منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t201969.html)

Rehana 09-03-16 08:57 PM

259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي ( كاملة )
 
https://freeauctiondesigns.com/ebay/...ly/welcome.gif

اليوم بنزل رواية أميرة الخيال
للكاتبة ايما دارسي


الملخص

هل تتحقق الأمنيات يوما؟ وهل تتحول أميرة الخيال إلى أميرة على عرش الحب...
لا عرش الانتقام؟ في اللحظة التي رأى فيها نك أرمسترونغ أميرة الخيال .
قرر ان يحصل عليها..ونسي تماما أنها باربي المراهقة التي رفض تعلقها به
منذ سنوات. بالنسبة لباربي, احلى انتقام كان ان تجعل نك يتعلق بها ثم تسدد
له ضربة مميتة.. ولكن ماذا سيحدث إن تعلقت هي به؟.



للامانة الرواية منقولة .. تم تدقيق الاملائي من قبلي

Rehana 09-03-16 08:58 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
الغلاف الاصلي للرواية

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...6680657071.jpg

Rehana 09-03-16 08:59 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
فصول الرواية

1- المطلوب أميرة

2- فوق قوس قزح

3- بعد الجنة نار

4 - معه .. معه

5 -الإصطياد في المياه العكرة

6 - رجل الكهف

7- الطريق إلى الجحيم

8 - هدية في البال

9- حياتها

Rehana 09-03-16 08:59 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
1- المطلوب أميرة


كان موظفو مؤسسة "ملتي ميديا"- كعادتهم صباح كل إثنين- منكبين على مراجعة أخبار
نهاية الأسبوع, قبل أن ينصرف كل منهم إلى عمله. تبادل نك آرمسترونغ تحية مقتضبة
مع موظفي المؤسسة, وهو يدخل إلى مكتبه الخاص, مع صديقه, وشريك أعماله, ليون وبستر.
وما إن انغلق الباب, حتى صب جام غضبه المكبوت, أمام الشخص الوحيد الذي يفهم موقفه.
فقال وهو يستشيط غيظا:"أتعرف ماذا قالت لي تانيا يوم السبت, بعد أن ألغت موعدنا
للخروج مرة أخرى؟".
- شيئا ضايقك كثيرا دون شك.
قطب نك جبينه, متذكرا أن ليون واجه مؤخرا مشاكل مع صديقته,وقال:
- لقد قالت إن ما أريده حقا هو دمية لا تنجرح مشاعرها من تركها على الرف إلى أن يتسنى لي الوقت لألعب بها.
"إنها فكرة جيدة, فالدمية على الأقل لا تتذمر!".
"والأفضل, دمية أميرة خيالية..".
"أجل, دمية جميلة ورائعة, ذات شعر أشقر طويل وعينين لامعتين, وابتسامة ترضي قلب الرجل...

Rehana 09-03-16 09:00 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
فقاطعه نك قائلا:
-..ولها عصا سحرية تعطيني الطاقة لأكون عاشقا.
-أوه, دخلنا في النزوات الغريبة هنا!.
- ليون,هذا كلام جاد! ويجب أن يكون بيننا نقاش جاد.
رفع ليون حاجبيه ساخرا وقال:"عن النساء؟".
فصاح نك بصديقه وهو يستدير ليجلس على كرسيه:
-عن العمل! اجلس وامح هذه الابتسامة الرائعة عن وجهك, فهذا أمر جاد!.
تمتم ليون وهو يجلس, وقد علا وجهه تعبير حزين:"الرجل مجروح".
لاحظ ليون توتر نك, فقام بجهد ليبدو أكثر جدية.
كان من الخطر إغضاب نك وهو في ذلك المزاج, فقد كان من النوع الذي يكتئب بشدة..
صحيح أنه عبقري مبدع, وضليع بالأمور التي تتعلق بالكومبيتر لكنه غالبا ما يحتاج إلى ما
يبهجه غير أن ليون وجد أن الظروف لم تكن مناسبة للقيام بذلك.
كان نك وليون مختلفين كليا, فكريا وجسديا. فقد كان نك طويلا أسود الشعر, أزرق العينين,
ويتمتع ببنية جسدية قوية.. فيما كان ليون متوسط الطول, ذا شعر بني فاتح وعينين بنيتين.
وكان يتمتع أيضا بموهبة الثرثرة واجتذاب أي امرأة يريد. على الرغم من ذلك, كانا
يشكلان فريقا رائعا, وكان ليون حريصا على ألا يؤثر أي شيء على علاقته برفيقه.
كما يعلم أن نجاحهما يعتمد بشكل كبير على قوة صديقه الفكرية.
قال نك :"العمل! أنت تعرف كم أن مشاريع الانترنيت قد راجت اليوم, وأنا غارق فيها..أحتاج مصممين ورسامين لحمل العبء معي".
- لكن هذا سيخفض من أرباحنا!.
فرد نك بحدة:"وأنا أحتاج إلى راحتي".
- هل لغضب تانيا علاقة بقرارك هذا؟ إنها لا تملكك يا نك. صدقني..."
- أصدقك يا ليون. أنت مسؤول مبيعات ممتاز, ونحن نشكل معا فريقا ناجحا. لكنني لن أعمل تحت هذا الضغط بعدالآن!.
فرفع ليون يديه مستسلما, وقال:"حسنا, حسنا, إذا كان هذا كلامك, أنت, لا كلام تانيا. مع أنك لطالما قلت إن علينا أن نعمل كالكلاب إلى أن نبلغ الثلاثين..".
- سأبلغ الثلاثين الأسبوع المقبل, وكلانا وضع في جيبه أكثر من خمسة ملايين دولار في
السنة الفاتنة .. وسأجني هذا العام نصف ما جنيته العام الماضي. لكنني في المقابل..
خسرت ليز.
- ها قد عادت النساء تدخل في حساباتنا!.
-اللعنة ليون! أريد أن يكون لي حياة غير العمل, حتى ولو لم ترغب أنت في ذلك..
سوف أبلغ الثلاثين الأسبوع القادم, وما جنيته يكفي. أحتاج إلى المزيد من الموظفين!
-حسنا, حسنا. سوف أتقصى وأجد لك الشخص المناسب. ولكن لا تنس أن ذلك سيكلفنا
مرتبين آخرين!.
- إذن, سأوظف شخصا ذا خبرة, وآخر متخرجا حديثا من معهد التصميم,
لندربه.. ما رأيك؟". "أيها البخيل!". "أبدا. فالمنطق يقول أن ندربهم على طريقتنا, لندربه مارأيك ؟

Rehana 09-03-16 09:02 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
- ايها البخيل!
- ابدا, فالمنطق يقول ان تدربهم على طريقتنا , وأنت تعرف هذا يا نك!.
سلم نك بوجهة نظر صديقه, لكنه لم يبد أي استعداد للتخلي عن موقفه...
- قم بهذا في الحال يا ليون! لا تهمني الكلفة, فوصولي إلى نقطة الاحتراف يكلفني أكثر. أجاب ليون وهو يجلس على كرسيه:"حسنا, سوف يكون لك مطلبك!".
-لا تنس" ذوو خبرة".
-ما من مشكلة, سوف يقفون صفوفا أمام المبنى للوصول إلى هنا.
قال ليون ذلك ثم تقدم نحو الباب, ونظر إلى نك بعينين ساخرتين:"أراهن أن تانيا ستأتي
إلى حفل عيد ميلادك. فهي تحب المظاهر والحفلات الباذخة. لا تنس هذا حين تحاول التلاعب بك مرة أخرى!.
فقاطعه نك قائلا بحدة:"العمل ليون, العمل!".
استدار نك إلى جهاز الكومبيوتر وهو غاضب,وأدار الجهاز, محاولا الاستقرار للعمل..لكن كلمات ليون علقت في تفكيره.
وتذكر الشجار المحتدم الذي دار بينه وبين تانيا. وراجع صدى كلماتها في رأسه حين قالت
إنها ستعتبر ذاك الحفل, آخر فرصة له معها.
تملكه الغيظ للتفكير بذلك! لقد بالغت تانياكثيرا في ردة فعلها, وكأنه غير مخلص لها.كذلك بالغت في طلباتها فهي لا تنفك تطلب منه اصطحابها إلى أفخر المطاعم, وحجز أفضل المقاعد في الاستعراضات التي ترغب برؤيتها.ليون على حق , تانيا امرأة انتهازية واستغلالية!.
لكن هذا لم يثر قلقه, فالمال وجد للتمتع بمباهج الحياة! لكن تانيا لم تكن تقدم له شيئا
في المقابل.. في الواقع,أصبحت كثيرة التذمر في الآونة الأخيرة, مما كان يبعده عنها ويجعله
ينفر منها.آخر فرصة له..لم يرغب في إنهاء تلك العلاقة قبل الحفلة.لكنها بالتأكيد لا ترغب
في أن تفوتها.. فقد خطط ليون لإقامة الحفلة في سرادق فوق تلة "أوبزير فاتوري"
المطلة على ميناء سيدني, وستحييها فرقة "جاز" موسيقية,كما سيقدم فيها أفضل الطعام والشراب. اما المدعوون فهم من نخبة الشبان الناجحين في عالم الأعمال ولن تضيع تانيا فرصة استراق النظر إليهم.
فكر نك في ذلك متجهما, لكنه ارتأى الا يقدم على أي خطوة قبل الحفل.
ربما سيجيل هو كذلك ناظريه حوله, عله يجد هناك امرأة سهلة المراس, تطالبه باهتمامه الكامل, ليتعامل هو مع تحديات دنيا الأعمال.
اتجه ليون إلى مكتبه الخاص, آملا أن يعرقل تعليقه الأخيرخطط تانيا.. تلك السافلة الأنانية تفتعل المشاكل, تنتزع كل شيء من نك دون ان تعطيه شيئا في المقابل. فكر ليون في دعوة بعض الفتيات إلى حفل ميلاد نك, كي يفهمه أن في البحر أكثر من سمكة, أسماكا سيكن في غاية السعادة معه, دون ان يسبحن بعكس التيار.

Rehana 09-03-16 09:03 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
ابتسم ليون.
لم لا يحضر له دمية, أميرة خرافية تحمل عصا سحرية, وتحول تانيا ويلز إلى ضفدعة بشعة.
وتحولت ابتسامة إلى ضحكة مرح, لدى التفكير بذلك.
***
- معك سو أولسن من مكتب تزويد الحفلات بالفتيات, كيف بإمكاني أن أخدمك؟.
فقال لها ليون: هل تقدمون تمثيليات في أعياد الميلاد؟.
-أجل, بالطبع سيدي! لدينا فرقة دوار الشمس الغنائية, ومزرعة الحيوانات.
- أريد اميرة خيالية تحمل عصا سحرية, لتغني"سنة حلوة"وترمي بعض الشرر من حولها. ابتسمت سو لصديقتها باربي لامب, التي كانت تشعر بالتعب من تمثيل دور المهرج لحفلة أولاد في الخامسة من عمرهم, وردت بثقة:
-لدينا أميرة الخيال المناسبة لك!
رمقت باربي سو بعينين متعبتين.. من الواضح أنها تحتاج إلى مسحوق سحري لرفع حماستها هذا الصباح, فبرنامجها حافل في نهاية الأسبوع. لقد التزمت بإحياء أربعة أعياد ميلاد للأولاد, لابد أنها ستستنزف كامل طاقتها, ولا شك ان لعب دور أميرة خيالية سيكون أسهل عليها من لعب دور المهرج.
سألت سو المتكلم:"ومتى موعد الحفل؟".
-أريد التأكد من الفتاة أولا.. لقد قلت إنها رائعة, ولكنني أحتاج أيضا إلى فتاة جميلة!.
-إنها جميلة جدا!.
وابتسمت لباربي.
- شعر أشقر طويل يطوف حول كتفيها!.
كان هذا الوصف وصفا واقعيا.
-آمل ألا يكون شعرا متسعارا, فهذا لا يناسبني!.
-اؤكد لك انه ليس مستعارا.
-عظيم! ماذا عن ابتسامتها؟ أسنانها جيدة؟ ابتسامتها دافئة؟.
-بل ابتسامتها مذهلة..وأي طبيب أسنان سيفخر بعرض ابتسامتها.
- مذهلة.. هه! حسنا جدا, هذا مناسب حتى الآن.كم يبلغ طولها؟.
قطبت سو لهذا السؤال:"طولها؟".
-أعني أنني لا اريد فتاة قصيرة القامة.. نحن لا نتكلم عن طفلة مبهرجة هنا, أليس كذلك؟.
-اوه, لا! اميرتنا الخيالية امرأة شابة جميلة, أطول من النسبة العادية, لكنها ليست بطول
عارضات الأزياء!.
قطبت باربي حاجبيها. واخذت تشوه قسماتها.
قال المتكلم بحماسة:"عظيم! يبدو هذا جيدا, سؤال واحد بعد , كيف تصنيفين شكلها؟". - أرجو عفوك؟.
-أعني شكلها, تعرفين كيف..الثنايا المناسبة في المكان المناسب؟.

Rehana 09-03-16 09:03 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
-أوه!...
وانتظرت لترى إلى أين يود أن يصل.
فقال مؤكدا:"لن تنفع إذا كانت نحيلة! المطلوب أن يكون لها جسم مثير!".
-همم...
جعلت كلمة "مثير" أجراس الإنذار تقرع في رأس سو, فارتابت في المكالمة. وسألته مستفسرة:
"هل هي حفلة أولاد سيدي؟".
-لا, لا اولاد في هذه الحفلة!.
فسألته بجفاء, وهي تشعر بالاستعداد لرفض الفكرة:
-وهل هي ليلة.. للرجال؟.
-لا, لا تسيئي فهمي يا آنسة.إنه حفل كبير يقام بمناسبة بلوغ صديقي الثلاثين. وأود ان أقدم له هذا الدور كمفاجأة خاصة!.
-هل سيحضرها نساء ورجال؟.
-بكل تأكيد! سيكون المدعوون من عازبي وعازبات سيدني. لا شيء سري بشان الحفلة. أؤكد لك! إنها حفلة علنية ستقام في سرادق, على تلة"أوبزر فاتوري".
-فهمت!.
ورات سو في ذلك فرصة ذهبية لها! مجموعة من العازبين الأثرياء!
- حسنا, أصر على مرافقة أميرتي لأطمئن أنها لن تكون عرضة لأي.. معاملة مهينة؟.
-ما من مشكلة! نحن نرحب بك للانضمام إلى الحفلة. هل أفهم من كلامك أنها فتاة مثيرة؟. فردت سو بشيء من الحذر:
-شكلها مثير بكل تأكيد, لكنني لا أريد أن يأخذ احد أي فكرة خاطئة عن سبب وجودها في الحفلة.. هذا ببساطة مجرد ظهور لأميرة خيالية لتغني"سنة حلوة".. صحيح؟.
-بالضبط! أوه, نسيت أن أسأل, هل يمكنها أن تغني؟ أعني,هل هي تغني حقا؟.
-لقد جابت البلاد كمقدمة برامج تسلية محترفة.. هل هذا كاف؟.
-رائع!.
-لكن هذا سيكلفك الكثير يا سيدي.
وبدأت تسجل التفاصيل وتنفق على الاتعاب, التي ضاعفتها أربع مرات لها ولباربي, لأن الحفلة ستجري بعد الساعات المعتادة..ولم تنس ان تأتي على ذكر التعويض عن المخاطر, ولو انها لا تعتقد بوجود أي خطر فعلي.
ذهلت باربي للمبلغ الكبير الذي طلبته سو لهذه الحفلة. منذ أسستا مكتب الحفلات هذا, كانتا تحاربان للتوصل إلى الاكتفاء..لكنه يوفر لهما على الأقل العمل المنتظم, اكثر من العمل في الريف وفي الغرب.وهاهما مستقرتان في سيدني.. فالعمل في النوادي الريفيةكان عملا مرحا, لكنه لم يكن ذا مردود.
أيقنت باربي من خلال الاصغاء للمكالمة, ان الاتفاق الذي تديره سو لم يكن لتسلية أولاد أبدا. بدا لها كل ذلك مغريا: من امتلاك سيارة, إلى دفع إيجار شقة بغرفتي نوم في منطقة "رايد", هذا فضلا عن دفع تكاليف الطعام لكن..

Rehana 09-03-16 09:06 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
وضعت سو سماعة الهاتف, وصاحت قائلة:
-لقد حصلت عليها!.
ثم أخذت تفكر بالمال الوفير الذي ستجنيه من تلك الحفلة.
سألتها باربي:" على ماذا حصلت؟".
-لم يتردد عندما ذكرت المبلغ.. وهذا يعني أنه لا يبالي بالمال, يعجبني هذا النوع من الرجال.
-آمل ألا يكون عجوزا قذرا!.
فابتسمت سو وقالت:" قد يكون شابا وقذرا. بالتأكيد أنه شاب, فهو في الثلاثين من عمره, أعزب وشريك في مؤسسة "ملتي ميديا".
وحنت رأسها ثم تابعت تقول:
- سأطلب منه أن يحظر لنا موقعا على "الوب سيت". بهذه الطريقة, سيكون لنا زبائن عبر الانترنت".
ذكرتها باربي بخشونة:"لا نملك كومبيوترا".
غرقت سو في أحلام اليقظة, وكان من الصعب إخراجها من تلك الحالة متى تراودها.
-أنني افكر سلفا في الأمر فهذا جيد لكلينا ياباربي..سوف تجني المال ونحظى بفرصة التعرف إلى شبان أثريا!.
-أطالبك بتفسير ذلك لي, ما إن تعودي إلى رشدك!.
لم تعر سو اهتماما لما قالته صديقتها, بل أخذت ترقص في غرفة الجلوس الصغيرة وهي تسرد تفاصيل الحفلة, والدعوة للبقاء والاختلاط بزبدة عزاب سيدني...ولم تستطع باربي الإنكار بانه أمر مثير للاهتمام نظرا للحياة الاجتماعية الميتة التي تعيشانها.
- ما اسم الشاب الذي طلب أن ألعب دور أميرة خيالية؟.
- ليون وبستر.
فكان لوقع ذاك الإسم الصدى الكريه عند باربي.
- ليون...
ألم يكن لنك أرمسترونغ صديق بهذا الاسم؟.
عادت تسأل سو, بعد أن ارتابت بالأمر: "وما اسم شريكه؟ الشاب الذي تقام له حفلة عيد الميلاد؟".
-نك آرمسترونغ..
أخذت تتراقص في الغرفة وهي تغني:"سنة حلوة يا نك العزيز..سنة حلوة يا نك العزيز..". فصاحت بها باربي:"كفى!".
ثم وقفت وقد تملكها الاضطراب من جراء سماع ذاك الاسم.فأجفلت سو وأخذت تحدق بها. - ماالأمر؟.
علا الاحمرار وجه باربي وظهر عليها الحنق.
- ألا تذكرين؟. "
- أذكر ماذا؟.
أشاحت باربي عينيها الرماديتين اللتين أصبحتا خنجرين ثلجيين, وهي تتذكر الرجل الذي حطم قلبها إلى قطع لا يمكن جمعها.
- منذ تسع سنوات, غنيت في حفلة ميلاد نك آرمسترونغ الواحد والعشرين.
لم تفهم سو ما ودت قوله باربي.
- حقا؟.
- أجل, واعترفت لك يومها, كيف أنه...

Rehana 09-03-16 09:07 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
وكتمت الذكرى المؤلمة, لتواجه سو بقرار حازم:" أنا لن.. أغني له أبدا!".
- لكن.. أوه..أوه.
وعاودتها الذكرى أخيرا , فكشرت:
- ذلك الشاب الذي تعلقت به حين كنا في المدرسة.
اهتز صوت باربي بمشاعر عنيفة حركتها الذكرى.
- كنت في السادسة عشرة!
لقد أحبت نك آرمسترونغ من قلبها, لكنه استخف بذلك الحب , وفضل عليها فتاة تملك سيارة فخمة. فخاب أملها به.. لكن, ذلك لم يحل دون شعورها بالإحباط.
قالت سو متوسلة:"لقد مضى الكثير من الوقت على ذلك, يا باربي".
هذا صحيح, لكن جرحها مازال ينزف. لم تشعر نحو أي رجل آخر بما كانت تشعر به نحو نك آرمسترونغ, لكنه استخف بحبها.
- لكنه دور لن يستمر أكثر من عشر دقائق, وسوف يدعمنا كثيرا من الناحية المادية.
تابعت تتوسلها:"لن يعرفك على الأرجح, فقد كان شعرك أشقر ضاربا إلى البياض حينها!". أجل,كان أبيض ومجعدا مثل صوف الحمل الصغير. وقد سماها أصدقاء نك حينها بالحمل الوديع.. وأخذوا يسخرون منها للحاقها بهم أينماكان نك يتواجد. وقد ضايقها ذلك كثيرا. وتابعت سو:" وكنت تضعين النظارات بدلا من العدسات..وكنت أيضا نحيلة حين كنا في سن المراهقة.. أنت أكثر نضوجا الآن".
فردت باربي بغضب:"ليس هذا ماعنيته! لن أغني له يا سو, بإمكانك أن تغني له أنت, إذا أردت".
-أوه, حقا!؟ لكنني لست شقراء وجميلة. هيا يا باربي.. دور أميرة الخيال يليق بك وحدك.
إضافة إلى هذا, وعدت ليون وبستر أن شعر الأميرة سيكون حقيقيا, غير مزيف.
- الغي الاتفاق إذن, دعيه يجد شخصا آخر!.
- ونخسر كل ذلك المال؟ هذا عدا عن فرصة التعرف إلى نخبة شبان"سيدني".
هزت سو رأسها, وتوجهت إلى باربي.
- الأفضل لك أن تجلسي, وتهدأي, وتفكري بمنطق, إذا ما زال نك آرمسترونغ قادر على جرحك بعد تسع سنوات, فلديك مشكلة حقيقية. وحان الوقت لتواجهيها وتتغلبي عليها.
لم ترد باربي الشجار مع صديقتها, لكنها كانت مصممة على الالتزام بموقفها.. لن تغني لنك آرمسترونغ ابداً !
تابعت سو تقول:"أتذكرين الجانب الآخر من عملنا؟ تسليم باقة الورود الميتة؟".
كان بعض الزبائن يطلبون من باربي وسو, تسليم باقة ورود ميتة إلى أحدهم في حفل عيد ميلاده, كتعبير غير مؤذ عن مشاعر السخط والغضب التي يكنونها لمستلم الباقة. وبحسب سو, كان هذا مجرد تنفيس من أولئك كي لا يشعروا فقط بأنهم مجرد ضحية!
مع ذلك, كانت باربي تفضل أن تعهد بذلك إلى سو التي كانت تحب القيام بذلك. لكن الفكرة لم تكن تروق لباربي, حتى وإن كان المستلم نك. هي لا تريد أي صلة به.
-أنسي الأمر يا سو.. أفضل مواجهة نمر أو أفعى, على القيام بذلك.
وتوجهت باربي إلى الجهة الأخرى من الغرفة, تربح مرفقها على ذراع المقعد. مهما حاولت صديقتها فلن تنجح في إقناعها.
أكدت سو لها:"انسي أمر الورود الذابلة! لم يكن هذا ما أفكر به".
- إذن, لماذا أثرت الموضوع؟.
- لأن لا شيء أجمل من الانتقام حين يقوم أحدهم بتصرف خاطىء معك. وإنه لأمر رائع أن تربحي أنت الجولة الأخيرة.
رمقتها باربي بعينين ساخطتين.
لكن هذا لم يمنع سو من أن تتابع.. فقالت بعينين لامعتين, وهي تفتح يديها كساحر على وشك عرض وهم رائع:" الانتقام جميل. تصوري ذلك يا رباربي!"..


نهاية الفصل

amany khalil 10-03-16 09:46 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
رووعه ريحانتى فصلاول جميل وشكل باربى هتنتقم هتنتقم وانا احب الروايات دى اوى
متتاخريش ريري
مشكوره

Rehana 10-03-16 08:30 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
اهلين يا اماني.. كيفيك اخبارك ؟
سعيدة ان الرواية نالت اعجابك.. ان شاء الله كل يوم في فصل ماعدا الجمعة

Rehana 10-03-16 08:36 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
2 - فوق قوس قزح

انتاب باربي الاضطراب وهي تنظر لتدخل الحفل. ما كان يجب ان تدع سو تقنعها بهذا،
لقد أقنعتها سو بطريقة ما بأن رؤية النظرة المصدومة على وجه نك آرمسترونغ قد تشفي جرحها.. خاصة حين تنثر الغبار الماع عليه، وتحوله إلى طفل.
لقد اعتبرت سو ذاك الانتقام انتقاماً حلواً، لكن باربي تشك أن يكون أي شيء في هذا الحفل جميلاً.سوف تتضايق إن لم يعرفها نك آرمسترونغ، وستتضايق إن عرفها.
على أي حال، إنها الآن هنا، خارج سرادق الحفلة فوق تلة أوبزرفاتوري..لم يعد بوسعها الآن الرجوع عن ذلك.كان شخص مافي الداخل يلقي خطاباً وكانت تسمع قهقهات وضحكات بين حين وآخر.. هل مرّ ليون ويستر؟ لقد قالت سو أن هناك حوالي مئة مدعو تقريباً. ولا شك أن القسم الأكبر منهم من أثرياء "سيدني".
كانت جوانب السرادق مصنوعة من البلاستيك الشفاف، لتجعل الضيوف يرون بوضوح الميناء وجسره الرائع، إضافة إلى أنوار سيدني، وكانت باربي تقف بعيدة عن الأنظار خلف سيارتهما هي وسو فيما كانت سو تقف عن المدخل، تراقب ما يجري إلى أن تأتي اللحظة الحاسمة.

Rehana 10-03-16 08:37 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
أخذت باربي تفكر بأنها ستتمكن قريبا من الهرب.. فبعد عشر دقائق عشر دقائق من تمثيل دور أميرة الخيال ستخرج من هنا.. لكن سو لن ترغب بالرحيل، بالطبع كانت هذه الأخيرة ترتدي ثياباً تليق بالحفل، فستاناً من الساتان الأخضر، بغاية الاغراء. لكنها ستعود وحدها إلى المنزل، إذا عزمت باربي على المغادرة قبل انتهاء الحفل.
تناهى إلى مسمع باربي تصفيق قوي جعل قلبها يرتجف، ورفعت سو لها يدها، تشير عليها بالاستعداد.
اغمضت باربي عينيها لبرهة، وأخذت تصلي لئلا يقع جناحاها، أو يعلق ذيل تنورتها الطويل بأي شيء، أو تضعف أوتارها الصوتية، وتمنت أن يسير كل شيء على ما يرام..وتوسلت أن يكون العرض مميزاً.
بعد أن خف التصفيق، تطلع ليون ويستر إلى مستمعيه بعد انطفاء التصفيق لخطبته، وقال:
- أرجو أن يبقى الجميع في مقاعدهم.ثمة مفاجأة أعددتها لنك، لإضافة القليل من السحر على الحفل.
وأشار إلى قائد الفرقة الموسيقية، ثم نزل عن المسرح، بعد أن أثار ضجة من الترقب بين الطاولات.. وراقب نك صديقه وهو يسير- متباهياً- في باحة الرقص متوجهاً إلى طاولتهما..بدا ليون في غاية السعادة، بعد أن ألقى خطابه. وهاهو الآن يخرج شيئا آخر من جعبته.
كان ليون يحب الحفلات كثيرا..ابتسم له نك وهو يجلس في مقعده...لطالما أمضيا معا أوقاتا مسلية، طوال فترة الجامعة، وفترة تأسيس العمل وإدارته. إنهما صديقان حميمان، وسيبقيان كذلك, وكل منهما يعرف الآخر أكثر مما تعرفه أي إمرأة أخرى.
بدأت الفرقة الموسيقية تعزف لحناً لم يعرفه نك، ولكنه انفجر ضاحكاً لليون، حين تعرف إلى اللحن.
- في مكان ما فوق قوس قزح?
- ووعاء الذهب قادم يارجل. ف
علقت تانيا قائلة:"هذا لحن يعزف للأطفال، أليس كذلك يا ليون؟".
صرّ نك أسنانه، يكتم الرغبة بأن يقول لتانيا أن تغرب عنه.. لقد كانت مضطربة المزاج طوال الأمسية، ولم تنفك تنتقد الجميع، حتى أوشك نك على لااقتراح عليها أن تنضم إلى طاولة أخرى.
ابتسم ليون لها ابتسامة ماكرة وقال:
- لا أود أن أضيف لمسة رومانسية على الحفل، فنك بحاجة لذلك.
أحس نك بتصلب تانيا، وتحضر لانتقاد لاذع منها. لكن صيحات الاستحسان التي أطلقها الضيوف، جعلته يلتفت إلى ما كانوا ينظرون إليه.
- أوه، انظروا إلى هذا!ما أجملها!
وأجفل ما ان وقعت عيناه على أميرة الخيال التي أراد ليون تقديمها له.. كانت شقراء مشرقة،
رائعة الجمال، بجناحين شفافين. كتم نك ضحكته، بعد أن استوعب ذلك بالكامل.لقد أحضر له ليون أميرة خيالية تحمل عصا سحرية! بالطبع، لن يروق ذلك لتانيا. لكن نك لم يعد يهتم
بما تفكر به تانيا.ولن يعترض إذا كانت هذه الأميرة قادرة على جعل تانيا تختفي، بإشارة من عصاها السحرية.

Rehana 10-03-16 08:38 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
ابتسم نك لأميرة لاخيال.. وفكر في أنه لن يضعها على الرف طويلاً، إذا ما حصل عليها.. ولن يحتاج إلى أي سحر يشعل مشاعره.. إنها أجمل ماشاهده في حياته.
كان فستان السهرة التي ترتديه، فضياً شفافاً، يلتصق بجسدها فيبرز جماله.إنها امرأة حية، تتنفس، جميلة إلى حد إنها يمكن أن تكون قد برزت من بين صفحات قصة خيالية.
وزاد جمال وجهها ابتسامة يمكن أن تحول أي قلب حجري إلى هلام طري. وكان التاج الماسي على رأسها، يتوج شعراً طويلاً، أشقر حريرياً، يبدو أكثر جمالاً وهو مغطي بالجناحين الفضيين.
إنها أميرة فعلاً.. وأمل نك لو تحقق له أمنيته بأن تبقى في الحفل!
***
قالت باربي تحدث نفسها:"الأمور تسير على ما يرام حتى الآن".
واصطنعت ابتسامة، ثم سارت في الممر بين الطالولات حتى باحة الرقص دون أن تتعثر.
لقد كان ظهورها المفاجئ مفاجأة، وكانت ممتنة لردة الفعل الايجابية التي بدت على الوجوه
فهي لم تسمع إلى صيحات الاستحسان، ولم ترّ إلى وجوهاً تترقب بشغف الخطوة التالية.
لمحت باربي نك آرمسترونغ وهي تخطو إلى حلبة الرقص. لقد قال ليون لسو إنه وصاحب الحفلة سيجلسان على طاولة قبالة الفرقة الموسيقية تماماً. وكانا هناك بالفعل....
أشار ليون إلى نك ليعرف عنه كضيف الشرف، فحنت باربي رأسها كإشارة منها أنها فهمت.
وكان نك يبتسم لها بسعادة. بدا لها أكثر وسامة من قبل. كان يرتدي قميصاً أزرق يزيد من بروز
لون بشرته السمراء، ومن لون عينيه الزرقاوين اللتين كانت تلتهمانها.
شعرت للحظة بقلبها يقفز فرحاً. لقد أحب نك صورتها الخيالية. لكنها سرعان ما تجهمت..
إنها الرغبة، وليس الحب أيتها الحمقاء! لا شك أنه سيبدي الإعجاب ذاته لفتاة بيكيني
جميلة الثنايا، تخرج من قالب الحلوى.
تحولت نظرتها بسرعة إلى المرأة الجالسة بجانبه.كانت سوداء الشعر، ولها شفتان حمراوان تزمهما غضباً ترتدي فستاناً أحمر بصدر مفتوح..مثلها مثل تلك المرأة التي فضلها عليها، في ليلة عيد ميلاده الواحد والعشرين.
وكرهتها باربي فوراً...بدا من الواضح أن تلك المرأة تبادلها ذاك الشعور.. فظهور أميرة خيالية بهذا الجمال، لا يناسبها طبعاً.
اجتاح باربي إحساس قوي بالرضى. ورمت نك بإبتسامة دافئة، قبل أن تستدير نحو المسرح حيث المذياع.. شعرت بالرغبة لجذبه و إثارة غيرة تلك الدلوعة ذات الشعر الأسود , التي تجلس بقربه وتهادت باربي بإغراء لتجعله يركز اهتمامه حيث تريده أن يكون.
ورأت أن سو على حق في مسألة الانتقام. سيكون هذا الترياق لروحها المجروحة، عندما ستنتهي، سيجري نك خلفها لاهثاً الليلة. وعندها ستتأكد من أنه شخص حقير يتأثر بالشكل الخارجي فحسب. عندها، ستسحقه وتمحوه من رأسها، إلى الأبد!.

Rehana 10-03-16 08:39 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
وصلت باربي إلى المذياع مع آخر نغمات لحن"في مكان ما فوق قوس قزح" وابتسم الموسيقيون لها. وغمز لها قائد الفرقة بإعجاب، وتسللت فكرة ماكرة إلى رأسها.
همست له:"أتذكر مارلين مونرو حين غنت "سنة حلوة"لرئيس جمهوية أمريكا؟".
فهز القائد رأسه إيجابا:
- اريد أن تعزفوا لي تلك الأنغام.. اتفقنا.
- حسنا أيتها الجميلة. ت
ناولت باربي الميكروفون، وابتلعت ريقها عدة مرات لترطب حلقها.كانت بارعة في تقليد الشخصيات، وأملت أن تتمكن من القيام بذلك بنجاح. إن كان الإغواء هو الذي يدير رأس نك آرمسترونغ، فهذا ما ستركز عليه.
أخذت نفساً عميقاً ثم شرعت تغني:
" سنة .. حلوة.. نك العزيز.."
وسرت همهمة رضى وتسلية حول السرداق..بدت البهجة على محيا نيك، فأطلق ضحكته التي تناهت إلى مسمع باربي، وكأنها أنغام موسيقية عذبة.
وكررت باربي الأغنية، فكانت تغني مقاطعها بشيء من الخشونة، إلى أن تخفض صوتها بنعومة عند"يا نك العزيز" فتبدو بغاية الإغراء.
لم يظهر نك أي حرج. بل مال رأسه إلى جانب واحد، وكأنه مسحور مشدوه يريد المزيد. وكان له ما أراد فقد غنت باربي الأغنية مراراً وتكراراً، وأستدارت شفتاها بشكل بيضاوي موجه, لترسل له قبلة هوائية طويلة.
فوقف الشبان على الكراسي يصفقون ويصيحون ويصفرون.. وضحكت النساء وهتفن وبدا الحماس على ليون وبستر.
لكن نك لم ينظر إلى صديقه, ولا إلى ضيوفه المرحين.. بل أخذ يلفح بنظراته الحارقة أميرة
الخيال.. لكن باربي لم تشعر بحرارة نظراته, بل ابتسمت له وأعادت المذياع إلى مكانه,
ثم نزلت عن المسرح..
صاح ليون:"فلينضم الجميع إلى الغناء الآن!"..
وعزفت الفرقة نغما أكثر مرحا لأغنية "سنة حلوة" ووقف من لم يكن واقفا ليرفع صوته تحية للرجل الذي بقى جالسا, واندست يدان حول كتفيه, بينما كانت باربي تدور حوله حاملة
عصاها السحرية.. كانت تلك اليدان يدان تانيا التي ثارت.
لم يظهر نيك أنه أحس باليدين, ولم يوجه ابتسامة رضى إلى المرأة الواقفة خلفه. بقيت نظرته مسمرة على الأميرة القريبة منه, وأخذ يتفرس بها.
شعرت باربي بالرضى للاستحسان الذي لاقته, فهو أفضل من اي تصفيق تلقته يوما..
هذه قوة المرأة الحقيقية, وهي تمارسها على الرجل الوحيد في العالم الذي ارادته فعلا..
نك آرمسترونغ.
شعرت بمعدتها تتقلص, وكورت شفتاها في إثارة. واحست بساقيها تنزلقان مع كل خطوة تدورها نحوه, وادركت مدى الأنوثة التي تتمتع بها.

Rehana 10-03-16 08:40 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
بقى نك جالسا, لكنه أخذ ينظر إليها حين وقفت أمامه. بالكاد تذكرت ما يجب أن تفعله بالعصا..تشابكت عيناه مع عينيها. وأخذتا تشعان بالرغبة لمعرفة المزيد عنها والتقرب منها.
دعته بصوت اجش:"اطلب أمنية!".
وابتسمت وهي ترفع العصا السحرية فوق رأسه ثم ضغطت على زر القضيب الفضي, لتفتح ثقبا في نهاية النجمة, وتترك شلالا من الفضة يتساقط على شعره, وأنفه, وخديه, فبرزت زرقة عينيه أكثر.
ثم انحنت تعانقه, وشعرت بقلبها يضرب كالطبول في أذنيها. وإذ كانت على مقربة من شفتيه, تملكها الإغراء..لكنها أكملت طريقها إلى حيث يجب أن لختم الأمنية.
لكن نك وقف على قدميه, ووضع إبهامه تحت ذقنها, ودس أصابعه الأخرى في شعرها, ثم مد إحدى يديه يشدها, ينما التفت ذراعه الأخرى تحت جناحيها وجذبتها إلى جسمه القوي.
لم تختبر باربي عناقا مماثلا في حياتها كلها.. كان عناقا مجنونا وعاصفا.. عناقا أدخلها في
دوامة من الأحاسيس الخيالية.. فلم تعد تعي لها يدين حتى.
وبصدمة مباغتة, ابتعد الرجل الذي ولد كل هذه الأحاسيس عنها وسمعت كلمات خشنة ترن في إذنيها:
"ما هذا بحق السماء؟"
وفتحت عينيها مع هبوط آخر نجمة من العصا السحرية على راس نك.
كان ذاك صوت تانيا التي أسرعت تنزع ذراع نك من شعر باربي. فصاح بها نك:
"توقفي عن هذا تانيا!".
فجاء ردها الشرس:"توقف انت!:"
تانيا.. الساحرة سوداء الشعر! نظرت باربي بذهول إلى تانيا الغاضبة.وصاحت تانيا,بينما استدار نك لينتزع العصا منها.
- كيف تجرؤ على معانقتها أمامي؟.
وأبعدتها عن مناله, ثم هجمت على باربي وقالت لها:
- وإنت, أيتها البقرة الجنية! اذهبي وابحثي عن شخص آخر.. نك لي!.
امسك ليون بالعصا , وانتزعها من قبضتها , ثم نهرها قائلاً : " اهدأي تانيا !"
لكن روع تانيا لم يهدأ, وانقضت على باربي كأفعى سامة. لكن ليون حاول لجمها. جرى كل شيء بسرعة كبيرة, وبقيت باربي مصدومة دائخة, ولو أن جسمها كان يرتعش كردة فعل لما حصل.
فصاحت تانيا بحدة:"دعني!".
فرد ليون بحدة:"ليس قبل أن تكوني على استعداد للتصرف بأدب!".
طرق صوت آخر تلك العاصفة قائلا:"حسنا!".
كانت سو التي قالت:
- لقد قلت لي ان أميرتي لن تلقى معاملة سيئة يا سيد وبستر!. ذ
كرته سو بذلك, بسخط غاضب, ويداها على وركيها. وأخذت ترمق نك وليون بنظرات احتقار. تابعت تقول بحدة:
- هل هذه هي نخبة شبان مجتمع سيدني؟.
فاجاب ليون:"آنسة أولسون.. سو..".

Rehana 10-03-16 08:42 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
- لقد تعرضت أميرتي الخيالية للاعتداء علنا!.
- لم أكن أتوقع أنها ستكون...
قاطعته سو:"لقد قدمنا لكم ما طلبته بالضبط يا سيد..لقد أصريت أن تكون "أميرة مثيرة".
- أعرف, أعرف! لكن...
والتفت نحو تانيا قائلا:"تانيا, اعتذري من السيدتين!".
فصاحت تانيا:"سيدتان! إنهما ليستا أكثر من عاهرتين!".
- المزيد من سوء المعاملة.
ونظرت إلى نك.
- أرجوك, إترك أميرة الخيال سيدي.. سأخرجها من هذا المشهد غير السائغ.
وأزال ذراعه الدافئة عن باربي, التي سرت في جسدها قشعريرة برد. وأشار إلى سو متوسلا:
- آسف لخروج الأمور من يدي...
فردت عليه سو, وهي ترمق تانيا بنظرة ذات مغزى:
- آمل أن يرافقنا السيد وبستر إلى الخارج, ليضمن السلامة لأميرتي. وهل لي أن أقول أيها
السيد...
واتجهت عيناها كالسكين إلى نك:".. أنك لم تختر سيدة لترافقك".
صاحت بها تانيا:"ومن تظنين نفسك بحق الجحيم؟".
تجاهلت سو تانيا, وأومأت إلى باربي, قائلة:"لا تنسي عصاك السحرية!".
أخذت باربي نفسا عميقا.. واستجمعت نفسها, ثم ابتعدت عن نك, محاولة الحفاظ على جو من الوقار وهي تتجه إلى حيث وقعت العصا.
وجدت توسل أجش من نك:"لا انتظري!".
ترددت باربي, وهي لا تزال تشعر بالجاذبية نحوه. لكنها قاومت , مدركة أن سو على حق في المسارعة إلى الخروج من هناك.. وأيقنت أن الإنتقام شيء لا يجب التلاعب به.
- أرجوك.. أبقي!.
خرجت تلك الكلمات كصيحة عذاب من فم نك. والتفت نحو باربي التي بدا عليها الارتباك. وقبل أن ترد شد جناحيها من الخلف فنتزعها عن ظهر فستانها..واستدارت لتجد نك يتلاعب بالجناحين, ويتمتم معتذرا:
- أنا لم أقصد. أردت فقط..
فنهرته سو قائلة:
- هل تود توجيه المزيد من الإهانات لنا سيد بستر؟.
فقاطعها ليون متوسلا:"لأجل الله يا نك! دعها وشانها وخذ تانيا عني!".
عندها صاح نك:"لا أريد تانيا! بإمكانها القفز من فوق جسر الميناء, ولن أهتم!".
- أيها الحثالة!.
تحررت الساحرة السوداء الشعر من يدي ليون وحطمت جناحي باربي بين يدي نك, فوقعا على الأرض. وأخذت تدوسهما بقدميها. وبرزت أظافر قدميها الحمراء من حذائها الأسود وكأنها نقاط دم فوق الجناحين الفضيين الرقيقين, وهي توقع فيهما شر ضرر.
بدت الصدمة على جميع من في الحفل. وسمع صوت باربي تقول:"لا.. لا".
فاندفع نك مبعدا تلك المرأة الهستيرية إلى الجانب الآخر من الطاولة ليمنعها من الإقدام
على أي عمل مؤذ آخر.
حدقت باربي بالجناحين المكسورين. لقد لزمها وقت طويل لصنعهما, وكانا جميلين.. انهمرت الدموع من عينيها.
ربت أحدهم على ذراعها وقدم لها العصا التي أرادت أخذها.. وهددت سو وقد بدا عليها الغضب الشديد:
- سوف تتلقى فاتورة أضرار ضخمة يا يسد وبستر.
فوعدها بتنهيدة ممزقة: "حسنا, سادفع.. لنذهب الآن".
وقاد ليون سو وب اربي إلى خارج المكان.. وبقي الجناحان حيث تحطما.. أخذت سو توبخ ليون, لأنه لم يوفر لهما الحماية الكافية..بينما أخذت باربي تنظر إلى العصا السحرية المكسورة في يدها. سقطت النجمة.
ماذا لو تمنت أمنية؟ وهل تتحقق الأمنيات يوما؟


نهاية الفصل

amany khalil 11-03-16 03:17 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
مشكوره ريرى
بجد فصل جميل مووت
طب اعمل انا ايه دلوقتى عايزه اقرا باقى القصه لانى مش هصبر
لا وكمان النهارده الجمعه ومفيش فصل على نار فى انتظارك حبيبتى

Rehana 12-03-16 10:38 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
3- بعد الجنة نار

دخل ليون الى مكتب نك لعقد اجتماعهما العادى صباح كل يوم اثنين, آملا ان يكون صديقه قد مسح كارثة ليلة ميلاده عن جدول اعمالهما لكنه واجه الدليل القاطع على ان نك بقى مهووسا بها!.
سأله ساخطا"ماذا تفعل هذة الاجنحة على مكتبك؟".
فنظر نيك اليه وقال"سوف اصلحها".
- وكيف تقترح ان تفعل هذا؟ لقد ثقبتهما تانيا بكعبى حذائها الرفيع ولا يمكن اصلاح القماش.
نظر نك اليه بشكل خطير:
- اعرف هذا ليون ولهذا احتاج الى اصلاح القماش لاعيده مكانه, وقررت انك لن تمانع فى اعارتى سكرتيرتك لفترة هذا الصباح, انها على الارجح تعرف كيف ...
- لا يمكنك استخدام كارلا لعمل شخصى.
رفع حاجبا اسود متحديا"الا استطيع؟".
اعترض ليون:"هذا امر سخيف, لقد قلت اننى سأدفع فاتورة الاضرار, وسأقوم بذلك.. ما ان تصل".
لكن نك كرر بعناد"سوف اصلح الجناحين".
- لماذا؟.

Rehana 12-03-16 10:39 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
- لأننى اريد ذلك.
زفر ليون نفسا طويلا وقال:"كان هذا مجرد تمثيل ... دور دفعت اجره يا نك".
- لكنه انقلب الى شئ آخر.
-حسنا. اعترف انها كانت جميلة.. ومثيرة ولقد اثارتك.لكنك لا تعرفها.قد تكون..
- لا اهتم من تكون!.
انتصب نك واقفا:"اريد ان اشعر بها مرة اخرى. يجب ان اعرف وسأعرف".
واخذ يسير حول المكتب وقد بدا الاضطراب عليه.
- حين علنقتها , لم اختبر من قبل ذاك الشعور الذي خالجني , انها مختلفة يا ليون.
- اميرات الخيال يمكن ان يكن مختلفات يا نك.
اطرق نك يفكر قليلا بكلام ليون وقال فجأة:
- لا استطيع تركها تذهب.
رأى ليون التصميم فى عينى نك فسأله:
- اذن هل اقتفيت اثرها؟ هل رتبت لقاء معها فى ظروف عادية؟.
بدا الاحباط على وجه نك:
- لقد اتصلت برقم المكتب عدة مرات بالأمس وكل ما حصلت عليه كان آلة الرد ثم اخيرا هذا الصباح, اجابت على مكالمتى سو اولسن.. لكنها رفضت ان تعطينى اسم اميرة الخيال وعنوانها . قالت ان ذلك ضد سياسة الشركة.
فقال ليون"انها على حق تماما, فالخيال والواقع لا يمتزجان! التوقعات لا يمكن ان تتحقق
ومن الغباء اضاعة الوقت فى ملاحقتها!"..
كشر نك وتمتم:"لكننى سأحصل على الاسم والعنوان بطريقة ما, لقد قالت سو اولسن شيئا عن زهور دوار الشمس المغنية قبل ان ابدأ السؤال...وسأطلب من شقيقتى حجز هذة التمثيلية لأولادها..اميرة الخيال مغنية اليس كذلك؟ وقد تكون هي كذلك زهر ةدوار الشمس".
شعر ليون بالأمل اليائس في صوت صديقه ووجد ان صديقه يحتاج الى مساعدة سريعة, وإلا فلن يبدع في التصاميم التى تعاقد على تصميمها.. ولكنه عاد وعكس رأيه على الفور...كلما سارع الى نسف تلك الآمال والتوقعات كان ذلك افضل.
قال بهدوء:" لا داعى الى تحمل كل هذا العناء يا نك!".
فقال نك بحدة وعيناه تلمعان تصميما :
- سأذهب الى ابعد مدى, يجب ان اجدها.
- بالطبع ..وانا افهمك. كل ما عنيته هو ان تترك الامر لي, سأحصل على الاسم والعنوان قبل
انتهاء هذا اليوم.
فقطب جبينه:"كيف؟".
-سأتصل بسو اولسن وادعوها الى الغداء كاعتذار عما حصل ليلة السبت... وفي مطعم من اختيارها ,وسوف اعدها ان احرر لها شيكا بالاضرار ,واحاول جمع اي معلومات عن اميرة الخيال تلك.
- وماذا عن سياسة شركتها؟.
- سأجد منفذا, ثق بي.

Rehana 12-03-16 10:39 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
"متى يمكن ان تصله... يجب ان تصله اليوم وفي اسرع وقت ممكن"
بدت لها من لهجتها الآمرة امرأة تتوقع ان ينفذ كل شئ حسب ما تريد...على اي حال, من حق الزبون الذى يدفع الاتعاب, ان يحصل على الخدمة التى يريد.
قالت بهدوء, أخفى زوبعة الافكار التى ساورتها:"لحظة من فضلك لأتأكد".
خاسر! حسنا!. لتانيا ويلز اسباب تجعلها تؤمن ان نك يعتبر علاقته بها ثمينة. ولو كان الامر كذلك, فهو بالتأكيد احمق لكونه اتى بذلك التصرف في حفلة عيد ميلاده, من ناحية اخرى , ربما تكون لكل النساء قيمة واحدة بالنسبة اليه , ربما ظن انه وجد مرشحة اخرى تفى بمتطلباته افضل من تانيا..هل هذا هو سبب إصراره فى الحصول على اسم باربى والعنوان؟
سألت تانيا بنفاذ صبر غاضب"حسنا, متى ستصله الورودالميتة؟".
- ربما عند الساعة الثالثة.
- ألا يمكن ان تصله فى وقت ابكر؟.
اذا عادت سو باكرا! لكن ماذا لو ذهبت بنفسها ؟ سترتدى بذلة سوداء وتغطى شعرها تحت قبعة , وتضع نظارة سوداء...ستكون صورتها بعيدة جدا عن اميرة الخيال التى استهوت نك ليلة السبت..وإن تعرف عليها بطريقة ما ,فستعبر له عن رفضها له.
على الاقل, لم يتعرف عليها كباربي لامب. وهذا جعلها تشعر بالأمان ولن ينتج عن هذا اي اذلال على درب الذكريات. سيكون مسليا ان تراه مرة اخرى, فى مكان عمله.
- نستطيع ايصالها فى الثانية اذا كان هذا يناسبك.
كانت الساعة تشير الى الثانية عشرة, وكانت باربي تحتاج الى الوقت لترتدى ثيابها.
- عظيم! هذا سيفسد عليه عمله الثمين بعد ظهر اليوم.
قطبت باربي جبينها مرة اخرى. بدت لها تانيا ويلز امرأة حقودة.شريرة , ولا يناسبها ان تكون شريكة لها في رغباتها..مع ذلك, رأت انها محقة بعض الشيء. بعد ان تذكرت الجفاء الذى عاملها به في الماضي.
كيف يمكن ان تحكم على ما كان بينها وبين نك حقا؟ ربما تكون على حق.. اذا كان جرذا سطحيا.
"هل لي بتفاصيل بطاقة اعتمادك آنسة ويلز؟".
اتمت باربي الاجراءات وهي تفكر بما اذا كان عليها قبول القيام بذلك...اتصالات نك بشركة الحفلات تثبت انه يريد رؤيتها مرة اخرى. لكنه لا يعرف من هي. . وجدت باربي نفسها مضطربة حول ما ستكون عليه ردة فعله لو عرف من تكون. الخيال امر يختلف تماما عن الواقع.
لقد عرفت بالتأكيد ما هو الاحساس بأن يعانقها, ولم تستطع انكار المشاعر التى خالجتها حينها. لكن, لم يكن هذا اكثر من لحظة محمومة ولدتها مشاعر طائشة من الجانبين. اما تفجره الغاضب فيدل على انه لا يهتم لو قفزت تانيا من فوق جسر الميناء كما يشير الى انهما على خلاف حتى قبل ظهور اميرة الخيال.
الانتقام...وما ادراها اذا كان نك بنفسه ينتقم من تانيا, بالتودد اليها!

Rehana 12-03-16 10:40 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
نظرت باربي الى ورقة الطلب التى كتبتها لتوها, ربما يجب ان ألا تذهب.
ربما تستطيع سو ان تقوم بهذا حين تعود من الغداء مع ليون وبستر.. ولكن ماذا لو تأخر الطلب قليلا ؟ لا.انها تريد رؤية نك وفي وضح النهار! سو على حق فى مسألة انهاء الامر الذى لا زال عالقا من الماضي. .كان من المفترض ان تحقق هدفها. لكن معانقته لها زادت بطريقة ما. الامور سوءا وحركت ما ارادت دوما ان تضعه خلفها.
من الافضل ان تذهب وتتأكد ان ليس هناك شيء لدى نك آرمسترونج يستحق ان تحتفظ بالذكرى.
***
اسند نك الجناحين المكسورين على خزانة الملفات ثم جر كرسيا الى جانبهما..قطع القماش الصغيرة المتضررة التى قطعها من احدهما, جعلت الجناحين يبدوان اكثر بؤسا. لكن مع البائع فى محل ستراندار كايد حيث نصحته كارلا ان يذهب, اقسم له ان قماش الاورغانزا
الذى اشتراه كبديل مناسب تماما..لكنه لم يكن متأكدا من ذلك ,لذا اراد ان يتأكد انه مناسب حقا.
فتح اللفافة , ووضع الاوغانزا على الكرسي قرب الجناحين, وتراجع بضع اقدام. ثم اخذ ينظر من احدهما الى الآخر الى ان احس بالراحة والرضى... البائع يعرف تماما اقمشته, انه مماثل تماما!.
سمع قرعة مترددة على باب مكتبه , فارتسمت ابتسامة على وجهه..هذه دون شك كارلا التى جاءت لترى ما اذا كان قذ نجح فى عمله.
نادى"ادخل".
لم ينظر الى الباب.. بل صب نظراته المبتسمة على انجازه.
اخذت باربي نفسا طويلا...لقد واجهت ما يكفي من الاحراج للتعامل مع النظرات الفضولية التى واجهتها فى طريقها الى باب المكتب. فقد نظرت موظفة الاستقبال اليها بارتياب قبل ان ترشدها الى جهة الوصول الى مكتب نك آرمسترونج, وخشيت باربي ان تستدعيها مجددا
للمزيد من السؤال, لكنها وصلت الى هناك دون ان يعترضها احد.. ربما كان لباس المأتم الاسود عاملا مخيفا لمصلحتها.وها هي الآن مدعوة للدخول..وبصوته.
يجب ان تنجز ما جاءت من اجله.
ومن الغباء ان تترجع عن ذلك الآن!
مع ذلك, كانت نبضات قلبها تتسارع وهى تدير مقبض الباب وتدفعه لينفتح..انتابها الاضطراب وهى تخطو لتدخل الغرفة وتواجه الموقف الذى جاءت تواجهه.
لكنه لم يكن ينظر اليها, كان اهتمامه منصبا تماما على.. جناحي اميرة الخيال!.
- اترين؟
واشار الى القماش المرمي على كرسى قريب:" انه مماثل تماما".
اسكتت الصدمة باربي, وتحركت نظرتها من الاورغانزا الفضية الى الرجل الذى تحمل متاعب الحصول عليها..هل يمكن لرجل بهذة القساوة ان يرغب فى اصلاح جناحيها؟ اوليس ليون وبستر في صدد دفع كلفة استبدالهما؟ ماذا يجرى هنا؟

Rehana 12-03-16 10:41 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
وتمنت لو تستطيع قراءة افكار نك...بدا من تعابير وجهه انه مسترخ ويبتسم...لكن ماذا تعني هذه الابتسامة؟ هل كان يتذكرها كأميرة خيال, ويتوقع المزيد منها؟ ام انه يحتسب كيف سيحصل على المزيد؟ .
سرت قشعريرة في جسدها وهى تنظر اليه..كان يبدو بغاية الوسامة, بشعره الاسود الكثيف الذى كان يلامس ياقة قميصه الابيض. وكتفيه العريضتين ككتفي نجم, له كتفان عريضتان كما لنجم سباحة, وجذع مشدود يزيد من بروز عضلاته بنطلون رمادي.
وشعرت بتشنج وهو يستدير فجأة ,وينظر اليها مباشرة..بدت الحيرة على عينيه الزرقاوين, وزالت على الفور الابتسامة عن وجهه وجعد العبوس جبينه. واخذت نظراته تتفحصها من رأسها حتى اخمص قدميها.
ذعرت باربي وخافت ان يتعرف عليها...هل سيتمكن ان يعرفها بالرغم من النظارة السوداء الكبيرة والقبعة السوداء التى تغطى شعرها وتغوص فوق جبينها؟ واحكمت قبضتها على باقة الورود الميتة...
سأل بحدة: "من انت؟".
شكرا لله.. لم يتعرف عليها.. جاهدت باربي لتعيد جمع شتات اعصابها. انها هنا لتنفيذ عمل!
- سيد نك آرمسترونج؟.
خرج صوتها منخفضا جدا واجش..كان عليها ان تبتلع ريقها اولا. واصبح الآن يقطب جبينه بحيرة اكبر, هل صدمت نبرة صوتها وترا مألوفا لديه؟ هل يقارنه بطريقة غناءها ليلة عيد ميلاده؟
رد متأخرا"نعم".
وتركزت عيناه على فمها, يتفحصه بشدة غير مريحة ابدا.
واحست باربي بجاذب يدفعها الى ان تنظر بدورها الى فمه, لتتذكر كيف اثار تلك الاحاسيس المجنونة.
وتضايقت من كون افكارها سلكت ذاك المنحنى, فسارعت تقول الكلام المناسب فى تلك المناسبة:"اقدم لك طلبية الموت".
سألها غير مصدق"ماذا؟".
اجفلت لحدة لهجته ..تحلت بطريقة ما, بقوة الارادة لتخطو الى الامام وتعطيه اللفافة السوداء وهي تقول:
- لقد طلبت هذه لك.
-ممن؟.
لم يأخذ اللفافة وبقيت ذراعاه الى جانبيه.كان رفضه قبول ما تقدمه له تحديا لوجودها, ومع تقدمها اليه اكثر, احست باربي انها تضع نفسها في منطقة خطيرة. واقشعر جسمها كله وتمنت
لو تستطيع ان تستدير وتهرب..لكنها عرفت غريزيا انه سيمنعها.
شعرت باربي باليأس لمواجهتها هذا الموقف المؤسف معه, وقالت بسرعة:
- فهمت من الزبون انك ستعرف دون ان يذكر اسمه. "
- شخص ما يريدنى ان اموت؟.
لم يأخذ الباقة.. كانت عيناه الزرقاوان تخترقان نظارتها السوداء مثل ضوء الليزر.
- من يكون هذا؟.

Rehana 12-03-16 10:42 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
لا يمكنه اختراق النظارات..اليس كذلك ؟ لا يمكنه ان يرى عبرهما. واخذت باربي نفسا عميقا لتخفف من هذه المخاوف التى انتابتها. فيما اخذ نك ينقل نظراته على معطفها الضيق الذى اخذ يهبط ويعلو بسرعة.
قالت له:"انا مجرد رسول يا سيدي".
ارتفع نظره ببطء على عنقها الطويل, ثم توقف على فمها مجددا وعاد الى نظارتها وقال متشوقا:
- هذا ما اراه.
وماذا رأى؟ ماذا ستفعل اذا ما تعرف اليها؟ ماذا تريد حقا؟ كيف يمكن لنك آرمسترونج ان يؤثر فيها الى هذا الحد؟.
تابع: "رسول بثياب الحزن ,لا شك ان الهدية علامة سوداء جدا ضدي. وانت قبضت ثمن هذا الدور. وبشكل كامل اليس كذلك؟".
احست باربي وكأنها فراشة محنطة واعترفت:
- اجل لقد تلقيت اجرى لافعل هذا.
صلب وجهه والتمعت عيناه سخرية وهو يقول:
-يبدو انك تفتخرين باجتذاب الانتباه الى التفاصيل.هل تنفذين كل اعمالك التى تتقاضين عليها اجرا حتى الكمال؟.
لقد عرفها ! شعرت باربى بذلك...ولم يعجبه ما عرف. لم يعجبه ابدا.
مد يده وانتزع الباقة الذابلة من يدها. ثم راحت نظراته مجددا تجول بها من اعلى الرأس الى اخمص القدمين. لكنه لم ينقل نظراته عليها لتفحص الزي الجنائزي هذة المرة, بل لاستيعاب جمال شكلها. وهذا ما جعلها تشعر بأنه يقارن دورها هذا بالدور الآخر.
لماذا تشعر بالذنب هكذا؟ فهي لم تقدم على اي عمل خاطئ.
اشاحت نظرها الى الجناحين المكسورين المعلقين على خزانة الملفات, والى الاوغانزا الذى تم شراؤه لاصلاحهما ,كما هو واضح...لماذا؟ ما المغزى من ذلك؟
قال متشدقا:"باقة ورود ميتة هى.. رمز نهاية الحب؟".
فعادت لتنظر اليه وقالت:"ارجو عفوك؟".
- التوصيلات الميتة هي دائما دليل على النهاية.
عرفت انه حان وقت رحيلها.لقد اخذ الطلب منها وانجزت عملها..مع ذلك احست انها مشلولة الحركة.
-آه!.
فتح البطاقة وقرأ ما هو مكتوب عليها:"خاسر!".
والتوى فمه ساخرا:"هذه هي تانيا..تريد دائما ان تكون لها الكلمة الاخيرة! لكن ما حدث انها هدرت مالها على هذا الدور الشرير..فهذا لا يؤثر بى.. اطلاقا".
لكن جناحى الاميرة اثر بك. لا بد من هذا والا لما كانا هنا.
سأل بفضول:
- هل لديكم زبائن كثر يرغبون بالقيام بهذا النوع من الاهداءات؟.

Rehana 12-03-16 10:43 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
- لا بأس بهم!.
واحست بالانزعاج لوصفه دورها الشرير, فالانتقام من المفترض ان يوازن العدالة.. العين بالعين والسن بالسن.
- وهل يمكن للزبون ان يحدد من سيقوم بمهمة ايصال الباقة؟.
شعرت انه يعتقد بأن تانيا قد طلبت منها بشكل خاص, ايصال الورود الميتة له,كمشاركة فى حقدها عليه..وهذا صحيح بطريقة ما ,لكنها لم يقصد ان يتعرف عليها, ليجمع بين الامرين. شعرت باربي بالرغبة لمغادرة المكان بأسرع وقت.
ردت بتركيز:"لا..فالرسول هو رسول فقط".
خطت خطوة نحو الخلف, لترى ما اذا كانت ساقاها ثابتتين بما يكفى لهروب سريع. كرر:"مجهول".
ولمعت عيناه بطريقة جعلت باربي تشعر بخطر ما يتهددها.
فقالت وهي تكاد تستطيع ان تتنفس:
- بما ان عملي قد تم الآن ارجو ان تعذرني!.
والتفتت متجهة نحو الباب المفتوح, وهي عازمة على اعادة التفكير بموقفها مع نك.
واذ همت بالخروج, امتدت يد تمسك بها وتوقفها. ثم انتزعت اليد القبعة عن رأسها واحست
بشعرها ينسكب على كتفيها... شعر سيربطه نك بالتأكيد بأميرة الخيال!


نهاية الفصل

Rehana 13-03-16 10:35 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
4- معـه .. معـه

شعرت باربي و كأن كل شيء يفلت بسرعة من سيطرتها. مدت يديها محاولة التقاط شعرها المتطاير, وأفلتت كتفها من قبضة نك.
صرخت في وجهه قائلة:"قبعتى!".
بدت العدوانية على ملامحه, واتسمت عيناه بانتصار ساخر. و لم يعر أي اهتمام لاحتجاجها.. بسرعة البرق, نزع عن وجهها النظارات فعرفها.
- إذن ! .
والتوى فمه بابتسامة ساخرة.
- لقد التقينا مرة أخرى! هذا أمر يثير الفضول, تقمص جديد؟.
لم تفهم باربي ما كان يعنيه بكلامه, بقيت متأثرة بصدمة اكتشافها ويداها عالقتان في شعرها. لكن عملية الإنقاذ كانت دون جدوى الآن. كل ما تستطيع ان تفعله ان تحدق عاجزة به, وهو يطوي النظارة و يدسها فى جيب قميصه.
قاومت لتستعيد شيئاً من سيطرتها على نفسها:"انها لى".
أكد لها:"سأحفظها لك!".
ثم تجاوزها مباشرة نحو الباب الذي لم يقفله فحسب, بل استند إليه, يسد عليها طريق الحرية:

Rehana 13-03-16 10:35 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
- هكذا أفضل! لن يقاطعنا أحد هذه المرة!.
وجذب نظرها إليه كأنه قطب مغناطيسي قوي. فتوقفت مسمرة تماماً تفكر بما ينوي فعله.. صمّت نبضات قلبها المتسارعة أذنيها, تركت شعرها, وهبطت ذراعاها, بعد ان فشلتا في تأخير اللحظة التى حلّت.
- من أميرة خيال توزع خدماتها ..إلى سيدة سوداء منتقمة, دفعة واحدة.. هل تستمتعين بلعب هذه الأدوار؟.
- لم يكن يفترض أن تتعرف إليّ!
ارتفع حاجباه متحدياً:
- إذن, كنت تريدين تفحصي, و أنا تحت مرمي نيران رحيل تانيا العزيزة.
اعترفت:"شئ من هذا!".
- كانت العلاقة مع تانيا تعاني آلام الاحتضار قبل الحفلة, لم يكن أي منا سعيداً مع الآخر.
- إذن لماذا كنتما معاً؟.
- لقد خطط للحفلة منذ مدة طويلة.. و بدا لي..
وهز كتفيه:".. من عدم اللياقة سحب الدعوة".
ولمعت عيناه, فيما تابع يقول:
- ولكنني ندمت على هذه الغلطة, منذ ذلك الوقت...
ردت باربي بدفاع شرس, تستعيد ذكرى ذاك اليوم الذي لم يكترث فيه لمشاعرها:"أنت لم تهتم بمشاعرها!".
كان قد شكرها يومها على هدية عيد ميلاده الواحد و العشرين, والتي اقتصدت في مصروفها الخاص لتشتريها ثم وضع الهدية جانباً.. لكن, حين أعطته المرأة المغرية, صاحبة السيارة الرياضية الهدية ذاتها, ارتداها ليظهر للجميع أي هدية يفضلها.
رد عليها:"بعض المشاعر قد تتغلب على المشاعر الأخرى".
أجل، كالمشاعر الجسدية!
وأكمل: "حتى أنها قد تصل إلى أبعد من التخفى المصطنع!".
وخطا بعيداً عن الباب نحوها، مما زاد على الفور من توترها، وتابع يقول:
- ها أنا ذا انظر الى الجناح المكسور، و فجأة أحسست بوجودك فى هذا المكتب.
..هذا مستحيل..لم ترغب باربي ان تصدق، ربما ما أحس به هو رغبة في تحويل خيال ما الى حقيقة ثابتة .قال, وهو يتقدم نحوها بخطى حثيثة:
- لقد خالجني شعور ما.
ولد ذاك الكلام عند باربى شعوراً غريباً.
تابع:"كان إحساساً غير عادي، وكأنه شعور سحري".
تقلصت معدتها، ولم تدر أكان هذا بسبب الخوف، أو الإثارة.
كان يدنو منها أكثر فأكثر.. و لم يخطر ببالها أن تتراجع إلى الوراء.
كان كل تركيزها منصباً على مراقبته، حتى أنها نسيت أن تتنفس وهو يشير إلى ملابسها.
- حين استدارت لأجد شخصاً غريباً فى ثياب سوداء، تفاجأت.
توقف على مسافة قريبة جداً منها، عيناه تسخران من اعتقادها أنه لم يعرفها.
- ثم تكلمت، و لم يكن هناك من مجال لأخطئ في الصوت.

Rehana 13-03-16 10:36 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
إذا كان هذا صحيحاً، فلم لم يعرف أنه صوت باربي لامب حين غنت له ليلة السبت؟ ألم يزعج نفسه بأن يستمع لها كل تلك السنوات التي اختلطت فيها عائلتها بعائلته؟أم أن ذاكرته ضعيفة في كلا الحالتين؟ اضطربت لكونه عرفها.
سألها:"هل غضبت لأن خدعتك لم تنجح؟".
- أنا لا أصدقك.. لماذا انتزعت قبعتي، إذا كنت واثقاً هكذا؟.
- لأمنعك من المغادرة!.
-ونظاراتى!.
-أكره الكلام مع أشخاص يخبئون أفكارهم وراء نظارة سوداء، وأردت أن أرى عينيك.
- لم يكن هذا من حقك !.
- لقد دخلت إلى هنا بقصد الثأر. و لم يطلب منك أحد القيام بهذا العمل.. أنت اخترته، لأنه على علاقة بي.وأعتقد أن هذا يعطيني الحق أن أسأل لماذا..وأن أرى الرد في عينيك.
لم ترغب باربي أن ترد عليه.
سألها بنعومة، وإغواء:
- لم تستطيعي الابتعاد؟.
كرهت قدرته على جذبها حتى دون إرادتها:
- بلى أستطيع! لكن هذا كان عملاً.. لماذا أرفض عملاً له صلة بك؟ لا سلطة لك على حياتى نك آرمسترونغ.
ظهر تحد في عينيه
-إذن، لايهم إذا اعطيتني اسمك!.
- لقد أعطيتك ما قبضت أجراً لأعطيك إياه. ولا حق لك بأكثر من هذا!.
رد باقتناع ملتهب:
- لم تقبضي أجر الاستجابة لعناقي كما فعلت، ولقد عكرت تانيا الموقف. لكن لاتقولي لي إن العمل هو الذى أتى بك الى هنا اليوم. لقد اعتقدت أنك ستكونين بأمان، لمعرفة ما إذا كان ما شعرت به ساعتها يمكن ان تشعري به مجدداً.
أحست بقلبها ينعصر.. نعم.. إنها تريده، ولطالما أرادته! لكن،كيف يمكن أن تشعر بمثل هذه المشاعر العنيفة نحو رجل عديم الإحساس، استخف بحبها الصغير؟ وارتدت عيناها الى الجناحين المكسورين.
تمتم"أردت إصلاحهما لك".
إصلاحهما أسهل من إصلاح قلب مكسور. وعادت تنظر إليه, وتتسائل ما إذا كان يملك هو قلباً قد ينكسر يوماً.
سألته:"لماذا؟"
- لأنهما جزء من السحرالذى حصل بيننا..كان امراً رائعاً!.
من المؤكد أنه لم يخالجه شعور مماثل ، منذ تسع سنوات .لكن، الأمر مختلف الآن. إنه يهتم بها.. أم أنها الحاجة لأن تصدق أنه مهتم بها حقاً؟
مد يده يتلمس خدها بنعومة:
- ما شعرنا به كان حقيقياً، وهو حقيقى الآن كذلك. وهذا يبرهن أنه لم يكن خيالا!.
ارتفعت حرارتها، واقشعرت تحت لمسته، ولم تستطع الحراك. بدا وكأنه يتسلل الى شرايينها،
وجاعلاً نبضات قلبها تتسارع.

Rehana 13-03-16 10:36 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
- ولم يكن شعوراً من جانب واحد.. لقد عانقتنى!.
معه..معه..معه..وتعاظم الشوق في نفسها كموجة مد لايمكن إيقافها.. وتلاشت المرأة المثيرة والسيارة الرياضية من رأسها، وكذلك الساحرة السوداء الشعر، تانيا. هذا وقتها هي مع نك..الرجل الذى أحبته، وكرهته، وحلمت به.
اندست أصابعه في شعرها، و شدها بنعومة نحوه..طغى عليها الترقب، وتشوق جسمها كله الى العناق.
- نك!.
قطع ذاك الصوت عليهما حماستهما المتصاعدة.. كانا من الحماس، بحيث جاء الابتعاد على مضض من الجانبين.
وجاء السؤال الساخط:
"نك! هل فقدت عقلك تماماً؟".
زفر نك ، ببطء، نفساً داعب بشرتها ليقول بصوت أجش:
- أخرج من هنا يا ليون!.
- أوه.. عظيم !لقد جئت معي بسو ألسون لتراك شخصياً, لأجد أميرة الخيال أصبحت من التاريخ.
سو؟. وانفتحت عينا باربي واسعتين.. شعرت بناقوس الخطر يقرع في رأسها قد تفسد سو كل شئ !
رد نك بحدة، وهو يبعد ذراعه عن باربي و يستدير لينظر إلى صديقه.
- إنها معي هنا! لذا، ابتعد يا ليون.
- باربي!
بدا الذعر على صوت سو ، و هي تطلق الاسم الخطير الذى من الممكن أن يرتبط مع ذكرى لن تستطيع باربي تحمل إثارتها في رأس نك آرمسترونغ..باربي لامب.. سوف يفسد هذا ما تشاركا به الآن، سيدمره تماماً. لقد بدأ التفكير بها بطريقة مختلفة ,وبدا مستمتعاً بذلك.
تصاعد الذعر في نفس باربي وهي تنظر إلى صديقتها الواقفة، إلى الجهة الأخرى،
من ليون ويستر. قريباً من باب المكتب.. كان ليون يتوقع ان يجد شريكه يعمل فى المكتب.
وافق ليون بدهشة:"إنها هى! وفي لباس أسود؟".
قالت باربي لسو آملة أن تسكتها:
- لقد تلقيت اتصالاً من المرأة المستهترة التى كسرت جناحي، تطلب مني إيصال باقة من الورود الميتة. وبما أنك كنت منشغلة، كان عليّ أن أقوم بذلك بنفسى؟.
تماسكت سو:"في عمل، وهاجمك مرة أخرى ؟!".
فقاطعها ليون قائلاً:"لا اعتقد ذلك. لقد بدا الأمر طبيعياً لي..ومحاولة الحصول على اضرار فى هذا لن يجديك.. لم تقاومه بكل تأكيد، لا أثر لذلك بل ...".
قاطعه نك:"هل تمانع؟ هذا مكتبى الخاص".
جاء الرد السريع الحالم:
- وهو مكان عمل ايضاً، أتذكر ذلك؟ ليس من المفترض أن تقوم بهذا هنا!.
قالت سو:"أعتقد أن الطلبية وصلت.. هيا يا باربي، ستغادرين معي!
- باربي...

Rehana 13-03-16 10:37 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
كرر نك الاسم بنعومة عصرت قلبها.. لن تدعه يفكر بالاسم، من الممكن أن يصله بالفتاة التي عرفها، حين كانا يعيشان بالجوار ذاته.
قالت:"هذا لقب تطلقه عليّ سو!"
وأخذت تفتش عن معنى للإسم وهو ينظر إليها متسائلاً.
-مثل الشريط الشائك! فأنا اشعر بالتوتر كلما تحرش أحدهم بى!.
قالت سو تنصحها:"لا شك أنك متوترة الآن! إنه لا يتحرش بك فقط, بل يهاجمك أيضاً!".
تجاهل نك الملاحظة، كما تجاهل ليون وسو، و ركز اهتمامه على باربي، بل ما تخالجه
هو الحاجة إلى معرفتها أكثر فأكثر. سألها:
- إذن ما هو اسمك الحقيقى؟.
دار تفكيرها يفتش عن رد . لقد سميت وقت العماد"باربرا آن".
ردت"آن"
لكن ماذا عن اسم العائلة؟ اسم لامب فاضح تماماً.
- شيبرد، آن شيبرد!.
ابتسم ابتسامة رضى لكشفها عن اسمها له، وقال بصوت ناعم مخملي:"هكذا اصبحنا نعرف بعضنا بشكل لائق!".
صاح ليون:"هذا صحيح! وبما اننا سوينا هذه المسألة.. "
قاطعه نك:"لا تتدخل ليون، لدى المزيد لأسويه!".
وتغير تعبير نك إلى عناد قوي وهو ينظر إلى شريكه، وسو إلى جانبه.
- لو كنتما لطيفين بما يكفي، لتركتمانا بضع دقائق معاً!.
تنهد ليون وقال:"حسناً!".
فيما قالت سو:"سأنتظر في قاعة الانتظار!".
رمقت باربي بنظرة استغراب وكأنها تسألها ما الذى أصابها.
أخذت باربي تتساءل عما أصابها فعلاً، وهما يغادران الغرفة، ويغلقان الباب خلفهما، ثم استدار نك إليها، يلامس خدها برقة، فشعرها، وعيناه تنضحان بمشاعر كثيرة.
- هلا تقابلنا؟ سنتناول العشاء معاً! هل هذا ممكن؟.
- أين؟.
- أين تسكنين؟.
همت باربي بإعطائه عنوانها، لكنها عدلت عن ذلك سريعاً. وإذا كانت تريد إبقاء هويتها الحقيقية سراً، فمن الأفضل أن يبقى نك بعيداً عن شقتهما في "رايد".
قالت:"سأقابلك في المدينة!"
لم يجادلها.. بل ابتسم ابتسامة رضى.
- هل تعرفين مطعم "ببارتونتى ون"على رصيف الميناء المستدير؟.
- سأجده!.
-فى السابعة؟.
-أجل!.
- لن تختفي مني مرة أخرى؟".
- سنتقابل عند العشاء.
سوف تقابله لترى فقط..

Rehana 13-03-16 10:37 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
قال:"سأتطلع شوقاً الى لقائنا".
وارتسمت ابتسامة..لترى فقط..
احمر وجه باربي، وقالت:"هذا عملى!".
أعطاها النظارة:"سوف نتكلم عنه هذه الليلة!".
ثم تراجع ليلتقط قبعتها من على الأرض، وقال مبتسماً:
- آسف، لكنني كنت مضطراً لأن أخلعها، فشعرك أكثر جمالاً من ان تخبئيه.
وفكرت باربى:إنها تخفى أكثر بكثير من شعرها، ودست القبعة على رأسها..
. هذه لعبة خطيرة.. هل ستعرف كيف ستتصرف إذا اكتشفها؟ قالت:
"شكراً لك.يجب أن أذهب الآن! سو تنتظرنى..".
- هل هى رئيستك؟.
فردت بمراوغة:"لا، إنها مسألة مصلحة مشتركة".
لم يطرح أي سؤال إضافي، بل رافقها الى باب المكتب وهو يبتسم.
- نلتقى عند العشاء، إذن!
قبل أن تخرج باربي، أشاحت بنظرها إلى الجناحين المكسورين، المعلقين على خزانة الملفات.
وتوقفت بالباب المفتوح لترمقه بالنظرة الأخيرة، وأحست على الفور بشعور من الإثارة يخالجها.
كرر:"الليلة!".
هزت رأسها إيجاباً وخرجت، غير قادرة على التفكير. كان ما شعرت به هو ما فعله نك آرمسترونغ معها، لم ترد أن تصرف هذا الشعور عنها.
***
- آن شيبرد؟
وتنهدت باربي بعد أن سمعت لهجة سو الساخرة. على الأقل أصبحتا خارج شركة "ملتي ميديا"،الآن تجلسان فى سيارتهما المشتركة..كانت تعرف أن سو لن تستطيع الإمساك بلسانها لمدة طويلة، لكنها لم تكن على استعداد أن تجيبها..لا تريد شرح أي شيء لها.
وكيف يمكن لأحد شرح "المشاعر؟ "
- هيا يا باربي.. لقد تماديت في الكذبة التي اختلقتها، أليس كذلك؟.
كان تعليق سو لاذعاً. مع ذلك لم تبرر باربي موقفها, أو بالأحرى.. لم تستطع.كيف يمكن أن تكون نهاية هذا الشعور الجديد الذى نشأ بينها وبين نك لو عرف حقيقة هويتها؟..أرادت فقط أن تترك الأمر على ما هو لفترة، دون أن تضفي عليه أيّ ظلال في الماضي.
كان ماضي سيدني يلوح من حولها في قلب المدينة القديمة. لكنها الآن، بدت لها مختلفة وقد تحول قسم كبير منها إلى مطاعم ومعارض أنيقة.. الزمان تغير، وكذلك الأماكن، و..الناس، أو على الأقل تتغير وجهات نظرهم..من المؤكد أن نك شاهدها اليوم بنظرة مختلفة، و يريدها في حياته بشكل إيجابي!

Rehana 13-03-16 10:39 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
سخرت سو:"اسم زائف! إلى أي مدى تظنين نفسك قادرة على خداعه؟".
تمتمت باربى:"إلى ما يكفي...".
- يكفى لماذا؟. "
- لا يهم.
- إذا كان هذا يدخل فى خطتك للإنتقام، فأنت تلعبين بنارحقيقية يا باربي، وقد تؤذين نفسك! لقد كانت تمثيلية ليلة السبت غير مؤذية، وهذا جيد لك ولكرامتك! لكن، إذا كنت تخططين لمواجهة أقرب...
- هذا ليس انتقاماً.
قالت باربي ذلك، محاولة أن تغير لسو عن تغير وجهة نظرها فيما يتعلق بنك، فيما كانت سو تقود السيارة بصمت.
- لقد اشترى قماشاً لإصلاح الجناحين!.
فردت سو عليها بارتياب:
- هذا مجرد دافع ! فقد كان مستعداً لفعل أي شيء للوصول إليك، ولقد فعل هذا.. ألم يفعل؟ والآن وقد وصل إلى مبتغاه, أراهنك أنه سيعدل عن إصلاحهما.
لم تجد باربي الرد المناسب على كلام سو، فقررت أن تترك ذلك للوقت فالوقت وحده سيحدد الحقيقة.
تابعت سو سؤالها اللاذع:
- ما هي الخطوة التالية؟ عشاء، فراش، وفطور؟.
أجفلت باربي وقطبت جبينها لسؤال سو الساخر. لكنها لم تعد مهتمة لما تظنه صديقتها! أجابت:"عشاء.. وهذه الليلة! سأقابله في المدينة لذا سأحتاج السيارة! إن كنت لاتمانعين!". فتمتمت سو تحذر صديقتها:
- عشاء، جيد جداً! تعتقدين أن ذلك الذئب لا يضع الفراش والفطور على جدول أعماله!. فقالت باربي متحدية:"إذا كان الأمر كذلك! لقد قلت بنفسك إنني يجب أن أخرجه من فكرى!".
- ليس بهذه الطريقة باربي.
- أنت من تسبب بكل هذا، حين أصريت على حاجتنا للقيام بهذا العمل!. "
- أنت تلاحقين حلماً!.
- أجل.. ولما لا؟.
- وتبدأين حلمك بكذبة يا باربي؟ بعدم الكشف عن هويتك الحقيقية!.
- الاسم لا يعني شيئاً، بل الشخص نفسه هو المهم!.
- إذا كان لا يعني شيئاً، فلم لا تقولينه؟.
مرة أخرى لاذت باربي بالصمت. لقد ضايقها الجدال، ولم ترد أن تصغي إلى صديقتها..
فهذا شأنها وليس شأن سو! فهي التي وقعت فى غرام نك آرمسترونغ المستحيل, في طفولتها وسنوات مراهقتها.
ما إن تثر هذه الذكريات مع نك، حتى تموت كل المشاعر التي تكنها له.. فلو عرف كل منهما حقاً هوية الآخر، لتوصلا إلى أن يضحكا معاً على تلك الذكريات القديمة.
- وهل تتوقعين مني أن أدعمك؟.

Rehana 13-03-16 10:39 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
بدت المعارضة القوية في صوت سو، فلم تتردد باربي في إراحة صديقتها من أي مسؤولية عن كل ما قد ينتج عن هذا التصرف.
- لا، لا أتوقع ذلك. وأشكرك لأنك لم تنسفى لي مخططي في مكتب نك! من الآن وصاعداً، سأبذل قصارى جهدي لأبعدك عن كل شيء! هذه لعبتي". - أعتقد أن هذا سيكون صعباً بعض الشيء، بعد أن طلب مني ليون أن أخرج معه!.
- ماذا؟.
أجفلت باربي مدهوشة، فهى لم تتوقع للحظة واحدة ذلك!
هزت سو كتفيها:
- يعجبنى، إنه مرح! ولقد دعانى الى حفلة راقصة السبت المقبل.
تهاوت باربي إلى الخلف في مقعد السيارة، وأغمضت عينيها وهي تفرك جبينها.. شعرت بالحاجة لتسكين ذاك الدوار الذى انتابها لمعرفتها بهذه العلاقة. لقد كان ليون ويستر صديق نك منذ أيام الجامعة، وهو يشاركه أعماله اليوم.لا شك أنهما سيتكلمان معاً عنهما، كما تفعل هى وسو. ومن المستحيل الطلب من سو أن تتخلى عنه، إذا كان يعجبها حقاً.. فهذا غير عادل!
قالت تجادل:"سنضطر إلى إبقاء الأمور منفصلة. أنت مع ليون، وأنا مع نك!".
- أو أن تكوني صادقة معه!.
- لا.. ليس بعد!
- لا أريد أن أكذب على ليون، بشأنك يا باربى!.
- إذن، لا تكذبى..افعلي ما تشائين، ودعيني افعل ما اشاء! مفهوم؟
لم ترد سو..ولم تقل المزيد في هذا الموضوع، وكذلك باربي...لكنهما كانتا تعيان هوة الاختلاف في الاراء وكأن هذا الموضوع دسّ إسفيناً غير مرغوب به في صداقتهما الطويلة. هل يستحق نك آرمسترونغ كل هذا؟
أصرت باربي متجهمة، على معرفة الحقيقة وإزالة كل الشكوك التي تساورها، قبل ليلة السبت. بعد أن شرح ظروف طلبية الموت لليون وما نتج عنه من كشف هوية آن شيبرد، التي لعبت دور أميرة الخيال، لم يشعر نك أنه مضطر لشرح أي شيء آخر لقد باتت آن شيبرد شأنه هو، شأنه الخاص! وليس من حق ليون أن يتدخل!
قال يغير مجرى الحديث:"شكراً لك لإقناعك سو أولسن من أجلي.. أرجو ألا أكون قد كلفتك بمهمة صعبة عليك! لكن، نظراً إلى ما آلت إليه الأمور، يمكن لآن ولي أن نتابع الطريق وحدنا! حسناً، لنعد إلى العمل الآن!".
جاء الرد الحاد:"لا! ثمة ما يجب قوله بعد!".
- لكنك ذكرتني حين اقتحمت مكتبي بأنه علينا العودة إلى العمل!.
- سو على حق. أنت تهاجم كالثور يا نك! أراهن أنك أقنعت آن بالارتماء بين أحضانك.

Rehana 13-03-16 10:40 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
ليس بهذه السرعة!.. فهو يريد الاستمتاع بكل لحظة، ويشعر بكل ذرة من البهجة مع أميرة الخيال.. ومن المستحيل شرح مشاعره نحوها إلى ليون!
قال له من دون مبالاة:"أنا لا أعمل الليلة، لذا فهذا ليس من شأنك !"
- ليس من شأني!.
وقف ليون فجاة، وعلا صوته..راح يذرع المكتب جيئة وذهاباً، يرمى موجة من النصائح غير المطلوبة "اذن! من المفترض أن أتجاهل الأمر، بينما أنت ترمى نفسك في ورطة أخرى مع امرأة! ألا تذكر تانيا؟ لقد دفعتها إليك منذ التقيتما، ثم أمضيت الأشهر الأربعة التالية، تكتشف كم هي فاسقة!"
لكن هذا مختلف، و لا يمكن ابداً أن تكون آن شيبرد من نفس طينة تانيا ويلز! لم يعجبه ربط ليون بينهما!. توترت أعصابه من جراء انتقادات صديقه. فقال له بغضب:"انظروا من يتكلم ؟" فرد ليون "بالطبع فعلت هذا كذلك! لكن انفصالي عن ليز، علمني شيئاً.. علمني أن العلاقة تضعف، حين تجد أن لا شيء مشترك، وأنكما تعيقان مصالح بعضكما، مثلك أنت وتانيا! صحيح؟".
تراجع نك في كرسيه، وسخر من الشخصية الإصلاحية التي تقمصها ليون فجأة.
- متى حلت عليك هذه الحكمة؟لم ألاحظ وجودها في الحفل ليلة السبت..حسبما أذكر..
قاطعه ليون مؤكداً:"لم يكن هناك من شخص مهم هناك! أنت تدعي فقط أن آن شيبرد هذه، مهمة لك".
- وما الخطب في هذا؟.
- إذن، عاملها بشكل صحيح، تعرف عليها!
- هذا ما أنوي القيام به.
- لم يبدُ الأمر هكذا، حين دخلت أنا وسو ووجدناكما في ذاك الوضع الحميم!.
بدا ليون كمبشر يدافع عن الأخلاق الحميدة.
وعبس نك في وجهه، يتمنى لو يهتم بشؤونه
- أنا ممتن لاهتمامك. والآن هلا تركنا هذه المسألة جانباً.
توقف ليون عن الذهاب والاياب فجأة، وقد بدا عليه عدم الرضى.
- إنهما وسو صديقتان منذ أمد بعيد، وشريكتان في العمل !
- عرفت هذا!.
- سو تدافع عنها، حين يتعلق الأمر بشبان مندفعين.
- عرفت هذا كذلك!.
- تعجبنى سو ألسون، وهي متناغمة معي، وقد نصبح فريقاً رائعاً!.ف
هم نك الآن كل شيء! صديقه وشريكه يستهوي حمراء الشعر، النحيلة القد.
- فليسلك كل منا طريقه!.
لكن توتر ليون لم يزل، بل، على العكس ، زاد.. وانقبضت يداه ثم فتحهما، وكأنه يريد أن يلكم أحداً.
كان ينظر إلى صديقه وكأنه ينتظر منه تفسيراً.
- لدينا هنا خطوط متشابكة، يا نك!.

Rehana 13-03-16 10:41 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
بدت لهجته عنيفة، على غير عادته.
- سأعتمد عليك فى ألا تلحق أى ضرر بها.
فأكد له نك بثقة:
- حتى هذه اللحظة، لا أرى أى مشكلة!.
كان كل شيء حتى الساعة مع آن، ايجابياً.
لوح له ليون بإصبعه:
- حسناً، فكر بهذا! لن تسعى سو لحماية آن من دون وجود سبب وجيه.. واعتقد أن هناك تاريخ سيء قد يحتاج الى التلطيف..ومن الأفضل أن نجد هذا السبب قبل أن تقدم على أي شيء! وإلا سنجد أنفسنا في نزاع أساسي.
قال ليون ذلك ثم خرج و أقفل الباب بضربة قوية منه أثارت قلق نك. أخذ نك يفكر بحديثه مع صديقه. لا شك أن حمراء الشعر استهوت ليون فعلاً، وهو على حق.. فهو يخشى أن تؤثر علاقة نك بباربي سلبياً، على علاقته مع سو.
ليون على حق! لا بد أن ثمة تجربة سيئة مرت بها باربي، جعلت سو تدافع عنها اليوم
بهذه الطريقة!
باربي.. متوترة الأعصاب من الرجال الذين يتحرشون بها! لكنه لم يتحرش بها , لكنه لم يتحرش بها ..فهي التي بادرته بعناق ليلة عيد ميلاده.. واليوم كانت تعرف ما ينوي فعله.. ولم تبد أي معارضة..وتذكر تجاوبها، وأحس نك بنفسه يتحرق شوقاً إلى المزيد والمزيد.
لقد أرادت أن ترضي نفسها، بقدر ما أراد هو أن يرضب نفسه.
مشاعر مشتركة. لا يمكن أن يكون مخطئاً!.


نهاية الفصل

Rehana 14-03-16 09:05 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 

5 - الإصطياد في المياه العكرة


- طاولتك سيدى!
-شكراً لك!
- ومن سينضم لك؟.
- أنا في انتظارها!.
- هل تريد تناول أي شراب في هذا الوقت؟.
- إبريق ماء بارد يكفي.
- سأعود به في الحال.
عاد النادل بعد هنيهة، فوضع الإبريق أمام نك وصب له كأساً طويلة من الماء المثلج،
قبل أن يتركه لوحده ينتظر آن.. كان يطلب عادة عصير الليمون ليسترخي قليلاً، ويخفف من توتر العمل لكنه لم يكن يفكر بالعمل الآن!
لم يرغب نك أن يكدر أي شيء .. مشاعره فهو لم يشعر بالحياة هكذا من قبل, و هو ينتظر إمراة.
نظر إلى ساعته، فرأى أنها لا تزال أقل بخمس دقائق عن السابعة .. كانت هذه الطاولة الواقعة في الخارج، تحت الأعمدة الرخامية الضخمة الموصلة إلى دار الأوبرا، المركز المثالي لترقب وصول آن. استمتع نك باستعراض المارة والعبارات الداخلة و الخارجة من و إلى الميناء. كان عادة على استعجال دائم, لا يلاحظ هذه المناظر المألوفة. لكن الهواء له رائحة حلوة هذه الليلة.
كان اليوم يوماً حاراً من اواسط تشرين الثاني, والدفء لا زال حقيقياً.. ومع تأخر وصول الليل, كان السواح يتجولون , يلتقطون صوراً بسعادة، وكان رواد المسرح يرتدون ثياب السهرة ، ويدخلون إلى المسرح لحضور حفل موسيقي ومسرحية وعرض باليه.. ولم تأسر اهتمام نك أي إمرأة مبهرجة..ما من واحدة تضاهي بجمالها جمال أميرةالخيال التي غدت أميرة حقيقية بالنسبة إليه.
وفجأة وصلت ، وتنبه نك سريعاً إلى وصولها .كانت تشع جمالاً, و كأنما كل ما حولها استحال الى شيء رمادى, أمام جمال مظهرها.
كان شعرها الرائع يتهادى على كتفيها، وكان الفستان الذى ترتديه أصفر اللون كأنه الشمس المشرقة.. إبداع يبرز جمال ثناياها وجسمها الرشيق. وكانت تضع وشاح عاجي اللون على كتفيها. وكانت حقيبة يد ذهبية صغيرة تتدلى من إحدى يديها.. وفي أسفل ساقيها الطويلتين يلمع صندال ذهبي و عاجى اللون.
إنها جميلة جميلة جداً! جمالها يأسر الأنفاس ! بدأت كل مشاعر نك تغلى. وقف عن كرسيه فجأة, وجاهد ليمنع نفسه من الاندفاع نحوها وحملها بين ذراعيه.
"تهجم كالثور..."
وصدم تحذير ليون مشاعره, فأجبر نفسه على أن يسترخي..وقال لنفسه بعناد "خذ الوقت الكافي لتعرفها, فهذا مهم!"

Rehana 14-03-16 09:06 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
مع ذلك كان كل شيء في داخله يصيح أنه غير مهم.. وحده هذا الإحساس هو المهم!
لفتت حركة نك المفاجئة, وهو يقف انتباه باربي ,فأرتجف قلبها ..إنه نك، نك ينتظرها, يراقبها تقترب منه.
صممت ألا تدع ساقيها ترتجفان, كي لا يكشفا عن أي تردد يجب أن تبدو متشوقة و مسرورة لأنه ينتظرها، آن شيبرد يجب أن تتصرف هكذا, وحدها باربي لامب ذات الست عشرة سنة, يجب أن تثور على هذا.
لكن هذا كان منذ تسع سنوات!
شعرت باربي بانفتاح نفق بينهما, ونك آرمسترونغ في آخره, فراعها ذلك ، قطب مغناطيسي قوى يشد بالمرأة التي هي الآن يشد بشكل لا يرحم بأكثر أحاسيسها عمقاً, ليثير فيها مشاعر تشوش أي إحساس أحست به من قبل.
تلاشى صخب الناس من وعيها, و كأنها هي و نك فقط, الحقيقيان حتى أنها لم تعد تشعر بتحرك ساقيها إلى أي مكان ..كل ما شعرت به هو أنها كانت تقترب منه, وجسمها كله يضج بالترقب.
كان قد غير بذلة العمل, وارتدى قميصاً أحمر قاتماً, مفتوح الياقة, وبنطلوناً أسود فبدا أكثر رجولية وسلطة..سلطة أثارتها وحركت ضعفاً مرتعداً فى نفسها, وحولت نظرتها إلى وجهه.. الوجه الوسيم الأسمر الذي لم يفارق أحلامها، ابتسم لها، وكانت ابتسامته كتفجر لأشعة الشمس تطرد بؤس الماضى.
فكرت: إنها آن , وردت ابتسامته. لم تنس أنها آن, وتركت شبح القلب الصغير المنكسر يذوب تحت ابتسامته.
تحرك حول الطاولة, و سحب لها الكرسى, فبدا بغاية اللباقة. لباقة لطالما تجاوزها الكثيرون هذه الأيام, تحت اسم المساواة الزائفة.
قال بصوت مخملي ناعم ، أرسل قشعريرة في جسدها:
- تبدين رائعة!.
ردت:"شكراً لك!".
أشار إلى الكرسي فجلست, وراحت تعدل في جلستها لتغدو مريحة.. لم يمد لها يده ليصافحها, لذا لم يكن هناك أي اتصال جسدي بينهما .مع ذلك كان قربه منها, يبعث موجات من الدفء فيها.
هل تتخيل، أم أنه يلامس شعرها حقاً؟ ربما كان النسيم الخفيف القادم من الميناء يعبث به, مع ذلك تسارعت نبضات قلبها لمجرد التفكير بأنه يلمسه.
كانت على وشك رفع رأسها إليه حين تحرك, و دار حول الطاولة, ليعود إلى كرسيه, ارتسمت ابتسامة رضى على شفتيه وهو يجلس, وتأكدت باربي على الفور أنه تخلل فعلاً شعرها بأصابعه. - إنها أمسية جميلة!.
فأجابها:"لا بل رائعة!".
كانت عيناه الزرقاوان مسمرتين عليها, مما جعلها تعي أن ما قاله يصفها هي.
- هل هذا مطعمك المفضل؟
- نعم.انه جيد وقريب ! وأنا أسكن فى الجوار.

Rehana 14-03-16 09:06 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
- أوه!
أجفلت باربي لجوابه, وتذكرت كلام صديقتها. هل سو محقة عن أنه يضع الفراش والفطور على جدول أعماله؟
نظر إليها متسائلاً:"هل يزعجك هذا؟".
هزت كتفيها:
- ولم يزعجني؟ لكنني كنت أفكر في أن استئجار شقة ما في الجوار أمر مكلف جداً!.
- لم أستأجر شقة! لقد اشتريت شقة في المبنى، فوق الأعمدة.
-هذه الأعمدة؟.
كان من المستحيل أن تخفي صدمتها.. تذكرت أن عائلته كانت مرتاحة من الناحية المادية. فقد كانت تملك منزلاً كبيراً من طابقين في "ويمبرال" وسيارتين غير فخمتين جداً, لكن امتلاك شقة في "بينيلنغ بوينت" تطل على الميناء لهو أمر مكلف.. هل حقق نك الكثير في شراكته مع ليون ويستر؟
قال مقطباً:"وهل هذا يزعجك ؟".
- لا المسألة فقط هي أنك تصرف مالاً كثيراً هنا, و لم أكن أدرك...
كان يجدر بها أن تعرف ذلك, من الحفلة التى أقامها بمناسبة عيد ميلاده.
- كم أنت ثرى!.
التوى فمه:"وهل هذه علامة سوداء ضدي؟"
بدا لها هذا سخيفاً، كيف يمكن لثراء مكتسب من العمل الشاق والموهبة, أن يكون نقطة سوداء ضده؟ مع ذلك شعرت, بالفرق الاجتماعي الكبير الذى يكمن بينه وبينها.. وتساءلت من كانت تانيا ويلز ؟ و ماذا كانت...؟ هل هي شخصية مهنية أم اجتماعية مرموقة؟
طوال ذلك الوقت الذي كانت تفكر به بنك الذى عرفته, أرادته أن يحبها.. كيف كان يفكر بها هو ؟ فراش وفطور؟
سألها بهدوء و اهتمام:
- ما المشكلة يا آن ؟.
آن .. لقد تغيرت باربي وهو تغير كذلك.
بدت لها ملاحقة هذا الحلم فجأة, أمراً غبياً جداً. مع ذلك، شعرت بالأحاسيس نفسها التي كانت تشعر بها في الماضى, حين نظرت إلى نك.
أخذت نفساً عميقاً، ثم قالت الحقيقة التى لايمكن إنكارها:
- أنا لست من مستواك, أنا مغنية, لكنه لم يكن عملاً ثابتاً, ولم أحصل قط على فرصة كبيرة. أحب الغناء وأعيش منه .
قال:"وما الخطب فى ذلك؟ فقلائل هم الناس الذين يعيشون من عمل يستمتعون به حقاً! وإنه لعظيم أن تكونى قد أفلحت فى تأدية ذاك الدور الصعب في ذاك الحقل القاسي".
مال إلى الأمام، وتابع يقول:"أنا معجب بك, من أجل سعيك هذا و نجاحك!".
قالت متصلبة ترغب في توضيح المسألة:
- أنا أتشارك إيجار شقة عادية تتألف من غرفتي نوم فى "ريدا" مع سو.

Rehana 14-03-16 09:08 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 

فابتسم ساخراً و قال:"حين جئت أول مرة إلى سيدني, استأجرت غرفة في مكان قذر في "سوارى هيلز" وكان هذا كل ما أستطيع تحمل أجره. أنا أفهم أن يعيش المرء ضمن إمكانياته يا آن, و أحترم هذا".
جادلت:"لكن الأمر مختلف بالنسبة لك الآن, و من الواضح أنك أصبحت معتاداً على هذا الإختلاف".
- أجل، و لن أقول أننى لست سعيداً بأن أكون في مركز أستطيع أن أشترى فيه ما أريد.
وهل يظن أنه قادر على شرائها؟
هل جذبت أمواله تانيا ويلز؟
وتابع نك يقول:"أشياء مثل تناول العشاء هنا متى أردت، وقيادة سيارة فخمة, والقيام برحلة عبر البحار ,والعيش بترف.. كل هذا جيد ويعجبنى! لكنه لا يلبي الاحتياجات التى أشعر بها". وحرقت عيناه عينيها وهو يسأل:
- هل يجيب هذا احتياجاتك كلها؟".
احمر وجهها:"أنا لست انتهازية!"
- وأنا لا أبحث عن بهجة رخيصة معك.
تحدته، بعد أن تذكرت كل كلمة دارت بينها و بين سو:"ماذا تريد منى إذن" .
- أن أعرفك.
فردت بحدة:"هناك أنواع كثير من المعرفة, فأي نوع تتكلم عنه ؟"
- كل الأنواع.
نظرت إليه، غير قادرة على تصديق ما قاله. ولكنها عادت واسترخت, لاشك أن سو مخطئة، فقد بدا نك مخلصاً في رغبته معرفة المزيد عنها اكثر.
سألها بهدوء: "هل آذاك رجل ما يا آن ؟"
مرة أخرى احمرت وجنتاها بسبب صراحته.
- ولم تظن ذلك؟.
- لأنك جميلة بشكل مذهل، و لأن الحصول عليك يرضى غرور العديد من الرجال. و الأثرياء
يرون عادة الجمال في المرأة ,كنوع من صورة منعكسة عن نجاحهم في الحياة.
- وأنت؟.
هز رأسه:"أنا أريد من المرأة أكثر من الجمال السطحي, واعتقد ان بالإمكان القول إنني خدعت بالسطحية عدة مرات..وكنت اتساءل لتوي عما إذا كنت خدعت كذلك, لأن فكرة ثرائي هي التي كدرتك"
- لا، هذا ليس صحيحاً!.
مد يده عبر الطاولة وأمسك بيدها ,يضغط عليها قاصداً تهدئة مخاوفها. لكن الإحساس بلمسته تغطى يدها, أرسل موجة من الدفء والبهجة فى شرايينها.
- لنعط أنفسنا فرصة أنت و أنا! هل أطلب الكثير؟.
همست:"لا "
أخذ يتلمس كفها بلطف.. فلم تستطع تحرير تفكيرها منه.
كانت كل تعابيره تبدي رغبة محمومة بأن يقنعها وهو يقول:"أشعر.."

Rehana 14-03-16 09:08 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
وقاطعهما النادل يقدم لهما لائحة الطعام، جاهدت باربى لإخفاء إحباطها, فقد أحست أنه كان على وشك الكشف عن شيء هام لها.. وسحب يده، ليدير اهتمامه إلى الساقي الذي تابع ترداد ما هو الطبق المميز لهذه اللية.
كانت مشغولة الفكر أكثر من أن تصغي جيداً حين سألها نك:"هل يعجبك أي شيء من هذا؟"
واضطرت إلى أن تطلب من النادل إعادة ذكرها. ولكن حتى بعد أن أعاد ما قاله, لم تستطع التركيز إذ لم تكن معتادة على تلك الأطباق المميزة، والمطاعم الفخمة والمكلفة جداً.
- ماذا تريدان أن تتناولا؟
- هل يعجبك طعام البحر؟.
- نعم.
-الصبيدج المشوى مع الأرانجو والكزبر والحامض, وسمك السومون المسلوق مع ورق الليمون والزبدة.
تلفظ سريعاً بتلك الأسماء. من الواضح أنه لايجد مشكلة في تذكر مكوناتها ابداً وواضح كذلك أنه يتوقع منها أن تختار طبقاً أولياً والوجبة الرئيسية، بغض النظر عن الكلفة.
سألت:"وهل هذا ما ستتناوله أنت؟"
- أجل.
- إذن سأخذ منه كذلك.
وأملت ألا يشعرها ورق الليمون والأعشاب المطيبة الأخرى بالغثيان.
سأل النادل:"وماذا ستشربان يا سيدي؟"
رد نك دون أن ينظر إلى اللائحة:"مياه معدنية، لو سمحت!".
وابتسم لباربي:"إذا كان هذا يناسبك"
ردت بسرعة:"عظيم".
ولو أن المياه المعدنية هذه كانت لغزاً بالنسبة لها.. فهي وسو تشتريان المياه العادية من السوبر
ماركت.
قالت محذرة:"لن أتأخر كثيراً ..فأنا مضطرة لقيادة السيارة".
- أفهم ذلك!.
ولم يحتج أكثر, أو يظهر شيئاً من الإحباط. وهذا ما أراح عذاب باربي الداخلي حول برنامج الفراش والفطور.. فلو كان الإغواء في تفكيره, لقال لها شيئا من قبيل:"التأخر قليلاً لن يضر"
أخذ النادل لائحتي الطعام, وابتعد ليتركهما وحدهما مرة أخرى.. ارتاحت باربي من مسألة طلب الطعام ,وعادت تتذكر الحديث الذي كان يدور, قبل أن يقاطعهما النادل.
وتمنت لو تسأل نك ما هو شعوره, لكنها قررت أن تتركه هو يكمل الحوار. فهي لا تتحلى بالجرأة, لتتابع هي فضلاً عن أنها لم تكن تود إبداء أي لهفة لإكمال الحوار.
سألها:"هل ترغبين ببعض الماء المثلج؟".
ورفع الإبريق عن الطاولة:"أجل من فضلك!"
ملأ الكأس لها، شعرت أنه مستعد لاحترام رغباتها, و لن يدفعها إلى أي شيء لاتريده حقاً.
وهذا ما جعل باربي تحس بارتياح أكبر مع الوضع، وتوتر أقل، حول دوافعه لملاحقتها.
وبدا نك مكتفياً، راضياً، أن يكونا معاً هكذا.. بدا واثقاً من نفسه، وهذا على الأرجح صحيح، نظراً لنجاحه فى عمله.

Rehana 14-03-16 09:09 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
ربما كانت الثقة بالنفس جزءاً لا يتجزء من شخصيته.. وتذكرت باربي كيف كان يضطلع دائماً بدور القيادة, حتى حين كانا طفلين في جوار "ويبمرال" .فكان يخترع الألعاب, و كان ذكياً و شجاعاً.
فهل هذه مجرد لعبة مثيرة أخرى بالنسبة له؟ أعطنا فرصة..أنت و أنا .
من السخف ترك الشكوك والمخاوف تقف فى الطريق.
أنت وأنا.. كلمتان سحريتان. أخيراً بدأ حلمها يتحقق.
يجب أن تحاول للحصول على المزيد ,ولكن إلى أي شيء يوصلها هذا.
شتتت كلماته فجأة راحة البال التي نعمت بها لثوان.
- تذكرينني بشخص كنت أعرفه.
تلك الكلمات الخفيفة بثت فيها التوتر .وأحست بيد حديدية تعصر قلبها.
***
لاحظ نك الصدمة التي تملكت باربي, والتوتر الذى بدا على وجهها . فتأكدت الشكوك
التى ساورته حول هوية آن الحقيقية. وعرف أن آن شيبرد هي باربي لامب.
كان يجب أن يتعرف إليها فى وقت أسرع. فكل الدلائل كانت تشير إلى باربي لامب.. الإحساس العميق بمعرفتها, الانجذاب الجسدى الذى شعر به نحوها. إسم باربي الذى نادتها به سو أولسن. لقد مرت عدة سنوات على لقائهما الأخير , وقد تغيرت باربي كثيراً .أيقن نك أنه بصدد السير فوق حبل مشدود, حيث الخطوة الخاطئة قد تعني الموت لأي أمل بإقامة علاقة ناجحة معها.
شعر نك بالرغبة لمعرفة ما الذى تفكر وتشعر به, وما إذا كان لديه فرصة حقيقية معها ,تذكر كلام ليون عن تجربة باربي السيئة, فأدرك أن ذلك لم يكن بسبب رجل ثرى مجهول.. لقد كان هو من تسبب بالأذى لها.
غضت باربي طرفها تخفي التوتر الذى انتابها, و مالت تلتقط كأس الماء ,محاولة جهدها لاستعادة رباطة الجأش. و لكنه لاحظ حركاتها المتشنجة, وهي ترفع الكأس إلى شفتيها.
لم يكن بحاجة لأن يقول له أحد, لم لعبت دور أميرة خيال من أجله, أو لم رغبت بإثارة اهتمامه؟ هل رغبت في حمله على القيام بما رفضه يوماً ,لتعده وعوداً كاذبة, ثم تبتعد عنه ثائرة لما فعله بها؟ هل صممت أن تثيره الليلة قبل أن تصفعه بالحقيقة في وجهه؟ حين ستضع الكأس من يدها , هل ستكون باربي لامب أم آن شيبرد؟
ارتشفت باربي الماء البارد محاولة إخفاء التوتر الذي انتابها..هل بدأ يتعرف عليها؟ وهل سيكون هذا دليلاً إيجابياً أم سلبياً ؟ ابتلعت ريقها بقوة و قد ساورها الخوف من ذاك الموقف.. ربما ليست باربي لامب من تذكره آن بها!
كان كل شيء في داخلها يتهرب من مواجهة الماضى.. وأصرت على أن تحظى بفرصة معه فرصة بعيدة عن تلك الذكريات الأليمة.. وأملت ألا يتعرف إليها قبل أن تنال مآربها منه.
وضعت الكأس فجأة, و تصنعت ابتسامة ثم قالت:"لا أعتقد أن أي إمرأة قد ترغب بأن يقال لها هذا"

Rehana 14-03-16 09:10 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
صمت لحظة و كأنه لم يستوعب تعليقها ,فشعرت بالتوتر وحدثها شيء ما بداخلها أنه ينتظر منها اعترافاً ما.. لكن أساريرها انفرجت, حين ضحك وهز رأسه...ومال إلى الأمام يريح ساعديه على الطاولة, وعيناه تطمئناها بدفء وقال:
- لم أكن أقارن..أنت تشعين وحدك يا آن صدقينى .. وأشعر أنني محظوظ جداً لأننا التقينا مجدداً!
شعرت باربي بالراحة وقالت ممازحة:
- إذن، كيف أذكرك بشخص آخر؟.
كانت واثقة أنه لم يفكر بالربط بينها وبين هويتها الحقيقية.
قال:"إنهما العينان بلونهما الرمادى الخفيف, والصافي, وهناك القليل من اللون الأزرق
أو اللوزي أو البني ..لقد رأيت عينين مثل عينيك من قبل"
عيناها؟ وهل لاحظهما حقاً تلك الأيام؟ أرادت معرفة ذلك ، فتابعت تسأله:"إذن، من هي التي تشاركني العينين نفسهما؟".
فهز كتفيه وقال:
- كان هذا منذ زمن بعيد. ولقد برزت لي الذكرى فجأة. كان هناك الكثير من الأولاد في
الجوار الذى نشأت فيه, وكنا دائماً معاً.. وكان لإحدى الفتيات عينان كعينيك.
أرادت أن تصرخ بوجهه ,أن تقول له إنها تلك الفتاة, ولكنها قاومت لتكبح تلك الرغبة الجامحة والمتهورة التي انتابتها للكشف عن هويتها الحقيقية, حين أشار إليها بكونها مجرد فتاة من الجوار.
لكن الوضع الآن مختلف عما كان عليه فى الماضى. فآن شيبرد ليست مجرد فتاة من بين الفتيات بالنسبة إلى نك آرمسترونغ.بل هي تشع لوحدها في نظره.
لكن الفضول تملكها فجأة ,وأرادت معرفة رأي نك بها في تلك الأيام, من دون أن تجعل أي شك يساوره حول هويتها الحقيقية. قد يؤلمها هذا لكن الفرصة سانحة الآن و لن تدعها تمر
هكذا. فسألته:
- لابد أنك تذكر تلك الفتاة جيداً.. هل كانت تعجبك؟".
فابتسم وقال:"أجل, كانت مميزة.. لم يكن يهمها كم كان الفتيان يحاولون إبعادها عن ألعابهم ,فقد كانت مصممة على الانضمام إلى كل شيء نفعله, بغض النظر عن مدى قسوة التحدي. لم تقبل يوماً الاستسلام، بل كانت تلحق بنا في كل مكان!".
ضاق صدرها, لكنها تريد معرفة المزيد فسألته مرة أخرى:
-وهل كنت تجدها مزعجة؟.
فبدا أكثر جدية وأجاب:
- لا، وهذا أمر غريب!كانت لاتخاف ابداً ,مع ذلك كان في عدم خوفها براءة رهيبة،
براءة جعلتني أشعر بالرغبة لحمايتها.
- لا أعتقد أن الشخصية التى رسمتها تحتاج إلى حماية.
لمعت عيناه تقديراً لتفهمها.
- أنت على حق! كان لها كبرياء شرسة. لكنني كنت أكبر منها بخمس سنوات ,لذا شعرت بثقل مسؤولية حمايتها.
- لم شعرت بذلك؟.
التوى فمه سخرية:"اعتقد..لأنها كانت معجبة بي!"
وصمت قبل أن يضيف بهدوء:
- في النهاية.. اضطررت إلى إيقاف ذلك.

Rehana 14-03-16 09:10 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
ترنح دماغ باربي لهذا الاعتراف غير المتوقع, وخرج منها سؤال لم تستطع الامتناع عن طرحه. - لماذا؟.
- لقد أصبح الأمر شخصياً جداً.
لم تفهم ما الذي كان يعنيه فسألته مستفسرة:"كيف أصبح شخصياً جداً؟"
فقطب جبينه, وقال:"لم تدرك أن أخي الأصغر الأقرب إلى سنها كان معجباً بها ايضاً".
فأجفلت باربي..داني؟ داني الخجول الذي لم يناقش يوماً معها سوى الواجبات المدرسية؟ لطالما حاولت أن تكون لطيفة معه, كونه شقيق نك, لكنها لم تفكر به يوماً كما فكر بها هو.
- هل تعني أنها لم تكن ترى سواك؟.
- شيء من هذا القبيل! و هذا ما كدر داني, فثار غضبه عليّ, لكنني لم أتحرش بها.. كانت صغيرة جداً بالنسبة لي, على أي حال..
- حسناً، و كيف وضعت حداً للمسألة؟.
تنهد:"أوضحت أنني منجذب إلى فتاة أخرى"
- وهل كان هذا صحيح؟.
- صحيح بما يكفي, لأبعد داني عن ظهري.
- والفتاة؟ هل ابتعدت عن ظهرك أيضاً؟.
مرة أخرى خرج السؤال بمرارة هذه المرة, ولم تستطع سوى أن تأمل ألا يلاحظ تغير نبرة صوتها.
للحظة، بدا تعبير الألم في عينيه, ولاحظت باربي أنه لم يبد أي سعادة لنجاحه ذاك يومها.
قال معترفاً:"كان تصرفي فعالاً من هذه الناحية, لكنها لم تتجه إلى داني, ولم اعتقد أنها ستفعل ,ببساطة خرجت من حياتنا.. بعد سنة تقريباً انتقلت و عائلتها بعيداً ,إلى مكان ما قريب من الساحل نحو بايرون باي,كما اعتقد".
علقت باربي, تخفي الالتواء الساخر في قلبها:
- لكنك لا زلت تذكرها وبوضوح شديد!.
فلمعت عيناه وهو يقول:"كانت جزء كبير مني.. لا بد من وجود أشخاص في سنوات نشأتك, لونوا حياتك بطريقة أو أخرى"
لقد لونها بالأسود.. الأسود الكامل بتصرفه الرافض لها .الآن فقط عرفت أنه لم يكن ذاك الشخص العديم الإحساس ,لقد اهتم بمشاعر شقيقه داني الذي لم يكن يعني شيئاً لها.
سألها نك:"أين تعيش عائلتك يا آن؟".
نفضت نفسها من الذكرى القاتمة التي جاءت بها تلك الاعترافات, وقررت أن ترجئ التفكير بها إلى وقت آخر ,وأن تتعاطى مع ما هي عليه الأمور فى الوقت الحاضر.
ردت صادقة:"في كوينزلاند.. على ساحل "صن شاين" فقد كان والداها قد رحلا عن "بايرون باي".
- إذا أنت بعيدة جداً عن منزل العائلة!.
- بدأت السفر, منذ كنت في الثامنة عشرة لممارسة مهنة الغناء.
ابتسم متفهماً:"طبعاً".
- ماذا عن عائلتك؟
- مازال والداي يعيشان في وامبرال..وهذه منطقة في ساحل "سنترال".
إذن،لا تغيير هنا.

Rehana 14-03-16 09:11 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
وتابع:"بقية العائلة تفرقت, لدي أخت تعيش في سيدني وهي متزوجة ولها ولدان".
كانت كارول أكبر من باربي بسنتين وأنيقة جداً منذ بلوغها سن المراهقة .وكان من الواضح أنها ستلتقي الزوج المناسب في سن مبكرة.
- وشقيقك.. الذى ذكرته؟.
-إنه الآن في سانت دياغو ..داني يحب سباق اليخوت, لطالما كان مولعاً بالقوارب!. وتذكرت القارب الصغير الذى كانت تملكه أسرة آرمسترونغ. وكان داني يبحر به فوق بحيرة "وامبرال" وكان قد دعاها أكثر من مرة للذهاب معه, ورافقته مرتين. لكنها كانت تحلم بأن تبحر مع نك.
من الجيد معرفة أن داني بعيداً جداً الآن, وأنه مجنون بحب شيء آخر على الأقل, على الأقل, لن يستطيع التدخل في هذه العلاقة مجدداً!
أقبل على طاولتهما فجأة ثلاثة ندل, حاملين الأطباق الشهية والأشربة, فشعرت باربي بالامتنان
لذلك, لاسيما لتخفي توترها وتظهر أن الفضول هو وحده الدافع لطرح تلك الأسئلة كلها.
تناول نك رغيف خبز مستدير ,فيما ابتسمت باربي للنادل الذي يقدم الطعام و الذي قال لهما:
- آمل ان تستمتعا بطعامكما.
وأومأ نك إلى الساقى ليصب المياه المعدنية في كأسها.. أدركت باربي أن نك غير مذنب في القرار الذى اتخذه لإنهاء علاقتها به, ولو أنه من المستحيل وضع حد لمشاعر قد تكون مدفونة ,في مكان ما في داخله.
على الأقل تحمل ذكرياته عنها بعض الإعجاب الذى يختلط مع الخلاف الذى سببه شقيقه وربما بعض الندم على ما ضاع بسبب ما قام به.. مع ذلك لم تكن ترغب في تذكر ذاك الإذلال، والتحدث عنه إنها بحاجة الآن إلى ترياق إعجابه بها لشفاء ذلك الجرح الذي انفتح مجدداً.
- هل هناك من خطب؟.
قطع سؤاله عليها تأملها فجأة:"لا.. لماذا؟"
- بدا لي انك تنظرين إلى الكالامارى بإرتياب. هل ترغبين بطلب شيء آخر؟.
فابتسمت لتمحو أي قلق و قالت:
- لا, لكنني لم أره يقدم هكذا من قبل! الطريقة فنية جداً ,ومن
العار نبشها.
تناول الشوكة والسكين وقال:"استمتعي بطعامك".
تناولت بدورها الشوكة والسكين وبدأت تأكل. راحت تركز على طعم الأطباق, فوجدت أنه كان لذيذاً وأن المطيبات مثيرة للاهتمام.
في تلك الأثناء كان نك يحاول تقييم ما يجري في رأس باربي وقلبها, فيما بقيت هي ملتزمة بشخصية آن شيبرد.. ولم يكن يملك أي فكرة عما إذا كانت الأجوبة التي أعطاها إياها قد أرضتها.
ولم يستطع سوى أن يأمل أن تكون قد فهمت الدافع لتجاهلها في الماضي.

Rehana 14-03-16 09:12 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
لكنه أدرك أنها هي الآن من كانت يختار الآن التنكر. ولو كان يرغب في التقرب منها أكثر ,فعليه أن يحترم خيارها. فهي لا ترغب أن تشرح وجهة نظرها. هل لأنها مؤلمة جداً؟ أو لأنها ستجعلها تشعر بالضعف الكبير؟
لقد ظنت نفسها اليوم متنكرة ,حين جاءت إلى مكتبه.. وها هي آن شيبرد الآن تخفي الفتاة التى عرفها يوماً, لكن هل هذا مجرد حماية أم خداع متعمد بسبب حقد قديم؟ هل ستهاجمه حين تتأكد من أنه ضعيف؟
نبذ نك فوراً ذاك السيناريو, لقد مرت تسع سنوات على ذلك, هو يفهم سبب حذرها منه, حذرها من أن تترك نفسها تنجذب إليه! لأنه لا يريد التصديق أنها تتعمد إيصاله إلى هذه المرحلة, لتنبذه كما نبذها في الماضي.
باربي لامب التي يتذكرها, كانت صريحة و صادقة في كل شيء تفعله.. و طبائع الناس لا تتغير , قد تجعلها الكبرياء تغطي الماضي لكنه, متأكد أن لا شيء زائف في استجابتها لعناقه.. لا ادعاء ولا خداع ! لقد كان شيئاً حقيقياً!
كانت الرغبة التى عانقته بها, رغبة حقيقية بعيدة عن أي خداع. أم أنه يخدع نفسه؟
وضعت سكينها وشوكتها من يدها, وابتسمت له بحرارة:
- كان هذا لذيذاً! شكراً لك.
فرد بحرارة مماثلة، بعد أن شعر بشحنة كهربائية تسري في أوصاله:
-أنا مسرور لاستمتاعك به!.
إنه يريدها ,بغض النظر عن الماضي ونواياها الحقيقية !..لن يترك هذا الإحساس يفارقه, ولن يتركها تذهب كذلك!.


نهاية الفصل

Rehana 15-03-16 07:54 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
6- رجل الكهف

جعلت ابتسامته قشعريرة تسري في جسد باربي.. لطالما أشعرتها ابتسامته بالسعادة، حتى حين كانت صغيرة. يومها كانت ترى في ابتسامته تعبيرا صريحا عن إعجابه بها، ولو أنه كان يهتم لأشياء أخرى، أكثر من اهتمامه بها!
لكنها وقد أصبحت امرأة الآن، حملت ابتسامته لها معنى آخر، رسالة أخرى! كل شيء في نظراته يعكس ذلك..وجدت نفسها تضغط بيديها معا, وكأنها تحاول مقاومة نبضات قلبها التي تثيرها نظراته.
ماذا لو نظر إليها هكذا وهي في السادسة عشرة، لو أنه عانقها..؟
هزت باربي رأسها، يجب أن تتوقف عن التفكير بتلك الأيام.
سألها نك:"ماذا يدور في ذهنك؟".
ردت بصدق أكثر مما يمكنه أن يعرفه:"أنا مذهولة أننا هنا، أنت وأنا".
- القدر يبتسم لنا، ويجمعنا.
ضحكت:"هل تؤمن حقا بالقدر؟".
هز كتفيه، وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة غريبة:"أحيانا يلعب القدر بطريقة غريبة، من يعرف كيف يحدث هذا! هل هو الحظ الأعمى أم أن هناك طاقة تقود بطريقة ما إلى اللقاء و النتائج ؟"
صمت , وراحت عيناه تتفحصان عينيها بطريقة غريبة.
- ربما قُدِر لنا أن نكون هنا، وفي هذا الوقت والمكان بالذات.. أنتِ وأنا.
- كان بإمكاني رفض دعوتك!.
- لكنكِ لم تفعلي!.
اعترفت باربي بصمت، أن الدافع كان أقوى من مقاومتها.
لم ينتظر نك ردا منها وبقيت عيناه مسمرتين عليها، وقال بنعومة:
- لدي إحساس قوي أنني كنت أنتظرك منذ زمن بعيد، بعيد جدا!.
كلامه آلمها كثيرا. كان بإمكانه أن يتعرف إليها، لكن القدر شاء ألا يتعرف عليها. هل يجب أن تخبره الحقيقة الآن، أن تخرج كل شيء إلى العلن، وترى تعابير الصدمة ترسم على وجهه؟
لا، لا تريد ذلك!
قالت بسخرية لاذعة:"ربما كنا مرتبطين في الحياة السابقة".
أضاف:"وشيء ما أبعدنا عن بعضنا".
ولمعت عيناه بطريقة جعلتها تشعر بالقلق وكأنه قادر على رؤية روحها.
قالت بجفاء:"خيار رومانسي جدا".
التقطت كأس المياه المعدنية، محاولة قطع التواصل البصري بينهما، بحركة دفاعية.

Rehana 15-03-16 07:54 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
ساد صمت مؤقت بينهما، ثم ضحك نك، ليرخي التوتر الذي تسبب به.
- اعتقد أن فكرة حصول الناس على فرصة ثانية تعجبني، فنحن عادة لا نأخذ القرار الصائب أول مرة.
أسعدها وقوف المسألة عند "الفرصة الثانية".
- هذا صحيح ، مع أنك اتخذت كثيرا من القرارات الصحيحة في عملك!.
فرد دون اكتراث:"أوه.. انتهزنا ليون وأنا الفرص، خاصة مع تطور الانترنت بسرعة.
وضعت كأسها من يدها، ومالت إلى الأمام متشوقة لتعرف المزيد عن حياته الحالية.
- آسفة لطرح السؤال.. لكن، ما هو اختصاص شركة ملتي ميديا بالضبط؟.
- كل أشكال الإعلان!.
- تعني أنكم تصممون المادة الدعائية لشركات أخرى؟.
هز رأسه:"نحن نقوم بمافي وسعنا لنقدم منتجاتهم بشكل يقنع الزبائن، ويحملهم على الشراء"
- أعطني مثلا!.
وصل النادل ليأخذ الأطباق الفارغة ولكن باربي بقيت مٌصرة على أن تفهم بالضبط أين هو نك الآن، وكيف وصل إلى ما هو عليه، فكشف لها أنه رئيس المصممين في الشركة، والمسؤول عن كل الأعمال الفنية التي ينتجونها لزبائنهم.
ذهلت باربي لمعرفة أنه مبدع في مادة الكمبيوتر، وقادر على تغيير البنية أو التلوين، بضربة مفتاح. في الواقع، كان نك معروفا منذ أيام الدراسة، بأنه ضليع في أمور الكمبيوتر.
بدا واضحا أنه يحب عمله، ويحصد استحسان الشركات التي يتعامل معها. أصغت للحماس الدافئ في صوته، والرغبة الحارة في الحصول على كل شيء بشكل شرعي ، وتوصيل رؤيته إلى الآخرين.
أحست بالدافع الذي جعله ينجح في عمله، وعرفت أن هذا جزء عميق من شخصيته.إنه واثق من نفسه.
لقد خُلق قائدا، رجل من النوع الذي يشق طريقا ليتبعه الآخرون. وتمنت، في أعماقها.
لو كانت على صِلة به. ولو أنها كانت تعيش على أطراف عالمه خلال سنوات نشأتها.
لقد ترك هوة في حياتها، بنبذه لها.. وترغب الآن، بملء هذه الهوة..
وضع طبق السمك الذي طلباه أمامهما ، مقاطعا الجو السحري الذي بدأ ينشأ بينهما. وتراجع نك في كرسيه. وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة اعتذار:
- لقد تكلمت كثيرا عن نفسي!.
فبادرته قائلة:"لا، أنا من أراد سماع ذلك!"
تفرس بِحيرة في الصدق الدافئ في عينيها:"هذا لا يكاد يكون اختصاصك!".
- وهل يجب أن أكون محدودة في اختصاصي؟.

Rehana 15-03-16 07:55 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
هز رأسه:"في الواقع، أنا لا أتكلم عادة عن عملي خارج المكتب.
- إذن.. هذا يشرفني.
- لا، بل الشرف لي! لقد أردت فعلا أن تعرفي.
- هذا جزء كبير منك!.
- أجل.. لكنه ليس جزءا يهتم كثير من الناس لمعرفته.
- تقصد مثل تانيا؟.
تمنت لو لم تتفوه بذاك التعليق اللاذع، من الغباء ذكر تلك المرأة التي خرجت الآن من حياة نك. مع ذلك، لم تستطع باربي التظاهر بعدم المبالاة لاختيار تانيا رفيقة له كل تلك السنوات.
لقد كانت تانيا ويلز شخصية رهيبة، تتميز بنزعة حقد وشر. لقد، كان بالتأكيد، قادرا على تمييز هذا في شخصيتها، أم أن الرغبة الجسدية كانت أقوى من أن يلاحظ ذلك؟ هل كان يقبل بها حين يشعر بالرغبة نحوها، ثم يتركها مبتعدا عنها حين يزول ذاك الاندفاع؟ هل الاستمتاع بشريكة جديدة ومثيرة هو كل ما يسعى إليه معها الآن؟
رد بخشونة:"أدرك أن لا سبب يدعوك للتأثر بتانيا لكن كان يمكن أن تكون مرحة وهي
في مزاج جيد!".
فكررت باربي:"مرحة؟".
أضاف:"وسيلة للراحة من ضغط العمل!".
- ربما ما كان يجب أن أذكر موضوع العمل إذن!.
فأكد لها:"الأمر مختلف معك!"
أخذت باربي نفسا عميقا وراحت تهاجم بسكينها وشوكتها السمك المسلوق مع ورق الليمون والزبدة.
لقد كان الأمر مختلفا.
هذه فرصتهما الثانية.
تناول نك طبق السمك بشكل آلي، بعد أن شعر فجأة بأنه يخضع لمحاكمة. ولم يعجبه هذا أبدا! لقد شرح سبب تصرفه في الماضي. من المؤكد أن أي شخص متعقل كان ليقبل بشرحه..لقد منحها الوقت لتستوعب ردة فعله آنذاك، كما أعطاها فرصة لتعترف بهويتها الحقيقية. لماذا تغاضت عن كل هذا؟ ما هي الإيماءات الإيجابية التي يمكن أن يعطيها لها أكثر من هذا؟
بدأت تزعجه ذكرى ليلة عيد ميلاده الواحد والعشرين.. ليلة قطع فيها أي أمل لباربي البريئة والصغيرة جدا.. لقد غنت له أغنية عيد الميلاد لأنها كانت تملك صوتا جميلا.. وقد شعر بالاضطراب الشديد، حين قدمت له هديتها فيما بعد، ولم يستطع إلا أن يقبل بالهدية ولكنه سارع إلى رميها بسرعة جانبا..
لكنه اكتشف في ما بعد أن الهدية كانت ساعة يد ثمينة، وشعر بأنه قذر، لا سيما أنه لبس الساعة التي أهدته إياها جاسمين إبليوت ووضعها في يده. كان ذلك التصرف بغاية القسوة، ولو أنه أقنع نفسه، في النهاية بأنها طريقة فعالة لإبعادها عنه.
لقد كانت صغيرة جدا. وما كان من الممكن أن ينجحا معا.
الوقت مناسب الآن.أم أنها لم تسامحه بعد على ذلك الجرح الذي تسبب لها به؟
هل تخطط للانتقام منه..تنوي جعله يقع في غرامها، لتنبذه بعدها، كما نبذها في الماضي.

Rehana 15-03-16 07:55 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
لكنها كانت صغيرة جدا..اللعنة!
بينما الآن.. راقبها خلسة تاكل الوجبة التي طلبها لها. كانت يداها ثابتتين ساحرتين،
بأصابعها الطويلة. تشوق أن تتلمسه هاتين اليدين برقة وحب. كان كل شيء في حركاتها ساحرا. كان شعرها الرائع يلمع، بشكل سحره وخلب لبه.
أنهت طعامها، وارتفعت نظرته إلى نظرتها وهي تضع أدوات الطعام من يدها، وقالت بإعجاب:
- لقد كان الطعام لذيذا يا نك، شكرا لك على دعوتي إلى هذا المكان الجميل!.
بدت عيناها المميزتان خاليتين من أي زيف. مع ذلك لا بد أنها تستخف به.. وإلا لماذا تخفي هويتها؟ إلى متى تنوي الاستمرار بتلك التمثيلية؟
قال لها:"هناك الكثير من المطاعم الرائعة حول الرصيف".
وابتسم وهو يدفع طبقه الفارغ:"وأرغب أن أعرفك عليها كلها!".
احمر وجهها، من عقدة الذنب أم من السعادة! وقالت ببساطة: "وسأحب هذا!"
جلعه هذا يحترق بعذاب لم يستطع تحمله، وتملكه تهور مجنون لمعرفة إلى أي مدى
تريد التمادي بتلك اللعبة.
- هل ترغبين بطبق حلوى؟.
هزت رأسها نفيا:"لقد تناولت ما يكفي، شكرا لك!".
- إذن دعيني أريك أين أسكن! سأصنع لك القهوة في شقتي.
زاد عمق احمرارها. وحدقت به، والتردد في عينيها.
جلس نك دون حراك، يتفرس بها.. إذا كانت رغبتها به حقيقية، فلتثبت هذا بالذهاب معه! وإذا كانت هذه لعبة انتقام فلتكشفها له الآن،ب اعتذارها عن الاختلاء به. قد يكون مهاجما مثل الثور، لكن الراية الحمراء برزت في رأسه، ولن يستطيع تجاهلها!
قالت بصوت خفيض، مقطوع الأنفاس:"حسنا".
شعرت باربي بالارتياح والدوار في آن واحد.إذا ما ذهبت معه، فسيكون ذلك ضربة مقامرة. أم أنها ترفع حدود المراهنة بشكل متهور؟ مهما يكن تفكيرها، الكرة الآن في ملعبها، وهو مصمم بعناد على أن يلعب اللعبة بقسوة.
سألت "هل اشتريت الشقة منذ زمن ؟".
- منذ سنتين.
- وقت يكفي لتجعل منها بيتا لك.
وأدرك أنها فضولية حوله. ولكن هل تريد أن ترى، أم تريد أن تحكم؟ هل تخضعه لمزيد من التجارب؟
رد عليها:"إنها مفروشة حسب ذوقي، إذا كان هذا ما تعنينه!".
- هل استخدمت مهندس ديكور داخلي؟.
- لا.. بل بحثت في السوق، وابتعت ما راق لي من الأثاث.
هزت رأسها:"أعتقد أنك أردت إرضاء ميولك الفنية".
خفق قلبه مدركا أنها فهمته أكثر مما فهمه ليون.. فقد أعلن صديقه أن التفتيش عن الاثاث مضيعة للوقت.. فقد كان شعاره إعطاء الخبز للخباز. لا يستطيع نك الإنكار أن الخبراء قاموا بعمل رفيع المستوى لشقة ليون. مع ذلك، فهو يفضل شقته، فهي تعطيه سعادة خاصة عميقة، لمجرد أنه يعيش مع خياراته.
قال معترفا:"الأسلوب ليس مهما لي، أحب أن أشعر بالارتياح!".
ما يريده الآن، هو أن يشعر بالراحة معها، ويجبرها على كشف ما يدور في رأسها.
جاء النادل ليأخذ الأطباق الفارغة:"هل ترغب بأن آتيك بلائحة الحلوى، يا سيدي؟".
- لا، لقد اكتفينا. شكرا لك.
وأخرج بطاقة الاعتماد من محفظته.
- الفاتورة من فضلك!.
- سأعود فوراً يا سيدي!
لاحظت أن كأسها فارغ:"هل ترغبين بالمزيد من المياه الغازية؟".
- لا، شكرا لك!.
كانت عيناها متوترتين، لكن كان ثمة تصميم صلب باد فيهما.. لا تريد التراجع.. ليس بعد!
التقطت كأس المياه المثلجة وشربته. هل أفكارها محمومة وتحتاج إلى تبريد؟ أم أنها نار المشاعر في شرايينها التي تحتاج إلى خفض حرارتها؟
حسنا، سرعان ما سيعرف من تكون.
عاد النادل حاملا الفاتورة، فوقعها نك بسرعة، ودس النسخة مع البطاقة في محفظته ووقف.
وقبل أن يصل إلى كرسيها، أرجعتها باربي ووقفت، تلتقط حقيبة اليد الذهبية الصغيرة.
وللحظة شعر نك بأنها تستعد لتهرب، مذعورة..فمفاتيح سيارتها في حقيبتها والناس لا زالوا حولهما.
التقط وشاحها العاجي اللون، الذي وقع على ظهر الكرسي، ولفه حول كتفيها، ولاحظ أن بشرة
ذراعيها مقشعرة، فتمتم:
- أتشعرين بالبرد؟.
- قليلا.
وكان الاعتراف مخنوقا قليلا.
وعدها:"ستنعمين بالدفء في شقتي".
ورفع لها شعرها إلى خارج الوشاح،واغتنم الفرصة ليمرر يده عليه، ويستمتع بنعومته.
سرت قشعريرة في جسدها، لكنها لم تحتج على تصرفه.. لن تتراجع وستعلمه درسا لن ينساه، وتحرك يلتقط يدها، ليشبك أصابعه بأصابعها.
ارتجفت أصابعها قبل أن تستقر في قبضته، وسمعها تتنشق نفسا عميقا وهي تسير إلى جانبه..
تذكر فجأة تحذير ليون له.
أنت سريع جدا يا نك! عاملها جيدا، تعرف عليها!
كل هذا جيد،إذا عاملته هي جيدا.
كانت هي من افتعل اللعبة، ولم تنتهز أي فرصة فتحها أمامها. يجب أن يعرف ما الذي تنوي فعله! إلى اين تريد الوصول؟
باربي لامب الفتاة التي ضاعت منه في السابق. لكنه وجد الآن باربي لامب المرأة.و لن يضيعها مجددا!ليس من دون معركة!

Rehana 15-03-16 07:56 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
قال نك:"المنزل ليس بعيدا من هنا!".
شعرت باربي بنبضات قلبها.شعرت بالتهور لقبولها مرافقته إلى شقته بهذه السرعة. لكنه كان يمسك يدها، ولم تستطع تركه. لم تستطع الابتعاد عنه.
لكن هذا أمر مختلف.
من المستحيل أن تُبقي هويتها الحقيقية مخبأة، لمدة أطول..منذ قال نك إن آن شيبرد تشع كامرأةمميزة بالنسبة له، شعرت بالحاجة لاستغلال كل دقيقة ممكنة في صحبته، لتعرف ما إذا كان يعني حقا ما قال.
سوف تساعدها رؤية البيت الذي اختار العيش فيه، على معرفة المزيد عنه..ولو أن المنطق ليس له دخل كبير في الرحلة التي تسير فيها الآن. كانت اليد التي تقبض على يدها، يد لا تقاوم..
كانت تشعر بالحب نحوه، ولسوف تسير معه إلى أي مكان!
سألت , محاولة أن تُخفي التوتر الظاهر عليها: "هل تطبخ بنفسك ؟"
- ليس كثيرا، الفطور المعتاد.
الفراش والفطور.
ترجع صدى كلمات سو في رأسها، ولم ترد باربي متابعة أي حديث تافه.. كان التوتر لوجودها مع نك يخنقها، وشعرت كأنه يبادلها الأحاسيس نفسها.
لم تدرك كم من الوقت، سارا في المنتزه.. كان الأمر وكأنها دخلت عالم أحلام حيث يمكن للأماني أن تتحقق، ورفضت التفكير بأي شيء حقيقي.
قادها عبر قنطرة رخامية إلى بهو مستدير يحتوي بيت سلم ضخم يلتف صعودا.
فسألت، وتردد صدى صوتها في المكان:"وهل سنتسلق هذا؟".
رد باختصار:"إنه يقود فقط إلى طوابق المكاتب".
وأخذها نحو المصعد في جدار جانبي.
انفتح باب المصعد لحظة ضغط الزر للصعود، فدخلاه..أخرج نك بطاقة أمنية من جيب قميصه، ودسها في فتحة داخل لوحة السيطرة، وضغط الرقم ثمانية.. دلت حركته هذه, على حصرية لا يمكن سوى للأثرياء تحمل كلفتها. كانت شقته تقع في الطابق الثامن، وتطل مباشرة على الميناء.
هل سيعاملها نك كأميرة، أم أنها ستهبط إلى الأرض بصدمه قوية ؟
وتذكرت ما قاله حول أنه يشعر بواجب حمايتها. ولكن حماية باربي، وليس آن.. على أي حال، إنها تثق بأنه لن يقدم على ما لا تريده هي.
ترك يدها حين خرجا من المصعد، ليفتح باب شقته..فتركتها خسارتها لذلك التواصل الجسدي
الصغير محرومة بشكل غريب..وكأن التلامس كان أمراً ضرورياً لإحساسها بكيانها.
للحظة، أثار عدم التلامس تردداً مرتعشاً حول ما كانت تفعل.. فتح نك الباب ونظر إليها، وكأنه يتحداها لأن تخطو إلى الداخل.

Rehana 15-03-16 07:57 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
انقلب قلبها رأسا على عقب.. كان هذا كالأيام الخالية.. "هل الأحمر المطرز كجلد الفهد؟".
سألت دون أن تتمكن من منع نفسها من مد يدها وتمريرها فوق النعومة الكثيفة الفخمة.
- هل هو فرو حقيقي؟.
- لا، إنه مزيف!.
- لكن الإحساس به حقيقي.
- أجل..هذا صحيح. إنه تزييف رفيع المستوى.
وعاد إليها، قد بدا التواء ساخر على شفتيه.
- يبدو حقيقيا، وملمسه حقيقي. وهو جيد بما يكفي لخداع أي إنسان بأنه حقيقي، لكنه تقليد اصطناعي.. مثلك...
- ماذا؟.
- حين تلعبين دور أميرة خيال.. تبدين حقيقية جدا.. لكن في الواقع،أنت خيال مزيف!.
استقامت، بعد أن راعتها تلك المقارنة، وشعرت كأن كيانها قد هوجم.
اقترب منها وقال:
- هكذا أتساءل..كم أنت حقيقية يا آن؟.
هل يشك في خداع ما؟ كيف يمكن هذا؟ كافحت باربي لتستجمع شجاعتها المشتتة:"لا أعرف ما تعنيه".
أصبح قريبا منها، قريبا بما يكفي ليرفع يده ويتلمس خدها. قريبا بما يكفي لتحرق عيناه عينيها.
- لقد جئتِ إليّ في زي مختلف.
دافعت عن نفسها:"إنها مجرد ملابس، ولكنني كنت الشخص نفسه"
دس ذراعا حول خصرها وشدها إليه. وطارت يداها، تضغطان على صدره، ليعطيها فسحة تنفس، لم تفهم ما الذي كان يجري هنا.. شعرت أنها كانت تمر بنوع من التجربة، وأن نك مصمم بشراسة ألا تخدعه مجددا.. هل أخافته تجربته الأخيرة مع تانيا؟
قال بصوت أجش منخفض، اخترق قلبها:
- ملمسك حقيقي.
واندست أصابعه في شعرها، ولامس إبهامه صدغها بخفة، وكأنه يريد الوصول إلى أفكارها السرية.
- هل تشعرين أنني حقيقي بالنسبة لك؟.
كانت ترتجف من الداخل.. ولم تكن تدري إن كان ذاك بسبب الخوف أو الإثارة. كان تفكيرها مشوشا..لم تستطع التفكير. وتذكرت كيف أحست حين عانقها يوم الحفلة.. لم يكن هناك مشاعر متضاربة يومها.
كانت الحاجة إلى تسوية الأمور بينهما ملحة جدا، ولم تستطع التفكير في أبعد من ذلك.
- عانقني!.
للحظة، ظهر الاضطراب عليه. وزاد الذعر عذاب باربي.. لم يكن هذا الرد الذي يريد..
ماذا كان يتوقع إذن؟ ماذا يريد منها؟
أطبقت ذراعها حوله، لم يكن العناق استكشافا حلوا ولا بهجة مغرية، بل كان تهجما شديد الحرارة، بقصد تحطيم أي حاجز بينهما.. اختبار عاصف لمدى اندفاع الرغبة.. وكم هي حقيقية.

Rehana 15-03-16 07:57 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
وكان في العناق غضب , إحباط، والحاجة إلى التواصل، والأخذ بدل العطاء، وكأن هذه فرصتها الوحيدة للحصول على ما كان ينقصهما في حياتهما.كانا شديدي التعلق ببعضهما، وكأنهما بحاجة،لإثبات "الحقيقة" التي يتشوقان لها.
أدركت باربي، فجأة، تصرفها المتهور. نك آرمسترونغ لم يكن في مركز القيادة الآن، وهي لم تعد ذلك الحمل الصغير الذي يلحق به.. إنها تضمه إليها، وتتنعم بالإحساس به. إندست يده تحت شعرها ليرفعه عن عنقها. وفكرت أن هذه ميزة قيادية فيه.. وعلى الفور أنزلت يديها تمنعه.. وراحت تحدث نفسها: لن أسمح أن تتركني خلفك! ليس هذه المرة!.
بدا نك، كرجل كهف بدائي، صدره يعلو ويهبط، وعيناه تلمعان للغنيمة التي جاء بها إلى كهفه.. وسأل:
- ألا تريدين؟.
ترجعت أصداء من الماضي في رأس باربي، وتذكرت كيف أنها لم تكن تهاب شيئا.
فردت بشراسة:"لا، لا أريد".
كان يتمتع بالقوة..وكانت هي تملك قوة كذلك.. قوة كونها امرأة يرغب بها.. وكان من الجيد أن يأتي هو إليها.. وعظيم أن تكون هي من سيرفضه لأنها حتما سيلحق بها لأنه يحتاج أن يكون معها.
وتحرك ليغوص في الفرو إلى جانبها. وفجأة تملكها إحساس بالتعرض للخطر..لكنها لم تترك ذاك الإحساس يؤثر عليها. لن تُظهر له أي خوف.
لقد وصلا إلى القاعدة المطلقة..رجل وامرأة.
- لا تتراجعي.
لم تجب بكلمة.
- أنا إنسان ولست خيالا.
وتراجع قليلا وأكمل بخشونة:"انارجل حقيقي جدا!"
أجل حقيقي جدا!
- لا تتلاعب بي نك، احترم رغبتي.
أغمض عينيه، وزفر نفسا طويلا وعميقا.
قطب نك منزعجا لا لأنها ترفضه بل لانها مصرة على تجنب الاعتراف بهويتها الحقيقية.
وجد صعوبة في التركيز، بقيت تخفي هويتها الحقيقية عنه لكنه لم يكن يرغب بالتفكير بالفتاة التي أبعدته عنها، بل يريد أن يغوص في السعادة مع المرأة التي كانت بين ذراعيه..
ما هي الخطوة الثانية التي تنوي القيام بها؟
هل سترمي الحقيقة في وجهه، ثم تتركه مع طعم لن ينساه عما كان سيلقاه لو تصرف بشكل مختلف؟
إنها ملكة ذهبية، يمكن لها أن تسرق روحه ولن يهتم.
كانت تمثل له إثارة لا تنتهي.. وكانت أكثر إثارة من أي امرأة عرفها. شعر بأحاسيس حب حقيقي نحوها. وأشعره هذا الحب بالارتياح ولكن ماذا يفعل ليجعلها تعترف بهويتها وليجعلها تقبل به؟


نهاية الفصل

Rehana 16-03-16 11:34 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
7 - الطريق إلى الجحيم

ركن نك سيارته البورش في المرآب خلف المخزن, في اللحظة التي دخل فيها ليون إلى ذاك المكان،بسيارته الـ ب . م.. توقيت سيء! فهو لم يكن في مزاج لأي حديث شخصي مع ليون! ومن المؤكد، أن باربي ستكون موضوع الحديث.
أطفأ المحرك، وبقي مكتئبا خلفه يتساءل ما إذا كان سيخرج من السيارة أم لا.. انتابته رغبة لمتابعة القيادة نحو شقة "رايد".ومواجهة باربي لامب وجها لوجه. لقد شعر بتلك الرغبة، منذ تركته ليلة أمس.. لكن، هل سيكون هذا التصرف ذا فائدة؟
لو كان هذا هو الانتقام الذي تنويه له، فلن يغير رأيها شيء.. وسيكون ذهابه إليها، كمن يطلب المزيد من العقاب..أو أنها ابتعدت، لتفكر، وتقرر ما تريده حقا.
قرع ليون على النافذة، فزفر نك تنهيدة إحباط عميقة، وفتح الباب.. وصمم ألا يشبع فضول صديقه، فهو لا يملك أي إجابات، على أي حال.
- حسنا.. هل كانت آن حسبما توقعت؟
رد نك عليه بخشونة:"لم لا تهتم بأمورك الخاصة، يا ليون؟"
جاء الرد السريع:
- أنا شريك مستفيد.. الا تذكر؟.
كان نك قد نسي اهتمام ليون بسو أولسن. خرج من السيارة وأقفلها وسار برفقة صديقه.
أصر ليون على السؤال:
- لم تكن كما أردت؟.
فقال نك:"بل كانت أفضل مما أردت!".
إنه يحتاج إلى مزيد من الوقت ليفكر بالأمور.
نظر ليون إليه بارتياب، وهما يسيران معا نحو مكاتبهما.
- إذن ، لم لا تبدو سعيدا؟.
رد نك:"لأنني لا أعرف ماذا تنوي.. والآن دع عنك هذه المسألة، يا ليون!".
- أنت لم تستعجلها.. أليس كذلك؟.
- قلت دع عنك الأمر!.
- أجل.. صحيح.. طالما أن هذا لن يؤثر على علاقتي بـ"سو".
تلك الحمراء الشعر، النحيلة الجسم، تشارك باربي في لعبتها.لقد تمادت في تغطية آن شيبرد بالأمس..وربما تستخف المرأتان به وبليون. أمسك نك لسانه، ورأى أن لا داعي من تحذير ليون.. فعلى الأرجح أنه لن يتلقى الشكر على هذا!
قال ليون بحدة:"آمل أن تعطي كامل تركيزك اليوم للمقابلات".
- أي مقابلات؟.
- المقابلات التي قررت إجراءها لاستخدام فنانين رسامين، وأصريت على أنك بحاجة لهما. وبالطبع، أدرك أن الضغط الذي تشعر به حاليا لا دخل له بالعمل.. لكن ..

Rehana 16-03-16 11:35 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
- حسنا! سأكون جاهزا.. دعهما يدخلان إلى مكتبي حين يصلان!.
- المقابلة الأولى في الساعة العاشرة.
- عظيم!
-خذ وقتك لمراجعة أوراقهما مرة أخرى يا نك. لا نريد استخدام أي عضو لا ينسجم مع فريقنا.
رد نك بحدة:"أعرف ذلك!".
فأجاب ليون بحدة مماثلة:"عظيم!"
كشر نك وتابع طريقه إلى مكتبه، وهو يشعر بالسخط لتورطه في هذا الموقف الحرج.
لماذا لم تكن باربي صريحة معه؟ وكيف تستطيع الابتعاد عنه هكذا، هل كانت تظن أن بإمكانها أن تجد التناغم العاطفي مع أي شخص كان؟
عرف نك أن عليه إيجاد حل، بطريقة أو أخرى، فليس هو وحده المتأثر هنا.. ليون متورط كذلك..التقط كتاب دليل الهاتف، بتصميم متجهم، فسمع الرنين في الطرف الآخر.
- مكتب الحفلات، كيف يمكن أن نخدمك؟.
كان هذا صوت سو أولسن.
قاوم نك رغبة قوية اجتاحته للسؤال عن باربي لامب، لا عن آن شيبرد. لكنه تراجع عن ذلك،
لانه أراد أن يأتي ذاك الاعتراف من باربي نفسها.
- هنا نك آرمسترونغ، هل لي أن أتكلم مع..آن شيبرد أرجوك؟
كررت سو:"آن؟"
لوقع الإسم طعم مرير عندها كذلك .
- انتظر لحظة أرجوك؟ سوف أذهب وأستدعيها لك.
- شكرا لك.
لم تكن سو راضية عن التمثيلية الخطيرة التي كانت تلعبها باربي..فلأن سو منجذبة حقا إلى ليون، فمن المؤكد أنها لا ترحب بهذا التعقيد.. فنك شريك لليون. وقد تضغط على باربي لتقول الحقيقة فورا.
قرر نك أن يلزم الحذر في حديثه مع باربي. فإذا كان هناك فرصة للكسب، فهو لا يريد أن ينسفها.
- استيقظي أيتها الكسولة! انهضي هيا!.
اخترقت أوامر سو القاسية، استرخاء باربي.
فسألتها بذهول:"ماذا هناك؟".
- يجب أن تستيقظي، الساعة تشرف على العاشرة، و"حبيبك" على هاتف خدمة الحفلات.
- حبيبي؟.
- نك آرمسترونغ..دعينا نبعد الأمور الشخصية عن الطريق، قبل بداية ساعات العمل.
- نك.. على الهاتف ؟.
وبدا قلبها بالخفقان.
- يسأل عن آن شيبرد. لذا فهمت أنك لم تعترفي بعد.
رمت باربي غطاء الفراش عنها ووقفت متعثرة.. قد يطلب نك أجوبة عن سبب تمنعها ليلة أمس مع أنها كانت متجاوبة في البداية..

Rehana 16-03-16 11:35 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
كيف ستقول له إنها لم تعد تثق بأنه يريدها؟
قالت سو متشدقة:
- لا أستطيع تصور عمّا كنتما تتحدثان مساء أمس.. لا يمكن أن يكون عن باربي لامب.
ذكرتها باربي:"إنه ينتظر على الهاتف، ولقد اتفقنا أن هذا من شأني، يا سو!".
سخرت منها:"صحيح!"
وتراجعت عن باب غرفة النوم، لتترك باربي تخرج إلى غرفةالجلوس:
- هيا، تقدمي وأفسدي الأمور.
أجفلت باربي، وعرفت أنها لن تستطيع طلب أي نصيحة مفيدة من صديقتها.
- شكرا لإيقاظي!
تمتمت سو متجهمة:"ليتك تستيقظين حقا من كل هذه الأوهام!"
واستدارت لتدخل غرفتها، احتراما لحق باربي بالخلوة في هذه المخابرة الشخصية، بالرغم من عدم رضاها عن تلك العلاقة التي بنيت على أساسات مزيفة:
- لا تنسي أن لدينا حفلة في ناد للرقص هذه الليلة..لذا لا تخططي لشيء آخر!.
رفعت باربي السماعة على أذنها، وأشارت لسو بأنها سمعت ما قالته لها.. وكان دماغها يفكر بما ستقوله لنك.لا بد أن هذه المكالمة تعني أنه يريد متابعة العلاقة مع آن شيبرد، أو إقامة "علاقة" من نوع آخر معها.
هل اقترفت خطأَ كبيرا بذهابها معه إلى شقته؟ شعرت بالخجل إذ راودتها ذكرى عناقهما الليلة الماضية:"مرحبا!".
- مرحبا لك! لقد افتقدتك.
تورد خديها بالحرارة:
- لا أظن أن ليلة البارحة كانت مناسبة.. لم أكن واثقة.. أعني.. تذكرت أن سو كانت تتوقع عودتي..و..
ساعدها بجفاء:
- لا بأس.أفهم.
أطلقت باربي تنهيدة ارتياح لأنه تقبل تفسيرها.لم تكن مستعدة للدخول معه في جدال. لا سيّما أن المشاعر التي تكنّها له قوية بحيث لا يمكن التخلي عنها.
تابع السؤال بعد أن ساد الصمت بينهما لثوانِ:
- هل هناك ما يزعجك؟.
هناك حوالي ألف شيء يزعجها.. لكنها لن تتكلم عن أي شيء الآن.. وأكدت له:
- أنا بخير يا نك، وأنا آسفة لأنني تركتك.
- أجل، أفهم.. ولكن إذا كان هناك أي شيء تريدين قوله، أي شيء يقلقك ، لا تترددي في ذلك!.
أرادت أن تجيبه، أن تقول له ما يقلقها، لكن الكلمات ماتت على شفتيها.
- إذن،ماذا عن الليلة؟.

Rehana 16-03-16 11:36 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
شعرت باربي برغبة قويةل لموافقة، لكنها تذكرت تحذير سو لها ، فقالت:
- لدي عمل الليلة، يا نك ..لكنني غير مشغولة مساء الغد، إذا كان هذا يناسبك.
- عظيم! سآخذك من منزلك عند السابعة.
- من هنا؟
وقطبت باربي , تتصور سو تقف من بعيد لتعطيها تعليقات لاذعة:"انا لا أمانع أن ألتقيك في المدينة".
- من الأفضل ألا ّ تأتي بسيارتك، وسأكون سعيدا لاصطحابك إلى المنزل متى أردت.
- هل لديك العنوان؟.
- أجل من دليل الهاتف.. ما رقم الشقة؟.
- أربعة.
- شكر لك، أنا متشوق لرؤيتك!.
ردت بحرارة:"وأنا كذلك !"
كان نك يبتسم وهي تعيد السماعة إلى مكانها.
وكان نك يبتسم كذلك. لقد أعطاها لتوه فرصة أخرى. لكن الخداع لا يزال موجودا، ما زال نك لا يعرف ما إذا كانت هذه رحلة انتقام أم محاكمة تتجه نحو الحكم عليه. عليه الآن
أن ينتظر يومين، ليرى ما هي خطوتها التالية.
إلى أي مدى تريد أن تتمادى في لعبتها، قبل إبراز الحقيقة..أو قبل أن تقطع ركبتيه؟ هل كان ما قالته على الهاتف تمثيل..الاعتذار المحرج، والسعادة الدافئة في سماعها صوته؟
هز نك رأسه..وشعر أنه لن يستطيع تحمل المتابعة معها بهذه الطريقة الزائفة..هذا تقليل غير مشرف للجهتين.هو يخبئ معرفته، وهي تتظاهر أنها شخص لم يدخل حياته من قبل.
يجب أن يتوقف هذا وعلى الفور! وسيكون من المستحيل عليه أن يتصرف بشكل طبيعي نحوها ليلة الغد. سوف يصرّ على اسنانه، إذا ما تابعت تمثيليتها..ولكنه قد يقترف خطأَ كبيراَ إذا ما واجهها بالحقيقة.
قد يجعلها هذا تكرهه.وهو لا يريد أن تنقلب الأمور إلى شيء سيء.
مع ذلك،كان مضطربا، ومصمما على إيجاد حل يخرجه من هذه الورطة.
ما يحتاج إليه هو تدخل خارجي يجبرها على الكشف عن دوافعها.عندها ستنكشف الأمور له ويحاول كسبها لمحاولة إيجاد مستقبل لهما معا..ولكن، ما هو هذا التدخل الخارجي.
ليون؟ وصرف النظر عن الفكرة فورا.. لن يفضي بمشاكله لصديقه. سو أولسن تعرف.. لكن لا سبب يدعوها لمساعدته.
وخطرت شقيقته بباله..كان ينوي أن يطلب منها مساعدته ليجد أميرة الخيال..ولو حجزت تمثيلية "زهرة دوار الشمس المغنية" ..أجل، ستتذكر كارول باربي لامب بكل تأكيد..وسيبرز السر إلى العلن..لأن كارول ستتحدث بالأمر مع شقيقتها، ولن يكون هناك مجال لتجنب الحقيقة.
مد نك يده إلى الهاتف مجددا.

Rehana 16-03-16 11:36 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
لم يتوقف ليفكر ثانية بالخطوة التي أراد القيام بها. إنه يريد باربي لامب.. لا آن شيبرد، ويريدها ليلة الغد.
***
قالت باربي وهي تنظر إلى الحديقة الجميلة الخالية من الأولاد.
- لا ارى أولادا بعمر المدرسة..هل أنت واثقة أنك سجلت العنوان الصحيح، يا سو؟.
- لقد تأكدت منه مرتين.. لا شك أنها جمعتهم في الداخل، بانتظار المفاجأة الكبيرة.
- لا يبدو لي هذا منطقيا، فالمكالمة جاءت بالأمس على أنها طلبية مستعجلة.. وربما تكون فرصة سوداء.
أعلنت سو:"ومن يهتم؟ لقد دفعت الرسوم سلفا! وها نحن هنا، وسندخل".
صرفت سو النظر عن شكوك باربي، وتفحصت ساعتها.
- العاشرة وسبع وخمسون دقيقة.. بعد ثلاث دقائق يبدأ العرض. دعينا نلبس أزياء التمثيل.
ارتدتا بدلتيهما الخضراوين الضيقتين والتنورة الصفراء. ومدت باربي يدها إلى المقعد الخلفي في السيارة، لتتناول بقية الزي.
قال لها سو:"ثمة امرأة تخرج من المنزل الآن، ربما كانت تنتظر وصولنا. من الأفضل أن نسرع يا باربي! لا بد أنها السيدة هانتلي"
كانت أطراف الأكمام البنية بزهورها الصفراء سهلة الارتداء. لكن كان يصعب اعتمار القبعة.. وفي عجلتها لترتدي الزي بالكامل، لم تنظر باربي إلى المرأة. لكنها شعرت بالارتياح حين علمت أن ربة المنزل تنتظرهما.
خرجت سو من السيارة أولا، واستعدت لتحية السيدة، وسارعت باربي لتلحق بها.لكنها توقفت قليلا لتلتقط الميكروفون النقال الذي تحتاجان إليه في التمثيلية.
قالت الأم:"مرحبا!أنا سعيدة لوصولكما في الوقت المحدد.لقد وضعت الأولاد في غرفة جلوس العائلة في الطابق الأسفل مع الأمهات الأخريات ليعتنين بهم.. وأريدكما أن تكونا
مفاجأة لهم!".
قالت سو:"سيدة هانتلي؟"
- أجل، أنا كارول هانتلي.. ستيوارت وتينا هما ولداي.
- أنا سو أولسن، وهذه شريكتي.
استدارت باربي بسرعة لتنظم إلى سو، وابتسمت للزبونة، بينما أكملت سو:".. باربي لامب". وجمدت الابتسامة على وجه باربي وهي تتعرف على المرأة. كارول هانتلي هي كارول
آرمسترونغ.. شقيقة نك ! لقد كانت أنيقة جدا وهي في الثامنة عشرة.. وهي أكثر أناقة الآن،
شعرها الأسود ما زال كثيفا وثيابها ما زالت متناسقة.
كررت كارول، وكأنها لا تصدق:"باربي لامب؟ أنت لست..".
وراحت عيناها الزرقاوان اللامعتان تتفرسان بالوجه الذي تحيط به زهرة دوار الشمس.
- أجل، هذه أنت! هاتان العينان لا مجال للخطأ فيهما.. باربي لامب بعد كل هذه السنين.

Rehana 16-03-16 11:37 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
وهزت رأسها بذهول:"انا كارول آرمسترونغ.. ألا تذكرين؟ كنت أعلوك بصفين في المدرسة؟ وانا شقيقة داني ونك؟".
شعرت باربي وكأن حجرا ثقيلا يطبق على نفسها فقالت:"كارول".
- يا إلهي! لا بد أن.. تسع سنوات مرت. آخر مرة رأيتك فيها كانت في حفل ميلاد نك الواحد والعشرين..ولقد غنيت.
وارتسمت ابتسامة على وجهها قبل ان تتابع:
- هل امتهنت الغناء؟.
فتمتمت باربي:"نعم"
ولم تعد تستطيع الكلام بسبب الصدمة التي واجهتها مع أحد أفراد عائلة نك،فقد أكدت هويتها عندما قدمتها سو.
تابعت كارول:"كم هذا رائع..!"
وبدت البهجة والفضول في عينيها الزرقاوين المفعمتين بالحياة،كعيني نك.
- يجب أن اقول إنك زهرة دوار شمس جميلة!.
واتجهت نظرتها إلى سو بابتهاج مشرق، وأكملت:"كلاكما".
ردت سو بسرعة:
- شكرا لك! هلا أرشدتنا من فضلك إلى الطريق... ابتسمت كارول معتذرة:
- أجل، بالطبع.. لنترك الذكريات جانبا الآن !.
واستدارت لتسير أمامهما في الممر حتى الباب الأمامي.
- ربما تبقيان في ما بعد لشرب القهوة؟سوف يسرني سماع أخبارك،يا باربي!.
قالت باربي كاذبة:"آسفة، لدينا حفلة أخرى بعد الظهر"
تدخلت سو:" وليست فكرة جيدة على أي حال، يا سيدة هانتلي! فسوف يفسد هذا خيال الأولاد.. الأفضل أن نذهب حالما ينتهي العرض!".
بدت خيبة الأمل على كارول:"أوه.. فهمت".
- لم تقولي لنا أهو عيد ميلاد ستيوارت أم تينا؟.
- في الواقع، إنه ليس عيد ميلاد أي منهما. فستيورات في الثالثة و النصف، وتينا لم تبلغ بعد السنتين.لكن ستيوارت كسر ذراعه السبت الماضي، ولم يتمكن من الذهاب إلى مدرسة التمثيل. لذا، فكرت أن أقيم له حفلة، لعل هذا يسعده.
أحست باربي بالعذاب لتلك الصدفة الرهيبة وضايقها أن تلتقي اثنين من عائلة أرمسترونغ في وقت واحد والمشكلة أن لقاءها بشقيقة نك،قد ينسف خططها للتخفي تحت اسم آن شيبرد.
نظرت كارول إلى باربي مرة أخرى، وقالت لها:
- لقد منعنا الحادث الذي وقع لستيوارت، من الذهاب إلى حفل عيد ميلاد نك الثلاثين..
ويذكرني هذا..
فقاطعتها سو متعاطفة:"هذه أمور تحدث .. والآن قبل أن ندخل، بما أن الأولاد هم في غرفة الجلوس فمن الأفضل أن تأخذي علبة الموسيقى يا سيدة هانتلي،جهزيها للعزف، قبل أن ندخل..".
كانت باربي ممتنة لمقاطعة سو، وقدمت جهاز العزف إلى كارول التي أخذته وتفحصت
أزرار التحكم فيه، بينما راحت سو تشرح لها ما يجب أن تفعل.

Rehana 16-03-16 11:38 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
وقالت موافقة:"حسنا، انتظرا في البهو دقيقة، بينما أجهز كل شيء..لا يمكن أن يروكما من هناك"
أخيرا أدخلتهما إلى المنزل، وتركتهما يراقبان الإتجاه الذي سارت فيه إلى غرفة العائلة, من ثم مباشرة نزولا على سلم قصير، ثم عبر قنطرة يتناهى فيها أصوات أولاد.
همست سو محذرة:"تمالكي نفسك يا باربي، لا أستطيع القيام بالتمثيلية وحدي!".
أخذت باربي نفسا عميقا، شعرت بالحاجة إلى الاوكسجين لتجلو الدوار الذي أصابها!
- شكرا لك لتدخلكيا سو!.
- لقد بدت الصدمة عليك! انسيها فقط، وركزي على الصغار، لتنجح التمثيلية.
- لن أخذلك!.
- من الأفضل ألاّ تفعلي..فأنت من جلب لنفسه كل هذه المتاعب، وليس من العدل أن يحرقني لهيبها.
- أنا مستعدة!
- إذن، دعينا نقوم بعملنا ونخرج من هنا.
وما إن ظهر وجهاهما على شكل زهرة دوار الشمس في الطريق المقنطر، حتى راح الأولاد يراقبونهما ويكررون معهما جملا من الأغنية، ويتبعون خطوات الرقص البسيطة، ويضحكون مرحا.
لم تستطع باربي أن تخاطر وتلقي نظرة إلى كارول، خوفا من أن تفقد تركيزها..كانت النساءالأخريات مجرد ضباب في خلفية الصورة. على أي حال،كن مفيدات جدا في منع الأولاد من اللحاق بهما حين انحنتا تحية، بعد أربعين دقيقة من التسلية التي قدمتاها. لحقت كارول بهما، حاملة الميكروفون النقال، وقالت بحماس:
- كان هذا عرضا رائعا! قد أعجبت صديقاتي به. ردت سو:"عظيم!".
وسحبت مجموعة من بطاقات تعريف صغيرة من جيبها وقالت:
- أرجو أن تمرري هذه عليهن!.
أخذت كارول البطاقات، وأخذت منها سو جهاز الصوت:"شكرا لك، لم لا تعودين الآن إلى ستيوارت وتينا؟ سنخرج وحدنا".
قالت باربي بسرعة:"أجل، ما أروع أن أراك مرة أخرى يا كارول!".
وأملت بائسة أن تفهم شقيقة نك التلميح، وتتركها تتهرب من تلك الذكريات غير المرحب بها أبدا.
لكن كارول قالت:"لا، سأسير معكما حتى السيارة. أفهم أنكما يجب أن تغادرا بسرعة لكنني كنت أفكر يا باربي..".
أرجوك لا تفكري بشيء!.ليت كارول هانتلي تذهب إلى كوكب آخر، وتدعها. تابعت كارول:"في نهاية الأسبوع القادم، سوف نحتفل بعيد ميلاد أمي الخمسين.وسنقيم أنا وزوجي لها حفلة ليلة السبت. حتى أن داني سيأتي من سان دياغو ليحضرها..سيكون تجمعا عائليا كبيرا، سيحضره الأصدقاء كذلك، تماما كحفل عيد ميلاد نك الواحد والعشرين.. وسيكون من الرائع لو تأتيان".

Rehana 16-03-16 11:38 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
ذكر حفل عيد ميلاد نك الواحد والعشرين، كان ذكرى قاسية فانطلقت الكلمات من فمها، دون أن تدرك ما تقوله. - هذا لطف كبير منك يا كارول،لكنني مشغولة!.
-أوه! يا للأسف! لكانت مفاجأة جميلة أن تغني لأمي "سنة حلوة"في عيد ميلادها، فلطالما قالت إن صوتك جميل.
تضايقت باربي من تعليق كارول، فصرّت على أسنانها..وقالت بحدة:
- أنا أقبض أجري على هذا الآن يا كارول. ب
دت كارول مصدومة:"لم أكن أقصد أن تأتي لأجل هذا فقط. وأنا آسفة إذا بدا..".
وتنهدت قليلا كأنها تتوسل الصفح .
- كانت عائلتانا مقربتين..وفكرت أنه من الجيد أن...
- ربما في وقت آخر.
- باربي، لم أكن أسعى لعرض مجاني.أردت فقط صحبتك! العائلة كلها سترغب في هذا، أنا واثقة من ذلك! وسيكون هناك أصدقاء قدامى من "وامبيرال" لتقابليهم".
جاهدت باربي لترسم ابتسامة، وقد تمكنت أن تفعل ويدها تمتد إلى مقبض الباب الأمامي للسيارة.
- حسنا، يبدو أن عيد ميلاد أمك سيكون رائعا! وأتمنى أن تقضوا جميعا وقتا مميزامعا!.
سمعت باربي سو تفتح باب السائق فهزت رأسها وداعا:
- شكرا مرة أخرى للدعوة! أخشى أن نكون مضطرتين للذهاب الآن.
رددت سو:"أجل، يجب أن نذهب! هل لي أن أقول لك يا سيدة هانتلي إنك محظوظة جدا بولديك الجميلين، إنهما بهجة للنظر!.
وكانت هذه أفضل طريقة لإسكات كارول.أدارت سو المحرك، وانطلقتا بعيدا عن ذاك المنزل ولكن ليس بعيدا جدا لأنهما كانتا مضطرتان لاستخدام الالتفاف الدائري في نهاية الزقاق، الذي أعادهما إلى كارول التي لم تتحرك من مكانها.
كانت تقف عند حافة الطريق، ويداها متشابكتان بقلق..بدا الاضطراب على وجهها. رفعت لها باربي يدها بتحية أخيرة، وتمنت لو لم تغضب بسرعة للدعوة غير اللبقة..لا سيما أن ذلك قد يجعل اللقاء القادم مع شقيقة نك مربكا.. هذا إذا كان هناك لقاء آخر! لكن شيئا واحدا كان مؤكدا، لن تستطيع استخدام غطاء آن شيبرد أكثر من هذا مع نك..فلو كان الأخ وأخته على اتصال من أجل التخطيط لحفلة ميلاد أمهما الخمسين.
سألت سو ساخرة: "أفهم من هذا أن نك لم يدعك إلى الحفل العائلي الكبير؟".
- لا،لم يفعل بعد.
- ولم يذكر الأمر مساء أمس؟.
بدت لهجة سو ساخرة، مما دفع باربي إلى دفاع حار:"لم يذكر ذلك؟ لقد التقاني لتوه..ولا يعرف أنني أعرف عائلته".
فنظرت سو إليها نظرة ملؤها التهكم:
- أخشى أنه يستدرجك ليحصل على ما يريد. أراهن أنك ستستسلمين في النهاية.

Rehana 16-03-16 11:39 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
فصاحت باربي وقد بدا عليها الاضطراب من جراء تعليق صديقتها الساخر:
- هذا شأني الخاص!.
ردت سو ساخطة:"إذن على الأقل انزعي الغمامة عن عينيك ِ لتري جيدا..في مساء أمس لم تكن آن شيبرد في رأسه أو في أي مكان آخر! إنه يعرف من أنت، أو إنه يشك بقوة كافية ليضعك قيد الاختبار. وماذا تظنين كانت تلك الحفلة عند أخته ؟."
أصيبت باربي بالارتباك لسماعها كلام صديقتها، فقالت:
- لا أعرف ماذا تعنين.
- لقد اتصلت كارول هانتلي لتطلب منا إحياء هذه الحفلة، بعد ساعة من اتصال نك بك بالأمس، وأنت لا زلت تدعين أنك آن شيبيرد..إذا كنت لا تدركين ذلك،ف أنا مدركة
جيدا. قبل أن ينتهي هذا اليوم، سيتأكد من أخته أن شريكة سو أولسن هي باربي لامب. صاحت باربي:"ربما هذه مجرد صدفة!".
وحاولت كتم موجة الغيظ الذي انتابها من جراء تفسير سو للأحداث. ثم قالت تجادلها:"لا يمكن أن يكون نك قد قال لها! لم تكن كارول تتوقع قدومي. لم تعرفني إلا حين قدمتني لها".
- هاتان العينان اللتان لا مجال للخطأ فيهما.كم أطال نك النظر إليهما خلال العشاء، يا باربي؟ ولا تنسي أنني دعوتك باربي في مكتبه قبل أن تعطي الإسم المزيف؟ هل تعتقدين أنه ساذج إلى هذا الحد؟
تقلصت معدة باربي حين تذكرت تعليق نك، بشأن عينيها..
أكملت سو دون شفقة:"واجهي الأمر! لقد وصلت اللعبة إلى نهايتها. لقد استخدم أخته للتأكد من هويتك، وهي الآن على الأرجح تكلمه على الهاتف معطية تقريرا عن النتيجة.لذا، بحق الله،لا تجعلي من نفسك بلهاء،بمتابعتك هذه الخدعة المجنونة، حين يأتي هذه الليلة!".
تجعلي من نفسك بلهاء ؟ سو لا تعرف نصف الحقيقة.
اسئلة نك، تعليقاته عن الخداع،كيف طلبت منه أن يعانقها، استجابتها له. لا يشير أي من هذا أنه يعرفها أو يشك بكونها باربي لامب التي أخرجها مرة من حياته.
وتمنت باربي لو تنشق الأرض وتبتلعها.
تمتمت سو:"أتعرفين, قد تكون تلك الحفلة التي تكلمت عنها كارول هانتلي هي الحفلة التي دعاني إليها ليون!؟. "
ونظرت إلى باربي بقلق:"ماذا ستفعلين؟"
هزت باربي رأسها بكرب بائس:
- لا أدري يا سو!.
- حسنا، لا أعتقد أنك ترغبين في النوم على شيء.أمامك ما تبقى من اليوم لتفكري بالأمر!.
أغمضت باربي عينيها وشعرت بغثيان يمنعها من الكلام.قالت سو بصوت أكثر نعومة:"أرجو
أن تفكري بما قلته لك جيدا".
الانتقام حلو..لكنه الطريق إلى الجحيم! .


نهاية الفصل

bero moaty 16-03-16 08:31 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
:toot:عزيزتي ريحانة اناسعيدة جداباختياراتك الكاتبة ايما دارسي من المميزات عندي قصة حب قديم مدمر منتهي ثم يعود للحياه باربي اناكنت فاهمة تصرفها في الاول ومتعاطفة معاها لكن بعد ماراحت تسلمه الزهور الميتة كان لازم تكشف شخصيتها لنك لكن رفضها المستمر مالوش معنى اما نك موقفه واضح جدا وانا متعاطفة معاه ارجو انها تنهي الموقف وتعترف بشخصيتها موفقة ريحانتي بانتظار الفصول القادمة:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:

Rehana 17-03-16 08:43 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
هلا والله بيرو

وانا بعد بحب هذا الكاتبة
وانا متعاطفة مع نك كمان لأنه وضح سبب تصرفه اليها في ذاك الوقت

Rehana 17-03-16 08:55 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
8 - هدية في البال

لم يتصل نك بشقيقته إلا عند الساعة الثانية,ل يترك لها الوقت لتهدىء و لديها بعد إثارة الحفلة.
رن الهاتف عند كارول, فرفعته و قالت بصوت مقطوع الأنفاس:"مرحباً!".
- معك نك.. أين كنت؟.
- أنظف الطابق الأرضي.
- كيف سارت الحفلة؟.
- أوه.. نك.. لن تصدق أبداً...
- أصدق ماذا؟.
واقشعر بدنه ترقباً لابد ان ما اراده حدث!
- سارت الحفلة بشكل رائع! كانت فكرة عظيمة وأحبها الأولاد كثيراً لقد كان اقتراحك الاتصال بمتعهدي الحفلات اقتراحاً رائعاً..لقد سلب ظهور دوار الشمس عقولهم..
توسل إليها نك بصمت: صلي إلى النقطة الرئيسية..
- لكن حين وصلت المغنيتان يا نك, كانت إحداهما باربي لامب! أتذكر باربي لامب, الفتاة التي أحبها داني أيام الدراسة؟.
- أجل أذكرها.
لقد انكشفت لعبة باربي.
- لقد دهشت كثيراً, لم يكن لدي أدنى فكرة أنها امتهنت الغناء وهي بارعة في ذلك يا نك, أردت التحدث معها, لكن...
وتنهدت بعمق.
حثها نك وقد أقلقته تنهيدة كارول:"لكن ماذا؟".
- لا أعتقد أن المفاجأة كانت لطيفة بالنسبة لها.. أعني رؤيتي من جديد!.
- لِمَ تخالين ذلك؟.
- حسناً لم تدخل في حديث الذكريات معي. وأنت تعرف ما يفعله الناس ,حين يلتقون
مجدداً بعد فراق طويل.. لقد كانت عائلتانا مقربتين.. كان كلامها عملياً ,لا يترك أي مجال للحديث عما هو شخصي.
فكر نك: إنها الصدمة وهذا مفهوم بالنسبة للظروف.
وأكملت كارول:"لم أمانع في ذلك لأنني لاحظت أنهما متشوقتان للعرض.. وبكل تأكيد قدمتا عرضاً رائعاً".
فقال لها نك:"أنا مسرور لسماع هذا".
- على أي حال, حاولت أن ادعوها لحضور حفل ميلاد أمي.. لكنني دست بقدمي على كل شيء.
- لماذا؟.
- لقد قالت بصراحة إنها مشغولة وإنها لا تستطيع أن تأتي.. لكن, يجب أن أعترف انها كانت دعوة متأخرة, لذا فالرد عادل بما يكفي, مع أنها لم تتوقف لتفكر بالأمر ولو قليلاً..
قطب جبينه نك..كان يجب أن تهتم لو كانت جادة معه.. ربما أجفلت لتوقعها أن تعترف له مسبقاً, فضلاً عن ذلك لم يذكر لها عيد ميلاد أمه الخمسين حين كانا يتحدثان عن عائلتيهما فقد كان تفكيره منصباً على استمالتها.

Rehana 17-03-16 08:56 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
أخذت كارول نفساً عميقاً وتابعت:
- كنت أتمنى لو تستطيع ان تأتي يبدو أنني اقترفت خطأ حين طلبت منها أن تغني لأمي كما فعلت لك في عيد ميلادك الواحد والعشرين.
جاهد نك ليكتم آهه.. يا لها من إثارة لذكرى سيئة!
- نظرت إلي نظرة سمرتني في مكاني, وقالت إنها الآن تتقاضى أجر ذلك وكأنني أتطفل على حياتها المهنية.. أستغلها.. كان هذا فظيعاً!.
- أنا آسف لسماع ذلك يا كارول.
-حاولت استعادة رباطة جأشي, وشرحت لها أن دعوتي كانت بدافع الود.. لكنها تركتني أشعر أنني منحطة أنا التي أردت التقرب منها مجدداً.
قال نك آملاً:"ربما ستتاح لك فرصة أخرى!".
ردت كارول:"لا, لا أعتقد ذلك, لقد كنا مقربتين يوماً, ولم أقصد أن أجعلها تشعر أنني أستغلها.. وكأن المصلحة هي كل ما تعنيه لها الصداقة".
تستغلها.. لا, لا يمكن أن تفكر باربي أنه يريد إستغلالها.
هز نك رأسه يدرك أنه قد خرج عن خط أفكار أخته.. قال:
- ربما ضغطت على الوتر الحساس عندها.
وتنهدت تنهيدة عميقة أخرى:
- قد تكون على حق..أعتقد أن الناس في عالم الإستعراض يستغلون.. ومن يعلم كيف كانت حياتها منذ تركت عائلة لامب؟ لقد مضت سنوات كثيرة على لقائكما, وربما لا مجال بالنسبة لها للعودة إلى الوراء.
-لا,لاتستطيع حقاً أن تعود إلى الوراء.
وفكر نك متجهماً: او أن تغير أي شيء فعلناه.
- لِمَ أنا لم.. أهزم.. بالكامل هكذا من قبل...
- أنا آسف لشعورك هذا يا كارول!...
لم يتصور ان شيئاً كهذا سيحدث لقد أراد ان تكون باربي صريحة معه.. وعرف من المواجهة بين شقيقته وباربي أنه من الصعب التوصل إلى بناء أي مستقبل مع باربي.
قالت كارول بحزن:"إنها غلطتي,لم أكن لبقة معها".
فقال لها نك, مهدئاً:"أعتقد أن ثمة حلقة مفقودة في هذه المسألة".
لكنه كان يشعر بالذنب لأنه عرض أخته إلى هذا الموقف.
- مثل ماذا ؟ إنها فقط لا تريدنا في حياتها فحسب!
- هذا ممكن.
- وهذا النوع من الرفض فظيع..أليس كذلك؟.
- أجل.
وتذكر تصرفه القاسي المتعمد الذي جرح باربي لامب بعمق منذ تسع سنوات.. تُرى ألهذا رفضته.. هل هذا هو انتقامها؟ أن يجدها نك آرمسترونغ لا تقاوم.. ويريدها؟
ضحكت كارول:"أنت تعرف كثيراً عن موضوع الرفض, فأنت الأعزب الأكثر شهرة!".

Rehana 17-03-16 08:56 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
فأجابها ساخراً:"حياتي ليست كلها مليئة بالورود!".
لقد كانت فراشاً من الشوك, أوالأشرطة الشائكة.
قالت كارول ممازحة:"ألا تسير الأمور جيداً مع تانيا؟".
- لقد انهيت تلك العلاقة.
- أوه, هل ستأتي معك بامرأة جديدة إلى حفلة أمك؟.
- لا إمرأة جديدة تملأ حياتي في الوقت الحاضر!.
- حسناً, لم يعد ستيوارت حزيناً, لقد كانت هذه الحفلة اقتراحاً رائعاً!.
- أنا سعيد لسماع ذلك, قبليه عني, وقبلي تينا كذلك..يجب أن أذهب الآن!.
- شكراً لاتصالك!.
أقفل نك السماعة, يقاوم الإحساس بأن المرأة التي أرادها بكل جوارحه, ستقدم له الليلة
في السابعة انتقامها الأخير.. ستخرجه من حياتها. لكن هل تستطيع؟
ربما كانت تنوي التخلي عنه بعد البرهان القاطع, لقد حان الوقت لكشف كل الأوراق ,سيضعها الليلة على الطريق الصواب. الماضي هو الماضي , ويجب أن تتخلى عنه! لمصلحتهما معاً! لم يكن الإنتقام يوماً جيداً! ونك يريد ما هو جيد .ولكليهما!
***
- سوف أخرج!.
قطعت هذه الكلمات على باربي دوامة الأفكار التي تمتلكها, فرفعت رأسها عن الوسادة
,وحاولت التركيز على صديقتها:"إلى أين أنت ذاهبة؟".
طافت عيناها على شكل باربي الأشعث وقالت:
- إلى السينما, إلى أي مكان!.. من الواضح أنك لا تنوين الخروج مع نك.. لن أبقى هنا لتصيبني شظية فأنا لم أوافق منذ الأساس على فكرة آن شيبرد.
- لن أستطيع الخروج معه!.
ذكرتها سو بحدة:
- إنه قادم إلى هنا.. فماذا ستفعلين؟ هل ستغلقين الباب في وجهه؟.
- لا أعرف.. لا أعرف ماذا سأفعل.
- حسناً, لا يبدو لي أن نك آرمسترونغ هو من الرجال الذين يقبلون أن تقفل الأبواب في وجههم. لذا سأخرج من هنا.الساعة الآن هي السابعة إلا ربعاً باربي, ومن الأفضل أن تبدئي بترتيب مظهرك.
بعد تبليغها هذا التحذير الأخير خرجت سو تاركة باربي.
ربع ساعة بقيت... أجبرتها كبرياؤها على الخروج من الفراش لترتيب مظهرها , فغيرت ملابسها و ارتدت بنطلون جينز نظيفاً وقميصاً مخططاً أبيض وأزرق, تعمدت عدم وضعه تحت البنطلون..لم تكن ترغب في إبراز انحناءات جسدها ولا تريد أن تبدو مثيرة أبداً في عيني نك .

Rehana 17-03-16 08:57 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
سرحت شعرها, لكنها لم تضع أي مساحيق تجميل. و فكرت ساخرة و هي تنظر إلى صورتها
المنعكسة في المرآة. هذه هي باربي لامب على طبيعتها! لن يستطيع نك أن يقول إنها تتقدم إليه بقناع تنكري مختلف و تلعب أدواراً.. لا شيء مزيف في وجه مجرد.
رن جرس الباب.
قفز قلبها, وأخذ يضرب بقوة داخل صدرها.. لقد جاء الجرذ العديم الضمير.. جاء ليقضم المزيد منها..
كان يعرف قبل أن يأخذها إلى شقته أنها باربي لامب..ولم تنطوِ عليه تلك الحيلة, لقد انتزع منها ذاك الاعتراف بطريقة ما, و هو يعلم أنها باربي.
و لكن عزاءها الوحيد أنها رفضته.
وأجبرت ساقيها على حملها من الشقة إلى الباب الذي يقف خلفه نك آرمسترونغ, لم ترغب أن تفتحه, لكن سو كانت على حق لن يبتعد.. شعرت بالفضول لمعرفة كيف سيفسر لها تصرفه هذه المرة.
لم يكن هناك داني, الأخ الأصغر, ليمنعه من أن يعبر عما يجول في داخله بصراحة. ولماذا
لجأ إلى أخته؟ فهو ليس بحاجة إلى أن تؤكد له كارول هويتها .. لقد كانت هذه مؤامرة قاسية, كالقطة التي تلاعب فأرة قبل أن تلتهمها..
في موجة غضب مشتعل فتحت باربي الباب مصممة على نسف ثقة نك آرمسترونغ بنفسه. كانت عيناها الرماديتان تشعان غضباً كرصاصتين من فضة.. لكن الرصاصتين أصابتا درعا غير متوقع قبل أن تصلا إلى هدفهما.
جناحيها!
كان يحمل جناحي أميرة الخيال, و قد أعيدا إلى بهائهما الأصلي و لا أثر للضرر أبداً!
كانت النظرة إلى باربي كافية, لتقول لنك إن لا مجال للعب هذه الليلة..لا تبرج و لا حتى مسحة أحمر شفاه , وثيابها التي كانت مناسبة أكثر للعمل المنزلي منها للخروج مع رجل
تريد الحفاظ على إهتمامه بها.
وصلته الرسالة الساخرة بصوت مرتفع واضح.
وهذا يعني أنها كانت تحرك حباله لتوصل إليه أقسى وأقوى رفض, تستطيع توجيهه, وشعر فجأة بالغضب فهو لا يستحق كل هذا!
ولن يتحمله.
قال مصمماً على أن يفاجئها أطول مدة ممكنة ليدخل.
- افتحي الباب واسعاً كي أُدخل الجناحين لك, لا أريد أن يتضررا مرة أخرى.
بدت عليها الصدمة لرؤيتهما سالمين من جديد و خطت جانباً لتتركه يدخل.. حمل نك
الجناحين إلى غرفة الجلوس حيث أسندهما على الجدار المجاور للردهة, الموصلة بشكل واضح إلى غرفتي النوم. إنه الآن في قلب منطقتها الخاصة, ولن يتخلى عن الأرض التي اكتسبها.

Rehana 17-03-16 08:57 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
أقفلت باربي الباب. واستندت إليه وهي تراقب غير مصدقة, البرهان على أنه يهتم بما يكفي ليكمل طريقة في نواياه المعلنة. لكن, متى كان لديه الوقت لإصلاح الجناحين المكسورين؟ وأحست بتشوش مماثل لرؤيتهما في مكتبه يوم الأثنين.
سألت ولا يزال الإحساس بعدم التصديق يتملكها:
- كيف فعلت هذا؟. استدار نحوها بابتسامة صغيرة ساخرة:
- اتصلت بإحدى صانعات الأزياء الخيالية يوم الأثنين بعد الظهر ,و عهدت إليها بالقيام بذلك.
تلاشى ارتباكها:" شخص آخر قام بإصلاحهما".
- أردتهما أن يكونا كاملين مرة أخرى.
وتذكرت سخرية سو من مسألة إصلاحه للجناحين و تمتمت:
- الكلفة ليست عائقاً..وأعتقد أنك وجدت أن المال يمهد الطريق إلى أي شيء تريده.
ارتفع ذقنه قليلاً.. و ضاقت عيناه لقبولها غير الممتن لعرضه.
- أردت فقط أن أسعدك.
- تعني أن تأخذ السعادة مني.. سعادة سرية ضخمة في قيادة باربي لامب, لترى إلى
أي مدى تصل.
أجفل نك لسماعه هذا الإتهام.
تخطى الغضب الذي اعتمل في داخلها طوال بعد الظهر ,حدوده وانصب علناً.. بدت نظرات الاحتقار في عينيها.
- لا تعتقد أنك قادر على استغفالي أكثر من هذا يا نك!..أعرف أنك تعرف من أنا. وأستطيع تحديد متى عرفت بذلك.. كان هذا ساعة علقت على عيني خلال العشاء...
سألها بحدة:"إذن لماذا لم تقولي الحقيقة؟ لم استمريت في الكذب, بالرغم من كل فرصة أعطيتها لك للإعتراف بمن أنت؟ يبدو لي أنني أنا من كان يتعرض للاستغفال!.
طوت ذراعيها كمن يدافع عن نفسه.
- لم أكن أريد أن تتذكرني على أنني "باربي" لامب.
- لماذا؟.
- لأنني كنت ألحق بك في كل مكان, حتى أنني كنت أتسبب بالمتاعب لك واضطررت إلى وضع حد لهذا.
أخذ يصر على أسنانه, فيما هي تقول بنبرة قاسية, كمن يصب جام غضبه على متهم في قفص الاتهام.
- لقد جعلتني آن شيبرد ألتقي بك دون أن تعرف من أنا.. لكن كان يجب أن تقول لي إنك عرفتني بعد ذلك, بدلاً من أن تلعب لعبتك السرية الخاصة.
فرد والغضب يشتعل في عينيه:
- كانت هذه لعبتك, ولم أكن أعرف ماذا تنوين!..
- لو أن هذا أقلقك, فلِمَ لم تقله بصراحة؟.
- وأتركك تتخلين عني؟.
- كما فعلت معي؟ هل اعتقدت أنني كنت أنوي الحصول عليك ثم رميك؟.ل
فحت الحرارة خديه ورد بحدة:"كان هذا ممكناً" - إذن بدلاً من المخاطرة بهذه الإمكانية, انطلقت لتلون الماضي بألوان مختلفة.. تلهيني بتلك القصة عن داني.. تجعل من نفسك الأخ الأكبر النبيل, الذي يتنحى جانباً من أجل أخيه الأصغر.

Rehana 17-03-16 08:58 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
أكد بشدة:"كانت الحقيقة".
رفعت رأسها ساخرة من حقيقته .
- حسناً لكنك لم تتنح جانباً من أجل أي شيء هذه المرة.. كان الأمر مباشرة إلى شقتك.
رد بقسوة:"وقد أوقفت كل شيء انتقاماً"
تملكت باربي نوبة مشاعر جراء تسببها خداعه.
- تذكرت أنني كنت متعلقة بك يوماً, وها أنا ذا كبيرة بما يكفي لتستغلني.. هل أحسست بالعظمة, بأن تجعلني أعترف بحبي لك...
فانفجر قائلاً:
- اللعنة! أنت تحرفين كل شيء.. أردتك فقط أن تعترفي من أنت.. أردت ان يكون الأمر
حقيقياً بيننا!.
- أو أنك أردت أن تعرف إلى أي مدى يمكنك أن تصل معي؟.
- لم أكن أظنك ستصلين إلى هذا المدى..لقد اعطيتك كل فرصة لتكشفي عن هويتك يا باربي.
و بدأ يتقدم نحوها فقالت وعيناها تشعان بتحذير شرس :
- توقف حيث أنت يا نك! أنا التي أدير المعركة الآن!.
فتوقف و قال:
- كنت تديرينها طوال الوقت باربي.. دور أميرة الخيال الذي لعبته كان بقصد تحريكي!.
- أجل, أردت أن أحصل منك على ردة فعل مختلفة, أكثر مما حصلت عليه في حفل ميلادك الواحد و العشرين!.
فهز رأسه و قال:
- انتقام جميل!..هل حصلت على رضاك في ابتعادك عني, بعد أن غنيت لي هذه المرة أيضاً؟..
رفضت باربي الإحساس بالذنب..لقد جعلها تدفع ثمن الانتقام القليل الذي حصلت عليه منه, واعترفت بصراحة:
- هذا كان القصد..لكن حين عانقتني, تحرك كل شيء في داخلي وتمنيت لو لم أفعل!. توردت وجنتاها لذكرها ذلك.
فأجاب متجهماً:"إلى أن خطرت ببالك فكرة أخرى, و جئت إلى مكتبي لتري ما إذا كان هناك المزيد من ردة الفعل..وحين وجدتها, استغليتها, وجعلتني أسيراً أكثر فأكثر .وأخذتني إلى حيث أردت أن تصلي.. لا تنكري هذا كذلك!.
- لم أكن أعرف أن باربي لامب في تفكيرك.
- لكنك كنت تحتفظين بي في تفكيرك.
وبدأ يسير نحوها والغضب قد تملكه:
- كنت.. تتذكرين طوال الوقت..وتضعينني قيد الاختبار..أتخالينني لم أشعر بهذا؟.
ردت, بالرغم من أن ما قاله صحيح:"لم أكن أقصد أن تشعر به! "وجعلها هذا تشعر بالقلق وتابعت:"أردت فقط ان أعرف ما هو موقفي معك".
رد ساخراً:"دون أن تتركيني أعرف ما هو موقفي معك.. و إلى أي مدى كان سيستمر هذا باربي؟ متى كانت آن شيبرد ستنقلب إلى باربي؟ متى حصلت مني على ما يكفي لتفعلي ما أردت أصلاً ؟تتركيني وأنا أريدك, وتبتعدين عني؟".

Rehana 17-03-16 08:58 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
- لم أكن أنوي الانتقام.. ليس بعد دور أميرة الخيال! أردت فقط أن أتأكد أنني لن أكون مجرد علاقة عابرة بالنسبة لك!.. كنت سأكشف لك حقيقة هويتي ما إن أتأكد من ذلك!
توقف نك أمامها مباشرة مستخدماً قوة جاذبيته ليجعلها تشعر أنها تقف على منصة الحكم عليها.. ولمعت عيناه بتحدٍ متوحش وهو يتابع استجوابه:
- إذن لماذا عاملت أختي كما فعلت, إذا كنت تريدين حقاً مستقبلاً معي؟ لقد رفضت محاولاتها لإحياء الصداقة القديمة, ورفضت دعوتها لك إلى احتفال عائلي.
- كنت مصدومة من الصدفة, مع أنها لم تكن كذلك. ما كان يجب أن تدخل أختك في هذه اللعبة!.
- كانت الطريقة الوحيدة التي فكرت بها لأجعلك تتوقفين عن لعب تلك التمثيلية ,ولأنتزع الحقيقة منك. احتجت لمعرفة ماذا في قلبك..الأمل بمستقبل معي أم الانتقام لما تعتبرينه رفضاً مني؟ .
كان أملاً..لكن كان واضحاً بشكل مؤلم أن لا أمل بأي تفاهم بينهما الآن..لقد خدعته
منذ البداية, و هو علم بذلك و تظاهر بالاقتناع.
جالت عيناه على ثيابها بسخرية:
- رؤيتك وأنت ترتدين هكذا يجعل الرد واضحاً, حتى أنك تقفين قرب الباب لتطرديني.
هل هذه هي النهاية التي تريدها؟. وصاح قلبها الغائص"لا"...
واندفع دماغها بذعر يفتش عن معجزة منقذة, وقبل أن تقول أو تفعل شيئاً, تحرك وسقطت يداه على كتفيها, تلتفان حولهما وكأنه يريد أن يهزها.
- لكن ليس بعد!..فقبل أن أغادر, سأعطيك أحلى انتقام على الاطلاق.
كان وجهه قريباً جداً من وجهها ,و عيناه كالمغناطيس تجذبان روحها .. كانت تريد ان تنكر رغبتها في الثأر ,و كانت تشعر بالذنب لتسجيل نقاط ضده .استرخت قبضته, وانزلقت يداه من على كتفيها إلى عنقها, ثم أحاطتا بوجهها و هو يتكلم بحدة أمسكت بقلبها وعصرته:"أريدك يا باربي لامب..حتى و أنا أعرف أنك تنوين إدارة السكين في قلبي و إخراجي من حياتك..فأنا لا زلت أريدك.
لامست أصابعه خديها ببطء ثم اندست في شعرها فوق أذنيها ترجعه إلى الوراء.
- هل يعجبك هذا؟ هل يرضي كبرياءك؟.
كان قلبها يضرب بشدة بحيث لم تستطع التفكير ولم تستطع الحراك..كان رأسه ينحني و عرفت أنه سيعانقها. و راح لمعان التحدي في عينيه يدفىء دمها, ويحرك المشاعر التي لم تستطع كبتها.
ثم غطاها بذراعيه, يداه الحارتان تضمانها بإغواء, تشعلان فيها شرارات غريبة..ولم يكن
يجبرها على الرد بل كان يعبر لها عن حبه فحسب .

Rehana 17-03-16 08:59 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
تستطع أن تعرف ما هو الصواب وما هو الخطأ..ولم يعد هناك أي قرار واعٍ التفت يداها فوق رأسه وراحت تتخلل بأصابعها شعره ,و تشده إليها.. أنزل ذراعيه ليلفهما حولها. ولم يكن هناك أي خطأ في مشاعره..وهذا لم يكن كذباً ,بإمكانها أن تشعر به.. وابتهجت.. كل ذرة فيه كانت تسعى لاستغلال كل أحاسيسها.
انطلق سهم من الحذر عبر ضباب مشاعرها الملحة. وراحت تفكر إذا كان كل هذا صحيحاً..هذا الاندفاع الذي ينسف الدماغ لإشباع المشاعر؟
ولكنه انزل يده إلى خصرها .هل هذا هو مستوى مشاعر نك نحوها؟ هل يستخدم الجاذب الجسدي كدافع أخير لتبقى معه.
انتزعت يديها من شعره ثم انتزعت نفسها منه.
- لا!. وكانت شهقة خشنة. ورفعت رأسها إلى الوراء تبتلع المزيد من الهواء:"لا!"
صيحة عذاب. تنكر بشدة الجيشان الجسدي الذي يناشدها.
قال نك بصوت أجش:
- هذا أنت الآن باربي.. وهذا أنا الآن, انت تشعرين بهذا.. وأنا أشعر به..أعطنا فرصة.
واحترقت عيناه بمحاولة للإقناع.طوقتها ذراعاه مرة أخرى, والتفت يداه على ظهرها يرفعها إليه وأعلن صوته يضج في أذنيها:"إن المشاعر التي بيننا شيء مميز جداً وتعرفين هذا..لن أدعك تبتعدين لمجرد أنني فعلت ما ظننت أنه الأفضل لك منذ تسع سنوات.
الأفضل لها؟ إنه أقسى تصرف تعرضت له إنه يكذب! لكن رغبته فيها ليست كذباً, إنه يناور مشاعرها , وها هو اليوم يفعل هذا و يرتب المواجهة مع أخته.. وهذا هو نك, ينفذ ما يريد ويحصل على ما يريد, ولا يهمه ما تشعر به هي.. تماماً مثلما كان منذ تسع سنوات.
دفعته عنها بكل قوتها:"دعني وشأني!. ابتعد عني!.
عنف المشاعر في صوتها كان حركة فعالة في فصلها عنه .. تراجع إلى الوراء ليتركها, ووجهه يعبر عن الحيرة الغاضبة لرفضها له.
سأل:"لماذا؟".
سخرت منه:"أنا أريد المزيد من الصداقة لا من الرغبة الفجة.. الأفضل لي؟.. كل ما اهتممت به هو ما هو الأفضل لك, انت لم تهتم بمشاعري منذ تسع سنوات, و لا تهتم بها الآن.. تحاول إيقاعي عن طريق أختك.. لا تسمح لشيء أن يجري إلا على طريقتك".
تقلص وجهه وكأنها سددت له صفعة وهز رأسه حين تشابكت أعينهما.
قال بهدوء:"لقد فكرت فعلاً أنه الأفضل لك باربي.. كنت شخصاً مميزاً لي..مميزاً جداً لذا أردتك أن تختبري الحياة جيداً قبل أن تقرري الارتباط بي".

Rehana 17-03-16 08:59 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
شعرت باربي عند سماعها كلماته, كأنه راشد حكيم يشرح شيئاً لطفلة.. وهي لم تعد طفلة. إنها لم تكن طفلة منذ العديد من السنوات! ولذعها نقص التعاطف معها.
- لو كنت مميزة هكذا, فلماذا لم تبحث عني يا نك؟ لم تركتني أعتقد كل هذه الأشياء؟. لكن هذا لم يصدمه وهز كتفيه:
- الحياة تسير.. ولقد انتقلت بعيداً ,وانشغلت بالعمل.
التصريح الهادىء أشعلها أكثر:
- الحقيقةأنك لم تفكر في أبداً إلى أن دخلت إلى حياتك مجددا".
- لا ... هذا غير صحيح.
وأخذ نفساً عميقاً ثم كشر وهو يتنهد:
- لا أستطيع تغيير الماضي .. وأنا آسف لأنك تتألمين كثيراً لقراري..وأعرف أنني لم أتصرف بشكل جيد.
أرادت أن تريه تقديرها للموقف وترى التقدير والتفهم في عينيه, لكن شيئاً من هذا لم يكن موجوداً! بحثت في عينيه, تريد دليلاً عن أي مشاعر تخالجه نحوها, لكنها لم تجد أي شرارة فيهما.. كل ما رأته هي تلك التعابير الخالية من الحياة.
وتابع:"بعد ذلك.."
وكان صوته أكثر رقة وحزناً وهذا ما صدمها:
- حسن جداً. لقد ظننت أن حياتك كانت ستتجاوزني إلى البعيد.. و هذا ما حصل, أصبحت بعيدة جداً عني لأصل إليك, واتمنى لو كان الأمر مختلفاً..لكن ما من فرصة أخرى.
مد يده إلى جيب قميصه وأخرج شيئاً, وأخفض نظره إلى ذلك الشيء وهو يقلبه بين يديه. إنهاساعة! ساعة قديمة! وقفز قلب باربي من مكانه وقد صدمتها المعرفة..لا شك أنها كانت مخطئة..لا يمكن أن تكون هي الساعة التي أهدته إياها..
أمرها متجهماً:"خذيها!".
وأخذتها غير مصدقة..وقلبتها لترى على ظهرها صورة حمل صغير (لامب) حفرته عليها. لقد احتفظ بها طوال تلك السنين..
- ربما لم أبحث عنك يا باربي, لكنني لم أنسكِ قط!.
وقبل أن تستطيع رفع رأسها أو التفكير بكلمة تقولها, استدار و فتح الباب, ثم خرج من حياتها!.


نهاية الفصل

bero moaty 18-03-16 03:26 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
:confused::confused::confused::confused:اهلا ريحانتي لالاياباربي كده كتير كان لازم تكون متفهمة اكترمن كده وتوافق على فرصة تانية معاه ولا ايه ياجماعة شكرا ريحانتي:55::55::55::55::55::55:

paattee 18-03-16 12:43 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
كاعدتكي داما ريحنه مايجي منكي غير الأفضل استمري ننظر التكمله

Rozalenda 18-03-16 05:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 3601718)
شعرت باربي عند سماعها كلماته, كأنه راشد حكيم يشرح شيئاً لطفلة.. وهي لم تعد طفلة. إنها لم تكن طفلة منذ العديد من السنوات! ولذعها نقص التعاطف معها.
- لو كنت مميزة هكذا, فلماذا لم تبحث عني يا نك؟ لم تركتني أعتقد كل هذه الأشياء؟. لكن هذا لم يصدمه وهز كتفيه:
- الحياة تسير.. ولقد انتقلت بعيداً ,وانشغلت بالعمل.
التصريح الهادىء أشعلها أكثر:
- الحقيقةأنك لم تفكر في أبداً إلى أن دخلت إلى حياتك مجددا".
- لا ... هذا غير صحيح.
وأخذ نفساً عميقاً ثم كشر وهو يتنهد:
- لا أستطيع تغيير الماضي .. وأنا آسف لأنك تتألمين كثيراً لقراري..وأعرف أنني لم أتصرف بشكل جيد.
أرادت أن تريه تقديرها للموقف وترى التقدير والتفهم في عينيه, لكن شيئاً من هذا لم يكن موجوداً! بحثت في عينيه, تريد دليلاً عن أي مشاعر تخالجه نحوها, لكنها لم تجد أي شرارة فيهما.. كل ما رأته هي تلك التعابير الخالية من الحياة.
وتابع:"بعد ذلك.."
وكان صوته أكثر رقة وحزناً وهذا ما صدمها:
- حسن جداً. لقد ظننت أن حياتك كانت ستتجاوزني إلى البعيد.. و هذا ما حصل, أصبحت بعيدة جداً عني لأصل إليك, واتمنى لو كان الأمر مختلفاً..لكن ما من فرصة أخرى.
مد يده إلى جيب قميصه وأخرج شيئاً, وأخفض نظره إلى ذلك الشيء وهو يقلبه بين يديه. إنهاساعة! ساعة قديمة! وقفز قلب باربي من مكانه وقد صدمتها المعرفة..لا شك أنها كانت مخطئة..لا يمكن أن تكون هي الساعة التي أهدته إياها..
أمرها متجهماً:"خذيها!".
وأخذتها غير مصدقة..وقلبتها لترى على ظهرها صورة حمل صغير (لامب) حفرته عليها. لقد احتفظ بها طوال تلك السنين..
- ربما لم أبحث عنك يا باربي, لكنني لم أنسكِ قط!.
وقبل أن تستطيع رفع رأسها أو التفكير بكلمة تقولها, استدار و فتح الباب, ثم خرج من حياتها!.


نهاية الفصل

حلو اوى اوى تسلم ايدك ريحانه

Rehana 19-03-16 09:11 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bero moaty (المشاركة 3601813)
:confused::confused::confused::confused:اهلا ريحانتي لالاياباربي كده كتير كان لازم تكون متفهمة اكترمن كده وتوافق على فرصة تانية معاه ولا ايه ياجماعة شكرا ريحانتي:55::55::55::55::55::55:

اهلين بيرو
باربي حساسة جدا وانا معاك مفروض انها تكون اكثر تفهم وتعطيه فرصة ثانية

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة paattee (المشاركة 3601828)
كاعدتكي داما ريحنه مايجي منكي غير الأفضل استمري ننظر التكمله

تسلمي يارب .. كلك ذوق

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rozalenda (المشاركة 3601851)
حلو اوى اوى تسلم ايدك ريحانه

الله يسلمك روزليندا

Rehana 19-03-16 09:17 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
9- حياتها

فرصه اخرى..
تمنت باربي ان تكون هذه فرصه لاصلاح الوضع مع نيك، وهي ترش بحذر البهرجه الفضية على موجات شعرها الطويل اللماع.. كان من المهم ان يكون مظهرها لائقا تماماً، الليلة, على اميره الخيال ان تمثل السحر الحقيقي, وستكون هذه أكثر عروضها اهمية في حياتها كلها.. واي مستقبل لها مع نيك يتعلق بهذه الليلة.
بالتأكيد, سيدرك ان الحب هو الذي يدفعها, وليس الثأر ..مع ذلك, شعرت بالخوف وهي تضع علبة الرش على طاولة الزينة وترى الساعة الهدية التى اعادها...هل قتلت اي الأمل برفضها لتفسيره.. برفضها ذلك التجاذب بينهما, برفضها كل شيء كانه؟
التقطت الساعه ومررت إصبعها على صورة الحمل المحفورة, تطلب الحظ..لقد عنت هذه الساعه ما وعدت به يوماً.. ان تلحق به الى أي مكان..ليتها نفذت هذا في هذا الوقت..
ليتها وثقت به قبل ان تحكم عليه بشكل سيء!. يجب ان تنجح في اصلاح الامور معه الليلة! دست الساعة في حقيبة يدها..لقد حافظ نيك عليها تسع سنوات، ولم يرمها.. ولن تتركه يرميها الليلة.
نظرت الى صورتها مرة اخيرة في المرآة .. وإذا جعلت من نفسها غبية بالكامل، فلن يهم .فمن المستحيل ان تخسر اكثر مماقد خسرت.. اما إذا كسبت...ارتجف قلبها بين جنبيها لفكرة ان يتطلع اليها مرة اخرى و كأنها اكثر مرأة مرغوبة.
اخذت نفسا عميقا، وانطلقت في الرحلة نحو تسوية مستقبلها معه بطريقة او بأخرى.. كان ليون ويسبتر قد اخذ سو منذ ساعتين، لذا لابد ان حفلة ميلاد والدة نيك اصبحت الآن في اوجها.ولسوف يكون ظهورها مفاجأة لهما كما الجميع ..ولاتستطيع باربي سوى ان تأمل ان تفهم سو دوافعها للقيام بذلك.
كان من الممكن الا توافق سو على ذلك، لو اسرت لها بما تنوي فعله، فهذه الحركة قد تعطيها
فرصه اخرى مع نيك. هي محظوظة لكون كارول هانتلي قد طلبت منها المجيء والغناء.. و اذا لم يستجب نك..حسنا, بامكانها المغادرة بعد العرض مباشرة, ولن يكون لهذا أي تأثير على علاقه سو بليون. وضعت الجناحين والعصا السحرية في السيارة بحذر .اضافة الى علبة الموسيقى التي ستحتاجها.. واعادت تفحص كل اغراضها, قبل ان تجلس خلف المقود.كانت الرحلة من "رايد"الى "بايميل" رحلة سهلة. مع ذلك بدت لباربي طويلة توتر الاعصاب.
حين وصلت اخيرا الى مقعدها, وجدت الزقاق الضيق مزدحما بالسيارات المتوقفة.. ولراحتها العميقة كان هناك فسحة كافية في الطريق الداخلية لمنزل عائلة هانتلي, لتبعد السيارة عن الطريق، وسدت الطريق على سيارات اخرى, لكن هذا لا يقلق الآن
.

Rehana 19-03-16 09:18 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
وارتبكت بالجناحين، وبالعصا السحرية، وبآلة التسجيل.. وكان عليها ان تبذل جهدا كبيرا لتخرج الاغراض الضرورية من السيارة دون ان توقعها، ولكن ماكان اصعب عليها هو ان تركز الجناحين في الشق على ظهر فستانها، وتمنت لو كانت سو معها لتساعدها..ولكنها حتى الآن تشعر بأنه منبالخطأ توريط صديقتها بما هو شأنها الخاص! بعد تسوية الجناحين بشكل ملائم، وتركيز ذهنها على إكمال ماهي مصممة على ان تفعله, تمكنت باربي من السير في الممر الامامي دون خطأ..وبدت اصوات الاحتفال تصدر من خلف المنزل, الامر الذي قد يجعل دخولها اكثر سهولة..وراجعت بصمت ماستقوله عن انها ممثلة محترفة مأجورة, وقرعت جرس الباب، آملة ان يتقبل من سيرد عليها تفسيرها دون نقاش.
لكن..ماذا لو كان نيك؟.
اجفلت وهي في حالة شلل كامل، الى ان انفتح الباب وواجهت معجزة.كارول هانتلي. سألت بذهول:"باربي! "وانطلقت الكلمات متعثره:
- لقد جئت لأغني لأمك..انت طلبت مني هذا..تمكنت من تدبير الامر, واعتقدت.. ان الحفلة ستكون مميزة لها.
قاطعتها كارول بحماس:"اوه! يالها من مفاجأة, جميلة ! انا سعيدة جداً لتمكنك من المجيء..
والتحلل من أي ارتباط مهني آخر.. يبدين رائعة يا باربي!"
- إذن.. لا بأس..
- بل عظيم!
- هل تشغلين لي الموسيقى كارول؟
ومدت لها آلة التسجيل:
- كل مايجب ان تفعليه هو الضغط على زر التشغيل. - طبعاً.
- هل الجميع في الطابق الاسفل؟.
لمعت عينا كارول الزرقاوان المليئتان حيوية بسعادة متآمرة.
- انتظري هنا لحظة, وسوف أدخل الجميع الى غرفة الجلوس العائلية حيث اقيمت حفلة ستيوارت , أتذكرين؟ نستطيع ان نجعل ظهورك مفاجأة كما حصل مع الاولاد!.
فشعرت باربي بالارتياح .
- سيكون هذا رائعا ياكارول!.
وظهر عبوس متلهف على جبين كارول فجأة:"سأدفع من اجل هذا يا باربي..لم اكن اقصد..".
- لا..أرجوك..دعينا فقط نقوم بالامر! اتركي هذا الباب مفتوح قليلا..كي ادخل حين اسمع الموسيقى.
ترددت كارول لحظة:
- حسناً، سنتحدث عن الأمر فيما بعد،هل ستبقين؟.
ردت باربي بأمل ورجاء"اجل".
- كم انا مسرورة.
وكانت ابتسامتها سعيدة:"امنحيني خمس دقائق على الاكثر، لأدخل الجميع واهدئهم، تسللي الى الداخل وأغلقي الباب خلفك. حين يجلو الجو، ويمكنك ان تكوني على رأس السلم النازل مستعدة للدخول حين تبدأ الموسيقى ..اتفقنا!".

Rehana 19-03-16 09:18 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
- عظيم شكرا لك ياكارول ,هناك اغنيتان, واغنية "سنه حلوه" هي الثانية, فلا تعتقدي ان الشريط خاطئ.
- هذا رائع..ستحب امي هذا اكثيراً،سأذهب لاحضر المسرح.
الحظ حتى الآن معها..طمأنت باربي نفسها وهي تنتظر, وتسمع كارول تأمر الجميع بالدخول وسمعت صوت الخطى المتوجهة الى الطابق الاسفل ثم مالبثت ان انخفضت الاصوات الى
مزاج متقبل.. ونظرت من الباب, لترى ان الجو قد خلا. وبحذر حضرت نفسها لتدخل..
وكانت اصابعها تمسك بالعصا السحرية بقوة, وهي تتمنى المزيد من الحظ.. بل كل الحظ في العالم.
وساد الهدؤ في الاسفل.
خطت الى رأس السلم..وتمنت ألا تبدأ ساقاها بالارتجاف وهي تنزل. وابتلعت ريقها بقوة
لترطب حلقها ..وبدأت الموسيقى التي وفرت لها الدعم المناسب لصوتها..اخذت نفسا عميقا..هذه هي اللحظة! لا مجال للتراجع.. واتت الاشارة.. وغنت, تصب كل آمالها وشوقها من القلب والروح في الكلمات.
"في مكان ما..فوق قوس قزح.."
لم يكن صوتها يوما بمثل هذا الصدق, والقوة.. لكن باربي لم تعرف هذا.. فقد غنت لأنها مضطرة ان تغني, ونزلت السلم بكل عظمة ووقار كملكة خيال, في مهمة العمر, و لكنها لم
تسمع تمتمات الدهشة والاستحسان, ولا هسيس الاستغراب وهي تنزل حيث ضيوف الحفلة مجتمعين.
اتضح ان كارول طلبت من الضيوف التحلق حول غرفة العائلة، ومن كان يقف في المدخل المفتوح تحركوا جانبا ليخلوا الطريق. وكان الاثاث قد ارجع الى الخلف قرب الجدران لترك فسحة اكبر للرقص..وبهذا كان وسط الغرفة فارغا تماما.
مع تقدم باربي تختال قرب الضيوف المتوقفين في حلقة، رأت والدي نيك, جودي وكيث ارمسترونغ، جالسين في مقعدين مريحين في أبعد طرف من المكان. إلى جانبهما كانت العائلة تقف.. نك وداني قرب امهما وكارول، وعلى الارجح زوج كارول قرب الأب. كان الجميع يبتسم..ويتمتعون بالمفاجأة ماعدا نيك.
بذلت باربي كل مافي وسعها، لتبعد نظرته المتجهمة عن تفكيرها, و لكنها لم تستطع إلا ان تعي ضربات قلبها السريعة. لم تستطع ترك الخوف يشتت تركيزها.. يجب ان تغني اغنيتها دون تعلثم..ولمحت سو، واحست ببعض الراحة لرؤيتها صديقتها تهز رأسها بالموافقة وترفع لها ابهامها.
هل سيتقبل نك بعد هذا المطر الرهيب المدمر، ان يظهر قوس قزح , وهو الحلم الذي تلاحقه الليلة؟.
توسل كيان باربي كله ان تصل الى نتيجة مرضية مع نيك، شاب صوتها نبرة أمل، ارادت ان تتجه نحو نيك وتعرض عليه فرصة اخرى. وفتحت ذراعيها في ايماءة عطاء ترغب منه ان يفهم، وكان آخر الكلام صيحة إليه ولكن هل قلبه منفتح بما يكفي ليسمع.
وانفجر التصفيق المرتفع بعد تلاشي آخر النغم إلى صمت .وبدا وجه جودي آرمسترونغ يبتسم من خلال الدموع .

Rehana 19-03-16 09:19 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
واعطاها كيث منديلا، وهز رأسه لباربي استحساناً، ابتسمت باربي لهما, ثم خاطرت بنظرة سريعه نحو نك. ولم يكن يبتسم .كان رأسه منحنيا إلى جانب واحد وعيناه ضيقتين, ولكن تعبير وجهه تغير فجأة وتحول الى نظرة تقييم.
وارتجف قلب باربي بأمل مجنون.. فهي لم تعد تقابل جدارا فولاذيا من المقاومة, انه متقبل.ولو قليلا على الاقل.
نادت كارول مطالبة الهدوء , واخذت تلوح بذراعيها ان هناك المزيد..وتصاعد نغم المقدمة للاغنية التالية, ليخيم صمت سريع على المكان.
وكانت تلك الاغنية"سنة حلوة" التقليدية, وراحت باربي تغنيها، وهي ترفع العصا السحرية لتنطلق النجوم اللامعة الصغيرة.
انحنت لتقبل جودي آرمسترونغ وتمتمت:"تمني شيئا!عيد خمسين لميلاد سعيد".
ردت جودي بصوت اجش:"شكرا لك يا باربي.. لقد جعلت العيد يبدو مميزا جداً".
قال كيث بصوت اجش:
- انها اغنيتنا ف"وق قوس قزح"ولقد غنيتها افضل من جودي غارلاند يا باربي..من الرائع ان تكوني هنا.
وتمتمت وقد تأثرت لابتهاجهما:
- هذا من دواعي سعادتي!
استدار كيت يشير الى ابنته:
- كارول ..اعيدي عزف تلك الموسيقى انا وامك سنرقص عليها.
سألت كارول بلهفة:"هل تمانعين في اعاده تشغيلها مجددا ياباربي؟
-افعلي ما شئت!.
وخطت جانبا لتفسح المجال لكيث وجودي ليقفا عن مقعدهما, ويدخلا إلى حلبة الرقص.ووجدت باربي نفسها قرب داني الذي امسك على الفور يدها اليسرى وضغط عليها، ليلفت اهتمامها اليه.ولم يكن على وجهه شيء من الخجل. وابتسم لها, وعيناه تلمعان بإعجاب شاب بات على معرفة بأمور مع النساء.
قال مادحا، دون اي اثر للفأفأة القديمة في كلامه:
- غناء عظيم.. من الرائع ان التقيك مجددا ياباربي..لقد اصبحت مذهلة .ومرغوبة جدا.
لكن الرجل الخاطئ هو الذي كان يرسل الرسالة, فهي لم تهتم يوما بداني، ولا تهم الآن! واتجهت نظرتها بلهفة الى نك..
كان يراقبها وعيناه تحترقان بأسئلة لسعت روحها..لماذا انت هنا؟ماذا تريدين؟كم من كل
هذا حقيقي؟ هل هذا أمل أم انتقام؟
وبدأت الموسيقى مجددا...
قال داني:"مارأيك بالرقص معي باربي؟".
- لا !.
كان الرد سلبيا قاسيا وعنيفا, والتفت رأس داني دهشة نحو شقيقه .ونظر نيك اليه, وجسمه كله متوتر ,يضج بعدوانية شرسة.

Rehana 19-03-16 09:19 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
- ليس هذه المرة يا داني.. لم تعد باربي لك لتأخذها, ولم تكن يوما..وانا اطالب بهذه الرقصة.. تنح جانبا, وجد لنفسك امرأه اخرى.
اجفل داني لعنف المشاعر التي حركها في شقيقه الاكبر ..وترك يد باربي, ليرفع كلتا يديه بحركة استرضاء.
- هاي يارجل! هون عليك، لقد كنت فقط...
- تحاول التطفل،كما فعلت منذ تسع سنوات , تريد ان تستأثر بكل اهتمام باربي.
احمر وجه داني"اللعنة! هذا تاريخ قديم يانك!".
جاء الرد المتوحش:"ليس بالنسبة لي..ابتعد داني..والآن".
اخذ داني يدمدم وهو يتراجع:
- حسنا! الجو خال!و هذه هي لعبتك!.
وكان لايزال متسع العينين, محمر الوجه بسبب ردة فعل شقيقه الاكبر العدوانية.
خطا نيك الى الامام ,وضم باربي في وضعية الرقص , وعيناه تشتعلان لعينيها..وقفز قلبها داخل صدرها, والتفت ذراعه حول خصرها يشدها اليه اكثر. تعالى صوت سو كالسوط:"مهلكما قليلا.. انتما الاثنين.. سآخذ هذه.."
وانتزعت العصا السحرية من يد باربي.
- ليون..!.
ومررت العصا اليه:"يجب ان ازيل الجناحين وارفع ذيل فستانها..كي لا يتمزق شيء".
وبدأت تفعل هذا بسرعة البرق، ووقف ليون ليأخذ الجناحين والعصا الى مكان آمن.
قال ليون:"سو على حق..لانريد المزيد من الاضرار".
قالت سو:"يمكنكما الرقص الآن..او العراك، او التصرف كالمجانين اذا اردتما".
قال نيك بصوت خشن:"هل انتهيت؟".
كان الشوق ينضح منه ليطوق باربي بذراعيه ويسكنها..وكل شئ في داخلها كان يتشوق
إلى ردة فعل ايجابية منه.
وإكدت له سو:"تماما! ليون، بعد ان انقذنا زي اميرة الخيال، دعنا نخرج من منطقة الخطر". - انا معك حبيبتي!.
وابتعدا تاركين باربي ونك يسويان امورهما بأنفسهما.
اخذ نك يد باربي التي تحررت من العصا، وشبك اصابعه بأصبعها, ليقفل قبضته..وسأل:
- قولي لي إن هذا ليس لعبة يا باربي؟!"
بدا من نظرته انه لم يعد يتحمل أي خداع.
ردت بحرارة:"انها ليست لعبة.. اعدك".
مر والداه بهما, وسألت امه بمرح:
- هل ترقصان ام ماذا؟.
بدلا من جذب المزيد من التدخل الفضولي, دفع نيك قدماه الى الرقص، يضم باربي وهو يتحرك بها مع النغم البطيء للاغنية. كانت تعي قربه منها، وتشعر بيداه تضمانها اكثر،
تضمانها بشوق الى صدره الدافئ. صمت نبضات قلبها المتسارعة في أذنيها, فكانت بالكاد تسمع الموسيقى.

Rehana 19-03-16 09:20 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
احنى رأسه قريباً من رأسها, وسمعت الكلمات التي تكلم بها، ولو انه لم يرتفع كثيرا عن الهمس:
- هل تفكرين ببداية جديدة لنا؟ هل ترغبين بذلك؟.
تملك الذعر باربي.. يجب ان تعطيه البداية المناسبة..ان تجعل هذه الفرصة مختلفة عن التي سبقتها.
- لقد تصرفت بشكل خاطئ ,واستخدمت اسماً مزيفاً واعرف هذا! انا آسفة لأني افسدت كل شيء بيننا! عذري الوحيد انني باربي لامب..التي احست انها معرضة لكل انواع الاخطار معك يانك.
وارتفع صدره ثم هبط، واحست بتنهيدته تدخل الدفء الى شعرها، ثم جاءت الكلمات النادمة:"لقدتحركت نحوك سريعا..ولمت نفسي كثيرا على ذلك! فلو تركتك تتابعين طريقك باسم آن شيبرد, كان من الممكن ان تثقي بي".
كان يفكر بالماضي لا بالمستقبل, ولم تسمع باربي نبرة الأمل في صوته.. بل بالحزن فقط للاخطاء التي ارتكبها، واحست باربي بثقل اسود يهبط على قلبها، انه لا يصدق انهما
قادران على استرداد مافقداه.
وتوقفت الموسيقى. فتركها نك وللحظة, احست باربي بيأس مدمر.لقد انتهى الأمر..لا فرصة اخرى.ثم امسك يدها ثانية.
- تعالي معي!.
وجذبها معه، يمر بضيوف الحفلة الذين اخذوا يستجيبون للوصلة الموسيقية التالية ويغنون بصوت مرتفع "سنة حلوة" لأم نك.. فتح بابا زجاجيا قادهما الى شرفة مسقوفة وخرج معها, واقفل الباب بسرعة خلفهما. سارا معا الى آخر الشرفة، ثم حول زاوية المنزل الى بركة الظلام.
تمتم:"يجب ان نكون في خلوة هنا"
وترك يدها ليبتعد بضع خطوات، قبل ان يستدير ليواجهها.
كانت باربي ابعد ماتكون عن معرفة ماتعني حركته، وهمس أمل هش لها انه لا يزال معها بالرغم من وقوفه بعيدا.إنه يريد ان يتكلم, إذا لم يكن أي شيء آخر..والكلام قد يساعد، لكن دماغها كان غير قادر على المناقشة.
اخيرا اعلن:"المسألة دائما كانت مسألة ثقة ..اليس كذلك!".
هز رأسه كأن الفكرة تؤلمه:"ولقد حطمت هذه الثقة بشكل سيء جدا منذ تسع سنوات"
توسلت اليه:"دعنا من ذكريات الماضي يانك!".
قال بحماس:"يجب ان تفهمي يا باربي. لن نستطيع تجاوز هذا.. اريدك ان تعرفي انك كنت مميزة لي..حتى يوم كنت مجرد فتاة صغيرة, كان لك تلك الطريقة في النظر إلي ..كانت عيناك مليئتان بالثقة، وكأنك لا تهابين الاخطار لأنني موجود لأرعاك".
قالت ساخرة:"هذا يدعى عباده البطل نيك"
وارادت بهذا ان توقفه عن التطلع الى الماضي، خائفة ان يؤدي ذلك الى مشاحنة جديدة بينهما.
- ما من احد جعلني اشعر بالحب الصافي مثلك، ولأنني شعرت انني لا استحق حبك، قررت الانفصال.ولكن وجدت الآن ان مافعلته، حطم ثقتك بي".

Rehana 19-03-16 09:20 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
فلم تكون شجاعة بما يكفي لتقول تلك الحقيقة.
وتابع:"كرهت مافعلت , بعد ان فقدته..وعرفت انني لن استطيع استعادته، لذا حين عرفتك يا باربي بأسم آن شيبرد، صدمني هذا بقسوة لمعرفة انني حطمت ثقتك بي، واردتك ان تعطيني إياها مرة اخرى، وحين لم تفعلي, بدأت بعدم الثقة بك بدلا من مواجهة ما فعلته."
فتح يديه في إيما توسل ملحة:
- اقسم ان هذا صحيح باربي، لقد عشت ضياعا عاطفيا السنوات التسعة الماضية..مامن واحدة من العلاقات التي اقمتها احسست انها مهمة النسبة الي.ثم, منذ اسبوع..
استدار اليها, وتقدم ببطء , ليضع يديه على كتفيها برقه، وعيناه حذرتان ,ساعيتان, راغبتان في معرفة مافي قلبه، وتابع بخشونة:"التقيت اميرة الخيال..حين عانقتها ,شعرت و كأن سحرا يندفع في كياني كله"
همست:"وانا كذلك يا نك..لذا جئت الليلة على أمل ان يعود الامر هكذا مرة اخرى".
- باربي...
وسحب نفسا سريعا, وعانقها, فأستجابت لعناقه بلهفة حادة، وارادت ان يغدو كل شيء
صحيحا بينهما، وان يتفجر السحر ليمحو الظلال التي عذبتهما.. لم يعد الماضي يهم.. مايهم هو المستقبل الآن.. مع نك.. والرحلة التي سيتمكنان من الانطلاق بها معا من هنا.
كان رائعا ان تشعر انه يريدها , وانها مميزة بالنسبة اليه .
وتنفس في أذنها:"سأفعل كل ما بوسعي لأكتسب ثقتك من جديد..فقط اعطيني فرصة يا باربي..".
- تمسك بي نك.. لا تتركني ابدا.
اقسم:"أبدا..أبدا".
وعانقها وهو يقسم بقلبه وكيانه فخفق قلبه بتناغم مع قلبه.
- نك..باربي.؟
كان صوت كارول ينادي..انهى نيك العناق بتنهيده خشنة. ورد على مضض:"اجل..ماذا؟".
- أنا على وشك إدخال قالب الحلوى لأمي..واريدكما في الداخل مع الباقين.
وعدها:"سنكون معكم بعد دقيقة".
وتراجع الى الوراء لرفع يديه بلطف ،ليحيط بوجه باربي.
- هل ستكونين على مايرام..في مواجهه عائلتي معي؟ .
- وانت!؟. - مامن مشكلة لي..فأنا سعيد لوجودك الى جانبي، ولجعل الجميع يعرف ان هذا هو المكان الذي اريد ان اكون فيه.
- إذن, انا سعيدة بهذا كذلك.
ومسح إصبعه خدها بحنان.
- سأرعاك يا باربي.
- إنا اثق بأنك ستفعل هذا يا نك.
وكانت ابتسامته مليئه بالارتياح.
- هذه بداية حقيقية لكوننا معا.
وافقت تبتسم بارتياح:"اجل"

Rehana 19-03-16 09:21 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
وسارا معا عائدين الى داخل المنزل, تاركين الظلام خلفهما. لامكان للظلام في قلوبهما, بعد الآن.
***
ابتسم ليون في وجه نك وهو يرفع كأس العصير ليحييه:
- اتمنى لك اياما سعيدة يا نك وليالي هانئةكذلك.
رد نك الابتسامة:"لقد فهمت هذا بوضوح!".
كانا يقفان خارج السرادق على تلة اوبزرفاتوري، يتنفسان الصعداء من جموع العائلة والاصدقاء في الداخل..وكانت باربي وسو قد ذهبتا لترتبا مظهرهما, ولم يرغب نك في ان يطوف بين ضيوف العرس دون عروسه الى جانبه.
تابع ليون راضيا:"المرأةالمناسبة، الوقت المناسب، المكان المناسب".
ثم رفع حاجبا ممازحا:"ولو انني غير متأكداً من التاريخ المناسب..فأنت تعرف أننا في
منتصف شهر آذار (مارس) وهو يوم سقوط يوليوس قيصر"
ضحك نك "يوليوس العظيم كان يسعى الى عرش روما..اما أنا.. فسأتخلى عن أي تاج لتكون باربي زوجتي. وكان هذا أول تاريخ استطعنا تحديده لاقامة العرس هنا..ولم استطع الانتظار اكثر".
ذكره ليون:"لقد مرت اربعه اشهر فقط".
هز نك رأسه, فقد كان ينتظرها منذ زمن طويل!
واكمل ليون كلامه:"اتذكر كلام سو حين قالت انك تهاجم كالثور، وتستعجل كل شيء"
- نعم.
- حسنا, ولم لا تسلك الدرب الذي سلكته , وتضع خاتم الخطوبة في إصبع سو.
- انا لا اهدف إلى خسارة هذه السيدة! .لكني اريد ان استمتع بكل لحظة!.
- كل منا وشأنه يا ليون.
- لا استطيع ألا اوافق على هذا.كلانا خرج رابحا و نحن لم نبلغ بعد الواحدة والثلاثين. ضحك نك لعادة صديقه في التركيز على الارقام، فالسن لا دخل له بما يشعر به نحو باربي..فهي تضيء له حياته بطرق كثيرة. ولا يستطيع إلا ان يتعجب للحظ الذي حالفه منذ اربعة اشهر ,حين جاءت تنتقم منه على هذه التلة بالذات..كان اجمل انتقام لقيه في حياته. وسوف يكون هذا المكان مميزا دوما لكليهما، لأن كل شيء بدأ هنا.
- هاي! ماذا تفعلان هنا؟.
استدار نحو داني الذي كان مفتخرا لاضطلاعه بدور اشبين العريس.
قال ليون: "ننتظر حبيبتينا لقد تركتانا لتجددا تبرجهما".
وعلق داني ضاحكا:
- ولهما انفان جميلان..يجب ان اقول لكما انكما كسبتما الجائزه الكبرى مع باربي وسو.
احس نك انه مدفوع كي لسأل:"لا ضغينة داني؟".

Rehana 19-03-16 09:21 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي
 
وبدا الذهول على داني..ثم فهم فجأة قصد نك، وقال "بشأن باربي؟".
- كنت متمسكا بها جدا.
صرف داني النظر عن المسألة وكأنها لاشيء
- كان طيش شباب..ولقد اصطدت في مياه كثيرةمنذ ذلك الحين، وانا واثفق أنني لست مستعدا بعد للاستقرار !.
لم تكن هذه النقطة..لكن نك لم يرغب ان يجادل في الامر.
تابع داني يقول:"في الواقع, انني مسرور جدا للقائكما مجددا. واتمنى لو لم أسبب الما لباربي في الايام الماضية، هي التي كانت تحبك انت.. لم أكن اعي انني كنت افسد
عليك شيئا مميزا ..لكنني أرى هذا الآن يا نك..شيئا مميزا جدا ،و أنا سعيد فعلا لكليكما". وتقدم الى الامام مبتسما ومد يده:"اهنئك يا اخي!".
امسك نك ييد اخيه بحرارة:"شكرا لك يا داني".
اطلت باربي وسو من وراء زاوية السرداق, ولمحتا الرجال الثلاثة معا، ونادت سو:
- ليون الفرقة الموسيقية تعزف لحن "روك " عظيم هل يمكن ان نرقص؟.
- نستطيع بالتأكيد ياحبيبتي.
ووضع كأس العصير في يد داني، واخذ يرقص"الروك اند رول"متجها مباشرة الى سو، التي اخذت تهتز بإغواء بفستانها الفضي الأخضر كإشبينة للعروس ,الذي يزيد من ابراز انوثتها, ودار ليون بها بفخر الى داخل السرداق بفخر كبير. ودفعت سعادتهما الثلاثة الباقين الى الابتسام. وسأل نيك باربي:"أتريدين الرقص كذلك؟".
ردت:"افضل سرقة لحظات هادئة معك".
قال داني, ينتزع العصير من يد نك:
- عظيم! إشبين العريس الجيد يعرف كيف يعتني بحاجات العريس والعروس..وسأتأكد من ان
تبقيا وحدكما.
وسار مبتعدا , وتوقف قليلا فقط ليقول لباربي :" أفضل شيء فعله نك في حياته , انه جاء بك الى العائلة .. انتما حقا .. انتما حقا , تنتميان لبعضكما"
- شكرا لك يا داني.
وراقبته يدخل السرداق, ثم نظرت متسائلة الى نك ,الذي أكد لها:
- انه يوضح موقفه..ما من مشكلة بالنسبة لداني..انه سعيد لأجلنا!
تنهدت:" لقد كان ولا يزال شقيقك بالنسبة لي".
- اعرف .
بدت باربي جميلة يشكل يخطف الانفاس في ثوب العرس, وكأنها في فستان اميرة الخيال، كان الفستان ناعما وشفافا, يلتصق بحنايا جسمها, ويلمع بقطرات من الخرز الفضي، اما شعرها فكأنه حرير لماع, يتماوج على كتفيها.. لكن ماكان يلمع في عينيها كان اكثر روعة من اي شيء آخر، بالنسبة لنك.. الحب الذي تحمله له في قلبها..والثقة التي كسبها منها.
فتح لها ذراعيه، وسارت مباشره نحوه تلف ذراعيها حول عنقه وقالت:
- انت تضع الساعة التي اهديتك إياها..انا لم ألحظها قبل خطب الترحيب.
- لقد احسست أن من المناسب ان احملها اليوم.. احبك يا باربي..ولن احب سواك". تمتمت:"ولا أنا, لطالما كنت ..حب حياتي الوحيد..".
ادرك نك وهو يقبلها , انها بقيت تنتظره الى ان وضعها القدر امامه من جديد, واعطاه الفرصة ليدرك انها الوحيدة له. الوحيده فقط.. زوجته.. شريكة روحه..حب حياته.


النهاية

paattee 19-03-16 02:55 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي ( كاملة )
 
رائع تسلم الايادي مميزه مثلك ريحانه اهنيكي على الاختيار الفريدوالرائع

amany khalil 22-03-16 01:53 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي ( كاملة )
 
روعه روعه روعه بالثلاثه
ههههههههههههههه
مشكوره ريحانتى

نجلاء عبد الوهاب 23-03-16 09:54 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي ( كاملة )
 
حلوة كتير تسلم الايادى
:8_4_134::8_4_134::8_4_134::hR604426::hR604426::hR604426::8_ 4_134::8_4_134::8_4_134:

نهى العنزي 24-03-16 06:05 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي ( كاملة )
 
ابداااع رواية شيقه..😍😚

اميرة مكي 30-06-16 05:52 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي ( كاملة )
 
بدي هذة الرواية ممكن

اميرة مكي 30-06-16 05:57 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي ( كاملة )
 
عايزة الرواية

فرحــــــــــة 01-07-16 07:16 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي ( كاملة )
 
غاليتى
ريحانة
يااميرة الخيال
الذى يأثرنا ويجوب بنا فى عالم الرومانسية
باختياراتك المتميزة والرااااااااااائعة
فــ إن كانت هناك إمرأة ٌمتميزة
فـ حتما ً هي أنت ِ
لاحرمنا منك ولا من قصصك المتميزة
لك منى كل الشكر والتقدير
دمتى بكل الخير
فيض ودى

حنان محمد ابراهيم 07-07-16 06:17 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي ( كاملة )
 
الرواية غاية فى الرووووووووووووعةشكرا

سمرااء نوبية 23-02-18 01:18 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي ( كاملة )
 
تسلمى روعه

paatee 08-04-18 04:48 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي ( كاملة )
 
تسلمي ياعسل

حبيبه حبيبه 03-04-19 07:19 AM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي ( كاملة )
 
حلوه اوى اوى تسلم ايدك
اختيار ممتاز
شكرااااااااااااااااااااااااااااااا

امرأة بلا وجه 10-04-19 02:14 AM

شكرااااااااااااااااااا

















[/QUOTE]

فاطمة الترهوني 11-05-19 10:05 PM

باينان باربي هي هلي تتوجع من الحب والله لو عترفت له افضل

فاطمة الترهوني 11-05-19 10:46 PM

روعه والله الباين انه حتجي على راس باربي

فاطمة الترهوني 11-05-19 11:10 PM

يسلموا ايدك

فاطمة الترهوني 12-05-19 08:19 AM

نشكرك على هذه الرويه الحلوه

سماري كول 11-07-20 01:46 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي ( كاملة )
 
يسلموا ع الرواية

نجلاء عبد الوهاب 08-09-21 11:42 PM

رد: 259 ـ أميرة الخيال - ايما دارسي ( كاملة )
 
:075::075::rdd12zp1::rdd12zp1::075::075::rdd12zp1::rdd12zp1: :075::075::rdd12zp1::rdd12zp1::075::075::rdd12zp1::rdd12zp1: :075::075::rdd12zp1::rdd12zp1:


الساعة الآن 02:32 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية