منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   [قصة مكتملة] هذه دُنياي (https://www.liilas.com/vb3/t202178.html)

auroraa 10-05-16 05:27 PM

رد: هذه دُنياي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3608109)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يا هلا والله اسفرت وانورت بوجودك معنا ..

رح ارجع بتعليق بعد ما اقرأها واعذري انشغالي هاليومين..


*تم التثبيت*


تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

حبيبتي منور فيك .. نورتيني الله يسعدك

تسلمي والله ما قصرتِ معي ابداً وتعبتك وياي

ان شاء الله تعجبك الرواية وتروق لذوقك

auroraa 13-05-16 02:29 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الواحد وعشرون
رباه !!! وكأن أبواب السماء شُرِعّت ،
وجلجل بها الرعد يُخرس الآذان والأفواه ،
من الثرثرة ،
والريح تعوي بألم كما لم تعوي من قبل ،
و كأن الأرض اهتزت وربت من تحت قدميه ،
هل يشعر أحدٌ بهذا الزلزال الذي اخترق الأرض ليسقط الجميع في الخندق يصرخون بفزع مما حدث .
مابال جسده يرتعش ويختض كالغربال من رأسه إلى اخمص قدميه ،
صدره يعلو ويهبط بعنف وعينيه مُحدقه للأمام بصمت
مذهول دون أن تتحرك ، وترك عاصم يأن بوجع
أمامه على الارض ، وتعود له ذرات العقل وهو يتذكر تلك الجُملة ابنه خاله تصرخ مُحاوله إيقاف عاصم عن انتهاك جسد حبيبته .
" اتركها ليليان اختك ، اختك ، اختك " .
هل قالت ذلك لكي توقفه فقط عن مجونه وحقارته
ام ان حبيبته هي حقاً اخته ولكن كيف ماذا عن تلك التحاليل ؟؟!
قفز لذاكرتهم تلك الصورة التي شبهها بها بخاله
ولم يعبأ لها في يومها لانه لم يُدقق بها كثيراً عندما اختلس النظر وتراجع فور ادراكه لخطأه .
قطع استرسال أفكاره صوت خاله المصدوم .
: ذياب وش صار ليه سويت فيه كذه .
التفت بجسده الصلب وهو مُتشنج مما حدث اليوم
كان على هذا اليوم ان يكون يوم فرحته وسعادته
ولكنه لم يكن قال بهدوء .
: دخلت أتصور مع مرتي ولقيت هالكلب فوقها بيعتدي عليها تخيل يعتدي عليها وهي صارت زوجتي واحتمال تكون بنتك يا خالي بس بتأكد اول .
فغرت كلٌ من يارا وَعَبَد الكريم فاههما بصدمه شلت أطرافهما من خبرين الاول عاصم ومافعل والثاني ثقه ذياب ببنوه عبدالكريم لليليان ليهمس الثاني ببهوت لم يتجاوز صدمته الاولى بعد ليستوعب الثانية .
: اذا كذه ماعاد لك لوم قلبي كان حاس انك ما تفتري فيه عن عبث .
نظر ذياب لوالدته ببرود..!!
: يمه شوفيلي طريق بروح أطمن على ليليان .
لم تزل الصدمة على وجهها المُـشع بالجمال الآخاذ مع عمرها الذي تجاوز الثلاثين بمراحل ، وهمست .
: روح يمه روح ما في احد بطريقك .
خرج ابنها من هنا لتهبط دمعتها على وجنتها اليُسرى من هُنَا كخطٍ يَحكِي قصه عذابها ومآسيها بهذه الحياة
وكأن كل شي انتهى ،لم يعد له اي طعم او لذة ، مراره هذه
الأيام تسري كالحنظل بحنجرتها ، تجرحها وتُسممها لتقضي على اخر املٍ لها بالحياة .
بين الضوضاء والإزعاج داخل قصر عائله الذيب لم تنتبه النساء للرجل الذي كان يهرول صاعداً الدرج بعجله من الباب الخلفي للمطبخ ولحسن الحظ ان نساء هذه الطبقات لا يتطفلون على المطبخ وماذا يُعدُّون أهل المنزل به ، الا من امرأه كانت تقف عند دوره المياه القريبة من الدرج وقد فُزعت من رؤيه الرجل الذي دخل دون استأذان أمامها لتشهق مُتطلعه لظله الذي اختفى على الدرج ، حسناً لم تأبه كثيراً اذ انه واضح على شكله الفزع من تلك الأصوات التي صدرت من الأعلى و أحدٌ ما قد اتصل به ، خطت بخطواتها لغرفه الجلوس تهمس لإحدى قريباتها .
: استأذني من ام عبدالكريم عشان نطلع شكلهم عندهم مصيبه فوق .
شهقت قريبتها : الله يستر خليني اروح أكلمها عشان نطلع .
ارتدت الفتاتان عبائتهما وهمتا للخروج واوقفها صوت طنين سيارات الشُرطة قُرْب القصر بل قد دخلت السيارات عبر البوابة الحديدية المفحورة بروسمات فيكتوريه لتُذهل الاثنتان وتعودان ادراجهما من الخوف وتهمس إحداهما .
: يممممه شفتي الشرطة جايه الله اعلم وش ورى هالناس حسبي الله توك متعرفه على بنتهم وامي كانت ترفض رفض قاطع نزور احد ولو نعرفه من سنين ، من بلاوي الناس التسمع فيها وتخاف علينا نتورط معهم شفتي شلون يا الغبيه انت وزنك وضغطك عليها وملكه ومدري ايش وما في شي بصير و يخوف هذاها جت الشرطة الله اعلم وش مسوين من مصايب ......
كانت تسترسل بحديثها و هي تستمع لثرثره اختها،
وقلبها يزبد ويهبد بانفعال ما الذي جعلها تستجدي عواطف والدتها للموافقه على زيارتهم ما اهميه هذه الملكه لها لتورط نفسها هنا كانت والدتها مُحقه بخوفها عليهم وعدم موافقتها لزيارته اي احد غير موثوق ولكن ما حدث قد حدث وانتهى ، رباه فالتمر هذه الليلة على خير .
كان يقف بسيارته المستأجرة خلف سيارات الشرطة عينيه الحادة تخترق سيارات الشرطة التي تُداهم قصر الذيب
ليس من اجل عائله الذيب بل من اجل تلك العائلة الفقيرة
التي اكتشف انهم يعيشون هنا ، عاد بذاكرته لقبل عده ايام عندما كان يستفسر عن أهل البيت الذي قام بزيارته وبعد مُحادثته مع مستأجره عن مُلاكه
*
اشتم رائحة قذرة جداً تنبعث من حديقه المنزل الصغيرة جداً جداً والرائحة مُنتشرة بقوه في الأرجاء ، عبس بوجهه اكثر قائلاً
: من متى ذَا الريحة هنا .
المُستأجر بعد ان تعدل بوقفته عبس هو الآخر
: شفت شلون يعني شامم الريحة مادري وش فيها ومن وين جايه حالياً أدور بيت جديد قرفنا منها راحت فلوسي وانا اجيب مبيدات حشرات واشياء تبعد الريحة ماكانت فيه يوم سكنا البيت بدت تطلع بعد شهر .
أومأ تُركي بتفهم وهو يعرف هذه الرائحة جيداً ، انها رائحه من انتقلوا للبرزخ ، حيث هناك عالمٌ اخر لا حياه فيه
عالم بارد كالصقيع ، كل شخصٍ يبقى فيه لا انيس لوحدته
، يعرف رائحة العفن هذه جيداً كيف لا يعرفها وهي تمر عليه بين حينٍ وحين اثناء عمله في الطِب الشرعي قال بوضوح .
: معليش بس لازم اقولك شي انا كنت اشتغل في الطب الشرعي واتقاعدت والحين اشتغل بالxxxxات هالريحه اعرفها زيييين مرت علي هي ريحه الجثة التخيس بدون غُسُل او كفن ، ما ودي اخوفك بس احتمال في جثه بالحديقة .
اتسعت عينا الرجل بصدمه كبيره وذهول غير مُصدق ليأخذ عائلته فوراً لأهل زوجته ، ويعود وقد وجد الشُرطة هناك تحفر الحديقة ويُخرجون الجثة منها ، غثت معدته وهو يُفكر انه يعيش بمنزل لمده شهر واحد بدون رائحة و شهرين كاملين بهذه الرائحة البشعة وقد فكر للتو ان ينتقل منها وقد دُفنت به جثه فاحت رائحتها من تحت التُراب لانها لم تُدفن عميقاً ، لاعت كبده وهو يُخرج ما بجوفه مُتذكراً لعب اطفاله ودوسهم على التُراب والركض فوق الجثة ، ويترنح جسده ويسند ظهره على السيارة ناظِراً للرجل الذي اكتشف ان الجثة لوالده .
***
مُرهقاً جداً يحتاج لكميه وافره من النوم كي يرتاح وينسى همومه ، يُرِيد الاستلقاء بحضنها والتمتع بحضنها وبشره كفه تُلامس بشرتها الحريرية ينسى كُل شيء بين ذراعيها ، عاد من المستشفى بعد ان اطمأن على شقيقته بين أيدي زوجها تخنقه الغصة بما فعله والده لها بكل عنف
لم يُراعي انوثتها وضعفها ورقتها ولكن ستحاسبه الشرطة ويحاسبه الله على جُرمه .
دخل المنزل المظلم وأظلم وجهه اذ ان حبيبته ما تزال غاضبه منه لا يلومها على غضبها ولكن هذه الفتره يحتاجها ويحتاج لتفهمها له ومساندتها ولكن يبدو انها قد نامت ونسيته ، ولج لغرفته ورأى الأضواء مُشتعله بخفه لتنير جزء بسيط من الغُرفة جو هادي رومنسي كما يرغب الآن وكأن حبيبته فهمت حاجته لها ،
ولكن أفكاره طارت ادراج الرياح تماماً وهو يرى وجهها العابس منذ ان وقعت
عينها على عينه وصدمته بكلامها القاسي المُنمق وكأنّها بقيت تُفكر به كل هذا الوقت ماذا تقول فور رؤيته ؟؟!
ليال باستفزاز : لا و الله كان تأخرت اكثر ولطعتني هنا انتظرك ترجع نكمل كلامنا الناقص
جلس بهدوء يُرخي رأسه على الأريكة وأسبل اهدابه واضعاً ذراعه على عينيه ويقول بتعب لم تلحظه بصوته من حنقها وغضبها عليه .
: ليال تكسري الشر اليوم بنتفاهم بعدين .
ليال بغضب وارتفع صوتها عليه كما لم يرتفع من قبل
: لا مو ساكته مو بكيفك تتكلم وقت ما تبغى وتسكتني وقت ما تبغى اجل انا ودك تتزوج علي وتجيب على راسي ضره وتقول انك تحبّني يا الكذاب .
غضب هذه المره لم يستطع ان يُداريها وهي ترفع صوتها عليه وتتهمه بالكذب بمشاعره تجاهها لينهض بحده على قدميه رافعاً صوته هو الآخر
: ليال موب انا التكذبيني بحبك قلتلك الصار كنت مجبورور تدري وش يعني مجبور ارضي أمي ولا تغضب علي وما قلتلك عشان لا أأذيك وأجرح مشاعرك الغاليه علي وتراني ما تزوجت ارتاحي يعني .
بعنف : حتى ولو يكفي انك كنت تفكر ومكلم صديقتي الهي بعد خانتي وكانت بتوافق عليك وبعدها تجي بسهوله تدور رضاي واطبطب عليك ما حزرت .
عضّ باطن شفته وقال بجفاف : بكيفك ما احتاجك تطبطبي علي نامي الحين نامي الله يصلحك بس
خرج من الغرفة رازعاً الباب خلفه لتنتفض وتسري رعشه بعروقها وهي تعبس بحزن عن المكان الذي سيذهب اليه الآن بعد ان تشاجرت معه وتسببت بخروجه حانقاً غاضباً منها .
بعد ساعه كانت تنام على فِراشها وجسدها يهتز بقوه وهي تحاول كبت دموعها وتهمس بداخلها
" لا تصيحين يا الغبيه ما يستاهل راح وتركك هنا "
ثم أطلقت شهقة قويه لتسيل معها دموعها على وسادتها وتُبللها
***
غبش الليل وبدأت خيوط الفجر بالظهور عبر الستائر الشفافة تُنير جزء من تلك الغُرفة المُظلمة الباردة كالصقيع
خاليه من الأرواح ، يتجنب الغرفة سرير مُفرد عليه ملاءات بيضاء ناصعة ناعمه الملمس في سقفها عُلق تلفاز بلازما يُمكنه الاختباء داخل السقف عبر جهاز التحكم ، امام السرير انتصبت طاولة خشبيه تحمل عده باقات من الورد الطبيعي فاحت رائحته بالغرفة ، وبجانبها برادة تحفظ الطعام والشراب بارداً ، وبجانبها الأيمن استقرت طاولتين يمينها تحوي هاتف المشفى وأمام الطاولة ، انتصبت حديدة تحمل غِذائها الذي يجري بأوردتها واجهزه اخرى لقياس الضغط وما شابه ويسارها ، استقرت طاوله أُخرى تحمل باقه من ورد التوليب الذي تعشقه ، يا الله من الذي يعرف بحُبها للتوليب ليجلب لها الباقه المُميزة هذه ؟؟؟! فهي كما تعلم لم يسألها احد او يهتم بما تُحب او تكره ، غامت عينيها بحنان من صاحبه الباقه المجهولة اذ يتضح لاوجود لبطاقه عليها وانتصب أيضاً على الجدار بجهه بعيده بالجناح دولاب كبير يحوي بعض الملابس او الأغراض الشخصية ودوره المياة بممر صغير على الجانب قُرْب الباب ، وامام الدُولاب ارتصت عده آرائك بعده احجام مُكوِنه غرفه جلوس ممتازه الحجم ، هذا الجناح كبير عليها جداً من قام بإستإجاره لها .
ثم صُعقت وهي ترى ذلك الجسد الرجولي الذي تحفظ تقاسيمه من فوق الملابس ، ينام جالساً بشكل غير مُريح على اريكه مُفرده بالزاوية وبشكل مائل يضُم ذراعيه القويين لصدره ، خفق قلبها من رؤيته هو لم يتركها بل بقي معها وبقربها طوال الليل لذلك رائحته الرجولية لم تكن خيال وكانت تبتسم بنومها من تلك الرائحة النفاذة التي غطت على رائحه المُعقمات وعبست بحاجبيها بحزن من نومه الغير مُريح بدون غطاء يُدفئه او وساده تُريح رأسه ليتها تستطيع فعل شي لإراحته ولا كنها لا تستطيع الاقتراب خوفاً من نفوره وثانياً من خجلها ، ارادت الدخول لدوره المياه بشده ولم تفعل اذ انها تخشى ان تُصدر ازعاج او صوت يوقظه من نومه .
بعد برهه تملل بجلسته الغير مُريحه ورمش بعينيه أراد تغير وضعيته بالنوم ولكن عينه سقطت على عينها البريئة وهي تنظر له ورأسها مُستريح على الوسادة وشعرها ينتثر عليها ، ابتسم ، ليدق قلبها مع ابتسامته ويدق اكثر مع نهوضه واقترابه منها ، همس بابتسامه زيّنت شفتيه ببحه من النوم وكم بات شكله مُغرياً بشعره الشعث الغير مُصفف من النوم .
: صباح الخير .
سديم برقه وخجل : صباح النور .
يامان : وش عندك قايمه بدري لِسَّه ما طلعت الشمس كويس .
احمرت وجنتاها : نايمه طول اليوم وشبعت نوم .
يامان : نوم العوافي .
رباه سيُغشى عليها من الخجل بقربه : الله يعافيك .
بللت شفتيها تقول بتردد : سكر المُكيف الجو بارد عشان تعرف تنام ما في غطا ولا شي .
ابتسم بخبث قائلاً : النومة أصلاً هلكت ظهري ما رح اقدر انام مره ثانيه دامي قمت بس في شي يغريني دامك صاحيه وما فيك النوم .
تحرك بجسده قبل ان تطرح سؤالها عن ما ينوي فعله ، يرفع اللحاف الذي تتدثر فيه ليندس بقُربها ويحاوط أكتافها ساحباً إياها لصدره من حجم السرير
ويبتسم لها بجذل مُقبلاً جبينها بجرأه لاول مره وهي واعيه تحت صدمتها من حركته ثم احسّت بشفتيه تطوفان على وجنتها المُقابله له واصله لذقنها ، ثم شعرت بكفها ترتفع بالهواء وشفتيه تحُطان على عِرقها النابض تسمع صوته الأجش .
: وعشان خاطر هالعرق الينبض ما رح اسمح لابتسامتك الغاليه تغيب عن وجهك .
كانت تنظر له بذهول فاغره شفتيها دون ان تعي او تُلاحظ نظراته الجائعة لشفتيها ، كان يُرِيد ان يقاومها لتعتاد على أسلوبه الجديد ولكن كيف يَصْبر ويقاوم وهو يرى شفتيها الناعمتين مفتوحتين بإغراء تدعوه لتقبيلها والتهامها بقوه ، حسناً ليس مُجبراً على الصبر سيقبلها الآن قبله صغيره يروي ظمأه قليلاً ثم لن يرحمها أبداً .
ولكن لم يحدث ما يُفكر به اذ انه مُنذ التصاق شفتين الخشنتين بشفتيها غاب عن وعيه برحيقهما واذهلته هيا بإستجابتها الغير متوقعه لتبادله قـبلته بشغف ويُحَرِّم شفتيه بعنف على شفتيها يميناً ويساراً .
قاطعهما شهقه المُمرضة التي دخلت تتطمأن على مريضتها
ولم تتوقع ان تجدها غارقه في عالمٍ اخر مع حبيبها !!!!!!!!
هل هي حقاً مريضه ؟؟؟!
عض يامان شفتيه وهو يبتعد بعنف فور سماعه الشهقة
ويسب ويشتم بتلك الآسيوية التي لم تفهم ما يقول
وتلك غرقت وغرقت بقاع خجلها واحمر وجهها بشده وهي تشعر بحبيبها يُغادر السرير بهدوء .
***
العاصمة

غامت مشاعره والتبهت بأوجها واشتعلت النار بصدره وهو يودع اخته الحبيبة من تبقت له هُنَا وسترحل هذا اليوم
عنه وعن اهله ،
لتتعس حياته مره أُخرى ، ويُطفئ ضوئها ولا يُوجد من يُنيرها له .
حشر وجهها بين راحتيه وشتان بينه وبين عاصم بمعاملته اللطيفة لأخواته الأميرات ماعدا واحده كانت اميرته لمده طويله ليختفي بريقها ويختفي حُبها من قلبه وتختفي معها ذكرياتها بموتها الذي كان رحمه للجميع و أولهم زوجها من كان عاشقاً لها حد الثمالة ولم تستحق حبه أبداً .
كانت تذرف دموعها على وجنتيها وترطب وجهها بدموعها الغزيرة هامسه بنشيج .
: جواد الله يخليك ما ابغى اتزوجه تكفى يحب ساره يموت فيها مستحيل يحبني او يعاملني زي انسانه بخليني مُربيه لحمودي بس .
بلل شفتيه يمسح دموعها بكفيه وقلبه يتقطع عليها مُصدقاً كُل كلمه تقولها كيف لا يُصدَّق وهو الذي شهد ذلك العشق الذي يُكنه عِز لساره دون ان تُبادله هي مشاعره وكانت تستغل حُبِّه لها بقذارة وكم كانت تُسعد بترامي الرجال عند قدميها القذرتين المُلوثتين بعارها
: حبيبتي اول شي انت زوجته أصلاً عقدتي وبتروحي لبيته ان شاء الله بدون حفلة ورنة يعني ما اقدر اسوي شي الحين ولا قبل وانت تعرفين مُخ أبوي المصمم علو هالزواج ثاني شي انت طيبه وحنونه لا حبيتيه هو بحس بحبك ورح يبادلك عِز قلبه طيب وحنون مو مثل سارة الماكانت تحبه وخلته يُركض وراها زي الكلب ليتنا نقدر نقوله كيف ماتت وملاقينها مع واحد وسخ مثلها ومات معها بس صعب عشانك انت وسُمعتك وسُمعه العائلة لو احد شم خبر والنَّاس البتحكي عنك بسببها هالسِر بيني وبينك بس وما ندري حتى وش رده فعله بس يعرف ما نقدر نتوقع شي منه فمضطرين نخبي على الموضوع .
أومأت برأسها وهي تتذكر تلك الصور الماجنة لأختها مع بعض الشباب ، كيف استطاعت ان تفعل ذلك به للمسكين ؟؟!
ويغفل عنها هكذا وهي تسرح وتمرح من خلفه
وتخون زوجها الذي يُحبها بجنون !!! ويتنفس كل نَّفْسٍ تتنفسه وانقطع نفسه بموتها ، قامت بحرق كُل تلك الصور فالتبقى صورتها نظيفه لدى زوجها على الأقل لا داعي لان تشوه له صورتها بعد موتها ستحفظ ذكراها ، ويبقى لها الله يُعينها على كسب مودته على الأقل .
جواد : يلا تعالي معي بنروح المطار بوصلك هناك وبسافر معكم أطمن على سيدرا والعيال اشتقت لهم وارجع .
هزت رأسها براحه من قدوم اخيها الحبيب معهما على الأقل ستشعر ببعض الراحة بوجوده قربها يمدها بالطاقة اللازمة للمُحاربة ......

auroraa 13-05-16 02:31 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الثاني والعشرون
في ليله أستسرّ بها القمر المُضيء ، يختبئ بضوئه المُشع خلف خيوط الظُلمة ، حيثُ هذه الليلة حقاً لم تكن كأي ليله عاديه ، رباه !! مابال هؤلاء البشر ، قد فقدوا عقولهم من اجل هذه الدُّنْيَا البائسة !!!! وغرقوا برمالها المُتحركة ، وعلِقوا بين غاباتها ، وتشبثوا بأسوارها العالية التي لا تنحني !!!
الله هو من خلقها وحده في سته ايامٍ فقط ، يا الله ما اعظمك وأعظم صُنعك وما صنعت ، صنعها لنعبده بها ونتضرع ونبتهل له ، لا لأن نتحارب للبقاء بها ، وكأن البقاء بها للأقوى ...
لكن لكل طريق نهايه ونهايته تقاديرُ المولى .
تململ على فِراشه ارهاقاً وتعباً و حدقتيه البُنيتين يسبح بهما لون القهوة القاتمة ، ينظر بعمق للسماء الساكنة المُغطاة بستار اسود من الليل الداكن ، عقله سرح بما خلف هذه السماء ، بل وابعد وابعد منها .
يبتسم بأسى وهو يتذكر ابن عمه الوحيد فهذه الليلة ليله فرحته ولم يستطع الحضور وقد اعتذر بسبب ما حدث لأخته روحه وفؤاده ، وليته كان يعلم بالفاجعه التي
حدثت لإبن عمه هذه الليلة في يوم فرحته .
مازال يتمطى ويتقلب على فِراشه ، يشتمُ رائحه الوسادة التي بقربه ويُدخل رائحتها لعُمق انفاسه ولكن لا يستطيع النوم بدونها ، رائحتها لا تكفي لإسكاره وغفوته إن لم تكن صاحبه الرائحة بين ذراعيه ، تأفف وهو يقلب جسده على ظهره يتأمل السقف واضعاً كفيه على صدره .
مابال حبيبته الهذه الدرجة لم تستطع ان تُلاحظ شده حُزنه اليوم وأساه ، كيف يستطيع ان يُخبرها بأن والده أوسع اخته ضرباً مُبرحاً ؟؟؟! وهو لا يستطيع ان يُخبر نفسه بذلك !!! ولا حتى يرغب بتذكر الأمر وكم انه اخٌ سيء ،
هل كُل ما يهمها ان أبقى بجانبها إلى الأبد ، لا تأبه بحزني او مُحاوله ان ترى ما خلف مُقلتيّ ، اتشك بحُبي لها الذي وُشم كالوشم على قلبي ، هل يعصي امر والدته من أجلها ، وقسماً لم يُخلق من يجعله يعصي والدته ويُحاربها , وهي من حملته تِسْعَة أشهر وتعبت به , ووضعته بألم الدُّنْيَا في سكرات الموت , وربته وكبرته , واعتنت به إلى ان غدا رجُلاً شهماً .
تنهد بعُمق وهو يسحب الهواء لرئتيه ، و تذكر بعض الكلام من التلفاز عن هرمونات الحامل وانفعالاتها وحساسيتها وأن عليهم مُراعاتها ، وليس بالسهل او القليل الذي مرّت به حبيبته به بسببه .
هب واقفاً على قدميه يحسم الامر ولا مجال للتراجع مع مشاعره وعواطفه المتأججة ، هبط درجات السلم ووصل لتلك الغرفة التي تختبئ خلفها حبيبته الصغيرة ، والتي حضرتها لهم والدته من اجلها بعد حملها .
فتح الباب بهدوء ليدلُف للغرفة المُظلمة ، وارتطم الهواء البارد بوجهه ، وارتعش جسده الخشن من برودتها ، دسّ نفسه بالسرير ، توليه حبيبته ظهرها الغضّ ويشعر بها ترتعش ليس من البرد !!! بل من البُكاء ، وزاد ارتعاشها مع دخوله ، لم يُقاوم ليسحبها بذراعيه بين احضانه يجبرها على الالتفاف له و يمسح على شعرها الأسود كالليل المُظلم الحالك ويهمس لها ،
: شششش يا روح وقلب طلال تدرين ما تهون علي دموعك .
همست بنشيج وهي تدفن رأسها بصدره ،
: وكأنك صرت تهتم بعد ما حملت بولدك او بنتك .
قبل منابت شعرها قُرب جبينها وأنفه يستنشق ما يطاله من رائحتها
: افا يا ذَا العلم , أنا ما عدت اهتم وأنت بفضل الله اهديتيني الدنيا وما فيها , ما عاش اليزعلك مو قصدي بس اليوم
بالذات متضايق من الصبح وكنت حاس بشي صاير وفعلاً إحساسي ما خاب , وسديم كانت بالمستشفى يوم تركتك وطلعت و رحتلها بسرعه بدون لا أفكر حتى وماكنت بتجاهلك بس نأجل الموضوع لا اكثر .
شهقت وهي تنظر له بلهفه ،
: سدوم بِسْم الله عليها وش فيها ليه بالمُستشفى .
هُنَا هي رأت بوضوح الْحُزْن الدفين خلف مُقلتيه وتلك الهالات التي انتشرت تحت عينيه تُؤكد مدى ارهاقه وتعبه , لتسمع همسه الكاذب ولم تُميز الكذب بصوته مع تأملها لوجهه المُتعب ،
: وهي بره البيت طاحت بقوه على وجهها بالاسلفت وتأذت كثير .
اتفق هو و يامان وشاهين عن اخفاء الأمر عن الجميع لا من اجل والده القاسي ، بل من اجل اخته ونظرات الناس لها بالشفقه عندما يعلمون بالحقيقة وما فعله ذلك الاب الظالم ، حُجتهم مناسبه لانه اثار الضرب في الجسد تُخفيها الثياب عكس الوجه الذي به القليل من الكدمات عينها اليُسرى فقط هي الأكثر ضرراً ... قطع أفكاره صوتها الناعم يُداعب أذنيه ، وهي مُتعجبه ان سقوط بالشارع يُدخلها للمشفى ، كُل ما تتمناه ان لا يكون شيء اكبر يخفونه عنها ،
: يا قلبي انا عليها ، طلوووول انا أسفه حبيبي ما كنت ادري ليتك علمتني من اول .
قبل عينيه وهو يُحيط وجهها الصغير بكفيه ،
: انلخمت وما ركزت كثير كنت قلقان عليها بس .
همست عند شفتيه : بكره ضروري أزورها أطمن عليها .
أومأ برأسه وفاجأها بأن سحبها اكثر بين ذراعيه مُغمضاً عينيه بشغف ، غارقاً بهواها ونعومتها بين ذراعيه ، ويكتُم فمها الصغير بشفتيه ، و بقُبلاته التي انتشرت على وجهها برقه دون ان يقترب اكثر كما امرت الطبيبة ، وكم يتحرّق جسده مُنذ فتره لدفئ جسدها والاحتكاك به ، ويُصبر نفسه وجوعه لها بقبلاته وعناقه الذي يـحاول السيطرة على جموحه وجبروته .
بعد عده لحظات صدح هاتفه بأزيزه المُعتاد ويزوي حاجبيه بتعجب من الاتصال الذي أتاه بهذا الوقت المتأخر من الليل ، مبتسماً فور ان رأى المُتصل ، قلب جسده على ظهره وتشدق وجهه بابتسامه وهو يضـُم كتف حبيبته المُبتسمه بحب لصدره ، وفتح الهاتف ليُجيب متأملاً السقف
: هلا والله بالعريس وش عندك المفروض انك الحين مع ......
قطع استرسال حديثه ماقاله ذياب ، وتختفي ابتسامته من على وجهه و تتسع عينيه بذهول
وهب جالساً ، عاقداً لحاجبيه بذهول
***
قبل ذلك بوقت قليل

كم باتت هذه الليلة مؤرقه لحد الوجع ، مؤلمه حدّ الموت ، كم كُشفَ بها الكثير من المُلابسات والخدع والحقارات
التي خُفيت ببراعه صانعيها ، فهل تختفي الأسرار للأبد !!!! ، التمعت حدقتيه بَشَرّ وتأججت النار المُلتهبة في بؤرتيه ، لا فوالله لم يروا حتى الآن من قسوته ووحشيته شيء ، سيهدم هذه الدُّنْيَا على رؤوسهم ، سيُذيقهم مراره العلقم والحنظل ، لكل من يجرؤ و يقترب من عائلته ومن قلبه ، سينتزعُ روحه انتزاعاً من جسده ، وهو من كان مِثالاً للرزانه والهدوء يُصبح في عده ثواني ضاري من ضواري الغابة .
مشى بخطوات مُتزنه يسحب بعُنف كميه من الهواء لرئتيه ، ويُسبل اهدابه يُخفي عن عينه ذلك المشهد الذي شطره ومزّق جسده بتلك السكاكين الغير مرئيّة ، مُحاولاً تهدئه ارتجاج جسده الخشن و دحض تلك الأفكار السيئة التي تنهش رأسه ، وتُراوده بخصوص الفتاة التي أحب ، والشيطان وعقله يتهامسان ، هي ليست سيئة ، بل سيئة تعمدت إغوائه ، لا يُمكنها مُحاوله إغواء عاصم هو يعرف عاصم جيداً وقذاراته التي يُخبره بها بِكُل فخر في كل مره يراه فيها ولكن هو لم يهتم شخصياً ولم يهتم لأن يُعطي النصيحة لابن خاله الفاسد ، انت لا تعرفها لقد رأيتها عده مرات فقط وقد تكون هي من جذبته وتستمتع بالتلاعب بكما .......
فرك بأصبعيه مدمع عينيه ، بُهت ناظِراً إلى حبيبته تنزوي على السرير وحيدة ، تضُم قدميها لصدرها ، بائسة ، ترتعش بخوف ، ودمعاتها تشُق طريقها على وجنتيها ، وآه من وجنتيها ، بلل شفتيه ولم يعد يُفكر بوسواس الشيطان فور رؤيته لها بهذه الحالة التي آلمت قلبه وعقله ، أيقن ان كُل ما حدث كان مُجرد قذاره من ابن خاله .لا علاقه لها بها إطلاقاً .
اقترب بهدوء يجلس على طرف السرير ويسحبها بعنف إلى صدره بدون أي تحفظ او خجل أو مُداراه لمشاعرها وقد غلبه شوقه إليها ، يُحيط ظهرها بذراعه وشعرت بنعومة قُماش ثوبه ناصع البياض على بشرتها ، ويا للعجب لم تنفر منه او خافت منه او خجلت منه وكأنه اصبح هو وحده مصدر أمانها ولو لبعض الوقت .
كانت تبكي بصمت دون ان تُصدر اصواتاً ، ناعمه دائماً هي كالحرير هكذا فكر ، لكن فور ان سحبها لجذعه كي يواسيها ، انطلقت حنجرتها بتأوهات و شهقات مزقت قلبه بعنف ، وتعلقت كفها الصغيرة عند زِرار ثوبه تشُدّ عليه ، ويضغط هو على كفها بشده يهمس بخفوت عند أُذنها وانفاسه المُشتعله ترتطم بأذنها ، وعينيه تسرح أمامه بشَرّ يُفكر بعمق كيف يتصرف مع عاصم الذي تركه مرمي كجثه هامده في غرفته
: خلاص يا روحي اهدي عدت على خير – همس بصوت أخفت - عدت على خير .
يهدئها بينما يهمس بداخله " لا والله للحين ما عدت على خير وحساب عاصم معي عسير هو والزفته الثانيه لو كان كلامها صح " .
توقف صوت نشيجها بينما صدرها ما يزال يعلو ويهبط من الشهقات المكتومة لتقول بصوتٍ آلم قلبه وعقله ، ورأسها يستريح على جذعه
: كيف عدت على خير ؟؟! و الحين .. أ أنت بتتركني والنَّاس .. الناس بتصير تتكلم علي وما حد رح يلومهم هم ك ك ... كانوا هنا وسمعوا كل شي وشافوا .
رفع ذقنها بكفه يمسح دمعاتها من على وجنتيها ، رغم ان الوقت ليس بوقته تماماً الا انه لم يُقاوم دموعها في يوم فرحتهم ليلثم دمعتها التي سالت على وجنتها التي تُقابله ، ويُغمض عينيه بشجن و يتذوق طعم وجنتها كما تمنى يوماً ان تكون حلالاً له , تأوه بقوه وهو يستلذ بطعم السُكر ، و أراد أن يُطمئنها ، ان يبث بقلبها الراحة رغم انه لا يشعر بهذه الراحه أبداً ، مسد على وجنتها بكفه الخشنة ومدت لها الدفء والحنان الذي لم تشعر به بحياتها ، وهمس بوحشية من بين اسنانه ، لم ترهبها ولم تُرعبها بل يا للعجب أشعرتها بالحماية القُصوى
: قطِع بلسان اليحكي عليك خلني اسمع بس اي احد يطولك بكلمه لانه يتمنى ربي ما خلقه وثاني شي !! ليه مجنون انا أتركك عشان عاصم الكلب ؟؟؟! بعد ما تمنيتك دايماً في ليلي ونهاري .
فتحت فمها الصغير قليلاً ورفعت رأسها تنظر اليه ، عيناها ترمش بإستغراب من تمسكه بها بعد كُل ما حدث ، نعم أُعجبت به كان ينظر لها كم لم ينظر لها أحدٌ من قبل وكأنه يقول لها بعينيه انت لي !! انتظريني فأنا قادم !! ، لم تندم لانتظارها له فقد حقق ما جال بعينيه وقرأته ، وتقدم لها وطلبها زوجه وكانت تتعلق به يوماً بعد يوم إلى أن حدث ما حدث ، ووهج الفضة بمُقلتيها يلمع كحجرين بلوريتين .
وهو كان ينظر لتلك البرائه التي شعت في حدقتيها ، نسي العالم من حوله وهو يغرق في بحور عينيها دون أن ترمش عينيه برمشه , يتأمل حدقتيها بهذا القُرب لأول مره ، نسي وضعهم وما حدث لبضع دقائق سُرقت في غفله من عُمره ، يشعر بنعومتها القاتلة للقلب بين ذراعيه ، وبهدوء لم يكن ينوي فعلها اليوم قرب وجهها إليه مُمسكاً بذقنها بقسوة رُغماً عنه ، مُلتهماً نعومه وعُذريه شفتيها العسليتين المُصبوغتين بأحمر شِفاه وردي ، غرق و غرق بالقاع دون أن ينجوا ، وشد عليها شاعراً بها قد ذابت بين ذراعيه للحظات فقط غارقه معه في بحرٍ لا نجاه منه .
بعد عده لحظات لا يدري ان كانت طويله او قصيرة وصل لأُذنيه صوت طنين سيارات الشُرطة قاطعه عليه خلوته وغرقه ، لتعبس ملامحه بوجوم حتى وان كان خاله غاضب على عاصم فمن المستحيل ان يُسبب هذه الفضيحة باتصاله بالشرطه و في منزله وبوجود الناس .
ابتعد بهدوء وهو يُمسك بكتفيها العاريين يهمس بخفوت
: اسمعي الحين انت اهدي الكلب ما رح يقدر يسويلك شي بدلي ملابسك والبسي عبايتك وانتظريني وبنادي غزلان تجلس معك هنا وانا بطلع اشوف ايش السالفه .
استل هاتفه بسرعه مُتصلاً بغزلان لتأتي بحجابها تبقى مع ليليان ، وخرج يتصل بابن عمه طلال ليبقى بجانبه ويُساندنه ، و توجه لغرفته كي يسحب عاصم وينزله من المكان الذي تتواجد به حبيبته ليُصعق عندما لم يجده ، أسرع بخطواته باحثاً عنه دون اي اثر .
ضرب قبضته بالجدار بعنف والغضب يستعرّ به من كُل جانب ، يُفكر انه لم ينل منه جيداً لينهض على قدميه ويتحرك براحه .
،
خفتت الأصوات وانخفضت الضوضاء تدريجياً ، وبدأ الناس بالخروج وعلامات الاستفهام تملأ رأسهم إلى أخمص قدميهم مما حدث بهذا اليوم العجيب ، وبعضهم تنهد بعُمق عندما علم ان الشُرطة قدمت من اجل الناس الذين سكنوا حديثاً قُرْب القصر لا من اجل عائلة الذيب الذين قاموا بدعوتهم .
يا تُرى ماذا سيحدث الآن ؟؟!
بعد ان ارتبط ابنهم بابنه عائله ذلك المُلحق !!!!!
هل كان ذلك الشجار هو نفسه سبب مجيء الشُرطة ؟؟؟؟!
ما الذي فعلته الفتاة ؟؟! هل هي فتاه أصلاً ؟؟!!
ماذا فعلت عائلتها من مصائب لتأتي الشُرطة ؟؟؟!
كان يقف بذهول هو وماهر مع احد الضُباط متفاجئ بل مصدوم من كل هذه الأحداث والاعترافات التي حدثت هذه الليلة العجيبة .
سأل الضابط بعمليه وجفاف كما هي عادته
: متى اخر مره شفت الشيخ عبدالعزيز وبإيش تكلمتوا و سمعنا أنكم تعرفوا بعض من زمان .
اجاب عبدالكريم ببديهه قبل ان يُفكر حتى
: ايه اعرفه من سنين وهو ابو طليقتي التوفت وجاني قبل ثلاث شهور يقولي انه عندي بنت ويعرفني عليها لانه جبرني أطلق زوجتي وأيامها كانت حامل وانا ما ادري وخبوا علي الموضوع وقالي بس يروح اول عند العائلة الربتها عشان يقولها علي وبعدها اختفى وماعاد ظهر وانا بنفسي قدرت ألاقي بنتي .
ارتفع حاجبيّ الشُرطي من هذه القصة التي يسمعها اول مره بحياته !!! لا بل سمع مثلها وأكثر بالمُسلسلات
: طيب والعائلة الربت البنت هم هاذي السكنوا عندك بقصرك صح واللقينا جثة الشيخ فيه بيتهم التركوه وأجروه .
أومأ عبدالكريم دون ان يقول اي كلمه إضافية عن ليليان
، من اجل سُمعه عائلته وسمعتها هي لو كانت ابنته بحق رغم ان لا يُصدَّق ذلك فهذا مُستحيل
، ولكنه بات يشك بما قد تفعله هذه العائلة القذرة بعد قدوم الشرطة وكشف ملابسات الجريمة ووجود الشيخ مدفوناً بحديقه منزلهم الصغيرة .
لمح تُركي بعد ان ترجل من سيارته ليوميء له برأسه ويردها له الآخر وهما مبهوتان من كل شي ولم يتكلما ، فلسانهما عاجزٌ عن الكلام .
خرجت الشرطه من المُلحق تجر مُحَمَّد وناريمان وريتا ، اللتين لم تستطيعا الهرب بينما كانت ناريمان تجذب ريتا الرافضة بقوه المُغادرة لتُداهمهم الشرطه بعقر دارهم
، وجن جنون عبدالكريم وهو يرى ريتا تصعد لسياره الشرطة ، مُتجاهلاً شكوكه وافكاره حول ما قاله ذياب فور رؤيتها ، قائلاً بانفعال
: بنتي يا حضره الضابط بنتي ما لها دخل ليه تاخذونها معكم .
قال الضابط بجفاف : لازم ناخذ كل الكانوا مع العائله ولهم قرابه معهم من قريب ولا من بعيد وعرفنا انه هالبنت كانت عايشه معهم سنين ، حتى انت لازم تلحقنا بما انك سكنتهم عندك .
أومأ عبدالكريم بصدمه ، وابتسم بوجوم لماهر الذي يدعمه ويهمس له الآخر
: بسيطه يا عبدالكريم بتمر ، بتمر ان شاء الله روح عطس خبر لهلك عشان نلحقهم .
لم يعي أحدٌ اقتراب عاصم من البوابة وهو يجر نفسه بألم ، فوالده مشغول بالحديث مع الشرطه وماهر والرجال الآخرون يعتلون سياراتهم بعد ان ادخلوا أُناس لم يُفكر من هم إلا سيارات الشرطه ، لينطلقوا بها على الطريق ، اقترب من البوابة لينتبه له والده الذي اكفهرت ملامحه وعلم انه ينوي الهرب والاختباء ، ويصرخ به
: عااااااااااصم على وين منقلع يا الحيوان تعال هنا
عبس عاصم بخوف وهو يُسرع اكثر ينظر للخلف الا والده الذي يحاول الوصول اليه وغفل عن السيارة المُسرعة
والتي خطفته بغفله عنه ويسقط صريعاً على الأسفلت ، اثناء خروج ذياب لفناء القصر باحثاً عن عاصم ورؤيته هذا المشهد ، الذي لم يُحرك ذره رحمه في قلبه .

***
يُحدق بعمق من خلال ستائر النافذة وانفاسه الدافئة تعانق الزجاج وتتكون عليه مسحه من البُخار ، وقلبه مُلتاع بنار الاشتياق ، لابنه أنجبها ولم يرها إلا مره واحده وخجلها ونفورها لم يسمحا لعناقها وضمها لداخل أضلعه ليحميها من كل شيء في تلك المره ، لا بل كان يشتاق قبل ان يراها ، بدأت رحله شوقه لها في حين علم ان له ابنه من صلبه من لحمه ودمه وتم استبدالُها ، ولكن في نفس الوقت لم يستطع ان يتخلى عن ابنه قام بتربيتها ، راقب خطواتها الاولى خطوه ، خطوه لتصل اليه ، سمعها وجُن جنونه عندما همست ب " بابا " لأول مره ، هو لديه ابنتين ولن يُفرط بهما ، واحمد ذاك مُجبر على ان يعترف ان له ابنتين أيضاً وان لم يفعل فهو من سيتكفل بهما ،
أين اختفت ابنته ولم تظهر مره أخرى ولم تتصل به ؟؟!
هل ضايقتها والدتها في تلك المره ؟؟!
وظنت اننا لا نُريدها !!!!
إنها حتى لا تُجيب على اتصالاتي
هلــ ......
قطع استرسال أفكاره صوت دخول زوجته للغرفه ، ولكن لم يلتفت لها فهي لم تعد تُثير فضوله .
قالت رانيا بانفعال من السعادة وهي تجلس على طرف السرير وتخلع حذائها ذو الكعب العالي : يا الله الزواج اليوم مره خطير وروعه ، لو تشوف قاعه الفندق الفخمة ، والورد الطبيعي على طول الجدران والاعمدة ، ريحه القاعة صارت كلها ورد - توجهت لطاولة الزينة تمحي تبرُجها - ولا توزيعات العرسان كيوووت ، وبوفيه العشا واااو واااو شي خيالي ، المؤكولات البحرية ، والصينية ، واليابانية ، ولا كيكه العرسان سبع طبقات كل طبقه اكبر من الثانيه - نهضت وهي تفتح خزانه ثيابها تبحث عن قميص للنوم - مادري وش يسوا بكل هالاكل حتى ما تأكل ربعه و مادري وش ذَا الناس العازمينهم بعضهم قراوا وجحلط عليهم لَبْس مادري من اي زباله ماخذينه .
لوى منصور شفته بيأس من حالها قائلاً وهو يلتفت برأسه لها
: هالنعمه لو انكبت بيتحاسبوا عليها ما تخافوا الله يا ذَا الحريم كل همكم بس مين تسوي زواج أفخم من الثاني والتكلم باعراض الناس هذا الفالحين فيه
رانيا وهي تسحب قميص النوم الفيروزي
: يووووه يا منصور وين ينكب اكيد بتوزع على الفقارى الاكل مثل ما هو المفروض يحمدون ربهم على هالنعمه وبعدين كل الناس تتكلم ورا ظهور بعض انا اعرف ناس تتكلم علي من ورأي بس ما هموني لأَنِّي انا بعد أتكلم عليهم .
ادار رأسه للنافذة دون أن يرد عليها وتنهد بعمق عندما سمعها تدخل لدوره المياه وخرجت بمبذلها الحريري لأسفل رُكبتيها بقليل وقالت بانشراح وتعود وتجلس على طرف السرير وتدهن قدماها بالكريم
: تصدق منصور على انه الزواج فخم بس انا بخلي زواج ارجوان احلى منه بمليون وأخلي هالعالم يحكوا فيه سنين لقدام من فخامته مو مثل عرس زايد ماتت عمتك الله يرحمها قبل الزواج بأسبوع واختصرناه وضيعنا مبلغ وقدره مع الأشياء الألغيناها .
لم يعد يحتمل كلامها وسمومها التي تنفثها بتَنمُق ليلتفت مُتأففاً بعُنف وهادراً بها بحده نادراً ما تخرج من أوتاره الصويتية
: خلااااص خلاص فكيني من حنتك ما عندك غير ام فلان سوت ولا ام علان فعلت هذا هو اكبر همك بالحياه مو هامك بنتك الحملتيها وبدلوها وربيتي غيرها .
اتسعت عينيها وهي تهُب به بفظاظه
: لا والله تبغاني أنسى بنتي وارميها على الناس واحوي وحده حتى ما اعرف وش أخلاقها ووش ملتها .
غضب منصور ليهبد ويرعد
: ارجوان حالها كويس هاذي هي تزوجت شاهين وبتصير بينا وبين اَهلها ونفس الشي لنوران هاذي بنتك بنتك من لحمك ودمك وعند ناس محترمه ملمومه وعلى قد حالهم وشفتي أخلاقها يوم جت ورمتيها بالحكي .
نهضت بعنف لترفع الغطاء عن السرير وتدخل بداخله مُتدثره تبحث عن الدفيء
: اوووووووف منك ومن سوالفك التجيب الهم لازم تنكد على الواحد بس يكون مبسوط .
لوى شفتيه بتهكم ويتمتم : انبسطي انبسطي ماحد منكد عليك .
خرج من الغرفة يتجه لغرفه ابنته طرق الباب بهدوء محافظه لخصوصيتها ، ويسمع إذن الدخول !!!
ابتسم وهو يراها تجلس سانده ظهرها على السرير وفي حجرها كُراسه مُتوسطه للرسم أغلقتها ووضعتها جانباً وانفرجت اساريرها برؤيته ، لتهب واقفه تُعانقه بقوه وقائله بدلالها المُعتاد
: نورت الغرفة بالهطله أبوي حبيبي جايني بنفسه كان علمتني افرشلك السجادة الحمره واستقبلك احسن استقبال يا كل الدنيا انت .
ارتفع حاجبيه قارصاً وجنتها ويقول بخبث : أيا العيارة توك تتذكريني ما تجين بنفسك تطمنين علي لازم أناديك المهم يا قلبي اجلسي بقولك شي .
رمشت قليلاً لتجلس على طرف السرير بينما منصور استقر بقربها مُحاوطاً كتفها ينظر أمامه للفراغ
: يبه كلمتي نوران من بعد اخر مره ولا لا قلقان عليها وما عاد لها حِس ولا ترد علي .
اطرقت برأسها : لا والله ما كلمتها مقصره معها وانشغلنا معليش يبه الحين بكلمها توه بدري .
أومأ منصور مُنتظراً بشغف ان ترفع ابنته الاخرى السماعة ، ليبتهج وجهه وهو يسمع صوتها من خلال مُكبر الصوت ثم يعبس بوجهه وهو يسمع صوتها الباكي المُتحشرج تحاول موازنته لتتحدث بطبيعيه ،
خطف الهاتف من ارجوان ويقربه من فمه ويقول بحده وانفعال من الغضب قاطعاً سلام ابنتيه لبعضهم
: نوران يا بابا وش فيك تصيحين مين مزعلك علميني يبه ولا تخافين الزفت احمد سوالك شي انت علميني وبس ولا يهمك شي ثاني والله هذاني حلفت بربي انه ما يشوف الخير لو مسويلك شي .
أطلقت نوران شهقاتها عندما سمعت صوت والدها البيولوجي ولم تستطع التوقف عن البُكاء عليها ان تخبره قد تكون نجاتهم بين يديه من بعد الله ، قالت بصوت هامس خرجت ذبذباته عبر " السبيكر "
: معليش بابا ما اقدر أجي عندكم او أرد عليك أبوي احمد ما يرضى اطلع من البيت او اروح الجامعه وياخذ جوالي والحين أخذته بدون ما يدري وكل شوي يضرب أمي ويضربني معها انا سمعته من قبل هو ما يبغاني يبغى ارجوان ويخاف اذا طلعت تاخذني بالقوه بس انا ما رح اترك ماما حتى لو هو ما يبغاني مو على كيفه ما رح اخليها .
بلل منصور شفتيه والغضب يرتفع لأوجه من هذا الأحمد الحقير ، ثم لانت ملامحه و حن قلبه كثيراً عندما خصته ب " بابا " واحمد لم تعتبره أباً بل ذكرته ب " أبوي احمد " كاحترام له وهو لا يستحق هذا الاحترام .
قال بإصرار يشُد على كلماته
: اسمعي يبه واهدي هالاحمد ما رح يقدر يسويلك شي انا بتصرف معه هالواطي واخلصك انت وأمك منه خلاص بابا انت لا تزعلي ما يهون علي زعلك ياروح ابوك .
اومأت برأسها وعلى ثغرها ابتسامه صغيره وكأنه رأى إمائتها ، وأغلقت الخط بهدوء .
شهقت ارجوان وهي تضع كفها على فمها مما سمعت وقالت من بين دموعها
: يبه صدق أبوي احمد يبغاني ليه ما قلتلي اكيد قلك هو لما قابلته شوف ايش سوا فيهم عشاني حرااام - ثم اتسعت عيناها وشهقت اكثر - عشان كذه خليتني اتزوج شاهين بسرعه عشان لا ياخذني .
تنهد منصور وهو يلفها اليه ويثبت كفيه الخشنين على أكتافها قائلاً
: يبه هذا واحد مريض ما ادري وش يبي فيك مجنون انا أسلمك له يبغى يساوم فيك انت ونوران وكأنه ماصار شي ولا تبدلتوا يبغى ياخذك علطول ويخلي نوران عندنا علطول وانا ما رح أفرط لا فيك ولا في نوران .
قالت ببرائه : معقوله في ناس كده بابا
أومأ منصور يُبَلل شفتيه : فيه فيه يبه وأَلْعَن من كذه بعد انا صرت متأكد انه ناوي على شي بس ايش هو الله اعلم بتبان ريحته قريب وبكون ورآه واشوف وش ناوي عليه - نظر اليها يبتسم بحنان - انت روحي والحين صار عندي روحين لازم احافظ عليهم .
،
اغلقت الهاتف وهي تضمه لصدرها بقوه وتُسبل أهدابها براحه ، أطلقت زفره قويه وهي تُمني نفسها بأنها لم تُخطئ ، حتى وان فقدت كرامتها وعزتها بهذا الاتصال وكأنها تشحذ والدها ان ينقذها من هذا العذاب ، إلا أنها لم تعد تتحمل هذا الأذى هي ووالدتُها الحبيبة ، كانت تنوي الاتصال بأرجوان وتخبرها بكل شيء كل شيء لتُخبر والدها وينقذها ، ولكن القدر شاء أن يُكلمها والدها بنفسه وتفرط من بُكائها وشهقاتها وتخبره بِكُل شيء ، نهضت عن الأرض تمشي على أطراف أصابعها ترغب بإعداه الهاتف لمكانه في غرفه والدها وزوجته الجديدة قبل ان يكتشف احمد اختفائه ، وضعته مكانه بالدُرج وتنفست براحه التفتت بقوه بنيه الخروج ، واتسعت عينيها من رؤيه احمد و حدقتيه مُتقدتين بشُعله ناريه ونظراته الوحشية مُسَلَّطة على جسدها الغضّ ليقول بفحيح
: وش تسوين هنا .
شتت ذراعيها وهي ترفع كفها اليُمنى تُمسك بعضدها الأيسر بحركه أمان وتتلعثم
: همم ولا شي كنت أدور على بنسه احطها بشعري من أغراض خالتي بس مالقيت
مالت ابتسامته بتهكم ، يُغلق الباب خلفه ويقول بجفاف
: ليه شايفتني بزر ابو خمس سنين اصدق ذَا المسخرة التقوليها
ارتعشت عينيها بذعر وهي تراه يسحب حِزامه الجلدي من سلسله بنطاله و

انتهى هذا اليوم بكل احداثه ومشاكله ومصائبه لنبدأ معاً بصباحٍ جديد

auroraa 13-05-16 02:32 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الثالث والعشرون


ويا لَهْف نفسي على دُنيا أصبحت بها أسير شهواتها ،
ويا اسفاه على ماضي لن يعود لأحيا من جديد ،
ويا حسرتا على عائله ليس بمثلها بالوجود ،
ويا ويلتا على الباقي من حياتي إن حييٍت ،
ويا ندمي وحُزني على مافات فهل من مزيد ؟؟! ،
فهل يُكتب لي ؟؟؟!
عمرٌ جديد ، روحٌ جديده ، و قلبٌ جديد

يقبع جسده هامداً في منتصف الغرفة الصقيعية من البرودة ، على سرير ابيض كالكفن هرب منه الدفئ دون أن يجده في يومٍ ما ، تُحيطه الأجهزة الإلكترونية بزوايا الغرفة ، ومضختة الجبارة أسفل صدره تأن بألم وضُعف مُتصله ببضعة أسلاك ، يُغطي فمه وأنفه كمامه تمُده بالاوكسجين الذي لم يجد طريقه لرئتيه ، غرفه قاسية المُحتوى والمعالم ، حُظر على اي أحدٍ الدخول إليها
لسلامه وصحه المريض .
بينما والدته تنتظر عند باب العناية المُركزة ، تمسح دموعها المنهمرة مِدرارً على وجنتيها ، دون توقف او تعب من البُكاء ، واشعه الشمس المُتسللة من النافذة تنعكس على وجهها الأمومي الحزين ، جسدها مُتراخي بتعب ، و تجلس كالهُلام على المعقد البلاستيكي ، فمها الصغير يُتمتم بالدعوات لابنها من بين شفتيها .
فابنها وفلذه كبدها ، نائم لساعات طويله دون أن يفتح عينيه ، كل ذلك لا يهم طالما ذلك الجهاز الذي يُخطط قلبه يعمل بشكلٍ سليم دون أن يتوقف .
خرج الطبيب من الغرفة مُنكساً رأسه ، والعرق يتصبب من منابت شعره يغزو جبينه من المُنتصف مُروراً بأنفه الحاد ، ينظر بآسى لوالده مريضه ، وكم يبغض هذه اللحظات عندما يُجبر أن يقول لأهل المريض عن حاله ابنهم .
نهضت رشا وخطواتها تتعثر إلى الطبيب الذي كان خارجاً من عند ابنها وتقول بنشيج خنق صوتها
: دكتور تكفى طمني عن ولدي إِيش مسوي تكفى ما عندي ولد غيره .
تغضنت ملامح الطبيب بألم قائلاً
: والله يا خاله سويت البيدي والعلي وحالته أدرى فيها الله
وضعه مُستقر الحمدلله ، ادعليه ياخاله دعوات الأم مُستجابه ، بس يكمل 24 ساعه ببان وضعه أكثر .
اومأت رشا برأسها و مسحت دمعتها لتعود أدراجها خائبة ، تُتمتم بالمزيد من الدعوات والاستغفار ليحفظ الله لها ابنها .
***
عيناه مُتسعتان بشكلٍ ملحوظ تكادان تخرجان من محجرهِما ، وتلك الابنه المُزيفة القذرة ، تخُرّ من بين شفتيها كُل الحقائق والاعترافات بكل خوف امام الضابط ، ليكتشف انه يعيش اكبر خدعه في حياته ،
كيف فعلت ذلك بكل جرأة وصلافة ؟؟!
كيف قامت تلك العائلة بخداعه وغشه وأرادت به السوء ؟؟!
من اي طينه هُم معجونين ؟؟!
كيف يستغلون طيبته وثقته بهم ؟؟!
بل كيف لذلك الجد ان يُأمن ابنته لهم بكل راحه بال وسعه خاطر ؟؟؟! .
لهثت انفاسه وزفر الهواء باضطراب ، عينيه مُشتته بالحديقة الواسعة لقصره الصغير بذهول طوال طريقه من مركز الشرطة إلى هُنَا ، مُمرراً كفيه الخشنين على وجه تصاعُدياً إلى قمه رأسه ، طالباً الرحمه من الله والصبر على ابتلائه .
نظر ببهوت لذلك الرجل الذي أخرجوه معهم والطفل الصغير الذي خرج من المُلحق يمسك بكفه المُجعدة من كبر السِن والهم ، يُدخله إليه خطوه خطوه ،
بعد أن أكد الطبيب هناك في المركز ، أنه مريض بالزهايمر وحالته المُضطربه والتفاتاته هُنَا وهناك وكأنه يرى المكان اول مره ، أكدت انه لا يخدعه ، فالعين تعلم كُل الحقيقة .
وأيضاً هُناك اعترفت تلك الأفعى المُسمى " ناريمان " ، بما فعلت بزوجها ومحاولتها قتله بالشكل البطيء ودموعها أغرقت وجهها القذر من الخوف بعد أن خوفها الضابط ونهرها بكلامه في مركز الشرطة ، وأزبد وأرعد كالرعد بوجهها بشراسة ، ليبصُق من فمها المرار والقذارة التي كانت من تخطيطها وحدها ، ولم يعتب على ذلك المسكين مُحَمَّد فليبقى مُرتاحاً هنا وقد جلب له طبيب يكشف له عن صحته ويعطيه الدواء اللازم .
كُل همه الآن ابنته ، ليليان تلك النسمة الصغيرة التي لم يكن يشعر بوجودها كثيراً في حياتهم .
لتعود ملامحه تتغضن بغضب فور ان تذكر كل الأحداث التي كانت فيها تسب ابنته وتُظهر غيرتها منها ، وكم ازداد قلبه بُعضاً وكرهاً لها ، آآآآآخ لو انهم أطلقوا سراحها لتبقى بين يديه ، يُشبعها ضرباً وركلاً وصُراخاً يُجلجل به إذنها ، تمنى أن يفعله في ذلك الوقت وهي تقوم بخداعه ، وكان ما يمنعه عن فعل ذلك اكتشافه لكونه لديه ابنه طوال تلك السنين وكونها ابنه مُدللة جائت حديثاً تعيش معه وتحت جناحه يصعب تأديبها وقد تربت عند أغراب .
ذياب لا يقل عنه تشتتاً بعد ان أقرت تلك الأفعى الثانية المُسمى " ريتا " بالحقيقة التي كان يظن انها مُجرد خدعه ، مُجرد طيف وخيالات مرت على عقله تلك اللحظة المؤلمة لقلبه ، هل يوجد دليل أخر غير هذا الإقرار منها ومن والدتها ؟؟؟! كون ليليان هي ابنه خاله الحقيقة .
أغمض عينيه بقسوة ويهزه بعنف يمسح عنهما تلك الذكرى ، والصرخات التي نُفثت من شفتي ريتا بالحقيقة المُرة التي تؤلمه ، وصرخات حبيبته التي ما زالت تخرق أذنيه .
فكيف إذا علمت بالطامة الكُبرى ؟؟!
ماذا سيحدث لها ؟؟!
قلبه لن يتحمل انهيارها ولقد رأى انهيارها !!
بقسوة امام عينيه بدل ضحكاتها وابتساماتها الخجولة ،
وأنها ابنه خاله لا ابنه أغراب ، دمها يجري بدمه ، قلبها مُعلق بقلبه للأبد .
طلب منها أن تتجهز ليأخذها المشفى ويتأكد من بنوتها لخاله فوراً دون ان يُضِيع دقيقه ،
وصُعق هناك من اعتراف ريتا بسبب الخوف من تهديد الضابط ان تحكي كل شيء بعد أن أخبره ذياب بشكوكه ، وأنه سمعها صُدفه تتحدث مع والدتها نافياً بشده ورافضاً ذِكر اسم حبيبته بالمحضر والتحقيق وما فعله عاصم معها الليلة ، شاكراً بعُمق لابن عمه الذي وقف بجانبه وواتاه الذهول مثله تماماً ، وبقي مُلازماً له حتى طلعت خيوط الفجر ، وباتت الشمس تخرج بخفه من بين الغيمات ، لتُدفئ الكون بأشعتها الناعمة في هذا الوقت .
إلا انه لم يتجاهل تلك الصرخات من شفتيّ ريتا ويحمد الله على أنه لم يفعل كالمره السابقة عندما لاحظ الشبه الواضح بينها وبين والدها عندما كان شاباً في تلك الصورة .
تنهد بعمق ينظر لخاله ووالده المصدوم مثلهما ،
وكيف سيخبرون أهل المنزل بهذه المُصيبة الكُبرى ؟؟؟!
التي حطت على رؤوسهم كصخرة عتيدة لتنهش وتُحطم ادمغتهم .
تنفس عبدالكريم بتحشرج ، وآسى ، وحزنٌ ينهش قلبه ، دالفاً لقصره ، يأخذ طريقاً لذياب وماهر للدخول .
خلال عده ثواني كانت العائلة كلها مُجتمعة في غرفه المعيشة الضخمة المفتوحة على الدرج الرُخامي ، باستثناء ليليان التي تغط بنومٍ عميق من تعبها في غرفه غزلان ، ورشا التي تُلازم ابنها في المشفى دون أن تتحرك خطوة واحده ، ناقمه على زوجها الذي أهمل ابنه وهو بين الحياة والموت .
جلس عبدالكريم بتعب وإرهاق وارخى ذراعيه على ذراعيّ الأريكة الكلاسيكية ، مُحاولاً التقاط انفاسه المُتعبة ، حتى سمع صوت والدته تقول بحزنٍ قطع قلبها لأشلاء ، دون أن تهتم لما حدث لتلك العائلة بالمُلحق
: عبدالكريم طمن قلبي عن عاصم شلون شفته وايش اخباره وايش الصار احد يفهمني وليه طولت عنده .
أرسل نظرات متوسلة ليارا ان تتصرف وهي تعرف جزء من الحقيقة ومافعله عاصم و شكوكها حول ان ليليان هي ابنته وروحه ، التي لم يحظى بعناقها واشتمام رائحتها
يارا بصوت ناعم يتخلله الحزن بيوم فرحه ابنها الذكر الوحيد
: يمه خلي عبدالكريم الحين تعبان بقولنا كل شي بس يرتاح .
ثم همس عبدالكريم بخفوت لذياب أن يحكي كل ما حدث في المركز ، لعدم مقدرته على إجلاء صوته والحديث وقد أُهدرت كُل طاقته ، وحقيقه ان التي تقبع فوق في غرفه ابنته هي ابنته أيضاً
الجدة بلهفه : حرام عليك يا ولدي ما طمني عن عاصم وكيف صارله الحادث وماحد انتبه له ـ صغرت عينيها باستفسار ـ وانت رحتله صح .
نهض ذياب بعُنف ، وساقيه ترتجفان غضباً ، وصدره يرتفع ويهبط بعُنف أشد ومضخته الجبارة خلف صدرة لا تتوقف عن النبض وضخ الدم لعروقه واوردته ، احمرّ وجهه من الغضب ، ليقول من بين اسنانه
: عاصم هالكلب الواطي ما ابي أسمع اسمه او سيرته على أي لسان في هالبيت .
حرر ماهر كفيه المُعقدين عند صدرة وبكُل بساطه استطاع ان يصل إلى مرفق ابنه وهو جالس ، ونظر له بحده كي يجلس بهدوء
عبست الجدة المتأنقه : هاااو وش فيك على ولد خالك وش مسويلك إلا مرتك المادري وش بلاها من يوم عقدت عليها ما نزلت عند الناس وفشلتنا عبالهم في شي كبير وكل الموضوع ان الشرطة قشت عائله الهيلق البرة الحمدلله بس ما انفضحنا والنَّاس عرفت انهم جو عشانهم .
عض ذياب على شفته السُلفى وكاد أن يُقطعها بقوه ، والدم يغلي بعروقه من الكتمان والغضب الناري ، قائلاً كل شيء باندفاع من فمه ، ولم يستطع الكتمان اكثر ، وأن ليليان زوجته هي ابنه خاله المظلومة .
حينها اتسعت كل الاعين ، وكُتمت الأفواه ، وعم الصمت والهدوء المكان ، ليحل صدى صوت ذياب الحاد مُدوياً من إقرار هذه الحقيقة من فمه القاسي .
نظرت يارا ببهوت لماهر وقد دخل الشك لقلبها عندما أخبرها بذلك ذياب في العُلية ، ليومئ لها برأسه بهدوء ، ثم نهض من مكانه جالساً بقُربها مُحاولاً تهدئه ارتعاشاتها ، وصدمتها من تلك الجرأه التي تخلت بها العائلة ، وتخدعهم بكل سهوله .
اما غزلان فهي بحاله من اللاوعي تُحدّق بصدمه أمامها لا تُصدق ما يحدث !!!
ليس لأنها ترغب بريتا اختاً ، بل لأنها لم تتخيل أن آمنيه ان تكون ليليان هي اختها ، تُصبح حقيقة تسرح لخيالها .......
قطع استرسال افكارها صوت ذياب الحاد بغضب لم يزُل من معالم وجهه
: غزلان خذيلي طريق بروح أطمن على ليليان .
اشارت بكفها ببهوت وصوت خافت خالي من الحياة
: روح هي بغرفتي ما في أحد بطريقك .
نهض بعنف ليسير بحده ، مُعتلياً الدرج وكأنه يعتلي الجبال الشاهقة ، والسماء العالية ، التي تُفقده انفاسه كلما ابتعد عن الارض وفقد مصدر الأوكسجين لرئتيه ، عند اعتلائه كل عتبه من عتبات الدرج .
***
نسمات الهواء تُداعب الغُرفة الحميمية الدافئة ، وهي
تتمايل بخصرها على المرآءة الطولية بزاويه الغرفة ، ترى التطورات الأخيرة بجسدها عن آخر مره عندما قامت بإهماله وظنت أنها ستموت خلال فتره قصيرة .
تنهدت بعُمق على تلك الفترة التي دمرتها كُليا ، حامده الله ألف مره أن حبيبها لم يتخلى عنها بسبب غبائها ، ارتدت ملابسها الأنيقة بسرعه قياسية لاستقبال أخيها الوحيد القادم لتوصيل نايا و وزوجها لمنزلمها ويطمأن عليها مره واحده .
التفتت للباب وهي تسمع خُطى حبيبها يقترب منها بمنامته
القُطنية الخاصة بالمنزل وبكفه صحنٌ من الفراولة ، يُلقى الحبة بالهواء ليلتقطها من بين شفتيه ببراعه مُلتهماً إياها بفمٍ واحد ، ووجه مُتشدق بسعاده وراحه لحياته مع أُسرته الصغيرة .
اقترب بخطوات فهدٍ مُستعد للانقضاض على فريسته على وجهه ابتسامه مكر من رده فعلها التي يعرفها تماماً ، وقام بتلقيمها حبه فراوله من بين أصابعه وأكلتها بنعومه ، مُحاوطه عنقه بذراعيها ، قائله تمُط شفتيها بدلال مُحاوله كبت انفعالها مع رؤيه بروده وابتسامته المُستفزة لتوقعه انفعالها الطفولي
: حبيبي لييييه مالبست للحين بيجي جواد وانت كذه ، إلا أحسن خليه يشوفك كذه أحسن لا تلبس شي .
اتسعت ابتسامته وارتفاع حاجبيه ، واضعاً الصحن على منضده الزينة ، وأحاط خصرها بذراعيه المفتولين بشده من العضلات البارزة ، ساحباً إيها لدفئ صدره ويقول بهمس قُرْب اذنيها ولفحت انفاسه الساخنة لداخلهما
: تونا العصر ما رح يجي الحين بدرررري ، تخيلي بس يشوفني كذه ، انا حتى ما انزل البقالة بالشكل .
نظرت له بعُمق وكل نظره تحكي عن عشقها له وعن أنه يبدو أنيقاً مهما أرتدى ، فعلاً انه انيق بمنامته القطنية بنطال قطني طويل باللون الأسود يعلوه بلوزة بنصف الكُم باللون الأزرق يُزين منتصفها شِعار أديداس باللون الأبيض تكاد تتمزق على جسده ، وتحب عضلاته المفتولة التي تملأها الشَعرات الخشنة الملتوية بتمرد ، ولو نزل هكذا للتموينات للفت له كُل الأنظار ، عكس بعض الشباب الذين تراهم بذهول يخرجون بِكُل ثقه من بيوتهم إلى التموينات بما يُسمى " سروال وفانيله " او إلى السوق ب " جلابيه طويله " شبيهه بالثوب لكنها منزلية ، تتعجب منهم فعلاً وتمتعض من أشكالهم الشاذة فلكل مكان لباس خاص به ، تعرف ان زوجها أنيق للغاية ولا يبقى في المنزل ولا يخرج إلا إذا كان كل شيء كاملاً به ولو كان ما يرتديه بسيـ .... " بسيطاً " .
قطع استرسال افكارها شفتيه تجتاحان شفتيها وتكاد تلتهمهما كحبه فراوله ناضجة مُغرية لالتهامها ، ذابت بين ذراعيه وهي تشعر بنظراته وقُبلاته الحارة العنيفة دوماً أنها الأُنثى الأجمل بهذه الحياة ولا أُنثَى غيرها ، سحبها معه للأمام ومازال يلتهم شفتيها ويُحركها بعنف كطبيعته الرجولية ، لم يكن ينوي أن يفعل شيئاً ولكنها أغوته بدون قصد عندما عضت شفتيها ومررت لسانها عليهما وهي غارقه بأفكارها لتُهيجه ويجتاحها .
سقطت بقوه للخلف على السرير وهي تستقبل حبه برحابه صدر ، وقطع عليهما جوهما صوت الجرس يصدح بأرجاء الشقة الواسعة ، واتسعت عيناهما معاً ليقول زايد وهو يعتلي جسدها على السرير بين ذراعيه
: من جدك انت جواد جاي الحين بهذا الوقت ، اول مره تصير ، ليه ماعلمتيني من امس اوصي على ذبيحة وش بنعشيه الحين الرجال الله يصلحك بس .
نهض من فوقها يُبَدِّل ملابسة ، لبنطال من الجينز وبلوزه من لاكوست بنصف الكم أظهرت قوه عضلات ذراعيه المفتولة ، و قالت مُبلله شفتيها
: قلتلك انه بيجي الحين وماصدقتني فكرت أني اقول كذه عشان أخليك تلبس بس هو صدق كان بالطريق قالي ، ما دريت إلا الصُّبْح انه جاي مع نايا وعبدالعزيز عشان يطمن عليها ويمرني يسلم علي بالمره وبسافر الليلة .
: طيب طيب حصل خير
قال ذلك بسرعه وهو يتجه للباب عاقداً حاجبيه من برود طفليه اللذان يجلسان أمام التلفاز وعيناهما تكادان تخرجان من مكانهما من شده الحماس والإنسجام ، هز رأسه بأسى يفتح الباب ، مُبتسماً بود لصهره ، مُرحباً به بحراره
***
تجلس على الأريكة وحيده بين الوسادات مُتعدده الأحجام ، قدميها ترتعشان وقد فقدت الأمان برحيل جواد خلفها ، وأغلق مجرى تنفسها مع إغلاق الباب في ذات اللحظة ، لم تكن يوماً قويه شخصية بل هي ضعيفه جداً وأرق من الحرير .
دوماً كانت سارة الكُبرى هي القوية ، المُلتهبة ، النارية ، منطلقه دوماً لاتحب التوقف حتى وان تعثرت فهي تنهض وتتابع ، تكره الروتين والبقاء على نفس الموال ، الدموع لم تكن تعرف طريقاً لوجهها ، لم تكن تملك ذره من الحنان او الرأفه ، ابنها الصغير المسكين يفتقد والدته كثيراً ويلتصق بها طالباً الحنان والحضن الدافئ وهي بكل قسوه تدفعه عنها ، لم تكن تحب الأطفال يوماً ، والصغير يلتصق بها دوماً وتُغرقه هي بحنانها ودفئها الذي لا ينضب عله لا يكره والدته كثيراً مع الأيام ، كانت تتعجب من تصرفاتها المُنفرة وكيف تعامل زوجها ليتعلق بها لهذه الدرجة ، ولهذا تشعر أن زوجها قد أغرم بها لقوتها وجبروتها .
دوماً ماكانت تهزأ منها وتلقُبها بـ " العانس " بكل برود واحتقار لضُعفها !!!.
هزت أكتافها باستهزاء !!!
يا لسُخريه القدر ها قد دار الزمن لتحصل هذه العانس على زوجها .
بينما سيدرا ، تلك النسمة الرقيقة ، التابعة لسياسة المحايدة ، لم تكن ضعيفه مثلها أبداً كانت تستطيع
التأقلم مع جبروت سارة و ضعفها وخزيها دومـ ...
قاطع تفكيرها شقاوة عبدالرحمن الذي فرح كثيراً بهذا المكان الجديد يقفز ويمرح بسعاده ، فزوجها رفض أن يعود لشقته القديمة التي تُذكره بحبيبته المفقودة .
فتحت ذراعيها لتستقبله بأحضانها بقوه ويقول بصوتٍ مسموع " ماما " ويُلصق شفتيه الطريتين على وجنتها يملأها بلُعابه ويبتعد وكأنه قبلها .
ضحكت بنعومه وهي تُلاعبه وتدغده وقد غادرت افكارها السوداء رأسها وطار معها خوفها من المُستقبل ، وحلت البهجة على وجهها البشوش من قربه فهو الوحيد الذي يُسعدها ويملأ دُنيتها ضحكات رنانه .
شعرت بظلٍ كان يُراقبها مُنذ قفز ابنه بين أحضانها ، رفعت نظرها ببطء شديد لتقع عينها على عينه الحادة الخالية من التعابير ، مُستند إلى إطار الباب وذراعيه معقودين إلى صدره العريض .
اعتدل بوقفته ليقطع المسافة بينهما ويجلس مُريحاً رأسه خلف ذراعيه ، ينظر لها بكره اخترق عينيه وشعرت بكرهه ، يقول بصوتٍ رعد بخشونه من حناجره يتخلله الجفاء والازدراء
: اعتقد هالزواج المصلحة فعلاً بيجي بنتايجة مثل ما يبون أهالينا بالضبط ـ أشار بذقنه لطفله ـ ويقولك ماما بعد وهو عمره ماقالها لأمه الكانت تتمنى من قلبها يقولها ماما ، واضح انه متعلق فيكِ من حقدك وكرهك لأختك أخذني ولدها منها حتى وهي كانت عايشه بينا .
اخفضت رأسها لتقول بهمس وصل جيداً لأُذنيه
: هي البعدته عنها مالي دخل كان يبغى حنان واهتمام ومو ملاقيه عندها ـ رفعت رأسه تنظر له مُتظاهره بالقوة ـ الطفل مهما كان لو شاف أمه مهتمه فيه ومعطيته كل شي ، مُستحيل يناظر احد غيرها لو مهما كان جينات الأم أقوى وكان بروحلها ـ نظرت لعبدالرحمن بعاطفه ـ لو لقا عندها اليبغاه ما دوره عند غيرها .
ارتفع حاجبيه وزمّ شفتيه وهز رأسه باندهاش باستهتار ، ثم استند بمرفقه على فخذية مُسنداً ذقنه على كفيه ، وقال بجفاف يتخللها بعض السُخرية
: حركات اني انا الطيبه الضعيفه المافي مني ما تمشي علي الأقوله بصير ويتنفذ بدون أي كلمه ولا قصيت لك هاللسان الطويل ولا عاد تتفلسفي على راسي لو ما عبود كان ما فكرت اتزوج أبداً بس كل شي يهون عشانه وانت احسن من وحده تعذبه ، مع اني ما أأمن عندك انت بعد والكلام الطالع عليكِ وما تحملك زوجك وطلقك بعد شهرين .
فزّ على قدميه رادفاً بازدراء
: والحين يلا قومي دخلي الشنط لغرفتي يكفي اني نزلتهم من السيارة وطلعتهم الدرج من الأصنصير الخربان ورتبي اغراضي وأغراضك المُقرفة المادري وش جايبه معك خلاقين بنفس الغرفة ياويلك تفكرين تروحين غرفه ثانيه مو شاريك ببلاش أنا .
خرج من الشقة بكل راحه وتركها خلفه وتهدل فمُها من الصدمة واتسعت عينيها ،
هل طلب أن تبقى معه بنفس الغرفة ؟؟!
وضعت كفيها على فمها من الذهول ، تُحدّق أمامها والدموع غشيت عينيها البُندقيتين .
تلك الإشاعات التي أطلقها عليها طليقها بأنها ليست عذراء ، وكم تعرف من شباب وتخرج معهم وهي على ذمته ، رُغم أنه لم يقترب منها أبداً !!!
لا بل هي من رفضت اقترابه القذر منها ، بسبب شربه للمُحرمات وكذلك تعاطيها كان مجنوناً ومُختلاً يضربها بشده ، كلما رفضته وأغلقت على نفسها الباب ، ويصرخ كما يصرخ الرعد وسط السماء ، ويطرُق رأسها بالحائط.
خُدعت به عندما خطبها كانت لحيته ناميه وكان هادئ الطبع وانه مُتديّن وانجذب له عائلتها كالسحر لتُصبح زوجته خلال شهر وتُطلق بعد شهرين هذا فقط مُختصر ماحدث معها .
وانتقم منها إذ نشر قصتها المُزيفة و القذرة على كُل لسان .
غطت وجهها بكفيها ، تبكي وتبكي على ما مرت به وستمر به في هذه الحياة القاسية .
***
ابتسمت بخفه من النسمات الهوائية التي داعبت وجهها القشدي ، تتحسس المنضدة بقُربها تلقائياً بحثاً عن هاتفها دون أن تفتح عينيها وفور أن التقطته بكفها حتى أزالت عن عينها قطعه القُماش التي كانت تُغطي بها عينها وقت النوم ولا تتخلى عنها كل ليله ، جلست بهدوء تتصفح هاتفها بلهفه ومطت شفتيها بضيق ، عندما لم تجد أي اتصال من شاهين او رسالة فمُنذ أن عقدا قرآنهما وهي الم تره وماتت من شوقها إله ، حتى لم يُكلف على نفسه عناء الاتصال بها ، مطت شفتيها اكثر ،
فارده ذِراعيها بالهواء بقوه ، وأزاحت الغطاء عنها برقه وتقفز كفراشه رقيقه .
خرجت من غرفتها هابطه درجات السِلم معدتها تُزقزق من الجوع عندما لم تعثر على شيء يسد جوعها في المطبخ التحضيري للدور الثاني ، أغمضت عينيها بقوه وهي تتثائب وتُمسك بالديرابزين بكفها الناعمة وكفها الأخرى تربت على فمها وصلت إلى العتبة ما قبل الأخيرة ، وتفتح عينيها بهدوء لترى أمامها عمود من الكهرباء و آخر شيء ترغب برؤيته الآن تحديداً
" شاهين "
اتسعت عينيها بذهول وقد جمدت مكانها للحظات دون أن تتحرك وكأنها تحاول أن تستوعب .
يدُس كفيه لجيبيّ بنطاله وعلى وجهه ابتسامه مُتسلية ، وعينيه تُفصفصانها من رأسها لأخمص قدميها ، يُراقبها خطوه ، خطوه وهي تنزل الدرج كالأميرات في عينيه ، رُغم أن مظهرها الآن تحديداً بمنامتها الوردية ل " باقز باني " يرتفع كُمها لمرفقها بينما الكُم الآخر يُغطي ذراعها كامله إلى الرسغ ، و شعرها الطويل الشعث بشكل ملحوظ ولم يُسرح ، و قدميها الحليبيتين الحافيتين ، و آثار النوم ما تزال على عينيها ، لا يُمت للأميرات بصله .
تسللت إلى أذنه شهقتها العالية ، وأدرك أنها ستهرب منه ، وصدق حدسه عندما عادت تصعد درجات السلم بتعثر ولحق بها بسرعه فهد وقبض بذراعيه القويتين على خصرها من الخلف ورفعها بخفه ودار بها وهو يضحك بخفه ، إلى أن شعر بجسدها يرتعد بين ذراعيه .
انزلها فوراً يُصر أن يلفها إليه وقد وضعت كفيها على وجهها تبكي بسبب الإحراج ، ابعد كفيها بقوه عن وجهها وأحاطه بكفيه الخشنين واقترب حاجباه بعُقده بالمُنتصف وفُترت ابتسامته وقال بخشونه رجوليه
: يا بعد كل هالدنيا ليش ؟؟ ليش ؟؟! كل ذَا البكا ترى ما سويتلك شي !!! .
كانت ترمُش بعينيها البريئتين ، وكم قتلته نظراتها وأشعلت به فتيل الصبر ، شيء ما غلى كمرجل عند مضخته التي نبضت كما لم تنبض من قبل بقربها ، فتيل لم تستطع إمرأه اخرى من قبل ان تُشعله له ، وصل همسها الرقيق إلى أذنيه يتخلله بحه بُكائها
: شكلي يخرع ما كان ودي تشوفني اول مره كذه وبدون ما ادري انك فيه .
عبس بملامحه مُستغرباً
: ليه ما علمتك أمك أني بجي اليوم العصر وانت نايمه لهالوقت ولا ما هتميتي بشوفتي وكنت مقرره تسحبي علي .
فغرت شفتيها بصدمه لتهز رأسها نفياً بأنها لم تكن تعلم ، وتشنجت عضله في فكه ، وبرقت حدقتيه ، من شفتيها التوتية بهذا القُرب المؤلم منه و التي يرغب الآن كما لم يرغب من قبل التهامها ، اصدر زفره بدون صوت وهو يُهدئ نفسه كي لا تخاف منه ، طفلته التي تصغُره بخمس عشر سنه ، ابتسم ليقول من كل قلبه مُحاولاً تهدئه ارتعاشه من مُلامسه كفه لبشره وجنتيها الرقيقة
: يا بعد قلبي انت بعد فتره رح نتزوج وبصير أشوفك وانت نايمه وانت صاحيه وإذا بتنامي وإذا بتقومي وبمكياج وبدون مكياج ، انا حبييييت روحك وحُبي لروحك بخليني أحب شكلك كيف ماكان الرجال لو ماحب روح حرمته ما رح تكفيه حريم هالدنيا كلها ، وش أحلى من أني اشوفك على طبيعتك لأول مره بعد ما عقدنا .
اعتلت الحُمره وجهها بشكل ملحوظ ببشرتها القشدية وأصبحت كثمره الطماطم الناضجة من كلامه الرقيق واللطيف وأومأت له برأسها أي انها تؤيده ، هنا انهارت كُل حصونه دُفعه واحده حصنٌ خلف حصن .
ويجتاح عُذريه شفتيها المفتوحتين امامه تدعوه ليُقبلها بعد كُل هذا الصبر ، أغلق عينيه بشغف ينهل من نبع شفتيها وذراعه تُحيط خصرها بتملك يُحركه عليها بنعومه خشيه أن قسوه ذراعه تؤذي رقتها بينما الأُخرى تتخلل شعرها الشعث من النوم يشدها إليه بقوة ، هي كانت مصدومه مُتسعه العينين إلى أن غابت معه في هذا الوعي الجميل ، واستيقظ الاثنان ،
على صوت شهقه مصدومه وعينين مُتسعتين بذهول من هذا المشهد المُنحرف ...
***
عينين تلمعان بشر كالأسد وسط ظلام الغُرفة ، أغلق الباب وفتح الأضواء ليتبعها بحزامه من سلسلة بنطاله ، يُشاهدها ترتعش بخوفٍ منه وكم اصبح راضياً وابتسم بقذارة على رؤيه خوفها الواضح منه .
اقترب لتعود للخلف وهي ترتطم بمنضده الزينة ، وعيناها لا تفارقان الحزام الذي ثناه ويخبط به بشكلٍ خفيف على كفه المفرودة ، واخيراًً نطقت شفتيه ويُشير بالحزام أن تجلس على السرير ، خافت منه بشده وسارت بخزي نحو السرير تضم جسدها الأسمر الرقيق بين ذراعيها
: أدري انك كلمتِ منصور ألهو ابوك الحقيقي طبعاً بس كُل ذَا مو مهم انا طلبت منه بأدب يسلمني بنتي وياخذك وهو الرفض وبكل وقاحه راح وزوجها من وقح مثله ومن شلته ـ شتت نظراته بالغُرفة يُكمل ثرثرته وهو يخبط بالحزام على كفه مُجرد إخافتها وحسب ـ فيعني ما بقالي غيرك وما اقدر انتظر أكثر لي دين على واحد من الشياب ساعدني وقام فيني بالغربة ولازم أرد له الدين ، جيت أعطيه فلوسه ورفض قال لو لك بنت أبيها تكون زوجتي على سنه الله ورسوله ـ اتسعت عيناه اكثر بشرّ وظهرت اسنانه الصفراء من خلف شفتيه ـ وبما انه ابوك فرط ببنتي وسلمها لليبغاه وانا بعد بسلمك للأبغاه بما انك تحت اسمي للحين .
فغر شفتيه قليلاً يُحدق بارتعاشها ببرود ينتظر جوابها وعندما لم تنطق أردف بحقد
: اليوم بطلع امك من البيت يكفيها حبس كل هالوقت خليها تهجول بالشوارع زي المجنونه ، وانت بتتجهزين زي عروس مؤدبه تسمع كلام ابوها وتوقعين العقد اليوووم وتتسهلين مع زوجك وماعاد اشوف وجهكم والوقت الأنت توقعي فيه رح تتشقق السندات الفيها الدين وسلينا الحمدلله .
،
في المساء تجلس على السرير ودموعها تنساب على وجنتيها بألم وصدرها يعلو ويهبط بشهقاتها التي لا تستطيع ان توقفها ، تقبض على فستانها الحريري الأبيض وتشعر به كالكفن حولها ، ومساحيق تجميلها التي وضعتها مُجبره أيضاً سالت على وجهها لتشوه جماله الرقيق الناعم ، لم تخرج من هذه الغُرفة منذ ان هددها والدها بتوقيع ذلك العقد ليتخلص من دينه ، واخرج والدتها التي لم تصدق لتحاول جاهده انقاذهم من هذه المآسي غادرت ولم تعرف ماذا ينتظر ابنتها المُدللة .
حسناً لا يهمها ان تتزوج بذلك الكهل الطاعن بالسن و الذي رأته عبر النافذة قد يكون أحن عليها من والدها الذي تجاهل أمرها ، وتذكرت شكله المُقَزز ، قصير ، كرشه ممتده أمامه على شكل " فيتنس بول " مُنتفخة جداً ، وبشره سمراء للغاية والتجاعيد في عينيه ووجهه واضحة جداً من عمره الكبير ، يرتدي ثوباً ابيضاً ناصعاً يُناقض سواد بشرته ، وكأنه شعر بوجودها ليلتفت إلى النافذة التي تطل منها ويبتسم ببلاهه وغباء مُشيراً بكفه لها ، واتضحت اسنانه الصفراء .
وضعت كفها على فمها تمنع غثيانها ، بعد عده دقائق دخل والدها مُتجهم الوجه كعادته دوماً بائس غاضب لايعرف الراحة والهدوء ، يحمل بيده الدفتر الكبير لتوقع على عقد موتها ويُمزق أحمد سندات الدين

auroraa 13-05-16 02:34 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الرابع والعشرون


خرجت مُطأطأة رأسها بذُل وهوان , مكسورة الجناحين توقفت عن التحليق عالياً لأحلامها الصغيرة , لم تهتم لتنظر أمامها وترى زوجها العجوز والدها باعها بكل بساطه ويُسر لكهلٍ امتدت به السنون , لم يهمها الكهل بقدر ما همها البيع وكأنها سلعة بخسه الثمن , أجبرت على الزواج دون أن ينقذها أحد , وها هي تنقاد كالشاه إلى المسلخ .
صعدت للسيارة و شعرت بطوفان من الغثيان يتسرب اليها بخُبث وهي تستمع لصوته الخشن المُقزز ، أغمضت عينيها بقوه تشد على جفنيها وكفيها تضغط على عبائتها بشدة حتى ابيضت سلاماتها , التي تُخْفِي فستان بسيط ينسدل على جسدها الغضّ من صوته الفجّ ، حمدت الله أنه لم يجلس بقُربها حتى لا تتقيأ من رائحه جسده الذي أغرقه بالعود والبخور .. و استقر جسده البدين بجانب السائق يُقهقه بقرف مع مُحدثه بالهاتف .
اتسعت عينيها على حِجرها ووصلها صوته جيداً قائلاً
: يلا يا بنتي انزلي وصلنا الفندق .
شهقت بدون صوت من وقاحته " ابنتي " !!!!!
إذاً هو يُدرك جيداً انني بعُمر ابنته .
هل يهزأ بي ؟! ام هل يسخر مني ؟! لغبائي
ام يذُلني ويقهرني !!!
رجف قلبها بوهن وهي تتخيل ماذا يُرِيد منها !!
إنها لا تفهم لا تفهم شيئاً ، وقد فقدت روحها بما فعله والدها .
لا هو لا يستحق انه تناديه " ابي " .
أخر عهدها به كانت بعُمر الخامسة ولم تره بعدها ولا تذكره حتى ولا تذكر وجهه بل تعرفه من الصور ، والآن وبعد مرور السنين جاء يُمارس عليها أبوته بالقوه ، تذكر ان لديه ابنه .
مهلاً يا قدر ، فهو عرف مؤخراً أنها ليست من صلبه ، ولكن كل تلك السنين كان موقناً انها ابنته ولم يُفكر بمحادثتها او رؤيتها ، بل بنى له حياه أخرى وعائله جديده وأبناء جُدد هم من صلبه مؤكداً هذه المره .
أُجفلت على صوته الخشن والواضح عليه كبر السِن يقول بتمهل
: يلا يا بنتي انزلي لا تخافي .
هل توهمت عندما سمعت نبره الحنان بصوته
زفرت نفساً وعينيها دمعت من تلك النبرة ، وللحظة فقط فكرت بأن زواجها به خيراً ، وسيكون هو الأب والأخ والزوج لها .
ترجلت بهدوء تتبع اثاره مع اثار السائق الذي انزل حقائبها التي أخرجتها زوجه والدها مع كل أغراضها ولم تُبقي لها على اي غرض يخصها ... ويرميها داخل عربه نقل الحقائب بحده نوعاً ما وكأنه يصُب غضبه عليها ام انها توهمت ذلك .
جلست بخفه على إحدى الأرائك الجلدية في اللوبي ، ولم ترفع نظرتها عن حذائها لتُصدم بشكل زوجها فالعُمر ما يزال أمامها وستراه كثيراً إلا أن تشبع .
شعرت به يقترب ويقول بنفس النبرة وتأكدت انها نبره الحنان
: خلصنا الإجراءات يلا نروح الجناح .
رفعت نظرها قليلاً ورأت وكرشه يتهدل أمامه ويبدو من قامته انه قصير جداً وليس طويلاً ، ازدردت غصتها موميئه برأسها .
دخلت إلى الجناح وجلست على اقرب اريكه منها ، فقدميها لا تقويان على حملها ، تشعر بدوار شديد ولاطاقه لها هي اقرب إلى الانهيار ... فمنذ مساء البارحة لم تأكل شيئاً وقضت ليلتها بالبكاء .
أغلق باب ليقترب منها كصقرٍ مُفترس يُعاين فريسته والطريقة المناسبة للانقضاض عليها من الأعلى ، يرمقها بنظرات حاده ويستشف منها خُططها هي ووالدها ونيتهم السوداء بالإيقاع بوالده المسكين .
رفعت رأسها قليلاً لتتسع عينيها وتهمس داخلها وهي تراه بوضوح هذه المرة
" وين اختفت الكرشة ولا كنت اتخيلها طول الوقت والهيئة شكله طويييل مو قصير زي ماتخيلت كمان ، يا الله عقلي تشتت مو عارفه اركز من الدوخه " دققت نظراتها على كفيه المتراخيين على جنبيه من طرف الثوب الأبيض الناصع ، وازدردت ريقها وهيا ترى جلده الأسمر مغزو بالشُعيرات السوداء مشدود للغاية ولا أثر للتغضنات المُدله لكبر السن او الجلد المُتراخي ، وترفع عينيها اكثر لتتجاوز جذعه الصلب وينبض بعنف بفعل مضخه قلبه .. واصله لوجهه ، شهقت شهقه غير مسموعه وعينيها ترتجفان بذعر .
يا الله !!! انه طويييييل جداً جداً جداً شعره يكسوه الشيب الأبيض ولكنه ليس مُنفر أبداً بل يُعطيه هاله من الهيبة والقوة وكاريزما خاصه به ، لحيته مُشذبه بلُطف ولم يخفى منها الشعر الأبيض أيضاً ، ليُصبح صوره من الرجل الوسيم بطريقه وحشيه مع نظراته الصقرية ، آآه نظراته حاده كصقر جامح يُحلق فوق فريسته من علو ، همست بذعر وهي تستعيد كلام والدها وقد ايقنت ان من أمامها ليس بكهلٍ عجوز ولا تعلم كم يبلغ من العُمر
: مين انت ؟؟؟؟!!
ارتفع حاجبه الكثيف ومالت شفتيه لليسار بتهكم
: لا والله ما تعرفين مين انا ، مين الحمار التزوجك قبل ساعه في بيت ابوك مثلاً عشان مستقبل عيلته لا يتدمر .
قطبت حاجبيها باستغراب
: لا انت كذاب أبوي قال اني بتزوج عجوز وانت شكلك مو عجوز .
هُنَا تحديداً عقد حاجبيه مع ذراعيه القويين لصدره بغضب ليقول بحده
: ايه صدق كنت بتتزوجين أبوي الشايب ، ليييه ؟؟؟! لانه بكل بساطه أبوي مديون لأبوك ورفض ابوك ترجع له الفلوس وقاله يتزوجك وإلا بوديه بداهيه وأنك راضيه بكل وقاحه وقله حيّا تتزوجين واحد كبر جدك ، وطبعاً تدخلت بالوقت المُناسب عشان أبوي لا يسويها بأمي وتتشتت عيلتنا ولا مو عشان سواد عيونك أخذتك .
اتسعت عينيها من كذبه ليس هذا ما اخبرها به والدها لم تصدق ولن تُصدق ، لقد رضيت بقدرها كي لا يُسجَن والدها بديونه ، لا ذلك الكهل هو المديون كما يقول هذا المُخرف أمامها ، وأنسحب خمارها الذي يُغطي شعرها بخجل عن رأسها ويسقُط على كتفيها لتقفز بقوه هادره
: انت كذاب أبوي ماقالي كذه وزوجي هو الشايب ما رح أخليك تخدعني باسم انك زوجــ ....
انقطعت كلماتها والغُرفة تدور من حولها وتدور وتدور إلا أن تهاوت قدميها واستقر جسدها الغضّ بين احضانه عندما لاحظ اسبالها لعينيها ليلتقتطها بذراعيه الطويلتين ويهمس بسره متأففاً
" ولييين بدينا دلع البنات الماسخ ، وش ذَا الورطه التورطتها مع ذَا البزر "
رفعها بين ذراعيه وصُعق من حجمها الصغير وخفتها انها بحجم الحديد الذي يرفعه بوزن سته كيلو من هشاشتها وضُعفها يخشى أن يُحطم عظامها الرقيقة بعظامه القاسية .
وضعها على السرير يتأملها من عُلُو ، ومالت شفتيه بعدم رضا ليست كما كان يُرِيد أبداً بل هي عكس كل المواصفات التي طلبها وتعبت والدته وأخته بالبحث عن تلك المواصفات التي وضعها ، أراد لزوجته ان تكون بيضاء لتشع بجانب سمار بشرته ولكن هي سمراء بوضوح ، ارادها ذات شعرٍ طويل يصل إلى خصرها او اكثر كي بتوسده دون ان يُضايقها ويستنشق عبيره وهذه بالكاد يصل شعرها لأسفل كتفيها بقليل ، ارادها ان تكون طويله كي لا تصبح شاذه عندما يخرج معها لمكانٍ عام وهذه رأسها يصل لمرفقه وكأنها ابنته لا زوجته .
لكنه لا يُنكر أبداً انها بدت مُشعه جداً جذابه بسمارها رُغم شحوب وجهها ففستانها الأبيض الحريري أهداها هاله من الرقة ممتزجة بالنعومة لتكون سمراء مميزة لا يليق إلا بها وشعرها القصير المُتوسط الطول يُلائم وجهها الصغير كما يُلائمها طولها القصير مع حجمها الهش ، لتُصبح طفله شرسه حاولت ان تكون قوية وهي تُكذب أقواله وكلامه
.
ازدرد ريقه وعينيه تمُران على ساقيها النحيلتين السمراء التي ظهرت من تحت الفستان في غمره خلعه لعبائتها السوداء وتمديدها على السرير ومحاوله إقاظها .
تباً !!!؟ إنها تبدو .. تبدو جذابه جداً رغم اختلاف كل المواصفات التي يُرِيد ورغم شحوب عينيها وهالاتها السوداء تحت عينيها ، جذابه رغم انه لا يُزين وجهها اي طلاء او مساحيق مُبتذله ، تشع بريق و .. و .. ونـ .. ونعومه ، تباً ... تباً ... تباً كيف استطاعت ان تُغير نظرته بهذه السُرعة وهو يرى نظراتها المذعورة تجاهه وبرائتها عندما كانت تتكلم معه هادره بوجهه .
تأفف بصوت مسموع ويضع بعقله انه تأثير الأنثى وحسب لانه لم يقترب من أنثى بهذا القدر أبداً ولهذا اثرت به وانجذب لها فقط ، جلس على اريكه بغرفه النوم قُربها ينتظرها كي تستيقظ ، اول مره تواجهه هذه الحالة فلا يعرف كيف يتصرف معها ويُقظها ، لا حل له إلا الانتظار .
***
وحل المساء ، ونامت أوراق الأشجار والأطيار ، خفتت حركات السير والطريق اصبح مُرعباً لا يُنيره إلا القمر وأعمده الكهرباء على الرصيف ، عادت لمنزلها أخيراً بعد ان سئمت من العثور على عمل لتئوي نفسها وابنتها ، مُجبره على العودة إلى عرين الأسد فالعثور على عمل صعب هذه الأيام إلا أن يخلصها الله منه ومن قسوته ، عادت لعملها السابق في المشغل واكتشفت انها طُردت لانها تغيبت عن الحضور لعده أسابيع دون اي عُذر او مكالمه منها ... والذي حدث ان زوجها القاسي قد حبسها وابنتها بمنزله ومنعهما من الخروج لأي مكان وكأنهما بأحد السجون .. ولم تصدقها المُديرة طبعاً واعتبرته عُذراً مُبتذل فالرجال هذا الزمن واعون غير ساديون .
لم تصدق انه سمح لها بالخروج هذا اليوم من المنزل وأطلق سراحها اخيراً لتتنفس قليلاً وكأنه يعلم أن مصيرها عائد إليه ولن تعثر على عمل بهذه السهولة ، منذ عودته وهي لا تعلم ماذا حدث ؟؟؟! فقدت القدرة على كل شي وفقدت كل القوة التي جمعتها طوال سنوات غيابه ، فقدت روحها وحياتها وَكُل شيء تملكه .
ولجت للمنزل الهاديء من ازعاج أولاده النِيام بهذا الوقت ، ورأته بمشهد مُنحرف مع زوجته الجديدة يُقبلها بشغف لم يُقبلها به يوماً ، وعلقت الغصة في حُنجرتها وتجاوزتها بسرعه بعد ان أصبح لا يُمثل لها شيئاً بحياتها .
انتبه لوجودها وابتسم بسُخريه في وجهها وقُلبت نظراته وهو ينظر لزوجته بشغف هامساً برقه
: اسبقيني الغرفة وجايك .
اومأت بنعومه ورمشت بعينيها وأعطته ابتسامه من تلك الابتسامات التي تغويه وعينيه لم تُفارق جسدها المُثير الذي يتهادى امامه بجينز ضيق يكاد يتمزّق على ساقيها وبلوزة " توب " تخنق صدرها خنقاً ويصرخ المسكين بالنجدة لتحريره وتنفسه .
ثم حول نظراته لتتحول بسرعه قياسيه إلى الإزدراء وكم هو بارع بتحويل نظراته بمهاره ، يمد ذراعه القاسية على ظهر الأريكة والأخرى تستقر بكفه على فخذه ، بينما يضع قدماً على قدم ، قال بنبرات غامضه
: أيه والحين وين رحتي و دشرتي بالهشوارع .
كتفَتّ ذراعيها بحركه حِمائيه وعبست بوجهها بتحفُز
: كنت أدور على شُغل عشان اخلص أنا وبنتي منك .
ارتفع حاجبه وهز رأسه وكأنه يتفهّم ، مُسبلاً اهدابه
: من جدك انت تفكرين بعقلك ، لو لقيتي شغل اني بخليك تروحين ، بكل بساطه اقدر احبسك مثل قبل دون ما احد يمنعني او يتجرأ يفتح فمه بكلمه وانت على ذمتي ، بس الفرق انه هالمره بنتك ما بتكون معك .
اتسعت عينيها بذهول وصدمه وهي تُحرّر ذراعيها عن جذعها وتهتف بذُعر
: وش سويت ببنتي وينها ـ ثم بدأت تهتف وتلف رأسها بكل جهه بخوف ـ نوران وينك يا يمه نوران .
هب على قدميه قاطعاً المسافه بينهما بعنف والتقط عضدها بقوه وهمس بفحيح من بين اسنانه
: اول شي انكتمي عيالي نايمين بتقوميهم بصوتك النشاز وتخربين علي ليلتي ثانياً لا تعبين نفسك ـ وبكذب ـ اليوم زوجت بنتك لشايب منتهي صلاحيته وافتكيت منها ومن مصاريفها .
هزت جسدها بعُنف ونفور منه وهي تضربه على صدره بقوه هاتفه
: وخر عني يا الحيوان يا الخاين وش سويت في بنتي شلون تبيعها بهالطريقه الوسخة .
أرتفع الغضب لاوجه هادراً بها وهو يسحبها بعنف له وانفاسه حارة مُلتهبه تلفح وجهها وذرات لُعابه تصفُق وجهها
: انكتمي يا الحيوانه ما الخاين غيرك يوم طلعتي اليوم من البيت ما بقى احد من الجيران ما حكى فيك وكلام يشيب الراس يا الواطية ، وين كنتي هالوقت ؟؟؟؟! ومتأكد طول سفري ما صنتيني ولعبتي بذيلك الناس ما تتكلم عبث .
بصقت بوجهه وهي تسمع قذفه لها ، وهي من صانته طوال عُمرها بينما هو لم يصنها وخانها وتزوج عليها بكل صفاقه ، وقالت بحده وصُراخ
: اخرس يا الحيوان انا اشرف من الشرف وماهمني كلام الناس اليتكلموه عني وانا اركض ورا لقمه عيشي انا وبنتي .
جن جنونه من بصقتها وكلامها الهادر بوجهه ، ليصفعها صفعه مُدويه على وجنتها وتتحول صفعته لضربٍ مجنون أدى لاتصال احد الجيران بالشرطه بعد سماعه أصوات الضرب والصراخ بشكلٍ واضح ، ونُقلت شعاع للمشفى من شده الضرب ، بينما أحمد أُخذ لمركز الشُرطة .
دخل للمنزل بهدوء وتوجه لغرفته فأمامه اليوم حربٌ طاحنه مع زوجته ، ولج لغرفته وخلع " الشماغ " ووضعه على اريكه وعينيه جالت على دموع وجه زوجته الحزينة وقالت باختناق
: وش جايبك الحين ، يعني سويتها وتزوجت علي بنت كُبر بنتك مو حرام عليك تخون العشرة بينا ، وش تسوي هنا لا يكون البنت ما عجبتك ـ لوت رأسها وشفتيها بدلال ـ تراني ابغى الطلاق وما رح يسكتني اي شي وبكيفك انت وعيالك
ابتسم بوهن من التعب الذي تعبه هذا اليوم ، ليجلس قُربها على السرير وارادت أن تنهض ليقول دون ان ينظر اليها وهو يُفكر بعُمق الخطأ الذي ارتكبه الآن
: مو انا التزوجتها للبنت .
نظرت له عاقده حاجبيها
: وش قصدك اذا انت ما تزوجتها مين تزوجها مو تقول الرجال مديون لك وطلبت بنته للزواج .
أومأ برأسه : ايه انا طلبت البنت بس مو لي طلبتها لباتل
شهقت المرأة واتسعت حدقتيها
: باتل ، باتل ولدي زوجته بنت ماندري وش تكون وايش اصلها وفصلها وليه كل هاللخبطه وايش سالفه الدين مو فاهمه شي .
قال الكهل وهو يُريح ظهره على ظهر السرير
: اجلسي عشان اعلمك .
جلست قُربه بتوجس مما ستسمع
: ايه
أردف
: تعرفين باتل معطيك مواصفات وكأنه يبينا نفصل له البنت تفصيل صراحه انا ما همني اهم شي عندي الأخلاق وهالبنت سُمعتها زينه ويشهدون لامها بس بعض الناس الحاقدين تحب تطلع حكي ماعلينا ، ولدك راكبه جني وحالف انه ما يتزوج الا المواصفات الفي باله بخليه يكفر عن حلفه ، المهم هالرجال كل ما تقدم احد لهالبنت رفض وفي الأخير جاني خبر انه بزوجها من شايب مديون له عشان يخلص من الدين ، رحت انا ونقلت الدين لي وسديته كله للشايب وطلع من الصوره وصار دين الرجال علي وقلت لو بتزوج بنتك لشايب ما رح يتزوجها غيري وهو رحب بالفكرة واتفقنا على موعد وكل شي ، هنا انا قلت لباتل وعكست القصة وانه انا المديون ومامعي اوفي ديني وقالي باتل انه بساعدني اوفي ديني بس كذبت وقلت الرجال مستعجل ولا بيرفع علينا دعوه او اتزوج البنت او اسد ديني وطبعاً جن جنونه وحاول يقنعني من هنا وهنا وانه بكلمه وانا معند لين جاء اليوم وقلتله اني بروح اعقد وجا معي بالغصب و ماعلمت احد عشان لا تخرب خطتي ولا انا مو ناوي اتزوج هالبنت المسكينه واظلمها معي واظلمك يا ام عيالي ، المهم وصلنا هناك و حلف علي انه هو البيتزوجها عشان لا اكسرك ، والحمدالله هذا هو تزوج وياويله يُفكر يطلق البنيه بس يعرف الحقيقه تعبت معه طلعله الشيب وعمره بنص الثلاثين وبيدخل الخمسين وهو ما تزوج وانت تدورين له على البنت المفصلة .
فغرت شفتيها من دهاء وذكاء زوجها وكيف اجبر ابنهما العنيد على الزواج بهذه الطريقة ابتسمت بخفه وهي تتمنى رؤيه عروس ابنها وان شاء الله يكون منها بعض المواصفات التي يُريدها ابنها بها .
***
اتسعت عينيه بصدمه من الشهقة التي خرقت أُذنيه ويبتعد عن محبوبته وكأنه صابه ماس كهربائي .. والتفت بعُنف لتلك العاملة الجديدة التي رأت بوضوح مشهد مُخِل بالأداب امام عينيها ببيت مرؤسها لتقول بذُعر بلهجتها العربية المُكسرة
: مين انت كيف يُدخل هِنا ئيب ئيب هدا انت في سوي في بينت انا الحين في كلام بابا وماما تهت انت كيف يُدخل هنا هيوان ـ لتُشدد على الكلمة الأخيرة ـ وسخ .
ارتفع حاجبا شاهين ويُدخل كفيه ببرود شديد لجيبيّ بنطاله حتى لا يرفع يده عليها ، والغضب بدأ يرتفع ليغلي به جسده من هذه العاملة .. وينظر لها من عُلُو حتى تُنهي ثرثرتها التي اطرقت رأسه وهي تُدافع بقوه عن حبيبته .
شهقت ارجوان هاتفه
: ميري فهمتِ غلط هذا زوجي .
اتسعت عينا العاملة لتقول ببلاهة
: هدا ساهين زوز انت كلام انا اول .
غطت ارجوان وجهها بكفيها من قمه إحراجها .. واعتلت الحُمره وجهها من الاحراج والخجل .. ياليت الأرض تنشق وتبلعها .. يا الله ماذا سيقول عنها الآن ، انها تتحدث مع العاملات عنه بفعل الملل ببعض الأوقات ، أبعدت يديها عن وجهها وهي تنظر إليهما وحولها عل الارض انشقت وبلعتها فعلاً كما تتمنى ، ورأته .. رأته يرمقها بخُبث وابتسامه صغيره على زاويه شفته اليُمنى ، وكأنه قرأ افكارها وفهمته ، يا الله فاليُغمى علي يا الله أريد الإغماء لما لا يأتي الإغماء انني في وضع لا أُحسد عليه .
اطلق زفره والتقط كفها بكفه الخشن ، وزجر العاملة بنظرات نارية مُتحديه أن تفتح فمها بكلمه ، سحب ارجوان لغرفتها التي يعرف موقعها جيداً ، وأطبق الباب دون أن يغلقه بالمفتاح وبكل جرأه جلس على السرير ليُجلسها على حِجره ويقول وهو يرفع حاجبه ويبتسم بخُبث
: خدامتكم ذي ملقوفه مرررره ماكنت ادري انك تسولفي عني عندها ها اعترفي ولمين سولفتي بعد عني .
ازدردت ريقها وهي تُفكر أن تُمثل الإغماء طالما الإغماء لا يأتيها بعد هذه الحالة ، وقبل ان تُنفذ خُطتها فُتح الباب بعُنف على مصراعه وسمعت هُتاف العاملة الغاضب يهدر بوجه شاهين وهي تشد ارجوان من حِجره وشاهين مُتشبث بها لا يُبعدها عنه وينظر بشزر لتلك العاملة التي أفسدت لن يومه مع حبيبته
: الحين اتلع بره بسووورئه هدا بينت مايجي بيت انت بس يروه بيت انت سوي وسخ زي ما تبقى هناك بس هنا لا مفهوم انت انا كلام .
شهقت ارجوان وقالت بيأس والإحراج يقتلها وقد عبست وجهها بطفوليه وتشدد على اسمها
: مييييييري .
تأفف شاهين وهو يُبعد ارجوان عنه بخفه وينظر ببرود للعاملة ، ومتعجب من نفسه انه صبر عليها ولم يوسعها ضرباً مُبرحاً لتعرف من هو شاهين الذي تعبث معه .
وصل لأذنيهم صوت خالته رانيا تنادي ارجوان لتخرج العامله بهروله ، قالت رانيا بقلق وتوجس وهي ترمقها باستغراب
: وش فيك ميري ليه كُل ذَا الصراخ .
تلعثمت ميري وهي تُدرك العادات السعودية في أيام الملكه لعملها لسنوات طويله في المملكة .. ان لا يختلي العريس بعروسه بغرفه النوم وان يُطل عليهم احد بين حين وحين بغرفه الجلوس ، وبنفس الوقت تحب ارجوان كثيراً فهي لم تكن مغروره أبداً وتتحدث معها بعفويه وانشراح وتساعدها بالمطبخ وأحياناً تأكل معها بالمطبخ وتُثرثر على رأسها وكانتا صديقتين ، عكس فتيات العائلات التي كانت تعمل عندهم كانوا سئين الطبع معها جداً يهينوها بالالفاظ القبيحة ، يجعلونها ترتدي كُل قبيح ، ولسانهم يقطُر سُماً ، واخيراً قالت بعد ان نظرت للغرفة ورأت ارجوان بين ذراعي شاهين
: ماما هدا جوجو تعبان في طيح .
شهقت رانيا واضعه كفها على صدرها لتُبعد العاملة عن طريقها وترى شاهين يضع أرجوان بخفه على السرير ويجلس قُربها
: بِسْم الله عليها بنيتي وش صارلها .
شاهين بهدوء : لا تخافين خالتي هي بخير عشان ما اكلت شي امس داخت وطاحت .
عبست رانيا باستغراب
: غريبه شايفتها امس اكلت كل المحشي وما خلت شي لابوها وهو يحبه وحتى زايد كان جايب شوكليت من لندن خلصته كله
وماحد اكل منه شي ، يا قلبي انا عليها وش صارلها خلينا نأخذها المستشفى قلبي مو مرتاح .
وضع كفه خلف ظهر خالته دون أن يلمسها يدفعها للخروج بأدب وهو يُشير للعاملة ان تأخذها معها
: صدقيني خالتي هي بخير ما فيها شي بس شوي وبتقوم وتنزل لك مثل الحصان والله .
أومأت بقلق الام على ابنتها لتنزل وخلفها العاملة حدجته بنظرات تحذيرية وهو أومأ برأسه بيأس من فضولها .
دخل الغرفه مُجدداً وابتسم بخُبث وهو يقترب كنمر مُفترس جلس قُربها على الأرض وقبل شفتيها بخفه كما الأميرة النائمة وهو يقول
: قومي يا العفريته راحت امك وهالخدامه الملقوفه الربي بلاني فيها مدري من وين .
اعتلت الحمرة وجهها لتفزّ جالسه وهي تنظر له ببرائه ورمشت بعينيها ، بينما هو يردف يُناغشها
: اها اجل قضيتي على المحشي وماخليت لأبوي يا حرام وبعد اكلت الشوكلت وماخليتِ لأحد ولا حتى لحبيبك ـ لوى شفتيه وهو ينظر لها ـ الحمدلله مو مبين عليك .
امتلئت مُقلتيها بالدموع من الاحراج ولا تعرف ماذا تقول لتشهق بخفه من سُخريته بها وأنها ليسّت سمينه بعد كُل ما اكلته .
أتسعت عينيه وهو يرى دموعها تُبلل وجنتيها ، يا الله ليس المره الثانيه أيضاً ، انه يُمازحها يعلم ان مُزاحه ثقيل ، ولكن ماذا يفعل وهو بطبعه عابس وجامد كالحجر ويُحاول ان يُخَفِّف دمه لاجلها فقط ، فهو لا يمزح أبداً بالعاده .
سحبها لأحضانه مُقبلاً وجهها ويهمس بشجن
: فداك كُل شي يا قلبي وفداك القلب كنت امزح معك بالعافية عليكِ وياويله اليتكلم كلمه .
احمرت وجنتيها بحُمره مُحببه لقلبه هامساً عند أذنها
: يلا بدلي ملابسك وانزلي تحت بنتظرك مو ماشي كل ذَا الوقت مو محسوب من شوفتك ، قلت لامك انها بتطمن عليك الحمدلله ما نتبهت انك طيحتي نفسك بالأرض وانا انقذت الموقف .
خرج وأطبق الباب خلفه وهي وضعت كفها على قلبها من كُل ماحدث اليوم ، فعلاً كانت ستخسر قلبها وتفقد نبضاته من الخوف والإحراج .
***
بات يتأملها كثيراً هذه الأيام .. ودائماً يُبقيها تحت انظاره فهي لم تعد تثق بأحد إلا به وأصبح هو ملجأها وأمانها بعد ان علمت منه حقيقه انها ابنه عبدالكريم الذيب وأخبرها باختصار مافعلته ريتا كي لا يؤذيها أكثر ، لتنهار بأحضانه باكيه بنشيج قطع نياط قلبه غير مُصدقه لما يحدث وقد غفت بين ذراعيه بذلك الوقت من النهار .
وبعدها وَكُل يوم اصبح لا يُفارقها إلاً قليلاً وسمح له خاله بالمبيت عندهم قلقلاً وخوفاً على ابنته التي لم تتهنى بحياتها .
وكانت خجله جداً من الاقتراب منه واحتضانه .. لكنه سيصبر فابنته أصبحت تحت جناحه وكم اسعدته هذه الحقيقة بأنها هي ابنته لا تلك سئيه الخُلق والطِباع ، على قدر ماكان غاضباً جداً بفعلتهم على قدر ما كان ممتناً لاعتنائهم بها وتكبيرها .
ابتسم بفتور يشاهد تقلباتها الرقيقة على السرير ، يعلم جيداً انها تهرب من واقعها وحياتها بالنوم ، حيث لا تُفكر بأي شيء .. يخشى عليها من النسمة العابرة .. كم هي شفافه رقيقه حبيبته الصغيرة .. نعم هي ماتزال صغيرة ولكنها عانت الكثير والكثير وتحملته رُغم صِغَر سنها ، حقيقة ما فعله بها عاصم أمام عينيه ومازالت اثاره عالقه بها .. وحقيقه انها كانت في خُدعه كبيره لعائله لم تكن عائلتها يوماً ، وقد بدأت بعد عده أيام من إخبارها الحقيقة وانهياراتها وهروبها بالنوم .. بفك كل الشيفرات الغامضة لحياتها السابقة وبدأت باستعادة كل التفريقات بينها وبين ريتا ، لقد أجبرها بصرامته أنها لن تهرب مُجدداً بالنوم وأن تواجه واقعها ومستقبلها ، كان يخشى عليها بالنوم وهي بهذا الحزن أن يفقدها ولا يراها مُجدداً ، فما تفعله بنفسها كان خطيراً للغاية .. إلا أن استسلمت له أخيراً أمام قوته وعِنده وكانت تخبره بكل التفاصيل الصغيرة والتي أراحتها كثيراً وهي تُفضي له ما في قلبها .. أمور لم تخبرها لأحدٍ من قلبه .. وعينيها تذرفان الدمع مُحاوله تخفيف صوتها وترقيقه ليفهم ما تقول
*
ليليان تهمس بنشيج من بين شهقاتها الخافتة و تمسح دموعها بسبابتها وتنقله لحِجرها وتعبث بطرف بلوزتها
: دايماً كنت أشك وأقول ان هالام مو أمي وفي إن بالموضوع ما في ام تسوي في بنتها كذه ، كانت ترسلنا المدرسة بس وقت الرحلات ما كانت تخليني اروح مثل ريتا ، كل يوم كانت تعطي ريتا مصروف وفطور وانا اروح وارجع زي ما انا جوعانه وتعبانه ومرهقه ومع كذه تشغلني بالبيت ، بس ارجع وأقول يوم تحضنا بالليل وتغني لنا عشان ننام ، اكيد ريتا المُفضله لها دايماً كنت اسمع في أهل يفرقوا بين اولادهم وواحد منهم مميز عند امهم وأبوهم كنت انا مميزه لبابا وريتا كانت مميزه لماما ، ما كنت اعرف ان افكاري بيوم رح تكون حقيقه وأنها هي مو أمي من جد .
جالساً مُتربعاً قُربها على السرير ، لا يُريدها ان تخاف منه أبداً لما حدث معها مع عاصم .. يُريدها ان تعتاد قُربه دائماً ، ولهذا هو مُلتصقٌ بها دوماً رغم اعتراضاتها الرقيقة .
سانداً وجهه على كفه الخشن يتأمل شفتيها الصغيرتين وهي تنفث كلماتها الرقيقة ويا الله كم تسحره حركاتها العفوية البسيطة .. وكم أراد تقبيل شفتيها المُغويتين ولكنه سيصبر .. سحرته وهي تُعيد شعرها خلف أُذنيها وتبتسم له بخجل .. الحمدلله أنها بدأت تتألف معه قليلاً ، يسمعها بشغف .. للمره الأولى منذ ان التقاها تتحدث معه بهذه الحُرية وهذا الوقت الطويل .. لم يكن يعلم أنه سيُحب سماعها بهذا الشكل ، وقال بابتسامه جذابه زادته وسامه
: بس افكارك كلها حقيقه وانت بنت الذيب و السوته امك وريتا رح يتعاقبوا عليه السوه مو قليل وموب هين .
عبست حاجبيها قليلاً وهي تنظر اليه بألم
: بس أنا ما ابغاهم يتعاقبوا على كل السوته ماما فيني الا انها كانت تحبّني وتحضني انا وريتا وكانت تقول إنتوا بناتي المافي مثلكم وريتا ـ عضت شفتها السُلفى ونظرت لحِجرها رادفه ـ وريتا كانت دايماً مشعه و منطلقه كانت تبغى تسوي وتعمل عشان تصير مشهوره وغنيه وتعيش حياه اي بنت مُرفهه والنَّاس تحبها ، بس عانت كثير وهي ما تنجح كانت تقول لنفسها انها فاشله وإني احسن منها بكل شيء وكنت اعرف انها تغار ، الناس ما كانت تحبها يمكن لانه لسانها كان طويل شويتين ـ قهقهت قليلاً وهي تدرك ان لسانها لم يكن طويلاً " شويتين " بل من طوله كان يلتف على جسدها ـ انا ما رح أزعل عليها هي تمنت تعيش هاذي الحياة بس طريقتها غلط .
برم ذياب شفتيه وهو يستمع لها بإنصات تام وأدرك انها مُتعلقه بهذه العائله جداً ، ربما لم تكن العائلة بهذه السوء فيما مضى ولا يستطيع ان يشفع لهم حركتهم في التبديل مهما كان ، قال بهدوء
: هذا مو عذر اذا كانت تتمنى هالحياه تسوي كذه سوتها مره وممكن تستسهل الحركه وتسويها ثاني وثالثه وأمك كانت تشفع لها وتعاونها على الغلط وخصوصاً انها رضيت تكشف على غير محارمها انا بالنسبه لي مع خالي وامي ما نقدر نسامحهم على السوه أبداً حتى لو تعبوا معك كل هالسنين وكبروك المفروض يكلموا جميلهم ويقولولك الحقيقة ، صعب ان نسامحهم ونغفر لهم .
ازدردت ريقها تقول
: دايماً ريتا كانت مع تصرفاتها السيئه تدافع عني وتحميني احنا اخوات عشره عشرين سنه مو قليله صدقني ما ألومها على السوته أبداً صح اني متضايقه منها وزعلت كثير لانها ماعرفتني زين و إني ماكنت رح اقصر معها او مع اهلي ، انا عايشه معها عُمر واعرف تفكيرها وكيف تتصرف وهي الحين ندمانه متأكده ، دايماً كنّا نتهاوش ونتصالح زي اي اخوات كان طبيعي هالشي بس تغيرنا كثير ماعدنا نفس البنات الصغار ، ماعدت اعرفنا .
ابتسم وتنهد بصوت غير مسموع ويشاهد بعينيه طيبه حبيبه قلبه وحنانها وتلميحها له وعدم مقدرتها على عقاب من قاموا بتربيتها لسنين طِوال ، ليقول غير راضٍ
: طيب دام هاذي رغبتك ما رح أوقف ضدك وبعاونك بس في قضيه ثانيه مو بس التبديل ، يعني اقصد جدك احنا ما نقدر نسوي شي بهاذي الحاله .
اطرقت برأسها بتفهم وهي تعرف ماذا يقصد ، يكفي ان يعرفوا انها أفضل منهم ولن تبيعهم كما باعوها بهذه الطريقة ، فالله يغفر لعباده ويقبل توبتهم فمن هي ليليان الإنسانة المخلوقة من طين كي لا تغفر .
*
خرج من غمره ذكرياته قبل يومين والحوار الذي دار بينهما ، وكما عادته مؤخراً يُراقبها بنومها ، يا الله كم كان مُنتعشاً من تحررها قليلاً وهدوئها وقبولها الحوار معه ، بهذه الطريقة قطع شوطاً كبيراً لإعادتها لطبيعتها وحياتها فهو يعلم بقراره نفسه انها قوية وستتجاوز كل هذا الألم .
اقترب منها اكثر ماسحاً على شعرها وقد كانت نائمه كطفلٍ صغير ، لاحظ وجهها يتغضن بالألم .. ويتعرق جبينها بشده .. وانفاسها بدأت تلهث .. وكأنها تُعاني من كابوسٍ ما ، وقد ادرك ذلك والتقطها في أحضانه عندما فزّت بفزع صارخه وجسدها يرجف بين ذراعيه القويتين .
همس بصوته الخشن القاسي الذي أودعه كُل ما استطاع من الحنان والرقه لأجلها فقط ، يمسح على شعرها بكفه والأخرى تُحيط بخصرها
: خلاص يا روحي اهدي خلاص انت قويه لا تنسي إنَّا قلنا واتفقنا رح نمر انا وإنت بهاذي الأزمة ورح تصير ماضي ما رح نتذكره رح نتجاوز كُل العقبات مع بعض .
قالت وهي تنهت ودموعها تسيل على وجنتيها اللتين فقدتا اكتنازهما وأصبحتا مُقعرتين لنوحلها الشديد وقد فقدت امتلائها
: عاصـ عاصـ .. كا .. كان هنا واقف عند الباب شفته حقيقه هنا بالغرفة مو وهم .
وضع سبابته على شفتيها وهو يهمس وقلبه يتألم عليها من هذا الكابوس فخاله أعطاها أحد الغُرف بالقصر وباتت غُرفتها الخاصة ، حتى لا تعود لها الذكريات بغرفه غزلان
: هششش هو مو هنا حبيبتي صارله حادث والحين هو بغيبوبه والله يعلم متى يقوم منها لا تخافي انا جمبك دايماً وما رح اسمح لأي احد يقرب منك ويأذيك .
غمرت رأسها بصدره وباتت تعتاد دفئه وحنانه الذي يغمُرها به كيف ترفضه وتبتعد عنه وهو الوحيد الذي يُشعرها بالأمان .
رفع وجهها بكفيه بعد ان هدأت واستكانت رجفاتها بين أحضانه ، يُقبل دموعها ويبتسم بخفه يمُدها بقليل من القوة ويقول بصرامه وقد حان الوقت لتتجاوز مخاوفها
: طيب الحين انت هديت تمام في أحد وده يشوفك وشوي رح ينهبل لو ما شافك بدخله الحين عشان يطمن عليك .
همست بخوف
: رح تروح .
هز رأسه نافياً وأسبل اهدابه
: لا ما رح اروح مكان رح أكون هنا جمبك دايماً .
أومأت برأسها مُعدله هندامها وهي ترى دخول عبدالكريم للغرفة ، بهيبته ووقاره كما كانت تراه دوماً .
أجلت حُنجرتها وهي تراه يمشي نحوها بهدوء مُرتبك وَمُتوتر من الاقتراب كثيراً كي لا يُفزعها ، نظرت بخوف مُختلط بالخجل نحو ذياب الذي كان يستند إلى الحائط بظهره وذراعيه معقودين لجذعه .. فقبل عده ايام كانت تُنادي هذا الرجل " عمي " كاحترامٍ له والآن هي ستقول له " بابا " لانها الحقيقة .
أومأ لها ذياب برأسه كي تتشجع وتقترب هي أيضاً منه وقد حدث ، إذ أنها بدأت تمشي بهدوء وكأن المسافة بينهما كالمشرق والمغرب ، فتح عبدالكريم ذراعيه قليلاً فقط وهو يزدرد غصته ، وهي لمعت عيناها بالدموع وترى بوضوح دعوته لها كي تأتي لأحضانه ، لم تقاوم اكثر وهي تقطع المسافة بينهما مُرتميه بأحضان والدها وقد تراجع للخلف قليلاً من قوه الدفع وأرتما جسدهما أرضاً ليُعانقها بقوه ويشدها إليه راغباً بإدخالها بين ضلوعه .
ابتسم ذياب بمحبه وهو يرى استسلامها لحضن والدها .. ولم يُلاحظ بضع دمعات نزلت من عينيّ خاله مسحها بسرعه .. بينما لاحظ نحيب حبيبته وهي تدفن رأسها بتجويف عُنق خاله وتشهق بقوه .
ادار جسده عن الباب ليخرج من الغرفه ويبقى خاله مع ابنته قليلاً يتبادلان الأحاديث .. نزل عتبات الدرج وقلبه يُرفرف فالأمور بدأت تدريجياً تمُر بنصابها الصحيح .
لمعت عيناه بخبث وهو يُشاهد تهامس والديه في غُرفه الجلوس المفتوحة المُطلة على الدرجين ويعلم تماماً عن ماذا يتحدثان من نظرات والده المُمتعضة ونظرات والدته المُحرجة .
ماهر يعبس بوجهه هامساً ليارا
: ولدك ذَا بيفضحنا قريب كل ما أسأل عنه ألقاه عند خطيبته بغرفتها انا بفهم شلون عبدالكريم راضي وش يسون كل ذَا الوقت بالغرفه كل يوم .
توترت ملامح يارا بإحراج ولا احد يعلم عن عاصم غيرها هي وذياب وعبدالكريم فقط
: ماهر وش هالكلام تراها زوجته مو خطيبته وش بسوا اكيد ولدي يكلمها ويهديها تعرف المرت فيه مو سهل .
ماهر : اكيد مو سهل يبدلونها مع بنتهم بس اعذريني هالبنت مدلعه وبالغت بتصرفها وانهيارها لازم زوجه ولدي الذيب تكون أقوى من كذه ما انتهت الدُّنْيَا على الصار ولو اني مو خايف على سمعتها من حكي الناس ما حكيت لازم زواجهم يتقدم الحين الكل يدري ان ذياب يبات هما وما يحتاج اقول عن تفكير الناس لمصلحه ولدي وزوجته .
أومأت يارا تُجاريه خاصه انه لا يعلم عن ماحدث مع عاصم
: معك حق لازم نقدم زواجهم الله يستر بس .
كانت متوتره من رده فعل ليليان بأن ترفض تقديم موعد الزواج ولكن كُل ذلك من اجل مصلحتها وعليهم اقناعها بذلك .


الساعة الآن 11:15 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية