منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f833/)
-   -   موت المآقي [ مذكرات طبيب حرب ] (https://www.liilas.com/vb3/t202054.html)

وردة شقى 23-04-16 01:19 PM

رد: موت المآقي [ مذكرات طبيب حرب ]
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3605716)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وصفتي فأجدتي ورسمت بكلماتك فأبدعتي..
كانت مشاهد نابضة بالحياة رسمت اﻷلم وأوضحت القلق والخوف الذي يعتريهم.

كم هي لحظات عصيبة تلك التي تمر بمن فقد نعمة اﻷمن والسلام
حيث الموت والحزن يتربص به من كل الأنحاء..

سلمت يداك عزيزتي
تقبلي خالص ودي

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»


وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته

هذا حال القلم إن لم أجد رسم الحياة بعمقها
و واقعها فما فائدته ..

هي حقيقه موجعه
ان فقد الأمن و الأمان
فقد بريق الحياة
و برز الوجع ..


سعيدة بمرورك
و أنيق ردك ..


دمت بطاعه

وردة شقى 16-05-16 10:34 AM

رد: موت المآقي [ مذكرات طبيب حرب ]
 


شيء من القادم


قابضا عليها و أنا أقول : رهف أغمضي عيناك
نظرت إلي باستغراب ثم أغمضتها و بعد أن وضعت ما بيدي بين كفيها الصغيرين ، أمرتها أن تفتحها ، البهجه هي المعنى الحقيقي لتلك الملامح التي ارتسمت على محياها الضئيل ، و قبل أن تتفوه بحرف قلت : أتسمحين لي بأن أسرح شعرك بها ؟
هزتان متتاليتان و عبرة حائره كانت الرد على سؤالي ، الذي وجهته لها بحنو و عطف .



وردة شقى 24-05-16 10:25 PM

يتبع الثاني
 


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



منذ زمن كتبت

[ عندما تسكن الأخلاق أقلامنا و يسكت الحياء جنوننا حينها فقط نفخر بأحرف كلماتنا ]





موت المآقي [ مذكرات طبيب حرب ]





( يتبع الثاني )




مناف

على الجانب الآخر من المكان نفسه ، أجلس القرفصاء مبتسما لفتى يناهز العاشره ، أربت على رأسه ، و أنا أرقبه يطبب جرحا سطحيا ، أصاب ساقه حين كان يجري خلف كرة جئت بها معي لأجلهم ، فأنا أدرك حب الصبية و شغفهم بكرة القدم ، يلصق لاصق الجروح بدقه بعد تنظيفه ، متبعا توجيهاتي ، وقف على قدميه لينطلق بعدها ، متابعا اللعب ، و أنا أراقبهم من مكاني .

مناف ..
جاء الصوت من خلفي بنبرة شبه مسموعه و بصوت طفولي خجول ، لألتفت باتجاهه ، و ما إن أبصرت صاحب الصوت الذي لم يكن سوى طفله ، لوحت الشمس ملامحها و تساقطت خصلات شعرها بشكل مشعث يمينا و يسارا ، لأرتكز على ركبتي اليمنى ناظرا لها و مجيبا بمثل مستوى نبرتها : أجل أنا مناف و أنت ؟
لاحظت تراجعها خطوه واحده و هي تخفض وجهها عني مجيبة على سؤالي : رهف
امتدت كفي تسرح شعرها ببطئ قائلا : رهف اسمك جميل كإسم أختي الصغرى
رفعت رأسها حين سمعت الكلمات و بريق سعادة يخطف مآقيها قائله : هل أختك اسمها رهف ؟
هززت رأسي موافقا على سؤالها بطيف بسمة تلوح مبسمي ، و كفي اليسرى تعبث بجيبي لأخرج ربطة شعر زهريه ، قابضا عليها و أنا أقول : رهف أغمضي عيناك
نظرت إلي باستغراب ثم أغمضتها و بعد أن وضعت ما بيدي بين كفيها الصغيرين ، أمرتها أن تفتحها ، البهجه هي المعنى الحقيقي لتلك الملامح التي ارتسمت على محياها الضئيل ، و قبل أن تتفوه بحرف قلت بنبرة حنونه : أتسمحين لي بأن أسرح شعرك بها ؟
هزتان متتاليتان و عبرة حائره كانت الرد على سؤالي ، الذي وجهته لها .


جوليا

أقف و نظراتي تتوزع يمينا و يسارا ، سكون يحيط روحي و وجع من الماضي يتسلل لذاكرتي ، يثير شيئا في أعماقي ، كنت أحارب لدفعه طيلة سنين عمري الماضي ، لكن لأدنى وجع يتعلق بفقد الوطن ، يطفو للسطح و يخيم على مشاعري ليسجنني في طياته ، و ها أنا أقف على أعتاب أرواح ممزقه ، تعيش على ذاكرة وطن ، كانت يوما ما تعيش بين أحضانه ، تتوسد ثراه و تتلحف سماه ، آه يا وطن الموت ، تسكن بأحداقهم و تتدفق في شرايينهم ، تذوب في دماءهم ، ومهما أوجعتهم لن تستوطن ذاكرة نسيانهم .
جوليا ..
جاء النداء من خلفي ، لألتفت مبصرة أخي عبدالله ، يقترب مني بملامح ساكنه ، يقرأ تضاريس مبسمي و كأنه يبحث عن شيء ما هو يدرك كنهه ، ولأنني على شفير انهيار و بوسط هذه المعالم المؤلمه ، ما كان لي إلا أن أمد كفي ليحتضنها ، ينظر في عيناي ليسكن الطمأنينة فيها بعد ثورة وجع كادت تجذبني لأعماقها ، ليهمس لي / جولي أنت هنا لتطبيب جراحهم و زرع الأمل في أرواحهم ، حاولي نسيان الماضي لأجل هذه اللحظات ، أرجوك جولي
هززت رأسي و أنا أغالب عبرات تكاد تقبل وجنتي ، أبتلع غصة في حلقي ، أتنهد محاولة طرد ما امتلأ به صدري من هم متخم بالوهن و الوجع ، لبشر يسحقون تحت وطأة انعدام الإنسانيه و قسوة بشر لا يعرفون من البشريه شيئا ، أسير برفقة أخي ، انثر ابتساماتي لطفولة لا تعرف سوى المرح رغم كل الأوجاع ، و أهز رأسي بسلام لنساء ، خطت سنين القهر على تضاريس ملامحها المرهق بنظرات كسيره وهي تجاهد برسم طيف بسمة لطفلها الذي يسكن حضنها الأمومي .




سوريا
بين الركام





أقف أنظر من النافذه ، أبصر ابني و أمير وهم يحاولون ابعاد مجموعة من الصخور عن الدرب ، والتي لم تكن موجودة بالأمس ، تنهدت بعمق و أنا أدعو بخلدي أن يحفظهم الله تعالى و يكفيهم الشر و ييسر لهم كل صالح و خير ، حتى جاء صوت الطبيب غسان مناديا / يا خاله
نعم بني .. قلتها ملتفتة باتجاه الباب الذي كنت أعطيه ظهري ، أسير الهوينا متعمدة حتى لا يتضح ألم ساقي ، و ما إن أطل غسان حتى ابتسم لي ، ثم دار بنظراته للغرفة التي يسكنها المرضى و التي كانت اليوم بفضل الله خاويه إلا من رائحة المطهرات الطبيه ، ليقول / جزيت خيرا
أجمعين يارب ، كيف حالك اليوم ؟ هل مازلت تشعر بالألم يا بني ؟
قلتها بحنو و أنا أتقدم إليه حاملة بعض الأشياء التي تحتاج للتنظيف ، ليطرق رأسه للأرض مبتعدا عن الدرب قائلا بطيف بسمة مازالت تتلحف مبسمه / الحمدلله زال بفضل الله تعالى ثم الشباب ، لقد أبلوا بلاءا حسنا ، أعتقد أن دروسي العمليه لم تذهب عبثا
هنا جاء صوت ليث صارخا / حالة مستعجله
ليقفز الطبيب من أمامي ، متمما بلسانه بصوت أقرب للهمس / اللهم سلم اللهم سلم
كانت كلماته تنخفض من على مسامعي و هو يركض باتجاه البوابه ، حيث ليث يحمل جسد طفل ، تسيل الدماء من رجله اليسرى ، ليعود رعب الأمس يتجدد بأول جريح .





العذوب سليمان



bluemay 25-05-16 03:38 PM

رد: موت المآقي [ مذكرات طبيب حرب ]
 
اسأل الله أن يفرج عن سوريا كربها وعن كل المسلمين في كل مكان..

سلمت يداك وردتنا

وبإنتظارك بشوق كبير ..


لك خالص الود

~FANANAH~ 02-08-16 11:02 AM

رد: موت المآقي [ مذكرات طبيب حرب ]
 
يُغلق الموضوع لحين عودة الكاتبة ..


الساعة الآن 04:24 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية