منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   [قصة مكتملة] هذه دُنياي (https://www.liilas.com/vb3/t202178.html)

auroraa 10-05-16 02:22 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل السابع عشر

في قصر عبدالكريم الذيب

تصاعدت تلك الكُرة الحارقة لوجنتيها وتكسوها الحُمرة المُحببه للخجل من كلام أخيها وبوجود ابنها أيضاً مازاد الطين بلّه ، أجلت شفتيها لتغلقهما بكفها الناعمة بذهول وترى ابنها يبتسم بحب لها ويشجعها على اتخاذ هذا القرار الصعب نكست برأسها لتسمع اخيها يقول ببحته الرجولية
: فكري زين يا يارا ماهر للحين يبيك وبرجعك لعصمته ما طلقك الا مره وحده وانت ما تزوجت وعشتي حياتك من بعده على الأقل هاذي فرصه لك يرجعك وتعوضوا الأيام الفاتت من عمركم
اومأت برأسها دون ان تتكلم ، كيف تثق به وتعود اليه كانا يُحبان بعضهما بجنون ومازالت هي من جهتها تحبه ولا تعرف لما يُرِيد إعادتها ، أهل لانه مازال يحبها ام من اجل طفلتها وابنها ، وما تزال غاضبه منه لتركهم وهروبه ، هي محتاره ولا تعرف ماذا تفعل وتختار ، غرقت بحيرتها و أُجفلت من صوت ابنها المُتكتف أمامها يتأمل تعابيرها ويعرف بماذا تُفكر ويشغل بالها وقال عندما رفعت رأسها له
: يمه ترى أبوي واضح انه يحبك ويبيك يوم سألني عنك من فتره كان متردد وخايف يسمع انك تزوجتِ وعشت حياتك بس يوم قلتله انك ربيتينا وعمرك ضاع معنا كأنه ارتاح بس انا مو مرتاح من زمان وانا اشوفك تذبلي قدامي انت توك صغيره يمه لو ما تبين أبوي ماحد رح يجبرك عليه حتى لو تقدم لك عريس ثاني ويا كثر اليتقدمون وترفضينهم ، انا مو اناني وابيك تعيشي حياتك مع انه أتمنى انك تجتمعي مع أبوي في بيت واحد وانا اتزوج واستقر معكم بنفس البيت بس بالنهايه ما رح اسوي الا الأنت تبينه ويريحك
اه من هذا الذئب الصغير متى كبر ليصبح ذئبٌ شرس ويقوم بحمايتها بضراوه حتى من والده ويسهر على كل ما يريحها ، ابتسمت له بحنان
: ولا يهمك يمه انا بصلي الاستخاره هي الرح تدلني على الطريق الصحيح الحين خليك مني انا العروس العجوز وقولي انت متى ناوي تتزوج ما صار الوقت هاذي هي مشاكلنا الحمدلله تنحل وحده ورا الثانيه ماعدا قله حيّا بنت خالك واهلها المعها
اكفهر وجهه وطيفها بوجنتيها المنفوختين وعينيها الرمادية تغزو خيالاته بقسوه من الواضح ان والدته لا تحب عائلتها ابدا لا يلومها على ذلك لقد رأى معاملتهم وحركاتهم المتكلفة بدون اي تحفظ ماعدا هي ذات الوجنتين ووالدها الهاديء بغرابه على الدوام وكأنه يعاني من امر ما ، قال ببعض الأمل ان توافق بعد ان أخبرته اخته بما سمعته قبلاً بين أمه وزوجه خاله
: تدرين يمه انا مين ابي صح
لوت شفتيها بتفكير وهي تعبث بطرف بلوزتها ، من جهه تهمها سعاده ابنها كثيراً ومن جهه اخرى ويهمها كلام الناس عن عروسه ومن تكون ما اصلها وفصلها ومن الصعب ان تقول لهم من هي ، كفتا ميزان ثقيلتان لتفوز الكفة الأهم وهي سعاده ابنها بما انها ليس لها اعتراض عن عروسه نفسها ، ابتسمت وهي تنظر اليه
: خلاص يمه كلم ابوك يخطبها لك وشاوره يعني عيب تسوي شي بدون لا يدري
هب واقفاً على قدميه ولا تسعه سعادته وقبل رأسها بعمق ويشكرها بقوه على تفهمها له ، أفزعهم صوت صراخ عالي مُجلجل صادر من غرفه جلوس العائلة وتخالطت عده أوتار صوتيه ببعضها لتشكل صوت مُفزع والذي تأكد منه ذياب ان احد هذه الأصوات صوت ابنه خاله عديمه التربية " ريتا "
***
عندما يشعر الانسان انه سيفقد عزيز وغالي على قلبه بأي طريقه كانت فانه يتصرف ويفعل أمور لا يفكر بها فقط من اجل الحفاظ عليه ، يا ترى هل اخطأ بهذا التصرف الذي فعله قبل يومين خوفاً من خساره ابنته التي اكتشف انها لم تكن ابنته وإنما قام بتربيتها وحسب
وكأن هذه المصيبه حين تُبدل الفتاتين منذ ولادتهما لم تكفيهم لتأتيهم مصيبه اخرى من رجل يسمع عنه ولم يقابله يوماً الا قبل عده ايام فقط ، اسند ذراعه على زجاج النافذة وأراح رأسه على ذراعه وحلقت ذاكرته لذلك اليوم الذي تواصل فيه لأول مره مع أحمد ولم يكن لقائهم خيراً أبداً
*
تقابلا في احد المقاهي الفاخرة باهظة الثمن تعجب منصور من دعوته له في هذا المكان الذي لن يستطيع ان يدفع به ثمن الفاتورة وكان أحمد قليل ذوق معه ليس لانه يُدخّن أمامه اذ انه كان ينفث دُخَان سيجارته على وجهه و بكل وقاحه يُدخن والتدخين ممنوع بالمكان وكأنه واثق من نفسه ومنصور كعادته هاديء كالبحار الساكنة والمياه الراكدة ليبدأ الكلام بصوته الخشن الرجولي
: اول شي الحمدلله على السلامة ادري متأخرة بس ما صارت فرصه نتكلم ثاني شي طلبت انك تشوفني ضروري وش هالموضوع الضروري التبيني فيه
نظر له احمد بتقييم ويعلم جيداً انه لا يعرف عنه شيئاً وانه لم يُخمن بعد انا هذا المكان مكانه هو و انه يوازيه ثراءً فبقاءه بالخارج لعده سنوات لم تذهب هباءً فلقد بنى نفسه من الصفر ولم يستطع أخذ زوجته وابنته لأنهما كانتا ستعيقانه عن النجاح وبعد عده سنوات من وصوله للغربه وكفاحه وتعبه نسي نفسه و حياته و شعر بحاجته لامرأة ليُخطي مع إحداهن تسبب بحملها ليضطر للزواج بها من اجل اطفاله وأحبها بعد ذلك لا يحب زوجته التي بالوطن فقد أُجبر على الارتباط بها من اجل العادات والتقاليد وهذا سبباً من الأسباب التي جعلته يتركها هنا ولا يستطيع الان التخلص منها بعد كل هذه السنون من اجل سُمعه العائلة ، قال بنبره متهكمه
: شكلها بنتك يعني الهي نوران ما قالتلك وش ابي فصرت مجبور انا الاحكي
رفع منصور حاجبه بتحفز وشعر ان كلامه الذي سيخرج من فمه لن يعجبه إطلاقاً
: أيه وش عندك ياليت تخلص بسرعه تراني مستعجل
نفث دُخَان سيجارته وقال بفظاظة
: الابيه يا الحبيب بنتي
ارتفع حاجبا منصور باستهتار وهو يفهم جيداً أنه يقصد أرجوانته ليناوره ويقول
: حياك الله بنتك موجوده بأي وقت تجي وتشوفها ما رح امنعك عنها هذا حقك بالنهاية
مال أحمد بجسده بسخرية ويعلم أن منصور ليس بذلك الغباء كي لا يفهمه ويقول بجفاف : لا والله اسمع البنات وانكشف موضوع انهم تبدلوا يعني الطبيعي كل بنت ترجع لأهلها وهذا العندي ما رح اخلي بنتي تتربى عند ناس أغراب
تكتف منصور يرمقه بنظرات شرسة متوحشة فقط لأنه فكر أن يأخذ منه ابنته وروحه وكما يقولون " حُلم ابليس بالجنة " فهو لن يفرط بابنته التي رباها كما سيفعل ذلك المُتحذلق أمامه , رباه من كلامه يعني انه لا يُريد نوران طالما انه يُريد استعاده ارجوان قال بحكمة يحاول التفاهم معه دون أن يلجأ للعنف وتهشيم وجهه القبيح او المحكمة التي ستؤيد قراره بالتأكيد بإعادة تبديل الفتاتين
: اسمع يا أستاذ البنات الحين على وجه زواج وارجوان بالذات انخطبت مني بمناسبه انها للحين بنتي بالأوراق والوثائق يعني ما رح تكون لا عندي ولا عندك الله يحفظها عند زوجها بس بما انك ما تبي نوران وما تعتبرها بنتك وانك سافرت وتركتها 15 سنه اكيد ما عندك أي مشاعر ابوه لها طالما قلت نبدل البنات فأنا مستعد أني أجيبها عندي معززه مكرمه وانت تخلص من هم البنتين
فغر أحمد شفتيه وعاد بجذعه للخلف يقهقه عالياً وجلب لهم بعض الأنظار الفضولية التي تحاول أن تعرف ما سبب كل هذه القهقه قال وهو يمسح دموعه التي سالت من الضحك
: يعني قصدك بالأخير أخليلك القماش وأدوات الخياطة تخيطه مثل ما تبي و تصفني على جنب وما لي دخل بأي شي على اساس اك تريحني , ثم تكتف وهو يقول باستهزاء
: ايه ومن سعيد الحظ البياخذ بنتي من صلبي
منصور بدون أي اهتمام لرأيه : شاهين ولد أخت حُرمتي وربيبي وترى هي موافقه بعد
عوج أحمد شفتيه يفكر , ثم يشمخ بذقنه ويسبل أهدابه قليلاً قائلاً أصدر صوتاً مُتمتماً رافضاً
: بنتي ما ابيها تاخذ واحد من أقربائك في رجال أحسن منه والعمر توه قدامها وهي صغيره على الزواج
وضع منصور كفيه على الطاولة لينهض ويقول
: أنا خلصت حكي وهذا العندي لو عندك أي تطورات رقمي صار عندك عن اذنك
*
خرج من ذكرياته على كف شاهين تَحُطْ كحمامه سلام على كتفه ليلتفت برأسه فقط يبتسم له وهو يسمعه يقول
: يبه انت ندمان على الصار قبل يومين يوم عقدت على أرجوان
هز منصور رأسه ببهوت وهو يُعيد نظره للأمام
: حاشى يبه اندم وانت بتكون لها الزوج الصالح الأأمن عليها عنده لو خليتها كان ما دري هالأحمد بجيب عريس من أي زباله يزوجها ياه ما عندي ثقه فيه أبد واستفدت من أني الوصي عليها عشان أزوجها بسرعه منك قبل لا يتصرف بس أحس هالسويته جُبن وكان المفروض أحارب بقوه عشانها
ابتسم شاهين وهو يتذكر أن حُلم حياته الصغيرة قد أصبحت زوجته رسمياً الآن وهما الآن بفتره " الملكة " لا يعرف كيف يصف شعوره عندما جاء له عمه منصور يُطالب بتعجيل عقد القرآن بما ان الجميع يُوافق وسعيد لارتباطهم وأن خير البِر عاجله ولا داعي لإطاله الأمر أكثر كان سعيداً جداً ولكن اختفت سعادته للحظات فقط عندما علم السبب فعمه يُريد حمايتها من والدها البيولوجي كي لا يستطيع أخذها وتزويجها ولكن ومع هذا السبب وافق رأي عمه و عادت له هذه السعادة فور ان ارتبط اسمه باسمها وبتوقيعهم أصبحت زوجته , زوجته ياه ما أجمل هذه الكلمة لن يمل من ترديدها فحبيبته زوجته الآن , تخيل ذلك الوالد البيولوجي يجلب لها عريساً مُتحذلقاً بثوبٍ أصفر وشماغ معوج يحتاج للكيّ , يُقسم انه كان سيشوه وجهه وينتفه وينطحه أرضاً بمجرد أن يُفكر بحبيبته وصغيرته زوجه له قال بصوتٍ خشن رجولي بحت
: ما عليه يبه السويته مو جبن , عوج فمه بضيق , انت قلتها ما تدري وش كان بجبلها عريس ما ينوخذ خيره من شره المهم الحين يصير عنده خبر أنَّا عقدنا , ابتعد عنه قليلاً يردف , يلا عن اذنك يبه بروح اقابل يامان طالبني ضروري الله يستر
قطب منصور جبينه ولم يعد يشعر بأي ندم أو شعور آخر لتزويجه ابنته من رجل كشاهين : الله يحفظك يبه انتبه على نفسك وطمني ان شاء الله خير
,
يتأمل أمواج البحر التي تتصارع وتتسابق أيهم تصل لرمال الشاطئ اولاً لتلطمها وتحولها لطينٍ معجون , تجمعت الغيوم حول بعضها واسودت مُنذره لهطول حُبيبات المطر العذبة تنغز الأرض والبحر بزخاته , يسمع جلجله الرعد ولكن لم تهطل الأمطار بعد , خلل انامله بين خصلات شعره التي تطايرت بدورها مع هبوب الريح ينتظر أخيه شاهين يحل له هذه المُصيبتين التي حلت على رأسه أو الأحرى مصيبة واحده والثانية عليه هو أن يحلها مع والد زوجته الذي داهم منزله قبل شهرين وبدأ بإرسال رسائل التهديد له , وصل شاهين يترجل من سيارته بوجوم وملامحه تقسو من تلميح يامان له على الهاتف بالأمر الذي يريده منه ألقى عليه السلام ليرد عليه أخيه قائلاً وهو يتنهد
: اسمع اول شي في ابو ليال صارله اكثر من شهرين يتصل علي يبغى يشوفها ومو قادر يوصلها
ارتفع حاجبا شاهين : وتوك التقول انه كان يتصل
هز منكبيه : فكرت انه بيطفش ويوقف بس الحين طلعلي بموال جديد ومصر يشوف ليال وإلا إذا شافها بيكذب عليها ويقول انه من زمااان يتواصل معنا عشانها واحنا الرافضين تقابله وعنده الدليل اتصالاتي وتسجيل اني كنت ارفض وعاد انا ما ابيه يشوفها يرميها وهي باللفه ويروح وبعد ما كبرت وتزوجت يبغى يشوفها فعندت
دلك شاهين جبينه بسبابته وابهامه واسبل اهدابه ثم رفع رأسه ينظر لأخيه الأبله قائلاً بخشونة
: شفت يا الخبل هذا الكنت خايف منه ممكن يكذب بأي لحظه ويقولنا كلام ما قلناه وانا المستغرب انه ما دق علي اثاريه يدري انك حمار وانت وش دخلك خلها تشوفه موب ابوها على اساس انها رح تركض لأحضانه اول ما تشوفه والحين لو صار شي رح تلومك انت ليه ما علمتها من اول
يامان : احس انه في شي رافض يقوله قلتله كم مره يقابل طلال لو يبي يشوفها أنا مالي دخل بس ما يبي يواجه طلال تظن انه مسوي شي وخايف طلال يكفشه
تنهد شاهين يقول بخشونة : ما أدري إذا في سالفه من وراه ولا لا بس ليال لازم تدري وهي التقرر تكلمه او لا هي كبيره ما هي ببزر عمرها 29 وتعرف وش الصح ووش الغلط وانتهينا يلا امشي معي نروح لها الحين واشرحلها كل شي خلنا نتغدى فيه قبل يتعشى فينا على العموم الشي المخبيه قريب بتفوح ريحته ونعرف وش يبي من جيته فجأة
أومأ يامان برأسه ولم يخبره عن المدعو عمه ورسائل تهديده ليحل هذه المشكلة أولاً ثم يتفرغ له
...
ولكن في هذه الأثناء وبمنزل يامان كان الأوان قد فات لأن يتفرغ له
***
مشت بهدوء وخطوات رقيقه خوفاً على طفلها الذي ينمو بأحشائها تتفحص نظراتها الغرفة الجديدة التي قامت خالتها بتحضيرها لديها ذوق رفيع باختيار الأثاث أعجبها التنسيق ولكنها حزينة لهجرها شقتهم التي في الأعلى وقد اشتاقت من الآن إلا انفرادهم بها وكأنهم يعيشون بمنزلهم الخاص , اقتربت بخطواتها من السرير وهي ترى زوجها الحبيب يتمدد على بطنه عارياً إلا من السروال الداخلي وقد شبك ذراعيه تحت الوسادة ويغط بنوم عميق جلست على طرف السرير تُدلك أكتافه وظهره تململ بمكانه ورمشت عيناه معلنه عن استيقاظه , كتمت شهقتها بكفها ناصع البياض وهتفت بصوت ركيك
: معليش حبيبي صحيتك ما كنت ادري انك بتقوم و انـ ....
قطع كلامها وسحبها بخفه لأحضانه يُكمل ما كانت ستقوله بمرح وهو يمسح على شعرها ويهز رأسه لليمين واليسار
: أدري بتقولي اني نومي ثقيل وما اقوم بسرعه بس عشان تغير علي المكان بس اتعود عليه برجع نومي ثقيل لا تخافي
ضحكت بخفوت كي لا يصل صوتها للخارج خاصه ان الغرفة قريبه من غرفه جلوس العائلة تمددت بجانبه وهي تعانقه وتوزع قُبلاتها الرقيقة على كل مكان في وجهه الرجولي ثم وضعت رأسها على وسادته وقالت بنُعاس
: حبيبي الحين رح يجي شاهين ويامان
قطب جبينه بوجوم من قدومهم المفاجئ فهم بالعادة يتصلون قبل أن يأتوا إليهم : خير ان شاء الله يا قلبي الله يحييهم
أردفت وهي تعبث بخصلات شعرها : بكره في عندي مشوار ضروري لازم الصبح اروح المدرسة اقدم على اجازه بدون راتب ما ينفع اكلمهم بس
أومأ برأسه دون أن يركز بكلامها الأخير يتأمل السقف بشرود وينتابه القلق من زياره أصهرته
***
في غرفه الجلوس كانت ريتا تقف بتعالي واضعه كفها على خصرها والأخرى تلوح بها بغضب تصرخ على ليليان لا لشيء مهم فقط لأنها تموت من الغيرة منها ولأنها علمت انها حولت هديتها لخرقه ارضية صرخت بها
: الحين انت غبيه ولا تتغابي مو قلتلك ابي عصير وكيك تجيبين العصير بدون الكيك ليييييييه
قالت ليليان بهدوء وهي مُحرجه منها : قلتلك ريتا ما في كيك كنت بروح الملحق أسوي عشانك بس انت الله يهداك ....
رفعت عزلان ذراعها باعتراض وقطعت كلام ليليان تصرخ هي الأخرى على ريتا : هييييي انت وين عايشه يا همجيه روحي انقلعي جيبي لنفسك ليلو ما هي خدامتك هذا الناقص
صرخت بيلسان بخفه : يمه منك عوذه من وين طلعتيلنا
دلفت يارا بوجوم يقف خلفها ذياب باستغراب وقد فهما القصة لتتنهد يارا
: حسبي الله ونعم الوكيل كل ذا الصراخ والازعاج عشان كيك وعصير
نكست ليليان رأسها بخجل من الموقف وترقرقت عيناها بدموع القهر لتستأذن بصوت خافت وتنسحب بهدوء وكلها خوف , نظر لها ذياب كما ينظر لها كل مره , لا تنظر لي هكذا لا اتحمل ان ترى بعينيك قريبتك تقوم بإحراجي اسبلت اهدابها الكحيلة تُداري دموعها من الهبوط الآن تحديداً , و منحها هو ابتسامه آلمتها كثيراً وكان يقول لها عبرها قريباً جداً ستتخلصين وأستطيع ان اقطع لسان كل من يقوم بإحراجك وإحزانك , خرجت ليليان تتدارك الدموع التي عاجلتها وهي بطريقها للملحق دخلت وهي ترى والدتها تعطي والدها دواءه المُعتاد وتلقي السلام وتدلف لغرفتها تحت نظرات والدتها المتعجبة من شكلها ونظرات والدها الشاردة إلى اللاشيء
,
في القصر
منح ذياب نظرات وحشية لريتا وعبس وجهه بقرف من أفعالها البشعة القبيحة وحجابها الذي يستحسن أن تخلعه بدل أن تضعه بإهمال هكذا , ليته يملك الحق في ان يلجمها عن الكلام ويجبرها على الاعتذار من حبيبته التي غادرت مكسورة الجناح ولكن لم يستطع أن يفعل فهي ابنه خاله ولا يحق له ان يتدخل بها او بغزلان وخاصه للدفاع عن ليليان وهي لا تكون له أي شيء الآن , عصر قبضتيه بقوه وهو غاضبٌ جداً لأنه عاجز عن حمايتها الآن
***
الساعة الآن العاشرة مساءً دخل يامان إلى منزله بعد زيارته لأخته التي مرت زيارتهم لها على ما يُرام والآن يشعر أنه مرهق جداً يحتاج للراحة بعد تلف اعصابه هذا اليوم وإلى كأس من الشاي تعده سديم بشكل لذيذ لا يقاومه حتى أنه تذوق من بين يديها ألذ الأطباق والمشروبات نهده بصوته الخشن المُخلل ببعض الإرهاق
: سديم , سدييم
عبس حاجبيه وهو لا يرى أي أثر لها لا يمكنها ان تخرج لأي مكان دون أن تستأذنه فهي لم تفعلها قبلاً وكانت دوماً مهذبه رقيقه معه كالحرير , عبس ملامحه أكثر وهو يرى الباب يُطرق بخفه ليتقدم منه ويفتحه بخفه وعبس وهو يرى جاره
قال الجار بسرعه : يبه يامان اليوم حرمتي تقول وهي راجعه من السوق شافت حرمتين من السود الضخمين كانوا واقفين على بابك ودقوه ويوم فتحت حرمتك سحبوها ولبسوها عباية كانت معهم وأخذوها
اتسعت عينا يامان بصدمه ليصله رنين رساله لهاتفه المحمول لا يعلم لما شعر ان هذه الرسالة لها علاقه باختطاف زوجته بكل جرأه ووقاحه من منزله , رفع الهاتف بكفٍ مرتعشة يرى الرسالة التي كانت من عمه
" مو قلتلك يا البزر لا تتحداني ومو أبوطلال اليتهدد وهذي بنتي وأخذتها منك والحين وراسك للأرض بتطلقها غصبٍ عنك "
وصل الغضب لأوجه واشتعل وجهه بنار تحرق الأخضر واليابس عصر الهاتف بيده وضربها بقوه بالجدار وكان جاره يتأمله بوجوم من ما حدث أمام عينيه ليهز منكبيه دون أن يحشر انفه اكثر فيما لا يعنيه ويعود لشقته , كان يامان قد ثار كالمجنون وهو يدور في المنزل يُمني نفسه بأنها مع والدها ولن يؤذيها , حطم الطاولة الزجاجية بمنتصف غرفه الجلوس بقبضته الحديدية وهو يفكر , كيف كيف كيف لا يؤذيها وهو قد رأى بنفسه أثار ضربه المُبرح لها ولم تزل أثاره عن ظهرها وذراعيها , نظر ببرود للدم الذي يسيل على ذراعه المكشوف ويلفه ب " الشماغ " بشكل عشوائي ويخرج من المنزل بهدوء عكس الإعصار الذي يحطم كل شيء بداخلة
***
الساعة التاسعة صباحاً أخذ طلال زوجته للمدرسة وكانت شارده تفكر بحديث اخوتها البارحة وما جاؤوا من أجله لا تلوم يامان على حميته ودفاعه لها بل جيد ما فعل واخفاءه عنها الأمر فهي لن تتحمل كل ذلك ولا تلومه لإخبارها الأن بعد خوفه من تحريف ذلك الأب الذي بالإسم فقط فهي ايضاً لم تكن ترغب برؤيه والدها الذي تركها كل هذه السنوات ولن تكلمه ولا في أي وقت فاليذهب كما كان دائماً هي ليست بحاجته إطلاقاً يكفيها وجود أخوتها سند ظهرها شاهين ويامان وحبيبها , ركن طلال سيارته بأحد المواقف قُرب الباب حتى لا تتعب حبيبته من المشي وقال بحنان وهو يعلم بماذا تُفكر وقد تركها تُخرج كل ما في قلبها دون أن يتدخل حالياً فقط
: حبيبتي يلا انزلي خذي الإجازة وانا بنتظرك هنا
أومأت برأسها وهي تمنحه ابتسامتها الرقيقة لتنزل بهدوء تصعد عتبات الدرج الثلاث ولجت للمدرسة وهم الآن بوقت " الفسحة " دخلت لغرفة المُديرة لترى العاملة تنظف الأرض وابتسمت لها بلطف
: مرحبا يا ابله ليال وحشتينا
بادلتها الابتسامة : وانت اكثر يا ام محمد وين المُديرة أبغاها ضروري ومستعجله حبيبتي
أومأت العاملة برأسها : فوق في غرفه المدرسات الأنت فيها تفطر مع الأبلات
تحركت بخطواتها تصعد عتبات الدرج بهدوء شديد وهي قلقله على جنينها الحبيب ودلفت لغرفه المُعلمات بابتسامتها المُحببة تُلقي السلام , وتبتسم المُعلمات لحضورها ولا احد يعلم سبب غيابها لشهرين غير المُديرة التي ابلغتها من قبل بالهاتف وطلبت منها المجيء للتوقيع على اجازة مفتوحه وحسب قالت منار وقد عبست فور رؤيتها فمنذ ذلك اليوم الذي تكلمت به مع زوجها لم يعد ليخبرها بأي تفاصيل لزواجهم وهي بدأت ببناء الأحلام معه خلال شهرين لتأتي هذه القصيرة وتفسد لحظتها بوجهها الممتلئ وجسدها الذي اتضح انه قد زاد وزناً عن قبل
قالت ليال بعجله قبل أن تعلق بها المعلمات وتصررن عليها لتجلس
: هلا يا بنات كيفكم عساكم بخير
قالوا بأصوات متفاوتة ومستغربه : بخير , الحمدلله , عساكِ طيبه , تفضلي , حياك ِ
ليال : معليش حبيباتي مستعجله مره مقدر أتأخر بالعافية عليكم , نظرت للمُديرة , استاذه مناير ابغى اوقع على الإجازة بسرعه عشان زوجي تحت ينتظرني ما قدر أتأخر عليه إذا ممكن
أومأت المُديرة وهي تبتلع قطعه الخبز وتنهض تُلملم بعض الأوراق : طيب حبيبتي اسبقيني تحت الأوراق كلها حقت الإجازات تحت بغرفتي
أومأت برأسها لتخرج بخطوات هادئة وأدركت منار أنها حامل كما كانت تتوقع من قبل لتنهض هي الأخرى وتلحق بها امسكت بذراعها قرب الدرج لتلتف ليال بصدمه من قبضتها القوية ونظراتها التي ترمقها بها وبقوه ولأول مره تنظر لها هكذا
ليال : منار خير بعدي عني شوي أوجعتيني
كتفت منار ذراعيها لتقول باستهتار : لا والله هاذي هي الصداقة التعرفينها تحملين وتغيبين كل هالوقت ولا تعلمين يعني بناكلك مثلاً ولا بنحسدك
عبست ليال وهي لا تجيد الكذب ولن تكذب ففي النهاية الكل سيعلم بذلك : ايه حامل وهذا اول حمل بعد سنين طبيعي أخاف من أي شي
عقدت حاجبيها بخبث لتقول وهي تقترب منها وليال تعود للخلف بخوف من نظراتها الشريرة
: طيب وش رايك أقولك أنه قبل شهرين زوجك مكلمني وكان بيخطبني ونتزوج وبسبب حملك تأجل الوضع
هزت رأسها وملامحها تتشنج وتعود للخلف وتزلق قدمها مع حافه الدرج

auroraa 10-05-16 02:23 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الثامن عشر


هل انتهى كل شيء ؟! هل هذه هي نهاية الدُنيا !! او نهايتها هي فقط !!! , لم لا ترى أمامها إلا صور مشوشه أفقدتها صوابها وتركيزها و تأكدت أنها هذه المرة ستخسر جنينها لا محاله مع زله قدمها لم تنتبه لتلك النقطة البيضاء التي خرجت من وسط الظلام لتلتقط كفها الحريري وبدل أن تهوي على عتبات الدرج خلفها هوت على وجهها وكان ضررها أخفّ , زفرت مديره المدرسة انفاسها براحه وكأنها قطعت شوطاً كبيراً ومجهوداً ثقيلاً جعلها تهدر انفاسها بقوه , وأخرى تحدق بصدمه ثم تحولت صدمتها لجمود عند انتهاء الأمر, همست المديرة بصوتٍ خافت وانفاسها تتسارع كل ما يهمها الآن الإطمئنان على صحه موظفتها وطفلها وكيف لا تهتم ؟؟! وهي قد عانت من نفس هذه المشكلة ولم تنجب طفلها الأول إلا بعد سنوات عجاف من الانتظار وأكرمها الله بطفلها قبل أن يفوتها القطار
قالت بلهفه وهي تلتقط انفاسها: ليال أنت بخير صح ؟؟!! ما صارلك شي !! تتألمين نوديك الدكتور
هي كانت تُحدق بالأرض بذهول تسند راحه كفيها عليهما تحاول جمع شتاتها كادت ان تخسر طفلها لا محاله وهو لم يتشبث بقدرٍ كافٍ برحمها حتى الآن ولكن كَفُّ المديره التي مُدت لها و سحبتها من مرفقها مانعه سقوطها على الدرج أنقذ جنينها لم تكن لتفكر بنفسها وأنها قد كادت تفقد حياتها هي أيضاً او قد يُسبب سقوطها عاهة مستديمة بقدر ما يخيفها تخلي طفلها عنها , بدت وكأنها بذلت كل جهدها لتنهض بخفه عن الأرض تنفض تنورتها السوداء من الأغبرة التي علقت عليها عندما كانت جاثيه على الأرض بذهول من الصدمة تجتذب انفاسها من كل جهة كمغناطيس تحاول موازنه جسدها الغضّ لتقف أخيراً على قدميها , رفعت رأسها بشموخ !! بل كانت تتظاهر فهي الآن هشة أكثر من ما مضى , رمقت من اعتبرتها صديقه في يومٍ ما تجاهلتها ونظرت بإمتنان للمديره التي كانت هي الأخرى تنفض الأغبرة من تنورتها لتقول بشبح ابتسامه
: مشكوره يا استاذه ايمان أنا بخير وزوجي تحت الحين بخليه يوديني المستشفى أطمن على البيبي ما ادري ايش اقولك كنت رح أخـ .....
قاطعتها المديرة بابتسامه : ما عليه حبيبتي المهم انك بخير , ثم رمقت منار باستغراب رادفه , وانت يا منار ليه كنت واقفه زي الصنم كانت قريبه منك ليه ما ساعدتيها
توترت منار وهي تحك جبينها قائله باقتضاب : ما ادري صار بسرعه وانفجعت وما عرفت ايش اسوي
لوت ليال رأسها بحده لها وهي ترمقها من الأسفل للأعلى بطريقه فظه كما تستحق من وضعت عينيها وصوبت سِهامها لزوجها !! زوجها هي وحبيبها ووالد ابنها القادم !! أقل الرجال لتفعل بها ذلك من بين الناس ؟؟! وقد علمت حقيقتها للتو من عده كلام لقطتها اذنها من لسانها المسموم , مشت تنزل عتبات الدرج بهدوء بجانب المُديرة التي نظرت بريبة لمنار وشعرت بالشرارات التي تبادلتها مع ليال لتتأكد من وجود خطب ما !!! يا ترى منذ متى وهي تخطط أن تسقط زوجها بشباكها ؟! هل عندما بدأت تأخذها لبعض المشاوير المهمة كالمستشفى لأن طفلها قد مرض في منتصف الليل ولا يوجد أحد من أقربائها لأخذها ؟؟؟! وبطيبه قلبها بل بسذاجتها !! كانت ترفض أن تذهب مع السائق بمنتصف الليل فكانت تذهب لتقلها هي وطلال !! طلال يا ترى هل فعلاً قام بطلبها للزواج ؟؟ أم أنها مجرد كذبه لتُفرق بينهم عندما لم تنجح بالحصول عليه !
,
فتح زُجاج النافذة يستنشق بعض الأوكسجين و تتسلل ذرات الأوكسجين بسباق ماراثون لداخل رئتيه وتنعشه التقط هاتفه من جانبه ليتصل بصديقه ويخبره بآخر التطورات التي حدثت قبل أن ينسى وصله صوت صديقه وشريكه بالمكتب
: هلا والله بباتل شلونك وش علومك .... دوم يا رب إلا يا الحبيب بغيت أقولك سألت زايد عن موضوع العروس قبل لا يسافر وقالي أنها كانت متزوجه لشهرين وبعدها تطلقت فجأة ما حد يدري وش السبب ..... عاد الله يرزقك الأحسن منها ما كنت خابر انها تزوجت .... طيب يا الغالي يلا مع السلامة , أغلق الخط ليأتيه فوراً اتصال من يامان عبس ملامحه من اتصاله ليُجيب ويستمع ليامان الذي يتضح له من نبرته أنه قد فقد أعصابه وهو يسأله عن منزل والده ليُجيبه ويغلق يامان الخط بوجهه , عقد حاجبيه وهو ينظر لهاتفه ثم لمح حبيبته تتقدم نحوه ويبتسم لرويئتها , صعدت السيارة بهدوء وهي تلقي السلام
طلال دون أن يركز على بهوتها وصدمتها التي لم تفق منها كلياً وعقله في مكالمه يامان الغريبة : وعليكم السلام ها وش صار معك أخذت إجازة
أومأت برأسها هامسه بخفوت :
أيه أخذت
هزّ رأسه ثم أداره عنها وعقله منشغل بالمكالمة التي كانت أخته لها طرف بها و يتجه بسيارته إلى حيث منزل يامان وهي تنظر اليه يقود السيارة باحتراف بين ضواحي عروس البحر الأحمر يشد كفيه الخشنين على المقود وبصره مثبت بتركيز على الطريق ولم تنتبه لتشتته كما لم ينتبه هو على برودها , وعاد إليها تفكيرها بما قالته منار , هل حقاً كان ينوي الزواج بها ؟! هل كان سيفرط بها وبحبها وقلبها ؟؟! لأنها لم تكن تستطيع الانجاب له فاضت عيناها بالدموع وأبت أن يسقطوا على وجنتيها تمالكت نفسها لتقول بصوت منخفض
: طلال ممكن توديني الدكتور بطمن على البيبي حاسه نفسي تعبانه شوي
حرر كف واحده من المقود وجذب كفها يضغط عليها بوجوم وملامحه عبست من قلقه على يامان وما قاله بشأن اخته و قلق على حبيبته التي صرحت الآن بألمها ليتجه إلى المشفى فوراً ليطمئن عليها ويعود للتحدث إلى يامان مُجدداً
***
الخواء هو كل ما يشعر به الآن ، كان المكان يكتظ بالرقه واللطف دون ان يمل او يسأم منهم كانت الابتسامه والضحكات الصاخبة تُزين أنحاء هذا المنزل البارد كالثلج ، شديد الصقيع وكأن الربيع اختفى وحل الشتاء !!! كيف هكذا وفجأه قد حل الجفاء
حيويتها ، رقتها كفراشه تدور هنا وهناك لُطفها وهي تزفر عبيرها بكل مكان وتستنشق مشاعره السلبية وتسحب غضبه لِماماً و تجمعه بقلبها بكل رحابه صدر فلا تخرجها للعيان لتتأثر هي بسلبيته ، هو يشعر !! يشعر بكل شيء ولكنه اضعف من ان يواجهها !!!
او ان يواجه مشاعره التي باتت تكبر يوماً عن يوم نحوها
وهو يتأمل بشرتها السمراء ويرتعش , يُمرر نظراته على ثيابها الساترة الفضفاضة وقد كان هو من امرها ببداية زواجهم الا تحاول إغراءه فلن يقع بشباكها !! فيخفق قلبه بلهفه ورؤيه ونيل ما تخفيه تلك الأقمشة اللعينة من تحتها ولمس حنايا أنوثتها بكل شوق
نظر حوله ببهوت للفوضى التي تسبب بها للتو والدمار الذي الحقه بغرفه الجلوس انه غاضب جدا جدا اكثر من اي وقتٍ مضى ولكن عليه ان يهدأ ليعرف كيف يتصرف بشكلٍ سليم كي لا تتأذى زوجته و ... لا يعرف !! لا يعرف هل يحبها او انه يفتقدها ام انها مُجرد شفقه وحُزن على حالها فهذا المنزل أُصاب بوباء الجفاء من بعدها لم يعد للرقه مكان وقد ذهبت هي عنه ولم تعد لمستها اللطيفة وضحكتها تُزين المكان !!
كيف لا يخافُها وهو موقن بأن والدها قد فقد عقله إذ أخذها عنوه من عقر منزله وكأنه يتحداه ان يستعيدها لو كان عقله برأسه
لما قلق عليها كل هذا القلق بعهده والدها ، خلل أصابع كفه بتوتر بين خصلات شعره وهو يلتقط هاتفه ويتصل بمنقذه و من يستطيع مساعدته وحل المشاكل بهدوء انه شاهين أخيه الأكبر لا غيره ، هو متسرع و سيفسد الامر بغضبه وعليه ان يستند على ظهر أخيه الصلب من كان له أباً وأما ومايزال
استقر الهاتف على أذنه ويصله ذلك الرنين المُمل و المتلف لاعصابه بانتظار رد شاهين عليه وأخيراً وصله صوته الخشن ليقول بصوتٍ أجش مُقاطعاً ترحيبه به
: شاهين لازم لازم اشوفك الحين ضروري يا خوي
اجتذب تذبذبات صوت أخيه القلقة ليلتقط مفاتيح شقته وأغراضه الشخصية ويتجه لتلك الفيلا مشياً حيث كان يعيش عازباً مع أخيه
،
كتف ذراعيه القويين لجذعه وهو يرى أخيه الأصغر يدور بقلق ويخبره عن أختطاف أبوطلال لابنته عنوه من منزله ، اتسعت عينا الشاهين بذهول لا يمكن لاخيه ان يفقد عقله ويقول له انها أُخطتفت وهي عند والدها ليقول بحده وعينيه تقدحان بشرر
: يامان بلا جنان وش الخطفها ابوها وبعدين تستاهل يوم اخذها غصبٍ عنك في احد يعامل حماه كذه وطارده من بيتك بعد وش قله الحيا ذي ماني خابرك قليل ذوق كذه
هز يامان رأسه ويسند كفيه على المكتب المستقر بطرف الغرفة
: ما تعرفه شاهين ما تعرفه ولا تعرف وش ممكن يسوي ويسوي فيها الحيوان بيأذيها متأكد بيأذيها زي كل مره قبل لا أتزوجها
قطب شاهين ملامحه واعتدل بوقفته وكل رداراته توجهت باهتمام له وكأنه مستعد لسماع شيء لن يعجبه ، من نبره يامان القلقة نادراً ماكان يتوتر ويفقد جأشه بهذه الطريقة اخر مره رأه هكذا عندما توفت والدتهما وتركتهما يحاربان بجموح للعيش بهذه الحياه هو كان اكبر سِناً ثابت على ارضٍ متحركه اكثر مما ينبغي ، معلق في عنقه روحين احداهما اخته التي وُلدت حديثاً وتركها والدها في عهدته ،وهي قطعه لحم طريه ، والاخرى أخيه الأصغر كان هشاً قابلاً للكسر وبعدها بدأ بتمالك نفسه تدريجياً الا ان كون نفسه
،
في عتمه الديجور حيث ان الليله كثيفه الظلام او انها تتخيل ذلك اذ انها واعيه ولكن عيناها مغمضتين بقماشٍ ما هذا كل ما تشعر به حولها وهو الظلام ، اسود بأسود واسود لا لون أخر ، يصعُب عليها ان تكون واعيه ولا ترى شيئاً أمامها وتشعر بمعصميها معلقان بالسقف بخيوط بلاستيكية جرحتهما وقد ادمتهما من الشد والقسوة التي رُبطت بهما ، وانكمشت على نفسها بانكسار وذل وهوان ، سمعت صرير الباب وهو يُفتح وسرت رعشه في أوصالها من الخوف ، هل لها ان تعلم ما الذي يريده والدها منها ؟! الم يكتفي بأذيتها في ما مضى ليكمل عليها الآن ؟؟! سمعت أصوات اقدام تقترب منها ولم تميز من الذي اقترب منها الا انها قد علمت فوراً انه والدها عندما تكلم بجفاف وهو يُزيل العِصبة عن عينيها بشده آلمتها وقد كمش ذقنها بكفه ينظر لها بقوه قائلاً
: الحين يا الحيوانه موب قلتلك ايش ماصار ورح يصير ما تتزوجين لو انك تحتضرين
مُطت شفتها السفلى و غرغرت عينيها بالدموع التي تتلألأ على محجريهما تهز رأسها نافيه
: والله أمي غصبتني ما كنت رح اتزوج هي الغصبتني
هز راْسه : هي بعد حسابها بيجيها بوقته
اتسعت عيناها وهي تهز جسدها بعنف وصوتها يعوي بالمراره التي تجرعت بها حنجرتها : لا يبه تكفى لا تأذي أمي تكفى سوي فيني التبي بس لا تأذيها
ابتعد عنها وضربها على جنبها بحده بعصاته التي لا تفارقه : انكتمي لا بارك الله في ذَا الوجه
كتمت أنينها تُناجي الله ان ينقذ يامان ووالدتها من براثنه الحاده وان يحميهما بقدرته التي لا تزول !!
استل هاتفه من جيبه وهو يهز راْسه بوعيد ويقول : طيب طيب موب مشكله انا اعرف كيف أخليه يطلقك غصبٍ عن الجابه واوريه شغله على حركاته الوسخة معي وشلون بحاسب أمك عجوز النار
وصله صوت اخر عبر الهاتف ليقول بحده والشر يلتمع بعينه وهو يُشير للمرأتان اللتان احضرتا ابنته ان ينفذا ما طلبه منهما
: هلا ابو ماجد ... ايه خلاص موب مشكله صارت عندي بخليها تخلعه بالمحكمه وتصير لك المهم انت جهز غرضي اول ما تخلعه او تتطلق بتكون لك .... سلام
أغلق الهاتف وهو يسمع صُراخ وتأوه ابنته المتألم وأنينها من الغرفة المجاورة بفعل ضرب المرأتين لها بقسوه
***
كان يجلس ويرخي مرفقه على ذراع الأريكة ويبتسم بجذل وهو يحدق بالشيخ الذي يعقد قرآن والديه مُجدداً ويجلس بين خاله ووالده يشعر بالسعادة الغامرة لموافقه والدته العودة وأخيرا لوالده علهم الآن يصبحون عائله واحده طبيعيه كما يتمنى دون اي مشاكل تواجههم رغم تمرد اخته الصغرى في البدايه على والدهم الا انها ألفته كثيراً في الأيام الماضية ليرتاح من عبء إقناعها ، ذُهل عندما سمع والده يتكلم الا والد حبيبته التي تفارق خياله لحظه واحده امام القلائل من المدعون لهذه المناسبه قال ماهر بصوتٍ رجولي قوي هزّ المجلس بوقاره
: يا آبو ماجد مجلسنا وهو مجلسك وفرحتنا هي فرحتك طالبك انك تقول تم بين ذَا الوجيه الطيبة وهم جاهه نطلب أيد بنتك لولدنا ذياب
توتر محمد بمكانه وهو يحدق بالفراغ أمامه لم يكن ليستطيع التصرف بدون وجود زوجته بجانبه ماذا عليه ان يقول هل يرفض ام يقبل تشوش عقله ولم يعد يعرف ماذا يفعل واستقر اخيراً على ان يقول باضطراب
: والله حنا نتشرف فيك يا ابو ذياب بس تدري لازم اخبر الأهل والشور شور البنت
أومأ ماهر بتفهم : اكيد الشور شور البنت واحنا ننتظر ردكم بفارغ الصبر
نظر ماهر لابنه يمنحه تلك الابتسامه الواثقة بانه قد جهز له هذه المفاجأة وانه سيبقى واقفاً بثبات بجانبه رد له ذياب ابتسامته ولم تطل ابتسامته اذ نظر وآثار قلقه عمه محمد المضطرب الذي لا يبدوا بخير هب على قدميه يتجه اليه بخطوات ثابته جلس بقربه يهمس قُرْب كتفه
: عمي انت بخير لو تبي نطلع بوصلك الملحق ترتاح شكلك تعبان
نظر له محمد بامتنان : ياليت يا ولدي حاس اني موب بخير الله يكرمك
منحه ذياب دعمه وإجتذب مرفقه يساعده على الوقوف على قدميه ويستأذنان من المدعوين على الخروج ، ساعده بالسير الى ان اقتربا من المُلحق على بُعد عده خطوات ، حيث كانت ليليان تخرج بعبائتها وكعبها وقليل من الزينة على وجهها !! حامله معها قالب من الكعك الذي صنعته باحتراف الخبازين تقدمه للعروسين في القصر ، وذُهلت من رؤيه حبيبات العرق تجتاح والدها وحالته المرهقة وضعت الكعك على الطاولة بالحديقة دون ان يُلفت ذياب نظرها هرولت تمسك ذراع والدها الاخرى وتقول بوجوم
: يبه سلامتك وش فيك تعبان فيك شي تتألم أوديك الدكتور
ابتسم والدها بحنان وهزّ راْسه نفياً
: لا يبه ما يحتاج طبيب بس بأخذ دواي أمك بتعطيني وبرتاح شوي يسلم ذياب ما قصر وجابني هنا
وكأنها استوعبت الآن وجوده لتنكس رأسها خجلاً منه بعد ان التقطت عينيها الفضية ابتسامته الجميلة بل كل شيء به جميل من شكله وبنيته الجسدية وأخلاقه العالية التي تسمع الجميع يمتدحه بها قالت بخفوت
: مشكور ما قصرت تعبناك معنا
أسبل اهدابه بخفه : لا أبد المهم سلامه الوالد برجع اتطمن عليه
أومأت برأسها لتساعد هي بدورها والدها على المشي دخلا الملحق وجاءت ناريمان تهرول بقلق على زوجها وتطلب من ليليان أخذ قالب الكعك وترك والدها لها
ليليان : بس يمه بودّي الكيك واجي خايفه على بابا شكله تعبان
ناريمان : لا يمه لا تجين انبسطي مع البنات وخلي ابوك الحين بعطيه دواه ما اخذه اليوم و بنام وبيرتاح
هزت رأسها وقلقها لم يزل بعد ستذهب وتعود بعد فتره للاطمئنان عليه فهو كل دنياها وحياتها
***
الشمس هذا المساء تختبئ بخجل بين الغمام ليست حارقه ككل مره ليُصاب الناس بضربه الشمس ولكنها مشعه تُضيء اكبر قدرٍ لها من الارض وقف وهو يمسح جبينه من إرهاق السفر بسيارته قد لاتكون المسافة طويله بين ينبع وجده إلا انه تعب كثيراً بتفكيره بوالده الذي طال غيابه ولم يسمع صوته منذ اكثر من شهرين وكأنه فِص ملحٍ وذاب
ما لذي حدث لوالده !! لماذا تأخر دون ان يطمئنهم عنه ؟؟! كل ذلك سيعرف اجابته الآن وقد اخبره والده بكل شي قبل ان يُغادر يُنبَع ، يقف بثبات امام ذلك المنزل القديم المهترئ تقدم بخطواته الواثقة يضغط على زر الجرس ينتظر أحداً ليخرج له اي احد !! لم ينتظر كثيراً اذ خرج رجل بسرواله الطويل وفانيلته الداخليه يقول بلهجه ينفر منه من يتحدث اليه
: خير وش تبي ومين انت
ارتفع حاجباه قليلاً وهو يعدل ياقه قميصه ليقول بهدوء
: عفواً موب ذَا بيت ابو ماجد محمد العُمَري
تكتف الرجل ويميل بجسده بتهكم على إطار الباب الحديدي الصدء
: وصلت بس حنا هنا مستأجرين وصاحب البيت مادري وينه
عبس تُركي بوجهه وهو يتذكر والده يقول انهم فقراء جداً يرسل لهم المال كل شهر إذاً أين يعيش هو وعائلته لدرجه ان يقوم بتأجير منزله ، لمع عقله بفكره واسم ما يمر بخاطره
" عبدالكريم الذيب "
***
أغلق يامان الخط بوجه ابن خالته دون ان يتكلم او يعتذر وعقله كله مع سديم ، رباه متى اصبح يخاف عليها بجنون ؟؟! متى احبها هذا الحُب ولن يسامح نفسه ان حدث لها مكروه ؟؟! وهو السبب فيما حدث معها و لم يأخذ تهديدات والدها على محمل الجد ليحميها من كل اذى ، طلب من شاهين ان يتحرك للعنوان الذي أعطاه له طلال عنوان واضح ومكان معروف كل ما يتمناه هو ان لا يكون قد تأخر وفات الآوان لمساعدتها يعبث بغطاء القداحة بكفه دليل على توتره والقلق يستحل ملامحه حيث نقل هذا القلق الى أخيه الذي يقود السيارة ، لا يعرف ماذا قد يفعل الرجل بابنته هل يامان محق بخوفه عندما اخبره انه كان يضربها بشكل مُفجع لو كان كلامه صحيح فالكثير من الأمور ستتغير الكثييير !!!!
رُكْنت السيارة امام الفيلا ولا يوجد أمامها اي سيارته ولكن يامان لم يتوقف ترجل بسرعة وهو يضغط الجرس ويطرق الباب الحديدي بكلتا كفيه ، فتحت له العاملة تتأفف من هذا الطارق
أزاحها عن طريقه بكفه وكانت هي قصيره وهشه ودفعته البسيطه جعلتها تسقط أرضاً عينيها متسعة بذهول من هذا اللص !!! ، هذا كل ما خطرعلى بالها انه لص
عدى بقدميه يسير بقسوه ودلف للفيلا وهو يصرخ باسمها
: سدييييم ، سدييييم
بإحدى الغُرف كانت منكمشه على نفسها وعينها اليُسرى متورمة من الضرب وجسدها اللين يأن بالوجع ومعصميها الضعيفان مقيدان بالسرير ، ابتسمت بخفه وهي تسمع صوته يُناديها صوت الرجولي الخشن هو لم ينساها لم يتركها وبحث عنها حاولت اخراج صوتٍ ما تدله على مكانها فلم تستطع الا وقد تركت العنان لحنجرتها وأُفلتت صيحه دوت عالياً ووصلت لمسامعه كان بالطابق الثاني يبحث عنها الا ان وصله صوت صرختها بقربه ويقتحم الغرفة وعينيه تتسع بذهول من شكلها
الكدمات التي ملأت وجهها الجميل
العبائه المهترئه التي عليها وشعرها الذي عهده طويلاً
مقصوص الا رقبتها تجلس على ركبتيها بقرب السرير منكمشه بخوف ترجف برداً ووهناً
ربااااه ما الذي فعله بها هذا المُجرم
لم يفكر كثيراً كل ما يريده ان يُخرجها من هنا وان لا تخرج من قلبه أبداً
اقترب يفكك رباط معصميها و قدميها ويأخذها لصدره ويرفعها بين ذراعيه يهم للخروج واتسعت عينيه
وهو يرى ذلك المُجرم أمامه يصوب عليه مسدساً مُركب عليه كاتم للصوت
***
دارت بعصبية حول نفسها وانفاسها تُهدر بعنف تقول بحده من غيرتها العمياء
: يممممه الحين ليش توافقون عليه موب لازم تتزوج خليها
تأففت ناريمان من ابنتها ورأسها العنيد : يا يمه لازم موب قلتي انه عاصم حاط عينه عليها هاذي فرصه وجت لعندنا تتزوج ذياب وذاك ينساها وخلاص انتهى الموضوع
هدأت ريتا قليلاً وهي تفكر بصحه الامر وكيف فاتها ذلك ستجن لو وضع عاصم عينه على ليليان كزوجه ، فخلال يومين انتشر خبر خطوبه ليليان و ذياب وهذا يعني ان عاصم لن يُفكر بأخته كزوجه !! هذا أفضل
،
في المساء كانت العائلة تحتفل بشكلٍ بسيط بخطوبه ليليان وذياب ولم يأتهم اي خبر عن سديم او طلال اذ انهم تعجبوا لعدم حضورهم رغم دعوتهم ، في غرفه غزلان خجلت ليليان كثيراً وغزلان تُعدل لها مساحيق التجميل كي تلتقط الصور مع عريسها وتمتدحها كثيراً
: ايه يا بخته ذياب ماخذ زينه البنات ويا بختك بعد مأخذه زينه الشباب
بيلسان تسند كفيها على السرير وتقول بتسلط
: غزلان وجع بتحسدين اخوي وزوجته قولي ماشاء الله
غزلان وهي تعدل شعر ليليان وتضع اللمسات الاخيرة
: ماشاءالله ماشاءالله خير ان شاء الله أحسدهم الا ربي يسعدهم ويوفقهم ، بللت شفتيها لتردف
يلا ليلو عن إذنك حبيبتي بنطلع عشان تجي المصورة تصورك انت وذياب
اومأت ليليان وهي تشعر بخوفٍ شديد ، رجل غريب سيدخل الا حياتها ولا تعرف عنه الا اسمه وشكله ، لا تعلم ماهذا الخوف الكبير الذي يجتاحها ولا حتى هذه السعاده التي غمرتها لانها ستتزوج من رجل تعلم انه يكن لها بعض المشاعر من نظراته التي يرمقها بها دائماً

انفاسه تهدر بعنف غاضبٌ جداً ولا يوجد من يُطفئ غضبه هذا !!! جاء لمده اسبوع كإجازة ليُصفع بخبر خطبه ابن عمته الخائن من الفتاة التي كان يُريدها ويحلم بها ليلاً ونهاراً وتقدم لخطبتها وتم رفضه بوقاحه وكان ذياب يعلم جيداً رغبته بها ولكن هيهات فهي له ولن تكون لغيره مهما كان فلن يستطيع ان يلمسها وهي عائده اليه والى قلبه حتى وان عقد قرآنه عليها هذا اليوم من اجل ان يُحضرا سوياً للعُرس فهي لن تكون الا له وقد اعمى الحقد والغُل عينيه عن اي شيء اخر وفقد ذرات من عقله !!!!!!!!!
ابتسم بخبث يتأمل باب غرفه غزلان عندما علم ان من يُحِب تستقر لوحدها بغرفه اخته تقدم بثقه يفتح الباب على مصراعه و فزت ليليان بخوف وهي تلتصق بالحائط الذي قُربها وعينيها ترتعشان لمرآه ، وترى هذا الرجل الذي تعرفه جيداً وسمعت كثيراً عن سمعته السيئة في كل مكان لترتجف بمكانها ولسانها يُعقد بحنجرتها كلما تراه يقترب تعود للخلف حتى التصقت بالجِدار ، والشر يملأ ملامحه ، أمسك بذراعها العارية ليسحبها بقوه لصدره و

auroraa 10-05-16 02:24 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل التاسع عشر


جسدها الغضّ والهش القابل للكسر وهكذا بقيَ بين براثن وحشٍ مُفترس ، لا يعبأ لأي اذى قد يُصيبها ، كل ما في عقله ان ينول من عسلها ويتلذذ بها كفاكهة مُحرَّمة عليه ولن تكون هي الاولى التي ينالها لقد نال قبلها الكثير والكثير ولم يُبالي فلما يُبالي الآن ؟؟؟! لا يهمه ما سيحدث بعد ذلك ، سينتقم من والديه اللذان سمحا لذياب ان يأخذها منه هو !! وقد عرفا كم يتوق لها .
ابتسم بخبث وهو يرى وجهها الصغير يلتصق بالجدار وعينيها ترتعشان بخوف ، ولسانها بالتأكيد قد عجز عن العواء ، لم يجبر اي امرأه عليه كانت النساء هُنّ من تترامين عند أقدامه بسبب وسامته الوحشية !!! ولكن هذه المره الأمر مُختلف هو وللمره الاولى يُعجب بفتاة ما وَيُرِيد ان ينالها وهي ترفضه رفضاً يجرح كبريائه لدرجه ان توافق على الزواج بقريبه .
انتزعها بعنف من الجدار ليلقيها على السرير ويثبت معصميها بكفه ويحشر قدميها بين قدميه ، وقد ادركت ما ينويه حركت جسدها بعنف شديد وارتطمت قدمها بالمزهرية الزجاجية التي تضم الورد الطبيعي على المنضدة بجانب السرير لتتحطم على الأرض المصقولة ، وسمع أنينها وصوتها بدأ يتحرر من فمها المزموم ليقول بنجاسة بعد ان أصابه القلق من صراخها الخافت وأنينها
: هشششش ما في احد هنا يا ويلك تصارخين او اسمع صوتك الفي بالي رح اسويه يعني بسويه لا تحاولين .
تساقطت دموعها كأوراق الخريف وقد ظنت ان الأمر انتهى ، وانتهت دُنياي .
مشت ريتا بخطواتها وفستانها الطويل يرفرف على جسدها النحيل كهيل عظمي تريد ان تسخر وتستمتع قليلاً مع من تربت معها لسنوات واعتبرتها اختاً لها ، وسمعت صوت عِراك وتحطم بعض الزُجاج !! قادم من الجزء المفتوح من الباب الخشبي العتيد وتلك الغرفة التي تجلس بها ليليان ليقتلها الفضول لما يحدث وهي تركض وتفتح الباب على مِصراعه وتتسع عينيها بذهول وهي ترى عاصم يعتلي ليليان على السرير ، بالكاد ادركت ما يحدث و تحركت بقوه لمنعه من ارتكاب هذه الجريمة البشعه ، أمسكت بذراعه بدون تحفظ لتبعده لم يهمها حرمتها عليه او اي شيء اخر فقط لتبعد هذا المجنون النجس عن أختها الوحيدة ، والواضح انه قد فقد عقله إذ انه لم يهتم ولم يستمع لها ، ولم يستجب لعنفها وهي تسحبه للخلف ، بل دفعها ببنيته القوية لترتطم بالحائط مُنزلقه إلى الارض بألم ، تشعر بالخزي والعار مما فعلته قبل أشهر لو لم تُبدل نفسها مع شقيقتها لما حدث ما حدث ،
لو انها عاندت والدتها ولم تسمع لوسواسها كانت اختها الآن تنعم بين عائلتها !! ولكن لم يحدث وهاهي تتلقى صفعات ما جنته يداها ، منذ دخلت بين أفراد هذه العائله انتابتها الغيرة من هذه الحياة التي كانت ستكون كلها لأختها وكانت ترد هذه الغيرة بشراء كل شي دون اختها من لها الحق في هذا كله ، ما الذي جنته غير الاسى والاحقاد هي حتى لم تعامل الناس جيداً ولم تكسب الا الأعداء ، لقد آن لكل هذا ان ينتهي كان هدفها السعادة ولكن لم تجد هذه السعادة هنا إذاً فالينتهي كل شيء .
مزق فستان ليليان من جانبه ليكشف عن ساقها وقد تحرر صوتها مع صوت تمزيق الفستان وصوت ريتا تصرخ عند الزواية من هول الفاجعة بأن لا يفعل .
كانت تنتحب بشده كما لم تبكي وتنتحب من قبل هي ريتا المعروفة بقوتها وجبروتها وكل من يتعرف إليها يحسب لها ألف حساب تسقط ضعيفه قالت بتحشرج وصوت تعمدت أن يصل لأُذنيه : عاصم الله يخليك لا تسويلها شي حرااااااااااااااااام عليك ليليان اختك ، اختك ، اختك .
في الخارج هرول ذياب وهو يسمع صوت الصراخ بعد ان أعلمته غزلان بانتظار ليليان هناك في غرفتها من أجل التصوير وأن يجلس معها قليلاً قبل ان تأتي المصورة وتكتم على انفاسهما ، أرتعد جسده بقوه وهو يرى ذلك المشهد أمامه ، حبيبته ومن أصبحت زوجته قبل ساعه ملقاه على السرير يعتليها عاصم الماجن ابن خاله وبتلك الزواية ابنه خاله التي ترتعش وتقول بصوت عالٍ الا يقترب منها وان ليليان اخته ، لا وقت لديه ليفكر وكيف حدث هذا المشهد ليُسرع بخطواته مُنتزعاً عاصم بكل قسوته من فوق السرير ، وعاصم الذي فغر شفتيه كأبله وعينيه متسعتين بصدمه لم يعبأ لذياب الغاضب الذي يجره كشاه نحو المذبح ، وقشعريرة سرت بعروقه من تلك الكلمات التي اخترقت أذنه !!! " ليليان ، اختك ، اختك ، اختك " .
غضبه قد أعماه لدرجه انه لم يُدرك بجره عاصم بذراعٍ واحده بدل أن يسحبه بذراعيه على السيراميك ، وادخله الى غُرفته السابقة بالقصر وبدأ يفرغ عليه كل غضبه وكبته ، ركله على بطنه بقوه ليتأه عاصم وعينيه مُتسعتان مما قالته اخته اذ انها لم تكن اخته حقاً فهو مُشوش وعقله مشوش بتلك الكلمات التي لا تفارق عقله وان من كاد ان ينتهكها هي اخته ، هل تكذب تلك لتبعده عنها فقط ؟؟! .
يتلقى ضربات ذياب يشعر بالالم ينهشه نهشاً لا يرحمه ويسمع سيل سِباب ذياب وشتائمه له وقد أُدمي وجهه بالدماء وشعر بذراعه تُنتزع بقوه من مكانها دون يوقفه او ان يدافع عن نفسه ولا للحظة ، لم يُدرك ما حدث بعدها اذ انه فقد وعيه .
***
في النهار
ثبت شاهين كفيه القاسيتين على مقود السيارة بتحفز وعينيه الشبيهتين بعيني الصقر تخترق الباب الحديدي للفيلا التي ينتظر أمامها ، شعره شعث لم يصففه هذا اليوم وكان يبدوا وسيماً بملامحه الرجولية الفتاكة بوسامه وحشيه منحته هاله من الثقه ، يُفكر بعمق شديد بمدى صحه كلام أخيه يامان عن ذلك الرجل ولا يستوعب هذا الامر ومايزال متيقن ان اخاه مُخطئ ، لا يُمكن لأب ان يؤذي أولاده ، لمح رجلاً أمام الباب في حديقه المنزل يُعد ويعبث بشيء ما بين يديه ما لتتسع عيناه عندما ادرك ان هذا الشي ما هو إلا مُسدس ، ترجل من سيارته دون تفكير وشعر بأحدهم يقف خلفه وكاد الرجل ان يهوي على رأسه بعصاه تفاداها شاهين ببراعة وهو يصوب لكمه قويه لوجه خصمه اسقطته أرضاً فاقداً الوعي ، وكان يُجيد الدفاع عن النفس ببراعة اذ انه التحق منذ المراهقة الى عده نوادي للجودو والتكواندو والكاراتيه و ....الخ مع زايد عكس يامان الذي كان يهتم بالسيارات والدراجات الهوائية و طلال الذي كان مُدمناً لكُره القدم ، دخل الى المنزل بدون استأذان او تفكير وراداراته الحِسية تشعره ان أخيه الأصغر بخطر مشى بهدوء داخل المنزل يحاول ان يسمع أصوات تدله على مكان أخيه والرجل حامل المسدس الذي يظن انه هو صهر أخيه المُجرم .
وكان له ما أراد ، في الأعلى مالت ابتسامه ياسر بتهكم ليقول بجفاف : جيت والله جابك برجليك والحين بكل هدوء وبدون اي صوت حط البنت على جنب وطلقها قدامي لو ودك تعيش
قست نظرات يامان واحتدت ملامحه بعنف وهو يشد سديم لصدره اكثر لن يفرط بها حتى وان فقد حياته كم كان يرغب بإسعادها كما اسعدته بدخولها الخفيف الى حياته ، لكم يرغب بمسح لمحات الحزن من وجهها الصغير وتحقيق أحلامها ومن قام هذا الرجل الجلف بتحطيمها ولم يجعلها الا رماداً مُتناثراً
قال يامان بقسوه : عشم ابليس بالجنه اخليها لك ولامثالك هي زوجتي وش تبي فيها دامك تكرها وتضربها كل هالضرب
هز الكهل منكبيه ويستند بكفه اليُمنى على عصاه والكف الأخرى تلُف مقبض المُسدس
: ابي ازوجها من واحد لي مصلحه منه كان ما يهمني اي وحده أعطيه وبما انها زوجتك كنت بعطيه روان ما تفرق عندي بس البلا انه طالبها بالاسم وماعاد فيني اسوي شي والحين بكـــ
قاطع صوته ضربه قويه سددها شاهين على عنق الكهل من الخلف وتحديداً قام بضرب عرق له افقدته الوعي وحسب ، بكل بساطه فهذا الكهل لن يستطيع مُعاركته ، ليقول بحده وانفاسه تهدر مما يراه أشاح بوجهه ليقول شاهين بصوت أجش وهو يضغط بقوه كلى كفيه
: يامان خدها !! خذها من هنا دقيت على الشرطه بتجي الحين وتشيله ذَا الحقير انا بكون هنا واهتم بالموضوع ويمكن بعد يستجوبون سديم وخلها تقولهم كل شي ودق على طلال وقوله غثني اتصالات وانا تحت
بلل يامان شفتين دون ان يتكلم فقط أومأ براسه ويتحرك بسرعه وهو يشعر بالخزي اذ انه لم يلحق بها وتمكن والدها من إيذائها وهو من وعدها ان تبقى امنه عنده دون أن يؤذيها احد بعدها ابتعد شاهين عن طريقه كي يأخذها للمشفى وقد لاحظ اثار الضرب على وجهها كلمحه بسيطه ويضرب قبضته بالحائط دون ان يتأوه باي الم وهو معتاد على تحطيم الرخام والسيراميك !!! لانه استهان بكلام يامان عن هذا العجوز الأجرب
***
دخلت آلى المنزل وهي تلوي شفتيها بضيق وعابسه الملامح بشكلٍ واضح تتمنى ان لا ترى حماتها او اخت زوجها الآن لا رغبه لها بالحديث او الأخذ والعطاء ، لم يكن عقل طلال معها إطلاقاً هذا اليوم حتى عندما اخذها للطبيب للإطمئنان على الطفل ، وقد أزعجها هذا اذ انها تعودت على تدليله الدائم لها !! وظنت ان خطوبته لمنار سبب من أسباب ابتعاده عنها وقد غضبت كثيراً لتفكيرها هذا ، لقد سمعت جزء من حواره مع اخيها وطلب عنوان ما يخص والده الذي كل ما يتواجد اسم ياسر الباز يعني ان هناك مشكله عويصه ، وكرهت إهماله لها لهذا السبب و لم تهتم لتدلف الى الغرفة بعنف وعندما اغلقت الباب بقوه خلفها كان هو قد لاحظ عنفها معه للتو وتغيرها الغريب اذ زاد دلالها اكثر مع حملها لطفلهما !!!!!! قد يبدو معتوهاً عندما يُفكر ان خربطه الهرمونات هي السبب ؟؟!
حسناً الى الآن يرفض يامان او شاهين الرد على اتصالاته إذاً ليدخل ويرى ما بها مُدللته غاضبه منه !!!
فتح الباب بهدوء عكس انفعالها هي بإغلاقه ليبتسم لرؤيه وجهها الملائكي ، تجلس على السرير و تعقد ساعديها امام صدرها بتحفز وتزفر انفاسها بعنف ليقترب منها وبقي واقفاً على قدميه وعقد ساعديه القويين هو الآخر ليقول بتسلية
: وش فيها دلوعتي زعلانه
ردت بفظاظة : ما فيني شي
ارتفع احدى حاجبيه من نبرتها التي ترد عليه بها لأول مره وهو يتأمل شفتيها المزمومتين بتمرد
: كل ذَا البوز والعصبية وما فيكِ شي تراني مو بزر ابو ١٠ سنين تلعبين علي بكلمتين
تأففت بضيق ولم تستطع السكوت قائلة
: انت خاطب صديقتي منار
اتسعت عينيه وقد أُجفل مو سؤالها المفاجئ الذي لم يتوقعه
!!!!
ورده فعله اثبتت لها كم هي محقه تلك الشيطانة ، لتبرم وجهها عنه بضيق
اما هو لم يحتج للإنكار وجلس بقربها على السرير ليُحرر ذراعيها من عقدتهما ويتناول كفيها بين كفيه الكبيرين الخشنين وقد باتت كفيها ككف الأطفال بين كفيه ، و يسير بابهامه عبر عروقها البارزة من قشديه بشرتها ، ويشرح لها كل شيء حدث
قالت بصوت متحشرج وعينيها فاضتا بالدموع
: حتى ولو بطلت انا لو ماكنت حامل كنت بتتزوجها من وراي وتكسرني لو انك قايلي اهون علي من انك تتزوج بالسر ولو كنت بخير البيبي اليوم كنت كمان رح تتزوجها
لتخبره هي بدورها ما حدث وكيف علمت بشأن خطبته ، واتسعت عينيه وهو يسحبها بلهفه وفزع بين ذراعيه يغرسها بصدره يحميها من كل أَذًى يطولها وهو بعيد عنها ، الا انها انتفضت بعنف مُكشره بملامحها قائله بحده
: لا تحاول تراضيني لانه ما رح أنسى الصار بسهوله الوقت الأنا فيه أعاني من أمك وكلامها علي وكرهها وحقدها وانت ما تقدر تقول ولا كلمه تدافع فيني عندها وتسمع كلامها وتروح وتخطب من وراي كيف رح أنسى وانا ألما اقدر أتخيلك مع حرمه غيري تروح تختار صديقتي القريبة مني وتخونوني إنتوا الاثنين
فغر شفتيه وهو يُحدق بأثرها وتدلف لدوره المياه حتى تبكي كي لا يراها ويعانقها وتستسلم له .
نظر بدون اي تعبيرات لهاتفه الذي اصدر اهتزازاً ليرى رقم يامان يُزين شاشته ، تنهد بعمق ليقول بخفوت
: وأخيراً
اجاب على هاتفه وإذ به عيناه تتسعان بصدمه من كلام يامان عن وجود اخته الحبيبه بالمشفى دون او يوضح لن الأسباب ، ليهب واقفاً بدون تفكير يتناول اغراضه ويخرج في الوقت الذي خرجت منه ليال على اثر اغلاقه الباب ، وهي تتمدد على ظهرها متأمله السقف بحزن وكأنه بات يمل منها ومن دلالها ولم يهتم لحزنها ليخرج ويتركها مع اشباحها
***
نهضت بأناقة عن الأريكة تقول بتسلية
: ايه الحمدلله أقنعتها وقلتلها ان ربي ان شاء الله يكتبلها الخير بالهازواج ما تدري وين الخيرة فيه
كانت مرح تُداعب مُزون على حِجرها وهي تستمع لسيدرا تهذر على رأسها لتقول
: الله يكتب لها الفيه الخير المهم انك رحتي وتطمنتي عليها وعلى اهلك بالنهاية هي بتجي وتعيش هنا موب زوجها واهله هنا
أومأت سيدرا : أيه هنا هذا المطمني انها بتكون عندي اهتم فيها واساعدها ، يلا بروح اسويلك قهوه واجي
اومأت مرح وهي ترى ظل صديقتها يختفي عند المطبخ ، لتضع الطفلة لسرعه بملل وقذارة ، يا الله كم تكره الأطفال !!!
والتقطت هاتف سيدرا التي تركته على الأريكة وتنهدت براحه عندما لم تجد رمزاً للمرور وفتحته ونقلت الرقم الذي سُجل بالقائمة باسم " حبيبي " ، اذ انها تتذكر جيداً ان صديقتها قد أخبرتها مره انها قد سجلت اسم زايد بحبيبي عندما سألتها هي بعفوية وبعدها بفتره رأت هذا الزايد يُقَل زوجته من منزل احد صديقاتهم المُشتركات وتقع بغرامه ومحاوله الحديث معه

auroraa 10-05-16 02:26 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل العشرون


وكأنما الزمن توقف عند تِلكُما النظرة ، وكأن الزمن قد ذُهل من تِلكُما اللحظة ، ليأن بأسى على ذلك الوباء الذي صاب أبناء بلادنا !!!! لا هيهات بل ذلك الوباء الذي اصاب البشر جميعاً !! لا يعرفون معنى للشَرف او العِفة ، حزن الزمن على ما آل اليه شبابُنا ، يئس من هذه الدُّنْيَا لتُفقده ما تبقى له من إرادة وآخر ذرات التعقُل .
هُدرت انفاسه بعنف دون ان تعرف معنى للهوادة ، صدره يعلو ويهبط في تناغم يطرد ذرات ثاني أكسيد الكربون يحمد الله على تماسكه كي لا يقتل ذلك القذر المُمدد على الأرض فاقداً الوعي ، وتخترقه عينيه السوداء الداكنة بازدراء وامتعاض طفح منهما جسده الخشن .
اعتلت يارا السُلّم بقلق وهي تسمع صوت الصُراخ والخبط والارتطام القادم من الدور الثاني مما اثار استغراب أزواج من العيون الفضولية من الضيوف عن ما حدث !! وأصواتٌ متفاوته تهمس
: غريبه وش صاير فوق ، سمعت صراخ بنات معقول بنات متهاوشات ، لا ما أظن مارح يسون ذي الفضيحة عشان هواش اكيد شي اكبر ، تهقين غاصبين العروس على ولدهم
هزت مناكبها إحداهم بمعنى انها لا تعرف وارسلت ابنتها الصغرى لتستفسر عن الوضع .
هرولت اكثر بكعبها العالي لتدلف الى غرفه غزلان حيث تعلم ان ليليان هناك وصُعقت مما رأته .
اذ ان ليليان كانت تجلس في منتصف السرير تضُم ركبتيها لجذعها وتهز جسدها للأمام والخلف وهي ترتعش من فرط الخوف ، نظراتها جامده تُحدّق بالفراغ والسواد حولها حيث لم يعد هناك وجود للبياض في هذا الزمن ، لا تعرف ماذا حدث وما الذي أوقف عاصم عن إكمال ما بدأه كل ذلك لا يهم تريد الذهاب لوالدتها ولا تستطيع حتى النهوض من قوه الفاجعة ما تزال ملتصقه بالسرير تأبى النهوض خوفاً ان يراها عاصم مُجدداً وينتهكها وينجح في ذلك ، حتى ذياب سيتخلص منها بعد ان لمحته يدخل الى الغرفة وفقدت وعيها فور رؤيته من صدمتها ، وكأن صدمه عاصم لا تكفي حتى يأتي الزوج ويرى زوجته بوضعٍ مُخل للأدب والتربية رُغماً عنها .
تقدمت يارا بمهل لتعرف ما حدث ولم تستطع منع شهقتها من الخروج من حنجرتها وهي ترى ثوب ليليان قد مُزق بقسوه من الجانب ، وضعت كفها على فمها مميله بجسدها الى السرير تسحب ليليان لاحضانها هامسه برُعب
: حبيبتي بِسْم الله عليك يمه وش صار هنا
لم تحبها ولم تنظر لها بل بقيت جامده بمكانها وقد توقف ارتجاج جسدها
وصل لمسامع يارا بعض صوت الخبط والرقع لتنهض وقلبها يزداد ضرباته وهي متفاجأه مما حدث اليوم هرولت لغرفه ابنها التي يصدر منها الصوت ورأته يفترس عاصم بدون رأفه او رحمه وقد كان ابن اخيها مُبلل بالماء وكأنه قد دخل لحوض الاستحمام بثيابه مُلْقًى في وسط الغرفة يئن بوجع وقد تجمعت الدماء على شكل خارطة بوجهه ، لتصرخ بفزع وهي تلتقف عضد ابنها الوحيد تبعده عن عاصم كي لا يقتله بالخطأ ولا يُعيد التاريخ نفسه
: يممممه ذياب تكفى أبوس إيدك اتركه وش الصار رح تقتله يمه
تساقطت دموعها وهي تراه يدفعها دون ان يأبه وكأنه لا يشعر بوجودها رأت هاتف ابنها وأغراضه الشخصية على الطاولة لتستل هاتفه مُتصلة بأخيها ليأتي فوراً ويوقف هذا الجنون ، فُزعت تلك الطفلة وهي ترى الرجل الذي يصعد الدرج بتوتر دون ان يُلاحظها احد فكلٌ مشغول بهمه ، لتهرول لوالدتها وتخبرها بما رأت وتبدأ النساء بتأليف القصص وتحريفها كما تُسعدهم ويستمتعون بها
***
نزلت بخفيه من الدرج الخلفي دون ان يُلاحظها احد وخرجت من المطبخ وهي تهرول و تشعر برجفه تسري بين عروقها والشيطان يجري بعروقها كمجرى الدم ، تضم جسدها الضئيل بين ذراعيها وترجف من البرد في الجو المعروف برطوبته ودفئه اغلب أوقات السنه ، ولكن لا تعرف مما تأتيها هذه الرعشة هل من ما حدث قبل دقائق وهجوم عاصم على ليليان ليأتي ذياب وينتشله كخروف ضعيف من فوقها ام لأن سرها الكبير قد كُشف وصرحت به ، لا تعلم هل سمع كُلاً من ذياب وليليان تصريحها ام لا ولكنها متأكده من سماع عاصم وإلا لما توقف عمّا يفعل ، كلها عده لحظات فقط الا ان يستوعبوا ما نطقت به ويبدؤون بحسابها ، ولن تتراجع الآن يكفي ما عاشته من قلق وخوف واضطهاد بين جدران هذا القصر ، وصلت الى المُلحق تستنجد بوالدتها فوالدها لن يفعل شيئاً لها وهو يبدوا منذ فتره مُرتبكاً مشوشاً لا تعرف ما به رُبما السُكّر او الضغط لم يكن جيداً يُسبب له الالم ، فتحت الباب بمفتاحها الاحتياطي لتلج للملحق ناده على والدتها بصوتٍ ضعيف تأن بوجع ودموعها تتساقط كما الثلوج وهي متأكده ان والدتها في القصر مع الضيوف
: يممممه وينك يمه محتاجتك يمه
خرجت ناريمان من غرفتها بقوامها الممتلئ قليلاً بإغواء وقد فقدت بعض الوزن منذ مجئيهم للسكن هنا بفعل القلق والخوف والتوتر من كشف سِرهم الكبير تضع اقراطها بثقوب أُذنيها وقطبت حاجبيها بصدمه من حال ابنتها البائس
: يمه وش فيك سلامات وش فيه شكلك كذه ومكياج ساح على وجهك
سرحت وغامت بعينها والدمع مازال يتساقط على هيئة ماء مُملح : عاصم كان بيعتدي على ليلو أنجن يمه ماهمه انها تزوجت وشق فستانها الحقير وأبعده ودفني ماهمه شي ما همه شي ماقدرت استحمل وبعدين قلت كل شي وأنها اخته
اتسعت عينا ناريمان ليسقط احد اقراطها أرضاً قبل تثبته ، لم تأبه له لتهرول وتلتقط ريتا وتضمها لصدرها لتقول بعجله
: لازم نمشي من هنا بسرعه ، ازاحتها قليلاً وتمسح على شعرها وتعيد خصلها التي التصقت بوجهها من الدموع ، خلي ابوك ومجود هنا ما رح يقدروا يسون لهم شي
نظرت ببهوت : ليه نخلي أبوي وماجد اكيد بحاسبوهم وبينتقموا من السويناه فيهم بابوي وماجد
هزت ناريمان رأسها بقلق من غباء ابنتها ولم تدرك ما قالته وسبب الدمار لقلب ريتا الصغير اذ هو اصغر من ان تتحمل مخططات قذره كهذه
: مافي مكان لهم ما نقدر نرجع البيت بلاقونا بسهوله و مجود صغير ما رح يأذوه وهو يلا يفهم الصار و ابوك أصلاً خلقه تعبان ومضيع هالشايب ومعه العَتّة عرفت قبل لا يجي ابو ليليان يدورها بفترة وكان وقتها الذاكرة عنده مشوشه وهذا الخلاني أتشجع وأقول نبدل البنتين ولا هو لو كان بعقله كامل كان حلم ابليس بالجنه ابدلك مع ليليان ويسوي لنا النُّون وما يعلمون وصارت فضيحتنا بجلاجل وتعمدت ما أعطيه الدواء عشان حالته تسوء وما يدقق والحين صار ما يتذكر بعض الأشياء .
عند اخر كلمه ضغطت ناريمان على شفتها السفلى من تلك الحقائق التي هذرت بها من التوتر وقد ادركت الآن ما زل به لسانُها السليط !!! اتسعت عينا ريتا بصدمة ولم تستطع ان ترمش بعينها من كل هذه الحقائق التي اكتشفتها للتو هزت رأسها بعدم استيعاب وهي مذهوله من تفكير والدتها !!؟؟؟؟ قالت بانفعال
: انت وش سويت في أبوي ليه ما اعطيتيه الدوا مستحيل يكون قلبك قاسي كذه تنتظريه ينهار ويموت ليه كذه سويت حرام عليك كل هذا بس عشان لا يتكلم ولا يدافع عني ويمنعني من الروحه وأتبدل مع ليلو
خرج السهم من القوس ولم يعد هناك لتخبئه الحقيقة اكثر ليظهر وجه ناريمان الثاني البشع الحاقد وهي تقول بجفاف وهي تعقد ذراعيها لصدرها
: طول عمري وانا عايشه بالفقر وأقول لأبوك يتحرك ويتلحلح يسوي شي يشتغل وهو طول عمره شايب مخرف راضي بالاحنا عايشين فيه وبكل وقاحه يروح ويجيب ليليان ونصرف عليها من فلوسنا والفلوس اليرسلها جدها بالقطارة و يقول ماله داعي احنا احسن من غيرنا و في ناس ما عندهم بيت عمري وشبابي كله راح معه وما رح اهدم البنيته عشان تدمريه انت باعترافك يا الخبله مل السويته أخذت شوي من حقي وتعبي في بنتهم ويمكن خسرنا فرصتنا هنا وكشفتي نفسك بغبائك بس فيه فرصه ثانيه عشان كذه بسرعه الحين تمشين معي ونطلع من هنا قبل يمسكونا
فغرت شفتيها الصغيرتين بصدمه وهي تعود للخلف بهدوء
والتصق جسدها بالجدار الذي شعر بارتعاشها واهتزازها وتهز رأسها بانفعال والذعر يرتسم على وجهها الاسمر وقد فهمت تماماً ان والدتها تستغلها كما فعلت بتبديلها مع ليليان ، يا الله لقد أدخلتها لذلك العالم بيديها جعلتها تشعر بالفرق بين العالمين وهي من كانت تعيش بالفقر لسنوات دون ان تأبه لذلك كان همها هو العيش ، ادخلت الغيرة لقلبها كي تؤذي اختها !! اختها الوحيدة لسنوات ، كانتا تلعبان معاً تخرجان معاً تدرسان معاً اذ ان ليليان كانت مجتهده وهي كانت تتذمر على الدوام من المدرسة ، كيف حدث ذلك بعده دقائق ؟؟؟! وانقلبت الآيه وامها تُزين لها تلك الدُّنْيَا قالت بذهول وهي تهز رأسها بعنف
: لا لا لا ما رح أجي معك رح أكون مع أبوي وأخذه الدكتور ما رح أخليه يموت وانا اتفرج مستحييييييل
برمت ناريمان شفتيها بعدم رضا وهي تفكر ، مجرد مسأله وقت ويكتشون الحقيقه عليها ان تخرج هنا مع كنزها الثمين وهي ابنتها ، اذ ان خطتها قد فشلت بالتبديل لطالما كانت تقول لها ان تحضر لها المال من عبدالكريم وكانت بغبائها تقول لها " يمه استحي اطلب منه دون ما يعطيني ما اقدر اطلب صعب " لتنهرها كما العاده ولا فائده ترجى منها ، حسناً !! عليها الاستعانة بأحد زميلاتها اللاتي يعملن بقصور الأمراء كي تزوجها بأمير ما تعلم انها ابنتها لن تبقى طويلاً عنده اذ ان الأمراء يفضلون التغير والتبديل دائماً او تزوجها لشخصٍ غني كان شاباً او عجوزاً لا يهم المهم ان تستفيد هي لن تغرق نفسها بهذا الوحل اكثر من ذلك .
سحبتها بعنف من ذراعها كي تأخذها معها لن تسمح لها بإفساد مُخططها مهما كلفها الثمن غالياً .
***
اخترقت تلك الرائحة المُعقمة تجاويفها الأنفية وتخللت بين شُعيراتها الدقيقة لتشعر بها تخترق جدار رئتيها تمُدها بالحياة ، غائبة مابين الحقيقة والخيال ، تعرف جيداً هذه الرائحة المُزعجة رائحة قويه جداً نظيفه بتحفظ لقد مرت عليها كثيراً بسنوات حياتها الماضية ، لكن ماذا حدث لها الآن لتعود لهذا المكان الذي ينتشر به البياض ، رمشت بعينيها وهي تشعر بجفاف شديد بحنجرتها ، أصدرت صوت متحشرج ليفز من بقي بجانبها هذا اليوم ، اجتذب كفها وهو يهمس بلهفه تُقطع نياط قلبه
طلال : سدوم حبيبتي انت بخير تبغي شي
هزت رأسها بضعف وقالت بوهن : ابغى مويه بس
هز رأسه بتوتر وهو يسكب لها بعض الماء في الكأس الزُجاجي واضعاً ذراعه تحت رأسها بخفه مُساعداً إياها على الشُرب ، وقد قال لهم الطبيب انها ضُربت على رأسها ، شربت قليلاً وتساقطت بعض قطرات الماء تُبلل لباس المشفى الذي ترتديه ، لم تشعر برائحته المعروفة للأنفها بقربها لقد فقدته هو من انقذها من بين براثن والدها المتوحشة وبراثن من كانوا تحت امرته ، شعرت به كما يشعر الطفل بأمه ، وشعرت بجسدها الضعيف بين ذراعيه يحميها يرفع من مكانتها يُشجعها كما اعتادت منه ان يفعل بعد ان تزوجا ، ولكن لا تعرف ماذا حدث بعد ذلك ، بالطبع هذا ما سيحدث ما الذي يُريدونه منها وقد عرفوا ان والدها ليس إلا بمجنون وأنها قد ترث عنه الجنون ؟؟! ما الذي يريدونه من واحده والدها مُجرم في هذه الحياة ؟؟! ما الذي يريدونه من فتاة بائسة مِثْلها ؟؟! كُلها مشاكل من رأسها إلا أخمص قدميها ، ولا تجلب لهم إلا المشاكل .
أراحت رأسها على الوسادة الوثيرة واسبلت أهدابها وكل ما خطر في بالها ان يامان سأم منها ومن مشاكلها ويبدو انه حان وقت الفراق الذي كان يقول عنه دائماً بدايه زواجهم ، شعرت بشفتي شقيقها تستقر على جبينها برقه ثم على عينها المكدومة لتبدأ مع قُبلاته تتساقط دموعها كخطين مالحين وينحدرا لإذنها وسمعت صوته المُتحشرج يقول بغصه عجز عن كتمانها
: ليه يا روح اخوك ليه ما علمتيني من اول انه أبوي يأذيك كل هالاذى يعني اعرف من ولد خالتي ولا اعرف منك انت الأقرب لي من روحي .
ابتسمت بألم وهي تنظر اليه : قلك كل شي .
طلال يوميء بعزم وقد عقد حاجبيه : ايه قال ومجبور يقول وانا اشوفه يسب بأبوي ويشتم ويتوعد فيه .
عادت موجهه نظراتها للسقف الجاف ، تُبلل شفتيها الجافتين
: في الاول كنت مشغول بسفرك عشان الدراسة وبعدها رجعت وتزوجت وماحبيت أشغلك و ماكان يأذيني كثير وانت موجود وبعدها هو راح .
عض باطن شفته بقوه ليهمس : وامي وينها عنك .
هزت منكبيها بخفه من الألم : ما كانت تقدر تسوي شي .
أسبل اهدابه سناداً جبينه إلى كفيه الممشبوكين ، يشغل تفكيره ما حدث لأخواته دون ان يشعر !!! ربااااه وهو من كان يظنهم بخير حين يقولون له انهم بخير في كُل مره يسألهم بها ، لم يرى نظرات الحزن خلف عيونهم ، لم يرى الاسى خلف شفاههم الباسمة ، تباً كم هو اخٌ سيّء لا يعبأ إلا بحياته الخاصة وهمومه وينسى أخواته وروحه ، كم يشعر بالندم والخناجر تُقطع قلبه وتشرخه بشرخ لا يلأم على إهماله لهم ، اقسم بداخله انه سيقوم بتعويضهم عن كل اذى اصابهم ببعده ويتمنى ان الوقت لم يفُت ليفعل ذلك .
هي لم تفكر كثيراً عندما كادت ان تنطق وتسأل عنه لماذا احضرها لهُنا وذهب ولم يعد ؟؟؟! غفت بهدوء كما يغفى الطفل على أبره المُسكن التي غرزتها بها المُمرضة وتطير لعالم الأحلام حيث لا مكان للسواد ولا مكان للهموم والأوجاع .
طُرق الباب عده طرقات ليدخل يامان قائلاً بلهفه اتضحت بصوته
: ها طلال بشّر قامت .
مرر طلال كفيه ماسحاً بهما وجهه وشعره للخلف وهو يقول بإرهاق
: ايه قامت وتكلمت معي شوي بس رجعت قامت شوي شوي بتتحسن ان شاء الله .
أومأ يامان ونظراته تشرد اليها بحنان ، الزمن كفيل بمحو أوجاع البدن ولكن ماذا عن جروح وأوجاع الروح من الذي سيشفيها ؟؟!!! حبيبته الصغيرة ارسلها الله له لتكون كنسمة روح تُزين له حياته وتملأه بالسعاده والدفء ومن حقه عليها ان يحميها وتبقى تحت جناحه عصفوره صغيره الى ان تكبر وتحلق .
نهض طلال عن المقعد الذي بقرب سريرها هامساً كي لا يُزعجها
: يامان انت بشّر وش قال الدكتور عن حالتها .
يامان ولم يبعد عينيه عنها : الحمدلله بخير بس نفسيتها بتكون صعبه وحساسه كثير تتأثر باي كلمه او لمزه يعني هالشي فيها من اول مو جديد كله من بركات ابوك
أشاح طلال بوجهه ولا يعرف ماذا يقول وقد عُقد لسانه وهمس اخيراً بعد برهه من الوقت
: طيب أخليك الحين معها وبمرها الصبح أشوفها واطمن عليها بكره بيكتبولها خروج .
أومأ يامان وهو يُتابع خطوات طلال وهو يخرج من الغرفة ليجلس بمكانه قربها واجتذب كفها المغروز به أبره المُغذي ليُقبلها لأول مره تستشعر شفتيه نعومه بشرتها السمراء تأوه بوجع وهو يعود يقبلها على باقي أصابعها ويمسح على شعرها بكفه الاخرى وابتعد كي لا يُضايقها و يُزعجها بنومها .
***
يتملل على فراشه وقد غادر النوم عينيه من الهموم التي تكاتلت على قلبه ، ويشبك كفيه خلف مؤخره رأسه يتأمل سقف غرفته لينتبه لأزير صدر عن هاتفه المحمول رفعه بملل وهو يرى رسائل الواتس أب وارتفع احدى حاجبيه بتسليه عندما رأى رقماً غريباً ، فتح الرسالة ليقرأ الجملة
" مرحبا معي زايد " .
بقي يُفكر لعده دقائق ليبتسم ويُجيب ،
" ايه معك زايد
إلا مين معي ما تعرفنا على الحلو " .
همست بداخلها - وجع صدق رجال ما منهم أمان هذا وسيدرا تقولي ان حياتهم ماشيه تمام وأنهم بخير بس شكلي بطيحه بسرعه وما رح اتعب معه لو صدق يبيها ما تواقح معي قطيعه - ،
أجابت بتسليه !!!
" معك وحده حابه تتعرف لو ممكن " .
لوى شفتيه وارتفع حاجبيه باستمتاع
" اوك ممكن نتعرف وش اسمك واضح انك تعرفيني من وين "
بللت شفتيها وهي لا تُصدق انها ستسقطه بشباكها وأخيراً منذ تلك المره التي رأته فيها يصطحب سيدرا من منزل احدى صديقاتهم وهو لا يُفارق خيالها برجولته ، ليس وسيماً كثيراً ولكنه ملامحه رجوليه بحته وجسده كما لم ترى رجلاً بعضلاته وعظامه الُمتناغمه بشكلٍ جميل ، ليست مفتوله جداً اذ انها مُناسبة لطوله و من الواضح عليه انه لا يقوم بتنشيف الدهون بجسده وهذا ما يجعله ممتلئ بعض الشيء ومتناسق بإغراء ، على الأقل هي تراه هكذا
" انا مرح ومن وين أعرفك انت زوج صديقتي "
" اها يعني تعرفين اني متزوج وبعد زوج صديقتك طيب وش بتسوين لو درت انك تكلميني وأخذت رقمي منها اكيد مارح تعتبرك صديقتها وبتقطع العلاقة "
" انت لو بتكلمني وتتعرف علي اكيد ما رح تقولها ولا بتزعل عليك بعد لأنك أخذت واعطيت معي "
" همممم طيب موب قايلها سولفي معي "
بقيا يتحدثان لمده ساعه على الواتس أب ليشعر هو بالنوم يغزو عينيه اخيراً ويقول
" طيب يلا استأذن الحين بروح انام نعست أكلمك وقت ثاني "
يا الله كم اشتعلت الغيرة بقلبها كالنار المُتأججه عندما ذكر النوم وان سيدرا بالطبع ستنام بأحضانه كما أخبرتها مره بزله لسان لم تقصدها انها تنام كل يوم بحضنه ولا يستطيع مُفارقتها ولا يستطيع النوم بدونها لترسل له صوتاً عبر الواتس أب !!!
" زيوووودي تكفى لا تروح مره تفشانه سولف معي شوي "
عض شفته السفلى مانعاً ضحكته مو ان تصدح من صوتها " الدلوعي " كما سماه ليقول
" خلاص يا قلبي بعدين بنام الحين " .
استلمت للأمر الواقع وهي تخطط اكثر لتوقعه اكثر بشباكها دون ان يُلقي حتى نظره عابره لسيدرا سيُصبِح زايد لها وحدها ولتحتفظ سيدرا مع كرشها المُترهل بأطفالها المزعجين القذرين وستكون هي اميرته التي تُدللة وتفعل كل ما لم تفعله سيدرا له وهي تتذكر تلك الفترة التي شعرت بها سيدرا بأنها مريضه وسترحل لم تترك شيئاً لم تخبرها عنه في غمره حزنها والمها وأنها كانت تتمنى ان تفعل لزايد كذا وكذا مما يُحبه ولم يُداهمها الوقت لفعله ، ستتبرع هي الآن لفعله

bluemay 10-05-16 05:21 AM

رد: هذه دُنياي
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يا هلا والله اسفرت وانورت بوجودك معنا ..

رح ارجع بتعليق بعد ما اقرأها واعذري انشغالي هاليومين..


*تم التثبيت*


تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ



الساعة الآن 02:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية