموضوع بهدوء معك , بس انت مو راضي , الشرطة بتجي تاخذ اقوالك , وكلامك هذا مابيمشي عليهم

سلطان بارتباك : انا ماعندي شي اخبيه , وروحوا لمو فضيحة بنتكم بعيد عندي
منصور وغضب من كلماته الوقحة : الزم حدوك معي وتكلم مثل الناس

سلطان : انا اللي عندي قلته , تصدق ما تصدق , هاذي مشكلتك انت
اغلق الخط , وهو يتنهد , لا يريد ان يكبر الموضوع أكثر , و ما الحلقة الناقصة التي يخفيها سلطان ؟

,
يتبع

خد العروس 14-07-16 03:07 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
,


بعد ان انهى مكالمته مع منصور , أخذ نفساً عميقاً , لعن الساعة التي خطب فيها تلك الفتاة التي لم تجلب له إلَا المشاكل , لم تكن تعنيه شيئاً , لم تكن الا الفتاة التي اختارتها امه له , لا ينكر انه أُعجب بها عندما رآها اثناء النظرة الشرعية ,ولكنه الآن يتمنى لو أنه لم يعرفها , لقد أصبحت مثل اللعنة التي التصقت به , ولا تجلب له إلا الحظ العاثر , كان يماطل مع منصور الى ان يحين موعد سفره , ثم سيسافر ويترك كل شيء خلفه , ولن ولم يعلم منصور بالسر الذي يخفيه عن الجميع , لن يعلم عن تلك المرأة التي سلمته القرص , لن يعلم ابداً .
جاءه أحد اصحابه , حيث انه اجتمع معهم في مزرعة والده ليودعوه قبل سفره , : سليطن , وينك اختفيت ؟ , تعال الشباب ينتظروك

سلطان : يلا الحين جاي

دخل الى ذلك المجلس الواسع , حيث كان العشرات من أصاحبه يتبادلون الحديث فيه , تعجَب من وجود وليد الجالس في الزاوية وهو يقابله بابتسامة عريضة , قام من مكانه واتجه الى سلطان وصافحه بقوة : هلا والله بالحبيب

سلطان : هلا فيك , تفضل ,تفضل
ومرَ الوقت , بالأحاديث والدعابات الطريفة بينهم , لم يتوقع سلطان ان يحضر وليد هذه الليلة , لقد كان صديقه المقرَب , ولكن الخلافات الاخيرة التي حصلت بينهما , وترت العلاقة بينهما, وليد وهو يرفع صوته ممازحاً : وبعدين ما قلت لي كيف تصرفتوا بالعرس والمعازيم يا سلطان

توتر سلطان من سؤاله : مادري , بس حلينا الموضوع
وليد : ههههههههههههه يا انه هالبنت نكبتكم نكبة
لم يكن الموضوع مضحكاً , ولكنه كان يتعمَد احراج سلطان الذي كان من الواضح انه يتجنب الحديث حول ذلك الموضوع

ابو حنان وهو يهمس في اذن وليد : غيَر السالفة , الجو صار متوتر
وليد : ههههههههههههه , ليش انا متحمس لهالموضوع بالذات , وش شعورك يا سلطان بعد اللي صار ؟
سلطان : اسكت يا وليد دام النفس عليك طيبة

تكلم واحد من الشباب : استهدو بالله يا شباب , لا تكبروا الموضوع

سلطان : خلي هذا ال#### يحترم نفسه
وليد : ههههههههههه هذا جزاء اعمالك يا سلطان , انت ماخليت بنت ف حالها , صحيح ان الدنيا دوارة
سلطان ولم يتحمل اسلوب وليد الاستفزازي فقام له ومسكه من قميصه : انت ليه جاي هنا ؟ وش تبغى بالضبط

وليد وهو يبعد يدي سلطان عنه : جاي اودعك قبل لا تسافر , والله بتوحشنا يا سليطن , يا

قاطعه : جاي تتشمت فيني يا ####ت

لكمه بقوة على وجهه , اغلق وليد وجهه بألم ثم نهض من على الأرض وابتسم بتحدي ,وردَ لسلطان الضربة بضربتين , واشتعل الشجار بينهما , بينما يحاول البقية الفكاك بينهما

,

ما اشد براءتي حين توهمت في صغري اني سأفرح حين أكبر

أسدل الليل ستاره , ونامت جميع الأعين حولي , وبقيت عيناي مستيقظتان في الظلام ,كل ما أشتاق اليه يعيش بعيداً عني , أحاول النوم مثلهم , ولكن الأرق كان يزورني كل ليلة , كلما اغمضت عيني لفترة علَني أنام واغفو , تنرسم صورة اهلي في عقلي الملتوي , ابي الذي خرَ طريحاً مريضاً بسببي , وسقطت دموعه لأول مرة بسببي , واخي الذي لم أعرفه إلا حنوناً استباح دمي وحاول قتلي , نور وليلى الَتان تخلتا عني , أنا استحق الموت , حرَمت كل شيء عنِي , لن اكل ولن اشرب ولن انام الى ان يوافيني الأجل , فأنا استحق الموت ,ولكن قبل ان اموت اريد حلاً للأحجية التي في داخلي , العقدة العمياء , التي كلما حاولت فكها , تتعقد أكثر


,



كانت تجلس في غرفتها , المطلية باللون الرمادي , واثاثها الأسود الفخم ,تلقت مكالمة من والدتها , نظرت الى الساعة المعلقة على الحائط ,وكانت تشير الى الواحدة بعد منتصف الليل , ما الذي تريده في هذا الوقت المتأخر , تنهدت بسأم ,بالتأكيد ستنهال عليها بالشتائم مثل كل مرة , رفعت الخط بهدوء : هلا يومه
الأم : الو مروة
مروة : نعم يومه
الأم : شوفي يا بلوى , انا قالت لي الريم باللي صار , قولي لأخوك الغبي يبعد عن بنتي , واللا والله راح تشوفون شي مايسركم يا ###خ
مروة ببرود : طيب وانا شدخلني ؟
الام : انتي اساس البلا , انتي اللي عرفتيهم ببعض , وخليتي اختك تتعلق فيه , انتي يا غلطة عمري يا الشاذة , مايجي وراك الا المصايب والبلاوي , انتم شتبغون من بنتي ؟؟؟
انقلعو من حياتنا , والله تعبنا وطفشنا , بعدوا وسخكم عنا وا

اغلقت مروة الخط في وجهها , هذه امها وهذه طريقة تعاملها منذ ان عرفتها , امها التي تخلت عنها وهي في التاسعة من عمرها , وتركت تربيتها لعمها , لم تعد تهتم بكلامها الآن لقد تجاوزت هذه المرحلة منذ زمن طويل

فتح أحدهم لباب بقوة , نظرت الى وليد , وكان وجهه مليء بالكدمات , وشفته السفلى تنزف , مروة باستغراب : وش في وجهك ؟ مع من متطاقق هالمرة
جلس على السرير وقال بقهر : سلطان الحيوان
مروة وهي تومئ برأسها بأسف : انت ماتقدر تقعد بدون مشاكل ؟ ,مو هو كان بسافر , ليه تروح له ؟

وليد وهو ينظر اليها : لما كنتي في الشاليه , فيه واحد كان جايب معه خمر , تكلمتي معه ؟

مروة وهي تتذكر : ايي هذاك الطويل , أي وهزأته وقلت له لا يجيب خمور معه مرة ثانية

نهض وهو يصرخ : وليه تتدخلين ؟ وبعدين كيف تطلعين له بدون غطا ؟؟ الرجال فكرك ولد عمي , انا كم مرة قايل لك , لما نكون هنا في السعودية , استري نفسك
مروة ببرود : صوتك هذا مايرتفع علي ياوليد , وانت آخر واحد تكلمني عن تغطي وما تغطي , فاهم ؟؟ هههههههههههههه ودام انه فكرني ولد ليه اتغطى ؟

وليد ولازالت نبرة صوته مرتفعة : ما ابغى اشوفك في الشاليه مرة ثانية
مروة ورفعت صوتها : اذا صار باسمك تعال كلمني , رووح يا وليد عن وجهي , انت معصب من سلطان وجاي تطلع حرتك فيني , وانا مالي خلقك, امي كلمت من شوي ودرت عن اللي سويته في الريم

وليد وهدأ قليلاً : وش تقول امك
مروة : تقولك بعد عن الريم

وليد وهو يضحك بجنون : هههههههههههههه حامض على بوزك انتي واياها ,ابعد عنها انا حطيتها هي وزوجها في راسي , وراح العب فيهم لعب
مروة : اطلع برا , اطلع عن غرفتي ما ابغى اشوف وجهك ,روح دور لك احد تتطاقق معه غيري , ,والا اقولك ,روح اشرب في هالخمر لين ماتفطس

,



بزغ فجر يوم جديد , قامت من سريرها بعد ليلة طويلة لم تنم فيها بسبب قلقها وتفكيرها في هالة , لم تكن تغيب عن بالها لحظة , وتفكر في كلام ياسمين ويزداد خوفها أكثر ,قامت وتوضأت وصلَت الفجر , ودعت القدير أن يلطف بأختها ,ويرحمها ويحفظها من كل سوء , كانت تؤمن بأن دعوة الفجر مستجابة ,بعد ان فرغت من مناجاة ربها , سمعت صوتاً خارج الغرفة , فعلمت انه منصور قد عاد من عمله, خرجت ورأته مستلقياً على الأريكة بتعب , جلست بجانبه ووضعت رأسها على صدره : شكلك تعبان , يعطيك العافية

منصور : أي والله , المناوبة في الليل تهلك
نور : صليت ؟
منصور : أي صليت
نور ويدها تلعب في ازرار قميصه : بكرة متى دوامك ؟
منصور : بكرة بس عندي عملية الظهر
نور: وبتتأخر ؟
منصور : أي , العملية تاخذ من ست الى تسع ساعات , ليه تسألين ؟
نور : بس

كانت تفكر باستغلال وقت غيابه , بالذهاب الى هالة بدون علمه , تعلم انه سيرفض مجددا ان اخبرته , فقررت ان تذهب بدون علمه و اذنه


,

استيقظ من نومه على صوت المنبه , حيث كانت الساعة السابعة صباحاً , ربت على ظهر ليلى النائمة بجواره : ليلى ماعندك دوام اليوم ؟

ليلى وهي شبه نائمة : لا محاضرات اليوم كلها انلغت
كان يوسف يعمل في مهنة توصيل الطالبات الى جانب مهنته الأخرى لذلك سألها : والبنات اللي معك ؟
ليلى : حتى هم ما بداومون
يوسف : متأكده
ليلى وهي تتثاءب : أي متأكدة كلمتهم كلهم أمس

قام من سريره وتركها تكمل نومها , خرج من شقته الكائنة في الدور الثالث من منزل اهله , ونزل من السلم متجهاً الى المطبخ حيث كانت والدته , يوسف وهو يفتح الثلاجة :
صباح الخير يومه
ام يوسف التي كانت منشغلة باعداد الفطور : صباح النور
يوسف وهو يغلق الثلاجة ,وقد أخذ زجاجة الحليب في يده : يوومه ممكن اطلب منك طلب
ام يوسف : قول وش تبغى
يوسف : ياريت تخفين على ليلى شوي , لا تسألينها عن اختها واهلها , تتضايق

ام يوسف : اييي , الحمد الله اللي عافانا من ما ابتلاهم , هاذيك البنت الا ماينسمع لها حس , شوف وش طلعت , صحيح يا ما تحت السواهي دواهي , وانت كنت تبغى تخطبها , الحمد لله اني ماسمعت كلامك , كان الحين ابتلشنا فيها

يوسف : هالموضوع صار له زمان يا يومه , تكفين انسيه , ما ابغى ليلى تعرف اني كنت ابغى اخطب اختها قبلها , بتزعل

ام يوسف : لا تخاف سرك ف بير , ناقصين احنا بعد
يوسف : ها يومه , وش قلتي ؟ خففي على ليلى شوي , اللي صار لهم مو قليل
ام يوسف وهي تغلق باب المطبخ : يوسف أنا ابغى اكلمك ف موضوع مهم ما يتأجل
يوسف بخوف : وش فيه يومه ؟

ام يوسف : بعد الي صار مع هالة , المفروض ماتخلي ليلى على ذمتك , لازم تطلقها , مو بعيدة تطلع فاجرة مثل اختها

يوسف بصدمة : يومه وش قاعدة تقولين ؟
ام يوسف : أي لا تنسى ان العرق دساس والتربية وحدة , وهاذي اختها كانت في كل مكان ماخذتها معها , تتذكر , كانت كله تطلع معها , انا اخاف تكون مثلها واللا اردى منها , , لازم تطلقها يا يوسف وتحافظ على سمعة هالبيت , لا تنسى انت عندك خوات

يوسف وهو لم يصدق ما يسمعه , رفع صوته : يوومه حرام عليك ,انتي قاعدة تقذفينها , لاتظلمينها , تراها زوجتي وما ارضى عليها

ام يوسف : اسمع كلامي , واترك عنك العواطف , هذا شرف وسمعة مو لعبة

يوسف : يمه أنا بعتبر هالكلام ماصار بينا , وبسوي نفسي ماسمعت وسكري هالموضوع ولا تفتحينه مرة ثانية , انا احب زوجتي وواثق فيها وماراح اطلقها

خرج من المطبخ وصعد السلالم قاصداً شقته , لم يعجبه كلام والدته واغضبه , يعلم جيداً ان ليلى ليست كما تقول , ولن يفكر بها ابداً بتلك الطريقة



,


حلَّ الصباح وأنا بكامل استغرابي .. كيف لحياتي أن تسير بهذهِ السهولة بينما قلبي لا يحتمل كل هذا , منذ ان قدمت الى هذه الدار الكئيبة وانا احاول حل الاحجية داخلي ,حتى عجزت عنها , لا استطيع , وجدت مقصاً بجانبي , امسكت به , وخطوت بقدمي نحو المرآة في الحمام , نظرت الى انعكاس صورتي في المرآة,
ملامحي التعيسة , عيناي المحمرتان من عدم النوم ,
عظام وجنتي اصبحت بارزة من اضرابي عن الطعام , وشفتي ذابلتان من قلة الماء , لقد تغيَرت تماماً , لم أعد انا , شعري الطويل هو الشيء الوحيد الذي لم يتغير فيَ , امسكت بالمقص واخذت اقصه بعشوائية , يجب ان تكتمل الصورة , لا اريد أي شيء من الماضي , لا اريد ان اعرفني , نظرت الي شعري المتناثر اغلبه على الأرض , وشعرت بالدوَار يسلب مني طاقتي , وخارت قوايَ , وسقطت على الأرض ولم اعي شيئاً بعدها


حزنٌ في داخلي , يجتاحني , يسممني
شعور لم أِشعر به من قبل
وكأن العالم كله قد انهار , وأنا تحته
في لحظة واحدة , الاحلام والوعود الجميلة تختفي
هل حقاً كلماتهم وقبلاتهم كانت كذباً ؟
الوحدة تعيش في كل زاوية مني , الرياح تهب على وجهي والى قلبي
أين أنا ؟ وأين هم ؟
أنا في الفراغ منذ أن كل شيء أصبح مرهقاً
لم أعد اؤمن بالبشر , ولا بالحب , ولم يعد يعنيني أحد

انتهى


اتمنى اشوف تحليلاتكم ونقاشكم معي لكي اتطور أكثر , واستفيد من آراءكم
قراءة ممتعة

فيتامين سي 15-07-16 06:40 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارت إبداع ومشبع تسسلم يمينك اسلوبك رااائع

ههههه هذا ثاني توقع يصيب معي الاول لما ذكرت إن الهنوف لها يد في اللي حصل لهاله
والثاني لما ذكرت إن المرأه اللي كلمتها الهنوف وآذت هاله
تحب سلطان وسعت لوقف زواجه من هاله أو تعرضت
للأذى من سلطان وحبت تنتقم منه والبارت هذا اثبت
صحة كلامي يالله فين النجوم خد العروس ههههه
وش رأيك بدل النجوم تكون الهديه بارت في نصف الأسبوع


منصور عداه العيب وإن شاء الله يلحق الحقير سلطان قبل مايسافر ويوصل للحقيقه عن طريقه لكن أظن براءة هالة مطوله
لازم يترك نور تزور هاله وتتكلم معها وتعرف منها معلومات تساعد في الوصول لبراءتها


هاله ضعيفه راحت ضحية أفعال سلطان مع بنات الناس
الله ينصرها عليهم وتظهر براءتها
هاله لازم ماتستسلم وتحاول تفكر بعمق وتتذكرمتى لبست اللبس اللي في الصور وفين لعلها تربط الأحداث مع بعضها وتوصل لخيط يوصلها لإكتشاف المكيده والمدبر لها


يوسف الحمد لله إنه إنسان طيب رغم إنه ماكان بيخطب
ليلي لكن تعامله معها راااائع وبالمثل دفاعه عنها
هالحين عرفنا ليه ماكانت ردة فعل يوسف مثل ردت فعل
منصور لماحصلت مشكلة هاله

الهنوف حسبي الله عليها متى بيصحى ضميرها اتمنى
يسمعها زوجها وهي تتكلم مع المرأه اللي دبرت مكيدة هاله
ياويلها من حامد لما يعرف الحقيقه طلاقها اقل شيء بيسويه
لأنها دمرت سمعت العائله وتسببت في أذيته لأخته اللي يحبها
خان وصية أمه له بالأهتمام بها

اتوقع هاله أغمي عليها لأنها ماتأكل ولا تنام

منتظرين بقية الأحداث بفارغ الصبر

bluemay 16-07-16 06:31 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

عن جد شككتيني المرة اللي فاتت بتوقعي انه سلطان الو ايد بموضوع هالة

وصدمني كتير انه وليد الو معرفة فيه.. وعليه فهو من نفس المستوى الهابط

مين اللي وصلت له السي ددي والصور؟!

هل هي بتنتقم منه ولا كانت وسيلة للتخاص من زواج غير راغب فيه؟!


هالة ما احتملت كل هالصدمة
ومااا أصصعبها لما تكون من اقرب الاقربين وانت تشوفهم يتخلو عنك بكل بساطة..


نور خايفة عليها من الروحة لهالة
وما عندي شك انه منصور رح يدرى عنها
وممكن يزعل منها ﻷنها عصته.
احسن انها تصبر وتنتظر تصرفه مع سلطان.


ليلى بصراحة اني كارهتها وبكره الناس اللي متل هيك
بنسو كل شي كان وبفجروا في الخصام .

يوسف قدر ببراعة انه يتجاوز مشاعره تجاه هالة
ولو انه مخفيها ولكن بكفي انه محتفظ فيها باعماقه
دون م تحس زوجته فيها.

اكيد رح تنصدم لما تعرف انها مش الحب اللي كان بحكي عنه.


ياسمين متناقضة
يا ترى شو الذكريات اللي ايقظها قدوم هالة ؟


مروة شو قصتها
وليش امها كارهتها هالقد ؟


الريم موقفها صعب
بس لمتى رح تكابر ع جرحها ؟!




يسلمو يديك يا قمر
كلي شوق للقادم
تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


خد العروس 17-07-16 08:55 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3613705)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارت إبداع ومشبع تسسلم يمينك اسلوبك رااائع

ههههه هذا ثاني توقع يصيب معي الاول لما ذكرت إن الهنوف لها يد في اللي حصل لهاله
والثاني لما ذكرت إن المرأه اللي كلمتها الهنوف وآذت هاله
تحب سلطان وسعت لوقف زواجه من هاله أو تعرضت
للأذى من سلطان وحبت تنتقم منه والبارت هذا اثبت
صحة كلامي يالله فين النجوم خد العروس ههههه
وش رأيك بدل النجوم تكون الهديه بارت في نصف الأسبوع


منصور عداه العيب وإن شاء الله يلحق الحقير سلطان قبل مايسافر ويوصل للحقيقه عن طريقه لكن أظن براءة هالة مطوله
لازم يترك نور تزور هاله وتتكلم معها وتعرف منها معلومات تساعد في الوصول لبراءتها


هاله ضعيفه راحت ضحية أفعال سلطان مع بنات الناس
الله ينصرها عليهم وتظهر براءتها
هاله لازم ماتستسلم وتحاول تفكر بعمق وتتذكرمتى لبست اللبس اللي في الصور وفين لعلها تربط الأحداث مع بعضها وتوصل لخيط يوصلها لإكتشاف المكيده والمدبر لها


يوسف الحمد لله إنه إنسان طيب رغم إنه ماكان بيخطب
ليلي لكن تعامله معها راااائع وبالمثل دفاعه عنها
هالحين عرفنا ليه ماكانت ردة فعل يوسف مثل ردت فعل
منصور لماحصلت مشكلة هاله

الهنوف حسبي الله عليها متى بيصحى ضميرها اتمنى
يسمعها زوجها وهي تتكلم مع المرأه اللي دبرت مكيدة هاله
ياويلها من حامد لما يعرف الحقيقه طلاقها اقل شيء بيسويه
لأنها دمرت سمعت العائله وتسببت في أذيته لأخته اللي يحبها
خان وصية أمه له بالأهتمام بها

اتوقع هاله أغمي عليها لأنها ماتأكل ولا تنام

منتظرين بقية الأحداث بفارغ الصبر

وعليكم السلام
ههههههههههههه اول توقع اوكي صحيح مافي شك
بس التوقع الثاني , لسا ماوضحت الصورة , كلام وليد مو دليل , كلام وليد بس قاله عشان يستفز سلطان ويشمت فيه وماله دخل في هالة , او يمكن له دخل مادري
بس لسا بدري على هالكلام , يعني فيه احتمال يطلع توقعك مو صحيح
بالنسبة لرد فعل يوسف ليش غير عن منصور , لأن منصور كان كأن في وجه المدفع بسبب وجود هالة في المستشفى اللي يشتغل فيه و معرفته بعائلة سلطان غير طبيعة منصور العصبي عكس يوسف الهادئ والمتفهم

البارت كل ربووع ان شاء الله

خد العروس 17-07-16 08:59 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3613866)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

عن جد شككتيني المرة اللي فاتت بتوقعي انه سلطان الو ايد بموضوع هالة

وصدمني كتير انه وليد الو معرفة فيه.. وعليه فهو من نفس المستوى الهابط

مين اللي وصلت له السي ددي والصور؟!

هل هي بتنتقم منه ولا كانت وسيلة للتخاص من زواج غير راغب فيه؟!


هالة ما احتملت كل هالصدمة
ومااا أصصعبها لما تكون من اقرب الاقربين وانت تشوفهم يتخلو عنك بكل بساطة..


نور خايفة عليها من الروحة لهالة
وما عندي شك انه منصور رح يدرى عنها
وممكن يزعل منها ﻷنها عصته.
احسن انها تصبر وتنتظر تصرفه مع سلطان.


ليلى بصراحة اني كارهتها وبكره الناس اللي متل هيك
بنسو كل شي كان وبفجروا في الخصام .

يوسف قدر ببراعة انه يتجاوز مشاعره تجاه هالة
ولو انه مخفيها ولكن بكفي انه محتفظ فيها باعماقه
دون م تحس زوجته فيها.

اكيد رح تنصدم لما تعرف انها مش الحب اللي كان بحكي عنه.


ياسمين متناقضة
يا ترى شو الذكريات اللي ايقظها قدوم هالة ؟


مروة شو قصتها
وليش امها كارهتها هالقد ؟


الريم موقفها صعب
بس لمتى رح تكابر ع جرحها ؟!




يسلمو يديك يا قمر
كلي شوق للقادم
تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


شكلي في الاخير بصدمكم في الكل :lol:
ان شاء الله اجاوب على تساؤلاتك في البارتات الجاية
الله يسلمك عزيزتي , ما انحرم

خد العروس 21-07-16 05:20 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 

الفصل الرابع
ما بين جرح وجرح ينبت الأمل


وضعوني في إنـاءْ
ثُمّ قالوا لي : تأقلَـمْ
وأنا لَستُ بماءْ
أنا من طينِ السّمـاءْ
وإذا ضـاقَ إنائـي بنمـوّي
..يتحطّمْ !


أحسست بأحدهم يمسك يدي ويضغط عليها بقوة , وصوت اعرفه أو كنت اعرفه يتردد على مسمعي , اعتقدت انني أحلم , فتحت عيني ببطء , لم يكن ما أراه واضحاً , اشعر بالتشويش في عيني , وكأن غمامة تحجب عنِّي الرؤية ,بدأت الصورة تتضح شيئاً فشيئاً , تلك الملامح المألوفة لي , الملامح التي أعرفها جيداً , أتراها هي ؟ , هل أنا أتخيل مجدداً ,همست بصوتي الضعيف اريد ان أتأكد مما تراه عيني : نور , انتي نور ؟
جاءني صوتها الحنون ليأكد لي شكوكي : بسم الله عليك , هالة تسمعيني ؟
انها نور , انها حقَّاً اختي نور , رفعت بجسدي بصعوبة ,فاحتضنتني ,وذلك ذكَّرني بدفء حضن أمي , تمنيت ان لا تنتهي تلك اللحظات ابداً, قلت من بين دموعي : نور ليه تأخرتي ؟ ليه تركتوني هنا ورحتو عني ؟ نور انا ماسويت شي غلط وربي , اقسم بالله ماسويت شي , نور ابوي شلونه ؟ قولي له اني ماسويت شي , هذا مو انا اللي في الصور , مو أنا ,نور تكفين صدقيني , تكفين نور
ابعدتني عنها لتمسح دموعي عن وجهي , وكانت تبكي مثلي : مصدقتك بدون ماتقولين , والله مصدقتك
كلماتها أراحتني , وازالت جزءً ضئيلاً من آلامي المتراكمة , قلت وانا مغمورة بالخوف والقلق على ابي المريض : ابوي ؟ شخباره ؟
نور : لا تخافين , ابوي بخير
تنهدت بارتياح بالغ : نور ما قدر اعيش بدونكم , خذيني معك تكفين
نور : ما اقدر هالة , واخاف ترجعين البيت حامد يسوي فيك شي
صرخت : يعني ابوي بعده مو راضي عني ؟ قولي له لايصدق الصور مو حقي , وحامد بعده يبغى يذبحني ؟ طيب وليلى ؟ ليه ماجت معك ؟ حتى هي مصدقة ؟
ارتبكت وحاولت تهدئتي : هالة خليك قوية , كله شهر او شهرين بالكثير لين ماتهدى الأمور شوي وبجي اطلعك من هنا
لم تجاوب على اسئلتي , ففهمت من ارتباكها ان توقعاتي صحيحة , لقد تخلو عني جميعاً وصدقوا تلك الكذبة ,حتى ليلى توأم روحي لم تعد تريدني
صرخت بأعلى صوتي : الصور مو لي , ليه ماتفهمون ؟ ليه ماتفهمون ؟ الصور مو لي , والله انا ماسويت شي , ليه ماتصدقوني
أنا ما أقدر اعيش وابوي مو راضي عني , ما اقدر اعيش بعيد عنكم ماقدر ,ليه ماتفهمون ؟ ما اقدر اعيش لوحدي , لا تظلموني , الصور مو لي
امسكت بيديها وانا لازلت اصرخ : ليه ما تركتيني اموت ؟ انا المفروض كنت أموت في ذيك الليلة ليه ما خليتيني أموت ؟
صرخت في وجهي : اذا كنتي بريئة تصرفي على هالأساس , ربي كتب لك عمر جديد عشان تثبتين براءتك للكل ,انتي اقوى من كل شي يجيك , , انتي اقوى من كلم هم ومن كل مشكلة , لا تخليهم يحكمون عليك بشي انتي ماسويتيه , اذا كنتي مظلومة وبريئة تصرفي على الأساس , ربك ما خلق عبد ونساه ,
قلت بصوت مهزوز: بس ما اقدر لحالي
نور : تقدرين , خليك واثقة من نفسك , وانا ما بتركك , منصور يحاول يوصل الى اللي رسل الصور , وان شاء الله نوصل له , وانتي في هالمدة , خليك قوية ولا تخيبين ظني فيك , ادري صعب , بس لازم تحاربي عشان شرفك وكرامتك .
كلامها أثر في نفسي , أجل يجب علي ان احارب لأجل شرفي , يجب علي ان اثق بها , واصبح قوية ولا استسلم , و " ربي ماخلق عبد ونساه " ولكن هل يمكنني فعلها وحدي ؟ هل يمكنني التحمل ؟ وانا منفية ومنبوذة من جميع من احببتهم


خَيَّروني
بَيْنَ مَوتٍ وَبَقاءْ
بينَ أن أرقُـصَ فوقَ الحَبْلِ
أو أرقُصَ تحتَ الحبلِ
فاخترتُ البقـاءْ
قُلتُ : أُعـدَمْ.
فاخنقـوا بالحبلِ صوتَ الَببَّغـاءْ
وأمِـدّوني بصمـتٍ أَبَـديٍّ يتكلّمْ !
* أحمد مطر


,


كان جالساً الى جانب مريضه الستيني "ابو سالم " , يطمئنه ويشرح له سير العملية مجدداً, كانت عملية استئصال ورم في البنكرياس , وكانت تشكل لمنصور تحدياً , قال المريض بشيء من الخوف : انت سويت هالعملية من قبل يادكتور ؟
منصور : سويتها خمس مرات من قبل
ابو سالم : ونجحت في كل هالخمس مرات ؟
منصور : نجحت ثلاث مرات ومرتين لا
ابو سالم : بس هالمرة بتنجح صح ؟
منصور : انا بسوي كل اللي اقدر عليه يا ابو سالم , ان شاء الله هاذي تكون المرة الرابعة اللي انجح فيها فهالعملية
ابو سالم : ان شاء الله
منصور بابتسامة :العملية صعبة وخطيرة يا ابو سالم , واسألك مرة ثانية اذا كنت مصر على انك تسويها , تقدر تكمل علاجك على الكيماوي
ابو سالم : لا يا ولدي , انا ما ابغى اعيش طول عمري على الكيماوي خلاص اذا الله كاتب لي اعيش بعيش ان شاء الله , بس هذا البلا الكيماوي ما اقدر اعيش عليه طول عمري , توكل على الله يا دكتور
منصور : اجل توكلنا على الله , اشوفك في غرفة العمليات
كان ابن المريض سالم واقفاً بجانب والده , تحدث مع منصور بعد ان خرجا من الغرفة : اوعدني يا دكتور ان كل شي بصير مثل ماهو مخطط له
منصور : انا اوعدك اني بسوي كل شي اقدر عليه , اكثر من كذا ما اقدر , ان شاء الله كلشي يمشي مثل ماخططنا
سالم : انا متوكل على الله ثم عليك يا دكتور
منصور : ان شاء الله اكون عند حسن ظنك
كانت بجانبه الممرضة منيرة تساعده في هذا اليوم , ولا تنفك عن اسلوبها المبالغ في مدح الدكتور منصور امام المرضى , منيرة : الدكتور منصور من احسن الدكاترة هنا في المستشفى
تجاهلها منصور بعد أن ابتسم لسالم بودية , يكره هذا النوع من الممرضات , وجه مليء بالمساحيق . نصف شعرها مكشوف , فرقعة العلك في فمها بطريقة ملفتة , مشيتها المغرية بصوت كعبها العالي ,طريقة كلامها المثيرة بصوتها المتصنع وضحكتها المرتفعة ورائحة عطرها القوية , كان يحاول تجنبها بقدر ما يستطيع , ويحاول ان لا ينظر اليها وهو يحتقرها في داخله , اما هي فكانت " ناشبة له في كل مكان "

قال لها بحزم : روحي جهزي المريض للعملية , ولو سمحتي اسلوبك معي قدام المرضى ما ابغى يكون كذا
منيرة بدلع : ههههههههههه كيف يعني ؟
منصور : المدح اللي ماله داعي و كلامك الكثير في غير العمل , هالاسلوب انا اتضايق منه , فخلينا متفاهمين من البداية أحسن
منيرة ولم يعجبها ما سمعته منه : طيب انا بروح اجهز المريض فيه شي اسويه قبل ؟
منصور وهو يلتفت عنها : لا
مشى عنها وامسك هاتفه المحمول ليجري مكالمة سريعة مع ابن عمه الذي له علاقات مهمة وعديدة مع الجهات المسؤولة لمثل قضية هالة : الو السلام عليكم , مرحبا يا ابو سعود شخبارك
ابو سعود : حياك الله يا دكتورنا , الله يسلمك
منصور : وش صار على الموضوع اللي قلت لك عليه
ابو سعود : الموضوع صعب يا منصور , انت ماقلت لي المقطع اللي انرسل للبنت وش فيه بالضبط ؟
منصور وانحرج من سؤاله : صور خاصة للبنت , بس وش فيه بالضبط ما ادري
ابو سعود : لازم نعرف بالضبط وش في الفيديو عشان نعرف نتصرف , ونعرف نحلل المكان اللي صوروا فيه , واذا كان فيه احد معاها او لا
منصور : والله ما ادري يا ابو سعود , انا ما ابغى افضح البنت اكثر يكفي اللي صار
ابو سعود : لا تخاف كلشي راح يكون بسرية ان شاء الله , بس نحتاج معلومات اكثر , انت ارسل لي رقم هذا سلطان , وان شاء الله خير , ماقلت لي فيه احد مع البنت في الصور
منصور : والله مادري , انا ماشفتهم , يعطيك العافية يا ابو سعود وما تقصر
انهى المكالمة بالشكر والامتنان لابو سعود , ينتابه الكثير من الإحراج عندما يتحدث مع احدهم في هذا الموضوع المخجل , ولكنه وعد نور ويجب ان لا يتراجع في ذلك, ولأجل عين تكرم ألف عين

,


اتناول طعامي وأنا اجلس على سريري في الغرفة المخصصة لي , بعد ان اجبرتني نور على تناوله , اشعر بالضعف والتعب في جميع جسدي , كانت نور ترتب ملابسي التي احضرتها معها في الخزانة , وانا افكر في كلامها الذي قالته لي منذ قليل , متى لبست ذلك الثوب الأحمر القصير ؟ وماذا عن السلسال الذهبي المعلق عليه اسمي ؟ ذلك السلسال الذي كان لا يفارق عنقي ثم اختفى فجأة , ولا أذكر بالضبط متى ضاع مني , كل ما اتذكره انه اختفى بعد حفلة زواج حضرتها مع الهنوف وليلى , بحثت عنه كثيراً ولم أجد له أثر , اما بالنسبة الى ذلك الثوب الأحمر , فقد كنت البسه كثيراً ولا يمكنني ان احدد بالضبط المناسبات التي لبسته فيها , اقتربت مني نور بعد ان انتهت من ترتيب الخزانة : رتبت لك الخزانة وحطيت لك المستلزمات الشخصية في الدرج الأخير , اذا احتجتي شي كلمي ياسمين , وكملي صحنك تبغين تموتين من الجوع انتي ؟
قلت لها وقد مللت من تناول هذا الحساء : بس خلاص شبعت
نور : هالة لا تخليني اقلق عليك واحاتيك , لازم تقوي نفسك وتاكلين وتهتمين بنفسك
رددت بانصياع : طيب
نور : تذكرتي شي عن ذاك اليوم ؟
أنا : لا بس اتذكر اني ضيعت السلسال لما كنت طالعة مع ليلى والهنوف في زواج
نور : زواج مين ؟
أنا : زواج اقرباء الهنوف وكانو حاجزين ليلى وشلتها عشان التصوير فاضطرينا نقعد لنهاية الزواج
نور : ووين كان هذا الزواج ؟ في صالة والا فندق ؟
حاولت التذكر وبعد فترة من التفكير الطويل : كأن في الشيراتون بس مو متأكده , ليه تتوقعين هالشي له علاقة بالصور
نور : مادري والله , ماني شايفة لهالموضوع حل , وصايرة اشك في كلشي وف الكل
بعد ان انهيت طعامي , القيت بجسدي الضعيف على حضن اختي واستسلمت للنوم , وانا اشعر بالأمان والراحة بوجود اختي الى جانبي , تمنيت لو ان بامكانها ان تبقى معي الى الأبد



,

يقلب صورها المخزنة في جواله , ذكريات على شكل صور تجمعهما معاً , "الريم " حب الطفولة والمراهقة , لا يعلم في قرارة نفسه ان كان حباً حقيقياً ام انه حب التملك فقط . في البداية كانت تتجاهله وتتجنبه وتحب ان تحرجه وتدعي أنها تكرهه وهذا ما جعله يتعلق بها أكثر , كان مهووساً مولعاً بها وبجمالها الأخَّاذ , كانت آية من الفتنة والجمال , استدرجها ولاحقها الى أن وقعت اخيراً في حبه , ومضى معها ايام وليالي لا تتكرر , ولكن الخيانة كانت تجري في عروقه فخانها مرة ومرتين وثلاث بل أكثر , وعرفت بقباحة فعلته , وكانت ردة فعلها مبالغة بعض الشيء , اذ انها قررت الانتقام منه بالمثل , فادعت على انها مع علاقة بصديقه المقرب سلطان الذي لم يكن يعلم بنيتها الكاذبة , فاشتعلت المشاكل بينهما حتى انها وصلت الى سلطان الذي يعتبر ضحية في هذه الحكاية , عرف بكذبها بعد ان تأخر الأمر وبعد ان ازدادت الامور سوءً بتصرفاته الطائشة المجنونة الذي هدمت كل شيء , اراد اصلاح الأمر بخطبتها من ابيها ولكن والده كان من أول المعارضين بسبب حسابات قديمة ودفتر لم يغلق مع والد الريم , وانتهى الأمر بزواجها من خالد , كيف لها ان تتركه وتذهب لغيره بهذه البساطة ؟ وهو وليد محطِّم القلوب , كيف تجرأت بجرح كبرياءه وكرامته وهو الذي احبها لدرجة انه اراد ان يتزوجها , وهذا لم يحدث ابداً في جميع علاقاته السابقة , هي الوحيدة التي شغلت عقله وقلبه ثم هجرته دون ان تلتفت وراءها
فكَّر بخبث , ماذا سيحدث لو أن زوجها خالد رأى هذه الصور , ابتسم ابتسامة رضا وهو يتخيل كيف سيكون موقفه اتجاه هذه الصور الحميمة التي تجمعهما , وهو يملك رقمه ايضاً , يمكنه بضغطة زر ان يفسد زواجها وينهي كل شيء , ولكن لحظة !!!!! لن ينتهي كل شيء بهذه البساطة , يجب ان يتخذ خطواته بهدوء وبذكاء , انه ينوي ان يعذبها اولاً خطوة بخطوة الى ان يصل الى هدفه , لن يستعجل الأمر , سيترك هذه الصور الى النهاية , فهناك خطوات كثيرة ستسبق هذه الصور ,
قطع حبل افكاره القذر وخططه الحقيرة صوت ابو حنان المزعج : وليدوه قووم خل نسبح في البحر الجو حلوو
وليد وهو يخفي شاشة جواله بيده عن ابو حنان الجالس بجواره : اقول انت متى بتطس ديرتك وتفكنا , تراك اقرفتني
ابو حنان : هههههههههههههههه ليه مليت مني ؟ والا عشان الشاليه ؟ شسوي بعد اتحملني ماعندي مكان اقعد فيه الا هني , يعني تبيني اقعد في فندق و ولد خالتي وليدوه موجود
وليد : لا يكثر بس , حدك اليوم وبكرة وبعدين روح طس ديرتك ولا تنسى البضاعة
ابو حنان : ابشر يا الحبيب , وهو يغمز له : ناوي تجيب احد هنيه عشان جذيه تصرفني صح ؟ شكلك تبي ترجع حق الايام الخوالي
وليد : مو شغلك , اجيب بنات لهنا ما اجيب , هذا مو شغلك يا صاحبي
ابو حنان : طيب ليش ما تيي معاي الكويت ؟ امك ولهانة عليك كله تسألني عنك
وليد : والله انا بعد ولهان عليها بس مالي خلق اشوف الخروف زوجها, اخر مرة رحت لهم كان شوي ويطردني من البيت
ابو حنان : زوجها مسافر على حسب علمي , تعال بتاخذ راحتك
وليد : يصير خير


,

في تلك الغرفة الخضراء ,الهادئة , الباردة , المليئة بالأجهزة , وحيث الجميع بالزي الأخضر الموحد , قناع الوجه , والقبعات الخاصة ,ملتفين حول ذلك الجسد الممدد باستسلام على طاولة الجراحة ,يرأسهم الدكتور منصور , وهو يحرك يديه داخل ذلك البطن المفتوح , حيث ان الأعضاء الداخلية واضحة له , ويستهدف عدوه الورم الملتف حول رأس البنكرياس , مضت ثلاث ساعات وهو يحارب هذا الورم العنيد , وهو يقوم باستئصاله جزئياً بشتى الطرق المتطورة , سمع صوت ذلك الجهاز المزعج ينبأه بأن ضغط الدم يتضاءل وأن القلب على وشك ان يتوقف عن النبض , حاول بكل جهده ان يمنع حدوث هذا , لا يجب ان يخسر مريضه , ليس الآن , ولكن القلب توقف , حاول أن ينعشه بضربه على صدره بجهاز الإنعاش , مرة ومرتين وثلاث واربع , مرت خمس دقائق وهو على هذا الحال , وهو لازال يضرب على صدره بأمل ان يعود هذا القلب للنبض مجدداً , استوقفه الجراح المساعد : دكتور خلاص , مرت اكثر من خمس دقايق , انتهى موضوعه
استسلم منصور بيأس , نظر الى هذا الجسد المدد الذي انتزعت الحياة منه للتو , واصبح جثة هامدة لا روح فيه : وقت الوفاة 3:33 دقيقة
تذكر عيني ابو سالم التان تشعان امل في الحياة , وكيف ان ابنه سالم كان واثقاً به , والآن انتهى كل شيء , من اقسى اللحظات وأمرها على الطبيب عندما يفقد مريضه , حتى لو لو كان يعلم جيداً بأنه ليس السبب في ذلك , لقد فعل كل ما كان يستطيع لإنقاذ ذلك المريض ولكن بلا جدوى , خرج من غرفة العمليات ليقابل سالم الذي كان ينتظر بخوف وقلق على والده
سالم وهو يركض الى منصور : وش صار يا دكتور ؟ انت قلت ان العملية بتاخذ من ست الى تسع ساعات ولسا بس مرت ثلاث
منصور بتأثر : أنا آسف يا سالم , انا سويت كل شي أقدر عليه بس الوالد عطاك عمره
سالم سلبت الصدمة ملامحه وضاقت الدنيا به , جلس على الكرسي والألم يعتصره من الداخل وهو يردد : لا حول ولا قوة الا بالله , انا لله وانا اليه راجعون
انصرف منصور عنه بعد ان حاول التخفيف عنه ببعض عبارات التعزية , كان دائماً يتعامل مع مرضاه على انهم من افراد عائلته , ويشعر بالحزن والألم عند فقدان أحدهم , ولكنه كان يحافظ على برودة اعصابه , تساءل في نفسه ان كان في وسعه ان يفعل أكثر من ما فعل , وذلك السؤال المؤلم هل كان عليه ان يجري تلك العملية ؟ أخذ يلوم نفسه وضميره يؤنبه , لم يكن يجب عليه ان يقوم بهذه العملية حتى لو أصر عليه المريض .

كان الدكتور فيصل "رئيس قسم الباطنية " يبحث عن منصور , فوجده جالساً على الكراسي الملتصقة في الجدار في احدى الأروقة القريبة من غرف العمليات : لا تلوم نفسك يا منصور , انت سويت كل اللي تقدر عليه .
رفع منصور رأسه ليجد ذلك الرجل ذو اللحية البيضاء , الدكتور فيصل , الذي يكن له كل احترام وتقدير ويعتبره معلمه الذي اكتسب منه خبرته : ما كان المفروض اسوي هالعملية , الرجال كبير في السن وما يتحمل , كان المفروض اعراضه
الدكتور فيصل وهو يجلس بجانب منصور : هاذي كانت رغبة المريض يا منصور , وكان عنده نسبة حلوة ان العملية تنجح , بس انت عارف مو كل شي يمشي مثل ماخططنا له
منصور : احس اني سرقت منه هالكم شهر اللي كان بيعيشهم مع اهله , عارف ان الأعمار بيد الله ولا اعتراض على حكمه , بس ضميري يأنبني
الدكتور فيصل بتفهم : انا حاس فيك , هاذي المرحلة كلنا نمر فيها اذا خسرنا أي مريض , وهذا اللي يخلينا احنا , هاذي المشاعر هي اللي تحيي الانسانية اللي فينا , على كثر مانشوف الموت هنا الا ان هالمشاعر هي اللي تخلينا نواصل ونتعلم من اخطاءنا , ربت على ظهر منصور : بس مايصير نخلي هالمشاعر تتغلب علينا لأن فيه كثير مرضى ينتظرونا يا ولدي ,
منصور : معاك حق يا دكتور
الدكتور فيصل : انت الحين قوم روح البيت وريح نفسك , واللا اقولك , لا تجي المستشفى هاليومين أنا بتكفل بمرضاك وبدبر امورك هنا
منصور وهو يبتسم : لا يا دكتور شدعوة , مايصير هالكلام , انا اقدر اقوم بشغلي مافي داعي , انت لا تتعب نفسك
الدكتور فيصل : انت كم صار لك ما اخذت اجازة ؟ كلها يومين عادي , انت روح خذ زوجتك وبنتك واطلع معاهم وغير جو , الواحد لازم يحتاج فترة نقاهة بين كل مدة
منصور : لا يا دكتور مايصير لا تحرجني
الدكتور فيصل يقاطعه : اسمع الكلام ولا تجادلني , انا رئيسك في العمل وهذا امر مو طلب , واحنا مابينا هالرسميات انت مثل ولدي , ولازم تحتاج فترة راحة , واهلك ليهم حق عليك يا منصور مايصير كله شغل وبس
منصور وهو يبستم : أمرك يا دكتور , تسلم وما تقصر
كان الدكتور فيصل بالنسبة لمنصور رئيسه ومعلمه بل حتى انه يعتبره صديق له , كان مثال للطبيب الماهر المحترم ذو الخبرة الواسعة , ويعتبره منصور قدوة له في عمله

يتبع

,

خد العروس 21-07-16 05:22 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
في شقتها الصغيرة , تحمل في يديها ابنة اختها سارا , وتلاعبها بمرح , ويجلس بجانبها زوجها وهو يحاول ان يجعل وجهه مضحكاً لإضحاكها , ليلى وهي تضحك : ههههههههههه وش ذا الوجه ؟ انت تبي تضحكها والا تخوفها ؟
يوسف وهو يعيد ملامحه الى طبيعتها : هههههههه ليه ماتضحك ؟ , أمسك بخدها وهو يجره بخفة : اضحكي يلا اضحكي
تغيرت ملامح سارا وتقوس فمها وتدلت شفتيها واخذت تبكي , ليلى بعتاب : يووووسف !!!!!!! تراها بزر بسرعة تتألم
يوسف وهو يضع يديه خلف رأسه : ما ادري والله ما ادري
ليلى وهي تحتضن سارا : بس يا روح خالتك , عمو يوسف ما يقصد , مايقصد ياخالتو , بس يا حبيبي بس
يوسف بابتسامة : اقول ليوول , تدرين وش تخيلت
ليلى وهي لازالت تحاول اسكات سارا : وشو ؟
يوسف : تخيلتها بنتنا , متى يصير عندنا مثلها ؟
ليلى : بدررري على هالكلام , تونا ماصار لنا خمس شهور من تزوجنا
يوسف : ستة شهور
ليلى : هههههههه لا فرقت الحين , اصبر يا حبيبي انا عندي دراستي وما ابغى شي يشغلني , وبعدين أنا لسا صغيرة ع هالسوالف
يوسف باستنكار : وش صغيرة ؟!!!!! وش كبرك , كبر البقرة
ليلى وهي تنظر اليه بحدة : أنا بقرة
يوسف : لا تغيرين كلامي , أنا قلت قد البقرة , يعني وش كبرك وش زينك , كبيرة وقادرة على الانجاب
ليلى : اقول حبيبي اترك عنك هالسوالف , وبيبي الحين احلم فيه , الأحلام ببلاش
اعطته سارا بعد أن هدأت : امسك ولا تصيحها مثل قبل شوي ,و باروح اكلم نور اشوفها ليه تأخرت
يوسف وهو يحمل سارا : وليه تعجلينها خليها على راحتها , مبسوطين مع هالحلوة , خليني اشبع مشاعر الابوه اللي داخلي اللي انتي حارمتني منها
ليلى : لا يكثر بس, قال مشاعر الابوه قال
وابتعدت عنهما ورفعت جوالها لتجري مكالمة مع نور
نور : الو ليلى
ليلى : هلا نور , متى بتجين
نور : ليه فيه شي ؟ عسى مو بس سارا مضايقتكم
ليلى : لا شدعوة , مثل العسل على قلبي هالبنت , ولو تشوفي يوسف طااير فيها , بس تعرفين عندي جلسة تصوير الليلة , وابغى اجهز ادواتي قبل لا اروح
نور : ان شاء الله ساعة زمان وانا عندك
ليلى : طيب
نور : يلا اخليك مع السلا
قاطعتها ليلى بتردد قبل ان تغلق الخط : كيف هالة ؟
نور : الحمد الله صارت احسن , نزل ضغطها بسبب قلة الأكل وطاحت عليهم , بس الحمد الله صارت زينة
حمدت ربها في داخلها ثم جاءها صوت نور : ليلى ليه ماتجين تشوفينها ؟
ليلى : لا ما اقدر , احس اذا شفتها بنفجر فيها وهي مو ناقصة
نور : طيب يلا باي , بحاول ما اتأخر عليك

اغلقت المكالمة ومشاعر مختلطة تراودها , لا تعلم ان كانت محبة ام كره وحقد , ولكنها كانت قلقة على هالة حقاً


,


وصل بسيارته الى منزل أهل زوجته , يريد أن يرى عائلته الصغيرة علَّه يرتاح قليلاً من تأنيب الضمير , لقد اخبرته نور هذا الصباح انها ستكون في بيت عائلتها , وأن السائق من سيتكفل بتوصيلها , كم مر من الوقت على آخر مرة خرج فيها معهم الى احد الأماكن الترفيهية , فكر لو انه يصحبهما الى البحرين , سيفرغ نفسه لهم في هاذين اليومين , ستفرح نور كثيراً بهذا , ترجَّل من سيارته , ودق الجرس , انتظر عدة دقائق الى ان خرج له ابو حامد
منصور : السلام عليكم , شخبارك يا عمي ان شاء الله طيب
ابو حامد : وعليكم السلام , الحمد الله , الله يسلمك , تفضل
منصور : لا انا بس جاي اخذ نور
ابو حامد باستغراب : بس نور ماجت عندنا اليوم
منصور باستغراب أكبر : كييف ؟ بس هي قالت لي انها بتجي عندكم
ابو حامد : لا والله ماجت , انت متأكد؟
منصور : أي بس شكلها غيرت رايها
ابو حامد : تفضل يا ولدي البيت بيتك
منصور يعتذر : لا مشكور يا عمي خليها مرة ثانية
ابو حامد بإصرار : مايصير يا ولدي دامك وصلت لعند الباب لازم تدخل
منصور : تسلم يا عمي وماتقصر بس انا توني جاي من العمل وتعبان , ان شاء الله مرة ثانية أنا و نور نجي نزوركم
ابو حامد : على راحتك

قاد سيارته وهو مشغول البال على نور , خاف ان يكون قد حدث لها مكروه منعها من الذهاب , ولماذا غيرت رأيها ولم تذهب , ولكنه تفاجأ عندما رجع الى شقته بعدم وجودها فيها , اخذت الشكوك تراوده والأفكار تأتي به يمنةً ويسرى , الى اين ذهبت بدون علمه ؟


,


بعد ان احتضنتني لتودعني , وأنا اترجاها ان تبقى معي قليلاً , فلم اشبع من رؤيتها بعد , ولازلت اشعر بالغربة والوحدة هنا , قلت لها برجاء : خليك بعد معي شوي
نور : ما اقدر يا هالة , تركت سارا مع ليلى ولازم ارجع الحين
- طيب متى بتجين مرة ثانية ؟
نور : ما ادري
هالة بصوت باكي : كيف ما تدرين ؟ نور انا مالي غيرك
نور وهي تمسك كف اختها : هالة انا وش قلت لك ؟ خليك قوية وصبورة , كل شي بمر صدقيني , اوعدك ان شهر او شهرين بالكثير وراح اطلعك من هنا , انا ما راح اتركك لو وش يصير
قلت لها باستسلام : ان شاء الله
نور : ما ابي اشوف دموع خلاص يلا وريني ابتسامتك
ابتسمت لها واحتضنتي لآخر مرة وخرجت عني , وعدت نفسي اني سألتزم بكلماتها لي ولن اخيب ظنها , وجودها معي أراحني كثيراً وأعاد لي الأمل
,

كانت ياسمين جالسة في مكتبها انتبهت لنور وهي تنزل من الدرج وتتجه الى الباب الخارجي فنادتها : نور نوور
نور وهي تلتفت لها : ياسمين
ياسمين : كيف اختك ؟ ان شاء الله صارت احسن
نور : أي الحمد لله احسن بكثير , هالة امانة عندك يا ياسمين
ياسمين : لا تخافي عليها , تراها في ايدي امينة , بس انتي لا تقطعينها وتعالي لها بين كل فترة
نور : ان شاء الله اقدر , امانة اذا صار شي تكلميني
ياسمين : أي اكيد
بعد ان خرجت نور , عادت الى مكتبها وهي شاردة الذهن , كيف يمكن لهؤلاء الناس ان يتجردوا من كل شيء ويتركوا فلذات أكبادهم في هذا المكان , حتى ولو أخطأن , فالجميع يخطأ ولماذا يسجنَ هنا لمجرد ذنب واحد , لازلن صغيرات على هذا العقاب , أمسكت ببعض الملفات التي على مكتبها وأخذت تتصفحها , قالت لناهد التي تجلس في المكتب المجاور لها : ناهد هاذي الملفات ليه ما خلصتيها ؟ أنا عطيتك اياها أمس
ناهد : انا قلت لك ان عندي شغلي وما اقدر
تأففت بملل ونادت على ام حمزة , ام حمزة : نعم يا استاذة ياسمين
ياسمين : ام حمزة نادي لي شمس , وبسرعة
خرجت ام حمزة وبعد عدة دقائق , جاءت تلك الفتاة ذو الشعر الناعم القصير والوجه الدائري الصغير : نعم استاذة ياسمين
ياسمين وهي تؤشر : شموسة حبيبتي تعالي ساعديني ف هالملفات , انتي شاطرة وتفهمين ف كل شي , ومنها تسليني مرة وحدة
جاءت شمس وقد أعجبها ان تساعد ياسمين في عملها , جلست بجانبها وأخذت تقرأ في الملفات الى جانب ياسمين التي تنصت اليها
ناهد وهي مصدومة من تصرف ياسمين : انت وش قاعدة تسوين يا ياسمين ؟ هاذي الملفات خاصة مايصير البنت تطلع عليها
ياسمين : لا تتدخلي يا ناهد , مو انتي قلتي ان هذا شغلي ومو شغلك , اجل خليني اسويه بالطريقة اللي تعجبني وتريحني
ناهد لم يعجبها الوضع أبداً ولكنها صمتت فلا يمكنها ان تجاري او تعارض ياسمين أبداً

,

كان الحزن والألم يغمرانها ولكنها كانت تحاول اخفاءه عن هالة , كيف بإمكان اختها الصغيرة العيش في ذلك المكان الموحش ؟ وكأنها مذنبة وسجنت , لن تسامح من كان السبب في اذية اختها مهما كان , كانت طفلتها تغفو على صدرها بهدوء , مسحت على رأسها بحنان , " الله يحفظك ولا يراويني فيك سوء يابنتي , هالزمن يخوف ماعدنا نميز فيه بين العدو والصديق " وصلت الى مواقف العمارة وتفاجأت من وجود سيَّارة منصور في احداها , نزلت من السيارة بحذر لكي لا توقظ سارا , دخلت الى العمارة وفتحت قفل باب الشقة , حيث كان منصور ينتظرها , قالت بهدوء : السلام عليكم
لم يرد عليها السلام وكانت ملامح وجهه غريبة , استغربت من وضعه ولكنها لم تعلق واتجهت الى غرفتها لتضع سارا في مهدها , وقام من مكانه وتبعها , دخل الى الغرفة واغلق الباب خلفه, قال بنبرة هادئة : شخبار ابوك ؟ ان شاء الله تحسنت حالته
نور وهي تغطي سارا : أي الحمد الله صار احسن ويسلم عليك وحتى حامد قال لي اوصل لك سلامه
منصور : الله يسلمك
نور وهي لازالت مشغولة بترتيب مهد سارا : اليوم سارا لعبت مع محمود لين ما قالت بس , وشكلها تعبت كثير يا قلبي عليها
اقترب منها أكثر ونظر في وجهها : عسى ما نامت وهي جوعانة بس
نور : لا أكلتها , وتغذينا في بيت أهلي الحمد لله , لو ادري انك بترجع بدري كان جهزت لك الغذا قبل لا أطلع
ابتعدت عنه قليلاً ونزعت عباءتها عنها , قالت وهي تعلق العباءة على الشمَّاعة : ما قلت لي ليه رجعت بدري ؟ مو انت قلت ان العملية بتطول
منصور : المريض توفى
التفت له نور وقالت بتأثر : اوه الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة
اقتربت منه واحتضنته : حبيبي عشان كذا وجهك مقلوب ومو على بعضك , لا تضايق نفسك انت أكيد سويت كل شي تقدر عليه
نظر الى رأسها على صدره , كيف يمكنها ان تستمر في الكذب بكل أريحية ومن متى كانت تستخدم لغة الكذب معه , ابعدها عنه وقد ضاق بها ذرعاً , اضمحلت ابتسامتها وهي تنظر الى ملامح وجهه القاسية ويده التي تضغط على ذراعها ولم يكن منصور هادئاً كما يبدو : وش فيك منصور ؟
كان يكاد يختنق من الغضب الذي في داخله : من متى وانتِ تكذبين علي يا نور ؟
أنزلت رأسها ولم تنطق بكلمه , فضغط على ذراعها بقوة أكبر : ارفعي راسك وحطي عينك في عيني , وقولي من متى وانتي تستغفليني
رفعت رأسها ونظرت الى عينيه المحتدتين ببرود استفزَّه : انت اللي اجبرتني على الكذب , وانا كنت عند هالة
تراخت قبضته من ذراعها وقال وهو يغمض عينيه يحاول السيطرة على اعصابه المشدودة : وليه الكذب ؟
نور : لأني أعرف انك عنت بترفض وبتعاند مثل كل مرة
فتح عينيه ونظر اليها بعينيه الملتهبتين : ودام عارفة اني برفض ليه تروحين لها ؟ ليه تطلعين من وراي ؟
نور : هاذي اختي يا منصور وأنا ما بتركها , وانت الا اجبرتني بعنادك اني اروح لها من وراك
منصور : بعنادي ؟ انا اعاندك ؟ انا كنت احاول اساعدك يا نور وانتِ كسرتي كلمتي وطلعتي بدون أذني وكذبتي علي وفوق هذا كله قاعدة بكل وقاحة تردين ف وجهي , هاذي جزاتي ؟
نور : آسفة بس أنا ما اقدر اترك اختي وانت ما تركت لي خيار ثاني , اتصلوا لي من الدار انها تعبانة وتحتاجني كيف تبغاني اتركها ؟
منصور وانفلتت منه صرخة : عساها تموت , هذا مايبرر لك اللي سويتيه
نور : أنا اختي ما بتركها , حتى لو كانت غلطانة وكانت الصور صحيحة ما بتركها , هاذي وصية أمي لي , ومهما كان الغلط الي ارتكبته بأوقف معاها وما بتركها لو وش يصير
منصور وازاد غضبه أكثر وكان الدم يغلي في عروقه : يعني فيه احتمال تكون اختك غلطانة , فيه احتمال تكون اختك غلطانة وتاركتني مثل الغبي اترجى الناس يساعدوني عشانها ,
نور : انا ماقلت انها غلطانة اختي بريئة وانا متأكدة من هالشي بس حتى لو كانت غلطانة كنت بوقف معها يا منصور
قال بلهجة قاطعة قاسية أفحمتها : أنا كنت احرج نفسي واكلم هذا الخايس سلطان واتحمل اهاناته عشانك وماتركت واحد يقدر يساعدني الا وكلمته عن فضيحة اختك ونزلت بكرامتي الأرض عشانك , كان الموضوع يحرجني ويضايقني وكنت اسكت واتحمل وماكل خ### عشانك ,
لم تعرف ماتقوله ولكن عصبيته وصراخه عليها آلمها , لم تعد تتحمل أكثر , يكفي , لقد تحملت عصبيته وصراخه كثيراً ولكن يكفي , فتحت باب الغرفة وخرجت عنه وتركته يصرخ وحده
ارتفع صوته أكثر : لما أنا اتكلم توقفين وتسمعين وش اقوله , مو تمشين عني وش قلة الأدب هاذي
لم تجبه وأكملت طريقها فصرخ مزمجراً باسمها : نووور
انزلت رأسها وقالت بصوت ضعيف : عمرك ما راح تتغير يا منصور , عمرك ماراح تتعلم كيف تكلمني على اني زوجتك وتترك عنك هالصراخ , انت ليه ماتثبت على موقف واحد ؟ ليه تعطيني أمل وتعشمني وبعدها تعايرني في اللي سويته لي ؟ قلت لك ان هالشي صار غصب عني ليه ماتفهم
اقترب منها وامسكها من ذراعها ولفها اليه ليتقابل وجهه بوجهها , كانت انفاسه الحارة تلفع وجهها : الحين صرت أنا الغلطان ؟
قالت وقد ارتفعت نبرة صوتها : مليت من هالعصبية ومن اسلوبك المستفز معي مليييت وتعبت
تركها وأخذ يبحث في الادراج , كانت حالته العدوانية تدفعه لعمل أي شيء , ولم يكن واعياً لما يفعله من غضبه , كذبها وخداعها وتمردها عليه وانكارها له اغضبه , ولقد تمادت كثيراً هذه المرة , اخرج ذلك القرص ووضعه في الحاسوب وهي تنظر له بذهول : منصور وش تسوي ؟
كان يريد ان يقطع الشك باليقين , فُتِح ذلك المقطع الذي كانت تخفيه عن الجميع , وأمام مرأى عينيه كانت هالة تتراقص على ألحان صخبة وبجانبها ذلك الشاب المغطى على وجهه, نظر اليها باحتقار : هاذي العفيفة الطاهرة اللي كسرتي كلمتي عشانها ؟ هاذي اللي خليتيني مثل الغبي احاول ابرئها واساعدها ؟
اقتربت منه وقد تساقطت دموعها على خديها , كيف يجرؤ بأن يفتح ذلك المقطع ويرى اختها , لم تحتمل نظرات الاحتقار والاستهزاء في عينيه , وتمردت عليه بصفعة على وجهه , تلك الصفعة كانت تحمل جميع مشاعرها المكبوتة , لا تعلم من أين أتتها تلك الجرأة لتفعلها , أما هو فلم يصدق ما فعلته زوجته للتو , وضع يده على لحيته الخفيفة , يتحسس أثار اصابعها عليه , كانت عيناه تتطاير شرراً , نظراته وحدها كانت كافية لتحويل نور الى رماد .


,

كنت أجلس على سريري كعادتي , اراقب الفتيات وهنَ يثرثرن ويمرحن حولي , ابتسمت في داخلي عليهن , كيف يمكنهن العيش هنا بكل بساطة , كيف يمكنهن الضحك والمرح بعد ان تخلت عنهن عائلاتهن , كيف تغلبنَّ على الحزن ؟
سمعت صوت الأذان , فرشت مصلاتي ولبست خماري , واتجهت للرحمن , صليت فرضي , ورفعت كفي الى السماء , يا رب ليس لي الا رحمتك اتكل عليها فارحمني , وانت تعلم بما في سري وانت وحدك يا رب تعلم ببراءتي , استجب يا رب دعائي .. ولا تخيب فيك رجائي , فان لم اكن اهلاً لذلك فأنت اهلٌ لذلك يا أكرم الأكرمين
في تلك الليلة وكلت أمري كله الى ربي وكنت واثقة أن ربي لن ينساني , وتذكرت كلام نور " ربك ما خلق عبد ونساه " فالحمد لله الذي لا يُحمد على مكروهٍ سواه
قررت أن اكون مثل الفتيات المرحات الَّاتي معي في الدار , وسأتغلب على حزني بعون ربي فأنه قادر على كل شيء , ووجود نور بجانبي يمنحني القوة , وما بين جرح وجرح ينبت الأمل

ما بين جرح وجرح ينبت الأمل
إن الخطايا بدمع الطهر تغتسل
قد يصبح العمر أحلاما نطاردها
تجري ونجري.. وتدمينا ولا نصل
الحزن في القلب في الأعماق في دمنا
يأس طويل فكيف الجرح يندمل
أيامنا لم تزل بالوهم تخدعنا
قبر من الخوف يطوينا ونحتمل
مازال للحب بيت في ضمائرنا
ما أجمل النار تخبو ثم تشتعل
ما زلت طيرا يغني الحب في أمل
قد يمنح الحلم.. مالا يمنح الأجل..
فاروق جويدة


انتهى

bluemay 21-07-16 07:13 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

فصل راااائع


ولكن محزن .. اتوقع ان تتأزم اﻷمور مع نور

وربما تصل للإنفصال من منصور ..


هالة بعد جية نور حست بدفقة امل وقوة للصبر والتحمل ..


اتوقع رح تجتمع الخيوط وتوصلهم للهنوف ..



ليلى فيك الخير اللي سألتي ع اختك ..



متشوووقة للقادم كتير

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


فيتامين سي 22-07-16 12:13 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 

السلام عليكم ورحمةالله وبركاته

الحمد لله هالة بدت تترك اليأس وتفكر عدل
وليد حقيرأكرهه والظاهرمايرتاح إلا لما يدمر حياة الريم
هذا ماهو حب اللي يحب مايضر اللي يحبه هذا انانيه وحب تملك
وممكن يكون هو وري خطة خراب زواج هاله وسلطان حتى يخرب
زواجه مثل مايظن إنه هو السبب في ترك ريم له

ريم تستاهل هذا لأنها من البدايه ماصانت نفسها وغلطت بعلاقتها
مع وليد

ليلى لازم تحسن علاقتها مع يوسسف والا بيطير من يدها

نوره حبل الكذب قصير وأظن إن هالمره المشكله بينهم غير
عن كل مره وممكن تكبر وتترك نوره البيت وممكن سلطان يطلقها

سلطان ما أستبعد لوصفقها كذبت عليه وتعلي صوتها عليه وآخرها
قوية مدت يدها عليه وهو جاي واصل حده فما أستبعد إنه يطلقها
ولوطلقها بيغسل يده من موضوع هالة

نوره أخطأت في معالجتها للموقف يعني كان لازم تنفجر فيه وهي
غلطانه بكذا راح تخسر الحليف الوحيد لها وواقف معها لإظهار براءة هالة

بارت رااائع والقفله أليمه
منتظرينك لاتتأخرين علينا



خد العروس 31-07-16 02:30 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3614478)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

فصل راااائع


ولكن محزن .. اتوقع ان تتأزم اﻷمور مع نور

وربما تصل للإنفصال من منصور ..


هالة بعد جية نور حست بدفقة امل وقوة للصبر والتحمل ..


اتوقع رح تجتمع الخيوط وتوصلهم للهنوف ..



ليلى فيك الخير اللي سألتي ع اختك ..



متشوووقة للقادم كتير

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


الله يسلمك عزيزتي :)
ان شاء الله البارت الجاي قريب

خد العروس 31-07-16 02:33 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3614528)

السلام عليكم ورحمةالله وبركاته

الحمد لله هالة بدت تترك اليأس وتفكر عدل
وليد حقيرأكرهه والظاهرمايرتاح إلا لما يدمر حياة الريم
هذا ماهو حب اللي يحب مايضر اللي يحبه هذا انانيه وحب تملك
وممكن يكون هو وري خطة خراب زواج هاله وسلطان حتى يخرب
زواجه مثل مايظن إنه هو السبب في ترك ريم له

ريم تستاهل هذا لأنها من البدايه ماصانت نفسها وغلطت بعلاقتها
مع وليد

ليلى لازم تحسن علاقتها مع يوسسف والا بيطير من يدها

نوره حبل الكذب قصير وأظن إن هالمره المشكله بينهم غير
عن كل مره وممكن تكبر وتترك نوره البيت وممكن سلطان يطلقها

سلطان ما أستبعد لوصفقها كذبت عليه وتعلي صوتها عليه وآخرها
قوية مدت يدها عليه وهو جاي واصل حده فما أستبعد إنه يطلقها
ولوطلقها بيغسل يده من موضوع هالة

نوره أخطأت في معالجتها للموقف يعني كان لازم تنفجر فيه وهي
غلطانه بكذا راح تخسر الحليف الوحيد لها وواقف معها لإظهار براءة هالة

بارت رااائع والقفله أليمه
منتظرينك لاتتأخرين علينا




وعليكم السلام والرحمة
حستي اوم الدنيا في الاسماء بس فهمت عليك هههههههه
صحيح منصور كان واصل حده. بس حتى هي كانت واصلة حدها وهي تشوف حالة اختها المزرية
وطبيعي بتنقهر وهي تشوف زوجها يتعمد يطالع في اختها وهي ف وضع غير لائق.
الزبدة اثنينهم غلطانين. منصور اذا عصب مايثمن تصرفاته وهي بعد

في البارت اللي راح قلتي ان سلطان ورا فضيحة هالة الحين صار وليد ها :lol:

خد العروس 05-08-16 12:57 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
الفصل الخامس
بعنوان :
صُدفة لِقاء




ولازالت هالة تتراقص داخل شاشة ذلك الحاسوب , و ما بين تصادم نظراته الملتهبة بنظراتها الحزينة لحظة صمت , لقد أهانت رجولته بتلك الصفعة المفاجئة , وأهان هو شرفها وشرف عائلتها باطلاعه على فحوى ذلك القرص , أنفاسها تتصاعد بخوف , عيناها غارقتان بالدموع , يدها ترتجف غير مصدقة ما ارتكبته للتو , من أين لها الجرأة لتقوم بصفعة ؟ وهي الآن ترتجف لمجرد طريقة نظره اليها, لقد كانت لحظة غضب , لحظة انفجار , وحركة غير مدروسة أدت الى هذه العاقبة الوخيمة .

أما هو ينظر اليها شزرا , ملامحه تنطق بالغضب الشديد , هجم عليها, ممسكاً بمعصمها بقوة وهي ترتجف , لوى ذراعها خلف ظهرها فانطلقت منها آه عالية , أغمضت عينيها وهي

تتوقع صفعة على وجهها ولكن لا شيء !!!!!, اخترق سمعها صوته القاسي المتوعد : أنا في حياتي كلها ما رفعت ايدي على مراة , لا تخليني اكسر هالقاعدة يا نور

نظر الى عينيها الخائفتين و

رمى بها على الأريكة وجسدها كله يهتز اهتزازاً عنيفاً بزفيرها وشهيقها وهي تبكي ودموعها تزداد انهماراً , قال لها بلهجة التهديد ذاتها وهو يضغط على اسنانه بقوة : بتندمين والله بتندمين

أمسك بمفتاح سيارته وخرج من الشقة وهو يحترق غضباً , وقبل أن يخرج رمى بتلك التحفة الفخارية بقوة , فتساقطت حطاماً على الأرض , اغلق الباب خلفه وهو ينطق بكلمات غاضبة متوعدة , أما هي فاستسلمت لبكائها الهستيري الذي اختلط مع صوت بكاء طفلتها .




كنت اتمنى ان تحارب من أجلي الظروف .. لكنك حاربتني بحجة الظروف




،

إن النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بانضمامها إلى
نفس أخرى تماثلها بالشعور و تشاركها بالإحساس
مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن
وطنهما..
فالقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة بعضها من بعض لا
تفرقها بهجة الأفراح و بهرجتها .
فرابطة الحزن أقوى في النفوس من روابط الغبطة و
السرور .

جبران خليل جبران





في تلك الغرفة الضيقة , جميع الفتيات اجتمعن فيها الآن , فالساعة تشير الى التاسعة مساءً , لقد حان وقت النوم وصوت أم حمزة وهي تنادي على أن يلزم الجميع غرفهن ويخلدن للنوم , كانت هالة على السرير تفكر بكلام نور , اختها هي الوحيدة التي وقفت بجانبها وصدقتها حيث خذلها الجميع , ستحاول أن تكون قوية لأجلها , ستصبر وتتحمل فهذا الوضع مؤقت

حتماً ستأتي نور مجدداً لتأخذها من هنا ومنصور سيتحرى وراء تلك الصور ليعرف حقيقة براءتها , كانت تصبر نفسها بتلك الكلمات وهي تجهل عن واقع اختها المر , قطع تيار افكارها صوت احدى الفتيات : أشوفك اليوم متغيرة ؟ هاذي اختك اللي جت اليوم ؟

هالة وهي تنظر الى الفتاة , انها تلك الفتاة التي كانت تجلب لها الطعام وتهتم بها : ايوا اختي , آسفة ان كنت ضايقتك بتصرفاتي الفترة الي راحت , كنت ارمي الأكل اللي تجيبينه لي واحقرك واصد عنك وو

قاطعتها الفتاة وهي تبتسم : لا عادي ماعليك , انا عارفة انك كنتي تمري بظروف صعبة , انا اسمي غلا

هالة وهي تبتسم : وانا هالة

غلا : خليني أعرفك على البنات ، قالت وهي تشير على الفتيات : هاذي اللي تقرا الكتاب شمس وهاذي الدبة جواهر اما هاذي ام كشة هوازن

ابتسمت هالة ابتسامة باهته لهن , جلسن حولها على السرير ، وهن يتحدثن بمرح

هوازن : انتِ وش قصتك ليه جيتي لهنا ؟

هالة بارتباك : ما احب اتكلم عن هالموضوع

شمس : ههههههههه عادي ترى كلنا عندنا قصة حزينة مثلك ، قولي عادي

غلا : خلاص بنات لا تضايقونها ، هالة ترى عادي فضفضي لنا ، احنا مثلك ويمكن أسوء منك ، خليني انا أبدأ واقولك قصتي المأساوية

وبدأت تتكلم بشكل طبيعي جداً , وكأنها تحكي قصة عادية جداً لا القصة التي قلبت حياتها رأساً على عقب : امي وابوي اتطلقوا وانا عمري تسع سنين ، ابوي اخذني من امي وما كان يخليها تشوفني ، امي ما سكتت ورفعت عليه قضية بس ابوي اللي كسبها للأسف ، ابوي ما كان يبغاني ولا حتى مهتم فيني بس يسوي كذا عشان يقهر امي لأنها تزوجت ، وفي الأخير تركني هنا في الدار وتزوج ، والحين أنا لا اشوف امي و لا اشوف ابوي .

تأثرت هالة بقصة غلا كثيراً ، كيف تركاها وهي في التاسعة واصبحت ضحية عنادهما ، لاحظت غلا ملامح هالة التي تغيرت وبدى عليها التأثر : ههههههه وش فيك عادي ، انا تعودت على هالمكان ، وقصتي تهون كثير عن البنات الباقي ، بس تدرين وش اللي يضحك في القصة ؟

هالة باستغراب : وش اللي يضحك ؟

غلا : ان هم سموني غلا وأنا مو غالية عليهم ، اسم على غير مسمى هههههههههههه

ضحكن الفتيات على هذا التعليق إلا هالة التي وجدته حزيناً أكثر من كونه مضحكاً , نظرت الى غلا , الفتاة الطويلة ، ولكن ملامحها بدت لها طفولية : انتي كم عمرك يا غلا ؟

غلا : 14 , ادري ابين اكبر من سني لأني طويلة ، وانتي كم عمرك ؟

تضايقت هالة على حال غلا كثيراً , لازالت صغيرة، صغيرة جداً على كل هذا : انا باقي لي كم شهر وأكمل 19

غلا : ما يبين علييك ابداً ، فكرتك فعمري

أيد الفتيات كلام غلا ، فهالة تبدو اصغر كثيراً من عمرها بسبب قصر قامتها ونحافتها وملامحها البريئة

شمس : انا و جواهر بنفس العمر 16

هوازن : وانا عمري 17

هالة : يعني أنا أكبركم

هوازن : اخيراً في احد اكبر مني ، انتي اختنا الكبيرة الحين

شمس : احنا نسمي نفسنا خوات يضايقك هالشي ؟

هالة : لا بالعكس ، خلاص من اليوم ورايح انا اختكم الكبيرة

جواهر : خليني اقولك قصتي يمكن تتشجعين وتقولين لنا قصتك , انا الله يسلمك كنت غبية شوي ، وكنت احب واحد رقمني في مجمع ، المهم ان كنت اكلمه يومياً وتعلقت فيه كثير وكان يقول ان بيتزوجني بس يبغى يشوفني ، ترددت كثير قبل لا ارسل له صوري بس في الأخير سمعت كلامه ورسلت له الصور ، ومرت الايام وتهاوشت معاه ، وصار يهددني بالصور ، كان يبغاني اطلع معاه والا بينشر صوري ، ماكنت اقدر اطلع معاه لأني خايفة يسوي فيني شي ، درت اختي الكبيرة بالموضوع وقالت لأهلي وقامت القيامة في البيت ، وبعدين حطوني هنا في الدار عشان يسكرو على الفضيحة اللي صارت

كانت جواهر فعلاً غبية وثقت بغريب وسلمته صورها ، ولكنها كانت مراهقة وهو لعب بمشاعرها وصدقته ببراءة ساذجة فكانت هذه عاقبتها ، استمر الفتيات بالأحاديث التي انست بها هالة
إلا أنها لم تتشجع لذكر قصتها التعيسة أبداً ، لأنها قصتها كانت مختلفة أشد الاختلاف .


،

في ذلك القصر الواسع , كانت تجلس على تلك الأريكة الحمراء في الصالة الواسعة , تقلب قنوات التلفاز بملل , كانت قد تزينت وتجملت لتسهر مع زوجها في هذه الليلة , ولكنه تركها ليخلد الى النوم معتذراً بأنه منهك من عمله الطويل لتجلس مع زينتها وحدها لتسهر مع الحائط , هل هو فرق العمر الذي يجعلها تمل من روتينه اليومي ونمط حياته الممل ؟ هل تدليله لها بالأموال والهدايا وطلباتها المستجابة يكفي لتصبح سعيدة ؟ هل يكفي لسد فجوة فارق العمر بينهما ؟ فهي في التاسعة والعشرين من عمرها لازالت في ريعان شبابها أما هو في الخامسة والخمسين , انها تقريباً في عمر أبناءه , تحاول أن لا تفكر كثيراً في ذلك ولا تجعل فارق العمر يعكر صفو حياتها , فهو رجل طيب وحنون , متفهم و غني ماذا تريد أكثر من ذلك ؟ وقد كان خلاصها الوحيد من حياتها الكئيبة السابقة , قبل بها مع علمه بماضيها البائس , وأحبها أشد الحب , لا تعلم ان كان حباً لذاتها أم انه فقط يحبها لجمالها وشبابها الذي يشبع شهوته ؟ ولكنه يحبها وهذا يكفي وهي أيضاً تحبه أو تعتقد أن تحبه , يجب عليها أن تحبه فهو لم يقصر عليها بشيء ويعاملها أفضل معاملة , ويعوضها عن حنان الأب الذي افتقدته في سن صغير , انها لا تملك أحد غيره , يجب عليها أن تتمسك به بجميع ما اوتيت من قوة , فهو الزوج والعز والمال وكل شيء .

جاءتها الخادمة تخبرها بوجود ضيف , ياسمين باستغراب : ومين الي جاي ؟

الخادمة بلهجتها الركيكة : هذا مدام خلود , ام مروة

ياسمين : طيب خليها تتفضل هنا

فكَرت بهذه المرأة التي تسمع عنها من زوجها ولكنها لم تقابلها قط , أنها لم تعرف عنها سوى انها امرأة تحب المشاكل وتجمعها خلافات عدة مع مروة وسامي , فعندما أقبلت عليها لم تكلف نفسها حتى برد السلام عليها , وقابلتها بأسلوب جاف

خلود وهي تنظر الى ياسمين بتكبر : مين انتِ ؟

التفتت ياسمين لخلود , كانت امرأة تبدو في الأربعينيات من عمرها , ترتدي عباءة كتف ملوَنة , وتلف رأسها بالطرحة السوداء : هههههههه أنا مين ؟ جاية بيتي وتسأليني أنا مين ؟

خلود : انتِ شكلك حرم سامي المصون , بدل لا يزوج ولده الشايب تزوج هو , الحمد الله والشكر وماخذ وحدة كبر بنته
ياسمين : انتِ وش تبغي بالضبط ؟ داخلة بيتي بدون لا حيا ولامستحى , وتغلطين بعد ؟ احترمي نفسك لو سمحتي
خلود : أنا مب جاية حقك , أنا جاية لبنتي





كانت بالقرب منهما , فسمعت المشادة الكلامية التي دارت بين والدتها وياسمين , أطلت عليهما ببرود وعدم مبالاة : يومه

استدارت خلود لمصدر الصوت , لتجد ابنتها تقف كعادتها بملابسها الرجالية وشكلها الذكوري , اقتربت منها وصفعتها صفعة مدوية عنيفة , شهقت ياسمين بقوة فلم تتوقع ان تقابل خلود ابنتها بهذه القسوة الغير مبررة , رفعت مروة رأسها وهي تبتسم ابتسامة عريضة في وجه والدتها , لقد اعتادت صفعات والدتها المتكررة , وهذا يعتبر اسلوبها في التحية , : هلا والله يومه , تو مانور البيت

خلود وهي تسحب مروة من سترتها : تعالي معي , ما ابي اتكلم معك قدام الغريبة

انصرفتا عنها وهي متفاجئة من موقف مروة مع والدتها , لم تعرف ماذا تفعل هل تذهب وتوقظ زوجها لتخبره بما رأت ؟ أم ان الوضع طبيعي ؟

عاودت الجلوس وهي تحاول تجاهل الوضع وتبعد نفسها عن المشاكل ، ولكن صراخهم العالي المنبعث من تلك الغرفة المغلقة أفزعها ، يمر الوقت ويرتفع صوت صراخ خلود أكثر ويقابله صوت ضحكات مروة المستهزئة المرحة ، كان الوضع مريباً ومجنوناً بالنسبة لها فكانت خلود تصرخ وتتوعد ومروة تضحك ، خرجت مروة من الغرفة وهي تتراكض وضعت القبعة المتصلة بسترتها السوداء على رأسها وخرجت من القصر وهي تهرب من كلمات امها المتوعدة .

خلود : تعالي لهنا يا بنت ، ما قلتي لي وليدوه متى بيرجع ؟ انا اوريك يا بنت الكلب

طلت ياسمين من النافذة , وكانت مروة قد استقلت السيارة مع السائق وخرجت خارج حدود القصر .




،

مرَت ثلاث ساعات منذ أن خرج من شقته , وهو يقود سيارته يجوب الشوارع بلا وجهة محددة , لم يتحمَل البقاء معها في نفس المكان , لو لم يخرج لربما كان ارتكب جريمة في حقها , لربما قتلها من شدة الغضب و الاستياء , من متى وهي ممثلة بارعة ؟ من متى وهي تجيد الكذب بتلك الطريقة المتقنة ؟ كيف تجرأت برفع يدها وصفعه ؟ كيف تسنى لها ان تهينه بتلك الطريقة ؟ كان بإمكانه ضربها وتأديبها ولكنه لم يفعل !!! نظراتها الخائفة منه أوقفته , وهو في حياته كلها لم يرفع يده على امرأة قط , وهل يمكنه أن يفلت قبضة يده عليها ؟ وهي زوجته وأم طفلته ,هل يمكنه أن يؤذيها ؟ مهما فعلت لا يمكنه أن ينكر حبه العميق لها , لقد كان مستعداً ليفعل كل شيء لأجلها ولكنها تمردت على ذلك الحب , وعضت اليد التي مدت لها , الحيرة اليائسة تنهش عقله الآن , لا يمكنه العودة للمنزل , لا يمكنه تحمل رؤيتها , لم يجد نفسه الا وقد أوقف سيارته أمام باب المستشفى .


،

في الشاليه ، بعد أن تركه وليد ليبيت هنا للمرة الأخيرة قبل عودته للكويت ، مستلقي على الأريكة وتترامى الى مسمعه أصوات تلاطم أمواج البحر ، في اجازة الصيف ليس لديه أي عمل سوى التنقل بين البلدين , بين موطنه الكويت والسعودية ، يشغل وقته بالتسكع مع وليد ، ابن خالته وصديقه المتهور ، أغمض عينيه باسترخاء وهو ينوي النوم ولكن صوت غريب من الخارج شتت تفكيره ، حاول أن ينصت ويتعمق ليتأكد من الصوت الذي يصدر من الخارج ، من الواضح أن أحدهم قد دخل الى هنا , ولكن من عساه يكون ؟ لا يمكن أن يكون وليد فلم يمضي وقتٌ طويل على خروجه , نهض من مكانه وهو يتتبع ذلك الصوت ، طل برأسه من نافذة المطبخ التي كانت تطل على أسوار البيت ، وقد صدق ظنه ، كان أحدهم يتسلل الى المكان ، كان متشحاً بالسواد من رأسه الى أخمص قدميه ويخفي ملامحه ظلام الليل ، ابتلع ريقه بخوف ولم يدر في عقله إلا شيء واحد ، انه لص متسلل ، حتماً انه لص ولا تفسير غير ذلك ، فتح أحد الأدراج والتقط سكيناً ، خرج بحذر وهدوء شديدين ، يتتبع خطوات ذلك اللص الذي يسير في الخارج ، كان الخوف يسيطر عليه ولكنه حافظ على توازنه ، لم يكن يفصله شيء عن ذلك المقنع بالسواد سوى خطوات بسيطة ، داهمه من الخلف وسحبه من قميصه ولكمه بقوة على وجهه ، سقط على الأرض وهو يتلوى من الألم ، لقد كان جسده هزيلاً نحيلاً ، انتهز ابو حنان الفرصة وانقض عليه واضعاً السكين حول عنقه ، ولكنه تفاجأ من تلك الآهات الناعمة التي تخرج منه وتلك الملامح التي بدت له مألوفة ، دقق أكثر في ذلك الجسد ، إنها فتاة !!!! ، لقد كانت مرعوبة متفاجئة ، لم تتوقع ان تصادف أحدهم هنا ، لقد كانت هاربة من امها ومن كلامها الجارح وكان هذا المكان هو متنفسها الوحيد ، ولكن من هذا الأحمق الذي يرفع السكين في وجهها ؟ هل هو مجرم مختبأ ؟ صرخت من أعماق قلبها في ذعر ، ابتعد عنها وهو يصرخ لصراخها ، كان الاثنان متفاجئان فذلك السارق المتسلل لم يكن الا فتاة , رجعت به الذاكرة قليلاً الى الوراء ، انها ذات الشخص الذي قابله قبل عدة أيام ، الصبي ذو الصوت الناعم ابن عم وليد لم يكن الا فتاة ، نهضت من الأرض بصعوبة وهي تتلوى من الألم ، اقتربت منه وصرخت في وجهه : مـين أنــت ؟؟؟ وش تــبغى مني ؟ وش قاعد تسوي هـنا ؟؟؟

كان ينظر اليها وملامح وجهه بلا أي تعبير ، أما هي فكانت خائفة تتظاهر بالشجاعة ، انتهزت فرصة شروده والتقطت السكين المرمية على الأرض لتهدده بها ، قالت وهي تحاول طعنه : كيف دخلت الى هنا ؟ الله يلعنك

تدارك الموقف وافلت بجسده عن تلك السكين التي كانت ستصيب فخده ، كانت تبدو كمجنونة تحاول حماية نفسها منه ، قال وهو يحاول الاعتذار : لا تفهميني غلط يا بنـت النـاس...... أنا بس فكرتك

لم يكمل جملته فقد كانت تحاول مهاجمته مرة أخرى بتلك السكين ، أمسك بيدها بقوة وهو يبعد تلك السكين عنه وقال بصوت مرتبك : اهدي وخلينا نتفاهم .. انا والله مو ناوي على شر ... والله ماكنت أقصد

مروة وهي تصرخ بهستيرية ولازالت تحاول غرس تلك السكين في وجهه : نتـفاهم على ايش ؟؟ انت ضربتني .. انت اكيد مجرم او حرامي وتبغى تقتلني ... وش قاعد تسوي هنا ؟؟ ميــن انت ؟؟

ابو حنان وهو يحاول التقاط أنفاسه : اهدي يا بنـت الناس ...وبعدي عني هالسكين ... أنا اسمي حنفي وكنت نايم هنا في الشاليه ... وليد يصير صاحبي انتي تعرفين وليد صح ؟؟

توقفت على حين فجأة وهدأ روعها بعد أن سمعت اسم وليد منه ، ابتعدت عنه قليلاً وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة بالغة ، لقد كانت متفاجئة مذعورة تحاول الدفاع عن نفسها بأي طريقة .

استغَل هدوءها وأخذ يبرر لها موقفه , وانه لا يقصد الاساءة ، أما هي لازالت اصابع يدها متشبثة بتلك السكين ، لردع أي حركة مفاجئة تصدر منه ، قال بخوف : الله يخليك اتركي هالسكين من يدك ... يكفي انا والله آسف

مروة وهي توجه السكين نحوه : خايف منها !!! وانت اللا كنت تبغى تطعني فيها ... الحين عمرك شفت حرامي عنده مفتاح البيت يا الخبل ؟؟ عمرك شفت حرامي يدخل من الباب ؟؟ الله يلعنك نشفت دمي

قامت من مكانها وهي تنوي الخروج ، ما حصل كان كثيراً عليها ، كانت قد تخسر حياتها بسبب غباءه ، قال وهو يحاول ايقافها : انتي خليك هنا أنا اللي بطلع هذا بيتك وأنا الغريب , نظر الى وجهها المتورم بسبب ضربته : خليني اجيب ثلج او شي عشان وجهك

فاجئته بصوتها المرتفع وهي تبصق عليه : اصص ولا كلمة انت انثبر هنا وانا اللي بطلع بغيت اموت بسببك يا ###

وقف مذهولاً بدون أي ردة فعل يراقبها وهي تختفي من أمامه .


،


في المستشفى ، كانت الممرضة جنان مع زميلتها سلمى يتهامسن وهن يحدقن في احد الأطباء ، الغيبة والنميمة هي شغلتهم الشاغلة ، يسلين انفسهن بالكلام الفارغ والقيل والقال ، جنان بصوت اشبه بالهمس : هذا دكتور سلمان وزوجته الدكتورة صبا ما يملون من بعض ، في البيت وفي الشغل علطول مقابلين بعض
سلمى : ما الومه جميلة زوجته ، جميلة قلباً وقالباً ما جربتي تتعاملي معاها من قبل
جنان : لا وين وانا من جيت لهالمستشفى كله في قسم الباطنية النحس , معلقة مابين نجلوه ومنصور ، الا هاذي دكتورة صبا وش جنسيتها سورية والا لبنانية ؟

سلمى : لبنانية على حسب علمي ، بس يا جمالها يا بخته فيها
جاءهم صوت من خلفهن : عقبالي أنا ومنصور بس
التفتا ليجدن منيرة تقف خلفهن وهي ترتدي عباءتها ، جنان : انتي مو انتهى دوامك ؟ وش قاعدة تسوين للحين ؟
منيرة : انتظر السواق الزفت متأخر كالعادة ، وانتم كله حش في الخلق ، ماعندك شغل انتي واياها ؟
جنان : انا المرضى اللي تبعي كلهم انخمدوا وناموا وارتحت منهم
سلمى : وانا بعد الحمد لله
منيرة وهي تتنهد : اقول لكم خبر حزين
جنان : وشو بعد ؟
منيرة : دكتور منصور في اجازة
جنان : ارتحنا من وجهه الحمد لله
منيرة : اففف مااتحمل اداوم بدونه
جنان : يا ريته عاطيك وجه بعد ، كل مرة يقصف جبهتك
سلمى : هههههههههههههه
منيرة : وجع يوجعك ، هو لأن ثقيل وما يعطي احد وجه ، بس مصيره لي يعني وين بروح ، أنا واياه والزمن طويل
وهنَ غارقات في الحديث الفارغ ، وادعاء منيرة حبها المجنون لمنصور وسخرية جنان عليها وضحك سلمى ، كان منصور يرتقي الدرج ليمر أمامهم وهو يبدو عليه الانفعال ، سلمى : شوفوا من جا
جنان بصدمة : بسم الله ما ينطرى لو احنا طاريين مليون أحسن
سلمى : مو على اساس انه في اجازة يا منيرة ........... منيرة !!!!!!!
كانت منيرة قد اختفت فجأة عنهما ، جنان وهي تلتفت : وش فيها ذي انهبلت ؟ وين راحت وهي تركض ؟
سلمى : مادري عنها

كانت منيرة تركض الى الغرفة الخاصة بالممرضات ، نزعت عباءتها عنها ، رتبت زيها الأبيض الذي تتعمد أن يكون ضيقاً مفصلاً لمعالم جسدها ، لفت حجابها الأبيض على رأسها وهي تظهر خصلات من شعرها ، رشت العطر على جسدها كله ، اخرجت أحمر الشفاه لتزين به شفتيها ، نظرت الى نفسها في المرآة برضا وابتسمت وهي تفكر في منصور ، خرجت من الغرفة وهي تبحث عنه ، وجدته يقف في الممر وهو يقلب أحد الملفات في يده ، اقتربت منه وهي تبتسم ولم تلاحظ عليه أنه يبدو مرتبكاً وأن مزاجه ليس في محله ، منيرة بصوت مصطنع وهي تحاول ان يبدو رقيقاً أكثر من اللازم : مساء الخير دكتور .. شلونك ؟ لا تضايق نفسك بعد اللي صار مع المريض الي توفى ، انت سويت كل اللي تقدر عليه ، تكفى لا تضايق نفسك .. حرام لا تلوم نفسك

رفع رأسه اليها ، ينظر اليها باشمئزاز وقد اخترقت رائحة عطرها القوية أنفه، ما كان ينقصه الا هذه الممرضة المتبرجة المائعة ، انه في مزاج لا يسمح له بالمجاملة ، قرر ان يتجاهلها كالعادة ورجع ببصره الى الملف الذي بيديه ولكنها لم تصمت , منيرة : مو على أساس انك في اجازة ، وش جابك لهنا ؟ لهالدرجة ما تقدر على فراق المستشفى ؟ ههههههه يا حظ مرضاك فيك بس

لم يعجبه أسلوبها أبداً ، وهو يكره ويشمئز من هذه النوعية من الممرضات ، وكيف تحدثه بهذه الطريقة وكأنها صديقته أو شيء من هذا القبيل ، قال بازدراء : أنا مو قلت لك من قبل أن ما احب تكلميني بهالاسلوب وما احب حديثنا يتجاوز حدود العمل ..... وش هالمسخرة هاذي ؟؟ انتي ما تفهمين والا كيف ؟ روحي شوفي لك شغل بعيد عني

منيرة : بس أنا كنت ابغى اتطمن عليك .... انشغل بالي عليك
منصور : ومين انتي عشان تتطمنين علي ؟ اختي والا بنتي ؟ احترمي نفسك

لم يلاحظ ان نبرة صوته قد ارتفعت كثيراً وأن انظار جميع من في الممر انجذبت اليهم , أما منيرة فقد ملأها الاحراج وهو يكلمها بهذا الاسلوب أمام الجميع ، لم تتحمل جنان الوضع ترددت كثيراً قبل ان تهتف : لو سمحت دكتور في مرضى هنا ، انتبه لكلامك .. احنا ما نشتغل عندك عشان تكلمنا بهذا الاسلوب

سلمى وهي تهمس لجنان : بس يا جنان الكل يطالع فينا

جنان : لا الوضع زاد عن حده هالمرة ، كل مرة يرفع صوته ونسكت ، لازم ينتبه لكلامه ويعرف حدوده
نظر منصور الى تلك الممرضة التي تحدثه : وانتِ ليه تتدخلين ؟ أنا ما كلمتك .... لا تدخلي نفسك في شي مايخصك

كانت جنان ستتحدث ولكن منيرة أوقفتها وهي تنظر اليها باحراج ، جاء الدكتور جهاد ليسحب منصور الى جانبه وهو يهدئه : وش فيك يا منصور ؟؟ صل على النبي

انصرف منصور عنهم ، لم يكن يقصد أن يرفع صوته وهو دائماً ما كان يحاول ان يتجاوز سخافة الممرضات بالتجاهل ولكن هذه المرة مختلفة ، فمشاكله مع نور وحالته العصبية بعد ذلك اثرت على اسلوبه
جنان وهي تحدث منيرة : والله لو أنا مكانك ما أسكت له ... خير وين قاعدين حنا عشان يكلمك كذا
منيرة وقد دمعت عينيها : بس يا جنان بس ابلعي لسانك يكفي




،

يتبع


خد العروس 05-08-16 12:58 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 

،

بعد أن أيقظته ياسمين من نومه ، لتخبره بما حل بمروة وأنها خرجت ولم تعد للآن ، غمره القلق الشديد عليها ، الى أين ذهبت في آخر الليل ؟ ، ولماذا لا ترد على مكالماته ؟ خاف ان يكون قد مسَّها مكروه ، ياسمين وهي تمسك بذراعه بلطف : حبيبي لا تشغل بالك يعني وين بتروح ؟ أكيد تحصلها مع وليد ، انت دقيت عليه ؟

سامي : أي اتصلت له ومايرد هو الثاني ، .. أنا خايف يكون صار فيها شي وين راحت في هالليل بس

بعد عدة لحظات سُمع صوت الباب يُفتح ، نهض سامي من مكانه لينظر من القادم ، خاب أمله عندما رأى وليد يدخل وحده ، سامي : وليـد ... مروة مو معك ؟؟ ماتدري وينها فيه ؟

وليد : لا .. مادري عنها والله .. ليه وش صاير ؟

سامي : جت هاذي المريضة امها وتهاوشت معها وبعدين طلعت ومادري وين راحت

وليد : انا بتصل عليها بجرب

سامي : جوالها مغلق

وليد بلا مبالاة : لا تخاف عليها يوبه يعني وين بتروح الحين بتجي

وفعلاً لم تمضي دقائق الا ومروة دخلت من الباب ،
وليد : مو قلت لك ؟ يعني وين بتروح
تقدم اليها سامي وهو يتحمد الله : وين رحتي يا يوبه ؟ خوفتيني عليك

مروة باستغراب : وش فيك يوبه ؟ وليه صاحي فهالوقت مو من عادتك

سامي : ياسمين قالت لي باللي صار .. هالمراة ما ادري متى بتتركك ف حالك .. وش صاير هالمرة ؟ وش تبغى منك ؟

مروة وهي ترسل نظرات لوليد وهي تقصده بالكلام : لا ابداً يوبه مو صاير شي .. هاذي امي وهاذي سوالفها ما تخلص لا جديد ... انت لا تشغل بالك

سامي وهو يضع يده على خدها المتورم : و ضربتك بعد ؟؟ هاذي المجنونة متى بتعقل أنا لازم اكلمها واحط حد لتصرفاتها معك

مروة : لا يوبه هذا أنا طايحة مو منها .. رحت طلعت اغير جو وأنا طالعة طحت على وجهي انت لا تشغل بالك

سامي : أنا ادري انك تغطين عليها .. بس يلا على راحتك هاذي امك وانتي تنجازين معها
مروة : هههههههه لا يوبه

سامي : يلا يا يوبه أنا بركب أنام ... ومرة ثانية اذا بتطلعين اعطي احد في البيت خبر لاينشغل بالنا عليك

مروة : ان شاء الله

ذهب سامي مع ياسمين الى مخدعهما وارتقت مروة السلالم قاصدة غرفتها , لاحظ وليد عليها أنها ليست بطبيعتها ، تبدو هادئة بشكل غريب مرتبكة وخدها المتورم اثار قلقه ، يعرفها جيداً ، هناك شيء آخر حدث لها ، شيء آخر تحاول اخفاءه .ـ

دخلت الى غرفتها وأغلقت الباب ، نظرت الى المرآة لتتفحص خدها المتورم ، كان يؤلمها بشكل فظيع ، لعنت ذلك الرجل في نفسها , كيف له أن يكون بهذا الغباء ، لا عجب انه صديق وليد فبالطبع سيكون مخبول ومتعجرف مثله ، تمنت لو أنها غرست تلك السكين في وجهه حقاً ، لقد أثار غضبها بشكل مجنون وضربته تلك أخذت بها الى ذكريات مؤلمة ، سمعت صوت طرق على الباب ، فتحت الباب لتجد وليد يقف في وجهها ، مروة : خير ان شاء الله

ابتعدت عنه متجاهلةً وجوده ، وجلست على الكرسي المقابل للمنضدة وهي تبعث في هاتفها الخلوي ، اقترب منها وهو يمازحها : وش فيك يامريو ؟ مروان يا شنب انت عطنا وجه عاد

ضرب على كتفها بخفة وهو يضحك : ليه متضايق يا شنب ؟ علمنا وش فيك ؟
مروة : ما فيني شي
وليد : لا موعلي أنا هالكلام ، كلامك هذا يمشي على ابوي بس مايمشي علي أنا ، فيك شي والله فيك شي ، وش اللي مضايقكك وأنا اخوك ؟ ومين اللي عافس لك وجهك ؟

كانت تعلم جيداً انه لن يتوقف عن سؤالها ، فهو يعرفهاً جيداً حين تتضايق ، ولايمكنها ان تخفي ذلك عنه ، هو الوحيد الذي يستطيع فهمها من عينيها فقط : خلاص وليد مالي خلق اتكلم الحين ، بعدين بقول لك
وليد : طيب ، مين اللي ضاربك ؟ امك ؟
مروة بكذب : أيه امي

وليد وهو يضع يده على فكها : وش فيها امك قلبت مصارعة ؟ الله الله ، انهبلت ذي ... كأنها ضربة رجال مو مراة

مروة وهي تبعد يده عن وجهها : هذا لأنك زودتها مع الريم وأنا دائماً الضحية ... ياريت زوجها شافكم ذاك اليوم وذبحكم وخلصنا
وليد وشعر بتأنيب الضمير : أنا مادري ليه أمك تدخلك بيني وبين الريم ...... أنا بروح أكلمها ونخلص من هالموضوع

مروة : طيب يلا روح اذلف عن وجهي .... أبغى أنام
وليد وهو يضحك : ما اقدر أروح وانت متضايق يا مروان ..... خلاص عاد افرد وجهك والله الدنيا ما تسوى

مروة : هاهاها طير بس ....أبداً اللي يشوفك الحين يقول كلش ما كأنك قبل أمس مهددني ما أطب الشاليه

وليد وكأنه طفل مذنب : خلاص انسي الكلام اللي قلته .. انتي تدرين زين انك اقرب الناس لي .. ورحت والا جيت احنا مالينا غير بعض .. من متى وانتِ تشيلين بخاطرك مني ؟

مروة وانفجرت ضحكاً في وجهه : ههههههههههه يا حليلك وانت رومانسي .... تضحك خف علينا ياسيد عاطفي

وليد : هههههههه وش اسوي بعد ما اقدر على زعلك والله ، احبك يا شنب والله

مروة : خلاص بس والله شوي واستفرغ من رومانسيتك الماصخة هههههههههه ما الوم الريم يوم تركتك

وليد : جهزي نفسك عشان بكرة نروح الكويت
مروة : ما نيب رايحة .. انت بتروح حق امك أنا وش دخلني أروح ؟
وليد : ما اقدر اتركك هنا اخاف تجي امك بعد والله اعلم وش بتسوي فيك هالمرة هههههههههههه ............ وبعدين امي والله تحبك وكل مرة تسألني عنك

مروة : طيب با افكر
وليد : خلاص بسك هياط وبتروح معي يا مروان .... جهز اغراضك عشان بكرة العصر نمشي
مروة : طيب دامك مصّر بروح وامري لله

منذ صغره وقد اعتاد ان يحدثها بصيغة الذكر بسبب شكلها وتصرفاتها الذكورية ولكنه كان يقصد ممازحتها لا أكثر ، كانت مروة بالنسبة له أكثر من أخت ، فهي تعرف جميع أسراره وتفهمه حتى بدون أن يتحدث وكذلك كان هو بالنسبة لها

،

كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، يقف على قدميه أمام تلك الجثة الممددة على الطاولة ، ليس من ضمن عمله كطبيب أن يشرح الجثث ولكنه أراد أن يفعل ذلك في هذه الليلة بالذات ، يريد أن يهرب من تفكيره الذي يكاد يسبب له الجنون ، لازال بكائها يرن في مسمعه ويشعر بأثر تلك الصفعة على وجهه ، هل كان عليه أن يضربها ويأدبها ليرتاح ؟ أم ان تركه لها وهي بتلك الحالة كان هو التصرف الصحيح ؟ يريد أن يهدئ علَه يجد الحل المناسب لهذه المعضلة ، ولكنه لا يستطيع ، بقدر حبه الكبير لها يشعر بالكره اتجاهها الآن ، كيف لها أن تكذب وتتمرد وتصفعه أيضاً، هل جُنَّت ؟ لا يمكنه تبرير تصرفاتها المتناقضة ، لا شيء يمكن أن يشفع لها عن اهانتها له ، وستندم !! نعم ستندم ولن يمرر لها هذه الإهانة بسلام ، يجب أن تدفع ثمن فعلتها المهينة , يجب أن تحاسب أشد الحساب لهذه الإهانة ، امسك بالمشرط وأخذ يفتح صدر تلك الجثة ، ويتزايد ذلك الجرح كلما غرس المشرط أكثر ، ذلك السائل الأحمر الجميل الذي بدأ يتسرب الى يديه يشعره بالراحة والاسترخاء ، وكأن مادة مهدئة أخذت تجري في عروقه .

،

اغضب منك لكننى لا اتمنى ان ينزع الله حبك من قلبى ..

دموعها تأبى التوقف ، كانت نور تبكي بكل جوارحها ، أخذت تضغط على مفاتيح هاتفها ، تعاود الاتصال بمنصور للمرة المليون ، تريد الاعتذار له عما بذر منها من تصرف أهوج ، كانت دائماً ما تلومه على أسلوبه الذي يتغير عندما يفقد أعصابه ، والآن أصبحت هي مثله تماماً ، لقد فقدت أعصابه هي أيضاً ، تريده أن يرجع لتقبل يديه ليسامحها ، تمنت لو أنه ضربها ولا يخرج عنها ويتركها في هذه الحيرة ، انتهت مدة الاتصال ولم يجب عليها منصور كالعادة ، كانت سارا تبكي في الغرفة ، صرخت نور بصوتها الباكي : بس خلاص وجعتي راســي حــرام عليك ....ألقاها منك والا من أبوك اللي مادري وينه ..


،

دعني أقص شعري .. وأرسم على وجهي شاربا .. ليغفر الناس خطيئتي .. و يرضى عني والدي ..!

موجعة تلك الأحاسيس التي تتدفق الى قلبها بلا رحمة ، الغربة والخذلان والشعور بالذنب ، لا تستطيع جمع أشلاء روحها مهما حاولت ، مهمها حاولت تبقى تلك الفتاة المنبوذة المذنبة ، كانت متشبثة بكلام نور ، كلام نور هو خلاصها الوحيد من هذه المأساة ، أمسكت بأطراف شعرها القصير الغير متساوي ، ماذا لو أنها خُلِقت صبياً هل كان وقع الفضيحة سيكون أخف على المجتمع ؟ هل كان سيستمع لها والدها ؟ هل كان سيحاول حامد قتلها ؟ هل لأنها فتاة ضعيفة تآمر الجميع عليها ؟ ولا أحد يريد سماعها أو تصديقها ؟

شعرت بأحدهم يقف خلفها ، استدارت لترى تلك المرأة الأنيقة الجميلة ، ياسمين بابتسامة : صباح الخير ، هالة وبدت على فمها ظلال ابتسامة : صباح النور
ياسمين : جهزي نفسك عشان عندك موعد مع الطبيبة النفسية
هالة باستغراب : طبيبة نفسيه !!!! ليه أنا ما احتاج ، انا مب مجنونة
ياسمين : يا حبيبتي أنا ما قلت عنك انك مجنونة ، بس انتي تحتاجي استشارة نفسية ، لا تخافي ما راح يسوون لك شي بس جلسة كلام

هالة بعدم اقتناع : لا أنا ما احتاج

ياسمين : لا تاخذين المسألة بحساسية ..اسمعي كلامي وخلينا نروح صدقيني بترتاحين كثير

هالة : طيب
ياسمين وهي تضع يدها على شعر هالة : حرام كان حلو شعرك وهو طويل ليه قصيتيه ؟

صمتت هالة ولم تعرف ماذا تقول ، ثم ان هذا ليس من شأنها ، ياسمين : أنا عندي صالون .. وش رايك قبل الموعد نروح واخلي العاملة تعدل لك قصة شعرك ؟ شوفي شكله مبهدل ومو متساوي

هالة : بس اللي أعرفه أن ممنوع أطلع من الدار ... الا للمستشفى او اماكن ضرورية

ياسمين : عادي واحنا رايحين للمستشفى نمر على الصالون مافيها شي .. وبعدين لا تنسي ان انا المسؤولة عن البنات هنا وتراك بنت خالتي ليه خايفة ؟

هالة : مو خايفة ولا شي بس استغربت .... انا اول مرة اعرف ان عندي بنت خالة ماسمعت عنك من قبل من اهلي

ياسمين : أي لأني كنت ساكنة في الرياض قبل لا اتزوج ... وامي توفت وانا صغيرة فانقطعت العلاقة مع أي احد من طرفها

أومأت هالة رأسها بتفهم ، ياسمين : وعلى فكرة تراك تشبهين اختي
هالة : صدق
ياسمين : أي تشبهينها كثيير وكأنك انتي اختها مو أنا

،

داهم ضوء الصباح نومها ، فتحت عينيها ورفعت رأسها من تلك الوسادة المبللة بدموعها ، لامت نفسها لأنها استسلمت للنوم بدون أن تتطمأن على منصور ، نظرت حولها باستياء ، لا يبدو أن منصور قد عاد , أين هو كل هذا الوقت ؟ والى متى ينوي أن يغيب ؟ وأين بات ليلته البارحة ؟ خافت أن تكون مصيبة قد حلَت عليه , قامت من سريرها لتتوضأ وتصلي صلاة الفجر التي فاتتها وتعوذت من الشيطان لتبعد عن نفسها الأفكار السيئة ، ولكن لماذا لا يصدر صوت من مهد سارا ؟ ليس من عادتها أن لا تستيقظ وتزعجها ببكائها ، اقتربت من ذلك المهد لتطمأن على صغيرتها ، فتحت عينيها على مصرعيها وهي لا ترى سارا في مهدها !!!!!!! لقد كانت نائمة في مهدها اين اختفت ؟ انها متأكدة أنها وضعتها في مهدها قبل أن تنام ، اسوَد كل شيء في وجهها وهي تبحث عن طفلتها في البيت كالمجنونة .

،

توقفت السيارة التي تحمل هالة مع ياسمين أمام ذلك القصر ، نطقت هالة بشيء من الذهول : مو انتي قلتي بنروح الصالون ؟ وين احنا ؟
ياسمين : هذا بيتي .. والصالون تبعي من الجهة الثانية من البيت ... بس أنا بنزل البيت أول عشان باخذ كم شغلة وبعدين نروح الصالون
هالة : اوكي

نزلن من السيارة بعد ان فتحت تلك البوابة الضخمة ، نظرت هالة الى تلك الحديقة الواسعة بانبهار شديد ، كانت جميلة وساحرة بكل تفاصيلها ، دخلن الى داخل القصر واخذت ياسمين هالة الى أحدى غرف المعيشة : انتي خليك هنا وخذي راحتك .. أنا باروح وبرجع مابطول

أومأت برأسها بالإيجاب وخرجت عنها ياسمين ، كانت هالة تنظر مبهورة الى أناقة الغرفة ، طقم الكنب الفخم ، التحف الموزعة في أرجاء الغرفة بانتظام ، اللوحات الفنية المعلقة على الجدران ، الأرض المفروشة بالسجاد الايراني الرائع ، كانت تنظر وتتأمل ولم تلاحظ تلك العين التي تراقبها ، كان وليد ينظر اليها من ذلك الباب الخلفي المغلق الا من جزء بسيط ، كانت تلك الفتاة ذات الشعر القصير تعني شيئاً له ، يجزم بأنه قد رآها من قبل ولكن لا يتذكر أين ، أخذ يدقق أكثر بملامحها وهي لم تكن تشعر به البتَة ، يحاول التذكر ولكن ذاكرته تخذله ، أين رآها من قبل ؟ ومن تكون ؟ وماذا تعني له ؟

شعَر بيد تسحبه ، التفت ليرى ياسمين تقف بجانبه ويبدو عليها الغضب والاستياء ، تبعها ليبتعدا عن تلك الغرفة ، ياسمين بصوت حانق : انت ماتستحي على وجهك ؟ بأي حق تجي وتطل على ضيوفي ؟ مو عـيـب عليك

وليد ولازال عقله مع تلك الفتاة : مين دي ؟
ياسمين وقد ازداد غضبها من ابن زوجها المدلل : مو شغـلك ولـيه تسأل ؟ اسمع يا وليد .. انا عارفة انك واحد مغازلجي وتبع بنات .. بس هالبنت اتركها عنك احسن لك .. هالبنت خط أحمر ما اسمح لك تقرب عليها تفهم والا لا ؟
وليد وهو ينظر اليها وتلوح في فمه ابتسامة خبيثة : ريلاكس ريلاكس ... أعصابك شوي شوي

ياسمين : أنا ما امزح معــك يا وليـد والله بتشوف شي مايسرك لو تقرب على هالبنت
وليد : هههههههه ومن قال لك اني حاط عيني عليها .. من زينها عاد ... أنا بس شفتها صدفة وما اقصد شي

اختفى من امامها وتركها قلقة أن يحدث شيء لا يحمد عقباه ، لقد كانت مخطئة عندما جلبت هالة الى هنا بوجود هذا الذئب البشري .

صعد الى غرفته وهو في حيرة من أمره ، استلقى على سريره ويراوده شعور غامض بأنه التقى بها من قبل ، يحاول تذكر وتحديد هوية تلك الفتاة ، ملامحها تبدو مألوفة اليه بشكل مريب ، نهض من سريره وقد تذكر شيئاً قد يقوده الى معرفة هوية تلك الفتاة ، فتح خزانته وأخرج ذلك الصندوق الخشبي ، فتحه بهدوء وأخرج ذلك السلسال الذهبي ،تهجًأ تلك الأحرف العربية المتصلة المعلقة عليه ، وقد قادته تلك الأحرف الى اسمها " هالة "

من كان مقدر له ان يكون في حياتك سيعود اليك دائماً مهما ابتعد.



انتهى
وموعدي معاكم الأحد ان شاء الله ، قراءة ممتعة

فيتامين سي 05-08-16 09:59 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارت رائع تسلم يمينك
أم مروه وش هالأم المريضه كيف أم تعامل بنتها
بهذه الطريقه والأب أردى منها كيف يتقبل تصرفات
بنته وخروجها في أي وقت وبأي شكل والوضع عنده
عادي مهمل أولاده وكل أهتمامه توفير الماده
فطبيعي أولادهم يطلعون بهذا الشكل لأنهم مفتقدين
التربيه السليمه والقدوه الحسنه

وليد أتوقع هو اللي في الصوره والمقطع مع هالة
او شافها وقت التصوير
لكن كيف ؟
نور الله يعينك منصور ناوي لك على نيه
وأظن هواللي أخذ بنتها

منيره تستاهل اللي جاها
جنان شين وقواية عين

هالة حلو إنها أندمجت مع البنات بدل العزله
وإن شاء الله تتعدل نفسيتهاأكثر وتقدر تثبت براءتها
والله يكفيها شروليد
إن شاء الله هالمره مالخبط في الأسماء
منتظرين بقية الأحداث

bluemay 05-08-16 10:32 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 


شو دخل وليد بهالة ؟!!!!

عن جد حيرتيني كتير ،، كل ما اوجه اصابع اﻷتهام لحدا يظهر متهم جديد.


منصور .. في صراع مع نفسه وكبريائه اللي اهانته نور بتصرفها معه.

بس حاسسه مزودها كتير ..

شو اللي تمرد وخيانة.. هي كل اللي عملته زارت اختها

ومفروض يعرف قد شو متعلقة باختها.. ويعذرها.



نور رح تنصدم من اختفاء بنتها..

واغلب الظن انه منصور اجا واخدها وهادا عقابه الها.



مروة وابو حنان .. الصدفة جمعتهم مرة تانية

ولو انها لحظات كارثية وكان ممكن يأذوا بعض.



يسلمو ايديك وكلي شووق للقادم


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»


خد العروس 05-08-16 10:56 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3654383)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارت رائع تسلم يمينك
أم مروه وش هالأم المريضه كيف أم تعامل بنتها
بهذه الطريقه والأب أردى منها كيف يتقبل تصرفات
بنته وخروجها في أي وقت وبأي شكل والوضع عنده
عادي مهمل أولاده وكل أهتمامه توفير الماده
فطبيعي أولادهم يطلعون بهذا الشكل لأنهم مفتقدين
التربيه السليمه والقدوه الحسنه

وليد أتوقع هو اللي في الصوره والمقطع مع هالة
او شافها وقت التصوير
لكن كيف ؟
نور الله يعينك منصور ناوي لك على نيه
وأظن هواللي أخذ بنتها

منيره تستاهل اللي جاها
جنان شين وقواية عين

هالة حلو إنها أندمجت مع البنات بدل العزله
وإن شاء الله تتعدل نفسيتهاأكثر وتقدر تثبت براءتها
والله يكفيها شروليد
إن شاء الله هالمره مالخبط في الأسماء
منتظرين بقية الأحداث

وعليكم السلام والرحمة
أي مروة و وليد نتيجة اهمال الاب وغياب الام .. سامي عاطي الحرية لاولاده ف كل شي وواثق فيهم ثقة عمياء والنتيجة الولد صايع و البنت مسترجلة

لا ما لخبطتي هالمرة عشرة على عشرة

خد العروس 05-08-16 11:03 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3654393)


شو دخل وليد بهالة ؟!!!!

عن جد حيرتيني كتير ،، كل ما اوجه اصابع اﻷتهام لحدا يظهر متهم جديد.


منصور .. في صراع مع نفسه وكبريائه اللي اهانته نور بتصرفها معه.

بس حاسسه مزودها كتير ..

شو اللي تمرد وخيانة.. هي كل اللي عملته زارت اختها

ومفروض يعرف قد شو متعلقة باختها.. ويعذرها.



نور رح تنصدم من اختفاء بنتها..

واغلب الظن انه منصور اجا واخدها وهادا عقابه الها.



مروة وابو حنان .. الصدفة جمعتهم مرة تانية

ولو انها لحظات كارثية وكان ممكن يأذوا بعض.



يسلمو ايديك وكلي شووق للقادم


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»


مرحبا عزيزتي
بالنسبة لنور ومنصور , الموضوع مو انها بس راحت زارت اختها .. نور كذبت عليه عيني عينك لدرجة انه شك فيها هل كانت تكذب عليه من قبل او لا وبعدين ما اعترفت بغلطها ورفعت صوتها وقامت تبرر وفي الاخير لما فتح هو صور هالة من قهره وهذا كان غلط كبير منه هي ما اتحملت يشوف صور اختها وصفعته على وجهه .. واي رجال ما بيتحمل زوجته تمد ايدها عليه هي اهانت رجولته ,مشكلة منصور ان اذا عصب مايصير عنده تفاهم ومايسمع من الطرف الثاني وهي استفزته أكثر وانقلب الموضوع عليها في الأخير

تسلمي ، تواجدك الدائم معي يسعدني :)

فيتامين سي 05-08-16 11:11 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 

ههههههه
طيب بما إني أخذت عشره على عشره
أبغى هديه بارت بسرعه ومايتأخر
مشتاقه لبقية الاحداث

خد العروس 06-08-16 03:08 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
بارتين ورا بعض ان شاء الله يا فيتامين

فيتامين سي 07-08-16 02:19 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خد العروس (المشاركة 3654490)
بارتين ورا بعض ان شاء الله يا فيتامين

تسلمين ياقلبي :0041::welcome3::98yyyy::54:

إنت كريمه وأحنا نستاهل
من يد مانعدمها إن شاء الله

خد العروس 08-08-16 01:20 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
صباح / مساء الخير

قبل لا تقروا البارت حبيت أوضح كم شغلة ، هالبارت مختلف كثير عن اللي قبله ، هذا البارت كله يتكلم عن المـاضي ويكشف اسرار الشخصيات ، ما حبيت اكمل الرواية وفيه اشياء مخفية ومو واضحة ، ببدي أكشف الاسرار بالتدريج في هذا البارت

قراءة ممتعة -- لا يشغلكم عن العبادات








الفصل السادس

بعنوان :ذكريات مبعثرة


قنينة عطر فارغة إلا من رائحة لا تُنسى .. الغبار المتراكم على ارشيف ذكرياتي لا يمكنني نفضه

وعندما يعُزَف لحنُ الذكريات .. أُغمِض عيني وأسْتسلمْ للحَنين








،




الذكرى الأولى










في أرجاء حديقة المنزل الواسعة ، اعتادا على اللعب فيها والركض في أنحائها ، كانا مجرد طفلان بريئان ، كان هو في العاشرة من عمره أمَا هي فلم تتجاوز السابعة من عمرها ،يقذف الكرة لتلتقفها هي تركض مبتعدةً عنه وهو يلحقها بحماس ، يدفعها لتسقط على الأرض وتتسخ ملابسها بالتراب ،يضحك عليها وهو يأخذ الكرة من يديها " مروان .. اتحداك تلحقني و تاخذها " ، تنهض من مكانها وتصرخ بغضب طفولي " اصلاً أنا اسرع منك يا وليد يا الدب " ، تجمع بيديها الصغيرتين بعض من الرمل لتقذفه به على وجهه ، يضع يديه على وجهه محاولاً إخراج ذرَّات الرمل من عينه " وجع مروة انتِ ماتعرفين تمزحين ؟ " ، مروة بغضب : أنا اسمي مروان مب مروة ، أخذت تمسكه من قميصه وتهزه : وليد ليه تنسى ؟ كم مرة قلت لك ان اسمي صار مروان مب مروة .. أنا قررت اصير ولد مثلك نسييت ؟؟!!!.ـ

وليد وهو يحاول تهدئتها : آسف ما نسيت بس خربطت شوي خلينا نكمل لعب بالكرة ، ابتسمت له ببراءة : يلا نكمل

كانت تعتقد بتفكيرها الطفولي أن بإمكانها تغيير ماهيتها الى ذكر ، وكانت تقلد وليد في كل شيء وتصر على عمها سامي أن يشتري لها ملابساً ولَادية مثل وليد ، والعاباً صبيانية مثل وليد ، ومؤخراً قامت بقص شعرها الى اذنيها مثل وليد أيضاً ، كانت تصرفاتها تثير غضب والدتها منها أمَا عمها سامي لفلم يكن يستطيع أن يرفض لابنة اخيه اليتيمة أي طلبٍ كان ، ويجاري عقلها الصغير وتصرفاتها الصبيانية ، ويفسرها بأنها شقاوة أطفال لا أكثر .ـ



وهما منشغلان باللعب وقذف الكرة والتقاطها ،داهم متعتهما صوت خطوات قريبة ، رفعت مروة رأسها لترى والدتها تتجه اليهما ، مروة تهمس لوليد بخوف " خبـينـي .... بسـرعـة وليد خبـيني ما ابغى اروح معها " ، لم يكن بمقدور وليد فعل شيء إذ ان خلود كانت قريبة جداً منهما ، اقبلت خلود عليهما وهي تجر اذيال عباءتها ، وكان الغضب واضحاَ على ملامح وجهها ، اختبأت مروة خلف وليد وهي تتجنب نظرات والدتها الغاضبة ، خلود وهي تسحب مروة : تعالي لهنا ... خليني اشوف وش عاملة بشكلك .ـ

شهقت خلود بقوة وهي ترى شعر ابنتها وقد أصبح قصيراً جداً : وش عـاملة بنفسك يالغبية .. مين الي قص لك شعرك كذا ؟؟

نظرت الى وليد بحنق : انت الا قصيت شعرها ؟؟ انا وش اسوي فيك ؟؟

أومأ وليد رأسه بالنفي وقد بلغ الخوف منه مبلغه ، رفعت مروة صوتها دفاعاً عن وليد : أنا الي قصيت شعري بنفسي ... وليد ماله دخل

خلود بانفعال : وليه يا هبلة ؟؟ شوفي شكلك صاير مثل الأولاد حسبي الله عليك من بنت

مروة : شعري وكيفي اسوي فيه اللي ابي

أخذت خلود مروة وهي تجر بها من ذراعها بقسوة : انتي اكيد تبغين تجننيني .. انا وش سويت يا ربي عشان تعطيني بنت مثل هاذي .. حسبي الله ونعم الوكيل

مروة وهي تقاوم ذراع والدتها : ما ابغى اروح معك .. ابغى اظل مع اخوي وابوي

خلود : امشي قداامي وبتروحين معي غصباً عليك

كانت تقف بعناد وتقاوم قوة والدتها في سحبها ، نفذ صبر خلود منها وأخذت تجرها من شعرها بعصبية : وبعدين معــاك ؟؟ امشي قدامي .. انتِ تبغين تموتيني من الحرة والقهر ..

صرخت بألم وهي تقاوم دموعها ثم انصاعت لأوامر والدتها ، فلم يكن امامها سوى الاطاعة بالرغم عنها .ـ

أمَّا وليد فكـان يراقب بصمت ، كم يكره تلك المرأة القاسية بنظره ، ويكره تعاملها مع مروة بهذه الطريقة العنيفة ، دخل الى الفيلا الواسعة وهو يشعر بالضيق ، لا يتحمل البقاء وحده ، فبعد طلاق والديه كان يقضي أغلب وقته وحيداً، فوالده مشغول في عمله وأمه تعيش بعيداً عنه ، أما مروة فلم تكن والدتها تسمح لها بزيارته الا في العطل .ـ




بعد أن حلَ المساء ، قدِمَ سامي من عمله ، كان يحمل في يديه الكثير من الأكياس ، لُعب ودمى وحلويات ليبهج قلبيْ طفليه ، اقبل على وليد الذي كان يجلس وحده منشغلاً باللعب في جهاز الكتروني صغير ، جلس بجانبه وهو يقول بحنان : ها يوبه وليد ..ليش قاعد بروحك ؟ وين مروة ؟

وليد ولم يرفع عينيه من اللعبة التي في يده : جت امها وأخذتها

سامي : ايه ... تعال شوف وش جبت لك معي

وليد بملل : بعدين

سامي وهو يسحب اللعبة الالكترونية من يدي ابنه : خلاص يا يوبه .. من متى وانت تلعب فيها .. ريح عيونك شوي

زم ذراعيه الى صدره بطريقة تنم عن السأم والضيق ، سامي : وش فيك يا يوبه ؟ بعدك متضايق عشان أنا و أمك تطلقنا ؟

وليد : لا .. اصلاً أحسن .. الحين ماعاد بسمع صوت هواشكم مع بعض وعصبيتكم







،




دخلت خلود الى منزلها مع مروة ، وكانت طوال الطريق توبخها وتلومها على قص شعرها وعنادها وتصرفاتها المشاغبة الطفولية وتقارنها بأختها الريم ، وتتوعد فيها وتهددها انها اذا استمرت على هذا المنوال فستحرمها من زيارة عمها وابنه ، وكانت مروة صامتة تقاوم البكاء ، وتُقنِع نفسها بأن الرجال لا يبكون ، فلا يجب عليها البكاء ابداً ، قالت بتوسل : بسوي كل شي تقولينه بس الله يخليك ابغى اروح حق ابوي سامي

ضربتها على فمها بقسوة : أنا كم مرة قلت لك ان سامي مو ابوك .. سامي يصير عمك .. عمك الظالم اللي ظلمنا وأكل حقنا

لم تتحمل هذه المرة فتدحرجت دمعتان على خديها مثل كرتين من الكريستال ، خلود بصراخ : يلا روحي عن وجهي اتحممي وبدلي ثيابك بجوني ضيوف اليوم لا تفشليني معهم

كانت خلود تكره شقيق زوجها السابق سامي وتدعِي أنه ظلمهم ولم يسلمهم ورث اخيه كاملاً ، توفي زوجها السابق بدر قبل أن تلد مروة بعدة شهور ، بعد ولادتها بمروة بشهرين تزوجت من ابن عمها عادل " ابو انس " ، وبعد عام من زواجهما أنجبت الريم ، وانشغلت بطفلتها الريم وزوجها ، وأهملت مروة .ـ




بعد أن انتهت مروة من الاستحمام ، كانت والدتها بانتظارها ، وضعت فستان زهري اللون على السرير : البسي هذا

مروة : بس أنا ما احب البس فساتين وما احب ده اللون

خلود : بتلبسيه غصباً عنك وبدون نقاش

انصاعت لأوامر والدتها ، فيجب عليها ان تطيعها وإلا لن ترى عمها و وليد مرة اخرى ، أقبلت عليها اختها الريم وهي ترتدي فستان أرجواني اللون ، وتزين جدائل شعرها الطويل بشريطتين رماديتين ، نظرت اليها مروة بحقد طفولي ، فالريم طلباتها دائماً مستجابة وتفعل كل شيء تريده بعكسها هي التي حتى ليس لها الحق في اختيار ملابسها ، مروة وهي تدفعها خارجاً : اطلعي برا ... روحي العبي بألعابك البايخة بعيد عنِّي

الريم : بس هاذي غرفتي أنا بعد ... مايصير كذا مو عدل

مروة وهي تعبث في شعر الريم وتخرب شكل جدائلها : هههههه كذا شعرك صار أحلى

خرجت من الغرفة باكية وهي تهدد : باقول لماما وبابا خربتي شعري

طلت مروة برأسها الصغير من الباب ، كانت الريم تركض الى حضن أبيها وتشكي اليه مروة ، وهو يحتضنها ويمسح على شعرها بحنان ، كانت الغيرة تشوه أحاسيسها البريئة ،فالريم تملك أب بعكسها هي ، أب رائع يحبها ويدللها ، يدافع عنها ويلعب معها ، كان سامي يعوضها عن مشاعر الأبوة التي تفتقدها ، كانت لا تشعر بيتمها معه ، فهو لا يفرقها عن ولده وليد في أي شيء ، ولكن والدتها كانت تحاول تقليل مرات ذهابها الى سامي قدر الإمكان ، وتحرم مروة من تلك المشاعر الجميلة .ـ




بعد أن وصلن صديقات خلود ، كنَّ مشغولات بالحديث وخلود مشغولة بضيافتهن ، قدمت مروة مع اختها الريم اليهن بهدوء ، قالت احدى النساء بترحيب : ما شاء الله يا خلود كبرو بناتك . أيدتها الاخرى : أي ما شاء الله عيلهم جميلات الثنتين يشبهونك كثير .. مين مروة ومين الريم ؟

خلود بابتسامة : اللي لابسة وردي مروة .. والثانية الريم

قالت المرأة : ما شاء الله كل ما كبروا صاروا يشبهونك أكثر

خلود وهي تأخذ الريم الى جانبها : ههههه لا الريم صحيح تشبهني كثير بس مروة تشبه أهل ابوها أكثر

وانشغلت خلود في مدح ابنتها الريم ، وهي تصف هدوئها وجمالها ورقتها .ـ

أمَا مروة فتقف في الزاوية عابسة الوجه ، تحرك رجليها بملل تنتظر أن يرحلن السيدات لتذهب للعب .ـ







،




بعد أن خرج الضيوف ، نزلت خلود الى مستوى طول مروة وهي تحدثها بهدوء : خليك على طول كذا شاطرة عشان أحبك

مروة بهدوء : الحين عادي أروح لابوي سامي ، وضعت يدها على فمها وقالت بتصحيح : أقصد عمي سامي .. عادي اروح ؟

خلود بنفاذ صبر : بعدين يصير خير

الريم وهي متعلقة برقبة والدها : ماما يلا عشان نطلع ... يلا عشان بابا بيشتري لي اللعبة الي قلت لك عنها

خلود : يلا ماما مروة عشان تروحين معنا

مروة وعينيها معلقتين بالريم ووالدها ، كانت تنظر بحسرة وحزن : ما ابغى أنا ما احب الالعاب اللي تحبها الريم .. بايخة

عادل وهو يحدث زوجته : خليها على راحتها يا خلود ... أنس موجود في البيت ما بتصير لحالها

كان أنس يراقبها طوال الوقت ، كان هو في السابعة عشر من عمره ، كانت مروة تتجنبه ولا تشعر بالراحة في وجوده .ـ




بعد أن خرجت خلود مع عادل والريم ، صعدت مروة الى غرفتها ، دخلت الى الغرفة وركلت العاب الريم المرمية على الأرض بعصبية ، نزعت الفستان الوردي عنها وعادت لملابسها الصبيانية القديمة ، لماذا يجب عليها أن تكون فتاة ؟ ، هي تحب لعب الكرة و الرياضة والملابس الولادية وتحب ان يكون شعرها قصيراً لترتاح من تسريحه والعناية به ، هي تكره الفساتين والدمى السخيفة التي تحبها الريم ، لماذا يجب عليها أن تكون دائماً مثل الريم ؟ ، لماذا تحرم من ممارسة الاشياء التي تحبها ؟ ، لماذا لا تكون مثل وليد ؟؟

كان أنس ابن عادل ، يراقب مروة طوال الوقت ، وكانت هذه فرصته عندما خرج الجميع عنهما وبقي وحده معها في المنزل .ـ




دخل الى الغرفة وكانت هي جالسة على السرير تنتف شعر دمية الريم ، اقترب منها وقال بلطف : وش فيها الحلوة زعلانة ؟

مروة والغضب بادٍ على ملامحها البريئة : ليش أنا لازم اصير بنت ؟؟ أنا ابغى اصير ولد مثل وليد ، على كيفي ماحد له شغل فيني

ضحك عليها وجلس بجانبها : بس ما يصير انتِ بنت ماتقدرين تغيرين هالشي

مروة بعناد طفولي : لا أنا اقدر ... بلبس ملابس اولاد و باروح مع وليد مدرسة الاولاد وأصير ولد

قال لها بخبث : بس فيه فرق بين البنت والولد فرق انتي ماتقدرين تغيريه

مروة وقد استغربت من كلامه : كيف يعني ؟

انس : تبغين أعلمك وش الفرق بين البنت والولد ؟

مروة ببراءة : أي

لم تكن تدرك ما يعنيه ، لم تكن تدرك نيته الحقيرة وتفكيره الوحشي ، كانت هي فقط طفلة في السابعة ، بريئة لا تفقه شيء في امور الكبار ، أما هو فكان خبيثاً وروحه مريضة ، استغل براءتها وجهلها لمصالحه القذرة ، لقد قام بنزع ملابسه عنه ، وأجبرها بلمس مناطق محرمة فيه ، وكان يتحرش بها ويلمسها وهي تصرخ " عيــب .. مايصير تسوي كذا ..عيـب باقول لماما "ـ

ان رفضت الاستجابة له كان يضربها على وجهها ويهددها بأنه يستطيع قتلها ، فلا احد في المنزل الآن ولا أحد يمكنه سماع صوت صراخها ، وكانت هي تبكي خائفة منه ومن تصرفاته الغريبة ، كان ما تراه كبيراً عليها ويفوق مستوى تفكيرها بكثير ، خدش براءتها واغتال طفولتها لأجل شهواته الشاذَة .ـ

بعد أن فعل بها ما فعل ، تركها مصدومة تبكي ، تجمع ملابسها لتغطي بها جسدها الصغير ، قال لها : الحين عرفتي وش الفرق بين البنت والولد ؟؟

قالت وسط بكائها : باقول لماما

ضحك أنس في وجهها : ليش من متى ماما تصدقك ؟؟ امك ما بتصدقك يا حلوة .. وأنا ما سويت لك شي بس انتي قلتي تبغي تعرفي الفرق وأنا علمتك




ومنذ تلك الليلة ، فقدت حيويتها ولم تعد مروة تلك الطفلة المرحة المشاغبة ، لم تكن تأكل جيداً ، لأنها تتذكر ما فعل أنس بها وتشمئز من الطعام ، وأصبح نومها مضطرباً ، لأن الكوابيس تطاردها ليلاً ، كوابيس بأنس يعاود فعلته بها ، لم تستطع أن تخبر أحداً بما حدث ، كانت خائفة من تهديدات أنس لها ، ولأنها اعتادت تكذيب والدتها لها في كل شيء ، تعيش حياتها بينهم في رعب ، خائفة أن يتسلل أنس الى غرفتها مرة أخرى ، خائفة من نظراته التي تلاحقها في كل حين . ـ




لاحظت خلود هدوء ابنتها الغريب ، ووجها الشاحب ووزنها الذي نقص كثيراً ، كانت قلقة خائفة عليها ولكن زوجها كان يقول أن هذا طبيعي فمروة بدأت تكبر وتنضج ، وأنها بدأت تهدئ وتعقل أخيراً وتكف عن تصرفاتها المشاغبة الصبيانية ، الى أن جاء ذلك اليوم الذي انفجرت فيه تلك الطفلة الصغيرة.ـ




كانوا جالسين على مائدة الطعام ، وقال عادل أنه سيسافر من أجل العمل لمدة يومين وسترافقه خلود ، وتبقى مروة مع الريم تحت رعاية أنس ، صرخت مروة باعتراض على هذا القرار ، فلا يمكنها ان تبقى مع أنس : لا أنا بروح معكم ما ابغى اقعد معـاه

عادل : كلها يومين .. مابصير لك شي وأنس رجَال بيهتم فيكم

خلود : ما ادري يا عادل .. اخاف مايقدر أنس عليهم ... تعرف الريم ماتستغني عني

عادل : كلها يومين يا خلود ما راح يصير لهم شي ... صح يا أنس ؟؟

أنس : أكيد يوبه البنات في عيوني اتطمني يا خالتي ... الريم اختي ومروة أنا اعتبرها مثل أختي

خلود : تسلم يا أنس

مروة ولم يعجبها حديثهم : لا أنا ما ابغى اقعد مع أنس ما احبه انا بروح معكم

اقترب منها أنس ، قال وهو يداعب فروة رأسها : أفا .. ليه ما تحبيني يا مروة ؟ بس أنا أحبك وكل يوم باوديك البقالة

مروة وهي ترتجف من قربه منها ، لا تطيقه ، تشمئز منه ومن رائحته ، تكره قربه منها فذلك كله يذكرها بفعلته القبيحة : ما ابغاك يا حيوان ... بعد عني لا تلمسني .. بعد عني

خلود : عيب يا بنت وش هالألفاظ ؟؟ وليه تكلمين أنس بهالطريقة ... عيب

تعلقت بحضن والدتها : ماما ... ما ابغى اقعد معاه تكفين

خلود : بلا دلع يعني وش بسوي لك أنس ؟؟ صيري مطيعة مثل الريم شوفي اختك اصغر منك وأفهم منك بعد

تعلقت الريم بشقيقها وهي تضحك : أي أنا احب انس واحب اقعد معاه

اقترب أنس من مروة أكثر ، امسكها من يدها : ليه ماتحبيني يا مروة .. شوفي الريم كيف تحبني .. صدقيني بتنبسطين معي كثير

يكفي ، لا يمكنها تحمل كذبه أكثر ، ولا تريده أن يلمسها أكثر ، ، ان بقت معه فستتكرر تلك الحادثة مرة اخرى

أمسكت بذلك الصحن الزجاجي وبدون شعور منها ، قذفته على وجهه به وتحطم ،شهق الجميع وهم يرون أنس يترنح من أثر الضربة ورأسه ينزف ، سارع والده اليه ليسعفه بينما تبكي الريم وتصرخ خلود على مروة بهستيرية ، ابتعدت عنهم وهي تشعر بالدوار ، أصواتهم تدور في عقلها تتكرر و
تتكرر ، منظر أنس وهو يتألم وشظايا الزجاج مع قطرات من الدماء على الأرض ، مشهد اغتيال طفولتها يتكرر في عقلها ويتكرر ، فقدت توازها وسقطت مغشياً عليها




،




تشعر بجسدها يطفو ما بين طبقات المياه الباردة ، فتحت عينيها ببطء ، رأت ذلك الوجه الحنون ينظر اليها بخوف ، ويديه تحتضن كفيها الصغيرين بدفء ، نطقت بصوت منهك متعب : عمي سامي ؟!!!.ـ

ابتسم اليها وهو يتحمد الله أنها بخير ، وطبع قبلة حنان على جبينها : بابا مروة ... وشلونك الحين ؟؟ صرتي أحسن ؟

قالت وهي تنظر حولها باستغراب : وين أنا ؟؟ وين ماما ؟؟

سامي : انتي تعبتي شوي وطحتي والحين في المستشفى بس لا تخافي يا بابا مافيك شي .. وأمك الحين بتجي

احتضنها وهو يتحمد الله ويشكره ، لقد كاد يفقد صوابه عندما سمع بخبر نقلها الى المشفى ، ولكنها بخير الآن ، أمَا هي فقد عادت بذاكرتها الى الوراء ، تذكَرت ما فعلته بأنس ، حتماً توبيخ أمها ينتظرها الآن ولا مفر منه ، ابتعدت عن عمها وانكمشت بجسدها الصغير بخوف ، سامي وقد استغرب تصرفها : وش فيك حبيبتي ؟؟

مروة : أنا ضربت أنس .. امي بتهاوشني الحين

سامي وهو يضحك : ههههههههه أي عارف انك ضربتيه .. ماتعقلين عن هالحركات .. لكن أشهد انك بنت رجال .. أي احد يضايقك لا تسكتين له .. بس تراك زودتيها هالمرة شوي

مروة : بس أخاف امي تهاوشني

سامي وهو يضع يده على رأسها : لا تخافي ماتقدر تسوي لك شي وأنا موجود .. وترى من اليوم ورايح بتعيشين معي أنا و وليد ......وأمك راضية

لم تصدق مروة ما تسمعه .. أخيراً ستعيش مع وليد وعمها ... أخيرا سترتاح من أنس ، احتضنته وهي تهتف : أحبك عمي سامي

قال لها باستغراب : من متى وأنا اسمي عمي سامي ؟؟؟ طول عمرك تقولين لي بابا .. انا ابوك مو عمك

قالت وهي تضحك : اقصد بابا سامي ... نسيت




في خارج الغرفة كانت خلود تتهامس مع زوجها : بس ما اقدر اتخلى عن بنتي ... كيف تبغاني اتركها تعيش معه

عادل : هالبنت جننتنا كل ما نقول بتعقل وتركد ترجع اعظم من قبل .. خلي عمها يتكفل فيها ونرتاح من مشاكلها اللي ما تخلص

خلود : بس تظل بنتي وما اقدر اتركها

عادل : أنا ما قلت اتركيها ونسيها .. انا قلت خلي عمها يتكفل فيها وانتي روحي زوريها وناخذها معانا مابين فترة وفترة .. اكثر من كذا ما اقدر تعبت منها ومن تصرفاتها .. الحمد لله أن انس اصابته بسيطة والا كان لي تصرف ثاني معها

خلود : انا مادري ليه هالبزر تسوي هالحركات




،




أقبل وليد على مروة وهي مستلقية على سرير المشفى ، وليد بفرح : وحشتني يا مروان واخييرا بنعيش مع بعض ف نفس البيت واخيراً بتصير اخوي

مروة : انت بعد وحشتني وليد .... بس انا اسمي مروة مب مروان .. وما اقدر اصير اخوك لأني بنت .. والبنت مايصير تتغير لولد مو على كيفها

وليد بعد تفكير : امممم عادي .. ماتفرق عندي ان صرتي اختي والَا اخوي

كان سامي يراقبهما وهو يضحك على براءتهما ، فهاذان الطفلان أقرب الناس الى قلبه .ـ

وعاشت مروة مع سامي وتحت تربيته ، ولكن تلك الحادثة كانت بقعة سوداء في ذاكرتها ، لم ولن تنسى ما فعله بها أنس ، لا يمكنها أن تنسى طفولتها المشوهة ، كانت كلمَا تكبر تتمسك أكثر بشخصيتها الذكورية ، وتتمسك أكثر بذلك القناع الذي تخفي به أنوثتها ، تحاول أن تظهر للناس على شكل فتاة مسترجلة ، تحاول أن تقضي على انوثتها التي تعتقد أنها سبب ضعفها ، فبتلك الطريقة لا أحد يتجرأ أن يستغلها أو يستضعفها ، ولا أحد سيفكر بخطبتها وهي بهذا الشكل البشع ، كبرت وأصبحت فتاة غير مبالية ، عنيفة ، تشبه الأولاد .ـ



يتبع

خد العروس 08-08-16 01:21 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
،




الذكرى الثانية




فتاتان مراهقتان ، جميلتان كالورد ، ومن الورد انشق اسميهما ، ياسمين ونرجس ، ولكنهن كدن يذبلن في أجواء هذا المنزل ، تعيشان تحت ظلال اخوتهما ، مثل الخدم في خدمة زوجاتهم وأولادهم ، فبعد وفاة والديهما ، تشارك مساعد مع شقيقه عبد الرحمن في تحمل مسؤولية هاتان الفتاتان ، وكانا يعتبرانها مسؤولية ثقيلة جداً ، كانا يمنعانهما من أغلب الاشياء التي ينشغل بها الفتيات في هذا العمر ، لا صديقات ولا هواتف نقالة ولا انترنت وحتى الخروج من المنزل كان محظوراً عليهما إلا للضرورة ، متناسيان أن كل ما هو ممنوع مرغوب ، كن مجبرات على خدمة زوجاتهما في كل شيء ، من طبخ وغسيل وتنظيف وغيره ، كانا يتعمدان القسوة والشد عليهما ، خصوصاً عبد الرحمن ، الذي كان يفرغ غضبه عليهما بالكلام القاسي وبالضرب حتى لأتفه الأسباب ، فقد كان يفسر قسوته بأنها خوف وحماية لهما ، يعتقد أنه بالحرمان والقسوة يحمي شرفه وعرضه من غدر الزمان ومن الذئاب البشرية التي لا تعرف الرحمة ، متناسياً أن كثرة الضغط تولد الانفجار ، وهذا ما حدث فعلاً




كانت نرجس في السابعة عشر من عمرها ، مثل أي فتاة في سنها ، كانت تبحث عن الحب والأحاسيس الجميلة المحرومة منها ، كانت تريد شخصاً يفهمها ويحبها ، تحدثه ويحدثها ، ولأنها لم تحصل على الحب والحنان من اخويها ، بحثت عنه في مكان آخر ، وتمردت عليهما ، فقد كانت تملك هاتفاً نقالاً بدون علمهما ، حصلت عليه من شقيق زميلتها في الدراسة ، " عامر " كانت تجد في عامر ضالتها ، كان يغرقها في الكلام المعسول ، ويدعي حبه لها ، يستمع اليها ويهتم بها ، تشكي له همومها ومشاكلها وتفضفض له معانتها ويخرجها من الكبت والوحدة التي تقطن فيها .ـ




أمَا ياسمين التي تصغرها بعـام ، كانت جبانة وتخاف كثيراً من ان تتمرد كأختها ، كانت تشغل نفسها بدراستها ، وكانت تفرغ مشاعرها عن طريق الرسم ، لقد كانت موهوبة جداً في هذا المجال ، كانت كلمَا تحزن تمسك كراستها وترسم أحزانها عليها ، فلولا الرسم لتعفنت روحها .ـ




" أخاف عليك يا نرجس .. أخاف اخواني يدرون عنـك .. وقتها ما لك الا الموت .. "

" أنا خايفة أكثر منك .. بس وش أسوي أحبه ما اقدر اتركه .وهو الطريقة الوحيدة عشان اخلص من هالحياة .. قولي لي بالله عليك انا واياك كيف بنتزوج ؟ كيف بنتزوج واحنا ما نطلع ولا أحد يشوفنا معزولين عن العالم .. ما ابغى اضل خدامة لاخوانك وزوجاتهم طول عمري ".،ـ

" وهو ليه ما يجي ويتقدم لك ؟؟ اذا هو جاد خليه يثبت هالشي "




" هو بيتقدم لي بعد ما يتخرج ... ما باقي شي هانت يا ياسمين .. نهاية دي السنة باكون زوجته "




كانت ياسمين تخاف على اختها المتهورة كثيراً ، تخاف أن يتضح سرها ويفتك بها عبد الرحمن ، دائماً ما كانت تنصحها وترجوها ان تتوقف بلا فائدة ، ، فكانت نرجس متعلقة بعامر بروحها وقلبها وعقلها ، فهو الرجل الوحيد الذي عاملها بحب ، هو الوحيد الذي يحسسها بأنوثتها .ـ




أخبرها أنه سيحاول أن يسرع في خطبتها ، نهاية هذا العام ستكون زوجته ، ولكن هذا الموعد المؤجل لم يتحقق ، ولم يتكلل حبهما بالزواج ، اذ أن الموت كان أسرع ، في تلك الليلة قضت ياسمين ليلتها مع جثة نرجس ، لقد رأت اختها تُضرب بوحشية أمامها ، بعد أن اكتشف عبد الرحمن ذلك السر ، سمعها تتحدث معه عبر ذلك الهاتف السري ، جن جنونه عليها ، فقد تحقق ما كان يهابه ويخشاه ، كانت ياسمين مثل البطانية الناعمة التي تفصل عبد الرحمن عن نرجس ، ولكنه لم يكترث بها ، انفلت على نرجس بالضرب ، ركل أضلاعها ، سحق أصابع يدها بحذائه الثقيل ، سمعت ياسمين صوت طقطقة أصابع نرجس وهي تتكسر ورأت الدم يتناثر في كل مكان ، كان يضربها بلا أي شفقة متناسياً أن ما فعلته اخته كان بسببه هو ، لم يتحمل جسدها الضعيف ضرباته ، وعندما ضرب برأسها على الجدار ، خرت صريعة ،ولفظت أنفاسها الأخيرة على يديه ، ماتت ضحية حبها البريء الذي لم يتجاوز الأحاديث ، ماتت ضحية بطش أخيها ، ضحية أحاسيس حُرِمت منها



بعد أن اقترف تلك الجريمة المرعبة ، خرج من الغرفة وهو لا يعرف أن يذهب ، لم يكن يقصد قتلها ، كان يعنفها مثل ما يفعل دائماً ، ولكن هذه المرة كانت القاضية ، اتفق هو مع أخيه بالتكتم على الأمر ، مفسران هذه الجريمة بأنها جريمة شرف ، يجب أن لا يعلم أحد بها ، وتم التستر على الجريمة ، وفلت عبد الرحمن منها بدون أي عقوبة ، أمَا عن ياسمين ، فقد أدخِلت لدار الحماية ، فلا يمكنهم الوثوق بها بعد ما فعلته اختها ، كان دار الحماية هو الحل المناسب الذي يريح عبد الرحمن ، ويأمن أن لا يتلطخ شرفه مرة أخرى .ـ



لم تكن نرجس ميتة بالنسبة لياسمين ، كانت تشعر بها تعيش في قلبها وعقلها ، وصورتها وهي صريعة بدمائها لا تفارق ذاكرتها ، متى سترحلين مني يا اختي ؟ متى سترحلين مني كما رحلتي عني ؟ لماذا كان عليكِ أنتِ ان تموتي وأبقى أنا للحزن ؟ ابقى حبيسة ذكريات بطلتها أنتِ.



مرَت الأيام والسنين ولازالت ياسمين في تلك الدار ، كان بقائها في الدار أفضل لها ، فلم تكن تتخيل نفسها أن تعيش تحت سقف واحد مع ذلك القاتل ، وكعادتها كانت تفرغ أحزانها بالرسم ، ترسم وترسم علَها تستريح ، اكتشفت موهبتها احدى المسؤولات في الدار ، امرأة تعمل في التصميم الداخلي تدعى " فوزية " ، اعجبت بموهبة ياسمين الجمَة وعملت على تنميتها ، فأكملت ياسمين دراستها بفضل فوزية ، ودخلت الى الجامعة وتخرجت بامتياز ، ونمت موهبتها في الرسم بسبب فوزية ، فكانت ياسمين قادرة على الرسم بإتقان وفن على الجدار .

واستفادت فوزية منها في عملها وابتكار تصميماتها ، مضى على ياسمين أكثر من عشر سنوات وهي تقطن في دار الحماية ، تضيع زهرة شبابها وهي حبيسة في هذه الدار ، الى أن جاءت لها فوزية تحدثها عن أمر لم يكن بالحسبان : الرجال ما يعيبه شي يا ياسمين ، الحين لو الرجال فيه شي كنت اقترحتك عليه ؟ تتوقعي انك تهونين علي ؟

ياسمين : ادري انك تبغين لي الخير بس الموضوع مو داخل مخي ... الحين فيه واحد بالمواصفات المثالية اللي انتي تقوليها يرضى ياخذ وحدة مثلي ؟؟

فوزية : الرجال كبير شوي يعني في الخمسينيات ويبغى وحدة صغيرة .. وهو يصير صديق زوجي .. فاتحني زوجي بالموضوع عشان أدور له بنت الحلال .. لأن ماعنده أحد يدور له

ياسمين : اييي الحين فهمت ... قولي من البداية أن شايب ومافي وحدة صغيرة تقبل فيه

فوزية : ما يعتبر شايب عمره كويس

ياسمين : ما ادري ما اتخيل أعيش مع واحد كبر ابوي

فوزية : تكوني غبية لو ضيعتي هالفرصة من ايدك .. وانتي قلتيها من قبل .. مين بيرضى بوحدة اهلها تركوها بدار الحماية ؟؟؟ لا تضيعي هالفرصة يا ياسمين والا ناوية تكملين باقي حياتك هنا ؟؟ فرصة أحسن من كذا ما اعتقد تجيك .. هذا سامي الزاهر يا ياسمين فرصة ما تتعوض

ياسمين باستغراب : ســامـي الزاهـــر !!! اكيد تشابه اسماء صح ؟؟ ههههههه لا تقولي لي أن نفسه هذاك الملياردير صاحب مستشفيات "الزاهر " المعروفة

فوزية : هو بلحمه ودمه

ياسمين وهي تفتح فاهها ببلاهة : تمزحــين صح ؟؟!!!! ترى والله ما يضحك اذا كنتي تمزحين

فوزية : اقسم بالله ان هو نفسه ... الرجال يصير صديق زوجي الروح بالروح .. وطلب مني ادور له على وحدة صغيرة .. والمشكلة اني احبك ومالقيت غيرك

ياسمين : تعالي تعالي .... وين بتروحين ؟؟ ان شاء الله لو يكون عمره تسعين مو بس في الخمسينيات انا موافقة عليه ...حتى لو يكون متزوج قبلي ثلاث أنا موافقة عليه

فوزية : هههههههههههههههه وش اللي غيَر رايك فجأة .. صحيح ان الفلوس تغير النفوس ... خلاص ان بخبر زوجي يقول له انك موافقة .. وهو يروح يكلم اخوانك عشان يخطبك منهم .. والله يجعله من نصيبك يا ياسمين .. تتوقعين اخوانك يوافقون والا ممكن انهم يوقفون بطريق هالزواج ؟

ياسمين : يخسون ويعقبون .. من يقدر يرفض سامي الزاهر اصلاً ؟؟





" سامي الزاهر "

كان ذلك الاسم يكفي ليجعلها تقبل به مهما كانت الظروف ، لم تكن تعرف عنه أي شيء سوى أنه رجل غني ومقتدر وسيعيشها بهناء





،



كان يشعر بأن كل تلك اللحظات الجميلة في تربية وليديه أصبحت وراءه الآن ، فقد بلغ وليد الخامسة والعشرين من عمره وأصبح رجلاً ، وبلغت مروة الثانية والعشرين من عمرها ، لم يعودا يحتاجا اليه كالسابق ، لقد اصبحا في عمر يمكنهم الاعتماد فيه على نفسيهما , ولكن ماذا عنه هو ؟ الى متى ينوي أن يبقى عازباً ؟ ، فمنذ طلاقه من ام وليد لم يفكر بالزواج قط ، ولكن العمر يمضي والشباب يتلاشى لقد فاتح صديقه أخيراً بأن يبحث له عن امرأة شابَة تتزوج به وتعيده الى أيام شبابه ، اخبرته فوزية بتلك الفتاة التي تقطن في دار الحماية ، كان متخوفاً منها بسبب دار الحماية ، خاف ان تكون سيئة الخلق وذات ماضي سيء ، ولكن فوزية طمأنته بأنها تعرفها جيداً وأنها فتاة مسكينة تخلى عنها أهلها بلا أي ذنب .ـ



كان يجلس أمام التلفاز ، مع ابنه وليد وابنته مروة ، كانا يتابعان مباراة كرة قدم بحماس ، قال بدون سابق انذار : انا قررت أتزوج يا عيال

وقفا مصدومان ينظران اليه ، وليد : ههههههههه من جدك يوبه ؟

سامي : وليه تضحك استح على وجهك يا ولد ... يعني أنا مو من حقي ان أتزوج ؟

وليد : أكيد من حقك يوبه ... أنا بس تفاجأت

مروة : اكيد يوبه من حقك تتزوج .. بعدك شباب

سامي : تعلم من اختك الكلام السنع ... صحيح يا مروة أنا مايبين علي عمري ؟

مروة : وش هالكلام يا يوبه بعدك في عز شبابك اللي يسمعك الحين يقول عمرك ثمانين مو توك في بداية الخمسين

سامي وقد أعجبه كلام مروة ورفع من معنوياته قال وكأنه يحدث نفسه: صحيح كلامك يا مروة ... انا بعدني في عز شبابي وعادي زوجتي لو كانت في نهاية العشرين .. عادي مايبين

وليد في صدمة وهو يحاول كتم ضحكته : العروس عمرها في نهاية العشرين ... والله مانت بسهل يا ابو وليد

سامي : تستهبل انت و وجهك ؟؟

مروة وهي تضرب كتف وليد : ماعليك منه يا يوبه هذا وش فهمه ؟؟ اصلاً اللي يشوفك انت و وليد يقول اخوان مو اب وولده

وليد : لا عاد بالغتـي يا مريو

ضحك سامي ملأ شدقيه : ههههههههههههههههه المهم اني بتزوج وانتهينا عاد يبين والا مايبين







،



وتم ذلك الزواج ، تم بدون أي مراسم او احتفالات ، فقط انها جمعت ملابسها القليلة وأخذها هو من منزل أخيها الى بيته ، عندما وقعت على عقد الزواج ، شعرت بتأنيب ضمير وخوف ، لامت نفسها أنها تسرعت في الزواج منه بدون أن تعرف عنه أي شيء ، ماذا لو كان قاسياً متحجراً مثل اخوتها ؟ ماذا لو انها ظُلمت في هذا الزواج ، قررت أنها ستفاتحه وتخبره بماضيها كاملاً ، وتجعله في الصورة ، ان كان متزمتاً وكان ذا تفكير متحجر مثل اخويها ، بالطبع سيتركها ولن يقبل وستنهي هذا الزواج في بدايته .ـ

كانت تجلس على طرف السرير ، ترتدي ثوب سماوي بسيط ، وشعرها الكستنائي الطويل مسترسل على كتفيها ، كان سامي فرحاً بها وبهذا الزواج ، كان يرتدي ثوبه الأبيض التقليدي ، جلس بجانبها وقال بلطف : مبروك يا ياسمين .. الله يجعل ايامنا كلها سعادة

رفعت رأسها له وقالت بحزم ، يجب أن تخبره بماضيها ، واما يقبل به او يتركها ، تريد ان تكتشف حقيقته وتعرف طريقة تفكيره : قبل لا يصـير بينا أي شي يا ابو ولـيد أنا ابغى اكلمك عنِي .. انت ما تعرفني ولا تعرف سبب وجودي في دار الحماية ومن حقك تعرف

نظر اليها سامي باهتمام : قـولي كل اللي فخاطرك يا ياسمين

شرحت له كل شيء واخبرته بقصة نرجس كاملةً وبالتفصيل ، استمع اليها باهتمام ، كانت تنتظر رده وتعليقه ، تريد ان تعرف طريقة تفكيره وما تقديره لمثل هذه الحالات ؟ تريد ان تعرف ماذا تعني له جرائم الشرف ؟ هل يوافق اخيها بفعلته ؟؟ هل هو مثل جميع الرجال الذين عرفتهم ؟؟ ولكنه خالف توقعاتها ، فقد بدت على ملامحه التأثر : اختك انظلمت . انظلمت كثير .. ، أكمل بانفعال : واخوك الحقيير كان المفروض يتحاسب اشد الحساب كيف قدر يقتل بنت مراهقة بكل برود .. الله يقطع هالأشكال .. انا ما ادري متى بنتخلص من هالأفكار الجاهلية .. كان المفروض ينصحها يعلمها يفهمها يأدبها بطريقة تناسبها .. مو يروح .. استغفر الله العظيم استغفر الله



صدمها بردة فعله ، لم تكن تتوقع أن يكون بهذه الحكمة وهذا الهدوء ، لم تقابل رجلاً هكذا من قبل ، لقد وافقها بأن اختها كانت ضحية مثل ما تعتقد هي ، وضع سامي يده على كتف ياسمين وربت بحنان : وانتي بعد انظلمتي .. اللي صار مو أي احد يقدر يتحمله .. صبورة

لمست في ملامحه الحنان والعطف الذان طالما افتقدتهما : يعني ما يهمك هذا الماضي يا ابو وليد

سامي : لا انتي وش قاعدة تقولين ؟ اللي صار انتي مالك دخل فيه وفوق هذا اختك ماتت مظلومة .. انتي لوين تبغين توصلين ؟

ياسمين بارتباك واضح : انا بس قلت لازم اقولك كلشي ، عشان اذا ما كنت راضي تتركني اروح ف حال سبيلي

سامي باستياء : وش هالكلام ؟؟ لا تكوني مغصوبة على هالزواج ؟؟ اهلك غصبوك علي يا بنت الناس ؟؟

ياسمين وهي تنفي بسرعة : لا لا مب مغصوبة ولا شي ... لا تفهمني غلط يا ابو وليد

ابتسم لها ووضح يده على خدها : انا لما تزوجتك كان مقصدي اني أكمل باقي عمري مع وحدة محترمة .. وفوزية ما قصرت في مدحك وأنا واثق بكلامها .. ولما شفتك وسمعت كلامك تأكدت انك والنعم فيك ... بس ممكن طلب صغير ؟

ياسمين وقد بلغها الخجل الشديد من كلامه : طلباتك اوامر يا ابو وليد

سامي : هههههه طلبي ان لا عاد تقولي لي ابو وليد ، هالاسم يكبرني ... قولي لي سامي

ياسمين وانزلت رأسها في استحياء : ان شاء الله







انتهى
وان شاء الله البارت الجاي راح يكون بنفس طريقة هذا البارت وراح اتكلم فيه عن ماضي هالة وأهلها
اتمنى مايكون يضايقكم هالشي قراءة ممتعة

bluemay 08-08-16 11:11 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 



_الـسـلام عـليكـم ورحـمة الله وبركــاته_


اعجبني البارت كتير

وفهمت خلفيات بعض الشخصيات وسبب وضعهم الحالي ..


بأييدك اكيد على هالخطوة ..


يسلمو ايديك وبإنتظار القادم



لك ودي



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»


فيتامين سي 10-08-16 12:02 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسلم يمينك خد العروس

بارت كشف لنا بعض الغموض ووضح لنا الأسباب اللي
ورى شخصية بعض الابطال
خلود غلطت غلطه كبيره أولا في تعاملها السيء مع بنتها
وعدم الإستماع لها وتوجيهها بأسلوب غير الشتم والتوبيخ
والخطأ الأكبر لها تركها لأبنتها لوحدها مع شاب مراهق
أتمنى إن مروه لم تفقد عذريتها وإن أنس لم يتمادى معها

كل هذا يوضح لنا استرجال مروه ولو إن حتى العم لايعفى
من مسؤليته عن مروه المفروض يوجهها خاصة إن مروه
تحبه وممكن تسمع منه

سميه وأختها مؤلم ماحصل لهن وخاصة ماحصل لأختها
اخويها عديمي الرحمه كان كل همهم أنفسهم وسمعتهم
تخلوا عن مسؤليتهم نحو أختيهم
الحمد لله سميه ربي عوضها بزوج طيب وتفهم وضعها
لهذا هي متعاطفه مع البنات اللي عندها في الدار لأنها
عانت مثلهن وشعرت بمعاناتهن
منتظره معرفة ماضي اهل هاله ومعرفة من ورى ماحصل لهاله
ولو إني أعتقد إن زوجة أخوها أظن الهنوف عندها نقطة
ضعف قدروا عن طريقها يستغلونها حتى تحضر هاله
للمكان اللي تم تصويرها فيه وأعتقد أن هاله لم تكن في
وعيها وقت التصويرأظن ذكريات هاله وماحصل لها
بتكون عن طريق الهنوف لأن هي اللي تعرف ماحصل لهالة
منتظره اليوم اللي يعرف حامد ببراءة هالة ودور الهنوف
في اللي حصل لأخته أتوقع بتشوف منه أكثر من اللي شافته
هاله



خد العروس 11-08-16 10:55 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3654809)



_الـسـلام عـليكـم ورحـمة الله وبركــاته_


اعجبني البارت كتير

وفهمت خلفيات بعض الشخصيات وسبب وضعهم الحالي ..


بأييدك اكيد على هالخطوة ..


يسلمو ايديك وبإنتظار القادم



لك ودي



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»


وعليكم السلام
الله يسلمك حبيبتي

خد العروس 11-08-16 10:58 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3655119)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسلم يمينك خد العروس

بارت كشف لنا بعض الغموض ووضح لنا الأسباب اللي
ورى شخصية بعض الابطال
خلود غلطت غلطه كبيره أولا في تعاملها السيء مع بنتها
وعدم الإستماع لها وتوجيهها بأسلوب غير الشتم والتوبيخ
والخطأ الأكبر لها تركها لأبنتها لوحدها مع شاب مراهق
أتمنى إن مروه لم تفقد عذريتها وإن أنس لم يتمادى معها

كل هذا يوضح لنا استرجال مروه ولو إن حتى العم لايعفى
من مسؤليته عن مروه المفروض يوجهها خاصة إن مروه
تحبه وممكن تسمع منه

سميه وأختها مؤلم ماحصل لهن وخاصة ماحصل لأختها
اخويها عديمي الرحمه كان كل همهم أنفسهم وسمعتهم
تخلوا عن مسؤليتهم نحو أختيهم
الحمد لله سميه ربي عوضها بزوج طيب وتفهم وضعها
لهذا هي متعاطفه مع البنات اللي عندها في الدار لأنها
عانت مثلهن وشعرت بمعاناتهن
منتظره معرفة ماضي اهل هاله ومعرفة من ورى ماحصل لهاله
ولو إني أعتقد إن زوجة أخوها أظن الهنوف عندها نقطة
ضعف قدروا عن طريقها يستغلونها حتى تحضر هاله
للمكان اللي تم تصويرها فيه وأعتقد أن هاله لم تكن في
وعيها وقت التصويرأظن ذكريات هاله وماحصل لها
بتكون عن طريق الهنوف لأن هي اللي تعرف ماحصل لهالة
منتظره اليوم اللي يعرف حامد ببراءة هالة ودور الهنوف
في اللي حصل لأخته أتوقع بتشوف منه أكثر من اللي شافته
هاله



وعليكم السلام هلا والله فيتو حبي
ان شاء الله المناسبات الجميلة والأفراح مستمرة في دياركم
صحيح كلامك سامي غلطان بعد .. واستهتاره في تربية أولاده هو اللي وصلهم الي هالحال
اسمها ياسمين مب سمية

البارت الجديد الحين بنزله حاولت استعجل فيه أكثر عشانك يا فيتو

خد العروس 11-08-16 11:02 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 

الفصل السابع

ذكريات مبعثرة



الذكريات كائنات لا تموت إلا بموتنا ، وعلى الرغم من ألمها إلا أنها أكثر وفاءً من أصحابها ، أكثر بقاءً من أوطانها ، أكثر وجعاً من رحيـل من تركوها وحيدة ، هي أشياء لا تنام ، لا تهدأ ،لا تنسى ...
تفرض نفسها في كل حين ومع كل نبضة .

*مقتبس



*


غرفة تملؤها الفوضى ، كتُب وأقلام متناثرة في كل مكان ، الملابس المرمية على السرير والمتساقطة منه ،كانت الغرفة مقلوبة رأساً على عقب ، كانت تلك الفوضى العارمة مصدرها هالة ، كانت فتاة فوضوية لأبعد حد.ـ


فتحت أم حامد الباب وتشهق بقوة لمنظر الغرفة : حسبي الله على ابليسك ..يعني لازم تقلبين الغرفة واللا ما ترتاحين ؟ أنا مادري بكرة اذا جا نصيبك وتزوجتي كيف بتدبرين امروك ؟
قامت بجمع بعض الملابس المرمية ، هالة وهي تمنع أمها : اتركيه عنك يومه أنا بخلص من اللي في ايدي وبرتبه

ام حامد : ما اقدر اشوف المكان بهالفوضى ... ما اتحمل .. أنا مادري انتي على من طالعة ؟ مادري متى بتتعودين على الترتيب

هالة : يومه حبيبتي لا تتعبي نفسك .. أنا اعفس المكان وبعدين أرتبه

ام حامد : طيب يومه خلصي اللي في ايدك وتعالي تغذي

هالة : ان شاء الله
كانت كل ما تحاول ان تكون مرتبة لتسعد والدتها ، تستمر على الترتيب لمدة يوم وخمس دقائق ثم ترجع للوضع القديم .ـ


خرجت من الغرفة متجهةً اليهم ، كانوا مجتمعين في غرفة الطعام ، تفاجأت بالظلام الذي يحيط تلك الغرفة اذ يبدو أن انوارها مطفأة ، خطت خطواتها اليهم ،

ليلى وهي تهتف : ـ surprise

كان جميعهم يقفون امام قالب الكعك الوردي المغطى بالشموع ، في هذا اليوم اتممت عامها السابع عشر ، ضحكت : اصلاً كنت أدري

أبو حامد يهتف : كل عام وانتِ بخير حبيبتي

هالة : وانت بخير يا الغالي

حمود : يلا عمتو طفي الشموع بسرعة عشان ناكل الكيكة

وأطفأت شمعة عيد ميلادها السابع عشر ، ام حامد وهي تعانق هالة : هالسنة وكل سنة حبيبتي

نور وفي يدها كيس : هذا الفستان عجبني واحسه حلو عليك .. شوفيه اذا مو مقاسك عشان ابدله

هالة وهي تأخذ الكيس وتطلع على ما في داخله : واااو ولونه أحمر بعد .. احب هاللون .. مشكورة نور

نور بابتسامة : تلبسينه بالعافية

ليلى وهي تقدم علبة حمراء صغيرة : هاذي الهدية مني أنا وأمي افتحيها

أخذتها هالة بلهفة وفتحتها وكان سلسال من الذهب معلق عليه أحرف اسمها ، قالت بفرح : مررة حلو عجبني ، احتضنت اختها وهي تقول : احبك ليول

ليلى تضحك : اهم شي تحافظين عليه مو تضيعينه
ام حامد تؤيدها : أي حافظي عليه .. أعرفك فوضوية وبسرعة تضيعين اغراضك

هالة : بحافظ عليه مابضيع
ابو حامد وهو يخرج محفظته من جيبه : أنا ما افهم في الهدايا وفي هالسوالف ، مد عليها مبلغ من المال : خذي هذا واشتري به اللي تبغين هدية مني
هالة وهي تقبل رأس والدها : مشكور يوبه الله لا يحرمني منك

التفتت الى حامد الذي يجلس بجانب زوجته يتناول طعامه : وانت ؟؟؟ وين هديتي بسرعة طلعها
حامد : ههههههه ما جبت لك شي

هالة : اقول بسرعة طلعها
حامد :ههههههههههههه والله ما جبت لك شي ... امك وابوك وخواتك عطوك .. انتي ماتشبعين من الهدايا
هالة : لا ما أشبع .. وماراح اتنازل عن الهدية ، التفتت الى الهنوف : وين هيدتك انتي وزوجك

الهنوف تضحك : هههههههه اتفاهمي مع اخوك ... أنا مالي شغل
هالة وهي تمسك يد حامد : انت كيف تنسى ؟؟
حامد : خلاص يالبثرة ..اختاري دولة من دول الخليج وانا باوديك نهاية الاسبوع
هالة بفرح : أي الحين تعجبني

*

معتكفين أمام التلفاز ، البطل والبطلة في المسلسل التركي كانا مصدر الهامهن ، كانت هالة تحتضن الوسادة وعينيها غارقتين في شاعريَة ،اما ليلى تحدق في الشاشة وتبتسم لا إرادياً ، كانت الأجواء الرومانسية المنبعثة من شاشة التلفاز تسيطر عليهن ، قالت نور بغيظ : المفـروض أخلي منصور يتفرج على هالمسلسل لعَل وعسى يتعلم شوي

أمسكت بجهاز التحكم وأطفأت تشغيل التلفاز لتفسد اندماج اختيها ، صرخ الفتاتان بقوة : لااااا

ليلى وهي تصرخ : نــور يا حيوانة

هالة وهي تحاول سحب جهاز التحكم من نور : عطيني اياه حرام عليك ... انجين كان بيطلب ايد توبا .. بسرعة هاتي الرموت

نور وهي ترفع الجهاز بيديها : يكفـي هالمسلسل كله رومانسية فاضية وأصلاً بعيدة عن الواقعية .. صياعة وقلة أدب

انقضت ليلى على نور في محاولة سحب الجهاز من يديها ، استغلت هالة فرصة انشغال نور بردع ليلى لتقذف نفسها في حضن نور وتأخذ الجهاز أخيراً لتشغل التلفاز بسرعة ، نور وهي تصرخ : وجع هالة قومي عنِي تراني حامـل يا غبية

ليلى : فكيـنا زين توك في بداية حملك وعن الدلع .. يعني وش صار لو هالعصلة ركبت عليك

نور : بدل ماتخافون علي وتداروني ... مالت عليكم من خوات

هالة وهي تنظر الى الشاشة بإحباط : خربتي علينا المشهد .. كنت ابغى اشوف ردة فعل توبا

ليلى بخيبة : وأنا كنت ابغى اشوف انجين وهو يلبسها الخاتم

هالة وهي تنظر الى نور بحقد : وجع نـور يعني وش دخّلنا احنا في مشاكلك انتي و منصور وش دخَل المسلسل ؟

ليلى : مريـضة .. هذا يسموه مرض .. ماتقدر تشوف أحد مستانس ومبسوط وهي لا
نور : أي ما اتحمـل اشوف رومانسيتهم الزايدة .. وابو الشباب اللي عندي الرومانسية في جهة وهو في جهة ثانية
هالة : واحنا وش دخلنا ؟ خربتي علينا الجو
نور : بكرة تتزوجون وتنصدمون من الواقع المر
ليلى باعتراض : لا حبيبتي .. مو شرط يكونوا ازواجنا المستقبليين مثل زوجك
هالة : أي أنا عن نفسي ما بوافق الا على واحد اسمر وطويل وحليو واهم شي يكون يشبه انجين
نور وهي تضحك : ههههههه غبيات

وعدن الى متابعة المسلسل وأخذت نور تشغل نفسها بصحن المكسرات والحب الشمسي الذي أمامها ، ليلى : أأه قلبي الصغير لا يتحمل

هالة وهي تنظر الى نور : ارتحتي الحين ؟ خلص

قامت ليلى من مكانة لتجلس بجانب نور وتشاركها في صحن المكسرات ، وتبعتها هالة

نور وهي تضع حبة البندق في فمها : يعني منصور طيب وكريم وأحبه بس مشكلته ما يعرف يغازل وماعنده ذرة من الرومانسية ولما اصارحه يقول عني سطحية وماعندي سالفة ومتأثرة بالأفلام وهاذي حركات مراهقين يترفع حضرة جنابه يسويها

ليلى : حاولي تغيريه شوي شوي .. خلي المبادرة تجي منك انتِ عوديه على الكلام الحلو شوي شوي يتعلم منك

نور : ههههههه المشكلة اني ما خليت كلمة حلوة ما قلتها له .. يعني ما أناديه الا بحبيبي و يا عمري بعد قلبي ويا شمعة حياتي ومافيه فايدة

هالة وهي تبصق قشور الحب الشمسي : ههههههههههههه حلوة شمعة حياتي عجبتني ، في أحد ينادي زوجه شمعة ؟؟ ههههههههه
ليلى وهي تضرب هالة بخفة : خلاص ياغبية .. ماتشوفين اختك متضايقة

نور : مرة كنا نتابع فيلم اجنبي واسوي نفسي ميتة على البطل لأنه رومانسي وهو يطالعني مثل الصنم بدون احساس .. ومرة مسكت ايده واحنا طالعين اسوي فيها رومنسية .قام سحب ايده مني بعصبية وأن هو ما يحب مراة تمسك ايده ف مكان عام .. ويمه منه اذا عصب يتحول لواحد ثاني .. ما اقدر حتى اكلمه واتفاهم معاه ..ويسمعني كلام مثل السم ..وبعدين اذا هدى يجي ويقول ان مو قصده وان هذا طبعه وأنا لازم اتحمله يقال له يراضيني الحين

ليلى : طيب سوي له جو رومانسي .. موسيقى و ورد ومن هالحركات

نور : ههههه لا تقهريني بس .. في ذكرى زواجنا زينت الشقة كلها وورد وبالونات وكيكة وموسيقى واروح الصالون واعدل نفسي .. وفي الاخير يجي من الدوام ويطالع فيني وفي المكان ويفرط من الضحك ويتمسخر .. بس ما سكت له تركته واروح الغرفة وانفجر صياااح وبكا .. وهو يجي ويقول ان المفروض ما ازعل وان هو يمزح لأن مو متعود على هالسوالف ...وقام يجاملني ويقول ان عجبه بس واضــح ان يجامل . .. ومن يومها حرمت اسوي له شي

كانت هالة تحاول كتم ضحكتها بينما ليلى تحاول نصحها

ليلى : معليش طولي بالك عليه اهم شي انه يحبك وهذا طبع فيه يمكن هو مو تعود يعبر عن مشاعره

نور : احياناً اشك ان ف حياته احد غيري واموت قهر انه طول يومه في المستشفى مع هالممرضات ، بس فتشت جواله وما لقيت شي

هالة : لا حوول .. رجعت حليمة لعادتها القديمة
ليلى : وبعدين معك نور .. بعدي هالأوهام عنك لا تخربين حياتك بايدك .. الحين لو شافك وانتي تفتشين جواله مثل المرة اللي فاتت وش بسوي فيك ؟

نور : وش اسوي يقهرني باسلوبه وحركاته .. حتى من القهر للحين ماقلت له عن حملي
هالة : صار لك اربع شهوور يالظالمة كيف ما قلتي له
ليلى : قولي له أكيـد بيفرح


*

في المستشفى ، تستلقي على سرير بعد ان انتهى الطبيب من معاينتها ، مرَت سنة كاملة منذ أن اكتشفت مرضها الخبيث، الخلايا السرطانية التي تنتشر في جسدها بسرعة ، لتموت هي ببطء ، وبعد رحلة العلاج الطويلة أخبرها الطبيب للتو بهذا الخبر الصاعق ، لم يتبقى لها إلَا أيَام معدودة لتعيش ، أيَام قليلة تفصلها عن ملاقاة ربها ، أيَام قليلة تفصلها عن فراق أحبتها ، زوجها الغالي محمود ، ابنها البكر حامد ، نور ، ليلى وهالة ، ستتركهم للزمن ، ستتركهم وديعة عند الله الذي لا تضيع عنده الودائع .ـ

كان ابو حامد يحدث الطبيب بعصبية وغير تصديق ، أمَا هي فاستسلمت للأمر الواقع ، ثم جاء منصور حيث كان يعمل في المستشفى ذاته ، وحاول أن يفهم عمه ويواسيه ، وأن لا حل سوى ان يقبل بما كتبه الله .ـ

ام حامد نادت منصور ليجلس بجانبها ، وجاء وجلس على الكرسي بجانب السرير ، ولا يعرف ما عليه قوله ، خاصة انه يحب ام زوجته ويحترمها ويعتبرها في مثابة ام له ، ام حامد بابتسامة : لا تقول لنور .. ما ابغى احد من اولادي يعرف

منصور : بس ياعمتي لازم نور تعرف ..اذا سألتني وش اقول لها

ام حامد : قول لها ان انا بخير وبديت اتعافى ... ما ابغى اموت وانا اشوف الحزن في عيونهم

تأثر بكلامها ، وسقطت دمعة من عينه مسحها سريعاً ، قال وهو يطمئنها : ان شاء الله اللي تقولينه بصير


*


يمشي الى باب شقته وهو مشغول البال ، قلبه يؤلمه على نور ، فهي متعلقة كثيراً بوالدتها ، وسيضطر للكذب عليها الآن ، دخل الى شقته وأقفل الباب خلفه .ـ

" قواك الله حبيبي "

نظر اليها ببرود ، يحاول ان يخفي الحزن الذي بداخله ويبدو طبيعياً : الله يقويك

اقتربت منه وطبعت قبلة على خده ، ثم مشت بجانبه وهي تميل رأسها على ذراعه الى أن جلسا على الكنبة في الصالة ، قالت بهدوء : وش صار مع امي ؟ اليوم موعدها

قال وهو يتجنب النظر الى عينيها وتلوح في عينيه نظرة شاردة: الحمد لله صارت احسن .. بدت تستجيب للعلاج وبتتحسن

ابتسمت بود : الحمد لله يا رب ... كنت حاسَة ومتفائلة ان ربي بيشفيها

صمتا للحظات ، ثم اقتربت منه ووضعت كفها على كفه وقالت بمرح : ما قلت لي وش رايك ؟

نظر اليها باستغراب : رايي في ايش ؟

قالت وهي تحرك شعرها بدلال : ما تشوف فيني شي متغير ؟

نظر اليها بتفحص وهو يحاول ايجاد الاختلاف الذي تقول عنه ، قال بحيرة : ما اشوف فيك شي متغير

قالت وهي تقترب منه أكثر : شوف طلع فيني زين .. ما لفت انتباهك شي ؟

قال بنفاذ صبر : لا .. من أخذتك وهذا انتِ نفسك ماتغير فيك شي

ابتعدت عنه وتغيرت تعابير وجهها وأصابها الاحباط : مو معقول منصور .. كيف ما انتبهت اني قصيت شعري وصبغته ؟

بعد جملتها ، لاحظ حقاً أن شعرها أصبح قصيراً الى كتفيها ، وأن لونه الكستنائي قد صار أفتح بدرجات ، قال بعدم مبالاة : أي الحين انتبهت

نور وقد احمَرت اذنيها وبدا عليها الضيق ، كيف لا ينتبه أنها تخلصت من شعرها الطويل الذي كان يصل الى نهاية خصرها ، وهي التي كانت تريد مفاجئته بتغيير شكلها ، وهو حتى لم ينتبه ، وعندما انتبه لم يعلق ولو بكلمة .ـ

نور : طيب قول شي ، قول لي نعيماً او مثلاً تغيرتي حبيبتي صرتي احلى ، قول لي رايك
منصور باستخفاف : صرتي أحلى

حاولت أن لا تتضايق ، فهذا هو منصور وهذا اسلوبه منذ عرفته ، استلقت على صدره وقالت بهدوء : فيه شي ثاني بعد

منصور : وش فيه بعد ؟

أغمضت عينيها وهي تتخيل ردة فعله عندما يعرف بحملها ، حتماً سيفرح ، فقد أخبرها مسبقاً برغبته في ان يرزقا بطفل ، أمسكت بكفه ووضعته على بطنها ، قالت بشاعريَة : منصور أنـا حامـل

لم يتفاجأ ، فهو يعرف مسبقاً بحملها ، ليس غبياً لكي لا يلاحظ تأثير الحمل عليها ، انها حامل منذ أربعة شهور ، ليس أبلهاً لكي لا يميز العلامات الواضحة التي تشير الى الحمل ، : أدري انك حامل .. وفي الشهر الرابع بعد

رفعت برأسها ، ونظرت اليه بذهول : كيــف !!!!!ـ

منصور : شايفتني غبي قدامك ؟ ترى احنا عايشين مع بعض ..اكيد بلاحظ التغيرات الي صايرة فيك ..ومن ذكائك الزايد تاخذين مواعيدك في المستشفى اللي انا فيه .. وتكذبين وتقولين انها مواعيد لأسنانك .. وأنا عارف انها مواعيد حمل بس ساكت وامشيها لك بمزاجي

نور بازدراء : طيب مافيه شي تقوله لي في هالمناسبة السعيدة ؟

منصور : مبروك
نور وهي تقوم من مكانها : مو معقول الجفاف والقحط اللي انت عايش فيه مو معقول

دخلت الى الغرفة وأغلقت الباب بقوة ، كيف لخبر حملها الأول أن لا يؤثر فيه ؟ حتى لو كان يعرف من البداية ، كان عليه أن يبدي ولو القليل من التفاعل ، لا أن يقول لها بكل برود " مبروك " وكأن الأمر لا يخصه ولا يعنيه .ـ

قام من مكانه وهو يتعوذ من الشيطان وهو يردد في نفسه بحنق " زعلت !! بكل سهولة زعلت !!! على طول تزعل لأتفه الاسباب ، يعني لازم أمثل اني متفاجئ عشان ترتاح "ـ

دخل الى الغرفة وكانت تمسح المكياج من وجهها ، ويداها تتحركان بعصبية واضحة ، وقف بجانبها وقال : وش المطلوب مني الحين ؟

تجاهلته وهي على وشك البكاء ، امسك بذراعها بقسوة ونظر الى وجهها : وش فيك ؟؟ لما أكلمك لا تتجاهـليني

نظرت اليه وانفجرت في وجهه : يعني لهالدرجة ماعندك احساس ولا مشاعر ؟ وأنا اتوقعت انك بتفرح وبتطير من الفرح .. وانت وكأن شيئاً لم يكن
انت اصلاً شكلك ماتحبني .. أنا الغبية أحبك مثل المجنونة وانت لا حاس فيني ولا داري عني .. اسلوبك الجاف معي يقتلني .. يعني الحين فيه واحد يحب زوجته وتتقوله انها حامل ومايقول غير مبروك .. وما تبغاني ازعل بعد ؟؟ انت ماتحبني حتى لو كنت تحبني ماتحبني كثر ما أنا احبك


توقفت عن الكلام ، لأنه أسكتها بقبلة عميقة ، حارة أطبقت شفتيها ، ارتخت أعصابها واستسلمت لذراعيه التين تعتصرانها بقوة ، بينما دقات قلبها تتضاعف وتتضاعف ،

: اكيد فرحت أول ماعرفت بحملك .. أنا اول ما تأكدت من حملك سجدت سجدة شكر لله ... تصدقت بنية أن تقومي لي بالسلامة ويتمم عليك حملك .. كيف ما احبك يالغبية ؟ أنا الدنيا مب سايعتني من أول ما عرفت انك حامل ... بس هذا طبعي وانتِ تعرفيه يا نـور ..أنا مو مثلك .. أنا ما اعرف اعبر عن مشاعري بنفس طريقتك .. وأكثر من مرة قلت لك هالكلام

لم تجد كلاماً لترد عليه به ، استسلمت لحضنه ، وهي تعيش لحظات رومنسية بطريقته هو .ـ




بعد أن هدأ عناقه أعصابها ، وكل ذلك العتاب انمحى من قلبها ، تستلقي على صدره بينما يداعبها هو بلمساته ، قالت بود : أحبك منصور

ابتسم لها : أدري انك تحبيني .... انتِ وسارة حياتي كلها

رفعت برأسها لتوجه اليه نظراتها الثاقبة : ميـن سـارة ؟؟؟

سرح في تعابير وجهها التي تغيرت واحتدت فجأة ، قالت بنبرة شك : لا يكـون وحدة من الممرضات اللي معك ؟ سويتـها يا منصور وتزوجت علي ؟

انفجر ضاحكاً وهو يحاوطها بذراعه ، قالت والغيرة تسحق احاسيسها : لا تضحك .. بسرعة قولي ميـن سارة ؟؟

تعالت ضحكاته أكثر ، حتى أن عينيه دمعتا من فرط الضحك ، ضربت على صدره وهي تضغط على أسنانها : مين هالخايسة اللي اسمها سارة ؟؟ بسرعة قولي مين ؟؟

منصور وهو يحاول ان يمسك ضحكاته : لا تغلطي على بنتي

صمتت لبرهة ، ثم استوعبت أنه يعني ب "سارة " الجنين الذي تحمله : يعني كنت تقصد الجنـين !!!

منصور : هههههههههه يعني ما تبغين تسمينها على اسم امك ؟

نور : ما فكرت في الاسم من قبل .. ليش لا تستاهل الغالية .. بس يمكن يطلع ولد

منصور وهو يغمز لها : حتى لو ولد عادي نجرب مرة ثانية ، أكمل وهو يضرب رأسها برأسه بخفة : ههههههههه متى بتنتهي عقدتك مع الممرضات ؟

نور : عمرها ما بتنتهي يعني ليش يكونوا ممرضات ليش ما يكونوا ممرضين ؟

منصور : مستشفى ابوي هو عشان يصير كل شي على كيفي ترى مب أنا اللي اخترت يكونوا ممرضات .. وخلاص غيري الموضوع لا تنكدين علينا
نور : عمرها ما بتنتهي يعني ليش يكونوا ممرضات ليش ما يكونوا ممرضين ؟

منصور : مستشفى ابوي هو عشان يصير كل شي على كيفي ترى مب أنا اللي اخترت يكونوا ممرضات .. وخلاص غيري الموضوع لا تنكدين علينا

قالت بدلال وهي تحاوط رقبته : وش اسوي أغار عليك ... منصور تحبني ؟
قال وهو غارق في تفاصيلها : كم مرة سألتي هالسؤال ؟
نور : أدري تحبني بس ليش ماتقولها ؟
منصور : ما أقولها لأنها واضحة ... واضحة مثل ما اشوفك الحين

لم يستطيع اخفاء حبه لها ، كان حبه له يفضحه الاهتمام



*

يتبع

خد العروس 11-08-16 11:03 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 


*

" يومه .. بروح لسهام "




كانت ام حامد منشغلة في المطبخ ، بينما هالة تصر وتكرر أنها ترغب في زيارة ابنة الجيران سهام ، ام حامد : انتظري أخوك يجي ويوصلك

هالة : يومه ماله داعي البيت قريـب ... وماراح أطول بس برجع لها الكتاب وبقعد معها شوي وبرجع

ام حامد : خلاص روحي اذيتيني بحنتك .. بس لا تطولين وسلمي على ام يوسف

هالة باستعجال : طيب يلا باي

وخرجت بعد أن ارتدت عباءتها وغطت رأسها ووجها













،يقف أمام منزله ،منحني على مقدمة سيارته البيضاء من نوع " ددسن " وهو مشمر عن أكمام ثوبه الأبيض الذي اسودَت من أثر الدخان المتصاعد من تلك السيارة ، مرت ساعة وهو يحاول اصلاحها واصفاً اياها بأنها خردة لا تصلح لشيء ، كان لهيب أشعة الشمس يضرب رأسه وجسده يتصبب من العرق ، رفع رأسها وقد أحسَ بأحدهم يقترب من منزله ، وقد كانت هي ، يميزها من مشيتها الوقورة ، وقصر قامتها ، لم يكن يظهر منها شيء إلا عينيها ، حيث كانت مغطاة بالسواد ، وهو يعرف تلك العينين جيداً ، اذ أن فيهما شيئاً يميزهما ،اذ تبدوان لغزارة أهدابهما وكأنهما مكحلتين ، كان عندما ينظر الى عينيها يشعر بوخز في قلبه ، حاول أن يصرف نظره عنها ، وهو يستغفر ربه ، فهي ابنة جيرانهم ولا يجب عليه أن يفكر بها بهذه الطريقة المشبوهة ، عاد للانشغال بالخردة التي أمامه ، وضع المفتاح في داخلها ، ليتفاجأ بها وقد اشتغلت أخيراً ، ابتسم وقال في خاطره " سبحان الله يا هالة من أقبلتي اشتغلت .. جيتي وجبتي الخير معك ... انتِ شكلك وجه خير وسعد علي "ـ



انتبه لها وقد دخلت الى المنزل ، كان ينوي الخروج ولكنه غير رأيه الآن ، يريد أن يلمحها او على الأقل يسمع صوتها ، في كل مرَة يعد نفسه بأنه سيتوقف عن مراقبتها خلسة ، ولكنه ما ان يراها ينسى تلك الوعود ، ويسكت صوت ضميره بأن هذه المرة ستكون الأخيرة ، دخل الى المنزل ، صعد الدرج واقترب من غرفة اخته ، حيث كانت هي تجلس مع اخته هناك ، أخذ ينصت الى حديثها وصوت ضحكاتها ، بحة خفيفة تميز نبرة صوتها ، يبتسم بالرغم منه وهو يسمع ضحكاتها الرقيقة وتبدو عفوية مثل الأطفال ، اقترب من الباب يحاول أن يلمحها ، ولكنه كان مغلقاً بالكامل ، وقف بجانب الباب وهو يسترق السمع .ـ




بعد عدة دقائق وكان عقله وتفكيره هائماً بها ، لم يشعر الى بالباب يفتح ويرتد عليه ليضرب رأسه ، وخرجت هالة وكانت مظهرةً وجهها ، لم يشعر بنفسه الا وهو يحملق في ملامحها ، أشاحت بوجهها عنه بسرعة ، تدارك الموقف وصد عنها وهو يعتذر : استغفر الله ... أنا آسف يا اختي ما انتبهت لك

خرجت سهام وهي تنظر اليهما بغرابة ، بينما تبتعد هالة عنهما وهي تنزل من الدرج مسرعة بعد أن غطت وجهها .ـ

سهام : وش صاير يا يوسف ؟

يوسف : مو صاير شي ... بس كنت واقف وهي طلعت .. بس ما شفت منها شي بسرعة صديت

سهام بشك : اممم فهمت




هالة وهي قاصدة باب الخروج ، كان الخجل يأكل وجهها ، لقد كان يحدق في ملامحها عن قرب ، لم تكن المرة الأولى التي تشعر بها بأنه يلاحقها ويتقصد ذلك ، حاولت أن تبعد تلك الأفكار والشكوك عنها ، فيوسف ابن جيرانهم معروف بحسن أخلاقه وسلوكه ، وأنه رجل محترم ملتزم بصلاته وفرائضه ، ووالدها و حامد كثيراً ما يذكرانه بالخير .ـ

ام يوسف وهي تمنع هالة من الذهاب : وش فيك يا بنتي مستعجلة ؟ خليك اقعدي مع سهام

هالة بارتباك : لا مشكورة خالتي خليها مرة ثانية .. انا قلت لأمي اني ما بتأخر

ام يوسف : على راحتك وسلمي على أمك .ـ




*




قرر يوسف أخيراً أن يفاتح أمه عن هالة ، يريد أن يجتمع بها بالحلال ، فيستطيع النظر اليها وسماع صوتها متى شاء بدون تلك الحركات الخرقاء التي يفعلها وهو يخجل من نفسه كثيراً بفعلها .ـ


ام يوسف بعد ان سمعت كلام ابنها قالت بامتعاض : هــالة !! تراها صغيرة وبعدها في المدرسة .. بنات ام حامد والنعم فيهم بس هالة بعدها بزر وعندها اخت اكبر منها مو متزوجة .... خليني اخطب لك ليلى .. ما شاء الله عليها ليلى تجنن

يوسف : لا يومه أنا شفت الصغيرة وعجبتني وارتحت لها

ام يوسف : أي عادي انت بس شفتها ... ودام عجبتك هالة أكيد بتعجبك ليلى ترى ليلى أجمل

يوسف : يومه وش هالكلام كيف اشوف وحدة واعجب فيها وأروح أخطب اختها .. وش المنطق اللي تتكلمين فيه ؟

ام يوسف : يا يومه يا حبيبي أنا ابغى لك الأفضل وأفكر في مصلحتك .. هالة بعدها صغيرة وغير هذا أنا اشوف اختها ليلى أفضل منها بدرجات .. ليلى اجتماعية واخلاقها حلوة وعقلها كبير عكس اختها البزر اللي بسرعة تستحي وما ينسمع صوتها واسأل اختك سهام اذا مو مصدقني ... أنا اعرف ليلى زين وبيني وبينك ترى من زمان وأنا اتمنى ليلى تصير لك لأن احسها تناسبك


لم يقتنع يوسف بكلامها ، ثم جاءت سهام لتؤيد كلام والدتها : أي ترى والله ليلى أجمل من هالة بكثير .. وغير هذا ترى هالة تفكيرها تفكير أطفال و بتتعب معها صدقني

يوسف : يا جماعة افهموني .. انا شفت الصغيرة ودخلت مزاجي كيف اخطب اختها ؟ احس اني اظلم نفسي واظلم الخوات الاثنين بهالتصرف .. انا شفتها وعجبتني وما ابغى غيرها

سهام : تراك بس شفتها وخير يا طير محسسني أن بينكم حب وغرام

ام يوسف : لا يكون بينك وبينها شي يا يوسف ؟؟ لا يكون تكلمها ؟؟

يوسف وهو ينفي : لا استغفر الله وش اكلمها ؟؟ وش هالخرابيط ؟ الشهادة لله بس شفتها مافي بينا شي

ام يوسف : دام مابينك وبينها شي اترك عنك الهياط ... قال شافها وحبها قال

سهام : ههههههههههههههه لا يكون حب من النظرة الأولى شكلك متأثر بالأفلام يا اخوي

ام يوسف : وبعدين تفكر اذا خطبتها لك بزوجونك اياها واختها الكبيرة لسا ما اتزوجت ؟؟ ما راح يوافقون

يوسف وهو يقوم من مكانه وقد ذاق بهم ذرعاً : خلاص اتركونا من هالسـيرة أنا ما ابغى اخطب لا هالة ولا غيرها .. انسوا الموضوع



بعد يومين تفاجأ يوسف بأمه وهي تخبره : أنا خليت خالك يكلم ابو حامد ويخطب لك ليلى منه

يوسف بصدمة وقد ارتفع صوته : يومه من جدك ؟؟ مو أنا قلت لك ما ابغى اخطب الحـين .. كيف تحطيني في هالموقف المحرج .. كيف تخطبين لي اخت البنت اللي ابغاها .. كذا انا بظلم بنت الناس معي .. حرام عليك .. والله حرام عليك

ام يوسف : اقول لا تبالغ واترك عنك هالكلام اللي لا يودي ولا يجيب .. طلبناها من ابوها وخلصنا
وصدقني ليلى بتعجبك .. اكيد بتعجبك .. دام هالوه العصلة عجبتك .. اكيد ليلى بتكون ملاك في عيونك .. اتطمن ولا تخاف وأنا ادرى بمصلحتك منك



لم يقتنع ولن يقتنع بكلامها ، شعر بالدنيا تصغر في عينيه , كيف لأمه أن تقوم بهذا التصرف الغير مسؤول وتوقعه بهذه الورطة ، ولم تجد إلَّا اختها ؟؟ كيف لكل شيء عاشه في خياله مع هالة طيلة هاتين السنتين أن يذهب في أدراج الرياح ؟؟

أخذ يدعو ربه بأن لا تتم تلك الخطبة ، وهو يكرر في كل حين " يا رب ما توافق .. يا رب تشوف صورتي وما أعجبها .. يا رب قبحني في نظرها يا كريم ".ـ




*




ام حامد بعد أن فرغت من صلاة العشا ، تحاول أن تقضي وقتها في العبادات وتستلذ في مناجاة ربها قبل أن يحين وقتها ، كان التفكير في اولادها يشغلها كثيراً ، لا أحد يعلم بأن هذه الأيام هيأيامها الاخيرة ، سوى زوجها و منصور ، لا تريد أن تعيش ما تبقى من حياتها وهي تعامل كالمريضة ، لا تريد أن ترى الحزن في أعينهم ، تريد أن تودعهم بصمت ، تودعهم وهم لا يشعرون .ـ


رفعت سماعة الهاتف لتحدث ابنتها نور ، وتتزود منها ، لأنها بعكس اخوتها لا تعيش معها ، ولم تأتي لزيارتهم اليوم ، تخاف أن يحين وقتها وهي لم ترتوي من ابناءها بعد ، : الو .. يومه نور

نور : هلا يومه شخبارك

ام حامد : الحمد الله انتي اخبارك يومه ؟ واخبار زوجك ؟ وكيف الحمل معك

نور : كلنا بخير يومه والحمل متعبني وهالكني .. الحين حسيت بقيمة تعبك يومه .. كيف قدرتي تحملي فينا كلنا ؟ أنا من هالحمل والتعب اللي اشوفه حرمت احمل مرة ثانية

ام حامد : ههههههههه يا حليلك بكرة اذا شفتي ولدك في ايدك بتنسي التعب كله

نور : يومه باقولك شي

ام حامد : قولي يا يومة

نور : اليوم عرفت انها بنت .. وباسميها على اسمك سارة

ام حامد وقد خنقتها العبرة ، اذ تعرف انها لن تتمكن من رؤية حفيدتها : يا بعد عمري .. الله يرزقكم برها يا بنتي ويقومك بالسلامة انتي والصغيرة

نور وقد لاحظت نبرة والدتها الحزينة : وش فيك يومه ؟ ليه صوتك تغير ؟

ام حامد ولم تتمالك نفسها وانهمرت في البكاء : ما فيني شي حبيبتي .. هاذي دموع الفرح .. لأني اشوفك كبرتي وبتصيرين ام

نور : يومة حبيبتي لا تبكين والله ما اقدر اسمعك تبكين .. اسفة يومة اليوم ما مريت عليك وزرتك بس عشان الموعد ما قدرت اجي .. بس بكرة ان شاء الله من الصباح وأنا عندك

ام حامد : نور يومه اذا صار لي شي خواتك في رقبتك

نور بقلق : يومة وش هالكلام ؟؟ منصور قال لي انك صرتي احسن وبديتي تتعافي

ام حامد : ادري يومه أي انا صرت احسن .. بس لازم باوصيك على خواتك عشان لو صار لي شي

نور : يومة لا تقولين كذا .. وخواتي ما يحتاج توصيني عليهم

ام حامد : ادري يا يومة ادري انك حنونة عليهم وتنصحينهم ومهتمة فيهم ..بس اذا صار لي شي .. ابغاك تكونين امهم الثانية

وأغلقت من ابنتها بعد أن وصتها على اخوتها ونصحتها بأن تهتم بنفسها وزوجها .ـ



" تصبحين على خير ماما عودة "

نظرت الى حفيدها الصغير محمود ، يرتدي بيجامة حمراء عليها " سوبر مان " ، ابتسمت لشكله اللطيف : وانت من أهل الخير حبيبي ...تعال يومه

اقترب منها واحتضنته ، وهي تشمه وتقبله ..وكأنها تودعه ، انتبه محمود لدموعها : ماما ليه تبكين

ام حامد : لا يا ماما ما أبكي ، مسحت على رأسه بلطف : روح نادي لي أبوك



أقبل عليها حامد ، وجلس بجانبها ، وأخذت توصيه بأخواته : يومه خواتك أمانة في رقبتك ..خصوصاً هالة .. نور أنا متطمنة عليها مع زوجها ..منصور رجال والنعم فيه .. وليلى عاقلة وقوية وتعرف تاخذ حقها بايدها ... بس هالة غير .. هالة هبلة ودلوعة وتستحي ، ماعندها مسؤولية وماتعرف تتصرف .. أنا خايفة عليها

حامد : يومه خواتي في عيوني بدون ماتقولين



في اليوم التالي لم تستيقظ أم حامد من نومها ، واظلمَت الدنيا في وجه زوجها وأبنائها ، كانت هالة هي من اكتشفت وفاتها ، عندما أتت لتوقظها ولم تستيقظ ،وكانت أطرافها باردة كالثلج .ـ







انتهى

الذكريات بعدها ما خلصت باقي بارت أخير بنزله في القريب العاجل ، عارفة أن بارت اليوم شبه ممل ومافيه أحداث ,أنا عن نفسي جتني حموضة وأنا اكتبه ، بس كان الغرض منه فهم والتعمق في شخصيات الأبطال أكثر ، البارت الجاي ان شاء الله بكون آخر بارت يخص الماضي ويكشف كثير من التساؤلات


قراءة ممتعة


فيتامين سي 12-08-16 05:18 AM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا شكرررررررا على تلبيتك طلبنا تسلم يمينك
ولا خلا ولا عدم منك يارب

والمعذره على الخطأ في اسم ياسمين وأبشرك بتحصل
كثير ههههه زهايمرمبكر

البارت راااائع جعلنا نعرف الدلع والدلال والحياة الحلوه
اللي كانت عايشتها هاله وأيضا سبب ردة فعلها بعد أتهامها
وتخلي أهلها عنها وإنهيارها شيء طبيعي وصمتها وقت
أتهامها بسبب صدمتها من الإتهام وتغيرمعاملة الجميع لها
لكن أعتقد أنها بدأت تفوق من صدمتها وساعدها زيارة
أختها نور وتعامل ياسمين وربما أصبح عندها امل في أثبات براءتها وأظن أنها ستتغيرشخصيتها في سعيها لإثبات براءتها

منصورفيه مثله كثيرممن لايعبربالأقوال عن مافي داخله
ويكتفي بالأفعال أرجوا أن لا يدفعه إنتقامه منها لقهرها
بما تكره ويتزوج ممرضه لكن أظن أنه أعقل من أن ينتقم
بهذه الطريقه


نور حافظت على وعدها لأمها بعكس حامد وعليها أن ترضى
بزوجها كما هو طالما تعرف شخيته وحبه لها وتصدق
مقولة الرجال أفعال ماهي اقوال

أظن لبس هاله للفستان والعقد وراه زوجة أخوها لأن
هذا الفستان والعقد معروفه للجميع وبسبب حب هاله
للفستان وإرتداءها له والغرض تأكيد وإثبات التهمه عليها
وأظن أن هاله لم يكن المقصود إيذاءها وإنما كان أبطال
زواجها من سلطان وإلا كانت الصور أرسلت لأبوها
أوأخوها


مازال الغموض يحيط بقصة هاله
خد العروس منتظرين بقية الأحداث بفارغ الصبر
يعطيك العافيه


خد العروس 23-08-16 10:09 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
هلا والله فيتو حبيبتي
تسلمي على المتابعة ما انحرم منك :)

خد العروس 23-08-16 10:56 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 

الفصل الثامن
( ذكريات مبعثرة )



*

مرَت سبعة أشهر على وفاة أم حامد ، وتستمر الحياة رغم كل شيء ، ويبقى الحزن دفين القلوب المتألمة ، كانت ليلى تبدو فاتنة بثوبها الزهري ، وشعرها البني الطويل منسدل على ظهرها ، كانت ليلى بعكس اختيها تملك بشرة بيضاء اللون ، ولكن قامتها قصيرة مثل باقي أفراد عائلتها ، اذ أن قصر القامة شأن وراثي يميز أسرتها

الليلة هي ليلة عقد قرانها من يوسف ، ولكنَ مرارة الفقد تعتري قلبها ، و ومضة حزن تتكئ على سعادتها ، لم تكن تريد حفلاً ولو بسيطاً احتراماً لذكرى والدتها المرحومة ، ولكنَ الجميع أصر عليها وخصوصاً أم خاطبها ، اذ أنه ابنها الوحيد وتريد أن تفرح به ، فرضت بحفل بسيط في منزل والدها .ـ

كان ابو حامد ينظر اليها ملياً ، وقد غرقت ملامحها في الحزن ، ينفطر قلبه وهو يرى بناته تائهات بلا أم ، ماذا تريد الفتاة في حفلة خطبتها سوى أن تكون أمها بجانبها ؟
اقترب منها ، علَه يداري وجعها ، ويسد ولو قليلاً من ذلك الفراغ التي تركته والدتها ، " الله يبارك لك ويسعدكم يا ليلى ..يا ليت أمك كانت معانا وتشاركني السعادة اللا أنا فيها "ـ

استدارت له ، وعينيها على وشك البكاء ، ارادت أن تنطق ولكنه منعها : لا يا ليلى .. ما ارضى أشوف دموعك .

قامت من مكانها لتستقر في أحضانه ، وكلماته الحنونة تهدأ من أوجاعها .ـ
كانت قريبة منهم ، تتأمل والدها وهو يحتضن ليلى ، لم يكن همها يختلف عن اختها ، نظر اليها والدها وهو يفتح ذراعه ويبتسم : هالة ..تعالي
اقتربت منه ، ليحتضنها هي الأخرى ، ويقبل جبينها ، كان يحاول أن يخفف عنهما الحزن بضمهما الى أحضانه .

قال وهو يمسح دموع ليلى : يكفي يا حبيبة أبوك .. والله ما يهون علي أشوف دموعك

ابتسمت له : ان شاء الله يبه
أكمل كلامه بنبرة الحنان ذاتها : بعد شوي بجي الشيخ .. خليك جاهزة

خرج من الغرفة ليتقابل مع نور وهي تحمل طفلتها الملفوفة بوشاح قطني ، ابتسم لها وأخذ يداعب وجنتي سارا النائمة بين ذراعيها : يا حبيبة جدها ... كل ما كبرت صارت تشبهك أكثر نسختك وانتِ صغيرة ... وأحسن شي انها ما اخذت من ملامح أبوها شي

ضحكت نور لتعليقه ، وأردف هو قائلاً : ما اوصيك على خواتك .. ليلى واضح انها متضايقة وتفتقد امها ..وهالة بدل ما تخفف عنها قاعدة تزيد عليها
نور : ولا يهمك يبه الحين با شوفهم .


دخلت الى الغرفة ، وكانت ليلى تنظر الى نفسها بالمرآة وهي تحدث هالة : تتوقعي أعجبه ؟
غيرت نبرة صوتها وهي تقول بثقة : أكيـد بعجبه ... أصلاً يحصل له وحدة مثلي وبجمالي
نور وهي تضحك : يا عيني عالغرور والثقة
أسرعت هالة الى نور وهي تأخذ سارا منها : يا عمري أنا فديتها حبيبة خالتها
نور : شوي شوي لا تصحيها ماصدقت نامت
أخذت هالة الطفلة ووضعتها على السرير وانشغلت بها ، ليلى وهي تشير الى ازواج الأحذية على الأرض : ألبس الكعب والا العادي ؟

هالة : ترى هو مب طويل كثير .. أقصد يوسف ..يعني يمكن تقريباً طول اخوي حامد
نظرن لها باستغراب ثم قالت نور : وانتِ وش دراك ؟
هالة بارتباك من نظراتهم : امم يعني شفته أكثر من مرة في بيت سهام
رفعت صوتها تخفي ارتباكها : نسيتوا أن ولد جيرانا وأنا طول الوقت في بيتهم عند سهام أكيد بلاحظ طوله
ليلى : يعني ما البس كعب .. البس العادي أحسن ..اخاف اصير اطول منه بالكعب
هالة : هههههه من طولك الزايد انتِ بعد ... تظلي سنفورة بالكعب واللا بدونه

*

بعد أن تم عقد القران ، كانت هالة تراقب ليلى وهي تتقبل التهاني من أهل يوسف ، أمه وأخواته الأربع ، كانت طوال تلك المدة - منذ أن عرفت بخطبة ليلى - تقنع نفسها بأن كل ماكانت تشعر به اتجاه يوسف مجرد أوهام ، وأن نظراته لها والمواقف التي شعرت أنه يتعمد فيها ملاحقتها كلها كانت من نسج خيالها ولم تكن متعمدة أبداً ، فلو كان معجباً بها لخطبها هي ولم يخطب ليلى ، الآن يجب عليها أن تكون سعيدة لخطبة أختها ولا تفكر في شيء آخر ، كانت ليلى تشير لها بأن تقترب لأخذ صورة تذكارية ، بادلتها الابتسامة واقتربت منها لتجلس بجانبها وتترك سهام تأخذ لهما صورة معاً.

ليلى وهي تهمس لهالة : أحس انِّ مرتبكة ..اعطيني جرعة تشجيع
هالة وتهمس لها : خليك طبيعية .. الحين يجي ويشوفك وينجن عليك وعلى جمالك
ليلى وهي تضحك : طيب

كانت صالة المنزل الواسعة ، يملأها صخب الأغاني ، وضجيج السيدات المدعوات ، كانت حفلة بسيطة عائلية ، تقدمت رنا شقيقة يوسف الصغرى لهالة وهي ترفع صوتها بسبب الازعاج : هالة ... فين الحمام ؟

هالة : تعالي ..من هنا

مشت معها وهما يبتعدان عن الضجيج متجهتان الى الأعلى ، هالة بابتسامة : رنا انتِ في أي صف الحين ؟
رنا : في صف الخامس
بعد أن صعدتا السلالم ، هالة وهي تشير بيدها : هذا الحمام .
رنا : أنا اشوفك احلى من ليلى ..مادري ليه امي تقول العكس
هالة وهي تبتسم بود : تبغين شي بعد ؟ عشان بنزل الى ليلى
رنا : اقولك سر بس ما تقولين لأحد ؟
هالة : قولي يا ست رنا سرك في بير

رنا وهي تنزل صوتها : اخوي يوسف كان يبغى يتزوجك انتِ بس أهلك ما وافقوا .. عشان ما يصير تتزوج الصغيرة قبل الكبيرة

اتسعت عينيها وفغرت فاهها في دهشة ، ثم قالت بحزم : عن الكذب والحكي الفاضي .. وما أبي اسمعك تقولين هالكلام مرة ثانية

رنا بانفعال : والله ما اكذب
هالة : ولا كلمة .. خلصي وانزلي تحت
ابتعدت عنها تقصد السلالم ، انها مجرد طفلة لا يجب أن تأخذ كلامها على محمل الجد ، حتى لو كان صحيحاً فماذا يفيد الآن ؟
نزلت ووقفت بجانب نور وهي مشوشة الذهن ، كانت نور تحدث أم يوسف وتسألها عن موعد قدوم ابنها : أنا كلمته قبل شوي والحين جاي في الطريق
نور : هالة روحي المطبخ وتأكدي من قالب الكيك وشوفي الخدامة الغبية أعرفها ما تعرف تتصرف لحالها ... هالة ؟؟
كانت هالة شاردة الذهن تفكر بكلام رنا : ها .. وش تقولين ؟
نور وهي تتأفف : ناقصتك أنا بعد ... خلاص لا تسوين شي أنا بروح أشوف

تفكيرها مشوش وازعاج وفوضى المكان يشتتها أكثر ، بدى كلام رنا معقولاً بالنسبة لها ، فهذا يفسر كل شيء حدث في السابق ، أرادت الابتعاد وأن تختلي بنفسها قليلاً ، قصدت المجلس الكائن في آخر المنزل ، حيث الهدوء ، تريد ترتيب أفكارها ، وتتمالك نفسها


كان يجلس بهدوء ، يرتدي ثوبه الأبيض التقليدي ، وعلى رأسه الشماغ الأحمر والعقال بشكل مرتب ، يحمل في يديه باقة ورد ملونة ، يحاول أن يكون طبيعياً ، ويرتب زحمة الأفكار والمشاعر المضطربة داخله ، يحاول أن يقنع نفسه بأن هالة كانت مجرد خيال ، كانت تعيش في خيالاته فقط ، وليلى هي الواقع ، ليلى هي من أصبحت الآن زوجته ، هي من تستحق مشاعره واهتمامه وحبه ، لا اختها ، سينسى هالة ، يجب عليه أن ينساها ، فهي ليست الفتاة المقدرة له .ـ

شعر بأحدهم يفتح الباب ، رفع رأسه ووجدها هي ، هالة لا غيرها ، لم يستطع منع عينيه من ملاذهما ، أخذ ينظر اليها وهو يتأملها ، كانت تقف شاردة الذهن ولم تشعر بوجوده ، ترتدي ثوب ذهبي عاري الأكمام ، وشعرها الكستنائي الطويل منسدل على كتفيها ، تبعثر كيانه ، واضطربت ضربات قلبه ، ونسى كل ما كان يقنع به نفسه ، نسى أن ينساها .ـ

كانت ولازالت تفكر في كلام رنا ، وتحاول ربط الأحداث ببعضها ، الى أن شعرت بأنها ليست الوحيدة في هذه الغرفة ،شهقت بخوف و سرت حرارة في جسدها ، وارتجفت أطرافها ، وهي ترى المسافة البسيطة التي تفصلها عن يوسف ، ليس وقته أبداً ، ما الذي جاء به الى هنا ، استدارت تريد الهروب من نظراته التي تكاد تخترقها ، وسمعته وهو يهتف باسمها " هـالـة".ـ
نطق باسمها بغير شعور ، لقد غابت عن عقله وجسده ، ولكنه لم تغب عن قلبه ، اختفت من أمامه بسرعة ، مثل طيف مر سريعاً ، كسحابة عابرة أتت لتبعثر كيانه وتذكره بها ، وكأنها تقول " لا يمكنك نسياني مهما حاولت ".ـ


خرجت هالة تركض ، تهرب منه ، لقد رآها وهي بهذا الثوب اللعين ، وكان يحدق بها ، ونطق باسمها أيضاً ، ماذا يعني هذا ؟

عادت للصالة ، وسط الضجيج ، تنظر الى ليلى التي تبتسم لها ، والاحداث ترتبط ببعضها وتتكرر في غياهب عقلها .

" هالة روحي البسي عبايتك ... عشان يوسف بيدخل "

التفتت لنور التي تمد لها عباءتها السوداء : وش فيك تطالعيني كذا ؟ ليه وجهك شاحب ؟
هالة بارتباك وصوت مضطرب : ما فيني شي .. وش بكون فيني يعني ؟
نور : طيب يلا خلصي والبسي عبايتك وغطي وجهك عشان زوج اختك بيدخل الحين

" زوج اختك "

نعم هو زوج اختها ، زوج ليلى ، ولكنه رآها قبل ليلى ، وأحبها وعرفها قبل ليلى أيضاً ، وأرادها هي لا ليلى ، هزت برأسها تحاول منع تدفق تلك الأفكار السوداء الى عقلها ، وهي تحتقر نفسها وتحتقر تلك الأفكار التي تحاصرها وتخبرها بأن يوسف أحبها هي لا ليلى .ـ

بعد عدة دقائق ، كان يوسف يقف قبالة ليلى ، وبجانبه والدته وقد دمعت عينيها من الفرح ، وهي ترى ابنها الوحيد يزف الى عروسه ، واخواته الأربع ، سهام ورنا ، هنادي ويسرى يقفن بالقرب منه وهن يهنونه بفرح ، أما هو فلم يكن حولهم أبداً ، يحاول دمج صورة ليلى بالفتاة السمراء ذات الثوب الذهبي التي لا تكاد تغيب عن عقله ، طبع قبلة باردة على جبين ليلى وهو مشوش الذهن ، ينظر اليها وكأنه ينظر الى الفراغ ، انتبه لأمه وهي تهمس له : يوسف !!! وش فيك واقف كذا .. عطيها الورد

تذكر باقة الورد التي بيديه ، مدها اليها بدون شعور ، وملامح وجهه جامدة بلا أي تعابير .ـ

أخذت ليلى منه باقة الورد بيدين مرتجفتين ، وخجلها العذري يسيطر عليها ، حتى أنها لا تستطيع النظر مباشرة في عينيه ، وقربه منها ورائحة عطره الرجالية اخترقت أنفها وأربكتها وسلبت منها حواسها .ـ

امسك بالدبلة من يد والدته ، وتناول يدها اليمنى في قبضة يده القوية ، كانت يدها تبدو صغيرة جداً وهي في قبضته ، أدخل الدبلة الذهبية في أصبعها النحيل ، بينما أخواته يتهافتن بمرح ، ناولت سهام الدبلة الرجالية لـليلى ، أمسكتها وهي تنظر الى يوسف بخجل ، تنتظر منه أن يمد يده لها ، ولكنه كان ينظر اليها بشرود .ـ

كان يتأمل ملامحها المغطاة بالمساحيق بشكل كثيف ، لم ينتبه الا لشيء واحد فيها ، وهذا الشيء أحبطه كثيراً ، انها لا تشبه هالة ، لا تشبه هالة في أي شيء ، ربما لو كانت تشبهها ولو قليلاً لكـان أفضل ، لربما هون ذلك عليه ، ولكنهما كانتا مختلفتان ، ولا يوجد أي رابط تشابه بينهما .ـ

ام يوسف وهي تهز كتف يوسف : هههه يوسف وش فيك ؟ مد ايدك لزوجتك تنتظرك
استوعب كلام والدته ، ومد يده لليلى ، امسكت كفه باستحياء ، وأدخلت الدبلة في أصبعه وهو ينظر اليها بإحباط شديد .ـ

ثم بدأ بتلبيسها ما تبقى من الطقم الذهبي ، وكأنه رجل آلي تحركه والدته ، يتحرك كيفما شاءت بلا أحاسيس ، لقد كاد أن يكسر عنق ليلى وهو يحاول أن يطوقه بالعقد الذهبي ، وكاد أن يدمي أذنيها وهو يحاول جاهداً ان يغلق الحلق الثقيل في فتحة اذنها ، لولا أن تدخلت والدته في مساعدته في هذه المهمة الصعبة بالنسبة له الى ان انهى أخيراً تلبيسها طقم الذهب كاملاً .ـ

تنهد بارتياح وجبينه يكاد يقطر عرقاً من ارتباكه ومشاعره التائهة المضطربة ، يدعو في نفسه أن تنتهي هذه الليلة بسرعة ، نظر الى والدته وهي تصب العصير في الكؤوس الزجاجية ، تنهد بعمق الا تكاد تنتهي هذه الليلة الطويلة ؟

أمسك بكأس العصير ، استدار بجسده الى ليلى ، أخذ ينظر اليها وهي تمسك كأس عصير آخر ، ارتسمت في مخيلته صورة هالة ، ابتسم ببلاهة وهو يتخيل هالة بدلاً من ليلى ، لم يشعر الا بالعصير الذي في يده ينسكب على ثوب ليلى الزهري بشكل طولي من نهاية نحرها الى أن لطخ ثوبها ببقع برتقالية ، وتشهق ليلى وترتد الى الوراء بارتباك .ـ
ام يوسف وهي تقترب من ليلى وتمسح العصير من رقبتها : بسم الله عليك .. لا تواخذيه حبيبتي الحيا عامل فيه عمايله
يوسف وهو ينظر اليها فاغراً فاهه بسذاجة : اسمحي لي ..والله ما ادري كيف انسكب من ايدي


نور وهي تهمس لهالة بانفعال : وش فيه مفهي ؟ لهاذي الدرجة مستحي ..كل هذا حيا .. بهدل اختي الله يبهدله.. شوفي ليلى مسكينة كيف وجهها صار أحمر

لم تكن هالة معها ، كانت تحاول ان تحتجز دموعها في عينيها ، وهي تستصغر نفسها : بركب فوق أطل على بنتك .. أخاف صحت من نومها واكيد ما بنسمعها اذا بكت من الازعاج
نور : طليت عليها من شوي .. غارقة في النوم
هالة وهي تذهب : معليش .. بروح اتأكد احسن

ارتقت السلالم مسرعة ، ودخلت الى غرفتها واغلقت الباب عليها واحاسيس غريبة تعصف في داخلها ، دموع مقهورة تنزلق من مقلتيها ، اكتملت الصورة في ذهنها الآن ، لقد كان معجباً بها ، يلاحقها ويتتبعها ، لم تكن مجرد صدف ، بل كانت لقاءات مدبرة ، كان يختلس النظر اليها ، يسترق سماع احاديثها ،وتلك الابتسامة العريضة التي تنرسم على وجهه عندما يراها ، شعور غريب كان يخبرها بأن تلك الابتسامة لها بينما عقلها يقنعها بأنها تتوهم ، ولكن الحقيقة تبينت الآن ، لم يكن وهماً !!! ، تلك الابتسامة كانت حقاً لها .ـ

احتقرت نفسها ومشاعرها واحاسيسها الغبية ، انه زوج اختها ومحرَم عليها ، لا يمكن ان تخون ليلى بهذه الطريقة ، سحقاً لتلك المشاعر ان كانت ستؤذي اختي ، ان كانت ستهدم سعادة ليلى فلا اريدها ، ولكن تلك المشاعر كانت تلتصق بها كالعار وتعانق روحها وتأبى الجفاء .ـ

ألقت بجسدها على السرير وهي تبكي وتنتحب بصوت مسموع ، كانت بدموعها تحتقر نفسها ، وتحتقر تلك الحقيقة التي تربطها بيوسف ، تتذكر كلام رنا وتلقي باللوم والعتاب على أهلها ، لماذا وقفوا في طريق خطبتها من يوسف ؟ ، انه من المفترض أن تكون هي في مكان ليلى الآن ، احتقرت نفسها مرة أخرى ، لا يجب عليها أن تغار من ليلى ، لا يحق لها ذلك ، اخذت تشتم نفسها وتشتم يوسف أيضاً فهو السبب في كل هذا ، راودتها فكرة زادت من اشمئزازها من نفسها ، فهي ليست الوحيدة لتي تتخيل نفسها مكان ليلى ، فيوسف أيضاً يتخيلها الآن مكان ليلى ، بدليل نظراته الحزينة وملامحه الشاردة ، والعصير الذي سكبه على ثوب ليلى بسبب سرحان عقله ، يالحقارتي !!! حتى أنه رآني قبلها بسبب غبائي !!! كم أنا حقيرة ومقززة رآني قبلها بهذا الثوب الذهبي اللعين ، رآني قبلها ويتخيلني بدلاً عنها !!!.ـ

بعد أن حلَ الصباح

استيقظت من نومها على صوت ليلى : هالة ...هالة ليه نايمة وانتِ مب مبدلة ثيابك ؟
رمشت عينيها ببطء ثم قالت بصوت هامس : ما حسيت لنفسي
ليلى : كذا تتركيني وتنامي ..كيف هنت عليك ؟
رفعت رأسها وهي تنظر الى ليلى ، هاجم ملامحها شيء من الأسى والخجل من نفسها ، احمَرت عينيها وهي تنظر الى ملامح ليلى ، مسكينة ليلى لا تعرف شيء بفعلتي القبيحة ، لا تعلم بمشاعر يوسف ونظراته لي ، ولا تعلم بأحاسيسي الحقيرة اتجاهه .ـ

ليلى باستغراب مقترن بخوف : وش فيك ؟؟ ليه تبكين ؟
هالة وهي تقاوم دموعها : مافيني شي ..بس لأنك بتتزوجين أخيراً وبرتاح منك ..بس عشان البيت بيفضى علي
ليلى وهي تقترب من هالة وتحتضنها : ههههههه يا حبيبتي ... عقبال ياربي ما أفرح فيك انتِ بعد .. وحتى لو تزوجت ياغبية يعني وين باروح عنك ؟؟ ماراح تخلصين مني لو وش يصير

ابتعدت عنها وهي تمسح دموعها عن وجهها : خلاص امسحي دموعك وعن الدلع .. ما سألتيني شي عن ليلة أمس ؟

هالة وهي تبتسم ابتسامة باهتة : وش صار ؟؟ أنا آخر شي شفته لما كب عليك العصير
ليلى : هههههههه لا تذكريني .. هو كان مررة مستحي ومتلبك ومو عارف وش يسوي
أخذت تفكر في كلمة " مستحي " وهل حقاً كان كذلك ؟ لو كان يعرف الحياء لما نظر الي بتلك النظرات ، لم يكن ذلك حياءً بلا شك .ـ

ليلى وهي تكمل وعينيها في غفوة حالمة : شعور غريـب حسيت به لما كنت معه .. لا تضحكين علي ..بس احس انِ ارتحت له ..ادري ان لسا بدري على هالكلام .. بس ما ادري شعور غريب اول مرة أحس به

هالة بغصة تحاول اخفائها : طبيعي زوجك أكيد راح تنجذبين له وترتاحين له وبتحبيه مع الوقت .. يلا أنا بقوم ابدل ثيابي من أمس وأنا على هالثوب المعفن أحس انِّ كرهته .. وبعدين كملي لي عن مشاعرك الرومانسية

ليلى : هههههه ما صار شي ... بعدين قعد معي شوي وما كان عارف يقول كلمتين على بعض ..كل اللي قاله مبروك وبعدها أخذ رقمي وطلع


*


يجلس على الأريكة شارد الذهن ، مشتت الأفكار ، غاضب من نفسه ، منذ البارحة وهو لازال يلعن نفسه ، ويلعن الغباء الذي في داخله عندما نطق اسمها أمامها ، و عندما نظر اليها بشوق ولهفة ناقضاً العهود التي قطعها على نفسه ، ماذا ستظن هالة الآن وقد نطق اسمها أمامها ؟، فضح نفسه ومشاعره الدفينة بنظراته تلك ، ثم أخذ يفكر بليلى ، ليلى هي زوجته الآن، التي لا يشعر اتجاهها الا بالذنب ، ويشعر بأنه ظلمها بهذا الزواج ، ظلمها بتفكيره باختها ، وكل هذا بسبب والدته وتصرفها الغير منطقي

كانت سهام تجلس على الأريكة المجاورة له ، وهي تتهامس وتضحك مع اختها هنادي ، كانت تقلب صور الخطبة المخزنة في الكاميرا وتضحك ، قالت بصوت مرتفع بعض الشيء وهي تقصد ان تجذب انتباه يوسف اليها : هاذي أحلى لقطة ههههههههه لما كب عليها العصير

هنادي وهي تضحك : هههههههه لا الصورة الثانية تضحك أكثر وهو متوهق مع العقد مب عارف كيف يسكره هههههههههه

نظر اليهما بشرود : احذفي هالصور يا سهام ..ويكفي مسخرة

سهام : ههههههه وليه احذفها ؟ بكرة صدقني بتتحسف قد شعر راسك اذا حذفتها .. هاذي ذكريات حلوة لازم تتوثق
يوسف : احذفيهم لا اجي وأكسر الكاميرا على راسك الحين

سهام وهي تقوم من مكانها : مب على كيفك
خرجت مسرعة من الغرفة وهي تبتعد عنه
تبعها وهو يمنعها من الذهاب : اعطيني اياها
سهام : ههههههههههههه ما قلت لي عجبتك ليلى ؟؟ احلى من هالة صح ؟

تجهم وجهه بغضب ، وقال وهو يرفع صوته بعصبية : ما أبي أسمع هالطاري منك مرة ثانية .. واسم هالة ماتطرينه قدامي ...تفكرين بنات الناس لعبة عندك ؟؟

نظرت الى عينيه الغاضبتين بخوف ، تعرف طبع أخاها وشخصيته الهادئة وكيف أنه لا يغضب بسهولة ولأي سبب ، نطقت بانصياع : ان شاء الله .. بس وش فيك ؟ انا والله ما اقصد شي ..كنت امزح معك
قاطعها بصرامة وحزم : اذا سمعتك تقولين هالكلام الغبي مرة ثانية .. او تجيبين اسم هالة قدامي .. والله ماتلومين الا نفسك ، أكمل وهو يرفع صوته : هالمواضيع مافيها مزح يا غبية .. هالبنت تصير الحين اخت زوجتي ..كيف تقولين لي هالكلام ؟؟

سهام بخوف وهي تحاول فكاك ذراعها من قبضته : آسفة خلاص والله حتى اسمها ما اقوله قدامك
تركها وذهبت مهرولةً عنه ، لم تعتاد هذا الاسلوب القاسي منه أبداً ، اتجهت اليها هنادي بقلق : وش فيكم ؟ ليه الصراخ ؟
لم تنطق سهام بكلمة وهي لازالت تحت تأثير كلماته الغاضبة .
هنادي : ما عليك منه حتى لو حذف الصور .. كل شي موثق بالصوت والصورة في جوالي هههههه

تجاهلهما وابتعد عنهما ، آخر همه صور حفلة خطوبته مع ليلى ، حتى لو كانت مضحكة ومثيرة للسخرية فهي لا تعنيه شيئاً

*

اغلقت الباب عليها وانفردت في غرفتها وتحمل في يدها " جوال منصور " ، تركت طفلتها معه لينشغل بها ويخلى لها الجو في تفتيش جواله وقراءة محادثاته في " الواتس اب " و رسائله الخاصة والتأكد من قائمة الأرقام المسجلة لديه ، تتأكد من عدم وجود امرأة غيرها في حياته ، فعمله المختلط يجعلها تتوهم بأن احتمال الخيانة وارد ، تتوهم انه ربما له علاقة مع ممرضة او ربما طبيبة أو غيرها ، انه يقضي وقته في المشفى اكثر من ما يقضيه معها ، الغيرة والشك تشكلان لها هواجس و وساوس تحاصر عقلها .

جاءها صوته المضطرب المنبعث من الصالة : تـعالي خذي بنتك ..مب قادر اسكتها وجعت راسي
رفعت صوتها ليسمعها وهي مشغولة بالعبث في جواله : يا الله !! يعني ما يحق لي استريح شوي ؟ على طول تطفش منها وترميها علي
صاح بصوت منزعج : أقولك وجعت راسـي
نور : و توجع راسك ويعني ؟ يعني أنا عادي توجع راسي وانت لا ؟ تراها بنتك مثل ماهي بنتي

فتح الباب بقوة وهو يحمـل الصغيرة بين ذراعيه : احمليها .. حرام عليك شكلها جوعانة والا ... انت وش قاعدة تسوين ؟
قال جملته الأخيرة وهو يحدق في جواله الذي تحمله في يدها

قالت بارتباك : ما اسـوي شي !!!ـ

بحركة سريعة اقترب منها وسحب الجوال من يدها ، رفع شاشته في وجهها بعد ان القى نظرة عليها : قاعدة تقرين محادثاتي وتتجسسين علي ... متى بتبطلين هالعادة ؟

صمتت واقتربت تأخذ سارة منه ، صاح بها بغضب : متى بتفهمين ان ما احب أحد يتجسس علي ويراقبني ؟ كم مرة قلت لك ان حركات الشك والتجسس ما احبها ؟

نور : انت اللي تجيب الشك لنفسك .. اجل ليه حاط باسوورد على الجوال ؟؟
رمى الجوال بجانبها بفضاضة : كملي تفتيش فيه ..كملي خلينا نشوف وش بيطلع معك

قالت بصوت خافت : فتشته كله ما لقيت شي

قال بذات الصوت المرتفع وبنبرة غاضبة : ليـه ثقتك فيني معدومة ؟ انا أكثر من مرة قلت لك لا تحطين راسك براسي لأني اذا عصبت اخليك تلقطين وجهك من الأرض من كثر ان ما عندك كلام تبررين فيه موقفك

قالت وهي تهز سارا التي زاد بكاءها بسبب صوت صراخه : طيب ماله داعي كل هالعصبية .. كلمني بهدوء

رفع صوته أكثر : لا أعصـب وأرفع صوتي بعد .. تبغيني أشوفك تشككين فيني وفي أخلاقي وما أعصب ؟ ... عديت لك هالحركة بدال المرة الف وانت تعرفين من قبل ان هذا الشي يعصبني ومع هذا مستمرة فيه .. خليني اتناقش معك نقطة بنقطة ، فيه مرة أنا شكيت فيك ؟ في مرة حسستك مجرد احساس انِّ مب واثق فيك ؟ فيه مرة تدخلت في خصوصياتك ومسكت جوالك وفتشته ؟

نور : راعي شعوري شوي .. انت بعد ما تقول لي أي شي عن المستشفى ومحسسني
قاطعها : لا تحمليني غلط انـا مالي شغل فيه .. لا تتهميني في شي باطل وبعدها تقولي انت السبب ..انضجي وكبري عقلك واتركي عنك هالسخافات واعتبري كلامي هذا تهديد مو نصيحة .ـ

عندما يفقد أعصابه ، لا يستطيع الا ويؤذيها بكلماته ، لا يمكنه ان يخفف من حدة الصراحة ، ولا يستطيع ان يداري قلبها ومشاعرها المرهفة وحساسيتها الزائدة ، يجعلها تكره نفسها وتكره تصرفها الف مرة ويبالغ في ذلك .

انتهت المشاجرة وسكن صوت صراخه وذهب لينام على الأريكة في الصالة وبقيت هي في الغرفة تبكي على وسادتها بعد أن جرحها بكلماته .ـ


استيقظت نور في صباح اليوم التالي على أثر صوت حركة زوجها في الغرفة ، فتحت عينيها ببطء في الغرفة المظلمة الا من ضوء بسيط يتسلل من النافذة المنسدلة عليها الستائر القاتمة ، نظرت اليه وهو مشغول يرتدي ملابسه ليتجهز للذهاب الى عمله ، اغمضت عينيها تتظاهر بالنوم ، ثم قررت أن تقوم وتصالحه والبكاء هو الحيلة الوحيدة التي تبقت لديها ، قامت من سريرها واتجهت اليه حيث كان واقفاً أمام المرآة يرتب ياقة قميصه وينظم شعره ، احتضنته من الخلف والدموع تتحرر من عينيها وتستقر على قميصه ، قالت بصوت مخنوق : آسـفة

يضيقُ قلبه عندما يسمع صوت بكاءها ، ولكنه تجاهلها وأمسك بقنينة العطر وأخذ يرش نفسه بها ، ابعدها عنه وخرج من الغرفة وتركها خلفه تنظر اليه بعينين دامعتين

جلس على الأريكة في الصالة وهو يزم شفتيه ويعقد حاجبيه بضيق تنهد بعمق ثم قال : الله يصبـرني عليك
اقتربت منه وألقت بجسدها النحيل في حجره ، عانقت وجنتها وجنته ، كانت مثل طفلة تتشبث بأحضانه وترجوه بأن يسامحها ، قالت بهمس : قلت لك آسفة
منصور بهدوء : كم سنة صار لنا مع بعض ؟ وانت بعدك تشكين فيني ؟ ليه ثقتك فيني معدومة ؟
نور : مو معدومة .. بس كله من الغيرة والخوف .. وانت لما تعصب تتحول الى واحد ثـاني وتقول لي كلام يجرح
منصور : نـور لا تضيعي الموضوع ..انتِ غلطانة والمشكلة أنِّ أدري أن هالكلام بينعاد مرة ثانية وثالثة وعاشرة .. أعرفك ما تتوبين عن هالحركات
نور : آخر مرة ما بعيدها .. صدقني
منصور : طيب ممكن تقومي عن رجلي ؟ تأخرت على الدوام
نور : أول قول انك سامحتني
منصور : سامحتك
نور : اعطيني ردة فعل
منصور بنفاذ صبر : كـيف يعني ؟ ما فهمت
نور : اعطيني ردة فعل أنك سامحتني
ضحك بخفة ثم داعب وجنتها الناعمة بقبلة ، ابتسم لهـا : كذا زين ؟ ارتحتـي ؟
ضحكت ثم قالت : شوي
نهض من مكانه بحركة مفاجئة وهو يحملها بين ذراعيه ، نظرت الى عينيه بصدمة : وش فيك ؟
اتجه الى الغرفة والقى بها على السرير بقوة وجلس بجانبها، وضعت كفها على خده واستقرت أناملها على لحيته الخفيفة ، قالت وهي تضحك : منصـور وش فيك

كان ينظر اليها بحدة ، يعشق بريق عينيها الواسعتين ، وملامحها السمراء الناعمة ، يطرب لصوت ضحكتها ، ويعشق حركاتها العفوية ، ازاح كفها الى شفتيه وقبله ثم قال وهو يبستم لها بود : انتظريني لين أرجع من العمل .. بعدها أعرف كيف أتفاهـم معك .ـ


*

كانت ليلى تجلس على سريرها وتتصفح بعض المجلات المتناثرة على السرير ، قالت محدثةً هالة التي تجلس على السرير المجاور لها : شوفي هذا الفستان حلـو ؟؟ قاعدة أفكر في شكل الطرحة على الفستان كـيف تكون

هالة بنفور : اذيتيني بصور هالفساتين .. انتِ من انخطبتي وما عندك سالفة الا وين اسوي زواجي ؟ وكيف فستاني ؟
ليلى : ما تلاحظين انِّ كل ما أكلمك عن خططي عشان الزواج تقلبين وجهك ؟

هالة : لا مو كذا بس احس لسا بدري على هالكلام ... يعني الحين صار لك اكثر من اسبوع من تملكتي وخطيبك لسا ما اتصل لك ولا كلمك وانتِ تفكري في الزواج

ليلى بضيق : تتوقعي ليه ما اتصل لي ؟ يمكن ما عجبته وقاعد يتهرب ؟

عاد تأنيب الضمير لهالة من جديد ، قامت من مكانها وجلست بجانب ليلى وهي تقول بعطف : لا مستحـيل اصلاً من يشوف هالجمال وما يعجبه ؟ حاصل له وحدة بجمالك ، بس انتِ قلتي من قبل أن هو كان مستحي .. يمكن هو شخصيته خجولة او يمكن مشغول بعمله .. الا هو وش يشتغل ؟

ليلى : يشتغل ادارة في فندق هـو تخصصه علوم ادارية بس ما لقى وظيفة غيرها .. ويشتغل بعد في أعمال حرة .. تعرفي بعد ما توفى ابوه هو المسؤول عن امه وخواته .. بس الحمد لله حالته المادية مستقرة ... واساساً انا ما تهمني المظاهر والفلوس أهم شي الاخلاق والسمعة .. واحنا نعرف أهله من زمان .. ف أحس انِّ متطمنة ومرتاحة له

هالة وهي تغتصب الابتسامة : لا تضيقي خلقك .. أكيد مع الوقت بيتصل لك وبكلمك .. بس انت قلتي ان مسؤول عن اهله وشغله كثير
ليلى : على قولتك مع ان يظل مو سبب مقنع .. يعني مو لدي الدرجة مايقدر يفضي لي خمس دقائق من وقته الثمين ويتصل لي .. وهو من حفلة الخطوبة ما أحسه طبيعي وكأنه متضايق ومغصوب على الزواج ... بس انا اواسي نفسي واقعد افكر في حفل الزواج وهالشغلات الفاضية

احتقرت هالة نفسها ، لأنها تعتقد أنها السبب في جفاء يوسف لـ ليلى ، قالت بهدوء : لا تتضايقي ليلى
ليلى : لا .. مع نفسه بالطقاق بنشوف وش آخرتها معه يعني اكيد ما بيقعد يتهرب مني الى الأبد وانا صرت زوجته
قامت مكانها وهي تكمل : بنزل تحت اشـوف الهنوف وش طابخة .. واذا ما عجبني بطلب لنا من ماك


بعد أن خرجت ليلى ، استدارت هالة الى الكومودينة التي بجانب السرير ، امسكت بالصورة المحتجزة في اطار فضي أنيق ،وضعتها على حجرها وأخذت تتأملها ، كانت هي مع ليلى يحتضنان بعضهما والابتسامة تشق وجهيهما في براءة طفولة ، كانت هي في الخامسة من عمرها وليلى في الثامنة ، منذ صغرهما وقد اعتادتا ان يتشاركن كل شيء ، فكانتا تتشاركان الدمى ثم بعد أن كبرتا قليلاً اصبحتا تتشاركان الملابس والأحذية ثم بعد ان كبرتا أكثر تشاركا الآراء والأفكار والمشاعر ، ولكن ماذا الآن ؟ هل سأتشارك مع ليلى في قلب زوجها أيضاً ؟

يتبع

خد العروس 23-08-16 10:57 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
*




كان يسير في الشراع المقابل لمنزله ، عائد من بقالة الحي ، وفي يده كيس صغير يحتوي على بعض الأطعمة المعلبة ، توقفت قدميه عند ذلك المنزل المتوسط المساحة ، منزل قديـم ولكنه مرمم حديثاً ، سابقاً عندما كان يقف أمـام هذا المنزل تخطر صورة هـالة في باله ، فيقف وهو سارح في الخيال ، ويدعو ربه أن يجمعه بها ، ولكن الآن ماذا سيتخيل عندما يقف عند هذا المنزل ؟ فهو يحاول جاهداً أن يمسح ذكراها من عقله ، بل حتى اسمها قرر ان يحذفه من قاموسه ، هذا المنزل الآن منزل زوجته ، نعـم منزل ليلى .

أخذ يكرر في داخله بعض الكلمات ، يريد أن يقنع نفسه بها " هذا بيت زوجتي .. بيت ليلى ..بيت ليلى .. بيت ليلى "ـ



" هلا والله بالنسيب .. وش فيك واقف كذا ..تعـال تفضل "

التفتت لمصدر الصوت الذي يرحب به ، ابتسم بترحيب واقترب يصافح حامد الذي يقف عند باب المنزل : حيـاك الله أبو محمود .. كيف حالك ؟

حامد : بخير الله يسلمك .. تفضل ادخل البيت بيتك
يوسف : لا ماله داعـي .. انا كنت راجع من البقالة والحين برجع الى بيتي

حامد وهو يضرب كتف يوسف بمزاح : اقول أدخل منت بغريب .. انت واحد منا الحين .. لا تسوي نفسك مستحي وما ادري ايش

يوسف : هههههههه لا بس ما ابي أثقل عليكم
حامد : ههههههه ترى شفتك وانت واقف وسرحان تفكر في ليلى هاه ؟؟ واقف ومتردد تدخل
جذبه من ساعده وهو يصر عليه : ادخل خلصنـا .. ادخل


دخل الى المنزل وهو مضطر لذلك ، لم يكن أن يريد الدخول لكي لا يضطر لمواجهة ليلى ، ليس مستعداً للقائها الآن ، ليس الآن وذكرى هالة لازالت عالقة في عقله ، ليس الآن وصورتها وهي بذلك الثوب الذهبي عالقة في ذاكرته ، ليس الآن وهو لا يشعر باتجاهها الا بالذنب .


أدخله الى ذلك المجلس ، المجلس ذاته الذي رأى هالة فيه تلك الليلة ، حامد بترحيب : تفضل استريح وانا شوي وجاي لك

يوسف : خذ راحتك
جلس على الكنبة محاولاً منع عقله من التخيل ، يحاول ان لا يفكر في أي شيء ، يكفي أوهام وخيالات فارغة .ـ




كانت ليلى تقف بجانب الهنوف في المطبخ وهي تتذمر : اف يعني ما تعرفين تتطبخين الا هالطبخة ؟
الهنوف : فوق شينك قواة عينك بدل ما تشكريني انِّ قاعدة اطبخ لكم
ليلى : لا تزعلي مني يا زوجة اخوي الغالية بس سوري يعني بطلب لي ولهالة من المطعم
الهنوف : انتِ واختك ما يعجبكم شي


قاطعهم حامد وهو يتحدث بسرعة : ليلى زوجك قاعد في المجلس روحـي ضيفيه
فغرت فاهها وهي تحدق في حامد ثم قالت بصدمة : كيــف !!!ـ
حامد : روحي ضيفيه.. الرجال مستعجل .. لا تتأخرين عليه
نظرت الى بجامتها الصفراء المرسوم عليها صورة " سبونج بوب " وقالت : تبيني أطلع له وأنا كذا ؟؟ اصبر بركب أغير ملابسي وباروح له

الهنوف وهي تضحك : ههههههههه يا حليلك .. عادي ترى في الأخير لازم بشوفك وانتِ مبهدلة
ليلى : تراه أول مرة يشوفني بعد الحفلة ..كيف أطلع له بهالشكل ؟
حامد : ليلى روحي ضيفي زوجك شكلك عادي مافيه شي ... الحين تركبين وتنسين نفسك .. عيب لا تتأخري عليه

ليلى : مو من جدك يا اخوي ... ما اطلع له وانا كذا لو وش يصير
حامد : مافيك شي يا حلوك ويا زينك بس والله عيب تخلين زوجك ينتظر كل هالوقت


استسلمت لكلامه وهي تتذمر ، أخذت صينية العصير واتجهت الى المجلس ، كانت هالة تنزل من الدرج ، تحدثت الى ليلى باستغراب : مين اللي جاي ؟؟ لمين العصير ؟

ليلى بصوت مرتبك : يوسف .. وحامد غصب يبيني أنا اللي أضيفه .. شوفي شكلي كيف مبهدل
الهنوف تعلق وهي تضحك : هههههههههه عادي يشوفك على الطبيعة أحسن
حامد وهو يحدق في ليلى بعصبية : وبعدك واقفة !!! روحي خلصينا .. احرجتيني معه
ليلى : طيب خلاص رايحة

اختفت من أمامهم بينما تقف هالة سارحة في الفراغ ، اقترب منها حامد وهو يحتضن وجهها بكفيه : وش فيك حبيبتي ؟ مو على بعضك هاليومين .. فيه شي مضايقك ؟
هالة : مافيني شي ... ليه تسأل ؟
حامد : تفكريني مو ملاحظ ؟ صار لك اسبوع وانتِ كله سرحانة وملامحك حزينة .. وش فيك ؟
هالة بارتباك : مافيني شي .. بس متأثرة بليلى شوي .. لأنها بتتزوج وبصير وحيدة
حامد : أفا واحنا وين رحنا ؟؟ أنا وين رحت ؟ جهزي نفسك عشان بكرة نطلع البحرين وش رايـك ؟
هالة وهي تحتضنه : يا بعد عمري أخـوي الدب أحبك والله


*


اطلَت برأسها قبل أن تدخل ، كان يوسف يجلس على الكنبة ، يبدو مختلفاً وهو يرتدي بلوزة سوداء و بنطال جينز كحلي بعيداً عن الثوب الأبيض التقليدي ، يبدو مختلفاً قليلاً فهو يجلس بارتياح بعيداً عن ارتباكه في تلك الليلة ، كانت قدماها ترتجفان ، فستجلس معه لأول مرة وحدها ، سمت بالله وخطت الى الداخل باستحياء ، قالت بصوت أشبه بالهمس : السلام عليكم

رفع رأسه اليها ، ثم قام من مكانه بلباقة ، وضعت الصينية على الطاولة ، انتبهت الى يده الممدودة اتجاهها وهو يبتسم ، مدت يدها اليه فتناولها بقبضته القوية : وعليكم السلام

جلسا و مرَت لحظات والجو بينهما مشحون بالتوتر ، كان ينظر اليها بهدوء بينما تنزل ليلى رأسها وتحدق للأسفل باستحياء
أراد أن يقطع الصمت بينهما فقال بهدوء : وش تشربين ؟
نظرت اليه بإحراج ، فمن المفترض أن تقوم هي بتضييفه وليس هو ، كان من المفترض أن تسأله هي هذا السؤال .ـ
ارتبك من نظراتها المحرجة ، مد يده الى احد العصيرات المعلبة ، فتحه ومده اليها : تفضلي
قالت وهي تهز رأسها بالنفي وقد تشربت وجنتيها بحمرة من الخجل : ما أحبه .. انت اشرب

يوسف : على راحتك
ارتشف منه رشفة وهو يرمقها بنظرات جانبية ، كانت مختلفة كثيراً عن تلك الليلة ، فيبدو وجهها واضحاً الآن بدون تلك المساحيق الثقيلة التي كانت تغطي ملامحها ، ترتدي ملابس طفولية ورسمة " سبونج بوب " عليها ذكرته بملابس أبناء اخته الصغار ، كان شعرها البني الناعم مرفوع بإهمال وتنسدل بعض الخصلات منه على وجهها بتطفل ، قال بابتسامة : على فكرة .. انتِ أحلى بكثير من دون مكياج .ـ


*

مر شهران على خطبة يوسف من ليلى و لازالت هالة تحارب مشاعرها اتجاه يوسف حتى هذه اللحظة ، حيث كانت تجلس بجانب ليلى على أريكة في بهو الفندق الذي يعمل فيه يوسف ، إذ أنَّ ليلى قررت أن تفاجئ يوسف وتذهب له في مكان عمله ، واصطحبت اختها هالة معها لكي لا تذهب وحدها ، كان يوسف مشغول في الحديث مع نزلاء الفندق الذين يقفون أمام طاولة الاستقبال ، يجاوب أسئلتهم و ينظر الى الحاسب أمامه ويسجل ويتأكد من حجوزاتهم ، كانت هالة تحاول أن تشغل نفسها بتأمل بهو الفندق الراقي ، حيث أنه من الفنادق المعروفة ويحمل خمس نجوم ، وتحاول قدر الإمكان ان تبعد ناظريها عن يوسف ، أما ليلى تراقب زوجها وعلى وجهها ابتسامة تختفي تحت النقاب ، يُعجبها شكله الرجولي وهندامه المرتب بالثوب الأبيض التقليدي والشماغ الأحمر ، ابتسامته الواثقة التي يقابل بها النزلاء ، تخط وجهه لحية خفيفة بطريقة " العارض الخليجي " او " السكسوكة " زادت وجهه جاذبية ، قطع تفكيرها صوت هالة المتذمر : يعنـي انتِ جاية حق زوجك أنا ليه ساحبتني معك ؟
ليلى : وش فيها يعني لو طلعتي معي ؟ يعني تبغيني أقعد انتظره يخلص شغله وأنا قاعدة بروحي ؟
تأففت هالة وأشاحت بوجهها .
ليلى : باقي عشر دقايق وينتهي دوامه خلاص اصبري شوي
هالة : أجل بقوم أكلم حامد عشان يجي ويرجعني البيت
ليلى : تستهبلين صح ؟ يوسف بوصلنا طبعاً
هالة : ما ابي أركب معكم .. استحي

ليلى : الحين صرتي تستحي ؟ مو هو اللي كان يرجعك من المدرسة مع سهام لما يتأخر عليك حامد ؟ الحين لما صار زوجي صرتي تستحين ؟ وهذا انتِ يالكذابة تركبين مع منصور ما اشوفك قلتي استحي

هالة تبرر بغباء : لما كان يرجعني من المدرسة أكـون مضطرة ولأن حامد يقول لي اذا تأخرت عليك أرجعي مع سهام ، ومنصور متزوج اختي من زمان .. واحنا متعودين عليه .. وبعدين ما أبي اخرب عليكم جوكم .. توكم مخطوبين واكيد هو يبغى يكون معك بروحكم

ليلى : كله مشوار الطريق ما بأثر ...واتركي عنك الحيا الزايد .. اصلا لو اتصلتي لحامد الحين بقولك ترجعي معنا

صمتت ولم تقل شيئاً يبدو أنه لا خيار أمامها إلا ان تبقى معهما ، ليلى وهي تقول بشرود : يبغى لي أقول له يسجل في جم
هالة : هاه ؟ تكلميني ؟
ليلى : اقولك يبغى لي اقول ليوسف يسجل في جم .. احسه نحيف شوي وعضلاته مو بارزة

نظرت هالة الى يوسف ، مواصفات يوسف هي المواصفات التي تحلم بها هالة وتتمنى أن يكون فارس احلامها يشبه يوسف ، قالت بنفي : لا ما احس يحتاج

ليلى : كـيف ؟
هالة بارتباك : اممم يعني احسه يناسبك وهو كذا انتي بعد نحيفة بزيادة ..لا تقارني زوجك بالممثلين الأتراك اللي تشوفينهم .. اقتنعي فيه مثل ما هو

ليلى : طيب ... هالة وش رايك تروحين معي للخياطة عشان فيه تعديلات ابي اضيفها لثوب زواجي
هالة : لا خليها بكرة احسن عشان يوصلنا حامد

ليلى : هههههه وش فيك على يوسف أحسك مو طايقته ... ترى يوسف زوج اختك مو غريب عادي لو وصلنا
هالة بكذب : مو عشان زوجك لا يوصلنا ... بس عشان الهنوف نسيتي انها قالت تبي تروح معنا
ليلى : طيب احاول اصدق



انتهى يوسف من عمله ، ابتسم لـليلى التي تنظر اليه ، بدأ يردد في نفسه تلك الجمل التي أعتاد أن يكررها على عقله " يوسف ركز .. البنت اللي على اليمين هي زوجتك وحبيبتك .. لا تطلع في البنت اللي على اليسار .. البنت اللي على اليسار انت ما تعرفها ولا تعنيك شي .. ركز يا يوسف ركز "ـ


خطى خطواته الواثقة اليهما وقال بابتسامة : يلا ليلى مشـينا ؟
ليلى وهي تقوم من مكانها : مشينا



كانت هالة تمشي ورائهم وهي تحاول ان تبقي مسافة بينها وبينهم ، وتشيح بوجهها جانباً عن يوسف ، الى ان وصلا الى مواقف السيارات ثم ركبت في المقعد الخلفي من سيارته السوداء الصغيرة ، حرَّك سيارته وبدأ بقيادتها بهدوء ، كان الصمت يخيم على الأجواء داخل تلك السيارة ، وكان الخيال هو الذي يجمع هالة بيوسف ، وليلى مثل الغريبة في هذا الخيال ، كانت هالة تتخيل نفسها تجلس في المقعد الأمامي بدلاً من ليلى ، ويوسف أيضاً أخذه خياله الى ان يتخيل هالة تجلس بجانبه بدلاً من ليلى .

حاولت أن تبعد تلك الأفكار عنها وهي تشيح بوجهها الى النافذة تراقب الشوارع والسيارات المزدحمة
وهي تردد في عقلها " هالة احترمي نفسك تراه زوج اختك ويحرم عليـك .. هالة لا تصيري حقيرة وتخوني ليلى بهالمشاعر التافهة ..ليلى اختك ماتستاهل منك هالخيانة .. وما يحق لك تغارين منها حتى "

وكذلك كان يوسف يبعد عنه الاوهام ويحارب خياله الذي يقوده للفتاة التي تجلس خلفه ، " يوسف زوجتك وحلالك تجلس جنبك يكفي حقارة يكفي لا تفكر في غيرها ..والله حرام اللي قاعد تسويه في نفسك " ، مد ذراعه نحو ليلى واجتذب كفها بكفه ، كان بتلك الحركة يريد ان يقنع نفسه بليلى ، كانت حركة عديمة الحيلة في محاولة اقتلاع هالة من عقله واستبدالها بليلى .ـ

نظرت ليلى اليه متفاجئة من حركته ، قابل نظراتها المتفاجئة بابتسامة ، ووضع كفها في حجره وهو يتحسسه بلطف .ـ

تأملتهما هالة بشيء من الحسرة ، لاحظت كيف يتبادلان النظرات بحب ، سمعته وهو يهمس لها : أحـبـك ليـلـى .
لا تعلم ما السبب الذي جعلها تشعر بقلبها وكأنه يعتصر بشدة ، وما السبب الذي جعل عينيها تذرفان الدموع بغزارة حتى بللت نقابها .ـ




*



" أنـا موافقة على سلطان "



قالت جملتها تلك بكل ثقة وصرامة في وجه نور ، بينما قابلتها نور بالنصيحة ، حيث كانت نور طوال اليوم تحاول ان تقنع هالة بالتفكير وعدم التسرع في اتخاذ القرار : أنا ما ادري ليه مستعجلة على الزواج ؟؟؟ بعدك صغـيرة وقدامك مستقبل ، السنة الجاية بتبدي دراسة في الجامعة .. وين أحلامك وطموحاتك ؟؟

هالة : يعني ما يصير اتزوج وأدرس ؟؟ عادي بنات كثير أعرفهم متزوجات ويدرسون

نور : يا حبيبتي الزواج مسؤولية مو لعبة والا لا يكون مفكرة بتكون حياتك مثل المسلسلات التركية والأفلام ؟ لا تستعجلي بعدك صغيرة وأنا اشوفك مو قد مسؤولية الزواج أبداً .. انتِ حتى ماعندك مسؤولية لنفسك ..مابالك بزوج و بيت وبعدين أولاد ؟

استدارت نور الى الهنوف التي تقف بجانبها : ما تقولي شي يالهنوف ؟

الهنوف : وش فيك على البنت يا نور ؟ لا تضغطي عليها ..وبما أن العريس محترم ومن عيلة محترمة ليـه ترفض ؟

نور: بعدها صغيرة وبتجيها فرص احسن .. و لو تركز في دراستها احسن لها .. انا لما تزوجت كنت في آخر سنة جامعة ومع هذا كنت احس ان بعدني صغيرة ... في البداية كنت متحمسة مثلك بس بعدين حسيت بالمسؤولية الكبيرة الي صارت علي .. وعرفت ان الزواج مو بس وناسة وطلعات ودلع .. وانا احس ان مررة بدري عليك يا هالة .. هالكلام لمصلحتك صدقيني

هالة بلهجة قاطعة : مو كل مرة توقفون بنصيبي

نور باستغراب : وش قصدك ما فهمت ؟ هذا أول واحد يخطبك وانتِ ما صدقتي على الله وعلى طول وافقتي كأنك تبغين الفكة .. والا كأنك تبغين تتزوجين والسلام

كانت هالة تقصد بجملتها تلك يوسف ، فعلى حسب كلام رنا الذي سمعته ، ان يوسف خطبها هي أولاً ولكن اهلها رفضوه بدون علمها ، قالت بهدوء : نور أنا فكرت واقتنعت ... الهنوف لو سمحتي قولي لحامد انِّ موافقة


قامت نور عنها بعصبية ونفاذ صبر : غبية !! ومع هذا اقولك ارجعي فكري ولا تستعجلي وفكري في الكلام اللي قلته لك قبل شوي ..وفكري بعقل

خرجت من الغرفة وتبعتها الهنوف .ـ



استلقت هالة على السرير وهي تتأمل السقف بشرود ، لن تغير رأيها فهي مصممة على هذا القرار ، ولن تكترث بكلام نور ، فسلطان هو الطريق الوحيد لها لتتخلص من احتقارها لنفسها ، وتتخلص من المشاعر والاحاسيس التي تجذبها ليوسف ، ومن حسن الحظ أن سلطان يدرس في الخارج اذ انها ستذهب معه وتبتعد عن يوسف ، وترحم قلبها الذي يعتصر بالقهر الذي يكبر شيئاً فشيئاً كلما رأت ليلى مع يوسف ، سلطان هو الخلاص الوحيد لها ، تشعر بأنه جاء في الوقت المناسب ليخلصها من عذاب الضمير .ـ


يتبع

خد العروس 23-08-16 10:59 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 

*


يضع ذراعه على كتفها ،ويرفع جواله باتجاههما ، تنرسم ابتسامة على ثغريهما ، و يلتقط صورة "سيلفي " تسجل ذكرياتهما معاً ، لم تكن تخاف أن تبقى صورها معه ، فقد كانت تثق به وتصدقه في كل شيء ، فقد وعدها بالزواج وأنها في آخر المطاف ستكون له ، وهي تصدقه بدون تفكير مثل المعمى على بصيرته ، قالت وهي تضحك : وليد ..تعال صورني وأنا قريب من البحر

نظر اليها وهي تقوم من مكانها وتقترب من البحر ، يجلس معها في " شاليه مغلق " خالي الا منهما ، أخذت عيناه تسرح في سحر جمالها ، واذناه غارقتان في صوت ضحكاتها ، كانت فتاة فاتنة جميلة ، ترتدي ثوب ليلكي طويل ، وشعرها الليلي يتطاير بفعل الهواء ، وجهها يبدو وكأنه يشع نوراً سنياً بسبب انعكاس اشعة الشمس الذهبية عليها


ابتسم لها بعد أن التقط لها صورة ، هتف بصوت مرتفع : يلا يا الريم خلينا نرجع
اقتربت منه وهي تمسك بيده : وصلني لمروة اختي ... قلت لأمي انِّي بكون عندها
وليد : طيب يلا البسي عبايتك عشان نطلع



بعد أن أوصلها الي منزله حيث اخته مروة ، كانت تجلس بجانبه في السيارة ، قال بخوف وهي تمنعه من اكمال طريقه : وليد لا تقرب أكثر ... أخاف يشوفني أحد معاك
أجابها بملل : ما احد بشوفنا ، بدخل بالسيارة داخل الكراج وانتِ انزلي ..ابوي مسافر مع زوجته شهر العسل ومافيه غير مروة

الريم : حتى لو !!! افرض ان امي كانت جاية لهنا عشان تاخذني وشافتني معك ... بليز وقف هنا وأنا بنزل

وليد : طيب
الريم : يعني لمتى بظل أكذب على أهلي عشانك ؟؟ لمتى وانا اطلع معك مثل الحرامية ..متى بتتفضل وتجي تخطبني ؟
وليد : يا حبيبتي .. اصبري علي بس شوي ..ابوي يبغاله وقت عشان يقتنع ..انتظري اتخرج وبعدها ابوي اكيد بيقتنع ...ادري تحملتي كثير بس عشاني اصبري بعد شوي
الريم : اصلا ماعندي اللا اصبر .. ونشوف اخرتها معك



نزلت من جانبه وهي تتسلل الى داخل القصر وتلتفت يمنةً ويسرى ، تتأكد من خلو المكان من أحد يعرفها ، وهو بعد أن رآها تتخطى أسوار القصر حرَك سيارته يقودها الى وجهة أخرى ، أخذ يفكر بوعده لها بالزواج ، انه حقاً صادق هذه المرة ، فانه يشعر بأنه منجذب اليها بجميع حواسه ، يريد ان يتزوجها علَه يستقر معها ولا يفكر بغيرها ، عله يبتعد عن طريق الحرام الذي اعتاده منذ مراهقته ، فعندما كان في الثامنة عشر من عمره دلَه صديقه سلطان على امرأة تسمي نفسها بـ "خيال " ، امرأة تعمل في أعمال مشبوهة ، تقوم بتأجير نساء للهو والليالي الحمراء ، وتضمن لهم خلوهم من الأمراض التناسلية وغيرها ، انغمس في ذلك الطريق وضاعت روحه فيه ، وأدمنه حد النخاع ،
أدمنه لدرجة أنه يشك في نفسه ان كان يستطيع أن يتركه حتى بعد زواجه من الريم ، فهو شخص ضائع منغمس في ملذاته .ـ


وقف سيارته أمام احد البيوت ، ثم جاء سلطان ليجلس بجانبه ، قال بصوت مرتفع : هلا والله
وليد ببرود : اهلين
حرَك السيارة وعينيه تنظران بشرود الى الطريق ، تكلم سلطان ليقطع عليه شروده : أنـا خطبت .. وأهل البنت ردوا بالموافقة
نظر اليه وليد بلا مبالاة : كيف وافقوا عليك ؟
سلطان : وش قصدك ؟ وليه مايوافقون علي
وليد وهو يضحك : هههههههه شكلهم ما سألوا عنك زيـن .. واللا مافيه عائلة محترمة تقبل فيـك

سلطان : ترى أنا سمعتي طيبة ومثل المسك .. واللي خبري خبرك ما احد يعرف فيه الا ناس محدودين ..مو غبي انا عشان اخرب سمعتي ..كل شي يصير خلف الستار وحتى اللي يعرفون ما احد يسترجي منهم يتكلم علي ويفضحني

وليد : ياليتهم سألوني أنـا عنك

سلطان : أصلاً قررت أتوب .. بتزوج وبسافر و بوقف عن الصياعة
وليد : كل الناس أصدق انها تتغير الا انت ... انت واحد خربان خلقة .. ماتقدر تتغير للأحسن لو ايش يصير

سلطان وقد لاحظ شرود وليد وصوته المتقطع : انت شارب ؟؟
وليد : أي بس مو مكثر
سلطان : أجل وقف واسفط السيارة على جنب أنا بكمل سواقة عنك لاتودينا في داهية الحين
وليد وهو يضحك : عادي أنا متعود أسوق وأنا بهالوضع ... وأنا راسي ثقيل مايطير بسرعة

سلطان بصراخ : اقـولك وقف !!!!!.ـ

ضغط على المكابح بشكل مفاجئ ، ليرتد جسد سلطان الى الأمام بقوة : الله يلعن شكلك .. أنا كم مررة قايل لك اذا بتشرب لا تجيني

وليد وهو ينظر اليه بشرود : أنا بعد بخطب قريـب
سلطان وهو يلتقط أنفاسه : نفسها هاذي اخت بنت عمك ؟
وليد : ايه هي ماغيرها
سلطان : ليه أبوك وافق ؟؟ مو انت تقول ان بينه وبين ابوها مشاكل

وليد : أيه بس سامي قلبه حنين ومصيره بيرضى وبوافق بس يبغاله شوية وقت وهو اذا شافني جاد ومصر بغير رايه

سلطان : طيب قوم وخليني اسوق بدالك ... خيال مجهزة لنا سهرة محترمة
وليد : مو انت قلت انك بتتوب ؟

سلطان : هههههه قلت بتزوج وبعدها باتوب .. الحين بعدني عزابي




*



كانت الريم تجلس مقابل اختها مروة التي تصرخ عليها بعصبية : طـول هالوقت وانتِ قاعدة معاه لوحدك في الشاليه وش تسوين معه كل هالوقت يا حيوانة؟؟

الريم : لا تخافي أنا اعرف أحافظ على نفسي منه .. وما صار بينا شي

مروة : ههههههههههه يعني كل هالوقت قاعدة معاه وش تسوين ؟ تلعبون زاتا مثلاً ؟؟

الريم : قلت لك أنِّي محافظة على نفسي ..وهو مايقدر يسوي لي شي وأنا مو راضية
مروة : تـراك غبية على فكرة ..غبية أكثر من ماكنت أتصور ..وعرف وليد كيف يضحك عليك بكلمتين ...لعلمك تراه يطلع مع عشر غيرك

الريم : هذا كان قـبل بس الحين تغير وما يكلم أو يطلع الا معي أنا ..وهو وعدني بالزواج بس ينتظر حتى يتخرج وأبوه يقتنع

مروة : ههههههههههه انطر يا حمار لين يجيك الربيع ..... انتِ مصدقة أن هالفاشل بيتخرج ؟؟

الريم : وش فيك انتِ على وليد ؟؟ وليد فعلاً تغير مو مثل قبل ..وهو وعدني وأنا مصدقته

كانت رغبة تراود مروة منذ زمن وهي تخريب علاقة وليد بالريم ، تعلم بنية وليد الصادقة وأنه حقاً فاتح والده عن رغبته في خطبة الريم ، ولكن فكرة تخريب علاقتهما تزداد يوماً بعد يوم ، وقد جاءتها الفرصة الآن : وليد اخوي وأعرفه أكثر منك ... وانتِ ماتعرفينه تراه يضحك عليك

الريم : مروة لا تتكلمي معي بالألغاز عندك شي قوليه بصراحة

بدأت مروة بسرد ماضي وليد السيء وعلاقاته المتعددة مع الفتيات المستمرة الى الآن، وأخبرتها أيضاً عن تلك المرأة "خيال " ، وقامت باختلاق بعض القصص المزيفة لتزيد الطين بلَة.ـ

تغيَر وجه الريم وبدت عليه معالم الضيق وبللت الدموع وجنتيها ، وتتشوه صورة وليد في عقلها ، قالت بصوت مقهور : توصـل فيه الحقارة أن يـنام مع بنـات ، انا كنت أدري من قبل ان مغازلجي بس ماتوقعت لذي الدرجة ، هو قال لي ان انا الوحيدة اللي دخلني معه الى الشاليه ، يعني كان يكذب علي ؟؟

مروة : حبيبتي أنا قلت لك من قبل وحذرتك منه .. قلت لك انه واحد حقير ونسونجي وكذاب وفوق هذا مدمن خمر .. بس انتِ الغبية اللي ماشية وراه

الريم وهي ترفع صوتها الباكي : هو قال لي ان تغير عشاني ..طيب انتِ وش دراك ؟؟ مو معقوله يكون قال لك كل هذا ؟؟

مروة : أي هو صحيح ما قال لي .. بس انا مريو ما تخفى علي خافية ..خصوصاً وليدوه ..كل شي أعرفه عنه ..مفضوح حتى لو حاول يخبي

الريم : طيب يمكن تـاب .. هو قال لي ان تغير مروة هو قال لي ان بيتزوجني ..وانه تغير يمكن يكون صادق

مروة : اففف بتظلي طول عمرك غبية مافي فايدة منك ... اتصلي له خلينا نتأكد ..اتصلي له واسأليه وينه فيه ؟؟ نشوف وش بقول لك

أخرجت بجوالها من حقيبتها ، امسكت به و اختارت اسمه المدرج في قائمة " المفضلة " ،وضعت المكالمة في وضعية " سبيكر " انتظرت للحظات ثم أجابها : الو هلا حبيبتي

الريم وهي تحاول أن يبدو صوتها طبيعياً : ولـيد وينك فيه ؟؟

أجابها : أنـا في المكتبة رايح اشتري كتاب للجامعة .. تعرفين ناوي اتخرج هالسنة وما احمل مواد عشانك .. تبغين شي حبيبتي ؟

الريم : لا سلامتك بس كنت بتطمن عليك ... بكرة أشوفك حبيبي .. يلا بسكر الحين لأن امي تتصل باي

بعد أن أغلقت الخط ، نظرت الى مروة باستنكار : وش رايك ؟

مروة : يلعن شكله السيد رومانسي يعرف كيف يكذب .. انا بثبت لك الحين انه كذاب اصبري علي.
أمسكت بجوالها ووضعته " سبيكر " ثم جاءها صوت وليد : مريو وش تبغين ؟؟ قولي بسرعة مب فاضي لوجهك

مروة : عند مين السهرة الليلة ؟ اليسا والا جريتا ؟ واللا يمكن طالع تتعشى مع الحب القديم سلوى ؟

صمت للحظات ثم قال بارتباك واضح : انتِ وش درَاك ؟؟
نظرت مروة الى وجه الريم الحزين ، وملامحها التي تعتصرها بضيق وبدأت الدموع تنهمر من عينيها من جديد .ـ

غيرت وضعية الجوال الى خاص ، وقالت : مو مهم من وين عرفت ، بس انتبه الى الريم لأن احسها شاكة في شي ... بس قلت انبهك لا غير ويلا باي


اقتربت من الريم التي تبكي بهستيرية وتصرخ : حقـيير .. أنـا كيف صدقته ؟؟ نذل وكذاب ..الله يلعنه .. كذاب


امسكتها من يدها تحاول تهدئتها : بس خلاص لا تبكين .. زين انك عرفتيه على حقيقته قبل لا يستغلك أكثر

الريم بصراخ وصوت منتحب : كيف قدر يكذب علي ويستغفلني .. وانا الحيوانة مصدقة انه يحبني و يموت فيني ...وهو كان طول الوقت يكذب علي

مروة : تراه ماضربك على ايدك وجبرك انك تطلعين معه ...كل شي كان بارادتك .. يعني وليد صحيح حقير ونذل بس ترى مافي الا الغبيات أشكالك يمشون وراه ويصدقونه .. وللأمانة هو عمره ما جبر أحد على شي .ـ

الريم : خلاص مروة الي فيني يكفيني لاتزيدين علي ... ادري انك حذرتيني ونصحتيني من قبل خلاص تكفين اسكتي

مروة بملل : طيب امسحي دموعك ووقفي بكا .. والله مايسوى تسوين كل هالدراما عشان وليد

الريم وهي لازالت تبكي وتنتحب : أنا أوريك فيه الحقير ... باشربه من نفس الكاس ..بنتقم منه بنفس طريقته الحقيرة

مروة باستنكار : وش قصدك ؟؟؟؟

الريم : بامثل ان اخونه ... ومع صاحبه بعد .. باخليه ينقهر ويذوق طعم الخيانة

مروة : أقول اهجدي بس ولا تجني ...تراه مجنون ومب صاحي عادي السالفة تنقلب عليك في الأخير

الريم : يعني وش بسوي لي مثلاً ؟؟ ما يقدر يسوي لي شي .. وأنا خلاص عفته ما ابيه

مروة : الريم ياغبية...لا تنسي ان هو رجال وانتِ بنت ... هو لو وش سوى وفعل يظل رجال و شايل عيبه وماراح يأثر عليه كلام الناس ... بس انتِ أي كلام يطلع عليك راح يضرك ويضر أهلك وسمعتك .. و وليد واحد مجنون ماتتوقعين ردة فعله وش راح تكون ... عادي يفضحك أو يطلع عليك كلام او ممكن يسوي شي أعظم ... افتهمي يا بقرة

الريم وقد احمَر وجهها وبهتت عينيها من كثرة البكاء : يعني تبغيني أسكت له ؟؟؟ كل اللي سواه لي وأسكت له وكأن عادي ما صار شي ؟؟

رن جوال الريم ليقطع عليهما حديثهما ، أمسكته الريم لترى أن المتصل هي والدتها ، مدته الى مروة : هاذي أمي ارفعيه انتِ ما اقدر اكلمها وانا بهالحالة

مروة : وش أقول لها ؟

الريم : قولي لها انِّ بنام عندك الليلة .. ما اقدر ارجع البيت وانا كذا أكيد امي بتلاحظ علي

مروة : لا تدخليني بينك وبين أمك .. وعلى اساس امك مررة تحب قعدتك عندي هنا ..اتفاهمي معها انتِ

الريم : ما تشوفين حالتي ؟؟؟ قولي لها انك قاعدة لوحدك في البيت وما بتقول شي تكفين مروة

نفذت كلام الريم وهي تتنهد وصبرها يكاد ينفذ ، وضعت الجوال على اذنها وهي تبرر : هلا يمه .. أنا قاعدة لوحدي في البيت ..ابوي مسافر ومافي احد ف البيت غيري معليش تخلي الريم معي الليلة .... لا حتى وليد مب في البيت .. طيب ..طيب .. مع السلامة




*




في صباح اليوم التالي ، كانت الريم كالمجنونة ترمي بكل شيء تراه أمامها على وليد المذهول من تصرفها ، كان جالساً في ركن الإفطار يتناول فطوره ثم جاءت هي وداهمت وجبته، قامت بتفريغ صحن البيض المقلي على الطاولة ثم رمت به ليتكسر على الأرضية الرخامية ، ثم بدأت تنهل عليه بوابل من الشتائم .

ولم تبقى آنية أو تحفة أو صحن أو ملعقة على طاولة الطعام إلا وقذفته نحوه وهو يحاول تفادي ضرباتها العشوائية ، نطق بصراخ محاولاً فهم المغزى من جنونها المفاجئ : الريم ... اهدي وخلينا نتفاهم .. وش فيك انتِ انهبلتي ؟؟

قاطعته وهي ترمي بالتحفة الفخارية نحوه ، حاول تفاديها ولكنها تهشمت على ساعده ، مسببةً جرحاً غزيراً ، وقفت تنظر الى جرح ساعده الدامي وهي تلتقط أنفاسها ، قالت من بين دموعها بصوت
يشبه فحيح الأفعى من شدة القهر الذي يعتصر قلبها ويجثم على أنفاسها : أنت كنت طـول هالمدة تكذب علي .. وانت تنام كل ليلة في حضن وحدة غير .. وتقول نفس الكلام اللي تقوله لي لغيري

اقترب منها وهو في صدمة من كلامها : مين اللي قالك هالكلام ؟؟ هالكلام مو صحيح ..انتِ الوحيدة في حياتي

صرخت : يكفي كذب ...خلاص يكفي كذب ..أنا عرفت كل شيء ..وعرفت كذباتك الحقيرة كلها

اقترب منها واضعاً يديه على كتفيها ،يحاول تهدئتها برفق ، ابتعدت عنه بتقزز : لا تلمسني ..ولاتقرب مني يا حقير ..وترى مو بس انت اللي تعرف تخون ..أنا بعد أقدر .

قطب حاجبيه باستنكار : وش قصدك ؟؟

ابتعدت عنه وهي تركض مغادرة متجهةَ الي الباب الخارجي ، رفع صوته منادياً لها : لحظـة الريم !!
تجاهلته وهي تصفع بالباب بقوة .ـ




كانت مروة تجلس على طرف الدرج ، تابعت شجارهم بصمت وهي تحاول كتم صوت ضحكاتها ، وكأنها تتابع مسلسل خليجي مكرر ، قامت من مكانها بعد أن خرجت الريم ، اتجهت الى الوليد الجالس على الأريكة ، وجبينه يتكئ على كفه ، محدقاً في الا شيء ، ومعالم الضيق متضحة على وجهه ، جلست بجانبه وهي تحاول اخفاء ابتسامتها اللعوب ، قالت بكل أريحية : وش فيها انجنت ؟

ثبَّت نظراته الغاضبة عليها وقال بتهديد : انتِ وش قايلة لها ؟

رفعت كتفيها بلا مبالاة وهي تقول بهدوء : ما قلت لها شي ..بس هاذي سمر حبيبتك السابقة تذكرها ؟؟ ..اتصلت لها وقالت لها عن كل خياسك القديم والجديد بعـد قالت لها كل شيء وبالأدلة القاطعة

رجع برأسه الى الخلف ، تنهد بعمق ثم قال : هذا اللي ما حسبت حسابه ..،.أردف بنفس النبرة اليائسة : قالت لي " مو بس انت تقدر تخون ..أنا بعد اقدر "

مروة : ماعليك منها ..كذابة بس تبي تقهرك بهالكلام
قال بتساؤل : متى بيرجع أبوك من شهر العسل ؟

مروة بعد تفكير : الاسبوع الجاي على حسب علمي
وليد : لازم يوافق سامي ويقتنع بهالزواج ...والا بخسرها



*



تختلط الأحاسيس الباردة والمشتعلة داخلها ، تريد ان تعاقبه بالمثل ، تريد ان تنتقم لكرامتها وحبها الذي خانه ، أمالت برأسها وهي تتحدث بالجوال وتقول بغنج : أنـا معجبة سرية

جاءها صوته الرجولي الضاحك : طيب قولي لي انتِ مين ؟ وش اسمك ؟
الريم بضحكة : لا تستعجل بتعـرف قريـب
سلطان : بس ما يصير كذا ..انتِ تعرفيني وأنـا ما أعرفك
الريم : قاعدة افكر بمكان عشان نلتقي فيه قريب وتعرفني
سلطان بلهفة : يا بعد عمري .. متى ؟
الريم : اممم ما ادري بتصل لك قريب وبحدد معك مكان
أغلقت المكالمة وهي تضحك : خـروف ..بكلمتين جبت راسه


*

بعد أن عاد من سفره مع زوجته ، قضى شهرين بأكملهما متنقلاً بين دول أوروبا مع عروسه ، في هذين الشهرين عرفها أكثر ، ياسمين فتاة فطنة ويغلب عليها طابع الحزن الذي لا تحاول اخفاءه وتتظاهر بالغرور والكبرياء رغم بساطتها .
تتظاهر بالغرور وتحاول أن تبدو فخورة ومكابرة وتبين له أنها تعرف كل شيء و لكنها لا تستطيع اخفاء نظرات الانبهار التي تهاجم وجهها حينما ترى أشياءً لم ترها الا معه ، فهذه المرة الأولى التي تركب فيها طائرة وتبتعد خارج حدود المملكة ، وترى طبيعية أوروبا الساحرة وحضارتها المعمارية الآسرة ، وكان هو سعيداً برؤية تعابير وجهها الفرحة المتفاجئة ، كان منجذباً اليها انجذاباً شديداً ويشعر أنه عاد الى أيام شبابه معها ، .ـ


لم يمر يوم على عودته من سفره وها هو وليد يفاتحه في نفس الموضوع للمرة المئة ربما ، استمع لكلام ابنه حتى انتهى ، نظر الى ملامحه الجادة بعض الشيء وهو يختم كلامه بقول : يُبه أنا أوَل مرة أكون جاد وصادق لدي الدرجة

أجابه بهدوء وهو يحاول أن يكون كعادته ، فهو لا يحب ان يستخدم نبرة قاسية او غاضبة مع ابناءه : تدري يا وليد انِّ دائماً كنت احاول ما احسسكم انِّ أبوكم .. احاول اتعامل معاكم وكأني صديق

ضحك وليد ضحكة قصيرة تدل على الاستخفاف وقال بشيء من اللوم : في هاذي ضبطت معك كثـير

سامي بنفس نبرته الهادئة : تبي تخطبها روح اخطبها بروحك .. أنا ما احط ايدي في ايد ابوها ..أنا كم مرة فهمتك موقفي اتجاه ابوها ومشاكلي معه ..هذا عادل واحد نصاب ونذل ..تزوج خلود أرملة عمك وأقنعها أن أنـا أكلت حقها وحق مروة ..وما سلمتهم الورث كامـل .. مفهمها أن أنـا حرامي وسرقتهم .. وخلاها ترفع علي قضايا .. بس لأنه كذاب ما كسبهم .. وبعدين بدت المؤامرات والمشاكل .

قام من مكانه وهو ينهي كلامه مع وليد : تبي تخطبها أنـا ما اوقف في طريقك روح اخطبها بس لا تقول لي ان اجي معك

ذهب من أمامه ، ووليد يرمقه بنظرات يائسة ، عديمة الحيلة ، وكأنه قد وصل الى طريق مسدود ، لا يمكنه أن يخطب الريم بدون والده ، ووالده لازال مصِّر على رأيه ، نهض وهو يريد أن يختلي بنفسه ، يريد أن يسقي كبده ويذهب عقله بذلك السم الذي أدمنه ، فانه يجد في ذلك راحته وهروبه من ذلك الطريق المسدود .ـ




قبل أن يخرج ، أمسكت مروة بذراعه وهي تمنعه : وليـد يكفي أدري انك بتروح تشرب ..ارحم نفسك شوي
زفر بضيق : المشكلة أنها مو مصدقة انِّ كلمت ابوك ..تفكرني أكذب عليها وأماطـل
مروة وهي تقف أمامه : تبي الصدق ؟؟
وليد : غردي
مروة : انت مو وجه زواج .. حتى لو تزوجتها كلها كم يوم ويرجع مسلسل الخيانة اللي ما ينتهي
أزاحهـا من طريقه وخرج، غير مكترث بما تقول

*


في عطلة نهاية الأسبوع وفي أحد المجمعات التجارية الواسعة ، الأسواق تصبح من أكثر الأماكن ازدحاماً في العطل ، وكأن الناس لا تجد مكاناً آخر يأويها ، ضجيج وازدحام من كل حدب وصوب

كان وليد يجلس على طاولة في مقهى مفتوح وحيداً ، كان المقهى مقابلاً لمتجر للملابس النسائية ، حيث كان يراقب الريم من مسافة شبه قريبة ، كانت متلثمة بجزء من طرحتها ، ولا يظهر منها إلا عينيها الفاتنتين وحاجبيها المرسومين ولكن هذا لا يمنعه من معرفتها ، سيميزها حتى لو كانت ترتدي درع حديدي كامل

مرَ شهر على خلافه معها ، وهي لازالت ترفض الحديث معه ، ولازال والده مصِّر على رفضه ، ومنذ ذلك الحين وهو يراقب تحركاتها من مكـان لآخر .ـ


كانت تتقلب الملابس المواجهة لها وهي ترمقه بنظرات حادةَ تحذيرية ، ابتسم لها بسخرية ، قام من مكانه بعد أن دفع فاتورة القهوة التي شربها ، دخل الى المتجر و وقف موازياً لها ، لا يفصله عنها إلا طاولة عرض الملابس ، قالت بصوت أشبه للهمس وهي تشيح بوجهها جانباً : في كل مكان أروحه تطلع في وجهي ..وجهك ممسوح ببلاط كم مرة قلت لك ما أبيك؟

أخذ يقلب الملابس الموضوعة على الطاولة ثم قال وكأنه يحدث نفسه لكي لا تنجذب الأنظار نحوهما : لو ما أحبك وأغليك ما شفتيني اطلع لك في كل مكان ، أكمـل وهو يدندن : في كل مكان أطلع لك يمين يسار أطلع لك ..فوق تحت أطلع لك ما تقدر تراه

قالت وهي تتجنب النظر في وجهه بصوتها الهامس ذاته : شفت رجال الهيئة اللي واقفين هناك ؟ اذا ما ذلفت الحين بروح أشكيك لهم ويجون يجرونك قدام الناس مثل التيس

تراجع الى الخلف وهو يضحك ويحاول استفزازها ، ارتطم جسده من الخلف بطفل صغير ، التفت ليجد والدته تصرخ في وجهه : انت ليه ما تمشي مثل الناس ؟؟ استغفر الله العظيـم


همست الريم في داخلها " غبي " ، أخرجت جوالها من حقيبتها الصغيرة ، التفتت لتجري مكالمة مع سلطان ، ستنفذ الخطة الآن وأمام عيني وليد ، وستجعله يتجرع طعم الخيانة من ذات الكأس ، قالت بصوتها الناعم : الو حبيبي وينك ؟

جاءها صوته المتحمس : وأخيراً بلتقي فيك واشوفك.. أنا جالس في المقهى اللي اتفقنا عليه
الريم : طيب جاية لك الحين


عاد وليد لمقعده في المقهى ، ينظر الى ملامح الناس المبهمة حوله ، شكَّ في هوية شاب يجلس أمامه يرتدي قميص أزرق مقلَّم ، كان الشاب يعطيه ظهره لذا لم تتبين له ملامحه ، غاصت تعابير وجهه في صدمة وهو يرى الريم تقترب من ذلك الشاب وتتحدث معه ، قام من كرسيه ليتأكد من شكوكه ، وكان ذلك الشاب هو صديقه سلطان ، مرَت كلمات الريم السابقة في عقله " مو بس انت تقدر تخـون أنا بعد أقدر " ـ، شعر وكأن ماء باردة كالصقيع تُصب على رأسه ، لقد كانت تعني تلك الجملة حقَّاً!!، لم تكن مجرد جملة قالتها بسبب حالة غضب ، بدأت الأفكار تتدفق الى عقله بجنون ، منذ متى وهي معه ؟ ، ومنذ متى يستغفله سلطان بهذه الطريقة الدنيئة ؟؟ ، لقد باح له بسره وهو حبه ورغبته في الزواج من الريم وها هو الآن يخرج معها !!!!!ـ

كانت الريم ترمقه بنظرات جانبية منتصرة ، بينما سلطان ينظر الى الريم ويحادثها غير منتبه لوجوده ، لم يشعر إلا برجليه تأخذانه بعيداً عنهما ، تجاوزهما وهو يشعر بسكـين تنغرس في قلبه وتجرح كبرياءه ، وكمثل انتزاع تلك السكين من قلبه قام بحركته ، وقف أمام رجال الهيئة وهو يتحدث بصوت خالي من المشاعر : السلام عليكم يا شيخ ..أنـا ابي أبلغ عن اثنين طالعين مع بعض في خلوة غير شرعية

استدار له رجل الهيئة الملتحي وقال بوقار : وعليكم السلام ... انت متأكد من كلامك ؟

وليد : متأكد .. أنـا ما اقدر اشوف الغلط وأسكت .. أهم شي عندي أعراض الناس ما تنرمي بالباطل

أشار لهم ناحية المقهى ، حيث تجلس الريم مع سلطان وهما يتبادلان الأحاديث ، اتجهوا رجال الهيئة اليهما وبدأوا في التحقيق معهما ، وارتفعت الأصوات ، كانت الريم في موقف لا تحسد عليه ، كان الرعب يسيطر عليها وكذلك كان سلطان .ـ

أما وليد فخرج من المجمع وهو في حالة من الصدمة ، في حالة من " الا شعور " .ـ


*



" تدري أن الريم قضت هاذيك الليلة كلها في مركز الهيئة ؟؟ انت دمرتها "

يجلس على الكنبة في غرفته يستمع الى حديث مروة الذي لا يخلو من العتاب ،يستمع اليها وملامحه في شرود ويعتليه صمت مريب ، أكملت حديثها : عمي عادل منهار من اللي صار وحتى أمي ، والريم اعترفت لأمي بكل شيء وقالت لها كل شيء كان بينك وبينها وقالت لها بعد أن انت اللي بلغت عنهم الهيئة ، واتصلت لي أمي وما ظلت كلمة وسخة ما قالتها لي ، قلت لك صح ؟ عن ان الريم وسلطان أساساً ما بينهم شي وهو ما يعرفها ، وهي سوت كذا بس عشان تقهرك .ـ

قال بهدوء: و سامي عرف باللي صار ؟

مروة : أكيـد عرف ، أكـيد امي اتصلت له وقالت له عنك .. بس كالعادة كلام أمي ما يهز شعرة من راس ابوي .. فهو مطنش لك ويسوي نفسه ما يدري
قالت بتساؤل : انت ليه ما تفكر قبل لا تتهور ؟

وليد : لمَّا شفتهم مع بعض ، كنت احس وكأن سكين انغرست في ظهري ، كان في بالي بس انِّ انزعها منِّي وارتاح
مروة : وارتحت الحين ؟
زفر بضيق : لا
مروة وهي تبعد عينيها عنه : الريم بتتزوج من خالد
وليد : ميـن خالد ؟
مروة : هذا واحد من أقرباء عادل .. خطب الريم من قبل أكثر من مرة بس هي كانت ترفض .. بس الحين ما تقدر ترفض بعد اللي صار

تمتم بكلمات متقطعة وكأنه يؤنب نفسه : أنـا واحد حقير ..ونذل ..ما اقدر اتغير ..ماهو بيدي ضيعتها وأنا ضعت بعد .... اصلاً انا ضايع من زمان .. وما ادري ويني

قامت من مكانها وهي تهز رأسها بأسف ، قالت بضيق : سكران صح ؟؟ الله يعينك على نفسك

امسك بهاتفه يكاد يعتصره في يده وضغط على ازراره بقوة لم تكن الا ثواني حتى جائه صوتها الانثوي الحزين : انت شتبي أكثثر مو حرام عليك
وليد : رييم انتِ اللي حرام عليك خلينا نحل الموضوع تكفين
الريم بصراخ : لييييييش ؟؟ انت خليت عندي حل ثاااني وليد انت دمرتني دمرتنيييي الله ينتقم مننك الله لا يوفقك
وليد برجاء : رييم انا ماكان ودي توصل الامور لهنا صدقيني خلينا نشوف حل ثاني ريم انا ماقدر استغني عننك
الريم : ههه بعد ايييش ؟؟ الحين عرفت قيمتي بعد ايييش ؟؟ قولي بعد ايششش ؟
وليد : رييم مو بس انا اللي غلطت انتِ بعد غلطتي بحقي وانتِ عارفه هالشي زييين وانا سامحتك انت لازم تعطيني فرصة
الريم : على فكرة انت اوسخ وانذل واحد شفته بحياتي لاعاد تتصل مررة ثانية مابي اسمع صووتك يكفيييي
اغلقت الخط ، تجمع الدم في وجهه واخذ يتنفس بسرعه
القى بالهاتف على الجدار بقوة حتى تساقط قطع متناثرة على الارض


انتهى


~FANANAH~ 25-09-16 09:12 PM

رد: وهل ينتهي الحب ؟! (روايتي الاولى )
 
تُغلق الرواية لحين عودة الكاتبة ()..


الساعة الآن 12:39 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية