منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي (https://www.liilas.com/vb3/t201941.html)

نها عبدالخالق العرجا 05-03-16 06:29 PM

روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلا وسهلا بجميع أعضاء منتديات ليلاس أسعدكم الخالق:liilas:

اليوم السبت الموافق 25 جمادي الأولى 1437 هجري سأقدم لكم روايتي الثانية التى أتمنى أن تنال إعجابكم بعد أن كانت أسيرة بين طيات الورق لمدة أربع سنوات وددت أن أشارككم إياها

هي أقرب رواياتي الى قلبي، أحببتها بصدق عشت معها أياما جميلة وأخرى حزينة، وددت أن أنقلها إليكم لتشاركوني ما خطَّ به قلمي



~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~



لا أحلل ولا أبيح من ينقل الروايه بدون ذكر اسمي
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا


سيكون هناك آهة ( بارتـــــ ) يومي السبت والخميس

سطر مداد القلم
حكاية حروفها تنبض بالألم
لطفلةٍ عانت من ويلات الزمن
أمها متهالكة الجسد
والأب رحل ولم يعد
وإخوتها صغارٌ فما العمل
طفلة حرمت من طفولتها لتربي اخوانها الثلاثة، وأمها مريضة وأبيها رحل ولم يرجع، عاندتها الحياة بكل شئ ولكنها اتخذت قرارا أنها ستكون لهم نعم السند

وأخر تزوج دون رضاه، لم يتحمل ذلك ولكن ماذا بإمكانه أن يفعل

وأخر كان طائش عنيد يحب فعل كل شئ، دون معارضة أحد، هل سيأتي من يغير حياته، وهناك حكايات وحكايات

كل هذا سنتحدث عنه بروايتي الثانية

&& آهات عزفت على أوتار الألم &&



&&الوتر الأول&&
&&الآهة الأولى&&
&&براءة مسلوبة&&


من بين الآلام والأحزان هل ستخرج البسمات على الشفاه، لا أظن هذا فما أقسى الزمان، هل الحزن والكآبة شعور يلازم البراءة، الرحمة والشفقة أصبحت في زمن النسيان، الظلم والخيانة هل أصبحتا قانوناً يسن في التشريعات، سواد الليل أصبح أماناً والنهار أصبح إجراماً شقت دمعتها المتمردة طريقها حتى لامست شفتيها، وللدموع طعم مر ولكنه يبقى أقل مرارة من سبب سقوطها، وضعت كفها الأيسر على عينيها، لتواري دموعا توالت خلف دمعة مسكينة، يبدو أن الدموع أفضل من معظم البشر، فالدموع ضحت بنفسها للسقوط خلف أختها لتؤازرها، سمعت صوت طرقات على باب المنزل تركت ما بيدها ونظرت الى نفسها كانت ترتدي قميصا فضفاضا يصل الى ركبتيها لونه أخضر باهت، مهترئ انه يخص والدتها من يراه يقسم أن عمره مئة سنة وبنطلون من القماش لونه أسود باهت، وحذاء ( أكرمكم الله )ممزق من الجانبين لا يصلح للسير فيه، ولكن الحاجة تتغلب على كل شئ

: مين على الباب

سألت وهي تفكر من يمكن أن يزورهم بهذا الوقت أهي جارتهم الفضولية صفية أم أنها جارتهم الثرثارة غادة قاطع تفكيرها صوت
رجولي غاضب: بدي فلوسي

هي تعرف هويته ومن يكون غيره، انه أبو محمد جارهم الذي يسكن في البيت الثالث من هذه الحارة القديمة، تكلمت برجاء وهي تتمنى أن يلبي رجائها: عمي ان شاءالله أخر الأسبوع بتكون فلوسك عندك

دعت الإله أن يحنن قلب جارهم ليلبي رجائها، لم تكمل دعوتها حتى سرت قشعريرة بجسدها النحيل عند سماع صراخ أبو محمد: لا والله بتفكريني غبي لأرضى هاتي فلوسي هسه لأشتكيكم للشرطة

سمعت صوتاً هادئ يقترب، انه إمام المسجد أبو علاء: في شئ يا أبو محمد ليه بتصارخ

الى هنا ووضعت يديها على أذنيها، فأبو محمد صرخ بعصبية: بدي فلوسي كل مرة بحكولي بكرة أو بعده، بعدين معهم لمتى بدي أصبر عليهم

ركل الباب برجله ليفرغ جامة غضبه، تمنت لو أنها تستطيع أن تدفع له أمواله، ولكن ليس معها قطعة نقود واحدة، وكالبلسم الشافي كان كلام أبو علاء بالنسبة لها: تعال معي يا أبو محمد وأنا بدفع الفلوس لالك اللى بدك اياها منهم

لم تنتظر طويلا خلف الباب، استدارت لتذهب الى حيث كانت لتكمل ما بدأت به، تأملت المنزل التي تكاد أعمدته أن تهدم يتكون من غرفتين وحمام، وجدرانه متشققة، وألواح الاسبست التى تعلو سقف المنزل، لا تحميهم من المطر الغزير بالشتاء ولا من أشعة الشمس الحارقة في الصيف، دخلت بسرعة الى الغرفة التي مقابل الباب، لا تريد لنفسها أن تتألم أكثر
سمعت صوت أنين مكتوم، اتجهت بسرعة الى الفراش الذي يسكن عليه جسد أمها المريض، الذي عانى من ويلات الحياة، وطبعت قبلة على كفة يدها، وهمست بألم: ماما هسه أنا هأروح على الصيدلية مشان أشتريلك الدواء

أتشتري الدواء ومن أين لها المال، صوبت أمها
نظرها نحوها وهمست ببكاء حتى أن كلامها كان غير واضح بالنسبة لابنتها: أسيل مين اللى كان على الباب

وبعدها أطلقت صرخة ألم، فالمرض أهلك جسدها جاء مصعب الطفل ذو الخمس سنوات وتكلم وهو يبكي: أسيل ليه ماما بتبكي

وكيف لها أن تجيبه تجاهلته، وتكلمت بصوت هادئ أصرت ألا تبكي، فالبكاء لن يفيدها بل سيزيد أوجاعها: ما في حدا كان عالباب

هي تعلم أن ابنتها تكذب، فهي سمعت صوت صراخ جارهم أبو محمد، ولكنها لم تجادلها فثقتها بابنتها تجاوزت كل الحدود، تكلمت أسيل وهي تخفض نظراتها فعيون أمها المعاتبة جعلها تشعر أن كذبها بهذه اللحظة خطيئة لا تغتفر، هي لا تريد لأمها ان تحمل هم شئ يكفيها مرضها: ماما هسه أنا رايحة على الصيدلية

أمسكت الأم كفة يد ابنتها وتكلمت بصوت متهدج: حبيبتي ما بدي دواء ولا شئ أنا بخير

سعلت الأم بشدة تكلمت أسيل بخوف وهي تقرب كأس الماء من فم والدتها وتشربها قليلا: ماما الله يهديكي لحظات وبتلاقيني عندك

التفتت الى أخاها مصعب بجدية: مصعب دير بالك على ماما مشان أشتريلك لعبة أخر الأسبوع
قفز مصعب من شدة الفرح وحضن أسيل ببراءة، همست أسيل وهي تمسح على شعره الأسود الكثيف: حبيبي يلا أنا رايحة زي ما وصيتك انتبه لماما

ارتدت عبائة أمها السوداء الفضفاضة وشالة ذات اللون الأسود، بعدها خرجت من المنزل وهي خائفة من شئ واحد، ألا يعطيها البائع الموجود بالصيدلية الدواء الآن وأن لا يقبل بتسديد ثمنه حالما توفر معها المال، ما إن تعدت عتبة الباب حتى سمعت صوت شاب ألفته انه صوت هاني ابن الجيران: حبيبي بتعرف أبو مهند تجوز وترك أولاده ومرته

فادي ابن عمه وصديقه المقرب: بجد يا حرام مساكين

هاني وهو يرفع صوته يريد من أسيل أن تسمع ما يقول: هدولا مساكين والله ما في غيرنا المساكين، أمها اللى بتعمل نفسها مريضة هادي هيّ هربت من عند أهلها مشان تتجوز واحد تبع مخدرات

جُنَّ جنون أسيل أيتكلمون عن أمها هذا الكلام، لم تستطع أن تتجاهلهم فمهما يكن هذه أمها أشارت بيدها نحو هاني بعصبية: احترم نفسك ولا بدك اياني أعمل فيك زي آخر مرة

اعتلت ابتسامة سخرية ثغر هاني وتكلم وهو يتجاهلها وكأنها لم تقل شيئا: ولا بتعرف المصيبة انو مرته كان أهلها أغنياء بس تبروا منها لأنها تحدتهم وتزوجت من دون موافقتهم

التقطت أسيل حجرا من على الأرض ورمته على هاني ومشت خطوات سريعة نحو الصيدلية، مهما حاولت ألا تهتم لكلام الآخرين لكنها لم تنجح، فكلامهم موجع الى حد الألم، لما يتحدثون عن أمها ألا يعلمون أن أمها أطهر نساء الأرض، وأنها تحدت العالم بأسره من أجلهم، كانت تمشي على استعجال، رأت أطفال دون العاشرة يعبثون بالقمامة ويقتاتون الفتات وما يرميه الناس، ظهر القرف والاستياء على ملامحها، لكن الذي صدمها وشطر روحها الى نصفين وجود إخوانها الاثنين هناك، ركضت نحوهما ولم تهتم هل هناك مارة بالشارع أم لا، أمسكت أخاها مهند بيدها اليسرى، وصعفته على خده بيدها اليمنى وصرخت بصوت مقهور: ليه أنا قصرت عليكم بشئ لتعملوا هيك، ليه ما رحتوا عالمدرسة

تود بهذه اللحظة دفن نفسها، أكانت هي المخطئة أم ماذا، هل قصرت عليهم بشئ اتجهت نحو أخاها مؤيد، نظرت الى عيونه الخائفة،كان الخوف والقلق يحيط به ويداه ترتجف، أتصفعه لتنفس عن غضبها، لا لن تصفعه فهي متأكدة أنه تبع مهند، فمؤيد هو الجندي المطيع لمهند أمسكت يده وباليد الأخرى كانت أمسكت مهند وسحبتهما خلفها تكلم مهند بعصبية: بدنا ندور على ألعاب

وسحب يده من يدها، التفتت الى الخلف غير قادرة على استيعاب ما حدث، أيقول لها أنه راضٍ على ما فعله، أبعد الشقاء والتعب يجازوها بالنكران والألم، رأت أخاها يركض الى حيث كان قبل قليل، أدارت وجهها لم تحتمل رؤيته مشت ببطء، ومؤيد ينظر الى قدمي أخته، ليرى مقدار خطواتها، فتتناغم خطواته معها، فكل تفكيره كان ما نوع العقاب الذي سيتلقاه عندما يصل البيت، وصلت الى الصيدلية والموقف الذي قبل قليل أصابها بخيبة الأمل، طلبت من البائع الدواء، نظر البائع لها باعجاب بالرغم من ملابسها الرثة الا أنها تملك جاذبية، لا يملكها أحد سواها، هذه الصيدلية خاصة بعمه لكنه يعمل عنده منذ أن تخرج من الجامعة، كان ينتظر قدوم هذه الفتاة بفارغ الصبر فهو اشتاق لرؤيتها سألها بهدوء: ما بدك تدفعي الفلوس

وكيف لتلك أن تجيبه من أين لها المال، وبهمس وحياء وبعينان دامعة ترجوه: هأدفع الفلوس أخر الأسبوع ان شاءالله، ماما مريضة ومحتاجة للدواء

جاء العم صالح المسؤول عن الصيدلية وبيده عدة أدوية، هرع خالد ابن أخيه وأخذ الأدوية منه، نظر العم صالح لأسيل وهو يعقد حاجبيه وتكلم بهدوء: بدك الدواء لأمك

هزت أسيل رأسها بالموافقة وهرعت بقول: ماما مريضة وساءت حالتها مشان الدواء خلص قبل أسبوع، لو سمحت أعطيني الدواء وبوعدك أخر الأسبوع بعطيك حقه

تنهد العم صالح هو يعلم أن أمها مريضة وتحتاج للدواء، ولكن الدواء ثمنه غالٍ جدا ولا يستطيع كل مرة أن يعطيها الدواء مجانا سألها وهو يخفي تأثره من كلامها: يعني ما معك ولا فلس

نظر خالد الى عمه باستغراب لأول مرة يسألها ان كان معها نقود أم لا، فدائما يعطيها الدواء دون قول شئ، ولكن يبدو أن عمه ملَّ من هذه الفتاة
أخفضت رأسها أسيل بألم، فالفقر جعلها كمتسولة تطلب العطف من الناس، شعرت بالذل، استدارت لتخرج من الصيدلية لكن الصغير الذي لم يتجاوز السادسة بعد، سحب يده من يدها، وأشار بإصبعه الى العم صالح بعصبية: انت ليه ما تعطينا الدواء بنحكيلك ماما مريضة

وبعدها وضع كفيه على عينيه وأكمل ببكاء: عمو أعطينا الدواء، أنا ما بدي ماما تموت أنا بحبها

اتسعت عيون أسيل من الصدمة، لم تتوقع من أخاها مؤيد أن يفعل هذا، أمسكت يده وهمت بالخروج الا أن صوت العم صالح أوقفها: يا بنتي تعالي خدي الدواء

ترددت أسيل بالذهاب، فكرامتها لا تسمح لها بالذهاب، ولكن أمها المريضة التي تتألم تحتاج للدواء وبشدة، داست على كرامتها واستدارت لتذهب لأخذ الدواء، الا أن مؤيد سحب يده من يدها للمرة الثانية وأخذ الدواء من العم صالح ودموع الفرحة في عينيه، بعدها أمسك يد أخته، مشت أسيل بسرعة، دبَّ الخوف بقلبها عندما تراءى أمامها صورة والدتها قبل قليل وهي تسعل بشدة، تكلم الصغير وهو يلهث بتعب: أسيل امشي شوي شوي تعبت

هي لحظات قليلة وكانت بالمنزل، تنهدت بحزن عندما وجدت أمها نائمة وعلامات الارهاق على ملامحها

همست لأخويها: مصعب مؤيد يلا نروح على غرفتكم، مشان ماما ترتاح

ذهبت أسيل الى الغرفة الأخرى برفقة أخويها، تأملت الغرفة والبسمة تزين ثغرها، غرفة رغم صغرها مقسمة إلى ثلاثة أقسام، قسم للألعاب فيه ألعاب قديمة مكسرة، وقسم للنوم يوجد فيه ثلاث أسرة صفيرة صنعتها أسيل بنفسها وضعت خشبة مستطيلة الشكل على ثلاثة حجارة شكلت منها سريرا، والقسم الثالث مطبخ، بالرغم من بساطة هذه الغرفة الا أنها تشكل كنزا لهذه العائلة الفقيرة

مصعب بإلحاح وهو يمسك يد أسيل: أسيل علميني انتى حكيتي اليوم هنآخد

ووضع يده على فمه بتفكير، سألته أسيل بابتسامة اصطنعتها وهي تمنع نفسها من التفكير بشئ بعد أن خلعت العباية والشالة ووضعتهما بجانبها بعد أن طوتهما بحرص: حبيبي يلا تذكر شو أنا حكيت

قفز بسعادة بريئة: هنآخد كيف نتعلم جمع الأعداد
ابتسمت أسيل لرؤية سعادة أخيها، كل شئ بنظر اخوانها شئ يستحق أن نحتفل من أجله حتى لو كانت دمية: شطور

مؤيد ببراءة: أسيل أنا آسف ما كان قصدي
أروح مع مهند بس محمود ابن جيرانا حكى هتلاقوا هناك ألعاب كتير

تجاهلت أسيل كلامه، وأشاحت وجهها عنه لتبين له أن فعله خاطئ همس الصغير وهو يمسح دموعه التي تناثرت على وجنتيه: أسيل ليه انتي ما بتحبيني والله أنا بحبك شوفي جبت لالك هدية

وجاء أمامها وهو يمد كفه التى تحوي على شيء ذهبي لامع، تمالكت أسيل أعصابها وأخذت الشئ اللامع والاستنكار جلياً على ملامحها رأته عبارة عن قلادة ذهبية سألت أخاها وفكرة مخيفة سيطرت على عقلها: من وين لالك هالقلادة

تحمس مؤيد لاخبارها بكل شيء: أسيل أنا اليوم
لما كانوا الأولاد بدوروا بالزبالة ( أعزكم الله ) لقيت هادي القلادة ما حكيت لحدا حتى لمهند ما حكيت، وجبتها لالك

ظهرت ملامح القرف والاستياء، ورمت القلادة بسرعة على الأرض وتعالى صراخها على مؤيد:
انت كيف بتاخد شئ زي هيك من الزبالة ( أعزكم الله )

بعدها هدَّأت من نفسها، كان يجب عليها ألا تصرخ عليه، فهو ما زال صغيرا، سخرت من نفسها صغير لقد كانت أكبر منه بسنة عندما تحملت مسؤولية أسرة كاملة

أسيل بهدوء وهي تضم مؤيد الى صدرها الذي كان يبكي: حبيبي بدي أحكيلكم قصة

صحيح أن كلامها لا يصدقه عاقل، أبعد صراخها تخبرهم بهدوء أنها تود سرد حكاية على مسامعهم، بالرغم من كل ذلك تكلم مصعب بحماس: يلا بسرعة احكيلنا

ووضع رأسه على فخذ أخته أسيل، وأمسك يدها ووضعها على شعره

أسيل وهي تمسح على شعر مصعب: في ولد صغير اسمه عبدالله

مصعب بحماس: قديش عمره

أسيل بابتسامة: أكبر منك بسنة هو كان مو شاطر لأنه ما بسمع كلام الماما وأخته الكبيرة

مصعب ومؤيد بنفس الوقت: لا احنا بنسمع كلام الماما

بعدها همس مؤيد خافضا رأسه: وهأسمع كمان كلامك أنا أسف لأني ما سمعت كلامك اليوم

أكملت أسيل وهي تهز رأسها: شطور انت بس ما تعيدها، المهم بعدها يا شطار عبدالله راح عالشارع فصاحبه حكاله يلا نروح ندور بالزبالة ( أعزكم الله )المهم راح عبدالله ولقى شيء أسود غريب على شكل كورة، ومسكه مع انو ماما حكتلو ما تلعب بالزبالة ولا بأي شيء غريب لكنه هو عنيد وما سمع كلام ماما، وبعدها انفجر هالشيء الغريب وصار عبدالله مشلول

اتسعت عينيَّ الصغيرين من الصدمة، همس مؤيد بصدمة: ليه انشل

مصعب وهو يبكي ببراءة: يا حرام

مسحت أسيل بيديها دموع مصعب، وبقيت تحدثهم عن أهمية عدم العبث بالقمامة، وتمنت لو أن أخاها مهند هنا ليسمع كل هذا، ونسيت أن توبخ أخيها مؤيد على عدم ذهابه للمدرسة

نها عبدالخالق العرجا 05-03-16 06:33 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
.....يتبع......
:55::55:

نها عبدالخالق العرجا 05-03-16 06:34 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
في احدى الجامعات الفلسطينية الساعة العاشرة صباحا

تعالت ضحكاته الساخرة التفت الى صديقه ساهر: لا يالحبيب بحكيلك بدي شيء أكشن يغير حياتي كلها

ساهر ممازحاً: أحسن شيء انك تتجوز يا ماهر

ضرب ماهر صديقه البراء على كتفه وهتف ساخراً: بتفكرني زي البراء، بحكيلك بدي شيء أكشن مو رومنسي

رمقه البراء بغيظ وأبعد يده عن كتفه: لو سمحتوا ممكن ولا صوت مشان بدي أدرس، عندنا امتحان بعد نص ساعة ذاكروا بلا كلام فاضي

ماهر بسخرية: لا شكلو الحبيبة زعلتك

البراء وهو يرص على أسنانه بغضب: ماهر

طاهر بهدوء وهو يقلب صفحات الكتاب: ماهر خلاص خلينا نذاكر

شبك َّماهر كفيه ووضعها خلف رأسه واستند الى الحائط ونظر الى أصدقائه بطرف عينه الذين يجلسون بجانبه، البراء يجلس على يمينه ويتصفح تلخيصا للامتحان الذي بعد قليل، وطاهر يجلس بجانب البراء يتصفح كتابا ويقلب ورقاته، ويجلس على يساره ساهر وبيده جواله يلعب عليه، أما هو كان يفكر بشيء مثير يود فعله، الا أنه قاطع أفكاره فتاة تمشي بتبختر تأملها من رأسها الى أخمص قدميها كانت ترتدي بنطلون جينز أسود ضيق يكشف أكثر مما يستر، وبلوزة سوداء تكاد أن تتمزق تكشف تفاصيل جسدها عليها كرستالات باللون الفضي أعلى الصدر على أطراف اليدين، وشالة باللون الأسود، واسكربينا ( أعزكم الله )لونها رمادي
علت ابتسامة سخرية ثغره كاد أن يتكلم، سبقه صديقه ساهر: ماهر أكلت البنت بعيونك استغفر الله

طاهر باستياء: ماهر ادرس بلاش ترسب بتفكر كل مرة بتقدر تغش انت بتدرس طب مو شئ هبل

نظر إليه ماهر بطرف عينه: لا بجد أول مرة أعرف اني بدرس طب، ليه ما حكيتلي من قبل مشان أدرس

علا رنين جوال البراء، عقد حواجبه وأجاب بهدوء: السلام عليكم

: أنا بالجامعة عندي امتحان بعد شوي

: لا ما بعرف

: اوك ان شاء الله

: يلا مع السلامة

تلفت البراء حوله رأى أصدقائه ينظرون له بابتسامة خبيثة، أشاح وجهه وهمس: ماما

مد ماهر بوزه وتكلم بسخرية: ولك متى بدك تكبر احكي أمّي مو ماما

نهض البراء بغضب فهو في هذه الفترة متضايق وبشدة ولم يجب أحدا منهم، شعر بأحد يربت على كتفه لم يلتفت ليرى من ربت على كتفه، فهو متأكد أنَّه طاهر نعم لم يخب ظنه سأله طاهر بحزن: البراء لا تخلي حياتك توقف مشان شئ

البراء خافضا رأسه بضيق: طاهر هادا مو يوم ولا يومين، هادي حياة كاملة

طاهر مواسيا: البراء لا تكون سلبي

البراء بانزعاج: سلبي من متى أنا سلبي، طاهر هي هيك حياتي ما فيها شيء حلو

طاهر معاتباً: البراء لا تعترض في كتير بتمنوا حياتك، والله أمك بتحبك وأبوك كمان، بس هم خايفين على مصلحتك

كاد البراء أن يجيبه الا أن طاهر أكمل: يلا نروح هسه هيبدأ الامتحان

نها عبدالخالق العرجا 05-03-16 06:35 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
......يتبع......
:peace::peace:

نها عبدالخالق العرجا 05-03-16 06:38 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي نفس الجامعة

كانت تجلس مع صديقتها مرام شاردة الذهن، لا تعلم لما وبخها اليوم هل فعلت شيئا ما، اكتشفت خلال الأيام القليلة التى عاشتها معه أنه لا يطيق رؤيتها، هي ليست قبيحة لينفر منها ولا جميلة جدا لتسحر عقله، ولكن جمالها متوسط تعترف أنه أجمل منها ولكن ليس من حقه أن يعاملها هكذا

مرام بخبث: اعترفي بتفكري مين ;):5:

تنهدت بعدها التفتت الى مرام وهمست: عندو بدأ الامتحان يلا نروح

مرام بسرعة: لا يا ربي ما خلصت دراسة، ريما فهميني هالصفحة يا ربي مو فاهم فيها شيء

ريما باستياء: ليه ما حكتيلي من ئبل هسه الامتحان هيبدأ

مرام وهي تقلب ورقات الكتاب بسرعة: خايفة والله ريما ديري بالك ساعديني اوك

هزت ريما رأسها بمعنى لا وهمست: انتى عارفاني

وقامت بهدوء وهي تحمل كتبها هزت مرام رأسها بيأس وهمست: ما هتتغير هالبنت


*
*
*


في الحارة القديمة الواقعة بحي النصر بمدينة غزة، في منزل أبو مهند الساعة الثانية ظهرا


أسيل وهي تجلي الأطباق وتنشد احدى الأناشيد الوطنية التى تحبها فهي تملك صوت جميل

مكتوب عجبينك بطل
يا ساكن الزنازين
مهما جرى ومهما حصل
كلو فدا فلسطين


قاطعها أخاها مصعب الذي جاء وهو يلهث: أسيل ماما بتعيط

تركت أسيل كل ما بيدها وركضت الى الغرفة الأخرى، وجدت أمها مستلقية على الفراش وتأن بصوت منخفض، ذهبت نحوها بسرعة وجلست مقابلها وتكلمت بصوت قلق وعيون دامعة: ماما شو بيوجعك

همست الأم: حبيبتي أنا بخير مجرد ألم خفيف

كتمت الأم آهاتها المتألمة، فهي لا تريد أن تتعب ابنتها أكثر مما ينبغي، فأسيل ما زالت صغيرة
ومن حقها أن تلعب مثل باقي الأطفال، ولكن القدر شاء غير ذلك

نظرت أسيل الى أمها بخوف، هي تعلم أن أمها تخفي ما بها حتى لا تؤلمها، شعرت بأمها تمسك كفها، تلقائيا ذهبت نظراتها الى كفها الذي يحتضنه يد أمها، شعرت بالدفء سالت دمعة ألم على خدها لتلامس شفتيها فتتذوقها بلسانها لتشعر بمرارتها وتذكرها بمرارة الحياة التي تعانيها

نظرت الأم الى دمعة ابنتها ودت لو تحضنها الى صدرها، تشعر أنها السبب بكل ما حصل لهم، همست وهي تضغط بخفة على كف ابنتها واصطنعت ابتسامة مزيفة: حبيبتي أنا بخير بامكانك تروحي تكملي شغلك

التفتت أسيل الى مصعب الذي راقب الموقف بصمت: مصعب حبيبي ضلك هون، بتخبرني لو صار شئ

خرجت من الغرفة وهي تتألم، الى متى سيستمر هذا الحال، دعت ربها بقلب متضرع أن يفرج عليهم، رأت مهند يجلس على سريره وابتسامة فرح تزين ثغره، ابتسمت بوجع لابتسامته هو أكبر اخوانها لكنه لم يتجاوز السابعة بعد، يا ليت لها أخا كبيرا ليحمل عنها متاعب الحياة ولكن ليس كل ما نطلبه نجده وبلمح البصر رات مهند أمامها أمسك يدها وتكلم بحماس: أسيل بتعرفي

أشاحت وجهها عنه لن تكلمه بعد موقف اليوم إلا اذا اعترف بخطأه، لكنه جاء أمامها وكشف عما بيده تعالت شهقاتها وهتفت بصدمة: ..........::waves:
:waves:


انتهت الآهة
ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق
دمتم بود

نها عبدالخالق العرجا 05-03-16 06:40 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
لاااااااااا تحرموناااااااااا من تفاعلكم وانتقاداتكم واذا وجدت تفاعل سأنزل غدا الآهة الثانية:dancingmonkeyff8::8_4_134::8_4_134:

همس الريح 05-03-16 07:03 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
حيا الله نها
و ان شاء الله نحتفل معش بختام الروايه

شدتني الروايه ..سرد متقن و احداث متلاحقه ..و انتقال بين المشاهد ..ربي يبارك فيش

البارت الاول ..او الاهه الاولي .عرفتنا علي بعض الشخصيات ..و يمكن خطوط حياتهم تتقاطع .

نقلتينا الي فلسطين الحبيبه ..لكن ما حددتين وين بالضبط ؟؟
في انتظارش يا قمر

bluemay 06-03-16 08:06 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هلا وغلااا فيك بينا وبتمنى لك التوفيق وتكمليها على خير إن شاء الله

البداية كتير حلوة واجوائها رائعة ، قدرتي تصوريلنا الأجواء العامة بصورة خلتنا نتعايش مع ابطالها ..

ما اتوضحت ملامح اﻷبطال كتير ولكن اخدنا فكرة عامة عن بعضهم ..

بإنتظار ما ستسفر عنه الفصول القادمة ..


بتمنى انك تصبري ع قلة المتابعة في البداية ، وانك تواصلي للنهاية حتى يلمسوا القراء جديتك ويتفاعلوا معك

بسبب قلة التزام الكاتبات او البعض الغالب منهم ، خلى كتير يتخوفوا من متابعة الروايات غير المكتملة.

خليك واثقة من نفسك ومن جودة قلمك و واصلي ورح تكسبي جمهور ومتابعة تعجبك إن شاء الله.


تقبلي مروري وخالص ودي

اختك : MaYa


★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


نها عبدالخالق العرجا 06-03-16 08:46 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
أشكر أخواتي في الله الذين تفاعلن معي همس الريح وأختى bluemay:liilas::liilas:

~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~


&&الوتر الأول&&
&&الآهة الثانية&&
&&هل سيدوم الألم&&

أشاحت وجهها عنه لن تكلمه بعد موقف اليوم إلا اذا اعترف بخطأه، لكنه جاء أمامها وكشف عما بيده تعالت شهقاتها وهتفت بصدمة: من وين لالك هالفلوس

مهند بحماس: صح كتير هدولا الفلوس

أخذت أسيل منه الأموال وتكلمت بحدة: مهند من وين لالك هالفلوس

مهند وهو يمد بوزه: ما بعرف من وين

وأكمل بحماس: هأشتري فيهم ألعاب كتير وعجلة كمان أروح فيها عالمدرسة خبيهم معك وما تخلي حدا يشوفهم، هيييييه

ًطُرق باب المنزل بطرقات عنيفة، ارتدت عبائتها وشالتها بسرعة ووضعت الأموال التى جلبها مهند بجيب بنطالها، والارتباك قد أخذ منها مأخذا، فصراخ مهند قد ملأ المنزل خرجت من الغرفة، وجدت جارتهم أم هاني وبجانبها ابنها هاني يقفون عند الباب، اتجهت نحوهم بسرعة أم هاني وهي تردح: يا حرامية وين الفلوس

أسيل باستنكار، لم تستوعب ما قالته أم هاني: خير يا خالتي شو فيه

أم هاني وهي تشير لأسيل بعصبية: ومن وين بدو يجي الخير وانتو بهالحارة، هاتوا الفلوس لأبلغ الشرطة يا حرامية

أسيل بنرفزة: خالة عن ايش بتتكلمي

أم هاني أشارت بقهر لمهند: أخوك الحرامي سرق فلوسي

تلقائيا التفتت لمهند وهي غير مستوعبة أن أحد اخوانها سيسرق شيئا، همس هاني لأمه: يمه
سيبك منهم مين حكالك هو اللى سرقه

أم هاني بردح: أحكيلك مين اللى حكالي عيوني، عيوني اللى شافته كنت حاطة محفظتي جنبي وقاعدة على عتبة بيتنا، فجأة هو اجا وسرق المحفظة، وأنا ما تمالكت نفسي من الصدمة بعدين رحت ناديتك مشان تجي معي وتربيه

مهند بعصبية: كذابة أنا ما سرقت شيء حتى فتشيني

هاني وهو يرص على أسنانه: مهند احترم أمِّي وما ترفع صوتك على صوتها

أم هاني وهي تبكي: أنا محتاجة الفلوس، يا بنتي احكي لأخوكي يجيبهم

نظر هاني الى أسيل التى أمسكت يد أمه ودخلت معها الى داخل المنزل، وأيضا اختفى مهند من أمامه، تنهد بصوت مسموع يشعر بالأسف على أسيل طفلة صغيرة في مثل عمرها تتحمل رعاية أسرة كاملة، لكنه مقهور من تصرفاتها، ترفض مساعداته لها، صحيح أنه ببعض الأحيان ينرفزها بكلامه، لكن كل هذا لأنه مقهور عليها

وبداخل المنزل في غرفة الصغار أسيل خافضة رأسها للأسفل: خالتو أنا بتأسف منك

أم هاني بملامح جامدة وهي تقلب الأموال بيدها التي أعطتها اياها أسيل وتعدها: ما تتأسفي بس تاني مرة ما تخليه يعيدها

وبعدها هتفت بصدمة: الفلوس ناقصة

وقفت بعصبية: هاتولي باقي الفلوس، أسيل انتى أخدتي منهم

وأكملت بصوت متهدج: أنا يا بنتي محتاجهم، صحيح وين المحفظة كمان

أسيل وهي تشعر أنها بأي وقت ستبكي: خالة والله بس هادي الفلوس اللى أعطاني اياها أخوي

مهند بشراسة الذي جاء الآن وهو يضرب أسيل برجله: يا زفته ليه بتعطيها الفلوس، هدولا الفلوس أنا اللى لقيتهم، هي بتكذب عليك ليه انتي سدقتيها

صفعت أسيل مهند على خده لقد نفذ صبرها، الى الآن لم تستوعب أن مهند يسرق وفوق ذلك يكذب: مهند هات الفلوس والمحفظة بسرعة، وأعطيها لصاحبتها

تمرد الصغير وأبى أن يفعل ما أمرته أخته، فهو يعتقد أن المال من حقه، فهو وجد المحفظة ملقاة على الأرض: بديش الفلوس لالي

وأشار لأم هاني بكره: وانتي هاتي باقي الفلوس

انجنت أسيل من تصرفاته وهمست بأذنه بشيء ما، ظهرت ملامح الخوف على ملامح الصغير وتكلم بعد ثوان خافضا رأسه: الفلوس مو معي، أعطيتهم لواحد شاف معي الفلوس ما بعرف اسمه، والمحفظة رميتها بالزبالة

كاد أن يغمى على أسيل، كيف سترفع رأسها بعد اليوم، تعبت عليهم وربّتهم وبعد كل هذا يفتعلون المشاكل، صرخت أم هاني وهي تولول: يا ربي هسه شو بدي أعمل، انتى بتعرف انو الفلوس اللى ضيعتهم بيكفوكوا سنة لك 500 شيكل تعطيهم لاله، انت مجنون

أسيل بعدما تنهدت: خالة ان شاءالله بعطيكي الفلوس لما يكون معنا فلوس

خرج مهند من الغرفة وهو يركض، أشاحت أم هاني رأسها: أسيل كلنا بنعرف ما في معكو فلوس لا نضحك على بعض

التفتت أسيل الى أم هاني وهمست: خالة ببيع معك بالسوق عالبسطة

أم هاني بصدمة وهي تستدير ببطء نحو أسيل: انتي هبلة ودراستك وكمان اخوانك مين بدو يعتني فيهم

أسيل بألم: عادي يا خالة لما أرجع من المدرسة
بساعدك، واخواني ماما عندهم وهم كبار مو صغار لأخاف عليهم

نها عبدالخالق العرجا 06-03-16 08:47 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
.....يتبع.....

نها عبدالخالق العرجا 06-03-16 08:50 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة كانت هناك فيلا أبو البراء

: البراء كان حكيتلي اني ما أنتظرك يعني انتظرك نص ساعة وبالأخر ما جيت

البراء بنرفزة لم يطيق توبيخها له، بالرغم من أنه تعمدَّ ألا يصطحبها معه عند رجوعهما من الجامعة: اووووه شو يعني صار، نسيت بحكيلك

انحبست الدموع في مقلتيها وبهدوء غريب: اوك بس يا ريت تاني مرة تكون قد المسؤولية

لم يرد عليها، بل تجاهلها وهل هناك ما يقدر على فعله، فكما يقولون الكلمات تأبى الخروج عند الشعور بالخطأ، رأى لون عيونه الزرقاء منعكسا على قلادتها الذهبية المعلقة بعنقها، أشاح وجهه فأخذ يتأمل ما حوله، للثراء أثر واضح على كل شيء يحيط به، شعر بالضيق فخرج من الغرفة التي تشاركه بها زوجته المسماة بريما، فكعصفور في قفص ذهبي اللون يعيش، الراحة كنز لا تشعر بأهميته إلا عندما تفتقده، قاطع سرحانه ضربة قوية على كتفه تأوه بألم فالضربة كانت مفاجأة، هي ثوان وتعالت ضحكات الفاعل، وبعصبية أتقنها بالفترة الأخيرة أو بالأصح منذ زواجه من ريما، يقولون دوما أن الفتاة هي التي تجبر على الزواج، ونسوا أن الشاب أيضاً ينطبق عليه هذا، وبعد الضحكات التي صدرت من الفاعل، أطلق سيل من الكلمات الساخرة على مسمع البراء: مالك زعلان اللى بشوفك بقول مقتول الو حدا، مو كأنه قبل أيام كان عرسك

البراء بانزعاج بدا على ملامحه: يوسف لو سمحت ما تتدخل بخصوصياتي

يوسف نظر الى البراء باستنكار، أكل هذا الانزعاج فقط، لأنه تزوج ألا يعلم أنه بنعمة يحسده الكثيرون عليها: ههههه لا مو قادر أسدق زعلان بس مشانك تجوزت يخي ما بدك اياها طلقها

وكنغمة جميلة صدرت أحرفا رقيقة من ثغر فتاة أمسكت يد يوسف للتو: يوسف تعال أحكيلك شئ

غمز لها يوسف ونظرات الحب تشع من عيونه الرمادية: تؤمري يا عمري

همس بعدها لأخيه: تعلم يا بعد عيني العمر بمشي

رمقه البراء بغضب وتوجه نحو الأريكة التي بلون الشوكلاته، وتمدد عليها وهو يشعر بالصداع، أبى يوسف أن يترك البراء على هذه الحال، هتف بمرح: البراء اسمع اليوم وأنا راجع من الجامعة شفت بنت ماشية بالشارع بعدين

قاطعه نظرات حادة، أنسي أن التي تمسك بيده هي الوحيدة التي يحق له أن يتكلم عنها أكمل وكأن شيئا لم يحصل: بعدين راح صاحبي حكالها مشان شافها بتشرب بيبسي يا ريت أنا البيبسي اللى بايدك لكن شوف الملعونة شو جاوبته أخريتك عالزبالة

ترنمت تلك بضحكات هامسة ذاب لها قلب يوسف، فهمس بأعذب الكلمات: ولو كان للحب لحن لأقسمت أن لحنه ضحكتك

انزعج البراء منهما هو يعلم أن يوسف يعشق زوجته، مع أنه انجبر على الزواج مثله لكنه تناغم مع زوجته بلحظات قياسية، سخر من نفسه وأفكاره فزوجته وزوجة أخيه، لم يكنَّ إلا بنات عمه يبدو أن يوسف وزوجته كانت بينهما قصة حب خفية اختطلت بأصوات خفافيش الليل، لم يكمل أفكاره الغبية، إلا وعلت ضحكاته المفاجأة
توجه اليه زوجين من العيون المستنكرة، تكلم يوسف وهو يرفع حاجبه الأيسر: مالك انهبلت

البراء وهو يكتم ضحكته بصعوبة: لا لسا بدري يمكن انهبل كمان شهر

وتناهى الى سمعه صوت من يعشقها، ولأجلها يضحي بكل شيء يملكه: سلامتك من الهبل يا حبيبي

ومع كلماتها أُبدلت ضحكته بابتسامة واسعة التفت اليها كانت ترتدي جلابية ذهبية اللون بكرستالات فضية تعانق صدرها و خصلات شعرها الكستنائي تداعب وجهها، رأى أخاه يوسف يقبل جبينها وكفها، ذهب اليها وخطواته البطيئة تناغمت مع حركة يديه الى تتحرك للأمام تارة وللخلف تارة أخرى

حضنته لصدرها وطوقت عنقه بيديها، لم تره منذ البارحة هو أكبر فلذات كبدها، لكنه المقرب لديها، همست وأنفاسها تتمازج مع أنفاسه: سامحني ما كنت متوقعة انك رافض لهدرجة

أتطلب منه السماح لا لن يقبل هو بهذا، يعلم أنها ليس بيدها شيء، فأبوه الذي يقرر وينفذ: ماما انتي اللي سامحيني

ثوان وابتعد البراء عندما سمع صوت والده: البراء
كيف امتحانك اللي قدمته اليوم

لولا أن الله وصاه ببره لتجاهله، ماذا يضره لو لم يتزوج ريما، أيهمه أخيه أكثر من ابنه: الحمد الله

جلس أبو البراء على الأريكة ونظر الى زوجته هو يعلم أنها عاتبة عليه لأنه زوج البراء دون رضاه، ولكنه متأكد أن ريما ستسعد البراء أكثر من أي فتاة أخرى، سواء تزوج البراء وهو يدرس أو عندما يتخرج فلن يضره شيء فهو واثق من البراء واجتهاده، بعدها صوب نظراته الى ابنه يوسف الذي يقف وبجانبه زوجته، لم يفهم مغزى الكلام الذي أطرب مسمعه: أحمد بدي أروح على بيت أهلي

وكرد تلقائي اعتاد على قوله: روحي بس ما تتأخري

قفز الذي أتى الآن بسعادة: هيييييه وأنا يا ماما بدي أروح معك

التفت أحمد الى عماد بانزعاج: انت وجهاد ضلكو بالبيت ادرسوا اوك

وكعادته تأفف الصغير منزعجا: بابا بدي أروح مع ماما ليه يعني حسام يروح وأنا لأ

التفت أحمد الى زوجته، وفعل مثله الجميع فما قالته جذب انتباههم سألها أحمد بحزن:متى سار هالكلام يا أم البراء

مسحت أم البراء دمعة انسابت على وجنتها: امبارح بالليل هسه اتصلت عليَّا أختي أية وخبرتني
:waves:

نها عبدالخالق العرجا 06-03-16 08:51 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
.....يتبع.....
:waves::waves::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:

نها عبدالخالق العرجا 06-03-16 08:53 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي أحد المستشفيات الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة


نظر الى ما حوله بوهن، سنواته تعدت الثمانين وما بقي بالعمر الا القليل، شعر بيد تحتضن يده ومن غيرها متأكد أنها زوجته سعاد، انها تذكره بتلك، لها نفس الملامح العيون والبشرة البيضاء والشفتين التي بلون الكرز وحتى الشامة التي في خدها الأيمن نفسها، ًعشر سنوات افتقدها، لم يتوقعها أن تفعل ما فعلت، فهي المدللة التي تطيعه في كل شيء، ولكنه لم يعلم أن الأم من أجل أولادها تضحي بأي شيء ولو كان روحها، قبلة على الجبين أيقظته من أفكاره العقيمة: الحمدالله على السلامة يا جدي شكلك بتدلع مشان تشوف غلاتك عند جدتي

تأوه بألم وهو يمسك كتفه: جدة حرام عليك ليه بتضربيني انتى عارفة اني حساس

ابتسمت الجدة على كلمات حفيدها، انه أقرب أحفادها الى قلبها، كلماته تشرح صدرها وتنسيها أحزانها، لوَّح حفيدها بكفيه أمام عينيها: جدة اعترفي سرحانة بمين، انتي عارفة جدي مخرفن ولا يمكن يفهم كلامنا

لم يكمل كلماته حتى صرخت الجدة: يا قليل الحيا في واحد بحكي عن جده هيك سدق اللي حكى عنك ما بتستحي

مثل الزعل والتفت الى جده: جدو سامع زوجتك شو بتحكي

تجاهله فهو انسان أرهقه الاشتياق لوردة أيامه، أقسم ألا يسامحها ولكن هل إن رآها ثانية سيسامحها

تنهدت الجدة بضيق عندما رأت ملامح زوجها المنزعجة، هي متأكدة أنه يتذكر من كانت بسمتها تنسيه همه، وصوتها يأسره: ان شاء الله تحسنت صحتك

أبى ذاك أن يمتزج الحزن مع كل شيء حوله، ضحك عندما تذكر البراء: جدي وجدتي اسمعوني لازم نجهز نفسنا ونعمل مقلب بالبراء

ابتسم الجد والتعب بادٍ عليه: الله يهديك يا ماهر انت بتتعبش من المقالب وكله ولا بالبراء ما برضى عليه

صوب ماهر نظراته نحو عيونه اللوزية وغمز له: ليكون بتحب البراء أكتر مني

ولابتسامة الجد ازدانت ابتسامة ثغر سعاد، فلطالما تمنت أن تبصر ابتسامته التى سرقتها الحياة منه: والله يا ماهر الك معزة خاصة عندنا
الا صحيح احكيلي كيف امتحانك اليوم

جلس على طرف السرير وتكلم بحماس: اوووه امتحان ولا أحلى الصراحة انتو عارفيني الدراسة
مو من اهتماماتي، قعدت بين أصحابي التلاتة ونقلت كل الامتحان بس في سؤال لقيت كل واحد حالل شكل رحت نقلته من البراء، لأني عارفه دحيح دراسة

الجدة مسحت على وجهها بقلة الحيلة: انت ما بتستحي شب طول وعرض وبتغش من صحابك يا جدة

قاطعها ذاك وهو يتأفف: اوووووه يا جدة مرة وحدة غشيت، كلها نقلت كم سؤال وانتي الله يهديكي عارفة انو انا بزنس ما عندي وقت لأدرس

يعلم الجد أن ماهر لم يدرس بسببه ولكنه رفض أن يقول هذا: اذا عندك بكرة امتحان روح عالبيت وادرس

ماهر وهو ينظر بدهشة مصطنعة لليمين تارة ولليسار تارة: اووووه جدي انت بتكلم حدا هون

ومد كفه لجدته ضاحكا: اضربي كفك يا جدة شكلو جدي بدو يعلمك جامعة

وشهق باستنكار: لا تكوني يا جدة بتدرسي من ورانا

ضحكت العيون قبل الشفاه، فكلامه بلسمٌ يشفي الصدور فالجد نسي كل ما كان يفكر به: لا يا حلو أنا بحكي عنك

طرق باب الغرفة، توجه ماهر نحو الباب ليفتحه
رأى أمه وأبيه وأخاه جهاد وزوجته وأخته أية وأخويه لؤي وعلاء أشار بكفة يده: لو سمحتم ممنوع الدخول بس أمي وأبوي يدخلوا والباقي انصراف

أمسك لؤي يده ونظر له باستصغار: بتفكر نفسك ظريف

ودخلوا جميعا وسلموا على الجد والجدة، نظرت الجدة الى ابنتها أم جهاد التى تقف بجانبها وهمست لها: وين بنتك نهى

أم جهاد بنفس الهمس: اتصلنا عليها وحكت هيها بالطريق

تأمل الجد زوج ابنته أبو جهاد والابتسامة تزين ثغره، من يراه يقسم أنه ابنه صحيح أن الله حرمه من الأبناء لكن أبدله بأبو جهاد: غلبت نفسك يا بني

بادله أبو جهاد الابتسامة: تعبك راحة يا عم، كيف صحتك هسه

أية جلست بجانب جدها وطوقت عنقه بمحبة: جدي بنشيلك على رؤوسنا واحنا مبسوطين

اغرورقت عيناه بالدموع: الله يحفظك يا حبيبتي

صفر ماهر بمرح وهو ينظر لجدته بخبث: اووووه جدتي غارت، كيف حبيبها يتغزل ببنت وهي قاعدة

تأفف بانزعاج ووضع يده على رأسه بألم: يمه حرام عليك والله بيوجع

أم جهاد بتأنيب: احترم جدتك وجدك

قاطعهم طرق الباب ثانية زفر ماهر وهو ينظر الى الجميع: فوق كل اللي هان كمان جاي زوار لا والله هسه أنا هأقعد بحضن واحد فيكو

جهاد نظر الى زوجته ممازحا: لا ما بينفع انت دب

ماهر رفع حاجبيه بخبث: اوووووه بتفكرني مو فاهم لك أنا خبرة، بدك زوجتك تجي بحضنك

وهرب ليفتح الباب وزوجة جهاد تود خنق ماهر لأنه أحرجها أمام الجميع، ماهر وهو يقف أمام الباب مانعا أخته نهى وأولادها من الدخول، دفته نهى بضيق وكانت تحمل علبة شوكلاته وبوكيه من الورد الجوري، فهي خائفة على صحة جدها: ماهر بلا غلاسة بدنا نفوت

أزاح لهم ماهر الطريق بهدوء غريب وأمسك يد البراء وخرج من الغرفة، لم ينتبه لهما أحد توزعت نظرات نهى على الجالسين ووضعت علبة الشوكلاته على الطاولة وبجانبها بوكيه الورد الجوري واتجهت نحو جدها وقبلته على جبينه ويده: الحمدالله على سلامتك يا جدي ما تشوف شر

سحبها الجد من يدها وأجلسها جانبه ونظر الى عينيها العسليتين، فهو يعشقها فهي تذكره بالتي رحلت ولم تعد: الله يسلمك يا بنتي وين جوزك

لم يكمل كلماته حتى رأى طيفا بجانبه، التفت فرأى أحمد زوج نهى، قبل أحمد جبينه: الحمدالله على سلامتك يا عم

أية نظرت الى زوج أختها وهي تضحك بصوت مكتوم: أبو البراء ليه لابس الروب

التفت اليها أحمد وسألها بضحكة: ليه يعني، ليكون أول مرة تشوفيني لابسه

أية وهي تهز رأسها باعتراض هزات متتالية: لا طبعا بس انت جاي تزور جدي ولا جاي تشتغل

الجد بابتسامة رضا: الله يوفقك يابني

وقرص أية من يدها: وشو فيها لما يزورني ويشتغل بنفس الوقت، هادا رزقه ولازم يتعب مشانو

أية وهي تمسح يدها بتمثيل: جدو وجعتني كتير

التفت الجميع الى ماهر الذي يلهث وعلامات الانزعاج بادية على وجهه: اوووه كلكم هان يلا يلا كلو برا

نظرت اليه أم جهاد بطرف عينها: ليكون المستشفى مكتوبة باسمك لتطردنا

ماهر وهو يرفع يديه للأعلى: يا رب أصير مدير هالمشفى

وكأن القدر لم يشأ أن تنتهي هذه الجلسة إلا والحزن يكتسي ملامح الجميع، سعل الجد بشدة وأخذ يلهث، اقترب الجميع منه بخوف فهمس باسم تناساه الجميع منذ زمن: سارة نادولي سارة
أشار أحمد للجميع بالخروج، لكن سعاد أبت أن تخرج فهي خائفة على زوجها، وماهر أيضا أبى أن يخرج

وبعد لحظات قليلة
أمام الغرفة التي بداخلها الجد

نهى وهي تحتضن أمها: ماما هسه بصير بخير، لا تعيطي

أهناك أشد وجعا من تذكر الأحباب، في كلام من حولك: شفتي كان بنادي اسمها، يا ريت بعرف مكانها كان زرتها أول وحدة، حتى شقتها اللى كانت عايشة فيها، تركتها ورحلت بس أنا غبية قاطعتها أول زواجها زي ما الكل قاطعها

مسحت دموع والدتها، وفسحت المجال لدموعها أن تتناثر، علها ترتاح فسارة ليست خالتها ولا توأمها لا بل روحها، كن يلعبن مع بعضهما البعض، وتدافع كل واحدة عن الأخرى، إلى أن جاء ذاك الوحش الذي خطفها منها، نعم وحش فأفعاله تدل على ذلك: ماما ما تعيطي، مصيرنا بنشوفها

وكيف لها أن تنسى من كانت تخطئ وتناديها بماما، فهي التي ربتها مع ابنتها سرحت شعرها، ساعدتها على ارتداء ملابسها أوصلتها للمدرسة بنفسها في أول يوم لها بالمدرسة، ولم تنسى نظراتها يوم أن فارقتها: كلنا السبب حقيت منعناها تروح

وهل ستسمع لنا يا أمي وهل هناك قوة في العالم، تستطيع منع أم أن تتخلى عن فلذة كبدها: ماما انتى عارفة سارة عنيدة ولا يمكن تتخلى عن أولادها مشانا

وكالطير المذبوح كانت تبكي، وبصرخاتها المكلومة تهذي: راح عزوتي راح سندي، هو كان بخير، وبتكلم معنا كيف راح هيك بغمضة عين

سقطت على الأرض بانهيار فتلقتها أيدي البراء: ستو هو بخير ما تعيطي

وكيف لها أن تصدقه، وبأم عينيها رأت أحمد يستخدم جهاز الصعق الكهربائي ليعيد له نبضه الذي توقف

خرج ماهر والدموع حبيسة مقلتيه، هزته أمه بعنف: ماهر شو مالك، جدك فيه شيء احكي

أخفض ماهر رأسه ولم يتكلم، أهناك ما يقدر على قوله والذي بالداخل توقف نبضه، لم تستوعب أم جهاد ماذا حدث فقبل لحظات قصيرة كان والدها بخير، يتحدث معهم، يضحك معهم، لكن يبدو أن القدر سرقه منهم احتضن ماهر أمه التي تبكي، وجلس البراء على ركبتيه واحتضن الى صدره جدة والدته التي ما زالت الصدمة تكتسي ملامحها ودموعها تسيل بلا شعور، وشهقة مصدومة خرجت من فيه تلك، لتكتمل بذلك لوحة حزينة لترتسخ ضمن ذكريات هذه العائلة
:liilas::liilas:

نها عبدالخالق العرجا 06-03-16 08:55 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي أحد الحارات القديمة الواقعة في حي النصر بمدينة غزة كان هناكـ منزل أبو مهند

نظرت الى أولادها الثلاثة وابنتها ذات الاثنتي عشر ربيعا، وضعت كفها على قلبها لوهلة شعرت أن قلبها سيخرج من بين ضلوعها، تناهى الى سمعها صوت خائف قلق: ماما مالك

تنهدت بحرارة وهي تمسح دموعاً زارت مقلتيها: حبيبتي ما في شيء

كلمة ( لا شئ ) تعني أن هناك كثيرا من الأشياء الموجعة نخشى الافصاح عنها

أمسكت صنارتها وبدأت بنسج الصوف وهي تتأمل أمها تارة والصوف تارة أخرى، امتلكت موهبة الكورشيه منذ صغرها، تعلمتها من والدتها، ناداها مصعب الصغير: أسيل اعملي لالي بلوزة زي هادا اللون

أسيل بابتسامة وهي تود أن تنسى حزنها: يلا يا شطور احكي هادا لون شو

مؤيد بحماس: اللون الزهري هههه أنا أشطر منه جاوبته بسرعة

مهند وهو يحل واحباته: أسيل مو عارف أحل هادي المسألة

نظرت إليه أسيل نظرة عتب، لكنه لم يكترث هو يعلم أنها لن تقول شيء، بوجود أمها وتوجه نحوها وأشار باصبعه السبابة على المسألة التي استعصى عليه حلها، نظرت إليه بتمعن ثم نظرت الى المسألة، تكلمت بهدوء: كان أبو سالم يملك خمس دجاجات فذهب الى السوق واشترى عددا من الدجاجات ووضعها بالحظيرة فأصبحت لديه عشرون دجاجة فكم اشترى أبو سالم دجاجة من السوق

قاطعها مصعب بحماس: أسيل أمانة اشتري لالنا جاجة مشان نربيها عندنا وتبيض بيضة

تنهدت أسيل باستياء: مصعب هسه احنا بندرس بعدين بنتكلم

مهند وهو يأخذ الكتاب بعصبية من أسيل: عيلة مقرفة حتي الواحد ما بعرف يدرس وانتي مية سنة لما تفهميني السؤال يعني ما قدرتي تحكي عشرين ناقص خمسة يساوي خمستعش، شو بنحكي غير انك وحدة غبية

فغرت أسيل فاها ببلاهة، تأفف مهند وهو يقف: هسه بدي أروح ألعب كورة مع أولاد الحارة ناموا ما تستنوني

كادت أسيل أن تجن، لقد تمرد هذا الصغير أمسكت يده بعصبية: مهند هسه الدنيا ليل وما في حدا بيلعب بهادا الوقت

أم مهند وهي تبكي: مهند حبيبي ما تطلع برا

جلس مهند وهو يرمي كتابه بغضب: اووووف عيلة معقدة

همست أسيل لأخويها مؤيد ومصعب: حبايبي يلا كل واحد فيكم يروح ينام مشان أجيب لالكم هدية زي ما وعدتكم

ذهب مؤيد ومصعب الى غرفتهما بعد أن قبلا أسيل وأمهما، تجاهلت أسيل مهند الذي كان منكب على حل كل مسائل كتاب الرياضيات، هي تعلم أنه ذكي ويستطيع حل مسائل أكبر من مستواه،لكن استغربت سؤاله لها عن مسألة ليست صعبة بالنسبة له، يا لها من غبية الآن فهمت لعبته أراد أن يسألها السؤال ليظهر لها أنه يستطيع أن يكلمها متى أراد، ويستطيع فعل أي شيء دون معارضة أحد، ودت لو توبخه لكن لا تريد لأمها أن تتألم بسببها، ستكلمه غدا عندما يذهبون الى المدرسة

نها عبدالخالق العرجا 06-03-16 08:58 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي أحد الحارات القديمة الواقعة بحي النصر في منزل أم هاني

أيوجد بقلبها رحمة لكي تفعل هذا، لا يصدق أنها أمه سألها وهو يكتم غضبه: يمه جد اللي بتحكيه

وبقهر أجابته فقد سُرق ربع المال التي كانت تملكه انها تحتاجه وبشدة: اه بتكلم جد وليه هو ببين عليّا اني بكذب

مسح على وجهه بقلة صبر: يمه الله يهديكي البنت بتدرس وبتصرف على عيلة كاملة وأمها مريضة كيف بدها تشتغل معك

لم ترد عليه فهي تشعر بالذنب، ولكن تعتقد أن أسيل ستساعدها كثيرا عندما تأتي للعمل معها، أمسك هاني يدها ونظر إليها نظرة استعطاف: يمه لا تخليها تشتغل معك

لم تجبه أمه يبدو أنها مصرة على أن تعمل أسيل معها، ذهب هاني الى غرفته وفتح حصالته التي يخبئها بفتحة في الجدار خلف سريره، حتى لا يراها أحد، وأخرج منها 450 شيكل، قلبها بين يديه بابتسامة وهمس: ولأجل نظرة من عينيك يهون التعب

وذهب الى حيث كانت أمه تجلس ومدَّ
اليها المال والابتسامة تزين ثغره، نظرت له بدهشة: هاني من وين لالك هادي الفلوس

تكلم بثقة لا حدود لها، وكأن التي أمامه ستتقبل ما يقوله بصدر رحب: هادي الفلوس اللى كنت مدخرها من شغلي، خديها وما تخلي بنت أم مهند تشتغل معك

غضبت أم هاني من تصرفه، بعد أن استوعبت ما قال: انت مجنون خد فلوسك ما بدي اياها

لكنه أقسم أن تأخذها وهمس: يمه لا تظلمي البنت، وخدي هادي الفلوس ولا تفكريني اني زعلان أو شيء بالعكس عسل على قلبي

تأكدت أم هاني من أن هاني يحب ابنة جارتهم هي كانت تعتقد هذا منذ زمن، لكنها كانت غير متأكدة من ذلك، ترددت من أخذ النقود من ابنها، لكنها تحتاجهم وبشدة، فهم ليسوا لها: هاني صح انت كنت محتاجهم

وضعهم بيد أمه وأقسم ثانية: يمه والله مو محتاجهم خدي حلال عليكي هادي الفلوس

التفت الى الخلف وصوت أكره انسان على قلبه يقول بلسان ثقيل: انت مو محتاج فلوس بس أبوك محتاج يلا هات الفلوس اللى معك

أبوه أهذا يحمل من الأبوة شيء، وهو يجبر أولاده على العمل من أجل شراب فاسد يسكبه في فيّه
ومنكرات يهاجر بفعلها: ما معي فلوس

نظر الأب الى كف زوجته التى تمسك بعضا من المال ولعابه يسيل: وانتي يا مره لمين الفلوس اللى معك

أم هاني نظرت اليه بقرف: هادي الفلوس لوحدة خلتهم معي أمانة

توجه نحوها ونظراته صوبها على المال، يحلم بأخذها، لكن هاني كان له بالمرصاد وقف أمامه ومنعه من التقدم، صرخ أبو هاني بعصبية: حقير ابعد عن طريقي

وكالعادة انتهى الشجار بطرد هاني من المنزل بسبب والده ولكنه اطمئن أن أمه دخلت الى غرفتها وأقفلت عليها الباب، جلس على عتبة بيتهم يحاكي القمر فالليل حالك ولا أحد من المارة في الشارع، سخر من نفسه فمن يتجول بحارة مليئة بالقمامة ( أعزكم الله ) ولا يوجد بها مكان جميل، نظر الى البيت المجاور بعينين تشع محبة، ما بال روحي اليوم تعج بـ إشتياق قاتل أين أنت من نبضي الآن أشتاقك حد الوجع وأكثر، وبعدها أخفض رأسه يفكر في حياته المأساوية

نها عبدالخالق العرجا 06-03-16 09:00 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
في اليوم التالي الساعة الثالثة عصراً (يوم الخميس)

في شقة من شقق أحد الأبراج الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة

هناك جروح كالقلم الرصاص نمحيها وكأنها لم تكون، وهناك جروح كالرصاص تمحينا وكأننا لم نكون، كيف يتفنون بالظلم ألا يعلمون أن الله حرم الظلم على نفسه، صدق من قال أن الظلم كالسيف الحاد الذي يشطر روحك لنصغين، فالمظلوم يتمنى أن تسلب روحه على ألا يقع عليه الظلم، أغمضت عينيها بشدة ودعت ربها بقلب مكسور أن يثبت براءتها، لم تتوقع بحياتها أن تقابل أناساًٌ هكذا، أيتهمها بعرضها ظلماً، ويشوه سمعتها، زفرت بضيق فأصوات الأغاني الصاخبة عالٍ جداً، متأكدة أنه ذهب الى مكان ما وترك التلفاز خلفه يصدح بالأغاني الماجنة، وضعت اصبعيها بأذنيها لا تود سماع شيء،دفنت رأسها بالوسادة تشعر بأن روحها ستصعد الى السماء بعد لحظات، تسللت كلماته لتخترق طبلتها، انه صوته كان دائما يُسمعها صوته الجميل ومن شدة اعجابها بصوته، وضعته نغمة لجوالها، تلمست بيدها السرير وبعد عدة محاولات فاشلة وجدت الجوال، وبصوت يتميز ببحته الجميلة: السلام عليكم

سألتها المتصلة عن حالها، تسأل مع أنها تعلم الإجابة فبكاء تلك علا بصورة فظيعة، وبعد أن هدأت تمردت دمعة صغيرة لتظهر لها أن معاناتها لن تنتهي همست بصوت متهدج: سوسو متى بدي أشوفك

وبجواب المتصلة غمرت الفرحة قلبها وبسعادة غلفت كلماتها: بجد حبيبتي أنا بانتظارك

نهضت من على السرير واتجهت نحو الدولاب لتبدل ملابسها، لكن ظلاً أوقفها عما كانت تود فعله، أخفضت رأسها ليتناهى لمسمعها صوته: رايحة تقابلي مين

التفتت إليه وبصوت يكاد يسمع، هي بريئة لكنها مكسورة فأغلى أناس على قلبها لم يصدقوها: اتقِ الله، دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب

وبسخرية مما قالت: ههههه انتي مظلومة لا ضحكتيني كتير، لولا اني تعاطفت مع أهلك كان طلقتك من أول يوم

يا ليت هناك شيء ينفذ لنا ما نتمنى بنفس الوقت، تمنت أن تخنقه بهذه اللحظة أخرجت بلوزة سوداء اللون عليها كتابات باللغة الانجليزية ذات اللون الفضي: بدك تطلقني بعد ما شوهت سمعتي، بس يكون بعلمك ما هأسامحك طول حياتي

تجاهلها واتجه نحو السرير وجلس على طرفه، انزعجت من صوت الأغاني العالي، اتجهت نحو التلفاز وأغلقته، صرخ ذاك غاضبا: افتحيه بسرعة

أبت أن تفعل هذا فهي تعلمت من صغرها أن تنهى عن المنكر، تقدم نحوها وأمسك يدها بعصبية، ظهر القرف على ملامحها وسحبت يدها بغضب: ما تلمسني، بدي أجهز نغسي صحبيتي جاية

احتدت ملامحه وبعصبية كبيرة: كم من مرة حكيتلك ما بدي نظرات هالقرف بعيونك

كيف يطلب منها هذا الطلب وهي تراه أقذر أهل الأرض، فمن يتهم فتاة بريئة عفيفة بأنها تخون ألم يرحم ضعف والدها، فنظرات والدها المكسورة والذليلة شعرت وكأنها سهم أصاب قلبها، أمسك وجهها بين يديه ونظر الى عيونها الخضراء راى انعكاس عيونه العسلية التي تنظر لها باحتقار: هأسمح لصحبيتك تجي عندك يا خاينة لأنه أنا طيب ومن عيلة أصيلة

أغمضت عينيها بقهر وهمست: حسبي الله ونعم الوكيل عليك يا مصطفى

ابتعد مصطفى عنها وتجاهل كلمتها، وفتح التلفاز وجلس على السرير، رن جرس الشقة ازدانت ابتسامة صادقة شفتيها، وذهبت بسرعة لتفتح الباب بعد أن وضعت البلوزة التي كانت بيدها على السرير، وقف مصطفى كالملسوع ومنعها من الخروج: أنا بدي أروح أفتح الباب، بدي أتأكد يمكن جايبة حبيبك على الدار مو بعيدة عنك

صفعته على خده فكلمته آلمتها الى حد الوجع، تركته بصدمته وركضت نحو باب الشقة لتفتح الباب كانت ترتدي بلوزة باللون الأخضر بكرستالات فضية موزعة عشوائيا، وبنطلون جينز باللون الرمادي، وقفت أمام باب الشقة وتكلمت بسرعة: مين عالباب

وبلمح البصر شعرت بألم في خدها، ورأت مصطغى ينظر لها بحقد: بتمدي ايدك عليّا انتي ما بتستحي على نفسك

منعت دموعها من النزول وتكلمت بثقة لا حدود لها: بمد ايدي مرة ومرتين ما بسمح حدا يحكي عني كلمة

أتاهما صوت الطارق: سوسو افتحي الباب أنا اسلام

كيف ستضع عينيها بعيون صديقتها الآن، همس لها مصطفى وهو يرص على أسنانه: حسابك بعدين

ذهب بعدها الى غرفته، فتحت باب الشقة بسرعة وحضنت صديقتها اسلام بقوة، ابتعدت اسلام بعد برهة قصيرة: اشتقتلك يا دبة، زمان عنك متى بدك تيجي عالمدرسة

كيف لها أن تجيبها اكتفت بقول: حبيبتي ان شاءالله من الأسبوع الجاي بروح عالمدرسة، ومنيح انك فكرتي تزوريني

رفعت اسلام حواجبها بخبث: محلوة والله

أشاحت وجهها فسرتها اسلام أن صديقتها خجلت من كلامها، قرصتها اسلام من خدها وتكلمت بهدوء: يا عيني على اللي بيستحو، المهم احكيلي شو أخبارك

همست بعينين دامعتين: زفت

حضنتها اسلام بحنية، ومسحت دموعها: حبيبتي أنا متأكدة انو ربنا هيثبت براءتك قريب ما تخافي يا آسيا، أنا معك

همست آسيا بقهر: اسلام طفشت من العيشة معه، بحكيلك والله ما بصلي طول اليوم على المسلسلات والأغاني

ضمتها اسلام الى صدرها: حبيبتي يمكن تكون هدايته على ايدك

دفنت رأسها بحضن صديقتها، ودموعها المحبوسة تشكي لها جور الأيام، احيانا يكون بداخلنا كلام، لا يحتاج الي اذن تسمعه، بل يحتاج الي قلب يشعر به

نها عبدالخالق العرجا 06-03-16 09:02 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 

وأنت تغرق في بحار الحياة ستصادف فضوليين يهمهم أن يعرفوا كيف غرقت، وكيف تكون نهايتك، لا كيف ينقذونك، تكلمت بسرعة: أسيل احكيلي يا بنتي متى أبوك هيرجع

وكيف تجيبها بشيء لا تعرفه، والدها ومن هو والدها لقد تناسته منذ زمن همست بضيق: خالتي أم محمد ما بعرف

لم تصمت تلك بل تكلمت بفضول: اسألى أمك يمكن بتعرف مكانه

قاطعتهما أم هاني بعصبية وهي تنظر لأم محمد بكره: أسيل صح حكيتلك روحي على بيتكو ليه انتي عنيدة

أخفضت أسيل رأسها وهمست: خالة والفلوس

جاءت أم هاني بجانبها ورفعت رأسها: ارفعي راسك يا بنتي والفلوس حكيتلك مو محتاجهم

قاطعهم صوت شاب يبدو أنه في بداية العشرينيات: خالة أعطيني كرتونتين تمر

ذهبت أم هاني لتلبي طلبه بعد أن همست بأذن أسيل: حبيبتي روحي على بيتكو

ترددت أسيل بالذهاب، ولكنها كانت خائفة على أمها لذلك قررت أن ترجع للبيت، شعرت ببصيص من الأمل ينير حياتها، فهي متأكدة أن الله حنن قلب أم هاني عليهم لتسامحهم ولا تطالب بالمال الذي سرقه أخاه مهند، كانت تود الذهاب إلا أن هناك يدا أمسكت كفها


انتهت الآهة

ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود

:8_4_134::8_4_134::8_4_134:

نها عبدالخالق العرجا 06-03-16 09:04 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
.......يتبع.......:waves::waves::waves:

نها عبدالخالق العرجا 06-03-16 09:06 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
&&الوتر الأول&&
&&الآهة الثالثة&&
&&الجزء الأول&&
&&هدية القدر&&


ترددت أسيل بالذهاب، ولكنها كانت خائفة على أمها لذلك قررت أن ترجع للبيت، شعرت ببصيص من الأمل ينير حياتها، فهي متأكدة أن الله حنن قلب أم هاني عليهم لتسامحهم وجعلها لا تطالب بالمال الذي سرقه أخاها مهند، كانت تود الذهاب إلا أن هناك يدا أمسكت كفها، استدارت للخلف ببطء وبسرعة البرق سحبت يدها بحدة: قليل أدب كيف بتتجرأ تمسك ايدي

نظر لها الشاب بملامح جامدة كانت ترتدي مريولها الأبيض المخطط باللون الأزرق الكحلي وبنطلون اسود باهت وشالة بيضاء: شو اسمك

أيسألها عن اسمها، بصفته من يسألها وبعصبية كبيرة أجابته أسيل: انت ايش خصك باسمي، شب وقح

نظر لها نظرات غريبة وتكلم بحدة: احترمي نفسك وصوتك ما ترفعيه

كادت أسيل أن ترد عليه إلا أن أم هاني مدت له كرتونتين من التمر وهتفت متفاجأة: أسيل انتي ما رجعتي بيتكو لهسه

أسيل وهي تنظر الى الشاب بضيق: هسه راجعة

واستدارت لتكمل طريقها، صحيح أنها بقيت عند أم هاني تساعدها الى الساعة الثالثة عصرا ولولا مجيء أم محمد وسؤالها عن والدها لبقيت معها لكن أم هاني أخبرتها أن ترجع الى بيتها من قبل لكنها رفضت ولكن الآن لم تخبرها بل أمرتها أن ترجع الآن، ظلت تفكر في حجة تستطيع أن تقنع بها أمها عن سبب تأخرها، صحيح أنها أخبرتها أنها ستتأخر لأن المعلمة أخبرتهم أنها تود تدريبهم هي وبعض الطالبات على مسابقة الرياضيات، لكن أمها ليست غبية لتصدق هذا، فما من معلمة تؤخرهم لهذا الوقت، وصلت الى البيت أخيراً، رأت هاني جالس على عتبة باب بيته يمسك عودا ويخط به على التراب، يبدو أنه يغكر بشيء ما، أحيانا تشعر أنه متناقض بكل شيء، فأحيانا يدافع عنها وأحيانا يقهرها، أخفضت رأسها بسرعة وابتسامة جميلة علت ثغرها، وبخت نفسها على التفكير الذي طرأ على مخيلتها، ودخلت الى بيتهم بسرعة رأت مصعب جالس يبكي أمام غرفة والدتها، خفق قلبها ورسمت عدة لوحات مؤلمة في مخيلتها عما قد حصل، أحصل مكروه لوالدتها؟؟!

دخلت الغرفة بسرعة دون أن ينتبه لها مصعب، وجدت والدتها جالسة على فراشها تبكي ووجهها شاحب هنا أيقنت أنه حصل مكروه لأحد أفراد عائلتها، وكعصفورة مكسورة الجناح تهاوت على الأرض إلا عائلتها لا تتخيل أن يشاك أحدهم بشوكة، أحيانا الحروف ترجع السعادة إلينا: أسيل ليه تأخرتي خفت يا ماما عليكي

اذن بكاءهم كان من أجلها، وكالوردة العطشانة ارتمت بحضن أمها لترتوي من حنانها، مسحت الأم على شعر صغيرتها لم تتوقع أن تفارقها ولو للحظة واحدة، فهي كل شيء بالنسبة لها فوجئت أسيل بمصعب يبعدها عن حضن والدتها، ويرتمي هو بحضنها أيحبها لهذه الدرجة لم تتوقع هذا، مسحت على شعره الكثيف وهمست: أنا بخير

دفن رأسه بصدرها أكثر: أسيل ليه تأخرتي أنا بحبك ما تتركينا

أتتركهم وكيف خطر على بالك أيها الصغير أن تتركك، ألم تضحي بطفولتها من أجل أن ترى البسمة على شفاهكم، ألم تضحي بالاهتمام بنفسها من أجل أن تعيشوا بكرامة، أكل هذا وتعتقد أنها ستترككم، مسحت دموعها بألم: حبيبي مين حكالك إني هأتركك

دفن رأسه أكثر فأكثر: ما حدا حكالي بس انتى طولتي

همست بسرحان: حبيبي أنا ما هأترككم مهما حصل

ابتعد مصعب عنها كالملسوع: بدي أروح احكي لمؤيد انك جيتي هو راح يدور عليكي

خرج مصعب من الغرفة، التفتت أسيل لأمها بهدوء: ماما حبيبتي صح حكيتلك بدي أتأخر
بالدوام مشان المسابقة

لم تتكلم أمها بل استلقت على الفراش وأشاحت وجهها، أمسكت أسيل يد والدتها برجاء: ماما ما تزعلي مني ما كان قصدي أتأخر لهسه بوعدك ما أتأخر تاني مرة، ولا بدي أفوت مسابقة ولا غيره

التفتت أمها نحوها ونظرت الى عيون أسيل المغرورقة بالدموع: أسيل ما في معلمة بتأخر طالباتها لهالوقت

كما توقعت أسيل أمها لم تصدق كذبتها وفجأة إلا ومؤيد جاء وبيده ظرف فيه تفاح وتكلم وهو يلهث: أسيل هادا لالك هاني بيحكيلك انتي نستيه لما ساعدتي المرأة اللى انكسرت رجلها وبسببها تأخرتي

اندهشت من كلماته لكنها لم تظهر هذا، أخذت التفاح بهدوء، وتتبعت بعينيها مصعب ومؤيد الذين خرجا بسرعة وكل واحد بيده تفاحة وهمست: ماما وأنا راجعة من المدرسة لقيت وحدة واقعة على الأرض كبيرة ساعدتها ووصلتها للمشفى، ما قدرت أمشي وأخليها وبعدها اتصلت من المشفى على هاني مشان يوصلني وبالطريق شريت لالكم تفاح وشكلي نسيته

لانت ملامح أمها الحادة وتكلمت بابتسامة: أسيل ما كان الو داعي تخبي عني هالشيء والله يبارك فيكي لأنك ساعدتيها

أصدقت أمها هذه الكذبة ولكن تساءلت لما هاني فعل هذا، قطع حبل أفكارها هزة على كتفها ونظرات أمها المستنكرة: أسيل من وين لالك فلوس لتشتري تفاح

تكلمت بثقة ومن يراها يستحيل أن يكذبها: الفلوس كانت معي من قبل واخواني من زمان حكولي نفسهم بالتفاح وأنا ما حبيت أكسر بخاطرهم

تنهدت أمها بتعب: الله يهديكي بس ما كان الو داعي تجيبي كل هالتفاح، كان جبتي لكل واحد تفاحة وخلص

لم ترد على أمها بل سرحت الى عالم بعيد، هل هاني أراد أن يخبرها بشيء من فعله هذا، هي ستدفع ثمن التفاح الآن فهي لا تريد منة من أحد، وقفت بسرعة تحت نظرات أمها المستغربة، وذهبت الى الغرفة الأخرى وأخذت بعضاً من المال التي تحتفظ به للأيام الصعبة، وخرحت من البيت كانت الحارة شبه خالية، اتجهت نحو بيت هاني طرقت الباب بهدوء عدة طرقات، لكن لم يفتح لها أحد أدركت أن البيت خالي، استدرات لتذهب إلا أنها سمعت صوت الباب يفتح، التفتت بسرعة فرأت شخصا لأول مرة تراه بالحارة سألها ونظراته الخبيثة بعثت الخوف في قلب بطلتنا الصغيرة: شو بدك

ترددت بقول ما تريد نظرت للبيت مرة أخرى لتتأكد من أنه منزل هاني، وبالفعل كان هو: هاني موجود بالبيت

هز رأسه علامة الموافقة أزاح لها الطريق وابتسامته الخبيثة تعلو ثغره، دخلت وهي تتصنع الثقة فهي تريد أن ترجع المال لهاني بأسرع وقت، رأت أمامها أبو هاني ارتعدت فرائصها من الخوف، اقترب منها وهو يتأملها من رأسها الى أخمص قدميها، أشعرها من نظراته أنها لا ترتدي شيئا سألت بتلعثم من شدة الخوف ووبخت نفسها لأنها دخلت: عمي وين هاني

شعر أنها فرصته الوحيدة لينتقم من ابنه،وخاصة وأن بيدها على ما يعتقد مالاً، نظر لها بحنية مزيفة: شو بدك يا بنتي

لم ترتاح لنظراته ولكنها همست: عمي بدي هاني مشان أعطيه شيء

تناهى الى مسمعها: اووووه مين هالحلوة يا أبو هاني بتعرفها

شعرت وكأن الأكسجين قد انتهى، هربت بسرعة نحو الباب لكن يد أبو هاني أوقفتها، وبلمح البصر عضت يده بقوة ليتركها، صدمت عندما رأت الشخص الذي فتح لها يقف أمام الباب، اتجهت نحو الحمام بسرعة ( أعزكم الله )فهو الوحيد الذي له باب بكل المنزل، أغلقت باب الحمام بسرعة وأقفلته بالقفل نظرت حولها كالمجنونة تبحث عن شيء تضعه على الباب حتى تمنعهم من الدخول، ففتح الباب سهل عليهم فالقفل محاط بالصدأ، لكنها لم تجد شيء بكت بصوت عالٍ، شعرت بقرب نهايتها تمنت لو أن ذاك هنا ليدافع عنها، هو الأخ الذي لطالما حلمت فيه وذاك الحبيب الذي يشعرها باهتمامه وذاك الأب الذي يغرقها بحنانه، تراءت أمامها كل حياتها في كل مرة هو الذي ينقذها من كل مشكلة تمر بها، الآن ولأول تشعر بأهمية وجوده في حياتها، سمعت صراخ أبو هاني: يا حيوانة افتحي الباب بسرعة اطلعي برا

وبعدها سمعت صوت همسات، زادت دقات قلبها بسرعة إلاما يخططان، صرخت بصوت عالٍ منادية هاني ولكن لم يتجاوز هذا الصوت فيها ناداها أبو هاني بهدوء: يا بنتي مو كويس انك تضلك بالحمام الله يعزك

كلمها مراراً لكنها لم ترد عليه، شعرت أنها متهالكة القوى، حذرها هاني مراراً من أن تدخل بيتهم في غيابه، غبية وألف غبية، طرقات على الباب بعنف، وبأي لحظة سيتهاوى الباب يا ليت أمها منعتها من الخروج، ذهبت الى الزاوية واحتضنت نفسها، فُتح الباب بعنف فأغمضت عينيها بشدة

نها عبدالخالق العرجا 06-03-16 09:08 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة أمام منزل أبو جهاد

لم أتخيل يوما ما، أن الاشتياق لشخص ما يؤلم هكذا، الأجواء كئيبة فالراحل انسان نادر الوجود

تنهد البراء بحزن، فالجد هو الوحيد الذي يفهمه
دون أن يتكلم، تلفت يمينا ويسارا عله يرى خاله ماهر، رآه آتٍ من بعيد وبيديه كرتونتين من التمر
توجه نحوه بسرعة: ماهر الله يهديك ليه طولت محتاجينك احنا

تجاهله ماهر وذهب باتجاه والده ووضع ما بيديه بجانبه نظر اليه والده بعتب: ماهر هادا قضاء وقدر وكلنا بالنهاية هادا مصيرنا لا تخلي حياتك توقف مشان حد

كاد ماهر أن يبكي فالجد كان له نعم الأب والمربي، كان يستشير جده بكل صغيرة وكبيرة انه كان بالفعل هدية القدر: ونعم بالله

وقف والده مقابله وربت على كتفه: ماهر ليه رافض الأكل، كُلْ لالك أي حاجة شوف كيف وجهك أصفر

كيف له أن يتذوق طعاما، وأعز الناس على قلبه قد طواه التراب، عِندماّ يعْجز الإنسآنْ عَن إخراّج ما بداخِله يبكِي، وضع كفه اليمنى على عينيه وهمس: بدي أروح البيت

ركض بسرعة الى البيت، ثوان وكان بغرفته ارتمى على السرير وهو يشعر بأن كل شيء جميل ذهب ولم يعد، أشد الأحزان هو أن تذكر أيام السرور والهناء عندما تكون في أشد حالات التعاسة والشقاء، تذكر موقفا مما مضى كان ذاك قبل سنتين

يومها خرج مع جده الى الأرض قبل نتائج الثانوية العامة بيوم، ليساعده في قطف كروم العنب وأشجار التفاح كل شيء يخص الأرض يحب جده أن يفعله بنفسه، يومها تعب كثيرا ولكنه كان مستمتع فجده حكى له حكايات كثيرة عن يوم النكبة في عام ال48 ويوم النكسة وكثير من الحكايا التي تخص ماضي فلسطين، فجده كان من المهاجرين الذين هاجروا يوم النكبة، ذاك اليوم نام في ساعة متأخرة ومن شدة التعب نام بعمق، ولم يستيقظ في اليوم التالي الا على الساعة الحادية عشر، قفز كالمجنون فاليوم سيحدد مصيره بحث عن جواله لكنه لم يجده، تلفت هنا وهناك لكن لم يجد شيء، خرج من الغرفة التى كان ينام بها انصدم عندما وجد جده وبيده الجوال الخاص به وعلى وجهه علامات الحزن، هنا جلس ماهر على الأرض وهو متأكد أنه رسب بالثانوية العامة اذن كل شيء ذهب هباءً منثورا، وفجأة وبدون سابق انذار صدحت أناشيد النجاح بكل مكان والبلالين تناثرت حوله تلفت هنا وهناك رأى عائلته يحمل كل منهم بطاقة قرأها وعيناه تتسع من الصدمة ( مبارك يا ماهر 99.5 عقبال الجامعة ) دمعت عيناه من الفرحة، وبلمح البرق ارتمى بحضن جده، وهمس: جدي ربنا ما ضيع تعبي

مسح جده على شعره: لكل مجتهد نصيب

بعدها حضن جدته التى كانت تمسح دموعها بطرف حجابها: مبارك يابني الله يسعدك

تلك اللحظة كانت أجمل لحظات حياته، يومها جده أهداه مفتاح الأرض وقال له( يا بني أنا ما عندي أولاد لكن انت بعتبرك ولد لالي، هادي الأرض لالك اعتني فيها من بعدي ولا تبيعها يا بني )

رجع الى الواقع فطرقات على باب غرفته أيقظت أحاسيسه، تصنع النوم فهو لا يريد مقابلة أحد

وفي نفس المنزل

في الصالة


الأحزان كالكنز الثمين لا تُظهرها إلا للأصدقاء، مسحت دموعها برفق، فهذه صديقتها منذ الطفولة لم تتوقع أن تراها يوما بهذا الحزن همست لها بحب: حبيبتي هادا مصيرنا كلنا

هزت رأسها بعدم تصديق ودموعها تنزل بلا شعور: إيمان كان بيتكلم معنا وبيضحك، والله بحبو كتير ما عمري حبيت حدا متلو بحياتي ما توقعت انو يروح هيك بغمضة عين

حزنت لحال صديقتها، هي تعلم أنه أصيب بسكتة قلبية وتوفي على الفور: حبيبتي هادا قضاء وقدر، لا تعترضي يا نهى خليكي صابرة

تلفتت إيمان حولها بحزن رأت زوجة جد نهى مرمية على الفراش وتهذي باسم زوجها، وأم جهاد جالسة بجانبها تخفف عنها، وتذكرها أنه لا يجوز على الميت الا الدعاء له بالرحمة، فالبكاء لا يفيد شيئا كانت أم جهاد أشدهن صبرا واحتسابا وجميع النساء الجالسات الحزن يكسي ملامحهن، نعم فلا أحد ينكر فضل الجد لقد كان يساعد أي محتاج يريد شيئا، فالله أنعم عليه من فضله الكثير، همست نهى: إيمان كان بتمنى يشوف خالتي سارة لكن مات قبل ما يشوفها

ربتت إيمان على كتف نهى: حبيبتي ان شاءالله بشوفها بالجنة، ادعيلوا هو محتاج دعائكم

جاءت أية وجلست بجانب إيمان والحزن مخيم على ملامحها: نهى ماهر مو راضي يشرب ولا ياكل ومسكر الغرفة على نفسه خايفة يصير فيه شيء

هزت نهى رأسها بألم: احكي لبابا خليه يشوفه

وقفت أم جهاد عندما تناهي لمسمعها كلام أية، هي حزينة أكثر منهم ولكن تعلمت أن الصبر عند المصيبة الأولى فهي فقدت قبل ذلك أختها سارة التى اختفت ولا تعلم عنها شيئا، وأيضا فقدت ابنها يوسف عندما ودعته شهيدا قبل سنة من الآن، اتجهت نحو غرفة ماهر يجب أن تساعده أن يتعدى هذه المرحلة طرقت باب غرفته لكنه لم يرد عليها، فتحت الباب ببطء وجدته على السرير مسلتقٍ على بطنه، أغلقت الباب خلفها بهدوء وجلست بجانبه وقبلته على شعره وهمست: حبيبي لو شافك جدك بهادي الحالة هيزعل منك

لم يرد عليها، هي تعلم أنه مستيقظ وهو يعلم أنها لن تتركه هكذا فهي من تضحي بنفسها من أجلهم، مسحت على شعره: ماهر لا تكون عنيد كل لالك شيء

التغت لها وعيونه محمرة وكأن سائلا لونه أحمر سُكب بداخلها، ووجهه شاحب أصفر لم تستطع رؤيته على هذه الحالة همست: حبيبي كلنا بنحبك لا تخلينا ننقل همك ماهر جدتك محتاجتك كتير

همس وهو يبكي: مو قادر يمه مو مسدق انو راح وتركنا، لهسه بتخيل انو معي وكل اللى صار حلم

احتضنت أم جهاد يده وهمست هي الأخرى: حبيبي هادا قضاء وقدر والميت لا يجوز عليه الا الرحمة، قوم صلي ركعتين وادعيله

جلس ماهر على السرير وهو يشعر بتعب شديد: يمه بدي أشوف جدتي

هزت رأسها بلا: حبيبي أول شيء خد شور وبدل ملابسك بعدها بتشوفها أما بهادي الحالة مستحيل أخليك تشوفها

وقف ماهر بتعب بمساعدة أمه واتجه نحو الدولاب لكن أمه أوقفته: حبيبي ارتاح أنا بجهز ملابسك

نظر ماهر لأمه باعجاب مع أن الميت والدها الا أنها صابرة محتسبة هو يعلم حبها الشديد لجده لكن وقوفها أمامه بهذه الحال أثار دهشته، من يراها يقسم أن الميت ليس عزيزا عليها

نها عبدالخالق العرجا 06-03-16 09:10 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي احد الحارات القديمة الواقعة في حي النصر بمدينة غزة في منزل أم هاني

كانت تبكي بحضنه وتدفن رأسها بصدره أكثر فأكثر، لا تفكر بشيء الا أن الذي أمامها هو مصدر أمانها مسح على رأسها بحنية: أسيل اهدي ما تعيطي كلهم راحوا

لم تتكلم وكيف تجيبه، وأصواتهم تتردد بمخيلتها كانت موقنة أنها النهاية ولكن بأخر لحظة جاء هو، انه الفارس الذي أنقذها مما كانت فيه، شعرت أنها تحتاجه وبشدة أرادت أن تفضفض له ما بقلبها ألا يحق لها أن تجد انسان يهتم بها، يستمع لها ترتوي من حنانه، فهي تعلم ان رجعت الى البيت ستكتم أحزانها بقلبها، أتشكي لاخوتها الصغار الذي لا يهمهم الا لعبتهم أم تشتكي لأمها التي اتخذت الحزن رفيقا: هاني لا تتركني خايفة انهم يجوا، هم كانوا بدهم يضربوني كانوا هيقتلوني لو ما جيت يا هاني أنا خايفة كتير، أنا عادي عندي أموت بس ماما واخواني مين هيعتني فيهم

صمتت فما كان من هاني الا أن قال: وأنا يا حبيبتي من لي بعدك

ولكن لم تتجاوز هذه الجملة فيه، تركها تبكي على صدره لم يتوقع أن أسيل تشعر بالأمان بوجوده شعر بالفرحة تغمره، فاليوم تأكد أن أسيل لا تكرهه بل تثق به الى حد كبير فكيف لا وهو وجدها تنادي باسمه تطلب منه أن ينقذها من والده والخبيث الذي كان معه، بتلك اللحظة تمنى أن يقتل والده أيريد الاعتداء على طفلة صغيرة، وهذه الطفلة لم تكن الا أسيل، هدد أبوه بالشرطة فهرب بعيدا هو والخبيث، يحمد الله أنه جاء للمنزل بالوقت المناسب همس لها: أسيل ما عمرك تدخلي بيتنا الا وأنا موجود

علا صوت بكاءها: أنا غبية ما سمعت كلامك بس هم حكولي انك بالبيت، لهيك كنت بدي أديك حق التفاح اللى شريته

غضب هاني من قولها ولكنه تكلم بهدوء: أسيل كم من مرة حكيتلك ما بدي منك فلوس وهادا التفاح هدية

لم ترد عليه أحست لأول مرة بحياتها بالراحة، أرادت أن تشكر هاني على كل شيء انها خجلة من تصرفاتها معه، دائما ما تنرفزه وتسب عليه لكنه كان يساعدها وأول شخص يكون عندما تقع بمشكلة انه بالفعل هدية القدر، ابتعدت عن صدره بخجل إلا أنه تناهى الى مسمعها صوت غاضب: شو انتو بتعملوا


انتهى الجزء الأول

:8_4_134::8_4_134::8_4_134:

نها عبدالخالق العرجا 06-03-16 09:14 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
لااااااااااااااااااااااا تحرمونااااااااااااااا من انتقادااااااااااااااتكم وتفاعلكم الذي يسعى بي نحو الأفضل
:liilas::liilas::liilas:

نها عبدالخالق العرجا 06-03-16 09:16 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الريح (المشاركة 3600062)
حيا الله نها
و ان شاء الله نحتفل معش بختام الروايه

شدتني الروايه ..سرد متقن و احداث متلاحقه ..و انتقال بين المشاهد ..ربي يبارك فيش

البارت الاول ..او الاهه الاولي .عرفتنا علي بعض الشخصيات ..و يمكن خطوط حياتهم تتقاطع .

نقلتينا الي فلسطين الحبيبه ..لكن ما حددتين وين بالضبط ؟؟
في انتظارش يا قمر

السلام عليكم

كيفك يا بت

الله يفرحك زي ما فرحتيني بردكـ

ان شاء الله يا رب وأنا سأكملها للنهاية باذن الله

اوك ولا يهمك هتظهر الأماكن بالآهات الباقية نورتي :55::55:

لا تحرمينا من طلتك الجميلة غاليتي:liilas::liila
s:

نها عبدالخالق العرجا 06-03-16 09:18 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3600257)



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هلا وغلااا فيك بينا وبتمنى لك التوفيق وتكمليها على خير إن شاء الله

البداية كتير حلوة واجوائها رائعة ، قدرتي تصوريلنا الأجواء العامة بصورة خلتنا نتعايش مع ابطالها ..

ما اتوضحت ملامح اﻷبطال كتير ولكن اخدنا فكرة عامة عن بعضهم ..

بإنتظار ما ستسفر عنه الفصول القادمة ..


بتمنى انك تصبري ع قلة المتابعة في البداية ، وانك تواصلي للنهاية حتى يلمسوا القراء جديتك ويتفاعلوا معك

بسبب قلة التزام الكاتبات او البعض الغالب منهم ، خلى كتير يتخوفوا من متابعة الروايات غير المكتملة.

خليك واثقة من نفسك ومن جودة قلمك و واصلي ورح تكسبي جمهور ومتابعة تعجبك إن شاء الله.


تقبلي مروري وخالص ودي

اختك : MaYa


★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:

كيفك يا بت

الله يفرحك زي ما فرحتيني بردكـ

ان شاء الله يا رب وأنا سأكملها للنهاية باذن الله :8_4_134:

ان شاء الله تعجبك الرواية ههههههههههه أكيييييييد هأكملها الحمدالله ما بحب أبدأ شئ الا أنهيه نورتي :55::55:

لا تحرمينا من طلتك الجميلة غاليتي:liilas::liila
s:

همس الريح 06-03-16 10:16 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
مساء النور و السرور

وش الرضا ذا ..
جيت اقرا الاهه الثانيه حصلت معها الجزء الاول من الثالثه ..
و بدات تفاصيل الاماكن تتضح
و تفاصيل العلاقات العائليه بعد ..

قفلة الاهه الثانيه كانت توقف القلب ..زين انش طيبه و نزلتي كمالتها ..
اسيل و هاني ..ليش احس قصة حبهم ما تكتمل ؟؟
و الرجال اللي مسك يدها ذا وش سالفته ؟؟جعل يده الكسر
امممممممممممممم ..ممكن يكون من طرف اهل امها و لفته الشبه ؟؟
او مصيبه جديده فوق راسها ؟؟

المظلومه اللي زوجها متهمها بالخيانه ..مالت عليه طوفه فوقها طوفه ..
حسبي الله علي ذا الصنف اللي يستقوي علي الحريم ..
ربي يعوض صبرها خير ان شاء الله ..

عائلة اياد ..عائلة كل من فيها له وجعه
و ذا يثبت ان المشاكل مهيب بس بسبة الفقر ..

في انتظارش يا قمر ..
لا تطولين علينا

ليل الشتاء 06-03-16 11:45 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
الروايه روعه والبارتات باين محمسه كتير
اتوقع ان اللي مسك يد اسيل هو ماهر
البراء اتمني انه يقدر يحب مراته قبل ميندم وانا حببت ريما جدا
ولي عوده مع جميع الشخصيات

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 05:53 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
أشكر أخواتي في الله الذين تفاعلن معي همس الريح وأختى bluemay وأختي
ليل الشتاء:8_4_134::8_4_134:


~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~

&&الوتر الأول&&
&&الآهة الثالثة&&
&&الجزء الثاني&&
&&بعثرة&&



تتغير الأفكار، وتتشتت العواطف،ويضيق بنا الأفق، فتظل المبادئ وحدها صامدة تحدق في التغيير من حولها

انها أم هاني خجلت أسيل من نفسها فكيف سترفع عينيها بعد اليوم، تكلم هاني وأسيل تعلم أن كلامه بدون فائدة، فالعين جسدت ما ترى بكلمة واحدة ( انهما على لقاء مسبق ): يمه أسيل كانت

قاطعته أمه بسيل من الكلمات الغاضبة فهي لا تصدق أن ابنها هاني يفعل هذا: بتفكروني هبلة، انت واحد حقير كيف بتستغل بنت صغيرة انت مش ابني ولا بعرفك لو أمها عرفت شو هيصير فيها

وجلست على الأرض بانهيار: كيف لو عرفوا أهل الحارة باللى صار والله لنصير فضيحة على كل لسان

همست أسيل وهي تبكي: خالة والله هاني ما الو ذنب هو ساعدني

صرخت أم هاني بعدم تصديق: ساعدك هادا يا هبلة بستغلك

وأكملت وهي تلتفت لهاني ونظراتها التهمته باحتقار: طلعت نسخة عن أبوك ما في فرق بينكو لكن والله أنا ما هأسمحلك حتى لو كنت ابني، هادي يتيمة وبكرة ربني هيحاسبني لأنى سكتت
عن ظلمك لالها

لم يصدق هاني ما تقوله أمه هو لم يفعل شيء سوى أنه ساعد أسيل وأنقذها من براثن والده
تكلم وهو خافضاً رأسه، كره نفسه أتشك أمه فيه وكيف يستطيع أن يؤذي أسيل، وهي بهجة أيامه: يمه أنا ما عملت شيء

لكن أمه ذهبت الى غرفتها بعد أن سحبت أسيل معها، لأول مرة يرى أمه تدافع عن أسيل ضده، رغم الظلم الذي لاقاه من أمه الا أنه ابتسم، فأهم شيء أن أسيل لم تشك أمه بها ولن تؤذيها استيقظ من أفكاره على صراخ أمه: البنت روحت على بيتهم لكن من بكرة هتكتب كتابك عليها اوك

تنرفز هاني من كلام أمه صحيح أنه كان يحلم بهذا اليوم، إلا أنه لا يملك مالاً وأسيل ما زالت صغيرة، واخوانها لم يكبروا بعد كاد أن يجيب أمه الا أنها وكعادتها سبقته: ما بدي ولا اعتراض صح أسيل صغيرة، لكن بتستاهل أسيل مشان تعرف كيف ترضى انها تقابلك أصلا أنا ما رضيت أصرخ عليها وأسبها خفت تعمل لالي فضيحة بالحارة وتحكي انك انت اللى ضحكت عليها

انقهر هاني من تفكير أمه، اذن هي خافت من الفضيحة ولم تخف على أسيل: وكيف بدي أتجوز وما معي مصاري يعني بدك اياني أشحد

بسرعة البرق أجابته وكأنها جهزت الاجابة مسبقا: لا ما تشحد يا حبيبي ببيع تلات أساور من دهبي وبتدفع مقدم 500 دينار وان شاءالله تكتب مؤخر 6000 أو 8000 ما بهمني وبنعمل عرس على قدنا وبتسكن هان بغرفتك بعد ما تدهنها وتزبطها

انصدم هاني من تفكير أمه وضحك بقهر: 500 دينار ليه هي غنمة لأشتريها يمه الله يهديكي انتي تسرعتي ويشهد ربي انو ما صار شيء بينا

أم هاني بعصبية: واللي شفته بعيني شو

هاني أراد أن تصدقه أمه فهو يشعر أنه غير مستعد للزواج من أسيل، تمنى لو أن إخوته هنا ليقنعوا أمه أن تعدل عن فكرتها، ولكن كلهم تزوجوا وتبرأوا منهم، حتى الذين لم يتزوجوا سافروا بعيدا وتركوهم، فمن يتشرف بأب مثل والده: يمه مستعد أحلف بالمصحف انو ما صار شيء أصلا أبويا هو اللى كان بدو يع

لم يكمل كلامه الا أن أمه شهقت بصدمة: أبوك كان هان وليش هالغبية كانت في دارنا، بدها تغري أبوك والله انها حقيرة أنا هأروح أحكي لأمها تربيها

أمسك هاني يد أمه ومسح على وجهه بقلة حيلة: يمه حبيبتي اسمعيني منيح

سحبت أمه يدها بعصبية وولولت: أسمع شو انت مجنون هادي بتفضحنا بالحارة فوق ما سمعة أبوك خربانة بدها تخربها بزيادة

هاني بصراخ، هو لم يرد أن يرفع صوته على أمه لكن أراد لها أن تسمعه: يمه أسيل كانت بدها تعطيني الفلوس اللى أخدتها مني فأجت على بيتنا فلقت أبويا وصاحبه ولولا الله ثم أنا كان راحت فيها البنت

أم هاني وهي تلطم وتبكي في نغس الوقت، شعرت بأن مشاعرها مبعثرة أكل هذا حدث بمنزلها: والله البنت لتفضحنا هتحكي لأمها وأمها لتحكي لصفية أم محمد وغادة اللى هي الجزيرة بحالها وكل الحارة لتعرف راحت سمعتك يا خديجة

ضمها هاني لصدره: يمه والله أسيل ما تحكي لحدا، البنت طيبة وعلى نياتها ومستحيل تتكلم
ابتعدت أم هاني عن ابنها، وأخفضت رأسها للأسفل: مين حكالك انها ما هتحكي

تنهد هاني وفرح لأن أمه نسيت قرار تزويجه من أسيل، فهو حقا غير مستعد للزواج، فهو لم يكون نفسه حتى هذه اللحظة: يمه أنا ضامن البنت انتي هسه ارتاحي وما تفكري بشيء

نظرت له أمه بتوجس من كلامه، هي تعلم أن أسيل طيبة لكنها خائفة أن تفضحها بالحارة، تمنت بهذه اللحظة أن يموت زوجها لترتاح منه ومن مصائبه، فهو لم يجلب لها سوى المشاكل
:8_4_134::8_4_134:

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 05:54 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
.....يتبع.....
:liilas::liilas:

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 06:00 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي شقة من شقق أحد الأبراج الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة

**حين يموت الضمير**


يُصبح الانين الآدمي كمعزوفه رومانسيه من قيثارة فريده

كيف لها أن تتقبل العيش معه بعد ظلمه لها، أتدرون ماذا يريد منها أن تفعل، أراداها أن تبحث له عن زوجة أخرى، طلبه كان صدمة لكن الصدمة الأكبر ابتسامتها: ما عندي اعتراض بس قبلها تطلقني، بتعرف أعيش بالشارع ولا أعيش معك

قهقه بنشوة: أنا مستحيل أتجوز بعد اللى شفته بس كنت بدي أشوف ردة فعلك يا أفريقيا

كبرتُ وعلمت أن مرارة الخيبة لا تُحكى وأن طعم الخذلان قد يكون مميتاً، تجاهلت كلامه وماذا عساها أن تجيبه فهو معدوم الضمير، قلبت صفحات كتابها الفيزياء هذه المادة تعشقها لطالما أحبتها، سُحب الكتاب من أمامها وتناهى الى مسمعها كلماته الساخرة: لا شطورة طول اليوم دراسة، كم أخدتيها السنة الماضية يا أفريقيا قصدي يا آسيا

نظرت له بهدوء، لأول مرة تلاحظ جرحا بحاجبه الأيسر ملامحه جميلة وجذابة لا تنكر هذا، فعيونه عسلية اللون واسعة وفمه متوسط الحجم وبشرته بيضاء لوهلة اعتقدت أنه أبيض منها، إنه نحيف بشكل كبير لو أنه فقير لاعتقدت أنه لم يأكل لمدة أشهر، قاطع أفكارها كفاً تلوح أمام وجهها: هييه مالك سرحانة لتكوني معجبة فيّا

لا تعلم لما فقدت أعصابها من كلمته: والله لو أحلى واحد بالعالم ما أعجب فيك الجمال جمال الروح مو جمال المظهر

بانت ابتسامة خبيثة على وجهه: اووووه علينا صحيح صحبيتك ما بتستحي ليه طولت عندك كان باتت أحسنلها

أشارت له باصبعها مهددة: ما تتكلم على صحبيتي يا مصطفى أصلا أنا اللي ترجيتها تضل عندي

تجاهل كلامها، شعرت أنه متناقض ألديه مرض بعقله فما من عاقل يفعل مثله: بتعرفي بعد بكرة هنروح شقة تانية

صدمت من كلامه كيف يقول هذا الكلام بكل بساطة، فتح التلفاز ورمى الكتاب أمامها ورفع صوت التلفاز الى حده الأقصى، وضعت اصبعيها في أذنيها بانزعاج: وطي الصوت

لم يستجب لها، أخذت حقيبتها المدرسية وكتابها الفيزياء وجوالها، وخرجت من الغرفة بضيق من صوت الأغاني العالي لكن يده أوقغتها: هاتي الجوال بسرعة بدون جدال

لن تعطيه إياه مهما يكن، فالجوال هو الذي يوقظها الى صلاة قيام الليل، صحيح أنها تستيقظ من دونه لكن تخشى ألا تستيقظ فمن الذي سيوقظها بعد ذلك، أراد سحب الجوال من يدها بعنف وبالرغم من أنه لم يستطع، إلا أن كفها سالت منها الدماء فأظافره كالشيطان على ما يبدو أنه لم يقصها طوال حياته، رص على أسنانه بقهر: هاتي جوالك وإلا هالليلة ما هيحصل خير

تنرفزت من كلامه وبعنادها تحدته فأظافره آلمتها: ما هأعطيك الجوال واذا انت شاكك فيني ليه ما تطلقني

أخذ الجوال بعنف فتهاوت على الأرض، شعرت وكأن رأسها انقسم لنصفين فرأسها اصطدم بالأريكة، شتمته ودعت عليه أن ينتقم الله منه، نظر لها بابتسامة شامتة: خلي عنادك يفيدك

وجلس على السرير وكأن شيئا لم يكن، وقفت بتعب وهي تشعر بألم شديد برأسها وظهرها
بعدها مشت ببطء وهي تعض على شفتيها من الألم، إلاما ستحتمل العيش معه، كتمت دموعها بقوة وخرجت من الغرفة، تمددت على الأريكة التى بالصالة وهنا الدموع تمردت لتحكي حكاية من حكايا الظلم التي تعيشها بطلتنا آسيا يومياً، تساءلت وقلبها يخفق بعنف من سيعيد ترتيب حياتها المبعثرة، شعرت بشيء دافئ فوق رأسها تحسسته بخوف وانصدمت عندما أحست بشيء لزج لامس كفها نظرت الى يدها المليئة بالدم هنا أيقنت أن الدم يتدفق من رأسها، احتارت ماذا تفعل دبَّ الخوف بقلبها، هل ستموت قبل أن تثبت براءتها، هل ستموت وتدفن معها الحقيقة، هل ستموت ووالدها غاضب عليها، هزت رأسها بعنف لا لن تسمح بهذا ذهبت الى غرفتها هي وذاك الوحش وهي تشعر بأنه سيغمى عليها بأي وقت، شعرت أنها بذلت جهداً كبيرا حتى وصلت الى الغرفة، نظرت إلى رأسها أمام المرآة رأت شعرها مليء بالدم ذهبت الى الحمام ( أعزكم الله ) وهي تمشي خطوة وتتوقف خطوة، والوحش الذي على السرير مندمج مع الفلم الذي يشاهده وصلت أخيراً فوضعت رأسها تحت الماء لترى من أين يتدقف الدم، أغمضت عينيها بوهن فصداعٌ شديد ألمَّ بها، تحسست رأسها لتعلم من أين يتدفق الدم وأخيرا علمت مكانه وضعت يدها لتمنع تدفقه، خرجت من الحمام ( أكرمكم الله ) واتجهت نحو الدولاب وأخرجت صندوق الاسعافات الأولية ومرآة صغيرة دعت الله ألا يغمى عليها، عقمت الجرح الذي برأسها وهي تنظر بالمرآة الصغيرة ووضعت لاصق جروح فوقه، صحيح أن الجرح صغير لكن على ما يبدو أنه عميق ربطت قماشة على رأسها وشدتها بقوة حتى يتوقف تدفق الدم وعقمت الجروح التى بيديها ووضعت فوقها الشاش، بعدها ارتخت يديها وشعرت أنه سيغمى عليها بعد ثوان، حمدت ربها أنها عقمت جروحها وإلا لكانت هذه النهاية

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 06:01 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
.....يتبع......
:8_4_134::8_4_134:

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 06:03 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
ِِِّّ
وفي أحد الجامعات الفلسطينية في جامعة الأزهر الوقعة في حي الرمال بمدينة غزة


كان جالس على إحدى مقاعد الجامعة لوحده مر أسبوع على وفاة جده، إنه يفتقده وبشدة لقد كان متعلق به إلى حد الإدمان، فكل ذكرى مرت بحياته لجده بصمة فيها، تمنى أن يراه الآن أن يرتمي بأحضانه ولكن كل هذا محال فجده طواه التراب، همساتٌ بأذنه أيقظته من سرحانه: سرحان بمين يالحبيب

التفت الى ساهر بعدما تنهد: اشتقت لجدي

حزن الآخر على حال صديقه وتكلم مواسياً: ماهر سدقني جدك لو شافك على هالحال ليزعل منك

ابتسم ماهر لطيف جده الذي يزوره بكل لحظة همس: ليه ما أخدتني يا جدي معك

احتضن ساهر كف صديقه: حبيبي لا تعيش على ذكراه، ماهر لا تخلي أهلك ينقلوا همك اشغل نفسك بالدراسة وحقق حلمك وصير زي ما بتحلم طبيب

جلس يوسف الذي جاء الآن بجانب ماهر والابتسامة تشع من عيونه: كيفك يا خال

اصطنع ماهر ابتسامة: الحمدالله بخير وانت كيفك

يوسف بحماس: أنا اليوم أسعد واحد بالدنيا، ما تتخيلوا ئديش فرحتي

رفع ماهر حواجبه باستنكار: فرحنا معك

يوسف وهو يصفر: هأسير أبو ئريب

ضحك ماهر من قلبه على تصرفات يوسف: مبااارك

ابتسم ساهر بسعادة لضحكة ماهر فلأول مرة يضحك منذ وفاة جده: مبارك يا يوسف

وضع يوسف يده على فمه بتفكير: يعني لما أنا يسير عمري 19 سنة وشهرين بكون عندي أول طفل تخيلوا يحكيلي بابا وأجيبه على الجامعة

ماهر وهو يقلب كفيه باستياء: راحت علينا يا ساهر عنسنا عمره 19 وهيكون عندو طفل بإذن الله واحنا 20 ولساتنا مو خاطبين

شبك ساهر كفيه ووضعها خلف رأسه: لا يا حبيبي لاحقين عالمسؤولية خلينا نعيش حياتنا، يلا يا ماهر نروح عندها بدت المحاضرة

أغمض ماهر عينيه وتكلم بهدوء: حبيبي روح على المحاضرة واكتبلي حضور

رفع ساهر حاجبه الأيمن باستنكار كان يرتدي قميص بلون الكمون وبنطلون جينز بنفس اللون ومسرح شعره للوراء ويحمل حقيبته السوداء على كتفه: حبيبي انت بتعرف مين علينا هسه

ماهر باستغراب الذي كان يرتدي قميص لونه أسود وبنطلون جينز أسود ومسرح شعره على الجنب وحقيبته السوداء بجانبه: لا ناسي احكيلي مين

ساهر وهو يقف: الدكتورة مريم حمد ###

تعالت ضحكات يوسف الذي همَّ بالذهاب: عنجد ستي هيَّ اللي عليكو لو أنا منك يا ماهر بطنش محاضرتها

ساهر نظر لماهر وابتسامة سخرية علت ثغره: طنش براحتك وهي بالعلامات بتطنشك مو مشانها أمك تستغلها يا ماهر، هيَّ بنفسها حكت أنا مستحيل أسامح حدا يتأخر دقيقة

ماهر وهو يتثاءب: لا يا حبيبي ما في حدا بيقدر يطنشني وبعتذرلها بالمحاضرة الجاية والله تعبان هسه

ذهب ساهر وكذلك يوسف وبقي ماهر ينظر الى الطلاب من حوله، فجأة جلست بجانبه فتاة وهمست: ماهر عسى ما شر ليه كنت غايب افتقدناك كتير والأنشطة اللى كنا متغئين نعملها كلها توئفت، حتى فيسك ما بترد عليه

التفت لها ماهر ونظر إليها بتمعن لم يرها منذ أسبوع، رآها ترتدي بلوزة زرقاء اللون تصل إلى أعلى ركبتها بقليل ذات كرستالات فضية اللون تعانق صدرها وبنطلون جينز رمادي اللون، وشالة لونها أزرق ذات لمعان فضي: جدي توفى لهيك كنت غايب

هي تعلم أن غيابه بسبب وفاة جده فقد رأت كثير من التعازي على صفحته في الفيس بوك ولكن استغربت أيغيب أسبوع فقط لأن جده توفي همست بحزن: الله يرحمه ويدخله فسيح جناته

أكملت وهي تمد له عدة أوراق: ماهر خد هادي التلخيصات لكل المحاضرات اللي ما حضرتهم

وضع ماهر كفه على خده وتأمل ملامحها عيونها زرقاء واسعة، وفمها صغير ورموشها سوداء كثيفة وبشرتها بيضاء صافية، طويلة طولها ما يقارب 170سم، وجسمها متناسق لم يرها طوال حياته تضع ميك أب إنه مستغرب من هذا حتى الكحل الذي تضعه جميع الفتيات لا تضعه هي، هي ليست محتشمة ليقول أن تدينها هو السبب ولكن متأكد أن هناك سببا وراء ذلك: نور غلبتي نفسك ما كان الو داعي تتعبي نفسك

خجلت نور من نظراته ولكنها لم تظهر ذلك: لا غلبة ولا شيء

تذكر ماهر شيئا هتف باستنكار: نور صح عندك هسه محاضرة

حضنت نور يديها الى صدرها: اه عندي وانت كمان عندك محاضرة لأنو أنا وانت نفس الجدول

ابتسم ماهر وهو يرفع بصره للسماء: وليه ما تحضريها وانتي عارفة الدكتورة مريم ما بتقبل أي عذر مهما كان

أخفضت نور رأسها: امبلا عندي عذر

التفت لها ماهر باستغراب: شو عذرك

تكلمت ببرود بعد أن مسحت دمعة متمردة لامست وجنتها لتظهر لها أن كل إنسان من حقه أن يحزن: بابا توفى اليوم

جوابها بعثر أحاسيسه أتقول بكل برود أن والدها توفي، نظر إليها لم يرى أثرا للدموع في عينيها تأكد أنها تمزح فمن المستحيل أن تكون صادقة
همس ماهر: نور انتي بتمزحي صح

هزت رأسها بلا وبجمود أجابت: هو في هادي الأشياء مزح

لم يستوعب ما تقوله، كيف له أن يصدق هذا: نور الله يرحمه بس احكيلي متى توفى

أشاحت وجهها فنظرات ماهر أشعرتها أنها مذنبة، هي ليست حزينة لفراق والدها فهو لم يترك لها ذكرى سعيدة معه : توفى اليوم بحادث، أسفة لأني أزعجتك بكلامي

هز ماهر رأسه بدون تصديق: لا والله ما أزعجتيني بس صدمتيني بكلامك، ليه ما غبتي يا نور وعادي الجامعة ما بتعمل شيء، هي أنا غبت أسبوع عادي

ساد الصمت بينهما، واكتفت العيون بسرد الحكايات، أما هو فسألها لما كل هذا فأجابته ليس لكل شيء سبب

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 06:05 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
.....يتبع.....
:8_4_134::8_4_134:

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 06:07 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
نصــمت احـــيانــا لشــدة ذهــولــنا بمــوقــف ما، حتــى ان الــدمــوع لا تــحرك ســاكناً !
واحــيـانا مــن شدة صــدمتــنا بـ أناس وثـقنــا بـــهم "نبتسم" !!


وضعت كفها على خدها وابتسامتها زينت ثغرها: شكرا

مصدوم من نفسه لما صفعها، لم يتوقع من نفسه أن يمد يده يوماً على فتاة، فكيف وإن كانت هذه الفتاة ابنة عمه، هو مقهور منها يكره عنادها وبرودها، يا لي السخرية ألا يعلم أن كل تصرفاتها بسببه هو، من تستطيع العيش مع زوج يكرهها ويُشعرها أنه تزوجها إجباراً، أشاح وجهه وجلس على الأريكة وهو يشعر بالذنب، بينما تلك كانت تنظر إليه بعتب ألأنها رجعت من الجامعة مع أخاه يوسف يفعل هذا، هي متأكدة أن السبب الحقيقي وراء ذلك هو توبيخ والده له، ابتسمت بسخرية فكيف اذا علم والده أنها ترجع دائما بتاكسي متأكدة أنَّ عمها أحمد سيقلب الدنيا على رأس البراء، فتحت كتابها بضيق وتصفحته ستدرس ولن تفكر بشيء، فلا أحد يستحق أن يشغل تفكيرها، شعرت بالعطش فخرجت من غرفتها بعد أن ارتدت حجابها تمنت لو أنهم بشقة لوحدهم، ولكن عمها أحمد وعدهم مفتاح الشقة سيكون هدية التخرج، رأت بالصالة زوجة عمها نهى وبجانبها أولادها الثلاثة جهاد الذي بلغ الثانية عشرة قبل شهر من الآن وعماد الذي سيبلغ العاشرة بعد أيام وحسام بلغ السابعة قبل أسبوعين من الآن، اتجهت نحو زوجة عمها وابتسامة صادقة زينت شفتيها لم ترى إنسانة بطيبتها، قبلتها على جبينها وهمست: كيفك يا خالتي

ابتسمت نهى وتكلمت بهدوء: الحمدالله بخير كيفك انتي حبيبتي وكيف الدراسة

ريما وما زالت الابتسامة تزين ثغرها: الحمدالله بخير والدراسة منيحة

التفت لها جهاد بتذمر: ريوم والله كان نفسي انتي اللى تكوني حامل مو إسراء لكن النصيب

تكلمت نهى بحدة: جهاد شو هالكلام

وأكملت بحنية وهي تنظر لريما: حبيبتي ما تهتمي لكلامه انتو لساتكو متجوزين جديد والعمر قدامكم الله يرزقكم بالذرية الصالحة

حسام ببراءة: ماما صح يوسف والبراء تجوزوا بيوم واحد ليه إسراء حامل وريما لأ

تكلم جهاد وهو يمد بوزه ولا يعلم أن كلامه سيجرح ريما: لأنه يوسف بحب إسراء أما الأهبل البراء ما بحب ريوم

تجاهلت كلامهم ريما وهمست: عن اذنكم رايحة أشرب مي

وذهبت إلى المطبخ وما حاجتها للطفل إن كان البراء يعاملها هكذا

وفي الصالة

نهى وهي ترص على أسنانها: جهاد شو هالكلام اللى بتحكيه قدام زوجة أخوك انت غبي ولا شو ومين حكالك البراء ما بحب زوجته ومو شرط انها تحمل بسرعة هي عمتك سلمى حملت بعد خمس سنين من زواجهم

انشغل جهاد بدراسته وهو مقهور على ريما، صحيح أنه صغير إلا أنه يعلم أن البراء لا يحب ريما لطالما يصرخ عليها، فكر الصغير بطريقة يساعد بها ريما التي هي أعز انسانة على قلبه
فهي مخبأ أسراره وكل شيء بالنسبة له، لطالما تمنى وجود أخت في حياته فكانت له ريما نعم الأخت

في المطبخ

كانت تستند على الحائط تبكي، الجميع يعلم أن البراء لا يحبها حتى إخوته الصغار، من تلوم أتلوم عمها الذي أجبر البراء على الزواج، أم تلوم نفسها لأنها وافقت، لو علمت أن كل هذا سيحصل لرفضت أن تتزوج طوال حياتها، مسحت دموعها بعنف أنسيت شخصيتها القوية أنسيت أن الجميع كان يلقبها بالمرأة الحديدية طوال حياتها الكل يحسدها على قوتها، هل ستضعف من أجل انسان لا يستحق غسلت وجهها وازدانت ابتسامة شاحبة وجهها لتذكرها أن الوردة رغم جمالها وطيبتها إلا أنها محاطة بالأشواك، انتفضت عندما شعرت بيد تربت على كتفها


انتهت الآهة

ماهي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود
:8_4_134::8_4_134:

bluemay 07-03-16 07:31 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


يسلمو ايديك عالبارتات الدسمة الحلوة...

حسيت حالي باكل كنافة ع هالصبح لوووول


طبعا اعذريني عالتأخير بالتعليق ،، اتعرفنا ع وجوه جديدة وحكايا كتيرة ..

شخصيات بمجملها بحيطها الحزن والخيبة ..

أسيل هي بنت سارة حفيدة جد ماهر بإعتقادي وهو اللي شافها بسوق الخضرة واحتمال يكون شبه عليها ..

هاني حارسها اﻷمين .. حزنت على وضعه صحيح ما بتلاقي حدا مرتاح بعيشته. واي مصيبة اكبر من يكون سندك رمز للفشل والخيبة.

آسيا اتهمت ظلما ومبين ع جوزها انه انسان فاسد وكل يرى بعين طبعه.

نور شو قصتها للتانية .. ليش ناقمة ع ابوها ؟!!

متشوقة للقادم كتير
وشكرا كتير ع كرمك حبيبتي كتير فرحت بهالكمية الباذخة من الروعة


تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 03:38 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
أشكر أخواتي في الله الذين تفاعلن معي همس الريح وأختى bluemay وأختي
ليل الشتاء:8_4_134::8_4_134:


~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~

&&الوتر الأول&&
&&الآهة الرابعة&&
&&وهل بالحياة من هو أشقى مني&&




كانت تستند على الحائط تبكي، الجميع يعلم أن البراء لا يحبها حتى إخوته الصغار، من تلوم أتلوم عمها الذي أجبر البراء على الزواج، أم تلوم نفسها لأنها وافقت، لو علمت أن كل هذا سيحصل لرفضت أن تتزوج طوال حياتها، مسحت دموعها بعنف أنسيت شخصيتها القوية أنسيت أن الجميع كان يلقبها بالمرأة الحديدية طوال حياتها الكل يحسدها على قوتها، هل ستضعف من أجل انسان لا يستحق غسلت وجهها وازدانت ابتسامة شاحبة وجهها لتذكرها أن الوردة رغم جمالها وطيبتها إلا أنها محاطة بالأشواك، انتفضت عندما شعرت بيد تربت على كتفها تنهدت براحة عندما ترنمت تلك بضحكة: أسفة لأني خوفتك بس شكلك تحفة هههههه

وضعت ريما يدها على قلبها: فزعتيني الله يسامحك

وضعت يدها على رأسها باحراج: ما كان قصدي يا عسل

اصطنعت ريما ابتسامة: عادي حبيبتي، صحيح مبااارك الحمل

ازدانت حمرة وجنتيها: الله يبارك فيكي حبيبتي عئبال عندك

سألت ريما مغيرة الموضوع: كيف معك توجيهي

عقدت تلك حواجبها بانزعاج: يووووه لازم تذكريني قرفت والله طول اليوم دراسة، بس شكلي هأسحب عالدراسة بعد الحمل

ربتت ريما على كتف تلك: حبيبتي إلا الدراسة أهم شيء هي كل مستقبلك

تكلمت إسراء بدلع غير مقصود: حبيبتي يوسف كل مستقبلي

ضحكت ريما لتخفي ألمها: الله يخليكو لبعض، إلا احكيلي يا سوسو كيف حال آسيا مرت أخوكي مصطفى والله حبيتها هالبنت من أول نظرة بس حسيتها حزينة لما زرناها

تنهدت إسراء بحزن لذكرى آسيا، تشعر أن أخيها يعاملها بظلم وخاصة بعد زيارتها لها أخر مرة كانت قبل يومين بسبب جرح أصيبت به في رأسها إثر سقوطها عن الدرج هي لم تصدق هذا، متأكدة أن أخاها السبب في إصابتها ولكن ماذا عساها أن تفعل: حبيبتي الحمدالله بخير وان شاء الله هأزورها ئريب

ريما وهي تصب لها كأسا من الماء: سلميلي عليها كان نفسي أروح معك بس والله مشغولة

إسراء وهي تنظر للماء الذي ينسكب بثغر ريما: هههه انتي كل مرة مشغولة موفئة يا روحي

ذهبت ريما لغرفتها بعد أن استئذنت من إسراء

وفي المطبخ

كانت إسراء تريد إشغال نفسها بأي شيء، لتتخلص من الدراسة ضمها أحدهم من الخلف أغمضت عينيها بخجل وعلت ابتسامة جميلة محياها زادتها جمالاً، لقد عرفته من عطره ومن غيره إنه حبيبها قبل أن يكون زوجها إنه يوسف: حبيبي بلاش حدا يجي

همس لها وهو يداعب خصلات شعرها: زوج وزوجته ما حدا الو خص

احتضنت يدها كفه التى تداعب خصلات شعرها: حبيبي الله لا يحرمني منك

قبل يدها والحب يشع من عيونه الرمادية: أموت أنا على هالغزل

ارتبكت إسراء عندما سمعت صوت خطوات تقترب وابتعدت عن يوسف بسرعة وكأنها ارتكبت جرماً كبيرا ضحك يوسف على تصرفها والتفت إلى أمه التي دخلت المطبخ: كيفك يالغالية

و اتجه نحو أمه يقبلها ويعبر لها عن فرحته بحمل زوجته، هل يا ترى ستكتمل فرحته أم أن هناك ما سيحول دون ذلك

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 03:40 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي شقة من شقق أحد الأبراج الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة

كل شيء حولنا كئيب وتعيس، هل سيتغير ما نحن فيه أم أنَّ تغيير الحال من المحال، كانت تنظر إلى المرآة بضيق مرت على تلك الحادثة أسبوع لم يعتذر لها حتى ولو بالنظرات، هي لا تنتظر منه اعتذارا ولكن تنتظر منه ورقة طلاقها سخرت من نفسها أين تذهب بعد الطلاق هل ستعيش مع القطط المتشردة أم ستعيش في عالم آخر، لولا إيمانها بالله لانتحرت منذ زمن

أبعدت هذه الفكرة عن رأسها فلا بد من إثبات الحقيقة، جلست على السرير بتعب هل رأيتم أحداً بقسوته يوم الحادثة تركها مغمى عليها واستيقظت هي من نفسها، متأكدة أنه معدوم المشاعر فماذا تنتظر منه اذا كان لا يصلي، كثيراً ما نصحته لكنه لا يستجيب لها، أخفضت رأسها بألم وهي تكتم دموعاً تجمعت بمقلتيها: حسبي الله ونعم الوكيل إن الله يمهل ولا يهمل

التفت لها بملامح جامدة أقسم لها مراراً أنه لم يرها عندما كان مغمى عليها، ليس لأنه كان مندمج بالفلم لا بل لأنه كان بعالم آخر لكنها لم تصدقه، حمد ربه أنَّ أمه صدقته عندما أخبرها أن الجرح الذي برأس زوجته إثر وقوعها من على الدرج: بتتحسبني على مين

لم تعد تخاف منه ولا من جنونه فهي قوية ولن تظهر لأحد أنها ضعيفة بعد اليوم: بتحسبن على اللي ظلمني والله ما هأسامحه طول حياتي

أشاح وجهه لا يريد أن ينظر إليها يكرهها وبشدة، لمجرد رؤيتها يوم خطبتها كرهها حاقدٍ عليها وبشدة وهو لا يعلم سبب، سخر من نفسه لا يعلم السبب أم أنه يتناسى لمجرد أن السبب تافه ولا يستحق كل هذا الظلم، ما ذنب هذه الفقيرة لتنتهي حياتها تحت براثنه، نظرت إليه آسيا بحقد هل يشعر بالأسف لما فعله معها هي متأكدة أن الجواب لا ولكن تتمنى أن يكون نعم يا لبراءتها يوم خطبتها كانت كالملاك البريء تظن أنه فارس أحلامها الذي سيشاركها أسرارها وكل شيء ولكن كان وحشا زادها أحزانا وآلاما، وهناك أصوات لوقعها على النفس أثر جميل نغمة بصوته الجميل ترنمت بأنحاء الغرفة لتذكرها أن صورته ستبقىٍ مرسوخة بالذاكرة رغم كل ما حصل، لم تجب على الجوال ليس لأن المتصل غير مهم بل فعلت ذلك لتستمتع بسماع صوته تناهى إلى مسمعها صوت ذاك ليفسد عليها متعتها: ردي على الجوال أزعجتيني

وبسخرية التفتت إليه: لا ما بينفع أرد، انت رد أحسن بلاش يكون حبيبي ولا خلاص اقتنعت انو أنا بريئة

رص على أسنانه بغيظ: آسيا استهدي بالله شكلك مو ناوية على خير

نظرت له نظرة تحدي وعيونها الخضراء تلمع: لا تعمل نفسك طيب ولا خايف أمك تجي وتلاقيني مكسورة وبعدها تلومك لا ما تخافش يا مصطفى انت دلوع الماما وما هتكلمك

شدَّ على قبضة يده بقهر: اخرسي أحسلك

تجاهلته وهي ترد على الجوال الذي رن للمرة الثالثة: السلام عليكم

سمعت ضحكة المتصل تأكدت أن المتصلة إسراء أخت مصطفى: كيفك إسراء

إسراء باستغراب: كيف عرفتي إنو أنا

تزين ثغرها بابتسامة صادقة وهو يتراءى إليها طيف إسراء: وهل يخفى القمر

إسراء بضحكة: احم احم المهم بكرة بدي أجي عندك

تكلمت آسيا بحماس فإسراء هي الفتاة الوحيدة التي أحبتها من عائلة مصطفى: حبيبتي ايه رأيك تتغدي بكرة عندنا

اعتذرت إسراء بلباقة: حبيبتي والله ما بئدر العصر بكون عندك، عن إذنك خالتو نهى بتنادي عليَّا، مع السلامة يا عسل

همست آسيا: مع السلامة

ووضعت الجوال على السرير بعدما تنهدت وأبى ذاك إلا أن يعلق: ليه بتعزمي من غير ما تشاوريني

تكلمت بنرفزة: بكيفي أعزم اللى بدي اياه

صفعها على خدها بعصبية: احترميني عاملة نفسك شيخة وانتى ما بتسمعي كلام زوجك وبتعصيه

تجرأت ولثاني مرة وردت له الصفعة، أمسك يدها كالمجنون: انتى عاقلة ولا مجنونة بتضربيني أنا

صرخت في وجهه: يعني حلال عليك وحرام عليّ انت بتفكر المرجلة تمد ايدك حسبي الله عليك

وعضت على شفتيها بألم، فيدها آلمتها إلى حد الوجع: اترك ايدي يا حقير

صرخ بعصبية: شكلو ما كفتك الضربة اللى قبل أسبوع ما هترتاحي إلا لما أقتلك

ابتسمت رغم الألم: اعمل اللى بدك إياه

ابتسامتها استغزته كثيرا، لكنه رغم ذلك ترك يدها بعنف: أقسم بالله اذا ما احترمتي نفسك ما هيصير خير

وخرج من الغرفة، فركت يدها بوجع ونظرت إلى السقف بعيون دامعة: وهل بالحياة من هو أشقى مني

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 03:43 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وهل للفرح موعد أم أنه بلا موعد، طيلة الأسبوع تشعر بسعادة لا مثيل لها، فلأول مرة تجد من يهتم بها، التفتت له بسعادة كبيرة: نونو طولت كتير على البيت خلينا نرجع

هز هاني رأسه بابتسامة، فلأول مرة يصطحبها معه إلى السوق: لساتنا ما اشترينا كل الأغراض اللي بدك إياها

تأففت بانزعاج: نونو خلينا نرجع البيت بلاش ماما تقلق عليّا

نظر إليها وابتسامته تتسع: أسيل لا تكوني حنانة خلاص حكيتلك بس نشتري بندورة ونرجع

التفتت له أسيل وسألته بحماس، وهي لا تعلم أن جواب هذا السؤال سيغير كل حياتها: نونو صح أنا وانت من نفس العيلة، انت بتعرف شو بنقرب لبعض

نظر هاني إلى الأمام بلا مبالاة: وأنا شو عرفني شو بنقرب لبعض يمكن نكون اخوان أو أولاد عم

قرصته أسيل من يده: اوووه بحكي جد تخيل نكون بنقرب لبعض

هاني بعدما تنهد: أسولة بحكي جد وأنا شو عرفني ياما ناس كانوا من نفس العيلة بس ما بقربوا لبعض

تأففت أسيل بانزعاج: كنت بتمنى انك تكون بتقربلي انت شو اسم جدك يمكن يكون نفس جدي

هاني وهو يسأل البائع عن ثمن الطماطم متجاهلاً سؤال أسيل، تأملته أسيل وهي تبتسم، منذ أسبوع وهي تنام مرتاحة لأنها تعلم إن واجهت مشكلة سيكون هاني بجانبها ولن يتركها وحدها، حتى أن السوق التى تذهب إليه بكل أسبوع لوحدها ذهب هو معها، التفت لها هاني وهو يضحك: أسيل كيف أنا معك

وضعت أسيل كفها على فمها وهي تشهق: انت مجنون ليه كل هالبندورة شو بدك تعمل فيها
قهقه بنشوة: نعمل فيها عصير أنا واياكي نشربه نسميه عصير الحب

ابتسمت أسيل بسخرية: هو في عصير بندورة
لا وكمان عصير الحب لا بجد شكلو عقلك ضارب

هاني لكزها بخصرها: مشِّي معانا ههههه هبله
نظرت له بطرف عينها: والله لو ماما تعرف اني رحت معك لتقتلني

رأى هاني فادي ابن عمه، انحرج كثيرا هذا الذي لم يحسب حسابه لو أمه تعلم أنه ذهب مع أسيل للسوق ستقلب الدنيا على رأسه كاد أن يتحاشاه إلا أن فادي نادى عليه مسح على وجهه بقلة حيلة: هلا فادي كيفك

فادي بعدما تنهد بحزن: هاني أبوك بالبيت

هاني باستغراب: فادي شو فيه

أخفض فادي رأسه: أبويا توفى

اتسعت عيون هاني من الصدمة: متى صار هالكلام

هاني وهو يضع كفه على عينيه يخفي دموعه: اليوم الساعة عشرة الصبح اجا خبره وأنا كنت بالشغل هسه عرفت

وضع هاني الاغراض التي بيديه على الأرض وحضن فادي بقوة مواسياً فهذا صديق عمره: وكيف توفى

فادي بهمس: ما بشرفك تعرف، هاني صرنا فضيحة على كل لسان مو عارف كيف بدي أرفع راسي بعد اليوم

تفاجأ هاني من كلامه وتكلم بفجعة: فادي احكيلي كل اللى صار

دفن فادي رأسه بكتف هاني وهو يبكي: مسكوه الشرطة مشان لقوا معه حشيش وهو شرد منهم وركب فوق عمارة جيرانه وانتحر رمى حاله

هاني بتلعثم فهو لم يتمالك نفسه من الصدمة: مين حكالك هالكلام يمكن كذب

فادي بهمس: لا خالي أبو صالح حكالي هسه لما رجعت من الشغل لأني كنت ناسي جوالي بالبيت

هاني بعدما تنهد: انت شفته

فادي بصوت متهدج: لا ما شفته ما قدرت أروح أشوفه حكيت أول شيء أشوفك وأشوف أبوك وبعدين نروح نشوفه انت متخيل الموقف حشيش مرة وحدة ويا ريت شريط ولا شريطين لقوا معه 100 فرش حشيش

هاني التفت إلى أسيل التى تنظر إليهما وملامح الصدمة تعلو وجهها: أسيل هسه هأروح مع فادي ما هأقدر أوصلك للبيت

أخفضت أسيل رأسها ونظرت للأغراض الكثيرة بتوهان فهذه الأغراض ليست لهم فقط، بل أيضا لهاني فهم عليها هاني فالتفت لفادي: فادي بس بدي نوصل الأغراض للبيت ونشوف أبوي وبعدين أروح معك

همس فادي بعدما توارد بخاطره " وهل بالحياة من هو أشقى مني ": اوك

لاحظ هاني خوف أسيل عندما ذكر والده يبدو أنها وإلى الآن لم تنسى: يلا نركب تاكسي

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 03:46 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في منزل أبو جهاد

هل مع الأيام ستندمل الجروح أم أنها ستبقى كما هي،

كان يجلس على كرسيه الرمادي ويضع كتابه الذي يقلب صفحاته على مكتبه الأسود لمح بطرف عينه صورة جده، ابتسم له بحب: سأعدك أن أصبح طبيب كما كنت تحلم يا جدي

أسند ظهره على الكرسي بعدما تنهد وأغمض عينيه، لا يعلم لما تراءى أمامه صورة الفتاة التى التقاها قبل أسبوع، وضع كفه على خده وابتسم: يا الله بتشبه أختي أية كتير كأنها توأمها، لو عيونها لونهم أخضر مو رمادي لكان تأكدت انها أية

أخفض رأسه وهو يسخر من تفكيره: لا كمان البنت نحيفة كتير تقول ما بتوكل والبنت أطول من أية اووووه في فرق بينهم كتير اخخخخ شو هالغباء اللى فيني بفكر في بنت لا راحت ولا اجت

تفاجأ بالذين دخلوا إلى الغرفة دون أن يطرقوا الباب، ماهر بصدمة: انتو كيف دخلتوا

ساهر بسخرية وهو يرتمي على السرير: دخلنا من الباب ولا انت شايف غير هيك

طاهر غمز لماهر وجلس على المكتب: درست يا الحبيب اللى اتفقنا عليه ولا كعادتك سحبت علينا

ماهر بسخرية: لا كنت بستنى فيكو يا شباب

وأكمل وهو ينظر للبراء الذي يقف عند الباب بسرحان: البراء انت جاي تسرح ولا شو

البراء بضيق: لا جاي أدرس

واتجه نحو الكنبة وجلس بهدوء والضيق يكسو ملامحه، سأله ساهر: استنى استنى يا حلو شو قصتك مع هالسرحان

البراء وهو يفتح حقيبته ويخرج اللاب وتراءى أمامه طيف ريما بعدما صفعها على خدها همس بصوت منخفض " وهل بالحياة من هو أشقى مني "

وأكمل وهو يلتفت لأصدقائه: مو سرحان ولا شيء بس مدايق شوي

حدقت العيون فيه: البراء احكيلنا شو قصتك احنا أصحابك

نظر البراء إلى أصدقائه الذين يحدقون فيه كان شكلهم مضحك لم يستطع أن يكتم ضحكته، صدرت منه ضحكة عالية، فرمى ساهر عليه الوسادة بعصبية وهتف ماهر بسخرية: لا والله هادا اللى كان شوي ويموت علينا الله يعين أختي نهى مخلفة هبلان

البراء بضحكة: بتضلك خالي وافهمها لحالك

ماهر وهو يقف مصطنع العصبية: هادا اللى بدو إياني أدفنه بمكانه لا يا حبيبي انت طالع لأهل أبوك الدلوعين

وأكمل بعدما جلس على الكرسي: مين بيحكي بابا وماما لك كون راجل مرة وحدة

البراء بسخرية: خليت الرجولة لالك

طاهر وهو يصفر: هدوووء شباب يلا على الدراسة

جلسوا جميعهم على السجاد وبدأوا بالدراسة البراء وهو يحك رأسه باحراج: ماهر بدي شاحن اللاب تبعك مشان نسيت تبعي

ضربه ماهر على رأسه: ما تعمل نفسك الولد مؤدب لأنه للأسف يا حبيبي ما عندنا كهرب بتفكر نغسك ببيتكو اللى ما بتقطع الكهربا عندكم طول اليوم، احنا ما عندنا بطارية ولا ماتور ولا شيء

وضرب كفا على كف: بالعربي دار جدك فقراء ما عندهم شيء

رمقه البراء بغيظ: حكيتلي كل قصة حياتك يا أخي كلها كلمة وحدة احكي ما في كهربا

ماهر وهو يشير بيده للبراء: استنى استنى ما في كهربا هادي تلات كلمات مو كلمة وحدة

طاهر وهو يمسح على وجهه بقلة حيلة: ارحموني يا شباب بدنا ندرس

ماهر بضحكة: شوفوا مين يتكلم شيخ الشلة انت بدك تدرس ولا تبين لحبيبتك انك شاطر

طاهر بعصبية: ماهر كم من مرة حكيتلك ما بحب يا أخي انت كل واحد تشوفه بتحكيلوا بتحب

ساهر التفت لطاهر وهمس: حبيبي لأنه هو بحب

ماهر بصراخ: هيييييه سمعتك أنا بحب لا يا حبيبي لسا ما اجت اللى تملك قلبي ولا هتجي كمان

ساهر يتصنع الغباء: مين اللى بدها تجي

البراء بقهر: استغفر الله أنا مصاحب مجانين ولا شو

ماهر بضحكة: إلا مجانين ونص وأنا رئيسهم وانت الوزير

طرق الباب فتظاهر الجميع بأنه يدرس، اتجه ماهر نحو الباب وفتحه وجد أمه تحمل صينية بها خمسة كؤوس من عصير البرتقال، أخذها منها وهو يهمس: مشكورة يا الغالية تعبتي نفسك

تكلمت أمه بهدوء: لا غلبة ولا شيء أهم شيء انتو ادرسوا

وذهبت بعدها، دخل ماهر بعدما أغلق الباب برجله ووضع كأسا من العصير أمام كل واحد منهم ونظر لهم بخبث: أنا هأخد الكاسة التانية ما حدا يحاول ياخدها

ساهر بصوت عالٍ: نعم نعم ماهر لا تكون نذل انت نص وأنا نص

ماهر وهو يرفع حاجبيه: نو يا حبيبي حكيت أنا يعني أنا

البراء وهو يضع كأس العصير الخاص به أمام ساهر: خده أنا ما بدي

ماهر بانزعاج: البراء يا راجل احكيلنا شو قصتك لا تعمل فيها الشب المؤدب الغريب عنا

البراء وهو يرفع حاجبه الأيسر: كل هادا مشان ما شربت العصير والله مو جاي ببالي

ماهر بضيق: ما بدك تحكي براحتك يلا يا شباب ندرس بلاش ننعس واحنا لسا ما درسنا

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 03:48 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
......يتبع......
:8_4_134::8_4_134::8_4_134:

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 03:50 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وهل هناك أجمل من أن نجتمع على موائد القرآن

وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة كانت هناكـ فيلا أبو البراء

في الصالة

كان أحمد وزوجته وأولاده الثلاثة جالسون يتدارسون القرآن وآياته كما يفعلون يوميا أمر أحمد ابنه جهاد أن يتلو أول ست آيات من سورة يوسف، بعد أن انتهى جهاد من التلاوة تكلم أحمد بهدوء: بارك الله فيك يا بني، اليوم ان شاءالله سنفسر أول ست آيات من سورة يوسف مين يحكيلي شو اسم والد سيدنا يوسف

رفع حسام يده بأدب أشار له أحمد أن يجيب، أجاب ببراءة: سيدنا يعقوب

هز أحمد رأسه علامة الموافقة: صحيح كلامك أحسنت يا حسام أول شيء بدأت السورة ب(الر)واحنا عرفنا سابقا انو الحروف المتقطعة بالقرآن هي تدل على الاعجاز القرآني انتو لو تتمعنوا فيها بتلاقوها مجرد أحرف قليلة لكنها تحمل معاني كثيرة وأنزلت هذه الحروف المتقطعة تحدي للمشركين كافة والمشركين من العرب خاصة واحنا بنعرف انو العرب أهل البلاغة فبعد نزول هذه الأحرف المتقطعة ما قدروا يعارضوا القرآن وعجزوا عن الاتيان بمثله وهذا يدل على

نهى بابتسامة: يدل على أن القران وحي من عند الله عز وجل

أحمد مكملا: صحيح هادا بدل على ان القران وحي من عند الله وبأول الآيات أخبرنا الله عز وجل أن القرآن نزل بلغة العرب مشان يفهموا معانيه ويتدبروا آياته

ونظر أحمد لأولاده الثلاثة وابتسامته تتسع: جهاد عماد حسام ربنا أنزل هذه السورة على الرسول يلا الكل يصلي على الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم

الجميع: عليه الصلاة والسلام

أحمد وهو يحتضن كف زوجته: وأخبره أنه سينزل عليه أحسن القصص اللى هو ما بيعرفها وأنزل
عليه قصة سيدنا يوسف تبدأ القصة حينما أخبر سيدنا يوسف والده عن حلمه مين الشاطر اللى يحكيلي شو الحلم

رفع جهاد يده وكذلك عماد أشار أحمد لعماد بالاجابة، أجاب عماد: حلمه انو رأى أحد عشر كوكب والشمس والقمر ساجدين له

ابتسم أحمد لإجابة ابنه: أحسنت يا عماد لما حكى لأبوه حلمه سيدنا يعقوب اللى بكون والد سيدنا يوسف خاف على ابنه وحكالوا ما تحكي لاخواتك عن الحلم مشان بلاش يحسدوك ويفسد الشيطان بينكم وحكالوا انو الحلم تفسيره انو ربنا هيعطيه النبوة والحكمة يعني يصير نبي وكمان يخليه يعرف يفسر الرؤيا بالمنام واصطفاه زي ما اصطفى أجداده وهيك خلصنا تفسير الست آيات يلا مين يجاوب على السؤال اللى بدي أسأله والو هدية

رفع الجميع أياديهم أشار لهم والدهم أن ينزل كل واحد منهم يده وسأل: من هو النبي ابن نبي وجده نبي وأبو جده نبي

ابتسم عندما رأى الجميع يفكر وبعد ثوان قليلة رفع جهاد يده وأجاب بعدما سمح له والده بالاجابة: سيدنا يوسف ووالده سيدنا يعقوب وجده سيدنا اسحاق وأبو جده سيدنا إبراهيم

أثنى أحمد على إجابة جهاد وأعطاه هدية كما وعده وكانت عبارة عن ساعة سوداء جميلة، كانت الجلسات القرآنية تقرب أحمد ونهى من أبنائهم فبعد التفسير يتكلمون عمّا حدث بيومهم ويفضفضون عن مشاعرهم، تلك طريقة جميلة جدا وتمنع فساد الأبناء في معظم الأحيان، كان يتمنى أحمد أن يجلس البراء ويوسف معه ولكن منذ أن دخلا الجامعة لم يلتزما بحضور هذه الجلسات، فعلا الانسان لا يعلم متى سيموت لذلك يجب أن ينشيء بيته على التقوى والصلاح وهذا لن يكون إلا بمراقبة الأبناء والجلوس معهم والتعرف عمّا يحدث بيومهم

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 03:53 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
على زاوية الصمت
ترحل بنا أحاسيسنا
لمگآن......
لآ عُنوان له‍


كالفراشة المكسورة ترنو إليه، الآن ولأول مرة أحست أنها غبية كيف يتزوج وينساها، اهتمامه وحنانه هل ستفتقده، هل ستبقى وحيدة كما كانت من قبل، سقطت دمعة متمردة على وجنتها وشاركتها بذاك أخرى، مسحت دموعها بعنف لن تبكي من أجله فهو لا يستحق،
نظر لها بابتسامة فبادلته ابتسامة مقهورة همست لها مرح ابنة الجيران: أسولة صح هاني حلو وعروسته أحلى منك

جرحتها مرح بكلامها، وكذلك جرحها هاني بفعلته ألأنها صغيرة تزوج غيرها، هزت يدها مرح: أسولة شوفي شوفي كيف العروسة بترقص بجد جنان

لم تحتمل أسيل كل هذا، قامت من مكانها بقهر وهمست " وهل بالحياة من هو أشقى مني " ستريه ستنتقم منه وسيعلم أنَّ من يفكر يوماً بأذيتها سيندم



انتهت الآهة



ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود
:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134:

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 03:56 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الريح (المشاركة 3600377)
مساء النور و السرور

وش الرضا ذا ..
جيت اقرا الاهه الثانيه حصلت معها الجزء الاول من الثالثه ..
و بدات تفاصيل الاماكن تتضح
و تفاصيل العلاقات العائليه بعد ..

قفلة الاهه الثانيه كانت توقف القلب ..زين انش طيبه و نزلتي كمالتها ..
اسيل و هاني ..ليش احس قصة حبهم ما تكتمل ؟؟
و الرجال اللي مسك يدها ذا وش سالفته ؟؟جعل يده الكسر
امممممممممممممم ..ممكن يكون من طرف اهل امها و لفته الشبه ؟؟
او مصيبه جديده فوق راسها ؟؟

المظلومه اللي زوجها متهمها بالخيانه ..مالت عليه طوفه فوقها طوفه ..
حسبي الله علي ذا الصنف اللي يستقوي علي الحريم ..
ربي يعوض صبرها خير ان شاء الله ..

عائلة اياد ..عائلة كل من فيها له وجعه
و ذا يثبت ان المشاكل مهيب بس بسبة الفقر ..

في انتظارش يا قمر ..
لا تطولين علينا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الورد يا وردة

ههههههههههههه طبعا هادا الأسبوع هينزل كل يوم آهة لأنه الرواية بأولها

الله يسعدكـ حبيبتي

وشكرا على التوقعات يا حلوة

لا تحرمينا من طلتكـ يا غالية :8_4_134::8_4_134:

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 03:57 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
......يتبع .......
:liilas::liilas::liilas::liilas:

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 03:59 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليل الشتاء (المشاركة 3600392)
الروايه روعه والبارتات باين محمسه كتير
اتوقع ان اللي مسك يد اسيل هو ماهر
البراء اتمني انه يقدر يحب مراته قبل ميندم وانا حببت ريما جدا
ولي عوده مع جميع الشخصيات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الورد يا وردة

تسلمي يا عسولة انتى الروعة

الله يسعدكـ حبيبتي

وشكرا على التوقعات يا حلوة بنتظركـ :lol::lol:

لا تحرمينا من طلتكـ يا غالية :8_4_134::8_4_134:

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:00 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3600410)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


يسلمو ايديك عالبارتات الدسمة الحلوة...

حسيت حالي باكل كنافة ع هالصبح لوووول


طبعا اعذريني عالتأخير بالتعليق ،، اتعرفنا ع وجوه جديدة وحكايا كتيرة ..

شخصيات بمجملها بحيطها الحزن والخيبة ..

أسيل هي بنت سارة حفيدة جد ماهر بإعتقادي وهو اللي شافها بسوق الخضرة واحتمال يكون شبه عليها ..

هاني حارسها اﻷمين .. حزنت على وضعه صحيح ما بتلاقي حدا مرتاح بعيشته. واي مصيبة اكبر من يكون سندك رمز للفشل والخيبة.

آسيا اتهمت ظلما ومبين ع جوزها انه انسان فاسد وكل يرى بعين طبعه.

نور شو قصتها للتانية .. ليش ناقمة ع ابوها ؟!!

متشوقة للقادم كتير
وشكرا كتير ع كرمك حبيبتي كتير فرحت بهالكمية الباذخة من الروعة


تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مساء الورد يا وردة

الله يسلمك حبيبتي هههههههههههه بس كيف زاكية الكنافة ولا لأ

عادي خدي راحتكـ

ههههههههههههه طبعا هادا الأسبوع هينزل كل يوم آهة أو آهتين لأنه الرواية بأولها

الله يسعدكـ حبيبتي زي ما أسعدتيني بردكـ الرؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤعة :dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::danci ngmonkeyff8:

وشكرا على التوقعات يا حلوة

لا تحرمينا من طلتكـ يا غالية :8_4_134::8_4_134:

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:05 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
أشكر أخواتي في الله الذين تفاعلن معي همس الريح وأختى bluemay وأختي
ليل الشتاء:8_4_134::8_4_134::8_4_134:


~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~

&&الوتر الأول&&
&&الآهة الخامسة&&
&&حان وقت الرحيل &&

جلست وهي تلهث وكأنها ركضت لألف ميل وهمست: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الحمدالله كان كابوس

نظرت أسيل إلى السقف نظرة ألم، هل هذا الحلم كان رسالة لها لئلا تثق بهاني، ولكنه كان نعم الأخ والصديق أخفضت رأسها بابتسامة حزن: بس هاني ما وعدني انو يتجوزني أنا غبية، حتى لو تزوج ليه أخرب فرحته، معقول هو بيعتبرني أخته

وضعت كفها الأيمن على قلبها بخوف عندما تناهى إلى مسمعها صوت أمها: أسيل

صوبت نظرها نحو أمها وجدت لآلئ في مقلتيها مسحتها بإصبعها وتحاشت نظرات أمها هل سمعت ما تقوله أم ماذا، همست الأم بحدة فأسيل قالت ما هو محظور هل تصارحها وتخبرها أن أهل هاني هم هزت رأسها بقلة حيلة لكن إن أخبرتها لن تسامحها أسيل طوال حياتها لأنها أخفت هذا الشيء طوال هذه الفترة ولكن إن أخفت هذا الشيء بعد الذي سمعته من ابنتها لن تسامح نفسها طوال حياتها، لم تشعر ولا أي لحظة بحياتها أن أسيل تحب هاني كانت تعتقد أن أسيل تكرهه ولا تطيقه ولكن صدق المثل " ما بعد الكره إلا المحبة " : أسيل اطلعي بعيوني

زادت دقات قلبها بخوف ولم تتكلم، متأكدة أن أمها سمعت ما تقول، ضغطت أمها على يدها وتكلمت بصوت مبحوح: يا بنتي أنا ما بدي أعاتبك على اللي سمعته لكن بنصحك نصيحة أم لبنتها انو الناس مو زي ما بتفكري كلهم طيبين يا حبيبتي الحياة علمتني مو كل واحد بضحك قدامك يعني بحبك وبتمنالك الخير، يا بنتي انتي لسا صغيرة والحياة هتعلمك كتير لكن لا تأيسي خلي أملك بالله موصول

احتضنت أسيل بكفها يديّ أمها وهمست تسأل سؤالاً لطالما أرادت أن تعرف الإجابة عنه: ماما وين بابا ليه هو تركنا

ضاعت الحروف بين شفتيها، كيف لها أن تجيبها تركهم منذ أن كانت حامل بمصعب، تركها فأتت إلى هنا إلى هذه الحارة لتجد السند لكنها لم تجد سوى خيبة الأمل، سخرت من نفسها تركهم أم تبرأ منهم أهذا الذي كان يعشقها أهذا الذي ضحت بأهلها من أجله تركها بحزنها وألمها ورحل حتى أن مرضها
كان بسببه، أخفضت رأسها بألم عندما همست أسيل: ماما جاوبيني كم من مرة سألتك وين بابا حكتيلي انو بابا مسافر، ماما أنا مو صغيرة لتضحكي عليّا بهالكلمتين

تاهت نظراتها بين تلك العيون الرمادية، صغيرة أعترف أنكي أكبر مني يا صغيرتي، ولكني لا أريد أن أجدد أحزانك أكثر فأكثر: حبيبتي ما بعرف وين هو بس قبل ما يروح حكالي هيسافر وهيرجع بسرعة

نظرت إلى عيون أمها بتردد وهمست: ماما أنا ما عندي أخوال أو أعمام

أخوال وأعمام يا لي هذه الكلمة التي شعرت بقيمتها أم مهند عندما تخلى الجميع عنها، فعلا من حقها أن تسأل ولكن كما كانت تقول دائماً، لا انتظروا لحظة لقد غيرت مقولتها الدائمة والسبب أن أيامها الباقية ليست طويلة: حبيبتي ما تحبي هاني لأنه مستحيل انك تتجوزيه

تفاجأت تلك من جواب أمها، اذن أمها علمت بكل شيء همست بألم: بس يا ماما أنا بحبه صح أنا ما بعرف هو شو قصدو من اهتمامه فيّا لكن اهتمامه وحنانه خلاني أحبه

استغربت من جرأة ابنتها لكنها سخرت من نفسها هذه أسيل ولن تتغير، اعتقدت الأم بهذه اللحظة أن أسيل لا تخفي عنها شيء: حبيبتي لأنه هاني

وهنا اختفت الكلمات فكيف لها أن تصارحها، وبخت نفسها يا ليتها أخبرتها وهي صغيرة تحاشت نظرات أسيل المتوسلة، صعب عليك أن تخبر عزيز عليك أنك كنت تكذب عليه طوال حياته، تناهى إلى مسمعها صوت أسيل المتهدج: ماما جاوبيني شو ماله هاني

وأحيانا الكلمات تقتل وتعزلنا عن العالم بأسره فما أصعب أن تكون الثقة التي بينك وبين عزيز عليك معدومة، فذاك يجعلك ألا تثق بأحد طوال حياتك: هاني بكون عمك

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:12 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
......يتبع......
:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:13 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
شهقت تلك بصدمة، لم تستوعب ما تقول أمها تزاحمت الكلمات عند طرف لسانها أسئلة كثيرة تدور بمخيلتها، لما والدتها أخفت هذا الشيء طوال حياتها وضعت كفها على فيها، وتساقطت دموعها بلا شعور ، أغمضت عينيها بألم، لا تتمادى فِي إغلاق عينيك من الحزن فربما تمر من أمامك فرحة ولا تراها، ركضت إلى خارج الغرفة لقد عاشت طوال حياتها بخدعة، لم تعد قادرة على التفكير، ضربت رأسها بالحائط عدة مرات وشدت قبضة يدها بقهر، لم تشعر بألم فقلبها ما زال ينزف بعدها جلست على الأرض بانهيار، عمها أتحب عمها هل هو يعلم بهذا أم لا، تذكرت موقفها بالسوق عندما سألته عن صلة القرابة أجابها بأنه لا يعلم، اذا أمها أغلى الناس على قلبها أخفت عنها من هم أهلها فبمن ستثق بعد اليوم كتمت شهقاتها الموجعة، وضعت رأسها على ركبتيها لتلملم حسراتها شعرت بشخص يربت على كتفها، لم تحرك ساكناً لا يهمها شيء بالحياة بعد الآن، فمن كانت تهمها رحلت بنظرها، همسات خافتة ترددت بأذنيها: حبيبتي ما كان قصدي أخبي عنك سامحيني

لم ترد عليها، حتى أنها من الصدمة لم تلاحظ أنَّ أمها التى لا تقدر على الحراك أمامها، شعرت بالظلم هاني الشاب الذي تخيلته زوجاً لها بيوم من الأيام اكتشفت أنه عمها أخو والدها، ماذا لو كانت أمها تكذب ولكن لما تكذب، أم هاني المرأة التى لطالما عاملتها بجفاء تكون جدتها ارتجفت بخوف عندما تذكرت أبو هاني إنه جدها أبو والدها، لطالما حلمت بجدها تخيلته حنون يحكي لها قصة قبل النوم، ولكن كل هذا مجرد أحلام قتلت بمهدها وأوهام لطالما توهمتها وتعالى صوت المؤذن منادياً لصلاة الفجر ليحكي لها أن هذا اليوم قد انتهى بلا عودة، لكن هل ما سمعته ستنساه يوماً، هذا ما ستحكيه الأيام القادمة، رفعت رأسها كردة فعلٍ لسماع صوت ارتطام قوي، رأت جسد أمها متهاوٍ على الأرض وكالعصفورة التي فقدت عشها الذي هو أغلى ما تملك أمسكت يد أمها وهزتها بعنف: ماما أنا سامحتك قومي أنا ما هأزعلك والله وأصلا أنا ما كنت بحب هاني بكذب عليك، ماما أنا بحبك

لم تجب لصرخات طفلتها المكلومة، لم تجبها تركتها تصرخ وتصرخ إلى أن خفت صوتها ولم تدري ماذا تفعل، نظرت لأمها نظرة ألم وركضت بسرعة إلى غرفة إخوانها وهزت يد مهند بعنف: مهند ماما وقعت عالأرض تعال مهند حبيبي ساعدني نشيل ماما

استيقظ ذاك وهو يفرك عينيه بنعس وهمس: نعسان بدي أنام

هزته بعنف لكي يستيقظ: ماما وقعت عالأرض

وقف مهند كالملسوع إلا أمه لا يحتمل أن يصيبها شيء، ركض بسرعة وركضت خلفه تلك وجد أمه ملقاة على الأرض، ارتمى على صدرها لا لم يفعل ذلك، صرخ بصوت عالٍ وهو يتذكر يوم أن كان أخاه مصعب ملقى بالشارع يومها مسح هاني على وجهه بعد أن بلل يده بالماء فاستيقظ بسرعة: أسيل جيبي كاسة مي نمسح على وجهها ‏

ذهبت بسرعة مع أنه الأصغر إلا أنه سيطر على نفسه أكثر، مسح على وجهها الملائكي وكفيه ترتجف وهمسات تلك تساءلت: مهند متى بدها تصحى

مهند بقلة حيلة: يلا نشيلها ونحطها على فراشها

بذلا جهدا كبيرا عند حملها مع أن أمهما نحيفة جدا، ركض الصغير وهو يتذكر شيئا وجاء بعد ثوانٍ وهو يحمل نصف بصلة ووضعها عند أنف والدته، استغربت أسيل مما يفعل وسألته بصوت متهدج: شو انت بتعمل

تجاهل سؤالها فتفكيره منحصر كيف سيوقظ أمه وضع أذنه على صدرها ليسمع دقات قلبها، لكنه لم يسمع شيئا صرخ وهو يبكي: ماما لا تتركينا ماما أنا بحبك أكتر شيء بالدنيا وما عمري هأزعلك مني، وهأصير دكتور زي ما كنتي بتتمني

اتسعت عيون أسيل من الصدمة واحتضنت كف أمها بخوف: ماما كيف صحتك هسه

همست الأم بحنية، فهي لم تمت أبى الموت أن يزورها فكثيرٌ من الأشياء لا بد أن تخبرها لصغيرتها: حبيبتي أنا بخير

ارتمي مهند بصدرها وأخذ ينتحب، فما حصل آلمه إلى حد الوجع: ماما ما تتركينا أنا بحبك

مسحت على شعره الأسود الكثيف: حبيبي وأنا بحبك

أتت أسيل بكأس من الماء وحبة الدواء وهمست: ماما اشربي الدواء

رفضت الأم ذلك، ونظرت إلى عيني أطفالها وكأنها تودعهم: مهند حبيبي انتبه لإخوانك وانتي يا أسيل وصيتك اخوانك هم سندك بهالدنيا وروحوا على أهلى واحكوا لجدكم انو يسامحني
جدكم اسمه

قاطعتها أسيل بصراخ: ماما انتي بخير لا تخوفينا عليك

نظر مهند الى عيون أمه وهو يبكي: ماما حياتي لا تخافي بكرة هأوديكي على المستشفى هسه اشربي الدواء

جاء مصعب ومؤيد فصوت الصراخ العالي أيقظهم نظرت الأم إلى أولادها الأربعة بحب، إنهم أغلى ما تملك مدت ذراعيها بوهن فارتمي مصعب ومؤيد بحضنها، بعدها ارتخت يديها وارتسمت أجمل ابتسامة على وجهها وفاضت روحها إلى بارئها، ارتمى مهند بحضن أسيل وصرخ بصوت مبحوح: أسيل ماما ماتت راحت وتركتنا

أبعدته عن صدرها بعنف، وأبعدت أخويها عن صدر أمها وصرخت بكل ما أوتيت من قوة: ماما بعرف انك صاحية كلميني يا ماما وين هنروح يا ماما ما عندنا حدا يا ماما وبعرف انك كنتي خايفة عليّا لهيك حكيتي هاني عمي وما بدك اياني أحبه، ماما بوعدك ما بكلمه طول الحياة بس اصحى يا ماما اصحي

مصعب ببراءة طفل وضع يده على كتف أخته المنهارة وهمس: أسيل ماما نايمة لا تعيطي هيّ هتصحى الصبح

مهند ركض خارجا لا يريد أن يرى أحداً، أما بطلتنا الصغيرة لم تفقد الأمل ألبست والدتها الحجاب وخرجت من المنزل وجدت أبو هاني متجه نحو بيته، أمسكت يده وهي منهارة: تعال شوف ماما هيّ ما بترد علينا

نظر إليها أبو هاني بصدمة فمنظرها يدمي العين قبل أن يبكيها: أسيل شو فيه

صرخت وهي تبعد بكفها اليمنى خصلات شعرها التى التصقت بوجهها وبكفها الأخرى هزت يد أبو هاني بقوة: تعال شوف ماما

لم يستوعب أبو هاني ما تقول، ركض معها إلى الداخل وجد أم أسيل عيناها شاخصة ووجهها الملائكي يشع منه النور ومصعب ومؤيد يبكون على صدرها، تذكر أول مرة رآها فيها كان ذاك قبل خمس سنوات، قاطع أفكاره صراخ أسيل: عمي شوف ماما ليه مو راضية تصحى

نظر لأسيل بملامح جامدة: شو اللي صار

دخل مهند وبرفقته خالد الصيدلاني، اتجه خالد نحو أم مهند وقاس نبضها بعدها التفت للجميع أخفض رأسه وهزها بمعنى ألا فائدة، تهاوت أسيل على الأرض إلا أن أيدي أبو هاني الذي كان بجانبها تلقتها، وهنا سُطرت أحرفا جديدة لتخط مأساة بطلتنا الصغيرة
:yellow::yellow::yellow::waves::waves::waves:

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:15 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي أحد الجامعات الفلسطينية في جامعة الأزهر الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة

تظاهُرك بَالسعآده أسَهل مِن شَرح حُزنكَ للآخَرين .!


علت ضحكات تلك ونظرت إلى صديقتها وهي تغمز: لا لا ما أقدر ريما من جدك انتي كاتبة على اسمه هيك

نظرت لها ريما بطرف عينها: لا من خالي، وانتي شو خصك

مسحت مرام على وجهها بقلة حيلة: لا عنجد احكيلي الصراحة انتي هبلة ولا بتتهابلي كاتبة عليه حرف B

نظرت فداء لريما بضحكة: لا بتتهابل ولك متأكدة انها لما بتقعد معه بتحكي عن محاضراتها بالجامعة

ريما وهي تبتسم: شايفين بالله ئديش أنا معئدة

وكزت زهراء ريما بجنبها: اسمعي تعلمي مني ( أكسيد حبي+ حمض هواك = يتفاعلان في قلبي ولن أنساك )

مرام وهي تضع كفها على فمها تكتم ضحكتها العالية: يا حبيبي زهراء من ورايا مين اللى ما هتنسيه

غمزت فداء لمرام وهمست: بتحب من وراكو

ريما وهي تنظر لزهراء بسخرية: واو بتحبي ليكون الغبي مراد لهسه بتحبيه

صرخت مرام بحماس: أحلى ريما ولك كيف عرفتي المعقدة طلعت بتعرف

رمقتها ريما بغيظ: مرام يا هبلة وطي صوتك انتي مزعجة غير شكل، شايفة الكل بطلع علينا

فداء وهي تنظر إلى حيث تنظر زهراء: بلاش هالنظرات يا زهراء عيب احنا معك

وضعت زهراء يدها على قلبها والتفتت إلى فداء: شو قصدك يعني

ريما وهي تنظر لزهراء بابتسامة: مو عارفة كيف بتحبيه من حلاته يعني

فداء وهي تنظر لريما: انتى ولا كلمة مشان البراء أشقر بتتكلمي على مراد

مرام شهقت بصدمة: شوفوا شوفوا يا بنات هادي اللى بنحكي عنها مسكينة متفقين يلبسوا زي بعض

التفتن البنات إلى حيث تشير مرام، وبعدها رصت ريما على أسنانها بقهر: يا هبلة ليه بتأشري عليهم انتي غبية

فداء وهي تنظر لريما بخبث: ما تخافوا الا من اللى يعمل نفسه مسكين، والله بيطلع منك يا ريما

ريما وهي تمد بوزها: وأنا شو عرفني شو هو كان لابس ما جيت معه عالجامعة جيت معكم صح ولا لأ

مرام بعيارة: ما عرفتي ولا من امبارح كنتو متفقين تلبسوا زي بعض احنا صحباتك احكيلنا

أغمض أحدهم عيني ريما، زادت دقات قلبها بسرعة شعرت بأنفاس على رقبتها وهمس أحدهم: كيف الحلوة

أبعدت ريما يده ونظرت إليه: متى جيت عالجامعة
غمز لها وابتسم: هسه جيت

وأكمل وهو يلتفت لصديقات ريما: كيفكم يا بنات

مرام بابتسامة: الحمدالله كيفك انت

ريما نظرت له بحدة: يامن هسه وقت محاضرتك يلا روح

تنهد يامن وهي يحرك يديه بعشوائية: اووووه حكمت أختنا الكبيرة أن نذهب، مع السلامة يا بنات فرصة سعيدة

مرام وهي تنظر لريما بطرف عينها: أخوك أحلى منك

أغمضت ريما عينيها بعدما تنهدت: منيح الله يحليه زيادة

تناهى إلى مسمعها صوت صراخ عالي التفتت ريما بدهشة إلى حيث كن ينظرن البنات، مرام بسخرية: كل يوم نور بتعمل مشكلة هالبنت ما عمري شفت حدا بقوتها

فداء معلقة على كلام مرام: هههه هسه البطل المغوار بيجي ينقذها

وقفت فداء وكذلك مرام بعدها هتفت مرام بحماس: يلا يا صبايا نروح نشوف شو بصير

أمسكت ريما يد مرام : اقعدن بلا قلة عقل عندها بدت المحاضرة

وعلى بعد عدة أمتار

نور بعصبية: احترم نفسك اوك وبلا هالحركات اللى مال أمها داعي

فارس باحتقار: شوف مين بتكلم خلي أهلك يربوكي أحسلك

نور وهي تشير إليه بالموس: والله كمان كلمة يا فارس ما هيصير خير

فارس بسخرية: في حدا حكالك انك ولد، لا يكون بدك تخوفيني باللي ماسكاه

نور بحدة: وقح الحمدالله أهلي ربوني أحسن ترباية

ماهر بعصبية كبيرة وهو يقف أمام نور، مقابلا لفارس: فارس احترم نفسك والله اذا عمرك بس مسيتها بكلمة ما هيصير خير

فارس بسخرية: شوف شوف مين بدافع عنها حبيبها

نور بقهر: فارس اخرس

صفع ماهر فارس كف على خده: احترم نغسك انت قليل أدب بتحب حدا يحكي عن أخواتك هيك
أوقع فارس ماهر على الأرض بقوة: ولك والله لو أخواتي هيك كان قتلتهم قتل

وتفل على ماهر باحتقار: والله ما بتستاهل تكون الدكتورة مريم أمك

كاد ماهر أن يجن، مدت نور يدها لتساعده وقف ماهر بمساعدتها وصرخ بعصبية وهو ينظر لأصدقائه الذين هجموا على فارس: ابعدوا عنه وأنا اللى هأربيه

فارس وهو يبعد طاهر وساهر عنه ويوقعهما أرضاً: أبويا رباني أحسن ترباية وهادي اللى بتحبها وبتدافع مشانها بتكلم غيرك كتير

مسح ماهر على وجهه بعصبية وضرب فارس على بطنه وبدأوا الاشتباك بالأيادي، نظرت إليهم نور نظرة ألم لن تسامح نفسها إن أصيب ماهر بمكروه، جاء الأمن وأبعدوهما عن بعضهما البعض تكلم رئيس الأمن: انتو صغار لتعملوا مشكلة، وانت يا فارس اللي عامل المشكلة
وكمان مع ماهر

فارس بحدة: أنا ما عملت مشكلة ولا شيء بس البنت اللى قدامك هي بدأت وفسدت بين أصحابي

نور وهي تكتم دموعها بقوة: بيكفي كذب أنا ما عملت شيء

عقد رئيس الأمن حواجبه بدون فهم: هو المشكلة بين مين ومين

ماهر بغضب: بيني وبينه

ونظر لفارس بكره: الأيام بينا وهتشوف

رئيس الأمن بحدة: ما بدي أسمع ولا كلمة منكو انتو التلاتة تعالوا معي

البراء بهدوء: لو سمحت ماهر ما عمل شيء مجرد انو شاف شب بدو يمد ايدو على بنت وراح ساعدها

فارس بعصبية: البراء مالك خص وهادا بكون حبيبها للبنت لهيك بدافع عنها

رمقته نور بقهر وقررت الانتقام من فارس، الأمن بحدة: يلا تعالوا معي

ذهبوا خلفه وكلٌ منهم مشغول تفكيره، همس ماهر لنور: نور ما تقلقي أنا هأتحمل كل اللى صار وانتي مالك خص

همست نور وهي تخفض رأسها: ما بدي أهلي يعرفوا باللي صار

ماهر احتضن كفها وهمس: ولا يهمك يا نور

وصلوا إلى غرفة الأمن، أشار لهم رئيس الأمن أن يجلسوا، بعدما جلسوا نظر لهم رئيس الأمن بحدة: ممكن أفهم اللى صار

ماهر بقهر: البنت كانت ماشية وبحالها بعدين هادا راح يرمي عليها كلام وسخ

قاطعه فارس ببرود: البنت هادي فسدت بين أصحابي وأنا مو مستعد أخسر أصحابي

نظر رئيس الأمن لنور متسائلا: شو اللى صار يا نور

نور وهي تمسح دموعها التي تمردت وتناثرت على وجنتاها: ما صار شيء هو اللى بتهمني اني أنا فسدت بين أصحابو وأنا ما عملت شيء

نظر إليهم رئيس الأمن بحدة: هادي المرة هنكتب تعهد لكل واحد فيكو، لكن وربي لينعاد هالشيء لأفصلكم من الجامعة أنا سامحتكو بس مشان انتو بقسم الطب

وقعوا على التعهد، همَّ الجميع بالخروج إلا أن رئيس الأمن هتف وهو يشير لفارس أن يخرج: نور ماهر انتظروا لحظة وانت يا فارس تفضل على محاضراتك

تكلم رئيس الأمن بهدوء: ماهر ما بدي قصص حب بالجامعة اوك، وانتي يا نور أكتر من مرة يوصل عنك شكاوي لهيك أنا بتمنى تحسني تصرفاتك

كاد ماهر أن يجيبه، إلا أن رئيس الأمن أشار لهم بالخروج: أنا حذرتكوا ويلا تفضلوا على محاضراتكو

خرج ماهر وهو يغلي من القهر همست له نور وهي تخفض رأسها: أنا آسفة على اللي صار ما كان قصدي

ماهر بابتسامة: ما صار شيء، لو بدك بعمل مشاكل مع كل شباب الجامعة كرمال عيونك

وكعادتها أخفت خجلها من كلامه وتكلمت بسرعة: المحاضرة بدت من خمس دقايق

وذهبا إلى المحاضرة بعد أن غسل ماهر وجهه ويديه، طرقا باب القاعة ثم دخلا سألهما الدكتور بحدة: كم من مرة حكيت ما حدا يدخل بعدي

تنهد ماهر بضيق: دكتور رامز كنا عند الأمن مشان فيه مشكلة

نظر الدكتور إلى ماهر الذي يبدو أنه خارج من مشكلة فآثار الجروح على وجهه بعدها أشار لهما الدكتور بأن يجلسوا بمقاعدهم وهتف بحدة: أول مرة وأخر مرة اوك

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:18 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
أحببت الحب لأجلها
آميرة حياتي أسميتها
دقات قلبي تنبض بحروف اسمها
زعموا أن للحب عيداً
يوما من أيام السنة أسيراً
ورودٌ حمراء يتهادونا
وللغزل ألوانٌ أجادوها
ألا يعلمون أن حبي آسراً
فأيامي كلها عيداً
لحبيبة عمري أهديها
فلا هدايا حمراء تكفيها
فإسراء ياقوتة وياسمينا

#بقلمي_نها_عبدالخالق

التفتت إلى إسراء وهي تغمز: لا لا مو مسدقة يوسف بكتب هيك

علت ضحكة إسراء ونظرت إلى صديقتها ناريد: اووووه وبكتب أحلى هاه بتفكريه شو، هادي الخاطرة بعتها لالي بعيد الحب اللى فات

قلبت ناريد الصفحة وهي تضحك: كل هادا الدفتر كاتبه يوسف مبدع والله

جلست على بحر الغرام
أخط حروف اسمك بانسجام
همست باستياء
متى سيحين اللقاء
وأهديكي وردة حمراء
فالسعادة أيا إسراء فارقتني
والبعد مزق روحي
متى سآراكي
وأسرق قبلة من وجنتاكي
وألمح الخجل على محياكي
وأشتم عطر شذاكي
سأخفيكي بين أضلعي
فيا حبيبتي اقبلي
لقاؤنا لا ترفضي
صوتك أهزوجة هذا الزمان
وحروف اسمك ألحان
لأغنية عانقت الوجدان
فبقربك أجد الأمان
خمسة حروف ازدانت بالذهب
فالألف أمل انسكب
على وردة بلون العسل
والسين سعادة مكتئب
صيغت بأحرف الغزل
والراء ربان سفين
للحياة درب مستنير
والهمزة على السطر
كانت بعد الألف
لتجسد كلمة كتبت بدمي
إسراء حبيبتي أنتي
فحبك باق في قلبي

#بقلمي_نها_عبدالخالق

ناريد وهي ترفع حاجبيها بخبث: متى هالخاطرة كتبها يوسف

وضعت إسراء كفها على فيها وهي تبتسم: قبل ما نكتب الكتاب بشهر

ناريد وهي تقلب الصفحة: الله يحفظه لالك يا سوسو

سحبت إسراء الدفتر: الباقي عيب تقرأيه كلام كبار

ناريد وهي تحاول سحب الدفتر: اووووف يا الله منك هاتيه

إسراء وهي تتذكر شيئا: اوووه تعالي نروح على صف آسيا مشان بدي أحكيلها شيء

ناريد وهي تنظر للدفتر: اوك هأروح معك لكن الدفتر هآخده هآخده

وذهبتا كلتاهما لصف آسيا


نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:19 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
نخفي حزنا ووجعا ودموعا أحيانا.. خلف عبارة ( أنا بخير ) تبا لعزة النفس.. وسحقا لواقع لا يوجد به احتواء صادق

حضنتها أم علاء لصدرها: حبيبتي انتي بخير

اكتفت بهز رأسها، لا تصدق أن أمها التي هي أغلى ما تملك رحلت وتركتهم، نظرت إلى أم هاني وعيونها تلمع بالدموع رأتها تتكلم مع التي بجانبها، لا أحد حزين فالراحلة لا تهمهم بكت بصوت عالٍ عندما أيقنت أنها لن ترى أمها بعد هذا اليوم، ها قد مرت ثلاثة أيام على موت أمها يومين كانت غير قادرة على الحركة تستيقظ لدقائق قصيرة وبعدها يغمى عليها، أما اليوم فهي أفضل همست لها أم علاء وهي تمسح دموعها: يا بنتي لا تعيطي هادا مصيرنا كلنا

هنا توارد سؤالا بمخيلتها، إلى أين سنذهب بعد وفاة أمي، لا أعمام ولا أخوال هل سيبقون بالشارع فالبيت ليس ملكا لبود


نظرت للخلف عندما تناهى لمسمعها: أسيل انتي واخوانك تعالوا على بيتي

أمام بيت أم مهند

: هسه وين الأولاد هيروحوا بعد ما نطردهم من البيت

: ما بعرف والله بس ايش رأيك يروحوا على ....



انتهت الآهة

ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود


:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134:

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:22 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
أشكر أخواتي في الله الذين تفاعلن معي همس الريح وأختى bluemay وأختي
ليل الشتاء
:8_4_134::8_4_134::8_4_134:


~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~




السلام عليكم قبل البداية أود أن أخبركم أن كل الخواطر التى بروايتي من تأليفي واذا استعنت بشيء ليس من تاليفي سأنوه على ذلك، أترككم مع الآهة السادسة



&&الوتر الأول&&
&&الآهة السادسة&&
&&على أعتاب الموت&&


وفي إحدى الحارات القديمة التى تقع على أطراف حي النصر بمدينة غزة، أمام بيت أم مهند

: هسه وين الأولاد هيروحوا بعد ما نطردهم من البيت

: ما بعرف والله بس ايش رأيك يروحوا على قرية الأيتام يا أبو محمد

نظر أبو محمد لصديقه بضيق: محتار والله بس هو أنسب حل يا علي

علي وهو يبتسم بخبث: ايش رأيك تتجوز البنت وتعتني باخوانها، البنت ما هتعارض

اتسعت عيون أبو محمد من الصدمة: شو بتحكي انت مجنون ولا شو أنا أتجوزها ليه حكولك فاتح ملجأ

ربت علي على كتف صديقه وابتسامته الخبيثة تتسع: ولا يهمك أنا بتأجر البيت وبدفع لالك الإيجار وأنا بتجوزها

أبو محمد وهو يرص على أسنانه: بتفكر أبو علاء بدو يخليك تعمل اللى بدك اياه، شكلك بتحلم كتير

جاء أبو علاء ونظر إلى أبو محمد نظرة حزينة: لما بدك إيجار بيت أبو مهند بتحكيلي أنا بدفع الإيجار

علي بسخرية: وكل مرة بدك تتدفعلهم، وليكون بدك البنت واخوانها يعيشوا لحالهم الدنيا مالها أمان يا شيخ

أبو علاء بهدوء: لا هم هيعيشوا عندي وبيتهم هيسكن فيه ابني علاء

علي بحدة: شو هالكلام يا شيخنا انت عندك أولاد كبار والبنت ما هتاخد راحتها

علا رنين جوال أبو علاء فرد بسرعة كمن كان ينتظر مكالمة مهمة: السلام عليكم

ابتعد أبو علاء عن علي وأبو محمد وهو يهتف باستنكار: ليه رفضت انتي شو حكيتيلها

تنهد بضيق: اوك احكيلها اني بدي أكملها

أنهى المكالمة وهو متضايق لا يعلم لما هذه الفتاة عنيدة، وصلته رسالة من زوجته تخبره أن أسيل رافضة تماما الذهاب معها، ضغط على أزرار الجوال بضيق وأرسل لها رسالة وهو يفكر بهذه الفتاة الصغيرة التى تحملت مسؤولية أكبر من سنها، لمعت برأسه فكرة سينفذها قريبا بعد لحظات قصيرة وصلته رسالة من زوجته تخبره أنها تنتظره أمام منزل أبو مهند، صوب بصره باتجاه باب منزل أبو مهند رأى زوجته وبجانبها أسيل اتجه نحوهما وهو يسرع خطواته، ألقى السلام بعدها صوب بصره نحو أسيل ذات العيون الرمادية التى تلمع والهالات السوداء التي تحيط بعينيها لتجسد لوحة رسمت بيد فنان كره الحياة يكسو اطارها السواد ووجهها الشاحب المصفر الذي يجسد معاناة سطرت على جبين الحياة، همس بحنية: يا بنتي ليه ما تجي مع خالتك أم علاء

همست أسيل بصوت مبحوح: بديش أنا بدي أضل هانا

تنهد أبو علاء وهو يلتفت لأم علاء: أنا تكلمت مع أبو محمد وحكيتلوا ان شاء الله بدي أدفع الإيجار لبيت أبو مهند وحكيتلوا ابني علاء بدو يسكن فيه

بكت أسيل بصوت عالٍ: ليه بدك تطردنا من بيتنا أصلا أنا هأشتغل وهأدفع الإيجار وأنا واخواني ما هنطلع من هالبيت

أبو علاء وهو يسيطر على هدوءه بصعوبة: يا بنتي انتي صغيرة ومحتاجة لينا وعمتك أم علاء ولا يمكن تأذيكي وهي هتساعدك

غضبت من قوله فيستحيل أن تترك المنزل التي قضت فيه أجمل أيامها وأتعسها في نفس الوقت، هذا البيت الذي احتضنها واحتضن إخوتها وأمها عندما تخلى عنهم الجميع، وكعصفورة تدافع عن عشها الذي سلب منها بغير إرادتها: أنا ما هأطلع من البيت هادا البيت لالنا

همست أم علاء: يا بنتي خلاص ضلك ببيتكوا وأنا بعيش معكم

أخفضت أسيل رأسها: خالتو انتي مو مجبورة
تعيشي معنا وأنا بقدر أعتني باخواني

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:24 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
عندما نتألم نكذب كثيراً على أنفسنا ب الوعود و التسويف و الأنتقام .!
‏لن نفعل شيئاً فقط نحتال على آلامنا


وفي شقة من شقق أحد الأبراج الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة

ماذا عساها أن تفعل كل يوم يزداد طغيانا وفجورا ودت لو تقتله وترتاح منه، أفاقت من سرحانها
على نظرات أم زوجها شعرت بحقدها يزداد نحوها رغم معاملتها الطيبة، لكن أمه هي السبب في زواجها منه، اصطنعت ابتسامة مزيفة: عمتي وين لموش ليه ما اجت معك

زفرت تلك بضيق: البنت الها كم يوم ما بتطلع من غرفتها كل ما أسألها عن السبب بتحكيلي ما في شيء

استغربت آسيا من قول عمتها إيمان، صحيح أن لما لم تحتك بها أبدا لكنها شعرت أن لما طيبة مثل أختها إسراء، زار القلق ملامحها: عمتي يمكن مريضة أو في مشكلة معها

وكأم خائفة على صغارها من كل شيء حولها،
تكلمت بخوف شديد: معقول بس هي كانت منيحة ما بعرف شو صار ليها

بدا الاهتمام جليا على آسيا، وضعت يدها على خدها بتفكير وهي تنظر إلى عمتها إيمان: يمكن حصلت معها مشكلة في المدرسة

تناهي الى مسمعها صوته، تلقائيا توجهت عيونها نحوه ونظرات الكره اخترقت جسده، كرصاصة غادرة انطلقت من فوهة مسدس كان بيد شخص مغيب الوعي، تتبعت نظراتها حركاته اتجه نحو أمه ببطء وقبل جبينها وكفها وجلس بجانبها: كيف الغالية

احتضنت إيمان يد ابنها إنها تحبه كثيرا، وهمست: أنا بخير اذا انتو بخير

مصطفي وهو ينظر بطرف عينه إلى آسيا التى تنظر إليه باشئمزاز: دووووم يالغالية

إيمان وهي تنظر إلى آسيا باستنكار، بعدها همست لمصطفى: حبييي متى انت وزوجتك بدكو تعيشوا زي الناس، أنا بعرف انك ماخد منها موقف لكن انت بنفسك وافقت انك تتزوجها

تصنع مصطفى ابتسامة وهو يهدد آسيا بداخله: ماما ما في بينا شيء

والتفت إلى آسيا مصطنعا المرح: اوووه سوسو ليكون زعلانة مشان ما شريت لالك جوال بدال اللى وقع بالمي

همست الأم ثانية: ليكون انت اللى وقعته بالمي مشان بتشك فيها

مسح على وجهه بقلة حيلة صدق المثل " بدلا من أن يكحلها عماها "، وثار جنونه عندما تكلمت آسيا بلا مبالاة: أي جوال اللى وقع بالمي أصلا جوالي انت أخدته وحلفت ما يرجع لالي

شدَّ على قبضة يده بغضب، وكأن أمه شعرت بما
يجتاحه من غضب، همست بحنية: حبيبي صح حكيتلك انسى اللى قبل والله زوجتك جوهرة ولا عمرك هتلاقي متلها

رص على أسنانه بغضب: لا تغصبوني على شيء ما بدي إياه

غيرت الأم مجرى حديثها وعاهدت نفسها أن تحدث ابنها في وقت آخر لن تستطيع النوم وعقلها مشغول التفكير به، التفتت إلى آسيا وابتسامتها الشاحبة تخبرها أنها علمت بكل شيء: حبيبتي ما في شيء بالطريق

تجهم وجه آسيا من هذا الذي سمعته وتكلمت بضيق: ما بدي هسه بس أخلص الثانوية بصير خير

شعر بأن قلبه يغلي من القهر، ماذا تعني بكلامها تكلم وهو يرص على أسنانه: ليكون بتوخدي مانع حمل

لم تخفها نظراته فهي اعتادت عليها، وضعت يديها أمام صدرها ونظرت له بتحدي: اه بوخد

تكلمت الأم وهي تحتضن يد ابنها أكثر فأكثر: حبيبتي ليه توخدي مانع حمل، هادا هيضرك أنا بنصحك شيلي مانع الحمل

تلقائيا خرجت الكلمات من فيها كسيل المطر فالكتمان آلمها، هي تعلم أن هذه الكلمات لن تضره وإنما ستضرها ولكن كل شيء أتعبها وودت لو تقول ما بخاطرها: وليه أشيله إن شاءالله مشان أجيب ولد يتعذب بين أبو وأم ما بطيقوا بعض ولا أجيبه مشان يتشتت

وأكملت وهي تشير لمصطفى بغضب: ولا عاجبك يا عمتي يكون هادا أبوه

استنكرت إيمان قول آسيا بعض الشيء، وكلمح البصر تهاوت صفعة على خد آسيا وغضب ذاك لم يهدأ: انتي من شو مخلوقة وحدة خاينة وأهلها تبروا منها

قاطعته آسيا بصفعة على خده: أهلى ما تبروا مني

شهقت إيمان بصدمة مما ترى، لم يحتمل مصطفى هذا شدَّ شعرها وكأنه نسي وجود أمه هنا وبفضب هادر تكلم: يا معلونة كم من حكيتلك ما تمدي ايدك

دوت صرختها المتألمة، شعرت وكأن شعرها خرج بين يديه، أرادت أن تبعده عنها لكنها لم تستطع وفجأة شعرت بنفسها بين أحضان أحد ما همست إيمان وهي تمسح على شعرها: كيف بتمد ايدك عليها أصلا متأكدة انو انت اللى جرحتها يا بني لا تكون قاسي عليها هي مالها ذنب

أجابها وهو يلهث: شو مالها ذنب هادي وحدة حقيرة وخاينة، لولا اني طيب كان خليت أهلها يقتلوها ونرتاح منها

تكلمت آسيا بقهر رغم آلامها الجسدية إلا أن آلامها النفسية أكبر: طيب ومن وين هالطيبة شوهت صورتي قدام أهلي أصلا لو انت راجل كان ما عملت اللى عملته

سحبها مصطفى من أحضان أمه ورماها بعنف ووضع رجله على بطنها وتفل عليها: راجل بغصبن عن أهلك كلهم

تخيلت إيمان أن ابنتها إسراء مكان آسيا، أبعدت مصطفى بعنف وضمت آسيا إليها: حبيبتي صار فيكي شيء

وأكملت وهي تولول: شو هالنزيف ساعدني أشيلها بسرعة والله البنت لتموت بين ايدينا واحنا قاعدين بنتفرج

نظر إليها باشمئزاز لكنه انصدم من كمية الدم التي تحتها، اجتاحته أفكار سوداء لكنه قاطعه صوت أمه الغاضب التي تلبسها العباية: ساعدني نحملها بلاش تموت البنت ونتقلد خطيتها

رجعت به الذكريات للماضي، تخيل أن التي أمامه هي تلك التي كانت سبب تدمير حياته، لكن أمه هزته بعنف لترجعه للواقع وتخبره أن ما مضى جميعه أوهام، حملها فتلوث قميصه بالدماء، نظر إليها ووجه متجهم كان وجهها شاحب مصفر خالي من الحياة، نزل للأسفل وأخرج المفتاح الذي بجيبه بمساعدة أمه ووضع زوجته بالخلف وركبت أمه بجانبها، انطلق إلى المشفى وهو يشعر بالاضطراب من كلمات أمه التى تتكلم بصوت متهدج: البنت هتموت واحنا ما وصلنا، يا بني بسرعة سوق، شو بدنا نحكي لأهلها

لقد تمردت عليه بتصرفاتها، كيف لها أن تصفعه أمام والدته، هز رأسه بضيق كيف له أن يفكر بهذا والتي بالخلف على أعتاب الموت، وصلوا للمشفى بعدها توجه نحو الباب الخلفي وحملها وهو يشعر بأنها فارقت الحياة، لكن يدها التى أمسكت يده أخبرته أنها لم تفارق الحياة بعد توجه إلى باب الطوارئ فهرعت الممرضات لمساعدته، وبعد لحظات كان يقف أمام الباب وهو يشعر بالضيق الشديد لا يريد أن يكون السبب في موت أحد، شعر بأحد يربت على كتفه استدار ببطء ليجد أمامه عمه أحمد أبو البراء سأله بخوف: يا بني شو صار شو هالدم اللى على قميصك

تنهد مصطفى بضيق: مرتي صابها نزيف وجبتها للمشفى

سأل أحمد باهتمام: يا بني شو سبب النزيف

تضايق مصطفى من أسئلة عمه ولكنه أجابه بهدوء فمهما يكن فهذا عمه: وقعت من على الدرج

لم يصدق أحمد ما قاله مصطفى، فهو يعلم أنه قبل أسبوع أيضا وقعت زوجة المصطفى من على الدرج يبدو أن في الأمر سراً، وجه نظراته نحو زوجة أخيه التى تبكي بصوت عالٍ وتشاهق تكلم بعدما عقد حاجبيه: البنت ان شاء الله بخير هسه أنا رايح أشوفها

إيمان بصوت متهدج: أبو البراء الله يخليلك أولادك روح شوفها البنت نزفت دم

خرج الدكتور ووجه متجهم: مين زوجها

اتجه أبو البراء نحو الدكتور وسأله بعملية: كيف حالة المريضة

اتجه مصطفى نحو الدكتور وهو يتصنع البرود: أنا جوزها

همس الدكتور بأذن أبو البراء شيئا ما بعدها التغت لمصطفى بحدة: المريضة تعرضت لاعتداء جسدي وهادا أدى لاجهاضها

شهقت إيمان بصدمة: كيف يا دكتور هي مو حامل

وأكملت بخوف شديد: المهم كيف حالها هسه

وجه الدكتور نظراته نحو مصطفى: مين اللي اعتدي عليها ، هي هسه بخير وبالعافية لما وقفنا النزيف

تجهم وجه مصطفى وتكلم بنرفزة: وقعت من على الدرج، المهم هسه بدي أشوفها

خرجت الممرضة من الغرفة بخوف: دكتور البنت صار معها انهيار عصبي حاد

ذهب الدكتور أبو البراء بسرعة إلى الداخل وتبعه الدكتور الآخر، بكت إيمان بصوت عالٍ والتفتت إلى مصطفى بغضب: كلو منك وكمان بتكذب وبتحكي انها وقعت من على الدرج أنا هأحكيلهم انو انت اللي ضربتها

مصطفى وهو يتصنع الهدوء بصعوبة: ماما انتي عارفة انو هي اللى استفزتني وبتستاهل اللى صار لالها

وضعت الأم يديها على عينيها وبكت بقهر على آسيا تمنت لو أنها لم تزوجها لولدها، هي السبب في كل ما يحصل، ستذهب لتهدأها ذهبت للغرفة بعد أن عاندت الممرضات الذين رفضن دخولها، رأت آسيا تصرخ بكلام غير مفهوم، لا تعلم ماهيته

اتجهت نحوها وقلبها يتفطر ألما عليها، هي متأكدة أن آسيا بريئة من كل شيء لكن ليس لديها دليل لتثبت براءتها، تكلم الدكتور أبو البراء بهدوء: لازم ترتاح هالفترة لأنه نفسيتها تعبانة كتير

وأكمل بهمس وهو يمر بجانب زوجة أخيه: أعطيناها مثبتات مشان يثبت الحمل، الدكتور ما رضي يحكي لمصطفى انها حامل مشان البنت رافضة انو يعرف

نظرت الأم لآسيا بألم، حتى حملها أخفته عنهم وأخبرتهم أنها تاخذ موانع للحمل، هل هناك سبب لفعلتها هذه، همست آسيا وهي تغادر للعالم الآخر: فارس أنا بريئة

كادت إيمان أن تجن وهي ترى آسيا مغمضة العينين، هل فارقت الحياة أم ماذا صرخت بصوت عالٍ: البنت راحت يا دكتور

تكلم أحمد بعدما تنهد: ما تخافي البنت نامت

جلست إيمان على طرف السرير ونظرت لآسيا نظرة موجعة، هي السبب بكل الذي حصل لهذه المسكينة، تمنت من الله أن يشفيها ويحنن قلب ابنها على زوجته

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:27 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
كثيرا ما أتسـاءل
مَــا هِـي نوعية المسـافة التي تَفصلنا عمــا نشتهِـي

آتراها تقاس بِـ المكــانْ ؟ أم بِـ الـوقت ؟ أم بِـ المستحيل؟.



وفي إحدى الحارات القديمة التي تقع على أطراف حي النصر

كانا ينظران إلى إحدى البيوت المتهالكة باشمئزاز التفت إلى صديقه بسخرية فهو متأكد أن ما يفعلاه لا يجدي نفعاً: ماهر انت غبي ولا شو بحكيلك البنت دخلت البيت ومستحيل تطلع، وهادا العزاء مو الهم لأنه على حسب كلامك أبوها مات قبل ثلاث أيام وبهيك بكون خلص العزاء

ماهر وهو يرص على أسنانه بغضب وهو يشير على عدة أوراق يمسكها بيديه: ساهر لازم أتاكد من هادا

ساهر بطرف عينه نظر لماهر: كل هادا اللى بتعمله وبتحكي انك ما بتحبها

نظر ماهر لساهر بحدة: اه ما بحبها لكن ما بحب حدا يحكي عني كلمة، وكمان بدي أسألها ليه جاية على بيت عمها

تنهد ساهر بقلة حيلة: براحتك، إلا احكيلي مين حكالك انو هادا بيت عمها

ماهر وقد شدَّ انتباهه خروج شخص من البيت اللذان يراقبانه، يبدو أن هذا ابن عمها تمنى لو أنه يستطيع رؤيتها الآن، لا يعلم لما جوالها مغلق وأيضا فيسها لم تفتحه لمدة يوم، شعر بأصابع تطرق بخفة على كتفه، استدار للخلف والخوف تملك قلبه فعلت ضحكات الفاعل، صرخ بغضب: انت غبي ولا شو

وكزه طاهر في جنبه وهمس: الحبيبة شاغلة بالك

البراء وهو يتلفت يميناً ويساراً: ماهر بجد أول مرة أشوف بيوت زي هيك، بجد الله يعينهم مو عارف كيف ساكنين فيها

ساهر بسخرية: بحقلك أول مرة تشوف يا الدلوع مين قدك أبوك الدكتور أحمد

رمقه البراء بغيظ: وانت شو خصك ما كلمتك أنا وصحيح ليه بتروحوا من غير ما تحكولنا

تقدم نحوهم شاب وهتف باستغراب وهو ينظر لأبطالنا الأربعة فهو لأول مرة يراهم هنا: شباب بدكم شيء

ماهر وهو يمد يده ليصافحه وهو يتصنع الحزن: والله احنا كنا جايين نعزي عيلة أبو فادي لكن على ما يبدو انو خلص العزاء

عقد الشاب حاجبيه ووزع نظراته بين أبطالنا الأربعة: قصدكم عزاء عمي الله يرحمه اه
خلص العزاء امبارح بس احكولي انتو كيف بتعرفوه

تكلم ماهر بهدوء: بصراحة ابنه فادي كنت بعرفه من وأنا وصغير، وحبيت إني وأنا صحابي نجي نعزيه بسبب موت أبوه، انت اسمك هاني صح

لم يصدق هاني إجابتهم، لكن صرخات عالية قاطعت تفكيره التفت إلى الخلف فوجد أسيل تصرخ بانهيار ودموعها تنهمر على وجنتيها في رحلة بلا عودة، وكأنها فقدت عزيزا على قلبها:
مصعب مات

انصدم هاني من كلامها وركض نحوها واحتضنها بين يديه: أسيل شو فيه

نظر ماهر إلى أصدقائه بصدمة إنها نغس الفتاة التي قابلها قبل فترة، هل هذه صدفة أم أن القدر أرادهما أن يلتقيا مرة أخرى همس البراء لأصدقائه بصدمة كبيرة: ماهر صح هادي بتشبه ماما كتير وكمان بتشبه خالتي أية

ساهر بسخرية: يمكن هادي أختك يا البراء

التفت الجميع إلى هاني الذي صرخ وهو يضرب أسيل على وجهها بخفة ليوقظها: أسيل اصحي احكيلي شو فيه

خرجت أم علاء حاملة مصعب ويديها مليئة بالدماء، ركض ماهر نحوها وأخذه منها، شق بلوزة مصعب وربطها على الجرح الذي برأسه نظر إليه بصدمة وكأن الذي بين يديه حسام ابن أخته نهى، ارتجفت أصابعه هذا الشبه الغريب يبدو أن وراءه سر ما، تكلمت أم علاء بصوت متهدج: يا بني خلينا ناخده على المشفى

أمسك طفل صغير قدم طاهر الذي كان بجانب ماهر وصرخ بطفولة: عمو تعال شوف أخويا مهند بنزف دم

ذهب طاهر معه بسرعة، أبعد البراء ماهر عن مصعب فهو لا يصدق أن الذي أمامه طفل غير أخاه حسام تفصحه وهو يقلبه بين يديه نظر لماهر يطلب تفسيرا للذي يرى لكن آهات الطفل جعلته يلتفت إليه ويصدم من وجود حديدة تخترق ساقه صرخ وهو يشير إلى السيارة التي على أعتاب الحارة : يلا نروح نوديه على المشفى فيه حديدة برجله، ساهر شفل السيارة

والتفت إلى أم علاء: خالتي كيف هو وقع

أم علاء بهمس موجع: لوح الاسبست وقع عليه

جاء هاني وهو يساعد أسيل على المشي، وسأل بخوف: كيف مصعب

ركضت أسيل نحو أم علاء ودفنت وجهها في صدرها ودموعها كالمطر الذي عاهد نفسه أن يهطل بغزارة: أنا ما حفظت وصية ماما أخويا مات بسببي شو هأحكي لماما لو سألتني عنهم

خرج طاهر وبيديه يحمل مهند، ومؤيد يمسك برجله صرخ بسرعة: ساهر شغل السيارة خلينا نوخد هالولد على المشفى

ساد الارتباك على الجميع، ركض طاهر نحو السيارة وهو يحمل مهند بين يديه، وتبعه البراء وهو يحمل مصعب وركض خلفهما ماهر، فالكل شعر أنه المسؤول عما يحصل، وتركوا خلفهم بطلتنا الصغيرة ملقاة بين أحضان أم علاء فمشاعرها باتت على أعتاب الموت تنتظر النهاية

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:28 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي أحد المنازل التي تقع بوسط مدينة الرمال، كانت هناك فيلا الدكتور أبو البراء


أجمل مافي الكبرياء هو أن يراك الآخرون سعيدًا وقلبك ممتلئ بالوجع


عاهدت نفسها ألا تبكي فلا رجل يستحق أن تبكي من أجله، لقد جرحها بفعلته، لن تندم على زواجها منه فهذا قدرها ونصيبها، لا بد أن تجد حلاً بأسرع وقت، نظرت إلى الكتاب الذي بين يديها، قلب مكسور اخترقه سهم وعلى أعلى السهم حرفه، سخرت من نفسها لما رسمت هذا هل تتوقع منه أن يحبها، يكفيها أن يعاملها باحترام، اليوم رأته أخر مرة بالجامعة، جميع من في الجامعة يعتقد أنهما عشيقان، قلبت ورقة الكتاب ونظرت للصفحة التي تليها رأت اسمها وبجانبه اسم صديقتها مرام، لكم تحب هذه المرام فهي التي ترسم البسمة على شفتيها، تمنت لو تكلمها الآن ثوان وتحققت الأمنية فرنين الجوال علا في أنحاء الغرفة، ردت بهمس: السلام عليكم بتعرفي لسا كنت بدي أكلمك سبحان الله القلوب عند بعضها

علت صرخة تلك: لا يا حبيبتي قلبي مغلق وليس عند أحد ينتظر فارس الأحلام حتى يأخده

علت ضحكة ريما: اووووه ومتى بدو يجي فارس الأحلام، ليكون ئصدك فارس اللى معنا بالجامعة

صرخت مرام باعتراض: بالله شو لا طبعا فارس الأحلام غير بدي إياه أشقر وعيونه أزرق من الآخر بشبه البراء بس أحلى بشوي

ريما وهي ترفع حاجبها الأيسر: ما هتلائي يا روحي

همست مرام: ليكون بوبو جنبك

اتسعت ابتسامة ريما: مين هادا بوبو

هتفت مرام باستنكار: ليكون ما بتعرفيه

ريما بابتسامة: اه ما بعرفه المهم احكيلي كيف أهلك

مرام بسخرية: قصدك مين

ريما بضحكة: مالك يا بت قصدي رواد

مرام بحب: حبيبي ما رضي ينام إلا وصورتك معه
ريما بحماس: بجد نايم كنت نفسي أكلمه

مرام ضحكت بصوت عالٍ: اووووه يا ريت البراء يسمعك انتي ورواد بتحبو بعض وهو زي الأطرش بالزفة

ريما وهي تنظر لباب الغرفة بسرحان: احكي لمين ما بدك، المهم ان شاء الله بكرة بزورك

مرام بحماس: اوووووه لهدرجة مشتاقة لرواد

ريما بابتسامة: وأكتر كمان، المهم نفسي بالبيتزا من تحت ايدكي

تأففت مرام بانزعاج: ضيف وبتشرط لا يا حبيبتي ما فيه

ريما تصنعت الزعل: يعني بتطرديني خلاص بروح على بيت فداء

مرام بتحذير: يا ويلك لو ما جيتي بكرة

ريما بدلع: أصلا يا حبيبتي مو بكيفك أنا جاية يعني جاية لكن كنت بدي أمثل دور البنت المؤدبة وأستئذن

مرام بتأفف: اووووف منك ومن دلعك مو عارف كيف البراء متحملك يا دبة

ريما بدلع: يا حبيبتي يحمد ربه ليل ونهار لأني زوجته

مرام بابتسامة: أكيد يحمد ربه انو أخد وحدة هو أحلى منها مشان يغايظها

ريما وهي تلعب بخصلات شعرها: يا حبيبتي أنا أخفيت جمالي مشان ما تحسدوني

مرام بعدما شهقت: اوووووه خلص الكرت ولك بكرة انتي هتركبي لالي كرت اوك، يلا سلام يا هبلة

همست ريما بمحبة: سلام حبيبتي

بعدها تنهدت والابتسامة تزين ثغرها، فعلا هذه المكالمة أراحتها كثيراً، ‏جمآلَ آلدنيآ آن تجد قلب يتمنىَ فرحتكك، لكن هل ستكون هذه الفرحة على أعتاب الموت يوماً ما


نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:30 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي أحد المستشفيات التي تقع بحي النصر بمدينة غزة


الحياة تكون جميلة عندما تكون هناگ قلوب تخاف على غيرها كما تخاف على نفسهآ، لكم اشتاقت لأن تضم صغيرا بين أحضانها، لا تعلم لما أحبت هذا الطفل من أول ما رأته همس ببراءة لتخترق كلماته قلبها النقي فتُبكيه قبل أن تَبكي عيونها: كلهم راحوا ماما واخواني وأنا ضليت لحالي

ضمته لصدرها أكثر فأكثر، وهمست بحنية: حبيبي كلنا معك احنا أمك وأبوك واخوانك

تشبث بها كمن يتشبث بالحياة: أنا ما عندي اخوان أنا ما عندي أصحاب لحالي أنا لحالي

سألته بمحبة، سبحان الله محبته قذفت في قلبها مذ أن رأته: حبيبي وين أهلك

تكلم بصوت متهدج: ماما ماتت وبابا مسافر واخواني وقع عليهم الاسبست وأختي طاحت على الأرض وأنا ضليت لحالي

ربت شخص ما على كتفها، لمحته بطرف عينيها استغربت من رؤيته هنا هتفت باستنكار: ليه جاي هون

نظر للجالس بحضنها وهمس: كيف حاله هسه يا ماما

تكلمت بدهشة: انت بتعرفه

هز رأسه بنعم وهمس ثانية: هادا الولد احنا أنقذنا اخوانه كان واقع عليهم الاسبست بس للأسف الضرر كان كبير

بدا الاهتمام جلياً على ملامحها وتساقطت دموعها بلا شعور: كيف حالة اخوانه هسه يا طاهر

هز طاهر رأسه بقلة حيلة: الضربة كانت قوية كتير وحتى الولد الكبير دخل بغيبوبة والصغير ما هيقدر يمشي إلا اذا ربنا أراد والبنت معها انهيار عصبي حاد

يا لمأساة هذه العائلة المسكينة، لم يسمع مؤيد ما قاله طاهر فالصغير كان مغيب عن هذا العالم يفكر في عائلته التي تشتت، همست الأم بقلب مفطور وكأن هؤلاء أولادها: طاهر وين أبوهم

هز رأسه دليل أنه لا يعلم، لكنه همس بألم: أمهم ماتت واليوم تالت يوم للعزاء

اتسعت عيونها من الصدمة، لم ترى أتعس من هذه العائلة بحياتها، اذن لم تبرأ جراحهم بعد أبعدت الصغير عن صدرها بخفة، لكنه تشبث بها أكثر، لم تتوقع أن تضم طفلاً بعد كل هذه السنوات صحيح أن الله رزقها بولد واحد لكنها شعرت أن هذا الطفل ولدها الثاني، هناك أشياء جميلة لا ترى بالعين المجردة يراها فقط من يبحث عن الجمال في زحمه البشر



وفي نفس المشفى

نظرت إلى ما حولها بتوهان تتمنى لو ماتت مع أمها لترتاح من كل شيء، ودت لو تصرخ بأعلى صوتها وتنادي على أمها الراحلة، حتى وإن صرخنا بأعلى أصواتنا فلن يرجع الغائبون ... !*


اللون الأبيض يحيط بها وكأنه يخبرها أن هناك قلوباً نقية بيضاء ستساعدها حتى تنهض من جديد، وصية أمها لم تنفذها لم تحمي إخوتها سحقهم الاسبست وهي تتفرَّج عليهم غير قادرة على فعل شيء، همسات من حولها تزعجها تود أن تبتعد بعيداً إلى حيث الحياة الآخرة، فليس هناك ما هو جميل يستحق أن تعيش من أجله، نظر إليها بوجع طفلته الصغيرة التي كان يحميها من كل شيء تفقد النطق غير مصدق ما حصل، صحيح أن الدكتور أخبره أنها فترة مؤقتة لكن مهما يكن، فهي صغيرته المدللة قبلها على جبينها وتأملها بحنية، رفض أن يبتعد عنها يريد أن يساعدها على تخطي هذه المرحلة، ربت أحدهم على كتفه استدار للخلف رأى الدكتور المشرف على حالتها سأله بقلق: كيف حالها يا دكتور

هز الدكتور رأسه بأسف: لو ضلت على هاي الحالة ..........


انتهت الآهة

ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود


:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134:

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:32 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
.....يتبع.....
:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134:

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:34 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
أشكر أخواتي في الله الذين تفاعلن معي همس الريح وأختى bluemay وأختي
ليل الشتاء:8_4_134::8_4_134::8_4_134:

~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~


&&الوتر الأول&&
&&الآهة السابعة&&
&&غياب الأمل&&



هز الدكتور رأسه بأسف: لو ضلت على هاي الحالة ممكن تفقد النطق نهائيا وهتدخل بغيبوبة، وين أمها خليها تجي تتكلم معها

انصدم هاني من كلام الدكتور ماذا يقصد بهذا الشيء، هل سيفقد صوتها لا لن يسمح لهذا أن يحصل، تكلم بانفعال وهو لا يدري ماذا يقول : يا دكتور أمها توفت الله يرحمها احكيلي بالزبط كيف بقدر أساعدها

تنهد الدكتور بحزن: الله يرحمها، البنت محتاجة لجرعة أمل من شخص عزيز عليها مشان يخليها تتمسك بالحياة، هي حالياً رافضة الحياة

لم تكمل الثانية عشر وترفض العيش، لكم هذا موجع، التفت لها بضياع تأمل وجهها البريئ بألم، لم يجب نداء هاتفه المحمول الذي علا رنينه، نبهه الدكتور بأن جواله يرن خرج من الغرفة وهو متضايق ليرد على هاتفه المحمول رأى رقماً دولياً لأول مرة يراه رد بهدوء مع أنه ودَّ غير ذلك: السلام عليكم

لم يسمع سوى أنفاس من الطرف الآخر يبدو أن المتصل ليست لديه نية في الرد، سأل ثانية لكن لم يجبه أحد، انزعج بشدة وقرر إقفال الخط لكن اتسعت عيونه من الصدمة من قول ذاك، كاد أن يقع الجوال من يده ما هذا الذي يحصل ركض خارجا وعقله مغيب عن الوعي

وفي نفس المشفى

كان مشتت التفكير، ما هذه الصدفة الغريبة ليلتقي بعائلة تشبه عائلته هو يشك بشيء ما لكن هل شكه صحيح أم لا، قاطع تفكيره صوت رسالة وصلت إلى هاتفه المحمول، لم ينتهي من قرائتها حتى جنَّ جنونه واتصل على تلك وهو يتوعد ويهدد لا يعلم لما الحياة تعانده بكل شيء ردت عليه أخيرا وصوت شهقاتها يخترق أذنيه لم يحتمل هذا همس لها بحنية: شو مالك

صدم من إجابتها لما الجميع ضدها، والدها من قبل والآن أمها يبدو أن الحياة ليست على مزاجنا أراد سؤالها عن شيء مهم لكن أجل الموضوع إلى وقت أخر حتى تهدأ، سألته عمَّا يريد فرسائله ملئت هاتفها، تنهد بقوة لا يقدر على البوح فليس هناك ما يستطيع الإفصاح عنه، أراد أن ينسيها بسؤاله عن مكانها ما يدور بخلدها، مع أنه يعرف أين هي إلا أنه أراد سؤالها، أخبرته أنها في منزل عمها سألها عن السبب فامتنعت عن الإجابة سمع ضجة من حوله فودعها بسرعة على أن يكلمها لاحقاً، استدار للخلف صدم عندما رأى أناس ملطخة بالدماء على حمالة المشفى وهناك فتاة مليئة بالدماء تقف بجوارهم لم يميز ملامحها فالدماء آلت دون ذلك، يبدو أن حادثاً ما قد حصل ، أبعد عينيه بحزن لكنه جذبه وجود البراء بجانبهم ركض بسرعة وهو يُخيل له أن أحداً من أهله أصيب بضرر ما، لكنه لم يتعرف على هذه العائلة انصدم من الدموع التي في مقلتي البراء سأله بدهشة: البراء شو فيه، مين هدولا

لم يرد عليه البراء بل اكتفى بمساعدة تلك العائلة وساعده ماهر بذلك

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:36 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
ومن بين الأشجار الكثيفة في أحد مناطق المطلة على شاطئ البحر بمدينة خانيونس الواقعة بقطاع غزة، أناسٌ باعت نفسها من أجل حطام زائل، وهل هناك أقسى من أن تطعن من أقرب الناس لك ضحكاته تعالت هنا وهناك، سيتخلص من كل شيء يخصها ولكن سيستفيد من ذلك بأكبر قدر ممكن، أولاً سيبدأ بابنتها


ابتسم بخبث عندما رأى الذي أمامه إنه ذئب مصغرٌ عنه يفهمه من عيونه، يشعر به وكأنهما جسدين بروح واحدة سأله وهو يكشر عن أنيابه كذئب ينتظر فريسته القادمة: كيف الصفقة تمت و لا لأ

نظر حوله بلا مبالاة أتقن هذا الشيء من صغره من يراه يقسم أنه أبله لا يفهم بالحياة شيئا ولكنه عكس ذلك فصدق المثل القائل " حية من تحت تبن " ووضع كغيه على عينيه يتصنع النوم مشيرا لذاك أنه فعل كل شيء أراده، تذكر شيئا فعقد حواجبه بانزعاج وسأل ذاك عن السبب الذي جعله يُقدم على فعل هذا وهم غير محتاجون لشيء مثل هذا، علت ضحكاته وهمس للصغير أن كل شيء على ما يرام وأن كل هذا مخطط له مسبقاً، تلفت يمينا ويساراً من يصدق أن بيتاً متواضعاً مثل هذا يجلس فيه شخص مثله، وكزه أحدهم بجنبه فرأى صديق له يحمل اسم المارد عفوا هل صدقتم هذا الاسم إنه لقبه فاسمه تناساه منذ زمن، سأله ذاك باهتمام: الشبح حاسس وائل بخدعنا

وكعادته كرر جملته المشهورة بغرور: ما انخلق اللي يخدع الشبح

تصنع المارد البرود وهو يشعر بالخوف من الخطوة القادمة هل سيكون الحتف هذه المرة، هو يعلم أن الشبح بريئ من كل شيء فهو خبيث من الدرجة الأولى والويل ثم الويل لمن يعصيه، كل من في هذا المكان ذئاب بشرية حتي أن الذئاب أرحم منهم فهي لا يمكن أن تأذي أحد لم يفعل لها شيئا إلا إذا كان هناك فائدة من ذلك، فريسة مثلا أما هؤلاء الذئاب البشرية ليست في قلوبهم رحمة، يؤذون من حولهم بغير ذنب أحقا بغير ذنب أم هناك ذنوب لا تغتفر مهما طال الزمن، سأل الكاسر فهو لم يكسره أحدٌ من قبل: الشبح الغروب ذهب ولم يعد، لا تكن كالطير الذي جلس طوال فترة النهار يستمتع بوقته ويطير من شجرة إلى شجرة يغني متفاخرا بصوته ويريد بالليل أن يبحث عن طعامه، كن متأكدا أنه لن يجده

تعجَّب المارد من هذا القول فاكتفى بالصمت، لكن الشبح وقف ببطء وذهب للشرفة التي ستسقط في أي حين وفتحها بكل قوته، بالرغم من ذلك إلا ان الشرفة بقيت صامدة في مكانها وكأنها تتحدى الشبح، تكلم بهدوء مدروس: كاسر لا تخاف

وصرخ صرخة أخافت من حوله حتى الوحوش ارتجفت من صرخته: كمين

بعدها هدأ صوته وكأنه تبدل إلى شخص آخر: تفضل

هنا الخوف دبَّ في قلب كمين وارتعدت فرائصه، نسي أن الشبح لا يخفي عليه شيء مهما كان كان يختبئ خلف الشرفة لم يتوقع أن الشبح سيعلم بهذا دخل للمنزل يتقدم خطوة ويتراجع عشراً، أخفض رأسه باحترام وهمس: نعم سيدي
تبدلت ملامحه تماماً وكأن شيئا لم يحصل، يتلذذ برؤية الخوف في عيون الشخص الذي أمامه وتكلم بمرح: روح جيب لالنا عشاء مشان نحتفل الليلة

لكن هناك أحد ما ركع أمام الشبح وهو يلهث، ونسي أن الشبح مجرد عبد ذليل مثله، وأخبره عمَّا بجعبته من أخبار متمنياً أن يشكره الشبح لكن نظرة الشبح له اخترقت تلافيف عقله لتخبره أن هناك عقابا وخيما ينتظره يبدو أن الشبح لم تعجبه هذه الأخبار، ركض الشبح بلمح البصر باتجاه النافذة وقفز منها رغم مساحتها الصغيرة نوعا ما، والسبب بذلك رشاقة الشبح، ورجع بعد فترة قصيرة وهو يحمل علبة صغيرة بها شيئا ما ووزع نظراته بين الجميع وبهدوء تكلم: بعد أسبوع الموعد

لم يجرؤ أحد على إدلاء رأيه إلا ذاك الكاسر فمكانته المقربة من الشبح، تحفزه لقول ما يريد: تسرعت بذلك أيها الشبح

لم يجبه الشبح هذه المرة، فخطته هذه المرة مختلفة وأعدائه كُثر والكل يود الإيقاع به حتى أقرب الناس له

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:51 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي أحد مستشفيات حي الرمال التي تقع بمدينة غزة الأبية


مسحت على شعرها بحنان، شعور مؤلم عندما يؤنبك ضميرك بأنك كنت السبب في تعاسة أحدهم، لم تتوقع أن يكون ابنها بهذه القسوة ولكن هذا الواقع وهذا ما فعله، كثيرا ما نظن أن قصص العذاب والألم ليست بالحاضر فمن يعيش برغد العيش لا يتوقع أن يرى أناس تتألم بل يقول أن هناك مبالغة بما يجري، استيقظت ودموعها تحكي الحكاية فمعناتها سُطرت منذ زمن، احتضنت إيمان يدها بحنية وهمست: حبيبتي كيف حالك هسه

ولأول مرة تشعر أنها لا تريد رؤية أحد تريد أن تختلي بنفسها، الآن تحمل قطعة منه ببطنها هي مؤمنة بقضاء الله وقدره لن تسقطه كما يفعلن البعض، رددت بنفسها كلمة لطالما جعلتها تتمسك بالحياة " لعله خير " تمنت لو أن ترى أحدا من أهلها ليخفف عنها ما تمر به، توقعت أن ذاك المصطفى سيأتي ليطمئن عليها لكنه لم يفعل، قبل الزواج كانت تظن أن المشاكل بين الأزواج شيء مبالغ فيه ولا يمتد للواقع بصلة، فالزواج بنظرها ألفة واحترام هذا ما صوره له عقلها، زاد صوت بكاءها فاحضنتها أمه وهمست ثانية: يا بنتي اهدي

لم تدري كيف تهدأها فابنها أخطئ، لطالما كانت تكره الحماة التي تعذب زوجات أولادها فهي عانت مع أم زوجها كثيرا، وعاهدت نفسها أن تعامل زوجات أولادها كبناتها وأكثر، لم تهدأ آسيا بل زادت شهقاتها، دخل الدكتور وبيده ملفه نظر لآسيا نظرة غريبة متأكد أنها هي، تكلم بعدما تنهد: أختي لازم تبعديها عن أي صدمات نفسية مشان ما تزداد حالتها سوء

هزت الأم رأسها بالموافقة، الندم يلاحقها بكل لحظة يا ليتها لم توافق على هذا الزواج، ولكن لو ماذا تُفيد، علا رنين جوالها فانصدمت عندما رأت المتصل، خرجت بسرعة من الغرفة وردت بعد ما تصنعت الهدوء: السلام عليكم

شعرت أن المتصلة تريد شيئا، ولكن تمنت لو أنها لم ترد، اتسعت صدمتها أكثر وأكثر من قول تلك، وكالآلة اتصلت على صديقتها لتتأكد مما سمعت، شهقت بصدمة عندما تأكدت من قول تلك ما هذا الظلم أيتهمون فتاة بريئة ومن أجل ماذا، من أجل حقد استوطن قلوبهم، هي متأكدة من الفاعلة ولكن السؤال من أخبرها بهذا فهي كانت حريصة كل الحرص ألا تعرف تلك ولكن على ما يبدو ليس هناك سرا يبقى مخفيا، لم تقوى على رؤيتها بعد الذي سمعته عنها، لم يكن أحد يعلم بهذا والآن الكل يدري لكن ستحاربهم جميعهم وخاصة ابنها ستهدده إن واصل أفعاله هذه، ماهذا الحقد الذي بقلبه خرج من المشفى دون أن يراها ويطمئن عليها لا تصدق أنه ابنها تربية يديها

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:53 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي أحد الحارات القديمة التي تقع على أطراف حي النصر بمدينة غزة الأبية الساعة العاشرة مساء


وضع كفه على خده سخر من نفسه، أكان يتوقع غير هذا ولكنه توارد بمخيلته سؤال ودَّ بشدة لو يعرف الجواب، مرت من أمامه نظر لها بطرف عينه، يكرهها منذ صغره بسبب غرورها قفز من مكانه كالملسوع لقد نسي تلك بالمشفى هنا سألته أمه بقلق: هاني شو فيه

شعر بالارتباك فهو يعلم ردة فعل أمه جيدا اذا علمت أنه ذاهب إلى هناك ستوبخه لا محالة، تكلم بحزن: صاحبي عمل حادث هسه اجا لالي مسج

صدقته لأنه كان يمسك هاتفه المحمول، وهاتفه فعلا أعلن عن وصول رسالة، ذاك هو القدر الذي قدَّر لكل هذا أن يحصل، خرج بسرعة من المنزل لكن استوقفه رجل غريب جالس أمام منزل جارهم أبو مهند استنكر ذلك، لكن أراد أن يطمئن على تيك بأسرع وقت ممكن، كان يود ايقاف سيارة أجرة لتستقله للمشفى، ولكن هناك شخص أمسك قميصه، استدار للخلف ببطء فرأى ذاك الرجل الغريب، دبَّ الرعب بقلبه فشعره الأشعث ووجه الأسود وعيونه السوداء وقامته القصيرة نوعا ما وجسده البدين، بعث الخوف بقلبه تلقائيا ظهر الاشمئزاز على ملامحه فهمس ذاك: هاني ما تدخل بعيلة أبو مهند أفضل لالك

قال كلماته ورحل بسرعة، أفاق من صدمته بعد لحظات تلفت يميناً وشمالاً لم يرى أحدا، تساءل من هذا الرجل الغريب يبدو كأنه كابوس رآه في نومه، هز رأسه ليبعد الأفكار السوداء التى هاجمت رأسه فركب سيارة أجرة وقفت أمامه ولم يهتم لكلام الرجل، وصل الى المشغى بعد فترة نزل من السيارة وهو قلق بعد أن دفع للسائق الأجرة، دخل المشفى وهو يتلفت يمينا ويساراً فصورة الرجل معلقة بذهنه، اقترب من الغرفة التي تتواجد بها المريضة، لكن أحدا فاجأه بإمساكه من قميصه بقوة: شو بتعمل هانا

تنهد بارتياح وتكلم بسخرية نوعا ما: جاي مشان ألعب، من عقلك الواحد ليه بيروح عالمستشفى مثلا يا أستاذ

نظر له ذاك بحقد، فموت والده لا زال يذكره وكأنه بالأمس، وصرخات والدته التي تدمي القلب قبل أن تُبكي العين تزور مخيلته كل لحظة: الله ينتقم منك اذا القانون ما بدو ياخد حقي منك أنا باخده بايدي

استغرب من كلامه، وعقد حواجبه بدهشة أكل الحقد الذي بعينيه من أجل شيء لم يحصل، لا يعلم هاني عن أي حقٍ يتحدث، هل يدري أم أنه قرر أن ينسى ويظهر للجميع أنه لا يعلم شيئاَ: يا حبيبي حقك خده من اللى ظلمك أنا ما بعرف عن شو بتتكلم

استفزه هاني بكلامه، أيتظاهر بالنسيان أم أنه تناسى لكي يرتاح، " فعلا الظالم ينسى فعلته أما المظلوم يبقى يعاني حتى يأخذ حقه " هذا ما قاله ذاك بخاطره رص على أسنانه وتكلم بحدة فهو متأكد أن الذي أمامه هو السبب: هاني لا تتغابى بس وربي اللى خلقني لأنتقم من أغلى شيء على قلبك

رحل وترك نسمات الهواء الباردة تداعب خصلات شعر هاني المجعد، مسح على شعره بقلة حيلة استغفر ربه ثلاثاً، ثم دخل للغرفة بعد أن طرق الباب وجد أم علاء هنا، اتجه نحوها ببطء وهمس: خالة كيفها هسه

تنهدت أم علاء وهي تشعر بالعطف اتجاه هذه الطفلة، ترفض الاستمرار بالحياة فهي تشعر بالذنب لما حصل لإخوتها، التفتت لهاني وتكلمت بحزن: ما بترد علينا، أنا متأكدة لو تشوف اخوانها هترجع زي ما كانت وأحسن

هز هاني رأسه بقلة حيلة، إخوتها الذين سحقهم الاسبست أم إخوتها الذين لا يعلم حالتهم إلا الله، سأل أم علاء متأملا أسيل بقلق: خالتي وين مؤيد

نظرت له أم علاء بدهشة، فهي لم ترى مؤيد مذ أن وصلت إلى هنا: والله يا خالتي بعرفش روح دور عليه بالمشفى يمكن تلاقيه

خرج من الغرفة ليبحث عن مؤيد، رآه أحد الممرضين فسأله باستغراب: يا أخي بدور على شيء

هاني بقلق وهو ينظر إلى الممرض الذي عمره يقارب عمره: شفت طفل صغير يعني تقريبا عمره ست سنين ولون عيونه خضره

هز رأسه بألا، لكن مرت دكتورة وبكفها كان الصغير ابتسم هاني للمشهد ركض الصغير وارتمى بحضنه، توجهت الدكتورة نحوهما وهتفت متسائلة: يخوي شو انت بتقربله

أجابها أنه ابن جارهم، سيل من الأسئلة انطلق من ثغر الصغير سأل عن أشياء كثيرة وأهم سؤال أين إخوتي، أجابه مطمئناً أنهم بخير واصطحبه إلى حيث كانت أخته أسيل، ارتمى بحضن أسيل وابتسامته اتسعت شيئا فشيئا كل هذا تحت أنظار الدكتورة، دمعت عيناها فمسحتها ببطء وهي تسترق النظر، التفت مؤيد وأشار للدكتورة أن تأتي لترى أخته أسيل، اتجهت نحوهما وجلست على طرف السرير، آلمها منظر أسيل التى لا تحرك ساكنا، سأل ببراءة: ليه مو راضية ترد عليَّا

هز أخته بكفيه الصغيرة وعلا صوت بكاءه: أسيل اصحي أنا بحبك ما هأغلبك يا أسيل، أسيل لا تموتي زي ماما أنا بحبك كتير

دمعت لكلماته عيون أم علاء وشاركتها بذلك الدكتورة أما هاني تنهد بحزن، تأوهت أسيل بألم وهمست: مؤيد

دفن رأسه بصدرها يبكي نظرت حولها بتوهان فسألتها أم علاء: كيفك يا بنتي

لم ترد عليها وهل لديها جواب لترد عليها، سأل مؤيد بصوت متهدج: وين مصعب ومهند

هذا السؤال بالذات لا تعلم إجابته، ولا تريد أيضا معرفة الإجابة

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:57 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي أحد المنازل التي تقع بوسط حي الرمال بمدينة غزة الأبية يوم الاثنين الساعة السابعة صباحا

في منزل أبو جهاد


ستائر ذهبية تتسلل منها أشعة الشمس لتنير المكان، وسرير يتوسط الغرفة ذو اللون الأزرق ومكتب يقع بالمقابل له ذو اللون نفسه ودولاب باللون الأزرق الغامق يقع بجانبه، كان جالس على سريره وواضع يديه تحت رأسه ينظر إلى السقف بسرحان، هل ما رآه صحيح هز رأسه بقلة حيلة، لا مستحيل فهو يثق بها إلى حد كبير، يتمنى أن يلتقي بها متشوق أن يذهب للجامعة ليراها، ولكن ما زال الوقت مبكرا طرقات على باب غرفته أوقفت تفكيره أذن للطارق بالدخول، تفاجأ عندما رأى دعاء زوجة أخيه جهاد جلس بسرعة وهمس: شو فيه

ابتسمت برقة وأشارت بألا شيء تلفتت يمينا ويسارا بعدها أخذت أوراق كانت بجانب حقيبته الجامعية على المكتب، وقرأتها وهي تنظر بطرف عينيها لماهر الذي أشاح وجهه، الآن علمت لما كان غاضب البارحة، تكلمت بهدوء: ماهر لا تسدق هالأشياء يمكن حدا افترى عليها
التفت إلى زوجة أخيه وعيونه محمرة، لا يدري بما يجيبها عقله غير مستوعب ما حصل: مو قادر أفكر بشيء ما توقعت كل هادا يصير وأنا زي المغفل

حزنت دعاء لقوله، تعرف مدى ألمه فهي جربت هذا الشعور من قبل ولكن مع شخص مختلف: ماهر انت بتعرف انو كل شيء تطور ويمكن هادا كله افتراء وتزوير وأنا بوعدك اتأكد من كل شيء بطريقتي

صمت ولم يتكلم، لكن فاجأته بسؤالها المباشر، صحيح أنه يخبرها بكل شيء يخصه، لكن هذا الشيء لم يخبرها به ليس لشيء ولكن لم تتح له الفرصة ذلك، ابتسمت لعدم إجابته واستدارت خارجةً من الغرفة وتكلمت بهدوء: تعال يلا الفطور جاهز

تنهد بارتياح فالآن تيقن أن مشكلته انتهت، صرخ باستنكار فهو علم من الذي أخبر دعاء بكل شيء، لم يخطر بباله هذا تعالى رنين جواله فتوجه نحوه ورد على المتصل بعد السلام والسؤال عن الحال تفاجأ بصراخ ذاك: ماهر الحقني

انتهت الآهة

ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود


:8_4_134::8_4_134::8_4_134:

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 04:59 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
لااااااااااااااااااااا تحرمونااااااا من توقعاااااااااااااتكم يا حلوين وبشكر كل من دعمني وتفاعل لأن هذا التفاعل والنقد هو الذي يسعى بي نحو الأفضل
:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134:

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 05:17 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
....يتبع.....

:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134:

bluemay 07-03-16 05:33 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
رووووعة يسلمو ايديك


اتفاجأت بنزول بارتات جديدة


لي عودة بتعليق بعد القراءة إن شاء الله


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

نها عبدالخالق العرجا 07-03-16 05:35 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3600480)
رووووعة يسلمو ايديك


اتفاجأت بنزول بارتات جديدة


لي عودة بتعليق بعد القراءة إن شاء الله


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»



السلام عليكم

الرائع مرؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤركـ حبيبتي

اوك بانتظار تعليقك يا حبي :8_4_134::8_4_134:

bluemay 07-03-16 08:15 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شي محزن كتير ، اسيل فقدت امها وانصابوا اخوانها وفاق الالم قدرتها عالتحمل فأنهارت ..

بس ليش حاسة الموضوع بطيء متل السلحفة ليش ماهر ما حط واحد + واحد
ليش ما حقق ورا الشبه غير العادي معهم ؟!!

شو قصة نور ؟! وليش ماهر شاكك بشي يتعلق فيها؟!


الشبح مين هاد كمان ؟!!
شكله مجرم وما بخاف ربنا
الله يستر منه .


آسيا مغبونة بس الحمدلله انه ربنا حنن عليها حماتها و وقفت بوش ابنها معها.
هل رح يصمد حملها ؟!


ريما حاسستها بتشجع بحالها وهي متل اللي بنفخ بقربة مقطوعة
يعني هي بتحب براء فمش بالسهولة انه تتجاهله وتتجاهل كراهيته الها.

بصراحة انا ما حبيته ولا نزلي من زور
مدلل وسخيف هيك شايفته ..


إسراء سبحان الله النقيض من ريما
الله يهنيهم ببعض


يا ترى شو اللي رح يصير مع اسيل وآسيا وريما

متشوقة للقادم كتير


تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


منى سعد 08-03-16 02:31 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
رويتك حلوه كتير من وقت ما بديت اقراء ما قدرت اترك احداثها المتتابعه وخاصه اسيل
الطفله الى كبرت قبل اوانها بمرض امهاوتحمل مسؤلية البيت وعدم معرفتها بمكان والدها ووفات امها وتعرض اخوانها للحادث وخاصه مهند الى كان نفسه يصير طبيب ومصعب الصغير
وكمان ريما اشفقت عليها وبراء بعاملها بها البرود ومتزوجها غصب عنه جرحها كتير
وكله كوم واسيا وزوجها الحقير الى نفسي اخنقه بتهمهابشرفه وكمان بضربها المعقد الله لا يعطيه عافيه
باين انها انها الام هي ساره ابنتالجد بس ماهر. كيف ما ربطش بين شبهم بعائلته وعمته الى ضايعه ومختفيه
منتظره الباقي ما تتاخري علينا

مملكة الغيوم 08-03-16 03:01 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
السلام عليكم ورحمة الله
رائعه بجد تو ما بدءت فيها ما توقفت الا لما نهيتها اسيل صعبت عليا وازاى الام تبقى جنب اهل ولادها وما تعرفهم عليهم وتسيب بنتها لما تقع فى حب عمها وكيف انه الجد وصلت بيه انه كان حيتحرش بحفيدته وماهر لتانى مره يلفت نظره شبه اسيل باخته ولم يربط الشبه وايضا البراء شبه مهند ومصعب بخواته حسام وجهاد اما مصطفى واسيا فهم موال غبى كيف يرميها بتهم باطله بس عشان كاهها مكنتش من باب اولى اتجوزتها مالت عليك والبراء بينكد على زوجته عشان اتجوزها غصب كان برجوله رفضت الجوازه بدل ما تطلع قلة حيلتك على البنيه
وهادول الشبح والكمين والعالم الغريبه دى دول تجار السموم الله ياخدهم
بجد اسلوبك فى السرد رائع وقصتك مشوقه جدا مع انى مش فاهم معنى كلمة هسه لكن ترجمتها بالبركه كده يعنى الان او دلوءت بالمصرى تسلم ايدك على الفصول طبعا ماعلقت على كل الشخصيات لان الان الساعه 3 بالليل فخلاص مفتح عين واحده لكن انشاء الله بعد كده تعليق اول باول مع تمنياتى لكى بمداومة تنزيل البارتات الكتير فيس الطماع ههههههه
دمتى بود ولكى منى كل الحب

نها عبدالخالق العرجا 08-03-16 06:16 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
أشكر كل المتابعين الذين يتفاعلون معي بتعليقاتهم الجميلة وأتمنى لهم التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، لا تحرمونا من ردودكم وانتقاداتكم فهي التي تسعى بي نحو الأفضل، ، والآن أترككم مع الآهة الثامنة أتمنى أن تنال على إعجابكم، لا تحرمونا من توقعاتكم فمهما كانت فهي تسعدني وتشحن همتي نحو الكتابة ^_^


~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~

&&الوتر الأول&&
&&الآهة الثامنة&&
&&لقد طال الانتظار&&


تنهد بارتياح فالآن تيقن أن مشكلته انتهت، صرخ باستنكار فهو علم من الذي أخبر دعاء بكل شيء، لم يخطر بباله هذا تعالى رنين جواله فتوجه نحوه ورد على المتصل بعد السلام والسؤال عن الحال تفاجأ بصراخ ذاك: ماهر الحقني

تعالت الصدمة على ملامحه، رد بتلعثم فصراخ ذاك أرعبه وبعثره إلى حد الوجع: ولك احكيلي مالك شو فيه

تعالت ضحكات المتصل وهمس باستفزاز: طلعت بتخاف عليَّ

رص على أسنانه فهو حقا كان خائف عليه، ولكن أبى أن يظهر هذا: شو هالمقلب السخيف

وبعدها تنهد عندما تناهى إلى مسمعه ضحكات المتصل الساخرة: من متى وانت ما بتحب المقالب، شكلو في شيء شاغل بالك

تذكر شيئا مهماً فأراد سؤال ذاك عنه، سأله ولكن لم يلقى إجابة شافية سيسأل عندما يذهب للجامعة فلقد طال انتظاره وهو يبحث عن الإجابة، استئذن منه بأنه يريد تجهيز نفسه وهدده بأنه سيعاقبه عندما يراه بالجامعة بعد قليل، خلع بنطاله وارتدى بنطلون جينز أسود بعدها خلع بلوزته البيضاء وارتدي قميص أسود لكم يحب هذا القميص لأنه هدية من أغلى إنسان على قلبه، وأجمل ما ارتدى طوال عمره بشهادة من أعجب بها من النظرة الأولى، سرح شعره بانزعاج عندما تأمل وجهه في المرآة لقد رأى هالات سوداء تحيط بعينيه، عطر نفسه من المسك الذي أهداه اياه جده عندما رجع من الحج السنة الماضية استنشقه بسعادة، شعر أن الحياة دبت في عروقه ابتسم لنفسه فتعالى رنين جواله متأكد أنه المزعج ساهر، تفاجأ عندما رأى رقماً غريبا رد بهدوء وهو يتساءل من هذا الذي سيحادثه في وقت مبكر: السلام عليكم. مين معي

وبعدها أغلق الجوال في وجه المتصل، لقد كان ساهر لا يعلم من سلَّطه اليوم عليه، اتجه نحو المكتب وفتح اللاب تأفف عندما رآه مغلق يبدو أن البطارية فارغة والمصيبة أن الكهرباء غير متواجدة منذ البارحة تكلم بضيق: شو هالقرف بنصحى الكهربا قاطعة وبنام الكهربا قاطعة

وفجأة اشتغلت الأنوار في جميع أنحاء الغرفة، تلفت يمينا ويساراً وكأنه ملك الدنيا بأسرها، شحن اللاب توب بسرعة وشغله باستعجال، بعدها فتح حسابه الفيس بوك تفاجأ من كمية الرسائل التي وصلته، رأى أغلبها من أصدقائه وطلاب وطالبات قسمه، لم يرد على أي رسالة فالرسالة التي كان ينتظرها لم يجدها، أغلق اللاب بعد أن قفل حسابه، أخذ حقيبته بعدها خرج من العرفة وعندما مر بجانب الصالة رأى أفراد عائلته يتناولون طعام الإفطار، نادت عليه والدته ليشاركهم لكنه رفض وأشار على ساعته يخبرها أنه على عجلة من أمره، نزل للأسفل فوجد ساهر جالس على عتبة منزلهم منشغل بجواله، وعندما رآه اتجه نحوه لكن ماهر وبخه بحدة على مقالبه السخيفة التي افتعلها اليوم، رن جوال ساهر فلم يرد على الجوال بل قام بإخراج البطارية تحت نظرات ماهر المستغربة بعدها مشي ساهر بجانب ماهر والصمت سائد بينهما، فوقفت بجانبهما سيارة وهتف الشخص الذي بداخلها: شباب بدكم توصيلة

التفت كلاهما إليه فهتف ساهر بعدما ركب بالسيارة: اوووووه طاهر فكرتك رحت

لم يركب ماهر بل تجاهلهما وبقي مستمراً بالمشي، عقد ساهر حاجبيه باستنكار: ماهر تعال اركب

لم يرد عليه ماهر بل اكتفى بالإشارة إليهم أنه يريد أن يمشي لوحده، اندهشوا من تصرفه وهمَّ طاهر أن يخرج من السيارة ليسأله عن السبب، لكن ساهر منعه وأخبره أنه متأكد أن ماهر يفكر في شيء ما ولا يريد لهم معرفته وأنه سيكتشف كل شيء قريبا


نها عبدالخالق العرجا 08-03-16 06:18 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
في منطقة البلد الواقعة بمدينة خانيونس في أحد البيوت المتواضعة الساعة الثامنة صباحا



ولأن القادم مكتوب والماضي لن يزول ولأن الحظ ليس أهلاً للثقة، علينا أن نكون أقوياء لنعيش كما يجب



قبلها على جبينها وكفيها ورجليها ومسح على خدها بكفه الأيمن، والمحبة تشع من عيونه لتصل إلى قلبها فتخترقه وتنسيه همومه التي غلفته بها الأيام، سألها بابتسامة تعلو ثغره: كيفك يا ملكة

وكعادتها أمسكت كفيه وضمتهما إلى صدرها تكلمت وابتسامة جميلة زينت محياها: الحمدالله بخير احكيلي انت كيفك وين أختك ليه ما بتجي تزورني

نظر إلى عيونها البنفسجية بمحبة من يراها يقسم أنها أجمل عيون بالعالم، ولكن للأسف فهذه العيون لا ترى أخبرها أن أخته ستزورها اليوم، لكم فرح لابتسامتها التي اتسعت وكعادته أطعمها بيده عندما يجلس بجانبها يشعر وكأن العالم بأسره ملك له، جاءت الخادمة التي ترعاها في غيابه: عمي أبو الأمير خالتي مريم ما رضيت توخد الدواء اليوم الصبح

تنهد بضيق وأشار للخادمة أن تأتي بالدواء، وسألها بعتب: ليه يالغالية ما شربتي الدواء

ضغطت تيك على كفه وهمست: كنت بنتظرك تجي تشربني الدواء ليه تركتني أسبوع

ضمها إلى صدره يحبها أكثر من روحه، تخلى عمَّا يحب من أجلها، حتى أن أي شيء تحبه هو يحبه وأي شيء تكرهه يكرهه لأجلها، همس لها بحنية: خلاص ولا يهمك أنا اللي هأشربك الدواء المهم ما تزعلي يا الغالية

شربت الدواء من يده، لكم تمنى أن يكون هو المريض بدلاً عنها، احتار عندما رأى شرودها وأنها ترد يده التي تطعمها، همست بشرود: فارس

علم ما تفكر به لكم حزن لأجلها وعد نفسه أن يحقق لها ما تتمنى ولو فقد روحه، أمسك كفيها بحب: كُلي مشان أجيب أم فارس هون

بانت بعض التجاعيد على وجهها إثر ابتسامة جميلة ارتسمت على محياها وطلبت منه طلبا غريباً، اندهش من هذا الطلب فهذا الموضوع مرَّ عليه زمن، لم يدري بما يجيبها وضع الطعام بفمها وتكلم مغيرا الموضوع: اليوم هنروح على مكان انتي بتحبيه كتير

شعر بأحد يضمه من الخلف استدار ببطء وابتسامته تتسع، لكم يحبها إنها صغيرته المدللة مسح على شعرها بحنان: كيف حبيبة أبوها

قبلته على خده وجلست بجانبه: أنا زعلانة منك ليه كنت غايب عنا أسبوع

يعشق دلعها فهي التي تشعره بالأبوة، انصعق عندما رأى دموع تيك مسحها بأصابعه التي ترتجف وهمس: لا تعيطي دموعك بتجرحني

مدت ذراعيها وكأنها تنتظر منه أن يلبي طلبها ليرتمي بحضنها، وبالفعل لبى طلبها وهو يشعر أنه رجع إلى أيام طفولته البريئة لطالما انتظر هذه اللحظة، سمع اعتراض ابنته: جدتي مين بتحبي أكتر أنا ولا بابا

اكتفت تلك باحتضان ولدها أكثر فأكثر لكم تحبه عوضها عن كل العذاب التى لاقته بحياتها، لو طلب روحها لأهدته إياها وهي راضية، جاءت الخادمة وتكلمت بهدوء: لميس تعالى حلي واجباتك

تأففت لميس باعتراض: يالله متى وأنا مخلصة من المدرسة

بعدها صرخت بحماس: اووووه الأمير متى جيت

وذهبت نحوه وضمته بعدما قبلته على خده، هذه هي لميس تحبب الجميع فيها بتصرفاتها الطفولية البريئة المرحة، قابلها بملامحه الجامدة ونظر لذاك نظرة غريبة لكن ذاك تجاهل نظراته وكأنه يخبره ليس لدي وقت لأناقشك بما تريد ضربته لميس على كتفه باعتراض: اوووف منك أنا ما بحبك

واتجهت نحو والدها ووضعت رأسها على كتفه همست بدلع: بابي اليوم تعال وصلني للمدرسة

مسح على شعرها بكفه اليمنى وبكفه اليسرى أمسك يد والدته: حبيبتي مشغول بدي أروح أجيب عمتك أم فارس لهيك روحي مع صحباتك

وقفت كالملسوعة والفرح اكتسى ملامحها: يعني يا بابا ناريد هتجي

نظر لصغيرته وهو يرفع حاجبه الأيمن: أكيييد لأ كيف بدها تروح على مدرستها

لم يعجبها رد والدها فهمس الأمير أخيراً: سأنام

وذهب إلى إحدى الغرف التي بالمنزل بعد أن احتضن جدته فهو أحبها من حب والده لها، وبقيت لميس تتحدث مع والدها وجدتها تشاركهم بذلك
:liilas::liilas::liilas:

نها عبدالخالق العرجا 09-03-16 04:11 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي أحد المستشفيات الواقعة بحي النصر بمدينة غزة


‏نخشَى الاعتراف أحَيانا..!بما يدور داخلنا ,,,وَحدها وَسائدنا وَأوراقُنا..تَعرف ذَلك ,,!!


نظر حوله بحزن لم يصدق أن كل هذا حدث بالبارحة، ودَّ لو يرى أمه فيرتمي بأحضانها كطفل صغير كان تائه بالسوق ووجد والدته بعد رحلة بحثٍ طويلة، تناهى إلى مسمعه تأوهات التي أمامه، نظر إليها بقلق واضح على محياه: خالتي انتي بخير

لم تجبه بل اكتفت دموعها التى شقت طريقها على وجنتيها تحكي قصتها والظلم الذي عانته
في حياتها، احتضن يدها بين كفيه وقبلها على جبينها سألته هامسة: يابني البنات كيفهم

لا يعلم بما يجيبها فالجواب أحيانا تعاسة، لكم تمنى أنه لو مات قبل هذه اللحظة، توسلت إليه بنظراتها أن يطمئن قلبها المكلوم أجابها ببضع كلمات: خالتو الكل بخير المهم انتي كيفك

تعالت صوت شهقاتها وكأن قلبها أحس أن الكل ليس بخير، جاء الدكتور فهمس البراء في أذنه
شيئا ما فهز الدكتور رأسه وتكلم بهدوء: خالتي كيفك هسه

تكلمت بوجع إنسانة فقدت أغلى ما تملك: دكتور احكيلي كيف البنات

هز الدكتور رأسه بقلة حيلة: خالتي كلهم بخير لا تقلقي بس انتي كوني قوية مشان تتحسن صحتك

صوبت نظراتها إلى البراء وبدموعها توسلته: يابني لا تخبي عليَّا احكيلي كيف البنات

همس البراء وهو يخفي ألمه: خالتي حكيتلك كلهم بخير مجرد رضوض بسيطة

فجأة تعالت صرخات في الأنحاء، جاءت فتاة في عمر الزهور أكملت الثامنة عشر قبل أسبوع واحد فقط، وارتمت بحضن والدتها وهي تنتحب: ماما بسمة البيت راحت ليه يا ماما هيك بصير فينا

وضع البراء يده على كتفها عندما رأى أن الأم المستلقية على السرير شحب وجهها وصار لونه أصفر باهت، وهمست بدون تصديق: بسمة راحت يعني ما هأشوفها بعد اليوم

نظرت إلى ما حولها بتوهان هل ستفقد وردة من ورداتها الست الذين ضحت بشبابها من أجلهم تحملت الإهانة من أجل أن تراهم بأحسن حال، هل ستفقد هذه الوردة للأبد همست ابنتها بصوت مبحوح تعب من كثرة البكاء: ماما احكيلها انو احنا بنحبها ليه تتركنا

أبعد البراء تلك عن جسد أمها لا يريد للأم أن تتعب أكثر، ارتمت الفتاة بحضن البراء وهي تبكي ضربته على صدره بكل قوتها فلقد طال انتظارها له بالبارحة لكنه لم يأتي: كله منك اتصلت عليك بس ما رديت عليَّا

احتضنها البراء وهمس لها وعيونه تدمع: حبيبتي خلاص ما تبكي

دفنت رأسها في صدره وعلت صوت بكاءها، فهمست الأم بهدوء والصدمة ما زالت مسيطرة عليها: طيب وين البنات بدي أشوفهم

وجلست على السرير بصعوبة وهي تتأوه من الألم، لكن البراء أبعد الفتاة عن صدره بخفة وأسرع باتجاه الأم وطلب منها أن ترتاح لم تستجب طلبه وتكلمت بهستيريا: بدي بناتي هاتولي بناتي

حقنها الدكتور بإبرة مخدرة لكي تنام يبدو أنه أصابها انهيار عصبي تخافتت كلماتها إلى أن أغمضت عينيها ونامت، وضعت الفتاة كفيها على عينيها باكية فهي لم تتحمل رؤية أمها بهذه الحالة، أبعد البراء كفيها بهدوء ومسح دموعها بأصابعه، همست له: البراء ما شفت لارا وينها

تنهد البراء بضيق: في غرفة اللي جنب هادي تعالي أوديكي عليها

مشى بجانبها وكفه يحتضن كفها، ووصلا إلى الغرفة الأخرى فتح الباب فشاهد أن الغرفة تحتوي على أربع أسرة، على كل سرير فتاة هو المسؤول عنها تسائل عن الخامسة فأجابته الممرضة الموجودة هناك أنها ذهبت مع الممرضة الأخرى لتأتي بشيء ما، صراخ الصغيرة لارا أرعبهما لقد كانت تصرخ منادية شهد أختها، اتجهت شهد نحوها وضمتها لصدرها صرخت الصغيرة: شهد بدي ماما

اتجه البراء نحوهم لم يعد قادر على التحمل أكثر هو السبب بكل شيء حصل لهذه العائلة، ألأنه أقفل جواله بالأمس حصلت كل المصائب، ابتعدت لارا عن حضن أختها شهد فمد لها البراء ذراعيه واحتضنها بين يديه، دفنت وجهها في صدره وهمست: بابا

مسح البراء على شعرها بحنية، ونظر إلى شهد بألم التى تبكي لكم ودَّ احتضانها ومسح دموعها، بادلته شهد النظرات عاتبةً، والتفتت إلى أختها بسمة التي هي اسم على مسمى حتى وهي في عالم آخر ابتسامتها لم تفارق شفتيها، تنهدت بوجع: متى هتصحى بسمة

احتضن البراء الذي يجلس على السرير مقابلا لها كفها وتكلم بهدوء: سدقيني هتصحى من الغيبوبة قريب أنا كلمت الدكتور حكالي هي بخير

أشاحت شهد وجهها ناظرة إلى النافذة، بعدها تكلمت بحدة وهي تنفض كفها من يد البراء: لا تعمل نفسك بريئ أنا متأكدة انو الحادث مفتعل وانت وراء كل هادا

شهق البراء من قوة صدمته ماذا تقصد بقولها، أبعد لارا عن حضنه وأمسك وجه شهد بكفيه: شهد انتي مجنونة أنا أعمل فيكو هيك

صرخت شهد بمرارة: عادي اذا القريب لينا شردنا وعذبنا انت الغريب بدك تساعدنا

تألم البراء من قولها، هل فقدت الثقة به تكلم بوجع: حبيبتي انتو أغلى ناس على قلبي كيف بدك اياني أذيكم

أخفضت شهد إنها تحبه لا بل تعشقه ولكن هل ما يقوله صحيح، ثقتها مفقودة بكل البشر فلا أحد يساعد الا لمصلحته هذا ما كانت متاكدة منه، سحبها البراء إلى حضنه: حبيبتي اللى عمل الحادث اذا احنا ما عرفناه ربنا بيعرفه وهياخد حقكم منه في الدنيا قبل الاخرة، بس احكيلي ليه كنتم طالعين كلكم من البيت

شعرت بألم فظيع في بطنها، عضت على شفتها السفلى بقوة من الألم وتأوهت بوجع ودموعها ملئت قميص البراء، الألم الشديد منعها من الإجابة أبعدها البراء عن حضنه وهمس بقلق: حبيبتي مالك

هزت رأسها بمعني لا شيء، أمسكت لارا يد البراء وتكلمت ببراءة طفلة أوجعتها الحياة: بابا ليه شهد بتعيط

مسح على شعر لارا وهو خائف على شهد: ما فيها شيء

جاءت فتاة لم تتعدى السابعة عشر لكن هموم الحياة جعلت منها عجوزا تعدت الثمانون، نظرت للبراء بحقد ولكن عندما رأت أختها شهد تتوجع ركضت نحوها بخوف وتكلمت بسرعة: شهودة شو مالك

ارتمت شهد بحضن أختها وهي تبكي بكاء مرير التفتت مها إلى البراء ونظرت له نظره كره: شو عملت لالها

وقف البراء بعدها أشاح وجهه: إسأليها

نظرت لأختها التى تبكي على صدرها بوجع وهمست: حبيبتي احكيلي شو عمل لالك والله لأنتقم منه لو عمل لالك شيء

همست شهد بصوت مبحوح: مها البراء ما عمل شيء




نها عبدالخالق العرجا 09-03-16 04:13 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
في أحد أحياء مدينة غزة وتحديدا حي الرمال في فيلا أبو البراء

يمر القطار تلو القطار ولا نركب
ليس العيب في القطارات التي تمر ،
ولكن
حقائب أَحلَامنا أَثقل من أن تتحملها تلك القطارات



لقد طال انتظارها إنها قلقة عليه وبشدة، جواله مقفل من الأمس ودَّت لم معها أحد أرقام أصدقائه لاتصلت عليه لتسأله عنه، أخذت حقيبتها وهي تبعد الأفكار السوداء عن رأسها لو حصل شيء له لعلمت بذلك من أهله متأكدة أنه نائم عند أحد أصدقائه ولكنه يخبرها اذا نام عندهم، تنهدت بحيرة ستذهب للجامعة فهي متأكدة أنها ستراه هناك نزلت للأسفل وركبت سيارة أجرة وهي تدعو الله ألا يصيبه مكروه، وصلت إلى الجامعة ذهبت إلى المكان الذي تجتمع فيه صديقاتها رأت مرام وفداء أما زهراء يبدو أنها لم تأتي سألتها مرام بسرعة: يووووه ليه تأخرتي

جلست ريما بجانب مرام وهمست بشرود: ما لقيت سيارة

تكلمت مرام بحماس: ضاع عليك نص عمرك ماهر وأصحابه عملوا مشكلة مع فارس واصحابه صحيح كيف جيتي مع سيارة ليكون ما جيتي مع البراء

ريما وهي تشهق: يعني البراء مو مع ماهر

عقدت مرام حاجبيها: ريما شو فيه لا البراء ما كان مع أصحابه

نزلت دموع ريما بلا شعور وزادت دقات قلبها الخائفة، اذا لم يكن مع أصدقائه اذن أين هو أمسكت يد مرام بغير تفكير أردات أن تذهب وتسأل أصدقائه ولكنها تراجعت بآخر لحظة، سألتها فداء: ريوم ليه بتعيطي

ابتسمت من بين دموعها: حبيبتي ما في شيء بس حييت أغلس عليكم شوي

*
*
*
*
*


وفي أحد الحارات القديمة التي تقع على أطراف حي النصر، هناك حيث بيت مهجور لا يسكنه أحد


كان يحاول فكَّ القيود التي كبلت يديه ولكنه لم ينجح، الرباط على عينيه يزعجه وبشدة فهو محكم الربط، شعر بأحدهم يركله ببطنه تأوه بألم فالضربة كانت قوية، شعر بشيء ما يمشي على صدره العاري، دبَّ الرعب بقلبه قهقه الفاعل بنشوة وتكلم بحدة: هادا بس تحذير لالك مشان ما تدخل بعيلة أبو مهند بعد اليوم

تكلم وهو يتظاهر بالثقة: انت شو بدك من الآخر

تكلم ذاك بحدة أكبر: لآخر مرة بحكيلك ابتعد عن عيلة أبو مهند وإلا أغلى حاجة على قلبك هأدمرها

خرج ذاك بعد أن رمى آلة حادة على الأرض لتساعد المفتعل به في فكَّ قيده


نها عبدالخالق العرجا 09-03-16 04:14 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
في أحد المستشفيات الواقعة بحي الرمال بمدينة غزة


وليس للحياة معنى عندما تغلفنا الوحدة، نظرت إلى المحلول الذي بيدها ودَّت لو تنتزعه ولكنها لا تستطيع، نظر لها الدكتور نظرات غريبة وسألها: كيفك هسه

لم تنتبه لنظراته ولا لسؤاله اكتفت بتنهيدة قوية تفرغ فيها عن ألمها، لكن الدكتور سألها ثانية وهو يعمل على ضبط المحلول: أختي كيف حالك هسه

همست بصوت مبحوح: الحمد الله بخير

ابتعد الدكتور عنها بطريقة تبعث للشك عندما طُرق الباب، لكن كل هذا لم تلحظه آسيا التي لم تعد تهتم لشيء دخلت أم مصطفى وكان خلغها زوجها عماد اتجها نحوها فتكلم عماد بهدوء: الحمد الله على سلامتك يا بنتي، كيفك
هسه

همست وهي تشيح وجهها: الحمد الله على كل حال

همس عماد بأذنها بشيء ما، لم تهتم لما قاله فهي كانت تعلم هذا من قبل تكلمت إيمان بحنية: يا بنتي اتصلت على أختك وحكت هتجي
لم تصدق آسيا ما سمعت وأخيرا سترى أحد أفراد أهلها، لقد طال الانتظار وفاض كيل من المشاعر حتى أنها هيأت نفسها أنها لن تراهم ثانية، اغرورقت عيناها بالدموع ولكن تمنت لو أن الآتي هو ذاك، ولكن ليس كل ما نتمناه نجده
ثوانٍ وطُرق الباب ثانية، دخلت فتاتان إحداهما ترتدي بنطلون جينز رمادي اللون وبلوزة ذات اللون الزهري تزينها كتابات باللون الأبيض باللغة الإنجليزية وشالة ذات اللون الرمادي، واسكربينا ( أعزكم الله ) لونها زهري باهت أما الأخرى كان يكتسيها السواد، دمعت عيني بطلتنا آسيا جلست وهي تقاوم الألم لكن الفتاة التي يكتسيها السواد اتجهت نحوها وضمتها لصدرها ودموعها تنهمر بغزارة، نظر عماد إلى زوجته باستنكار وأشار لها من هؤلاء فأجابته زوجته إيمان بصوت خافت وهي تشير للفتاة التى تحتضن آسيا: هادي أختها صفاء

نها عبدالخالق العرجا 09-03-16 04:17 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
ومن بين الأشجار الكثيفة المطلة على البحر في مدينة خانيونس

كانت هناك مطاردة بين رجلين ملثمين وبعد فترة طويلة أصيب أحدهما برصاصة من رجله من قبل الآخر، كشف اللثام عن وجه المصاب فعلت ضحكاته: كنت متأكد من خيانتك، ما هأعمل لالك شيء بس احكي للقائد تبعكم انو الشبح جاهز للمواجهة والخاين مصيره القتل مهما كان ذكي

وبعدها ركض بسرعة البرق حتى أن الغبار تناثر من حوله، وصل إلى وكر الشبح الذي تحيطه الأغصان الشائكة ابتسم بخبث وهمس " وأخيراً اقتربت المواجهة " هو يعلم أن الشبح لا يثق بأحد وهذا ورائه سبب، ودَّ بشدة لو يعلم ما هو ماضي الشبح، أحس بشخص ورائه وبعد ثوان ظهر الكاسر وهمس وهو يمر من جانبه: لا تنسى أن القتل مصير كل خائن، وبعدها ظهرت ابتسامة سخرية على شفتيه، ارتعدت فرائص ذاك ولكن أخفى ذلك، هو لم يفكر بالخيانة يوماً

*
*
*
*
*


وفي أحد المستشفيات الواقعة بحي النصر بمدينة غزة الساعة الثانية عشر ظهراً



صَدقوا جدًا حينَ قالوا ..
أنَّ الأشياءَ تأتي , حينَ نكفُّ عن انتِظارها !


تكلم موظف الاستقبال باستغراب: تفضل هي الأوراق اللى طلبتها

ذهب إلى وجهته وهو يمسك الأوراق بيديه، هو غير راضي على هذه الخطوة ولكن لا بُدَّ منها، رآها مستلقية على السرير وتنظر للفراغ اتجه نحوها ببطء لم تنتبه لوجوده فهي لم تحرك ساكناً رأى بجانبها طفل صغير يتأمل وجهها التفت الطفل له وعلامات الاستغراب على وجهه سأله بسرعة: انت مين

تجاهله ونظر لتلك ابتسم عندما رأى شعرها الطويل تمنى لمسه، ولكن كبح رغبته بذلك وملامحه تتحول للجمود، سأل الصغير وهو يريد معرفة إجابة هذا السؤال لحاجة في نفسه: وين أبوك

أطرق الصغير رأسه وهمس: بابا سافر بعيد

تقدم من تيك وأبعد غرتها من على جبينها تأمل عينيها بانجذاب غريب بعدها همس: أسيل

تركزت أسيل نظراتها نحوه أحست بشعور غريب لأول مرة ترى هذا الشخص ولكن تشعر أنها تعرفه من قبل، تكلم بهدوء: يلا جهزي نفسك مشان تروحي معي

لم تستوعب قوله لكن الصغير تقوست شفتيه وبدأ بالبكاء: وأنا ومصعب ومهند

تكلم الرجل وهو ينظر لمؤيد: كلكو هتروحوا معي
نظرت إليه أسيل نظرات غريبة: مين انت

تكلم بجمود وكأن الأمر لا يعنيه: ما عرفتوني أنا أبوكم


انتهت الآهة َ

ما هي توقعااااااتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود


:8_4_134::8_4_134::8_4_134:

نها عبدالخالق العرجا 09-03-16 04:22 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3600519)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شي محزن كتير ، اسيل فقدت امها وانصابوا اخوانها وفاق الالم قدرتها عالتحمل فأنهارت ..

بس ليش حاسة الموضوع بطيء متل السلحفة ليش ماهر ما حط واحد + واحد
ليش ما حقق ورا الشبه غير العادي معهم ؟!!

شو قصة نور ؟! وليش ماهر شاكك بشي يتعلق فيها؟!


الشبح مين هاد كمان ؟!!
شكله مجرم وما بخاف ربنا
الله يستر منه .


آسيا مغبونة بس الحمدلله انه ربنا حنن عليها حماتها و وقفت بوش ابنها معها.
هل رح يصمد حملها ؟!


ريما حاسستها بتشجع بحالها وهي متل اللي بنفخ بقربة مقطوعة
يعني هي بتحب براء فمش بالسهولة انه تتجاهله وتتجاهل كراهيته الها.

بصراحة انا ما حبيته ولا نزلي من زور
مدلل وسخيف هيك شايفته ..


إسراء سبحان الله النقيض من ريما
الله يهنيهم ببعض


يا ترى شو اللي رح يصير مع اسيل وآسيا وريما

متشوقة للقادم كتير


تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله يسعدكـ يا عسسسسسسسسل :lol::lol::lol:

لا تحرمينا من طلتكـ الحلوة غاليتي


ان شاء الله كل شئ بوضح بالبارتات الجاية :8_4_134:

بانتظاركـ دائما :liilas::liilas::liilas:

نها عبدالخالق العرجا 09-03-16 04:25 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى سعد (المشاركة 3600603)
رويتك حلوه كتير من وقت ما بديت اقراء ما قدرت اترك احداثها المتتابعه وخاصه اسيل
الطفله الى كبرت قبل اوانها بمرض امهاوتحمل مسؤلية البيت وعدم معرفتها بمكان والدها ووفات امها وتعرض اخوانها للحادث وخاصه مهند الى كان نفسه يصير طبيب ومصعب الصغير
وكمان ريما اشفقت عليها وبراء بعاملها بها البرود ومتزوجها غصب عنه جرحها كتير
وكله كوم واسيا وزوجها الحقير الى نفسي اخنقه بتهمهابشرفه وكمان بضربها المعقد الله لا يعطيه عافيه
باين انها انها الام هي ساره ابنتالجد بس ماهر. كيف ما ربطش بين شبهم بعائلته وعمته الى ضايعه ومختفيه
منتظره الباقي ما تتاخري علينا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله يسعدكـ يا عسسسسسسسسل :lol::lol::lol: انتى الحلوة والله الله يفرحكـ زي ما فرحتيني بردكـ الحلو

لا تحرمينا من طلتكـ الحلوة غاليتي

أكييييييييييد لكل شئ سبب تابعي الرواية وبتعرفي السبب

ان شاء الله كل شئ بوضح بالبارتات الجاية :8_4_134:

بانتظاركـ دائما :liilas::liilas::liilas:

نها عبدالخالق العرجا 09-03-16 04:28 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3600605)
السلام عليكم ورحمة الله
رائعه بجد تو ما بدءت فيها ما توقفت الا لما نهيتها اسيل صعبت عليا وازاى الام تبقى جنب اهل ولادها وما تعرفهم عليهم وتسيب بنتها لما تقع فى حب عمها وكيف انه الجد وصلت بيه انه كان حيتحرش بحفيدته وماهر لتانى مره يلفت نظره شبه اسيل باخته ولم يربط الشبه وايضا البراء شبه مهند ومصعب بخواته حسام وجهاد اما مصطفى واسيا فهم موال غبى كيف يرميها بتهم باطله بس عشان كاهها مكنتش من باب اولى اتجوزتها مالت عليك والبراء بينكد على زوجته عشان اتجوزها غصب كان برجوله رفضت الجوازه بدل ما تطلع قلة حيلتك على البنيه
وهادول الشبح والكمين والعالم الغريبه دى دول تجار السموم الله ياخدهم
بجد اسلوبك فى السرد رائع وقصتك مشوقه جدا مع انى مش فاهم معنى كلمة هسه لكن ترجمتها بالبركه كده يعنى الان او دلوءت بالمصرى تسلم ايدك على الفصول طبعا ماعلقت على كل الشخصيات لان الان الساعه 3 بالليل فخلاص مفتح عين واحده لكن انشاء الله بعد كده تعليق اول باول مع تمنياتى لكى بمداومة تنزيل البارتات الكتير فيس الطماع ههههههه
دمتى بود ولكى منى كل الحب


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته انتى الرؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤعة الله يفرحكـ يا غالية أهلا بأهل مصر بجد بحبكم كتييييييييييييير أصلا ماما من مصر :liilas::liilas:

الله يسعدكـ يا عسسسسسسسسل :lol::lol::lol:

لا تحرمينا من طلتكـ الحلوة غاليتي

ههههههههههه كلمة هسه اه معناها زي ما حكيتي

ان شاء الله كل شئ بوضح بالبارتات الجاية :8_4_134:

بانتظاركـ دائما :liilas::liilas::liilas:

مملكة الغيوم 09-03-16 06:53 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
السلام عليكم ورحمة الله
شهد وعائلتها المنكوبه هلى شهد حبيبة البراء ام هم اقاربه وما سبب الكارثه اللتى حدثت لهم وايه سر اتهامهم البراء بما جري ليهم
هانى اظن الراجل اللى بيهدده انه ياذيهلو ما بعد عن عائلة ابو مهند له غرض ان ما حد يقف معهم حتى يستحوذ على البنت
اخيرا ظهر لهم اب اين كان كنت فاكره عائلة الام ستتعرف عليهم لكن هذا الشخص يقولهم اناابوكم ويبدو ان اسيل تتذكر القليل عنه لان غيابه كان طويل
الام المريضه وابنها ابو الامير تبدو وراهم حكايه ابن ابو الامير لم يعر وجود ابوه ايه اهميه واكتفى بالسلام على جدته احداث مشوقه تسلم ايدك غاليتى
ومراحب ومليون هلا وسهلا انه والدتك من مصر الحبيبه احنا بنعتبر كل اهل غزه اهل واخوه وكل العرب وطن واحد واهل لبعض تحياتى للوالده ودمتى بود ولكى منى كل الحب

bluemay 09-03-16 09:38 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسلمو ايديك حبيبتي بارت حلو وغامض كتير..

شو قصة الكمين ؟!!! ليش بحكي بالفصحى ؟!!!!

مين شهد !!! العمى بقلب اللي ما بتسموا ، هو البراء طلع متجوز يعني قبل ريما ولا شو القصة
حبيبتي وبطيخ فعينه >_<


آسيا فرحت بجية صفاء ﻷنها من ريحة اهلها .. بس ابو جوزها ما فهمت شو قصته .. غريب !!



مين ابوكم ؟!!! معقول يكون بحكي عن جد ؟!!
عندي شعور انه مش صحيح حكيه
الله يستر


متشووووقة للقادم كتير

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


منى سعد 10-03-16 12:01 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
اولا مين شهد وعائلتها بحياة براء ومها هي زوجته ومخلف منها وشو سبب الحادث وبعدين مين الى كان مخطوف هو هاني ومين الى كان يهدده لبعد عن عائلة اسيل
اسيا ليه كان الدكتور بنظر اليها بطريقه مختلفه يحرام شو عانت على ايد زوجها المعقد
يسلمو ايدكي منتظره التكمله يعطيكي العافيه

امال العيد 10-03-16 08:52 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
السلام عليكم ورحمة الله

كيفك يا جميلة

قريت بداية الرواية جذبني السرد والاحداث وبأذن الله راح اكملها في اقرب وقت اذا سمحت ظروفي

ملكة الجليد 12-03-16 07:32 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
رواية روعة لي عودة بتعليق

ملكة الجليد 14-03-16 02:07 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملكة الجليد (المشاركة 3601140)
رواية روعة لي عودة بتعليق

رواية رائعة جدا اعجبتني كثيرا اسلوبك وسردك اكتر من رائع
شكرا علي الدعوة
باانتظار مزيد من الابداع

نها عبدالخالق العرجا 19-03-16 08:15 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
أشكر كل المتابعين الذين يتفاعلون معي بتعليقاتهم الجميلة وأتمنى لهم التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، لا تحرمونا من ردودكم وانتقاداتكم فهي التي تسعى بي نحو الأفضل، ، والآن أترككم مع الآهة التاسعة أتمنى أن تنال على إعجابكم، لا تحرمونا من توقعاتكم فمهما كانت فهي تسعدني وتشحن همتي نحو الكتابة ^_^


~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~


&&الوتر الأول&&
&&الآهة التاسعة&&
&&ألم بلا أمل&&



تكلم بجمود وكأن الأمر لا يعنيه: ما عرفتوني أنا أبوكم

اتسعت عيون مؤيد من الصدمة أما أسيل لم تستوعب ما قاله بعد، قفز الصغير نحوه وحضنه بقوة معبراً عن مشاعره فلطالما تمنى هذه اللحظة: بابا أنا بحبك ما تتركنا مرة تانية


هزت أسيل رأسها بعدم تصديق هذا الشاب يبدو أنه بأواخر العشرينيات ويستحيل أن يكون والدها لطالما تخيلت أن والدها عجوزا وأسمر البشرة وبدين، لم تتوقعه بهذه الأناقة تكلمت بحدة وهي تجلس على السرير رغم شعورها بالألم: بابا مات من زمان

وزع نظراته بينهم وتكلم ببرود: يلا جهزي نفسك وما بدي ولا كلمة، ثواني وراجع

خرج من الغرفة وترك خلفه أرواحاً مبعثرة، تمسَّك الصغير به: بابا ما تتركنا

خرج وبرفقته مؤيد هل هذا والدهم حقاً يا ليتها تعلم الإجابة، لِما أتى بعد كل هذه السنوات ما هو السبب هل سيعوضهم عن حرمانهم أم أتى ليطلب منهم السماح، تمنت لو أتى قبل موت أمها لسامحته وهي راضية أما الآن لن تسامحه ولو كان أطيب رجل بالعالم فهو السبب بموت والدتها، هزها أخاها مؤيد مشيراً لها أن ذاك الرجل رجع مرة أخرى كان هذه المرة يحمل مصعب في حضنه ويمسك مهند بيده، كادت عينيها أن تخرج من الصدمة فالجميع أخبرها أن مهند يقبع في غيبوبة لا أحد يعلم متى سيخرج منها إلا الله، وقفت بسرعة رغم إحساسها بألم يخترق جميع خلايا جسدها تحسست مهند بعدم تصديق: مهند انت بخير

لم يرد عليها بل اكتفى بإشاحة وجهه، تكلم ذاك ببرود: البسي حجابك يلا

نظرت إلى مؤيد الذي يمسك بيد الشخص الذي ادعى أنه والدهم يبدو أنه قلَّد مهند، لطالما يغار منه بكل شيء، سخرت من نفسها فعلى ما يبدو أن مؤيد تقبل هذا المسمى بوالدها بصدر رحب احتارت ماذا تفعل تكلم ذاك بحدة: يلا امشوا

مشى وبرفقته إخوانها الثلاثة، صرخت عليهم هل سيذهبون ويتركونها لكن أحداً لم يستجب لها، احتارت هل تذهب معه أم لا أقنعت نفسها أنه لا بدَّ من الذهاب لأجل إخوتها فهم لا يستطيعون فعل شيء من دونها، فعلا الواقع شيء مختلف توقعت أن تصرخ عليه أن تعاتبه أن تضربه مستغربة من نفسها كيف سمحت له أن يأخذ إخوتها دون أن تتأكد من أنه والدها أم لا، مشت خلفه ببطء وهي مترددة صدمت عندما رأت السيارة السوداء التي تقف أمام باب المشفى وركب فيها ذاك الرجل ومعه إخوتها، هل هو غني لهذه الدرجة تذكرت قبل أسبوعين من الآن عندما رأت سيارة تشبهها وهي راجعة من المدرسة يومها سمعت إحدى الفتيات تقول هذه سيارة أحدث موديل حتى أنها لا توجد في قطاع غزة إلا لدى فئة قليلة من الناس، أشار إليها ذاك الرجل أن تأتي، اتجهت نحو السيارة وهي تقنع نفسها أنها ستذهب معه لتنتقم منه فعقلها الصغير أخبرها أن هذا والدها ومن حقها أن تعيش معه، ومن واجبه أن ينفق عليها بطلتنا الصغيرة أغرتها ملامح الثراء التى تبدو على المدعو بوالدها، فهي إنسان والإنسان بفطرته يحب المال كثيرا خاصة اذا كان فقيرا، والسبب الحقيقي وراء ذلك أن الذي أمامها لن يسمح لها بمعاندته وآلامها الجسدية تمنعها من مقاومته، ركبت بالمقعد الخلفي تفاجأت من وجود شاب بالخلف، أرادت أن تنزل لكن صوت ذاك المدعو بوالدها كفها عمَّا تفعل، طوال حياتها عنيدة ولا تستمع لأحد فكيف يريدها أن تستمع له، نزلت وهي غير مبالية له لم يتفاجأ من تصرفها فهو يعرف الأشخاص من نظرات عيونهم، يبدو أن هذه الفتاة تشبهه في أشياء كثيرة نزل من السيارة هو يعلم كيف سيدعها تركب من تلقاء نفسها، همس لها " عاجبك هالشعرات الحلوة الكل يشوفها "

نزل الشاب من السيارة وركب بالأمام، ركبت أسيل بهدوء مقنعة نفسها أنَّ كلامه صحيح إن بقيت خارج السيارة ستلتهمها عيون الكلاب الضآلة التى بالشوارع، ابتسم بسخرية على فعل الشاب الذي ركب بالأمام وترك مهند يجلس بالخلف، ومصعب الذي كان من قبل ممدد على المقعد الخلفي بجانبه، تحركت السيارة بهدوء سأل مؤيد الذي بجانب المسمى بوالده: بابا وين هتاخدنا

سرحت أسيل وهي تنظر من نافذة السيارة وتتابع قطرات المطر التي تنزل من السماء، تشعر أنها منذ رؤية هذا الشخص تنازلت عن أشياء كثيرة وأهمها هو الذهاب معه وهي لا تعلم من هو، تفاجأت من جوابه تشعر أنه لا يحبهم فمعاملته الباردة أكدت لها ذلك: بدنا نروح على البيت

هل سيذهبون إلى بيتهم بالحارة القديمة أم إلى بيت آخر، تكلم الشاب الذي بالأمام وبصوته بحة غريبة جذبتها: بدي أنزل عند الكتيبة شوي في شب اتفقت معه يقابلني

لا تريد سؤاله عن شيء فحلقها يؤلمها، تأملت مصعب الممدد بجانبها بحزن لقد سحقه الاسبست أمام عينيها ( الاسبست هو ألواح توضع أعلى سقف البيت ) تمنت لو هي المصابة، مستغربة من تصرف مهند فهو كان يدعو على والدهم بالموت دائماً لما ذهب معه دون أن يقاومه، كثيرا ما تمنت الموت بالفترة الأخيرة خفق قلبها بشدة عندما تلاقت نظراتها مع نظرات ذاك المدعو بوالدها وتكلم بهدوء: أسيل لا تعاندي

وأشار للشاب ببرود وهو يشعل سيجارة: اسمعي كلامه اوك هو اللى هياخدكم للبيت

أرادت أن تصرخ وتخبره أنها لن تسمع كلام أحد هل سيتركهم ثانية، لقد حلمت كثيراً بأنه يريد أن يعوضهم على كل شيء، بكى مؤيد وتكلم وهو يمسك يد والده برجاء: بابا ما تتركنا أنا بحبك

لطالما كان مؤيد ضعيف الشخصية تغلبه مشاعره، لمحت بطرف عينيها دموع مهند الذي ينظر للنافذة بشرود كاد أن يغمى عليها من الصدمة، مهند يبكي يبدو أنها تحلم أو أنَّ كل هذا كابوس من الكوابيس التى تراها في نومها توقفت السيارة أخيراً نزل الشاب للحظات عمَّ الصمت بالسيارة وبكاء مؤيد علا شيئا فشيئا صرخت أسيل بكل قوتها " لما تفعل بهذا الصغير كل هذا ألأنه اعترف لك بحبه تعامله ببرود " لكن للأسف هذا الصراخ لم يتجاوز فيها ركب الشاب مرة أخرى وبيده ظرف صغير لونه أسود، غفت أسيل من التعب واستيقظت على طرقات خفيفة على كتفها، فركت عينيها بكسل تذكرت كل شيء، استدارت ببطء فرأت الشاب الذي كان بالأمام يقف أمامها دفته من أمامها ونزلت بسرعة، أمسك يدها وهمس ببرود: مالك يا حلوة

لم تنكر أنها خافت منه لكنها لم تُظهر ذلك أرادت سحب يدها لكنها لم تستطع انصدمت عندما رأت أمامها منزل يتكون من خمس طوابق حوله مجموعة من الأشجار والورود، إنه جميل للغاية لونه الأصفر الباهت والرسومات التي تزينه أبهرتها، صحيح أنَّ هناك أجمل منه بكثير ولكن هذا جنة بالنسبة لبيتهم القديم، سخر الشاب من نظراتها وهمس: لهدرجة مو شايفين خير

انتبهت له وأرادت سحب يدها ثانيةً لكنها لم تستطع، جاء مؤيد وهو يركض اتجاهها بسعادة وحضنها بقوة: أسيل بجنن البيت كلنا هنعيش هون بابا حكالي

بعدها اغرورقت عيناه بالدموع، فما من فرحة مكتملة: يا ريت ماما معنا

منعت نفسها من البكاء بصعوبة، لكم اشتاقت لأمها هل ستنساها يوما، هزت رأسها بعنف فتطايرت خصلات شعرها سحبها الشاب للداخل لكنها عضته من يده بقوة، مع ذلك لم يترك يدها وتكلم ببرود: حركات الأطفال سيبك منها

انصدمت عندما رأت مهند مُرمى على الأرض، أرادت سحب يدها من كف ذاك الشاب لتركض نحو مهند، لكن هو سبقها بهذا ترك يدها وركض نحو مهند حمله بين يديه واتجه نحو البيت، ركضت أسيل خلفه ودقات قلبها تتسارع هل ستفقد حبيباً آخر، لكن أحداً ما وضع على أنفها قماشة عليها مادة مخدرة وبعد ذلك رحلت إلى عالم آخر

نها عبدالخالق العرجا 19-03-16 08:16 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
في أحد المستشفيات الواقعة بحي الرمال بمدينة غزة الساعة الواحدة والنصف ظهراً



في قلبي اشياء ترغمني على الموت .. لست استطيع التخلص منها ولا استطيع ان ابقيها



احتضنتها بقوة لا تعلم هل ستراها مرة أخرى أم لا، همست لها صفاء: آسيا حبيبتي استعيني بربك وسدقيني لينصرك على كل ظالم، وانتبهي لحبيب خالته يا ويلك لو صار فيه شيء

ابتسمت من بين دموعها ودفنت رأسها في كتف أختها صفاء: صفا بتزوريني لا تنسيني

فاجأها صوته شعرت وكأن الدنيا اسودَّت بعينيها، لكم تكرهه، ابتعدت أختها صفاء عنها فاقترب هو قبلها على جبينها ودت لو توقعه أرضا لكن وجود أختها وصديقتها يمنعها من ذلك، همس لها: مين هادي الحلوة

ونظر بطرف عينه إلى صديقة أخت زوجته، أجابته ببرود: لو بدك اسألها

استئذنت صفاء وصديقتها للذهاب، اغرورقت عيون آسيا بالدموع لكن سرعان ما منعتها من النزول، وودعتهما بابتسامة وهي تتوسل هامسة لصفاء أن تعيد الزيارة، تلفت حوله يمينا ويسارا آلمتها نظراته الساخرة لم يبدي اهتماما لها لكن تظاهرت بالبرود، أخيرا تكلم بعد صمت دام لمدة دقائق: مشان تعرفي اللى بعاندني شو بصير فيه

استحقرته وبشدة أبعد كل الذي فعله يقول هذا أشاحت وجهها فاقترب منها وهمس: تسدقي وانتي مريضة أحلى

نرفزها بكلامه لكنها ما زالت تتظاهر بالبرود سألها وهو يتذكر شيئا: ليه ما حكتيلي انك حامل

لم تجبه فقد اكتفت بإغماض عينيها، تأملها مصطفى بشرود، جمالها لا يجذبه مع أن الكل يشهد أنها جميلة هو يعلم السبب، ولكن اكتفى بتنهيدة تعبر عمَّا يشعر به، فُتح الباب فوقف مصطفى كردة فعل تلقائية وصوب نظره اتجاه الباب رأى إحدى الممرضات تتجه نحو آسيا وابتسامة جميلة على محياها:ان شاء الله اليوم بتطلعي لبيتك بس ديري بالك على نفسك ما تجهدي حالك اوك

نظر مصطغى لآسيا نظرة طويلة، بعدها التفت نحو الممرضة وسألها ببرود: بنقدر نطلع هسه

هزت رأسها الدكتورة علامة الموافقة وأزالت المحلول المثبت بيد آسيا، جلست آسيا بتعب تشعر أنَّ جسمها مخدر ولكنها تحاملت على نفسها ووقفت ببطء بمساعدة الممرضة، لم يساعدها ذاك بل اكتغى بالنظر إليها، سألها بحدة عندما رأى الذي بجانبها: من وين لالك هادا

نظرت إلى ما ينظر إليه فشهقت من الصدمة لم تبرر شيء فهي واثقة من نفسها أشد الثقة




نها عبدالخالق العرجا 19-03-16 08:35 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
في منطقة البلد الواقعة بمدينة خانيونس في أحد البيوت المتواضعة الساعة الثالثة عصراً


السعادة هي أن تكسب أشخاص لا يجيدون التصنع ولا يتلاعبون ب الأقنعه ، تغيب عن أعينهم فجأه ولكن لا تغيب عن قلوبهم أبدا...


تأملتها بعينين دامعة كلما تراها تشعر وأنها لأول مرة تراها أليست أمها الغالية، تود لو تختفي بصدرها فليس هناك ما يستحق أن تعيش من أجله، همست بحب وهي تحتضنها: والله يا الغالية اشتقتلك كتير

هذا الصوت إنه صوت ابنتها التى أحبتها من أعماق قلبها تمنت من أعماق قلبها أن تراها، ولكن القدر أراد غير ذلك همست ودموعها اغرورقت بعيونها البنفسجية: حبيبتي ليه ما بتزوريني

صمتت ولم تجبها فأحيانا الصمت أبلغ من الإجابة ، وتكلمت بعد برهة قصيرة بصوت متهدج: يمه كيفك وشو أخبارك طمنيني عنك

فاجأتهما لميس التى صرخت بحماس: عمتو أم فارس عندنا

واتجهت نحوها وارتمت بحضنها لطالما أحبتها فهي التى تساعدها بكل شيء، مسحت أم فارس على شعر لميس: حبيبتي صح مدرستك مسائي ليه غايبة عن المدرسة

تاففت لميس بانزعاج: عمتو هو أنا هبلة أروح وانتي بدك تيجي علينا

تكلمت الجدة بحنية تخفي ورائها ألمها وماضيها الذي سلب منها كل شيء: يا
بنتي أهم شيء الدراسة هي كل مستقبلك
ما في حدا بدوم لحدا

لميس مدت بوزها وتكلمت بدلع: أنا ما بحب الدراسة شو يعني أعمل

قرصتها أم فارس من أذنها وهتفت باستنكار: هادا وانتى الاولى على المدرسة بتحكي هيك، هاه لو كنتي راسبة شو بدك تحكي

لميس وهي تغرك أذنها تظاهرت بالألم: عمتو يالله منك هلأ ما بحبك

ضحكت الجدة وابنتها من تصرف لميس وتكلمت أم فارس بمرح: مو لازم تحبيني

تكلمت الجدة وهي شاردة الذهن: يا بنتي ليه ما تعيشي عندي

لا تريد التكلم بهذا الموضوع، لذلك أرادت أن تغير الموضوع بقول لكن قاطعها صوت لميس الذي صرخت بحماس: اووووه يا دوبة متى جيتي
واتجهت نحوها واحتضنتها دفتها تلك بخغة: ابعدي يا هبلة خنقتيني يا دووووبة

اتجهت تيك نحو الجدة وقبلت رأسها وكفها وجلست بجانب أم فارس، تجهمت ملامح الجدة وهمست لابنتها أم فارس: ليه جبتيها معك

هي تعلم كره والدتها لناريد لكنها لا تعلم السبب، همست بصوت خافت وهي تنظر لناريد التي تتكلم مع لميس بطرف عينها: يمه هي أصرت تيجي معي

صرخت لميس باعتراض: اووووه عمتو خلي ناريد تبات عندنا

ناريد وهي ترفع حاجبيها: لا يا حبيبتي أنا توجيهي وكمان خلي ببالك انو أنا علمي
ومستحيل أغيب عن المدرسة

تأففت لميس بانزعاج: يالله منك ومن مدرستك نفسي مرة أحكيلك شيء وتقولي طيب

تكلمت أم فارس بهدوء: حبيبتي بالاجازة بنبات عندكم

رن الجوال الخاص بلميس فارتبكت عندما رأت المتصل، ثوانٍ وكان الجوال بيد ناريد وهربت من الصالة ركضت لميس خلفها وصرخت بصوت باكي: ناريد هاتي الجوال

لم تهتم ناريد لها بل هتفت بخبث: أول شيء احكيلي مين حبيبك

تكلمت لميس بقهر: ناريد هاتي الجوال وبلا غلاسة لا تكوني نذلة

وقفت ناريد وهي تلهث ورفعت يدها لأعلى ممسكة الجوال: لو بدك الجوال تعالي خديه

اتجهت لميس نحوها لكن الجوال انتهى رنينه ثوانٍ ورن الجوال ثانية، حاولت لميس أخذه لكنها لم تستطع فتحت ناريد الخط وانصدمت عندما سمعت صوت المتصل أعطت الجوال للميس بسرعة، ردت لميس وهي تمسح دموعها: السلام عليكم

اتجهت نحو غرفتها وهمست بدلع: الحمد الله، كيفك

تبعتها ناريد وهي تمد بوزها بسخرية، لم تتوقع يوما أن لميس على علاقة محرمة مع شاب غريب عنها، رفعت حاجبيها بسخرية عندما سمعت لميس تقول: امممم اليوم كنت غايبة عن المدرسة، اووووووه حبيبي ما تزعل خليها مرة تانية

سحبت الجوال من يد لميس وأنهت المكالمة وهتفت ناريد باستنكار: مين هادا

تكلمت لميس بعصبية وهي تحاول أخذ الجوال من ناريد: ناريد هاتي الجوال ومالك خص أكلم اللى بدي إياه

ناريد بحدة: لميس لا تكوني هبلة احكيلي كيف تعرفتي عليه

لميس بارتباك: ما تعرفت على حدا هادي صحبيتي

ناريد وهي تقرب وجهها من وجه لميس: عينك بعيني يلا

فركت لميس كفيها بتوتر: والله هو بحبني كتير
شهقت ناريد بصدمة تبلغ من العمر اثنتي عشر عاما وتحب، تكلمت بحدة: مين هادا الشب

أخفضت لميس رأسها: ما تحكي لحدا يا ناريد ما بدي الأمير يعرف

ربتت ناريد على كتفها وتكلمت بهدوء: اوك ما هأحكي لحدا بس احكيلي كل شيء مشان أساعدك أنا أستاذة بالحب

وغمزت للميس، علت ضحكة لميس لكن
صرخة قوية أرعبتهما ركضتا بسرعة نحو
الصوت وكلتاهما تدعو الله ألا يحصل إلا
كل خير ً

نها عبدالخالق العرجا 19-03-16 08:37 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي شقة من الشقق الواقعة بأحد الأبراج الموجودة بحي الرمال بمدينة غزة في شقة أبو طارق



ليتهم يعلمون أن نقآآءء آلقلب
ليس غبآء. . *!
إنما فطرة...




قبلته على خده بابتسامة، تكلم بحماس وهو يبادلها القبلة: ليما ( ريما ) أنا بحبك كتيل ( كتير ) زبتلك ( جبتلك ) هدية حلوة

وأتي بعلبة ملونة جميلة كان يخبئها خلف ظهره ومدها لريما، أخذتها ريما وابتسامتها تتسع: الله يحميك يا عمري والله هادي أحلى هدية بحياتي

فتحتها بهدوء وتفاجأت عندما وجدت العلبة فارغة التفتت له باستغراب فسألها بحماس: كيف عزبتك ( عجبتك )

ابتسمت بهدوء: اه يا حبيبي حلوة كتير

تكلم بحماس أكبر: قبل ما تنامي خدي منهم بوسة هو العلبة فيها بوسات كتير

تعجبت من صنعه أكان يقصد أن هذه العلبة الفارغة مليئة بالقبلات، ضمته لصدرها بقوة لكم تحبه تمنت لو أنه ابنها همست لها مرام بخبث: يا عيني على الحب بوسات وحركات مو عارفة كيف اجته هالفكرة

ابتعدت عنه والمحبة تشع من عيونها، أينعتونه بالغبي لنقاء قلبه إنه أجمل شخص التقته بحياتها، علا رنين جوالها يعلن عن وصول رسالة فتحت الرسالة بهدوء، أرت الرسالة لمرام وهي تخفض رأسها سألتها مرام وهي تعقد حاجبيها: ريما ليه ما حكتيلي

التفتت لرواد الذي أمسك يدها والابتسامة
تزين ثغره، فتحت له ذراعيها فسارع ليرتمي بحضنها، مسحت على شعره بحنية التفتت لمرام التي شهقت: ريوم يعني البراء ما بات بالبيت امبارح

تجاهلت سؤالها فلا تريد أن تتذكر شيئاً مما حصل، سألها رواد وهو يلعب بأصابعها: ليما ( ريما ) صح انتي حتيتي ( حكيتي ) هتزيبي(هتجيبي) لالي بيبي

أوجعها كلامه كانت تحلم بهذا قبل الزواج ولكن الآن لا تريد شيء، أنقذتها مرام بقول: مراد حبيبي ريوم جابت لالك كيك كبير

فرح مراد ودفن رأسه بصدر ريما: بحبك يا ماما كتير قد السماء

انصدمت الفتاتان لكلمة ماما لأول مرة يقولها، دمعت عيني ريما تكلمت بصوت متهدج: حبيبي وأنا بحبك أكتر شيء بالدنيا

طُرق الباب بعنف وبعدها فُتح بعصبية، انكمش مراد بحضن ريما وارتجف من الخوف، صرخ القادم صرخة أفزعت الجميع: يا كلبة كم من مرة حكيتلك ما تزعجي أمك

سخرت من قوله وتكلمت ببرود وثقة لا حدود لها:هادي الغبية مستحيل تكون ماما

نظر ذاك لمراد الذي يحتضن ريما، اتجه نحوه فهو يعلم أن نقطة ضعف مرام هو مراد لكن مرام كانت له بالمرصاد أبعدته بكل قوتها: انت ما بتخاف ربنا بدك تستقوى على هادا الصغير

زمجر ذاك كالأسد ودف مرام بقوة، لكنها لم تقع فالإنسان عندما يتعلق الأمر بحياته يكون أقوى بكثير، نظرت له نظرة تحدي وتكلمت بهدوء استفزه: لو تكررت تصرفاتك سدقني لأترك الجامعة وهأضل بالبيت

خاف من تهديدها فهو لا يريدها أن تترك الجامعة مهما يكن السبب، خرج من الغرفة وهو يتأفف
أشاحت مرام رأسها، لا تريد لعيونها أن تلتقي بعيون ريما فهمس مراد لريما بصوت متهدج: ماما خلي الوحش يروح أنا ما بحبه

قبلته على شعره وهمست بحنية: حبيبي خلاص راح بعيد

نظر لريما بعينين دامعة بعدها التفت لمرام وهتف ببراءة: ليه ميمي زعلانة صح مشان الوحش ضلبها ( ضربها )

اقتربت مرام منه وقرصت خده مصطنعة ابتسامة: حبيبي أنا مو زعلانة شو رأيكم نروح على الملاهي

استحسنت ريما الفكرة لكنها تذكرت شيئا فتكلمت بضحكة: نو يا عمري هاتي بيتزا وكتر الله خيرك وأنا ومراد حبيبي بدنا نرسم أنا وعدته

هتق مراد بحماس: اه صح بدنا نلسم ( نرسم )

تأففت مرام وهي تصطنع الضيق: براحتكم أصلا الحق عليَّا عزمتكم

ريما بضحكة: له يا شيخة اللي بيسمعك بيحكي عزمتنا على فندق خمس نجوم

مرام وهي ترفع حاجبيها: انتو يا حبيبتي مو من مستواكو هالفندق انتو مستواكو أعلى كتير

ريما وهي تلعب بخصلات شعرها بغرور: احم احم بعرف

مرام وهي تتأفف: ليكون سدقتي نفسك يا بنت محمد

ريما وهي تمسك يد مراد ووقفت بهدوء: يا حبيبتي مو محتاجة لأني واثقة من نفسي

فُتح الباب ودخلت امرأة تبدو أنها في منتصف الثلاثينيات، نظرت لمرام نظرة حقد وتكلمت بعصبية: تعالي يلا اجلي جلي الغدا

ناظرتها مرام بسخرية وتكلمت ببرود: لو سمحتي اطلعي من الغرفة بلاش يتلوث الهواء

غضبت تيك من قول مرام ورصت على أسنانها بفيظ: انتي وحدة ######

تجاهلت مرام كلامها وتكلمت بهدوء: ريما شامة شيء شو هالريحة بجد ناس بيئة

اقتربت تيك من مرام وهمت أن تصفعها إلا أنَّ مرام أمسكت كفها وهمست بصوت خافت كفحيح الأفعى: والله يا سعاد لو انمدت هالايد تاني مرة لتنكسر سامعة ولا لأ

بكت سعاد وهي تسحب يدها: والله لأحكي لسالم خليه يعلمك الأدب

ابتسمت بسخرية وتكلمت بهدوء: يعلم مين يا عمري سدقيني احفظي كرامتك واطلعي لأنه كلامك ما بخوفني

همَّت سعاد بالخروج من الغرفة وعندما وصلت إلى الباب ألقت كلماتها كالقنبلة التي دمرت قلب مرام الذي تحمَّل أكثر مما ينبغي

نها عبدالخالق العرجا 19-03-16 08:38 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
في شقة من الشقق الواقعة بأحد الأبراج الموجودة بحي النصر بمدينة غزة


وجودكـِ بـ حياتـي يجعلنـي آخجل أن اتمنى شيئاً آخـر


تلفتت حولها وفرحة صغيرة غمرت قلبها أمسكت كف أختها لارا فهمست الصغيرة: شهودة صح حلو بيتنا

ناظرت مها أختها شهد بملامح متجهمة: شهد صح حكيت أنا ما بدنا من حدا مساعدة وأنا ان شاء الله بشتغل

تكلم البراء بحدة وهو يضع الاغراض التي أتى بها من السوق على الأرض: مها كم من مرة حكيتلك ما هأخلي وحدة فيكو تشتغل

لارا وهي تحضن البراء: بتعرف البيت حلو كتير شكرا والله أنا بحبك كتير

نظر بطرف عينه لمها التي احتدت ملامحها وهمس للصغيرة وهو يحملها بين ذراعيه: بس انتى أحلى منه

اتجهت شهد نحو البراء وتكلمت بصوت خافت: متى ماما بدها تيجي

تنهد البراء باستياء: خالتو ما رضيت تيجي بتحكي بدها تبقى عند بسمة

مها نظرت للبراء نظرة طويلة بعدها تكلمت ببرود: بكم تأجرت الشقة

أجابها البراء بنفس البرود: مو شغلك

بعدها وزع نظراته بين الفتيات الخمسة إنهن مثل أخواته أو أكثر، يشعر أنه المسؤول عنهن تكلمت مها بنرفزة: البراء اطلع من هون ولما ماما تجي بتشوف شغلها معك

جلس البراء على الأرض وتكلم بعناد: ما هأطلع من هانا صح يا لولو

أشارت لارا بإصبعها لمها بعصبية: انتي شريرة

فاطمة التي تبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما: البراء هادي الشقة بعيدة عن مدرستنا

ديما بتفكير: خلاص بننقل على المدرسة اللى هون

مها بعصبية: أصلا ما هنضل هون هنروح على
بيتنا القديم وأنا بدفع الإيجار

وأخيرا تكلمت شهد بعصبية: مها هنسكن هون وما هنرجع للبيت القديم لأنه بسببه صار الحادث

أجابتها مها بنفس العصبية: لا والله ضلك اسمعي ( وأشارت بإصبعها للبراء ) كلام هادا وانتي هتخسري

البراء تنرفز من كلام مها، أهذا جزاؤه لأنه ساعدهم تكلم بحدة: مها احكيلي سبب ليه رافصة المساعدة هسه صح قبل كنتي راضية

أجابته بصوت مبحوح يبدو أنها لم تعد قادرة على السيطرة: لأنه متاكدة انو الحادث كان بسببك

جلست شهد على الأرض وتكلمت بانهيار: ليه هيك عم بصير فينا متى بدنا نعيش زي الناس

احتضنتها مها بين ذراعيها وهمست: شهد حكيتي للبراء

هزت شهد رأسها مجيبة بلا فهمست مها ثانية أنها ستخبره بنفسها، فليس هناك داعي لأن تخفي هذا الشيء أكثر التفتت للبراء وتكلمت ببرود: شهد حامل

اتسعت عيونه من الصدمة بعدها صوب نظراته نحو شهد يتساءل عن صحة هذا الكلام، أخفضت رأسها اتجه نحوها بسرعة وقبلها على جبينها
وأبعد مها عن شهد واحتضن شهد: مبارك يا حياتي

بكت شهد على صدره وهمست: بدي أنزله بديش إياه

مها وهي تمسك كف البراء: البراء لا تخليها تنزله هادي هبلة

البراء وهو يحتضن كف مها همس: شهودة حكيتلك لا تقلقي أنا هأساعدكم

شهد بانهيار: ما بدي إياه كيف هيطلع على الحياة وهو

لم تعد قادرة على إكمال كلامها تألم البراء من أجلها، هو يعلم أن جراحها لم تبرأ بعد، تكلمت مها بحنية: حبيبتي كلنا معك ولا يمكن نتخلى عنك

ابتعدت شهد عن البراء وصرخت بعصبية: شو بدك فينا أصلا لو حدا من أهلك عرف على اللي بتعملوا هيتبروا منك

البراء بهدوء: انتو مالكم خص فيَّا أنا هأساعدكوا يعني هأساعدكوا

تكلمت مها فهي تريد طمأنة شهد: حبيبتي هو حكالنا ما هيتخلى عنا

وقفت شهد ببطء سألت لارا ببراءة: بابا ليه شهد بتعيط

ابتسمت مها بسخرية: حتى لارا بتحكيلك بابا سدقني يمكن أنا بعد أسبوع أحكيلك بابا

وكزها البراء من جنبها وتكلم بمرح: ليكون مو عاجبك، بس انتى عجوزة وأنا لساتني شباب يا ويلك لو تحكي بابا

مها وهي تقف: بدي أروح أشوف الهبلة شهد بلاش تعمل بنفسها شيء وانت راجعلك بعدين

جاءت فاطمة وديما ولارا وجلسن حول البراء، فاطمة برجاء: البراء بدي عشرة شيكل

تكلم البراء بهدوء: شو بدك فيها محتاجة شيء

ديما همست بأذن البراء بشيء ما فصرخت فاطمة: يا غبية انتى شو دخلك فيَّا

وشدت شعرها بقوة، تكلم البراء بحدة: فطوم ليه عملتي هيك هسه ما بعطيكي

اغرورقت الدموع بعيون فاطمة فمسحها البراء بكفه: اوووووه ما تعيطي بدال العشرة بعطيكي عشرين

هتفت ديما باعتراض: اذا هيَّ بدها تروح على رحلة المدرسة أنا هاروح هيَّ مو أحسن مني

جلست لارا في حضن البراء ووضعت رأسها على صدره: بابا لما تروح على السوق بدي أروح معك

ديما بحماس: وأنا كمان

البراء وهو يبتسم بسعادة يحبهم لا بل يعشقهم يشكر الله كثيرا لأنه رزقه بهذه العائلة الجميلة، يخجل من الله أن يطلب أكثر يشعر أن الله عوضه بهم: ولا يهمكم هنروح كلنا بس أمكم تطلع من المشفى

طُرق باب الشقة بعنف فالتفت الجميع نحوه، اتسعت عيون البراء من الصدمة عندما رأى الشاب الذي دخل والسواد يكتسيه من رأسه إلى أخمص قدميه

نها عبدالخالق العرجا 19-03-16 08:41 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي الميناء المطل على البحر الأبيض المتوسط الواقع بحي الرمال بمدينة غزة


أَعشّق إطالة النظر إلى السارحين !
كي أرى نهاية شرودهم : أبتسامة أم
تنهيدة


تأملها بهدوء لا يعلم لما هي شاردة الذهن التفتت إليه بعدما تنهدت: كيف الدراسة

ارتسمت ابتسامة على وجهه وهمس: شو بدنا بالدراسة هسه، بردانة محتاجة أدفيكي

غمز لها فخجلت من نظراته وضربته على كتفه: شو هالكلام

عضَّ على شفته وهو يبتسم بخبث: أنا قصدي أعطيكي الجاكيت شف شف كيف تفكيرك المنحرف

أخفضت رأسها ونظرت للبحر وابتسامة جميلة زينت ثغرها: والله ما في غيرك المنحرف

حضن كفها بين يديه: لو منحرف ليه جاية معي

أرادت سحب كفها لكنها لم تستطع، همس بأذنها: شو رأيك نسبح بالبحر منظره بجنن

دفته بخفة وهمست: ماهر هسه بروح

تأفف ماهر بانزعاج: يالله منك شو هالخجل

لم تجبه بل اكتفت بالصمت رجعت بها الذاكرة إلى ما قبل ساعات كانتا تجلسان على إحدى مقاعد جامعة الأقصى، ناظرت صفاء نور والابتسامة تزين ثغرها لفترة طويلة،كانت ترتدي بنطلون جينز أسود وبلوزة لونها أزرق لبني تصل إلى أعلى ركبتها بقليل تعانق صدرها كرستالات بلون السكر وشالة ذات اللون الأسود تزينها كرستالات بلون السكر واسكربينا ( أعزكم الله )باللون الأزرق اللبني: نور بتعرفي أكتر شيء بحبه فيكي انك ما بتعطي الشباب وجه لكن لو تغيري لبسك سدقيني بكون أحسن، أنا بعرف انك طيبة لكن الشباب بفكروكي من لبسك انك قليلة أدب

تكلمت نور بهدوء: كل واحد حر بنفسه، وهم خليهم يفكروا زي ما بدهم أنا ما بهمني شيء

تنهدت صفاء وهمست بشرود: نور مشان خاطري ما بحب نظرات الشباب لالك انتي حلوة ما تكوني فريسة للكل، مثلا لو كنتي كتاب شو أول شيء بجذبك

نور بضيق أجابتها أنه العنوان فابتسمت صفاء واحتضنت كفيها: بنفسك هيك حكيتي العنوان والشباب لما يشوفو لبسك بفكروكي من البنات المو كويسات، سدقيني حبيبتي لو غيرتي لبسك لتتغير حياتك كلها

رجعت للواقع إثر هزة في كتفها غمز لها ماهر: اللي ماخد عقلك يتهنى

بعدها بدت الجدية على ملامحه فأكمل كلامه: نور شو بيقربلك فارس

إلا هذا السؤال لن تجيبه عنه فما من إجابة لديها، اقترب منها وتلاقت عيونهما همس لها: نور ما تخافي احكيلي

هزت رأسها بلا ووقفت بهدوء أجلسها رغماً عنها وتلفت يميناً ويساراً بعدها همس لها: تعالي نروح على المطعم ونحكي هناك براحتنا

أشاحت وجهها وتكلمت بصوت خافت: لا ما هأروح مكان ماهر بدي أرجع البيت تأخرت كتير

رن جوالها فلاحظ ماهر ارتباكها اختطف جوالها وانصدم عندما رأى اسم فارس يضيء شاشة الجوال



عندما أدركت أن :
" قلبــي " هو كل
ما أملك !! " أقسمت "
أن لا أعطيه
يوماً إلا لمن يجعله " أغلى "
مايملك ....

نها عبدالخالق العرجا 19-03-16 08:42 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
إمرأة تضرب باب جارتها باكية تفتش عن زوجها المفقود ،
ترتعب الجارة كل مرة ،
وتخرج معها للبحث عن زوجها الذي تعرف كما يعرف الجميع أنه مات منذ عشرة أعوام....

قمة الصداقة !!

تُرى هل نحتمل أصدقائنا في جنونهم ؟!
في مرضهم في صدماتهم ، في غضبهم!.
أم أننا نريد أصدقاء فقط أثناء الضحك والمصلحة ؟!



تود الانتقام من الجميع شعرت بهزة على كتفها فاستدارت للخلف فرأت جارتها لا بل صديقتها وتوأم روحها الغالية أحلام ارتمت بحضنها وهي تبكي، فهمست لها تيك: حبيبتي ادعيله بالرحمة

شعور مؤلم عندما ترى أغلى الناس يموتون أمام عينيك ولا تستطيع فعل شيء، بكت بمرارة فالفراق مؤلم إلى حد الوجع سألتها الجارة هامسة: وين ابنك بسام ما شفته اليوم

أجابتها بنفس الهمس أنها لا تعلم ومشت بصحبتها إلى المنزل لتواري دموعها، جلسن على عتبة المنزل تتبادلان شتى الكلام فسألتها الجارة مخففة عنها ألمها: حبيبتي الا احكيلي بسام بدو يفوت جامعة ولا لأ

تنهدت بيأس: هيو بيشتغل وان شاء الله لما يجمع فلوس بفوت جامعة أصلا البلد فيها شيء زي الخلق لك كل الشباب الخريجيين صافين طابور بستنوا الوظيفة

تكلمت الجارة وهي تقلب يديها بحسرة: الله بعين يا خيتي والله أولادي التلاتة درسوا جامعة وبعد شقى وتعب تخرجوا، وهسه كل واحد حاطط شهادته ببرواز عالحيط، مرة طلعت لابني محمد اللى أخدها التالت على دفعته بطالة واشتغل بالمستشفى خمس أشهر وخلص، وهسه قاعد بشتغل في الطوبار شايفة من طبيب لطوبار

نظرت لجارتها بحزن: ما بنقول الا يا رب افرجها علينا هي ابن أم مسعود الأول على دفعته وببيع ببسطة بالسوق

وضعت أم محمد كفها على فخذ أم بسام: والله نفسي أجوز محمد بس ما في فلوس وكل شيء بهالبلد غالي رحنا طلبنا ايد البنت ما رضيوا الا بمهر 7000 دينار هو محمد بس معاه 6000 دينار، حاول بأبوها حكالوا ما فيه الا سبع آلاف دينار ما رضي يتنازل والله يهداه محمد عصبي وابو البنت حلف ما يعيطه بنته لو شو ما صار

ضحكت أم بسام: اوووووه والله لو عندي بنت ما بتغلى على محمد كان زوجتها لالو ببلاش

غمزت لها أم محمد: أنا ما برضى بنت صحبيتي الغالية ببلاش خاصة اذا كانت متل أمها حلوة
أقل شيء عشر آلاف

قاطعهما صوت محمد: انتو ما عندكم شغلة الا فاعدين قدام عتبة البيت الله يهديكم ادخلوا داخل وتكلموا على راحتكم

ابتسمت أم بسام وتكلمت بهدوء: يا محمد عندي الك بنت بتقول للقمر قوم وانا بدي أقعد مكانك بتجنن شو رأيك نخطبها

محمد بيأس: يا خالة ما بدي ولا بنت تعقدت من الزواج كل واحد بفكرني بشتري بضاعة كم تدفع وكم سعر البنت خليني هيك عزابي ومرتاح

هتفت أم بسام باستنكار: يا محمد اسمع كلامي وأنا خالتك البنت ما بتتعوض ومهرها بألفين لأنو أهلها على قد حالهم شو بدك غير هيك

محمد بعدم اقتناع: يا خالة بديش هسه بروح عندهم بصير مهرها خمس آلاف لما يتجوزوا اخواني بعدين بتجوز، وصحيح ليه ما تجوزي البنت لبسام

استنكرت أم محمد رده: يا بني بسام لسا صغير انت خليك عاقل واسمع كلام خالتك، نفسي افرح فيك وأجوزك

محمد بحيرة: اوك طيب بس هي بنت مين

وضعت أم بسام اصبعها على خدها بتفكير: بنت عايد ####

صرخ محمد بدهشة: ان شاء الله بنته الكبيرة اللى طول النخلة

نظرت له أم بسام بسخرية: ومن وين انت بتعرفها

محمد وهو يدخل داخل منزلهم: ما بعرفها بس سمعت عنها وسدقوني خليني عزابي أحسن ما بدي أتجوز

التفتت أم بسام لجارتها باستغراب: معقولة ابنك بيعرف البنت

أم محمد هزت أكتافها تخبرها أنها لا تدري: سيبيكي منو المهم احكيلي شو القصة ليه ابنك امبارح بالليل كان بهدد انو هيقتل واحد

نها عبدالخالق العرجا 19-03-16 08:43 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي أحد البيوت المهجورة الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة


تلفتت حولها بخوف، الظلام يحيط بالمكان حاولت فك قيد يديها لكنها لم تستطع، رأت شاب بأوائل العشرينيات أو أصغر بقليل يقترب منها، ركلها برجله فتأوهت بألم تناهى إلى مسمعها صوته الخشن: ما هتطلعي من هانا الا على قبرك

نزلت دموعها بدون شعور، ماذا يقصد بقوله هل ستموت ولما يريد قتلها، اقترب منها وجلس مقابلها وهمس: والله لأحرق قلبهم زي ما حرقوا قلبي

وأشار بنصل السكينة الذي يلمع إلى صدر أسيل
وزمجر كالأسد: هالسكينة لأدبحك فيها وهارميكي للكلاب مشان يعرفوا انو الله حق

زادت دقات قلب أسيل هل ستنتهي حياتها بهذه اللحظة، أغمضت عينيها بخوف فتراءى إليها طيف أمها وهي تحتضر همست بالشهادتين لحظات وكانت السكينية مغروسة ب.........


انتهت الآهة

ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود

نها عبدالخالق العرجا 19-03-16 08:46 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
أشكر كل المتابعين الذين يتفاعلون معي بتعليقاتهم الجميلة وأتمنى لهم التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، لا تحرمونا من ردودكم وانتقاداتكم فهي التي تسعى بي نحو الأفضل، ، والآن أترككم مع الآهة العاشرة أتمنى أن تنال على إعجابكم، لا تحرمونا من توقعاتكم فمهما كانت فهي تسعدني وتشحن همتي نحو الكتابة ^_^


~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~


&&الوتر الأول&&
&&الآهة العاشرة&&
&&بقايا أمل&&


وفي أحد البيوت المهجورة الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة


تلفتت حولها بخوف، الظلام يحيط بالمكان حاولت فك قيد يديها لكنها لم تستطع، رأت شاب بأوائل العشرينيات أو أصغر بقليل يقترب منها، ركلها برجله فتأوهت بألم تناهى إلى مسمعها صوته الخشن: ما هتطلعي من هانا الا على قبرك

نزلت دموعها بدون شعور، ماذا يقصد بقوله هل ستموت ولما يريد قتلها، اقترب منها وجلس مقابلها وهمس: والله لأحرق قلبهم زي ما حرقوا قلبي

وأشار بنصل السكينة الذي يلمع إلى صدر أسيل
وزمجر كالأسد: هالسكينة لأدبحك فيها وهارميكي للكلاب مشان يعرفوا انو الله حق

زادت دقات قلب أسيل هل ستنتهي حياتها بهذه اللحظة، أغمضت عينيها بخوف فتراءى إليها طيف أمها وهي تحتضر همست بالشهادتين لحظات وكانت السكينية مغروسة بخشبة كانت بجانبها، نظر لها الشاب بقهر وبخ نفسه ما ذنب هذه الفتاة ليفعل بها هذا، ابتعد عنها فسمع صوت ضحكات تعلو شيئا فشيئا بعدها دخل أربع رجال ملثمين إحداهم حمل أسيل الذي يبدو أنها أغمي عليها من هول الموقف، والثلاثة وجهوا سلاحهم نحو الشاب، زاد خفقان قلبه فمهما كانت قوته فمن الطبيعي أن يشعر بالخوف، فالحياة غالية بالنسبة لكل شخص تكلم أحدهم ببرود: سدقني على موقفك هادا لتخسر كتير والشرطة اذا عرفت بخطفك للبنت ليسجنوك

لم يتكلم بل اكتفى بالصمت فليس لديه ما يقوله اقترب منه أحدهم: لو نقتلك ولا واحد هيعرف عنك بس رأفة بعيلتك بدنا نسيبك

وخرجوا مثلما دخلوا تلفت حوله بانهيار شعر بالقهر، هل الانتقام سيريحه أم أنه لن يستفيد شيئا، تمنى لو قتلها لكنه استغفر ربه فالفتاة لا ذنب لها، ما زال هناك بقايا أمل سيتمسك بها بكل ما أوتي من قوة.

رديناا 20-03-16 02:23 AM

جميل جداً رائعه البارات متى
ان شاءالله اكون من المتابعين اول باول

مملكة الغيوم 21-03-16 08:41 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
السلام عليكم ورحمة الله
البراء والعائله المكونه من خمس فتيات ما علاقته بيهم وهل شهد حامل من البراء
مين الشاب اللى اخد اسيل واخوانها هل هو ابوهم ومين الشاب اللى كان معاه ومين اللى خطف اسيل وليه عاوز ينتقم من اهلها كل البارت اسئله محتاجه اجابه وليه سعاد ومرام بيكرهو بعض كده قصه مشوقه وتحتاج تفسير ارجو التوضيح سلمت يداكى

~FANANAH~ 02-08-16 02:44 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
في شقة من شقق أحد الأبراج الواقعة بحي الرمال بمدينة غزة


لن يكون عمرك كله ربيعاً، ستتناوب عليك الفصول الأربعة تلفحك حرارة الخيبات تتجمد في صقيع الوحدة تتساقط أحلامك اليابسة ثم تزهر حياتك من جديد*


هل كل هذا اختبار من الله، فعلا كل يوم يزداد استشعارها بكلام الله " إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا "
فالظلم موجع كانت تعشق الخيال وقراءة الروايات بالرغم من ذلك إلا أنها كانت تكره الروايات التي تكن بطلتها مظلومة والزوج يتهمها بالخيانة وفي النهاية يكتشف أنها مظلومة ويحبان بعضهما، هل ستكون نهاية قصتها كما في الروايات هي متأكدة أن الجواب لا فالمدعو بزوجها يكرهها وحتى أنه يعاملها ببرود في كل تصرفاته، ولم يشعرها يوماً أنها زوجته هي متأكدة من أنَّ هناك سر في حياته ولكن تساءلت ما هو السر، لملمت الأشياء المتناثرة حولها من كرستالات وهدايا ملونة الظرف الملون الذي كان بجانبها بالمشفى اتهمها مصطفى أنه هدية من حبيبها، وهل هي غبية لتحب أولاً هذا محرم فالعلاقة بين الشاب والفتاة أياً كان مقصدها محرمة، لم تحب قبل الزواج فهل ستحب بعده تكره كل الفتيات اللاتي يتبادلن المحادثات الهاتكة مع الذئاب البشرية ليعوضن النقص الذي لديهن، ألا يعلمن أنَّ ركعتين في قيام الليل بين يدي رب العباد تغنيهم عن كل شيء، تحمد الله أنها لم تسلك طريق الحرام يوماً وبخت نفسها لما لا تستخدم أسلوب آخر في التعامل مع زوجها، فمهما كانت تصرفاته فيجب عليها أن تحترمه وتطيعه بكل شيء، نظرت للظرف بصدمة وهي تقلبه بين كفيها دمعت عينيها عند معرفة المرسل هل يتذكرها حتى هذه اللحظة، لا تعلم كيف وصلها هذا الظرف لكنها ابتسمت بحزن عندما استوعبت ماهية وصوله، استغفرت ربها مئة مرة وهي تشعر بألم في أسفل بطنها يبدو أن انفعالها قبل ساعات عندما اتهمها مصطفى بالخيانة أثر عليها، سمعت طرقات على باب الشقة استغربت من سيكون الآتي اتجهت نحو الباب وهي تشعر بخدر في جسدها وهمست بتساؤل: مين على الباب

تناهى إلى مسمعها صوت عمتها إيمان: يا بنتي أنا عمتك إيمان افتحي الباب

فتحت لها الباب ورحبت بها، أجلستها بالصالة فسألتها إيمان بقلق: يا بنتي كيفك هسه

اصطنعت ابتسامة وتكلمت بهدوء: بخير يا عمتي
اغرورقت الدموع بعيون تيك وتكلمت بأسف: يا بنتي ما تزعلي مني وأنا بعتذر منك بنيابة عن ابني، وسدقيني أي حدا هيتكلم عنك بشيء لأقص لسانه سامحيني يا بنتي

نظرت لها آسيا نظرة باردة أتستسمحها على ماذا، على شرفها الذي جعلوه لعبة بأيديهم أم على جسدها الذي أصبح كرة يركلونها متى شاءوا، تكلمت بهدوء فمهما كانت هذه امرأة كبيرة ودينها علمها أن تحترمها: عمتي الله اللي بسامح

هي تعلم أن آسيا لن تسامحها فالظلم هو أقسى شعور يتعرض له الإنسان، همست وهي تنظر لبطن آسيا: يا بنتي بدك تحكي لمصطفى انك حامل

هي ليست من الفتيات اللاتي يخبئن حملهن على أزواجهن من أجل الطلاق، هي أرادت من الدكتور ألا يخبره لحاجة في نفسها تكلمت ببرود: أنا خبرته ما في داعي تحكيلوا

انصدمت إيمان من قولها، اذن لما رفضت إخباره وهما بالمشفى سألتها بهدوء: يا بنتي لو محتاجة شيء احكيلي اعتبريني أمك

أمها وعن أي أم تتحدث، عضت على شفتها بألم لن تستسلم فالمصائب ما هي إلا ابتلاء من الله عز وجل يختبر بها المؤمن: تسلمي يا عمتي مو محتاجة شيء، صحيح جيتي لوحدك الدنيا ليل

هزت رأسها إيمان بلا وتنهدت بحسرة: لا ابني عمر جابني هون ما قدرت أنام إلا أطمن عليكي

سبحان الله هل هذه أمه التي تربى تحت يديها رضع حليبها، يا ليته أخذ منها بعض الطيبة: تسلمي يا خالتي بجد تعبتي نفسك مالو داعي أنا بخير

رن جوال إيمان يعلن عن وصول رسالة قرأتها فشحب لون وجهها وهمست بدون تصديق: يا رب ساعدني

سيشع شعاع الأمل من جديد وسيندحر الظلام، لكن متى سيكون هذا الوقت لا أحد يعلم.

—————
في شقة من شقق أحد الأبراج الواقعة بحي النصر بمدينة غزة


أعشق هؤلاء الذين يعرفون جيدا كيف يجعلون قلوبنا عصافير تطير من الفرح !

مازلت أؤمن بأن هناك شيئا رائعا سيحدث

لا يعلم لما أتى ذاك الملثم إلى هنا، نظر ذاك الملثم للشقة ثوانٍ قليلة وكأنه يبحث عن شيء ما بعدها خرج كلمح البصر، دون أن يتعرف عليه أحد رغم أنه حاول اللحاق به، إلا أنه لم يستطع التعرف عليه شعر وأنه بفلم أكشن، إنه قلق هل هذا الملثم هو الذي افتعل الحادث أم لا، يجب عليه أن يأخذ حذره من اليوم فصاعداً، حمد الله أن مها وشهد لم يرونه وبطريقته استطاع أن يكذب على فاطمة وديما ولارا وأخبرهم أن الملثم كان صديقه فعل به مقلب ليخيفه، يعلم أن تبريره سخيف وأن فاطمة لم تصدقه، قرصته الصغيرة من أذنه وهمست بفرح: بابا بدنا نروح الدكان

تأففت ديما بانزعاج: بتفكر نفسها صغيرة لتدلع

ابتسم البراء بمرح: اووووه غارت ديومة

علا رنين جوال البراء الذي كان بين يدي فاطمة، فاطمة وهي تغمز: مين بلسم حياتك

أخذ منها الجوال وأشار لهم أن يصمتوا رد بهدوء: السلام عليكم

انصدم عندما سمع صوت بكاءها سألها بقلق: شو فيه صار شيء

سألته باهتمام عن سر تأخره وعبرت له عن اشتياقها له، فهي لم تره منذ البارحة أخبرها وهو يتنهد بارتياح: امبارح نمت عند ماهر واليوم رجعت من الجامعة مع صاحبي مشانه مضايق وان شاء الله راجع بعد ساعة

حمد ربه أنها صدقته وطلبت منه أن يسرع بالحضور لأنها تود رؤيته لأمر ما، أجابها أنه سيحضر بعد ساعة وأنهى المكالمة سألته الصغيرة لارا: بابا مين اللي اتصل

ارتسمت ابتسامة على وجهه وتكلم بهدوء: ماما

تكلمت لارا بحماس: انت الك ماما، يعني زي ما أنا لي ماما

هز البراء رأسه فجاءت مها وبيدها خمس كؤوس من العصير و وضعتهم أمام البراء همس لها البراء بشيء ما، فاتسعت عيونها من الصدمة وصرخت بعصبية: لا مستحيل

نظرت لها أخواتها بدهشة فسألتها فاطمة بقلق: مها شو فيه

لارا وهي تمد بوزها: مها شريرة لهيك بتزعق

تنرفزت مها من كلامهم ونظرت للبراء بحدة: أنا بحذرك تعمل اللى بعقلك

تنهد البراء بيأس: ليه يا مها رافضة

نظرت له مها بعصبية و الشرر يخرج من عيونها: على ما اعتقد انت عارف السبب وما في داعي تتفلسف

عقدت فاطمة حواجبها بضيق: مالكم شو فيه

التفت لها البراء وتردد في إخبارهم، هل هذا القرار سيكون بداية أمل، أم سيكون نهاية أمل نظرت له مها بغضب تحذره من أن يخبرهم قرر أخيراً أن.......



———————————
وفي أحد البيوت الواقعة بحي الرمال بمدينة غزة كانت هناك فيلا أبو البراء


أكثر ما ستندم عليه : أنك كنت تمر على الفرح مرورآ عابرآ وتعيش الحزن بأدق تفاصيله .. !

ارتاحت عندما سمعت مكالمة عمتها للبراء، إذن هو بخير ولكن لما لم يتصل عليها ليطمئنها كل يوم تكتشف أنه أسوأ من قبل، استيقظت من سرحانها عندما تناهى إلى مسمعها صوت عمتها نهى: ريما مالك سرحانة بتفكري بمين

علت ضحكة جهاد وتكلم وهو ينظر لريما: اووووه ليكون بتفكري بالبارد

ريما بحدة نظرت إليه: جهاد عيب عليك تسب على أخوك الكبير

نهى بعصبية: جهاد كم من مرة حكيتلك احترم اخوانك الكبار

عماد وهو يجلس بجانب ريما: بتعرفي أول مرة أنتبه انك مو حلوة ليه انتي سمرا مو بيضة

انصدم الجميع من كلامه، لم تدري بما تجيبه فجملته صدمتها بشدة تكلمت عمتها نهى مؤنبة عماد: عماد شو هالكلام الظاهر انا ما ربيتكم منيح يلا اعتذر من ريما

والتفتت لريما متأسفة: يا بنتي والله انتي قمر ما تهتمي لكلامه حبيبتي

فعلا هي تعلم أنها ليست جميلة كثيرا، فأهل البراء يملكون نصيبا كبيرا من الجمال الآن علمت سر ابتعاد البراء عنها متأكدة أنه يعتبرها لا شيء، لأول مرة تمنت أن تكون جميلة صدمت عندما نظرت بجانبها رأت جهاد يضرب عماد بعصبية أبعدتهما عن بعضهما البعض وتكلمت بغضب: ليه بتتقاتلوا

جاءت نهى وتكلمت بحدة: لما يجي أبوكم هأحكيله

عماد وهو يهم بضرب جهاد: أنا ما حكيت شيء أصلاً أنا حكيت الصح مو حلوة هيّا

أمسكته نهى من أذنه وصرخت عليه: عماد احترم نفسك وانت شو دخلك حلوة ولا مو حلوة

إسراء التي جاءت الآن سألت باستغراب عندما رأت ريما تمسك يد جهاد، ونهى تقف مقابلا لريما وتمسك أذن عماد: شو فيه

ابتعدت ريما عن جهاد وهمت بالذهاب لغرفتها لكن أوقفتها جملة عماد: أصلا هيَّ وإسراء مو حلوات ماما ما بتعرف تختار، الحمد الله ما في عندي بنات عم أصغر مني أو قدي لأتجوزهم

الآن علمت نهى من أين سمع هذا الكلام، لكن ردة فعل إسراء كانت ضحكة عالية تفاجأ منها الجميع: يا حبيبي مو لازم أعجب حدا المهم عاجبة حبيبي وأمه

اغرورقت الدموع بعيون ريما لكل هذا لا تقولوا أنَّ الموقف بسيط إنه مؤلم إلى حد الوجع، لقد أهانوها كثيراً لم تحتمل ذهبت إلى غرفتها مسرعة وأقفلت الباب بالمفتاح نظرت إلى نفسها بالمرآة، بشرتها السمراء وعيونها العسلية الكبيرة، وفمها المتوسط ورموشها المتوسطة وجسمها شبه الممتلىء، هي ليست قبيحة ليقولوا عنها هذا شعرت بالنقص بالرغم من ثقتها الكبيرة بنفسها فأكثر شيء يؤثر بالمرأة عندما يشكك أحد بجمالها، جلست على السرير وهي تبكي رن جوالها يعلن عن وصول رسالة انصدمت من محتواها إلى هذه الدرجة يكرهها ارتمت على السرير ودموعها تشكي الحال، هي تعلم أن إسراء لم تتأثر بكلام عماد فيوسف أخبرها أكثر من مرة أمامهم أنها أجمل أنثى رآها في حياته، ما زالت هناك بقايا أمل تصرخ بداخلها وتخبرها أن الوقت لم يفت بعد.

~FANANAH~ 02-08-16 02:46 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي الصالة

نهى بحدة: جهاد ما تروح عيب يا ماما

أشاح جهاد وجهه وتكلم بقهر: ماما ليه يعني هيك حرام والله

إسراء بدهشة: ليكون ريما زعلت من كلام هادا
( وأشارت لعماد بإصبعها )

أجابتها نهى بسرعة: لا مستحيل ما زعلت بس عليها دراسة لهيك راحت

ذهب جهاد إلى غرفته وهو يشعر بالقهر على حال ريما، اتصل على جوالها اكثر من مرة لكنها لم ترد عليه بعث لها رسالة اعتذار بالنيابة عن أخيه عماد، تمنى لو أنها أخته يحبها كثيراً نظر إلى ألبوم الصور الذي بجواله كلها صوره مع ريما في حفل تخرجها في الثانوية العامة جذبته صورة كان البراء ينظر لريما بابتسامة فعلا البراء كانت علاقته بريما قبل الزواج علاقة جيدة، لأنهم محرومون من الأخوات كانوا يعتبرون بنات عمهم أخواتهم، لكنه تفاجأ بالمعاملة السيئة التى عاملها إياها بعد الزواج صحيح أنه كانت هناك بعض المشاكل بين البراء وريما وهم صغار وهذا طبيعي لأنهما نفس العمر حيث كانا يتنافسان دائماً، لكن عندما كبرت ريما قلت علاقتها بالبراء، تفاجأ عندما رأى " أختي الحنونة " يتصل بك رد بسرعة وهو غير مصدق ما يرى رد بلهفة: السلام عليكم ريما كيف حالك ما تزعلي والله انتي أحلى وحدة

حزن لسماع صوتها المبحوح الذي بدا عليه أنها كانت تبكي: وعليكم السلام الحمد الله انا بخير

سألها بهمس: ريما أصلا عماد صغير وما تهتمي لكلامه

ابتسمت تيك لقوله فعلا إنها تحبه، لكم تتمنى لو أن البراء مثله: حبيبي أنا مو زعلانة

فرح ذاك لقولها مع أنه يعلم أنها تكذب: شو رأيك نعمل يوم الخميس حفلة ونعزم صحبيتك مرام وأخوها مراد

أخبرته أنها موافقة ولكم يسعدها هذا، أنهى المكالمة بعدما سمع ضحكتها وضع الجوال على السرير، وتمدد على سريره ووضع يديه بعد أن أشبكهما ببعضهما خلف رأسه نظر للسقف والابتسامة مرتسمة على شفتيه، تذكر صديقه محمد الفقير فعلا لا يشعر بالشيء إلا فاقده لم يتوقع أنهم يعيشون بالكرفانات " الكرفانات هي عبارة عن غرف مصنوعة من الحديد أتت من تركيا إلى قطاع غزة بعد حرب العصف المأكول 2014 لتأوي الناس الذين هدمت بيوتهم في الحرب ولكنها تكون في الصيف مثل الأفران وفي الشتاء تكون كالثلج من شدة البرودة وموصلة للكهرباء وكثير من الناس أصيبوا بالصدمة الكهربائية بسببها " يتمنى لو يستطيع مساعدته لقد بدأ بإدخار مصروفه، وسيساعدهم بإذن الله سمع صوت الباب يُفتح صوب نظراته نحو الباب فرأى أمه وبيدها كأسا من الحليب سألته أمه بحنية: حبيبي خد اشرب هالحليب

لا يعلم لما تعامله وكأنه طفل صغير، لكنه يعشق هذا الاهتمام كثيراً لحظات صمت سادت مد يده ليأخذ الكأس لكنه وقع منه إثر قولها الذي صدمه، فهتف بعدم تصديق: مستحيل

—————————-
أيهــا الحنين هل لك أن تنتحي عن الذاكرة إنهــم رحلوا بلا عودة فلماذا أنتــ بآقي


وأمام شاطيء البحر كان يجلس على صخرة يتأمل أمواج البحر المتلاطمة، يشتاق لها كثيرا فعلا الشيطان يزين الحرام في عين الإنسان، ليبعده عن الحلال رحل الأمل وبقي هو يتجرع الآلام أخفض رأسه بحزن تذكر موقفاً كان قبل خمس سنوات كان يجلس في أحد المطاعم لكن رجع للواقع إثر ضربة قوية على كتفه: وين سرحان يالحبيب أم العيال طردتك من البيت

ناظره ببرود و همس: مين حكالك اني هانا

غمز له واقترب منه وهو يهمس: معقول أنسى هادا المكان

أشاح وجهه فهو فهم ماذا يقصد بقوله فهتف ذاك بجدية: مصطفى بتعرف جبت اللى حكيتلك عنه وكمان مضاعف

نظر له ببرود وتكلم بهدوء: منيح برضوا

تكلم ذاك بسخرية: له يا راجل لا شكله صاير شيء لهدرجة انت مو هامك الموضوع

وضع مصطفى يديه على رأسه بألم: طلال معك حبوب لوجع الرأس

طلال عقد حواجبه بخوف: مصطفى شو مالك احكيلي

مصطفى بعدما تنهد: ولا شيء بس رأسي بوجعني شوي

طلال وهو يتأمل مصطفى بقلق: الدنيا برد يلا نروح على شقتي

هز مصطفى رأسه معارضاً وهمس: طلال اتركني لحلالي

طلال بسخرية: اوووووف لهدرجة معصب هادا شكل واحد عرف انو هيصير أبو

نظر له مصطفى بعدم تصديق: يا ملعون كيف عرفت


همسة: ( اللعن محرم وأنَّ من يكثر اللعن فلن يقدر على نطق الشهادتين عند موته وهو مطرود من رحمة الله، وللأسف كثير منا يلعن ولا يهتم لعقوبة ذلك، لذا أتمنى من الجميع أن يبتعد عن اللعان )



طلال بضحكة: يا حبيبي ابنك هو ابني كيف بديش أعرف

مصطفى بعصبية: طلال بلا مسخرة بجد بحكي كيف عرفت

همس طلال وهو يرفع حاجبيه باستنكار: مصطفى انت حكيتلي بنفسك بعد العصر لما اتصلت عليك

مصطفى هز رأسه بنفي: لا ما حكيتلك

طلال وقف بهدوء ورمى نفسه بالبحر تفاجأ مصطفى من فعلته، وبعد قليل خرج طلال وبيده زجاجة ورماها بجانب مصطفى، نظر مصطفى إلى طلال الذي تتساقط منه قطرات الماء: انت مجنون الدنيا برد وصقيع كيف رميت نفسك بالبحر

اقترب طلال من مصطفى ووضع يديه على كتفي مصطفى: يا حبيبي المجنون اللي بسمع كلام حدا متلك، يلا بلا كلام فاضي نروح على الشقة

أمسك طلال الزجاجة بيده اليمنى وباليد الأخرى أمسك يد مصطفى ليسحبه خلفه، لكنه اصطدم بشخص ملثم نظر له بتفحص ولم يشعر بالخوف بتاتا: زهير ليه جاي لهون

همس له ذاك: لا تكون غبي وين اللى طلبته منك

تكلم طلال بهدوء: ما في معي شيء

أخرج زهير من سترته سكينا وهم بطعن طلال لكن مصطفى هو الذي تصدى الضربة، بعدها علت صرخة مصطفى بالأنحاء

——————————
وفي أحد البيوت الواقعة بحي الرمال بمدينة غزة في منزل أبو جهاد وبالتحديد بغرفة ماهر
ً

إن كنت تحكم ان حياتك 'أنتهت' أو بمعنى أدق 'تحطمت'ف إصنعها من جديد فكل شيء قابل للترميم.

سألته بيأس: ماهر احكيلي شو مالك

أخفض رأسه وتكلم بقهر، فليس هناك أصعب من أن تثق بشخص ثم تكتشف بعد ذلك أنه يخونك: حكيتلك القصة

تنهدت بحزن على حاله: ماهر أصلا كل اللي بتعمله حرام، بترضى لأختك تطلع مع شب و يتمشوا سوى عالبحر، بصراحة بعد هالموقف نزلت من عيني

أشاح بصره وتكلم هامسا: ما كان قصدي شيء

نظرت إليه بحدة: ماهر هالشيء كلنا بنعرف انو حرام ولا أهلك ولا أهلها بيرضوا بالهشيء لا تبرر موقفك

تكلم بقهر: دعاء أنا مقهور يعني كل شيء طلع صح وأنا طلعت أكبر مغفل بالدنيا

دعاء ناظرته بتأنيب: أنا ما هأكلمك الا لما تعترف انك غلطت وتوعدني ما تتكرر هالتصرف تاني

تكلم بعصبية: دعاء والله مو قادر أسدق انتي مو عارفة كيف شعوري هسه، احكيلي ليه عم بصير فيَّا هيك

دعاء بهدوء: أنا طالعة وما هأكلمك الا لما تعترف بغلطك

ماهر نظر لدعاء نظرة ألم: يعني شو بدو يصير لو اعترف اني أنا غلطان

دعاء بحدة: بيصحى ضميرك اللى نايم يا خسارة تربية عمتي فيك، عاجبك اللى عملته يعني تضحك وتتمسخر مع البنت وتتمشوا ع البحر مو مسدقة انك عملت هيك يا ماهر

أخفض ماهر رأسه نعم إنه يعترف أنه أخطأ فليس من حقه أن يتمشى مع نور، استغفر ربه و همس لدعاء متأسفا لكن دعاء أخبرته إن أراد أن يتأسف فليتأسف إلى ربه الذي عصاه، همس لها قائلا: دعاء ساعديني تكلمي معها احكيلها ليه عملتي هيك

نظرت دعاء إليه نظرة برود: ليه أتكلم وأنا متأكدة انك ما بتحبها

صُدم من قولها ماذا تقصد، هل القدر ضده أم ماذا، يبدو أن الأمل استبدل بالألم، رفعت حاجبيها باستنكار: مالك مصدوم ليه أنا حكيت شيء غلط مثلاً

————————-

في أحد المستشفيات الواقعة بمدينة خانيونس


مواقف الأمس
{{نتذكرها اليوم}}
ومواقف اليوم س نذكرها غدا..

#جميييل
أن ترى فرق بحياتك القادمة ع ماقد مضى..بقدر فارق الزمان بينهما.


نظرت إليها بعينين دامعة، دعت لها بالشفاء تمنت لو أنها هي المريضة بدلاً عنها سألتها ابنة أخيها بقلق: عمتو متى جدتي بدها تصحى

تنهدت بأسى: حبيبتي قريب ان شاء الله

و التفتت لناريد باستفسار: حبيبتي بدك تغيبي بكرة عالمدرسة

أجابتها ناريد بابتسامة: ايه عادي بأخد الدروس اللى يروحوا عليَّا من صحبيتي إسراء

وهمست للميس التي تجلس بجانبها: يلا مين قدك سمو الملكة ناريد بدها تنام عندك

أشاحت لميس وجهها: ناريد ليه بابا زعل جدتي أول مرة أشوفه بهالعصبية، معقولة سمع كلامنا لهيك كان معصب

سخرت ناريد من تفكير لميس هي تعلم أنه لا أحد سمع كلامهما، لكن مستغربة من الذي حصل يبدو أن في الأمر سراً، أتى الأمير وبيده زجاجتين من العصير أقبل نحو جدته وقبلها على جبينها وكفها وهمس: سلامتك يا جدة ما تشوفي شر ان شاء الله

حركت الجدة كفها وأمسكت بيد الأمير وهمست بصوت متهدج: حبيبي وين الغالي أبوك

أجابها الأمير ببرود أنه لا يعلم وبعدها خرج بهدوء، انزعج الجميع من تصرفه لكن لميس لحقت به وتكلمت وهي تبكي: ليه بابا عمل مشكلة مع جدتي

هنا ظهر أبو الأمير اتجه نحو أمه وقبلها قبلات كثيرة لم يترك أي شيء من وجهها إلا وقبله، وقبل رجليها ويديها وهمس: سامحيني يا الغالية

زاد صوت بكاءها وهمست هي الاخرى: حبيبي أنا مسامحك

لا يعلم لما شعوره يؤكد له أنه سيفقدها قريبا تعوذ من الشيطان، فهناك بقايا أمل تخبره أنها ستبقى معه للأبد وأنَّ هذه مجرد هلوسات كاذبة، لكن همسات ولده الأمير الذي جاء من الخارج وبيده ظرف أسود، جعلته يلتفت إليه مؤنبا: اوك اعمل اللى بدك اياه

———————————

في أحد البيوت المهجورة الواقعة بحي النصر بمدينة غزة
قبيل الفجر



إنظر للحياة من الزوايا المشرقه...من نوافذ الأمل...
من الأماكن التي تبعث لروح الحياة بمعناها،
فالحياة مهما كانت ألم ((يتخللها أمل)).



تلفتت يميناً ويساراً وهي تشاهق منادية أمها التي ذهبت ولم تعد، تمنت لو تلحق بها فليس هناك ما تعيش من أجله، الجميع رحل وبقيت هي لوحدها في هذا الظلام الدامس تتجرع آلام الوحدة، تأوهت فخرجت آهاتها كلحن عزف على أوتار الألم، بحثت عن بقايا أمل في زوايا حياتها لكنها لم تجد سوى الألم، أبعدت خصلات شعرها الملتصقة بوجهها بعنف حقدت على كل العالم، إنها الآن ببيت أشبه بالخرابة هل هي بكابوس أم أن كل شيء حقيقة، جلس بجانبها أخاها مؤيد وهمس: أسيل ليه طردونا من البيت صح بابا حكي انو البيت لالنا

وبما تجيبه هي لا تعلم شيئا مما حصل، اقترب منهم شخص يحمل كشاف صرخ بحدة: كيف طلعتوا من المشفى وأنا من الصبح بدور عليكم

ارتمى مؤيد بحضنه وعلا صوت نحيبه: بابا راح وتركنا خليه يرجع أنا بحبه والله

صُدم ذاك من كلام الصغير، نظر لأسيل يطلب استفسارا تجاهلت نظراته واكتفت بتنهيدة اقترب منها وأمسك يدها: أسيل احكيلي مين جابكم هون على هالبيت المهجور ووين مصعب ومهند

نظرت إليه بألم إنه الانسان الوحيد الذي أحبته بحياتها لكن كلمات أمها ترددت ببالها " هاني بكون عمك " عمها أتحب عمها أشاحت وجهها للجهة الأخرى وأرادت سحب يدها لكنها لم تستطع، تكلم بعصبية: أسيل ردي بسرعة

التفتت إليه ودموعها تناثرت على وجنتيها كإليل زهور تناثر على المرج الأخضر، بعدها ارتمت بحضنه اشتاقت إليه ولحنانه الذي أغرقها فيه بالفترة الأخيرة مسح على شعرها بحنية: أسيل حبيبتي احكيلي شو فيه

جاء مؤيد وابتسامته تزين ثغره وكأنه ملك العالم بأسره: أسيل تعالي بسرعة بابا اجا يلا نروح

لكن هاني ضمها لصدره أكثر وكأنه يحميها من شيء ما، وهمس: أسيل متى اجا أبوكم

أسيل وهي تشاهق: كذاب هادا مو بابا

جاء رجل من الخارج ونظر لأسيل ببرود: مين حكالكم تطلعوا من البيت

مؤيد بسرعة: بابا اجا رجال كتير وطردونا وحكوا هادا بيتهم

نظر الرجل إلى ما حوله ببرود: اوك هالبيت كويس خلاص عيشوا هانا

ابتعد هاني عن أسيل بهدوء، واتجه نحو الرجل لا يصدق ما يرى: انت كيف بتكذب عليهم وبتحكي انك أبوهم انت ما بتخاف ربك

أسيل بانهيار: بكرهكم كلكو يا رب أموت لترتاحوا

نظر لها هاني بضيق: أسيل اهدأي

اتجه نحوها ذاك الرجل بخطوات سريعة ونظر لعيونها الرمادية نظرة غريبة وهمس: شو عمل لالك أخوكي اللي خطفك





انتهت الآهة

ما هي توقعاااااتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا

bluemay 03-08-16 11:38 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
يسلمو ايديك فنو

ويعطيك العافية ع النقل ..


لك ودي



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

~FANANAH~ 04-08-16 02:00 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3640313)
يسلمو ايديك فنو

ويعطيك العافية ع النقل ..


لك ودي



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

الله يعافيك مآي ^^

~FANANAH~ 10-08-16 05:12 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
لفتني أن البعض معترض على أعمار بعض الشخصيات مثل البراء أنه متزوج وهو يدرس وعمره صغير وكذلك أخاه يوسف أقول لكم يا أحبائي أن كل مجتمع يختلف عن الآخر في مجتمعنا الفلسطيني بعض الشباب يتزوجون وهم يبلغون من العمر أقل من العشرين وقريب لي عمره عشرين سنة ومعه ولد وبنت وزوجته حامل، وفي مجتمعنا أغلب الشباب يتزوجون من عمر 20 - 25 ) سنة وأيضا لمواصفات أبطال روايتي لاحظت بعض الاعتراض على جمال الشخصيات أنا أحدد جمال الأبطال بما يخدم الرواية وفي مجتمعنا الفلسطيني كثير من يملكون من الجمال نصيب وافر

وأتمنى أن تتقبلوا كلامي بصدر رحب ومشكرون للمتابعة ^_^


وبقدم شكر خاص للعسولة شذى المطر بجد انتقاداتك جميلة جدا وأتشرف بكونك متابعة لروايتي وأيضا شكر للأمورة إسراء وألحان الطفولة تعليقاتكم جميلة وأقرأها أكثر من مرة وأتشرف بكونكم متابعين لي وأشكر الجميع


دمتم بود

————————————
في البداية أود أن أهدى هذه الخاطرة لــــ ( شذى المطر ) فكل التقدير والتحية لها


احتارت حروفي
في وصف غلاكي
فيا أميرة الزمان
عبق شذاگ السامي
زين عالمي الفانيِ
وابتسامتك أسرت فؤادي
فيا أميرة الكلامِ
عقد لؤلؤ أهديكي
وبجيدك الآسر ارتديه
حروف اسمك أسطورة
زينتها ألحان الطفولة
فيا شذى المطر الحنونة
أهديكي خاطرة مكتوبة
لتبقى على مدى الأيام محفورة

#بقلمي_نها_عبدالخالق




وأشكر كل المتابعين الذين يتفاعلون معي بتعليقاتهم الجميلة وأتمنى لهم التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، لا تحرمونا من ردودكم وانتقاداتكم فهي التي تسعى بي نحو الأفضل، والآن أترككم مع الآهة الأولى من الوتر الثاني أتمنى أن تنال على إعجابكم، لا تحرمونا من توقعاتكم فمهما كانت فهي تسعدني وتشحن همتي نحو الكتابة ^_^


~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~




&&الوتر الثاني&&
&&الآهة الأولى&&
&&كلمات تائهة&&



اتجه نحوها ذاك الرجل بخطوات سريعة ونظر لعيونها الرمادية نظرة غريبة وهمس: شو عمل لالك أخوكي اللي خطفك

أخوها ماذا يقصد بقوله، صداع شديد ألمَّ برأسها أغمضت عينيها فلا تريد رؤية أحد فالجميع ظالم أقسمت أنها ستتحداهم جميعا، ستتحدى الحياة وكل من يعترض طريقها صرخت في وجهه وعيونها تحولت إلى اللون الأحمر وكأن سائلا أحمر سُكب بداخلها تتحداه بقولها أنها ستخرج من هنا وستذهب إلى ملجأها القديم إلى المكان الذي تربت فيه مع إخوتها ولن تسمح لأحد أن يتحكم بها، اتجه هاني نحو الرجل وهمَّ بإيقاعه على الأرض لكن ذاك ابتعد بخفة وهمس كفحيح الأفعى مناظرا أسيل بحدة أنه سيمنعها من فعل ذلك، وستعيش مع إخوتها هنا، هزت أسيل رأسها بعنف وكأنها بذلك تبعد الصداع الذي هاجم رأسها، وصرخت بعصبية: ما الك خص فينا أنا طالعة من هانا ( وبصوت مبحوح أكملت ) ويا ويلك لو تقرب من اخواني

قهقه بنشوة مناظراً عيونها الرمادية: يا بنت استهدي بالله وخليكي عاقلة

لم يستوعب هاني الموقف يشعر وكأنه رأى هذا الرجل من قبل ولكن لا يعلم أين، تنرفز من كلامه فمنظر أسيلمعها
ه، الهالات السوداء تحت عينيها وعيونها المحمرة أوجعت قلبه وقبل أن يقول شيء نظرت أسيل إلى ما خلف الرجل بصدمة، رأت الشاب الذي رأته بالصباح يحمل مهند وقطرات الدم تتساقط منه، شعرت وكأن الألم ملازم لها لم يمر أسبوع على وفاة أمها، أمها التي كانت نظراتها تمدها بالقوة، و صدرها هو بلسم جراحها تمنت لو ترجع يوما واحدا فقط لا تطلب أكثر، ستقبل يديها وتتذوق قبلة على جبينها، لكن ما رحل لا يعود ركض هاني نحو الشاب وسأله بفزع عما حصل، صرخة مؤيد اخترقت الأرجاء وسقط على الأرض مغشيا عليه فهذه الأوجاع لم يحتملها قلبه الصغير، نظر ذاك الرجل لكل شيء ببرود وگأن الأمر لا يعنيه، اقترب من مهند بعد أن أبعد هاني مزق بلوزته إلى شقين ومسح على الجرح بيده الذي يتوسط صدر مهند، عقد حاجبيه والتفت إلى الشاب تكلم بحدة: حسابك بعدين

تجاهل الشاب نظراته الحادة ورد عليه بهدوء أنه فعل كل ما باستطاعته، تنهد ذاك بغضب وضم مهند إلى صدره وركض بسرعة خارجا من المكان، كل هذا وأسيل مغيبة الوعي لا تدري بما حولها فطفلة لم تتجاوز الثانية عشر لم تحتمل الذي يحصل، وقف هاني كالأبله شعر وكأنه بفلم رعب يود الخلاص منه سأله الشاب بعدما نظر له نظرة متفحصة: ليه جاي على هالمكان مين حكالك عنو

لم يجبه هاني بل اقترب من أسيل التي تقف كصنم ولا تحرك ساكنا، وضمها لصدره بحنية وهمس لها مواسيا أن كل شيء سيكون بخير وأنه سيرجعها واخوانها إلى بيتهم، لم ترد عليه يبدو أنها مغيبة التفكير ثوانٌ ونزلت دموعها بقوة تنطلق برحلة بلا عودة ودفنت رأسها بصدر هاني أكثر، تلتمس منه الأمان الذي فقدته ولم تجده إلى الآن، مسح على شعرها يتمنى لو باستطاعته أن يُسكنها في بيته ليحميها من كل ضرر، نظر الشاب لأسيل نظرة ألم يتمنى لو أنه مكان هاني استغفر ربه وأبعد نظره مسح على شعر مؤيد الملقى بجانبه وضربه على خده بخفة ليوقظه لكنه لم يستيقظ رأى زجاجة ماء بعيدة عنه نسبياً سكب قليلا منها بكفه ومسح على وجه مؤيد وهو يسمي بالله، لحظات واقتحم المكان ودخل أربعة من الشرطة ابتسم ذاك الشاب بسذاجة فهو كان يتوقع هذا، علت الصدمة وجه هاني لم يتوقع هذا أبدا ابتعد عن أسيل بتوتر، ذهب الجميع ليفتش المنزل إلا واحدا منهم نظر لهاني بحدة وسأله لما هو متواجد هنا لكن ذاك الشاب حمل مؤيد بين يديه واقترب من رجل الشرطة وأخبره ببرود أنه ليس من حقه أن يتهجم على البيت دون أن يستأذن فلكل بيت حرمته، نظر الشرطي للشاب بصدمة وهمس بعدم تصديق: سالم ولك يا معفن شو بتعمل في هادا المكان اجانا بلاغ

قاطعه سالم وهو يشير لهاني وأسيل أن يتبعوه واعتذر من الشرطي أنه يريد الذهاب فليس لديه وقت، فالطفل يحتاج للمشفى وأنه سيجيبه على كل ما يريد بالليل ولكن يجب عليه الآن ألا يعترض طريقه، أجرى سالم اتصالا بعد أن خرج من المنزل المهجور، كانت أسيل ملتصقة بهاني فوجود الشرطة أشعرها بذنب لم تقترفه صرخ سالم عليهم يود منهم أن يسرعوا، لكن أسيل قدماها لم تعد تحملاها فطلب سالم من هاني أن يحملها تردد في فعل ذلك، لكن الموقف لا يحتاج للتردد، ركبا سيارة كانت تقف على أول الشارع، هاني جلس بالخلف ووضع أسيل بجانبه أما سالم ركب بالأمام وبحضنه مؤيد تحركت السيارة بسرعة البرق حتى أن أسيل التصقت بهاني خائفة، ليست خائفة من الموت لكن خائفة أن تموت وإخوتها الصغار يتشردون من بعدها، لحظات ووصلوا المشفى ترجل سالم من السيارة وتبعه بعدها هاني ممسكا بكف أسيل يحثها على الخروج من السيارة، همس سالم وهو يتأمل هاني: ممكن سؤال كيف عرفت مكان البيت المهجور

أجابه هاني بجدية أن هذا المنزل قريب من منزلهم وبالصدفة وهو مار بجانبه شاهد مؤيد أمام عتبة الباب، نظر له سالم نظرة سخرية يبدو أنه لم يصدقه، كل هذا وأسيل ممسكة بكف هاني، أذن الفجر يعلن عن بداية يوم جديد سألت أسيل بصوت مبحوح عن أخيها مصعب نظر لها سالم وهو يتأمل شعرها: مصعب في المستشفى

خلع سالم سترته ووضعها على شعر أسيل ليخفيه، تعجب هاني من تصرفه بعدها دخل سالم إلى المشفى وهو يحاول إيقاظ مؤيد تبعه هاني وبرفقته أسيل الآن علمت لما الأم أغلى شيء بحياة الإنسان لأنها هي التي تحميه من كل شيء، فهذه المصائب حدثت بعد رحيل أمها ذهب سالم إلى أول غرفة رآها ووضع مؤيد على سرير المشفى الأبيض، فتح مؤيد عينيه ببطء وهمس باسم مهند نظر له سالم بابتسامة باردة، وتكلم مواسيا: حبيبي هسه بتشوف مهند هو بخير

لكن الصغير بدأ بالبكاء جاء أبو مهند ونظر لسالم بحدة وبعدها تراخت ملامحه عندما رأى مؤيد ركض الصغير ليرتمى بحضنه، وعبر عن مأساته ببراءة مسح على شعره و حمله بين ذراعيه والبرود يعلو ملامحه استدار ليخرج من الغرفة رأى أسيل ملتصقة بهاني، ابتسم بسخرية عندما رأى سترة سالم على أكتافها وبلوزتها السوداء القصيرة التي عفا عنها الزمن، وبنطالها الأسود المهترىء يبدو أنه ملَّ منها، رغم ملابسها الرثة إلا أن جمالها جذاب وساحر اتجه نحوها بعدما وضع مؤيد على الأرض وضمها لأول مرة ليبعد الأعين عنها، شعر بإحساس غريب لأول مرة يشعر به تمنى لو يخفيها بصدره، لم تبعده عنها شعرت بإحساس لذيذ تمنت لو تبقى هكذا للأبد لكن عندما استوعب عقلها ما تفعل، دفته بقوة وابتعدت عنه لم يُدهش من ردة فعلها، بل ابتسم ببرود وهمس لها بشيء جعلها تبكي ركضت خلفه وهي تترجاه أن يقول الصدق، لكن ملامحه الجامدة أرعبتها رغم وسامته إلا أنه مخيف سأله مؤيد ببراءة متى سيذهبون لبيتهم الجميل الذي رأوه صباح البارحة، تجاهل سؤاله مع أن إجابته ستفرح قلب هذا الصغير، علا رنين هاتفه فخرج من الغرفة بسرعة همس هاني لأسيل بدون تصديق يسألها هل هذا والدها الحقيقي أم لا أجابته أنها لا تعلم، نظر هاني لأبو مهند نظرة تفحص إنه لا يشبههم أبدا لا يصدق أن هذا أبو مهند، ساد الصمت لمدة دقائق، جاء ابو مهند ونظر لهاني بحقد أخبر سالم أن يأخذ مؤيد وأسيل إلى منزله بحي الرمال، فمصعب ومهند سيبقيان هنا بالمشفى
إلى هنا وعلت صرخة هاني اعترض بقوة، وأمسك كف أسيل واعتصرها بين يديه، عضت أسيل على شفتيها من الألم، أخرج أبو مهند هويته من جيب سترته، فهو لا يريد لمخططاته أن تفشل وأراها لهاني لم يصدق هاني ما يرى ارتجفت أسيل وشعرت بقشعريرة تسري بجسدها، هل هذا الشاب الوسيم والدها إنه صغير للغاية، لم ينتبه هاني لأي شيء فقط انتبه لصورة أبو مهند التي بالهوية، نعم إنه هو جلس على الأرض بانهيار لا يريد أن يسمع شيئا وتاهت الكلمات على لسانه، تمنى لو أنه مات قبل هذه اللحظة، نظر له أبو مهند بغموض وفرجة صغيرة بانت على شفتيه لتجسد ابتسامة باردة كبرود مشاعره بهذه اللحظة


ربي إن كان البلاء منك حباً، فامنحنا صبرا ورضا وإن كان منك غضباً.. فـ اغفر لنا وارحمنا يا الله

~FANANAH~ 10-08-16 05:14 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
بعد مرور أسبوع ونصف


في أحد البيوت الواقعة بحي الجنينة بمدينة رفح يوم الخميس الساعة الخامسة والنصف صباحاً


الصراخ في الحديث أحياناً لا يعني التمرد بقدر ما يعني " أرجوك افهمني "



علا رنين هاتفه رد بهدوء وهو مستغرب من الاتصال، ألقت السلام بصوتها المبحوح الذي يبدو عليه البكاء، فسألها بحدة عن السبب لكنها لم تجبه، فرك على جبينه ليهدأ من نفسه وسألها ثانية ببرود أجابته أن أخاها يريد تزويجها غصبا عنها، لم يتكلم ترك لنفسه برهة ليفكر مع أن شخصيته خلاف ذلك، تكلم بهدوء مواسياً أنه سيكلمه اليوم وصرخ بعصبية مهدداً عندما تذكر شيئا أنه سيذيقها أنواع العذاب إن خالفت رأيه، لكن تيك بشخصيتها القوية صرخت بأنه لا شأن له بها، يعرف عنادها ولكنه عنيد أكثر منها قفل الجوال في وجهها، لكم تستفزه بتصرفاتها تأمل غرفته المتواضعة المطلية باللون البنفسجي وزخارف تعلو السقف بشكل النجوم لتبعث للغرفة شاعرية مميزة، دولاب في الزاوية ذو اللون البنفسجي وسرير يتوسط الغرفة بلون البنفسج الباهت، ومكتب بنفس اللون عليه حقيبته و اللاب توب الخاص به استدار للخلف عندما فُتح الباب نظر بعصبية للآتي وصرخ: كم من مرة حكيت ولا واحد يدخل الغرفة الا لما يستأذن

انفجعت تيك من صرخته مع أنها لم تستغربها فهو دائما هكذا، طردها من غرفته وهو يهم بخلع بلوزته خرجت وأغلقت الباب خلفها، دون أن تقل له ما أتت لأجله فصراخه أنساها كل شيء، خلع بلوزته وارتدى قميص لونه أزرق مخطط باللون الرمادي وبنطلون جينز رمادي نظر لنفسه بالمرآة لم يعجبه شكله فوجهه الشاحب يحكي حكاية حروفها تتسطر بجملة قصيرة " لم ينام لمدة أيام " سرح شعره على الجنب، فطُرق الباب متأكد أنها أخته الغالية فمن غيرها يطرق الباب، سمح لها بالدخول نظر إليها بعدما عقد حاجبيه عيونها هي حكاية يبحر فيها أياً كان لونها عسلي ذات إطار أزرق لكنها جذابة بشكل ملفت، هو أخاها وعندما يرى عينيها يبحر فيها فكيف بكلاب الشوارع التي بكل مكان، سألته عن موعد ذهابه للجامعة فأخبرها أنه سيذهب على السادسة والنصف، وهمت بالذهاب لكن أمسك كفها وتكلم بصوت خافت مطالبها أن تتصل ببنت عمها وتطمئن عليها، ضحكت تيك وهي ترفع حاجبيها بخبث، لكنه غضب من تصرفها وأخبرها أن تفعل ما آمره بها، خرجت وهي تكتم ضحكتها بصعوبة ذهبت إلى غرفتها قابلت في طريقها أختها غدير سألتها بعصبية: صفاء وين مريولي المدرسة

عقدت حواجبها بانزعاج من أسلوب أختها وأخبرتها أنها لا تعلم، لكن شد أحدهم شعرها من الخلف وصرخ عليها بعصبية ومن غيرها إنها زوجة أبيها، أبعدتها عنها بقهر فاتسعت ابتسامة غدير ونظرت لها بشماتة، ذهبت صفاء إلى غرفتها لتهرب من مشاكلهم وحتى لا تتأخر على الجامعة، ارتدت جلبابها الأسود وخمارها فناظرتها أختها هيا مستهزئة بحجابها، لم تهتم بذلك لكنها نظرت إليها بحنية ونصحتها أن تبدل ملابسها حتى لا يعاقبها أخوها، لكنها لم تستمع لها تنهدت بقلة حيلة ووضعت كتبها بحقيبتها الجامعية، نظرت لجوالها بصدمة فالساعة قاربت السادسة والنصف ارتدت حقيبتها وغطت وجهها ثم ذهبت لغرفة أخيها لتستعجله، وجدته يصرخ على أختها هيا وحتى أنه ضربها بقوة إنها خائفة على أخيها من بطش زوجة أبيها فهي لا ترضى على بناتها أن يؤذيهم أيا كان، وكما توقعت جاءت زوجة أبيها وأبعدت ذاك عن ابنتها، وهددته لكن ذاك لم يأبه بكلامها ونظر لهيا نظرة تهديد خافت هيا من نظراته وأشاحت وجهها، ترجته أن يذهبا للجامعة فالوقت تأخر لكنه لم يستجب لها، وزمجر كالأسد الغاضب: هيا اكسري الشر وبدلي ملابسك لأطلع شياطيني عليكي

ذهبت إلى غرفتها مكرهة وتكلمت بعصبية أنها لن تذهب للجامعة، ذهبت صفاء مع أخاها ومشيا بهدوء وقبل أن يصلا إلى موقف الباصات رأى أخته غدير تكتب على جدران الشارع شيئا ما، اقترب منها وأمسكها من كتفها فزعت تيك من تصرفه، رص على أسنانه بغضب وهو ينظر للجدار: ما شاء الله أميرة رفح ولك والله رفح بتتبرى منك عارفة اذا ما مشيتي زي الناس لغير أدفنك بمكانك

خافت تلك منه وخلصت نفسها منه بصعوبة بعد أن تأسفت، وذهبت مع صديقاتها نظرت له صفاء بعتاب فأسلوبه سييء لكنه لم يكترث لذلك وصلا أخيرا للموقف وركبا الباص، جلست صفاء بجانب صديقتها ألاء أخبرتها صديقتها أنها لو تأخرت دقيقة لذهب الباص تنهدت صفاء بقلة حيلة سمعت أحد ينادي اسمها فاستدارت للخلف فرأت صديقتها تشير إليها، خجلت من تصرفها فالشباب الذين يجلسون بالخلف تركزت نظراتهم نحوها أشاحت وجهها كانت تجلس على المقعد السادس تقدم أخاها نحوها واقترب منها والغضب يكسو ملامحه، أمرها بضيق أن تغطي عينيها لكنها أخبرته بهدوء أنها لا تستطيع أخبرها بقهر أنه سيحرمها من الجامعة إن لم تغطي عينيها من الغد، أجابته بنعم وهي تهز رأسها، ذهب أخاها إلى الخلف ووقف مقابلا لكرسي أصدقائه فهو ليس له مكان يجلس فيه فالباص ممتلىء سمع أحد الشباب يقول " أخت فارس عيونها بتجنن بس يا خسارة ما بتعطي الشباب وجه " فار دمه وخاصة عندما سمع رد الشاب الآخر " لك والله لأجيب رأسها وتشوف " اتجه نحوهم وصرخ بوجههم " انتو ما بتستحوا كيف بتحكوا بأعراض الناس " أراد العراك معهم، إلا أخواته لا يقبل عليهم هذا الشيء لكن صديقه خالد أبعده عنهم، و أجلسه مكانه انقهر فارس من النظرات التى تركزت عليه علا رنين جواله فابتسم عندما رأى الرسالة سأله حسان بخبث من صاحب الرسالة لكنه لم يجب بل اكتفى بالضغط على أزرار الجوال سُحب الجوال من كفه، ولوح به خالد وابتسامته تعلو ثغره وكزه حسان في جنبه وأشار له أن ينظر للأمام فهناك فتاة تحملق فيه، نظر فارس إلى حيث يشير صديقه فتفاجأ من نظرات الفتاة المتجهة نحوه قرأ خالد بصوت عالٍ الرسالة " فوفو خدودك حمروا ليكون مستحي من حدا " علت ضحكات الشباب وعكس ما توقع الجميع علت ضحكة فارس وأخبر خالد أنه سيعاقبه بالجامعة ومدَّ يده ليأخذ الجوال من خالد لكن خالد قابله بالرفض، وقف فارس ليجمع الأجرة من الركاب همس له خالد أنه يود فعل ذلك بدلاً عنه، لكن فارس لم يقبل وعندما وصل لأخذ الأجار من أخته صفاء وصديقتها، مدت له صفاء الفلوس لكنه رفض أخدها وناظرها نظرة حادة ابتسمت ألاء بعدما دفعت الفلوس وهمست لصفاء مسائلة: صفصف ليه أخوكي فارس عصبي



هزت صفاء أكتافها بأنها لا تعلم، وأخبرتها أن هذا أسلوبه سألتها ألاء عن موعد خطوبتها لكن صفاء قرصتها من كفها وهمست لها أن تخفض صوتها فالشباب الذين يجلسون بالخلف يسمعون كل شيء تأففت ألاء بانزعاج وتكلمت وهي تفرك يدها أنها توجعت من ضربتها وسألتها مرة أخرى عن موعد خطوبتها، أجابتها صفاء أنها لم تخطب بعد وأخبرتها بزيارتها لأختها آسيا البارحة وعندما وصلوا شارع الجامعات بحي الرمال بمدينة غزة نزل الجميع من الباص، كانت الساعة الثامنة إلا ربع تفاجأت صفاء بنور أمامها وسألتها عن أخاها فارس فاشارت لها
ألاء أنه خلفهم، ذهبت نور باتجاهه مع أن أصدقائه معه، همست ألاء بدهشة: اووووه صفصف شوفي هادي الهبلة راحت تكلمه وهو مع أصحابه

وفي أحد البيوت الواقعة بحي الرمال بمدينة غزة كانت هناك فيلا أبو البراء قبل نصف ساعة من الآن ( الساعة السابعة والربع )


عِندما تَكون أعذاره أقبح من ذنبه إحزمي أمتعة كِبريائـــــك و أتركيه ..!


ستذهب إلى منزل والدها عند رجوعها من الجامعة، فهو لا يستحق أن تبقى معه ولو لدقيقة واحدة نظرت لنفسها بالمرآة وجهها شاحب مصفر، وضعت كحلاً بعينيها فرأت البراء يتأملها بشرود التفتت له كان يجلس على السرير يرتدي بلوزة زهرية اللون وبنطلون جينز رمادي اللون ويضع نظارة لونها أسود على رأسه أخبرته أنها ستذهب لمنزل أهلها عند رجوعها من الجامعة، يبدو أن قلبه أنذره بشيء ما ساد الصمت لبرهة قصيرة، بعدها سألها عن السبب هل هناك خطب ما، لكنها لم تجبه فالصمت أبلغ من الإجابة فأحيانا الكلمات تكون سبب بتدميرنا، سألها ثانية يبدو أنه مصر لمعرفة الإجابة، لن تصمت أكثر أخبرته أنها لم تعد قادرة على العيش معه فهو يتجاهلها دائما حتى أن الجميع لاحظ ذلك، الاعتراف يريح الإنسان لكن السؤال هل يريحه دائما، الجواب لا فبطلتنا ريما لم ترتاح بالرغم أنها قالت ما كانت تخشى أن تقوله دائماً، شهق مصطنعا الصدمة أنه لم يتجاهلها أبدا وأن هذه مجرد أوهام نسجها عقلها، أصدقتم أن هذه إجابته يا للأسف هذه الإجابة كانت من نسج خيال ريما، فالذي أمامها تجاهل كلامها واكتفى بالرفض، بهذه اللحظة ودت لو تقتله أبعد كل الذي يفعله يرفض، لم تصرخ بوجهه فمهما كان وجب عليها أن تحترمه، ناظرته ببرود وأخبرته أنها ستذهب واتجهت نحو حقيبتها الجامعية لترتديها، نظر البراء إليها بتوجس يبدو أنها مصرة على الذهاب، يبدو أن انشغاله بالفترة الأخيرة جعل هذه الفكرة تترسخ بعقلها، بصراحة هو لا يهمه وجودها أو عدم وجودها بقدر ما يهمه رأي والده بهذا الموضوع وخاصة جده، فريما تملك مكانة عظيمة عند جدها، نظر للأرض وهو يفكر بهدوء أخبرها أن تذهب ولكن عليها أن ترجع قبل العشاء، لكنها رفضت وأصرت أنها ستبقى عندهم وأن يرسل لها ورقة طلاقها، صُدم من قولها أتريد الطلاق يبدو أنها تحلم اقترب منها بغضب لكنها لم تخف بل نظرت إليه بسخرية فلم يعد يهمها شيء صحيح أن الطلاق شيء كبير لكن لن تحتمل العيش معه أكثر، أمسك يدها بعصبية وهددها إن ذهبت إلى منزل أهلها سيغضب عليها، مثلت أمامه القوة مع أنها تنزف من الداخل سحبت يدها وأخذت حقيبتها وخرجت من الغرفة لكن يده استوقفتها وبيده الأخرى ضغط على أزرار جواله واتصل على صديقه وبعد أن أنهى المكالمة، سحبها إلى داخل الغرفة وأغلق الباب بعصبية صرخت بحدة تود الخروج فالمحاضرة ستبدأ بعد قليل، لوى يدها بقوة فتأوهت بألم وسحبت يدها بصعوبة، رص على أسنانه بغضب وأخبرها أنها لن تذهب للجامعة حتى تغير تفكيرها، تمردت عليه لن تسمح له بتدمير مستقبلها فالدراسة تعني لها كل شيء اتجهت نحو الباب و همت بفتحه لكنه منعها، طرقات على الباب قاطعت المشاحنة التي كانت بينهما فتحه البراء وهو يتأفف وجد والده أمامه وعلامات الاستغراب على وجهه سأله عن سر تأخره فمحاضرته ستبدأ بعد قليل، أجابه بتلعثم أنه سيذهب الآن اغتنمت ريما الفرصة وأرادت أن تخرج من الغرفة إلا أن ذاك الخبيث منعها مبررا أنه سيذهب معها، لكنها أخبث منه أخبرته أن صديقتها تنتظرها بالأسفل تحمد ربها أن عمها لم يعترض على ذهابها مع صديقتها، نزلت بسرعة وهي تشعر بفرحة الانتصار يا للصدف الغريبة رأت أخاها يامن أمام الفيلا مستندا على سيارته وكأنه ينتظر أحداً ما وزاد استغرابها عندما اتجه نحوها وأمسك يدها وأجلسها بالسيارة بعدها علت ضحكاته، وأخبرها أنه يريد إيصالها للجامعة سألته عن السبب لكنه اكتفى بابتسامة ارتسمت على ثغره، وصلوا إلى الجامعة بغضون دقائق أخبرته عن موعد أخر محاضرة لديه فأجابها أن محاضراته تنتهي على الساعة الثالثة، كادت أن تقفز من الفرحة فأيضا محاضراتها تنتهي بالثالثة طلبت منه أن ينتظرها لانها تود الرجوع معه، لم يعترض بالعكس بل رحب بذلك كثيرا استغربت من تصرفاته، يبدو أن أخاها استبدلوه بشخص آخر، توجهت نحو المكان التي تجتمع فيه مع صديقاتها بعدما ودعت أخاها يامن، جلست بين مرام وفداء سألتها فداء وهي تغمز: ابتسامتك من الشرق للغرب فرحينا معك

تنهدت مرام وهي تضع يدها على قلبها بتمثيل: قلبي الصغير لا يحتمل الحمد الله أنا تفكيري بريئ شكله اللي بالي بالكم أعطاها هدية حلوة خفيفة الصبح

علت ضحكات الجميع وأشارت زهراء إلى خدها، ففهمت ريما ما يقصدن كتمت ضحكتها واصطنعت العصبية وهددتهم بأنها ستترك مجموعتهم إلم يصمتن، وقفت لتذهب للمحاضرة لكن مرام أشارت باصبعها إلى شيء ما وهمست لريما أن تلتفت، علقت زهراء بسخرية أن هذا المنظر لم يتوقعه أحد بيوم من الأيام، نور الفتاة الشرسة تقف مع عدوها اللدود فارس ويبدو أنهما منسجمان بموضوع ما، هزت ريما أكتافها بمعنى أنهم لا شأن لهم بها، زاد خفقان قلبها عندما وقف البراء أمامها لم تتوقع رؤيته وخاصة بهذا الوقت، همس لها أنه لن يمرر لها تصرفها دون أن يعاقبها مشت بسرعة فاعترض طريقها واحتضن كفه كفها، علا رنين جواله الذي يمسكه بكفه الأخرى فانصدمت عندما لمحت اسم مها يضىء الشاشة، شعرت بغضب شديد هل يخونها هي كانت تشك بهذا ولكن اليوم تأكدت، سائلته عيونها معاتبة، لكنه سحب كفه وذهب مبتعداً ليرد على جواله، حاولت جاهدت ألا تنزل دموعها وعاهدت نفسها أن تنفذ ما ترنو إليه بأقرب وقت

~FANANAH~ 10-08-16 05:24 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي إحدى المدارس الإعدادية " مدرسة الرمال الإعدادية للبنات " الواقعة بحي الرمال بمدينة غزة الساعة الثامنة صباحاً



عندما تتحدث العيون بالدموع بُحرقه وأسى تـصمُت جميع لغات وعبارات الألم والتعب والقسوة في هذه الحياة.



لم تتأقلم مع مدرستها الجديدة، تود لو ترجع إلى مدرستها السابقة التى قضت فيها أجمل أيام حياتها وأتعسها بنفس الوقت، سألتها المعلمة عن سر سرحانها لكنها لم تجب، وكزتها الطالبة التى بجانبها مشيرة لها أنَّ المعلمة تكلمها، عقدت حواجبها بضيق وهي تنظر للمعلمة سألتها المعلمة وابتسامة صادقة ارتسمت على وجهها عن سبب شرودها، تجاهلت سؤالها واكتفت بقول " أنا مو سرحانة " أكملت المعلمة شرح الدرس وبين الفينة والأخرى تناظر تيك التى اغرورقت الدموع بمقلتيها، سألتها عن اسمها فأجابتها الطالبة التي بجانبها " أسيل ### " وضعت رأسها على المقعد وهي تشعر بالتعب متى سترتاح بحياتها، هل ستموت دون أن ترتاح وعند انتهاء الحصة اقتربت المعلمة منها وهمست لها أن تأتي معها، لم تقبل بالبداية لكن المعلمة أصرت، خرجت معها ابتسمت المعلمة في وجهها وأرادت أن تجعلها تبتسم من تلقاء نفسها، سألتها أسيل بملامح جامدة عمَّا تريد منها أخبرتها المعلمة أنها تريد منها أن تشارك باحتفال الأوائل بأنشودة ما، لكنها عارضت وادعت أن صوتها ليس جميل، لكن المعلمة صدمتها بقول أنها سمعت صوتها البارحة عندما كانت لوحدها بالفصل وقت الاستراحة، تنرفزت أسيل من قولها وأخبرتها أنها لا تود المشاركة ولن يجبرها أحد على فعل ما لا تريده، بالرغم من ذلك المعلمة لم تيأس وأخبرت أسيل أنَّها لو شاركت بالاحتفال، ستضع لها بجميع امتحانات الشهر الأول علامة كاملة فأسيل جاءت لهذه المدرسة قبل أسبوع أي بعد شهر ونصف من بدء الفصل الدراسي الثاني لم تصدق أسيل ما تسمع، نظرت لها بشك لكن المعلمة أقسمت لها أنها ستضع لها العلامة الكاملة، أشاحت أسيل وجهها وأعلنت الموافقة فمديرة هذه المدرسة كانت تريد منها أن تعيد جميع امتحانات الشهر الأول وهي لا تستطيع فعل ذلك، فالامتحانات النصفية ستبدأ الأسبوع المقبل، فرحت المعلمة وأخبرتها أنَّها تود سماع صوتها وقت الاستراحة في المكتبة، استئذنت أسيل بالذهاب إلى فصلها ذهبت وهي تمشي ببطء طرقت الباب وهمت بالدخول، إلا أن المعلمة منعتها وسألتها أين كانت إحدى الطالبات أخبرت المعلمة أن المعلمة هبة اصطحبتها معها جلست بهدوء في مقعدها، وبعد انتهاء الحصة أتت طالبة من فصل آخر وسألت بصوت عالٍ عن أسماء الأوائل بهذا الفصل لم تهتم أسيل لها وودت أن تخرج إلا أن تيك اعترضت طريقها، عقدت أسيل حواجبها بضيق فهي غير مستعدة للمشاكل سألتها تيك
هل هي من الأوائل أم لا، لم ترد عليها ودفتها لتزيحها عن طريقها لكن الطالبة لم تقبل، اقتربت منهم الطالبة التي كانت تجلس بجانب أسيل وأخبرت تيك أن أسيل جاءت من مدرسة أخرى ومعدلها 98.9% علت ضحكة تيك عندما سمعت المعدل: اوووه يعني هي التانية على صفكو والاولى عندكو بس 99%، أحلى شيء يعني أنا الأولى على السوابع

وأشارت لأسيل بتصغير وخرجت وهي تمشي بتكبر وخيلاء، التفتت أسيل إلى الطالبة وصرخت بوجهها وأخبرتها ألا تدخل بها مرة أخرى وخرجت وهي تغلي من القهر فنظرات تيك قهرتها، نزلت إلى الأسفل واتجهت نحو المكتبة انصدمت عندما رأت الطالبة التي قابلتها قبل قليل تجلس بجانب المعلمة هبة، اقتربت من المعلمة هبة متجاهلة نظرات تلك، ابتسمت لها المعلمة هبة وأشارت لها بالجلوس لكن تيك صرخت بقرف ألا تجلس فالكرسي سيتسخ منها صفعتها أسيل على خدها وهددتها أن تحترم نفسها وإلا أذاقتها الويل، لكن تيك لم تسكت و همت أن تصفع أسيل لكن المعلمة صرخت بحدة: لميس أسيل شو هادا اللى عم بصير

التفتت لميس للمعلمة بعد أن ناظرت أسيل نظرة حقد وأخبرتها أنها لا يمكن أن تجتمع مع طالبة مثل هذه وأشارت لأسيل بقرف، نظرت المعلمة لها بحدة وأمرتها أن تصمت والتفتت لأسيل وأمرتها أن تنشد أي شيء تريد، رفضت أسيل لكن المعلمة ذكرتها بأنها وافقت ولا مجال للتراجع، أنشدت أسيل بصوتها الجميل أنشودة " يا دمعتي اليتيمة " تأثر جميع من في المكتبة من معلمات وطالبات وخاصة لميس نزلت دمعة متمردة من عينيها فمسحتها بعنف قبل أن يراها أحد، مدحتها المعلمة هبة وأثنت عليها وطلبت منها أن تنشد أنشودة عن النجاح، أنشدت مقطع من أنشودة " جينا نبارك بنجاحك " صفق الجميع لها إلا لميس ، اقتربت منها إحدى طالبات فصلها واسمها سلسبيل أخبرت أسيل أنها تود أن تكون صديقتها لكن أسيل تجاهلتها فتكلمت لميس بغرور أنها ستكون مقدمة الاحتفال ولن يشاركها بذاك أحد، تعجبت المعلمة من تصرفاتها وأخبرتها أن مقدمتا الاحتفال ستكونا من طالبات الصف التاسع، ناظرتها أسيل بتشفي لكن لميس اعترضت وطلبت من المعلمة أن تسمعها بعدها تختار، سألت سلسبيل بابتسامة: لميس مين أحسن مدرستك اللي قبل ولا مدرستنا

أجابتها لميس وهي تلعب بخصلات شعرها بغرور أن مدرستها الواقعة بمدينة خانيونس أجمل ومعلماتها أطيب، نظرت لها المعلمة هبة باستنكار وسألتها ما سبب مجيئها إلى هنا اذن فأخبرتها لميس بضيق أنَّهم انتقلوا إلى العيش هنا، كانت هناك طالبة تنقل بصرها بين لميس وأسيل بغير تصديق، وهمست بأذن سلسبيل الواقفة بجانبها بشيء ما لكن تيك هزت رأسها بالنفي، استئذنت أسيل بالذهاب لكن المعلمة أمسكت يدها وطلبت منها أن تنتظر جاءت إحدى المعلمات واقتربت من أسيل وسألتها عن اسمها وهي تكتم دموعها، أخبرتها أسيل وهي تود الخروج من هنا بسرعة " أسيل #### " هزت رأسها المعلمة بدهشة، اتجهت الى الخارج واتصلت على أمها بسرعة وأخبرتها بسرعة دون أن ترد السلام عن اسم عائلة زوج خالتها هي تعلم اسم العائلة ولكن ما سمعته جعلها تشك بمعلوماتها، بعد اجابة والدتها شعرت بالخيبة سمعت أمها تنادي " شو مالك يا بنتي ليه بتسألي ليكون البراء حكالك عن العيلة اللى شافوها هو وأصحابو سدقيني يا بنتي مو هما لأنه هدولا أمهم ميتة " تسارعت دقات قلبها وحمدت الله ان توقعها كان خاطئ، لكن لديها احساس أن هناك حلقة مفقودة، تساءلت ما هي لكن لم تجد الجواب، خطر ببالها شيء ما وبخت نفسها كيف غاب هذا عن تفكيرها، اتجهت بسرعة نحو تيك لتسألها عما يجول بخاطرها

وفي أحد البيوت الواقعة بحي الرمال بمدينة غزة كانت هناك فيلا الجد أبو فؤاد



في الطابق الثالث ( شقة عماد ) الساعة الثانية عشر والنصف ظهراً


ما زلت أفتقد آلقدرة على آلحديث عمآ بدآخلي !
لذلــكـ وكـ آلعآده س أختنق بآلــصـمتــ !!



وضعت كفها على خدها تستذكر شريط ذكرياتها
مع ذاك، رغم أنه كان يعذبها إلا أنها دعت الله أن يرجعه إلى أمه المسكينة التي تنتحب طوال الليل، وضعت يدها على بطنها بعدما تنهدت لا تعلم ماذا سيكون مصير هذا الطفل عندما يخرج للحياة، لكنها عاهدت الله أن تعوضه عن كل ما فقدته هي بحياتها بدلت ملابسها المدرسة وهي تشعر بالتعب، ارتدت بيجامة لونها أزرق باهت، بعدها توضأت وارتدت ملابسها الصلاة وصلت صلاة الظهر، بعدها قرأت أربع صفحات من القرآن ( فهي حريصة على قراءة أربع صفحات من القرآن بعد كل صلاة وبذلك تكون قد ختمت جزء من القرآن في كل يوم، و بكل شهر تختم القرآن كاملاً ) جلست على السرير بعد أن خلعت ملابس الصلاة، فطرق الباب سمحت للطارق بالدخول بعد أن علمت أنها لمى، دخلت لمى والحزن يكسو ملامحها سألتها آسيا عما بها، وكالعادة كانت الإجابة أن أمها ترفض أكل الطعام، أسبوع ونصف هذا حالها منذ أن اختفى ذاك ترفض كل شيء رغم أن الجميع حاول التخفيف عنها، ارتدت آسيا ملابسها الصلاة وذهبت للصالة وجلست بجانب
عمتها إيمان، وحاولت مواستها لكن كل هذا لم ينفع فتلك دموعها تتساقط بلا شعور، أحيانا آلامنا وأحزاننا يكون سببها رؤية إنسان أمامك يتألم ولا تستطيع مساعدته، صدمتها جملة عمها عماد الذي جاء الآن وجلس بجانب عمتها إيمان من الجهة اليمنى " والله من اول ما اتجوز الولد اتغير وصار عصبي حتى معاملته معنا تغيرت الله ينتقم من اللى كان السبب " ورمق آسيا نظرة حقد قاتلة، لو أن النظرات تقتل لقتلتها أغمضت عينيها فليس لديها ما تقوله فمهما كان هذا رجل بمقام والدها

أحياناً.. يجب أن تغمض عينيك كثيراً لتستمر حيآتكـ بـهدوء. ~

جاءت هدير زوجة عمر أخو المصطفى وسلمت على عمها وعمتها بعدها جلست بالمقابل لهما، سألت بحيرة وهي تنظر لعمتها أم زوجها عن سبب بكاءها، أجابها عمها بسخرية أن كل هذا سببه آسيا، لكن إيمان هزت رأسها بلا معارضة كلام زوجها وأخبرتهم أن هذا قضاء وقدر، فأجابها زوجها ساخراً لما البكاء اذن، ساد الصمت لدقائق تتخلله بعض النظرات الحاقدة وأخرى متوجعة وأخرى متحسرة، علا رنين جوال عماد يعلن عن وصول رسالة فتح الرسالة وهو يتنهد بعدها علت صرخته المصدومة، و وقع الجوال من يده من هول الصدمة، اختطفت إيمان الجوال وقلبها يخفق بشدة علت صرختها وهي تشاهق: ابني يا ناس مات هاتولي ابني، مصطفى يمه تعال لا تخليني وتروح

وبكت بمرارة سرت قشعريرة بجسد آسيا، شعرت بألم شديد بأسفل بطنها لمحت صورة شاب وجهه مليء بالدماء على شاشة الجوال وجملة " جثة ابنكم في مستشفى ### " عويل إيمان ملأ المكان وخرج عماد بسرعة وهو يخطف الجوال من يد زوجته



قد تشعر بالحزن على امر ما ....
وقد تبكون بكاء المضطر ..
وتنامون والله لا ينام عن تدبير اموركم ...

~FANANAH~ 10-08-16 05:27 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي إحدى الجامعات الفلسطينية جامعة الأقصى الواقعة بحي الرمال بمدينة غزة الساعة الواحدة والنصف ظهراً




لا تخسر .!.!‌
ذآك الانسان الذي يحاول
أن يسعدك بـ ألطف الكلمات وآنت في قمة
أحزانك،،
فـ يضم احزانك لي آوجاعه بصمت





جلستا تتحدثان والبسمة لا تزال تصاحبهما، سألت صفاء بابتسامة سؤالا خطر ببالها هذه اللحظة " بما انك دكتورة يا روحي يلا جاوبي على هادا السؤال بجد نفسي أعرف جوابه من هو الذي يرفع عليك أداة حادة و يجرحك ثم تشكره ؟؟؟؟؟؟؟ " تجاهلت نور السؤال لكن أخبرتها صفاء أنها تحتاج للإجابة سألتها نور عن مصدر السؤال فأجابتها صفاء أن هناك مجموعة عالفيس بوكـ جميلة جدا اسمها " السبيل نحو الجنان " أمسكت جوالها وقرأت عن هذه المجموعة لنور فهي تود من نور المشاركة بها، ( الجنان الوصول إليها شاق ويحتاج جهود جبارة فيا أخواتي وحبيباتي قررت أن نذكر بعضنا بالله من خلال هذه المجموعة المتواضعة التي هي امتداد للمجموعة التي عالواتس فنحن نحتاج للاثنتين معا ستعلمون لاحقا ما السبب ، سنتفاعل في هذه المجموعة كأخوات في الله كأسرة واحدة ، ستكون هناك نشاطات كثيرة ومسابقات وجوائز ويجب التفاعل من الجميع والتي لا تتفاعل وتراقب بصمت سنستثنيها ستقولون دعيهن يقرأن بصمت فهذا لا يضر إن كنت تبغين الأجر فهن سيقرأن بصمت لكن التفاعل لأسباب أولها عند التفاعل سيتحفز الجميع لفعل الخير الذي ينص عليه النشاط وسيتسابقون لفعلها وهكذا سيتضح عما قريب )، تأففت نور بانزعاج وعبرت لصفاء أنها لا تحب المشاركة بالمجموعات لكن صفاء لم تهتم لكلامها وأخبرتها أن المجموعة تضم عدة واحات وبإمكانها المشاركة بأي فيها واذا عارضتها مشكلة سيكون الجميع سباقا لحلها، أعجبت نور بالفكرة وطلبت من صفاء أن تضيفها لها ووعدت صفاء بالتفاعل فيها، سألتها صفاء ثانية أنها تريد حل السؤال لأن هناكـ جوائز لمن يجيب عليه، لكن نور أخبرتها أنها لن تجيبها وإنما ستكتب الإجابة على المجموعة لتكون هي الفائزة، علت ضحكة صفاء ونعتتها بالأنانية بعدها التفتت صفاء وهي تبتسم وهمست لها أنها تود الذهاب إلى الجامعة الإسلامية، تأففت
نور بانزعاج فهي لا يمكنها دخول الجامعة الإسلامية لأنها ترتدي بلوزة وبنطلون، وكزتها صفاء في جنبها وأخبرتها أن هذا جزاءها لأنها لم تسمع كلامها فكم من مرة نصحتها أن ترتدي عبائة ساترة ولكنها عنيدة، رن جوال نور التي كانت تمسكه بكفها لمحت صفاء اسم فارس يضيء الشاشة اختطفته منها وردت بسرعة تحت نظرات نور المستنكرة، ضحكت عندما سمعت صراخه وبعدها حادثته بجدية ألا يتصل على نور مرة اخرى لكنه أمرها أن تعطي الجوال لنور لانه يريد محادثتها بأمر مهم، أعطت الجوال لنور والتفتت لصديقتها ألاء التى جاءت الآن وسألتها عن سر تأخرها في المحاضرة، لكن ألاء تجاهلت سؤالها وهتفت بحماس: صفاء شكلو نور حضرت معك محاضرة الحياة الأسرية

نظرت صفاء لنور الذي ابتعدت لتكلم فارس براحة، و التفتت بعدها لألاء: اه يا حبي حضرتها معي

أخبرتها ألاء أنها تود الرجوع إلى البيت بأسرع وقت ممكن، لكن صفاء أخبرتها أنها تود الذهاب إلى الجامعة الإسلامية، اقتربت نور منهم وهمست لصفاء أن فارس أمام الجامعة يريدها في أمر ما، ودعتهما ألاء وذهبت مدت نور جوالها لصفاء والقلق يكسو ملامحها تفاجأت صفاء من مضمون الرسالة، وشحب لونها وناظرت نور بغضب وأخبرتها أن كل هذا بسبب تهاونها وعنادها وعدم سماعها للنصيحة، لم تحتمل نور كلام صفاء فلا أحد فينا يحب أن يوبخه أحد، صرخت في وجه صفاء وسحبت جوالها منها حتى أن البنات تجمهرن حولهما لكن صفاء أمسكت كفها وهمست لها أن كل ما تفعله من أجل مصلحتها، إلا أن نور اغرورقت عيونها بالدموع فمهما كانت قوتها إلا أنها تبقى مكسورة من الداخل، وخرجت من الجامعة ولحقتها صفاء، شحب وجه نور عندما رأت ماهر ينظر لها ويقف أمام محل جوالات مقابل الجامعة بحيث لا يراه فارس الذي يقف أمام مكتبة الصيرفي التى بجانب الجامعة وينظر للأرض، تاهت الكلمات على عتبة لسانها نزلت دمعة متمردة من عينيها لم تمسحها بل تركتها لتعبر عن مشاعرها بهذه اللحظة، احتضنت صفاء كفها لتطمئنها ثم اتجهتا نحو فارس وهن متخوفتان من القادم


لا تسأل العين إذا بكت..بل اسأل الزمآن الذي أبكآها

وفي شقة من شقق أحد الأبراج الواقعة بحي الرمال بمدينة غزة


مهما كانت النهاية مؤلمة
تظل
نهاية واحده لا يمكن استيعابها


التفتت إلى حفيدتها المتذمرة بانزعاج وأخبرتها أن تهدأ وإلا ستعاقبها، ضحكت تيك وهي تجلس بجانب جدتها وسألتها وهي ترفع حاجبيها بخبث: جدتي الحبيبة شو رأيك نزوجك أبو عادل جارنا مرته ميتة

صرخت جدتها بحدة موبخة إلم تصمت ستخبر والدها، نظرت لميس إلى ما حولها بملل وأخبرتها أن منزلهم في خانيونس أجمل من هذه الشقة بكثير، لم ترد عليها جدتها رغم أن هذه المنطقة هي بؤرة عذابها لكنها اشتاقت لكل شبر فيها، رن جوال لميس فذهبت إلى غرفتها لترد بعدما أجابت جدتها أن المتصل هو صديقتها ردت بدلع: أهلين حبيبي كيفك

انصدمت عندما سمعت الصوت الذي أتاها من الخلف، التفتت وهي تشهق بصدمة

إخترعوا ألف وسيلة لنقل معاني الكلام، ولم يخترعوا ولا وسيلة لنقل معاني الصمت...

ألهذه الدرجة معاني الصمت صعبة الفهم ! ~



انتهــت الآهة

ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا

~FANANAH~ 12-08-16 03:14 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
ستكون هناكـ هدية مميزة لمن يجيب على السؤال الذي طرحته صفاء، ولمن يريد المشاركة بمجموعة " السبيل نحو الجنان " هذا هو الرابط صدقوني أنها من أجمل ما رأيت وستتغير حياتك الى الأفضل
في البداية أود أن أهدى هذه الخاطرة للغالية على قلبي لــــ ( princess esraa ) فكل التقدير والتحية لها

أتذكرين يا عزيزتي
أياما غادت من الماضي
براءة وصداقة كالماس ِ
إسمگ لاح بالآفاق
فإسراء أناقة وجمال
وقلبگ شعاع الآمال
فروحگ سراج للظلام
وكلامگ آسر للوجدان
فبسمتگ بلسم الجراح
أيا الغالية إليك همساتي
إني أحبك في اللهِ
حبنا عنوان للصداقة
نهى وإسراء حتى النهاية

#بقلمي_نها_عبدالخالق. ٍ



وأود أن أهدى هذه الخاطرة لأجمل صديقة التقيت بها لــــ ( فاطمة الزهراء ) فكل التقدير والتحية لها

عجز مكنون القلب عن البوح
فازدحام المشاعر بات كالفيض
وابتسامتگ جمالها كالغيث
فعطاؤگ يا جميلة كالغيم
فالزهراء فاطمةً كالبدر
للسبل ضياء للخير
لرب العباد قانتة
وللصديقات مساعدة
كانت كالشعلة المضيئة
فيا أيتها الحبيبة
أسأل الله عمرا مديدا
لگ يا أغلى صديقة
فأختگ نها ستبقى وفية
لصداقة عبقها زكياً

#بقلمي_نها_عبدالخالق



وأشكر كل المتابعين الذين يتفاعلون معي بتعليقاتهم الجميلة وأتمنى لهم التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، لا تحرمونا من ردودكم وانتقاداتكم فهي التي تسعى بي نحو الأفضل، والآن أترككم مع الآهة الثانية من الوتر الثاني أتمنى أن تنال على إعجابكم، لا تحرمونا من توقعاتكم فمهما كانت فهي تسعدني وتشحن همتي نحو الكتابة ^_^




~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~




&&الوتر الثاني&&
&&الآهة الثانية&&
&&همسات القدر&&




انصدمت عندما سمعت الصوت الذي أتاها من الخلف، التفتت وهي تشهق بصدمة



إخترعوا ألف وسيلة لنقل معاني الكلام، ولم يخترعوا ولا وسيلة لنقل معاني الصمت...

ألهذه الدرجة معاني الصمت صعبة الفهم ! ~



وصرخت بعصبية وهي تراه يتجه نحوها، عقلها لم يستوعب بعد فكيف له أن يدخل الشقة دون أن يراه أحد: انت كيف دخلت الشقة

ارتسمت ابتسامة على شفتيه، تلقائياً تراخت ملامحها إنها تحبه، تعشق اهتمامه الذي يغرقها فيه، والصغيرة لا تدري أنها تبحر في طريق الهاوية فلا أحد ينصحها، هي تعلم أن علاقتها فيه حرام ولكن الشيطان زين لها هذا الطريق بحضورها للمسلسلات الفاضحة، والأغاني الماجنة، واحمَّرت وجنتيها وهو يقترب منها سألها بهمس: حبيبتي دخلت من الباب يعني من وين

ثوان وتذكرت أن جدتها معها في الشقة أخبرته بخوف أن يخرج من هنا، لكنه رفض ومدَّ لها ظرف ملون، لكم فرحت الصغيرة بتلك الهدية تلفتت يمينا ويسارا وما زال الخوف مسيطر عليها، فمهما كان عاداتها وتقاليدها لا تسمح بهذا وقبل هذا ديننا الحنيف يحرم هذا، ولكن إلم نستشعر برقابة الله ونخافه، فممن سنخاف إذن سمعت جدتها تنادى عليها لكن ذاك لم يحرك ساكنا، واتسعت ابتسامته بعدها سحبها من يدها وأجلسها على السرير، حاولت الوقوف لكنه منعها من ذلك وهمس بشيء صدمها: جدتك بتعرف اني هانا

اتسعت عيونها من الصدمة متأكدة أنه يكذب، علت ضحكاته وسحبها من يدها وخرجا من الغرفة كادت أن تقع أرضا عندما رأت الشخص الجالس بجانب جدتها، عقدت حواجبها عندما تكلم ذاك بهدوء: لميس ليه تاركة جدتي لحالها

ناظرته لميس ببلاهة: الأمير انت بتعرف هادا
( وأشارت على الواقف بجانبها )

قهقه ذاك وغمز للأمير وهو يهمس للميس بصوت خافت: في واحد ما بيعرف حبيب أخته

نقلت لميس نظراتها بين الأمير وذاك بعدم استيعاب وصرخت بعصبية فالموقف نرفزها إلى أبعد حد: شووووو

وأخييييرا نطقت الجدة بشرود وعيناها التى لا ترى تناظر الفراغ: كيفك يا بني، وكيف أهلك وانتى يا لميس كم من مرة حكيتلك وطي صوتك لما تتكلمي، وانت يا الأمير روح مع ابن عمك هادا ودله على بيت عمتك أم فارس

دفته من صدره بعصبية، لا تحب أحدا ما يخدعها أكان من قبل يعلم أنها ابنة عمه، وعن أي عم يتحدثون، أمسك يدها وتكلم بمرح محادثا جدته: اوووووه يا جدة كلنا بخير

صرخت لميس بعصبية وهي تحاول سحب يدها من ذاك المدعو بابن عمها: جدة كيف هادا ابن عمي أول مرة أشوفه

ارتسمت ابتسامة حزينة على ثغر الجدة، ما ذنبها لتحرم من أحبائها يوما بعد يوم يزداد حقدها على من كان السبب: اه ابن عمك هو كان بيدرس برا لهيك ما بتعرفيه

لم يستوعب عقلها الصغير ما حدث، فهذا حبيبها الذي تكلمه منذ شهور، فكيف يقولون أنه كان بالخارج يدرس، همسات القدر أخبرتها أن هناك شيء تخفيه جدتها عنها، همس لها ابن عمها: حبيبتي كيف المفاجأة

ناظرته بعصبية، بعدها تلقائيا التفتت إلى الباب عندما سمعت طرقات متناغمة يبدو أن صاحبها ذو مزاج هاديء، اتجه الواقف بجانبها نحو الباب ليفحته، مشاعرها باتت مبعثرة إلى أبعد حد تأملت حبيبها بعدم تصديق يسلم على والدها، لم تركض نحو اباها لتحتضنه كما تفعل دائما فهي على وشك الانهيار، كل يوم يظهر بحياتها شخص جديد قلبها أنذرها أن هناك شيء بانتظارها تخفيه الأيام عنها، اقترب ابو الأمير من الجدة وقبلها على كفيها وجبينها فانهالت الجدة بالدعوات له، التفت لابنته لميس وتكلم بهدوء وهو يمد لها ظرف لونه أزرق باهت: لموووس تفضلي هي اللى طلبتيه مني

والتفت إلى ذاك: عناد كم باقي لالك وتخلص
دراسة

شهقت لميس بصدمة وهمست بصوت لا يكاد يسمع: اسمك عناد يعني كنت تكذب عليَّا

تكلم عناد بغموض وهو يعلم نية عمه من هذا الكلام متجاهلا كلام لميس: عمي باقي لالي فصل وأخلص

تنهد أبو الأمير مصطنعا اليأس: اوك خلص بسرعة مشان أجوزك والغالية تفرح فيك

ابتسمت الجدة بحب: ان شاء الله أفرح فيك انت وفارس بيوم واحد

ابتسم عناد بسخرية: شو يا عم لساتني صغير واللى بدي إياها أهلها ما هيوافقوا علَّيا

انقهرت لميس من كلامه ودت لو تخنقه اذن كان يتسلى بها طوال الوقت، لمعت الدموع بعينيها لكنها أبت ان تنزل، همَّ أبو الأمير أن يتكلم لكن صرخة لميس اخترقت الأرجاء، فذاگ الحبيب سقط مغشيا عليه


في شقة من شقق أبراج حي النصر بمدينة غزة
الساعة الرابعة عصرا


لا تحاول أنــ تبحث وتعرف ك ــل شيء.. أحيانا الجهل بالشيء يكون أفضل وراحتگ في عدم معرفتك بعض الأشياء





يود لو يعرف السبب، ولكن لا يعرف كيف، سألها للمرة الثالثة: خالتي احكيلي ليه

نظرت إليه بحدة، ولم تتكلم تذكر شيئا فتكلم بتردد وهو يتذكر ردة فعل مها عندما أخبرها بهذا الشيء، وخاصة اليوم في الصباح هددته لو أخبر أمها، أسبوع ونصف وهو يتحايل عليها لتوافق ولكنها بكل مرة ترفض: خالتي ايه رأيك أخلي ماما تزوركم

اتسعت عيون تيك من الصدمة وكأنه نطق ما هو محظور، صرخت بعصبية: البراء ابعد عن عيلتنا احسلك، أنا عايشة ومرتاحة ما بدي حدا يعملي مشاكل

تنهد بيأس لم يتوقع أن تكون ردة فعلها هكذا، بصراحة هو يود من أمه أن تتعرف عليهم لتساعده وخاصة أنه طالب ولا يعمل والفلوس التي يأخذها من والده أصبحت لا تكفيه: خالتي والله ماما طيبة وسدقيني لتفرح لما تشوفكم

وكإنسانة أرهقتها الحياة وأفقدتها الثقة بمن حولها، تكلمت بحدة: البراء الله يسهل عليك ولا اقلك خد شقتك وأنا و بناتي طالعين من هانا

نظر لها البراء بعناد: مو بكيفك أنا المسؤول عنكم

ضربت تلك على فخذها بحسرة أصبحت تخاف البراء بعد ان كان مصدر الأمان لعائلتها التى حافظت عليها لسنوات، فُتح الباب بهذه اللحظة وارتمت شهد بحضنها للأمان راحة لا تشم إلا في أحضان الأمهات، وشهقاتها الموجعة تزداد وهمست بشيء جعلت شياطين البراء تنطنط أمامه وصرخ صرخة هزت أركان الشقة: متى يا شهد وكم من مرة حكيتلك ما تطلعي من الشقة

مسحت أمها على شعرها، فالأم شعرت بألم ابنتها فهي مرت بهذه اللحظة من قبل وصرخت في وجه البراء بعصبية: سيبك من بناتي واطلع برا

لم يهتم البراء لكلامها بل اقترب من شهد وأمسك كفها: شهد احكيلي متى

جاءت مها وابتسامة خفية مرسومة على محياها لكنها صدمت عندما رأت المشهد وتذكرت شيئا ما وكأن همسات القدر ذكرتها بهذا، اقتربت بسرعة من أختها شهد بعد ان دفت البراء بقوة وتكلمت بقلق: ليكون قابلتي اللى ما يتسمى

اكتفت بهز رأسها، ناظرتها مها بعدم تصديق هل سترجع لها الحالة التى عانوا كثيرا لإخراجها منها: كيف ومتى شهد احكيلي

دفنت تلك رأسها في حضن أمها ولم تعد قادرة على قول شيء ووضعت يدها على بطنها بخوف، أدركت مها ما تشعر به دمعت عيناها لرؤية أختها بهذه الحالة المزرية، همس البراء بجملة أفزعت الجميع: أنا قاتله اليوم يعني قاتله

صرخت أم شهد بعصبية وهى تناظر البراء بغضب، لا تريد أن تفارقه بعد أن كان لهم نعم السند وما ذنب عائلته لتفقده: البراء ما تروح يا ويلك لو رحت

عندما رأت التصميم في عينيه، توسلته برجاء: حبيبي ما تروح مين النا غيرك

ناظرها البراء بحزن لكنه استغل الفرصة وهمس: بشرط توافقي انو ماما تزوركم

ترددت في أخذ القرار لكن مها صرخت بانفعال
وهي تشير للبراء بعصبية: البراء خليك محضر خير انت ما بتحس فينا

تكلم البراء ببرود وهو يخفي الالم في قلبه: أنا طالع يلا سلام

واستدار خارجا لكن شهد همست بصوت مبحوح إثر بكاءها: البراء لا تقتله مشان خاطري

وقف للحظة بعدها أكمل طريقه، لكن التفت للخلف عندما صرخت مها باسم شهد

~FANANAH~ 12-08-16 03:16 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
گن قويا مهما قست عليگ الحياه
وگن أنت الحياة بأسمى معانيها..
في أحد المستشفيات الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة الساعة الرابعة عصرا

إذا آلمك كــلــام البــشر !!

فـــلــآ تـؤلم نــفســگ أنت أيضاً

بــ~گــثرة التــفكــير
َ
لــماذآ قــالوا !!

ولــماذا فعلوا ذلــگ !!

ثق بربگ ، ثم بنفسگَ

طالما هم بشر فليس لديهم سوى ألسنتهم

ولا يملكون لك نفعا ولا ضرا ولا تعطِ أكبر من حجمهَ



كانت تناظر السقف وتناجي رب العباد بسرها، وهل هناك أجمل من مناجاة من بيده تدبير الأمور لا تريده أن يموت فمن حق طفلها أن يعيش مع والده، اقتربت لما منها وهمست بمواساة: حبيبتي انتي حامل ولازم ترتاحي سدقيني ما في فايدة من قعدتك هانا

ناظرتها بعينين دامعة واعترضت هامسة: لما سدقيني أنا مرتاحة هيك

ربتت على كتف آسيا وأخبرتها أن أخاها عمر يريد إيصالهم للمنزل فمصطفى لن يستيقظ قبل 48 ساعة، لكن آسيا اعترضت رغم شعورها بالتعب فهي لن تترك عمتها إيمان لوحدها التى أصابها انهيار عصبي مذ أن وصلت للمشفى، وأيضا لن ترتاح قبل أن تطمئن على شريك حياتها، وكأن همسات القدر أخبرتها أن الحزن سيلازمها طوال حياتها، جاءت هدير زوجة عمر لتستعجلهما وعندما رأت رفض آسيا اقتربت منها وضمتها إلى صدرها وهمست: حياتي سدقيني ما في فايدة من قعدتك هانا، اذا مو خايفة على نفسك خافي على اللى ببطنك

نزلت دموعها بلا شعور، منذ أن جاءت إلى المشفى ونظرات عمها تؤنبها ولم يواسيها أحد وكأن الذي بالداخل لا يعني لها شيئا، تركتها هدير تبكي على صدرها لترتاح، خرج الدكتور من الغرفة فنظر له الجميع بتوجس إلا آسيا التي لم تنتبه فالإرهاق أتعبها، واقترب منه عمر والده بقلق: كيف حاله يا دكتور حصل شيء جديد

مسح الدكتور على وجهه، وناظرهم بأسف: شكلو هيدخل بغيبوبة الأفضل انكم ترجعوا البيت أحسن

ناظره أبو المصطفى بصدمة وهمس: غيبوبة صح يا دكتور انت حكيت هيصحى بعد 48 !!

هز الدكتور رأسه بأسف: الضربة اللى كانت على رأسه قوية حتى هادا الشيء ممكن يخليه يفقد بصره

هز عماد رأسه بدون تصديق، سأل عمر بخوف: يا دكتور يعني ما في أمل

أخبره الدكتور أن هذا ليس مؤكد وأن الدعاء
يرد القضاء، جاءت إسراء ومعها زوجها يوسف كانت دموعها تحاكي حزنها، اتجهت نحو والدها وسألته بلهفة: بابا كيف مصطفى

لم يتكلم فهو ما زال مصدوم من قول الدكتور لكن عمر أخبرها ان مصطفى بخير، كان هناك دكتور يناظرهم وبالأخص كان يناظر آسيا لكم آلمته دموعها، أبعد نظره بعد أن استغفر ربه فليس من حقه أن يناظرها، اتجهت إسراء نحو
آسيا وسألتها بصوت مبحوح يدل على بكاءها المتواصل: حبيبتي عمر حكى انو بخير، بس احكولي مين السبب

هزت لما رأسها وهمست لأختها: إسراء الشرطة هتحقق بالموضوع بس بعد ما يصحى مصطفى والدكاترة حكوا لقوه قدام المشفى مرمي وبعدها أنقذوه

زادت شهقات آسيا عندما سمعت هذا رغم أنها سمعت هذا من الدكتور منذ ان وصلت للمشفى، إلا أن جراحها لم تبرأ بعد صحيح أنها تكرهه وأنه ضربها مرارا لكنها لا تتمنى له الموت.



ربي تولى قلبي بلطفك، واغفر لي وارحمني~`
وفي أحد البيوت الواقعة بحي الرمال بمدينة غزة كانت هناك فيلا الجد أبو فؤاد

في الطابق الثاني ( شقة محمد ) الساعة السابعة مساء



قســماً يآ عيوني سـ أجعــلگ تنظــرين إليهم

[ وهم على حطــام أحلامهـــم يبكــون

وســ نضحگ على جرآحهم وهم يتألمون ]



كانت في غرفتها الخاوية بين الجدران الصماء، والفراش البارد أهاجتها الذكريات فضربت عمق وعيهــا وأخذت تطــوف بين جنباتها تقلب صفحات الألبومات تتلاحــقـ أنـفاسهــا في اضطراب وشجــنـ

مشكلتي ؛ أهب كل مشاعري، لا أحب التجزأة، فحين أُخذل يكون الوجع أكبر ..

اليوم أدركت أنها لا تستطيع فراقه، ولكنها عاهدت نفسها أنها ستريه أنه خسرها للأبد
طرقات على باب غرفتها نبهتها أن تدفن مشاعرها اتجهت نحو الباب لتفحته، رأت والدتها وبيدها كأسا من الحليب سرعان ما ارتسمت ابتسامة على ثغرها وضعت والدتها الكأس على المكتب وهمست بحنية: حبيبتي فيه شيء ليه وجهك أصفر لتكوني حامل

أوجعتها أمها بكلامها لكنها اصطنعت ابتسامة أتقنتها بالفترة الأخيرة: ماما حبيبتي حبيت أنام عندك فيها شيء

هزت الأم رأسها بقلق: ريما لا تكوني عنيدة احكيلي البراء زعلك بشيء

كيف لها أن تجيبها بعد أن دمرها بخيانته لم تتوقع ذلك منه، علت ضحكتها بعدما تنهدت: ماما حكيتلك ما في شيء هو أصلا في حدا بيئدر يزعل بنت أبو يامن

لم تصدقها أمها فهي تعرف عناد ابنتها ولكنها ستعلم كل شيء بطريقتها، رن جوالها فكانت المتصلة توأم روحها مرام تمنت لو أن أمها ليست هنا حتى تحادثها براحة، وكأن همسات القدر سمعتها فأمها أخبرتها أنها ستذهب لتحادث يامن وتطمئن على مصطفى ابن عمها وسترجع لها فيما بعد، ردت على تيك وهي تقفل باب غرفتها بعد خروج أمها، تلقائيا تساقطت دموعها على وجنتيها وتكلمت بوجع: السلام عليكم مرام مو ئادرة والله تعالي على بيتنا

لكن تيك همست بوجع هي الأخرى: ريما هأحاول بس انتى عارفة سعاد الشريرة من
بعد ما حكت انو عمي بدو يزوجني غصب وأنا رفضت وتحديتهم كلهم صارت كل يوم تحاول تأذي مراد

ابتسمت ريما من بين دموعها وتكلمت برجاء: حبيبتي هاتي معك مراد سدقيني هو أكتر واحد محتاجه هسه

هزت مرام رأسها وكأن ريما تراها: حبيبتي انتى بتعرفي انو مراد بنام بدري وثواني و يأذن العشاء يعني ما في وقت

لكن ريما أصرت فوعدتها مرام أن تأتي ومعها مراد، اتجهت إلى الدولاب باشتياق فتحته بهدوء وهي تقلب الملابس بين يديها وابتسامة حنين ارتسمت على ثغرها، فهذه ملابسها قبل الزواج قررت أن تبدل ملابسها لتجدد نشاطها، ارتدت بلوزة باللون الأخضر الباهت تعانقها من على الصدر كرستالات فضية اللون، وبنطلون جينز رمادي اللون وسرحت شعرها الأسود الذي يصل لنصف ظهرها وربطته كذيل الحصان
ووضعت مكياج خفيف لتخفي شحوب وجهها، خرجت من الغرفة ستطلب من أخاها يامن أن يشتري بعض الأشياء لتفرح بها قلب الصغير مراد، كادت أن تسقط أرضا عندما رأت الشخص الجالس بالصالة التفتت إلى أمها بسرعة فرأتها تبتسم، علت ملامح الجمود وجهها وردت السلام
لكن ذاك تكلم بابتسامة خبيثة لمحتها ريما: يلا روحي جهزي نفسك مشان لما أجي من صلاة العشاء أخدك

لا تعلم كيف خرجت هذه الدعوة من فيها: ان شاء الله تروح وما ترجع

نظر لها باستنكار بينما أمها أيقنت أن الذي سمعته مجرد أوهام فتكلمت بهدوء: حبيبتي شو حكيتي

هزت ريما رأسها ونظرت لذاك وهي تود خنقه ولتبعد الشك عنها تكلمت بدلع: حبيبي بدي أبات عند ماما اليوم

قهقه بنشوة تمنت ضربه أيضحك عليها ندمت على كلمتها التى قالتها اقترب منها وهو مستمتع بهذه اللعبة وقبلها على خدها: لا يا حبي ما بقدر أستغنى عنك

تمنت لو أنهما لوحدهما لأرته ولكن المصيبة أن أمها هنا، تكلمت بجمود: لا صحبيتي بدها تيجي هانا وما هئدر أرجع معك

أخبرها بعناد أنه سيأتي بعد صلاة العشاء ليأخدها وما قهرها أكثر أن أمها في صفه، حيث أنها أخبرتها أن تتصل على مرام وتعتذر منها لكنها رفضت ولم تهتم لشيء، فإلى متى ستتنازل عن حقوقها رص البراء على أسنانه بغضب وتكلم بهمس حاد بحيث لا تسمعه أم ريما: اذا جيب من صلاة العشاء وما لقيتك جاهزة حسابك عسير

تكلمت أم ريما وهي تناظر ابنتها بتهديد: يابني خلاص روح على الصلاة وتعال خدها

ابتسم البراء بانتصار لكن لم يدم ذاك طويلا فريما صرخت بعصبية وهي تدفه من صدره: لا ما تيجي وطلقني أحسن الك والا وربي لأحكي للكل عن أفعالك

شهقت أم ريما من الصدمة واقتربت من ابنتها وصفعتها على خدها وصرخت بحدة: احترمي جوزك ولَّا أنا ما ربيتك

ناظرت أمها نظرة ألم وهمست: أحترمه ليه شو عمل لأحترمه

هزته همساتها ولكنه تكلم و وهو يتجه خارجا: أنا رايح للصلاة يلا سلام

جلست ريما على الأرض بانهيار، فقدرتها على الاحتمال انتهت ناظرتها أمها بقسوة فهي ترى أن البراء شاب تقي لا يمكن أن يؤذي ابنة عمه وأن تصرفات ريما ناتجة عن دلعها الزائد فهي الابنة الوحيدة لديها وكل طلباتها مستجابة، صرخت بحدة: قومي جهزي نفسك يلا مشان يجي جوزك يوخدك

لم تتكلم ريما والأغرب لم تدمع عينيها بل وضعت رأسها على ركبتيها واحتضنت نفسها تألمت الام لمنظرها لكنها ضغطت على نفسها وصرخت بحدة ثانية: يلا قومي بلا دلع

وقفت ريما بشموخ وهي تكتم دموعها بقوة: هأروح أحكي لجدي وهو هياخد حقي

وفي أحد البيوت الواقعة بحي الرمال بمدينة غزة منزل أبو مهند الساعة السابعة والنصف مساء



قِممممممممة الووووووجع

حين تصل إلي مرحلة مغلقة وتواجه گافة الصعوبات لگي تستمر فيما أنت ساعي لتحقيقه، حين تتمنى أن تتحدث ويسمعگ الآخرون لأنگ وببساطه تعبت مما في قلبگ
من هَمّ ووجع، حين تلتفت يميناً لتخفي دمعة في عينگ اليسرى شارفت بالنزول فتلتفت يساراً لأن الأخرى إمتلأت بالدموع، حينها تلقي برأسگ أسفلاً لتبــگي وتبــگي، تبگي من وجعگ وألمگ ومن گل شئ يجري حولگ...

تبگي لأن إحساسگ ترجمته الدموع فلا الكلمات ولا الاوراق قادرة علي وصف مآ أنت فيه، حين تگتم بقلبگ گل شئ وتدفن فيه أخبارگ وحكاياتگ گلها...

تنام وتصحو وهي معگ لم تخبر بها أحد بل مازلت مستمراً في السماع إلي أوجاع غيرگ تهدئهم، وتحمل عنهم ألمهم، وتمسح دموعهم
وفي المقابل تبقى أنت [ وحيـــــــــــداً ]



تود رؤية هاني وبشدة افتقدته في الفترة الأخيرة مرت الأحداث سريعة، انتقلوا إلى العيش بهذا البيت منذ أسبوع ونصف، تفاجأت من شفاء مهند السريع من يراه يقسم أنه لم يكن مريضا يوما يبدو أن المدعو بوالدها هو السبب بذلك، ومصعب لكم آلمها إنه في المشفى إلى الآن لا يستطيع المشي لفترة مؤقتة، كرهت البقاء وحيدة فإخوتها لا تراهم إلا وقت النوم، شغلت نفسها بالدراسة جذب انتباهها صوت قريب خرجت من الغرفة فرأت شاب تقسم أنه أجمل شاب رأته بحياتها وسائلت نفسها (هل هذا ملاك أم بشر) سألها ببرود: وين اخوانك

صمتت لوهلة لكن سرعان ما استوعبت ما يحصل وصرخت بعصبية: انت كيف بتدخل البيت بدون استئذان

عقد حواجبه باستنكار وتكلم بهدوء: أبوك اللى بعتني

صوته فيه بحة غريبة جذابة لوهلة تذكرت ذاك السالم إنه يشبه هذا ولكن هذا أجمل منه بمراحل، تأملته بانجذاب غريب اذن والدها يعلم أن هذا الشاب هنا، وصدق المثل ( ذكرنا القط جاء ينط ) جاء ذاك السالم وهو يحمل أغراض البيت تمنت لو أنها في بيتها القديم، صحيح أن هذا البيت أجمل بكثير لكنها كل يوم تقابل أشخاصا جدد يقتحمون حياتها، وكأن حياتها أصبحت فلم أكشن سألها سالم بهدوء: أسيل محتاجة شيء

هزت رأسها بلا ، التفت سالم لذاك وتكلم باستغراب: متى جيت يا أدهم

تنهد أدهم وهو يبتسم بعدما غمز لأسيل وتكلم بمرح مناقضا لشخصيته الباردة: كنت بتكلم مع الحلوة

تنرفزت أسيل من كلماته وخاصة بعد رد سالم الذي علت ضحكاته: الله يخليكو لبعض

صرخت أسيل بعصبية: انت واياه اطلعوا برا البيت

اقترب منها سالم ووضع كفيه بين خصلات شعرها، وابتسامته تتسع زادت خفقان قلبها عندما همس: أسولة

لكن ذاك أدهم أبعد سالم عنها وأوقعه أرضا واقترب من أسيل حتى اصطدمت بصدره وهمس بحدة: أسيل ما تفتحي الباب لحدا أنا هأغير قفل البيت اليوم اوك

سرت قشعريرة بجسدها وهي تناظره فجماله أسرها، لم تنطق بكلمة فقربه ألجمها لكن سالم تأوه بألم: أدهم ابعد عن البنت حرام عليك شوف كيف الصدمة خلتها ما تعرف تتكلم

رص أدهم على أسنانه بغيظ: سالم اسكت لو عمرك قربت من أسيل ما هتشوف خير اوك بتفكرني مو فاهمك شكلك بتلعب عالحبلين بس أنا ما هأسمحلك

علت الجدية ملامح سالم وتكلم ببرود: اذا أسيل بتهمك وبتغار عليها هي كمان عرضي وأنا بخاف عليها، بس انت فاهم كل شيء غلط

لم تستوعب ما يقولان ما علاقتهما بها، لكن أدهم صدمها بقوله: سالم أنا بقربلها أكتر منك انت مجرد ابن عمها يعني اهتمامك وغيرتك خليها لأهلك

لا تعلم ماذا تقول، ماذا يقصدان بكل هذا فجأة وبدون سابق إنذار بعد أن كانت وحيدة ليس لديها أعمام ولا أخوال يصبح لديها أب، الذي طالما تمنته بمواقف كثيرة وأعمام وابن عم وأشخاص كثيرون اقتحموا حياتها، إنها تشعر بأن كل هذا كابوس يمر في منامها دمعت عيناها من قول سالم: أسيل اذا محتاجة شيء احنا أهلك ما تخجلي منا

لا تحتاج شيء فقط تود الابتعاد إلى المجهول فالمواقف التي حصلت مؤخرا شتتتها وبعثرتها دخل مهند يتبعه مؤيد، ركض مؤيد نحو سالم والدموع تملأ مقلتيه: سالم مهند ضربني مشان ما رضيت أشحد من الزلمة

علت الصدمة ملامح الجميع، اتجه مهند نحو مؤيد وصفعه على خده بقهر، لكن الصغير هتف ببراءة: والله لما أكبر وانت تصغر يا مهند لأضربك وما هأديك أي شيء

بقدر ما أضحكهم جوابه أبكاهم بنفس الوقت فيا لبراءة هذا الطفل المغدورة، همست أسيل تود الابتعاد عن أدهم: يا رب ساعدني

ابتعد أدهم بخفة ونظر لمهند بحدة: ليه بتشحد انت ما بتفهم انو هالشيء مو من مستوانا

لكن مهند ناظره بثقة ولم يخف من نظراته: لتكون بتفكر نفسك بتخوفني لا يا حبيبي أنا ما بخاف من حدا وهأشحد بكيفي

اقترب منه أدهم وعيناه تنطق شرر لكن الصغير
ناظره بتحدي: روح شوف نفسك بالمراية ما بتقدر تخوف نملة

علت ضحكات سالم وخاصة بعد أن علا القهر ملامح أدهم: هيما بتعرف أول مرة أشوفك مقهور بصراحة مهند بدي أعطيك جائزة

تجاهل أدهم قول سالم واقترب من مهند وأمسك يده وقام بلويها: تاني مرة بتسمع كلام أخوك الكبير

مهند بالرغم من أنه تألم إلا أنه لم يظهر ذلك، وحاول محاولة مستميتة أن يسحب يده لكنه لم يقدر اقتربت أسيل منهم وتكلمت بعصبية عندما رأت احمرار يد مهند: سيبه حرام عليك

تركه أدهم بعدما تنهد، وأخبره إن قام بالتسول مرة أخرى سيخبر الشرطة، يبدو أن الصغير يحب الاستفزاز أدخل يده في جيب بنطاله وأخرج فلوس تقارب المئة شيكل وارتسمت ابتسامة سخرية على وجهه: كيف أنا معگ

شهقت أسيل بصدمة وهتفت باستنكار: مهند من وين لالگ هادي الفلوس

فُتح الباب ودخل أبو مهند ارتمى مؤيد في حضنه واشتكى على مهند، لكن ارتسمت ابتسامة واسعة على شقي أبو مهند والتفت إلى أدهم: اليوم بتبات عند اخوانك اوك

لكن سالم اعترض وأخبره أنه يود المبيت بدلاً من أدهم، لكن أبو مهند لم يقتنع بهذا وظهر ذاگ على ملامحه: لا يا سالم انت تعال معي محتاجك بأمر مهم

نطق سالم بقهر وهو يعلم سبب مقولة عمه ولكن لن يسمح بهذا، فهو لا يريد الذهاب مع عمه ليس خوفا ولكن لحاجة في نفسه: عمي انت ما بتثق فيني يعني

هز أبو مهند رأسه معارضا وهم أن يتكلم لكن أسيل قاطعته بانفعال: انت كيف بتخلي ناس غريبة تنام عندنا، يلا اطلعوا برا وإلا أنا بأطلع

صعوبة الموقف تتلف أعصابگ وتشعل ناراً بداخلگ لايقوى أن يطفئها أحد....
فقوة توهجها أگبر بگثير من أن تطفئها الگلمات أو تهدئ من إشتعال فتيلها الانغام.......

كلامها نرفز والدها إلى أبعد حد، فمزاجه غير رائق تكلم أدهم سريعا: أسيل ما تكوني غبية يعني مو ذاكراني باللهي

وأكمل سالم لأنه يخاف من عصبية عمه: أسيل احكيلي شو بنستفيد لو نكذب عليك

صدمهم أبو مهند بتصرفه اقترب من أسيل وصرخ بوجهها: والله اذا ما سكتي لأجوزك هادا الأسبوع وأرتاح منك

صرخت أسيل بعصبية وهي تمسح دموعها بعنف: ظالم أصلا أنا غبية لأني فكرتك بابا، بابا مات من زمان ماما حكتلي

( وأكملت بصوت متهدج ) بس كان عندي أمل انو انت

وضع كفه على فمها ليمنعها من الكلام، تكلم ببرود: أنا حكيت كلمة وما بعيدها اذا ما سكتي اعرفي كتب كتابك بعد تلات أيام وأنا اذا حكيت كلمة ما بعيدها

ونظر إلى سالم بحدة، خاف سالم من نظرات عمه ولم يتكلم لكن أدهم همس ببرود: ما عاش اللي يغصب أخت أدهم على شيء حتى لو انت ( واشار لوالده بسخرية )

لا تعلم لما شعرت بسعادة كبيرة من رده، ابتسم أبو مهند تلقائيا: اوك يا محامي الدفاع اليوم بات عندهم اوك وغير الأفكار اللى في رأسها هالعنيدة

والتفت إلى سالم: يلا نروح

تمسك مؤيد بوالده وهو يبكي، مسح أبو مهند على شعره وهمس: هسه روح نام مشان أجيب لالك هدية

لكن الصغير أبى فهو يعتقد أن أجمل الهدية في الحياة هي وجود والده بجانبه، يتحسر عندما يرى كل طفل مع والده في السوق أو في الشارع كان يتمنى أن يقول كلمة بابا، لذلك لن يسمح له بالخروج فهو يخاف ألا يرجع، التفت ذاك إلى أدهم: تعال خد أخوك يلا أنا رايح

اقترب مهند من والده وتكلم مقلدا الكبار: بدي أروح معك أنا عارف وين بدكم تروحوا ( وغمز لوالده )

ناظره أبو مهند وقلبه يخفق فكلماته لامست شغاف قلبه، بعثر شعر مهند وكأنه يبعثر هذا الإحساس الذي هاجمه بهذه اللحظة، يبدو أن الماضي سيتكرر ولو بعد حين، سخر من نفسه فتكلم ببرود: حبيبي بوعدك أخدك بيوم تاني

علت ضحكات سالم فهو يعلم نية عمه لكنه كتمها بصعوبة عندما ناظره عمه بحدة
ما إن رحلوا من حولگ تبقى تائِهاً في ألمگ لاأحد يدري عنگ، الخـــســـارهـ شئ مؤلم جداً وموجع جداً وقاسي حد الممات......

حين تخسر قطعة من روحگ شئ من ممتلكاتگ.
حين تخسر قلبگ وحلمگ الذي بِت أياماً وسنين ترسمهـ....

نـــار تحرق گل شئ بداخلگ وتوّلد شخصاً جديداً محترقاً بماضيه ومصدئ برماد ذگرياته
شــخــص....دمرررررره ماكان فيه وآلمته خسارته فتحول إلي إنسان متفرغ من الإحساس لايملگ نبضاً ولاعروق للشعور....

فگل شئ قد مات بالنسبة إليه...

شخص توقف عداد عمره بتاريخ خسارته فما تبقى منه إلا أنه رگام للحطام ورماد لنار محترقه أتعبتها ثُقل تلگ الاوراق التي توهجت شوقاً وألماً فيها فاحترقت.....

فـــگــيـــف لي أن أتاااااااااااابع حياتي وقد توقف عداد عمري؟؟؟

ووصل بي الحال إلي دائرة مغلقة لم أعد راغب في الخروج منها فاليأس قد أحاط بي وقلة حيلتي قد أتعبتني وخسارتي قد أبرحتني ضرباً حتى أماتتني.....

فما حيلتي؟؟؟
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!



كان يناظر القمر من نافذة غرفته يشعر وكأن الحياة تعانده في كل شيء، شعر بشخص يربت على كتفه استدار ببطء فرأى والدته ابتسم ببرود فبادلته سؤال أرهقه طوال الفترة الأخيرة: حبيبي انتقمت منهم يعني خلاص ارتحت

وعن أي انتقام تتحدث طالما أراد أن يفضفض لأحدهم ولكن إلا أمه لا يحب أن يذكرها بماضٍ كان السبب في تعاستها، أجابها ببرود عكس النار التي تشتعل بقلبه: لا ما انتقمت كنت بدي أقتل أقرب الناس لالو بس ما قدرت

مسحت على شعره وهي تتخيله طفلها الصغير الذي طالما ضحت من أجله: حبيبي ما تنتقم من حدا ربنا اللى بينتقم منهم، بسام انت وحيدي ما في الي غيرك

واغرورقت الدموع في مقلتيها، مسح دموعها بأصعابه المرتجفة وهمس: لا تدمعي يا غالية دمعك جرح خدي، وسدقيني لأنتقم من هاني لانه هو السبب

هزت رأسها بلا وهمست: حبيبي هو ما الو ذنب لا تكون انت والحياة عليه، هو ما في بايده شيء

قهرته طيبتها ولكن سينتقم من ذاك الهاني، كان يريد إحراق قلبه بقتل تلك الفتاة لكنه لم يقدر عيونها الحزينة أوجعته وأشعرته أنه يرتكب جرماً، ضغط على قبضة يده بقوة لما كل شيء ضده لن يرتاح يوما إلا اذا أخذ بثأر والده أحاطته والدته بذراعيها الخشنتين التى تحملتا المشقة والتعب من أجل أن تربي ولدها، شعرت بصداع فظيع في رأسها فتأوهت بألم سألها بسام بخوف: يمه شو مالك

ابتسمت رغم ألمها فهمسات القدر أنبئتها أنها لا تقدر على فراق وحيدها، طُرق باب منزلهم المتواضع فذهب بسام ليفتح الباب والقلق يحيطه فتهديد أولئك الذين خلصوا الفتاة من براثنه لا يزال يتردد في عقله تنهد بارتياح عندما رأى جارتهم أم محمد، فتح الباب كله ليفسح المجال لها لتدخل، أخرج علبة دخان من جيبه وأشعل سيجارة وبدأ ينفث مرة تلو الأخرى وعيناه تتأملان الدخان الذي يتصاعد باستمتاع
لا يعلم لما تلك الفتاة التى تدعى بأسيل لا تفارق تفكيره، يشعر وكأنه رآها بطفولته ولكن لا يعلم أين، انصدم عندما سمع صرخة ........



انتهت الآهـــــــة

ما هي توقعـــــاتكـــــمـ
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بــــــود

~FANANAH~ 12-08-16 03:18 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
في البداية أود أن أهــدي هذه‍ الخاطـــرة للغالية ( أميرة الغرور ) فكل التقـــدير والتحــية له‍ا


صدقا الأيام تمضي
والألم لا يجدي
فيا أميرة قلبي
صديقة وأختا كنتي
أحزاني قد محوت
ولأفراحي سعدتي
لا أدري ماذا أخطُ
فالقلم لوصفك أصابه العجزُ
وكزخرفةٍٍ حياتي زينتي
على جبين الذاكرة نحتُ
أميرةٌ أختا لم تلدها أمي
فها أنا نها أباهي الكلُ
بصداقة لا يوجد لها مثلُ

#بقلمي_نها_عبدالخالق


وأشكر كل المتابعين الذين يتفاعلون معي بتعليقاتهم الجميلة وأتمنى لهم التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، لا تحرمونا من ردودكم وانتقاداتكم فهي التي تسعى بي نحو الأفضل، والآن أترككم مع الآهة الثالثة من الوتر الثاني أتمنى أن تنال على إعجابكم، لا تحرمونا من توقعاتكم فمهما كانت فهي تسعدني وتشحن همتي نحو الكتابة

ان شاء الله سيكون هناكـ آهة كل يوم خميس وأعتذر عن التأخير كان عندي امتحان وأيضا في الأسابيع القادمة في عندي امتحانات لهيك سيكون هناكـ آهة كل خميس وسلامي للجمي لا تنسونا من دعواتكم

~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~

لا أحلل ولا أبيح من ينقل الرواية بدون ذكر اسمي
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا


&&الوتر الثاني&&
&&الآهة الثالثة&&
&&مأساة حلم&&


ابتسمت رغم ألمها فهمسات القدر أنبئتها أنها لا تقدر على فراق وحيدها، طُرق باب منزلهم المتواضع فذهب بسام ليفتح الباب والقلق يحيطه فتهديد أولئك الذين خلصوا الفتاة من براثنه لا يزال يتردد في عقله تنهد بارتياح عندما رأى جارتهم أم محمد، فتح الباب كله ليفسح المجال لها لتدخل، أخرج علبة دخان من جيبه وأشعل سيجارة وبدأ ينفث مرة تلو الأخرى وعيناه تتأملان الدخان الذي يتصاعد باستمتاع
لا يعلم لما تلك الفتاة التى تدعى بأسيل لا تفارق تفكيره، يشعر وكأنه رآها بطفولته ولكن لا يعلم أين، انصدم عندما سمع صرخة تصدر من بيت جيرانهم خرج بسرعة فتفاجأ بمحمد يصرخ على مسعود اقترب منهم ووقف بينهم لكنهم أوقعوه أرضا وقف بسرعة ونقل بصره بينهم: يا شباب مالكم استهدوا بالله
تكلم مسعود بحقد وهو يشير لمحمد: شوف الظلم طلعت لالي البطالة بس صاحبه ال#### خلى اسمه بدالي
تكلم محمد بسخرية: يا حبيبي اذا انت الك حق روح اشتكي للشرطة
صرخ مسعود بغضب: شرطة مين والناس نايمين بس والله ربنا لينصرني وخليها الحكومة تنفعكو كل شيء بالواسطة بس وربي ربنا ما هينسانا
وبعدها ذهب باتجاه بيته يلملم أحلامه التي تلاشت، بعد اجتهاده ودراسته الطب وحصوله على أعلى الشهادات فهو أخذها الأول على دفعته، ها هو يبيع في السوق كأي شاب لم يدرس الثانوية وبالأصح لم يدرس الابتدائية، تمنى لو يهاجر من غزة ولكن كيف فالمعبر مغلق والحصار يخنق غزة منذ 2007 حتى الآن، أما عند بسام نظر لمحمد بعتاب لكن محمد تكلم ببرود: بسام أنا بدي أعيش وهاي البطالة فرصتي لأنو ممكن أتوظف بعدها
ناظره بسام بملامح جامدة: بس مسعود من حقه الوظيفة يعني ليه هيك بتقطع نصيبو ولا أحكيلگ يا عمي مبارگ عليك الوظيفة بس خلي صاحبك يوظفه معك لا تكون أناني
قهقه محمد بنشوة وكأنه لم يضحگ من قبل وضرب بسام على رأسه: بجد أحلى نكتة سمعتها بحياتي ولگ لو في وظيفة كان وظفت نفسي يا خيي كلها بطالة خمس شهور
تنهد بسام بألم على حال أبناء شعبه واتجه نحو منزله لينام ويحلم بما يحلو له، علَّ الأحلام تتحقق في منامه

في أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في منزل المحامي ( أبو جهاد ) الساعة العاشرة مساء


لا تسأليني لماذا أحببتگ أنت من دون جميع النساء ولکن اسألي جميع النساء لماذا يتشابهن في عيني حين أراگِ


تنهد بقهر لكم يكره ذاگ الفارس، هو موقن أن نور لا تحبه لكن السؤال الذي يتردد بخلده هل فارس يحبها أم لا، ابتسم بحب وهو يرى ما كتبت كان يحادثها على الواتس بعث لها وهو يبتسم " عينآكِ جميلتآن كـطعن مستوطن وهروب آلمنفذ " انتظر بفارغ الصبر ما ستخطه أناملها، علت ضحگته عندما قرأت عيناه ما بعثته " وعينآكَ أجمل كعوده آلمنفذ وتنفيذه عمليه ثآنيه وتمكنه من آلهروب مره أخرى "
وعندما يخبرك احدهم بأنه يريد سماع صوتك قليلا ..
لا تسأله لماذا ..فأنت لا تعلم حجم السعادة التي
تساويها تلك الثواني بالنسبة له ..
اتصل بها لكنها لم تجب وبعثت له برسالة " ليه بتتصل فيه شيء ؟؟!! " تنهد وهو يكتب " نانا بلا غلاسة ليه ما تردي بدي أحگيلگ شيء " ورن ثانية لكنها لم ترد، عقد حواجبه بضجر " نانا يلا ردي " اتسعت عيونه وهو يقرأ ما بعثت له كتب بمواساة " نور لا تكوني سلبية يمكن انتي عصبتيها، يعني ما في أم بتعمل هيگ " استغرب منها عندما مرت دقيقة ولم ترد عليه مع أنها رأت ما كتب، ارتسمت ابتسامة جميلة على ثغره عندما لاحظ أنها غيرت حالتها في الواتس آب " في دستور كبريائي، اشتقت لگ تُكتب ولا تُرسل " فغير هو الآخر حالته
"وكان في حديثها شيئاً يُقال، يقف عند حنجرتها يريد الخروج.. ولكن كبريائها كان صاحب الأمر"
انتظر أن تبعث له شيئا لكنها لم تفعل كتب بابتسامة خبيثة وهو متشوق ليرى ردة فعلها " حبيبتي شو رأيگ أضيف علاقة عالفيس أنا وإياكي بنحب بعض " علت ضحكته عندما ظهر أمامه " يكتب.... " كان متأكد من ردة فعلها ولكن الذي صدمه أكثر سؤالها " ماهر انت بتحبني بجد " كتب بسرعة وكأنه يسابق بذاگ الضوء " نور مالگ هو هادا سؤال بنسئل " انتظر طويلا لترسل لكنها لم تفعل، وبعد مرور خمس دقائق من الانتظار المقيت بعثت له بكلمات زلزلت كيانه وبعثرته إلى حد الألم " بعد تلات أيام كتب كتابي " أراد أن يهشم الجوال بين يديه لا يريد أن يخسرها فهي أول حب في حياته اليوم عندما رآها مع فارس جن جنونه، ولكنه اطمئن عندما أخبرته السبب همس بوجع وكأنه يراها أمامه: يعني لهدرجة أنا ما بعني لالك شيء
اتصل عليها فسماع صوتها سيريحه كثيرا وسيخفف عنه، لم تجب همَّ بإلقاء الجوال صوب الحائط فالعصبية سيطرت عليه لكنها ردت أخيرا، صمت مطبق سيطر عليهما كلاهما يسمع أنفاس الآخر وكأن معزوفة عشق نسجها قيثار التاريخ من أنفاسهما الملتهبة، همست بنغمة حزينة أسرته: لا تفكرني فرحانة بس والله أخويا مصمم


في عمق كل إنسان وجع صامت، تكلم بعصبية وكأنه بذلك سيمحي الحزن من قلبه: أنا هأكلمه وانتي لساتگ صغيرة بتدرسي، نور اتحديهم بعرفك قوية
مهما تعبت وتحدثت بگل مآ في دآخلگ، آنت مضطر آن تگتم نصفه ، ربما لـآنه أكبر من أن يقآل ويفهم..!!


نور بسخرية: أتحداهم لك أصلا منيح اني عايشة
فاجأته بكلامها فهو لم يتوقعها ضعيفة إلى هذه الدرجة: نور شو هالكلام
اكتفت بالصمت، فالإجابة لا تسمن ولا تغني من جوع، همس لها بحب: نور بحبگ
صدمته بفعلتها لقد أقفلت الخط في وجهه، ثوان وأعلن جواله عن وصول رسالة اتسعت عيونه من الصدمة تمنى لو أنه لم يقل لها هذه الكلمة وضع كفيه على رأسه وهو يشعر بصداع عنيف طرقات على باب غرفته أزعجته، دخل الطارق وجلس بجانبه التفت إليه ببطء فرأى أمه اعتلى الجمود ملامحه حتى أن اصطناع الابتسامة ليس بالأمر السهل، بقلق الأم على وليدها: حبيبي مالگ
هز رأسه بلا وهمس ببرود: ما في شيء مجرد صداع بسيط
إذا سألت أحدهم " ما بگ " وقال لگ " لــا شيء " استمع لصمته‍ وستجد گل شيء
تأملته بعتاب عيونه التي بلون العسل الفاتح، وبشرته القمحية وفمه متوسط الحجم ورموشه الطويلة كلها تدل على عناده، وضعت كفها على فخذه: ماهر شو اللي عم تعملو بنفسك
ناظر والدته هامسا بتعجب: شو عملت أنا
احتدت نبرة صوتها: بتفكرني ما بعرف شو بصير بالجامعة لك شوهت صورتي، الكل صار يتكلم عنك حبّيب بنات وبتتأخر على المحاضرات واليوم ما حضرت تلات محاضرات، شكلك ناوي ترسب صح
الصدمة ألجمته لم يعد قادرا على النطق، لكنه تظاهر بالبرود: يمه انتي أي حدا بيحكيلك شيء بتسدقيه
صرخت بعصبية فكلامه نرفزها لم تتوقع منه ما حصل: لا ما بسدق أي حدا، أنا شفتك بعيني الساعة وحدة وربع واقف قدام الجامعة وكان عليك محاضرة
زفر ماهر بقهر: هي أول مرة أعملها
قاطعهما دخول لؤي البالغ من العمر 25 سنة نقل بصره بين ماهر وأمه باستغراب: شو فيه
وكأن طاقتها على الاحتمال قد انتهت، فتصرفات ماهر أزعجتها إلى حد كبير في الفترة الأخيرة، أخبرت لؤي أن ماهر يتهرب من المحاضرات عقد لؤي حاجبيه بانزعاج وناظر ماهر بتهديد: ليه ما بتحضر المحاضرات ولا بتفكر نفسك ابن الوزير
وقف ماهر مقابلا للؤي وهتف بعناد: وانت شو خصك أنا حر لا انت أبوي ولا أمي
صفعه لؤي على خده إلا أن ماهر دفه بقهر: ابعد عني
لوى يده والشرر يتطاير من عينيه، التفت ماهر إلى أمه بعصبية: خلي ابنك يحل عني
ناظرته أمه بقسوة: مشان تحترم نفسك تاني مرة والمعاكسات الفاضية بلاش منها
صرخ ماهر بأعلى صوته، فكل شيء تراكم عليه وأوجعه، فشخصيته الطائشة لم تحتمل التعنيف والتوبيخ: أنا ما عملت شيء ( ونظر للؤي بقهر وحاول سحب يده باستماتة لكنه لم يستطع) وانت ما تمدش ايدگ تاني مرة ما تفكر اني ساكت ضعف فيّا أنا أحترمتك بس
ناظره لؤي بسخرية واستصغار: لا والله اعقل لأحسن انت عارفني منيح
وضعت أم جهاد كفها على يد لؤي ليترك ماهر
فمهما كان لم تحتمل رؤيته مقهور، لبى لؤي أمرها، وكأن الليل أبى أن يسدل ستائره إلا وأن يترك حزنا يتخلل نسمات الهواء الباردة وبحدة صاحبت صوته: شو فيه صحتوني من صوتكم العالي
أحيانا بضعة حروف تخرج بلا وعي منا، تكون سبب في تدمير أشخاص يعنوا لنا الكثير، نظرت إلى زوجها: ابنك ما بيحضر المحاضرات وبعاكس البنات أحرجني مع الدكتور رامز كل مرة بيتأخر على محاضرته ومشان خاطري ما بعاقبه
وكأن روحه العنيدة أبت أن تستسلم، صرخ بحضرة والديه ونسي أن ديننا الحنيف أمرنا أن نحترمهم وألا نرفع أصواتنا بوجودهم: مع نفسه الدكتور أصلا أنا بتعمد أتأخر شايف حاله على شو
صفعه والده على خده بقوة، وبحدة مبالغ فيها: احترم نفسك كيف بتكلم أمك هيك ولا شكلگ بدگ تربية من أول وجديد
الشيطان أثبت وجوده فماهر أبعد يد والده وبعيونه المحمرة ناظره: ابعد عني أنا متربي وجاهز
لؤي بغضب لوى يده: كيف انت بتكلم أبويا هيگ
ونطقت أم جهاد بشيء دمره: كلو منها والله أنا كنت متأكدة انها هي اللى بتخليك تعاملنا هيك
أبو جهاد التفت إلى زوجته بعصبية: مين هيَّا
لم يستوعب ماهر ما تقوله أمه، لما الحياة تعانده كل مرة وكأن حبه كتب عليه أن ينهار قبل أن يولد، جملة والده جعلته يتفوه بحروف صاغت جملة سيندم عليها مراراً: والله لأتجوزها بغصبن عنكم، ونور مالها خص ( وأشار لأمه بعصبية ) أصلا انتي بتكرهيها لهيك ما بدك إياني أتجوزها
دفه لؤي وأوقعه أرضا، لكن ماهر وقف بسرعة ونقل نظره بينهم وعيونه مغرورقة بالدموع: والله لأطلع وما هأرجع تاني ، ما عندكم تفاهم بالمرة بكرهكو كلكو
وخرج بسرعة، دمعت عيون أم جهاد فكأي أم لم تحتمل رؤية قطعة منها تتألم، حرگ أبو جهاد يديه ذهابا وإيابا بقسوة وهو يتبع ماهر: اطلع برّا الله لا يوفقگ، لا انت ابني ولا بعرفك
خرج تائها وعقله مغيب، دعوة والده أوجعته لكن كبريائه كان له رأي آخر، ما أصعب أن يجبرگ الزمن على شيء لم تكن تتصور فعله في حياتگ، كان يفكر بشيء واحد هل سيخسر حبه للأبد، واسفاه لم يفكر أنه أبكى أمه التى ضحت الكثير الكثير من أجله، مشى بلا هدى وفجأة وبدون سابق إنذار كانت هناگ سيارة تتجه نحوه
تأكد أنها النهاية، أغمض عينيه مستسلما للموت فاليأس جعل منه إنسان لا يريد من الحياة شيئا

في أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في منزل أبو مهند


رغم تلوث هذا الزمن اؤمن بأنَّ هناگ أنفس نقيّة ولكن نادرة جدا...


لا أعلم لما أخجل منه، طيبته أسرتني التفت إلى مهند وكأنه شعر بأني أود قول شيء ما: أسيل بتعرفي أدهم خاطب
ناظرته ببلاهة: مين حكالگ
غمز بابتسامة: أنا عرفت وهو هسه راح يشتري هدية لخطيبته
تعجبت من قوله فأدهم أخبرها أنه سيذهب لمدة دقائق وسيعود بسرعة: اوك الله يهنيه
اصطنع مهند التفكير، هو أحب أدهم لدرجة أنه يقلده بكل أفعاله، طالما تمنى أن يملك أخا أكبر منه: أسيل بتحبي أدهم
أشاحت وجهها ولم تجيب على سؤاله، فجأة علا رنين الجوال ( أعطاها إياه أدهم قبل قليل ) همَّ مهند بأخذه منها، لكنها سبقته بالرد عقدت حواجبها من طلب أدهم همست بلا شعور: أدهم انت بتعرفو
تنهدت بارتياح فكلامه بعث الطمأنينة إلى قلبها: اوك هسه بخلي مهند يفتحه، مع السلامة
طلبت من مهند فتح الباب لأدهم، لم يدعها الصغير أن تكمل كلامها، هبَّ بسرعة وهو يقفز فرحا، أعلن الجوال عن وصول رسالة انصدمت من محتواها خطرت ببالها أفكار سوداوية، ودت لو تعلم المرسل ولكنه رقم غريب

في نفس المنزل


" حين تعلم أن الجواب سيؤلمگ ..
احترم ْقلبگ وانسى السؤال "


ناظر السقف وقلبه يخفق بقوة أتراها ستعاد اللحظة أم ماذا، لا يعلم كيف نجا من موت محتم تجاهل السؤال الموجه إليه، فما عاد القلب على الاحتمال
هناگ أشياء بسيطه تستحق أن نحبّ الحياة من أجلها مثل اللحظات العفويه والمواقف العاديه والناس الصُدفه
سأل الصغير وهو يتجه نحو ذاگ الشاب: انت اسمك ماهر صح
عقد أدهم حاجبيه وتساءل ببرود: مهند من وين بتعرفو
علت ضحكة مهند بعدما جلس بجانب ذاگ الشاب الدخيل: صاحبه أعطاني مية شيكل لما عملت نفسي مسكين
تجاهل أدهم كلام مهند ولكنه عاهد نفسه أن يلقنه درسا لن ينساه أبدا، التفت إلى الشاب وهو متأكد أنه رآه قبل ذلگ لكنه لا يعلم أين تلقائيا خرج ذاگ السؤال من فيه: انت من سكان خانيونس
رد الشاب بصوت خافت وهو يستيقظ من شروده: لا أنا من سكان الرمال، عن اذنگ أنا رايح
لكن أدهم لم يقبل وأصر أن يجلس حتى يتناول العشاء معهم هتف مهند مقلدا أدهم: يا راجل اقعد اتعشى
نظر الشاب لمهند بعدم تصديق، تأمل ما حوله بعدم استيعاب: انت مو فقير يعني
ود أدهم لو يقتل مهند لأنه أحرجه وبشدة، ولكنه تظاهر بالبرود: يا أخي اقعد معنا شوي ارتاح ما بدك إيانا نتعرف
فجأة وبدون سابق إنذار فُتح الباب ودخل مؤيد توجهت العيون نحوه كان مكفهر الوجه، سابقت ساقيه الريح وارتمى بحضن أدهم همس ماهر بلا شعور: عيلة أسيل
عقد حواجبه بانزعاج فسماع اسمها أشعل الغيرة بقلبه، كيف له أن يعرفها وكأن ماهر علم بشعوره: انتو اللى وقع عليكم الاسبست
تنهد أدهم وهو يمسح على شعر مؤيد: شو اسمگ
ماهر باستغراب: اسمي ماهر بس ممكن سؤال انت كيف بتعرفهم صح هم كانوا يسكنوا بحي النصر
لم يعجب أدهم برده وظهر ذاگ على ملامحه: هدولا اخواني
تفاجأ ماهر من جوابه نقل بصره بين الاخوان الثلاثة هناگ شبه بسيط فالشاب الذي أمامه جماله نادر لكن أتراه يكذب، لم يسأل فليس من حقه: وان شاء الله أخوگ الصغير بخير
وكأن السؤال موجه لمهند أجاب الصغير: بخير بس هو ما بيقدر يمشي لفترة مؤقتة
هذه الجملة حفظها من الدكتور، همس ماهر: الله يشفيه
علا رنين جوال أدهم فاستئذن ليرد وأمسك بكف الصغير مؤيد، سأل مهند بحماس: ماهر شو اسم صاحبگ الحليوة
ماهر بابتسامة: قصدك البراء
هز مهند رأسه: ايوة البراء مغرور بس والله استفدت منو أعطاني مية شيكل
هز ماهر رأسه بقلة حيلة، وزع نظراته بين أحضان الغرفة: مهند هادا أخوگ
مهند بفرحة: اه أخويا أدهم
عقد ماهر حاجبيه: مهند هادا بيت مين
دخل أدهم مقاطعا إياهم وضع واجب الضيافة على الطاولة الزجاجية التي تتوسط المجلس وبغموض ناظر ماهر: انت من عيلة ####
التفت إليه ماهر باستغراب: لا أنا من عيلة ###
قدم كأس الشاي إلى ماهر أخذها منه وارتشف رشفة لعله يتذوق سكرها فيذيب أحزان قلبه ويداويها، لكنه صُدم من طعمها فسمع صرخة مهند: الغبية حاطة ملح أوووووف حتى الشاي ما بتعرف تعملو وعاملة نفسها أم العريف
ناظره أدهم بحدة واعتذر من ماهر، لكن فجأة سمعوا صرخة تنبعث من الداخل
ومن بين الأشجار الكثيفة الواقعة بمدينة خانيونس هناگ يقع وكر الشبح

~FANANAH~ 12-08-16 03:20 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
لـقـد كـنـت صـامـتـآ ،
لـكـنـي لـم أاكـن يوما أعـمـىٰ !


البرود سيطر على ملامحه رغم أن الموقف مخالف لذلك، وزع نظراته بين الخمسة الجالسين حوله همس بصوتٍ خافت: كمين أين وائل
وكل النظرات توجهت نحو الباب، ثوان وكان كمين ممتثل تحت أرجل الشبح: سيدي لقد اختفى ولم يعد له أثر
انفرجت ابتسامة سخرية بين شفتي الشبح، وبصوت أشبه بفحيح الأفعى: اذن أين الأموال التي أعطاگ إياها
وكأن الأخرق لا يعلم من هو بدا على كلامه التردد: سـ يـ ــدي لـ ـا أعــ ــلـ ـم
استرخى الشبح والتفت إلى أحد أفراد عصابته: اذهب واركض مسافة عشرين متر ستجد شجرة كبيرة، احفر بيدگ ستجد حقيبة بها أموال الصفقة
شهق الجميع مصدوما أما كمين خفق قلبه بقوة علم أنها النهاية، بدا الخوف والارتباك على ملامحه البشعة ركله الشبح بطرف رجله جعله يتأوه ألما، تلعثم وبكى: أيها الشـ ـبـ ـح إنــ ـي أتــ ـاسـ ـف وائـ ـل هـ ـو مـ ـن فـ ـعـ ـل ذلـ ـگ
ارتمت الحقيبة السوداء تحت أرجل الشبح، فتحها الشبح بخفة رغم أنها معقدة الفتح بدأ بتمزيق الأموال بشكل عشوائي والجميع لا يقدر على التفوه بكلمة واحدة، التفت إليهم: الأموال التي على الأرض إنها مزورة
سرت قشعريرة بجسد كمين، أيتعامل الشبح مع الجن أم ماذا قدراته العظيمة أذهلتهم وكأن الخبث وُلِدَ ليكون توأم روحه، أحكم قبضة يده على رقبة كمين وهمس: لا مكان للخائن بيننا
دموعٌ على وجنتي تيك، وهمسات أطياف من الماضي تمثلت أمام الشبح أرخى قبضة يده وبخاطره ردد " لأجل دموعها لن أقتلگ هذه المرة " وركله بعنف بعدها ركض خارجا وجلس تحت شجرة كانت تشهد على مأساة حدثت منذ زمن بعيد، لن يسامح وائل وسيأخذ باقي الأموال رغما عنه تفكيره الآن منحصر على شيء واحد فقط الانتقام
في إحدى البيوت الواقعة في حي النصر في منزل أبو محمود


لم ادرك بعد هل وقعت فى حبك ام تلك هي مجرد رد على اهتمامك لي..


تأملت صورته والابتسامة ترتسم على محياها، خجلت من كلمته فلأول مرة تسمعها من إنسان يعني لها الكثير، الضعف يسيطر عليها بوجوده حاولت الاتصال به مراراً لكن عقلها منعها، تعرفت عليه في أول يوم لها بالجامعة كانت تنعته بالمغرور، واثق من نفسه يكره الفتيات حتى أن الفتيات هن من يحاولن التقرب منه،
متأكدة أن العلاقة لن تتطور للزواج مهما حصل فهما ليسا متكافئان، صراخ التي أمامها أفزعها: دايما سرحانة بهالجوال
أقفلت الجوال بهدوء: شو فيه
علا صوت صراخها: غبية شو عاملة لزوجة محمود بتطرديها من بيتنا، علم يوصلك ويتعداك هادا البيت الها هيَّا وأولادها سامعة ولا لأ
ناظرتها بصدمة ثم التفتت إلى تيك الذي تمسگ بمقبض الباب وتبتسم بشتامة: أنا ما عملت شيء حكتلها تروح على شقتها
صرخت ثانية: ليكون بيتگ وأنا مو عارفة
تنرفزت من كلامها لما تقول هذا الكلام وخاصة أمام الواقفة بجانب الباب: أعتقد ما عملت شيء
هنا انهالت عليها بالشتائم: انتي وحدة مو متربية أنا ما ربيتگ والله لأنادي أخوكي يربيكي
كانت تظن أنها تمزح فالمشكلة سخيفة لأبعد حد ولكنها جادة دقائق وكان أخوها في المنزل، وككل الشباب أراد أن يبين لهم أنه الأقوى صرخ بوعيد: نور والله لو ما احترمتي نفسك لأربيكي أمي كلامها تسمعيه ومرت أخوكي ما تدخلي فيها طيب
و لأنها لا تحب المشاكل هزت رأسها بالموافقة، أخفضت رأسها فتدلت خصلات شعرها الشقراء لتحتضن أكتافها، وفجأة سمعت صوت أختها التى تصغرها بثلاث سنوات تبكي، التفتت إلى الخلف فرأت أخوها يصفع أختها ويصرخ: تاني مرة احكي حاضر طيب
مسحت على وجهها بقلة حيلة عندما تناهى لمسمعها صراخ أختها: ما عملت حاجة أصلا أنا ما تدخلت فيها
كل هذا حصل أمام زوجة محمود، همست أم محمود لزوجة ابنها: يا بنتي خلاص روحي على شقتگ
نزلت زوجة محمود وهي تشعر بلذة الانتصار، عاهدت نور نفسها أن تنتقم منها، التفت أخاها إلى أمه: يمه بحكيلگ خلي بناتك يحترموا نفسهم وإلا وربي لأربيهم
وأشار لنور بعصبية: كتب كتابك يوم الأحد ما بدي إياكي تفضحينا مع أهل الشب وصحيح مين حاكي لفارس عن خطوبتگ شكلوا انتي مكلماه جاي يقنعني انو ما أجوزك لأنك صغيرة ولك أصلا اللي قدگ عندهم تلات أولاد وأربعة
كادت أن تخنقه كلامه نرفزها ولأول مرة تصرخ عليه: أنا بدرس طب ومستحيل أتجوز انت بتفكر الجواز لعبة
اقترب منها وعيونه محمرة: ما بكون اسمي فادي لو ما جوزتك كان نفسي ياخدك هاني ابن عمي بس للأسف هو ما بدو إياكي، والندل فارس لما كلمني بفكره بدو يتجوزك طلع بس بدو إياني أفركش الجواز
صدمت نور من كلامه هل هي رخيصة إلى هذا الحد وأخيرا سمعت صوت أمها الهادىء: يا بني استهدى بالله أختك قمر وأي واحد بتمناها والصراحة أنا ما ارتحت لأهل الشب
ثار فادي وصرخ بقهر: أصلا بعد ما مات أبوي مين بدو يطلع بأخواتي أصلا منيح انو خطبها بتفكرو الجمال كل شيء مساكين والله، وانتي يا نور يا ويلك لو ما جهزتي نفسك
وقفت نور فالكلام آلمها هي لا تلوم فادي بل تلوم والدها الذي تركهم بعد أن شوه سمعتهم ولكن لا يمكنها أن تستسلم بسهولة: ما هأتجوزه واذا خايف انا نعنس ما في حدا بجبرك تصرف علينا
وعكس توقع الجميع انسحب فادي إلى غرفته دون أن ينطق بشيء، ساد الصمت لثوانٍ قليلة بعدها علا صوت إطلاق نار
في أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة كانت هناگ فيلا أبو البراء


في ذآكرَتنآ هُنآكَ دَوماً { رُفُوفٌ للذكريآت } ؛ نَعودُ إليهَآ ،و نَفتحُهآ .. كُلّمآ عَصَفتْ بنآ ريآحُ الحَنين .


كانت تقلب ألبوم صورها كتقلب مشاعرها بهذه اللحظة، يوم اقترانها به حسدت نفسها لم تتوقع أنه سيكون لها يوما ولكن بعد الزواج كرهته بقدر ما أحبته، تعشق صوته كثيرا إنه جميل للغاية علا صوت جوالها يعلن عن وصول رسالة
فتحتها ببطء عندما رأت أنه هو، ارتجفت كفها عندما سمعت صوته المميز ببحته الغريبة لما بعث لها هذه الرسالة الصوتية متأكدة أنها بالخطأ، لحظات وفُتح الباب ودخل هو كان يرتدي قميص لونه أخضر باهت وبنطلون جينز رمادي، تعشق اهتمامه بنفسه وقصة شعره التي تميز بها عن غيره أخفضت رأسها لا تريد مواجهته اقترب منها: بتعرفي لو حكيتي لجدي
والله لانتقمت منك
وقفت بعصبية وابتعدت عنه: ما تفكرني ضعيفة لا يا حبيبي بس مشان مصطفى ابن عمي بالمستشفى بغيبوبة لهيگ ما كنت بدي أزعج جدي بمشاكلنا
عقد يديه أمام صدره بسخرية: لا بجد ضحكتيني احكيلو مو خايف منو واذا طلقتك فيه الأحسن منك
جرحها بكلامه لكنها لم تظهر ذلك: مشكور يا ابن عمي تجوز بس يكون بعلمك ولا عمرگ هتلائي وحدة متلي
ناظرها بتحدي: فيه أحسن منك كتير، بسببك انحرمت من البنت اللى بجبها
لم تتوقع أن يقول هذا بوجودها، وكرد اعتبار لقوله صرخت: مبارك عليك مها حبيبتك أصلا كنت متأكدة انك خاين بتفكرني وحدة مغفلة
بس لعلمگ أنا كمان بحب واحد وهو هيصوني ولا يمكن يخليني أنذل من واحد متلك
كلامها كان كسكين غرس بصدره ما هذا الذي تقوله، نسي أنه أيضا جرحها بكلامه وكأي شاب شرقي....



انتهت الآهة


ما هي توقعاااتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود




أعتذر عن التأخير كان عندي امتحان مبادئ احصاء وادارة البيانات صح الامتحان سهل الحمدالله يوجد عندي امتحانات الاسبوع المقبل والمشكلة امتحانين باليوم تخصص ومتطلب لهيكـ هيكون إن الله أراد آهة يوم الخميس لا تنسونا من دعواتكم


~FANANAH~ 15-08-16 11:32 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
أشكر كل المتابعين الذين يتفاعلون معي بتعليقاتهم الجميلة وأتمنى لهم التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، لا تحرمونا من ردودكم وانتقاداتكم فهي التي تسعى بي نحو الأفضل، والآن أترككم مع الآهة الرابعة من الوتر الثاني أتمنى أن تنال على إعجابكم، لا تحرمونا من توقعاتكم فمهما كانت فهي تسعدني وتشحن همتي نحو الكتابة ^_^


أعتذر وبشدة لأن يوم الخميس القادم لن يكون هناك آهة تقريبا، بالرغم أن بعد الغد عندي امتحانين ميكانيكا وحياة أسرية إلا أنني أبيت وأنزل الآهة وأنزلتها في الصباح لأن في الليل الكهربا ستكون قاطعة، أعدكم سيكون هناكـ بعد امتحاناتي آهات طويلة وجميلة *_^




~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~



لا أحلل ولا أبيح من ينقل الرواية بدون ذكر اسمي
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا



&&الوتر الثاني&&
&&الآهة الرابعة&&
&&ومضة&&


كلامها كان كسكين غرس بصدره ما هذا الذي تقوله، نسي أنه أيضا جرحها بكلامه وكأي شاب شرقي اتجه نحوها وشد شعرها بقوة حاولت إبعاده لكنها لم تستطع، كتمت دموعها بقوة فالدموع في قانون البشرية ضعف صرخ بحدة: بتخونيني يا بنت عمي هادي أخر العشرة ما توقعتک هيك
وبصوت متهدج: شوف حالك على الأقل أنا ما بعمل شيء حرام
نرفزته إلى أبعد حد: بتحكيلي انك بتحبي واحد وهادا الشيء عاجبك ولساتك بتحكي حلال وحرام
شعرت بمرارة الظلم لم تعتاد أن يعنفها أحد لطالما كانت المدللة لدى الجميع، وبقهر نظرت إليه: أنا ئصدي جدي هو اللي بحبني وما هيسمح لحدا يذلني وهياخد حئي ( حقي ) بتفكرني متلك خاينة والله ما أسامحگ على ضربك لالي
صرخ بعدم تصديق: كذابة بتفكريني سدقتك انتي وحدة ####
ناظرته بذهول كلمته شطرت روحها لنصفين، من هو ليسب عليها همَّت بارتداء عبائتها ستخرج ولن ترجع إليه أبداً، منعها وأمسك يدها حاولت سحبها لكنها لم تستطع همست بعتاب: اتركني هادا وانت ابن عمي بتحكي هيك
شعر بأنه أخطأ بحقها تظاهر بالبرود، فتكبره منعه من الاعتذار علا رنين جوالها التقطه البراء فهو الأقرب، ذُهل لا بل صُعق مما رآه علمت بما يفكر فالنغمة التي تصدح بالأرجاء تخص أغلى إنسان على قلبها وبهدوء همست: جدي
لا تريد للشك أن يُزرع في قلبه، ستنتقم منه بشيء آخر وكما توقعت لم يصدقها رد ببرود وحاجبيه يصتكان ببعضهما: السلام عليكم
سحبت الجوال على حين غرة فهي تعلم كم هو ضعيف ولا يقدر على فعل شيء: السلام عليكم كيفك جدو
انشرح قلبها بسماع صوته ودت لو تراه وترتمي بأحضانه: الحمد الله، شو أخبارگ
ضحكت وهي تناظر البراء بطرف عينها: جدو حبيبي ولا يهمگ
ود لو يأخذ الجوال ويصرخ في وجه جده لكم يكرهه بعد أن كان يعشقه يا ليت السبب يقتصر على زواجه من ريما، ولكن هناگ سبب أخر
مسح على وجهه بقلة حيلة وأخذ جواله سيخرج من هنا لا يريد أن يراها أو يسمع صوتها، همَّ
بالخروج لكنها نادته بصوت رقيق لا يعلم لما صوتها مس شغاف قلبه وكأنه لأول مرة يسمع صوتها التفت ببطء وحاكته عيونها بعتاب

أعاتبگ لـ أمنحگ فرصة كي تتغير نحو الأفضل وليس لــ ترحل ..!


شخصيته المزاجية والعنيدة لم تتقبل العتاب وأيضا لم تفضل الهروب، صدمها بردة فعله اتجه نحو الدولاب وأخرج شيئا ما لم يتبين لها ماهيته شهقت بصدمة عندما رأته لما كل شيء يعاندها، ألهذه الدرجة الحظ عدواً لها أقسمت أنها ستثبت له العكس ولو كان الثمن وأد حبٍ لم يغادر مهده
وفي أحد الشقق الواقعة بحي الرمال بمدينة غزة في شقة أبو الأمير يوم الأحد الساعة الثانية ظهرا




ل ساحرة قلبي
الحديث معگ هو ثاني أجمل شعور بالعالم، أما الأول فهو النظر إلى عينيگ..


احمَّرت وجنتاها خجلا وهي تقرأ الرسالة مرة بعد أخرى، لكم تحبه لا تصدق أنها ستراه كل يوم وبدون خوف، أصعب لحظات حياتها عندما أغمي عليه شعرت وأن روحها سلبت منها، أنبته وبشدة عندما علمت أن لديه فقر بسبب سوء التغذية حروف اسمه حكاية رسمتها نبضات قلبها، لاح طيف الفتاة التي تدعى بأسيل في مخيلتها إنها تكرهها وستنتقم منها قريبا، فكيف تجرؤ على صفعها فُتح الباب بهدوء رفعت عيناها ببطء فاستقرت على الواقفة بجانب الباب وتمسك بمقبضه ركضت بسرعة واحتضنتها: كيفك نونو
ابتعدت عنها بخفة: الحمد الله اشتئتلك يا سمسمة ما تتخيلي ئديش فرحت لما عرفت
انكم هتعيشوا هون
صرخت بحماس وكأنها تذكرت شيئا: ناريد بتعرفي طلع لالنا ابن عم جديد
ناريد باستغراب: بجد من متى وكيف وليه
ضحكت لميس وهي ترفع حاجبيها: عنود حبيبي كان مسافر يدرس وهسه اجا
رن جوال ناريد يعلن عن وصول مسج سحبته لميس بسرعة، ناظرتها ناريد بحدة: هاتي الجوال
لميس وهي تجري كانت ترتدي بلوزة لونها أخضر زيتي وتنورة جينز أسود تصل إلى ركبتيها وشعرها الكستنائي يتطاير خلفها فتحت الرسالة وقرأت بصوت عالٍ " ناريد انتي وين " اصطدمت بوالدها الـذي كان يرتدي ملابس عمله طوقت رقبته بدلال: بابا بدي أروح مع ناريد على بيتهم
وعلى غير عادته رفض طلبها ومسح على شعرها: كيف المدرسة
همست بدلع: حلوة بس في بنت ما بحبها اووووف بكرهها
وبحماس أكملت: عندنا بكرة احتفال تكريم الأوائل وانت أكيد أول الحاضرين
لم يستطع أن يرفض طلبها قبلها على خدها بعد أن أخبرها أنه سيصطحب جدتها معه، سمعت صوت الحبيب فزاد خفقان قلبها، رغم صغرها إلا أن الحب طرق أبواب قلبها فالحب لا يعرف ساعة ولا موعد، اقتربت منه بجرأة لم يخبرها أحد أن تصرفاتها خاطئة وستؤول بها إلى الهاوية، أمسكت يده برقة وهمست بدلع: عناد تعال على الحفلة
ابتسم لها بحب وهو يشعر بتأنيب الضمير: اوك ولا يهمك بروح مع عمي
نظر إلى عمه لكنه وجد مكانه فارغا، التفت إلى الجهة الأخرى فرأى فتاة ترتدي عباءة وحجاب يستر رأسها، وكأن حبيبته الصغيرة شعرت به هتفت ببراءة: ناريد هادا عناد ابن عمي ( والتفتت لعناد ) عناد هادي ناريد بنت زوج عمتو أم فارس
ناظرها عناد بتفحص، همس بعدها للميس: ما حبيتها متكبرة هالبنت
كتمت لميس ضحكتها: بالعكس ناريد أنا بحبها
استدارت ناريد للذهاب لم تعجبها تصرفات عناد تذكرت شيئا فهتفت باستعجال: لميس لما تروحي بكرة على المدرسة اطلبي من المعلمة هبة الأغراض اللى أنا طلبتهم اوك
هزت لميس رأسها بهدوء، همس عناد للميس أن يذهبا إلى الميناء لكنها رفضت فلديها ترتيبات كثيرة لحفلة الغد تأفف عناد، وغمر كفه بشعرها الحريري رفعت عينيها إليه تتأمل عيونه التي أسرتها منذ أن رأتها همست بلا شعور: عناد وين أهلك
لم يجبها فقط اكتفى بالصمت لكن هناگ إنسان آخر لم يكتم أشواقه وحنينه فالأحاسيس الدفينة أتعبته التفتت لميس لجدتها بحيرة والسؤال الوحيد الذي يتردد بمخيلتها يأبى الجميع أن يجيبها عليه
وفي إحدى الشركات الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة، هناگ تقع أكبر شركات قطاع غزة شركة أبو الأميــر وأولاده لبيع السيــارات، الساعة الثالثة والنصف عصرا


الشخص الذي يملك القدرة على البقاء
صامتاً ولفترة طويلة بدون سبب و دون
ملل غالباً يكون أكثر ذكاءً من الآخرين


نظر إلى الملف الذي بين يديه بتركيز محاولا إبعاد الافكار التي تحيط بعقله من كل جانب، دلك جبينه عدة مرات بباطن كفه وكأنه بذلك يبعد الصداع الذي هاجمه في هذه اللحظة، طرقات على باب المكتب أزعجته أذن للطارق بالدخول بعد أن علم أنها السكرتيرة تنهد بانزعاج عندما رأى الملف الأزرق الذي وُضع أمامه قلب أوراقه بسرعة وهتف باستنكار: ناقص تلات ورقات
السكرتيرة بارتباگ: ما بعرف وينهم هسه بروح أشوفهم
ناظرها بحدة: ناديلي الأمير بسرعة
لم تمر دقيقة وكان الأمير ممتثل بين يديه، أشار للسكرتيرة أن تذهب وهمس للأمير: في صفقة مع شركة بلندن لازم نستغلها منيح الربح فيها عشر أضعاف ومضمونة 100%
هز الأمير رأسه معترضا مناظرا المدير ببرود: شاور الكل أما أنا معترض وانت عارف السبب
لمعت عيني المدير بتحدي: الأمير انت عارف ليه هأشارك بالصفقة
أمسك الأمير بشيء أسود صغير كان موجود على المكتب، وقلبه بكفه والسخرية تعلو ملامحه علت ضحكة المدير: بتفكرني ما شفته ولعلمك عارف مين اللى حطه
الأمير بملامح جامدة: عناد ببيتنا صح ولا لا
يعلم لما غير الموضوع هز رأسه هامسا: اه بدي أخطب لالو لميس
كان متأكد من تفكير والده، لم يعترض فهذا سيسهل مهمته كثيرا استئذن بالذهاب وخرج
ناظره المدير بحب لكم يحب الأمير إنه المفضل لديه من بين أولاده علا رنين جواله احتضن الصورة بقلبه قبل أن يحتضنها بكفه إنها الغالية على قلبه، رد بسرعة: السلام عليكم
عقد حواجبه بضيق: لموس ليه بتعيطي
وقف بسرعة وهو يضرب المكتب بقبضة يده: لموس اهدي هسه جاي

وفي شقة من شقق أحد الأبراج الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة شقة مصطفى


يرى البعض أن التسامح انكسار
وأن الصمت هزيمة لكنهم لا يعرفون أن
التسامح يحتاج قوة أكبر من الانتقام وأن
الصمت أقوى من أي كلام...!!


وضعت كفها على فمها لتمنع شهقاتها لا تصدق أنها لن تراهم ثانية، وكأن جنينها شعر بها تبسمت لحركته الخفيفة تمنت لو ترى والدتها بهذه اللحظة، فمهما كان ستبقى تحبها رغم ما فعلت بها، همست لها عمتها إيمان: يا بنتي انتي ارتاحي وما في داعي تروحي على المستشفى والدكتور الحمد الله حكى
مصطفى تحسن كتير
هزت رأسها لتكتم دموعا أسرت قلبها قبل أن تزور مقلتيها، ناظرتها بحنان تعلم أن طيبتها هي من سامحت مصطفي وليس قلبها، فما فعله بها ليس بقليل: آسيا حبيبتي لا تكوني عنيدة يا بنتي شوفي كيف وشهك أصفر
قلة الحديث لآ تعني عدم آلاحسآس هناگ أشخاص كلمآ تعب إحساسهم تلاشت كلمآتهـم بگــلـ بسـاطة..!!
لم ترد عليها فالصمت استوطن المكان لمدة دقائق، تنهدت إيمان بحيرة: يا بنتي انتي ليه وافقتي على الزواج من مصطفى كان بإمكانك ترفضي
السؤال غريب لدرجة الصدمة، والإجابة ليست متوقعة: لأنو المنافقين اللى بدعوا المثالية بالبلد كتير
وكأنها فهمت ما تقصد كل الذي حصل بسبب أناس حقودة، وكأنهم استكثروا عليها الزواج علا رنين جوالها فانشرح قلبها لسماع صوته، لطالما طلبت منه أن يطربها بصوته وكانت تتفاخر به أمام الجميع وكأنه ملاك مُنزل، عقدت حاجبيها عندما رأت رقم غريب لأول مرة تراه قررت التجاهل لكن إحساسها أمرها أن ترد: السلام عليكم
أنفاس الطرف الأخر أنبئتها أن المتصل شخص تعرفه جيدا همست بدون تصديق وكأن القلب ردد اسما لم ينساه يوما: فارس
أنين الطرف الأخر جعل من خفقان قلبها طبلة يُطرق عليها بقوة، أتراها الأيام تنسينا أناسا كانوا وما زالوا أحبابا لنا، الأنفاس عبرت عن مشاعر الطرفين وعلى حين غرة قُفل الخط ودت لو تتأكد من المتصل إنه ليس فارس، إنها تلك التي أحبتها بقدر ما كرهتها أحقا كرهتها أم أن عقلها الذي صور لها هذا، ثوان وعلت صرخة إيمان فأحيانا الصرخات تعبر عن فرحة خيوطها مهترئة تغلب صانعها في نسجها: يا بنتي يلا بسرعة مصطفى فاق من الغيبوبة
وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في منزل أبو مهند


كل شيء جميل باستثناء شيءٍ واحد .. و هو أنَّ الآخرين لا يدركون كم غضضنا الطَّرفَ .. كم عفونا عنهم .. كم اختلقنا الأعذار لأجلهم.


كالفراشة تدور هنا وهناگ لا تصدق أن أخاها سيحضر احتفالها غدا، لطالما أرادت أن يشاركها أحدهم أفراحها، فجأة طرأ في مخيلتها ما حدث ليلة الخميس وكأن بزوغ القمر أهاج ذكرياتها الثقة لا تتولد من موقف واحد ولكن ماذا عن ثقة تتولد بعد موقف يحتمل إجابة واحدة إما حياة وإما موت لا مفر منه، احتضنت نفسها وهي تبعد تلك الذكريات فلا تريد لفرحتها أن تتلاشى، احتضنها أخاها مؤيد من الخلف: أسولة هأروح على احتفالك مع أدهم
تبسمت بعدما التفتت إليه: طيب يا حبيبي حليت واجباتك
هز رأسه بابتسامة: حليته قبل شوي أسيل بتعرفي أدهم طلع من البيت وما رجع وحتى مهند كمان
مسحت على شعره وهي تقف: هسه راجعين ما تخاف يلا نروح نعمل عشا
ذهبت إلى المطبخ وهي تنشد بصوتها العذب ومؤيد يردد من ورائها، فجأة سمعت صوت تصفيق التفتت بسرعة فرأت أدهم تبسمت بخجل عندما اقترب منها: شو هالصوت الحلو معقول انتي أختي
ازدانت حمرة وجنتيها فهمست: شكرا عيونك الأحلى
غمز بغرور مصطنع: بعرف مو محتاج تحكيلي
عقدت حاجبيها بقلق: أدهم وين مهند ما رجع البيت لهسه
استئذن بسرعة ليبحث عنه فالليل قد حل، أمسكت يده بتردد: أدهم ما تضربه
هز رأسه ببرود، بعد دقائق عمَّ الصراخ بالمنزل ركضت أسيل للصالة هي ومؤيد، فوجدت مهند يشير لأدهم بعصبية: مالك خص فيني انت لا أبويا ولا أمي
استنكرت كلامه وبشدة أهذا مهند الذي يعشق أدهم ويقلده بكل أفعاله، عقد أدهم يديه أمام صدره: كمل يا حبيبي شو كمان
انهال مهند عليه بالشتائم وكأنه بذلك يعلن التمرد على الجميع، اقترب منه أدهم لمعت الدموع بعيون أسيل لم تدري ماذا تفعل: أدهم خلاص مهند ما راح يعيدها ويتأخر
وكأن مهند أبى إلا أن يعلن حربا لا نهاية لها: هأعيدها ما في حدا بيقدر يجبرني على شيء
ركضت أسيل نحو مهند وجذبته إلى صدرها لكن مهند أبعدها بقوة: بتفكريني خايف منو
اتجه أدهم نحوها ومسح دموعها بأطراف أصابعه، ولأول مرة احتضنته وهي تبكي بمرارة فلأول مرة تشعر أن لها سندا، مسح بكفيه على ظهرها فسرت قشعريرة بجسدها خجلت من تصرفها فدفنت رأسها بصدره لتتلافى رؤية عيونه، علت ثغره ابتسامة خفية فهمس لها: أسيل
علت شهقاتها فاقترب منهم مهند وعيونه تنطق شرر: ابعد عن أختي أصلا أنا سمعتك بتحكي لصاحبك انك مو أخونا
ابتعدت أسيل عنه بسرعة يا تُرى هل كل شيء سراب، صمته أكد لها ما قاله مهند لم يسعفها لسانها بقول شيء جلست على الأرض بانهيار
قلب أدهم نظراته بين الجميع وكأنما يقلب كتابا بين يديه، بعدها خرج من المنزل تاركا خلفه دموعا كانت شاهدة على المأساة، زعموا أن مقولة " يا معشر الرجال لا تجادلوا الـإنـاث، لـأنها في النهاية ستنتصر بدموعها..! " صحيحة لم يعلموا أن هناگ رجالا يتلذذون بطعم الدموع، ركض مؤيد خلفه بينما مهند اتجه نحو المطبخ وأتى بسكينا كبيرة لم تراه العيون التى مُلئت بالدموع

وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة كانت هناك فيلا أبو فؤاد في شقة أبو يامن


أحاديثهم فارغة، ابتسماتهم مجاملة واهتمامهم مزيف، فگيف لــا أرتـدي الصـمت وأتركـهمِ



تحمد ربها أن الجميع مشغول بمشكلة مصطفى فهي تريد التفكير بحياتها دون أن يضغط عليها أحد، لم يزورها المدعو بزوجها طوال هذه الفترة صحيح أن نظرات أمها المعاتبة آلمتها لكنها ستدافع من أجل حياتها فهي من حقها أن تعيش مع إنسان تحبه ويحبها، فتحت دفتر مذاكراتها وخطت حروفا تنزف دما


: إلى أين المسير
: إلى ماض غريب
: وهل الماضي شئ جميل
: جميل فعلا لا أدري ماذا أجيب
: ما بالك محتار
: كيف لا أحتار وكل شئ غاب
: غاب ومن الذي غاب أصديق أم حبيب
: لا بل هم أغلى بكثير
: دعك من الماضي فالحاضر أجمل بكثير ألا تعرف للتسلية طريق
: أيا عقل دعك مني أنا القلب لا أنسى سر سعادتي لو مضى زمن طويل
: أنت مخطئ فمن رحل لا يرجع ولو بعد حين
: إذن حان وقت الرحيل إلى عالم بعيد حيث أكون وحيد
: أو تتركني وحيد
: ما بالك يا قلب لا تجيب
: أمت يا قلب أم أنك فضلت الرحيل


أغلقت الدفتر وهي تتنهد بوجع، سخرت من نفسها لما تزوجت استغفرت ربها من تفكيرها ضحكت وهي تتذكر اتصال جهاد عليها في الصباح تفاجأت من حساسيته الكبيرة لأن أمه حامل، قررت أن تكلمه لتتناسى ما تمر به،
يا للأقدار الغريبة علا رنين الجوال ابتسمت وهي ترى اسمه يضيء الشاشة ردت بهدوء: كيفك جوجو
ضحكت وكأنها لم تضحك من قبل لكلمته: تعال على بيتنا سدقني لالگ أحلى هدية
طرقات على باب الغرفة قاطعتها ردت بهدوء: اتفضل
لم تصدم لرؤيته إنما تفاجأت ناظرته ببرود فشتت نظراته بين أنحاء الغرفة متجاهلا نظراتها جلس بجانبها على السرير: متى بدك ترجعي
بيتك
سخرت من قوله جيد أنه تذكرها، لم تجيبه لأن سؤاله سخيف بنظرها ثوان وكانت أمها تقف عند الباب، خطرت على بالها فكرة متهورة: ماما البراء بدو يطلقني
نظر لها بعدم استيعاب ولم ينطق ببنت شفة بينما أمها شهقت بصدمة: ليه شو عاملة
لكم آلمتها كلمات أمها ألهذه الدرجة لا تثق بها، وكما يتوقع الجميع تصنع البراء الحب: حبيبتي أنا حبيت تهدى نفسيتك شوي لهيك تركتك عند أمك تلات أيام بس اسمحيلي أكتر من هيك ما بقدر أفارقك
ومسح على وجنتيها بحنان نصدق أحيانا لنواسي أنفسنا ولكن هل سيفيد كل هذا، اقتربت منها أمها: يلا يا بنتي روحي مع جوزک
ستذهب معه وستحاول للمرة الأخيرة ليس لأجله، بل من أجل نفسها اتجهت نحو الدولاب لترتدي عبائتها والهدوء يسيطر على تصرفاتها تابع تحركاتها وعقله شارد في عالم أخر، شخصيته الأنانية لم تخبره يوما أنه على خطأ
لمح دفترا بنفس لون الدفتر الذي رآه بالدولاب ذاگ اليوم، مدَّ يده ليشبع فضوله برؤيته لكن هناك يداً التقطته ووضعته بكفها
في بعص الـأوقات أجد مشاعري تنسجها أقلام أخرى.. ربما لمشاعري أيضاً أربعين شبيـها!!
نظرت لأمها بهدوء ظاهري فقربها من البراء أشعل مشاعر تعبت في إخمادها: ماما هادا دفتر مرام خليه عندك اوك
نظر لها البراء بشك ولم يتكلم جهزت نفسها والبراء يتحدث طوال الوقت مع أمها التي جلست على الأريكة الموجودة مقابل السرير في أمور شتى واغلبها تمحور نحو المصطفى همست بهدوء: جهزت حالي
صدمها البراء بقوله أحست بشعور لذيذ يغمر قلبها، امتثلت لأمره وابتسامة خفية علت محياها، ومسحت الكحل هل يغار عليها أم ماذا
وتأبى الفرحة أن تكتمل استدارت ببطء لأمها التي هتفت بقلق: يا بنتي ليه ما تروحي على دكتورة وتعرفي سبب تأخر حملك
نظرت للبراء على حين غرة، أغمض عينيه لبرهة قصيرة وگأنه يتمالك أعصابه: خالة أم يامن سدقيني هادا طبيعي احنا متى تزوجنا أصلا، والدراسة شاغلة وقتنا ما بدنا أولاد هسه
نظرت لابنتها بقلق: لتكوني بتوخدي مانع حمل يا بنتي
هزت رأسها بثقة لا حدود لها: ماما ما باخد مانع حمل، واحنا لساتنا في بداية زواجنا لا تئلئي " تقلقي "
وكأنه بذلك أراد قطع أي حديث سيدور بعد ذلك: يلا يا ريما
خرجت معه بعدما ودعت أمها التى تحاول كتم دموعها، فأمها كأي أم تشعر بأولادها ولكن تتظاهر بعدم المعرفة، فأحيانا التجاهل يمنع مشاكلا كثيرة بالرغم من ذلك المقولة ليست صحيحة دائما، وعند الباب رأت ريما جهاد يتكلم مع أخاها يامن بادلته الابتسامة وهتفت بحماس: جوجو هديتك عند ماما خبيتها
علت ضحكة يامن: ريما واخيرا قررتي تنقلعي على بيتك أصلا أنا اللى اتصلت على جوزك يجي يوخدك
وبقدر ما تظاهرت الفرح كان باطنها مملوء بالوجع، اذن لم يتذكرها فأخاها هو من طلب منه أخذها: هادا بيت بابا وما عاش اللى يطردني منو
جهاد بابتسامة: بحقلك يا بنت عمي صحيح عندي بحث بالعلوم بدي إياكي تعمليه
وقبل أن ترد عليه نطق البراء أخيرا: يلا نرجع مشان عندي مشوار ضروري
كانت تنظر لظهره بشرود وهم ينزلون السلالم كانت تود رؤية جدها بهذه اللحظة، لكنها تراجعت عن ذلك إذ أنَّ البراء برفقتها وصلت للسيارة وجلست بالأمام، فاجأها البراء بكلامه وهو يمتثل خلف المقود: لو أحكيلك شيء ما هتعصبي وهتحفظي السر وخاصة جدي ما بدي إياه يعرف بهالشيء
التفتت إليه بكامل جسدها وكأنها تخبره أأنت تقول هذا الكلام، ما الذي تغير وما الذي
جرى ؟!!


انتهت الآهة


ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود

~FANANAH~ 15-08-16 11:38 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
أشكر كل المتابعين الذين يتفاعلون معي بتعليقاتهم الجميلة وأتمنى لهم التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، لا تحرمونا من ردودكم وانتقاداتكم فهي التي تسعى بي نحو الأفضل، والآن أترككم مع الآهة الخامسة من الوتر الثاني أتمنى أن تنال على إعجابكم، لا تحرمونا من توقعاتكم فمهما كانت فهي تسعدني وتشحن همتي نحو الكتابة ^_^




~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~



لا أحلل ولا أبيح من ينقل الرواية بدون ذكر اسمي
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا



&&الوتر الثاني&&
&&الآهة الخامسة&&
&&زواج بلا موعد&&



وفي شقة من شقق أحد الأبراج الواقعة في حي النصر بمدينة غزة " شقة الحاجة رحيل "
الساعة التاسعة مساء


الكلمـات الجارحــة هـي كلمــات عاديــــة
لاتصبــح جارحـــة إلا حيـن تخــرج مـن إنــاس علّقنــا عليهـم آمـــال عظيمـــة




بسمة البيت فارقته فقدت أحد زهراتها الست بكاؤها لم يعد يجدي، يا ليت الدموع تضمد جروح الفراق، تلفتت يمينا ويسارا علها ترى طيفها ولكن لم ترى سوى سواد حالك كسواد العالم بنظرها هذه اللحظة، أنينها أبكى الجدران من مرارته أطراف أصابع ناعمة مسحت دموعها برفق: ماما خلاص ما تعيطي هادا مصيرها كلنا


وبدأت بالنحيب أنواسي الأخرين وقلبنا بحاجة للمواساة، سمعت صوت صراخ بالخارج وخطوات تقترب شيئا فشيئا، أرادت أن تستطلع الأمر خرجت مهرولة فاصطدمت بشخص عند الباب رفعت رأسها لم تتأكد من هويته بسبب الظلام سمعت صوته المستنكر: ليه ما عندكم كهربا متى قطعت

هزت رأسها وكأنه سيراها: ما عندنا كهربا من امبارح

تنهد وهو يمسك كفها: ليه ما حكتولي صحيح كيفها خالتي

سحبت يدها بضيق فأوجاع الحياة أرهقتها متى سترتاح: ماما مو راضية تتكلم

تنهد بألم لحال عائلته الثانية: هسه بتكلم معها وان شاء الله بترجع زي قبل وأحسن إلا احكيلي شهد وينها

التمس من الشخص الذي تمسك برجله فجأة، أخفض نظره ومد ذراعيه للصغيرة وضمها لصدره بكت وكأنها تحاكيه بدموعها البريئة همس لها: لولو اهدي مشان أجيبلك هدية

دفنت رأسها بصدره: بابا بسمة ما هنشوفها تاني مرة هيَّا ليه تركتنا

أخرج جواله وأشعل الكشاف وهو يهمس كلمات مواساة للصغيرة التي بين أحضانه، أخذت مها منه الجوال أرادت أن تطلب منه شيئا لكنها ترددت وأخيرا همست بحرج: البراء ممكن تشتريلنا شمع مشان نضوي البيت

ومدت له بعضا من المال غضب من تصرفها أما زالت تعتبره غريبا عنهم: مها هيني رايح وكم من مرة حكيتلك انتو عيلتي التانية

خرج وما زالت الصغيرة في حضنه أعصابه متوترة من مشكلته مع ريما تركها في المنزل وجاء إلى هنا، لقد تمردت عليه بتصرفاتها أصبح يكرهها وصل إلى ( السوبر ماركت ) وطلب من لارا أن تختار ما تريد واشترى بعد الحاجيات التى تنقص عائلته التى اختارها بنفسه، وكأن سعادة ما حولنا كالكهرباء الذي يسري إلينا فسعادة الصغيرة انتقلت إليه، كاد أن يغمى عليه عندما رأى رامز ابن عمه في نفس المكان تساءل برعب عن سبب وجوده هنا، أمسك الصغيرة ليخرج من هنا، تنفس الصعداء عندما خرج دون ان يراه رامز سألته لارا بابتسامة طفولية: بابا ليه ما اشتريت لبسمة متلي

غير الموضوع فلا يريد للحزن أن يسيطر على قلب صغيرته: لولو هسه لما نرجع البيت بتنامي مشان الماما تحكي انك شطورة

هزت رأسها بحماس، لم يدم حماسها ثوان ليتلاشى ويحل حزن دفين مكانه: ماما طول اليوم بتعيط ما بتكلمني

مسح على شعرها القصير بكفه الحانية ومشى بهدوء: لولو من بكرة هتروحي على الروضة

تفاجأت الصغيرة من كلامه الروضة إنها الحلم الذي طالما تمنت تحقيقه، فرحتها تعدت حدود الكون هناك طرق كثيرة للتعبير عن الفرحة وإحداها الضحك الهستيري استغرب من ردة فعلها: لولو

دفنت رأسها بصدره بسعادة: بابا بحبكككگ

فتح باب الشقة بالمفتاح الذي يحمله بجعبته تفاجأ عندما رأى ديما وفاطمة أمامه ودموعهما تشق طريقها في رحلة بلا عودة، دق الرعب أوصاله لم تسعفه أي ردة فعل للتعبير عن موقفه، صرخت مها بعصبية: ليه عملت هيك شكلك بدك تنتقم منا مش بيكفي انو أختنا
ماتت


التفت إلى المها بعدم استيعاب: شو صار يا مها


ناظرته بعتاب فلغة العيون أقوى في التعبير وكأنها تقول أتسألني أم أن الجواب يُؤلم ولا تستطيع الإجابة !!!

في أحد البيوت الواقعة بحي الجنينة بمدينة رفح الساعة العاشرة مساء


ليس بالضرورة أن تسمع صوت لتعرف أن هناك أنكسار
فهناك أنكسار ما يؤلم ولا صوت له كانكسار المشاعر



نظرت للجوال بصدمة اعترافه كان كالقنبلة التي أوهجت مشاعرها، لا تحبه ولم تُكنْ له يوما أية مشاعر تلفتت يمينا وشمالا رأت أختها صفاء تقلب كتابا بين يديها وأختها ريهام تدرس، بعث لها صورته إنه جميل للغاية لكنها تجاهلت كل ما تشعر به وكتبت له وأصابعها ترتجف: أنا ما بحبك وما بآمن بشيء اسمه حب


صدمها بجوابه " ما طلبت منك تحبيني وسدقيني مع الأيام بتحبيني " احتارت بالرد عليه، وبخت نفسها لأنها أبحرت في عالم الانترنت الذي لا يجلب سوى المشاكل، فُتح الباب فتظاهرت بالدراسة وهي تتشبث بالكتاب الموضوع خلف الجوال، وأخفت الجوال بطريقتها الخاصة بين جنبات الكتاب، التفتت إلى أمها التي جلست على سرير ريهام مقابلا لها، استغربت من ملامح أمها الخائفة ونظراتها نحو الباب بين الفينة والأخرى: هيا بكرة عندك جامعة

هزت رأسها علامة الموافقة، ظهر الاحباط جليا على ملامح والدتها: عندك محاضرات مهمة

أرادت أن تسألها عن السبب لكن سبقتها صفاء بقَوْلِ: خالتو أنا بغيب ما عندي محاضرات مهمة

أخفضت الأم صوتها: اوك يا بنتي واذا حدا سألك عني احكي اني رحت على العيادة اوك

كادت أن تسألها عن سبب كل هذا وكالعادة سبقتها صفاء بِقَوْلِ: خالتو ما تقلقي ان شاء الله بعمل كل اللي بدك اياه

هزت الأم رأسها وهمست بصوت خافت: مشان بدي أزور آسيا من غير ما أبوكم يعرف لأنو زوجها بالمستشفى فاق اليوم من الغيبوبة

شهق الجميع من الصدمة، شعرت أن التي أمامها ليست أمها وعندما رأت الأم استنكار الجميع، وقفت وكأنها تنهي بذلك أي سؤال سيُطرح، سمعت هيا صوت فارس فأغلقت حسابها الفيس متجاهلة الكم الهائل من الرسائل التى وصلتها، وأغلقت الوايفاي ووضعت الجوال بجانبها ولم تلاحظ العيون الخفية التى رأتها، طرق فارس الباب ثم دخل قلب نظراته بين الجميع ثم همس: صفاء مشغولة

أرادت الأم أن تخرج فاستوقفتها همسات فارس استدارت ببطء وعيناها تتسع من الصدمة، أتراها الجدران تسمع ما نقول أم ماذا ؟!!!


هزت صفاء رأسها فجلس فارس على السرير سألته ريهام بسرعة: فارس نور خطبت؟!!!

هز رأسه ألا لكن هيا هتفت باستنكار: خطبت
واسم خطيبها محمد

التفتت صفاء بكامل جسدها لهيا : انتي من جدك بتحكي

ناظرتها هيا بسخرية: لا من خالي بحكي

زمجر فارس كالأسد مقتربا من هيا: انتي مين حكالك

خافت هيا منه لكنها تصنعت اللامبالاة: اتصلت فيَّا أختها وحكتلي

فارس بعصبية: ومن متى بتكلمي أختها

تنهدت صفاء بحزن على نور ابنة عم أمها: خلاص يا فارس استهدى بالله وانت ليه ما منعت خطبتها

فارس وهو يكور قبضة يده بغضب: أخوها الغبي بدو إياني أتجوزها وأنا لساتني بدرس اوووف منه حكيتلو يستنى لما اخلص ما رضي و الغبية نور وافقت لأنو هددها انو ينتحر

هيا بقلق: والله نور قمر ألف واحد بتمناها ليه عمل هيك فادي

صمت فارس وكأنه يفكر بعدها همس بشيء صدم الجميع لكن صفاء صرخت بعصبية: فارس بلا جنون البنت خطبت

ضحك فارس بهستيريا وكأنه انقلب إلى شخص آخر: يا غبيات أنا اللي خطبت نور بس كيف هالمقلب

ناظرنه بعدم تصديق أشارت له صفاء بحدة: فارس انت بتكذب علينا وكيف ومتى

أشار لهم ان يصمتوا وأخرج جواله يبدو أنه يتصل على شخص ما، فجأة سمعوا صوت نور المبحوح وكأنها كانت تبكي لفترة طويلة، رد فارس السلام فبادلته السلام بصوت خافت أخذت صفاء الجوال وقلبها يخفق همست بحنية: نور كيفك

هنا انفجرت نور من البكاء لم تحتمل الكتمان كل شيء تحبه يذهب ولا يعود، أغلقت صفاء مكبر الصوت رغما عن فارس وهمست: نور استهدي بالله وقومي صلي ركعتين

لم ترد عليها حتى أن أنفاسها اختفت نظرت إلى الجوال فتفاجأت بإقفال الخط، اتصلت مرة أخرى فانصدمت بأن جوالها مغلق، مدت الجوال لفارس وتفكيرها منحصر بنور التفتت لريهام التي سألت باستنكار: فارس أبويا بيعرف انك خطبت ومن وين لالك المهر والشقة انت بتفكر الزواج لعبة

هز فارس رأسه: والله يا حبيبتي اخوانها ما طلبوا شيء وابويا أكيييد بيعرف لأنو هو اللى راح معي ع المحكمة

هيا بحماس: بدي أروح أحكي لبنات عمي، وأخت نور الغبية بتكذب عليَّا بتحكيلي نور خطبت محمد

وذهبت باتجاه فارس وقبلته على خده من الفرحة: أحبگ فارس ألف مبااااااارگ والله لأجنن بنات عمي وخاصة مرت عمي كانت بدها إياك لبنتها و كل يوم بتقهر أمي وبتحكي فارس لبنتي نفسي أشوف القهر بعيونهم

ناظرها فارس باستخفاف ولم ينكر أنه فرح لفرحتها: الله يبارك فيكي، شو رأيكم متى نخلي العرس

ريهام بحماس: بعد الامتحانات

صفاء بهدوء: فارس ليه نور بتعيط

فارس بانزعاج: دلع بنات بتفرحوا بتعيطوا وبتزعلوا بتعيطوا ما عرفنالكوا والله
عن اذنكم سلام يا خواتي الغبيات


وخرج من الغرفة رأى زوجة أبيه أمام غرفتها تبكي بألم، اتجه نحوها يبدو أنها لم تشعر بوجوده لكنها فاجأته بقول: فارس خلي أبوك يطلقني
وفي أحد المستشفيات الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة الساعة السابعة والنصف صباحاً


السگوت : يعني إحتيآج ، يعني ألم ، يعني وجع ، گآذب من قال إن السگوت علآمة الرضآ .!



نظر إليها بكره يوما بعد يوم يزداد لها كرها صورها أشعلت الغيرة في قلبه، لم يتوقعها بتلك الحقارة يا ليته قادر على الحركة لقتلها ليرتاح منها، الجميع يلومه وهذا ما زاده جنونا تفاجأ من دموعها أتبكي من أجل ماذا ؟!!!

يشعر بخدرٍ في جسده لا يريد أن يتحدث مع أحد ، حتى أسئلة الشرطة لم يجيب على أيٍ منها همست له والدته: مصطفى يا ابني لا تكتم بقلبك احكي معنا


أحيانا نقرر الكتمان لنريح أنفسنا قبل أن نريح غيرنا، شعر بصداع عنيف يجتاح رأسه صرخ صرخة أفزعت الجدران من قوتها، نظر له الجميع بقلق وخرجت آسيا من الغرفة لم تحتمل رؤيته وهو يتألم، وضعت كفها على بطنها فحركة الجنين أسعدتها بقدر ما آلمتها وكأنه يخبرها " أنا أشعر بگِ يا أمي " احتضنت نفسها وهي تجلس على مقعد متواجد بوسط بالممر شعرت بشيء ما حصل فجميع من كان بالغرفة خرج، نظرت إليهم وكأنها تخاطبهم أخبروني ماذا حصل اتجهت نحوها " سلفتها " هدير وهمست لها: الحمد الله بخير الدكتور حكى بس بحتاج لشوية راحة


سكتت فماذا عساها أن تقول، أخفضت آسيا رأسها وكأنها تخاطب نفسها هل سينجو، نظرة الكره التي بعينيه أوجعتها أيحق له كرهها بعد ما فعله بها فعلا العالم غريب !!!


لحظات ورأت امرأة تتجه نحوها اعتادت أن تراها في غيابات أحلامها، الساعة الآن لم تتعدى الثامنة صباحا اقتربت المرآة أكثر فأكثر تأكدت أن كل هذه أحلام لا صحة لها !!!

همست لها تلك المرآة: آسيا

دمع القلب قبل العيون إنها هي التي لأجلها فقدت كل شيء، أخفضت رأسها لا تريد مواجهتها لكن تيك احتضنتها بقوة مخاطبة إياها " أنتي ابنتي رغماً عنكي " ..!!!

~FANANAH~ 15-08-16 11:39 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي إحدى المدارس الإعدادية " مدرسة الرمال الإعدادية للبنات " الواقعة بحي الرمال بمدينة غزة الساعة الثامنة والنصف صباحاً


أنصـحعھ لا تلــعب معـي ، فـ أنا رجــل من صغــر سنـي أكسـر ألعــابي ،


نظر ساهر لماهر بضحكة: اوووووه بدگ تغني معها وانت مكشر هههه بصراحة ما هيزبط ولك بينفعش هادي عروستك الجديدة

ماهر بغيظ: بتعرف تخرس مو فايق لالك أنا، كلو من المديرة مشاني وعدتها اوووووف يا ربي أصلا هالبنت ما بحبها


غمز له ساهر: ما بعد الكره الا المحبة الا احكيلي في حدا بيكره عروسته

صكَّ ماهر على أسنانه بغضب: ساهر اسكت والا ليكون موتك على ايدي

ساهر باستفزاز: على ايدك ولا على رجلك شف شف عروستك مع مين واقفة

التفت ماهر إلى حيث أشار ساهر فلم يرى شيئا، علت ضحكة ساهر في الأنحاء رمقه ماهر بحقد: وتشوف بس يخلص الاحتفال

قبل ساهر ماهر بعدها مسح على شفتيه بقرف: ولك نضف نفسك بلاش العروسة تقرف منك وتشرد

صرخ ماهر وهو يركض خلف ساهر: انت واحد حيوان وما بتفهم

وقف وهو يرى فتاة تنظر إليه بتمعن من الطابق الأول، رفع بصره شييا فشيئا حتى تركز نظره عليها هزه ساهر من كتفه وهتف بخبث: اللى شاغل بالك يتهنى عفكرة البنت حلوة بس عروستك أحلى

ماهر بعصبية: ساهر ولا كلمة

رفع ساهر حاجبيه بتلاعب: أعصابك يا حلو

تجاهله ماهر وهو يمشي باتجاه غرفة المديرة همس ساهر بحالمية: اووووه مين قدنا بمدرسة بنات احنا

ابتسم ماهر تلقائيا والتفت لساهر: صحيح وين البراء وطاهر

ساهر بتأفف: قصدك دلوعين الماما عند المديرة
أختك نهى بتأشر لالنا تعال نروح نشوف شو بدها يمكن بدها تخطبني أصلا يمكن البنات ماتوا من جمالي اللى بهبل

لوى ماهر فمه بسخرية: ما أبيخك شو هالغرور

غمز ساهر بابتسامة: ولو انت أستاذي وأنا تلميذك

تأفف ماهر بضيق: ساهر شو هالاستفزاز اللى على الصبح

قهقه ساهر بنشوة ووصلا إلى حيث تقف نهى سألت نهى باستغراب: ماهر مالك مكشر خلاص لو بدك بنلغي فقرتك مع البنت، وبنخلي بس فقرتك انت والبراء وطاهر وساهر

أجاب ماهر بسرعة: لا لا عادي

علت ضحكة ساهر: شو شكلك يا أم البراء بدك تضيعي عليه حلم العمر

اتسعت ابتسامة نهى وقرصت ماهر من يده: لتكون حاطط عينك على البنت بس كيف صوتها صح حلو

هز ساهر رأسه بحماس: إلا صوتها بجنن

وكزه ماهر بجنبه بعدما رمقه بغضب: استحي على حالك

وضع ساهر كفه على رأسه: اووووه نسيت انو هيَّا عروستگ

وضعت نهى كفها على فمها لتمنع ضحكتها: الله يئطع شرك يا ساهر شو هالكلام، والله لو تسمعك البنت لغير ما ترضى تنشد، تعالوا على المكتبة مشان نتأكد انو كل شيء جاهز

ذهبوا معها وساهر يعلق على ماهر طوال الوقت، وصلوا إلى المكتبة وكان هناك كل الطالبات المشاركات بالاحتفال بحث ماهر
بعينيه عليها، رآها تجلس بالزاوية وبريق من الدموع يلمع بعينيها اتجه نحوها ونسي أن الجميع هنا، اقترب منها وهمس: أسيل

هزته نهى من كتفه: ماهر لمست البنت ( والتفتت لأسيل بحنية ) حبيبتي يلا تدربوا على فقرتك انتي وماهر

وقفت بهدوء وبدأت تنشد بصوتها المصحوب ببحة حزينة التفت لها ماهر بإعجاب فغمز له أصدقائه وهمس له ساهر: اووووه حرقتك البنت صوتها أحلى منك

لم يرد عليه ماهر بل اكتفي بالنظر لأسيل وهو شارد الذهن، هزه ساهر من كتفه: ماهر يلا دورك فضحتنا مع البنت كل هادا حب

أنشد ماهر بعد أن تمالك نفسه ونسي بعض الكلمات وكانت أسيل تذكره بها، جاءت لميس بالقرب منهم ووقفت أمام ماهر: لو سمحت صوتك مو حلو بدنا نلغي فقرتك

لم يُعجب نهى تصرف لميس: لميس تدربي على فقرتك وسيبك من الناس اوگ

مدت لميس بوزها: اوگ بس خلوه يدرب منيح

ساهر هامسا لماهر: بنت الايه بتجنن يخربيتها هادي البنت فتنة شبيهة عروستك

تبعها ماهر بنظراته جرأتها ذكرته بإنسانة يعرفها جيدا، التفت لأسيل وطلب منها أن يعيدا الأنشودة مرة أخرى كانت ترتدي الثوب الفلسطيني الأسود المطرز باللون الذهبي وحزام ذهبي يحيط بخصرها والكوفية الفلسطينية تزين أكتافها والعصبة تلتف حول رأسها، ارتدت الشالة رغم اعتراض معلماتها بأنها ما زالت صغيرة، كانت تبدو كالأميرة جاءت المديرة وصفقت عندما انتهى ماهر وأسيل من الأنشودة: رائعة بجد هتكونوا أحلى فقرة

البراء بملل: متى هيبدأ الاحتفال مليت

نهى وهي ترفع حاجبيها: كمان نص ساعة بيبدأ الاحتفال

تنهدت المعلمة هبة بعدم رضا لم تعجبها فقرة أسيل وماهر لكن ماذا عساها أن تفعل فالمديرة مصرة على قرارها، توقعت أن أسيل سترفض لكنها لم ترفض فكرت بأكثر من طريقة لإلغاء هذه الفقرة لكنها لم تنجح فالجميع متحمس وبشدة لفقرتهما، وفي نفس المكان على بعد أمتار قليلة " أووووووف بكرهها والمصيبة انو عيلتها نفس عيلتي بدي أموت من القهر "

وضعت تيگ كفها على كتف لميس: ليه تنقهري يا حبيبتي ما تهتمي هادي بنت غبية وبتستاهل الموت ما عليك منها وهتشوفي انو فقرتها وهي النخلة اللى واقف جنبها ما هتكون حلوة

هزت رأسها لتقنع نفسها أن ما قالته صديقتها صحيح، شعرت باهتزاز جوالها التي تخفيه في جيب بنطالها، كانت ترتدي ثوب فلسطيني يشبه الثوب الذي ترتديه أسيل ولكنه يصل إلى ما بعد ركبتها بقليل، وبنطلون جينز أسود بلمعان ذهبي كانت تبدو أجمل من أسيل بكثير، فشعرها الذي يزينه إكليل ورد أبيض جعل منها أميرة كأميرات الأساطير الخرافية، خرجت من المكان بخفة وذهبت خلف المدرسة دون أن يراها أحد أخرجت الجوال فرأت رسالة من عناد يخبرها أنه بانتظارها أمام باب المدرسة، قفزت من الفرحة ووضعت الجوال مثلما كان وخرجت بسرعة لم يكن هناك حارس أمام الباب، فالجميع مشغول بالترتيبات لم ترى أحدا أمام الباب، تلفتت يمنة ويسارا نظر لها أحد الباعة الموجودون أمام المدرسة نظرة غريبة، أوجست خيفة من نظراته أرادت أن تدخل إلا أن يدا أمسكت يدها التفتت للخلف فرأت عناد ضغطت على يده وهمست له: ليه طولت

لم يصدق أن التي أمامه لميس إنها فتنة لأبعد حد، عقد حاجبيه بضيق كيف تخرج وهي هكذا همس لها: حبيبتي البسي شالة وغطي شعرك

هزت رأسها بدلع: ئديش خليه هيك أحلى

عض على شفته السفلى ستقتله هذه الصغيرة: اذا ما لبستي شالة ما هتشاركي بالاحتفال

صرخت بدلع يليق بها فقط: نونو حبيبي ما بحب أنا لساتني صغيرة

ضربها بخفة على رأسها: وكمان نونو البسي شالة وانتي ساكتة

اقترب منهم أحد الباعة الذين حضروا الموقف: هييه ليه جاي قدام المدرسة

عقد عناد يديه أمام صدره ونظر له بتحدي: حر أنا لما تكون مدرسة أبوگ بعدين بتحكي

البائع بعصبية: لما أحكي للحارس بعدين بتكون حر بجد، بتلعب على بنات الناس

الصراخ أحدث جلبة كبيرة فجاء الحارس فتكلم البائع بعصبية: شوف هالشب جاي يلعب على بنات المدرسة

انصدم الحارس عندما رأى لميس تمسك بيد عناد وتختبئ خلف كتفه، كيف لا يعرف هذه الفتاة وهي إحدى الفتيات اللاتي يزعجنه بشكل دائم لها أقل من شهر في هذه المدرسة، إلا أنَّ الجميع يعرفها والسبب الخفي في شهرتها أن والدها هو مدير أكبر شركات القطاع وهو الذي يغدق المدرسة بخيراته..!!!


صرخ في وجه عناد: انت كيف بتجي على المدرسة، شكلك بدك الشرطة

إلا أن هناك شخص كان يتابع الموقف اقترب منهم: مالكم على الشب اليوم احتفال وأكيد هادا أخوها جاي يحضروا مو ملاحظين وجه الشبه بينهم

تكلم عناد بعناد فهو اسم على مسمى: ما تعمل نفسك ذكي امبلا هي مو أختي

بدأ الناس بالتوافد على الاحتفال مما جعل الموقف يزداد توترا، اقترب منهم شخص أنيق بشكل لا يوصف فركضت لميس نحوه وارتمت في حضنه: بابا

اتجه عناد نحو عمه ووقف بجانبه ومسح بكفه على شعر لميس، وهو ينظر بانتصار لكل الأشخاص المتواجدون هناگ ثم دخلوا المدرسة والحارس يرحب بوالد لميس بحفاوة فالجميع يعرفه ويعترف بفضله، همس عناد: عمي خلي لميس تلبس شالة

ابتسم وهو يرى القهر بعيون عناد لم يتوقع أن يرى لميس بهذا الجمال وخاصة الثوب جعل منها ملاكا منزل من السماء: لا خليها لساتها صغيرة

مدت لميس لسانها بطفولة لعناد وأمسكت بيد والدها: بابا ليه جاي بدري توقعت تتأخر

عض عناد على شفته السفلى بقهر والغيرة تشتعل في قلبه، ود لو يخفيها بين أضلعه فالعيون جميعها تتجه نحوها، انصدم من جواب عمه فكيف يقول هذا الكلام أمام لميس ولكنه ارتاح عند سماع ضحكة لميس، فهذا يعني أنه يمزح، استأذنت لميس وهي تركض فهي مقدمة الاحتفال ابتسم والدها على تصرفاتها ذهب باتجاه غرفة المديرة فرأى الجميع يرحب به وخاصة المديرة جلس وبجانبه عناد سألته المديرة بابتسامة: دكتور وين ابنك الأمير

أبو الأمير بهدوء: بعد شوي بيجي هادا عناد ابن أخويا


هزت المديرة رأسها: أول شيء كنت بفكروا الامير، عالعموم أهلا وسهلا شرفتونا والله

وفي المكتبة



ساهر وهو ينظر للميس: أنا لازم أزبط هالبنت بنت الايه أبوها طلع أغنى واحد بالبلد

ماهر بسخرية: أول شيء كنت بفكروا تشابه أسماء، وأنا بحكي ليه ماخدة بحالها مقلب

البراء باستنكار: مالكم عالبنت

أسيل وهي تنظر للأسفل بشرود: لميس ### معقول تشابه الأسماء صدفة

لا يوجد شيء اسمه صدفة بل هو قدر، ناظرها ماهر: أسيل انتي بتعرفي لميس

رفعت رأسها ببطء، ولم ترد عليه ودت لو ترى والد لميس لتتأكد من هويته، لكن خوفها منعها لا تريد للواقع أن يصدمها أكثر، لحظات وكان اخوانها حولها صرخ مؤيد بحماس: أسيل مدرستكو حلوة

مهند بسخرية: البلالين اللى بره بدي أسرقهم

وضعت أسيل كفها على وجهها بقلة حيلة، فكلامه أحرجها: مهند

ضحگ ماهر وأصدقائه لكن مهند اتجه نحو البراء ومد يده: بدي عشر شيكل

انحرج البراء فجميع العيون اتجهت نحوه، أمسكت أسيل كفه وهزته بعصبية: مهند انت مين اللى جابك على الاحتفال

مهند بغرور وهو يخرج 100 شيكل من جيب بنطاله ورماها على الأرض: تفضل يا شحاذ

تفاجأ الجميع من تصرفه وبالأخص أسيل من أين له هذا المال، مد ساهر يده ليأخذها لكن مهند سبقه: اووه انت ما سدقت تاخدها

ساد الضحك بين الجميع، اقتربت لميس منهم وخرجت بهدوء من المكتبة مع المعلمة هبة فالاحتفال سيبدأ بعد لحظات قليلة، انحرجت أسيل من تصرفات إخوانها وخاصة مهند لا تعلم من أتى بهم إلى هنا، انصدمت من الفكرة التي طرأت في عقلها أيكون ذاگ، أخفضت رأسها على الأرض لا تريد رؤية أحد خرج الجميع لرؤية الاحتفال فصوت لميس ملأ الأرجاء، جلست على أحد المقاعد التى بالمكتبة وجلس مؤيد بجانبها ومهند مقابلا لها وكان يلعب بآيباد اشتراه له والده قبل أيام، اكتفت بالنظر إلى اخوانها وخاصة مؤيد الذي يخبرها بحماس عن يومه بالمدرسة وأخيرا تكلم بشيء أرادت أن تسأله إياه أسيل منذ البداية: أسيل جينا مع هاني ابن جيرانا أخدنا من المدرسة، وبعدين أبصر وين راح

تنهدت أسيل بارتياح: ومين حكى لهاني على الاحتفال

مهند ببرود: أدهم اللى حكالوا عمل العملة وهرب والله لو شفته امبارح لكان قتلته هالانسان طماع بشكل لا يوصف

والتفت لأسيل: البنت اللى كانت لابسة زيك مزة شكلي هأصاحبها

جاءت المعلمة هبة وسألت باستغراب: أسيل ليه قاعدين هون تعالوا احضروا الاحتفال

تنهدت أسيل بتعب: أنا مرتاحة هون لما تجي فقرتي بأطلع

مرت الدقائق وأسيل تتكلم مع مؤيد ليمر الوقت أتى ماهر والجمود يكسو ملامحه: يلا يا أسيل

ترددت بالذهاب لكنها في النهاية ذهبت معه، شعرت بالارتباگ وهي تنشد لكن ارتباكها تلاشى سريعا فثقتها بنفسها كبيرة، ابتسامة ماهر أغاظتها فالأنشودة بنظرها لا تتطلب كل هذه الابتسامات التي يوزعها على الجمهور نرفزها بحركته عندما اقترب منها وهو ينشد كان ينظر لها بين الفينة والأخرى، كرهته من تصرفاته يا ليتها لم تنشد معه، تنفست الصعداء عندما علا تصفيق الجمهور، جاءت المعلمة نهى واقتربت منهم: بتجننوا الله يحفظكم من العين

ذهبت أسيل وجلست بجانب الأوائل لتنتظر التكريم الذي سيكون بعد قليل، همست لها إحدى بنات فصلها واسمها سلسبيل: بجد صوتك ولا أروع مين هالشب بيقربلك
هزت أسيل رأسها معارضة كلامها: لا ما بيقربلي

انتهى التكريم فأخذت حقيبتها من سلسبيل لترجع إلى المنزل، فتفاجأت بأدهم يشير لها بكفه تساءلت مستنكرة متى أتى إلى هنا، نظرت له بغضب وتجاهلته كانت هناك رغبة خفية تود أن يشاركها فرحتها لكن كرامتها ودأت هذه الرغبة قبل ولادتها، اقترب منها أدهم والتقط لها بعضا من الصور ابتعدت عنه متجاهلة لكنه أمسك يدها: أسيل ليه زعلانة وأنا جاي أشاركك فرحتك

اتجه نحوها ماهر وهو لا يعلم أنه يتجه إلى من يغير مصير حياته: كيفك هيما

صافحه أدهم ببرود وهمس له: الوالد بدو إياك بره تعال معي

تفاجأت أسيل من معرفة أدهم لماهر، جاء مؤيد وهو يحمل بلالين كثيرة بيده: شوفوا مهند أعطاني إياهم

استدارت بكامل جسدها إلى الناحية التى مملوءة بالبلابين فرأت مهند وبعض الأطفال الأشقياء، يحاولون أخذ البلالين التي تزين المكان مسحت على وجهها بقلة حيلة متى سيعقل هذا الولد، أمسك كفها أدهم وخرج من المدرسة وكان ماهر يمسك يد مؤيد ويمشيان أمامهما، ركض مهند باتجاههم وهو يحمل الكثير من البلالين حيث أنه ربطهم بحبل، لم يتفاجأ الجميع من فعلته فكل شيء متوقع منه التفتت لأدهم وهي تسحب كفها: نسيت بعض الأوراق مع المعلمة هبة

هز أدهم رأسه باللامبالاة: عادي بتوخديهم بكرة

وخرجوا من المدرسة واتجه أدهم نحو سيارة سوداء رأتها ذاگ اليوم عندما خرجت من المشفى، لا تعلم لما شعرت بالفرحة عندما رأت والدها بداخلها اذن كان هنا وحضر الاحتفال، وضع نظارة سوداء على عينيه وأمرها أن تركب بجانبه سبقها مهند ومؤيد بالركوب بالخلف بينما هي ركبت بالأمام، سمعت صوت ماهر بالخلف
استغربت من وجوده التفتت فرأته يجلس وسط إخوتها متجهم الوجه، سرحت وهي تنظر إلى
الشارع ضغط والدها على كفها هامسا لها: حبيبتي كيف الاحتفال ان شاء الله انبسطي

شعرت بحنان كلماته لم ترد عليه، بل اكتفت بالاستماع إلى حروفه تكلم ماهر بضيق: عمي سمعت بدگ إياني بموضوع

ظهرت ابتسامة ساخرة على شفتي والد أسيل
لم يرتاح له ماهر وكأنه شعر بان هناگ شيئا ما سيحصل، التفت له والد أسيل: الك هدية مني بس استنى شوي

غفت دون أن تشعر وكأن القدر أرادها أن تنام فطوال الليل كانت تبكي ولم تستطع النوم بعد موقفها مع أدهم، وأيضا هناگ سبب أخر أرق مضجعها، استيقظت على هزة خفيفة
التمست عندما رأت أدهم أمامها: يلا انزلي الوالد بستناكي

نزلت بهدوء ولا تعلم أن هذا اليوم سيسجل في ذاكرتها إلى أن تموت، مشت وراء أدهم وهي تفرگ عينيها بنعس لأول مرة ترى هذا المكان تفاجأت من اللوحة التى أوحت لها أن هذا المكان هو المحكمة، همس لها أدهم: ما تعاندي بابا أفضل لالك

جاء والدها واحتضن كفها بين يديه: أسولة لما يسألك القاضي احكيلوا موافقة اوگ

ساءلته عيناها عما يحصل وكأنها تنفي أي فكرة اعترضت عقلها، همس لها ليوفر الوقت لأن إخفاء الأمر ليس من صالحه: بدنا نكتب كتابك هسه

لم تصرخ ولم تعاتب فقد صدمت الجميع بردة فعلها، هزت رأسها بالموافقة ومشت معه بهدوء حتى دون معرفة من يكون العريس كانت تفكر بشيء ما وتود تنفيذه، وكأن الحقد الذي استوطن قلوبهم استوطنها أيضا، دخلوا إلى المحكمة والبرود يسيطر على ملامحها سألها القاضي عن رأيها وافقت وعقلها مغيب، التفتت لترى من يود الارتباط بها لم تتفاجأ من رؤيته فهي توقعت هذا، قلبها أنذرها بأن ما تفعله خطير للغاية لكنها تجاهلت كل هذا، القاضي وافق رغم صغر سنها فالمال يفعل المستحيل، وكلٌ يجري نحو مصلحته تفاجأت وبشدة من مهرها إنه عشرون ألفا، أكثر مهر سمعته في بلادها لم يتعدى العشرة الآلاف كاد أن يغمى عليها، إلا أن والدها همس لها بابتسامة: بنتي غالية وما بفرط فيها بسهولة


سخرت من كلماته المهم ستنفذ ما ترنو إليه فلا أحد يستحق..!!!


انتهى كل شيء لكن لم تعد كما كانت فالآن هي على ذمة رجل، أخفضت رأسها لتفكر لكن والدها لم يترك لها رغبة بالتفكير: أسيل يلا مشان تروحي مع جوزك


نظرت له بعدم تصديق أيأخذها من دون عرس أو شيء ما، هل ستذهب معه من دون أن ترتب حاجياتها، تمنت رؤية أمها بهذه اللحظة فالزواج ليست لعبة ستلعبها لمدة ساعات ثم تتركها، إنما هي لعبة ستدفع ثمنها طوال عمرها اغتالوا طفولتها بإرادتها هزت رأسها ببطء مقنعة نفسها أنها ستحقق ما تريد، لكن ضميرها أنبها على فعلتها ما ذنبها لتعيش حياة الكبار، وهي لم تتجاوز الثانية عشر اقترب منها أدهم هامسا: سدقيني كل شيء لمصلحتك، وهنعمل لالك عرس بس بالوقت المناسب
نظرت لذاك فرأت الوجوم يكسو ملامحه، شعرت برغبة في الضحك حتى أنها كتمت ضحكتها بصعوبة فالموقف لا يستدعي ذلك، لأول مرة ترى أحد ما يصرخ على والدها: انت ما بتفهم بحكيلك ما معي فلوس بالمرة بتحكيلي تأجر شقة


علت ضحكة والد أسيل وكالصقر الجارح نظر لزوج ابنته: ما تقلق يا حبيبي المهر كلو لالك كيف أنا معك بس وربي لو خالفت حرف من كلامي انت بتعرف شو النهاية


ذاگ الطائش لم يعتاد أن يوبخه أحد، لكنه أيضا لن يتهور إلى هذه الدرجة، اتجه نحو أسيل وهم بإمساك يدها لكنها فاجأته بحركتها وهي تمشي أمامه، شعر أنه يود البكاء بعيدا حيث لا يوجد أحد، فتلك طفلة وأيضا هو ما زال طفل لم يعتاد أن يكون مسؤول عن شخص ما، ركب الجميع السيارة كما كانوا من قبل ولكن الآن مشاعرهم مختلفة، نظرت أسيل لحقيبتها المدرسة بسخرية هل ستودع المدرسة كما ودعت طفولتها التقائها به مرة بعد مرة أثبت لها أنه لن يكون مجرد عابرٍ في حياتها، أخرج الأب حقيبة سوداء متوسطة الحجم من تحت المقعد الأمامي وببرود كبرود مشاعره بهذه اللحظة:
هادي الشنتة فيها كل الأشياء اللى ممكن تحتاجيها


أيتصنع الطيبة وهو من دفعها إلى إلقاء نفسها إلى الهاوية، ما ذنبها لتعيش طفولتها بثياب أنثى لم ترد عليه فأحيانا الصمت يدفع ما حولنا للشعور بمأساتنا، ولكن هذا اذا كان لديهم شعور من الأصل؟؟!!!


هل أخطئت بقرارها هذه المرة اشتاقت للحارة ولهاني والإمام أبو علاء، البساطة والغنى لا يجلبان السعادة فالراحة والرضا والقناعة ووجود من نحب حولنا هي سر السعادة، لن نتفاجأ من الصغيرة إن كانت تعلم بكل هذا من قبل وصلوا إلى شقة في أحد الأبراج نزل الجميع إلا هي بقيت متشبثة بالمقعد لعل هذا ينجيها ويرجعها إلى الأمس، وكابوس اليوم يتلاشى بلا عودة اقترب منها المسمى بوالدها إنه وحش كاسر بنظرها لقد كسر براءتها أجيبوها بربكم أكان العويل والنحيب سيحل مشكلتها، أم أن عنادها سيكون رادعا لوالدها هل تلتمس الأمان من زواج حصل ليرضي أفرادا تجردت الإنسانية منهم، واستوطن الحقد قلوبهم أمسك كفها ليحثها على الخروج من السيارة خرجت دون مقاومة الحياة أصبحت مجرد ألوان باهتة فقدت رونقها أو بالأصح أنها بلا لون، اقتربت منهم وهي تتحاشي النظر إلى زوجها آآآه ما أصعب هذه الكلمة وما أكبرها، لم تعش طفولتها لتعش مراهقتها أيقع الذنب على من، اقترب منها أدهم وقبلها على جبينها ودعا لها بالسعادة الجميع رحل وتركوها لوحدها فعلا هناك شيء غريب لما اختاره من بين الجميع، هل هو القدر !!! صحيح علينا أن نؤمن بقدرنا اتجه زوجها نحوها نظراته أتكن عن كره ما أم ماذا، هي لا تعلم خيره من شره ولكن يبدو أن كل شيء لن يكون على ما يرام، همس لها وهو يحمل الحقيبة السوداء بيده: يلا نطلع عالشقة بلا منها وقفة الشارع


التزمت بالهدوء وذهبت خلفه أتراه عنادها اختفى أم ماذا، وصلوا أخيرا للشقة فتحها بالمفتاح الذي أهداه إياه والد زوجته، الغبار في كل مكان يبدو أن الشقة تحتاج إلى إعادة ترتيب لم تغلق الباب خلفها وكأنها تأكد لنفسها أن بقاؤها هنا لن يدوووم طويلا، التفتت له لتسأله ببرود: ليه تزوجتني

لها الحق أن تسأله بعد أن دمرت حياته، تمنى لو أنه لم يخرج من منزله ذاگ اليوم لكنه لن يستسلم التفت لها بحقد: والله اسألي أبوكي فعلا ناس حقيرة بتشحد وعاملة نفسها فقيرة وهم أغني ناس بالبلد

لا أكذب عليكم إن قلت لكم أنها لم تفهم شيئا مما قال، بل تصنعت فهم كل شيء: ومنك نتعلم

استفزته بردها لكنه تظاهر بالبرود: الناس بتفكرك بريئة وما بيعرفوا انك حية

ابتسمت بهدوء ستقلب كل شيء لصالحها ولو كلفها ذاگ الكثير: حية ولا ثعبان

أقسم أن الذي أمامه نسخة مصغرة عن ساهر الآن تأكد من كل شيء علمه عنها، أهناك أحد يكون بنفس موقفها ويتصرف هكذا: أنا صحيح ما بعرف عنك شيء لكن عرفت أهم شيء إنك وحدة مو محترمة

عقدت يديها أمام صدرها: أكيد لأني من اختيارگ

أشار لها بعصبية: اسكتي لأنتقم منك

تجاهلت كلامه واتجهت نحو إحدى الغرف الموجودة بالشقة، مسح على وجهه بقهر كيف سيوصل خبر زواجه لعائلته، سمع صوت طرقات على باب الشقة انصدم عندما رأى صديقه ساهر تحاشى النظر إلى عينيه وكأنه فعل جريمة ما سأله ساهر باستنكار: ماهر يعني كل شيء صحيح

نظر لساهر وعلامات الاستفهام على وجهه، أراه ساهر رسالة وصلته وقرأها بصوت عال كور ماهر قبضة يده بغضب: شو ذنبي أنا، الحقير مشان ساعدني مرة يعمل هيگ فعلا الدنيا ما فيها خير





انتهت الآهة


ما هي توقعااااتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود

أشكر كل المتابعين الذين يتفاعلون معي بتعليقاتهم الجميلة وأتمنى لهم التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، لا تحرمونا من ردودكم وانتقاداتكم فهي التي تسعى بي نحو الأفضل، والآن أترككم مع الآهة السادسة من الوتر الثاني أتمنى أن تنال على إعجابكم، لا تحرمونا من توقعاتكم فمهما كانت فهي تسعدني وتشحن همتي نحو الكتابة ^_*



~~لا تلهيكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~



لا أحلل ولا أبيح من ينقل الرواية بدون ذكر اسمي
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا

~FANANAH~ 15-08-16 11:42 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
&&الوتر الثاني&&
&&الآهة السادسة&&
&&دمعة متمردة&&



نظر لساهر وعلامات الاستفهام على وجهه، أراه ساهر رسالة وصلته وقرأها بصوت عال كور ماهر قبضة يده بغضب: شو ذنبي أنا، الحقير مشان ساعدني مرة يعمل هيگ فعلا الدنيا ما فيها خير


أشفق ساهر لحال صديقه همس له: ماهر بتقدر تتخلص منهم لعند ما يصير العرس لسا في وقت


هز ماهر رأسه بأسى وأفسح المجال لساهر أن يدخل، وبعدها أغلق باب الشقة خلفه: خلاص انتهى كل شيء البنت بالشقة معي


اتسعت عيون ساهر من الصدمة وهو يقلب نظراته بين أنحاء الشقة: شو انت بتحكي متى وكيف أنا مو مستوعب شيء، كيف أبوها يطلع واحد بنعرفو وكمان يزوج بنته من غير ما حدا يعرف، شو السبب وليه انت بالذات


أشار ماهر لنفسه بعصبية: أحكيلك ليه أنا بالذات لأنه حظي زفت، شو بدي أحكي غير هيك ولك هسه كيف بدي أقابل أهلي ودراستي وأصلا أنا بشتغل لأصرف على نفسي


ربت ساهر على كتفه مواسيا: ماهر استغفر ربك البنت ما الها ذنب هي انظلمت زيك لا تكون مثل البراء


ماهر بغضب: أظلمها لك هادي البنت بينت على حقيقتها هيَّا كانت متفقة مع أبوها وبنفسها وافقت، بتعرف كم مهرها عشرين ألف أجمل بنت بالبلد ما أخدت مهر متلها


ساهر بسخرية: مين قدك تزوجت ببلاش وكمان بنت حلوة مو أي كلام بس المشكلة انها صغيرة ما علينا بنربيها على كيفنا، شو رأيك نتبادل الأدوار


دفه ماهر بعصبية: يا شيخ أنا وين وانت وين هسه كيف بدي أقابل أهلي


ساهر بعدما تنهد: المسج اللى وصلهم كفيل بتوضيح كل شيء


جاءت أسيل وما زالت ترتدي الثوب الفلسطيني والشالة أيضا، تراجعت للوراء خطوة عندما رأت ساهر نظر لها ساهر بطرف عينه: اووووه مين قدك أخدتي الفارس المغوار ماهر ابن المحامي الشهير أبو جهاد


ناظرت أسيل ماهر ببرود: عاوزة أروح على بيتنا


ساهر وهو يعض على شفته السفلى: بنت الايه تجاهلتني ولك على الأقل احترميني أنا أمير الأمراء ساهر


أسيل باستخفاف: انت أصحابك متخلفين زيك


ساهر ببلاهة وهو يهز كتف ماهر الذي يناظر أسيل بحدة: هادي البنت أكبر منا ولا أصغر


ماهر بعصبية: أسيل انقلعي عالغرفة


رمقته بحقد: بدي أروح على بيتنا أخد حاجاتي


ساهر بسخرية: بيتكم ولا فيلتكم ما توقعت الشحادين يطلعوا هيك والله وطلعنا أكبر مغفلين


ماهر باستنكار: ساهر سامع شو بتحكي متفقة مع أبوها انهم يورطوني وجاية بتتأمر


لم تهتم أسيل لكلامه: يلا ولا ما معك فلوس نركب فيهم لا تخاف أنا بدفع


ماهر بعصبية: هييييه بتفكري نفسك مين والله ثم والله لأربيكي من جديد، بس أخلص من المشكلة اللى وقعني فيها أبوكي، ساهر يلا نطلع لأني لو قعدت أكتر هأقتلها


أسيل بهدوء: بتريحني والله بس ع فكرة ما بتقدر تلمسني


ماهر وهو يقترب منها بغضب: اووووه انتي بتفكري نفسك ببيت أبوكي لا يا غبية انتي هون يعني تنفذي كلامي


أمسكه ساهر من كتفيه: ماهر انت عريس جديد مالك معصب


ماهر و صدره يعلو ويهبط بقهر: ساهر طير


ساهر لوى بوزه بسخرية: ليه بتفكرني عصفور لأطير


أسيل بابتسامة: لا بفكرك حمامة


ساهر وهو يلتفت لها: لا حمامة أنثى وأنا ذكر ولا مو مالي عينك


أسيل وهي تمشي باتجاه المطبخ المطل على الصالة ويفصلهما ستارة ذهبية فقط: تسدق هسه لاحظت


ماهر بصرخة عالية فتصرفاتهم نرفزته لأبعد حد فهو لم يحتمل كل الذي حصل اليوم: بسسسس ما بدي أسمع ولا كلمة


ساهر وهو يرفع حاجبيه هامسا: بشوفك تمرجلت علينا قدام العروسة


ماهر وهو يسحب ساهر من يده: تعال نطلع من هون


أشفق ساهر على ماهر فيبدو أنه مقهور مما حصل، هو يعرف ماهر وتصرفاته الطائشة فلذلك قرر أن يبعده عن هذا المكان لبعض الوقت حتى يرتاح ويستوعب ما حصل: يلا


وخرجا من الشقة لم يخفى على ساهر أن ماهر أغلق الباب بالمفتاح، كان يود قول شيء لكنه تراجع ماهر وهو يتنهد بقلة حيلة: ساهر تخيل بين يوم وليلة أتجوز بجد مو مسدق، وكمان مو هي البنت اللى بحبها حرام والله اللي بصير


ساهر بتلاعب: اووووه مين قدنا ماهر اعترف انو بحب


ماهر أخفض رأسه بحزن: كلكو بتعرفوا إني بحبها ومشانها زعلت أهلي مو متخيل إنها هتكون لواحد غيري


ساهر باستهبال: يالله كل هادا بتعاني يا صاحبي وتاركها وراك بالشقة وانت بتحبها كل هالحب، لا تخاف أهلك أنا براضيهم


أشاح وجهه بأسى: ساهر بلا استهبال


ساهر مصطنعا الجدية: استهبال ولا ابتهال يا حبيبي يا صاحبي طلعت حبيبتك اسمها استهبال بجد رحمتك شو رايك نغير اسمها


ماهر بضيق: ساهر مو فايق لالك بدي حل لمشكلتي


ساهر وهو يرفع حاجبيه: احكيلي من الأول انك بدك حل، اسمع يا صديقي روح عالشقة واعتبر نفسك عريس وانسي كل اللي بصير


ماهر وهو يتنهد: سخيف
ساهر وهو يغمز: سخيف ولا أمير انت بتغار مني أصلا


ساهر وهو يلتفت لماهر الذي وضع كفه على قلبه من الفزعة: بتعجبني يا طاهر هالحركة هتخليه يرجع لهبله قصدي لرشده


ماهر باستياء: ليه الكل ضدي اليوم يا ربي أموت ولا شوو


ساهر وهو يضع يده على قلبه بتمثيل: أنا ولا انت قصدي انت ولا أنا ( وحضنه بقوة )


ماهر وهو يدفه بقوة: ابعد عني بتفكرني حبيبتك ولا شو


طاهر وهو يهز رأسه: ماهر مبارك ع العروسة الجديدة


ساهر وهو يشهق: بسرعة انتشر الخبر والله لو قناة الجزيرة نشرته ما هادا اللي صار


طاهر باستغراب: شو قصدك أي خبر بتحكي عنو


ساهر بسخرية: خبر زواج الأخ ماهر


نظر طاهر لماهر ببلاهة: شووو انت بتحكي متى تجوز ولك يا غبي أنا قصدي عن عروسته أسولة


ماهر بعصبية: ابعدوا عني قبل ما أفقد أعصابي


ساهر بمكر: كل هادا مشان حكي أسولة يا سيدي بنعتذر


ماهر وهو يضغط على أزرار جواله ود سماع صوتها وبشدة، فصوتها إدمان اعتاد عليه لم ترد عليه كاد أن يسحق الجوال بين يديه، تجاهل الهمسات التي بين ساهر وطاهر وبالأصح هي ليست همسات، بل عقله من صور له هذا
وأخيرا ردت تمنى رؤيتها بهذه اللحظة همس: السلام عليكم


لم ترد عليه فقد اكتفى بسماع صوت أنفاسها المتلاحقة، همس ثانية: نور شو حكيتي لأخوكي


أجبته هذه المرة بهمهمات خافتة غير مفهومة عقد حاجبيه باستنكار: نور أخوكي عمل شيء


همست له بصوت خافت وكأنها تتكلم من بئر عميق: امبارح كان كتب كتابي


شهق بصدمة وكأن حبه حُكم عليه بالاعدام: نور من جدك بتحكي


اكتفت بالبكاء ولم تجيب، هز رأسه بعدم تصديق وكأنه ينفي ما سمعه، اقترب منه كلاً من ساهر وطاهر هتف طاهر مواسيا وهو يأخذ الجوال من كف ماهر وينهي المكالمة: ماهر انساها خلاص هي اللى باعتك


ماهر ببرود: والله لأنتقم منو


ساهر بلهجة مضحكة: ليكون بتفكر نفسك من العصابات


طاهر مكملا: لا يا روح الماما أنت ما زلت طفلا


ماهر وهو يجلس على إحدى المقاعد المطلة على الميناء: بتعرفو انكو أسخف ناس شفتها بحياتي


ساهر بسخرية: احلف يا شيخ


طاهر وهو يجلس بجانبه من الجهة الأخرى: بتسدق أول مرة أعرف معلومة جديدة


تجاهلهم ماهر وبقي ينظر إلى البحر شارد الذهن، كل شيء في حياته ذهب ولم يتبقى ما
يخسره وكزه ساهر في جنبه: بدك صورة يا عريس سدقني لتذكر هادي الأيام وتموت ضحك على حالك


طاهر وهو يلتقط صورة " سيلفي " لهم: هههههه بجنن ماهر يختي ما أسكاني


وضع ماهر رأسه بين كفيه بهم: هسه ما بعرف شو أعمل


ساهر وهو يلتفت يمينا ويسارا: راحت علينا كان نفسي أشوف أم الأزرق


وكما توقع ساهر علت ضحكات ماهر وضرب ساهر على كتفه: يقطع شرگ لهسه ذاكرها


ساهر وهو يعض على شفته السفلى: اسكت هو هادا موقف بنتسى


طاهر وعيونه تدمع من شدة الضحك مقلدا صوت الفتيات: لو سمحت ممكن تعتيني شعرگ لأنو بجنن


ماهر وهو يشاركه الضحك: المشكلة انو ساهر بحكيلها شعرك الأحلى وهي كانت بتحكي للبراء


ساهر ممثلا الحزن: اسكتوا ما تذكروني الوقحة حكت لالي هو أنا كلمتك روح شوف نفسك بالمراية كان نفسي أمردغها بالأرض


ومسح على شعره: أنا حلو بس هيا عميا ما بتشوف


طاهر وهو يهز رأسه: واضح واضح


ساهر مصطنعا العصبية: ليكون بتتمسخر عليا


وبعدها همس: شباب تفرجوا جنبنا في شلة بنات


طاهر وهو يتنهد: والمطلوب يا زلمة استغفر ربك


نظر إليه ساهر بطرف عينه: لا تعمل نفسك شيخ فاهم كل حركاتك خايف حبيبتك تشوفك


طاهر وهو يغمز: يسعدو اللى بيفهمني لأجل الحبيبة نضحي بكل شيء


ساهر وهو يقف بطريقة مضحكة: ماهر متأكد انو أختك أم البراء هي متفقة مع أبو أسيل صح ولا لا لأنو هي اللي أصرت انك تنشد مع أسيل


ماهر بهدوء: لا مو مشان هيك أخوها أنقذني من الحادث لما طلعت من الدار وبعدها تعرفنا على بعض، وهو اللى صالحني مع أهلي ويا غباء نهى ما بتعرفو لتتفق معو


طاهر باستغراب: ماهر انت بتحكي جد


لم يجبه ماهر وبدا وكأنه غارق في التفكير، شهق ساهر: ليكون اكتشفوا انو علاقتك مع أهلك مش حلوة راحوا جوزوك لبنتهم


طاهر باستخفاف: ما شاء الله عبقري شو هالتفكير الذكي ما شاء الله


ماهر ببرود: شافوني أهبل وانت السادق


طاهر وهو يربت على كتفه: يا صاحبي القصة فيها إن


ساهر مقاطعا: إن ولا كان


طاهر باستخفاف: لا كاد ( وأكمل بجدية ) المهم اسمعوني منيح لما التقينا البنت لأول مرة لاحظنا الشبه بين إخوانها وبين إخوانه لماهر وتاني شيء انتقالهم لحي الرمال وأبوها اللى تاركهم رجع بعد ما ماتت أمهم اكيد كل هادا وراه سبب وبعدين جوزوك أسيل من دون الكل لك أصلا متأكد انو بينكم صلة قرابة


ماهر وهو يهز رأسه معارضا: الشبه صدفة لأنو زوج خالتي سارة ما كان متجوز تنتين وأبو أسيل متجوز تنتين أم الأمير وأم مهند وهم من عيلة يوسف وخالتي سارة زوجها من عيلة مصطفى بس اللي محيرني مشان ساعدوني مرة يعملوا هيك، فعلا الدنيا ما فيها خير


ساهر وهو يتأمل فتاة مرت من أمامه بشرود: ماهر هدولا الناس كبار بالبلد وبنصحك ما تلعب معهم لأنو انت عارف نهاية اللعبة


ماهر ببرود: بنشوف يا حبيبي مين الكبير بالنهاية


طاهر وهو يشير للخلف: شوفوا مين هناگ


ماهر بابتسامة: شكلوا البراء وقع وما حدا سمى عليه


طاهر بمحبة صادقة: الله يهنيهم يا رب بس الفاشل ما حكالي


ماهر بسخرية: هادا الناقص يحكيلك كل ما يطلع معها


همس ساهر: ماهر حرام عليك سكرت باب الشقة بالمفتاح تخيل البنت يصير فيها شيء هتندم روح شوفها


ماهر بعصبية: ان شاء الله تنحرق هيَّا وأبوها شركته مليانة شباب كان جوزها واحد منهم


ساهر بجدية: ماهر البنت عانت بحياتها وكلنا بنعرف هالشيء ذاكر لما كانت بالمستشفى كيف كانت حالتها بتبكي الكافر


ماهر وهو يقف: ولا واحد الو خص فيَّا أنا حر


ساهر بسخرية: شوف ابن الدكتور ماشي مع مين وأنا بقول ليه ساحب علينا


طاهر أمسك بيد ماهر لكنه أبعده بقوة، أوقع ساهر ماهر أرضا، وهجم عليه هو وطاهر
ماهر بنرفزة: انتو مجانين ابعدوا عني


صاح ساهر بمرح: بدنا نعطيك علقة مشان تتأدب


ناظرهم ماهر بحدة وهو يبعدهم عنه بقوة، مشى بهرولة يريد أن يختلي بنفسه شعر بضميره يؤنبه من أجل تيك، الوقت يمر ببطء وكأنه يعاند بذلك عجلة الزمن ان كان الأمر يتعلق بأحاسيسنا، شعر بالضيق من نفسه هل هو خائف عليها أم ماذا فتح باب الشقة بهدوء مترددا، سمع صوت همسات تصدر من المطبخ صُدم عندما رأى فتاة تعطيه ظهرها نظر إلى شعرها الكستنائي الذي يصل لركبتيها هامسا " ما شاء الله " إنها أسيل علم ذلك من الثوب الفلسطيني التي ترتديه، تمتم بضيق كلمات غير مفهومة، يبدو أنها شعرت بوجوده نظرت له وهي تخفي توترها استغرب من تصرفها عندما وضعت يديها على شعرها وكأنها تخفيه، مرت من جانبه بسرعة لم يعترض طريقها همس لنفسه " لازم أتكلم معها " تبعها بذهن شارد أراد أن يدخل الغرفة التي دخلتها، لكنها أغلقت الباب في وجهه، أزعجته بفعلتها تمالك أعصابه بصعوبة استغفر ربه عدة مرات، ثم طرق الباب بهدوء بعد ثوانٍ تناهى إلى مسمعه صوت همساتها: شو بدك


زفر بضيق: بدي أتكلم معك شوي


فكر قليلا هل ما يفعله صحيح أم لا، قاطع تفكيره ظهورها أمامه ضحكت عيونه بسخرية عندما رأى حجابا يستر شعرها، تكلم بجدية محاولا السيطرة على هدوءه قدر المستطاع: أنا هأخليكي تدرسي لأنو هادا حقك وتمارسي حياتك طبيعي لكن تزوري أهلك لا


ارتجف جسدها من الغيظ ماذا يظن نفسه أهلها الذين ضحت بكل ما تملكه من أجلهم، وسهرت الليالي لينعموا بالراحة وتحملت برد الشتاء ليتدثروا بالدفء، وأخيرا وافقت على هذا الزواج من أجلهم من أجل ألا يتضرر إخوتها، أيجازيها بهذا أتقتله أم ماذا: انت كيف بدك تحرمني من أهلي


كتمت دموعها بقوة استغرب من ردة فعلها، ليس لديها أم لتحتاج حنانها وأباها مشغول بزوجته الثانية وأولاده، وإخوتها ليست بحاجتهم، دلال أهله له جعله يعتقد أن الأهل بحر من الحنان تسبح فيه عندما تحتاجه، وملجأ يحمينا من برد الشتاء وحر الصيف، ولم يخطر بباله يوما أن الأهل يحتاجونگ كما تحتاج لهم فبإمكانك أن تساعدهم وتكون نعم العون
والسند لهم، تنهد مناظرا إياها: انتي
مو بحاجة اخوانك


اغرورقت عيونها بالدموع لكنها دخلت بمعركة دامية من أجل أن تنتصر عليها وتمنعها من النزول، انتصرت أخيرا وكأنها أرغمت الدموع على الرجوع إلى مهدها: اذا أنا مو بحاجتهم هم بحاجتي انت ليه أناني


هز رأسه معارضا منهيا الموضوع: أنا حكيت لا يعني لا


هزت رأسها بعناد: مو بكيفك


تجاهل كلماتها لا يريد أن يدخل في جدال معها لوهلة تذكر شيئا مهماً، خرج بسرعة كيف نسي هذا كان عليه أن يخبرها منذ البداية لتساعده توقف عند باب الشقة بحيرة، وساءل نفسه كيف يخبرها بهذه السهولة لا يريد توبيخا من أحد زجر نفسه فهي لم توبخه يوما إلا لمصلحته، لحظات عصيبة مرت عليه فالخيار صعب للغاية هزه أحدهم من كتفه لا يريد لإنسان أخر أن يعلم رفع رأسه بتمهل وكأنه بذلك سيغير الواقع، تنهد بارتياح عندما رأى أدهم أمامه عقد حاجبيه وهو ينظر إلى المكان المشار إليه من قبل سبابة أدهم، ساءلت عيونه عما يحصل فهمس أدهم: هدولا الأشياء أعطيهم لأسيل وخبرها انا تركنا البيت اوگ يعني ما في داعي تزورنا


ماهر ببرود: وليه ما تودعها وتحكيلها بنفسك


أدهم بجدية: ماهر بإمكاني أحكيلها لكن أختي وبعرفها هتنهار، كلمة وما بدي أعيدها يا ماهر عامل أختي باحترام وإلا هتندم


ماهر بعصبية: جوزتوني غصبن عني وبدكم إياني أحترمها، انتو ناس ما بتعرف الله


اقترب أدهم من ماهر ووضع كفه على فم ماهر: يا حبيبي احنا قول وفعل واللى بدنا إياه بصير، بنعرف الله أو ما بنعرف الله هادي مشكلتنا أختي جوهرة والجوهرة يا ماهر اللى بكسرها أو بخليها تفقد لمعانها مصيره القتل


أراد ماهر أن يخلص نفسه من أدهم لكنه لم يستطع فأدهم أطول منه بقليل وأعرض منه، همس أدهم بتهكم: فاهم ولا لأ أظن انت بتعرف عيلة يوسف كويس ولا أذكرك يا ابن عيلة أحمد


وبعدها ابتعد بهدوء عن ماهر، لهث ماهر بشدة وكأنه بذل مجهودا كبيراً فأدهم كان يكتم أنفاسه بكفه، أشار لأدهم بغضب: أنا مو خايف منك لكن خايف على عيلتي والله لو أهلي صار فيهم شيء لأنتقم منكو، بتفكرو ما في شرطة بهالبلد


حمد الله أن الوقت ظهرا فالمكان خالي من أي شخص، وبتهكم ساخر: حكيتلي الشرطة في حدا ماسكك روح الله معك


: خبيث كنت بفكرك طيب طلعت واحد حقير أنا بكرهك بتفكر ما في حدا هيوخد حقي منك، فيه اللى أقوى مني ومنك ( قالها وهو يحس بالقهر )


كتم أدهم مشاعرا تولدت بهذه اللحظة، ود لو يرى أسيل يا ليت سبب عدم رؤيتها كما أخبر ماهر إلى متى سيستمر هذا الحال، اهتزاز جواله أنبئه أن وقت الزيارة انتهى ذهب تحت نظرات ماهر الحادة، تمنى ماهر لو يملك سكينا أو آلة حادة ليقتل هذا الشخص ويتخلص منه، أحس بشوك يغلف شغاف قلبه حمل الحقيبتين الكبيرتين التي أتى بهم أدهم وأدخلهم للشقة،
قرر قراراً وسينفذه حالاً توجه نحو الغرفة التي تتواجد بها أسيل

~FANANAH~ 15-08-16 11:44 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي الميناء المطل على البحر الأبيض المتوسط الواقع بحي الرمال بمدينة غزة



أريـِدُ أن أطِـَويِ اصِابعَك آلخمسة وَ أخُبرك بِ اني ﻵ اتحمّل : اﻹهمال ، آلبرود ، الِشَوق ، غِيرتيّ عليك و َبعِـديّ عنك


شعرت أنها تملك الدنيا وما عليها إنها تمشي برفقته لأول مرة وابتسامته لا تفارق ثغره، تُرى من غَيَّرُه لن تفكر بشيء طالما حبيبها وفارس أحلامها وزوجها بجانبها أرادت أن تسأله سؤال حرمها النوم لأيام طويلة، لكن خوفها من معرفة الإجابة جعلها تتراجع همس لها: شو رأيك نروح على المطعم نتغدى
شدت على كفه التى تحتضن كفها وهمست: حبيبي خلينا شوي

احمرَّت وجنتاها من كلمتها العفوية، اكتفى البراء بابتسامة باردة ونظر لملامحها بشرود همست ريما: البراء لو عايز تتكلم بالموضوع اللى كنت بدك تحكيلي عنو تفضل أنا بسمعك

هز رأسه بلا أخرج الجوال والتقط عدة صور مع ريما، همت بأخذ الجوال منه لم يعارض فابتسمت ابتسامة واسعة وهو تقلب الصور التي اُلتقطت للتو رأت صورة لفتاة صغيرة، التفتت للبراء تسأل عن هوية الفتاة وهي تتفرس ملامحه فكلمة " حبيبة بابا " التي على الصورة فاجأتها، علت ضحكة البراء: كيف حلوة البنوتة ع فكرة اسمها لولو

عقدت ريما حاجبيها: مين هادي

نظر لها البراء بطرف عينه: أخت صاحبي

ريما بعدم اقتناع: صاحبك مين

البراء قهقه بنشوة: صاحبي فادي محارب

أخذ منها الجوال وهو يتذكر شيئا، صاحت بمرح لا تريد لشيء أن يفسد فرحتها: اوگ البراء شو رأيك نركب السفينة

ناظرها البراء باستنكار: انتي من عقلك بتحكي

ريما بدلع: أكيد من عئلي ليه من رجلي مثلا

ناظرها البراء بابتسامة صادقة هناك شعور لذيذ تولد بداخله، شعور مات منذ زمن هل هو ما يسمى نفض الكلمة قبل أن تزور عقله فكل هذا وهم لا غير: اوگ يلا نركب بس يا ويلك لو رشيتي عليا مي

ضحكت ريما بسعادة: الله لهسه ذاكر لما كنا بالاعدادي ورشيت عليك مي لما ركبنا السفينة ويومها
عصبت لأنو جوالك امتلى مي

البراء وهو يقرص خدها: هو هادا شيء بنتسى

خجلت ريما من حركته: يلا نركب




ركبا السفينة جلست ملتصقة به ودت لو يبقون هكذا لمدى الحياة، سبحان الله نسيت بروده وإهماله وكل شيء فعله لها من أجل ابتسامة ارتسمت على ثغره، فكيف إن أهداها نظرة حب..؟!!


ضعها في عيناگ فإنها المرأة التي تهواگـ



كل حروف العشق لن تكفي للتعبير عن حبها له تأملت بحر عيونه الزرقاء التي لا نهاية له، رأت حزن دفين يستوطنه ودت لو تمحيه كان سارحا يتأمل الأمواج المتلاطمة كتلاطم مشاعره بهذه اللحظة، أخرجت ريما جوالها من حقيبتها والتقطت صورة للبراء رن جوالها فكان المتصل َ
أخاها يامن أقفلت في وجهه الخط، فهي تعلم خبثه وحركاته وثوان أتتها رسالة منه تؤكد إحساسها، لمست الماء بيدها شعرت بسعادة غامرة صرخ البراء مما أضحك ذاگ الشاب الذي يحرك السفينة رمق البراء ريما بغيظ: فعلا تصرف بايخ شو اللى عملتيه


انحرجت من نظرات الشاب وقرصت البراء في كفه لتنبهه أنهما ليسا لوحدهما، زفر بضيق:
ما تعيدي هالحركة تاني مرة


أخفت شعور الحزن الذي نثر شذاه على أسوار قلبها، هي تعلم أنه لم يذهب معها الا ل لم تكمل تفكيرها فقد وصلا الشاطىء نزلا من السفينة، همس لها بعدما دفع للبائع: يلا نروح عالمطعم


همت بالرفض لكنها تراجعت في أخر لحظة، ود الذهاب إلى المكان الذي يرتاح فيه فلم يعد يحتمل التمثيل أكثر، همس بشرود: آخ يا رب ساعدني


ريما بقلق: البراء فيه شيء


لم يرد عليها التجاهل أحيانا كسكين يُغرس في قلوبنا، فينزف القلب دون أن نشعر..!!


اكتفت بالتأمل فيه اعتقدت أن خروجها معه سيغير شعوره نحوها، لكن شيئا لم يتغير الذي تغير هو جرح قلبها الذي نزف مرة أخرى..؟!!


كانت مشيتها تتناغم مع مشيته، وكأنها بذلك تعزي شعور الألم الذي هاجمها، وصلوا إلى المطعم جلسوا في إحدى زواياه كان المكان يعم بالهدوء جاء النادل ليسألهم عن طلبهم، طلبت ريما مثل البراء، لاحظت انزعاجه من فعلتها تصنعت اللامبالاة وسألته على حين غرة: البراء ليه امبارح بالليل طلعت من البيت بسرعة

تفاجأ من سؤالها هل كانت مستيقظة هذا يعني أنها نفض الأفكار من رأسه بعدم تصديق: كنا بنتدرب أنا وصحابي على الدبكة مشان الاحتفال

لم تصدقه الآن فهمت ما يرنو إليه، ابتسمت ببرود: صحيح كيف الاحتفال والدبكة كيف كانت

هز رأسه بهدوء: ماشي حالهم

ردت على جوالها الذي علا رنينه: السلام عليكم كيفك يا حبيب ريما

لاحظت البراء يرمقها بنظرات غريبة، لم تهتم وهمست بشجن: وأنا اشتئتلك أكتر

زفرت بضيق: شو حكيت أنا حبيبي لازم تهتم بنفسك والا انا هأزعل منك

صاحت بمرح: اوك ولا يهمك هو أنا عندي حبيب غيرك

لمحت البراء عاقد حاجبيه والعصبية تكسو ملامحه، همست بعدما رأت النادل يتجه نحوهم حاملاً طلبهم: اوگ حبيبي يلا عن اذنك

البراء ببرود بعدما وضع النادل الطعام وذهب: كيف حاله

ريما باستغراب: مين

البراء بسخرية: حبيبك مراد

أخفت ريما ابتسامتها: الحمد الله بخير بس انت شو عرفك انو مراد

البراء بهدوء مغيراً الموضوع: هو اسمه رواد ولا مراد

ريما وهي ترفع إحدى حاجبيها مستنكرة: بناديه بالاسمين بس اسمه الحقيقي رواد

البراء وهو يمد كفه ليتذوق الطعام: يلا نوكل ما في وقت بكرة عندنا امتحان ولساتني بدي أنقل محاضرات اليوم منك

ريما بانزعاج: اوگ

رن جواله يعلن عن وصول رسالة فتحها بهدوء واتسعت عيونه من الصدمة عندما قرأ
محتواها..!!!
وفي إحدى الجامعات الفلسطينية جامعة الأقصى الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة


الفقد يعلمنا الكثير، يعلمنا كيف نوزع الإبتسامات الكاذبة.. !!
كيف ندوس على مشاعرنـا..كيف نستوعب أن الدنيا ليست آمنة..!!


ضربتها على كتفها وصاحت بمرح: عيوش لا تكوني نذلة يؤ


عائشة بابتسامة: هيوش يلا نروح الحين هيروح علينا الباص


هيا بقلق: صحيح أمي اتصلت علي لما كنت بالمحاضرة بدي أكلمها


عائشة هامسة: اوك يلا كلميها بسرعة


اتصلت هيا وهي تشعر بالتوتر، وأخيرا ردت أمها عليها: السلام عليكم


: يمه أنا بالجامعة الحين


هتفت باستنكار: وأبويا هيشوفك خلاص روحي لحالك بسيارة أحسن


هزت رأسها بتوتر: ولا يهمك وأنا كان نفسي أشوفها بس ما فيه نصيب


: يلا مع السلامة


التفتت لعائشة بهدوء وهي تخفي قلقها على والدتها، لم ترى أختها منذ زمن فقدها كان صدمة كبيرة لها ساد الصمت للحظة بعدها هتفت هيا بحماس: عيوش فارس خطب


عائشة بابتسامة هادئة: قصدك فارس بالرواية اللى بتقريها


رمقتها هيا بغيظ: اووووف لك فارس أخويا


عائشة باستغراب: متى خطب ليه ما عزمتيني


هيا وهي تسترجع حماسها: الخاين ما حكالنا بس احنا كشفناه امبارح خطب وحدة من غزة


عائشة وهي ترفع حاجبها: اوووه كمان من غزة صح انتي حكيتي انو بدو يوخد بنت عمك، وامبارح صح روح معنا بالباص


هيا بانزعاج: اسكتي الحمد الله ما أخد وحدة من بنات عمي، يا حبيبتي هو كان متفق مع بابا وكتب كتابه هون بمحكمة غزة وبعدها روح معنا بالباص ولا كأنه صار شيء شفتي الذكاء


عائشة بصدق: الله يوفقه هو بيستحق كل خير صحيح مين سعيدة الحظ اللى خطبها


هيا بفخر: نور عائد يوسف بنت عم أمي بتدرس طب متل فارس


خرجتا من الجامعة وهما ما زالتا تتحدثان تنهدت هيا بضيق: عيوش الامتحانات قربت وأنا ما درست شيء


عائشة بحدة: كم من مرة حكيتلك الفيس ما هينفعك طول اليوم بتفوتي قروبات وصفحات وناطة طول اليوم تعليقات


هيا بانزعاج: حرام عليكي مو طول اليوم


عائشة بهدوء: ما بتسمعي نصيحتي يا ريتها أمك تسحب منك الجوال


هيا بصوت متهدج: بتمنى أتركو بس مو قادرة انتي ما بتعرفي ئديش أنا حاولت


عائشة بحدة: أحكيلك ليه لأنو هالقرار مو من قلبك صح ولا لا


أخفضت هيا رأسها: بالعكس من قلبي


عائشة بحدة أكبر: من قلبك ليكون بتكلمي حدا ومتعلقة فيه


هيا بسرعة: لا والله ما بحب حدا


عائشة بطيبة: هيا بعرف انك ما بتحبي حدا التعلق بكون مو بأشياء نحبها برضوا ممكن يكون بأشياء تعودنا عليها، وصارت زي الصلاة والمي اللى ما بنستغنى عنهم، الحين احكيلي شو أكتر شيء بخليكي طول اليوم قاعدة عالفيس


هيا وهي تشيح رأسها: انتي عارفة انو أنا بفوت قروبات وفي قروبين أنا أدمن فيهم وبعرف كتير ناس منهم لهيك ما بقدر أفارقه


عائشة بغضب وهي تخفض صوتها قدر المستطاع فهم في الشارع: هيا في حدا من أهلك بيعرف أكيد لا يعني لو فارس عرف، شو هيكون موقفه وهالقروبين اللي فايتاهم شو بتستفيدي منهم باللهي


هيا بضيق: عيوش اه بستفيد منهم عرفت أصناف الناس وكمان بحل مشاكل كتير بنات انتي ما هتتخيلي ئديش ساعدت بنات كانوا هيفضحوا أهلهم، أنا ما بمدح نفسي بس مشان تكوني بالصورة


عائشة بهدوء: حبيبتي عارفك طيبة حتى لو بتحلي للناس مشاكلهم بس ما يكون على حساب دراستك، كم من مرة بتفوتي فيس وما بتنتبهي للمحاضرة


شعرت هيا بخطئها فهمست: خلاص بنتبه لدراستي أكتر


عائشة وهي تهز رأسها: هيا لازم تتخلصي من فيسك عطليه يعني


هيا برعب: لا بسير أفوته كل خميس وخلاص


عائشة وهي تركب الباص فقد وصلتا لموقف الباصات: لا يوم خميس ولا غيرو


لم تجدا مكانا للجلوس فبقيتا واقفتين زفرت هيا بضيق: يا ريتني وصيت أبويا يحجزلي كرسي ولالك كمان


عائشة بابتسامة: بتفكري بكيفك عمو أبو فارس هو أكتر واحد ما بحب الحجز اللي يجي أول هو بيقعد


هيا بانزعاج: باص أبويا وأقف شو هادا الظلم


عائشة بجمود وهي تقف ملاصقة هيا: الظلم اللى بتعمليه بنفسك


هيا بتردد: عيوش بدي أحكيلك شيء بس ما تحكي لحدا


عائشة بمحبة: احكي حبيبتي لا تخافي ولا أحكيلك اليوم بكلمك واتس وبتحكيلي اوك


هيا وهي تهز رأسها: اوك هم موضوعين واحكيلي رأيك اوك


عائشة وهي تربت على كتف هيا: اوگ


هيا بتفكير: بتتوقعي أمي تصل قبلنا


عائشة بوجوم: أكيد


هيا متألمة: رجلي وجعتني متى بدو يمشي الباص صارت الساعة تنتين وخمسة


عائشة هامسة وهي تنظر للفتاة التى تجلس على الكرسي المقابل لها وتضع زينة على وجهها كحل وغيره: حتى في الباص بتحط مكياج كمان استغفر الله العظيم


هيا بشرود: شو بدك فيها ربنا اللى بحاسبها


تتوقعي خالد صاحب فارس اجا اليوم عالجامعة


عائشة بخبث: خالد وليه يختي بتسألي عنو


هيا بخجل: اووف منك مو قصدي شيء مجرد سؤال مشان امبارح كان غايب


عائشة بلا مبالاة: ما بعرف شوفي بنفسك


رمقتها هيا بغيظ: هادا الناقص مشان واحد من الشباب يفكرني بطلع عليه ما بسدقوا بنت تتطلع ليقولوا معجبة فيهم


ابتسمت الفتاة التى تقف مقابلة لهم: سادقة والله شباب هالأيام لو ابتسمتي بالغلط بفكروكي بتحبيه ومعجبة فيه


بادلتها هيا الابتسامة: صحيح كلامك الله يهديهم


تنهدت الفتاة وما زالت الابتسامة على وجهها: الله يهديهم قال أبوكي صاحب الباص


هزت هيا رأسها: اه أبويا شكلك أول مرة تركبي الباص


هزت الفتاة رأسها معارضة: لا مرات بركب بس مو كتير شو اسمك انتي أنا اسمي رهف


هيا بابتسامة: اسمي هيا وصحبيتي اسمها عيوش


هزت البنت رأسها بابتسامة: أهلا وسهلا تشرفنا


ثوانٍ وتحرك الباص رن جوالها يعلن عن وصول رسالة فتحتها فالتفتت للخلف بسرعة، رأت فارس يشير لها خجلت أن تذهب همست لعائشة: فارس بيحكي تعالوا اقعدوا بس مستحية أروح


عائشة بسرعة: وأنا كمان مو رايحة


رن جوالها يعلن عن وصول رسالة أخرى، زفرت بضيق وبعثت له أنها خجلة إلا أنه أصر عليها أمسكت كف عائشة وذهبتا بصعوبة فالممر ممتلىء بالفتيات الواقفات، وقف فارس وصديقه خالد اللذان كانا يجلسان بالمقعد الثامن وهو أول مقعد للشباب فأول سبع مقاعد للفتيات فجلستا مكانهم أمسكت هيا كف فارس وهمست: ليكون بدك إيانا نقعد وفي بالكرسي اللي عقبالنا شباب


فارس بحنق: ومين حكالك هأخليهم الحين هيقوموا وخلي بنتين من صحباتك يقعدوا اوك
وهي أنا بحكيلك حسابك في البيت على اللي صار اليوم


خفق قلبها من كلامه لم تفعل شيء اليوم ماذا يقصد بقوله ودت لو تسأله ولكنه تراجع للخلف مع أصدقائه الثلاثة خالد وحسان وجمال
وفي شقة من شقق أحد الأبراج الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة


وأنا ما زلت خلف قضبان الذكريات أجالس ظلي المتيم بآلغياب..!!


لم تبكي ليجف دمعها، ولم تصرخ ليبح صوتها ولم تيأس ليُقتل الأمل بداخلها فقط اكتفت بالنظر إلى ساعة الاشتياق..!!


جلس على السرير مقابلا لها همس لها: أسيل


انتفضت من حركته وابتعدت عنه تضايق من فعلتها هم بالخروج من الغرفة، لكنها سألته: يمكن رجعوا


استدار بجسده كاملا عندما فهم ما تقصد: أسيل حكيتلك هم رحلوا من البيت وما هيرجعوا


أبى الجبل الصامد أن ينحني شموخه بفعل الرياح العاصفة، فلا اشتياق ولا فراق جعلها تنهار بل ولد داخلها انسانة أخرى ومشاعر وأحاسيس تسطرت على عجلة الزمن: خليني أتأكد


تنهد بانزعاج لا يعلم ما يقول لها عنادها أتعبه كثيرا: خلاص ادرسي و بكرة بنروح


انصاعت لأمره فلا ضير من الانتظار ان كان هناك لقاء، فتحت كتاب اللغة العربية قرأت لمدة ثوانٍ بعدها أغلقته بهدوء، طيف مصعب يناجيها بالليل هي متأكدة أنه يحتاجها ولكن ما يؤلمها أنها لا تعلم أين هو، مدت يدها للجوال الذي رأته بين الحاجيات التي أتى بها أخاها أدهم، فتحت على جهات الاتصال ضغطت على الرقم المسجل بأدهم وكالعادة مغلق تنهدت بحزن وناظرت الجوال بشرود الغريب أن الجوال يحتوي على صور كثيرة لأدهم وأيضا لإخوتها قلبت الصور بكف مرتجفة


وفي الصالة


مهما عرف الرجل من نساء تبقى هناگ أنثى واحدة في قلبه يظل عاشقاً لها ويحن إليها ولو عاش ألف قصة حب بعدها..!!!


كان متمدد على الأريكة يسترجع حباً اغتصب في مهده، أكثر ما آلمه أنها ارتبطت بفارس ألم تكتفي بطعنه بزواجها من إنسان غيره أتريد أن تغرس السكينة أكثر فأكثر، يا ليته مات قبل أن يحصل كل هذا، زواجه من أسيل لم ينسيه حبه لنور بل على العكس لقد هيج مشاعره وأحاسيسه، تناهى إلى مسمعه صوت طرقات على باب الشقة وقف بتكاسل لم تكن له فكرة عن ماهية الطارق، فتح الباب فتفاجأ بزوجة أبيه تقف أمام الباب أفسح لها المجال لتدخل، شتتت نظرها بين أنحاء الشقة: ما شاء الله حلوة


توتر ماهر من مجيئها صاحت دعاء بمرح: صحيح نسيت أحكيلك مبارك


أشاح وجهه لا يريد مواجهتها همست بحنية: ماهر عرفت كل شيء من أخويا ساهر، ما توقعت تخبي عني شيء مثل هادا وين وعودك وعهودك


جلس على الأريكة ووضع كفيه على رأسه، لم يغضب من ساهر بل على العكس لقد تمنى هذا، جلست دعاء على الأريكة المقابلة له: ماهر لا تقلق أنا هأساعدك، بس أحكيلي وين البنت


ماهر بحنق: دعاء والله أنا مظلوم انتي عارفة انو أنا ما بفكر بالزواج بس الله ينتقم من الظالم


دعاء بمواساة: بعرف يا ماهر إلا احكيلي وين البنت


ماهر وهو يشير إلى إحدى الغرف: بالغرفة هادي


دعاء وهي تنظر للغرفة بتفكير: قال عمرها 12 سنة زي ما حكى ساهر


ماهر بهم: اه 12 سنة اسمها أسيل يوسف


هزت دعاء رأسها: اه حكالي ساهر بس والله صغيرة كتير


ماهر بشرود: حاسس انو في شيء مخبى عليا


دعاء باستنكار: شو قصدك يا ماهر صحيح احكيلي كيف تزوجتها وليه


ماهر بحقد: ناس ظالمة بدهم ينتقموا من أهلي لو ما تزوجتها، بتعرفي شو يعني انهم يحطوا المسدس على راس أبويا في المكتب وهو مو داري على حالو


لم يشأ أن يخدعها أراد أن يخبرها السبب الحقيقي لزواجه من أسيل، لكنه تراجع في أخر لحظة فكما يقول المثل " للجدران آذان تسمع ما نقول " وأكمل بعدما تنهد: تزوجتها زي ما الكل بيتزوج ومشانها صغيرة أبوها استدعى محامي ليتم العقد


: ماهر عاملتها كزوجة ولا كيف ( تفرست ملامحه جيدا وهي تكمل ) الك عايش معها أسبوعين صح


علت الصدمة ملامحه وهتف بسرعة: لا أصلا ما بشوفها أنا وبعاملها مثل أختي بحكيلك صغيرة عمرها 12 سنة


تنهدت دعاء بضيق: ماهر هي مو أختك لتعاملها كأخت من الأول عاملها كزوجة مشان ما تتعب


ماهر بحنق: دعاء أنا لساتني صغير بدرس كيف بدك إياني أكون مسؤول عن زوجة واولاد ومن أصرف عليها أصلا ما بشتغل أنا


دعاء وهي تقف: بدي أشوف البنت بس ع فكرة أمك بدت تشك بطلعاتك الكتير وصحيح انت من عقلك بتترك البنت تبات بالشقة لوحدها


ماهر وهو يشيح وجهه: شو بدك إياني أعمل يعني أبات هون مشان أمي تعرف بزواجي، أول أسبوع بتت هون لأنو كان عندي امتحانات وحكيت لأمي اني بدي أبات عند طاهر أما الأسبوع التاني ما عندي سبب لأبات بره البيت


دعاء باستنكار: لازم تخبرهم اليوم قبل بكرة تخيل أمك تعرف من الناس، ماهر سدقني هالشيء صعب كتير


بعضها صرخت بحماس: لقيتها شو رأيك نخطب البنت من أول وجديد صح ولا واحد بيعرف بزواجك الا صحابك وأنا


ماهر وهو يشعر أن هموم الدنيا تكالبت فوق رأسه: هم أبوها بعت رسايل لصحابي وخبرهم بزواجي لكن ما بعرف اذا بعت رسايل لغيرهم أو لا


جاءهم صوت من الخلف: ما في داعي تخطبوا من أول وجديد الكل بيعرف


انتهت الآهة



ما هي توقعاااتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود

~FANANAH~ 16-08-16 03:30 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
في البداية أود أن أهــدي هذه‍ الخاطـــرة للغالية ( أسيرة الحرية ) الأستاذة دعاء اشتقت لكي عزيزتي فأهلا وسهلا بكي بيننا من جديد *_^ وكل التقـــدير والتحــية لروحك النقية




سائلت القمر
من أجمل البشر
أجابني ما الخبر
تسألين عن دعاء أجل
حروف اسمها بسمة أمل
فالدال دمية اسمها عسل
أهداني اياها القدر
والعين عنفوان خجل
لوجه جماله أسر
والألف أحلام كجبل
جاوزت بجمالها البدر
والهمزة على السطر
أربع حروف سقاها المطر
فالدعاء في السجود
مناجاة لرب الوجود
فدعاء سعادة وجود

#بقلمي_نها_عبدالخالق



وأشكر كل المتابعين الذين يتفاعلون معي بتعليقاتهم الجميلة وأتمنى لهم التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، لا تحرمونا من ردودكم وانتقاداتكم فهي التي تسعى بي نحو الأفضل، والآن أترككم مع الآهة السابعة من الوتر الثاني أتمنى أن تنال على إعجابكم، لا تحرمونا من توقعاتكم فمهما كانت فهي تسعدني وتشحن همتي نحو الكتابة ^_^




~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~




لا أحلل ولا أبيح من ينقل الرواية بدون ذكر اسمي


الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا





&&الوتر الثاني&&
&&الآهة السابعة&&
&&جور الأيام&&




جاءهم صوت من الخلف: ما في داعي تخطبوا من أول وجديد الكل بيعرف

لا يريد أن يلتفت للخلف فأحيانا نعتقد أن عدم رؤيتنا للشيء يعني أنه لم ولن يحصل، هتفت دعاء باستنكار: لؤي كيف بتفوت الشقة من دون ما تستئذن

لؤي بسخرية: ليه في حدا غريب

وجهت دعاء له نظرة حادة: لؤي شو هادا اللى بتحكيه

لؤي وهو يضع كفيه في جيب بنطاله بلا مبالاة: هي أمي بالطريق

ماهر بعدم استيعاب: مين حكالها

لؤي بتهكم: يا حبيبي بتفكر ولا واحد بيعرف الخبر وصل للكل

توترت دعاء من معرفة أم زوجها لا بد وان تفعل شيئا لمساعدة ماهر، ذهبت للغرفة التي بها أسيل وجدتها متمددة على السرير وتضع كتابا على عينيها، اقتربت منها وهمست: أسيل اصحي

هزتها برفق فعلى ما يبدو أنها نائمة بعمق رفعت الكتاب عن عينيها بالرغم من كل ذلك لم تستيقظ، تأففت باستياء عندما سمعت صوت أم زوجها التفتت للخلف وهمست: هلا خالتي

مريم بعصبية: خالة بعينك بتخبي عليا زواج ماهر وأنا بحكي عنك الفهمانة العاقلة

دعاء بضيق: خالة ماهر محتاجك فلا تكوني ضده

مريم بغضب ( فما كان ينقصها إلا أن يتزوج ماهر، إنه طائش ولا يتحمل مسؤولية أحد فكيف بمسؤولية أسرة كاملة، ماذا ستقول للناس أتخبرهم أنه تزوج دون أن يخبر أحد ): محتاجني انتي بتضحكي على مين، لو بدو يتجوز ومو صابر كان حكالي هو أنا عمري رفضت لالو طلب وهادي اللي اسمها نور والله لأسود عيشتها هالرخيصة مو عارف كيف قبلت تتزوجه بدون ما حدا يعرف

صرخ ماهر بوجه أمه: نور مش رخيصة طيب ويا ريت هيا اللى تزوجتها لكان ما اهتميت لحدا بس غصبوني على طفلة عارفة شو يعني طفلة عمرها ما تعدى 12 سنة

شهقت أمه من الصدمة إلا أنها لم تُرد أن تصدق ما قال لذلك صرخت بعصبية: كذاب وينها احكيلي وينها والله لأنتقم منها شعرها لأنتفه هالرخيصة اللى أهلها مو مربيينها كل يوم مع شب

اشتعلت النيران بفؤاد ماهر لم يحتمل كلام أمه لو أحد غيرها تفوه بهذه السكاكين التي غرست بقلبه دون رحمة، لكان اليوم أخر يوم في حياته ولكن المصيبة أنها أمه صرخ بقهر خافضا رأسه: يمه بحكيلك تزوجت وحدة غيرها

اقتربت دعاء من أسيل وأمسكت يدها انتفضت من شدة حرارتها، صرخت بخوف: الحقوا البنت حرارتها عالية شكلها معها حمية

التفتت أم ماهر لدعاء واقتربت من أسيل كانت مغمضة العينين يستر شعرها حجابا ذو اللون الأسود، اتسعت عيونها بعدم تصديق: أمل

التفتت لماهر كالمجنونة: هادي بنت مين

ماهر بقلق وهو يحتضن كف والدته: يمه اهدي لو بدك هسه بطلقها

مريم نظرت لأسيل بقسوة وتوتر في نفس الوقت : طلقها بس احكيلي هي بنت مين وكيف تعرفت عليها

ماهر ببطء: أسيل يوسف

شحب لون مريم مثلما توقعت إنها تحمل نفس العائلة سألت بخوف: شو اسم أبوها

دعاء وضعت الكمادات التي صنعتها للتو على جبين أسيل وهي تحاول خلع حجابها: خالتي أول شيء خلي البنت تقوم بالسلامة بعدين بنحكيلك كل شيء

مريم وهي تبعد دعاء عن أسيل بعنف: خليها تموت ( وأشارت لماهر بغضب ) احكيلي مين أبوها


ماهر مستغرب من ردة فعل والدته زاد خفقان قلبه: يمه أبوها اسمه الصقر أبو الأمير

شهقت مريم بصدمة: صاحب شركة أبو الأمير لبيع السيارات

ماهر بقلق كبير: يمه احكيلي شو فيه

مريم تكلم نفسها كالمجنونة " والله قلبي كان حاسس " بدأت أسيل تأن وتمتم بكلمة واحدة " ماما " اقتربت منها مريم، ستجن إلم تعرف ما يحصل حولها التفتت لماهر بحدة: احكيلي ليه تزوجتها من وين بتعرفها أصلا

صمت ماهر لا يدري ماذا يقول أيخبرها أنه أُجبر على الزواج، اقتربت منه والدته وهزته بعنف: هددوك صح وحكولك هينتقموا من أهلك حكولك انو جدتك هتموت صح ولا لا

اتسعت عيونه من هول الموقف الآن بدأ يفهم لما كل الأشياء حدثت فعلى ما يبدو أن هناگ شيء لا يعلمه، همس بتوهان: يمه احكيلي السبب فهموني يا عالم شو اللي بصير

مريم ببرود: ما في شيء ( التفتت لأسيل وثغرها ترتسم عليه ابتسامة غريبة ) ماهر بدنا نعمل عرس اوك ونخطب من أول وجديد

ماهر بعدم فهم: نخطب من أول وجديد هو أنا هأقدر أبوها

مريم مقاطعة إياه: لا ما سافر بيضحك عليك وأنا قصدي من غير ما أبوها يعرف

ماهر جُنَّ من كلام أمه المتناقض: كيف نروح نخطبها والأهل كيف هيسدقوا عمامي
والعيلة

وجهت إليه نظرة حادة: ليكون ناوي تخبي زواجك لأخر الحياة هيك هيك الكل هيعرف

ماهر أشاح وجهه: كيف هأقابل الكل انتو مو متخيلين الموقف

مريم ببرود: متخيلة ولا بتفكرني أخدت الدكتوراة من دار أبوك يا حبيبي أنا هأتصرف

دعاء بهدوء: خالتي الناس هتتكلم لو ما عزمنا أهل العروسة وماهر لساتو صغير بيدرس ولؤي أكبر منو وبيشتغل ولساتو عزابي

مريم ببرود: عادي وشو فيها لما يتجوز الصغير قبل الكبير

دعاء بقدر الإمكان حاولت أن تخفض صوتها والسيطرة على أعصابها احتراما لأم زوجها: خالتي البنت صغيرة كتير كيف هنعمل العرس شوفي ملامحها والله حرام

مريم بحقد وهي تنظر لملامح أسيل البريئة فائقة الجمال: أبوها اللى ظلمها مو احنا تحمد ربها انو ما بدنا نطلقها وبدنا نستر عليها

ماهر باستسلام لأمه فهو يعلم أن لديها خبرة أكثر منه: يمه اعملي اللي بدك إياه

مريم بشرود: هسه البنت مكتوب كتابها صح وعلى ما أظن شركة أبوها ما تبعد عنا خمس دقايق بس أهل أبوها مو ساكنين هون ساكنين بحي النصر وخانيونس فما داعي نعزمهم بيكفي جدتها وعماتها وأمها مشان الناس بس أنا أتوقع ما هيجوا

ماهر بصدمة: يمه هادي البنت أمها ماتت قريب وانتي كيف بتعرفي عماتها وجدتها

مريم ببرود: في حدا ما بيعرف عيلة الصقر بس بنته اسمها لميس مكنتش بعرف انو اسمها أسيل

ماهر بقلق: اه الو بنت اسمها لميس وولد اسمه الأمير من زوجته الأولى وأسيل وتلات أولاد من الزوجة التانية وعندو ولد اسمو أدهم يمكن من زوجة تالتة بعرفش

مريم ببلاهة: شو مين حكالك هالكلام

ماهر بحيرة: يمه احكيلي فيه شيء والله حاسس حالي زي الأهبل صحيح أبو الأمير مشهور بس ما في علاقة بينا وبين عيلته لتعرفي، يعني أنا عرفت بالصدفة وأخوها أدهم ساعدني مرة

مريم بعصبية: ماهر أي شيء يصير معاك احكيلي طيب والعرس لازم يصير بس بدي أعزم العيلة وصحباتي يعني عمامك وعماتك في السعودية هيعرفوا بدون ما يحضروا وهادا هيسهل الأمر كتير بس لازم نبين للكل انو الزواج طبيعي

دعاء وهي تتنهد: خالة معارفنا كتير ذاكرة كيف عرسي كان

مريم بتأفف: أنا ما هأعزم الكل بس الناس المقربة مشان نشهر زواج ماهر وخلص

ماهر وهو يشعر بصداع عنيف يود الهرب فهو لم يتوقع أن المواجهة ستكون بهذا الشكل، متأكد أن هناك سر وراء كل هذا ولكن السؤال ما هو: أنا رايح

مريم ببرود: أنا هأتفاهم مع أبوك لكن يا ويلك لو حدا عرف قبل ما نعمل العرس وهتعيش انت واياها ببيتي طيب

لم تتكلم دعاء ولكن ستبذل كل جهدها لمساعدة أسيل، فمحبتها قذفت بقلبها منذ النظرة الأولى
خرجت مريم برفقة ماهر وبقيت دعاء تتأمل أسيل، رفعت الغطاء عن رأسها ومسحت على شعرها فتحت أسيل عينيها ببطء، تفاجأت دعاء فالتي أمامها تغيرت ملامحها مئة وثمانون درجة عند فتح عيناها، سألت بابتسامة: حبيبتي كيف حالك هسه

أسيل بتمتمة خافتة: ماما

تألمت دعاء لحالها مسحت على وجنتها المشبعة بالاحمرار: حبيبتي كيف حالك

لم ترد عليها وبقيت تهلوس بكلمة " ماما " وضعت الكمادات على جبين أسيل، قفزت في رأسها فكرة وليدة اللحظة، اتصلت بسرعة على أخاها ساهر تطلب منه المساعدة

~FANANAH~ 16-08-16 03:31 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
في أحد البيوت الواقعة بحي الجنينة بمدينة رفح




أميرتي أنتي أرقى حكايه أتنفس من حروفها، أتلذذ بوجودها لا أستطيع فراقها، أنتي أمر عجزت عن تفسيره بكل نبضاتي .. أحبك ..



قرأها للمرة الألف وبدل أن يرسلها مسحها رمى الجوال بجانبه بضجر، نظر إلى السقف بشرود تساءل عن سبب غيابها ودَّ لو يراها الآن ولكن الفرصة غير متاحة، لم تتقبله حتى الآن برودها يغيظه فهو متأكد أنها كانت على علاقة مع ماهر، لكم يقهره هذا ويجعل الدماء تغلي في عروقه، تفاجأ بشخص يمسح على شعره ابتسم عندما خطر بباله من تكون، أدار رأسه ببطء فانعقد لسانه لرؤيتها تساءل عن سبب وجودها لكن لم يدم تساؤله طويلا " فارس بتمنى منك تسامحني أنا عارفة اني ظلمتك انت وأختك لكن انت عارف انو هادا الشيء مو بايدي وخارج عن ارادتي "

نظر لها بملامح جامدة: والمطلوب

علا صوت نحيبها هي لم تظلمهم كانت خائفة على بناتها كانت تشعر بالضعف ففقد ابنتها أوجعها إلى حد الألم، أبعد كفها عن شعره وظل متمسكا بها فاجأها بسؤاله: بدك إياني أكلم أبويا مشان آسيا

وضعت كفيها على وجهها وبدأت بالبكاء بصوت عالٍ، همست من بين شهقاتها: والله بنتي بريئة ومرات عمك حقودات ما بحبوني لهيك ظلموها وخاصة هنادي الحقيرة

فارس بغضب: صح احنا انتهينا من هالسيرة بيكفي انك بتزوريها من غير ما أبويا يعرف، لكن هيا ما هتدخل هالبيت لو شو ما صار

صاحت بقهر الأم على وليدها، لولا خوفها من الطلاق لعاندتهم جميعهم ولكن ما ذنب صغارها أن يعيشوا مشتتين: زرتها مرة وحدة هيا بدها إياك يا فارس والله حماتها حكتلي كل ما بتمرض بتمتم باسمك ( وهمست بصوت حزين تائه تدمع له القلوب قبل العيون ) خلاص نسيت اللى كنت تحبها نسيت اللى كانت تناديك بابا اللى كانت تعشق كلامك وحافظاه عن ظهر قلب

لم يحتمل فارس كلامها تصنع اللامبالاة وهتف بعصبية: بديش أسمع شيء لو عمرك فتحتي هالسيرة هينحكي لأبويا

لقد وأد أخر أمل لديها، أسبوعين مرا على زيارتها لابنتها طوال وقتها كانت تفكر في طريقة في إقناع فارس أن يزور آسيا، فهو سندها وشعاع الأمل الذي ينير طريقها، هي تعلم أنه قاسٍ بالرغم من ذلك إلا أنه يملك قلب حنون، ولكن اليوم أثبت لها العكس جاء ابنها فراس الذي لم يتجاوز الخمس سنوات تمنت لو أن لديها ابنا كبيرا وجريئا مثل فارس ليدافع عن أخته، احتضنها فراس ومسح دموعه بيديها وهتف ببراءة: فارس ليش ماما بتعيط

فارس باستياء: خلاص انتهى الموضوع ومشان هالبيت ما تصير فيه مشاكل لازم ما ينفتح الموضوع مرة تانية

أم كمال بصوت مبحوح: منهم لله اللى ظلموها بس والله كلكم لتعضوا أصابعكم ندم آسيا تربية ايدك مو عارف كيف شكيت فيها، قلبي معك يا بنتي الله بلاك بأبو وأخو ما في قلوبهم رحمة

غضب فارس من كلامها أراد أن يتكلم لكن احترم وجود فراس، خرجت وهي تضع يدها اليمنى على بطنها المنتفخ وكأن وليدها الساكن بأحشائها شعر بألمها فتألم هو الأخر، وبيدها الأخرى تمسك صغيرها تتبع فارس أثرها وبعينيه تولدت نظرة غريبة وشعور جديد نما بداخله، أيعقل أن كلامها أثر فيه لهذه الدرجة علا رنين جواله ليخمد مشاعر الاشتياق التي لا يعلم هل تولدت بتلك اللحظة، أم أنها رماد متقد يحترق بهدوء، ابتسم بسخرية عندما رأى رقمها تجاهلها مرتين وفي المرة الثالثة رد ببرود: كم من مرة حكيتلك ما تتصلي عليَّا

صكَّ على أسنانه بغضب: يا بنت الحلال أنا واحد خاطب وبحب خطيبتي يا ويلك لو اتصلتي عليَّا

تأفف بقهر بعدما سمع بكاءها: بحكيلك اذا عمرك اتصلتي لأحكي لأهلك

وأغلق الخط فلا يريد أن يوجع رأسه بهذه التفاهات، نظر إلى السقف بذهن شارد شعر بجسد يجثو على بطنه، فاتسعت ابتسامته عند رؤيتها احتضنها لصدره وهمس: كيفك يا عيون فارس

دفنت رأسها بصدره بسعادة غامرة: فارس بدي أروح معك على الجامعة

تفاجأ من قولها فأكملت بطفولة بريئة: بدي أشوف حبيبتك نور

هتف بانتشاء: لا نور هتزورك أما انتي يا عمري أميرة ما بقدر أخلي حدا يشوفك

إنها أكثر من يحب في هذا المنزل، لوت فمها بدلع: هأروح أصلا بابا بدو يوخدني معه

قرص خدها وهمس: أنا حكيت لأ يؤ صح انتي بنتي

صرخت بحماس: فارس ليش نور ما هتعيش معنا

فارس بضحكة: مين حكالك ؟!! هتعيش معنا وبتحبيها طيب يا ملوكة

همست الصغيرة بأذنه اتسعت عيونه بصدمة تنطق شرراً كأنها وحش كاسر يريد ينقض على أي أحد سيظهر أمامه
ننتقل إلى أطهر بقاع الأرض إلى المملكة العربية السعودية في مدينة الرياض


أريد أن يبقى الجميع غرباء كي لا نشعر بخيبتهم فالقرب أحيانا موجع,,!!




ناظر اللوحة التي أمامه بشرود غريبة هذه الدنيا، تحسس اللوحة بأنامله وهو يحاول كتم دموعه، شعر بأحدهم يتمسك برجله انتفض واقفاً ونظر لطفله المتشبث برجله بحقد لكن سرعان ما تحولت نظرته لحنان مغدق، تضايق لردة فعله العنيفة يبدو أنه لم ينسى بعد مد ذراعيه لصغيره وضمه لصدره، سمع همساتها " وسام أبي أسولف معك شوي "


ما لون عينيكِ؟ إنّي لستُ أذكُرُه كأني قبلُ لم أعرفهُما أبدا ..إنّي لأبحثُ في عينيكِ عن قدري وعن وُجُودي. ولكن لا أرى أحد..!!!

التفت لها وبهدوءه المعتاد: اوك

نظر للوحة نظرة غريبة الشمس تكاد تختفي في عمق البحر، وخيوطها امتزجت مع مياءه الصافية وسمكة تقفز باتجاه السماء وكأنها تود لزعانفها معانقة الغروب، خرج من المرسم بعد أن خلع معطفه المملوء بالألوان وكأنه لوحة فنية لطفل أحب أن يكون فنان ذات يوم، أغلق الباب بالمفتاح لأول مرة نسي أن يقفل المرسم على نفسه، أنسي أم أن هناگ سبب أخر ؟!!

هتف طفله بحماس: بابا أبي أروح على بيت عمي سعود

مسح على شعره وهمس: ما تطول بسرعة بترجع

أنزل طفله على الأرض وكلمح البصر رآه يركض باتجاه منزل عمه، تلقائيا توجه بصره نحو تلك النافذة أشاح وجهه ومشي باتجاه منزله متجاهلا كل المشاعر التي تجتاح فؤاده قبل عقله، فالبيوت متلاصقة ببعضها البعض وتحيطها حديقة غناء بإحدى زواياها مرسمه الخاص، ذهب إلى جناحه بسرعة لم يرى أحد في المجلس يبدو أن الجميع نائم، استقبلته زوجته بابتسامة باردة سألها عن سبب استدعائها له وبهدوئها التي اعتادته الفترة الأخيرة: أبويا محتاج فلوس ليجدد الإقامة أبي مساعدتك

نظر لها مطولا وكأنه يفكر بأمرٍ أخر، يبدو أن صمته نرفزها وأخيرا تكلم ببرود: تبي عشرة ولا عشرين ولا خمسين

اعتلى الجمود ملامحها: اللي تبي أنا ما بغصبك

أغمض عينيه لثانيتين أراد أن يتكلم لكن صوته اختفى أخفى ألمه، فليس هناك من يحب نظرات الشفقة الموجهة له، اقتربت منه فجسده المرتجف أشعل رماد الذكريات وقرأت بعض آيات القرآن لتخفف عنه، صرخ بغضب وكأنه انقلب لشخص أخر: ابعدوا عني أنا أبي أموت

واتجه نحو المطبخ وحاول طعن نفسه جاهدته ببكاء، لما أتته الحالة الآن لقد كان هادئا هي تحارب من أجل إنقاذ حياته وهو يحارب من أجل قتل نفسه، فمن سينجح بالنهاية؟!!!

خاطبته بصوت مرتجف: وسام لا تكون أناني اذا ما تبي حياتك احنا نبيها رعد وأخوه ما بيستحقوا انك تعيش عشانهم

العرق الذي يتصبب على جبينه وعيونه المحمرة أنبئها أن حالته خطيرة، الحالة لم تأته منذ فترة باغتته لأخذ السكينة من يده لكنها لم تنجح جرح يده اليمني، فارتعبت عندما لامس السائل اللزج الدافئ كفها أتراها لحظة الفراق..؟!!

صرخت بأعلى صوتها تنادي أهل المنزل لم يسعفها أحد، ارتمت بحضنه لتمنعه من إيذاء نفسه يبدو أن حركتها انتزعته من حالته فتدحرج السكين على الأرض، وكاد أن يسقط هو الأخر إلا أنها تداركت الموقف وأجلسته بصعوبة وهي تزيح السكين بحذائها ( أكرمكم الله ) أصابتها الحيرة وضعت كفها على يده تمنع تدفق الدم الذي ملأ قميصه، أنينه الخافت أحزنها وجال بخاطرها كلمات تراودها منذ ارتباطها به " يا ليتك تخبرني بما يعتمر صدرك ألا تثق بي يا وسام " زاد خفقان قلبها عندما خطر ببالها أن صغيرها سيأتي بأي لحظة، لا تحب لأحد أن يراه هكذا وكأن خوفنا من الأشياء هو سبب حصولها سمعت صوت رعد المرح، دعت الإله ألا يدخل المطبخ، وبالفعل لم يدخل المطبخ لكن سمعت صوت صرخته انتفضت واقفة وكفها ما زالت تضغط على الجرح المتوسط يد وسام، تنهدت بارتياح عندما سمعت ضحكة الشقية لمار يبدو أنها كانت سبب صرخة الصغير، حاولت مساعدة رعد على الوقوف لكنه لم يستجب لها خاطبته هامسة: حبيبي يلا قوم لترتاح

لم تتلقى أي استجابة أسدل جفونه ذاهبا في رحلة موت قصيرة، أرعبها تنفسه السريع حاولت أن تغير من وضعيته همت بإبعاد السكين فتفاجأت بصرخة تامر المصدومة فكل شيء يوحي أن هناك جريمة: قتلتيه انتي ما بتخافي الله
نرجع إلى وطننا الحبيب فلسطين



في أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة كانت هناك فيلا أبو البراء يوم الاثنين الساعة الرابعة عصراً



أَنَّ تَكَوُّنٌ وَحِيد..ٌ!! خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَبَقَّى هَامِشٌ فِي حَيَاةِ أَحَدِهُمْ .!



أشغلت نفسها بالدراسة طوال الأسبوعين الماضيين وتناست كل شيء يحيط بها، فلم تعد تهتم لشيء اليوم هو كان أخر اختبار لديها لقد كان جميل مع أنها واجهت بعض الصعوبة، لا تعلم لما شعرت بفرحة عندما رأت البراء وأصدقاءه يتذمرون من الاختبار يبدو أنهم لم
يجيبوا جيدا، ليس لديها فكرة عن كيفية قضاء هذا اليوم تصرفات البراء الغريبة علمت سببها بالأمس فهناك مذكرة بجواله مضمونها " أنه كان يحب فتاة ورحلت إلى الدار الأخرة دون أن يخبرها بحبه، فحبه لها كان من طرف واحد " لم تعرف اسم الفتاة ولا تود معرفته، الغيرة اشتعلت بقلبها مع أن الفتاة ميتة هي تشك بصدق تلك المذكرة، أتراها خدعة منه أم
ماذا..؟!!


هي ليست غبية تصرفاته المريبة
هي من أوقعت الشك بقلبها

تجاهلته كما يتجاهلها فلم تعد تلك الفتاة التي تذوب عشقا عند رؤيته، أمسكت الجوال ستتصل بمرام لتسألها عن أحوالها فاليوم أخبرتها أن عمها مصر على تزويجها بأسرع وقت..!!

بكاء مرام أرعبها سألتها وقلبها يزداد خفقانا: مرام شو فيه

لم ترد بل زادت شهقاتها وبعد ثانيتين أجابت بصوت مبحوح يملؤه البكاء: رواد خلاص راح

ماذا تقصد سألت كطفل صغير يسأل السؤال مع أنه علم الإجابة إلا أنه يود سماع الإجابة التي تعجبه: مرام وين راح

صرخت مرام بكل ما أوتيت من قوة: ريما قتلوه بدم بارد بس والله لأنتقم منهم

ريما بضياع: كيف ومتى مرام جاوبيني انتي وين

مرام بصوت مرتجف: في مشفى ###

رمت الجوال على السرير وجهزت نفسها بسرعة، أخذت جوالها ومحفظتها وخرجت كلمح البرق حتى أنها نسيت الاستئذان من البراء، هتف يوسف وهو يقف أمامها معترضا طريقها: ريما شو فيه

صاحت باضطراب: بدي أروح ع المستشفى هسه

يوسف بقلق: ليه شو فيه

هنا انهمرت دموعها بقوة وهمست ليبتعد عن طريقها: أخو صحبيتي بالمشفى

يوسف باستغراب: ريما ( وعندما استوعب الأمر نظر لها بحزن ) قصدك رواد خلاص تعالي أوصلك بس احكيلي أي مستشفى

ريما ببحة حزينة: مستشفى ####

ركبت معه السيارة مد لها زجاجة ماء لكنها اكتفت بالضغط على أزرار الجوال، لتتصل على
مرام همس لها يوسف مواسيا: ريما سدقيني هو بخير بس انتي هدي نفسك

ريما بتوهان: قتلوه حسبي الله ونعم الوكيل عليهم

يوسف بصدمة: مين قتله صح هو مريض

ريما بقهر محاولة الاتصال بمرام: ما بعرف مين ليه مو راضية ترد يا ربي

تنهد يوسف متمأملًا الطريق الذي أمامه: ريما عندنا وصلنا استهدي بالله

حاولت إخفاء دموعها لكنها لم تستطع شعرت بانقباض في قلبها، فوضعت كفها محاولة تخفيف الألم، وصلوا إلى المشفى فنزلت بسرعة رأت سعاد زوجة عم مرام ودت قتلها لم تنتبه للدموع التي تغشي عينيها، اتجهت نحوها بلا شعور إلا أن هناك يدا أمسكت كفها استدارت ببطء فرأت عمها أحمد سألها بحنية: يا بنتي ليه جاية هون

يوسف بنظرات حزينة: رواد مريض

أحمد بشفقة: مين حكالكوا

حاولت ريما سحب كفها بقوة ونجحت في ذلك وذهبت بسرعة إلى المكان الذي طالما زارت فيه الصغير رواد، سألت عن اسمه فأخبرتها إحدى الممرضات أنه في قسم العناية المركزة ذهبت كالمجنونة، فوجدت صديقتها مرام جالسة على الأرض متكورة في الزواية تبكي، لم تصدق أهذه مرام القوية اتجهت نحوها كطفل تائه وجد أمه أخيرا، هتفت بعدم استيعاب: رواد وينه

لم ترد عليها مرام بل اكتفت دموعها بالانهمار، خرج الطبيب من الغرفة توجه نحوه قلب مرام قبل جسدها، هز الطبيب رأسه بأسف صرخت ريما: شو يعني انتو بتقتلوا الناس وبتعملوا حالكو دكاترة

مرام بهدوء غريب: شكرا يا دكتور

الدكتور بحزن: يا أختي احنا عملنا اللى علينا

ريما ببكاء هستيري: حسبي الله ونعم الوكيل

اقتربت منها مرام: خلاص يا ريما الدكتور مو بايدو شيء والله لأنتقم من كل واحد كان سبب بموته، بطل يهمني شيء بعد رحيل الغالي

ريما بصوت مبحوح: مرام رواد عايش هو لا يمكن يتركني

جاء أحمد عم ريما وهتف باستنكار: شو فيه

الدكتور بشفقة: أخوهم توفى

اقترب أحمد من ابنة أخيه وربت على كتفها مواسيا: يا بنتي هادا مصيرنا كلنا وهو كان مريض من الأول

ريما وهي ترتمي بأحضان عمها: بس هو امبارح ما كان فيه شيء هم قتلوه

مرام بحقد: ما تخافي يا ريما حق رواد هاخده لو الثمن موتي

أحمد بقلق: لا حول ولا قوة الا بالله احكيلي يا بنتي شو فيه

الدكتور بأسى: دكتور أحمد المريض كان فيه جروح وخدوش وكتبنا تقرير

همس أحمد لابنة أخيه: ريما لازم تكوني قوية مشان تواسي صحبيتك

مرام مصطنعة القوة: يا عم ما بدي حدا يواسيني أنا قوية

سعاد التي جاءت الآن: يا بنتي كيف رواد

ريما بغضب: قتلتيه وبتتكلمي ( واتجهت نحوها كالوحش الذي يود الانقضاض على فريسته )

هتفت مرام: سعاد ما الها دخل بأي شيء بالعكس هي دافعت عنو

وفي شقة من شقق أحد الأبراج الواقعة في حي النصر بمدينة غزة شقة الحاجة رحيل يوم الثلاثاء الساعة السابعة مساء




أجهل تلك النبضات التي تطرق قلبي عنوة، أهي اشتياق أم همسة حنين جائرة..!!!




طيفه لم يفارق عقلها لحظة، باغتتها أختها الصغيرة بقبلة ابتسمت لها بمحبة فهتفت الصغيرة: شهودة أبلتنا بالروضة حكت أنا أشتر وحدة

صاح البراء بقلق: مها شو مالها ايدك تعالي نروح على المستشفى أحسن

مها بحدة: مالك خص

البراء بضيق: مها بتعرفي انك سخيفة هو أنا بقدر أضر أغلى ناس على قلبي

حلا وهي تحضن البراء بدلال: بابا مها شريرة أنا ما بحبها

تكلمت الأم الصامتة: من بكرة هأبيع بالسوق

البراء بانزعاج: خالتو كم من مرة حكيتلك أنا هأصرف عليكو

مها بغضب وهي تخفي ألم يدها: أنا هأروح أشتغل وانتي يا ماما اقعدي ببيتك معززة مكرمة، وانت ما بتفهم ما بدنا فلوسك

تنهدت الحاجة رحيل بألم: أنا ما هأسمح لأحد يضركم وانت يا بني كتر الله خيرك أهلك لو عرفوا باللي بصير هيضروا بناتي

البراء بقهر: خالتو لا تكوني ضعيفة

مها تحتضن أمها التي ترتجف وتناظر البراء بحقد: ماما مش ضعيفة هي اللى علمتنا ودافعت عنا لولاها كان كلنا مرميين بالشارع

فاطمة بعصبية: كل هادا بسبب جشعه وأنانيته بتفكروني مو فاهمة، كتير تمنيت أشوفه أحضنه حرمنا من كل شيء الله ينتقم منو، عامل نفسه كريم وكل الناس بتحبو واحنا أقرب الناس لالو وتاركنا مشردين بنشتهي لقمة العيش

دفنت الصغيرة حلا رأسها بصدر البراء لتحتمي من غدر الحياة، مسح على شعرها ونظر للجميع بعتاب ممزوج بالشفقة، صرخت فاطمة ثانية: ليه ساكتين ليه ما تنتقموا من أهله لتكونوا خايفين منو، معنا اللى أقوى منو ومنا

ابتعدت مها عن حضن أمها بخفة واقتربت من فاطمة وصفعتها على وجنتها وحال لسانها يقول " سامحيني يا أختي ليس بيدي حيلة صفعتي ستحميكي من وحوش يتمنون موتنا في كل لحظة "، اغرورقت الدموع بعيون فاطمة وقلدتها بذلك ديما وكأنها بذاك تواسيها: انتو هيك دايما بتخافوا من الحقيقة

شهد بضعف: فاطمة احمدي ربك انا عايشين مع بعض

البراء وقف وحلا لا تزال بحضنه: ما هأنام الليلة الا والكل عارف

صرخت الحاجة رحيل كعصفور يرى أفعى تبتلع صغاره بدم بارد وهو لا يستطيع فعل شيء: بالله عليك يا بني لا تحكي لحدا، الله يخليلك أهلك لا تحرق قلبي بكفي فقدت وحدة من بناتي لا تحرمني من الباقيين

مها اقتربت من البراء وناظرته بحدة: اذا حكيت لحدا ما ترجع هون طيب وانت فاهم قصدي

البراء خاطبها بعيونه معاتبا وهمس لها: سدقيني ما هيقدر يعمل شيء

الحاجة رحيل بوجع: شو الفايدة انو يعرف غير انو هياخد البنات اليوم قبل بكرة

البراء بتحدي: غلطانة الكل هيوقف ضده وأنا أولهم

الحاجة رحيل بأنين خافت: حاولت من قبلك وانت عارف النتيجة

وناظرت شهد بمرارة لن يستطيع أحد قياس مدى ألمها وتضحياتها من أجل زهراتها الست، بالرغم أنها حافظت عليهم بقوة إلا أن هناك زهرة انتزعت منها على غير ارادتها، هتفت مها بحدة: ماما من بكرة أنا هأشتغل في المحل اللى حكيتلك عنو اوك

البراء محاولا السيطرة على أعصابه: انتو مبتفهموش بحكيلكم ما في حدا هيشتغل والله اللي تطلع من البيت لأقص رجلها

مها بعصبية: ما تعمل نفسك راجل علينا اوك روح تمرجل ( وبسخرية مريرة ) على

وضع كفه على فمها مقاطعا كلامها: مها انتو عيلتي وخواتي وأنا لا يمكن أسمح لخواتي يشتغلوا

شهد وهي تضع يدها اليسرى على بطنها بألم وبيدها الأخرى مدت ظرف أبيض صغير لمها: مها خدي هادي وما تشتغلي

صرخت الأم بصدمة مناظرة ابنتها شهد: ليكون هادي الفلوس من زوجك

احمرت عيون البراء من العصبية واقترب من شهد وأسنانه تصتك ببعضها البعض: متى شوفتيه

انكمشت شهد على نفسها وهمست: حلا جابتهم حكتلي واحد أعطاهم لالها

ضربت الأم كفا على كف بحسرة: متى الناس بدها تسيبنا بحالنا

البراء وصدره يعلو ويهبط بسرعة: هالكلب بس أشوفه والله لأخليه يطلق ورجلي على رقبته، بس الحيوان عارف انو احنا مو بايدنا شيء والله ما أسكت بعد اليوم

الحاجة رحيل وهو تضرب على فخذيها بحسرة وندم: الله يوخدني لترتاحوا أنا السبب بكل شيء

احتضنتها مها بكل ما أوتيت من قوة: ماما احنا من غيرك ولا شيء

اقتربت منها بناتها الأربعة واحتضنَّها من كل جانب، بينما حلا نامت منذ فترة في حضن البراء، فلطالما هربت إليه من الرصاصات الغادرة التي تصوبها الحياة نحوها في كل لحظة، تأملهم البراء بابتسامة خفية إنهم أجمل العائلات بنظره تمنى لهم السعادة من كل قلبه وأقسم أنه سيحل المشكلة وسيكون أول قرار إخبار الجميع ولو كان ثمن ذلك أن يحيا حياة تعيسة للأبد..!!!


وفي شقة من شقق أحد الأبراج الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة شقة المصطفى يوم الخميس الساعة الرابعة عصرا



ودعت قلبي كشجرة جوفاء يابسة غادرتها ورقة خريف بالية..!!




نظرت إليه بشفقة وجهه شاحب يرفض الطعام ويصرخ طوال الوقت، وبالليل يهلوس بكوابيس مفزعة فتقرأ عليه بعضا من الآيات القرانية فيهدأ وينام، تنهدت بأسى: مصطفى تعاون مع الشرطة لتنتقم من اللي كانوا السبب

صرخ بعصبية: مالك خص أنا حر ما بدي أتعاون مع حدا وحقي باخده بايدي

آسيا بحنية: بس هادا الشيء من وظيفة الشرطة

مصطفى بسخرية: ليه حكولك أنا جاهل ما بفهم أنا حر، وأنا كم من مرة بدي أحكيلك روحي على بيت أهلك

آسيا بإصرار: ما هأروح على أي مكان هادا بيتي وهبقى فيه

مصطفى وهو يرفع حاجبه ساخرا: أصلا أهلك اللي رموكي ما بدهم إياكي لهيك خايفة تعيشي بالشارع

ابتعلت إهانته وهي تحافظ على هدوئها: أنا ما هأتركك وأنا وابنك هنعيش معك

لاحظت هدوء ملامحه عندما سمع كلمة " ابنك " يبدو أنه أحب الطفل قبل أن يأتي، ساد الصمت لمدة لحظات قبل أن يقطعه صوت طرقات على باب الشقة، وقف كالملسوع وذهب ليفتح الباب استغربت آسيا من ردة فعله اقتربت منه وهي تمد له بلوزته ليرتديها ساعدته في ارتدائها وذهب ليفتح الباب وهو يضغط على عينيه بقوة وتكلم بحدة: اقعدي هانا لعند ما اجي يا ويلك لو لحقتيني اوك، ما تخافي بعرف طريقي منيح

أوجست خيفة من كلامه هل هناك ما يخفيه عنها سخرت من نفسها، وهل هناك ما تعرفه عنه أصلاً، تنهدت بارتياح عندما سمعت صوت عمتها إيمان ذهبت نحوها وصافحتها ببرود لكن تيك ضمتها لصدرها وهمست: الله يحفظك يا بنتي بجد مو عارفة شو أحكيلك شكرا على معاملتك الطيبة لابني

ابتسمت آسيا ببرود: هادا واجبي يا عمتي لا تقلقي ابنك بعيوني

مصطفى بتثاقل: أنا رايح أنام

اتجهت آسيا نحوه تحت نظرات إيمان المراقبة وهمست لمصطفى: عيب هسه أمك بتزعل وانت متى صحيت لتنام

التزم الصمت وذهب لغرفته بمساعدة آسيا إنه يعتمد عليها بشكل كلي، لم تتذمر آسيا ولو للحظة بل تفعل كل شيء عن طيب خاطر رغم حملها المتعب، أجلسته على السرير وهمست: محتاج شيء مشان بدي أروح أقعد مع أمك عيب أخليها لحالها

مصطفى بملامح جامدة: بديش حاجة بس طيبتك الزايدة هدمرك لا تكوني مغفلة مو كل واحد ببتسم لالك كويس حتى لو كان أقرب الناس لالك

تفاجأت من كلماته ناظرته بعدم استيعاب ومن ثم خرجت من دون ولا كلمة، متأكدة أنه يقصد أحدا ما في كلامه جلست مقابلا لعمتها وطيف أمها راودها بهذه اللحظة، تمنت لو كانت معها لخففت عنها لم تتوقع أن والدها سيكذبها ويصدق الجميع وفارسها الذي تعشقه يتركها مذلولة من أجل أناس تافهة، حمدت ربها على كل شيء واصطنعت ابتسامة وهي تستمع لعمتها: يا عمتي هو بس مضايق مشان اللى صار سدقيني كلها فترة ويرجع أحسن من قبل

إيمان بحزن: الله يسمع منك يا بنتي بجد أنا بشكرك كتير والله انك جوهرة ويا ريت مصطفى يقدر هالشيء، وسدقيني ربنا هيديكي على قد نيتك

آسيا برضا: الحمد الله على كل شيء

إيمان بفخر: كل اللى تكلموا عليكي خزيتهم في عينهم وكذبتهم قدام الكل خاصة قريبتنا اللى ابتلت عليكي لما كنا بالمستشفى، زعقتلها وخليتها تتأسف قدام الكل وهتجي تتأسف لالك بكرة ان شاء الله، وسدقيني يا بنتي الكل عارف انك بريئة بس الله على الظالم وأبوكي مصيره يعرف انك مظلومة

آسيا بمرارة: هسه عرفتي إني بريئة..!!
( وأكملت بألم ) ع فكرة كل اللي حكوا عني
يا عمتي الله هياخد حقي منهم في الدنيا قبل الاخرة وأبويا عارف اني بريئة بس ما بدو مشاكل مع أعمامي

إيمان بانفعال: لا والله كنت متأكدة من الأول انك بريئة، وأبوكي مشان إخوانه يظلم بنته شو هالأبو

آسيا بقلب محروق: أبويا مو بايدو شيء حكولوا القصة وجابوا أدلة كلها كذب ويا عمة لا تنسي ابنك السبب

إيمان بوجع: بس بنت عمك وأمها اللى حكت لمصطفى وحكوا كمان لكل عيلتنا بيوم عرسك

هزت رأسها آسيا معارضة كلامها: لا مصطفى افترى عليا بدون سبب وبنت عمي استغلت قصة انو هو ضدي أصلا لو هو كويس لكان تأكد هالكلام صح ولا غلط قبل ما يتهمني ويشوه صورتي عند أهلي، والحق عليكو اللى جوزتوه بالغصب

جاءها صوته الغاضب: ما عاش اللى يغصبني على شيء وأنا تجوزتك برضاي وانتي كنتي من اختياري





انتهت الآهة





ما هي توقعاااتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود

~FANANAH~ 23-08-16 06:30 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
أشكر كل المتابعين الذين يتفاعلون معي بتعليقاتهم الجميلة وأتمنى لهم التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، لا تحرمونا من ردودكم وانتقاداتكم فهي التي تسعى بي نحو الأفضل، والآن أترككم مع الآهة الثامنة من الوتر الثاني أتمنى أن تنال على إعجابكم، لا تحرمونا من توقعاتكم فمهما كانت فهي تسعدني وتشحن همتي نحو الكتابة ^_^




~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~



لا أحلل ولا أبيح من ينقل الرواية بدون ذكر اسمي

الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا




&&الوتر الثاني&&
&&الآهة الثامنة&&
&&لقاء الأحبة&&





وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في منزل أبو جهاد يوم الخميس الساعة الخامسة عصراً

عقد حاجبيه بضيق أيعيد الزمن نفسه أم ماذا، رذاذ الشك رطَّب قلبه وطار به نحو الماضي البعيد، ألم يعلم أن الله يمهل ولا يهمل والظالم سينال عقابه ولو بعد حين، نظر لزوجته بقلق مبالغ فيه: من عقلك انتي بتحكي

وكأن البرود غلف قلبها بغلاف يصعب كسره: سدقني ما هيعمل شيء بس بدو يستر على بناته خايف ما حدا يتجوزهم

يا لها من بلهاء تكذب الشيء وتصدقه بمنتهى السهولة، نظراته الحادة لم تخفها تنهد بتفكير: هو مو ناوي خير وليه ماهر بالذات أنا متأكد انو بيعرف كل شيء

نسجت كلماتها لتصطف بثقة لا حدود لها: لا عارف ولا شيء أصلا اختار ماهر لأنو صغير وما هيعارضو بالزواج من بنتو

ناظرها بحنق لا يعلم من أين لها هذه الثقة الكبيرة: بكفي تخاريف الكل بيتمنى يتجوز من بنات الصقر

مريم بسخرية: خايف على سمعته لأنو أمها لأسيل ماتت فأبوها بدو يتخلص منها فزوجها من غير عرس، لأنو ما بدو حدا من الناس يعرف انو الو أولاد من زوجته التانية اللى كان تاركها
وهسه سافر في صفقة عمل لؤي حكالي

تأمل الفراغ لبرهة وبشرود أجاب: سافر هسه لأنو هادا جزء من خطته، بس اللي محيرني ليه زوج بنته وهي صغيرة وبهالوقت بالذات

مريم باستياء: بحكيلك ما بدو حدا يعرف انو عندو أولاد من زوجته التانية أصلا الكل ما بيعرف انو متزوج تنتين

هز أبو جهاد رأسه بأسى: مبرر سخيف ومالو أساس من الصحة يا دكتورة هسه لما نعمل عرس الكل هيعرف انها بنت الصقر، وبنته على حسب كلام دعاء صغيرة عمرها تنعش، حسبي الله ونعم الوكيل ع القاضي كيف زوجها وحتى ماهر كان ما معه أوراقه كاملة لما كتب كتابه

مريم بحسرة: هو ما كان بدو يعمل عرس وأكيد استعان بواحد من المحاميين ودفعلوا مبلغ محترم مشان يزوج بنته، الناس همها بس الفلوس صحيح سمعت انو سكن بغزة عندنا بحي الرمال يعني ترك خانيونس

أبو جهاد متفرسا ملامح زوجته: لهدرجة مهتمة بأخباره

نجحت مريم بإخفاء ارتباكها وأظهرت اللامبالاة: لا مهتمة ولا شيء سمعت بالصدفة بس الشيء اللى محيرني كيف الصقر مشهور وأمها لأسيل وأولادها ما كان ببعرفوا عنو شيء

أبو جهاد بتهكم: وليه ما تكون أمها عارفة بس خبت هالشيء عن أولادها

مريم بانزعاج: لا حول ولا قوة إلا بالله خليني أشوف ماما أحسن من هالكلام اللى ما هيغير شيء

أبو جهاد بتحذير: مريم بديش مشاكل مع أي حدا خلي العرس يخلص، أنا عزمت أهل أبوها

مريم بهدوء: الكل بيعرف انو الصقر متبري من أبوه لتكون عزمته

أبو جهاد بشرود: لا ما عزمته بدك الناس تتشمت فيني يحكولي عازم واحد سكير

مريم بسخرية: سبحان الله الصقر ما بخلي حدا يتشمت فيه تبرى من أبوه لكن ولا واحد بلومه

أبو جهاد بحدة: واحد زي هادا لازم الكل يحترمه وين كان وكيف صار، بس اللى خلاه ينزل من عيني انو زوج بنته وهي لساتها صغيرة وكان تارك زوجته تعاني لوحدها

توترت مريم من نظرات زوجها ماذا يقصد بكلامه أيقول أن الصقر جيد ويستحق الأفضل هتفت بغضب لتداري توترها: لا والله أنا بتمنى يموت اليوم قبل بكرة، بدي أروح عند ماما أحسن

تتبع أبو جهاد بنظراته زوجته التي خرجت غاضبة وفكر بعقل مشوش تمنى لو يعلم ما يدور في عقل الصقر، كيف يزوج ابنته وهي صغيرة ما موقفه من الناس عندما يعلموا بذلك، وصلته رسالة على جواله قرأها بصوت خافت
"المحامي أبو جهاد مبارك زواج ابنك وسأكون أول الحاضرين بإذن الله، وسيكون الثمن غالياً إن أخبرتم الناس عن عمر أسيل الحقيقيً التوقيع: الصقر" لا يعلم لما أصابته نوبة ضحك غير متوقعة لقد أُنجزت المهمة من قبل زوجته التي أخبرت الجميع أن أسيل في الصف العاشر، وأنها تذهب للمدرسة الاعدادية لظروف خاصة مرت بها وجعلتها تترك المدرسة لمدة ثلاث سنوات، لكن السؤال هنا هل ملامح الصغيرة ستكشف كل شيء أم أن طولها وأدوات التزيين سيشفعون لها..؟!!

~FANANAH~ 23-08-16 11:25 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في منزل أبو الأمير


أو ليس للغياب ثقب نرى به الغائبون ل نطمئن وحسب..!!



بكت أسيل بمرارة: بدي أشوف اخواني وينهم

مسحت الجدة على شعرها إنها صاحبة الصوت نفسه البحة المميزة يا ليتها ترى لتمتع ناظريها بإنسانة حرمت منها بغير ذنب، همست بحنية: يا بنتي هتشوفيهم ما تعيطي

متى ستراهم أيكون اللقاء بالأحلام لم تستوعب شيئا مما يحصل، فجأة تستيقظ وترى نفسها في حضن إنسانة أخبروها أنها جدتها، جفت دموعها من كثرة البكاء لأول مرة تشعر بالأمان في حضن امرأة غير والدتها الراحلة، همست بشرود: جدة وين بابا ليه عمل هيك

دمعت عيون الجدة لكلمة حفيدتها وكأن الزمن يعيد نفسه ولكن بطريقة أخرى، هل سينفذ ابنها ما خطط له: حبيبتي أبوكي بحبك وعمل هيك لمصلحتك

أشياء تتراكم في أعماق القلب، إن فتحنا لها مجالاً للبوح، ستمطر من العين قبل أن تترجم بالكلمات..!!

أغمضت عينيها وبشدة وشهقاتها تعلو شيئا فشيئا: مصلحتي وين المصلحة بهالزواج وليه حرمني من اخواني، اخواني اللي ضحيت بكل شيء مشانهم، جدة بابا تركنا من واحنا صغار نعاني مع ماما يا ما حلمت أنادي كلمة بابا زي كل البنات، الكل كان يتهم ماما انها هربت من أهلها مشان بابا ولا واحد كان يحبنا لقمة العيش ما تهنينا عليها، وبابا كان عايش حياته وهو صاحب شركة كبيرة احكيلي شو بضره لو خلانا نعيش زي الناس الباقية، كتير كنت أسأل ماما عنو ما كانت تجاوب بس عقلي كان يبرر تصرفاتو كنت بفكر انو مسجون أو شيء هيكا، لما كنا عايشين بشقة قبل ما نسكن بالحارة كان بابا يزورنا مرة بالشهر لعند ما صار عمري ست سنين كان يجيبلي هدايا، كنت وقتها صغيرة بفكر الهدايا هتغنيني عن وجوده ( ارتجف جسدها بقوة وهي تكمل ) ما كنت بعرف انو هو كل شيء، بدي بابا اللى كان بحبني بديش منو هدايا بس بدي يحضني ويحكيلي انو أنا بنتو وأغلى شيء عندو، ( بدا عقلها الصغير استرجاع ذكريات الماضي ) كل ما يعملوا تكريم للأوائل كنت بتمنى أشوف بابا، لما اخواني يعملوا مشاكل كنت بتمناه يكون جنبنا، كتير بالليل كنت أعيط وأناديه لأني عارف هو سندي وكل شيء بالنسبة لالي كانت أحلامي كبيرة يا جدة بتعرفي ليه لأني كنت أتخيل بابا أحن أب بالدنيا

تألمت الجدة لقول حفيدتها ولامت بذاك ولدها: حبيبتي أبوكي حنون كتير وسدقيني سابكم لاسباب قوية لا تلوميه يا بنتي

أسيل ابتعدت عن صدر جدتها بسرعة وتكلمت بعدم تصديق: جدة بعد كل اللى صار بدك إياني ما ألومه، يا ريته تركنا لأخر الحياة مشان صورته الحلوة ببالي ما تتغير

وأشاحت وجهها بأسى: الله ابتلاني بأبو قاسي كيف يزوجني وأنا بهالعمر

مدت جدتها يدها باحثة عن حفيدتها تأملت أسيل جدتها بعينين دامعة عندما رأت دموعها التي تنهمر على وجنتيها، سألت بعفوية وهي تمد كفيها إلى جدتها لتريحها من عملية البحث عنها: جدة كيف ابنك شرير وانتي طيبة

وكأنها تحولت لقطة عنيفة هتفت بغضب: يا بنتي أبوكي مش شرير ( هدأت ملامحها مكملة بحزن ) أبوكي حنون بس الدنيا بدها الواحد يكون هيك وأبوكي عند حقو بصير واحد تاني

أسيل بضياع: من حقو يتركنا

همست الجدة بشرود: يا بنتي انتي مو فاهمة قصدي

أسيل بقلب مجروح: ما في سبب بالدنيا بيشفعلوا انو يتركنا

الجدة بقلب محروق: ولا حتى موت أغلى الناس على قلبو
وفي نفس المنزل على بعد عدة أمتار قليلة في إحدى الغرف المطلية باللون الوردي، والستائر الذهبية برونقها الجذاب تضفى للغرفة منظرا رائعا، والسرير الوردي الذي تحتضنه العديد من الدباديب الملونة، و الدولاب الوردي المقابل له، يوحي للناظر أن مالك الغرفة أنثى



الصمت صديقها منذ يومين فالصدمة كانت كبيرة، تمنت رؤية والدها ستعاتبه فالعتاب
يكون على قدر المحبة، أخت يا لهذه الكلمة التي طالما أخفتها بين طيات الورق وحنايا السطور، ودت لو تعبر عن فرحتها لكن هناك
ما يمنعها فلا يمكن أن تنظر إليها أتراه السبب غرورها أم إحساسها أن كل شيء سراب، وقفت بتثاقل تريد أن تخطف نظرة لها وفجأة رأت الأمير أمامها وجهت إليه نظرات مستنكرة وهمست: متى جيت

وزع الأمير نظراته بأرجاء الغرفة وكأنه يراها لأول مرة، أمسكت لميس يده باستياء: عنجد هادي أختنا بكرهـ

لم تكمل كلمتها فقلبها منعها، ابتسامة خفية زارت الأمير فبعثر شعرها بمشاكسة مناقضا لشخصيته: أحلى منك

لميس بغيظ: نعم نعم أنا أحلى منها وكمان أشتر منها

الأمير بسخرية: والدليل انها هتتجوز قبلك

لميس بحنق: تتجوز ما بتفرق معي أصلا حرام لساتها صغيرة يا ريت بابا موجود كان منعت هالزواج يصير

الأمير بتهكم: شو رأيك نخطبلك عناد

لميس بهدوء: ما بدي إياه

الأمير بجمود: مو بكيفك يختي

لميس وهي تجاهد في إخفاء دموعها: عناد بيتسلى فيني صح وهو ما بحبني

عقد الأمير حاجبيه: لميس فيه شيء

لميس ارتمت بحضن الأمير بقوة: الأمير أنا امبارح شفت جوال عناد شفته بكلم بنات

الأمير عض على شفته السفلى بغضب: متي شفتيهم وشو شفتي بالزبط

لميس بقهر: ما شفت شيء بس شفت أسماءهم
تنهد الأمير بارتياح وهمس: تاني مرة ما تلعبي بجوال حدا

لميس بعصبية: هو حقير كان بيستغلني وكيف انت بتسمح لالو يكلمني

الأمير بحدة: ما بيستغلك وانتي من متى بتكلميه ان شاء الله

لميس باستنكار: من زمان وكلكو بتعرفوا بهالشيء

الأمير بضيق: ما تكلميه بعد اليوم اوك والبسي شالة على المدرسة من اليوم ورايح، انتي كبيرة هي أسيل قدك ويومين وهتتجوز

لم تجد ما كانت ترنو إليه فكلامه لم يعجبها، هزت رأسها بعدما ابتعدت عن حضنه وذهبت إلى غرفة جدتها، لكنه استوقفها: لميس عاملي أسيل كويس هي أختك لحالك لا تخلي الشيطان يفرق بينكو

لميس بنرفزة: أختي لحالي يعني مو أختك انت الأمير انت بتقدر تقنع بابا، لا تخليه يجوزها حرام والله صغيرة

الأمير بغموض: لميس كيف بدك إياني أتراجع بكلامي

لميس بعدم فهم: الأمير صح أنا ما حبيتها من أول ما شفتها لكن حرام تتجوز وهي صغيرة

الأمير بهدوء: أسيل مو صغيرة ولا تنسي انها كانت مسؤولة عن عيلتها لأنو أمها كانت مريضة

لميس بحنق: حتى ولو انتو دفنتوا أحلامها بهالزواج لو أنا مكانها بهرب من البيت

صمت الأمير لوهلة واقترب من لميس واضعاً ورقة في كفها وخرج على عجلة فتحت الورقة بتوجس، اعتلت ابتسامة جميلة محياها وكأنها نسيت كل وعودها التي عاهدت نفسها على تنفيذها..!!

~FANANAH~ 23-08-16 11:28 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
جرًعة صَبر وَ رِضـاً بالقدَر ھِيَ كُلُ ما نحتاجُه ھذِه الأيـَام



احتضنتها بمحبة فكيف لنا أن ننسى أناسا حياتنا بدونهم لا شيئا: حبيبتي انتي بالغة وعاقلة والعمر مو مهم لتستوعبي اللي حكيتلك إياه، أنا واثقة من انك عاقلة وبتقدري تتحملي المسؤولية يا بنتي الشب منيح خليت ابني يسأل عنو وسدقيني ليصونك، بس انتي نفذي اللي حكيتلك إياه

هزت أسيل رأسها ووجنتاها موردة فكلام عمتها أخجلها: عمتو بس خايفة لأنو الشب حسيته مغصوب

مسحت أم فارس على شعر ابنة أخيها وملامحها تنطق بالجدية: حبيبتي ما في شيء اسمه مغصوب وانتي بتصرفاتك بتخليه يحبك ويعشقك كمان، لا تعانديه مع انو هالصفة متوارثة بعيلتكو

ارتسمت ابتسامة على ثغر أسيل محاربة بذاك دموعها، لم تكن تعلم أن هناك أناس طيبة مثل جدتها وعمتها، يومين فقط ومحبتهم توجت عرش قلبها فعمتها بأسلوبها الجذاب أشعرتها أن الدنيا لم تتجرد من الأمان بعد: عمتو أنا مو عنيدة

هزت العمة رأسها بحنان: الله يسعدك يا بنتي لا تفكري انك متجوزة غصب أو جوزك مغصوب عليكي لأنك هتكرهي الزواج كلو وهتعيشي تعيسة، ياما ناس انغصبوا على الزواج لكن حياتهم كانت بتجنن لأنهم ما خلوا طريقة زواجهم تأثر على حياتهم الزوجية، لعاشر مرة بحكيلك أي شيء بصير فبيتك لا تحكيه لأي بنت ولا حتي أقرب الناس لالك هادا أسرار بينك وبين جوزك، صحيح ببداية الزواج هتتغلبي شوي لأنو عاداتكو بتختلف عن بعض، لكن هتتأقلمي بسرعة وأنا عارفك ذكية ومو محتاجة حدا يعدل عليكي، يا بنتي تصرفي بحرية يعني لا تعملي نفسك راجل البيت وانك مسؤولة عن كل شيء لا هادي من وظيفة زوجك وانتي شاركيه بهالشيء لكن بحدود، وحماتك يا بنتي اسمعي كلامها وإياكي ثم إياكي تحكي لزوجك أمك عملت كذا وكذا، لأنو هيصير يكرهك ولما يجي ع البيت ابتسمي بوجهو وحسسيه انو هو كل شيء بالنسبة لالك

أسيل مناظرة جدتها النائمة بجانبها: عمة صحيح اني فقدت كتير ناس بحبها لكن وجودك انتي وجدتي خلاني أحب الحياة بتمنى انكو ما تتركوني

مسحت عمتها على خدها بحنية: حبيتي لا يمكن نتركك وأختك عسل وسدقيني هتحبك أكتر منا ياما كانت تحكيلي نفسها يكون لالها أخت، واخوانك كمان شوية جايين

أسيل بعدم تصديق: جدد متى أصلا هم وين كانوا

فرحت العمة لسعادة أسيل: يعني ساعة ويكونوا هون، كانوا بخانيونس

أسيل بأسى: وليه راحوا هناك ومدارسهم

العمة بهدوء: عادي من يوم السبت بروحوا ع المدرسة

أسيل بتفهم فيبدو أن عمتها تخفي عنها شيء يخص والدها فتصرفات جدتها وعمتها وبعض نظراتهم وأقولهم الغريبة بعثت الريبة لقلبها:
يالله اشتقتلهم كتير

باغتتها العمة بسؤال: يا بنتي شفتي أم زوجك

أسيل معارضة كلامها: لا ما شفتها بس شفت دعاء سلفتي

لميس بسخرية: ما شاء الله في القصة سلفة كمان

اعتلى الجمود ملامح أسيل فاقتربت لميس من عمتها وقبلتها على خدها: كيفك عمتو أم فارس وكيف نانا ليه ما اجت معك

أم فارس باستياء: عندها امتحانات وانتي ليه ما جيتي تسلمي عليا

لميس بتهكم: كنتي بتحكي مع بنت أخوكي ونسيانا

أم فارس بحدة: لميس احترمي أختك الأكبر منك
لميس بدهشة مصطنعة: بجد أختي صدمتيني يا عمتو

واقتربت من أسيل ومدت كفها لتصافحها ترددت أسيل بالسلام في البداية، لكن ثوانٍ ومدت كفها ببرود فتفاجأت بلميس تسحب يدها بتأفف: ناس بيئة شوفتي يا عمتو كيف ايدها

انصدم الجميع من ردة فعلها ( فأكملت بقهر ): مو عارفة كيف رضي الشب يوخدها

صاحت أم فارس بغضب وهي تخفي ابتسامتها: لميس احترمي نفسك طيب بكفي مسخرة

لميس بحنق: عمتو كيف بدك إياني أئابل الناس بعد هادا اللي صار

أسيل متجاهلة كل المشاعر التي تعصف بقلبها الجريح: مو لازم تقابلي حدا

لا تثقوا بالوجه الأول للانسان فغالبا خلف كل وجه عدة وجوه يبدأ ظهورها حسب المواقف..!!
لميس بعصبية: وانتي شو خصك

أسيل ببرود متأملة لميس يا رباه لأول مرة تلاحظ الشبه بينهما وكأنها ترى صورتها أمامها، ما أكثر الأشياء التي نلاحظها بعد معرفتنا بأنها تخصنا: الي خص ونص

جلست لميس بجانب عمتها أم فارس ولم تتكلم بل اكتفت بالنظر إلى الظرف الذي بجانبها، وكأن أسيل علمت بما يحوي بخاطرها: يا حلوة هالكتب لالي أنا يعني ما هتقريهم

ابتسمت أم فارس بصدق لم تتوقع أن يكون اللقاء بهذه البساطة: لما تتجوز بجيبلها متلهن

لميس بدلال: أنا ما بدي أتجوز لساتني صغيرة

أسيل بعفوية: ليه ما تلبسي شالة الحجاب فرض علينا لازم تلبسيه حتى لو كنتي صغيرة يعني هسه بدك تقنعيني انك مو مكلفة

قاطعت أم فارس لميس بابتسامة التي ودت أن تتكلم: أكيد لميس الأمورة من يوم السبت هتبدأ تلبس شالة صح

لميس بعناد: لا مو صح

أم فارس باستنكار: لميس شو هالكلام

صمتت لميس هي تود بهذه الخطوة منذ زمن خاصة بالفترة الأخيرة، ولكن التحرر الذي أهداه إياها والدها يمنعها من هذا، وكأن أسيل شعرت بترددها هل هو إحساس الأخوة أم ماذا: الحجاب بيحفظ المسلمة من الذئاب البشرية مستغربة كيف وحدة حلوة زيك ما بتلبس حجاب انتي ملكة والملكة ما بتخلي حدا يشوفها

أعجبت أم فارس بكلام أسيل لكن لميس لم يعجبها أن تُقدم لها نصيحة من قبل أسيل: هاتي من القران دليل انو الحجاب فرض، أنا الحمد الله بصلي وبصوم

أسيل بابتسامة وقد أعجبها الحوار فأجمل فترات حياتها قضتها في إحدى المساجد القريبة من منزلهم فتعلمت الكثير عن دينها: لو أنا حكيتلك بدي شهادتك للصف السادس أو تقرير انك خلصتي المرحلة الابتدائية أو هاتي اثبات انك مؤهلة لتفوتي المدرسة الاعدادية شو بتفهمي

أبت أم فارس أن تتدخل فهي مستمتعة بهذا النقاش الذي يدور بينهما، لميس باستنكار: شوف أنا وين وانتي وين جاوبي على سؤالي مو تسأليني سؤال تاني

اتسعت ابتسامة أسيل: جاوبي على سؤالي لأجاوبك

لميس بنرفزة: بتفكريني غبية أكيد بفهم انو أجيب شهادة صف سادس

ابتسمت أسيل بانتشاء: بالزبط وربنا ذكر بالقران ثلاث مصطلحات فرض فيهن الحجاب

لميس وقد جذب الموضوع اهتمامها وكأن الغشاوة التي على قلبها أُزيلت: جد وين

أسيل بحماس وكأنها انتظرت هذه اللحظة منذ زمن: وصف اللبس الساتر للمرأة بـ (الحجاب، والجلباب، والخمار) وفي آيات بتدل على هيك
قال تعالى (وليضربن بخمرهن على جيوبهن)، وقال في الثانية (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن)، وقال في الثالثة (وإذا سألتموهن متاعا فأسالوهن من وراء حجاب) ألا يدل هذا على تستر المرأة؟

لميس بدهشة: انتي حافظة القران

هزت أسيل رأسها أن لا: خليني أشرحلك شو معناهم فالخمار هو ثوب تغطي به المرأة رأسها، والضرب على الجيوب يعني أن ترخيه ليستر الرقبة والصدر، والجلباب هو قميص واسع طويل له أكمام وغطاء للرأس وهو من الملابس الشائعة بالمغرب، أما الحجاب فهو الساتر.

لميس بتفكير: يعني لازم الحجاب انتى من وين لالك كل هالمعلومات

أسيل بابتسامة هادئة: من معلمة مسجدنا الله يجزيها الخير كانت دايما تعطينا دروس

أم فارس باعجاب: انتى بتروحي ع المسجد

أسيل بحزن: كنت أروح بس السنة هادي مشان ماما كانت مريضة مكنتش أروح

والتفتت للميس وكأنها تذكرت شيئا: صحيح وين أمك

لميس بعصبية غير مبررة: انتي شو خصك بماما
صمتت أسيل واعتلى الجمود ملامحها فأكملت لميس بصوت متهدج: ماتت من غير ما أشوفها

أسيل بحزن على حال لميس: اسفة مكنتش بعرف وأنا متلك يتيمة

هبت لميس واقفة لتفتح الباب فسألت أسيل بتلقائية: لميس البسي حجابك

ترددت لميس بتلبية طلب أختها وبالنهاية قررت ألا تلبيه وأن تلبي نداء قلبها النقي وذهبت الى غرفتها وارتدت حجابها الصلاة، فتحت الباب فوجدت عناد وبرفقته ثلاث أطفال إحداهم يحتضنه إلى صدره، كادت أن تسلم عليه لكنها تذكرت وعودها فسريعا ذكرها الشيطان بتلك الرسالة وزين لها الصورة لفعل الحرام، لكنها وبنفس اللحظة تذكرت الكتاب الذي قرأته بالبارحة فأفسحت المجال لعناد أن يدخل نظر لها عناد باعجاب لأول مرة يراها بالحجاب همَّ ان يتكلم إلا أن لميس هتفت " عمتو عناد ابن عمو اجا " اقترب منها عناد فابتعدت هي وتكلمت بجمود: تفضل عمتو أم فارس جوه لو بدك تفوت
استغرب من ردة فعلها دخل بهدوء وصافح عمته، وزع نظراته بين أسيل ولميس إنهن متشابهات وخاصة عند ارتدائهن الحجاب، ارتمى مؤيد بأحضان أسيل بينما مهند اكتفى بالسلام على عمته وجلس بجانب لميس غمز لها: وطلعتي أختي بتعرفي كنت بدي أزبطك

رفعت لميس حاجبيها باستغراب: شو هالألفاظ

تنهد مهند مقلدا الكبار بكلامه: لعيونك بنعدلهم

عناد الذي تابع الموقف منذ البداية: مهند اعقل وسيبك من البنت

مهند بتهكم: أختي وأنا حر

عناد بحدة: مهند احترم نفسك طيب

لميس بصوت خافت: بس انت تحترم نفسك

مهند بقلة حيلة: لو بدك بربيلك إياه

عناد رفع حاجبه الأيسر: تربي مين يا حبيبي

مهند وهو يوزع نظراته بين الجميع: أربيك انت

أم فارس باستنكار: اهدوا وانت يا عناد ما تلاحق ولد صغير

همست لميس لمهند بصوت خافت: مهند مين بتحب أكتر أسيل ولا أنا

مهند بلامبالاة: ولا وحدة

مؤيد بحماس: بابا حكى يوم عرس أسيل هيشتريلي عجلة كوبرا

مهند بسخرية: غبي فرحان مشان عجلة

أسيل باستنكار ونسيت أن عناد موجود فكلام مهند استفزها: شف شف كنا وين وصرنا وين مين اللى عمل زمان مشاكل مشان العجلة

مهند باستغباء: انتي بتكلمي بمين

رمقته أسيل بطرف عينها: بكلم بخيالي

عناد بهدوء: صحيح مبارك يا بنت العم زواجك

أسيل بهمس: الله يبارك فيك

غمز عناد للميس: عقبال عندك يا ميمي

لميس بجمود: اسمي لميس اوك

صمت عناد وهو يتمنى أن يعلم سبب عصبية لميس، وقفت أسيل وقررت أن تنفذ ما خططت له: عمتو عن اذنك أنا رايحة على الغرفة لأرتاح

وكما توقعت بمجرد أن مشت عدة خطوات بسيطة، شعرت بأقدام شخص خلفها، وقفت ثم استدارت للخلف لم تتوقع رؤيته همست بدون تصديق: أدهم

وبهذه اللحظة ظهرت لميس ونظرت لأدهم باستهجان: صح انت كنت مسافر

خرج بسرعة عند رؤيته للميس هتفت لميس بتأفف: غبي

أسيل بجمود: لميس اللى برى شو بقربلك

لميس باستغراب: قصدك عناد ابن عمي

أسيل بحدة: اسمو سالم مش عناد

لميس باهتمام: انت بتعرفيه من قبل

أسيل باستياء: لا ما بعرفو بس شفته كم من مرة مع أدهم

لميس بنظرة غريبة تأملت أسيل: تعالي أحكيلك شيء بس ما تحكي لحدا

ذهبن إلى غرفة لميس ناظرتها أسيل باعجاب: بتعرفي غرفتك حلوة

لميس بمرح: عيونك الحلوة

وأكملت بحنق: بدي أحكيلك شيء بس يا ويلك لو تدحكي

أسيل بابتسامة وهي ترتمي على السرير: احكي يا مغرورة

لوت لميس بوزها: مو مغرورة بتعرفي من أول ما شفتك كنت بكرهك

أسيل بغمزة: شعور متبادل

لميس بعصبية مصطنعة: يا دبة في حدا بيكرهني

أسيل بسخرية: أكيد كتير

جلست لميس بجانب أسيل وضربتها على كتفها: غبية يختي الكل بحبني عمرك تمنيتي يكون لالك أخت

اصطنعت أسيل التفكير: بصراحة لا شو بدي بأخت غير وجع الراس كل يوم هنتقاتل زي درة ونفيسة

لميس بحماس: ولهادا السبب أنا كنت بتمنى يكون عندي أخت

وأكملت باستغباء: قصدك انك ما بتحبيني

أسيل بضحكة: الحمد الله ع السلامة بصراحة صدمتيني انتي الاولى على المدرسة معقول

لميس وهي تتذكر شيئا: لازم أمنع هالزواج بأي طريقة مشان نعمل أكشن بالمدرسة أنا وإياكي ونبين للكل انا بنكره بعض

أسيل بتسلية: بس احنا بنكره بعض بجد ولا ناسية

لميس بحنق: يالله انتي مستفزة خلاص بديش أساعدك يا رب يكون عرسك بكرة

أسيل باستنكار: مغيورة لأني خطبت قبلك

لميس وهي ترفع حاجبيها: تؤ تؤ تؤ يا حلوة ليه أغار أنا بس آشر الكل بيجي يخطبني أنا بنت الصقر

أسيل بابتسامة وهي ترفع حاجبها: كنت بفكرك بنت النسر

لميس وهي تتذكر شيئا: صحيح بالمدرسة لازم تبيني للكل انك بنت الصقر بحق وحقيقة يعني بنات هالمدرسة ما بيعرفوكي كتير، فلهيك من يوم السبت تكبري عليهم وبدنا نصير نلبس زي بعض

ابتعلت أسيل نظراتها الماكرة وهمست: من تواضع لله رفعه يا حبيبتي لو كنت بنت الوزير ما هتكبر أخرتنا تراب

لميس رفعت كتفيها بلامبالاة: براحتك

باغتتها أسيل بسؤال: لميس بتعرفي استغربت ردة فعلك بصراحة ما توقعتك طيبة هيك

لميس بضحكة شريرة وهي تدغدغ أسيل: أنا شريرة كتير بس ما بينت على حقيقتي

أسيل وهي تبعد لميس بضحكة: خلاص بيكفي يا هبلة

لميس بشرود: يا ريت تيتا بتشوف لكان فرحت كتير

صمت ساد للحظات قطعته لميس بالبكاء بصوت عالٍ، اقتربت منها أسيل وقلبها يخفق وهمست: حبيبتي ليه بتعيطي

زادت شهقاتها وهي تضع كفيها على وجهها احتضنتها أسيل بقلق: لميس شو فيه

علت ضحكة لميس بالأرجاء: كيف وأخليكي تخافي عليا

أسيل بعدم استيعاب: بتعرفي انك سخيفة

لميس بغمزة: بضلني أختك

: أسيل تعالي دقيقة عريسك بدو يشوفك

~FANANAH~ 23-08-16 11:29 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي أحد البيوت الواقعة في حي الجنينة بمدينة رفح في منزل أبو فارس



هناك من يعالجون أوجاع قلوبهم بالصمت وهناك من يحاولون نسيان أوجاعهم بكثرة الكلام


نظر لها بعينين يملؤها القهر: هيا بكفي مسخرة هاتي الجوال

هيا بهدوء: جوالي وأنا حرة

صرخ بعصبية: بحكيلك بس ساعة

مدته له بهدوء مبالغ وما كاد أن يأخذه حتى التقطه شخص آخر، استدار للخلف بسرعة فعض على شفته بقهر عندما رأى الفاعل بينما ذاك رفع حاجبيه بتلاعب: يا راجل شو بدك بالجوال

هيا باستياء: فارس هات جوالي

فارس بحدة وهو يعطيه لها: يا ويلك لو أعطيتي كمال جوالك خليه يدرس

صمت كمال وهمَّ بالخروج لكن فارس هتف باستغراب: صحيح ليه بتعمل مشكلة مع وليد

كمال بغضب: أكيد الحيوان شكالك اه ضربته لعند ما قلت العيد بكرة مشان يعرف انو ما عاش اللي يغلط عليَّا

فارس بتهكم: وشو الحيوان عامل باللهي

كمال بعصبية: بيسب عليَّا وعلى أصحابي ولما ضربته بحكيلي لأحكي لفارس بيعرفش انك أصلا هتحكيلي روح كمل عليه

صفاء بهدوء: الله يهديك يا كمال لازم تضربه

فارس بابتسامة: ايوة هادا أخويا اللى بعرفو بس لازم تنتبه لدراستك

صفاء نظرت لفارس بعتاب: بدال ما تنصحه هيك بتعمل

فارس وهو يرتمي على سرير ريهام: انتي ما بتعرفيه للشب ولك هادا ما في أوقح منو بدو كسر راس

غدير بغيظ: لو سمحتو بدنا ندرس كل واحد يروح غرفته

هيا بضحكة: اسمعوا مين بحكي قال بدها تدرس
نظر لها فارس بطرف عينه: لا شكلو ماخدة علامة زبالة لهيك بدها تجتهد

أمسكت غدير كتابها وخرجت من الغرفة وهي تضرب برجلها على الأرض بعصبية، علت ضحكات الجميع خلفها، جلس كمال على سرير صفاء بحماس: اسمعوا أخر خبر بدر فسخ خطوبته

شهقت هيا بصدمة: بكفي كذب انتي بتحكي جد معقول

فارس بسخرية: هادا أخر حبهم عاملين ما في حدا بالدنيا متلهم

ابتسم كمال بانتشاء: لا وكمان أبوه حلف ليخطبلوا بكرة

صفاء بجمود: شو بدكم فيهم

فارس باستفزاز: صفاء لا تعملي فيها شيخة صحيح يا كمال راحت عليك الأصغر منك تجوز

كمال مصطنع الحزن: قصدك صهيب اللي ساكن عند مسجد عباد الرحمن، والله لما شفته بحفلة الشباب انصدمت متوقعتش انو العريس هههههه كنت بفكر أبوه العريس غير سعد حكالي

هيا باستغراب: اووووه قديش عمره

كمال بضحكة مجلجلة: ما هتسدقي احذري

فارس بعدم اقتناع: أبوه جوزه مشان هو وحيد أهلو

غمز كمال لفارس: دأروح أحكي لأبويا جوزني، قال صهيب اللي عمرو 15 سنة تجوز وأنا لأ صح ظلم

فارس باستهزاء: بحقلك والله ولك أبويا أنا ترجيته مية سنة لأخطب وبالعافية لما وافق قال بيحكيلي انت لساتك صغير

صفاء باستهجان: 15 سنة ويجوزوه حرام صغير كتير هادا لساتو طفل كيف بدو يكون مسؤول عن أسرة حتى لو كان وحيد أهلو

هيا باستياء: تخلف الله يكرمك الحمدالله على نعمة العقل وصحيح قديش عمر عروسته

كمال بتفكير: على ما أظن سبع سنوات قصدي 17 سنة يعني عجوزة يومين بتلاقوها بالقبر يا حبايب

ريهام التي كانت مندمجة على الجوال وواضعة السماعات بأذنها: اوووه أكبر منو كمان شو هالغباء

نظر لها فارس باستخفاف: انتي معنا ولا مع الجوال

وقف كمال وخلع بلوزته ولوح بها مثل الكوفية:يابا جوزني وبدي مرة تدلعني وتصبحني بأحلى كلمة

وأخذ يكررها عدة مرات والجميع يضحك عليه، جاء فارس من خلفه وضربه على رقبته: ولا انت بتستحيش والله لو أبويا يسمعك ليخليك تتجوز الكتاب اللى ما بتفتحه الا قبل الامتحان مشان تبرشم

كمال وهو يمثل البكاء: لما حقي مهضوم

فارس بسخرية: مهضوم ولا بلعوم البس بلوزتك وانت ساكت

رمى كمال بلوزته على الأرض وجلس على الأرض: يلا جوزوني

صفاء باستنكار: شوف انت بس تعرف تقرا بعدين بنجوزك

فارس بغمزة: حرقتيه دبحتيه يا صفاء

كمال هز رأسه بقلة حيلة: ولا دبحتني ولا شيء ( وأكمل بحماس ) سمعت بكرة هيجوا علينا ناس من غزة والله لنكيف بدي أختار وحدة

فارس بعدم فهم: شو قصدك

كمال بخبث: عامل نفسك مش عارف بكرة أهل خطيبتك معزومين عندنا، وسمعت عندها أخت صغيرة

فارس بسخرية: يا ويلك لو عملت شيء أصلا مين حكالك هتكلمها

كمال بغرور: أصلا هي ما هتتحمل جمالي هتحكيلي مستر كمال أنا بحبك وخطيبتك هتحكي قبلها انت ما بتعرف شو تأثيري على البنات وكلمة مني بتجذبهم


دمعت عيون فارس من الضحك: باللهي تعيد الكلمة قال تجذبهم قال لتكون بتفكر نفسك مغناطيس عن اذنكم بدي أروح على خطيبتي أحسن

تمسكن كمال وهو يحضن فارس: أخويا الحبيب بدي أروح معك وسدقني الحساب عليك

ابعده فارس وهو يكتم ضحكته: الله يقرفك بشكلك لو تموت مش هاخدك

صفاء وهي تكتب شيئا ما على دفتر تحضنه بين يديها: فارس ما بجوز تنسب القرف لربنا

هيا بمنتهى الحماسة: شو رأيكو يا بنات نروح مع فارس ونشتري لالنا بدل لعرسه

فارس وهو يسحب كمال معه لخارج الغرفة: تعال نروح قبل ما هدولا المجانين يهجموا علينا

هيا وهي تناظر جوالها بعيون مصدومة: يا بنات بتعرفوا شو نور ناشرة على فيسها أنا متأكدة انها غبية ولا في وحدة عاقلة بتنشر هيك
تكملة الآهة الثامنة



وفي شقة من شقق أحد الأبراج الواقعة في مدينة غزة في حي النصر في شقة الحاجة رحيل


الصمت لا يَعْنِي الرِضا ، فـ الحُنْجُرَةُ أحياناً تَحْمِلُ كَلاماً جارِحاً وكي لا نُؤذيهم نَجْرَحُ حناجِرَنا


أخفت قهرها بصعوبة فهي لا تود أن تؤذيهم بكلامها وكأن ذاك شعر بها، اقترب منها وهمس: مها لا تزعلي سدقيني ما هأسمحلو ينفذ اللي بدو إياه

صرخت الأم لتحمي صغارها من ذئب يريد افتراسهم: اطلع برى ما بدي أشوفك يلا اطلع

تكلم بصوته الحاد الذي يهابه الجميع: بديش أسمع صوتك الحق عليا بدي أستر على بناتك (والتفت للبراء ) وانت والله ثم والله لو فتحت تمك لأكسرلك اياه

وكأن الأم شعرت باقتراب الخطر صاحت بغضب: بديش تستر عليهم أنا بقدر أربيهم انت ما بتخاف ربك بدك تحرمني منهم

ارتجفت حلا وهي تتشبث بحضن البراء أكثر فأكثر، أخفض البراء رأسه لا يصدق أن الذي أمامه ما هو الا جده الحنون الذي يخشى على أحفاده من نسمة الهواء: صحيح يا جدي اني كنت بحبك وبحترمك لكن ما هأسمح لالك تأذي أغلى ناس على قلبي

الحاجة رحيل بقهر: اذا خايف على حفيدك خده معك ما بدنا أي مساعدة من أي حدا، أنا وبناتي مو محتاجين حدا

وقفت مها بجانب أمها واحتضنت يدها: ماما ربتنا وهي اللى حمتنا منك ومن الذئاب اللى حوالينا فلهيك احنا هنضل معها ولا يمكن نسمح لالك انك تحرمنا منها

الجد بجمود: رحيل اذا بنتك موافقتش على الزواج هأخد كل بناتك وهالمرة الشب كويس

الحاجة رحيل وهي تشعر بمرارة الظلم: اعمل اللي بدك اياه وأنا مو مستعدة أضحي بوحدة من بناتي مشان سعادتي

الجد بحدة: لأخر مرة بحكيلك يا رحيل خلي بنتك توافق ع الزواج ما تختبروا صبري، اذا ما وافقتوش هأجوزه لفاطمة

مها بواقعية لا تريد لأمها أن تعاني أكثر وخاصة فاطمة الرقيقة لن تحتمل هذا المتسلط: اوك موافقة بس بشرط تبعد عن ماما وخواتي

لانت ملامح الجد وهمس: كتب الكتاب بكرة

البراء بعتاب: ما توقعتك هيك

الجد بهدوء وهو يهم بالخروج: لا تغرك المظاهر فهدوء المقابر لا يعني أن الجميع بالجنة

حلا ببراءة: بابا

التفت الجد بسرعة ولكن سرعان ما استدار فالطفلة لم تكن تناديه بل تنادي البراء، همست رحيل: حسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم

فاطمة بشهقات مكتومة: ليه بتعمل فينا هيك شو ذنبنا احنا

الحاجة رحيل بأسى: ذنبكو انكو بنات

الجد وهو يفتح الباب لمغادرة المكان: البراء ما ترجع على هالمكان مرة تانية لا تفكرني غافل عن اللي بتعملوا بريما
في شقة من شقق الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في شقة المصطفى


سئل أعرابي من أسوأ الناس حالاً قال من لا يثق بأحد لسوء ظنه ولا يثق به أحد لسوء
فعله..!!!

لا يوجد لديها كلمات يمكنها أن تترجم حالتها، حتى أن العتاب لا يُفيد جلس على السرير بتعب بعدما تحسس طريقه بصعوبة فهو رافض مساعدتها: لا تفكري مشاني أعمى هتوخدي راحتك أنا هأراقبك طول الوقت وأي شيء بصير هأعرفو

لا تعلم ما هو السبيل لجعله يثق بها جربت شتى الطرق، لكنه لم يستجب لها اقتربت منه فناظرته بألم: مصطفى لازم تتعاون مع الشرطة مو عارفة كيف عاجبك انو المجرمين يضلهم أحرار من بعد اللي عملوه

مصطفى بقهر: انتي ما بتعرفي حاجة ضلك في حالك أحسن، صحيح ليه ما ترجعي للمدرسة لا تكوني بتفكري انك هتبطلي منها

آسيا بهدوء: حولت دراستي منزلي

صمت مصطفى لوهلة بعدها همس بضيق وهو يقف: هأطلع ما تنتظريني

آسيا باستنكار فهو لم يفكر بالخروج منذ أن حصلت الحادثة: مصطفى لوين بدك تطلع

لم يرد عليها اعترضت طريقه واحتضنت كفيه بكلتا يديها: حبيبي كيف بدك تتركني لحالي بخاف أنا

توردت وجنتيها من كلمة حبيبي لأول مرة تنطقها، أبعدها عنه بقسوة إنها نفس الكلمة التي رُددت على مسامعه مرارا لكنها كانت مجرد سراب، صرخ بعصبية: انتي وحدة كذابة كم من مرة حكيتي هالكلمة لغيري


أيتهمها بالخيانة وهي كانت له نعم الزوجة، نظرت إليه بحدة لكن تلقائيا لانت ملامحها عندما تذكرت فقدانه لبصره سألته سؤال لطالما أرادت سماع إجابته: انت كنت بتحب وحدة قبل هيك وخانتك صح، مصطفى لا تربط الماضي بالحاضر

لم يرد فرأسه يؤلمه وبشدة شعر بالدوار وتلقائيا تهاوى على الأرض ورأسه اصطدمت بحافة السرير، فزعت عندما رأت الدم يتدفق
من رأسه..!!


انتهت الآهة

ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود

~FANANAH~ 25-08-16 01:52 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 

أشكر كل المتابعين الذين يتفاعلون معي بتعليقاتهم الجميلة وأتمنى لهم التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، لا تحرمونا من ردودكم وانتقاداتكم فهي التي تسعى بي نحو الأفضل، والآن أترككم مع الآهة التاسعة من الوتر الثاني أتمنى أن تنال على إعجابكم، لا تحرمونا من توقعاتكم فمهما كانت فهي تسعدني وتشحن همتي نحو الكتابة ^_^




~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~





لا أحلل ولا أبيح من ينقل الرواية بدون ذكر اسمي

الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا



&&الوتر الثاني&&
&&الآهة التاسعة&&
&&همس الرحيل&&





ننتقل إلى أطهر بقاع الأرض إلى المملكة العربية السعودية إلى العاصمة الرياض



هناك أشياء نريدها ولا نستطيع البوح بها فيقتلنا الكتمان في كل لحظة نمر بها..!!





احتضنها والدها ليخفف عنها: يا بنتي الله يهديكي أخوكي مش قاصد يتهمك

اقترب منها أخاها وأبعدها عن حضن والده بخفة : حبيبتي وش أسوي انهبلت لما شفت السكين وهو مرتمي على الأرض

لم ترد عليه بكاءها ليس بسبب اتهامه لها، بل بسبب المستلقي على السرير، هتفت بيسان بمرح: تبون عمتي جواهر تهدى وحبيب القلب نايم

نظرت جواهر لبيسان بشرز: انكتمي يالبزر

بيسان بدلع: ئديش

تامر بحدة: بيسان ولا كلمة طيب

رعد وهو يمسح دموعه: ماما أبي بابا

تامر بحنية وهو يحمله: حبيبي انت رجال ما تعيط بابا بيصحى كمان شوي

جواهر بصوت مبحوح من كثرة البكاء: بيه شو حكالك الدكتور

أبو تامر اقترب من ابنته وهمس: يا بنتي الدكتور حكى كلها فترة ويفوق محتاج شوية راحة، بس شو السبب اللي خلى الحالة تجيه

هزت جواهر رأسها بمعنى أنها لا تعلم، كان وسام مغمض عينيه لا يريد رؤية أحد لكنه مستمع لما يقولون، رعد وهو يضرب تامر على يده: نزلني أبي بابا

قرصه تامر من خده: خلاص تخليت عني

رعد وهو يدفه من صدره يريد النزول: أبي بابا

أنزله تامر فركض رعد باتجاه والده وقبله على شعره: بابا بحبك

ابتسم وسام لا شعوريا فلاحظت جواهر ذلك، اقتربت منه بسرعة ومسحت بكفها على خده: وسام خوفتنا عليك

فتح عينيه ببطء رآها تتأمله أشاح وجهه بسرعة فباغته طفله بقبلة على خده: بابا مين جرحك بايدك

جواهر بنظرة حادة: رعد روح على غرفتك

وسام بإرهاق نظر لرعد: لا خليه حبيب أبوه

اقترب أبو تامر من صهره: الحمد الله على سلامتك يا بني

همس وسام: الله يسلمك يا عم غلبت نفسك

أبو تامر بابتسامة: تعبك راحة يا بني

تامر وهو يجلس على طرف السرير بجانبه بعدما قبله على جبينه: الحمد الله على سلامتك سيمو

وسام بابتسامة مرهقة: الله يسلمك

تامر بضحكة: بتدلع علينا سويت هيك لتتهرب من رسمي صح ولا لا

بيسان بمرح: حرام عليك عمتي جواهر أغمى عليها من خوفها عليك

جواهر قرصت بيسان من يدها: ولا كلمة يا ملسونة الحين بخليكي تنقلعي من بيتي يالبزر

بيسان بقهر: أنا كبيرة مش بزر

تنهد تامر بقلة حيلة: اووووه هوووه بيسان احترمي عمتك، خلوا الرجال يرتاح بلا مسخرة

خرجت جواهر من الغرفة واتجهت نحو المطبخ لتجهز وجبة خفيفة لوسام، فلحقتها بيسان وبقيت تثرثر على رأسها صكت جواهر على أسنانها بعصبية: بيسان بلا هذرة فاضية صدعتي راسي

بيسان بلامبالاة وهي تهم بالخروج من المطبخ: خالي وسام يبي يتزوج سمعته بسولف مع جدي


وفي الميناء المطل على البحر الأبيض المتوسط الواقع بحي الرمال بمدينة غزة



كي لـا تصاب بالخيبة لـا ترسم في مخيلتك أن أحدهم لـا يستطيع الاستغناء عنگ..!!



نظرت لجوالها بصدمة يا رباه كيف نسيت هذا الموعد، لملمت حاجياتها بسرعة فهمس لها ذاك مستنكرا: مالك مستعجلة شو فيه


نظرت إليه نظرة وداع وكأنها أخر مرة سوف تراه فيها، وهمت بالذهاب لكن شيئا ما منعها استدارت بسرعة ونظرت إلى كفه التي تمسك يدها سألها بعتاب: احكيلي شو فيه بهالسهولة بدك تروحي

لمعت عيناها عندما التقت بعيونه الزرقاء، أخفضت رأسها لا تود رؤيتها فهي سر انجذابها له: تأخرت عن البيت



ّلمعة العين عند رؤية من تحب هي الأبجدية التي لا تنطقها الشفاه..!!

تنهد بأسى وهو يسحبها من يدها لتجلس بجانبه: احكيلهم انو كان عندك محاضرة تعويضية

صمتت مرغمة لا تعلم كيف ستخبره، إنها
مترددة ضميرها يؤنبها وبشدة فما ما يفعلونه
لا يرتضيه الاسلام، بلغ توترها أقصاه ولكن سرعان ما تلاشى كل شيء عند سماع كلماته: نور افسخي خطوبتك وأنا بوعدك أخطبك بنفس اليوم

نور بعفوية: جد بتحكي

ناظرها بحماس وهو يحاول أن يتناسى كل ما عاهد نفسه على فعله: اه والله ليه أنا عمري كذبت عليكي

لم يدعها تفكر وهمس بحالمية: نور أنا بحبك ما هتتخيلي قديش بتمنى انك تكوني من نصيبي

ابتسمت لقوله فهمس وابتسامته تتسع شيئا فشيئا: شو هالابتسامة الحلوة فعلا يا نور انتي أحلى وحدة بالكون

توردت وجنتاها وهمست: عيونك الحلوة

اقترب منها وهو يضع يده على كتفها: حبيبتي بوعدك انا نكون لبعض مهما يصير أنا لا يمكن أتخلى عنك

رن جوالها الذي تمسكه بكفها التقطه بخفة وعقد حواجبه وهو يهمس باسم المتصل " المزعج " ظهر التوتر جليا على ملامحها وحاولت أخذ الجوال لكنها لم تستطع فتح الخط ليرد، فشهقت بصدمة وهي تأخذ الجوال بقوة وهمست بتوتر: السلام عليكم

نظرت لماهر بارتباك: متى هتوصل

تلاشى التوتر وهتفت بجمود: اوك بنتظرك يلا مع السلامة

وقفت بسرعة فأمسك ماهر كفها وهمس: فارس اللي اتصل صح

هزت رأسها مؤيدة كلامه ظهر الانزعاج على ملامحه وهتف بسخرية: ليكون ابن رفح جاي على غزة

لم تتكلم نور بل فضلت الصمت، ماهر بتحذير: اليوم بتفسخي خطوبتك طيب

نور وهي تغادر: اوك يلا مع السلامة بكلمك بالليل

همس بهدوء: مع السلامة حبيبتي


~FANANAH~ 25-08-16 01:54 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
مع السلامة قآلها في ودآعها وأين السلآمة في وداع آلمحبين..!!!


تنهد ماهر وهو يتتبع أثرها، بعدها اعتلت ابتسامة خبث ثغره فشعر بضربة على كتفه التفت للخلف بسرعة فرأى صديقه ساهر هتف ساهر بتهكم: سرحان فمين يالحبيب سمعت انك زرت عروستك

ماهر بتحدي: وتشوف لخلي نور تفسخ خطوبتها

ساهر بجدية: تفسخ خطوبتها بجد ما توقعتك أناني انت واحد عرسك بعد أيام أشك والله لعلمك فارس بحبها، اوعك يا ماهر تحكي انك بتكلمها

ماهر بعصبية: بكفي كذب من متى بحبها

ساهر بسخرية: ليه ان شاء الله معصب ليكون بتغار واحد وخطيبته بحبو بعض انت شو خصك

ماهر بنرفزة: والله نور ما بتحبو أصلا قبل شوي كانت قاعدة معي وحكتلي هتفسخ الخطوبة

ساهر ببرود: وكمان فيه مقابلات بينكو عالعموم براحتك يا بني والله انت الخسران ليكون كمان بدك تظلم بنت الصقر معك

ماهر بهدوء: لا طبعا هأعاملها أحسن معاملة وحقوقها هتصلها كاملة

ساهر باستفزاز: اوووه وصرنا نعرف الحقوق لتكون يا بني انت محامي

لم يرد عليه ماهر، شبك ساهر كفيه خلف رقبته: ماهر لقيتلك شغل

ماهر باهتمام: بجد شو هو الشغل

ساهر بجدية مصطنعة: زبال في حارتنا

رمقه ماهر بطرف عينه: ساهر بلا مسخرة

ساهر ببراءة: أعوذ بالله ليه أتمسخر شو فيها بس يصحلك تكون زبال

ماهر بقهر: انت واحد فاضي

ساهر وهو يتجه نحو البحر: لا بجد تكلمت مع حميد وحكالي تعال اشتغل معه بس بعشرة شيكل باليوم

ماهر بتهكم: والله مصروفي أكتر من عشرة شيكل

ساهر بمرح: ههههه كنت بدي أحكيلك أنا وإياك بالنص

ماهر وهو يضع كفيه على رأسه: بدي شغل ضروري ما هأنسالك هالمعروف

ساهر بتهكم: منكر ولا معروف يا حبيبي لو ألاقيلك شغل أنا وإياك بالنص

ماهر بقلة حيلة: انت لاقي الشغل بعدين بنتفق
ساهر وهو يرفع حاجبيه بتلاعب: أول شيء نتفق بتفكرني ابن عمه لتوم

ماهر وقد بدا صبره ينفذ: حسستني انك لاقيت شغل

ساهر وهو يجلس على الرمال أمام البحر: امبلا لاقيت شغل بتمنوه نص شباب غزة بالصدفة لقيته

ماهر بحماس: شو هو الشغل

ساهر ببرود: مالك متحمس يمكن ما يعجبك

ماهر وهو يجلس بجانبه: احكي بسرعة

ساهر مصطنعا التفكير: بشرط انك تبعد عن نور
ماهر بجمود: ساهر لا تربط الأمور ببعض

ساهر بسخرية: طبعا بديش أربط الأمور ببعض
الحق عليا بدي مصلحتك سدقني لتندم على اللي بتعملوا، واللي بتعملوا حرام

ماهر بتهكم: لا تعملي فيها شيخ

ساهر وهو يخط اسمه على الرمال: ضحكتني والله الكل بيعرف هالشيء حرام

ماهر وهو يتجاهل كلام ساهر: أنا حر

ساد الصمت بينهما فمر من أمامهما فتاة وشاب همس ساهر بعدم تصديق وهو يشير إليهما بسبابته: فعلا نعيش ونشوف شوف خليل ماشي مع مين

ماهر باستغراب وهو ينظر إلى حيث يشير ساهر: بعرفوش أنا أول مرة أشوفه

ساهر وهو يتمدد على الشاطىء: وهو الأفضل

ماهر باستنكار: ساهر احكيلي شو الشغل ما تنسيني

ساهر بخبث: اشتغل بشركة الصقر انت جوز بنته وهيرضالك تشتغل معو
وفي أحد البيوت الواقعة في حي النصر بمدينة غزة في منزل أبو محمود



قلوبنا كبيرة ولكن لا تستهينوا بحجم أخطائكم فالبحر لا يحمل السفينة إن ثقبت..!!!



نظرت لها ثريا بحنق: نور من جدك بدك تلبسي هيك قدامه

لم ترد عليها نور بل بدأت بالدراسة، اقتربت منها ثريا وسحبت منها الكتاب: قومي غيري لبسك وإلا هأحكي لماما لما تجي

نور ببرود: ثريا ما تختبري صبري اوك هاتي الكتاب وانتي ساكتة

رمت ثريا الكتاب بجانب نور وهمت بالخروج من الغرفة لكن الباب فُتح بقوة، وضعت يدها على قلبها بفزع بعدها تنهدت بارتياح عندما رأت أخاها فادي الذي التفت لنور بجمود: خطيبك وصل هيو بالمجلس

خرج بسرعة كما دخل ثريا بعدم اقتناع: نور غيري لبسك على الأقل اشحلي شالتك لا تعملي فيها محترمة

خرجت نور متجاهلة كلام أختها، ذهبت إلى المجلس بخطى واثقة وهي تعيد صياغة الكلمات في مخيلتها مرارا وتكرارا، جلست على الأريكة التي بجانب الباب ولم ترفع عينيها وكأنها المقابلة الأولى لهما، اتجه فارس نحوها مستنكرا وجلس بجانبها تأملها من رأسها إلى أخمص قدميها والصمت سائد المكان، همس بعد لحظة: كيفك

بادلته الهمس والبرود يسيطر على مشاعرها: الحمد الله

فارس بهدوء: ما بدك تسأليني عن حالي

تلقائيا رفعت عينيها نحوه لتلتقي بعينيه اللوزية تمنت لو أنها زرقاء لكنها اصطدمت بواقعها المرير، إنها لا تحبه فهو مجرد أخ كانت تعتمد عليه لحل مشاكلها أجابته بجفاء: كيفك

فارس بمرح: بخير اذا انتي بخير شو صار بالدنيا نور خجلانة

نور بغيظ: لا مو خجلانة

نظر لحجابها متسائلا كادت أن تتكلم إلا أنها تذكرت شيئا فصمتت، أخذ يرسم باصبعه دوائر صغيرة على كفها: ليه ساكتة

نور وهي تهز كتفيها: عادي

جاء فادي ووضع واجب الضيافة على الطاولة الزجاجية التي تتوسط المجلس وقدم كأسا من الشاي لفارس والآخر لأخته نور همس فارس: تسلم يا فادي

فادي باستغراب: الله يسلمك، نور ليه لابسة الشالة ما في حدا غريب

انحرجت نور من نظراتهما ووبخت نفسها ألف مرة على ارتدائها الحجاب يا ليتها بدلت ملابسها، لا تعلم لما أصيبت بالصمم عند رؤيته أين كل الكلمات التي أرادت أن تقولها يبدو أن السراب طار بها بعيدا، ليهاجر بها إلى مكان
مجهول، هتف فارس بمرح: لأنا بدنا نطلع الحين مع بعض

تفاجأت نور من كلامه فابتسم فادي: اوك براحتكم بس ما تطولوا

رمقه فارس بطرف عينه: ان شاء الله حسستني بدي أخطفها

فادي وهو يهز رأسه: مو قصدي هيك بس مشان نور لساتها راجعة قبل شوي من الجامعة

أخفت نور توترها خافت أن تكشف كذبتها أنها لم تكن بالجامعة، فهي وفارس نفس جدول المحاضرات تكلمت بسرعة: لا عادي أنا جاهزة

خرج فادي بعدما همس: براحتكم

فارس بابتسامة: البسي عباية لأني بغار حدا غيري يشوفك

تجاهلت نور كلامه ووقفت بهدوء: عندي اختبار يوم السبت فبدي أدرس وما في داعي اني أروح ومحاضرات اليوم كانت متعبة جدا

فارس بحنق: وأنا عندي اختبار بس يا نور اليوم خلصنا محاضرات على وحدة الظهر يعني كان معك وقت لترتاحي الحين الساعة ستة

آلكتمان لغة راقية وتعني أن مشاعرنا ليست قابلة للإطلآع..!!

وأية لغة بتاريخ البشرية تستطيع الإجابة بها تمنت لو ترتمي بين أحضان وسادتها لتنثر دموع الكبرياء التي تخفيها بعتمة الليل، لن تتخيل حبيبا لها غير ماهر حبهما كان مخفي بين حنايا القلب، لا أحد يعلم به لكن عندما استشعرت بحلاوته تم وأده بقسوة نسيت أن الحب الحلال هو الذي يدوم أما الحب المحرم لا بد أن يسقط بالنهاية..!!!

أمسك يدها: برضوا يا نور مو عاجبك تطلعي معي هو أنا متى بشوفك مثلا جاوبي ليه ساكتة

نور بضيق: اوك

فارس بجمود: نور اذا ما بدك نطلع احكي

بدا على ملامحها التردد بعدها همست: امبلا بدي أروح


وعلى بعد عدة أمتار أمام منزل أبو محمود


بعضهم حين ترآهم لأول مرة تشعر أن مقاعدهم محجوزهـ منذ زمن طويل في قلبگ..!!
كمال وهو يمثل البراءة: اللهم إني بريئ مما تقولون



رمقه حامد بطرف عينه: ما شاء الله عليك محترم كتير

غمز كمال: ولو بعجبك

ضربه حامد على كتفه: يالله حاسس كأني بعرفك من زمان إلا احكيلي انت أول مرة تيجي على غزة

كمال بضحكة: يا وردي عليَّا ولك انت بتفكر رفح أخر الدنيا بينا وبينكو نص الساعة بالسيارة، بس تسدق أول مرة أدخل حي النصر

مجدي بابتسامة: بس كيف النصر حلوة صح يالله ئديش نفسي أفوت رفح

كمال وهو يمثل بالبكاء: يالله أحلامك ما أكبرها أنا حلمي بس أفوت باريس

مجدي بتهكم: تسدق في عندنا أحلى من باريس
كمال بسخرية: ولك حارتنا أحلى من لندن

حامد نظر لكمال باستنكار: واضح كتير المهم في بالك مكان نفسك تروح عليه

نظر كمال لأخاه فارس الذي خرج الآن من منزل أبو محمود وبجانبه فتاة على ما يبدو أنها خطيبته: والله اذا على حسابك وديني على كل غزة ما بقول لأ

حامد بغمزة: ولو انت علينا بكم شيكل

كمال ساخرا: والله تلاقيك بعقلك بتحكي والله ما تحلم بالشيكل

ضربه حامد على رقبته: يا فاهمني يا انت

كمال وضع يده على رقبته وهتف بدلع ممثلا الألم: أنا حساس ما بتحمل الضرب هادي ايد ولا مهده

اتجه فادي نحوهم وسلم على الجميع ثم نظر لكمال وهتف مرحبا: يا هلا وغلا نورت النصر

وضع كمال كفه على صدره وأحنى رأسه: شكرا شكرا بكفي تصفيق ما تخجلوني يا جماعة انتو بتحرجوني هيك

فادي ضربه على رأسه: بتفكر نفسك مغني

كمال مصطنعا الجدية: احلف قال مغني ولك
أنا تشبهني بالمغنيين احكي الشيخ السديسي البراك أي حدا مش مغني أعوذ بالله

توقف عن الكلام بصدمة ثم وقف كلمح البصر وأبعد فادي عن تلك السكين التي كادت أن تخترق ظهره..!!
في شقة من شقق الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في شقة المصطفى



المتسامحون أطهر الناس قلوبا عرفوا قيمة الدنيا فاستحقروا أخطاء البشر..!!!



إنها العدالة الإلهية يا رباه لقد اصطدم بنفس المكان الذي اصطدمت به في مرة من المرات، ولكن الفرق أنها ساعدته أم هو تركها تنزف
تأملته بحزن بعد أن ضمدت جراحه، فجأة سمعت صوت طرقات على باب الشقة، لا تعلم لما شعرت بانقباض في قلبها، ذهبت لتستطلع الأمر مترددة وبثقة كبيرة وهي تخفي توترها سألت الطارق: مين عالباب

انصدمت عندما سمعت صوت رجل يقول: افتحي الباب بدي أشوف مصطفى

ردت عليه وهو تحاول قدر الإمكان السيطرة على هدوئها: مصطفى مو موجود ( فمن المستحيل أن تدخله المنزل والمصطفى غارق في العالم الأخر )

احتد صوته: افتحي الباب أنا عارف انو موجود هالنذل بفكرني ما بقدر أمسكه

تلقائيا تحولت عيناها إلى جوالها الموجود على الرف أعلى الجدار المقابل لها التقتطه بسرعة وضغطت على رقم تحفظه جيدا، صوت الطارق الغاضب لم يخفها وكأن الله أنزل السكينة على قلبها، لكن ثوان وتحولت السكينة إلى رعب شحب له لونها فطرقاته القوية ستكسر الباب بأي لحظة، اتجهت نحو الأريكة وهي تنظر لحجابها وخفقان قلبها يزداد وضعت الجوال على أذنها ممسكة إياه بيدها اليمنى وبيدها الأخرى ارتدت حجابها الصلاة، دمعت عيناها وهي تترقب اهتزاز مقبض الباب سبحان الله أقفلت الباب بالمفتاح بعد ذهاب عمتها فهذا الشيء اعتادت عليه منذ زواجها من المصطفى، فهي تخاف أن يدخل أحد بدون أن يستئذن سمعت صوته الذي لم تسمعه منذ زمن ودت لو تخترق الأسلاك وتراه، فلا كلمة اشتياق تعبر عن حالتها الآن وكأن خوفها تلاشى بمجرد سماع صوته حتى أن طرقات الطارق وصرخاته لم تخفها

~FANANAH~ 25-08-16 01:57 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
رصيف أمل وأجراس خريف وحنين يعلن سقوط الأوراق في حدائق الذكريات..!!

وكأنها تناست سبب الاتصال لكن صوت تكسر القفل ذكرها، صرخت برعب: الحقني في شب غريب جاي عالشقة ومصطفى فاقد الوعي وما بعرف شو أعمل

لم تدري ماذا تقول أو ماذا تفعل تناثرت دموع الخوف والاشتياق والقلق على وجنتيها، ركضت إلى غرفتها فالباب سيُفتح في أية لحظة أجابت على سؤال المتصل وهي تلهث: أنا آسيا
( وأكملت بصوت مرعوب وهي تسمع صوت خطوات قادمة ) الحق الشب كسر الباب

صرخ ذاك: ما تسكري الخط لحظات وأنا عندك

وصلت غرفتها بسرعة وأغلقت الباب بالمفتاح، اقتربت من المصطفى وهمست له وهي تهزه برفق: مصطفى لا تنام اصحى بسرعة

لكنه لم يستجب لها بكت بصوت مكتوم، وهي تهزه بعنف فصوت الخطوات القادمة أخافها جدا شعرت به يفتح عيونه وهمس بصوت لا يكاد أن يُسمع: شو فيه وين أنا

وسرعان ما استوعب أنه لا يرى جلس بسرعة وتلفت يمينا ويسارا كحركة تلقائية عندما سمع أصوات تصدر من حوله، وفجأة شعر بجسد يتمسك فيه انصدمت آسيا من الشخص الذي يكتسيه السواد ومصوب مسدسه مقابل رأس المصطفى، اتجهت نحوه فلا تعلم من أين لها هذه الجرأة الكبيرة فنطق المجرم بصوته الرخيم: وقفي مكانك لأقتلك معه

أشارت له بعصبية: انت ما بتخاف ربك

نظر لها بحدة وهتف ساخرا وهو يرى المصطفى يقف كالملسوع: ما تخاف دقيقتين وأريحك من الدنيا

مصطفى بعدم تصديق: مين انت كيف بتجي على بيتي ( وأكمل بصراخ ) اطلعي من هانا أنا بتفاهم معه

لم تخرج وكيف سيتفاهم معه وذاك الماكر يحمل مسدس بيده والمصطفى أعمى لا يرى، المعادلة خاسرة من جميع النواحي تظاهرت بالخروج ومرت من جانب المجرم وأمسكت المسدس لتسحبه منه وكأنها لا تدري أن هذه الآلة قد تُفقدنا الكثير..؟!!

لكن المجرم سحبه منها بقوة، لا تعلم آسيا هل الرصاصة انطلقت من قوة السحب أم أنها بفعل المجرم صرخت بهستيريا: مصطفى

شعرت بالدوار الشديد وقبل أن يغمى سمعت صوت اشتاقت إليه كثيرا، إنه صوت الحبيب الغائب فارس وإلى جانبه صوت رصاصتين اخترقا المكان، أكان إغمائها بفعل رصاصة غادرة أم صدمة جائرة..!!!
وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في منزل أبو الأمير

فعلاً بعض الأشخاص رغم علآقتگ البسيطة
بهم إلا أن لهم متسع حب في آلقلب يصعب
وصفه..!!

كانتا متمددتان على السرير، فقبلت إحداهما الأخرى على خدها وهمست بمحبة: أسيل حبيبتي وافئي

هزت أسيل رأسها باعتراض فرفعت لميس حاجبيها واعتلت نظرة خبيثة عينيها: أسيل ليكون لهسه زعلانة مشان حبيب القلب ما اجا ومهند الأهبل كان بيكذب عليكي

رمقتها أسيل بغيظ: لا يا حبيبتي مو زعلانة

لميس بدلع: سوسو وافئي نفسي تروحي معي شو يعني بدك تبئي بالبيت مشان خاطري يا دبة اففف منك

أسيل بلامبالاة: لو بدك إياني أوافق بكرة البسي شالة ع المدرسة

ترددت لميس بالموافقة وبعد لحظات من الصمت أعلنت الموافقة، وجلست بحماس: يلا نروح نجهز للرحلة والله لنكيف

أسيل بسخرية: لهدرجة متحمسة

هزت لميس رأسها وهي تسحب أسيل من يدها: ما تعملي نفسك عاقلة يلا تعالي نجهز حالنا للرحلة

وبعدها توقفت عن الكلام عندما رأت والدها أمامها وركضت نحوه لترتمي بين أحضانه، همست له معاتبة: ليه سافرت من غير ما تحكيلي اشتئتلك كتير

مسح على شعرها وعيونه معلقة على أسيل التي اعتدلت جالسة وأخفضت رأسها: كنت بصفقة عمل

اتجهت نظرات لميس إلى حيث ينظر والدها وهمست دامعة: ليه ما حكيتلي انو عندي أخت

وهناك حيث كانت تجلس بطلتنا استشعرت مرارة اليتم، تساءلت أليس من حقها أن
ترتمي بين أحضانه كما فعلت أختها أم أنها غريبة وسترحل عن الحياة غريبة..!!!



عنادنا أحيانا ناتج عن أحزان متراكمة تحيط قلوبنا فغلفت شغافه، وجعلت منه حجر يابس
بلا مشاعر، المشاعر هي مجرد كلمات تناثرت منذ زمن بعيد لتعبر عن مكنونات قلوبنا، ولكنها فقدت رونقها مع مرور الأيام فتوج البرود عرش قلوبنا وفقدنا بذاگ كل ما حولنا أهذه تسمى "الكرامة" أم " كبرياء صامت "..!!

رفعت بصرها اتجاهه عندما سمعت كلماته " هيك عرفتيها ليه زعلانة " التقت نظراتهما كان الجمود يسيطر عليها بخلافه فالضحكة تجسرت بعيونه، بلا وعي صرخت: انت ظالم كيف بتتركنا لوحدنا طول هالفترة بتفكرني هأسامحك والله ما أسامحك طول عمري حرمتني من كل شيء بحبو

ولكن صرختها لم تتجاوز فيها اقترب منها وما زال محتضنا أكتاف صغيرته لميس، نظرت إليها لميس بشفقة: أسيل هادا بابا

سقطت دمعة كبرياء من عينيها فلامست جفنها ثم ودأت بعنف من قبل كفها، وهمست بكبرياء مجروح: بابا زمان مات، مات باليوم اللي عرفت فيه أمل

أحيانا لا يرغب البعض في سماع الحقيقة لأنهم لا يريدون أن تتحطم أوهامهم..!!
وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في فيلا أبو البراء


من لا يستطيع أن يحب بـ صدق ليس مجبراً أن يتصدق بـ مشاعره لـ يسعد قلباً اليوم ويحزنه غداً..!!!

وكأن الحياة انتهت بنظرها فمن كان ينسيها حزنها رحل إلى العالم الأخر بلا عودة، فروحه النقية فاضت إلى بارئها قبل ثلاثة أيام هو ذكرى جميلة ودأت بلا رحمة، فهل سينجو القاتل بفعلته همس لها المدعو بزوجها: ريما كلنا هنموت اشربي هالشوربة مشان خاطري

لم ترد عليه لا تحتاج إليه ولا تحتاج لأحد بل تحتاج إلى بسمة من ثغر الصغير رواد، فلم قديم أسود وأبيض لونان أسرا مخيلتها ضحكاته همساته أحلامه مروا أمامها كلمح البرق، تنهد بضيق: ريما هو مريض وكان معروف انو هيموت

وضعت كفيها على أذنيها لا تود سماع صوته وهزت رأسها بعنف ودموعها تنسكب على وجنتيها كشلال، وقف البراء بانزعاج فالتمثيل صعب للغاية يود أن يخرج من هنا بأسرع وقت، لم يحتضنها إلى صدره ليخفف عنها وحتى كفه أبت أن تمسح دموعها اتجه نحو الخارج فمن المستحيل أن يبقى للحظة واحدة، توقف عند سماع رنين جواله واختطفه من جييه بعدها
رد بهدوء: السلام عليكم

عقد حاجبيه وهو يجيب على سؤال المتصل: لا بالبيت أنا

بان الانزعاج على ملامحه وهمس: اوك بستناك

مسح على جبينه مسيطرا على أعصابه: مع السلامة

هذا ما كان ينقصه أن يقابل جده بهذه اللحظات كره نفسه لما كل شيء ضده، التفت لريما بقهر: جهزي نفسك جدي هسه جاي

وكأن كلامه كان كالبلسم الذي داوى جرحاً من جروح قلبها، رفعت رأسها وهي تجفف دموعها بكفيها إنها تعشق جدها فكيف لا وهو من رباها منذ صغرها، وكالطفلة التي سمعت بقدوم العيد نهضت بسرعة واتجهت نحو الدولاب لتجهز نفسها تحت نظرات البراء المستغربة، كلها دقائق قليلة والجميع كان بالمجلس التصقت ريما بجدها تلتمس منه الأمان وضع يده على أكتافها وقربها منه وهمس لها بمحبة: كيفها حبيبة جدها سمعت انها ما بتوكل

تجمعت الدموع بعينيها أتراها من أجل الراحل أم من أجل حنان بات غريبا عنها، مسح دموعها بحنية: يلا جبتلك أكلة هتحبيها كتير

وفتح الظرف الذي بجانبه وأخرج صينية و فتحها بهدوء: جدتك عملت لالك هالمفتول كانت بدها تعزمك عندنا بس انتي عنيدة للأسف يلا تعالي كلي معي

نظرت إلى الدجاجة الموضوعة فوق المفتول بشرود صحيح أنها أكلتها المفضلة، لكنها ليست لديها رغبة بأن تتذوقها، فأحيانا تُقتل الرغبة من أجل ذكرى وكأن جدها علم بما يعتمر قلبها: يا بنتي كلنا هنموت وهادا كان يومه ولا تخلي هالشيء يأثر على حياتك

ووضع الصينية على الطاولة التي أمامه ومد لها ملعقة فضية كانت مخصصة لريما منذ صغرها ويبدو أن جدها يحتفظ بها إلى الآن، بدأت بتناول الطعام وقلبها ينزف الصغير كان يعني لها الكثير كانت تعتبره قطعة منها، نظر البراء لهما والحقد يتمركز بقلبه وتساءل لما جده يعامل الجميع بحنية بينما عائلته وأقرب الناس له بقسوة، أليس أولئك من حقهم أن يحنو عليهم هتف جده بضحكة: صحيح يا دكتورة جاوبيني على هالسؤال ليه الدكاترة بيلبسوا كمامات لما يعملوا العملية

ريما باستغراب: ليه هالسؤال

غمز لها جدها بمرح: يلا جاوبي لتكوني مو عارفة

لوت ريما فمها: امبلا بعرف مشان التعقيمات
و

الجد مقاطعا: عاملة نفسك دكتورة ومو عارفة الجواب، الجواب يا حلوة انو مشان لو فشلت العملية ولا واحد يعرفهم

ريما باستنكار: جدو

الجد وهو يأكل بشهية: هأكلو كلو وانتي ضلك مستحية

وبعدها رفع بصره نحو البراء: وانت ليكون نفسك بالأكل تعال تعال بلاش تحكي جدي بخيل
كاد البراء أن يتكلم لكنه فضل الصمت، وكأن جده شعر به لكن تجاهله، كتمت ريما ضحكتها: في مرة واحد بخيل كان نايم حلم انو بوزع فلوس على الناس حكى شو هالكابوس ينعن أبوه اللى بدو ينام مرة تانية

الجد بصدمة مصطنعة: انتي بتلمحي لشو ( وبعدها أطلق ضحكة مجلجلة ) قصدك البارد اللي قاعد هناك بعرف انو بخيل من زمان

ريما وهي تضع الملعقة: شبعت بجد يسلمو ايديها ستو بجنن

الجد بعدم رضا: ما أكلتي شيء يا بنتي كلي كلي شكلو في ناس حسدتك شايفك انخسفتي كنتي زي البطة

ريما باستنكار: أنا بطة شكرا يا جدو أنا زعلت منك

احتضن الجد كفها: كلو ولا زعلك حبيبتي هو أنا بقدر أعيش من غيرك

ريما بضحكة: خجلتني يا جدو والله لتسمعك ستو لتعمل حرب بتتغزل بوحدة غيرها

الجد ممثلا الخوف: اوعي تحكيلها بعدين تخليني أنام بالشارع

لم يحتمل البراء الجلوس أكثر وقف بهدوء ليخرج لكن رجلاه لم تعد قادرة على المضي أكثر، فالحروف المتناثرة من فيّ جده زارت مسمعيه متجاوزة سرعة الضوء، التفت إلى جده مسائلا فأعاد جده ما قال ببرود: طلق بنتي قبل ما تطلع
ومن بين الأشجار الكثيفة الواقعة في مدينة خانيونس، بالقرب من البحر الأبيض المتوسط

تمر علينا أيام نكتفي بـ الصمت والنظر لتصرفات من كانوا بجانبنا يوما غيرتهم دنيا فانية..!!

يالله هذه العصابة تأسست قبل عشرة أعوام ولكنها من أشهر العصابات المتواجدة بالقطاع حتى أن الشرطة لم تستطع الإمساك بها، رغم محاولاتها الكثيرة وكيف لا والشبح هو من أسسها ومكانهم مخفي بحيث لا يقطنه أحد فهم في منطقة نائية بمدينة خانيونس، اقترب كمين من كاسر وهمس: هل سيأتي الشبح

لم يجبه كاسر كعادته تأفف كمين مناظرا ما حوله بضيق، فعلا الفقر يجعل منك وحشا يقاتل بلا رحمة من أجل لقمة العيش، من أجل دموع نسجت على صفحة الماضي سيقتل كثيرون بلا ذنب، جلس المارد بجانبهم وتمدد على الرمال متأملاً السماء وبريق من الدموع يظلل عينيه، عذرا إنها ليست دموع بل قطرات مطر سأل كاسر: هل قتلت وائل

جلس المارد برعب: ماذا تقول ولما نقتله أتظن أن الأمر سهلاً

صمت كاسر لوهلة بعدما أمسك عودا صغيراً
وخط به على الرمال أسماء ثلاث أشخاص ومن ضمنهم وائل وبعدها وضع إشارة إكس وكأنه بذاك يخبرهم أن نهايتهم قريبة، هذا إلم تكون انتهت بعدها حفر حفرة صغيرة وكتب ثلاثين ألف دولار وبجانبها رقم ثلاثة، اتسعت عيون
من بجانبه بصدمة عندما فهموا المغزى ابتسم كاسر بسخرية: لو علم أحد بهذا ستكون نهايتكم على يدي
وفي أحد البيوت الواقعة بمدينة رفح في حي الجنينة في منزل أبو فارس


لست ممن يحب آلحزن على آلإطلاق بالعكس أملك روحاً فكاهية لكن هناك أوقات تحدث فيهآ أمور تطفىء هذا الكون بـ أكمله في عيني..!!



التفتت لأختها بسعادة وهي تشعر بإنجاز عظيم: الحمد الله حذف الصورة ما توقعت انو يقدر

تنهدت صفاء بارتياح: الحمد الله ليكون سألك شيء

هزت هيا رأسها: لا هو شب محترم حذفها من غير ما يحكي ولا كلمة

ريهام بعدم اقتناع: مو مسدق نور تنشر هالصورة أكيد واحد لاعب بحسابها

صفاء بتفكير: معقول مين بدو يكون وأنا كمان بأوافقك الحكي يعني في وحدة مخطوبة تنشر صورتها هي وشب

هيا بهدوء: منيح انو ما كان مبين وجهها أموت وأعرف مين هالشب عالعموم انتهى الموضوع ما ضلكو تحكوا فيه بلاش حدا يسمع وتصير مشكلة

وبعدها انشعلت بجوالها ردت على الشاب الذي تكلمه على الماسنجر: شكرا على حذفك الصورة
ثوان وقرأت كلامه بابتسامة: هادا واجبنا إلا احكيلي صح عندك امتحان يوم السبت يلا روحي ادرسي

هزت رأسها وكأنه يراها وضغطت على أزرار الجوال بتأفف: بدرس بالليل زهقانة والله طفشت من الامتحانات انت يا بختك بتخلص قبلنا
شعرت بتأنيب الضمير كيف تكلمه وهو غريبٌ عنها، أقفلت الدردشة وأغلقت بعدها الجوال إنها تخون ثقة أهلها وقبل ذلك تخون ربها، لقد كرهت الحياة اشتاقت لأختها آسيا التي تصغرها بسنتين، لقد أهدرت وقتها بجلوسها على الفيس لساعات طويلة، فهو المكان الوحيد الذي تعبر فيه عن مشاعرها بحرية وكأنها نسيت أن هناك قرآنا يشفي صدرونا ويريح أفئدتنا، تصنعت النوم فضحكاتها وحل مشاكل الناس ما هي إلا غلاف تتستر به لتخفي أحزانها، إنها أكثر أهل البيت حزناً فهناك حبا تم وأده بطريقة بشعة وفراق أختها تم بطريقة أبشع، إلى متى ستحتمل صحيح أن الشاب الذي تكلمه طيب ولم ترى منه سوءا ولكن هل سيدوم ذاگ للنهاية..!!

صرخات أمها أرعبتها رفعت الغطاء ونهضت بسرعة، وتفاجأت بأمها تقف مستندة على الباب وتضع كفيها على ركبتيها وتلهث بصعوبة ودموعها تسقط بلا شعور: صفاء اتصلي على أبوكي بسرعة ابصر مين بعتلي رسالة مكتوب فيها انو جوز آسيا توفى وكمان فا

ولم تستطع إكمال الكلمة وجلست على الأرض ونزيف من الدماء يحاكي ألما قد غرد على جباه الصمت..!!
شيء ما ينقصني ، ربما أمل ، ربما نسيان ربما صديق ، وبما أنا..!!

نظر لأمه بقلق وكأنها علمت بما يشعر به هتفت باستنكار: هاني شو فيه

أخفض رأسه وكأنه يود أن يخفي ما يعتمر
قلبه عنها موقف اليوم أخافه كثيرا يبدو أن
ذاك يترقب عائلته، فهو متأكد أنه هو من حاول طعن فادي ابن عمه، تذكر شيئا فتكلم متظاهرا البرود: وطلعت أسيل بنت الصقر مو متخيل والله، أنا كنت بفكروا تشابه أسماء لأنو ولا واحد كان بيعرف انو الصقر متجوز تنتين

الأم بتأفف وهي تخفي خوفها: منيح انك ما تجوزتها كان دخلنا بألف مشكلة مع أبوها

صمت هاني ولم يتكلم يبدو أن أمه لا تعلم شيء، وبعد لحظات من الصمت همس بشرود متساءلاً: يمه شو أسماء اخواني

أم هاني باستياء مغيرة الموضوع: أبوك الو أسبوع ما بيرجع ع البيت ليكون صار فيه شيء

هز أكتافه بأنه لا يعلم وهو يعيد سؤاله: يمه شو أسماء اخواني

وقفت أم هاني وهي تمنع نزول دموعها: ما عندي ولا ابن غيرك انت ابني الوحيد

اقترب من أمه واحتضنها إلى صدره وسألها مترددا، فهو يتمنى معرفة إجابة وافية لأسئلته: يمه أنا سألتك مشان مرة حكتيلي انو اخواني تركونا مشان أبويا، ليكون أبويا متجوز تنتين

أيضا لم تجبه همسات من داخله تخبره أن والدته تعلم بكل شيء، طرقات على الباب قاطعت أفكاره العقيمة اتجه نحو الباب وفتحه بهدوء، بان الانزعاج على ملامحه عندما رأى والده يترنح ويهذي بكلمات غير مفهومة، أدخله بسرعة حتى لا يراه أحد الجيران صرخت والدته: يخليه يطلع من بيتي شوه سمعتنا حسبي الله عليه والله سادقين اخوانك لما تركوه هو هادا بني آدم نعيش معه

أبو هاني بلسان ثقيل: يا مرة اسكتي لأحسن أطلقك
ننتقل إلى المملكة العربية السعودية إلى العاصمة الرياض



مريحة هي شكاوي السجود حينما نعلم أنّ علاّم الغيوب لن يردها خائبة..!!



تضرعت إلى الله راجية منه أن يهدي زوجها ويوفقها في حياتها، لها أكثر من ساعة وهي على سجادتها تسأل الله أن يستجيب دعائها التفتت إلى صغيرها رعد الذي يجلس بجانبها ويقلدها بكل شيء حتى بكاءها سألها ببراءة: ماما تبي تدعي الله عشان بابا ما يتزوج

مسحت على شعره بحنية: حبيبي أبوك ما يبي يتزوج

رعد بتأفف: ماما أنا سويت نفسي نايم وسمعت بيسان تسولف مع لمار عن بابا

تألمت جواهر لقول لصغيرها يبدو أن الخبر انتشر بين الجميع، صوبت نظرها نحو الباب الذي فُتح، فرأت وسام يحمل بيديه عدة أكياس تكلم ببرود: الشرع حلل أربع لا تسويلي مسرحيات من حقي أتزوج

لقد تحملت من أجله كل شيء أبعد كل هذا يجازيها بالزواج عليها، سهرت كثير من الليالي على راحته، فمرضه أتعبها ولكن ماذا عساها أن تقول اقترب الصغير من والده: بابا ليه تبي تتزوج، ماما أحلى وحدة بالدنيا

وسام بحدة: أم رعد شوفي ولدك شو بيحكي

نزلت دموعها بسرعة فطيبة قلبها لم تحتمل كلامه، همست بصوت مرتجف: ليه تبي تتزوج أنا قصرت معك تراني ضحيت بكل حاجة عشانك

جلس على الأريكة وهو يضع الأكياس على الأرض: بلا هذرة فاضية أنا هأعدل بينكو

أخفضت رأسها وهي تكتم شهقاتها: ومين تبي تتزوج

وسام بعصبية: تراني معصب، انكتمي ودشي غرفتك

يا رباه لقد تعبت من مزاجه المتقلب ذهبت إلى غرفتها، وبدأت بقضم أظافرها بعصبية ماذا سيكون موقفها أمام الناس عندما يعلم الكل بزواجه..!!


وفي الصالة


كان متمدد على الأريكة وواضع كفه اليمنى على عينيه، شعر بجسد يجثو على بطنه أبعد كفه ببطء، فرأى رعد ويبدو عليه العصبية هتف بسرعة: أنا ما بحبك أنا أحب ماما وبس تراني هأسولف لجدي عنك

سحبه وسام نحوه وضمه لصدره: ليه معصب حبيب أبوه

ضربه على صدره وهو يحاول التحرر منه: أبي أروح عند ماما

تركه يذهب بعدها تنهد باستياء، لما كل شيء ضده هل سيتزوج الثانية أيضا بعدم رضاه تمنى أن يموت ليرتاح من هذه الحياة التعسية، الماضي يلاحقه بكل لحظة إنه ليس الماضي
كما يدعي بل أشباح أسرت مخيلته فهل سترحل يوما..!!!
وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في منزل أبو الأمير



تدفن الصرآحة خوفاً ، من آلفرآق..!!



لم ترد عليها وبدأت بحل واجباتها المدرسية هتفت تلك بأسى: أسيل ردي عليّا حبيبتي

التفتت أسيل بحدة إلى مؤيد الذي دخل الغرفة: تاني مرة بتستئذن لما تفوت الغرفة اوك

مؤيد بخوف: طيب أنا أسف بس بابا بيحكي تعالي لالو هيو بالصالة

لميس باستغراب بعدما خرج مؤيد: ما شاء الله بخافوا منك وبيسمعوا كلامك

تنهدت أسيل باستياء وارتدت حجابها خوفا من وجود شخص عند والدها، إنها غير مستعدة لمواجهته نظرته بعد سماعه لكلمة أمل أذهلتها أتراه يتذكرها، أم أن الزمن أنساه إياها ذهبت إلى الصالة برفقة لميس التي ارتدت حجابها أيضا رأت والدها يُطعم جدتها بيده ويضاحكها بأسلوبه المرح، أهذا حقا والدها أم تبدل إلى إنسان أخر اقتربت لميس منهم وجلست بجانب جدتها، التفت أبو الأمير لأسيل: ماهر بالمجلس بدو يشوفك

بقيت واقفة تنظر له والدموع أوشكت على النزول ودت لو ترتمي بين أحضانه وتشكوه لنفسه، أفكارها غريبة ولكن هذا ما خطر ببالها تكلمت جدتها بهدوء: يا بنتي شوفي جوزك شو بدو الله يوفقك انتي وإياه

اتجهت نحو المجلس وهي تقدم خطوة وتُرجع أخرى، شعرت بصدمة مصحوبة بخيبة وهي تسمع كلمات أختها لميس: بابا متى أدهم ابن عمتو اجا من السفر





انتهت الآهة

ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود

~FANANAH~ 25-08-16 02:24 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
ملخص الأحداث السابقة من رواية آهات عزفت على أوتار الألم واليوم ان شاء الله سأقوم بنشر الآهة العاشرة بالوتر الثاني



ارتباط أسيل بماهر ومجىء الصقر من السفر وزيارة ماهر لأسيل بمنزل والدها، ومعرفة أسيل أن أدهم ابن عمتها وليس أخاها، وتفكير رعد بالزواج من الثانية اجبارا كما يدعي، وكما في ذلك أخبرت أم آسيا أولادها أن مصطفى مات، توتر العلاقة بين نور وفارس ومحاولة شخص مجهول بقتل فادي ابن عم هاني، مداهمة شقة آسيا من قبل شخص مجهول، موت رواد وهذا ما سبب أزمة كبيرة لريما، وبالنهاية قرر جدها أن يطلقها من البراء وسنرى بالايام القادمة ما سيحصل..!!
صراخ الجد على الحاجة رحيل واغصاب ابنتها مها على الزواج بدون رضاها أو معرفتها للخاطب، وتخطيط العصابة لشيء مجهول ويحاولون تنفيذه بأقرب وقت

~FANANAH~ 25-08-16 02:26 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
أشكر كل المتابعين الذين يتفاعلون معي بتعليقاتهم الجميلة وأتمنى لهم التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، لا تحرمونا من ردودكم وانتقاداتكم فهي التي تسعى بي نحو الأفضل، والآن أترككم مع الآهة العاشرة من الوتر الثاني أتمنى أن تنال على إعجابكم، لا تحرمونا من توقعاتكم فمهما كانت فهي تسعدني وتشحن همتي نحو الكتابة ^_^




~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~


لا أحلل ولا أبيح من ينقل الرواية بدون ذكر اسمي
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا



&&الوتر الثاني&&
&&الآهة العاشرة&&
&&صفعة&&



وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في منزل أبو الأمير يوم الثلاثاء الساعة الخامسة والنصف عصراً


تدفن الصرآحة خوفاً ، من آلفرآق..!!



لم ترد عليها وبدأت بحل واجباتها المدرسية هتفت تلك بأسى: أسيل ردي عليّا حبيبتي

التفتت أسيل بحدة إلى مؤيد الذي دخل الغرفة: تاني مرة بتستئذن لما تفوت الغرفة اوك

مؤيد بخوف: طيب أنا أسف بس بابا بيحكي تعالي لالو هيو بالصالة

لميس باستغراب بعدما خرج مؤيد: ما شاء الله بخافوا منك وبيسمعوا كلامك

تنهدت أسيل باستياء وارتدت حجابها خوفا من وجود شخص عند والدها، إنها غير مستعدة لمواجهته نظرته بعد سماعه لكلمة أمل أذهلتها أتراه يتذكرها، أم أن الزمن أنساه إياها ذهبت إلى الصالة برفقة لميس التي ارتدت حجابها أيضا رأت والدها يُطعم جدتها بيده ويضاحكها بأسلوبه المرح، أهذا حقا والدها أم تبدل إلى إنسان أخر اقتربت لميس منهم وجلست بجانب جدتها، التفت أبو الأمير لأسيل: ماهر بالمجلس بدو يشوفك

بقيت واقفة تنظر له والدموع أوشكت على النزول ودت لو ترتمي بين أحضانه وتشكوه لنفسه، أفكارها غريبة ولكن هذا ما خطر ببالها تكلمت جدتها بهدوء: يا بنتي شوفي جوزك شو بدو الله يوفقك انتي وإياه

اتجهت نحو المجلس وهي تقدم خطوة وتُرجع أخرى، شعرت بصدمة مصحوبة بخيبة وهي تسمع كلمات أختها لميس: بابا متى أدهم ابن عمتو اجا من السفر

اتجهت نحو المجلس وهي تقدم خطوة وتُرجع أخرى، شعرت بصدمة مصحوبة بخيبة وهي تسمع كلمات أختها لميس: بابا متى أدهم ابن عمتو اجا من السفر

صدق مهند حينما قال أن أدهم ليس أخاها تابعت خطواتها متألمة، خدعوها الآن أدركت أن كل ما تعيشه مجرد خدعة دخلت إلى المجلس وعينيها مصوبة نحو الأرض، ليست لديها رغبة لمقابلته تمنت لو أنها بقيت بغرفتها دام الصمت لفترة ليست بالقصيرة، رفعت رأسها بفضول فرأت ماهر يناظر السقف تعجبت منه اذن لما استدعاها إن كان سيتأمل السقف..!!


حينَ يَعُم الصمت بين اثنين يكون هُناك قلبٌ كُسِرَ بطريقةٍ ماَ..!!


سألته بجرأة بما يعتمر بداخلها: ليه جيت هسه

لم يرد عليها بل اكتفى بتحويل نظراته نحوها

انزعجت من نظراته فهمست بضيق: بدك مني شيء

بدت الجدية على ملامحه وأخرج ظرف أسود صغير كان يخفيه في جيب سترته، ثم مده لها على عجل: تفضلي هالهدية ولما أتصل عليكي بتردي أنا طالع هسه اوك

وخرج بسرعة كانت متفاجأة من أسلوبه، فتحت الهدية بسرعة وهي متشوقة لرؤية ما بداخلها فلأول مرة إحداهم يقدم لها هدية منذ سنوات طويلة، بانت ابتسامة على محياها وهي تفتح العلبة الوردية الصغيرة أولا فرأت خاتما مرصع بالألماس تزينه حروف اسمها، وبعدها فتحت علبة أخرى تكبرها حجما فرأت عقد من الألماس يتدلى منه أول حرف من اسمه واسمها، عجزت الثماني وعشرون حرفا عن وصف مدى فرحتها
التفتت إلى الخلف فزعة إثر ضربة على كتفها
رمقتها تيك بغيظ: اوووه من مين هالهدية

أسيل بفرحة لا حصر لها: من حبيبي

لميس ممثلة الصدمة: لا تئولي الهدية من ماهر

رفعت أسيل حاجبيها مستنكرة: امبلا من ميمي حبيبي

وضعت لميس ظاهر كفها على جبينها وهمست وهي تمثل أنها أصيبت بحالة إغماء: وكمان ميمي البنت راحت فيها ولك كل هادا مشان هدية

انشغلت أسيل بارتداء الخاتم وتجاهلت لميس، فجلست لميس بجانبها وقلبت العقد بين يديها بعدها عقدت حواجبها: متأكدة هادا من
( وبعدها بترت جملتها عندما تذكرت شيئا )

أسيل مدت كفها بسعادة: كيف حلو

أمسكت لميس كف أختها واختطفت الخاتم من كفها اليسرى ووضعته باليمنى: يا غبية هادي دبلة حطيها بايدك اليمين لانك خاطبة

أتى الصقر وجلس بجانب ابنته أسيل رجع به الحنين إلى الماضي، كان عازم على قول شيء لا بل أشياء ولكن كل شيء تبخر كقطعة ثلج وضعت على لهيب من النار، فاجأته أسيل بالابتعاد عنه و قولها: بدي أترك المدرسة
وفي أحد الحارات القديمة الواقعة بمدينة غزة


ربما نكون حلماً لأشخاص لآ نعرفهم..!!



لم أعد أصدق أنني ارتبطت أخيرا التفت إلى بسام ابن جيراننا والابتسامة تداعب شفتيّ: وأخيرا خطبت والله مو مسدق

بسام بسخرية: ما بلومك يا محمد عندك فوتت التلاتين يعني عجوز

وضع محمد يده على كتف بسام: حبيبي عقبال عندك

بسام بتهكم: بعد عمر طويل ناقصني أنحبس بقفص بيكفي انت ومسعود

لوى محمد فمه بسخرية: له يا شيخ ليه بتفكرنا عصافير

خليل الذي جاء الآن: في عصافير هانا والله وعملتها يا محمد انت ومسعود خطبتوا بيوم واحد شكلكو متفقين

وقف محمد وهو يطلق العنان لكلماته لتختلط مع ضحكته: اه متفقين ليكون مش عاجبك يلا هي فتحت لالك المجال انت واخوك لتتجوزوا

( لم يكمل كلامه فرنين جواله علا بالمكان ابتعد عنهم مناظرا الرقم الغريب الذي يعلو شاشة جواله رد بهدوء ): السلام عليكم

داعبت ابتسامة شقاوة ثغره عندما سمع صوتها: كيفك يا سكاكر اشتقتلك

انزعج من برودها لكنه أبى أن يعكر مزاجه وأجاب عن سؤالها بمرح: أنا بالبيت بس لو بدك إياني ثواني وبكون عندك

تمالك أعصابه بصعوبة فكلامها كالخنجر المسموم، همس بعدما أغمض عينيه: بحبك يا سكرة

و بالفعل كما توقع لقد أسكتتها كلمته تراءى له طيفها، فاعتلت ابتسامة ثغره ساد الصمت للحظة فسألته على حين غرة سؤالا ردده خياله عند سماعه: لما نتجوز هنعيش عند أمك

محمد بتهكم: لا هنعيش عند أبويا

استنكر برودها في معاملته أيكون الثلج نثر بلوراته على أعتابها: اوك موعدنا بكرة فاتنتي

اتسعت ابتسامته كطفل انتصر بلعبة يثق أنه سينتصر بها دوما: مع السلامة حبيبتي ديري بالك على نفسك

همست مودعة ثم أغلقت الخط بسرعة، نظر لهاتفه شاردا عشقها من أول نظرة عنادها هو سر جاذبيتها، تمنى لو يراها بهذه اللحظة التفت للخلف بسرعة وهو يضع كفه اليمنى على رأسه قابلته ضحكات أخيه خليل: والله وصرنا نحب ونسرح

تنهد محمد شاردا: لو على الحب شيء عادي

بسام بتهكم: له يا شيخ

ذهب محمد إلى منزلهم متجاهلا أخوه وبسام فهو يعرفهم عندما يبدؤون بالتعليقات لا ينتهون، أما عند بسام نثر الوجع عبقه على أسوار قلبه فالشخص الذي طلب منه المساعدة خذله ولم يقتل فادي كما أمره، سمع همسا من أعماق أعماقه يناديه " بسام شو عمل لالك فادي لتقتله " ماذا فعل..؟!!

أليس والد فادي وعمه السبب في تيتمه ولكن إن انتقم هل سيتركونه، قتلوا والده أمام والدته هذا ما سمعه فعاهد نفسه أن يثأر ما دام هناك نبض بعروقه، رنين هاتفه المتواصل أوقف تفكيره رد بهدوء: السلام عليكم

لم يتعرف على المتصل كاد أن يسأله عن هويته لكن ذاك أجابه ببرود: أنا أبو البنت اللي خطفتها
وفي أحد البيوت الواقعة بمدينة غزة في حي الرمال كانت هناك فيلا أبو البراء




لا نريد الكمال ولكن نريد قلوبا تصحو عند الخطأ


لا تعلم كيف يفكر من يرمي جوهرة ملك يديه إنه أحمق، تظاهرت بالانشغال بتدريس عماد إلا أن كلاما عزف التمرد على أوتار طبلتها: والله ما أرجعها خلي جدها ينفعها في زوجة عاقلة بتحكي لكل الناس أسرار بيتها

نظرت إليه وهي تحاول الحفاظ على هدوئها فكلماته استفزتها: البراء البنت ما حكت لحدا شيء بس انت بتتوهم ومعاملتك لالها هي
اللي خلت جدك يعرف، وأوضاع العيلة ما بتسمح لحدا يتناقش بالموضوع

وقف بعصبية وهمس وهو يتمالك أعصابه بصعوبة: ماما أنا هسه طالع وهالموضوع خلاص تسكر وما هناقش فيه لكن ورقة طلاقها هتصلها

أشارت أمه له بعصبية: البراء بكفي، انت بتحب حدا يعمل بخواتك هيك

أرجع البراء شعره للخلف وهو يكتم غيظه: ماما لو وحدة من خواتي تكون متلها هأقتلها

ناظرته والدته بقهر: يا خسارة تربيتي فيگ شو هادا اللي بتعملو، حسام الصغير بيفهم أكتر منك

عض على شفته السفلى وعلائم التفكير صاحبته: ماما خمس أيام من يوم الخميس ليوم الثلاثاء وهي ولا عبرتني ولا شيء

ولأول مرة دمعت عين أمه بسببه، وصرخت على مسمعيه: شو تعبرگ يا دكتور ليكون انت ابن الوزير لتكون عبدة عندگ، انت مو انسان ابن عمك توفى قبل أيام وانت قاعد بتفكر بأشياء سخيفة

صمت عله يعبر عن مكنونات فؤاده، واحمرّت عيناه وكأن دمعاً تسلل لها على حين غِرة، ابن عمه أكان القدر يخفي كل هذا بين حنايا سطوره أهذه صفعة للمسمى بجده أم ماذا، تثاقل الخطى عابراً زواجه من ريما جعله يشعر بأن أضعافا من السنوات أُضيفت الى عمره، وهموم الدنيا تكالبت فوق رأسه، كره الحياة مراراً فماذا عساه أن يفعل..!!

~FANANAH~ 25-08-16 02:27 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
وفي أحد المشفيات الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة


الدمع الحرف التاسع والعشرون من أبجديتنا العربية، يرسم على شكل قطرات حارقة، وينطق بأنين خانق وشهقات متسارعة


دقات قلبها المتسارعة ووجهها المصفر، وعيناها الزائغة أنبئت الجميع أن نهايتها قريبة، هزتها أختها بعنف وصرخت وعيونها تفيض خوفاً على شكل بلورات دمع: اصحي من هالكابوس لهدرجة هو بهمك أحسن ارتحتي منو لا تكوني ضعيفة انتي قوية وايمانك بالله كبير

لم تتكلم وأصوات بكاء من حولها علت شيئا فشيئا، اقتربت منها من تملگ أحن قلب واحتضنت يدها بين كفيها: حبيبتي انتي مؤمنة بالقضاء والقدر وهادا قدره

وبعدها لم تكمل فالدمعات المتراكمة على الوجنتين أجبرتها على الوقوف للشعور بمرارتها، وبالقرب من هنا طبيب ينظر إليها بشفقة لم يتوقع هذه النهاية بتاتاً، ود لو يقترب منها ولكن الحشد الكبير من الأهل منعه، صراخٌ بدا يقترب من المكان وكأنه يشن هجوما ليصل إليه بقوة " وينها هي السبب الله ينتقم منها "
توجهت الأنظار نحو الباب، لم يهدأ ذاگ الاعصار المقبل بل أكمل ما بدأ به " حقودة الله يحرقها حرام الواحد يشفق عليها " اقتربت هيا منه وأشارت إليه بقهر وكأنها نسيت من يكون: آسيا بريئة كل واحد بيوخد نصيبه لا تحط الحق عليها ليه تظلمها

صفعة أسكتتها لم تكن منه ولكن كانت من إنسان أخر: اسكتي بيكفي قلة أدب في وحدة بتكلم اللى رباها هيك

لأول مرة تضع عينها بعين شاب غريب عنها، وبريق من القوة يشع فيها: ما تمد ايدك مرة تانية ( وتجاهلت دقات قلبها العنيفة التي ذكرتها بما تم وأده ) أنا متربية ومحترمة بغصبن عن الكل

وبالمقابل لها أنزل صاحب الصفعة رأسه، كيف يمد يده عليها استفزته بأسلوبها ولكن ثوان ورفع رأسه إثر ارتطام شيء ما، تفاجأ عندما رأى الجميع يهرع نحو زواية الغرفة، اتجه ليستطلع الأمر فاستوقفته يدٌ وضعت على كتفه: فارس ابن عمگ الله أعطاگ عمره

وفي أحد البيوت الواقعة بمدينة غزة في حي الرمال في منزل أبو جهاد الساعة السابعة مساء




في دروب الحياة، قد تبدو الأماكن مظلمة، ما لم نزرع الأمل بداخلها لنعثر على الضوء



التفكير أتعبه أكان يظن أن الأمور تُحل ببساطة، كيف سيعش حياته بعد الآن، كبرياءه لا يسمح له بالذهاب الى أبو خطيبته لطلب عمل، ضرب رأسه بالحائط عل الصداع يخف، ود لو يبكي كطفل صغير ولكن لا يستطيع، أعلن جواله عن وصول رسالة قرأها مرة واثنتين وثلاث بعدها وضع كفه على عينيه، وكأنه بذلك سينسى جلس بفزع عندما فُتح باب غرفته بقوة، نظر للطارق بتوجس ثم همس: خوفتيني يمه

لم تطمْئن قلبه بكلمة حنونة أو بابتسامة بل اكتفت بعقد حواجبها، صفعته على خده بقوة وصرخت: ليه بتعطي هالعقربة هدية انت غبي ولا شو

ماهر بعدم فهم: يمه مين قصدك

صكت على أسنانها بعصبية: خطيبتك المصون روح هسه وجيب الهدية منها، أصلا انت معك فلوس لتشتريلها

غضب ماهر من قولها ولكن لكونها أمه أجابها بصوت مقهور: يمه هالهدية على حساب أبوها والله قال خايف على مشاعر بنته، أنا من وين معايا فلوس لأشتريلها طقم ألماس خلي الطابق مستور أحسن

ضربت رجلها بالأرض بقوة: هالمغرور شايف حاله علينا بفلوسه لك تاني مرة ما تسمحلو انه يعطيك فلوس اوك

ماهر بعصبية لم يحتمل كلام أمه: اووهووه عاد ما صارت كلها هدية وحدة يعني بتحبي حدا يعامل وحدة من بناتك هيك

أم جهاد بعصبية أكبر: لا والله بتقارن بناتي بخطيبتك فشر أي حدا يصل لبناتي مين ما كان

مسح ماهر وجهه بكفه وهو يزفر بقهر: يمه هسه مين حكالك انو انا اعطيتها هدية

أم جهاد بقهر: شو قصدك يعني بدك تخبي علي لك أنا بعرف كل شيء

وقف ماهر وأخذ جواله ليخرج فما عاد يحتمل الجلوس أكثر، أمسكت أم جهاد يده: وين رايح

تأفف ماهر وهو يسحب يده ويمشي خطوات سريعة للخارج: بدي أروح أنتحر أحسن




وأمام ميناء غزة بعد ساعة من الآن


لولا الألوان، لما كانت الحياة جميلة هكذا ولولا بعض الناس أيضا لفقدت الحياة بريقها


علت ضحكاته بالمكان وهو يتذكر شيئا: خدلك هالنكتة مرة في شب وطبعا هالشب بشبهك هههه بيحكي لبنت ( جمالك رباني ) فهي حكتله ( ليه أهلك ما ربوك )

أشاح ماهر وجهه: ساهر بالله عليك تسكت زهقان نفسي

ساهر مصطنعا التفكير: اوووه زهقان نفسك ولا جسمك بالزبط فهمني شكلك ضعفان يا حلو

اكتفى ماهر بتنهيدة، فلكزه ساهر من جنبه: لهدرجة عامل فيك الحب خلاص بطلت أتزوج لو شو ما صار ناقصني أصير زيك

ماهر بشرود: ساهر لازم ألاقيلي شغل لا تحكيلي أشتغل مع الصقر لأنو هادا مستحيل

ساهر رفع إحدى حاجبيه: له له منت شايف الشغل مقطع بعضه بس بستنى فيك تجي تشتغل صح ولا لا

ماهر بهم: بس انا بتمنى أشتغل لحتى أصرف على نفسي ولا كيف بدك إياني أكون مسؤول عن عيلة وانا بأخد مصروفي من أبوي

ساهر بصدمة مصطنعة: اووه فاجأتني كل هالطول والعرض وبتوخد مصروفك من أبوك

تمدد ماهر على الرمال مناظرا السماء: لا بأخد من جدي

ساهر بسخرية: ظريف جدا يا مهر قصدي يا حصان

تمتم ماهر بصوت لم يسمعه ساهر، فصرخ ساهر وهو يقف كالملسوع: صرصور يخيستي عليا يمه الحقيني

وما هي الا ثوان حتى انتفض ماهر واقفا وهو يجري والرعب دبَّ بأوصاله: ولك وينه احكيلي

ضحك ساهر بهستيريا: ولك الله يعين أمك عليك بتخاف من صرصور

ماهر بضيق شديد: ساهر انقلع ما بدي أشوفك بعد اليوم

ساهر مقتربا من ماهر: له له لتكون زعلت

ماهر بهم: ساهر مو فايق لمزحك

مد ساهر بوزه: هو في بينا مزح بس في بينا مسخرة

ابتسم ماهر ابتسامة غريبة وضرب ساهر على رأسه: موقف اليوم ما هأنساه لالك يا حبيبي وتشوف شو هيصير

ساهر نظر لماهر باستغراب: له له يا راجل مالك بتحكيها بحقد لهدرجة يا عيني تعال بالمرة اقتلني

اقترب ماهر منه بعدما أخرج سكيناً صغيرة ( موس ) من جيبه
ننتقل الى المملكة العربية السعودية الى العاصمة الرياض


كيف أسامح قلب قتلني وأنا على قيد الحياة لــ مجرد أنني أحببته


احتضنت ابنها لتقربه من قلبها لا منها لتُشعر نفسها بالأمان، الغدر لن يكون صعباً كما نتخيل إلا إذا أتى من إنسان يعني لنا الكثير، همس لها ابنها بطفولة: ماما لما أصير كبير بعيش أنا واياكي

اكتفت بالصمت فهو صديقها بالفترة الأخيرة، اتجهت جوز من العيون نحو الباب كردة فعل لصوت طرقات عليه، لم تتغير مشاعرها أو حتى ملامحها لرؤية أمها، سألتها أمها بتأفف: لمتى بدك تضلك على هالحال يعني

جواهر بصوت مبحوح: ماما انتي متخيلة بعد كل معاناتي معه يتزوج علي والله ولا واحد فيكو فاهمني

أم جواهر بعصبية: انتي غبية زوجك غني وهيعدل بينكو بس انتي مكبرة الموضوع

صكت جواهر على أسنانها بقهر: كيف هيعدل بينا حرام عليكو، أنا احتويته لما كان يعاني ياما استمعت لالو، ما عمري حكيت لالو لأ ليه هيك يصير

وكأن كلامها لم يؤثر بالتي أمامها شيئا: جواهر لا تدمري حياتك بايدك وشو فيها لما بتزوج عليك، ياما رجال بتزوجوا اتنين أو تلات

كاد رأسها أن ينفجر أهذه أمها كيف لها أن تقول هذا: خليه يتزوج أصلا أنا هبلة وما بستاهله يا رب أموت أحسن

أتتمنى الموت من أجل موقف أم أنها أحزان تراكمت فأوجعتها، لم تُصْدم من ردة فعل أمها فَصَفَْعتُها أزالت الغشاوة عن عينيها، وأثبتت لها أنه لا أمان بين البشر..!!

صرخ ابنها رعد: ليه انتي تضربي ماما والله أنا ما أحبك

ابتسم قلبها لقوله أيكون هذا الرعد زلزالاً يدمر كل أعدائها، أم اعصاراً يذهب بهم للجحيم، لحظات ورصاصة مدمية أصابت سمعها: وأخيرا وسام يبي يتزوج شكلو ما كان مرتاح

وأخرى هتفت: ما توقعته يسويها

وتلك همست بصوت مسموع: يمكن حب يغير

ودت لو تحرقهم جميعاً فكلامهم استفزها بقدر ما أوجعها وما أحرق قلبها كلام والدتها: ليه ما
يتزوج حقه المهم بنتي مش ناقصها شيء وعايشة معززة ومكرمة

لولا إيمانها لقتلت نفسها، فاجأت الجميع
بضحكة عالية وتكلمت بثقة مناقضة بذلك شخصيتها وكأنها مَحارة احتمت بصدفتها: يتزوج أنا ما راح أمنعه لكن الأيام هتمعنه وتقولوا جواهر قالت

جميع أخوات وسام ومن كان بالمكان نظر إليها مستنكراً ردة فعلها، لكنها أكملت كلامها وهي ترجع خصلات شعرها الى الخلف: وكل وحدة فيكو هتذكر كلامي

وقفت حلا أخت وسام: هنخطب ماريا لوسام


نزل عليها الخبر مثل الصاعقة، هل انقرضن الفتيات ولم يتبق الا ماريا يبدو أنها ستموت بحسرتها لا محالة..!!




انتهت الآهة

ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود

~FANANAH~ 17-09-16 02:37 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
أشكر كل المتابعين الذين يتفاعلون معي بتعليقاتهم الجميلة وأتمنى لهم التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، لا تحرمونا من ردودكم وانتقاداتكم فهي التي تسعى بي نحو الأفضل، والآن أترككم مع الآهة الأولى من الوتر الثالث أتمنى أن تنال على إعجابكم، لا تحرمونا من توقعاتكم فمهما كانت فهي تسعدني وتشحن همتي نحو الكتابة ^_^




~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~




لا أحلل ولا أبيح من ينقل الرواية بدون ذكر اسمي
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا




&&الوتر الثالث&&
&&الآهة الأولى&&
&&حكم القدر&&



وفي أحد البيوت الواقعة بمدينة غزة في حي النصر في شقة الحاجة رحيل



الغموض لغة لآ يتكلم بها إلا من ذاق متاعب الدنيا



جلست شهد مقابلاً لأختها ودت لو تضمها لصدرها، وتحتويها بين ذراعيها علها تفضفض
لها همومها سألت هامسة: مها الك ساكتة من أول ما خطبتي لك احكيلي شو فيه

وكالعادة كان الصمت أبلغ إجابة، وبعد دقيقتين سألت شهد ثانية: مها كلمتي خطيبك بنصحك ما تكوني متلي عيشي حياتك وسدقيني محمد بحبك

مها بسخرية: بحبني والله انك مسكينة الشباب بس بحبو يسعدو نفسهم محمد ما بيختلف عن زوجك اللي قبل

شهد بصدمة: حرام عليك تظلمي الشب والله انو أحسن بكتير على الأقل طاير فيكي طير وما بذلك

مها باستخفاف: ما بذلني لأنه ما بيقدر علي والله، أنا ما بخاف من حدا وعندي أهلي بكل الدنيا

شهد بحنية: مها لا يقسى قلبك على نفسك مشان أهلك عيشي حياتك مع محمد هو نفسو يسعدك اسعديه واسعدي نفسك حبيبتي

مها بغموض: هأسعدو وقريب كمان

اقتربت منهم الحاجة رحيل وجلست بجانب شهد: مها كيف معك خطيبك ان شاء الله منيح

مها بجمود: هينا عايشين

صفعتها أمها وكأنها تود منها أن تطرد الانتقام من رأسها: مها عيشي حياتك لا تفكري فينا والشب منيح وأهله كمان، حرام اللي بتعمليه والله، شكلك بدك تهدمي بيتك بايدك

تساقط الدمع على وجنتي شهد، لا تستغربوا
نعم شهد فمها هاجرها الدمع منذ زمن، ابتسمت مها ببرود: منيح يا ماما منيح وأهله كمان، ماما لا تفكريني شهد لتحكيلي هالكلام أنا خلاص بطلت تفرق معي، سعادتي زمان بعتها للناس

بكى قلب الحاجة رحيل لكن أبت الدمعة أن تلامس عيناها: مها لا تكوني متشائمة وأصابعك مو كلهم متل بعض لتحكمي انو محمد نفس زوج شهد اللي قبل

وكأن بعض الهدايا تُهدى لنا ونحن بأمس الحاجة لها أيكون المُهْدِي يشعر بنا أم أنها مشيئة الأقدار
علا رنين الهاتف المحمول الخاص بشهد، ردت بسرعة وكأنها تعلم من المتصل: السلام عليكم

تنفسها السريع أنبئها بشيء واحد، نعم إنها هي ومن غيرها تكون نطقت بلا وعي: ثريا

توجهت جميع الأعين نحوها وهناگ يد اختطفت الهاتف منها، شهقت بصدمة مناظرة مها التي تتكلم ببرود " ثريا نادي لي أخوكي الجبان أكلمه

ارتجفت أوصال شهد هي تحب ثريا وكأنها أختها ولكن عندما يتعلق الأمر بذاگ، تنقلب الموازين
وضعت باطن كفها على بطنها فالألم ألمَّ بها، وفجأة علا الصراخ بالشقة يبدو أن أمراً جلل حصل، ركضت الحاجة رحيل نحو الصوت انصدمت عندما رأت ابنتها حلا تصرخ ونصل السكين موضوع على رقبتها، لم تكن لديها الجرأة لأن تقترب وبصوت مبحوح نطقت: حلا

حلا باستغاثة: ماما بدو يدبحني

التفت المجرم إليها ببرود وهمس: متل ما مات مصطفى هأقتل كل بناتك وهأدبحهم قدامك
وفي أحد البيوت الواقعة بمدينة غزة في حي الرمال في منزل أبو الأمير يوم الثلاثاء الساعة الثامنة مساءً




للمرأة كبرياء قاتل تستطيع أن تُشعرگ أنها تكرهگ، وهي جداً مغرمة بگ



ودت لو تبوح للجميع بمشاعرها نحوه ألم يكن حلمها بالحياة هو رؤيته، اقتربت منها أختها وهمست: حبيبتي سدقيني المدرسة هي مستقبلگ والركن اللي هيسندك

نظرت لأختها بطرف عينها ساخرة: وليه أتعب نفسي بالدراسة وأنا هتزوج قريب

جُنت أختها من تفكيرها وصرخت بغضب: أسيل بيكفي غباء شو يعني بدك تتركي المدرسة مشان الزواج

وأخيرا تكلم ذاگ كما أرادت: ومين حكالك أنا هأرضالك

نطقت بعكس ما تمنت: ما بهمني رأيك هسه عرفت انو عندك بنات

اقترب منها وكأن سحر عيناها ذكره بتلك الراحلة: اذا رأيي ما بهمك ليه بتحبيني

بهتت من رده فمهما تصنعت القوة فقد كشف مشاعرها وكأنها مرآة تراءت أمامه: ومين حكالك اني بحبك انت واحد ظالم ومجرم تركتنا ومن احنا أولاد صغار

ضمها لصدره فلارتجافها دق قلبه: أسيل لا تكوني عنيدة

ابتعدت عنه مع أنها ودت غير ذلك: بتعمل نفسك كويس وبتهمك مصلحتي وانت بتستغلني ليه بتحب لميس أكتر مني هي أحسن مني بايه

همس بلا وعي: هادا حكم القدر

وكأن كلمته جعلت منها وحشاً ينهش فريسته، بكلامه لا أنيابه: أي قدر اللي بتحكي عنو، انت ظلمتني ولازم تدفع الثمن أنا لا يمكن أسامحك


وبعدها ركضت إلى غرفتها لتواري دموعاً طالما آنستها بوحدتها، أرادت لميس أن تتبعها لكن يداً منعتها ولم تكن تلك سوى يد والدها، نزلت دموعها علها تواسي بذاگ أختهاوفي أحد البيوت الواقعة بمدينة غزة في حي الرمال يوم الثلاثاء الساعة الثامنة والنصف مساء كانت هناگ فيلا الجد أبو فؤاد في شقة أبو يامن

~FANANAH~ 17-09-16 02:39 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
عندما بدأت الرياح تجري بما تشتهي سفني وجدتگ منهمكاً في تمزيق الأشرعة ما حاجتي بگ في النور اذا لم أجدگ في العتمة



إنها أسيرة لهذه الغرفة منذ خمسة أيام، نظرت لصديقها الببغاء تسترجع موقفا مما مضى
قبل تسع سنوات
أقبلت تركض على المنزل وصوت ضحكاتها
يعلو هنا وهناگ، طرقت باب الشقة مراراً لم يرد عليها أحد اغرورقت الدموع فهواجس
مرعبة زارتها، ظلام دامس أحجب النور عن عيناها، وضعت كفها على قلبها كردة فعل مباشرة فسمعت ضحكات من خلفها وفجأة بدأ النور يدخل إلى بؤرة عيناها، تفاجأت بمصطفى ابن عمها يحمل شيئا ما بيده اليسرى ويخبئه خلف ظهره، وعلى ثغره ترتسم ابتسامة شقاوة، حاول عقلها أن يصور لها الموقف بعدها صرخت: خوفتني يا صوص

وضع كفه اليمنى لتتداخل بخصلات شعرها وهمس: يا مجنونة جبتلك هدية

أجابته بدلع: يااي بجد

مصطفى بسخرية: هو أنا بقدر أكذب على العسل

وأخرج من خلف ظهره قفصاً ذهبي اللون فيه ببغاء، اقتربت منه وحاولت أخذه لكنه
: ريما مالك سرحانة تعالي لأبوكي

وأدت استرجاع ذكرياتها لتستدل على حاضرها، وهمست بصوت شبه مسموع: حاضر يا ماما

ذهبت إلى غرفة والدها علها تكون ملجأ لها، انصدمت عندما لمحت دموع والدها همست بلا وعي: بابا شو فيه

نظر إليها نظرة مشبعة بالحنية وبصوت مبحوح أجاب: حبيبتي أنا بدي مصلحتك وسعادتك ابن عمك اجا وبدو إياكي ترجعي معو

أترجع له بعد ماذا، أبعد إهاناته أم ابتساماته الساخرة، بقيت تنظر للأرض علها تلقى جواباً كلام والدتها نرفزها: كل يوم والتاني حردانة بتفكر زوجها هيدلعها متل ما كنا ندلعها سامعة يا ريما انسي ايام الدلع والا هتخربي بيتك بايدك

نظرت إليهم بعناد وما إن رأت ملامح والدها تراجعت ونطقت مصطنعة القوة: بابا هأرجعلو لكن وقت ما بدي

توجهت الأنظار نحوها فلا أحد فهم مغزى حديثها، ثوان وعلا صراخ أمها: بتفكري نفسك بنت وزير

عقدت يديها أمام صدرها ببرود: لا وزير ولا شيء أنا بنت المحامي محمد

صرخت أمها بغضب: ما شاء الله عليك وبتعرفي تردي كمان، لك احترمي أمك على الأقل مشان زوجك يحترمك

لم يكن لديها ما تود قوله فكل الحروف ودأت قبل ولادتها، ودت الذهاب إلى حيث تقبع غرفتها لكن والدتها أبت وأمسكت كفها، عاندتها ريما بقول: ماما بدي أروح غرفتي ولو السماء بدها تنطبق على الأرض ما هأرجع لابن عمي

غضبت أمها ونظرت لزوجها مستنجدة ففاجأها زوجها بقول: حبيبتي ما تضغطي على نفسگ أنا معك بكل قراراتگ

أم ريما بصدمة: هسه تحكيلك بدي أتطلق وانت احكيلها برافو عليك يا بنتي

ريما بهدوء: ماما انت معي ولا مع البراء

أم ريما بصوت يصاحبه البكاء: هسه انتي المتعلمة العاقلة كل يوم مشكلة مع زوجگ وإسراء بنت عمگ لا دارسة جامعة ولا شيء
ولا عمري سمعتها تمشكلت مع يوسف

أخفضت ريما بصرها أهذا رأي أمها بها، يا لتعاستها هتفت بعتاب: هو أنا اللي بعمل المشاكل يعني

أم ريما بنرفزة: لا أنا

نطق أبو ريما ببرود:يا بتتي روحي على غرفتگ وما لك خص بحد
وهناگ حيث يقع حي الرمال في منطقة ما أمام ميناء غزة


قد تبحر بنا سفينة الحياة إلي شواطئ
لا نرغب أن نرسى فيها ولكن قد تكون
تلك الشواطئ قدرنا.


نظر إليه بملامح يكتسيها الجمود، ود لو يقضي عليه فألم الخيانة كألم طفل رُش طن من الملح على جرح عميق في رجله، فمنعه من التحرگ تمعن بالدماء وهي تتدفق وكأنه يتمنى منها الاستمرار بهذه القوة، حتى أن صرخة صديقه المتألمة لم تغير من أحساسيه شيئاً: ماهر يا مجنون شو عملت

ساد الصمت لبرهة بعدها همس: لا تنطق اسمي على لسانك الوسخ

همس بصدمة: انت انجنيت في حدا بيعمل بصاحبه هيك

ضحگ ماهر بهستيريا: صاحبه لتكون بتفكر نفسك صاحبي فشرت انت وكل اللي متلك سدقني ما هتطلع من هون الا وانت ميت

من بعيد كان هناگ أحدهم ينظر إلى الموقف بمشاعر مضطربة ما بين الألم والسخرية، إحساس قوي ودَّ منه أن يقترب ولكنه وأد هذا الإحساس بإخراج سيجارة وإشعالها مكتفياً بالنظر إلى الدخان الذي يتصاعد أمامه، من كان يتوقع يوماً أن يطرق الحب بابه، سخر من نفسه أيكون هذا حب أم إعجاب تولد نتيجة دموع أسرت مقلتي تلگ الزهرة البيضاء، أعلن رنين هاتفه عن وصول رسالة قرأها بملامح جامدة مع أن محتواها يخبره عن نجاح عملية استغرق تخطيطها أكثر من سنتين، ارتمى على الرمال الناعمة مناظراً السماء الزرقاء، والنسيم العليل يداعب خصلات شعره، لأول مرة تمنى لو أنه تنعم بطفولة هادئة كباقي الأطفال، بانت فرجة صغيرة بين شفتيه لم تبين لنا هل هي ضحكة أم صدمة لرؤية ماهر ينقض على ساهر، أخذ حفنة من الرمال ونثرها بالهواء لتقع على قميصه وثوان ورأى هناگ بعض الفتيان الذين خلصوا ساهر من قبضة ماهر، أغمض عينيه عله يحلم بما يتمنى ألم نعلم أن الأحلام تشترى
بالمجان..!!

ًلا يعلم لما غفت عينيه وكأنه نسي الإرهاق الذي يصاحبه لعدم نومه لمدة ثلاثة أيام
وفي أحد المستشفيات الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة


كم أحسِد تلك الاشياء التي تملك حق
رؤيتك والاقتراب منك .♡.
بينما لا أملك أنا هنا
سوى حق الأشتياق إليك.♥


ودَّ لو يقترب عندما رأى ابتسامتها وهي مغمضة العينين، منع رغبته بالذهاب إلى الجالسة بجانبها: خالتو سدقيني هتتحسن حالتها هي محتاجتك هلأ أكتر من أي شيء

نظرت له تيك بعينين دامعة: يا دكتور هتطول الغيبوبة.

أجابها مختفياً تحت قناع الجمود: لا ان شاء الله بتصحى قريب

وفجأة علا صراخ بالغرفة ودخلت فتاتان للغرفة وإحداهما صرخت بأعلى صوتها ودموعها تنهمر على وجنتيها: يمه الحقي فارس ما هيقدر يقف بعد يوم

شهقت الأم بصدمة وداعب الألم أوتار قلبها ليعزف بكل قوة فيقطعها إرباً إربا: شو يا غدير

ريهام بصوت مبجوح يغلبه البكاء: يمه توقف نبض القلب عنده بعدها استخدموا الصعق الكهربائي والحمد الله رجع النبض لكن يمه الدكتور حكى ما هيقف بعد اليوم وأبويا هناگ مصدوم وبيزعق للدكتور

تهاوت كالطير المذبوح ففارس رغم المشاكل التي يفتعلها، لكنه نور البيت وعماده هو من تشتكي له وقت أحزانها، هو العصا السحرية التي تستند عليها، وأهم من ذلك هو من أشعرها بأمومتها منذ القِدم، أرادت أن تبتعد عنهم وتضمه لصدرها متجاهلة كل شيء، أيقظها من كل ذاگ صراخ مرأة أمامها: كلو من بنتك قتلت ابنا والله لنحرمها من ابنها

نظرت لها بتيه: شو فيه

فصرخت ريهام: شو أختي عملت لالكم

أشارت المرأة لها باحتقار: خليني ساكتة أحسن بس والله ابن أخويا ابنه أو بنته لبتربى عندنا وبنتكو خدوها

قاطعهم أبو فارس الذي جاء ووجهه محتقن بالدماء: ومين حكالك بدنا ابنها خدوه الكم

~FANANAH~ 17-09-16 02:39 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
في المملكة العربية السعودية وفي العاصمة الرياض


لا تدع أحد يرسم لك " خرآئط " حيآتگ فهناگ من لآ يحترم الحدود


لا تعلم هل تعاقب نفسها أم تعاقبه هو بعدم محادثتها إياه، ارتسمت ابتسامة صادقة على شفتيها عندما فاجأها حبيبها وأغلى انسان على قلبها بقبلة على شعرها، سحبته إلى صدرها وهي تستنشق رائحته بشغف فهمس ببراءة محببة لقلبها: بحبك يا م

لم تدعه يكمل كلمته وهي تحضنه أكثر فأكثر، قاطعها رنين جرس المنزل فركض صغيرها ليفتحه، بعد ثوان جاء وخلفه أمها، لم تفرح لقدومها بل اكتفت بابتسامة مصطنعة فتكلمت تلگ ببرود وكأن التي أمامها ليست ابنتها: متى جوزگ هيتجوز

أجابتها ببرود مشابه وكأن الأمر لا يعنيها: ما حكالي

نظرت لها أمها بضيق: ان شاء الله زعلانة مشان جوزك يبي يتجوز

ضحكت بهستيريا من قول أمها: لا بالعكس فرحانة وأبي أعمل بارتي اوك

تنهدت أمها بضيق: ماريا كويسة وخالك يبي يجوزها لوسام مشانها يتيمة وأبوها وصاه عليها الله يرحمه

زأرت كالأسد الذي يحاول افتراس فريسته: وليه وسام بالذات ولا هو ما بقدر الا على وسام

أم تامر بلا مبالاة: يمكن انتي مو عجباه

جواهر بصدمة: يمه انتي تبيني أنجن شو هالكلام انتي أمي ولا أمه

أم تامر بعصبية: لا تمثلي دور المسكينة وسام كويس لا تخربي بيتك بايدك شو مثلا تبيني أحكيلك تعالي على بيتنا واتركي بيتك ارتاحي ما هأسمحلك

جواهر وهي تتمالك نفسها حتى لا تنهار: لا تخافي أموت ولا أشكيلكم بيوم شيء ولو سمحتي أبي أرتاح

أم تامر بسخرية: بتطردي أمك ومسوية نفسك كويسة أصل أنا طالعة بدون ما تحكي
وفي فلسطين الحبيبة في أحد الحارات القديمة
يوم الأربعاء الساعة الخامسة عصراً


لم اقصد ان اتعبك يوماً !
ف انا اريد ان اكون راحتك دائماً
لكن حبي لك يقودني للجنون احياناً


رسم دوائر صغيرة على الرمال مناظرا منزلهم المتواضع، بالرغم من أنه طبيب لكن القدر حكم عليه أن يعيش هنا في البيت الذي بناه والده، والذي يحبه أكثر من أي شيء، لم يفكر يوماً أن يغادره فكل الذكريات تجسدت به، ونُسجت على أبوابه، والجدران على ذاگ تشهد، ولكن أميرته تأبى أن يصطحبها إلى مملكتها الصغيرة، علا رنين هاتفه فازدانت ابتسامته عندما رأى صورتها رد بهيام: السلام عليكم كيفك فاتنتي

نبرتها الباردة أشعرته بالاحباط ولكنه لم يظهر ذلك: حبيبتي بتحبي أمر عليكي

أصابته الخيبة من جوابها، لكن سرعان ما رفع حاجب استغراب من كلامها: 500 شيكل شو بدك فيها

تكلم بهدوء: سكرتي سألتك فلا تجاوبيني بسؤال

تمالك نفسه بصعوبة، فشخصيته العصبية لم تحتمل أكثر من ذلك: مها لا تجننيني جاوبيني على سؤالي

تفاجأ من فعلتها عندما أغلقت الخط في وجهه بعدما هتفت ببحة غريبة: بخيل
وفي مدينة غزة في أحد البيوت الواقعة في حي الرمال كانت هناگ فيلا أبو البراء


اجَمل البشر من يصنع فيك ابِتسامة حين يعلم انك بحَاجتها


كان متمدد على الكنبة مشغول التفكير بها، فاجأته ضربة على كتفه: مالك سرحان يا حبيبي

نظر لصديقه بعدما تنهد: البراء ولا شيء

البراء بسخرية: كمان تنهيدة وبتحكيلي ما في شيء لك احكي يا طاهر

طاهر مشيحاً وجهه:،ما في شيء بحكيلك

البراء بتسلية: ليكون الحبيبة زعلانة

طاهر بهمس: البراء مو راضية ترد علي من أسبوع

البراء بتفكير: يمكن تجوزت

جلس كالملسوع وهتف: مستحيل

البراء بهدوء: ما في شيء مستحيل

انفتح الباب بقوة وهتف جهاد أخو البراء وهو يلهث: البراء الحق الشرطة أخدتو ليوسف





انتهت الآهة
ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود

~FANANAH~ 17-09-16 02:40 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
أشكر كل المتابعين الذين يتفاعلون معي بتعليقاتهم الجميلة وأتمنى لهم التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، لا تحرمونا من ردودكم وانتقاداتكم فهي التي تسعى بي نحو الأفضل، والآن أترككم مع الآهة الثانية من الوتر الثالث أتمنى أن تنال على إعجابكم، لا تحرمونا من توقعاتكم فمهما كانت فهي تسعدني وتشحن همتي نحو الكتابة ^_^



~~لا تليهكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~


لا أحلل ولا أبيح من ينقل الرواية بدون ذكر اسمي
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا


&&الوتر الثالث&&
&&الآهة الثانية&&
&&معادلة جديدة&&



انفتح الباب بقوة وهتف جهاد أخو البراء وهو يلهث: البراء الحق الشرطة أخدتو ليوسف

البراء بصدمة: شو بتحكي

جهاد وهو يتنفس بسرعة: ما بعرف والله بس هسه الشرطة اجت وسحبته معها

ركض البراء إلى الخارج ومعه صديقه طاهر، علا رنين جواله زفر بضيق عندما رأى المتصل، بعدها قفل الخط وحول الجوال الى وضع الصامت بعدها انطلق بسيارته هو وطاهر كان متضايق بشكل غير معقول، همس طاهر وهو يربت على كتفه: اهدى يا البراء سدقني أخوك هيكون بخير

ضرب على المقود بكفه بقوة، وتكلم بسرعة: بس يا رب يكون أبويا مو عارف

ثوان وعلا رنين جوال طاهر، رن بهدوء: السلام عليكم

: كيفك يا عم

: اه انا مع البراء

: اوك

ومد الجوال للبراء، أخده منه البراء باستعجال وهمس باختناق عندما تناهى الى مسمعه صوت والده المتضايق: كنت عامل الجوال صامت

: أنا عند نهاية شارعنا اوك ثواني وجاي

: شو فيه طيب

: اوك هيني جاي، سلام

وفي احدى مراكز الشرطة

كان ينظر لهم كذئب مغدور يود القضاء على كل من حوله، اسوداد تحت عينيه حاكته مجريات الأحداث، دموع حبيسة صنعتها الصدمة التي تلقاها قبل قليل، ود لو أنه مات منذ زمن فأصعب شيء أن ترى قطعة منگ تُداس بالأقدام والمؤلم أكثر هو ما حصل الآن، اقترب منه إحدى الضباط وتكلم ببرود: ما بتقدر تشوف ابنك احنا لسا بنحقق

تكلم أحمد بقهر: حرام عليكم ابني برييء

أجابة الضابط بسخرية: الكل بحكي عن ابنو برييء

أحمد بقهر أكبر: بس أنا بعرف ابني

اقترب البراء الذي جاء الآن من والده وضمه الى صدره: بابا وين يوسف

أحمد بحسرة وعيونه محمرة: حابسينه عندهم وبعذبوه

البراء بصدمة وقهر: ليه هو شو عمل يا بابا
وفي احدى شقق الأبراج الموجودة في حي النصر شقة الحاجة رحيل الساعة السابعة وخمس وأربعون دقيقة


ولكل منا حكاية ابداً لا تتكرر .. ويستحيل نسيانها لا يتوقف الزمن عندها .. ولكن تتوقف أنت عندها مهما حاولت الرحيل"


تناظر أختها مسلوبة الفكر، تستذكر البارحة وتفاصيله المرعبة أبربكم يوجد أب يهدد بقتل أولاده، أين الإنسانية أتراها بزمن النسيان كل كلمة خرجت من في ذاگ المجرم المسمى بأباها نُقشت بقلبها قبل ذاكراتها، ولن تنساها يوماً، قاطع تفكيرها أختها مها التي تكلمت بسخرية: شهد حبيبتي ليكون بتفكري باللي حكاه حبيب القلب بابا

شهد بحزن: هو مو بابا كيف كان بدو يقتلنا شو هو مو عندو رحمة ولا شو

مها بصدمة مصطنعة: بابي ئاسي بالعكس يا عمري بابا أحن واحد شفته بحياتي

فاطمة وهي تمسح دموعها بكفها المرتجف: كرهتو كتير يا ريته مات ئبل ما أشوفو كان نفسي أشوف الحنية بعيونه يسألني شو بحتاج، يحميني أحس لي سند لما أنجح يحضني

مها بسخرية مريرة: جد بتحكي متأكدة يا روحي لك بابا بيعمل أكتر من هيك

لم تكمل كلامها فصراخ حلا ملأ المكان، ذهب الجميع الى مصدر الصوت وهو غرفة الحاجة رحيل، كانت الصغيرة حلا متكومة في حجر أمها وتصرخ باعلى صوتها: ماما بدو يدبحني

ولم تملك الحاجة رحيل الا يدين حانيتين تحضنها بها وتهمس: حبيبتي هو راح وما هيجي خلاص

مها ببرود: حكيتلكو لازم نخبر الشرطة لكن انتو ما بتقتنعو

الحاجة رحيل بصوت تحاول أن يكون متماسك: مها جهزي نفسك وانتي ساكتة عريسك هيو جاي بالطريق

مها ببرود: هيني جاهزة

الحاجة رحيل نظرت لها بوعيد: غيري ملابسك والبسي شيء حلو انتي بدك الشب يشرد منك

مها بعصبية: اذا مو عاجبو أنا من طريق وهو من طريق

علا بكاء حلا أكثر فأكثر، بعدها سحبت شهد مها من يدها وخرجت، مها وهي تسحب يدها بقوة: يا عمي فوق ما رضيت بالشب بدكو تجبروني اعاملو منيح

شهد بضعف: مها لا تعاندي محمد كويس وماما مكفيها اللي فيها

ثوان ورن جرس الشقة، شهقت شهد وهمست: يا ربي ليكون محمد عالباب

ركضت ديما لتفتح الباب، وجاءت بعد ثوان: محمد اجا وبدو مها

ارتدت مها ملابسها الصلاة، وذهبت له نظرت إلى عيونه الهائمة وابتسامته بسخرية تكلمت ببرود: تفضل

مشى خلفها وعيونه تتأملها حجابها الأسود أظهرها ناصعة البياض، والضوء المنعكس على عيناها جعل منها بلورات ألماس بلون الزمرد هتف وهو يضع الهدايا التي بحوزته جانباً: ما بدگ تسلمي علي

تجاهلته وجلست بعيدة عنه، تنرفز من حركتها ولكنه كتم ذلك، سأل بمرح: شكلك كنتي تصلي قبل ما أجي

لم ترد عليه فسأل ثانية: كيف حالك وحال عمتي

مها بهدوء: الحمد الله كلنا بخير

وقف بهدوء واتجه نحوها عندما لاحظ شرودها، همَّ أن يجلس بجانبها لكنها وقفت كردة فعل تلقائية انزعج بشدة فاعتذرت بابتسامة مصطنعة وهمست: ما كان قصدي

أهداها قبلة خاطفة على خدها وهمس بحب: بتعرفي ابتسامتك هسه أجمل شيء بحياتي

اشتعلت وجنتاها حمرة من نظراته فقرصها من أرنبة أنفها بمرح: والله عسل

قربه أخافها فلم تعتد أن يقترب منها أيا كان ولكنها لم تبدِ شيئا، أخرج محفظته وهمس: صحيح ليه بدك ال 500 شيكل

مها بضيق: ما بدي منك شيء

محمد بعناد: احكيلي لأزعل منك

قاطعهما دخول أمها وهي تحمل حلا، نظرت لابنتها بصدمة لكنها تجاوزت ذلك بسرعة: اووووه شكلك يا مها كنتي تصلي وما لحقتي تلبسي

محمد بابتسامة: عادي هسه لما أروح على صلاة العشاء بتجهز نفسها

وبعدها غمز لها، كادت مها أن تجيبه لكن

الحاجة رحيل بابتسامة: أكيد نورتنا والله يا يبني كيفك وكيف أهلك سلملي على أمك

اتسعت ابتسامة محمد: الحمد الله كلنا بخير وأمي بتسلم عليكي

الحاجة رحيل وهي تمسح على شعر حلا: الله يسلمك ويسلمها

محمد بابتسامة: صحيح نسيت أحكيلكو العرس بعد شهر

شهقت مها بصدمة: شو هو انت لسا جهزت الشقة

محمد بملامح جامدة: هنعيش ببيت أهلي

الحاجة رحيل بهدوء: يا بني صح حكيت انو الك شقة

محمد بفتور: ايوة حكيت لكن أمي بدها إياني أعيش عندها لأني أول فرحتها والشقة لهسه مو جاهزة

مها بعصبية: مو ساكنة مع أهلك

الحاجة رحيل: مها اهدي ما هيصير الا الخير

مها بعصبية: احنا اتفقنا معو انو ما هأعيش ببيت أهلو

محمد بعصبية: مالك بتعلي صوتك ويكون بعلمك ما اتفقت مع أبوكي عالشقة

قاطتهم الحاجة رحيل لتخفف حدة الموقف: ما في داعي للعصبية وكل مشكلة والها حل

وقفت مها وخرجت من المكان بسرعة، فتح محمد زر قميصه العلوي وهو يتنفس بسرعة من الغضب، وهمس: ما توقعتها منك

الحاجة رحيل بأسى: يا بني متل منت شايف بناتي ما الهم غيري وأبوهم تاركنا فلهيك ما بسمح لحدا يزعلهم

تكلم محمد بسرعة: بس يا عمتي أنا ما زعلتها هي اللي عصبت بسرعة

قاطعهم دخول البراء الذي ألقى السلام وذهب لمحمد ليسلم عليه وبعدها سلم على الحاجة رحيل وحمل حلا، وهمس بضيق: وين البنات

أجابته الحاجة رحيل بنفس الهمس: خليگ هون وتفاهم معه

علا صوت رنين الهاتف يعلن عن وصول رسالة، توجهت الأنظار نحو البراء، بعدها وضع البراء حلا بحضن أمها وخرج بسرعة فمحتوى الرسالة صدمه

~FANANAH~ 17-09-16 02:40 AM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
في المملكة العربية السعودية العاصمة الرياض



هجرت بعض أحبتي طوعا لأنني رايت قلوبهم تهوى فراقي ،، نعم أشتاق ولكن وضعت كرامتي فوق اشتياقي ،، أرغب في وصلهم دوما ولكن طريق الذل لا تهواه ساقي


تود لو أن عينيها ترى ما بعد الجدران، كيف لحبيبها الإنسان الذي ضحت من أجله وتحملت العذاب لأجل راحته، كيف له أن يجلس مع أخرى لا تعلم لم الجميع يخونها، حتى أن دموعها خانتها، لا أحد يواسيها الجميع يشعرها أن لا حق لها أن تبكي أو ترثي حبيبها الذي سُلب وسجن أمام عينيها، ضمت نفسها وهي تتحسس بطنها سيأتي طفلهما الثاني قريبا، والعلاقة توشگ على النهاية، رفعت رأسها عندما سمعت خطوات شخص ما، انصدمت عندما رأته أمامها ولكنها جمعت شتاتها وتكلمت بكبرياء: متى تبي تسوي الملكة مشان أجهز نفسي

اقترب منها وعيونه تناظرها همس وابتسامة خبث تعلو شفتيه: تبي تقنعيني انك فرحانة مشان أبي أتجوز

سيطرت على نفسها بصعوبة وتكلمت ببرود: ايه فرحانة

احتضنها وهو يشد على كفها مناظرا عيونها متسائلاً: جواهر ليه بتسوي بنفسك هيك

زادت دقات قلبها بقربه وصرخت بعصبية مبالغة: ابعد عني شو تبي مني

قبلها على جبينها وهمس بأذنها: أبي منك تفرغي مشاعرگ مشان ما يصير معك اكتئاب

صرخت بعصبية أكبر وهي تدفه: ابعد عني ما أبي منك شيء انت واحد تافه ما عندك ضمير


وبعدها ركضت الى غرفتها، تبعتها عيونه المتألمة بعدها تنهد وهو يذهب خارجاً من المنزل وأنفاسه تتسارع

وفي إحدي البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في منزل أبو منير


الصمت أيضا له صوت .. لكنه يحتاج إلى روح تفهمه ..!


لا يود أن يتحدث فلا أحد سيشفي جراحه، صرخ الذي أمامه بعصبية: ساهر لك احكيلي مين عمل فيك هيك انت ناوي تجنني

لم يتكلم فليس لديه ما يقوله، صرخ ذاگ بعصبية أكبر: أنا المسؤول عنك لك أنا أخوك الكبير احكيلي مين اللي عمل معك مشكلة

فاجأه الذي أتى بكلامه: منير ما تتعب نفسك لك ما هيحكي شيء لأنو الدكتور عامل مشكلة مع صاحبه الأنتيم

منير بعدم تصديق: ليكون قصدك يا نبيل ماهر

هز نييل رأسه بأسف: للأسف اه

اتجهت الأنظار نحو ساهر يطلبون تفسيراً، لكن باءت بالفشل فالذي أمامهم صامت ولا يبدي أي انفعال، صرخ منير بقهر: لك احكيلي ليه شو المشكلة اللي بينكو والله لو ما حكيت لأروح لأهلو

أشاح ساهر وجهه ولم يتكلم سوى كلمة واحدة: خنته
وفي إحدى الشركات الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة، هناگ تقع أكبر شركات قطاع غزة شركة أبو الأميــر وأولاده لبيع السيــارات
الساعة الثالثة والنصف عصرا يوم الخميس



سـَ يـصنـع مـِنكَ الألـم شَخصاً آخـر أكـثـر تـَحمُّـلاً ..
أكـثـر قـسـوة ..أكـثـر لآ مـُبآلآة بـِأحـد ..!


قلب الملف بسرعة وابتسامته الساخرة تتسع أكثر فأكثر، كل ما توقعه كان صحيحاً اتصل على سكرتيرته لتأتي فوراً، أتت وبيدها تحمل عدة ملفات وضعتهم على الطاولة وكفها يرتجف سألها ببرود: في تغيير بأوراق هالملف

السكرتيرة بهدوء مصطنع: سيد صقر سدقني ما بعرف شيء عن هالموضوع

الصقر وهو يصغر عينيه: ألما متأكدة

بعدها وقف واقترب منها ببطء وهمس بتلاعب: روحي ناديلي رائد

ذهبت بسرعة وأنظاره تلاحقها، تعالت صدى ضحكته في المكان من يراه يظن أنه انتصر نصراً ساحقاً، اتجه نحو الزواية وبقي ينظر لشيء ما لمدة دقيقة بعدها التقطه بهدوء: شكلو اللعبة هسه ابتدت

اتجه نحو المكتب واتصل على ابنه الأمير وتكلم ببرود: ثواني وتكون عندي

طُرق الباب فأذن للطارق بالدخول، أشار للسكرتيرة أن تذهب وتغلق الباب معها ولا تسمح لأحد بالدخول إلا ابنه الأمير، اقترب من رائد ناظراً له باحتقار: هالأشكال ما بتلزمني بالشركة

نطق وهو يرتجف: سيدي ما عملت شيء

علت ضحكة الصقر الساخرة: واو هو أنا حكيت انك عملت شيء أنا المدير ومن حقي أطرد اللي بدي اياه

ركع أمامه متذللاً: سيدي ما تطردني كيف بدي أطعمي أولادي بترجاگ ما تطردني من الشركة

ً
ألم يعلم هذا الأخرق أن الرزق بيد رب العباد، لكن الذي أمامه لم يهتم فقد نادى على السكرتيرة لتأتي فتطرده، بعدها حمل الصقر هاتفه وهو يستمع لبعض التسجيلات بالسماعات الذي يخفيها شعره الطويل


وفي الطابق الثاني من شركة أبو الأمير

جلس إحداهم على الطاولة وهو يخفي ضحكاته نظر لصديقه بتشفي: حكيتلك هيطردوا رائد شوف المدير مشان رائد المسكين ساعدنا بتزوير بعض الملفات طرده، منيح انو رائد ما بيعرفنا لكان خبره عنا

أجابه حامد وصوته يرتجف: سدقني المدير ليكشفنا

جلال وهو يضرب بقبضته على المكتب: هيكشفنا بس مو قبل ما بعمل اللي بدي إياه

فجأة وصلتهم رسالة جف لها حلق الاثنين فنطق حامد بصدمة: من مين هالرسالة والله يا ريتني ما سمعت منك هسه أنا هأنطرد

جلال بحقد: خليه يعمل اللي بدو إياه ألف واحد بتمنى اني أشتغل معو

فُتح الباب الذي كان مقفل بالمفتاح ودخل أحدهم وهو يصفق: برافو برافو خلاص روح اشتغل عند الألف


حامد بصدمة: أرجوك يا سيد أدهم ما تخبر المدير سدقني ما عملت شيء

أدهم ببرود: المدير بعت السكرتيرة لتخبركن باستقالتكن لكن أنا حبيت أبشركن قبلها، بتمنالكو يوم سعيد


وبعدها خرج متجهاً لغرفة المدير، صورة أسيل لا تفارق تفكيره، هز رأسه وضرب على قلبه
بقوة هامساً: هالقلب مات ولازم ما حدا يحييه
وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في منزل أبو الأمير الساعة السادسة عصراً


احلامي لم تعد تحملني فكل ما طلبتها التحليق عاليا سقطت على جذورها وكانها صارت عبء علي دائما تدفعني للاسفل لذكريات تبعثرت منذ زمن تجمعها وتعيد ترتيبها وتبدا بسردها ما هو ذنبي..؟!!

أجبني حتى احلامي بت حارسها ولا تتصف غير ذكرياتك


لا تعلم لما أهيجت ذكريات الماضي، كل اللحظات التي قضتها مع والدها استوطنتها كعدو حارب بكل قوته ليستوطن بقلب مدينة احتلها ذات يوم، همست لها أختها بحب: أسولة وين سرحانة

أسيل بتنهيدة: لميس معك جوال

لميس بتعجب: ايه معي

أسيل وهي تحاول التركيز وابعاد صور والدها عن مخيلتها: هاتيه شوي

ضغطت على الأزرار بتوتر بالغ بعدها
وضعت الهاتف على أذنها تحت نظرات
لميس المستغربة، كلما ازداد رنين الهاتف زادت دقات قلبها هل ستسمع صوته تشعر أنها لم تسمعه منذ آلاف السنين، حبست أنفاسها عندما سمعت صوته كادت ألا تجيب ولكنها همست بآخر لحظة: أنا أسيل

دمعت عيناها من نبرته الجافة، لما يعاملها هكذا تكلمت بوجع: ليه بتعاملني هيك ما توقعت تعمل هيك

أغلق الخط وبعث لها رسالة فصدمت من محتواها فهمست لها لميس: فمين اتصلي

همست أسيل وكأنها تكلم نفسها: اتصلت بابن جيرانا هاني ما توقعت يعمل هيك الجبان قال بيحكيلي ما تتصلي تاني

وأكلمت بعصبية: هادا حقير ما بهمه الا نفسه كيف كان يحكيلي أنا سندك يا ريتني ما عرفته

لميس باستغراب: أسيل اللي بيسمع كلامك بشك انو بينكم ئصة حب الشب سادق انو

قاطعتها أسيل بغضب: ايه بحبه

لميس بصدمة: أسيل انتي هبلة كيف بتحبيه انتي هسه مخطوبة وبائي على عرسك أسبوع بالزبط

أسيل وهي تضع كفيها على رأسها: ما بدي حدا أنا بكرهكو كلكو

جاءت خادمة المنزل تصرخ بانهيار: اجا واحد وخطف الأولاد

لميس بعدم استيعاب: روان شو ئصدك

أسيل بعصبية: مين الأولاد

الخادمة وهي تلتفت يميناً ويسارا: اجو رجال وخطفوا مهند ومؤيد ومصعب

نظرت لها أسيل نظرة غريبة ولكنها لم تكن لها بالأصح تنظر لمن وراء تلك الخادمة، بعدها انطلقت كالبرق، ولكمته على صدره: وين اخواني

لم يقاومها أبدا وكذلك لم يحتضنها بل كان كتمثال، سألت لميس وهي تبلع ريقها: بابا وين اخوان أسيل

هز أكتافه بأنه لا يعلم وجاء أدهم وتكلم بعملية: أرسلت كم شب يبحثوا عنهم وان شاء الله بنلاقيهم

ضربته أسيل بأقوى ما عندها: كلو منك لو ما ظهرت بحياتنا كان كنا عايشين أحلا حياة

أبعدها عنه بهدوء ثم ذهب الى غرفته، لحقته لكن أدهم اعترض طريقها ممسكاً بيدها: أسيل اهدي

أسيل بعصبية: ابعد عني

عناد باستغراب الذي جاء الآن: لميس شو فيه

لم تنتبه أسيل ولميس إلى أنهما لا ترتديا الحجاب فالموقف صادم لأبعد درجة، تساءلت الجدة التي تتحسس طريقها بصعوبة: شو فيه

كادت أسيل أن تصرخ لكن أدهم أغلق فمها وهو يسحبها باتجاه غرفة لميس، أما عناد ذهب الى جدته ليساعدها ويجيبها على تساؤلاتها


في غرفة لميس


نظر لها ببرود بعدما ألقاها على السرير: اهدي واوعك تحكي شيء لجدتي

كادت أن تصرخ لكنه أغلق فمها بكفه، فاجأته بعض يده لكنه لم يأبه بذلك، بعد قليل تركها عندما احمرّ وجهها همست بصوت مبحوح وهي تتنفس بسرعة: ما هأسامحكو يا ريتني متت

أدهم ببرود: اخواتك هنلاقيهم بس انتي اهدي

نزلت دموعها بلا شعور ولم تجبه، فلعل الصمت السائد يُجيب، تأملها أدهم للحظة بعدها أشاح وجهه واستغفر ربه، وتكلم بهدوء: هسه أنا طالع

أسيل بضعف: أدهم بدي أطلب منك طلب

أدهم بصوت حنون لا يشابه شخصيته مصحوب ببحة: تفضلي

أسيل بإرهاق: الغي الزواج




انتهت الآهة



ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود

walis 29-07-17 09:26 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
واو استمتعت بقرائتها ، واصلي ، العاب حرب - hguhf-العاب طبخ

bouty 08-01-18 06:02 PM

رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
 
رائع ماشاء الله


الساعة الآن 11:32 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية