منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي... (https://www.liilas.com/vb3/t201850.html)

منى لطفي 29-02-16 04:34 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
ايه رأيكم في قافلة الحلقة يا حلوييييين نيهاهاهاهاهاهااااي .. ضحكتون شريرتون.....
ولسّه يا كابتن سيف قابل بقه يا خفيف.. عامل لي دون جوان عصرك وأوانك والواد اللي هوّ.. أهو أبوك هيروح بذنبك.. وريني هتستحمل تعيش ازاي لو جراله حاجة وانت عارف انه ذنبه في رقبتك؟. ومش بس هو وأختك كمان، عرفت بقه انه اللعب وكدا في كدا ودا نت!!!! مش لعبة وغيرك اللي هيدفع التمن؟؟... ولسّه اللي جايات كتيييييير ، مش قلت لكم هربييييييييييييه!!!! هع هع هع هع هع هع هاااااااي....

bluemay 29-02-16 04:55 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
روووعة بس فين الحلقة التانية لووول


يستاهل اكتر وما حزنت عليه خليه يستلقى وعده السافل المنحط ..


منة هل ح تروح معه ؟!!


متشوقة كتير للقادم


لك ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

الاميرة البيضاء 29-02-16 05:02 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
طب الحاج ذنبه ايه يا منون ركزى على خايب الرجا سيف الحاج طيب وبيحب منه
وبعدين انا طالبت بحلقتين انزلى بالتانية بسرررررررررررررررررعة والا:85(1):

الاميرة البيضاء 29-02-16 05:05 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3599131)
هلا وغلاا فيكم حبيباتي ويسعدلي مساكن يا جميلات ..

منمن وين هربتي انتي ؟!!

شريرة منمونتي اسألي البنات عني وعن صبري وجلدي وعدم مطالبتي بالبارتات .. خرقت العادة بسببك انتي وقبلك خيال الله يسامحكن

شريرات وبتعيشونا على أعصابنا ..

يلا حني علينا ونزليلنا شي بارتين تلاتة يا حلوة انتي كريمة ونحنا نستاهل >>> ما تسمعني طعوني غير تشد شعراتها لووول

حبيباتي ميرو وسمرو وهموستي لا تخبروها ماشي يا رفيقات الكفاح >>> فيس يناشد ذوي القلوب الحنونة للوقوف بجانبه لووول

حبيبتى يا رفيقة الكفاح سرك فى بير انا اطالب بدالك ولا يهمك:lol:

sloomi 29-02-16 06:01 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

انا متابعه جديددددده لقلمك...صراحه القضيه شدتني جدااااا...وسيف احط من حقير وأرجوك يامني ربيييييييه على كيف كيفك بس اوعى ترجعي منه له في الآخر...تعرفي يعني لو هو راح وتزوج زواج حقيقي وشرعي وكان بالسر..كان ممكن اقول خلاص نزوه وهو خاف من ربنا وتزوج عن لا يقع في الحرام...للللللكن أنه يعمل عملته المهببه دي ..يتعرف على وحده زباله وهو عارف انها زباله ويدخل معاها في حوارات منحطه وصور مقززه وكمان يلعبوا بالشرع ويشرعوا من راسهم...هذا معناه أنه هو إنسان مننننحط إنسان بكل بساطه لم يخاف الله ابداااااااا قبل مايخاف على زواجه ...وجاي الآن بكل بساطه يقول انا توبت واستغفرت ربنا كثير ...ماهو يازفت لو كانت توبتك دي من نفسك كان وضعك أهون...بس أنها تجي لما منه تكشفك فتقرر انك تتوب عشان تسامحك وترجع ليك فيبقى ماتستاااااهل أنها تسامحك ابداااااااا.
منمن ابدعتي ولك ودي.

(سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب أليك)

منى لطفي 29-02-16 06:15 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sloomi (المشاركة 3599151)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

انا متابعه جديددددده لقلمك...صراحه القضيه شدتني جدااااا...وسيف احط من حقير وأرجوك يامني ربيييييييه على كيف كيفك بس اوعى ترجعي منه له في الآخر...تعرفي يعني لو هو راح وتزوج زواج حقيقي وشرعي وكان بالسر..كان ممكن اقول خلاص نزوه وهو خاف من ربنا وتزوج عن لا يقع في الحرام...للللللكن أنه يعمل عملته المهببه دي ..يتعرف على وحده زباله وهو عارف انها زباله ويدخل معاها في حوارات منحطه وصور مقززه وكمان يلعبوا بالشرع ويشرعوا من راسهم...هذا معناه أنه هو إنسان مننننحط إنسان بكل بساطه لم يخاف الله ابداااااااا قبل مايخاف على زواجه ...وجاي الآن بكل بساطه يقول انا توبت واستغفرت ربنا كثير ...ماهو يازفت لو كانت توبتك دي من نفسك كان وضعك أهون...بس أنها تجي لما منه تكشفك فتقرر انك تتوب عشان تسامحك وترجع ليك فيبقى ماتستاااااهل أنها تسامحك ابداااااااا.
منمن ابدعتي ولك ودي.

(سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب أليك)

هلا وغلا حبيبتي نورتيني يا قمر، ما توصي حريص ههههههه بربيه وبعلمه الأدب من اول وجديد.. أبوه وأخته والبقية تأتي!!!!!!!!!!!
ولعيونك تسرييييييبة من حلقة الغد بإذن الله... انما إيه نقاااااااااوة...

اتجه سيف بخطوات سريعه حيث الاستراحة لمقابلة الضيوف التي أخبرته مهجة برغبتهم في مقابلة الحاج عبدالهادي كما أخبرها رمّاح، فتح الباب الاستراحة وهو يقول مبتسما:
- أهلا وسهلا..، لتغيب إبتسامته ما أن وقع بصره على هؤلاء الزوّار واللذين لم يكونوا سوى زائرة واحده!، زائرة لا يَرغب برؤيتها بالمرّة!..
قامت من مكانها واتجهت بخطوات مغناجة أليه وهي تتمايل أثناء سيرها في ثيابها التي تلتصق بها فلا تدع للمخيلة شيئا، حيث تبرز مفاتنها الانثوية بصورة فجّة، وقفت أمامه ومدت يدا ذات أظافر طويلة كأظافر الساحرة الشريرة مطلية باللون الأحمر الناري، وقالت بصوت به بحة مثيرة:
- أزيك يا فوفو، وحشتني أووي.....
لم يتثنى له الرد عليها اذ سرعان ما فُتح الباب خلفه واندفعت منة هاتفه:
- سيف انت هنا أنا كنت عاوزة...، لتبتر عبارتها وهي تتطلع بتساؤل الى هذه السيدة التي يبعث مظهرها على الريبة، سألت سيف بينما لا تزال نظراتها معلقة على تلك الغانية التي تتمايل أمامها على كعب حذائها المدبب:
- مين دي يا سيف؟، ...
ابتلع سيف ريقه بصعوبة وقال وهو لا يزال تكنفه الدهشة:
- دي.. دي...، لتقاطعه الأخرى وهى تقترب منه وترفع ذراعيها لتحيط بهما عنقه مجاوبة سؤال منة بدلا منه بصوت يقطر دلالا كاد يصيب منة بالسقم:
- أنا... أنا مراته!،...... شهقت منة وتراجعت للوراء بضعة خطوات ولكن الاخرى لم تهتم وتابعت وهي تطلق الرصاص على قلب أخضر تم ذبحه بأبشع الطّرق:
- أنا، أنا.... قلبي دليلي !!....

منى لطفي 29-02-16 06:19 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
ههههههه نزلت بتسريييبة لول أهو.. لعيونكم حبيباتي ميوشة ودودي إيه رأيكم في التسريبة؟؟؟.. لا المفاجأة كمان لما تعرفوا انه معادنا بكرررررة يا حلوييييين.... تشاااااااااو... فيس بيلعب حواجبه ويطلع لسانه... ألحق أجري أنا قبل الشرطة الليلاسية ما تيجي ههههههههههه...ِ

bluemay 29-02-16 06:29 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
طيييييب ماااااااشي يا أسطة ...

هتهربي فيين الليلة انتي هتباتي في قسم شرطة الوحي والليبالمناسبة اتفتح دي الوقت عشان خاطر عيووونك الشريرة الحلوةة


رايكم أيه يا بنات نقول بسم الله ونقص الشريييط ....!!!

مملكة الغيوم 29-02-16 08:58 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3599162)
طيييييب ماااااااشي يا أسطة ...

هتهربي فيين الليلة انتي هتباتي في قسم شرطة الوحي والليبالمناسبة اتفتح دي الوقت عشان خاطر عيووونك الشريرة الحلوةة


رايكم أيه يا بنات نقول بسم الله ونقص الشريييط ....!!!

مرحبا بعيونك الحلوه بلومى انا موافقه معاكى نحبسها الشريره بس لو نزلت بارت كمان نسامحها:lol::wookie:

مملكة الغيوم 29-02-16 09:09 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
السلام عليكم ورحمة الله
منمن يا عسل ايه التسريبه الجميله دى ام اربعه واربعين دى راحت وراه لحد فين الحقينا بالبارت لادماغى طاشت من موقف منه لو مكانها حجيب كرشتها ومش حيكفى نارى تبرد
وبعدين يا شريره مالك ومال ابويا الحاج الراجل كمل ومحترم ليه تجلطيه بذنب ابنه والله صعبان عليا اللى حاصل لاهله وبعدين جوز اخته الحمار ده اخته مالها لالاتزر وازرة وزر اخرى ياخدها بذنبه ليه فضيحه بجلاجل وجرثة بحناجل لا والكلمه بيعملو منها قصيده سواء فى الريف او الصعيد زمان فضيحته ملئت كل بيت وخصوصا لما جت الملزئه تزوره وتستعرض بالهدوم اللى هى مش لبساها كملى منون بليز ننتظرك يا قمر ولكى حبى

الاميرة البيضاء 29-02-16 09:41 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
منون هنحبسك يعنى هنحبسك
مايتى وضبي الزنزانة وحطى فيها فارين وشوية صراصير وسحلية وصاية عشان خاطر منون ومش بعيد نحط معاها ام اربعة واربعين بتاعة فوفو كمان

مملكة الغيوم 29-02-16 10:08 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
مساء الفل والورد على الاميره حبيبة قلبى كيفك سكيننه عامله ايه وايه حكاية الفارين دول والسحليه دى عاوز لغمين وكبشه من الرصاص الساحق المتلاحق انا حدور لها عاى همس الريح تدعى لها كم دعوه من قلب خلينا نجيب معاها من الاخر

الاميرة البيضاء 29-02-16 10:56 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
لالالالالالالا غيومتى الفيران لمنون عشان نخوفها وتنزل الحلقة:lol:

مملكة الغيوم 29-02-16 11:08 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة البيضاء (المشاركة 3599241)
لالالالالالالا غيومتى الفيران لمنون عشان نخوفها وتنزل الحلقة:lol:

ايوه طمنتينى فكرتهم للملزءه ام اربعه واربعين دى عاوز حقل الغام وتتزرع فيه انما انا معنديش مانع نخوف منون بس الفران ما تخوف هى تقرف بس الاشياء الزاحفه تخوف اكتر نياهاهاهاهاهاهاها فيسى الشرير اللى بيظهر فى المسا:party0033::party0033::party0033:

منى لطفي 29-02-16 11:44 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
كده يا ملوكة انتى واميرتي؟؟ فيران وصراصير وتخشيبة؟؟؟؟ منونتكم تستاهل منكم دا؟.. وانتى ميوشة هتجيبي لي الشرطة الليلاسية؟؟.. انا امتنع عن التنزيل لحين حضور المحامي بتاعي ههههههه فيس بيرقص حواجبه.....

سمرو 01-03-16 12:27 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
انا جيت يامنمن ومشمره عن ساعدي.
من هذي ياستات اللي عاوزين تسجنوها مع الصراصير.
اغيب شويه الاقيكم بتسوي عصابه ع الحلوه منمن.
لا ياحبيبتي انت وهيه ماتفتكروش انها سايبه .
وانت يامنمن مانخافيش ياحبيبتي انا عندي دورة في الكاراتيه ومش حيقدروا يقربوا منك.
بس برضه انت ماتكسفنيش وهاتي بارتوت سريع ع الخاص .
واوعك تخلي منه تحن للكلب سيف ده اوقح بطل روايه شفته لانه ماخافش من ربنا خاف من فقد حبيبته القذر.خليها تتزوج نادر وهو يدخل المصحه النفسيه .يسناهل هو واللي زيه.

سمرو 01-03-16 12:39 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
انا جيت يامنمن ياحبيبتي .ايه ايه ايه من دي اللي عاوزين تحبسوها مع الصراصير اغيب شويه الاقيكم مسويين عصابه على منمن القمر .
ماتخافيش ياعسل انا حأوريهم انا عندي الحزام الاسود في الكاراتيه ومش حيقدروا يقربوا منك.
بس لازم تديني الانعاب على كذا وهو بارتوت صغنون ع الخاص وخليهم يموتوا بغيضهم .فيسي الشررير هههه.
منمن اهم حاجه مانخليش منه تسامح الكلب اللي خان دينه وماكنش حيرتدع لو ماكشفته منه وخليه تطلق وتتزوج نادر الوسيم الحنون .لا والمشكله ليه يسك فيها وبتكلم الزباله شايف طل السنات زي الزباله بتاعته .

سمرو 01-03-16 12:40 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
يالله ياعسل امت فين

مملكة الغيوم 01-03-16 01:04 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى لطفي (المشاركة 3599253)
كده يا ملوكة انتى واميرتي؟؟ فيران وصراصير وتخشيبة؟؟؟؟ منونتكم تستاهل منكم دا؟.. وانتى ميوشة هتجيبي لي الشرطة الليلاسية؟؟.. انا امتنع عن التنزيل لحين حضور المحامي بتاعي ههههههه فيس بيرقص حواجبه.....

انا حخطف المحامى ولو سمحتى منمن حبيبتى وقفى الحاجب ده اللى بيرقص مفيش كلام من ده خالص احنا نتفق من اول وجديد احنا حنلم التعبين بتاعتنا ونروق المكان ونئمن القاعده وانتى زى الشطوره تنزلى بالبارت فيس بيبعتلك بوسات

sloomi 01-03-16 03:38 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى لطفي (المشاركة 3599157)


هلا وغلا حبيبتي نورتيني يا قمر، ما توصي حريص ههههههه بربيه وبعلمه الأدب من اول وجديد.. أبوه وأخته والبقية تأتي!!!!!!!!!!!
ولعيونك تسرييييييبة من حلقة الغد بإذن الله... انما إيه نقاااااااااوة...

اتجه سيف بخطوات سريعه حيث الاستراحة لمقابلة الضيوف التي أخبرته مهجة برغبتهم في مقابلة الحاج عبدالهادي كما أخبرها رمّاح، فتح الباب الاستراحة وهو يقول مبتسما:
- أهلا وسهلا..، لتغيب إبتسامته ما أن وقع بصره على هؤلاء الزوّار واللذين لم يكونوا سوى زائرة واحده!، زائرة لا يَرغب برؤيتها بالمرّة!..
قامت من مكانها واتجهت بخطوات مغناجة أليه وهي تتمايل أثناء سيرها في ثيابها التي تلتصق بها فلا تدع للمخيلة شيئا، حيث تبرز مفاتنها الانثوية بصورة فجّة، وقفت أمامه ومدت يدا ذات أظافر طويلة كأظافر الساحرة الشريرة مطلية باللون الأحمر الناري، وقالت بصوت به بحة مثيرة:
- أزيك يا فوفو، وحشتني أووي.....
لم يتثنى له الرد عليها اذ سرعان ما فُتح الباب خلفه واندفعت منة هاتفه:
- سيف انت هنا أنا كنت عاوزة...، لتبتر عبارتها وهي تتطلع بتساؤل الى هذه السيدة التي يبعث مظهرها على الريبة، سألت سيف بينما لا تزال نظراتها معلقة على تلك الغانية التي تتمايل أمامها على كعب حذائها المدبب:
- مين دي يا سيف؟، ...
ابتلع سيف ريقه بصعوبة وقال وهو لا يزال تكنفه الدهشة:
- دي.. دي...، لتقاطعه الأخرى وهى تقترب منه وترفع ذراعيها لتحيط بهما عنقه مجاوبة سؤال منة بدلا منه بصوت يقطر دلالا كاد يصيب منة بالسقم:
- أنا... أنا مراته!،...... شهقت منة وتراجعت للوراء بضعة خطوات ولكن الاخرى لم تهتم وتابعت وهي تطلق الرصاص على قلب أخضر تم ذبحه بأبشع الطّرق:
- أنا، أنا.... قلبي دليلي !!....

مشكوررررررره حبيبتي على التسريبه ههههه واحلي تسريبه ...يستاهل الزفت ههههههه ولسا مستنين ضحك أكثر واكثرههههههههه

bluemay 01-03-16 06:24 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
آآه ما نفع الحبس مع منمن ..
غيومتي معك حق .. الرفق احسن .

نقفل القسم وناخدها نفسحها ونطعميها شوكولا وايس كريم ..

يلا هيك اتصالحنا فنزليلنا 3 4 بارتات حلوييين زيك كده >> فيسي الدبلوماسي لووول

غنجة بيا 01-03-16 07:40 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
الله ي منى على الرواية المتميزة لي فترة ما دخلت المنتدى وأول ما ادخل القي المفاجأة دي احلى مفاجأة والله حبيت كثير الابطال وعنفوان منه كثير حبيت احمد اكثر من سيف بصراحة ههههههههه وتسلسل الاحداث اكثر من رائع مشكورة على المجهود والف الف مبروك على روايتك الأولى وعقبال الرواية المئة ان شاء الله وانا صايرة من قرأك وعشاق قلمك نجى لموضوع النت هو صح غلط الى عملو سيف ولا شك في ذلك ابدا بس الغلط موعلية لحالو حتى البنت تتحمل جزاء من الغلط ومافي مبرر لسيف الى عملو مهما مرتو بعدت عنو كل الرجال يتحججو بدى العدر يبرر خيانتو بعدم اهتمام مرتو بيه طيب كلمها نوها للمشكلة مو تتبع اقصر الطرق بصراحة انا لو مكان منه اتطلق منة واتزوج أي احد ثاني حتى لو ابن خالتها بس ما دام انا مو مكانها انصحها توافق يعنى هو اعتدر وتاب لربو والله بيغفر وهيا تحبو ف يمنه ارجعى لزوجك وبيتك الله يهديكى وخلى حماكي يشفى ويتعافى الله يرضى عليكي خليكى انتى الكبيرة والعاقلة هههههههههههه حبيت روايتك وقراتها بيوم واحد ومتحرقة شوق للبقية نفسي اعرف موقف منه وسيف وكيف راح يواجة اهلة وباي وجة فيس شرير ههههههههههه موفقة عزيزتى ودمتى بحفظ الرحمن :lol:

منى لطفي 01-03-16 08:32 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غنجة بيا (المشاركة 3599299)
الله ي منى على الرواية المتميزة لي فترة ما دخلت المنتدى وأول ما ادخل القي المفاجأة دي احلى مفاجأة والله حبيت كثير الابطال وعنفوان منه كثير حبيت احمد اكثر من سيف بصراحة ههههههههه وتسلسل الاحداث اكثر من رائع مشكورة على المجهود والف الف مبروك على روايتك الأولى وعقبال الرواية المئة ان شاء الله وانا صايرة من قرأك وعشاق قلمك نجى لموضوع النت هو صح غلط الى عملو سيف ولا شك في ذلك ابدا بس الغلط موعلية لحالو حتى البنت تتحمل جزاء من الغلط ومافي مبرر لسيف الى عملو مهما مرتو بعدت عنو كل الرجال يتحججو بدى العدر يبرر خيانتو بعدم اهتمام مرتو بيه طيب كلمها نوها للمشكلة مو تتبع اقصر الطرق بصراحة انا لو مكان منه اتطلق منة واتزوج أي احد ثاني حتى لو ابن خالتها بس ما دام انا مو مكانها انصحها توافق يعنى هو اعتدر وتاب لربو والله بيغفر وهيا تحبو ف يمنه ارجعى لزوجك وبيتك الله يهديكى وخلى حماكي يشفى ويتعافى الله يرضى عليكي خليكى انتى الكبيرة والعاقلة هههههههههههه حبيت روايتك وقراتها بيوم واحد ومتحرقة شوق للبقية نفسي اعرف موقف منه وسيف وكيف راح يواجة اهلة وباي وجة فيس شرير ههههههههههه موفقة عزيزتى ودمتى بحفظ الرحمن :lol:

هلا وغلا يا قمر، نورتي المنتدى من تاني ونورتي روايتي المتواضعة، سعييدة جدا انه يتابعني قارئة جميييييلة متلك، ليا الشرف يا قمر انه كتاباتي عجبتك، وبإذن الله تتمة الرواية تنال اعجابك ان لم يزيد ... من جهة انه منة تسامحه.. بصراحه هو فين رأيين.. رأي انه الخيانة خط أحمر وانه لا تسامح في هدا الشيء وأنا ما أقدر أخالف الرأي لادا لانه الخيانة مرة أووووي وخاصة من الحبيب لأنه سيف حبيبها قبل ما يكون زوجها، والرأي التاني انها تعطيه فرصة تانةي طالما تانب وأناب.. السؤال الآن وهل توبته دي نصوحه فعلا ولا عشان يضمن انه حبيبته ما تتركه؟... بنعرف الجواب من الحلقات القادمة... بتمنى أعرف رأيك بالباقي... تقبلي تحياتي يا قمر وصباح الورد.. :e106::e106:

منى لطفي 01-03-16 08:33 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3599295)
آآه ما نفع الحبس مع منمن ..
غيومتي معك حق .. الرفق احسن .

نقفل القسم وناخدها نفسحها ونطعميها شوكولا وايس كريم ..

يلا هيك اتصالحنا فنزليلنا 3 4 بارتات حلوييين زيك كده >> فيسي الدبلوماسي لووول

هههههههه اتصالحنا ميوشة وانا اقدر ازعل منك ابدا... لا ممكن أبدا... بنزلكم بارت طوييييييييييييل انهرده ان شاء الله.. لعيونكم.... :e106::e106::e106:

منى لطفي 01-03-16 08:36 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمرو (المشاركة 3599263)
انا جيت يامنمن ياحبيبتي .ايه ايه ايه من دي اللي عاوزين تحبسوها مع الصراصير اغيب شويه الاقيكم مسويين عصابه على منمن القمر .
ماتخافيش ياعسل انا حأوريهم انا عندي الحزام الاسود في الكاراتيه ومش حيقدروا يقربوا منك.
بس لازم تديني الانعاب على كذا وهو بارتوت صغنون ع الخاص وخليهم يموتوا بغيضهم .فيسي الشررير هههه.
منمن اهم حاجه مانخليش منه تسامح الكلب اللي خان دينه وماكنش حيرتدع لو ماكشفته منه وخليه تطلق وتتزوج نادر الوسيم الحنون .لا والمشكله ليه يسك فيها وبتكلم الزباله شايف طل السنات زي الزباله بتاعته .

يخليكي ليا يا سمرو حبيبتي ، ايوة كدا خليني أحس اني مش لوحدي... ليا ضهر.. وقت ما أًوت من الصوريصار يا مسعودي... هتصوت معايا !!!!!!!!! .... ههههه تسلميلي حبيبتي اموووواه... :e106::e106::e106::e106:

غنجة بيا 01-03-16 09:02 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
صباح الفل على احلى منى صحيح كلامك الخيانة كثير مرة خاصة من الحبيب بسمنه ما تقدر تعيش من غير سيف ماتبقى زلمة سيف صح غلط وربي عاقبو في اهلو احزنى علية شوية بس وخلي منه تعطية فرصة ثانية علشان هنا وفرح وعلشان ابوة كمان أي احد يستاهل فرصة ثانية اذا كان نادم بحق وحقيقة أتمنى اقدر اقاء الحلقة بتاعت النهردة قبل ما النت يعمل عمايلة اة اة اة فيس بيعيط اوي ههههههههه دمتى بحفظ الرحمن عزيزتى

سمرو 01-03-16 11:26 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
لا معليش ياغنجه اسمحيلي ماينفعش ترجع له منه قلي ليش ادي قعده عشان اقول اولا هو ماغلط في حقها بس لا غلط في حق ربه ودينه واهله وبناته اللي ممكن ربي يرد.عمايله فيهم .
ثانيا غلطته كارثه ع قولة منمن حتضل تشك في كل حركه وكلمه وتجري وراه لحد مانتعب وتقرف وهذي ماهي عيشه.في غلط عن غلط ياعنيه.عموما هذا رأيي والاختلاف في الرأي لا يفسد الود.لكم جميعا حبي وقبلاتي .نشوف منمن رأيها ايه من خلال الاحداث

bluemay 01-03-16 11:41 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
هلا وغلاا بغنجة بيا ..

انا كمان معك سوسو .. يعني لو هو تاب توبة نصوحة فهادا الشي مع ربه سبحانه وتعالى . بس ايش اللي ممكن يطالع منها الشك

والظنون؟!! واكيد هو مش رح يترك النت ولا رح يلغي حسابات التواصل اﻹجتماعي مشان يريحها ويشيل اي شبهة عنه.

والله هي صعبة بس الحياة ما بتوقف لواحد او لقلب انجرح .

مرات الجرح بحتاج كي ليطيب . وكل حي مصيره ينسى .

يلا يا منمن حني علينا ببارتين تلاتة حلوين متلك يا عسل

عن جد معيشتينا بقلق وع اعصابنا من اللي ممكن يصير .

منى لطفي 01-03-16 11:59 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غنجة بيا (المشاركة 3599308)
صباح الفل على احلى منى صحيح كلامك الخيانة كثير مرة خاصة من الحبيب بسمنه ما تقدر تعيش من غير سيف ماتبقى زلمة سيف صح غلط وربي عاقبو في اهلو احزنى علية شوية بس وخلي منه تعطية فرصة ثانية علشان هنا وفرح وعلشان ابوة كمان أي احد يستاهل فرصة ثانية اذا كان نادم بحق وحقيقة أتمنى اقدر اقاء الحلقة بتاعت النهردة قبل ما النت يعمل عمايلة اة اة اة فيس بيعيط اوي ههههههههه دمتى بحفظ الرحمن عزيزتى

اهلين ومرحبتين بغنوجة صباح الورد يا قمر، شوفي انا معاكي انه الخياة انواع كتير وكيف ما في رجاله بتخون عن طريق النت فيه حريم كثييير ربي يحفظنا ايضا بتخون عن طريق النت ولو عاوزة تسمعي قصص حقيقية في جعبتي الكثيييير الفيس مليان بلاوي ربي يحفظنا، الخيانة حرام للاثنين وما نقدر نعمم انه الرجاله كلهم خاينين او العكس، لكن بردو فيه التوبة النصوحة.. ربنا فتح باب التوبة لعباده ونهانا عن اليأس، انا عارفة كويس اننا بشر ما احنا ملايكه، لكن فرضا منة تأكدت من توبة سيف؟.. فرضا اكتشفت انه بعد عن الست هذي من قبل ما هي تعرف؟.. حتى لو تاب خوف انه حبيبته تتركه تضل هي سبب، فيه رجالة كتيير للاسف لما بيحاول مع مراته مرة انها تسامحه وما بترضى بيقولها بمنتهى العنجهية الذكورية انا كدا وان عاجبك واضربي راسك بالطوفة :e107: ، وبيصمم ع الي بيعمله، وخصوصا لما بيكون فيه أولاد بينهم، بنلاقي للاسف اهل البنت هم اللي بيجبروها انها ترجع له وعذرهم عشان عيالك ما يتيتموا من ابوهم وهو عايش، انا هنا بناقش عدة اشياء ، اولا الخيانة خط احمر للكل واعظم النار من مستصغر الشرر عملته المهببة كانت كيف النار اللي طالت الكل اولهم هو وابوه واخته وهلمّا جرّا.. والبقية تأتي.. ثاني شيء اهل منة ووقوفهم جنبها.. دا اللي لازم البنت تلاقيه من اهلها.. المساندة .. ابوهم قالها انا معاكي في اي قرار.. وامها نفس الشيء, ما قالولها يا بنتي هتطلقي وولادك وسمعة وبكرة بناتك لمن يكبروا لو جاهم عريس هيكون قلقان لما يعرف انه امهم متطلقة وفرص جوازهم هتقل و و يقفلوا الدنيا في وشّها.. وهما اللي يرخصوها.. واللي اهلها رخّصوها عمر جوزها ما يغليها، واللي جوزها يغلّيها عمرها ما تكون رخيصة في نظر اي كان حتى لو اهله!....، ثالث شيء واهم شيء.. احنا بشر... وارد الغلط... فيه اللي متل سيف وأخطأ.. ما عاند وكابر.. لا .. اعتذر مرة واتنين وتلاتة.. ما ترفع انه يبكي بالدموع، هو عارف انه جرحها جامد جدا وبيحاول انه يداوي الجرح دا... واعتقد انه من علامات قبول التوبة انه ربنا يصلح حاله مع اللي أخطأ في حقه.. بنشوف منة بتقدر تنسى؟.. لو نسيت هتعمل ايه في الشك اللي هينخر قلبها وممكن ينهي حياتهم؟... ويا ترى سيف تاب فعلا ولا دا عشان منة ولو سامحته ترجع ريما لعادتها القديمة؟.. الحلقات لسّه ملياااااانه أحداث كتيييير... واسئلة أكتر واجابات اكتر واكتر.. واولا واخيرا الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية سوا منة صالحته او لا في الحالتين بيكون لها وجهة نظر تُحترم...
تقبلي تحياتي عزيزتي وما تحرميني رأيك في القادم من أحداث تسلميلي يا سكر :e106::e106:

منى لطفي 01-03-16 12:03 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3599323)
هلا وغلاا بغنجة بيا ..

انا كمان معك سوسو .. يعني لو هو تاب توبة نصوحة فهادا الشي مع ربه سبحانه وتعالى . بس ايش اللي ممكن يطالع منها الشك

والظنون؟!! واكيد هو مش رح يترك النت ولا رح يلغي حسابات التواصل اﻹجتماعي مشان يريحها ويشيل اي شبهة عنه.

والله هي صعبة بس الحياة ما بتوقف لواحد او لقلب انجرح .

مرات الجرح بحتاج كي ليطيب . وكل حي مصيره ينسى .

يلا يا منمن حني علينا ببارتين تلاتة حلوين متلك يا عسل

عن جد معيشتينا بقلق وع اعصابنا من اللي ممكن يصير .

ميووووووشة صباح الخير يا قمر... ايه رأيك بقه لعيونكم حالا بارت جديد ... مع قهوة الصباح.. ( بشرب نسكافيه اعملكم معايا ).... حالا قمري...

منى لطفي 01-03-16 12:18 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
الحلقة الثالثة عشر:
نظرت منة الى ابنتيها الغارقتين في النوم على المقعد الخلفي للسيارة، رنت بطرف عينها الى سيف الذي كان يتطلع الى الطريق بنظرة جامده وجبين معقود،وقد اعتلت سيمات التجهّم والقلق وجهه....، كتمت تنهيدة عميقة وأسندت رأسها الى زجاج النافذة بجوارها وقد شردت في احداث السويعات الاخيرة منذ تلقي سيف نبأ سقوط والده فريسة المرض وعودتهما سريعا الى والديْها واللذان ما إن علما بما حدث لوالده حتى أصرّا على ان تسبقهما منة مع زوجها وأن يبلغوهما بالأخبار أولا بأول، على أن يلحقوا بهم ما ان تستقر حالته الصحية، فكما اخبرهم سيف الزيارة ممنوعة تماما بأمر الطبيب المعالج.....، تذكرت منة كلمات والدها الاخيرة لها حين انفرد بها قبيل مغادرتها مع سيف، حيث ربّت على كتفها ناصحا لها:
- منة حبيبتي، انسي دلوقتي أي خلاف أو زعل بينك وبين جوزك، لازم تكوني معاه في وقت زيّ دا، أهله ناس كويسين وماشوفناش منهم أي حاجه وحشة لا سمح الله، وحماكي الحاج عبدالهادي بيحبك وبيعتبرك بنته الخامسة، لازم يشوفوكي معاه، أنا متأكد ان وجودك جنبه في الظروف دي هيسرّع من شفاء عمك بإذن الله، لأنك على ما حكيتيلي سبب اللي حصله انه عرف باللي ابنه عمله، يبقى وجودك معاه هيفرق مع الحاج عبدالهادي كتير...
أومأت منة برأسها موافقة وقالت بهدوء:
- اطمن يا بابا، بنتك هتتصرف زي ما ربيتها بالظبط، انا بنت ناس يا بابا وعارفة ان بنات الناس في محنة زي دي لازم يسدّوا فيها، واي خلافات أو مشاكل تتأجل لبعدين!!...
عادت منة من شرودها على صوت استيقاظ ابنتيها اللتان تساءلتا عن موعد وصولهما فأجابت بابتسامة صغيرة:
- قرّبنا حبايبي خلاص، ......خدوا اشربوا العصير دا وكلوا الساندوتشات اللي عملتها تيته، اكيد انتو جعانين دلوقتي...
فتحت الحقيبة البلاستيكية التى بحوزتها وناولت ابنتيها علبتي عصير وبعض الشطائر الخفيفة والتي سبقت أن أعدتها أمها لها، ألقت بنظرة خاطفة الى سيف ثم مدّت يدها اليه بشطيرة وعلبة عصير، نظر اليها بلمحة سريعة ثم أعاد انتباهه الى الطريق قائلا بجمود:
- ماليش نفس يا منة، كُلي إنتي والبنات...
لم تستطع منة التزام الصمت وأصرت عليه قائلة:
- ماينفعش يا سيف، انت من امتى ما اكلتش؟، لازم تاكل علشان تعرف تقف على رجليك وتصلب طولك، والدتك واخواتك محتاجين لك، ووالدك اكيد محتاجك جنبه دلوقتي..
رماها بنظرة سريعة قبل ان يتساءل بهدوء:
- وانتي يا منة؟، تطلعت اليه بحيرة فتابع:
- محتاجالي؟!...، لم تُحِر منة جواباً ففضلت الصمت، في حين زفر سيف زفرة عميقة ثم مد يده اليها متناولا الشطيرة ليقضمها فيما فتحت له علبة العصير ليحتسيها، أشار اليها برأسه مغيِّراً سير الحديث:
- وانتي.. مش هتاكلي؟!....، نظرت اليه منة بتردد ولكنها رحبت بتغييره للموضوع وأومأت مجيبة وهي تقضم شطيرتها بوجوم وشرود !!...
وصلوا بعد رحلة قاربت الخمس ساعات، اتجهوا رأسا الى المشفى حيث والده، وكان قد علم عنوانها من سمية شقيقته عندما هاتفها وهم في الطريق الى البلدة....
صعد سيف الى الطابق حيث غرفة الرعاية المركزة بعد أن سأل في استقبال المشفى الخاص ، يرافقه زوجته وابنتيه...، ما ان وصلوا الطابق المنشود حتى علمت منة أنه الطابق الصحيح، فقد شاهدت عددا غفيرا من الرجال يتجمع في ممر الطابق، ولاحظت تواجد شقيقات سيف اللاتي يجلسن بجوار والدتهن المتشحة بعباءتها السوداء بينما يلتف وشاحا أسود اللون حول رأسها، وتجلس مطأطأة برأسها الى الأسفل بينما تضع يدها على رأسها ومنظرها يوحي بحزن قوي...
اتجه سيف الى والدته تتبعه منة تمسك بيديْ ابنتيها، انتبه لحضوره الموجودون، فسارعوا بالقاء التحية عليه، احترمت منة طريقة استقبالهم لسيف، فمع أنه مؤكد أنهم يعلمون ولو بضع معلومات بسيطة عن سبب سقوط كبيرهم صريع المرض، ولكنهم لا يملكون سوى احترام الإبن، فهو ابن كبير بلدتهم، وأمره فيهم مُطاع، واحترام ولده من احترامه هوَ ....
مال سيف على رأسه أمه مقبلا اياها ، انتبهت زينب لحضورها وحيدها، تعلّقت برقبته ووقفت فسارع باحتوائها بين ذراعيه بينما أجهشت هي ببكاء مرير يقطّع نياط القلب وهي تنتحب قائلة:
- شوفت اللي حوصل يا سيف يا ولديْ؟، بوووك وِجِعْ مرة واحدة يا وَلَدِي ، أنا مَجَدِرشْ أصدِّج لِدِلْوَكْ اللي حوصل!!...
ربّت سيف على رأسها مهدئاً إيّاها وهو يقول راغبا ببعث الطمأنينة في نفسها، طمأنينة هو أبعد ما يكون عنها:
- أطّمني يا أمي، الحاج هيقوم منها ان شاء الله....
التفّت شقيقاته حوله وهنّ يبكين، حتى سلمى كانت معهم والتي طردها زوجها بعدما علِم بأمر سيف، فهو شقيقهم الوحيد وعزوتهم، ولم يستطعن تصديق ما سمعنهن، بل هن على يقين من أن هناك سرّ مخفيّ وأن سيف سيزيح النقاب عنه ليضع كل فرد لسانه داخل فمه، وليعلم الجميع ان إبن عبدالهادي ليس من يقوم بهذه الافعال الشائنة المعيبة...
اقتربت منة جاذبة ابنتيها لتسلّم على حماتها التي بادلتها السلام بصوت مشروخ لكثرة البكاء، رحّب بها شقيقاته، وأفسحن لها لتجلس بجوارهن بينما تركهن سيف متجها الى غرفة الطبيب المعالج للوقوف على حالة والده تماماً....، ولكن سبقه الطبيب الذي قدم اليهم فسارع سيف اليه مستفسرا عن حالة والده، أجابه الطبيب والذي يعلم مدى أهمية هذا الرجل الذي يرقد بالداخل بالنسبة لهذه العائلة بل والبلدة أجمع، قال الطبيب بلهجة رسميّة وان تخللها بعض الشفقة:
- الوالد حالته حرجة أوي للأسف، الضغط ارتفع عنده أوي وهو دا سبب اللي حصل له...
سيف برجاء:
- أرجوك يا دكتور صارحني ، والدي عنده إيه بالظبط؟...
الطبيب متنهدا بعمق وهو يربت براحته على كتف سيف:
- للأسف، الوالد اتعرّض لأزمة قلبيّة حادة، احنا هنعمل قسطرة، وربنا يسهّل ونشوف نتيجتها هتبقى ايه، المهم انه مافيش أي انفعال من أي نوع، علشان كدا أنا مانع عنه الزيارة خالص، حالته ما تستحملش أي انفعال سواء زعل أو فرح..، ثم قطب متسائلا:
- صحيح، الحاج بيسأل على واحده من بناته، وما بطلش يندهْلها!!...
قطب سيف متسائلاً:
- مين من اخواتي يا دكتور؟
الطبيب بتلقائية:
- أعتقد.. منّة!، كان بينادي طول ما هو في نومه عليها!!...
شحب وجه سيف وأغمض عينيه بشدة ليفتحهما على اتساعهما محدّقا بقوة أمامه وهو يكرر عبارة الطبيب:
- منّة!!....، ثم التفت الى الطبيب مستفهما:
- هي ممكن تدخل له؟، سكت الطبيب قليلا ثم نظر اليه قائلا بهدوء:
- هو المفروض لأ، لكن بما انه ما بطلتش ينادي عليها من ساعة ما جِه فأعتقد انها ممكن تدخل له بس مش أكتر من 5 دقايق ويا ريت ما تتعبوش في الكلام، تدخل تبص عليه وبس..
اتجه سيف حيث منة وشقيقاته ووالدته وأشار لمنة التي قامت متجهة إليه بينما أخذت سميحة شقيقته البنتان قائلة أنها ستذهب لشراء الحلوى لهما من كافتيريا المشفى، سارت منة الى سيف ووقفت أمامه متسائلة:
- خير يا سيف فيه حاجه؟، نظر اليها سيف بغموض قبل أن يشيح برأسه مجيباً:
- الحاج عاوز يشوفك، وانا استأذنت من الدكتور انك تدخلي له 5 دقايق بس...
منة بدهشة وحيرة:
- وانت مش هتدخل معايا؟...
أشاح سيف بنظره بعيدا وأجاب بجدية تخللتها نبرة حزن وأسف:
- أنا بالذات مش لازم يشوفني دلوقتي خالص، انتي ناسية ان الدكتور مانع عنه الانفعالات؟!..
هزّت منة رأسها لأعلى وأسفل ، وتقدمته حتى غرفة الرعاية حيث أعطتها الممرضة المسؤولة كمامة للأنف لترتديها.....
تقدمت منة الى الداخل بينما انتظرها سيف خارج الغرفة، اتجهت الى الرجل الكبير الراقد فوق فراش المرض تحيط به الخراطيم ويوصل انبوب للتنفس بأنفه ، مدّت يدا ترتعش لتلمس يده الموصول بها الأنبوب المغذّي وترقرقت الدموع في عينيها، فهي لا تصدّق ان هذا الصرح الشامخ راقدا الآن أمامها فوق فراش المرض لا حول له ولا قوّة، مالت على ظهر يده لتقبلها وهى تقول بخفوت:
- ألف لا بأس عليك يا حاج، إن شاء الله أجر وعافية، وهتقوم لنا بالسلامة قريب بإذن الله....
ارتعشت جفونه قبل أن يفتحها بضعف فأضحت الصورة مهتزة أمامه، ثم تحدث بصوت بالكاد يخرج منه:
- منـ...منّة... بتِّي ، شهقت منة عاليا ورفعت رأسها لتطالعها عيناه المتعبتان وهما تطالعانها بوهن ، هتفت منة بصوت باكٍ:
- ألف لا بأس عليك يا حاج، ما تجهدش حضرتك نفسك في الكلام ، الدكتور طمّنا.. ان شاء الله خير ..
ابتسم عبدالهادي ابتسامة خفيفة وتحدث بصوت واهن متقطع:
- اللي يريده ربّنا هيكون يا بتِّي، أني عاوزك تسمعيني منيح، أني مش هسيّب حجِّك واصل، اللي عِمِلُه فيكي هرجَّعلك حجِّك منيِّه تالت ومتلَّت..
ابتسمت منة وقالت وهي تربت على يده:
- قوم لنا إنت بالسلامة الأول يا حاج، وبعدين سيف معملش حاجه، سيف ابنك يا حاج عمره ما هيعمل حاجه تزعلّك منه..
نظر اليها عبدالهادي نظرات لوْمٍ وعاتبها قائلا بصوته الضعيف:
- بتكدبي عليّ يا بتِّي!، إنت فاكراني مش هجدر أعرف إذا كان عِمِلْ صُح ولا معمِلشْ ؟!..
نظرت منة الى البعيد وهى تجيب داعية الله في نفسها أن يغفر لها كذبتها فهي لا تريد إلّا رأب الصّدع بين حماها وإبنه، وأن يشفى من محنته تلك، فهي ابدا لن تكون المعوَل الذي يهدم ترابط هذه الأسرة ويجعل قائدها ينهار كما حدث، اجابت منة بابتسامة صغيرة:
- يا حاج الكلام اللي وصلك وعرفناه من سمية دا مش مظبوط، قوم حضرتك بالسلامة واحنا هنفهمك كل حاجه، وعلى فكرة بقه سيف واقف برّه مقعدش من ساعة ما جينا، الخبر جالنا واحنا في اسكندرية وجينا على هنا على طول، وما ريّحش ثانية واحده في السّكة، ولما الدكتور سمح اننا ندخل هو رفض خاف عليك أحسن تنفعل لما تشوفه...
سأل عبدالهادي:
- انتو جيتو من اسكندرية مش من مصر؟..
إلتقطت منة تردده وانتهزت الفرصة لتعضد كلامها السابق واجابت ببراءة مزيّفة:
- آه، احنا سافرنا يومين اسكندرية نغيّر جو، فرصة احمد اخويا هنا في اجازة، والخبر جالنا انهرده الصبح واول ما عرفنا جينا على طول، حتى بابا وماما كانوا عاوزين ييجوا معانا بس للاسف المشوار من اسكندرية لهنا طويل شوية وماما مش هتقدر تركب المسافة دي كلها ، بس أول ما ينزلوا القاهرة ان شاء الله هييجوا يسلموا على حضرتك على طول...
تقصدت منة أن تخبره برحلتهم الى الاسكندرية، فمعنى ذلك أن حياتهما سوية تسير بشكل طبيعي، بدليل سفرهم الى الاسكندرية بصحبة أهل زوجته، فلو كان ما سمعه صحيح لم تكن عائلتها لتسمح له بالاقتراب من ابنتهم ثانية، او الاجتماع بهم في أي أمر ، هي إذن لم تكذب!، بالفعل هي سافرت برفقة ذويها، وهو سافر بمفرده، ولكنها فقط خبأت عنه أن كلا منهما قد سافر بمفرده وان سفر سيف للاسكندرية كان بقصد اقناعها بالعودة اليه، كل هذا لا يهم ما يهم الان أن يشفى هذا الأب العظيم، وبعد ذلك لكل حادث حديث !!...
قطب عبدالهادي وتحدث في ريبة:
- الحديت ديه صُح يا بتِّي؟، انتو كلاتكم كنتو في اسكندرية سوا؟..
أقسمت منة قائلة:
- والله العظيم يا حاج، كلنا كنا في اسكندرية انا وبابا وماما واحمد ومراته وبنته ومعايا البنتين وسيف كمان...
ولم تستطع سوى قول ذلك، فهذه مهما كانت هي الحقيقة وهي لن تؤثم ، فهي لم تقسم بالله زورا وبهتانا، لقد أقسمت على تواجدهم جميعا في الإسكندرية وهذا ما حدث بالفعل !!.....
تنفس عبدالهادي بعمق وأغلق عينيه وهو يعلّق بصوت ضعيف وان كانت الابتسامة قد ارتسمت على وجهه عميقا:
- ربنا يطمن جلبك زي ما طمنتيني يا بتّي، أجوم بس من وعكتي ديْ وأني أعرف مين إبن الفرطوس اللي جال الحديت العِفِشْ ديه على ولدي...
أجابت منة بابتسامة :
- انت بس شد حيلك وقوم لنا بالسلامة، واللي عايز تعمله كله اعمله، بس علشان خاطرنا، خلّي بالك من نفسك، يا حاج انت ضهرنا وسندنا، قوم لنا بسرعه يا حاج...

خرجت منة من غرفة الرعاية وأغلقت الباب خلفها لتستند بكتفها اليه وقد أغلقت عينيها زافرة بعمق إعياءاً ، انتبهت الى صوت سيف الهامس بجانبها ونبرة القلق تطغى على صوته:
- خير يا منة؟، طمنيني..
فتحت عينيها لتنظر اليه مجيبة بابتسامة شاحبة:
- الحمدلله، اطمن يا سيف، انا سايبه الدكتور معاه دلوقتي وان شاء الله خير ، عمي هيقوم لنا بالسلامة بإذن الله.
خرج الطبيب المعالج ونظر اليهما، ابتسم بأبوة وقال لهذا الشاب الذي لم يجلس دقيقة واحده منذ وصوله الى المشفى قلقاً على حالة والده الصحيّة:
- اطمّن، والدك تقريبا عدّى المرحلة الحرجة،...، نظر الى منة الواقفة تستند بضعف الى الحائط خلفها وتابع بابتسامة:
- تقريبا آنسة منة ليها الفضل بعد ربنا سبحانه وتعالى في تحسّن حالته الواضح دا، واضح جدا انه بيحبها أوي وتقريبا كلامها معاه الدقايق دي كان له مفعول السحر، اللي مقدرتش كل أدويتنا أو مُعدّاتنا تعمله هي بفضل الله عملته وفي اقل من عشر دقايق!!
نظر سيف الى منة بشكر وقال:
- أصل حضرتك متعرفش غلاوتها عندنا كلنا قد إيه، وهي بالذات ليها عند الحاج معزة خاصة جدا...
أومأ الطبيب موافقا وقال:
- واضح جدا، عموما تقدروا كلكم تروّحوا دلوقتي، مالوش لزوم قعدتكم كدا، وان شاء الله من هنا للصبح يكون مؤشراته الحيوية اتحسنت أكتر ونقدر ننقله أودة خاصة لغاية ما نحدد معاد القسطرة....
ثم استأذن منصرفا، في حين اقترب سيف من منة وهمس لها وهو يقف على مقربة منها مستندا بيده على الحائط بجوار رأسها:
- مش عارف أشكرك ازاي يا منة، انا معرفش انتي قولتيله ايه جوّه، بس اكيد حاجه خلّيت معنوياته ترتفع بالشكل دا، بجد أنا معرفش من غيرك كنت اعمل ايه!..
أشاحت منة بنظرها بعيدا وأجابت بهدوء:
- انت عارف ان عمي غالي عندي أوي، وعلى قد ما أقدر لازم أساعده انه يقوم بالسلامة، وفي الاول والآخر الشفا دا بإيد ربنا سبحانه وتعالى، واحنا كلنا أسباب...
همّ سيف بالكلام عندما قاطعه صوت والدته التي وقفت بجوارهم مستندة الى ذراع سميحة ابنتها من جهة وسمية من الجهة الأخرى تستفسر عن حالة زوجها ولماذا لم يدعها تدخل اليه كما فعلت منة، ليجيبها سيف أن حالة والده الصحية قد استقرت وأن الفضل في ذلك يعود الى منّة بعد الله سبحانه وتعالى، وأخبرها بضرورة عودتهم، وعدم جدوى بقائهم بالمشفى أكثر من ذلك، فوافقت بعد عناء كبير، ولكنها قبل ان تهم بالسير منصرفة، تركت يد ابنتها سميحة وأشارت الى منة قائلة بابتسامة حانية مترددة:
- ممكن أتسند عليكي يا بتِّي؟!!...
نظرت منة بدهشة الى حماتها تلك السيدة التي كانت حانية عليها أول الأمر ثم ما لبثت أن تبدّلت قليلا بسبب تأخر حملها أول الزواج، لتعود وتنقلب عليها ما ان رزقها الله ببنتيْن ولم تنجب ذكورا كما لم يحدث حمل آخر من وقتها، استغربت من هذه السيدة قوية الشكيمة والتي لم تكن تمتنع عنها الا بأمر من زوجها، هو الوحيد الذي كان يدافع عنها بل ويزجرها إن سمعها وهي تلقي اليها بكلمات جارحة، لم تكن منة أبدا تشتكي سواءا له أو لزوجها، بل كانت تلجأ في شكواها الى الله وحده، لم تكن تفصح عمّا يحزنها حتى لأقرب المقرّبين منها، ولا حتى لوالدتها نفسها !!...
ابتسمت منة وتناولت يد حماتها قائلة:
- انت تؤمري يا حاجّه، وإن شاء الله الحاج هيقوم لنا بألف سلامة....
امسكت حماتها بيدها وقالت لسيف:
- سيف يا وَلَديْ، بناتك هيرجعوا معانا في عربية فضل زوج أختك سميحة، وانت هات معاك سمية وسلمى وحصّلنا، بس لَوّل مشّي الرجّالة مالوش عازة وجفتهم إهنِه....
قطب سيف معترضا:
- طب ما أروحّكم أنا يا أمي وسمية وسلمى يركبوا مع فضل؟
نظرت اليه والدته قائلة بصوت منخفض ولكن بجدية تامة:
- البنات خلاص ركبوا مع فضل، وبعدين أنا عاوزة مَرَتَكْ معايْ أتسند عليها، اعمل زيْ ما جولتلكْ !!، وانصرفت زينب محاطة ببناتها تحت أنظار سيف المندهشة !!...
**************************************************

منى لطفي 01-03-16 12:19 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
جلست زينب فوق فراشها تساعدها منة، كانت زينب قد صرفت بناتها كل واحده الى منزلها فيما عدا سلمى بالبطبع التي رافقت بنات أخيها تحت إلحاح من زينب لغرفتهما في الجناح المخصص لسيف، حيث تقوم بالاشراف على اغتسالهما تساعدها مهجة الخادمة، وقد أمرتها زينب بأن تهتم بإطعامهما فمنة متعبة ويجب عليها الخلود الى الراحة، اعترضت منة باديء الأمر ولكنها سرعان ما أذعنت تحت إصرار كبير من حماتها...
جلست زينب الى الفراش وهى تتنهد وطالعت منة التي وقفت بجانبها لترى إن كانت تريد مساعدتها في شيء آخر قبل أن تنصرف للاهتمام ببناتها فهي لم تعتد على أن يراعي شؤون بناتها غيرها...
ربتت زينب بيدها على الفراش بجوارها قائلة:
- تعالي يا بنيْتيْ، إجعُدي جاري إهنِهْ...
جلست منة حيث أشارت زينب التي نظرت اليها بابتسامة حانية قبل ان تتحدث قائلة:
- جَبْلْ أي حاجِّه أني عاوزة أشكرك و...أتأسف لكْ!..
شهقت منة معترضة:
- تتأسفي لي على إيه يا حاجة، ما فيش أم بتتأسف لبنتها، وبعدين أنا معملتش حاجه تستحق الشّكر!!..
ترقرقت الدموع في عيْنيْ زينب وهي تقول:
- كلامك دِهْ أكبر دليل إنك تستحجي الواحد يشيلك فوج راسه شيل....
اعترضت منة بشدة:
- حاجة لو سمحتيلي لو حضرتك فضلتي مصممة على حكاية الأسف والأعتذار دي أنا هقوم !..
ابتسمت زينب وقالت وهي تمسكها ما إن همّت بالنهوض بالفعل:
- استني بس، إصْبُريّ، ما تُبْجيشْ حنبليّة إكدِهْ......
انتظرت حتى جلست منة ثانية قبل ان تواصل حديثها وهى تلتفت اليها بكليّتها:
- يا بتّي اللي غُلط لازمن يعترف بغلطه، وما تجاطعنيش، سيبيني أجول اللي في نفسي..، قالت هذا عندما شاهدتها تحاول مقاطعتها، أذعنت منة بالموافقة مومئة بصمت فأكملت زينب حديثها:
- أولا.. أنا سمعت الدَّكتور وهو بيجول أن الحاج صحته اتحسّنت بعد ما دخلتي عنديه، علشان إكده لازمن أشكرك، أنا متوكدة إنك جولتيله حاجه عن اللي حوصل وكان السبب في اللي جراله، دي حاجِّه، الحاجّه التانية اللي لازمن أجولها، إني غلطت في حجّك لما كنت بلجّحْ عليكي بالكلام في الرايحة والجاية، وانت عمرك ما رديت عليّا بحرف واحد، حتى عمرك ما حكيتي لجوزك، لأنك لو كنت جولتيله كان لازمن هيفاتحني ويعاتبني، ولدي وأنا عارفاه زين، ميعرفش يداري اللي في جلبُه، الوحيد اللي كان بيسمعنا بالصدفة كان عمك الحاج، وهو اللي كان ياما بيزعل منّي ويجولِّلي بكرة تندمي يا زينب على حديتك الماسخ دِيه مع بنت االناس، لما تعرفي معدنها صُوح تمام زي ما أني جَريتْها من أول مرة شوفناها هي وأهلها فيها، ربّك والحاجْ أنا كنت بغير منِّيكي !!..، طالعتها منة بدهشة وتساؤل فتابعت زينب اعترافها بخجل:
- ما هو أصلي حاسيت إنك أخدتي ولدي منّي، ومش بس إكده لا وزوجي كُمَانْ !!، لما كنت بتكلم مع سيف على انكو إتأخرتوا في الخلفة كان بيجفِل الكلام في ساعتها ويجوللي أنا مبسوط معها وان ربنا راد عطانا من فضله، دِيه كرم ربنا سبحانه وتعالى، ما رادشْ يبجى ديِه نصيبنا من الدنيا وأني راضي بيه، أي حاجه تهون إلا أن منة تبعد عنّي !!، عارفة وجتها كنت بحس بنار بتجيد فيّا ، جَدْ إكدِهْ وَلَدِيْ بيحبك وبيخاف على زعلك وكل مرة لازمن يأكد عليّا ماجبلكيش سيرة الموضوع دِيه واصل!، ولما الحاج سمعني في مرة بعد ما ربنا عوّضك بهَنا وفرح وأني بجولك أنك لازمن تخاويهم بولد علشان يشيل اسم العيلة من بعد أبوهم بعد عمر طويل يا رب، سَمَّعني كلام جامد جوي، كان بيجول الولاد دول عطيّة ربنا، انتي هتدخلي في رزج ربنا لولدك؟!، ولما جولت له أن الشرع محلل للراجل مش بس واحده لاه... أربعة كمان، جالي تجدري تتوكدي كيف إنه برضيك هيجيب ولاد؟، ما يمكن خلفته تكون كلاتها بنات !!، وجتها كنت بسمع من ودن وأطلع من التانية، لغاية ما عرفنا بحكاية سيف وإنه أتزوج عليكي ، وجتها أني مافهمتش هو ليه الحاج إتعصب جوي إكده، وجولت له حجُّه يتزوج علشان الوِلد!!، وجْتها صرخ فيّا جامد وجالي ابنك جاب لنا العار وحط راسنا في التراب، يا ريتني ما خلفته، يا ريت خلفتي كانت كلاتها بنات، هوّ دِيه الوِلد اللي أنت عاوزاه لولدك؟، الوِلد اللي يجيب لأهله العار يُبجى جلِّتُه أحسن !!، و....وِجِعْ في لحظتها، جريت عليه ابكي وأنوح وخصوصي كمان لمان سلمى جات لنا.. الناجِص منعم زوجها طردها بعيالها من البيت، هو ديِه كمان اللي خلاه يتعصب ويتنرفز بزيادة وجِه كلامي معاه غطّى ووطّى، بصي يا بتّي أنا معرفاش إنتي جولتي إيه للحاج، ومافهماش ايه اللي حوصل بالظبط من سيف ولديْ، لكن اللي حاسّاه إنه عمل حاجه وعرة جوي، صوح ولا لاه؟...
لم تستطع منة الانكار، والتزمت الصمت بينما بدأت عيناها تسبح بالدموع، ربتت زينب على يدها الموضوعه في حضنها وقالت بلهجة حانية:
- منة يا بتّي.. يشهد ربنا إن غلاوتك زادت في جلبي، وانك بجيتي كيف بناتي الاربع وأكتر، أني عاوزاكي تصارحيني بكل حاجه، واطمني الحديت اللي بيننا دلوكيت مش هيطلع لحد واصل ولا للحاج ذات نفسيه، بس لازمن أعرف ابني عمل إيه؟!، يمكن الكلام اللي جولتيه للحاج صدّجُه، لكن انا ستّ يا بتّي، والست ما تفهمهاش غير ستّ زيّيها، واني إحساسي بيجولي إنك موجوعه من جواتك!، علشان إكده لازمن أعرف كل حاجه...
لم تستطع منة التزام الصمت أكثر من ذلك أمام حنان حماتها، فهي لم تتحدث مع أيّ كان في هذا الأمر حتى والديْها إكتفت بما علموه من شقيقها، ولكنهم لم يفاتحوها في هذا الأمر خوفا عليها من تذكيرها بما لن تنسَه يوما !!، نظرت الى زينب وقالت ودموعها بدأت تسيل بصمت :
- هحكيلك يا حاجة، لأني بجد تعبت أوي، وفعلا أنا موجوعه أوي أوي... قلبي وجعني أوي يا حاجه، أوي....
وطفقت منة تروي لحماتها كلّما حدث منذ لحظة اكتشافها خيانة سيف لها حتى وقتها هذا....
احتضنت زينب منة بين ذراعيها والتي انخرطت ببكاء حار بعد انتهائها من سرد حكايتها، ربتت على ظهرها وهي تقول بحزن:
- إبكي يا بتّي، لو البُكا هيريّحك إبكي...
منة من بين دموعها المنهمرة كالشلال وشهقات بكائها الحار بصوت متقطع من شدة البكاء:
- مش.. مش عارفة .. أعمل... أعمل إيه؟، تعبت... تعبت والله..، لا أنا قادرة أنسى ولا أنا قادرة أسامح وأصفى ، وبردو مش عارفة أعمل ايه، بناتى صعبانين عليّا ونفسي صعبانة عليّا أكتر!!، أعمل ايه .. شوري عليا أعمل ايه؟!!..
قالت زينب وهي تشاطر منة بكائها رغما عنها:
- بس يا بتّي بس، كفاياكي بُكا يا ضنايا، جومي إغسلي وشِّك بشويَّة مايَّة إهنه في الحمام اللي جصادك ديه وبعدين تعالي وأني هجولك نعمل ايه...، ورغبة منها في التخفيف عن منة قالت بمزح خفيف:
- عمك الحاج واحنا بنجدد الصرايا، صمم إنه يعمل زيْ حداكو في البندر، حط في كل دار حمام ، وجالي – وضخّمت صوتها مقلّدة زوجها - هُمّا بتوع البندر يا زينب أحسن منينا في إيه...، جومي يا بتِّي جومي ...
ابتسمت منة من وسط دموعها وقامت لتغسل وجهها، ثم عادت ثانية وجلست بجوار حماتها التي تحدثت بهدوء:
- لوّلْ انتي لساتك رايدة سيف ولدي ولا لاه؟، وجبل ما تجاوبي، انسي أي حاجه تانية، جلبك لسّاته رايده؟!...، نظرت منة الى أسفل وأجابت بألم:
- لو كان قلبي كرهه ما كنتش اتوجعت منه أوي كده، ما كنتش لسه على ذمته...
ابتسمت حماتها وأجابت :
- حلو جوي، ثم تابعت بهدوء:
- اسمعي منّي بجه وشوفي هنعمل فيه ايه...، اعترضت منة قائلة:
- أنا مش عاوزة أعمل ولا أسوي، أنا عاوزاه يسيبني أنا وبناتي في حالنا، يا حاجه اللي سيف عمله مش شويّة !!...
قالت زينب بجدية:
- منة يا بتي... اللي هجولهولك ديه مش علشان مَرَتْ ولديْ، لاه.. لو كان اللي حُصلّكْ ديه حُصُل لحدا من بناتي كنت هجولها نفس الكلام ، ما تخربيش بيتك يا بتّي، ما تسيبيش واحده ولا تسوى في سوج الحريم معدن تخطف زوجك منّك، بالعكس إنت تمسكي في زوجك بإيديكي وسنانك وفي نفس الوجت تاخدي بحجّك منه تالت ومتلّت !!..’، بس لوّل في حاجه مش فاهماها!!..
تطلعت منة اليها وهى تمسح وجهها براحتيها وسألتها:
- حاجة إيه دي؟..
أجابت زينب في حيرة:
- الكلام اللي طلع عنْدِنا إهنِه أنه مشي مع واحده متزوجة، لكن إنتي بتجولي انه عرفها عن طريج السوخام اللي اسمه البت ولا النت ديه، يُبجى اتزوجها كيف طالما هو عمره ما شفهاش ولا جعد معاها؟، ايه زواج بالمراسلة؟!!..
ابتسمت منة بكآبة وقالت:
- تمام يا حاجه، هو دا، زواج بالمراسلة!!..
تساءلت زينب في حيرة أكبر:
- معلهش يا بتّي ما تواخذنيش، يُبجى خانك كيف وهو بالمراسلة؟، ازاي اتجوزها ؟..
سكتت منة ولم تعلّق في حين تابعت زينب متمتمة بحيرة كأنها تخاطب نفسها:
- الله، اتزوجها كيف وكيف خانك، ومنين بيجولوا انه لهم تصاوير على المخروب ديه؟، تاجّي إزايْ ديْ؟!!..
وطالعت منة في حيرة التي أشاحت بنظرها بعيدا ولم تُحر جوابا فهي لا تعلم كيف تشرح لها خيانة ابنها لها وما فعله بـ.....المراسلة، كما سبق وقالت!!...
قالت زينب عندما لم تجيبها منة على تساؤلها:
- عموما، ديه مش موضوعنا، انت تجومي دلوكْ تروحي دارك وتتسبحي، وأني هخلي سلمى تبعت لك الوكل مع مُهجة، أما بجه الباشي مهندز... فأني هعرفك ازاي تربيه من أول وجديد...، وارتسمت ابتسامة مكر على شفتيها ومالت على أذن منة تهمس لها بخطتها مما جعل منة تحمر خجلا و.....حماساً!!..
**************************************************
اطمأنت منة على بناتها في غرفتهما الملحقة بالجناح الخاص بهم، وقد طمأنتها مهجة التي أتت اليها بالطعام بناءا على أمر سيدتها أن البنتيْن قد تناولوا طعامهم قبل أن يخلدا للنوم، تمتمت منة بالشكر قبل ان تنصرف مهجة التي أخبرتها أنها قد قامت بترتيب الثياب في خزانةالملابس....
اتجهت منة الى الحمام الملحق بالغرفة فقد كانت مجهدة لأقصى مدى، لم يخطر ببالها السؤال عن سيف، فلا بد أنه مع الأُناس اللذين حضروا للسؤال والاطمئنان عن صحة كبيرهم، وهي تعلم تماما أنه لن يأتي قبل وقت طويل، ففي المرات التي كانت تأتي فيها بصحبته، لم تكن تراه إلّا لماماً، فقد كان معظم وقته يقضيه في الاستراحة الخاصة التي شيّدها والده للقاء الناس وقضاء حاجاتهم...
توجهت الى الحمام وملئت المغطس بالماء الدافيء،وقد وضعت به بعضا من صابون الاستحام الخاص بها والذي جلبته معها، ثم رقدت في المغطس لتزيح عن كاهلها تعب اليوم، وتحاول الحصول على بعض الراحة الجسمانية والنفسية...
بعد مضي ما يقرب من النصف ساعه شعرت ببرودة المياه من حولها، فقامت وأكملت اغتسالها بالمرشّة مزيلة بقايا الصابون من شعرها وجسمها ، ثم أغلقت المياه وقامت بتجفيف نفسها بالمشنفة العريضة وارتدت مئزر الحمام الخاص بها، ثم خرجت لتكمل ارتداء ثيابها حينما تفاجئت بـ....سيف يقف مديرا ظهره لها والذي التفت على صوت شهقتها المكتومة!
طالعها سيف مليّا من أعلى رأسها المكلل بخصلات كستنائية تنسدل حتى نهاية خصرها يقطر منها الماء، حتى قدميها الحافية التي ظهرت من أسفل رداء الحمام، جمعت منة طرفي رداء الحمام بيدها وقد انتبهت انها لا ترتدي سواه، أخفضت نظرها الى أسفل وقالت وهى تحاول الابتعاد من أمامه بصوت خرج مهزوزا بالرغم منها كيف لا وسيف يقف أمامها لا يرتدي سوى سرواله فقط بينما نصفه العلوي عارٍ تماما وتلمع عليه قطرات الماء التي تدل على أنه قد قام بالاغتسال هو الآخر في الحمام الخارجي الملحق بالجناح !!...، قالت منة بصوت يرتعش:
- عن... عن إذنك، عاوزة أغيّر هدومي...
اقترب منها سيف وتحدث بصوت أجش بينما تسمّر نظره على شعرها الذي يخفي وجهها تقريبا :
- ما تغيّري يا منة، هو أنا مانعك؟!...
رفعت نظراتها اليه مجيبة بغيظ وقد احمر وجهها خجلا و.. غيظاً:
- لا... بس المفروض تخرج برّه علشان أعرف آخد راحتي!
تحدث بابتسامة مستفزّة وهو يميل عليها بوجهه حتى ضربت أنفاسه الساخنة صفحة وجهها القشديّ :
- أنا جوزك يا منة، ها.... جووووزك!، وشدد على لفظة زوجك ثم تابع:
- أعتقد انه مافيش بين الأزواج.. إحراج !!..
تحدثت منة من بين أسنانها وهى تبعد بوجهها عنه ولكن لم تستطع منعه من شمّ رائحتها المحملة بعبير الزهور الممتزج برائحة الصابون الذي استعملته لتكوّن مزيجا عطريّا مثيرا يكاد يسلب سيف رُشده، لم تنتبه الى تغيّر تنفس سيف وتحدثت بغضب:
- بس أنا مقدرش أغيّر قودامك، واتفضل بقه يا تخرج يا إما هاخد هدومي وأدخل أغير في أودة البنات !!...
امتدت يديْ سيف وكأنها تملك إرادة خاصة بهما فقط وحاولتا جذبها اليه بينما تحدث بصوت متهدج:
- خايفة مني ولا مكسوفة يا منة؟، لو خايفة يبقى مالكيش حق انتي عارفة أني عمري ما هعمل حاجه تخوّفك منِّي، لو مكسوفة ، يبقى بردو مالكيش حق، أنا وأنتي واحد يا مُنايا !!...، ثم مال عليها محاولا تقبيلها بينما حاولت هي التملّص منه هاتفة بشدة:
- سيف، سيف مش هينفع اللي انت بتفكر فيه دا، انت ناسي أني طالبة الطلاق، ومجيّتي معاك بس علشان عمي ربنا يشفيه؟!..
وكأنها سكبت فوقه دلوا من الماء البارد، ارتد الى الخلف وقست يداه الممسكتان بذراعيها ونظر اليها نظرة سوداء قائلا بغضب يلمع في فحم عينيه المشتعل:
- أنا حذرتك كم مرة قبل كدا إنك تجيبي سيرة الطلاق دا؟، لكن واضح انك مش بتتعلمي!، مافيش غير طريقة واحدة بس تخليكي تتأكدي أني مش ممكن أسيبك أو تكوني لحد تاني غيري !!، قطبت بحيرة وتساؤل وقبل أن يتثنى لها أن تستفهم منه عمّا يعنيه، انقض عليها ملتهما شفتيها بقبلة أودعها غضبه وشوقه وغيرته، فهو أولاً وأخيراً رجلٌ عاشقٌ حتَّى النّخاع، وبين يديه حبيبته التي تستفز رجولته لكي يثبت لها بما لا يدع مجالا للشك أنه الوحيد الذي له كامل الحق فيها سواء روحا أو جسدا، فقد ختم قلبها وجسمها بصك ملكيته، ملكيةٌ أبديَّة لا سبيل لحلِّها مهما كان !!....
حاولت منة الفكاك من قبضته التي كانت تزداد قوة كلما زادت محاولتها للافلات منه، كانت كما العصفور بين مخالب نسر جامح، حتى شعرت بأن سيف قد تمادى إذ عبثت يده بعقدة رداء الحمام الذي أوشك على السقوط عنها فانتفضت بقوة بين ذراعيه ولم تجد بدّا من ركله بقوة في قصبة ساقه فتركها فجأة لاعنا من بين أنفاسه الهوجاء، حتى أنها تماسكت بصعوبة فقد كادت أن تسقط أرضاً ، نظرت اليه وهي تعيد ربط عقدة ردائها بإحكام وأشارت اليه بسبابتها قائلة وهي تلهث بينما تحمل شفتيها المنتفختيْن علامات إكتساحه لها! ، قالت لاهثة:
- بقولك ايه يا سيف، دي آخر مرة تحط إيدك عليّا، المرة الجاية هعملك عاهة مستديمة كل ما تشوفها تفتكر سببها فما تقرّبش منّي!..
ابتسم سيف من وسط ألمه وقال وهو يقفز على قدم واحدة مقتربا منها بينما تبتعد هي الى الخلف ناظرة اليه بريبة:
- أنا راضي بأي حاجه تيجي منّك، العاهة اللي هتعمليهالي هتكون علامة منك هتفضل معايا لحد ما أموت!، وإطمنّي يا مُنايا، أنا فدائي ، مش عبد الحليم بيقول قد مات شهيدا يا ولدي من مات فداءا للمحبوب؟!، أهو أنا راضي أني أفديكي بروحي ودمي، وبُعاد عنك مش هبعد!، انت مراتي وأنا بقولك من دلوقتي أهو ، أنا مش هجبرك على حاجه، لكن الأمر ما يمنعش أني أروي نفسي كل شوية كدا بحاجه بسيطة، لكن أنتي مسموح لك تعملي اللي انتي عاوزاه!!..
تخصّرت واضعة يديها في وسطها وسألت بريبة :
- يعني ايه بقه إن شاء الله مش فاهمه؟، ليجيبها وقد اقترب منها حتى وقف على بُعد إنشات قليلة:
- يعني عاوزة تقرّبي، تحضني، تبوسي ، تـ....، شهقت منة عاليا وسارعت بوضع يدها على فمه مانعة اياه من المتابعة وهي تقول بحنق وغضب من بين أسنانها المطبقة:
- أنت سافل ووقح وقليل الأدب يا سيف، وفعلا المفروض إني ما أقفش أسمع كلامك السافل دا، وتركته بعد أن رمته بنظرة زاجرة جعلتها أشبه بمعلمة المدرسة التي تنهر تلميذا لديها قام بفعل شائن!!.....
تعالت ضحكات سيف بينما اتجهت منة الى خزانة ثيابها وتناولت أول شيء وقع عليه يدها فيما تعالت طرقات خفيفة سمعا بعدها صوت مهجة يخبر سيف بوجود زوّار في الاستراحة الخارجية، أخبرها سيف أنه سيلحق بها، ثم أعاد انتابهه الى منة وقال بمرح وهو يغمز بمكر:
- للأسف هضطر أنزل للضيوف، كنت عاوز أحاسبك على الضربة اللي ضربتهالي دي، وأعرفك يعني أيه قليل الأدب اللي قولتيها علشان تتأكدي أني في غاية الأدب معاكي، لكن الجيّات أكتر، واتجه الى خزانة الثياب حيث تناول بلوزة صيفية أدخلها في رأسه ليخفي جزعه العلوي، ورماها بنظرة خُبث قبل أن يتجه الى الباب ليغادر الغرفة بينما ضربت منة بقدمها الأرض غضبا و...غيظا وهي تزفر حانقة !!...

استيقظت منة في الصباح الباكر ونظرت الى الاريكة المقابلة للفراش والتي نام فوقها سيف بالأمس بعد تهديد منها أنها ستذهب للنوم برفقة البنات في غرفتهن، فقد كان مصرّا على النوم معها فوق الفراش الواسع بينما الأريكة ضيّقة ولن يستطيع النوم بحريّة، ورفض رفضا باتّا عرضها أن تنام هي بدلا عنه فوق الأريكة.....
تذكرت كيف انقضت أحداث الليلة الماضية، فلم تراه حتى صعدت لتنام، حيث لم تخل الاستراحة من الزائرون اللذين قدموا من كل حدْب وصوب للاطمئنان على صحة والده، كانت قد أبدلت ثيابها واستقرت في الفراش بعد أن اطمئنت على نوْم ابنتيها عندما سمعت صوت فتح باب الجناح، أعقبه صوت قدميه متجها الى غرفتهما، أغلقت عينيها مدعيّة النوم وهي تدعو في سرّها أن يوافيها النوم قبل خروجه من الحمام حيث توجه للاغتسال، ولكن هيهات أن تغمض عينها بينما تسمعه وهو يتحرك بمنتهى الأريحية في المكان حولها !!...
بعد أن أنهى ارتداء ثيابه لفت نظره المنامة التي قد أعدتها له فوق الأريكة حيث وضعت وسادة وغطاء، ابتسم وهو ينظر اليها وهي توليه ظهرها مصطنعة النوم وهو يعلم جيّدا أنها ليست نائمة، اقترب منها ومال فوقها فاضطربت أنفاسها فيما أغلقت عينيها بقوة، همس لها في أذنها وهو يمد يده:
- عينيكي هتتفعص من كُتر ما إنتي مغمضاهم بالشكل دا!، عن إذنك، ... قطبت في حيرة وهي لا تزال مغمضة عينيها مما جعله يبتسم فهي لا تعلم عن أي شيء يعتذر حتى شعرت بشيء يُسحب بقوة من تحت رأسها، فتحت عينيها واسعا بدهشة، فقد سحب وسادتها من تحتها!!، قال ببراءة مصطنعه:
- معلهش أصلي مبعرفش أنام غير على مخدتين، انتي مش بتنامي على مخدّات، عارفك ما كنتيش بتنامي غير في حضني!..
تحدثت بحدة وهى تزحف الى الناحية الاخرى بعيدا عنه:
- خُد المخدة اللي تعجبك وسيبني أنام...
ليفاجئها سيف بسؤاله فيما يقف مشرفا عليها:
- انتي ليه ما حكيتليش على اللي كانت أمي بتعمله أو بتقوله ليكي؟!...
تسمرت منة في مكانها ثم تساءلت بوجل وريبة:
- حاجات ايه اللي مامتك عملتها عاوزني أحكيهالك؟...
مد يده وأدارها ناحيته ومال عليها قائلا:
- الكلام اللي كانت بترميه عليكي علشان تأخير الحمل كل شوية، ولما ربنا رزقنا بالبنات ، ولما ما حاصلش حمل تاني لغاية دلوقتي!!
اضطربت منة قليلا ولكنها حاولت التماسك وقالت وهي تحاول الهروب من نظراته القوية التي تتفرس فيها:
- مين اللي قالك الكلام الغريب دا؟، ماحصلش....،قاطعها سيف بحزم:
- أنا سمعتكم انهرده يا منة !!، شهقت منة بدهشة وقالت بتلعثم طفيف في حين أصبح عقلها يعمل كالمكوك لتتذكر الحديث الذي دار بينها وبين حماتها وعمّا إذا كان سيف قد سمع كلّما دار بينهما أم لا:
- انت.. انت بتقول ايه؟، أومأ سيف برأسه موافقا وقال:
- أيوة يا منة، أنا سمعت أمي وهي بتعتذر لك على الكلام اللي كانت بتقوله في حقك، وإنى أبويا هو اللي كان بيمنعها عنك، وأنا يا منة؟، أنا فين من دا كله؟، مش المفروض كنت أنا اللي أعرف علشان أنا جوزك المفروض ما أخليش حد يضايقك خالص...
ابتسمت منة باستخفاف وأجابت:
- إنت قلتها يا سيف، دي أمك!، يعني ما كانش ينفع أني احطك بيني أنا وهي، لأنك مهما حصل مش هتخسر والدتك، وكنت هتبقى بين نارين ترضيني ولا ترضيها، وأنا كنت بحاول أحط نفسي مكانها، يعني والدتك ست بسيطة وانت ابنها الوحيد ومن حقها حسب المجتمع اللي هي اتلابت فيه انها تحلم بولد لأبنها يشيل اسم العيلة، دا كان بيخليني أقدر أعذرها، وبعدين عمي ربنا يشفيه كان دايما مش بيسمح لها أنها تزوّد في الكلام معايا، وأديك سمعتها في الآخر وهي بتراضيني وتطيّب خاطري، كفاية عليّا كدا، لكن لو كنت قلت لك ما كنتش هكسب غير عداوتها ليّا أكتر وأكتر، وتعيش في حيرة بيني وبينها، اختيار ما أقبلش أني أحطط قودامه، الأم مهما كان الأم !!....
نظر اليها سيف مطوّلا قبل أن يتكلم بصوت خشن:
- ومستغربة انا ماسك فيكي ليه؟، صدقيني الكون دا كله في كفّة وانتي في كفّة، وساعتها كفّتك بردو هي اللي هتكسب!!، كان نفسي أسمع الكلام اللي دار بينكم للآخر بس مهجة الله يسامحها جات نادتني علشان فيه ناس جوم،.. ومال عليها مقبلا جبينها بعمق قبل أن يتنفس نفسا طويلا مشتمًّا رائحتها العطرية وقال :
- تصبحي على خير يا أحلى حاجه في حياة سيف، يا عمري كلّه إنتي !!..، وابتعد ليرقد فوق الأريكة وقد أولاها وجهه، لينظر اليها حتى داعب الكرى جفونه فغرق عميقا في النوم، بينما تقلّبت هي مراراً قبل أن يغلبها النوم هي الأخرى....
************************************************
اغتسلت منة وأبدلت ثيابها ثم خرجت لتتفقد ابنتيها فوجدتهما بالاسفل مع أولاد عماتهما يلبعان، ألقت تحية الصباح على حماتها التي أمرت بتحضير طعام الفطور لها قبل الذهاب لزيارة زوجها فقد أعلمتها والسرور يعتلي ملامحها أنه قد تم نقله الى غرفة خاصة بعد أن استقرت حالته الصحيّة...

تم عمل القسطرة لعبدالهادي وجاءت النتيجة مطمئنة للغاية، ولكن آثر الطبيب ان يمكث بالمشفى أسبوعا على الأقل حتى تتحسن صحته تماما ويبدأ الدواء الجديد الذي تمّ وصفه بإعطاء النتيجة المرجوة منه..
كانت منة تذهب اليه يوميا في الصباح الباكر حيث تظل برفقته الى موعد انتهاء الزيارة الصباحية، فتعود الى المنزل لتغتسل وتبدل ثيابها وتطمئن على بناتها ثم ترجع ثانية بصحبة سيف في موعد الزيارة المسائية...
لم يلتقي عبدالهادي مع سيف إلا بعد يومين من انتقاله الى غرفة عادية، وذلك بطلب من عبدالهادي نفسه، بينما لم يستطع سيف أن يضع عينيه في عيني والده، كما أنه لم يعلم الحديث الذي دار بين منة ووالده أثناء مكوث الأخير في غرفة الرعاية...
دار حوار طويل بين سيف ووالده، صُعق سيف عندما أخبره والده بما أخبرته منة، قال بجدية:
- مَرَتك جالت إنه مافيش حاجه حوصلت واصل من الحديت اللي احنا سمعناه ديه، مش عارف ليه مش إمصدج، لكن يكون في معلومك يا سيف لو ظُهر انه الكلام بحج وحجيج وجتها حسابك معايا هيكون عسير جوي !!..
تدخلت منة محاولة تلطيف الأجواء بينما عقد سيف جبينه متنقلا بنظراته بين والده ومنة في ريبة فهو لم يفهم قصد والده من كلامه أن منة قد أنكرت ما سمعه!، قالت منة محاولة تلطيف الاجواء:
- أنا قلت لحضرتك يا حاج، صدقني مافيش حاجه من دي حصلت !!، نظر اليها سيف مصعوقا بينما سألها عبدالهادي:
- أكيد يا بتّي؟، مالكيش صالح بصّحتي، أنا أدرى بنفسي من الحُكَما، لو كان ضايجك أو عمل اللي احنا سمعناه ، جوليلي وأني أعرف شغلي أمعاه !!،،،،،،،
ابتسمت منة وقالت وهي تجلس على طرف فراش عبدالهادي:
- يعني أزعل منك يا حاج؟، انت مصرّ تكذبني ليه؟!...
نفى عبدالهادي بشدة وقال:
- لاه لاه لاه، مش بكذبك لا سمح الله، أني بس عاوز أتوكد أنك مش بتاجي على نفسك علشاني، حجّك أني جادر أخده ولو من ابني نفسه، انما طالما أنتي أكدتي ليْ بدال المرة عشر انه ما حوصلش حاجه يبجي ما حوصلش حاجه، ومنعم زوج أختك سلمى حسابه عاندي آنا ، لما أجوم بالسلامة ان شاء الله هلففه حوالين نفسه علشان بس يشوف ضوفر حد من عياله ولا مَرَتُه!
لم يستطع سيف الانفراد بمنة بعد حديثه مع والده، بل أنه أنغلق على نفسه واستأذن مغادرا تاركا منة برفقة والده على أن يرجع اليها ليعودا سوية...
كان الطبيب المعالج يمدح منة دائما ودائما ما كان يقول لعبدالهادي أنه محظوظ بوجود إبنة مثلها بجواره، لم يهتم عبدالهادي بإيضاح أنها ليست ابنته بل زوجة ابنه، حتى كان يوم!!...

دخلت منة وسيف وبعد أن ألقيا السلام على عبدالهادي تحدث عبدالهادي بصوت ضاحك:
- سيف... ايه رأيك في الدكتور مصطفى اللي متابع حالتي؟. تحدث سيف الذي جلس على كرسي بجوار فراش والده بينما كانت منة تقوم بتنسيق الزهور التى ابتاعتها من المتجر في طريقهما الى المشفى:
- الدكتور مصطفى ممتاز، انما بتسأل ليه يا حاج؟
أجاب عبدالهادي بابتسامة مكر تعلو ملامحه:
- أصله عنده وِلد، دَكتور زيّيه إكده، ..ثم وجه حديثه الى منة متابعا:
- الدكتور نبيل انت شوفتيه يا منة يا بتّي..
اقتربت منة من عمّها الراقد فوق الفراش ووقفت مستندة إلى حاجز الفراش المعدني وقالت بابتسامة:
- ايوة صحيح يا حاج، يوم القسطرة الدكتور نبيل كان مع الدكتور مصطفى، دا أنسان ممتاز بصراحه، كان شايفنا كلنا قلقانين على حضرتك ازاي وفضل معانا ما سابناش الا لما اطمنا على حضرتك، بصراحه دكتور بيشوف شغله بمنتهى الاخلاص، زي والده الدكتور مصطفى تمام، يا ريت الدكاترة تعرف ان الطب مهنة كلها رحمة مش تجارة !!..
لم يستسغ سيف قصيدة المدح التي ألقتها منة في حق هذا الطبيب ووالده والتفت الى عبدالهادي متسائلا:
- انما أنت بتسأل ليه يا حاج؟؟
أجاب الحاج بصوت ضاحك:
- أصله بصراحه حوصل لخبطة!، الدَّكتور مصطفى كان فاكر منة بتِّي، وأني ما جاتش مناسبة إني أجوله أنها مَرَتْ ولديْ، لكن لاجيت أني كنت غلطان بعد اللي حوصل انهرده الصّبح!..
عقدت منة ذراعيها وطالعته بابتسامة وهي تقول:
- وايه اللي حصل انهرده الصبح يا حاج؟
ليجيب الحاج بمرح:
- جالك عريس!، الدكتور مصطفى طلب يدِّك لولَده الدكتور نبيل، واضح إكده ان الدَّكتور نبيل مستعجل جوي، عاوز يعرف ردك بأي طريجة انهاردِه!، ديه ما سابليش فرصة أني أجوله أنك مَرَتْ وَلَديْ !!..
هبّ سيف واقفا وهو يهتف صارخا:
- نعم؟!، بينما اعتلت الدهشة ملامح منة التي أنزلت ذراعيها وقالت بصوت خافت مذهول:
- أزاي دا يا عمي الحاج؟، حضرتك عاوز تقول أنه جالي عريس وحضرتك ما قولتلوش أنى متجوزة ابنك؟!!..
تحدث سيف صارخا ناظرا اليها بغضب أسود:
- إيه جاي لي عريس دي أنتي التانية!!، ثم التفت الى والده متابعا بحنق:
- ازاي يا حاج ما تعرفهومش أن منة مراتي؟!..
قال عبدالهادي وهو يحاول تهدئة ولده:
- يا سيف يا بني إهدى مش إكده، أنا صحيح ما جولتش للدَكتور نبيل لأنه ما أدانيش الفرصة إني أجولّه، لكن أنا جولت لـ بوه... الدَكتور مصطفى، وهو اعتذر من سوء التفاهم ديه، وخلاص ما حوصلش حاجه لزعابيب أمشير اللي إنت عاملها ديْ!!..
تحدث سيف محاولا تمالك نفسه بينما داخله بركان يوشك على الانفجار فيكفيه ما يعانيه من حرمان من نعمة القرب منها، فهو لا ينام أكثر من ساعتين كل ليلة ، تصاحبه فيها أحلام تجعله يصحو منتفضاً لتطالعه هيئتها وهي نائمة فوق الفراش براحة لا يشعر بمقدار عُشرها!، ولا يطفيء ناره المستعرة التي تأكل أحشائه سوى حمام بارد!، حتى أنه أصبح لا يعلم كم عدد الحمامات الباردة التي يضطر الى أخذها كل ليلة، حتى يسقط في النوم من شدة الارهاق ولا يدوم نومه أكثر من ساعتين يستيقظ على إثرها ليغادر الغرفة وكأنه يفرّ من شيء يركض خلفه!، وأقربها ما حدث اليوم صباحا أثناء خروجه من الغرفة اذ حانت منه التفاتة الى الفراش لتطالعه منة وهي تنام بمنتهى الراحة، وقد انحسر الثوب الى أعلى ساقيها مما جعله يشعر بالدم الساخن وهو يهدر بقوة في عروقه، ومد يدا ترتعش وأعاد الغطاء فوقها، ثم سارع الى الحمام الخارجي للاغتسال للمرة التي قد تكون الرابعة في هذه الليلة !!...
تحدث سيف وهو يزفر بقوة:
- كويس انك قولت له يا حاج، عموما أنا شايف ان صحة حضرتك بئيت كويسة، ممكن الدكتور يكتب لك خروج، وأنا هكلمه على ممرضة كويسة تيجي تباشرك في البيت!!..
استدار ليغادر فهمّت منة بالذهاب معه عندما نهرها بنظرة زاجرة وهو يتحدث بحنق من بين أسنانه:
- أنتي رايحه فين؟، يكون تطلعي بره الاودة دي خطوة واحده!، انا هروح أكلم الدكتور وأجي، سامعاني يا منة؟، اوعي تتكلمي مع حد.. فاهمه؟!...
وانصرف دون أن يسمع جوابها لما أمرها به !!...

*************************************************

منى لطفي 01-03-16 12:21 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
خرج عبد الهادي من المشفى وتم الاستعانة بممرضة خاصة للاهتمام بمواعيد تناول الدواء.....
كان الجميع فرح بعودة الأب الحاني والزوج والسند اليهم ثانية ، ساعد سيف والده في الذهاب الى غرفته بينما انفض الباقين حيث ذهب كلٍّ منهم للاهتمام بشؤونه الخاصة ..
- يا مهجة، انتي يا مهجة ......
صدح صوت رمّاح الغفير عاليا، أتت مهجة سريعا وهي تنهره بقوة :
- جرالك أيه يا رمّاح؟، عمّال تزعِّج زي الجاموسة اللي عتولِد ليه؟، انت ماتعرفش أن أبويا الحاج بيرتاح في داره؟!!...
قلب رمّاح وجهه وقال بأسف:
- أني جاموسة بتولد؟، الله يسامحك !، أني كنت عاوز الحاج في حاجه مهمة جوي !!..
عدلت مهجة من وضع وشاحها الأسود الذي يستر رأسها وقالت مقطبة بتساؤل:
- حاجة إيه المهمة جوي دي اللي عاوز فيها أبويا الحاج؟!..
مال عليها رمّاح وكأنه سيخبرها بسرّ خطير وهو يهمس:
- فيه ضيوف عاوزين يشوفوا أبويا الحاج ضروري، ومستنيينه في المُندرة !!...
سألت مهجة بحيرة:
- ضيوف؟، ضيوف مين دول يا رمّاح؟!...
هز رماح أكتافه التي يعلق في احداها البندقيّة الخاصة للحراسة:
- ما خَبِرشْ... هي جالت لي انها عاوزة الحاج عبدالهادي ضروري!!،،
سالت مهجة ثانية:
- هما الضيوف دول فيهم ستات يا رمّاح؟!..
زفر رمّاح عاليًّا وقال:
- يا بوووويْ، ومش أي ستات!!، ديه ست وست وست كُمَانْ..
سكتت مهجة قليلا ثم صرفت رماح قائلة:
- طيب أمشي أنت دلوك، أني هبلغ سيف بيه، ابويا الحاج بيرتاح في داره مش هيجدر ينزل يشوف حد...
************************************************
اتجه سيف بخطوات سريعه حيث الاستراحة لمقابلة الضيوف التي أخبرته مهجة برغبتهم في مقابلة الحاج عبدالهادي كما أخبرها رمّاح، فتح الباب الاستراحة وهو يقول مبتسما:
- أهلا وسهلا..، لتغيب إبتسامته ما أن وقع بصره على هؤلاء الزوّار واللذين لم يكونوا سوى زائرة واحده!، زائرة لا يَرغب برؤيتها بالمرّة!..
قامت من مكانها واتجهت بخطوات مغناجة أليه وهي تتمايل أثناء سيرها في ثيابها التي تلتصق بها فلا تدع للمخيلة شيئا، حيث تبرز مفاتنها الانثوية بصورة فجّة، وقفت أمامه ومدت يدا ذات أظافر طويلة كأظافر الساحرة الشريرة مطلية باللون الأحمر الناري، وقالت بصوت به بحة مثيرة:
- أزيك يا فوفو، وحشتني أووي.....
لم يتثنى له الرد عليها اذ سرعان ما فُتح الباب خلفه واندفعت منة هاتفه:
- سيف انت هنا أنا كنت عاوزة...، لتبتر عبارتها وهي تتطلع بتساؤل الى هذه السيدة التي يبعث مظهرها على الريبة، سألت سيف بينما لا تزال نظراتها معلقة على تلك الغانية التي تتمايل أمامها على كعب حذائها المدبب:
- مين دي يا سيف؟، ...
ابتلع سيف ريقه بصعوبة وقال وهو لا يزال تكنفه الدهشة:
- دي.. دي...، لتقاطعه الأخرى وهى تقترب منه وترفع ذراعيها لتحيط بهما عنقه مجاوبة سؤال منة بدلا منه بصوت يقطر دلالا كاد يصيب منة بالسقم:
- أنا... أنا مراته!،...... شهقت منة وتراجعت للوراء بضعة خطوات ولكن الاخرى لم تهتم وتابعت وهي تطلق الرصاص على قلب أخضر تم ذبحه بأبشع الطّرق:
- أنا، أنا.... قلبي دليلي !!....
- يتبع -

الاميرة البيضاء 01-03-16 01:02 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
طب وربنا سيف ده بارد ومعندوش دم صحيح اذا لم تستحى فاصنع ما شئت
بيتعامل عادى ولا كأن حاجة حصلت ومتكسفيش منى يا منة انا جوزك قبر يلم العفش<قلبت ع الموجة الصعيدى:lol:
اما ام اربعة واربعين الهى الحاج يطخك رصاصتين ويرميكى فى الصرف الصحى او يبعتك لذئاب الجبل عادى يتسلوا ويقرقشوا عضمك يا بعيدة:zkc04699:

الحاجة ام سيف
ايوه كده الاعتراف بالحق فضيلة عندى احساس انها هيكون لها دور فى الاحداث كبير
يا ترى هى اللى قلتى عليهايا منون انها هتربى سيف ؟؟

منون فى انتظارك بالحلقة الجديدة بالليل <ايوه متبصيش كده بالليييييييييييييل عندك مانع:e412::e412::e412:

منى لطفي 01-03-16 01:32 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة البيضاء (المشاركة 3599338)
طب وربنا سيف ده بارد ومعندوش دم صحيح اذا لم تستحى فاصنع ما شئت
بيتعامل عادى ولا كأن حاجة حصلت ومتكسفيش منى يا منة انا جوزك قبر يلم العفش<قلبت ع الموجة الصعيدى:lol:
اما ام اربعة واربعين الهى الحاج يطخك رصاصتين ويرميكى فى الصرف الصحى او يبعتك لذئاب الجبل عادى يتسلوا ويقرقشوا عضمك يا بعيدة:zkc04699:

الحاجة ام سيف
ايوه كده الاعتراف بالحق فضيلة عندى احساس انها هيكون لها دور فى الاحداث كبير
يا ترى هى اللى قلتى عليهايا منون انها هتربى سيف ؟؟

منون فى انتظارك بالحلقة الجديدة بالليل <ايوه متبصيش كده بالليييييييييييييل عندك مانع:e412::e412::e412:

يا حلاوتك في الصَّعيديّ يا بووويْ.. فيس بيغمز ههههههه...
امممممم حلقة بالليل؟؟؟... طب شخشخي جيبك ولا انتو ما تشخشخوا الا في الصراصير والفيران ههههههههه يعني حاجة حلوة كدا اغريني يا ميرا ههههههههههه

bluemay 01-03-16 02:24 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
رووووعة

بصراحة كان طويل وممتع

واكتر شي حبيته جلسة الود والصفا بينن الحماية وزوجة ابنها.. يا ترى شو مخططة تساوي مع منة ؟!


اما انك ما بتختشيش بحق وحقيق .. يعني لو هي اصيلة تقوم تستغل كرمها وتفرض نفسك عليها وهي لسه شايلة بقلبها منك ؟!!
سخيف وما انهضم معي بنووب


اما العقربة ام الحيايا الهي يبعتلها حمى تسلق بدنها سلق اللي ما بتستحي .. ليش جاية بدها نشوف الحج مشان تفلجو يعني ؟!!!


ارجوك يا منمن بدي ياك تفشي قلبي فيها وتعطيها اللي في النصيب من الوان العذاب ..

ومتل اميرتي متشوووقة للحلقة الليلة . ارجووووك نزليها بدري شويتين مشان اكون صاحية معكم >>> فيس عينه قوية ما فيها كلام لووول



لك ودي منمنتي

وبإنتظااارك بشووووووووووق كبييييييير



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

منى لطفي 01-03-16 03:39 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3599348)
رووووعة

بصراحة كان طويل وممتع

واكتر شي حبيته جلسة الود والصفا بينن الحماية وزوجة ابنها.. يا ترى شو مخططة تساوي مع منة ؟!


اما انك ما بتختشيش بحق وحقيق .. يعني لو هي اصيلة تقوم تستغل كرمها وتفرض نفسك عليها وهي لسه شايلة بقلبها منك ؟!!
سخيف وما انهضم معي بنووب


اما العقربة ام الحيايا الهي يبعتلها حمى تسلق بدنها سلق اللي ما بتستحي .. ليش جاية بدها نشوف الحج مشان تفلجو يعني ؟!!!


ارجوك يا منمن بدي ياك تفشي قلبي فيها وتعطيها اللي في النصيب من الوان العذاب ..

ومتل اميرتي متشوووقة للحلقة الليلة . ارجووووك نزليها بدري شويتين مشان اكون صاحية معكم >>> فيس عينه قوية ما فيها كلام لووول



لك ودي منمنتي

وبإنتظااارك بشووووووووووق كبييييييير



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

تكرم عينك حبيبتي كم ميوشة عندي أنا.. بنزلها بدري بأمر الله، انا في الشغل بس أرجع بالسلامة ان شاء الله وأحضر الغدا وأغدي الاولاد واقعد هههههه وأنزلها يعني اممم شي ساعتين تلاتة بالكتير ان شاء الله.... انت تؤمر يا جميل امرك ماشي امووواه.. :e106::e106::e106:

sloomi 01-03-16 04:39 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منى الحلقه جميييله جدااا...سيف رااااافع ضغطي لألف ...وكمان منه متساهله معاه جدااا...وهو بيتصرف كأنه ما عمل حاجه...مفروض منه كل شويه تذكره بعملته المهببه...يعني لما سألها من أمه وليش ماحكت له عشان هو زوجها ومفروض يحميها..دي فرصها لها تديه نغزه وتذكره أنه المفروض زوجها كان السبب في اقوي الم واصعب جرح...حقيييييير
يعني نفسي افهم إذا هو بحبها كل الحب ده ..كيف يخونها لمده سنتيييييين وكمان كان مواصل وماعنده نيه أنه يقطع علاقته مع الزباله لولا أن منه كشفته ...زباااااله سيف زبااااااله...منمن مااشوفه متعذب يعني ...لااااااااازم يتعذب عذاب حقيقي مش شويه شوق لزوجته وبس لااااااازم يسف التراب ...الحقير.

مشكوره منمن على الحلقه الرائعه..

(سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب أليك)

منى لطفي 01-03-16 05:07 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sloomi (المشاركة 3599360)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منى الحلقه جميييله جدااا...سيف رااااافع ضغطي لألف ...وكمان منه متساهله معاه جدااا...وهو بيتصرف كأنه ما عمل حاجه...مفروض منه كل شويه تذكره بعملته المهببه...يعني لما سألها من أمه وليش ماحكت له عشان هو زوجها ومفروض يحميها..دي فرصها لها تديه نغزه وتذكره أنه المفروض زوجها كان السبب في اقوي الم واصعب جرح...حقيييييير
يعني نفسي افهم إذا هو بحبها كل الحب ده ..كيف يخونها لمده سنتيييييين وكمان كان مواصل وماعنده نيه أنه يقطع علاقته مع الزباله لولا أن منه كشفته ...زباااااله سيف زبااااااله...منمن مااشوفه متعذب يعني ...لااااااااازم يتعذب عذاب حقيقي مش شويه شوق لزوجته وبس لااااااازم يسف التراب ...الحقير.

مشكوره منمن على الحلقه الرائعه..

(سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب أليك)

هههههههههه سمسمتي ما تضايقي حالك لسّاتها الحلقات مليااااانه.. وبالنسبة لندم سيف بنعرف في الحلقات القادمة اذا كان ندم قبل او بعد معرفة منة!!!!!!!!!.... فيسي بيغمز ههههههه :lol:

bluemay 01-03-16 05:09 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


الله يسعدك ويحقق آمالك يا رب شكرا منمونتي عن جد ممنونة لكرمك يا عسل..


سلومتي معك حق انا محل منة بستغل الفرص وبنغزه لما ما خلي ببدنه مطرح لووول

لنشوف شو رح تحملنا الحلقات الجاية..


يسعد مساكن مع خالص ودي


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

منى لطفي 01-03-16 05:11 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
تسرييييييييييبة لعيوووووووونكم كلكم اجممممممممممع

منى لطفي 01-03-16 05:13 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
وقفت تلك المرأة تطالعه بنظرة اغواء فجّة أصابت منّة بالغثيان المفاجيء ولكنها حاولت مقاومته فهي لم تكن لتنسحب من دون أن تضع هذه الساقطة في حجمها الطبيعي، تكلمت تلك المرأة وهى تنظر الى سيف نظرة مغوية من تحت رموشها الثقيلة، وبصوت زادته بحّته إثارة:
- تؤ تؤ تؤ ، إخص عليك يا فوفو ، دلوقتي الوشّ دا مش عجبك!، الله يرحم أيام ما كنت بتتحايل بس أني أفتح الكاميرا علشان تلمحه، وأنا وإنت عارفين ان الموضوع ما كانش بيفضل كلام وبس!!، غامزة اياه بصفاقة ، ثم نظرت الى منة قائلة باستهتار وسخرية:
- شكلك كدا المدام؟!، على فكرة جوزك دا شقي أوووي، ..،أطلقت ضحكة عالية خليعة جعلت منة تتمنى لو أطبقت بيديها حول عنقها فلا تتركها إلا جثة هامدة!، ولكنها تطلعت الى سيف بنظرة تعبّر عن إشمئزازها مما قيل بينما أمسك سيف بيد المرأة وقال وهو يدفعها الى الخارج:
- البيت دا شريف ونضيف، واللي زيّك ما تدنسوش برجليها، من مصلحتك انك تختفي حالا من قودامي وإلّا أنا مش مسؤول عن اللي هيحصل !!....
جذبت المرأة يدها بقوة من قبضة سيف ووقفت أمامه تقول وهي تتخصر بينما أطلقت ضحكة رنانة عالية:
- أخاف وأكش من دا الوِشّ !! ، أموت أنا في الحمشنة !!...
ثم اتجهت اليه بخطوات متمايلة راقصة ووضعت يديها على صدره وهي تقول بهمس مغوٍ:
- بس حمشنتك دي هي اللي جابت رجليّا، وحشتني يا فوفو، ما وحشتكتش شاهي!، انت ناسي كنت بتقولي ايه؟،،
:lol::peace::dancingmonkeyff8::party0033::wookie:

bluemay 01-03-16 05:28 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
يا لهووووووووي


دي حريقة مش تسريبة لووول


يا رب صبرني ياااا رب

منى لطفي 01-03-16 05:36 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3599368)
يا لهووووووووي


دي حريقة مش تسريبة لووول


يا رب صبرني ياااا رب

:lol::dancingmonkeyff8::party0033::YkE04454::welcome_pills2: :73::welcomepirate1::slamtk::slamtk::slamtk::slamtk::slamtk:

منى لطفي 01-03-16 05:41 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
حالااااااااااااااااااا الحلقة لعيونك bluemay قبل ما تنامي.....

منى لطفي 01-03-16 05:42 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
الحلقة الرابعة عشر:
طرقات متتالية سريعة جعلت زينب تتجه ناحية باب الجناح الخاص بها وزوجها والذي يرقد نائما بعد أن تناول دواءه، أسرعت وهي تضع الوشاح فوق رأسها تريد صرف الطارق أيّا كان كي لا يقلق منام زوجها..، فتحت الباب سريعا لتقابلها مهجة وهي تستعد لمعاودة الطرق ثانية، نهرتها زينب وهو تخرج مواربة الباب خلفها كي لا يُزعج صوتهما عبدالهادي:
- مالك يا بتّ، اتخبطتي في نافوخك ولا إيه؟، حوصل ايه عشان تاجي وتخبطي إكده؟، اتهبلتي إياك!!،....
هتفت مهجة وهي ترتعش:
- أني ..آسفة يا ستّ الحاجّة، بس.....، وسكتت ولم تكمل، زفرت زينب حانقة وزجرتها قائلة:
- بس إيييه؟، مالك مش على بعضيكي إكده؟، ما تتحدتي على طول جاك خابط في نافوخك...
تحدثت مهجة وهي تفرك يديها في توتر:
- أصل...أصل فيه ضيوف جوم عشان يجابلوا أبويا الحاج... فأني جولت لرمّاح أنه نايم وهجول لسي سيف ، وخبّرت سي سيف ، راح المُندرة ، وكانت وراه ست منة ... بس.. بس...
زفرت زينب بحنق وغيظ وهتفت فيها بسخط محاولة ألا يعلو صوتها:
- بس ايه؟، أنطجي يا مجصوفة الرجبة !!...
أجابت مهجة وهى توشك على البكاء بينما ترتجف من قمة رأسها لأسفل قدميها:
- حاضر يا ستّ الحاجة، أني روحت أشوف الضيوف يشربوا إييه ،... سمعت ست منة بتسأل سي الاستاذ سيف تبجى مين الحرمة ديْ؟، وسمعت الحرمة وهي بتجول انها تُبجى ....تُبجى مَرَتْ... مَرَتْ سي سيف !!..
رفعت زينب رأسها عاليا وهتفت:
- أييه؟، أجابت مهجة وهي تلعن حظها العاثِر لوقوعها في هذا المأزق فهي أعلم الناس بغضب سيّدتها:
- والله العظيم زي ما جولت لحضرتك إكده، الحُرمة اللي موجودة جالت إكده وأني أول ما سمعتها جيت جري أجولك لأني ست منة موجودة معاهم وما خابراش حوصل أيه دلوكْ؟
نظرت زينب أمامها وشدت قامتها وتحدثت آمرة بهدوء يخالف ما يمور في داخلها من غضب أسود:
- ماشي يا مهجة، روحي إنت دلوك وابعتيلي رمّاح، وجوليلو يجيب معاه عوضين وصابر وما يجيبيش سيرة لحد واصل هو رايح فين ولا لمين؟....
أومأت مهجة بالايجاب سريعا وما أن التفت للانصراف حتى نادتها زينب فوقفت ناظرة اليها فيما قالت زينب بنبرة تحذير جاد:
- إوعاكي أي كلمة من اللي جولتيهالي إهنه ولا سمعتيها تخرج برّات خشمك، إنت عارف أني هعمل إيه وجتها !!..
قالت مهجة بخوف:
- عارفى يا ستّي الحاجه، هتجصّي لساني !!..
ابتسمت زينب وأجابت ببرود وهي تشير الى رقبة مهجة بسبابتها راسمة خط وهمي أمام رقبتها من اليسار الى اليمين:
- لَهْ وانتي الصادجة.... هجُص رَجَبْتِكْ !!...
أومأت مهجة في ذعر وركضت لتنفذ ما طلبته منها سيدتها في حين لمعت عينيْ زينب وقالت متوعدة:
- بجى وصلت فيكي البجاحة أنك تاجي لغاية عندينا برجليكي، ماشي يا غندورة،.... جبتيه لنفسك... ماحدش يدخل بيت الاسد برجليه ويخرج منّيه صاغ سليم !!...
----------------------------------------------------------
لم تعرف منة كيف استطاعت الصمود أمام هذه الساقطة، ولكنها لم تكن لتهرب من المواجهة في نفس الوقت الذي حاول فيه سيف تجنيبها مثل هذا اللقاء إذ سرعان ما تحدث قائلا وهو يفك ذراعي تلك المرأة من حول رقبته بإشمئزاز ليدفعها جانبا بنزق :
- أظن مالوش لزوم الحركات دي، ومعرفش أنتي جاية اساسا ليه ولا إيه اللي جابك، ولا منين عرفت طريقي، كل اللي انا عاوزه دلوقتي انك تخرجي فورا من غير مطرود، وما أشوفش وشّك ولو صدفة بعد كدا !!...
وقفت تلك المرأة تطالعه بنظرة اغواء فجّة أصابت منّة بالغثيان المفاجيء ولكنها حاولت مقاومته فهي لم تكن لتنسحب من دون أن تضع هذه الساقطة في حجمها الطبيعي، تكلمت تلك المرأة وهى تنظر الى سيف نظرة مغوية من تحت رموشها الثقيلة، وبصوت زادته بحّته إثارة:
- تؤ تؤ تؤ ، إخص عليك يا فوفو ، دلوقتي الوشّ دا مش عجبك!، الله يرحم أيام ما كنت بتتحايل بس أني أفتح الكاميرا علشان تلمحه، وأنا وإنت عارفين ان الموضوع ما كانش بيفضل كلام وبس!!، غامزة اياه بصفاقة ، ثم نظرت الى منة قائلة باستهتار وسخرية:
- شكلك كدا المدام؟!، على فكرة جوزك دا شقي أوووي، ..،أطلقت ضحكة عالية خليعة جعلت منة تتمنى لو أطبقت بيديها حول عنقها فلا تتركها إلا جثة هامدة!، ولكنها تطلعت الى سيف بنظرة تعبّر عن إشمئزازها مما قيل بينما أمسك سيف بيد المرأة وقال وهو يدفعها الى الخارج:
- البيت دا شريف ونضيف، واللي زيّك ما تدنسوش برجليها، من مصلحتك انك تختفي حالا من قودامي وإلّا أنا مش مسؤول عن اللي هيحصل !!....
جذبت المرأة يدها بقوة من قبضة سيف ووقفت أمامه تقول وهي تتخصر بينما أطلقت ضحكة رنانة عالية:
- أخاف وأكش من دا الوِشّ !! ، أموت أنا في الحمشنة !!...
ثم اتجهت اليه بخطوات متمايلة راقصة ووضعت يديها على صدره وهي تقول بهمس مغوٍ:
- بس حمشنتك دي هي اللي جابت رجليّا، وحشتني يا فوفو، ما وحشتكتش شاهي!، انت ناسي كنت بتقولي ايه؟،،
أمسك سيف بمعصميهما ليبعدهما عنه وهو يهتف بغضب:
- ومش عاوز أفتكر!، أنتي كنت غلطة سودة هفضل أكفّر عنها طول عمري، شاهيناز امشي من قودامي، أنا مش همسك نفسي كدا كتير ، ومالكيش دعوه بمراتي، ويا ريت ما أشوفكيش ولو صدفة بعد كدا !...
وقفت شاهي أمامه رافعة ذقنها بتحد وقالت ببرود وهي ترفع حاجبها:
- بس أنا مراتك يا باش مهندس، وليّا زيّها بالظبط !( في إشارة منها الى منة التي وقفت تراقب ما يحدث أمامها في ذهول غير مصدقة لما يجري مرددة في نفسها أنها لا بد وأنها تحلم وليس بحلم عادي بل هو كابوس رهيب )..،
سيف بحدة:
- مرات مين؟، انتي هتستعبطي!، اللي كان بيننا دا لعب عيال، اوعي تفتكري أنك مراتي بجد!، ساعتها تبقي اتجننت رسمي وعاوزة مستشفى المجانين !!..
أجابته شاهي وهي تطالعه بنظرات مستفزة:
- بس جوازنا حصل يا سيف بيه!، انت ناسي انه أتشهر قودام الناس؟!، والجواز أساسه ايه غير الاشهار؟!!...
انطلقت ضحكة فجائية جعلت كلا من سيف وشاهي يطالعان مصدرها والذي لم يكن سوى منة التي كانت تضحك بشكل هستيري وقد انتبهت لنظراتهما المتسائلة فقالت وهي تشيح بيدها من وسط ضحكاتها:
- حلو أوي حتة انه الاصل في الجواز الاشهار!، مش مصدقة!، معقولة انتي عارفة ايه الصح من الغلط فيه الجواز؟!...
مسحت دموعها التي نزلت نتيجة ضحكها ، ثم هدأت قليلا وقالت وهي تنقل نظراتها بينهما:
- كويس انك تكوني عارفة الصح من الغلط، بس انت عاملة زي اللي بيسأل اللحمة حلال ولا حرام من غير ما يسأل اللحمة دي نفسها جابها منين؟، حتى لو جابها من واحد ميّت !، مش مهم عنده، المهم انه اللحمة حلال !!.....وانتو مش مهم جوازكم كان ازاي لكن المهم أنه أتشهر !! ، تحدث سيف محاولا تهدئة منة:
- منة، ما تتكلميش مع الاشكال دي، دي مش من مقامك!!..
طالعته شاهي باستهجان في حين نظرت اليه منة بلوْم وعتاب وهتفت:
- ومين اللي خلَّا الاشكال دي تقف قودامي دلوقتي؟، مش..إنتَ!، مين اللي عمل للزبالة دي سعر وقيمة؟، قبل ان تتابع قاطعتها شاهي وقد تغضن وجهها بتعبير شيطاني أخفى أي جمال زائف- صنعته كثرة الالوان التي أغرقت به وجهها -كانت تتحلى به بينما صوتها يعلو كمن يتشاجر في بيئة شعبية:
- بقولك إيه .. احفظي أدبك يا حلوة.... أنا ماضربتوش على إيده يا حبيبتي!، جوزك راجل زي أي راجل بيريّل على واحده سمعته كلمتين حنينيين!!..
شهقت منة وابتعدت وهى تخفي فمها بيدها وتحرك رأسها يسارا ويمينا باستنكار تام لما تسمعه بينما أمسك سيف بساعد شاهي وهو يتوعدها قائلا رافعا يده الأخرى:
- إخرسي يا بنت الـ ******، وهوى بيده بصفعة مدوية على وجنتها رمتها بضعة خطوات الى الوراء من قوّتها حتى أنها كادت تسقط لولا أنها أمسكت نفسها ، وقفت وهى تقول بغضب بين فحيح أنفاسها:
- بتمد إيك عليّا يا سبع الرجالة!، طيب لما نشوف أبوك كبير البلد هيقول إيه ولا يعمل ايه ، وحياة دا، وأمسكت خصلة من شعرها وتابعت بحقد أسود:
- وحياة دا لا أخليك لبانة في بؤ اللي يسوى واللي ما يسواش، انت متعرفش شاهي يا حبيبي، انت دخلت لعبة ما إنتش قدها يا عينيّا ، فاكرني هتهوّش بقلم وكلمتين؟!، لا يا روحي دا أنا شاهي والأجر على الله ، انت مش هتكون أول مغفل ولا آخر مغفل ، دا شغلي يا بابا ، واللي زيّك كتير، وماهيش أول مرة و.......، كان سيف يطالعها بدهشة ممزوجة وغضب واحتقار لها ولنفسه وهمّ بمقاطعتها عندما دوى صوت عالٍ يقول بصرامة:
- بس هتكون آخر مرة !!، هتفت منة بما جال ببال سيف ما إن سمع الصوت :
- ماما الحاجة !! ، راقب سيف والدته وهي تدخل رافعة هامتها بكل هيبة ووقار ، تطالع شاهي بنظرات احتقار وقالت مخاطبة اياها وهي تشير بسبابتها:
- اسمعيني زين ، الكلام اللي هجوله مش هتنِّيهْ، انتى هتخرجي من أهنه على أي داهية تاخدك، مش هتجفي في طريج ابني أو مرته أو حد من عيلته ولو حتى صدفة!، مفهوم يا بتّ الـ....، ولا بلاش ، مع أنك جايبة العار لهَلِكْ، حجهم يجتلوكي علشان يغسلوا عارهم...
تحدثت شاهي بعد أن أفاقت من ذهولها قائلة بنبرة ساخرة:
- وانتي أن شاء الله فاطمة تعلبة بتاعت العيلة دي؟، اسمعي يا حاجة .. ابنك اتجوزني، وفيه شهود ، وانا مراته، وخروج من هنا من غير ما نتفاهم مش هيحصل، وأدي قاعده!! ،...
تقدم سيف منها صارخا:
- انت بتتكملي أزاي مع أمي بالاسلوب دا، أنتي اتجننتي ! ، ورفع يده ليصفعها فأوقفته يد والدته التي أمسكت بيده بقوة وهي تطالع تلك ال***** التي جلست أمامهم بكل أريحية واضعة ساق فوق أخرى وتؤرجح ساقها بلا مبالاة بينما ترتسم ابتسامة برود مغيظ على شفتيها اللتان تصطبغان بلون الدم، قالت والدته بصرامة وحسم:
- مالكش صالح انت بالحديت ديه!، خُد مَرَتَكْ ، وأطلعوا فوُجْ!
إنتبه سيف الى وجود منة التي تتباع ما يحدث امامها في صمت تام، التفت اليها ليراها تراقب ما يجري حولها وتعبير من الذهول الممتزج بالاستنكار يلوّن محيّاها، لاحظت منة نظرات سيف اليها فابتعدت بضعة خطوات وهي تهتف بحدة:
- ابعد عنّي، أنا لا يمكن أفضل على ذمتك ثانية واحده بعد كدا،...، ثم تابعت باشمئزاز وهي تنقل نظراتها بين سيف وتلك الساقطة التي تبادلها النظر ببرود ثلجي:
- جاتك القرف، جاتكو القرف انتو الاتنين !!، وهرعت خارجة ليركض سيف في أثرها وهو يناديها تاركا والدته بمفردها مع تلك الـ....***** !!....
---------------------------------------------------------
لحق سيف بمنة الى جناحهم الخاص ولكنها استطاعت الدخول الى غرفة النوم واغلاق الباب خلفها بإحكام قبل أن يصل إليها..
طرق الباب بقوة مناديا عليها بإلحاح:
- منة، منة ... افتحي الباب ..، تصنتّ قليلا ولكنه لم يسمع صوتا ، أعاد نادئه بإلحاح:
- منة حبيبتي علشان خاطر بناتنا طيّب افتحيلي ، سمع صوت مكتوم ثم أتاه صوتها يقول بنبرة مشروخة وبغضب صارخ:
- ما تقولش حبيبتي!، انا مش حبيبتك يا سيف ، انت مش بتحبني، لا يمكن تكون بتحبني وتعمل فيّا اللي إنت عملته دا!
مال سيف برأسه الى الباب وقال وكأنه يراها فلا يفصل بينهما سوى الباب الخشبي:
- والله العظيم بحبك، أنا مش بس بحبك، أنا بعشقك يا منة، علشان خاطري خليني أدخل واعملي فيّا ما بدالك ، بس خليني أطمن عليكي !!..
أجابته بانهيار تام وصوت بكائها يعلو يكاد يصمّ الآذان:
- لا.... اللي بيحب حد ما يجرحوش، ما يخونوش يا سيف، انت قتلتني بعملتك دي يا سيف، قتلتني ، وكفاية لغاية كدا....أنا مش ممكن هسمح لك أنك تدوس عليّا بعد ما دبحتني بإيدك !!..
كاد سيف أن يقتلع الباب ويدخل اليها عنوة، فحبيبته ليست بحالتها الطبيعية، لأول مرة يرى منة بهذه الحالة الهستيرية، أوشك على فقدان عقله خوفا من أن تؤذي نفسها وهي بحالتها تلك، أعاد الطرق على الباب ولكن بهدوء نسبي وقال بصوت يغلفه الحزن الشديد بينما شعر بغصة بكاء تكاد تكتم حلقه، وسبحت عيناه بدموع خوف وحسرة، خوف على فقدان حبيبته وحسرة على ما فعله بها وبنفسه وبحياتهما سويّة، قال سيف برجاء حار:
- انا مش ممكن أأذيكي يا منة، أنا بموت لو شوفتك تعبانه من حاجه، أنت عارفة انتي وبناتي كل حياتي، أنا غلطت واعترفت، غلطت غلطة غبية ومشيت ورا شيطان ملعون، لكن حتى أنا ما استاهلش انك تعملي في نفسك كدا علشانه، أرجوكي يا منة افتحيلي، هتجنن عاوز أطمن عليكي ، وأوعدك هشوفك وأمشي على طول، بس أشوفك يا منة....
سمع صوت حركة بطيئة فنظر الى مقبض الباب بأمل وابتسامة رجاء بدأت بالظهور على وجهه لقبولها رجائه، ولكن سرعان ما غابت الابتسامة وإندثر أمله عندما سمعها تتحدث بصوت غريب وكأنها تهذي من خلف الباب ، حيث قالت بصوت مهزوز وكأنها في حالة اللاوعي:
- أنت وعدتني قبل كدا يا سيف وما وفيتش بوعدك، فاكر؟!، فاكر لما وعدتني انك عمرك ما هتخلي الحزن يعرف طريقه لقلبي؟، فاكر لما وعدتني إنك عمرك ما هتخلي عينيا تنزل منها دمعه واحدة؟، مش قلت لي أنك مش هتخلي على وشّي غير الابتسامة بس!، وايه اللي حصل؟، اللي حصل ان عينيا مابتبطلش دموع، وقلبي الحزن سكنه ومش عاوز يفارقه، ووشّي ما بقاش يعرف يعني ايه الابتسامة ....إنت.. إنت كدّاب يا سيف.. كدّاب..، ثم انهارت ضربا على الباب الفاصل بينهما بقبضتيها وهي تصرخ بصوت عال:
- كداب ، كداب يا سيف...، كداب ......
هتف سيف في الجهة المقابلة من الباب بلوعة:
- منة .. منة حبيبتي اهدي ، منة افتحي وإلا هكسر الباب ، منة ..منة ...
وفي الناحية الاخرى كانت منة كالمغيّبة، سقطت على الارض بجوار الباب وهي تكرر بخفوت وقد نضبت طاقتها فلم تعد قادرة على الوقوف بينما صوتها يخفت وهي تكرر من بين نشيج بكائها:
- كداب يا سيف، كداب، خاين وكداب... كد...كدااااب....
ليسود الصمت بعد كلماتها بينما سقط سيف هو الآخر على الأرض بجوار الباب وهو يقول بتوسل حار بينما يقطع الحزن على ما آل اليه حال حبيبته بسببه نياط قلبه، وقد فرّت دمعة خائنة من عينيه لتسقط على لحيته فيذوق ملوحة دمعته بينما يتوسل بإلحاح:
- بحبك... والله بحبك ... بحبك ......، ويظل يكرر كلمته تلك بينما على الناحية الاخرى استندت منة برأسها الى الباب وسقطت رأسها وكأن سيف يهدهدها لتنام، فغفلت عيناها على صوت هذيانه بحبها وكأنها أنشودة قبل النوم حيث سمعتها فنامت من فورها بينما لم تسكت شهقاتها اثناء نومها ذاك حيث كانت تنتفض بين آن وآخر وهي تكرر وكأنها تهذي في نومها:
- كداااب....، بينما يقابلها سيف بهذيانه الخافت بكلمة واحدة:
- بحبك ...بحبك....، مراراً وتكراراً....
----------------------------------------------------------

منى لطفي 01-03-16 05:43 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
تقدمت زينب من شاهي الجالسة تطالعها بإستعلاء، نظرت اليها زينب مليّا قبل أن تقول بصرامة:
- من غير تضييع وجت، أنا ولدي مالوش غير حرمة واحده بس، هي منة ....اللي انت شوفتيها إهنه...، واحده بنت ناس، ومحترمة ، والعيلة كلاتها بتحبها، وتبجى أم بناته، لكن غير إكده .. ابني لا تزوج ولا نعرف حاجه واصل من الحديت الماسخ الي انت بتجوليه ديه، يعني جُصر الكلام تاخدي بعضيكي وترحيلي من إهنه، وتنسي اسم سيف ولدي ديه خالص!!...
سكتت شاهي لثوان قبل أن تطلق ضحكة ساخرة عالية وقالت وهي تطالع زينب بنظرات متفكّهة:
- لا بجد خوفتيني يا حاجة ، ثم قامت من مكانها وسارت حتى وقفت إليها وتابعت بلا مبالاة:
- بصي يا حاجه، ابنك اتجوزني ، صحيح مش عند مأذون لكن الجواز أساسه الإشهار ، وجوازنا مُشهر، والناس كلها تقريبا عارفة ان شاهيناز زيدان مرات سيف عبدالهادي، ولو ابنك مش عاوز يكمل في الجوازة ، ....حركت كتفيها بلامبالاة وهي تتابع:
- براحته، بس......، وفركت اصبعيها الابهام والسبابة وهي تتابع بابتسامة لزجة:
- كله بتمنه يا .. حمااتي !!..
نظرت اليها زينب بنظرات غامضة قبل أن تتحدث ببرود ينافي ما يشتعل في قلبها من غضب حارق تجاه تلك الساقطة التي تقف أمامها تتغنج عليها بمنتهى الوقاحة:
- جولتيلي!، تمنُه !!، وايه هو التمن بجاه اللي انتي عاوزاه ؟!
أجابت شاهي وقد بدأت تشعر بالظفر لاقترابها من تحقيق هدفها، فسيف مثله مثل غيره من مئات الرجال اللذين قامت بمثل هذه الحيلة الرخيصة معهم ، زواج عن طريق النت ، ثم فضيحة مدويّة ، ولكي تنتهي لا بد من الدفع لكي تبتعد نهائيا عن طريقهم ، وسقوط هؤلاء الرجال ليس بالعسير، فـ... النت جعل الامر غاية في السهولة ، فبالنسبة إليهم النّت ليس بشيء حقيقي، وبالتالي ما يقومون به من خلاله لا يُعدّ أمراً جاد، كحالة سيف، فلم يكن أمر وقوعه في شباكها بالصعب، الامر بمنتهى السهولة ، تعارف عن طريق احدى المجموعات المشتركة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ، والتمثيل جيدا فأكثر ما يعجبها أنها لا تضطر الا للكذب بالكلمات فقط !، فهي ترسم لها صورة في عيون الآخرين بعيدة تماما عن صورتها الحقيقية بل وتتقمص شخصيتها الجديدة جيدا، ويبدأ الأمر بصداقة عادية ، الى أن تتوطد العلاقة، ثم تبدأ هي برمي بعض الايحاءات لترى مدى قبول الطرف الآخر لها ، وكأي رجل يبيح لنفسه التمادي معها ، فهو قد فقد احترامه لها، وهي من تقوم بإعطائه الضوء الأخضر ليقوم بما يريد سواء قولاً أو فعلاً !!، و يظن الرجل بعنجهية ذكورية أنه يستطيع اخراجها من حياته بكبسة زر بسيطة لعمل " حظر " لها أو " بلوك "، لتنتهي صفحتها ولكنه لا يعلم أنه قد سار الى شباك العنكبوت بقدميه ، وأنه قد وضع نفسه تحت فكّيها بكامل وعيه، فهي لم تكن لتسمح بذلك، وتبدأ المرحلة الثانية من اشهار لهذا الزواج الاضحوكة ، وبالتالي فضيحة مدويّة ، ثم ظهورها كنجوم الحفل كما فعلت مع سيف، لتعلن نفسها زوجة ، ولكن سيف اضطرها للذهاب بعيدا هذه المرة، ففي المرات السابقة لم يكن الأمر يصل الى الأهل ، بل ما أن تبدأ بالتهديد أنها ستصل الى زوجته حتى يسارع بدفع ما تريد كي يرفع أذاها عنه، بينما سيف قد بدأ بالهروب منها قبل أن تعلم زوجته بوقت طويل ما جعلها تقوم باشهار الزواج عن طريق اختراق موقعه على الفيس بوك ، ثم تقصّت عنه حتى علمت عن طريق إحدى العاملين بمكتبه بوجوده في بلدته فشدت الرحال الى هناك كي تكمل الجزء الاخير من لعبتها القذرة، وما ان رأت الثراء الفاحش الذي تعيش فيه عائلته حتى سال لعابها وصممت على أن تكسب من وراءه أضعافا مضاعفة مما كانت تناله من أي ضحيّة أخرى ...

برقت عيناها بنظر ظفر وهي تقول :
- شوفي انتي يا حاجه، اسم عيلتكم، واسم سيف ، وسمعتكم وسمعة الحاج ، وسمعة ابنك .. كل دا يساوي في نظرك كم؟، وزي ما أنا شايفة انتو ربنا مدِّيكم ....فبيتهيألي يعني ان الفلوس بالنسبة لكم حاجه تافهة، تقدروا بيها تشتروا سمعتكم واسمكم !!
ابتسمت زينب وقالت ساخرة:
- دا إنتيْ على إكده عارفه عنِّينا كل حاجه تجريبا ، بس تصدجي حلو انك عارفة يعني ايه سمعة واسم و... شرف يا ....عديمة الشرف!، جوصر الكلام عاوزة كم ؟..
ابتسمت شاهي وأجابت ببرود مُغيظ:
- أنا بردو مش هزعل منك لأني مقدرة حالتك كويسة والصدمة اللي انتي خدتيها ، وأنا هجيب من الآخر .. 300 ألف جنيه ، ودا علشان خاطرك !!..
سكتت زينب قليلا قبل أن تنطلق ضحكاتها عاليا لتهدأ بعد ذلك وهي تقول :
- يا سلام .... بس إكده ! ، لَهْ تصدجي ... طلعت كريمة .....
قطبت شاهي بينما تابعت زينب بصرامة مفاجئة:
- ولو جولتلك مالكيش عندي ولا مليم ، ولمصلحتك إنك تخرجي من إهنه على المخروب اللي إنتي جيتي منِّيه، وإوعاكي تفتكري انك تجدري تلوي دراعنا، ديه بُعدك !!..
صمتت شاهي قليلا قبل ان تتحدث بهدوء:
- دا آخر كلام عندك يا حاجة؟، تمتمت زينب بالايجاب فيما تابعت شاهي بلا مبالاة:
- وأنا هشتري نفسي زي ما قولتيلي ، انما صحيح ، صحة الحاج عامله ايه دلوقتي، تصدقي زعلت اوي لما عرفت انه وقع وجات له أزمة قلبية ، بيتهيالي الدكتور مانع عنه الانفعالات ، انما في دنيا زي اللي احنا عايشين فيها دي ازاي الواحد يقدر يهرب من الانفعال ولا ....الاخبار اللي ممكن تصدمه والمرة اللي جاية تكون فيها ... نهايته مثلا !!!..
ضيقت زينب عينيها وتحدثت بهسيس غضب من بين أنفاسها:
- انتي بتهدديني يا فاجرة؟!.....، أشارت شاهي برأسها يمينا ويسارا وهي تقول :
- تؤ تؤ تؤ ، ما أحبش الشتيمة ، دا عرض انا عرضته وانتي رفضتيه، دي صفقة ، بيزنيس يعني شغل يا حاجة ، ماتستنيش مني اني اخاف وأجري، دا أكل عيش، ومعاكم انتو جاتوه كمان مش عيش ، ابقى غبية لو خفت وجريت !!..
هزت زينب برأسها وأجابت بجدية :
- ماشي، ديه آخر كلام عنديكي،....فأومأت شاهي ايجابا، تابعت زينب بغموض:
- تومام، هتاخدي اللي تستاهليه وزيادة كومان، عشان بس تعرفي اننا كُرما ....
ابتسمت شاهي منتشية ، فيما توجهت زينب الى باب الاستراحة الذي أغلقه سيف خلفه ، ففتحته وأشارت بإصبعها ليدخل على إثر اشارتها رجل أسمر ضخم يحمل بندقية على كتفه، يعلو وجهه شارب عريض يكاد يخفي نصف وجهه، تحدث بصوت جهوريّ أجش يثير الذعر في النفوس لخشونته:
- أمرك يا كَبيرة ...، سارت زينب الى الداخل ثانية يتبعها رماح وقالت بابتسامة صغيرة وهي تتطلع الى شاهي التي تنظر اليها بريبة وتساؤل:
- عندينا ضيفة عاوزين نعملوا معاها الواجب!!....، وأشارت بحركة طفيفة من رأسها الى شاهي الواقفة امامها فاتجه اليها رماح بخطى واثقة فيما تقهقرت شاهي بضع خطوات الى الوراء وهي تقول بحدة مشهرة سبابتها في وجهه:
- إيه، عاوز إيه؟، إبعد عنّي....
لم يعرها رماح التفاتا وأمسك بمرفقها بقوة بينما تحدثت زينب بابتسامة تشف بأسف زائف:
- مالك يا غندورة، انت ضيفة وواجب نكرموكي،.. لم تنتظر ردّ منها ووجهت كلامها الى رماح آمرة:
- فينهم يا رماح؟، أجاب رماح بخشونة:
- تحت أمرك يا كَبيرة، واجفين برّه، منتظرين إشارة واحده منيّكي...
سارت الى الباب ففتحته وأشارت بسبابتها للدخول ، فدخل رجلان أضخم من رماح، فالأخير بالنسبة لهم لم يكن سوى أقزمهم!!، أشارت بسبابتها الى رماح فاتجها اليه فيما فتحت شاهي عينيها على وسعهما وهتفت صارخة:
- إيه شغل العصابات دا؟، انتو فاكرينها سايبة؟، أنا هوديكوا في ستين داهيـ....، وكتمت باقي عبارتها عندما أمسكت زينب بذقنها بعنف وقالت بغضب قوي:
- لسانك ديه تحطيه جوه خاشمك وما أسمعشي نَفَسك واصل!، انتي بتجولي فاطنة تعلِبة !، أني بجه هوريكي شغل التعالب صوح...، رمّااح...
- أؤمري يا كبيرة ...، أجاب رماح في التوّ واللحظة، تابعت زينب وهي لا تزال قابضة على ذقن شاهي التي تنظر اليها بعينين كعيني قطط الشوارع وقالت بابتسامة ظفر:
- ضايفوا البرنسيسة في الكوخ الغربيّ ، مش عاوزاها تشتكي واصل،....
- أمرك يا كَبيرة ، أفلتت زينب يدها ليكمم رماح فمها بيده الغليظة وهو يشير للرجلين قائلا بغلظة وكأنه قائدهم:
- عوضين .. صابر، فأومأ الرجلين برأسهم وسرعان ما أخرج أحدهما كيس خشن كبير واقترب منها فحاولت الصراخ ولكن شدد رماح قبضته على فمها في حين تحدثت زينب بصوت مسموع بافتخار:
- ما تخافيش يا سنيورة، واضح إكده انو مالكيش أهل يربوكي، أحنا إهنه بجه هنكسبو فيكي ثواب ونربوكي من اوّل وجديد، بعون الله هتطلعي من عندينا وانتي مكفرة عن كل اللي عملتيه سوا مع ولدي ولا مع غيره، عشان تعرفي انه مش كل الطير اللي يتاكل لحمه، وانك غلطت غلطة عمرك لما حبيبتي تلعبي معانا احنا السوالمة ، عارفة يعني إيه السوالمة؟، يعني الداخل مفجود والخارج مولود.....واللي زييكي مالهاش ديّة، هي رصاصة بربع جنيه تخلص عليكي ونرميكي في الريّاح ولا من شاف ولا من دِرى، لكن أنا حابّة أكسب ثواب فيكي،...، ثم وجهت كلامها الى رماح قائلة :
- شوف شغلك يا رماح !!، ..اقترب من شاهي المنتفضة ذعرا احد الرجلين ليلقي فوقها بالكيش الخشن ويحكم ربطه، ثم حمله كجوال من البطاطا واتجه خارجا يتبعه الاخر مع رماح الذي نادته زينب فاتجه اليها فقالت محذرة:
- ولا حرف من اللي حوصل إهنه يطلع لحد واصل ، ولا حتى سيف بيه، وطبعا الحاج ما يعرفش كلمة ، مفهوم ولا لاه؟...
أومأ رماح برأسه مرارا وهو يقول بخوف ينافي هيئته المرعبة:
- مفهوم، مفهوم يا ستي الحاجة، مفهوم يا كَبيرة ..
قالت زينب بتهديد:
- انت عارف لو حرف واحد خرج من خشمك إنت ولا حد من الرجالة التانية هعمل فيك إيه؟. أجاب رماح بخوف بينما نظراته تدل على خفّة في العقل:
- هتضربيني يا كبيرة !، همست زينب بوعيد :
- لاه، الضرب ديه مش لـِسنّك يا رماح، انما هخليك لا تحصل راجل ولا....مَرَهْ! ، فهمت؟!!..
فتح رماح عينيه على وسعهما وتمتم بذعر:
- فهمت ، فهمت يا كبيرة ..
زينب وهى تأمره بالانصراف:
- خلاص، روح دلوك ، وزي ما جولتلك الوكل والشرب يتحطوا لها مرة واحده بس في اليوم ، والحاجه اللي تخليها تصلب طولها بس، احنا مش هنعلفها، خليها تكفّر عن بلاويها، مفهوم كلامي ؟!..
أومأ رماح متمتما بنعم وانصرف لتنفيذ أمر سيدته التي زفرت بعمق وحمدت الله في سرّها على أستطاعتها ازاحة هذه ال***** قبل ان ينتبه زوجها ، ثم حانت منها نظرة الى خارج الباب حيث اختفى سيف ومنة منذ فترة وقالت وهي تتنهد:
- يا ترى يا سيف يا ولدي عملت إيه مع المسكينة ديْ؟!...
**************************************************
- سيف يا ولديْ، ايه اللي مجعدك إهنهْ؟!..، هتفت زينب بذلك ما أن أبصرت سيف جالس على الأرض مستندا بظهره الى باب غرفة النوم، ما ان سمعها سيف حتى انتفض واقفا واقترب منها وهو يقول برجاء:
- منة، منة يا أمي ، من ساعة ما دخلت وهي قافلة على نفسها، انا هموت من قلقي!...
أبعدته عن طريقها واتجهت الى الباب لتطرقه بدقات حانية وهي تناديها قائلة:
- منة، منة يا بتِّيْ، افتحي الباب يا حبيبتيْ، أني أمك الحاجّة..، لم يكن هناك أي استجابة، فانتقل قلق سيف اليها، نظرت الى ولدها وقالت:
- ماتخافش يا ولدي، ثواني وجاية...، وانصرفت وما هي الا دقائق معدودة مرّت على سيف كسنوات ضوئية.. حتى أتت زينب مهرولة واتجهت الى الباب ففتحته بمفتاح آخر، قالت وهي تدير المفتاح في قفل الباب:
- الحمدلله إن معايا نسخة من كل مفاتيح الابواب اللي إهنه، إطمن يا ولديْ..، فتحت الباب ولكنها عندما دفعته أبى أن يُفتح سوى شق بسيط، نادت بقلق:
- منة، منة يا بتّي ، سمعت صوت أنين مكتوم، فنظرت الى سيف الواجم أمامها وهتفت:
- إلحج البنيّة يا ولديْ ، لم تكمل عبارتها إلّا وسيف يدفع الباب بكتفه وهو يقول :
- عنك يا أمي، وانفتح الباب ليكشف عن منة الساقطة مغشيّا عليها خلفه!!..
ضربت زينب على صدرها براحتها وانتحبت وهي ترى منة وقد شحب وجهها وحاكى شحوب الموتى:
- يا ضنايا يا بتِّيْ، بينما أسرع سيف بحملها ووضعها فوق الفراش بخفة، ثم جلس بجانبها وأخذ يربت على وجنتها وهو ينادي بألحاح بينما سكبت والدته كوب ماء وناولته اياه لينثر بعضا منها على وجهها ولكنها لم تستجب وما أثار الذعر في أوصاله أنها استحالت كقطعة رخام باردة بين يديه!!...
هرولت والدته حيث منضدة الزينة لتأتي بأحدى العطور المصفوفة، رشّت بعضا منها في راحتها ووضعتها على أنف منة والتي أيضا لم تستجب، فما كان من سيف الا أن إحتضنها بقوة وأزاح يد أمه وتحدث بنبرة شاردة غريبة:
- إبعدي عنها يا أمي، خلاص، هي هتبقى كويسة، لازم هتبقى كويسة ، ...ثم أسند وجنته الى رأسها وهو يتابع بينما رفع يدها اليمنى ليقبل باطنها:
- منة حبيبتي، منة انا مقدرش أعيش من غيرك، منة..، وطفق يقبل كل إنش في وجهها ويدها ثم يعود الى زرعها في أحضانه مجددا وهو يتمنى لو استطاع إدخالها الى داخل صدره ليغلق عليها فيضمن ألّا تبتعد عنه مقدار أنملة!!..
هتفت زينب بلوْم:
- جرى ايه يا سيف ولديْ، ديه وجت الحديت ديه، مرتك هتبجى زي الفل ان شاء الله، روح إنت جيب الدكتور، وأني هفضل معاها لحد ما تاجي..
رفع سيف عينين معترضتين وقال:
- لا، أنا مش هسيبها ، خلِّي رماح يروح للدكتور!،،
لم تستطع زينب اخباره بمكان وجود رماح الآن، فهتفت به:
- جوم يا ولدي، رماح راح مشوار شوية وراجع ولازمن نطمن ع البنيّة ..، لم يجد سيف بدّا من الاستماع الى نصيحة والدته، احتضن منة بقوة مقبلا إيّاها وكأنه ينفث فيها قبلة الحياة، ثم تركها هامسا:
- شوية صغيرة يا مُنايا وجايْ، اوعي تسيبيني ..
ثم نهض سريعا متجها الى الخارج وقال قبل ان يخرج لأمه:
- خلِّي بالك منها يا أمي، أنا مسافة السكة!!..
خرج الطبيب من غرفة منة وكانت ترافقه زينب، أجاب على سؤال سيف الظاهر في عينيه:
- المدام عندها حمّى شديدة للأسف، أنا كتبت لها ادوية خافضة للحرارة، لو الحرارة من هنا للصبح ما نزلتش لازم تدخل المستشفى، الحرارة ارتفعت مرة واحده وبصورة غريبة وفوق الـ 40 كمان، لازم تنزل بأي طريقة، أنا ادتها حقنة دلوقتي، وحقنة تانية تاخدها بعد 12 ساعة، غير الادوية اللي لازم تاخدها في مواعيدها، وأهم حاجه الغذا، واضح جدا ان المدام بتعاني من سوء تغذية، ولو اتكرر موضوع الاغما دا تاني يبقى لازم تحليل دم كامل ، شكر سيف الطبيب وأشار لمهجة بمرافقته الى الباب بعد أن أعطاه أجرته ...
دخل الى الغرفة فوجد والدته وهي تقوم بعمل كمادات باردة لها، تناول منها المنشفة القطنية الصغيرة، وقال:
- قومي انتي يا أمي ارتاحي، أنا هسهر جنبها!!..، ربتت أمه على كتفه قائلة:
- أني هروح أعملها عصير برتُجان، الدكتور جال العصاير مهمة جوي لحالتها....، الحمدلله أن البنات راحوا مع سميحة أختك ولّا كانو اخترعوا عليها دلوك!!..
وانصرفت تاركة اياه غير واعي لمغادرتها فجُلّ اهتمامه راقدا أمام عينيه لا حول له ولا قوة!!...
************************************************************ ***************

منى لطفي 01-03-16 05:45 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
- عشان خاطري يا بنيتي، خلصي وكلِكْ، احنا ما صدجنا، انتي كنتي فين وبجيتي فين!!...
نظرت منة الجالسة فوق فراشها الى حماتها بابتسامة صغيرة بينما يشي ذبول وجهها الواضح بمدى مرضها الذي شارف على الانحسار، وقالت بصوت واهن ضعيف:
- معلهش يا ماما الحاجة، مش قادرة ، حاسة اني لو أكلت لقمة كمان هرجّع.....
أجابت زينب وهي تضع ملعقة الطعام جانبا:
- أني مش عاجبني حالك يا بتّي، إنت عارفة ان عمّك الحاج هيتجنن عاوز يشوفك لولا الدرج عفش عليه كان طلع لك، جولناله انه جاتك نزلة برد وعرة جوي هي اللي رجدتك إكده، تمام زي ما جولنا لِهَلِكْ لما كلمونا يطمنوا عليكي وعلى الحاج إكمنك جعدت كم يوم مش تكلميهم، شوفي يا بتي أني مش عاوز أتكلم في حاجه تكدّركْ، لكن لازمن تسمعي الكلمتين اللي هجولهوملك دول، سيف ولدي غلط، وغلطة كبيرة جوي، بس مين منينا مش بيغلط يا بتّي؟!، اني عمري ما شوفت سيف بالحالة اللي هو فيها ديْ!، صدجيني مش بتكلم اكمنه ولديْ، لكن شكله يا نضري لا يسر عدو ولا حبيب، وجولتلك جبل سابج لو حد من بناتي حوصله اللي حوصلك ديه كُنت هجول نفس الكلام، انتي المهم تاخدي بالك من صحتك، أما سيف فديه هنربيه من اول وجديد، زي ما اتفجنا ، وأي حاجه تانية شيليها من بالك، ما تستاهلش انك تفكري فيها!!....
نظرت منة اليها وقالت بابتسامة ساخرة صغيرة:
- أنسى!، أنسى ايه يا ماما الحاجة؟، أنسى انه خانني، ولا انه جاب واحده من الشارع وعمل راسها براسي؟، ولا ...أنسى منظرها لما جات له هنا؟..
ربتت زينب على يدها وقالت:
- معلهش يا بتي واحدة واحدة، المهم دلوك صحِّتك انتي..
قاطع حديثهما رنين محمول منة فاجابت المتحدث الذي لم يكن سوى نادر!، الذي سارع للاطمئنان عليها فور معرفته بمرضها من خالته والتي لا تزال لديهم هي وعبدالعظيم زوجها بينما عاد احمد الى القاهرة لينهي أوراقه اللازمة لعودته الى البلد الخليجي حيث يعمل، كانت مكالمة قصيرة تبادلا فيها الاخبار واعتذرت منة من نادر على تقصيرها في عملها بالنسبة الى مكتبه، حيث كانت قد أحضرت النماذج معها للعمل عليها، ولكنه قاطعها مؤكدا أن أهم شيء سلامتها وألا تلتفت الى أي شيء آخر، وقام بسرد نادرة من نوادره الطريفة ليُذهب عنها الحزن الذي سمعه في صوتها، ضحكت منة على طرفته وأنهت المكالمة وهي لا تزال تبتسم، نظرت اليها زينب وابتسامة صغيرة ترتسم على محياها وقالت وهي تشير الى المحمول في يدها:
- الحمدلله اني سمعت ضحكتكي!، شكل المكالمة ديه وشّها حلو عليكي ..
أجابت منة بتلقائية:
- دي من نادر ابن خالتي كان بيطمّن عليّا، عرف من ماما اني تعبانه، بصراحه نادر الوحيد اللي لما تقعدي معاه يقدر تخليكي تضحكي وانت في عزّ زعلك !!...
سكتت زينب قليلا ثم سألت باهتمام :
- هو وِلد خالتك ديه متزوج؟، أشارت منة برأسها نفيّا وقالت:
- لا .. ، ابتسمت زينب ابتسامة نصر صغيرة على شفتيها وقالت وهي تغمز بعينها اليمنى في خبث:
- حلو جوي، فاكرة الخطة اللي جولتلك عليها عشان نربي سيف ولديْ؟، أومأت منة بالايجاب وهي في حيرة من أمر حماتها التي تابعت بحماس:
- اتفرجي بجه عليّ وأتعلمي يا بت المدارس، أني صحيح حرمة جاهله لا دخلت مدارس ولا جامعه، ومتربية في الصعيد إهنه مش في البندر، لكن وبفضل الله حماتك مخّها يوزن بلد، ولما وعدتك اني هجيبلك حجّك من ولديْ ، ما كانشي كلام وبس،لاه....، بكرة هتتوكدي من كلامي صوح.....ودلوك بجه جِه الوجت اللي هنربيه فيه لحد ما يجول حجي برجبتي !!..
لم يتثنى لمنة التعقيب على كلام حماتها اذ سرعان ما طرق الباب بطرقات صغيرة أتبعها دخول سيف، تجهم وجه منة ما ان شاهدته، فهي لم تخاطبه ولم تنظر اليه منذ ما حدث، فما ان أفاقت من اغماءتها وقد شاهدته راقدا بجوارها حتى قاطعته ولم تقبل بالحديث معه أبدا، ولكنه لم يكف عن زيارتها والاطمئنان عليها، بينما ذهبت البنتان لدى سميحة للاقامة معها لحين شفاء أمهما وكانا يأتيان لرؤيتها يوميا والعودة مع شقيقته ثانية والتي أحباها وأحبا اللعب مع أولادها.....
أشاحت منة بوجهها جانبا في حين تعامل سيف مع الأمر بصورة عادية، سار حتى وقف الى جوارها ونظر الى صينية الطعام ليرى أنها لم ينقص منها الا أقل القليل، تحدث بعتاب خفيف:
- كدا بردو يا منة ما أكلتيش!..
قالت زينب بزفرة عميقة:
- مرتك مخها ناشف جوي، غُلبت فيها يا ولدي ، ما عيزاشي تاكل واصل، يدوب شربت حبة شوربة بالعافية، شكلها إكده صعيدية، مش بتوافج بسهولة، ..سكتت قليلا لتتابع غامزة منة في غفلة من سيف بمكر:
- ولا نجيب لك ولد خالتك علشان ترضي تاكلي؟، اللي يخليه يجدر يضحكك يبجى سره باتع !!..
شحب وجه منة وهي ترى سيف والانطباع الذي وصله، أغمضت عينيها بقوة وهي تتمتم في سرها:
- لا لا ، ما لاقيتيش غير نادر يا حماتي!! دا غلبان !!، هي تعلم تماما مدى ضيق سيف من ذكر نادر، حانت منها التفاتة اليه لتراه ينظر اليها بتساؤل ونظرة سوداء أعتمت مقلتيه، بينما ينتفض عرق في رقبته دليل توتره، تحدث سيف بخشونة:
- ابن خالتها؟،...اجابت زينب:
- ايوة يا ولدي، اسمه نادر!!..
لاحظت منة بطرف عينها قبضة سيف وهي تتكور بقوة ويشد على اصابعه حتى بانت سلاميات اصابعه البيضاء، تساءل سيف محاولا قمع غضبه الذي بدأ بالتصاعد:
- وانتي تعرفي نادر منين يا أمي؟...
أجابت زينب:
- ما هو بسلامته كان بيتحدت إمعاها دلوك علشان يطمن عليها، بصراحه من يوم منة ما جات إهنه واني ما اسمعتش ضحكتها زي دلوكْ....
نظر سيف الى منة بحدة وعلّق:
- طيب كويس، يعني ضحكت معاه...
قالت زينب وهي تقف وتتناول صينيه الطعام قبل ان تتجه الى الخارج:
- أومال، ديه كركعت كمان مش ضحكت بس، إتعلم منيه شوفه بيجول ايه يخلي اللي جودامه ما يجدرش يمسك نفسه من الضحك زي ما مرتك حاكتلي !!....، وانصرفت غير مدركة للقنبلة المدويّة التي فجّرتها بكلماتها !! ....
نظر سيف الى منة قليلا بنظرات تسودها الغموض، قبل ان يتقدم ليجلس بجوارها فوق الفراش وهو يمد يده ليمسك يدها قائلا بهدوء:
- مش راضية تاكلي ليه يا منة؟، عجبك رقدتك دي؟!..
نفضت يدها بقوة من يده ورمته بنظرة ساخطة ثم أشاحت بوجهها جانبا ولم ترد عليه، كتم سيف غضبه بصعوبة وأعاد إمساكه ليدها ولكن بإحكام هذه المرة فكان نصيبه نظرة زاجرة لم يعلّق عليها وتابع بصوت بدأت وتيرته تتغير وان كان يحاول التحكم في غضبه الوحشيّ كي لا يفلت من عقاله:
- ما كنتش أعرف يعني إن نادر ابن خالتك بيكلمك!، لا تصدقي فيه الخير....كله زوء بصراحه !!...
استنكرت منة نبرة السخرية التي يتحدث بها سيف، وجذبت يدها من قبضته بقوة فيما نهضت من فوق الفراش والتفت لتنظر اليه ليتطاير شعرها حول وجهها بينما إنعكست اشعة الشمس القادمة من النافذة خلفها على شعرها لتجعل خصلاته الكستنائية تتوهج كألسنة اللهب، فيما بدا مظهرها في رداء النوم المحتشم الذي يلتف حولها يغطيها من أعلاها الى أسفلها بلونه الأبيض المزدان بكشكشات حول أساور أكمامه، بينما تحيط برقبتها قبّة من الدانتيل الأبيض تمتد حتى بداية صدر الثوب، كان مظهرها بالرغم من احتشام ثوبها في غاية الفتنة بالنسبة له!، فقد بدت كطفلة صغيرة ترتدي رداء النوم الخاص بوالدتها!، بينما أظهر انعكاس ضوء الشمس عليها مفاتنها الانثوية المختفية خلف هذا الثوب الذي أتتها به حماتها في لفتة منها كي تبعث السرور الى نفسها، فقماشه الحريري المزدان بالدانتيل كان في غاية النعومة والرقة مما جعلها تلبسه كي تحاول إرضاء هذه السيدة التي لا تألوا جهداً كي تسري عنها!
وقفت امامه قائلة باستخفاف ظاهر:
- نادر طول عمره بيفهم في الزوء والواجب والأصول، وما اسمحش أنك تتكلم عليه بالاسلوب دا !!..
كان يستفزها عامدا كي تتحدث معه وان كان للمشاجرة!، فلقد افتقدها حقًّا وافتقد حديثها وصوتها ونظراتها المنصبة عليه وان كانت لوما أو تقريعا أوعتابا كما هو الحال الآن!، ولكن دفاعها عن ابن خالتها لم يرُق له، فنهض من مكانه وتقدم بضعة خطوات حتى وقف أمامها وقال فيما هو يضع يده اليمنى في جيب بنطاله:
- وأنتي ايه اللي ضايقك بالشكل دا؟، ولا يمكن تكوني ندمانه انك ما استنيتيش يتقدم لك رسمي ووافقتي عليا أنا الأول؟!، قطبت منة وهتفت باستهجان وهي تشيح بيدها:
- إيه؟، انت بتقول ايه؟، هو مين دا اللي يتقدم لي؟...
أجاب سيف ساخرا بينما تكورت يده في جيبه لتشكل قبضة قوية من فرط غضبه:
- ايه.. عاوزة تقوليلي انك ماتعرفيش ان ابن خالتك المحترم كان عاوز يتقدم لك واتصدم لما لاقانا اتخطبنا؟!!..
شهقت منة واضعة يدها فوق فمها قائلة:
- معقولة؟، نادر...
كرر سيف عبارتها باستخفاف:
- ايوة نادر!، نادر اللي بيكلم واحده ست متجوزة وبيتعمد يصطاد في الماية العكرة وهو حاسس انه فيه خلاف بيننا!، نادر اللي عمّال يلف حواليكي ، من امتى تقدري تقوليلي بيكلمك فون يطمن او أي حاجه؟، احنا متجوزين بقالنا اكتر من 4 سنين عمره في مرة كلمك حتى في ولادة بناتنا؟، كانت خالتك بس اللي بتيجي تزورنا او تتكلم وهو ..لأ، تقدري تقوليلي ايه اللي خلّاه يتكمل دلوقتي علشان يطمن عليكي ؟، لأ وايه ما خلصوش تكوني زعلانه فضل وراكي لغاية ما ضحكتي!!..
هتفت منة عاليا وهي تشهر سبابتها في وجهه قائلة :
- إخرس !!..، بُهِت سيف وقال:
- إيه؟...، تابعت منة بعنفوان:
- بقولك إخرس!، اوعى تقول كلمة زيادة بعد كدا!، انت فاكر علشان انت خاين يبقى انا كمان خاينة زيك؟، ولا نادر هيخون اهله وربّه قبلهم ويبص لواحده متجوزة؟، لكن هقول ايه... كل يرى الناس بعين طبعه!، وطالما وصلت لغاية هنا .. يبقى كدا خلصت !!..
تحدث سيف بهدوء ينذر بهبو عاصفة هوجاء لم تنتبه اليها منة في خضم غضبها الصارخ:
- يعني ايه مش فاهم؟..
أجابت منة وهي تنظر اليه بتحد:
- يعني ماما وبابا جايين مع نادر بكرة ولا بعده بالكتير وأنا هاخد بناتي وأرجع معاهم !!...
تقدم سيف بضع خطوات وئيدة ووقف على بعد انشات منها وقال :
- معلهش ممكن تعيدي كدا؟، مين اللي هيسافر مع مين؟، ومين أصلا اللي هيسمح لك بالجنان اللي انتي بتقوليه دا؟...
لم تستطع منة الصمت أو ادعاء البرود أكثر من ذلك وصرخت عاليا:
- أنا اللي بقول!، وانت خسرت حقك انك توافق أو ترفض، بقول أني أرفض أعيش مع واحد خاين كدّاب زيّك، عرفت بقول ايه يا باش مهندس ولا أقول كمان؟!!
سكتت وهي تلهث بعد انفجارها المدوي في وجهه بينما انتشرت خصلات شعرها الثائرة حول وجهها فيما كان صدرها يعلو ويهبط وهي تحاول إلتقاط أنفاسها اللاهثة، ودموعها تلمع بإباء في مقليتها رافضة النزول، لن تبكي ثانية، يكفي ما سكبته من دموع من أجل ما فعله بها ، وقفت شامخة بينما تقضم شفتيها بأسنانها اللؤلؤية الصغيرة بتوتر ظاهر كعادتها دائما عندما تتعرض لأي انفعال أو قلق ، تقدم منها قاطعا الانشات البسيطة التي تفصلهما بخطوات وئيدة ووقف أمامها يطالعها بنظرات يسودها الغموض، ثم أخرج يده من جيبه ، بينما وقفت هي تراقبه بنظرات حاقدة غاضبة لتتحول الى شهقة مختنقة عندما مد يده الى شفتها السفلى ليخلصها من براثن أسنانها، ويمسح عليها بطرف إبهامه الخشن، ثم مال عليها يهمس بخطورة:
- علشان أنا عاذرك ... مش هحاسبك على الكلام اللي قولتيه دا، ومش محتاج أقولك أنا عملت إيه، أظن انت كنت حاضرة كل حاجه ، وواعية للي انا عملته وبعمله علشان أكفّر عن غلطتي في حقك وحق نفسي وحق ربي قبل أي حاجه تانية، لكن أقسم بالله يا منة اني هعرف أحط لعنادك دا حد، هي كلمة واحده ... سفر من هنا مستحيل ، مش هتتنقلي خطوة واحده من غيري ، رجلي على رجلك ، وسي روميو اللي مستنيكي دا وجاي لغاية هنا برجليه أنا هعرف أتصرف معاه ، قودامه حل من اتنين ، يا يبعد عنك خالص وينسى إسمك بالمرة ، يا إمّا ....عُمره !! ،،،
شهقت محتجه ورفعت اليه عينان ثائرتان تموجان بغضب عاصف وحاولت الفكاك من أسر يده لوجهها ولكن دون طائل بينما همست بفحيح من بين أسنانها جعلته يشتم عطر أنفاسها الساخنة التي لفحته برائحتها التي استثارت جميع حواسه فغدا الدم يجري ساخنا في عروقه ، وقد غشيت عيناه نظرة مبهمة لم تعيها وهى تتحدث بانفعال:
- أوعى تفكر انك تقدر تسجني عندكم هنا، لو عاوزة أمشي من هنا مافيش قوة على الارض هتقدر تمنعني أني آخد بناتي وأمشي ، وتهديدك دا علشان نادر أحسن لك تسحبه ، نادر بني آدم محترم وعمره ما تجاوز حدوده معايا ، حتى لو كان فكّر فيّا في يوم من الأيام زي ما قلت فـدا شيء طبيعي ، لكن عمره ما قلل من قيمتي، ولا عمل أي شيء يقلل من احترامي له أو احترامه ليّا!
تحدث سيف بنرة هامسة تحمل في طيّاتها خطورة كامنة بين أحرف كلماته:
- واضح انك لسه مافهمتيش!، انتي خط أحمر بالنسبة لي، منطقة محرّمة.....وأي حد يقرّب من المنطقة دي يبقى حكم على نفسه بالموت !!...
فتحت فاها دهشة مما تسمعه، فما تراه أمامها الآن جانب جديد من سيف لم يسبق لها وأن اختبرته سابقا!، تابع وهو يمسك بشفتها السفلى بين إبهامه وسبابته :
- وأظن سبق وإني حذرتك قبل كدا إنك تلعبي في ممتلكاتي!!
قطبت مستهجنة وهمّت بالسؤال ليسبقها قائلا وهو يميل ناحيتها لتشتم رائحته الرجولية المثيرة التي استنشقتها بالرغم منها حتى أنها شعرت بها تسري في دمها وتشيع الفوضى في أوصالها:
- انتي كلك ملكي، و... شفايفك دي ممتلكات خااااصة جدااا ليّا!!...
لم يمهلها الحديث لينقض عليها ملتهما شفتيها في قبلة حسيّة خدّرت جميع حواسها، بينما التفت يداه حولها يطوقانها بقوة آلمتها، ولكنها لم تستطع الابتعاد عن أسر ذراعيه، لتستسلم الى طوفان حبه بعد مقاومة شرسة منها في البداية وإصرار أعنف منه قبل أن تضعف مقاومتها لتصبح مقاومة واهنة حتى خضع قلبها لجبروت عشقه فرفعت راية الاستسلام، لترتفع ذراعيها عاليا يعانقان عنقه الضخم القوي، بينما تعتصر ذراعيه جسدها الهشّ لتلتصق به بشدة، حتى أضحا وكأنهما شخصا واحدا ، تماما.. كالتوأم السيامي لا سبيل لفصلهما !!......
- يتبع -

منى لطفي 01-03-16 05:47 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
خلصت الحلقة.. عارفة ان كتيييييييير منكم هيتضايق من سيفو، وبعضكم هيزعل على حبهم.. بس الأكيد انكم هتجتعموا على الاعجاب بـ... كبيرة السوالمة... "الحاجة زينب".... ، بصوا ما تستعجلوش وتهاجموا منة.. استهدوا بالله كدا للحلقة الجاية.... وسمعني أحلى سلام وكلام لمنمن اللي هو انا هههههههه سيف ومنة مين وبتاع مين :lol::party0033:

sloomi 01-03-16 07:23 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
بس نفسي اعرف منه دي غبيه ولا غبيه ولا غبيه....دي غبييييييييييه...هي لسا ليها نفس تبادله قبلته بعد المنظر اللي شافته ييييييع...انا حسيت نفسي لاعت..فما بالك هي...وسيف حقير تحقير وحقيييييييير ...لا يمكن أقبل اتسامح مع اللي عمله ...شوفي يامنمن لو لووووووووو لا سمح الله رجعتي منه للزفت ده انا حانزل من امريكا مخصووووووص لمصر عشان اغتالك هههههههاههههاههههاي...خخخ

مملكة الغيوم 01-03-16 09:36 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
السلام عليكم ورحمة الله
مرحبا بالحلوين والله يامنمن سيف ده ما جايبها البر الواد مطيح وملقح جتته عليها تقوليش لزقه امريكانى نازل تبويس واحضان كان ىفين ده من سنتين يامجرم يا عتيق فى الاجرام ما علينا عازرينه الحب وعمايله ومنه كمان معزوره هى مازالت بتحب الندل واللى بيحب صعب يكره والحبيب فعله يتكره انما هو لا مازال جواها مضغه تهفو اليه وتتمنى انه يتصلح حاله
اما الست الحاجه زينب تسلم وتعيش هى دى الامهات اللى بتربى ابنها صح عارف انه غيور ونار على زيت حار وحابه تلعب معاه على الجرح وبعدين ست قويه لما اتصافت مع منه واعترفت بغلطها ده قمة القوة ان الواحد ميفتكرش ان الاعتذار والاعتراف بالغلط ضغف بالعكس وبعدين الترسانات بتوعها حيعرفو شاهى معنى الفضيله ويتوبوها عن اللعب بالمغفلين امثال سيوف افندى وكله كوم وعريس لمنه ده كوم تانى الراجل مصدق بنوته حلوه وعاوز رشق يكمل نص دينه بس خساره لقى سيف ناطط له فيها فصلين روعه منمن الله يخليكى لكل حبايبك وكل يوم من ده فيس طماع لول

منى لطفي 01-03-16 10:48 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3599419)
السلام عليكم ورحمة الله
مرحبا بالحلوين والله يامنمن سيف ده ما جايبها البر الواد مطيح وملقح جتته عليها تقوليش لزقه امريكانى نازل تبويس واحضان كان ىفين ده من سنتين يامجرم يا عتيق فى الاجرام ما علينا عازرينه الحب وعمايله ومنه كمان معزوره هى مازالت بتحب الندل واللى بيحب صعب يكره والحبيب فعله يتكره انما هو لا مازال جواها مضغه تهفو اليه وتتمنى انه يتصلح حاله
اما الست الحاجه زينب تسلم وتعيش هى دى الامهات اللى بتربى ابنها صح عارف انه غيور ونار على زيت حار وحابه تلعب معاه على الجرح وبعدين ست قويه لما اتصافت مع منه واعترفت بغلطها ده قمة القوة ان الواحد ميفتكرش ان الاعتذار والاعتراف بالغلط ضغف بالعكس وبعدين الترسانات بتوعها حيعرفو شاهى معنى الفضيله ويتوبوها عن اللعب بالمغفلين امثال سيوف افندى وكله كوم وعريس لمنه ده كوم تانى الراجل مصدق بنوته حلوه وعاوز رشق يكمل نص دينه بس خساره لقى سيف ناطط له فيها فصلين روعه منمن الله يخليكى لكل حبايبك وكل يوم من ده فيس طماع لول

ويخليكوا ليا غيومي تسلميلي حبيبتي انا عيوني ليكم يا قمر اموووووووواه.. :e106::e106::e106::e10:e106:

منى لطفي 01-03-16 10:53 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sloomi (المشاركة 3599387)
بس نفسي اعرف منه دي غبيه ولا غبيه ولا غبيه....دي غبييييييييييه...هي لسا ليها نفس تبادله قبلته بعد المنظر اللي شافته ييييييع...انا حسيت نفسي لاعت..فما بالك هي...وسيف حقير تحقير وحقيييييييير ...لا يمكن أقبل اتسامح مع اللي عمله ...شوفي يامنمن لو لووووووووو لا سمح الله رجعتي منه للزفت ده انا حانزل من امريكا مخصووووووص لمصر عشان اغتالك هههههههاههههاههههاي...خخخ

ههههههه روستخ روستخ يا زكي يا روستخ، مش انا قلت لكم ما تستعجلوش في مهاجمة منة؟.. اصبروا للحلقة الجاية ان شاء الله!!؟... وبعدين أهون عليكي سلومي؟؟.. عاوزه تنزلي من امريكا مخصوص عشان تخلصي عليا؟؟.. ههههه ايه دا مهمة اوي انا كدا!ِ!!!!! ... ما تستعجليش بس استني لما تشوفي اللي هيحصل ههههههههه وان كان يا ستي على النزول انتي تنورينا في مصر انزلي في سلام هههههههه بلاها دموية!!!!!!!...:lol:

bluemay 02-03-16 05:52 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
يا عمري انا اللي بنزلو بارت لعيونييي ...


رووووعة رووووعة وابدعتي..


انا على قد ما انسم بدني من شاهي الزفتة ع قد ما بردت الحاجة زينب ع قلبي بثباتها وتأديبها للزفتة اللي ما بتتسمى ..

بس يا منمن خطر ببالي انه هي اكيد معها موبايل فكيف لو استنجدت بحدا او بالشرطة مثلا!!!

وخايفة تقوم تلعب بعقول الحرس تبعها وتخليهم يهربوها .. انتي عارفة كيد النسااء بقااا ..


بس ورقة نادر رح تكون ناجحة بشكل ... خليه ينحرق بناره الله لا يقيمه ولا يزيل الشدة عن قلبه السافل المنحط ال تيييييييييييييييييييييت


منة انا بعذها ﻷنها ضعيفة ومشوشة وفي بيئته اللي بتحسسها انه بحاوطها من كل جهة . فلهيك اكيد رح تكون مستسلمة وقابلة للإنهزام


انا ثمعت نصيحتك وما استعجلت لنشوف بقى شو ممكن تسفر عنه اﻷيام الجاية ..


الله يسعدك يا عسل ويكرمك زي ما بتدلليلنا وتكرمينا


متشوووووقة كتير للقادم


لك خالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

منى لطفي 02-03-16 07:59 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3599481)
يا عمري انا اللي بنزلو بارت لعيونييي ...


رووووعة رووووعة وابدعتي..


انا على قد ما انسم بدني من شاهي الزفتة ع قد ما بردت الحاجة زينب ع قلبي بثباتها وتأديبها للزفتة اللي ما بتتسمى ..

بس يا منمن خطر ببالي انه هي اكيد معها موبايل فكيف لو استنجدت بحدا او بالشرطة مثلا!!!

وخايفة تقوم تلعب بعقول الحرس تبعها وتخليهم يهربوها .. انتي عارفة كيد النسااء بقااا ..


بس ورقة نادر رح تكون ناجحة بشكل ... خليه ينحرق بناره الله لا يقيمه ولا يزيل الشدة عن قلبه السافل المنحط ال تيييييييييييييييييييييت


منة انا بعذها ﻷنها ضعيفة ومشوشة وفي بيئته اللي بتحسسها انه بحاوطها من كل جهة . فلهيك اكيد رح تكون مستسلمة وقابلة للإنهزام


انا ثمعت نصيحتك وما استعجلت لنشوف بقى شو ممكن تسفر عنه اﻷيام الجاية ..


الله يسعدك يا عسل ويكرمك زي ما بتدلليلنا وتكرمينا


متشوووووقة كتير للقادم


لك خالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

صباح الورد ميوشة... تسلميلي يا رب ربي يسعدك حبيبتي فرحتي قلبي بدعوتك الجميلة على الصبح، انا عينيا ليكم يا قمر :e106::e106:
شاهي بنت التييييت دي اكيد معها موبايل وفلوس في حقيبة اليد تبعها لكن اكيد هياخدوا كله منها دا حتى الهدوم يا مؤمنة هياخدوها ههههه الحاجة زينب هتتوصى فيها جدااااااااااااااااا..... الحلقة اليوم ان شاء الله اقل ما يقال عنها ناااااااااااااااااارية..... فيس بيغمز :lol::lol:

bluemay 02-03-16 08:04 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
يا عمري يا منمونتي

تستاهلي وربنا يسعدك ويبسطك دايما يا رب

طب منيح طمنتيني معناته ما فيش هروب يعني ..

متشوووووووقة للحلقة من غير اغراءات لوووول

بإنتظارك وربنا يوفقك وييسر امرك لكل خير ..


لك ودي

منى لطفي 02-03-16 09:30 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3599499)
يا عمري يا منمونتي

تستاهلي وربنا يسعدك ويبسطك دايما يا رب

طب منيح طمنتيني معناته ما فيش هروب يعني ..

متشوووووووقة للحلقة من غير اغراءات لوووول

بإنتظارك وربنا يوفقك وييسر امرك لكل خير ..


لك ودي

:e106::e106::e106::flowers2::flowers2::flowers2::liilase:

سمرو 02-03-16 12:23 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
انا عمري ماشفت ببجاحة هذا اللي اسمه سيف.ولسه له عين يغار ويشك .والغبيه منه عشان الحب الغبي قاعده تنسى كرامتها وتسمح له يبوس ويحضن المفروض ماتخليه يتعدى حدوده وتخلي اهلها ياخذونها واذا عشان ابوه تتعذر بالشغل .ماادري مستغربه من شخصيتها كانت تعجبني بقوتها وصلابتها عند الحق والحدود الشرعيه وحكمتها مع نشوى وغاده .منمن رجعيها منه القويه بدينها واخلاقها .

الاميرة البيضاء 02-03-16 12:45 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اعاااااااااااااااا كتبت رد طويل وطار
يخربيتك يا سيف <اصل الرد كان نصه شتيمة وبهدلة فيه هو والحشرة
يالا خيرها بغيرها
منو فى اتنظارك يا قمرى مع الحلقة الجديدة

منى لطفي 02-03-16 01:05 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
دي مش تسرييبة دي تصبييرة وعشان تعرفوا ان منة بتتعذب اضعاااااف مضاااااااعفة .....

شعر بها تحاول الفكاك من قبضته، فوضع يديه على كتفيها مديرا إياها له، طالعها بنظرات شوق وعشق سرمدي وتحدث بصوت مخنوق من فرط مشاعره الجياشة بينما نظرت هي الى الأسفل:
- بحبك!، والله بحبك، ولا عمري حبيت قبلك ولا هحب بعدك!، بحبك ومش عاوز حد إلا ..إنتي !!...
رفعت عينيها اليه ليُصعق بنظرة الكراهية التي انبعثت من مقلتيها، تكلمت بصوت هامس ولكن يحمل غضبا مكتوما:
- إوعى تفكر ان استسلامي ليك دا معناه اني خلاص نسيت وسامحت!،....لأ؟؟!، تبقى غلطان يا باش مهندس، أنا ما انكرش اني ضعفت في لحظة، لكن عارف بعد ما فوقت حسيت بإيه؟، حاسيت بنفسي غامّة عليا!، كنت عاوزة أرجّع!، افتكرت كل كلامك للتانية والقرف اللي انا شوفته، علشان كدا مهما عملت انا وإنت حكايتنا انتهت يا سيف، وياريت تحط كلمة النهاية بدري بدري لان المماطلة ما فيش منها فايدة !!..
قست يداه فوق كتفيها وصرخ بغضب بينما طالعها بنظرة ملتهبة من بين فحم عينيه المشتعلتين:
- إنتي إيه؟، مش عاوزة تفهمي ليه؟، أنا غلطت وندمت وتُبت لربنا ، واتأسفت بدال المرة ألف ومليون، أعمل ايه تاني ؟!..
لم ينتظر ردها وتابع بقسوة بالغة:
- انما عارفة لغاية هنا وكفاية يا منة، انا اعتذرت لك كتير وانت مش راضية تدّيني وتدّي لنفسك فرصة تانية، واسمعي آخر كلام عندي بقه علشان نقفل الموضوع دا خالص، طلاق مش بطلق، وسفر من هنا مش هيحصل غير ورجلك على رجلي ، ولما نشوف يا منة.... أنا ولّا.. إنتي !!...، ودفعها جانبا متجها بخطوات تحفر في الارض من قوتها الى باب الغرفة ووقف قبل ان يغادر ناظرا اليها بسخرية:
- ولو على اللي حصل، اطمني خاالص ، مش هيتكرر تاني ولا هتضطري انك تقرفي من نفسك ولا ترجّعي، مش هقرب لك يا منة حتى لو وقفتي من غير هدوم قودامي... عن إذنك !!، وانصرف صافقا الباب خلفه بعنف بينما هَوَتْ جالسة فوق الكرسي خلفها دافنة وجهها بين راحتيها وقد انخرطت في بكاء حار يقطع نياط القلوب !!..

bluemay 02-03-16 03:06 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
عن جد اللي استحوا ماتوا ...!!!!!!


والو عين كمان اللي ما بيستحي ..!!!


ليه كده بس منمونتي ؟!!!

حزنتيني عليها ..


متشوقة كتييييير


لك ودي


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

مملكة الغيوم 02-03-16 04:02 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
:مساء الورد على الحلوين
منمن التسريبه دى اجراميه وترفع الضغط الاتنين صعبو عليا:ostrich_liam:
اما الحق استخبى قبل البنات ميقفشونى

منى لطفي 02-03-16 05:01 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
الحلقة الخامسة عشر:
استيقظت منة واستدارت الى جانبها لتجد مكان سيف بجوارها خالٍ، حمدت الله في سرها على انصرافه قبل إستيقاظها، تجعد وجهها لتنخرط ببكاء حار عند تذكرها لما حدث بينهما قبل ساعات، شتمت نفسها للمرة الألف، وهي تلومها أنها ستظل أبدا ضعيفة أمامه، فهي لم تقاومه كما يجب، بل سرعان ما استسلم قلبها الضعيف لهمساته العاشقة والتي تذيب الحجر الصوّان!!..، ولكن كيف لا تفعل وهي تذوب عشقا به؟!، هي لا تنكر أنها تحبه، فسيف كان أول حب يدخل قلبها، لقد أحبته بكل أحاسيسها المختزنة، والتي كانت تدخرها الى زوجها، لتمنحه كامل حبها عن طيب خاطر ومن غير خوف من غضب الله او من خيانة ثقة والديها، فحبهما كان في النور وبمباركة أهليهما!، ولكن كيف أصبح حالهما الآن؟، لقد خانها سيف، ذبحها بأبشع طريقة ممكنة، ولأنها عشقته بكل قطرة دم فكل خلجة من خلجات قلبها كانت تهمس باسمه، فهي لا تستطيع النسيان أو الصفح، ليس بهذه السهولة!، لو لم تكن تحبه بمثل هذا القدر كان من الجائز أن تسامحه وتنسى، ولكن كما أن حبها له كبير فغضبها منه .....أكبر !!...
لمست شفتيها الملتهبتين بأصابعها واللتان تحملان دلائل ما تقاسماه لفترة طويلة!! ، كان يبثها شوقه وحبه بينما يداه تضعان صك ملكيته لجسدها وروحها على حد سواء!، لم تستطع الوقوف في وجه سيْل حبّه الجارف الذي أغرقها به ليجرف معه مقاومتها بعيدا، فقد كان عشقه كالطوفان الهادر لا سبيل للوقوف أمامه أو صدّه !!....
التحفت بالغطاء ونهضت عازمة على الاغتسال أولا ثم التحدث معه بشأنهما، لا بد أن توضح له أن ما حدث بينهما لا يعني أبدا أنها ستنسى أو تصفح، بل ما حدث جعلها أكثر تشبثاً وإصراراً على الطلاق وقبلاً... الرحيل من هنا مع والديْها !!....
خرجت من الحمام بعد أن أنهت اغتسالها، كانت ترتدي ثوبا قطنيا أخذته معها تحسّبا لحضور سيف في غيابها، وحدث ما كانت تخشاه!، إذ فوجئت به يقف في منتصف الغرفة وشعره يلمع بقطرات من الماء وقد ارتدى بنطالا من الجينز وقميصا قطنيا أبرز عضلات صدره، كانت تجفف شعرها بالمنشفة عندما شاهدته فكتمت شهقة صغيرة فيما اندفع اللون الأحمر الى وجهها راسما لوحة أخاذة لحورية تقف أمامه كاد أن يندفع اليها ليغرقا مجددا في طوفان حبهما الجارف!، ولكنه تماسك وقال بصوت هاديء بابتسامة خفيفة:
- صح النوم !، لم تجبه وبدلا من ذلك رمته بنظرة سخط ثم التفتت الى مرآة الزينة لتمشط شعرها، كادت أن تقتلع خصلاته من جذورها لشدة تمشيطها له، تقدم بضعة خطوات منها واقفاً خلفها وغافلها ساحبا فرشاة التسريح منها، حاولت جذبها منه ولكنه أبعد يده وقال بهدوء ولكن يحمل رنة تحذير واضحة:
- كدا هتقطعي شعرك، هسرحهولك أنا!، ليمشط شعرها برقة ونعومة يخالفان خشونة يديه، وما ان انتهى حتى ألقى بفرشاة الشعر جانباً ثم دفن أصابعه في خصلاتها ناثرا اياها فوق كتفيها، ليميل بعد ذلك عليها مقتربا بأنفه من خصلاتها الكستنائية ليشتم عبير الزهور الذي يفوح منها مغمضا عينيه ليتوه في رائحتها العذبة، شعر بها تحاول الفكاك من قبضته، فوضع يديه على كتفيها مديرا إياها له، طالعها بنظرات شوق وعشق سرمدي وتحدث بصوت مخنوق من فرط مشاعره الجياشة بينما نظرت هي الى الأسفل:
- بحبك!، والله بحبك، ولا عمري حبيت قبلك ولا هحب بعدك!، بحبك ومش عاوز حد إلا ..إنتي !!...
رفعت عينيها اليه ليُصعق بنظرة الكراهية التي انبعثت من مقلتيها، تكلمت بصوت هامس ولكن يحمل غضبا مكتوما:
- إوعى تفكر ان استسلامي ليك دا معناه اني خلاص نسيت وسامحت!،....لأ؟؟!، تبقى غلطان يا باش مهندس، أنا ما انكرش اني ضعفت في لحظة، لكن عارف بعد ما فوقت حسيت بإيه؟، حاسيت بنفسي غامّة عليا!، كنت عاوزة أرجّع!، افتكرت كل كلامك للتانية والقرف اللي انا شوفته، علشان كدا مهما عملت انا وإنت حكايتنا انتهت يا سيف، وياريت تحط كلمة النهاية بدري بدري لان المماطلة ما فيش منها فايدة !!..
قست يداه فوق كتفيها وصرخ بغضب بينما طالعها بنظرة ملتهبة من بين فحم عينيه المشتعلتين:
- إنتي إيه؟، مش عاوزة تفهمي ليه؟، أنا غلطت وندمت وتُبت لربنا ، واتأسفت بدال المرة ألف ومليون، أعمل ايه تاني ؟!..
لم ينتظر ردها وتابع بقسوة بالغة:
- انما عارفة لغاية هنا وكفاية يا منة، انا اعتذرت لك كتير وانت مش راضية تدّيني وتدّي لنفسك فرصة تانية، واسمعي آخر كلام عندي بقه علشان نقفل الموضوع دا خالص، طلاق مش بطلق، وسفر من هنا مش هيحصل غير ورجلك على رجلي ، ولما نشوف يا منة.... أنا ولّا.. إنتي !!...، ودفعها جانبا متجها بخطوات تحفر في الارض من قوتها الى باب الغرفة ووقف قبل ان يغادر ناظرا اليها بسخرية:
- ولو على اللي حصل، اطمني خاالص ، مش هيتكرر تاني ولا هتضطري انك تقرفي من نفسك ولا ترجّعي، مش هقرب لك يا منة حتى لو وقفتي من غير هدوم قودامي... عن إذنك !!، وانصرف صافقا الباب خلفه بعنف بينما هَوَتْ جالسة فوق الكرسي خلفها دافنة وجهها بين راحتيها وقد انخرطت في بكاء حار يقطع نياط القلوب !!..
=================================
كان سيف جالسا في حديقة منزلهم الكبير مستندا برأسه الى ظهر مقعده المصنوع من أغصان البامبو، أغمض عينيه زافرا بتعب، كان يفكر كيف يقنع هذه العنيدة التي تقبع في غرفتها بالأعلى أنه لا سبيل إطلاقا لما تفكر فيه؟!، أنه من رابع المستحيلات أن ينفذ لها طلبها المجنون والتي ما أنفكت ترميه في وجهه!، كان يظن أنه بعدما حدث بينهما ستلين، فقد بثها حبه ولواعج شوقه، ألم تشعر بعشقه لها؟، ألم يصلها مدى حبه وولعه بها؟، ألم تعلم بعد أنها بمثابة روح ثانية لهذا الجسد وأنه بدونها يفنى ويهلك؟!......
زفر بتعب، وهو يدعو الله في سرّه أن يلهمه الصواب عندما تناهى الى سمعه صوت والدته يناديه بحنوّ:
- سيف، سيف يا ولديْ...
فتح عينيه وطالع أمه الواقفة بجواره، اعتدل في جلسته وهمّ بالنهوض عندما منعته واضعة يدها على كتفه وهي تجاوره على الكرسي المقابل له قائلة:
- خليِّك مرتاح يا ولديْ..، مالك يا نضريْ؟، وشّك مش عاجبنيْ..
أجاب سيف بابتسامة صغيرة:
- يعني مش عارفة يا أم سيف؟...
ابتسمت أمه بحنان وأجابت:
- منّة!....
ليطلق سيف زفرة حارة من صدره وكأن مجرد سماعه لإسمها يثير فيه العواصف اللاهبة، فإسمها كفيل بجعل دقات قلبه تتسارع وتعلو وكأن قلبه يرفض الاستمرار بدونها...هي...وقوده !!..
تحدث سيف بنبرة مشروخة بالرغم عنه:
- مش عاوزة تنسى يا أمى .... مهما عملت مش عاوزة تسامحني...
اجابت الأم بشفقة على حاله ولكنها في ذات الوقت تريد تقريعه على ما فعله في حق ربّه اولا وامرأته بل ونفسه ثانيا:
- اللي حوصل ما كانشي شويّة يا ولديْ، مَرَتَكْ بتحبك وجوي كمان، بس هي برضيكي موجوعه جوي جوي من عملتك ديْ..، سكتت قليلا لتتابع بعد ذلك وهي تطالعه بحزن ممزوج بأسى وقد أبعدت يدها عنه:
- أني ما سابجليش واتحدت معاك في الموضوع ديه، لكن عاوزة أعرف ليه يا ولديْ؟، ايه اللي خلّاك تعمل إكده؟..
زفر سيف بعمق قبل أن ينظر الى أمه بخجل وقال بندم بالغ:
- أنا عارف أنك زعلانه مني، وأكيد كمان مصدومة فيّا، بس صدقيني يا أمي، لما برجع أفكر في اللي حصل بحس أنه اللي عمل كدا مش أنا!، الشيطان الملعون بيزين لنا دايما الغلط، وللأسف هو أول تنازل وبعد كدا التنازلات بتكتر، وانا الموضوع ابتدى كلام، ونسيت انه فيه زنا عين وزنا أذن، نسيت ان الكلمة اللي بتخرج مننا بنتحاسب عليها، وسلّمت وداني للشيطان، في وقت كانت منة مشغولة عنّي بالبنات والبيت، انا مش ببرر الغلط اللي عملته، لأني عارف ان اللي عملته جريمة مش مجرّد غلط بسيط، لكن أنا عاوز أقول اني ما كنتش في وعيي، أنتي عارفة أنا بحب منة قد إيه، منة حياتي كلها، وفي لحظة ضعف أو ممكن نسميها لحظة غباء سلمت نفسي للشيطان ومشيت وراه، والتانية طلعت دي شغلتها، ويمكن الفضيحة اللي حصلت دي ربنا أراد بيها أني أكفر عن جُرمي في حق ربي وحق نفسي ومراتي، على فكرة يا أمي أنا نهيت علاقتي بيها قبل منة ما تعرف، ..... ابتسم بمرارة وهو يواصل:
- بس مافيش جريمة كاملة !، الرسايل اللي كانت بيننا نسيت أمسحها، منة شافت وقريت كل حاجه، والتانية اتغاظت ان شغلها كدا هيبوظ، عرّفت الكل اننا اتجوزنا ، ازاي.. مش مهم!،... المهم اننا متجوزين!!...
تحدثت زينب بقلق:
- صحيح يا ولدي .. الكلام اللي جالتو الفاجرة ديْ انكم متزوجين دلوكْ ديه صوح؟....
نظر سيف الى امه وهو يزفر بعمق:
- والله يا أم سيف ما أنا عارف، بس منة قالت لي نفس كلامها دا، قالت لي انه الاساس في الجواز الاشهار واني دلوقتي أعتبر متجوز عليها...
قطبت زينب متسائلة:
- وديْ حلّها كيف ديْ؟..
سيف بحيرة :
- مش عارف، بس أنا قريت كتير في الموضوع دا ، ولو قيسنا على الجواز العرفي، الجواز العرفي مش مُعترف بيه قانونا أو شرعا، لكن لو حصل واتنين متجوزين عرفي وعاوزين يسيبوا بعض يبقى لازم الزوج يرمي يمين الطلاق على زوجته في وجود شهود، هو الجواز طبعا في السرّ، لكن دا لازم علشان الواحد يبري ذمته قودام ربنا، فرضا اللي اتجوزت عرفي دي عاوزة تتجوز رسمي من واحد تاني، لو اتجوزت من غير وقوع يمين الطلاق تبقى كدا متجوزة اتنين، والعدة بتاعت المطلقة بتخليها تتأكد اذا كانت حامل مثلا من عدمه، يعني اللي ماشوفهومش وهما بيسرقوا هيشوفوهم وهما بيتقاسموا !!..
زينب بنظرة تفكير عميق وجهتها اليه:
- وانت يا ولديْ، هتعمل إكده؟، هتطلجها في وجود شهود؟..
سيف بقلة حيلة:
- انا مش عارف اعمل ايه، فيه قودامي حاجه من اتنين يا إما أنكر كل حاجه خالص، وما أسألش فيها، يا إما أطلقها وبكدا الناس هتتأكد انها كانت على حق وأخسر كل حاجه، بيتي وشغلي وحياتي المستقرة كلها ؟!..
زينب بحكمة:
- لاه يا ولديْ... ما بتتحسبشي إكده!، انت لو طلجتها هتكسب رضا ربك عليك، ولو ما طلجتهاش هتخسر.... ربك!، أنهي أبدى ربك ولا الناس؟!، انت غُلطت يا سيف، بس ما هنصلحش الغلط بمصيبة أكبر!، فكّر يا ولديْ زين، وأني متأكده ان مرَتك هتبتدي تصفالك لما تطلج الفاجرة ديْ وترميها من حياتك كلاتها، ولو على مسألة الشهود ماليكش صالح أنا هحلّها!...
ابتسم سيف لأول مرة منذ بدء محادثته مع والدته وتنهّد براحه قائلا:
- تصدقي يا أم سيف أنتي أجدع أم، طبعا دول الصعايدة أجدع ناس، ومال على يدها مقبلا إيّاها وهو يتابع:
- ربنا يخليكي ليا أمي، ثم انحسرت ابتسامته بينما تطالعه أمه بابتسامة متسائلة وهو يقول بحيرة:
- لكن شاهي من يوم ما كانت هنا ماشوفتهاش، ومعرفش هي راحت فين؟...
ربتت زينب على يده وقالت بغموض:
- لاه ، ان كان على إكده ما تشيليش همّ، هنجيبها لحدّيك ونرميها تحت رجليكْ كُمانْ....
نظر سيف الى والدته عاقدا جبينه وعلّق متسائلا:
- ازاي يا أم سيف؟؟..
أجابت بثقة:
- ماليكش فيه، انت كل اللي يهمك انها تاجي إهنه علشان نخلصوا من الموال العِفِشْ ديه، ساعتين زمن وكل حاجه هتكون إترتَّبت...، أني هجوم دلوك أشوفهم عملوا ايه، منبهة عليهم يوضبوا جناح الضيوف علشان أهل مَرَتكْ، بيجولوا هيوصلوا على بكرة الصبح تجريباً، بس أخو مرتك اتصل وجال انه هايجي بكرة ع العشا إكده علشان يسلم ع الحاج وعلى منة جبل سفره، هوَّ هياجي من مصر لكن حماك وحماتك هياجوا من اسكندرية مع ولد خالة مرتك، تصدج ... ابن حلال هيطخ المشوار ديه كلاته عشان اهل مرتك يبجوا مرتاحين في جيْتهم، شكله ابن حلال جوي الجدع ديه!...
زفر سيف بحنق فلم يكن ينقصه سوى أمه هي الأخرى تتلو على مسامعه قصائد شعر في مديح ذاك الـ.. نادر!، ألا يكفيه تلك الغضبى التي تحبس نفسها في الأعلى رافضة النزول حتى لا تراه !! ....
ابتسمت زينب فهي أعلم الناس بابنها وبما يدور في ذهنه وقالت بابتسامة صغيرة:
- خير يا ولديْ، سرحت في ايه؟...
انتبه سيف على سؤالها فحاول تغيير الموضوع قائلا:
- أبدا يا أمي، انما صحيح هنعمل ايه مع سلمى، منعم كلمني كذا مرة واتأسف لي، بس ابويا الحاج رافض أي كلام في الموضوع دا؟!...
زينب بثقة:
- خليه يتربى شويْ، علشان يعرف ان الله حج، بتِّي مش شوية عشان يبهدلها إكده، خلِّيه يعرف جيمتها صوح عشان بعد إكده يُبجى يِّفكِّر ألف مرة جبل ما يزعلها أو ... يزعلنا، اللي عِملُه ديه مالوش غير معنى واحد، انه راجل ناجص!، ما خَوَاتك التانيين ماحدش منيهم زوجه عمل إكده ليه؟، علشان عارفين انه حتى لو انت غلطت همّا مالهومش صالح في اللي حوصل منِّيك، وعارفين كُمانْ ان الشيخ عبد الهادي مش هيسكت على اللي حوصل، وانه أول واحد هيعرف شغله معاك، خلِّه يتربى شويْ، ما ليكش انت صالح بيه واصل ، .... ثم نهضت واقفة وهي تكمل:
- عموما أني هسيبك دلوك، هروح أطل عليهم علشان الضيوف اللي جايين دول، وانت حاول تنام لك شوية، وشّك بيجول انك مش بتنام يمكن من يوم ما حوصل اللي حوصل، نام يا ولدي وسيبها على ربّك...
أومأ سيف قائلا:
- ونعم بالله، اتفضلي إنتي يا أمي وأنا شوية وهحصّلِكْ..
ابتعدت والدته تاركة سيف ليغوص عميقا في افكاره والتي تنحسر في شعر كستنائي لاهب وعينين لوزتين تلمعان بغضب عاصف تسلبان لبّه كلما وقعت عيناه عليها فأضحى ....أسيرها منذ اللحظة الأولى لرؤيتها !!...
**************************************************
- حمدلله على السلامة يا استاذ عمر، الحاجة هتفرح جوي لما تشوفك هي وسيف بيه..
دخل عمر وسط تهليل مهجة بقدومه، فعمر ابن بنت خال سيدتها زينب، ويعدّ كأخ لسيف، قال عمر وهو يتلفت حوله:
- الله يسلمك يا مهجة، أومال فين الناس؟..
قالت مهجة وهي تحمل حقيبة ثيابه:
- الحاجه في دارها وسيف بيه في الجنينة، أومأ عمر برأسه وقال:
- طيب أنا هروح لسيف بيه....
- اهلا ازيك يا عمر ايه المفاجأة دي؟..
سلّم عمر على سيف وجلس حيث أشار سيف قائلا بمرح:
- أعمل ايه جالي استدعاء رسمي من الحاجة زينب، وانت عارف كله الا أوامر الحاجه مقدرش أطنشها !!..
قطب سيف بحيرة وقال:
- هي الحاجه كلمتك؟، أومأ عمر بالايجاب فواصل سيف بتساؤل:
- غريبة!، ما قالتليش يعني؟، وكلمتك ليه؟....
قال عمر وهو يحرك كتفيه علامة الجهل:
- علمي علمك، كل اللي قالته تكوني عندي مسافة السكة!، واهو اقل من 3 ساعات وانا هنا، جاي سايق على 120 !!..
سمعا صوت زينب وهو يقول مرحبا:
- أهلا بولد الغالية، توّك ما جيت !، يعني لازمن كنت أكلمك علشان تاجي تشوفنا؟!..
نهض عمر للسلام عليها وأجاب:
- معلهش يا حاجه، انتو في بالي والله بس ظروف الشغل....
قالت زينب بابتسامة:
- وكيفها نيّرة؟، اتوحشتها جوي!!..
أجاب عمر بابتسامة:
- الحمدلله بخير، وحضرتك كمان وحشتيها وان شاء الله هييجوا قريب علشان كمان يطمنوا على عمي الحاج....
قالت زينب وهي تشير الى سيف:
- يشرّفوا، ودلوك ناجي للمهم، سيف يا ولدي هات وِلد خالتك والحجني !!..
تبادل عمر وسيف نظرات التساؤل ولم يجدا بّدا من اللحاق بزينب..
----------------------------------------------------------
- انتو عايزين منّي ايه؟...، صرخت شاهي في وجه رماح الذي قال بغلظة:
- واحنا هنعوز منيكي إيه؟، الكبيرة جالت جيبها يبجى جيبها، ياللا بلاش لكاعه الكبيرة مستنياكي برّه، علشان تعرفي اننا إهنه بنراعي الاصول، مارضيتش تدخل عليكي دارك !!..
شاهي بسخرية وهي تنظر الى ملابسها المزرية التي تتكون من عباءة ريفية سوداء، يتداخل بها بضع ألوان ولكن قد كلح لونها دليل على قِدَمِها، قالت بصوت كالفحيح من بين أسنانها وهي تتقدمه:
- دا على أساس انكو منزلني في اودة في فندق 5 نجوم، أي حد يشوف الاودة دي أنا متأكده انه هيقرف يقعد فيها 5 دقايق، كفاية ريحة العفونة اللي فيها ولا الفيران اللي عماله تصوّت طول الليل ولما صعبت عليكم خرجتوا الفيران بعد ما كنت هموت فيها، انما اقول ايه على الصراصير والقرف اللي موجود هنا، ياللا ياللا خلينا نشوف الكبيرة بتاعتك دي عاوزة إيه، أما أشوف هخلص من فيلم شيء من الخوف دا إمتى؟..

خرجت شاهي الى ردهة الكوخ المحتجزة به، ما إن وقع نظر سيف وعمر عليها حتى نظرا الى بعضهما البعض بحيرة وريبة وتحدث سيف بدهشة:
- ايه دا؟، انتي هنا؟، ثم نظر الى والدته متابعا:
- فيه ايه يا أمي؟، ايه اللي جابها دي هنا؟..
تحدثت زينب بصرامة :
- ماليكش صالح بجات إزاي!،.. انت دلوك ترمي عليها اليمين، واللي بعمله ديه مش علشانها، لاه... دي واحده عاصية ربها، لكن لأن مرتك بنت الاصول ما تستاهيلش تبجى ضُرّتها واحده زييها!....
تحدث عمر بعدم فهم:
- هو فيه ايه بالظبط يا حاجه؟، من ساعة حضرتك ما كلمتيني وانا مش فاهم ايه الموضوع بالظبط؟..
زينب بجدية:
- أني كلمتك علشان تاجي ، عاوزاك تُبجى شاهد على طلاق ولدي من بنت الفرطوس ديْ...، ثم وجهت كلامها الى سيف بأمر:
- ياللا يا ولدي خلّصنا، وما تخافش رماح وعوضين وصابر رجالتنا وخشمهم مش هيجول حاجه لحد واصل !!...
نظزر سيف الى شاهي وبكل ما يعتمل في صدره من حقد وكراهية صرخ:
- انتي طااااااالق، ومش بس كدا لأ... زي ما شيرتي بوست جوازنا ع الجروب، بوست الطلاق بردو هيتشيّر على نفس الجروب، علشان أبقى كدا بريت ذمتي منك، وربنا يغفر لي..
زينب وهي تنظر الى شاهي بينما موجهة كلامها الى سيف:
- خلاص يا سيف ، امشي انت وعمر يا ولدي دلوك، وأني هحصلك..
ما ان انصرف سيف وعمر حتى نظرت شاهي الى زينب وقالت بسخرية:
- فيه حاجه تانية عاوزاها مني؟، ممكن أمشي بقه؟، وشكرا على كرم الضيافة!!..
صدحت ضحكة زينب الساخرة عاليا وقالت :
- لاه، جوام زهجْتي منينا!، عموما ما تخافيش يا غندورة، هتمشي ، بس لوَّل فيه حاجه هتعمليها بعدين تمشي من غير مطرود، نظرت الى رماح وقالت:
- رمّاح...، فهم رماح وسريعا أخرج أوراق كثيرة وقلم وتقدم الى شاهي التي تقف تتفرس فيه بريبة، قالت زينب بهدوء فيما رماح يناولها القلم والأوراق:
- أمضي على الورجَات ديْ الوّلْ..
تناولت شاهي الاوراق والقلم من يد رمّاح وهى تتساءل في دهشة وحيرة:
- ورق ايه دا؟.....، لتشهق مذهولة فاغرة فاها وهي تفتح عينيها على وسعهما هاتفة بسخط:
- ايه دا؟، عاوزاني أمضي على نفسي وصولات أمانة وشيكات؟، انتي أكيد مش في وعيّك!!...
صرخت بجزع عندما جذبها رمّاح من غرّتها وقال زاجرا بغضب:
- لما تتحدتي مع الكبيرة تتحدتي بأدب....
انهمرت دموع الذل من عينيها وصرخت بألم وهي تحاول الافلات من قبضته الشديدة لخصلاتها، قالت زينب بأسف زائف:
- لاه، لاه، يا رماح مش إكده، هي برضيكي معذورة، جاهلة متعرفش اللي ممكن يحصول من ورا كلامها ديه!!...
صرخت شاهي بعنف ومقت:
- آي، سيب شعري يا جاهل يا متخلف، انتو فاكرين نفسكم مين، هي سايبة؟، أنا هوديكو في ستين داهية!!..
هزت زينب رأسها بحزن مصطنع وقالت وهى تطالعها بشفقة مزيفة:
- وأني اللي كنت هسيبك بعد ما تمضي الاوراج ديْ!، شكل الجاعده إهنه عجبتك وعاوزة تكملي باجية حياتك في الكوخ الجميل ديه !!...
هتفت شاهي بجزع:
- لا يا حاجه، الا هنا..، المكان هنا مخيف اووي...
زفرت زينب بيأس زائف:
- ما انتي مش عاوزة تهاودي وتعملي اللي بجولك عليه!، أجولك.... اختاري يا اما توجعي الاوراج دي وتطلعي على بلدكم ويا دار ما دخلك شر، يا ترفضي وتفضلي مأنسانا لغاية ما يأذن ربنا، يا إما......، وسكتت لتهتف شاهي بيأس:
- يا إما ايه يا حاجه؟؟...
سارت الحاجه الى رماح القابض على خصلات شاهي بقوة وربتت على كتفه قائلة بزهو:
- تتزوجي راجل من عندينا وتعيشي كيفك كيف المداس اللي في رجليه....صدجيني مش هتلاجي جدع زي رمّاح، ديه ولدي أنا اللي مربياهْ!...، ها... جولتي ايه يا غندورة !!..
ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه رماح فظهرت أسنانه الصفراء بشكلها الغير مستوي، ذعرت شاهي وصرخت:
- لا ... همضي همضي....
و....وقّعت بإسمها وهي في قمة الذلّ، كانت الاوراق عبارة عن 5 شيكات و 5 وصولات أمانة كل منها بقيمة 100 ألف من الجنيهات، فيصبح المجموع مليوناً من الجنيهات، كي تضمن زينب ابتعاد تلك المأفونة عن طريق ابنها تماما، قالت لها قبل ان تنصرف:
- لو جليتي عجلك الوصولات هطلعهم، وهجدمهم للنيابة بس مش مرة واحده... لاه....وصل وصل، وشيك شيك، علشان كل ما تخلصي مدة تدخلي تاني بمدة تانية، مش بذمتك زواجك برمّاح أرحم !....، ثم نظرت الى رماح آمرة:
- لما الغندورة تجهز نفسها انت عارف هتعمل ايه؟، أومأ رماح برأسه هاتفا:
- أوامرك يا كبيرة....
أومأت زينب باستحسان ورحلت وبحوزتها الأوراق التي تقبض بها على عنق شاهي، وهي تحمد الله في نفسها أنها استطاعت بفضله الخلاص من هذه الملعونة، يبقى ولدها وكيفية عودته الى زوجته !!..، ابتسمت وهي تتمتم بخبث:
- هيرجعوا لبعض ان شاء الله، مافيش حاجه تعصى عليّ، دا أني زينب والأجر على الله !!....

**************************************************

منى لطفي 02-03-16 05:02 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
التزمت منة غرفتها معتزلة بها، كان عبدالهادي دائم السؤال عنها، وعلم أن عائلتها سيحضرون لزيارته، فصمم على أن تشاركهم طعام العشاء وإلا فهو سيصعد بنفسه إليها ليرى ما بها....، ولم تستطع منة ايزاء موقف الحاج المتشدد سوى أن تنزل عند رغبته وتشاركهم طعام العشاء خاصة وأن عمر يحل ضيف على المنزل، ولم تكن قد علمت بعد بتطورات الموقف بين سيف و.....الغندورة !!...
- نورت المكان، شوفت الدنيا نورت كيف لما جيتي يا بتّيّ؟!.
ابتسمت منة للحاج عبد الهادي الذي يجلس مترأس لمائدة العشاء بينما تجلس الى اليمين منه زينب والى اليسار سيف وبجواره منة، بينما يجلس عمر الى يمين زينب، ولم تشأ سلمى تناول الطعام معهم مفضلة تناوله بمفردها، ولم تستطع منة الاعتذار عن مشاركتهم الطعام بحجة سلمى التي تفضل تناول الطعام معها، فقد قرر الحاج وانتهى الأمر !!....، وكانت مفاجئتها كبيرة عندما وجدت أنها ستجاور سيف على المائدة، ولكن ما باليد حيلة، فيجب أن يلعبا دور الزوجين السعيدين أمام الحاج خوفا على صحته العليلة....
ابتسمت منة قائلة:
- ربنا يخليك يا عمي، تسلملي يارب...
أجاب عبدالهادي بابتسامة وهو ينظر الى سيف:
- عارفة انا لوّل ظنيتك زعلانه من ولدي، لكن دلوك توكدت أنك تعبانه صوح، وشّك كيف اللمونة إكده، خلي بالك من صحتك يا بتّي، أنت غالية عندينا جوي، ولو حد زعلك مهما كان بوكي عبد الهادي كفيل إنه يجيب لك حجك....
قالت منة بابتسامة ممتنّة:
- ربنا ما يحرمني منك أبدا يا عمِّي...
قالت زينب بابتسامة وهي تنقل نظراتها بين سيف الذي يتناول طعامه في صمت وبرود ومنة التي تتلاعب بطعامها بشوكتها:
- منة غالية عندينا كلاتنا، صوح يا سيف؟!...
انتبه سيف الى سؤال والدته فأشار بالايجاب متمتما بنعم، استمروا في تناول الطعام حتى سأل عبدالهادي منة:
- صحيح يا منة، أهلك ميتا هياجوا بالسلامة ان شاء الله؟
منة بهدوء:
- هيطلعوا بكرة الصبح ان شاء الله، انما أحمد هييجي بكرة على آخر النهار كدا بإذن الله، احمد جاي من القاهرة وحضرتك عارف القاهرة قريبة، لكن ماما وبابا جايين من اسكندرية وهي اللي بعيدة فبابا فضّل انهم ييجوا الصبح....
عبدالهادي باهتمام:
- همّا هياجوا من اسكندرية بالجطر؟...
وقف سيف عن تناول الطعام بينما ألقت منة نظرة خاطفة اليه وهي تجيب:
- لا، جايين مع نادر ابن خالتي!...
زينب باندفاع:
- كتّر ألف خيره، باين عليه جدع ابن حلال، اكيد مارضيشي والدتك وبوكي يتبهدلوا في الجطر صوح؟؟
ابتسمت منة مطأطئة برأسها وهي تجيب:
- صح يا ماما الحاجة، نادر رفض انهم ييجوا بالقطر وصمم يجيبهم بنفسه...
هز عبدالهادي رأسه باستحسان قائلا:
- والله شكله وِلِد خالتك ديه رجّال صوح....، يطخ المشوار ديه كلاته علشان خالته وزوجها يبجى بيفهم في الاصول، واللي بيفهم في الاصول أنا أشيله على راسي من فوج..
منة بابتسامة:
- تسلم يا حاج، حضرتك الواحد يشيلك فوق الراس وجوّه العين كمان...
صوت قرقعة قطعت كلامها لتنتبه الى سيف الذي ترك ملعقته بحدة لتحدث صوتا عاليا في الطبق الصيني، نظر اليهم حيث يتطلعون اليه بدهشة واجاب وهو يزيح كرسيه جانبا ليقوم:
- أنا شبعت الحمدلله، عن إذنكم ...
لم يستطع سيف تمالك نفسه، إن لم ينسحب في هذه اللحظة لا يدري ما سيفعل بهذه العنيدة التي تقبع بجواره تأبى مجرد النظر اليه، وكأن من يجاورها الى المائدة هواء أو خيال!!، فأكثر ما اغاظه ابتسامتها وكلامها الرقيق الذي توجهه الى والده وتتحدث به عن ذاك الـ نادر، بينما تحرمه هو زوجها من مجرد نظرة واحده الى عينيها الفاتنتيْن، ولكنه قد وعدها أنه لن يحاول الاعتذار ثانية وأنه لن يتقدم خطوة أخرى اليها بعد ذلك، كفاه ما قام به من اعتذار بل وتوسّل، وهي متشبثة بموقفها الغبي ذلك!!..
شعر عبدالهادي بالتوتر الذي أصاب الجميع بعد قيام سيف بهذه الطريقة ليتبعه عمر بعد أن شكرهم على الطعام، حاولت زينب اضفاء المرح على الامسية، ولكن عبدالهادي قاطعها بنظرة صارة وأمرها بابلاغ سيف أنه في انتظاره لأمر ضروري بغرفته، وطلب من منة اصطحابه الى هناك....
=================================
طرق على الباب قاطع حديث سيف وعمر، سمح سيف للطارق بالدخول ليجد أنها مهجة تبلغه بطلب والده رؤيته على جناح السرعة في جناحه الخاص، فصرفها قائلا أنه سيلحق بها، ونظر الى عمر الذي حرك كتفيه علامة الجهل....

وافى سيف والده الى غرفته، بعد أن طرق الباب طرقات هادئة، أتاه صوت والده الرخيم يدعوه للدخول، دخل فشاهد والده يجلس الى مقعد مريح في الزاوية وبجانبه تجلس منة على أريكة ضخمة في جلسة بزاوية الغرفة، قال سيف:
- طلبتني يا حاج؟...
قال عبدالهادي بأمر:
- إجفل الباب وراك وتعالى أجعد أهنه....
فعل سيف مثلما طلب عبدالهادي وجلس حيث أشار له عبدالهادي بالجلوس بجوار زوجته، ولكن على الطرف البعيد من الأريكة، نظر اليه عبدالهادي بصرامة وقال فيما هو يدير رأس عصاه الأبنوسية والمطعّمة بالأحجار الكريمة:
- مالك يا سيف؟، فيه إيه يا ولديْ؟...
رمى سيف منة بنظرة سريعة قبل ان يجيب وهو يهرب بعينيه من نظرات والده الثاقبة:
- ولا حاجه يا حاج، خير مافيش حاجه...
عبدالهادي بجدية:
- لاه... فيه!، وشيْ واعر جوي كُمان !، انت ما كنتش داريان بروحك كنت عامل كيف؟!، دلوك هتجولي يا سيف انت ليه بتعامل مَرَتَكْ إكده؟..
ألقى سيف بنظرة لائمة الى منة التي شحب وجهها وأجاب ببرود:
- هي إشتاكتلك منِّي يا حاج؟..
سارعت منة بالنفي:
- ابدا....، ثم وجهت حديثها الى عبدالهادي قائلة في رجاء فهي لا تريد الدخول في نقاشات أمام الحاج وقد يفقد أحدهما أعصابه فيحدث ما لا يحمد عقباه وينكشف المستور أمامه وقلبه قد لا يحتمل الصمود هذه المرة:
- أنا إشتكيت لك يا عمي الحاج؟، يا عمي كل الحكاية انه سيف بئالو مدة طويلة بعيد عن المكتب علشان كدا أكيد كان سرحان في الشغل، ثم أشرق وجهها وكأنها وجدت الدليل لكلامها:
- وبعدين حضرتك شوفت بنفسك، عمر جِه انهرده علشان فيه شغل واقف على إمضة سيف، وطبعا منها يزور حضرتك!!..
وجه عبدالهادي سؤاله الى سيف بصرامة:
- الكلام ديِه صوح يا سيف؟...
زفر سيف بعمق بينما نظرت منة اليه حابسة أنفاسها منتظرة اجابته التي لم تتأخر وسمعته وهو يقول:
- تمام يا حاج، انا بالي مشغول بصفقة كبيرة داخلينها علشان كدا تلاقيني ساكت معظم الوقت، وعمر جِه انهرده علشان نراجع بعض بنود في العقد....، فأخرجت منة أنفاسها المحبوسة في صدرها مغمضة عينيها براحه، قبل أن تنتبه الى حديث عمّها فالتفتت مصغية اليه......
عبدالهادي بحكمة:
- برضك يا ولديْ لازمن تفصل بين شغلك ومَرَتَكْ، ذنبها إيه مرتك تنشغل عنها بالطريجة دِيْ؟...
نظرت منة الى سيف باضطراب ملاحظة أنه يحاول التحكم في غضبه بصعوبة وقد خانته عضلة فكّه المقابلة لها والتي كانت تهتز بشدة دليل على انفعاله الواضح!، قالت منة بابتسامة متوترة بعض الشيء:
- يا عمي مافيش حاجه حصلت أنا....، قاطعها عبدالهادي بهدوء:
- إسكتي أنتي يا بتّي ، أنتِ من أصل طيب وعمرك ما هتشتكي ولدي، بس هو كمان لازمن يعرف انه لو كان حبيبك عسل ما تلهطوش كلاته!!...
ابتسم سيف ابتسامة صغيرة وقال بهدوء:
- حاضريا حاج، اللي تؤمر بيه...
الحاج بأسى:
- معلهش يا ولدي، أني عارف اني السبب، من ساعة اللي حوصلي وانت مِهمِّل حالك ومالك وجاعد انت ومرتك وبناتك جاري إهنِهْ، انما أنا بجيت عال العال والحمدلله، ماطعتلشي مصالحك أكتر من إكده، لو عاوز تسافر مع نسايبك وهما مروحين سافر يا ولدي، ما تعطلشي نفسك...،
نفى سيف بشدة واستنكار:
- لا لا لا لا ، ازاي تقول كده يا حاج؟!، الشغل ماشي والحمدلله، واي حاجه بتقف عمر بيتصرف، المهم إنت، أنا مش ماشي من هنا دلوقتي خااالص ( ونظر الى منة نظرة مصممة) الّا إذا كنت انت بقه اتضايقت مننا؟...
نهره عبدالهادي وهو يرفع العصا ناحيته وكأنه سيهم بضربه بها:
- باهْ!، أنت بتجول إيه؟، اتجنيت يا سيف!...أنا الود ودّي انك ما تفارجنيش واصل، أنا اتعلجت بيكم جوي، والبيت هيبجى طعمه عفش جوي من غيركم !!....
سيف بانشراح:
- والله فكرة!، ثم نظر الى منة نظرة تحد وتابع:
- ايه رأيك أنقل شغلي ونيجي نعيش هنا؟!...
شحب وجه منة ولكنها في ذات الوقت لا تستطيع الاعتراض أمام الحاج، وكرهت سيف في هذه اللحظة فهو قد وضعها بين اختيارين أحلاهما مُر!، رسمت ابتسامة مزيّفة على وجهها وقالت:
- وإيه المانع، بس فيه مشكلة صغيرة، البنات المفروض هيدخلوا المدرسة السنة اللي جاية ان شاء الله، وعلى ما أعرف ان المدارس اللغات هنا عددها محدود جدا، واحنا فعلا قدمنالهم في مدرسة واتحدد معاد الانترفيو، انت نسيت يا سيف؟...
قال عبدالهادي مستبقا سيف:
- طبعا مصلحة البنات أهم، خلاص انتو كل أجازة تجضوها معانا إهنه، ونهاية الاسبوع كُمان!!...
بعد أن فرح سيف لاقتراح والده بمكوثهم لديْه، شعر بالأسى والغضب لإستطاعة منة التنصّل من الموافقة، لقد شعر وكأن ابوه يمد له طوق النجاة باقتراحه ذلك، نعم فمكوثهم هنا سيجعل منة تتخلى عن عنادها شيئا فشيئا، أما عودتهم الى القاهرة سيجعلها تشعر بالقوة نظرا لوجودها بجانب أهلها، وستبدأ ذات الاسطوانة المشروخة مجددا، ولكنه لن يتزحزح من هنا قيْد أنملة قبل أن يُدخل الى رأسها العنيد هذا أنه ليس من المسموح به أصلا العودة الى ذات الأمر مجدداً، وأكثر ما يغيظه أنه قد علمت من والدتهى أنه قد أنهى أمر هذه ال***** تماما، وفعل الشيء الصحيح، وقد بدا صادقا في توبته، ومن كلام والدته أنها وان كانت لاح عليها الضيق لذكر هذا الموضوع مجددا إلّا أنها لم تستطع اخفاء ارتياحها لما فعله، بل إنه قد نشر خبر طلاقهما في ذات المجموعه التي قد نشرت فيها تلك البائسة خبر زواجهما سابقا، ولكن منة لم تفاتحه بهذا الشأن، وقد نصحته والدته أن لا يناقشها في هذا الأمر مجددا ، ويحاول نسيانه تماما، كأن لم يكن !!، ولكن موقف منة منه لا يستطيع تقبله، ولن يكون هو سيف إن لم يقضي على مقاومتها نهائيًّا والأيام بينهم!...
تنبه من شروده على نداء والده المتكرر له، نظر له بإعتذار قائلا:
- اؤمر يا حاج معلهش سرحت شوية!!...
ضحك عبدالهادي وعلّق:
- تسرح في الجومر وهو جاعد جارك؟، المهم.. جوم ياللا ....
نظر سيف بارتياب الى منة التي حركت كتفيها علامة الجهل، ثم أعاد نظره الى والده مستفهما بابتسامة صغيرة:
- أقوم؟، أقوم أعمل ايه يا حاج؟، أمشي يعني؟
ضرب والده كفّا بكف وقال:
- شوف أجوله إيه يفهمها إيه!!، جوم صالح مَرَتَكْ... ياللا حِبْ على راسها!..
امتقع وجه منة خجلا واضطرابا وسارعت بالقول:
- ما... مالوش لزوم يا حاج .... انا مش زعلانه!
الحاج بإصرار:
- هي كلمة واحده لازمن يصالحك يعني لازمن يصالحك، ولا إنتي عاوزة تكسِّري كلمتي؟...
ارتبكت منة وتلعثمت ونظرت الى سيف باستجداء والذي بادلها نظراتها بأخرى ماكرة مما جعلها تسبُّه في نفسها وقالت:
- لا أبدا يا حاج، ما عاش اللي يكسّرلك كلمة..
أشار لسيف بعصاه آمرا:
- تعالى جرّبك من مرتك شويْ، مالك جاعد بعيد عنيها ليه إكده، ياللا حِبْ على راسها!..
طوق سيف كتف منة بذراعه ونظر اليها هامسا بينما نظرت اليه بتحذير:
- معلهش عبد المأمور!...
ومال مقبلا جبينها، و.....أطال القبلة، حاولت الفكاك منه ولكن سيف كان كالمغيّب، همست بإسمه مرات عديدة، ولكنه كان تائها في رائحتها الأنثوية العذبة ، وانتقل بشفاهه الساخنة من جبينها نزولا الى صدغها ثم الى الجهة الأخرى من وجهها، ناثرا قبل صغيرة ملتهبة !، وعندما اقترب من شفاهها لفحتها رائحته الرجولية مختلطة برائحة أنفاسه العَبِقة، وقبل أن تتوه هي الأخرى في دوامة حبه الذي يجرفها، وكزته في خاصرته بقوة جعلته يتأوه بألم، وابتعد عنها ناظرا اليها بحنق ليفاجأ بوجهها وقد غدا بحمرة ثمرة الطماطم الناضجة، كما أن وشاحها قد إنزاح الى الخلف قليلا لتفلت بضعة خصلات من شعرها، انتبه لوجوده بجوارها و....أمام والده!!، طغى الاحمرار على وجهه هو الآخر خجلا من والده ، وتنحنح مبتعدا عنها قليلا بينما تعالت ضحكات والده وقال:
- جرى ايه يا وِلدْ؟، خفّ ع البنيّة!!، سكت قليلا ليتابع بحنو:
- ربنا يسعدكم يا ولديْ...
استأذنت منة في الانصراف واتجهت سريعا بخطوات متعثرة لتغادر غرفة عبدالهادي صاعدة الى غرفتها حيث ارتمت فوق الفراش بينما تضع يدها اليسرى فوق قلبها لعلها تُبطيء دقاته التي غدت كالمطرقة حتى إنها تظن أن صوتها مسموع لمن أصاخ السمع قليلا، وقد شعرت أن قلبها سيخرج من بين جنبات صدرها ليرتمي على ذاك الذي يجعله يدق بخفقات متتالية سريعة بلاااااا... رحمة!!....
*************************************************

منى لطفي 02-03-16 05:05 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
وصل والديْ منة برفقة نادر ظهيرة اليوم التالي، رحبت بهم زينب وعبدالهادي الذي أمر مهجة بسرعة إخبار سيف ومنة بحضور والديها..
كانت منة تتجهز للنزول الى أسفل عندما طرق سيف الباب ودخل، وقف متطلعا اليها بغموض قليلا....، لم تكن قد شاهدته منذ جلوسها معه في غرفة عبدالهادي، فقد هربت الى غرفة بناتها مرة، ثم جلست برفقة سلمى أخرى، الى أن حل الظلام أخيرا فذهبت الى الغرفة حيث اصطنعت النوم ونامت، بينما مكث سيف طوال ليله وهو يتقلب على جمر من نار الشوق الى معذبته يحاول ردع نفسه عن الذهاب اليها بينما هي ترقد على بُعد خطوات منه!!..
تقدمت منة اليه مقطبة ووقفت أمامه متسائلة:
- فيه حاجه يا سيف؟...
تحدث سيف بهدوء ولكنها استشعرت نبرة الخطر في صوته:
- باباكي ومامتك جوم تحت، أشرقت أساريرها وما إن همت بالمرور أمامه للهبوط الى أسفل للترحيب بهم حتى أمسك ساعدها بيده ومال عليها ناظرا اليها بقوة هاتفا من بين أسنانه:
- نادر تحت معهم!، إبعدي عنه خالص!، منة ... إنتي عارفاني ... مش عاوز قلق، لمصلحته هوّ، خليكي بعيد عنه، لو لاقيته بيحوم حواليكي بأي شكل من الأشكال ما تلومنيش ساعتها!، انتي هتنزلي معايا دلوقتي وهترحبي بيه زي أي ضيف غريب...، ونظر اليها بحدة مشددا:
- سامعاني يا منة ... غريييب !!...، جذبت منة ساعدها من قبضته ونظرت اليه رافعة رأسها بعنفوان وقالت:
- نادر يبقى أكتر من أخ بالنسبة لي، وهو انسان محترم جدا، عمره ما هيعمل حاجه من اللي بتقول عليها دي، وأظن عيب أوي يبقى ابن خالتي مكلف نفسه مشوار زي دا علشان بابا وماما وأنا في الآخر أقابله بالوشّ الخشب اللي عاوزني أديهوله، مهما كان هو هنا يعتبر ضيف عندي، دا بإعتبار أنه دا بيت جوزي يعني بيتي أنا كمان، عموما عن اذنك انا هنزل أسلم على بابا وماما ماينفعش أتأخر عليهم أكتر من كدا!!..
وخرجت تاركة إيّاه وهو ينظر في إثرها بغيظ وقد كوّر قبضته ضاربا بها الحائط بجواره وهو يهتف بغضب:
- ماشي يا منة، أما أشوف ... أنا ولّا .. نادر بيه !!...
اندفعت منة الى أحضان والدها ما إن رأته، ربتّ والدها ضاحكا على وشاحها المغطي رأسها، شدتها أمها اليها وهي تقول بابتسامة دامعه:
- يعني أبوكي بس اللي وحشك يا منون، أمك ما وحشتكيش؟!
منة وهي تتلقى أحضان والدتها بحب مجيبة بمرح:
- إزاي دا؟، وحشتيني جدا جدا يا توفي.....
بعد ان رحّبت بوالديها نظرت الى نادر الواقف بعيد نسبيا وهزّت رأسها بالتحية له قائلة بابتسامة مرحّبة:
- حمدلله على السلامة يا نادر، معلهش تعبناك معانا....
أجاب نادر بهدوء بينما عيناه طفقتا تنهلان من تقاسيم وجهها بنهم شديد فقد إفتقدها بشدة في الأيام السابقة:
- تعبكم راحة يا بنت خالتي، وبعدين السكة مش طويلة أوي يعني، 5 ساعات تقريبا...
قالت زينب بحبور:
- بس؟!....
تمتم نادر بينه وبين نفسه:
- فداكي يا منة ...
أنتبه من شروده على عينين تطالعانه بغضب وحشي، قبل أن يتجه صاحبها للترحيب بوالديْ زوجته، ثم اقترب منه بخطوات واثقة ووقف أمامه ناظرا اليه بنصف عين قبل أن يمد يده قائلا ببرود:
- أهلا يا نادر.. حمدلله على السلامة...، صافحه نادر وتمتم بالشكر....
كان نادر يرغب بالرحيل، فنظرات سيف كانت تجعله يشعر بالارتباك، كان مسلط نظراته عليه، وكان نادر يسترق النظر الى منة بين كل فينة وأخرى، وعندما يلتفت يُفاجأ بسيف وهو يطالعه بغضب شرس، فقرر الرحيل، هو لا يريد أن يكون السبب في أي أذى يلحق بها، فمن الواضح أن سيف قد وصل إلى أقصى درجات الغضب، ويخاف أن يصب جام غضبه على هذه المسكينة التي تتحدث بانطلاق وتتبادل العبارات المازحة مع والديْها ووالديْ زوجها غير منتبهة لما يدور حولها من صراع الأعين بينه وبين زوجها !!...
تنحنح نادر ثم قال موجها حديثه الى عبدالهادي:
- ألف حمدلله على سلامة حضرتك، معلهش هضطر أقوم علشان مشواري بعيد، والحمدلله انه صحتك حضرتك بئيت كويسة.....
اعترض عبدالهادي على انصرافه بشدة، حاول نادر معه مرارا فزاد عناده، كان سيف يراقب محاولات نادر للفكاك من إلحاح والده عليه بالمكوث، كان قد تنفس الصعداء وهو يسمعه يستأذن بالرحيل ليأتي والده فيزيد من عذابه وهو يرفض رحيله بهذه السرعة، تحدث عبدالعظيم:
- معلهش يا نادر استنى طيب شوية واحنا نروّح آخر النهار سوا، احمد هييجي بالليل وشكله هيبات لبكرة، وبدل ما ترجع لوحدك نرجع سوا...
قاطعهما صوت عبدالهادي مستنكرا:
- كيف دا؟... هي السكة جنب الرِّجلْ؟، عاوزين تاجوا وترجعوا في نفس اليوم؟، لاه ، انتو هتجعدوا حدانا يومين، وفرصة الباش مهندز أحمد جاي، البلد إهنه جوها جميل...
نادر بابتسامة:
- خلاص يا عمي عبدالعظيم، علشان الحاج عبدالهادي مايزعلش، خليك انت وطنط عواطف وأنا هقوم دلوقتي علشان يدوب كدا...
وضع عبدالهادي يده على كتف نادر مانعا اياه من النهوض وكان جالسا بجواره ونهره قائلا:
- رايح فين؟، أنا لمن جولت ما حدش مسافر كان جصدي الكل!
نادر بحيرة وابتسامة صغيرة بينما سيف يراقب الحوار بترقب:
- معلهش يا حاج، طيب هما هيباتوا مع بنتهم، أنا ماينفعش أبات!، ثم .... هقعد بصفتي إيه؟...
عبدالهادي بجدية:
- بصفتك ضيف مَرَتْ ولدي، يعني ضيفي، وبعدين اعمل حسابك انت ماهتباتش يوم ولّا.... تنين ..لاه !!...
نادر بارتباك:
- معلهش مش فاهم يا حاج؟..
عبد الهادي بثقة مفرطة:
- إنت ضيف، وواجب الضيافة تلات إيام، يعني إنت هتجعد معانا إهنه تلات إيام بلياليهم، بعد إكده إنت حرّ، عاوز تدنِّيكْ معانا تنورنا، عاوز تعاود تاني براحتك، لكن مش جبل التلات إيام بنص ساعه حتى !!...
لم يهتم نادر برد فعل أحد من الحاضرين سوى سيف، فنظر اليه ما إن أنهى عبدالهادي إصدار أوامره ليفاجأ بشحوب وجهه الشديد، بل وكأنه يرى ألسنة من اللهب تتطاير من رماد عينيه المشتعل فيما سيف يتمتم بينه وبين نفسه أن والده قد زاد من شقائه وليس عذابه برفضه رحيل ...... نادر!!..
- يتبع -
وخلصت الحلقة.. توقعاتكم يا ترى سيف هيعمل ايه في نادر؟؟.. ويا ترى خطة الحاجة زينب هتنفع؟...
ابتدى العد التنازلي للوصول الى نهاية المطااف في جوازة نت... يا ترى هتكون ايه؟... في انتظاركم أعزائي ....
:e106::e106::e106:

مملكة الغيوم 02-03-16 07:15 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
السلام عليكم ورحمة الله مرحبا منون مرحبا يا بنات
الحقيقه سيف فى وضع لا يحسد عليه قاعد عنيه هتنط من وشه لما الحاج مسك فى نادر وايه تلات ايام صعيدى يا بوى اقل واجب
موقف سيف لما ابوه خلاه يصالح منه هههههههههه بصراحه اندمج اندمج يعنى داهن شفايفه بامير لزقت فى وشها ومفيش نيه تغادر ومنه بقت اشارة مرور
اما الحاجه زينب حماده تانى خالص جابت منخير شاهى فى التراب وكله كوم وتجوزها رماح كوم تانى والله خساره فيها رماح بس موضوع طلاق سيف انا اصلا مش مقتنعه انه جواز حتى العقد العرفى لازم بوجود الطرفين والشهود انما الاسلكى ده لايعتد بيه لازم زى ما كان عينه فى عينها كده وهو بيطلق لازم كمان يكون عينه فى عينها وهو بيعلنها زوجته انما لعب النت ده لا يعتبر ابدا زواج حتى لو كل اللى على النت عرفو ممكن خطبه انما جواز لا هو غشيم وهى استغلته مش اكتر بس امه الحقيقه ربتها فى اوضة الفئران تسلمى منون فى انتظار الباقى دمتى بود ولكى منى كل الحب

الاميرة البيضاء 02-03-16 07:57 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
يسلمو منونتى الحلوة
شوفتى اوضة الفيران نفع ازاى عشان تقدرى اقتراحاتى بس <فيسي الواثق من نفسه هههههه
سيف
اللعب هيحلو ووجود نادر هيجلطه جلطة ثلاثية
فى انتظارك يا منون يا عسل

سمرو 02-03-16 09:57 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
شوفي يامنمن .انا رأيي ان منه توقف المهزله اللي ناويه عليها الست زينب فوق ماانه الحقير ابنها غلط غلطه شنيعه وهي واقفه في صفه تبغى تستغل مشاعر نادر حتى لو ماعرف بالخطه عشان تقهر ولدها الزباله والست منه موافقه المفروض تحترم نادر اللي كان خلوق ومحترم ومادام هانت عليها كرامتها هي واهلها فخلاص طز فيها بس تبعد بخططها عن نادر .

منى لطفي 02-03-16 10:28 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمرو (المشاركة 3599589)
شوفي يامنمن .انا رأيي ان منه توقف المهزله اللي ناويه عليها الست زينب فوق ماانه الحقير ابنها غلط غلطه شنيعه وهي واقفه في صفه تبغى تستغل مشاعر نادر حتى لو ماعرف بالخطه عشان تقهر ولدها الزباله والست منه موافقه المفروض تحترم نادر اللي كان خلوق ومحترم ومادام هانت عليها كرامتها هي واهلها فخلاص طز فيها بس تبعد بخططها عن نادر .

سمرو يا عسل متعصبه ليه بس؟.. ما يهون عليّا زعلك، شوفي حبيبتي الست زينب متل أي أم عاوةزة تشوف ابنها في بيته مع مراته اللي بيحبها، وخلينا نكون صرحا زينب دي حلم الحماة الأم... لكن لو كانت حماة واقعية كانت هتقول لمنة كلمة واحدة بس.. ابني راجل ايه يعني وغلط انتي هتعلقي له المشنقة؟... وكانت هتقول لسيف كلمة واحدة كمان: طلقها وأنا أجوزك ست ستّها!!..
دا اللي بيحصل ، لكن هي لا... غلّطته، ولو ما كانت عارفة ومتأكده انه منة بتحبه ما كانت فكرت في خطة عشان تربيه وترجعه ندمان، وبعدين هو اعترف لأمه انه بعد عنها من قبل ما منة تعرف، لكن بنت التيييت دي ما رضيتش زبون يطلع من تحت ايدها، ولأنه كيف ما قال ربنا عاوز توبته تكون نصوحة فعلا خلّا منة تشوف الرسايل اللي نسي يمسحها، شوفي حبيبتي انا مش ببرر الخيانة، لكن فيه حاجة اسمها ضعف، لحظة ضعف.. شيطانه غلبه وقتها، هو تاب كتيير واستغفر كتيير، سبب انه طلقها وأعلن دا انه اختار الآخرة.,... نسبة شك ولو بسيطة دخلت قلبه فرضا انه دا زواج، وللأسف ما في شيخ ممكن يجزم انه دا مو زواج لأنه الأصل في الزواج الاشهار ، مش الورق، ما كان فيه زمان ورق ولا مأذون كان اشهار، لدرجة انه بعض الشيوخ قالوا لو اتزوجوا عند مأذون بورق رسمي موثق وما أشهروا في السر يعني يكون حرااااام لأن الاشهار ركن من أركان صحة الزواج، هو كان ممكن يقول كدب ما حصل، لكنه اعترف وواجه الناس كلها وهو بيخاطر بسمعته، لكنه اشترى رضا ربه، كفاية الذنب والجرم اللي عمله، ربنا بيقول"كل ابن آدم خَطّـاء وخير الخطّائين التوابون".. ، ربنا أعطانا فرصة تانةي وتالتة ورابعة نخطأ وتوب توبة نصوحة ونرجع نخطأ ونتوب فيتوب علينا الى أن تطلع الشمس من مغربها..
مرة كمان أنا مش ببرر الخيانة ولا بتساهل معها ، لكن لو كل واحده اتعاملت بالحدة الفظيعة دي في حياتها وما غفرت لأنسان تاب فعلا وربنا تاب عليه، وظهرت الدلائل على كدا، يبقى هي نصّبت من نفسها قاضي وجلاد، ووقت لما هي تغلط ما هتلاقي اللي يفهمها او يسامحها او حتى يقبل انه يسمعها، وما تقوليلي انه المرأة المحترمة ما تعمل و و و ... لا عزيزتي، طالما الشيطان موجود فالخطيئة موجودة.. الشيطان اللي غوى سيدنا آدم ووسوس له وخلّاع يعصى أمر ربنا واتسبب في خروجه هو وأمنا حوا من الجنة مش هيستعصي عليه أنه ييجي في لحظة ضعف للاسنان يوسوس له فيهاـ الفيصل هنا على مدى قرب الانسان دا من ربنا، وانه ربنا يحميه ويعفو عنه من الاختبار دا، يعني أبسط مثل مش جايز منة في لحظة شيطان تقول وليه لأ كيف ما هو خاني انا هخونه وأدوقه المرار اللي دوقته.. لكن منة بتخاف ربها.. ايمانها أقوى من ايمانه، يبقى ليه ما تاخد بيدّه وهو اعترف وتاب، أنا مش بقول انها هتسامحه، لسه الحلقات جاية وبتوضح أكتر... أنا عاوزاكي تفكري معايا هل يتساوى واحد زي سيف مع واحد تاني قال لمراته بمنتهى الغرور أنا كدا وهفضل كدا وان كان عاجب؟.. حصلت للأسف وبتحصل، ربنا يعافينا ويعفو عنا.. أتمنى انك لا تتحاملي على منة منة بين نارين فجأة حياتها انهارت زوجها وحبيبها وأبو بناتها... في كفة ... وخيانته ليها وجرحه لقلبها في كفة... والكورة عنده هو... يا ترى هيقدر يقنعها بأنه يستحق فرصة تانية ولا لأ؟... بنشوف في الحلقات الأخيرة القادمة.... تقبلي تحياتي عزيزتي :e106::e106::e106::e106:

منى لطفي 02-03-16 10:32 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3599565)
السلام عليكم ورحمة الله مرحبا منون مرحبا يا بنات
الحقيقه سيف فى وضع لا يحسد عليه قاعد عنيه هتنط من وشه لما الحاج مسك فى نادر وايه تلات ايام صعيدى يا بوى اقل واجب
موقف سيف لما ابوه خلاه يصالح منه هههههههههه بصراحه اندمج اندمج يعنى داهن شفايفه بامير لزقت فى وشها ومفيش نيه تغادر ومنه بقت اشارة مرور
اما الحاجه زينب حماده تانى خالص جابت منخير شاهى فى التراب وكله كوم وتجوزها رماح كوم تانى والله خساره فيها رماح بس موضوع طلاق سيف انا اصلا مش مقتنعه انه جواز حتى العقد العرفى لازم بوجود الطرفين والشهود انما الاسلكى ده لايعتد بيه لازم زى ما كان عينه فى عينها كده وهو بيطلق لازم كمان يكون عينه فى عينها وهو بيعلنها زوجته انما لعب النت ده لا يعتبر ابدا زواج حتى لو كل اللى على النت عرفو ممكن خطبه انما جواز لا هو غشيم وهى استغلته مش اكتر بس امه الحقيقه ربتها فى اوضة الفئران تسلمى منون فى انتظار الباقى دمتى بود ولكى منى كل الحب

بس تصدقي رابح عريس لقطة بجد هههههههه هيتوّبها الصنف كلّه!!!!!!!!!
وبالنسبة لنادر الله يكون في عونه ايام الضيافة القسرية دي هههههههه دا هيشوف عجب العُجااااااب !!!!!!!!!!!

منى لطفي 02-03-16 10:34 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة البيضاء (المشاركة 3599569)
يسلمو منونتى الحلوة
شوفتى اوضة الفيران نفع ازاى عشان تقدرى اقتراحاتى بس <فيسي الواثق من نفسه هههههه
سيف
اللعب هيحلو ووجود نادر هيجلطه جلطة ثلاثية
فى انتظارك يا منون يا عسل

هههههههه لا في دي عندك حق، اودة الفيران أثبتت فاااااااااعلية منقطعة النظير، اما عن نادر وسيف فحدث ولااا حرج ههههههههه :lol::lol:

سمرو 02-03-16 11:03 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
ههههههه.عارفه يامنمن من كثر ماانت مبدعه انا خلاص صايره اتخيل الابطال قدامي وشايفه منه زي اختي ههههه.
انا معاك بس احنا بشر يامنمن مانقدر نسامح وننسى بسهوله.احس ان اللي حصل حيأثر على حياتها معاه ولازم ياخذ درس ودرس طويييل وجامد يعني ينحرم منها فتره طويله اصله الحيوان مابعدش عنها ومالقي العقاب اللي يحرقه لا جات له مكافأه كمان ينام معاها وينبسط جاته داهيه .مبدعه يامنمن وكل بارت بيحمسنا كمان.

sloomi 02-03-16 11:28 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

الغبيه منه نامت مع الحقير رغم اللي شافته وقراته...مش قلت ...غبببببببيه...ورفضها ضعيف جدا...وغضبها وزعلها منه ضعيف كمان...يعني اللي في موقفها مفروض تكون اقوى من كده ورفضها يكون حازم أكثر ..بس هي غبيييييييه.

والزفت سيف ده مش قاعد يتعذب يامنمن ...لااااازم عذاب حقيقي ...مش شويه غيره ...ولا الأخ قال خلاص هو تعب ومش حيعتذر تاني...يا عم روح كده...هو انت عملت شنو عشان تتعب...ولا انت فاكر انك عملتك المهببه دي بسيطه وخلاص اكوانت وعملت عليه بلوك....انت لازم تشوف الويل...أول حاجه يامنمن أبوه لازم يعرف عشان سيف يتعذب لما يشوف أنه سقط من نظر أبوه...ولازم منه تبعد منه فتره طويييله جدا...وياريت أهلها يصروا على طلاقها...عشان هي تحس أن شويه من كرامتها رجعت لها...
انت يامنمن شكلك ناويه ترجعيهم لبعض صح...
طيب بس لا ضرر من طلقه واحده عشان الزفت الحقير يتادب صح ...ومنه تحس انها أخذت حقها منه .

منتظرين القادم بشوق...


(سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب أليك)

مملكة الغيوم 02-03-16 11:31 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمرو (المشاركة 3599589)
شوفي يامنمن .انا رأيي ان منه توقف المهزله اللي ناويه عليها الست زينب فوق ماانه الحقير ابنها غلط غلطه شنيعه وهي واقفه في صفه تبغى تستغل مشاعر نادر حتى لو ماعرف بالخطه عشان تقهر ولدها الزباله والست منه موافقه المفروض تحترم نادر اللي كان خلوق ومحترم ومادام هانت عليها كرامتها هي واهلها فخلاص طز فيها بس تبعد بخططها عن نادر .

شوفى سموره حبيبتى لو كل واحده جوزها غلط وخانها طلبت الطلاق واصرت عليه ولم تفتح باب الغفران ااكد لك ان 90فى الميه من البيوت الزوجيه حتتخرب واطفالهم حيشتتو بين الاب والام ولو عملتى احصائيه حتلاقى الخيانه دى بعد السنه الاولى اوبعد الطفل الاول وده يكاد يكون منتشر الا من رحم ربى بس اللى بتبقى على الحب وبتسامح وتحافظ عشان ولادها وتدى فرصه تانيه ربنا مبيتخلاش عنها وبيوفقها ويحافظ لها على بيتها ولو كل واحد غلط رجمنا بحجر لتحول طوب الارض المثقال بدينار ومن منا لم يخطئ ولو فى حق نفسه لو لم تخطئو ةتتوبو لذهب الله بكم واتى بقوم اخرين يخطئون ويتوبون او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

سمرو 02-03-16 11:51 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
حبيبتي انت مملكة الغيوم انا معاك بس في غلطات لازم يكون عقابها شديد وزي ماكتبت فوق لمنمن قلت لازم يتربى وتخليه منه فترة طويله عشان يتعذب انت مش ملاحظه انه من لمن اكتشفت منه الموضوع ولحد الحين وهو مافارقها وطايح بوس واحضان وفي الاخير ينام معاها وله عين يغار ويشك فيها وهي كل مره تستسلم له .سيف لاااازم يتربى وامه ياخبيبتي حتخن عليه أكيد وحتمسك ودانه وتطبطب عليه وتقول ماتعملش كدا تاني لا منه لازم تحرقه بالغياب عنه وماتسمحش له يتعدى حدوده .

سمرو 02-03-16 11:56 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
الحاقا لما سبق ههههه.انا اطالب بانزال اشد العقوبات عليه .غلطه كبير .مش حنحاسب واحد قطع الاشاره زي واحد دخل بيت ناس وسرق املاكهم وهرب.صح يامملكة الغيوم.وبرضه اقول دي وجهة نظري واكيد منمن لها وجهة نظر .تحياتي للغاليه مملكة ولكل واحده من القمرات .امووواه.

منى لطفي 03-03-16 12:41 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sloomi (المشاركة 3599623)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

الغبيه منه نامت مع الحقير رغم اللي شافته وقراته...مش قلت ...غبببببببيه...ورفضها ضعيف جدا...وغضبها وزعلها منه ضعيف كمان...يعني اللي في موقفها مفروض تكون اقوى من كده ورفضها يكون حازم أكثر ..بس هي غبيييييييه.

والزفت سيف ده مش قاعد يتعذب يامنمن ...لااااازم عذاب حقيقي ...مش شويه غيره ...ولا الأخ قال خلاص هو تعب ومش حيعتذر تاني...يا عم روح كده...هو انت عملت شنو عشان تتعب...ولا انت فاكر انك عملتك المهببه دي بسيطه وخلاص اكوانت وعملت عليه بلوك....انت لازم تشوف الويل...أول حاجه يامنمن أبوه لازم يعرف عشان سيف يتعذب لما يشوف أنه سقط من نظر أبوه...ولازم منه تبعد منه فتره طويييله جدا...وياريت أهلها يصروا على طلاقها...عشان هي تحس أن شويه من كرامتها رجعت لها...
انت يامنمن شكلك ناويه ترجعيهم لبعض صح...
طيب بس لا ضرر من طلقه واحده عشان الزفت الحقير يتادب صح ...ومنه تحس انها أخذت حقها منه .

منتظرين القادم بشوق...


(سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب أليك)

ههههههههه هو اللي انا بصراحه ناويه له عليه اشد من الطلاااااااااااق بكتيييييييير... يا عيني على شبابك يا سيفو... ربنا يصبر قلب حبايبك يا خويااااااااا :73::9jP05261::9jP05261:

منى لطفي 03-03-16 12:44 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمرو (المشاركة 3599629)
الحاقا لما سبق ههههه.انا اطالب بانزال اشد العقوبات عليه .غلطه كبير .مش حنحاسب واحد قطع الاشاره زي واحد دخل بيت ناس وسرق املاكهم وهرب.صح يامملكة الغيوم.وبرضه اقول دي وجهة نظري واكيد منمن لها وجهة نظر .تحياتي للغاليه مملكة ولكل واحده من القمرات .امووواه.

اكييييد يا قمري وجهة نظر تُحترم ... عامة اللي هيحصل له أشد من الطلااااااااااق ... يا للا هنقول ايه بقه... دنياااااااااااااااااا.. وما دايم غير الدايم ولا دايم غير الله........
:rolleyes:

منى لطفي 03-03-16 01:02 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمرو (المشاركة 3599627)
حبيبتي انت مملكة الغيوم انا معاك بس في غلطات لازم يكون عقابها شديد وزي ماكتبت فوق لمنمن قلت لازم يتربى وتخليه منه فترة طويله عشان يتعذب انت مش ملاحظه انه من لمن اكتشفت منه الموضوع ولحد الحين وهو مافارقها وطايح بوس واحضان وفي الاخير ينام معاها وله عين يغار ويشك فيها وهي كل مره تستسلم له .سيف لاااازم يتربى وامه ياخبيبتي حتخن عليه أكيد وحتمسك ودانه وتطبطب عليه وتقول ماتعملش كدا تاني لا منه لازم تحرقه بالغياب عنه وماتسمحش له يتعدى حدوده .

هههههههه ليه يا سمرو بس، دي سافرت اسكندرية وسابيته في مصر، حتى لما حب يتمادى معاها ايدها علّمت على وشّه !!!!!!!!.. وسفرها معاه لبلده عشان خاطر والده فقط لا غير، هي عملت بأصلها كان ممكن جدا تقول وانا مالي انت واحد خاين غشاش لكن هي بتحب حماها ومقدرة أد ايه هو بيحبها وكان بيقف جنبها ضد حماتها ، كل اناء ينضح بما فيه وهي من بين محترم وأهلها هما اللي نصحوها انها تسافر وانه حماها محتاجها، حكاية الاحضان والبوس اللي هناك ههههههه هو سيف من اول كلمة في الرواية وهيتجنن عليها، وبيحبها، وحاسس انه الشيء دا اللي هيخليه يحس انها رجعت له من تاني، وهي بتحبه ومعلهش يعني هي مش حيطة هههههه الست لحم ودم بردو مش كدا، لحظة ضعف كرهت نفسها بعدها، دا غير انها متجاهلاه خالص، ومش عاوزة تقعد في نفس المكان لدرجة انه حماها اخد باله، الراجل عنده القلب لو عرف وجراله حاجة مش هتقعد بذنبه العمر كله؟!!!!... فيه نسبة مخاطرة كبيرة انه يجراله حاجة... شوفي لما الزوج يخطأ خطأ زي دا أي الأحسن انه يتعاقب باستماتة ونعصره عصر ولا انه يتوب ويرجع عن اللي فيه وربنا يتوب عليه ويعرف طريق الحق؟.. كيف ما قالت ملوكة لو كل واحده تركت بيتها وراجلها وما عطيته فرصة تانية البلد كلها هتنام في الشارع هههههههههه... لا بجد.. لكن لما تعطي فرصة تانية تكون من داخلك حاسة بلظبط انه فعلا تاب وانه زعلان ع اللي عمله، وفيه نقطة مهمة جدا.. الرجل الشرقي ما بيحب يعتذر كتير ، يعني ما في رجل بيغلط أد ما يغلط ويعتذر يعتذر ويبوس الايادي متل ما عمل سيف وبكى بين ايديها، لانه للاسف الرجل الشرقي متربي انك راجل يا حبيبي وما فيش شيء ييعيبك!!!... ولو الزوجة شدت الحبل أكتر بيتقطع، يعني من الذكاء اننا نشد ونرخي، تقدري تقوليلي مثلا لو صمم انه ما يطلق، وانها لو صممت تترك له البنات، واخبطي راسك بأكبرها حيطة فيه حد هيقف قودامه؟... لا طبعا.. هي كأنم هتستحمل انه بناتها يكونوا مشتتين بينهم خصوصا وانهم بيحبوه وروحهم فيه طبعا لا؟.. يبقى بذكاء كدا نربيه لكن من غير ما نقطع الحبل، هتقوللي ما هو خاين و و و .. هقولك عندك حق لكن احنا بنتكلم في الرجل الشرقي وتربيته وعادات مجتمع كاااااامل، مش هتتغير بين يوم وليلة، انها تعذب فيه وهو يقعد يبوس رجليها ويعيط لمدة طويلة مثلا مش واقعية ولا منطقية صدقيني، انتو هتحسوها انه كلام روايات، وانا بكتب الاحداث كنت محتارة بين أني أشد عليه جامد أو اني أترك الحبل شوية، وبعدين قلت أنا المفروض بكتب قصة للاسف واقعية، وبما انها واقعية يبقى لازم ردود الافعال على أد ما أقدر تكون قريبة من الواقع.. عشان كدا حاولت أني أشد الحبل وأرخي، وهتقوليلي على منة انها ضعفت قودامه... هقولك لساتها بتحبه... لو ما بتحبه كان ما فرق معها... ضعفت... لحظة ضعف كرهت نفسها بعدها وعايشة صراع مرير... هههههههه انا عارفة انه اللي مضايقك البوس والاحضان وراشق على طول ههههههه عموما الحلقات اللي جاية فيه مفاجآآآآآآت نارية و.... ربنا يصبر قلب اهلك يا سيف... ما انت غلبتني فريق يقول تسامحه وفريق يقول لأ... انا بقه قلت أريحك خااااااااالص بقه!! هههههه فيس بيغمز وبيرقص حواجبه

sloomi 03-03-16 03:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى لطفي (المشاركة 3599636)


هههههههه ليه يا سمرو بس، دي سافرت اسكندرية وسابيته في مصر، حتى لما حب يتمادى معاها ايدها علّمت على وشّه !!!!!!!!.. وسفرها معاه لبلده عشان خاطر والده فقط لا غير، هي عملت بأصلها كان ممكن جدا تقول وانا مالي انت واحد خاين غشاش لكن هي بتحب حماها ومقدرة أد ايه هو بيحبها وكان بيقف جنبها ضد حماتها ، كل اناء ينضح بما فيه وهي من بين محترم وأهلها هما اللي نصحوها انها تسافر وانه حماها محتاجها، حكاية الاحضان والبوس اللي هناك ههههههه هو سيف من اول كلمة في الرواية وهيتجنن عليها، وبيحبها، وحاسس انه الشيء دا اللي هيخليه يحس انها رجعت له من تاني، وهي بتحبه ومعلهش يعني هي مش حيطة هههههه الست لحم ودم بردو مش كدا، لحظة ضعف كرهت نفسها بعدها، دا غير انها متجاهلاه خالص، ومش عاوزة تقعد في نفس المكان لدرجة انه حماها اخد باله، الراجل عنده القلب لو عرف وجراله حاجة مش هتقعد بذنبه العمر كله؟!!!!... فيه نسبة مخاطرة كبيرة انه يجراله حاجة... شوفي لما الزوج يخطأ خطأ زي دا أي الأحسن انه يتعاقب باستماتة ونعصره عصر ولا انه يتوب ويرجع عن اللي فيه وربنا يتوب عليه ويعرف طريق الحق؟.. كيف ما قالت ملوكة لو كل واحده تركت بيتها وراجلها وما عطيته فرصة تانية البلد كلها هتنام في الشارع هههههههههه... لا بجد.. لكن لما تعطي فرصة تانية تكون من داخلك حاسة بلظبط انه فعلا تاب وانه زعلان ع اللي عمله، وفيه نقطة مهمة جدا.. الرجل الشرقي ما بيحب يعتذر كتير ، يعني ما في رجل بيغلط أد ما يغلط ويعتذر يعتذر ويبوس الايادي متل ما عمل سيف وبكى بين ايديها، لانه للاسف الرجل الشرقي متربي انك راجل يا حبيبي وما فيش شيء ييعيبك!!!... ولو الزوجة شدت الحبل أكتر بيتقطع، يعني من الذكاء اننا نشد ونرخي، تقدري تقوليلي مثلا لو صمم انه ما يطلق، وانها لو صممت تترك له البنات، واخبطي راسك بأكبرها حيطة فيه حد هيقف قودامه؟... لا طبعا.. هي كأنم هتستحمل انه بناتها يكونوا مشتتين بينهم خصوصا وانهم بيحبوه وروحهم فيه طبعا لا؟.. يبقى بذكاء كدا نربيه لكن من غير ما نقطع الحبل، هتقوللي ما هو خاين و و و .. هقولك عندك حق لكن احنا بنتكلم في الرجل الشرقي وتربيته وعادات مجتمع كاااااامل، مش هتتغير بين يوم وليلة، انها تعذب فيه وهو يقعد يبوس رجليها ويعيط لمدة طويلة مثلا مش واقعية ولا منطقية صدقيني، انتو هتحسوها انه كلام روايات، وانا بكتب الاحداث كنت محتارة بين أني أشد عليه جامد أو اني أترك الحبل شوية، وبعدين قلت أنا المفروض بكتب قصة للاسف واقعية، وبما انها واقعية يبقى لازم ردود الافعال على أد ما أقدر تكون قريبة من الواقع.. عشان كدا حاولت أني أشد الحبل وأرخي، وهتقوليلي على منة انها ضعفت قودامه... هقولك لساتها بتحبه... لو ما بتحبه كان ما فرق معها... ضعفت... لحظة ضعف كرهت نفسها بعدها وعايشة صراع مرير... هههههههه انا عارفة انه اللي مضايقك البوس والاحضان وراشق على طول ههههههه عموما الحلقات اللي جاية فيه مفاجآآآآآآت نارية و.... ربنا يصبر قلب اهلك يا سيف... ما انت غلبتني فريق يقول تسامحه وفريق يقول لأ... انا بقه قلت أريحك خااااااااالص بقه!! هههههه فيس بيغمز وبيرقص حواجبه

شوفي يا مني بعيد عن الكره اللي انا اكنه لسيف ...وبعيد عن الانفعال والشتيمه ههههههه...أقول لك انا معاك في كل كلمه قلتيها..وأن بما أنهم بينهم أطفال في المسامحه وإعطاء فرصه ثانيه هو الصح..بالزات ان البنات متعلقين بيه جدا...وهو كان زوج كويس بغض النظر عن عملته المهببه...بس انا رائي ان الرجوع لبعض مش الآن...يعني منه الآن مجروحه جداااا...والمنظر والصور اللي هي شافتها لسا كل ماتغمض بينطوا في وشها...فأنا اشوف ان من الواقعيه أنها تأخذ فرصه عشان تنسى ..والبعد والفراق في الوقت ده ممكن يرجع لها شويه من كرامتها المجروحه...والطلاق ربنا جعله مره واثنين وثلاثه...وكمان البعد والفراق حيكون عقاب جيد لسيف عشان يعرف يحافظ على بيته مره ثانيه ...لكن رجوع لبعض في هذا الوقت فلا اؤيده ابدا واعتقد انه علاقته لا يمكن ترجع زي ما كانت ابدا...بس ممكن جدا في البعد ومع الوقت منه تقدر تتناسي مش تنسى لأنه زي الحاجات دي مستحيل تتنسي بس هي ممكن تركنها بعيد جدا في مخها ...وهذا الشئ لا يمكن يجي إلا مع الوقت ...حبيبتى طبعا الرأي الأخير ليك ونحنا متابعين معاك ومعجبين بقلمك..ومنتظرين معالجتك للقضيه...

سمرو 03-03-16 05:51 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
صباح الخير ع الحلوين
منمن ياقمر صوح كلامك ياجدعه وانا معاك بس انا مع سلوم لازم نبعدهم عن بعض منه ترتاح وتتناسى وهو يتربى .اوعي يا قمر تموتيه احنا برضه مانرضاش يتحرق قلب البنيه وبناتها وامه وابوه.منتظرينك ونشوف حتشفي غليلنا فيه ازاي .

bluemay 03-03-16 07:37 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله يسعدلي هالصباح يا رب


حلو كتير .. ولو انو عشت ع اعصابي بس الحمدلله افتكينا من وش النحس اللي ما بتتسمى .

عن جد كبيرة يا كبيرة انتي يا حاجة زينب . عرفت تربيها مظبوط.


سلمى ما في امل ترجع لمنعم على ما اظن فهل ممكن تكون من نصيب عمر يا ترى ؟!!



منة موقفها حرج والحاج بطيبته وحبه الها لاوي دراعها زي ما بتقولوا بس بالحسنى طبعا مش غصب لووول

المهم هي شكلها رح تجي ع نفسها وتدوس ع كرامتها ومتل ما بقول المثل : كرمال عين تكرم مرج عيون . فكرمال عين الحاج رح تضطر تقعد مع سيف ولو في القلب شيء منه.


متشوقة للقادم وكيف رح تستفيد الحاجة زينب من وجود نادر وتستغله ؟!!


مع خالص ودي


★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

منى لطفي 03-03-16 08:31 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sloomi (المشاركة 3599640)
شوفي يا مني بعيد عن الكره اللي انا اكنه لسيف ...وبعيد عن الانفعال والشتيمه ههههههه...أقول لك انا معاك في كل كلمه قلتيها..وأن بما أنهم بينهم أطفال في المسامحه وإعطاء فرصه ثانيه هو الصح..بالزات ان البنات متعلقين بيه جدا...وهو كان زوج كويس بغض النظر عن عملته المهببه...بس انا رائي ان الرجوع لبعض مش الآن...يعني منه الآن مجروحه جداااا...والمنظر والصور اللي هي شافتها لسا كل ماتغمض بينطوا في وشها...فأنا اشوف ان من الواقعيه أنها تأخذ فرصه عشان تنسى ..والبعد والفراق في الوقت ده ممكن يرجع لها شويه من كرامتها المجروحه...والطلاق ربنا جعله مره واثنين وثلاثه...وكمان البعد والفراق حيكون عقاب جيد لسيف عشان يعرف يحافظ على بيته مره ثانيه ...لكن رجوع لبعض في هذا الوقت فلا اؤيده ابدا واعتقد انه علاقته لا يمكن ترجع زي ما كانت ابدا...بس ممكن جدا في البعد ومع الوقت منه تقدر تتناسي مش تنسى لأنه زي الحاجات دي مستحيل تتنسي بس هي ممكن تركنها بعيد جدا في مخها ...وهذا الشئ لا يمكن يجي إلا مع الوقت ...حبيبتى طبعا الرأي الأخير ليك ونحنا متابعين معاك ومعجبين بقلمك..ومنتظرين معالجتك للقضيه...

حبيبتي انتي كلامك صح لاااازم يتربى ما فيها نقاش، وعلى فكرة مهما ابتعدوا ومنة نسيت او تناست بمعنى صحيح اللي شافته وقريته عمره ما هيروح من بالها هيفضل في القلب غصّة من اللي حصل، وفي الحلق مرارة، فارس الاحلام نزل من مكانه العالي وخلاص، كانت حاطيته في مكان عاااااالي وكانت معتقدة ان زوجها مش ممكن يعمل اي شيء متل هذه الاشياء، لما كانت بتسمع عن خيانات زوجية كانت بتحمد ربها وقتول انها لا يمكن تتعرض لهذا الشيء، فمهما الزوجة سامحت وعديتها عشان بيتها وولادها وزوجها اللي اكيد بتحمل له مشاعر خاصة عمرها ما هتنسى ، الجرح بيبرى لكن بيضل مكانه موجود.... عامة نهاية الحلقات قربت وما تخافوا كرامة منة محفوظة للأخير.... خاصة انه الفراق ممكن ما يكون بالطلاق.. الطلاق فراق ورجعة.. لكن فيه فراق آخر بيكون فراق بدووون رجعة!!!!!!!!!

تسلمي حبيبتي وصباح الورد.. وانا سعيدة جدا لاعجابك بكتاباتي وان شاء الله الرواية اللي جاية هتكون ضحك ولعب وجد وحب هههههه كوميدي على رومانسي البطلة عندي مطرقعه والبطل تقيييييييل رزّه هههههه!!!

منى لطفي 03-03-16 08:35 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3599655)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله يسعدلي هالصباح يا رب


حلو كتير .. ولو انو عشت ع اعصابي بس الحمدلله افتكينا من وش النحس اللي ما بتتسمى .

عن جد كبيرة يا كبيرة انتي يا حاجة زينب . عرفت تربيها مظبوط.


سلمى ما في امل ترجع لمنعم على ما اظن فهل ممكن تكون من نصيب عمر يا ترى ؟!!



منة موقفها حرج والحاج بطيبته وحبه الها لاوي دراعها زي ما بتقولوا بس بالحسنى طبعا مش غصب لووول

المهم هي شكلها رح تجي ع نفسها وتدوس ع كرامتها ومتل ما بقول المثل : كرمال عين تكرم مرج عيون . فكرمال عين الحاج رح تضطر تقعد مع سيف ولو في القلب شيء منه.


متشوقة للقادم وكيف رح تستفيد الحاجة زينب من وجود نادر وتستغله ؟!!


مع خالص ودي


★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

صباح الورد ميوش حبيبتي...
الحمد لله خلصنا من بوز الاخص شاهي.... اما عن نادر فاللي هيجراله ما كان على باله ههههههه ياللا ربنا يكون في عونه دخل عرين الاسد برجليه ... في انتظارك حبيبتي بحاول انزل الحلقة بدري عشان تقدري تقريها تسلميلي يارب.. :e106::e106::e106:

منى لطفي 03-03-16 08:38 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمرو (المشاركة 3599647)
صباح الخير ع الحلوين
منمن ياقمر صوح كلامك ياجدعه وانا معاك بس انا مع سلوم لازم نبعدهم عن بعض منه ترتاح وتتناسى وهو يتربى .اوعي يا قمر تموتيه احنا برضه مانرضاش يتحرق قلب البنيه وبناتها وامه وابوه.منتظرينك ونشوف حتشفي غليلنا فيه ازاي .

صباح الفل سمرو حبيبتي.... ههه ما تخافوا صدقوني هريحكم على الآخر... هههه منة هتاخد حقها تالت ومتلت كيف ما بنقول عندنا في مصر، وان شاء الله النهاية تعجبكم تسلميلي يارب :e106::e106::e106:

منى لطفي 03-03-16 01:01 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
عندي ظروف بالليل حبيباتي فهنزل الحلقة الآن....

الحلقة السادسة عشر:
وصل أحمد قرابة المغرب، وتم الترحيب به بشدة، وكانت الفرحة تملأ منة لوجود شقيقها، ورحّب به عبدالهادي شاكرا له قدومه لزيارته، وقابل أحمد ترحيبه بامتنان، وعندما جاء دور سيف في السلام على أحمد، راعا الاثنان ألّا يظهر عليهما أية علامات تدل على سوء العلاقة بينهما،.. أمرت زينب مهجة بوضع الحقائب في الجناح الشرقي الخاص بالضيوف، وهو عبارة عن غرفتي نوم بكل واحده حمامها الخاص، وردهة متوسطة ومطبخ صغير يقتصر فقط على وجود طبّاخ كهربائي والأدوات اللازمة لصنع المشروبات الساخنة...، وقد تقرر أن يكون هذا الجناح خاص بعائلة منة والديْها وشقيقها مع عائلته، أما نادر فتم اعداد استراحة صغيرة موجودة في حديقة المنزل، وتتكون من غرفة نوم متوسطة وصالة استقبال واسعة الى حد ما، وحمام ومطبخ ....، بينما استأذن عمر في الرحيل مبررا بأنه لا يستطيع الابتعاد عن المكتب كثيرا خاصة في عدم وجود سيف.....
بعد أن استقرّ الضيوف في غرفة الجلوس ، توجه عبدالهادي بالحديث الى أحمد سائلا إياه عن أحوال رحلته الى البلدة ، وعمّا إذا واجه صعوبة في الوصول، كان أحمد يتحدث بمنتهى التلقائية، وقد تناسى غضبه مع سيف لدى مشاهدته الأريحية التي تتعامل بها منة معه، كما أن والديْها كانا يتعاملان معه بتلقائية شديدة وكأن شيئا لم يحدث!.. دخلت منة وايناس الى غرفة الاخيرة، جلست منة على طرف الفراش بينما ايناس تقوم بوضع ثيابهم التي جلبوها معهم لقضاء ليلتهم في الخزانة، قالت ايناس وهي ترفع الثياب من الحقيبة الموضوعه فوق الفراش :
- ما شاء الله على حماكي وحماتك يا منون، بجد ناس في منتهى الطيبة والاحترام..
منة موافقة على كلامها:
- أكيد، وانا بحبهم جدا، إنتي عارفه لولا خوفي على زعلهم انا كنت مشيت من زمان...
اتجهت ايناس لوضع الثياب في الخزانة واستدارت وهي تستند على رف الثياب قائلة بتقطيبة:
- إلا صحيح يا منة، عمك عبدالهادي لسه ميعرفش باللي حصل؟...
نفت منة بهزة من رأسها وأجابت:
- لا طبعا، دا كان بين الموت والحيا، والحمدلله ربنا نجّاه، عمي ميعرفش حاجه كل اللي يعرفه انه واحد بيكره سيف طلع الاشاعه دي وانا قلت له اننا كنا في اسكندرية بنقضي يومين لما جالنا خبر تعبه المفاجيء دا، ودا اللي خلّاه يصدقني، بس اللي وقفت جنبي بجد هي حماتي، الست دي فعلا اللي يتقال عليها سِتْ بميت راجل، عملت معايا اللي متعملوش أم لبنتها !!...
اتجهت ايناس الى منة بعد أن أنهت وضع الثياب في الخزانة الخاصة بهم ، جلست أمامها وقالت وهي تعقد جبينها متسائلة:
- هي عرفت؟، أومأت منة بالايجاب فتابعت ايناس متسائلة:
- وعملت ايه؟؟..، ضحكت منة واجابت:
- قولي معملتش ايه!!، دي ماسابتش حاجه معملتهاش، قومي قومي ياللا زمانهم حضروا العشا.. مرام مع هنا وفرح وزمان سلمى عشِّيتهم مع عيالها، أهي سلمى دي عليها حنيّة مش ممكن، ربنا يصلح لها الحال مع جوزها....
أمّنت ايناس على دعاء منة واتجهت معها ليلحقا بالباقين في غرفة المائدة وهي تقول ضاحكة:
- لا.. ياللا بينا ، أحسن مش عارفة ليه عندي احساس كدا ان جوزك ممكن يأكّلنا نادر ع العشا!!، أنا شوفت نظراته ليه، كأنه بيتمنى الارض تنشق وتبلعه !!..
ابتسمت منة ابتسامة صفراء وعقّبت:
- هههه، ظريفة أوي!، طب ياللا يا خفيفة نلحقهم...، ضحكت ايناس وتابعا سيرهما الى غرفة المائدة للحاق بالباقين...
----------------------------------------------------------
كان الجو العام يسوده الهدوء أثناء تناولهم طعام العشاء، والذي تخلله بعض الاحاديث الخفيفة، كانت منة تجلس بجوار سيف والذي يجاور والدته التي تجلس يسار عبد الهادي ، وعبد العظيم صمم عبدالهادي على أن يجلس هو الى يمينه، تجاوره عواطف ثم نادرفأحمد وأيناس..
لم يكن سيف متتبع للأحاديث التي تدور بين الجالسين، فكان منشغل باستراق النظرات الى نادر وهو يضغط على أسنانه بين كل حين وآخر، يتمنى لو أن بإمكانه ترك المكان مصطحبا منة معه وألا ينزلا من غرفتهما الا بعد رحيل هذا الـ..... نادر !!
لفت انتباهه كلمة جعلته تيبس في مكانه، فقد قال أحمد بتلقائية رادّاً على سؤال عبدالهادي عن مكتب نادر السياحي والذي حدّثه الاخير عنه:
- لازم تتعامل معاه يا عمي، بجد حضرتك لو ناوي تطلع عمرة مثلا هتلاقي عنده عروض جميلة، أحسن من أي عروض ممكن تلاقيها في أي حتة تانية!!، ثم غمز منة مازحا متابعا وهو يقول الكلمة التي خرقت سمع سيف وأوشك أن يغصّ بطعامه:
- وبعدين كفاية ان الباش مهندسة منة بنفسها هي اللي عملاله ديكور المكتب، أنا متأكد إن شغلها هيبقى وشّه حلو عليه!!،،،
ابتسمت منة بخجل بينما التفت سيف اليها ناظرا اليها بحدة لم تنتبه لها وهى تعلق على كلام أحمد:
- هو أنا لسه عملت حاجه، انا ما لحقتش أرسم خط واحد حتى!
عبدالهادي متسائلا:
- ليه يا بتِّي؟، ديه شغلك برضك!..
منة بابتسامة:
- أبدا يا حاج، أصلي شوفت المكتب في نفس اليوم اللي جينا فيه هنا، فما لحقتش اعمل حاجه..
عبدالهادي بهدوء:
- واني خلاص بجيت منيح، يُبجى لازم تخلصي أشغال الناس المتعطّلة ديْ...
أجاب نادر بابتسامة:
- حصل خير يا حاج، وبعدين أنا مش غريب ووقت ما منة تفضى تبقى تشتغل فيه براحتها..
عبدالهادي بلهجة قاطعه لا سبيل لمعارضتها:
- لاه يا ولديْ، مش عشان إنت تُبجى ابن خالتها يُبجى تتعطل مصالحك ، عموما فرصة إنك موجود إهنه، فمنة تجدر تخلِّص الشغل اليامين دول!!...
تبادل الجالسون النظرات، منهم المتفهم لكلامه كعبدالعظيم وعواطف، ومنهم الغير مبال كأحمد، ومنهم المشفق على منة كإيناس، ومنهم المتردد بين الفرح لأنه سيكون بجوار من يهواها قلبه وبين الخوف من نظرات ذاك القابع بجوارها يكاد يفتك به بنظراته!، ومنهم الخائف من نتيجة هذا القرار كمنة ولكنها تحاول التماسك واصطناع الهدوء وبث الثقة في نفسها أنه لا يوجد ما يريب في الأمر فهذا عملها ولا بد من إنجازه!، ومنهم الذي يكاد يرقص جزلا لأن خطته تسير كما سبق ورسمها كـ....زينب!، أما ...سيف، فحدّث ولااااا حرج!، فما إن إنتهى والده من القرار الذي أدلى به بمنتهى الهدوء حتى كاد أن يقفز صائحا بغضب عنيف شرس يملأ دواخله، ولكنه تمالك نفسه بصعوبة شديدة، قابضا على يديه بقوة وضاغطا على أسنانه بشدة حتى أن وجهه قد أصبح بلون ثمرة الفراولة ولكن غضبا وكمدا، ومن يراه يكاد يقسم أنه يرى دخانا يخرج من أنفه وأذنيه، وقد إحمرّت عيناه بلون الدم، فغدا كالتنين الهائج الذي ينفث نارا من شدة غضبه الوحشي !!....
بعد ثوان عاد الحديث ثانية بين الجالسين حول مائدة الطعام باسثناء شخصين، منة التي كانت تتلاعب بالطعام في انتظار انتهاء الباقين من تناول طعامهم، وسيف الذي يجلس وكأنه يجلس فوق جمر من النار، يدعو الله أن تنتهي محنة تناول الطعام سريعا ليتحيّن الفرصة السانحة للإنفراد بمنة، فهوإن لم يواجهها بما يعتمل في داخله اليوم وينهاها عن القيام بهذا العمل، لا يضمن ما الذي سيفعله ان رآها بجوار هذا اللعين المتبجّح !!..
بعد الانتهاء من طعام العشاء طلبت زينب من الجميع الذهاب الى الحديقة حيث ستوافيهم مهجة بأكواب الشاي، وأكمل الجميع سهرتهم في الحديقة المزدانة بمصابيح صغيرة، بينما يعم الجو هدوءا جميلا، وتهب من آن لآخر نسمة هواء عليل، ويرتفع صوت صرصور الليل كالموسيقى التصويرية لتكمل هذا المشهد الريفي البديع، حيث يتناول الجميع الشاهي مع أكواز الذرة المشوي الطازجة والتي يقوم بشيّها رمّاح !!...
استأذن عبدالعظيم للذهاب للنوم تبعته زوجته ثم بعد قليل لحق به أحمد وايناس، فوجد نادر أنه من الأنسب انسحابه هو الآخر، ليقف سيف فجأة ما ان توارى نادر عن الانظار زافرا براحة وعمق وقال وهو يمد يده ليمسك بيد منة:
- احنا كمان هنستأذن يا حاج، عن اذنك، وقام بتقبيل يد والده ووالدته وهو يقبض على يد منة بقبضة محكمة حيث لم تستطع الافلات منها، فاصطنعت الابتسامة وأومأت برأسها متمتمة بتحية المساء لعبدالهادي وزينب والتي كانت تلاحقهم بنظراتها الماكرة !!....
----------------------------------------------------------
ما إن دخلا سيف ومنة غرفتهما حتى جذبت منة يدها بقوة من سيف والتفتت إليه تهتف بحنق بينما كان يغلق الباب خلفه:
- أقدر أعرف ايه اللي انت عملته تحت دا؟، شدتني من ايدي زي ما أكون عيّل صغير كدا ليه؟!!...
اقترب سيف منها عدة خطوات ووقف امامها واضعا يده في جيبه وقال بنظرات غامضة وبهدوء مريب:
- مزعّلك أوي اللي انا عملته؟، والشُّو اللي اتعمل على العشا دا يبقى ايه؟، ما يزعّلش؟!، أعرف بالصدفة حكاية الشغل بتاع سي...نادر دا؟، ...سكت قليلا وتابع ساخرا:
- أنا على كدا طلعت الزوج اللي آخر من يعلم !!...
نظرت اليه منة في برود مغيظ وقالت بلامبالاة أشعلت النار في عروقه:
- ما جاتش مناسبة إنك تعرف!، عادي يعني، وبعدين الموضوع حصل زي ما قُلت لعمي، يوم ما روحت شوفت المكتب هو نفس اليوم اللي شوفت حضرتك فيه ونفس اليوم اللي جالنا فيه ان عمي تعب ونقلوه المستشفى، يعني تسلسل الاحداث نفسه ما سابش أي فرصة لأي موضوع زي دا إنه يتفتح....
اقترب منها سيف ووقف على بُعد إنشات قليلة منها ومال برأسه تجاهها سائلا بريبة وعقدة عميقة تحتل جبينه العريض:
- إنتي روحتي شوفتي المكتب معاه يوم ما انا لاقيتكم قاعدين في الكافيه اللي ع البحر، صح؟، أومأت بالايجاب، فتابع بغيظ من بين أسنانه وهو يقبض فجأة على ذراعها بقسوة جعلتها تشهق متفاجئة:
- وإزاي يا مدام يا محترمة تسمحي لنفسك تروحي مع واحد غريب عنك لا هوّ اخوك ولا حد من محارمك مكتب عشان ايه؟، وتابع مقلّدا اياها بسخرية:
- تشوفيه علشان تعملي الديكور بتاعه !!...
كادت ابتسامة أن تفلت منها ولكنها جعدت وجهها في تكشيرة عميقة وطالعته ببرود ثلجي وقالت وهي تحاول جذب ذراعها من قبضته:
- انا قلت لك 100 مرة يومها ان احمد كان معانا أنا ما بكدبش، وبعدين معلهش بقه انا عارفة ديني كويس أوي، ومراعية حدود ربي، مش محتاجه حد انه يقولي ايه الصح وايه الغلط !!..
ضيّق سيف عينيه ومال عليها حتى أن أنفاسه اللاهبة قد لفحت وجهها فشعرت بسخونة شديدة تصفع وجهها:
- بردو بتلفّي تلفّي وتفتحي نفس الموضوع!، وبردو هقولك .... انا غلطت وتبت وندمت حطيتي الكلمتين دول في دماغك الناشفة ديه وفهمتيها واستوعبتيها هترتاحي في عيشتك معايا يا بنت الناس، لكن فضلت راكبه دماغك وكل شوية تفتحي نفس الموضوع يبقى عيشتك هتبقى نكد في نكد والنكد دا مش هيبقى منِّي لأ، النكد دا هيبقى منك إنتي لأنك مش هتكوني راضيه عن حياتك معايا، وبصي بقه كلمة وتحتها مليون خط بالاحمر انسي خاااالص أنك تبعدي عني ولو لحظة واحده، ولما نرجع مصر ان شاء الله هترجعي معايا إنتي والبنات على بيتنا، أظن واضح؟!!..
نظرت اليه منة بقوة وقالت بثبات:
- بص يا سيف، إنت أكتر واحد عارف أنه لهجة الأمر دي ما تنفعش معايا، موضوع انى كل شوية ألف وافتح نفس السيرة صدقني مش من جمالها أوي بتكلم فيها، لكن أعملك إيه إذا كنت بتحاول توعظني وتعدل عليا، أما بقه حكاية اننا هنرجع من هنا على البيت عندك، فالكلام دا سابق لأوانه، ودلوقتي بقه لو سمحت ممكن تسيب دراعي، مش لعبة هي كل شوية تقفش فيه!!..
أجاب سيف وقد تصاعدت نيران الغضب بداخله لتنعكس على عينيه اللتان رمقتاها بنظرات دخانية عاصفة:
- شوفي يا منة، حساب وهحسابك، ولو شوفتك عاوزة تتقوّمي هقوّمك، أنا جووووزك يا هانم ، حطي الكلمة دي حلقة في ودنك، واسمه بيتنا مش بيتك، وكلمة أخيرة الشغل بتاع مكتب ابن خالتك دا تسيبيه، هتعتذري له انك مش قادرة تعمليه مفهوم؟..
نظرت اليه بحدة جعلت عينيها تلمعان وأجابت بحدة بينما صبغ لونها لون أحمر شديد ، دليل على غضبها الذي يمور بداخلها لم تعلم أنه جعلها شديدة الفتنة واصطبغ صوتها برنة تحد لم يرق لسيف:
- بص بقه علشان أنا زهقت، شغلي اللي اتفقت عليه مع نادر هعمله، ولو كان فيه أي حاجه غلط ما كانش والدك أول واحد اتشجع له وصمم أني أخلصه، بس عارف ليه والدك عمل كدا؟.
سأل سيف ساخرا:
- ليه يا فيلسوفة زمانك؟
أجابت ببرود مستفز وعيناها تلمعان بالتحدي:
- لأنه ارتاح أوي لنادر، حاكم فيه ناس كدا ترتاح لها من أول ما تشوفها، ونادر ابن خالتي من الناس دي!!..
ضغط على ذراعها بقوة شديدة جعلتها تئن ألما وجذبها ناحيته حتى كادت رأسها ترتطم بصدره وقال بينما نظرت اليه في دهشة وريبة:
- وأنا مش مستعد دمي يتحرق وأنا شايفك عماله تتكلمي معاه، ولو مصممة على الشغل دا يبقى أنا معاكي خطوة بخطوة، فاهمه يا منة؟، ولمصلحتك إنتي بلاش تختبري صبري أكتر من كدا!..
نظرت منة اليه مقطبة وهتفت محاولة افلات ذراعها من قبضته:
- انت اتجننت يا سيف؟، سيب دراعي!، إنت ازاي تسمح لنفسك تمسكني بالاسلوب الهمجي دا؟!...
أمسك بذراعها الحر الآخر وشدّها ناحيته وهو يجيب بصوت أجش بينما يرى وشاحها وقد انحلت ربطته لتنطلق خصلات شعرها تحيط بوجهها وقد انفلتت عقدته المحكمة بينما كان يهزها بخفة:
- ايوة اتجننت يا منة!، إنتي أكتر واحده عارفة بُعادك عني بيجنني إزاي!، ماينفعش تستني منّي أنك تكوني جنبي وبين ايديا ومعرفش ألمسك؟، أو أخدك في حضني!، أنا عارف أني وعدتك أني عمري ما هقربلك تاني، لكن احساسي أنك ممكن تروحي من ايدي بيموتني، ويخليني أتجنن ....، إرجعي بقه، إرجعيلي منة اللي حبيتها واتجوزتها، منة اللي قلبي دق لها من اول لحظة سمعت فيها صوتها قبل ما أشوف وشّها كمان، منة اللي كنت هتجنن علشان توافق عليّا ، منة اللي عمري ما حبيت ولا هحب حد غيرها، ارجعيلي أرجوكي!!.
لمعت عيناها بدموع محبوسة وقالت بابتسامة أسف:
- للأسف يا سيف، حتى لو رجعت لك زي ما إنت عاوز، منة اللي انت شوفتها وعرفتها وحبيتها واتجوزتها ماتت على إيديك، اللي إنت شايفها قودامك دلوقتي دي منة تاني خالص، صُنع ايديك إنت، ما تستناش مني أني أرجع منة المسالمة البريئة اللي كانت عمرها ما فكرت إنها تشك في حبيبها وجوزها، ولما كانت بتسمع صحباتها وهما بيتكلموا ويقولوا انه لازم الواحده تفتش ورا جوزها بتضحك وتسخر منهم وتقول لهم الحياة يبقى شكلها ازاي وإنتي مخوّنه جوزك؟، كانت حاطة في بطنها شادر بطيخ صيفي، مش بطيخه واحده!، .....ابتسمت ساخرة وتابعت:
- لكن للأسف البطيخ طلع أقرع!، ودفعت تمن غبائها بأقسى صورة، تفتكر أنه ممكن منة دي ترجع تاني؟، أنا آسفة يا سيف، اللي بيموت مش ممكن يرجع تاني!!...
خفف قبضته عن ذراعها فانتهزت الفرصة لتفلت من قبضته ، وعندما همّـت بالمرور من أمامه أمسك بساعدها فرفعت نظراتها اليه لتشاهد عينيه يطالعانها باستجداء بينما يهمس بتساؤل قلِقْ:
- أنما حبهم لبعض مامتش!، مش كدا يا منة؟، حبك ليا مامتش بدليل إنك لسه قودامي، معايا، حتى لو كان مش بإرادتك والظروف هي اللي خلِّيتك تبقي هنا، لكن أنا متأكد أن حبي لسه في قلبك، لأنك عارفة ومتأكده إني حبي ليكي عمره ما قلّ ولا هيقلّ، ومهما عملتي فيا وزعلتي مني وقسيتي عليّا عمري ما هقدر أبعد عنك، وكفاية عليّا دلوقتي انك قودام عينيا، بس عاوز أسألك سؤال ويا ريت تجاوبيني بصراحه، وصدقيني مش هفتح سيرة الموضوع دا تاني؟!..
منة بخفوت وهي تشيح بعينيها بعيدا:
- اسأل يا سيف...
سيف بصوت خشن يحمل نبرة توسل لا إرادي:
- تفتكري ان ربنا قبل توبتي؟، ويا ترى توبتي دي توبة نصوحة فعلا؟!!..
تنهدت منة بعمق ونظرت اليه بعينين تمتلئان بدموع تسبح في مقلتيها قائلة بلهجة متسامحة محاولة إبعاد القلق التي تراه في عينيه بعيدا:
- ربنا بيقول في كتابه العزيز ما معناه : قل يا عبادي اللذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم، صدق الله العظيم ، والرسول عليه الصلاة والسلام بيقول : التائب من الذنب كمن لا ذنب له، بس تكون توبة نصوحة وشروطها واضحة ، التوقف عن الذنب والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة الى ارتكاب الذنب، وأعادة الحق لأصحابه، وإنت ندمت وتبت ورجعت عن الطريق اللي كنت ماشي فيه ، مش بس كدا ... لأ، انت أعلنت توبتك ، واخترت انك تبري ذمتك منها وطلقتها في وجود شهود وأعلنت دا لكل اللي عرف موضوعكم، لأنك حابيت أن ربك يكون راضي عنك، فبإذن الله ربنا يقبل توبتك، ربنا مطّلع على القلوب يا سيف، .....سكتت قليلا لتتابع مجيبة التساؤل الصامت الذي يملأ عينيه:
- لكن ما تلومنيش أني مش قادرة أنسى وأسامح، أنا مجرد بشر يا سيف مش ملاك !!...
ابتسم سيف ابتسامة أمل وأجاب وهو يحتوي يديها الصغيرتين بين راحتيه الضخمتين:
- وأنا متأكد إنك هتسامحيني، عارفة ليه؟، أجاب تساؤلها بابتسامة حنان:
- علشان زي ما قلتي أنا توبت توبة نصوحة، ونفذت شروطها، وأنا متأكد إن ربنا هيمنّ عليّ بفضله وهيحفظ لي مراتي وبناتي، لأني كنت مخلص وصادق في توبتي وربنا شاهد عليّا، وكفاية عليّا أوي دلوقتي انك واثقة في توبتي، وأنا متأكد أنك هترجعي مُنايا اللي حبيتها واتجوزتها بس ليا طلب عندك، يا ريت تسيبي الباب موارب، ما تقفلهوش، ما تخلينيش أحس باليأس، وعلشان تبقي عارفة عمر يأسي ما هيخليني أبعد، لكن أنا اشتقت لك اوي، ووحشتني أيامنا الحلوة ، ممكن توعديني أنك تديني فرصة وتدّي لنفسك فرصة وما تقفليش الباب في وشّي؟!!..
نظرت اليه منة وأجابت وهى تسحب يديها من قبضته:
- سيبها بظروفها يا سيف، اديني فرصة أنا كمان أني أتخلص من الغضب اللي جوايا، محدش عارف بكرة فيه إيه؟...
ابتسم سيف ومال عليها مقبلا جبينها بعمق وهو يقول:
- وأنا مش هطمع في أكتر من كدا، ياللا علشان تنامي، تصبحي على خير.....
ابتعدت منة عنه وذهبت الى الخزانة متناولة منامتها واتجهت الى الحمام لتغتسل وتبدّل ثيابها، واتجه هو الى الحمام الخارجي للاغتسال وتغيير ثيابه، وعندما عاد ثانية كانت منة تغط في نوم عميق وابتسامة ترتسم على شفتيها جعلته يبتسم بدوره هو الآخر واتجه اليها بخفة ليميل فوقها مساويا الغطاء عليها مقبلا وجنتها برقة هامساً في أذنيها بحب:
- تصبحي على خير يا مُنايا...
واتجه الى الاريكة حيث فرش منامته ورقد على جانبه المواجه لمنة وابتسم قبل أن يغلق عينيه مستسلما لنوم عميق لم ينلْه منذ أن هجرته منة !!..ولكن .....لم يعلم سيف أن هذه الابتسامة التي زيّنت وجهه لن تدُم سوى ساعات الليل فقط لتنقلب الى تجهّم وغضب أسود يعتلي وجهه في الصباح الباكر ما إن يفتح عينيه!!....
---------------------------------------------------------

منى لطفي 03-03-16 01:03 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
استيقظ سيف في الصباح الباكر وهو يشعر براحة عميقة لم يحس بها منذ فترة طويلة، حانت منه التفاتة الى الفراش ليجد أنه خالٍ ومُرتّب !!، قطب بحيرة، ثم قام لينظر الى ساعة يده الموضوعه جانبا فتطالعه عقارب الساعة التي تشير الى العاشرة صباحا، تعجّب من نفسه، فهو لم يسبق له وأن نام كل هذا الوقت، ولكن لا بد أن مصارحته مع منة الليلة السابقة هي السبب فلقد نام مليء جفنيه كما لم يحدث معه منذ....، هز رأسه يمينا ويسارا بقوة نافضا عنه هذه الافكار فلقد عاهد منة أنه لن يعود الى ذكر ما حدث ثانية، توجه الى الحمام ليغتسل ويبدل ثيابه....
أنهى سيف تجهيز نفسه وأثناء تمشيطه لخصلات شعره الناعمة بينما خصلته المتمردة لا تزال تقبع فوق جبهته بغرور وكأنه لا سبيل لإعادتها بجوار رفيقاتها من سائر الخصلات، إذ به يسمع صوت ضحكات عالية قادمة من الحديقة بالاسفل، ابتسم وتوجه الى النافذة التي تطل على حديقة المنزل وقد ميّز صوت ابنتيْه الضاحك، اقترب من النافذة ليطالع ابنتيه وهما تركضان وتلهوان بينما تتعالى ضحكاتهما، وافترشت ابتسامة حانية وجهه ولكن... لتغيب هذه الابتسامة تماما وتتبدل الى تكشيرة عابسة ما إن طالع الشخص الذي يلاعبهما والذي لم يكن سوى ..... نادر !!، أفلتت لعنة من بين شفتيه وهو يرى نادر يلاعب طفلتيه بينما تجلس منة تراقبهم ويكاد يقسم أنه رأى الابتسامة تلاعب شفتيها الكرزتين !!، شتم من بين أسنانه وتوجه بخطوات سريعة مندفعة الى الخارج ليرى ما الذي يريده ذاك الـنادر تماما منه؟، من الواضح أن اهتمامه لا يقتصر على منة وحدها بل لقد إمتد الى ابنتيه أيضا وكأنه أخذ على عاتقه أن يسلبه عائلته كلها .. زوجته وطفلتاه، إذن فقد آن الأوان لـهذا الـنادر أن يعيد حساباته جيّدا فليس سيف من لا يدافع عن أثمن ما في حياته بل... إنهم هم حياته بأكملها!!....
هبط ظلّ فوق منة الجالسة تراقب بنتيها تلاعبان نادر بحبور، بينما تعمل هي على حاسوبها الشخصي، محاولة قدر الامكان الانتهاء من العمل على وضع التصميم الخاص بديكور مكتب نادر، كان يجالسها احمد وايناس اللذان استأذنا منذ دقائق وذهبا لمهاتفة والديّ ايناس، بينما ذهبت زينب مع أمها لتتجوّل بها في أنحاء قصرهم الضخم، ورافق أباها عمّها عبدالهادي في جولته المعتادة على الأراضي الخاصة بالعائلة للوقوف على سيْر العمل...
رفعت منة عينيها مظللة لهما براحتها لتبتسم مرحبة بصاحب الظل الطويل قائلة:
- أهلا، صباح الخير، ناموسيتك كحلي، كل دا نوم؟!..
سكت سيف ولم يجبها وبدلا من ذلك طالعها بنظرات غريبة لم تفهمها فقطبت متسائلة وما أن فتحت فمها لسؤاله حتى قاطعها صوت بنتيْها وهما يصرخان بأبي راكضتان اليه، التفت سيف اليهما وسارع باحتوائهما بين ذراعيه رافعا اياهما الى أعلى، وهو يقبلهما وقد أثلج صدره أنه لم يفقد بعد مكانته لدى طفلتيه على الرغم من أنه انشغل عنهما في الفترة السابقة، نظر اليهما وقال بابتسامة حانية:
- صباح الخير يا عيون بابا..
قالت هَنا بابتسامة:
- ثباح الخيل يا بابا، أنا كنت عاوذة أثحيك بث ماما قالت لا...
لتكمل فرح وهى تضع يدها الصغيرة على وجهه لتديره ناحيتها:
- انت وحثتنا اوي اوي يا بابا، وكنا عاوذين نلعب معاك!...
سيف بابتسامة:
- وانتو كمان وحشتوني اوي حبايبي، بعد كدا عاوزين تصحوني في أي وقت ادخلوا صحوني على طول، تابع وهو يرمق منة بنظرات متحدية استغربت لها:
- محدش هيقدر يمنعكم عني!، مش انا بابا اللي بتحبوه؟!!.
سارع البنتان بالهمهمة ايجابا، بينما علّقت منة بحيرة ودهشة وتقطيبة خفيفة تعتلي وجهها:
- انت كان شاكل نايم وفي سابع نومة، ما رضيتش يقلقوك مش أكتر ...
عقّبت هنا وهي تشير امامها بفرح:
- بث عمو ناديْ لعب معانا، عايف يا بابا عمو طيّب أوي وبيحبنا أوي، كل ماما ما تقول كفاية لعب بقه علثان عمو مايتعبث، عمو يقولها ثيبيهم يا منة، انا مث تعبان!..
وكأن ابنتها بقولها ذاك قد صبّت الزيت المغلي فوق النار!، فقد انتفخت أوداج سيف قهرا وغيظا وقد أحمر وجهه غضباً وحنقاً، ما جعل منة تستغرب في البداية ولكنها سرعان ما فهمت السبب وراء مزاجه النزق هذا الصباح، وشردت بأفكارها فيما حدث منذ سويعات عندما طلبت منها حماتها بعد الافطار ان تلحق بها في جناحها الخاص مستئذنة والديها، ما ان أغلقت زينب الباب خلفهما، حتى تحدثت وهي تشير الى منة بالجلوس على الاريكة العريضة وهي تقول:
- ارتاحي يا بتّي دجيجة واحده بس!، وسارت الى خزانة الثياب وفتحتها لتخرج منها حقيبة جلدية فاخرة، حملتها ووضعتها على الفراش أمامها وفتحتها وهي تقول بحبور بينما تشير الى الحقيبة المفتوحة بسعادة:
- شوفي إكدِه وجوليلي رايك إيه؟؟..
نظرت منة الى زينب بابتسامة حائرة ثم قامت وتوجهت الى الفراش ونظرت الى ما بداخل الحقيبة وهى تسأل دون أن تمد يدها:
- ايه دا يا ماما الحاجة؟؟، أشارت زينب لها بإلحاح قائلة:
- مدّي يدك يا بتّي وجوليلي رايك إيه؟؟
مدت منة يدها لتتناول ما بالحقيبة ففوجئت بها ممتلئة بثياب مختلفة الأشكال والألوان، وجميعها مصنوع من الحرير الخالص، كما أنها ثيابا خفيفة تناسب الجلوس في المنزل بحرية، تشمل جميع الأنواع من شورتات الى بلوزات صيفية خفيفة، وثياب خاصة بالنوم، وقد احمر وجهها ما ان لمستهم، فقد كانوا كثياب عروس جديدة، رفعت نظرات متسائلة وقالت وهي تتلمس نعومة الحرير بين أصابعها:
- إيه دا يا ماما الحاجه؟...، جذبت زينب الثياب من بين يدي منة معيدة اياهم الى الحقيبة، وأمسكت بيدها لتجلسها فوق الفراش بعد أن أزاحت الحقيبة جانبا وجلست بجوارها وقالت بحنان أمومي:
- شوفي يا بتّي ربنا العالم انك بجيت كيف بتِّي الخامسة اللي بطني ما جابتهاش، وغلاوتك عندينا أني والحاج من غلاوة ولدنا أن ما كانِشْ أكتر، الحاجات ديْ من أم لبتَّها، وأتعشم إنك ما تكسفنيشْ وتجبليها!!.
منة بابتسامة حائرة:
- بس دا كتير اوي يا ماما الحاجة!!..
زينب وهي تربت على يدها بابتسامة حانية:
- ما فيش حاجة تكتر عليكي يا بتّيْ، شوفي يا منة أني في كلمتين عاوزاكي تسمعيهم مني زين، سيف ولدي غُلُط وجرّ بغلطه وتاب لربنا وعمل كل اللي في مُجْدَرْتُهْ عشان يصلح الغلط ديه، لكن بردو لازمن يتعلم الدرس لاخره، تمام كيف ما منعم زوج بتّي سلمى ما اتندم جد شعر راسه ع اللي عِمله معاها ومعانا ودلوك بيسوج علينا طوب الارض علشان نجبل انها ترد له، حتى انه جامع كُبارات العيلة عنديه وجاي الليلة إهنِه يّحجْ نفسه لبوكِ عبدالهادي ويحب على راسه وراس سيف ولدي جودام الخلايج كلّاتها عشان يستسمحهم ويرضوا سلمى تعاود له مع العيال من تاني، منعم خد الدرس لاخره، وسيف كماني لازمن ياخده كلاته، انتي كيف بتّي سلمى تمام، وكيف منعم ما تأدب وعرف ان الله حج، سيف ولدي برضيك لازمن يعرف ان الله حج، وان زعلك وعر جوي، وانه مش بالساهل إكده أنه يغلط ويتأسف لك تجومي مسامحاه في وجتها، علشان يفكر ألف مرة بعد إكده لو شيطانه وزّه على حاجه إكده ولا إكده!!....
ابتسمت منة وقالت وهي تحتضتها بحب خالص لهذه السيدة العظيمة:
- انا مش عارفة أقول ايه، ربنا يخليكي ليا يارب، وحضرتك كمان انت وعمي الحاج ربنا العالم غلاوتكم عندي من غلاوة بابا وماما...، ثم ابتعدت قليلا لتناظر زينب المبتسمة بسعادة ثم قطبت متسائلة بحيرة:
- لكن الهدوم دي هعمل بيها ايه وحضرتك عارفة العلاقة بيني أنا وسيف عامله ازاي، ولسه حالا حضرتك قايلالي ان سيف لازم يتعلم الدرس!!..
غمزتها زينب بخبث مجيبة وابتسامة ماكرة تتراقص على شفتيها:
- ما هي هيّا ديْ لزوم التربية!، الخلجات ديْ هي اللي هتربي ولدي سيف وتخليه يجول حجي برجبتي صوح!، ويفكر بعد إكده ألف مرة جبل ما حتى عجله يوزه انه يفكر في حاجه إكده ولا إكده !!...
ضحكت منة وسارعت باحتضان زينب وهي تقول بمرح:
- يا سلام عليكي يا زوزو، انتي المفروض تألفي كتاب في كدا، وصدقيني ستات كتير هيشكروكي على نصايحك الغالية ديْ!!
علّقت زينب بمرح وهي تشارك منة ضحكاتها:
- إيوة، بس الرجالة هتدعي عليّ، ويمكن يجدموا فيّ بتهمة تحريض نساوينهم عليهم!
انطلقت ضحكات منة وقد انتقل حماس زينب اليها وقد عزمت على أن تربي سيف تربية كاملة وستبدأ أولى مراحل تربيته من اليوم!!..
انتبهت منة من شرودها على نظرات سيف المتهمة وابتسمت في سرها فلم تكن تعتقد أن اولى خطوات تربيته من جديد ستكون بهذه السرعة، انتبهت الى نادر المتجه ناحيتهم فتجاهلت سيف وقالت بابتسامة لنادر:
- معلهش البنات تعبوك...
اجاب نادر باستنكار وهو يجلس في المقعد المواجه لها:
- لا .. اوعي تقولي كدا، دول بنات دمهم زي العسل، ربنا يباركلك فيهم،... ثم التفت الى سيف الذي لا يزال واقفا في مكانه يحمل ابنتيه:
- صباح الخير يا سيف...
أنزل سيف ابنتيه وهمس لهما في أذنهما فسارعا بالركض بحماس بعيدا لينادوا مرام لتأتي للعب معهم حيث سيشاركهم والدهم اللعب كما وعدهم، التفت سيف برأسه ونظر الى نادر مليّا قبل أن يرد تحية الصباح ببرود ويجذب الكرسي الملاصق لمنة ليجلس عليه، لم تعره منة اهتماما ونظرت الى نادر قائلة وهي تُدير حاسبوها الشخصي تجاهه دافعة به اليه:
- بص كدا يا نادر وقوللي ايه رأيك في الديزاين دا؟؟..
نظر نادر حيث أشارت منة ومال قليلا ليستطيع أن يعلّق على ما يراه، فكان أن اقترب من منة، وبطبيعة الحال لم يرُقْ الوضع لسيف، الذي سارع بالامساك بساعد منة وابعادها عنه فقد كانت تميل قليلا لتستيطع رؤية ملاحظاته التي سيدلي بها، وألصقها بكرسيها ومال عليها هامسا من بين أسنانه:
- عارفة لو اتحركتي خطوة واحده بس من مكانك ولا اتوربتي هعمل فيه إيه؟....، مقرنا تحذيره بنظرة وعيد جعلتها تنكمش في مقعدها بالرغم منها ، التفت سيف الى نادر وقال ببرود:
- بيتهيألي تكتب ملاحظاتك في ورقة أفضل!، ثم دفع أمامه بمفكّرة وقلم كانت منة قد جلبتهم تحسّبا لمثل هذا، فقد كانت تعلم أن لا بد لنادر أن يبدي بملاحظاته عن العمل الذي قامت به...
نظر نادر الى سيف بابتسامة صغيرة وتناول المفكرة والقلم وهو يقول:
- الملاحظات بتاعتي مش محتاجه كتابه هي حاجه ولا اتنين بس، شغل منة مافيش غبار عليه، وعموما انا هكتب الملاحظتين علشان منة تعدّلهم قبل ما تعرض عليّا الشغل تاني!!، وألقى بنظرة تحد الى سيف الذي كاد يجزُّ على أسنانه حنقا وغضبا من هذا المتحذلق الجالس أمامه والذي ما انفك ينادي بإسم زوجته بتلقائية من دون ألقاب، الأمر الذي جعله يشعر بالغضب وكأنه يغازل امرأته أمامه بمناداته لها بإسمها مجرّداً!!....
قطع تخيلاته صوت والدته الضاحك وهو يقول موجها الحديث اليه:
- صباح الخيرات يا ولديْ، ايه النوم ديه كلّاته؟!...
نهض سيف من مكانه وهو يمد يده متناولا يد والدته مقبّلا ظهرها وهو يقول:
- صباح الأنوار يا أم سيف....، ألقى سيف تحية الصباح على عواطف وجذب مقعدا لها لتجلس بينما رفضت زينب الجلوس قائلة:
- لاه، اجعُد انت يا ولديْ، أني هروح أجول لمهجة تحضّر لك الفطور..
اعترض سيف قائلا:
- معلهش يا أم سيف ماليش نفس، بس لو كوباية شاي يبقى كتّر خيرك...
استنكرت زينب هاتفة:
- باهْ، كيف دا؟، تشرب شاي على خلو بطِنْ؟، جلبك يحرجك يا نضري!...
تمتم سيف بينه وبين نفسه:
- هو لسه هيحرقني يا أم سيف، ما حرق واللي كان كان!!، انتبه من شروده على حديث والدته وهي تقول بتصميم:
- لاه، اذا ماكانيش ليك شوج في الفطور، يُبجى ع الأجل هجيبلك طبج جراجيش وكوباية شاي بلبن، الجراجيش ديْ بالذات هتعجبك جوي، وما هتجدرش تجول لاه، ....غمزت بعينها متابعة بمكر:
- عارف مين اللي عاملها؟، لم تنتظر اجابته وتابعت وهي تشير الى منة الجالسة بجواره مشيحة برأسها بعيدا عنه:
- مَرَتَكْ هي اللي عاملاهم، وماحدش كَلْ منيها الا وعجبته، مش صوح يا ست أم أحمد، لتوميء عواطف برأسها مجيبة:
- فعلا القراقيش جميلة، ووجهت زينب سؤالها الى نادر:
- مش إكده يا أستاز نادر؟، حانت نظرة من نادر الى منة وأجاب بابتسامة صغيرة بينما عيناه ترصدان تعبير وجه سيف فحثه شيطانه على مشاغبته وزيادة حنقه الواضح عليه:
- طبعا يا حاجه زينب، ما فيش حاجه منة تعملها وتطلع وحشة أبدا، أي حاجه منة تحط ايدها فيها لازم تطلع ممتازة!!...
لم يُدهش جوابه سيف فقط، بل وجميع الجالسين، حتى أن زينب قلقت من أن الزمام سيفلت من يدها ولا تستبعد أن يلقن ابنها نادر درسا كي لا يتحدث عن إمرأته بتلك الطريقة مرة أخرى، بينما حانت التفاتة من منة الى وجه سيف لتكتم شهقة كادت أن تفلت من التعبير الوحشيّ الذي ارتسم عليه مما جعلها على يقين أن هناك جريمة سترتكب لا محالة في التوّ واللحظة إن لم يتدخل أحد لمنعها، فسارعت بالنظر في رجاء لزينب التي التقطت اشارتها حيث سارعت بتغيير الموضوع قائلة بضحكة مصطنعه:
- هروح أجول لمهجة تجيب لك الجراجيش والشاي، تعالي معايا يا منة يا بتّي....، ولحقت منة بحماتها تاركة سيف يرغي ويزبد بينما حاولت عواطف فتح حديث مع نادر لكي تصرف انتباهه عن تعبير وجه سيف الاجرامي!!....
همست زينب لمنة وهما تتجهان للداخل:
- ربنا بيحب واد خالتك ديه، اتكتب له عمر جديد انهاردِهْ، سيف ولدي وأني عارفاه زين واللي شوفته على وشّه يخليني أجول ربنا يعدي اليامين اللي جايين دول على خير وواد خالتك يسافر من عندينا وهو لساته حتّه واحده!!، لم تستطع منة كتم ضحكتها لتشاركها زينب الضحك بمرح !!...
عادت منة تحمل صينية عليها طبق المعجنات وكوب من الشاي الممزوج باللبن، يرافقها زينب، لاحظت عدم وجود سيف فسألت والدتها بينما تضع الصينية على الطاولة أمامها:
- أومال سيف فين يا ماما؟...
أشارت عواطف أمامها وهي تقول:
- بناتك جوم مع مرام وولاد سلمى وصمموا يلعبوا كرة وشبطوا في نادر كمان، أهوم هناك بيلعبوا واحمد معهم، ايناس واقفة تصورهم بالموبايل هناك أهِهْ.....
جلست زينب تراقب بحماس المباراة المقامة أمامها، بينما توجهت منة حيث تقف ايناس وتقوم بتصوير المباراة، انتبهت ايناس اليها فالتفتت لها وقالت بمرح:
- على آخر الماتش دا أنا متأكده إن وشّ ابن خالتك هيكون شوارع!!..
قطبت منة وهتفت متسائلة بينما تراقب اللعب الدائر أمامها:
- يا سلام، ليه ان شاء الله؟، هما بيحطوا أجوان في وشّه؟!
أجابت ايناس بمرح:
- لا وانتي الصادقة جوزك هو اللي بيحط أجوان في وشّه!، بيباصي الكورة في وشه تمام يخليه يلبسها !!..
قطبت منة غير مصدقة واقتربت منهم لتشهق بعنف وهي تشاهد وجه نادر وقد أصبح عبارة عن خريطة مجهولة المعالم!، استرعى انتباهها صافرة اخيها القائم بمهام حَكَمْ المباراة وهو يعلن عن ضربة جزاء مباشرة، ليقف نادر كحارس مرمى بينما يقف سيف امامه متجهزا لرمي الكورة في المرمى، حانت منها نظرة الى سيف لتعلم نيّته تماما!، وقبل أن تحاول لفت انتباه نادر كانت الكورة تنطلق كالقذيفة من قدم سيف لترتطم بوجه نادر تماما مما جعله يطلق صرخة الم قوية ويهتف صارخا بسيف:
- جرى ايه يا جدع اللاه!، انت بتباصي فين؟، انت المفروض تحط الكورة في الجون!، أجاب سيف ببرود بينما عيناه تشوبها نظرات غامضة:
- ومين اللي قالك أني ما حطتش الكورة في الجون؟، دا في الجون تماااااام !!.....
لم يتثنى لنادر استيعاب ما قاله، فقد قاطعهما أحمد معلنا نهاية المباراة، وقد تفرّق الجميع متجهين لغرفهم للاغتسال بينما صمم الاطفال على تكملة لعبهم مع أطفال سلمى في جناح الأخيرة...
----------------------------------------------------------
اتجهت منة الى جناحها وسيف غير ملتفتة الى نداءاته المتكررة لها، وما إن نجح في اللحاق بها حتى أوقفه صوت مهجة طالبة منه موافاة والده في الاستراحه فزفر حانقا وغيّر اتجاهه الى الاستراحه ملقيّاً نظرة متوعدة الى منة وكأنه يخبرها أن مواجهتهما قد تأجلت فقط......
تناولت منة منشفتها واتجهت للاغتسال، بعد أن أنهت حمامها اتجهت الى الخزانة لاخراج ثياب لها عندما حانت منها نظرة الى الثياب التي أهدتها اياها حماتها والموضوعة في جانب بعيد عن سائر ثيابها الأخرى، شردت قليلا لتبتسم ابتسامة ماكرة وهي تمد يدها مخرجة ثيابا صيفية خفيفة، فتحتهم أمامها لتبرق عيناها بخبث وهي تقول ببراءة مزيفة:
- اعمل ايه الجو حر هنا أوي، وانا مش هنزل تحت، يبقى مش معقول هقعد بالحجاب ولابسة طويل في أودتي في الحر دا، وسارعت بارتداء ما أنتقته يداها قبل أن تبدل رأيها!!...
نظرت الى نفسها في المرآة، لتطالعها صورة مختلفة كلية عن منة التي تعرفها، فقد أسبغت عليها الثياب التي ترتديها عمرا أصغر من عمرها، فهي بهذه الثياب لا يتجاوز عمرها ال 18 عاماً، كانت ثيابها عبارة عن شورت قصير للغاية الى أعلى الفخذين، بلون أبيض، يلتصق بثناياها مبرزا انحناءاتها الأنثوية الفاتنة، وبلوزة قطنية بحمالات رفيعة باللون الوردي، تلتصق بجزعها العلوي، تكاد تغطي خصرها،مظهرة جزء كبير من صدرها لا يدع للمخيلة شيء!، حتى أنها اذا ما تحركت ظهر جسدها من أعلى ومن ...أسفل !!،... مشطت شعرها على هيئة ضفيرة عريضة ألقتها على كتفها الأيمن، وأنهت زينتها ببضع قطرات من عطر الياسمين الخاص بها، والذي لا يستطيع سيف مقاومته، غمزت لنفسها بخبث في المرآة وهي تقول:
- أول درس في التربية يا سيف، وأنا أجدع من يربي بصراحه، خصوصا وانا معايا الناظرة بجلالة قدرها، حماتي... حياتي !!....
----------------------------------------------------------
دخل سيف جناحه بعد فترة طويلة، قضاها برفقة والده الذي أخبره بحضور منعم زوج شقيقته سلمى مساءا بصحبة كبار عائلته لتقديم الاعتذار المناسب لهم وترضيتهم طلبا للسماح منهم لرغبته بعودة سلمى وأولاده اليه....
سار سيف بعد أن اغلق الباب خلفه، حتى جلس على الاريكة مطلقا تنهيدة عميقة، ثم أسند ظهره الى الاريكة خلفه مغمضا عينيه، لينتبه بعد ثوان الى السكون السائد حوله، ففتح عينيه متلفتا حوله في ريبة، وحانت منه نظرة الى الفراش فوجده خال، فقطب بحيرة متسائلا عن مكان وجود منة، عندما سمع صوت مقبض الباب ثم ظهرت منة التي دخلت مغلقة الباب خلفها ولم تكن قد انتبهت لوجود سيف بعد، وكانت تدندن بخفوت، ليقف سيف مصعوقا مما يراه أمامه، وتحدث بصوت أجش متسائلا بينما عيناه تفصلانها من أعلى رأسها الى أخمص قدميها:
- إيه دا؟، انتي كنتي فين وانتي بالشكل دا؟، .. وقفت منة مكانها متافجئة من وجوده فهي لم تلاحظ لدى دخولها، طوى سيف المسافة التي بينهما بخطوتين واسعتين وقبض على مرفقها هاتفا بحنق من دون أن يعطيها الفرصة للاجابة على تساؤله السابق:
- انتي اتجننتي؟، ازاي تخرجي بالمنظر دا من الأوضة؟، وقد كاد يجن عندما طرأ بباله انها تتجول بحرية بهذه الهيئة الفاتنة بينما من الممكن أن يراها الآخرون والذي قد يكون ابن خالتها السمج هذا منهم!!، أطلقت منة أنّة صغيرة من الألم وهتفت محاولة الفكاك من قبضته:
- سيب دراعي يا سيف، انت اتجننت؟، أنت واعي للي بتقوله؟، معقول أنا هخرج بالشكل دا قودام الناس؟!...
هدأ سيف قليلا وان كان لم يخف قبضته على ذراعها وقال بخشونة:
- أومال تقدري تقوليلي كنتي فين وانتي باللبس اللي انتي مش لابساه دا؟، في اشارة منه الى ثيابها القليلة التي بالكاد تستر مفاتنها، توقفت منة عن محاولة الافلات من قبضته و قد وعت الى نيران الغيرة التي ينفثها من فمه وأنفه على حد سواء، ابتسمت بداخلها بخبث ابتسامة لم تظهر على محياها وتوعدت في نفسها قائلة:
- إما ورّيتك يا سيف، بحق الليالي اللي نمتها ودمعتي ما نشفتش من على خدي وانا النار ماسكة فيا وكل كلمة وحرف قريته مش بيفارق عقلي... والمناظر اللي انا شوفتها وكل ما أفكر انك شوفتها بالطريقة المقززة اللي كانت عاملاها في نفسها دي.. تخلي دماغي تغلي من الغيرة والغضب، بحق الايام والليالي دي.. لا أخلص منك حقي كامل وهخليك تحرّم انك تفكر مجرد تفكير في أي صيغة مؤنث غيري، وبكرة تشوف !!، تعمدت منة البرود وطالعته بحدة وهي تتحدث بانفعال زائف:
- أنا كنت في المطبخ يا استاذ، المطبخ اللي في الجناح عندنا هنا، بشرب، ايه حرام أشرب؟!، وبعدين الجو حر نار وانا عارفة انه الوقت دا وقت عصاري الكل بيرتاح فيه، وانا قاعده في اوضتي براحتي، مش قاعده قودام حد غريب يعني!....
ازدرد سيف ريقه بصعوبة وأجاب بينما دمه اندفع يهدر في أذنيه، وقد شعر بسخونة تنتشر في أطرافه بينما قلبه يكاد يخرج من مكانه شوقا لأحتواء هذه الحورية الفاتنة، وذراعاه تحترقان لضم قدّها الرشيق الى جسده العضلي لإشباع توقه الشديد اليها، فتحدث محذرا اياها فهي إن ظلّت على هيئتها هذه أمامه فهو غير مسؤول عما سيحدث لها !!، تحدث سيف بحشرجة لشدة الانفعالات التي تمور في نفسه:
- طيب، روحي حطي حاجه على نفسك، تبردي بعدين...
ونفض ذراعها من قبضته،واستدار مبتعدا عنها بينما قطبت منة وقالت بدهشة:
- أبرد!، أبرد إزاي في درجة حرارة ما تقلّش عن 40 زي اللي احنا فيها دي؟؟..
لف سيف بوجهه ناحيتها وزفر بحنق مجيبا:
- منة، قصّري وروحي غيري هدومك....
وقفت منة تتمايل في مكانها وأجابت بغرور:
- والله لو مش عجبك لبسي دي مش مشكلتي، ممكن انت تخرج بره في الصالة، أو تروح حتى تنام في اوضة البنات هما مع ولاد سلمى، انا مش هلبس غير كدا، الجو حر، وأنا في اوضتي وماحدش شايفني ....
التفت سيف بكليته اليها وعاجلها بكلمة خاطفة:
- لكن انا شايفك!، عقدت منة جبينها وهتفت:
- يعني ايه الجملة الغبية اللي انت قولتها دي؟، انت جوزي!، هو المفروض إني أتحجب قودام جوزي ؟!!....
اقترب منها سيف ووقف أمامها مجيبا وهو يزفر بتعب:
- يا بنت الناس ما تلعبيش بالنار، أنا مش مستحمل!، لو في ظرف ثانية واحده ما اختفيتيش من قودامي وروحتي غيرتي هدومك ما تلوميش غير نفسك بعدين!!...
تخصّرت منة ونظرت اليه بتحد قائلة:
- وانا قلت لك عندك اوضة البنات اتفضل روح نام فيها، أنا بقه مش هسيب أوضتي ومش هغير هدومي....
سيف بتهديد واضح:
- يعني دا آخر كلام عندك؟، سكتت منة قليلا قبل ان تجيب بتلعثم طفيف وما لبثت أن تماسكت:
- أيوة ، هز سيف كتفيه بلامبالاة وقال :
- انتي اللي اخترتي!، وانحنى ليحملها فوق كتفه بحيث أصبح رأسها متدليًّا خلف ظهره بينما ساقيها تضربان الهواء أمامه رغبة منها في الفرار من قبضته، صاحت منة وهي تلكمه بقبضتيها الصغيرتين في ظهره:
- سيف، نزلني يا سيف، نزلني ما فيناش من كدا.....
رماها سيف فوق الفراش ثم سارع بقذف حذائه بعيدا وهو يجيبها وهو مشرفا عليها:
- احنا فينا من كدا وأبو كدا وأم كدا كمان، وانا حذرتك وانتي اللي مسمعتيش كلامي، أنا مش حجر، أنا انسان من لحم ودم..
همت منة بمجادلته ليبتلع سيف عباراتها التي كانت تنوي مهاجمته بها، مغرقا اياها في عناق ساحق، رفرفت منة بين ذراعيه اللتان أطبقتا عليها كالكماشة محاولة الافلات من قبضته ولكن كلما زادت مقاومتها زادت رغبته ضراوة، حتى أنه من شدة ضغطه على شفتيها قد ذاق طعم الدماء في فمه، ابتعد عنها بينما كانت دموع الألم تغمر محياها، احتواها بدفء وحنو بين ذراعيه مقبلا جبهتها وقد رقد فوق الفراش جاعلا إياها تتوسد كتفه وقال بنبرة ندم صادق:
- أنا آسف، سامحيني، أنا... ما كنتش أقصد أوجعك، بس إنتي نرفزتيني وانا شايفك رايحه جاية قودامي بالشكل دا، وانا في الأول والآخر انسان، وبحب!، بحبك لدرجة الجنون...
كانت تشهق بغصات بكائها، والتي هدأت قليلا لتجيبه بصوت صغير باك:
- بس انا ما اتعودتش منك على ... على كدا يا سيف!، أبعدها عنه مرقدا اياها فوق الفراش ومال عليها هاتفا :
- وأنا آسف، ما كنتش أقصد، أنتي عارفة أنا مش ممكن أقصد أني أتسبب لك في أي ألم !!، ولكن نظرات عينيها قالت له أنه قد سبق له بالفعل وكان السبب في اصابتها بألم قوي أصاب قلبها حتى العمق، فأجابها بعينيه بدون كلام أنه يقسم لها أنه لم ولن يتكرر مثل هذا الألم وأنه يفضل الموت على أن يكون سببا في دمعة تذرفها عيناها حزنا أو ألما يكون هو السبب فيه!، أفصح عما يجول بباله بكلمات صادقة:
- صدقيني يا منة الموت عندي أهون من أني أكون سبب لدمعة ألم أو حزن تنزل من عينيكي ......، سكت لينظر اليها قليلا متسائلا بتردد:
- مصدقاني يا منة؟، نظرت اليه منة بغموض بينما انتظر جوابها على أحر من الجمر، ليسمعها وهي تقول بخفوت:
- مصدقاك يا سيف، مصدقاك...، تنهد سيف براحه عميقة ، ثم انبطح فوق الفراش محتويا كتفيها بذراعه، واضعا رأسه فوق صدره مقبّلا جبينها وهو يقول:
- نامي دلوقتي يا حبيبتي، ارتاحي، عاوز أنام نص ساعه بس وانتي في حضني كدا، علشان الناس اللي جايين بعد المغرب، وسرعان ما أغمضا عينيهما ليغرقا في سبات عميق.....
----------------------------------------------------

منى لطفي 03-03-16 01:04 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
تعالى أصوات المباركات والتهنئات، لتعلن زينب للحضور أنه قد تمت المصالحة بين منعم وعائلته والحاج عبدالهادي وسيف، وان سلمى ستعود الى منزلها بصحبة زوجها وأولادهما الليلة، تلقت زينب المباركات من عواطف ومنة وايناس وكانت أصوات الرجال بالخارج تصل اليهم والتي اصطبغت بالفرحة العارمة ، تعالى صوت اطلاق أعيرة نارية قوية ما جعل منة تجفل واقتربت من زينب متسائلة بدهشة ووجل:
- ايه الصوت دا يا ماما الحاجة؟...، التفتت زينب الى منة مجيبة بابتسامة فرح تعتلي محياها لانتهاء مشكلة ابنتها:
- ديه عيارين تفاريح إكده، تلاجي حد حب يوجّبِ إمعانا...
منة بعدم رضا ولا تدري لم هذه الانقباضة التي شعرت بها تمسك بتلافيف قلبها فجأة:
- حد بيوجب بعيارين؟، أنا أعرف يوجب بفلوس، بدستة شربات، انما عيارين؟!!..
زينب بتفهم:
- يا بتِّي عوايدنا غير عوايدكم واصل، إهنه الرجالة بيوجبوا بعيارين في الجو، أومال.....، ليقاطعها هتاف حاد ثم أبصرت رماح يدخل اليهم ركضا وهو يصرخ فأوقفته زينب ناهرة إياه بقوة:
- باه، إنت اتجنيت ولا ايه يا رماح، داخل ترمح وسط الحريم إكده من غير لا إحم ولا دَستور....، صرخ رماح بينما دموعه تغرق وجهه الكالح:
- الحجينا يا كبيرة، الحجينا ، زجرته زينب بشدة بينما بدأ قلبها يستشعر الخوف مما يحمله من أخبار:
- حوصُل إيه يا واد إتحدت كاك خابط في نافوخك!..
قال رماح من بين شهقات بكائه العالية وبصراخ جمع كل الحاضرين، بينما قطبت منة بصدمة وخوف وتراجعت عدة خطوات الى الخلف كأن قلبها يهمس لها بما سيقوله رماح من أخبار مفزعة جعلت أنفاسها تختنق في صدرها بينما الكلمات تضرب سمعها قوية ...عنيفة .... صادمة:
- سي سيف بيه انطخ بالنار ووجع سايح في دمه!!، لتصرخ زينب عاليا قبل ان تندفع الى الخارج لترى وحيدها:
- سيييف، وَلَداااااااايْ.....، بينما تسترجع منة آخر كلمات سمعتها منه أنه يفضل الموت على أن يكون السبب في دمعة ألم تذرفها عيناها!،.....أخذت منة تحرك رأسها مرارا من اليسار الى اليمين رافضة ما سمعته أذناها لتصرخ بعد ذلك صرخة مدوية هرعت على أثرها ايناس وعواطف اليها هاتفة بإسم حبيبها الوحيد:
- سيييييييييف!، و......تهوى منة لترتطم بالأرض مغشيّا عليها، فاقدة لوعيها، بل ......فاقدة الرغبة في حياة من دون...سيفها!!
انتظروني في أحداث الحلقة الأخيرة من " جوازة .. نت!"، غدا بمشيئة الله تعالى.....
- يتبع -

منى لطفي 03-03-16 01:10 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
وبكدا خلاااص فاضل على الحلو دقة ونصل لنهاية المطاف في "جوازة.. نت".... يا ترى ايه النهاية؟... سيف هيتكتب له النجاة؟.. أم أن مناه ستعيش ترثيه العمر كله؟... أم أنها ستقرر اللحاق به فتستجيب لأوامر عقلها بعدم الاستيقاظ من غيبوبتها ثانية مقررة الرحيل برفقة حبيبها.. فارسها.. زوجها... سيفها؟!!!!...
تابعوا أحداث الحلقة الأخيرة غدا بمشيئة الله تعالى ....
مش هوصيكم في الردود والتعليقات والكومنتات ... عاوز ردود صااااااااروخية..........
دمتم لي بود.....

bluemay 03-03-16 04:35 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
رووووعة تسلم ايديك الحلوة ..

عن جد انها خطيرة وكلامها عين العقل الحاجة زينب .. وفعلا نحن بدنا العنب ما بدنا نقاتل الناطور .

بس الوحدة مننا بتسيطر عليها عواطفها وبتنحي العقل الا من رحم الله.

بينما ممكن تكسب كتير لو احكمت عقلها ..


بصراحة شريرة منمن يعني عقابك قاااسي كتييير .. معقول البطل يموت ؟؟!

منة اكيد رح تنصدم كتير ﻷنه بتحبه من كل قلبها ولو انه جرحها وعذبها كتير معه.


متشووقة كتير لنشوف النهاية


لك خالص ودي


★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

منى لطفي 03-03-16 05:31 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3599711)
رووووعة تسلم ايديك الحلوة ..

عن جد انها خطيرة وكلامها عين العقل الحاجة زينب .. وفعلا نحن بدنا العنب ما بدنا نقاتل الناطور .

بس الوحدة مننا بتسيطر عليها عواطفها وبتنحي العقل الا من رحم الله.

بينما ممكن تكسب كتير لو احكمت عقلها ..


بصراحة شريرة منمن يعني عقابك قاااسي كتييير .. معقول البطل يموت ؟؟!

منة اكيد رح تنصدم كتير ﻷنه بتحبه من كل قلبها ولو انه جرحها وعذبها كتير معه.


متشووقة كتير لنشوف النهاية


لك خالص ودي


★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

النهاية مفااااااااااااجأة ميوش.... هاانت كلها يوم ان شاء الله وتعرفوها بس وينها التعليقات والكومنتات؟؟؟.. مش عاوزين تعرفوا نهاية منة وسيف؟؟.. خلاص براحتكم حبيباتي بس ما ترجعوا تقولوا اني ما قلت!!!!!! فيس شرييييييير
نيهاهاهاهاهاهاي.......

مملكة الغيوم 03-03-16 07:00 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
السلام عليكم ورحمة الله
ايه يا منمن قلنا ربيه مش فسحيه انتى كده حتقهرى جميع الاطراف حتى القارئين والله نزعة الشر لدى الكتاب عاليه اليومين دول
الست الحاجه زينب طلعت واعره صوح عرفت كيف تخلى منه تربى الولد البجح قليل الربايه وهو عمل وش نادر شبكه بين عارضتين وووووووجو الجون الله يرحم الوسامه يا نادر والمخبل على عينه جوز سلمى لازم الصلح بضرب النار وعيارين اهم جم فى قليل الربايه قصدى قليل البخت سيوف والله لو تموتيه يا منمن حطلع لك بمظاهره واندد واشجب واعترض على كل ممارسات القمع اللى عملينها للابطال ده ظلم وافترى ارحمى البنيه اللى وقعت من طولها دى ده مهما كان بردو حبيبها وهى من قلبها مسامحاه بس هما شويه كده يعنى لزوم التاءديب والتهذيب والاصلاح انما القلب موال تانى دايب ومسامح وموجوع وكل الاعراض فى انتظار البارت الاخير يا منون بس رفقا بنا مع خالص الود والمحبه

منى لطفي 03-03-16 07:44 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3599735)
السلام عليكم ورحمة الله
ايه يا منمن قلنا ربيه مش فسحيه انتى كده حتقهرى جميع الاطراف حتى القارئين والله نزعة الشر لدى الكتاب عاليه اليومين دول
الست الحاجه زينب طلعت واعره صوح عرفت كيف تخلى منه تربى الولد البجح قليل الربايه وهو عمل وش نادر شبكه بين عارضتين وووووووجو الجون الله يرحم الوسامه يا نادر والمخبل على عينه جوز سلمى لازم الصلح بضرب النار وعيارين اهم جم فى قليل الربايه قصدى قليل البخت سيوف والله لو تموتيه يا منمن حطلع لك بمظاهره واندد واشجب واعترض على كل ممارسات القمع اللى عملينها للابطال ده ظلم وافترى ارحمى البنيه اللى وقعت من طولها دى ده مهما كان بردو حبيبها وهى من قلبها مسامحاه بس هما شويه كده يعنى لزوم التاءديب والتهذيب والاصلاح انما القلب موال تانى دايب ومسامح وموجوع وكل الاعراض فى انتظار البارت الاخير يا منون بس رفقا بنا مع خالص الود والمحبه

هههههههههه غيومي حبيبي وحشتيني... دا كاس وداير هنعمل ايه بس هههههههههه .. عموما النهاية مفاجأة بجميع المقاييس في انتظارك يا قمررر بإذن الله.... :e106::e106::e106::e106:

sloomi 03-03-16 10:54 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

منمن ايه اللي عملتيه ده...قلنا نعذب الراجل...وكنا ماشين كويس خالص...وخطه الحاجه كانت رهيبه..ومنه كانت بدأت شويه تقوى من نفسها وتوقف في وش اللي مايتسمي..والله يامنمن انا أكثر حاجه غايظني في سيف ده ان خيانته مش كانت لشهر ولا شهرين وخلاص فاق لنفسه ..لكن ده سنتين وهو يخون فيها ويجي آخر الليل ينام معاها عادي ...وماتسبعدي أنه ممكن كمان مرات جل نام معاها وهو متأثر بالصور اللي شافها..يعني كنت اتمنى يتعذب عذاب لوقت طويل ومنه بعيده عنه وهو مش قادر حتى يشوفها ....بس الآن هو اكيد حيدخل غيبوبة صح؟...واصلا الحادث جا في مصلحته وبدل مايتعذب هو حتتعذب المسكينه دي من خوفها عليه واكيد حتسامحه مباشره بعد ماتفوق من اغماءه الحالي ..نحنا كنا عايزينه هو يتعذب ...يعني لو كان الحادث حصل لمنه كان حيتعذدذذددب صح وهو شايفها قدامه بين الحياه والموت وهي كانت زعلانه منه...اصلو يستاهل الزفت...
بس برضو منتظرين مفاجأتك والفصل الأخير على نار يامبدعه...الفصل كان تحفه ...واسلوبك جميل جدا وكأني كنت معاهم بأكل في كورن مشوي هههه...وعلى فكره منتظره الروايه جايه على نار أصلي امووووت في البطل الثقيل والرزه💟💟💟💟


(سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب أليك(

منى لطفي 04-03-16 12:34 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sloomi (المشاركة 3599769)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

منمن ايه اللي عملتيه ده...قلنا نعذب الراجل...وكنا ماشين كويس خالص...وخطه الحاجه كانت رهيبه..ومنه كانت بدأت شويه تقوى من نفسها وتوقف في وش اللي مايتسمي..والله يامنمن انا أكثر حاجه غايظني في سيف ده ان خيانته مش كانت لشهر ولا شهرين وخلاص فاق لنفسه ..لكن ده سنتين وهو يخون فيها ويجي آخر الليل ينام معاها عادي ...وماتسبعدي أنه ممكن كمان مرات جل نام معاها وهو متأثر بالصور اللي شافها..يعني كنت اتمنى يتعذب عذاب لوقت طويل ومنه بعيده عنه وهو مش قادر حتى يشوفها ....بس الآن هو اكيد حيدخل غيبوبة صح؟...واصلا الحادث جا في مصلحته وبدل مايتعذب هو حتتعذب المسكينه دي من خوفها عليه واكيد حتسامحه مباشره بعد ماتفوق من اغماءه الحالي ..نحنا كنا عايزينه هو يتعذب ...يعني لو كان الحادث حصل لمنه كان حيتعذدذذددب صح وهو شايفها قدامه بين الحياه والموت وهي كانت زعلانه منه...اصلو يستاهل الزفت...
بس برضو منتظرين مفاجأتك والفصل الأخير على نار يامبدعه...الفصل كان تحفه ...واسلوبك جميل جدا وكأني كنت معاهم بأكل في كورن مشوي هههه...وعلى فكره منتظره الروايه جايه على نار أصلي امووووت في البطل الثقيل والرزه💟💟💟💟


(سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب أليك(

ههههههه عسسسل يا سو... يعني بردو انطخ له عيارين وبرضيكي لساتك جلبك جوي عليه!!!!!!!!!! هههههههههه ، شوفي هو الغلط راكبه فوقه تحتيه، والنهاية ما هحرقها، المهم عاوزاني أريحه من الدنيا باللي فيها ولا ايه رأيك؟؟؟.. شوفي اللي انتي عاوزاه وانا أعمله ههههه مستنياكي الرواية الجاية حبيبتي ان شاء الله تسلميلي يا قمر :e106::e106::e106:

sloomi 04-03-16 12:44 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى لطفي (المشاركة 3599780)


ههههههه عسسسل يا سو... يعني بردو انطخ له عيارين وبرضيكي لساتك جلبك جوي عليه!!!!!!!!!! هههههههههه ، شوفي هو الغلط راكبه فوقه تحتيه، والنهاية ما هحرقها، المهم عاوزاني أريحه من الدنيا باللي فيها ولا ايه رأيك؟؟؟.. شوفي اللي انتي عاوزاه وانا أعمله ههههه مستنياكي الرواية الجاية حبيبتي ان شاء الله تسلميلي يا قمر :e106::e106::e106:

لا لا ياجبيبتي هههههه خليه في الدنيا ده عنده بنتين محتاجنه ومنه الغبيه لسا بتحبه ....انا بس قصدي أنه الآن هو انصاب وممكن يروح في غيبوبه وكده يرتاح من المشكله كلها زعل منه وطلبها الطلاق ومنظره قدام أصحابه في الفيس وكده يعني...ومنه عذابه تضاعف يعني خيانته والآن أصابته ...واكيد حتسامح على طول من غير الزفت يتعذب عذاب معنوي على قدر عملته...

بس انا واثقه في قلمك وحكمك ونظرتك للأمور ...وراضيه كمان بمعالجتك للقضيه...ومنتظره النهايه على نار...

همس الريح 04-03-16 11:44 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اول شي السمووحه علي الانقطاع
غصب مهوب طيب
و بعدين وش الشر ذا؟؟
اغيب ارد احصل الكوارث ذي كلها؟؟
نشوي يذبحها زوج الفيس
و سيفاني هايت بالفيس بعد؟؟
و يوم قلت زانت تطخينه عيارين؟؟
يختي انتي شريره مع مرتبة الشرف بعد

سيف ذا مدري وش موقفي منه الحين
عساه البلا اللي ماله دوا علي سواته ذي
لكن مابيه يموت خطي بناته
و الا اقول لش.. بناته ما عليهم شر.. نادر بيحطهم بعيونه..لكن الحاج و الحاجه
لا خلاص.. خليه يعيش عشانهم
مالت عليه طوفه
السموحه مرة ثانية و في انتظار البارت الاخير.

منى لطفي 04-03-16 01:24 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الريح (المشاركة 3599825)
اول شي السمووحه علي الانقطاع
غصب مهوب طيب
و بعدين وش الشر ذا؟؟
اغيب ارد احصل الكوارث ذي كلها؟؟
نشوي يذبحها زوج الفيس
و سيفاني هايت بالفيس بعد؟؟
و يوم قلت زانت تطخينه عيارين؟؟
يختي انتي شريره مع مرتبة الشرف بعد

سيف ذا مدري وش موقفي منه الحين
عساه البلا اللي ماله دوا علي سواته ذي
لكن مابيه يموت خطي بناته
و الا اقول لش.. بناته ما عليهم شر.. نادر بيحطهم بعيونه..لكن الحاج و الحاجه
لا خلاص.. خليه يعيش عشانهم
مالت عليه طوفه
السموحه مرة ثانية و في انتظار البارت الاخير.

هلااااااااااااااااا هلا وغلاااااااااااا.... منورة هموووووووووسة، حمد الله على السلامة يا قمرررررر.. هههههههه شوفتي عندنا في الرواية مش هتقدر تغمض عينيك ولا تروح في اي حتة ههههههه... عامة كلها سويعات قليييييييييلة وبنشوف النهاية.... منتظراكي في روايتي الجديدة ان شاء الله كلها ضحك ولعب وجد وحب هههههه حمدا لله على السلامة كمان مرة حبيبتي... :4redf54r:

همس الريح 04-03-16 02:31 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
يس يس يس يسسسسسس اححححلي خبر
في انتظار الخاتمه و المقدمه
تسلمين من كل شر يا الغلا

منى لطفي 04-03-16 03:06 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
الحلقة السابعة عشر والأخيرة:
وقفت منة مستندة على حائط ممر غرفة العمليات الجراحية المقابل لباب تلك الأخيرة وقد ساد وجهها الوجوم وتحجرت العبرات في عينيها، فمنذ أن أفاقت بعد اغماءتها على إثر سماعها نبأ اصابة سيف بطلق ناري وقد صممت على اللحاق بعربة الاسعاف التي نقلته الى المشفى الخاص الموجود بعاصمة المحافظة والذي كان والده من أكبر المستثمرين فيه حيث يملك بمفرده اكثر من ستون بالمائة من الأسهم، وقد رافقها احمد ووالدها ونادر، بينما رافق سيف في العربة والده، وقد جاءت زينب وعواطف في العربة الخاصة بعبدالهادي يقودها سائقه الخاص،بينما جلست ايناس بالاطفال في المنزل، منذ ذلك الوقت وهي لم تجلس، فهي واقفة على عقبيها منذ أن وطئت قدماها أرض المشفى، فقد اتجهت من فورها الى الطابق الخاص حيث تتواجد غرفة العمليات الجراحية بعد أن استفسر والدها عن مكان تواجد سيف مدلياً بإسمه، كانت تهرول وهى تتجه حيث الغرفة يلحق بها احمد ونادر ووالدها والذي كان لسانه يلهج بالدعاء لزوج إبنته داعيا الله أن يكتب له السلامة وألاّ يُذيقهم حزنا فيه .....
علمت أنه بالداخل لاجراء عمليه جراحية دقيقة لاستئصال الرصاصة، غاب بالداخل مع فريق الاطباء اكثر من 3 ساعات وهي رافضة لألحاح والدتها عليها بالجلوس، فمنذ أن أنهارت بين يديها وأمها تخشى عليها أن يصيبها الانهيار مجددا، لم تنبس ببنت شفة، تكتفي بهز رأسها رفضا فقط، وكأنها استحالت الى تمثال من الشمع، فقد تحجرت جميع تعابير وجهها، وتجمدت دمعة خائنة تسبح في مقلتيها رافضة النزول، كانت تسمع بكاء حماتها وتعاطف امها معها وهي تريد الالتفات اليها تنهاها عن البكاء، لمَ البكاء؟، فسيفها حيّ، هي تشعر بهذا في قلبها، من المُحال أن يكون قد أصابه مكروه وهي لا تزال واقفة على قدميها لم تلحق به بعد!، لقد شعرت بما أصابه من قبل أن تسمع بذلك الخبر المشؤوم!، فقد نغزها قلبها وشعرت وكأن قبضة قوية قد أمتدت لانتزاعه بقسوة من بين أضلعها قُبيل سماعها نبأ اصابة سيف، فما إن سمعت دويّ إطلاق النار حتى علمت ماذا سيحدث؟!، وهي الآن تدعو الله في سرّها أن يكتب له النجاة ولا يذيقها فيه مكروه أبدا، فهو سيفها، حبيبها، والد بناتها، علمت أنها لا تستطيع الحياة من دونه لحظة واحدة، وتمنّت من الله أن يمنّ عليه بالشفاء، أما هي فستنسى كل ما صار وكان، فكلما تتذكر كلماته الاخيرة لها قُبيل نزولهم من غرفتهم لموافاة الضيوف بالأسفل، تشعر وكأنه كان لديه حدس بما سيحدث له، سؤاله المترجي عمّا إذا كانت توبته نصوحة فعلا، واذا كان الله قد قبلها منه؟، اهتمامه بأن يثبت لها أنه أبدا لن يفعل ما يغضب الله ثانية، كلمته الاخيرة من أنه يفضل الموت على أن يكون سببا في نزول دمعة أخرى من عينيها، كل هذه العبارات كانت تجول في بالها ، عندما رأت باب غرفة العمليات الواجه لها يُفتح فاندفعت الى الطبيب الذي ظهر من ورائه يرافقه طبيب آخر شاب ، اتجهت الى الطبيب في ذات اللحظة التي انتبه لها الباقين لخروج الطبيب واندفاعهم نحوه، وقفت أمامه تسأله بصوت مرتعش وعينين ترتجفان:
- طمنّي يا دكتور، ايه اخبار سيف؟...
زفر الطبيب عميقا وقال وقد لاح على وجهه الاجهاد فهو بالداخل يجري عملية جراحية دقيقة لمدة تقارب الأربع ساعات، تكلم بجدية وان لاح في وجهه حنان أبوي على هذه الزوجة الشابة التي يكاد خوفها على زوجها الراقد بالداخل يقتلها:
- اطمنّي يا بنتي، جوزك ربنا كتب له عمر جديد، الرصاصة كان بينها وبين القلب 2 سم، لكن ربنا ستر، المشكلة دلوقتي انه نزف كتير جدا، فعاوزين نقل دم حالا، احنا بعتنا نستفسر في بنك الدم، أنتو مافيش حد فصيلته مناسبة ليه؟، اندفعت منة قائلة:
- خد مني دمي كله يا دكتور بس رجعهولي تاني، .. أومأ الطبيب ايجابا قائلا:
- طيب اتفضلي حضرتك مع الممرضة علشان ياخدوا عينة من دمك يعاينوها قبل ما ياخدوا منك كمية الدم المناسبة ، بس لسه عاوزين متبرعين تاني، الكمية اللي نزفها مش شوية، هتف عبدالهادي:
- أني يا دَكْـتُورْ، هز الطبيب برأسه رفضا وأجاب بحسم:
- للأسف مينفعش يا حاج، حضرتك مريض ولسه قايم من دور جامد، احنا عاوزين كمية كبيرة مش هينفع ناخدها منك..
- انا عاوز أتبرع يا دكتور، هتف نادر بهذه العبارة فالتفت اليه الطبيب وقال باستحسان:
- ممتاز، اتفضل حضرتك مع المدام والممرضة، ولحق به أحمد قائلا:
- وأنا ، أشار الطبيب للمرضة باصطحابهم للمعمل للتأكد من تطابق الفصائل وخلو الدم من أية أمراض معدية، نظرت منة الى نادر الذي يسير بجوارها وتمتمت:
- شكرا يا نادر، أجاب نادر بنظرة حزن تغشى عينيه فهو قد تأكد أن حبيبته أبدا لم ولن تكون له:
- أنا مستعد أعمل أي حاجه علشان سيف يقوم بالسلامة ليكي ولبناته، أسبلت جفنيها في حركة شاكرة، ثم أكملا المسير متجهين الى المعمل...
- وِلد يا رماح عرفتوا مييين إبن الأبالسة اللي طخ وَلَدِيْ؟
همس عبدالهادي بهذا السؤال الى رماح الواقف بجواره يبكي كالأطفال على ما أصاب سيّده، مسح دموعه بكُم جلبابه الصعيدي الكالح اللون وهتف:
- إيوة أومال يا سيدي الحاج، الواد مجاهد وِلْدْ الفرطوس هو اللي صابه بالغلط وهو بيضرب عيارين في الهوا تفاريح برجعة ست سلمى لسي منعم...، سكت عبدالهادي قليلا ونظر اليه رماح متابعا:
- أني فكرت أطخه عيارين حج اللي عِمِلُه ديه ، لكن جولت أشورك حضرتك الاول!..
شهق رماح عندما أمسك عبدالهادي بقبّة جلبابه وهمس بحدة من بين أسنانه :
- أنت اتجنيت إيّاك!، تطخه كيف؟، عارف ديه هيبجى ايه؟، هيبجى بيننا وبين عيلة الغانم طار وبحور دم مالهاش آخر، جوصر الكلام أي حد هيسأل هنجول الرصاصة أنضربت من حدانا إحنا، لو حد في عيلة السوالمة شمّ خبر أنه مجاهد غفير كبير الغانم هو اللي طخ سيف ولدي مش عيسكتوا، وهتبجى بحور دم مالها آخر، هنجول للناس رصاصة طايشة من اللي الرصاص اللي كان بينضرب في الجو ، حد شاف إمجاهد غيرك؟
هز رماح رأسه بسرعة نفيا بطريقة كوميدية حتى أن صدغيه الممتلئيْن قد ارتطما ببعضهما وهتف بذعر:
- لاه، ماحدش شاف وِلْد الفرطوس ديه غيري، حتى هو ميعرفش أني شوفته، أني كنت واجف جنبيه وسي سيف بيرجوص على الحصان لمّن الغبيّ ضرب الرصاصة في وجت ما سي سيف كان بيلف جوباله،....دفعه عبدالهادي دفعة خفيفة وتنفس الصعداء قائلا:
- أمنيح، يُبجى كيف ما جولتلك، الرصاصة كانت طايشة، لو كان عندي أي شك انها مجصودة كنت خدت حج ولدي بيديّ، لكنها مش مجصودة، والسوالمة مش هيفهموا إكده، هما اساسا كان رافضين انه ولدهم يعاود بنتي تاني لوما سيف ولدي ربنا يشفيه أتدخل في الكلام وراضى الكل... ما كانش منعم هيشوف ضوفرها واصل.....
أومأ رماح قائلا:
- أمرك يا سيدي الحاج....
ظهرت نتائج التحاليل وكانت فصيلة دم منة ونادر متطابقتين، قال الطبيب عندما أبصر نتائج التحاليل:
- اممم، ممتاز يبقى استاذ نادر هيقدر يتبرع للمريض بس كمية الدم هتكون كبيرة شوية، للأسف بنك الدم لسه ماردّش علينا، واحنا بنسابق الوقت علشان حالة المريض الصحية ما تتدهورش..
نادر بحزم:
- خد الكمية الكافية يا دكتور، المهم تنقذ حياته....- وفي نفسه أكمل وتنقذ حياتها هي الأخرى فحياتها موصولة بحياته –
اعترضت منة:
- بس يا دكتور انا كمان فصيلة دمي مناسبة يبقى ليه حضرتك ما تاخدش مني؟...
الطبيب بتلقائية :
- حضرتك حامل يا مدام، ودا هيبقى فيه خطورة عليكي وعلى الجنين!!....
صُعقت منة وشحب وجهها فيما سمع احمد ما قاله الطبيب فسارع بإسنادها قبل أن يغشى عليها ، فيما شحب وجه نادر وساتند الى الحائط خلفه، سار احمد بها حتى أجلسها على كرسي ومال عليها هاتفا:
- ثواني هروح اجيب لك عصير، أمسكت بيده قبل ان ينصرف هامسة :
- ماما، عاوزة ماما.....
أومأ ايجابا بلهفة وسارع لإحضار أمهما......
---------------------------------------------------------

منى لطفي 04-03-16 03:08 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
كانت منة تجلس على كرسي بجوار الفراش الذي يرقد عليه سيف منذ أن استقرت حالته، وكان قد دخل غرفة العناية المركزة لمدة 24 ساعه لحين ثبات حالته الصحيّة ولكن ما أدهش الأطباء هو الغيبوبة التي دخلها، فلم يكن هناك سببا طبيّا لحدوث مثل هذه الغيبوبة، كانت منة تأتي يوميا في موعد الزيارة الصباحية وتمكث حتى يحل المساء تتحدث معه وتُذكّره بأيامهما سوية وببناتهما، فقد أخبرها الطبيب أن الذي يتعرض لغيبوبة يكون هناك جزء من المخ في حالة وعيّ ، وأنه بالتحدث إليه وتذكيره ببعض الأحداث وأشخاص معينين قد يؤدي ذلك الى استيقاظ باقي أجزاء المخ، وهذا ما كانت تقوم به بالفعل بلا كلل أو ملل، فكانت تأتي يوميا للجلوس اليه والحديث معه ولكن دون أدنى استجابة منه أو بصيص أمل، حتى كان يوم .....
كانت تتحدث معه بهمس رقيق وقد مالت ناحيته وهى تقول بإلحاح:
- قوم بقه يا سيف، عجبك يعني رقدتك دي؟، الدكتور وكل اللي شافوك بيقولوا ان غيبوبتك دي متعمدة على فكرة!، قالتها بنصف عين ثم تابعت مهادنة وهى تتلمس أصابعه السمراء الموضوعه بجانبها موصول بها المحلول المغذي:
- قوم علشان خاطري، طيب بلاش خاطري أنا، هـَنا وفرح مش وحشينك؟، و.....، ورفعت يده لتضعها على بطنها وقالت بحنو:
- والكابتن اللي مشرّف جوّه بئالو اكتر من 3 شهور دا واحنا ولا احنا هنا مش وحشك؟، ربتت على خصلاته معيدة خصلته الثائرة الى الوراء وهي تطلع اليه بنظرات حب صادق ونبرة رجاء:
- علشان خاطري فتح عينيك، انا تعبانه من غيرك اوي يا سيف، الكل شايفني صامدة وقوية، لكن أنا لا قوية ولا حاجه أنا ضعيفة جدااا على فكرة، قوتي دي كنت بستمدها من وجودك جنبي، وانا مش هقدر اكمل من غيرك، علشان خاطر بناتنا، علشان خاطر أبننا اللي لسه في علم الغيب، سيف أنا ..... انا بحبك يا سيف، بحبك ومش قادرة أعيش من غيرك، الفترة اللي فاتت عرفت فيها اني مش ممكن ابعد عنك ولو لحظة واحده حتى ...، ثم أعادت يده الى مكانها فوق الفراش ومالت عليها مقبلة أصابعه بحنان زائد وقد أفلتت دمعاتها بالرغم منها وهي تتابع وقد بدأ صوتها يعلوه نشيج البكاء:
- سامحتك والله سامحتك، بس افتح عينيك، ارحمني يا سيف.. انا بموووت بالبطيء...، لـِ...تشعر باهتزازة في اصابعه ما جعلها تنتفض برأسها لترفعها وتنظر غير مصدقة لأصابع يده التي تحركت حركة بسيطة، ثم رفعت عينيها اليه بأمل لاهف لتصطدما بعينين أبنوسيتين تطالعانها بحب وصوت خرج ضعيفا يهمس بمرح خفيف:
- أنا لو أعرف ان ضربي بالنار هيخليكي تسامحيني، كنت انضربت بالنار من زمااان...
هتفت منة بإسمه وارتمت عليه تبكي وتضحك في آن واحد مرددة إسمه مرارا، ولم تنتبه لألم سيف الذي شدّ عليه لإرتمائه على كتفه المصاب الا بعدما سمعت صوت أنينه، رفعت رأسها وتحدثت بلهفة قائلة:
- وجعتك حبيبي؟، معلهش أنا متأسفة، ثم قامت وهي تتابع:
- ثواني هنادي الدكتور، لتعترضها يده التي تشبثت بثوبها فطالعته باستفسار فأجابها بصوت ضعيف مهزوز:
- ما تسيبينيش!، ....هزت رأسها نفيا وقالت بابتسامة مغلفة بدموع الفرح:
- عمري...، ثم مالت عليه قاطفة قبلة خفيفة من شفتيه متابعة:
- ثواني حبيبي انادي الدكتور علشان أطمن عليك...
وبالفعل حضر الطبيب وطمأنها على صحته وأن مؤشراته الحيوية في معدلها الطبيعي، قامت منة بالاتصال بالجميع وزفت اليهم نبأ استيقاظ سيف من غيبوبته، وبعد اطمئنان الطبيب عليه أمر بنقله الى غرفة خاصة وطلبت منة من الطبيب أن تلازمه كمرافقة ، فوافق الطبيب، وتم نقل سيف الى غرفة من غرف الدرجة الاولى.....
كان الجميع ملتفين حول فراش سيف، وكانت منة توزع العصائر عليهم احتفالا بعودة سيفها اليهم، وكانت أمه تجلس بجواره عندما تحدثت قائلة وهي تميل عليه مقبلة جبهته:
- ألف سلامة عليك يا ولديّ، يا ريتها فيني ولا فيك يا حبيبي، أجاب سيف بضعف فهو لا يزال لم يسترد كامل صحته بعد:
- ألف بعد الشر عليكي يا أمي، أنا فداكي....، أجابت أمه وهي تشير الى منة التي وقفت مستندة على الحائط بجوار فراشه سامحة لأمه بالجلوس اليه من ناحية ووالده من ناحية أخرى بينما تعتلي شفتيها ابتسامة سعيدة راضية:
- مَرَتَكْ، ما فاتتكش واصل، كانت جارك طول السَّبوُع اللي انت كنت فيه مِغمِّي عليك يا نضري، غُلُبنا فيها كلام انها حالتها دلوك لازمن تاخد بالها من روحها بس هي دماغها يابسة كيف الصعايدة، ما رضيتش واصل...، ضحك الحضور وعلّقت منة على كلام حماتها وعينيها تلمعان ببريق يخطف الأبصار:
- روحي هو سيف يا ماما الحاجة....، ابتسم الموجودون، بينما طالعها سيف بنظرات عشق خالص ورغبة في احتوائها بين ضلوعه تشتد بداخله ولكنه لا يملك القوة البدنية لذلك، وعوضاً عن هذا رفع يده اليها فتقدمت اليه في حين نهضت زينب مفسحة لها الطريق لتحتل مكانها بجوار زوجها، الذي قبّل يدها وهو يقول بصوت مسموع:
- ربنا ما يحرمني منك ابدا، انتي مُنايا يا حبيبتي، ومن غيرك فعلا أنا من غير روح..
أراد احمد تبديل هذا الجو المشحون بالعواطف فصفّق بيديه وقام متجها اليهما وهو يقول بمرح:
- بقول ايه يا عم الحبيب انت وهي ، مش كدا!، راعوا مشاعرنا بردو، .....ثم توجه الى سيف مربتا على كتفه وهو يتابع:
- ألف حمدلله على سلامتك يا أبو السيوف، ومال عليه هامسا في أذنه ولا تزال الابتسامة ترتسم على وجهه ومن يراه يعتقده يتبادل المزاح مع سيف في حين أنه كان يوجه اليه تحذيرا هامسا، حيث قال:
- عارف لو سمعت انك زعلتها تاني ولا عملت حاجه تضايقها تاني هعمل ايه؟، تابع من دون ان يعطيه الفرصة للجواب:
- انسى انك تشوفها هي وولادك تاني أبدا، لأنها وقتها هتبقى فعلا حلم وراح بالنسبة لك!.....
أجاب سيف بتأكيد وهو يشد على يد منة القابعة في يده بينما تختلس النظرات المرتابة اليهما:
- عهد عليا يا احمد انى عمري ما هزعلها ولا هسمح لنفسي اني أكون سبب في حزن يدخل قلبها تاني...
شدّ احمد على كتفه قائلا والابتسامة قد اتسعت لسعادته بعودة المياه الى مجاريها بين شقيقته الوحيدة وزوجها:
- كدا يبقى ألف حمدلله على سلامتك وأسافر وأنا مطمن عليكم، انا أجلت سفري مخصوص علشان حالتها كانت مش مطمناني خالص....
تحدث عبدالهادي قائلا لولده:
- ما تشد حيلك بجه يا ولدي وتجوم لنا بالسلامة، انت عجبك رجدة المشتشفى ولا ايه؟؟
أجاب سيف بزفرة عميقة وهو يرنو بنظره الى منة الجالسة بجواره من الناحية الاخرى للفراش:
- وانا أكره يا حاج!، بس الدكتور اللي مش راضي بيقول مش قبل اسبوع كمان.....
تدخلت منة في الحوار هاتفة:
- وانا مع الدكتور، اعذرني يا بابا الحاج، سيف مش هيخرج الا لما الدكتور يطمنّا عليه خالص ، وان الجرح مابقاش منه خوف..
انتهز سيف الفرصة وسأل والده باهتمام:
- إلا صحيح يا حاج معرفوش مين اللي ضرب عليّا نار؟؟..
غشت عينا الحاج نظرة غامضة وقال بهدوء وثبات:
- وهيعرفوا منين يا ولدي؟، العيار كان طايش، ومحدش عرف مين اللي طخُّه.... المهم انك جومتلنا بالسلامة..
علقت منة بجدية:
- المفروض يا بابا الحاج حكاية ضرب نار في الهوا دي مجاملة تتمنع خالص، انت حضرتك شوفت سيف جراله ايه، انا من لحظة ما سمعت ضرب النار وانا قلبي اتقبض...
هز عبدالهادي برأسه ايجابا:
- صوح يا بتّي عنديك حج...
تحمّد لسيف عبدالعظيم وعواطف بالسلامة، وعلم أن ابنتيه برفقة سميحة شقيقته، وكانتا قد زارتاه مرة واحده فقط وآثرت منة ألّا يحضرا الى المشفى ثانية حتى ينتهي شفاء سيف فقد كانتا مذعورتين من رؤية والدهما ممدد طريح الفراش وإن كان يحاول محادثتهما والمزاح معهما، ولكنه لم يكن في كامل لياقته المعهودة بالنسبة لهما......
انصرف الموجودون وقد غادر والديْ منة مع احمد وعائلته الى القاهرة بعد أن سبقهما نادر الى الاسكندرية فهو ما ان اطمئن ان سيف قد استقرت حالته الصحية حتى غادر الى مدينته، وكان يتصل يوميا للاستفسار عن حالته الصحية وفرح عندما علم بخبر استيقاظه من غيبوبته، سعادته بالخبر كانت من أجل منة، فلا بد أنها الآن في أقصى درجات سعادتها، وقرر طوي صفحة حبه المستحيل من حياته للأبد، وطلب من والدته البدء بالتفتيش عن عروس مناسبة له.....
بعد رحيل الجميع نظر سيف الى منة وأشار بيده هامسا:
- تعالي،... تقدمت منة اليه وجلست بجواره حيث أشار، رفع يده اليمنى الطليقة وأمسك بها وجنتها في حين اليسرى كان يحركها بصعوبة حيث الضماد الذي كان يلتف على جذعه العلوي من ناحية اليسار حيث مكان الاصابة، نظر الى عينيها مليا قبل ان يرفع يده مزيحا وشاح رأسها الى الخلف لتتساقط خصلات شعرها المنفلت من ربطته لتحيط بوجهها الملائكي الفاتن، طفق ينهل من عذب ملامحها كما العطشان الذي عثر على واحة ماء عذبة رقراقة، همس متسائلا بينما نظرت اليه منة في حب وابتسامة سعيدة تزين ثغرها المكتنز:
- انتي قلتيلي سامحتك صحيح ولا أنا اللي كان بيتهيألي وانا في الغيبوبة؟، أمسكت منة بيده التي تحيط بوجهها وأجابت بصدق استشعره في حروف كلماتها:
- لا، ماكانش بيتهيألك ولا حاجه، انا فعلا سامحتك يا سيف، اللي حصل خلاني متأكده اني مقدرش أعيش من غيرك ثانية واحده، أنا بحبك يا سيف، عمري ما عرفت يعني ايه كلمة حب الا على ايديك انت، انت جوزي وحبيبي وابني وصاحبي وأبو ولادي، إنت أهلي يا سيف، أنا لو كنت فعلا عاوزة أسيبك أو مسامحتكش ما فيش حاجه في الدنيا كانت هتخليني مثلا اني آجي معاك عندكو..مهما حصل!، لو بيعتك فعلا.. يبقى خلصت، لكن أنا ما كنتش عاوزة اللي بيننا ينتهي، كنت بجادل كتير وبعاند لكن أنا متأكده انك لا يمكن تسمع كلامي، كنت موجوعه يا سيف، انت متعرفش أنت ايه بالنسبة لي؟!،.. نظر اليها بتساؤل فيما تابعت ودموعها تترقرق في مقلتيها:
- انت كل حاجه يا سيف، احساسي أنك ممكن تبص لوحده تانية كان احساس بشع، عمري ما اتمنى لأي حد انه يحسه أبدا، كنت حاسة زي ما يكون قلبي اتدبح بسكينة باردة، وعمّال ينزف، واللي تعبني اني لا أنا قادرة أوقف النزيف ولا أنا قادرة أنضف الجرح، سيف أنا ... بعشقك ... عمري ما تصورت اني ممكن أحب حد بالدرجة دي، حتى لو جوزي أبو ولادي، وانت في الغيبوبة دعيت ربنا أنه يرجعك ليا بالسلامة وانا هنسى اللي فات كله ، انا بحبك أكتر من روحي يا سيف...، وقبلت راحة يده المستريحة على وجهها ثم شدت بكلمات الاغنية التي تحمل نفس الاسم :
- أكتر من روحي بحبك، بحقيقي بحبك أكتر، وشعوري بحبك وبإنه دا شيء يتقدر، ولا كل لغات الدنيا تقدر عن حبي تعبّر، وغُنايا بإني بحبك ...أكتر من روحي بحبك، بالنسبة لدرجة حبك...رمز صغيّر مش أكتر، وأكتر...أكتر.....أكتر من روحي بحبك........
لم يتمالك سيف نفسه وجذبها من نهاية رأسها على قدر ما استطاع من قوة ليتناول فمها الذي تراقص لغُناه قلبه في قُبلة عميقة أودعها خالص عشقه، وبادلته منة القبلة بأخرى أشد عمقا وحرارة......
ابتعدا بعد مدة طويلة يلهثان طلبا للهواء، احتضنها سيف الى صدره بيده السليمة وقال وهو يلهث:
- بحبك، بحبك أوي، وعهد عليّا عمري ما هفكر مجرد تفكير في أي حاجه تضيع حبك ليا، بس فيه مشكلة دلوقتي؟...
قطبت منة ورفعت رأسها ناظرة اليه بتساؤل وهي تقول:
- مشكلة؟، مشكلة ايه دي؟...
نظر اليها سيف بخبث وأجاب باتسامة ماكرة تلوّن محياه:
- هصبر ازاي لغاية ما أطلع من هنا؟، خليكي جدعه وقولي للدكتور يكتب لي على خروج بكرة...
استهجنت منة قائلة:
- أفندم!، بكرة!، لا لا لا ، انت بتهزر صح؟، أجاب سيف بتلقائية:
- لا، غلط!، أنا بتكلم جد، طيب بصي ايه رأيك تيجي تنامي جنبي على السرير، انا هبقى مؤدب خالص ومش هعمل أي حاجه تضايقك، بس عاوز أخدك في حضني وخلاص، أرجوكي يا منة....
نظرت اليه منة في ارتياب وأجابت:
- بس جرحك...، لم يدع لها الفرصة لتكمل وهتف:
- انتي هتبقي بعيدة عن جرحي خالص، هتنامي على اليمين، علشان خاطري يا منة، وحشني أوي انى أخدك في حضني..
وقد اشتاقت الى أمان ذراعيه هي الأخرى فوافقت ولكن... لتعلم خطأ انصياعها لرغبته بعد ذلك بسويعات !!....
كانت قد خلدت الى النوم بين ذراعيه مريحة رأسها على كتفه الأيمن محيطة خصره بذراعها الأيمن، وقد غرقت في سبات عميق، لتشعر بشيء يداعب بشرتها، فجعدت وجهها في نومها، لتفاجأ بلهاث حاد يطرق سمعها، رفرفت بعينيها وفتحتهما وهي تهمس ولم تزل في غياهب النوم:
- اممم، سيف، لتسمع صوتا أجشا خشنا يجيب:
- قلب سيف وعيونه،... شعرت بملمس يده على بشرة جسدها، كانت قد أبدلت ثيابها بمنامة قطنية تصل الى منتصف ساقها ذات اكمام قصيرة، ففوجئت بيده وقد تسللت أسفل رداء النوم لتتلمس ساقيها، شهقت بخفوت وقالت بدهشة وهي تحاول ازاحة يده جانبا بلا جدوى:
- ايه يا سيف انت بتعمل ايه؟!،.. اجابها بصوت أجش من شدة الانفعالات التي تمور في داخله:
- الدنيا حر، وانتي كنت رافصة الغطا ورجليكي مكشوفة خفت لا تبردي فكنت بعدل هدومك!!..، طالعته منة مليا قبل ان تنطلق من فمها ضحكة خافتة ولكنها ناعمة جعلت سيف يبتسم تلقائيا، أجابته من بين شهقات ضحكتها:
- منين الدنيا حر ومنين خفت عليّا أبرد؟، ركّز يا سيف، انت المفروض كتفك بس اللي اتصاب مش دماغك!!...
أجاب سيف وهو يجذبها ناحيته بقوة بينما تدفعه براحتها في صدره محاولة ابعاده:
- ما هو الدنيا حر نار عندي أنا، لكن في الاساس بالليل بيكون فيه هوا وانا بخاف عليكي من الهوا.....
قالت منة وهي تحاول التحرر من قبضته بينما تحرك رأسها يمينا ويسارا للافلات من فمه المتطلب وتلك الرغبة المحرقة التي تنبعث من فحم عينيه المشتعل لتسيل دمها كالعسل الدافيء في أوردتها:
- فيك الخير والله، بس ابعد بقه شوية وإلّا هروح أنام في سريري!!....
أجاب سيف بصوت متهدج:
- مش قادر أبعد، بجد مش قادر، طيب بصي بوسة واحده بس..
قطبت منة كمن يفكّر ثم أشارت اليه بسبابتها وقالت بتحذير:
- واحده بس؟!، أومأ بلهفة فتابعت آمرة:
- طيب غمّض عينيك، أنا اللي هقوم بالمهمة دي!...، لاحت علامات الأسف على وجهه وقال:
- خلّي عنك انتي خالص، قاطعته منة بتحذير ونظرة قوية:
- سيف...، فإنصاع لرغبتها وأغمض عينيه وهو يمنّي نفسه بأنه سيقبض عليها ما أن يشعر بشفتيها الدافئتين، لوهلة لم يشعر بشيء وما إن همّ بالتذمر حتى شعر بمن يمسك بوجهه بقبضة قوية ثم قبلة خفيفة كرفرفة فراشة حطّت على وجنته
اتبعها صوتها يقول ضاحكا:
- تصبح على خير يا سيفي!!، فتح عينيه سريعا وهمّ بالاعتراض عندما أبصرها وقد رقدت فوق فراشها الآخر، كشّر غير راض وهتف بنزق:
- إنتي بتخمِّي على فكرة، احنا ما اتفقناش على كدا!!،،
ضحكت منة مجيبة:
- أنا لا أخو أمك ولا أخو أبوك!!، انا مراتك ونام بقه علشان أنا تعبانه فعلا وعاوزة أنام، تصبح على خير، ولفّت الى الجانب الآخر مولية ايّاه ظهرها في حين همس بيأس وزفرة عميقة خرجت من قلبه:
- أنام!، هو انا هيجيلي نوم طول ما انا شايفك رايحه جاية قودامي وانا مش قادر أقرّب لك، تمام زي العطشان لما يشوف كوباية ماية ساقعه مشبّرة قودامه ومش عارف يشرب منها وهي عماله تطلع له لسانها!، الصبر من عندك يارب.....
مر على تواجد سيف بالمشفى خمسة عشر يوما، ما بين شد وجذب وكرّوفرّ بين وبين مُناه!!، فقد كان يتحيّن الفرص منتهزا حاجته للمساعده وما إن تقترب منه منة حتى يسارع لاستغلال وجودها بجواره بأجمل طريقة ممكنة .....
- سيف، انت لو مش هتعقل انا هروّح وهخلي ماما الحاجة هي اللي تيجي مرافق بدالي، هي عمالة تلحّ عليّا بئالها مدة وخصوصا أنى حامل علشان ارتاح...
هتف سيف رافعا يده الى اعلى:
- لا لا لا، خلاص، حرمت، انما صحيح ازاي حامل 3 شهور وما اخدتيش بالك طول الفترة اللي فاتت دي كلها؟...
اجابت منة وهي تطالعه بنصف عين:
- البركة في حضرتك، هو انت خلّتني عارفة راسي من رجلي، حتى لما معادها فات قلت أكيد علشان حالتي النفسية مش مظبوطة، ما كانش في دماغي خالص اني حامل..
نظر سيف الى وجهها الجالس بجواره وقال بابتسامة:
- ايه رأيك لو ولد عاوز أسميه على اسم كبير العيلة عندنا..
فرحت منة متوقعة انه يريد تسمية ولدهما بإسم والده هو عبدالهادي فهتفت بحبور:
- وماله حبيبي، انت عارف انا بحب عمي عبدالهادي قد إيه..
قطب سيف وقال:
- اولا كلمة بحب دي قلتلك 100 مرة ما تطلعش لأي راجل غيري ولو كان ابوكي ولا ابويا، ثانيا بقه مش عبدالهادي أبويا أنا اقصد جدي الكبير كبير السوالمة، مخيمر السوالمي!!
غابت الابتسامة عن وجه منة وقالت بدهشة:
- نعم؟، مخيمر!، يعني أنا أبقى أم مخيمر!!...
اجاب سيف وهو يبتسم:
- آه، وأنا أبو مخيمر!، يا سلااام يا مُنايا!...، أجابت منة مصعوقة:
- يا سلام يا منايا؟، انت بتتكلم بجد؟، أومأ ايجابا فتابعت:
- سحر ازاي وتسمي عبدالعال؟، يعني معلهش سيف ازاي ويسمي مخيمر؟ عاوزة أفهم أنا!!..
قال سيف وهو يكتم ضحكته بصعوبة فقد راق له مشاكستها:
- ومالو بس يا حبيبتي،....، أشارت منة بيدها وأجابت بجدية مصطنعه:
- سيف ريّح روحك، يمكن ربنا يعديها على خير وتيجي بنت وأسميها على إسم ستّي الكبيرة...
سيف بتساؤل وابتسامة عريضة:
- واسم ستّك الكبيرة كان ايه؟...
مالت فوقه مجيبة بجدية زائفة:
- زليخة!!، أومأ سيف برأسه مبتسما:
- آه، زليـ....، وهتف بحنق متابعا حينما استوعب الاسم جيدا:
- ز ... مين؟!، أجابت منة بتلقائية مصطنعه:
- زليخه بابا، زلييييييخة، ايه ما سمعتش عنه قبل كدا؟..
سيف وقد أسند ظهره الى مسند الفراش خلفه ناظرا امامه قائلا بثقة:
- لا هو ان شاء الله مخيمر..
هتفت منة معترضة:
- زليخة، هتف سيف:
- مخيمر، لتتبعه منة:
- زليخة، وظلّ الاثنان يتراشقان بالإسمين حتى هتفا في وقت واحد:
- زليمر!!، وسكتا يطالعان بعضهما البعض لبرهة حتى انفجرا ضاحكيْن.. بضحكات سعيدة ملئت الأجواء بهجة وفرح....
=================================

منى لطفي 04-03-16 03:11 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
خرج سيف من المشفى بعربة اسعاف خاصة بناءا على طلبه فورا الى منزله بالقاهرة، يرافقه منة في سيارة الاسعاف، يتبعهما والده ووالدته وابنتاه في سيارة والده الخاصة ....
بعد أن اطمئنا كل من عبدالهادي وزينب الى حالة ولدهما صممت منة على أن يبيتا ليلتهما لديهما على أن يسافرا غدا بالنهار، قالت زينب مشيرة الى حفيدتيها:
- ياللا حبايبي، تاجوا معايْ أحكيلكم حكاية الشاطر حسن وبدر البدور بنت السلطان، قفزا الفتاتيْن فرحا موافقتين، فدفعتهما زينب الى غرفتهما التي ستبيت فيها هي وعبدالهادي ليلتهما، اعترضت منة قائلة:
- لا يا ماما الحاجة، علشان تعرفي تنامي انتي وعمي الحاج، هـَنا وفرح هيناموا في حضني أنا وسيف انهرده، أصرت زينب قائلة:
- لاه، ولو صممتي يُبجى هنسافر دلوك، السواج موجود وبايت تحت في العربيه، هنحس اننا مضيجين عليكم، خليكو كيف ما انتو متعودين يا بتّي، اساسا الحاج هينام ع السرير وأني هاخد الجُطّتين دول في حضني ونفرشو في الارض ونجعد نحَكِّي حواديت للصّبح، زفرت منة وهمت بالاعتراض حين أسكتها سيف قائلا:
- خلاص يا منة، سيبي الحاجه براحتها متزعلهاش...
ودخل كل منهم الى غرفته للنوم...
ساعدت منة سيف في تبديل ثيابه وكان جرحه قد تمت ازالة الضمادة الكبيرة عنه واستعاض عنها بأخرى صغيرة، وكان الجرح قد جفّ تماما، وغدا في طوْر الشفاء الاخير، ارتاح سيف فوق الفراش ودخلت منة الى الحمام الملحق بغرفتهما حيث اغتسلت وابدلت ثيابها الى منامة حريرية مكونة من بنطال حتى الركبة، وفوقه بلوزة بكم قصير للغاية وقبة واسعة تكشف عن عنقها المرمري وتتسع البلوزة الى الاسفل حتى منتصف الفخذين، مشطت شعرها وقد وضعت مرطب الجسم الذي تضعه عادة، ورقدت بجوار سيف وهي تتمتم بثبات لا تشعر به:
- انا هنام عاوز حاجه يا سيف؟، شرد سيف قليلا لينتبه على ندائها له فأجاب:
- ها.. لا ابدا، فرقدت مولية اياه ظهرها وهي تغمض عينيها بقوة قائلة:
- تصبح على خير....
نظر الى ظهرها قليلا ثم مد يده فوق رأسها الى المصباح المعلق فوقهما ليجذب حبل الانارة الخاص به الى اسفل فساد الغرفة الظلام، رفع الغطاء قليلا واندس أسفله وهو يتمتم:
- وانتي من أهله...، بعد ثوان انتفضت منة في رقدتها والتفتت تحاول النظر الى سيف في الظلام الذي لم تعتد عليه عيناها بعد وهي تقول بلوْم:
- انت بتعمل ايه يا سيف؟، كان سيف يعتصرها بين ذراعيه بقوة حتى انها بصعوبة استدارت إليه، ضربت أنفاسه الساخنة صفحة وجهها القشدية وأجاب بصوت أجش بينما يتشمم رائحتها الأنثوية العذبة وهو يهمس بخفوت:
- اشششش، بيننا وبين الحاج والحاجة حيطة واحده، فمش عاوز صوت، بلاش فضايح....
نظرت اليه منة وكانت عيناها قد اعتادتا الظلام فسهُل عليها رؤية وجهه وأجابت وهى تحاول دفعه بعيدا بلا فائدة:
- انت اللي هتجيب الفضايح دي لنفسك!، أعقل يا سيف، ابوك وأمك انت بنفسك قلت بيننا وبينهم حيطة واحده، فعيب اللي انت بتفكر فيه دا!!، أجاب سيف بحنق:
- عيب!، وايه العيب اللي فيه بقه ان شاء الله؟، تفتكري هما دلوقتي فاكريننا بنعمل ايه؟، بنلعب صَلّح؟، ولّا نايمين عاقلين هاديين كل واحد فينا مدِّي ضهره للتاني؟!، لا يا حبيبتي، هما عارفين احنا بنعمل ايه فمينفعش يبقى صيت ع الفاضي، وبعدين انتي وحشتيني أوي، أنا ما وحشتكيش؟!، سكتت منة وقد هدأت مقاومتها وأجابت بخفوت وتردد:
- وحشتني بس....، همس سيف أمام شفتيها وهو يضع سبابته على فمها المكتنز:
- إششش، من غير بس، ليشعر بنعومة شفتيها تحت إصبعه، فمال برأسه متناولا شفتيها في قبلة عميقة محتويا جسدها بقوة أشاعت الحرارة في أوصاله، ولم تستطع منة المقاومة فهو حبيبها التي أوشكت على فقده وتبادلا عهود الحب بأجمل طريقة بين المحبين، وليست مرة واحدة بل....مرّاتٍ ومرّات !!.....
**************************************************
استقرت صحة سيف وعاد الى عمله ثانية بينما تفرغت منة الى ابنتيها وحملها الجديد، واستقرت حياتهما والتي لم تخلو من غيرة منة الشديدة....
- سيف أنت فين؟...، سألت منة بغضب سيف وهي تحادثه هاتفيا وتنقر بقدمها الارض ، أجاب سيف بتلقائية:
- هكون فين يعني يا حبيبتي؟، في الشغل طبعا!!..
منة بحدة قاربت الصراخ:
- شغل؟، انا اتكلمت من ساعه جلال السكرتير رد عليا وقاللي انك جيت ونزلت على طول، وعماله أطلبك على الموبايل مقفول، تقدر تقوللي كنت قافله ليه، وكنت فين؟...( كانت منة قد أصرت على وجود سكرتير رجل وليس أنثى، كما أن طاقم المهندسين جميعهم من الذكور فلم يكن هناك أي مؤنث في الجوار من سيف)...، أجاب سيف بصبر فهو مقدّر لغيرتها الشديدة والتي تقارب الشك ولكنه أخذ على عاتقه ألّا يتذمر منها أبدا وان كان في بعض الأحيان تكاد تفلت أعصابه لشكّها المفرط:
- حبيبتي أنا كنت في مشوار والشّبَكة في المكان اللي انا كنت فيه وحشة، دا كل الموضوع!!..
منة بإصرار:
- مشوار؟، مشوار ايه دا؟، زفر سيف مجيبا وهو يحاول تمالك نفسه:
- أما آجي هقولك، قاطعها وهي تهم بملاحقته بالاسئلة من جديد:
- معلهش يا منة انا داخل على اشارة هقفل علشان العسكري ما ياخدنيش مخالفة،... واغلق الهاتف....
كانت منة ترغي وتزبد وتروح وتجيء في المكان، كانت قد شارفت على شهرها الثامن، وضعت يدها أسفل ظهرها حيث شعرت بألم بسيط،... نفخت بغيظ متمتة:
- ما انا هلاقيها منك ولا من ابوك، شكلك هتطلع متعب زي اللي خلّفك !!..، لتسمع صوتا يأتيها من خلفها يقول بمزاح خفيف:
- واللي خلّفه ماله بس؟، التفتت اليه وقد ثارت خصلات شعرها الذي استطال حتى ركبتيْها وسيف يرفض رفضا باتًّا أن تقصّ منه ولو إنشاً واحدا، هتفت بنزق بينما كانت ابنتيها تلعبان في غرفتهما:
- تاعبني!، اللي مخلفه تاعبني ومش عاوز يريحني، كنت فين يا سيف؟، سار سيف اليها وتناول يدها ليسير بها حتى الاريكة الجلدية الفخمة حيث أجلسها وجثا على ركبتيه أمامها وهو يقول:
- ممكن تقفلي عينيكي بس؟، همّت بالرفض عندما ألحّ قائلا:
- علشان خاطري، هقولك والله كل حاجه بس الاول اقفلي عينيكي، فعلت كما طلب منها لتسمعه وهو يطلب منها أن تفتح عيناها، فتحتهما لتبصر سلسال ذهبي عريض يتدلي منه قلب مغلق، شهقت فمال ناحيتها وفتح القلب مشيرا لها لتقرأ ما حُفر بداخله " الى مُنايا....بحبك سيف"، في احدى جانبي القلب بينما يحمل الجانب الآخر صورة لهما معهما من صور زفافهما، ترقرقت الدموع في عينيها في حين همس:
- كل 5 شهور وانتي طيبة، زي انهرده انتي سامحتيني، وانا فتحت عينيا من تاني، زي ما أكون كنت رافض انى أرجع للحياة طول ما إنت زعلانه مني، وأول ما سمعت كلمة سامحتك كانت نفس اللحظة اللي انا سامحت فيها نفسي وقبلت انى ارجع للحياة تاني، لأنه من غيرك ومن غير قلبك الدنيا كلها مالهاش طعم..، وصّيت عليها الجواهرجي وانهرده كنت عنده بستلمها، وتقريبا الشبكة عنده واقعه، ومرضيتش اقولك علشان محرقش المفاجأة!!..، وان شاء الله من هنا ورايح كل شهر لازم هحتفل باليوم دا مش كل 5 شهور!!...
نظرت اليه منة مليّا قبل ان تشهق عاليا منخرطة في بكاء عميق وهي تدفن وجهها في راحتيها، قبض سيف على معصميها وهتف وهو يحاول ازاحة يديها بعيدا:
- منة حبيبتي، منة انت بتعيطي؟!، منة كلميني فيه ايه؟،
أبعدت منة يديها عن وجهها وصرخت في حدة أدهشته وهي تبكي بحرقة عالية:
- بعيّط عليك وعليّا، أنا .. أنا بئيت شخصية زبالة، شكّ وغيرة، بعيّط علشان ظلمتك... بعيّط علشان عمري ما كنت أتصوّر اني اتحول لواحده شكاكة بالشكل دا، عرفت بعيط ليه يا سيف؟، بس للأسف دا مش بإيدي، دا زرعك إنت يا سيف!، إنت اللي زرعت ...إحصد بقه!!، وانخرطت في نحيب عال يقطع نياط القلب...
تركها سيف حتى هدأت نوبة بكائها، جلس بجوارها وقال بهدوء وهو يحتضنها بينما لا تزال تنتفض إثر شهقات بكائها الحاد:
- ومين اللي قالك اني زعلان ولا متضايق ولا معترض على حاجه أنا اللي اتسببت فيها؟، اعملي ما بدالك، غيري عليّا، شُكِّي فيّا، اخنقيني، بس....و أبعدها عن ذراعيه ناظرا لها بعشق صاف متابع:
- ماتسيبينيش!، أي حاجه مستعد أستحملها الا أنك تبعدي عنّي!، وأعاد احتوائها بين ذراعيه مجددا وهو يهمس:
- اوعي تسيبيني يا منة اوعي، لتجيبه منة بخفوت مماثل:
- ولا دقيقة ولا ثانية يا سيفي !!، ليغرقها في عناق قوي ثم حملها بين ذراعيه متجها الى غرفتهما وهو لا يزال معانقا لها، ليتابع بث حبه وعشقه السرمدي لها حاملا إياها الى عالم لا تصله الاّ مع سيفها وحده !!...
===============================
انتهى الفصل السابع عشر والأخير... يبقى " الخااااااااااااااتمة"...اسمع أحلى تعليقات وردود لو عاوزينها لانها خاتمة فايف ستار بصراحه يعني هههههههه.... مين قال الخاتمة يا منى؟!!!!!!!! فيس بيغمز

مملكة الغيوم 04-03-16 04:28 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
السلام عليكم ورحمة الله
الخاتمه يامنمن انتى فين يامنمن
وحياة زليمر يا منون ابعتى الخاتمه ههههههههههههه حرام عليكى موتينى ضحك على زليمر ده والله الفصل رائع وبجد نادر ضرب مثل للانسان المحب اللى ما يهمه الا راحة حبيبه حتى لو كانت مع غيره وسيف ومنه يستاهلو الفرصه التانيه هى صحيح حتنغصها الغيره والشك لكن هو حيستحمل لان ده زرع ايده ولانه بيحب بجد ومصدق قفش الفرصه ومش حيضيعها والحاج عبد الهادى صعيدى لاكن متنور كيف ما خلا حد يحس بانه عارف اللى صاب سيوف بالعيار كانت حتبقى وقعه مربربه ومرار طافح والدم للركب تسلمى منون ومنتظره الخاتمه موووووووووووواه

منى لطفي 04-03-16 04:49 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3599875)
السلام عليكم ورحمة الله
الخاتمه يامنمن انتى فين يامنمن
وحياة زليمر يا منون ابعتى الخاتمه ههههههههههههه حرام عليكى موتينى ضحك على زليمر ده والله الفصل رائع وبجد نادر ضرب مثل للانسان المحب اللى ما يهمه الا راحة حبيبه حتى لو كانت مع غيره وسيف ومنه يستاهلو الفرصه التانيه هى صحيح حتنغصها الغيره والشك لكن هو حيستحمل لان ده زرع ايده ولانه بيحب بجد ومصدق قفش الفرصه ومش حيضيعها والحاج عبد الهادى صعيدى لاكن متنور كيف ما خلا حد يحس بانه عارف اللى صاب سيوف بالعيار كانت حتبقى وقعه مربربه ومرار طافح والدم للركب تسلمى منون ومنتظره الخاتمه موووووووووووواه

هههههههههه وانا زليمر غالي عندي اووي بصراحة بس فين الناس؟؟.. اين انتم يا آل ليلاس الكراااااام؟؟... هههههه زليمر مالوش خاطر عندكم؟؟؟؟؟

sloomi 05-03-16 03:26 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

مبروووووك ألف مبروووووك يامنمن انتهاء الروايه وعقبال الخاتمه...النهايه جميله وواقعيه..وزى ما توقعت سيف دخل في غيبوبه..والحادث طلع في صالحه ومنه سامحته على طول.... بس كان لازم ترجع له بما أنها بتحبه وبينهم بنات وكمان حامل...وسيف اكيد مش حيعيدها تاني ...الشك والغيره عند منه حيفضلوا معاها كده وسيف لازم يستحمل ماجنت يداه...بس الاكيد منه عمرها مش حتنسي الحاجه دي وحتفضل حرقه في قلبها مهما عمل سيف...بسبب المرأه تقدر تعيش وتحب وتسعد وتركن الألم والصور المشوهه جوووووو قلبها من غير ما تظهر في الصوره ...
منمن متشوقه للخاتمه وللروايه الجديده....

bluemay 05-03-16 06:42 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معليش يا منمن كنت برة البيت امبارح وما قدرت افوت بالليل من نعسي ..

طبعا الفصل اﻷخير حلو كتير ..

عن جد قدرتي تقلبي مشاعري تجاه سيف .. بعد احتقاره صرت مقتنعة ببراءته وتوبته والله يتوب علينا وعلى عباده المسلمين.


منة طبيعي تتصرف هيك ﻷنها بتحبه وفعلا جرحه عميق ولكن مش مستحيل الشفاء وان طالت مدته..


يسلمو ايديك وبإنتظار الخاتمة حتى يتم *التثبيت*


لك خالص ودي


★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

منى لطفي 05-03-16 10:05 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
تسلموا لي حبيباتي .... ولأني هكون بتفسح طول اليوم انهرده ان شاء الله ( فسحة اجبارية وليست اختيارية أبسليوتلي هههههههه.. بين الدروس بروح وبرجع وارجع أروح وأرجع ههههه رياضة ) بنزل الخاتمة الآآآآآآآآآآآآآآآآن.... في انتظاركم لا تبخلوا عليّا بتعليقاتكم وردودكم امووووووواه...

منى لطفي 05-03-16 10:06 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
الخاتمة:
- أنا مش فاهم ازاي طاوعتك اننا نسافر اسكندرية وانتي في حالتك دي؟، تساءل سيف بنزق وهو يقود سيارتهم متجها الى الاسكندرية لحضور حفل زفاف نادر ابن خالتها وقد سافر عبدالعظيم وعواطف قبلهما بعدة أيام لتستطيع عواطف مساعدة شقيقها في تجهيزات الفرح، أجابت منة بهدوء بينما تقبع ابنتيها في المقعد الخلفي تتطلعان من النافذة الى الطريق حولهما:
- فيها ايه يا حبيبي بس؟، ما أنا سألت الدكتورة وقالت لي لسه اسبوعين تقريبا على ولادتي، وبعدين طالما الطريق كويس وانت بتسوق هادي خلاص، وبعدين ازاي ما احضرش فرح نادر ، انت عاوز طنط سهام تزعل؟، ونادر جميله هيفضل في رقبتي طول عمري...
اجاب سيف ببرود:
- أنا ماقولتش حاجه، وانا بنفسي سافرت لنادر أشكره على وقوفه جنبي، بس انا بتكلم على حالتك.. انتى على وشّ ولادة، وأنا مش بالع حكاية السفر في الظروف دي، ومتأكد ان خالتك كانت هتقدر ظروفك، كنا بعدين جينا باركناله في شقته..
منة منهية النقاش:
- خلاص يا سيف اللي حصل.. حصل، ربنا يوصلنا بالسلامة وان شاء الله مش هيحصل حاجه...
كانت منة تجلس في مقعدها حول احدى الطاولات المتناثرة في قاعة الزفاف، كانا ابنتيها بصحبة والدتها عواطف لشدة تعلقهما بالأخيرة... عندما همس سيف لها للتوجه للعروسين للمباركة، بعد أن باركا لهما واثناء عودتهما لطاولتهما مجددا ، نادى صوتا أنثويا على سيف، نظرت منة الى سيف شذرا فرفع كتفيه بمعنى انه لا علم له عمّن تناديه، التفتت منة خلفها لتفاجأ بأنثى وكأنها خارجة من مجلة للأزياء بفستانها الذي يلتصق بها وكأنه جلد ثانٍ لها، بلونه البرونزي ، يصل الى فوق الركبة، ويبرز مفاتنها فلا يدع شيئا للخيال، تقدمت منهما وقد تطاير شعرها البني اللون الذي يصل الى كتفيها خلفها، وقفت امامهما لتنبعث رائحة عطر ثقيل يزكم الأنوف، فقارنت منة بين وضعيهما!، هي بعباءتها المطرزة على الحواف والأكمام والتي تتسع الى أسفل فلا تبرز حملها، ووشاحها المعقود بربطة أنيقة خلف عنقها ليخفي خصلاتها الناعمة، بينما تعلو قبة عباءتها لتستر عنقها الطويل كعنق اليمامة، والأخرى بتلك اللاثياب التي ترتديها!!، تحدثت تلك الانثى التي أعطتها منة عمرا لا يزيد عن عشرين عاما بصوت به بحة جذابة:
- انت سيف عبدالهادي صاحب المكتب الهندسي للانشاءات مش كدا؟، أومأ سيف برأسه بينما عيناه تنظر الى منة التي يحتل وجها تعبير اجرامي وهي ترمق تلك الفتاة من أعلى الى أسفل بقرف واضح، تابعت الفتاة وهي تزيح شعرها جانبا بغرور أنثى تعلم مجى فتنتها وجمالها:
- انا نانسي سليمان، انت كنت عملت ديكور شقة اخويا عادل سليمان وبصراحه الديكور حلو اوي وانا كنت عاوزاك تعمللي ديكور ...، لم تمهلها منة لتتابع وجذبت سيف من يده مزيحة اياه جانبا لتتصدر هي الموقف مواجهة لها وهى تقول بأبتسامة صفراء:
- ايوة يا آنسة، بس للأسف معلوماتك قديمة، سيف قفل المكتب!
حدقت الفتاة غير مصدقة وهتفت بينما سيف يطالع منة في دهشة:
- قفله؟، خسارة .. طيب ليه؟، همّ سيف بالكلام لتقاطعه منة متحدثة بجدية شديدة:
- مزيّنْ!!، حدّق فيها سيف بشدة وكتم ضحكته بصعوبة حتى أنه اصدر صوتا فسارع للسعال حتى لا تنتبه اليه الفتاة التي حولت انظارها اليه معلقة بدهشة:
- مزيّنْ؟. يعني ايه مزين دي؟، أجابت منة وهي تأبط ذراع سيف وتستدير مبتعدة:
- يعني قلبه مزيّن!!، مزيّن...اللي بيزين الرُّوس، ومش أي رُوس، مزيّن رجالي يا آنسة، حلّاق من الآخر !!، لو عاوزة حد يزين لبابي راسه ممكن ما تقوليلناش!...
وانصرفت منة مبتعدة متأبطة ذراع سيف الذي انطلقت ضحكاته عاليا، بينما نفخت منة بضيق والتي شعرت بالانقباضات التي أتتها في وقت سابق وقد عادت بقوة عن ذي قبل، قالت منة بنزق:
- آه، اضحك انت ولا همّك، أجاب سيف وابتسامة واسعه تحتل وجهه:
- حبيبتي يا منايا، ما تتصوريش فرحتي وانتي غيرانه عليا أد ايه!، أد كدا بتحبيني يا منة؟..
هتفت منة وهي تفتح عينيها على وسعهما:
- آه،... فهتف سيف:-
- بجد؟،.... لتجيب منة بصوت أعلى وهي تمسك بطنها من أسفل :
- آآآآه..، شعر سيف بشيء مريب في صوت منة فمال ناحيتها ممسكا يدها التي تقبض بها على أسفل بطنها وهو يتساءل في ريبة عاقدا جبينه:
- منة حبيبتي مالك؟، انتي تعبانه؟. فصرخت من بين أسنانها ولم تستطع احتمال ألمها أكثر من ذلك:
- آآآآه، الحقني يا سيف، شكلي هولد!!....
في الساعات اللاحقة لا يتذكر سيف تماماً ما حدث، فهو لا يذكر سوى حمله لها وذهابه سريعا الى والدتها التي سارعت بتوجيهه أن يذهب رأسا الى المشفى وانها ستلحق به مع والدها تاركة البنتين مع سهام..
لا يعلم سيف كيف وصل المشفى وسط صرخات الألم المستمرة من فم منة، صفّ سيارته أمام المشفى وخرج سريعا تاركا الابواب مشرعة، وحمل منة، توجه اليه حارس أمن المشفى ليخبره ان وقوف السيارة ممنوع بهذا الشكل فهتف سيف به:
- المفاتيح في العربية اركنها انت في الحتة اللي تعجبك...
تم ادخال منة فورا الى الشمفى واستدعاء طبيبة التوليد، التي عاينتها مؤكدة انها قد دخلت في مرحلة المخاض بالفعل....
بعد سويعات من الألم والعذاب وكان سيف قد أصر على حضور الولادة، حضر " زياد سيف عبدالهادي"، الذي ما إن نزل حتى ملأ الدنيا صراخا، حمله سيف وتوجه به الى منة الراقدة فوق فراش التوليد وكان سيف قد ارتدى الزي الخاص بغرفة العمليات، مال فوقها وهو يحمل وليدهما الذي لم يكن أكبر من راحة الكف وقد احمرت بشرته لشدة صراخه، وضعه على صدرها وهو يهمس من بين دموعه التي انهمرت رغما عنه:
- حمدلله على السلامة يا أم زياد، فاحتضنت منة وليدها هامسة بفرح أمومي وهي تتطلع الى كتلة الزغب الصغير الذي يتحرك بنشاط زائد بين يديها:
- زياد؟!،... مال عليها سيف هامسا امام شفتيها:
- شكله كدا هيطلع مطرب، شوفتي بيسلك الحنجرة عنده ازاي؟، اطلقت ضحكة ضعيفة فيما احتضنت وليدها الى صدرها بينما احتواهما سيف الى صدره وعيناه تدمعان ولسانه يلهج بالشكر لله بأن حفظ عليه أسرته بل وقد زاد عدد أفرادها بفضل من الله سبحانه، وعاهد الله أن يحاول الحفاظ على سعادة تلك الاسرة الصغيرة التي هي حياته بأكملها........
- تمت بحمد الله -





bluemay 05-03-16 11:54 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
حللللووووووووة


الحمدلله انه بقى زياد مش شحيبر لوووووول


رووووعة روووعة تسلم ايديك يا منمن ..


حبيت النهاية كتير والحمد لله انه امورهم مشيت واكيد انه سيف بتفهمه ساعد منة وخلى المركب يمشي

ويا ريت يكون في الواقع هيك اﻷمور ..

بس سيف اظنه عملة منقرضة لووول


تقبلي خالص ودي


* تم التثبيت *





★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

منى لطفي 05-03-16 01:01 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3600004)
حللللووووووووة


الحمدلله انه بقى زياد مش شحيبر لوووووول


رووووعة روووعة تسلم ايديك يا منمن ..


حبيت النهاية كتير والحمد لله انه امورهم مشيت واكيد انه سيف بتفهمه ساعد منة وخلى المركب يمشي

ويا ريت يكون في الواقع هيك اﻷمور ..

بس سيف اظنه عملة منقرضة لووول


تقبلي خالص ودي


* تم التثبيت *





★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

تسلميلي ميووووش حبيبتي، بصراحه اتمنى انه سيف يكون القاعده لكن للاسف سيف حلم مع انه ما هي صعبة انه المخطئ يعتذر ويندم ويقبل الايادي كمان حتى لو كان سبع الرجالة لكن نقول ايه؟؟.. انا مش هعمم وأظلم الكل أكيد لكل قاعده شواذ.. انا بقول انه المفروض انه سيف يكون هو القاعده لكن للأسف سيف واللي متله استثناء وقليلييين بعد... ربنا يهديهم ويهدينا جميعا اللهم آمين...
الله يبارك فيكي يا عثثثثثل، ان شاء الله روايتي الجديدة تلاقي صدى أكبر كمان من "جوازة نت"... تقبلوا تحياتي امووووووووواه.... :8_4_134:

مملكة الغيوم 05-03-16 06:14 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
السلام عليكم ورحمة الله
الف مبروك منمن على الختمه الرائعه عقبال الروايه المائه سيف كان صادق في مشاعره تجاه منه عشان كده كان صادق فى توبته واللى بيحب بجد يوم ما رجله تزل ويلاقى نفسه حيفقد حبيبه بيتوب بجد واللى بيتوب ربنا بيتوب عليه لكن اللى بيضحك على زوجته بكلمتين وخلاص يا حبيبتى عمري ما حعملها وهو من جواه بيعدى موقف عمره ابدا ما بيتوب عن هز ديله وبيتن الشيطان راكب راسه لحد ما يتسبب فى خراب بيته او لو كانت الزوجه مش بنت اصل وملتزمه بتعمل زيه وينقلب البيت والعياذ بالله زريبة بهائم لكن سيوف مثل للى بيحب ربه وبيحب بيته وزوجته ومنه سامحته لانها واثقه من شدة حبه ومن توبته ولكن قليل من الغيره والحزم ميضرش عشان يمشى على الصراط المستقيم وفكرة المزين مش بطاله ابدا بس هى اللى حلقت للبنت وعلى الناشف كمان ههههههههه عجبتنى وختامها مسك زياد والله زليمر كان حيبقى تؤم جميل عشان يبقى تؤم بنات وولاد تسلم ايدك منون وفى انتظار اللعب وجد وحب على شوق والى ان ترسلى المقدمه لكى منى كل الحب موووووووووووووواه

مملكة الغيوم 05-03-16 06:20 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى لطفي (المشاركة 3600014)


تسلميلي ميووووش حبيبتي، بصراحه اتمنى انه سيف يكون القاعده لكن للاسف سيف حلم مع انه ما هي صعبة انه المخطئ يعتذر ويندم ويقبل الايادي كمان حتى لو كان سبع الرجالة لكن نقول ايه؟؟.. انا مش هعمم وأظلم الكل أكيد لكل قاعده شواذ.. انا بقول انه المفروض انه سيف يكون هو القاعده لكن للأسف سيف واللي متله استثناء وقليلييين بعد... ربنا يهديهم ويهدينا جميعا اللهم آمين...
الله يبارك فيكي يا عثثثثثل، ان شاء الله روايتي الجديدة تلاقي صدى أكبر كمان من "جوازة نت"... تقبلوا تحياتي امووووووووواه.... :8_4_134:

خلى بالك فيه اقبال على الروايه لانها جميله لو بتبصى على المحتوى اسفل الصفحه حتلاقى قراء كتير اعضاء وضيوف لاكن اللى بيكتب ردود بيكونو قله ولا يعبرو عن كل القراء
:waves::lol::8_4_134:

منى لطفي 05-03-16 06:53 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3600046)
خلى بالك فيه اقبال على الروايه لانها جميله لو بتبصى على المحتوى اسفل الصفحه حتلاقى قراء كتير اعضاء وضيوف لاكن اللى بيكتب ردود بيكونو قله ولا يعبرو عن كل القراء
:waves::lol::8_4_134:


تسلميلي ملوكة يا رافعة معنوياتي انتي يا قمر ههههههه.... الحمدلله انه الرواية عجبتكم ونهايتها ما زعلت حد، كنت محتارة ترجع له ولا لأ.. وفي الاخير قلت وليه ما نعطي درس للزوجين اللي بيغلط يعتذر ويندم طبعا خطأ عن خطأ بيفرق لكن في الاول والاخر كلنا بشر ، سيف أخطأ وتاب واستغفر ربه واعتذر بدال المرة ألف ومليون مش بس كدا هو قابل بكل اللي تعمله فيه منة الا انها تتركه... هييييييييييح على الحب وسنينه....

شيماء علي 05-03-16 07:43 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
خلصتي لكان
بكرا إن شاء الله أقرأها كاملة لأن اليوم شوي زحمة وأكيد بتكون حلوة 😘

الاميرة البيضاء 05-03-16 08:59 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
يسلمو منونتى اعذرينى على غياب اليومين اللى فاتوا
عجبتنى النهاية واحلى حاجة انها واقعية يعنى الزوجة حتى لو سامحت بيفضل فيه اثار سلبية للخيانة ابرزها الشك والغيرة الزايدة يعنى لو ختمتيها بانهم عاشوا بسعادة وامورهم مشيت زى الاول كان هتبقى خاتمة مستحيلة

تسلم الايادى يا منون وفى انتظار الجديد يا عسل

همس الريح 06-03-16 09:19 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
احد شايفني ؟؟ فيسي المستحي ..

روايه اكثر من حلوة ..و معالجه واقعيه لمشكله مؤلمه ..
بعيدا عن السرد .. لامست واقعية موجعه للروايه
تداخل السوشيل ميديا في حياتنا لحد الاحتلال
و التاثير المدمر لها علي الاخلاق و القيم

سيف تجاوز عثرته باقل الخسائر
و منه سامحته بسهوله جدا ..كنت ابيها تعذبه اكثر
بس ذاك الغبي اللي ضربه بالنار ..
ما علينا ..المهم ان منه سامحته

و اللي شدني اكثر ..الواقعيه
يعني اثار اللي صار باقي موجوده في غيرة و شك منه و صبر و تفهم سيف

روووعه يا قمر
في انتظار الجديد علي نار

في العبق ان شاء الله

غنجة بيا 07-03-16 08:50 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
نهاية ولا اروع حبيت رجعتهم لبعض كثير وي هلا بزياد المطرب اجدد عوض في عائلة سيف هههههههههههههه ي محلا زينب ي ليت كل الحموات زيها فيس عامل نفسة عبيط

مشكورة موني على الرواية الرائعة موفقة عزيزتى برواياتك القادمة منتظرينك بشوق دمتى بحفظ الرحمن :liilas::liilas::liilas:

منى لطفي 07-03-16 08:16 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الريح (المشاركة 3600359)
احد شايفني ؟؟ فيسي المستحي ..

روايه اكثر من حلوة ..و معالجه واقعيه لمشكله مؤلمه ..
بعيدا عن السرد .. لامست واقعية موجعه للروايه
تداخل السوشيل ميديا في حياتنا لحد الاحتلال
و التاثير المدمر لها علي الاخلاق و القيم

سيف تجاوز عثرته باقل الخسائر
و منه سامحته بسهوله جدا ..كنت ابيها تعذبه اكثر
بس ذاك الغبي اللي ضربه بالنار ..
ما علينا ..المهم ان منه سامحته

و اللي شدني اكثر ..الواقعيه
يعني اثار اللي صار باقي موجوده في غيرة و شك منه و صبر و تفهم سيف

روووعه يا قمر
في انتظار الجديد علي نار

في العبق ان شاء الله

همووووووس يا قمر هلا والله، هلا وغلا، تسلميلي حبيبتي، مبسوووطة انه الرواية عجبتكم، حاولت قدر المستطاع اني أتعر ض للمشكلة ونهيتها يمكن انها نهاية رومانسية لكن حاولت انها تكون متل ما بدي كل الخلافات والمشاكل الزوجية تنتهي، المخطيء يعتذر ولو في امكانية لفتح صفحة جديدة يا ريت عشان بعد كدا ما نقول يا ليت لانه يا ليت ما تعمر بيت متل ما يقولون، انا متشووقة لعبق وللرواية القادمة تحياتي للجميع وأراكم قريبا ان شاء الله تسلموا لي يارب :8_4_134::55::liilas:

منى لطفي 07-03-16 08:19 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غنجة بيا (المشاركة 3600413)
نهاية ولا اروع حبيت رجعتهم لبعض كثير وي هلا بزياد المطرب اجدد عوض في عائلة سيف هههههههههههههه ي محلا زينب ي ليت كل الحموات زيها فيس عامل نفسة عبيط

مشكورة موني على الرواية الرائعة موفقة عزيزتى برواياتك القادمة منتظرينك بشوق دمتى بحفظ الرحمن :liilas::liilas::liilas:

غنووج فينك يا قمر وحشتيني، فعلا يا ريت كل الحماوات متل زينب مو الحماوات الفاتنات فيس بيبص باشمئزاز واشمئناط هههههههه .... الحمد لله انه الرواية لاقيت صدى عندكم وعقبال الرواية التانية والتالتة والرابعه و و و .... داخله على طمع انا ههههههه :liilas::8_4_134:

fadi azar 18-03-16 12:54 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
رواية رائعة جدا

أنجيلا 21-03-16 06:22 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
:46::46::46::46::46::46:
:hgfhg5456:

الأقلام أذواق 23-03-16 10:42 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
رااائعه الروايه شكراً يااامنى

منى لطفي 27-03-16 12:54 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأقلام أذواق (المشاركة 3602696)
رااائعه الروايه شكراً يااامنى

عفوا يا قمر تسلميلي حبيبتي

loto 01-05-16 03:18 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
شكرا علي الإبداع <3

فرحــــــــــة 07-06-16 05:49 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
غاليتى منى لطفى
استمتعت كثيرا بتلك الرواية
والتى تنم عن كاتبة واعدة تهتم بالتفاصيل الدقيقة
لك كل الشكر والتقدير على هذه التحفة القيمة
دمتى بكل الخير
فيض ودى

لمى وجدي 13-06-16 03:44 PM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
متى لطفي انتي كاتبه رائعه روايتك من اروايات الي شدتني ولم استطيع الا ان انهيها كلها في ساعتها استمري اسلوبك ساحر وسلس .

منى لطفي 06-07-16 03:12 AM

رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمى وجدي (المشاركة 3611028)
متى لطفي انتي كاتبه رائعه روايتك من اروايات الي شدتني ولم استطيع الا ان انهيها كلها في ساعتها استمري اسلوبك ساحر وسلس .

تسلميلي حبيبتي، رأيك أسعدني جدا، وعن قريب أن شاء الله فيه رواية جديدة مفاجأة نازلة على منتدانا الجميل ليلاس، بعلن عنها قريبا بإذن ربنا... أتمنى تتابعيها وتنول اعجابك، كل عام وانت بخير .. :8_4_134:


الساعة الآن 07:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية