منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس) (https://www.liilas.com/vb3/t201988.html)

رجاء تونس 14-03-16 12:25 AM

522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)
 
مساء الانوار لكل عشاق روايات عبير في المنتدى
انا عضوة جديدة في المنتدى و انا من اشد المتابعين للمنتدى قبل التسجيل :liilas:
لحبي لروايات عبير التي كانت جزءا لا يتجزا من فترة مراهقتي :c8T05285: و رجعت اقراها بعد كم سنة و حسيت بحنين لتلك الفترة و مازلت محتفظة بكم رواية بما فيها هذه الرواية الجميلة التي لا امل من قراءتها

عاصفة الحب-صوفي ستون-قلوب عبير(دار النحاس)
الاسم الاصلي للرواية
« saving the devil »
ملخص الغلاف الخارجي
لقد انقذ بول برانكو حياة ميراندا من الاخطار التي كانت محدقة بها...و لكنه الان و بعد ان انقذها يؤكد بانها تحاول ان تغير مجرى حياته و ترشده الى الطريق المستقيم.
بينما و بالمقابل كانت ميراندا تعتقد انه رجل من الصعب الوصول الى قلبه لنظرته التي تختلف اختلافا كليا عن سواه.فكيف ستتوصل في النهاية للفوز بذلك الرجل الذي يصعب ارضاؤه !

"انني لا العب عندما يوجد الحب"
قال بول دون مبالاة "كلنا نلهو باسم الحب و لا يمكننا ان نتجنب مثل هذا الامر الطبيعي"
اجابت ميراندا " لا اصدق ذلك"
نظر اليها بموضوعية و قال بلطف خطير "انك فعلا ساذجة اذا.اخبريني كل الذي تعرفينه عن الحب يا صغيرتي"




رجاء تونس 14-03-16 12:40 AM

رد: 522-عاصفة الحب-صوفي ستون-قلوب عبير(دار النحاس)
 
الفصل الاول


اخذت الرياح الهوجاء تهز مصراعي النافذة محدثة اصواتا مخيفة.فشبكت ميراندا ذراعيها حول نفسها
و هي ترتجف و تحاول جاهدة في نفس الوقت ان تقنع نفسها بانها خائفة مما تحدثه هبوب العاصفة من اصوات
مخيفة تقشعر لها الابدان.ثم قالت بصوت عال تحاول ان تطرد الخوف عنها مع انها لم يكن هناك معها من احد
في هذا البيت الصغير "انها المغامرة التي طلبتها يا فتاتي.فها انت فيها استجمعي قواك و تمتعي بها"
عصفت الرياح من جديد محدثة اصواتا مرعبة انها من دون شك صوت تكسير اغصان شجرة في الغابة التي
تحيط بالبيت.قد سقطت عن الشجرة و ارتطمت بالارض فاحدثت صوتا رهيبا.و تساءلت ماذا لو سقط غصن
من تلك الاغصان الضخمة على السطح الحديدي البسيط الصنع للبيت !
ارتعشت عندما فكرت بذلك و تمنت لو ان والدها يعود.فقد ترك البيت في الصباح الباكر امس غير مبال بهواجس
و خوف ميراندابان الجو ينذر بعاصفة شديدة و ذلك لانه كان قد خطط لهذه الرحلة في النهر بقاربه منذ اشهر.
و حمل القارب بالمؤن و الكتب المترجمة و كله عزم و تصميم ليقوم بهذه الرحلة دون ان يفكر و يخاف على
سلامته الشخصية و لا لتوسلات ابنته القلقة عليه.
عاد مصرعا النافذة يهتزان بقوة فارتجفت كل اعضاء ميريندا و شعرت في نفس الوقت بشيء قد لمس قدمها
فقفزت من مكانها بخوف شديد و نظرت الى الاسفل بحذر ذلك لانها كانت قد تعلمت خلال مكوثها في الغابة لخمس
سنوات خلت ان تاخذ حذرها من تلك الحيوانات الصغيرة التي قد تلمس قدمها.
لكن خوفها تلاشى عندما وقع نظرها على احدى الهررة الصغيرة التي ولدت حديثا فضحكت ضحكة خفيفة
و حملتها بين يديها و قالت لها "مرحبا يا صغيرتي هل اضعت مكان امك الهرة !"
كان عمل الهرة الام ان تنقل صغارها طوال النهار من الباحة الخارجية للبيت الى مكان ما اختارته في اعلى التلة.
وكان جاو قد اخبر ميريندا بان هذا العمل الذي تقوم به هذه الهرة هو احدى الدلائل التي تنبئ بقدوم العاصفة
و قد تنبهت بغريزتها بما قد يحدث فانتقلت الى مكان اعلى.اما تلك الهرة الصغيرة فيبدو عليها اناها لم تدر انهم
قد تخلوا عنها فاخذت تتودد الى ميريندا و تطلق مواء و هي تتحسس براسها الصغير وجهها تلتمس الدفء و الحنان
ثم و قد اطمانت اخذت تخرخر بصوت خفيض.
فقالت لها ميريندا "يسعدني ان اراك مرتاحة و مطمئنة".ولم تخرجها من البيت بل شعرت بان هذه الهرة الصغيرة
قد تكون خير مؤنس لها في وحدتها.
كان البيت الصغير يغرق في الظلام ذلك لان جاو كان قد اعطى تعليماته لها قبل ان يرحل ان تغلق النوافذ بمصاريعها
و ان تفصل التيار الكهربائي تجنبا للحريق الذي قد يحدث من جراء تلك العاصفة الهوجاء.واضاءت الشموع التي كان
لهيبها يتراقص و يكاد ان ينطفئ نورها كلما اهتز البيت الصغير من جراء هبوب العاصفة المجنون.تذكرت كلام
جاو و هو يطمئنها قائلا "لا تخافي ستكونين على احسن ما يرام" لكنها شعرت بانه لم يكن بما فيه الكفاية مطمئنا عليها.
فقد بقي معها وقتا طويلا و لم يفارقها الا بعد ان الحت عليه كثيرا.لان لديه عائلة قرب النهر عليه ان يرعى شؤونها.
و كانت قد قالت له "طبعا ساكون على احسن ما يرام لقد تم بناء المدرسة هنا لانه مكان امين و مريح.لا تقلق علي فلن
يحصل لي مكروه يا جاو.فلطالما عانينا من عواصف شديدة مثل هذه قبل اليوم". و الحقيقة انها منذ مجيئها مع والدها
الى هذا المكان الموحش واجها اشد الرياح و العواصف الرعدية و المصحوبة بامطار غزيرة لا تهدا حتى تحول الارض
الى وحول يصعب المشي عليها و مع ذلك كله نجت من تلك الكوارث الطبيعية .و كانت في كل مرة و قبل ان تهب
تلك العواصف تحتاط لذلك فتضع الواح خشبية فوق السطح و تحتفظ بالمواد الغذائية...بينما كان والدها لا يبالي
بالخطر المحدق بهما و لا يتكلم سوى بالمهمة التي هو بصددها.تذكرت ميريندا ذلك لكنها لم تذكر بانها واجهت
عاصفة مثل هذه التي تواجهها بقساوتها و ضراوتها.
و كان جهاو اللاسلكي الوحيد لديها قد تعطل قبل خروج جاو.حاول اصلاحه بشتى الطرق و لكنه لم يتمكن من ذلك
فاقمعته عند ذلك ميريندا بالرحيل لان عائلته بحاجة اليه اكثر منها.ووعدها بان يرسل لها شخصا يقوم باصلاحه
و لكن مع ازدياد هبوب الرياح و العواصف قطعت ميريندا الامل.قالت بعد ذلك للهرة الصغيرة"اذا انا و انت بمفردنا الان."
حاولت ان تسترق النظر من شق في مصراع النافذة على الممر الذي يؤدي نزولا الى القرية ووجدته مثل شلال
جارف من مياه الامطار و تذكرت انه من قبل ساعة واحدة كان مايزال ممرا طبيعيا.ابعدت نظرها عن النافذة
و تذكرت انها قد شاهدت مثل هذه الحوادث من قبل.و لكنها لم تكن بمثل هذه السرعة و القوة كما انها لم تعتد
ان تبقى بمفردها في بيت المدرسة هذا خاصة عندما يكون والدها غائبا عنه.وهو في اكثر الاحيان يتغيب في
احدى مهمات المدرسة...و في هذه الاحوال يتولى احد رجال المدرسة مسؤولية هذا البيت.و ادركت اخيرا
ماالذي يجب عليها ان تفعله حيال هذه الكارثة الطبيعية.عليها ان ترتدي ملابس واقية و تاخذ معها كيسا
تضع فيه بعض المواد الغذائية الضرورية ومن ثم تشق طريقها صعودا قبل ان يفيض نهر ريو فردي.
لكن المشكلة هي في ان تكون هذه العاصفة قد اخفت معالم كل الدروب التي تعرفها و غمرتها بمياه الامطار
لدرجة انها يتعذر عليها اجتيازها.كما انها ليست من السكان الاصليين لهذا المكان حتى تتمكن من اجتياز طرق
او ممرات اخرى.
سالت عند ذلك الهرة الصغيرة "مارايك !هل نغرق في هذا البيت نتيجة فيضان النهر او نخرج و نخاطر بانفسنا
و نتحمل الجوع و لسعات الحشرات او ربما نضيع في هذه الغابة لعدة اشهر دون ان يدري بنا احد !"
فاغمضت الهرة الصغيرة عينيها دون حراك و كانها مرتاحة لوجودها مع ميريندا.قالت ميريندا
"شكرا لنصيحتك يا صغيرتي." ثم اخذت تداعب مؤخرة اذن الهرة و شعرت بانها افضل حالا.واحست بزوال
ذلك الخوف الذي تملكها سابقا و قد ادركت ان بقاءها في هذا البيت افضل بكثير من ان تتخبط في وحول الغابة
دزن ان تعلم الى اين ستصل في مسيرها.لكنها قالت لنفسها بصوت عال "انه ليس من فائدة في ان اتكلم مع هذه الهرة الصغيرة.فالعاصفة قد تمر بسلام و قد لا تمر لكن هذا ما لا يبدو في الافق و الافضل ان احضر الاشياء الضرورية
استعدادا للخروج في اي لحظة."
لم يكن الامر صعبا فقد كانت حقيبة الطهر مجهزر لحالات الطوارئ و فيها الاسعافات الاولية و الضرورية.
فاخذت تتفحص محتوياتها بينما كانت الهرة الصغيرة تتعلق بكتفها.كان في داخل الحقيبة كاكولات مجففة فيتامينات
و اقراص لتطهير المياه الملوثةو بعض الادوات الضرورية.اخرجت من الحقيبة اكثر انواع الادوية لقد رات
انها ستحتاج للطعام اكثر في مالو اضطرت ان تخرج من هذا البيت.كانت تعرف ايضا مايجب عليها ان ترتدي
في مثل هذه الحالة فقد ارتدته في اول اسبوع عند وصولها الى هذه الغابة ليدربها العالم الاميركي رولف بولس.
رفض والدها رفضا قاطعا و بغضب شديد في ان ياخذها رولف الى داخل تلك الغابة الموحشة ليعلمها كيف تشق
طريقها بين تلك الاشجار الضخمة التي تخفي قبة السماء من رؤيتها و علمها كيف تستعمل البوصلة و كيف تتبع
الخريطة الااغرب من اي شيء شاهدته في حياتها و التي كانت عبارة عن رسم زيتي على القماش.
تذكرت ميريندا كيف ان هاري اي والدها لم يرغب و لم يرض لها بالمشي في تلك الغابة و كيف انه و لسبب لم
تعرفه صب نقمته على تلك الخريطة.
و قد قال و هو يسحبها من يد رولف قائلا "انها من اعمال رجل شرير." رفع حينها ذلك العالم الاميركي حاجبيه
تعجبا و قال "انها خريطة جيدة و مما لا شك فيه ان الذي رسمها يتمتع بخبرة واسعة." بدا عند ذلك هاري لاين
قاسي الملامح كما لم تره ميريندا هكذا من قبل و هو يقول "لا يوجد عنده كرامة."
ابتسم العالم الاميركي و قد اتضح له سبب انفعال هاري من هذه الخريطة و قد كان من عادته ان يحافظ على
هدوء اعصابه امام ميريندا.تابع حينها هاري يقول "لقد استطاع ان يملك هذا المكان عندما اظطرت عائلة
والده ان تدفع له مبلغا من المال ليرحل عن ريو فهم لا يريدون ان يتعرفوا عليه لانه رجل شرير."
هز العالم الاميركي بكتفيه غير مبال و قال "ومع ذلك انه يقوم يرسم خرائط جيدة." حاول هاري الاجابة و
لكنه كانما رجاحة عقله منعته عن ذلك فحول نظره الى ميريندا قائلا "انك لست بصدد السياحة هنا بل لاجل العمل
و المدرسة تدفع لك راتبا لذلك فانت و في هذه الحالة مدينة لهم حتى لو انك لا ترغبين بما يجب عليك من اعمال و واجبات."
تذكرت كيف تمنعت في البداية ان تنضم اليه في المدرسة و كيف انه اصر على موقفه و لم يعد يكلمها الا في الامور
العملية فقط.تنهدت و هي تتذكر كل هذه الامور انه ليس بالوالد الذي يقام معه اية روابط ابوية فهاري لاين رجل
مغرم باعمال التعليم التي تطلبها منه المدرسة كما انه يستخدم و يستغل ايا كان لاجل عمله هذا من المعلمين
الى فرق الكشافة الهنود العابري السبيل و الى هؤلاء القرويين المحليين الذين لا حول و لا قوة لهم.
فلم تامل ميريندا ابنته ان يعاملها بطريقة مختلفة ! ازاحت ميريندا تلك الافكار الموجعة من راسها.
لقد كلنت مجازفة عليها ان توافق على اقتراح والدها لتنضم اليه في مدرسته تلك.كما ان الجميع حذرها
من مغبة ذلك لكن الفضول كان اقوى منها و الفضول وحده هو الذي جعلها توافق على دعوته.بالاضافة الى تلك
الرغبة للانضمام الى شخص من لحمها و دمها و قد تعلمت الكثير من تلك المجازفة التي اقدمت عليها و اهمها
ان العاطفة التي من المفروض ان تكون ما بينها و بين والدها لا وجود لها اطلاقا.لقد اخطات في مجيئها و لن تدع مثل
هذا الخطا يتكرر مرة اخرى.فهي على كل حال عاشت اكثر سنوات عمرها دون عاطفة عائلية و مع ذلك استطاعت
ان تستمر في حياتها.اذا لا حاجة لها لبقائها هنا اكثر من ذلك.
ثم قالت بصوت عال "ذلك طبعا اذا تمكنت من الخروج من هذا المكان و نجوت بنفسي هذه الليلة."
و قد سمعت عند ذلك صدى غصن اخر و هو يسقط بقوة على الارض قريبا من البيت.وضعت الهرة الصغيرة
على السرير و اخذت ترتدي الملابس المناسبة للخروج الى تلك الغابة الموحشة.ارتدت سروالا قطنيا و كنزة
صوفية و سترة سميكة.كان عليها ان تنتعل ايضا جزمة عالية لتتمكن من العبور و السير على الارض الموحلة
بمياه الامطار و ذلك في حال اضطرها الامر ان تاخذ الغابة الموحشة طريقا لها.لم تكن الجزمة التي انتعلتها
من النوع المريح و لكنها كانت افضل من ان تتعرض الى لسعات الحشرات المؤذية التي قد تصادفها في طريقها.
و بعد ذلك قالت و كالعادة تكلم نفسها بصوت عال "وماذا الان !.ساحتاج الى مياه للشرب طبعا و سكينا على مااعتقد.
و ماذا ايضا يا ترى !"
نظرت الى نفسها في المراة التي كان قد اهداها اليها جاو في الام الماضي بالرغم من عدم موافقة والدها ابتسمت
بعد ذلك بسخرية لصورتها التي عكستها لها المراة.رات شكلا طويلا و نحيلا و كانها شبح ظهر فجاة في العتمة
و بدا شعرها البني طويل غير مرتب.ثم اكملت صورتها التي عكستها المراة "لو لم يكن طويلا هكذا لكنت تبدين
و كانك صبي.اما ما ترتدينه الان فيبدو شكلك كالقرصان." و بعد ان امعنت النظر طويلا في ساقيها اللتين
بدتا اكثر طولا و نحافة اخذت تضحك بصوت عال و قد خطر على بالها دور القرصان للممثل الشهير
ارول فلين و قالت "لا تعتز كثيرا بنفسك يا ارول فلين." رفعت عند ذلك القطة الصغيرة و اخذت تصدر مواءا كانها توافقها على كلامها.تحولت فجاة سحنة ميريندا الى قلق و قالت للهرة الصغيرة "اعتقد بانك جائعة."
من المؤكد ان الهرة الام لن تعود لاجل هرتها الصغيرة فتابعت ميريندا تقول لها " يا لك من يتيمة بائسة.
فانت و انا لدينا قواسم مشتركة." ثم اخذت تداعب اذنيها الصغيرتين و اخذت الهرة تخرخر بسرور.
وتابعت ميريندا تحدثها قائلة "ان اضطررت للخروج من هذا البيت ساترك لك بعض الطعام و لا يمكنني
ان افعل اي شيء تجاه عائلتك لكنني اتوقع عودتها اليك بعد ان تهدا هذه العاصفة الهوجاء." و لكن الهرة المتيقظة
ادركت بغريزتها ان شيئا ما جديدا سيحدث لها فقد تناولت بعضا من الطعام الذي قدمته لها و لكنها ابتعدت عنه
بعد ان وجدت ميريندا تعود الى غرفتها.قالت ميريندا بعد ان قرات الشك في عيني الهرة الصغيرة " من الصعب
ان افعل ما تفكرين به."
اخذت الرياح تصفر عند ذلك و قد توقف المطر فاسترقت ميريندا النظر من النافذة لتجد ان الممر الذي يؤدي
الى البيت لم يعد له اي وجود فقد تغطى كليا بالمياه الموحلة.فادركت انه لم يعد لها متسع من الوقت
اذا كانت فعلا عازمة على الخروج و الصعود الى مستوى اعلى من الارض.رفعت شعرها الى الاعلى و اعتمرت
قبعة قطنية.اخذت القطة تموء و قد انباها حدسها بما كانت تفكر به ميريندا فارجعتها الى مكتن طعامها لكن الهرة
الصغيرة تجاهلته مرة اخرى و عادت اليها لتربت على جزمتها بتودد.حملتها ميريندا بين يديها قائلة
" لن يعجبك الامر في الخارج يا صغيرتي.فالطقس ممطر و عاصف و سيصبح الجو باردا اكثر هذه الليلة لذا
اعتقد انك ستكونين هنا اكثر دفئا و سلاما."
مدت الهرة راسها الصغير لتلقي به تحت ذقن ميريندا كانها ترجوها لتاخذ معها فتنهدت ميريندا قائلة
"اه حسنا لقد نجحت انما من المحتمل ان تضيعي و لن اتمكن من العثور عليك في تلك الغابة الموحشة على اية حال
اعتقد انه لم يعد لنا شيء سوى بعضنا البعض." كان يسيطر على ميريندا خوف شديد فقد عاشت في تلك الغابة
فترة طويلة سمعت خلالها الاقاويل الكثيرة حول دخول اشخاص عديدين الى الغابة و لم يرجعوا منها كما انه
لم يعرف سبب اختفائهم.شعرت برهبة ووحدة قاتلة لم تشعر بمثلها من قبل مع ان حياتها لم تكن حافلة بالاصدقاء.
وعادت تفكر لو ان والدها لم يصر على سفرته تلك و لو انه رجع اليها عندما بدات تهب العواصف و لو انها
منذ البداية لم تاتي الى البرازيل و بقيت في بيتها الدافئ باطمئنان و سلام.
فقالت بصوت عال "لقد اخطات بذلك و علي ان اتحمل هذا الخطا في اختياري ربما يحالفني الحظ اكثر
في تلك الغابة الموحشة" ادخلت السكين الطويل في حزام سترتها و تناولت البوصلة من داخل العلبة التي فوق
الرف ثم تنهدت للقرار الذي عزمت على تنفيذه.لانه باستطاعتها ان تجلس و تنزع عنها هذه السترة ثم تنتظر
هدوء العاصفة او ان تفعل كما فعلت الهرة الام و تنتقل الى مستوى اعلى من الارض.في كل الاحوال اذا ارادت
ان تنجو بحياتها فما عليها سوى ان تخرج بسرعة من هذا المكان و في الحال.اخذت تفكر بوسيلة لتنقل فيها الهرة
الصغيرة و ارتات ان تضعها في قطعة قماش و تربطها حول عنقها."ستشعرينني بالفء يا صغيرتي ."
استراحت الهرة مطمئنة في قطعة القماش و قالت ميريندا بينما كانت تداعب راسها الصغير
"لو ان هناك خريطة." ثم تذكرت تلك الخريطة التي كاد والدها هاري ان يمزقها عندما سحبها من يدي
العالم الاميركي منذ سنوات عديدة.و كان قد سماها في ذلك الوقت عمل من اعمال رجل شرير.
و بياس اخذت ميريندا تفتش عن الخريطة بين كتب الجغرافيا فوق الرف.انها لم تر تلك الخريطة منذ 5 سنوات
و قد يكون والدها قد مزقها.ووجدت ما كانت تبحث عندما سقطت على الارض مجموعة من الاوراق بينها
الخريطة القماشية بالرسم الزيتي.تذكرت عندما فتحتها بان المواقع يشار عليها بكيفية توجيه البوصلة ايضا.
فقالت عند ذلك للهرة بارتياح "ربما بدا يبتسم لنا الحظ ذلك لاننا نوينا فعلا على الخروج..."
ثم اخذت تستطلع الخريطة و تقرا اسماء المواقع التي جاءت فيها "اوشاكوا او لاديريا او فازندا برانكو."
ثم قالت تفكر و قد عادت بها الذكرى "برانكو" لكن ذاكرتها كانت واهية و مشوشة فهي تذكر انها سمعت
بفازندا برانكو لكن اين و متى و لماذا لاتتذكر ابدا.او حتى من الذي جاء على ذكرها لكن من المؤكد انه ليس والدها.
عادت تنظر الى الخريطة مرة اخرى و اكتشفت ان فازندا برانكو لا تبعد كثيرا عن هذا المكان كما ان اسمها
يوحي بانها مزرعة.وقد كان بامكانها ان تلتقي بالبعض من اهلها لو كان الامر طبيعيا و ليس بصدد التعليم
الذي جاء من اجله و الدها.فهو لا يرغب برؤية من هم غير راغبين للاصغاء الى توجيهاته كما انه قد
يكون بكل ما في الكلمة من معنى غير ودود و قاسي معهم.فقالت ميريندا و قد وصلت بتفكيرها
الى هذا الحد "اذا ربما لن يرحبوا بي."
لكنها في الحقيقة لم تصدق ما قالته ففي مثل هذه العاصفة لا يمكن لاحد ان يرفض ايواء اي غريب كان حتى والدها.
و الحقيقة ان كل من التقت بهم من السكتن المحليين كانوا اكثر ضيافة و ترحيبا من والدها.
وضعت بعد ذلك الخريطة في كيس بلاستيكي و اطمانت ان الهرة بامان في مكانها ثم بقدمين مرتجفتين
توجهت الى المطبخ و ملات زجاجتين من مياه الشرب.انها تعلم بانها ستجد ما تشاء من ميه الغابة ولكن
من اين لها ان تطمئن بانها مياه عذبة صالحة للشرب.كما ان تلك الاقراص المطهرة طعمها رديء للغاية.
انكسر في تلك الاثناء غصن اخر كان لصداه وقع قوي اكثر من الاخرين مما جعل ميريندا تجفل
برعب شديد.فاستيقظت الهرة الصغيرة و حاولت ان تخرج من مكانها.فقالت لها مؤنبة
"لا تبداي بالمشاكسة الان." لكنها لاحظت ان صوتها كان يرتجف فازعجها ذلك و قالت بصوت مرتفع
"ان الخوف لن ياتيك باية منفعة."
كن صدى تحطم الغصن الاخير مازال يتردد صداه و مانه حسبما تخيلته ميريندا يشبه صوت الانسان.
فقالت لنفسها "لا تحاولي الان ان تحلمي بالنجدة من احد ما فلا احد سيخرجك من حالتك هذه الا انت."
و بينما كانت تضع حقيبة الظهر على ظهرها اخذت اوهامها تنمو اكثر فاكثر بان ما سمعته هو صوت انسان.
"يا للهول انني اهذي مع انني لم ارتطم بشيء بعد.هيا يا ميريندا اضبطي اعصابك و اخرجي في هذا الطقس
العاصف فكلما اسرعت في الخروج اسرعت في الوصول الى مكان اكثر امانا."
ووضعت الخريطة و البوصلة في جيب سترتها الطويلة و لبست كفيها ثم اخذت نفسا عميقا.
احدث الباب الخشبي القديم عندما فتحته صريرا مخيفا لكنها سرعان ما قفزت الى الوراء بخوف شديد
عندما تاكد لها ان تخيلاتها كانت صحيحة.لقد سمعت صوتا اجش يقول "حتى ذلك العجوز المجنون لن يبقى
في مثل هذا الاعصار الشديد." لم تستطع ميريندا ان تتفوه بكلمة و احدة بل تراجعت الى الوراء منكمشة
على نفسها خوفا من ان يتقدم صاحب الصوت الى الداخل.حتى انه تملكها خوف من نوع اخر في ان تكون
حواسها المضطربة تجعلها تتوهم ذلك بينما في الواقع لا وجود لاي كان في الخارج. و بحركة سريعة
فتح الباب على مصراعيه فتراجعت ميريندا للوراء و قد مدت يدها الى السكين في حزامها.ظهر عند ذلك
رجل طويل القامة يلتفت الى الوراء و هو يقول لاحد ما "هناك ضوء و لكن..." توقف عن الكلام
عندما حول نظره الى الداخل ليجدها امامه و تابع قائلا لا يصدق ما راته عيناه "ما الذي اراه"
كان يتكلم باللغة البرتغالية و بنبرة لم ترتح لها ميريندا فحاولت ان تظبط اعصابها قائلة "هاري لاين..."
لكنه قاطعها قائلا " ان ذلك لعجوز المجنون لا يزال هنا." ثم تراجع خطوة الى الوراء و صاح على صديقه
"هايتر لقد كنت على حق فهناك صبي في الداخل." صبي ! لم تتاكد ميريندا بانه يعنيها هي في البداية الا
عندما جاء صديق الرجل الطويل الذي كان اكبر سنا منه و اقصر قامة.ثم قال و القلق باد على محياه
"لم اعثر على احد في غرف النوم...اين معلمك ايها الصبي."


Rehana 14-03-16 09:19 AM

رد: 522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)
 
الف الف مبروك اول رواية لك في القسم .. ومبروك انضمامك للمنتدى
وانا بانتظار تكملة الرواية من يديك

http://s22.postimg.org/tq2e8zzv5/hc164.jpg

لبني سرالختم 15-03-16 01:13 AM

رد: 522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)
 
مبروووك الرواية وبانتظار البقيه

رجاء تونس 15-03-16 07:24 PM

رد: 522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)
 
مشكورة على التشجيع:liilas:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 3601355)
الف الف مبروك اول رواية لك في القسم .. ومبروك انضمامك للمنتدى
وانا بانتظار تكملة الرواية من يديك


رجاء تونس 15-03-16 07:27 PM

رد: 522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)
 
مرسي ان شاء الله اليوم راح انزل بقية الفصل الاول :peace:


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 3601355)
الف الف مبروك اول رواية لك في القسم .. ومبروك انضمامك للمنتدى
وانا بانتظار تكملة الرواية من يديك

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبني سرالختم (المشاركة 3601461)
مبروووك الرواية وبانتظار البقيه


رجاء تونس 15-03-16 11:21 PM

رد: 522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)
 
و بالمقارنة مع الرجل الطويل كلنت نبرة صوته اكثر لطفا.
"هاري...اي السيد لاين ذهب في رحلة نهرية صباح امس لاجل واجبه التعليمي."
بان القلق اكثر على وجه هايتر فالتفت الى الرجل الطويل القامة و قال
"انها يقوم بمثل هذه الرحلات ثلاث او اربع مرات في السنة ثم يستقل مركبه الى اماكن اخرى ليقدم للناس كتبا.وكان من عادته ان يبقى دائما في ريو فردي...
هل تعلم ايها الصبي الى اين توجه!"
كانت ميريندا تعلم جيدا الى اين كان والدها يتوجه.الى حيث الاماكن
النائية عن هذا المكان و كان قد انزعج عندما اضطرته الظروف لان يتاخر بعض الوقت لانه كان يحلم دائما بان يقوم بمثل هذه الرحلة الخطرة.
اجابته ميريندا بعد ذلك "الى مكان ايمه امارال و من هناك سيتوجه
الى قرية هندية."
دهش هايتر و قال "امارال!"
قال الرجل الطويل بلهجة قاسية "متى ذهب!"
خافت ميريندا من لهجته و اخذت ترتجف قائلة "صباح امس."
"بمفرده!"
نفت باشارة من راسها ثم قالت "برفقة روبم مونتيرو و شقيقه
اللذين كانا يقودان المركب كما انه سيمر على لوتي ماير ليصحبها
معهم."
فقال هايتر عندما راى علامات الاستفسار الغاضبة على ملامح الرجل الطويل
"انها من المدرسة الالمانية و طبيبة ماهرة يا بول."
فهمت ميريندا من نبرة صوت هايتر بانه كان يحاول ان يسترضي بول
الذي اخذ كرهها له يزداد اكثر و اكثر.
قال بول عند ذلك بنبرة صارمة "هل هناك جهاز لاسلكي في امارال"
اجابه هايتر "لا اعرف لكنني اشك في ذلك."
التفت بول نحو ميريندا و نظر اليها نظرة اشبه بالطعنة الحادة قائلا
"متى سمعت عن اخباره اخر مرة!"
اجابته ببساطة "لم اسمع عنه شيئا فهو لا يتصل عادة و كما انه
لا يهتم ابدا بسلامته."
و كادت ان تقول له و لا حتى يسلامتي لكنها تراجعت عن قول ذلك.
فقال بول "على اية حال لا ارى انها من الحكمة ان نرسل وراءه احدا للبحث
عنه فالعاصفة اسوا مما هي عليه الان قبل ان تهدا نهائيا.كان من الافضل
له ان يري قاربه و يبحث عن ملجا يحمي به نفسه من العاصفة."
تساءلت ميريندا كيف ان بول الذي لم تلتق به من قبل او حتى لم
تسمع والدها يتكلم عنه كان يعرف عنه كل هذه المعرفة.
ثم نظر في عينيها قائلا "اين الاخرون اعني الاولاد!"
"لقد اسلناهم جميعا الى منازلهم قبيل هبوب العاصفة." قالت ميريندا
ذلك و قد تذكرت كيف غضب والدها و عاند في البداية ارسال الاولاد
الى منازلهم الا انها اصرت على موقفها الى ان اقتنع و الدها بكلامها.
قال بول "حسنا و ماذا عن الاخرين!"
"ذهبوا البارحة عدا جاو مونتس الذي اصريت على ان يذهب
منذ ثلاث ساعات مضت."
تكلم عند ذلك هايتر "نعم لقد رايته في المدرسة و هو في امان الان."
تنهدت ميريندا بارتياح عندما سمعت كلام هايتر بان جاو اصبح بامان الان.
"اذا لم يعد هناك سواك.فماذا افعل بك يا ترى!" قال بول ذلك
و هو ينظر الى ميريندا يتاملها.انه لم يعرف بعد بانها فتاة ةو قررت
هي ان تبقي ذلك في الكتمان.
قالت و هي تامل ان يرشدها الى المكان الاكثر امانا "فكرت ان اصعد
الى مستوى اعلى من هذه الارض."
ضاقت عيناه و هو يقول "الى اين بالضبط!"
اجابته بغباء "لا اعرف الحقيقة فكرت فقط ان اشق طريقي صعودا
فانا املك خريطة و بوصلة."
بدت قسمات وجه بول خالية من اي تعبير فادركت ميريندا انها يتمتع
بوجه وسيم قسماته دقيقة و معبرة و عيناه داكنتان مع اهداب طويلة.
قطع عليها حبل افكارها قائلا بلطف " هل فعلا لديك خريطة!"
اجابته بصوت منخفض و مرتجف "كان قد تركها احد العلماء.انما
هاري قال ان هذه من اعمال رجل شرير.لقد وجدتها بين اوراق مدرسية
قديمة."
"من اعمال رجل شرير!يجب ان ارى هذه الخريطة."
تدخل هايتر محذرا "بول..."
اسكته بول بوضع يده على كتفه و تابع يقول لميريندا بلطف
"يجب ان اراها."
احتارت ميريندا في الطلب و لكنها رات بعد ذلك انه ليس من سبب
يدعوها لرفض طلبه.فتحت حقيبتها و اخرجتها منها.
اخذ ينظر الى الخريطة دون ان يبدو على وجهه اي تعبير يذكر
ثم اعادها اليها و قال بنبرة باردة "احتفظ بها فلا يوجد العديد
من هذه الخرائط للغابة."
عاد هايتر يتدخل مرة اخرى قائلا "بول..."
فالتفت اليه بول و ابتسم ابتسامة مشعة قائلا "الاجدر بنا ان تحرك
فالعاصفة ستزداد سوءا.سناخذ هذا الصبي معنا و عندما تهدا العاصفة
سنجد لاين."
لسبب او لاخر شعرت ميريندا من كلام بول الاخير انها نوع من التهديد.
فقال هايتر "الى اين ناخذه"
"الى فازندا برانكو."
"ولكن..."
قاطعهبول بلطف "هايتر."
هز عند ذلك هايتر كتفيه دون مبالاة ثم قال "على صهوة
جوادك ام جوادي"
قالت ميريندا عند ذلك "لكنني لا اجيد ركوب الخيل."
قال بول "اننا سنقطع اكثر المسافة سيرا على الاقدام.و عندما
يظطرنا الامر لركوبها ساجعله يمتطي الفرس ليمانجا لانها قوية
و يمكنها ان تحمل اثنين.كما ان هذا الصبي خفيف الوزن."
كان بول يتكلم و كانها غير موجودة بينهما فقالت ميريندا بحذر
"انني اخاف ركوب الخيل."
كادت ان تضحك من نظراتهما اليها فقد بدا هايتر مندهشا
اما بول فقد اخذ ينظر اليها صامتا كانما على راسه الطير.ثم
قال بلطف "لا يمكنني ان افعل شيئا حيال ذلك ايها الرجل الصغير
.فما عليكسوى ان تتحمل الامر...اطفئ هذه الشمعة و هيا بنا."
اطلقت ميريندا لا شعوريا صيحة صغيرة دلت على عدم رضاها
وكان هايتر قد ابتعد في تلك الاثناء فالتفت بول اليها و قد رفع
احد حواجبه و هو يقول "يجب ان تفهم ايها الصبي بانني لست صديقا
لهؤلاء الاساتذة.كما انه هناك حسابا بيني و بين هاري يجب ان اصفيه.
يمكنك ان تاتي معنا و تنفذ ما نطلبه منك او نتركك تحل مشاكلك بنفسك
فماذا تفضل!"
شعرت ميريندا برهبة من نظرات عينيه القاسيتين و قالت في نفسها تشجعها
انني لا اخشاه كما انني لا اخشى اي رجل في العالم.انه لا يملك مسدسا
او سكينة حادة و لا يهمني ما قد يفكره بي.انا الناس لا يتعرضون للخطر الا
عندما يعطون اهمية لاشخاص امثاله و انا لا يهمني امره مطلقا.
عصفت الرياح بقوة شديدة في ذلك الوقت مصحوبة بامطار غزيرة لا تتوقف.
وشعرت عند طلك باذعان و استسلام لنظرات عينيه التي سلطها عليها فقالت
وقد اخفضت نظراتها "ساقوم بما تطلبانه مني."
"تعال اذا." و دفعها من كتفها بقوة.
كان هايتر قد امتطى صهوة جواده الان و بدا ساكنا و هادئا بالنسبة لميريندا
بينما كانت فرس بول تختلف تماما بضخامتها و ارتفاعها و لا تعرف الهدوء
بل دائمة الحركة.
حولت ميريندا ان تمتطي الفرس على الطريقة التي تشاهدها في الافلام
و قلبها يرتجف خوفا منها.لكنها لم تنجح في طريقتها فقد تراجعت الفرس
غاضبة و هي تصهل صهيلا مزعجا ترفض ان تقبل ميريندا.
تكلمت ميريندا مع الفرس بحنق "اهداي ايتها المتوحشة السافلة."
قال بول و قد ادهشته اللهجة التي تتكلم بها ميريندا "يا لها من لهجة
يحكيها مدرس من تلك المدرسة."
التفتت نحوه بسرعة و كادت ان تفقد توازنها و هي تتسائل في نفسها
كيف امكنه ان يسمع همساتها الغاضبة في مثل هذا الطقس العاصف!
ثم تابع بلهجة ساخرة بينما كانت ميريندا تنظر اليه و هي لا تدري ما تقوله
" من المؤكد ان الاساتذة لا يسمح لهم باستعمال الفاظ كهذه و لا
يفكرون بالذي تفكر به الان...هيا فليس امامنا متسع من الوقت."
تشبثت ميريندا بسرج الفرس و قد هالها ذلك العلو المرتفع عن سطح
الارض ثم حولت نظرها الى بول و راته ينظر اليها بعينين ضيقتين
و قد بللب الامطار الغزيرة شعره الداكن.فتراءى لها للوهلة الاولى
ان في عينيه غضب و حنق ثم هز براسه و اخذ يضحك.
ثم سال بلهجة ساخرة "ما الذي تعلمتموه ايها الفتى قبل
مجيئكم الى هنا!الاسعافات الاولية!لا تخف من الفرس ليمانجا
انها تعرف ما تقوم به حتى و لو انك لا تعرف انت."
كادت ميريندا ان تقول شيئا لطيفا لكنها توقفت عن الكلام عندما
شعرت بحركة خفيفة تمس خصرها.انها الهرة الصغيرة التي كانت
نسيت وجودها تماما و رفعت سترتها قليلا لتسمح في ان
يدخل الهواء اكثر اليها.انها متاكدة من ان بول ليس من صنف
الرجال الذين يرحبون بمثل هذه الاشياء فبلعت ريقها
و قالت بلهجة هادئة " لقد سبق و ركبت بغلا و لكنني لم اجرب
ان اركب اي فرس قبل مجيئي الى هنا."
لمعت عيناه و هو يقول " عليك ان تخبرني في ما بعد كيف توصلت
لتكون في هذه الغابة الموحشة و كيف رضي هاري لا ين
بتركك بمفردك."
ثم قفز فوق صهوة الفرس ليجلس خلفها فتصلبت و خافت
ان يكتشف و جود تلك الهرة الصغيرة.لكنه من المؤكد انه لا
يعيرها اي اهتمام الان لانه حث الفرس لتقترب اكثر من هايتر ثم
قال و هو يشير الى الاشجار جنوبا
"لنصعد في هذا الاتجاه و سامشي في المقدمة."
طاطا هايتر براسه مذعنا و قد بدت التعاسة على ما قاله بول
و يبدو انه لم يصادف احدا يعترضه في حياته على ما يطلبه و يريده.
و جدت ميريندا نفسها تفكر بياس في طريقة ما تواجه بها غطرسته
و تحديه لكن كيف يمكنها ان تفكر في ذلك الان خصوصا انه و هايتر
انقذاها من اجتياز تلك الغابة الموحشة التي تقشعر لها الابدان.
انها تكرهه و تكره الظروف التي شاءت ان تكون نجاتها على يديه كما
انها لن تدع اية فرصة تفوتها لتظهر مدى ازدراءها و كرهها له تمام
كما هو شعوره نحوها الان.

بيان البيان 15-03-16 11:56 PM

رد: 522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)
 
جميله الروايه وين التكمله

رجاء تونس 16-03-16 08:43 PM

رد: 522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)
 
الفصل الثاني


بدات الرحلة مثل كابوس مزعج على قلب ميريندا فبعد مضي و قت قصير
شعرت بالم شديد في قدميها.و لم يظهر على بول انه احس بما كانت
تشعر به فعندما كانت تتحرك كل مرة لتسوي جلستها فوق صهوة الفرس
كان يسمعها بعض الشتائم و دائما بصفة المذكر لا المؤنث.
يبدو انه و هايتر يمكنها التفاهم دون ان يتلفظا بكلمة واحدة.فقد كانا
يوجهان الجوادين صعودا في تلال متعرجة و لزجة لدرجة انه لا يمكن لميريندا
بان تفكر في ان تقطعها في الايام المشرقة و الصافية فكيف في جو
عاصف و ممطر كهذا ! خافت و ارتجفت اكثر عندما بدات الحجارة الصغيرة
تتساقط من اعلى التلال تقذفها الامطار الغزيرة فاسرع يمسك بها
بطريقة مؤلمة ليهدئ من روعها حتى لا تعاود الكرة بعد ذلك.
كانت الغابة مظلمة لدرجة انه لا يمكن للمرء ان يعرف ليله من نهاره بسبب
كثافة الاشجار التي تحجب الرؤية.وبالرغم من كرهها له فقد كانت معجبة
به و تدهشها طريقته في الاهتداء الى الهدف الذي يقصدونه و كان هايتر
يبدو مترددا في بعض الاحيان بينما هو فلا.
كبح فجاة زمام فرسه ليقول لهايتر "امامك ساعة قبل ان ينبلج الصباح."
بدا القلق على وجه هايتر ثم اخرج من جيبه جهازا لاسلكيا و كان يتردد
في الغابة صدى اصوات مخيفة يتعذر للمرء معرفتها و يصدر من مكان ما
صراخ مزعج لببغاء لم تخف ميريندا منها لانها كانت معتادة عليها.
بدا هايتر محاولة الاتصال بواسطة جهاز اللاسلكي انما دون جدوى فقال
بعد ذلك "مازالت الخطوط مشوشة."
قطب بول جبينه قائلا "امامك ساعة من الوقت لتصل الى القمة."
"هل بامكانك ان تجد طريقك!"
ابتسم هايتر ابتسامة واهية و قال "طبعا ليس مثلك و لكنني لو استمريت
في الصعود و في الاتجاه الجنوبي الغربي لتمكنت من اصل الى هدفي المنشود."
تفرس بول في وجهه باهتمام و قال "و اذا لم تتمكن!"
هز هايتر بكتفيه غير مبال و قال "في هذه الحالة ساضطر الى ان امضي
ليلتي في الغابة و ليست المرة الاولى...لا تقلق علي يا صديقي لقد تعلمت
منك الكثير و لن اضيع طريقي.كما انك يجب ان تطمئن بان كل شيء على ما
يرام في فازندا."
قال بول " لو انني فقط اتمكن من ان التقطهم بواسطة جهاز اللاسلكي..."
"هناك طريقة واحدة و انت تعرف جيدا ماهي." توقف هايتر ثم تابع بتردد
"اتريدني ان اخذ هذا الصبي معي!"
ادركت ميريندا و هي ترتجف قليلا بانها كانت هي المعنية بهذا الكلام كما
ادركت ايضا ان هذين الرجلين لا يرغبان بوجودها معهما.

رجاء تونس 16-03-16 10:02 PM

رد: 522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)
 
اجابه بول "لا فقد تستطيع الاستفادة منه في الفازندا فهؤلاء الاساتذة امثاله
يكونون قد تعلموا طرق الاسعافات الاولية و التي نحتاج اليها."
شعرت ميريندا بقلبها يهوى مكانه صحيح انه تم تدريب الاساتذة الصغار على القيام
بالاسعافات الاولية و لكنها لم تشارك و لا مرة في هذا التدريب فعندما جاءت
الى البرازيل كانت صغيرة جدا و لم يكن والدها يسمح لها بالخروج من البيت و لا
لاي سبب من الاسباب.وكل ماتعرفه عن الادوية او الاسعافات كانت باشارة من
والدها فتمنت ان تكون ذات فائدة لبول.
ابعدت نظرها و تظاهرت بالتجاهل التام للحديث الذي يدور بينهما و على اي حال
لقد كانا لا يعيرانها اي اهتمام لذلك فلم يكن الامر صعبا عليها.
ودعا بعضهما ثم قال بول "ابقى على اتصال."
ابتسم هايتر ابتسامة واسعة بالرغم من قلقه و خوفه و قد اتضح لميريندا ان
بول يحبه و يخشى عليه من اي مكروه.ضحك بول و لاحظت ميريندا ان في رنة ضحكته شيء يجذب و يصعب تجنبه
و قد كانت خافتة و رنانة جعلت قلبها يخفق
بشدة.وسرعان مااخذت تؤنب نفسها لسخافة تفكيرها فالرجل لم يفكر او يوجه
هذه الضحكة اليها فهي بالنسبة اليه ربما ككيس من الطحين يحاول ان ينقله لمن هم بحاجة اليه.
تابع بول طريقه دون ان يوجه اليها كلمة واحدة و كانت الاشجار في هذا الماكن
اكثر كثافة و اغصانها واطئة لدرجة انه كان عليهما ان ينحنيا راسيهما لتجنبها.
اشتد الظلام فتناول بول من جيبه بطارية و علقها على سرج الفرس و انقشعت
الرؤية امامهما.لكن اغصان الاشجار ظلت تهددهما بالخطر في ما لو لم يلاحظانها
وكانت الهرة الصغيرة تتحرك داخل سترتها طوال الوقت الى ان هدات بنفسها.
اخيرا توقف و نزل عن صهوة فرسه فنظرت ميريندا من حولها فقد كان المكان
لايضم سوى اربع او خمس اشجار كما ان الارض مسطحة و من الواضح ان الناس
كانوا يتوقفون هنا و يشعلون النار طلبا للراحة و التدفئة.سالت بعصبية
"لماذا توقفنا!"
اجابها ساخرا "اريد ان املا السيارة بالوقود." توقف عن الكلام ثم تابع بنفاد صبر
"علينا ان نرتاح قليلا فلا يمكننا متابعة المسير طوال الليل."
قالت ميريندا مترددة "اذا كنت تريد التوقف لاجلي فانا لم اتعب بعد و يمكنني
متابعة السير."
نظر اليها بدهشة و كانه لم ياخذ رايها بعين الاعتبار ثم قال "يجب ان ترتاح
الفرس لانها تحملك ايضا و لن تتمكن ان تسير طوال الليل.هيا انزل و اشعل
النار." و عندما لم تبد اي حركة نظر اليها بعينين ضيقتين و تابع يقول "هل
تعرف كيف تشعل النار ايها الاستاذ الصغير!"

رجاء تونس 17-03-16 08:10 PM

رد: 522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)
 
اجابته ميريندا "نعم." فتلك السنوات الخمس التي امضتها في الغابة
لم تذهب سدى و كانت قد تعلمت بعض الاولويات.
"اذا انزل عن هذه الفرس و دعها ترتاح."
اجابته و في داخلها كره شديد له "لا اعتقد انني اقدر على ذلك."
اخذ يحدق فيها في البداية ثم اخذ يضحك عندما ادرك مما كانت تعاني منه
و قال "لم افكر بهذا الامر و اعتقد ان ركوب هذه الفرس كان صعبا عليك
للمرة الاولى."
مد ذراعيه و ساعدها على النزول عن الفرسو كانها طفلة صغيرة و كادت
تسقط على الارض عندما رفع يداه عنها و لكنه اسرع و امسك بها من جديد.
سال بعطف "هل اصبت بالتشنج في عضلات ساقك!"
لكن ميريندا كانت مازالت ماخوذة كيف انها كادت تسقط دون ان تشعر بذلك.
قالت له "لا و لكنني لا ادري فانا لا اشعر بساقي في حالتها الطبيعية."
"ذلك لانك غير معتاد على ركوب الخيل.دلكهما و ستتحسنان سريعا."
فعلت ميريندا ماقاله لها و اخذ يتبدد شعورها بالامتعاض بينما عادت
الدماء تجري في عروق ساقيها.كان بول في تلك الاثناء يقزم بعمل شاق
و قد وضع البطارية على الارض و باشر بنزع السرج الثقيل عن ظهر الفرس
و لم يلاحظ عليها ما تعانيه من انزعاج.فكرت ميريندا و قد عادت تشتعل
امتعاضا منه بانه حتما سيلاحظ عليها ذلك عندما لن يحصل على نار متقدة
منها.كان المطر غزيرا حتى و هو يتساقط من تحت اغصان تلك الشجرة الضخمة
خرجت الهرة الصغيرة من سترة ميريندا و اطلقت مواءا مزعجا.ثم اخذت تمشي
نزولا و بحذر على ساق ميريندا و كانها لا تصدق بانها خرجت من سجنها
و اسرعت تجلس تحمي نفسها تحت شجرة صغيرة و الياس يطل من عينيها
فضحكت ميريندا بالرغم مما تعانيه.استدار بول بسرعة و ترك ماكان يقوم به.
"ماذا..." و توقف عن الكلام عندما شاهد الهرة.
كان شكلها ملفتا للنظر و محببا للقلب بوجهها المكور و شعرها الطويل
بينما كانت تنبش اظافرها في التراب.ولكن من الواضح ان بول لا تغريه
هذه الامور و تابع ينظر اليها بدهشة و هي تعود الى داخل سترة ميريندا
و قد انهت مهمتها.
قال بهدوء و هو يحاول ان يكتم غيظه "ما هذه!"
تنحنحت ميريندا ثم قالت "لقد...لقد نقلت الهرة الام جميع صغارها الى
مكان مجهول و نسيت هذه الاخيرة."
علق بسخرية على ذلك قائلا "واردت ان تعيدها الى امها!امن اجل هذا
كنت مستعدا للمغادرة لحظة وصولنا اليك!"
اجابته ميريندا "لم اكن اعرف وجهة سيري كما انني لك انم و لا مرة في
هذه الغابة لكنني اعرف بعض الامور التي يجب ان اتجنبها و اتحاشاها."
عاد بول عند ذلك الى ماكان يقوم به و انزل الاكياس عن ظهر الفرس
وابتدا بفتحها ثم سالها و هو يدير لها ظهره "منذ متى تعيش في هذه
المنطقة!"


jamila hind 17-03-16 09:24 PM

رد: 522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)
 
hanian laki 3ala 9issatiki raw3a:55:
lakin al marjou 3ard atatima

لبني سرالختم 28-03-16 12:19 PM

رد: 522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)
 
حلووووه جدا بس منتظرين باقي الاجزاء

Rehana 10-02-18 04:55 AM

رد: 522 - عاصفة الحب - صوفي ستون - قلوب عبير (دار النحاس)
 
رواية مر عليها اكثر من سنتين ولم يتم إكمالها من قبل كاتبة الموضوع

تنقل إلى الارشيف


الساعة الآن 07:33 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية