منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   [قصة مكتملة] هذه دُنياي (https://www.liilas.com/vb3/t202178.html)

نعجتي 05-05-16 02:47 AM

هذه دُنياي
 
http://store2.up-00.com/2016-05/1462409283481.gif

ملخص الرواية

http://store2.up-00.com/2016-05/1462409283623.gif

أقدم لكم روايتي الثانية بحمدلله

وحابه انوه على شغله مهمه قبل لا أبدأ تنزيل الفصول

القصتين الأساسيتن للرواية .. مقتبسه من مسلسلين تركين

فكرتين غير مكررتين كتابياً وانا متأكده من هالشي

تقريباً الأحداث من الفصل الخامس

تنحني منحنى آخر بعيد عن قصص المسلسلين


وباقي الأحداث للقصتين + قصص الأبطال الأخرين
من وحي خيالي تماماً

ممكن تشوفوا الأبطال كثير في البداية بس متأكده بتربطوا
بينهم بسهوله لأنه كل شي واضح

أتمنى لكم قرآءة ممتعة


http://store2.up-00.com/2016-05/1462409283562.gif

نعجتي 05-05-16 02:56 AM

رد: هذه دُنياي
 
لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة aurura


المُقدمة

في إحدى المُدن الضبابية , السماءُ السرمدية المُلبدة بالغُيوم المُتراكمة على بعضها , و التي تُخفي خلفها ضوء القمر السَاطع لتُصدِر السحُب معزوفَة ثَقيلة الإيقاع و تُزمجر بصَوت مُخيف وجلجل السحاب بالرعد والبرق , في تلك اللحظات العاصفة يهطُل المَطرُ بغزارهٍ على ذلك القصر المبني على الجُرف الصَخري , والبَرق يُنيره في هَذه الظُلمة الدَاكنة , لتنغز قطراتُ المَطر البحر الهائج من هَذه العاصفة الهوجاء التي اجتاحته , والأمْواجُ العاتية تعوي و ترتطمُ بالصُخور لترتد وتعود لأَحضان البحر الهائج , و يخرُج من ذلك القصر قُرب البحر محاليل قلوية مُختلطة و مُتفرقة بعضُ الناس يهرعون هُنا وهُناك صوتُ آلام المُخاض لامرأة على وشك الولادة في ذلك القصر المُخيف
: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
بعد عده دقائق مرت , و كأنها سنواتٌ من الألم , ارتخت تلك الصرخة تدريجياً , وخفُتَتْ تلك الصرخات المؤلمة , لتُستبدل بصوت نحيب طفلٍ رضيع , ابتسمت بوهن وضُعف وهي تنظُر للطفل بحضن الداية
الداية بابتسامه رقيقه : جبتي بنت مثل القمر ما شاء الله
بلهفه وخوف من القَادم : أعطيني ياها شوي تكفين شوي بس
تقدمت الداية باستغراب من هلعها وهي تضع الطفلة بأحضان أُمها المُتعبة والمُرهقة , لتُقبلها قُبلات كثيفة على وجهها وكأنها تعتذر منها وتودعها للأبد , لتأتي بعد عده دقائق إحدى مُدبرات القصر وتنتزع الطفلة من حضن أمها بكل قسوة وجبروت ,
بدموع غزيرة كتلك التي تتساقط بالخارج بفعل العاصفة
: لا تاخذيها خليها معي الله يخليك ويبقيك لعيون ترجيك
بقسوة : هاذي أوامر الشيخ و الشيخة ما أقدر أخالفها
بخوف وهي ترجُف بوهن من الألم وكم أصبحت دُنيتها كُلها هوان بهوان : قوليله ماتت وخليني أهرب مع بنتي
هزت رأسها بأَسف لتخرُج مع تلك الطفلة التي تنتحب , وكأنها شعرت بأنهُم قد انتشلوها من التُربة بقسوة , وأبعدوها من حضن والدتها الحنون , طَلبت الإذن بالدخول لإحدى الغُرف وسُمح لها بالدخول ولجت وهي ترى جسد رجولي ضخم في مُنتصف عقده السادس يُعطيها ظهره ويشبك كيفه خلف ظهره , فور دخولها التفت لها بهيئته المُهيبة التي تدُل على منصبه وثرائه وذلك الشارب الكثيف الذي يخطُ وجهه ليلتقي مع لحيهٍ كثيفة تتخللها الشُعيرات البيضاء وتجلسُ بنفس الغُرفة على أَحد الأرائك امرأة يشعُ منها الجمال بحجابها أَخذت الطفلة من يد المُدبرة لتخرُج وتلتفت للرجل هاتفه
: والحين إيش راح تسوي بهاذي المُصيبة ولدت وجابت لنا هالمُصيبة الثانية حسبي الله ما رح يتركونا أهلها وبياخذوها أول ما يعرف أَبوها فيها ؟؟!
صرخ بصوته الخشِن وهو يتجاهلُها ليدخُل أَحد الرجال الذين يعملون بحديقة القصر , التفت له ببرود وحدقتيه الفِضيَتين تلتمعان مِن ضوء البرق قُرب النافذة الضخمة
: سمعت أن زوجتك ولدت قبل كم يوم
أومأ برأسه وهو يشعر بسعادة من سؤاله قد يُعطيه إكرامية أو شي من هذا القَبيل : ايه يا الشيخ ولدت وجابت بنت الحمد لله
نظر لتلك المرأة المُحجبة ليقطع المسافة التي بينهُما ويلتقف الطفلة من حضنها ويمُدها للرجُل ويهتف ببرود
: بنتي تزوجت بدون رضاي من ولد ألذ أعدائي في السوق , بلل شفتيه ليشد على قبضتيه من الغضب , وحملت بهاذي البنت مع الأسف انتظرتها لين تولد والحين أعطيك ياها عشان أحرق قلبها وقلب أبوها ربيها مع بنتك وخلي زوجتك ترضعها عشان تصير حليلتك وسميها ليليان انسبها لك يعني واطلع من هنا وروح بهلك لجده وحسك عينك أحد يعرف بهذا الموضوع خاصة أبوها البنت بتعيش بينكم و لا رح تعرف هالموضوع سر بيني وبينك وبين زوجتي وزوجتك بس , بنظرات حادة كادت أن تخترق أَضلُعه وببرود كجلمود صخر , مفهوم
فغر شفتيه من هول الصدمة واهتز جسده كالغِربَال , خطرت بباله أَفكار كثيرة من أَجل مُناده الشيخ له فهو نادر ما يُقابل مرؤوسيه من عنهجيته وغُروره , و بالكاد يصرف على عائلته بمعاشِه المُتواضع كيف يُربي طفله أُخرى وينسبها له وهَذا الأمرُ مُحرم دينياً , ولكن هَذه أَوامر الشيخ هل يستطيع الرفض لا يستطيع وإلا فَهو يعرف مصيرُه جيداً من هَذا الظَالم
: بس يا الشيخ ما اقدر أسافر ما عندي إمكانيات
تحرك للأريكة ليجلس , يضع قدم فوق الأُخرى ويضع الغِليون بفمه ويُشعله ويُغمض عيناه ببرود من دُخانه الذي تصاعد أمام وجهه
: أنا بتكلف بكُل مَصاريف النقل وبرسلك راتب كُل شهر عشان تربي البنت بس أبعد من هنا , نظر له بشزر , ولا تنسى ما حد يدري عن هالبنت الكل رح يعرفها بنتك
أومأ برأسه ليخرُج والطفلةُ الرضيعة بحضنه هامساً بحُب أبوي
: ليليان
وقد تعلق قلبه بهذه الرضيعة التي وضعت بحِجره مُنذ ولادتها
***

في مدينه أخرى تحديداً عروس البحر الأَحمر بعد عده أَيام
اِمرأتَان وعَائلتين , كلٌ منهُما تحمل ببطنها روح وهُما تُناجيان الخالق أن يُتم ولادتهُما وتخرُجان سَليمتان مع طِفليهما , وتلك الروحين تَصرُخان وتَئِنَان بذلك النفق المُغلق وقد اكتفوا من البقاء أكثر في هذا النفق الدافئ الذي حَملهُما تسعه أشهُر يدفعان نفسهُما بقوه للخروج لهَذه الدُنيا القاسية , ليخوضوا عواصف هذه الحياة التي ظلمتهُما سوياً ويعيشوا قدرهم المكتوب في اللوح المحفوظ , وكل واحدهٍ من المرأتين بجانبها زوجُها على تلك النقالة التي أدخلتهُم لغُرفتين مُتجاورتين دخلت المُمرضة للغُرفة الأولى لتهتف
: وش اسم العائلة
أجاب الزوج بسُرعة وهو قلق على زوجته : الراجحي
تلج للغُرفة الثانية وتُلقي نفس السؤال والإجابة : الراجح
سجلت أَسماء العائلات مع اسم الأُم وعكست بين الاثنين لتشابه أَسماء العائلات و تمت الولادة لينقُلوهُما لغُرفتين مُتجاورتين وتطلُب العائلتين رؤية الطفل لتُحضرهما مُمرضتين يدفعان العربتان لتدخُل طفله الراجح لعائله الراجحي
وهي تُمسك الطفلة بحضنها : تجنن حبيبه أمها
منصور يُحدق بها بسعادة لطالما تمنى ابنه وأُخت لأبنه الوحيد
: تشبهك
ضحكت بخفوت : لسه ما بانت ملامحها يا نصاب بللت شفتيها الجافتين لتردُف ايش بنسميها حبيبي
ابتسم : اختاري الاسم التبين موب انتِ التعبتي وحملتي وولدتي
بابتسامه وهي تتأمل وجهه طفلتها : أُرجوان
وهو يمسح على شعرها بكفه الضخم : تم أجل صار اسمها أُرجوان منصور الراجحي
..
الغُرفة المُقابلة حيثُ تستقر طفله الراجحي عند عائله الراجح تتأمل طفلتها وهي على سريرها , وكم تغمُرها السعادة لخروج طفلتها التي انتظرتها يوم بيوم وشهر بشهر , ليهتف زوجها بفظاظة
: اسمعي ترى بسميها نوران
نظرت له ببهوت : ليه نوران ما تفقنا نسميها رتيل
بنبره كريهة لتخرُج من فمه رائحة بشعة من إهماله
: أقول بس هذا الناقص أخذ شور مره بعد
مطت شفتيها فليكن اسمها نوران فهي ستكون النور التي تُضيء بها حياتها من هذا الظلام الدامس الذي يُحيطها ويعُج بالسواد من حياتها ستُكرس نفسها ومُستقبلها ودُنيتها مِن أَجلها من أجل روحها أبنتها الوحيدة .

نعجتي 05-05-16 02:58 AM

رد: هذه دُنياي
 
لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة aurura

الفصل الأول


بعد عشرون سنه

تصاعدت تلك النجمة الحارقة كالعنقاء الأسطوري , بيوم مُشمس شديد الحرارة , لتستقر وسط السماء السرمدية وتُعانقها قطع القُطن البيضاء الصافية , لتُشع بنورها وحرارتها تلك الأرض التي تدور حولها والكواكب الشمسية أطفالها حولها تمُدهم بدفئها وحنانها , رُكنت السيارة السوداء بشكل عشوائي , واحتكت عجلاتها بالرُخام بكل حده لتُصدر صرير مُدوي من مُحركها , وتكبس كفه الخشنة على المقود بغضب جامح , يشهق ويُزفر بعمق أمام ذلك القصر الشامخ وصدره يعلو ويهبط من الانفعال , ترجل من السيارة وهو يصرخ ويدوي بصوته الغليظ
: عااااااااااااااااااااااااااااااصم يا حيوان أطلع لي يالحرمه
خرج حوله بعض " البوديقارد " بالبدل السوداء وهم يشبثوه من عضديه , يصرخ ويُحاول إفلات نفسه
إجذأر بغيظ : واقف تتخبى ورى الحريم يا ال...... ال .....
بعض الرجال يسيرون هرعاً من داخل القصر وقف عند عتبه الدرج الخارجي مُعقد الحاجبين من هذا الرجل الغريب الذي أقتحم سكينتهم صارخاً أمام قصره طالباً ابنه ليستوعب الأمر وتعبس ملامحه المُستغربة و قد توقع من يكون بالتأكيد هو لا غيره , أشار لرجاله بكفه أن يبتعدوا , لينظر الآخر بشزر لذلك الرجل الأربعيني الذي يملأ شعره الفاحم الشُعيرات البيضاء الواضحة , بصوت مدوي
: وين عاصم الكلب والله أوريه الحيوان ال .....
عبدالكريم بصوت ثابت مُحرج ينزل عتبات الدرج قائلاً
: أمسحها بوجهي والله ما أعرف وش أسوي معاه هالولد مو مريحني لا ليل ولا نهار أنا بحاسبه بس هدي الوضع الحين ما رح أعديها له وعد مني
اتسعت عينيه بشرر : اهدي الوضع وولدك لوث شرفي وطلعت صوره مع زوجتي في الجرايد و فضحني بين العالم
فرك جبينه بغضب من ابنه وتصرفاته الرعناء غير المسؤولة تنهد بعُمق قبل أن ينتبه للرجل يُخرج مُسدس من جيبه , ليمسكه أحد الرجال ويرفع يده , وتنطلق رصاصه باتجاه السماء الزرقاء , وهو يصرخ بوجهه
: رح تقتله طيب وبعدين رح يبرد قلبك و يتنظف شرفك وتدخل السجن وعندك ولد ويمكن حتى ما تشوفه يكبر قدام عينك يوم يقتصوك
زم شفتيه بأسنانه تخنقه العبرة وكم هو مقهور وصعب قهر الرجال , كاد أن يُدمي شفتيه بزمه لها ولم يشعر بهذا الألم فالألم الذي بجوفه وقلبه أكبر , أكبر من أي شي فالألم لا يُقارن بهذه البحار العميقة ولا السماء الواسعة , قُبض قلبه عندما ذُكر ابنه الذي لا ذنب له بفعل أمه الحقيرة وإجذرأ بهذه العائلة
ليردُف : حسبي الله عليكم ربي ينتقم لي منكم و ياخذ حقي
ركب سيارته ليُغادر وهو مهموم من هذا الهم حتى وإن قتل زوجته فعاره لن ينظف بل حتى وإن طلقها أسدل جفنيه ليفتحهما و يرى الطريق أمامه , تغيرت حياته كلياً هذا اليوم
,
دخل للقصر مهرولاً لتقع نظراته على ابنه ويسحبه من بين النساء ويرميه بقوه على الطاولة الزُجاجية , ويتحطم زُجاجها ويتناثر لأشلاء وهو يسمع صرخات عائلته
عاصم بفزع : يبه والله مالي دخل ما دري إنها متزوجة
اتسعت عينيه بذهول لينقض عليه ويركله بقدمه على خصره
عبدالكريم بغضب عارم : يا الحيوان وإذا مو متزوجة تطلع مع بنات الناس وتدمر حياتهم يا الواطي
بصُراخ وهي تتشبث بعضده : عبدالكريم تكفى إهدى وش الصار
دفعها عنه لينظر لها بشزر : كله منك انتِ ومن دلعك له وين ما أودي وجهي موطي راسي ليه ما قريتي الجرايد اليوم الصبح وولدك المبجل طالع مع وحده متزوجة وزوجها جا قبل شوي وناوي عليه وتعرفين الصحافة تنتظر لي الزلة بس
عاد بنظراته اللاهبه لأبنه : اسمع وعلم يوصلك ويتعداك لو أشوفك هنا مره ثانيه أني لأوريك الويل تنقلع ولا عاد أشوف وجهك
ضغط على أحد الأرقام بالمُفضلة هاتفاً : سليم اليوم تحجز لعاصم وتقلعه لقلعه وادرين
شهقت إحدى النساء : بتطرد ولدك من بيتك عشان وحده واطية طلعت معاه وش دخل ولدي
أسدل جفنيه بغضب دون أن يرفع صوته على والدته
: يمه لا تتدخلي فيني وفيه خليني أأدبه وأربيه , نظر لزوجته بشزر رادفاً , بعض الناس ما عرفت تربي
زمت شفتيها من كلام زوجها , لتربُت أخته على كتفه وتمسح عليه بهدوء مُعقده الملامح بحزن
: خلاص إهدا يا كيمو سوي التشوفه صح بس إهدا يا خوي
تنهد بعمق وهو ينظر لابنته وهي تُعانق ابنه عمتها بخوف وكم هُما بريئتان لا يُحب أن يخاف منه أحد ولكن هو هكذا عن غضب لا يرى أمامه من الغضب
***
في ليله أستسرّ القمر, رفتّ الأَهداب الكحيلة , و ترمُش الأجفان على العينين الفِضِيَتين النجلاء , لتفتحهُما بهدوء وتُغلقهما تارة دليل على النُعاس وهي تُكتف ذراعيها على النافذة وتسند ذقنها عليهما و تتأَمل صُندوق راقصه الباليه التي تدور حول نفسها بهدوء , لتُصدر منه صوت معزوفة موسيقية ناعمة تجلب النوم لتُدندن مع تلك الموسيقى بخفوتْ وصوت كتغريد البُلبُل وهل لأحد صوت كصوتها الشجيّ
: لافندرز بلو ديلي ديلي لافندرز قرين
قطع خُلوتها وسُكونها صوت والدتها المُجلجل
: ليييييللللللوووو
نهضت بسرعة وهي تتعرقل بالفوضى التي بالغرفة بفعل أختها وأخيها المُهملين
: جايه يمه جايه
خبأت صندوق أسرارها كي لا تستخف بها أختها التوأم كما العادة وتنعتها بالطفلة الملاك المُدللة ذهبت لغُرفة الجُلوس المهترئة من القِدم والفقر بصوت رخو
: سمي يمه
برمت شفتيها : روحي البقاله وجيبي لنا خبز وحليب
هتف وهو مُعقد الجبين وينظر لزوجته : بترسلي البنت بذا الوقت المتأخر انتظري يا بنتي أنا بروح أجيب روحي غرفتك
ركضت إليه لتُقبل يديه وترجوه : يبه الله يخليك انت تعبان اجلس وارتاح أنا بروح مع مجود
مط شفتيه بانزعاج من زوجته التي تُعاملها كخادمه رغم أنها ابنتها ليهمس
محمد : روحي يا بنتي الله يوفقك
دخلت لغرفه مُشتركه بينها وبين أختها وأخيها الصغير صفقت بكفيها صفقه واحده لتهتف
: قُبطان يلا بنروح البقالة تعال معي موب انت رجال البيت
الطفل ذو عشر سنوات : ايه انا رجال البيت وما أخليك تروحي لحالك بس تجيبي لي حلاوة
ابتسمت بحُب : يسعد قلبك ويخليك لي أكيد بجبلك الدُنيا لو تبي أكلك أنا وأكل دلعك
توجها مشياً بتلك الظُلمة الحالكة للمتجر لتُحضر طلبات والدتها كالمُعتاد قابلت جارتهم بطريق ذهابها
الجارة بحنان : ليليان رايحه البقاله
بابتسامه تُزين ثغرها : ايه يا خالتي تبين شي
: لا يا قلبي بس خلي ريتا تربي بطيخه بالبيت مع السلامة الله معك
هتفت هكذا عابسة
ليليان بعبوس : لا تقولي كذه يا خالتي مع السلامة
ضحكت بخفوت من جارتهم التي تعتب على أختها لأنها دائماً هي من تقوم بكل شي وتُساعد أمها بأعمال المنزل والمصروف , حتى الجامعة أوقفت قيدها هذا الترم لتعمل في الصباح , وهذه السنة الأولى لها لم تدرس غير ترماً واحداً بينما أُختها رفضت إكمال الدراسة وقد تجاوزت الثانوية بصعوبة , دخلت للمنزل وهي تخلع حذائها عند الباب ويسبقها أخيها للغرفه كي يُتابع لعبه , وتسمع صوت صُراخ والدتها و لتعجبت جداً عندما يمر يوما ما دون أن يَسمع الحي بأكمله صُراخها المُجلجل , عقدت حاجبيها من كلام والدتها فهي دائماً تُقارن أختها بها وتُريدها أن تكون الأفضل ولا تعلم لماذا لا تُحبها كما يحبها والدها فهي لا تشعر بحبها ابداً لم تمسح على شعرها يوماً لم تحكي لها قصص قبل النوم لم تبتسم كثيراً بوجهها كما تفعل مع أختها وأخيها يؤلمها كثيراً شعورها ببعدها الروحي عن أمها
إجذأرت ناريمان لابنتها : يا الغبية انتي يا الخايسة بتدرسي جامعه غصباً عنك
ريتا بتأفأُف : يمه ما أحب الدراسة غصب يعني ما تمر من حلقي
بغضب : بتمر غصب يعني بتمر تبين تكون ليليان أحسن منك يا الخبله المُتخلفة
بانزعاج من زنّ والدتها عند أُذنها : ما تطفشين وتتعبين وينشف اللُعاب من حلقك وانتي كل يوم تقارنين بيني وبين الملاك المدللة
ناريمان : يا الحمارة أبيك تكونين أحسن منها وش يقولون علينا الجيران عندها بنتين زي الشمال والجنوب
نهضت ريتا بحده : اروح أنام أصرف لي و دراسة ماني دارسه
توجهت لكي تدخل وهي ترى أختها الملاك تقف عند الباب عاقده الملامح بحزن , نظرت بازدراء وكم تبغضها وتغار منها لأنها أفضل منها وأمها تُقارنها بها دائماً ووالدها لا يرفض لها طلباً ويُحبها أكثر منها , تجاوزتها لتلج لغرفتهم المُشتركة وتصفُق الباب خلفها , أسدلت جفنيها بفزع على حدقتيها الفضيتين من صفق الباب لتفتحهما وهي تنظر لوالدها يهز رأسه بأسى من حال ابنته الحقيقة الأعوج
***
تقف بطولها المتوسط بجانب صديقتها , وتدفع بكفها داخل حقيبتها الصغيرة المٌعلقة على كتفها لتلتهم بعض البذور و تنفث قشرتها على الأرض مع بعض البُصاق وهي تتأمل بمحل الذهب , والأخرى مُتوترة كعادتها بهذا الموقف هامسة
: أقول بلاها اليوم نسرق أخاف ننكشف
عبست ملامحها : ما عليك ما رح ننكشف لو جلستي كذه أكيد بننكشف كم صارلنا نسرق وما حد اشتكى
تنهدت بعمق وهي بحاجه للمال : طيب يلا روحي
ابتلعت " اللُبان " لتمضغها بحنكها وتدخل المحل طرقت أناملها ببعض على زُجاج المنضدة وهي تنظر لمجموعه الأساور الذهبية الخفيفة وتُحرك لسانها بداخل حنكها مع العلكة
: هممممم أنا أبي شي أثقل ودي تكون هديه لعرس أختي
البائع بابتسامه ودية للزبائن : عندي شي مره حلو للعروس
أومأت برأسها و أنحنى بجسده ليبحث عن شي بداخل الدولاب و اجتذبت إحدى الأساور وثبتتها بالعلكة على المنضدة وهي تنتظر قدم لها مجموعه البناجر الثقيلة لتدخل صديقتها للمحل سائله
نرمين : لو سمحت ألقى عندك نفس هذا الحلق
نظر له ليقول : لا ما عندنا بس إذا ودك عندنا مُصمم يسوي مثله
توترت نرمين قليلاً : لا مشكور كنت أبي جاهز
خرجت بعد أن أخذت الإسواره من طرف المنضدة وتحشُرها بحقيبتها , نظرت الأخرى لمجموعه البناجر
: ما عندك باللون الأبيض يعني قصدي الذهب الأبيض أنعم
: لا يا أختي ما في غيره
وكأنها لم تفعل شيئاً : طيب شكراً
***

يُتبع

نعجتي 05-05-16 03:00 AM

رد: هذه دُنياي
 

غنّوا لحبيبي وقدّموا له التّهاني
في عيد ميلاده عساها مية عام
افرح حبيبي واطلب أغلى الأماني
الليلة يا عمري تناديك الأحلام
زمت شفتيها بخجل ناظره لعائلتها الصغيرة والدها و والدتها وأخيها وبعض الخادمات الذين يقفون حولها من هذه المفاجأة الجميلة هامسة بخجل
: الله يسامحكم ما علمتوني ولا كان تجهزت بدل شكلي المبهذل
حركت عينيها لترى شكلها وملابسها الرثة من كُثره استخدامها و قد أصبحت لوحه فنيه تلوثت من الألوان وهي ترسم
ابتسم منصور بحنان أبوي : أي شي تلبسينه حلو عليك يبه ولو علمناك بتدرين انه مسوين لك مفاجأة
ركضت لأحضان والدها لتعانقه بقوه وسمعت هُتاف مرح
زايد مرحاً : وأنا مالي حضن بس أبوي هو ال له نصيب
التفت إليه بابتسامه تغمُرها لتركض لأحضانه ويحملها ويدور بها لتدوي ضحكاتها قبلته على وجنته هامسة قُرب أذنه
: يسعدك ربي أموووت عليكم مره شكراً كل مره تفاجؤني بشي حلو
نزلت من بين ذراعي أخيها و نظرت لوالدتها التي تمُد شفتيها بضيق وتعبس ملامحها ركضت إليها بعنفوانها و حيويتها
مطت شفتيها : وست الحبايب والكل ليه زعلانه مو مبسوطة انه بنتك الوحيدة كملت عشرين سنه اليوم
وضعت وجه ابنتها بين راحتيها لتبتسم شبح ابتسامه من بعض الهموم
: معقول ما أفرح أن بنتي العسل بتصير عشرين بس تعرفين وش أبي عشان أكون راضيه عليك أبغاك تكوني التوب دايماً وأحسن وحده بين صديقاتك , لوت شفتيها وهي تنظر لملابسها رادفه , الحين أنا اشتريلك أحسن اللبس وأغلاه وتطلعي كذه من المرسم ومو جبتلك مريلة تلبسيها وقت الرسم يعني عاجبك شكلك كذه
بابتسامه ظريفة : ماميتو لا تكبري الموضوع لو أدري أنكم بتسوا حفله كان لبست وغيرت وأنا ارتاح بملابسي بالرسم
بملامح جديه : كم مره بقولك حتى لو ما في شي المفروض تطلعي من غرفتك على سنقه عشره
أومأت رأسها بحزن من عتاب والدتها الرقيق , هي لا تستطيع أن تكون سيده مُجتمع ككما تُريدها أن تكون والدتها فهي عفويه أكثر مُتواضعة , لولا تشاجر والدها مع والدتها على موضوع الرسم لكانت رفضت أن تُمسك الفرشاة والألوان , نظرت الأخرى بعتاب لزوجها الذي دللها كثيراً وكأنها تُخبره " أنت السبب " , حرك منصور رأسه باتجاه النافذة هامساً بخفوت
: يا صبر أيوب
***
بين أروقه الجامعة وممراتها تعُج بالهدوء وكُل الطالبات تقمن بدروسهن ب " الكلاس " في مكان ما حيث الخُبث والخبائث و حيث تتجمع الشياطين هُناك , صوت قهقهات أنثوية يصدُر من بين أحد الحمامات ( أكرمكم الله )
بسخرية فظة : مو كذه يا الهبله اشفطي أول وولعي
تُعانق السيجارة بين شفتيها الورديتين وتُحاول إشعالها ولم تنجح , نفذت ما قالته صديقه السوء لتشتعل ويبدأ دُخانها بالتصاعُد تدريجياً لتبتسم لطالما تمنت أن تُجرب التدخين وقد فعلت اليوم بفضل صديقه السوء , وكأنها لم تكتفي بالسرقة البارحة , أسندت الأُخرى جسدها على الحائط براحه لتُشعل سيجاره لها وهي تبتسم بخُبث , فلتبدأ بالسيجارة لتنتقل لمرحله أعلى مُستوى
***
يُحلق الشاهين عالياً ليُرفرف بجناحيه وعينيه تلمعان بحده و خُبث ودهاء وهو يرى فريسته الأرنب الصغير الذي يعدوا بخوف لينقض عليه بمنقاره الحاد ويسحق عُنقه ليفقد روحه ويحمله عالياً ويلقيه أمام الجسد الرجولي الشامخ , و يستقر بعد مُهمته على زند صقاره , سمع صوت تصفير وتصفيق ليلتفت بجمود كعادته ووجهه مُبلل بالعرق وقد صلبته الشمس لتزيد من سمار بشرته
طلال : اوووووو والله فنان هالجارح
بجمود يُسبل جفنيه : وش جابك
طلال بفزع مرح : عوذه منك يا ولد العم ودي يوم بس يوم واحد أشوفك مُبتسم , عبس ملامحه بتمثل مرح , كله مكشر أنت وذا الوجه الأشهب
رفع حاجبيه لتظهر على ثغره ابتسامه استفزازية عريضة تُظهر صف أسنانه وتُزم أطراف شفتيه
لتعود ملامحه الجامحة كمان كانت : ها وابتسمت وش تبي ليه جاي قلت ما أبي أشوف أحد بروق لحالي
لوى شفتيه من تلك الابتسامة التي تغصبها وكأنه يُسكته بها
طلال : جاي من الحكومة تطالبك بالرجعة وحالاً
تنهد بعمق ليتحرك نحو الكوخ الصغير بداخل المزرعة و يتناول إحدى البنادق ويعود و ابن عمه ما يزال موجوداً , تجاهل وجوده ليقول طلال مرحاً
: أقول ما رح تضيفنا في مزرعتك قبل لا تبدا تفرغ عصبيتك حلا عصير
وجه البندقية للسماء ليُحرك عينيه له بعد كلامه بنظرات حادة كالسباع
ليهمس طلال بخوف تمثيلي من نظراته : مويه طيب
ببرود : ما حد عزمك
مط شفتيه بملل : يا خي يا إنك مُمل صدق
أطلق رصاصه من بندقيته وهكذا يقوم بتفريغ غضبه بإطلاق الرصاص على لا شي ولكنه الآن غاضب غاضب جداً من الشيء الذي أكتشفه وكان غافلاً عنه طيلة هذه السنوات , لدرجه أن غضبه لا يُفرغ بطريقته المُعتادة هذه , الغضب , الألم , الحزن يجتاحه كإعصار مُدوي يُدمر كل مايراه أمامه , كنار ثائرة تحرق الأخضر واليابس
***

يُتبع

نعجتي 05-05-16 03:01 AM

رد: هذه دُنياي
 

بغرفه قديمه و مهترئه من غرف المنزل تتخصر مُحادثه زوجها بخفوت وحده تكاد ترفع صوتها المعروف بجلجلته
ناريمان : وينه ليه ما أرسل كل ما رحت البنك ما تلاقي شي
أغلق أزرار قميصه بقله صبر منها : عشرين سنه وهو يرسل بانتظام كل شهر
بتكشير : وينه طيب ما أرسل من 3 شهور ترى ما رح اصرف على بنت الناس وأخليها تاكل حق بنتي الحقيقية
قال محمد مُتنهداً : يمكن صار له شي لا سمح الله ماندري وش ظروفه الرجال ولا تعلي صوتك لا تسمعك البنت
ناريمان بفظاظة : خليها تسمع
طُرق الباب عليهما لتدخل ابنتهما هامسة
ليليان : ماما بابا يلا الفطور جاهز
ابتسم لها بحُب رُغم انها ليست ابنته الحقيقة ولكنها ابنته من الرضاعة فهو يشعر بها كابنه أكثر من ابنته الحقيقية حنونة عليه تعطف عليه تبِّر به
محمد بحنان أبوي : يلا يا بنتي جاين يا بعد قلبي
على سُفرة بالأرض تجمعت العائلة الصغيرة حولها
يُوجه نظرات عاتبه لأبنته : ريتا الحين ليه ما تساعدين أختك مو بحرام كل شي على راسها ووقفت دراستها وتشتغل عشانا و أنتي لا دراسه ولا شي
ريتا بمرح مُتملل : يوووه يبه هي راضيه وما اشتكت , التفتت لها , ليلو مو مضايقك كل شي عليك صح يا بعد قلبي
ابتسمت ليليان لها بحُب وهي تٌحاوط أكتافها : أكيد يا روحي ماني متضايقة أنتِ تُأمري وتدللي
نهضت ليليان قائله : يلا عن أذنكم بروح الشغل عشان لا أتأخر
محمد : روحي يا بنتي روحي الله يوفقك
خرجت لتخرج خلفها أختها ناده لها بحرج
ريتا : ليلو
التفت بابتسامتها الساحرة فهي عاديه الملامح والجمال ما يُميزها صوتها كتغريد البُلبُل وعينيها الفضيتين
: لبيه عيون ليلو
ريتا: معك فلوس بروح السوق ومامعي شي
وجهت نظراتها لحقيبتها التي تحملها هامسة بصوت يصل لأذنا أٌختها
: معي شويه فكه بس لسه ما أخذت الراتب
أخرجت بعض الفكه رادفه : كم تبين
أخذتها ريتا كلها من يدها : يمكن أحتاجهم كلهم ويلا يكفوني مشكوره يا روحي استقلت كل منهما سيارة أجره لتذهب كلٌ في طريق
بعد رُبع ساعة تتصفح إحدى الصُحف التي نزلت قبل أيام وينتابها الفضول عن حياه الأغنياء المُنتشرة بالصٌحف , ارتشف الشاي لتشهق وهي تسعُل وينتثر بعض رذاذ الشاي من فاهها على الصحيفة هاتفه
ناريمان : محمد تعال تعال شوف
نظر لها بهدوء كعادته فهذه المرأة جبارة بل هي عن مئة رجل هي من تُمسك البيت بل هي عاموده الذي إذا أُزاح تهدم البيت على رؤوسهم رُغم انه رجل المنزل إلا أنها تُشعره أنه مُجرد تحفه أثريه مركونة بأحد الزوايا شخصيتها القوية تفوق شخصيته بأضعاف المرات والواضح أن ريتا قد ورثت عن أمها كل شي
محمد : وش أشوف
جلست بقربه وهي تحمل الصحيفة : شوف عاصم ولد عبدالكريم الذيب مصورينه مع وحده متزوجة وناشرين صوره بالجريدة
عنه كلام ماينقال , لتُتمتم بالاستغفار
محمد مُتنهداً : وش دخلنا إحنا بكيفهم
رفعت حاجبيها باستنكار : شلون وش دخلنا مو ذا عبدالكريم ابو ليليان وهذا عاصم أخوها


الساعة الآن 01:19 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية