منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   [قصة مكتملة] هذه دُنياي (https://www.liilas.com/vb3/t202178.html)

نعجتي 05-05-16 02:47 AM

هذه دُنياي
 
http://store2.up-00.com/2016-05/1462409283481.gif

ملخص الرواية

http://store2.up-00.com/2016-05/1462409283623.gif

أقدم لكم روايتي الثانية بحمدلله

وحابه انوه على شغله مهمه قبل لا أبدأ تنزيل الفصول

القصتين الأساسيتن للرواية .. مقتبسه من مسلسلين تركين

فكرتين غير مكررتين كتابياً وانا متأكده من هالشي

تقريباً الأحداث من الفصل الخامس

تنحني منحنى آخر بعيد عن قصص المسلسلين


وباقي الأحداث للقصتين + قصص الأبطال الأخرين
من وحي خيالي تماماً

ممكن تشوفوا الأبطال كثير في البداية بس متأكده بتربطوا
بينهم بسهوله لأنه كل شي واضح

أتمنى لكم قرآءة ممتعة


http://store2.up-00.com/2016-05/1462409283562.gif

نعجتي 05-05-16 02:56 AM

رد: هذه دُنياي
 
لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة aurura


المُقدمة

في إحدى المُدن الضبابية , السماءُ السرمدية المُلبدة بالغُيوم المُتراكمة على بعضها , و التي تُخفي خلفها ضوء القمر السَاطع لتُصدِر السحُب معزوفَة ثَقيلة الإيقاع و تُزمجر بصَوت مُخيف وجلجل السحاب بالرعد والبرق , في تلك اللحظات العاصفة يهطُل المَطرُ بغزارهٍ على ذلك القصر المبني على الجُرف الصَخري , والبَرق يُنيره في هَذه الظُلمة الدَاكنة , لتنغز قطراتُ المَطر البحر الهائج من هَذه العاصفة الهوجاء التي اجتاحته , والأمْواجُ العاتية تعوي و ترتطمُ بالصُخور لترتد وتعود لأَحضان البحر الهائج , و يخرُج من ذلك القصر قُرب البحر محاليل قلوية مُختلطة و مُتفرقة بعضُ الناس يهرعون هُنا وهُناك صوتُ آلام المُخاض لامرأة على وشك الولادة في ذلك القصر المُخيف
: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
بعد عده دقائق مرت , و كأنها سنواتٌ من الألم , ارتخت تلك الصرخة تدريجياً , وخفُتَتْ تلك الصرخات المؤلمة , لتُستبدل بصوت نحيب طفلٍ رضيع , ابتسمت بوهن وضُعف وهي تنظُر للطفل بحضن الداية
الداية بابتسامه رقيقه : جبتي بنت مثل القمر ما شاء الله
بلهفه وخوف من القَادم : أعطيني ياها شوي تكفين شوي بس
تقدمت الداية باستغراب من هلعها وهي تضع الطفلة بأحضان أُمها المُتعبة والمُرهقة , لتُقبلها قُبلات كثيفة على وجهها وكأنها تعتذر منها وتودعها للأبد , لتأتي بعد عده دقائق إحدى مُدبرات القصر وتنتزع الطفلة من حضن أمها بكل قسوة وجبروت ,
بدموع غزيرة كتلك التي تتساقط بالخارج بفعل العاصفة
: لا تاخذيها خليها معي الله يخليك ويبقيك لعيون ترجيك
بقسوة : هاذي أوامر الشيخ و الشيخة ما أقدر أخالفها
بخوف وهي ترجُف بوهن من الألم وكم أصبحت دُنيتها كُلها هوان بهوان : قوليله ماتت وخليني أهرب مع بنتي
هزت رأسها بأَسف لتخرُج مع تلك الطفلة التي تنتحب , وكأنها شعرت بأنهُم قد انتشلوها من التُربة بقسوة , وأبعدوها من حضن والدتها الحنون , طَلبت الإذن بالدخول لإحدى الغُرف وسُمح لها بالدخول ولجت وهي ترى جسد رجولي ضخم في مُنتصف عقده السادس يُعطيها ظهره ويشبك كيفه خلف ظهره , فور دخولها التفت لها بهيئته المُهيبة التي تدُل على منصبه وثرائه وذلك الشارب الكثيف الذي يخطُ وجهه ليلتقي مع لحيهٍ كثيفة تتخللها الشُعيرات البيضاء وتجلسُ بنفس الغُرفة على أَحد الأرائك امرأة يشعُ منها الجمال بحجابها أَخذت الطفلة من يد المُدبرة لتخرُج وتلتفت للرجل هاتفه
: والحين إيش راح تسوي بهاذي المُصيبة ولدت وجابت لنا هالمُصيبة الثانية حسبي الله ما رح يتركونا أهلها وبياخذوها أول ما يعرف أَبوها فيها ؟؟!
صرخ بصوته الخشِن وهو يتجاهلُها ليدخُل أَحد الرجال الذين يعملون بحديقة القصر , التفت له ببرود وحدقتيه الفِضيَتين تلتمعان مِن ضوء البرق قُرب النافذة الضخمة
: سمعت أن زوجتك ولدت قبل كم يوم
أومأ برأسه وهو يشعر بسعادة من سؤاله قد يُعطيه إكرامية أو شي من هذا القَبيل : ايه يا الشيخ ولدت وجابت بنت الحمد لله
نظر لتلك المرأة المُحجبة ليقطع المسافة التي بينهُما ويلتقف الطفلة من حضنها ويمُدها للرجُل ويهتف ببرود
: بنتي تزوجت بدون رضاي من ولد ألذ أعدائي في السوق , بلل شفتيه ليشد على قبضتيه من الغضب , وحملت بهاذي البنت مع الأسف انتظرتها لين تولد والحين أعطيك ياها عشان أحرق قلبها وقلب أبوها ربيها مع بنتك وخلي زوجتك ترضعها عشان تصير حليلتك وسميها ليليان انسبها لك يعني واطلع من هنا وروح بهلك لجده وحسك عينك أحد يعرف بهذا الموضوع خاصة أبوها البنت بتعيش بينكم و لا رح تعرف هالموضوع سر بيني وبينك وبين زوجتي وزوجتك بس , بنظرات حادة كادت أن تخترق أَضلُعه وببرود كجلمود صخر , مفهوم
فغر شفتيه من هول الصدمة واهتز جسده كالغِربَال , خطرت بباله أَفكار كثيرة من أَجل مُناده الشيخ له فهو نادر ما يُقابل مرؤوسيه من عنهجيته وغُروره , و بالكاد يصرف على عائلته بمعاشِه المُتواضع كيف يُربي طفله أُخرى وينسبها له وهَذا الأمرُ مُحرم دينياً , ولكن هَذه أَوامر الشيخ هل يستطيع الرفض لا يستطيع وإلا فَهو يعرف مصيرُه جيداً من هَذا الظَالم
: بس يا الشيخ ما اقدر أسافر ما عندي إمكانيات
تحرك للأريكة ليجلس , يضع قدم فوق الأُخرى ويضع الغِليون بفمه ويُشعله ويُغمض عيناه ببرود من دُخانه الذي تصاعد أمام وجهه
: أنا بتكلف بكُل مَصاريف النقل وبرسلك راتب كُل شهر عشان تربي البنت بس أبعد من هنا , نظر له بشزر , ولا تنسى ما حد يدري عن هالبنت الكل رح يعرفها بنتك
أومأ برأسه ليخرُج والطفلةُ الرضيعة بحضنه هامساً بحُب أبوي
: ليليان
وقد تعلق قلبه بهذه الرضيعة التي وضعت بحِجره مُنذ ولادتها
***

في مدينه أخرى تحديداً عروس البحر الأَحمر بعد عده أَيام
اِمرأتَان وعَائلتين , كلٌ منهُما تحمل ببطنها روح وهُما تُناجيان الخالق أن يُتم ولادتهُما وتخرُجان سَليمتان مع طِفليهما , وتلك الروحين تَصرُخان وتَئِنَان بذلك النفق المُغلق وقد اكتفوا من البقاء أكثر في هذا النفق الدافئ الذي حَملهُما تسعه أشهُر يدفعان نفسهُما بقوه للخروج لهَذه الدُنيا القاسية , ليخوضوا عواصف هذه الحياة التي ظلمتهُما سوياً ويعيشوا قدرهم المكتوب في اللوح المحفوظ , وكل واحدهٍ من المرأتين بجانبها زوجُها على تلك النقالة التي أدخلتهُم لغُرفتين مُتجاورتين دخلت المُمرضة للغُرفة الأولى لتهتف
: وش اسم العائلة
أجاب الزوج بسُرعة وهو قلق على زوجته : الراجحي
تلج للغُرفة الثانية وتُلقي نفس السؤال والإجابة : الراجح
سجلت أَسماء العائلات مع اسم الأُم وعكست بين الاثنين لتشابه أَسماء العائلات و تمت الولادة لينقُلوهُما لغُرفتين مُتجاورتين وتطلُب العائلتين رؤية الطفل لتُحضرهما مُمرضتين يدفعان العربتان لتدخُل طفله الراجح لعائله الراجحي
وهي تُمسك الطفلة بحضنها : تجنن حبيبه أمها
منصور يُحدق بها بسعادة لطالما تمنى ابنه وأُخت لأبنه الوحيد
: تشبهك
ضحكت بخفوت : لسه ما بانت ملامحها يا نصاب بللت شفتيها الجافتين لتردُف ايش بنسميها حبيبي
ابتسم : اختاري الاسم التبين موب انتِ التعبتي وحملتي وولدتي
بابتسامه وهي تتأمل وجهه طفلتها : أُرجوان
وهو يمسح على شعرها بكفه الضخم : تم أجل صار اسمها أُرجوان منصور الراجحي
..
الغُرفة المُقابلة حيثُ تستقر طفله الراجحي عند عائله الراجح تتأمل طفلتها وهي على سريرها , وكم تغمُرها السعادة لخروج طفلتها التي انتظرتها يوم بيوم وشهر بشهر , ليهتف زوجها بفظاظة
: اسمعي ترى بسميها نوران
نظرت له ببهوت : ليه نوران ما تفقنا نسميها رتيل
بنبره كريهة لتخرُج من فمه رائحة بشعة من إهماله
: أقول بس هذا الناقص أخذ شور مره بعد
مطت شفتيها فليكن اسمها نوران فهي ستكون النور التي تُضيء بها حياتها من هذا الظلام الدامس الذي يُحيطها ويعُج بالسواد من حياتها ستُكرس نفسها ومُستقبلها ودُنيتها مِن أَجلها من أجل روحها أبنتها الوحيدة .

نعجتي 05-05-16 02:58 AM

رد: هذه دُنياي
 
لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة aurura

الفصل الأول


بعد عشرون سنه

تصاعدت تلك النجمة الحارقة كالعنقاء الأسطوري , بيوم مُشمس شديد الحرارة , لتستقر وسط السماء السرمدية وتُعانقها قطع القُطن البيضاء الصافية , لتُشع بنورها وحرارتها تلك الأرض التي تدور حولها والكواكب الشمسية أطفالها حولها تمُدهم بدفئها وحنانها , رُكنت السيارة السوداء بشكل عشوائي , واحتكت عجلاتها بالرُخام بكل حده لتُصدر صرير مُدوي من مُحركها , وتكبس كفه الخشنة على المقود بغضب جامح , يشهق ويُزفر بعمق أمام ذلك القصر الشامخ وصدره يعلو ويهبط من الانفعال , ترجل من السيارة وهو يصرخ ويدوي بصوته الغليظ
: عااااااااااااااااااااااااااااااصم يا حيوان أطلع لي يالحرمه
خرج حوله بعض " البوديقارد " بالبدل السوداء وهم يشبثوه من عضديه , يصرخ ويُحاول إفلات نفسه
إجذأر بغيظ : واقف تتخبى ورى الحريم يا ال...... ال .....
بعض الرجال يسيرون هرعاً من داخل القصر وقف عند عتبه الدرج الخارجي مُعقد الحاجبين من هذا الرجل الغريب الذي أقتحم سكينتهم صارخاً أمام قصره طالباً ابنه ليستوعب الأمر وتعبس ملامحه المُستغربة و قد توقع من يكون بالتأكيد هو لا غيره , أشار لرجاله بكفه أن يبتعدوا , لينظر الآخر بشزر لذلك الرجل الأربعيني الذي يملأ شعره الفاحم الشُعيرات البيضاء الواضحة , بصوت مدوي
: وين عاصم الكلب والله أوريه الحيوان ال .....
عبدالكريم بصوت ثابت مُحرج ينزل عتبات الدرج قائلاً
: أمسحها بوجهي والله ما أعرف وش أسوي معاه هالولد مو مريحني لا ليل ولا نهار أنا بحاسبه بس هدي الوضع الحين ما رح أعديها له وعد مني
اتسعت عينيه بشرر : اهدي الوضع وولدك لوث شرفي وطلعت صوره مع زوجتي في الجرايد و فضحني بين العالم
فرك جبينه بغضب من ابنه وتصرفاته الرعناء غير المسؤولة تنهد بعُمق قبل أن ينتبه للرجل يُخرج مُسدس من جيبه , ليمسكه أحد الرجال ويرفع يده , وتنطلق رصاصه باتجاه السماء الزرقاء , وهو يصرخ بوجهه
: رح تقتله طيب وبعدين رح يبرد قلبك و يتنظف شرفك وتدخل السجن وعندك ولد ويمكن حتى ما تشوفه يكبر قدام عينك يوم يقتصوك
زم شفتيه بأسنانه تخنقه العبرة وكم هو مقهور وصعب قهر الرجال , كاد أن يُدمي شفتيه بزمه لها ولم يشعر بهذا الألم فالألم الذي بجوفه وقلبه أكبر , أكبر من أي شي فالألم لا يُقارن بهذه البحار العميقة ولا السماء الواسعة , قُبض قلبه عندما ذُكر ابنه الذي لا ذنب له بفعل أمه الحقيرة وإجذرأ بهذه العائلة
ليردُف : حسبي الله عليكم ربي ينتقم لي منكم و ياخذ حقي
ركب سيارته ليُغادر وهو مهموم من هذا الهم حتى وإن قتل زوجته فعاره لن ينظف بل حتى وإن طلقها أسدل جفنيه ليفتحهما و يرى الطريق أمامه , تغيرت حياته كلياً هذا اليوم
,
دخل للقصر مهرولاً لتقع نظراته على ابنه ويسحبه من بين النساء ويرميه بقوه على الطاولة الزُجاجية , ويتحطم زُجاجها ويتناثر لأشلاء وهو يسمع صرخات عائلته
عاصم بفزع : يبه والله مالي دخل ما دري إنها متزوجة
اتسعت عينيه بذهول لينقض عليه ويركله بقدمه على خصره
عبدالكريم بغضب عارم : يا الحيوان وإذا مو متزوجة تطلع مع بنات الناس وتدمر حياتهم يا الواطي
بصُراخ وهي تتشبث بعضده : عبدالكريم تكفى إهدى وش الصار
دفعها عنه لينظر لها بشزر : كله منك انتِ ومن دلعك له وين ما أودي وجهي موطي راسي ليه ما قريتي الجرايد اليوم الصبح وولدك المبجل طالع مع وحده متزوجة وزوجها جا قبل شوي وناوي عليه وتعرفين الصحافة تنتظر لي الزلة بس
عاد بنظراته اللاهبه لأبنه : اسمع وعلم يوصلك ويتعداك لو أشوفك هنا مره ثانيه أني لأوريك الويل تنقلع ولا عاد أشوف وجهك
ضغط على أحد الأرقام بالمُفضلة هاتفاً : سليم اليوم تحجز لعاصم وتقلعه لقلعه وادرين
شهقت إحدى النساء : بتطرد ولدك من بيتك عشان وحده واطية طلعت معاه وش دخل ولدي
أسدل جفنيه بغضب دون أن يرفع صوته على والدته
: يمه لا تتدخلي فيني وفيه خليني أأدبه وأربيه , نظر لزوجته بشزر رادفاً , بعض الناس ما عرفت تربي
زمت شفتيها من كلام زوجها , لتربُت أخته على كتفه وتمسح عليه بهدوء مُعقده الملامح بحزن
: خلاص إهدا يا كيمو سوي التشوفه صح بس إهدا يا خوي
تنهد بعمق وهو ينظر لابنته وهي تُعانق ابنه عمتها بخوف وكم هُما بريئتان لا يُحب أن يخاف منه أحد ولكن هو هكذا عن غضب لا يرى أمامه من الغضب
***
في ليله أستسرّ القمر, رفتّ الأَهداب الكحيلة , و ترمُش الأجفان على العينين الفِضِيَتين النجلاء , لتفتحهُما بهدوء وتُغلقهما تارة دليل على النُعاس وهي تُكتف ذراعيها على النافذة وتسند ذقنها عليهما و تتأَمل صُندوق راقصه الباليه التي تدور حول نفسها بهدوء , لتُصدر منه صوت معزوفة موسيقية ناعمة تجلب النوم لتُدندن مع تلك الموسيقى بخفوتْ وصوت كتغريد البُلبُل وهل لأحد صوت كصوتها الشجيّ
: لافندرز بلو ديلي ديلي لافندرز قرين
قطع خُلوتها وسُكونها صوت والدتها المُجلجل
: ليييييللللللوووو
نهضت بسرعة وهي تتعرقل بالفوضى التي بالغرفة بفعل أختها وأخيها المُهملين
: جايه يمه جايه
خبأت صندوق أسرارها كي لا تستخف بها أختها التوأم كما العادة وتنعتها بالطفلة الملاك المُدللة ذهبت لغُرفة الجُلوس المهترئة من القِدم والفقر بصوت رخو
: سمي يمه
برمت شفتيها : روحي البقاله وجيبي لنا خبز وحليب
هتف وهو مُعقد الجبين وينظر لزوجته : بترسلي البنت بذا الوقت المتأخر انتظري يا بنتي أنا بروح أجيب روحي غرفتك
ركضت إليه لتُقبل يديه وترجوه : يبه الله يخليك انت تعبان اجلس وارتاح أنا بروح مع مجود
مط شفتيه بانزعاج من زوجته التي تُعاملها كخادمه رغم أنها ابنتها ليهمس
محمد : روحي يا بنتي الله يوفقك
دخلت لغرفه مُشتركه بينها وبين أختها وأخيها الصغير صفقت بكفيها صفقه واحده لتهتف
: قُبطان يلا بنروح البقالة تعال معي موب انت رجال البيت
الطفل ذو عشر سنوات : ايه انا رجال البيت وما أخليك تروحي لحالك بس تجيبي لي حلاوة
ابتسمت بحُب : يسعد قلبك ويخليك لي أكيد بجبلك الدُنيا لو تبي أكلك أنا وأكل دلعك
توجها مشياً بتلك الظُلمة الحالكة للمتجر لتُحضر طلبات والدتها كالمُعتاد قابلت جارتهم بطريق ذهابها
الجارة بحنان : ليليان رايحه البقاله
بابتسامه تُزين ثغرها : ايه يا خالتي تبين شي
: لا يا قلبي بس خلي ريتا تربي بطيخه بالبيت مع السلامة الله معك
هتفت هكذا عابسة
ليليان بعبوس : لا تقولي كذه يا خالتي مع السلامة
ضحكت بخفوت من جارتهم التي تعتب على أختها لأنها دائماً هي من تقوم بكل شي وتُساعد أمها بأعمال المنزل والمصروف , حتى الجامعة أوقفت قيدها هذا الترم لتعمل في الصباح , وهذه السنة الأولى لها لم تدرس غير ترماً واحداً بينما أُختها رفضت إكمال الدراسة وقد تجاوزت الثانوية بصعوبة , دخلت للمنزل وهي تخلع حذائها عند الباب ويسبقها أخيها للغرفه كي يُتابع لعبه , وتسمع صوت صُراخ والدتها و لتعجبت جداً عندما يمر يوما ما دون أن يَسمع الحي بأكمله صُراخها المُجلجل , عقدت حاجبيها من كلام والدتها فهي دائماً تُقارن أختها بها وتُريدها أن تكون الأفضل ولا تعلم لماذا لا تُحبها كما يحبها والدها فهي لا تشعر بحبها ابداً لم تمسح على شعرها يوماً لم تحكي لها قصص قبل النوم لم تبتسم كثيراً بوجهها كما تفعل مع أختها وأخيها يؤلمها كثيراً شعورها ببعدها الروحي عن أمها
إجذأرت ناريمان لابنتها : يا الغبية انتي يا الخايسة بتدرسي جامعه غصباً عنك
ريتا بتأفأُف : يمه ما أحب الدراسة غصب يعني ما تمر من حلقي
بغضب : بتمر غصب يعني بتمر تبين تكون ليليان أحسن منك يا الخبله المُتخلفة
بانزعاج من زنّ والدتها عند أُذنها : ما تطفشين وتتعبين وينشف اللُعاب من حلقك وانتي كل يوم تقارنين بيني وبين الملاك المدللة
ناريمان : يا الحمارة أبيك تكونين أحسن منها وش يقولون علينا الجيران عندها بنتين زي الشمال والجنوب
نهضت ريتا بحده : اروح أنام أصرف لي و دراسة ماني دارسه
توجهت لكي تدخل وهي ترى أختها الملاك تقف عند الباب عاقده الملامح بحزن , نظرت بازدراء وكم تبغضها وتغار منها لأنها أفضل منها وأمها تُقارنها بها دائماً ووالدها لا يرفض لها طلباً ويُحبها أكثر منها , تجاوزتها لتلج لغرفتهم المُشتركة وتصفُق الباب خلفها , أسدلت جفنيها بفزع على حدقتيها الفضيتين من صفق الباب لتفتحهما وهي تنظر لوالدها يهز رأسه بأسى من حال ابنته الحقيقة الأعوج
***
تقف بطولها المتوسط بجانب صديقتها , وتدفع بكفها داخل حقيبتها الصغيرة المٌعلقة على كتفها لتلتهم بعض البذور و تنفث قشرتها على الأرض مع بعض البُصاق وهي تتأمل بمحل الذهب , والأخرى مُتوترة كعادتها بهذا الموقف هامسة
: أقول بلاها اليوم نسرق أخاف ننكشف
عبست ملامحها : ما عليك ما رح ننكشف لو جلستي كذه أكيد بننكشف كم صارلنا نسرق وما حد اشتكى
تنهدت بعمق وهي بحاجه للمال : طيب يلا روحي
ابتلعت " اللُبان " لتمضغها بحنكها وتدخل المحل طرقت أناملها ببعض على زُجاج المنضدة وهي تنظر لمجموعه الأساور الذهبية الخفيفة وتُحرك لسانها بداخل حنكها مع العلكة
: هممممم أنا أبي شي أثقل ودي تكون هديه لعرس أختي
البائع بابتسامه ودية للزبائن : عندي شي مره حلو للعروس
أومأت برأسها و أنحنى بجسده ليبحث عن شي بداخل الدولاب و اجتذبت إحدى الأساور وثبتتها بالعلكة على المنضدة وهي تنتظر قدم لها مجموعه البناجر الثقيلة لتدخل صديقتها للمحل سائله
نرمين : لو سمحت ألقى عندك نفس هذا الحلق
نظر له ليقول : لا ما عندنا بس إذا ودك عندنا مُصمم يسوي مثله
توترت نرمين قليلاً : لا مشكور كنت أبي جاهز
خرجت بعد أن أخذت الإسواره من طرف المنضدة وتحشُرها بحقيبتها , نظرت الأخرى لمجموعه البناجر
: ما عندك باللون الأبيض يعني قصدي الذهب الأبيض أنعم
: لا يا أختي ما في غيره
وكأنها لم تفعل شيئاً : طيب شكراً
***

يُتبع

نعجتي 05-05-16 03:00 AM

رد: هذه دُنياي
 

غنّوا لحبيبي وقدّموا له التّهاني
في عيد ميلاده عساها مية عام
افرح حبيبي واطلب أغلى الأماني
الليلة يا عمري تناديك الأحلام
زمت شفتيها بخجل ناظره لعائلتها الصغيرة والدها و والدتها وأخيها وبعض الخادمات الذين يقفون حولها من هذه المفاجأة الجميلة هامسة بخجل
: الله يسامحكم ما علمتوني ولا كان تجهزت بدل شكلي المبهذل
حركت عينيها لترى شكلها وملابسها الرثة من كُثره استخدامها و قد أصبحت لوحه فنيه تلوثت من الألوان وهي ترسم
ابتسم منصور بحنان أبوي : أي شي تلبسينه حلو عليك يبه ولو علمناك بتدرين انه مسوين لك مفاجأة
ركضت لأحضان والدها لتعانقه بقوه وسمعت هُتاف مرح
زايد مرحاً : وأنا مالي حضن بس أبوي هو ال له نصيب
التفت إليه بابتسامه تغمُرها لتركض لأحضانه ويحملها ويدور بها لتدوي ضحكاتها قبلته على وجنته هامسة قُرب أذنه
: يسعدك ربي أموووت عليكم مره شكراً كل مره تفاجؤني بشي حلو
نزلت من بين ذراعي أخيها و نظرت لوالدتها التي تمُد شفتيها بضيق وتعبس ملامحها ركضت إليها بعنفوانها و حيويتها
مطت شفتيها : وست الحبايب والكل ليه زعلانه مو مبسوطة انه بنتك الوحيدة كملت عشرين سنه اليوم
وضعت وجه ابنتها بين راحتيها لتبتسم شبح ابتسامه من بعض الهموم
: معقول ما أفرح أن بنتي العسل بتصير عشرين بس تعرفين وش أبي عشان أكون راضيه عليك أبغاك تكوني التوب دايماً وأحسن وحده بين صديقاتك , لوت شفتيها وهي تنظر لملابسها رادفه , الحين أنا اشتريلك أحسن اللبس وأغلاه وتطلعي كذه من المرسم ومو جبتلك مريلة تلبسيها وقت الرسم يعني عاجبك شكلك كذه
بابتسامه ظريفة : ماميتو لا تكبري الموضوع لو أدري أنكم بتسوا حفله كان لبست وغيرت وأنا ارتاح بملابسي بالرسم
بملامح جديه : كم مره بقولك حتى لو ما في شي المفروض تطلعي من غرفتك على سنقه عشره
أومأت رأسها بحزن من عتاب والدتها الرقيق , هي لا تستطيع أن تكون سيده مُجتمع ككما تُريدها أن تكون والدتها فهي عفويه أكثر مُتواضعة , لولا تشاجر والدها مع والدتها على موضوع الرسم لكانت رفضت أن تُمسك الفرشاة والألوان , نظرت الأخرى بعتاب لزوجها الذي دللها كثيراً وكأنها تُخبره " أنت السبب " , حرك منصور رأسه باتجاه النافذة هامساً بخفوت
: يا صبر أيوب
***
بين أروقه الجامعة وممراتها تعُج بالهدوء وكُل الطالبات تقمن بدروسهن ب " الكلاس " في مكان ما حيث الخُبث والخبائث و حيث تتجمع الشياطين هُناك , صوت قهقهات أنثوية يصدُر من بين أحد الحمامات ( أكرمكم الله )
بسخرية فظة : مو كذه يا الهبله اشفطي أول وولعي
تُعانق السيجارة بين شفتيها الورديتين وتُحاول إشعالها ولم تنجح , نفذت ما قالته صديقه السوء لتشتعل ويبدأ دُخانها بالتصاعُد تدريجياً لتبتسم لطالما تمنت أن تُجرب التدخين وقد فعلت اليوم بفضل صديقه السوء , وكأنها لم تكتفي بالسرقة البارحة , أسندت الأُخرى جسدها على الحائط براحه لتُشعل سيجاره لها وهي تبتسم بخُبث , فلتبدأ بالسيجارة لتنتقل لمرحله أعلى مُستوى
***
يُحلق الشاهين عالياً ليُرفرف بجناحيه وعينيه تلمعان بحده و خُبث ودهاء وهو يرى فريسته الأرنب الصغير الذي يعدوا بخوف لينقض عليه بمنقاره الحاد ويسحق عُنقه ليفقد روحه ويحمله عالياً ويلقيه أمام الجسد الرجولي الشامخ , و يستقر بعد مُهمته على زند صقاره , سمع صوت تصفير وتصفيق ليلتفت بجمود كعادته ووجهه مُبلل بالعرق وقد صلبته الشمس لتزيد من سمار بشرته
طلال : اوووووو والله فنان هالجارح
بجمود يُسبل جفنيه : وش جابك
طلال بفزع مرح : عوذه منك يا ولد العم ودي يوم بس يوم واحد أشوفك مُبتسم , عبس ملامحه بتمثل مرح , كله مكشر أنت وذا الوجه الأشهب
رفع حاجبيه لتظهر على ثغره ابتسامه استفزازية عريضة تُظهر صف أسنانه وتُزم أطراف شفتيه
لتعود ملامحه الجامحة كمان كانت : ها وابتسمت وش تبي ليه جاي قلت ما أبي أشوف أحد بروق لحالي
لوى شفتيه من تلك الابتسامة التي تغصبها وكأنه يُسكته بها
طلال : جاي من الحكومة تطالبك بالرجعة وحالاً
تنهد بعمق ليتحرك نحو الكوخ الصغير بداخل المزرعة و يتناول إحدى البنادق ويعود و ابن عمه ما يزال موجوداً , تجاهل وجوده ليقول طلال مرحاً
: أقول ما رح تضيفنا في مزرعتك قبل لا تبدا تفرغ عصبيتك حلا عصير
وجه البندقية للسماء ليُحرك عينيه له بعد كلامه بنظرات حادة كالسباع
ليهمس طلال بخوف تمثيلي من نظراته : مويه طيب
ببرود : ما حد عزمك
مط شفتيه بملل : يا خي يا إنك مُمل صدق
أطلق رصاصه من بندقيته وهكذا يقوم بتفريغ غضبه بإطلاق الرصاص على لا شي ولكنه الآن غاضب غاضب جداً من الشيء الذي أكتشفه وكان غافلاً عنه طيلة هذه السنوات , لدرجه أن غضبه لا يُفرغ بطريقته المُعتادة هذه , الغضب , الألم , الحزن يجتاحه كإعصار مُدوي يُدمر كل مايراه أمامه , كنار ثائرة تحرق الأخضر واليابس
***

يُتبع

نعجتي 05-05-16 03:01 AM

رد: هذه دُنياي
 

بغرفه قديمه و مهترئه من غرف المنزل تتخصر مُحادثه زوجها بخفوت وحده تكاد ترفع صوتها المعروف بجلجلته
ناريمان : وينه ليه ما أرسل كل ما رحت البنك ما تلاقي شي
أغلق أزرار قميصه بقله صبر منها : عشرين سنه وهو يرسل بانتظام كل شهر
بتكشير : وينه طيب ما أرسل من 3 شهور ترى ما رح اصرف على بنت الناس وأخليها تاكل حق بنتي الحقيقية
قال محمد مُتنهداً : يمكن صار له شي لا سمح الله ماندري وش ظروفه الرجال ولا تعلي صوتك لا تسمعك البنت
ناريمان بفظاظة : خليها تسمع
طُرق الباب عليهما لتدخل ابنتهما هامسة
ليليان : ماما بابا يلا الفطور جاهز
ابتسم لها بحُب رُغم انها ليست ابنته الحقيقة ولكنها ابنته من الرضاعة فهو يشعر بها كابنه أكثر من ابنته الحقيقية حنونة عليه تعطف عليه تبِّر به
محمد بحنان أبوي : يلا يا بنتي جاين يا بعد قلبي
على سُفرة بالأرض تجمعت العائلة الصغيرة حولها
يُوجه نظرات عاتبه لأبنته : ريتا الحين ليه ما تساعدين أختك مو بحرام كل شي على راسها ووقفت دراستها وتشتغل عشانا و أنتي لا دراسه ولا شي
ريتا بمرح مُتملل : يوووه يبه هي راضيه وما اشتكت , التفتت لها , ليلو مو مضايقك كل شي عليك صح يا بعد قلبي
ابتسمت ليليان لها بحُب وهي تٌحاوط أكتافها : أكيد يا روحي ماني متضايقة أنتِ تُأمري وتدللي
نهضت ليليان قائله : يلا عن أذنكم بروح الشغل عشان لا أتأخر
محمد : روحي يا بنتي روحي الله يوفقك
خرجت لتخرج خلفها أختها ناده لها بحرج
ريتا : ليلو
التفت بابتسامتها الساحرة فهي عاديه الملامح والجمال ما يُميزها صوتها كتغريد البُلبُل وعينيها الفضيتين
: لبيه عيون ليلو
ريتا: معك فلوس بروح السوق ومامعي شي
وجهت نظراتها لحقيبتها التي تحملها هامسة بصوت يصل لأذنا أٌختها
: معي شويه فكه بس لسه ما أخذت الراتب
أخرجت بعض الفكه رادفه : كم تبين
أخذتها ريتا كلها من يدها : يمكن أحتاجهم كلهم ويلا يكفوني مشكوره يا روحي استقلت كل منهما سيارة أجره لتذهب كلٌ في طريق
بعد رُبع ساعة تتصفح إحدى الصُحف التي نزلت قبل أيام وينتابها الفضول عن حياه الأغنياء المُنتشرة بالصٌحف , ارتشف الشاي لتشهق وهي تسعُل وينتثر بعض رذاذ الشاي من فاهها على الصحيفة هاتفه
ناريمان : محمد تعال تعال شوف
نظر لها بهدوء كعادته فهذه المرأة جبارة بل هي عن مئة رجل هي من تُمسك البيت بل هي عاموده الذي إذا أُزاح تهدم البيت على رؤوسهم رُغم انه رجل المنزل إلا أنها تُشعره أنه مُجرد تحفه أثريه مركونة بأحد الزوايا شخصيتها القوية تفوق شخصيته بأضعاف المرات والواضح أن ريتا قد ورثت عن أمها كل شي
محمد : وش أشوف
جلست بقربه وهي تحمل الصحيفة : شوف عاصم ولد عبدالكريم الذيب مصورينه مع وحده متزوجة وناشرين صوره بالجريدة
عنه كلام ماينقال , لتُتمتم بالاستغفار
محمد مُتنهداً : وش دخلنا إحنا بكيفهم
رفعت حاجبيها باستنكار : شلون وش دخلنا مو ذا عبدالكريم ابو ليليان وهذا عاصم أخوها

نعجتي 05-05-16 03:02 AM

رد: هذه دُنياي
 
انتهى الفصل الأول

نعجتي 05-05-16 03:03 AM

رد: هذه دُنياي
 
لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة aurura


الفصل الثاني



توقفت سيارة الأجرة أمام ناطحه السحاب , لمركز رئاسة الذيب لمركز الفنادق , ترجل منها رجلٌ كهل بأخر عقده الثامن , حدق بغمُوض بعينيه الصغيرتين من أثر التجاعيد التي أحاطهما الزمن ومروره , لتمحي بريق عينيه الفضية و يُصحح خطأ الماضي , ذلك الماضي الذي يؤرقه كم بات مُتعطشاً لعطف حفيدته ومُسامحتها له قبل أن يفقد روحه , تضاربت الأفكار برأسه عن كيفيه مُقابلته لوالدها بعد كُل هذه السنين العجاف وكيف سيكون لقائه معها هي بالذات , هو من كان يصرف عليها عشرون سنه دون أن تشعر , تقدم بالعصا التي تطرُق الأرض الرُخامية ليدلُف من الباب الزُجاجي
,
يجلس بمُنتصف الطاولة ليُدير الاجتماع كعادته في غرفه مُغلقه خاصة باجتماعات الشركة يطرق بأنامله على الطاولة الزُجاجية وقد تخلل كفه بعض الغُضنات من كِبر العُمر , دخل عليه السكرتير قاطعاً الاجتماع , عقد ملامحه باستغراب ليقترب السكرتير هامساً بأذنه
: حضره المُدير في رجُل عجوز اسمه الشيخ عبدالعزيز طالبك ضروري
اتسعت عينيه بصدمه من هذا الاسم ليرتبك وهو ينهض بحده هاتفاً
: اعذروني يا جماعه بس مضطر ارجع المكتب , وجه عينيه لأحد الرجال على الطاولة رادفاً , ذياب بكمل معكم الاجتماع
أومأ برأسه بجمود كعادته دوماً ليستلم الدفة , ويدعوا بسره أن لا يكون هو السبب بالذي يُفكر به عندها سيتغير الكثير سيثور الذئب ولن يستطيع أحد إيقاف عويه وثورته وقتها ما يزال يشعر بالغضب العارم لكنه ينتظر أن يتأكد من عدم تدخل هذا الرجل بالموضوع
***
قهقهات ناعمة تنتشر هُنا وهُناك تجلس على الكُرسي باستقامة وأمامها مكينة الخياطة وتُحرك قطعه القُماش بمهارة تحت المكينة وهي تتبادل الحديث مع زميلتها في العمل التي تكبُرها بسنوات , بنعومة صوتها الشجن قطع عليهم حديثهم صوت رنين الهاتف لتُجيب عليه أكبرهما سِناً
: الو مرحبا مين معي .. أيوه وصلتِ أختي أنا أم نوران ..
اتسعت عينيها بذهول من هذا الكلام الذي يتقاذف على رأسها كالقنابل وتُفجر دماغها لتردُف
: طيب طيب جايه , نظرت لتلك الصبية الناعمة بشعرها الأسود الذي يُحيطه هاله من البريق كبريق " ضوء القمر " وكأنه طُبق عليها قول " ما من إنسانٍ إلا وله من اسمه نصيب "
: ليليان حبيبتي بس تجي صاحبه المشغل اعتذري عني طلعلي شغل مهم لازم أروح عشان بنتي
بابتسامه ناعمة : ما عليكِ خالتي أنا بسوي شغلك كمان
أحاطت وجهها براحتيها : حبيبتي أنتِ الله يعطيكِ العافية
خرجت لتُتابع ليليان عملها وكُلها شوق أن تعود لدراستها الفصل القادم ودعت من الله أن يُحسن من حالتهم لتستطيع العودة للدراسة فهي لا ترغب أن تُسمى بجاهلة كُلها أمل وعنفوان أن أمورها ستتيسر لتُصبح أفضل ستبذل جُهداً أكبر لتُساعد عائلتها فهم لم يقصروا بتربيتهم هي وأخويها
***

نعجتي 05-05-16 03:05 AM

رد: هذه دُنياي
 

***
المُدربة : شهييييق , أغمضت الأُخرى عينيها لتستنشق بعض الهواء
المُدربة : زفييييير , رفعت جِفنيها لتُزفر ثاني أكسيد الكربون
ابتسمت المدربة بلُطف : مُمتاز يا أم ذياب خلصنا تمرين لليوم وبكره ما في شي بجيك بعده إن شاء الله
ابتسمت بازدراء لتقف على قديمها كالحطبه وتضع المنشفة الصغيرة على جيدها , تحمل قارورة الماء لترتشف منها القليل وهي تنظر نحو المُدربة بطرف عينها : مالها داعي أم ذياب مدام يارا تكفي
زمت المُدربة شفتيها من هذه المرأة العنهجية هامسة بينها وبين نفسها
" زين إنها اعترفت إنها مدام ما قالت أنسه بعد "
ابتسمت بخفوت : طيب مدام يارا عن إذنك
أشارت بكفها بلا مُبالاة لتخرج المُدربة وهي تتأفأف من غرورها لو لم تطلبها شخصياً ودفعت مبلغاً طائلاً للنادي كي تأتي في قصرهم لأرسلت مُدربه غيرها ,
تنفست بهدوء بعد الرياضية التي قامت بها اليوم وهي تمسح وجهها بالمنشفة باغتها صوت ابنتها المُدللة التفت بابتسامه تُزين ثغرها وهي تراها بملابس المدرسة تبدو كطفله بل هي فعلاً طفله لم تتجاوز الثالثة عشر
: ماما راحت مُدربه الرياضة
شربت القليل من الماء من القارورة : ايه راحت و أنتِ كيف المدرسة معك و الاختبارات إن شاء الله علامات كويسه وترفع الراس
بيلسان بحب : إن شاء الله ماما
بحُب لابنتها المُدللة : يلا حبيبتي بدلي ملابسك وتعالي خالك وذِياب بيجوا بدري اليوم
عقدت ملامحها بحزن طفولي : ذِياب وش فيه معصب من اسبوعين كله يصارخ وما ينام بالبيت
قطبت جبينها وهزت أكتافها : ما دري يا يمه بس أنا بتفاهم معاه اليوم
بيلسان ببرائه : طيب وعاصم خلاص ما عاد يجي هنا ما يبغاه خالي
ابتسمت بحب لصغيرتها المُدللة : لا ياروحي اكيد يبغى ولده بس هو بعاقبة عشان تصرفاته غير مسؤولة إن شاء الله يتعدل
أومأت الصغيرة برأسها لتُبدل ثيابها وتستعد للغداء
***
تسند مرفقها على الطاولة وهي تُحدق بالدكتور الذي يقوم بتدريسهم وهي تشعر بملل فظيع نظرت بطرف عينها لصديقتها
أرجوان : لولو تروحي ديجافو بعد الجامعة مره طفشانه
بسخرية فظة من دلالها فعائلتها تُدللها كثيراً لتشعر بالغيرة منها
: طيب كلمي أبوكِ شوفي بيرضى ولا لا على دلوعته
تنهدت بعُمق لتقول بدلع طفولي عفوي : طيب بس نطلع بكلمه أشوف وما رح يقول شي أمس احتفلت معهم بعيد ميلادي وصرت عشرين سنه يعني كبرت
بعد نصف ساعة خرج طُلاب وطالبات كُليه الطب من الجامعة لتتصل على والدها
أرجوان : ألو بابي أبغى أروح مع صديقتي ديجافو عادي ولا لا مره طفشانه تكفى .. ههههه طيب شكراً يا أحلى منصور بالدُنيا كلها
نظرت لصديقتها بانتصار : شفتي وافق يلا خلينا نروح مع سواقي
,
لحقهم بعض الشباب للكوفي شوب على الدراجات النارية ولكنهم تأفأفوا فلم يستطيعوا الدخول للكوفي
بعد ساعة ما زال الشباب يجلسون على الدراجات خرجت الفتاتان بحجابهم الأولى كان حجابها يُغطي رأسها وجُزء من جبهتها ووجهها خالي من مساحيق التجميل و الثانية كانت تتمرد بعض الخُصلات من أسفل الحجاب وتضع دلو على وجهها من مساحيق التجميل وكانت تبتسم بدلع وتلكُع للشباب وقد أثارت جُرأه الشباب ليقتربوا أكثر همست الأخرى خائفة ترجُف برُعب
: لولو بلا هبال امشي خلينا نرجع البيت خايفه
ابتسمت بخُبث : يا الخبله وش بسون لنا وسط الشارع
ازدردت ريقها وهي ترى شاب منهم قد التقف زندها
لتصرخ وتلفت نظر شاب أخر قد خرج مع صديقه من جهة الشباب في الكوفي همس بينه وبين نفسه
: أُرجوان
تقدم بغضب ناحية الشباب يُزمجر بغضب ليسحب الشاب الذي التقف زند أُرجوان ويركله بقوه ويرفعه مُجدداً ويُحطم ذقنه على رُكبته , هرب باقي الشباب واستلقى صديقهم يأن بوجع اقترب من أُرجوان هامساً بغلظة عندها
زايد : الحين أنتِ وش تسوين هنا موب لازم تكوني بالبيت وش جايبك اركبي سيارتي أنا أوريك بس نوصل
طرقت رأسها هامسة بقليل من الحدة : مستأذنه من أبوي وخلاني أجي , رفعت رأسها بعتاب خفيف , هو واثق فيني
لوى شفتيه وهو ينظر لصديقتها المُتبرجة : مع مين جيتوا
: مع إسلام
: طيب روحوا الحين أركبوا سيارتي أنا بوصلكم
أومأت برأسها لتذهبان وتصعدان للسيارة همست الأولى بحماس
ولاء : جيجي بالله مين هذا تعرفينه مُز
بللت شفتيها لتُرطبهما من الجفاف وهي تنظر للنافذة
: زايد أخوي
: يختي يجنن كل عيلتكم مُزز كذه أولهم شاهين و الحين زايد
نظرت بملل ناحيتها هي وأفكارها السطحية الباليه , ولكن لم تستطع منع الرجفة التي سرت بعروقها عندما ذكرت اسم " شاهين " وابتسمت عندما تذكرت أنه سيزورهم اليوم مع أخيه
: الحين كل هذا همك بس يا خوفي يقول لأبوي وقتها حتى الشارع ما رح أشوفه
همست ولاء بسرها : أحسن ان شاء الله ما تشوفين الشارع
أوصلت ولاء لمنزلها وتابعوا الطريق ركنت السيارة عند قصرهم الصغير ليترجل هو الآخر
زايد بحنان أُخوي وهو يشعر بخوفها من لمس الشاب الغريب لزندها : شلونك الحين
ابتسمت : تمام الحمدلله بس أبوي يعرف أنك كنت بالكوفي
مسح على وجهه لتستقر كفه على ذقنه : ايه يدري طيب الحين ما رح أقوله شي بس وش ذي الأشكال التصادقيها لا عاد أشوفك ماشيه معها هالصايعة ولا وقتها لي تعامل ثاني
أومأت برأسها مرحه لتلُف ذراعها بذراعه التي تضُمان كفيه بجيبي البنطلون ويسيران سويا
لداخل القصر الصغير وقلبها يُرفرف بسعادة وعلمت سبب موافقة والدها بذهابها هُناك
***

يُتبع

نعجتي 05-05-16 03:06 AM

رد: هذه دُنياي
 

فرك صدغيه بكفه والصُداع يجتاحه بشكل فظيع , ليُدغدغ خلايا دماغه المُختبئ تحت جُمجمته , ولج للجناح بهدوء وقد أسبل أهدابه بتعب ليفتحهما على صوت أنين شجي , نظر لها وهي تضم ركبتيها لجذعيها على السرير وتُغرس رأسها على ركبتيها , آلمه قلبه كثيراً فاليوم عاد مُبكراً وإن عاد بوقته المُعتاد لما كانت ستستقبله هكذا فهو يعلم سبب هذه الدموع التي تذرفها كل يوم وما بيده حيله إلا الصبر للفرج , لكن عليه أن يفكر بحل يُريحه ويُريح رأسه , تنحنح لتنتبه لوجوده رفعت رأسها بشهقة خفيفة هامسة بحروف اسمه الذي تعشقه
: طلال
اقترب بهدوء ليجلس بجانبها على السرير , مسحت دموعها بطفولية فور رؤيته , مد كفه لشلالها الكيرلي و مسده بخفه , سحب رأسها لصدره وهي بشكل تلقائي توقفت عن النحيب مُنذ أن رأته , همس بتعب وصوت مبحوح
: وش صار اليوم
ابتعدت عنه بوجوم وهي تنظر له حاوطت وجهه الرجولي بين راحتيها
: حبيبي فيك شي شكلك تعبان
ابتسم طلال بخفوت : مصدع بس , حرك أكتافه رادفاً , صداع عادي أنتِ وش فيكِ
أخفضت رأسها بحزن وهزت أكتافها : عادي زي العاده بس هالمره مصره انها تزوجك وحلفت إنها تزوجك أرجوان
ابتسم ليُعانقها بذراعيه ويقول بمرح : ما عليكِ بخليها تكفر عن حلفها وبعدين أنا ما يملى عيني من الحريم غيرك لا أرجوان ولا غيرها بتاخذ مكانك وأرجوان مثل أختي
رفع ذقنها ليتبادل معها العاطفة التي تثور فور اقترابهما معاً
,
في خارج جناحهما , تعضّ على شفتيها وهي تُزيل الجلد الميت من شفتها السُفلى وجرحتها بأسنانها لتخرج قطرات الدم من جلدها وتضرب قبضه كفها براحه كفها الأخرى تدور بغرفه الجلوس هُنا وهناك , تهمس بصوت مُنخفض غير مسموع
: هين يا ليال مطيرة عقل ولدي دخل الجناح و ما عاد طلع إن ما زوجته التسواك ما أكون حنان
***
يقطع المسبح ذهاباً وإياباً بعُنف توقف بمنتصفه ويُحرك قدميه للأمام والخلف , وعينيه الحادة تنظر للفراغ والكراسي المُحاطة بالمسبح , أسبل أهدابه بقوه ودفع بنفسه للأسفل وهو يتحرك كالسمكة أخرج جسده وهز رأسه لينفض عنه الماء مسح وجهه بكفه السمراء فتح عينيه ليرى أخاه أمامه مُتكتف بابتسامه والمنشفة تُحيط ذراعه , حرك كفه بشكل عشوائي على شعره ويُفرق خصلات شعره بأنامله
: غريبة وش عندك راجع بدري
بلل شفتيه بتوتر , و يهز ذراعيه المُلتفتين على صدره , ليرفع الأخر المغمور بالمسبح حاجبيه علامة لا تدل على الخير , اسند كفيه على إطار المسبح ليرفع نفسه ويخرج والماء يتقاطر من جسده , أخذ المنشفة من ذراع أخيه ليلفها على خصره قائلاً
: إيه وش عندك راجع أكيد مخلصه فلوسك
يامان : مين قال عندي شي وما خلصت فلوسي المهم ما علينا خالتي حَنت علينا يوم شافتنا شباب عزابية لحالهم وعزمتنا على الغدا
تناول قنينة الماء : أي خاله , شرب من القنينة
قهقه يامان مرحاً : ما عليك ما هي خالتي حنان تصدق طلعت حاطه عينها علي بعد بتزوجني سديم مدلعه طلال يعني مو بس أنت حاطه عينها عليك لوحده من بناتها
عقد حاجبيه وظهرت غضنه بينهما : عيب عليك وش حاطه عينها تراها خالتك بمثابة أمك , وضع قنينة الماء على الطاولة وتناول البلوزة ليرتديها فوق الشورت , وبعدين وش فيها لو تزوجت سديم ما فيها شي مناسبة لعمرك وشكلها مقبول مو سيئة وكذه تكون أقرب لليال
ضم يامان كفيه لجيبه و أسبل عينيه بدون اهتمام ويمشي مع أخيه للسيارة
: ما أحبها مره مدلعة يا شيخ وليال ما عليها طلال منتبه لها وش بسويلها أنا لو ابتلشت بسديم خذها أنت لو عاجبتك
تنهد وتأفأف من عقل أخيه ولكن لن يفعل شيئاً لسببين فهو لا يتحمل خالته اللحوحة مثل أخيه رُغم تشابه عقلهما اليابسان إلا أن أخيه أرق قلباً منه , ومتأسف من حال ابنه خالته فهو يعلم جيداً أنها تكن المشاعر لأخيه منذ الصغر , نظر لأخيه عندما رأى اتجاه الطريق لبيت خالته
: هي انت خير وين رايح ارجع البيت بغير ملابسي
ابتسم يامان وعينه على الطريق : ما فيها شي تراك مُز ما يحتاج تبدل
لوى شفتيه بقرف : حسبي الله أقول أذلف البيت و أنت ساكت
قهقه يامان مرحاً من مزاج أخيه بعد السباحة وإخراج طاقته السلبية بها يعلم جيداً أن أخيه عليه أن يظهر بصوره مُرتبه دائماً مهما كان السبب
***

يُتبع

نعجتي 05-05-16 03:07 AM

رد: هذه دُنياي
 

دخل إلى مكتبه , نظر لظهر العجوز الذي يجلس على الأريكة الجلدية أمام مكتبه شد على قبضتيه و ألقى السلام بهدوء ظاهري , تحرك بجسده ليقف خلف مكتبه وأسبل أهدابه بطوله صبر سمع الرد على سلامه ليفتح عينيه ويرى الكهل قد وقف على قدميه
عبدالكريم : وش جابك بعد كل هالسنين لا تقولي عشان تعتذر لأنه فات الوقت على الاعتذار
أرخى عبدالعزيز جفنيه بألم ويطرق الأرض الرخامية بخفه بعكازه التي يستند بها
: أدري بس وش كنت تبيني أسوي بنتي أتزوجت من وراي واحد متزوج وعنده ولد عمره 3 سنين وأخوها كسرني وعاونها غير المشاكل الكانت مع أبوك بينا أنا غلطت غلطه كبيره وأدفع ثمنها غالي كان لازم أعرف انك غير عن أبوك حتى لو انكم تحملوا نفس الدم
عض عبدالكريم على شفتيه : أنا كنت متزوجها كانت زوجتي وأنت أخذتها مني غصبٍ عنا على بالك إني بنتقم عن طريقها و ما فيها شي لو كنت متزوج وعندي ولد هي كانت تدري بس أنت رفضت زواجنا عشان مشاكل تافهة
نظر له ببهوت من ضُعف النظر : أدري إني فرقتكم ومالي وجه أعتذر خاصة بعد ما فقدت بنتي بس الإنسان لما يقرب منه الموت يصحى من غفلته , صمت قليلاً ليبلل شفتيه وينظر إليه بحزن
أنا مريض بالسرطان , صمت ثواني ليردف , سرطان الدم ماله علاج وأنا بهالعمر خاصة انه أنتشر بشكل كبير
تغيرت ملامح وجه عبدالكريم من الغيظ والحقد إلى الحزن والشفقة على حال هذا الرجل العجوز ليهمس بصوت مسموع
: أكيد في حل أو علاج
هز رأسه سلباً : رحت كل مكان بس ما في أي أمل , بلل شفتيه , أنا ما جيت عشان تشفق علي أنا جيت عشان أقولك شي مُهم ممكن أكفر عن ذنوبي السويتها , صمت قليلاً ليردف ,
عبدالكريم أنت لك بنت
فغر شفتيه بصدمه وحدقتيه تتوجهان للرجل الواقف أمامه هامساً بخفوت غير مُصدق
: بنت من دانيا
أومأ برأسه ليتحرك نحو الباب ويردف الآخر بلهفه : وينها هي عندك بروح معك وأشوفها
هز رأسه سلباً : لا مو عندي أعطيتها لعائله كانت تشتغل عندي بجيبها لقصرك اليوم أن شاء الله بس لازم أنا أروح بنفسي وأعتذر منها أول
هم بالخروج وقد وضع كفه على المزلاج ليسمع صوت عبدالكريم قائلاً : وش أسمها
نظر له بشبح ابتسامه : بتعرف كل شي بس تشوفها اليوم أن شاء الله بجيبها لعندك بنفسي
***
تقف وهي تضم كفيها لحضنها و مُطأطأه برأسها من هذا الحمل الثقيل على أكتافها , حِمل جبال لله دركم يا رجال يا من تصرفون على بيوتكم وتعملون وتشقون من أجل عائلاتكم , وهي مُجرد امرأة واهنة ضعيفة لا تملك من القوه إلا ظاهرها , أخذت ابنتها من الجامعة لتذهبا للمنزل دخلت بهدوء فهي بدون زوجها لا تستطيع السيطرة على هذه البنت المُتمردة , هي بحاجه لرجل يقبض عليها , زوجها كسرها كثيراً عندما تركهم ليرحل ولم يعد بعد كل هذه السنوات , ترك هذا المنزل وهذه البنت لتربيها بنفسها منذ كانت صغيره , ليتحجج هو أنه يُريد أن يحسن من حالهم المادي ليرحل .
بصوت نزق مُستفز : يا هلا مسهلا بدري كان تأخرتي أكثر , ووجهت نظرتها لتلك الصبية لتشهق رادفه , وجع وش مسويه ببنيتي مصيحتها
نظرت لأخت زوجها ببهوت و التي تعيش معهم بهذا المنزل الصغير المُهترئ : ابتسام والله مالي خلق أتكلم في شي الفيني كافيني , نظرت لابنتها نوران رادفه , خليها هي تعلمك بسواد وجهها بالجامعة
توجهت نحو غرفتها , لتصرخ تلك
ابتسام : هي أنتِ وين رايحه والغدا شلون مين يسويه
مطت شفتيها بحزن : مالي خلق تعبانه إعفيني اليوم تكفين
نظرت ابتسام لنوران : وش صاير وش فيها أمك شايشه اليوم
حركت أكتافها لتهمس ببرود : ما أدري
ولجت لغرفتها وهي تذرف دموعها من كلام والدتها القاسي عليها وعلى قلبها
***
توقفت السيارة أمام القصر الصغير ترجل منها رجُلين ضِخام الجثة تحرك أصغرهما سِناً ليطرق الباب وفُتح له ولجا للداخل وهما يتلقيان الترحيب من زوج خالتهم
منصور : يا هلا والله بالشاهين و يامان حياكم يبه اقلطوا
شاهين و يامان بحب لهذا الرجل : الله يحييك يبه ما تقصر
ابتسم بحنان لمُنادتهم له ب " يبه " , فهو من قام بتربيه هاذين الصنديدين مع أختهم الصُغرى بعد وفاه والدهم ووالدتهم , ما زال يتذكر الأمس عندما كان شاهين مُراهقاً و يامان بعمر ابنه يصغرانه ب3 سنوات يتراكضان خلف بعضهم ويتشجارا
سوياً وشاهين يُصلح بينهما كان عاقلاً وما يزال وتلك الطفلة ليال التي كبرت وتحجبت عنه وتزوجت ليُسعدها الله بحياتها , كيف مضت السنوات ليكبُرا , وخطت شواربهم ولحاهم لتزيد من وسامه وجوههم , ويستقلا في منزل يضمهم لوحدهم بعيداً عنه وعن دفئ عائلته فرغم كبر سنهما ما يزال يحزن عليهما ويُحاول قدر الإمكان أن يُعطيهما كل ما يحتاجان ويؤلمه قلبه لأنه يعلم أن هُناك ثمة أشياء لا يستطيع إعطاءها لهما فعندما يكون لديك والدين الأمر مُختلف , رباهم وأحسن تربيتهم ليعاونوه الآن , قطع عليه خلوته بأفكاره صوت زوجته التي سُعدت برؤية أولاد أختها
تقدمت بشوق لتعانقهما بحب وهتفت بمرح : ما شاء الله عليكم كل ما أشوفكم تطولوا أكثر من اليوم القبله الله يحفظكم حبايب قلبي وأشوفكم عرسان
أبتسم يامان وكم رغب في أن يتحرك لسانه ويطلب أرجوان ولكن كالعادة في هذا الموقف يُعقد لسانه و يشعر أنها تستحق الأفضل منه لا ينكر أن يشعر تجاهها ببعض المشاعر ولكن لم تصل للحب : آمين
نزلت عتبات الدرج بحجابها و خجلها العُذري لتُسلم على أولاد خالتها , جلست العائلة سوياً بغرفه الجلوس وتختلس بعض النظرات لشاهين الذي يجلس على الأريكة براحه و يبتسم لوالدها ويتبادل معه الحديث عن العمل وكم أرادت أن تقلع عينيها من مكانهما ستكشف نفسها قريباً , لكنها لا تستطيع أن تمتنع من النظر له فهي نادراً ما تراه , سمعت تأوه قادم من والدها التفت برهبة وهي تراه يضع كفه على خاصرته و يأن بوجع نهضت بخوف وهي تتوجه له ونسيت وجود أولاد خالتها لتعانقه بقوه وهي تبكي , فهذه ليست المرة الأولى التي تراه بهذا الحال ولكنه أخبرها أنه بخير وأن تعده أن لا تخبر أحداً , وصمتت من أجله وليتها لم تفعل , صرخت بعد أن رأته يقف ليتوجه للداخل ليسقط مغشياً عليه


انتهى الفصل الثاني

bluemay 05-05-16 05:52 AM

رد: هذه دُنياي
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

هلا وغلا فيك معنا ..
ولكن ليس هذا مكانها المناسب
*تنقل للقسم العام للقصص والروايات*

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


نعجتي 06-05-16 02:58 AM

رد: هذه دُنياي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3607386)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

هلا وغلا فيك معنا ..
ولكن ليس هذا مكانها المناسب
*تنقل للقسم العام للقصص والروايات*

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

نعجتي 06-05-16 02:59 AM

رد: هذه دُنياي
 
[COLOR="rgb(105, 105, 105)"]الفصل الثالث [/COLOR]


تهرول خلف طفلها الصغير لاهثة , وهي تُمسك بعبائتها جيداً بالسوق حتى لا ينكشف جسدها الضعيف المُهمل من الولادة نادهه باسمه , مُحرجه جداً من نظرات الناس المارة حولها
: منصوووور تعال هنا يا ولد
أختها تقف ببُعد بضعه أمتار عنها ممسكه بيد الطفلة الصُغرى مُزون , تهز رأسها بأسف من ابن أختها ذو الخمس سنوات , الذي أتعبهم بدلاله و دلعه كثيراً , وشهقت عندما رأته انبسط على الأرض ليعلو صوت نحيبه المُزيف ويُحرك قدميه وذراعيه و يرطمهما بالرُخام طالباً عدم المُغادرة للمنزل , أمسكته أمه من زنده وهي تهمس له بين أسنانها
سيدرا : أمشي معي أنا أوريك بس نرجع البيت ما ينطلع معك مكان أخر مره أجيبك معي المره الثانية بجي لحالي أروق
هرولت لها أختها وهي تهتف : سوسو يلا قومي جواد جا ياخذنا
التفتت إليها : طيب تكفين أمسكي هالحيوان مره طفشني وش جابني أنا , أنا الحماره الجيت
تنهدت بعمق : أوف منك بس ما عليه حبيبتي استحملي عاد اشتقنا لك مو معقول بتقطعينا لين يكبروا العيال كل الأمهات مثلك وأردى بعد احمدي ربك على النعمة
تمتمت بالاستغفار والحمد , تُحب طفليها ولكنها تعبت كثيراً , لم تعد تلك المرأة , الطموحة , الهادفة , المرحة , المغناجة , التي تُجنن زوجها بغُنجها ودلالها , لم تعد تلك المُغرية التي تُلهب عواطفه لتثور , خارت قواها وانطفئ بريقها وبريق روحها المرحة حتى زوجها لاحظ ذبولها مع الوقت وتغيرها للأسوأ , فقد بدا عُمرها قد تجاوز الثلاثين بأميال طويلة وهي حتى الآن لم تُنهي عقدها الثاني من العُمر , فالعُمر يجري كما يجري المارثون , وهي تذبل كأوراق الخريف , فلقد رحل الربيع ليحل محله الشتاء على قلبها الواهن , وجف قلبها وجسدها كالصيف , لم تعتد تهتم بنفسها فقد أهملت نفسها وزوجها كُلياً لتركز على طفليها و نظافة المنزل والغسيل والمطبخ وكل تلك الأمور وهي مقتنعة أن زوجها سعيد لاهتمامها بالطفلين وبمنزلهما وحياتهما
***
بعد ساعتين بداخل الجناح
يمُد جسده الرجولي على السرير ويُدلك جبينه بأنامله , خرجت من دوره المياه والماء يتقاطر من شعرها الرطب وأطرافه السُفلى مموجة بتموجات مُتمرده , مُثيره , تنظر لحبيبها بكل عاطفة وشجن جلست بقربه وعانقته بقوه هامسة بحب وصوت ركيك
ليال : حط راسك على رجلي عشان أسويلك مساج لراسك وألعب بشعرك
ابتسم طلال بخبث بعينين شبه مُغلقتين و أصبعيه على صدغيه
: ما يحتاج خلاص راح الصداع من الصار قبل شوي
زمت شفتيها بخجل من جرأته , جذبها إليه و قبلها بشغف وحب مُتبادل , ويغمر كفه بشلالها الرطب , رغم السنوات الثمان التي قضيها سوياً فهي ما تزال تخجل منه وتتورد وجنتيها وتثير جنونه وتُثيره أكثر وأكثر بنعومتها وغنجها , همس قُرب فمها
: ما ودك تحطي لزوجك المسكين الجوعان غدا
فتحت فمها لتهمس بابتسامه خجولة : إلا الحين بجهزلك ياه ما رح أتأخر حبيبي , برمت شفتيها قليلاً لتهمس بخفوت , تبغى الغدا هنا ولا تحت مع خالتي
بلل شفتيه وهو ينظر لها بحذر قائلاً : خلينا نتغدا مع أمي عشان لا تكون لحالها مع البنات وبعد الغدا جهزي نفسك بوديك عند أخوانك عشان بروح لذياب في المزرعة ما دري وش فيه معصب هالأسبوعين وطالعه قرونه
أومأت برأسها مُبتسمة وهي تعيد خصلات شعرها الأسود خلف أذنها وتخرج , ليأتيه اتصال من صهره أجاب عليه بمرح
طلال : هلا بك يا النسيب
بصوت ملئ بالحزن بلل شفتيه : طلال تعال مستشفى ..... ولا تخلي ليال تحس عليك
اتسعت حدقتيه بقلق من كلامه : يامان وش صاير
تنهد بعمق ليهمس : ......
أومأ برأسه وكأن يامان يراه , وقد فغر شفتيه وهو يدعو الله بسره أن ينقذ زوج خالته , هم واقفاً يُبدل ملابسه وخرج بعجل وأرسل رسالة لليال حتى لا تكشف ملامح وجهه القلقة فهي تعتبر العم منصور كوالدها , هو من قام بتربيتها إلا أن كبرت وتحجبت عنه لتصبح زوجته وكم يؤلمه أنها كانت ترغب في زايد زوجاً لها فقط من أجل أن تُصبح حليلة لمنصور , ولكن زايد خطب و تزوج بنفس السنه التي قد تزوجا بها , هز رأسه طارداً هذه الأفكار فلقد تجاوزا هذه الأزمة منذ زمن طويل
***
يُتبع

نعجتي 06-05-16 03:00 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الثالث


تهرول خلف طفلها الصغير لاهثة , وهي تُمسك بعبائتها جيداً بالسوق حتى لا ينكشف جسدها الضعيف المُهمل من الولادة نادهه باسمه , مُحرجه جداً من نظرات الناس المارة حولها
: منصوووور تعال هنا يا ولد
أختها تقف ببُعد بضعه أمتار عنها ممسكه بيد الطفلة الصُغرى مُزون , تهز رأسها بأسف من ابن أختها ذو الخمس سنوات , الذي أتعبهم بدلاله و دلعه كثيراً , وشهقت عندما رأته انبسط على الأرض ليعلو صوت نحيبه المُزيف ويُحرك قدميه وذراعيه و يرطمهما بالرُخام طالباً عدم المُغادرة للمنزل , أمسكته أمه من زنده وهي تهمس له بين أسنانها
سيدرا : أمشي معي أنا أوريك بس نرجع البيت ما ينطلع معك مكان أخر مره أجيبك معي المره الثانية بجي لحالي أروق
هرولت لها أختها وهي تهتف : سوسو يلا قومي جواد جا ياخذنا
التفتت إليها : طيب تكفين أمسكي هالحيوان مره طفشني وش جابني أنا , أنا الحماره الجيت
تنهدت بعمق : أوف منك بس ما عليه حبيبتي استحملي عاد اشتقنا لك مو معقول بتقطعينا لين يكبروا العيال كل الأمهات مثلك وأردى بعد احمدي ربك على النعمة
تمتمت بالاستغفار والحمد , تُحب طفليها ولكنها تعبت كثيراً , لم تعد تلك المرأة , الطموحة , الهادفة , المرحة , المغناجة , التي تُجنن زوجها بغُنجها ودلالها , لم تعد تلك المُغرية التي تُلهب عواطفه لتثور , خارت قواها وانطفئ بريقها وبريق روحها المرحة حتى زوجها لاحظ ذبولها مع الوقت وتغيرها للأسوأ , فقد بدا عُمرها قد تجاوز الثلاثين بأميال طويلة وهي حتى الآن لم تُنهي عقدها الثاني من العُمر , فالعُمر يجري كما يجري المارثون , وهي تذبل كأوراق الخريف , فلقد رحل الربيع ليحل محله الشتاء على قلبها الواهن , وجف قلبها وجسدها كالصيف , لم تعتد تهتم بنفسها فقد أهملت نفسها وزوجها كُلياً لتركز على طفليها و نظافة المنزل والغسيل والمطبخ وكل تلك الأمور وهي مقتنعة أن زوجها سعيد لاهتمامها بالطفلين وبمنزلهما وحياتهما
***
بعد ساعتين بداخل الجناح
يمُد جسده الرجولي على السرير ويُدلك جبينه بأنامله , خرجت من دوره المياه والماء يتقاطر من شعرها الرطب وأطرافه السُفلى مموجة بتموجات مُتمرده , مُثيره , تنظر لحبيبها بكل عاطفة وشجن جلست بقربه وعانقته بقوه هامسة بحب وصوت ركيك
ليال : حط راسك على رجلي عشان أسويلك مساج لراسك وألعب بشعرك
ابتسم طلال بخبث بعينين شبه مُغلقتين و أصبعيه على صدغيه
: ما يحتاج خلاص راح الصداع من الصار قبل شوي
زمت شفتيها بخجل من جرأته , جذبها إليه و قبلها بشغف وحب مُتبادل , ويغمر كفه بشلالها الرطب , رغم السنوات الثمان التي قضيها سوياً فهي ما تزال تخجل منه وتتورد وجنتيها وتثير جنونه وتُثيره أكثر وأكثر بنعومتها وغنجها , همس قُرب فمها
: ما ودك تحطي لزوجك المسكين الجوعان غدا
فتحت فمها لتهمس بابتسامه خجولة : إلا الحين بجهزلك ياه ما رح أتأخر حبيبي , برمت شفتيها قليلاً لتهمس بخفوت , تبغى الغدا هنا ولا تحت مع خالتي
بلل شفتيه وهو ينظر لها بحذر قائلاً : خلينا نتغدا مع أمي عشان لا تكون لحالها مع البنات وبعد الغدا جهزي نفسك بوديك عند أخوانك عشان بروح لذياب في المزرعة ما دري وش فيه معصب هالأسبوعين وطالعه قرونه
أومأت برأسها مُبتسمة وهي تعيد خصلات شعرها الأسود خلف أذنها وتخرج , ليأتيه اتصال من صهره أجاب عليه بمرح
طلال : هلا بك يا النسيب
بصوت ملئ بالحزن بلل شفتيه : طلال تعال مستشفى ..... ولا تخلي ليال تحس عليك
اتسعت حدقتيه بقلق من كلامه : يامان وش صاير
تنهد بعمق ليهمس : ......
أومأ برأسه وكأن يامان يراه , وقد فغر شفتيه وهو يدعو الله بسره أن ينقذ زوج خالته , هم واقفاً يُبدل ملابسه وخرج بعجل وأرسل رسالة لليال حتى لا تكشف ملامح وجهه القلقة فهي تعتبر العم منصور كوالدها , هو من قام بتربيتها إلا أن كبرت وتحجبت عنه لتصبح زوجته وكم يؤلمه أنها كانت ترغب في زايد زوجاً لها فقط من أجل أن تُصبح حليلة لمنصور , ولكن زايد خطب و تزوج بنفس السنه التي قد تزوجا بها , هز رأسه طارداً هذه الأفكار فلقد تجاوزا هذه الأزمة منذ زمن طويل
***
يُتبع [/QUOTE]

نعجتي 06-05-16 03:01 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الثالث


تهرول خلف طفلها الصغير لاهثة , وهي تُمسك بعبائتها جيداً بالسوق حتى لا ينكشف جسدها الضعيف المُهمل من الولادة نادهه باسمه , مُحرجه جداً من نظرات الناس المارة حولها
: منصوووور تعال هنا يا ولد
أختها تقف ببُعد بضعه أمتار عنها ممسكه بيد الطفلة الصُغرى مُزون , تهز رأسها بأسف من ابن أختها ذو الخمس سنوات , الذي أتعبهم بدلاله و دلعه كثيراً , وشهقت عندما رأته انبسط على الأرض ليعلو صوت نحيبه المُزيف ويُحرك قدميه وذراعيه و يرطمهما بالرُخام طالباً عدم المُغادرة للمنزل , أمسكته أمه من زنده وهي تهمس له بين أسنانها
سيدرا : أمشي معي أنا أوريك بس نرجع البيت ما ينطلع معك مكان أخر مره أجيبك معي المره الثانية بجي لحالي أروق
هرولت لها أختها وهي تهتف : سوسو يلا قومي جواد جا ياخذنا
التفتت إليها : طيب تكفين أمسكي هالحيوان مره طفشني وش جابني أنا , أنا الحماره الجيت
تنهدت بعمق : أوف منك بس ما عليه حبيبتي استحملي عاد اشتقنا لك مو معقول بتقطعينا لين يكبروا العيال كل الأمهات مثلك وأردى بعد احمدي ربك على النعمة
تمتمت بالاستغفار والحمد , تُحب طفليها ولكنها تعبت كثيراً , لم تعد تلك المرأة , الطموحة , الهادفة , المرحة , المغناجة , التي تُجنن زوجها بغُنجها ودلالها , لم تعد تلك المُغرية التي تُلهب عواطفه لتثور , خارت قواها وانطفئ بريقها وبريق روحها المرحة حتى زوجها لاحظ ذبولها مع الوقت وتغيرها للأسوأ , فقد بدا عُمرها قد تجاوز الثلاثين بأميال طويلة وهي حتى الآن لم تُنهي عقدها الثاني من العُمر , فالعُمر يجري كما يجري المارثون , وهي تذبل كأوراق الخريف , فلقد رحل الربيع ليحل محله الشتاء على قلبها الواهن , وجف قلبها وجسدها كالصيف , لم تعتد تهتم بنفسها فقد أهملت نفسها وزوجها كُلياً لتركز على طفليها و نظافة المنزل والغسيل والمطبخ وكل تلك الأمور وهي مقتنعة أن زوجها سعيد لاهتمامها بالطفلين وبمنزلهما وحياتهما
***
بعد ساعتين بداخل الجناح
يمُد جسده الرجولي على السرير ويُدلك جبينه بأنامله , خرجت من دوره المياه والماء يتقاطر من شعرها الرطب وأطرافه السُفلى مموجة بتموجات مُتمرده , مُثيره , تنظر لحبيبها بكل عاطفة وشجن جلست بقربه وعانقته بقوه هامسة بحب وصوت ركيك
ليال : حط راسك على رجلي عشان أسويلك مساج لراسك وألعب بشعرك
ابتسم طلال بخبث بعينين شبه مُغلقتين و أصبعيه على صدغيه
: ما يحتاج خلاص راح الصداع من الصار قبل شوي
زمت شفتيها بخجل من جرأته , جذبها إليه و قبلها بشغف وحب مُتبادل , ويغمر كفه بشلالها الرطب , رغم السنوات الثمان التي قضيها سوياً فهي ما تزال تخجل منه وتتورد وجنتيها وتثير جنونه وتُثيره أكثر وأكثر بنعومتها وغنجها , همس قُرب فمها
: ما ودك تحطي لزوجك المسكين الجوعان غدا
فتحت فمها لتهمس بابتسامه خجولة : إلا الحين بجهزلك ياه ما رح أتأخر حبيبي , برمت شفتيها قليلاً لتهمس بخفوت , تبغى الغدا هنا ولا تحت مع خالتي
بلل شفتيه وهو ينظر لها بحذر قائلاً : خلينا نتغدا مع أمي عشان لا تكون لحالها مع البنات وبعد الغدا جهزي نفسك بوديك عند أخوانك عشان بروح لذياب في المزرعة ما دري وش فيه معصب هالأسبوعين وطالعه قرونه
أومأت برأسها مُبتسمة وهي تعيد خصلات شعرها الأسود خلف أذنها وتخرج , ليأتيه اتصال من صهره أجاب عليه بمرح
طلال : هلا بك يا النسيب
بصوت ملئ بالحزن بلل شفتيه : طلال تعال مستشفى ..... ولا تخلي ليال تحس عليك
اتسعت حدقتيه بقلق من كلامه : يامان وش صاير
تنهد بعمق ليهمس : ......
أومأ برأسه وكأن يامان يراه , وقد فغر شفتيه وهو يدعو الله بسره أن ينقذ زوج خالته , هم واقفاً يُبدل ملابسه وخرج بعجل وأرسل رسالة لليال حتى لا تكشف ملامح وجهه القلقة فهي تعتبر العم منصور كوالدها , هو من قام بتربيتها إلا أن كبرت وتحجبت عنه لتصبح زوجته وكم يؤلمه أنها كانت ترغب في زايد زوجاً لها فقط من أجل أن تُصبح حليلة لمنصور , ولكن زايد خطب و تزوج بنفس السنه التي قد تزوجا بها , هز رأسه طارداً هذه الأفكار فلقد تجاوزا هذه الأزمة منذ زمن طويل
***
يُتبع [/QUOTE]

نعجتي 06-05-16 03:02 AM

رد: هذه دُنياي
 
يمشي ويطرق العصا على الإسفلت المُعبد وفكره يسرح بتلك الحفيدة , و آه من تلك الحفيدة التي أخذت عقله , وكم يتوق لرؤيتها وعناقها كم يؤلمه قلبه عندما يُفكر برده فعلها السلبية تجاهه , لكن سيبذل جهده لتسامحه على ما فعله بها حتى وإن استغرق وقت طويل سأل أحد أولاد الحي بصوت حنون وقور
الشيخ عبدالعزيز : وين بيت محمد الراشدي
أشار الولد لأحد البيوت وتوجه بعكازه نحو ذلك البيت حيث تعيش حفيدته طرق الباب ولكن لم يفتح له أحد أومأ برأسه لينتظر أمام الباب
بالجهة المُقابلة تمشي وهي تحمل بعض الأكياس تُعاون زوجها ويتبادلان الحديث سوياً
ناريمان بصوت عالي : طيب وش الحل راتب ليليان ما يكفي لا تنسى المويه والكهربا لازم نتصل على الشيخ عبدالعزيز يتصرف والله ما عاد أتحمل حفيدته وهو قاطعنا من 3 شهور ومخلينا نصرف عليها
محمد زمّ شفتيه : هش هش يعني مصره تخلي أحد يسمعك أنتِ وصوتك وبعدين البنت مو مقصره وتشتغل وتصرف علينا بعد
تأفأفت من هذه الدُنيا والفقر و مشيا قليلاً , ويشهقا سوياً وتهمس ناريمان
: الشيخ عبدالعزيز
يقف بشموخ وقد رفع ذقنه بكبرياء رُغم كبر سنه , وهو يضُم كفيه على رأس عكازه , وعينيه الفضية الثاقبة موجهه للزوج الذي أمامه , بداخل المنزل كانت تُضيف الشيخ بعض العصير هاتفه
ناريمان بحجابها : ليه ماعلمتنا بجيتك يا الشيخ كان طبخت الغدا عشانك
عبدالعزيز بعبوس من مكرها ويعلم جشعها : اجلسي ما بي شي جيت وبقولكم شي مهم
حرك شفتيه ليتكلم وقاطعه دخول ماجد هاتفاً
: يمه يبه وين ليليان مارجعت من الشغل جوعان
نظر بحده للزوج الذي أمامه بعد سماعه كلام الطفل الصغير وعيناه الفضية تُطلقان الشرر
: وش قصده ليليان ما رجعت من الشغل مو هي تدرس بالجامعة وش سالفة الشغل
تلعثمت ناريمان قليلاً قبل أن توازن صوتها وتهتف بثقة
: والله يا الشيخ مالنا دخل هيا بنفسها قالت بتشتغل وتساعدنا , بتلميح مقصود , قَطعتنا من 3 شهور وحالنا تدهور وانتهينا , ولا أنا ما أفرقها عن بنتي ولو كذه , لتُشير على مفصل السبابة بإبهامها
لوى الشيخ شفتيه وهو لا يُصدقها يعلم أنها جشعه جداً ليقول بقصد وهو يوجه وجهه لمحمد
: مو قلت بتفتح شغل بالفلوس الأعطيتك ليه ما سويت شي
لتحشر ناريمان أنفها مُتدخلة : ما عليه يا الشيخ تراه فاشل ومو فالح بشي وطير الفلوس
تنهد بعمق ليقول بصوت أجش ويهز رأسه للأعلى والأسفل : طيب طيب المهم الموضوع البكلمكم فيه أنا الحين مريض ورح أموت ما أدري كم ربي كاتبلي من العُمر
عبست ملامح محمد بحزن شديد : ما تشوف شر يا الشيخ أكيد في علاج
لفت نظره صوره مركونة لريتا وهي تُحاوط كتف ليليان وهما بعمر الثانية عشر ابتسم بحنان هل له ألا يعرفها وهي قد ورثت عنه عيناه الرمادية
ابتسمت ناريمان بحبور وهي ترا تحديقه بالصورة : شفت كيف يالشيخ زي الأخوات الله يحفظهم
ليهمس بخفوت : أمين , ويرد على كلام مُحمد , ما في أمل بالعلاج حتى إني جيت هنا لجده عشان مستشفياتها المتطورة بس كله نفس النتيجة
طأطأ برأسه هامساً : الله يطول بعمرك
لتهتف ناريمان وهي تعبث بكفيها على حضنها
: وش نسوي الموت حق والميراث حلال , نظر لها محمد مُتسع الحدقتين لتردف دون الاهتمام لنظراته الحادة , بس ليليان طول عمرها تعرفنا أهلها مو معقول بجيب ليليان وأقولها شوفي يا بنتي أنتِ لك أهل غيرنا وأم وأب غيرنا رح تتدمر المسكينة , نظرت لزوجها , يعني لو نقولها الميراث من جدي أنا
طرق بعكازه على الأرض ليهتف بحده خشنه تُعبر عن غضبه
: الموضوع الأبيه منكم مو موضوع الميراث
***
تضُم ركبتيها لجذعها وتسند ذقنها على ركبتها , تهطل دموعها كأنهار عذبه تسير على وجنتيها المُحمرة من البُكاء وتتذكر كلام والدتها عندما خرجتا من مكتب عميده الجامعة , وقد اسود وجهها وأهانت والدتها بدون أن تقصد لكن لم تكن تعرف أنها ستُكشف سريعاً هكذا
..
أغلقت باب المكتب مُطأطأة برأسها للأرض هل لها أن ترفعه و ابنتها الوحيدة هي من مرغت رأسها بالتُراب هكذا بهذه الطريقة اليشعة , لم يتراءى يوماً بمخيلتها ولا في أحلامها الوردية أن الجامعة التي تدرس بها ابنتها ستتصل عليها وتخبرها أن تأتي لاستلام ابنتها فهي مُهمله بدروسها , لا تحضر المُحاضرات , وتسرق من البنات , وأخر أمر قد شطر قلبها لنصفين أنهم وجدوها تنفث دُخان السيجارة اللعينة في دورات المياه وهي تقهقه بمُتعه مُقززه , زمت شفتيها بقوه ولم تشعر بذلك الألم الذي تسلل رويداً رويداً لشفتيها , ابتلعت الأخرى ريقها بخوف من مواجه والدتها التي نظرت لها بحده هامسة بصوت مسموع
شعاع تساقطت دموعها كأوراق الخريف
: هاذي أخره تربيتي فيك يا بنتي يا سندي في هالحياه أنا التأملت فيكِ خير قلت بتكبر وتشتغل وتساعدني ونبني حياتنا تسوي فيني كذه تسرقي وتدخني بعد , هزت أكتافها لتهمس بتحشرج , هذا الواضح الله أعلم من المستور
هبطت دموع الأخرى تقدمت لتلتقف كف والدتها ولكن والدتها أبعدتها بقسوة هاتفه بغضب
: إلبسي عبايتك إلبسي بتفاهم معك بعدين خلينا نروح البيت الحين
..
زمت شفتيها رغم أن والدتها لم تخبرها الكثير لتتألم إلا أن كلامها شطرها لنصفين فهي لم تعد تحتمل حياه الفقر , إشفاق الناس عليها , رمي الصدقات عليهم , يأست وتعبت كثيراً , مسحت دموعها وهي تتوجه لدوره المياه وتغسل وجهها خرجت لتُقابل عمتها ابتسمت بوهن لتُعانق عمتها
ابتسام تمسح على شعرها بحنان : ما عليه يا حبيبتي أنا بوريها أمك الخايسه شلون تهزأك كذه كأن مالك أحد ماخذه راحتها
ابعدت عمتها عنها : ما عليه عميمه لا تقولي لها شي أنا غلطت و أستاهل
نظرت ابتسام بغموضمن كلامها : ما بتعلميني وش صار
احمر وجه نوران بحرج لتهز رأسها نافيه
***
صعد السيارة مع خاله وغمرها السكون إلا من صوت تنفس هاذين الرجلين وتنهدات الأكبر سِناً منهما ثبت كفيه على المقود ليلتفت بخفه هامساً بهدوء ظاهري
ذياب بنظرات حاده : خالي فيك شي شكلك مو رايق من يوم قطعت الاجتماع
أجفل من صوته ليلتفت له بابتسامه : أبد ما فيني شي يا ولدي ما عليك
همهم بكلمات غير مفهومه ليصلا للقصر ويترجلا من السيارة خلع سترته ليضعها على كتفه و ضم كفيه لجيبي البنطال وهو يتبع خاله ونظراته مُثبته على ظهره بتوجس يشعر بشي غريب وسيكتشفه قريباً انه ينتظر ذلك الاتصال الذي تأخر كثيراً لتتأكد شكوكه نحوه وعندها يُقرر ماذا يفعل , دخل للقصر ليرى والدته باستقباله بابتسامتها بادلها الابتسامة لتُعانقه بقوه
يارا : وينك عني حبيبي يرضيك تزعلني
قبل ذياب كفيها هامساً : ما عاش مين يزعلك يالغاليه بس تدرين أنا كذه مرتاح مو تبين أتزوج وتحنين علي
بحنان أمومي وهي تلف ذراعها بذراعه ويتوجهان لغرفه الجلوس الفارغة : أكيد حبيبي أبي أفرح فيك بس ليه تسكن بعيد عني وطلعت من القصر , القصر كبير أختار الجناح التبيه واسكن انت وزوجتك
ابتعد بانزعاج من هذا الموضوع الذي تفتحه معه كلما رأت وجهه : معليش يمه بس ما رح أعيش عاله على أحد وطلعت عشان زوجه خالي تاخذ راحتها أكثر ببيتها أنا بكون نفسي بنفسي ورح أترك الشغل قريب و أشتغل بلحالي بعد
شهقت يارا ووضعت كفها على صدرها : ليه بتترك شركه خالك فيه شي
هز رأسه نافياً : لا بس قلتلك بكون نفسي وأول شي سويته إني أستقليت ببيت لحالي ودي انك تجين معي وتعيشي .....
لتهمس مُقاطعه له : أنا مرتاحة هنا في بيت أخوي
هز أكتافه : بكيفك يمه بس وقت ما تبين بيتي موجود وبتزوج فيه ان شاء الله بس أستقل بالشغل بعد
أومأت برأسها : سوي التبيه حبيبي أنا فخوره فيك بس أستعجل عشان أدور لك عروس تليق فيك
ابتسم بحب لوالدته وهو يًشير لعينيه : من عيوني يا ست الحبايب
قاطع حديثهم صوت امرأة عجوز : هلا والله بحفيدي الغالي هلا بذياب
نهض بسرعه ليجتذب كف جدته ويُجلسها بجانبه ويهمس بهدوء كعادته دوماً البرود والهدوء بدون أي مشاعر أو أحاسيح تصل لصوته : يا هلا فيكِ يمه شلونك و شعلومك
الجده : زينه يمه زينه إذا أنت بخير
ابتسم بحنان لجدته : ابد ازقح
,
على طاوله الغداء
عم الصمت والهدوء الأجواء ولا يُسمع إلا أصوات ارتطام الملاعق والشوك بالأطباق , أشارت يارا للعاملة العربية أن تدور بالمشروبات , ونظرت لها رشا زوجه عبدالكريم ببغض فهي تتحكم في بيتها وكأنها هي سيده البيت وكم تمقتها لتصرفاتها , قطع هدوءهم صوت عبدالكريم قائلاً
: بقولكم شي مهم ما توقعت بيوم من الأيام أن السر ينكشف بس صار لازم أعطيكم خبر
نظرت له الجده التي تجلس مُقابله بتوجس كما فعل ذياب ونظرت له ابنته و بيلسان ويارا بهدوء , و نظرت زوجته بابتسامه فهي تتخيل أنه سيفاجأها بشي ما أو سفر لمكان مُعين فهو يُعلن بهذه الطريقة عن أي شي يخصهم ولكن جف حلقها وشعرت بقبضه من حديد تُحيط بجيدها من كلامه
: أنا كنت متزوج من سنين وقدر الله وأنفصل عن زوجتي الثانية بس اليوم زارني أبوها بالشركة وأعطاني خبر أنه عندي بنت منها عمرها 20 سنه وبجيبها اليوم و بتسكن عندنا
***

يُتبع

نعجتي 06-05-16 03:03 AM

رد: هذه دُنياي
 
مطت شفتيها بعدم فهم وهي تنظر لزوجها تارة وتارة أخرى توجه نظرتها للكهل الذي يجلس أمامها ليهتف بحده
: الموضوع الجاي أكلمكم فيه هو عن ليليان جا الوقت الأبوها يعرف عنها أنا رحت لعبدالكريم الذيب وقلتله عنده بنت
اتسعت عيناها بصدمه شهقت ووضعت كفها على صدرها , ليردف الكهل , رح اخذ ليليان له الليلة
صفقت كفيها على فخذيها وهي تتنفس بصعوبه : يا الشيخ انت وش تقول ابو ليليان هنا , لتشير لزوجها , محمد وأمها أنا ناريمان , وتُشير لنفسها , انت قلت كذه قبل سنوات
أعاد جسده للخلف : ما أقدر أموت ومعي هالذنب نادوا ليليان نتكلم أنا قبل أموت رح أعطيها لأبوها
غضبت كثيراً لتهتف وهي تهم واقفة ليمسكها زوجها ويُجلسها بهدوء : أنا لي حق أمومه فيها هالبنت ربيتها بنفسي وكبرتها
هز رأسه باستفزاز : ما أخذت المُقابل دايماً
أشارت بسبابتها للمنضدة أمامها : البنت ما رح تطلع من هنا أنا أكون امها واربيها سنين وبالأخير يجي رجال ياخذها بارده مبرده
نهضت لتدخل للداخل وهي تضع كفها على صدرها المُتحشرج , تكلم محمد بوهن وضعف أخيراً قائلاً
: حضره الشيخ لو تعطينا فرصه أحط بنتي قدامي وأقولها كل شي
أومأ برأسه : يكفي السويناه فيها من ظلم
بصوت مُتحشرج : تكفى يا الشيخ هاذي بنتي ربيتها بنفسي وكبرتها صعب عليها وصعب علي
عبدالعزيز : انت رجال طيب يا محمد طيب ما قدر أوفيك حقك بس ليليان ...
لياقطعه صوت تلك المرأة المُجلجل هاتفه : مافي يالشيخ مافي انا ما ربيت هالبنت عن عبث طول هالسنين لو ما ضمنت حق عيلتي ما رح أعطيك حفيدتك
نهض بحده ليقول : انا أرسلتلكم فلوس بالأطنان لسنوات , ليهمس بفحيح , لو ماقلتولها انتوا أنا بنفسي رح أروح وأقولها
تحرك ليخرج بغضب ومحمد يضع كفيه على صدره يتوسل إليه أنا لا يفعل ولكن لم يستمع له وهو يُحاول دفعه عنه و بدون قصد دفعه مُحمد بحده قليلاً ليسقط الكهل على ظهره ويرتطم رأسه بحافة المنضدة
***
يدور في المستشفى ذهاباً وإياباً ويعصر الهاتف بكفه , يُفكر هل يتصل ويخبرها أم يدخل للعملية فوراً فهي بعيده عنه ولن تستطيع أن تكون قربه ويعلم أنها ستحزن كثيراً إذا لم يخبرها رغم أنها تغيرت عليه كثيراً لم تعد هي زوجته التي يعرفها في أول سنتين من زواجهم إلا أنها ما تزال تحبه وتخاف عليه , تنهد بعمق وقد قرر ليضغط على رقمها ويصله صوتها الواهن الخالي من أي حيوية ونشاط
: هلا زايد
زايد يمسح جبينه بكفه ويضغط عليه : هلا شلونك وشلون العيال
بهدوء مُستفز غير متعمد منها : بخير الحمدلله و أنت شلونك وشلون عمي وعمتي وأرجوان
تنهد بعمق لتصل دغدغات تنهيداته لأذنها : فيه شي عشان كذه متصل عليك
توجست بقلق من صوته فهو دائماً يتحدث بحده ولكن صوته بدا ركيكاً : خير ان شاء الله
بلل شفتيه هامساً : طلع مع أبوي فشل كلوي الكليتين ما تشتغل إلا بنسبه 20 % وسوينا كلنا التحاليل وبنقله كليتي اليوم وبعد شوي حبيت أعطيك خبر عشان لا تفقدي اتصالي انتبهي على العيال زين ما أدري إذا بكون في مضاعفات أو أي شي
فغرت شفتيها وشهقت بصدمه لتتساقط دموعها هامسة قُرب أخيها الذي نظر لها بقلق ويُشير بها بماذا يحدث : الله يخليك بجي بطمن عليكم إن شاء الله ينجح النقل لا تخاف أكيد بتكون بخير كثير ناس عاشوا بكلية وحده
زم شفتيه وندم على إخبارها : أول شي مو خايف الربي كاتبه بصير ثاني شي وين تجي لا خليك بس أطلع بعلمك وأنا بجي أخذك من عند أهلك ما رح تقدري لحالك على العيال بالمطار
ابتلعت ريقها وهي تنظر لأخيها : جواد يقول بجيبني حتى هو بطمن عليكم
أومأ برأسه وكأنها تراه : طيب دام جواد معك تعالي
,
مُستلقي على فراشه مُخدر بعد العملية ودخلت عليه زوجته لاهثة وهي تشعر بالقلق عليه , لا تصدق أن الله قد يسر أمرها هي وأخيها لتجد حجز بأقرب وقت وتأتي لتكون قربه وقرب والده الذي يُعتبر بمثابة والدها وهو لا يُفرق بينها وبين أبنته أرجوان , أمسكت بكفه الدافئة لتمده ببروده كفها , هبطت دموعها على كفه وهي تشعر أنها ستخسره بسبب إهمالها وكم كان قاسي كلام والدتها عليها وعلى قلبها الصغير الضعيف , هو شعر ببعض البرودة تجتاح كفه بعدها شعر ببعض قطرات من الماء تتساقط كأوراق الخريف , أسبل أهدابه ليرى زوجته يشعر أنه بحلم فهي ليست هُنا ولا يمكن أن تأتي بهذه السرعة ولكن شعر بكفه يهتز ليرمش بعينيه بصدمه فتحمها ليرى عينيها الدامعة وكم يؤلمه رؤية دموعها تتلألأ على أهدابها الكحيلة ابتسم بخفوت
: شلون جيتي بهالسرعة ما صارلي زمان مكلمك وقايلك
بللت شفتيها لترطيبهما وهي تمسح بقايا دموعها بشبح ابتسامه
: إلا صارلك12 ساعه وأنا سكرت منك ورحت المطار مع جواد والعيال ما أخذت معي أي شي رحنا وقلنا نشوف حظنا
مد شفتيه ليُصفر بخفوت : ووو يعني كان ممكن ما تلاقي حجز ورحتي وغامرتي
قبلت ظاهر كفه التي تُمسك بها : إيه غامرت عشانك وعشان عمي خليني أدخلك منصور ومزون أشتاقولك وجواد بسلم عليك
ابتسم بوهن : وأنتِ
لا يُصدق أنه رأى لمحه من الحُمرة تجتاح وجنتيها وقد مضى وقت طويل على رؤيته لخجلها وحُمرة خديها : وأنا كمان
,
بغرفه أخرى مُجاوره
ممدد على سرير المستشفى وبقربه زوجته وابنته المُدللة عانقته بدلع عفوي : الحمدلله على سلامتك بابا
ابتسم منصور بوهن : الله يسلمك يا روح أبوك كيف زايد الله يسامحه قلتله لا يسويها وأصر
ابتسمت أرجوان بحب دافئ لوالدها : أصلاً حتى أنا سويت التحليل ولو ما طلع زايد مُتطابق كنت أنا بعطيك وش أبغى في دُنياي وأنت مو فيها
حرك كفه على وجنه ابنته الحبيبة , ويوجه نظراته لزوجته التي تنتظر خروج أرجوان لتتحمد له بسلامته على طريقتها المملة , ابتسمت أرجوان بخبث وهي تنظر لوالديها لتنسحب بهدوء , همست رانيا بخفوت أقرب للبرود
: الحمدلله على السلامة
منصور بصوت خالي من مشاعر دافئة : الله يسلمك , بلل شفتيه ليردف , شفتي زايد
أومأت رانيا برأسها : إيه بخير الحمدلله زوجته عنده وجت مع جواد بمر عليك كمان المهم ما علينا الدكتور قال بس تصحى يبينا بموضوع ضروري
عقد جبينه بتعجب : وش يبي أكيد بيعطي نصائح مملة
كتفت ذراعيها لصدرها : ما أظن شكله مرتبك ومتوتر الله يستر بس ما يكون فيك شي ع العموم هو جاي الحين
,
دخل الطبيب للغرفة وسحب إحدى الكراسي ليجلس عليها وينظر للزوج أمامه وجه نظراته على الرجل المُستلقي على السرير ليبدأ الحديث بثقة
الطبيب : أستاذ منصور يوم وصلت المستشفى وسوينا لك التحاليل طبعاً اكتشنا بسرعة انك تحتاج نقل كلى وأغلب أهلك المعك سوا التحاليل عشان ينقلوا لك بس اكتشفنا شي غريب , بلل شفتيه ليردف ,
DNA بنتك أرجوان تحاليل ال
الخاصة فيها غريبة شوي ما هي متوافقة مع تحاليلكم , لينظر له بحذر أشد رادفاً , أقصد تحاليل نسبه الأبوة معدومة ب %

انتهى الفصل الثالث

نعجتي 06-05-16 03:05 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الرابع
توقفت xxxxب الساعة , توقف الزمن , توقفت أصوات الملاعق والشوك عن الارتطام بالأطباق الزُجاجية , جُحظت الأعين , أُبتلع الريق عده مرات , عند الجُملة التي خرجت من تلك الشفتين , توجهت أزواج الأعين للرجل الأربعيني يُدققون بملامحه إن كان جدي أم مُجرد مزحه سخيفة لجلب الضحك بين أفراد العائلة , صدرت قهقهة خافته من إحدى البنات هاتفه بمرح
: الله يسامحك يبه شايفنا ناكل ومستمتعين هذا وقت مزح
نظر لها عبدالكريم بحده وعينين مُتسعتين : ليه شايفتني أمزح
ازدرت غزلان ريقها وهي تنظر لوالدتها الهادئة فهي لا تخشى شيئاً سوى أن تُجرح مشاعرها , وجه ذياب نظرات لوالدته المصدومة وجدته وزوجه خاله الجامدتين وجمودهما دليل على معرفتهما بموضوع الزواج , نهضت رشا عن الكرسي ألتقف عبدالكريم كفها هامساً
: رشا اجلسي أبغاك تسمعي للأخير
جلست بهدوء رُغماً عنها وأردف عبدالكريم
: يوم راحت دانيا ل ينبع كانت حامل وخبوا بنتي لسنوات
نهضت يارا بحده هاتفه بذهول : مو هاذي دانيا قالوا انها ماتت من سنوات أكيد يخدعوك وأنت صدقت
لتقول الجدة بسخرية و قد نبهته هو و رشا أن لا يفتحا الموضوع مُجدداً حتى لا يعرف أحد غير يارا التي علمت بالصدفة مثلها هي الأخرى ليدفنوا هذا السر سوياً وها هو ابنها الساذج يفتحه أمام الجميع
: آآآخ يا ولدي الأهبل وأنت صدقت طبعاً
اتسعت عينا ذياب بصدمه إذن والدته أيضاً تعرف عن هذا الزواج السري لوى شفتيه بعدم اهتمام الله الله فليكن لديه ابنه ما دخله هو , سمع صوت رقيق إنه صوت أخته المُدللة بيلسان قائله بابتسامه
: خالي وين بنتك الحين
نظر لها عبدالكريم بحنان : أعطوها لعائله تربيها , لاحظ عبوس ملامحها للحزن ليردف , الليلة رح تيجي رح تعيش معنا هنا
نظرت له زوجته بحزن عميق لم يندثر طوال هذه السنين فاغره الشفاه , لتهتف الجدة بذهول
: رح تعيش هنا بدون ما أنا أسمح
عبدالكريم بهدوء : إيه يا أمي بدون لا تسمحي , نهض موجهاُ نظراته للجميع رادفاً , رح تعيش معنا في هالبيت قراري قطعي
نهضت رشا مُهرولة لغرفتها و أراحت يارا جسدها على الأريكة مُتنهدة و الجدة لم تفق من الصدمة وصدح هاتف ذياب باتصال ينتظره منذ زمن نهض بهدوء ليعتذر ويخرج
***
استلقى الكهل أرضاً , وتلطخت الأرض بالدماء الخارجة من أسفل رأسه , اهتز جسد محمد راجفاً , وجحظت عيناه بذهول , اقترب بهدوء , وجسد راجف , ليجلس القرفصاء قربه وضع إصبعيه على عروق النبض في عنقه ومعصمه ,لكن بدون جدوى إنه لا يشعر بذلك النبض الذي من المُفترض أن ينبض وينبض , ترقرقت عيناه و هبطت دموعه , يهزه بخفه يرجوه و يتوسله عله يجد بعض الأمل ويفتح الكهل عينيه
: يا الشيخ قوم تكفى قوم والله بنعطيك ليليان ما رح نخليها بس قوم
فغرت ناريمان شفتيها بذهول ووضعت كفيها على رأسها وهي تولول و تربت على رأسها لتهمس و الغصات تتجمع لبلعومها
: محمد قول انه عايش قوم قوم بسرعة نوديه المستشفى
طأطأ رأسه وهزه بأسى : ما في فايده مات قتلته قتلته
نهض بهدوء كما جلس وهو يتوجه لسماعه الهاتف رفعها ليتصل بالشرطة , انتبهت ناريمان لخطواته وشهقت لتُهرول إليه
: وش بتسوي يا المجنون
همس بين دموعه , وهي تتشبث بجلابيته المنزلية : وش بسوي بتصل بالشرطة ونقولهم حادث مو قصدي أقتله , زادت دموعه أكثر وأكثر دون أن يستطيع إيقافها , مسحت دموعه بكفيها
: محمد تكفى تكفى يا محمد إهدا القتل ماله حل لا زم نخلص نفسنا ما رح يصدقونا رح يقولوا قتلناه عن عمد و متقصدين
من بين دموعه وقد صغرت عينيه : ناريمان وش بنسوي بندفن الرجال زي ما ندفن قطو ميت انهبلتي أنتِ
بدموع ذرفتها وهي ترجف : محمد الله يخليك
اتسعت عينيه بين دموعه التي يذرفها ليهبط بجسده على الأرض : ناريمان مستحيل ما أقدر ما أقدر رح يجي مين يسأل عنه وش أقولهم بعدين , ليعلو صوته , ما أقدر
ناريمان : لا تصررررخ , وضعت كفيها على فمها لتتساقط دموعها على كفيها , لتبعدهما وهي تُشير بسبابتها على فمها , هشش لا تصرخ , لتنزل دموعها أكثر وهي تنهض عن الأرض رادفه , مين وليه رح يسألنا عن الشيخ عبدالعزيز وش دخلنا
محمد وهو يحاول إسناد نفسه على الأريكة : ناريمان هو راح يدور على أبو ليليان أكيد قال هناك كمان
اتسعت عينيه وارتبك كثيراً , ورجف جسده وهو يُكرر أسم زوجته عندما سمع طرق الباب وهو ينهض بعجل , وضعت كفيها على فمها وهي تهمس
:هشششششش أسكت أنا بروح أشوف مين
تقدمت للباب لتعرف من الطارق , مسحت العرق على جبهتها وهي تفتح طرف الباب وتخرج للحديقة الصغيرة وتحاول أن تتمالك نفسها هامسة من خلف الباب الخارجي : ميين
: هاذي أنا أم أيمن وينك يا بنت الحلال
: هلا أم أيمن
نظرت لها المرأة باستغراب هامسة : خير ان شاء الله شكلك تعبانه فيك شي
بتوتر و ارتباك : ها إي .. إيه تعبانه ومحمد بالبيت تعبان يلا مع السلامة , أغلقت الباب بوجهها , لتُتمتم المرأة بكلمات غير مفهومه بمعنى أنها قليله تهذيب , عادت ناريمان للمنزل بللت شفتيها لتُرطبهما من الجفاف وتقول
: اسمع انت الحين ارفعه وحطه بالغرفة البره بس يجي الليل والعيال تنام أنت تحفر الحديقة وأنا براقب المكان وندفنه لا من شاف ولا من درى
***

نعجتي 06-05-16 03:06 AM

رد: هذه دُنياي
 
الطبيب : أستاذ منصور يوم وصلت المستشفى وسوينا لك التحاليل طبعاً اكتشفنا بسرعة انك تحتاج نقل كلى وأغلب أهلك المعك سوا التحاليل للدم عشان ينقلوا لك بس اكتشفنا شي غريب , بلل شفتيه ليردف ,
DNA بنتك أرجوان تحاليل ال
الخاصة فيها غريبة شوي ما هي متوافقة مع تحاليلكم , لينظر له بحذر أشد رادفاً , أقصد تحاليل نسبه الأبوة معدومة ب % وبعد تحاليل الأمومة معدومة باختصار البنت مو بنتكم سوينا التحاليل أكثر من عشر مرات
جحظت عينا رانيا هزت رأسها بخفوت ونظرت لمنصور ومنصور شاحت على وجهه ابتسامه عدم تصديق على شفتيه ونظر لزوجته بصدمه
أردف الطبيب : شوفوا هاذي تحاليل أرجوان وهاذي تحاليل زايد , زايد ولدكم بنسبه 99.99 % شوفوا الجينات بس أرجوان مختلفة ما في أي جين متطابق لا مع جيناتك ولا مع جينات المدام رانيا
نهض عن السرير بصعوبة , لتنهض هي الأخرى عن الكرسي وقد تشنج جسدهما لتهتف رانيا بانفعال
: دكتور أنت أنجنيت أنا ولدت أرجوان بنفسي ما أعرف البنت الولدتها ما رح أسمع هاذي السخافة
تحركت للخروج , جذبها منصور من عضدها باسمها لتهمس بانفعال
: منصور ما تسمع وش يقول ممكن هل اليقوله ممكن ممكن يصير كذه
منصور بانفعال : رانيا اهدي حتى أنا مو فاهم , نظر للطبيب رادفاً , نتيجة أي شي ممكن يصير كذه
الطبيب بعمليه : ممكن تكون صارت المشكلة من المستشفى وأعطوكم بنت ثانيه لناس ثانين
همست رانيا بانفعال : خلااااص , وخرجت ليتبعها منصور بخطوات بطيئة رغم عمليته إلا أن هذا الخبر شل جسده لينسى كل الألم الذي يشعر به
,
في الكافتيريا جلست رانيا وهي ترجف قليلاً وجسدها يهتز لتهمس
: كنت رح أفهم يوم حطوها بحضني إنها ماهي بنتي كنت رح أفهم أي أم ما رح تفهم , نظرت له , هااا
هو ببساطه كان ينظر للأمام والأفكار تتصارع برأسه , تنفست بعمق لتتنهد تنهيدات سريعة رادفه بحده
: أرجوان بنتي ما رح أعطيها لأحد
هز منصور رأسه مُتجاهلاً لها لينهض ويتوجه لدوره المياه شعر أنه يرغب بأن يغمر رأسه بالماء ليس وجهه المُحترق من الحرارة وحسب غمر كفيه بالماء وهو ينظر للمرآة , لا يستطيع أن يستوعب أبنته المُحببة أُرجوانه ليست ابنته الحقيقة ,خطر في باله خاطر عن كلام الطبيب أن أرجوان ليست ابنتهم ليبل وجهه بعنف بالماء المُتدفق من الصنبور
***
بعد عده أيام
أسندت كتفها على إطار الباب بملل لتُرخي جسدها , وتُسبل عينيها , وتضم ذراعيها لجذعها , و تشهد المرة العاشرة , الثلاثون , المئة , شجار والدتها وعمتها كالعادة فهما لا تملان من الشجار , ولتكن واضحة أكثر فعمتها هي من تفتعل الشجار كل يوم , لقد سئمت من هذه الحياة فعلاً اتسعت عينيها من كلام عمتها القاسي
ابتسام : أقول كلي تبن أنتِ هنا لاجئه عندي وهذا بيت أخوي ودام تبين الطلاق بقلعتك مع السلامة الباب يوسع جمل
شُعاع بهدوء : الحين وش فيكِ شبيتِ علي ترا ما سويت شي قلت بدور شغل ثاني أحسن من شغلي
ابتسام بسخرية مُستفزه وهي تُكتف ذراعيها لجذعها : لا والله وعلى بالك أنتِ و ذا الوجه أي أحد بياخذك للشغل علطول , مدت يديها باستهزاء في الهواء لتُغير نبره صوتها لنبره مُستفزة , تعالي يا مدام شعاع الوظايف شاغرة بس تنتظرك تجين حضره جنابك
غضبت كثيراً فهي تتحملها كل يوم ولكن للصبر حدود , لن تعود لذلك العمل مهما كان فهي ورغم كِبر سنها إلا أنها ما تزال امرأة وتخاف من تحرش ذلك الرجل زوج صاحبه المشغل اليومي لها , , فعليها أن تجد منزل قبل أن تطردها هذه المرأة علناً فهي تُهددها بذلك كل يوم , ولا تستطيع أن تقول شيء فهي محقه نصف المنزل لها والنصف الأخر لأخيها المُسمى زوجها , والذي رفعت عليه دعوى للخُلع , عانت كثيراً بحياتها وربت ابنتها لسنوات بدون رجل , رهنت حياتها كلها من أجل ابنتها وستصمد من أجلها , وستُكافح من أجلها , فهي تعيش من أجلها , نظرت لابنتها بعبرات تخنقها , وكتمت الدموع قبل أن تتساقط كأوراق الخريف , فهي لن تكون ضعيفة أبداً هذا ليس وقت الضُعف , رغم أنها ما تزال غاضبه عليها وهذا ليس وقت العتاب ولكنها وعدتها أنها لن تُكررها وستقطع صديقتها السيئة
: حبيبتي نوران روحي الجامعة الحين وأرجعي هنا علطول
أومأت برأسها لأمها لتذهب وتخرج أمها بعدها و العمة لوت شفتيها بقرف من شُعاع
,
في أحد المطاعم الفاخرة تجلس الصديقتان وتتناولان بعض الطعام لتهمس مرام : من جدك أنتِ تستهبلي جايبتني لهذا المطعم تعرفي أنتِ كم سعر الببسي الينباع بريال ونص بالبقاله شوفي كاتبين ب 12 ريال أجل الأكل شلون سعره مهبوله من وين بندفع
نوران بقله صبر : يختي أنتِ صدق وجه فقر تعرفي هالمطعم لسلسله مطاعم وكافيهات منصور الراجحي هالعائلة أبغطهم ما شاء الله على هالخير العندهم ما فيها شي لو دلعنا نفسنا شوي
مرام عبست ملامحها بتوتر : وش دخل الحين يختي الله يزيدهم ويرزقنا أدري أنه ما معك حق سعر الببسي وش ناويه تسوي مو يكفي تخلينا نسرق والحين نجي المطعم بعد يعني بيحزنوا علينا وبأكلونا مجاناً
نوران بترصد وهي تنظر حولها أسمعي بس أقولك تقومي تقومي بسرعة فاهمه , أشارت للنادل ليحضر الفاتورة , جاء النادل ووضع الفاتورة ووضعت هي بعض الفكه التي معها وأشارت لصديقتها توجهتا لبوابه المطعم ابتعدتا قليلاً لتركضا والنادل أكتشف خدعتهما ليلحقهما ولكن لم يستطع أن يمسكهما وضرب قبضته بالجدار بغضب
***

نعجتي 06-05-16 03:08 AM

رد: هذه دُنياي
 
تتحرك أنامله بخفه على أزرار الحاسوب ,رفع كفه اليسرى ليعدل النظارة الطبية على عينيه , مُنغمس بعمله لأبعد حد ولفت نظره اهتزاز هاتفه المحمول برسالة أمسك به بقبضته ,واتسعت ابتسامته عضّ شفته السفلى , هذه المرأة يوماً ما ستفقده عقله , بل إنها أفقدته و انتهى , رباه كيف سيترك العمل الآن ويطير إليها , إنها تبثه أشواقها وحُبها عن طريق ثلاث كلمات فقط " اشتقت لك أحبك " , تنهد بعمق شديد ليدفع الكُرسي المُتحرك عن مكتبه , ويهم واقفاً توجه لأحد زملائه بالعمل ويحمل بيديه بعض الأوراق
طلال : باتل شوف عندي ذا الشغل شوي مو كثير خلصه أنا مضطر أروح تكفى
رفع باتل حاجبيه بابتسامه وهو يعرفه جيداً فهذه ليست المرة الأولى يفعل بها ذلك : طيب طيب يلا روح عشان لا تتأخر بس بيجيك يوم أرمي على راسك الشغل
لوح بيده وهو يُعطيه ظهره ويُقهقه بمرح
,
خلف الباب زمت شفتيها بحنق تصاعد لوجهها الأسمر , ارتجف جسدها بوهن من هذا الكلام الذي تسمعه منه وهو يتبادل حديثه مع أخته , ازدردت ريقها , احمر وجهها بحرارة تأتيها لأول مره , وهي تسمع نفثه للسموم أكثر وأكثر , ترنح جسدها وهبطت دموعها وكُسر كبريائها , وأُهينت كرامتها على لسانه , لسان مُعذبها , تنهدت بعمق وغامت عيناها وهي ترجو دخول الهواء لرئتيها الضعيفتين , و ما تزال تسمع حديثهم ليطعنها بخناجر حادة
ليال وقد عبست ملامحها بضيق : وش فيك يا يامان عيب عليك تراها بنت خالتك
نظر لها بحده وعينان مُشتعلتان : لا والله أنه خالتي مو ناقص تقولي تعال يا يامان وأخطب بنتي أبيها لك ما سمعتِ تلميحاتها
أومأت برأسها فهي لا تُريد لأخيها أن يتزوج من سديم ليس لشخصها بل من أجل خالتها التي تكرهها بدون سبب وتخشى أن تُفسد راحة أخيها بفضولها وغيرتها : إلا سمعت بس أنت لو ما تبي عادي ما حد رح يجبرك بس والله سدومه تنحط على الجرح يبرى حرام تقول عنها كذه
بغضب وهو يضرب قبضته بكفه : إلا رخيصة ورخيصة لو قبلت فيني ما خطبتها إلا عشان خالتي أحرجتني قدام عمي منصور وخالتي رانيا وزايد وحرمته والكل طالع فيني يعني تحرك و أخطبها يا خي ما أحبها وشاهين يقول ماني متزوج لين أنا أتزوج عاد ها شوفي من الحين أقولك ترا حاطه عينها على شاهين بعد بتزوجه روان
ابتسمت بحنان لسيره أخيها شاهين فهو مُقتدر وكان يستطيع الزواج ولكنه رفض رفضاً باتاً إلا أن نتزوج أنا ويامان ليطمئن علينا وتستقر أحولنا , لم يكن أنانياً يوماً دائماً كان يضعهما أمامه ليبقى هو بالخلف ينظر لظهرهما
مدت شفتيها بحيرة , ولا تعرف ماذا تفعل , ليصلها اتصال من حبيبها ابتسمت بوهن لتُجيب عليه
ليال : هلا طلول .. إيه عندي يامان الحين بيطلع يمكن ما تلحق عليه مستعجل هو .. طيب رح أقوله
أغلقت الهاتف لتنظر لأخيها بحنان : طلال جاي الحين
هبّ واقفاً : خلاص أنا بمشي الحين تأخرت ما ودي يحقق معي واضح إني معصب و طايش عاد موب حلوه أقوله مقهور ما بي أختك
أومأت برأسها : طيب حبيبي مثل ما تبي تراه يسلم عليك
خرج من الغرفة هامساً : الله يسلمك ويسلمه
تحرك بخطواته للباب ليسمع صوت خالته عبس وجهه , فهو يعلم جيداً معاملتها القاسية لأخته وتظن أنهم غافلين عنها , وكم يمقتها لهذا السبب فهي دائماً تقف بصف الرجال وتحب الشباب أكثر من البنات , حتى أنها تغار من علاقة طلال بأخته , وتتهم أخته بوفاه والدتهم لأنها توفيت فور ولادتها , كم يرغب في أن يُطلقها من طلال بسبب هذه الخالة , ولكن لا ذنب لهما أن يُفرقهما من أجلها فهما يستطيعان تجاوز هذه الأزمة سوياً , جُحظت عيناه , واتسعت حدقتيه , من كلام خالته والذي تُحاوره وارتخت قبضته على مقبض الباب
***
يُقدم جسده , يشبك كفيه بين قدميه , ينظر لعمه الذي يدور هُنا وهُناك بحيرة ليهتف
شاهين : والحين وش بتسوي يبه
هز منصور أكتافه بحيرة : ما دري والله وش بسوي ترى ما حد يدري غيرك أنت و رانيا وأنا توني ما قلت لزايد وأرجوان بس أكيد ببدا أدور على بنتي المن صلبي ما أدري هي وين عايشه ولا ميتة محتاجه شي أو لا رح أبدأ من المستشفى
تأثر كثيراً بزوج خالته الحزين , لا يسعه إلا أن يقول له أبي فهو لم يشعر يوماً أنه زوج خالته , سيعاونه وسيبحث معه عن ابنته الحقيقية , هبّ واقفاً
شاهين : يلا عن إذنك يبه بمشي ومن بكره الصبح بمرك ونروح المستشفى ونسأل
ببشاشة مُحببة : الله معك في أمان الله انتبه على نفسك وعلى يامان
,
تجلس بحجابها على الأرجوحة الطويلة التي تُشبه الأريكة , وفي حِجرها قط منزلي صافي البياض , و كثيف الفرو , تحججت بتنزيه القط بالهواء الطلق , و تعلم أن شاهين هُنا يتحدث مع والدها أرادت أن تلمحه ولو من بعيد وهو يخرج من عند والده تعلم أنها جريئة , وهي الآن ترجف من خوفها ولكن فليكن لا تستطيع أن تمنع نفسها من رؤيته , خرج من البوابة الداخلية للقصر ليلمح طيف أنثى على الأرجوحة ابتسم بمُشاكسة, فلقد أكتشف اليوم أن خيال هذه الأنثى غريب عنهم وليست ابنه خالته فِعلياً , تقدم منها بجرئه
شاهين بمُشاكسة مرحه : وش عندها الطفلة قاعده بره في هالحر
ارتجفت وتشنج جسدها لم تتوقع أن يأتي إليها , ظنت أنه سيخرج كما العادة دون أن يلتفت لها , ثم استوعبت كلمته لها " طفله " زمت شفتيها بانزعاج , لتظهر ابتسامه على شفتيه عندما لاحظ عبوس ملامحها المُحببة الطفولية , يعلم جيداً أن هذه الطفلة تُكن له المشاعر , فهي ليست بارعة في إخفاءها , ولكن ما تُفكر به مُستحيل فهو يكبرها ب 15 عام , وهي باعتبار ليال أخته ويُشاكسها على هذا الأساس
شاهين باستفزاز : ما رديتِ علي
لوت شفتيها , ليضحك هو بخفوت : كنت أطلع ليون يشم هوا
خجلت كثيراً من ضحكته الخافتة وعلت الحُمرة وجنتها حقاً تشعر أنها طفولية بحركاتها البلهاء وكأنه قد كشفها وكشف مشاعرها نهضت بهدوء وهي تحمل قطها لتُهرول لداخل المنزل خلف نظرات شاهين الغامضة
,
يجلس تحت إضاءة الضوء الخافت وهو يُشاهد بعض الفيديو للزمن القديم , حيث كانت زوجته حامل وابنه يقفز عليه وهو يُشير لبطن والدته المنفوخ ويُقبله , جاءت زوجته وجلست بجواره ابتسمت بخفوت لتهمس
رانيا : كنا مبسوطين وقتها
لم ينظر لها وما يزال يُتابع الفيديو ليهمس : ما كنا مبسوطين لو إنك ما حملتي بأرجوان كان إحنا الحين مطلقين
رفعت حاجبيها : ناديتني الحين عشان كذه
نظر لها وهو يضم الوسادة المُربعة لجذعه : لا بس إحنا هنا بدينا كل شي تزوجنا في هذا البيت حملتي بزايد هنا
غامت عيناها هامسة : تزوجنا بس ما كنت مبسوط معي يا منصور
رفع حاجبيه لينظر لها مُتنهداً : ولا أنتِ كنتِ مبسوطة ما قدرنا نكون مبسوطين
دمعت عيناها : ليتك وافقت تطلقني قبل لا ينولد زايد وليتني ما حملت مره ثانيه
نظر لها منصور : انتي أعطيتيني أرجوان بنتي وروحي , أغمض عينيه بتأثر , يوم قلتي أنك حامل مره فرحت قلت بصير لي بنت هالمره بصير أب لبنت تدرين أحلى شي الرجال يوم يجيه بنت ويكون أبوها
قدم جسده عن الأريكة هامساً بعد تشنج جسده : شوفي البنت الحملتي فيها وحسيتي بترفيسها ما هي بأرجوان أنا عندي فضول للبنت الكنت ابوس بطنك وهي فيه وجهها وريحتها ووين هي فيه وايش تسوي كل هذا من حقي أعرفه ومن حقك أنتِ كمان ومن حقها هي
***

نعجتي 06-05-16 03:09 AM

رد: هذه دُنياي
 
تجلس على رُكبتيها ودموعها تتساقط على الأرض تمسح بالخرقة الأرضية , لقد أصبحت تلمع بشده وتشققت , من المسح المُستمر , والأخر يجلس على الأريكة يستغفر بعدد حبات الخرز في المسبحة ويهز جسده للأمام والخلف وينتحب من هذه المُصيبة التي حلت على رؤوسهم , مسحت بظاهر كفها على جبهتها وهي تهمس بين أسنانها , وقد أغمضت عينيها بقوه
ناريمان : محمد بس بس حلفتك بالله تترك هالمسبحة صوتها يرن في راسي
محمد : اتصلتي على ريتا
ناريمان : اتصلت بس ما ردت شكلها مع صحبتها يا رب تتأخر
فغرت ناريمان شفتيها , واتسعت حدقتيها هامسة باسمه
: محمد
التفت لها وهي تعصر الخرقة من الماء بكفيها : هممم
ناريمان : محمد أنت وش قلت قبل شوي
محمد : وش قلت ؟!
نهضت عن الأرض وألقت الخرقة لتهرول وتجلس بجانبه
: أنت وش قلت قبل شوي أنه أبو البنت بدور عليها وإذا جاء وهو يدور عليها وإذا قلناله هاذي بنتك ريتا من وين رح يعرف
***
خرج عن جمعه عائلته بعد أن ثار الجميع بموضوع الابنة الجديدة للخال , وأعاد الاتصال بالشخص المهم الذي ينتظر اتصاله منذ عده أسابيع , استقر الهاتف على إذنه ليهمس بحديقة القصر , وقد أغلق عينيه بتوجس مُرتبك ولا يُنكر ارتجاف كفه بما سيسمع
ذياب : ها وش صار معك عرفت مين هو السبب الخلا أبوي ينتحر
اتسعت عينيه بذهول من الاسم الذي ذكره , لم يشعر بسقوط الهاتف من كفه لتتهشم شاشته الزُجاجية

نعجتي 07-05-16 03:16 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الخامس

تحرك بخطواته للباب ليسمع صوت خالته وهي تحاور أحدهم عبس وجهه من صوتها , جُحظت عيناه , واتسعت حدقتيه , من كلام خالته والذي تُحاوره وتلكأت قبضته على عتلة الباب بصدمه , ويسمع صوتها , نعم إنها هي من ستصبح زوجه له , يعرف صوتها النشاز جيداً ولا يُخطئه , لطالما قال لها أن تصمُت وأن صوتها مُزعج جداً ليُحرجها أمام الجميع , يعلم أنها ضعيفة وتدميرها سهل فكانت تطرق برأسها خجلاً عندما يضحك الجميع ظناً منه أنها مُجرد فكاهة ثقيلة من فُكاهاته , زمّ شفتيه وكاد أن يُدميها , والحمم البُركانية تثور بداخله , وحدقتيه اشتعلت بمحجرهما بغضب شديد من كلامها عنه , فمن كلامها يبدو أنها أصبحت مُتمرده ولم تعد تلك الطفلة سديم التي يعرف , ستندم أشد الندم لن يمر كلامها عنه مرور الكرام
حنان تقول لابنتها بجفاء, وكأنها تعيش بعصر الجاهلية الأولى , ولو كان وأد البنات حلالاً لوأدت بناتها فور ولادتهن , فهي تجد في عقلها الخاوي أن الرجل هو السند في هذه الحياة , والبنت هي العار والشرف ولا فائدة تُرجى منها , فبنات هذا الجيل مُدلل و مُختلف عن جيلهم الذي تربى على القسوة و الجلافه , لتحوم على ذكراها تلك الذكرى المؤلمة ورؤية زوجه ابنتها تُذكرها بها دائماً
حنان : ترا يامان خطبك مني قدام الكل وبالأصح أنا طلبت منه بالتلميح جهزي نفسك بتتزوجي قريب بحاول أنه يعجل بالزواج وأفتك
مدت شفتيها بتمرد وأسبلت عينيها , تُحاول مسك دموعها من الانهمار لكلامها القاسي وترخيصها أمام الجميع , ازدردت ريقها , لتقول كلام من خلف قلبها تعلم أنه يسمعهم وتريده أن يسمع ما تقوله ستجرحه وتُهين رجولته وكرامته كما فعل بها عندما اشتكاها لزوجه أخيها قبل قليل
سديم بحده وجسدها يرجف بوهن : ما رح اتزوج واحد شبه الرجال أنا لو بتزوج بتزوج رجااااال مو خكري , لتُكمل بكذب , وأخو صديقتي يبيني بقوه بعد مو راضي يتزوج إلا أنا وأنا بعد أبيه يعني بتفتكِ مني قريب معليه قولي لولد , وشدت على كلمه ولد , أختك يدور نصيبه في مكان ثاني
اتسعت عينا حنان لتصفع ابنتها على وجهها بغضب , وجسدها يهتز من كلامها عن يامان فهي لا ترضى أبداً على أولاد أختها
: وقطع يقطع هاللسان إن كانك ما تبين يامان اليسواك ويسوى طوايف أهل أبوكِ كلهم بتاخذينه ورجلك فوق راسك وبقوله يعجل بالزواج بعد أسبوع يعقد وياخذك بلا في شكلك لا يلبقلك عرس ولا طنطنة
ترنحت بوقفتها جُحظت عيناها , وتسّحب ظهرها على الجدار بعد مُغادره والدتها بعنف , لتستقر على الأرض الرُخامية الباردة بقدميها العاريتين , ضمت رُكبتيها لجذعها وألتفت ذراعاها على ساقيها , لتغرق في نحيب مكتوم , تتخيله يسمع كلام والدتها التي أهانت كرامتها أكثر من السابق , غامت عيناها بحزن شديد , حزن يملأ السماء , البحار , المُحيطات , اجتاحت قلبها عاصفة هوجاء من المشاعر الفياضة , أصبح قلبها كصحراء خاوية تركض خلف سراب من ماء يروي ريقها من الجفاف , فهي تُحبه . نعم تُحبه كثيراً , لتتنفس نفس الهواء الذي يتنفسه , وكم ترغب أن تخنق كلمة الحب في بلعومها , أهانها كثيراً بدعوى المُزاح , سخر منها كثيراً أمام الجميع , رُغم نظرات شاهين وعمها منصور الحادة تجاهه , ومع ذلك كانت في كل مره قلبها الغبي الواهن يتعلق به أكثر , لا تعلم لماذا ؟! ولا تُريد أن تعلم , ولكن ما تعلمه أنها لن تسمح له بإهانتها أكثر من ذلك , هو ارتاحت أساريره , ليتنهد بعمق , ظن لوهلة أن خالته سترفضه وتُعاون ابنتها , لا يعلم أنها تكره بناتها كثيراً وقد تُعذبهم بشده , ولكنه ارتاح لأنه خالته هي من أرخصت ابنتها له , سيُريها كيف يكون رجلاً وكيف تقول عنه أن شبه رجل سيُربيها مُجدداً ليرميها عند والدتها مُجدداُ بلقب جديد , , كي تفتري بها خالته لأنها ستُصبح مُطلقه , سُعد كثيراً لأنه سيأخذها بعد اسبوع فهو سيُوافق فوراً وبعدها يفتح الطريق لأخيه كي يتزوج ويستقر
***
نهضت عن الأرض وألقت الخرقة لتهرول وتجلس بجانبه
: أنت وش قلت قبل شوي أنه أبو البنت بدور عليها وإذا جاء وهو يدور عليها وإذا قلناله هاذي بنتك ريتا من وين رح يعرف
محمد بذهول : نعم انجنيتي أنتِ
ناريمان بحماس : لحظه خلينا نفكر مع بعض الشيخ وش قال أنه راح لأبوها وقاله عنده بنت بس ما نعرف هل هو يعرف اسمها ولا لا ع العموم الاسم مو مشكله إذا يعرف أولا ريتا أو ليليان شلون رح يعرف
اتسعت عينيه و لف محمد بجسده للأمام بقوه : مستحيل مستحيل
توسلت له قليلاً وهي تُحرك يديها بانفعال : فكر أول فكر لا تقول لا علطول ريتا رح تندفن هنا إذا قلت عن الجمال ليليان أحلى وإذا على الجامعة بنتك فاشلة رح توافق على أي خطيب وبكون فقير ومنتف وعلى باب الله وما رح تطلع طول عمرها من هنا وأنت عارف ليليان حلوه وتدرس تقدر تطلع نفسها من هنا بسهوله إذا قلت إيه رح تساعدها وتساعدنا , وضعت كفها على صدرها لتتنفس بصعوبة لمعت عينيها بسعادة , فكر فكر تصير ريتا بنت عبدالكريم الذيب
***

نعجتي 07-05-16 03:18 AM

رد: هذه دُنياي
 
اتسعت عينيه بذهول من الاسم الذي ذكره , لم يشعر بسقوط الهاتف من كفه لتتهشم شاشته الزُجاجية , تشنج جسده لتسري به رعشه كهربائه والاسم الذي ذكره موظف الشركة بتردد واضح بصوته " عبدالكريم الذيب " , فغر شفتيه , ووضع كفه على جبته , سمع هذا الاسم من قبل ولكنه أراد أن يتأكد قبل أن يبدأ بالعوي والهجوم , انبسطت أسارير وجهه لتُظهر صف أسنانه اللؤلؤ , ظهور هذه الابنة بهذا الوقت تحديداً ورقه رابحه له سيستغلها بسهوله للانتقام , سيُوقعها بشباكه لتتعلق به وبقلبه وسيتركها تتدمر , فغزلان مُدللة ولن تقبل به , لمعت عيناه المُشتعلة بمكر يُميزه وحده , ليلج للداخل ويرى والدته تواسي زوجه خاله المسكينة , لم يكفيها ألم زواج خاله قبل سنوات ليأتيها هذا الألم , والأدهى والأمر ستعيش هُنا مع والدته وجدته
,
رانيا بهدوء : كيف رح نلاقيها طيب
منصور براحه : بروح اليوم مع شاهين للمستشفى ونسأل
رانيا عبست ملامحها بحزن : منصور أنا مره خايفه
نظر لها بعمق ويعرف تماماً أين ينحني عقلها الأعوج من أفكار
, ببرود : ليه خايفه
هزت أكتافها : ما دري أخاف تكون معاقة أو ماتت أو فاشلة بحياتها مو زي أرجوان
تأفأف لأنه توقع السبب ليقول بحده : جمعي بقايا عقلك المفتت ولا عاد أسمعك تقولي كذه
نظرت له بحده : أنا ما أكل ولا أشرب ولا أنام ولا مرتاحة حتى من التفكير بكل شي من يوم عرفنا الحقيقة للحين
جاء زايد على كلام والده
منصور : البنت هاذي بنتنا لا تنسي
زايد باستغراب يشعر بأمر غريب منذ مغادرتهم المشفى : أي بنت هاذي ومين هي
رانيا ومنصور بهدوء : ما في شي
عقد حاجبه و لوى شفتيه قليلاً : يبه أنت شايفني ولد العشر سنوات أدري أنه في شي بينكم وشي كبير بعد , نظر بغموض لوالده ليهتف بحده قليلاً من الكلام الذي سمعه , أنت متزوج وعندك بنت من زوجتك
قبض والده أعلى قميصه ليهتف بحده و بغضب : احترم نفسك يا ولد لو أبي أتزوج بتزوج وغصب عنك وعن كل مين يوقف بوجهي ما رح يمنعني أحد ولو بتزوج بعلم الكل وبعلن وما ني متزوج من ورا ظهوركم وكأني غلطان
قالت رانيا بحده , تُبعد الأب عن ابنه , و تدفع صدر زايد للخلف وصدرها يُغرز بسكاكين حادة , نعم هيا لم تحب يوماً منصور وتعلم أنه لا يحبها بل كل ما بينهم مُجرد احترام زوج وزوجه , لم تشعر بتلك المشاعر التي بين الأحباء , كُلها مُجرد تراهات لا صحة لها من الأصل رغم العشرة التي بينهم كانت المودة هي ما تزيد وتنقص مع الوقت
رانيا : يا يمه يا زايد أبوك لا هو متزوج ولا شي خلاص انتهينا
لم يتمالك نفسه عن الغضب ليرتفع صوته : لا ما انتهينا أجل وش فيه ليه تتهاوشوا كل شوي وإحنا حاسين بالفجوة البينكم
تطلع منصور بغموض مدروس لابنه : بس إحنا البينا الفجوة
عبس زايد عندما فهم مغزى كلام والده لتقول رانيا , وغطت وجهها بكفيها : بس بس انتوا الاثنين الموضوع هو أرجوان , أرجوان ما هي بنتنا
فغر زايد شفتيه بذهول ليهز رأسه نافياً بصدمه , ولم ينتبهوا جميعاً على تلك الأذان البيضاء التي كانت تسمع الكلام بانتباه شديد عند سماعها اسمها
طرق منصور رأسه : عرفنا هالشي بالمستشفى بعد ما سوا تحاليل للكل عينات دم أرجوان ما تتطابق مع عيناتنا يعني أرجوان ما هي بنتنا هذا العرفناه
رفع منصور رأسه ليرى أرجوان تترنح بوقفتها , و تلف رانيا رأسها حيث ينظر زوجها , ركضت صاعده عتبات الدرج لغرفتها والدموع تتساقط من عينيها , وهرع لها منصور وزايد و رانيا
***
بللت شفتيها والسعادة تغمرها من رأسها لأخمص قدميها , الحياة جميله وستعيشها فهي لن تعيشها مره أخرى , ولن تقضيها بالحزن والألم , فهي تعلم أن الله يكتب لها الخير , وكل ما تمر به مُجرد خير , انسدل جلال الصلاة على رأسها وجسدها الغضّ الذي يشبه الحليب بلونه, ليُغطي أقدامها الناعمة , كبرتّ لتؤدي الصلاة بكل خشوع , وما أجمل أن تقف أمام ربها لتتعبده وتطلب غفرانه وتتوسل الراحة وبعض الأمل , ومُعجزه صغيره تُغير لعبه القدر , وكم تكره ذلك الوقت الذي لا تستطيع أن تقف أمام ربها وتشتاق للصلاة , أنهت صلاتها لتُسلم جلست قليلاً على سُجادتها تستغفر على مفاصل أناملها وتقرأ أذكار المساء , نهضت لتخلع الجلال وتلمه مع السجادة وتضعهم على الكُرسي بأحد زوايا الغرفة , توجهت لهاتفها المحمول وتتصل , سمعت صوته الرجولي الخشن لتبتسم بحب وتهمس بشجن واشتياق
: وينك حبيبي تأخرت
طلال بابتسامه : يلا هذاني جاي بالطريق
بحنان : طيب يلا أنتظرك
,
أغلق طلال الهاتف لينظر لجانبه مذهول من كلام ابن خالته له
: من جدك الحين يعني أرجوان البيبي ما هي بنت خالتنا
شاهين : لا والله مثل ما قلتلك اليوم بنروح ان شاء الله مع عمي منصور للمستشفى
أومأ طلال برأسه : طيب تعال معي البيت بنتفاهم هناك على رواق
هز شاهين رأسه بقبول ليرى ليال أيضاً فلقد اشتاق لها كثيراً ولدلالها ,
أغلقت الهاتف لتتوجه فوراً إلى دوره المياه بدلت ملابسها إلى تنوره قرمزية مدرسيه لمنتصف فخذها و قميص خفيف قصير يُظهر جمال بطنها و انحناء خصرها المُلتوي بإغراء , وربطتها من المُنتصف , نظرت للمرآة وهي تضع بعض مساحيق التجميل بشكل أثقل من كل يوم , سرحت شعرها وقسمته لقسمين وربطت كل قسم بشريطه حمراء , توجهت للمرآة الطولية بعد ارتدائها الكعب لترى شكلها الكامل , فاتنة , مُثيرة , مُغريه , ابتسمت برضى لشكلها وهي تتوجه للمطبخ وجهزت كأسين من العصير , سمعت صوت قفل الباب , حملت الصينية لتتوجه لغرفه الجلوس التي يجلسون بها دائماً , تشنج جسدها و شهقت بفزع لتسقط الصينية من يديها , اتسعت حدقتي طلال ووضع كفه على رأسه وعض شفتيه بإحراج , استوعبت الوضع المُخزي لتركض لغرفتها , لوى شاهين رأسه بصدمه للجدار ومنع ابتسامه من التسلل لشفتيه , وكتم قهقهة كادت تملأ أرجاء الغرفة , انتبه لخروج أخته , لف رأسه لطلال المُحرج وهب على قدميه ليخرج يعلم أنهما مُحرجان , اتضح طوله الفارع , لم يستطع منع ابتسامه صغيره تراقصت على شفتيه , تنهد ليقول
شاهين : روح لها أكيد تصيح البكايه الحين وأنا بطلع نتكلم بعدين , حرك خطواته للباب ويلحقه طلال بصمت حرج , ليلف بجسده على صهره رادفاً , ها لا تجي معنا خلاص أنا وعمي منصور بنحل الموضوع وأكيد زايد بكون عنده علم
أومأ برأسه ليودع شاهين , أغلق الباب وأسند ظهره عليه , أسبل أهدابه وتراقصت نسمه مُحببة إلى قلبه وهو يراها بذلك الشكل المُغري , زم شفتيه لأن شاهين رأها بكامل زينتها من أجله وأفسد عليه مُتعته , توجه للغرفة قبل أن تُخلع ملابسها
***

نعجتي 07-05-16 03:19 AM

رد: هذه دُنياي
 
لم يستطع أن يُبعد الذهول والصدمة من ملامحه , أخر شي توقعه بين ألف من البشر يحدث لخمسه منهم , وأن يكونوا هم من بين هؤلاء الخمسة , صدمه خطأ طبي فادح من مُستشفى مُهمل ,
..
تراءت على مُخيلته تلك اللحظة بل تلك الليلة الممطرة العاصفة عندما كان بعمر الاثنى عشر سنه وقتها استمرت العاصفة الهوجاء عده أيام على غرب السعودية كانوا يغطون بنوم عميق , وأجفله سماع صوت صُراخ والدته بدأت معها آلام المُخاض التي شهدها ثلاث مرات بحياته نهض بفزع وهو يرا والده يمشي معها بهدوء ويطلب منها التنفس بعمق لم يُقاوم ألم والدته ليلحقهم بمنامته القطنية صعد للسيارة ويرى والدته تتألم بشده ووالده يشعر بالارتباك والتوتر ليقف عند أول مشفى حكومي بسيط بطريقه وعلى قدر حالهم ذلك الوقت وهُناك حدث ما حدث من إهمالهم .
..
أجفله عن أفكاره وذكرياته صوت زوجته وأم طفليه هامسة باسمه باستغراب نظر لها من الأسفل للأعلى , برموده جينز مُهترئ بلوزه قصيرة بهتت ألوانها من الغسيل تُظهر تشققات بطنها ووركها الغائر , ترفع شعرها بمشبك كبير بطريقه مملة عشوائية , وجهها خالي من مساحيق التجميل , والهالات السوداء تُغطي أسفل عينيها
همهم بكلمات غير مفهومه ليتوجه لغرفه الجلوس ويستقر على الأريكة , ندم كثيراً على إخبارها لكي تأتي فلقد كان مرتاح بعدم وجودها لشهرين عند أهلها , يشتاق لمعاشرتها ولكن لا نفسيتها المُملة ولا هدوءها ولا شكلها يُساعده على ذلك , تطلع إليها بملامح عاديه , عبست ملامحها بحيرة
سيدرا : وش فيك حبيبي تعبان
كتم ضحكه كادت تخرج من بين شفتيه على لفظها التحببي , تنهد بملل وضجر : ما فيني شي عادي بس أرجوان ما طلعت أختي
وضعت كفها الناعم على فاهها وظهرت غضنه على جبينها
: كيف يعني مو أختك
برم شفتيه ونظر لها : يعني بدلوها مع بنت ثانيه بالمستشفى وهي موب أختي الحقيقية بس أختي من الرضاع , وضع رأسه بين راحتيه وأسند كوعيه على فخذيه رادفاً , الحمدلله أنه أمي رضعتها
زمت شفتيها بذهول وصمتت لا تعرف ماذا تقول فهم بحاله حرجه جداً ليأتي على بالها سؤال
: يعني أكيد بتدوروا بنتكم بس إذا لقيتوها بتعطوا أرجوان لأهلها
نظر لها بحده وهو لا يحتمل حتى رائحتها قائلاً بغضب
: أنا مالي أخت غير أرجوان وبس
عادت بجسدها للخلف بخوف من غضبه , لتنهض وترى أطفالها وعلى وجهها ملامح الحزن العتيق من تغيره معها فهي تحتاجه ولكنها عليها أن تبتعد , ضرب قبضته براحه كفه من حياته الضجرة , يستحق ما يقوله والده عن حياته ذو الفجوة العميقة , غبية الجميع يلاحظ إلا هي المُغفلة
***
تجلس على الأريكة ويستقر الحاسوب على حِجرها , جسدها يرجف بعنف , وعقلها ليس بالحاسوب , لم تتخيل يوماً أن والدها كان متزوج والأدهى أنه لديه أبنه أي أخت , غابت عنهم لسنوات وعندما تأتي إلى هُنا ستكون هي المُدللة وينتهي أمرها هنا , كم كانت تتمنى أختاً لها ولكن لا وألف لا , تسللت نظراتها لوالدتها التي تكمش جسدها على الأريكة بحزن لا يُغادر وجهها , تألمت كثيراً لحالها ولامت والدها كثيراً , كشرت عن براثنها من الآن لإخراج تلك الدخيلة عليهم قبل أن تدخل فهي لن تسمح بأي شي يمس مشاعر والدتها , سمعت همس جنتها مع عمتها
رشا بابتسامه ناعمة : كنت أنتظر لسنوات يحبني أدري انه حالنا يتحسن وأحسن من غيرنا بس أدري عبدالكريم ما عمره حبني كان يحترمني ويقدرني وبينا مودة بس مشاعره مو لي
عبست يارا ملامحها بحزن رقيق يليق بوجهها : حبيبتي أنتِ ما عليه يا قلبي والله ما رح تجي هالبنت وتكسرك رح أسوي الأقدر عليه وما أخيلها تسكن هنا
تطلعت لها رشا بهلع : لا والله ما تسوين شي خليها تجي حرام غابت عن أهلها عشرين سنه متخيله هالمده وكيف عاملوها العائلة الساكنة معهم ويمكن قسو عليها بالعكس رح أفرح إذا انبسط عبدالكريم
تنهدت يارا بعمق وهي غير راضيه , ستأتي وتُفسد نظام حياتهم , انتبهت لابنتها تُشاكس غزلان , نغزت بيلسان خاصرة غزلان بابتسامه قائله بنعومة كوالدتها
بطفوليه مُحببة :هبلونه الله وناسه بصير عندك أخت يا حظك
لوت غزلان شفتيها بغضب من كلامها : أقول اذلفي عني يا البزر أنا ما عندي أخت مالي غير أخ وهو عاصم بس
هزت يارا رأسها بعتاب لغزلان فهي لا ترضى على طفلتها الصغيرة أبداً , باغتهم دخول ذياب , لتهلي به يارا وترحب فهي حياتها كلها ولديها , ذياب وبيلسان , قبل ظاهر كف والدته وألقى السلام باحترام وسحب كف والدته
,
في أحد غرف القصر تطلعت له يارا بملامح مُتعجبة , ترى ثورته وغضبه خلال عينيه , غضب قديم كأنه بدأ يعود للحياة , مهما حاول إخفاءه عنها لا يستطيع , ولكن يستطيع إخفاءه عن الجميع , يملك حده عيني والده مثله تماماً يُشبه بكل شي , حركه كفيه المُشبكين خلف ظهره , تنهداته السريعة , كفه التي تتغلغل بأعماق شعره , تلك الشُعلة الغامضة التي تضئ حدقتيه البنية القاتمة , كأنها ترى ماهر أمامها , لماذا تشبهه هو يا ولدي ألم تجد غيره لتشبهه وتذكرني به , همست أخيراً بعد طول انتظار
: ذياب وش فيك يمه ليه معصب
تطلع لها بنظرات , رعشه سرت بجسدها من شعله حدقتيه , لتُطرب أذنها نغمات صوته الخشن بحده مُحاولاً عدم رفع صوته
: شلون مات أبوي
تنهدت بعمق , أما زال لا يسأم من طرح هذا السؤال , ظنت أنها تجاوزت هذه الأزمة منذ زمن , وقد ظنت الأمر أكبر من ذلك لتقول بهدوء
: قد قلتلك وأنت صغير ما تتذكر مات بسريره سكته قلبيه
عض باطن شفته السفلى , بل إنه يتذكر ويتذكر جيداً , وكأنه عاش هذا اليوم بالأمس , لتعود لذاكرته تلك الليلة عندما كان عمره عشر سنوات
..
كان طفل صغير يشهد شجارات والديه المُتكررة ولا يعلم السبب اختفى والده فجأة , وذات ليله كان يستلقي بسريره في قصر خاله , دخلت عليه والدته لتُغطيه باللحاف ليسألها بطفوليه
ذياب : ماما وين راح بابا تأخر
ابتسمت له ابتسامه لم يستطع تفسيرها بوقتها , لكنه يتيقن الآن أنها ابتسامه كره وحقد : بابا سافر بعيد ما رح يرجع
مد شفتيه الصغيرة ليسأل ببرائة : ليه ما رح يرجع
أصبح هذا السؤال يتكرر كل يوم لتخبره وقد ملت منه ومن طفوليته أنه قد مات بحادث سيارة
..
خرج من غمره ذكرياته على صوتها : يمه فيك شي مو طبيعي أنت من كم أسبوع
رمش بعينيه بحركات سريعة مُحاولاً تمالك نفسه : ما فيني شي يمه بس عشان توني ما تعودت على الشغل بالشركة
لا يمكن أن تكون والدته السبب أيضاً , سيُجن لو كان ذلك صحيحاً لديه ثلاث خيارات وقد احتار كثيراً , مات بحادث , مات بسكتة قلبية , مات مُنتحراً , أصبح يعلم أن خاله له يد بما حدث ولكن ماذا فعل له عليه أن يُقابل ذلك الموظف ويسأله بنفسه , لقد أصبح مُحققاً في القوات الأمنية الخاصة , فقط ليجد تفاصيل موت والده التي لا يعلم عنها شيئاً حتى الآن وبدأت الصورة تتوضح له تدريجياً ولكنها مُبعثره , وسيركب هذه البعثرة بنفسه , مَثّل ببراعة على خاله أنه يُريد ترك الشُرطة وبحثه عن عمل ليعمل بشركته و يستقر , وقد نجح بالخطوة الأولى و استقبله خاله بكل رحابه صدر, عمله بالشركه ظاهري فقط ليكون قريباً منه , ويستقصي ما يستطيع من معلومات , فوالده كان يعمل مع خاله , وقد بدأ حديثاً العمل عند خاله , وظن الجميع أنه ترك الشرطة
***

نعجتي 07-05-16 03:23 AM

رد: هذه دُنياي
 
يستقر الهاتف على إذنها وتُكتف ذراعها الأخرى لجذعها , وقدميها السمراوتان تدور بأرجاء الغرفة الصغيرة هامسة
: ما أقدر أجي أمي ما رح ترضى الحين
منال : جربي معها قولي أي شي ما ودك بسيجاره تعالي هناك المكان جديد وحلو
لوت شفتيها بغير رضا : طيب بحاول معها أشوف
خرجت من غرفتها لتجد والدتها بالمطبخ تصنع كعكه , دون أن تنظر لها شُعاع : هاذي مرام
ابتسمت فوالدتها ترتاح لمرام أكثر من منال التي لا تُطيقها : ايه يمه هي
نظرت لها والدتها : ايش تبغى
نوران بكذب : تبغاني أجيها وادرسها مو فاهمه شي بالإحصاء تعرفينها خبله
خلعت شُعاع مريلة الطبخ بعد وضعها الكعكة بالفرن : رحتي هذاك اليوم يمه تدرسيها
التفت نوران لوالدتها : كانت ماده ثانيه
لوت شفيتها بعدم رضا : يمه خليها يوم ثاني شوفي مسويه لك كيكة من التحبيها
نوران : هالكيكة يبيلها ساعة تستوي وأنا يمديني أروح وأرجع خلال ساعة
رفعت شُعاع حاجبيها الجميلين : وش هالدراسه البساعه غير المواصلات متى يمديك تلحقي تدرسيها , بللت شفتيها الوردية لترطبهما وانبسطت أسارير وجهها , شوفي أنا أجهز الكيك و أسوي الشاي ونجلس أم وبنتها وحتى عمتك مو فيه
لوت شفتيها بحزن لتنظر لها والدتها بحنان : طيب روحي بس لا تتأخري
عانقت والدتها بحب شديد : الله يخليك لي يا أحلى أم بالدنيا رح أروح وأرجع بسرعة
***
يطرق باب غرفتها بقبضته هاتفاً بكلمات مُحببة لتسمعه ويصل صوته المُحب لأعماق قلبها , فالتشعر إني لا أفرط بها أبداً , لن أُعطيها لأحد , هي أبنتي وستبقى ابنتي , دائماً وأبداً
منصور : أفتحي يا روح أبوكِ أنتِ يا ملاكي الصغير تركتك براحتك , وهو لم يتزحزح من عند بابها , اطلعي يلا مشتاق لوجهك حتى زايد طفشتيه وراح
رانيا بحزن : جيجي يا قلبي اطلعي خلينا نتكلم يلا ماما لا تسمعي كلام أبوكِ ما لنا بنت غيرك أنتِ
نظر لها منصور بحده , ويلفت سمعه صوت قفل الباب , لف رأسه بعنف , فتحت أرجوان الباب وعينيها تذرفان الدموع وقد احمرت من النحيب , واجتذبها منصور لأحضانه بقوه هامساً بحنان فياض
: خلاص يا بنتي خلاص
هزت رأسها بعنف وتغرس رأسها بصدره العريض لتبلله بدموعها الغزيرة كغزاره الأمطار بتلك الليلة التي خرجت بها إلى الحياة
أرجوان : لا تقول بنتي مو بنتك أنا بنتك الحقيقة وحده غيري
مد شفتيه بعدم رضا وتأثر من حالها وضمها له أكثر وقبل رأسها : روحي لا تقولي كذه إلا بنتي وبنتي وقطع بلسان اليقول غير كذه , أحاط وجهها بكفيه ليردف , تدرين وش يصير فيني يوم تقولي أنك مو بنتي قلبي يرجف وأحسه رح يطلع من مكانه و اتقطع ما في أي قوه تقدر تاخذك مني لا تقولي كذه لا تحليل الدي ان أي ولا أي فحص ثاني أنتِ بنتي ما رح أعطيك لأحد , ليُضيف مرحاً , وكليتي توجعني
قهقهت بين دموعها لتعود لأحضانه الدافئة
***

نعجتي 07-05-16 03:24 AM

رد: هذه دُنياي
 
يجلس أمامها على السرير وابتسامه مُسليه تتراقص على ثغره , رفع كفه ليُزيح شعرها البني المُلتصق بوجهها الباكي , ابعد كفيها عن وجهها بقوه ليقول بمرح
طلال : خلاص يا قطعه القلب أنتِ ترى شاهين راح من زمان
زادت دموعها بإحراج بعد ذكره اسم أخيها , ولم يستطع أن يمنع ضحكته المُجلجلة من أن تصدح , وسحبها لحضنه مسح على شعرها بكفه , سمع همسها الناعم
ليال : ليه ما علمتني أن شاهين معك
بابتسامه خبيثة : والله كنت بسويلك مفاجأة عشان ما شفتيه من زمان بس ما ندري إنا إحنا البنتفاجأ بس نجي
رجفت بحضنه , تشعر أنها مُريعه فهي تبكي منذ مده طويلة تُريد مسح دموعها وأثار المكياج ستشوه وجهها نهضت بهدوء من حضنه هاربة لدوره المياه تحت وقع ضحكاته الرنانة
,
لوت شفتيها خلف الباب المُغلق و تكتفت , فابنها واضح عليه السعادة مع هذه المعتوه , فهي لم تحبها أبداً ولم تكن تُريدها زوجه لابنها , ولكنه تعلق بها منذ أن كانت طفله ولم يسمح لأحد بأخذها منه , تأفأفت بقرف وهي تتخليها تتهادى أمام ابنها لإغوائه
***
بعد ساعتين
بصالة القصر الكبيرة يقف بشموخ ويُعانق قدح القهوة ليمده ببعض الحرارة والدفء
تطلع لساعة معصمه : كم صارت الساعة وللحين ما جو , نظر لذياب العابس كعادته بحنان أبوي , فكرك بنتي تشبهني ولا تشبه أمها , بلل شفتيه رادفاً , كيف لو ما رضت تشوفني وقالت هذا مو أبوي أبوي هو الرباني بتكون صادقه بس أنا ليتني أعرف من قبل كان ما خليتها
ذياب كان مُستمع صامت ينظر لخاله بحقد دفين لا يظهر على ملامحه الهادئة المُستكينة وينتظر قدوم هذه الابنة بفارغ الصبر ليبدأ بهجومه , سوف تكون هي نقطه ضعف لخاله
,
دخلت ريتا للمنزل وتوجهت للغرفة الصغيرة بالحديقة وتضع بعض النقود , محمد يُقلب خرزات المسبحة بعنف , وناريمان تسند مرفقها على ذراع الأريكة بهم جاثم على قلبها , نظرت ناريمان بنظرات مُتسعة قليلاً هامسة
: محمد
نظر لها ليضم المسبحة بين كفيه : ناريمان وإذا مسكونا
جحظت عينيها : حلفتك بالله لا تتكلم بشؤم كذه
دخلت للداخل وهي تُرحب بوالديها لترد والدتها : أهلين يا بنتي جوعانه
نظرت لوالدتها : لا تعبانه مره بنام , تحركت بخطواتها لتنظر للأرض باستغراب سائله , وين السجادة
اتسعت عينا ناريمان لتقول بلعثمة : أبوكِ كب الشاي على السجادة وأنا قلت الجو بارد أغسلها بكره
رفعت حاجبيها , الله الله أي جو بارد ونحن بعز الصيف أماه ما بالكم هكذا مرتبكون , هزت أكتافها
ريتا : طيب يلا تصبحوا على خير
تقدمت ناريمان من محمد : ننتظرها تنام شوي وبعدها نطلع
محمد بوهن : الله يسامحنا يا رب
,
في الحديقة يُحرك محمد الفأس على التربة ويرفعها بالرفش وناريمان واقفة تتأمل السقف القصير هامسة
: يلا يا محمد أبوس ايدك أسرع المطر رح ينزل وليليان بترجع من الشغل
محمد بعتب : وش فتحتي علينا مصايب
ناريمان : وش ذنبنا إحنا حادث تراه
بعد نصف ساعة تم حفر حفره كبيره أشبه بقبر جلس محمد بتعب ويحمل الفأس وجلست بجانبه ناريمان حامله الرفش ليقول محمد
: يا الله شوفي وش سوينا بحديقة البيت
ناريمان : وش نسوي يعني وش نسوي يعني معك سيارة ناخذه لبعيد وندفنه بمكان ثاني
بخوف وهو ينظر حوله : ناريمان شفتي كويس صح ما حد شافنا
اسندت جبهتها على عامود الرفش واسبلت عينيها : ما شافنا أحد والله ما شافنا أحد وإذا شافنا أحد مين يصدق انه نسوي زي كذه بهذا الوقت من الليل
هب واقفاً ليحفر أكثر , نهضت ريتا من نومها وهي تنظر حولها فتحت مصباح المنضدة متأففة , توجهت للمطبخ لشرب كأس من الماء , ورأت والديها من النافذة يدخلون الغرفة التي بالخارج لتهمس بصوت خافت
: وش يسون هذول بره , شهقت لتردف , راحت الفلوس
تحركت بخطواتها للخارج , بالغرفة الصغيرة يرفعون الجثة الملفوفة كشطيرة بالسجادة لتقول ناريمان
:محمد وش بنسوي بالسجادة
محمد : وش بنسوي يعني بندفنها طبعاً
ناريمان : خسارة إذا غسلناها ما رح تنظف
محمد : سجاده ايش أنتِ الثانية أنا هنا ميت من الخوف
: ايه صح يلا
رفعوا السجادة وتدخل ريتا الغرفة مُباغته ترنحت وهي ترى الجثة بقلب السجادة وسقطت السجادة من كفي ناريمان ومحمد ويتدلى رأس الكهل على السجادة

نعجتي 07-05-16 03:25 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل السادس


رجف جسدها على الأريكة ,تشعر بشرارات تجتاحها ,والدتها تجلس بقربها تهدئها وتمسح على شعرها الشعث وتسقيها الماء
ناريمان أسبلت عينيها برجاء : تكفين يمه أسكتي اهدي الحين بتجي ليليان وتشوفك كذه ما رح تسكت لين تعرف وش صار
تنفست ريتا بعمق شديد , محاوله أن تتمالك نفسها , وعينيها تدمعان من شكل الجثة التي رأتها بعينيها ومن كلام والدتها , رباه ما هذه الدراما التي تعيشها
من بين دموعها ورجفاتها التي لا تهدأ : ماما التقوليه مستحيل كيف كيف أروح هناك وأمثل أني بنته , شربت رشفه من الماء , وكفها يرتج ليرتج الكأس بقبضتها ,وتتصارع المياه بداخله
عادت دموع ناريمان بالنزول على وجنتيها الممتلئتين : مو مشكله أنتِ فكري توه أبوها لليليان ما وصل لنا لو ما تبين بكيفك ماني جابرتك
اتسعت عينا ريتا وهزت رأسها بعنف : مستحيل ليلو أختي كبرنا مع بعض عشرين سنه أنتِ شايفه أنها قليله المدة كيف أسوي فيها كذه
ابتسمت بحب : ادري أنها مو قليله ولا يكون على بالك أني ما أحبها بالعكس هي بنتي وربيتها مثل ما ربيتك جاتني وهي باللفة وتوها مولودة بس أنتِ غير بنتي الحقيقة , بللت شفتيها لتردف , و أبغالك الخير هي فتره مؤقتة بس
فغرت ريتا شفتيها , رجف جسدها بقوه ليهتز برفض حاد وهبت على قدميها بعنف مُتطلعة لوالدتها : مستحيل كيف أروح يعني الرجال غبي ما رح يفهم إني مو بنته وبعدين لو عنده أولاد كيف بكشف عندهم وعنده هو
عبست ناريمان ملامحها : عادي يا يمه لا تشيلي الحجاب قولي مو متعودة عليكم وصعب علي حتى لو حاول يحضنك تقدري ترفضي بحجه انه صعب ومو متعوده
كتفت ذراعيها وما تزال والدتها ترمي الكلام المسموم في بالها وتزيد من جرعه حياتها التي ستتغير للأفضل , محمد ينظر لهما بجمود , هامها أم وابنتها تخيطان خيوط العنكبوت ليلتصق بهم عبدالكريم برباط وهمي صنعاه سوياً , ويحرمون تلك الصغيرة من والدها الحقيقي , ولكن ما بيده حيله ماذا يفعل مع امرأة بمئه رجل , كل ما يتمناه أن يظهر لهم شي يُفسد مخططاتهم
,
دخلت ليليان بابتسامتها المُحببة وروحها الحلوة اتسعت حدقتيها الرمادية , وفغرت شفتيها من شكل عائلتها البائس لتهمس بعبوس ملامحها , وضعت كفها الناعم على فمها , ووجنتاها المكتنزتان محمرتان كحبات التفاح من حرارة الجو والرطوبة , والأفكار السيئة تتصارع برأسها من حالهم البائس
: ماما بابا ريري وش صار ليه تبكوا في شي
مسحت ناريمان دموعها بظاهر كفها , ثم مدت ذراعها
: تعالي يا يمه تعالي
تقدمت بتعثر وهي تخشى خبراً سيئاً لن يتحمله قلبها الصغير , وجلست بجانب والدتها, عانقتها من كتفها , وعانقت ريتا من الجهة الأخرى , وقبلت رأسهما
: ما في شي يا يمه بس تعرفي حالتنا وشلون متبهذلين ووصلت فواتير المويه والكهربا الله يرزقنا من عنده
عقدت ملامحها بحزن لو معها بعض المال لأعطتهم ولكن راتبها قد انتهى وما يزال يبقى عده أيام على الراتب القادم , تنهدت بعبره خنقتها وتشعر أنها مكبله بأغلال ولا تستطيع مساعده عائلتها , نهضت الفتاتان لغرفتهما لتغطا بنوم عميق
***
يرتكز بكفيه على مكتبه بداخل غرفه من غرف الشركة , مط شفتيه بحيرة , وحدقتيه مُشتته بالفراغ , ثم وجه نظراته لذياب الذي لا يقل عنه حيرة ليقول
ذياب : يمكن نصابين طيب ما عندك بنت وخافوا عشان كذه ما جابها
هز عبدالكريم رأسه نافياً : مستحيل أنا أعرف الشيخ عبدالعزيز مستحيل يكذب في موضوع زي كذه أصلاً ماله مصلحه يكذب بس ما دري وينه اختفى اتصل عليه والجوال مغلق مر 3 أيام ولا منه خبر الله يستر ما يكون صار له شي كان تعبان
وضع ذياب كفيه على إطار الكرسي ليستند بذراعيه واقفاً ويهتف بحده منخفضة : أجل اسمحلي أخلي رجالي يسألوا وبجيب عنوانهم أكيد عندهم خبر أنا ندور بنتنا
بلل عبدالكريم شفتيه ليمحي عنهما لمحه الجفاف , وأومأ برأسه , بتوتر : طيب طيب سوي التشوفه
,
بعد عده ساعات
توقفت السيارة أمام منزل صغير , أكل عليه الزمن له بوابه صغيره وخلفه حديقة صغيره , ترجل من السيارة الفخمة زوجان من الأقدام أحدهما بمنتصف عقده الرابع , والأخر كان بأواخر عقده الثاني طرق الباب وهما يقفان تحت حرارة الشمس , شعر بالاختناق ليحرر ربطه عنقه وأول زرين من قميصه , خلل أنامله بشعره الكثيف ويوجه نظرات بغير معنى للحي الفقير
***

نعجتي 07-05-16 03:26 AM

رد: هذه دُنياي
 
يجلس على الأريكة الجلدية أمام المكتب , يهز قدميه بتوتر, يشبك كفيه بين قدميه , يُقابله شاهين الجالس بثبات مُكتف ذراعيه لجذعه , دخل الطبيب الذي هو أيضاَ مُدير المستشفى بيده بعض ملفات الأرشيف , ليهب منصور واقفاً بانفعال , تطلع له المدير بتوتر ويعدل نظارته الطبية على عينيه ووضع الملفات على المنضدة الخشبية , تحرك بخطوات هادئة وجلس خلف مكتبه ليقول بتوتر : تفضل أستاذ منصور
نظر له منصور بنظرات حادة , ويأكل بعينيه نظرات الطبيب المرتبكة ,ليرتعش قلبه ويتأكد أن التبديل هذا صحيح وأنه ليس بحلم كما يتخيل , جلس بهدوء ظاهري ولكن ليس لشاهين المُتيقن لتوتره , ربت شاهين على ركبه منصور يمده بقوه بابتسامته المحببة ليسمعا همس الطبيب
: أنا أعتذر منكم والله ما دري وش الصار يومها وكيف صار التبديل بالخطأ مده طويلة عشرين سنه ما هي قليله بس النتائج الجبتوها ومطابقتنا معها بملفات الأرشيف كلها صحيحة وسبب الغلطة أتوقع من اسم العائلة أسماء عائلتكم متشابهين التبديل تم مع بنت لعائله الراجح وعندي بالملف رقمين للجوال بدون عنوان مو متعودين ناخذ عناوين مرضانا
هب منصور واقفاً , وضرب كفه بقوه على المكتب , ونظراته تشتعل بغضب والشرر يتراقص أمام حدقتيه
: نعم , تعتذر بكل بساطه مجرد اعتذار رح يمحي غلطه عشرين سنه
طرق الطبيب رأسه , ليرفعه جاحظ العينين من تهديد منصور برفع دعوى على المستشفى , أعطاهم ؟أرقام الهاتف , ليخرجا بانفعال كما دخلا وقد عرف شاهين بالطريق ثوره تلك الصغيرة فور معرفتها الحقيقة انه متألم جداً لحالها , لطالما كانت مميزه بالنسبة له منذ كانت طفله, ولكن فارق العمر بينهما يجعله يمحي أي فكره تجاهها, اجفله من غمره أفكاره صوت عمه منصور يتأفأف , ابتسم برزانة كعادته الزمن أكسبه الهدوء والصبر , حتى فتره المراهقة لم يعشها وكان جاداً دائماً وعقله أكبر من عمره ليربي يامان وليال
منصور بضجر : الرقم الأول مغلق والثاني يرن بس ما في رد
شاهين : ان شاء الله يردون الحين
,
تمشي على قدميها بين المحلات , تحت أشعه الشمس الحارقة , تبحث عن أي مشغل لتعمل به لتُعيل عائلتها , فأخت زوجها تحاسبها على البيض والسكر , تأفأفت من هذا الهاتف الذي يرن برقم مزعج ومن أرقامه يبدو أنه مميز جداً , خشيت أن يكون رجلاً ثم يزعجها لكنها تضايقت من إزعاجه فعلاً , أجابت بصوت مبحوح من الإرهاق
شعاع : ألو مين معي
منصور بصدمه , يا ألهي امرأة كيف سأتفاهم معها الآن , أجاب بهدوء : السلام عليكم
شعاع باستغراب وتوجس : وعليكم السلام
بلل منصور شفتيه ولأول مره بحياته يشعر بهذا التوتر , تمتم بكلمات غير مفهومه ليقول : معليش على الإزعاج هذا الوقت بس الموضوع مهم أنتِ أم نوران
اتسعت عينها بذهول من هذا الرجل الذي يعرفها لتقول : ايه أنه عفواً مين أنت
ابتسم براحه وأخيراً قد وجدها : ممكن أتكلم مع أبو نوران أفضل يعني رجال لرجال
مطت شفتيها واعتقدت انه أحد أصدقاء زوجها :أبو نوران مسافر من سنين ما أعرف عنه شي
صدمه قد شلت جسده وهو يتطلع لشاهين بارتباك ويرد بإحراج
: طيب يا أم نوران في موضوع مهم بخصوص نوران وبنتي أنا بقوله أدري انه رح يأثر فيك بس ما رح ينفع على التلفون بكلم زوجتي ونتقابل عند الكورنيش إذا ممكن
فغرت شفتيها قليلاً , ارتعش جسدها بصدمه , وقد تغيرت منحنيات تفكيرها لتظن مره أخرى أن ابنه الرجل صديقه لنوران : عفواً بس ممكن أعرف وش سوت بنتي لبنتك لدرجه تبغى تقابلني مع زوجتك
تنهد بصعوبة وقد فهم بما تفكر : ما سوت شي بس رجاءً الموضوع ما يتأجل أكثر بروح مع زوجتي للكورنيش ونتقابل وهو ياليت كان زوجك معك بس ما نقدر ننتظر
أومأت برأسها بتعثر , وقد آلمها قلبها جداً تشعر بأمر سيء لا محالة
***

نعجتي 07-05-16 03:32 AM

رد: هذه دُنياي
 
تهادت بمشيتها مدت الصينية لأختها , والتقفت الأخرى فنجان قهوة تركية هامسة بشكر ثم أردفت
حنان : يا الله للحين مصدومة أرجوان ما هي بنتك , حمدت الله بداخلها فهي كانت تريدها لابنها طلال فاتضحت الحقيقة قبل أن تخطبها والآن عليها البحث عن عروس أخرى له
ارتشفت رانيا بعض القهوة لترد : شفتي كيف بس ما رح أخليها هي بنتي وأنا المربيتها مع منصور الحين ندور على بنتنا الحقيقة
بفظاظة : وليه ان شاء الله ما رح تخليها ما هي بنتكم خذوا بنتكم وخلاص الراح راح
نظرت لها رانيا بطوله بال ولم ترغب بالأخذ والعطاء معها : يصير خير بس نلاقيها أن شاء الله بس الحين ما تعلمي أحد تعرفي بس تعرف الناس ما رح تصدق وتبدأ الإشاعات
حنان : أكيد ولا يهمك
تحدثت المرأتان قليلاً ليأتي اتصال من منصور لرانيا , خرجت على عجل
***
تضع رأسها على جذعه , وتمسح عليه بخفه بكفها الناعمة , يُداعب شعرها بأنامله , يتبادل معها العاطفة بشجن , هي محبوبته الأولى والأخيرة , يحبها بكل ما فيها , تقتله رقتها ونعومتها , جذبها بخفه ليُجلسها على حِجره , وأحاط وجنتيها المُخضبتين , ولثم شفتيها بنهم , ليرتوي من رحيقها , وأنفاسه تُهدر ,يهمس قرب شفتيها بصوت أجش
طلال : أحبك اموووت فيكِ أنتِ أحلى شي صار لي بحياتي
بخجل تُبادله قبلاته الرقيقة على شفتيها الناعمة
: وأنت روحي وحياتي عوضتني كثير ما رح أقدر أعيش بدونك
أدخل يده داخل البلوزة ليحرك كفه على نعومه ظهرها بإثارة ثم رفع البلوزة لتسقط على السرير , قاطع خلوتهم وحبهم صوت هاتف طلال ليجب على والدته , اغلق الهاتف ليميل برأسه مرحاً قائلاً
: الحكومة تطالبنا نزل تحت
ابتسمت ليال بحب لتنهض عنه : طيب أنت انزل و أنا ببدل ملابسي و بنزل وراك
طلال بعينين شبه مغلقتين سحبها من كفها لتسقط بحًجره
: تعالي خلينا نكمل البديناه و بننزل مع بعض
,
وضعت قدماً فوق الأخرى وهي تفكر بأختها تبدو غريبة مرتبكة جاءها اتصال من زوجها لترتبك دون أن تخبرها بشي وأن عليها الذهاب , هزت أكتافها بلا مبالاة , لترى طيف ابنها الوحيد وزوجته , وتتذكر أختها التي سرقت منها أغلى ما تملك وتنجبها , تقدم طلال لتقبيل رأس والدته وكذلك فعلت ليال , جلسا بقرب بعضهما وتقول حنان بغرور
: ترا سديم بتتزوج بعد يومين عشان يكون عندكم علم
عقد طلال حاجبيه : أيه طيب بس ما دري يمديك تجهزي لحفله الملكة
بعدم اهتمام : أي ملكه وأي حفله وما في عرس ولا شي يامان لو خاطره بعرس يسوي للرجال بس الحريم ماله داعي شكليات مو مهمة بيعقد عليها وياخذها
شهقت ليال بخفه , لتنظر لها حنان بغلاظه ,عبست ليال بملامحها متأسفة على حال سديم إنها صبيه ألا يحق لها أن ترتدي فستان العرس وتفرح مثل باقي الفتيات بليله عمرها ويهنئها الناس ويدعوا لها بالسعادة قد يرأف قلب يامان من ناحيتها عندما يراها عروس فهي لا تريد لهذا الزواج أن يتم تخشى كثيراً على سديم الرقيقة التي تتظاهر بالقوة أن تُكسر ويكون أخيها هو جلادها
طلال بقليل من الحدة : شلون يمه ماله داعي سألتِ سديم يمكن هي خاطرها
نظرت له بجحوظ : مالك دخل بنتي وأنا حره بطمن عليها وهي ببيت زوجها بداريها ويصونها
هز طلال أكاتفه ويفكر بعمق بأخته , بل أختيه لا يعلم لما والدته تقسو عليهما هكذا , يا إلهي انه ضعيف جداً تجاه والدته لا يستطيع أن يصرخ ويرفع صوته ويتشاجر
***

نعجتي 07-05-16 03:35 AM

رد: هذه دُنياي
 
يتربع على الأرضية بغرفه الملابس ويقلب بيده بعض الأوراق المهمة التي أخرجها من الخزنة لوى شفتيه بضجر ليسمع خطوات زوجته التي أطلت برأسها فقط ولم تدخل لغرفه الملابس هامسة بصوت مُتعب ولم تنتبه على الأوراق المهمة التي تخصها ويكاد يراها ويعبث بها
سيدرا : زايد عادي أسافر لأهلي هاليومين اشتقت لهم
زايد دون أن يلتفت لها : مو كأنك زودتيها شوي ليه جيتي طيب قلتلك لا تجين
بنبره مُتعبه وحنان : كيف ما أجي كنت خايفه عليك وجيت أطمن عليك
لوح لها بكفه دون أن يلتفت : بكيفك رح أحجزلك بكره
ابتسمت بوهن وجسدها يرتعش من الخوف ومشاعر كثيرة تتصارع بداخلها , لتذهب وتُحضر حقيبة السفر , عليها أن تغادر بسرعة لن تتحمل جفاءه ولن تستطيع الاقتراب , كل أمنيتها أن لا يجرحها ويتزوج عليها قبل أن تموت تريده أن يبتعد عنها ويكرهها و يقرف منها كي لا يحزن عليها فقط , تفكيرها غريب نوعاً ما ربما ضعف الإيمان قد جعلها تفكر بهذه الطريقة المؤلمة البائسة وأن لا علاج لها سمعت الكثير عن هذا المرض حتى وان تعالجت قد يعود بأي مكان أخر انه كاسمه خبيث يتسلل لجسد الإنسان , هو يقلب بالأوراق بحيرة تارة وتارة يتذكر كلام صديقه الذي أصر عليه أن يكلم بعض الفتيات ليدللنه بالكلام ولكنه رفض بشده ما زال وفياً لزوجته وسيبقى ولا يعلم إلى متى سيصمد سئم كثيراً من الكلام معها ولكن لم ينفع معها ولا حتى التلميح , سمع صوت خطواتها ليزم شفتيه بنزق من حالها الذي تغير في الماضي كانت تستمع له وتُفقده عقله ليصبحا كعصافير الحب , وفور سماعه صوتها المُرهق ارتعش قلبه بات يعلم أنها تخفي عليه شي مهم صوتها هذه المرة مُختلف كان يميز بحة التعب على الهاتف و هذه البحة تزداد مع الوقت ,أنهى حديثه معها ليلتفت ويرى ظلها المُغادر , قال أنه سيسمح لها بالسفر ولكن لن يفعل سيعرف ماذا تخفي عنه , تلك المعتوهة تظن أنها ستخفي عنه , جمع الأوراق التي لم يرها كلها ليعيدها إلى الخزنة
***
تفرك كفيها بتوتر شديد على حِجرها تتطلع لملامح عبدالكريم الذيب المُحببة بابتسامته الصغيرة التي تُزين ثغره وهيئته الشامخة وجلوسه المُستقيم ,وبجانبه رجل تعلم أنه ليس ابنه فهي تعرف شكل ابنه من الصُحف يبدو قد تخطى الثلاثين بنظرها بسبب لحيته الكثيفة ومنكبيه العريضين وقد حرر ربطه عنقه وأول زرين من قميصه ولمحت تلك السلسة الحديدية التي تُحيط عنقه ومثلها تُحيط معصمه , تنحنح عبدالكريم ليقول بارتباك رُغماً عنه فهو أول مره يوضع بهذا الوضع
: أنا عبدالكريم الذيب , اشار لذياب بكفه , ولد أختي ذياب , أسبل أهدابه ليردف , ما دري هو الشيخ عبدالعزيز مر عليكم وقالكم عني
أومأ محمد برأسه : أيه زارنا وقالنا عن بنتك
تنهد عبدالكريم بعمق وحب أبوي لهذه البنت التي لم يراها حتى الآن , ابنته من زوجته التي ما زال حُبها يُعشعش بقلبه وهذه البنت تحمل رائحتها ليقول بلهفه واضحة بصوته : وينها أبغى أشوفها
ازدرت ناريمان ريقها لتبدأ فتح أول صفحه من الكتاب و تصطر به الكذبة الأولى ونادت على ريتا
ابتسم بحنان ليهمس بصوت مسموع : اسمها ريتا
قالت ناريمان : ايه المفروض نسميها ليليان بس وقت تسجيل النفوس لخبطوا الأسماء وبنتنا صارت ليليان
أومأ برأسه : مو مشكله المهم أشوفها
تقدمت ريتا بخطوات متعثرة مُرتبكة لتجلس بين والديها , ابتسم لها عبدالكريم ليمد يده : تعالي سلمي علي يبه
انكمشت على والدتها برعب , لتعبس ملامح عبدالكريم بحزن ماذا توقع أنها ستركض لأحضانه ولكن الصبر يا الله , هب واقفاً ليقول
: طيب تعالي معي خليني أعرفك على أهلك عمتك وجدتك وزوجتي وعيالي
شمخت برأسها لتقول بثقة : ما رح أجي معك أنا هذول أهلي الربوني
اتسعت عيني ناريمان , وتنهد محمد بعمق , وطرق عبدالكريم رأسه بحزن, نظر له ذياب وقلبه يخفق لم يرى خاله بهذا الحال أبداً حتى وان كان يكرهه لا يستطيع فهو من قام بتربيته كوالده ,ولكن لماذا؟! لماذا؟! تسبب بموت والده , شد على قبضته لينهض , وتلك ابنته المغرورة ماذا تظن نفسها فاعله
قال عبدالكريم بصوت مكسور : من حقك يا بنتي مثل ما تبين ما رح ألومك ويني عنك كل هالسنين
أدار ظهره ليخرج وهو ينوي العودة لأخذها لن يتركها أكثر , لحقه ذياب بخطوات ثابتة , والتفتت ناريمان بحده لابنتها و أجذرأت بها
: انهبلتي أنتِ يا الحماره يا الماعندك عقل صاحي
أخرجت ريتا مبرد الأظافر من جيب بنطالها وعدلت أظافرها وتنفخ عليها بدون مُبالاة : يا يمه لازم أسوي كذه على بالك ما رح يرجع بيرجع بس لو رحت معه الحين بقول أني حاطه عيني على فلوسه
زمجرت ناريمان بغضب , لتخرج ليليان من الغرفة راكضه وهي تُعانق ريتا وهبطت دموعها تأثراً
: يا حبيبتي ياريتا كنت بعيده عن أهلك كل هالسنين , رفعت رأسها لتُحيط وجهها بكفيها الناعمين رادفه , بس حتى لو عندك أخوات أنا بكون أختك للأبد عشت معك عشرين سنه ما هي قليله والله ما هي قليله , لتعود لموجه النحيب
زمت ريتا شفتيها بسبب ما فعلته بها , وتُعانق ليليان بقوه لتقول بهمس عند أذنها : أنا مالي أخت غيرك ليلو
***

نعجتي 07-05-16 03:40 AM

رد: هذه دُنياي
 
وضعت كفيها بحَجرها ونظراتها مشتته على البحر , لا تصدق ما تسمعه ولن تصدق أبداً نوران ابنتها , ابنتها هي من ربتها لوحدها بدون أب وبدون عون لن تصدق , نظرت بهدوء نحو منصور وزوجته وهزت رأسها نافية بهدوء
: نوران بنتي مستحيل أعطيكم ياها مو مصدقه الكلام التقوله
منصور بتفهم : أدري بس في عندك تحاليل الدي ان أي نروح مع بعض ونفحص لو مو مصدقه حتى إحنا انصدمنا وللحين مصدومين و أحنا ما رح ناخذها وأرجوان بنتنا بس ما ودك تشوفيها بنتك الحقيقة وتتعرفي عليها وإحنا نبغى نتعرف على بنتنا
ارتعش قلبها لتهب واقفة بحده ضربت كفها على المنضدة الحجرية
: قلت ما رح أعطي بنتي لأحد
نظرت لها رانيا من الأسفل للأعلى بنظرات مشمئزة من شكلها الرث لتقول بقرف : يا رب ألهمنا الصبر روحي المستشفى وسوي التحاليل عشان تتأكدي إحنا بناخذ بنتنا يعني بناخذها ما رح نخليها تعيش بالفقر
رجف جسد شُعاع بوهن فهذه العائلة تتفوق عليهم وإن أرادوا سيأخذون ابنتها ويقتلوها , فهي باتت تُصدق فنوران لا تشبه أحداً من عائلتها أو عائله والدها وكأن جيناتها مختلفة عن الجميع ولكن عليها أن تتأكد وان كان صحيحاً ستُجن , حملت حقيبتها المتواضعة لتهرول للرصيف
***
اليوم التالي
نهضت عن الأريكة بعنف وعينان جاحظتان لتقول
يارا : نعم وش تقول أنت وهو
عبدالكريم ضم كفيه لجيبي بنطاله الرسمي لينظر لها : قلت أنا وذياب رحنا لبيت العائلة التربي بنتي وكنت بجيبها ورفضت
حركت يارا يداها بحركه درامية لتقول : لا والله وعندها كرامه البنت كيمو البنت هاذي ما رح تجي هنا وتخرب نظامنا
أسبل أهدابه : عشرين سنه وبنتي بعيده عني وعن حضني بتجي يعني بتجي وغصبٍ عنك انتهى
تحرك بخطواته ليصعد عتبات الدرج ويفكر بطريقه تُقنع ابنته بالمجيء معه , نظرت بحده لابنها
يارا : برافو ذياب رحت مع خالك ولا فكرت تعطيني خبر
هز ذياب أكتافه بلا مُبالاة : عادي يمه كنت ادري أن ما رح ناخذها اليوم
يارا : عطيني العنوان
رفع حاجبيه باستغراب : وش تبين فيه
,
وقفت بشموخ بعبائتها المزركشة والحجاب يلف رأسها ليظهر وجهها وجزء بسيط من منابت شعرها الأشقر المصبوغ , نظرت بقرف حولها لتقول بغرور
: وين البنت التدعي أنها بنت أخوي ونصبت عليه بكل سهوله
عقدت ناريمان حاجبيها : عفواً مين أنت ما عرفتك
بعنهجية : أنا يارا الذيب أخت عبدالكريم الذيب
دخلت ريتا تتهادى بخطواتها ناظره لها لتقول
: واو أنتِ عمتي
نظرت لها بقرف أكثر من قرف المكان لتقول بدون مقدمات
: أعطيني من شعرك بسوي تحليل الدي ان أي
اتسعت عينا ناريمان لتقول ببلاهة : تحليل إيش
نظرت لها يارا شامخة بوجهها : تحليل الدي ان أي هالتحليل يثبت انه إذا هالبنت , تُشير بقرف لريتا , هي فعلاً بنت أخوي ولا تكذب
فغرت ناريمان شفتيها وكذلك فعلت ريتا الجاهلة بالدراسة ولم تعلم عن هذا التحليل

انتهى الفصل السادس

نعجتي 08-05-16 03:12 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل السابع


وقفت أمام بوابه القصر , يا إلهي هل سأعيش هنا بعد اليوم , نعم هذه دُنيايْ التي يجب أن أعيشها هذه الدُنيا المترفة لي أنا ريتا الأنانية كما يسمونني دائماً , أنا هي الغيورة من ضربت بكل العادات والتقاليد والحرمة بعرض الحائط لأنتمي لعائله ما ليست هي عائلتي , عائلة عريقة لها مكانتها بهذا المجتمع قويه شامخة على أجدادها و أصولها وسأصبح مثلهم , لكن لما أشعر بالخوف والرهبة أن يُكشف أمري , كأني أرى هذا القصر يشمخ بوجهي ويزمجر بغضب ويعلم أني مُجرد دخيلة بات مُخيفاً , لا تهذي ريتا أنه مُجرد حجر , شخص أخر سأقول له " بابا " شخص ما سأقول له " أخي " والأخرى " أختي " , نفضت رأسها عند هذه الأفكار لتقول بينها وبين نفسها
( مالي أخوان غير ليليان ومجود بس )
سمعت تمتمة من والدها المزعوم , عبدالكريم بابتسامه حنونة , تشدق بها وجهه ولمعت شُعيراته البيضاء تحت أشعه الشمس
: يلا يا بنتي ادخلي خليني أعرفك على أهلك
مشت معه بخطوات مُتعرقله , وهيا ترى انعكاس صفحه وجهها الأسمر على الأرض الرخامية من شده نظافتها ولمعانها , ذُهلت وهي تنظر حولها من أثاث عريق والذي يغلب عليه اللون الذهبي لون الملوك هذا ما خطر في بالها عن اللون , رفعت رأسها بدهشة للأعلى , تلك الثرية الزُجاجية الضخمة المُعلقة في سقف مدخل القصر تشعر أنها يوماً ستسقط على رأسها لتفتته لفتات يصعب جمعه دهراً كامل لشعورها بأنها مُجرد دخيلة عليهم , سمعت صوت خافت أصدر من عمتها التي نظرت لزوجه والدها هامسة
يارا لرشا : هه أكيد ما هي شايفه خير بحياتها شوفي شلون فاتحه فمها مثل الأول مره يشوف بيت بس هين ما رح تطول بسوي المستحيل عشان أقلعها من هنا
رشا بتجاهل لكلام يارا و بابتسامه لهذه البنت الخجول ابنه زوجها ستكون علاقتها جيده معها فهي لن تؤذيها علها تكسب قلبه هذه المرة , مهما كان قلبها قد جرح من أعماقه بمعرفتها لوجود ابنه له من حبيبته وسابقاً بزواجه , حاولت قدر الإمكان طوال هذه السنوات جذبه لها ونسيان ما حدث ولكن لم تستطع فقلبه ما يزال مُعلق بمن سرقته وماتت , لم يقصر معها يجلب لها الهدايا يتذكر مناسباتهم السعيدة وذكرى زواجهم يحتفلان سوياً برومنسيه يُعطيها ويُشبع غرورها الأنثوي حد النُخاع ما عادى ذلك الجزء الصغير عند جذعه الأيسر , قلبه أنه يُغلقه بأغلال لا يُمكن فتحها
رشا برجاء : يارا تكفين عشان كيمو اسكتي خلينا نستقبلها كويس
تقدمت رشا بخطواتها الممشوقة ويتخبط فستانها الأبيض الطويل مع ساقيها وقدميها ويتضح كعب حِذائها الملفوف بقدمها الناعمة و تمُد كفها لريتا قائله : أهلين فيكِ حبيبتي كيفك
ريتا بخجل من هذه العائلة وملابسهم الأنيقة المُترفة عكس ملابسها و عبائتها الرثة مدت كفها لمُصافحه امرأة لم تعرفها حتى الآن
: تمام الحمدلله بخير
عبدالكريم بابتسامه لريتا : هاذي زوجتي رشا وأم أخوانك عاصم وغزلان , وجه نظراته لابنته التي تقف بتمرد واضح وهي تحني بجسدها على إطار الدرج الأيسر بينما تقف رشا و يارا على أخر عتبه من الدرج الأيمن , و تشمخ غزلان بذقنها و تنظر بغرور لتلك الحثالة المسماة أختها أردف , غزلان يبه تعالي سلمي على أختك
تقدمت بغرور لتمد أطراف أناملها لها وتسحبها بسرعة وقرف واضح على ملامحها , نهرتها والدتها بنظراتها لتنتبه على تصرفاتها الفظه
رشا بحنان : تفضلي حبيبتي الحين بخلي العاملات يجهزوا غرفتك
نظر عبدالكريم لزوجته بامتنان و أومأت ريتا برأسها لتتحرك خلف زوجه أبيها المُتجهة لغرفه الجلوس الكلاسيكية بأثاثها الذهبي , هذا اللون الملكي الذي يطغى على كل القصر ليجعله بأبهى حُله , وكلما تقدمت خطوه ونظرت حولها يزيد غرورها وقوتها لكي تمحي أي إحساس أو شعور بالذنب على ما فعلته بأختها ليليان
,
تجلس على مكينة الخياطة و تسرح أمامها , نهرتها ربه العمل بفظاظة
: ليليان يا المعفنة أنتِ شوفي القطعة وأنتِ تخيطيها لا تخربيها الحين وتدفعيني مبلغ وقدره للزبونة
ليليان بلمحه حزن على وجهها إنها تفتقد ريتا كثيراً لم يمضي على ذهابها من منزلهم نهائياً إلا بضع ساعات : طيب أسفه رح أنتبه أكثر
بغرور لا يليق بها : بس تخلصي هالقطعة اطلعي خلاص وسكري المشغل
أومأت برأسها بمهل وهي تُركز على عملها , بعد ساعتين في وسط النهار خرجت بوهن من عملها المُجهد وحزن على أختها التي تربت معها ولكنها عادت لعائلتها هذا الصباح , ابتسمت بخفوت المهم أن تكون سعيدة مع عائلتها الحقيقة لتعيش باقي حياتها معهم بسعادة وهناء , أغلقت باب المشغل لتسحب المفتاح وتضعه أسفل الجرة التي تحوي التربة ونبته من أنواع النباتات الخضراء , تنهدت بعمق , فربه عملها لا تهتم لهذه الشكليات اللطيفة والملونة ووجود هذه النبتة هنا كي تضع المفتاح أسفل الجرة فقط , ألتفتت خلفها بعنف وهيا ترى زوج ربه عملها يقترب منها بعين جائعة
***
ربت بكفيه على أكتافها وينظر لها بحنان أخوي عميق , كم يؤلمه رؤيته لها بهذا الحال , لم يكن يرغب بأن تغادر أخته منزله بدون عرس كبير يَحكي به أهل جده ليلاً ونهار من فخامته وجماله وجمال العروس المتألقة ببدلتها البيضاء وكل ذلك مُجرد أحلام واهية فهاهي أخته الصُغرى تُغادر منزله بفستان أبيض بسيط يُغطي جسدها الغض و ينسدل لأسفل قدميها ويُغطيهما بنعومته , سكت مُجبراً فهي لم ترغب بهذا العرس وإلا فقد أقام الدنيا وأجلسها كلها ليقيم لها العرس لو كانت ترغب
طلال : مبروك يا روح أخوكِ الله يسعدك مع يامان زينه الرجال
ابتسمت سديم لأخيها هامسة بنفسها ( هه مالت عليه بس قال زينه الرجال قال ) : الله يبارك فيك طلولي ويسعدك دوم أنت وأبو الليل
ابتسم ابتسامه عريضة من مسمى أخته لزوجته " أبو الليل " فسديم منذ طفولتهم وهي تقول لها هذا المُسمى دائماً إلى أن التصق المُسمى بحبيبته ولا تستسيغه إلا من صوت سديم الناعم
طلال : يلا يا قلبي بنتأخر على يامان ألبسي عباتك عشان أوصلك له في السيارة
,
تفرك كفيها بتوتر , لن يحدث شي بينهما موقنة من ذلك فهو لا يُحبها ولا يُريدها ولكن رُغماً عنها تتوتر إنها مع رجل غريب في مكان مغلق لوحدهما وهذا كافي بجعلها ترتعش بعنف , بقائهم بفندق مجرد رسميات تعلم أنه لم يكن يرغب في البقاء في فندق وإنما فقط من أجل أخيها الذي أصر وأهداهم هديه الزواج وهي الإقامة هنا بما أنهم لن يقوموا بعرس وهديه أخيها المعنوي شاهين لهم كانت تذاكر طائره لشهر العسل
دخل إلا الجناح بعد أن أنهى إجراءات الدخول للفندق مع صهره طلال نظر لها وهي تفرك كفيها بتوتر وترتعش بخوف طبيعي من وضعهم الوحداني , ابتسم بخبث وهو يرى أكتافها العارية التي تهتز صحيح أنه لا يُحبها ولا يُريدها ولكنها أصبحت حلال له وسيشبع رغباته بها حتى وإن لم تُرد هي لم يدفع لها مهراً ليتفرج عليها كأثاث ويتمرغ بالحرام والحلال أمام عينه , تقدم لها وهو يربت على بشره أكتافها السمراء لترفع رأسها بسرعة لوجهه وقد أجفلها بحركته المُباغتة
***

نعجتي 08-05-16 03:14 AM

رد: هذه دُنياي
 
يتناولون الإفطار على السُفرة والهدوء يعم المكان منذ ذلك اليوم الذي اكتشفوا حقيقة الخطأ الطبي الفادح همست رانيا لأرجوان كي لا تشعرها بأي شعور أخر
: بنتي الحلوة بس ترجعي من الجامعة ما في نوم زي العادة بنطلع للسوق أم وبنتها
حركت الشوكة على البيض بذهن غائب ونظرت لوالدتها ببرود لتهمس : كيف تقدري تقولي لبنت ما ولدتيها " بنتي "
ضربت بكفها على الطاولة بحده لتقول بغضب وصوت مرتفع
: الأم هي التربي مو التولد انتهى ما أبغى أسمع هالكلام مره ثانيه
تنهد منصور بألم لحال ابنته المُدللة فهو حتى الآن لم يخبرها أنه عثر على والدتها الحقيقية وبديلتها , ليس قبل أن ترد عليه والدتها , لا يُريد أن يُشعرها أنها منبوذة وينتظرون بفارغ الصبر أن يعطوها لعائلتها كيف يفرط بها وهي روحه وحياته مرتبطة بها ليقول
: خلاص يا رانيا خلاص ما ترتاحي إلا لما تسوي مشكله كل يوم , نظر لأرجوان , يلا قومي خليني هالمره ادلعك وأوديك الجامعة , قرص وجنتها بابتسامه تُزين ثغره وبنبره مرحه , مين قدك منصور الراجحي بنفسه رح يوديك للجامعه
أومأت برأسها وابتسمت بخفه لتنهض بهدوء كما هي عادتها بعد أن علمت أنها ليست ابنه هذه العائلة الرائعة وأن هناك فتاة أخرى قد سرقت مكانها وتشعر بنفسها قد أذنبت بذنب كبير
نظر منصور لزوجته التي قالت بقرف : منصور اسمع هالمعفنه هاذي أم أرجوان ما رح أتواصل معها أبداً أتواصل أنت معها واتفقوا على كل شي مدري من وين جايه أعوذ بالله حتى خدامه ما أشغلها عندي , ثم بدأت تُحادث نفسها , يا لله بنتي شلون عايشه بهالمزبلة لازم بنتي تجي هنا
رفع حاجبيه بذهول يعلم أن زوجته سيده مجتمع وراقيه جداً ولكن لم يتوقع أن رقيها سيجعلها تتجاوز حدودها بحديثها عن امرأة يتضح منها الأدب والأخلاق حتى وأن كانت فقيرة ما المشكلة بذلك فالله هو من رزقنا بهذا الخير و بإمكانه أن ينتزعه بسهوله لم يستطع أن يتجاوز كلامها بهذا القرف فبعد أن عثر على تلك العائلة ستربطهم علاقة بين ابنتيهم وزوجته مُجبره على احترامها حتى وان لم تحبها
***
حاوط كتفها الأيسر ليجذبها لصدره , خجلت كثيراً لتهمس
: طلول بعد عني الحين خالتي بتجي
مط شفتيه : عادي ما سويت شي بس سحبتك لحضني , رفع حاجبيه نزولاً وارتفاعاً بمرح , يمكن لو شفطت شفايفك تنهبل أمي لو شافتنا , اقترب كثيراً من شفتيها و
تخضبت وجنتاها بخجل هامسة بصوت أجش : طلووول
همس قُرب فمها لتستنشق أنفاسه : باكل فمك اليقول طلول
سمعا نحنحة ليلتفتا , تقدمت بخطواتها المُتوازنة لتجلس على الأريكة وتضع قدم فوق الأخرى وتقول
حنان : أنا الأسبوع الجاي بسافر لمصر
ابتسم طلال لوالدته : بتروحي لعمتي وكم بتجلسي هناك
حنان : أسبوعين أو 20 يوم ومعي روان
طلال بتفكير : اه طيب تروحين وترجعين بالسلامة , سحب ليال أكثر إليه ليبتسم بوجهها ويردف دون أن ينظر لوالدته , أجل أنا وليول بعد بنسافر لاسبانيا بعد أسبوعين صارلنا زمان ما سفرنا وغيرنا جو
اتسعت عينيها بذهول لا يمكن أن تقبل بذلك أبداً فهي لم ولن تنسى ما حدث لها أبداً ولا تستطيع تقبل ليال مهما طال الزمان أو قصر لا تتقبلها غمرت نفسها بذكرياتها المؤلمة توقعت كل شي بهذه الحياة إلا خيانة أختها لها
..
حنان بقوه : هو جا يخطبني أنا طلبني بالاسم أنتِ وش تبين حاشره نفسك
بعنهجية وغرور وتمط الكلمات على لسانها : بس هو صار ما يبيك لا تنسين أنه شافني بالغلط يا أختي الشينة وأعجبته وببدل بينا و بياخذني أنا ما فيها شي الزواج قسمه ونصيب
حنان بألم قد شرخ قلبها : حرام عليك وش تبين فيه أنت عندك شاهين ويامان
لوت شفتيها بدون اهتمام : وأنت عندك طلال وسديم لو أنك سنعه ما طلقك زوجك ارجعيله أحسن لك ولعيالك تدرين زوجي توفا وعيالي أيتام ومحتاجين أب
حنان والدموع تتساقط من عينيها : بس مو هذا سبب طلاقي وتعرفين وأنا ما يهمني الرجال كثر ما وجعتني حركتك هاذي أدري أنه شافك بالغلط وصار يبيك بس الفي حالتك كانت رح ترفض عشان أختها ومشاعرها
وضعت القليل من طلاء الأظافر وصغرت عينيها لحنان : أدري سبب طلاقك كل السالفة أنه المسكين خطبك على كلام أمه وأخته بدون شوفه ويوم تزوجك جته الطامه الكبرى أنك مو على مزاجه ومثل ما يبي ابتلش فيك وطلقك وما تحمل شين وجهك والحين بتبلشي الثاني فيك زين أنه شافك وشافني ويعرف الفرق و أختارني خلاص أحنا بنتزوج قريب وما رح أرفضه عشانك انتهى الكلام والحين لو سمحتي أعطيني مقفاكِ
وهكذا تم زواج أختها وأنجبت تلك الطفلة المدللة وتوفت بعد ولادتها ورؤية ليال تذكرها دائماً بأختها وشرها وما فعلته بها فهذا لم يكن أول شي فعلته لها حتى والدها رحل وتركها لهم واضطرت هيا أن تعود لزوجها من أجل أطفالها وتنجب روان ابنتها الصُغرى
..
خرجت من غمره ذكرياتها لتقول بغضب مكبوت لابنها : والله والله والله وهذاني حلفت في ربي ثلاث حلوف لو تسافر معها وأنا مو فيه لا أنت ولدي ولا أعرفك مو يكفي أنها ما تجيب لك عيال ولا تبي تتزوج عشانها وتتركني أروح مصر وتستغفل غيابي وتسافر معها تتسلى ست الحسن والدلال
نهضت بألم من هذه الذكرى التي غزت رأسها هذا اليوم بل كلما رأت ليال , واتسعت عينا ليال بصدمه وسؤال يتكرر على رأسها بكل مره
لماذا خالتي تكرهني هكذا ؟!
***
دخلت للمنزل وخلعت حذائها المُريح بعد أن عثرت على أحد المشاغل التي تعمل بها عمل حر وتحركت لغرفتها جلست على طرف سريرها وهي تُحدق بمرآه التسريحة أمامها وضعت كفها على وجنتها تمسح دموعها التي لا تعلم متى تساقطت وتضغط بكفها الصغيرة على تلك الورقة التي تثبت حقيقة أن نوران ليست ابنتها , تأوه مكتوم قد علق بحنجرتها كتمت دموعها بكفها بعد أن حررت الورقة وتحول نحبيها لنشيج مؤلم , ذلك الرجل وزوجته لم يكذبا أعطياها تحاليل ابنتها الحقيقية لتراها وطلبا منها أن تتأكد بنفسها أيضاً , كفكفت باقي دموعها لتنظر لحقيبتها التي ألقتها على السرير أخرجت الهاتف وهي مُحرجه كيف ستتحدث مع ذلك الرجل لأول مره بعد خمس عشره سنه كانت ترغب أن يكون زوجها موجود ليتصرف ولكنه غير موجود منذ خمس عشر سنه ومجبره هي أن تتصرف فالرجل بانتظار اتصالها , ضغطت زر الاتصال بهاتفها القديم ليصل لمسامعها صوت منصور الرجولي المبحوح يلقي السلام
لترد هي بخفوت حرج : وعليكم السلام
لحظات من الصمت مرت ليقطعها منصور بسؤاله
: سوتِ الفحص
شُعاع بهدوء ظاهري خلف مشاعرها الثائرة : أيه سويته وطلع كلامك أنت وزوجتك صحيح
تنهد بعمق ليسمعها تردف بضراوة كلبوة تخشى على شِبالها
: بس ما رح أعطيكم نوران هي بنتي وأنا ربيتها وتعبت معها ما رح أفرط فيها حتى لو تملكوا فلوس العالم ما رح أخليكم تاخذوها مني
ابتسم على ضراوتها وحدتها بالكلام وعض شفته السفلى ليقول : وأنا أوعدك ما حد رح ياخذها أحد منك بس ما ودك تشوفي أرجوان بنتك الحقيقية من حقها ومن حق نوران أن نشوفها ونتعرف عليها ما رح نتكلم الحين عن المبيت أنا ما رح أفرط بأرجوان بس لازم نجتمع مع البنات ونقرر مع بعض
ارتجفت شفتيها قد يكون صادقاً ولن يأخذ ابنتها ولكن هل نوران ستقبل بذلك أم أنها ستركض لأحضان والديها الحقيقيان كيف سيتحمل قلبها فهي تعلم جيداً أن نوران تكره حياتهم البائسة تخشى أن تخبرها بالحقيقة التي ستسعدها , سمعت همس منصور يقول
: نوران تدري
هزت رأسها نافيه كأنه يراها وعضت على شفتيها المرتجفة والتي تستعد للتقوس والنحيب لتهمس بغصة علقت بسقف حلقها
: لا ما تدري لو درت كان ودها تجيكم علطول
تنهد بعمق ليقول وهو يطمئنها : حتى لو ودها تجي ما رح تتركك أنتِ أمها وأنتِ الربيتها ما رح تنسى و أحنا أول شي بنتعرف يعني ما أتوقع رح تقبل تجي عندنا مثل ما تفكري
ابتسمت بخفوت وكأنها تصدق كلامه وهي تعرف ابنتها جيداً قالت
: طيب يا أستاذ منصور مشكور بس عطيني فرصه ووقت أقولها
شعرت بإعصار اجتاح غرفتها لتغلق الهاتف قبل أن تسمع رده , اتسعت عينيها وهيا ترى نظرات ابنتها الحادة لها , همست بعد تنهيده عميقة
: نوران حبيبتي ...
قطع كلامها صوت ابنتها الحاد
نوران بنزق و وقاحة بعد سماعها اسم منصور وما بعده : مين كنتِ تكلمين
فغرت شفتيها لتنظر لها تارة وتارة تنظر للهاتف كيف ستخبرها أنها كانت تتكلم مع والدها أنها فرصتها لإخبارها ولكنها تخشى كثيراً فقدانها
نوران بحده وأغمضت عينيها لتقول بغضب أعلى وحاد : مين منصور مين كنتِ تكلمين تخونين أبوي مهبوله أنتِ ما عندك عقل تفكري تراك متزوجة تعرفين وش يعني متزوجة
دخلت ابتسام بعينين متسعتين وقلق لتقول : نوران حبيبتي وش فيك ليه معصبه و تصارخين وش صار
نظرت نوران لعمتها ووضعت كفها على خصرها والكف الأخرى أشارت لوالدتها باتهام
: أمي المحترمة تكلم واحد غريب وتخون أبوي مع حثالة وبعد اسمه منصور لا يكون بس تبين تتزوجيه وتعلميني عنه ترا ما يجووووووز
***
كماشتين أنقضتا على كتفيه من الخلف وشعر الأخر بفرقعة عظام كتفيه وتأوه من الألم ثم شعر بجسده يعود للخلف ويرتطم على الإسفلت , وزجاج من قنينة أحد المشروبات الغازية تهشم على وجهه
زمجر بعنف واقترب منه وأمسك بخناقه وهمس بغضب : يا حيوان يا الكلب تتحرش ببنت الناس بهذا الوقت وأنت بعمر جدي أستح على وجهك وخاف ربك يا الوسخ يالشايب العايب ما عندك بنات
ثم بصق عليه ليتركه ويفر الكهل هارباً بذعر وتعثر , التفت على ليليان ليقول بحده وقد غامت عيناه
: تعرفينه
أومأت ليليان برأسها لتقول بصوتها الشجن : ايه زوج صاحبه المشغل الأشتغل فيه
عقد حاجبيه : يعني مو أول مره يسويها الحيوان
سحبت نفس عميق لتزفره تَباعاً : أول مره بس كان يخوفني وهو يشوفني
ذياب بعد أن عاد له هدوئه ظاهرياً : وين بيتك
أشارت ليليان برأسها : هنا قريب أروح وأجي مشي
هز رأسه ليقول : طيب يلا أمشي قدامي بوصلك للبيت وبعطي خبر لأبوك ينتبه أكثر
شبكت كفيها إلى صدرها ترجوه : لا الله يخليك لو قلتله ما رح يخليني أشتغل و أحنا محتاجين , أنزلت رأسها بحرج واحمرت وجنتيها , خلاص بصير أروح وأجي مع أخوي الصغير
كور شفتيه ليقول : طيب
مشت مهرولة أمامه ضم كفيه لجيبي البنطال ويتبعها بخطوات ثابتة مُتمهلة وعينيه على قوامها المُهرول من الخلف واتسعت عينيه عندما رأها تدخل منزل كان قد خرج منه للتو ليحضر لابنه خاله المُدللة بعض من أغراضها لأن السائق مشغول مع والدته وعند خروجه مر من ذلك المشغل ليصل لسيارته المركونة قُرب الحي
***
منصور : زايد
نظر لوالده ليرد باحترام : سمي يبه
هز رأسه ليقول : سم الله عدوك في لنا شغل مهم بلندن تدري كيف الوضع مع أرجوان وبنتنا يعني الهو ما أقدر أسافر جهز أمورك وروح وخذ زوجتك وغيروا جو كم يوم
وضع كفه على مؤخره رأسه ليحرك كفه بشكل عشوائي وصغرت عينيه قليلاً بتوتر : وأنا بعد ما أقدر جوازتنا منتهية
أغمض منصور عينيه وتنهد بعمق وارخى جسده على الكرسي المُتحرك بغرفه المكتب بمنزله : الله يصلحك بس كم مره أقولك لا تهمل هالأمور وجددها أول بأول خلاص جهز أوراقك عشان تجدد جوازك وتسافر ضروري
زايد : تأمر أمر يا الغالي
,
دخل لغرفه تبديل الملابس ليفتح الخزنة ويخرج بعض الأوراق المهمة ولفت نظره بعض الأوراق الغريبة التي لم تكن موجودة قلب الأوراق لتتسع عينيه بذهول وصدمه ليهمس بين شفتيه
: سيدرا

انتهى الفصل السابع

نعجتي 08-05-16 03:15 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الثامن


نوران : أمي المحترمة تكلم واحد غريب وتخون أبوي مع حثالة وبعد اسمه منصور لا يكون بس تبين تتزوجيه وتعلميني عنه ترا ما يجووووووز
اتسعت حدقتي ابتسام لتولول في الأرجاء , أغمضت شعاع عينيها وضغطت على قضتيها نهضت بهدوء لتصفع نوران على وجهها وتهدر قائله بصراخ مختلط بتحشرج أنفاسها
: أنا أمك تقوليلي هالكلام الوسخ يعني مل تعرفيني مو أنا الربيتك شلون تقولي لي كذه بدون لا تسمعي وتفهمي
ابتسام بفظاظة : والله وبنيتي الصادقة مدري وش عندك من أسبوعين وأنتِ مو طبيعيه بس خلي أحمد يجي ويربيك من جديد
نظرت لها شعاع بغضب وأمسكت بزجاجه عطر لترميها على الحائط بقوه وتتحطم الزجاج وتصدر صوت مُزعج وانتشرت رائحة العطر النسائية بأرجاء الغرفة لتقول بغضب بعد أن أمسكت بخناقها وصرخت بوجهها قائله
: وينه ها وييييينه 15 سنه ما أحد يعرف عنه شي أنا الأنهيت نفسي وحياتي واشتغلت سنين عشاني وعشان بنتي ربيتها وهو مو موجود أصلاً أنا ما ني معتبرته موجود وأزيدك من الشعر بيت بروح المحكمة ورح أطالب بالطلاق لأنه هجرنا بدون لا نعرف عنه أي شي والمحكمة بتطلقني منه ما ني بعازته
حملت حقيبتها وورقه التحليل خبأتها في درج مدخل المنزل الأقل من متواضع ليس لديها طاقه لأن تخبر ابنتها اليوم أهدوا طاقتها كاملة بتجريحهم لها , خرجت من المنزل واتجهت إلى البحر لتستنشق بعض الهواء النظيف
وضعت كفها على وجنتها وهي تُحدق أمامها لم تكن ترى شيئاً غير الظلمة لم تصفعها والدتها يوماً بل كانت تُدللها ربما لهذا السبب هي هكذا لم تُربى جيداً نفضت رأسها من هذه الأفكار لتُتابع , لا لا لقد ربتني جيداً كانت تقف خلفي دائماً تُدافع عني تحميني تمسح على شعري وقت النوم تُعطيني النصائح إن أخطت لم تتبع أسلوب الضرب تصرف علي تجلب الهدايا لم تقصر معي بش بل أنا من قصرت بكل شي لست راضيه بحياتي الفقيرة ولن أرضى لا أستطيع تحمل هذه الحياة لا أستطيع , توجهت بخطواتها لغرفتها تمددت على سريرها المهترئ وعانقت وسادتها القديمة وهطلت دموعها بين أفكارها أخطأت على والدتها وعليها أن تصلح هذا الخطأ
صفقت كفيها ببعضهما وهي تشتم بشعاع أمسكت بهاتفها لتضغط بعض الأرقام متأفأفه وانتظرت الرد
: ألو هلا أحمد ... تمام الحمدلله الفلوس الأرسلتها أخر شي خلصت ما معي شي ... وين بصرفها يعني على بنتك أنت وينك الحين ...
اتسعت حدقتيها بذهول لا يمكن ذلك أغلقت الهاتف وهي تضع كفها على جبينها وتحوقل بالله على هذه المصيبة
***
دخل لغرفه تبديل الملابس ليفتح الخزنة ويخرج بعض الأوراق المهمة ولفت نظره بعض الأوراق الغريبة التي لم تكن موجودة قلب الأوراق بين كفيه لتتسع عينيه بذهول وصدمه ليهمس بين شفتيه
: سيدرا عبدالعزيز الناصر
عقد مابين حاجبيه ويتابع قراءه التقرير الطبي لتتسع عينيه أكثر وبدأت بعض الذكريات تهاجم ذاكرته بشراسة بأخر شهرين
..
1
زايد يقول بملل : سيدرا ترا والله أقرفتيني وش بلاك أنتِ ما كنتِ كذه شايفه نفسك بالمرايه ما كنتِ ترضي على نفسك فيك شي ترا مليت من شعرك كل يوم رابتطيه بنفس الطريقة حسيت راسي ينشد كل ما شفته مشدود
نظرت له بنظرات باهته وقد انطفئ بريقهما : لهالدرجة متقرف مني ما عليه تحملني شوي رح أختفي قريب من حياتك
تأفأف من هذا الموال الذي تذكره طوال هذه الفترة
2
يستلقيان على سريرهما لتلف بجسدها عليه وهو يعبث بهاتفه سمع همسها يقول
سيدرا : زايد
زايد : هممم
سيدرا : لو صارلي شي رح تتزوج صح .. طيب بس لما تختارها خليها تكون كويسه عشان منصور مزون لا تعذبهم ولا تكون أحلى مني
اتسعت عينيه ولم ينظر لها حتى الآن ما بالها جُنت وتهذي بهذه الطريقة نظر لها بهدوء ليقول
: كم مره أقولك لا تفتحي هالسيره أنتِ زوجتي وما أبي زوجه غيرك
سيدرا : لا تنكر كلكم يا الرجال إذا طفشتوا من حريمكم تبغوا تبدلوهم وخاصه لو ماتت الحرمه وقبل لا يجف ترابها تتزوجوا من أول شهر
قهقه بخفه ليسحبها لأحضانه ويُداعبها فهي مُدللة ويشعر أن حالتها الغريبة مجرد دلال لكن بشكل أخر قال مازحاً
: طيب أنا طفشت منك بس ما تزوجت ولا بدلتك بس ها ما أوعدك ما يصير لو استمريتِ على هالحال وأنتِ فاهمه وواعية وش أقول
هبطت دموعها فتأثير الكلام مختلف على تأثير أفكارها لم تتوقع أن يقولها لها ببساطه حتى وهي تشتم رائحة المُزاح بكلامه
عانقها بقوه ليغمرها بقبلاته الحارة التي اشتاقت لها واشتاق هو أن يغمرها بها
..
تنهد بعمق كانت إحدى الليالي المُريحة لقلبه فهم جيداً سبب تصرفاتها وكلامها دائماً بموتها ورحيلها وأن ينتبه على أطفالهم وكان يقول عنها دائماً غبية بلهاء بمزحه ويعلم كم مُزاحه الثقيل يُغيظها ويجعلها تغضب ليستمتع بموجات غضبها رغم حبه الكبير لها ولكن الآن يتيقن ولأول مره أنها غبيه فعلاً عاد لينظر للورقة التي لا تخصها وتخص امرأة أخرى مسكينة مُصابه بهذا المرض الخطأ الطبي جمعهم مره أخرى وهاهو تشابه الأسماء يحطمهم مره أخرى فزوجته اسمها " سيدرا عبدالعزيز البدر "
***
دخلت لغرفتها وانبهرت كثيراً فغرت شفتيها لتتركها رشا تأخذ راحتها أغلقت الباب بهدوء وعقلها قد غاب وهي تتجول بغرفتها والأحرى أن تقول جناحها الضخم جلست على الأريكة ووفمها يتشدق بابتسامتها عبثت قليلاً بأزرار التحكم للتلفاز لم تتخيل ولا بأحلامها أنه سيكون لها جناح خاص بها توجهت لغرفه النوم بعجله لتلقي بنفسها على السرير بقوه وتفرد ذراعيها بسعادة اتسعت عينيها بسعادة أكبر لتنهض بعجله وحماس وتلقي نظره على دوره المياه المُلحقة بغرفه التبديل فغرت شفتيها من سعادتها التي لا تسعها وعبئت الحوض بالماء ورغوه الصابون لتستقر بداخله وتسترخي قليلاً أغمضت عينها وأجفلها صوت هاتفها يصدح على السرير نهضت لتخرج من الحوض وتلف جسدها بالمنشفة البيضاء خرجت بعجله وبعض الرغوة تُحيط بجسدها , تنحنحت تعدل نبره صوتها وأجابت برقه
ريتا : هلا يمه حبيبه قلبي
ناريمان : هلا يمه شلونك عساك مرتاحه بس ها كيف
ريتا بسعادة تغمرها : ما تصدقين يا يمه شي شي جميييل كأني عايشه بنفدق خمس نجوم النشوفه بالتلفزيون شي شي خيال لازم تجوا هنا وتعيشوا معي بكلم أبوي عبدالكريم يجيبكم
ناريمان : ماعيله يا بنتي المهم أنك مرتاحه أسمعي أنتِ حاولي تاخذي فلوس قدر الإمكان عشان نشوف لنا بيت زين ونسوي شغ لأبوك وتستقر حياتنا عاد ووقتها نقول لهم الحقيقة بعد ما نسوي كل شي هالعمه شكلها قشره ولو قلنا أنه ليليان بنتهم ما رح نشوف شي بسببها وليليان ضعية ما رح تقدر لها مثلك
استقامت بوقفتها وهي تعانق بكفها المنشفة كي لا تسقط عن جسدها العاري وشمخت بوجهها بغرور
: ما عليه يمه أنا أعرف كيف أتصرف معها هالعمه
بدلت ثيابها ببعض الثياب التي أحضرها ذياب من بيتهم القديم لتُكشر بوجهها على باقي الملابس والهاتف القديم وتهمس
: اليوم أن شاء الله بتخلص منكم وأبدلكم بكل جديد وماركه وع وش ذا القرف
ارتدت حجابها على بعض الملابس ذو الكم الطويل لتنزل للأسفل وترا عمتها بالصالون مع رشا وجدتها ألقت السلام بخجل لتقول يارا بعنهجيه وغرور دون أن تنظر لريتا وترتشف بعض من القهوة التركية
: هه جت وما صدقت على الله هالشحاته أنتِ مستواك حي الفقر من لبسك المقرف لأهلك المقرفين الربوك وبترجعيلهم قريب تهني قد ما تقدرين تراك ما رح تطولي
اتسعت عينا ريتا بذهول من كلامها لتصرخ وتزمجر أمسكت بالشمعدان على الطاولة بمنتصف الصالون لتحطم الطاولة الزجاجية به وتقول بصوت عالي
: هيييي أنتِ أحترمي نفسك أنا بنت عبدالكريم الذيب ريتا الذيب ولي حق بالهالبيت وبكل شي مثلك أنتِ
شهقت رشا ويارا و الجدة لتنهض رشا مسرعه وهي تلتقط زند ريتا قائله
: ريتا حبيبتي أهدي الحين ما صار شي
نفضت يدها بقوه لتقول بصراخ : شلون ما صار شي شلون ما شفتيها كيف تتكلم عني وعن أهلي الربوني هم ما رموني مثل ما انتوا رميتوني
دخل عبدالكريم واتسعت حدقتيه من منظر الصالون والزجاج المحطم بوسطه ومسحت عينيه كل الموجودين بالصالون الضخم
***

نعجتي 08-05-16 03:17 AM

رد: هذه دُنياي
 
على نفس تلك الأرجوحة تتأرجح بالحديقة ولكن الفرق اليوم أن قطها المُدلل ليس على حجرها وتضع حجابها ليُحيطها بهالة من النور يشع منها وجهها الذي يُشبه بياض الثلج بلونه ونعومته , خرج من القصر الصغير بعد أن تحدث قليلاً مع ربيبه فهما أكثر من علاقة شاب بقريبه بل إنهما كأب وابنه ويعلم أنه أقرب لمنصور من ابنه زايد , ابتسم ببشاشة ويراها تُصغر عينيها بانزعاج من أشعه الشمس التي ترتطم بوجهها الجميل تقدم ليجلس بجانبها ويحجب عن عينيها الجميلتين ضوء أشعه الشمس , رمشت بعينيها وهي تنظر له بذهول من جرأته إنها المرة الأولى يجرؤ على الجلوس بجانبها رُغم بُعد المسافة بينهما إلا أنها تشعر بأنه مُلاصق لها جداً
قال شاهين بابتسامه : أهلين كيفك
هزت أكتافها بدون اهتمام لتنظر للأمام : تمام , ثم بتردد نطقت , وأنت
تشدق وجهه ليقول : تمام الحمدلله على كل حال , تنهد بعمق ليفتح معها موضوع والدتها الحقيقية فقبل قليل طلب منه منصور أن يفعل لأنه لن يتحمل رده فعلها الحزينة ورانيا رفضت أن تجلب سيره هذه المرأة التي لم تعجبها تنحنح ليردف بصوت أجش , جيجي
توردت وجنتيها وتكورت شفتيها بتشنج من دلعه لاسمها وطرقت رأسها لحضنها لتهمهم بكلمات غير مفهومه دون أن تنظر إليه
قال شاهين بدون مقدمات : جيجي لو صار ولقينا أمك الحقيقية ودك تشوفيها وتتعرفي عليها
رفعت رأسها بصدمه لتنظر له متسعة العينين تنفست بسرعه لتهمس بتحشرج : لقيتوها
أومأ برأسه وشبك كفيه بين فخذيه : إيه لقيناها وأبوي منصور ما قدر يقولك مو عشان شي أصلً هو ما رح يتركك بس هي لها تشوفك وتشوفيها
ازدردت ريقها لتقول بهمس :وبابا يعني الحقيقي
أراح بجسده على ألأرجوحة : مسافر من سنين ما تعرف عنه شي بس أمك الفيه إذا ما ودك تشوفيها ما حد رح يجبرك
أرجوان : أنت إيش رايك أقابلها وأشوفها ولا لا
نظر لها وكم بات يتأثر بها كثيراً ومن نظراتها الطفولية قبل أن يعلم بقصه التبديل كانت بكل مره يراها بعد نضوجها تُثير به ندبه صغيره بقلبه فيدوس عليها قبل أن تتسع فيرا أنه لا حق له بها لأنه يكبُرها بخمسه عشر سنه هي ما تزال طفله لم تتخطى العشرين ويخشى أن مشاعرها بحاله ثوران غير مستقر وقد تتغير يوماً ما قال بهدوء عكس مشاعره الثائرة بداخله كي ينهض بسرعة
: رأي أنك تشوفيها وتتعرفي عليها طبعاً هي بالنهاية أمك الحقيقية حتى لو ماربتك أكيد ودها تشوف بنتها الحملت فيها وتعبت فيها أكيد مو من أولها بتنقلي لبيتها بس بعدين بتصيري بين بيتين و لك عيلتين ورح تتعودي مع الوقت أبوي منصور ما رح يخليك
هزت أرجوان رأسها نافيه لا تتخيل يوماً أباً غير منصور وأماً غير رانيا هي تُحبهما كثيراً ولا تستطيع أن تبتعد عنهما مشاعرها ثارت أكثر بقربه يعني ستبتعد عنهم سترحل لعائله لا تعرف عنها شيئاً قالت بتهور مجنون غير واعي
: شاهين الله يخليك تزوجني ما أبغى أبعد عن هنا خايفه ما أعرف أحد من هذيك العائلة هم طيبين ولا أشرار
***
تأفأف بملل لا يعلم ماذا حدث ليله البارحة ومضه من حلم ما و اختفى , ولماذا ؟! تصرفت بهذه الطريقة المُتوحشة معه بمجرد أن أمسك بأكتافها السمراء العارية حتى هجمت عليه كلبوه مفترسه متيقن أنه ليس خجل العروس هناك أمر أخر قد حدث يجعلها تتصرف معه بهذه الطريقة الفظة , هز أكتافه بدون اهتمام ونظر باتجاه باب غرفه النوم لقد ترك لها الغرفة البارحة لتنام بها واستلقى هو على الأريكة بغرفه المعيشة التابعة للجناح , رغم أن يكرهها ويكره طريقه اجباره على الزواج بها ورغم أنه قرر أن يقسو معها حتى تمل منه إلا أنها تبقى فتاه ضعيفة لاقوه لها و يصعب عليه القسوة كلما حاول , يعلم جيداً أنه لو أراد الحصول على حقه البارحة بالقوة لحصل عليه ولكن شي ما جعله يتوقف , فهو ليس قاسياً أبداً سيعتمد الآن أسلوب التجاهل نعم إنه أفضل حل ليس مجبر على التقاطع معها لتبقى معه فتره قصيرة ليسلمها لوالدتها , كل مشاعر الغضب والألم والقسوة اختطلت به بمجرد تذكره اتصال ذلك الرجل به منذ عده أيام , أخرجه من غمره أفكاره صوت فتح عتلة الباب التفت ببرود ليراها تخرج بمنامه قطنية ذو أكمام طويلة
سديم بصوت مبحوح من النوم : السلام عليكم .. صباح الخير
يامان بهمس : وعليكم السلام , وجه نظراته للتلفاز ليردف ببرود , جهزي أغراضك بنروح اليوم نسلم على أبوي منصور وخالتي رانيا وبنسافر الليلة
نظرت له نظرات خاليه من أي تعابير لتقول : طيب بس بلسلم على طلال كمان
لوح بكفه قائلاً : بكون الكل هناك أصلاً , وتعجب أنها لم تذكر والدتها ليقول بحذر , وأمك هناك بعد
تشنج وجهها وابتلعت ريقها لتومئ برأسها وتدخل إلى الغرفة وتبدل ملابسها
***
مُستلقي على سريره في منزل خاله ويتأمل السقف ويعانق بكفه كره من مطاط يلقيها على الجدار أمامه لترتد إلى كفه لوى شفتيه قليلاً وهو يتذكر تلك الفتاه لا يعلم لما يشعر أنه مسؤول منها وخشي عليها من تحرش ذلك الكهل البغيض فاليوم قام بتصرف جنوني لم يقم به من قبل ذهب إلى ذلك الحي مجدداً ليطمئن عليها وتنهد بعمق عندما رأها تمشي برفقه الطفل الصغير ماجد عائده لمنزلها دون أن تنتبه لوجوده فهي حتى الآن لا تعلم أنه يكون قريب أختها , أهااا نعم أختها هذا ما عليه أن يفكر به الآن طريقه يتقرب منها كي توافق على الزواج به ويبدأ رحله انتقامه لوالده , لكن هناك سؤال جديد طُرح في مخيلته عن والدته لماذا كذبت عليه , سمع صوت تحطم زجاج وأصوات متفرقة غير الصراخ الذي وصل لغرفته في منزل خاله , هب واقفاً بجانب الدرج ليسمع صوت ابنه خاله تصرخ على والدته , نقطه أخرى يضعها في لائحة الانتقام ثم سمع صوت خاله عبدالكريم
عبدالكريم بذهول : وش الصار هنا
توددت له ريتا بدلال مُزيف : بابا أنا ما سويت شي بس جيت وجلست وعمتي تكرهني ما تبيني هنا أنا خلاص برجع لأهلي
حرك عبدالكريم رأسه للجانب : بتروحي بعد ما جيتي بتحرميني منك يعني
مد ذراعه ليلامس وجنتها بكفه الخشن ولكنها تلافت الأمر لتزيح رأسها بحزن مصطنع , شد على قبضته المعلقة بالهواء و بلل شفتيه ليقول بحده وتحديداً وهو ينظر لأخته
: ريتا بنتي والكل يعرف هالشي وزي مالكم هنا هي لها بعد ولا رح أسمح لأحد يهينها ويأذيها بأي شكل كان رح يلاقيني قباله
ربتت رشا على كتف ريتا تمدها بابتسامه صغيره لتقول ريتا بخجل مصطنع : يبه
ابتسم لها ليقول : يا عيون أبوك
ريتا : ممكن أكلمك بموضوع
عبدالكريم : أكيد يا قلبي تعالي معي لغرفه المكتب
لحقت به ويارا قد ثار بركانها من الغضب ولكنها ستثبت للجميع أن هذه الفتاة لا يوثق بها فهي لم ترتح لها أبداً منذ ذلك اليوم الذي أعطتها من شعرها
..
نظرت لها يارا شامخة بوجهها : تحليل الدي ان أي هالتحليل يثبت انه إذا هالبنت , تُشير بقرف لريتا , هي فعلاً بنت أخوي ولا تكذب
فغرت ناريمان شفتيها وكذلك فعلت ريتا الجاهلة بالدراسة ولم تعلم عن هذا التحليل , شمخت ريتا برأسها لتذهب للغرفة أسندت بكفيها على التسريحة وهي تتنفس بعمق زفرت بخشونة والعرق شق طريقه على جبينها من التوتر نظرت للدرج فتحته لتأخذ المقص وبعدها نظرت لفرشاه الشعر على التسريحة واتسعت عيناها بفكره مذهله أخرجت بعض الشعيرات من فرشه ليليان وخرجت من الغرفة بخطوات واثقة وضعت كفها التي تُمسك بها الشعر أسفل شعرها وتظاهرت بقصه بالمقص لتعطي الشعر ليارا وتضعه الأخرى بكيس شفاف
اتسعت عينا ناريمان بدهشة وهي تدفع ابنتها بعد خروج يارا لتجذرأ بها
: حماره أنتِ خبله بتفضحينا يا مجنونه ليه تعطيها يا الغبية
ريتا : يمه مو أنتِ قلتِ عشان أصير بنت عبدالكريم
ناريمان : إيه يا الخبله إيه بس سمعتِ وش قالت تحليل الشعر رح يثبت إنك مو بنته
ما عليكِ يمه ما فاتتني هاذي النقطة عطيتها من شعر ليليان يوم دخلت أجيب المقص شفت فرشه الشعر حقتها
ابتسمت ناريمان ابتسامه شيطانيه لتثني على ابنتها وذكاءها
..
كل همها الغنى والمال الرفاهية فهي تعرف هذا النوع من الناس بمجرد رؤية عينيها تكتفت بقهر حتى أنها لا تحب والدها الذي يعطيها كل الاهتمام وقد محاهم جميعاً من أجلها وستثبت له ذلك
تهامست العاملتين العربيتين بين بعضهما لتقول الأولى وهي تمسك بمنفضة الريش للغبار
: مِنه الله يعينا والله شكلها ريتا قويه وبتهلكنا يختي ما حبيتها أبداً
رنا وقد كتفت ذراعيها لجذعها : صادقه ولا أنا حبيتها الله يستر منها بس
,
بداخل غرفه المكتب جلس على الكرسي المتحرك خلف مكتبه الخشبي العريق وشبك كفيه أمامه وابتسم بخفه ليقول
: اجلسي يبه وقولي وش عندك
جلست بهدوء لتشبك كفيها على حِجرها وتنظر له تارة بخجل وتارة أخرى لحجرها وقالت بتعثر بالكلام
: هم موضوعين أول شي عمتي اتريقت علي وعلى لبسي القديم و تقرفت منه , تظاهرت بالحزن الشديد وهي تنظر لكفيها اللذين تفركهما بتوتر شديد
ابتسم عبدالكريم : ولا يهمك رح أفتحلك حساب بالبنك و بحطلك سواق روحي معاه وين ما تبين واشتري التبيه , بلل شفتيه ليردف , والموضوع الثاني
نظرت له بعمق لتقول : تعرف أهلي الربوني عشرين سنه ما كنت أعرف عنكم شي وهم ولا عمرهم زعلوني أو حسسوني أني غريبة عليهم وحالتهم المادية ما تعتبر كويسه حتى أختي تركت الجامعة عشان تشتغل عشانا
طرق رأسه إلى المكتب وقد فكر بعمق كبير ليرفع رأسه ويقول
: ولا يهمك يبه خليهم يجوا بعيشوا في الملحق البره عبارة عن شقه بصاله وغرف ومطبخ وكل شي مجهز لأنه صعب يعيشوا هنا لا هم رح يرتاحوا ولا إحنا وأختك بتكفل بمصاريف جامعتها بس أنتِ ما تدرسي
هزت رأسها نافيه : لا ما كنت أقدر أدرس عشان حالتنا السيئة وليلو تحاول كانت بس هي بعد ما قدرت وتركت الجامعة
عقد عبدالكريم ما بين حاجبيه ليقول بابتسامه : ليلو مين
ابتسمت ريتا له : ليليان أختي
عبدالكريم : أها طيب يبه خلاص خليهم يجوا بكره ويبدأوا ينقلوا
اتسعت ابتسامتها لتقول : الله يخليك يا أحلى أب بالدنيا كلها
خرجت والسعادة لا تسعها واتصلت بأمها لتخبرها بأخر الأخبار لا تستطيع العيش بدون وجود والدتها بقربها تمنحها القوه والتفاؤل
***
تقلبت على فراشها وقد جف ريقها من العطش نهضت و أسندت ظهرها على إطار السرير وفتحت المصباح المنضدي وضعت كفها على فمها و تثاءبت بكسل لتنظر لساعة معصمها إنها الثالثة بعد منتصف الليل همست بخفوت
: أكيد ما في أحد صاحي الحين بنزل أشرب مويه وأطلع
نزلت بخطوات هادئة إلى المطبخ وفتحت الثلاجة وأخرجت جك الماء وسكبت لنفسها كأس من الماء البارد أمسكته بكفها لتنتقل برودته لجسدها التفت للخلف وصرخت بصوت عالي هز أرجاء القصر وسقط الكأس ليتحطم على الأرض الرخامية وينسكب الماء على قدمها ونظرتها معلقه على باب المطبخ الخلفي المفتوح و الذي يطل على الحديقة و الستارة البيضاء التي تتحرك مع الهواء


انتهى الفصل الثامن

نعجتي 08-05-16 03:18 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل التاسع

نزلت بخطوات هادئة إلى المطبخ وفتحت الثلاجة وأخرجت جك الماء وسكبت لنفسها كأس من الماء البارد أمسكته بكفها لتنتقل برودته لجسدها التفت للخلف وصرخت بصوت عالي هز أرجاء القصر وسقط الكأس ليتحطم على الأرض الرخامية وينسكب الماء على قدمها ونظرتها معلقه على باب المطبخ الخلفي المفتوح و الذي يطل على الحديقة و الستارة البيضاء التي تتحرك مع الهواء , اتسعت عينيها وهي ترى كلب الحراسة الأسود المُخيف والستارة البيضاء تغطيه تارة وتارة تطير مع الهواء ليظهر من خلفها تنهدت الصُعداء وهي ترى الحبل مُحاط بعنقه وقبل أن تلتفت تفاجأت بكف خشنه تُغلق فمها وهمس رجولي يتفوه بكلام قذر تساقطت دموعها على كفه وجسدها ارتعش بخوف , همس عاصم بقذارة
: ما كنت أدري أن غزلان عندها صديقه عسل مثلك , بلل شفتيه كذئب ليردف , لا وبعد نايمه عندنا أحلى وأحلى
استطاعت عض كفه التي تُغطي فمها , ابتعد عنها بعنف وفرك كفه مكان أسنانها التي علمت على كفه ليقول بغضب
عاصم : عمى ان شاء الله يا **** يا ****
أما هي فقد صرخت وهربت راكضه , نزل عبدالكريم ورشا بهرولة من صوت الصُراخ العالي الذي وصل الطابق الثاني
قال عبدالكريم متعجباً عندما رأى ريتا تخرج من المطبخ و تعانقه بقوه وتدفن رأسها بصدره : بابا حرامي حرامي كان بيخطفني
خرج عاصم عاقد الحاجبين بتعجب من تلك الفتاه التي تلتصق بوالده , قالت رشا بدهشة
: عاصم وش صار هنا
ازدرد عاصم ريقه ليقول : ما صار شي دخلت المطبخ وهي خافت بس
التفتت عليه ريتا بحده وعصبيه وقد استوعبت أنها التصقت بعبد الكريم لتبتعد بحده وخجل لتقول : كذاب غطى فمي بقوه ويقول كلام وسخ
همس عاصم بصوت خافت غير مسموع : ولييين يا عاصم رحت فيها
تنهد عبدالكريم وقد فهم على ابنه ليقول بزمجرة وغلظه : عاصم ما أدري متى بتصير رجال يُعتمد عليه وإذا كانت صديقه غزلان تسوي التسويه يعني ما فاد فيك طردي لك هاذي ريتا أختك يا قليل الحيا
اتسعت عينا عاصم وكذلك ريتا التي ركزت بملامحه وعرفته من الصُحف ونست أمر أنه زير رباه كيف سأعيش معه بنفس المنزل , قالت رشا بتنهد
: خلاص حصل خير يمه اطلع لغرفتك ارتاح نتكلم بكره يا أبو عاصم مو وقته الحين على الفجر
عاصم بدهشة : وش الحصل خير شلون أختي أحد يفهمني وش السالفة
رشا لوت فمها : بعدين يمه بعدين , التفتت لريتا رادفه بصوت حنون , معليش حبيبتي أخر مره تصير ما كان يعرف شي
أومأت لها برأسها لتصعد لغرفتها وإن اعتبرها صديقه لأخته هل يفعل ما فعل عديم التهذيب والتربية ما هذه العائلة
***
اتسعت عينيه وازدرد ريقه , يا إلهي ماذا تهذي به هذه الصغيرة ماذا فعلت له كل تلك الحفر التي طمرها بقلبه اتسعت بشكل أكبر حتى أنه لم تعد هناك أي حفره لتتسع , هل تعي ما تقول أم أن مشاعرها وخوفها من الابتعاد جعلها تتهور , ستودي بقلبه إلى مقتل هل تطلب منه أن يتزوجها ؟؟! وهو الذي يرغب بذلك بشده وحرِج جداً من طلبها من والدها ومن خالته كان يتخبط لأيام يحاول أن يفتح الموضوع مع والده الروحي هو أقرب له من خالته لم يعد يُطيق البعد ولكن لا يستطيع أيضاً بسبب فارق عمرهم الكبير إنه بين نارين , ماذا سيقول له لا يُريد حتى تخيل رده فعله والآن هذه الصغيرة تدفعه بكل قوه لطلبها , أتظن أنه لا يرى اللهفة في عينيها كلما رأته , أتظن أنه أعمى لا يرى خجلها العذري بوجوده , سمع صوت شهقتها و تمتمتها تكبح خجلها من موقفها الأبله ابتلعت ريقها لتقول بقهقه خفيفة تحاول كبح جماح خجلها الشديد
أرجوان : لا لا لا أمزح معك ههههههه لا تصدق كنت بشوف رده فعلك مع السلامة
نهضت بتعثر لتهرول لداخل المنزل ووجهها اشتعل بحمره شديدة أغلقت الباب من خلفها لتسحب نفسها عليه وتستقر على الارض وتبكي على ركبتيها من خجلها ومن ما قالته بلحظه تهور , رباه ماذا فعلت ماذا فعلت سأجن , أمسكت بهاتفها وهي تبحث عن رقم محدد ويدها ترتعش بخجل , فُتح الخط لتقول بدموعها الخجولة
: سديييييم الله يخليك تعالي لي أبغاكِ ضروري
سمعت صوت يامان يقول : أرجوان خير أن شاء الله وش فيك
اتسعت حدقتيها لتبعد الهاتف عن إذنها وترى الرقم التي اتصلت به لتعرف أن يامان أجاب على هاتف سديم قالت برجاء وخجل بمجرد أنها تكلم أخيه ماذا لو أخبره شاهين بطلبها الغبي منه
: الله يخليك جيب لي سديم بسولف معها أحتاجها
ابتسم بجذل وهو يستمع لصوتها الطفولي ويقول بنبره حنونة
: خلص ولا يهمك كم جيجي عندنا بجيبها لك الحين
شكرته بشده لتغلق الخط
,
أغلق الخط وهو يتأمل بالهاتف ذو الموديل القديم , دخلت عليه سديم بغضب وهي تسحب هاتفها بعنف من كفه لتقول بحده ظاهريه تُخفي ضعفها ووهنها منه بتصنع القوه والجبروت
: مين سمحلك تكلم بتلفوني و تاخذه
رفع حاجبيه ليرد ببرود : بكيفي أي شي لكِ هو لي من الأساس لأنك جاريتي ببساطه ومالك كلمه أو سلطه على أي شي
ارتعشت شفتيها وشتتت حدقتيها بكل مكان إلا هو , رفع حاجبيه بعد أن لاحظ ارتباكها وتخبطها وحركه كفيها المتوترة فور أن قال جملته , واجتاحتها ذكرى مؤلمه لا تذكر أنها تحمل ذكرى سعيدة أو سارة بمسيره حياتها كل ذكرياتها مؤلمه كهذه الذكرى اجتاح صوته الرجولي الصاخب طبلتي أذنيها وكلماته وحروفها تتسابق مع الريح لتصل لمسامعها ويختلط همسه الحاد بصوتها الضعيف
..
( الله يخليك لا تسويلي شي ما سويت شي بريئة أنا ظلمتني )
( أنتِ لي أنا يعني أسوي الأبيه بدون لا تتكلمي وتفتحي فمك بكلمه ما حد يقدر يمنعني ولا أحد له سلطه عليك غيري )
..
خرجت من غمره هذه الذكرى وهي تتخيل طيفه القاسي أمامها وهو يقول لها هذه الكلمات نفضت رأسها بخوف وأغمضت عينيها بقوه وقلبها يعمل بسرعة لتهمس بخلجات نفسها
( مو هو مو هو .. هو راح وما رح يرجع ما رح يرجع )
, فتحت عينيها ضمت جسدها وارتعشت بخوف وصوتها يتحشرج بالبكاء و الغصات التي تتعلق بحنجرتها , حدق بها يامان بتعجب و يرى تقلباتها والخوف الواضح في عينيها يشتعل , فغر فمه وأقترب منها بهدوء من حالتها وخوفها الغريب , لا يعلم هل من كلامه الذي جرحها أو أنها قد تعرضت لتحرش ما عندما تذكر هجومها الشرس عليه و حاول الاقتراب منها , سحبها برقه لتستكين بين أحضانه , شعر بشعور و أحساس أول مره بحياته يشعر به شعور أن أنثى رقيقه بين أحضانه وهو الذي لم يعانق من النساء غير خالته وأخته أما والدته كان صغيراً عندما توفت , أخفى ارتعاشه جسده عندما همست باسمه عده مرات لتهدأ من نوبة نحيبها , مسح على كتفها وظهرها يحاول تهدئتها رغم كل شي فهي أنثى ضعيفة يرى ضعفها حتى وأن كانت تتصنع القوة ولا يهون عليه أن يراها بهذا الضعف واليأس وان كان لا يحبها , هدئت بعد عده دقائق ليبعدها عنه بهدوء ويُحيط وجهها بكفيه ليقول ببرائه وقد أدرك خطأه
: خلص اهدي الحين أسف لأني كلمت بتلفونك وأخذته بدون أذن وعلى الكلام القلته أرجوان دقت عليك وكانت تصيح تبغاك ضروري البسي عشان أوديك لها
كفكفت دموعها وهي تنظر له بتعجب !! من اعتذاره لقد ظن أنها انهارت لهذا السبب , هذا جيد فاليظن هكذا إلا أن ينفصلا فهي لا تستطيع أن تكون زوجه أبداً لأي كان
***

نعجتي 08-05-16 03:19 AM

رد: هذه دُنياي
 
القنبلة الأولى
مجموعه من المعلمات يتجمعن حول الطاولة التي تنتصف غرفه المعلمات يتبادلون الغيبة والنميمة ومنهم من تأكل لتُشبع معدتها , قلبت إحداهن كتاب التاريخ وهي تجلس على مكتبها بعيد عن تلك الطاولة وتنهدت بإرهاق لتقول
: ليال تكفين تقدرين تعطي بنات ثاني أدبي حصة التاريخ أحس تعبانه وما فيني أوقف ساعة كاملة وبعدين البنات يحبونك أكثر مني
التفتت لها ليال التي تجلس بمكتبها هي الأخرى تصحح دفاتر الطالبات بلطف لتقول : ولا يهمك يا قلبي أكيد بعطيهم فاضيه ما عندي شي وأنتِ ما قصرتِ معهم أكيد يحبونك يكفي أنك طيبه و حنونة معهم إلا كيف عبودي صار أحسن يا روحي هو
منار : إيه الحمدلله بخير خفت حرارته ما أعرف وش أقول تعبتك معي أنتِ وزوجك بنص الليل عشان تودونا المستشفى وترجعونا الشقة
ليال رفعت حاجبيها : لا تقولي كذه أنتِ صديقتي وأختي لو ما وقفت معك بوقف مع مين
منار تستقصي منها الأخبار : لسه خالتك قالبه عليك
طرقت ليال رأسها بحزن لتقول : إيه لا وطالعه بموال جديد تخيلي تبي تزوج طلال وسافرت لمصر وما تبينا نسافر بدونها يعني بننتظرها لين تجي ونسافر معها صح هي خالتي وما تهون علي بس والله تعبت وما عرف ايش أسوي معها ما دري ليه تكرهني أنا بعد أبي عيا مثل طلال
اتسعت عينا منار لتقول : خير وش تحس فيه هاذي يا روحي أنتِ الله يصبرك عليها تلاقيها تغار منك لأنك مع ولدها وهي بدون زوج إلا صدق وين زوجها
هزت أكتافها لتقول بابتسامه جذلى وبشفافية : عمي طلقها من زمان بعدين رجعها وقبل سنتين رجع طلقها ليه ما اعرف شي هذا الصار بس الحمدلله طلولي مخفف علي كل شي بالهدنيا يا حبيبي هو يكفي أنه جمبي ويحبني وما يستغني عني
ابتسمت منار بتصنع وقد بدأت بالفترة الأخيرة تنتابها حاله غيره غريبة من صديقتها العزيزة من سعادتها وحب زوجها الكبير لها ولطفه وحنانه على الجميع خمس سنوات وهما تعملن بنفس المدرسة إنها مطلقه ولديها طفل عائلتها تعيش بقرية نائية بقرب العاصمة وهي اضطرت أن تنتقل لوحدها مع طفلها للعاصمة من أجل عملها الجيد الذي لا تستطيع تركه ومنذ انتقالها تعرفت بليال وتساعدها كثيراً وتقدم لها الخدمات هي وزوجها
***
القنبلة الثانية
مشت بهدوء عبر أروقه الجامعة تضم كتبها لصدرها , ماذا؟! حدث لها لتصبح هكذا سيئة حادة الطباع مع والدتها جنتها حبيبتها , هي لم تكن هكذا يوماً لم تكن سارقه حتى وان احتاجت عزه نفسها تغلبها دوماً , مطت شفتيها وسرحت أمامها لتتذكر منال نعم هي السبب إنها نوع سيء من أنواع أصدقاء السوء هي من نثرت بذور الفضول لتجرب السيجارة هي التي قامت بحثها على السرقة وطلب العون من مرام , ياه مرام صديقتي المسكينة أوقعتها بدون شعور معي بنفس هذه الحفرة لا طالما رفضت السرقة وحاولت إقناعها , صحيح أن وضعها تحسن بعض الشيء من جراء السرقة ولكن ستصحح هذا الوضع و أن استغرقت سنوات , قابلت منال بطريقها لتعبس نوران بضيق ,
منال بخسه تنظر لنوران من أسفل قدميها للأعلى وقد أُعجبت بقدها وتناسق جسدها
: نوران تعالي معي الحمامات عندي لك نوع جديد من السيجارة رح يعجبك ورح تكوني مفرفشه طول اليوم ( تقصد الحشيش )
نوران بخوف من نظراتها التي تشعر أنها ستلتهمها وقد تذكرت كلام والدتها وانفعال مشاعرهما معاً تلك الليلة عندما اعتذرت منها على كلامها
..
ضمت شعاع نوران لحضنها ومسحت على شعرها وتساقطت دموعها : أوعديني يا حبيبتي عمرك ما تسرقي ولا تسوي شي مو كويس أنا مو كذه ربيتك لا توطي راسي عند أحد رح تكملي دراستك وتشتغلي وتبني نفسك ورح أساعدك ما رح أوقف ضدك وما تدرين يمكن يجي نصيبك كمان وتتزوجي
احمرت وجنتا نوران لتقول بهمس طفولي : أوعدك ماما ما رح أسوي شي يضايقك ويزعلك ورح أكمل دراستي وأنجح بحياتي ونطلع من هالمستنقع
ابتسمت شعاع بحب لابنتها وضمتها بقوه لصدرها ثم نهضت لتخرج من غرفتها قالت نوران بعاطفة جياشة
: ماما أدري أني كبرت ومالي وجه أطلبك بس نامي جمبي اليوم
التمعت عينا شعاع بأمومة ورقه كبيره لتقول بحنان
: يا روحي أنتي حتى لو كبرتي رح تضلك بنتي الصغيرة ولو كل يوم طلبتي هالطلب ما رح أقول لا
وأي ليله كانت تلك الليلة أم وابنتها تبادلتا الهموم لتنما في أحضان بعضهما
..
شمخت نوران بذقنها بعد هذه الذكرى لتقول بحده
: معليش ما أبغى برجع البيت الحين ما عندي وقت رح أتأخر
منال تحاول استدراجها فهي حتى الآن لو تستوي كما تُريد : يلا بس اشفطي كم شفطه مو عجبتك السيجارة
نوران بهدوء : لا ما عجبتني بس كان فضول عشان أجربها عن أذنك
ذهبت نوران لتوقف سيارة أجره وتلك حدقت بها بغضب شديد ستنالها عاجلاً أو أجلاً كل شي كان يسير على ما يرام ولكنه فسد عندما اكتشفتهم الإدارة
,
دخلت للمنزل بعد انتهاء عملها هذا اليوم و اتسعت حدقتيها وهي ترى أخت زوجها تقرأ تلك الورقة التي وضعتها عند مدخل المنزل المتواضع قبل عده أيام والتي شطرت قلبها لنصفين واتضحت لها حقيقة غابت عنها لسنوات قد طالت
شُعاع : ابتسام جيبي الورقة لو سمحتي
نظرت لها ابتسام ولوت شفتيها : هاذي أخرتها يا حقيرة مسويه تحاليل دي أن أي لنوران عشان تتأكدين هي بنت أي واحد من كلابك يعني خاينه أخوي وتتأكدين بعد
فغرت شفتيها وهزت رأسها بخفه من أفكارها : فاهمه غلط مو كذه السالفة والله
نهرتها ابتسام بقوه وهي تحرك ذراعها التي تمسك بها الورقة : وهذا إيش يعني أكذب عيوني و أصدقك يا الفاجرة
صرخت شعاع ولم تعد تحتمل هذا الألم الذي ينخرها : بس خلاص خلاص أنتِ كذه تقذفيني نوران مو بنتي أساساً ولا هي بنت أحمد هي ما هي بنتنا
جلست على ركبتيها لتنهار بالبكاء المرير : ما هي بنتنا
أجفلها صوت تحطم الزُجاج بالمطبخ لتنهض بفزع للمطبخ رأت ابنتها شاردة الذهن تُحدق بالفراغ ووضعيه كفها كأنها تُمسك بالكأس الزجاجي ولم تشعر بسقوطه بخفه من بين أناملها هرولت إليها شعاع هامسة
: نوران حبيبتي تعالي هنا يمه انتبهي القزاز
***
يجلسان أمام بعضهما وينظر إليها نظرات متسلية وملئيه بالمكر زوجته البلهاء , لا يستطيع إلا أن يقول أنها هكذا جاءت راكضه إليه عندما أخبرها انه سيجري عمليه ونست نفسها ولو كانت هي حقاً مريضه لم تكن تُريده بقربها ولكن لن يحدث ما تُريده , ياترى منذ متى تظن أنها مريضه ؟! , رمقها بعده نظرات ويراها ترتدي " الليقنز " الأسود ويوضح الانحناءات المُغرية لساقيها و تنتهي بكعب أسود وبلوزه من الموديل الذي يحبه باللون الزهري ووجهها مُزين بقليل من المكياج ويبرز جمال ومفاتن وجهها الساحر , من الأعلى إلى الأسفل كما يحب تماماً ويعجبه هذه الماكرة , عوج فمه بفكره أنها تناديه وتشتاق إليه ولكن أيضاً ملامح الحنق لم تزُل عن وجهها لأنه منعها من السفر لأهلها ,اتسعت ابتسامته عندما سمع صوتها الرقيق يقول بهدوء ومحاوله استماله لقلبه
: زايد ليه ما خليتني أسافر أنت أعطيتني الإذن وجهزت أغراضي
كتف ذراعيه ليرخي بجسده أكثر على الأريكة ويقول بنبره متسلية : أبد بس أنا كنت مشغول بشغل مهم وأنتِ طلبتي مني بعز شغلي فما أدري وش كنتِ تقولين
فغرت شفتيها المغريتين باللون الزهري كما يراهما الآن بهذا اللون الذي يعشقه على شفتيها وعليها عامه ويود التهامهما بشغف الماكرة أنها تتعمد إغراءه بارتداء ووضع كل شي يحبه ليوافق على سفرها ولكن هيهات أن يتأثر , أردف بصوت رجولي بحت
: وش فيك تطالعيني كذه قلتك سفر ما في يكفي شهرين كنتِ عندهم ما اشتقتِ لي
ارتعش جسدها , ليس الآن أرجوك أنني أشتاق إليك بكل روحي وجوارحي ولكني لا أقترب من أجلك أنت فقط كي لا تتألم أعلم أنك تحبني وشعرتُ بإهمالك لي لأني من بدأ هذا الإهمال قالت بهدوء
: زايد الله يخليك أنت بخير الحمدلله تطمنت عليك وعلى عمي وأرجوان ولقيتوا أهلها بس لازم أسافر
نظر لها زايد بغموض : ليه لازم
ارتبكت قليلاً لتقول بكذب : عشان أختي جاها عريس وتحتاجني
يعلم أنها تكذب , تعبث بعقدها الذي يزين جيدها وهذه علامة على كذبها عندما تكذب تعبث به بدون شعور أو إدراك وهو علامة الأمان لها
زايد وابتسامته الماكرة تتسع لابتداء لعبته : طيب جاها عريس بس لسه ما صار شي رسمي لو صار إن شاء الله وديتك ورحت معك وأصلاً ما يمدينا عندي شغل في لندن وفي شي مهم بسويه قبل لا أسافر
سألت سيدرا بفضول وحيره : ووش هو الشي البتسويه قبل تسافر و بتسافر لحالك
اختفت ابتسامته ليقول بجديه جَادَ تصنعها : هم لهم علاقة ببعض بتزوج وبسافر لشهر العسل
بلل شفتيه وهو يحدق برده فعلها الجامدة كما سَماها ثم بعد عده دقائق طالت بتفكيرها ابتسمت نعم ابتسمت له بألم كسرت حصونه وأسواره العالية نظره العتب و الألم في عينيها قبل أن يكتشف الألم من ابتسامتها الباردة , تشنج جسدها بعد جملته الأخيرة لتبدأ تحادث نفسها
( هيَ , وش فيك يا سيدرا إهدي أنتِ كنتِ تدرين أنه رح يسويها , همسها في اللاوعي , بس ما كنتِ تدرين أنه بهاذي السرعة يطفش منك ويتزوج عليك ويقهرك , هي , حقه يتزوج بس ليه يجرحني كان انتظر لين أموت حتى ما حس فيني يا الله كيف بتحمل الغيرة بتموتني قبل لا أموت )
ابتسمت له بألم وتُرسل له بعينها العتب والألم الذي أشعرها به فهو فهم نظراتها ولكن لم يفهم أنها مريضه بمرض لا علاج به وحتى علاجه مُجرد ألم , نهضت و هي تتعثر بوقفتها كأنها تشعر ببعض الدوار همست بخفوت وصل لمسامعه
: معليش بروح أنام
لتهرول لغرفتهم
***
القنبلة الثالثة
يقف على " البلكون " في غرفته ودخان حرارة القهوة تتصاعد أمامه بتمرد وعصيان من الكوب الذي يستقر بين كفيه رشف منه رشفه وعينيه الحادة تتجه لتلك العائلة التي تنقل أغراضها للملحق الذي بجانب قصرهم ليهمس بنفسه
( هه ما عندهم عزه نفس وكرامه وافقوا يجون ويعيشون هنا من أول مره طلبهم أبوي عند العز والغنى )
أجفله صوت أخته من خلفه
غزلان بدلال : عصوووومي وحشتني موووووووت الله يخليك أعقل عشان أبوي لا يعاقبك ويطردك من البيت
ابتسم بجذل ليبعد كف واحده من الكوب ويُحيط بها كتفها ويسحبها لجذعه
: خلاص ولا يهمك بعقل بس مو لهذي الدرجة وعندنا مزه بتسكن قريب حرك ذقنه باتجاه ليليان المتحجبة و تجر حقيبة ورديه تحمل ملابسها الرخيصة والمتواضعة , ابتسمت غزلان لتقول إيه هاذي ليليان بنت العائلة الربت أختنا بس ريتا شكلها حيوانه وقويه تخيل تصارخ وتكسر وأبوي ما سوالها شي لا بالعكس مدلعها ومعطيها فلوس وكل شي ليليان شكلها أحسن منها هاديه وناعمة وكلها رقه مو مثل أختنا الخايسه
لوى عاصم شفتيه : أسكتي بالله عليك لا تقولين أختنا بروح استفرغ كل ما تذكرت الصار أول ماشفتها وكيف فكرت فيها هالتفكير الوسخ
قهقهت غزلان بمرح : عاد أنت ما في بنت تفلت من عيونك أعوذ بالله الحمدلله أنها هربت قبل لا تتهور معها المهم كلنا اليوم بنتغدا مع بعض و بنتعرف على العائلة ما عندي مانع أنهم فقارى بس المهم أخلاقهم تكون طيبه يعني صار في أكشن بحياتنا وشي جديد
هز عاصم منكبيه و ابتسم بخباثه : أجل تقولين بنتغدا مع بعض كلنا يعني المزه بتكون فيه بعد وكذه أتأملها عن قُرب
نظرت له غزلان بطرف عينها : لا تحاول تسوي شي ذياب بكون فيه بعد وما يحتاج أقول وش بسوي بس يشوف عيونك التفضحك
عض عاصم على طرف شفته السفلى وهو يتذكر ماذا فعل به ذياب عندما حاول التغزل بإحدى قريباته التي جاءت مع والدتها للزيارة ليقول بحنق : أوووف وش يبي ذا الملقوف مسوي نفسه بطل زمانه
غزلان بهدوء : ذياب مثال لكل الرجوله ليت كل الرجال مثله يعني أنت لو شفت شي قدامك ما عجبك ما رح تدخل بس ذياب ما يهمه ويتدخل حتى لو ماله دخل عشان يمنعه زي يوم حشرت سديم مره بالمطبخ و بيجي عشان عمتي ما تستغني عنه دلوعها
قهقه بمرح : أما دلوعها ذياب أبعد ما يقال عنه دلوع حتى أنا أخاف منه جسمه وطوله مع انه أكبر مني بكم سنه بس إلا أني أحس أنه ذيب نفس اسمه و سديم أأه بس هاذي المزه الراحت علي لو ما صار الصار كان تزوجتها
اتسعت عينا غزلان لتقول : خلاص عاصم أنساها البنت تزوجت والله يستر عليها وعلينا
هز منكبيه بلا مبالاة وأغمض عينيه وحرك ذراعيه على مصراعيهما ليقول : مين قال إني تذكرتها أصلاً كنت بتزوجها استر عليها بس زين الأخذها غيري
غادر البلكون ليخرج من جناحه وتهمس غزلان خلفه
: دمرت البنت الله يسامحك يا عاصم الله يستر لا تسوي كذه بليليان وتحطها في بالك
,
على طاوله الغداء تجتمع العائلتين و كل المشاعر , الكره والبغض من طرف ريتا ويارا والجده , الحب والألفة من طرف عبدالكريم ومحمد , البرائه والرقة من طرف ليليان وبيلسان , الحياد والتوجس من طرف رشا وناريمان , وغيره عمياء من طرف غزلان , الانتقام والثأر من طرف ذياب , الخباثه والخسة من طرف عاصم الذي يأكل ليليان بنظراته ويتحين فرصه للانقضاض على فريسته الناعمة , تبادلت العائلتين الحديث ليتعرفوا على بعضهم ليقول عبدالكريم بحنان أبوي لجميع الفتيات على هذه الطاولة
: اليوم أنا بدلعكم يا بناتي خلاص بوديكم البحر وبشتريلكم الخاطركم فيه
غزلان بغيره : يبه ما كنت تطلعنا مكان كله مع السواق نروح ولا عشان ريتا بس
هز عبدالكريم منكبيه : الله عليك بس يا دلوعة أبوكِ تنكري أني كنت أطلعك كل مكان
ريتا بابتسامه تحاول تمثيل اللطف : الله يخليك لنا يا يبه ولا يحرمنا منك أكيد ما رح أقول لا دام فيها طلعه
طرق محمد رأسه على الطاولة وهو يرتعش من نطق ابنته لرجل أخر " يبه " رباه كم هو شعور مؤلم أن ابنك الذي من لحمك ودمك يُنسب لغيرك شعر بمشاعر ليليان تختلج بصدره كم ظلمها ويخشى خسارتها ابنته المُدللة هي الوحيدة التي شعر معها بالأبوة وكم كانت تُراعيه وتُراعي مشاعره دائماً
بيلسان بطفوله مرحه : الله يا خالي وناسه بتطلع معنا خلي ذياب يجي كمان كله مشغول بالشركة ويتعب عطيه إجازة يوم
سعل ذياب واتسعت عينيه أثناء شربه قدح الماء لتُطبطب والدته على ظهره : صحة حبيبي أشرب أشرب مويه
قال ذياب بنبره حاده من تصرف والدته وتدليلها له أمام الجميع كطفل
: أنا بخير ما فيني شي يمه , نظر لأخته بحنان ليردف , معليه يا قلبي مره ثانيه بروح معكم مشغول شوي
ثم رمق ريتا بعده نظرات يعرف تأثيرها جيداً على الجنس الناعم كفيله بإطاحتها بشباكه المتلهفة والعطشى للانتقام , قال عبدالكريم بلطف
: وأنتِ يا ليليان بتجين بعد معنا مثل بنتي أنتِ
خجلت ليليان من والد ريتا لتقول بصوتها الشجن : مشكور يا عمي ما تقصر
فغر ذياب شفتيه من صوتها الرقيق الذي عزف على أوتار قلبه دون أن ينظر لها , تنهد بعمق وهو يتذكر خجلها منه عندما رأته بتأكيد هي تذكرته ولهذا خجلت
سعلت ناريمان لتقول محاوله إبعاد ليليان عن هنا كي لا يشك أحد بالتبديل : ليلو يمه روحي الملحق جهزي أدويتي عشان أخذها
نهضت ليليان برقه قائله : من عيوني ماما
أغمض ذياب عينيه من تأثره بصوتها الرقيق الذي لا يعرف كيف يعبث بأوتار قلبه بكل براعة , اتجهت ليليان للخارج ولحقها عاصم هامساً بخلجاته
( فرصه ما تفوت )
, انتبه ذياب على نهوض عاصم وتنهد بعمق ليقف على قدميه وهو يعلم جيداً كيف يفكر ابن خاله , لحقها عاصم مُهرولاً إلى قُرب الملحق وأحتجزها على الحائط بابتسامته الخبيثة
***
القنبلة الرابعة
رفع كفيه لمنكبيه ليكبر للصلاة بكل خشوع يؤدي الصلاة خلف إمام مسجد حيهم المتواضع أنهى الصلاة ليتربع بمكانه ويتناول مصحف بقربه يقرأ به ورده اليومي بعد كل صلاه يصليها بالمسجد فهو وشاهين ويامان وزايد لا يفوتون أي صلاه من الصلوات الخمس مع الجماعة , فمنصور زوج خالته علمهم ذلك منذ طفولتهم و غرس بهم حب الصلاة بالمسجد مع الجماعة الطيبة الخيرة من الناس , وكم يؤلمه كثيراً رؤيته للقليل من الرجال وقت صلاه الفجر بالمسجد فأغلبهم نيام أو يؤدون هذه الصلاة في منازلهم كنساء ابتسم بوجه إمام المسجد الذي يحب أن يتحدث معه كثيراً ويرتاح بفتح قلبه له جلس الإمام بقربه ليقول
بوقار ولطف : حي الله طلال شلونك يا ولدي عساك طيب
طلال ولم تفارق الابتسامة شفتيه : تمام الحمدلله وأنت شلونك عساك طيب
قلّب الإمام حبات خرز المسبحة بكفه ليقول : نحمده ربي ونشكره , نظر له الشيخ الكبير ليقول , في بفمك حكي ودك تحكي بس متردد
ابتسم طلال بحزن ليطرق برأسه ويرسم بعينيه الرسومات على سجاده المسجد : أبد وش بقول مشاكل الحياة الله يعيني ويصبرني
قال الشيخ بحنان أبوي يشعر به نحو هذا الشاب فهو ليس عنده أطفال أو ابن يحمل اسمه من بعده ويعده كابن له : لو الحكي بريحك احكي و ما عليك أنا بسمع بس
بلل شفتيه ليقول : أنا بين نارين يا الشيخ نار أمي ورضاها ونار زوجتي تدري ما عندي عيال من 8 سنين وأمي مصره إلا أتزوج على زوجتي وما يهون علي أخذ على راسها وأنا مرتاح بحياتي
رفع الشيخ حاجبيه الكثيفين ليقول : وش تقول لأمك طيب بس تفاتحك بالموضوع
هز منكبيه ومط شفتيه : أقولها أن شاء الله وش أسوي ما أقدر أجادلها بالموضوع
أجاب الشيخ بحكمه ودرس تعلمه من حياته : شوف يا ولدي أنت ولدي الماجبته ما جربت هالشعور أني أكون أب مع أني كنت أدعي ربي بكل صلاه يرزقنا وزوجتي توفت قريب وأنا لا عندي ولد ولا بنت ولو بفكر بالزواج الحين ما رح أستفيد شي بكون طفل ولين يكبر بكون أنا ودعت كنت أتمنى ولد من صلبي أشد ظهري فيه أو بنت تطبطب علي وتداريني و صرت وحيد الحين وندمت على عدم زواجي من قبل ووفائي لزوجتي و الشرع محللك أربع بشرط أنك تعدل بينهم ولو الله قدرك يا ولدي اسمع كلام أمك هي ما تبيلك إلا الخير
ارتعشت شفتي طلال ليقول : بس أنا ما رح أعدل بينهم ما اقدر أعدل ما قدر مستحيل أعدل
ابتسم الشيخ ليتوقف عن تقليب الخرزات : مشاعرك خليها بقلبك لا تطلعها قدام أحد بس الأشياء الثانية رح تقدر تعدل فيها
,
تضع القدم فوق الأخرى وأناملها الممتلئة تتحرك بخفه على جهاز " التابليت " تتصفح الانترنت وتلوي شفتيها , نزل طلال من الأعلى بعد أن اطمئن على أميرته النائمة التي تعبت فجأة في المدرسة هذا الصباح بسبب تعبها الشهري وقبل رأس والدته وألقى السلام عليها ليجلس على الأريكة ويفصل بينهما طاوله من خشب باللون البني المحترق رفعت رأسها قليلاً لتنظر لابنها من أسفل نظارتها الطبية الشفافة لتقول
: شلون مرتك لا يكون حامل وطايحه بالفراش
تنهد طلال ولم يقل لوالدته أنه موعد دورتها حتى لا تثور عليه كالعادة وتطالبه بالزواج فهو حتى الآن يفكر بكلام الشيخ بشكل جدي تخيل أنه سيكبر ويشيب بدون أن يكون له أطفال يحملون لقبه أو حتى يعاونوه في كبره
بهدوء : لا ما هي حامل
كزت على أسنانها : أجل تزوج انبح صوتي وانبرى لساني وأنا اقول تزوج 8 سنين يا طلال 8 وما حملت زوجتك وأنا كل شهر أنتظر على نار تعطيني هالخبر و أني أشوف ولدك بحضني بالله عليك مو متلهف تحمل ولدك و تشم ريحته وتشوفه يكبر قدام عينك
غامت عينيه بحنان من كلام والدته بمجرد أن تخيل كلامها وأفكاره تشتت كثيراً أمه تضغط عليه كثيراً من جهة وكلامه مع الشيخ أيقظه من بعض الأشياء المهمة التي غفل عنها قال بهدوء : طيب بتزوج بس بشرط

انتهى الفصل

نعجتي 08-05-16 03:20 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل العاشر


طرقت الباب بيأس على أن تفتحه من تقف خلفه همست بكل غصات الوجع ببلعومها
: نوران حبيبتي أطلعي خلينا نتكلم ونتفاهم عشان نعرف ايش نسوي
فتحت الباب بهدوء بعد أن بقت عده ساعات بداخل الغرفة وقتلها الجوع ليجعلها تستسلم , همست بصوت مبحوح وخوف بداخلها ينهش قلبها
: ماما أنتِ تحبيني صح ما كرهتيني يوم عرفتِ أني مو بنتك الحقيقية
اتسعت عينها وفغرت شفتيها قليلاً : معقول أنتِ تقولي هالكلام نوران أنتِ روحي وقلبي كيف أكرهك كل الرح يصير أنه بصير عندي بنتين بس دايماً أنتِ بتكوني الأغلى يا حبيبه قلبي
هرولت قليلاً لتعانق والدتها بقوه وتغمض عينيها بشده : ماما الله يخيلك لا تتركيني أنا خايفه ما أعرف أيش أسوي بدونك أنا ولا شي بدونك أنتهي مالي حياه وأنتِ مو فيها
مسحت على شعرها لتخبرها الشيء الذي سيقص ظهرها ويبعدها عنها : نوران في شي لازم تعرفيه وهالمره أنا الخايفه منه
رفعت نوران رأسها وهي تحدق بعيني والدتها ومقلتيها تلمعان ببريق من شعاع : ايش
ضغطت شعاع على شفتيها : أهلك تراهم مو عادين يعني مو زينا هم أغنياء ومعروفين
اتسعت عيناها بسعادة : والله يعني رح نطلع من هنا
حركت رأسها لليمين وأحاطت بكفيها وجه ابنتها الناعم : أنا ما رح أطلع من هنا بس أنتِ بنتهم وما أبغاك تنظلمي أكثر هنا وتاكلي نفس الأكل كل يوم وملابسك قديمه لو تبغي تروحي ما أقدر أمنعك ولو تبغي تكوني هنا رح أكون أسعد وحده بالدنيا بس لازم تعرفي أني ما رح أقدر أعطيك الرح يعطوك ياه
تساقطت دموعها لتهز برأسها نافيه : أنا بكون معك علطول ما رح أروح مكان الفلوس تروح وتجي بس الأم ثم الأم ثم الأم ما رح تتكرر يكفي أني أحس بحبك لي وإذا رح أروح هناك بتكوني معي
ابتسمت بجذل لتعانق ابنتها : هبله أنتِ كيف أروح معك
هزت منكبيها وهي تغرق في حضن والدتها وتحتمي به : ما أدري أي طريقه بس المهم تكوني معي ما اقدر أخسرك
,
كزت على أسنانها بغضب كيف يحدث ذلك .. كيف لا تكون نوران ابنه أحمد وشعاع هل طوال هذه السنوات قاموا بتربيه ابنه ليست من دمائهم ولا توجد أي صله بينهم يا إلهي لقد أطعمتها وشربتُها وبدلت ثيابها وووو وصرفت عليها كل النقود التي معي على ابنه الناس الغريبة حسناً ستعرف كيف تتصرف على أحمد أن يعود حتى وأن لم يكن يُريد فأخر مكالمة صدمها بخبر سيشل أطراف شُعاع كما شلها المكالمة الماضية , ضغطت أرقام تحفظها من قلبها ليأتيها صوت الأحمد
ابتسام : ألووو هلا أحمد للحين مقرر أنك ما ترجع .. صار شي مهم لازم تعرفه .. ما ينفع على التلفون لازم تجي جيب زوجتك والتوأم .. طيب بقول طلعت نوران مو بنتك .. , أبعدت الهاتف عن أذنها من صراخه الهادر بغضب لتردف , لا لا مو كذه القصة يعني نوران مو بنتك أنت كمان طلعوا المستشفى مبدلين بين البنتين يعني بنتك تربت عند ناس ثانيه .. أيه عشان كذه لازم تجي
***
كل الغصات والألم اجتمعت بحلقها ولم تستطع ابتلاعها
: معليش بروح أنام
لتهرول لغرفتهما معاً هبت رائحة دهن العود الفتاكة التي تملأ الغرفة لأعماقها لطالما أحب زوجها وحبيبها رائحة العود الثقيلة لا تستهويه روائح العطور الفرنسية الخفيفة وكم تمنحه العطور الشرقية الشموخ والهيبة بطلته وطوله الفارع عندما يضعه على عروق النبض بمعصمه وعنقه ويمسح به لحيته الخفيفة , قتلت تلك الدموع الضعيفة التي تجمعت بمقلتيها عده دقائق فقط لتنهار بنحيب يُقطع نياط القلب , دخلت لدوره المياه في محاوله لكتم نحيبها كي لا يسمعها تعلم جيداً أنها أخطأت ولم تمنحه ما يُريد أي رجل لهذا السبب سيسخر منها ويذكرها أنه تحدث إليها كثيراً كي تعود كما كانت , كل ما تتمناه الآن أن ترحل فالضِرة مُره وإن كانت جره , سمعت صوت طرقات خافته على الباب لتهمس بصوت مسموع
سيدرا : طيب جايه
خرجت من دوره المياه وعينيها منتفختين ومحمرتين وأرنبه أنفها لا تقل حُمره عن عينيها ووجنتيها , رأت زايد يقف بشموخ أمامها لتهمس بخفوت
: تبغى أسويلك شي و أحطلك عشا
جذبها لصدره ومسح على خصلات شعرها الداكنة بخفه وذراعه الأخرى تُحيط بخصرها وظهرها ويشدها إليه بتملك , كان يود أن يعبث ويتسلى أكثر معها ولكن لم يكن يتوقع رده فعلها في ما مضى كان يمازحها بذكر فتاه أخرى كي يستمتع بغيرتها عليه وكانت تثور عليه كقطه متوحشة لتدللة آخر اليوم , والآن أدرك أن حالتها قد وصلت الحضيض من الألم لهذا سيتوقف عن العبث , رفع وجهها بكفيه لتلتقي عيناهما بلقاء حميم وشفاف قال بهمس أجش
: وش أسمك الكامل ؟؟!
ابتلعت ريقها وعينيها ترتعش لما سيقوله : سيدرا عبدالعزيز
زايد بملامحه الخالية من التعابير : كملي
شتت حدقتيها بخوف ولا تعلم إلا أين ستأخذهم دفه هذا الحديث : البدر
أنفرجت أساريره ليقول ويتسع فمه : أها البدر طيب والتقارير الطبية لمرض السرطان و الاخذتيها من المستشفى قرأتِ الاسم
اتسعت حدقتيها وفغرت فاهها بذهول عن علمه بمرضها قطبت جبينها بتأثر ملحوظ بملامحها الرقيقة : لا ما قرأت الدكتورة نادتني و ماكان في أحد في الانتظار غيري وبعدين أعطتني الأوراق و ما شفتها
عبس زايد بملامحه بضيق دون أن يبعدها عن أحضانه : يعني خطأ طبي ثاني دام ما في أحد معك أكيد الدكتوره لخبطتت بالأسماء
ضربات قلبها زادت وتنفسها بات أسرع وملامحها تشنجت , سرق قبله من شفتيها وشعرت بحرارة أنفاسه تلفح بوجهها ابتعد ليقول بجذل
: أنتِ مو مريضه بالسرطان ولا أي شي ثاني ما فيكِ إلا العافية وربي يطول لي ولعيالنا بعمرك اسم المريضة الفي الأوراق سيدرا عبدالعزيز الناصر وشكله هالمستشفى الثاني البنرفع عليه قضيه كنت رح أخسرك وأنا أشوفك تذبلي كل يوم قدام عيني
تساقطت دمعاتها كأوراق الخريف ولم تخفى عليه ابتسامتها المُقتضبة , ازدرت ريقها عده مرات لتختنق أنفاسها بقبلاته الحميمة الحارة على شفتيها بشوق حرر ذراع من خصرها ليدخلها تحت البلوزة و كفه الخشنة تُطال كل جزء يستطيع الوصول إليه بجسدها الرقيق كرقتها , حملها بين ذراعيه ووضعها على السرير لينظر لوجهها الفاتن من فوق , ابتسمت له بسعادة قد فارقتها منذ زمن لتعود بهجتها لها معه وبسببه , اختلطت تأوهاتهما بضحكاتهم و داعب أنفها بأنفه و همست له بين ضحكاتهم ومداعباتهم
: الأولاد بره الحين بداهموا الغرفة
تأوه بنشوة وتنهد بعمق و ابتعد بجسده الممشوق و لوى شفتيه ليقول بشوق وصوت حميمي : لك أقل من دقيقه سكري الباب وتعالي منصور بينتبه على مزون
تهادت بمشيتها أمامه وأغلقت الباب بالقفل لتعود لأحضانه مشتعلة بالعاطفة الجياشة ويعيشان ليله من ليالي الغرام
***
لحقها عاصم مُهرولاً إلى قُرب الملحق وأحتجزها على الحائط بابتسامته الخبيثة التي أجاد إخفاءها ببراعة لتتسم ببرائه ويهمس بتفاهات كي يتحدث معها وحسب
: ها كيف الأكل عجبك
أومأت برأسها بخوف فهي لا تظن أبداً أنه شاب صالح رغم إخفاءه لابتسامه الخبث إلى أن عيناه ستلتهمانها بنهم ولم يستطع السيطرة على نظراته , قاطعه فرده من حذاء ذو كعب عالي بطول 10 سم شق جانب جبينه , تأوه بألم ووضع أطراف أنامله يتحسس الجرح لتُباغته الفرده الأخرى بقرب الجرح الأول نظر بشزر للجانب الذي تقاذفت عليه فردات الحذاء واتسعت عينيه بصدمه من تلك النمرة المفترسة التي تحدق به بحقد
الطرف الآخر
تبرم شفتيها بغضب وانكمش حاجبيها بعبوس واضح على ملامحها السمراء و تجلس بالمقعد الخلفي للسيارة وذراعيها ملتفان إلى جذعها , وأمها تجلس بجانب زوجها الذي يقود السيارة , لم ولن ترغب بالذهاب لذلك المنزل بعد ما حدث معهم إذاً لماذا؟! يجبرونها على الذهاب زوجها ليس له علم بأي شي ولكن أمها هي من كانت معها في ذلك اليوم وشهدت الكارثة الكبرى لما تجبرها على الذهاب كأن شي لم يكن , توسلت كثيراً ليامان أنها لا ترغب بالذهاب تظاهرت بالمرض الشديد ولكن ظنها مُجرد طفله مدللة ولم يستمع لها وصلت السيارة إلى القصر لتترجل هي وأمها ويامان يتصل بأحدهم , دخلت عبر البوابة لترى ذلك الوقح السافل يتحرش بإحدى البنات تذكرت ذلك اليوم واشتعل الغضب بعينيها وارتفع الادرينالين لأعلى درجاته وهي تتخيل أن يُصيب الفتاه ما أصابها , تحركت بسرعة وهي تخلع حذائها وتلقيه عليه بكل طاقتها
اتسعت عينيّ حنان بصدمه : سديييييم وش تسوين بالرجال
وخلعت الآخر مُتجاهله نداء والدتها لتلقيه أيضاً نظر إليها بصدمه من هيجانها قامت بتفسير نظراته بالوقاحة لتهمس بحقد
: لسه له عين يطالع فيني الحيوان
تقدمت أكثر وهي عارية القدمين وعبائتها تهفهف على قدها من الهواء والتقطت إحدى الكراسي الخشبية حول الطاولة في حديقة الملحق ومنحها الله القوه لتلقيه عليه وأمسكت بالكرسي الثاني لتتفاجأ بذراعين خشنتين تكلبشانها من الخلف وصوت يامان يقول بذهول
: يا المجنونة وش تسوين أنهبلتي أنتِ انجنيتي ما عاد فيكِ عقل تضربين الرجال
هزت جسدها بعنف تحاول التحرر من ذراعيه بصراخ : اتركني أكمل عليه هالحيوان يستاهل يستاهل الكلب
اتسعت عينا عاصم من أن تقول شيئاً ليهجم عليه يامان بدلاً عنها وينتفه , تابعت محاوله التحرر وأغمضت عينيها لتقول بصوت عالي : الحيواااااان شفته بعيوني كان يتحرش بالبنت , ثم انهارت ببكاء مرير
أغمض يامان عينيه من حالها المُنهار وشدها بقوه لجذعه مُحاولاً تهدئتها , ازدرد عاصم ريقه وهو يرى ليليان الهاربة للملحق و تلك الغبية الباكية ستفضحه و ذياب الذي يقترب بنظراته الحادة الذئبية وتراقصت على شفتيه ابتسامه مكر ساخرة من وضع عاصم المزري , ثم حول نظراته بأسى لأبنه عمه المنهارة عند زوجها وشهد كل شي وإن علم أي شي من الموضوع القديم لن يتدخل بالعراك بينهم , عض شفتيه وهو يتذكر ذلك اليوم كان الوضع سيختلف لو قبلت الزواج به كي يحميها من عاصم وغيره ولكنها رفضته بعنف ظناً منها أنه يشفق عليها ولكنه كان مستعداً ليبني حياته معها ولكن قدر الله و ما شاء فعل
***

نعجتي 08-05-16 03:23 AM

رد: هذه دُنياي
 
جلس على طرف السرير " المودرن " مسح بكفه على شلالها الكثيف كسواد الليل و الذي يودي بأجله بل كل شي بها يودي لأجله , عينيها الصغيرتين تُحيطهما أهداب كثيفة تُرفرف ومع كل رفه تنخر قلبه , أنفها الصغير الذي يحب قرص أرنبته دائماً لتتألم بإثارة و تعض شفتيها المغرية , وآه من شفتيها الصغيرتين اللتين يُحب عصرهما بشفتيه ليستخلص منهما شراب التوت , كل شي بها صغير رغم أنها أوشكت على دخول عقدها الثالث إلا أنها تبقى صغيره بعينيه بلطفها وبرائتها وحنانها , ارتعش قلبه عندما تذكر أنه سيخونها رغماً عنه فالجميع حوله يضغط عليه بداية بأمه ونهاية بصديقتها التي في المدرسة عندما اتصلت عليه مره تطلب منه الزواج بها بحجه أن لا أحد لها هنا ولا تستطيع الثقة بالجميع , يؤلمه كثيراً أن يجرح أنوثتها , رفرفت أهدابها تُعلن عن انتهاء غفوتها همست ليال برقه وصوت مبحوح
: جيت حبيبي
ابتسم بجذل ورمش بعينيه : جيت ومشتاقلك مووت يا روح طلال
جلست وأسندت ظهرها على السرير : تقبل الله
رد طلال بهدوء : منا ومنكم صالح الأعمال , صمت قليلاً ليردف , وش فيك صايره نوامه كل ما ادخل ألقاك نايمه
هزت أكتافها برقه وعضت شفتها بمُشاكسة : ما أعرف حتى أنا مستغربه من نفسي أقوم أصلي وأكل وأرجع أنام وأطول بالنوم مو كأني قمت من شوي
قرص خدها وأعاد خصلات شعرها خلف أذنيها وداعب بإبهامه وجنتها : نوم العوافي يا قلبي عندي لك مفاجأة زايد وزوجته مسافرين للندن و بنسافر معهم
خفتت ابتسامتها وانحنى حاجبيها بأسى لتقول : طيب وخالتي أنت عارف أنها بتسافر مصر بكره وحلفت ما نسافر مكان بدونها
تنهد بعمق ليقول : ما عليه أنا كلمتها قبل شوي وسمحت لنا أنتِ جهزي نفسك وبشوف زايد متى بيمشي هو بروح شغل ومنها سياحة
أومأت برأسها لتبتسم , ويهاجمها بعنف مشتاق اختلطت تأوهاتهما و خلع بلوزته بعنف وألقاها أرضاً ليغرقها بعاطفته العنيفة و لن يُغرقها لغيرها
***
كعادته كل يومين جاء لزيارة والده والاطمئنان عليه وعلى خالته ولكن اليوم جاءهم بطلب ما أيضاً , يُتابع بدقه ملامح والده الروحي وانحناءات وجهه ورده فعله على طلبه مضت الدقائق القليلة بصمت مميت له وشعر بها كالدهور بانتظار الجواب الذي لم يخرج من تلك الشفتين بعد وكأنه مصدوم من طلبه , يحق له الصدمة , ازدرد ريقه بحرج بات نادماً على طلبه كيف يجرؤ على طلبه وهو يعرف جيداً فارق العمر الشاسع بينهما لذلك لم يجرؤ من قبل ولكن تلك الصغيرة أشعلته وهاهي تنطفئ شعلته قبل أن تبدأ , عليه أن يتدارك الموقف كي لا تُفسد علاقته مع والده منصور , تنحنح ليقول بصوت هادئ خالي من النبرات مع قليل من الحرج
شاهين : آسف على طلبي يا عمي مالي وجه أدري بفرق العمر بيني وبينها وأكيد ربي بيرزقها بأصغر مني ومناسب لها
ابتسم منصور ليُجيب أخيراً بهدوء بعد عده دقائق : أولاً ما قلت شي عشان تعتذر ثانياً تراني زعلت منك لأنك قلت عمي ومتعود منك تقولي بيه ثالثاً ومين قال أني اعترضت ورفضت صح أني انصدمت حسبتك تعتبرها مثل ليال ما جا على بالي أنك تبيها ولا كان أنا بنفسي خطبتها لك قال الرسول اخطبوا لبناتكم قبل أولادكم وأنا أشوفك رجال مصلي وصايم وعندك شغل ووضعك ممتاز ما شاء الله العمر بينكم أشوفه مناسب لأنك بتفهم بنتي مو عيب بس لازم أسألها نشوف وش تقول دلوعتي , بلل شفتيه ليردف , إلا إذا غيرت رأيك من آخر جمله قلتها
تنهد شاهين براحه ليقول وقد انفرجت أساريره براحه : لا ما غيرت بس توقعتك ترفضني
اتسعت عينا منصور : ما عاش من يرفضك يا الشاهين , الناس عندي كلها بكفه وأنت لحالك بكفه بس بلاك عيار ما تعرف غلاك عندي
هب شاهين واقفاً بتأثر ليقبل جبين منصور بعمق وحب أبوي له قائلاً بشجن : الله يخليك لنا ولا يحرمنا منك يبه
ربت منصور مبتسماً على كتفه : الله يسعدك أنا بقولها قريب بس انتظر لين ترد علي خاصة مع الوضع الإحنا فيه الحين وسالفة التبديل و أمها الحقيقية لازم تعرف
أومأ شاهين برأسه ليقول : ولا يهمك يبه أكيد لازم تعرف , الحين بستأذن عندي شغل بالشركة
منصور ببشاشة : الله يحفظك يا ولدي , نده له عندما تذكر , شاهين
التفتت له وهو يمسك بعتلة الباب : لبيه يبه
منصور : زايد دق عليك كم مره ما رديت عليه قالي أقولك روح لبيته على العشا عازم شباب اليوم
نظر لهاتفه ليقول عاقد الحاجبين : إيه متصل بس كان صامت خلص أن شاء الله بكلمه الحين
خرج من عند والده وتوقف بطوله الفارع في الحديقة عله يلمحها ولكن لم يرى شيئاً وتلاعبت ابتسامه على شفتيه ضغط بعض الأحرف لينسقها برسالة ويرسلها دس هاتفه بجيب البنطال ليقصد سيارته ويتحرك بها
,
خرج شاهين وهو أراح بجسده على الكرسي المتحرك الذي يستقر خلف مكتبه المنزلي أراح رأسه أكثر ليرفعه ويتأمل السقف وتتراقص ابتسامه على شفتيه ويحرك الكرسي لليمين
واليسار بتسليه وهو يتذكر محادثته هذا اليوم مع تلك الشُعاع التي وصله شُعاعها الرقيق خلال موجات صوتها الرنانة ظن في البداية أنها تتدلل بميوعه عندما سمعت صوته الرجولي لكنه أيقن فيما بعد أنه صوتها حقاً اتصلت به كي تخبره عن ابنته أجاب على الهاتف وهي لم تنتبه وكانت تتحدث مع أحدهم بصوت لم يسمع مثله من قبل قطب حاجبيه وهو يتذكر أنها متزوجة , أكثر ما يفتن الرجل في هذا العالم هو المرأة ويأتي بعدها البنون والقناطير المقنطرة , ولكن صوت المرأة ليس بعوره إذاً لماذا يشعر بكل هذا الافتتان , أغمض عينيه بعنف وهو ينفض هذه الأفكار من رأسه لا يُريد أن تتشتت عائلته , كله بسبب زوجته التي رفضت أن تتواصل معها عليه أن يفكر الآن بسبب اتصالها فقط وهو أن ابنته لا تُريد رؤية أحد من خوفها منهم , وبالطبع لا يستطيع زيارتها وحده وزوجته لن تذهب لحي قديم وشقق مقرفة كما تقول
***
دفعت ابنتها بعنف وهي تشتمها بل هي تشتمها منذ عودتهم للمنزل وأنزلها زوجها في منزل أمها
حنان بغضب هادر تدفعها على كتفها ورأسها وسديم يهتز رأسها بجمود ملامحها جامدة تحدق بفراغ حفظت كلمات والدتها التي تقولها كل يوم منذ ذلك اليوم وأنها قد لوثت شرفهم وأنها هي من أغوت عاصم ليتحرش بها ولكن كل ذلك يهون على ما فعله بها ذلك الرجل اللئيم
: روحي لزوجك لا بارك الله فيك من بنت ما من وراكم إلا العار و المصايب طبعاً بنات ما كفاك السويته قبل عشان تضربين رجال طول بعرض خلي يامان الحين يريبك
هرول طلال وليال بذهول على الدرج عقد طلال حاجبيه ويُمسك بقبضته " الديرابزين " وهو يرى تصرف والدته القاسي مع سديم نظرت له سديم والتمعت عينيها وهي تكتم دوعها لا تُريد الانهيارالآن فتح طلال ذراعيه لتركض سديم لأحضانه وتنهار هناك في دفئ أحضانه , قال طلال عابس الوجه
: وش صار يمه ليه تصيح
كتفت حنان ذراعيها وبرمت شفتيها بقرف : أسألها مسوده الوجه , يلا أنقلعي زوجك ينتظرك بره شايفتيه سواق عندك تلطعيه
كز طلال بطوله بال على شفتيه وأخرج هاتفه من بنطاله القطني ليطلب من يامان الدخول لأمر طارئ
,
في غرفه الجلوس الخاصة بالضيوف يسند ذراعه على الأريكة وكفه الأخرى تستقر على فخذه ويرى زوجته تنتحب على جذع أخيها , وطلال يحاوط خصرها بحنان أخوي ابتسم على شكلهما ويشعر بالتوجس من أمر ما في زوجته لا يدري متى سيعلم به سمع صوت طلال يقول بشجن لسديم
: وش صار ليه أمي معصبه
فركت كفيها لتقول بتوتر من وجود يامان : رحنا اليوم لبيت لعمي عبدالكريم وشفت ع..ع .. عاصم كان يتحرش ببنت و أنا رميت عليه الكعب والكرسي في الحديقة
قهقه طلال بخفه ليمسك بكفها ويقبلها بعمق : تسلم ايدك أجل بردتي حرتي فيه أكثر
عقد يامان حاجبيه من تشجيع طلال لها بضرب رجل بطوله وعرضه وغير ذلك غريب عنهم هناك أمر ما يخفونه عنه له علاقة بذلك الزير سيعرفه اليوم ولن يؤجله رغم أنه يتوقع ما هو ليس غبياً لكي لا يكون واضحاً له , همس طلال بإذن سديم : روحي لحبيبتي تبغاك وتطمن عليك
ابتسمت بخجل على شفافية أخيها لتنهض بهدوء لليال في جناحها العلوي دون أن تمر بوالدتها , هب طلال على قدميه ليجلس بقرب يامان قائلاً
: أكيد بتعرف إيش السالفة من نظراتك ما يحتاج تحكي
برم يامان شفتيه للجانب الأيسر ليقول بهدوء عكس الأعاصير الهائجة بداخله : إذا ممكن يعني
طرق طلال برأسه : أكيد ممكن ليه لا من حقك أصلاً تعرف كل السالفة أنه أمي وسديم راحوا زياره لبيت عمي عبدالكريم و عاصم الكلب متحرش بسديم في مطبخ بيتهم يعني .. همم شلون أقول
عقد يامان حاجبيه بدهشة نعم لقد توقع ذلك ولكن أن يسمع الأمر عبر أذنيه وقعه مختلف عن ما يفكر به : قصدك تجاوز الحدود
أومأ طلال برأسه ليقول : أيه بس ذياب تدخل بالوقت المناسب و لوى ذراعه و كسرها وكل الفي البيت وقتها عرفوا طبعاً وأنا ما قصرت فيه تبهذل أيامها بالمستشفى حتى أبوه ما دري وش سوى فيه , هممم وفي شي ثاني بعد أنا ما أعرفه عيت تقولي سديم عنه يمكن تقولك أنت
اتسعت عينا يامان بغضب وحقد : طيب بحاول أتكلم معها لو أنا الحين بفتري فيه بتمنعني
هز منكبيه بابتسامه جذلى : ذياب كلمني اليوم وقال لو يامان عرف وبيتدخل في الموضوع , هو ما رح يسوي شي وبيتفرج
أومأ يامان برأسه بوعيد وتهديد لعاصم فهو يمقته منذ أن رآه أول مره ويعلم أنه زير لكنه لو يتوقع أن يتجاوز حدوده مع أقاربه وبالأخص ابنه خالته وزوجته , ابتسم عندما تذكرها اليوم ترمي ذلك الكرسي عليه بجسارة
,
في منزل يامان عادا لمنزلهما المتواضع وجلسا على الأريكة كان الصمت يعم المكان إلى أن صدح رنين الهاتف برقم غريب أجاب يامان بتعجب ليأتيه صوت رجل
: هلا مين معي
............
اتسعت عيناه بذهول لينظر لسديم بحيرة
***
مسحت ليليان بخفه على شعر بيلسان وتبتسم لها بطيبه قلب لتقول بيلسان بدلال طفولي
: ليلو أنتِ طيبه مره أحسن من بنت خالي ما حبيتها تقهر
ابتسمت ليليان بحب لهذه الصغيرة : حبيبتي هذا طبعها وكل إنسان وطبعه تربيت معها 20 سنه وأعرفها كويس صح هي جلفة شوي بس عشان لسه ما تعرفت عليكم هي كذه مو علطول تنسجم مع الناس يبغالها وقت تتعود
ابتسمت بيلسان لتقول : بس برضو أنا حبيتك أكثر منها أخذت عنها الانطباع الأول إلا إذا تغيرت أشوف
داهم الغرفة دخول غزلان وريتا التي تقهقه بمرح قائله
: هههههههههه ليلو لا يفوتك عاصم تحت تشرشح من أبوي وانضرب كمان
عبست غزلان بضيق لتقول بحقد طفولي : هي يا الغبية هذا أخوك تستهبلي عليه كذه بعمله وبخاصمك
رفعت ريتا حاجبيها : قوليله يمه خفت شوفيني أرجف حتى ولو أخوي قليل الأدب ليه يقرب من أختي وش يبي فيها
أجفلوا جميعاً من صوت الصراخ الذي صدر من الطابق السفلي


انتهى الفصل العاشر

نعجتي 08-05-16 03:24 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الحادي عشر


في منزل يامان عادا لمنزلهما المتواضع وجلسا على الأريكة , ارتدت منامه قطنية ذات أكمام طويلة رغم شده الحر والرطوبة في جده , رأها تنكس رأسها بخجل مما عرفه اليوم ولكن هذه البريئة ليس عليها أن تشعر بأي شعور بالخجل بل من عليه أن يشعر بالخجل ذلك الوضيع عاصم الذي سينقض عليه قريباً فقط يتحين الفرصة المناسبة , كان الصمت يعم المكان إلى أن صدح رنين الهاتف برقم غريب أجاب يامان بتعجب ليأتيه صوت رجل ما
: هلا مين معي
اتسعت عيناه بذهول لينظر لسديم بحيرة , ويقول
: هلا فيك حياك بأي وقت البيت بيتك يا عمي
أغلق الهاتف وهو متعجب من اتصاله ,هذا يعني أنه يعلم أن ابنته قد تزوجت به , لقد انفصل عن خالته منذ سنتين ولكن لم يسأل عن أولاده استغرب من اتصاله بهذا الوقت للسؤال عن ابنته كما استغرب اتصال الرجل الآخر به قبل عده أيام , يا ترى هل هو مصلح اجتماعي بدون أن يعلم كي يصالح الآباء والأبناء معاً , ولما لم يتصل عليها هي , نظر إليها وكانت شاردة بالتلفاز , تنحنح ليقول
: سديم
التفتت إليه ببشاشة ووجه خجول لأنه لم يعاتبها أو يصرخ عليها على ما فعلته بعاصم وأهم شي لديها أنه صدق أنها بريئة
: لبيه
ابتسم ليقول بطريقه عاديه : جهزي البيت وشوفي وش ناقص بكره بزورنا أبوك يقول مشتاقلك و بشوفك
اتسعت حدقتيها وارتعش جسدها وابيضت شفتيها بخوف وهي تهز رأسها نافيه , زوى حاجبيه من رده فعلها
: بسم الله عليكِ وش فيك
ازدرت ريقها وهي تنكس رأسها لحضنها وتفرك كفيها بتوتر
: ما أبغى أشوفه لا تخليه يجي لا تخليه كذاب مو مشتاق لي يكذب عليك مو مشتاق , بدأت تُعيد هذه الكلمة مراراً وتكراراً بصوت خافت ,
مو مشتاق , يكذب مو مشتاق , كذاب
ارتفع حاجبيه بذهول من رده فعلها المرتعشة , تشبه رده فعلها الأولى حين انهارت لسماع جملته وهدأت عندما احتواها , كرر هذا الأمر لينهض ويقترب منها ويسحبها لجذعه بات يعلم كيف يتصرف مع رقتها , ليقول بتفاهم وهدوء ومسؤولية تجاهها
: أدري أنك معصبه عليه ويمكن زعلانه منه لأنه ما سأل فيك و صار له سنتين غايب بس ما يصير أبوك هذا إيش ما كان يمكن له أسباب بوضحها لك بس يشوفك
بصوت حزين ومهزوز بغصه الألم والوجع و ارتعاشتها تهدأ بين أحضانه , كيف لا تهدأ وهي التي لطالما عشقته وأحبته وتمنت أن تعيش العمر معه , كيف لا تهدأ وهو رقيق معها كمان كان رقيقاً دوماً , ولكنها سمعت بإذنها رفضه لها جرحها كثيراً لترفضه بشكل جارح له وقالت كلام لا يُقال عنه أبداً ولكن هاهو قدرها يجمعها معه مجدداً لتتألم بقربه وبعده , يؤلمها كثيراً أنه لا يحبها وما يفعله معها مجرد أخوه ومسانده
: يامان الله يخليك ما ودي أشوفه مو عشان كذه بس هو وأمي ما صدقوني بالصار مع عاصم الكلب لأني كنت بالمطبخ وقالوا أنا الرحت له ولا إيش أسوي بمطبخ الناس أنا ما كان ودي أني أظلمك معي و أتزوجك أنا ما ينفع أكون زوجه لأي أحد أدري أنك ما تبيني سمعتك وأنت تكلم ليال بالصدفة و .. و .. وأنا رفضتك بس أمي جبرتني مو بايدي
عض يامان شفته حتى وإن لم يحبها ويُريدها لم يكن يريدها أن تسمع رفضه لها ليس لشيء أنه لا يحب أن يجرح أحداً بقصد ابتسم عندما تذكر كلامها عنه مُجرد رده فعل على رفضه
: إيه صح كيف وصلتي المطبخ وش كنتِ تسوي فيه بس الأعرفه أنك توك بنت وعاصم مع أنه تجاوز حدوده وهالشي خلاك تخافي من أي أحد يقرب لك زي أول يوم تزوجنا فيه
تحكي له كل شي براحه لم تحكي لأحد قبله ما حدث بالتفصيل واثقة أنه سيصدقها لهذا هي مرتاحة كانت تحكي له بطريقه طفولية جعلته يبتسم منها : كنت رايحه لحمام الضيوف يعني أنا بالعادة ما أحب أروح حمامات الناس او العامة بس أروح لحمامات أقاربنا متأكدة من نظافتها بس هذاك اليوم انجبرت يوم انكب العصير على تنورتي وكان جمب المطبخ يوم طلعت , بدأت تعود لإرتعاشها بين أحضانها , ماحسيت إلا بشي يسحبني للمطبخ و .. و .. تساقطت دموعها مع هذه الذكرى
مسح على شلالها الأسود بكفه الخشنة : هشششش خلاص لا تكملي عرفت الباقي بس عاصم ما انتهى حسابه معي لسه حسابه عسير
***
أجفلوا جميعاً من صوت الصراخ الذي صدر من الطابق السفلي خرجت غزلان وريتا بفضول لمعرفه ما يحدث وسمعت غزلان صوت والدتها يعلو على عمتها
رشا بحده توجه حديثها ليارا بصوت عالي مُدافعه عن عاصم
: الحين بفهم أنتِ وين عقلك مو عاصم ولد أخوكِ واقفة ضده لييييييه يكفي انه أمها وأبوها لسِت بلقيس كانوا هنا وشاهدين وحطوا اللوم عليها
يارا بدفاع عن سديم بصوت عالي : أنا أعرف سديم من كانت صغيره هيا بنت عم أولادي وعارفه تربيتها كويس وكنت رح أخطبها لذياب ومع الأسف عارفه ولد أخوي و إيش ممكن يسوي ف لمي ولدك أحسن خاصة أنه صار عندنا بنت الناس هنا والبارود والنار ما يجتمعوا
رشا بتأفأف وهي تلتفت على عبدالكريم وتعرف جيداً طريقه جلوسه هذه وأنه يفكر بطريقه لإبعاد عاصم عن البلاد : وهذا الناقص جت عائله كامله وتسكن جمبنا أبفهم يا عبدالكريم شلون تجيب هالعائله هنا مالي دخل لو بتطرد أحد بتطرد هالناس ولدي رح يكون عندي
نهض عبدالكريم عن الكرسي وهو ينظر لعاصم الذي ينكس رأسه ليقول باستفزاز وسخريه : عاجبك يا السلوقي اليصير وهاذي سيرتك صارت على كل لسان وفوقها فضحتنا قدام الناس الربوا بنتنا ع العموم سويت اتصال وسحبت ملفاتك من الجامعة وأرسلتها لأمريكا خلال أسبوع بتروح لأمريكا تكمل دراستك هناك ولا أشوف وجهك إلا لا صرت رجال مثل ذياب اليوم كان بعمرك ما سوى سواتك الوسخة
اندهش عاصم ليلتفت بحده لوالده ويقول برجاء
: الله يخليك يبه ما أبي أروح هناك ما أقدر أعيش خلص أوعدك أني أعقل و ما عاد أسوي شي وبتزوج ليليان كمان عاجبتني وبصونها وبحفظها
عبدالكريم بسخرية لاذعة : أنت أحفظ نفسك الأول عشان تحفظ بنات الناس أنا قلت بتنقلع تصير رجال وترجع غير كذه ما عندي ولا تفكر أني بعطيك وحده من بناتي ليليان تستاهل رجال
ارتفع حاجبا ذياب وعض على شفته من طلب عاصم الزواج بليليان , آه ليليان ما الذي يحدث له لماذا حتى الآن لم يتحرك لينتقم من ريتا ؟! لماذا جن عندما طلب عاصم ليليان ؟! , قد يكون أعجب بها وبطيبه قلبها هدوءها رقتها ولكن مع وضعه الحالي لا يستطيع الزواج بها قبل أن يكمل انتقامه ومن الجيد أن عاصم سيبتعد عن طريقه ويعلم جيداً أنه لن يحصل على ليليان بسهولة بسبب تاريخه الحافل , ولكن مع ذلك فهو يأسف على خاله منه هو , وعلى ابنه من خاله
***
تقدمت أرجوان بهدوء من والدها لتخبره بقرارها جلست بهدوء على الأريكة الجلدية بمكتبه الخاص بالمنزل لتقول برقه وتوتر اجتاح صوتها
: بابا خلاص أنا موافقة أشوف أمي الحقيقية يعني بس خايفه كيف رح أشوفها ووين وإيش رح يصير بعدين أخاف أبعد عنكم وأنا تعودت عليكم كلكم
نهض منصور مبتسماً من خلف مكتبه ليتقدم لابنته
: مافي داعي تخافي يا بابا سيدرا أختك بعد تروحين معها وزايد بكون فيه وبعد أنتِ تتعرفين على بنتنا الحقيقية نوران أدري فيك غيورة بس ولا بنت رح تاخذ مكانك عندنا حتى نوران رفضت تجي هنا هي نفس الشي خايفه مثلك أنتوا الثنتين مكبرين الموضوع بس انتوا الثنتين بناتي وما رح أخليكم ولا أمك الحقيقية بتخليكم
ابتسمت لتقول : متى رح نروح
منصور : بكره أن شاء الله اليوم زايد مشغول عنده شباب فبكره بياخذكم
أومأت برأسها : طيب بابا رح أروح أرسم شوي صارلي مده ما رسمت
ابتسم لها منصور ليقول : طيب دقيقه ما خلصت كلامي
جلست باستغراب : سمي
: سم الله عدوك يا روح بابا أبد شاهين جاني وطلب إيدك للزواج
شهقت بفجعه لتقول : شاهين ما غيره
ابتسم منصور : بسم الله عليك يا بنتي وش فيك إيه شاهين ولد خالتك ما غيره ترى أدري هو أكبر منك بس هالشي حلو مو عيب ولا هو حرام الفرق البينكم معقول يعني لا تفكري أني بزوجك من شايب
ابتسمت بخجل , وخجلت كثيراً بل تحطمت و يأست ما كان عليها أن تطلب منه ذلك بلحظه خوف وتهور هاهو والدها وحبيبها يطمئنها أنها ابنته التي لن يتخلى عنها مهما كان , الآن تحديداً تشعر بكميه من الخجل تجتاحها عليها أن تتصرف قالت بتلعثم : طيب بابا بس بفكر لازم
أومأ منصور برأسه : خذي وقتك حبيبتي
خرجت من غرفه المكتب وهي تضغط على هاتفها بقوه ماذا تفعل الآن ؟! بالطبع لن تتصل وتسمع صوته , نعم سترسل رسالة ذلك أفضل فتحت هاتفها بعجله , يا إلهي ماذا سأكتب الآن إنني لا أستطيع أن أنمق كلمتين في رسالة وإرسالها ذلك صعب جداً , لفت نظرها رسالة لم تفتح منذ البارحة فتحتها وصُعقت من الكلام الذي كُتب فيها من شاهين
" كيفك يا بي بي ترى خطبتك من عمي منصور يا ويلك ترفضيني أدري فيك وبأفكارك "
تنهدت وهي تعبس بملامحها بضيق توجهت لغرفتها واستلقت على سريها لتخط له بعض الكلمات
,
يسند مرفقه على المسند ويرفع قدمه ويريح الأخرى تحتها , سحب خرطوم الأرجيله في ملحق أحد أصدقائه بجمعه للشباب ونفث الدخان ويتبادل أحاديثه مع بعض الأصدقاء القدامى همس بصوت خافت لا يُسمع للذي بقربه : هذا هو نفسه قاسم القد دخل السجن بطعن واحد
فارس : إيه هو نفسه من وين تعرفه
هز رأسه بلا مبالاة : ما حصلي الشرف ولا رح يحصل أعرفه بس قد سمعت عنه والشباب وقتها اشتطوا
فارس بحذر دون أن ينظر لقاسم : إيه حاول لا تحتك فيه راعي مشاكل وخرابيط ما كنت أبيه يجي بس سعد أصر يجيبه ما دري وش يبغى منه
حدق به ليقول : أصلاً شاك أنه رجال تصرفاته وحركاته مو طبيعيه
صدح صوت هاتفه برنه رسالة تطلع لها دون أن يفتح الهاتف ليجدها منها هي خفا ابتسامته أمام الشباب وتطلع لساعته وهب واقفاً يستأذنهم الخروج
: يلا يا شباب عن إذنكم بروح أرتاح بكره عندي دوام
قاسم بصوت ركيك : على وين يا الحبيب تونا أول السهرة
ابتسم بمجامله : ما عليه مو متعود أسهر لوقت متأخر
خرج من منزل صديقه ليستقل سيارته ويفتح الرسالة ويقرأها ولم يستطع منع ضحكاته من أن تصدح
" شاهين الله يخليك قلتلك أمزح كنت خايفه أروح وما أرجع بس بابا طمني اليوم أنه ما رح يخليني يعني القلته كان تهور وبسرعه ومو قصدي أبداً "
أرسل لها
" أدري بس قالك عني "
ردت " ايه "
ارسل بسرعة بتوجس من ردها " وش قلتِ طيب رفضتيني O_o "
" لا قلت بفكر بس أنت كذه تحرجني مره خلاص انسى الموضوع "
" ما رح أنسى الموضوع أنتِ الفتحتيه أنا دايماً كنت أتردد أخطبك وأخاف أنرفض عشان عمري قلت أبوك ما رح يوافق على شايب لبنته بس يوم كلمته عنك كان رأيه مختلف "
لم تجب عليه دفنت رأسها وجسدها الغض بين الوسادات والدمى بخجل وهي تتخيل أنه كان يُريدها ولكنه كان متردداً لعمره الذي يعجبها أكثر شي به , تنبهت لرنه الهاتف وفتحتها لتجد رسالة منه
" ع العموم أنتِ وافقي وبس والباقي بنتكلم فيه براحه لما تصيري حلالي "
عانقت الهاتف وهي تكتم صرخاتها السعيدة وتقفز على السرير بركبتيها
***
الخيانة مؤلمه نعم ولكنها تؤلم أكثر وجرحها لا يندمل عندما تأتيك من قريب تظن أن الدنيا لا تفنى بدونه , تقف بقامتها الطويلة يلف جسدها الغض قميص أبيض بأكمام طويلة تفصل خصرها الصغير وأحاطت حول جيدها وشاح ملون والتنوره السوداء الطويلة تنساب بخفه على ساقيها , كتفت ذراعيها لجذعها وهي تدور بين الطاولات تقوم بشرح دروس التاريخ لطالباتها , توقفت خطواتها الرقيقة عند السبورة وتقول
: خلصنا درسنا اليوم يا بنات , أخذت قطعه من الورق من المنضدة رادفه وهي تحدق بها , حصتي يوم الخميس ورح أضطر أعطيكم درسين عشان نمشي مع المنهج ونخلص بدري وأراجع معكم للاختبارات وتنجحوا كلكم أن شاء الله بدرجات حلوه
سمعت صوت اعتراض الطالبات بأصوات متفرقة
: لا يا أبله ليال , تكفين درس واحد بس , ما نتحمل
ابتسمت لهن لتقول : آه منكم يا عيارات على أساس حصتي هي الوحيدة الخفيفة وتمر من حلوقكم زي المويه ما رح نطول تعرفوني رح أعطيكم المختصر من الدرسين
إحدى الطالبات رفعت وجهها بكفيها سانده بكوعيها على المنضدة قائله بإعجاب طالبه لمعلمتها : أبله خذي راحتك أنا أكثر حصة أحبها حصتك ما أحس فيها أبداً حتى لما تكوني علينا ما أغيب أبداً بس تكفين لا ترسلين لنا أبله منار مره ثانيه ما تعرف تشرح وشرحها ثقيل
ليال : عيب يا هدى تقولي كذه عن أبله منار كل وحده منا لها أسلوبها الخاص ع العموم انتهى النقاش كونوا متعاونين معي عشان أخلص الحصة بسرعة والباقي فراغ وبخليكم تشتروا من المقصف كمان , ووحده منكم تيجي تاخذ الدفاتر توزعها على البنات
وقفت عند الباب ليتجمع حولها الطالبات , اتسعت عينيها وقالت بمرح
: أنا قلت وحده بس مو الجيش كامل
,
في غرفه المعلمات دخلت ليال بخطواتها المتبخترة وألقت السلام على المعلمات المتواجدات وأعطت الطالبة الدفاتر لتجلس على مكتبها بتعب وتريح رأسها على الكرسي , تنهدت بإرهاق لتقول
: يا الله مره تعبانه أحس أبغى أنااااام وما أقوم من الصبح واقفة على رجولي , الحمدلله خلصت حصصي اليوم بستأذن وأخلي طلول ياخذني
نظرت لها منار بغيره شديدة وكيف تتحدث بكل راحة عن زوجها وحبيبها والذي سيكون قريباً زوجها أيضاً وستبذل وسعها لتجعله كخاتم بإصبعها , ومع ذلك تشعر بالغيرة لأنه اشترط على زواجهم السرية التامة كي لا تحزن هذه المدللة التي أمامها , بالطبع ستوافق على هذا الشرط الأحمق كي تتزوجه فقط , ابتسمت بخبث تبحث به عن طريقه مستقبليه لتجعل ليال تعلم أنها تزوجت زوجها دون أن يكون لها يد في ذلك , تتمنى فقط أن لا تكون حامل حالياً إلا أن تتزوجه ويتم كل شي لأنها تعلم جيداً وقد أخبرها بالحرف الواحد سبب الزواج هو الأطفال لا غير جرح كبريائها وكرامتها ولكن لا بأس , رأت ابتسامتها وهي تتحدث مع طلال عبر الهاتف وقد اعتلت الحمرة وجهها لا بد أنه يتغزل بها كما العادة , كتمت غيظها لتقول بابتسامه مزيفه ولكن لم تستطع محو نبره الغيرة التي لم تنتبه لها ليال
منار : ليول وش فيك الضحكة شاقه الحلق
ليال بابتسامه لا تسعها : أبد بس كانت في مشاكل مع خالتي وتدمرنا ويذكرني نروح نتجهز للسفر للندن مع ولد خالتي زايد وزوجته يا الله مررره مبسوطه أخيراً رح نسافر وننبسط
ابتسمت بإقتضاب من غيرتها الشديدة كان عليه أن ينتظر ليتزوجوا ويذهبا هما لشهر العسل وهمست بسرها
" إيه انبسطي انبسطي الحين بس هين خليه يتزوجني وتعرفي أنه تزوجني نشوف إيش بتسوي "
***

نعجتي 08-05-16 03:25 AM

رد: هذه دُنياي
 
شركه الذيب للفنادق , تمر السيارات هنا وهناك وتلمح هذه اللافتة الضخمة على مبنى الشركة فيشعرون بهيبة صاحبها وشموخه و غروره ولكنهم لا يعلمون ما في قلوب البشر , فقلب عبدالكريم أنقى من أن يكون كذلك فهو ترك الغرور للنساء ولكن لم يمحي هيبته وشموخه عندما يمر بين أروقه الشركة الضخمة بقامته الطويلة ومشيته المستقيمة و يبتسم لموظفيه بجذل ويفتخر بإنجازاتهم وعملهم الدؤوب , قابل في طريقه طلال هذا الشاب الصالح الذي لم يرزقه الله الذرية و دعى له بسره , ابن عم ذياب الذي يكون ابن أخته , قام بتوظيفه لخبرته وشهادته العالية قال عبدالكريم ببشاشة
: هلا والله بطلال شلونك وشلون علومك
طلال بابتسامه جذلى : هلا فيك عمي بخير الله يسلمك وأنت وش مسوي
عبدالكريم بإعجاب لهذا الشاب ليأسف على ابنه الذي لا يعرف لمن هو هكذا : أبد الحمدلله بخير , يلا تأمر على شي عندي اجتماع مهم
طلال يهز رأسه : لا سلامتك وأنا برجع لشغلي
,
في مكتب طلال دخل ببعض الأوراق المهمة ليضعها على مكتبه ويباشر بعمله جاءه اتصال من حبيبته ليرد عليها بشجن ويتغزل بها بصوت منخفض كي لا يسمعه أحد , لا يسعه أن يكون جلفاً معها عندما يسمع صوتها , تكفيه تلك السنوات الخمس الذي كانت حياتهما بين مد وجزر إلى أن بدأت مياه حياتهما تركد بهدوء ويعيشا لحظاتها بتفاصيلها
دخل باتل إلى المكتب وألقى السلام وجلس بكسل على كرسيه المتحرك وهو يدور به بضجر ليقول
: مليت من العزوبية صدق ودي أتزوج
أغلق طلال الهاتف بعد أن طلبت حبيبته أن يقلها لتعبها وقال
: طيب تزوج مو ناقصك شي بدل ما تسرسر بالشوارع زي الكلب
لوى باتل شفتيه دون أن يتضايق فهما معتادان على الحديث معاً بهذه الطريقة لعشرتهما الطويلة : تخيل أمي وأختي يتهاوشوا على البنات وكل وحده بتزوجني على مزاجها قلت أنا بختار وبتزوج بكيفي
رفع طلال بعض الأوراق وهو يهمهم : في وحده لو تبيها
عقد باتل حاجبيه : مين ؟؟؟!
طلال : زوجه زايد ولد خالتي تعرفه قد شفته عندي
باتل شبك كفيه تحت ذقنه مسنداً كوعيه على الطاولة باهتمام : إيه
طلال : أختها أتوقع مو متزوجة ولا مخطوبه لو تبي وجاد بسألك زايد بس هم بالرياض مو هنا
عاد باتل براحه على الكرسي : إيه هذا المطلوب ما أبيها من هنا خلاص توكل على الله و أسألي زايد
طلال : خلاص أبشر والحين بستأذن تكفى غطي علي زوجتي تعبانه وبروح أرجعها البيت
ابتسم باتل بجذل : روح روح الله يكرمنا بس
هز طلال رأسه مقهقهاً ليخرج بعجله
,
في قاعه الاجتماعات يجلس عبدالكريم بصبر وعينيه تحدق بكفيه المشبوكين على المنضدة ليردف رئيس الحسابات المالية
: و صارلنا شهر يا حضره المدير على هاذي الحالة وأمس بالصدفة اكتشفنا الاختلاسات الكبيرة بالشركة لو ما سوينا شي وتصرفنا خلال هاليومين الشركة رح تفلس
أخفى ذياب ابتسامته الماكرة , لو أنه لم يعطهم ثغره لما اكتشفوا أمر هذا الاختلاسات التي قام بها , لا تهمه النقود كل همه الانتقام وحسب , ونفذ جزء من انتقامه ولكن لماذا لا يشعر بالرضا والسعادة ؟! كان عليه أن يكون سعيداً لأنه انتقم لوالده فكما وصلته بعض المعلومات المهمة تلك الليلة في مكالمة هاتفيه قبل فتره
" أستاذ ذياب أنا تحققت من موضوع الوالد وكلمت بعض الموظفين القدامى الكانوا فيه أيام الوالد الله يرحمه قالوا لي أنه المدير عبدالكريم كان يهزء الوالد ويشرشحه قدام الكل حتى أنه طرده من الشغل ومن البيت وبعده عن الكل والوالد توفى من قهره وهالمعلومات تأكدت منها من موظفين قراب الوالد تبهذل هناك "
نظر لخاله ورأى هدوءه لم يكن يُريد أن تكون رده فعله هكذا , كان يُريده أن يصرخ ويزمجر ويحطم ولكن لم يحدث , أنه صابر بات يشعر بشي سيء يكبت على صدره من هدوءه وصبره ولا يستطيع أن يتنفس , وقف بعنف ليقول
: خالي أنا أستأذن عندي شغله مهمة
ابتسم عبدالكريم بهدوء ليقول : طيب يا ولدي روح روح خليني أشوف حل لهالمصيبة ابتلاء من ربي ويختبرنا لا تعلم أحد بالصار
لف رأسه بعنف اتجاه الباب وعض على شفتيه وقبض على قبضتيه بقوه وقلبه ارتعش , ارتعش لأول مره يشعر أنه إنسان خائن , ولكن الانتقام أعمى عينيه عن أي شي وكل شي وأصبح لا يرى إلا السواد أمامه
***
يقود السيارة بهدوء وبجانبه زوجته وبالخلف يجلس طفليه , عينيه على الطريق و يبتسم بجذل على زوجته التي تحاول التفاهم مع الأطفال والاتفاق معهم كي لا يزعجوها بمركز التسوق , حد بسيارته أحدهم وقد كاد الآخر يلتصق بالإشارة المرورية وقد أعتذر إليه مؤشراً بكفه ليتابع طريقه بهدوء ولكن ذلك الرجل لم يتركه وظل يتابعه ويعاكسه بطريقه إلى أن تجاوز زايد مسافة طويلة للغرب توقف بسيارته أمام أحد المحلات ليفاجأه الولد بترجله من السيارة ومعه عجرة
سيدرا تُراقب من السيارة ليست قلقه على زوجها فبنيته أقوى وأعرض من ذلك الولد الذي يبدو صاحب مشاكل ولكن خائفة على الولد من زوجها
تقدم إليه زايد يضحك ليقول : مهبول أنت الحين تطاردني من شرق جده لغربها
الولد بفظاظة : والله ما أخليك تحدني وبغيت تذبحني إذا ما تعرف تسوق أعلمك السواقة
زايد بهدوء يحاول امتلاك أعصابه التي بدأت بالفوران كبركان : يا ولد العن أبليس أنا معي 6 دان , وأخرج بطاقة من محفظته , ها شوف هاذي بطاقتي لو مو مصدق
الولد بفظاظة : وأنا معي 7 دان و 8 وجن وعفاريت
تقدم الولد لكي يضربه تجاوز زايد ضربته بسهولة وقم برفسه على ظهره سقط الولد أرضاً ولم يشعر بجسده وصعد زايد سياراته وغادر وترك الولد مشلولاً على الإسفلت

انتهى الفصل الحادي عشر

نعجتي 08-05-16 03:27 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الثاني عشر

تقدم الولد لكي يضربه تجاوز زايد ضربته بسهولة وقام برفسه على ظهره سقط الولد أرضاً ولم يشعر بجسده , تقدم منه زايد يجلس القرفصاء ليهمس له
: هاذي ضربه بسيطة جداً تخليك مشلول عشر دقايق أو ربع ساعة إذا ما تعرف الدان أسأل عنه بدل لا تتريق
صعد زايد سيارته ليغادر ويتركه مشلولاً على الأرض
***
الخواء هو الشعور بذلك الفراغ الذي يملأه بكل مكان لا يرى أمامه إلا السواد لم يعد هناك وجود للبياض بهذه الدنيا كان يوجد القليل منه في قلوب هذه البشر ولكنه يختفي يوماً بعد يوم , هكذا حكمت عليه دُنياه بالخواء من أقرب الناس إليه , بروده جليديه تخترق مفاصله وعظامه وارتعاش يجتاحه عندما يطعنه شخص ما بخنجر ذو نصلٍ حاد في منتصف ظهره يُغرس بالعمود الفقري ويخترقه للنخاع الشوكي ليشل أطرافه بل ليشل جسده بأكمله هذا ما يشعر به عبدالكريم عند ولوجه للمنزل وحاله الذي يرثى له لم يخفى على أحد , الاختلاس وما هو سوا ابتلاء من الله يمتحنه على صبره وكما أنه يمتحنه الله بولديه نعم لديه ولدين واحد منها من دمه ولم يُجيد تربيته أو أن هذه التربية لم تفلح معه والآخر قام بتربيته وكان علقت غصة بحنجرته وما أصعب هذه الكان من الماضي عندما كان يناديه ب " أبوي" ليبدلها بوقتنا الحالي إلى " خالي " وكأنه بات يدرك هذه الحقيقة وهامهما والداه يبتعدان عنه واحد بجسده والآخر بروحه التي كانت محببة له ولم يبقى له إلا البنتين , جالت شبح ابتسامه ألم على شفتيه عندما تذكر فيما مضى حيث كان وأخواتها , أياماً أزهرت ورحلت بزهورها لتحل محل الربيع الخريف , عبر السنين عندما كان شباباً يافعاً
*
كان عبدالكريم يقود سيارته البسيطة وركنها أمام سيارة أحدهم عند البقال ليلتفت للخلف ويقول ببشاشة
: يلا يا عيالي انزلوا ولا تتأخروا بنتظركم هنا لين تجوا
كان دائماً ما يناديهم هكذا لا يُريد تفريق ذياب عن ابنه لقد أشعره طوال هذه السنوات أنه أب وليس مجرد خال , عاصم وذياب بطفولية أظهروا علامات السعادة التي تشع من وجههم البرئ في طفولتهم ليترجلوا بسرعة مهرولين للبقال و عبدالكريم كان ينتظرهم برحابه صدر واسعة خرج شخص من البقال وجن جنونه عنما رأى سيارة عبدالكريم خلف سيارته تمنعه من الخروج تقدم بغضب وهو يهدر به
: عما بعينك يا الشايب ما تشوف قدامك مغطي على سيارتي
كان يهدر به وعبدالكريم بهدوءه الذي يلازمه دائماً وطيبه قلبه الأبيض ابتسم بخفه ليعتذر منه ولكنه تفاجئ بهجوم ذياب على الرجل وكان يركله بأقصى قوته الطفولية التي لم تؤثر بالرجل لكنه كان غاضباً جداً وهو يقول
: أبعد عن أبوي يا الحيوان ما سوالك شي يا الخسيس أنا بوريك
وضع الرجل كفه على جبين ذياب وانامله تخللت بشعره ويرفع حاجبيه من كلامه وكأنه رجل كبير , ويدفع هذا الطفل الهائج عنه بهدوء وكانت يدا ذياب تتحركان بعنف تحاول الوصول إليه وضربه , سحب عبدالكريم ذياب بسرعة محرجاً منه معتذراً من الرجل على سوء تصرفه
*
ضم هذه الذكرى لرفوف الذكريات الأخرى التي لا تنفع الآن ولكنه حقاً يرغب في أن يعرف السبب ولماذا يفعل ذلك لو انه طلب منه المال لفرشه له على سجاد أحمر لماذا يطعنه بظهره هكذا ؟! , أوجعه كثيراً طعنه له , تقدمت منه رشا رافعه الحاجبين لتقول بقلق
: عبدالكريم وش فيك خير أن شاء الله شكلك تعبان
لوح عبدالكريم بكفه : تعبان شوي ارتفع الضغط وبرتاح كلمي يارا خليها تقول لذياب يجيني بالمكتب بس يرجع أبيه ضروري وبس يجي قوميني
أومأت برأسها وهي متعجبة من حاله
***
هذه دُنيايْ كانت دُنيا وأيه دُنيا هذه لفتاه أخرى غيري لكن شاءت لعبه القدر أن تُبدل بي منذ ولادتنا لأخذ أنا حياتها ومكانها وهي تحتل دُنياي, يا ترى هل يحصل الإنسان على ما يستحقه أم أننا ارتكبنا الذنب لسرقه حياه الآخرين , هذه دُنيايْ هذا المنزل الصغير الدافئ هذه الأرائك المهترئة بلونها الباهت تلك السجادة التي أرهقت من الغسيل و ابيضت لدرجه أنها تقول " ارحموني " تلك الغرفة بأخر الرواق , هذه الأم الرقيقة بهدوئها وابتسامتها التي أحببتها , هذه العمة غريبة الأطوار , كلهم دُنياي وعائلتي من شاء القدر لعبته ليفرقنا ويجمعنا بعد هذه السنوات الحجاف , تنحنحت بخجل لتقول أرجوان بصوتها الرقيق
: ماما شعاع عادي أجلس جمبك
ابتسمت شعاع بسعادة لتقول : أكيد حبيبتي تعالي , ربتت بجانبها على الأريكة
تقدمت منها أرجوان وجلست بهدوء وعانقتها من جنبها , اشتعلت عينا نوران من الغيرة من تظن نفسها هذه المدللة لتحتضن أمي أنها أمي أنا فقط ليست أم أحد آخر , نهضت وهرولت لتجلس بجانب أمها الآخر وترسل لأرجوان شراره من نظرات حاقدة وغير راغبة , عانقت شعاع ابنتيها وشعرت بسعادة غامره لتقول بحنان : يمه أرجوان ما عرفتينا على الحلوة الجت معك
قالت أرجوان بدلال : سيدرا زوجه أخوي زايد
قالت سيدرا بخجل لزيارتها المرة الأولى وأُناس لم تعرفهم من قبل : أهلين فيكِ خالتي شلونك
شعاع أسبلت أهدابها : الحمدلله بخير الله يسلمك يا رب
نظرت نوران بعمق لسيدرا , هل هذه زوجه أخي أنها رقيقه وجميله , كيف هو أخي يا ترى هل يشبهني أم يشبه من , قالت سيدرا بابتسامه وهي تخرج هاتفها المحمول
: تصدقين خالتي أحس نوران فيها شوي من زايد يعني في لمحه شبه توني انتبهت ويوم عقدت حواجبها نفسه بالضبط أغلب الوقت مكشر وعاقد حواجبه
ضحك الجميع , و فتحت سيدرا الهاتف لتريهم صوره له قالت شعاع : ايه والله من جد يشبهك يا ماما
ابتسمت نوران بحنين لطالما تمنت أخاً أو أختاً لها هل تتحقق أمنيتها هكذا أن يصبح لها أخ وأخت في وقت واحد قد تغار الآن من أرجوان ولكن تعلم أن مكانتها في قلب والدتها أكبر فهي من قامت بتربيتها كل هذه السنين ظناً أنها ابنتها لن تكرهها الآن بعد أن اكتشفت عكس ذلك بكل بساطه , قالت أرجوان بحماس لشعاع
: ماما شعاع عادي يجي زايد يشوف نوران ويسلم عليها
أومأت شعاع قائله : أكيد حبيبتي عادي , التفتت لنوران , تبغي تشوفي أخوك الحين ولا بعدين مثل ما تبين حبيبتي
قالت نوران بصدمه : عادي ماما أي وقت يعني رح أشوفه الحين أو بعدين
,
جاء زايد حقيقةً لم يكن مستعداً اليوم للقاء أخته الحقيقية ولكن يعلم أن هذا اللقاء سيحصل عاجلاً أو آجلاً لذلك أختصر الوقت عقد مابين حاجبيه من هذا المنزل الصغير جداً الذي تعيش به أخته والواضح أنه قديييم جداً ولن يتحمل عاصفة أمطار لينهار على رؤوس ساكنيه دخل إلى غرفه الجلوس ووجد زوجته و أخته أرجوان حرك رأسه قائلاً
: وينها
ابتسمت ارجوان ببشاشة : يا قلبي مستحيه منك هربت للغرفة بروح أناديها
هرولت لتلتقفها كف زايد من عضدها : على وييين يا الأخت قاطه الميانه في بيت الناس لا و , قلد صوتها الرقيق بسخرية , بروح أناديها , عاد صوته لطبيعته ليردف , تعالي انثبري هنا بس
سمعا صوت ضحكه خافته خرجت بقرب الباب الخشبي المهترئ لتقول ارجوان بضجر
: تعالي نوران شوفي أخوك الخبل اليفشلني عندكم
ارتفع حاجبا زايد بذهول وهو يضربها بخفه على رأسها
: طيب أوريك بعدين أشوف مين بجبلك ماربل سلاب لو شحتيني أسبوع موب بجايبلك بجيب لنوران وسيدرا بس
أخرجت طرف لسانها لتقول : بابا حبيبي يجبلي ما أبغى منتك علي أعوذ بالله منك
دخلت نوران بهدوء وخجل تحت ضغط والدتها الرقيق وهي تنكس رأسها وترتعش بخوف ابتسم زايد فور رؤيتها ليقول بمزاح
: كنت ناوي أحضنك أول ما أشوفك بس يوم شفتك وأنتِ تتنافضين كأن ماسكك التماس كهربا غيرت رأي لاحقين
كتمت ضحكه كادت أن تصدح بالغرفة وارتعش جسدها من تلك الضحكة المكتومة وسمعت صوت زايد بعد أن جلس
: يلا تعالي أجلسي خلينا نسولف شوي مع بعض ونتعرف
تقدمت وجلست على أبعد أريكة عنه وهي تتبادل معهم الأحاديث الودية وغمرتها سعادة بوجودهم حولها وجود عائله حقيقية تعوضها عن ذلك النقص في حياتها عن أب رحل منذ خمسه عشر سنه دون أن يسأل عنها مع ظنه أنها ابنته الحقيقية ولن يندم على ذلك بعد أن يعرف أني لست ابنته , عن عمه ضجره دائماً من حياتهم البائسة , والدتها كانت أجمل شي لها في قدرها ولن تتنازل عنها مهما بلغت سعادتها معهم , ارتعشت عندما تذكرت صديقتها السيئة بل من كانت صديقتها وما حاولت أن تفعله بها , نظرت لأخيها الذي يمازح زوجته وأرجوان لقد أصبح لها سند وعامود تتكئ عليه بهذه الدُنيا ترغب كثيراً في إخباره ليحميها من تلك السيئة بعد أن علمت ما تنوي أن تفعل بها ولكن ستأجل ذلك إلى أن تعتاد عليه مثل أرجوان
,
في سيارة زايد تجلس أرجوان بحماس تتحدث مع زايد وسيدرا بمنتصف المقعد الخلفي تذكرت قبل أن تذهب كانت خائفة جداً وترتعش من الخوف ولكن خوفها ورهبتها ذهبا تدريجياً مع أدراج الرياح بعد أن تعرفت على والدتها ونورا بديلتها كانتا لطيفتا جداً وقضت وقتاً ممتعاً معهما ولكنها شعرت بغيره نوران حين اقتربت من والدتها لا تلومها والده مثل هذه يُغار عليها حقاً
وصلوا لمنزل منصور الراجحي ترجلت أرجوان قبل أخيها وزوجته وهرولت لمكتب والدها قبل أن تخلع حجابها اقتحمت المكتب بصخبها قائله
: أنا جييييييييي ......
قطعت باقي كلمتها " جيت " فور رؤيتها الشاهين شهقت بفجع وأحمرت بشده وحرج بداية من طلبها له ونهاية من طلبه الزواج بها , لتهم بالخروج وقهقه منصور قائلاً
: تعالي يا بابا ما في أحد غريب
رفضت الدخول بعنف ليستأذن شاهين بالخروج وتأخذ راحتها مع والدها بعد عودتها من عند عائلتها الحقيقية
***

نعجتي 08-05-16 03:29 AM

رد: هذه دُنياي
 
يجلس على الأريكة وخيوط الظُلمة تحيط به وتعكس قلبه الأسود الذي لا يعرف الرأفة والرحمة إطلاقاً , طاغية من طواغي هذا العصر , طرق بعصاته على الأرض الرخامية بقوه ليأتيه أحد الحشم مهرولاً قائلاً بخوف من جبروته وقوته
: أأمرني يا الشيخ
بحده وعينيه تلتمع ببراثن مرعبه بين الظلام : وش صار على ذياب وش سوا
الخادم أعتد بوقفته ليقول : أخرشي سواه أختلس من شركه عبدالكريم مبلغ مو قليل بس المستغرب منه أنه دلهم على الاختلاس وعليه هو و كشف نفسه بنفسه وما تحرك بموضوع البنت الجديدة الطلعت في شي يمنعه ما ندري وش هو
ابتسم بمكر : ذيب على أخوي ماهر ما عليه أنا أعرف شلون يتصرف المهم أنه ماشي مثل ما نبي عشان ننزل عبدالكريم للحضيض بس راقبوه و أمنوا له اليحتاجه ما نحتاج نتحرك ونسوي شي خليه هو لحاله اليدمر خاله بنفسه يكفي ويوفي أرسله صور ماهر يوم كان ينتحر عشان ينجن أكثر ويتحرك أسرع
***
تعتصر بطنها بقوه من شده ألمها فحالها غريب منذ ثلاث أسابيع منذ إجراءها آخر عمليه , لا تعرف ما بها تتألم كثيراً تنام كثيراً تشتهي طعام لم تكن تحبه إطلاقاً وفي الصباح تشعر بغثيان كلها أعراض لشيء لطالما حلمت به طوال سنين طِوال أجرت ثلاث عمليات لطفل الأنابيب وقبل ثلاث أسابيع الرابعة ولكن لم يحصل قامت بالاختبار المنزلي وأيضاً لم يحصل , نزلت عليها الدماء لتتألم أكثر وتعلم أنه لم يحصل , سندت رأسها على مكتبها تتوجع بألم وهي تتنفس بلا هوادة وتزفر ثاني أكسيد الكربون , لا ترغب بالاتصال على حبيبها وإزعاجه فهي أزعجته كثيراً هذا الأسبوع لكنها لم تتحمل ليغشى عليها ورأسها يرخى على مكتبها الأثيري
,
في المستشفى يجلس بجانبها وهو يشعر بتوتر لم يشعر به من قبل لا يصدق زوجته الحبيبة حامل وبطفله الصغير ولكن هذا الصغير لا يُريد المثابرة والبقاء في هذه الحياة وكأنه يعلم أن هذه الحياة مؤلمه لاشي ممتع بها ليست كحياة في الآخرة , ليرحل قبل أن يجلب البسمة لشفتيهم رحل ولكنه يحمد الله أنه قد أبقى بأخيه ليسعدهم , رمشت عينيها بضعف ثم فتحتهما على ذلك البياض ابتسمت بخفه شعرت بنفسها بالجنة وترتدي ذلك الثوب الأبيض النقي ببياضه والفضفاض على قدها الممشوق , ولكن أيقظها من حلمها صوت حبيبها تميز صوته وهمساته التي باتت تحفظها وتحفظ كل ترنيمه لها همست بخفه
: طلالي
ابتسم وهو يشد على كفها الرقيق بين كفيه : يا عيون طلالك كيفك حبيبتي بإيش تحسي
بللت شفتيها الجافتين لتقول بخفوت : أحس نفسي دايخه مره وبطني يوجعني
نهض عن الكرسي ليجلس بقربها على السرير ويمسح بكفه بخفه شديدة على بطنها خوفاً من أن يرحل طفلهما من لمسته بعد إحباط السنين التي انتظراها ويبتسم : أفا ولدي متعب أمه خليه بس يطلع بوريه شغله
رمشت عده مرات بخفه لتقول وهي تحاول استيعاب كلامه
: ها طلال إيش تقول حبيبي مستحيل
مسح على وجنتها ليقول : عند ربي ما في شي مستحيل يا روحي هاذي نتايج أخر عمليه سويناها كانوا توأم بس واحد منهم تركنا بدري عشان كنتِ تتعبي نفسك وتتحركي كثير بس هالمرة خذي إجازة طويلة أن شاء الله بدون راتب حتى المهم ما رح تطلعي من البيت أبداً أبداً لين تولدي بالسلامة
تنفست بعمق ويكاد هذا النفس يخنقها وهي تستمع لكلامه عن طفلهما ثمره حبهما عصفور صغير سيحط على عشهما كانت تومئ برأسها على كل كلمه ونصيحة يعطيها لها وكأنه طبيب وهي مريضته لتنفذها بحذافيرها للحفاظ على جنينها دعت الله كثيراً بسرها أن يحفظ لها طفلها ويحميه ويحفظ لها زوجها ويبعده عن نساء الحرام
,
يمسك بكفها ويُمشيها بخفه وهو لا يعرف كيف يصف شعوره سعيد , متوتر , قلق , يشعر بفرح غامر وحبيبته تحمل بين أحشاءها طفلهما أمنيه تحققت بفضل الله عندما قرر الزواج من أخرى قسراً عاطفي عليه , وهو الآن ليس مجبر على الزواج بها , دخل للمنزل وهو يقول
: شوي شوي شوي شوي أنتبهي وأنتِ تمشين لا تتحركين أبداً وبجبلك شغالة عشان تخدمك وتسويلك كل شي تبينه
بللت شفتيها وهي تسمع كلامه وتمشي بأقل من مهلها بخوف على طفلها : طيب خالتي ما رح ترضى أنت عارف رأيها بالموضوع
طلال : لا تخافي ما رح تقول شي عشان ولدنا يلا يا قلبي ارتاحي لا تتحركي بروح أبشر عمي منصور وخالتي رانيا
خرج لتخرج معه آلامها وأحزانها وهي تمسح بخفه على بطنها بسعادة توجهت لغرفتها وجلست بهدوء على السرير وأخرجت الهاتف من حقيبتها أرادت أن تخبر صديقتها المفضلة ولكن هناك شي ما لا تعلم ما هو توجس جعلها تغير رأيها بإخبارها
***
الخبيثون للخبيثات هم هكذا لبعضهم دائماً قدرهم هكذا أن يكونوا لبعضهم , تتحادثان أمٌ وابنتها بشكل خبيث لتقول ريتا
: تخيلي يمه عاصم يبي يتزوج ليليان تخيلي يا ويلي خايفه عليها من الحين يسويلها شي
ناريمان بذهول وهي تفكر : ما عليه يمه موب أحنا أهلها يعني لو طلبها بنرفض عادي وبالنسبه لأنك خايفه مو قلتِ أنه سافر أمريكا
ريتا بقلق وهي تأكل البذور : إيه سافر بالمايرده
ناريمان براحه : خلاص أجل دامه سافر ما منه خوف ولا تعلمي أبوكِ وش حاول يسوي عاصم فيها ولا الحين بتشتغل عنده عرق النشامه ويخر الأول والتالي ونروح فيها
ريتا : إيه صادقه خلاص أنا بحاول الحين أهم شي أسوي ليزر تعرفيه غالي وبحاول أسحب فلوس ونجمعها عشان إذا انكشفنا ما في سر رح يكون متخبي للأبد
أومأت ناريمان برأسها : إيه إيه صادقه
,
تقف بالمطبخ بجانب يارا وتبتسم بنعومة لتقول
ليليان برقه : خالتي خليني أساعدك أعرف ألف ورق العنب
ابتسمت يارا برقه لها : يا حبيبتي ما يحتاج عندنا العاملات هنا يسون كل شي أنتِ ارتاحي أحنا نشرف عليهم بس لو حبيتي بيوم تسوين , المطبخ لك وتحت أمرك سوي التبين
أومأت ليليان برأسها بابتسامتها وأجفلت هي ويارا من صوت ريتا تنادي إحدى العاملات
ريتا بصُراخ : مِنننننننننننه ووجع يوجعك وين عصير الفروالة
كفهرت ملامح يارا بانزعاج من ابنه أخيها المزعجة لتهرول لغرفه الجلوس مع ليليان وهي ترى منه تقدم لها العصير قالت يارا بعصبيه
: ريتا عيب عليك كيف تنادينها كذه ما تعرفين تروحين تجبين لنفسك سم
ريتا بعنهجيه : والله البيت بيت أبوي أسوي الأبيه ما حد له دخل فيني
ارتشفت القليل من العصير لتقول بتقزز وهي تبعد الكأس عنها ونظرت لمنه
: وع وش ذا القرف حتى عصير ما تعرفين تسوين
نهضت عن الأريكة البيضاء وهي تسكب عليها العصير بكل بجاحة وصعدت لجناحها وكأنها لم تفعل شيئاً
شهقت ليليان ووضعت يارا كفها على فمها بصدمه
***
دخل إلى منزله حاملاً بيده بعض الحاجيات من الماركت تنهد بعمق وهو يشعر أن حياته باتت أجمل من أي يوم مضى ألقى نظره خاطفه إلى منصور و مزون بغرفه الجلوس أبتسم لهما بحب وهو يراهما يتجاذبان أحد الألعاب ويتشاجران بطفولية طرأت على باله تلك الذكرى , وضع الحاجيات في المطبخ ليتجه لغرفه نومه هو وزوجته فتح الباب وفغر شفتيه بذهول , لا لا ليس بذهول بل بعدم تصديق لما يراه تشنج جسده كله شُلت أطرافه ولم يشعر بها أسبل أهدابه عده مرات عله يكذب ما يراه أمامه ترنح جسده وعبست ملامحه بحزنٍ مرير وهو يسند كتفه على إطار الباب

انتهى الفصل الثاني عشر

نعجتي 08-05-16 03:31 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الثالث عشر


دخل إلى منزله حاملاً بيده بعض الحاجيات من الماركت تنهد بعمق وهو يستنشق رائحه اللافندر يشعر أن حياته باتت أجمل من أي يوم مضى هادئة كهدوء الليل الداكن أنه مرتاح جداً ولم يكن يوماً مرتاحاً بهذه الطريقة الرقيقة , يعود لمنزله يجد المنزل نظيفاً تفوح منه روائح البخور المختلط باللافندر وغرفه نومه تملأها الرائحة الرقيقة كالفراولة والشمام وطعامه جاهز ومن ما لذّ وطاب ملابسه مغسولة نظيفة مكويه مرتبه بتنظيم في خزانه ملابسه تفوح منها رائحه اللافندر لأول مره في حياته يشعر أن حياته خاصه , لم يكن يعرف تلك الرائحة التي على ملابسه وسألها لتجيبه بكل رقه " لافندر " , تذكر حياته العازبة مع أخيه شاهين وشبح ابتسامه مرت على شفتيه لقد كانت حالتهما مهترئة مزريه فعلاً تأتي خالته مره بالأسبوع مع عاملتها لتنظفه طعامهم دائماً خارج المنزل إلا إذا رأفت بهم إحدى خالتيه لتدعوهم تارة للغداء وتارة للعشاء كانوا في الغالب يرفضون دعواتهم الكثيرة لا لشي ولكنهم يخجلون من بقاءهم كل أسبوع بالذهاب إليهم , وثيابهم دائماً تذهب إلى المغسلة بقرب منزلهم حتى أنه أصبح صديقاً " للباكستاني " الذي يديرها ألقى نظره خاطفه إلى منصور و مزون بغرفه الجلوس أبتسم لهما بحب وهو يراهما يتجاذبان أحد الألعاب ويتشاجران بطفولية , تركهم زايد عند سديم لتعتني بهم لأنه مشغول لتحضيرات السفر مع زوجته طرأت على باله تلك الذكرى , سديم الصغيرة التي تركض إليه دائماً عندما يضربها أحد أولاد الجيران لتحتمي به ويدافع عنها بضرواه ويضرب من يضربها ويتشاجر بقوه معه لقد كانا ثنائياً بصغرهما ولم يعتبرها إلا أختاً له ولكن ها هو القدر شاء أن تصبح زوجته فكر كثيراً أن هذا نصيبه في الحياه معها هي ولم تكن له أختاً في يوم , وضع الحاجيات في المطبخ ليتجه لغرفه نومه هو وزوجته فتح الباب وفغر شفتيه بذهول , لا لا ليس بذهول بل بعدم تصديق لما يراه تشنج جسده كله شُلت أطرافه ولم يشعر بها أسبل أهدابه عده مرات عله يكذب ما يراه أمامه ترنح جسده وعبست ملامحه بحزنٍ مرير وهو يسند كتفه على إطار الباب
هي كانت تعطي الباب ظهرها وتبدل ملابسها بسلاسة ارتدت القميص وزررته والتفتت بحده على صوت يامان الهامس باسمها نهضت بهلع وهي ترتجف من الخوف الإحراج الخجل من أن يرى أي شيء بها , اقترب بخطوات مشتته إليها ووجه عابس بمشاعر لا يعرف كيف يصفها وضع كفيه على أكتافها ثم حرك كفه اليمين وهو يشعر بارتعاشها أراد فتح أزرار قميصها وتلكأت كفها المرتعشة على كفه المتلكأه على الزر وهي تهز رأسها نافيه
قال يامان وهو يبتلع ريقه : خليني أشوف ظهرك
ازدردت ريقها هب الأخرى : ما في شي تشوفه الله يخليك اطلع الحين بجي أجهزلك الغدا
عقد يامان حاجبيه : ما رح أطلع إلا لما أعرف وش اليصير وما رح تكذبين علي وتعرفين إن البراسي أسويه والحين قوليلي باختصار ميييييين سوا فيكِ كذه
تساقطت دموعها لتستسلم و لتقول كل شيء وتكمل الجزء الناقص من الحكاية تعبت من حمل هذا العبء لوحدها تعبت من تهميشها وكره الجميع لها ومن بينهم هو من يقف أمامها : شخص كان قريب لي أقرب من روحي , كل شيء متعلق بهذاك اليوم كل شيء صار لي بسببه هو عاصم السبب بكل شيء
جلست بهدوء على السرير ليجلس بجانبها ويستمع بإنصات وحاجبيه معقودين بغضب من ذكر عاصم لتردف وهي تشرد أمامها تتأمل تلك الأريكة الفيروزية في زاويه الغرفة : قلتلك الصار معه في البيت وأنه الكل عرف ومن بينهم أبوي وصارت مشكله بينه وبين عمي عبدالكريم وكون عداوة معه و حتى يوم عرف ما صدقني لا هو ولا أمي رجعنا البيت هذاك اليوم وصار يضربني كل يوم ويحرقني بالسيجارة أو الحديد الحامي ويتفنن لين طلق أمي واختفى وهاذي الآثار الباقية كل ما أشوفها أتذكر الصار لي وكأن عاصم صار لي زي الوسم
عض شفته بقسوة وكاد أن يدميها وشد على فخذه بقبضته وكره عاصم تصاعد لأوجه لقد هرب ولكن هيهات إلى أين لن يبقى مختفي للأبد , حرك ذراعه الأخرى واستقرت على ظهرها ارتعشت شعر بتلك الرجفة التي سرت بين عروقها ليهمس بشجن وهو يحرك كفه على ظهرها بخفه خشيه أن تؤلمها تلك الجروح التي لم تعد تؤلم و التي بقيت أثاراً واضحه والبعض منها منتفخ من الحرق
: خليني أشوفها
اغمضت عينيها بقوه وهي تهز رأسها نافيه بقوه وتنهمر دموعها من جديد قالت بألم كبير
: كنت اتمنى كل ما يضربني أني أموت وأرتاح كلهم يكرهوني وأنا ما سويتلهم شي ما في أحد يبغاني لا أمي ولا أبوي ولا أنت
غطت وجهها الصغير بكفيها لتنتحب وكم تشعر بالخجل من راحتها العميقة هذه معه هو بالذات وتشعر معه بكل الأمان , كيف يستطيع أن يسحب منها الكلام لتتكلم وتقول كل ما يختلج بها ؟ كيف يستطيع أن يواسيها بعناقه وكأنه سيبقى لها للأبد ؟ كيف ينجح بأن يشعرها بالأمان ؟ أمنيات صغيره تتمنها معه وبقربه لن تتحقق فقدت ثقتها بنفسها لم يعد لها القدرة على التحمل شعرت به يسحبها لأحضانه ككل مره يلملم جراحها ويداويها تعتاد على ذلك ولكن تعرف أن هذا الأمر لن يطول وأنه سيطلقها في يوم ما ليعيش حياته كما يريد هو , عض شفتيه كيف لهذه الصغيرة أن تتحمل كل هذا الألم والعنف ؟ ما الذنب الكبير الذي اقترفته هذه الملاك كي تعاقب بهذا العقاب البشع ؟ قد يكون رفضها نعم ولكن ليس لشخصها هو فقط اعتبرها أخت ولكن الآن وهذه الأشهر التي عاش بها معها أيقن أنها لن تكون كأخته يوماً فمشاعر الأخوة مختلفه عن ما يعايشانه معاَ , على كل حال لم يعد ذلك مهماً المهم أنه بات يشعر أنها شيء مهم في حياته وراحه لم يشعر بها من قبل هي الوحيدة التي جعلته يشعر بها , سحبها لأحضانه بقوه واستنشق عبير شلالها الأسود كسواد الليل ويهمس
: مين قال ماحد يبغاكِ إذا هم مايبغوك أنا ابغاك وطلال وليال وروان تحبك وأرجوان وخالتي رانيا وعمي منصور حتى شاهين يعتبرك مثل ليال أنتِ بريئة ما سويتِ شي عشان كذه كلهم يحبوكِ ويبغوك وحتى سيدرا وزايد لو ما يحبونك ويثقوا فيكِ ما كان حطوا عيالهم المزعجين عندنا الله يستر بعد ما يحطونهم عندنا بس يسافرون
رفعت رأسها لوجهه وقد احمر انفها من النحيب وابتسمت بخفه لتقول مركزه على آخر جزء من كلامه وباقيه يدور برأسها وهي تتذكر صحه كلامه الجميع يحبها ويعتمد عليها : بالعكس خليهم يجوا عندي أحبهم كثير يسلوني
انحنت شفتيه قليلاً فقط بابتسامه صغيره : مزون عاقله ممكن بس أبو لسان طويل لا
خجلت كثيراً عند استيعابها من قربها وبقائها بحضنه لتبتعد وهي تعيد خصل شعرها خلف أذنها ووجها يكسوه الحمرة وهو ينظر لها بابتسامه على خجلها المحبب إليه وأقسم أنه سيشفي لها تلك الجراح المعنوية وآثارها على جسدها ذلك الحقير عاصم لن يكون كالوسم على جسدها أبداً و سيحمل جسدها أثار جسده هو فقط
***
يتمدد على سريره في منزله ويتأمل السقف وأفكاره تشرد وتتخبط بعقله لم يعد أي شيء كما كان في السابق هذا اليوم طُرد رسمياً من منزل خاله قال له بعظمه لسانه
*
عبدالكريم يقف بشموخ خلف مكتبه في المنزل رغم الانكسار في عينيه قائلاً بحده : ما عدت أثق فيك ولا عاد أأمن على بناتي منك في هالبيت أنت مو ذياب الأعرفه حتى لو رجعت الإختلسته أنت طحت من عيني خلاص تعال اجمع أغراضك من المكتب لو انك تبي الفلوس ما كنت رح أبخل عليك وتدري بهالشي بس أنك تطعني بظهري هذا المستصعبة وجرحني
وضرب بقبضته على صدره بألم وعينيه غامت بشعور سيء لما يحدث بينه وبين أبنه الروحي , اعتد ذياب بوقفته ودس كفيه لبنطاله ليقول بهدوء وما أراده قد وصل إليه ويشعر بشي كبير وضيق يكبت على صدره من ما فعل
: لشهور جلست أخطط وأخطط كنت ناوي أسوي أكثر من كذه بس كل مره أتراجع وما أقدر في شيء يمنعني أسويه ويوم قدرت وسويت أول شي الهو الاختلاس ما تدري وش صار فيني حسيت نفسي جبان وحيوان لأني ما واجهتك زي مواجهتي لك الحين بس الحيرة الكنت فيها ما كانت تخليني أفكر وأسأله كثير تتخبط في عقلي
عقد عبدالكريم ملامحه بحده قائلاً : وليه كل هالتخطيط والخبث وتواجهني بإيش عمري ما قصرت معك بشي عاملتك مثل ولدي وأحسن منه بعد ما حد رفع راسي عند الناس غيرك وتدري أني أستحي أقدم عاصم على أنه ولدي وهو معروف بأفعاله الشينه وكنت دايماً أفتخر فيك وأقول أنك ربيبي أنت ولدي الماجبته
ارتعشت شفتي ذياب ليقول بغضب وهو يخرج كفه اليمنى من جيبه ويحركها بالهواء ويتحدث بانفعال : طيب ليه تكذب علي وليه أمي تكذب بموضوع أبوي أنت تقولي مات بمرض وهي تقول مات بحادث وتقرير المستشفى يقول مات منتحر أنا ما أعرف حتى كيف مات أبوي , لتهدأ نبرته المنفعلة ويردف بهدوء , وما سويت السويته إلا أني متأكد أنك أهنته يوم كان يشتغل عندك وطردته وحتى ما أعرف وش هالذنب السواه شعور أنك تتربى بدون أب وتسمع أنه ينهان وينطرد وينحرج قدام الموظفين وتتسبب بموته وينتحر يخليني أثور
جلس عبدالكريم بهدوء على الكرسي المتحرك ذو الإطارات ويقول وعينيه على مجموعه الورق في مكتبه مفجراً قنبلة في وجهه
: إيه صح أهنته وطردته وهو يستاهل ما تعرف أبوك مثل ما أعرفه و ذنبه انه سوا نفس السويته أنت بس الفرق بينكم , رفع رأسه لتعانق عينيه عينيّ ذياب , هو سواه عن عمد وخبث وحقد وأنت سويته انتقام له , أعاد نظره لمكتبه و لملم بعض الأوراق , أما سالفه كيف مات هاذي ما رح أدخل فيها لأني ما أعرف شي عنها والحين يلا تفضل لو سمحت تبي تجي تشوف أمك أهلاً وسهلاً بس ما عاد أبي أشوفك و من شابه أباه فما ظلم
*
بلل شفتيه وهو يمسح وجهه بكلتا كفيه ويرفع جسده ويجلس على السرير , هل أخطأ في شيء ما أنه متأكد أن خاله السبب في موت والده , لو , لو , لو كان السبب هو انتحار فعلاً ماذا أن لم يمت والده منتحراً سيجن كل الأدلة التي جاءت من المستشفى تثبت ذلك عليه أن يذهب للمشرحة حتى يتأكد أكثر من الأوراق
***
في ملحق منزل عائله الذيب تجلس بغرور لا يليق بها وتأكل المكسرات وتتبادل الأحاديث مع والدتها وتنظر لوالدها الضعيف الذي شرد بالتلفاز تعلم أنه لا يعجبه كل ما يحدث ولا يريد أن يحدث ذلك لمدللته ليليان وأنه يحبها كثيراً كابنته ولكن حدث ما حدث ولا مجال للرجوع عن هذه الكذبة التي تتعمق يوماً بعد يوم قالت ريتا بقرف وهي تمضغ المكسرات
: يمه ليليان قاهرتني تخيلي 24 ساعه متكيه جوه والكل يحبها وطاير فيها وأنا المفروض أكون بنتهم يكرهوني وما يطيقوني
ناريمان : ما عليه يا بنتي وش نسوي بنتحمل هم اليجون دايماً يطلبوها وإذا ما رضيت أخليها تطلع يترجوني الحين أنتِ روحي هناك معها لا يزل لسانها من هنا ولا من هنا لا تخلينها لحالها معهم
قال محمد بسخرية : هه الدم يحن طبيعي بحبونها بنتي الملاك وأنتِ ما سويتِ شي زين عشان يحبونك من يوم دخلتي عليهم قلبتي حياتهم
ريتا :أووف يبا تكفى خلاص مو أنت وافقت أتبدل معها يعني تتحمل المسؤولية كمان مو بس إحنا بس من جد حياه الأغنياء حلوه ليلو ما رح تقدر تواجه كل هالناس ضعيفه وخبله
أومأ محمد رأسه بأسى من ابنته ومن تلك الغارقة بين عائلتها الحقيقية دون أن تعلم بأي شيء
,
ضحكت بخفه وابتسامتها لا تسعها من كلام هذه العمه اللطيف فهي سعيدة جداً هذا اليوم بل كل يوم تكون فيه سعيدة بين هذه أفراد هذه العائلة لتقول ليليان بنعومة بصوتها الأجش
: ما كنت أدري أنك تعرفي تطبخي يا عمه لازم تذوقيني
يارا بغرور يليق بها وبقوامها ومكانتها و بنبره حزن اختبئت خلف صوتها المرح لما حدث مع ابنها وأخيها هذا الصباح : أفا عليك بس إلا طباخه وأكلي لا يعلى عليه بذوقك ان شاء الله ندخل المطبخ سوا وأوريك بس تعرفين السعودية مع الأسف تقتل كل هالاحلام قبل لا تطلع الأفكار وما أقدر أطلع فني لبره أو أوقف على التلفزيون زي منال العالم ولا كان بتشوفوا الإبداعات والفن
بيلسان بضحكه : ماما خلص والله بتتشققي من الغرور هههههههه ترا هالكلام زمان يعني الحين غير أكيد
رفعت يارا حاجبيها لابنتها بمزاح بين أم وابنتها : لا والله كذه تكلمني يا قليله الحيا طيب أوريك
أخرجت طرف لسانها : ترا أمزح معكم امي أحسن طباخه في العالم وخروا عنها
ليليان بحماس وتفاعل : والله حمستوني أذووووق الله يخليك يا عمه سوي اليوم العشا وبساعدك تراني أحب الطبخ مره وأعرفله
يارا تهمس بداخلها " يا الله هالبنت أخذت عقلي كأنها هي بنت أخوي وورثت عني حب الطبخ مو مصدقه كيف نفس العائلة ربت هالبنتين وكل وحده مختلفة عن الثانية زي الشمال والجنوب "
ابتسمت ببشاشة لترد : خلاص من عيوني كم ليلو عندي بسوي اليوم لحالي عشان الفصعونه , وأشارت بعينيها لبيلسان , لا تقول أنك ساعدتني
دخلت ريتا بثيابها الغالية المبهرجة غير المتناسقة بين ألوانها ودخلت بعدها غزلان بثيابها الأنيقة وضعت ريتا قدم فوق الأخرى لتقول وهي تنظر بغيره لليليان
: ليلو أدري أنه في ملابس رخيصة وش ذا اللابستيه مره شين ومشينك
رمشت ليليان وهي تنظر إليها بعدم تصديق وما شأنها بلباسها هي لم تتدخل بشؤونها لما تفعل ذلك معها نعم ثيابها رخيصة ولكنها أنيقة ومرتبه وتثق بذوقها تجاهلتها لتقول ريتا رادفه
: تعالي معي لغرفتي عندي ملابس ما لبستها للحين بعطيك ياها
ليليان بكبرياء وقد جُرحت من تصرف أختها ليست أول مره كانت دائماً تعلق على لباسها وأنها بلا ذوق وكانت تصمت وما زالت تصمت ولكن هذه المرة جرحها أكثر لأنها ذكرته أمام عائلتها وأختها وابنه عمتها : شكراً ما أبي لو بشتري أبوي ما رح يقصر معي خلي لبسك لك أنتِ
غزلان بدفاع عن ليليان بعد أن لاحظت تحشرج صوتها : هي أنتِ يا الخايسة بتعطينها من ملابسك المعفنة وبدون أي ذوق شوفي لبسك أول وع وبعدين تكلمي على لبس ليليان
بيلسان تومئ برأسها مؤيده لكلام ابنه خالها رادفه بقوه غريبه عليها :إيه صادقه زوزو أخذت كم قرش وشرت خلاقين وجايه وتسوي نفسها تعرف تلبس
عضت ليليان شفتها بقوه تمنع ضحكتها ولكن لم تستطع أن تمنع تلك الشهقة من لام بيلسان , غادرت ريتا وصعدت لغرفتها والغضب يجتمع لرأسها إلى أخمص قدميها لقد أهانوها وبما فيهم تلك الحقيرة ليليان التي لاحظت كتمها لضحكتها
في غرفه الجلوس لم تستطع ليليان الضحك بعد ذهاب ريتا ورؤيه وجهها الغاضب ونظرت بعتاب لبيلسان و غزلان وقالت بنعومة
: حرام عليكم ليه سويتوا كذه ترى عادي أنا متعودة عليها
غزلان وبيلسان معاً : تستاهل قليله الأدب
جاءت يارا وهي تعقد حاجبيها وتمسح كفيها ببعض المناديل من الماء وتقول متعجبة
: وش فيه أيش صار
قالت لها بيلسان كل شيء لتعبس يارا بملامحها طالبه الصبر المغفره من الله
تمتمت يارا عده مرات : استغفر الله , يلا حبيباتي أنا بروح شوي أطمن على ذياب ولين أرجع بكون الأكل جاهز عشان أوريكم أني ما فقدت الموهبة
,
شبك كفيه على مؤخره رأسه وأرح جسده على ظهر الأريكة ويبتسم لوالدته التي جاءت للاطمئنان عليه همس بتردد وهو يشعر السوء لما فعله بخاله
: يمه وشلون خالي
تنهدت والدته وهي تداعب وجنته المليئة بالشعيرات الخشنة لتقول بشجن
: ما ودك تعتذر منه وتطمن عليه بنفسك أدري أنك متضايق من السويته صدقني أنا كمان مصدومه مرره من السويته ما توقعت تسويه ولا بأي يوم من الأيام
تنهد بعمق ليغمض عينيه ويقول : رح أعتذر بس مو الحين شوي بس وخليه يخف عني جرحته كثير إيش ماصار ما اقدر أزعل عليه وندمان من جد
يارا باستفسار : ما ودك تقولي وش السالفة البينكم وليه سويت كذه
ذياب : خليها بيني وبينه أحسن لا تكبر على الفاضي
تنهدت بألم على حال أبنها وأخيها وإلا ما وصلا إليه لتنهض وهي تربت على فخذه : طيب يمه حاول تصالحه بأسرع وقت كيمو طيب ورح يسامحك ما أعرف اخوي الحنون
ابتسم ذياب لها :وأنا أعرف خالي وأنه ينتظرني أجي و بسامحني مع أني ما أستاهل ومتردد أروح مالي وجه
يارا : ماعليه خليك كم يوم وصدقني كل شي بصير كويس وبخطبلك وبتتزوج ونفرح فيك
عقد ما بين حاجبيه وشبك كفيه بين قدميه قائلاً : بتخطبي لي وأنا مدري حتى مين هي
ابتسمت بلؤم وابتسامه ماكره تزين شفتيها : بخطبلك التبيها على بالك ما ني شايفه نظراتك لها من تحت لتحت
عقد حاجبيه أكثر ليعود بعنف بجسده باستغراب : لا صدق يمه مين هي ووش قصدك
يارا تكلمت أخيراً : ليليان هالبنت حبيتها وأبيها تكون زوجتك وأدري أنها عاجبتك بعد
تنهد براحه وهو يفرد ذراعيه ويقول بابتسامه : سوي التبين يمه إيدي على إيدك
هزت رأسها : آه منك عيار الحين سوي التبين , يلا مع السلامة واعدتهم اليوم أني رح أعشيهم من طبخي وليليان متحمسة تذوق
قهقه بخفه إلى أن أن اختفى ظل والدته ليختفي معه ابتسامته ويحل عليه الظلام كم يشعر بكل تلك المشاعر السيئة التي تجتاحه كيف فعل ذلك بخاله كيف طعنه وجرحه بهذه الطريقة لما لم يواجه عندما أخبره خاله بما فعل والده جن جنونه يحب خاله كثيراً وسيفعل كل شيء لإرضائه والعودة تحت جناحه

نعجتي 08-05-16 03:32 AM

رد: هذه دُنياي
 
***
تقف على قدميها منهمكة بالعمل وتتحلطم على رأس أرجوان
: أووووف يا الله زايد متى يفكني من عزايم أصحابه كل يوم و الثاني عزيمه والله تعبت
أرجوان تسند كوعها على منضده المطبخ الرخامية وتأكل والموز وتقول بصوت رائق : عادي يختي وأنتِ وش شغلتك بهالحياة موب زوجك
نظرت لها سيدرا بحقد مزيف لتقول بحده : بدل ما تبلعي في الهموز تعالي و ساعديني احين يامان بجيب منصور ومزون ومايمديني أخلص وبغيرلهم والبسهم وأنيمهم
وضعت قبضتيها على شعرها : يا الله ماني مخلصه الحين
ابتسمت أرجوان لترحمها وتقوم بمساعدتها وذهبت سيدرا لتبدل ملابس أولادها بغرفتها وتركتهم هناك وعادت للمطبخ وبغمره انشاغلهم وأحاديثهم دخل منصور الصغير وبيده قميص نوم شفاف لوالدته باللون الوردي كما يحب زايد أخذه من الأرض بعد أن نسيت سيدرا رفعه ويسألها ببراءة
: ماما ايش هذا لقيته على الأرض
لم تلتفت له سيدرا و تابعت حديثها مع أرجوان قائله
: طيب الحين وش بصير أكيد عمي منصور وخالتي رانيا بشوفوا بنتهم وهي مو راضيه تجي يا قلبي مستحيه منهم
أرجوان وهي تغسل بعض الأطباق : وش رايك نناديها هنا ويجي أمي وأبوي يشوفنها
سيدرا : أيه ممكن بس قوليلها عشان لا يصير كأنه مفاجأة وتزعل حرام
أرجوان : ايه أكيد بقولها وبقول لأمي وأبوي
أجفلهما صوت ضحكات الرجال الصاخبة الآتية من مجلس الرجال وقالت أرجوان بحالمية
: يا قلبي صوت شاهين ميزته بين كل هالجواعير
رفعت سيدرا حاجبيها واندهشت من رؤيه دخول زايد العنيف ووجه الغاضب بقسوة يرمي على وجهها قميص نومها الوردي على وجهها ويقول بحده وغضب
: خذي ضفي خلاقينك دخل علي منصور وهو لابسه ويجره ويمشي بين الرياجيل وفضحني حسبي الله على ابليسك
وضعت أرجوان كفها على فمها تكتم ضحكتها إلى أن خرج زايد وانفجرت في الضحك وتضع كفها على بطنها
: آآآآه يا بطني هههههههه مو قادره اتحمل حسبي الله على ابليسك عليك حركات أنتِ وزايد عيله مهابيل على قوله أبوي صادق
سيدرا اعلت الحمرة وجهها وهي تلملم قميص نومها الخفيف وتحشره بين كفيها وغضبت من كلامه لتقول من بين أسنانها
: هين يا زايد أجل خلاقين
أرجوان وهي ما زالت تضحك : ههههههه تلاقيه ميت عند القميص وذايب ورايح في أمها صح وعاجبه ويقول خلاقين
سيدرا : طيب يا الكلبه أنتِ تزوجي شاهين وأوريك لو ما خليتك تسيحي من الحيا ما أكون سيدرا
أخرجت لها لسانها وقد علم الجميع أنها تمت موافقتها على شاهين لن تكابر أكثر وهي تحبه وذهبت سيدرا لإخفاء قميص النوم الذي ارتدته هذا المساء بعد عودتهم من السوق و عندما كان أطفالها عند سديم
***
لملم أغراضه بهدوء من المكتب يعلم أن خاله سيجعله يتابع عمله من حيث توقف عندما يسامحه فهو طيب جداً حتى وأن أظهر القسوة ولكنه لا يستطيع المتابعة أكثر من ذلك لا يستطيع أن يكون في نفس المكان الذي جرح به خاله ووالده وطعنه بظهره سينهي قصه هذا الانتقام الذي أخذ وامتص من روحه الكثير كالعلقة والذي أرهقه وأرهق خاله معه سيعود لطبيعة عمله كشرطيّ وربما أيضاً سيقدم استقالته عندما يعثر على دخل جيد وعمل أفضل عض شفتيه وهو يرى تلك الصورة التي تزين مكتبه خاله كان في شبابه حيث أن شعره كان أسود بسواد الليل ولحيته وشنبه الكثيف تزين ذقنه بسوادها تذكر أنه مره رأى ليليان بالخطأ دون حجابها وكم أبهرته بطلتها دقق بملامح خاله بالصورة كانت مثل ملامح تلك القمر ليليان نفسها تشبهه كثيراً هل من الممكن أن يكون .... , نفض رأسه من هذه الأفكار المستحيلة لن تتجرأ تلك العائلة على ذلك , وكان هو وعاصم يحيطانه بنفس الصورة من كل جانب وهما في سن المراهقة وضع الصورة بنفس الصندوق ورفع أغراضه مشى قليلاً متجاوزاً مكتبه و فُتح الباب وذهل مِن من يقف خلف الباب واتسعت عينيه بذهول وسقط الصندوق من بين ذراعيه هامساً بصوتٍ خافت
: يبه

انتهى الفصل الثالث عشر

نعجتي 08-05-16 03:36 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الرابع عشر

عض شفتيه وهو يرى تلك الصورة التي تزين مكتبه خاله كان في أوج شبابه حيث أن شعره كان أسود بسواد الليل ولحيته وشنبه الكثيف تزين ذقنه بسوادها القاتم تذكر أنه مره رأى ليليان بالخطأ دون حجابها وكم أبهرته بطلتها ذلك اليوم
*
ذهب لمنزل خاله ليزوره كعادته ويطمئن على والدته واخته التي سمع صوت ضحكاتهم القادمة من غرفه الجلوس تقدم بخطواته الواثقة وظن أنهما لوحدهما بغرفه الجلوس أخبره خاله أن يأخذ راحته لأن زوجته وابنته في زياره لأقربائهما تشنجت قدماه وصعقت عيناه بتلك القمر الساحرة ليليان قدماه تشبثتا بالأرض بقوه لم يستطع الحراك يعلم أن ما فعله خطأ وكم باتت تكبر أخطاءه هذه الآونة كان عليه أن يغض البصر إلى أن تصبح حلالاً له ليتأملها كما يريد بلا حواجز وبدون أي حدود يمسح على شعرها الأسود بكفه ليسحبه بخفه إلى صدره يشبع عينيه من بريق عينيها الفضيّ كالقمر عينيها كالقمر و وجهها صغير وكل شيء يضمه صغير , اتسعت عيناه من هذه الأفكار التي لا تمت للبراءة بصله أبداً , كانت تضحك بخفه لدرجه لم يسمع صوت قهقهتها الناعمة شعرها الأسود منسدل كشلال بنعومة على جسدها القصير عينيها الفضية تلتمعان ببريق أخاذ أسرته حد النخاع اعتلت الحمرة وجنتيها لكلمه ألقتها أخته بإعجاب ليلاحظ خديها المكتنزين كالطماطم , وجنتيها وآه منهما كم هما مكتنزتين وكم يرغب الآن بقطع المسافة بينهما ليعض وجنتيها ويأكلهما بنهم استوعب فداحه غلطته وأفكاره التي لا تصلح ليفكر بها الآن وإلا سيتعب نفسه كثيراً و تراجع قليلاً فقط وتذكر مديح أخته لها وكلامها عنها وعن طيبتها منذ أن تعرفتا على بعضهما وكان قد عشقها من كلام أخته أولاً ومال لها و الأذن أحياناً تعشق قبل النظر فكيف به وهو قد عشقها بالحالتين ليصر عليها ولم يعد يريد الزواج بغيرها
*
دقق بملامح خاله بالصورة كانت مثل ملامح تلك القمر ليليان نفسها بل تشبهه كثيراً هل من الممكن أن يكون .... , نفض رأسه من هذه الأفكار المستحيلة لن تتجرأ تلك العائلة على ذلك وتبديل البنتين فذلك مستحيل ويخلق من الشبه أربعين , كان هو وعاصم يحيطانه بنفس الصورة من كل جانب وهما في سن المراهقة وضع الصورة بنفس الصندوق ورفع أغراضه مشى قليلاً متجاوزاً مكتبه و فُتح الباب وذُهل مِن من يقف خلف الباب واتسعت عينيه بذهول وسقط الصندوق من بين ذراعيه هامساً بصوتٍ خافت
: يبه
ازدرد الآخر ريقه وانحنت ملامح وجهه وحاجبيه بحزن دفين , حزن عميق لم يستطع كبحه من نظرات ابنه المصدومة له , وهل له أن لا يعرفه مع مرور كل تلك السنين وهو قطعه من جوفه وجزء من رائحته وروحه , ولم يستطع هذا الريق المرور عبر حنجرته وقف كالغصة ببلعومه وهو يرى بِكره وفرحته الأولى شاب من زينه الشباب بهذه الدُنيا وقد طال قده وعرض منكبيه وصدره وخطت الشُعيرات وجهه بكثافه , رباه كيف كان عندما تركه طفلاً وكيف أصبح رجلاً بعد كل هذه السنين لم يتوقع رؤيته الآن وبهذه الحال ولم يرد أن يكون اللقاء بهذه الطريقة المفاجأة لهما , هل يستطيع أن يشعر بالفرحة والألم سوياً للقائه بهذه الصدفة الغير مقصودة تنحنح بخفه غير مسموعة ووضع قبضته عند فمه كحركة أمان ليهمس بصوت مسموع وأنفاسه الملتهبة ترتطم بقبضته وكأنها ستحرقها من هذا الشعور الذي يشعر به
: ذياب
كان يرمش بعدم تصديق لذلك الوجه الذي يراه لم تتجاوزه الصدمة حتى الآن هل هو والده حقاً أم انه من شوقه والرغبة في معرفه التفاصيل عنه في الماضي تجعله يتخيله والدته وخاله كانا يقولا أنه رحل عن هذه الدنيا ولم يعد وأمه هي من نَمّت حب والده في قلبه كانت تتحدث عنه بالخير دائماً وأحياناً تتجاهل الحديث عنه وكأنها تتذكر ما يؤلمها لتبدأ بموجات حزنها التي تخفيها عن الجميع بمرحها المعتاد , أنه كما كان يراه بالصور تماماً وما يزيد هو الشعر الأبيض المخلل بين شعره الأسود وبين شعيرات ذقنه حالكة السواد والضعف الذي اتضح عليه بجسده الأقرب للقصر فذياب أخذ شبه الملامح من والده والبنيه الجسدية الضخمة المتناسقة من خاله ليتشكل ذئب ضاري من خليطين مختلفين بالجينات الوراثية .
تقدم ماهر خطوه صغيره نحوه لم يستطع منع نفسه من عناقه وضمه بقوه لصدره واستنشاق رائحته التي اشتاقها خطوته الصغيرة جعلت ذياب يتراجع بهلع هادئ نوعاً ما للخلف , رباه كان يمني نفسه دوماً بحياة والده عاش من أجل يرفع رأسه وهو تحت التراب فلم يسمع عنه إلا خيراً من والدته وخاله لكن رأسه تشوش وكثيراً في ذلك اليوم فقط عندما وصله اتصال من شخص غريب يقول له تفاصيل الماضي ويرسل له تقارير المستشفى التي تخص انتحار والده ويكتشف ان هذه التفاصيل مجرد خدعه ليس إلا فوالده لم يمت منتحراً أو مريضاً أو بحادث بل هو حي يرزق أمامه يوجد أمر ما مخفي ولهذا لا يستطيع الاقتراب , هناك حلقه مفقودة عليه أن يعثر عليها , رفع كفه المرتعشة أمام والده ليقول بحشرجة وصدمه ما زالت تعلو وجهه ويرفض بعنف هذا الاقتراب الذي كان يتمناه كل هذه السنين
: أنا للحين مو مستوعب وقفتك قدامي صارت أشياء كثير و مو قادر أستوعب وجودك هنا أسأله كثير براسي أبغا جوابها , أخذ نفساً عميقاً ليزفره تدريجياً وبحذر و يتمالك نفسه ويهتف بهدوء , مثلاً وين كنت كل هالسنين ؟! وليه رحت ورجعت الحين ؟! وليه الكل كان يقول أنك ميت وأنت عايش . يعني حياتي كلها طلعت كذبه وكذبه كبيره بعد
مرر ماهر لسانه على شفته السفلى كان لابد من المواجهة في يوم ما وعليه أن يخبره بكل شيء حتى وأن كرهه ابنه لما فعل عليه أن يقول الحقيقة دون أن يحرف بها اختفى مجبراً وعاد مجبراً لم يكن يرغب في العودة ولكنه تعب من التخفي طوال هذه السنين كشخص مجهول بلا هويه قال بصوت قد أخذ عليه الزمن ما أخذ
: بقولك كل شي يبه كل شي تبي تعرفه بس مو الحين , كز على أسنانه بشوق كبير يغمره , الحين خليني بس أخذك لحضني وأشم ريحتك ما تدري وش كثر أشتقتلك انت وبيلسان
عقد ذياب ملامحه بشده وكاد أن ينطق بالرفض الحاد , ليس قبل أن يعرف كل ما حدث بالماضي والحاضر قاطع أفكاره دخول خاله المتفاجئ بصدمه لمكتبه
***
كم هو صعب أن تحاول إقناع أحدهم بأمر أنت غير مقتنع به ولكن المؤلم أن هذا الأمر يجب أن يكون وأن يحصل كم باتت حياتها نوريه لديها ابنتان واحده منهما هي روحها التي لا تتخلى عنها وقلبها الذي ينبض والأخرى باتت تتعرف عليها قريباً وأصبحت قريبه لقلبها بمرحها وخفه دمها الذي يشبه الماء المخلوط بالسكر , هل يمكن للإنسان ان يحب ابن ليس من صلبه فقط بمجرد أن قام بتربيته عده سنوات ظناً منه أنه ابنه الحقيقي ألا يقولون أن الأم تشعر بطفلها إذاً لم تشعر عندما وضعوا ابنه غير ابنتها الحقيقية بين أحضانها في المستشفى أم في تلك اللحظات كانت غامره في فرحتها بطفلتها التي ولدتها حديثاً فلم تشعر , تنهدت بعمق وهي تجلس بقله حيله بجانب ابنتها لتقول بضجر
: نوران وبعدين معاكِ حرام عليكِ أبوك يبغى يشوفك من أول مو معقول تعرفتي على جيجي و أخوكِ وزوجته وساحبه على أمك وأبوك حتى جيجي صارلها كم مره تقولك تعالي بما انك مو راضيه ابوك وامك يجونن هنا واقترحت كم اقتراح عشان تختاري اليريحك
برمت شفتيها بنزق : ما كنت بتعرف عليهم بس حطيتوني تحت الأمر الواقع ماما أنا ما أبغى أبعد عنك أدري أنهم ما رح يحبوني هم ربوا جيجي طول هالسنين أكيد يحبوها أكثر مني ورح يجاملوني عشان كذه ما أقدر أروح
ابتسمت شعاع برقه لتقول : لا تقولي كذه حبيبتي صح ممكن يحبوا جيجي أكثر بس لما يتعرفوا عليكِ أكيد رح يحبوك أنت بنتهم وكل شي يثبت كذه
نظرت لأمها بألم لتقول وهي تفرك كفيها ببعض بغيه جلب الدفء لهما : طيب أنتِ رح تحبي جيجي أكثر وتكرهيني بس تتعودي عليها
سحبت شفتها السفلى تحت اسنانها بخفه وتأثر وهي تفتح ذراعيها وتستقبل ابنتها بكل حب لأحضانها وتمسح على شعرها البندقي قائله بصدق : مستحيل أحب أحد أكثر منك أنتِ روحي وقلبي وكل شي بحياتي من لما جيتي على هالدنيا نورتي حياتي بس برضو مو معناته أكره جيجي أحبكم أنتوا الثنتين بناتي
ابتسمت براحه وهي تعانق والدتها أكثر لحضنها فهي حنونه عليها كثيراً ولن تتحمل فقد حنانها تحاول تنفيذ كل طلباتها وتعبت معها كثيراً في تربيتها بدون مساعده والدها المزعوم قالت بهدوء : طيب خلاص رح أشوفهم عشانك
تلكأ رأس نوران على صدر والدتها لتقول بصوتها الحنون : مو عشاني عشاك أنتِ يا قلبي
أرسلت شعاع رساله لمنصور أفضل من التواصل معه صوتياً حفاظاً على عفتها كونها ما تزال متزوجه ليحددا موعد تقوم به نوران لزيارتهم في المنزل , و احتراماً وتقديراً لها كونها ام ابنته قام منصور بدعوتها أيضاً والتعرف على والده نوران الحقيقية ورؤيه ابنتها الحقيقية التي اشتاقت لها وكانت تسمع صوتها وحسب هذا الأسبوع ولكنها لم تحدد له أن كانت ستأتي أو لا
أغلقت الهاتف وقالت بهدوء : جهزي نفسك حبيبتي رح تروحي لهم بكره ان شاء الله قال أبوكِ حيرسل السواق ياخذك
التفتت إليها نوران قائله : طيب ماما تعالي معي خايفة أروح لحالي جيجي يوم جت , جت مع زوجه أخوي مو لحالها
ظهرت غضنه ما بين حاجبيها الرقيقين لتقول بنعومة : حبيبتي أنتِ وش أروح أسوي ما أعرف أحد هناك صعبه روحتي لهم , لم تخبرها أن والدها قد دعاها ايضاً حتى لا تصر عليها
التفتت نوران إلى التلفاز لتقول منهيه الحديث : خلاص أجل ماني رايحه اعتذري منهم
شعاع بضجر من دلال ابنتها : أوووف خلاص طيب بروح معك وأمري لله بس ما رح أطول لين تتعودي عليهم شوي وبطلع
أومأت نوران رأسها بسعاده لتذهب لغرفتها وتحاول إيجاد شيء مناسب لإرتدائه للغد فهي تعلم أهم أنيقين جداً لثروتهم ولا تملك شيء لكي تتأنق به مثلهم ولكن لا يهم يكفي أن والدتها تحبها وتحاول إسعادها دائماً وهي تشقي وتتعب نفسها من أجلها استقرت على بلوزه سماوية اللون منثور عليها زهور الأقحوان الصفراء اشترتها حديثاً ولم تهترئ بعد من الغسيل لتضعها جانباً مع بنطال من الجينز الأزرق وهي تشعر بالتوتر تارة وبالخوف تارة أخرى من هذا اللقاء
***

نعجتي 08-05-16 03:37 AM

رد: هذه دُنياي
 
تجلس في منتصف سريرها وهي تمسح على بطنها بكل رقه خشيه إيذاء طفلها وابتسامه محببه تتراقص على شفتيها وتشعر بتلك السعادة التي ترفرف حولها كفراشه بأجنحه ملونه وتنثر عليها بريق آخاذ ملون يجعلها تعيش أجواء حالمة براقه مع نطفه صغيره تحتاج لعده أشهر بعد كي تكبر في بطنها تدريجياً وتخرج لهذه الدُنيا , رغم أن مخطط السفر قد أفسد فهذا لا يهمها بمقدار ذره و فرحتها بعد كل هذه السنين لتحمل بجزء منها ومن حبيبها , وجهت حدقتيها البنيتين للباب عندما شعرت بوجود أحدهم لترا حبيبها يتكتف ويميل بكسل على إطار الباب وهو يتأمل سعادتها التي تشع من عينيها بنظرها لبطنها التي لم تنتفخ حتى الآن ويقطع المسافة بينهما بخفه , خلع حذائيه وثوبه وارتدى منامه قطنيه مريحه للبيت وأستلقى على جنبه ويرفع رأسه بباطن كفه ويضع كفه الخشنة فوق كفها الناعمة المستقرة على بطنها لينظر بعمق عينيها وتتراقص ابتسامه على ثغره رداً على ابتسامتها البراقة , هما الاثنان لا يحتاجان للكلام من بين شفتيهم كي يعبرا عن حبهما وعشقهما نظراتهما المتلهفة تحكي الكثير والكثير عن حبهما الكبير , رغم سنوات زواجهم الأولى كانت صعبه جداً لم يكن يفهمها وكان دائم الغضب وهي لم تكن تفهمه كما يجب وكانت تغضب كلما غضب ولكنهما تأقلما سوياً بمرور الوقت ليسيطر كل منهما على اختلاجاته ليفهما بعضهما ويعشقا بعضهما ويتآلفا معاً هو طلال وهي ليال
رفع نفسه قليلاً ولم يقاومها ليسحبها إليه ويغمر شعرها بقبلاته المتلهفة لها ويستنشق رائحته بعنف ويشد عليها ويهمس بشجن من بين شفتيه ويسند ذقنه على رأسها
: إيش سويتِ فيني عشان أشتاقلك كل هالشوق بس أكون بره البيت ما أصدق أخلص أشغالي عشان أرجع بسرعه وأحضنك وأبوسك وتنامي بحضني حتى الشباب عتبانين علي يقولون ما عاد نشوفك بالاستراحة
ابتسمت وهي تحرك كفها على صدره العاري وتعبث بشعيراته فهو دائماً يفتح أزرار المنامة القطنية ولا يحب إغلاقها لتقول بشغف : ما سويت شي حبيبي بس صرت أفهمك أكثر من أول زي ما تفهمني حتى صرنا نحب نجلس مع بعض دايماً مو زي أول كنت تطلع دايماً من البيت وما أشوفك إلا نادراً بس الحين خفت طلعاتك
رمش عده رمشات وهو ينظر لعينيها من تحت رموشه عندما رفعت رأسها له ويقول وهو ينظر لشفتيها : أكيد ما رح أطلع وأنتِ تهبلي فيني كل يوم اكثر
احمرت وجنتيها لتصبح لذيذة لا تقاوم وهو يغمرها بقبلاته الحارقة لشفتيها عندما لا يتمالك نفسه و اختلطت تأوهاتهما , هدرت أنفاسها الملتهبة قرب شفتيه ويشعر بحرارتها لتقول وهي خجله
: قلت لخالتي عن البيبي أكيد رح تفرح كثير
ابتسم وهو يحرك ابهامه على شفتيها المنتفختين بفعل قبلته العنيفة ويقبلها بكل نعومه وينهل منهما العسل قائلاً : لسه ما قلت لها بتجي اليوم من مصر ونقولها مع بعض وأكيد رح تفرح تنتظر هاللحظة من زمان والحين خلينا من امي , ليهمس بشجن ويتأوه , آآه تعالي خليني آكلك لذيذة أنتِ ما أقدر أقاومك أكثر
دفنت رأسها بصدره بخجل محبب إليه وهو يعانقها دون أن يضغط عليها كالعادة بسبب طفلهما الصغير , ليبعدها قليلاً دون أن يمل من عناقها داعب وجنتها التي كوجنه الأطفال بنعومتها وملمسها القطني ليقول بهمس
: انتبهي على نفسك كل يوم أذكرك لا تتحركي كثير حملك خطير مثل ما قالت الدكتورة
أومأت برأسها وهي تغمره بعاطفتها العنيفة المشتاقة إليه
***
تتهادى بمشيتها بدلال يليق بها متجهة بخطواتها الرقيقة إلى غرفه الجلوس جلست بخفه لتضع قدم فوق الأخرى وهي ترسل نظراتها لزوجه أخيها التي تجلس بأناقة كعاده هذه العائلة على شاشه التلفاز قالت بنعومة
: رشا مشغولة ولا كيف بكلمك ضروري في موضوع
التفتت لها رشا بابتسامه محببه وهي ترى ملامحها المتوترة لتختفي ابتسامتها وتهمس بوجوم : بسم الله عليكِ يارا وش فيكِ
نهضت يارا بخفه لتجلس بجانبها على الأريكية وتهمس بخفوت كي لا يسمعها أحد : القلتلك عليه من قبل وكان مخوفني تأكدت منه أمس ذياب يبي يتزوج ليليان معجبته البنت
تنهدت رشا براحه وهي تضع كفها على صدرها : آآه يا رب خوفتيني وأنا على بالي عندك سالفه طيب وكيف عرفتِ يعني هو نادر ما يشوفها هنا خاصه أنه يعيش بره مو هنا يمكن تتخيلي
يارا بدبلوماسية : أنا أعرف ولدي يمكن ما يوضح أنه معجب فيها مره بس شكيت شوي ولازم أحذر و أتأكد عشان أتلافى الموقف وقلتله بخطبلك التبيها وكذه لين قلت اسمها وابتسم بس وقال سوي التبين ذياب يقولي سوي التبين متخيله
رشا باستفسار : طيب حلو ليليان طيبه والكل يحبها وحتسعده أكيد وأنتِ تحبيها ما في أي مشكله من إيش خايفه
يارا بهم : أدري أني أحبها وهي طيبه وما شفت منها إلا كل خير بس ما أبيها لولدي أبغاله الأحسن دايماً وهي مره بسيطة وهاديه وما عندها شخصيه وخاصه أهلها ما أطيقهم يعني شايفه الفرق بين التربيتين أهتموا ببنتهم وخلو بنت اخوي لين صارت كذه قليله أدب وما تتعاشر وش يضمني بعدين أنها ما تمثل وكله خدع
رشا وهي تعبس قليلاً بملامحها ورطبت شفتيها : طيب وش بتسوي الحين
قالت يارا بتفهم وهي تتذكر ما حدث مع أخيها عندما أصر على خطبه إحدى الفتيات من مستواهم المادي والاجتماعي ولكن والدهم رفض بعنف بسبب بعض المشاكل بين العائلتين ليجبره والده على الزواج برشا ويتزوج بعدها بفتره عندما أنجبت له عاصم من تلك الامرأة : الحين أنا لو قلتله لا وأصريت وما خطبتها له رح يتعلق فيها أكثر ويصير يبغاها أكثر وأكثر وكل ممنوع مرغوب لازم أبعدهم عن هنا فكره يعيشوا معنا طول العمر ما تناسبني أبداً وما أقدر أخلي أهلها يتدخلوا بشكل ويمنعوا هالزواج أدري أنهم بوافقوا خاصه ناريمان هاذي شكلها طماعة .
لم تنتبها لتلك الآذان التي سمعت الحديث منذ أن التقطت أذنيها أسمها لتعود أدراجها بحزن يغمرها لأعماقها .
فغرت رشا شفتيها لتنطق ولفت انتباهها دخول عبدالكريم بشكل مرهق لتعتذر من يارا وتذهب لاستقباله أمسكت بكفه وهي تنظر له بوجوم من شكله لتهمس
: الله يعطيك العافية
رد عليها بابتسامه باهته : الله يعافيكِ تعالي الغرفة بقولك شي مهم
أومأت برأسها لتحضر له القهوة التركية المرة بدون السكر يحب شربها كل يوم بعد عودته من العمل وقبل النوم وأصبحت لديه مناعة من القهوة لا تجعله يتنشط بل على العكس عندما يشربها فهو يشعر بالنعاس فوراً ويرغب بالنوم , قدمت له القهوة لتجلس بجانبه على طرف السرير وتربت على فخذه قائله بصوتٍ رقيق
: كيمو وش فيك شكلك تعبان صار شي بالشركة
مالت شفتيه بابتسامه وهو يحدق بها وبوجهها وقد ظلمت معه كثيراً ليقول ما اختلجه فوراً متجاهلاً بعض الشيء سؤالها عنه : تدرين أنتِ أول وحده تتجرأ تدلعني و تناديني كيمو صح بالبداية كنت أعصب وأتنرفز وأحس أني بزر يتدلع وأقول دايماً نادوني عبدالكريم و بس و مع الوقت تعودت عليه زي ما تعودت يارا وصارت تتجرأ وصارت تناديني فيه , التفت بجذعه إليها وهو يقبض ذقنها بقبضته برقه ويداعب شفتيها بإبهامه , بس حتى من شفايفك غير " كيمو "
ابتسمت بخفه وهو تعبث بكفيها بتوتر وتنظر لحِجرها تحاول مداره خجلها فهو لم يكن يوماً جريئاً معها بهذه الطريقة ويقوم بمغازلتها هكذا كان لطيفاً حنوناً تقوم بواجباته يفعل ما عليه حتى بوقتهم الحميمي معاً لم يكن ينطق ولم يصرح بالغزل بل كان صامتاً كما تصمت هي ويكتفيان بالتأوهات والأنفاس الملتهبة والمشتعلة بحمم بركانيه , لا تعرف ما الذي حدث فجأة ليتغير معها ولكنها تدرك أنها هي من تغيرت أصرت وثابرت منذ عده أشهر على أن تتغير كلياً شكلها طريقه لباسها وحركاتها حتى معه هو تغيرت , تغيرت من أجلها هي كي تشعر بأنوثتها التي كادت أن تتضح أنها عجوز شمطاء وهي لم تنهي عقدها الثالث حتى الآن لا من أجله هو , هل من الممكن أن تكون هي السبب في كل ما حدث في الماضي هل يمكن أنها هي من دفعه لأحضان تلك المرأة وبعد أن قررت أن تتغير لأجل نفسها هي لتحب نفسها تجده هو تدريجياً يتغير معها ليسعدها كما تحاول إسعاده وإسعاد نفسها بللت شفتيها بتوتر لتسمع همسه بصوتٍ أجش : طالعيني
ازدرت ريقها وتشعر أنها فتاه تزوجت حديثاً ما هذا الخجل الذي تشعر به ينهشها وينخر عظامها لم تشعر به من قبل حتى وهي عروس لأنه ببساطه لم يكن يهمس لها بلهفه وحراره هكذا لترتطم أنفاسه الحارة بإذنها , نظرت له بهدوء وخجل واكتست الحمرة وجهها وهي ترمش لترى ابتسامه خبيثة تتراقص على شفتيه همهمت بكلمات غير مفهومه , ليسرق قبله عميقه من شفتيها جعلت عينيها تتسعان وهي تراه مغمض العينين بشجن ويغرق في رحيق شفتيها لتغمض هي الأخرى عينيها وتغرق معه , حتى حراره هذه القبلة وطعمها مختلفة تجربها لأول مره دائماً ما كانت قبلاتهم بارده بلا روح أو حياه باتت تشعر بذلك الفرق وتدرك أنه يشعر مثلها , ابتعد وهو يلهث وأنفاسه تتصارع للخروج عليه أن يأجل هذه العاطفة لليل لا يعرف ماذا حدث له فجأة ولم يتمالك نفسه لتقبيلها عندما رأى حمره خديها كان دائماً يستطيع الصمود أمام سحر الأنثى ولكن الآن تحديداً شعر بشيء يجتاحه لم يستطع إيقافه ليقول وهو يتنفس بسرعه
: أسمعي خلينا نكمل شغلنا بالليل في شي مهم وودي تكوني جمب يارا أعرفها حساسة وما رح تتحمل
بللت شفتيها تداري خجلها وتقول بوجوم : خير أن شاء الله
عبدالكريم بدون مقدمات : ماهر رجع بعد ما الكل عندهم خبر على أساس أنه ميت
وضعت كفها على فمها الذي انتفخ قليلاً واتسعت عينيها بصدمه فلا أحد يعرف ما حدث بماهر وأنه على قيد الحياة غيرها هي وعبدالكريم ويارا
***
يستنشق عبير الهواء الذي يتسلل بخفه عبر نافذه السيارة يداعب وجهه وتطير معها خصلات شعره الداكنة وتتدلى على جبينه الأسمر وابتسامه جذلى تتراقص على شفتيه بسعادة فليس هناك سعادة تضاهيه وقد عادت والدته وأخته من رحلتهما وبعد عده أشهر سيحصل على طفل من حبيبته وزوجته يبقى بين ذراعيه مرت سنوات عجاف في انتظاره ليتشممه كما يتشممها ويقبله بخفه كي لا يأذيه , تطلع بطارف عينه لوالدته الساكنة بقربه وهي تتأمل شوارع عروس البحر الأحمر بسكون وعمق يعلم جيداً أنها اشتاقت لموطنها فالإنسان ولو سافر إلى عده أماكن لا يستغني عن راحته في بيته وموطنه , ليبتسم أكثر وهو يسمع همس أخته التي تجلس بالخلف بابتسامه مرحه خفيفة : طلول وشوله شاقه البسمه وجهك عساها دووم بس أكيد موب عشانا جينا
ارتفع حاجيبه واتسع شدقه ليقول مازحاً مخلوط بمرح كما هو دوماً : أفا يا ذا العلم يعني قصدك مو مبسوط لأنكم جيتوا إلا بالعكس طاير من الفرحه وفي شي ثاني بعد بس نوصل البيت بقولكم
روان بحماس وهي تسند ذراعيها على كرسي والدتها وطلال وتطل برأسها الصغير بينهما : لاااا قول تكفى حبيبي حمستني مره
عبست حنان ما بين حاجبيها وكعادتها تكره بناتها ولا تتقبل منهم كلمه أو حركه بسيطة لتنتزع من وجههما تعابيره : أقول يالزفته ارجعي ورا انثبري واحترمي اخوك الكبير وانت تحاكينه مو أصغر عيالك هو و تدلعينه بعد
تنهد طلال بصوت غير مسموع ووالدته سبباً ببعد أخواته عنه وعن قلبه روحياً فسديم باتت تخجل منه كثيراً وبعد زواجها أصبحت تخجل بشكل أكبر و ها هي أخته الصغرى كانت تمرح معه كثيراً ويمزحان سوياً وأحياناً تشاركهم حبيبته ولكنها تبتعد عنه تدريجياً أيضاً وبات الخجل يغزوها بعض الأحيان لأن والدته بكل بساطه تضع حدوداً بينهم في كل مره وخط أحمر عليه ممنوع الاقتراب , أدار رأسه قليلاً بعد أن توقف على الإشارة : وش دعوه يمه ما قالت شي عادي ما بي خواتي يستحون مني بالعكس أبيهم ياخذون راحتهم معي
ثم مد يده خلف الكرسي من اليسار حيث لا تراه والدته وامسكت روان بكفه وكأنه يدفع بها الثقة ويقول أنه لن يتركهم وسيبقى بجانبهم يعاونهم دائماً وأبداً شد على كفها وهي متأثره من شعورها لولا الله ثم وجوده بحياتهم لما استطاعت هي وأختها اكمال دراستهم الثانوية حتى الجامعة دخلتاها بالقوة مع اصراراه ومساندته ضد والدتهم كانت تتمنى أنه ليس بأخيها لتتزوجه وتنعم بحنانه ودفئه وتحسد ليال التي حظيت به وتتمنى زوجاً مثله رغم أنها تعرف أن لا مِثل لأخيها الحنون , حتى يامان تعلم أنه لا يريد أختها ولن يرأف بها ويساندها فسديم شكت لها وأخبرتها بكلامه القاسي عنها ورفضه الأقسى , ربما هما هكذا كتبت لهما لعبه القدر اب مريض نفسي يحب تعذيبهما و تركهما منذ زمن ولا يسأل بهم وأم لا تحبهم لأنهما سبب مشاكلها ومعتقدات عقيمه بأن الفتاه لا تجلب إلا العار وعليها الإغلاق عليهم بالمنزل وحبسهم بسجنٍ انفرادي مؤبد بعيد عن العالم حتى أخذها لها لمصر ليس من أجل أن تستمتع فقط كي تخدمها وتفعل لها ما تريد وزوج أخت متمرد قاسي لا يريدها وأجبر عليها
أو أُحرج بشكلٍ أصح ولا تعلم ما تعانيه أختها المسكينة معه من جبروته و لا تعلم ما نصيبها مع زوج مجهول الهوية ولكن بالتأكيد لن يكون أفضل لم ترى رجلاً جيداً بحياتها غير أخيها فقط وعمها ماهر الذي تمنت لو أنه هو والدها و عمها الروحي منصور الحنون , تنهدت بصوت خافت عندما رأت رخام الفيلا التي تضمهم وتضم جراحهم وأحزانهم وآلامهم وأفراحهم ومزاحهم وضحكاتهم النادرة لتترجل بهدوء كما تربت وتعودت
,
اشتاقت لمنزلها كثيراً وبالأخص لسريرها المريح الصغير كم ترغب بالصعود لغرفتها والاستلقاء عليه والتمرغ بحناياه فهو من يمدها بالدفء والأمان والراحة تتأمل ضوء القمر من نافذه غرفتها هي ملجأها الوحيد عند غياب أخيها , سمعت تنحنح طلال لتلتفت بفضول وهي تلاحظ سعادته الغامرة منذ أخذهم من المطار
طلال ينظر لوالدته وأخته : أدري أنكم تعبانين وتدورون على السرير بس عندي لكم خبر ما أقدر أكتمه أكثر وأنتظر
عوجت حنان فمها وهي تلاحظ بشاشته وتغيره منذ كانوا بالسيارة ولم تهتم لتقول بفضول اجتاحها بعد كلامه هذا : هاو وش عندك يمه
طلال بسعادة : ليال حامل
***
يجلس على مكتبه بإرهاق يحدق بعمق أمامه مجموعه من أوراق العمل والأقلام وبعض الأوراق الصغيرة ذات الملاحظات يبحث عن طريقه ليخبر بها أخته الوحيدة عن ظهور طليقها دون أن تتأثر وتحزن و الذي رحل ولم يعرفوا أي شيء عنه ولكنه لا يجد الطريقة المناسبة بعد , أجفله طرق الباب ليرفع رأسه بتشتت وعينيه مصغره على الباب الخشبي الداكن و همس للطارق بالدخول , تمخطرت ريتا بمشيتها وقد خلعت حجابها خشيت أن يشكوا بها وهي قد اعتادت عليهم بسرعه لم يعد يهمها أمر الحجاب فهي منذ البداية لم تكن مقتنعة وكانت ترتديه لكي لا تضطر لتسريح شعرها قالت بدلال لا يليق بها ومثل عبوس ملامحها ببراعة دون أن تشعر بملامح عبدالكريم المتعبة والمرهقة
: بابا جبت لي الابتوب القلتلك عليه نفسي فيه من زمان
ابتسم عبدالكريم بتعب ويتجاهل ما يفكر به كي لا يحزن ابنته
: جبته لك يبه جبته من فتره بس انشغلت ونسيت أعطيكِ
أخرج من الدولاب الصغير لمكتبه كرتونين من الحواسيب المحمولة ويردف وهو يضع كفيه عليهما : واحد لك والثاني لليليان أعطيه لها , أنتِ وهي عندي واحد العيله ربتك وما قصرت معك وصرفت عليكِ وجا وقت نجازيهم
تصاعدت النيران لوجهها ليحمَرّ بغيظ وتقول بغلظه مختلطه بالغيرة وصوت حاد مرتفع قليلاً : بابا ليه تجيب لها ليه أنا بنتك أناااا مو هي والعيله التقول عنها شفت وش سوا فيني ما خلوني أكمل دراستي وهي دخلت الجامعة بسرعه وأهملوني
لوى عبدالكريم شفتيه قليلاً ويعرف صدق كلامها ولكن لا يستطيع انكار فضلهم : يا بابا ما فيها شي إيش ماصار هم ربوك 20 سنه وماهي قليله وبعدين موب هي أختك حبي لها التحبينه لنفسك
شمخت بذقنها وهي تصر على تنفيذ الفكرة التي برأسها : طيب بابا مو مشكله بعطيها
خرجت من مكتبه وهي تلمح بيلسان لتبتسم بخبث وتتقدم منها قائله : بيسو مو كنتِ تبين لابتوب وأخوك سحب عليك
عبست بيلسان بضيق : ذياب ما سحب علي بس مشغول ورح يجب لي بس يفضى
هزت ريتا منكبيها : ما عليه شوفي بابا جابلي لابتوب وواحد ثاني زياده خذيه ما ابيه
نظرت لها بيلسان بطارف عينها : خليه لك ما أبيه ولا أبي منتك وخري عني وعن وجهي يا كريهة
حركت شفتيها لليمين واليسار وهي تهمس لنفسها " عادي لو صار عندي اثنين لا ني أول ولا آخر وحده " لتتجه لغرفتها
,
كورت شفتيها الصغيرتين المغريتين وسحبت الهواء بعنف لتحتجزه بفمها وتنتفخ وجنتيها المكتنزتين أكثر وتصبح كالكرتين المملوئتين وتختفي غمازتها اليتيمة بوجنتها اليمنى وتزفر الهواء بحنق وتتنسم وجنتيها ولكنها لم تفقد امتلائها الطبيعي وهي تنظر لوالدتها التي تحدق بالتلفاز متحمسة مع حماس المسلسل وأبطاله لتقول بنزق وغيظ
تلعب بشفتيها وتفركهما ببعض : ماما شفتي ريتا وش سوت
نظرت لها ناريمان باستفسار وهي تهز كتفيها عابسة ما بين حاجبيها : وش سوت أنتِ تشكينها وهي تشكيك زي البزران الله بلاني فيكم
عبست ليليان أكثر لتقول : يعني ما يكفي أنها تتدخل بلبسي وشكلي وتجيبلي هديه لبس على ذوقها
ابتسمت ناريمان : فديتها بنتي هذاك قلتيها تجبلك هديه يعني ما عجبتك و ما تبينها تجيب تراها أختك عيب عليك استخدميها قدامها عشان لا تزعل على الأقل
سحبت شفتها السفلى تحت أسنانها لتقول بهدوء وتحفز : مع الأسف ما أقدر أستخدمها بعد اليوم فات الأوان
ناريمان : ليه
ليليان : خليتها خرقه لأرضيه المطبخ
اتسعت عينا ناريمان بصدمه وشهقت : عما بعينك وش جابت لك عشان تخلينها خرقه
ليليان بضيق : بجامه بلوزتها عليها راس حمار زي وجهها يعني مستحيل ألبسها معليش وبعدين كأنها تتنازل و تدخل هنا ما رح تشوفها أنا متأكدة لو أهديتها زي كذه بترميها حتى ما رح تخليها خرقه يعني لو جابت ميكي ماوس أو باقز باني ممكن ألبسهم وأحبهم , أشارت بسببابتها بمعارضه , بس راس حمار خير وين عايشين صح أني أسكت وأسكت وأسكت زي الخبلة بس كل شي له حدود وصبري له حدود كمان ما رح أسكت على حركاتها وكلامها من اليوم قرفتني هي وغيرتها
تنهدت ناريمان على هاتين الفتاتين اللتين تتشاجران دائماً وتتصارعان منذ طفولتهما وكانت ليليان الأهدأ دوماً بينهما والأرق ولكنها لا تسكت عن حقها أبداً
***
تنظر لدولاب ثيابها المهترئ والدهان الذي تقشر من عليه واتضح الخشب من تحته والدرفة المخلوعة جهة اليسار زمت شفتيها بإغراء لتختار البلوزة السماوية التي قررت ارتدائها بالأمس عليها أن تكون أنيقة هذا اليوم أكثر من أي وقت مضى هذا اليوم ستذهب لعائلتها وبالتأكيد كلهم سيكونون متأنقين حتى وان ارتدوا بنطال وكنزه عاديه وكم تشعر بالتوتر هي تتوقع أنهم لن يتقبلوها سريعاً فهم لا يعرفونها وهي لا تظن أنها ستتعلق بهم بسرعه ولكن بديلتها تبدو لطيفه ومرحه , تأنقت بسرعه لتركض لغرفه والدتها مبتسمه ببشاشة قائلة وهي تدور على نفسها
: ماما إيش رايك فيني
نظرت لها شعاع وهي تضع أحمر الشفاه باللون الوردي الفاتح دون أن تتبرج وتظهر مفاتنها بكثره قد تكون الجَمعة مُختلطه بين نساء ورجال العائلة , ابتسمت بحب
: قمر بسم الله عليكِ , نظرت لصندوق على المنضدة , تعالي يا قلبي
اقتربت نوران وهي ترمش وأخرجت شعاع طوقاً باللون الأبيض لتضعه على شعر ابنتها المصبوغ باللون البندقي وينتفخ من الأمام كبوني تيل وينتثر على أكتافها بنعومة طبيعة لتصبح هاله من الرقة والجمال
ارتدت شعاع عبائتها وحجابها مع ابنتها لتقول بعجله : يلا حبيبتي رح نتأخر وزي ما قلتلك لو جلسوا مع بعض الحريم والرجال رح أطلع ما رح أطول هم أكيد بكونوا قرايبك تعرفي عليهم وبعدين بجي أخذك
أومأت نوران بصمت لتتجهان نحو الباب وضعت كفها على العتلة بغيه فتح الباب , ليفتحها شخص أخر من الجهة الأخرى تلكأت كفها على العتلة لتبعدها بصدمه وتضم الكف لصدرها رمشت نوران بسرعه واتسعت عينا شعاع بصدمه لتترنح قليلاً وتوازن نفسها جيداً وهي ترى الرجل الأسمر بهيئته العريضة الطويلة وبجانبه أمرأه محجبة يتضح وجهها المشع ببياضه مع بعض الحُمرة التي تغزو الوجنتين المقعرتين من نحفها وخصلات متمردة شقراء تتمرد من حجابها وطفلين شقراوين أمامهما , همست والنفس لم يجد طريقاً لحنجرتها حبالها الصوتية تشابكت كشبكه العنكبوت وتوقفت عن عزف نوته الصوت الرقيق الذي شُهرت به فغرت شفتيها لتنهل وتسحب بعض الأوكسجين ولكن لا يحصل بل تحشرج صوتها وهي تتوقع ما ترى أمامها
: أحمممممد


انتهى الفصل

نعجتي 08-05-16 03:38 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الخامس عشر


اختض جسدها لبرهه رفعت كفها المرتعشة بخفه وغطت فمها لتصطدم حراره أنفاسها بباطن كفها , اتسعت عينيها بذهول من هول هذه الكلمة , لتتحول بسرعه الضوء من مندهشة إلى قهقهات ناعمه كانت أول من استوعبت حجم هذا الخبر الصغير ولكنه يعني لهم الكثير والكثير ركضت رغم ارهاق السفر وبحثها عن السرير وقد فارق النوم عينيها لتتعلق بأحضان أخيها تعانقه بقوه وهي تهمهم بصوت خافت عند اذنه ولا تعرف ما تقول من سعادتها التي لم تخفها
روان : مبرووووك يا بعد الدنيا مبرووك الله يقومها بالسلامة ما أصدق بتخليني عمه على هالعمر توني صغيره ههههه
عانقها هو الآخر يتمتم برده عليها والابتسامه مازالت تزين وجهه الأسمر ولكن نظراته المتوجسة موجه لوالدته ارتعش جسده لرعشتها الواضحة يا ترى هل فرحت كما فرح له الجميع أم كرهها لزوجته سيعميها عن هذه الفرحة التي انتظروها لسنوات , قالت حنان بصوت متحشرج و لمع القمر خلف زجاج النافذة تلك اللمعة التي اخترقت بؤبؤ عينيها المختنقة بالدموع رمشت عده مرات تُداري هذا الدمع بعدم تصديق وارتعش جسدها الضئيل كالغربال
: تقوله وأنت صادق يمه حامل ليال حامل
مسح على شعر روان التي لم تفارق أحضانه بعد وهو يومئ برأسه وحدقتيه تلتمعان وسعادته تكتمل برده فعلها الهادئة ليطلق زفره مرتاحة
: ايه يمه حامل حامل بعد ثمان سنين
اغمضت عينيها بتأثر تمنع تلك الدموع من الهبوط على وجنتيها وهي تسمع هذه الكلمة مجدداً من لسانه كلمه لا طالما تمنت سمعاها منه , ترنحت بتعب باحثه عن شيء يسند طولها ضوء القمر اللامع جعله يدرك الدموع التي لمعت بمقلتيّ والدته , هبطت بجسدها المنهك على الأريكة ووضعت كفها على فمها تمنع شهقاتها من أن تصدح فلم تستطع كبت كل هذه السعادة التي تشعر بها بكت واختلطت دموعها بصوت شهقاتها لتغطي وجهها بكفيها بعد ان ازدادت جرعه الدموع والشهقات العالية خجلت , نعم خجلت من تعبير فرحتها بالبكاء أمام ابنيها , أفلت طلال أخته التي تنظر بذهول لوالدتها ولرده فعلها علمت أنها ستفرح ولكن ليس إلا هذا الحد ترقرقت دموعها هي الأخرى ورأت طلال يهرول إلى والدتهم ليجلس القرفصاء عند قدميها ويحاول ابعاد كفيها عن وجهها ويمازحها
: يمه تصيحين ما اصدق كل ذا عشان زوجتي النتفة حامل حتى ما قلتيلي أنك اشتقتيلي
كان يدغدع خصرها لتبعد كفيها ويتأمل وجهها النقي المليء بالتجاعيد و الحنان والعاطفة التي تخفيها بكل جبروت وقوه خلف قناع قاسي قرر أن يسقطه عن وجهها يعلم أنها طيبه جداً وتخفي كميه من الحنان لا تسع العالم فابتعاد والدهم جعلها تقسو كما لم تقسو من قبل , لا يعرف يشعر أن هناك حلقه ناقصه بخصوص والده , وتراه هو ابنها و رجلها الذي يحميها انها تحتمي به لا تريد أن تضعف مثل أخواته لا أحد يفهمها كما يفعل هو يعرف شعورها اختلاجاتها كل شيء , وقهقهت من بين دموعها من دغدغته وملاعباته وبعناد كالصخر لم تبعد يديها عن وجهها من خجلها الشديد لتهمس حنان بعد أن توقفت شهقاتها تعض على شفتيها من مشاكسات ابنها : طليل انقلع عن وجهي مارح اشيل أيدي الحين الحين انقلع
: أفا هاذي أخرتها انقلع طيب كم حنون عندي بنقلع وأمري لله
ابتعد عنها قليلاً وتحاول هي أن تكفكف دموعها وتزيح وجهها عنه كي لا يراها واجفلها ظله الذي جلس بقربها بقوه ليعانقها من جنبها يلف وجهها إليه يمسح تلك الدموع من وجهها قال بتأثر وصوته يتحشرج وكفه تربت على وجنتها
: فديتك يمه لا عاد أشوف دموعك ما تهونين علي
ابتسمت بخفه : من فرحتي يمه من فرحتي
تُبعد كفه عن وجنتها هبت تقبل باطنها ليبعدها بقسوة ويلتقط كفها ويغرس باطنها بين حنايا وجهه ذات الملامح الرجولية القاسية يقلبها بعمق يستنشق رائحه أمه العالقة به منذ الصغر
: تكفين لا عاد تعدينها يمه أنا بس الأبوسك على ايدك وراسك ورجلك والله ما يهينك أحد وراسي يشم الهوا
ابتسمت بحب لابنها وهي تربت على كفه لتعانقه وتقول : يوم كنت صغير كنت أنا الأبوسك على إيدك ورجلك وخدودك المنفوخة ما كنت أهين نفسي كذه
همس بشجن : جا دوري أردلك كل شي
حنان بلهفه وهي تتأمل وجه ابنها : وينها ليال وينها بشوفها
طلال : نايمه صايره نوامه وحامها كله نوم وجت على راسي أنا المسكين لا غدا ولا عشا ولا ملابس جاهزة بروح أقومها لك الحين تشوفينها
حرك جذعه للأمام ليقف فشبثته والدته ليجلس مجدداً : والله ما تروح تقومها خليها تنام نوم العافية عليها وين بتروح يعني خليها أعرف كيف وحام النوم
وزوجٌ ومن عيون كانت تشاهد بصمت بإحدى تلك الزوايا الداكنة تمنت وكادت أن تتقدم لتعانق والدتها وأخيها معاً عناق أُسري يعبرون عن فرحتهم الكبيرة التي انتظروها منذ سنوات عجاف تبكي معهم تغرق نفسها بعاطفتهم ولكن ساقيها خانتها من التحرك وبُتِرتَا في مكانهما تخشى أن تفسد لحظتهم الحميمية بين أم وابنها بنفور والدتها منها اكتفت بابتسامه مقتضبه عبرت طريق شفتيها ولم تطل بقائها لتختفي
***
غريب ، غريب ما تشعر به ، خواء ، رجفه ، رهبه من هذا المكان الفاخر ، لا تشعر انها بين عائلتها ، وجوه غريبه تراها اول مره ترمقها من حين لحين بعضها يقوم بتقيمها كوالدتها الحقيقية والبعض ترى نظرات الشفقه في وجوههم مثل من يسمون اولاد وبنات خالتها لا تعرف سر هذه النظرات هل من ما حدث بالماضي والتبديل الذي حصل أم بسبب حالتها وملابسها العادية التي اخفتها بعبائه قديمة مقارنه بثياب كل من يجلس هنا حتى من الرجال تلك الأناقة الفتاكة التي تفوح بأجواء المكان من كل فرد هنا رمقت شاهين بنظره سريعة لم يبدي أي رده فعل لا شفقه ولا غيرها هادئ وساكن يكتف ساعديه القويين إلى جذعه بهدوء واحدٌ منهم فقط من ينظر لها بلهفه غريبه وكأنه يعرفها من سنوات ويخشى الاقتراب لرده فعلها هو والدها الحقيقي رأت فيه مالم تره في نظرات والدتها الحقيقية بل انها مثل نظرات والدتها شعاع ، ازدردت ريقها وهي تشعر بالحرارة وقطرات من عرق بدأت تتسلل بخلسه من جبينها من هذه النظرات المختلفة تشعر بخوفٍ كبير ليتها ما أتت وبقيت مع والدتها بين دفئ أحضانها ولمساتها الرقيقة على شعرها , أجفلها صوت والدتها لم تستطيع تفسير نبرتها إن كانت تهكم او متعاليه
رانيا : إلا أنتِ وين تدرسين و إيش تدرسين
فركت نوران كفيها بتوتر على حضنها لتقول بصوتٍ خافت من الارتباك والخوف : أدرس اداره اعمال بجامعه عزوز
نظر يامان وسديم لبعضهما بوجوم فهما يعرفان خالتهما جيداً لدرجه أنها تريد الكمال بكل شيء و لا تعشق الاختصارات الكلامية المدللة ولا حتى ما تدرسه سيعجبها , قلقت أرجوان قليلاً ولكنها لم تعلق فأمها لن تفعل شيئاً لأول لقاء لابنتها بينما لم تظهرعلى ملامح شاهين الجامدة أي تعابير
عبست رانيا ما بين حاجبيها لتقول مصغره عينيها : جامعه وش
رمشت نوران ونظرت لوالدتها ببراءة : عزوز
لكزتها أرجوان على خاصرتها دون أن تتضح أي معالم على بشرتها الصافية , استرخت رانيا في جلوسها
لتقول بقرف حاولت أن تخفيه ببراعة وقد نجحت إلى على عينيّ الشاهين الذي يدرك كل شيء وبات يقلق على مستقبلها مع عمه منصور بتصرفاتها خاصه مع ابنتها الحقيقية التي يتضح تعلق منصور بها فهو يعرف أنه يحب البنات أكثر من الصبية بعكس خالته حنان ووجود ابنه ثانيه له يجعل السعادة تزين ملامح وجهه الوسيمة بقسوة رجولية
رانيا : قصدك الملك عبدالعزيز , ثم همست ولم يسمعها إلا منصور , هه عزوز كأنه أصغر عيالها
كان منصور يضغط بقوه على شفتيه وهو يسمع همساتها المعتوهة واراد أن يجيبها ولكن سيأجل المواجهة ولا يريد لجو العائلة أن يتوتر أكثر فابنته واضح عليها الخوف والارتباك ولم تخفى عن عينيه الحادتين رعشاتها ولا يريد أن يزيده عليها وأن تأخذ عنهم فكره سيئة ابتسم ليقول بصوته الأبوي الوقور مشجعاً لها وداعماً بكل قوه
: الله يوفقك يا بنتي وتنجحي وترفعي راسنا
ابتسمت ببهوت من صوته الحنون فوالدها الذي رباها لم يكن بحنانه أبداً لم تسمع نبره الصفاء بصوته من أي أحد من قبل , أساساً هي لا تتذكره كثيراً ألا يكفي أنه قد تركها مع والدتها ليغادر لسنوات طِوال عانوا بها مالم يعلم به إلا الله , ويعود إليهم اليوم بشكل مُفاجئ مع عائله جديده غيرهم هذا ما فهمته من الوجوه الشقراء الجديدة التي كانت تقف بجانبهم
لم تستطع خلع عبائتها المهترئة بسبب وجود أولاد خالتها فمنذ دخولها لم ترحمها والدتها من الاسألة تارة عن مكان سكنهم وتارة أخرى عن حالتهم المادية ومع كل اجابه يزداد ازدرائها وتلاحظ محاولتها لإخفائها هب منصور واقفاً ليقول
: يلا خلونا نطلع ونخلي البنات يا خذوا راحتهم من بعض
ابتسم باقتضاب لزوجته رادفاً : وأنتِ كمان تعالي
فور خروج أجسادهم الضخمة من الباب الخشبي العتيد زفرت نوران وكأنها حبست أنفاسها لسنوات من وجودهم الذي طغا على الغرفة وتقلص حجمها بفعل أجسادهم القوية القاسية بتكوينها ومتناغمة مع طولهم الفارع , همست نوران بحب وهي تنظر للطفلين يلعبان معاً بقربهم
: صح وين زايد و سيدرا ما شفتهم اليوم
شبكت أرجوان كفيها خلف رأسها وهي تريحه على ظهر الأريكة لتقول بحالمية وباندفاع دون ان تصمت أو تتوقف للحظه كي تأخذ النفس
: زوج الكناري يجددون شهر العسل سافروا للندن وخلوا ذا الشواذي عندي يعني مو شهر عسل بالضبط يعني هو شغل لزايد قطه ابوي عليه ونها رايح سياحه وبعد في زوج كناري ثاني توك ما تعرفتِ عليهم عيال خالتي طلال وليال كل واحد من خاله يعني ما جت لأنها حامل وخايفين عليها من الحركة يصير شي لا سمح الله صارلها كم سنه متزوجه ولا حملت بس بتشوفينهم ان شاء الله قريب , ثم خطفت نظراتها لسديم قائله بجرأة
: معليه سدوم ماني مستأذنه منك وبقطهم عليك ذا الشواذي طفشوني مووووت
ابتسمت سديم بحب : ما عليه حبايبي باخذهم وانتبه عليهم بس اول اعطي خبر لأمهم وأبوهم لو ما عندهم مانع أخذتهم علطول
اسبلت اهدابها براحه : لا ما عليك أنا أعرف أقنعهم
لتستمر فتره جلوسهم بين الونس والمزاح وهدوء سديم الرقيقة
***

نعجتي 08-05-16 03:43 AM

رد: هذه دُنياي
 
دُنيا
عجباً وماهي هذه الدنيا التي يقدسها الجميع
ويحارب بكل شراسه وعنفوان للبقاء فيها والتمتع بمتاعها المستهلك
الذي سينتهي لاما حاله ما كل هذا التعلق بها وكأنها امر لا يقدر بثمن إنما هي ليست الا طريق مُعرقل ومبعثر للآخرة
حيث هناك عالمان آخران مختلفان احدهما جنه وآخر نار ، كل يذهب آلى المكان الذي يستحقه
نساء مضطهدات من رجال أشداء جُبلوا على الصلابة والغلظة ، رجال ذو قسوه فتاكه لا يرحمون امرأه ضعيفه من المفترض ان تبقى تحت جناحه يحميها من نسمه هواء عابره ، ياترى هل كل الرجال مثله وبوحشيته ؟!
ام لانها لم تعرف رجلاً غيره خلال عشرون سنه وأكثر بقليل ، لم تستطع الغصة عبور حنجرتها وقبضته الفولاذية تُحيط بعنقها الوثير لتمنعها عن التنفس جيداً ، حبست انفاسها وجاهدت على ان تظهر تلك القوه الكامنة التي تمرنت عليها للسنوات الماضية التي عاشتها بضعف في أمل ان تراه يعود يوماً وهاهو قد عاد لينتهك كل ما تبقى من كرامتها وحقوقها ولن تسمح له ان يتمادى اكثر ، أعتلت الحُمره وجهها القمحي لتقول بخفوت وقوه ورأسها مرخي على الجدار الأبيض الباهت من ينظر اليه يشعر بالفراغ والخواء
: رح تطلقني مو بكيفك تختفي 15 سنه ما ادري عنك شي وترجع فجأه ومتزوج علي وعندك عيال وعائله ثانيه
مالت شفتيه بابتسامه متهكمه ليقول بثقه وانامله القاسية خففت وطئتها على عنقها وكفه الأخرى مدسوسة بجيب بنطاله الذي التف على ساقيه القويتين هامساً
: لا تحاولي تمثلي القوة علي عرفتك ضعيفه تتنازل عن كل شي بسهوله وللحين نفس الرعشة بجسمك ونفس الخوف بعيونك يعني بكل بساطه ادري انك مثل ما تركتك
قطبت حاجبيها بحده لتقول من بين أسنانها وقد استنزفت كل طاقتها لهذه المواجهة حتى وهي ترتعش خوفاً من الماضي المؤلم إلا أنها لم تستسلم ولن تفعل
: صدقني رح أتخلص منك ومن جبروتك وانت خليك لعيلتك الجديدة اليعوفنا عفناه
ابتعد بحركه مسرحيه وهو يفرد ذراعيه وتتسع ابتسامته باستهزاء صريح قائلاً بجفاف وقد قست ملامحه وهو يكتف ساعديه لجذعه
: طيب فرضاً طلقتك وين بتروحين ، حرك شفتيه بتهكم ليردف ، عند ابوك مثلاً اليبغى يخلص من هم البنات ومزوج كل وحده في ديره ووحده لتاجر مخدرات والمهم ما عاد يصرف عليهم ، مط الكلمات على شفتيه ببطء ، ولااا عند اخوك مثلاً المو معترف فيكم ولاهي بحياته وزوجته وسفريات وروحات وجيات ، هز منكبيه وأسبل اهدابه ، انت بنفسك قلتيلي ابوك ما يتحمل ثقل البنات وهمومهم وأخوك المو سائل ولا بوحده فيكم ، نظر لها بحده ، يعني جاني فضول من جد وين بتروحي
ازدردت ريقها وهي تسمع تلك السموم التي ينفثها من بين شفتيه هل تستطيع ان تقول عنه كاذب وهي من أخبرته بكل هذه الحقائق ليعايرها الآن بعائلتها لو بقيت صامته لما استطاع ان يجرحها بكل هذا العنف ولما استطاع ان يهينها بهذه الطريقة هو محق إلى أين ستذهب ، أسبلت أهدابها وهي تحدق بقدميها الملفوفتين بحذاء بيتي بسيط لتسمع صوته الخشن يقول باستفزاز
: يعني بالمختصر ابلعي لسانك واقضبي ارضك ولا بتضطري تفرفري بالشوارع زي الشحاذين وأحمدي ربك على النعمه لو غيري كان رماك من زمان وافتك ، بلل شفتيه ليردف ، رتبي اغراضك وكل قشك بننقل لعماره شريتها قريب وبسجلك شقه باسمك كتعويض مع انك ما تستاهلين
رفعت رأسها بشموخ تُداري الغصات التي تتوالى على حنجرتها حاولت ولم تستطع كبح مشاعرها المتألمة من تزين
وجهها الشاحب لماذا يفعل ذلك بها لماذا ؟؟! لا يتركها ولماذا يتشبث بها بماذا ستفيده امرأه ضعيفة لا تستطيع الدفاع عن نفسها , تحركت بضعف بالغرفة ترثي نفسها وتقاوم للعيش بهذه الدُنيا البائسة
***
يُمرر إصبعه الخشن الحاد على حافه الكُتب المتراصة بعناية داخل المكتبة الخشبية على طول وعرض الحائط الأملس بنقوشاته الناعمة ، قدماه القاسيتين تسير بخفه ذئب على الأرض المرمرية المكسوه بالسجاده الوثيرة ، تجولت عيناه البندقيتان على أنحاء الغرفة لبرهه ، الستائر المخملية باللون الذهبي المموج مع البني المحترق و التي تطير مع نسمات الهواء التي تسللت من النافذة و المكتب الخشبي العتيد يشمخ بجبروت امام النافذة الضخمة يستقر خلفه كرسي من جلد طبيعي ، وبعض الاثاث العتيق الموزع بأنحاء غرفه المكتب الخاصة بخاله ، هو اليوم غاضب كما لم يكن من قبل عاد لتوه من مزرعته بعد ان افرغ رصاصات بندقيته بالأهداف الزجاجية المُحلقة بالسماء ، غاضب من نفسه وعلى ما فعله بخاله غاضب من خاله ووالدته لأنه اكتشف أنهما يعلمان بحياة والده وكذبوا عليه وليس لهما عذر وتبرير لإخفاء هذه الحقيقة المُرة وغاضب من والده لانه مُختفي منذ زمنٍ بعيد فأيام طِوال كان بحاجته و لا تسُد حاجته هذه خاله او اي رجلٍ اخر زفر ثاني أوكسيد الكربون بعنف و يتحفز ليعرف
الحقيقه كامله هذا اليوم مهما حدث ، دخل عبدالكريم إلى الغرفة ليرمقه ببعض النظرات فهو ما يزال عاتبٌ عليه على ما فعل حتى وان أعاد له المبلغ المُختلس و كان بانتظار اعتذار حقيقي منه ولكنه حتى الآن لم يفعل وكأنه لم يندم بعد اكتشافه انه يعلم كل شي عن والده تنهد بعمق ليقول بخفوت
: ابوك الحين جاب بالطريق ورح تعرف كل شي
بلل ذياب شفتيه ليوميء برأسه دون ان يجيب
،
دخل ماهر بعد ربع ساعه الى نفس المكتب الفاخر وهو يتأمله دون ان يركز بمقتنياته الثمينة ، خفق قلبه بشده وهو يرى ظهر ابنه الصلب يحاذيه يتأمل الأشجار الغناء المرتفعة خلف زجاج النافذة الضخم ولم ينتبه لعبدالكريم الذي يجلس بهدوء ظاهري خلف مكتبه الخشبي ، وتنحنح قليلاً ليلتفت الآخر له بهدوء وهو يشبك كفيه خلف ظهره يحدق بوالده كما لم يحدق بأحد ويقع بين مدٍ وجزر هل يبتعد ويترك بينهما مسافه المشرق والمغرب او يُسرع لاحتضانه ليُزيل شوق السنوات الماضية وبكاء والدته المرير ليستقر على قراره الأول ، تنهد بعمق ليقول بهدوء
: سمعت انك بتقول وش صار وخلاك تختفي كل هالسنين
بلل ماهر شفتيه وهو يومئ برأسه قائلاً
: ايه بقول كل شي مو قادر أتحمل أكثر من كذه
فرك مدمع عينيه بإصبعيه و تحرك بخطواته ليجلس امام المكتب ويتحرك ذياب ويجلس بمحاذاته ليبدأ ماهر يسرد تلك القصة التي لم ينساها طوال حياته وكانت سبباً لتدمير حياته من خطأ لم يكن يقصده ودفع ثمنه غالياً
*
قبل عدة سنوات
يقف امام البنك متأففاً هذا الصباح والشمس لا ترحمه باصطدامها برأسه لتُغَيّب عقله قليلاً وهو يفرك جبينه من العرق الذي يسيل على جسده الأسمر خطا عده خطوات لداخل البنك كي ينهي إجراءات سحب النقود التي لا يستطيع سحبها من الصراف لان المبلغ ضخم وسيقوم بتسديد ديونه واقساطه من خلاله خرج بالحقيبة وليته لم يفعل إذ أن رجُلاً كان يترصده ليسرق النقود منه وتعاركا قليلاً امام البنك ويدفعه ماهر للخلف بخفه ليبعده عنه ويصطدم رأس الرجل بحافه الرصيف ويفقد حياته اتسعت عيناه بصدمه يتأمل جثه الرجل الميت أمامه ولم يعي شيئاً إلا عندما سمع صراخ الناس المتفاوت والمختلط بالغضب و الذين لم يشهدوا البداية
: قتله ، يا حرام موته بكل دم بارد ، لازم يأخذوه قصاص
سمع هذه الكلمات ليهب هارباً مع انشغال الناس بالرجل الميت فهو لا ذنب له قتله خطأً ولن يصدقه احد مع هؤلاء الشهود وصل لمنزله ليهرول بسرعه فائقه يفرغ خزانه ملابسه بعشوائية في حقيبة صغيره لتأتي يارا حامله طفلتها بين أحضانها تقول بذهول وهي ترى حالته الرثة والمرتبكه
: ماهر بِسْم الله عليك وش فيك ليه مستعجل وش صار
رفع نفسه ويهدر انفاسه بعنف ليعيد شعره الكثيف للخلف بكفه الخشن بتوتر تقدم منها وهو يشد على كتفيها وهي تنظر له بوجوم وحاجبين مقطبين قال بصوت أجش
: حبيبتي اليوم صار شي ما توقعت يصير لي بحياتي أبداً انا حياتي تدمرت من هاليوم لازم اهرب وانا طالع من البنك جا حرامي بيسرقني تهاوشت معه ودفيته عشان اهرب بدون لا يأذيني او أأذيه بس مات ، زمّ شفتيه بقهر وهو يرى اتساع عينيها الجميلتين بخوف ليردف ، مات وانا ما قصدت اقتله والحين الشرطة اكيد بتلاحقني
ازدردت ريقها بصعوبه وهي تُهدهد طفلتها التي بدأت بالنواح وكأنها تشعر بهول المصيبة التي حلت بهم لتقول بسرعه
: طيب انت قلتها بالخطأ يعني رح يحكموا عليك على هالاساس
حرك رأسه نافياً بعنف : مستحيل يصدقوني انا لازم اهرب ما اقدر اجلس هنا وانسجن وبعدين يقصوني وبعدها تنتشر سالفتي على كل لسان وتوصل لذياب وبيلسان بس يكبروا ويكرهوني انت قوليلهم اني مت وبطلقك عشان تعيشي الباقي من حياتك بدون لا تتقيدي فيني وماحد رح يدري عن السالفة الشرطه بتسأل عني وقولي ما ادري بفتشوا البيت وبعدها بدورا على الصامت لين ييأسوا مني
لتبدأ رحله العذاب ويتدخل عبدالكريم غير راضي بما حدث ويساعد ماهر على الهروب وبعد عده ايام من هروب ماهر يكتشفون ان الرجل مجرد مُجرم مُطارد من قِبل الشرطة منذ عده أشهر وقد أعفوا عنه ولكن بعد فوات الاوان وبعد ان انقطعت كل اتصالاته مع عبدالكريم ويبقى خلف الظل لعده سنوات
*
أنهى ماهر سرد حكايته لابنه وفرك كفيه بتوتر بين قدميه من رده فعله وكان عبدالكريم يستمع بصمت قلبه يتقطع على ثلاثه هم اخته وطليقها وابنها وعلى الحال الذي وصلوا اليه بعد كل هذه السنوات
***
فستان ابيض ، طرحه ، باقه من الورد ، سعاده
هذا هو حلم كل عروس وفتاه بريعان شبابها وكان حُلمها أيضاً في يوم ما ، في يومٍ ما وحسب
شائت الأقدار أن يصبح الربيع شتاء شائت ان لا يتحقق هذا الحلم الصغير شائت على دحضه بقسوه فتاكه بدون عوده وحلمٍ جديد مُنير
بل شاء القدر دفعها بقسوه إلى رجل لا يريدها بل انه يشفق عليها وعلى حالها البائس من والدين لم يحباها ولم يعتبراها ابنه في يوم ما ، بينما حبه يكبر في قلبها يوماًعن يوم وهي تتذكر مغامراتهم وضحكاتهم ولعبهم في الطفولة حينما كانوا يشعون براءة لم تعتبره اخ بحياتها كما فعل هو واعتبرها اختٌ له ، خنقت تلك الغصة في حنجرتها وهي تتابع بخفه رسم فستان العرس ماكان يوماً حلمها وماكان ستخيطه لنفسها بتصميمها الخاص لتتابع رسمه كما في خيالها لأجل أختها الصغرى لا من اجلها هي ، لفت انتباهها صوت مزون يقترب منها وهي تناغي بصوتٍ طفولي تركت الدفتر جانباً لتلتقفها وتداعبها وتغمر وجهها بجسد الطفلة المشاكسة وتضحكان معاً غافلتان عن زوج العيون الذي ينظر لهما بحنان وموقن ان هذه السمراء ستصبح أُماً رائعه يوماً ما برقتها وهدوئها وحنانها الفياض ، لاحظه منصور ليصرخ بمرح وسعادة
: يامان يامان يامان جا هييييي
التفتت سديم وهي مجفله ومزون تمص ابهامها واصدرت عده أصوات لسعادتها برؤيه يامان كانت تمد ذراعيها الصغيرين بقوه تريده بعنف وهل لها أن تلومها من يرى يامان لا يحبه او يعشقه ، التقفها يامان بين ذراعيه وهو ينظر لسديم كما لم ينظر من قبل ويغمر وجه مزون المُحبب بقبلاته و مع كل قبله كان قلب سديم يخفق خفقه ، نظر يامان لها ومنحها ابتسامه لم يكن يمنحها لأحد ويقول
: شلونك اليوم عسا ما تعبوك العيال المشاغبين
هزت رأسها وقالت بنعومة وهي تراه يجلس بقربها ويضع مزون علو حِجره : لا ابدا حبايبي عاقلين ويلعبوا سوا وأحياناً العبهم شوي ما تعبوني
كان يداعب مزون ولفت انتباهه ذلك الدفتر ليقول : وش هذا الدفتر
تحمست لتأخذه وتقلب صفحاته وتريه قائله بحماس وبراءة تشع من عينيها
: شوف ايش رأيك هذا تصاميمي كلها للملابس وهذا فستان زواج اول مره أرسمه كان في عقلي من زمان
وأخليه فستان زواجي بس ماما قالت شين مو حلو بس عجب روان كثير كملت رسمه عشانها بسويلها ياه مفاجأة بس اخاف ماما ما ترضى وتعصب
ابتسم بخفه : ما عليك سويه ما رح تقول شي وبتفرح روان وحتى تصاميمك حلوه ماشاء الله قد نشرتيها بمكان او فكرتي تفتحي مشغل
حدقت بالفراغ أمامها وهي تُمرر إصبعها على احدى الرسومات : لا ما نشرتها بمكان يعني ماما وبابا كانوا رافضين فما بنيت احلام ادري انها ما رح تصير
بلل شفتيه وهو يعتب كثيراً على خالته ذات العقل المتحجر ويأس من معرفه السبب الذي يجعلها تعامل ابنتها هكذا ، اجفلهم طرق الباب بقوه وكأن الطارق يشع غضباً ويرغب بهدم البيت على رأسهم عقد ما بين حاجبيه من هذه الهمجية وقد رأى الخوف بعينيّ سمراءه وبكاء الصغيرة بأحضانه لينهض وهو ينوي تمريغ رأس الطارق بالتراب

***
كم هو مؤلم حد الوجع ما يفعله أغلى الناس بها
لما عليها ان تخوض هي هذه التجربة المؤلمه ألأنها مُطلقه وفقدت حقها بالعيش بين الناس ألأنها تجلب لهم العار بكلام الناس عنها وعن فسادها لما عليها ان
تتحمل كل هذا الوجع بينما هناك طريق اسهل
للمضي قُدماً لما عليهم ان يدفعوها بهذه الطريقة البشعه لم تتخيل ولا في اقل من أحلامها انها ستصبح زوجه ذلك الرجل من كان يوماً زوج اختها ، مسحت على شعر الطفل الصغير يغفى بهدوء على حِجرها ولا يعلم اي مستقبل لهما معاً حملته بخفه بين ذراعيها تمدده على السرير وتبدأ بجمع تلك الصور الماجنة الفاسدة في كل صورة مع شابٍ مختلف بعضهم اكبر منها وبعضهم اصغر منها بوضعيات لا تمت للعفة بصله ستصبح زوجته ولا داعي لأن يعرف هذا التاريخ القذر ستحميه كله ولن تسمح له بأن يعرف اي شيء عنه جمعت كل تلك الصور لتحرقها بدوره المياة ويجفلها طرقٌ على الباب لتهمس بصوت مسموع
: ادخل
دلف جواد للغرفة وعبس بوجهه وهو يشتم رائحه الحريق ليقول بهلع
: نايا بِسْم الله عليك وينك
خرجت من دوره المياه تجفف كفيها وتبتسم بنعومة
: هلا جواد وشفيك
نظر لها ببهوت : انت بخير وش هالريحه
حركت كفها بهدوء : اه لا ما عليك بس حرقت أوراق ما ابيها عليها ذكر الله
لتتمتم لنفسها " استغفر الله استغفر الله "
أردفت ، وانت حبيبي وش تبي جاب منور غرفتي
تنهد بعمق ليقول بصوتٍ أجش : سامحيني يا قلب اخوك ما قدر امنع هالزواج تدرين أبوي وعقله وخاصه أمي شايفه انه هذا اللازم يصير مع ...
هزت رأسها لتقول : ما عليه رح نتعود على هالوضع عادي بس ان شاء الله اقدر أسعده وهو يسعدني ولا ما جا وخطبني
هز جواد رأسه وهو يقترب منها يربت على وجنتها
: تدرين الحين بعد موت ساره ما عاد عندي اخت غيرك انت وسيدرا ورح اسوي اي شي بحياتي عشان احميكم من اي شي يأذيكم حتى لو على حسابي
ابتسمت وهي تدفع نفسها لأحضانه
: اكيد ادري ربي لا يحرمنا منك ولا من زولك ويخليك لنا
مسح على شعرها بخفه وهو يضمها له بقوه سيبذل كل ما بوسعه لحمايه أختيه لقد خسر واحده وليغفر الله لها خطاياها وليس له استعداد ان يخسر الاخريتين فهو وحيد بين ثلاث بنات هن روحه وقلبه
هكذا هي الدنيا تأخذ وتعطي اعطتني الألم ولكنها تدور وتدور لتأخذ الألم وتعطيني الحب الأخوي الخالص

انتهى الفصل

auroraa 10-05-16 02:15 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل السادس عشر


آه ياوجعي متى ستفارقني لأتهنى
متى يُكوى عذابي الأسود لأنعم
بسعاده سرمدية بيضاء كالغيوم
يا زمن هل انت مُصر على ايجاعي
بأقرب الناس لي هُم أمي وابي !!!
هل هم حقاً اقرب الناس لي ؟؟!
وانا لم اشعر بذلك يوماً
صوت خافت همس لها بعمق ظلامها الدامس
انا هنا وسأبقى هنا لكِ ومن اجلك دائماً وأبداً

نظر نظره خاطفه من فوق كتفه العريض ليقول بقليل من الحده وهو يخمن من هذا الزائر بعد ان أغضبه بشده قبل عده ايام و توقع زيارته قريباً
: خذي العيال وادخلي داخل ولا تطلعين الا يوم أجي بنفسي
اومأت برأسها مبهوته العينين من نظراته الوحشية الغاضبة وكأنه يعرف من الزائر لتهرول مع الأطفال لغرفتها وتغلق الباب وتسند جبينها عليه وهي تتنهد بخوف من القادم وماذا يمكن ان يحصل
اقترب كثيراً من الباب ليفتحه على مصراعه وعينيه الوحشيه تحدق بالزائر الكهل الغير مرغوب به ، كتف ذراعيه لجذعه وهو يميل بسخريه على إطار الباب وتميل مع جسده ابتسامته المتهكمة لليسار ويقول بسخريه
: هلا والله تو ما نور البيت عمي ابو طلال كان عطيتني خبر افرشلك السجاد الأحمر ترحيب يليق بمقامك
كأن الحاجبان الخفيفان للكهل ارتفعا باستهزاء صريح له ، ضم الكهل كفه اليمنى على اليسرى وثبت عصاه جيداً بالأرض ليقول بحده
: ماكان ذَا حكيك قبل كم يوم يوم ترحب وتهلي
مرر يامان لسانه على شِفته السُفلى ليقول بجفاء
: كان هذا قبل لا ادري انك انت المأذي سديم
هذه المره ابتسامه الكهل هي من مالت بتهكم ليقول وقد اتسعت عيناه خُبثاً
: اه سديم يعني صار الصار بالأخير بين المتزوجين طبيعي وماقدرت تقاوم رجولتك المفروضة وشفت جروحها وانا العلى بالي أنّ حنان هي الاحرجتك تتزوجها وأنك ما تبيها وما توقعت يصير اليصير صراحه لأنك كنت رافض بنتي بقوه
اسود وجه يامان من حديثه وعلى علمه بكل هذه التفاصيل وكيف علم بها وهي كانت سِراً بينهم لا احد يعلم غيره هو وخالته وشاهين وسديم عن زواجهم وانه أُجبر بطريقه غير مباشره للزواج منها ولا يستطيع الرفض قال بازدراء وقد ازداد احتقاراً وحقداً له بعد ان عرف ما فعله بسديم وضربه لها بدون اي رحمه او موده ومافعله من قبل وعرفه وطبيعه عمله الفاسده كل هذه الأمور تجعله لا يستقبل إنساناً مثله لبيته ، عفواً انه شيطان على هئيه إنسان
: صدق انك وقح بحكيك ذَا كلام ينحكى وعلى الباب لا وعن بنتك بعد
هز الكهل منكبيه القويين ليقول وهو يسبل اهدابه
: عاد هذا احترام لأبو زوجتك تلطعني على الباب انت البديت الحكي على الباب بس ماش ذَا الجيل ماعاد فيه احترام للشيبه
يامان بسخريه لاذعة : خلينا الاحترام لك ولأشكالك ، لف بجسده ينوي الدخول ، والحين عن إذنك مشغوووول
ليغلق الباب بوجه الكهل الذي ابتسم بخبث يهمهم بصوت منخفض
: هين وين بتخبي بنتي عني هي كنز ما رح أفرط فيه
استدار بهدوء ينزل عتبات الدرج ومئات الأفكار تراوده فلقد خرج السهم من القوس بظهور ماهر وسينشغل به قليلاً
***
عصافير تزقزق على الأشجار واُخرى تُلقم صغارها بمنقارها وهؤلاء أُناس يُمارسون الرياضه في الصباح الباكر منهم من يعدو كفهد ومنهم من يقوم بالتحميه وهؤلاء أطفال يلعبون هنا وهناك وهذه عجوز تحيك الصوف بالحديقة وتستمتع بنسمات هواء عليله تداعب شعره الكثيف وهو يشد على زوجته التي تبكي بأحضانه منذ نصف ساعه ولم تتوقف عن نحيبها من اتصال والدتها
ليقول بحنان لا يخصه الا لأحبابه فقط
: سوسو خلاص يا قلبي اوعدك اول ما نرجع جده بنأخذ الأولاد وعلى الرياض علطول عشان تشوفيها وتتطمني عليها هذا المفروض تفرحيلها انها بتتزوج ماهي برايحه تحارب
مسحت دموعها ووجهها متورم قد غزته الحُمره من البكاء تتأمل الأشجار الغناءّ التي تتراقص مع هبوب رياح الخريف ، كيف لا تتألم وقطعه من قلبها تشعر بها تتألم بشده ، كيف لا تتألم وهي تعلم عنها كل شيء في ماضيها ، كيف لا تتألم وهي تعلم للتو ان اختها الصُغرى المحببة الرقيقة كالحرير ستتزوج من أرمل اختهما الميتة رغماً عنها فقط كي لا يتربى ابنها عند امرأه غريبه تقوم بتعذيبه ، والأحرى ان عريس الغفلة أيضاً قد أُجبر على الزواج بسيئة السمعة من اجل ابنه والا لما يرتبط بامرأة تزوجت لشهرين وتُطلق فوراً والنَّاس بعدها لم تتوقف عن الحديث عنها وكأنهم غفلوا عن وجود بنات لهم ، الناس غدّاره و الدُّنْيَا دوّاره ، وَقُل للشامتين صبراً فالدُّنْيَا دوّاره ،
ابتسمت بخفه لحبيبها الذي يساندها ويشعر بألمها وممتنه له وجوده قُربها وما يُخَفِّف ألمها
قال بصوتٍ رقيق لا يخصه إلا لها وحدها : يلا نرجع الفندق خلصت شغلي وتمشينا شوي
اومأت برأسها وهي لم تعد قادره على البقاء اكثر وأختها روحها وقلبها بهذه الحال ظُلمت بزواجها الاول وأُجبرت بالثاني وتتمنى لها حياه سعيده رغم انها متيقنه ان ساره تُعشعش في قلب زوجها وكم من الصعب ان يتخلى عن حبها لأجل اختها
***
بعد اسبوع
كم للقلب يستطيع ان يقسو على من يحب وهو قادر على المسامحه بكل سهوله فقلبه عُرف دوماً بطيبه وحبه للجميع ولطالما خُدع كثيراً بالماضي بسبب قلبه المُحِب ولكن لا يستطيع ان يقسو اكثر على ربيبه من هو كابنه وأفضل من ابنه الذي من صلبه ، رمقه عبدالكريم يطرق رأسه خجلاً مما فعل ليقول بصوت أجش
: مسامحك يبه مسامحك وقلبي مازعل عليك ولا يوم وانا المربيك بايدي ومعلمك الأصول وان الانسان يغلط وخير الخطائين التوابين شلون ما أسامحك وانت كاسر غرورك المعروف وجاي تطلب العفو مني
رفع ذياب رأسه بشموخ يتأمل هيبه خاله الوقورة على الكرسي الجلدي ليبتسم له بروجلته ويهب الاخر واقفاً يتبادلان عناقاً رجولياً خالصاً مُحباً لكلٍ منهما الاخر ، ربت عبدالكريم على كتف ذياب قائلاً
: المهم انك عرفت كل شي وصعب علي ادري انك تتوجع من فقدان ابوك لو أمك علمتني او عرفت شي من التحس فيه كان قلتلك من زمان كل شي
بلل ذياب شفتيه وبعض الأمور تشغل تفكيره فما يزال الوضع غامضاً وقد عرف من قام باستغلاله هو عمه ابو طلال لماذا فعل ذلك وكيف كله سيعرفه بلقائه قريباً
: مو مهم يبه المهم اني عرفت انه بخير وكنت جوه لعبه ما انتهت للحين وما طلعت منها بس ليه ؟؟! ليه قلتلي انه أبوي كان مثلي واختلس الفلوس منك وانت ساعدته يهرب مو راضيه تدخل مخي الفكره
تنهد عبدالكريم يُحرك خرزات مسبحته يتأمل لمعانها البراق قائلاً
: يوم سألتني عنه هذيك المره بكل جرأه يوم واجهتك انصدمت كانت المره الاولى التسألني عنه وتدور ورآه وكنت متفق معه ومع أمك نقول انه ماهر مات بعيد الشر عنه وأمك انقهرت كثير من حركته وليه انه ما واجه مصيره وطلقها وهرب وخلانا عِلْك بحلوق الناس وسواليف كثير صارت ذاك الوقت فما لقيت حجه غير هاذي اقولها عشان تبطل تسأل عنه بس يلا كل شي بصير بخير ان شاء الله كل شي
تمتم بخفوت وصل لمسامع خاله : ان شاء الله ان شاء الله
***
هي أصبحت كصحراء قاحله جرداء متكتله بكثبان رمليه تأبى بقسوه ان تطير بعيداً مع الرياح حيث لا مكان للهموم ، مُتعريه بالخلاء تنتظر بصبرٍ غيمات بيضاء تُمطر عليها ماءً عذباً تسقيها لتنبت وتصبح برعُماً لتنمو وتغدو شجرة قويه تصد الرياح العاتية ولكن هيهات ان تصبح قويه مع وجود والدٍ كهذا حولها تحمد الله الف مره انه ليس بوالدها البيولوجي كي لا تضطر لحبه فهو حتى لم يُربيها لتمتن له ، ضمت رُكبتيها لجذعها ترتجف خوفاً تُحيط قدميها بذراعيها كي تحميها من قسوه هذه الحياة وتُشعرها بدفء من شتاء قارس حل عليها نظرت لوالدتها التي تنام بسكون وتتقلب بانزعاج من فتره لفتره اخرى وتعلم جيداً ان قلبها يتألم بشده حتى انها لا ترتاح بنومها في هذا المكان الفاخر الغريب عليهم لطالما تمنت ان تعيش في مكان ٍ فاخر كهذا كذب عليهم ذلك الوالد ولا تعلم ما نيته مو كذبته وقال عماره ليكتشفوا انهم سيعيشون بهذا القصر الصغير المقسم لعده أجنحه ضخمه ولكن لا تُرِيد هذا الغنا وهذا البرود والجفاف بحياتهم وكأنهم آلات تتحرك بريموت كنترول ترغب ان تشعر بالسعادة والدفء فقط كما كانت سعيده في فقرها مع والدتها ، شعرت بقيمه تلك الحياة التي كانت تتأفأف منها الآن ، ان كان الغنا والسعاده لا يجتمعان فهي لا تريد هذا الغنا أبداً
تنبهت لوالدتها التي تململت في فراشها تجلس وترفع خصلات شعرها الحريري عن وجهها وابتسمت بحب لابنتها فاتحه لها ذراعيها لتستقبلها بكل حنان وحب قائله
: ليه حبيبه أمها مانامت للحين
تذكرت فجأه ما كدرها هذا اليوم لتتجمع العبره والدموع في مقلتيها قائله من بين شفتيها وقد خنقتها الغصة ودموعها تساقطت كثلج بعُمق الشتاء
: يمه اليوم سمعته يكلمك ويقول انه ما يبيني ويبي بنته ارجوان طيب وانا وين اروح اذا هو ما يبيني ولا حتى اهلي الحقيقين يبوني رح أصير بالشارع
اتسعت حدقتي شُعاع بقلق فهي لم ترغب ابدا لابنتها الحبيبة ان تسمع هذا الكلام إطلاقاً وإذ بصغيرتها تعرف كل شيء نزلت دموعها تشدها اليها هامسه بقوه
: ما عليه حبيبتي ما رح يقدر يطلعلك مو بكيفه انت بنتي رضا ولا ما رضى وأشوف اذا قدر يجيب ارجوان ما حيقدر يطولها ويأذيها او يأذيك انا رح احميكم منه
هزت رأسها وهي تغمر رأسها الصغير بصدر والدتها لتغفى وتُحلق لعالم الأحلام كما لم تعش في واقعها يوماً وتغفى معها والدتها والاثنتان تتعانقان بحب أمومي
***
يغرق بين كميه الأوراق المتناثرة أمامه يحاول إنهاء عمله بأسرع وقتٍ ممكن فلقد أرهق هذا الأسبوع بسبب الجلجلة التي حدثت بالشركة لعوده احد اقرباء المُدير ومن يكون عّم طلال صديقه وشريكه في المكتب الذي اصبح يغيب كثيراً تاركاً له عمل كقمم الْجِبَال الوعرة بسبب حمل زوجته بعد سنوات وعوده عمه من موت مزيف ولكن لم يبدي اي امتعاض من ذلك هو يعلم جيداً معدن طلال الأصيل وان مر هو بظوفٍ مشابهه لن يتركه وسط الطريق ، دخل طلال الى المكتب يمسح عن جبينه بعض حُبيبات العرق التي تسللت من منابت شعره ألقى السلام وتمتم باتل بالرد عليه ثم رفع وجهه بكفه وأسند مرفقه على المنضدة يرى حاله صديقه الرثه والمتعبة ليقول بوجوم بعد ان اسند ظهره على الكُرسي
: طلوز سلامات وش فيك شكلك تعبان
نظر له طلال بابتسامه : طلوز بعينك كم مره أقول لا تناديني كذه
هز منكبيه وأسبل اهدابه : موب انا مسميك كذه لوم منصور ذَا البزر يوم نطقها يسلم لسانه لقطت منه الاسم
هز رأسه بأسى : اخ منه بس ابو لسان مادري لمين طالع الا صدق على الطاري تراني سألت زايد عن اخت زوجته القلتلك عليها
تشنجت ملامح باتل بتركيز معه : أيه
طلال : يقول انها تزوجت من قبل شهرين كان زواج سريع عشان ظروف العريس بس تطلقت بعد شهرين عشان كذه ماحد درا ولا عزموا على عرس ولا شي اعتقد كان عائلي مره وبس
باتل : اها اجل الله يوفقها
تمتم طلال : امين يا رب
ثُم تحرك قليلاً بكرسيه وهو يرى صديقه يغرق بالعمل مُجدداً ليته يستطيع ان يفتح فمه ويتكلم ويقول له انه لن يجد رجلاً أفضل منه لكي يكون صِهراً له وزوجاً لاخته ولكن لم يفعل فهو لن يُصغّر اخته مهما كان لو كان يُريدها فهو يعلم ان لديه اختٌ صُغرى كما انه كان له طلبات غريبه يُطالب بفتاة كبيرة نوعاً ما قريبه من عُمره تفهمه تُجيد أمور المنزل والاعتناء به لا بفتاة صغيره
تُفقده عقله بمراهقتها وحركاتها الطفولية وأحلامها التي لن تنتهي
***
خرج ذياب من منزل خاله يستنشق بعض الأُكسجين ويسحبه بعنف لرئتيه ويتوسل الله ان يعينه ليحل باقي اللغز فهو يشعر ان خاله ووالده يخفيان أمراً اخر لا يعرف ما هو ولا يعرف حتى الآن سر عداوه عمه مع والده وخاله فهو حتى الآن لم يأتي للسلام على والده بينما الكثير من الرجال من عرفوا بعودته قاموا بزيارته والتحمُد له بالسلامه وابتسم وهو يتذكر رده فعل طلال المتعجبة والسعيدة بنفس الوقت وما استغربه اكثر نظرات ابنه عمه روان لوالده الذي فور رؤيتها له همت بعناقه والبُكاء بحِجره وكأنها تعرفه من سنوات ، زفر ثاني أوكسيدالكربون يتأمل ذلك المُلحق الصغير حيث تسكن هناك قمره لقد اشتاق اليها لم يرها كثيراً خلال هذه الأسابيع وكأنه نسي نفسه بما حدث لتُذكره رؤيه المنزل بها وبطلتها الرقيقة الناعمة تمنى ان يختلس لها النظر ليُزيل القليل فقط من شوقه
لها وهو يعلم ان برؤيتها يزداد شوقه ولا يقل ولا أمل له الآن برؤيتها وهو يهُم لمغادرة منزل خاله والعوده لشقته الكئيبة التي تحتاج للمسه انثويه كلمستها الناعمة
خطا بخطواته الواثقة وذقنه المرفوع بغرور يتجاوز الأشجار المرتفعة يستمع لصرير حشرات الليل ليتوقف مُتسع العينين يراها ويعلم انها حقيقته لا حلم بكامل حجابها وسِترها تقوم بري الأزهار عند الحوض وكأن أمنيته قد تحققت بثواني معدوده قلص المسافة بينهما اكثر وتنحنح لتنتبه له ويسمع صوتها الشَجِن ، التفتت له مُجفله وفور رؤيتها له ابتسمت بخفه فهو لم يعاملها بسوء او ينظر لها بطريقه غريبه كما ينظر لها ابن خاله عاصم ، لا احد ينظر اليها كما ينظر هو فهو امتلك عينها قبل قلبها ، عدلت حجابها لتقول بصوت رقيق خافت وصل له
: الحمدلله على سلامه الوالد قره عينك
بل قره عيني بِكُما ، ابتسم كما لم يبتسم من قبل هل بمجرد ان يسمع صوتها يخفق قلبه بين أضلاعه كما لم يخفق من قبل قال قبل ان يتهور اكثر فهو لايُريد التهور إلا عندما تكون حلالاً له
: شلونك وشلون الأهل عساكم مرتاحين
نكست رأسها بخجل : الحمدلله بخير
ترددت قليلاً بخجل وهي تفغر شفتيها لتسأله عن احواله
: وانت بكيفك
ابتسم بخبث مُحبب : انا الحين بالذات صرت بخير
ازدردت ريقها والحُمرة تتصاعد لوجنتيها المنفوختين ويود الآن وحالاً ان يقضمهما ويعذبهما بأسنانه الحادة كذئبٍ مُفترس جائع لفريسته الضعيفة ولكنه تراجع ، تراجع قبل ان يتهور ملوحاً لها بكفه واعداً لها بسره بلقاءٍ قريب حينها تكون حلالاً له
***
السعاده لا تضاهيها آمور اخرى فمن يشعر بالسعاده والراحه فقد ملك الدُّنْيَا وما فيها فكيف بها وهي تنتظر خبراً منذ سنوات وقد فوجئت به البارحة لتملك الدُّنْيَا ، كانت تقف على رأس العاملة التي احضرتها عده ساعات لتساعدها نظرت لزوجه ابنها الواقفة على بعد مترين منها ترمقها باستغراب ثم اتسعت عينيها هاتفه بوجوم
: ليال وش تسوين يمه اجلسي اجلسي وارتاحي لا تتحركين كثير عشان البيبي وش نزلك من تحت
جلست ليال وهي تتحسس الاريكه دون ان تنظر لها قائله : خالتي انت وش تسوين طلال ما رح يرضى
التفتت خالتها تلوح بكفها وهي تتابع العاملة المجتهدة وهي ترتب غرفه من غرف الدور السُفلي
: ما عليك منه طلال شلون ما يوافق وهو الاسويه عشان صحتك غرفتكم بتصير هنا بدل غرفه الضيوف عشان لا تطلعين وتنزلين الدرج وبس تولدين بالسلامه ترجعون لشقتكم فوق خلوكم عندي الحين والعامله الحين تنزل أغراضكم من فوق
ابتسمت بلطف وهي تنظر لخالتها وما تفعله متعجبه حقاً معاملتها ياترى لو فقدت طفلها هل ستعود وتقسوا عليها وتجبر ابنها على الزواج عند هذه الفكرة ارتعشت بخوف لا تُرِيد هذا الاهتمام المؤقت ما يزال الوقت باكِراً على ان تثق بها وبمعاملتها الطبيه ليس بيديها فهي تخاف وحسب

وصل طلال من عمله وهو مندهش مما فعلته والدته قامت بتحضير لهما غرفه تقوم باستقبال بعض أقاربها من الخارج حتى لا يذهبوا للفنادق والشقق المفروشة وما سماها بغرفه " الضيوف " وتركت شقتهم ذات الدور الكامل في الأعلى فارغ لأجل غير مُسمى ، فمنذ اسبوع فقط كانت تكره زوجته كثيراً وأصرت على تزويجه ، حسناً ما يزال وَعد تلك الصديقه في المدرسه بالزواج سِراً ولم يجد الوقت ليحدثها مُجدداً وحمل حبيبته جاء بوقته ليلغي هذا الزواج الفاشل حتى قبل ان يبدأ ، ابتسم بفرح وهو سعيد لهذا التغيير الذي طرأ على والدته وسعادتها لحمل زوجته الحبيبة ، اقترب من غرفه الجلوس لتطأ قدماه السجادة الوثيرة داعب شعر اخته الصغيرة وهو حقاً يقلق عن ما يخبأه لها المستقبل ويتمنى ان يكون كل خير لها ، ألقى السلام ليتلقى ابتسامه ناعمه من حبيبته مع ردها الرقيق وجلس بقربها حيث يجلس دائماً وكانت والدته تنتقده كل مره أمامها بأنه كالخروف يجري خلفها ، ان لم يكن خروفاً لها لمن سيكون ولكنها لم تتكلم هذه المرة وقد أراحه كثيراً هذا الامر ، هتف بصوت رجولي يتخلله المرح
: افا يا ذَا العلم اروح وارجع والقى الدنيا قايمه وقاعده يمه وش الطاري للدلع يعني راحت علي خلاص
ابتسمت والدته وهي تشعر بسعاده غامره لحمل زوجه ابنها كما تمنت وزادت سعادتها بما حدث قبل عدت ايام لتُصبح فرحتها فرحتين ، قالت بصوت دافئ
: اكيد بدللها بنيتي وانت خلاص كبرت على الدلع جوز عن سوالفك الماصخة
اتسعت ابتسامته وهو ينظر لحبيبته يغمزها بعينه اليُسرى وكأنه يقول لها " انني اكتفي بدلالك " وهي كعادتها تخجل من غزله المُبطن حتى بعد مرور عده سنوات من زواجهم وتزداد جرعه الخجل عندما يتغزل امام اي احد من أقاربهم يمتلك جرأءة ليست لدى اي احد من رجال عائلتهم وتحمدالله الف مره على نعمه وجوده بحياتها

auroraa 10-05-16 02:22 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل السابع عشر

في قصر عبدالكريم الذيب

تصاعدت تلك الكُرة الحارقة لوجنتيها وتكسوها الحُمرة المُحببه للخجل من كلام أخيها وبوجود ابنها أيضاً مازاد الطين بلّه ، أجلت شفتيها لتغلقهما بكفها الناعمة بذهول وترى ابنها يبتسم بحب لها ويشجعها على اتخاذ هذا القرار الصعب نكست برأسها لتسمع اخيها يقول ببحته الرجولية
: فكري زين يا يارا ماهر للحين يبيك وبرجعك لعصمته ما طلقك الا مره وحده وانت ما تزوجت وعشتي حياتك من بعده على الأقل هاذي فرصه لك يرجعك وتعوضوا الأيام الفاتت من عمركم
اومأت برأسها دون ان تتكلم ، كيف تثق به وتعود اليه كانا يُحبان بعضهما بجنون ومازالت هي من جهتها تحبه ولا تعرف لما يُرِيد إعادتها ، أهل لانه مازال يحبها ام من اجل طفلتها وابنها ، وما تزال غاضبه منه لتركهم وهروبه ، هي محتاره ولا تعرف ماذا تفعل وتختار ، غرقت بحيرتها و أُجفلت من صوت ابنها المُتكتف أمامها يتأمل تعابيرها ويعرف بماذا تُفكر ويشغل بالها وقال عندما رفعت رأسها له
: يمه ترى أبوي واضح انه يحبك ويبيك يوم سألني عنك من فتره كان متردد وخايف يسمع انك تزوجتِ وعشت حياتك بس يوم قلتله انك ربيتينا وعمرك ضاع معنا كأنه ارتاح بس انا مو مرتاح من زمان وانا اشوفك تذبلي قدامي انت توك صغيره يمه لو ما تبين أبوي ماحد رح يجبرك عليه حتى لو تقدم لك عريس ثاني ويا كثر اليتقدمون وترفضينهم ، انا مو اناني وابيك تعيشي حياتك مع انه أتمنى انك تجتمعي مع أبوي في بيت واحد وانا اتزوج واستقر معكم بنفس البيت بس بالنهايه ما رح اسوي الا الأنت تبينه ويريحك
اه من هذا الذئب الصغير متى كبر ليصبح ذئبٌ شرس ويقوم بحمايتها بضراوه حتى من والده ويسهر على كل ما يريحها ، ابتسمت له بحنان
: ولا يهمك يمه انا بصلي الاستخاره هي الرح تدلني على الطريق الصحيح الحين خليك مني انا العروس العجوز وقولي انت متى ناوي تتزوج ما صار الوقت هاذي هي مشاكلنا الحمدلله تنحل وحده ورا الثانيه ماعدا قله حيّا بنت خالك واهلها المعها
اكفهر وجهه وطيفها بوجنتيها المنفوختين وعينيها الرمادية تغزو خيالاته بقسوه من الواضح ان والدته لا تحب عائلتها ابدا لا يلومها على ذلك لقد رأى معاملتهم وحركاتهم المتكلفة بدون اي تحفظ ماعدا هي ذات الوجنتين ووالدها الهاديء بغرابه على الدوام وكأنه يعاني من امر ما ، قال ببعض الأمل ان توافق بعد ان أخبرته اخته بما سمعته قبلاً بين أمه وزوجه خاله
: تدرين يمه انا مين ابي صح
لوت شفتيها بتفكير وهي تعبث بطرف بلوزتها ، من جهه تهمها سعاده ابنها كثيراً ومن جهه اخرى ويهمها كلام الناس عن عروسه ومن تكون ما اصلها وفصلها ومن الصعب ان تقول لهم من هي ، كفتا ميزان ثقيلتان لتفوز الكفة الأهم وهي سعاده ابنها بما انها ليس لها اعتراض عن عروسه نفسها ، ابتسمت وهي تنظر اليه
: خلاص يمه كلم ابوك يخطبها لك وشاوره يعني عيب تسوي شي بدون لا يدري
هب واقفاً على قدميه ولا تسعه سعادته وقبل رأسها بعمق ويشكرها بقوه على تفهمها له ، أفزعهم صوت صراخ عالي مُجلجل صادر من غرفه جلوس العائلة وتخالطت عده أوتار صوتيه ببعضها لتشكل صوت مُفزع والذي تأكد منه ذياب ان احد هذه الأصوات صوت ابنه خاله عديمه التربية " ريتا "
***
عندما يشعر الانسان انه سيفقد عزيز وغالي على قلبه بأي طريقه كانت فانه يتصرف ويفعل أمور لا يفكر بها فقط من اجل الحفاظ عليه ، يا ترى هل اخطأ بهذا التصرف الذي فعله قبل يومين خوفاً من خساره ابنته التي اكتشف انها لم تكن ابنته وإنما قام بتربيتها وحسب
وكأن هذه المصيبه حين تُبدل الفتاتين منذ ولادتهما لم تكفيهم لتأتيهم مصيبه اخرى من رجل يسمع عنه ولم يقابله يوماً الا قبل عده ايام فقط ، اسند ذراعه على زجاج النافذة وأراح رأسه على ذراعه وحلقت ذاكرته لذلك اليوم الذي تواصل فيه لأول مره مع أحمد ولم يكن لقائهم خيراً أبداً
*
تقابلا في احد المقاهي الفاخرة باهظة الثمن تعجب منصور من دعوته له في هذا المكان الذي لن يستطيع ان يدفع به ثمن الفاتورة وكان أحمد قليل ذوق معه ليس لانه يُدخّن أمامه اذ انه كان ينفث دُخَان سيجارته على وجهه و بكل وقاحه يُدخن والتدخين ممنوع بالمكان وكأنه واثق من نفسه ومنصور كعادته هاديء كالبحار الساكنة والمياه الراكدة ليبدأ الكلام بصوته الخشن الرجولي
: اول شي الحمدلله على السلامة ادري متأخرة بس ما صارت فرصه نتكلم ثاني شي طلبت انك تشوفني ضروري وش هالموضوع الضروري التبيني فيه
نظر له احمد بتقييم ويعلم جيداً انه لا يعرف عنه شيئاً وانه لم يُخمن بعد انا هذا المكان مكانه هو و انه يوازيه ثراءً فبقاءه بالخارج لعده سنوات لم تذهب هباءً فلقد بنى نفسه من الصفر ولم يستطع أخذ زوجته وابنته لأنهما كانتا ستعيقانه عن النجاح وبعد عده سنوات من وصوله للغربه وكفاحه وتعبه نسي نفسه و حياته و شعر بحاجته لامرأة ليُخطي مع إحداهن تسبب بحملها ليضطر للزواج بها من اجل اطفاله وأحبها بعد ذلك لا يحب زوجته التي بالوطن فقد أُجبر على الارتباط بها من اجل العادات والتقاليد وهذا سبباً من الأسباب التي جعلته يتركها هنا ولا يستطيع الان التخلص منها بعد كل هذه السنون من اجل سُمعه العائلة ، قال بنبره متهكمه
: شكلها بنتك يعني الهي نوران ما قالتلك وش ابي فصرت مجبور انا الاحكي
رفع منصور حاجبه بتحفز وشعر ان كلامه الذي سيخرج من فمه لن يعجبه إطلاقاً
: أيه وش عندك ياليت تخلص بسرعه تراني مستعجل
نفث دُخَان سيجارته وقال بفظاظة
: الابيه يا الحبيب بنتي
ارتفع حاجبا منصور باستهتار وهو يفهم جيداً أنه يقصد أرجوانته ليناوره ويقول
: حياك الله بنتك موجوده بأي وقت تجي وتشوفها ما رح امنعك عنها هذا حقك بالنهاية
مال أحمد بجسده بسخرية ويعلم أن منصور ليس بذلك الغباء كي لا يفهمه ويقول بجفاف : لا والله اسمع البنات وانكشف موضوع انهم تبدلوا يعني الطبيعي كل بنت ترجع لأهلها وهذا العندي ما رح اخلي بنتي تتربى عند ناس أغراب
تكتف منصور يرمقه بنظرات شرسة متوحشة فقط لأنه فكر أن يأخذ منه ابنته وروحه وكما يقولون " حُلم ابليس بالجنة " فهو لن يفرط بابنته التي رباها كما سيفعل ذلك المُتحذلق أمامه , رباه من كلامه يعني انه لا يُريد نوران طالما انه يُريد استعاده ارجوان قال بحكمة يحاول التفاهم معه دون أن يلجأ للعنف وتهشيم وجهه القبيح او المحكمة التي ستؤيد قراره بالتأكيد بإعادة تبديل الفتاتين
: اسمع يا أستاذ البنات الحين على وجه زواج وارجوان بالذات انخطبت مني بمناسبه انها للحين بنتي بالأوراق والوثائق يعني ما رح تكون لا عندي ولا عندك الله يحفظها عند زوجها بس بما انك ما تبي نوران وما تعتبرها بنتك وانك سافرت وتركتها 15 سنه اكيد ما عندك أي مشاعر ابوه لها طالما قلت نبدل البنات فأنا مستعد أني أجيبها عندي معززه مكرمه وانت تخلص من هم البنتين
فغر أحمد شفتيه وعاد بجذعه للخلف يقهقه عالياً وجلب لهم بعض الأنظار الفضولية التي تحاول أن تعرف ما سبب كل هذه القهقه قال وهو يمسح دموعه التي سالت من الضحك
: يعني قصدك بالأخير أخليلك القماش وأدوات الخياطة تخيطه مثل ما تبي و تصفني على جنب وما لي دخل بأي شي على اساس اك تريحني , ثم تكتف وهو يقول باستهزاء
: ايه ومن سعيد الحظ البياخذ بنتي من صلبي
منصور بدون أي اهتمام لرأيه : شاهين ولد أخت حُرمتي وربيبي وترى هي موافقه بعد
عوج أحمد شفتيه يفكر , ثم يشمخ بذقنه ويسبل أهدابه قليلاً قائلاً أصدر صوتاً مُتمتماً رافضاً
: بنتي ما ابيها تاخذ واحد من أقربائك في رجال أحسن منه والعمر توه قدامها وهي صغيره على الزواج
وضع منصور كفيه على الطاولة لينهض ويقول
: أنا خلصت حكي وهذا العندي لو عندك أي تطورات رقمي صار عندك عن اذنك
*
خرج من ذكرياته على كف شاهين تَحُطْ كحمامه سلام على كتفه ليلتفت برأسه فقط يبتسم له وهو يسمعه يقول
: يبه انت ندمان على الصار قبل يومين يوم عقدت على أرجوان
هز منصور رأسه ببهوت وهو يُعيد نظره للأمام
: حاشى يبه اندم وانت بتكون لها الزوج الصالح الأأمن عليها عنده لو خليتها كان ما دري هالأحمد بجيب عريس من أي زباله يزوجها ياه ما عندي ثقه فيه أبد واستفدت من أني الوصي عليها عشان أزوجها بسرعه منك قبل لا يتصرف بس أحس هالسويته جُبن وكان المفروض أحارب بقوه عشانها
ابتسم شاهين وهو يتذكر أن حُلم حياته الصغيرة قد أصبحت زوجته رسمياً الآن وهما الآن بفتره " الملكة " لا يعرف كيف يصف شعوره عندما جاء له عمه منصور يُطالب بتعجيل عقد القرآن بما ان الجميع يُوافق وسعيد لارتباطهم وأن خير البِر عاجله ولا داعي لإطاله الأمر أكثر كان سعيداً جداً ولكن اختفت سعادته للحظات فقط عندما علم السبب فعمه يُريد حمايتها من والدها البيولوجي كي لا يستطيع أخذها وتزويجها ولكن ومع هذا السبب وافق رأي عمه و عادت له هذه السعادة فور ان ارتبط اسمه باسمها وبتوقيعهم أصبحت زوجته , زوجته ياه ما أجمل هذه الكلمة لن يمل من ترديدها فحبيبته زوجته الآن , تخيل ذلك الوالد البيولوجي يجلب لها عريساً مُتحذلقاً بثوبٍ أصفر وشماغ معوج يحتاج للكيّ , يُقسم انه كان سيشوه وجهه وينتفه وينطحه أرضاً بمجرد أن يُفكر بحبيبته وصغيرته زوجه له قال بصوتٍ خشن رجولي بحت
: ما عليه يبه السويته مو جبن , عوج فمه بضيق , انت قلتها ما تدري وش كان بجبلها عريس ما ينوخذ خيره من شره المهم الحين يصير عنده خبر أنَّا عقدنا , ابتعد عنه قليلاً يردف , يلا عن اذنك يبه بروح اقابل يامان طالبني ضروري الله يستر
قطب منصور جبينه ولم يعد يشعر بأي ندم أو شعور آخر لتزويجه ابنته من رجل كشاهين : الله يحفظك يبه انتبه على نفسك وطمني ان شاء الله خير
,
يتأمل أمواج البحر التي تتصارع وتتسابق أيهم تصل لرمال الشاطئ اولاً لتلطمها وتحولها لطينٍ معجون , تجمعت الغيوم حول بعضها واسودت مُنذره لهطول حُبيبات المطر العذبة تنغز الأرض والبحر بزخاته , يسمع جلجله الرعد ولكن لم تهطل الأمطار بعد , خلل انامله بين خصلات شعره التي تطايرت بدورها مع هبوب الريح ينتظر أخيه شاهين يحل له هذه المُصيبتين التي حلت على رأسه أو الأحرى مصيبة واحده والثانية عليه هو أن يحلها مع والد زوجته الذي داهم منزله قبل شهرين وبدأ بإرسال رسائل التهديد له , وصل شاهين يترجل من سيارته بوجوم وملامحه تقسو من تلميح يامان له على الهاتف بالأمر الذي يريده منه ألقى عليه السلام ليرد عليه أخيه قائلاً وهو يتنهد
: اسمع اول شي في ابو ليال صارله اكثر من شهرين يتصل علي يبغى يشوفها ومو قادر يوصلها
ارتفع حاجبا شاهين : وتوك التقول انه كان يتصل
هز منكبيه : فكرت انه بيطفش ويوقف بس الحين طلعلي بموال جديد ومصر يشوف ليال وإلا إذا شافها بيكذب عليها ويقول انه من زمااان يتواصل معنا عشانها واحنا الرافضين تقابله وعنده الدليل اتصالاتي وتسجيل اني كنت ارفض وعاد انا ما ابيه يشوفها يرميها وهي باللفه ويروح وبعد ما كبرت وتزوجت يبغى يشوفها فعندت
دلك شاهين جبينه بسبابته وابهامه واسبل اهدابه ثم رفع رأسه ينظر لأخيه الأبله قائلاً بخشونة
: شفت يا الخبل هذا الكنت خايف منه ممكن يكذب بأي لحظه ويقولنا كلام ما قلناه وانا المستغرب انه ما دق علي اثاريه يدري انك حمار وانت وش دخلك خلها تشوفه موب ابوها على اساس انها رح تركض لأحضانه اول ما تشوفه والحين لو صار شي رح تلومك انت ليه ما علمتها من اول
يامان : احس انه في شي رافض يقوله قلتله كم مره يقابل طلال لو يبي يشوفها أنا مالي دخل بس ما يبي يواجه طلال تظن انه مسوي شي وخايف طلال يكفشه
تنهد شاهين يقول بخشونة : ما أدري إذا في سالفه من وراه ولا لا بس ليال لازم تدري وهي التقرر تكلمه او لا هي كبيره ما هي ببزر عمرها 29 وتعرف وش الصح ووش الغلط وانتهينا يلا امشي معي نروح لها الحين واشرحلها كل شي خلنا نتغدى فيه قبل يتعشى فينا على العموم الشي المخبيه قريب بتفوح ريحته ونعرف وش يبي من جيته فجأة
أومأ يامان برأسه ولم يخبره عن المدعو عمه ورسائل تهديده ليحل هذه المشكلة أولاً ثم يتفرغ له
...
ولكن في هذه الأثناء وبمنزل يامان كان الأوان قد فات لأن يتفرغ له
***
مشت بهدوء وخطوات رقيقه خوفاً على طفلها الذي ينمو بأحشائها تتفحص نظراتها الغرفة الجديدة التي قامت خالتها بتحضيرها لديها ذوق رفيع باختيار الأثاث أعجبها التنسيق ولكنها حزينة لهجرها شقتهم التي في الأعلى وقد اشتاقت من الآن إلا انفرادهم بها وكأنهم يعيشون بمنزلهم الخاص , اقتربت بخطواتها من السرير وهي ترى زوجها الحبيب يتمدد على بطنه عارياً إلا من السروال الداخلي وقد شبك ذراعيه تحت الوسادة ويغط بنوم عميق جلست على طرف السرير تُدلك أكتافه وظهره تململ بمكانه ورمشت عيناه معلنه عن استيقاظه , كتمت شهقتها بكفها ناصع البياض وهتفت بصوت ركيك
: معليش حبيبي صحيتك ما كنت ادري انك بتقوم و انـ ....
قطع كلامها وسحبها بخفه لأحضانه يُكمل ما كانت ستقوله بمرح وهو يمسح على شعرها ويهز رأسه لليمين واليسار
: أدري بتقولي اني نومي ثقيل وما اقوم بسرعه بس عشان تغير علي المكان بس اتعود عليه برجع نومي ثقيل لا تخافي
ضحكت بخفوت كي لا يصل صوتها للخارج خاصه ان الغرفة قريبه من غرفه جلوس العائلة تمددت بجانبه وهي تعانقه وتوزع قُبلاتها الرقيقة على كل مكان في وجهه الرجولي ثم وضعت رأسها على وسادته وقالت بنُعاس
: حبيبي الحين رح يجي شاهين ويامان
قطب جبينه بوجوم من قدومهم المفاجئ فهم بالعادة يتصلون قبل أن يأتوا إليهم : خير ان شاء الله يا قلبي الله يحييهم
أردفت وهي تعبث بخصلات شعرها : بكره في عندي مشوار ضروري لازم الصبح اروح المدرسة اقدم على اجازه بدون راتب ما ينفع اكلمهم بس
أومأ برأسه دون أن يركز بكلامها الأخير يتأمل السقف بشرود وينتابه القلق من زياره أصهرته
***
في غرفه الجلوس كانت ريتا تقف بتعالي واضعه كفها على خصرها والأخرى تلوح بها بغضب تصرخ على ليليان لا لشيء مهم فقط لأنها تموت من الغيرة منها ولأنها علمت انها حولت هديتها لخرقه ارضية صرخت بها
: الحين انت غبيه ولا تتغابي مو قلتلك ابي عصير وكيك تجيبين العصير بدون الكيك ليييييييه
قالت ليليان بهدوء وهي مُحرجه منها : قلتلك ريتا ما في كيك كنت بروح الملحق أسوي عشانك بس انت الله يهداك ....
رفعت عزلان ذراعها باعتراض وقطعت كلام ليليان تصرخ هي الأخرى على ريتا : هييييي انت وين عايشه يا همجيه روحي انقلعي جيبي لنفسك ليلو ما هي خدامتك هذا الناقص
صرخت بيلسان بخفه : يمه منك عوذه من وين طلعتيلنا
دلفت يارا بوجوم يقف خلفها ذياب باستغراب وقد فهما القصة لتتنهد يارا
: حسبي الله ونعم الوكيل كل ذا الصراخ والازعاج عشان كيك وعصير
نكست ليليان رأسها بخجل من الموقف وترقرقت عيناها بدموع القهر لتستأذن بصوت خافت وتنسحب بهدوء وكلها خوف , نظر لها ذياب كما ينظر لها كل مره , لا تنظر لي هكذا لا اتحمل ان ترى بعينيك قريبتك تقوم بإحراجي اسبلت اهدابها الكحيلة تُداري دموعها من الهبوط الآن تحديداً , و منحها هو ابتسامه آلمتها كثيراً وكان يقول لها عبرها قريباً جداً ستتخلصين وأستطيع ان اقطع لسان كل من يقوم بإحراجك وإحزانك , خرجت ليليان تتدارك الدموع التي عاجلتها وهي بطريقها للملحق دخلت وهي ترى والدتها تعطي والدها دواءه المُعتاد وتلقي السلام وتدلف لغرفتها تحت نظرات والدتها المتعجبة من شكلها ونظرات والدها الشاردة إلى اللاشيء
,
في القصر
منح ذياب نظرات وحشية لريتا وعبس وجهه بقرف من أفعالها البشعة القبيحة وحجابها الذي يستحسن أن تخلعه بدل أن تضعه بإهمال هكذا , ليته يملك الحق في ان يلجمها عن الكلام ويجبرها على الاعتذار من حبيبته التي غادرت مكسورة الجناح ولكن لم يستطع أن يفعل فهي ابنه خاله ولا يحق له ان يتدخل بها او بغزلان وخاصه للدفاع عن ليليان وهي لا تكون له أي شيء الآن , عصر قبضتيه بقوه وهو غاضبٌ جداً لأنه عاجز عن حمايتها الآن
***
الساعة الآن العاشرة مساءً دخل يامان إلى منزله بعد زيارته لأخته التي مرت زيارتهم لها على ما يُرام والآن يشعر أنه مرهق جداً يحتاج للراحة بعد تلف اعصابه هذا اليوم وإلى كأس من الشاي تعده سديم بشكل لذيذ لا يقاومه حتى أنه تذوق من بين يديها ألذ الأطباق والمشروبات نهده بصوته الخشن المُخلل ببعض الإرهاق
: سديم , سدييم
عبس حاجبيه وهو لا يرى أي أثر لها لا يمكنها ان تخرج لأي مكان دون أن تستأذنه فهي لم تفعلها قبلاً وكانت دوماً مهذبه رقيقه معه كالحرير , عبس ملامحه أكثر وهو يرى الباب يُطرق بخفه ليتقدم منه ويفتحه بخفه وعبس وهو يرى جاره
قال الجار بسرعه : يبه يامان اليوم حرمتي تقول وهي راجعه من السوق شافت حرمتين من السود الضخمين كانوا واقفين على بابك ودقوه ويوم فتحت حرمتك سحبوها ولبسوها عباية كانت معهم وأخذوها
اتسعت عينا يامان بصدمه ليصله رنين رساله لهاتفه المحمول لا يعلم لما شعر ان هذه الرسالة لها علاقه باختطاف زوجته بكل جرأه ووقاحه من منزله , رفع الهاتف بكفٍ مرتعشة يرى الرسالة التي كانت من عمه
" مو قلتلك يا البزر لا تتحداني ومو أبوطلال اليتهدد وهذي بنتي وأخذتها منك والحين وراسك للأرض بتطلقها غصبٍ عنك "
وصل الغضب لأوجه واشتعل وجهه بنار تحرق الأخضر واليابس عصر الهاتف بيده وضربها بقوه بالجدار وكان جاره يتأمله بوجوم من ما حدث أمام عينيه ليهز منكبيه دون أن يحشر انفه اكثر فيما لا يعنيه ويعود لشقته , كان يامان قد ثار كالمجنون وهو يدور في المنزل يُمني نفسه بأنها مع والدها ولن يؤذيها , حطم الطاولة الزجاجية بمنتصف غرفه الجلوس بقبضته الحديدية وهو يفكر , كيف كيف كيف لا يؤذيها وهو قد رأى بنفسه أثار ضربه المُبرح لها ولم تزل أثاره عن ظهرها وذراعيها , نظر ببرود للدم الذي يسيل على ذراعه المكشوف ويلفه ب " الشماغ " بشكل عشوائي ويخرج من المنزل بهدوء عكس الإعصار الذي يحطم كل شيء بداخلة
***
الساعة التاسعة صباحاً أخذ طلال زوجته للمدرسة وكانت شارده تفكر بحديث اخوتها البارحة وما جاؤوا من أجله لا تلوم يامان على حميته ودفاعه لها بل جيد ما فعل واخفاءه عنها الأمر فهي لن تتحمل كل ذلك ولا تلومه لإخبارها الأن بعد خوفه من تحريف ذلك الأب الذي بالإسم فقط فهي ايضاً لم تكن ترغب برؤيه والدها الذي تركها كل هذه السنوات ولن تكلمه ولا في أي وقت فاليذهب كما كان دائماً هي ليست بحاجته إطلاقاً يكفيها وجود أخوتها سند ظهرها شاهين ويامان وحبيبها , ركن طلال سيارته بأحد المواقف قُرب الباب حتى لا تتعب حبيبته من المشي وقال بحنان وهو يعلم بماذا تُفكر وقد تركها تُخرج كل ما في قلبها دون أن يتدخل حالياً فقط
: حبيبتي يلا انزلي خذي الإجازة وانا بنتظرك هنا
أومأت برأسها وهي تمنحه ابتسامتها الرقيقة لتنزل بهدوء تصعد عتبات الدرج الثلاث ولجت للمدرسة وهم الآن بوقت " الفسحة " دخلت لغرفة المُديرة لترى العاملة تنظف الأرض وابتسمت لها بلطف
: مرحبا يا ابله ليال وحشتينا
بادلتها الابتسامة : وانت اكثر يا ام محمد وين المُديرة أبغاها ضروري ومستعجله حبيبتي
أومأت العاملة برأسها : فوق في غرفه المدرسات الأنت فيها تفطر مع الأبلات
تحركت بخطواتها تصعد عتبات الدرج بهدوء شديد وهي قلقله على جنينها الحبيب ودلفت لغرفه المُعلمات بابتسامتها المُحببة تُلقي السلام , وتبتسم المُعلمات لحضورها ولا احد يعلم سبب غيابها لشهرين غير المُديرة التي ابلغتها من قبل بالهاتف وطلبت منها المجيء للتوقيع على اجازة مفتوحه وحسب قالت منار وقد عبست فور رؤيتها فمنذ ذلك اليوم الذي تكلمت به مع زوجها لم يعد ليخبرها بأي تفاصيل لزواجهم وهي بدأت ببناء الأحلام معه خلال شهرين لتأتي هذه القصيرة وتفسد لحظتها بوجهها الممتلئ وجسدها الذي اتضح انه قد زاد وزناً عن قبل
قالت ليال بعجله قبل أن تعلق بها المعلمات وتصررن عليها لتجلس
: هلا يا بنات كيفكم عساكم بخير
قالوا بأصوات متفاوتة ومستغربه : بخير , الحمدلله , عساكِ طيبه , تفضلي , حياك ِ
ليال : معليش حبيباتي مستعجله مره مقدر أتأخر بالعافية عليكم , نظرت للمُديرة , استاذه مناير ابغى اوقع على الإجازة بسرعه عشان زوجي تحت ينتظرني ما قدر أتأخر عليه إذا ممكن
أومأت المُديرة وهي تبتلع قطعه الخبز وتنهض تُلملم بعض الأوراق : طيب حبيبتي اسبقيني تحت الأوراق كلها حقت الإجازات تحت بغرفتي
أومأت برأسها لتخرج بخطوات هادئة وأدركت منار أنها حامل كما كانت تتوقع من قبل لتنهض هي الأخرى وتلحق بها امسكت بذراعها قرب الدرج لتلتف ليال بصدمه من قبضتها القوية ونظراتها التي ترمقها بها وبقوه ولأول مره تنظر لها هكذا
ليال : منار خير بعدي عني شوي أوجعتيني
كتفت منار ذراعيها لتقول باستهتار : لا والله هاذي هي الصداقة التعرفينها تحملين وتغيبين كل هالوقت ولا تعلمين يعني بناكلك مثلاً ولا بنحسدك
عبست ليال وهي لا تجيد الكذب ولن تكذب ففي النهاية الكل سيعلم بذلك : ايه حامل وهذا اول حمل بعد سنين طبيعي أخاف من أي شي
عقدت حاجبيها بخبث لتقول وهي تقترب منها وليال تعود للخلف بخوف من نظراتها الشريرة
: طيب وش رايك أقولك أنه قبل شهرين زوجك مكلمني وكان بيخطبني ونتزوج وبسبب حملك تأجل الوضع
هزت رأسها وملامحها تتشنج وتعود للخلف وتزلق قدمها مع حافه الدرج

auroraa 10-05-16 02:23 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الثامن عشر


هل انتهى كل شيء ؟! هل هذه هي نهاية الدُنيا !! او نهايتها هي فقط !!! , لم لا ترى أمامها إلا صور مشوشه أفقدتها صوابها وتركيزها و تأكدت أنها هذه المرة ستخسر جنينها لا محاله مع زله قدمها لم تنتبه لتلك النقطة البيضاء التي خرجت من وسط الظلام لتلتقط كفها الحريري وبدل أن تهوي على عتبات الدرج خلفها هوت على وجهها وكان ضررها أخفّ , زفرت مديره المدرسة انفاسها براحه وكأنها قطعت شوطاً كبيراً ومجهوداً ثقيلاً جعلها تهدر انفاسها بقوه , وأخرى تحدق بصدمه ثم تحولت صدمتها لجمود عند انتهاء الأمر, همست المديرة بصوتٍ خافت وانفاسها تتسارع كل ما يهمها الآن الإطمئنان على صحه موظفتها وطفلها وكيف لا تهتم ؟؟! وهي قد عانت من نفس هذه المشكلة ولم تنجب طفلها الأول إلا بعد سنوات عجاف من الانتظار وأكرمها الله بطفلها قبل أن يفوتها القطار
قالت بلهفه وهي تلتقط انفاسها: ليال أنت بخير صح ؟؟!! ما صارلك شي !! تتألمين نوديك الدكتور
هي كانت تُحدق بالأرض بذهول تسند راحه كفيها عليهما تحاول جمع شتاتها كادت ان تخسر طفلها لا محاله وهو لم يتشبث بقدرٍ كافٍ برحمها حتى الآن ولكن كَفُّ المديره التي مُدت لها و سحبتها من مرفقها مانعه سقوطها على الدرج أنقذ جنينها لم تكن لتفكر بنفسها وأنها قد كادت تفقد حياتها هي أيضاً او قد يُسبب سقوطها عاهة مستديمة بقدر ما يخيفها تخلي طفلها عنها , بدت وكأنها بذلت كل جهدها لتنهض بخفه عن الأرض تنفض تنورتها السوداء من الأغبرة التي علقت عليها عندما كانت جاثيه على الأرض بذهول من الصدمة تجتذب انفاسها من كل جهة كمغناطيس تحاول موازنه جسدها الغضّ لتقف أخيراً على قدميها , رفعت رأسها بشموخ !! بل كانت تتظاهر فهي الآن هشة أكثر من ما مضى , رمقت من اعتبرتها صديقه في يومٍ ما تجاهلتها ونظرت بإمتنان للمديره التي كانت هي الأخرى تنفض الأغبرة من تنورتها لتقول بشبح ابتسامه
: مشكوره يا استاذه ايمان أنا بخير وزوجي تحت الحين بخليه يوديني المستشفى أطمن على البيبي ما ادري ايش اقولك كنت رح أخـ .....
قاطعتها المديرة بابتسامه : ما عليه حبيبتي المهم انك بخير , ثم رمقت منار باستغراب رادفه , وانت يا منار ليه كنت واقفه زي الصنم كانت قريبه منك ليه ما ساعدتيها
توترت منار وهي تحك جبينها قائله باقتضاب : ما ادري صار بسرعه وانفجعت وما عرفت ايش اسوي
لوت ليال رأسها بحده لها وهي ترمقها من الأسفل للأعلى بطريقه فظه كما تستحق من وضعت عينيها وصوبت سِهامها لزوجها !! زوجها هي وحبيبها ووالد ابنها القادم !! أقل الرجال لتفعل بها ذلك من بين الناس ؟؟! وقد علمت حقيقتها للتو من عده كلام لقطتها اذنها من لسانها المسموم , مشت تنزل عتبات الدرج بهدوء بجانب المُديرة التي نظرت بريبة لمنار وشعرت بالشرارات التي تبادلتها مع ليال لتتأكد من وجود خطب ما !!! يا ترى منذ متى وهي تخطط أن تسقط زوجها بشباكها ؟! هل عندما بدأت تأخذها لبعض المشاوير المهمة كالمستشفى لأن طفلها قد مرض في منتصف الليل ولا يوجد أحد من أقربائها لأخذها ؟؟؟! وبطيبه قلبها بل بسذاجتها !! كانت ترفض أن تذهب مع السائق بمنتصف الليل فكانت تذهب لتقلها هي وطلال !! طلال يا ترى هل فعلاً قام بطلبها للزواج ؟؟ أم أنها مجرد كذبه لتُفرق بينهم عندما لم تنجح بالحصول عليه !
,
فتح زُجاج النافذة يستنشق بعض الأوكسجين و تتسلل ذرات الأوكسجين بسباق ماراثون لداخل رئتيه وتنعشه التقط هاتفه من جانبه ليتصل بصديقه ويخبره بآخر التطورات التي حدثت قبل أن ينسى وصله صوت صديقه وشريكه بالمكتب
: هلا والله بباتل شلونك وش علومك .... دوم يا رب إلا يا الحبيب بغيت أقولك سألت زايد عن موضوع العروس قبل لا يسافر وقالي أنها كانت متزوجه لشهرين وبعدها تطلقت فجأة ما حد يدري وش السبب ..... عاد الله يرزقك الأحسن منها ما كنت خابر انها تزوجت .... طيب يا الغالي يلا مع السلامة , أغلق الخط ليأتيه فوراً اتصال من يامان عبس ملامحه من اتصاله ليُجيب ويستمع ليامان الذي يتضح له من نبرته أنه قد فقد أعصابه وهو يسأله عن منزل والده ليُجيبه ويغلق يامان الخط بوجهه , عقد حاجبيه وهو ينظر لهاتفه ثم لمح حبيبته تتقدم نحوه ويبتسم لرويئتها , صعدت السيارة بهدوء وهي تلقي السلام
طلال دون أن يركز على بهوتها وصدمتها التي لم تفق منها كلياً وعقله في مكالمه يامان الغريبة : وعليكم السلام ها وش صار معك أخذت إجازة
أومأت برأسها هامسه بخفوت :
أيه أخذت
هزّ رأسه ثم أداره عنها وعقله منشغل بالمكالمة التي كانت أخته لها طرف بها و يتجه بسيارته إلى حيث منزل يامان وهي تنظر اليه يقود السيارة باحتراف بين ضواحي عروس البحر الأحمر يشد كفيه الخشنين على المقود وبصره مثبت بتركيز على الطريق ولم تنتبه لتشتته كما لم ينتبه هو على برودها , وعاد إليها تفكيرها بما قالته منار , هل حقاً كان ينوي الزواج بها ؟! هل كان سيفرط بها وبحبها وقلبها ؟؟! لأنها لم تكن تستطيع الانجاب له فاضت عيناها بالدموع وأبت أن يسقطوا على وجنتيها تمالكت نفسها لتقول بصوت منخفض
: طلال ممكن توديني الدكتور بطمن على البيبي حاسه نفسي تعبانه شوي
حرر كف واحده من المقود وجذب كفها يضغط عليها بوجوم وملامحه عبست من قلقه على يامان وما قاله بشأن اخته و قلق على حبيبته التي صرحت الآن بألمها ليتجه إلى المشفى فوراً ليطمئن عليها ويعود للتحدث إلى يامان مُجدداً
***
الخواء هو كل ما يشعر به الآن ، كان المكان يكتظ بالرقه واللطف دون ان يمل او يسأم منهم كانت الابتسامه والضحكات الصاخبة تُزين أنحاء هذا المنزل البارد كالثلج ، شديد الصقيع وكأن الربيع اختفى وحل الشتاء !!! كيف هكذا وفجأه قد حل الجفاء
حيويتها ، رقتها كفراشه تدور هنا وهناك لُطفها وهي تزفر عبيرها بكل مكان وتستنشق مشاعره السلبية وتسحب غضبه لِماماً و تجمعه بقلبها بكل رحابه صدر فلا تخرجها للعيان لتتأثر هي بسلبيته ، هو يشعر !! يشعر بكل شيء ولكنه اضعف من ان يواجهها !!!
او ان يواجه مشاعره التي باتت تكبر يوماً عن يوم نحوها
وهو يتأمل بشرتها السمراء ويرتعش , يُمرر نظراته على ثيابها الساترة الفضفاضة وقد كان هو من امرها ببداية زواجهم الا تحاول إغراءه فلن يقع بشباكها !! فيخفق قلبه بلهفه ورؤيه ونيل ما تخفيه تلك الأقمشة اللعينة من تحتها ولمس حنايا أنوثتها بكل شوق
نظر حوله ببهوت للفوضى التي تسبب بها للتو والدمار الذي الحقه بغرفه الجلوس انه غاضب جدا جدا اكثر من اي وقتٍ مضى ولكن عليه ان يهدأ ليعرف كيف يتصرف بشكلٍ سليم كي لا تتأذى زوجته و ... لا يعرف !! لا يعرف هل يحبها او انه يفتقدها ام انها مُجرد شفقه وحُزن على حالها فهذا المنزل أُصاب بوباء الجفاء من بعدها لم يعد للرقه مكان وقد ذهبت هي عنه ولم تعد لمستها اللطيفة وضحكتها تُزين المكان !!
كيف لا يخافُها وهو موقن بأن والدها قد فقد عقله إذ أخذها عنوه من عقر منزله وكأنه يتحداه ان يستعيدها لو كان عقله برأسه
لما قلق عليها كل هذا القلق بعهده والدها ، خلل أصابع كفه بتوتر بين خصلات شعره وهو يلتقط هاتفه ويتصل بمنقذه و من يستطيع مساعدته وحل المشاكل بهدوء انه شاهين أخيه الأكبر لا غيره ، هو متسرع و سيفسد الامر بغضبه وعليه ان يستند على ظهر أخيه الصلب من كان له أباً وأما ومايزال
استقر الهاتف على أذنه ويصله ذلك الرنين المُمل و المتلف لاعصابه بانتظار رد شاهين عليه وأخيراً وصله صوته الخشن ليقول بصوتٍ أجش مُقاطعاً ترحيبه به
: شاهين لازم لازم اشوفك الحين ضروري يا خوي
اجتذب تذبذبات صوت أخيه القلقة ليلتقط مفاتيح شقته وأغراضه الشخصية ويتجه لتلك الفيلا مشياً حيث كان يعيش عازباً مع أخيه
،
كتف ذراعيه القويين لجذعه وهو يرى أخيه الأصغر يدور بقلق ويخبره عن أختطاف أبوطلال لابنته عنوه من منزله ، اتسعت عينا الشاهين بذهول لا يمكن لاخيه ان يفقد عقله ويقول له انها أُخطتفت وهي عند والدها ليقول بحده وعينيه تقدحان بشرر
: يامان بلا جنان وش الخطفها ابوها وبعدين تستاهل يوم اخذها غصبٍ عنك في احد يعامل حماه كذه وطارده من بيتك بعد وش قله الحيا ذي ماني خابرك قليل ذوق كذه
هز يامان رأسه ويسند كفيه على المكتب المستقر بطرف الغرفة
: ما تعرفه شاهين ما تعرفه ولا تعرف وش ممكن يسوي ويسوي فيها الحيوان بيأذيها متأكد بيأذيها زي كل مره قبل لا أتزوجها
قطب شاهين ملامحه واعتدل بوقفته وكل رداراته توجهت باهتمام له وكأنه مستعد لسماع شيء لن يعجبه ، من نبره يامان القلقة نادراً ماكان يتوتر ويفقد جأشه بهذه الطريقة اخر مره رأه هكذا عندما توفت والدتهما وتركتهما يحاربان بجموح للعيش بهذه الحياه هو كان اكبر سِناً ثابت على ارضٍ متحركه اكثر مما ينبغي ، معلق في عنقه روحين احداهما اخته التي وُلدت حديثاً وتركها والدها في عهدته ،وهي قطعه لحم طريه ، والاخرى أخيه الأصغر كان هشاً قابلاً للكسر وبعدها بدأ بتمالك نفسه تدريجياً الا ان كون نفسه
،
في عتمه الديجور حيث ان الليله كثيفه الظلام او انها تتخيل ذلك اذ انها واعيه ولكن عيناها مغمضتين بقماشٍ ما هذا كل ما تشعر به حولها وهو الظلام ، اسود بأسود واسود لا لون أخر ، يصعُب عليها ان تكون واعيه ولا ترى شيئاً أمامها وتشعر بمعصميها معلقان بالسقف بخيوط بلاستيكية جرحتهما وقد ادمتهما من الشد والقسوة التي رُبطت بهما ، وانكمشت على نفسها بانكسار وذل وهوان ، سمعت صرير الباب وهو يُفتح وسرت رعشه في أوصالها من الخوف ، هل لها ان تعلم ما الذي يريده والدها منها ؟! الم يكتفي بأذيتها في ما مضى ليكمل عليها الآن ؟؟! سمعت أصوات اقدام تقترب منها ولم تميز من الذي اقترب منها الا انها قد علمت فوراً انه والدها عندما تكلم بجفاف وهو يُزيل العِصبة عن عينيها بشده آلمتها وقد كمش ذقنها بكفه ينظر لها بقوه قائلاً
: الحين يا الحيوانه موب قلتلك ايش ماصار ورح يصير ما تتزوجين لو انك تحتضرين
مُطت شفتها السفلى و غرغرت عينيها بالدموع التي تتلألأ على محجريهما تهز رأسها نافيه
: والله أمي غصبتني ما كنت رح اتزوج هي الغصبتني
هز راْسه : هي بعد حسابها بيجيها بوقته
اتسعت عيناها وهي تهز جسدها بعنف وصوتها يعوي بالمراره التي تجرعت بها حنجرتها : لا يبه تكفى لا تأذي أمي تكفى سوي فيني التبي بس لا تأذيها
ابتعد عنها وضربها على جنبها بحده بعصاته التي لا تفارقه : انكتمي لا بارك الله في ذَا الوجه
كتمت أنينها تُناجي الله ان ينقذ يامان ووالدتها من براثنه الحاده وان يحميهما بقدرته التي لا تزول !!
استل هاتفه من جيبه وهو يهز راْسه بوعيد ويقول : طيب طيب موب مشكله انا اعرف كيف أخليه يطلقك غصبٍ عن الجابه واوريه شغله على حركاته الوسخة معي وشلون بحاسب أمك عجوز النار
وصله صوت اخر عبر الهاتف ليقول بحده والشر يلتمع بعينه وهو يُشير للمرأتان اللتان احضرتا ابنته ان ينفذا ما طلبه منهما
: هلا ابو ماجد ... ايه خلاص موب مشكله صارت عندي بخليها تخلعه بالمحكمه وتصير لك المهم انت جهز غرضي اول ما تخلعه او تتطلق بتكون لك .... سلام
أغلق الهاتف وهو يسمع صُراخ وتأوه ابنته المتألم وأنينها من الغرفة المجاورة بفعل ضرب المرأتين لها بقسوه
***
كان يجلس ويرخي مرفقه على ذراع الأريكة ويبتسم بجذل وهو يحدق بالشيخ الذي يعقد قرآن والديه مُجدداً ويجلس بين خاله ووالده يشعر بالسعادة الغامرة لموافقه والدته العودة وأخيرا لوالده علهم الآن يصبحون عائله واحده طبيعيه كما يتمنى دون اي مشاكل تواجههم رغم تمرد اخته الصغرى في البدايه على والدهم الا انها ألفته كثيراً في الأيام الماضية ليرتاح من عبء إقناعها ، ذُهل عندما سمع والده يتكلم الا والد حبيبته التي تفارق خياله لحظه واحده امام القلائل من المدعون لهذه المناسبه قال ماهر بصوتٍ رجولي قوي هزّ المجلس بوقاره
: يا آبو ماجد مجلسنا وهو مجلسك وفرحتنا هي فرحتك طالبك انك تقول تم بين ذَا الوجيه الطيبة وهم جاهه نطلب أيد بنتك لولدنا ذياب
توتر محمد بمكانه وهو يحدق بالفراغ أمامه لم يكن ليستطيع التصرف بدون وجود زوجته بجانبه ماذا عليه ان يقول هل يرفض ام يقبل تشوش عقله ولم يعد يعرف ماذا يفعل واستقر اخيراً على ان يقول باضطراب
: والله حنا نتشرف فيك يا ابو ذياب بس تدري لازم اخبر الأهل والشور شور البنت
أومأ ماهر بتفهم : اكيد الشور شور البنت واحنا ننتظر ردكم بفارغ الصبر
نظر ماهر لابنه يمنحه تلك الابتسامه الواثقة بانه قد جهز له هذه المفاجأة وانه سيبقى واقفاً بثبات بجانبه رد له ذياب ابتسامته ولم تطل ابتسامته اذ نظر وآثار قلقه عمه محمد المضطرب الذي لا يبدوا بخير هب على قدميه يتجه اليه بخطوات ثابته جلس بقربه يهمس قُرْب كتفه
: عمي انت بخير لو تبي نطلع بوصلك الملحق ترتاح شكلك تعبان
نظر له محمد بامتنان : ياليت يا ولدي حاس اني موب بخير الله يكرمك
منحه ذياب دعمه وإجتذب مرفقه يساعده على الوقوف على قدميه ويستأذنان من المدعوين على الخروج ، ساعده بالسير الى ان اقتربا من المُلحق على بُعد عده خطوات ، حيث كانت ليليان تخرج بعبائتها وكعبها وقليل من الزينة على وجهها !! حامله معها قالب من الكعك الذي صنعته باحتراف الخبازين تقدمه للعروسين في القصر ، وذُهلت من رؤيه حبيبات العرق تجتاح والدها وحالته المرهقة وضعت الكعك على الطاولة بالحديقة دون ان يُلفت ذياب نظرها هرولت تمسك ذراع والدها الاخرى وتقول بوجوم
: يبه سلامتك وش فيك تعبان فيك شي تتألم أوديك الدكتور
ابتسم والدها بحنان وهزّ راْسه نفياً
: لا يبه ما يحتاج طبيب بس بأخذ دواي أمك بتعطيني وبرتاح شوي يسلم ذياب ما قصر وجابني هنا
وكأنها استوعبت الآن وجوده لتنكس رأسها خجلاً منه بعد ان التقطت عينيها الفضية ابتسامته الجميلة بل كل شيء به جميل من شكله وبنيته الجسدية وأخلاقه العالية التي تسمع الجميع يمتدحه بها قالت بخفوت
: مشكور ما قصرت تعبناك معنا
أسبل اهدابه بخفه : لا أبد المهم سلامه الوالد برجع اتطمن عليه
أومأت برأسها لتساعد هي بدورها والدها على المشي دخلا الملحق وجاءت ناريمان تهرول بقلق على زوجها وتطلب من ليليان أخذ قالب الكعك وترك والدها لها
ليليان : بس يمه بودّي الكيك واجي خايفه على بابا شكله تعبان
ناريمان : لا يمه لا تجين انبسطي مع البنات وخلي ابوك الحين بعطيه دواه ما اخذه اليوم و بنام وبيرتاح
هزت رأسها وقلقها لم يزل بعد ستذهب وتعود بعد فتره للاطمئنان عليه فهو كل دنياها وحياتها
***
الشمس هذا المساء تختبئ بخجل بين الغمام ليست حارقه ككل مره ليُصاب الناس بضربه الشمس ولكنها مشعه تُضيء اكبر قدرٍ لها من الارض وقف وهو يمسح جبينه من إرهاق السفر بسيارته قد لاتكون المسافة طويله بين ينبع وجده إلا انه تعب كثيراً بتفكيره بوالده الذي طال غيابه ولم يسمع صوته منذ اكثر من شهرين وكأنه فِص ملحٍ وذاب
ما لذي حدث لوالده !! لماذا تأخر دون ان يطمئنهم عنه ؟؟! كل ذلك سيعرف اجابته الآن وقد اخبره والده بكل شي قبل ان يُغادر يُنبَع ، يقف بثبات امام ذلك المنزل القديم المهترئ تقدم بخطواته الواثقة يضغط على زر الجرس ينتظر أحداً ليخرج له اي احد !! لم ينتظر كثيراً اذ خرج رجل بسرواله الطويل وفانيلته الداخليه يقول بلهجه ينفر منه من يتحدث اليه
: خير وش تبي ومين انت
ارتفع حاجباه قليلاً وهو يعدل ياقه قميصه ليقول بهدوء
: عفواً موب ذَا بيت ابو ماجد محمد العُمَري
تكتف الرجل ويميل بجسده بتهكم على إطار الباب الحديدي الصدء
: وصلت بس حنا هنا مستأجرين وصاحب البيت مادري وينه
عبس تُركي بوجهه وهو يتذكر والده يقول انهم فقراء جداً يرسل لهم المال كل شهر إذاً أين يعيش هو وعائلته لدرجه ان يقوم بتأجير منزله ، لمع عقله بفكره واسم ما يمر بخاطره
" عبدالكريم الذيب "
***
أغلق يامان الخط بوجه ابن خالته دون ان يتكلم او يعتذر وعقله كله مع سديم ، رباه متى اصبح يخاف عليها بجنون ؟؟! متى احبها هذا الحُب ولن يسامح نفسه ان حدث لها مكروه ؟؟! وهو السبب فيما حدث معها و لم يأخذ تهديدات والدها على محمل الجد ليحميها من كل اذى ، طلب من شاهين ان يتحرك للعنوان الذي أعطاه له طلال عنوان واضح ومكان معروف كل ما يتمناه هو ان لا يكون قد تأخر وفات الآوان لمساعدتها يعبث بغطاء القداحة بكفه دليل على توتره والقلق يستحل ملامحه حيث نقل هذا القلق الى أخيه الذي يقود السيارة ، لا يعرف ماذا قد يفعل الرجل بابنته هل يامان محق بخوفه عندما اخبره انه كان يضربها بشكل مُفجع لو كان كلامه صحيح فالكثير من الأمور ستتغير الكثييير !!!!
رُكْنت السيارة امام الفيلا ولا يوجد أمامها اي سيارته ولكن يامان لم يتوقف ترجل بسرعة وهو يضغط الجرس ويطرق الباب الحديدي بكلتا كفيه ، فتحت له العاملة تتأفف من هذا الطارق
أزاحها عن طريقه بكفه وكانت هي قصيره وهشه ودفعته البسيطه جعلتها تسقط أرضاً عينيها متسعة بذهول من هذا اللص !!! ، هذا كل ما خطرعلى بالها انه لص
عدى بقدميه يسير بقسوه ودلف للفيلا وهو يصرخ باسمها
: سدييييم ، سدييييم
بإحدى الغُرف كانت منكمشه على نفسها وعينها اليُسرى متورمة من الضرب وجسدها اللين يأن بالوجع ومعصميها الضعيفان مقيدان بالسرير ، ابتسمت بخفه وهي تسمع صوته يُناديها صوت الرجولي الخشن هو لم ينساها لم يتركها وبحث عنها حاولت اخراج صوتٍ ما تدله على مكانها فلم تستطع الا وقد تركت العنان لحنجرتها وأُفلتت صيحه دوت عالياً ووصلت لمسامعه كان بالطابق الثاني يبحث عنها الا ان وصله صوت صرختها بقربه ويقتحم الغرفة وعينيه تتسع بذهول من شكلها
الكدمات التي ملأت وجهها الجميل
العبائه المهترئه التي عليها وشعرها الذي عهده طويلاً
مقصوص الا رقبتها تجلس على ركبتيها بقرب السرير منكمشه بخوف ترجف برداً ووهناً
ربااااه ما الذي فعله بها هذا المُجرم
لم يفكر كثيراً كل ما يريده ان يُخرجها من هنا وان لا تخرج من قلبه أبداً
اقترب يفكك رباط معصميها و قدميها ويأخذها لصدره ويرفعها بين ذراعيه يهم للخروج واتسعت عينيه
وهو يرى ذلك المُجرم أمامه يصوب عليه مسدساً مُركب عليه كاتم للصوت
***
دارت بعصبية حول نفسها وانفاسها تُهدر بعنف تقول بحده من غيرتها العمياء
: يممممه الحين ليش توافقون عليه موب لازم تتزوج خليها
تأففت ناريمان من ابنتها ورأسها العنيد : يا يمه لازم موب قلتي انه عاصم حاط عينه عليها هاذي فرصه وجت لعندنا تتزوج ذياب وذاك ينساها وخلاص انتهى الموضوع
هدأت ريتا قليلاً وهي تفكر بصحه الامر وكيف فاتها ذلك ستجن لو وضع عاصم عينه على ليليان كزوجه ، فخلال يومين انتشر خبر خطوبه ليليان و ذياب وهذا يعني ان عاصم لن يُفكر بأخته كزوجه !! هذا أفضل
،
في المساء كانت العائلة تحتفل بشكلٍ بسيط بخطوبه ليليان وذياب ولم يأتهم اي خبر عن سديم او طلال اذ انهم تعجبوا لعدم حضورهم رغم دعوتهم ، في غرفه غزلان خجلت ليليان كثيراً وغزلان تُعدل لها مساحيق التجميل كي تلتقط الصور مع عريسها وتمتدحها كثيراً
: ايه يا بخته ذياب ماخذ زينه البنات ويا بختك بعد مأخذه زينه الشباب
بيلسان تسند كفيها على السرير وتقول بتسلط
: غزلان وجع بتحسدين اخوي وزوجته قولي ماشاء الله
غزلان وهي تعدل شعر ليليان وتضع اللمسات الاخيرة
: ماشاءالله ماشاءالله خير ان شاء الله أحسدهم الا ربي يسعدهم ويوفقهم ، بللت شفتيها لتردف
يلا ليلو عن إذنك حبيبتي بنطلع عشان تجي المصورة تصورك انت وذياب
اومأت ليليان وهي تشعر بخوفٍ شديد ، رجل غريب سيدخل الا حياتها ولا تعرف عنه الا اسمه وشكله ، لا تعلم ماهذا الخوف الكبير الذي يجتاحها ولا حتى هذه السعاده التي غمرتها لانها ستتزوج من رجل تعلم انه يكن لها بعض المشاعر من نظراته التي يرمقها بها دائماً

انفاسه تهدر بعنف غاضبٌ جداً ولا يوجد من يُطفئ غضبه هذا !!! جاء لمده اسبوع كإجازة ليُصفع بخبر خطبه ابن عمته الخائن من الفتاة التي كان يُريدها ويحلم بها ليلاً ونهاراً وتقدم لخطبتها وتم رفضه بوقاحه وكان ذياب يعلم جيداً رغبته بها ولكن هيهات فهي له ولن تكون لغيره مهما كان فلن يستطيع ان يلمسها وهي عائده اليه والى قلبه حتى وان عقد قرآنه عليها هذا اليوم من اجل ان يُحضرا سوياً للعُرس فهي لن تكون الا له وقد اعمى الحقد والغُل عينيه عن اي شيء اخر وفقد ذرات من عقله !!!!!!!!!
ابتسم بخبث يتأمل باب غرفه غزلان عندما علم ان من يُحِب تستقر لوحدها بغرفه اخته تقدم بثقه يفتح الباب على مصراعه و فزت ليليان بخوف وهي تلتصق بالحائط الذي قُربها وعينيها ترتعشان لمرآه ، وترى هذا الرجل الذي تعرفه جيداً وسمعت كثيراً عن سمعته السيئة في كل مكان لترتجف بمكانها ولسانها يُعقد بحنجرتها كلما تراه يقترب تعود للخلف حتى التصقت بالجِدار ، والشر يملأ ملامحه ، أمسك بذراعها العارية ليسحبها بقوه لصدره و

auroraa 10-05-16 02:24 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل التاسع عشر


جسدها الغضّ والهش القابل للكسر وهكذا بقيَ بين براثن وحشٍ مُفترس ، لا يعبأ لأي اذى قد يُصيبها ، كل ما في عقله ان ينول من عسلها ويتلذذ بها كفاكهة مُحرَّمة عليه ولن تكون هي الاولى التي ينالها لقد نال قبلها الكثير والكثير ولم يُبالي فلما يُبالي الآن ؟؟؟! لا يهمه ما سيحدث بعد ذلك ، سينتقم من والديه اللذان سمحا لذياب ان يأخذها منه هو !! وقد عرفا كم يتوق لها .
ابتسم بخبث وهو يرى وجهها الصغير يلتصق بالجدار وعينيها ترتعشان بخوف ، ولسانها بالتأكيد قد عجز عن العواء ، لم يجبر اي امرأه عليه كانت النساء هُنّ من تترامين عند أقدامه بسبب وسامته الوحشية !!! ولكن هذه المره الأمر مُختلف هو وللمره الاولى يُعجب بفتاة ما وَيُرِيد ان ينالها وهي ترفضه رفضاً يجرح كبريائه لدرجه ان توافق على الزواج بقريبه .
انتزعها بعنف من الجدار ليلقيها على السرير ويثبت معصميها بكفه ويحشر قدميها بين قدميه ، وقد ادركت ما ينويه حركت جسدها بعنف شديد وارتطمت قدمها بالمزهرية الزجاجية التي تضم الورد الطبيعي على المنضدة بجانب السرير لتتحطم على الأرض المصقولة ، وسمع أنينها وصوتها بدأ يتحرر من فمها المزموم ليقول بنجاسة بعد ان أصابه القلق من صراخها الخافت وأنينها
: هشششش ما في احد هنا يا ويلك تصارخين او اسمع صوتك الفي بالي رح اسويه يعني بسويه لا تحاولين .
تساقطت دموعها كأوراق الخريف وقد ظنت ان الأمر انتهى ، وانتهت دُنياي .
مشت ريتا بخطواتها وفستانها الطويل يرفرف على جسدها النحيل كهيل عظمي تريد ان تسخر وتستمتع قليلاً مع من تربت معها لسنوات واعتبرتها اختاً لها ، وسمعت صوت عِراك وتحطم بعض الزُجاج !! قادم من الجزء المفتوح من الباب الخشبي العتيد وتلك الغرفة التي تجلس بها ليليان ليقتلها الفضول لما يحدث وهي تركض وتفتح الباب على مِصراعه وتتسع عينيها بذهول وهي ترى عاصم يعتلي ليليان على السرير ، بالكاد ادركت ما يحدث و تحركت بقوه لمنعه من ارتكاب هذه الجريمة البشعه ، أمسكت بذراعه بدون تحفظ لتبعده لم يهمها حرمتها عليه او اي شيء اخر فقط لتبعد هذا المجنون النجس عن أختها الوحيدة ، والواضح انه قد فقد عقله إذ انه لم يهتم ولم يستمع لها ، ولم يستجب لعنفها وهي تسحبه للخلف ، بل دفعها ببنيته القوية لترتطم بالحائط مُنزلقه إلى الارض بألم ، تشعر بالخزي والعار مما فعلته قبل أشهر لو لم تُبدل نفسها مع شقيقتها لما حدث ما حدث ،
لو انها عاندت والدتها ولم تسمع لوسواسها كانت اختها الآن تنعم بين عائلتها !! ولكن لم يحدث وهاهي تتلقى صفعات ما جنته يداها ، منذ دخلت بين أفراد هذه العائله انتابتها الغيرة من هذه الحياة التي كانت ستكون كلها لأختها وكانت ترد هذه الغيرة بشراء كل شي دون اختها من لها الحق في هذا كله ، ما الذي جنته غير الاسى والاحقاد هي حتى لم تعامل الناس جيداً ولم تكسب الا الأعداء ، لقد آن لكل هذا ان ينتهي كان هدفها السعادة ولكن لم تجد هذه السعادة هنا إذاً فالينتهي كل شيء .
مزق فستان ليليان من جانبه ليكشف عن ساقها وقد تحرر صوتها مع صوت تمزيق الفستان وصوت ريتا تصرخ عند الزواية من هول الفاجعة بأن لا يفعل .
كانت تنتحب بشده كما لم تبكي وتنتحب من قبل هي ريتا المعروفة بقوتها وجبروتها وكل من يتعرف إليها يحسب لها ألف حساب تسقط ضعيفه قالت بتحشرج وصوت تعمدت أن يصل لأُذنيه : عاصم الله يخليك لا تسويلها شي حرااااااااااااااااام عليك ليليان اختك ، اختك ، اختك .
في الخارج هرول ذياب وهو يسمع صوت الصراخ بعد ان أعلمته غزلان بانتظار ليليان هناك في غرفتها من أجل التصوير وأن يجلس معها قليلاً قبل ان تأتي المصورة وتكتم على انفاسهما ، أرتعد جسده بقوه وهو يرى ذلك المشهد أمامه ، حبيبته ومن أصبحت زوجته قبل ساعه ملقاه على السرير يعتليها عاصم الماجن ابن خاله وبتلك الزواية ابنه خاله التي ترتعش وتقول بصوت عالٍ الا يقترب منها وان ليليان اخته ، لا وقت لديه ليفكر وكيف حدث هذا المشهد ليُسرع بخطواته مُنتزعاً عاصم بكل قسوته من فوق السرير ، وعاصم الذي فغر شفتيه كأبله وعينيه متسعتين بصدمه لم يعبأ لذياب الغاضب الذي يجره كشاه نحو المذبح ، وقشعريرة سرت بعروقه من تلك الكلمات التي اخترقت أذنه !!! " ليليان ، اختك ، اختك ، اختك " .
غضبه قد أعماه لدرجه انه لم يُدرك بجره عاصم بذراعٍ واحده بدل أن يسحبه بذراعيه على السيراميك ، وادخله الى غُرفته السابقة بالقصر وبدأ يفرغ عليه كل غضبه وكبته ، ركله على بطنه بقوه ليتأه عاصم وعينيه مُتسعتان مما قالته اخته اذ انها لم تكن اخته حقاً فهو مُشوش وعقله مشوش بتلك الكلمات التي لا تفارق عقله وان من كاد ان ينتهكها هي اخته ، هل تكذب تلك لتبعده عنها فقط ؟؟! .
يتلقى ضربات ذياب يشعر بالالم ينهشه نهشاً لا يرحمه ويسمع سيل سِباب ذياب وشتائمه له وقد أُدمي وجهه بالدماء وشعر بذراعه تُنتزع بقوه من مكانها دون يوقفه او ان يدافع عن نفسه ولا للحظة ، لم يُدرك ما حدث بعدها اذ انه فقد وعيه .
***
في النهار
ثبت شاهين كفيه القاسيتين على مقود السيارة بتحفز وعينيه الشبيهتين بعيني الصقر تخترق الباب الحديدي للفيلا التي ينتظر أمامها ، شعره شعث لم يصففه هذا اليوم وكان يبدوا وسيماً بملامحه الرجولية الفتاكة بوسامه وحشيه منحته هاله من الثقه ، يُفكر بعمق شديد بمدى صحه كلام أخيه يامان عن ذلك الرجل ولا يستوعب هذا الامر ومايزال متيقن ان اخاه مُخطئ ، لا يُمكن لأب ان يؤذي أولاده ، لمح رجلاً أمام الباب في حديقه المنزل يُعد ويعبث بشيء ما بين يديه ما لتتسع عيناه عندما ادرك ان هذا الشي ما هو إلا مُسدس ، ترجل من سيارته دون تفكير وشعر بأحدهم يقف خلفه وكاد الرجل ان يهوي على رأسه بعصاه تفاداها شاهين ببراعة وهو يصوب لكمه قويه لوجه خصمه اسقطته أرضاً فاقداً الوعي ، وكان يُجيد الدفاع عن النفس ببراعة اذ انه التحق منذ المراهقة الى عده نوادي للجودو والتكواندو والكاراتيه و ....الخ مع زايد عكس يامان الذي كان يهتم بالسيارات والدراجات الهوائية و طلال الذي كان مُدمناً لكُره القدم ، دخل الى المنزل بدون استأذان او تفكير وراداراته الحِسية تشعره ان أخيه الأصغر بخطر مشى بهدوء داخل المنزل يحاول ان يسمع أصوات تدله على مكان أخيه والرجل حامل المسدس الذي يظن انه هو صهر أخيه المُجرم .
وكان له ما أراد ، في الأعلى مالت ابتسامه ياسر بتهكم ليقول بجفاف : جيت والله جابك برجليك والحين بكل هدوء وبدون اي صوت حط البنت على جنب وطلقها قدامي لو ودك تعيش
قست نظرات يامان واحتدت ملامحه بعنف وهو يشد سديم لصدره اكثر لن يفرط بها حتى وان فقد حياته كم كان يرغب بإسعادها كما اسعدته بدخولها الخفيف الى حياته ، لكم يرغب بمسح لمحات الحزن من وجهها الصغير وتحقيق أحلامها ومن قام هذا الرجل الجلف بتحطيمها ولم يجعلها الا رماداً مُتناثراً
قال يامان بقسوه : عشم ابليس بالجنه اخليها لك ولامثالك هي زوجتي وش تبي فيها دامك تكرها وتضربها كل هالضرب
هز الكهل منكبيه ويستند بكفه اليُمنى على عصاه والكف الأخرى تلُف مقبض المُسدس
: ابي ازوجها من واحد لي مصلحه منه كان ما يهمني اي وحده أعطيه وبما انها زوجتك كنت بعطيه روان ما تفرق عندي بس البلا انه طالبها بالاسم وماعاد فيني اسوي شي والحين بكـــ
قاطع صوته ضربه قويه سددها شاهين على عنق الكهل من الخلف وتحديداً قام بضرب عرق له افقدته الوعي وحسب ، بكل بساطه فهذا الكهل لن يستطيع مُعاركته ، ليقول بحده وانفاسه تهدر مما يراه أشاح بوجهه ليقول شاهين بصوت أجش وهو يضغط بقوه كلى كفيه
: يامان خدها !! خذها من هنا دقيت على الشرطه بتجي الحين وتشيله ذَا الحقير انا بكون هنا واهتم بالموضوع ويمكن بعد يستجوبون سديم وخلها تقولهم كل شي ودق على طلال وقوله غثني اتصالات وانا تحت
بلل يامان شفتين دون ان يتكلم فقط أومأ براسه ويتحرك بسرعه وهو يشعر بالخزي اذ انه لم يلحق بها وتمكن والدها من إيذائها وهو من وعدها ان تبقى امنه عنده دون أن يؤذيها احد بعدها ابتعد شاهين عن طريقه كي يأخذها للمشفى وقد لاحظ اثار الضرب على وجهها كلمحه بسيطه ويضرب قبضته بالحائط دون ان يتأوه باي الم وهو معتاد على تحطيم الرخام والسيراميك !!! لانه استهان بكلام يامان عن هذا العجوز الأجرب
***
دخلت آلى المنزل وهي تلوي شفتيها بضيق وعابسه الملامح بشكلٍ واضح تتمنى ان لا ترى حماتها او اخت زوجها الآن لا رغبه لها بالحديث او الأخذ والعطاء ، لم يكن عقل طلال معها إطلاقاً هذا اليوم حتى عندما اخذها للطبيب للإطمئنان على الطفل ، وقد أزعجها هذا اذ انها تعودت على تدليله الدائم لها !! وظنت ان خطوبته لمنار سبب من أسباب ابتعاده عنها وقد غضبت كثيراً لتفكيرها هذا ، لقد سمعت جزء من حواره مع اخيها وطلب عنوان ما يخص والده الذي كل ما يتواجد اسم ياسر الباز يعني ان هناك مشكله عويصه ، وكرهت إهماله لها لهذا السبب و لم تهتم لتدلف الى الغرفة بعنف وعندما اغلقت الباب بقوه خلفها كان هو قد لاحظ عنفها معه للتو وتغيرها الغريب اذ زاد دلالها اكثر مع حملها لطفلهما !!!!!! قد يبدو معتوهاً عندما يُفكر ان خربطه الهرمونات هي السبب ؟؟!
حسناً الى الآن يرفض يامان او شاهين الرد على اتصالاته إذاً ليدخل ويرى ما بها مُدللته غاضبه منه !!!
فتح الباب بهدوء عكس انفعالها هي بإغلاقه ليبتسم لرؤيه وجهها الملائكي ، تجلس على السرير و تعقد ساعديها امام صدرها بتحفز وتزفر انفاسها بعنف ليقترب منها وبقي واقفاً على قدميه وعقد ساعديه القويين هو الآخر ليقول بتسلية
: وش فيها دلوعتي زعلانه
ردت بفظاظة : ما فيني شي
ارتفع احدى حاجبيه من نبرتها التي ترد عليه بها لأول مره وهو يتأمل شفتيها المزمومتين بتمرد
: كل ذَا البوز والعصبية وما فيكِ شي تراني مو بزر ابو ١٠ سنين تلعبين علي بكلمتين
تأففت بضيق ولم تستطع السكوت قائلة
: انت خاطب صديقتي منار
اتسعت عينيه وقد أُجفل مو سؤالها المفاجئ الذي لم يتوقعه
!!!!
ورده فعله اثبتت لها كم هي محقه تلك الشيطانة ، لتبرم وجهها عنه بضيق
اما هو لم يحتج للإنكار وجلس بقربها على السرير ليُحرر ذراعيها من عقدتهما ويتناول كفيها بين كفيه الكبيرين الخشنين وقد باتت كفيها ككف الأطفال بين كفيه ، و يسير بابهامه عبر عروقها البارزة من قشديه بشرتها ، ويشرح لها كل شيء حدث
قالت بصوت متحشرج وعينيها فاضتا بالدموع
: حتى ولو بطلت انا لو ماكنت حامل كنت بتتزوجها من وراي وتكسرني لو انك قايلي اهون علي من انك تتزوج بالسر ولو كنت بخير البيبي اليوم كنت كمان رح تتزوجها
لتخبره هي بدورها ما حدث وكيف علمت بشأن خطبته ، واتسعت عينيه وهو يسحبها بلهفه وفزع بين ذراعيه يغرسها بصدره يحميها من كل أَذًى يطولها وهو بعيد عنها ، الا انها انتفضت بعنف مُكشره بملامحها قائله بحده
: لا تحاول تراضيني لانه ما رح أنسى الصار بسهوله الوقت الأنا فيه أعاني من أمك وكلامها علي وكرهها وحقدها وانت ما تقدر تقول ولا كلمه تدافع فيني عندها وتسمع كلامها وتروح وتخطب من وراي كيف رح أنسى وانا ألما اقدر أتخيلك مع حرمه غيري تروح تختار صديقتي القريبة مني وتخونوني إنتوا الاثنين
فغر شفتيه وهو يُحدق بأثرها وتدلف لدوره المياه حتى تبكي كي لا يراها ويعانقها وتستسلم له .
نظر بدون اي تعبيرات لهاتفه الذي اصدر اهتزازاً ليرى رقم يامان يُزين شاشته ، تنهد بعمق ليقول بخفوت
: وأخيراً
اجاب على هاتفه وإذ به عيناه تتسعان بصدمه من كلام يامان عن وجود اخته الحبيبه بالمشفى دون او يوضح لن الأسباب ، ليهب واقفاً بدون تفكير يتناول اغراضه ويخرج في الوقت الذي خرجت منه ليال على اثر اغلاقه الباب ، وهي تتمدد على ظهرها متأمله السقف بحزن وكأنه بات يمل منها ومن دلالها ولم يهتم لحزنها ليخرج ويتركها مع اشباحها
***
نهضت بأناقة عن الأريكة تقول بتسلية
: ايه الحمدلله أقنعتها وقلتلها ان ربي ان شاء الله يكتبلها الخير بالهازواج ما تدري وين الخيرة فيه
كانت مرح تُداعب مُزون على حِجرها وهي تستمع لسيدرا تهذر على رأسها لتقول
: الله يكتب لها الفيه الخير المهم انك رحتي وتطمنتي عليها وعلى اهلك بالنهاية هي بتجي وتعيش هنا موب زوجها واهله هنا
أومأت سيدرا : أيه هنا هذا المطمني انها بتكون عندي اهتم فيها واساعدها ، يلا بروح اسويلك قهوه واجي
اومأت مرح وهي ترى ظل صديقتها يختفي عند المطبخ ، لتضع الطفلة لسرعه بملل وقذارة ، يا الله كم تكره الأطفال !!!
والتقطت هاتف سيدرا التي تركته على الأريكة وتنهدت براحه عندما لم تجد رمزاً للمرور وفتحته ونقلت الرقم الذي سُجل بالقائمة باسم " حبيبي " ، اذ انها تتذكر جيداً ان صديقتها قد أخبرتها مره انها قد سجلت اسم زايد بحبيبي عندما سألتها هي بعفوية وبعدها بفتره رأت هذا الزايد يُقَل زوجته من منزل احد صديقاتهم المُشتركات وتقع بغرامه ومحاوله الحديث معه

auroraa 10-05-16 02:26 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل العشرون


وكأنما الزمن توقف عند تِلكُما النظرة ، وكأن الزمن قد ذُهل من تِلكُما اللحظة ، ليأن بأسى على ذلك الوباء الذي صاب أبناء بلادنا !!!! لا هيهات بل ذلك الوباء الذي اصاب البشر جميعاً !! لا يعرفون معنى للشَرف او العِفة ، حزن الزمن على ما آل اليه شبابُنا ، يئس من هذه الدُّنْيَا لتُفقده ما تبقى له من إرادة وآخر ذرات التعقُل .
هُدرت انفاسه بعنف دون ان تعرف معنى للهوادة ، صدره يعلو ويهبط في تناغم يطرد ذرات ثاني أكسيد الكربون يحمد الله على تماسكه كي لا يقتل ذلك القذر المُمدد على الأرض فاقداً الوعي ، وتخترقه عينيه السوداء الداكنة بازدراء وامتعاض طفح منهما جسده الخشن .
اعتلت يارا السُلّم بقلق وهي تسمع صوت الصُراخ والخبط والارتطام القادم من الدور الثاني مما اثار استغراب أزواج من العيون الفضولية من الضيوف عن ما حدث !! وأصواتٌ متفاوته تهمس
: غريبه وش صاير فوق ، سمعت صراخ بنات معقول بنات متهاوشات ، لا ما أظن مارح يسون ذي الفضيحة عشان هواش اكيد شي اكبر ، تهقين غاصبين العروس على ولدهم
هزت مناكبها إحداهم بمعنى انها لا تعرف وارسلت ابنتها الصغرى لتستفسر عن الوضع .
هرولت اكثر بكعبها العالي لتدلف الى غرفه غزلان حيث تعلم ان ليليان هناك وصُعقت مما رأته .
اذ ان ليليان كانت تجلس في منتصف السرير تضُم ركبتيها لجذعها وتهز جسدها للأمام والخلف وهي ترتعش من فرط الخوف ، نظراتها جامده تُحدّق بالفراغ والسواد حولها حيث لم يعد هناك وجود للبياض في هذا الزمن ، لا تعرف ماذا حدث وما الذي أوقف عاصم عن إكمال ما بدأه كل ذلك لا يهم تريد الذهاب لوالدتها ولا تستطيع حتى النهوض من قوه الفاجعة ما تزال ملتصقه بالسرير تأبى النهوض خوفاً ان يراها عاصم مُجدداً وينتهكها وينجح في ذلك ، حتى ذياب سيتخلص منها بعد ان لمحته يدخل الى الغرفة وفقدت وعيها فور رؤيته من صدمتها ، وكأن صدمه عاصم لا تكفي حتى يأتي الزوج ويرى زوجته بوضعٍ مُخل للأدب والتربية رُغماً عنها .
تقدمت يارا بمهل لتعرف ما حدث ولم تستطع منع شهقتها من الخروج من حنجرتها وهي ترى ثوب ليليان قد مُزق بقسوه من الجانب ، وضعت كفها على فمها مميله بجسدها الى السرير تسحب ليليان لاحضانها هامسه برُعب
: حبيبتي بِسْم الله عليك يمه وش صار هنا
لم تحبها ولم تنظر لها بل بقيت جامده بمكانها وقد توقف ارتجاج جسدها
وصل لمسامع يارا بعض صوت الخبط والرقع لتنهض وقلبها يزداد ضرباته وهي متفاجأه مما حدث اليوم هرولت لغرفه ابنها التي يصدر منها الصوت ورأته يفترس عاصم بدون رأفه او رحمه وقد كان ابن اخيها مُبلل بالماء وكأنه قد دخل لحوض الاستحمام بثيابه مُلْقًى في وسط الغرفة يئن بوجع وقد تجمعت الدماء على شكل خارطة بوجهه ، لتصرخ بفزع وهي تلتقف عضد ابنها الوحيد تبعده عن عاصم كي لا يقتله بالخطأ ولا يُعيد التاريخ نفسه
: يممممه ذياب تكفى أبوس إيدك اتركه وش الصار رح تقتله يمه
تساقطت دموعها وهي تراه يدفعها دون ان يأبه وكأنه لا يشعر بوجودها رأت هاتف ابنها وأغراضه الشخصية على الطاولة لتستل هاتفه مُتصلة بأخيها ليأتي فوراً ويوقف هذا الجنون ، فُزعت تلك الطفلة وهي ترى الرجل الذي يصعد الدرج بتوتر دون ان يُلاحظها احد فكلٌ مشغول بهمه ، لتهرول لوالدتها وتخبرها بما رأت وتبدأ النساء بتأليف القصص وتحريفها كما تُسعدهم ويستمتعون بها
***
نزلت بخفيه من الدرج الخلفي دون ان يُلاحظها احد وخرجت من المطبخ وهي تهرول و تشعر برجفه تسري بين عروقها والشيطان يجري بعروقها كمجرى الدم ، تضم جسدها الضئيل بين ذراعيها وترجف من البرد في الجو المعروف برطوبته ودفئه اغلب أوقات السنه ، ولكن لا تعرف مما تأتيها هذه الرعشة هل من ما حدث قبل دقائق وهجوم عاصم على ليليان ليأتي ذياب وينتشله كخروف ضعيف من فوقها ام لأن سرها الكبير قد كُشف وصرحت به ، لا تعلم هل سمع كُلاً من ذياب وليليان تصريحها ام لا ولكنها متأكده من سماع عاصم وإلا لما توقف عمّا يفعل ، كلها عده لحظات فقط الا ان يستوعبوا ما نطقت به ويبدؤون بحسابها ، ولن تتراجع الآن يكفي ما عاشته من قلق وخوف واضطهاد بين جدران هذا القصر ، وصلت الى المُلحق تستنجد بوالدتها فوالدها لن يفعل شيئاً لها وهو يبدوا منذ فتره مُرتبكاً مشوشاً لا تعرف ما به رُبما السُكّر او الضغط لم يكن جيداً يُسبب له الالم ، فتحت الباب بمفتاحها الاحتياطي لتلج للملحق ناده على والدتها بصوتٍ ضعيف تأن بوجع ودموعها تتساقط كما الثلوج وهي متأكده ان والدتها في القصر مع الضيوف
: يممممه وينك يمه محتاجتك يمه
خرجت ناريمان من غرفتها بقوامها الممتلئ قليلاً بإغواء وقد فقدت بعض الوزن منذ مجئيهم للسكن هنا بفعل القلق والخوف والتوتر من كشف سِرهم الكبير تضع اقراطها بثقوب أُذنيها وقطبت حاجبيها بصدمه من حال ابنتها البائس
: يمه وش فيك سلامات وش فيه شكلك كذه ومكياج ساح على وجهك
سرحت وغامت بعينها والدمع مازال يتساقط على هيئة ماء مُملح : عاصم كان بيعتدي على ليلو أنجن يمه ماهمه انها تزوجت وشق فستانها الحقير وأبعده ودفني ماهمه شي ما همه شي ماقدرت استحمل وبعدين قلت كل شي وأنها اخته
اتسعت عينا ناريمان ليسقط احد اقراطها أرضاً قبل تثبته ، لم تأبه له لتهرول وتلتقط ريتا وتضمها لصدرها لتقول بعجله
: لازم نمشي من هنا بسرعه ، ازاحتها قليلاً وتمسح على شعرها وتعيد خصلها التي التصقت بوجهها من الدموع ، خلي ابوك ومجود هنا ما رح يقدروا يسون لهم شي
نظرت ببهوت : ليه نخلي أبوي وماجد اكيد بحاسبوهم وبينتقموا من السويناه فيهم بابوي وماجد
هزت ناريمان رأسها بقلق من غباء ابنتها ولم تدرك ما قالته وسبب الدمار لقلب ريتا الصغير اذ هو اصغر من ان تتحمل مخططات قذره كهذه
: مافي مكان لهم ما نقدر نرجع البيت بلاقونا بسهوله و مجود صغير ما رح يأذوه وهو يلا يفهم الصار و ابوك أصلاً خلقه تعبان ومضيع هالشايب ومعه العَتّة عرفت قبل لا يجي ابو ليليان يدورها بفترة وكان وقتها الذاكرة عنده مشوشه وهذا الخلاني أتشجع وأقول نبدل البنتين ولا هو لو كان بعقله كامل كان حلم ابليس بالجنه ابدلك مع ليليان ويسوي لنا النُّون وما يعلمون وصارت فضيحتنا بجلاجل وتعمدت ما أعطيه الدواء عشان حالته تسوء وما يدقق والحين صار ما يتذكر بعض الأشياء .
عند اخر كلمه ضغطت ناريمان على شفتها السفلى من تلك الحقائق التي هذرت بها من التوتر وقد ادركت الآن ما زل به لسانُها السليط !!! اتسعت عينا ريتا بصدمة ولم تستطع ان ترمش بعينها من كل هذه الحقائق التي اكتشفتها للتو هزت رأسها بعدم استيعاب وهي مذهوله من تفكير والدتها !!؟؟؟؟ قالت بانفعال
: انت وش سويت في أبوي ليه ما اعطيتيه الدوا مستحيل يكون قلبك قاسي كذه تنتظريه ينهار ويموت ليه كذه سويت حرام عليك كل هذا بس عشان لا يتكلم ولا يدافع عني ويمنعني من الروحه وأتبدل مع ليلو
خرج السهم من القوس ولم يعد هناك لتخبئه الحقيقة اكثر ليظهر وجه ناريمان الثاني البشع الحاقد وهي تقول بجفاف وهي تعقد ذراعيها لصدرها
: طول عمري وانا عايشه بالفقر وأقول لأبوك يتحرك ويتلحلح يسوي شي يشتغل وهو طول عمره شايب مخرف راضي بالاحنا عايشين فيه وبكل وقاحه يروح ويجيب ليليان ونصرف عليها من فلوسنا والفلوس اليرسلها جدها بالقطارة و يقول ماله داعي احنا احسن من غيرنا و في ناس ما عندهم بيت عمري وشبابي كله راح معه وما رح اهدم البنيته عشان تدمريه انت باعترافك يا الخبله مل السويته أخذت شوي من حقي وتعبي في بنتهم ويمكن خسرنا فرصتنا هنا وكشفتي نفسك بغبائك بس فيه فرصه ثانيه عشان كذه بسرعه الحين تمشين معي ونطلع من هنا قبل يمسكونا
فغرت شفتيها الصغيرتين بصدمه وهي تعود للخلف بهدوء
والتصق جسدها بالجدار الذي شعر بارتعاشها واهتزازها وتهز رأسها بانفعال والذعر يرتسم على وجهها الاسمر وقد فهمت تماماً ان والدتها تستغلها كما فعلت بتبديلها مع ليليان ، يا الله لقد أدخلتها لذلك العالم بيديها جعلتها تشعر بالفرق بين العالمين وهي من كانت تعيش بالفقر لسنوات دون ان تأبه لذلك كان همها هو العيش ، ادخلت الغيرة لقلبها كي تؤذي اختها !! اختها الوحيدة لسنوات ، كانتا تلعبان معاً تخرجان معاً تدرسان معاً اذ ان ليليان كانت مجتهده وهي كانت تتذمر على الدوام من المدرسة ، كيف حدث ذلك بعده دقائق ؟؟؟! وانقلبت الآيه وامها تُزين لها تلك الدُّنْيَا قالت بذهول وهي تهز رأسها بعنف
: لا لا لا ما رح أجي معك رح أكون مع أبوي وأخذه الدكتور ما رح أخليه يموت وانا اتفرج مستحييييييل
برمت ناريمان شفتيها بعدم رضا وهي تفكر ، مجرد مسأله وقت ويكتشون الحقيقه عليها ان تخرج هنا مع كنزها الثمين وهي ابنتها ، اذ ان خطتها قد فشلت بالتبديل لطالما كانت تقول لها ان تحضر لها المال من عبدالكريم وكانت بغبائها تقول لها " يمه استحي اطلب منه دون ما يعطيني ما اقدر اطلب صعب " لتنهرها كما العاده ولا فائده ترجى منها ، حسناً !! عليها الاستعانة بأحد زميلاتها اللاتي يعملن بقصور الأمراء كي تزوجها بأمير ما تعلم انها ابنتها لن تبقى طويلاً عنده اذ ان الأمراء يفضلون التغير والتبديل دائماً او تزوجها لشخصٍ غني كان شاباً او عجوزاً لا يهم المهم ان تستفيد هي لن تغرق نفسها بهذا الوحل اكثر من ذلك .
سحبتها بعنف من ذراعها كي تأخذها معها لن تسمح لها بإفساد مُخططها مهما كلفها الثمن غالياً .
***
اخترقت تلك الرائحة المُعقمة تجاويفها الأنفية وتخللت بين شُعيراتها الدقيقة لتشعر بها تخترق جدار رئتيها تمُدها بالحياة ، غائبة مابين الحقيقة والخيال ، تعرف جيداً هذه الرائحة المُزعجة رائحة قويه جداً نظيفه بتحفظ لقد مرت عليها كثيراً بسنوات حياتها الماضية ، لكن ماذا حدث لها الآن لتعود لهذا المكان الذي ينتشر به البياض ، رمشت بعينيها وهي تشعر بجفاف شديد بحنجرتها ، أصدرت صوت متحشرج ليفز من بقي بجانبها هذا اليوم ، اجتذب كفها وهو يهمس بلهفه تُقطع نياط قلبه
طلال : سدوم حبيبتي انت بخير تبغي شي
هزت رأسها بضعف وقالت بوهن : ابغى مويه بس
هز رأسه بتوتر وهو يسكب لها بعض الماء في الكأس الزُجاجي واضعاً ذراعه تحت رأسها بخفه مُساعداً إياها على الشُرب ، وقد قال لهم الطبيب انها ضُربت على رأسها ، شربت قليلاً وتساقطت بعض قطرات الماء تُبلل لباس المشفى الذي ترتديه ، لم تشعر برائحته المعروفة للأنفها بقربها لقد فقدته هو من انقذها من بين براثن والدها المتوحشة وبراثن من كانوا تحت امرته ، شعرت به كما يشعر الطفل بأمه ، وشعرت بجسدها الضعيف بين ذراعيه يحميها يرفع من مكانتها يُشجعها كما اعتادت منه ان يفعل بعد ان تزوجا ، ولكن لا تعرف ماذا حدث بعد ذلك ، بالطبع هذا ما سيحدث ما الذي يُريدونه منها وقد عرفوا ان والدها ليس إلا بمجنون وأنها قد ترث عنه الجنون ؟؟! ما الذي يريدونه من واحده والدها مُجرم في هذه الحياة ؟؟! ما الذي يريدونه من فتاة بائسة مِثْلها ؟؟! كُلها مشاكل من رأسها إلا أخمص قدميها ، ولا تجلب لهم إلا المشاكل .
أراحت رأسها على الوسادة الوثيرة واسبلت أهدابها وكل ما خطر في بالها ان يامان سأم منها ومن مشاكلها ويبدو انه حان وقت الفراق الذي كان يقول عنه دائماً بدايه زواجهم ، شعرت بشفتي شقيقها تستقر على جبينها برقه ثم على عينها المكدومة لتبدأ مع قُبلاته تتساقط دموعها كخطين مالحين وينحدرا لإذنها وسمعت صوته المُتحشرج يقول بغصه عجز عن كتمانها
: ليه يا روح اخوك ليه ما علمتيني من اول انه أبوي يأذيك كل هالاذى يعني اعرف من ولد خالتي ولا اعرف منك انت الأقرب لي من روحي .
ابتسمت بألم وهي تنظر اليه : قلك كل شي .
طلال يوميء بعزم وقد عقد حاجبيه : ايه قال ومجبور يقول وانا اشوفه يسب بأبوي ويشتم ويتوعد فيه .
عادت موجهه نظراتها للسقف الجاف ، تُبلل شفتيها الجافتين
: في الاول كنت مشغول بسفرك عشان الدراسة وبعدها رجعت وتزوجت وماحبيت أشغلك و ماكان يأذيني كثير وانت موجود وبعدها هو راح .
عض باطن شفته بقوه ليهمس : وامي وينها عنك .
هزت منكبيها بخفه من الألم : ما كانت تقدر تسوي شي .
أسبل اهدابه سناداً جبينه إلى كفيه الممشبوكين ، يشغل تفكيره ما حدث لأخواته دون ان يشعر !!! ربااااه وهو من كان يظنهم بخير حين يقولون له انهم بخير في كُل مره يسألهم بها ، لم يرى نظرات الحزن خلف عيونهم ، لم يرى الاسى خلف شفاههم الباسمة ، تباً كم هو اخٌ سيّء لا يعبأ إلا بحياته الخاصة وهمومه وينسى أخواته وروحه ، كم يشعر بالندم والخناجر تُقطع قلبه وتشرخه بشرخ لا يلأم على إهماله لهم ، اقسم بداخله انه سيقوم بتعويضهم عن كل اذى اصابهم ببعده ويتمنى ان الوقت لم يفُت ليفعل ذلك .
هي لم تفكر كثيراً عندما كادت ان تنطق وتسأل عنه لماذا احضرها لهُنا وذهب ولم يعد ؟؟؟! غفت بهدوء كما يغفى الطفل على أبره المُسكن التي غرزتها بها المُمرضة وتطير لعالم الأحلام حيث لا مكان للسواد ولا مكان للهموم والأوجاع .
طُرق الباب عده طرقات ليدخل يامان قائلاً بلهفه اتضحت بصوته
: ها طلال بشّر قامت .
مرر طلال كفيه ماسحاً بهما وجهه وشعره للخلف وهو يقول بإرهاق
: ايه قامت وتكلمت معي شوي بس رجعت قامت شوي شوي بتتحسن ان شاء الله .
أومأ يامان ونظراته تشرد اليها بحنان ، الزمن كفيل بمحو أوجاع البدن ولكن ماذا عن جروح وأوجاع الروح من الذي سيشفيها ؟؟!!! حبيبته الصغيرة ارسلها الله له لتكون كنسمة روح تُزين له حياته وتملأه بالسعاده والدفء ومن حقه عليها ان يحميها وتبقى تحت جناحه عصفوره صغيره الى ان تكبر وتحلق .
نهض طلال عن المقعد الذي بقرب سريرها هامساً كي لا يُزعجها
: يامان انت بشّر وش قال الدكتور عن حالتها .
يامان ولم يبعد عينيه عنها : الحمدلله بخير بس نفسيتها بتكون صعبه وحساسه كثير تتأثر باي كلمه او لمزه يعني هالشي فيها من اول مو جديد كله من بركات ابوك
أشاح طلال بوجهه ولا يعرف ماذا يقول وقد عُقد لسانه وهمس اخيراً بعد برهه من الوقت
: طيب أخليك الحين معها وبمرها الصبح أشوفها واطمن عليها بكره بيكتبولها خروج .
أومأ يامان وهو يُتابع خطوات طلال وهو يخرج من الغرفة ليجلس بمكانه قربها واجتذب كفها المغروز به أبره المُغذي ليُقبلها لأول مره تستشعر شفتيه نعومه بشرتها السمراء تأوه بوجع وهو يعود يقبلها على باقي أصابعها ويمسح على شعرها بكفه الاخرى وابتعد كي لا يُضايقها و يُزعجها بنومها .
***
يتملل على فراشه وقد غادر النوم عينيه من الهموم التي تكاتلت على قلبه ، ويشبك كفيه خلف مؤخره رأسه يتأمل سقف غرفته لينتبه لأزير صدر عن هاتفه المحمول رفعه بملل وهو يرى رسائل الواتس أب وارتفع احدى حاجبيه بتسليه عندما رأى رقماً غريباً ، فتح الرسالة ليقرأ الجملة
" مرحبا معي زايد " .
بقي يُفكر لعده دقائق ليبتسم ويُجيب ،
" ايه معك زايد
إلا مين معي ما تعرفنا على الحلو " .
همست بداخلها - وجع صدق رجال ما منهم أمان هذا وسيدرا تقولي ان حياتهم ماشيه تمام وأنهم بخير بس شكلي بطيحه بسرعه وما رح اتعب معه لو صدق يبيها ما تواقح معي قطيعه - ،
أجابت بتسليه !!!
" معك وحده حابه تتعرف لو ممكن " .
لوى شفتيه وارتفع حاجبيه باستمتاع
" اوك ممكن نتعرف وش اسمك واضح انك تعرفيني من وين "
بللت شفتيها وهي لا تُصدق انها ستسقطه بشباكها وأخيراً منذ تلك المره التي رأته فيها يصطحب سيدرا من منزل احدى صديقاتهم وهو لا يُفارق خيالها برجولته ، ليس وسيماً كثيراً ولكنه ملامحه رجوليه بحته وجسده كما لم ترى رجلاً بعضلاته وعظامه الُمتناغمه بشكلٍ جميل ، ليست مفتوله جداً اذ انها مُناسبة لطوله و من الواضح عليه انه لا يقوم بتنشيف الدهون بجسده وهذا ما يجعله ممتلئ بعض الشيء ومتناسق بإغراء ، على الأقل هي تراه هكذا
" انا مرح ومن وين أعرفك انت زوج صديقتي "
" اها يعني تعرفين اني متزوج وبعد زوج صديقتك طيب وش بتسوين لو درت انك تكلميني وأخذت رقمي منها اكيد مارح تعتبرك صديقتها وبتقطع العلاقة "
" انت لو بتكلمني وتتعرف علي اكيد ما رح تقولها ولا بتزعل عليك بعد لأنك أخذت واعطيت معي "
" همممم طيب موب قايلها سولفي معي "
بقيا يتحدثان لمده ساعه على الواتس أب ليشعر هو بالنوم يغزو عينيه اخيراً ويقول
" طيب يلا استأذن الحين بروح انام نعست أكلمك وقت ثاني "
يا الله كم اشتعلت الغيرة بقلبها كالنار المُتأججه عندما ذكر النوم وان سيدرا بالطبع ستنام بأحضانه كما أخبرتها مره بزله لسان لم تقصدها انها تنام كل يوم بحضنه ولا يستطيع مُفارقتها ولا يستطيع النوم بدونها لترسل له صوتاً عبر الواتس أب !!!
" زيوووودي تكفى لا تروح مره تفشانه سولف معي شوي "
عض شفته السفلى مانعاً ضحكته مو ان تصدح من صوتها " الدلوعي " كما سماه ليقول
" خلاص يا قلبي بعدين بنام الحين " .
استلمت للأمر الواقع وهي تخطط اكثر لتوقعه اكثر بشباكها دون ان يُلقي حتى نظره عابره لسيدرا سيُصبِح زايد لها وحدها ولتحتفظ سيدرا مع كرشها المُترهل بأطفالها المزعجين القذرين وستكون هي اميرته التي تُدللة وتفعل كل ما لم تفعله سيدرا له وهي تتذكر تلك الفترة التي شعرت بها سيدرا بأنها مريضه وسترحل لم تترك شيئاً لم تخبرها عنه في غمره حزنها والمها وأنها كانت تتمنى ان تفعل لزايد كذا وكذا مما يُحبه ولم يُداهمها الوقت لفعله ، ستتبرع هي الآن لفعله

bluemay 10-05-16 05:21 AM

رد: هذه دُنياي
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يا هلا والله اسفرت وانورت بوجودك معنا ..

رح ارجع بتعليق بعد ما اقرأها واعذري انشغالي هاليومين..


*تم التثبيت*


تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


auroraa 10-05-16 05:27 PM

رد: هذه دُنياي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3608109)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يا هلا والله اسفرت وانورت بوجودك معنا ..

رح ارجع بتعليق بعد ما اقرأها واعذري انشغالي هاليومين..


*تم التثبيت*


تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

حبيبتي منور فيك .. نورتيني الله يسعدك

تسلمي والله ما قصرتِ معي ابداً وتعبتك وياي

ان شاء الله تعجبك الرواية وتروق لذوقك

auroraa 13-05-16 02:29 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الواحد وعشرون
رباه !!! وكأن أبواب السماء شُرِعّت ،
وجلجل بها الرعد يُخرس الآذان والأفواه ،
من الثرثرة ،
والريح تعوي بألم كما لم تعوي من قبل ،
و كأن الأرض اهتزت وربت من تحت قدميه ،
هل يشعر أحدٌ بهذا الزلزال الذي اخترق الأرض ليسقط الجميع في الخندق يصرخون بفزع مما حدث .
مابال جسده يرتعش ويختض كالغربال من رأسه إلى اخمص قدميه ،
صدره يعلو ويهبط بعنف وعينيه مُحدقه للأمام بصمت
مذهول دون أن تتحرك ، وترك عاصم يأن بوجع
أمامه على الارض ، وتعود له ذرات العقل وهو يتذكر تلك الجُملة ابنه خاله تصرخ مُحاوله إيقاف عاصم عن انتهاك جسد حبيبته .
" اتركها ليليان اختك ، اختك ، اختك " .
هل قالت ذلك لكي توقفه فقط عن مجونه وحقارته
ام ان حبيبته هي حقاً اخته ولكن كيف ماذا عن تلك التحاليل ؟؟!
قفز لذاكرتهم تلك الصورة التي شبهها بها بخاله
ولم يعبأ لها في يومها لانه لم يُدقق بها كثيراً عندما اختلس النظر وتراجع فور ادراكه لخطأه .
قطع استرسال أفكاره صوت خاله المصدوم .
: ذياب وش صار ليه سويت فيه كذه .
التفت بجسده الصلب وهو مُتشنج مما حدث اليوم
كان على هذا اليوم ان يكون يوم فرحته وسعادته
ولكنه لم يكن قال بهدوء .
: دخلت أتصور مع مرتي ولقيت هالكلب فوقها بيعتدي عليها تخيل يعتدي عليها وهي صارت زوجتي واحتمال تكون بنتك يا خالي بس بتأكد اول .
فغرت كلٌ من يارا وَعَبَد الكريم فاههما بصدمه شلت أطرافهما من خبرين الاول عاصم ومافعل والثاني ثقه ذياب ببنوه عبدالكريم لليليان ليهمس الثاني ببهوت لم يتجاوز صدمته الاولى بعد ليستوعب الثانية .
: اذا كذه ماعاد لك لوم قلبي كان حاس انك ما تفتري فيه عن عبث .
نظر ذياب لوالدته ببرود..!!
: يمه شوفيلي طريق بروح أطمن على ليليان .
لم تزل الصدمة على وجهها المُـشع بالجمال الآخاذ مع عمرها الذي تجاوز الثلاثين بمراحل ، وهمست .
: روح يمه روح ما في احد بطريقك .
خرج ابنها من هنا لتهبط دمعتها على وجنتها اليُسرى من هُنَا كخطٍ يَحكِي قصه عذابها ومآسيها بهذه الحياة
وكأن كل شي انتهى ،لم يعد له اي طعم او لذة ، مراره هذه
الأيام تسري كالحنظل بحنجرتها ، تجرحها وتُسممها لتقضي على اخر املٍ لها بالحياة .
بين الضوضاء والإزعاج داخل قصر عائله الذيب لم تنتبه النساء للرجل الذي كان يهرول صاعداً الدرج بعجله من الباب الخلفي للمطبخ ولحسن الحظ ان نساء هذه الطبقات لا يتطفلون على المطبخ وماذا يُعدُّون أهل المنزل به ، الا من امرأه كانت تقف عند دوره المياه القريبة من الدرج وقد فُزعت من رؤيه الرجل الذي دخل دون استأذان أمامها لتشهق مُتطلعه لظله الذي اختفى على الدرج ، حسناً لم تأبه كثيراً اذ انه واضح على شكله الفزع من تلك الأصوات التي صدرت من الأعلى و أحدٌ ما قد اتصل به ، خطت بخطواتها لغرفه الجلوس تهمس لإحدى قريباتها .
: استأذني من ام عبدالكريم عشان نطلع شكلهم عندهم مصيبه فوق .
شهقت قريبتها : الله يستر خليني اروح أكلمها عشان نطلع .
ارتدت الفتاتان عبائتهما وهمتا للخروج واوقفها صوت طنين سيارات الشُرطة قُرْب القصر بل قد دخلت السيارات عبر البوابة الحديدية المفحورة بروسمات فيكتوريه لتُذهل الاثنتان وتعودان ادراجهما من الخوف وتهمس إحداهما .
: يممممه شفتي الشرطة جايه الله اعلم وش ورى هالناس حسبي الله توك متعرفه على بنتهم وامي كانت ترفض رفض قاطع نزور احد ولو نعرفه من سنين ، من بلاوي الناس التسمع فيها وتخاف علينا نتورط معهم شفتي شلون يا الغبيه انت وزنك وضغطك عليها وملكه ومدري ايش وما في شي بصير و يخوف هذاها جت الشرطة الله اعلم وش مسوين من مصايب ......
كانت تسترسل بحديثها و هي تستمع لثرثره اختها،
وقلبها يزبد ويهبد بانفعال ما الذي جعلها تستجدي عواطف والدتها للموافقه على زيارتهم ما اهميه هذه الملكه لها لتورط نفسها هنا كانت والدتها مُحقه بخوفها عليهم وعدم موافقتها لزيارته اي احد غير موثوق ولكن ما حدث قد حدث وانتهى ، رباه فالتمر هذه الليلة على خير .
كان يقف بسيارته المستأجرة خلف سيارات الشرطة عينيه الحادة تخترق سيارات الشرطة التي تُداهم قصر الذيب
ليس من اجل عائله الذيب بل من اجل تلك العائلة الفقيرة
التي اكتشف انهم يعيشون هنا ، عاد بذاكرته لقبل عده ايام عندما كان يستفسر عن أهل البيت الذي قام بزيارته وبعد مُحادثته مع مستأجره عن مُلاكه
*
اشتم رائحة قذرة جداً تنبعث من حديقه المنزل الصغيرة جداً جداً والرائحة مُنتشرة بقوه في الأرجاء ، عبس بوجهه اكثر قائلاً
: من متى ذَا الريحة هنا .
المُستأجر بعد ان تعدل بوقفته عبس هو الآخر
: شفت شلون يعني شامم الريحة مادري وش فيها ومن وين جايه حالياً أدور بيت جديد قرفنا منها راحت فلوسي وانا اجيب مبيدات حشرات واشياء تبعد الريحة ماكانت فيه يوم سكنا البيت بدت تطلع بعد شهر .
أومأ تُركي بتفهم وهو يعرف هذه الرائحة جيداً ، انها رائحه من انتقلوا للبرزخ ، حيث هناك عالمٌ اخر لا حياه فيه
عالم بارد كالصقيع ، كل شخصٍ يبقى فيه لا انيس لوحدته
، يعرف رائحة العفن هذه جيداً كيف لا يعرفها وهي تمر عليه بين حينٍ وحين اثناء عمله في الطِب الشرعي قال بوضوح .
: معليش بس لازم اقولك شي انا كنت اشتغل في الطب الشرعي واتقاعدت والحين اشتغل بالxxxxات هالريحه اعرفها زيييين مرت علي هي ريحه الجثة التخيس بدون غُسُل او كفن ، ما ودي اخوفك بس احتمال في جثه بالحديقة .
اتسعت عينا الرجل بصدمه كبيره وذهول غير مُصدق ليأخذ عائلته فوراً لأهل زوجته ، ويعود وقد وجد الشُرطة هناك تحفر الحديقة ويُخرجون الجثة منها ، غثت معدته وهو يُفكر انه يعيش بمنزل لمده شهر واحد بدون رائحة و شهرين كاملين بهذه الرائحة البشعة وقد فكر للتو ان ينتقل منها وقد دُفنت به جثه فاحت رائحتها من تحت التُراب لانها لم تُدفن عميقاً ، لاعت كبده وهو يُخرج ما بجوفه مُتذكراً لعب اطفاله ودوسهم على التُراب والركض فوق الجثة ، ويترنح جسده ويسند ظهره على السيارة ناظِراً للرجل الذي اكتشف ان الجثة لوالده .
***
مُرهقاً جداً يحتاج لكميه وافره من النوم كي يرتاح وينسى همومه ، يُرِيد الاستلقاء بحضنها والتمتع بحضنها وبشره كفه تُلامس بشرتها الحريرية ينسى كُل شيء بين ذراعيها ، عاد من المستشفى بعد ان اطمأن على شقيقته بين أيدي زوجها تخنقه الغصة بما فعله والده لها بكل عنف
لم يُراعي انوثتها وضعفها ورقتها ولكن ستحاسبه الشرطة ويحاسبه الله على جُرمه .
دخل المنزل المظلم وأظلم وجهه اذ ان حبيبته ما تزال غاضبه منه لا يلومها على غضبها ولكن هذه الفتره يحتاجها ويحتاج لتفهمها له ومساندتها ولكن يبدو انها قد نامت ونسيته ، ولج لغرفته ورأى الأضواء مُشتعله بخفه لتنير جزء بسيط من الغُرفة جو هادي رومنسي كما يرغب الآن وكأن حبيبته فهمت حاجته لها ،
ولكن أفكاره طارت ادراج الرياح تماماً وهو يرى وجهها العابس منذ ان وقعت
عينها على عينه وصدمته بكلامها القاسي المُنمق وكأنّها بقيت تُفكر به كل هذا الوقت ماذا تقول فور رؤيته ؟؟!
ليال باستفزاز : لا و الله كان تأخرت اكثر ولطعتني هنا انتظرك ترجع نكمل كلامنا الناقص
جلس بهدوء يُرخي رأسه على الأريكة وأسبل اهدابه واضعاً ذراعه على عينيه ويقول بتعب لم تلحظه بصوته من حنقها وغضبها عليه .
: ليال تكسري الشر اليوم بنتفاهم بعدين .
ليال بغضب وارتفع صوتها عليه كما لم يرتفع من قبل
: لا مو ساكته مو بكيفك تتكلم وقت ما تبغى وتسكتني وقت ما تبغى اجل انا ودك تتزوج علي وتجيب على راسي ضره وتقول انك تحبّني يا الكذاب .
غضب هذه المره لم يستطع ان يُداريها وهي ترفع صوتها عليه وتتهمه بالكذب بمشاعره تجاهها لينهض بحده على قدميه رافعاً صوته هو الآخر
: ليال موب انا التكذبيني بحبك قلتلك الصار كنت مجبورور تدري وش يعني مجبور ارضي أمي ولا تغضب علي وما قلتلك عشان لا أأذيك وأجرح مشاعرك الغاليه علي وتراني ما تزوجت ارتاحي يعني .
بعنف : حتى ولو يكفي انك كنت تفكر ومكلم صديقتي الهي بعد خانتي وكانت بتوافق عليك وبعدها تجي بسهوله تدور رضاي واطبطب عليك ما حزرت .
عضّ باطن شفته وقال بجفاف : بكيفك ما احتاجك تطبطبي علي نامي الحين نامي الله يصلحك بس
خرج من الغرفة رازعاً الباب خلفه لتنتفض وتسري رعشه بعروقها وهي تعبس بحزن عن المكان الذي سيذهب اليه الآن بعد ان تشاجرت معه وتسببت بخروجه حانقاً غاضباً منها .
بعد ساعه كانت تنام على فِراشها وجسدها يهتز بقوه وهي تحاول كبت دموعها وتهمس بداخلها
" لا تصيحين يا الغبيه ما يستاهل راح وتركك هنا "
ثم أطلقت شهقة قويه لتسيل معها دموعها على وسادتها وتُبللها
***
غبش الليل وبدأت خيوط الفجر بالظهور عبر الستائر الشفافة تُنير جزء من تلك الغُرفة المُظلمة الباردة كالصقيع
خاليه من الأرواح ، يتجنب الغرفة سرير مُفرد عليه ملاءات بيضاء ناصعة ناعمه الملمس في سقفها عُلق تلفاز بلازما يُمكنه الاختباء داخل السقف عبر جهاز التحكم ، امام السرير انتصبت طاولة خشبيه تحمل عده باقات من الورد الطبيعي فاحت رائحته بالغرفة ، وبجانبها برادة تحفظ الطعام والشراب بارداً ، وبجانبها الأيمن استقرت طاولتين يمينها تحوي هاتف المشفى وأمام الطاولة ، انتصبت حديدة تحمل غِذائها الذي يجري بأوردتها واجهزه اخرى لقياس الضغط وما شابه ويسارها ، استقرت طاوله أُخرى تحمل باقه من ورد التوليب الذي تعشقه ، يا الله من الذي يعرف بحُبها للتوليب ليجلب لها الباقه المُميزة هذه ؟؟؟! فهي كما تعلم لم يسألها احد او يهتم بما تُحب او تكره ، غامت عينيها بحنان من صاحبه الباقه المجهولة اذ يتضح لاوجود لبطاقه عليها وانتصب أيضاً على الجدار بجهه بعيده بالجناح دولاب كبير يحوي بعض الملابس او الأغراض الشخصية ودوره المياة بممر صغير على الجانب قُرْب الباب ، وامام الدُولاب ارتصت عده آرائك بعده احجام مُكوِنه غرفه جلوس ممتازه الحجم ، هذا الجناح كبير عليها جداً من قام بإستإجاره لها .
ثم صُعقت وهي ترى ذلك الجسد الرجولي الذي تحفظ تقاسيمه من فوق الملابس ، ينام جالساً بشكل غير مُريح على اريكه مُفرده بالزاوية وبشكل مائل يضُم ذراعيه القويين لصدره ، خفق قلبها من رؤيته هو لم يتركها بل بقي معها وبقربها طوال الليل لذلك رائحته الرجولية لم تكن خيال وكانت تبتسم بنومها من تلك الرائحة النفاذة التي غطت على رائحه المُعقمات وعبست بحاجبيها بحزن من نومه الغير مُريح بدون غطاء يُدفئه او وساده تُريح رأسه ليتها تستطيع فعل شي لإراحته ولا كنها لا تستطيع الاقتراب خوفاً من نفوره وثانياً من خجلها ، ارادت الدخول لدوره المياه بشده ولم تفعل اذ انها تخشى ان تُصدر ازعاج او صوت يوقظه من نومه .
بعد برهه تملل بجلسته الغير مُريحه ورمش بعينيه أراد تغير وضعيته بالنوم ولكن عينه سقطت على عينها البريئة وهي تنظر له ورأسها مُستريح على الوسادة وشعرها ينتثر عليها ، ابتسم ، ليدق قلبها مع ابتسامته ويدق اكثر مع نهوضه واقترابه منها ، همس بابتسامه زيّنت شفتيه ببحه من النوم وكم بات شكله مُغرياً بشعره الشعث الغير مُصفف من النوم .
: صباح الخير .
سديم برقه وخجل : صباح النور .
يامان : وش عندك قايمه بدري لِسَّه ما طلعت الشمس كويس .
احمرت وجنتاها : نايمه طول اليوم وشبعت نوم .
يامان : نوم العوافي .
رباه سيُغشى عليها من الخجل بقربه : الله يعافيك .
بللت شفتيها تقول بتردد : سكر المُكيف الجو بارد عشان تعرف تنام ما في غطا ولا شي .
ابتسم بخبث قائلاً : النومة أصلاً هلكت ظهري ما رح اقدر انام مره ثانيه دامي قمت بس في شي يغريني دامك صاحيه وما فيك النوم .
تحرك بجسده قبل ان تطرح سؤالها عن ما ينوي فعله ، يرفع اللحاف الذي تتدثر فيه ليندس بقُربها ويحاوط أكتافها ساحباً إياها لصدره من حجم السرير
ويبتسم لها بجذل مُقبلاً جبينها بجرأه لاول مره وهي واعيه تحت صدمتها من حركته ثم احسّت بشفتيه تطوفان على وجنتها المُقابله له واصله لذقنها ، ثم شعرت بكفها ترتفع بالهواء وشفتيه تحُطان على عِرقها النابض تسمع صوته الأجش .
: وعشان خاطر هالعرق الينبض ما رح اسمح لابتسامتك الغاليه تغيب عن وجهك .
كانت تنظر له بذهول فاغره شفتيها دون ان تعي او تُلاحظ نظراته الجائعة لشفتيها ، كان يُرِيد ان يقاومها لتعتاد على أسلوبه الجديد ولكن كيف يَصْبر ويقاوم وهو يرى شفتيها الناعمتين مفتوحتين بإغراء تدعوه لتقبيلها والتهامها بقوه ، حسناً ليس مُجبراً على الصبر سيقبلها الآن قبله صغيره يروي ظمأه قليلاً ثم لن يرحمها أبداً .
ولكن لم يحدث ما يُفكر به اذ انه مُنذ التصاق شفتين الخشنتين بشفتيها غاب عن وعيه برحيقهما واذهلته هيا بإستجابتها الغير متوقعه لتبادله قـبلته بشغف ويُحَرِّم شفتيه بعنف على شفتيها يميناً ويساراً .
قاطعهما شهقه المُمرضة التي دخلت تتطمأن على مريضتها
ولم تتوقع ان تجدها غارقه في عالمٍ اخر مع حبيبها !!!!!!!!
هل هي حقاً مريضه ؟؟؟!
عض يامان شفتيه وهو يبتعد بعنف فور سماعه الشهقة
ويسب ويشتم بتلك الآسيوية التي لم تفهم ما يقول
وتلك غرقت وغرقت بقاع خجلها واحمر وجهها بشده وهي تشعر بحبيبها يُغادر السرير بهدوء .
***
العاصمة

غامت مشاعره والتبهت بأوجها واشتعلت النار بصدره وهو يودع اخته الحبيبة من تبقت له هُنَا وسترحل هذا اليوم
عنه وعن اهله ،
لتتعس حياته مره أُخرى ، ويُطفئ ضوئها ولا يُوجد من يُنيرها له .
حشر وجهها بين راحتيه وشتان بينه وبين عاصم بمعاملته اللطيفة لأخواته الأميرات ماعدا واحده كانت اميرته لمده طويله ليختفي بريقها ويختفي حُبها من قلبه وتختفي معها ذكرياتها بموتها الذي كان رحمه للجميع و أولهم زوجها من كان عاشقاً لها حد الثمالة ولم تستحق حبه أبداً .
كانت تذرف دموعها على وجنتيها وترطب وجهها بدموعها الغزيرة هامسه بنشيج .
: جواد الله يخليك ما ابغى اتزوجه تكفى يحب ساره يموت فيها مستحيل يحبني او يعاملني زي انسانه بخليني مُربيه لحمودي بس .
بلل شفتيه يمسح دموعها بكفيه وقلبه يتقطع عليها مُصدقاً كُل كلمه تقولها كيف لا يُصدَّق وهو الذي شهد ذلك العشق الذي يُكنه عِز لساره دون ان تُبادله هي مشاعره وكانت تستغل حُبِّه لها بقذارة وكم كانت تُسعد بترامي الرجال عند قدميها القذرتين المُلوثتين بعارها
: حبيبتي اول شي انت زوجته أصلاً عقدتي وبتروحي لبيته ان شاء الله بدون حفلة ورنة يعني ما اقدر اسوي شي الحين ولا قبل وانت تعرفين مُخ أبوي المصمم علو هالزواج ثاني شي انت طيبه وحنونه لا حبيتيه هو بحس بحبك ورح يبادلك عِز قلبه طيب وحنون مو مثل سارة الماكانت تحبه وخلته يُركض وراها زي الكلب ليتنا نقدر نقوله كيف ماتت وملاقينها مع واحد وسخ مثلها ومات معها بس صعب عشانك انت وسُمعتك وسُمعه العائلة لو احد شم خبر والنَّاس البتحكي عنك بسببها هالسِر بيني وبينك بس وما ندري حتى وش رده فعله بس يعرف ما نقدر نتوقع شي منه فمضطرين نخبي على الموضوع .
أومأت برأسها وهي تتذكر تلك الصور الماجنة لأختها مع بعض الشباب ، كيف استطاعت ان تفعل ذلك به للمسكين ؟؟!
ويغفل عنها هكذا وهي تسرح وتمرح من خلفه
وتخون زوجها الذي يُحبها بجنون !!! ويتنفس كل نَّفْسٍ تتنفسه وانقطع نفسه بموتها ، قامت بحرق كُل تلك الصور فالتبقى صورتها نظيفه لدى زوجها على الأقل لا داعي لان تشوه له صورتها بعد موتها ستحفظ ذكراها ، ويبقى لها الله يُعينها على كسب مودته على الأقل .
جواد : يلا تعالي معي بنروح المطار بوصلك هناك وبسافر معكم أطمن على سيدرا والعيال اشتقت لهم وارجع .
هزت رأسها براحه من قدوم اخيها الحبيب معهما على الأقل ستشعر ببعض الراحة بوجوده قربها يمدها بالطاقة اللازمة للمُحاربة ......

auroraa 13-05-16 02:31 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الثاني والعشرون
في ليله أستسرّ بها القمر المُضيء ، يختبئ بضوئه المُشع خلف خيوط الظُلمة ، حيثُ هذه الليلة حقاً لم تكن كأي ليله عاديه ، رباه !! مابال هؤلاء البشر ، قد فقدوا عقولهم من اجل هذه الدُّنْيَا البائسة !!!! وغرقوا برمالها المُتحركة ، وعلِقوا بين غاباتها ، وتشبثوا بأسوارها العالية التي لا تنحني !!!
الله هو من خلقها وحده في سته ايامٍ فقط ، يا الله ما اعظمك وأعظم صُنعك وما صنعت ، صنعها لنعبده بها ونتضرع ونبتهل له ، لا لأن نتحارب للبقاء بها ، وكأن البقاء بها للأقوى ...
لكن لكل طريق نهايه ونهايته تقاديرُ المولى .
تململ على فِراشه ارهاقاً وتعباً و حدقتيه البُنيتين يسبح بهما لون القهوة القاتمة ، ينظر بعمق للسماء الساكنة المُغطاة بستار اسود من الليل الداكن ، عقله سرح بما خلف هذه السماء ، بل وابعد وابعد منها .
يبتسم بأسى وهو يتذكر ابن عمه الوحيد فهذه الليلة ليله فرحته ولم يستطع الحضور وقد اعتذر بسبب ما حدث لأخته روحه وفؤاده ، وليته كان يعلم بالفاجعه التي
حدثت لإبن عمه هذه الليلة في يوم فرحته .
مازال يتمطى ويتقلب على فِراشه ، يشتمُ رائحه الوسادة التي بقربه ويُدخل رائحتها لعُمق انفاسه ولكن لا يستطيع النوم بدونها ، رائحتها لا تكفي لإسكاره وغفوته إن لم تكن صاحبه الرائحة بين ذراعيه ، تأفف وهو يقلب جسده على ظهره يتأمل السقف واضعاً كفيه على صدره .
مابال حبيبته الهذه الدرجة لم تستطع ان تُلاحظ شده حُزنه اليوم وأساه ، كيف يستطيع ان يُخبرها بأن والده أوسع اخته ضرباً مُبرحاً ؟؟؟! وهو لا يستطيع ان يُخبر نفسه بذلك !!! ولا حتى يرغب بتذكر الأمر وكم انه اخٌ سيء ،
هل كُل ما يهمها ان أبقى بجانبها إلى الأبد ، لا تأبه بحزني او مُحاوله ان ترى ما خلف مُقلتيّ ، اتشك بحُبي لها الذي وُشم كالوشم على قلبي ، هل يعصي امر والدته من أجلها ، وقسماً لم يُخلق من يجعله يعصي والدته ويُحاربها , وهي من حملته تِسْعَة أشهر وتعبت به , ووضعته بألم الدُّنْيَا في سكرات الموت , وربته وكبرته , واعتنت به إلى ان غدا رجُلاً شهماً .
تنهد بعُمق وهو يسحب الهواء لرئتيه ، و تذكر بعض الكلام من التلفاز عن هرمونات الحامل وانفعالاتها وحساسيتها وأن عليهم مُراعاتها ، وليس بالسهل او القليل الذي مرّت به حبيبته به بسببه .
هب واقفاً على قدميه يحسم الامر ولا مجال للتراجع مع مشاعره وعواطفه المتأججة ، هبط درجات السلم ووصل لتلك الغرفة التي تختبئ خلفها حبيبته الصغيرة ، والتي حضرتها لهم والدته من اجلها بعد حملها .
فتح الباب بهدوء ليدلُف للغرفة المُظلمة ، وارتطم الهواء البارد بوجهه ، وارتعش جسده الخشن من برودتها ، دسّ نفسه بالسرير ، توليه حبيبته ظهرها الغضّ ويشعر بها ترتعش ليس من البرد !!! بل من البُكاء ، وزاد ارتعاشها مع دخوله ، لم يُقاوم ليسحبها بذراعيه بين احضانه يجبرها على الالتفاف له و يمسح على شعرها الأسود كالليل المُظلم الحالك ويهمس لها ،
: شششش يا روح وقلب طلال تدرين ما تهون علي دموعك .
همست بنشيج وهي تدفن رأسها بصدره ،
: وكأنك صرت تهتم بعد ما حملت بولدك او بنتك .
قبل منابت شعرها قُرب جبينها وأنفه يستنشق ما يطاله من رائحتها
: افا يا ذَا العلم , أنا ما عدت اهتم وأنت بفضل الله اهديتيني الدنيا وما فيها , ما عاش اليزعلك مو قصدي بس اليوم
بالذات متضايق من الصبح وكنت حاس بشي صاير وفعلاً إحساسي ما خاب , وسديم كانت بالمستشفى يوم تركتك وطلعت و رحتلها بسرعه بدون لا أفكر حتى وماكنت بتجاهلك بس نأجل الموضوع لا اكثر .
شهقت وهي تنظر له بلهفه ،
: سدوم بِسْم الله عليها وش فيها ليه بالمُستشفى .
هُنَا هي رأت بوضوح الْحُزْن الدفين خلف مُقلتيه وتلك الهالات التي انتشرت تحت عينيه تُؤكد مدى ارهاقه وتعبه , لتسمع همسه الكاذب ولم تُميز الكذب بصوته مع تأملها لوجهه المُتعب ،
: وهي بره البيت طاحت بقوه على وجهها بالاسلفت وتأذت كثير .
اتفق هو و يامان وشاهين عن اخفاء الأمر عن الجميع لا من اجل والده القاسي ، بل من اجل اخته ونظرات الناس لها بالشفقه عندما يعلمون بالحقيقة وما فعله ذلك الاب الظالم ، حُجتهم مناسبه لانه اثار الضرب في الجسد تُخفيها الثياب عكس الوجه الذي به القليل من الكدمات عينها اليُسرى فقط هي الأكثر ضرراً ... قطع أفكاره صوتها الناعم يُداعب أذنيه ، وهي مُتعجبه ان سقوط بالشارع يُدخلها للمشفى ، كُل ما تتمناه ان لا يكون شيء اكبر يخفونه عنها ،
: يا قلبي انا عليها ، طلوووول انا أسفه حبيبي ما كنت ادري ليتك علمتني من اول .
قبل عينيه وهو يُحيط وجهها الصغير بكفيه ،
: انلخمت وما ركزت كثير كنت قلقان عليها بس .
همست عند شفتيه : بكره ضروري أزورها أطمن عليها .
أومأ برأسه وفاجأها بأن سحبها اكثر بين ذراعيه مُغمضاً عينيه بشغف ، غارقاً بهواها ونعومتها بين ذراعيه ، ويكتُم فمها الصغير بشفتيه ، و بقُبلاته التي انتشرت على وجهها برقه دون ان يقترب اكثر كما امرت الطبيبة ، وكم يتحرّق جسده مُنذ فتره لدفئ جسدها والاحتكاك به ، ويُصبر نفسه وجوعه لها بقبلاته وعناقه الذي يـحاول السيطرة على جموحه وجبروته .
بعد عده لحظات صدح هاتفه بأزيزه المُعتاد ويزوي حاجبيه بتعجب من الاتصال الذي أتاه بهذا الوقت المتأخر من الليل ، مبتسماً فور ان رأى المُتصل ، قلب جسده على ظهره وتشدق وجهه بابتسامه وهو يضـُم كتف حبيبته المُبتسمه بحب لصدره ، وفتح الهاتف ليُجيب متأملاً السقف
: هلا والله بالعريس وش عندك المفروض انك الحين مع ......
قطع استرسال حديثه ماقاله ذياب ، وتختفي ابتسامته من على وجهه و تتسع عينيه بذهول
وهب جالساً ، عاقداً لحاجبيه بذهول
***
قبل ذلك بوقت قليل

كم باتت هذه الليلة مؤرقه لحد الوجع ، مؤلمه حدّ الموت ، كم كُشفَ بها الكثير من المُلابسات والخدع والحقارات
التي خُفيت ببراعه صانعيها ، فهل تختفي الأسرار للأبد !!!! ، التمعت حدقتيه بَشَرّ وتأججت النار المُلتهبة في بؤرتيه ، لا فوالله لم يروا حتى الآن من قسوته ووحشيته شيء ، سيهدم هذه الدُّنْيَا على رؤوسهم ، سيُذيقهم مراره العلقم والحنظل ، لكل من يجرؤ و يقترب من عائلته ومن قلبه ، سينتزعُ روحه انتزاعاً من جسده ، وهو من كان مِثالاً للرزانه والهدوء يُصبح في عده ثواني ضاري من ضواري الغابة .
مشى بخطوات مُتزنه يسحب بعُنف كميه من الهواء لرئتيه ، ويُسبل اهدابه يُخفي عن عينه ذلك المشهد الذي شطره ومزّق جسده بتلك السكاكين الغير مرئيّة ، مُحاولاً تهدئه ارتجاج جسده الخشن و دحض تلك الأفكار السيئة التي تنهش رأسه ، وتُراوده بخصوص الفتاة التي أحب ، والشيطان وعقله يتهامسان ، هي ليست سيئة ، بل سيئة تعمدت إغوائه ، لا يُمكنها مُحاوله إغواء عاصم هو يعرف عاصم جيداً وقذاراته التي يُخبره بها بِكُل فخر في كل مره يراه فيها ولكن هو لم يهتم شخصياً ولم يهتم لأن يُعطي النصيحة لابن خاله الفاسد ، انت لا تعرفها لقد رأيتها عده مرات فقط وقد تكون هي من جذبته وتستمتع بالتلاعب بكما .......
فرك بأصبعيه مدمع عينيه ، بُهت ناظِراً إلى حبيبته تنزوي على السرير وحيدة ، تضُم قدميها لصدرها ، بائسة ، ترتعش بخوف ، ودمعاتها تشُق طريقها على وجنتيها ، وآه من وجنتيها ، بلل شفتيه ولم يعد يُفكر بوسواس الشيطان فور رؤيته لها بهذه الحالة التي آلمت قلبه وعقله ، أيقن ان كُل ما حدث كان مُجرد قذاره من ابن خاله .لا علاقه لها بها إطلاقاً .
اقترب بهدوء يجلس على طرف السرير ويسحبها بعنف إلى صدره بدون أي تحفظ او خجل أو مُداراه لمشاعرها وقد غلبه شوقه إليها ، يُحيط ظهرها بذراعه وشعرت بنعومة قُماش ثوبه ناصع البياض على بشرتها ، ويا للعجب لم تنفر منه او خافت منه او خجلت منه وكأنه اصبح هو وحده مصدر أمانها ولو لبعض الوقت .
كانت تبكي بصمت دون ان تُصدر اصواتاً ، ناعمه دائماً هي كالحرير هكذا فكر ، لكن فور ان سحبها لجذعه كي يواسيها ، انطلقت حنجرتها بتأوهات و شهقات مزقت قلبه بعنف ، وتعلقت كفها الصغيرة عند زِرار ثوبه تشُدّ عليه ، ويضغط هو على كفها بشده يهمس بخفوت عند أُذنها وانفاسه المُشتعله ترتطم بأذنها ، وعينيه تسرح أمامه بشَرّ يُفكر بعمق كيف يتصرف مع عاصم الذي تركه مرمي كجثه هامده في غرفته
: خلاص يا روحي اهدي عدت على خير – همس بصوت أخفت - عدت على خير .
يهدئها بينما يهمس بداخله " لا والله للحين ما عدت على خير وحساب عاصم معي عسير هو والزفته الثانيه لو كان كلامها صح " .
توقف صوت نشيجها بينما صدرها ما يزال يعلو ويهبط من الشهقات المكتومة لتقول بصوتٍ آلم قلبه وعقله ، ورأسها يستريح على جذعه
: كيف عدت على خير ؟؟! و الحين .. أ أنت بتتركني والنَّاس .. الناس بتصير تتكلم علي وما حد رح يلومهم هم ك ك ... كانوا هنا وسمعوا كل شي وشافوا .
رفع ذقنها بكفه يمسح دمعاتها من على وجنتيها ، رغم ان الوقت ليس بوقته تماماً الا انه لم يُقاوم دموعها في يوم فرحتهم ليلثم دمعتها التي سالت على وجنتها التي تُقابله ، ويُغمض عينيه بشجن و يتذوق طعم وجنتها كما تمنى يوماً ان تكون حلالاً له , تأوه بقوه وهو يستلذ بطعم السُكر ، و أراد أن يُطمئنها ، ان يبث بقلبها الراحة رغم انه لا يشعر بهذه الراحه أبداً ، مسد على وجنتها بكفه الخشنة ومدت لها الدفء والحنان الذي لم تشعر به بحياتها ، وهمس بوحشية من بين اسنانه ، لم ترهبها ولم تُرعبها بل يا للعجب أشعرتها بالحماية القُصوى
: قطِع بلسان اليحكي عليك خلني اسمع بس اي احد يطولك بكلمه لانه يتمنى ربي ما خلقه وثاني شي !! ليه مجنون انا أتركك عشان عاصم الكلب ؟؟؟! بعد ما تمنيتك دايماً في ليلي ونهاري .
فتحت فمها الصغير قليلاً ورفعت رأسها تنظر اليه ، عيناها ترمش بإستغراب من تمسكه بها بعد كُل ما حدث ، نعم أُعجبت به كان ينظر لها كم لم ينظر لها أحدٌ من قبل وكأنه يقول لها بعينيه انت لي !! انتظريني فأنا قادم !! ، لم تندم لانتظارها له فقد حقق ما جال بعينيه وقرأته ، وتقدم لها وطلبها زوجه وكانت تتعلق به يوماً بعد يوم إلى أن حدث ما حدث ، ووهج الفضة بمُقلتيها يلمع كحجرين بلوريتين .
وهو كان ينظر لتلك البرائه التي شعت في حدقتيها ، نسي العالم من حوله وهو يغرق في بحور عينيها دون أن ترمش عينيه برمشه , يتأمل حدقتيها بهذا القُرب لأول مره ، نسي وضعهم وما حدث لبضع دقائق سُرقت في غفله من عُمره ، يشعر بنعومتها القاتلة للقلب بين ذراعيه ، وبهدوء لم يكن ينوي فعلها اليوم قرب وجهها إليه مُمسكاً بذقنها بقسوة رُغماً عنه ، مُلتهماً نعومه وعُذريه شفتيها العسليتين المُصبوغتين بأحمر شِفاه وردي ، غرق و غرق بالقاع دون أن ينجوا ، وشد عليها شاعراً بها قد ذابت بين ذراعيه للحظات فقط غارقه معه في بحرٍ لا نجاه منه .
بعد عده لحظات لا يدري ان كانت طويله او قصيرة وصل لأُذنيه صوت طنين سيارات الشُرطة قاطعه عليه خلوته وغرقه ، لتعبس ملامحه بوجوم حتى وان كان خاله غاضب على عاصم فمن المستحيل ان يُسبب هذه الفضيحة باتصاله بالشرطه و في منزله وبوجود الناس .
ابتعد بهدوء وهو يُمسك بكتفيها العاريين يهمس بخفوت
: اسمعي الحين انت اهدي الكلب ما رح يقدر يسويلك شي بدلي ملابسك والبسي عبايتك وانتظريني وبنادي غزلان تجلس معك هنا وانا بطلع اشوف ايش السالفه .
استل هاتفه بسرعه مُتصلاً بغزلان لتأتي بحجابها تبقى مع ليليان ، وخرج يتصل بابن عمه طلال ليبقى بجانبه ويُساندنه ، و توجه لغرفته كي يسحب عاصم وينزله من المكان الذي تتواجد به حبيبته ليُصعق عندما لم يجده ، أسرع بخطواته باحثاً عنه دون اي اثر .
ضرب قبضته بالجدار بعنف والغضب يستعرّ به من كُل جانب ، يُفكر انه لم ينل منه جيداً لينهض على قدميه ويتحرك براحه .
،
خفتت الأصوات وانخفضت الضوضاء تدريجياً ، وبدأ الناس بالخروج وعلامات الاستفهام تملأ رأسهم إلى أخمص قدميهم مما حدث بهذا اليوم العجيب ، وبعضهم تنهد بعُمق عندما علم ان الشُرطة قدمت من اجل الناس الذين سكنوا حديثاً قُرْب القصر لا من اجل عائلة الذيب الذين قاموا بدعوتهم .
يا تُرى ماذا سيحدث الآن ؟؟!
بعد ان ارتبط ابنهم بابنه عائله ذلك المُلحق !!!!!
هل كان ذلك الشجار هو نفسه سبب مجيء الشُرطة ؟؟؟؟!
ما الذي فعلته الفتاة ؟؟! هل هي فتاه أصلاً ؟؟!!
ماذا فعلت عائلتها من مصائب لتأتي الشُرطة ؟؟؟!
كان يقف بذهول هو وماهر مع احد الضُباط متفاجئ بل مصدوم من كل هذه الأحداث والاعترافات التي حدثت هذه الليلة العجيبة .
سأل الضابط بعمليه وجفاف كما هي عادته
: متى اخر مره شفت الشيخ عبدالعزيز وبإيش تكلمتوا و سمعنا أنكم تعرفوا بعض من زمان .
اجاب عبدالكريم ببديهه قبل ان يُفكر حتى
: ايه اعرفه من سنين وهو ابو طليقتي التوفت وجاني قبل ثلاث شهور يقولي انه عندي بنت ويعرفني عليها لانه جبرني أطلق زوجتي وأيامها كانت حامل وانا ما ادري وخبوا علي الموضوع وقالي بس يروح اول عند العائلة الربتها عشان يقولها علي وبعدها اختفى وماعاد ظهر وانا بنفسي قدرت ألاقي بنتي .
ارتفع حاجبيّ الشُرطي من هذه القصة التي يسمعها اول مره بحياته !!! لا بل سمع مثلها وأكثر بالمُسلسلات
: طيب والعائلة الربت البنت هم هاذي السكنوا عندك بقصرك صح واللقينا جثة الشيخ فيه بيتهم التركوه وأجروه .
أومأ عبدالكريم دون ان يقول اي كلمه إضافية عن ليليان
، من اجل سُمعه عائلته وسمعتها هي لو كانت ابنته بحق رغم ان لا يُصدَّق ذلك فهذا مُستحيل
، ولكنه بات يشك بما قد تفعله هذه العائلة القذرة بعد قدوم الشرطة وكشف ملابسات الجريمة ووجود الشيخ مدفوناً بحديقه منزلهم الصغيرة .
لمح تُركي بعد ان ترجل من سيارته ليوميء له برأسه ويردها له الآخر وهما مبهوتان من كل شي ولم يتكلما ، فلسانهما عاجزٌ عن الكلام .
خرجت الشرطه من المُلحق تجر مُحَمَّد وناريمان وريتا ، اللتين لم تستطيعا الهرب بينما كانت ناريمان تجذب ريتا الرافضة بقوه المُغادرة لتُداهمهم الشرطه بعقر دارهم
، وجن جنون عبدالكريم وهو يرى ريتا تصعد لسياره الشرطة ، مُتجاهلاً شكوكه وافكاره حول ما قاله ذياب فور رؤيتها ، قائلاً بانفعال
: بنتي يا حضره الضابط بنتي ما لها دخل ليه تاخذونها معكم .
قال الضابط بجفاف : لازم ناخذ كل الكانوا مع العائله ولهم قرابه معهم من قريب ولا من بعيد وعرفنا انه هالبنت كانت عايشه معهم سنين ، حتى انت لازم تلحقنا بما انك سكنتهم عندك .
أومأ عبدالكريم بصدمه ، وابتسم بوجوم لماهر الذي يدعمه ويهمس له الآخر
: بسيطه يا عبدالكريم بتمر ، بتمر ان شاء الله روح عطس خبر لهلك عشان نلحقهم .
لم يعي أحدٌ اقتراب عاصم من البوابة وهو يجر نفسه بألم ، فوالده مشغول بالحديث مع الشرطه وماهر والرجال الآخرون يعتلون سياراتهم بعد ان ادخلوا أُناس لم يُفكر من هم إلا سيارات الشرطه ، لينطلقوا بها على الطريق ، اقترب من البوابة لينتبه له والده الذي اكفهرت ملامحه وعلم انه ينوي الهرب والاختباء ، ويصرخ به
: عااااااااااصم على وين منقلع يا الحيوان تعال هنا
عبس عاصم بخوف وهو يُسرع اكثر ينظر للخلف الا والده الذي يحاول الوصول اليه وغفل عن السيارة المُسرعة
والتي خطفته بغفله عنه ويسقط صريعاً على الأسفلت ، اثناء خروج ذياب لفناء القصر باحثاً عن عاصم ورؤيته هذا المشهد ، الذي لم يُحرك ذره رحمه في قلبه .

***
يُحدق بعمق من خلال ستائر النافذة وانفاسه الدافئة تعانق الزجاج وتتكون عليه مسحه من البُخار ، وقلبه مُلتاع بنار الاشتياق ، لابنه أنجبها ولم يرها إلا مره واحده وخجلها ونفورها لم يسمحا لعناقها وضمها لداخل أضلعه ليحميها من كل شيء في تلك المره ، لا بل كان يشتاق قبل ان يراها ، بدأت رحله شوقه لها في حين علم ان له ابنه من صلبه من لحمه ودمه وتم استبدالُها ، ولكن في نفس الوقت لم يستطع ان يتخلى عن ابنه قام بتربيتها ، راقب خطواتها الاولى خطوه ، خطوه لتصل اليه ، سمعها وجُن جنونه عندما همست ب " بابا " لأول مره ، هو لديه ابنتين ولن يُفرط بهما ، واحمد ذاك مُجبر على ان يعترف ان له ابنتين أيضاً وان لم يفعل فهو من سيتكفل بهما ،
أين اختفت ابنته ولم تظهر مره أخرى ولم تتصل به ؟؟!
هل ضايقتها والدتها في تلك المره ؟؟!
وظنت اننا لا نُريدها !!!!
إنها حتى لا تُجيب على اتصالاتي
هلــ ......
قطع استرسال أفكاره صوت دخول زوجته للغرفه ، ولكن لم يلتفت لها فهي لم تعد تُثير فضوله .
قالت رانيا بانفعال من السعادة وهي تجلس على طرف السرير وتخلع حذائها ذو الكعب العالي : يا الله الزواج اليوم مره خطير وروعه ، لو تشوف قاعه الفندق الفخمة ، والورد الطبيعي على طول الجدران والاعمدة ، ريحه القاعة صارت كلها ورد - توجهت لطاولة الزينة تمحي تبرُجها - ولا توزيعات العرسان كيوووت ، وبوفيه العشا واااو واااو شي خيالي ، المؤكولات البحرية ، والصينية ، واليابانية ، ولا كيكه العرسان سبع طبقات كل طبقه اكبر من الثانيه - نهضت وهي تفتح خزانه ثيابها تبحث عن قميص للنوم - مادري وش يسوا بكل هالاكل حتى ما تأكل ربعه و مادري وش ذَا الناس العازمينهم بعضهم قراوا وجحلط عليهم لَبْس مادري من اي زباله ماخذينه .
لوى منصور شفته بيأس من حالها قائلاً وهو يلتفت برأسه لها
: هالنعمه لو انكبت بيتحاسبوا عليها ما تخافوا الله يا ذَا الحريم كل همكم بس مين تسوي زواج أفخم من الثاني والتكلم باعراض الناس هذا الفالحين فيه
رانيا وهي تسحب قميص النوم الفيروزي
: يووووه يا منصور وين ينكب اكيد بتوزع على الفقارى الاكل مثل ما هو المفروض يحمدون ربهم على هالنعمه وبعدين كل الناس تتكلم ورا ظهور بعض انا اعرف ناس تتكلم علي من ورأي بس ما هموني لأَنِّي انا بعد أتكلم عليهم .
ادار رأسه للنافذة دون أن يرد عليها وتنهد بعمق عندما سمعها تدخل لدوره المياه وخرجت بمبذلها الحريري لأسفل رُكبتيها بقليل وقالت بانشراح وتعود وتجلس على طرف السرير وتدهن قدماها بالكريم
: تصدق منصور على انه الزواج فخم بس انا بخلي زواج ارجوان احلى منه بمليون وأخلي هالعالم يحكوا فيه سنين لقدام من فخامته مو مثل عرس زايد ماتت عمتك الله يرحمها قبل الزواج بأسبوع واختصرناه وضيعنا مبلغ وقدره مع الأشياء الألغيناها .
لم يعد يحتمل كلامها وسمومها التي تنفثها بتَنمُق ليلتفت مُتأففاً بعُنف وهادراً بها بحده نادراً ما تخرج من أوتاره الصويتية
: خلااااص خلاص فكيني من حنتك ما عندك غير ام فلان سوت ولا ام علان فعلت هذا هو اكبر همك بالحياه مو هامك بنتك الحملتيها وبدلوها وربيتي غيرها .
اتسعت عينيها وهي تهُب به بفظاظه
: لا والله تبغاني أنسى بنتي وارميها على الناس واحوي وحده حتى ما اعرف وش أخلاقها ووش ملتها .
غضب منصور ليهبد ويرعد
: ارجوان حالها كويس هاذي هي تزوجت شاهين وبتصير بينا وبين اَهلها ونفس الشي لنوران هاذي بنتك بنتك من لحمك ودمك وعند ناس محترمه ملمومه وعلى قد حالهم وشفتي أخلاقها يوم جت ورمتيها بالحكي .
نهضت بعنف لترفع الغطاء عن السرير وتدخل بداخله مُتدثره تبحث عن الدفيء
: اوووووووف منك ومن سوالفك التجيب الهم لازم تنكد على الواحد بس يكون مبسوط .
لوى شفتيه بتهكم ويتمتم : انبسطي انبسطي ماحد منكد عليك .
خرج من الغرفة يتجه لغرفه ابنته طرق الباب بهدوء محافظه لخصوصيتها ، ويسمع إذن الدخول !!!
ابتسم وهو يراها تجلس سانده ظهرها على السرير وفي حجرها كُراسه مُتوسطه للرسم أغلقتها ووضعتها جانباً وانفرجت اساريرها برؤيته ، لتهب واقفه تُعانقه بقوه وقائله بدلالها المُعتاد
: نورت الغرفة بالهطله أبوي حبيبي جايني بنفسه كان علمتني افرشلك السجادة الحمره واستقبلك احسن استقبال يا كل الدنيا انت .
ارتفع حاجبيه قارصاً وجنتها ويقول بخبث : أيا العيارة توك تتذكريني ما تجين بنفسك تطمنين علي لازم أناديك المهم يا قلبي اجلسي بقولك شي .
رمشت قليلاً لتجلس على طرف السرير بينما منصور استقر بقربها مُحاوطاً كتفها ينظر أمامه للفراغ
: يبه كلمتي نوران من بعد اخر مره ولا لا قلقان عليها وما عاد لها حِس ولا ترد علي .
اطرقت برأسها : لا والله ما كلمتها مقصره معها وانشغلنا معليش يبه الحين بكلمها توه بدري .
أومأ منصور مُنتظراً بشغف ان ترفع ابنته الاخرى السماعة ، ليبتهج وجهه وهو يسمع صوتها من خلال مُكبر الصوت ثم يعبس بوجهه وهو يسمع صوتها الباكي المُتحشرج تحاول موازنته لتتحدث بطبيعيه ،
خطف الهاتف من ارجوان ويقربه من فمه ويقول بحده وانفعال من الغضب قاطعاً سلام ابنتيه لبعضهم
: نوران يا بابا وش فيك تصيحين مين مزعلك علميني يبه ولا تخافين الزفت احمد سوالك شي انت علميني وبس ولا يهمك شي ثاني والله هذاني حلفت بربي انه ما يشوف الخير لو مسويلك شي .
أطلقت نوران شهقاتها عندما سمعت صوت والدها البيولوجي ولم تستطع التوقف عن البُكاء عليها ان تخبره قد تكون نجاتهم بين يديه من بعد الله ، قالت بصوت هامس خرجت ذبذباته عبر " السبيكر "
: معليش بابا ما اقدر أجي عندكم او أرد عليك أبوي احمد ما يرضى اطلع من البيت او اروح الجامعه وياخذ جوالي والحين أخذته بدون ما يدري وكل شوي يضرب أمي ويضربني معها انا سمعته من قبل هو ما يبغاني يبغى ارجوان ويخاف اذا طلعت تاخذني بالقوه بس انا ما رح اترك ماما حتى لو هو ما يبغاني مو على كيفه ما رح اخليها .
بلل منصور شفتيه والغضب يرتفع لأوجه من هذا الأحمد الحقير ، ثم لانت ملامحه و حن قلبه كثيراً عندما خصته ب " بابا " واحمد لم تعتبره أباً بل ذكرته ب " أبوي احمد " كاحترام له وهو لا يستحق هذا الاحترام .
قال بإصرار يشُد على كلماته
: اسمعي يبه واهدي هالاحمد ما رح يقدر يسويلك شي انا بتصرف معه هالواطي واخلصك انت وأمك منه خلاص بابا انت لا تزعلي ما يهون علي زعلك ياروح ابوك .
اومأت برأسها وعلى ثغرها ابتسامه صغيره وكأنه رأى إمائتها ، وأغلقت الخط بهدوء .
شهقت ارجوان وهي تضع كفها على فمها مما سمعت وقالت من بين دموعها
: يبه صدق أبوي احمد يبغاني ليه ما قلتلي اكيد قلك هو لما قابلته شوف ايش سوا فيهم عشاني حرااام - ثم اتسعت عيناها وشهقت اكثر - عشان كذه خليتني اتزوج شاهين بسرعه عشان لا ياخذني .
تنهد منصور وهو يلفها اليه ويثبت كفيه الخشنين على أكتافها قائلاً
: يبه هذا واحد مريض ما ادري وش يبي فيك مجنون انا أسلمك له يبغى يساوم فيك انت ونوران وكأنه ماصار شي ولا تبدلتوا يبغى ياخذك علطول ويخلي نوران عندنا علطول وانا ما رح أفرط لا فيك ولا في نوران .
قالت ببرائه : معقوله في ناس كده بابا
أومأ منصور يُبَلل شفتيه : فيه فيه يبه وأَلْعَن من كذه بعد انا صرت متأكد انه ناوي على شي بس ايش هو الله اعلم بتبان ريحته قريب وبكون ورآه واشوف وش ناوي عليه - نظر اليها يبتسم بحنان - انت روحي والحين صار عندي روحين لازم احافظ عليهم .
،
اغلقت الهاتف وهي تضمه لصدرها بقوه وتُسبل أهدابها براحه ، أطلقت زفره قويه وهي تُمني نفسها بأنها لم تُخطئ ، حتى وان فقدت كرامتها وعزتها بهذا الاتصال وكأنها تشحذ والدها ان ينقذها من هذا العذاب ، إلا أنها لم تعد تتحمل هذا الأذى هي ووالدتُها الحبيبة ، كانت تنوي الاتصال بأرجوان وتخبرها بكل شيء كل شيء لتُخبر والدها وينقذها ، ولكن القدر شاء أن يُكلمها والدها بنفسه وتفرط من بُكائها وشهقاتها وتخبره بِكُل شيء ، نهضت عن الأرض تمشي على أطراف أصابعها ترغب بإعداه الهاتف لمكانه في غرفه والدها وزوجته الجديدة قبل ان يكتشف احمد اختفائه ، وضعته مكانه بالدُرج وتنفست براحه التفتت بقوه بنيه الخروج ، واتسعت عينيها من رؤيه احمد و حدقتيه مُتقدتين بشُعله ناريه ونظراته الوحشية مُسَلَّطة على جسدها الغضّ ليقول بفحيح
: وش تسوين هنا .
شتت ذراعيها وهي ترفع كفها اليُمنى تُمسك بعضدها الأيسر بحركه أمان وتتلعثم
: همم ولا شي كنت أدور على بنسه احطها بشعري من أغراض خالتي بس مالقيت
مالت ابتسامته بتهكم ، يُغلق الباب خلفه ويقول بجفاف
: ليه شايفتني بزر ابو خمس سنين اصدق ذَا المسخرة التقوليها
ارتعشت عينيها بذعر وهي تراه يسحب حِزامه الجلدي من سلسله بنطاله و

انتهى هذا اليوم بكل احداثه ومشاكله ومصائبه لنبدأ معاً بصباحٍ جديد

auroraa 13-05-16 02:32 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الثالث والعشرون


ويا لَهْف نفسي على دُنيا أصبحت بها أسير شهواتها ،
ويا اسفاه على ماضي لن يعود لأحيا من جديد ،
ويا حسرتا على عائله ليس بمثلها بالوجود ،
ويا ويلتا على الباقي من حياتي إن حييٍت ،
ويا ندمي وحُزني على مافات فهل من مزيد ؟؟! ،
فهل يُكتب لي ؟؟؟!
عمرٌ جديد ، روحٌ جديده ، و قلبٌ جديد

يقبع جسده هامداً في منتصف الغرفة الصقيعية من البرودة ، على سرير ابيض كالكفن هرب منه الدفئ دون أن يجده في يومٍ ما ، تُحيطه الأجهزة الإلكترونية بزوايا الغرفة ، ومضختة الجبارة أسفل صدره تأن بألم وضُعف مُتصله ببضعة أسلاك ، يُغطي فمه وأنفه كمامه تمُده بالاوكسجين الذي لم يجد طريقه لرئتيه ، غرفه قاسية المُحتوى والمعالم ، حُظر على اي أحدٍ الدخول إليها
لسلامه وصحه المريض .
بينما والدته تنتظر عند باب العناية المُركزة ، تمسح دموعها المنهمرة مِدرارً على وجنتيها ، دون توقف او تعب من البُكاء ، واشعه الشمس المُتسللة من النافذة تنعكس على وجهها الأمومي الحزين ، جسدها مُتراخي بتعب ، و تجلس كالهُلام على المعقد البلاستيكي ، فمها الصغير يُتمتم بالدعوات لابنها من بين شفتيها .
فابنها وفلذه كبدها ، نائم لساعات طويله دون أن يفتح عينيه ، كل ذلك لا يهم طالما ذلك الجهاز الذي يُخطط قلبه يعمل بشكلٍ سليم دون أن يتوقف .
خرج الطبيب من الغرفة مُنكساً رأسه ، والعرق يتصبب من منابت شعره يغزو جبينه من المُنتصف مُروراً بأنفه الحاد ، ينظر بآسى لوالده مريضه ، وكم يبغض هذه اللحظات عندما يُجبر أن يقول لأهل المريض عن حاله ابنهم .
نهضت رشا وخطواتها تتعثر إلى الطبيب الذي كان خارجاً من عند ابنها وتقول بنشيج خنق صوتها
: دكتور تكفى طمني عن ولدي إِيش مسوي تكفى ما عندي ولد غيره .
تغضنت ملامح الطبيب بألم قائلاً
: والله يا خاله سويت البيدي والعلي وحالته أدرى فيها الله
وضعه مُستقر الحمدلله ، ادعليه ياخاله دعوات الأم مُستجابه ، بس يكمل 24 ساعه ببان وضعه أكثر .
اومأت رشا برأسها و مسحت دمعتها لتعود أدراجها خائبة ، تُتمتم بالمزيد من الدعوات والاستغفار ليحفظ الله لها ابنها .
***
عيناه مُتسعتان بشكلٍ ملحوظ تكادان تخرجان من محجرهِما ، وتلك الابنه المُزيفة القذرة ، تخُرّ من بين شفتيها كُل الحقائق والاعترافات بكل خوف امام الضابط ، ليكتشف انه يعيش اكبر خدعه في حياته ،
كيف فعلت ذلك بكل جرأة وصلافة ؟؟!
كيف قامت تلك العائلة بخداعه وغشه وأرادت به السوء ؟؟!
من اي طينه هُم معجونين ؟؟!
كيف يستغلون طيبته وثقته بهم ؟؟!
بل كيف لذلك الجد ان يُأمن ابنته لهم بكل راحه بال وسعه خاطر ؟؟؟! .
لهثت انفاسه وزفر الهواء باضطراب ، عينيه مُشتته بالحديقة الواسعة لقصره الصغير بذهول طوال طريقه من مركز الشرطة إلى هُنَا ، مُمرراً كفيه الخشنين على وجه تصاعُدياً إلى قمه رأسه ، طالباً الرحمه من الله والصبر على ابتلائه .
نظر ببهوت لذلك الرجل الذي أخرجوه معهم والطفل الصغير الذي خرج من المُلحق يمسك بكفه المُجعدة من كبر السِن والهم ، يُدخله إليه خطوه خطوه ،
بعد أن أكد الطبيب هناك في المركز ، أنه مريض بالزهايمر وحالته المُضطربه والتفاتاته هُنَا وهناك وكأنه يرى المكان اول مره ، أكدت انه لا يخدعه ، فالعين تعلم كُل الحقيقة .
وأيضاً هُناك اعترفت تلك الأفعى المُسمى " ناريمان " ، بما فعلت بزوجها ومحاولتها قتله بالشكل البطيء ودموعها أغرقت وجهها القذر من الخوف بعد أن خوفها الضابط ونهرها بكلامه في مركز الشرطة ، وأزبد وأرعد كالرعد بوجهها بشراسة ، ليبصُق من فمها المرار والقذارة التي كانت من تخطيطها وحدها ، ولم يعتب على ذلك المسكين مُحَمَّد فليبقى مُرتاحاً هنا وقد جلب له طبيب يكشف له عن صحته ويعطيه الدواء اللازم .
كُل همه الآن ابنته ، ليليان تلك النسمة الصغيرة التي لم يكن يشعر بوجودها كثيراً في حياتهم .
لتعود ملامحه تتغضن بغضب فور ان تذكر كل الأحداث التي كانت فيها تسب ابنته وتُظهر غيرتها منها ، وكم ازداد قلبه بُعضاً وكرهاً لها ، آآآآآخ لو انهم أطلقوا سراحها لتبقى بين يديه ، يُشبعها ضرباً وركلاً وصُراخاً يُجلجل به إذنها ، تمنى أن يفعله في ذلك الوقت وهي تقوم بخداعه ، وكان ما يمنعه عن فعل ذلك اكتشافه لكونه لديه ابنه طوال تلك السنين وكونها ابنه مُدللة جائت حديثاً تعيش معه وتحت جناحه يصعب تأديبها وقد تربت عند أغراب .
ذياب لا يقل عنه تشتتاً بعد ان أقرت تلك الأفعى الثانية المُسمى " ريتا " بالحقيقة التي كان يظن انها مُجرد خدعه ، مُجرد طيف وخيالات مرت على عقله تلك اللحظة المؤلمة لقلبه ، هل يوجد دليل أخر غير هذا الإقرار منها ومن والدتها ؟؟؟! كون ليليان هي ابنه خاله الحقيقة .
أغمض عينيه بقسوة ويهزه بعنف يمسح عنهما تلك الذكرى ، والصرخات التي نُفثت من شفتي ريتا بالحقيقة المُرة التي تؤلمه ، وصرخات حبيبته التي ما زالت تخرق أذنيه .
فكيف إذا علمت بالطامة الكُبرى ؟؟!
ماذا سيحدث لها ؟؟!
قلبه لن يتحمل انهيارها ولقد رأى انهيارها !!
بقسوة امام عينيه بدل ضحكاتها وابتساماتها الخجولة ،
وأنها ابنه خاله لا ابنه أغراب ، دمها يجري بدمه ، قلبها مُعلق بقلبه للأبد .
طلب منها أن تتجهز ليأخذها المشفى ويتأكد من بنوتها لخاله فوراً دون ان يُضِيع دقيقه ،
وصُعق هناك من اعتراف ريتا بسبب الخوف من تهديد الضابط ان تحكي كل شيء بعد أن أخبره ذياب بشكوكه ، وأنه سمعها صُدفه تتحدث مع والدتها نافياً بشده ورافضاً ذِكر اسم حبيبته بالمحضر والتحقيق وما فعله عاصم معها الليلة ، شاكراً بعُمق لابن عمه الذي وقف بجانبه وواتاه الذهول مثله تماماً ، وبقي مُلازماً له حتى طلعت خيوط الفجر ، وباتت الشمس تخرج بخفه من بين الغيمات ، لتُدفئ الكون بأشعتها الناعمة في هذا الوقت .
إلا انه لم يتجاهل تلك الصرخات من شفتيّ ريتا ويحمد الله على أنه لم يفعل كالمره السابقة عندما لاحظ الشبه الواضح بينها وبين والدها عندما كان شاباً في تلك الصورة .
تنهد بعمق ينظر لخاله ووالده المصدوم مثلهما ،
وكيف سيخبرون أهل المنزل بهذه المُصيبة الكُبرى ؟؟؟!
التي حطت على رؤوسهم كصخرة عتيدة لتنهش وتُحطم ادمغتهم .
تنفس عبدالكريم بتحشرج ، وآسى ، وحزنٌ ينهش قلبه ، دالفاً لقصره ، يأخذ طريقاً لذياب وماهر للدخول .
خلال عده ثواني كانت العائلة كلها مُجتمعة في غرفه المعيشة الضخمة المفتوحة على الدرج الرُخامي ، باستثناء ليليان التي تغط بنومٍ عميق من تعبها في غرفه غزلان ، ورشا التي تُلازم ابنها في المشفى دون أن تتحرك خطوة واحده ، ناقمه على زوجها الذي أهمل ابنه وهو بين الحياة والموت .
جلس عبدالكريم بتعب وإرهاق وارخى ذراعيه على ذراعيّ الأريكة الكلاسيكية ، مُحاولاً التقاط انفاسه المُتعبة ، حتى سمع صوت والدته تقول بحزنٍ قطع قلبها لأشلاء ، دون أن تهتم لما حدث لتلك العائلة بالمُلحق
: عبدالكريم طمن قلبي عن عاصم شلون شفته وايش اخباره وايش الصار احد يفهمني وليه طولت عنده .
أرسل نظرات متوسلة ليارا ان تتصرف وهي تعرف جزء من الحقيقة ومافعله عاصم و شكوكها حول ان ليليان هي ابنته وروحه ، التي لم يحظى بعناقها واشتمام رائحتها
يارا بصوت ناعم يتخلله الحزن بيوم فرحه ابنها الذكر الوحيد
: يمه خلي عبدالكريم الحين تعبان بقولنا كل شي بس يرتاح .
ثم همس عبدالكريم بخفوت لذياب أن يحكي كل ما حدث في المركز ، لعدم مقدرته على إجلاء صوته والحديث وقد أُهدرت كُل طاقته ، وحقيقه ان التي تقبع فوق في غرفه ابنته هي ابنته أيضاً
الجدة بلهفه : حرام عليك يا ولدي ما طمني عن عاصم وكيف صارله الحادث وماحد انتبه له ـ صغرت عينيها باستفسار ـ وانت رحتله صح .
نهض ذياب بعُنف ، وساقيه ترتجفان غضباً ، وصدره يرتفع ويهبط بعُنف أشد ومضخته الجبارة خلف صدرة لا تتوقف عن النبض وضخ الدم لعروقه واوردته ، احمرّ وجهه من الغضب ، ليقول من بين اسنانه
: عاصم هالكلب الواطي ما ابي أسمع اسمه او سيرته على أي لسان في هالبيت .
حرر ماهر كفيه المُعقدين عند صدرة وبكُل بساطه استطاع ان يصل إلى مرفق ابنه وهو جالس ، ونظر له بحده كي يجلس بهدوء
عبست الجدة المتأنقه : هاااو وش فيك على ولد خالك وش مسويلك إلا مرتك المادري وش بلاها من يوم عقدت عليها ما نزلت عند الناس وفشلتنا عبالهم في شي كبير وكل الموضوع ان الشرطة قشت عائله الهيلق البرة الحمدلله بس ما انفضحنا والنَّاس عرفت انهم جو عشانهم .
عض ذياب على شفته السُلفى وكاد أن يُقطعها بقوه ، والدم يغلي بعروقه من الكتمان والغضب الناري ، قائلاً كل شيء باندفاع من فمه ، ولم يستطع الكتمان اكثر ، وأن ليليان زوجته هي ابنه خاله المظلومة .
حينها اتسعت كل الاعين ، وكُتمت الأفواه ، وعم الصمت والهدوء المكان ، ليحل صدى صوت ذياب الحاد مُدوياً من إقرار هذه الحقيقة من فمه القاسي .
نظرت يارا ببهوت لماهر وقد دخل الشك لقلبها عندما أخبرها بذلك ذياب في العُلية ، ليومئ لها برأسه بهدوء ، ثم نهض من مكانه جالساً بقُربها مُحاولاً تهدئه ارتعاشاتها ، وصدمتها من تلك الجرأه التي تخلت بها العائلة ، وتخدعهم بكل سهوله .
اما غزلان فهي بحاله من اللاوعي تُحدّق بصدمه أمامها لا تُصدق ما يحدث !!!
ليس لأنها ترغب بريتا اختاً ، بل لأنها لم تتخيل أن آمنيه ان تكون ليليان هي اختها ، تُصبح حقيقة تسرح لخيالها .......
قطع استرسال افكارها صوت ذياب الحاد بغضب لم يزُل من معالم وجهه
: غزلان خذيلي طريق بروح أطمن على ليليان .
اشارت بكفها ببهوت وصوت خافت خالي من الحياة
: روح هي بغرفتي ما في أحد بطريقك .
نهض بعنف ليسير بحده ، مُعتلياً الدرج وكأنه يعتلي الجبال الشاهقة ، والسماء العالية ، التي تُفقده انفاسه كلما ابتعد عن الارض وفقد مصدر الأوكسجين لرئتيه ، عند اعتلائه كل عتبه من عتبات الدرج .
***
نسمات الهواء تُداعب الغُرفة الحميمية الدافئة ، وهي
تتمايل بخصرها على المرآءة الطولية بزاويه الغرفة ، ترى التطورات الأخيرة بجسدها عن آخر مره عندما قامت بإهماله وظنت أنها ستموت خلال فتره قصيرة .
تنهدت بعُمق على تلك الفترة التي دمرتها كُليا ، حامده الله ألف مره أن حبيبها لم يتخلى عنها بسبب غبائها ، ارتدت ملابسها الأنيقة بسرعه قياسية لاستقبال أخيها الوحيد القادم لتوصيل نايا و وزوجها لمنزلمها ويطمأن عليها مره واحده .
التفتت للباب وهي تسمع خُطى حبيبها يقترب منها بمنامته
القُطنية الخاصة بالمنزل وبكفه صحنٌ من الفراولة ، يُلقى الحبة بالهواء ليلتقطها من بين شفتيه ببراعه مُلتهماً إياها بفمٍ واحد ، ووجه مُتشدق بسعاده وراحه لحياته مع أُسرته الصغيرة .
اقترب بخطوات فهدٍ مُستعد للانقضاض على فريسته على وجهه ابتسامه مكر من رده فعلها التي يعرفها تماماً ، وقام بتلقيمها حبه فراوله من بين أصابعه وأكلتها بنعومه ، مُحاوطه عنقه بذراعيها ، قائله تمُط شفتيها بدلال مُحاوله كبت انفعالها مع رؤيه بروده وابتسامته المُستفزة لتوقعه انفعالها الطفولي
: حبيبي لييييه مالبست للحين بيجي جواد وانت كذه ، إلا أحسن خليه يشوفك كذه أحسن لا تلبس شي .
اتسعت ابتسامته وارتفاع حاجبيه ، واضعاً الصحن على منضده الزينة ، وأحاط خصرها بذراعيه المفتولين بشده من العضلات البارزة ، ساحباً إيها لدفئ صدره ويقول بهمس قُرْب اذنيها ولفحت انفاسه الساخنة لداخلهما
: تونا العصر ما رح يجي الحين بدرررري ، تخيلي بس يشوفني كذه ، انا حتى ما انزل البقالة بالشكل .
نظرت له بعُمق وكل نظره تحكي عن عشقها له وعن أنه يبدو أنيقاً مهما أرتدى ، فعلاً انه انيق بمنامته القطنية بنطال قطني طويل باللون الأسود يعلوه بلوزة بنصف الكُم باللون الأزرق يُزين منتصفها شِعار أديداس باللون الأبيض تكاد تتمزق على جسده ، وتحب عضلاته المفتولة التي تملأها الشَعرات الخشنة الملتوية بتمرد ، ولو نزل هكذا للتموينات للفت له كُل الأنظار ، عكس بعض الشباب الذين تراهم بذهول يخرجون بِكُل ثقه من بيوتهم إلى التموينات بما يُسمى " سروال وفانيله " او إلى السوق ب " جلابيه طويله " شبيهه بالثوب لكنها منزلية ، تتعجب منهم فعلاً وتمتعض من أشكالهم الشاذة فلكل مكان لباس خاص به ، تعرف ان زوجها أنيق للغاية ولا يبقى في المنزل ولا يخرج إلا إذا كان كل شيء كاملاً به ولو كان ما يرتديه بسيـ .... " بسيطاً " .
قطع استرسال افكارها شفتيه تجتاحان شفتيها وتكاد تلتهمهما كحبه فراوله ناضجة مُغرية لالتهامها ، ذابت بين ذراعيه وهي تشعر بنظراته وقُبلاته الحارة العنيفة دوماً أنها الأُنثى الأجمل بهذه الحياة ولا أُنثَى غيرها ، سحبها معه للأمام ومازال يلتهم شفتيها ويُحركها بعنف كطبيعته الرجولية ، لم يكن ينوي أن يفعل شيئاً ولكنها أغوته بدون قصد عندما عضت شفتيها ومررت لسانها عليهما وهي غارقه بأفكارها لتُهيجه ويجتاحها .
سقطت بقوه للخلف على السرير وهي تستقبل حبه برحابه صدر ، وقطع عليهما جوهما صوت الجرس يصدح بأرجاء الشقة الواسعة ، واتسعت عيناهما معاً ليقول زايد وهو يعتلي جسدها على السرير بين ذراعيه
: من جدك انت جواد جاي الحين بهذا الوقت ، اول مره تصير ، ليه ماعلمتيني من امس اوصي على ذبيحة وش بنعشيه الحين الرجال الله يصلحك بس .
نهض من فوقها يُبَدِّل ملابسة ، لبنطال من الجينز وبلوزه من لاكوست بنصف الكم أظهرت قوه عضلات ذراعيه المفتولة ، و قالت مُبلله شفتيها
: قلتلك انه بيجي الحين وماصدقتني فكرت أني اقول كذه عشان أخليك تلبس بس هو صدق كان بالطريق قالي ، ما دريت إلا الصُّبْح انه جاي مع نايا وعبدالعزيز عشان يطمن عليها ويمرني يسلم علي بالمره وبسافر الليلة .
: طيب طيب حصل خير
قال ذلك بسرعه وهو يتجه للباب عاقداً حاجبيه من برود طفليه اللذان يجلسان أمام التلفاز وعيناهما تكادان تخرجان من مكانهما من شده الحماس والإنسجام ، هز رأسه بأسى يفتح الباب ، مُبتسماً بود لصهره ، مُرحباً به بحراره
***
تجلس على الأريكة وحيده بين الوسادات مُتعدده الأحجام ، قدميها ترتعشان وقد فقدت الأمان برحيل جواد خلفها ، وأغلق مجرى تنفسها مع إغلاق الباب في ذات اللحظة ، لم تكن يوماً قويه شخصية بل هي ضعيفه جداً وأرق من الحرير .
دوماً كانت سارة الكُبرى هي القوية ، المُلتهبة ، النارية ، منطلقه دوماً لاتحب التوقف حتى وان تعثرت فهي تنهض وتتابع ، تكره الروتين والبقاء على نفس الموال ، الدموع لم تكن تعرف طريقاً لوجهها ، لم تكن تملك ذره من الحنان او الرأفه ، ابنها الصغير المسكين يفتقد والدته كثيراً ويلتصق بها طالباً الحنان والحضن الدافئ وهي بكل قسوه تدفعه عنها ، لم تكن تحب الأطفال يوماً ، والصغير يلتصق بها دوماً وتُغرقه هي بحنانها ودفئها الذي لا ينضب عله لا يكره والدته كثيراً مع الأيام ، كانت تتعجب من تصرفاتها المُنفرة وكيف تعامل زوجها ليتعلق بها لهذه الدرجة ، ولهذا تشعر أن زوجها قد أغرم بها لقوتها وجبروتها .
دوماً ماكانت تهزأ منها وتلقُبها بـ " العانس " بكل برود واحتقار لضُعفها !!!.
هزت أكتافها باستهزاء !!!
يا لسُخريه القدر ها قد دار الزمن لتحصل هذه العانس على زوجها .
بينما سيدرا ، تلك النسمة الرقيقة ، التابعة لسياسة المحايدة ، لم تكن ضعيفه مثلها أبداً كانت تستطيع
التأقلم مع جبروت سارة و ضعفها وخزيها دومـ ...
قاطع تفكيرها شقاوة عبدالرحمن الذي فرح كثيراً بهذا المكان الجديد يقفز ويمرح بسعاده ، فزوجها رفض أن يعود لشقته القديمة التي تُذكره بحبيبته المفقودة .
فتحت ذراعيها لتستقبله بأحضانها بقوه ويقول بصوتٍ مسموع " ماما " ويُلصق شفتيه الطريتين على وجنتها يملأها بلُعابه ويبتعد وكأنه قبلها .
ضحكت بنعومه وهي تُلاعبه وتدغده وقد غادرت افكارها السوداء رأسها وطار معها خوفها من المُستقبل ، وحلت البهجة على وجهها البشوش من قربه فهو الوحيد الذي يُسعدها ويملأ دُنيتها ضحكات رنانه .
شعرت بظلٍ كان يُراقبها مُنذ قفز ابنه بين أحضانها ، رفعت نظرها ببطء شديد لتقع عينها على عينه الحادة الخالية من التعابير ، مُستند إلى إطار الباب وذراعيه معقودين إلى صدره العريض .
اعتدل بوقفته ليقطع المسافة بينهما ويجلس مُريحاً رأسه خلف ذراعيه ، ينظر لها بكره اخترق عينيه وشعرت بكرهه ، يقول بصوتٍ رعد بخشونه من حناجره يتخلله الجفاء والازدراء
: اعتقد هالزواج المصلحة فعلاً بيجي بنتايجة مثل ما يبون أهالينا بالضبط ـ أشار بذقنه لطفله ـ ويقولك ماما بعد وهو عمره ماقالها لأمه الكانت تتمنى من قلبها يقولها ماما ، واضح انه متعلق فيكِ من حقدك وكرهك لأختك أخذني ولدها منها حتى وهي كانت عايشه بينا .
اخفضت رأسها لتقول بهمس وصل جيداً لأُذنيه
: هي البعدته عنها مالي دخل كان يبغى حنان واهتمام ومو ملاقيه عندها ـ رفعت رأسه تنظر له مُتظاهره بالقوة ـ الطفل مهما كان لو شاف أمه مهتمه فيه ومعطيته كل شي ، مُستحيل يناظر احد غيرها لو مهما كان جينات الأم أقوى وكان بروحلها ـ نظرت لعبدالرحمن بعاطفه ـ لو لقا عندها اليبغاه ما دوره عند غيرها .
ارتفع حاجبيه وزمّ شفتيه وهز رأسه باندهاش باستهتار ، ثم استند بمرفقه على فخذية مُسنداً ذقنه على كفيه ، وقال بجفاف يتخللها بعض السُخرية
: حركات اني انا الطيبه الضعيفه المافي مني ما تمشي علي الأقوله بصير ويتنفذ بدون أي كلمه ولا قصيت لك هاللسان الطويل ولا عاد تتفلسفي على راسي لو ما عبود كان ما فكرت اتزوج أبداً بس كل شي يهون عشانه وانت احسن من وحده تعذبه ، مع اني ما أأمن عندك انت بعد والكلام الطالع عليكِ وما تحملك زوجك وطلقك بعد شهرين .
فزّ على قدميه رادفاً بازدراء
: والحين يلا قومي دخلي الشنط لغرفتي يكفي اني نزلتهم من السيارة وطلعتهم الدرج من الأصنصير الخربان ورتبي اغراضي وأغراضك المُقرفة المادري وش جايبه معك خلاقين بنفس الغرفة ياويلك تفكرين تروحين غرفه ثانيه مو شاريك ببلاش أنا .
خرج من الشقة بكل راحه وتركها خلفه وتهدل فمُها من الصدمة واتسعت عينيها ،
هل طلب أن تبقى معه بنفس الغرفة ؟؟!
وضعت كفيها على فمها من الذهول ، تُحدّق أمامها والدموع غشيت عينيها البُندقيتين .
تلك الإشاعات التي أطلقها عليها طليقها بأنها ليست عذراء ، وكم تعرف من شباب وتخرج معهم وهي على ذمته ، رُغم أنه لم يقترب منها أبداً !!!
لا بل هي من رفضت اقترابه القذر منها ، بسبب شربه للمُحرمات وكذلك تعاطيها كان مجنوناً ومُختلاً يضربها بشده ، كلما رفضته وأغلقت على نفسها الباب ، ويصرخ كما يصرخ الرعد وسط السماء ، ويطرُق رأسها بالحائط.
خُدعت به عندما خطبها كانت لحيته ناميه وكان هادئ الطبع وانه مُتديّن وانجذب له عائلتها كالسحر لتُصبح زوجته خلال شهر وتُطلق بعد شهرين هذا فقط مُختصر ماحدث معها .
وانتقم منها إذ نشر قصتها المُزيفة و القذرة على كُل لسان .
غطت وجهها بكفيها ، تبكي وتبكي على ما مرت به وستمر به في هذه الحياة القاسية .
***
ابتسمت بخفه من النسمات الهوائية التي داعبت وجهها القشدي ، تتحسس المنضدة بقُربها تلقائياً بحثاً عن هاتفها دون أن تفتح عينيها وفور أن التقطته بكفها حتى أزالت عن عينها قطعه القُماش التي كانت تُغطي بها عينها وقت النوم ولا تتخلى عنها كل ليله ، جلست بهدوء تتصفح هاتفها بلهفه ومطت شفتيها بضيق ، عندما لم تجد أي اتصال من شاهين او رسالة فمُنذ أن عقدا قرآنهما وهي الم تره وماتت من شوقها إله ، حتى لم يُكلف على نفسه عناء الاتصال بها ، مطت شفتيها اكثر ،
فارده ذِراعيها بالهواء بقوه ، وأزاحت الغطاء عنها برقه وتقفز كفراشه رقيقه .
خرجت من غرفتها هابطه درجات السِلم معدتها تُزقزق من الجوع عندما لم تعثر على شيء يسد جوعها في المطبخ التحضيري للدور الثاني ، أغمضت عينيها بقوه وهي تتثائب وتُمسك بالديرابزين بكفها الناعمة وكفها الأخرى تربت على فمها وصلت إلى العتبة ما قبل الأخيرة ، وتفتح عينيها بهدوء لترى أمامها عمود من الكهرباء و آخر شيء ترغب برؤيته الآن تحديداً
" شاهين "
اتسعت عينيها بذهول وقد جمدت مكانها للحظات دون أن تتحرك وكأنها تحاول أن تستوعب .
يدُس كفيه لجيبيّ بنطاله وعلى وجهه ابتسامه مُتسلية ، وعينيه تُفصفصانها من رأسها لأخمص قدميها ، يُراقبها خطوه ، خطوه وهي تنزل الدرج كالأميرات في عينيه ، رُغم أن مظهرها الآن تحديداً بمنامتها الوردية ل " باقز باني " يرتفع كُمها لمرفقها بينما الكُم الآخر يُغطي ذراعها كامله إلى الرسغ ، و شعرها الطويل الشعث بشكل ملحوظ ولم يُسرح ، و قدميها الحليبيتين الحافيتين ، و آثار النوم ما تزال على عينيها ، لا يُمت للأميرات بصله .
تسللت إلى أذنه شهقتها العالية ، وأدرك أنها ستهرب منه ، وصدق حدسه عندما عادت تصعد درجات السلم بتعثر ولحق بها بسرعه فهد وقبض بذراعيه القويتين على خصرها من الخلف ورفعها بخفه ودار بها وهو يضحك بخفه ، إلى أن شعر بجسدها يرتعد بين ذراعيه .
انزلها فوراً يُصر أن يلفها إليه وقد وضعت كفيها على وجهها تبكي بسبب الإحراج ، ابعد كفيها بقوه عن وجهها وأحاطه بكفيه الخشنين واقترب حاجباه بعُقده بالمُنتصف وفُترت ابتسامته وقال بخشونه رجوليه
: يا بعد كل هالدنيا ليش ؟؟ ليش ؟؟! كل ذَا البكا ترى ما سويتلك شي !!! .
كانت ترمُش بعينيها البريئتين ، وكم قتلته نظراتها وأشعلت به فتيل الصبر ، شيء ما غلى كمرجل عند مضخته التي نبضت كما لم تنبض من قبل بقربها ، فتيل لم تستطع إمرأه اخرى من قبل ان تُشعله له ، وصل همسها الرقيق إلى أذنيه يتخلله بحه بُكائها
: شكلي يخرع ما كان ودي تشوفني اول مره كذه وبدون ما ادري انك فيه .
عبس بملامحه مُستغرباً
: ليه ما علمتك أمك أني بجي اليوم العصر وانت نايمه لهالوقت ولا ما هتميتي بشوفتي وكنت مقرره تسحبي علي .
فغرت شفتيها بصدمه لتهز رأسها نفياً بأنها لم تكن تعلم ، وتشنجت عضله في فكه ، وبرقت حدقتيه ، من شفتيها التوتية بهذا القُرب المؤلم منه و التي يرغب الآن كما لم يرغب من قبل التهامها ، اصدر زفره بدون صوت وهو يُهدئ نفسه كي لا تخاف منه ، طفلته التي تصغُره بخمس عشر سنه ، ابتسم ليقول من كل قلبه مُحاولاً تهدئه ارتعاشه من مُلامسه كفه لبشره وجنتيها الرقيقة
: يا بعد قلبي انت بعد فتره رح نتزوج وبصير أشوفك وانت نايمه وانت صاحيه وإذا بتنامي وإذا بتقومي وبمكياج وبدون مكياج ، انا حبييييت روحك وحُبي لروحك بخليني أحب شكلك كيف ماكان الرجال لو ماحب روح حرمته ما رح تكفيه حريم هالدنيا كلها ، وش أحلى من أني اشوفك على طبيعتك لأول مره بعد ما عقدنا .
اعتلت الحُمره وجهها بشكل ملحوظ ببشرتها القشدية وأصبحت كثمره الطماطم الناضجة من كلامه الرقيق واللطيف وأومأت له برأسها أي انها تؤيده ، هنا انهارت كُل حصونه دُفعه واحده حصنٌ خلف حصن .
ويجتاح عُذريه شفتيها المفتوحتين امامه تدعوه ليُقبلها بعد كُل هذا الصبر ، أغلق عينيه بشغف ينهل من نبع شفتيها وذراعه تُحيط خصرها بتملك يُحركه عليها بنعومه خشيه أن قسوه ذراعه تؤذي رقتها بينما الأُخرى تتخلل شعرها الشعث من النوم يشدها إليه بقوة ، هي كانت مصدومه مُتسعه العينين إلى أن غابت معه في هذا الوعي الجميل ، واستيقظ الاثنان ،
على صوت شهقه مصدومه وعينين مُتسعتين بذهول من هذا المشهد المُنحرف ...
***
عينين تلمعان بشر كالأسد وسط ظلام الغُرفة ، أغلق الباب وفتح الأضواء ليتبعها بحزامه من سلسلة بنطاله ، يُشاهدها ترتعش بخوفٍ منه وكم اصبح راضياً وابتسم بقذارة على رؤيه خوفها الواضح منه .
اقترب لتعود للخلف وهي ترتطم بمنضده الزينة ، وعيناها لا تفارقان الحزام الذي ثناه ويخبط به بشكلٍ خفيف على كفه المفرودة ، واخيراًً نطقت شفتيه ويُشير بالحزام أن تجلس على السرير ، خافت منه بشده وسارت بخزي نحو السرير تضم جسدها الأسمر الرقيق بين ذراعيها
: أدري انك كلمتِ منصور ألهو ابوك الحقيقي طبعاً بس كُل ذَا مو مهم انا طلبت منه بأدب يسلمني بنتي وياخذك وهو الرفض وبكل وقاحه راح وزوجها من وقح مثله ومن شلته ـ شتت نظراته بالغُرفة يُكمل ثرثرته وهو يخبط بالحزام على كفه مُجرد إخافتها وحسب ـ فيعني ما بقالي غيرك وما اقدر انتظر أكثر لي دين على واحد من الشياب ساعدني وقام فيني بالغربة ولازم أرد له الدين ، جيت أعطيه فلوسه ورفض قال لو لك بنت أبيها تكون زوجتي على سنه الله ورسوله ـ اتسعت عيناه اكثر بشرّ وظهرت اسنانه الصفراء من خلف شفتيه ـ وبما انه ابوك فرط ببنتي وسلمها لليبغاه وانا بعد بسلمك للأبغاه بما انك تحت اسمي للحين .
فغر شفتيه قليلاً يُحدق بارتعاشها ببرود ينتظر جوابها وعندما لم تنطق أردف بحقد
: اليوم بطلع امك من البيت يكفيها حبس كل هالوقت خليها تهجول بالشوارع زي المجنونه ، وانت بتتجهزين زي عروس مؤدبه تسمع كلام ابوها وتوقعين العقد اليوووم وتتسهلين مع زوجك وماعاد اشوف وجهكم والوقت الأنت توقعي فيه رح تتشقق السندات الفيها الدين وسلينا الحمدلله .
،
في المساء تجلس على السرير ودموعها تنساب على وجنتيها بألم وصدرها يعلو ويهبط بشهقاتها التي لا تستطيع ان توقفها ، تقبض على فستانها الحريري الأبيض وتشعر به كالكفن حولها ، ومساحيق تجميلها التي وضعتها مُجبره أيضاً سالت على وجهها لتشوه جماله الرقيق الناعم ، لم تخرج من هذه الغُرفة منذ ان هددها والدها بتوقيع ذلك العقد ليتخلص من دينه ، واخرج والدتها التي لم تصدق لتحاول جاهده انقاذهم من هذه المآسي غادرت ولم تعرف ماذا ينتظر ابنتها المُدللة .
حسناً لا يهمها ان تتزوج بذلك الكهل الطاعن بالسن و الذي رأته عبر النافذة قد يكون أحن عليها من والدها الذي تجاهل أمرها ، وتذكرت شكله المُقَزز ، قصير ، كرشه ممتده أمامه على شكل " فيتنس بول " مُنتفخة جداً ، وبشره سمراء للغاية والتجاعيد في عينيه ووجهه واضحة جداً من عمره الكبير ، يرتدي ثوباً ابيضاً ناصعاً يُناقض سواد بشرته ، وكأنه شعر بوجودها ليلتفت إلى النافذة التي تطل منها ويبتسم ببلاهه وغباء مُشيراً بكفه لها ، واتضحت اسنانه الصفراء .
وضعت كفها على فمها تمنع غثيانها ، بعد عده دقائق دخل والدها مُتجهم الوجه كعادته دوماً بائس غاضب لايعرف الراحة والهدوء ، يحمل بيده الدفتر الكبير لتوقع على عقد موتها ويُمزق أحمد سندات الدين

auroraa 13-05-16 02:34 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الرابع والعشرون


خرجت مُطأطأة رأسها بذُل وهوان , مكسورة الجناحين توقفت عن التحليق عالياً لأحلامها الصغيرة , لم تهتم لتنظر أمامها وترى زوجها العجوز والدها باعها بكل بساطه ويُسر لكهلٍ امتدت به السنون , لم يهمها الكهل بقدر ما همها البيع وكأنها سلعة بخسه الثمن , أجبرت على الزواج دون أن ينقذها أحد , وها هي تنقاد كالشاه إلى المسلخ .
صعدت للسيارة و شعرت بطوفان من الغثيان يتسرب اليها بخُبث وهي تستمع لصوته الخشن المُقزز ، أغمضت عينيها بقوه تشد على جفنيها وكفيها تضغط على عبائتها بشدة حتى ابيضت سلاماتها , التي تُخْفِي فستان بسيط ينسدل على جسدها الغضّ من صوته الفجّ ، حمدت الله أنه لم يجلس بقُربها حتى لا تتقيأ من رائحه جسده الذي أغرقه بالعود والبخور .. و استقر جسده البدين بجانب السائق يُقهقه بقرف مع مُحدثه بالهاتف .
اتسعت عينيها على حِجرها ووصلها صوته جيداً قائلاً
: يلا يا بنتي انزلي وصلنا الفندق .
شهقت بدون صوت من وقاحته " ابنتي " !!!!!
إذاً هو يُدرك جيداً انني بعُمر ابنته .
هل يهزأ بي ؟! ام هل يسخر مني ؟! لغبائي
ام يذُلني ويقهرني !!!
رجف قلبها بوهن وهي تتخيل ماذا يُرِيد منها !!
إنها لا تفهم لا تفهم شيئاً ، وقد فقدت روحها بما فعله والدها .
لا هو لا يستحق انه تناديه " ابي " .
أخر عهدها به كانت بعُمر الخامسة ولم تره بعدها ولا تذكره حتى ولا تذكر وجهه بل تعرفه من الصور ، والآن وبعد مرور السنين جاء يُمارس عليها أبوته بالقوه ، تذكر ان لديه ابنه .
مهلاً يا قدر ، فهو عرف مؤخراً أنها ليست من صلبه ، ولكن كل تلك السنين كان موقناً انها ابنته ولم يُفكر بمحادثتها او رؤيتها ، بل بنى له حياه أخرى وعائله جديده وأبناء جُدد هم من صلبه مؤكداً هذه المره .
أُجفلت على صوته الخشن والواضح عليه كبر السِن يقول بتمهل
: يلا يا بنتي انزلي لا تخافي .
هل توهمت عندما سمعت نبره الحنان بصوته
زفرت نفساً وعينيها دمعت من تلك النبرة ، وللحظة فقط فكرت بأن زواجها به خيراً ، وسيكون هو الأب والأخ والزوج لها .
ترجلت بهدوء تتبع اثاره مع اثار السائق الذي انزل حقائبها التي أخرجتها زوجه والدها مع كل أغراضها ولم تُبقي لها على اي غرض يخصها ... ويرميها داخل عربه نقل الحقائب بحده نوعاً ما وكأنه يصُب غضبه عليها ام انها توهمت ذلك .
جلست بخفه على إحدى الأرائك الجلدية في اللوبي ، ولم ترفع نظرتها عن حذائها لتُصدم بشكل زوجها فالعُمر ما يزال أمامها وستراه كثيراً إلا أن تشبع .
شعرت به يقترب ويقول بنفس النبرة وتأكدت انها نبره الحنان
: خلصنا الإجراءات يلا نروح الجناح .
رفعت نظرها قليلاً ورأت وكرشه يتهدل أمامه ويبدو من قامته انه قصير جداً وليس طويلاً ، ازدردت غصتها موميئه برأسها .
دخلت إلى الجناح وجلست على اقرب اريكه منها ، فقدميها لا تقويان على حملها ، تشعر بدوار شديد ولاطاقه لها هي اقرب إلى الانهيار ... فمنذ مساء البارحة لم تأكل شيئاً وقضت ليلتها بالبكاء .
أغلق باب ليقترب منها كصقرٍ مُفترس يُعاين فريسته والطريقة المناسبة للانقضاض عليها من الأعلى ، يرمقها بنظرات حاده ويستشف منها خُططها هي ووالدها ونيتهم السوداء بالإيقاع بوالده المسكين .
رفعت رأسها قليلاً لتتسع عينيها وتهمس داخلها وهي تراه بوضوح هذه المرة
" وين اختفت الكرشة ولا كنت اتخيلها طول الوقت والهيئة شكله طويييل مو قصير زي ماتخيلت كمان ، يا الله عقلي تشتت مو عارفه اركز من الدوخه " دققت نظراتها على كفيه المتراخيين على جنبيه من طرف الثوب الأبيض الناصع ، وازدردت ريقها وهيا ترى جلده الأسمر مغزو بالشُعيرات السوداء مشدود للغاية ولا أثر للتغضنات المُدله لكبر السن او الجلد المُتراخي ، وترفع عينيها اكثر لتتجاوز جذعه الصلب وينبض بعنف بفعل مضخه قلبه .. واصله لوجهه ، شهقت شهقه غير مسموعه وعينيها ترتجفان بذعر .
يا الله !!! انه طويييييل جداً جداً جداً شعره يكسوه الشيب الأبيض ولكنه ليس مُنفر أبداً بل يُعطيه هاله من الهيبة والقوة وكاريزما خاصه به ، لحيته مُشذبه بلُطف ولم يخفى منها الشعر الأبيض أيضاً ، ليُصبح صوره من الرجل الوسيم بطريقه وحشيه مع نظراته الصقرية ، آآه نظراته حاده كصقر جامح يُحلق فوق فريسته من علو ، همست بذعر وهي تستعيد كلام والدها وقد ايقنت ان من أمامها ليس بكهلٍ عجوز ولا تعلم كم يبلغ من العُمر
: مين انت ؟؟؟؟!!
ارتفع حاجبه الكثيف ومالت شفتيه لليسار بتهكم
: لا والله ما تعرفين مين انا ، مين الحمار التزوجك قبل ساعه في بيت ابوك مثلاً عشان مستقبل عيلته لا يتدمر .
قطبت حاجبيها باستغراب
: لا انت كذاب أبوي قال اني بتزوج عجوز وانت شكلك مو عجوز .
هُنَا تحديداً عقد حاجبيه مع ذراعيه القويين لصدره بغضب ليقول بحده
: ايه صدق كنت بتتزوجين أبوي الشايب ، ليييه ؟؟؟! لانه بكل بساطه أبوي مديون لأبوك ورفض ابوك ترجع له الفلوس وقاله يتزوجك وإلا بوديه بداهيه وأنك راضيه بكل وقاحه وقله حيّا تتزوجين واحد كبر جدك ، وطبعاً تدخلت بالوقت المُناسب عشان أبوي لا يسويها بأمي وتتشتت عيلتنا ولا مو عشان سواد عيونك أخذتك .
اتسعت عينيها من كذبه ليس هذا ما اخبرها به والدها لم تصدق ولن تُصدق ، لقد رضيت بقدرها كي لا يُسجَن والدها بديونه ، لا ذلك الكهل هو المديون كما يقول هذا المُخرف أمامها ، وأنسحب خمارها الذي يُغطي شعرها بخجل عن رأسها ويسقُط على كتفيها لتقفز بقوه هادره
: انت كذاب أبوي ماقالي كذه وزوجي هو الشايب ما رح أخليك تخدعني باسم انك زوجــ ....
انقطعت كلماتها والغُرفة تدور من حولها وتدور وتدور إلا أن تهاوت قدميها واستقر جسدها الغضّ بين احضانه عندما لاحظ اسبالها لعينيها ليلتقتطها بذراعيه الطويلتين ويهمس بسره متأففاً
" ولييين بدينا دلع البنات الماسخ ، وش ذَا الورطه التورطتها مع ذَا البزر "
رفعها بين ذراعيه وصُعق من حجمها الصغير وخفتها انها بحجم الحديد الذي يرفعه بوزن سته كيلو من هشاشتها وضُعفها يخشى أن يُحطم عظامها الرقيقة بعظامه القاسية .
وضعها على السرير يتأملها من عُلُو ، ومالت شفتيه بعدم رضا ليست كما كان يُرِيد أبداً بل هي عكس كل المواصفات التي طلبها وتعبت والدته وأخته بالبحث عن تلك المواصفات التي وضعها ، أراد لزوجته ان تكون بيضاء لتشع بجانب سمار بشرته ولكن هي سمراء بوضوح ، ارادها ذات شعرٍ طويل يصل إلى خصرها او اكثر كي بتوسده دون ان يُضايقها ويستنشق عبيره وهذه بالكاد يصل شعرها لأسفل كتفيها بقليل ، ارادها ان تكون طويله كي لا تصبح شاذه عندما يخرج معها لمكانٍ عام وهذه رأسها يصل لمرفقه وكأنها ابنته لا زوجته .
لكنه لا يُنكر أبداً انها بدت مُشعه جداً جذابه بسمارها رُغم شحوب وجهها ففستانها الأبيض الحريري أهداها هاله من الرقة ممتزجة بالنعومة لتكون سمراء مميزة لا يليق إلا بها وشعرها القصير المُتوسط الطول يُلائم وجهها الصغير كما يُلائمها طولها القصير مع حجمها الهش ، لتُصبح طفله شرسه حاولت ان تكون قوية وهي تُكذب أقواله وكلامه
.
ازدرد ريقه وعينيه تمُران على ساقيها النحيلتين السمراء التي ظهرت من تحت الفستان في غمره خلعه لعبائتها السوداء وتمديدها على السرير ومحاوله إقاظها .
تباً !!!؟ إنها تبدو .. تبدو جذابه جداً رغم اختلاف كل المواصفات التي يُرِيد ورغم شحوب عينيها وهالاتها السوداء تحت عينيها ، جذابه رغم انه لا يُزين وجهها اي طلاء او مساحيق مُبتذله ، تشع بريق و .. و .. ونـ .. ونعومه ، تباً ... تباً ... تباً كيف استطاعت ان تُغير نظرته بهذه السُرعة وهو يرى نظراتها المذعورة تجاهه وبرائتها عندما كانت تتكلم معه هادره بوجهه .
تأفف بصوت مسموع ويضع بعقله انه تأثير الأنثى وحسب لانه لم يقترب من أنثى بهذا القدر أبداً ولهذا اثرت به وانجذب لها فقط ، جلس على اريكه بغرفه النوم قُربها ينتظرها كي تستيقظ ، اول مره تواجهه هذه الحالة فلا يعرف كيف يتصرف معها ويُقظها ، لا حل له إلا الانتظار .
***
وحل المساء ، ونامت أوراق الأشجار والأطيار ، خفتت حركات السير والطريق اصبح مُرعباً لا يُنيره إلا القمر وأعمده الكهرباء على الرصيف ، عادت لمنزلها أخيراً بعد ان سئمت من العثور على عمل لتئوي نفسها وابنتها ، مُجبره على العودة إلى عرين الأسد فالعثور على عمل صعب هذه الأيام إلا أن يخلصها الله منه ومن قسوته ، عادت لعملها السابق في المشغل واكتشفت انها طُردت لانها تغيبت عن الحضور لعده أسابيع دون اي عُذر او مكالمه منها ... والذي حدث ان زوجها القاسي قد حبسها وابنتها بمنزله ومنعهما من الخروج لأي مكان وكأنهما بأحد السجون .. ولم تصدقها المُديرة طبعاً واعتبرته عُذراً مُبتذل فالرجال هذا الزمن واعون غير ساديون .
لم تصدق انه سمح لها بالخروج هذا اليوم من المنزل وأطلق سراحها اخيراً لتتنفس قليلاً وكأنه يعلم أن مصيرها عائد إليه ولن تعثر على عمل بهذه السهولة ، منذ عودته وهي لا تعلم ماذا حدث ؟؟؟! فقدت القدرة على كل شي وفقدت كل القوة التي جمعتها طوال سنوات غيابه ، فقدت روحها وحياتها وَكُل شيء تملكه .
ولجت للمنزل الهاديء من ازعاج أولاده النِيام بهذا الوقت ، ورأته بمشهد مُنحرف مع زوجته الجديدة يُقبلها بشغف لم يُقبلها به يوماً ، وعلقت الغصة في حُنجرتها وتجاوزتها بسرعه بعد ان أصبح لا يُمثل لها شيئاً بحياتها .
انتبه لوجودها وابتسم بسُخريه في وجهها وقُلبت نظراته وهو ينظر لزوجته بشغف هامساً برقه
: اسبقيني الغرفة وجايك .
اومأت بنعومه ورمشت بعينيها وأعطته ابتسامه من تلك الابتسامات التي تغويه وعينيه لم تُفارق جسدها المُثير الذي يتهادى امامه بجينز ضيق يكاد يتمزّق على ساقيها وبلوزة " توب " تخنق صدرها خنقاً ويصرخ المسكين بالنجدة لتحريره وتنفسه .
ثم حول نظراته لتتحول بسرعه قياسيه إلى الإزدراء وكم هو بارع بتحويل نظراته بمهاره ، يمد ذراعه القاسية على ظهر الأريكة والأخرى تستقر بكفه على فخذه ، بينما يضع قدماً على قدم ، قال بنبرات غامضه
: أيه والحين وين رحتي و دشرتي بالهشوارع .
كتفَتّ ذراعيها بحركه حِمائيه وعبست بوجهها بتحفُز
: كنت أدور على شُغل عشان اخلص أنا وبنتي منك .
ارتفع حاجبه وهز رأسه وكأنه يتفهّم ، مُسبلاً اهدابه
: من جدك انت تفكرين بعقلك ، لو لقيتي شغل اني بخليك تروحين ، بكل بساطه اقدر احبسك مثل قبل دون ما احد يمنعني او يتجرأ يفتح فمه بكلمه وانت على ذمتي ، بس الفرق انه هالمره بنتك ما بتكون معك .
اتسعت عينيها بذهول وصدمه وهي تُحرّر ذراعيها عن جذعها وتهتف بذُعر
: وش سويت ببنتي وينها ـ ثم بدأت تهتف وتلف رأسها بكل جهه بخوف ـ نوران وينك يا يمه نوران .
هب على قدميه قاطعاً المسافه بينهما بعنف والتقط عضدها بقوه وهمس بفحيح من بين اسنانه
: اول شي انكتمي عيالي نايمين بتقوميهم بصوتك النشاز وتخربين علي ليلتي ثانياً لا تعبين نفسك ـ وبكذب ـ اليوم زوجت بنتك لشايب منتهي صلاحيته وافتكيت منها ومن مصاريفها .
هزت جسدها بعُنف ونفور منه وهي تضربه على صدره بقوه هاتفه
: وخر عني يا الحيوان يا الخاين وش سويت في بنتي شلون تبيعها بهالطريقه الوسخة .
أرتفع الغضب لاوجه هادراً بها وهو يسحبها بعنف له وانفاسه حارة مُلتهبه تلفح وجهها وذرات لُعابه تصفُق وجهها
: انكتمي يا الحيوانه ما الخاين غيرك يوم طلعتي اليوم من البيت ما بقى احد من الجيران ما حكى فيك وكلام يشيب الراس يا الواطية ، وين كنتي هالوقت ؟؟؟؟! ومتأكد طول سفري ما صنتيني ولعبتي بذيلك الناس ما تتكلم عبث .
بصقت بوجهه وهي تسمع قذفه لها ، وهي من صانته طوال عُمرها بينما هو لم يصنها وخانها وتزوج عليها بكل صفاقه ، وقالت بحده وصُراخ
: اخرس يا الحيوان انا اشرف من الشرف وماهمني كلام الناس اليتكلموه عني وانا اركض ورا لقمه عيشي انا وبنتي .
جن جنونه من بصقتها وكلامها الهادر بوجهه ، ليصفعها صفعه مُدويه على وجنتها وتتحول صفعته لضربٍ مجنون أدى لاتصال احد الجيران بالشرطه بعد سماعه أصوات الضرب والصراخ بشكلٍ واضح ، ونُقلت شعاع للمشفى من شده الضرب ، بينما أحمد أُخذ لمركز الشُرطة .
دخل للمنزل بهدوء وتوجه لغرفته فأمامه اليوم حربٌ طاحنه مع زوجته ، ولج لغرفته وخلع " الشماغ " ووضعه على اريكه وعينيه جالت على دموع وجه زوجته الحزينة وقالت باختناق
: وش جايبك الحين ، يعني سويتها وتزوجت علي بنت كُبر بنتك مو حرام عليك تخون العشرة بينا ، وش تسوي هنا لا يكون البنت ما عجبتك ـ لوت رأسها وشفتيها بدلال ـ تراني ابغى الطلاق وما رح يسكتني اي شي وبكيفك انت وعيالك
ابتسم بوهن من التعب الذي تعبه هذا اليوم ، ليجلس قُربها على السرير وارادت أن تنهض ليقول دون ان ينظر اليها وهو يُفكر بعُمق الخطأ الذي ارتكبه الآن
: مو انا التزوجتها للبنت .
نظرت له عاقده حاجبيها
: وش قصدك اذا انت ما تزوجتها مين تزوجها مو تقول الرجال مديون لك وطلبت بنته للزواج .
أومأ برأسه : ايه انا طلبت البنت بس مو لي طلبتها لباتل
شهقت المرأة واتسعت حدقتيها
: باتل ، باتل ولدي زوجته بنت ماندري وش تكون وايش اصلها وفصلها وليه كل هاللخبطه وايش سالفه الدين مو فاهمه شي .
قال الكهل وهو يُريح ظهره على ظهر السرير
: اجلسي عشان اعلمك .
جلست قُربه بتوجس مما ستسمع
: ايه
أردف
: تعرفين باتل معطيك مواصفات وكأنه يبينا نفصل له البنت تفصيل صراحه انا ما همني اهم شي عندي الأخلاق وهالبنت سُمعتها زينه ويشهدون لامها بس بعض الناس الحاقدين تحب تطلع حكي ماعلينا ، ولدك راكبه جني وحالف انه ما يتزوج الا المواصفات الفي باله بخليه يكفر عن حلفه ، المهم هالرجال كل ما تقدم احد لهالبنت رفض وفي الأخير جاني خبر انه بزوجها من شايب مديون له عشان يخلص من الدين ، رحت انا ونقلت الدين لي وسديته كله للشايب وطلع من الصوره وصار دين الرجال علي وقلت لو بتزوج بنتك لشايب ما رح يتزوجها غيري وهو رحب بالفكرة واتفقنا على موعد وكل شي ، هنا انا قلت لباتل وعكست القصة وانه انا المديون ومامعي اوفي ديني وقالي باتل انه بساعدني اوفي ديني بس كذبت وقلت الرجال مستعجل ولا بيرفع علينا دعوه او اتزوج البنت او اسد ديني وطبعاً جن جنونه وحاول يقنعني من هنا وهنا وانه بكلمه وانا معند لين جاء اليوم وقلتله اني بروح اعقد وجا معي بالغصب و ماعلمت احد عشان لا تخرب خطتي ولا انا مو ناوي اتزوج هالبنت المسكينه واظلمها معي واظلمك يا ام عيالي ، المهم وصلنا هناك و حلف علي انه هو البيتزوجها عشان لا اكسرك ، والحمدالله هذا هو تزوج وياويله يُفكر يطلق البنيه بس يعرف الحقيقه تعبت معه طلعله الشيب وعمره بنص الثلاثين وبيدخل الخمسين وهو ما تزوج وانت تدورين له على البنت المفصلة .
فغرت شفتيها من دهاء وذكاء زوجها وكيف اجبر ابنهما العنيد على الزواج بهذه الطريقة ابتسمت بخفه وهي تتمنى رؤيه عروس ابنها وان شاء الله يكون منها بعض المواصفات التي يُريدها ابنها بها .
***
اتسعت عينيه بصدمه من الشهقة التي خرقت أُذنيه ويبتعد عن محبوبته وكأنه صابه ماس كهربائي .. والتفت بعُنف لتلك العاملة الجديدة التي رأت بوضوح مشهد مُخِل بالأداب امام عينيها ببيت مرؤسها لتقول بذُعر بلهجتها العربية المُكسرة
: مين انت كيف يُدخل هِنا ئيب ئيب هدا انت في سوي في بينت انا الحين في كلام بابا وماما تهت انت كيف يُدخل هنا هيوان ـ لتُشدد على الكلمة الأخيرة ـ وسخ .
ارتفع حاجبا شاهين ويُدخل كفيه ببرود شديد لجيبيّ بنطاله حتى لا يرفع يده عليها ، والغضب بدأ يرتفع ليغلي به جسده من هذه العاملة .. وينظر لها من عُلُو حتى تُنهي ثرثرتها التي اطرقت رأسه وهي تُدافع بقوه عن حبيبته .
شهقت ارجوان هاتفه
: ميري فهمتِ غلط هذا زوجي .
اتسعت عينا العاملة لتقول ببلاهة
: هدا ساهين زوز انت كلام انا اول .
غطت ارجوان وجهها بكفيها من قمه إحراجها .. واعتلت الحُمره وجهها من الاحراج والخجل .. ياليت الأرض تنشق وتبلعها .. يا الله ماذا سيقول عنها الآن ، انها تتحدث مع العاملات عنه بفعل الملل ببعض الأوقات ، أبعدت يديها عن وجهها وهي تنظر إليهما وحولها عل الارض انشقت وبلعتها فعلاً كما تتمنى ، ورأته .. رأته يرمقها بخُبث وابتسامه صغيره على زاويه شفته اليُمنى ، وكأنه قرأ افكارها وفهمته ، يا الله فاليُغمى علي يا الله أريد الإغماء لما لا يأتي الإغماء انني في وضع لا أُحسد عليه .
اطلق زفره والتقط كفها بكفه الخشن ، وزجر العاملة بنظرات نارية مُتحديه أن تفتح فمها بكلمه ، سحب ارجوان لغرفتها التي يعرف موقعها جيداً ، وأطبق الباب دون أن يغلقه بالمفتاح وبكل جرأه جلس على السرير ليُجلسها على حِجره ويقول وهو يرفع حاجبه ويبتسم بخُبث
: خدامتكم ذي ملقوفه مرررره ماكنت ادري انك تسولفي عني عندها ها اعترفي ولمين سولفتي بعد عني .
ازدردت ريقها وهي تُفكر أن تُمثل الإغماء طالما الإغماء لا يأتيها بعد هذه الحالة ، وقبل ان تُنفذ خُطتها فُتح الباب بعُنف على مصراعه وسمعت هُتاف العاملة الغاضب يهدر بوجه شاهين وهي تشد ارجوان من حِجره وشاهين مُتشبث بها لا يُبعدها عنه وينظر بشزر لتلك العاملة التي أفسدت لن يومه مع حبيبته
: الحين اتلع بره بسووورئه هدا بينت مايجي بيت انت بس يروه بيت انت سوي وسخ زي ما تبقى هناك بس هنا لا مفهوم انت انا كلام .
شهقت ارجوان وقالت بيأس والإحراج يقتلها وقد عبست وجهها بطفوليه وتشدد على اسمها
: مييييييري .
تأفف شاهين وهو يُبعد ارجوان عنه بخفه وينظر ببرود للعاملة ، ومتعجب من نفسه انه صبر عليها ولم يوسعها ضرباً مُبرحاً لتعرف من هو شاهين الذي تعبث معه .
وصل لأذنيهم صوت خالته رانيا تنادي ارجوان لتخرج العامله بهروله ، قالت رانيا بقلق وتوجس وهي ترمقها باستغراب
: وش فيك ميري ليه كُل ذَا الصراخ .
تلعثمت ميري وهي تُدرك العادات السعودية في أيام الملكه لعملها لسنوات طويله في المملكة .. ان لا يختلي العريس بعروسه بغرفه النوم وان يُطل عليهم احد بين حين وحين بغرفه الجلوس ، وبنفس الوقت تحب ارجوان كثيراً فهي لم تكن مغروره أبداً وتتحدث معها بعفويه وانشراح وتساعدها بالمطبخ وأحياناً تأكل معها بالمطبخ وتُثرثر على رأسها وكانتا صديقتين ، عكس فتيات العائلات التي كانت تعمل عندهم كانوا سئين الطبع معها جداً يهينوها بالالفاظ القبيحة ، يجعلونها ترتدي كُل قبيح ، ولسانهم يقطُر سُماً ، واخيراً قالت بعد ان نظرت للغرفة ورأت ارجوان بين ذراعي شاهين
: ماما هدا جوجو تعبان في طيح .
شهقت رانيا واضعه كفها على صدرها لتُبعد العاملة عن طريقها وترى شاهين يضع أرجوان بخفه على السرير ويجلس قُربها
: بِسْم الله عليها بنيتي وش صارلها .
شاهين بهدوء : لا تخافين خالتي هي بخير عشان ما اكلت شي امس داخت وطاحت .
عبست رانيا باستغراب
: غريبه شايفتها امس اكلت كل المحشي وما خلت شي لابوها وهو يحبه وحتى زايد كان جايب شوكليت من لندن خلصته كله
وماحد اكل منه شي ، يا قلبي انا عليها وش صارلها خلينا نأخذها المستشفى قلبي مو مرتاح .
وضع كفه خلف ظهر خالته دون أن يلمسها يدفعها للخروج بأدب وهو يُشير للعاملة ان تأخذها معها
: صدقيني خالتي هي بخير ما فيها شي بس شوي وبتقوم وتنزل لك مثل الحصان والله .
أومأت بقلق الام على ابنتها لتنزل وخلفها العاملة حدجته بنظرات تحذيرية وهو أومأ برأسه بيأس من فضولها .
دخل الغرفه مُجدداً وابتسم بخُبث وهو يقترب كنمر مُفترس جلس قُربها على الأرض وقبل شفتيها بخفه كما الأميرة النائمة وهو يقول
: قومي يا العفريته راحت امك وهالخدامه الملقوفه الربي بلاني فيها مدري من وين .
اعتلت الحمرة وجهها لتفزّ جالسه وهي تنظر له ببرائه ورمشت بعينيها ، بينما هو يردف يُناغشها
: اها اجل قضيتي على المحشي وماخليت لأبوي يا حرام وبعد اكلت الشوكلت وماخليتِ لأحد ولا حتى لحبيبك ـ لوى شفتيه وهو ينظر لها ـ الحمدلله مو مبين عليك .
امتلئت مُقلتيها بالدموع من الاحراج ولا تعرف ماذا تقول لتشهق بخفه من سُخريته بها وأنها ليسّت سمينه بعد كُل ما اكلته .
أتسعت عينيه وهو يرى دموعها تُبلل وجنتيها ، يا الله ليس المره الثانيه أيضاً ، انه يُمازحها يعلم ان مُزاحه ثقيل ، ولكن ماذا يفعل وهو بطبعه عابس وجامد كالحجر ويُحاول ان يُخَفِّف دمه لاجلها فقط ، فهو لا يمزح أبداً بالعاده .
سحبها لأحضانه مُقبلاً وجهها ويهمس بشجن
: فداك كُل شي يا قلبي وفداك القلب كنت امزح معك بالعافية عليكِ وياويله اليتكلم كلمه .
احمرت وجنتيها بحُمره مُحببه لقلبه هامساً عند أذنها
: يلا بدلي ملابسك وانزلي تحت بنتظرك مو ماشي كل ذَا الوقت مو محسوب من شوفتك ، قلت لامك انها بتطمن عليك الحمدلله ما نتبهت انك طيحتي نفسك بالأرض وانا انقذت الموقف .
خرج وأطبق الباب خلفه وهي وضعت كفها على قلبها من كُل ماحدث اليوم ، فعلاً كانت ستخسر قلبها وتفقد نبضاته من الخوف والإحراج .
***
بات يتأملها كثيراً هذه الأيام .. ودائماً يُبقيها تحت انظاره فهي لم تعد تثق بأحد إلا به وأصبح هو ملجأها وأمانها بعد ان علمت منه حقيقه انها ابنه عبدالكريم الذيب وأخبرها باختصار مافعلته ريتا كي لا يؤذيها أكثر ، لتنهار بأحضانه باكيه بنشيج قطع نياط قلبه غير مُصدقه لما يحدث وقد غفت بين ذراعيه بذلك الوقت من النهار .
وبعدها وَكُل يوم اصبح لا يُفارقها إلاً قليلاً وسمح له خاله بالمبيت عندهم قلقلاً وخوفاً على ابنته التي لم تتهنى بحياتها .
وكانت خجله جداً من الاقتراب منه واحتضانه .. لكنه سيصبر فابنته أصبحت تحت جناحه وكم اسعدته هذه الحقيقة بأنها هي ابنته لا تلك سئيه الخُلق والطِباع ، على قدر ماكان غاضباً جداً بفعلتهم على قدر ما كان ممتناً لاعتنائهم بها وتكبيرها .
ابتسم بفتور يشاهد تقلباتها الرقيقة على السرير ، يعلم جيداً انها تهرب من واقعها وحياتها بالنوم ، حيث لا تُفكر بأي شيء .. يخشى عليها من النسمة العابرة .. كم هي شفافه رقيقه حبيبته الصغيرة .. نعم هي ماتزال صغيرة ولكنها عانت الكثير والكثير وتحملته رُغم صِغَر سنها ، حقيقة ما فعله بها عاصم أمام عينيه ومازالت اثاره عالقه بها .. وحقيقه انها كانت في خُدعه كبيره لعائله لم تكن عائلتها يوماً ، وقد بدأت بعد عده أيام من إخبارها الحقيقة وانهياراتها وهروبها بالنوم .. بفك كل الشيفرات الغامضة لحياتها السابقة وبدأت باستعادة كل التفريقات بينها وبين ريتا ، لقد أجبرها بصرامته أنها لن تهرب مُجدداً بالنوم وأن تواجه واقعها ومستقبلها ، كان يخشى عليها بالنوم وهي بهذا الحزن أن يفقدها ولا يراها مُجدداً ، فما تفعله بنفسها كان خطيراً للغاية .. إلا أن استسلمت له أخيراً أمام قوته وعِنده وكانت تخبره بكل التفاصيل الصغيرة والتي أراحتها كثيراً وهي تُفضي له ما في قلبها .. أمور لم تخبرها لأحدٍ من قلبه .. وعينيها تذرفان الدمع مُحاوله تخفيف صوتها وترقيقه ليفهم ما تقول
*
ليليان تهمس بنشيج من بين شهقاتها الخافتة و تمسح دموعها بسبابتها وتنقله لحِجرها وتعبث بطرف بلوزتها
: دايماً كنت أشك وأقول ان هالام مو أمي وفي إن بالموضوع ما في ام تسوي في بنتها كذه ، كانت ترسلنا المدرسة بس وقت الرحلات ما كانت تخليني اروح مثل ريتا ، كل يوم كانت تعطي ريتا مصروف وفطور وانا اروح وارجع زي ما انا جوعانه وتعبانه ومرهقه ومع كذه تشغلني بالبيت ، بس ارجع وأقول يوم تحضنا بالليل وتغني لنا عشان ننام ، اكيد ريتا المُفضله لها دايماً كنت اسمع في أهل يفرقوا بين اولادهم وواحد منهم مميز عند امهم وأبوهم كنت انا مميزه لبابا وريتا كانت مميزه لماما ، ما كنت اعرف ان افكاري بيوم رح تكون حقيقه وأنها هي مو أمي من جد .
جالساً مُتربعاً قُربها على السرير ، لا يُريدها ان تخاف منه أبداً لما حدث معها مع عاصم .. يُريدها ان تعتاد قُربه دائماً ، ولهذا هو مُلتصقٌ بها دوماً رغم اعتراضاتها الرقيقة .
سانداً وجهه على كفه الخشن يتأمل شفتيها الصغيرتين وهي تنفث كلماتها الرقيقة ويا الله كم تسحره حركاتها العفوية البسيطة .. وكم أراد تقبيل شفتيها المُغويتين ولكنه سيصبر .. سحرته وهي تُعيد شعرها خلف أُذنيها وتبتسم له بخجل .. الحمدلله أنها بدأت تتألف معه قليلاً ، يسمعها بشغف .. للمره الأولى منذ ان التقاها تتحدث معه بهذه الحُرية وهذا الوقت الطويل .. لم يكن يعلم أنه سيُحب سماعها بهذا الشكل ، وقال بابتسامه جذابه زادته وسامه
: بس افكارك كلها حقيقه وانت بنت الذيب و السوته امك وريتا رح يتعاقبوا عليه السوه مو قليل وموب هين .
عبست حاجبيها قليلاً وهي تنظر اليه بألم
: بس أنا ما ابغاهم يتعاقبوا على كل السوته ماما فيني الا انها كانت تحبّني وتحضني انا وريتا وكانت تقول إنتوا بناتي المافي مثلكم وريتا ـ عضت شفتها السُلفى ونظرت لحِجرها رادفه ـ وريتا كانت دايماً مشعه و منطلقه كانت تبغى تسوي وتعمل عشان تصير مشهوره وغنيه وتعيش حياه اي بنت مُرفهه والنَّاس تحبها ، بس عانت كثير وهي ما تنجح كانت تقول لنفسها انها فاشله وإني احسن منها بكل شيء وكنت اعرف انها تغار ، الناس ما كانت تحبها يمكن لانه لسانها كان طويل شويتين ـ قهقهت قليلاً وهي تدرك ان لسانها لم يكن طويلاً " شويتين " بل من طوله كان يلتف على جسدها ـ انا ما رح أزعل عليها هي تمنت تعيش هاذي الحياة بس طريقتها غلط .
برم ذياب شفتيه وهو يستمع لها بإنصات تام وأدرك انها مُتعلقه بهذه العائله جداً ، ربما لم تكن العائلة بهذه السوء فيما مضى ولا يستطيع ان يشفع لهم حركتهم في التبديل مهما كان ، قال بهدوء
: هذا مو عذر اذا كانت تتمنى هالحياه تسوي كذه سوتها مره وممكن تستسهل الحركه وتسويها ثاني وثالثه وأمك كانت تشفع لها وتعاونها على الغلط وخصوصاً انها رضيت تكشف على غير محارمها انا بالنسبه لي مع خالي وامي ما نقدر نسامحهم على السوه أبداً حتى لو تعبوا معك كل هالسنين وكبروك المفروض يكلموا جميلهم ويقولولك الحقيقة ، صعب ان نسامحهم ونغفر لهم .
ازدردت ريقها تقول
: دايماً ريتا كانت مع تصرفاتها السيئه تدافع عني وتحميني احنا اخوات عشره عشرين سنه مو قليله صدقني ما ألومها على السوته أبداً صح اني متضايقه منها وزعلت كثير لانها ماعرفتني زين و إني ماكنت رح اقصر معها او مع اهلي ، انا عايشه معها عُمر واعرف تفكيرها وكيف تتصرف وهي الحين ندمانه متأكده ، دايماً كنّا نتهاوش ونتصالح زي اي اخوات كان طبيعي هالشي بس تغيرنا كثير ماعدنا نفس البنات الصغار ، ماعدت اعرفنا .
ابتسم وتنهد بصوت غير مسموع ويشاهد بعينيه طيبه حبيبه قلبه وحنانها وتلميحها له وعدم مقدرتها على عقاب من قاموا بتربيتها لسنين طِوال ، ليقول غير راضٍ
: طيب دام هاذي رغبتك ما رح أوقف ضدك وبعاونك بس في قضيه ثانيه مو بس التبديل ، يعني اقصد جدك احنا ما نقدر نسوي شي بهاذي الحاله .
اطرقت برأسها بتفهم وهي تعرف ماذا يقصد ، يكفي ان يعرفوا انها أفضل منهم ولن تبيعهم كما باعوها بهذه الطريقة ، فالله يغفر لعباده ويقبل توبتهم فمن هي ليليان الإنسانة المخلوقة من طين كي لا تغفر .
*
خرج من غمره ذكرياته قبل يومين والحوار الذي دار بينهما ، وكما عادته مؤخراً يُراقبها بنومها ، يا الله كم كان مُنتعشاً من تحررها قليلاً وهدوئها وقبولها الحوار معه ، بهذه الطريقة قطع شوطاً كبيراً لإعادتها لطبيعتها وحياتها فهو يعلم بقراره نفسه انها قوية وستتجاوز كل هذا الألم .
اقترب منها اكثر ماسحاً على شعرها وقد كانت نائمه كطفلٍ صغير ، لاحظ وجهها يتغضن بالألم .. ويتعرق جبينها بشده .. وانفاسها بدأت تلهث .. وكأنها تُعاني من كابوسٍ ما ، وقد ادرك ذلك والتقطها في أحضانه عندما فزّت بفزع صارخه وجسدها يرجف بين ذراعيه القويتين .
همس بصوته الخشن القاسي الذي أودعه كُل ما استطاع من الحنان والرقه لأجلها فقط ، يمسح على شعرها بكفه والأخرى تُحيط بخصرها
: خلاص يا روحي اهدي خلاص انت قويه لا تنسي إنَّا قلنا واتفقنا رح نمر انا وإنت بهاذي الأزمة ورح تصير ماضي ما رح نتذكره رح نتجاوز كُل العقبات مع بعض .
قالت وهي تنهت ودموعها تسيل على وجنتيها اللتين فقدتا اكتنازهما وأصبحتا مُقعرتين لنوحلها الشديد وقد فقدت امتلائها
: عاصـ عاصـ .. كا .. كان هنا واقف عند الباب شفته حقيقه هنا بالغرفة مو وهم .
وضع سبابته على شفتيها وهو يهمس وقلبه يتألم عليها من هذا الكابوس فخاله أعطاها أحد الغُرف بالقصر وباتت غُرفتها الخاصة ، حتى لا تعود لها الذكريات بغرفه غزلان
: هششش هو مو هنا حبيبتي صارله حادث والحين هو بغيبوبه والله يعلم متى يقوم منها لا تخافي انا جمبك دايماً وما رح اسمح لأي احد يقرب منك ويأذيك .
غمرت رأسها بصدره وباتت تعتاد دفئه وحنانه الذي يغمُرها به كيف ترفضه وتبتعد عنه وهو الوحيد الذي يُشعرها بالأمان .
رفع وجهها بكفيه بعد ان هدأت واستكانت رجفاتها بين أحضانه ، يُقبل دموعها ويبتسم بخفه يمُدها بقليل من القوة ويقول بصرامه وقد حان الوقت لتتجاوز مخاوفها
: طيب الحين انت هديت تمام في أحد وده يشوفك وشوي رح ينهبل لو ما شافك بدخله الحين عشان يطمن عليك .
همست بخوف
: رح تروح .
هز رأسه نافياً وأسبل اهدابه
: لا ما رح اروح مكان رح أكون هنا جمبك دايماً .
أومأت برأسها مُعدله هندامها وهي ترى دخول عبدالكريم للغرفة ، بهيبته ووقاره كما كانت تراه دوماً .
أجلت حُنجرتها وهي تراه يمشي نحوها بهدوء مُرتبك وَمُتوتر من الاقتراب كثيراً كي لا يُفزعها ، نظرت بخوف مُختلط بالخجل نحو ذياب الذي كان يستند إلى الحائط بظهره وذراعيه معقودين لجذعه .. فقبل عده ايام كانت تُنادي هذا الرجل " عمي " كاحترامٍ له والآن هي ستقول له " بابا " لانها الحقيقة .
أومأ لها ذياب برأسه كي تتشجع وتقترب هي أيضاً منه وقد حدث ، إذ أنها بدأت تمشي بهدوء وكأن المسافة بينهما كالمشرق والمغرب ، فتح عبدالكريم ذراعيه قليلاً فقط وهو يزدرد غصته ، وهي لمعت عيناها بالدموع وترى بوضوح دعوته لها كي تأتي لأحضانه ، لم تقاوم اكثر وهي تقطع المسافة بينهما مُرتميه بأحضان والدها وقد تراجع للخلف قليلاً من قوه الدفع وأرتما جسدهما أرضاً ليُعانقها بقوه ويشدها إليه راغباً بإدخالها بين ضلوعه .
ابتسم ذياب بمحبه وهو يرى استسلامها لحضن والدها .. ولم يُلاحظ بضع دمعات نزلت من عينيّ خاله مسحها بسرعه .. بينما لاحظ نحيب حبيبته وهي تدفن رأسها بتجويف عُنق خاله وتشهق بقوه .
ادار جسده عن الباب ليخرج من الغرفه ويبقى خاله مع ابنته قليلاً يتبادلان الأحاديث .. نزل عتبات الدرج وقلبه يُرفرف فالأمور بدأت تدريجياً تمُر بنصابها الصحيح .
لمعت عيناه بخبث وهو يُشاهد تهامس والديه في غُرفه الجلوس المفتوحة المُطلة على الدرجين ويعلم تماماً عن ماذا يتحدثان من نظرات والده المُمتعضة ونظرات والدته المُحرجة .
ماهر يعبس بوجهه هامساً ليارا
: ولدك ذَا بيفضحنا قريب كل ما أسأل عنه ألقاه عند خطيبته بغرفتها انا بفهم شلون عبدالكريم راضي وش يسون كل ذَا الوقت بالغرفه كل يوم .
توترت ملامح يارا بإحراج ولا احد يعلم عن عاصم غيرها هي وذياب وعبدالكريم فقط
: ماهر وش هالكلام تراها زوجته مو خطيبته وش بسوا اكيد ولدي يكلمها ويهديها تعرف المرت فيه مو سهل .
ماهر : اكيد مو سهل يبدلونها مع بنتهم بس اعذريني هالبنت مدلعه وبالغت بتصرفها وانهيارها لازم زوجه ولدي الذيب تكون أقوى من كذه ما انتهت الدُّنْيَا على الصار ولو اني مو خايف على سمعتها من حكي الناس ما حكيت لازم زواجهم يتقدم الحين الكل يدري ان ذياب يبات هما وما يحتاج اقول عن تفكير الناس لمصلحه ولدي وزوجته .
أومأت يارا تُجاريه خاصه انه لا يعلم عن ماحدث مع عاصم
: معك حق لازم نقدم زواجهم الله يستر بس .
كانت متوتره من رده فعل ليليان بأن ترفض تقديم موعد الزواج ولكن كُل ذلك من اجل مصلحتها وعليهم اقناعها بذلك .

auroraa 13-05-16 02:37 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل الخامس والعشرون

قبل يوم من الآن
تحديداً الساعة التاسعة مساءً
ازعاج ، ازعاج ، ازعاج .. هذا كُل ما يشعر به الآن زائد الصُداع من أطفال اخته اللذان يلعبان بصوتٍ عال وكأنها وحدهما بغرفه الجلوس ، أجفل حينما سمع صوت اخته تصرخ قادمه من المطبخ وقد زادت الم رأسه بصُراخها المُجلجل كالرعد .. يُقسم انه لو كان زوجها هُنَا لما سمع حتى صوت انفاسها المُختنقة .. ولتحولت خلال ثواني إلى أنثى بكامل النعومة والرقة ، ترمش بعينيها ببراءة ، وبالكاد يسمع صوتها وهي تتكلم
: منصوووور وجع يوجعك ان شاء الله خذ اختك وادخل داخل أزعجت خالك جاي من السفر تعبان .
يجلس كولدٍ مؤدب ينصب ظهره على الأريكة بتهذيب ، وقدماه تستريحان على السُجادة الوثيرة ، وعلى شفتيه ابتسامه صغيره .. مُجامله .. تعبيراً عن غيظه من الإزعاج لم تفهمها سيدرا
" والله انت التعبتيني يا اختي بصوتك ذَا تقول صوت رجال موب حرمه متزوجه وعندها عيال ، ولا لو زايد هنا سبحان الله تقول سحر كيف يتحول الصوت بثواني لصوت بنت مايعه و مدلعه "
ولكنه احتفظ بأفكاره لنفسه .
اتسعت عينيه وافكاره تتمثل أمامه ، وهي مازالت تصرخ على اطفالها الذي يلعبون بالنباتات بطريق الغرفة وفجأه أجابت على هاتفها الذي صدح وأودعت صوتها كل الرقه والنعومة التي تمتلكها ، واصبعها يلتوي مع خصله من شعرها متحررة عن عقالها ، ووجها المتشنج من الغضب ارتخى فجأه وهي ترسم أجمل ابتسامه على شفتيها وتقول بغنج ودلال
: هلا حبيبي .. كيفك .. دوم يا رب هاه وش صار معك .. جد ايه ايه عادي يحبه .. فديتك انا اي شي تجيبه من ايدك احبه ويعجبني .. يا روحي انتبه على نفسك ولا تسرع وانت جاي .. سلملي على عمي مع السلامه في أمان الله .
اتسعت ابتسامتها اكثر واحمّر وجهها وكأن صهره ألقى عليها تعويذه سحرية قلبت مزاجها رأساً على عقب .
نظرت لأخيها تقول بخجل من نظراته المُتعجبة وحاجبيه المُرتفعين وقد سمع حوارها مع زوجها وقد غفلت عن وجوده
: معليش يا قلبي زايد بيتأخر شوي ليجيب العشا ابوه يبيه ضروري وبجيب معه العشا من *** لو ندري انك بتجي كان جبنالك ذبيحه تسوى ، جـعان وش اسويلك شي خفيف تاكله .
رد جواد بإحترام : افا عليك موب غريب انا واحد من العيله وتعمدت ما اعلمكم عشان لااكلف عليكم ، اليجيبه رجالك فيه الخير والبركة وخليه يأخذ راحته مع ابوه .
كانت ترتدي جينز واسع مع بلوزه هفهافه باللون الكريمي .. شعرها مُشعث ومُبعثر بحده ومجموع فوق رأسها بعُقده مُتخلخله .. يتخيل لو انه مكان زوجها ، كان لينتقدها ويأخذها للغرفة ويهزأها على اهمالها نفسها بوجوده ولفعل وفعل و ... الخ .
سمع نبرتها اليائسة وهي ترفع أطباق المُكسرات وفناجين الشاي وعينيها على منصور الذي خرج من الغرفه
: منصور خلاص تعبت ارحممممني و ارجع لغرفتكم والعبوا لا تخلي اختك لحالها تأذي نفسها وانتبه عليها انت الكبير .
قال منصور متأففاً : اوووف طيب ماما بروح وأخذها .
شعر بتأنيب الضمير لأفكاره .. واخته كان مظهرها مُرتباً وأنيقاً جداً عندما جاء عصراً لزيارتها .. إذ ان اللحاق بأطفالها طوال اليوم والعمل على خدمته وراحته قد جعلها تذبل هكذا ولا تجد الوقت لتعديل نفسها .
تنهد بعمق يمحو أفكاره العقيمة عن اخته الحبيبة فهو لم يتزوج ليعرف كيف سيتصرف مع زوجته ، ويقول بجديه وهو يرى السعادة تشع مو عينيها فقط بمكالمه زوجها
: سيدرا تعالي هنا جمبي بحاكيكِ بموضوع مهم .
نظرت لأخيها بتوجس مما سيقول وجلست قربت بعد ان أخذت الصينية للمطبخ وعادت
: خير جواد في شي .
لوى شفتيه وهو يهز رأسه
: خير ان شاء الله يا رب بس بتأكد منك .
استل هاتفه من جيبه وفتحه بخفه ينتقل بإصبعه على شاشه الهاتف وصولاً إلى الواتس اب وفتح المحادثة المطلوبة ووضعه أمامها يردف
: تعرفين هاذي البنت .
حدقت قليلاً بالصورة الرمزية والرقم المُرفق وهي تهز رأسها بقوه
: ايه ايه اعرفها هاذي مرح وحده من صديقاتي بس شلون جت عندك غريبه .
جواد : اول شي قوليلي تعرفين بيتها واهلها رحتيلهم من قبل زرتيهم تدلين بيتهم .
أومأت بوجوم وهي تعبس بوجهها قليلاً
: ايه اعرف رحتلهم كم مره وصرت حافظه الطريق .
بلل جواد شفتيه مُحدقاً بشاشه هاتفه بعُمق
: هاذي البنت هي البدت تكلمني ومادري شلون جابت رقمي بس مع كلامي معها كل يوم عرفت شلون جابته .
غضبت سيدرا تقول
: وش ذي الوقاحة الفيها شلون تكلمك كذه بدون لا ادري وكيف جابت رقمك ـ تغضن وجهها بألم ـ جواد ما أبغاك تدخل ذَا الطريق وتكلم لو تحب خلنا نخطبلك ونزوجك .
بدون اي مقدمات قال بجمود ينظر اليها
: أخذت رقمي من جوالك وتحسبني زايد زوجك .
***
الساعة الآن الثالثة عصراً ، اشتدت الحرارة والرطوبة عالياً .. وبدأت حُبيبات العرق بالتسلل على جبينه الأسمر ، و طيّر الهواء شُعيراته الرمادية الداكنة وهفهف ثوبه على قَده الصلب كالحديد ، عيناه الصقريتان مُمتدتان للأُفق البعيد إلا المالا نهايه .. تُحدّق بعُمق إلى البحر الأزرق المتوهّج بأشعه الشمس التي منحته بعضاً من الإصفرار ، يميل بجذعه للأمام وساعِداه مُرتاحان على حافه شُرفه الفندق المُطلة على البحر .. أنامله تُداعب حبات الخرز من مسبحته وشفتيه تلهج بذكر الله .
أُجفله رنين هاتفه لينظر اليه بلا اهتمام وعيناه تُعانقان الرقم الغريب على شاشته ، رفعه ببطء إلى أذنه وهتف بخشونه صارمه
: آلو مين معي ؟؟! .. حياك الله أيه أنا نسيبه خير اللهم اجعله خير .
ذُهل لا .. لا بل الذهول أقل من أن يصف حالته الآن بما سمع فهو لا يُصدَّق ما يسمع .
تحرك بخطواته قاطعاً المسافه بينه وبين الباب الزُجاجي المُنزلق وفور ان حطت قدميه القاسيتان على أرض الغُرفة .. وقعت عيناه على عينيها البُنيتين الناعستين من أثار النوم ترمش و تُحدّق به ببراءة طفوليه وكأنها لا تعلم ماحدث .. نظرات يُقسم أنه لم يرى مثلها خلال 35 عام بحياته .
رمش هو الآخر بعينيه وبقي ثابتاً عده دقائق يكتشف ويُحلل هذه الكائنة السمراء التي أصبحت زوجته ، المحشورة بين ملاءات السرير ووساداته الضخمة المحشوة بالريش .
تأملاته وافكاره تحولت و أنحنت لمنحنى أخر .. وقح !!! ، بمُجرد امتثال أنثى !! امامه وهي حلاله تُشبع رغباته الذكورية التي لم تُشبع من قبل ، لم يكن يوماً عابثاً او يُزيغ نظره هُنَا وهُناك .. فلديه اخوات ويخاف عليهم .. كُل ما أخّره هو المواصفات التي يُريدها بعروسته والتي اشترط ان تكون من بلاده كي لا يتعذب بالزواج بها .. وليُقدر الله له فتاه كانت عكس كُل شيء يتمناه ، وانطبق عليه مقوله " ليس كُل ما يتمناه المرأ يُدركه " و " قدّر الله وماشاء فعل " .
أجفل ووعى فجأه من أفكاره نحو شهقتها الخافتة وعقد حاجبيه مُتعجباً
: خير وش فيه كأنك شايفه جني .
ثم نظر لنفسه واعتد بوقفته يُمثل الغرور ، وهي عبست حاجبيها اكثر بخوف .. لا تعرفه أبداً ولم تسمع به ولم يخبرها والدها عن شيء وقالت بخوف
: ما علمتني مين انت ؟؟! اول مره اشوفك وما قالي عنك أبوي احمد .
تغضن جبينه من قولها " أبوي احمد " ولكنه تجاهل الأمر ليقول بحده
: قلتلك يا بنت الناس انا زووووجك على سنه الله ورسوله ـ دسّ كفه بجيب الثوب ليُخرج دفتر صغير اخضر داكن اللون ويفرده أمامها وموثق من الجهات المُختصة ـ هه شوفي اسمي باااتل واسمك انت ـ بلل شفتيه وهو يُعيد الدفتر ـ صدقتي الحين انك زوجتي .
أومأت برأسها لتقول
: ايه صدقتك بس مو فاهمه ايش الصار أبوي احمد قال بزوجني من شايب غصبٍ عني لانه مديون له وما عنده يسدد الدين وانه الشايب هو الطلبني .
عض شفته السُلفى من قولها لوالده " الشايب ، الشايب " ، تبدو لذيذة وهي تنطقها من بين شفتيها ، و لا تبدوا له كاذبه وقد قالت بعفويه كُل ما تعرفه وكأنها " كالأطرش بالزفه " قالوا لها ستتزوج من شخص لتُصبح فجأه زوجه ابن ذلك الشخص .. هناك حلقه مفقوده جوابها عند والده .
اقترب منها قليلاً وهي بخوف عادت بجذعها لظهر السرير مذعوره ولم تعد قادره على الرجوع اكثر من ذلك .
تجعدت ملامحه من خوفها وكأنه سيقوم بإيذائها وضربها لم يُحِب نظراتها هذه .. يُرِيد تلك النظرات التي لم يرى مثلها من قبل .
تنحنح قليلاً يُجلي حلقه ولا يعرف كيف سيقول الذي سيقوله ولكنه مُجبر على قوله
: طيب ، الحين خلينا من سالفه زواجنا وانا بفهم الموضوع من أبوي واشوف ، في شي اهم الحين وهو امك !! .
صمت قليلاً يرى رده فعلها يردف
: ابوك ضربها وطقها طق واخذوها المستشفى .
شهقت بعنف ووجهها يتغضن بألم وتجمعت الدموع بعينيها .. قفزت عن السرير وهفهف فستانها الأبيض على قدها الدقيق .. وهي تقترب منه بهلع هامسه .. وقد تشبثت كفيها بساعديه
: الله يخليك خذني لها بشوفها ، الله يخليك ويوفقك ويحفظلك غاليك ـ أدارت رأسها عن عينيه ودموعها تتساقط كأوراق الخريف تنشج بضيق وانفاسها تتحشرج بألم ـ يا الله مااااما ايش سوا فيها ماااما .
أمسك بذراعيها دون ان ينتبه انه ضغط عليها بقوه آلمتها يقول بصرامه
: طيب خلاااص ، اهدي الحين ما احب المره تصيح وتتبكبك ، وبدلي ملابسك و اكيد باخذك عندها .
أومأت برأسها تُبدل فستانها لبلوزه مريحة و بنطال من الجينز وارتدت فوقهم عبائتهم ، وهرولت إليه حيث يقف ينتظرها على الباب .
أغلق باب الجناح مُتنهداً من هذه المُصيبة التي حلّت فوق رأسه ، هذه البدايه رجل يكون نسيبه يضرب زوجته التي هي حماته حتى أفقدها الوعي ويزوج ابنته بهذه الطريقة القذرة والأدهى انه كان ينوي تزويجها من والده الكهل لولا تدخله باللحظة الاخيرة ، فماذا ينتظره بعد من مصائب تقترن بهذه العائلة ؟؟؟؟!
***
تنفست بعمق تفرد ذراعيها بالهواء هامسه لنفسها
: ااااه وأخيراً خلصت تنظيف وطبخ وش هذا الشقة صغيرة بس وسخه مره كيف كان عايش فيها .
التفتت للخلف وهي ترى صغيرها عماد يمشي بتعثر يحاول الوصول إليها .. التقطته فوراً ودارت به وهي تقهقه بمرح معه .
كان لتوه قد دخل للمنزل ولم يأخذ إجازه من عمله فهذه الزيجة لا تستحق ، شردت عيناه على كُتله متفجرة من الأنوثة الناعمة ، جسد عض ونحيل مرسوم بدقة وعناية .. وشلالها الأسود الطويل يحلق بحريه في الهواء مع دورانها يرتطم و أخيراً ويفترش جسدها الغضّ وكأنه يُغطيها ويحميها من شرور الدُّنْيَا .. وبشرتها القشدية كانت تلمع من النظافة .. وصلته رائحه الصابون تُدغدغ أنفه ، تسائل كيف وصلته رائحه صابون جسدها على بُعد هذه المسافة ، التفت حوله إذ أن كُل شيء هنا كان يبرق ويلمع ، عرف انها لم تكن رائحتها بل كانت رائحه نظافه المنزل وأثاثه التي اعتادها كل يوم وأصبح يُدمنها .. وعي في كل يوم تضع رائحه ناعمه مختلفه .
.. ربااااه !! لم يشم هذه الرائحة أبداً في منزله عندما كان متزوجاً بل كان يشعر ، يشعر بالمكان ممتلئ برائحة الغبار والأتربة وكانت واضحه على أثاثه ، لم يشعر بهذه الراحه النفسية من إرهاق العمل منذ دخوله المنزل كما شعر الآن مع هذه الرائحة المُسكره .. هل من المعقول أن تؤثر رائحه النظافة بنفسيته هكذا وتُزيل عنه كل تعب وكرف العمل .
كان ينسى نفسه عندها دائماً ، تأخذه لعالمها وتنومه مغناطيسياً كي لا يُفكر بشيء اخر عداها ، كان غافلاً .
وهذه الكُتله الأنثوية التي تدور أمامه ولم تنتبه إليه كانت مختلفه عن أختها شكلاً وشخصية وإغواء ، أختها كانت ملتهبة مشعه ومغناجه ومليئة بالحيوية .. كان يُدرك أنها تقوم بإغرائه متعمده ارتداء كل شيء يُبرز انوثتها الفجة بهذه الطريقة كانت تأخذه لعالمها ، ولم يكن يهتم في البداية إلى أن تمكنت بخبث إلى التسلل لقلبه ، كانت تعرف ماذا تفعل بكل خطوه تخطوها نحوه كل خطوه تودعها الرقة والأنوثة لتسلب عقله وقد نجحت .
وشعر الآن ولأول مره انه كان كالخروف فعلاً يُلاحقها كي يُشبع رغباته الحيوانية .. دون أن يأبه لأي شيء اخر
فهذه القشدية لم تتكبد حتى عناء إغرائه مثل أختها إذ انها وبدون أن تفعل مُغريه بالفطرة و قد أغرته وأثارت غريزته الذكورية وهي ترتدي فقط
جينز يصل إلى ركبتيها كشف عن ساقيها ناصعتا البياض .. وقميص ابيض ابرز بياض بشرتها الحليبية اكثر منتثر عليه الوردات الصغيرة ورديه اللون كورديه خديها ، ياالله كيف انتبه على وجنتيها وهو الدي لم يكن ينظر للتفاصيل في زوجته السابقة .
فجأه لا يعرف ماذا حدث .. واتته رغبه شديده ليشتم رائحتها عن قُرْب .. إذا كان هذا رائحة البيت فكيف برائحتها هي .
اجفلها ذلك الظل الطويل مُجدداً وهذه المرة من الخلف وقد لمحت ظله على البلاط .. والتفتت بهلع وصفع شعرها الأسود الكثيف بوجهه ، وقد سلبت أنفاسه رائحه شعرها الحريري الكثيف .
عبس بوجهه يقول بجفاف
: لا عاد تحملين ولدي وتدورين فيه ـ اردف من وراء قلبه لا يُريدها ان ترى ضُعفه الذكوري تجاه أنوثتهاالفطرية ـ زي المهابيل والمجانين .
هل تورد خديها أكثر من قبل أم انه يتخيل ذلك .. أسبلت أهدابها وهي تهمس
: على أمرك ـ صمتت قليلاً ونظرت إليه نظره سلبت لُبه واردفت بنعومه لا تليق إلا بها ـ تحب أجهز لك الغدا الحين ولا بترتاح اول .
ارتفع حاجبيه مُتعجباً
: ها !!! غدا
بللت شفتيها وقد بدأت تتوتر من وقوفها بجانبه ، وقفته الرجولية الثابتة .. صوته الحاد الخشن ، يا الله نظراته التي تأكلها أكلاً تُشعرها بأنوثتها نظرات لم ينظر بها زوجها السابق ، طوله وهيبته الذي يفوق طولها أمتاراً
: ايوه طبخت الغدا ، قلت اكيد بترجع جوعان من الدوام ، يعني انتبهت انك ترجع هذا الوقت كل يوم .
أومأ برأسه سارحاً وتذكر قبل عده ايام انه ملئ لها المطبخ بالطعام والخضروات لتُشبع جوعها وجوع ابنه .. فلم يُكلف نفسه ويُحضر لها الطعام من الخارج .. ولكن لم يتوقع ان تطبخ له وقد جاء على بالها أنه سيعود مرهقاً جائعاً .. وبقيت تعرف متى يعود ومتى يُغادر ، فأختها لم تطبخ يوماً واحداً ولم تتكبد عناء انتظاره ومعرفه متى يذهب ويعود ولم تُفكر براحته أكثر من إثارته .. كان يجلب الطعام من الخارج كل يوم ونادراً يذهب معها عند عائلته لتناول الطعام فعائلته لم تكن تحب ساره أبداً ويمتعضوا منها وهي كذلك لم تكن تحبهم .. يعترف ويشعر بالخزي في تلك السنتين التي تزوج علاقته بأهله لم تكن جيده وأصبح قليل الذهاب وزيارتهم وكأن ساره وضعت عليه شعوذه تمنعه من الذهاب إليهم .. وبعد موتها عادت المياه لمجاريها بعض الشيء ولكن عندما قرر الزواج بأختها من اجل طفله الذي لا ذنب له لان يتربى بعيداً عنه او عند زوجه اب حدوده فضل الزواج من اختها وهاجت عليه عائلته فلم يصدقوا ان تخلصوا من ساره وعاد ابنهم اليهم حتى يعود بأختها وهذه المره هم من قاطعوه وليس هو .
اجفله سماع اسمه بترنيمه رقيقه رفع رأسه
توردت كثيراً وهي تهمس باسمه بعد أن سئمت الانتظار وزاد توترها
: عِز ، ودك ترتاح ولا احط الغدا .
أومأ برأسه ملوحاً بيده
: حطي الغدا اشوف .
ذهب للغرفة التي يتشاركانها ونظر للسرير ثم بدأ يُبدل ملابسه لبيتيه مُريحه .. ينام معها على نفس السرير ولكن لم يقترب منها كي لا يخون من يُحِب في قبرها .. غريب ما يشعر به كل شيء يتغير معه تدريجياً بدايه من شعوره المختلف الذي شعر به ، يتسائل أحياناً هل حقاً كان يُحِب ساره ؟؟؟! ام انه كان يتوهم حبها لبراعتها في إرضائه ؟؟!
ماذا إن كانت هذه القشدية لا ترضيه على السرير مثل أختها ؟؟!! هل سيكرهها ؟؟! ام يتعايش معها ، لاول مره في حياته شعر بشعور دافئ مُختلف كُلياً عن شعوره مع ساره ، شعور لا يعرف كيف يُفسره .
إذ ان كل شيء بات يتغير عندما رأى القشدية تدور أمامه كحوريه جاءت من بعيد .. يشع منها النور لتُخرجه من ظلام كان يدفن به نفسه .
***
: تعرفين أحياناً اقول انه زواجي هذا خيره لي ، بس ارجع أفكر ، ما كان ودي اتزوج بهاذي الطريقة أبغى زوج يحبني أنا لشخصي أنا اجيب منه عيال حياتنا تكون هاديه وبسيطة و مشاركه بيني وبينه ننبسط سوا ونسافر مع بعض لو وضعنا كويس ما يخلني على ذمته كل هذي الفترة عشان شفقان علي وعلى حالي وهو كان مقرر يطلقني بأقرب فرصة .
هذا كُل ما سمعه يامان من خلف الباب على لسان زوجته وما تشكيه لأختها التي تأتيها كل يوم بعد ما علمت ما حدث من والدهم لسديم .
خفّت جروح وجهها وجسدها .. ولكن جروح روحها لم تلتأم حتى الآن يُريدها سعيده ان تعرف البسمة طريق شفتيها .. ولكن ذلك لا يحدث لا تبتسم إلا مع أختها ، متألمه ملامحها تشع حُزناً يفطر قلبه .. قد يكون في البداية قد أشفق عليها فعلاً ولكن الآن هو يحتاجها كما تحتاج إليه .
إنه فاشلٌ جداً بمداواه جروح الروح .. فقد والديه بزمنٍ مُبكر وكانت حياته مليئة بالجروح وبالكاد كان يُرممها مع أخيه وسنده بعيداً عن العيون في جحرهما الصغير ، كانا يبكيان سوياً يضحكان معاً كُل شيء يفعلانه سوياً ويتشاركانه معاً كانا دوماً شاهين ويامان .. ولم يبقى كل شيء كما كان عليه فالدموع لم تعرف طريقها لعينيهما منذ سن المُراهقة داسا على كل المشاعر المؤلمة بمُسمى الرجولة وحاربا ببسالة ووحشية بهذه الدُّنْيَا كي لا يدوس عليهما احد .. الكبرياء والغرور من اهم خصالهما التي لن يتخليا عنها .
يستحيل الآن أن يُعري لها جروحه بفقدان والديه وان الحياه بدونهما قاسيه ومؤلمة .. وكم من المؤلم أن يكتشف بعد كل تلك السنين ، حتى وهو بهذا العمر يحتاجهما بقوه ، يحتاج حنان والدته .. ونصيحه والده .
اطلق زفره عنيفه مبتعداً عن الباب ، ليس من عادته التنصت كان سيدخل عليها .. ولم يكن يعلم ان اختها أتت لزيارتها اليوم ولكنه سمع صوتها الذي يعرفه وسمع اسمه
ذهب لغرفه الجلوس وارخى ظهره للأريكة وبدأ يُحدق بالسقف ، اجفله صوت سديم تقول بابتسامه باهته صغيرة
: يامان انت هنا ، معليش نسيت اقولك ان روان هنا.
مال بجذعه للأمام وشبك كفيه ببعضهما ، و بادلها الابتسامة الباهتة
: لا عادي مو مشكله ، شلونك انت ان شاء الله بخير .
أومأت برأسها تجلس بقربه
: الحمدلله بخير .
رمش بأهدابه الكثيفة ، وعدل البلوزه التي يرتديها ونهض يقول بلطف
: طيب بطلع انا لشاهين واخليكم تاخذون راحتكم ، ودك اجبلك شي او عشا قبل لا اروح .
لا تعلم ماذا حدث وقلبها فقد نبضه من نبضاته عندما قال أنه سيُغادر .
نكست رأسها " طبعاً مل منك و بيطلع وش يبغى فيك كئيبه ووجهك زي البوم و بطلقك بس يتحسن وضعك
لاتعلقين نفسك فيه اكثر " .
كانت تشعر براحه وسعاده غامره .. بعض الأحيان بوجوده قُربها يُخَفِّف عنها بلمساته واحضانه وقت تنتابها الكوابيس ، منذ خروجها من المشفى اصر على النوم بغرفه واحده وتشاركه نفس السرير كانت سعيده ظنت ان حياتها معه ستتغير ولكنه لم يقترب منها بعد تلك القُبله التي سرقها من شفتيها بالمشفى وسلبت لُبها وكم شعرت بطوفان من الزهور وهي تستنشق عبير انفاسه التي هدرت بلا هواده اثناء قبلته التي ظنت وقتها كل شيء سيتغير .
تباً يا سديم كم انت مثيرة للشفقة حقاً هل ما زلت تفكرين بقبلته الحارقة ماذا جلبت لك إلا الألم والوجع .
كان يكتفي بإحتضانها على السرير واعتادت على رائحته الرجولية المُسْكِرة ولم ترغب في ان تعتاد عليه ليتركها بالوسط تتألم وتتجرع المرارة لفقدانه .. وكل مايفعله معها يجعلها تتعلق به اكثر وأكثر .
شعرت بسبابته الخشنة يُمررها على وجنتها نزولاً إلى أن وصل لذقنها يرفع وجهها وقد سيطر على ارتعاش كفه .. وتقع عينيها على عينيه ويقول بصلابه
: زوجه يامان ما تنزل راسها مهما كان .
عضت شفتها
: طيب ، كنت بقول سلامتك ما أبغى شي الحين بتطلع روان جاي طلال ياخذها .
قبل ان يتكلم خرجت روان من غرفه سديم مُحجبه وبخجلها المُعتاد ابتسمت تُسلم على يامان الذي ابعد يده فوراً خلف ظهره وابتسم لها يقول بمرح
: هلا والله بأختي .. كيفك ، وشعلومك .
كان دوماً يقول لها انها اخته التي لم تنجبها والدته لتشعر بنفسها انا خلفها رجال مثله ومثل طلال وشاهين وليست وحيده وبلا سند .
توردت وجنتيها من زوج اختها وهمست
: بخير الله يسلمك .
نظرت لسديم تقول
: يلا سدوم انا طالعه جاي طلال .
قال يامان
: على ويين توه بدري خليك وانا بكلم طلال أخليه ينزل توكم ماتعشيتوا .
روان : ما تقصر يا ابو هيثم بس أمي لحالها ولازم نرجع من اول جايه وتأخرت عليها .
أومأ برسه
: في حفظ الله سلميلي على طلال .
نظر لزوجته بعد ان خرجت روان يقول بابتسامه
: ايه وين كُنَّا .
ارتفع حاجبه عندما رأها تنكس رأسها مره أخرى ولكن هذه المره بخجل ، رفع وجهها مره أخرى بأبهامه وسبابته
: كنت بطلع لشاهين عشان تاخذون راحتكم بس خلاص خليه يدور سَرْسَرِي غيري يتمشى معه .
أفلتت ضحكه صغيره منها وزمت شفتيها لتكتمها .
كان يتأمل ملامحها المُثيرة .. تنام كل يوم بين احضانه وظهرها يلتصق بصدره وجسده يشتعل ويسيطر على ارتعاشه .. كان يصبر من اجلها فقط كي لا يؤذيها .. ولكن كما يقولون للصبر حدود وقد فقد طاقه صبره المُخزنة .. وهي تشع رقه ونعومه امامه وكل يوم .
مال برأسه يقتنص شفتيها الرطبتين ويتأوه باسمها من بين. تأوهاته التي اشتدت وهو يسحبها لصدره وجُن جنونه اكثر عندما شعر بها تلين وترتخي بين ذراعيه تتفاعل مع قبلاته ، وتغير كُل شيء من بعد هذه القُبلات .
همست بذعر وقد اجفلها اجتياحه لشفتيها
: يامان
أغمض يامان عينيه واقترب من أذنها يهمس
: هششش
عاد يُقبلها بعُنقها وكل مكان تصل اليه شفتيه وحملها بين ذراعيه واحاطت هي بعنقه تتشبث به وتبتسم بجذل .
***
السكون يعُم المكان .. رائحة المعقمات تتسلل لخياشيمها .. والممرضات يدفعن الأجهزة والأسرة الخالية على الطريق .. وبعض الناس ينتظرون على الكراسي والبعض الآخر يقفون كالأصنام .
تمشي وهي تحتضن حقيبتها الصغيرة لجذعها كجدارٍ حامي ، تتبع المُسمى زوجها لغرفه والدتها التي تستلقي بألم بإحدى غرف المستشفى ، وصلا للغرفة المطلوبة ودخلت إليها مهروله .
رأت والدتها ممده على الفراش الأبيض بضعف ينضح من عينيها التي تتأمل السقف الأبيض البارد ، همست بألم ضامه حقيبتها اكثر إليها ، والدموع تنزل إلى عينيها
: ماما .
التفتت شعاع بصدمه وهمست بهوان تمد يدها السليمة إليها إذ أن الثانية مكسورة وملفوفه بالجبس
: نوري حبيبتي تعالي هنا يمه ، تعالي .
ركضت إليها ، تنشج بحضنها ودفنت رأسها بصدر والدتها تهمس بوجع
: حيوان ليه يسوي كذه فيك مو كافي السواه فيني ويأذيك كمان وش هالانسان القاسي .
قالت شعاع بألم ، ولم تقاوم وذرفت دموعها هي الأخرى ، وصغرّت عينيها
: ما عليك مني انا بخير الحمدلله بخير بس انت كيفك يمه ، قالي انه زوجك شايب ، كيف ما حسّيت ولا قلبي حس انه ناوي يأذيك بهاذي الطريقة وطلعت عشان أدور شغل ونعيش بعيد عنه وعن ظلمه ، ظلمتك يمه ظلمتك يوم خليتك عنده هالظالم .
نحبت بألم ولم تحاول مسح دموعها ..
هزت نوران رأسها وابتسمت بخفه
: لا ماما ما ظلمتيني هذا نصيبي وزوجي طلع مو شايب تزوجت ولده ـ ضحكت بخفوت ـ بس شكله شايب ترا مع شعره مليان شيب ومايل لرمادي قليل تلاقي شعر اسود
ابتسمت والدتها براحه وقالت
؛ هشش عيب عليك تقولي كذه ـ صمتت لثانيتين وقالت ـ كيفه معك كويس مبسوطه معه .
احمّرت نوران هامسه
: ما عشت معه لِسَّه اليوم اول يوم بس ماسوالي شي كويس كان .
تجاهلت ان تذكر لها قصه الديون التي حتى هي لم تفهم حتى الآن ومن هو المديون للآخر .
شعاع تُعدل جلستها
: طيب جيبي طرحتي بالدولاب وناديه خليه يدخل عيب نخليه ينتظر بره .
توتر فمها وتوجمت ملامحها مُتجهه إلى الباب .
في الخارج
يقف باتل مُستنداً إلى الجدار يتنهد بملل .. حماته بالداخل بأول يوم زواجٍ له يحمدالله انه ليس زواج طبيعي وإلا أُثيرت الفضيحة .. ولا يستطيع الدخول بدون إذن .. الشيء الوحيد المتأكد منه انه علق مع عائله من المجانين .
لمح من بعيد شخص يعرفه جيداً ولا يُخطأه مُتقدماً نحوه إلى أن وقف أمامه يرمقه ذلك الشخص مُتعجباً .. وانتبه باتل جيداً ان ملامحه تحولت من الغضب الأسود القاتم إلى التعجب .. تغضن وجه باتل يقول ذاهلاً وهو الآخر مُتعجب
: عمي منصور !!!! .
***
فغرت شفتيها كبلهاء .. رمشت وأهدابها تُرفرف على عينيها قالت بخفوت
: ها !!! .
كز جواد على شفتيه وهو يرى اخته تشرد امامه ليقول بخشونه
: ايه ، السمعتيه صديقتك ذي حاطه عينها على زايد ، بس انا اوريها شغلها ـ ابتسم بخُبث ـ لعبت عليها ومثلت اني زايد وعلى فكره تراني كلمتها وقلتلها تجي هنا والحين عشان بعلمها الأدب ولا عاد تحط عينها على متزوج ومبسوط مع هله .
هدرت انفاسها وهي ترى النظرات الشيطانية بعينيّ اخيها وغضبه الكبير انه يُصبح هكذا عندما يتعرض لهم أي احد .. يُكشر عن انيابه بضراوه ولا يسمح لأحد بإيذائهم ، ابتسمت بحب لأخيها ودعت الله ان يحفظه لها .
،
بعد عشر دقائق صدح جرس الباب ، التفت بوجهه الهادئ لأخته يومئ برأسه لها ليُنفذ مخططه الشرير .. نهضت ترتجف بخوف تفتح الباب للعقربة المُسماه صديقتها بعد ما سمعت ، انتابها الرُعب لم تعد تريد ادخال اي صديقه الى بيتها .. ما ادراها انها ستتمنى لها السوء .. هي لم تعد تثق بأي احد مهما كان .
مطت شفتيها رُغماً عنها و ابتسمت لها بمُجامله .. لو لم يخبرها اخيها بمخططه ومافعلته مرح لتفاجأت بقدومها هنا بدون موعد .. تكاد تفرمها بأسنانها وهي تراها بهذا اللباس الذي جاءت به لترى زوجها و من فكرت بزوجها وحبيبها ، همست بغل
: تفضلي ، تفضلي مرح دقيقه بجيب القهوة واجي .
نفضت مرح شعرها للخلف تكتم ابتسامتها الجذلى
" اه بس لو تدرين اني جايه عشان زوجك الطلبني أجي ما دري حتى شلون بصرفك عشان نجلس سوا "
جلست بإغراء أمام سيدرا ، ووضعت قدمها فوق الأخرى وأنسحبت التنورة القصيرة للخلف قليلاً كاشفه عن نصف فخذها ، موضحه بياض بشرتها .
ضغطت سيدرا على كفها بقوه من غيظها ، كيف لم تنتبه لهذه الأفعى من قبل والتي خدعتها باسم الصداقة ، سحبت نفساً عميقاً وخرجت من غرفه الجلوس ورأت أخيها بوجهها .
قالت بوجوم
: جواد وش ناوي تسوي .
بملامح جامده
: لا تخافين مو مطول معها بأدبها بس ، احسن شي انها مو محجبه وهذا يسهل مهمتي اكثر .
دخل جواد لغرفه الضيوف ببرود داساً كفيه بجيبي بنطاله ، و بخفه فهد مُفترس ينوي الانقضاض على فريسته وتمزيقها .. فزت مرح واقفه واتسعت عينيها بصدمه وذهول وثلاث كلمات طرأت على رأسها
" هذا مو زايد "
ابتسم بوحشية وهو يرى خوفها ورجفتها منه ، مالت ابتسامته بسخريه وعينيه تلتقطانها تعدل تنورتها وتشدها للأسفل ، قال بخبث ، مُميلاً رأسه
: وجيتي برجولك لجحر الأفعى ، جايني فضول يقول وش بتسوين لو سويتلك شي هنا وما في احد غيرنا ـ ببرود اكثر ونظرات تجمد بها الدم قال ـ مين بنقذك مني لو تجاوزتك هنا وأذيتك ـ ثم نظر لجسدها بوقاحة .
هذه القذرة جعلته يُخرج أسوأ ما به من اجل اخته ، بل من اجل أختيه من يقترب منهما يُمزقه تمزيقاً .
تجمعت الدموع بعينيها وهمست
: مين انت يا الحيوان ووين سيدرا .
هز منكبيه ببرود
: سيدرا الحين بتكون أسوأ مني خاصه يوم عرفت انك حاطه عينك على زوجها زايد .
فغرت شفتيها
: انت ، انت كل هالفتره .
لمعت عيناه بقسوه
: انا جواد اخو سيدرا اكيد كلمتك عني ولسوء حظك انك أخذتي رقمي بدل رقم زايد وانا مو بذا الغباء الأسمحلك فيه تدمري بيت أختي .
ارتغش واختض جسدها اكثر بعد ان فهمت ما يحدث ولعبتها قُلبت عليها .. لن تجعلها سيدرا وهذا الأخ الضاري أن تبقى على قيد الحياه ، وقد جاءت بقدميها إلى هنا ، صرخت وهي تراه يقترب منها وعلى وجهه ابتسامه مخيفه ، لا لا بل ابتسامه مرعبه .. تكاد تفتك بها .

auroraa 13-05-16 02:38 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل السادس والعشرون


بُهتت نظراته يُحدق بالرجل أمامه يعرفه جيداً .. نعم !! لم يره إلا مرات قليله تُعد على الاصابع .. تحديداً بالمُناسبات الكبيرة .. ولكن الرجال امثاله , الذين يملكون هذه الهيئة والقوة والهيبة لا يُنْسَون بسهوله .. ويُخَلّدون بالذاكرة .
عقد منصور حاجبيه يرمق الشاب امامه بريبه
: هلا والله مين معي السموحة ما عرفتك .
تنحنح باتل قليلاً مُحرجاً
: باتل ، صديق طلال قريبك انا شفتك كم مره بس يمكن ما تتذكرني .
اتسعت عينا منصور هاتفاً بجذل وقد عرفه جيداً ويشهد له بالنخوة والرجولة الفتاكة .. كان له كاريزما خاصه به أعجبت منصور كثيراً وهو يستمع إلى حديثه وذكائه الفذّ في مجالس الرجال .. وقال بخشونة
: يا حيّا الله باتل ، ايه الحين تذكرت يوم جيت مع
ولدي طلال لعشا يامان شفتك اخر مره هناك .
أومأ باتل برأسه وقبل أن يتكلم بحرف ،
خرجت نوران من الغرفة
ورأت منصور أمامها بجانب زوجها وخفق قلبها
بشده كما لم يخفق وتشوشت عينيها من الدموع
همس منصور مُحدقاً بابنته ووصل همسه لإذن باتل
: نوران يا نور العين .
ارتفع حاجبا باتل مذهولاً وازداد ذهولاً
عندما قذفت زوجته بجسدها لأحضان منصور يتعانقان بقوه ..
لم يستوعب ما يحدث امامه عمه منصور وزوجته يعرفان بعضهما ..
والواضح له ان زوجته تكون ابنه اخته ، او ابنه أخيه كُل شيء ممكن .. و لا يمكن ان تكون غير ذلك لرجل بعمره ..
ولا يُمكن أن يشك بعمه منصور إطلاقاً ولا بأخلاقه التي يعرفها جيداً .. ليس عليه إلا الانتظار ليعرف ما قصتهما .
دفنت رأسها بين كتفه وعنقه تنشج بألم و يصله همسها مكتوماً ويأرجح الألم قلبه لأجلها
: تأخرت كثير بابا تأخرت ، زوجني بالغصب و ضرب ماما
اتسعت عينيه بصدمه .. ووضع كفيه على كتفيها يُبعدها عنه قليلاً و يهدر بغضب يسمعه باتل جيداً
: وش تقولين زوجِك الحيوان زَوجِك بدون لا ادري ويكون عندي خبر .
أومأت برأسها ليقول منصور يكُز على اسنانه غاضباً
: و متى تزوجتي ؟؟! ووين زوجك ؟؟! أنت هنا لحالك !!! وشلون جيتي ؟؟! .
ظهرت غضنه بين حاجبيها قائله
: تزوجت اليوم الصبح ـ ثم اشارت باصبعها الصغيرعلامه اتهام باتجاه باتل وملامحها تتحول للطفولية ـ هذا زوجي .
فغر منصور شفتيه مصدوماً غير مُصدق .. يهمس لباتل وكأنه يتأكد منه شخصياً
: انت زوجها !! وتزوجتها اليوم من جد ؟؟!
عقد باتل ذراعيه لجذعه .. وتشنج جسده بتحفُز .. يقول رافعاً حاجبه الأيسر مؤكداً كلامه
: أيه زوجها , والحين يا عمي عرفت مين أنا لها !! ممكن أعرف أنا مين تكون أنت لها ؟؟! .
اعتدّ منصور بوقفته شامخاً .. يقول بثقه
: أبوها !! أنا أبوها البيولوجي .
هذه المرة جاء دور باتل ليفغر شفتيه مصدوماً .. ارتخت ذراعيه لجنبيه .. تحفز بوقفته يقول بجمود مُحاولاً السيطرة على لهجة الاستهزاء بصوته ولكن لم يُفلح
: لااا والله !!, بس انا أعرف انه ما لك إلا بنت وحده بس وهي زوجه شاهين .
احتدت نظراته واشتعلت باللهب الغاضب .
و أومأ منصور برأسه متفهماً سبب سُخريته وهو زوج ابنته التي غار عليها كغيره أي رجل شرقي يغار على زوجته وعرضه
: شكله ما عندك خبر بموضوع التبديل , ولا ما كان كلمتني بذا الأسلوب , وأكيد ذا الجبان أحمد خاف يقول السالفة عشان لا توقف الزواج .
عقد باتل حاجبيه .. وبدأ يتوتر من منحنى اتجاه الحديث يبدو أن هناك قصه كبيره لا يعرف بها .. همس
: تبديل !! وش السالفة ؟؟!
قال منصور لنوران
: روحي يا يبه لأمك وقوليلها طلبها اتنفذ ورح تتطلق من شبيه الرجال هاليومين , وانا بجلس مع باتل واشرحله كل شي .
هزت رأسها وقالت لباتل
: ماما كانت تبغى تشوفك .
هزّ رأسه يقول لها بهدوء خافت
: طيب روحي الحين و بجي بس أخلص كلام مع عمي منصور .
دخلت لغرفه والدتها ..
ونظر منصور لباتل يبتسم له .. وقال له مُشيراً بكفه للكراسي أمام الغرفة
: تفضل اجلس .
جلس باتل وجلس بقربه منصور وبدأ يشرح له كل شيء وكيف اكتشفوا قصه التبديل .. كان باتل قد تذكر دخول عمه منصور للمشفى واحتياجه لكليه منذ عده اشهر .. لم يكن يتوقع أبداً أن ابنته الحقيقة التي هي زوجته الآن قد تبدلت مع ابنه الرجل المُتخلف الذي رآه هذا الصباح , وظن أن القصة قد انتهت هُنا .. ولكنه تفاجئ من عمه منصور يُكمل بأسى اتضح بصوته الخشن .
أردف منصور مُحدقاً بالبلاط المصقول أمامه ويلمع بنظافة
: و بعد خمس سنين من التبديل وعمر نوران وأرجوان صار خمس سنوات ـ نظر لباتل وعيناه تشِع بحزن هزّ أعماقه هزاً ـ تركهم وسافر لبره 15 سنه , وقبل فتره بس الرجع وهو متزوج من جديد وعنده عيال وبشَغِل ابوته على بنتي التركها كل ذا السنوات بالفقر هي وأمها , بدون أب يرعاها أو يصرف عليها أو يحن عليها .
توجمت ملامح باتل من ما مرت به زوجته .. وصُدم أكثر عندما قال منصور
: يوم عرفنا قصه التبديل ورجع أحمد من الخارج طالب ببنتي بقوه وهَدّد وتوعّد , بس انا لحقت وزوجت ارجوان بشاهين عشان لا يصير له كلام عليها وياخذها منّا بالقوة , خاصة انها للحين مسجله بإسمي ببطاقة العائلة , واضمن مستقبلها وأخذ نوران عندي بعد ما اشكيه للمحكمة وقدمت الشكوى من فتره بس تعرف سالفه المحاكم هنا وبس تدري عن تركه كل هالسنين للبنت رح تحكم لي وتجي بنتي عندي .
ارتفع حاجبا باتل مدهوشاً .. والمضخة الكبيرة خلف صدره تضخ الدم بعُنف وغضبٌ جمْ .. يشعر بنفسه داخل أحد الأفلام صعبٌ عليه أن يُصدق ما يحدث معه .. أي ابتلاء وقع به مع هذه العائلتين المجنونتين .. عبست ملامحه بضيق .. وتشنج فمه مُتخيلاً الشوكولا بالحليب , لُعبه بين والديها يتقاذفانها بينهما .. ورُغماً عنه رق قلبه لها وإستثأر بها الرحمة .. يرغب في أن يحميها تحت جناحه من والدها المجنون ووالدها الآخر الذي يرغب بالحصول عليها .
بات واضحاً الآن ما فعله أحمد .. قال بتأكيد
: وعشان كذه أحمد زوجني نوران عشان لا تتدخل انت فيها , يعني يرد حركتك لك .
أومأ منصور برأسه مؤكداً كلامه .
قال باتل يقفز على قدميه بوحشية وفحيح مُحاولاً إيداع صوته الغليظ باللطف والهدوء .
من تصرفاتهم الرعناء ولعبهم بحياة البنتين .. أغضبه كثيراً تصرفاتهم هذه يتحاربون معاً رجل ضد رجل ويتركان البنتين في المُنتصف وها هي النتيجة أن زوجته كانت ستتزوج من والده الذي يكبرها بالعديد من الأعوام
: عفواً يا عمي اسمحلي اقول انك غلطت باستفزاز ابو نوران لما زوجت بنتك لشاهين كان في طرق كثيره ممكن تحل فيها الموضوع دون ما تستفزه بهذه الطريقة وتعارضه , ـ لم يتمالك نفسه مُردفاً ـ طيب !!! ما كنت ناوي أقول بس رح اقول عشان تدري انك تصرفت بتهور , تدري انه كان ناوي يزوجها بأبوي .
نظر له منصور مُتفاجئ .. مُتسع العينين .. وأردف باتل مومئ برأسه
: ايه كان بزوجها بأبوي لو ما تدخلت بالوقت المناسب وتزوجتها أنا , يعني كان ناوي يزوجها لشايب عشان بس يرد لك حركتك ولو ما كان ابوي الشايب مديون لأحمد كان بكون غيره .
قال منصور برباطه جأش يحاول إمساكها والسيطرة على الغضب الذي زحف إليه بخُبث .. ووقف هو الآخر مُعتداً بشموخ بمواجه باتل
: وش الصار !! يعني أفهم من كلامك أنك ما كنت تبي بنتي وتزوجتها بس عشان ابوك لا يتزوج على امك , ومن الأساس ابوك كان بيتزوج بنتي عشان دين .
اسبل باتل أهدابه
: إيه , هذا الصار !! بس انا كنت ناوي اتزوج من الأصل والصار اني تزوجت الصبح بهاذي الطريقة , وأكيد ناوي أكمل ذا الزواج يعني ما رح أخلي نوران وأطلقها .
فهم منصور جيداً ما حدث .. وأنه حتى الآن لم يدخل على ابنته التي عانت من تصرفه الأرعن عندما فكر بأرجوان مُتناسياً وجودها بالصورة .. وكم آلمه قلبه كثيراً وأوجعه لما حدث لها هي روحه ومهجته وحياته التي تلونت بها .. أصبح لديه وردتين وأسد .. هل هناك أجمل من ذلك ؟؟! ماذا يتمنى أكثر من هذه النعمة ؟؟!
سيصحح خطأه لن يُمرر الذي فعله احمد بها مُرور الكرام .. ابنته الآن عصفورة مكسورة الجناح .. وحزينه تُدرك ما حدث لها وسيُعيد لها كرامتها التي هُدرت تحت كف الظالم أحمد .
قال منصور بهدوء مُتمالكاً نفسه من الغضب .. ويضغط على قبضتيه بجانب فخذية حتى ابيضتا من الضغط
: بنتي أكيد عرفت كل السالفة وانكسرت و انهانت كرامتها بسبب أحمد الكلب ,عُمره ما كان لها الأب الرح يرحمها ولا رح يكون .
باتل
: ايه تدري بكل شي مع الأسف .
منصور
: وأنا بقولك دامكم على البرّ , وتزوجتوا الصبح يعني ما حد أمداه يدري بزواجكم , بنتي اليوم والحين تحديداً رح ترجع معي للبيت والبينكم بكون ملكه !!!!! , ما رح أخلي بنتي تنهان وأنا أتنفس لو هي ما تبيك رح تطلقها ما حد رح يجبرها ترتبط فيك , وفرصه لك أنت بعد تفكر أكثر دامك تزوجتها عشان خاطر ابوك , يمكن ما تكون هي الفي بالك , وممكن ما تكون مثل ما تخيلت ووقتها الطلاق يكون لصالحك أنت .
***
ثعلب مكّار , ذئب مُفترس , سحلية مُخادعة !!!!
هكذا وصفته تماماً وهي تراه يقترب بخبث وعلى شفتيه القاسيتين ابتسامه سُخرية لحِالها المهترئ أمامه ..
و الذي تشعر أنها ستفقد كل شيء تملكه بحياتها هذا اليوم وأهمها شرفها .
تباً أي شرف هذا الذي تتحدث عنه .. وهي جاءت بقدميها إلى هنا كي توقع بزوج صديقتها الذي أعجبها ودخل قلبها بدون استأذان .
أغمضت عينيها بقوه وعضت على شفتيها تكاد تدميها .. تشعر بأنفاسه النارية تلفح وجهها وتشُب النار به .. ثم سمعت هسيسه قُرب شفتيها يهمس بخطر
: أعطيني جوالك وانت ساكته وبدون ولا كلمه وحرف ولا ما رح أرحمك ـ شدد علة حلفه بقسوة ـ والله , ولا تمثلي علي انك خايفه , لسه ما شفتِ شي من الخوف , أوك .
أخرجت هاتفها من حقيبتها وهي ترتجف بخوف من كلامه وهسيسه الخطير .. دموعها تنهمر على وجنتيها برُعب .
كان ينظر إليها ببرود .. دون أن يتأثر ولو بحركة .. فأمثالها كثيرون ومنتشرون بكل مكان .. بعضهم تنجح بخطتها وتوقع الزوج في شباكها وتتسب في دمار عائله كامله .. وبعضهم تفشل في مهمتها مع أحدهم دون أن تتلقى العقاب اللازم لتحاول مره أخرى مع غيره وتنجح .. والآن هو من سيُعاقب هذه العقربة بنفسه .
دخلت سيدرا إلى المجلس بوجوم تقول
: جواد الله يخليك خلاص خليها تروح ـ نظرت لمرح بشرّ وكُره نبع من قلبها ـ هي تعلمت درسها وما رح تعيدها ولا حياتها بتنتهي .
نظر لأخته بإهمال يُقلب هاتف مرح بكفه ويتصفحه ويبتسم باستهزاء وقد تأكد من نظرات اخته أنها فعلت ما طلب منها , يُشير لها بالهاتف
: واضح أنها بتتعلم من درسها , وهنا كل مُحادثتها مع شباب متزوجين وعزاب , أصلاً كنت داري اني مو الوحيد التكلمني قد غلطت بإسمي كم مره لأنها ما تسجل الأرقام , بس الحين تأكدت وهذي الأشكال ما تتربى كذه لازم ينقرصون .
نظرت سيدرا بغضب جم لمن كانت صديقتها يوماً
: وقحه حسبي الله عليك وعلى أشكالك الله يفك العالم من شركم .
تقدمت بعُنف منها تجذبها من قميصها بقوه وتهزها وظهر الأخرى يرتطم بالحائط وتهدر بغضب
: وش تبين من زوجي يا حيوانه وش تبين على بالك انه بيتركني ويتزوجك , ما تدرين ان الرجال ما يحبون البنات الرخيصات , وانت حتى أقل من الرُخص ـ رمقتها من أسفل لأعلى بازدراء و استخفاف ـ بالله هذا شكل تطلعين فيه لأحد الله ياخذك .
نظرت لجواد ودمعت عينيها تقول بصوت مخنوق
: جواد وش بتسوي الحين .
ابتسم جواد لها بحنان وقال
: فِدا لنجمات عيونك السوته ما رح يمر على خير ولا يهمك ـ ابتسم بخُبث ـ أنا بس انتظر اخوها يوصل هنا مكلمه من أول وقرب يوصل أكيد , خليه يسحبها بنفسه من شعرها ويربيها وأوريه كل شي وكيف انها خططت تاخذ زوجك منك وبوريه الرسايل بجوالي بعد عشان الدليل وانا ما ظلمناها .
شهقت مرح بخوف وارتعشت ساقيها وقدميها لم تعد تحملانها وانزلقت على الحائط إلى الأرض تضم جذعها بين ذراعيها وتمسح على عضديها برهبه وهي تهدر بفزع والدموع تتساقط من عينيها
: لا الله يخليكم لا إلا أخوي إلا اخوي والله يموتني ويدفني أنا حيه الله يخليكم لا .
عقدت سيدرا حاجبيها تنظر لأخيها لم تره من قبل بكل هذه القسوة والوحشية التي تسدي على وجهه الوسيم .. لا تنكر أن قلبها رق قليلاً فقط مما فعلته قبل قليل عندما اتصلت بأخيها كي يأتي ليصطحبها دون أن تذكر له أي شي عن سواد وجه اخته .. اسبلت أهدابها وسمعت صوت جواد الغليظ يهُزّ كالرعد والريح
: قدامك دقيقه وحده بس تطلعي من هنا قبل لا يُوصل أخوك ولا أنا ما لي دخل ولا مسؤول بالرح يصير إذا وصل وأنت هنا .
نهضت مُرتعشه تتحسس الأريكة التي بجانبها تبحث عن عبائتها تستر جسدها المُحرم عليه .. أدار ظهره العريض لها وخرج من المجلس .. أما هي فارتدت عبائتها على عجل .
وفتحت باب الشقة وشهقت وهي ترى أخيها يرتسم الشر على وجهه الغاضب ويقول بجمود
: اطلعي , اطلعي يا بلاء من الله شلون تروحين لبيت صديقتك وهي ما نادتك عندها وقطيتِ وجهك عندها .
سمعته سيدرا من خلف الباب لتقول بحقد
: أقول خذ اختك الله يستر علينا وعليكم ولا عاد اشوف وجهها هنا .
قال من خلف الباب
: وكأني بجيب أختي عندكم مره ثانيه ناس وقحه و ما فيكم خير صدق , حركات بزران تتهاوشين معها وتدقين عشان أجي اخذها .
اغلقت الباب وتنهدت بعمق وهي تتذكر أنها اتصلت قبل نصف ساعه به كما اخبرها جواد أن تفعل .. ليأتي ويصطحب اخته من بيتها وانها تشاجرت معها ولم تعد تريدها في منزلها ولا تستطيع طردها في نفس الوقت وإلقائها بالشارع .. وفعلت ذلك لكي تخيفها بمجيء اخيها ويهددها جواد به .. وكي لا تخرج من منزلها بحالتها المهترئة فهي ليست قاسية لهذه الدرجة
,
مضت نصف ساعه أخرى تحمدالله انها استطاعت تمالك نفسها بها .. والتقاط انفاسها الهاربة من رئتيها .. وأخلدت أطفالها إلى النوم بعد أن أطعمتهم وبدلت ملابسهم
ابتسمت لأخيها الذي مد جسده على الأريكة الطويلة ويُغطي عينيه بذراعه وقد غفى من تعبه ويُريح رأسه قليلاً .
فهم معتادون على استقباله دائماً فالسنتين الماضيتين كان يُمضي أغلب ايام الأسبوع عندهم ويبات عندهم , لأجل العمل الذي استلمه .. ورفضت هي وزوجها أن يبقى بالفنادق والشقق المفروشة واستقبلوه بحب بغرفه النوم الخاصة بالضيوف .. وأصبحت علاقته بزايد أقوى وأمتن من قبل كالإخوة .
دلفت إلى غرفتها واستحمت بسرعه كي تُزيل توترها وتُريح أعصابها التي تلفت أكثر .. وبدلت ملابسها
وتفاجأت من دخول زايد إلى الغرفة .. ابتسمت بحب تركض إلى أحضانه .. تعانقه بقوه
تلقى عناقها بصدرٍ رحب ومسح على ظهرها وابتسم بحب لها وحدها .. وقال
: دخلت وشفت جواد نايم على الكنب ليه ما خلتيه ينام جوه عشان يرتاح .
سيدرا
: قلتله بس هو قال بياخذ غفوه وإذا دخل جوه وارتاح بيثقل نومه وبتروح عليه الطيارة الليلة .
سرق قُبله من شهد شفتيها يقول
: طيب يلا روحي بسرعه جهزي العشا عشان نقومه ياكل وألحق أوديه المطار ـ ثم أردف بخُبث وعيناه تلتهمانها التهاماً ـ وبس أرجع نكمل سهرتنا أنا وأنت .
وغمز لها بعينه .. احمرت وجنتيها وذهبت تُحضر الطعام .
وأغلقت على الموضوع ولم تذكره .. وبقي بينها وبين أخيها .. وأصبح صفحه من صفحات الماضي التي ستطويها ولن تفتحها مُجدداً .
***
بعد مرور عده أسابيع
..
ها هو القلب ينبض الآن .. لكن هل سيستمر
بالنبض لعمرٍ أطول من عمرها الآن .. ام انه سييأس ويتوقف للأبد .. من حزنها على حظ أولادها التعيس ..
مؤلم جداً فقد الذُرية .. عندما يرحل وتفتقد قبلاته على جبينها وظاهر كفها .. تفتقد رائحته المُسكره .. ولكن هيهات !!! بين إذا فقدناهم وهم على قيد الحياة .. يتنفسون ويعيشون دون أن يسألوا عن حال هذه الأم المُتعبه من أجلهم .. وكل واحد منهم يركض خلف زوجته يحاول ارضائها بشتى الطُرق .. يجلب لها الذهب والمجوهرات .. يكاد كل واحد من اولادها ان يركع عند قدم زوجته لتسامحه إن أخطأ .. وينسى تلك الأم المسكينه تبحث عن من يركض خلفها ليُرضيها .. هي لا تغار منهم بل تتمنى لهم السعادة ، واحدٌ منهم فاسق وقاسي القلب تدعوا الله لزوجته أن تصبر عليه كي لا تهجره ، أما الآخر وهو الأصغر والملاك الحارس ذو القلب الحنون فكان له زوجه لا يستحقها أبداً ويستحق الأفضل منها .. ولكن شاء القدر أن يحبها ويُحزنهم بتباعده ويحزن على فِراقها ويُحزنهم مُجدداً عندما تزوج من أختها التي ستكون مثلها ، فالدم الذي يجري بعُروقهما واحد .
تنهدت بعُمق تُحرك قطعه السُكّر بالشاي ..
شردت بأفكارها وهي تُحرك الملعقة ولم تتوقف
إلا عندما اجفلتها ابنتها
لمار تقول بوجوم قاطبة الملامح
: يمه حبه السُكّر ذابت من زمان وين سرحتي .
تنهدت الأم مره أخرى تنظر لنقوش السُجاده الوثيرة أمامها
: وين يسرح يبنيتي أفكر بأخوك المسكين الماله حظ مع الحريم يتزوج وبعد سنتين تموت زوجته وتخلي برقبته طفل ويتزوج اختها المادري وش ملتها .
بللت لمار شفتيها تهمس بصوت يصل لوالدتها
: يمه ،!! ساره راحت بحال سبيلها الله يرحمها خلينا ما نتذكر وش سوت فينا ، عشانك يمه ما ابيك تتأذي هي راحت بخيرها وشرها الله يكفينا شر اختها .
نظرت لابنتها تقول بوجع
: وعز هاذي المره الثانية يروح ويتركنا عشان حرمه وش اسوي بروحي إذا ربي ما رزقني بحريم عيال سنعـات و ....
قاطع حديثها صوت أنثوي مغناج
: الله يسامحك يا خالتي تقولين اني موب سنعه وتدرين عن البير وغطاه .
جلست بدلال تضع قدم فوق الاخرى وتنفض شعرها للخلف بغرور رافعه رأسها جانباً بكبرياء تمثيلي مُزيف ، مُسبله أهدابها علامة على الضيق المزيف و انها
" أخذت بخاطرها " .
ابتسمت الأم قليلاً بحزن
: وانا وش المصبرني عليك وعلى رفالتك وكسلك ، إلا لأنك صابره عليه يا بنيتي وتدرين بسواد وجهه و تدرين موب ايدي شي اسويه ولا انا لو اني مكانك ما جلست دقيقه عند رَجلي ، بس انت مافي مثلك اثنين رفضت حتى تهدمي بيتك عشان عيالك
، وبديتي مصلحه عيالك على مصلحتك .
نكست رأسها قليلاً .. والدمع يتجمع بمُقلتيها وقالت بابتسامه مرحه كعادتها مُتغاضيه عن كلام حماتها السيء بحقها .. فهي امرأه عجوز كبيره بالسن وأفكارها تنحدر لافكار الأولين .. لهذا لا تلومها فهي تعتبرها أمها الثانية .. وتخلل صوتها بحَة الحزن .. دون أن تُنزل دموعها الغالية
: تسلمين يا خالتي وانت مافي منك اثنين ، بطيبتك وحنانك ، وش اسوي يا خالتي أحبه بس هو كده عمره ما رح يتغير ابو طبيع ما يجوز عن طبعه .
لوت لمار شفتيها بغضب على أخيها وهمست لنفسها
: ان شاء الله عُمري ما حبيته وش ابي في هالحب اعوذ بالله ، استغفر الله .
برمت الام شفتيها وتغضن وجهها واتضحت تجاعيدها لكبر سنها
: أيا العيارة تحبينه ، حبتك طوفه وفوقها سقف صدق ما عندك ذوق .
ملك
: خالتي لاتقولين كذه عن حامد تراه ولدك .
بغضب قالت
: خلخلت عظامك لعاد تقولين ولدي ما عندي عيال ، كل واحد عاق اكثر من الثاني .
قالت لمار بيأس
: يمه لا تقولين كذه تدرين عِز جا كم مره هنا يشوفك وينادينا لبيته ونشوف مرته وعماد ، حتى رفض يجيبها هنا وانت مو راضيه عنه هو ما يبي إلا رضاك وتزوجها مجبور عشان عماد هي الوحيدة البتحن عليه لانها خالته ، هالمره بكون معك ولو حاولت العقربة المثل اختها تهينك هالمره انا بوقف بوجهها ، واخليها تحفظ لسانها .
تنهدت الام للمره الثالثة .. تسرح بابنها الحبيب لا تُنكر ان الشوق يُقطع نياط قلبها له ولكنها تخاف !!! ، تخاف أن تُهينها زوجته امامه كما فعلت زوجته الميتة .. وهو فقط يرمقها بالنظرات المُحذره دون أن يتدخل وكأنها أخدت عقله من مكانه .. كي لا يُدافع عن والدته .. جنته ، وناره .
ملك
: ايه خالتي كلام لمار صحيح وانا بجي معكم بعد وخليها تفتح ثمها بكلمه عنك بنت *** وانا بصكها على ثمها بجزمتي ، المهم لا تحرمين نفسك من ولدك على الأقل عِز به الخير اكثر من اخوه . .. تُجلي حلقها .. وارتشفت من أمامها كأس الماء دُفعه واحده ، وتمسح جبينها من العرق الوهمي ، انفاسها تهدر بلا هواده من التوتر .
ابتسمت لمار بحزن ناظره لزوجه اخيها المسكينة تعدُها كأختٍ لها لا اقل من ذلك .. لطالما كانت تقف بجانبهم دائماً دون أن تيأس او تمل من أخيها الفاسق وتبتعد عنهم كحال اي امرأه طبيعيه تكتشف خيانات زوجها المتكررة وعينيه الطويلة على النساء .
،
وأخيراً تغلب شوقها لابنها على كرهها وحقدها لزوجته الميتة وعلى اختها التي تتوقعها نسخه منها .
وذهبت مع عائلتها لزياره ابنها
طرقوا الباب وانتظروا قليلاً
وظهر من خلف الباب عِز
يقول بسعاده لا تسعه من مجيء عائلته لزيارته
: يا حيّا الله من جانا ، أسفرت وانورت تو ما نور البيت بوجودك يا ست الحبايب .
لم تجب على ترحيبه .. بل ترقرقت عينيها بالدموع .. و اندفعت بقوه تُعانق حشاشه جوفها بقوه .. وهو يضمها اليه بحنان ويمسح على ظهرها هامساً لها بالاعتذارت عن كل ما بدر منه
: أسف يمه سامحيني مو قصدي اقاطعكم وابعد عنكم إنتوا روحي وهواي ونفسي الاتنفسه .
مسحت دموعها تتقدم لداخل الشقه
: مسامح يمه مسامح وقلبي ما يغضب عليك بس بعاتبك .
ابتسم بحُب لوالدته و
رحّب بوالده بحراره وبادله والده العناق الرجولي يتخلله مشاعر أبويه تأبى أن تغضب عليه كما تغضب على أخيه الأكبر هامساً بخشونه وهو يربت على كتفه
: الله يسعدك ويوفقك بحياتك يبه هالمره وتكون مبسوط
متفائل خير بالمستقبل .
ابتسم عز بإنشراح
: أميين يا رب العالمين دعواتكم انت وامي هي التخلي كل حياتي بخير الله لا يحرمني من حسكم .
التفت عِز مومئ برأسه لزوجه أخيه مُحيياً إياها .. و يستقبل اطفال أخيه واطفال اخته التي عانقته بحب اخوي هي الأخرى هامسه له بالدعوات .. وأخيراً رحب بأخيه وادخله لغرفه الضيوف إلا ان تسلم زوجته على عائلته ويُعرفها عليهم .
تقف بأناقة على الطرف بلباسها الطويل والحجاب الأبيض يُغطي رأسها وشعرها الليلي السرمدي .. يضيء وجهها الملائكي دمعت عينيها وابتسمت برقه وهي ترى عز يرحب بوالديه بحراره وارتعش جسدها بحراره اشتياق لوالديها .. تعلم كل شيء وأنهم قاموا بمقاطعته لاجل انه تزوجها ولأنهم لم يُريدوها ولكن لاتعرف لماذا .. و هاهم هنا الآن لم يقاوموا الفراق والمقاطعة الطويلة .. لكنها ستحترمهم حتى لو لم يحبوها يكفي أن تحترمهم لأجل الله أولاً وزوجها ثانياً .
عز : نايا ـ التفتت اليه ووجنتيها القشديتان مُحمره خجلاً ، وأردف هو مُشيراً لوالديه ـ أمي وأبوي .
تقدمت نايا لحماتها تقول بحياء
: الله يحييك يمه تو ما نور البيت بوجودك .
وأمسكت بكفها المُجعد تضمه بين كفيها ، وقبلت وجنتيها ترى بوضوح علامات الضيق على وجه حماتها والإزدراء .. ابتلعت غصتها .
وفجأه وقد سلبت لُب عِز بحركتها عندما مالت برأسها تُقبل كف والدته المحشورة بين كفيها ورفعت رأسها تُقبل جبينها أيضاً .
ارتعشت الأم وهي تسحب كفها مُتعجبه تُحدّق بغرابه في زوجه ابنها فأختها لم تفعلها يوماً ولم تحترمها وتقدرها بهذه الطريقة أبداً ، تقدمت نايا لوالد عز وتكاد تذوب كالجليد من خجلها منه ولكن عليها ان تتشجع وتُسلَّم عليه وسوف تعتاد ذلك مع الوقت .. أمسكت بكفه تُقبله بسرعه وخجل .. وبعدها حَيَّت اخته وزوجه أخيه وأدخلتهم لغرفه المعيشة بينما عز ووالده توجها لغرفه الضيوف حيث يقبع أخيه هُناك .
***
كانت كالفراشة تدور هنا وهناك .. تهتم بعائلته وتقوم بتضييفهم القهوة والحلويات .. وتبتسم بإنشراح حتى مع تحويل الأطفال للمنزل إلى حاويه قمامه .. كانت تبتسم ولم تفقد هدوئها ورزانتها أبداً
يُراقبها بعينيّ صقر يرصد حركاتها حركه حركه وكانت تخجل من نظراته التي لاحظت بعضها وتحمّر وجنتيها القشديتين .. يُحِب أن يُتابعها ويرى ما تفعل
كما لم يفعل مع ساره من قبل .
تنهد بعمق وهو يتذكر حركات ساره وغرورها وعنهجيتها .. يا الله لقد كان كالأعمال وقد كسرت والدته كثيراً .
انه يمحي الماضي سطراً سطراً يُرِيد أن يبني حياه جديده هادئه حياه مُشتركه فعلاً بين زوج وزوجته .
غادرت عائلته وودعهم كما فعلت نايا ..
وبدأت هي بتوضيب غرفه الجلوس ..
لقد كانت مُتعبه ومرهقه جداً .. منذ الصباح وهي تصنع الحلوى وتجهز القهوه والشاي وتنظف المنزل بعنف لتستقبل أهل زوجها أفضل استقبال ..
وعليها تنظيف المكان الآن .. كي لا تجلس بمكان قذر .
أمسكت بطبق المكسرات أرادت أخذه للمطبخ .. وشعرت بكفٍ خشنه تحُط على كفها وهمس رجولي خشن يقول
: هاتيه انا بوديه ، وبكره كملي شغل مو لازم الحين ، اليوم ما قصرتي انت تسلم يدينك على كل شي .
طرقت رأسها بخجل .. وارتعشت كفها التي أمسك بها ..
ووصلت وعشتها إليه مُتعجباً .
ربااااه !!! انها تحترق كمرجل لا يتوقف .. اول مره بحياتها تسمع كلمه طيبه من رجل هو لها ولأول مره تشعر بإحساس دافئ .
ابتسم على خجلها ورعشتها وابعد يده .. وكم كانت نعومه بشرتها تجذب كفه جذباً كالمغناطيس كي لا يتركها أبداً .. وتعجب أيضاً بنفس الوقت من خجلها وارتجافها ..
فهو لم يكن الرجل الأول بحياتها فهي متزوجه قبله لشهر....
قاطع أفكاره شعور بشراره من اللهب اقتربت من البارود .
يا الله !!! هل يشعر بالغيرة من زوجها السابق أم انه يتخيل ؟؟؟! .
أجفله صوتها الرقيق يقول بدلال يُحِب نغمته الرقيقة .. فهي مُتعبه وصوتها مُرهق ومع ذلك لم تختفي تلك النغمة المغناجة
: عز لازم ارتب وأنظف الصاله ما رح اعرف أنام .
ابتسم لها
: طيب بساعدك ، اليوم تعبت كثير مع اهلي والبزران ماقصروا قلبوا البيت مزبله .
ابتسمت بحب للأطفال وهي تتحدث بعفويه معه اعتادتها هذه اليومين لبدأه هو الحديث معها بعفويه .. وقد اندمجت معه بشكلٍ كبير بعد ان توقف عن معاملتها بقسوه منذ عده ايام .. وتوقف عن رمي ألفاظه القاسية التي تؤلمها .. وقد نسيت روحها عندما اقترنت ذاكرتها بالاطفال
: لا عادي خليهم فداهم والله .. مره احب الأطفال امووووت عليهم وودي أكلهم أكل مرررره كيوت عشان كذه درست رياض أطفال بس ما قدّر ربي اشتغل .
كان يرى شفتيها الخالية من مساحيق التجميل تتحركان في تناغم ولم يدرك أنه قال
: والله أنا الودي أكلك أكل ولا أخلي منك ولا قطعه .
رمشت بعينيها وفغرت شفتيها مذهوله من غزله الصريح .
أسبل اهدابه .. مُغمضاً عينيه بقوه ..
توقفي ، توقفي عن فتح شفتيك المُغويتين بهذه الطريقة البلهاء ، ستجبريني الآن على الانقضاض عليهما والتهامهما وتقطيعهما ومسح اي آثار لرجل قبلي
،
انهيا ترتيب الغرفة بعد نصف ساعه واستلقى عِز على الأريكة الطويلة وهو يشعر بالسعادة لمعاونتها .. وإن كان رجل فأن يساعد زوجته ويعاونها لا يُعد عيباً .
وذهبت نايا لدوره المياه المرفقة في غرفتهم كي تستحم وتمحي عنها تعب هذا اليوم وعندما انتهت نظرت حولها وتأففت بضيق .
فالتعب والإرهاق اليوم أخذ منها ما أخذ ونسيت أن تحضر ملابسها لداخل دوره المياه كالعاده لا تخرج منه إلا بكامل ملابسها .. فهي تتشارك الغرفة مع عز كما نفس السرير عندما أصرّ عليها قبل أسابيع ومع ذلك كانت مرتاحه أنه يشعر بالذنب لخيانه ساره ولا يقترب منها .. فبمجرد بقائها بجانبه على نفس السرير كان يبعث لها الخوف والرهبة من أمور لم تُجرب مثلها .. وسمعت من بعض النساء عن تلك الآلام الموجعة والتهويل في الحديث وكانت تخاف ومازالت .
خرجت ملفوله بمنشفه بيضاء ناصعه وشعرها مفتولاً ومبروماً حول جسدها .. نديّ والماء يقطر منه .. وجسدها قشدي ليّن تتسابق على فخذيها وساقيها قطرات الماء فتحت الدُولاب ولم تنتبه على تلك العيون المصدومة .. التي تكاد تخرج من محجرهِما .، منذ خروجها من دوره المياه وهي تتحرك بمهل وبُطء مثير للغاية تتهادى أمامه كبجعة بيضاء سلبت لُبه وعقله وكُل شيء يملكه .
***
صدحت الغُرفة بصوت المؤذن يُعلن لصلاه الفجر ومُلئت أرجائها وبين جُدرانها بتمتمات الإستغفار والحمدالله .. وأضاء وجهها بنور الفجر وشفتيها تتحركان بتناغم مع كلمات المؤذن تُردد خلفه .
ارتدت جلال الصلاة لتبدأ تُصَلِّي بكل خشوع .. جلست على ركبتيها تؤدي التشهد لصلاة الفجر .. ثم سلمّت كي تُنهي صلاتها .. وابتسمت بجذل لأخيها الصغير الذي جاء نحوها يجلس على رُكبتيها .
عانقته بقوه تُغرق وجهه الصغير بالقُبلات .. ثم سمعته يقول بدلال طفولي
: ليلو من زمان ما رحنا انا وانت البقالة مشي ليه ؟! ابغى اروح معك .
مسحت على شعره الناعم تقول
: ليه ما قلت لي من اول ؟؟! اليوم ما يصير رح اتزوج وأروح مع زوجي ، لو ادري انه خاطرك كان أخذتك من زمان حبيبي .
مط شفتيه بحُزن
: ايوه عارف بتروحي مع ذياب وما رح اشوفك مره ثانيه رح ياخذك وما يرجعك .
ابتسمت له اجمل ابتسامه
: لا تقول كذه ذياب طيب ما رح يحرمني منكم أبداً ، يعرف انكم روحي وهواي الاتنفسه ، وكمان خلاص انا كبرت وما اقدر اروح معك البقاله ذياب ما يرضى ، بس انت بتروح معه ورح يأخذك معه .
ماجد : جد !!!! ايه احسن انا ما ابي اروح معك عشانك حرمه ، بس اذا ذياب بياخذني عادي رجال مع رجال .
ارتفع حاجبيها مصدومه وطرقت رأسه بخفه بكفها
: شوف كييييف يا شرير توك تقول تبغى تروح معي والحين ما صرت تبغى يوم عرفت انه ذياب رح ياخذك معه .
ابتسم ابتسامه عريضه أظهرت صف أسنانه
: ايه لو ادري من اول انه ذياب بياخذني ماكان قلت بروح معك .
وضعت كفيها على خصره وترفعه عن ركبتيها .. تمثل الضيق وتهدده
: طيب ، طيب قوم يا نصاب قوم بروح اشوف بابا وأطمن عليه .
نهضت وهي تخلع جلال الصلاة وتعلقه على المشجب وتستغفر الله وتدعوه أن يشفي والدها .
دخلت إلى غرفه والدها وتغضنت ملامحها بالألم .. كان ينام كطفلٍ صغير .. لا يشعر بمن حوله وكم يخافون عليه .
كادت ان تفقد دقات قلبها قبل يومين ..
*
كانت بداخل القصر مع اختها ترتبان الأغراض .. شهقت ليليان بقوه تقول وهي ترفع القطعة أمامها
: غزلان وش ذَا .
نظرت غزلان تمُط شفتيها
: يعني وش ذَا يسمونه قميص نوم وانا اشوفه داخلي موب أنتم ياالمتزوجات تلبسونه ، صاحبه المحل مدحته على بالها انا بتزوج وقالت كلام استحي أقوله اعوذ بالله من لسانها ، بس الاقدر أقوله انه الماسكتيه زحمممه عليه وكل من دخلت شرته يعني واااو ـ رفعت رأسها بغرور مزيف تتابع ترتيب حقائب السفر ـ على أساس الرجال يستاهلوا اشتري شي عشانهم والبسه وأخلي نفسي مسخره .
فغرت ليليان شفتيها بصدمه
: لا حول ولا قوه الا بالله ، الواحد ما يقدر يعتمد عليك .
تفحصت القطعة الصغيرة أمامها وشفافة من جانب والجانب الآخر به بعض التخريمات .. تأففت تقول
: بالله انا كيف بلبس كذه قدام ذياب .
ابتسمت غزلان
: هممم ترا شفتي ذي الشنطه الغلفتها بالتل والشرايط كلها زي الفي يدك وأَلْعَن بعد وش اسوي مو لحالي رحت حتى عمتي كانت معي وتقش .
شهقت ليليان
: عمتي شافت كل هذا .
غزلان وهي تضحك بقوه
: ايه شافت وش اسوي ما اقدر الحق لحالي ، وانت مالك خلق ومشغوله مع ابوك الاول والثاني ، احسن ما حد قالك لاتجين تشوفين أغراضك .
مطت ليليان شفتيها
: يعني ما جبتي لي بجامات يا الظالمة .
هزت غزلان
: الا الا جبت لا تخافين وتموتين علينا .
نهضت ليليان تقول بقلق اجتاح قلبها
: طيب بخليك الحين ورتبي كل شي معليش بتعبك معي ـ قبلّت وجنتها ـ بردها لك بيومك ان شاء الله ، انا بروح أطمن على بابا .
خرجت مسرعه للملحق ودخلت لغرفه والدها ولم تجده هناك .. وضعت كفها على فمها بصدمه وهي تُنادي عليه ..
كانت تشعر أن مكروهاً سيحدث له .
خرجت تُنادي عليه ولم ترى شيئاً عرفت أنه فعلها للمره التي لم تعرف عددها من كثرتها وانه خرج كالعادة .. مره ليُصلي بالمسجد ومره للمخبز ومره أراد مغسله الملابس
وتفاجأت بدخول ذياب من البوابه يمسك بكف والدها
تقدّمت منهم وهي تقول بقلق ودموعها تتساقط على عينيها
: بابا حبيبي وين كان ؟؟! مرررره خفت عليك ليه تسوي فيني كذه لييه ؟؟! .
قال ذياب بحنان يمسح على كف محمد الممسكه بكفه كطفل أضاع والدته
: لا تخافي عليه لحقت عليه كان راح يصلي بالمسجد وضيع الطريق أخذته نصلي سوا والحين رجعته .
أدخلته لغرفته في الملحق وساعدته على الاستلقاء ودثرته جيداً كي ينام قيلوله العصر .. وخرجت من الملحق .
كان ذياب ينتظرها بالخارج .. ابتسم فور أن رأى ظلها واستقبلها بين ذراعيه .. وهي اعتادت عليه وعلى دفئه سمعت همسه الخشن قرب أذنها
: كيفك اليوم .
ابتسمت ورأسها يرتاح على صدره المشدود
: الحمدلله بخير ـ ضحكت بخفوت ـ هممم ترى بابا رح يعصب عليك لو شافك هنا .
ضحك بخشونه ورفع رأسه للسماء الزرقاء وقال ببراءة
: عاد خالي هو الناداني هنا عشان أوقع أوراق مهمه مالي دخل لو شفتك صدفه هنا .
اجفل الإثنان على صوت عبدالكريم يقول
: ذياب روح روح يابوك للمكتب
كانت غزلان تقف بجانب والدها تقول بخبث
: ذياب وش ذَا ما تصدق متى تجي هنا تشوفها كلها يومين وبتشبع منها وتمل منها ، وبعدين ما يصير تشوف العروس قبل الزواج ، عشان تشتاق لها .
غمز لها بعينه يهمس بشغف
: انا طول وقتي مشتاقلك حتى وانت بحضني الحين ، بس هانت قالتها اختك الملسونه كلها يومين .
*
فاقت من ذكرياتها قبل يومين ولا تُصدق اليوم انها ستتزوج .. ولا كيف اقنعها الجميع ان تتزوج مُبكراً وان ذلك أفضل لها كي لا يتحدث عنها الناس .. الذين ينتظرون الزله من اي إنسان كي يتكلموا عليه وينهشوا بلحمه .
كانت طوال هذه الأسابيع تعتاد على عائلتها الجديدة فهي تعرفهم من قبل ولم يضايقها انهم هم عائلتها الحقيقية .. تعرفت أكثر من قبل على غزلان وأصبحتا أختين بحق ..
كانت تتعرف إلى والدها استصعبت ذلك بالبداية فليس هو من قام بتربيتها كل تلك السنين ..
ولكن الحزن الذي كانت تراه على وجهه مع ابتعادها جعلها تصبح أقوى كي تقترب .
عاصم لا يزال على حاله في غيبوبته ولا تتمنى له ان يستيقظ .. " استغفرت الله في سِرها " لا تستطيع مُسامحته لا تستطيع
الظالم كاد ان يُدمر حياتها ولكن قلبها في ذاك الوقت أيقن انه لن يستطيع ان يؤذيها ..
تباً !!!! فالمنزل كان مكتظاً بالضيوف .. لم يكن يستطيع .
رأت خالها وأخ والدتها الحقيقة التي توفت منذ سنوات
سُعِدت برؤيته جلست معه عده ايام ..
كان نعم الخال لها حزن لحالها وتشتتها وطلب منها ان تذهب
معه ليُنبع ولكنها رفضت لا تستطيع ترك كل من تحبهم هنا ويُحبونها وتذهب
وهو كان يُحقد على العائله التي تسببت بوفاه والده
ولم يستطع البقاء اكثر لعمله .. بل أخذ جثه والده ليدفنها
حيث عاش عمره هناك في يُنبع .
والدتها سُجنت لتهمه القتل ولا يعرفون متى سيحكمون عليها ..
وريتا عفت عنها كونها اختها طوال هذه السنوات ولم تستطع أن تُحطّم لها مُستقبلها ..
خرجت من السجن وذهبت لحال سبيلها مع اقرباء والدتها بعيداً عنها .. هذا أهم شيء .
،
الساعة الآن الخامسة عصراً ..
قصر عائله الذيب يغرق بالفوضى والتحضيرات من اجل زواج ابنه صاحب القصر .
تركض غزلان هنا وهناك عاريه القدمين وفستانها يُهفهف حولها .. ملامحها واجمه متوتره
: نعوووم وينك بسرعه خذي صواني الحلا ووديها السيارة
ياخذوها للقاعة بسرعه بسرعة .
رفعت هاتفها وهي تتصل على بعض المحلات وتتأكد من طلباتهم
: آلو ايوه يا اخوي قبل اسبوعين جبت لكم صواني تعبوها معجنات .. جهزت .. تمام خلاص وصلوها قاعه *** وبندفع حق التوصيل ما عندنا وقت نجي نأخذها .. تسلم اخوي ما تقصر .
اغلقت الهاتف ثم قالت تهدر تحت الدرج
: بيسو وصلت مسكه ليلو ولا لِسَّه .
نظرت بيلسان بقلق من فوق الدرج
: لا لِسَّه توها ما حد موجود يجيبها ، تأخرنا يا غزلان وما رح تلحق ليلو التصوير بالقاعة .
غزلان بانفعال
: هش هش خليني اشوف واتصرف ارمي لي الفاتورة .
وضعت كفها على فمها تفكر ولمعت الفكره برأسها ..
ارتدت عبائتها وحجابها وخرجت من بوابه القصر الكبيرة
ورأت ذياب يطرق كفه بكف ماجد الصغير ويُداعبه
: ذياااااب .
نظر اتجاهها رافعاً حاجباً واحداً ويُشير بكفه بمعنى
" ماذا تُريدين " .
اشارت بكفها أن يأتي .. تقدم نحوها يقول
: ها يا المزعجة وش تبين خلصت ليلو عشان اخذها للقاعة .
غزلان
: لا لِسَّه بس خذ هاذي فاتوره مسكّه الورد ، روح جيبها السواقين مشغولين ، ماحد فاضي يجيبها .
فغر شفتيه
: الحين انا العريس بطلع بذا الحر والرطوبة وتخرب كشختي عشان اجيب ورد بموت بكره ، تستهبلين .
عبست بوجهها
: هاذي مسكه الورد مهمه للعروس والله ما تتصور معها اليوم لو ما جبت المسكة ضرووووري .
نظر لها بمعنى ، لا يهمني ،
تراخت أكتافها وعبست بوجهها وقالت بكذب
: طيب عشان ليلو في نفسها بمسكه الورد ومتحمسه لها وهي تختارها .
تنهد بعُمق متأففاً
: اووووف طيب طيب بروح وأمري لله .
ابتسمت بانتصار وهمست
: يييييييس .
صعدت غزلان لترى ليليان وابتسمت بانبهار عندما رأتها تدور بفستانها الأبيض وشعرها يدور معها
: ما شاء الله تبارك الله ماشاءالله قمر ، والله تهبلين
عاد حتى اليوم ذياب كاشخ كشخه مو معتاده بس خربت عليه وارسلته يجيب مسكتك وراح المسكين عشانك .
ابتسمت ليليان بخجل وتوردت وجنتيها .
،
في احد غُرف القصر
تجلس على طرف السرير تبكي بأسى وتقول بغصه
تخنق حنجرتها
: تكفى يا عبدالكريم الغي الزواج وخلي ذياب ياخذ
حرمته والله معهم ، بس حرام عليك ولدك داخل بغيبوبه من شهرين وللحين ما ندري وش بصير عليه وش رح يقولوا الناس علينا يزوجوا بنتهم وأخوها بالمستشفى ، حتى انا زعلت على الصار لها ونفسي انها تنبسط وتعيش حياتها ، بس ولدي مو هاين علي افرح وهو بهالحال .
كان عبدالكريم ينظر للمرآه الطويلة يُعدل " نسفه الشماع " وقال بهدوء
: ما رح نلغي شي والزواج رح يستمر ، ومتى يهمني كلام الناس يقولوا اليقولوا ماهموني ، وولدك السواه يوم عقد قران ذياب وليليان ما يُغتفر ولا تنسين حركاته القديمه ، حتى وهو بهالحاله ما اقدر اعطف عليه ، هذا عقاب ربي له على ذنوبه هو الدمر نفسه وانا الكنت وراه واربيه احسن تربيه وسويت العلي وربي يشهد عليّ .
مسحت دموعها بكفها
: وش سوى طيب وش سوى حرام عليك تسوي فيني كذه وايش لو كان السواه ما يسوى .
التفتت لها وعينيه غامت وجلس قُربها على السرير
: طيب بقولك بس تحلفين لي انه البقوله بيني وبينك وما حد يعرف فيه ولا يسمع فيه .
توترت ملامحها من حديثه وارتبكت .. تومئ برأسها
: ما رح اقول تعرفني يا عبدالكريم عشره عمر بينا .
بلل شفتيه وهو يُخبرها كُل شي في تلك الليلة ..
وضعت كفيها على فمها من الصدمة .. وقلبها يرجف بعُنف
من الخوف والقلق والتوتر وكل شيء يغُم القلب الضعيف .
***
كانت تقف امام المرآة تضع اللمسات الأخيرة على وجهها الملائكي .. دخل طلال للغرفة يبتسم بجذل مُغلقاً أزرار ياقه ثوبه وقال
: يلا يا قلبي توك ما خلصتِ تأخرنا بدا الزواج صارت الساعة عشره .
: ايوه حبيبي خلصت عادي توه بدا الزواج العروس رح تنزف الساعه ٢ قالولي ، بس بلبس شوزي .
نظر لها تتمخطر بخطواتها نحو دولاب الاحذية .. وفستانها الأسود الطويل ينسحب على جسدها وبطنها قد برزت قليلاً ابتسم لها بحُب .
وبعد ثواني اتسعت عينيه بصدمه وهو يراها تسحب حذاء بكعبٍ طويييل ليقول بهلع
: وش تسوين .
نظرت له ببراءة وهي تجلس على الأريكة الصغيرة بغرفتهم
: وش اسوي بلبس عشان نطلع .
عبس بوجهه يقول
: بلا دلع ما في تلبسين كعب البسي اي شي ثاني واطي
فغرت شفتيها بصدمه
: كيف يعني ما يصير لابسه فستان والبس معه فلات
طلوووول وش فيك كيف بكون شكلي انا بكون جالسه ما رح أتحرك .
طلال
: عادي أصلاً الفستان طويل ما رح يبان وش لابسه واكيد ما رح ترقصي وانت بهذا الوضع ـ قال مُحذراً ـ ما رح ترقصي صح .
تأففت بحزن
: ايه ارتاح ما رح أرقص أصلاً خالتي بتكون معي وعلى أساس بتخليني اسوي شي او أقوم .
تنهد بعمق يقول يُمثل الحكمة
: شوفي ثمانية سنين واحنا متزوجين رحتِ زواجات لين قلت بس ، وما تدخلت طول هالسنين لا بلبس ولا جزمه ما تسوى ولا برقص ، بس الحين الموضوع ولدنا الننتظره صارلنا سنين وانا اعرف انه الكعب خطر على الحامل بأول حملها .
تغضن وجهها بحزن من كلامه وهزت رأسها
لترتدي حذاء بسيط بدون كعب .. فهي من الأساس لن تتحرك والفستان طويل سيُغطي قدميها كما قال .
سحبها من خصرها لأحضانه
: لا تزعلي مني بس خايف عليك انت وولدي .
ووضع كفه على بطنها يتحسس طفله الصغير من خلفه ..
وابتسما بحُب لبعضهما .
،
ظُهر اليوم التالي
في غرفه الجلوس تجلس ليال عابسه الملامح بحُزن وبجانبها يجلس طلال مُتحفزاً وملامحه لا تُوحي بأي شي ان كان متوتراً او غاضباً .. وأمامها يجلس رجلٌ كهل بجانبه مقعد طفلٌ صغير .
فرك كفيه مُتوتراً يقول
: يبه يا ليال عيوني ما تصدق اني بعد كل هالسنين برجع وألاقيك كبرتِ وصرتِ حرمه ومتزوجة وقريب بتصيري ام .
بللت شفتيها تقول
: هذاك جيت وشفت وش تغير .
ابتسم بألم
: ما تغير شي ادري مالي عذر اني خليتك كل هالسنين وما كنت لك الاب التبغيه .
ليال بغصه
: ايه ما كنت ، شاهين كان لي انا ويامان الاب والأخ وكل شي بحياتنا وعمي منصور وخالتي رانيا ما قصروا معنا وعشنا .
دمعت عيناه بألم
: ذنبي اني كنت رجال وكنت انت معي طفله صغيره مره وما اقدر اربيك لحالي ما كنت اعرف أغير لك او ااكلك او انيمك صعب علي مو زي الام ، وخفت إذا تزوجت تظلمك زوجتي وتعذبك ليل ونهار بدون لا ادري وانت طفله ما رح تقدري تشكي ما كنت أبغاك تتأذي وتعيشي مع زوجه اب .
ابتلعت ريقها لم تكن مستعده للقائه اليوم نعم قبلت ان تتحدث معه منذ فتره عندما اخبرها أخويها بذلك .. وطلب منها ان يراها فقط ولكن قالت له أن ينتظر .. واستيقظت اليوم من اجمل أحلامها بعد ليله الامس وتفاجأت بوجوده مع هذا الطفل الصغير .
قالت
: بس هذا مو عذر ، المهم ما ابغى ارجع للماضي الراح راح ما ابغى اتنكد ، ليه جيت هنا ومين هذا البيبي .
نظر للطفل
: هذا ولدي السيف ـ ثم نظر إليها ـ جا بلحظه غفله وأمه الهي زوجتي ماتت وهي تولده ـ غامت عيناه بالألم ـ شاء الله انه زوجاتي يموتوا بنفس الطريقة .
تقطع قلبها على هذا الصغير وعينيها دمعتا بحُزنٍ مرير . وضع طلال ذراعه خلفها يسحبها اليه وهي تبكي على صدره عندما تذكرت والدتها وحال هذا الطفل الذي مثل حالها .
وقال
: الله يرحمها يا رب .
تمتم الكهل
: امين يا رب .
رفعت ليال جسدها قليلاً تقول
: طيب والحين ايش راح تسوي .
قال
: بخلي اخوك عندك لو تبين انا ما رح اقدر أربيه واكبره
لو ما تبينه علميني عشان اخذه لدار الأيتام .
فغرت شفتيها مذهوله .. والصدمة شلّت اطرافها ..
و هذه المره اشتعل الغضب في عينيّ طلال ليقول
: حسبي الله عليك من اب يعني وليال تركتها من زمان وعذرناك وانت مالك عذر والحين بتخلي ولدك بعد ، ولدك من لحمك ودمك ، ما تدري انه في ناس تتمنى بس أمنيه يجيهم عيال من صلبهم .
قال الكهل بدون اهتمام وهو ينهض
: ما لك دخل بأبوتي ـ نظر لليال ـ ما قلتي أخليه ولا اخذه .
نظرت لوالدها ببهوت ثم نظرت لطلال تعُض على شفتيها بألم .
قال طلال
: خليه ، خليه ، ربي رح يعطينا الأجر بس نربيه يكفينا انه انعم علينا بطفل مِنَّا ، ما رح نرميه وننكر نعمه ربي علينا ، ما رح اقصر عليه بكون له زي ولدي .
أومأ برأسه ليخرج من الباب الذي دخل منه وأغمض عينيه بشده ونزلت دمعه قاسية عجز عّم محوها .. لم يستطع ان يطلب منها العفو وان تسامح له تقصيره .. ليس له اي وجه ليطلب منها السماح .
اوقف سياره اجره من الطريق .. صعد إليها وهمس للسائق
: لمستشفى *** قسم أمراض السرطان .
نزل للمشفى ليبدأ رحله كفاح متأخره من مرضهالذي وصل لدرجته الرابعة ونهايته أصبحت مسألة وقت .
،
دخلت حنان لغرفه الجلوس بعد أن سمعت الجزء الأخير من الحوار وقالت بقوه
: هالولد ما رح تربيه مثل ولدك شيله ووديه دار الأيتام مثل ما كان ابوه رح يوديه مو فاعل خير انت ومجبور تربيه .
كانت ليال ما تزال في صدمتها من والدها ..
الذي تركها للدُنيا وهاهو يُكررها مُجدداً ..
لم تكن صدمتها أن أخيها سيتربى عندها ..
بل كُل صدمتها حركه والدها التي كررها ..
طلال بهدوء يستنشق انفاسه
: يمه ربي أرسل لنا هالطفل نربيه ، يمتحنا ، يختبرنا ، مو بعد ما كرمنا رح اترك هالطفل المسكين وهو يعتبر من العائله مو غريب ، ما رح أتضايق وانا اعتبره ولدي ، اخو زوجتي .
نهضت ليال أسفل أنظار خالتها وطلال تحمل أخيها بسريره الصغير بين ذراعيها وتتجه نحو غرفتهم .
رفعت حنان حاجبيها تقول
: عمى ان شاء الله وش قله الحيا هاذي .
تنهد طلال
: يمه ما قالت ولا سوت شي خلتنا نتفاهم لوحدنا هنا .
نظرت لابنها تقول
: يعني انت مُصر تربيه .
كتف طلال ذراعيه
: ايه مُصر يمه بس لو بيزعجك ، بنبني فيلا دوبلكس ونعيش فيها وبينا باب اهم شي لا تتضايقي .
حنان
: لا لا ما رح اتضايق لا تخاف لأنك لو بتربيه وتسوي البراسك
انا بعد بسوي البراسي وما تقدر تمنعني .
طلال بإستغراب
: وش قصدك يمه وش تبغين وبسويه من عيوني .
حنان بابتسامه
: بتزوج .
شردت نظرات طلال ليقول بهدوء
: طيب يمه انا موافق ، إذا كان هذا بيرضيك ولا يصير خاطرك إلا طيب .
أمه غيوره جداً .. أحياناً تفعل أموراً يُصدم منها .. كأن تتنصت عليهم في غرفتهم .. وتحاول الاستفسار ان كانا تبادلا الحب لعده ليالي متتالية ام ليالي متفرقه .. وعندما تتوقف حبيبته عن الصلاه في كل شهر تشعر بالسعاده لانه لا يستطيع الاقتراب منها ..
ولكنه لا يُعلّق ببساطه لانها أمه .. قد تحتاج رجلاً بحق في حياتها كي تلتهي به ويلتهي بها .. وهذا ما يجعله يُوافق بقوه وممتن جداً لذلك .
حنان بابتسامه
: طيب اجل في واحد بيخطبني جيرانا اسمه ***** .
قلب طلال الاسم في عقله مر عليه هذا الاسم ..
وفجأه عرفه وعرفه جيداً
نظر لوالدته بصدمه !!! وعينين متسعتين
: يمه القلتي اسمه كامل اصغر مني بأربع سنين .

auroraa 13-05-16 02:42 AM

رد: هذه دُنياي
 
الفصل السابع والعشرون والأخير
هي فعلاً ليس كما تخيل أبداً وانزعج لذلك عند رؤيتها .. ولكن مرّت في باله تلك الآية التي يؤمن بها وأراحت له قلبه
} وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }
( البقرة: 216) ..
وهي أصبحت زوجته رسمياً وبأوراق مُثبته ..
انه ليس من النوع العابث الذي يتزوج ويُطلق لمجرد ان زوجته لم تكن كما كان يُريد .. ولكن ذلك أفضل لها
أن تكون بينهما فتره خطوبه لأجلها لتشعر أن كرامتها محفوظه وأنها مرغوبه سيحرص على أن تستمر معه ولا تطلب الطلاق عندما يقف معها والدها البيلوجي كما أطلق على نفسه .
قال باتل باحترام بعد ان سمع كل تلك الصدمات المُتتالية
: ابشر يا عمي ما يصير خاطركم إلا طيب ـ بلل شفتيه قليلاً يردف ـ تسمحلي أدخل عند عمتي اسلم عليها واقول لنوران بنفسي .
أومأ له منصور .. ودلف باتل للغرفة يهتف بصوت جهوري مُرافق له على الدوام
: السلام عليكم , الحمدلله على سلامتك يا عمتي ما تشوفين شر .
ابتسمت شعاع بخجل لدخول رجل غريب عليها يكون زوج ابنتها .. ترد عليه بصوت مُنخفض حرصت أن يصل لمسامعه
: وعليكم السلام , الله يسلمك يا ولدي الشر ما يجيك .
جلس باتل يتحدث معها عده دقائق .. ثم وقف على قدميه يستأذن شعاع ليتحدث مع نوران
شعاع : أكيد يمه تفضلوا بالغرفة الهنا فاضيه , أصلاً الجناح كبير علي ما دري ليه جابوني هنا .
ابتسم باتل , و قد عرف أن عمه منصور كان امام المنزل الذي عُقد به قرانه هذا الصباح , عندما اتت الشرطة تأخذ أحمد وتكفل بكل مصاريف ونقل عمته للمشفى وفي هذا الجناح الضخم .
دخل مع نوران لغرفه جانبيه .. انتظرها كي تجلس وجلس بقربها .. ولم يعرف كيف يبدأ الحديث معها فتواصله قليل جداً مع الجنس الآخر .. فبالغالب احاديثه معهم حول العمل .. وقال رافعاً حاجبه
: وش رايك فيني ؟؟!
اتسعت عينيها بصدمه و فغرت شفتيها ببلاهة
: هاااا !!!!
كان يود أن يقول لها " هويتي ببير " ولكنه احتفظ بها لنفسه وقال
: يعني أقصد وش رايك فيني كشخصية وشكل , هااا لا يغرك الشيب تراه وراثه بالعائلة .
هزت كتفيها وقالت مُتعجبة
: آآآه شخصيتك ما اعرف ايش اقول ما عرفتك إلا اليوم و شكلك عادي .
ابتسم وقال
: آييه زين طيب , يعني اضمن الحين أنك ما رح تطلبي الطلاق .
عقدت حاجبيها
: طلاق !!!!
نظر لها بعُمق يقول
: قبل شوي أبوك .. , ـ هزّ رأسه يمينً ويساراً مُسبلاً أهدابه ـ يعني قصدي أبوك منصور كلمني وقال انه رح ياخذك معه للبيت والبينا بكون ملكه وبعد فتره بكون الزواج , طبعاً لو ما طلبتي الطلاق حزتها , وهو عرف شلون احنا تزوجنا ويبغى يحفظ كرامتك بهالحركه وأنا موافق عشانك .
نكست رأسها بعد أن حاولت ان تتناسى ما حدث اليوم من ألم وطريقه زواجها المُهينة .. بالطبع لو اتتها الفرصة لن تفوتها وستطلب الطلاق .. فبالأصل هو لم يكن يريدها وتزوجها ليُنقذ زواج والديه .. لقد أخبرها بذلك بلسانه .
كان يتأملها بعمق يعرف ما تفكر به .. قطع عليها افكارها بأن مدّ كفيه يلتقط كفها السمراء وكفه الأخرى ترفع وجهها إليه
: لا تفكري بأي شي من الفي بالك , تدرين انها جتني الفرصة مثل ما جتك انت , لو ما ابغاك كان بكون بينا الطلاق سهل , بس أنا شاريك وشاري عايله الراجحي كلها ما رح القى أحسن منهم عشان أناسبهم , فكري بس فكري فينا بجي ازورك في بيتك و اتعرف عليك وتتعرفي علي , و أني قبلت بالهشي عشانك وعشان كرامتك لا تنهان .
خجلت كثيراً واحمرت وجنتيها وسمعته يردف
: ها , خلاص اتفقنا .
أومأت برأسها موافقه ما يقوله منطقي للغاية .. لن تحكم عليه الآن .. ابتسم براحه وألتقط انفاسه
: طيب الحين بترجعي لحياتك مع أبوك الحقيقي والجامعة أكيد وقفتيها يوم كنت مع أحمد صح و ماخلاك تروحين ؟؟! .
: كنت بجامعه عزوز , و ايوه وقفتها من أول ما رجع من بره وحبسنا بالبيت .
ابتسم باتل على لفظها للجامعة باسمها المختصر .. وتجاهل حركه أحمد القذرة
: طيب اعطيني أوراقك وكل شي عشان أرجعك لها اعرف احد بالجامعة وبتكملي وين ما وقفتي بدون لا تعيدي شي .
هزت رأسها نافيه و مُغمضه عينيها بقوه .. حتى ارتعش جسدها
: لا لا , ما رح ارجع ما ابغى ارجع لها .
عبس باتل وفي قلبه هم أن يتزوج من فتاه غير متعلمه وجاهله ايضاً مع رفضها لمتابعه الجامعة .
تحدث معها بصوت حاول قدر الإمكان ان يودعه الرقة ولم ينجح
: ممكن أعرف ليه ؟؟!
عضت شفتها السُفلى
: في بنت هناك كانت تضايقني , وانا مو قدها اخاف منها .
اقترب منها أكثر وهو يسحبها لصدره عنوه
: تثقين فيني طيب عشان تقوليلي وش الصار معك , وانا اتصرف معها تصرف بحياتها ما تنساه هاذي التضايقك .
ابتسمت له ولا تعرف ما ذلك الشعور الذي يجتاحها منذ أن بدأ يكلمها بلطف .. كشعورها أول مره رأت والدها منصور و رأت أرجوان و زايد و سيدرا , عكس شعورها بالنفور عندما رأت والدتها الحقيقية رانيا لأول مره .. تثق دائماً بإحساسها الذي لا يخيب .. وتشعر ان هذا الباتل لن يمر على حياتها مرور الكرام .. او بشكل عابر .. ارخت حصونها لتشرح له كل شيء كانت تحاول فعله معها تلك البنت السيئة
.. وكأنه قام بسحرها لتتكلم وتقول كل شيء .
فغر باتل شفتيه بصدمه .. لا يعرف عددها لهذا اليوم .. وهاله جداً ما سمع من قذارات .. حاولت تلك البنت ادخال زوجته بها .
عبس بوجهه واشتعل به الغضب الأحمر وهو يتوعدها بسِره .. فور أن حصل على اسمها الكامل يكفيه ليُنهي حياتها .
***
بعد مرور بضعه أسابيع
..
استقرت شفتيه على جبينها يُقبلها بعُمق ..
وحب أبوي خالص تجاهها ..
ابعدها قليلاً يقول بحنان
: ألف مبروك يبه .. الله يجعل زواجكم خير يا رب .
انتقلت الحُمره لخديها الذين عادا لإكتنازهما
هذه الفترة ..
من إهتمام الجميع بها ومراعاتها وكأنها أميره بالقصص ..
ردت عليه بخجل
: الله يبارك فيك يا رب .
نظر عبدالكريم لذياب نظره فهمها ذياب جيداً ..
فأومأ له برأسه .. بأنها ستكون بخير ولن يؤذيها
وسيصبر عليها ..
قال عبدالكريم ببشاشة
: يلا استودعكم الله بلا ما اصير عذول بينكم .
خرج عبدالكريم وكانت في وجهه تقف غزلان , بيلسان و يارا
عبس بوجهه وقال
: خير اللهم اجعله خير في شي .
غزلان بحيوية واندفاع يتخلله المرح
: نبغى نسلم على ليلو وذياب ونتمنى لهم الخير يا بابا , يعني أيش نبغى جاين هنا يا بابا ما رح نكون عذول .
رفع عبدالكريم رأسه وقال بجديه
: أقول أذلفي قدامي خلاص خلص العرس بنرجع البيت وخلي العرسان تسلمين عليهم بعدين تعبوا كثير اليوم .
مطت شفتيها بضيق وهي تستمع لوالدها ..
غادروا الفندق الذي أقيم به الزفاف ..
وتركوا خلفهم قلباً نبض بالخوف منذ خروجهم وقلباً مُستعد لمداوة جروح حبيبه بكل صبر .
أُغلق عليهما الباب
وارتعشت باقة الورد بين كفيّ ليليان , اسبلت أهدابها تُداري خوفها وارتجافها ولكن لم تستطع .. فإغلاق الباب يعني انتهاء كل شيء وعوده الكوابيس ..
همست بسرها
" إهدي ليليان إهدي هذا ذياب ما رح يأذيك ما أذاك كل هالشهور وكان لك السند والعون , ما رح يسويها الحين "
لم تدرك أن ارتعاشاتها أصبحت ارتجافات شديدة من الخوف .. ولم تُدرك انها أغمضت عينيها تُخفي بريق الفضة بينهما بقوه
شعرت بكف خشنة وكبيره وبنفس الوقت بها من الرقة والنعومة لا تعرف ما هذا التناقض بالشعورين ..
تربت على كفها بعد أن أزاحت باقة الورد جانباً .
سمعت صوته الخشن يقول بحده نوعاً ما
: ليليان طالعي فيني ولا تهربي بعيونك .
فتحت عينيها ببطء شديد ترى نظراته الصارمة تجاهها .. ثم صوته الحاد يقول
: قد أذيتك من أول يوم شفتك فيه .
شردت نظراتها لأول يوم رأته به ..
لم تكن تعرفه ولم يكن يعرفها .. على العكس تماماً
اول لقاء بينهما كان .. أن حمها ودافع عنها كما أصبح يفعل دوماً بعد ذلك .. لم يؤذها يوماً .
هزت رأسها نافيه بخجل .. ابتسم وقال بعد ان خفف حده نبرته و وضع كفه على وجنتها وقطع نصف الشوط لأمنيته وينتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر عندما يأكلهما ويلتهمهما إلتهاماً بعد أن عادا لإكتنازهما المُحبب
: طيب ليه خايفه , ارتاحي وبدلي ملابسك , طفشوك اليوم العائله الكريمة وكتموا أنفاسك , وتعالي بس تخلصي نصلي ركعتين السُنة ونتعشى .
أومأت برأسها
وهي تدلف لدوره المياه .. وقد انتهت بعد أن مرت ساعه كامله يحترق بها ذياب بغرفه الجلوس التابعة للجناح الملكي في الفندق
هلّت عليه كالملاك بقميصها الأبيض الطويل المُزين بالدانتيل جهه الصدر مع بعض حبات اللؤلؤ .. ويُغطيه مبذل من التُل والدانتيل .. وشلالها الكثيف كعتمه الديجور ينتثر على أكتافها بنعومة .
كانت خجله جداً من نظراته الصقرية التي ترمقها بكل مكان .. شعرت انها تذوب كقطعه من الجليد من حراره ودفئ نظراته البعيدة عن الوقاحة والقذراة .
فغر شفتيه منذ أن رأها تطُل عليه بعد أن سأم الانتظار .. كان يشعر بالذهول هو حقاً لا يُصدق انه تزوج الآن وزوجته تقف بكل نعومة وأنوثة أمامه .. اغلق شفتيه بخط مستقيم حاد بعد أن لمح ابتسامتها الخبيثة من رده فعله على شكلها .
نهض عن الأريكة .. يلتقط كفها الناعم بين كفيه .. يبتسم لها يُطمئنها .. أديا سوياً ركعتيّ السُنة .. ثم التفت لها يضع كفه على جبينها وهي ما تزال مُلتفه بجلال الصلاة وبدأ يقرأ الدُعاء .
جلسا قُرب بعضهما على الأريكة وبدأ ذياب يفتح الأغطية عن الطعام , تناولا طعامها بهدوء .. والتقط ذياب قطعه من الخُبز المغطوطة باللبنة وأطعمها بيده .. بلل شفتيه بصبر وعينيه تلتهمان تفاصيلها الخجولة و القريبة منه وتحرقه دون أن يستطيع الاقتراب ..
حتى الآن لا يُصدق أنها أصبحت زوجته .
توجها للسرير و استلقيا بجانب بعضهما
ويا للعجب لم تعد ليليان تشعر بذلك الخوف والنفور من الزواج .. فخلال الساعتين السابقتين كانت تشعر انها تتحرر دقيقه بعد أخرى .. وهي تتبادل الأحاديث مع ذياب .. إذ كان يحكي لها كل شيء عن طفولته وماضيه وكانت هي مُستمعه ومستمتعة وحسب .
شعرت بذراعه القاسية تسحبها بخفه لأحضانه .. نظرت له بابتسامه وقال بهدوء
: نامي أول ليله لنا بحضني .
أومأت برأسها موافقه وابتسامتها الجميلة لم تفارق شفتيها .. ثم وضعته بخفه على صدره ..
اما هو فقد غمر وجهه بشعرها يستنشق عبيره ثم قبل مقدمه رأسها , مُتحاشياً إذائها يكفي انها قبلت النوم بقربه وبين احضانه , وما بعده سيكون أسهل .
وغفيا سوياً ولأول مره يمر يوماً لهما هادئاً .. بعيداً عن الضجيج والإزعاج والمشاكل .
***
خلع بلوزته التي غطت صدره وألتقط منامته ليرتديها ويغط في نوم عميق .. يُريح اعصابه التالفة وجسده المُرهق
واجفله صوت قفل الباب لدوره المياه .. يعلم انها تستحم كل يوم وبالتأكيد بعد عناء اليوم قد استحمت كالمعتاد .. ويعلم انها لا تخرج إلا بثيابها كامله ..
ولكن هذه المرة حدث عكس ما توقعه تماماً .. إذ انها خرجت ملتفه بالمنشفة البيضاء .. كانت كالبجعة البيضاء .
وطارت كل افكاره لأن يُريح اعصابه التالفة .. فهل هناك رجل عاقل بكامل قواه الجسدية والعقلية يُشاهد هذا المشهد أمامه ويرتاح ؟؟؟؟!!!! .
لم يشعر بقدميه تتحركان باتجاهها بعد ان ألقى المنامة على الكرسي بإهمال .
أُجفلت عندما أدركت أن أنفاس حارقه تلفح بعنقها .. وطيفٌ طويل يقف خلفها .. التفتت بفزع شاهقه بخفه ..
وسمعت همسه يقول بشجن .. مُسبلاً رموشه على عينيه .. وكان قريب .. قريب أكثر مما ينبغي
: همممم ريحتك لذيذة زي الفانيليا , تدرين أنك جميله صح ؟؟! وجمالك ذا يقتل , لا وناعمه كمان نعومه ما قد حسيت فيها إلا معك , صح أني ما لمستك ولا يوم بس أدري أن جسمك مثل القطن .
ازدردت ريقها .. فهي دائماً تستخدم المرطبات والصابون ذو الروائح المُختلفة من الفواكه ..
عكس اختيها اللتين تعتمدان على العود المركز والبخور والعطور القوية مثل قوتهم .. فهي عندما تستخدم هذه الروائح تظهرها انعم من أي وقتٍ مضى .
فغرت شفتيها بذهول من قربه وغزله .. لم تدرك ما يحدث تحت صدمتها بقربه .. ثم شعرت بشفتيه القاسيتان تجتاحان بياض كتفها وهو ينتقل بهدوء لعرقها النابض .. الذي ينبض بجنون تحت لمسه شفتيه .. اصدرت صوت استنكار ودَبّ الخوف أعماقها .. لم يحدث ذلك معها من قبل لا تعرف ماذا تفعل .
شعرت بكفيه كالكماشتين على ذِراعيها .. ثم انتقلتا لخصرها تسحبها إليه عنوه .. وعنفه يزداد .. تلوت بقوه تُريد الهرب ولكنه كان اقوى منها .. سمعت همسه يقول
: هششش ما في شي يخوف أكيد متعوده على هالشي ـ ابتسم بشراسه ووحشية ـ وممكن بعد أعجبك أكثر من طليقك .
لم يأبه لأنينها وخوفها وتلويها بين ذراعيه .. وحمد الله انها قد هدأت بنفسها وإلا لم يكن يعرف كيف سيُخضعها .
,
يجلس بصدره العاري بعرض السرير .. الذي شهد عاصفه عاطفته المشتعلة كما لم تشتعل من قبل .. حتى مع زوجته الراحلة .. لم يشعر بكميه هذه المُتعة من قبل .
يا الله ما هذا الإحساس الجارف كالطوفان الذي ينتابه ..
وضع كفه السمراء حيث تقع مضخته الكبيرة تضخ الدماء لجسده بعُنف دون توقف وتنبض تحت كفه بتناغم مع حركات جسده الرجولي .. عينيه شاردتان بالتلفاز ذو الشاشة القاتمة أمامه .
لا يُصدق !! انه الآن في غمره صدمته وذهوله
تلك القشدية لم تكن لأحد غيره .. كانت له منذ البداية .. كتبها القدر لأجله هو .
ضرب بقبضته على ظهر السرير القاسي عده مرات بعنف .. إلا أن تجرحت مفاصل قبضته ..
كان يجب ان يفهم تمَنُعَها الرقيق عنه خوفها وخجلها وأنينها .. لم يرأف بها وبخجلها العُذري .. جسدها الضعيف الذي لم يتعرف للمسات الرجال من قبل كان يرتجف ويختض كالغربال بين ذراعيه دون أن يهتم .
هدرت أنفاسه بلا هوادة وللمرة التي لا يعرف عددها ينعت نفسه بالحيوان المُتخلف
لا يعرف ماذا يفعل الآن هل يبحث عن طليقها ويشكره بعنف لأنه تركها له , أم يوسعه ضرباً مُبرحاً لأنه لم يقدر هذه الجوهرة التي كانت بين يديه ..
اجفل وهو يلتفت بجذعه بإتجاه دوره المياه
ورأها تتلحف بثيابها المُقيتة التي غطتها الان .. وقد استحمت مُجدداً ولكن هذه المره ترفع شعرها المبلول بكعكه فوق رأسها ..
مهما ارتدت من ثياب لن تمنعه عن الشوق لها وعن لمسها مُجدداً .. يشعر بالانتشاء .
تنحنح وقال بخشونة لا تليق إلى بهيئته
: نايا !! , تعالي هنا شوي .
نظرت له من أسفل أهدابها بخوف .. لقد أذاها كثيراً ولم تتوقع منه كل هذا الأذى فهي لم تكن مستعده ..
بل هجم عليها كحيوان ضاري يفترسها ويستمتع بتناول فريسته .. دون أن يأبه لخوفها و خجلها .. كان أقوى منها وأقوى من طليقها ضعيف البنية من الشرب و المخدرات وكانت تستطيع الهرب منه بسهوله ..
ولكن عز كان بكامل قوته وطاقته وعنفوانه .. لم تستطع أن تفلت منه وخارت قِواها رغماً عنها .
اقتربت بحذر وجلست على طرف السرير وتركت مسافه المشرق والمغرب بينهما وصمتت تنتظره أن يقول ما يُريد
مال برأسه لليمين يتأمل ظهرها أمامه .. وقال بصدق
: انا أسف ما كنت أدري أنك ورده صغيرة ما تفتّحت للحين .
احمرت وجنتيها رُغماً عنها فلم يتغزل بها أحد من قبل .. لم تسمع الكلام والغزل إلا منه هو وحده .
نظرت له بطارف عينيها وسمعته يردف بحنان !! أم انها تخيلت نبره الحنان .. مُكرراً اعتذاره ويتخبط بحديثه
: أسف قسيت عليك بدون أحساس بس وعد هاذي الأولى والأخيرة , يعني مو الأخيرة , الأخيرة .. البعدها رح تليق فيك وفي طراوتك , بس ما أوعدك ما أكون عنيف
ـ صمت قليلاً وهو يرى نظراتها المذهولة ليردف بسرعه ـ
يعني بعض المرات .
فركت كفيها بتوتر وشفتيها ترتعشان تُطالبنها بالإفصاح و الحديث .. تعبت من كتم كل ما تشعر به بقلبها .. تُريد للسانها أن ينطلق للعنان .. ولكنها تخشى ألا يسمع همومها التي تكْبُتها.. دوماً من حولها لا يسمعون بل يتكلمون وهي من تسمع .. بعد ما فعله بها تحتاج لتفرغ مخاوفها تجاهه .
التفتت قليلاً بجسدها إليه مُحمره الوجنتين من اعتذاره الثاني وكلامه الصريح الذي يخلو من الخجل والحياء ..
ووصله صوتها الناعم متألم وقد قررت أن تحاول وتتحدث معه .. ولكن لم تتجرأ وتنظر لعينيه .. كانت عيناها تُتابعان الزخارف المطرزة بدقه على الفراش .. وسرحت بخيالها لتلك الأيام السوداء
: انا اليوم خفت منك كثير , يعني ما كنت اعرف وش لازم أسوي , ما مريت بهالموقف من قبل وما كنت مستعده .
قال بدون حياء
: لا تسوي شي اتركي نفسك لي وأنا بتصرف وتتعلمي مع الوقت .
ازدردت ريقها بخجل فظيع وتابعت
: لما تزوجت المره الأولى , اول ما دخل الفندق كان الوقت متأخر بعد الفجر , وأنا ما قدرت أنام كنت خايفه ومتوتره , يوم دخل كان شكله غريب وبعدين بدا يتصرف تصرفات أغرب وكلامه مكَسّر , عرفت علطول انه سكران او فيه بلا ما كان طبيعي أبداً .
دُهش .. وعرف انها تتحدث عن ذلك القذر .. هو لا يعرفه ولكن من هذه الكلمتين علم بأنه قذر .. لم يُرد أن يسمعها تتحدث عن أي رجل غيره ولكن شعر أنها بحاجه للفضفضة وإلا لم تكن لتتكلم .. وعلم أنه سيسمع الأسوء .. وكان مُتحفزاً .
فمد ذراعه القوية يسحبها إلى صدره عنوه ويهمس لها
: ودك تتكلمين , تكلمي هنا وأنا ألعب بشعرك , بس هااا ما رح أضمن وش بسوي فيه طليقك لو شفته بيوم .
باغتها وحرر خُصلات شعرها المبلول الذي انتشر على أكتافها .. وخلل أنامله به وثبت رأسها على كتفه .. فقد شعر انها تخجل للنظر لعينيه مباشره .. فاليكن هكذا اليوم وبعد هذا اليوم سيُعلمها أسرار النظرات .
أردفت براحه وهي تعبث بطرف الفراش بأصابعها الرقيقة الذي يُغطي نصف أجسادهم
: حاول يقرب مني بس ريحته سطلتني وقدرت اهرب منه الليلة الأولى وبعدين فهم أني ما ابغاه وحبسني شهرين ببيته ومنع عني الطلعة وأخذ تلفوني وصار كل يوم يمسيني بضرب ويصبحني بضرب يحرمني من الأكل وأحياناً يجبرني أكل اكل منتهي صلاحيته ومويه ملوثه , وكل ما قرب مني كنت ادفه بسهوله جسمه كان ضعيف واهرب للحمام الله يكرمك , وأيام كان يجيب أصحابه الزيه وانا طول اليوم محبوسه في الحمام عشان لا يسولي شي كنت أخاف كثير منه وللحين أحس بهالخوف , يعني لما قربت مني
ـ شعرت بجسده يتشنج وأردفت ودموعها تتساقط على عينيها ـ
وفي يوم بالصدفة لقيته ناسي جواله
ـ نظرت له وهي تجهش بالبُكاء وهو كان ينظر لعينيها بعُمق وكل الأفكار المتوحشة ترافقه ليفعلها بذلك القذر الذي حطم هذه الجوهرة ـ
الحمدلله اني كنت حافظه رقم جوال جواد ما كنت أقدر احفظ الأرقام واشوفها صعبه
ـ بدأت تتكلم بسرعه ـ
بس رقمه كان مميز وحفظته بسهوله وما ظنيت اني بحتاجه في يوم , دقيت عليه ووصفته مكاني العرفته بالصدفة وانتظرت وحسيت اني انتظرت سنين لين وصل لي وأخذني بالقوة , اتذكر انه نسي جواله ودخل وضربني ورماني على الجدار لين وصل جواد وهو كان رح يطلع من البيت
ـ خفتت نبرتها ـ
ما قدرت اقول لأحد السواه فيني جواد عرف كل شي بنفسه ما قدرت اتكلم , وصار الطلاق واهلي عرفوا انه كان يضربني بس وبابا قال مو عذر اتطلق عشان كده , وبعدها بابا صار شديد علي بالروحه والجيه وبكل شي وزاد علي بعد ما طلع كلام عند الناس , كنت ضعيفه ما أقدر ادافع عن نفسي عندهم ما احد رح يصدقني وهو الرجال وانا الحرمه .
عضّ على شفتيه بقوه ولم يشعر بالألم الذي سببه لنفسه .. وهو يتجرع ألامها وظلمها من الجميع حولها .. ووعد نفسه بأنه سيعوضها عن كل أذى تسبب لها به ذلك الحقير المُتخلف .. فهي تستحق كل خير
فقط عده أشهر جعلته بها ملكاً عندها ..
وحان دوره كي يُدللها كما تستحق .
سحبها أكثر وهو يمحي دموعها عن وجنتيها ويهمس
: خلاص الحمدلله افتكيتِ منه ومن وجهه الودر , سود الله وجهه الحيوان .
مد ذراعه للمنضدة بقربه والتقط هاتفه المحمول وضغط عده ارقام في المُلاحظات .. وقرب الهاتف من وجهها وكفه الأخرى يُلامس وجنتها .. وقال
: خذي ذا رقم تلفوني احفظيه الحيييييين ,
لا سمح الله يمكن تحتاجيه بيوم من الأيام و جواد في اخر الدنيا ما رح يقدر يسويلك شي .
رمشت عده مرات وفغرت شفتيها قليلاً .. ووضعت كفها على فمها تكتم ضحكتها التي وصلت لعينيها المُختلطة بالدموع .. ولم تستطع وانتشرت ضحكاتها .. وتعض على شفتيها لتكتمها .
ابتسم لأنه استطاع إضحاكها رغم أنه لم يقصد ذلك .. وقد أغاظته ليقول
: والله ما انت نايمه لين تحفظين رقمي ورقم امي وابوي ولمار وبتسمعيهم لي بعد .
خفتت ضحكتها وقالت بعفويه و البسمة زينت وجهها
: طيب , طيب لا تحلف رح أحفظهم بس مو الحين تعبانه وبنااااام بكره بحفظهم وأسمعهم .
: حلفت وخلصت , يلا خذي احفظي , عشان لا تتريقين مره ثانيه .
دفع الهاتف لها .. وامسكت به تراقبه بطرف عينيها .. وتُتمتم بالأرقام .. وكان شكلها مُضحكاً .
" يا الله أنا الحمارة وش خلاني اقوله عن رقم جواد وانا اصيح , صرت مسخرة "
اما هو فكان يُحيط كتفها بذراعه ويُراقبها والابتسامه تُزين ثغره .
بعد عده دقائق قالت وهي تتثائب من النعاس وتُغطي فمها بكفها .. وتعطيه هاتفه .. كان شكلها ناعم للغاية .. وسلبت لُبه بحركاتها الطفولية
: حفظت رقمك بس وأدري بكره بنساه , تكفى كفر عن حلفك مو قادره أحفظ الباقي نعسانه وبموت من النعس .
أخذ الهاتف يضعه في مكانه .. وقبل جبينها بعُمق .. ويقول بخشونة .. وداخله يتحارب ليُبعد نعاسها ويقضي باقي الليلة معها حتى وان اضطر للذهاب إلى عمله مُواصلاً بدون نوم
: بسم الله عليك من الموت , بكّفر بس بكره بتحفظيهم كلهم , ما تدرين وش يصير بعدين لا سمح الله
ـ وبنبره أمر ـ
يلا نامي بحضني .
اغلقت عينيها بهدوء ونفذت أمره كالأطفال ورأسها يميل على كتفه .. مسح على شعرها المُبلل , صحيح !! لقد نسي ان يطلب منها تجفيف شعرها كي لا تمرض ..
دثرها جيداً ودثر نفسه وهو يُجبر نفسه ان يتوقف عن تأملها وينام لبعض الوقت
كي يذهب لعمله ببعض العقل .. ويستجمع نفسه .. رغم ان بعض الأفكار الخبيثة تراوده ان لا يذهب لعمله غداً .
***

auroraa 13-05-16 02:43 AM

رد: هذه دُنياي
 
صدمه طرقت قلبه وشلّته .. تشنج جسده وهو يسمع كلام والدته وهي تتحدث بجديه تامه بعيداً عن المُزاح بنبره صوتها
: ايه صح السمعته !!! أصغر منك ,
بس ما فيها شي لو تزوجته يرجعني لشبابي واعيش حياتي الماعشتها مع ابوك , مثل ما الشايب يتزوج بنت اصغر منه ترجعه لشبابه .
قال بوحشية وهو يعض على شفتيه يكبت غضبه عن والدته .. يحاول التفاهم والتحاور معها
: يمه !! هذا واحد لعّاب ما عنده إلا الخراط واللعب ما رح يتزوجك طول العمر وأكيد بطلقك ويتزوج وحده اصغر منه يسيطر عليها مو هي التسيطر عليه ,
وبعدين حنا ننقد على الشايب الياخذ وحده صغيره يجدد شبابه هو ووجه الودر ,
لو اخذتي واحد اكبر منك بشوي أكيد بقبل وبحطه على راسي وبكون بمثابه ابوي , بس انك تهينيني وتصغريني قدام هالمايسوى لا والله , انه هالزواج ما رح يتم لو على جثتي .
كتفت ذراعيها بإعتراض وقدمت جذعها للأمام وقالت بجنون
: ايه وبعد يبغى يتزوجني بالسر يعني ما حد يعرف بالزواج من طرفه .
قفز طلال على قدميه بغضب قد وصل أوجه وتأججت النيران في جسده وباتت عروقه تضُخ ناراً بدل الدم .. برزت عروق عنقه بشكلٍ مُخيف .. ورفع صوته بغضب
: لا والله بعد يبغى يتزوج بالسر الحيوان , هذا الناقص , يمّه !!!! روحي صلي ركعتين واستهدي بالله واتعوذي من ابليس الله ياخذه , وانا بروح اتفاهم مع هالحيوان .
حرك قدميه ينوي الخروج لقتل ذلك الشاب الذي يعرفه جيداً .. وشعر بكف والدته تُكلبش ساعده .. وتقول بجزع
: لحظه طلول وين بتروح .
ابعد طلال ذراعه بعنف
: بروح اقتله ذا الحيوان الحاط عينه على وحده كبر امه .
شهقت حنان بخوف على ابنها وقالت بسرعه
: لحظه , لحظه تراني امزح معك الخطبني هو ابوووه وجتني أخته وعلمتني , الولد ماله دخل بكل السالفة .
فترت مفاصل جسده وارتخت اعصابه قليلاً فقط وقال
: نعم !! قلتِ تمزحي ولا سمعت غلط ؟؟؟!! .
زمتّ شفتيها بضيق كالأطفال
: إيه أمزح لأنك قهرتني يوم سمعتك بتربي ولد الغريب وطرا على بالي ما اقولك ابو قاسم هو الخطبني , ها وش قلت موافق أتزوج ولا لا .
نظر لها ببهوت وقال بصوتٍ خافت
: موافق أكيد موافق مليون بالميه لو صدق أبو قاسم الهو الخطبك .
: ايه زين ترى بيفتح لي بيت بعيد عن زوجته العقربة , وروان بتيجي معي عشان يكون عندك علم .
رفع اصبعه مُحذراً وقال بقوه
: روان بتعيش معي وفي بيتي طول ما أنا حي واتنفس على هالأرض , ما رح أخلي رجال غريب يهينها أو يأذيها بأي شكل من الأشكال في بيته , الحالة الوحيدة الرح تطلع فيها من بيتي هي لبيت زوجها ان شاء الله , غيره لا .
مطت شفتيها وقالت بصوت مُرتفع كعاده صوتها
: طيب يكون أحسن بعد عشان لا تلصق بخلقتي وبتنفس بعيد عن هم الأولاد وإزعاجهم .
نفض ثوبه بضيق من كلامها عن اخته ..
وعاد أدراجه وقال دون أن ينظر للخلف
: بروح أنام شوي عشان اروح لجَمعه عمي منصور وأقولهم عن السيف .
بسخريه مريره
: ايه قولهم , قولهم من بياض هالوجه بتقول انك بتربي ولد الغريب .
همس دون ان تسمعه والدته
: لا حول ولا قوه إلا بالله .
تحمد الله انه يقبل فكره زواجها .. لم تخبره من البداية أن الذي تقدم لها عن طريق اخته هو والد الشاب الذي ذكرت اسمه .. وأرادت أن تخبره بذلك فعلاً ولكنها عندما علمت بتربيته لطفل الغريب أرادت إغاظته وإغضابه وإخراجه عن طوره وبترت كلمه والد الشاب .. وبنفس الوقت أرادت ان ترى رده فعله لزواجها من شاب او غيره .. فهي ليست مجنونه لتصغر ابنها وتُصغر نفسها أمام الجميع .
في طريقه لغرفته رأى أخته .. يطُل رأسها من باب غرفتها وجسدها الضئيل مُختبئ خلف الباب .. وملامحها واجمه وعاقده الحاجبين .. وكأنها ضائعة بهذه الحياة لا تعرف ماذا تفعل .
منحها ابتسامه أخويه وفرد ذراعيه .. وركضت لأحضانه وكأنها كانت تنتظر هذه الدعوة لتشعر بالأمان .. مسح على شعرها بحنان .
وسمع صوتها الرقيق يقول
: طلول انت ما رح تخليني اروح مع امي لو تزوجت صح حتى لو مليت مني وطفشتك انت وليال .
رفع وجهها بكفيه .. وعبس بوجهه وقال بجمود
: لا عاد اسمع ذا الكلام منك بالذات , انت روحي وما رح أخليها تاخذك ولا يوم وأنا أدري .. أدري انها ما تهتم فيك انت وسديم مثل ما تسوي كل ام , وبعدين وش يعني تطفشينا بالعكس نتسلى معك البيت واسع وشرح ما هو ضيق علينا .
ابتسمت له أجمل ابتسامه .. ورأى الراحة والإنشراح يلمع في مُقلتيها .. ربت على وجنتها وقال بخشونه
: يلا جهزي نفسك عشان بنروح لجَمعه عمي منصور , وتغيرين جو مع البنات .
أومأت برأسها وهي تركض لتبديل ملابسها والتجهز للتجمع العائلي الأسبوعي .
واما هو فأخيراً دخل لغرفته بسلام .. ودق قلبه ورق لرؤيته حبيبته الجميلة تحمل أخاها بين ذراعيها وتهزه بخفه لينام باطمئنان بين ذراعيها .. كيف لا ينام براحه وهو بنفسه جرب النوم مرات عديده ومِراراً على ذراعيها اللتين كالمرمر حتى أدمن النوم بهذه الطريقة .
وضعت الطفل الصغير ذو الثلاث أيام على السرير الذي جهزته لطفلهما المُنتظر .. فمن سعادتها بالحمل جهزت أغراض الطفل مُبكراً للغاية .
والتفتت بقلق لطلال وبدأت تتكلم بسرعه
: خالتي معصبه للحين صح ؟؟! ما تبغاك تربي ولد مو ولدك صح ؟؟! ما الومها أي ام مكانها كان سوت نفس الشي , بس ما اقدر .. ما اقدر اخلي اخوي يتبذهل في هاذي الحياه وانا موجوده , مو ذنبه ان ابوي رماه زي ما رماني .
تساقطت دموعها واهتز جسدها تحاول كتم بكائها وشهقاتها
اقترب منها ساحباً إيها بقوه دافناً رأسها إلى صدره الدافئ وقال بصوت به من حنان العالم
: لا تخافي يا بعد هالروح أخوك رح يتربى هنا بهذا البيت , ما رح يتمرمط وبنساعده وبنسوي له كل شي رح نسويه لولدنا او بنتنا .
نظرت له وعينيها مغشيتان بالدموع
: صدق يعني وافقت نربيه !!
هز منكبيه
: ما وافقت طبعاً بهالسرعة بس هي بتتزوج ورح تلتهي بزوجها وتروح لبيته , واعتقد انها ما رح تهتم , يكفي إنها تعرف اصراري اني ما رح اترك هالسيف يتربى بعيد عن اهله .
احاطت خصره بذراعيها و وجهها يشع بالفرح الكبير
: أنت أحلى وأحن وألطف أب وأخ وزوج بالعالم كله .
رفعت نفسها أكثر لتصل إلى وجهه وقبلت شفتيه بعنف وبادلها القُبلة بعنف أكبر .. ثم ابتعدت عنه تلتقط أنفاسها وهمست بشغف بين كل قُبله وقُبله
: احبك , احبك , احبك .
اثارت جنونه وعرف ان النوم بهذه اللحظة بعيد المنال عن عينيه .
حملها بين ذراعيه يُقبل كل مكان تصل اليه شفتيه ووضعها على السرير ببطء شديد ..
يغرقا بعاطفتهما التي توقفت لأشهر بسبب الحمل

***
تأففت بقرف وهي ترتب السرير العريض وتمسح الأرضية و أثاث الغرفة البسيطة .. رفعت جسدها تتأمل النافذة بتعب وارهاق والدموع تغشي عينيها
يا الله اين كانت ؟؟؟!! وكيف أصبحت !! ..
بسبب الجشع والطمع وصلت لهذه الحالة المُزرية .. ماذا كان سيحدث لو انها لم تتدعي انها بديله ليليان ؟؟؟!
ما كانت ليليان لتتركهم يتمرمطون هنا وهناك بل على العكس هي طيبه وكانت ستملأ الأرض من تحتهم ورد وياسمين ..
ولكن والدتها هي من أصر وملأ عقلها بكل شر لينتهي مصيرها هنا في منزل جدها والد أمها حيث انه توفي وترك البيت لابنته الأخرى المُطلقة وأولادها الصغار القذرين المُزعجين ..
نعم !! هي رسمياً تعيش عند خالتها المعتوهة الآن ..
لأن والدتها بالسجن ووالدها وأخيها الصغير هما من نجيا بروحهما عند ليليان لتهتم بهما .
شهقت بقوه وصرخت وهي ترى ابن خالتها ذو العشرة سنوات بنظراته الخبيثة المليئة بالشر ..
يسكب العصير مُترصداً .. مُتعمداً على سُجاد الغرفة الذي كنسته للتو ونظفته وصرخت بقوه
: يا حيوااااااااااااااااااااان وش سويت يا الغبي توني منظفه الغرفة , حسبي الله عليك .
ركضت خلفه واستطاعت التقاطه بسهوله وبدأت بضربه وإفراغ كل غيظها وغضبها عليه .
دخلت خالتها فجأه من الخارج واتسعت عينيها وهي ترى ريتا تتشبث بابنها الصغير وتضربه بعنف .. سقطت اكياس الماركت من كفيها أغلقت الباب بهدوء .. واندفعت اليها تسحبها بقوه من شعرها تضربها بعنف وتقول
: يا الكلبه يا بنت الشوارع يا بنت *** امك رمتك علي وبلتني فيك , تضربين ولدي يا *** وحاطه عقلك بعقل هالبزر , اقسم بالله انك لو ما تعدلتي أني لأرميك بالشارع يا الواطيه .
ابتعدت ريتا بقوه ودفعت ذراعيّ خالتها عنها بعنف ..
وقالت بألم ودموعها تتساقط على عينيها .. وهي تعلم أن خالتها لن تتخلى عنها فهي الخادمة التي بدون ثمن
: يوووووه خلاص والله خلاص طفشتيني أنت وعيالك , ارميني , ارميني بالشارع وفكيني منك ومن وجهك والله الشارع اهون من هالبيت وقرفه .
اتسعت عينا خالتها برعب وسحبتها من شعرها ورمتها في المخزن المليء بالحشرات المُقرفة .. وكالعادة منعتها من الطعام والشراب وقالت بشر
: ايه طبعاً تبغين تهيتين بهالشوارع بدون حسيب ولا رقيب والناس تصير تتكلم علي بس عشم ابليس بالجنة يا الوسخة تستاهلين على كل السويتيه انت وامك ال *** .
هكذا كانت تقضي مُعظم أيامها بهذه الشهرين ..
بعد ان عاشت ثلاثه اشهر مُعززه مُكرمه في قصر عائله الذيب كإبنتهم
وكأميره في عالم القصص الخيالية ولم تحترم تلك النعمة وفرطت بها وفرطت بعائلتها وأختها الحنونة التي تتمنى من كل قلبها ان تسامحها ..
لا تُريد منها شيء غير ان تسامحها وحسب رما بسماحها ينتهي عذابها هُنا .
***
كانت تغط بالنوم العميق على ذلك الفراش القذر .. والذي نام عليه الكثير قبلها دون أن يغسلوه بعد أي استعمال .. باغتها حُلمٌ مفاجئ يؤلمها هذا الحلم كل يوم وهو يغزوا منامها بقسوة .. دون أي رحمه .. يثبت لها كم هي متحجره القلب قاسيه و باردة الدم .. يؤلمها كما لم يؤلمها شيء من قبل .
*
حاجبيها معقودين بحزن كبير وصوتها يصلها ناعم رقيق كرقتها دوماً
: ليه يا يمه ؟؟! لييييه سويت فيني كذه , انا وش سويتلك وكنت لك البنت التتمناها أي ام , وقلتلك يا يمه !!!
ناريمان : ليليان بنتي , ايه انت بنتي .. انا الربيتك طول هالسنين سامحيني يا يمه على السويته لك , بس كنت احبك والله ,
انا السهرت عليك وانت مريضه , انا الأكلتك وشربتك بالوقت الكنت فيه طفله ما تقدري تاكلي وتشربي ,
الطمع والخوف هو الخلاني اسوي الأسويه , كنت خايفه خايفه ترمينا وتنسينا ونسيت انك أطيب قلب قلبك أبيض مثل ابوك .
ازدردت ليليان ريقها تقول بغصة
: مو عذر !! مو عذر السويته فيني وفي بابا مو عذر ما أقدر اسامحك , ما اقدر .
همست بألم
: ليليان
كانت تراها تبتعد عنها كسراب كل ما اقتربت منها .. إلى ان وصلت فجأه إلى قمه جُرف
والسماء برقت و جلجل السحاب بالرعد والبحر هائج كالثور
كان الجو مُخيف كما لم يكن ..
لمحت قصراً كبيراً يقع على هذا الجُرف .
ووجدت نفسها بداخله فجأة ..
محاليل قلوية مُختلطة و مُتفرقة بعضُ الناس يهرعون هُنا وهُناك صوتُ آلام المُخاض لامرأة على وشك الولادة
اتسعت عينيها بصدمه وهي ترى بعض النساء يحملن طفله صغيره يلفونها بملاءة بيضاء كنقاء وصفاء بشره الطفلة
همست بألم
: ليلو هاذي ليلو جابوها لي بنفس هاذي الليلة وكانت ملفوفه كذه
ـ تساقطت دموعها ـ
سحبوها من حضن امها واعطوني ياها وانا ظلمتها ما استاهل اكون امها , هي اطهر وانظف من اني ادنسها .
ثم انتقلت فجأة لنفس الليلة إلى منزلها .. عندما دخل زوجها بالطفلة الملفوفة
ناريمان بصدمه : وش ذا حسبي الله خطفت بنت صغيره وجايبها ليه ؟؟! وش الصار ولا لقيتها عند المسجد .
محمد بغضب
: اسكتي يا مره , خلني اقولك وش السالفة .
شرح لها كل ما حدث , وكانت عيناها تتسعان بطمع ووحشية مُقرفه مع كل حرف ينطق به زوجها .. وعرفت ان هذه الطفلة هي مصدر كنزٍ ثمين .
*
تحشرجت انفاسها وهي تفز من السرير والعرق يتصبب على وجهها تنظر حولها ببهوت وعلمت انها غرقت بنفس الكابوس الذي يُريها كم هي قذره بوجهها المُتوحش .
مسحت وجهها بكفها وأُجفلت من إحدى المسجونات معها بالسجن عندما قالت بقرف
: هي انت يا الغبية يلا قومي اليوم دورك تنظفين الحمامات ولا بنجلس بالقرف مثلك , ولا ما في لك اكل اليوم .
كتمت مقتها وازدراءها تتلقى عقابها بصمت .. فما فعلته بابنتها التي ربتها وزوجها المسكين أسوء بكثير مما تلقته هنا على يد هؤلاء السجينات المجنونات .
***
انها سعيدة جداً هذا اليوم سعيدة اكثر مما ينبغي .. لم تكن تعرف انها ستصبح في يوم ما زوجه طبيعية .. تهتم بزوجها ويبادلها الاهتمام .
نظرت نحو زوجها الذي بدأت تتعلق به .. ترى به كل الرجولة التي لم ترها في طليقها .. كان يُلاعب ابنه ويُدغدغه وينفجر الأخر بالضحك
وتاره يتحدث لوالده الذي يجلس بقربه .. تُحب علاقته بوالده انها صلبه قويه وتتمنى ان لا يتفرقا ولا يتخاصما لأي سبب كان .
نهضت تصنع بعض القهوة ثم بدأت تدور على كل من يجلس في غرفه الجلوس..
بالرغم من انها جاءت ضيفه في هذا المنزل .. إلا انها اعتبرته منزلها فحماتها لا تستطيع النهوض والعمل و زوجه ابنها الآخر كسوله جداً .
وصلت بالصينية إلى عز و ابتسم لها اجمل ابتسامه رجولية وغمز بعينه اليُسرى وهو يلتقط فنجانه .. ويقول بخفوت وقله حياء
: موعدنا بالبيت , وش يصبرني لين نرجع .
عضت على شفتيها وهي تعرف قصده جيداً البعيد عن الحياء .. لم تكن ترتدي الحجاب فلم يكن هناك أحد غريب , وارتدت تنوره ضيقه سوداء على ساقيها تتعدا رُكبتيها بقليل إذ اتضح اكتناز أردافها لعِز فقط مع افكاره المنحرفة .. وقميص رقيق يلف جذعها برقه .. وفي الأسفل كعبين يضُمان قدميها الصغيرتين وخلخال بسيط يلف كعبها اليمين .
مر المساء جميلاً .. ولاحظت نايا أن حماتها بدأ تتعطى معها كثيراً وتتحدث حتى انها اصبحت تؤمنها على بعض اغراضها عندما تذهب لمكه لأداء العُمرة في كل اسبوع .. وقد ذهبت مره معهم لأداء العُمرة في مكة المُكرمة
انهم يستغلون بقائهم بقرب مكة فما اصعب من يشتاق لرؤية الكعبة ولا يستطيع المجيء بأي وقت .
,
في طريق عودتهم للمنزل كان يُشاكسها كثيراً ويقرص جانب فخذها .. وقالت بألم
: عزوز تعورني خلاص بعدين عماد نايم تعب اليوم ولعب لين داخ الحين بقوم .
قال بخبث
: لا تخافين انا اعرف كيف اتصرف واصرفه لو قام , ماحد قالك تكشخي كل ذا الكشخة وتتمخطري قدامي .
احمرت وجنتيها ولم تعرف ماذا تقول دائماً يسكتها بغزله ولا تعرف كيف ترد .
جلست على الكُرسي المنفرد امام طاولة الزينة .. تخلع الحلق الطويل الذي ترتديه وقت الخروج عند الناس .. حررت شعرها من عِقاله .. وشعرت بنفسها فجأة تطير بالهواء .
اتسعت عيناها وهي ترى عز يحملها بسهوله بين ذراعيه .. يتغزل بها و يُقبلها .. ويقول
: جا ء وقت الوعد , ابي منك طفل تجيبيه لي .
ابتسمت وهزت رأسها موافقه .. هدرت انفاسها بانفعال ولم تستطع ان تلتقطها عندما كتم شفتيها
لا تعرف فجأة لما اوجعها قلبها عليه هو بالذات ..
لماذا كانت ساره تكرهه وتخونه ؟؟؟!
لقد عاشت معه عده اشهر .. ولم يقصر معها كان رجلاً بمعنى الكلمة .. رائعاً جداً ..
حتى انها قد احبته !!! نعم كانت تنكر ذلك حتى لا تشعر انها تخون اختها المتوفاه .. ولكن اختها كانت قاسية ولم تستحق ان تكتم مشاعرها لأجلها وهي التي لم تحبه يوماً .
تتذكر ذلك اليوم جيداً عندما سافر عز لعمل مهم بالخارج لم تنتظر وخرجت فوراً مع أحد الشباب وكأنها مُعتادة على ذلك
فجأة صُدمت تلك السيارة وخرجت منها اختها مع ذلك الشاب واشكالهم مؤلمه للنظر لم يعرف أحد بذلك غيرها هي وجواد .. وتكتما عن الموضوع ورجا جواد الطبيب ان لا يذكر شيئاً ويبقى مستوراً
حتى انه من جنونه ذهب للمشفى يسأل عنها .. كان سيُصاب بصدمه لو عرف الحقيقة .
هو يعوضها عن ما فعله به طليقها ..
وهي ستعوضه عن ما فعلته اختها به بغفله عنه ..
همست بأذنه بصوت خافت وشجن وأنفاسها التي كالدخون تلفح عنقه وتثير جنونه أكثر
: أحبك .
عض على شفتيه ليُلقيها على السرير بقوه .. ويقول بخشونة وانفاسه تحرق وجهها
: وانا حبيتك , حتى اني اكتشفت اني ما حبيت سارة هالحب , ما اعرف وش كانت مشاعري لساره بس الأكيد انها مو حب هذا المتأكد منه .
ابتسمت براحه على الأقل هو لم يكن غافلاً جداً .. وكان يشعر .. ربما هو احب وجهها وشكلها الجميل وكانت نزوه .. فبعض الناس لا ينظرون لجوهر الإنسان .
***
أشرقت شمس صباحٍ جديد ..
ملئ بالأمل والتفاؤل والحياة ..
وتفتحت أزهار الربيع وفاح شذاها الأجواء ..
و كان هذا اليوم البحر راكداً كما لم يكن ..
أمواجه ساكنه تتلقى أشعة شمس الصباح برحابه ..
في قصر عائله الذيب حيث ..
من طقوس العائلة الإجتماع أسبوعياً لجميع أفرادها إلا ان كان عذر التخلفّ عن الاجتماع قوياً
كان هذا الاسبوع مُختلفاً عن الأسابيع الماضية العادية التي اجتمعت بها العائلة ..
ملئ بالتوتر ، القلق والغضب الجمّ
كان سبب هذا التوتر خروج عاصم من المشفى وأخيراً
بعد بقائه عده أشهر في غيبوبه .. ولكن هذه المره
عاد ليس على قدميه كما خرج من القصر .
كانا يجلسان زوجان سعيدان لوحدهما بغرفه الجلوس بانتظار قدوم باقي أفراد العائلة .
همس ذياب لليليان مُقرباً إياها إليه
: حبيبتي قلتلك مو مجبوره تجي وتشوفيه ، لو مو حابه وحاسه إنك مو بخير خلينا نطلع الحين وما حد رح يلومنا .
ابتسمت بتوتر وعينيها لا تحيدان بعيداً عن مدخل الباب
: أيوه خايفه ومو بخير ومتوتره ، بس ما أبغى اروح واهرب في كل مره اشوفه ، ابغى أتعود على شوفته عشان بابا وخالتي رشا , بس لا يقرب مني .
عض على شفتيه
: رح أقص رجوله لو حاول بس يقرب منك .
قالت بحزن
: أصلاً هو الحين ما يقدر يمشي المسكين !! رح يكون مشلول دايماً صح ؟؟؟!
قالت ذلك وكأنها تسأل عنه ..
لوى ذياب شفتيه
: لا يقولوا رجله اليمين متضرره اكثر ، واحتمال ما يقدر يمشي مثل اول يا بعكاز او رح يعرج على خفيف بدون عكاز ، رح يبدأ علاج فيزيائي قريب .
أسبلت أهدابها
: الله يشفيه يا رب ويتوب ويصير أحسن من اول .
قال ذياب بخفوت
: امين ـ ثم همس دون ان تسمعه ليليان ـ مع انه ذيل الكلب اعوج ما يتعدل .
سمعها تقول له بخجل
: ايه صح بيجي ولد عمك طلال اليوم .
: هممم طلول لا موب جاي ما يجي دايماً يستحي من خالي ، ولا هو خالي يناديه أحياناً كل جُمعه مع جَمعه العائلة يعني نعتبره من العائلة .
: وليه ما يجي دام بابا يناديه .
: قلتلك يستحي يقط وجهه كل جمعه ، خاصه انه عمي منصور اجتماع العائلة حقتهم كل جُمعه كمان ، هم هناك أولى خالته و عيال خالته , يعني حتى هم عائله زوجته .
مطت شفتيها بضيق .. ثم قال ذياب بخبث
: امداك تشتاقين لقطعه اللحم النية !!
اتسعت عينيها وقالت بعتاب رقيق
: حرام عليك وش هالتشبيه هذا البيبي ينقط عسل مررره حبيته .
قال ذياب بتقزز
: وع وش عسل وإلا أنا الصادق الأطفال أول ما ينولدون يشبهون جرو الكلب حتى بس قلت قطعه اللحم اهون , ماعدا ولدي طبعاً بكون ذيييب .
عبست بوجهها باستهتار
: يوووه شوف كيف العنصرية الحين يدافع عن ولده .
ابتسم ذياب وقال بخبث أكبر ويُقربّ وجهه من وجهها ينوي تقبيلها
: طيب متى ناويه تشدي حيلك عشان تجيبين لي ولدي الذيب .
دفعته عنها بنعومه تقول بخجل
: اصبر بس نوصل البيت يا قليل الأدب الحين بنط علينا احد ويقول وش ذا المنحرفين .
ضحك بخفه ورفع رأسه للأعلى كوالده ماهر تماماً عندما يضحك ولا حظت انهما يتشابهان كثيراً في اغلب الامور والحركات ..
ثم كُتمت ضحكته فجأة واشتدت ملامح وجهه .. كما تشنج جسده .. وهو يرى خاله يدفع كُرسي عاصم
إلى غرفه الجلوس .. القى عبدالكريم السلام بوقار
وتمتم ليليان وذياب برد السلام بصوتٍ مكتوم .. وعينا ليليان لا تحيدان عن عاصم وجسدها يرتعش كما ارتعش بذلك اليوم
,
دخلت افراد العائلة خلف عبدالكريم وعاصم
وعاصم منذ دخوله كان جامد الملامح بقسوة .. لم ينطق بأي حرف يجلس بهدوء على كرسيه بأحد الزوايا بصمت .. غير مرتاح البال الجميع حوله يتحدث ويقهقه بغباء كما يُفكر رغم توتر بعض الأطراف .
عينيه رغماً عنه تميل لأخته .. وكم شطرت هذه الحقيقة قلبه لنصفين بأنه كان سيُدمر اخته ويُنهيها بغمضه عين ..
حاول ارسال اعتذارته من كل قلبه عندما تقع عينه على عينها فلا وجه له ليُكلمها ..
ولكنه يدرك انها لم تفهمه كما ينبغي .. إذ انها كانت متوتره جداً بوجوده وخائفه تحاول تخطي خوفها منه
يُدرك أن الجو كان متوتراً للغاية من وجوده حتى لو حاولوا اثبات غير ذلك ..
ذياب ينظر له بحقدٍ دفين وتحفز و أخته الصغيرة خائفة
كانت عمته يارا ترمقه بحذر وهي تجلس بجانب زوجها الذي يتحدث براحه مع والده الذي تحيد عينيه عن ماهر ليرى ماذا يفعل .. إن كان سيجلب الفضيحة او لا
ثم أجفلته غزلان تجلس بالأريكة المُنفردة بقربه وقالت بمرح
: عصوووومي الحمدلله على سلامتك والله خوفتني عليك وبكيت بكا عمري ما بكيته بسببك .. أشوفك الحين زي الجني ما فيك إلا العافية .
قالت الجدة بابتسامه وهي تعشق حفيدها الذكر من ابنها الذكر
: ما تشوف الشر يا بعد قلبي أن شاء الله انك بتصير أحسن من قبل .
قالت بيلسان بخجل
: الحمد لله على السلامة ما تشوف شر .
اقتربت والدته بهدوء منه رغم انها عاتبه عليه جداً .. ولكن قلبها لا يهون ان يتعذب ابنها الذكر الوحيد .
مدت رشا الشوكة بعد ان وضعت قطعه من الكعكة لتطعم بها ابنها وذراعه اليمنى ما تزال مُجبره من الكسر العميق بها
: كُل يمه ما اكلت شي من طلعت من المستشفى شوي ويجهز الغدا .
ضغط عاصم على كفه حتى ابيضت مفاصله وعرقه تصبب على وجهه ..
لم يعد يحتمل نظرات الشفقة و الحذر منهم وكأنه سينهض ويأذيهم واحداً تلو الآخر
ثم دفع كف والدته عنه وطار طبق الحلوى وتهشم على الأرض المصقولة وهو يصرخ ويضع كفه اليُسرى على رأسه يشد شعره
: خلاص , يكفيييي , يكفييي لا تتصرفوا معي وكأنه ما في شي صار قبل الحادث
ـ نظر لذياب وليليان وقال بألم ـ
انا كسيح ما اتحرك ويدي اليمين مكسوره يعني ما اقدر اسوي شي يأذيكم
ـ نظر لأخته وقال بقسوه ـ
انت بطلي كذب انك زعلانه على الصار لي لو صدق كنت زعلانه ما كان فرحتِ بالزواج ورحتي وانت مو سايعتك الفرحة
ـ ثم نظر لجدته ـ
وانت وقفي تقولي برجع زي اول , لاني ما رح ارجع زي اول
ـ نظر لوالدته وقال بهدوء ـ
وانت لا عاد تشفقي علي .
اتسعت عينا ذياب بوحشية مُحذراً إياه من أن ينطق بحرفٍ واحد .. وارتجفت ليليان بخوف وتشبثت بذراع ذياب .
قفز ذياب على قدميه وقال بصوتٍ مُجلجل كالرعد
: عاااااصّم اقضب لسانك أحسن لك لا تخليني افرغ عصبيتي عليك .
قال ماهر بصوتٍ صارم
: ذيابّ اكسر الشر واجلس , وش فيك على ولد خالك .
امسكت ليليان بكف ذياب تسحبه .. ترجوه كي يجلس بهدوء
جلس وملامحه مُتصلبة من الغضب ..
ابتسم عاصم بسخرية مُتجاهلاً الجميع ..
منهم يعرف ماذا يقول تماماً .. والبعض مُتعجبون من انفجاره ولكنهم أرجعوا الأمر لنفسيته المُتعبة وحرجه .
ووضع كفه اليسرى على عجله الكُرسي يُحاول تحريكه ليغادر غرفه الجلوس .. فلم يستطع ونظر لوالدته بألم كي تنجده .
دفعت الكُرسي بإتجاه المصعد بداخل القصر لتأخذه لجناحه
وقال عبدالكريم بوجه مكتوم واقتضاب
: حياكم على الغدا .
تناول الجميع غدائهم بهدوء بينما رشا بقيت عند ابنها
وحل الصمت على طاوله الطعام و لا يُصدر الا اصوات ارتطام الملاعق والشوك بالأطباق الزُجاجية
وآخر المساء غادر ماهر ويارا وابنتهم وكذلك فعل ذياب وليليان
,
كان ذياب ما يزال مُتصلب الملامح .. حتى عندما عادا لمنزلهما .. لم ينطق بحرف منذ غادر عاصم غرفه الجلوس .. وكذلك لم يُطل البقاء هناك .
بدل ملابسه بسرعه وتسطح على الفراش واضعاً كفيه اسفل رأسه مُتأملاً السقف .. وكم بات السقف الآن مُغري للتأمل .
عليه أن يضبط اعصابه أكثر من ذلك عند رؤيته لعاصم وإلا ما يخاف منه سيحدث ومن لا يعرف ماذا حدث تلك الليلة لعرف كُل شيء .. اعصابه المتأججة كيف يكتمها وهو عندما يرى عاصم يرى تهجمه القذر .
عقد حاجبيه و ليليان تركض أمامه لدوره المياه .. اجتاحه القلق وفز على قدميه .
طرق باب دوره المياه وقال بوجوم
: ليلو , حبيبتي وش فيك .
فتحت الباب بهدوء وكفها على مقبضه من الداخل والكف الأخرى تمسك بها بطنها .. وقالت بخفوت
: ولا شي بس تعبت شوي يمكن ثقلت بالأكل .
زمّ شفتيه
: وين ثقلتي وانت ما اكلتي غير سلطه وشربتي عصير .
تغضن جبينها وقالت
: وانت كمان ما اكلت كويس شفتك .
ابتسم لها ووضع كفه على وجنتها يتحسس نعومتها
: متأكدة ما فيك شي عشان أخذك المستشفى الحين .
هزت رأسها نافيه .. وقالت بدلال
: لا ما فيني شي متضايقه شوي لأنه بابا محمد تعبان كثير بس إذا انت مو تعبان و ما كنت رح تنام , ابغى اسولف معك شوي .
: تعالي ما رح انام الحين .
تقدمت منه واحاط كتفها بذراعه وجلسا على الأريكة بغرفه الجلوس .
قربها إليه اكثر واستنشق عبير شعرها ولثم خُصلات شعرها الحريرية وقال
: انزلي تحت تطمني عليهم وتعاليلي انتظرك .
دفنت رأسها بتجويف عنقه وهمست
: طليت عليهم واحنا داخلين , نايمين .
نظر لها وقال بخبث مُحبب
: طيب يلا تعالي احنا ننام كمان .
احمرت وجنتيها بحياء وكم تثير جنونه وجنتيها المُنتفختين .. قضمها وآلمها كما في كل مره يفعلها .
حملها بين ذراعيه .. يتجرع رحيق شفتيها رويداً رويداً
يُخلل انامله بشعرها ويغرق بين تموجاته الطبيعية .
***

auroraa 13-05-16 02:45 AM

رد: هذه دُنياي
 
كانت النوافذ مفتوحة .. والهواء العليل تسلل بخجل
للغرفه الورديه
المُحتويه على سريرين مُفردين
والواضح انها غرفه بناتيه ..
من الدُمى المنتشرة في كل مكان
واللون الوردي الذي يسدي على أثاثها ومفارشها
كانت تُذاكر لآخر امتحان لها في الغد
بكل حماس على سريرها ..
تعبث بخصلات شعرها .. وهي مستعده وجاهزه
لاستقبال خطيبها الذي سيزورها
اليوم لأخر مره قبل الزفاف ..
هكذا أراد والدها ..
وفاليكن حتى يشتاق إليها ولا يمل منها
انتظروا ان يُقام الزفاف بعد ثلاث أشهر وسيكون زفاف
كبير مشترك بينها وبين اختها ..
حتى تخرج والدتهم من عده الطلاق .. وتحضر زفافهم .
وكم كانت تستمتع كثيراً
بالحديث معه طوال هذه الفترة ..
بشخصيته الثقيلة الرزينة ..
حركاته .. جسده القويّ وهو يتململ على الأريكة
ليُعدل وضعيه جلوسه ..
الهدايا التي يجلبها لها
في كل مره يزورها لم يبخل عليها بشيء إطلاقاً
رغم ان وضعه المادي بسيط جداً ليس كوضع والدها ..
كان كأنه يعوضها عن حياتها السابقة البائسة
عندما بدلوها وهي طفله بطفله أخرى.
قفزت القطة الخاصة بأختها فجأه على السرير
قاطعه كل افكارها بخطيبها ..
وقد أفزعتها كثيراً .. تخاف من القطط بشكلٍ مُفجع
والحيوانات عامه وصرخت بصوتٍ عالٍ وهي تعود لزاوية السرير و لم يعد بإمكانها الرجوع اكثر من ذلك
: ارجوااااااااااااااااااااااااااااااان .
،
ابتسمت بخجل ..
وهي تلف خصله من شعرها
على إصبعها من كلمه غزل القاها شاهين
بدون اي حياء
فهو الآن يأخذ كامل راحته
بما ان ميري ليست هُنَا لتُضيق عليه خنّاقه .
أُجفلت من صوتٍ مُدوي يُنادي باسمها
قال شاهين
: بِسْم الله مين هاذي التصارخ كذه كأن لا بسها جني .
قالت بقلق وهي تنهض
: يا الله !!! اكيد نتاشا دخلت على نوران وهي تدرس تخاف من القطوات المسكينة .
فغر شاهين شفتيه وقال بإستغراب
: القطوة اسمها نتاشا .
: ايه .
: مو كان اسمها ميمي لو ما خانتني الذاكرة .
اعطته ظهرها وقالت بعجله وهي تخرج
: إلا يمكن حطيت لها اسماء كثير
وميمي شفته اسم سخيف ودلوعي وغيرته
بس رح اثبت على نتاشا .
ارتفع حاجبيه مذهولاً يهز رأسه بخفه بانتظار عودتها
فهذا اليوم اخر يوم سيراها .. بحكم من عمه منصور
وسيراها بعد شهر في يوم زفافهم .
وصله اتصال وتجهّمت ملامحه بقسوه .. ولكنه لم يتجاهل
الاتصال وأجاب بصوت قوي .. جهوري
: هلا ..
ـ ارتفع حاجبه الأيسر مُتعجباً ولانت ملامحه المُتصلبة قليلاً ـ
في اي مستشفى
ـ أومأ برأسه و الشفقة على هذا الرجل حلت مكان الامتعاض من تركه لابنته لسنوات ـ
الله يشافيك ويعافيك ، بس ما رح اسوي القلت عليه لازم اقولها الحين يمكن هي ودها تسامحك وتشوفك من حقها اقولها الحين .
أغلق الهاتف وسحب نفساً قوياً وزفره دفعه واحده
وعبث بمفتاح سيارته يُفكر بعمق كيف يخبر اخته
الصغيره بمرض والدها ..
لا يستطيع ان يفجعها عن طريق الهاتف وهو يعرف كم هي رقيقه وقد تتأثر ويتأذى حملها.
والدها الذي لم يرد منها إلا ان تسامحه ولم يستطع أخبارها بمرضه عندما أعطاها ابنه امانه عندها .
نهض بشموخ يتجه نحو الباب ورفع صوته قليلاً
: ميري تعالي هنا يا مشكله المشاكل تعالي .
جاءت ميري تتهادى بطولها القصير وتقول بغرور
: نئم بابا ايس يبغى .
لوى شفتيه بغيظ وقال بصوتٍ خافت
: مالت على ذَا الوجه الودر .
وقبل ان يكمل كلامه التقطت رادارات أُذنيها جملته وقالت
: آيس فيه وجه انا وجه انا هلو وجه انت سيين ما يعرف كيف هدا زيزي حب وجه انت .
تنهد بصبر لأن العاملة ل تعمل عنده بكل بساطه ولم يكن معتاداً على العراك مع الضُعفاء والغير أكفاء له .. وقال بغضب
: طيب انقلعي الحين نادي جيجي بسرعه بطلع من هنا وافتك من وجهك التقول وجه خرتيت .
اشارت بكفها وهي تتجه للدرج ..
و تهمهم بكلمات لم يفهم منها شيئاً ولم يهمه
: تيب ، تيب انا الحين سوف ، انت يبغى زيزي
، وباسل يبغى نوري ، هدا بنات واجد خربان والله انا زعلان على بابا منسور حتى ولد هو زيد ما في كويس وقليل ادب .
،
أمسكت ارجوان بقطتها تمسح على ظهرها .. وتقول بدلع
: نوري وش فيك قامطه العافية , ما تأذي حرام عليك ،
يمه كيف صار شكلك يخرع ، قومي قومي عدلي وجهك من البكا والمكياج ساح وحالتك حاله
بيجي زوجك يشوفك كذه ويهج المسكين وينقذ روحه .

نظرت نوران لوجهها بالمرآءة وهالها الكحل السائل
بخطين مُتوازيين على وجنتيها من البُكاء
وعينيها المُحمرتان من الخوف .
اقتحمت عليهما الغرفة العاملة دون ان تطرق الباب
فهم معتادين على مُداهمتها دوماً .
قالت ميري بتلكع
: زيزي روح عند ساهين تحت كلام هو في يطّلع
يبغى يشوف انت ، بس انتبه لا تسوي غلط زي زيد ولا انا كلام ماما في غرفه .
ارتفع حاجبا ارجوان بتعجب .. آآه لو يسمع زايد سيُجن جنونه .
والتفتت لنوران وقالت بقلق
: ما امداه يجي والحين بروح ، يا الله رح اشتاقله موت
تعودت عليه كثير , اووووف ليه رح يروح .
ابتسمت نوران وهي تغمز لها حتى تنتبه لما تقول
ولكن ميري فهمت الكلام لتقول بمرح
: انت واجد قليل أدب انا اهياناً شوف إنتوا آيس سوي
لازم انت في تقيييل ما ينفع خفيييف كده علطول .
ضحكت ارجوان بخفه وهي تربت على كتف ميري
متوجه للباب والقطة بين يديها
: شوفي ميري عندك نوري عطيها التبغين من النصايح
ولا تخافين رح تسمع وتصير زي الألف الخبلة .
وغمزت لنوران تقول بمرح
: هااا اليوم اخر يوم يا حماره لا تفوتي الفرصه لو طلب
اليوم مررررررره حلو الشعور .
عبست نوران .. وقالت
: صادقه ميري قليله ادددددب خربك ذَا الشاهين وانت للحين ما رحتي لبيته اجل لو رحتي بيته وش بتسوين .
قالت بصوتٍ عال وهي بالسيب وضحكاتها ملئت الممر
: بتصير علوووووووم ، ههههههههههههههه .
وصلت حيث كان شاهين بانتظارها .. وقالت بلهفه
عاقده حاجبيها بحزن
: وين رايح مامداك تجي واليوم اخر يوم ما رح اشوفك الا بعد شهر .
ابتسم وهو يُعانق وجنتها بكفه
: بكون بينا تلفون ان شاء الله كل يوم بنام على صوتك تمام , لازم امشي الحين جاني اتصال ضروري يتعلق بليال ابوها تعبان واحتمال انه ما يعيش ، لازم أكون جمبها يوم اقولها اخاف يصير فيها شي بكلم طلال اول واشوف ايش يصير وايش يقول .
وضعت كفها على فمها
: يا الله ، ان شاء الله انه يتعافى ، عشان كذه خلا البيبي عندهم .
أومأ شاهين برأسه .. ثم قال بحب
: يلا تعالي ودعيني عند الباب باتل بالمجلس
لا يشوفك الحين .
وصلا للبوابه ولم يقاوم الا يُعانق جسدها الضعيف
مقارنه بجسده الرياضي المفتول .. ولم يقاوم ايضاً الا
يضع بصمه شفتيه على شفتيها كما اعتاد عند رؤيتها .
***

نزلت بخجل نحو غرفه الجلوس الأرضية .. الخاصة بالضيوف حيث ينتظرها خطيبها .. وقد عدلت وجهها بعد الصراخ والبكاء من تلك القطة
المتوحشة .
تكاد تذووووب من خجلها في كل مره تقابله بها .. هي ليست بجرأه ارجوان أبداً .
نهض على الجلسة العربية فور دخولها الغرفة ..
والتقط كفها عنوه كي يُسلم عليها ويُقبل وجنتيها ..
ويكاد يفقد عقله لتذوق شفتيها ..
وكانت تتمنع بخجل عندما يُلمح لها طوال الأشهر الماضية .
قال بخشونه وهو يسحبها ويُجلسها بجانبه
: وش اخبارك ؟؟! .
رفعت رأسها إليه
: بخير الحمدلله ، وانت ؟؟! .
نظر لها بارتياب
: بخير ، بس انت ليه باكيه ؟؟ !
في احد ضايقك ؟؟! .
أسبلت أهدابها تقول بحرج
: لا بس كنت ادرس ونطت علي نتاشا
وخفت منها .
وارتجفت وشعر برجفتها .
فغر شفتيه مصدوماً
: مين ذي نتاشا ونطت عليك خير وش تحس فيه
تنط عليك و تفجعك .
ضحكت بخفه
: قطوه ارجوان مره اخاف من القطوات .
هز رأسه بتَفهُم
: أهاااا .
هل يخبرها الآن أنه يُربي قطه أيضاً .. وقبل شهر انجبت عده قطط صغيرة شيرازية يشبهون والدتهم وكل يوم يكبرون بشكلٍ مُخيف .. ام ينتظر ان يخبرها فيما بعد .
لفت نظره لعبه ورقيه اسمها الأونو وقال
: ليه جايبه اللعبة معك .
نظرت لجانبها وقالت بفخر
: عشان اهزمك تتذكر يوم كلمتني وقلت انك شاطر فيها وما حد يغلبك فيها وأنا كمان شاطرة .
: ووووو طيب أخر يوم عادي نتسلى شوي ـ اردف بخبث ـ بس هااا نخليه تحدي اليفوز يطلب أي شي من الثاني .
رمشت ببراءة
: أي شي أي شي حتى لو جوال .
: ايه أي شي .
ثم سألته بفضول
: وش بتطلب مني .
هز منكبيه
: بطلب منك شي بخيله وما عطتيني ياه .
رفعت حاجبيها وهزت رأسها وبدآ باللعب ولعبا عده مرات وفي أخر مره القت نوران الورقة بضيق
: يووووه مو عدل , ما فزت ولا مره اكيد انك تغش .
اتسعت عينيه
: شايفتني بزر اغش , وش ذنبي انكما تعرفي تلعبي .
زمت شفتيها .. وقال
: يلا الحين تأخر الوقت ولازم اطلع لا يجي عمي منصور يكرشني , بس ما رح اطلع الا لما اخذ طلبي .
: ايش تبغى .
: بوسه , وش طلبت منك غيرها .
خجلت كثيراً وهي تتذكر جمله اختها قليله الحياء
" هااا اليوم اخر يوم يا حماره لا تفوتي الفرصه لو طلب
اليوم مررررررره حلو الشعور "
ازدردت ريقها .. وطرقت برأسها .. وقلبها ينبض بقوه ..
رفع رأسها بإصبعيه ومال برأسه يُقبلها وأخيراً بعد ظمأ شهرين .. دون ان ينتظر موافقتها .
ابتعد بهدوء وهو يودعها ويستودعها الله وخرج .
وضعت كفيها على وجنتيها من الحرارة التي اجتاحتها من قبلته العميقة الهادئة ..
يا الله !!!! ما أغباها كيف فوتت عليها هذه الفرصة الجميلة طوال شهرين ولم تقبل بطلبه .
صعدت بهدوء لغرفتها ورأت ارجوان تجلس وعينيها لا تفارقان الأيباد .. وعندما شعرت بنوران رفعت رأسها بإهمال وأعادته للشاشة .. ثم رفعته مره اخرى بقوه
فاغره الشفتين وقالت بذهول
: باسك .
: بسم الله الرحمن الرحيم كيف عرفتي .
: يا الخبلة شوفي روجك كيف احتاس والاحمر صار حول شفايفك
ـ نهضت من السرير تمسك المنديل ـ
بسرعه , بسرعه مسحيه قبل تجي امي وتشوف .
مسحته بقوه .. ومازال جسدها يرجف من حراره تلك اللحظة .
***
بعد شهر
..
تجلس على طاوله الزينة بغرفتها ..
وضوء الشمس كفيل بإناره الغرفة
تُسرح شعرها .. وابتسامتها تملأ شدقيها
التفتت ترا حبيبها مُلتف بغطاء السرير ..
وحاجبيه مُقطبين بإنزعاج من ضوء الشمس الذي دخل للغرفه
قال بخشونه مُختلط ببحه النوم
: سديم تعالي هنا يا مشاغبه كم مره اقولك لا تصحيني كذه .
اقتربت تتهادى بمشيتها بجانب السرير وقالت
: انت نومك ثقيل أناديك وأقولك يا يمان يا حبيبي يلا قوم وما تسمعني وش اسويلك , شوي بس وصوتي يلعلع .
ابتسم بخبث ومد ذراعه لخصرها وسحبها إليه ..
يقول بعبث
: انا اعرف انه الزوجات يصحوا أزواجهم ببوسه ولمسه مو صياح ولعلعه .
احمرت وجنتيها تقول بحياء
: استحي لِسَّه ما تعودت .
ارتفع حاجبيه
: اوباااا قريب نكمل سنه متزوجين وتقولين تستحين
اجل لو صرنا متزوجين سنتين وش بتقولي .
احّمرت وجنتيها اكثر .. يا الله !!!
كيف تشرح له أنها لم تعتد على الغزل واللمسات
إلا منذ ثلاثه أشهر عندما اقترب منها كزوج
وأصبحا متزوجين فعلاً لا على ورقه .
اجفلها عندما قال بابتسامه
: طيب ما علينا الحين بتتعودي علي مع الوقت , الحين قومي بدلي ملابسك والبسي عباتك باخذك لمكان .
ابتسمت بحب وقالت
: وين بتاخذني يعني أعرف بتوديني المشغل عشان زواج نوران وأرجوان .
نظر لها يهز أكتافه
: ايه صح الزواج اليوم تصدقي نسيت , بس مو مشكله قومي الحين بوديك مكان ثاني وبعدها أوديك المشغل .
عقد حاجبيها باستغراب للمكان الذي سيأخذها إليه .. هزت رأسها وبدلت ملابسها .
,
كانت تجلس بالسيارة .. وعينيها تتسع تدريجياً عندما أوقفها أمام مشغل للخياطة .. وقالت ببهوت
: ايش هذا المحل .
ابتسم بحب
: انزلي وتعرفي وش هذا المحل .
نزلت معه ودلفت إلى المحل المُغلق من الخارج .. ولكنه كان جاهزاً ومُعداً بكل الأدوات الازمة للخياطة .
لمحت دفترها على إحدى الطاولات وشهقت
: دفتررري ؟؟؟! وش جابه هنا ؟؟! .
نظرت له باستغراب ليشرح لها .. مرر لسانه على شفتيه .. وقال
: طيب الحين يا زوجتي العسل هذا المشغل بكون مشغلك , هنا تقدري تصممي التصاميم الودك فيها , وياويل أحد يذم تصاميمك او يقول انها خايسه , وطبعاً في خياطات يشتغلوا هنا بس ما خليتهم يجوا حبيت اوريك ياه بنفسي بدون عذول .
ثم توجه للأمام حيث يقع كيس اسود كبير وكأنه يحوي على فستان ما .. وفتحه وكما توقعت فستان ابيض اللون .. وعندما فرده امامها بوضوح .. ذُهلت وفغرت شفتيها وترقرت عينيها بالدموع
: هالفستان ؟؟! .
هز رأسه
: ايه هالفستان الأنت صممتيه وذمته خالتي
ـ نظر إليه ـ
بس أنا حبيته وبشوفه عليك , اليوم بتلبسيه لي , وبنسوي لنا حفله لحالنا بالبيت .
وضعت كفها على فمها .. وقلبها يرقص من السعادة .. لا تُصدق ما يحدث معها أبداً .
رأته يُعيد الفستان لمكانه .. وركضت هي تُعانقه بقوه .. وبادلها العناق حتى كاد أن يُدخلها لأعماقه ..
***
: منصوووووووووووووووووور .
هكذا سمع صوتها صارخه عندما دخل للمنزل ..
وكأن النعومه التي تتشبث بها دوماً
طارت وتبخرت بالهواء
فغر شفتيه ويسمعها تقول كلام يسمعه لاول مره منها
: منصور يا حيوان جيب جزمتك يا جزمه البسك .
التفتت بحده وهي تكلم ابنتها بتذمر
مزون يلا قومي الحمام *** على راسك .
حسناً !! هو لم يتحمل الصدمة وهمس بخفوت وصل لاُذنيها
: سيدرا .
اتسعت عيناها وهي تتخيل صوته واستدارت ببطء
وتتمنى انها تتخيل صوته فعلاً .
شهقت بعنف
: زايد .
ارتفع حاجبه وقال
: بِسْم الله عليك وش فيك حبيبتي ، جايك شي اول مره أسمعك تسبين .
فغرت شفتيها كبلهاء ولم تعرف ماذا تقول
او اي حجه تقول تدافع نفسها
: هاااا !!!؟؟؟؟ مو قلت بتيجي تاخذنا بعد ساعه .
عبس بحاجبيه
: ايه قلت بس الشغل طلعونا بدري اليوم وجيت عشان نلحق نخلص امورنا تعرفي زواج اخواتي ، وبصراحة انا للحين مصدوم من السمعته ذَا الكلام ما ينطق فيه البنات ، يعني هم معروفات بالرقه والنعومة ، انا عادي لو تهاوشت مع واحد واشتمه ذَا الشتم لأَنِّي رجال وهو اكيد برد علي نفس الرد ، وصح !! بعدين وش سالفه هالصراخ ان شاء الله ما يكون احد من الجيران سمع .
اطرقت رأسها بخجل .. دائماً ماكانت تُمسك لسانها وصوتها بغيابه .. وهاهو الله كشفها على حقيقتها المُرة
اقترب منها وعلم انه سبب لها الحرج
التقط كفها وسحبها لغرفتهم بعيداً عن أعين الأطفال ليُتابع حديثه .. بعد أن لاحظ عينا منصور الصقريتين ترمقهما بريبه .
قلبها يؤلمها .. لا تنكر ذلك فما فعلته بها صديقتها المُقربه مازال يجرح بها وينخر داخلها .. وهي خائفة .. خائفة جداً ان لم تنجح مرح بما حاولت فعله .. قد تنجح غيرها بذلك .. وتكون حُجته لسانها السليط وصوتها العالي .. هي هكذا تفقد أعصابها بقوه ولا تتحمل الأذى فتربيه طفلين أصعب بطثير من تربيه طفلٍ واحد .
جلست على طرف السرير وغطت وجهها بكفيها .. وذرفت دموعها أمامه ومر زمن طويل على اخر مره رأى بها دموعها .
فغر شفتيه واقترب منها وجلس يسحبها لصدره .. ويقول
: خلاص يا قلبي لا تزعلي بس انا قلت هالكلام عشانك ما احب احد يسمع زوجتي وهي تسب او تشتم بهذا الكلام , ادري انه الاولاد مزعجين ويطلعوا العقل من الراس , عشان كذه قررت اجيب عامله تساعدك واعصابك ترتاح , اوك .
نظرت له وعينيها مغشيتان بالدموع .. وقالت بألم
: زايد في شي صار قبل ثلاثه شهور وللحين يوجعني , مو قادره اسكت احس بشي يقتلني .
عقد حاجبيه يستفهم منها ما تقول .. واتسعت عينيه بصدمه هدأت .. وقال
: خير ما سوى جواد هالأشكال ما ينفع معها إلا كذه .
: يعني احياناً افكر كيف لو انها لقطت رقم جوالك انت , كنت رح تكلمها .
هز منكبيه .. وقال
: كنت بطنشها زي ما طنشت غيرها , على بالك ما في بنات يكلموني , الشغل كله بينا في التلفون واحياناً يوصلوا لرقمي الخاص أقرأ كلامها بالواتس اب واطنش , وكأني أوصلها رساله شفت كلامك وطنشت ما تهميني .
رمشت بعينيها وهي تعانقه بقوه .. ثم ابعدها وقال
: ايييه صح ؟؟؟! والحين انت وش مسميه جواد عندك بالجوال عشان صديقتك تحسبه انا ؟؟!
قالت بخجل : حبيبي .
: لا والله !!! وانا وش مسميتني .
صغرت عينيها وقالت
: زي ما انت مسميني عندك بالجوال بالضبط .
هكذا يُسميها عنده بالهاتف " ^_* "
دفعها على ظهرها بالسرير واعتلاها يقول بشراسه
: الحيييين تغيريه .
هزت رأسها نافيه وتكتم ضحكتها
: غير اسمي عندك وبعدين انا اغير .
قام بدغدغتها على خصرها بكفيه الخشنين .. وانتشرت ضحكاتها بصوت عالٍ .. ثم قال
: هشششش العيال بره الحين يسمعوا صوتك
نظر لها بخبث .. وفهمت ما يريد منها وقالت بهلع
: لا لا لا مو الحين رح نتأخر عن الزواج وما رحت المشغل للحين .
: هششششش
ومال برأسه يُقبلها
***
في يوم الزفاف
..
وقفت العروستان بجانب بعضهما واصبحتا كالدُمى إحداهما بيضاء والأخرى سمراء .
دخلت افراد العائلة المُقربة تسلم عليهما وتُبارك لهما .
تقدم زايد يلثم جبين نوران وأرجوان ويقول بخشونة
: مو مصدق انه بعد عشرين سنه تطلعلي اخت ثانيه مالحقت اتهنى معها وبنفس اليوم رح تتزوج الأختين , الف مبروك يا قلب اخوكم الله يسعدكم يا رب , هااا من الحين اقول لو أي وحده فيكم يضايقها زوجها ويزعلها رقمي عندها في أي وقت تتصل وبجي العن خيره
ـ نظر لسيدرا بجانبه يغمز بعينه وهمس بصوت لا يسمعه غيرها ـ
خليني اسوي زي جواد .
عضت على شفتيها وقالت تنظر للعروستين
: حبيباتي الف مبروك الله يهنيكم .
دخل منصور ورانيا بعد خروج سيدرا وزايد .
وقبل منصور ابنتيه يُبارك لهما
واتجهت رانيا تُعانق نوران بقوه وتهمس بإذنها وتساقطت دموعها
: حبيبتي معليش اني ما تقبلتك اول ما شفتك صح انك بنت بطني بس ارجوان هي الربيتها و هي القالت ماما اول ما نطقت , بس يوم عشت عندي ثلاث شهور تمنيت انها ما تمر .
عانقتها نوران وتلألأت عيناها بالدموع .. امسكت رانيا بوجهها بين كفيها
: انتبهي , لا تبكي الحين ويخرب مكياجك
مسحت دموعها بإصبعها واتجهت لأرجوان تعانقها وتقول بتأثر .. أوجع قلب منصور
: رح افقدكم كلكم , للحين مو مستوعبه انه اولادي كلهم تزوجوا , بس الله يسعدكم كلكم يا رب مع زايد .
قالت ارجوان عاقده حاجبيها وتكونت غضنه بينهما
: ماما ايش فيكِ تقولي كذه وكأنا ما رح نشوفك مره ثانيه , ترى من الحين اقولك رح انشبلكم كل يوم ما لي دخل .
نوران بتأثر
: وانا كمان بنشب لكم ما شبعت منكم .
ابتسمت وامسكت بوجنتيّ ابنتيها
: يا أهلاً فيكم لو ما يوسعكم البيت توسعكم عيونا
ـ نظرت لأرجوان ـ
يلا تعالي معي انا وابوك , عشان شعاع بتدخل تشوف نوران وانت تتصوري مع شاهين وتجي تشوفك بس تخلصي .
,
يقف باعتداد ويبتسم بشموخ لعدسه الكاميرا التي تلتقط صوراً مُفرده للعريس ..
وعروسه تقف خلف المصورة .. تحاول اضحاكه بحركاتها البلهاء ولكنها لم تنجح بذلك .. كان يبتسم بعِلياء وحسب .
خرجت المصورة بعد ان انهت عملها .
واقترب شاهين بخطواته الثابتة حيث تقف عروسه وقال بخبث
: يلا سوي حركاتك الحين وطلعي لسانك وقولي لي إيش رايك بجزمتي حلوه
ـ مال برأسه ـ
تراني فهمت عليك يمكن اضحك الحين .
رفعت رأسها وهي تضحك بتقطع وقالت
: طيب خلاص فهمت انك حجر مو أي شي يضحكك .
حسناً .. هي خائفة ومتوترة جداً وتفرغ خوفها بهذه الطريقة الغبية .. ولكنها تعرف ان شاهين لن يؤذيها .
طُرق عليهما الباب ودخلت شعاع بخجل من شاهين فهي المرة الأولى التي تراه فيها .. وألقت السلام .
و همست بخجل
: الف مبروووك يمه الله يهنيكم يا رب .
عانقتها ارجوان بحب
: الله يبارك فيك ماما حبيبتي , رح توووووحشيني .
قال شاهين بثبات واحترام
: الله يبارك فيك خالتي .
وصت شُعاع ارجوان بصوت خافت دون ان يسمع شاهين .. بأن تحافظ على بيتها وزوجها وتحترمه و .....لخ ..
كما فعلت مع نوران .. ثم خرجت بهدوء تاركه العروسين في جناحهما .
,
كانت تقف بخجل تفرك كفيها بتوتر .. فعائله زوجها ستأتي وتودعهما لأنه رحلتهما لشهر العسل هذا الفجر .
دخلت والده باتل ومعها ابنتيها وكذلك ابنه خالتهم .
تقدم باتل يُقبل كف والدته ويُسلم على اختيه ومن بعيد القى السلام على ابنه خالته المُزعجة
" اووف وش جابها هاذي الحين "
قالت ابنه الخالة بجرأة وعينيها مُتسعه
: الحين تركتني أنا المواصفاتي مثل ما تبغى وأخذت هاذي
ـ نظرت لنوران المصدومة من الأسفل للأعلى ـ
حتى انها مو مثل المواصفات التبغاها
بيضة , شعر طويل , وطويلة .
رد عليها بقوه وخشونة واشتعلت عيناه بالغضب
: السموحة بس هذا النصيب
ـ نظر لنوران التي تنظر له بوجوم وأردف بكذب لأن الحب سيأتي مع العشرة فهو لا يؤمن بالحب من النظرة الأولى ـ
وما دق القلب إلا لنوران .
سحبت والدته ابنه اختها تهمس بتوعد دون ان يسمعها احد
: امشي , يا قليله الحيا امشي ما لقيت الا الحين تقولي هالسم القلتيه , ما تدرين انه الزواج قسمه ونصيب .
ثم اردفت بصوت اعلى
: يلا يمه بنطلع
ـ تنهدت بعمق وهي تعلم ان ابنها سيتصرف مع عروسه ـ الله يهنيكم يا رب , يلا يا بنات .
خرجن البنات خلف والدتهم ووجوهم واجمه .
نظر باتل لنوران .. تنكس رأسها وحاجبيها معقودين بألم .. اقترب منها ويرفع وجهها إليه .. وقال
: لا تسمعي كلامها الزي السم .
دمعت عيناها
: بس انا كنت ادري انك ما تبغاني وتزوجتــ ..... .
قاطع كلامها
: صح خطبتها بالبداية بس ما كنت أرضى اتزوج إلا يوم اشوف البنت بالنظرة الشرعية وامي تكون شافتها , قبل لا أعقد عليها , وفي ناس رفضت تطلع بناتها على بالها أني لعّاب , على فكره هي كانت بالضبط نفس المواصفات الابغاها , بس يوم شفتها وقت الشوفة نفرت منها ولا حبيتها جاني شعور خلاني ما اتهور واتزوجها , لأني ركزت على الظاهر وتجاهلت الباطن , وبالنهايه انت لمست شي فيني لأنك نصيبي .
بللت شفتيها .. وابتسم لها وربت بكفيه على وجنتيها
الحليب بالشوكلاته ..
كما يُسميها بهاتفه .. وقال
: يلا روحي بدلي فستانك ولا تخلي هالعقربة تخرب ليلتنا .
هزت رأسها وهي تبتسم ابتسامه عريضة .. فالنهاية باتل اصبح زوجها هي .. وتلك العقربة كما سماها تغار منها لأنه اصبح زوجها وتركها ..
لا تنكر انها تشعر بالسعادة كلما أصر عليها وتمسك بها تشعر بالغرور .
***
سحب نفساً عميقاً مُسبلاً اهدابه .. يمُد رئتيه بالاوكسجين النظيف .. طارداً من جسده السموم عن طريق غاز ثاني أوكسيد الكربون .
ووضع كفيه على وركيه ..
يُراقب زوجته بوجوم تلملم حاجياتها في الحقيبه ..
ووجهها جامد خالي من الحياة .. لطالما كانت جميله
يعلم ذلك جيداً وجمالها هو ما جعله يُغرم بها ويرتبط بها .. لم يكن يأبه لإعتراضات والديه .. ووالدته خاصه التي لم ترتاح لزواجه .. ولكنها ايضاً ام جيده وليست سيئه .
جاء بباله ذلك اليوم الذي غير له حياته
عندما كانت حامل بابنهما البِكر زايد .. واعترفت له بأسوأ اعتراف بأنها كانت قبل أن يتزوجا تتحدث مع الشباب عن طريق " الماسنجر " فقط لتتسلى وبأن عائلتها تهملها كثيراً وكانت تشعر بالضجر كثيراً فوجدت ذلك الطريق .. كانت وكأنها تُفضفض له .
وطبيعته كرجل شرقي جُن جنونه .. ولكن بعد ماذا ؟؟!
بعد فوات الآوان لقد كانت حامل بابنه .. تمنى وقتها أن يموت الجنين ببطنها ليتخلص منها ولكن القدر شاء أن يولد ويكبر امام عينيه كيف يُفرط به .. وبالطبع لم يكن ليُدمر عائلته وابنه بالطلاق فقرر الزواج عليها .
فتره من الفترات لم يُسهل له زواجه
وفتره أخرى وقع بإحدى الأعمال التي رفعت من مستواهم الاجتماعي والمادي واصبح مشغول البال والأفكار
أصبح يعود من عمله مرهق ومتعب ولا يرى امامه إلا هي ويُفرغ شهواته وغضبه بها .
كل ذلك يكتمه بقلبه ولا يُظهره لها فقد كان صارماً معها وشكاك وحسب
الحق يُقال طوال هذه السنوات لم يرى منها شيئاً سيئاً .... وهي بالمقابل من تصرفاته وشكه .. عرفت ما يشعر به تجاهها و اصبحت تتألم وتغضب و لا تُطاق من شكه
حتى حررها ولم يعد يسألها عن أي شيء واين تذهب وتخرج وليحدث ما يحدث .
ولكنه لم يثق بها بعد ذلك اليوم أبداً ..
تعب كثيراً وتعبت هي معه .. ربما حان وقت وضع النقاط على الحروف فلقد كبر بالعمر وكبرت هي .. سيتناسى كل ذلك من اجل عائلته التي تكبر يوماً بعد يوم .
فالله يُسامح ويغفر لعبده من هو كي لا يُسامح ..
قال بخفوت
: رانيا وش تسوين ؟؟!
: مثل مو شايف .. بلم أغراضي وبروح الجوف طيارتي بعد ساعتين
ـ نظرت إليه بعيني غائمه من التعب ـ
أقدر اقولك مبروك لأنك رح تتزوج شعاع , هي تستاهلك اكثر مني يمكن تعطيك السعادة الما قدرت اعطيك ياها كل هالسنوات واحنا في مد وجزر اسألك بالله ما تعبت
ـ جلست على طرف السرير وحدقت امامها بشرود ـ
أنا عني تعبت ولما سمعتك انك تبغى تتزوج من حقك تتزوج وانا انسحب بكرامتي ولا تنسى ترسل لي ورقه طلاقي عند اهلي .
قطع المسافة بينهما وجلس بقربها شابكاً كفيه بين قدميه
: أول شي انا ما خطبتها صح فكرت و شاورت كثير من الناس يوم سمعتيني كنت اشاور , بس ما احد نصحني اهدم عيلتي وانه المشكلة البينا ممكن يكون لها حل
فعندي اقتراح , عائلتنا تكبر يوم بعد يوم عندك حفيدين ولقدام بصير عندك احفاد اكثر بإذن الله , حرام نتطلق وندمرهم , خلينا نحاول نكون عائله سعيدة جنب اولادها , كيف بتشوفي احفادك وبناتك بالجوف .
قالت بسخريه
: هه تضحك على نفسك يا منصور وانت تنكر انه ممكن تتزوج وتكون سعيد وانه ممكن انا كمان اتزوج واكون سعيده , الحياه بدون ثقه وحب بين الزوجين مستحيله وانت لا تحبني ولا تثق فيني كيف رح نكون مبسوطين ؟؟!! .
: طيب موضوع الثقة محلول انا طول هالسنين ما شفت منك شي وكنت خير ام للأولاد اقدر أأمنهم عليك واسافر لشغل وسويتها كم مره صح وخليتك معهم وتحت حمايتك ؟؟! يعني اني اثق فيك , و كلامك صح عن الحب احنا صارلنا متزوجين سنين بس ما حاولنا نحب بعض .
كانا يتحدثان بجانب بعضهما ولم ينظر أحدهما للأخر .. ثن التفتت رانيا برأسها تنظر له
: طيب انا عشان اولادي اكيد ابغى احاول , فكرك نقدر ننجح .
ابتسم بزهو
: اكيد لو نبغى رح ننجح .
: طيب دورك تسمع اقتراحي , ايش رايك نروح لاستشاره أسريه نتكلم معها يمكن تقدر تساعدنا .
عقد حاجبيه ينظر إليها
: تعرفين احد يعني ؟؟! .
أومأت برأسها : اعرف , اعرف وحده رح تقدر تساعدنا .
: خلاص نتوكل على الله , الحين يلا رجعي اغراضك لمكانها وبكره خذي موعد معها .
سحبت نفساً عميقاً واستطاعت ان تكتم الدموع في مقلتيها بصعوبة .. دوماً كانت مغرورة .. ذو كبرياء وكبرياءها يمنعها من البُكاء أمام أي احد .
ولكن لن تسمح للكبرياء ان يُدمر اسرتها وستحاول ان تُحب زوجها كما سيُحاول هو ويبدأون حياتهم من الصفر .

auroraa 13-05-16 02:48 AM

رد: هذه دُنياي
 
الخاتمة
بعد مرور سنتين
..
هرولت الشمس بين السحاب .. وظهرت غمامه الشفق
تُزين السماء السرمدية .. وأطل القمر مُنيراً الأجواء الساحرة في هذه الليلة
ليله ذكرى زواجهم الثاني .. كانا في السنه الماضية
قضيا هذه الليلة في احدى الفنادق الفاخرة ..
كانا وحيدان ولكن هذه السنه مَنّ الله عليهم بطفلهم
الصغير الذي أشعل حياتهم وزادها بريقاً .
جلست بهدوء بكامل اناقتها التي انتهت بكعبٍ اسود يلتف على قدميها الصغيرتين .. تفتح التلفاز تُضَيِّع بعض الوقت بعد ان اخلدت طفلهما " بدر " إلى النوم وتنتظر حبيبها ..
وقد أتمت عملها على اكمل وجه بعد ان حضرت له وجبه العشاء .
تأففت لتأخره رغم انه يعرف ماذا يعني هذا اليوم لها .. وأمسكت بالهاتف تتصل به
" حبيبي رح تتأخر بره مشتاقة اجلس معك " .
ذياب
" بتعشى بالاستراحه وبعدين ارجع نامي اذا ودك
لا تنتظريني " .
نظرت بقنوط لطاولة الطعام .. والورد المنثور والاضاءة الخافتة التي تعبت في تحضيرها .. تعلم انه يهملها لانها اهملته بقدوم ابنهم الصغير .. وارادت ان تصحح الوضع هذا اليوم ولم تعرف ان إهماله سيجرحها .. فقالت بثقه ودلال
" طيب يا حياتي انت الخسران كانت في مفاجأه حلوه تتنطرك " .
ذياب
" طيب انتظريني لين أجي بس قوليلي ايش " .
ليليان بدلع
" لا خلاص هارد لوك بيبي " .
ذياب
" اقول اتعشى واجي لا تنامين " .
برمت شفتيها وردت
" مادري أفكر " .
اغلقت الهاتف ثم صورت نفسها واتضح جزء
من صدرها ومطت شفتيها بدلال
وكتبت على الصوره " زعلانه منك "
وأرسلتها له .. ثم وصلتها رساله منه
" انت غصب ما تبيني اتعشى ايش هالصوره
يا بنت اللذين .. اقول انا بالطريييييييق " .
ردت عليه
" ههههههه والعشا " .
ذياب
" عشا ميييين انت عشاي وغداي وكل شي " .
وصل ذياب للمنزل .
وفغر شفتيه من تلك الأجواء الحميمية
قفزت ليليان بلهفه واقتربت منه تتعلق بعنقه
: قلتلك من امس انه أبغاك اليوم حقي .
ابتسم بوداعه .. وقد داخ من دلعها وغنجها وقال ينظر لعينيها
: طيب ايش المناسبه حق التحضيرات ، كلي لك هذاني قدامك .
قالت بدلع جعله يذوب في مكانه
: لا خلاص انت مُعاقب .
ذياب
: يمه اروح ملح عند العقاب
ـ سحبها من خصرها وأردف ـ
تعالي بس اعتذرلك بطريقتي
ـ ثم نظر لباقي التحضيرات ـ
شكلي رح أحلي قبل العشا .
احمرت وجنتيها بشده وهي تتبعه إلا المالانهايه .
،
بعد ساعتين خرج من دوره المياه والماء يقطر من شعره
على منامته القطنية .. خرج من غرفتهم يتوجه لغرفه طفله
وابتسم بحب وهو يرى حبيبته تُدثره بحنان .. تليق بها الامومة .
اقترب منها يحتضنها من الخلف ..
لم يكن يوماً من محبي الاحتضان كان بالغالب يُعبر عن حبه بالافعال لا بالأقوال ..
وهذه احدى سماته الرجولية .
همس بحب
: كيفه اليوم ؟؟! .
ابتسمت تتأمل طفلهم بشغف
: لا الحمد لله اليوم احسن انخفضت حرارته .
: طيب نروح نتعشى ولا كيف ؟؟! .
ضحكت بخفوت
: طيب رح نتعشى يا ابو بطن بس احمي الاكل برد .
قرصها على جنبها يقول بخبث
: سمعتك وش قلتي ، تراني على لحم بطني من الصبح ، زين اني ما اكلتك قبل شوي من الجوع .
ذهبت تُحضر لهم الطعام .. والابتسامة تشُق وجهها
فكل يوم تكتشف انها تزاد سعاده .. يوماً بعد يوم
لقد مرا بالكثير من المشاكل والبرود واليأس ولكنهم استطاعوا تجاوز كل شيء بحبهم وتعلقهم ببعضهم البعض .
***
في يوم الجمعة
الجو لطيف في الربيع مختلط ببعض الرطوبة .. حيث تجتمع العائله أسبوعياً .. وهذه المره اجتمعوا في حديقه القصر الشاسعة
جلست ليليان بهدوء على البساط الموضُوع على العشب الطبيعي الرطب ووضعت ابنها الصغير على الأرض .. لينطلق حبياً في ارض الله الواسعة ..
فهو مُشاغب جداً لا يجلس في حضنها دقيقه واحده .
قالت يارا بلطف
: حبيبتي ليليان سلامات يا قلبي وش فيه خَدَّك حاطه لزقهزجروح .
ليليان بخجل .. ماذا تقول ؟؟! هل ابنك المتوحش عضني بقوه على وجنتي ليله البارحة إلا أن تورمت
: أبد يا عمتي فتحت دولاب المطبخ وخبط بخدي ومانتبهت .
ثم نظرت إلى ذياب المُتكيء على مرفقه بميلان و الذي كان ينظر لها ببراءه بمعنى
" وش فيك تناظريني !! " .
ثم قال
: ما تشوفين شر ، قلتلك كم مره انتبهي ولا تعانددددي وخليني افتح الدولاب بشويش .
عقد عبدالكريم حاجبيه ومن معه .. من حوارهم الذي يتخلله الألغاز التي لم يفهموها .
قاطع مرحهم وجمعتهم عوده عاصم من الجامعة .. دخل من البوابه الرئيسة بخطواته الثابتة .. والجمود يُحيِّ ملامحه الخشنة .
فمن بعد ذلك الحادث وهو لم يعد عاصم القديم .. بل تغير جذرياً ولاحظ الجميع تغيره الملحوظ .. وايضاً لم يكن يهتم كثيراً بإجتماع العائله وكان منطوياً على نفسه حتى لا يُسبب الحرج للجميع أوالخوف .
مر بجانبهم ومنحهم ابتسامه مُجامله مُقتضبه والقى السلام وتابع سيره باتجاه القصر .. ثم سمع صوت ذياب يقول بحده .. مُحاولاً تناسي الماضي
: عاصم ، روح بدل ثيابك وتعال اقلط معنا .
عبدالكريم
: ايه يبه بدل ثيابك وتعال الغدا بيجي بعد شوي اكيد تعبت من الجامعة .
التفت برأسه فقط يقول بخشونه
: مشكورين بس بروح انام وارتاح شوي احس نفسي تعبان .
رشا
: ما تشوف شر يمه ، نام وارتاح وانا بجهزلك الاكل بس تقوم .
أومأ برأسه وهو يتابع طريقه للداخل .. وفجأه سمع صوتها الناعم خلفه يقول
: عاصم .
التفت بصدمه وعينيه مُتسعتين بذهول هذه المره الاولى من بعد سنتين تقف معه لوحدهم دون وجود احد معهم .. بل يوجد طفلها الصغير بين ذراعيها وتشدها إليه كل يحميها منه .. عاد بجذعه هلعاً للخلف يقول
: وش تبين جايه وراي ، روحي روحي الحين يجي زوجك ويهزأني .
هزت رأسها نافيه
: انا استأذنت منه ووافق أجي وراك ، هو يدري انك تغيرت انا وذياب نحاول ننسى الصار ، وانت ما صرت زي اول
وتغيرت والكل عارف انك تغيرت .
بجمود
: لو انت وذياب نسيتوا او تناسيتوا انا مستحيل أنسى حقارتي والكنت بسويه فيك حتى سلام ما اقدر اسلم عليك احس بنقل لك قذارتي لو ايدي لمست ايدك .
: كل انسان يغلط ، بس يتعلم من غلطه وما يستمر عليه ، الأيام كفيله تداوي جروحنا ولازم تحاول زي ما احنا نحاول .
أومأ برأسه .. وعينيه تنظران لابنها الصغير الذي يشُد شعرها ويعبث به .. وقال
: عادي امسكه شوي .
ابتسمت بلطف وهي تمد له طفلها
: أكييد خذه العب معه ولو طفشك جيبه بره ، انا برجع اجلس معهم .
هز رأسه موافقاً .. ورأى ظلها يختفي بين الباب وبدأ يُلاعب الصغير ويقذفه للأعلى وقد احبه كثيراً فطفل اخته ليس كباقي الاطفال النكدين اي شخص غريب يُمسك بهم يفتحون " الجاعورة " إلى ان يبتعد ..
كان طفلها مرحاً ويتقبل الجميع من حوله دون ان يخاف من احد .. فهو ذئب كوالده .
***
غابت شمس البرشا خلف الغمام
وحل الدفئ في الأجواء الصيفية .
تجلس على طرف السرير ووجهها شاحب أمامها ..
تحمل بين يديها قطعه البلاستيك التي تشتريها كل شهر
بنيه ان ترى نتيجه ايجابيه بها .. وأنها تحمل بين أحشائها طفل حبيبها .. وكم كانت تخيب في كل شهر ..
تعشق الاطفال وتخشى ان يُصيبها ما اصاب ابنه خالتها .
مضت سنتين .. سنتين وهي في كل شهر تغلي كالمرجل من الانتظار .. اصابها الهلع والخوف طوال هذه السنتين .
خرج من دوره المياه .. بُجفف كفيه بمناديل ورقيه ..
عقد حاجبيه وهو يرى هذا المشهد في كل شهر
وهي تجلس على طرف السرير تنتظر نتيجه كشف الحمل .. من خوفها ورهبتها من عدم إنجابها ..
قرر ان يُسافر في اجازه معها خلال هذا الوقت علها
تنسى اختبار الحمل لهذا الشهر وتُفكر بسعادتهم .. ولكنه تفاجئ من جلبها الاختبار معها .
مشى بخطواته الواثقة على السُجادة الوثيرة في غرفه الفندق .. وجلس بقربها يسحبها لصدره وقال
: كل شهر اشوفك بهذا الحال واسكت ، بس خلاص طفح الكيل ولازم أتكلم حرام هالتسويه بنفسك ، الانسان لو خاطره بشي وينتظره بفارغ الصبر ما رح يجيه وهو يُفكر فيه اربعه وعشرين ساعه ويحس بتوتر وقلق ، توكلي على الله وانسي هالموضوع ما رح تلاقي نفسك إلا حامل بأقرب وقت .
نظرت اليه وعيناها تغشاها الدموع وقالت بحشرجه
: نفس كلام أمي شعاع .
شاهين
: شفتي كيف وانا متأكد مو بس عمتي الحاسه فيك ، الكل عارف من كثر تفكيرك بالموضوع وانتظارك بس ساكتين عشانك .
: مو بإيدي خفت لما نوران حملت وعلى وجه ولاده الحين وحتى أمي حامل بصير عندي اخ او اخت وانا لِسَّه .
ابتسم شاهين يقول
: ايه صح عمتي ، توها صغيره لو حملت عادي بكون اخوك او اختك قريب من عمر ولدنا ويصيروا اصحاب .
لم تستطع كتم ابتسامتها من الظهور على شفتيها
: يااا رب ان شاء الله يكون كده .
قبلها على رأسها وهو يستنشق رائحه شعرها .. وقال
: يلا قومي بدلي ملابسك خلينا تطلع نتمشى شوي ونتعشى ، قبل لا نرجع السعودية بكره .
مررت لسانها على شفتيها .. وقالت بحياء
: طيب اطلع شوي من الغرفه .
ارتفع حاجبيه بخشونه
: وليه اطلع ما يحتاج .
نظرت بطرف عينيها لباب دوره المياه
: باب الحمام تكرم شفاف واستحي ، اطلع شوي بس
صارلك اسبوع تطلع وتخليني براحتي .
ابتسم بمكر ثعلب
: نسينا ما كلينا قبل يومين يوم دخلتي معي .
اشتعل وجهها بخجل رغم جرأتها معه بالعاده
: شااااااهين هذاك غير وهذا غير ، الله يخليك .
رفع يديه باستسلام وهو يتجه للباب
: طيب ، طيب خلاص بطلع بس لاتطولي .
كانت تدفعه بكل قوتها مت ظهره ولكنه لم يتزحزح من مكانه إلا عندما أراد ان يتحرك بإرادته وكان يعلم
انها ستسقط اذا تحرك .. فاستدار بجسده يلتقطها
بين ذراعيه .. غمز لها بعينيه اليُسرى وتركها بخفه وخرج
بهدوء .. وملامحه الرجولية عادت لجمودها فور ان ابتعد عنها ..
ففي قُربها يتحول إلا رجلٍ اخر مُختلف عن شاهين البدائي الذي يعرفه .. شاهين القاسي و الجلف من الكبرياء والغرور ..
قُربها وأنوثتها نعمه له فهي تُخفّف النار التي تحرق جوفه منذ سنوات .. وجودها يُخفف عنه وطأه وحدته التي عاشها لخمس وثلاثين سنه .. وكذلك لا ينسى ان حياه اختها التي على وشك الولاده مُهدده بالخطر بالمشفى .. وصلته المعلومات من موطنه هذا الصباح ولحسن الحظ ان رحلتهم القصيرة ستنتهي بالغد من اصلها حتى لا تُشك إن قدّم موعد رحلتهم .. يُحاول ان لا يُخبرها بشيء عنها الآن حتى لا تبقى قلقه طوال الوقت في رحلتهم الطويلة العائدة للوطن .
***
مندفعه بقوه وعيناها تذرفان الدموع .. إلى جناحها الصغير في الفيلا البسيطة .. لم تعد تُرِيد الاستمرار بهذا الزواج لقد تعبت ونفذت طاقتها سنتان كاملتان تتحمل هذا الألم .. تذكرت جملته القوية بصوته الخشن الجهوري في يوم زفافهم لابنه خالته قبل سنتين من الآن
" السموحة بس هذا النصيب ، وما دق القلب إلا لنوران "
كاذب .. كاذب .. كاذب .. تتردد هذه الكلمه في رأسها
كل دقيقه وهي تصعد الدرج وصولاً لجناحها .. وكفها تمسك ببطنها المُنتفخ .
لم يدق قلبه لها أبداً .. ولم يقل لها يوماً انه يُحبها ولا يستغني عنها .
ربما كان يُخرجها ويُرفه عنها ويُسافران سوياً ويستمتعان ويشتري لها الهدايا وكل ما تتمناه ..
ولكنها باتت تشك ان افعاله هذه كي يعوضها عن قلبه الذي لم يستطع ان يمنحه لها ..
كثير من النساء تعشن مع ازواجهن بدون حب يكتفون بالاحترام والموده بينهما دون اي مشاعر اخرى دافئه .
هي ليست كذلك ليست مثلهن من حقها ان تعيش الحب مع من يحبها ، او تسمع كلام الغزل من زوجها .. او تشعر بنظراته إليها ..
ولكن زوجها هي حتى لا يُكلف نفسه عناء الرد على رسائلها الرومنسيه .. لا يُنظر لها بحب ولا يتكلم .. وآخرها تأتي اخته الصُغرى وتقول بكل وقاحه .. وهي تستمع خلف الباب وكادت ان تدخل عليهم لولا انها سمعت اسمها .. مريم
: إلا اقول شايفين باتل ما هو طبيعي اخوي مسكين ما هو مرتاح بحياته من يوم تزوج هالسمرا أصلاً هو من اول ما يبيها مدري شلون تزوجها اكيد أبوي غصبه عليها .
ابنه الخالة
: اكيد ما رح يرتاح معها ويحبها وهي مو مثل المواصفات اليبيها .
مريم
: وانت الصادقة ليته يتزوجك ويجيبك هنا مرره وناسه بكون .
فغرت شفتيها الصغيرين .. تُطالب الأوكسجين بالدخول لرئتيها وإنجادها .. شعرت بانقباض في بطنها المنفوخة وهي ماتزال في شهرها السابع .. لديها بعض المشاكل بمشيمه الطفل المُلتصقة برحمها .. وطلبت منها الطبيبة الراحةالجسدية والنفسية .
هرولت على عتبات الدرج ودموعها تتساقط لم تعد تُرِيد ان تسمع المزيد من بؤسها إن كُن الفتيات يتكلمن بها فما حال الكبار .
في تلك الغرفة
اخته الكُبرى قالت
: اسكتي انت وياها واكسروا الشر ، خير ان شاء الله
ترها بتولد قريب ويصير عندهم طفل ، ومين قال ما يحبها ؟؟؟! كل اليسويه لها والدلع اليدلعه لها ما يحبها !!! اجل لو انه يحبها وش سوى ؟؟! ، مو شرط الرجل يعبر عن حبه بالكلام ممكن بالافعال وتصرفاته بس يثبت لها انه يحبها ، فبطلوا غيره على غير سنع .
دخل إلى جناحه وهاله رؤيه زوجته بعبائتها تبكي بقهر على الأريكة الوثيرة في زاويه الغرفة وبجانبها حقيبه متوسطه الحجم .. وفور ان شعرت بوجوده فزّت على قدميها وقالت تجر حقيبتها
: وديني بيت اهلي .
باتل يُمسك بحقيبتها
: طيب اهدي وش السالفة ، ايش الصار لاتجري الشنطة تدرين انه وضعك سيّء ولازم ترتاحي .
مسحت دموعها بكفها وقالت
: طيب خذها انت .
باتل وهو يُعانق وجنتها بكفه
: طيب قلتلك اهدي وش السالفة ليه زعلانه والشنطة يعني بتنامي عندهم صح ؟؟! ما عودتيني تخليني وتنامي عند اهلك .
قالت بكبرياء
: طلقني وروح تزوج بنت خالتك نفس المواصفات التبغاها عشان كذه عجزت تحبّني .
كتف ذراعيه ومال بجسده إلى إطار الباب .. وقال بجمود
: ايه وشلون حكمتي اني ما احبك كذه من الباب للطاقة .. وبتشيلي شنطتك وتروحي عند اهلك .
مطت شفتيها وقالت
: كل شي واضح من يوم تزوجنا وانت ما تقول لي كلام حلو حتى رسايل بس ارسلك ما ترد علي .
ابتسم بخبث
: بس كذه هذا المضايقك ، طيب لما اقرب منك
ـ اقترب منها يجذبها عنوه إليه ـ
وابوسك واحضنك
ـ قبلها بعُمق يستشف من رحيقها قطره قطره ـ
وش معناه هذا اني أكرهك وما احبك ؟؟!
ـ ابعدها عنه قليلاً ليرى وجهها ـ
انا كذه طبعي ما اعرف اتغزل وأقول كلام حلو
بس انبسط يوم اشوف رسايلك حتى وانت ناسختها
من النت .
اطرقت برأسها خجله من جملته الاخيره فهي لم ترسل
له يوماً رساله من قلبها وجوارحها كانت تقرأها بالإنترنت
وتنسخ ما يُعجبها .
أغمضت عينيها بألم شديد وتضغط على أسفل بطنها بقوه
ومالت بجذعها للأمام حتى استقر رأسها على رأسه وهي تشعر ان بطنها يتقطع من الألم .. قالت بوجع ينخر جسدها الضعيف
: اي بطنننننني مو قادره أتحمل باتل من امس يوجعني كثييير .
وضع كفيه على كتفيها ورفعها وصُعق من تشنج وجهها وتغضنه بالألم .. وقال بتوتر وارتباك
: طيب ، طيب اهدي خذي نفس طويل وزفريه عشان اخدك المستشفى الحين ، اهدي مو صاير الا الخير ان شاء الله .
،
يستند بظهره إلى الجدار ومُسبلاً اهدابه رافعاً رأسه بشموخ للأعلى .
يرّتل بالدعاء لحبيبته !! نعم هي حبيبته
ولا حياه له بدونها وان فقدها .. فهي الشمعة التي
تُضيئه ..
وهي له الشمس في النهار
وليله في الظلام
كيف يعيش بدونها ؟؟؟! .
ألقى نظره على عمه منصور الذي يُوازيه
بنفس الممر .. ونظره اخرى على والدتها التي ربَّتها
وهي تجلس بحزن واسى على الكُرسي وبطنها منتفخة قليلاً من الحمل .
يحمد الله انها تزوجت السنه الماضية من احد الرجال الجيدين .. وعوضها الله خيراً عن زوجها احمد وما سببه لها من اذى .
اقترب منها بهدوء يقول
: عمتي قومي أرجعك البيت وارجع ، عشان ترتاحي انا هنا وبعطيك خبر اذا صار اي شيء .
هزت رأسها رافضه تقول
: لا ما رح اخلي بنتي خالد قال انه برجعني بس رفضت ما اقدر اخليها وأروح ارتاح ، أصلاً ما رح ارتاح الا لما أطمن عليها ، يا ربي ليه طولوا كثير ولدوا قيصري بس ماحد طول زي كذه .
باتل
: عمتي لا تنسي انها عندها مشكله بالمشيمة وما ادري من ايش جاها بس ان شاء الله تكون بخير .
خرجت الدكتوره من غرفه العمليات وقالت برسميه
: الحمدلله على سلامه بنتكم هي الحين بخير وجابت بنوته زي الفُل الحمدلله لحد الان هي بصحه وعافيه .
قال باتل بلهفه
: دكتوره اقدر اشوف زوجتي واطمن عليها .
أومأت برأسها
: ربع ساعه بس وتبدأ تصحى من البنج وتقدر تشوفها بس مو صحوه كامله بس تقدر تكلمها شوي .
مضت هذه الربع ساعه مثل المغناطيس .. لا تكاد تمر من قلقه عليها رغم ان الطبيبة قالت انها بخير ولكن لن يطمئن قبل رؤيتها بعينيه .
دخل إلى الغرفه البارده التي وضعوها بها إلى ان تفيق من تأثير المُخدّر حتى ينقلوها للغرفه العادية .
اقترب اكثر وأزاح الستارة التي اشارت إليها المُمرضة .. وهو يرى وجهها الشاحب شحوب الأموات .. آلمه قلبه عليها .
وأمسك بكفها الصغير بين كفيه يستند بمرفقيه على جانب السرير الحديدي .. فتحت عينيها عندما شعرت به وهمست
: باتل .
رد عليها
: يا عيون وروح باتل .
رمشت بعينيها هل تتوهم انها المره الاولى التي تسمعه بها يتغزل بها وان كان كلام بسيط كأنها عيناه وروحه .
همست بألم
: البيبي .
قالوها يطبع قُبله على كفها الرقيق
: بنتنا بخير ما فيها الا العافيه ، بس انت شدي حيلك وقومي عشانا كذه خوفتينا عليك ، وبعدين مافي احد بسميها غيرك .
ابتسمت بخفوت شديد من التعب وبالكاد لمح ابتسامتها وهمس وداعب وجنتها بكفه الخشنة
: احبك ، ايه احبك وما اتخيل حياتي بدونك ، بس هااا يمكن هاذي المره الاولى والاخيره اقولها وما أبغاك تشككي بحبك الفي قلبي أبداً ، تمام بس تقومي بالسلامه نكمل كلامنا .
ابتسمت هذه المره وعادت تُغمض عينيها من التعب وماتزال الابتسامه تُزين شفتيها .. طبع قبله على جبينها وخرج من عندها كب يرى ابنته الصغيرة التي لم تكمل شهورها حتى الآن .
وهكذا تستمر دوره الحياة .

تمت بحمدالله

bluemay 13-05-16 01:25 PM

رد: هذه دُنياي
 
سلمت يداك وعقبال رائعتك رواية الفهد نختمها بخير وسلامة

لي عودة لقرائتها لاحقا إن شاء الله

تقبلي خالص ودي

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

auroraa 13-05-16 06:37 PM

رد: هذه دُنياي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3608474)
سلمت يداك وعقبال رائعتك رواية الفهد نختمها بخير وسلامة

لي عودة لقرائتها لاحقا إن شاء الله

تقبلي خالص ودي

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

الله يسلمك يا رب

ان شاء الله يا رب اخلصها على خييير :Taj52::Taj52:

عالقه بالفصل السابع وهم 50 فصل :fIi04592::confused:

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

bluemay 13-05-16 09:05 PM

رد: هذه دُنياي
 
عدناااا

بصراحة رااائعة واعجبتني النهاية كتير

كل واحد اخد جزاته .. الخير بالخير والشر بالشر..

اكتر ثنائي اعجبوني واثروا فيني هم ذياب وليليان

وكمان نايا وعز بدايتهم كانت صعبة ولكن اتحدوا بالمحبة..



تقبلي خالص ودي

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»
روعة ويسلمو ايديك وربي يوفقك ويفتحها عليك حبيبتي

auroraa 14-05-16 08:48 AM

رد: هذه دُنياي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3608511)
عدناااا

بصراحة رااائعة واعجبتني النهاية كتير

كل واحد اخد جزاته .. الخير بالخير والشر بالشر..

اكتر ثنائي اعجبوني واثروا فيني هم ذياب وليليان

وكمان نايا وعز بدايتهم كانت صعبة ولكن اتحدوا بالمحبة..



تقبلي خالص ودي

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»
روعة ويسلمو ايديك وربي يوفقك ويفتحها عليك حبيبتي

اهلين فيك حبيبتي ممنونه كثير
انه الرواية اعجبتك

فعلاً ذياب و ليليان قصتهم كانت التوب
الرواية كلها تتكلم عنهم

عز ونايا حبايبي هدول


الساعة الآن 03:15 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية