منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   العاطفه والجسد (https://www.liilas.com/vb3/t201832.html)

حلم الحياه 14-08-16 04:06 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الثآني والثلآثون



/
/



أبطأ من سرعـة درآجته إللي توقفت حركتهآ تمآماً بوقوفـه قدآم بيتهآ الخشبي أبيض آللون ..
رفع المفتآح من الكونتآك ملتفت لهآ نصف إلتفآته صآحبتهآ إبتسآمته الجآنبيه مستنطقهآ بهدوء: ليلـــووش
من وقع إسمهآ بنبرته المرِحه أبعدت صدرهآ الملتصق بـ ظهره تنآظر يسآرهآ للمكآن إللي وقفوآ قبآلـه ..
كلبهآ الأصفـر إللي تأهب إستعدآداً لمقآبلتهآ مخرج لسآنه لآهـث بـ إنتظآر إقترآبهآ ..

....: ليكون بتجيبين ذآ الكلب شقتنآ !! إسمعي يآبنت ترآ مآلي خلق حيوآنآت ومآ أدآنيهم , كلهم نجس ووصخ

نآظرته بـ بهوت مآخوذه من الوآقع , خآرج نطآق الكون ..
إبتلعت ريقهآ بصعوبه من وقع الكلمـه , - شقتنــآ – !
ترآخت إبتسآمته متقلصه لحد مآختفت بعقدة حآجبين استغرآبيّه من سكونهآ المُريب مطبق بقبضته اليمنى القآسيه على لوح كتفهآ الأيسر قآصد تنبيههآ بـ اهتمام: ليــلآ !!!

ردت تنآظره من موقعهآ على درآجته إللي قآم هو من عليهآ ومآسرع مآحتدت نظرآته بـ تخوّف من لمح بريق الحزن بعيونهآ لتمتد قبضته الثآنيه للوح كتفهآ الآخر المقآبل له جآبرهآ توقف عن درآجته: قومـي أشـووف
كمآ الدميّه القطنيـه بين يديـه وتحت تصرفـه , إنكمشت ضلوعهآ بعدمآ إلتصق ذرآعيهآ بـ جآنبي جسدهآ جبراً من فعله موقفهآ عن درآجته مفرقه مآبين سآقيهآ ليرد سآئلهآ والخوف بعيونه: تعبآنـه !! شفيــك ؟

....: ليـش يآنجــم !!
إنشدوآ كتفيه للخلف بعقدة حآجبين هآمس بـ إستفهآم: ليش إيش !
رفعت سآقهآ اليمنى عن الدرآجه مبتعده عنهآ موليته ظهرهآ بـ خطوآت هآدئه ليوقفهآ هو بـ قبضته القآسيه لمعصمهآ الأيمن: وقفــي إنتـي ..
ليلآ: ................

صعد أول درجه خشبيّه للبيت إللي عطآه ظهره موقف قبآلهآ قآطع طريقهآ: شفيــك تكلمــي
نآظرته بعيون لوّآمه , حزينـه , كسيره ومُدمعه: ليـش يآنجم ؟! إحنآ فعلاً تزوجنـآ ؟! هذآ جِـدّ ولآ مزح الثقيل ؟!

....: ومن قآل إني أمزح أو إن إللي صآر هذآ مزحـه ! إيه تزوجنآ .. إنتي الحين مرتـي وأنآ زوجـك
أسندت جبينهآ بوسط رآحتهآ اليسرى مغمضه عيونهآ المُرهقه من أحست بـ صدآع قآسي يبآغتهآ , حجب عنهآ الرؤيّه لتصبح ضبآبيّه مشوشّه وبـ التبعيّه أحست بـ أوصآلهآ توهـن , وأطرآفهآ تضعـف ..
جلست على الدرج الخشبي للبيت مسنده جآنب رآسهآ لسور درآبزين السلم على يمينهآ تنآظر بـ الطريق المُعبد أسود الازفلت يظهـر نظيف لآمـع وكأنه مآوطأته قـدم ..

إنخفض بصرهآ يسره لذآك أصفر الجلد المصقول إللي إلتصق فيهآ لآعق سآعدهآ من فوق جآكيتهآ الجلدي بـ لسآنه يظهر من فعلـه إستشعآره كئآبتهآ محآول موآسآتهآ !

بـ إشمئزآز رفسـه برجلـه مُبعده عنهآ , الشيّ إللي إنقآد له الكلب طوعاً تخوفاً منـه !
قد بصم نجـم بصمتـه بمعآملته القآسيه للكلـب ورفضـه حتى لمسـه , الرفض إللي إستشعره الكلب وكأنه فهـم عدم إستلطآف نجم لـه ليبآدله هو نفس الشعـور !
جلس جمبهآ وبصره أسفلـه , موقع الدرجه الثآنيه من تحته: ليش يآليلآ مستكثره على نفسك الفرحـه ! دآري إنك تحبينـي
وصله زفرتهآ الهآزئـه .. ضحكه قصيره مقطوعه ليسألهآ بهدوء: مآتبين هآلحـب يكون حـلآل !

....: أبداً مآرح يكون حلآل
إلتفت لهآ بسرعه عاقد حآجبيه أقصآهم إستنكآراً لتجآوبه هي وكتله من الدموع بعيونهآ الغآئره: مآرح يكون حلآل أبداً يآنجـم ... فآهــم
ثنى سآقه اليمنى تحته محتضن كفهآ الصغير الأيسر بين كفيّه العملآقين .. هآمس لها بعذوبه خآفته: حلآل يآليلآ .. زوآجنآ على سُنة آلله ورسولـه .. على يدّ شيـخ , ووثيقـه ... شهـود عرب مُسلميـن .. إنتي وآفقتـي , ووقعتـي ..

....: أنآ مآكنت بوعيي .. أبداً مآكنت بوعيي , جيتني المخبز إنت وأصحآبك إللي أول مره أشوفهم ومعكم هذا اللي اسمه شيخ يقآل إنه بيوثق زوآجنآ .. سألني موآفقـه وأنآ إيش قلـت !!!!
إتسع فمه بـ إبتسآمه سآحره آسره أردفهآ بـ جوآبه العذب الهآدئ: قلتـي موآفقـه .. تقبليـن فينـي زوج لـك
خبت وجههآ بيدينهآ متندمه: مآكنت أعرف , وآلله مآكنت أعرف

....: وإنتي إيش إللي مضآيقك بـ الموضوع !
إلتفتت له بجفاء ثآنيه سآقهآ اليسرى تحتهآ مقآبلته وجهاً لوجه بنفس وضعه: لأنك بتعذبنــــي وأنآ مآصدقــت أخيراً أرتآح ... ليش يآنجـــم !!
....: جعلنـي الموت إن عذبتك

أغمضت عيونهآ بـ يأس قبل ترد عليه بـ ضعف: يآنجم أنآ مآ أصلح لك
إرتفع حآجبه الأيسر بحده إستنكآراً لقولهآ الغريب سآئلهآ إستفسآراً: وإشمعنـى ؟!!
طيرت عيونهآ في محآوله منهآ تتمآسك ومآتطيح دموعهآ مجآوبته بـ كذب وآضح: لأني أقل منك بكل شيئ , مآفي أبداً تكآفئ بينآ على كل المستويآت .. إنت جآمعي مُتعلّم تتكلم لغآت كثيره وأنآ شهآدتي إعدآديّه .. ثآنويتي كآنت مهنيّه بـ الطبـخ .. مستوآك المآدي عآلي مُرفّه .. وأنآ زي مآتشوف .. وبعدين إنت مآينقصك شيّ , وسيـم وبنآت كثير يتمنوك ............. بنآت جميلآت

شدّ فمه المطبق بـ إنزعآج من تفآهة تبريرآتهآ محتضن يسرآهآ بـ تشديد قوي عليهآ قآصد طمأنتهآ: وهذآ المُتعلّم إللي يتكلم لغآت كثيره صآحب المستوى المُرفّـه , الوسيم إللي تتمنآه بنآت كثير مآيبي ولآ يتنمى غيرك يآلعفشـه
ليلآ: ...............
أطبق فمه بـ همّ من سكوتهآ المصحوب بـ نظره حَرِجه للأرض من تحتهآ قبل تمتد يده لرآسهآ خآلع منهآ الطآقيّه الصوفيّه كُحليّة آللون كآشف عن شعرهآ – الولآدي - الكثيف , زآد طوله مدآري قفآهآ رآسم حدود جبينهآ الصغير معلق عيونه دآكنة اللون نآعسة النظره بعيونهآ الدميعه المتلألأه هآمس بـ رقّه بآلغـه , محسوسه: أنآ أبيك إنتي يآليلآ

أخفضت رآسهآ بـ حزن بعدمآ شهقت بـ عمق ليردف هو: وبعدين شهآلحركآت ! دآري إنك ميته علي
كشرت بـ إشمئزآز: يآشين الثقه الزآيده
ضيق عيونه بـ مكر سآئلهآ: تنكرين إنك تبينـي ! وتتمنيني أكثر من منآي انآ لك
قلبت عيونهآ تمثيلاً لإستثآرتهآ القيئ ليوصلهآ ضحكته سآحبها من سآعدهآ الأيسر جآبرهآ تقترب عليه: ههههه ليش محلوّه كذآ إنتي !

سحبت يدهآ بآلقوه مبتعده عنه بـ نفور إستغربه هو بنظرته الحآده المستفهمه وعقدة حآجبيه القآسيه .. ملآمحه إللي مآقدرت هي تتحملهآ خآفضه رآسهآ ببلعة ريق متوتره: لآزم ننفصـل يآنجم
إنعفس وجهه بـ تجعيدة رفض وإستنكآر عفويّه لتكمل هي بآقي كلآمهآ: هذآ الأصلح لك ولي ............. لآزم ننفصل
سحبهآ بيمنآه من شق جآكيتهآ متوعدهآ بنظرته الحآده ولهجتة الجآفه: إسمعي يآبنت ....... إنفصآل ؟ لآ .... بعينـك

لآشعورياً إنهآلت دمعتين .. وحيدتين لترتخي قبضته هو بعقدة حآجبين إستغرآباً من تصرفآتهآ الغير مفهومه: إنتي شفيــك !!!
....: أريح نفسي من عذآبك لي , مآ أبي أتعلق أكثر فيك وبـ الأخير تجرحني وتتخلى عني
....: ومن إللي قآل إني بتخلى عنك ! أنآ أبداً مآرح أتركك
نفضت يسرآهآ من بين يديه بآلقوّه مرتده عنه ملتصقه بـ السور من ورآهآ: لآآ رح تتخلـى عني .. رح تملّ وتتركنـي .. قل بنفسك إنت كمّ وحده عآشرتهآ ؟ كمّ وحده إرتبطت فيهآ ؟ إنســـــى , لمآ أهلك يدرون بيوآفقوك على هآلإرتبآط ؟! رح تتعصـى بـــــسّ عشآنـــــي !! هــه

أطبق شفتيه بآلقوه مطير عيونه زآفر نفس حآنق من خشمه المضموم قبل يجآوبهآ بـ إستخفآف: يآلغبيّــه .. أهلي أصلاً دآريين , وأبشرك , صدق كلآمك .. مآنهم رآضيين , وأمي أعلنت برآءتهآ منّي وهآلشيّ من إسبوعين صآير ... غيّر شيّ ؟ لآ , جيتك وتزوجتك .. يعني تعصيت وخآلفت رآيهم لأنه مآهمني ومآعلي فيـه .. مآعلي إلآ منك إنتي , ومو إنتي إللي تقررين إذآ كنتي تصلحين لي أو لآ .. أبشرك زود ؟! إيه مآتصلحين , أولاً لأنك وصخـه ومهملـه والقذآره هذي أكثر شيّ مآ أطيقـه .. ثآنياً لأنك عفشـه , ومآنتي التآيب حقـي ولآ ذوقي في الحريم , ثآلثاً لأنك غبيّـه ومخك هذآ شـوز , رآبعاً لأنك غلطتـي غلط كبير للحين مآنيب نآسيه ولآ حآس بعد إني قآدر أتأقلم معه , وهو عذريتك إللي سلمتيهآ لذآك الزفت أبو عيون زرق .... إيه مآتصلحين لي , بس أبيـــك يآليلآ , وأبداً مآرح أخليك ..

....: أنآ مآ أصلح لك يآنجم لسبب أكبر من كل هآلأسبآب , مآ أصلح لك لأني بنت غير شرعيّـه .. لأني نتيجـة غلطـه , مآلي أبّ , مُسجله بـ إسم وهمـي مآله وجود .................. فهمت كذآ الحين !! إرتحـــــت !
قآلت كلمتهآ الأخيره بصرخـه منهآره مآسكه جآنبي رآسهآ إللي إشتد عليه الصدآع موجعهآ ليجيهآ صوته الهآدئ سآئل: عسى إنك إنتي إللي إرتحتي الحيـن !

نآظرته بعدم فهم والدموع بمحجريهآ كتله .. اللحظه اللي أردف فيها هو بـ نفس هدوءه المريب: شلون من علآقه غير شرعيّه ؟ وإذآ يعني أبوك نذل وأمك مآنيب قآيل عشآن مآتزعلين ههههه , إنتي وش ذمبك ؟
هآله من الذهول كستهآ , آخر مآترآءى لظنهآ هو تفهمه لهآلشيّ وتنآوله بهآلسلآسـه !
كآنت أكيده إنهآ من بعد إعترآفهآ مآرح تشوف وجهه ..
التأكيد إللي إنتفى بتأكيده هو لهآ الشيّ الثآني المُستبعـد من أفكآرهآ وكآمل ظنونهآ: وبعدين يعني إيش نتيجة غلطـه هـذي ؟ آآخ يآليت كل الغلطآت حلـوه كذآ , يآلغبيّه دآآآآري .. دآري عنك أكثر من إللي إنتي أصلاً تعرفينه عن نفسك .. أمك فآطمـه هـآآه !

إتسعت عيونهآ لآخرهم بصدمه فآغره فمهآ ليغرز هو أصآبع يمنآه بخديهآ جآبر فمهآ المنفرج يآخذ وضعية حرف الـ o قآضم بـ شفتيه المشدوده شفتيهآ الرقيقه بقبلـه سريعـه .............. قآسيه .. وقويّـه ..
أردف من بعدهآ وأنآمله اليمنى تدآعب فروة رآسهآ من المؤخره: هآ يآليلوشـي , متى بنغلط أنآ ويّآك سـوآ ونجيب بنت حلوه زيك كذآ .... عآد أنآ يآحبي لهآلنوع من الأغلآط ... محترف , من أول غلطـه أضمن لك ينتفخ بطنك , بس هآآآآآآ أبيهـآ بنـــت

على وضعهآ , فآغره فمهآ , موسعه عيونهآ ... تعبير البلآهه مرسوم وبـ إحترآفيّه بين قسمآت وجههآ ليكمل هو بـ إبتسآمه فآتنه محتضن كلتآ يديهآ بين يديه: أبيهآ بنــت .. أسميهآ ليلآ على إسمك .. حيآتي مآ أبي شيّ فيهآ إلآ ليلآ الكبيره وليلآ الصغيـره .. ليلآ بنتك يآليلآ لآزم تعوضينهآ عن كل شيّ إنتي فقدتيـه أو إنحرمتي منـه .. إنحرمتي من أبوك وإسمـه , ليلآ بنتي بعطيهآ إسمي .. رح تكون ليــلآ نجــم كآمــل الشرقــآوي .. مصريّـــه , وإنتي أمّهــآ .. بتكون بنت شرعيّه نتيجـة أحلآ غلطـه .. وش رآيك ؟
لآ شعورياً , وبترآخي .. شقت الإبتسآمه وجههآ لحد مآتسعـت ...... بعدم تصديق !
أطلقت زفره بآسمه ويدهآ على فمهآ المنفغر تنآظره بـ دهشـه !
دهشـة السعآده إللي فآقتهآ مآقدرت تستوعبهآ , توقف عقلهآ عن ترجمـة إللي تسمـعه .. توقف عن الفهـم .. عن الإدرآك ..

همست بعدم تصديق وقد تبدلت لمعة الحزن بعيونهآ لـ لمعة سعآده وإبتهآج: نجـــــــــم !!!
رفع يديهآ الثنتين طآبع قبلته العميقه على ظهر أصآبع كلّ يدّ: يآكُــل نجــم !
....: صدق كلآمك !
....: صـدق
....: رآضي فينـي وإنت دآري عنـي !! عآدي
....: إيه عـآدي , المهم الحين خلك من ذآ الهرج ... إيــــش .. هـآآ .... إيـش !!
أعقدت حآجبيهآ مبتسمـه بعدم فهم سآئلته القصد: إيش إيـش ؟!!

تحسس جآنب عنقه بآلع ريقه متحمحم: آحـم .. يعنـي , مآودك نغلـط الحين غلطـه ..
وكزته بركبته اليمنى من ركبتهآ اليسرى ضآحكه: ههههه قم بـس
....: وين أقوم قومي معـي .. هذآ البيت ورآنآ وغرفتك فوق وفيه سرير .. مع إن مآعندي مآنع أغلط بـ أي مكآن عآدي حتى لو هنا على الدرج
....: ههههه وآآآآآي إنت أبدّ مآتستحـي

إقترب لحد مآلتصق جمبه الأيمن بجآنبهآ الأيسر هآمس لهآ بـ خفوت يفرك يدينه ببعضهم: آحـم , قومـي يلآ ليلوش , خليك مُطيعه وإسمعي كلآم زوجك
خبت وجههآ بيدينهآ تدآري خجلهآ ضآحكه: هههههه خلآآآآص يآنجـــم
....: أي خلآص تونآ بنقول يآهـــآآآآدي
....: هههههه إنت مو قلت لأصحآبك بـ المخبز الحفله يوم ثلآثه مآرس .. وبعدهآ بتآخذني شقتك
....: إسمهآ شقتنـآ مو شقتي , وبعدين أنآ وش بيصبرني ؟ أبي أغلط معك اليوم وبكرآ وبعده لين يجي ثلآثه مآرس !! إيـه ونردّ نغلط فيه بعد عآدي مآفيهآ شيّ
....: هههههه أوووف منك خلآآآص عآد
....: طيب قومي معي

طيرت عيونهآ مبتسمه تحآشياً لنظرآته الصآرخه نشوه وإهتيآج .. سألته قآصده إدآرة دفّة الحوآر .. هروباً: وإشمعنى العقد اليوم والحفل بعدين ؟
ضيق عيونه لثوآني يحلل سؤآلهآ إللي وضح فيه قصد التهرب مُعقب يجآريهآ بـ جوآبه: أولاً اليوم أربعطآش فبرآير .. الفآلنتآين , عقدت عليك الزوآج لأني حبيت يكون زوآجنآ بيوم مُميز .. أمآ حفلة الزوآج نفسهآ يوم ثلآثه مآرس فهذآ عشآن هآليوم هو يوم ميلآدك .. وهو بعد يوم مُميّز عندي .. وعشآن يمديك الوقت تتجهزيـن , مآ أبيك تنحرمي من أيّ شيّ أمك فقدته مع أبوك .. أبيك تشترين فستآن أبيض .. وتلبسينـه .. وتتزينين بـ صآلون .. وتبسين الطرحـه وتمسكين آلورد .. ونرقص سلـو .. إنتي منتيب أقلّ من إللي يصيرلهم هآلشيّ ... فهمتـي ؟!
ليلآ: ............

همس لهآ بـ وشوشه مبتسم على تعبير البلآهه إللي إعترآهآ غير مُصدقه إللي توّه وأوضحه: نبي نعجل ونجيب ليلآ الصغيـره
أطبقت فمهآ بآلقوّه جآبره نفسهآ مآتضحك إلآ إن إبتسآمه متمرده متمكنه من أدق تفآصيل وجههآ وتعآبيره .. شفتيهآ المُطبقه بآلقوّه وكأنهآ خطّ , فتحتي خشمهآ الضيقه , تجآعيد الإبتسآمه الخفيفه تحت جفنيهآ , تحآول جآهده مآتبين إلآ إن سعآدتهآ كآنت أكبر من إنهآ تخفيهآ , تدفنهآ .... أو تقآومهآ ..
رد هآمس لهآ بلعآنه: تدرين .. من الحين قآعد أفكـر وأخطط
سألته بـ بلآهه وبآقي وجههآ بآسم: إيــش !!

ألصق شفتيه الدقيقه المشدوده على شفتيهآ الرقيقه بـ قبله رقيقه هآدئه , مجآوبهآ بـ همس خآفــــت شبه مسموع: الصبـآح ألعـب مع ليلآ الصغيره .. و الليل ألعـب مع ليـلآ الكبيـره ..... شرآيك ؟!
ضربته من كتفه مبتعده عنه: ههههه بــس يآقليــــــل الأدب !


/
/


بـ ظلآم السعوديّه ..
كآن الوضع أكثر إبتئآس .. مخآلف تمآماً لمآ هو عليـه بـ نيويوركـ من سعآده وإبتهآج ... !
لجمت فمهآ بِـ رآحة يمنآهآ تمنع شهقآتهآ البآكيه تصدح جآبره أنفآسهآ على الكتمآن ..
ظهرهآ مُسند لبآب جنآحهآ الرئيسي ضآمه سآقيهآ لصدرهآ ..

على وضعهآ البآئس لمآ يقرب الـ عشر دقآئق من بعد إنفصآلهم الأخير ..
صرحّت له بـ حبهآ العنيف المُتمرِد تجآهه ليقآبل هو هآلتصريـح بـ برود مؤلـم وسآحـق !

إتسعت عيونهآ في محآوله منهآ لإستيعآب الصوت إللي وصلهآ للتوّ ..
صوت تصفيق بآب الغرفـه المجآوره !
لآشعورياً وقفت عن أرضهآ منزله غطآهآ على وجههآ فآتحه البآب بسرعــه .. وإندفـآع
البآب إللي أول مآنفتح صآرت هي بوقفتهآ حآجز يمنعه من المرور للوصول للدرج !
تحولت عيونهآ المتورمه إثر بكآهآ الحآد المتوآصل من وجهه العآبس المكفهر لـ أسفلـه ... موضع الهآندبآغ إللي بيده !
سألته بـ إستنكآر شديد مبحوح النبره: وين بتـروح !!!

رمى الشنطه من يده بـ الأرض قآطع المسآفه القصيره بينهم بخطوه سريعه غآضبه مشدد على كلآمه من بين أسنآنه ليبين صوته مخنوق يحآول فيه يتمآسك محآفظ على هدوءه أو محآفظ على إنخفآضه !
....: إسمعـي يآبنـــت , هآللي قلتيه تحت أول وآخر مرّه تصرحين فيه ... إنسيـــه ... تمآماً إنسيـه ولآتحآولين تفكرين مُجرد تفكير إني بيوم ممكن أحقق لك هآلشيّ
....: مآطلبت منك تحقق لي شيّ يآسند
....: وليش طآلبه الطلآق أجل ؟ على بآلك مآلك بيطلقك وآخذك أنآ ! مجنونـه إنتي ولآ عقلك صآبه شيّ !
....: لآ إنت ولآ مآلـك ... مآبي منكم أحدّ , أنآ بس كنت أبرر لك سبب رفضي لـ أخوك .. مآنيب قآدره أتقبله بـ أي شكل من الأشكآل لأني مآ أشوف فيه إلآ إنــت

رصّ بـ أسنآنه السفليّه على شفته العُلويّه بقوّه مؤلمه شآد شعره الكثيف من مقدمة رآسه لو بيده كآن إقتلعه من الجذور ...
أطلق زفره حآنقه أشبه بـ زمجره غآضبه قبل يرد عليهآ بـ جفآء قآسي: لو إنك آخـر مَـره ... لو إنك الأخيره يآبنت محصـن مآفكرت فيــك ... شيئـن كآن لـ أخوي بـيوم وخآطره فيـك .. يحرم عليّ طول العمـر لو إنـي أبيـه

سحبت على خديهآ نزولاً بـ لطم صآمت معقبه بـ ندب بآكي: مآآآبيـــك ولآ أبي تفكر فيني بهآلشكل يآسنـــد وآللــــــــــــه .. وآللــــه مآهوب قصدي , غصباً عني إللي صآر وليته مآصآر , أبي أطلع من حيآة مآلك لأني مآبي أكون خآينـه , بعمري مآرح أخون مآلك ودآريه إنك مآتسويّهآ لكن إن تميت معه بـ خونـه كل دقيقه وكل لحظـه وأنآ قلبي لغيره وبآلي مآيفكر إلآ بغيره .. إرحمـنـي إنت وأخـــوك وطلعونـي من حيآتكـــم مآبيـكــــم

إنخفضت نبرته لـ هدوء قآصد تهدئتهآ بعدمآ رقّ قلبه لـ معآنآتهآ النفسيّه وإللي تحسّه: ليش يآبنت ! ليش مدخله نفسك بهآلدوّآمه .. عآذرك بـ إحسآس رفضك لعلآقتك بـ مآلك لأنه شيّ إنفرض عليك ونفسك مآجآزت له , كمل وغطآ سآلفة أختك إللي دخلت بـ الخط , لكن إحسآسك تجآهي هذآ غلط .. وربك غلط وإنتي فآهمته غلـط .. مآفي أحدّ يحبّ من نظـره , هذآ إعجآب .. ودآري إن إحسآسك تجآهي إعجآب لأني أنآ الوحيد إللي وقفت معك وتفهمت موقفك .. أنآ إللي اعتنيت فيك من بعد طلعتك .. طلعتي من حِمى أبوك وأخوك لحمآي أنآ مو مآلك .. فـ إللي تحسينه هذآ طبيعي , إمتنآن مو أكثر .. وكلآمي هذآ إللي أقوله مآرح تفهمينه الحين ولآ رح تفهمينه بسرعه .. بتآخذين وقت بس بـ النهآيه بتفهميـن , ولحد مآتفهميـن مآلنآ قعـده بمكآن وآحد

....: أنآ إللي لآزم أطلع من هآلبيت مو إنـت
شهق نفس مهموم مغمض عيونه قبل يفتحهم معقب بـ هدوء: مآلي مكآن هنـي لحد مآتطلعين إنتي ..

قآلهآ رآفع شنطته عن الأرض موليّهآ ظهره بـ إعرآض جآف أكدّ لهآ وأبصم إنهآ فعلاً أبعد ممآ يكون عن مجرد تفكير عآبر ممكن ولو صُدفه إنه يطـرآ عليـه !

عفطت عبآيتهآ من وسط صدرهآ معتصره عيونهآ إللي تنهآل منهم الدموع بلآ حِسآب أو هوآده لتتفآجئ بآلشيّ إللي أكمّل عليهآ وأبقــى يوم طآحت عيونهآ المتورمه على ذيك إللي ترمقهآ بـ نظرآت إستنكآريّه حآده ... رآفضــه وغير مُصدِقّـه .......

تمتمت بـ ذهول وشيّ من الخشيّه بقلبهآ تكون ذيك الوآقفه كآنت شآهده على الحوآر .. مُستمِعه: أصــآلــــــــه !


/
/


أنزل صينيّة العشآء من يده على الطآوله الزجآجيّه المحآوطه بـ كنبآت الصآلون الإسفنجيّه العريضـه بيضآء آللون بـ تدآخلآت بنفسجيّه ..
أمرهآ بـ جفآء مشمئز: تعآلـي تعشـي .. بنفسي جآيب لك الأكل دلوعه هآنم

رمقته والصينيّه بنظره سريعه من طرف عيونهآ مشدده من ضمهآ لسآقيهآ الملصقين لصدرهآ وهي على سريرهآ مستقعده رآده بـ إقتضآب: مآلي نفس
....: دآري , بس حآولي , ولآ تبين كل يوم والثآني تطيحين علينآ
....: .............

ضيق عيونه بـ ترقب لمعنى سفههآ لـه أعقبه بـ إبتسآمه جآنبيّه وكأنه الحين بس قد درآ عن نقطة الضعف إللي بيستغلهآ , تحولت نبرة صوته لـ تقزز مشمئز: مآتشوفين وجهـك ! من أول ومآنيب طآيق خشتك الحين كمل وغطآ .. كنه ذآ إللي نآقص
بسرعه رفعت رآسهآ له تنآظره والتفآجئ بوجههآ سآئلته بـ ذعر عفوي: شفينــي !!!
مرر عيونه على كآملهآ بنظرة تقييميه كآنت نتيجيتهآ صفر !

أردف من بعدها بـ إمتقآع: نحفآنه , صآيره جلد على عظم , من أول شكلك يروع والحين .............
جآه السؤآل سريع بدون تردد أو تفكير: ليش إنت تحـب المتينـه !!!
أعقد حآجبيه للحظآت معدوده بعدم فهم مطبق فمه أخيراً بعدمآ إستوعب مجآوبهآ بطريقه مُشتته يظهر وكأنه مُرتبك – عمـداً - : إيــه ..... يعنـي ...... مو حيـل , أمآ إنتي بجسمك هذآ وشكلك ! عزّ آلله ...............

تحسست وجههآ والرعب مآليه موقفه على ركبتيهآ: وش ...... وش بـه .. وش بـه وجهـي !!
أطبق فمه رآمقهآ بنظره الشيّ إللي مو عآجبه , فعلاً كآن ذكي بتفكيره , هذي المدلله أهم شيّ عندهآ هو مظهـرهآ وشلون حكم النآس على هيئتهآ ! مآبآلك وإن كآن هآلحَكَـم - هو - بنفسـه وهذآ هو حُكمـه !
....: لونك صآر أغمق من كثر نحفك وتحت عيونك هآلآت وأحس خشمك صآر أكبر وعيونك مورمّـه .. هـــففففف يآ إن خشتك تغثني بس صدق أول كآن أرحم

قآمت عن السرير ضآربه كتفهآ الأيسر بكتفه الأيمن رآكضه للمرآيه الطوليّه مستطيلة الشكل تنآظر كآمل هيئتهآ ..
هي من يوم زوآجهآ وحآلهآ كل مآله بآلتدهور , نقص الكثير من وزنهآ وضعفت بنيتهآ , زآد إسمرآر بشرتهآ .. هآلتين دآكنه من السوآد حول عيونهآ الغآئره , وجههآ نقي تمآماً خآلي من أي مستحضر تجميلي ..
كآسيهآ سوآد اللون لملآبسهآ ..
تمت لحظآت تتأمل شكلهآ سآحبه يمنآهآ بآلقوه على شعرهآ القصير من مقفآهآ متكتفه بسآعدهآ الأيسر ..

إلتفت عليهآ ينآظر بـ إنعكآس شكلهآ من المرآيه وقد إرتفع حآجبه بـ إبتسآمه حسيّه أعلنت إنتصآره ..
الإنتصآر إللي مآدآم إحسآسه كثير إذ إنهآ أخفضت رآسهآ مطبقه فمهآ بآلقوه مآنعه بدآيآت إنهيآرهآ الصآمت المتوآصل من أيآم وأسآبيع قآربت على تمآم الشهـر كآمـل ..
إرتد خطوه وآحده سآمح لهآ تمر من قدآمه رآده لسريرهآ مرتميه عليه دآفسه نفسهآ تحت لحآفهآ الفآيبري بنفسجي آللون ليعقد هو حآجبيه أقصآهم بـ إستغرآب ... بآءت محآولتـه بـ الفشــل !
جلس على طرف السرير مبعد الغطآ عن وجههآ بسؤآل جآف: شفيـك إنتـي !!
....: إبعد عني يآعُـديّ ترآ إللي فيني كآفيني
....: وإنتي شللي فيك إن شآلله !

نفضت الغطآ عنهآ بآلقوه موقفه على ركبتيهآ والدموع منهآله من عيونهآ الحزينه المُرهقه: وآحـد بآرد مثلـك عديم الإحسآس مآرح يحسّ .. تسألني أسئلـه سخيفـه وكنك مودآري .. أخوي مآت .. أخوي الثآني مـــــآآت – جلست سآحبه على خديهآ بـ حسره بعدمآ لطمتهم أول لطمـه مُردفه بـ ندب حزيـن مُوجع – آآآآآآآآآهـــ يآآربــــــــي .. إخوآنـــي قآعدين يموتـون , أول فرآس والحين سيــف .. منو تآليهم ! أحمد ولآ طلآل !!! رآئف ولآ رآمـز !!!

أطبق فمه بـ أسف خآفض بصره للأرض توّه يستوعب .. هذي المُرآهقه مآ أخذت دلآلهآ ودلعهآ الزآئد إلآ من هآلذكور إخوآنهآ .. آلعنـد والقـوه والثقـه إللي بتصرفآتهآ مهمآ بلغت من سذآجتهآ مآلهم إلآ سبب ومتسبب وآحد .. إخوآنهآ واحتمآءها ورآء عزوتهـم .. بفتره قصيره لحـق الأخ الأصغر أخوه الأكبر ..
جلس على طرف السرير سآحب معصميهآ النحيلين مشدد على قبضته غير المؤلمـه قآصد تنبيهآ له , طآلبهآ بـ خفوت ورقـه تظهر لأول مرّه: خلآص إهـدي
نآظرته بعيون دميعه منكسرة النظره: إخوآنـي يآعُـــــديّ

أغمض عيونه شآهق نفس عميق مكتوم إستجدآءاً للصبر قبل مآيبدل من وضعه إللي صآر مجآورهآ بآلجلوس متأبطهآ تحت ذرآعه الأيمن جآذبهآ لصدره الوآسع: آلله يرحمهــم ... لآ تبكيـن حرآم عليـك
....: إنت مو حآس فينـي
....: بلى يآلغبيّه حــآس

مآقدرت إلآ إنهآ ترفع رآسهآ له بسبب تقييده القآسي لهآ جآذبهآ لصدره جآبرهآ على الإلتصآق ..
أغمضت عيونهآ البآكيّه بآلقوّه شآهقه نفس عميق مُشبع برآئحته المميزه .. رآئحة المعقمآت الطبيّـه !
....: أبوي وأمي ثنينهم مآتوآ بوقت وآحد , لحظـه وحده .. بين يوم وليلـه لقيتني وحيـد .. لآ أبّ ولآ أم , لآ أخ ولآ أخت .. كيف تبيني مآ أحـس ! فرآس أخوك إللي مآت كآن أخوي .. تدرين إن فرآس هو إللي فآدآني ذآك اليوم ! تدرين إن سيآرتي أنآ إهي إللي إنحرفت وفرآس أخوك إهو إللي أسرع وقطع علي .. صدمنـي من الجمب موقفني وإهو إللي إنحرف .. إهو إللي مآت وأنآ مغير تقطعت فيني أوصآل هآليد – رفع لوجههآ يسرآه كـ إشآره عليهآ مُردف – مآصآر عليّ إلآ هآلإصآبه إللي بسببهآ إنقطعت عن الطبّ سنتيـن .. سنتين كآمله , هآلشيّ معذبنـي ..... بسببي أنآ فقدت أخوي ........... وأخوك

أحست بصدره إللي يرتفع بهدوء وترىخي .. أنفآسـه عميقـه .. وبطيئـه , أصغت لـ نبضآت قلبـه القويّه ... مآلقت إلآ سآعديهآ النحيلين يلتفوآ حول وسطـه , دآفسـه وجههآ بـ تيشيرته القطنـي السآده أبيض اللون وبـ المقآبل أحسّ هو بقبضتيهآ الصغيره المنكمشـه على ملآبسه معتصره أجزآء من جسده المشدود ..

ترآخت يمنآه من لوح كتفهآ الأيمن مستقره بوسط ظهرهآ مسند رآسه للجدآر من ورآه مخلل أصآبع يسرآه بشعرهآ مدآعب فروتهآ الناعمه بحركة أنآمله المثيره الهآدئه: أكلمـك عن فرآس !!
أحس بحركة رآسهآ على بطنه كـ إجآبه بـ الموآفقه ليبتسم هو إبتسآمته الحزينه البآهته ونظرآته للفرآغ من أمآمه بلآ هـدف ..

....: أول مآتعرفت على فِرآس كآن بـ مصـر .. من خمسطآش سنه تقريباً , كآنت أول سنه لي فـ الطـبّ .. وأكيد عرفتي وين إلتقيت فِرآس
....: فِرآس درس الطبّ بـ مصـر
....: أهآ , شطوره .. أول تعآرفنآ كآن بـ المدرج , محآضره نظري .. سألني ليش قآعد بروحـي ؟ وليش مآ أتكلّم مع أحد ؟
رفعت رآسهآ عن صدره تنآظر بعيونه متعجبه: كنت بروحك ومآتكلم أحد !
....: أهآ
قوست فمهآ بـ إستغرآب ليسألهآ هو: ليش ؟

....: أحسّك إجتمآعي , مشهـور ... لك شعبيه وآسعه – ضيقت عيونهآ بـ لؤم مُردفه بـ غيظ – عند البنآت خصوصاً
طوق كتفيهآ بذرآعيه مسند أسفل ذقنه على رآسهآ: كنت مشهـور وكثير يعرفونـي بس أنآ لآ .. مآكآن لي خلطـه بـ أحدّ
تمسكت بسآعده الأيمن إللي إرتفع لوجههآ ملثم فمهآ بـ بآطنه إللي تمت تمرغ طرف خشمهآ عليه ريحه وجيّه حآثته بـ هدوء: كمِّـل وبعدين ...

مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره وهآدئه إثر مدآعبة طرف خشمهآ القصير المُدبب لبآطن سآعده الأيمن , أول مره يحسّ بـ السكينه في قُربهآ .. يمكن لأنهآ في أنقى حآلآتهآ بعيده كل البعد عن أي محآوله للتصنع أو لفت الإنتبآه !

أردف بـ هدوء آسـر: وفِرآس عرفنّي على عُمـر ولد خآلتك , كآن يكبرنآ بـ سنتين بس معنآ بـ نفس الجآمعه ... ومن وقتهآ تخآوينـــآ ..............


/
/



مسآء اليوم التآلي ..

وقف بقمّة الدرج بعدمآ صعده وقد توقفت كآمل حركته بـ وقوفـه ..
فكّه لبآقي ازرآر ثوبـه سكريّ اللون الضيق بـ تفصل أبرز قوآمه النحيـل , تقلص تعبيرآت وجهه المجعده لتترآخى ثم تثبت جآمده بلآ أي إنفعآل وأخيراً توقف نظرآته الفآرغه على كآملهآ .. أمآمـه !

لحظآت خآطفه من السكون وتبلد الموقف من طرفيهم أنهآه هو بنظرته الدونيّه لهآ رآمقهآ بـ تقزز مشمئز مقفي عنهآ بخطوآت سريعـه , نآفره مآوقفت حتى بعدمآ إستوقفته هي بـ نبرتهآ الجآهره: وقِـــــف يـ آدآآم

مآلقت الجوآب إلآ تصفيقة بآب غرفته القويّه سآفههآ تمآماً آللحظه إللي أطبقت فيهآ فمهآ بقهر مغتآظه لآحقته موقفه قبآل بآب غرفته إللي تفآجئت بكونه محكم إغلاقها بـ الفتآح !
ضآقت عيونهآ بـ إستنكآر لفعلـه غير مُصدّقّه !
هذآ هو نفسه آدم إللي بآب غرفته كآن دآيم مفتوح لأجلهـآ .. مفتوح بـ إنتظآرهآ .. توطأ غرفته وقتمآ هي تريـد , آلحين وبـ كآمل إدرآكه إنهآ تبي توصله يقفـل بوجههآ البآب !

طقت بقوّه عنيفه وقآسيه علّهآ تفرغ فيهآ قهرهآ وعصبيتهآ آمرته بـ جفآء: إفتح البآب يـ آدم ..
- إفتح البآب يـ آدم أبيــك ........

كورت قبضتهآ اليمنى رآصه على شفتيهآ المطبقه بآلقوّه رآمشه بـ توآلي تمنع إنهمآر دمعتيهآ المعلقه بكلآ محجريهآ تنآظر السقف من فوقهآ لثوآني تستجمع فيهم قوآهآ المُنهكـه من رفضـه القآسي لهآ وميلـه الصريـح العلنـي للمسمــآه ........ وردهـ !

نآظرت بـ آخر الممر ترقباً لوجود الشغآله إللي مآكآن لهآ أثر بعدمآ أنهت أشغآلهآ بحلول التآسعه مسآءاً ..
أردفت من بين أسنآنهآ بـ تهديد: ترآ مآحد بيندم غيرك يـ آدم .. ووعد مني تصرفي الجآي مآرح يكون بس تطآول بـ اليد علــــــــــىَ ........... هـه ...... وردتك

قآلت كلمتهآ الأخيره هآزئه برفعة حآجب موليه البآب ظهرهآ ..
البآب إللي إنفتح بسرعه سآئلهآ بـ عدم فهم مستفسر: شقصــدك إنتــي !!!
مآل فمهآ بـ إبتسآمه هآزئه أعقبت من بعدهآ بعدمآ إلتفتت له بكآملهآ رآفعه حآجب وآحد ترمقه من رآسه لـ أسفله , أعقبت بـ السؤال: ليش وردتك مآقآلت لـك !!
ضآقت عيونه عآقد حآجبيه بـ خفه: قآلت إيــش ؟!!!

مطت فمهآ المضموم إدعآءاً للتفآجئ سآئله بـ إستهبآل: أوووهـ , وردتك مآعلمتك وش إللي سويته لهآ !!
ضآقت عيونه لحد مآقآربوآ على الإختفآء قبل يفتحهم مآط رقبته للممر من ورآهآ ترقباً لوجود أحد , أعقبه بـ إعتصآره لمرفقها الأيسر جآبرهآ تدخل غرفته نآفضهآ من يده بـ غضب مقفل البآب من ورآه: إنتي شقصـدك بهآلكلآم هـآآه !! تكلمـــي وبدون ألغآز وإستهبآل لأسطرك كف الحين يآنآهـد أعلمك شلون تتكلمين عدل

جلست على سريره رجل فوق رجل رآفعه حآجب وآحد بـ إبتسآمه جآنبيه مستفزه: قصدك مثل الكف إللي سطرته أنآ لـ وردتك ؟! وشهـو يعني تبي تنتقم !!
همس بـ إستنكآر شديد غير مستوعب قصدهآ: إيـــــش !!!!
قآمت عن مكآنهآ تتمخطر بمشيتهآ قدآمه: هآلصفقـه بس تنبيـه لك يـ آدم ... ولهآ بعــد .. كل مآفكرت تقترب منك رح أئذيهآ , وكل أذى عن غيره بيكون مختلف .. وإنت بعـد يآليت تعمل حسآب لكلآمي هذآ ولآ تستهين فيـه , هآلصفقه كآنت مقآبل اللللللـ - بوســـه - .. مو هذآ إللي صآر بينكم ؟!
توسعت عيونه لآخرهـم بصدمة عدم تصديق لترمقه هي بنظرة تعآلي رآفعه شفتهآ العلويّه بـ إحتقآر: أول الغيـث قطـره


إعتصر ذرآعهآ الأيسر غآرز أظآفر يمنآه بـ لحمهآ سآئلهآ والشرر يقدح من عيونه: وش إللي سويتيـــــه !!! تكلمـــــــــــــي
ضيقت عيونهآ جآفة النظره المصوبه لعيونه الغآضبه: قلت لك .. صفقتهآ , وهذآ كآن إنذآر مني لك عن طريقهـآ

فوق فعلتهآ إللي للحظتهم غير قآدر على إستيعآبهآ أكملت بـ لآمبآلآتهآ مُصِـرّه على إثآرة حموّه وإستفزآزه .. نظرتهآ حآقده , ونبرتهآ شآمتـه .. أبقــــــــت على صبــره !

الصبر إللي نفـذ برفعة يمنآه القآسيّه مُستقِره على صدغهآ الأيسر بلآ رحمــه ..
مآ أمدآهآ تتدآرك إللي صآر أو حتى تحسّ بـ لسعـة الحرآره أو الألم .. مآ أمدآهآ حتى تكمل بآقي إلتفآتتهآ عليه من وقع الصفقه الأولى إلآ وتليهآ الثآنيـه !
قوة الصفعـه الثآنيه إللي من فورهآ أسقطهآ بـ أرضهآ , رآفعه له رآسهآ شآخصه ببصرهآ , يدهآ على خدهآ .... غير مُصدِقّـه !

إرتفعت سبآبته اليمنى المُشنجّه بـ تهديد وتوعد: أول كـفّ هذآ عن وردهـ إللي أظفر رجلهآ بس أشرف منك كلـك , وإنك كلك على بعضك يآنآهد بقعـة وصآخـه ونجـــس , أمآ الكفّ الثآنـي فهذآ إعتبريـه إنــذآر منــي أنــــآ ...........


/
/


وقف على بآب غرفته بعدمآ فتحه مستقره عيونه على ذيك إللي جآلسه بـ أرضهآ صدرهآ مُلصق لـ جآنب السرير .. ذرآعها الأيسر مرفوع للمرتبه مستند عليه يظهر من هيئتهآ السآكنه البؤس والإنحطآط ..
أطبق فمه مغمض عيونه بـ هـمّ بعدمآ أطلق زفره محبطـه مقفل البآب من ورآهـ ..
جلس بـ الأرض ورآهآ رآفع يمنآه مشدد على عضدهآ قآصد تنبيههآ لوجوده: نآهــــــد !
....: ................

مآوصله الردّ إلآ شهقه بآكيه رفعت من بعدهآ رآسهآ مآسحه بـ بآطن يمنآهآ خدهآ الأيمن المبلل ملتفته له نصف إلتفآته بعدمآ سحبت مخآطهآ السآئل لدآخل أنفهآ المحمّره أرنبته: هلآ بسّآم
....: ليش تبكيـن ! علـي فيه شيّ ؟!!
هزت رآسهآ نفياً ملتفته كلياً عليه ظهرهآ مسند لجآنب السرير من خلفهآ: لآ مآفيـه ... تعشيـت ؟!
شد فمه المطبق بتعبير المبتئس قليل الحيلـه .. حآله من قرآبة الشهرين متوآصله , تنآول وجبآته مفرداً ........... وحيداً ..!

تحآملت على نفسهآ لحد مآوقفت بـ تعب ظآهري وآضح بعدمآ أومأ لهآ إيجآباً كونه تنآول عشآه ..
....: تمآم , خلآص إرتآح إنت وأنآ بروح لـ علي
قبض على رسغهآ الأيمن قبل توليه ظهرهآ جآذبهآ عليه لتميل بـ جسدهآ متجهمه ملآمحهآ تشوفه وهو معتمد عليهآ بوقفتهآ لأجل يوقف هو !
....: إنتظري يآنآهد أبيك

رمقته بـ نظره مستفسره كآنت أقسى وأحدّ من إنهآ تكون نظرة إستفهآميّه ..
....: خيـر !
....: ومن وين بيجي الخيـر وهذآ حآلنآ ؟!
وكأنهآ فهمت المغزى .. أطبقت فمهآ ببلعة ريق مطأطأه رآسهآ في حرج , أو هـروب .. حيث إن مآعندهآ من الطآقه الشيّ إللي يدخلهآ في جدآل معه كعآدة جدآلآتهم معلومـة الأسبآب بعدمآ توّهآ وأنهت جدآلهآ الحاد المؤلم مع آدم ..... بـ غُرفتـه !
....: وللي يعآفيك بسّآم ترآ مآفينـي

إمتقع وجهه رآص على أسنآنه بغيظ , صدر سؤآله مخنوق: من عـآم بكبره يآنآهـد وإنتي مآفيك .. بس الجديد إنه أنآ الحين إللي مآفينـــي مو إنتـي
جلست على طرف سريرهآ مآسكه رآسهآ من الجآنبين: تكفى بسّآم , أجلّ أي كلآم لوقت ثآني انآ الحين صدق تعبآنه
....: لآ يآنآهـد , الحين تقعدين معي وتعلمينـي إنتي وش إللي ورآك !

رفعت رآسهآ بسرعه موسعه عيونهآ بدهشه , كمآ المجرم إللي طآح بـ الشرك وإنكشف .. كآن سؤآله حَسَن النيّـه , إلآ إن وسوسة شيطآنهآ بـ خبث فعآيلهآ كآن حآجز لتقبل أي تلميـح وإن كآن غير مقصود ومتعمّـد !

همست بصدمه مستفهمه: إنت شقصدك ؟!!
قوس فمه بـ إجآبه بديهيه لآتستحق السؤآل: مآتشوفين شكلك !
....: ...............
....: نزل وزنك النـص , مو إنتي نآهد نفسك .. عيونك مُرهقه ووجهك مرهق , نفسيتك بـ الأرض وأعصآبك على شعره .. حآس إنك مضطربه يآنآهد ومُشتتـه , أبيك تقعدين معي ونتفآهم بهدوء علميني شفيـك بصرآحه !

....: يعني علي ولدك وإللي صآبه مو سبب وآضـح !!!
أغمض عيونه إستجدآءاً للصبر قبل مآيجآوبهآ بـ جفآء: لآتتعذرين الحين بـ علـي .. من قبل ينولـد علـي وإنتي على وضعـك إللي زآد وتردى بعدمآ إنولد

وقفت عن السرير مرتده خطوآت غير مُبرَرَه وآلخوف بعيونهآ المدمعه , إرتجفت أوتآرهآ الصوتيّه ليطلع صوتهآ ضعيف وآهن .... ومرتبك: كل هذآ عشآن أتمنـع عنـك وإنت عآرف وشهي أسبآبـي !! مآ أنآم معك لأني أنآم مع ولـدك .. وإذآ قصدك بكلآمك قبل مآينولد علي فـ إنت تدري ليش كنت أتمنع عنك , أتمنع لأني كنت أبي أحآفظ على الحمـل يثبـت وإنت يآبسّآم إللي مو قآدر تتحمـل .. كل إللي همّك هو حآجآتك وبــس , غير كذآ بـ الطقآق فيني وفـ ولدك

قبض على طآقيته مبعدهآ عن رآسه مكور فيهآ قبضة يمنآه الغآضبه ..
غضبه إلي مآقدر يكبحه لأنه رمى الطاقيه بـ الأرض مقترب صوبهآ لحد مآلتصقت هي بـ التسريحه من ورآهآ وإعتصر هو ذرعهآ الأيسر بيمنآه , جحظت عيونه وإنتفخت أودآجه , طلع صوته مخنوق يجآهد نفسه لكبح غضبه: كل همّي أشبع فيك حآجآتي هــآآآه !! أي حآجآت هذي يآنآهــد ! وأي رغبآت !!

تدرين متى آخر مره مآرسنآ فيهآ هآلشيّ ! ولآ مآتذكرين ! أنآ بعد مآ أذكر لأني بطلـت أحسـب بس على الأكيد إننآ قآربنآ على العشرة أشهـر ,, قولي سنـه .. تعرفين وش معنآته رجّآل مآمسّ زوجته طول هآلمده وبدون عذر دآعـي .. قآعد أفكر وشهو الذنب بحقك إللي إرتكبته لأجل تتمنعين عنـي ! هآلشيّ يئذيك يآبنت النآس ؟ علآقتك معي فيهآ شيّ مآيرضيك وإنتي مستحيّه مثلاً توآجهينـي ؟ علمينـي يآنآهد مآفيهآ شيّ ولآ تفكرين مجرد تفكير تبررين بـ حملك لأنك من قبل تحمليـن وإنتي بكيفك ومتى مآطرآلك إنتي كنت تسلمين لي نفسك .. مره بـ الشهـر , مره كل شهريـن , مره كل ثلآث ... والسبب كآن وآضح , مآكنتي ترتجين من هآلشيّ إلآ إنك تحمليـن وبـــــــــسّ .. أمآ أنآ وش إللي أبيه فعلاً من هآلعلآقه ! وش إللي أحسّه معك أو بدونك .. ولآ على بآلك , آخر همّك هذآ إن كآن بـ قآئمة إهتمآمآتك بـ الأسآس وترتيبه هو الأخير .. جآوبيني الحين يآنآهد لأن مآعآد فينـي قســم .. وصدقيني أياً كآن إللي تحسين فيـه أو تبينـه أنآ رح أتفهمـه وأحترمـه .. ولحظـه !! أنآ إللي قصدته بكلآمي إنك هآملـه نفسك إنتي مو هآملتنـي .. لأن إهمآلك لي مآهوب جديد وأنآ تعودت عليـه , أنآ إللي مآتعودت أبدّ عليه هو إللي أشوفه الحين فيـك !! تكلمــي

إنفغر فمهآ بفتحه صغيره مرتجف جفنيهآ , ضآع منهآ الجوآب تحت قيد نظرآت الإتهآم القآسيه وإسلوب الإخضآع بعدمآ ضيق عليهآ الحصآر وأقفل بوجههآ منآفذ الهـرب ...
تشآبكت نظرآتهم لثوآني معدوده ..
انتظآر الجوآب من طرفـه والتفكير في محآولة التملـص من طرفهآ .. قُطِـعت اللحظآت الثقيلـه بتعآلي صوت البكآء لطفلهـم الصغيـر ..

إتسعت عيونهآ بتفآجئ بعدمآ وصلهآ صوت النجـده , بلآ تفكيـر أعرضت عنه رآكضـه خآرجاً وصوته الجـآف الغآضب بـ عصبيّه يتردد بـ أذآنهآ كآسر صوت البكآء بنبره غليظه جآهره ... تجآهلتهآ عمداً: نآهــــــــــــــــــــــــد !!!


/
/


أخفض بصره لـ جوآله إللي طلعه من جيب سيآلته مترقب النظره لـ بدء مؤقت المكآلمـه المفتوحـه إلآ إنه وللأسـف .. كآن الجوآب مثل سآبقيـه من المكآلمآت الـ إثنآن وثلآثون مكآلمـه .. لـ يوميـن ........ فقـط !

أطبق فمـه بـ ضيق رآفع عيونه للدريشـه المُطلّه على الحديقه الخآصه بـ غُرفـة نومهآ مُتحسبن عليهآ بـ مقت ونقـم .. " حسبي آلله عليك يآنآهـد , متى بفتك من أذآك وشـرّك !! "
فكّ أزرآر ثوبه كآملـه لتظهر فنيلته البيضآء جآلس على الأرجوحـه الحديديّه المبطنـه بـ جلسه إسفنجيه مريحه للقعده ولسند الظهـر .. شآبهت بـ تنجيدهآ قمآش المجلس الأرضي المترآص بـ الجآنب الأيسر من الحوش ..

الجآنب الأيسر المُبلّـط وإللي يفصله عن الجآنب الأيمن ممرّ حجري قصير بـ أوله البوّآبه الحديديه الخآرجيّه للبيت مؤدي بـ نهآيته لـ ثلآث درجآت سلآلم حجريّه مؤديه لبآب البيت الخشبي من وآجهته الدآخلـيه ...
مرر نظره على الزروعآت الخضرآء قدآمه بـ الأرض الطينيّه المُسقآه على الجآنب الأيمن والحآويه لـ شتلآت نبآتيّه كثيره وشجيرآت ريحآن قصيره طغت رآئحتهآ الفوّآحـه بـ المدخـل مثيره حآله من السلوآن والسكينـه ..

لآشعورياً دفّع الأرض بقدميه محرك الأرجوحـه بـ هدوء مغمض عيونـه بـ تعـب .... أرهقـه التفكير ..
وضعـه غير مُستقر وعلآقته بـ ورده على المِحكّ !
إنشغل عنهآ بـ افكيره المقيت لـ أيآم متوآصلـه مآطرت على بآلـه يدق عليهآ مطمئن عن أحوآلهآ من بعد إنصرآفه المفآجئ للمستشفى من عقيقـة إبن أخوه إللي يكون وآقعياً بـ مخيلته وظنه - هو فقط - إنه إبنـه !

أكمّل النآقص تصرّف نآهـد المثير لـ جنونه أقصآه ..
توّه وتدآرك إتجآهآت مشآعره المصوّبه تمآماً تجآه وردهـ وخصوصاً من آخر موقف حميمـي جمعهم سويّه بـ غرفتـه ..
أظهرت وردهـ الجآنب المخفـي من عآطفته المدفونه تحت رفآت عآطفـة نآهـد اللعينـه ..
الجآنب المُضيئ , الصحيـح ... الحقيقي والشرعـي ..
فتح عيونه الضيقه منتفخة الجفن المزدوج دآق عليهآ متأمل إستجآبتهآ إللي بآءت بـ الإحبآط من وصله الجوآب المتكرر .. المعُتآد ..

الرقم الذي تحآول الإتصآل به ربمآ يكون مغلـق .. يمكنك ترك رسآله صوتيّه ..................
أعقد حآجبيه بـ خِفّه من تدآركـه للي سمعـه ولأول مره يطيل التدقيق فيـه والتركيز ... بـ إمكآنه إرسآله رسآله صوتيّـه !!!

إنشد فمه الصغير المنفرج بـ إبتسآمه مُرهقـه معآود الإتصآل بهآ وغرضه الأسآسي هآلمرّه هو إسمآعهآ هي صوته مو إنه هو إللي يسمع صوتهآ ...

ضغط على زر التسجيل بعدمآ سمع النغمه الخآصـه رآفع نظره لـ ذآك الظل الفضولي المآثل ورآء زجآج الدريشه والمُرآقب له من خلف ستآئرهآ البيضآء الشفآفـه .. ترآءى له كميـة القهر والحسره الكآويه لقلبهآ حآرقـه صدرهآ بهآللحظـه وقد تعآلت نبرة صوته الشجيّه بـ لحن الأغنيـه المتروكـه كـ رسآله صوتيـه ..

لآحِسّ ولآخبـر .. مين زعلّ القمـر , مو عآدتك تغيب وإحنآ نص الشهر !
زعلآن أصآلحك .. روحي تصآفحك ..
قلبك أحنّ قلب وش بدله حجـر !


/
/
/
/


الثآمنه صبآحاً ..

جلس ورآء مكتبه الفخم المُتكلِّف مسند كوعيه لطآولة المكتب مآسح برآحتيه على كآمل وجهه بعدمآ فرك عيونه المُرهقـه وأحدآث الليلـه المآضيه تعرض قدآمه ..
وضعـه مع زوجته من قرآبة العآم كآمـل وهو بآئـس , بـ المقآرنه مع وضعهم الحآلي فهـو أشـد بؤس !

أطلق زفره مهمومه بآلتوآزي مع اللحظه إللي طآحت فيهآ عيونه على بوكيـه الوردّ زهري آللون متوسط الحجم حآوي لقرآبة الـ عشر وردآت ملفوفـه بـ غُلآف يشآبـه أورآق الجرآئـد المطبوعـه !
إنعقدوآ حآجبيه أقصآهم بـ إستغرآب مآد يده بـ تردد للبوكيـه البسيط إللي رفعه يقلبه يمنه ويسره مُنـدهِـش !

من فوره ضغط الزر طآلب سكرتيره بـ الحضور فوراً وعيونه مآزآلت تتأمل الوردآت الورديّه الطبيعيّـه معدودة العدد بديعـه الشكـل , عطِـرة الرآئحـه ..
....: ســمّ أستآذ بسّآم !
أشر بعيونه للبوكيـه سآئل بهدوء: من ميـن ؟!

عبست ملآمحه لوهلـه ينآظر البوكيه على المكتب مقوس شفتيه مآيدري ثم أعقب بـ الجوآب: أوصله عآمـل ومآذكر إسم المُرسِل .. طلب توصيله لـ مكتبك ..
إرتفع حآجبه بـ إستنكآر لسذآجة تصرفه , كآن من المفترض يصرّ لمعرفة المُرسِل ..
ردّ الفعل التعبيري إللي تدآركه السكرتير لآحقه بـ إيضآح مُتلعثم: ففففــ .. فيـه بطـآقه دآخل , مآفتحتهآ بس تقدر تشوفهآ يمكن فيهآ هوية المُرسل أو أية تفآصيل

هدئت ملآمحه المتجهمـه لهدوءه الوقور المعتآد طآلبه بـ رفق: تمآم .. قهوتي لو سمحـت ..
أخفض رآسه طوعاً مجيبه بـ إنقيآد: أبشر ..

تنقلت عيونه بين الوردآت وإبتسآمة هآدئه على مُحيّآه ..
إيش إللي ممكن يكون أرق من الورد تجسيداً نآطقاً لتعددية العوآطف وتنوعهآ ..
ألوآنه المختلفـه كفيلـه توصف نوع العآطفـه , وحيث إن الورد بين يديـه – ورديّ اللون – فهو معنـى الودآعـه واللطـف , الطيبـه والبرآءه , الحنآن .. الرقّـه .. الذوق .......... والجمآل !

إمتدت يده للبطآقه البيضآء المقوّآه المُدبسّه بـ أحد الوريقآت الخضرآء ..
إحتدت نظرآته بـ قسوه ..
أعقد حآجبيه بـ حِــدّه ..
إعترآه العجب والإستفهآم !



/
/


توقيت متوآزي ..
إصدمت بـ إختهآ الصدمه القويّه من بعد خروجهآ من غرفتهآ مهروله وكأنهآ هآربـه من أحدّ أو رآكضـه لطلب نجـد أحدّ !
أختهآ إللي تحسست الجآنب العلوي الأيسر لصدرهآ موضع عظم الترقوه وملآمح التجهم بوجههآ المتألم سآئلتهآ بـ ضيق وإنزعآج: خيــر إن شآلله وش هآلعجلـه !!

إعتصرت ذرآعيهآ بكلتآ قبضتيهآ والرعب بعيونهآ المفجوعه: سآلي إلحقي علي أنآ بمصيبــه , كآرثــــــــــه .. – فكت ذرآعي أختهآ مآسكه رآسهآ بـ ندب وتأنيب – آآآآهـ يآربي وش هآللي سويته .. لييييييش
إنعقدوآ حآجبيهآ أقصآهم بـ إستغرآب وقد تملك الخوف ملآمحهآ جآبرتهآ تلتفت لهآ تنآظرهآ من مسكتهآ لمرفقهآ الأيسر: شفيـك أصآله وش إللي صآر !! خيـــر

لطمت على خديهآ بآلسحب مستنجده بـ همس أقرب للإنهيآر: إلحقي علي يآسآلي , مصيبه وربي مصيبه .. مدري وينه عقلي يآويلي إن درآ أبوي .. يآويلي إن درآ سنـد أو مآلك
تلفتت حولهآ تنآظر المكآن الفآرغ إلآ من وجود ثنينآتهم بـ الممر المؤدي بنهآيته لـ غرفتيهم ثنينآتهم فقـط !
سحبتهآ من مرفقهآ جبراً لحد مآوصلت لغرفتهآ هي فآتحتهآ مقفله البآب من ورآهآ منزله شنطة يدهآ فآصخه غطآهآ مقرره تغيبهآ عن دوآمهآ الجآمعـي سآئلتهآ بعيون حآدة النظره مستفهمه: وش قصدك ! شللي صآر !

لآ إرآدياً إنهآلوآ دموعهآ بعدمآ خآرت قوآهآ مرتميه على سرير أختهآ جلوساً تنآظر الفرآغ من قدآمهآ: وآلله غصباً عني , سويتهآ بدون تفكير .. وآللـــــــــه

جلست جمبهآ والقلق كل مآله يفتك فيهآ , شددت من قبضة أصآبعهآ على ورك أختهآ حآثتهآ بهدوء: تكلمي أصآله قلبي وربي بيطيح من الرعب , وش إللي سويتيـه قولــــــي !

إحتضنت يدين سآلي بآلقوّه مشدده عليهآ مجآوبتهآ بحركة رآسهآ النآفيه: سآعديني يآسآلي تكفيـن
....: آللهم إخزيك يآشيطآن , تكلمــي وللي يعآفيك مآعآد فينـي قلبي بينخلع وش إللي سويتيـه !!
....: أستآذ بسّآم
سآلي: .............

أوضحت بشرح بعدمآ إستشعرت التوهآن بعيون أختهآ: رئيس تحرير الصحيفه إللي أنشر فيهآ
....: أهآآ .. شفيــه ؟!!
....: سويت مصيبه اليوم يآسآلـي ..
سألتهآ بـ همس مخنوق متخوّف , دآم الموضوع فيه طآري رجّآل وإقترن بـ المصيبـه , إذاً خير آللهم إجعلـه خيـر !
....: شللي صآر ؟!!

أخفضت بصرهآ في حرج عآضه شفتهآ السفلى متندمه للحظآت خآطفه وقعهآ على قلب سآلي عظيــم .. شددت على يديّهآ بـ حثّ لتكمل هي كلآمهآ: أرسلت له بوكيـه ورد ...
توسعت عيونهآ بدهشــه غيـر مصدقــه ..
الدهشـه إللي إستوعبتهآ أصآله بنظرة أختهآ المصدومه وملآمحهآ المذهوله مُردفه بـ تندم ولوم نفسي بعدمآ ظللت بيمنآهآ فوق عيونهآ: ليش سويت كذآ مــدري .. مدري يآرب .. وآلله مدري
....: وليش يآ أصآله أرسلتي له الورد ؟!! وش إللي بينك وبينـه

لحقتهآ بسرعه مبرره بعدمآ توسعت عيونهآ برفض تلميح سآلي وإللي ترمي له: لآآآآآ .. وربي لاآآآ , مآبيني وبينه شيّ
....: أجــل !!!

تربعت مآسحه بظآهر يمنآهآ آثآر آلدموع من خديهآ: وربي مآقصدت شيّ .. وكل خوفي الحين إن إللي قصدته ينفهم بآلشكل إلي إنته الحين قصدتيه ..
....: أصآله الحين تعلميني ليش سويتي كذآ !
....: عشآن إبنـه
سآلي: !!!!!!!!!!

....: سنـد علمنـي أمسّ إن ولد أستآذ بسّآم يوم عقيقتـه ودوه المستشفى وتمّ فيهآ مده , هم بعدين شخصوه مصآب بـ ثقب بـ القلب , وحآلته خطره مع عمره الصغير هذآ ومآيقدرون يسوون له عمليـه إلآ بعمـر أكبر ..
....: وسند شلون درى بهآلموضوع كلّـه ! أصلاً مآله علآقه بـ بسّآم هذآ
لوت فمهآ بضيق مجآوبتهآ: درى من سهيـل خطيبـك جعله مآعلمـه بشيّ ولآ علمني سند بشيّ
أعقدت حآجبيهآ مستغربه: سهيـــل !!!

أصآله: أخت سهيل خطيبك تكون خطيبـة أخو أستآذ بسّآم .. فـ هي طبعاً علمت سهيـل وسهيل بـ الصدفه فـ سوآليفه مع سند بـ الشركـه علمـه بآللي صآر يوم العقيقه وأمسّ سند علمنـي
دورت عيونهآ بتفكير تستوعب السآلفه سآئله نفسهآ: سهيل مآله خوآت بنـ ............ – توسعت عيونهآ مآطه فمهآ المضموم بـ تفآجئ – أخته ذيك بنت المصريـه !
أصآله: إيـه ..

أطبقت فمهآ بقهر من غبآء أختهآ في التعآمل مع الموقف: وإنتي شلون تجرأتي وسويتي إللي سويتيه هذآ !!! ترسلين للرجّآل ورد ! إنتي غبيه يـآ أصآله ! لين متى بآلله علميني وإنتي سآذجـه ومغفلـه كذآ ! يآفضيحتك إلي بكرآ تكون على كلّ لسّآن .. أي بكــــــرآ إلآ اليـوم .. كل من بآلجريده آلحين تلقينهم يسألون منهو صآحب الورد لرجّآل متزوج !

لآشعورياً إنهآلت دموعهآ إللي قدرت جبراً من دقآيق توقفهم: وبعـد فيـه بطآقـه
توسعت عيونهآ مبققــه غير مصدقه هآمسه بـ رفض: لــــــــــه !
....: أتحمد لولده السلآمـه !
رفعت يمنآهآ لفمهآ المنفغر بـ صدمه تنآظر الفرآغ من قدآمهآ بـ تخوّف من المصير التآلي: ويلك يآ أصآله إن درآ سنـــد !


/
/



أنزل الهآندبآغ السودآء من يده لـ جآنب البآب إللي أقفله من بعد دخوله مستقره عيونه على ظهر إللي فتح له البآب وأقفى عنه موليّه ظهره !
إرتفع حآجبه الأيسر مستنكر موقفه بـ إستخفآفه الممتعض: صحّ النـوم .. توّ النآس

أشر له بيده الإشآره بلآ معنى ولآ مبآلآه ثم إرتمى على الكنبه الطوليّه بـ الصآله ممدد سآقه اليسرى إللي تعدى طولهآ الكنبه رآفعهآ فوق ذرآع الكنبه في حين قدمه اليمنى كآنت ثآبته بـ الأرض رآحته اليسرى تحت رآسه وبيمينه الريموت رآفعه للشآشه العريضه مقلب القنوآت بلآ هـدف محدد قآصد الوقوف عنده !
....: أكلمك أنآ !

رمى الريموت من يده بـ الأرض مكتف سآعديه ينآظر بـ السقف سآفه الجوآب ليرد الثآني مُرتفع حآجبه بـ إستنكآر لتجآهله الوآضح مُردف بـ حنق: من أمس وأنآ أدق عليك البآب والجوّآل ولآ إنت معبِر .. تدري إني طول الليل وأنآ نآيم بـ السيآره تحـت !
بسرعه إرتفعت عيونه له ينآظره ببرود ومآسرع مآ إنخفض بصره لذيك الهآندبآغ متوسطة الحجم بـ الأرض جآنب بآب الشقـه !

أعقد حآجبيه مستغرب بآلتوآزي مع إستقعآده سآئله بعدم فهم: تركت البيـت !!!
تنقلت عيونه بـ أركآن الصآله مقطب حآجبيـه بـ تفحـص شآمل كآمـل لكل الكيآنآت الجآمده , تدور عيونه على الشيّ الوحيد إللي تبي تستقر عليـه والمتسبب بهآلرآئحـه المُيره جداً لـ حآسّـة شمّـه .. المميزه جداً بـ النسبه لـه ..
رآئحـة السجآئـر !

السجآئر إللي طآحت عيونه على أعقآبهآ الصفرآء المثنيـه بعدمآ وصلت نهآيتهآ بـ الطفآيه الكريستآليـه رآفع بنطلونه الجينز بلونه البيج عن ركبتيه جآلس على الكرسي المجآور ينآظره بـ تفحص غريب إستوعبه الثآني ببديهيّه مُعقب بـ تنبيـه: مآبي أتكلم بـ الموضوع ؟

....: أي موضوع بـ الظبـط ؟! إنك تآرك البيت من شهـر مولي ظهرك لكل مسئوليآتك .. إنك تآرك مرتك إللي مآيندرى عن حآلهآ أمّك وخوآتك مقآطعينهآ من بعد مآسمعوآ كل شيّ بـ آخر مرّه ؟! إنهآ حآبسه عمرهآ بغرفتهآ لآ أكل ولآ شرب ؟! إنك تآرك الشغـل ومعتكف بذي الخرآبـه لآ والشيّ الحلو هآلسقآير .. من متى وإنت تدخن أستآذ مآلك طآل عمرك ؟!

....: من قريب , ولآ تنآقشني بهآلموضوع , بدخـن ومآلأحد فينـي حتى وإن كآن إنت .. وأي موضوع غير السقآير لآتسأل فيه لأني مآرح أجآوب
....: بمعنــى ؟!

أطلق زفره مستآءه نآفذ صبره ينآظر الشآشه على يسآره لـ برنآمج أجنبي خآص بـ السيآرآت المعدّلـه مُتجآهل الإجآبـه ليجيه صوته جآف النبره حآد اللهجـه: يوم أكلمك تنآظر فينـي , ويوم أسأل فـ أنآ أنتظر منك الجوآب
جآوبه بـ حِده يظهر فيهآ حآلتة النفسيّه المُترديّه وإنهيآر أعصآبه: وأنآ قلت لك مآلي خلق كلآم بـ أي شيّ

رفع سبآبته اليمنى محذره بـ جفآء: إسمع يآورع , هآلحركآت أبدّ مآ أدآنيهآ .. إحترم عمرك وتعلّم شلون تتكلـم بـ الموضوع المفتوح وشلون إذآ مآتبي تتنآقش تنهـي ..
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه هآزئه مُردف بـ إستخفآف: آلعفـو طآل عمرك .. آلسموحـه منك إعذرنآ

تجآهل الطنآزه بكلآمه مُعقب ببرود قآصد قطع المسآفآت الحوآريّه وتقصيرهآ وصولاً للمهم: إرجـع بيتـك يآمآلك , من رقد أبوك بفرآشه صرت إنت رجل هآلبيت ... إرجع بيتك وإنهي موآضيعك المُعلقّه .. بـ أي حآل لآزم أحد يتأذى بـ القرآر إللي رح تقرره .. يـ إنت يآمرتـك ..

وقف بعصبيه دآق وسط صدره بـ أطرآف يمنآه المضمومين وقد جحظت عيونه وإنتفخت أودآجه بـ حسره وقهر: أي قرآر تبيي أقرره !! إنت مو حآس فينـي يآسنـد ولآ هآلغبيّه تغريد حآسه فينـي .. مآهمني إللي تبيـه ولآ رح أسويّه .. الموضوع كلـه بيدي أنآ وأنآ وحدي إللي أقدر أقرر فيـه وقرآري هو إني مستحيل بيوم أتركهـآ لو وصل بي أغصبهآ علـي وأجبرهآ .. فآهـــــم .. روح وصل لهآ هآلكلآم

....: كفــو ..
إرتفع حآجبه بـ إستغرآب شآك بـآللي توّه ولفظه به بلآ حِسآب أو إعتبآر أو حتى إدرآك للمعنـى .. شيّ من التوجس تسرب لنفسـه من إبتسآمة سنـد الهآزئه على طرف فمه المشدود يرمقـه بـ نظرآت إستصغآر مُشمئـزه !

سأله بـ تردد بآهت خآفت مُستفهم: وليش هآلنظـره ؟!!!
....: خوش رجّآل .. كفـو ..
....: سنـــــــــد !!

....: عآجبتني ثقتك بـ نفسّـك .. أحبّ إللي يصر على الشيّ لين يحصلـه لو إنه غصـب بس كلمتك الأخيره هذي خربت كُلّ شيّ .. تدري وشهـو ؟!!
مآلك: ...........
سند: لو إنت صدق رجّآل وقد فعآيلك وإللي تقولـه ليتك فعلاً بنفسك تكمل جميلـك , الرجّآل الكفـو إهو إللي يوآجـه ويتحدى مو يهرب ويتخبـى ..
....: رده لذآك البيت مآنيب رآد

إرتفعوآ حآجبيه مقوس فمه بـ إعجآب قبل يُعقب بـ هدوء مُريب: الرجّآل إهو إللي يقول كلمته بلسآنه وعينه بعين أكبرهم مآهمّه .. مو إللي يقول ويوصي غيـره ينقـل

مآلك: مآ أبي أتركهآ يآسنـد
....: لأنك تحبهآ ؟!
مآلك: مو كآفـي ؟!
....: إيه سبب مو كآفي مقآرنتاً بـ أسبآبهآ .. إعتقهآ يآمآلك هآلبنت مو لك .. لو بتآخذهآ خذيتهآ جسـد مو روح ولآ قلـب , ولآ أحد بيتعذب بهآلعلآقه إلآ إنت .. مآبه غصب بهآلشيّ بذآت
جلس مكآنه خآفض رآسه موقع قدميه مظلل بيمنآه فوق عينيه هآمس بـ ضعف وآضح , سبقـه إرتجآف أصآبعه المظلله فوق جبينه بـ ضعف أوضـح: مقــدر

وقف بعصبيّه رآصّ على شفتيه المطبقـه , بقلبـه كلآم إن قآله خربت الدنيآ ومآلهآ صلآح , شون يأكد له بنفسه الشيّ إللي إهو مسبقاً كآن شآك فيـه ! وجود علآقه بينـه وبين مرته شلون آلحين يثبت فعلاً وجود هآلعلآقه لكنهآ من طرف وآحـد .. من طرف إللي هو يبيهآ .. يبيهآ من طرفه هـو .. حلقه ثلآثيّة الأبعآد غير مُتصلّه فعلياً .. ووآقعياً حرفياً هي حلقـه مستحيلـة الترآبط والإتصآل ... مستحيلـة الإنغلآق ..

....: طلقهآ يآمآلك لأني بنفسي بوقف معهآ إن رفعت عليك قضيّة خُلـع ........ وإهـي الرآبحــه
توسعت عيونه بـ رفض قآسي جحظت معه عيونه بعدم تصديق ليردف الثآني بـ شيئ من الحموّ والإستثآره علّه يلآمس فيه الشيئ الجآرح لـ إعتزآز أي رجـل ..
....: حآفظ على كرآمتـك , لآتذل نفسك , ولآتهين قـدرك .. لبيّـهآ يآمآلــك ................ لبيّهآ وطلقهــآ

/
/

حلم الحياه 17-08-16 11:34 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/

عصريّة اليوم التآلـي ..

أنزلت كوب المويه على طآولة تسريحتهآ بعدمآ إبتلعت وحده من الحبّآت البيضآء صغيره الحجم مختلفة الأشكآل من كيس علآجآتهآ عآقده حآجبيهآ بـ إستغرآب من دخوله المُفآجئ عليهآ إلآ إنهآ وبلحظـه إستدرآك طيرت عيونهآ لآويه فمهآ الصغير المطبق بـ تململ ليجيهآ صوت ضحكته القصيره الجآمده تعقيباً على ردّ فعلهآ المتجآهل لوجوده وإستقبآله: شخبآر قطوتـي ؟!

أدخلت آخر حبّه على طرف لسآنهآ رآفعه كوب المويه لفمهآ سآفهته ! آللحظه إللي إقترب صوبهآ مُردف بـ إبتسآمه: طيب والقطـو إللي ببطـن قطوتـي شخبآره ؟!
أعقبت على سؤآله بـ سؤآل تنآظر بـ إنعكآس هيئته من ورآهآ: رآئف بيـه بيعمل هنآ إيـه !

شدد من حصآره لخصرهآ تآرك أثر قبلته على لوح كتفهآ الأيمن بـ التقآطع مع عنقهآ الأبيض الصآفي إللي وضح فيه الأثر أحمر آللون النآتج من حموّ قُبلته وعنفوآنهآ قبل يجآوبهآ بـ خفوت من حآلة إنتشآئه وهو يشهق أنفآسه من عبق رآئحة شعرهآ الغجري المنتفش: رآئف بيـه يبـي آلحين قطـوته
إلتفتت عليه مبتعده عنه مسآفه قريبه بمسآعدة سآعديهآ إللي إستقروآ على صدره كـ حآجز يمنع من إلتصآق جسديهم مكوره قبضتيهآ: والأوطّـه بتآعت رآئف بيـه بتئـوله مـش هينفـع خآلص خآلص
أشبك أصآبعه من ورآء ظهرهآ سآئلهآ بـ همس: وليش مش هينفع خآلص خآلص ؟!!

طيرت عيونهآ مآطه فمهآ المضوم بـ إيحآء التفكير قبل تجآوبه ويقآطعهآ هو بنبره مشحوحه مُعذبه: حـووور
إرتفعوآ حآجبيهآ بـ إستفهآم بريئ التعبير: إيـه ؟!!
....: مو قلت لك لآعآد تسوين هآلحركآت بوجهك ؟!

على وضعهآ بنفس تعبيرآت البلآهه الطفوليّه: حركآت إيـه ؟!
ألصق جبينه لـ جبينهآ مغمض عيونه بـ إرهآق: تعذبيني يآحور وربي , لآعآد تسوينهآ .. خليك حرمه كبيره ونآضجـه
أرجعت رآسهآ لورآ الحركه إللي أبعدت فيهآ جبينهآ عن جبينه لآويه فمهآ مطيره عيونهآ بـ تجآهل: مش عآوزه أكون حُرمه كبيره , أنآ أصلاً لِسّه صُغيره

....: وآلله !
....: آه يآحبيبي ليه إن شآء آلله عندك شكّ ؟! أنآ لِسّه فـ عزّ شبآبي , إزآ إنتَ كبير وشآيب وعقـوز دي مُشكلتك
....: ههههه آلحين أنآ كبير وشآيب وعجوز ؟!!
تجعد أنفهآ بـ تعبير مشمئز نآقله عيونهآ الصغيره على كآمل تفآصيله مُردفه من بعدهآ بـ مشآكسه بعدمآ أغمضت عيونهآ مخلله أصآبعهآ بخصلآت شعرهآ الملبك قآصده تفكيك التشآبك: آه , خلآص رآحت عليـك

بلآ جوآب , أنزل سآعديه المشبوكين خلف وركيهآ تحت مؤخرتهآ رآفعهآ عن الأرض وجهه مقآبل بطنهآ لتصيح هي آمرته بشقآوه ضآحكه: نزلنـي دلوئتـي حآلن ...... نزلنـي فـوراً
....: أنآ الحين أوريك إذآ رآحت علي أو لآ
....: ههههه بهـزر معآك يآرآئف وآللهـــي .. لآآآآآآآآء ههههه
ضربت بقبضتيهآ لوحي كتفيـه رآفسه الهوآء برجولهآ: لآآآآء يآرآئف وآللهـي وآللهـي مش هينفـع خآلص

أنزلهآ على السرير محتضن سآقيهآ المضمومين مآبين سآقيه المنفرجين مكتف معصميهآ بيسرآه: وليش إن شآلله ؟!!
....: عشآن أنآ أصلاً كنت بلبـس دلوئتـي ورآيحه لـ مآمآ
....: يآحور بـ آلله ذآ وقت مآمآ !
....: ههههه آه طبعاً , مآمآ تعبآنه ولآزم أكون معآهآ مينفعش أسيبهآ
ترك يديهآ مبتعد عنهآ جآلس مسند ظهره لظهر السرير فآك أول زرين من ثوبه الرمآدي: تدرين كم لي مآشفتك !

أنزلت فستآنهآ القطني على سآقيهآ مقتربه منه محتضنه ذرآعه الأيمن: كتيـر أوي .. وإنت وآحشنـي , بس بردو دي مآمآ يآرآئف وتعبآنه أوي وكلّـه بسبب نجـم أخويآ وعملتو المهببه .. إمبآرح عُمـر نآم عندهآ عشآن يخلّي بآله عليها .. معئول يعني أكون أنآ بنتهآ الوحيده وأسيبهآ !
إلتفت لهآ بسرعه عآقد حآجبيه: لآتقوليـن بتـبيتيـن عندهآ ؟!!!

شدت فمهآ المطبـق رآفعه حآجبيهآ موسعه عيونهآ بتعبير إن هذآ هو فعلاً إللي بيصيـر ..
جوآبهآ التعبيري المُحبط له , زفر من بعدهآ بـ ضيق مُردف: تدرين إني اليوم نـصّ الليل مسآفر ؟! وتدرين كم مدة هآلسفره !! شهـــــــــر .. شهر بكبره برآ السعوديّه
....: هتوحشني خآلص
نآظرهآ بقهر مطبق فمه بـ حنق سآحب ذرآعه منهآ بآلقوّه قآصد يوقف عن السرير إلا إنهآ منعته ضآحكه متلبثه أكثر بذرآعه: ههههه بهزر معآك دنتآ يآلهــوي بقـد دمك تئيـل أوي
....: لآعآد - تهـزرين - معآي فآهمـه !

بوزت بتكشيره طفوليّه مدعيّه الزعل من لهجته القآسيه معهآ وشلون بظرف ثوآني تبدل تمآماً , نظره ونبره !
....: خلآص تعآلى هئولك حآقـه
سألهآ بـ حنق منزعج: وش تبين !
وسعت عيونهآ مضخمه صوتهآ تمثيلاً لتقليده بـ النطق: وش تبيـــــن
رآئف: ههههه وآلله !
بسرعه وقفت على ركبتيهآ مفرقه مآبين سآقيهآ جآلسه على بطنه محتضنه عنقه بين رآحتهآ بوضع الخنق: شـوف

مسك معصمي يديهآ الخآنقين لعنقه يستنطقهآ بنظرآته المأسوره لتكمل هي: هو أنآ بس إللي مرآتك يآرآئف ؟! زي مآ إنت غآيب عني كتير وهتغيب عني كتير , إنت بردو كنت غآيب عن دآرين نفس المُدّه وهتغيب عنهآ بردو نفس المُده
....: الزبده !
....: ولآ زبده ولآ سمنـه , أكيد دآرين زعلآنه دلوئتـي
....: هذي تصريفه يعني ؟!

شددت من خنقهآ لعنقه ضآغطه بـ إبهآميهآ على تفآحة آدم البآرزه بـ حلقه هآزه رآسه مجآوبته من بين أسنآنهآ: وهو لولآ مآمآ وتعبهآ وإني لآزم أروح ليهآ النهرده كنت سيبتك أصلاً تروح للي متتسمآش دآرين !! بعينك يآحبيبي إنتَ وهيّآ
....: وأنآ شذمبي الحين تخنقينـي , إنتي بنفسك إللي تقولين روح لدآرين
....: نفسي أموتك يآرآئف
....: يآقلب رآئف أنآ إللي كنت نآوي عليك هآلنيّه اليوم بس حظـك
....: وأهون عليك يآرآئف تموتنـي ؟!
تحسس ردفيهآ مجآوبهآ بـ بديهيّه مبتسم: إنتي قطوة رآئـف بـ سبع أروآح مآتموتيـن ...........


/
/


مســآءاً ..

ركضت بـ أقصى سرعتهآ المتخبطه قآصده إعلآمهم بـ خبر وصوله المنتظـر دآفعه البآب بـ كلتآ رآحتيهآ الصغيره تلهث أنفآسهآ المقطوعه من توآصل ركضهآ: مــآآآ ..... مآآآمـــــآآآآ
من وقع دخولهآ المبآغت عليهم إلتفتوآ لهآ ثلآثتهم لتسألهآ المعنيّه بـ المنآدآه وقد إمتلآ وجههآ ذعر على حآل صغيرتهآ: فـــــدوى !

مسكتهآ من يدهآ جآذبتهآ بقوتهآ الضعيفه الوآهنه رآغبه في مسآيرتهآ لهآ خآرج المجلس: تعآلي مآآمـآ خآلي ثنــد ومآلك معـآآه بــرآآآآ
بسرعه وقفوآ الثنتين الجآلسآت من طآري إسم إللي طآل إنتظآره .. مآلك !

مآلك إللي رآفق أخوه من شقته التمليك المُنعزلِه لـ بيتهم جبراً .. يجرّ خطآه المتثآقله بـ وهـن .. رجل تقدم والثآنيه تأخـر ..
إمتلآ وجهه بـ الضيق والكـدر , علآ ملآمحه الإكتئآب .. ملآمح بآئسـه , حزينـه , مهمومه ومغمومـه ..
إلتفت بـ هدوء جآمد من وقع صيحـة أمّه المهلله فرحاً بـ رجوعـه , مآ أمدآه يتدآرك تقآسيم ملآمحهآ المبتهجـه إلآ وجذبته لصدرهآ بقوّه مشتآقه وملتآعه: مآلــك يمّـــــك , شخبآرك يآعمـري أنآ ويآ ضيّ عينـي .. يصير تشرد من البيت ولآ تسأل , مآترد على إتصآلآتي !!!

أنزل يديهآ المحآوطه عنقـه أسفل فكّـه بـ غمضّة عيـن بطيئـه قآصد تهدئة إنفعآلهآ بـ إعتذآره الحسّي لترد هي متحسسه صدغه الأيسر ودموع حزينـه بمحآجرهآ محبوسه: ليش يآمآلك ! ليش معذب نفسك كذآ !
تدخلت الثآنيه مآسكتهآ من يدهآ منزلته عن وجهه: يمّه مو وقت هآكلآم , خلّه يرتآح الحين وبعدين نتفآهم معه
....: ومن وين بتجيّه الرآحه وهو معلّق الموضوع كذآ بدون جوآب ولآ قرآر !

عند هآلجمله تدخل سند مآبين سآلي وأمّهآ: خلآص مو الحين هآلكلآم .. وينهآ تغريـد ؟!
أطبقت أم مآلك فمهآ بقهر مآخفى عن عيون المتوآجدين كلهم بلآ إستثنآء لتجآوبه سآلي بـ هدوء: بـ غرفتهآ فوق ..
ربت سند بوسط ظهر مآلك حآثّه يرقى لهآ: إطلـع
أوقفته أمّه بـ عصبيّه: لحظـه لحظـه وين يطلـع ! سند إنت تبيهآ تقهره مره ثآنيـه !! هذي إللي خربتهآ وقعدت على تلّهآ حسبي آلله ونعم الوكيل

شدّ فمه المطبق بـ حنق من كلآم زوجة أبوه مفضل الصمت عن الجوآب ولآ وش إللي بيقولـه , أبدّ منه بآلجوّ لأجل يعدل من الموقف ويلطّف الحوآر ..
همست سآلي لأمهآ بـ خفوت سمعه الكلّ: يمّه خلآص , نبي نعرف وش نهآية هآلموضوع ونفتّك ... – علت نبرتهآ الموجهه لـ مآلك الحيّ ظآهرياً , المقتول همّ وكئآبـه دآخلياً – إرقى يآمآلك جنآحك , تغريـد فوق ..

إستوقفته بـ حِده بعدمآ توّه وخطآ أولى خطوآته الثقيله المُتأنيّه بـ نبرتهآ شبه الهزوزه الوآضحه بـ إنهيآر مكبوت: مآآلـــك !
إلتفت نصف إلتفآته لـ تبآغته هي بـ ضمّـه قويّه مطوقه وسطـه بذرآعيهآ الملتفين حوله دآفسه وجههآ البآكي بصدره !

ردّ الفعل الفجآئي الغريب والمريب من – أصآله - , مآقدروآ جميعهم إلآ على الإلتفآت لبعضهم وعلآمآت الإستفهآم بوجيههم متحرين الإجآبـه !
إنشدوآ كتفيه للخلف خآفض رآسه لأجل يوصل لمستوى رآسهآ إللي وصل منتصف صدره بسبب قصرهآ سآئلهآ بـ بهوت مرتآب: أصآلــه !

مآردت إلآ بتشديد غرزهآ لأنآملهآ الرقيقه بجلده من فوق ملآبسه في حين تحسس هو ظهرهآ قآصد تهدئتهآ: خلآص إهــدي ..
قآلهآ ونظرآته المتعجبه مصوبه لثلآثة المآثلين قدآمه بنفس ملآمح الإستغرآب وعدم الفهم أو الإستيعآب .. أمّـه , سآلي .. وسنـد ... حتى الصغيره فـدوى !

لحظآت من السكون مآكسرهآ إلآ صوت شهقآتهآ المكبوتـه وسحبهآ لمخآط أنفهآ السآئل مُصدره صوت مميز , علآمة من علآمآت البكآء والرغبـه في مقآومته !
أبعدت رآسهآ أخيراً عن صدره مآسحه دموعهآ بظآهر يمنآهآ مبتسمه جبراً هآزه رآسهآ إيجآباً مُردِفه: إطلـع لهـآ

أعقد حآجبيه إستفهآماً من فعلهآ الغريب المُعقب بـ قولهآ الأكثر غرآبه !
مآقدر إلآ إنه يقوس فمه بعدم فهم ولآ مبآلآه إذ إن مآعنده من الطآقه شيّ حتى يسألهآ عن أحوآلهآ وإللي تحسّه وكآن سببه هو هآلتصرف المريب الغير مفهومه أسبآبه .. كآفي أحوآله هو وإللي يعيشـه , وإللي رح يعيشـه إن تمّ الوضع كمآ هو عليـه !!

سألتهآ سآلي بـ همس بعدمآ أقفى مآلك عنهم تترقبه نظرآتهم الفآحصه وقد كسآهآ كثير من الأسى والتحسـف ... كثير من الحُزن والإحبآط !

هزت أصآله رآسهآ نفياً معنآه إنهآ بخير مآسحه بآقي آثآر دموعهآ بآلقوّه وكأنهآ تنحت وجههآ وإللي تحت عيونهآ ...

تمسكت فدوى بيدّ جدتهآ مبتعدين عنهم صوب المجلس إللي طلعوآ منه آللحظه إللي طلبت فيهآ سآلي أصآله بـ هدوء: إمشي أصآله خلّ نروح المجلس ...
قآلتهآ وقبل تنقآد لهآ أصآله وقفهآ سنـد بـ جفآء: لحظـه أصآله ..
نآظروه ثنينآتهم ليأشر هو برآسه لـ سآلي: روحي سآلي أبي أصآله وحدهآ ..
توسعت عيونهآ الموجهه لـ أصآله بـ إرتيآب من وقّع إللي تبآدر لذهنهآ .. هل ممكن إن سند قد درآ عن سآلفة الورد إللي أرسلته أصآله لـ مديرهآ بـ الصحيفه – بسّـآم - ! " لُطفــك يآخبيــر " !

سحبت نفسهآ بهدوء تآركه لهم المدخل الرخآمي الفسيح خآلي إلآ من وجود ثنينهـم ..
إرتفع حآجبه الأيسر إستنكآراً سآئلهآ بـ هدوء مُريب: ليش تبكيـن ؟!
بللت شفتيهآ قبل تجآوبه بـ تهرب وآضح: مآفيـه سبب , شفتـه وطآحت دموعي !
حرك لسآنه دآخل فمّه وبآقي عيونه صقريّة النظره تتفحص أدق تعبيرآتهآ الحسيّه الوآضحه بملآمحهآ المتوتره سآئلهآ بـ تشكك: متــأكده ؟!

لآشعورياً ومن جديد تجمعت الدموع بعيونهآ خآفضه رآسهآ بملآمح حزينه موقع قدميهآ بـ أسى .. وأسف .. وخيبة أمل ..
....: سمعت إللي قآلته لك تغريـد يآسند
أعقد حآجبيه أقصآهم مآفهـم ! أيّ كلآم تحديداً إللي تقصده أصآله ! يآكثر إللي قآلته تغريـد وإختلآف كلّه عن بعضـه أسخم وأردى سبيلآ !
....: أيّ كلآم ؟!!
....: الكلآم إللي قآلته لك عند بآب غرفتهآ .. إنهآ تحبـك إنت يآسنـد , وتبيــك

أغمض عيونه بـ هدوء رآفض تأكيد إللي صمّ أذونه من وضوحـه !
أطبقت فمهآ بآلقوّه رآفعه كتفيهآ بحركة عفويّه قليلة الحيله عديمة الرجآ: لآزم مآلـك يطلقهـــآ يآسنـــد ............. لآزم


/
/


بـ الطآبق العلوي ..
أطلق زفره مهمومه أول مآ أقفل بآب جنآحه مشدد مسكته للمقبض النيكلي , مآيبي يتركـه .. ولآ يبي يلتفت .. ولا يقترب لهآ , ولآ يوآجههآ .. لآ يشوف شكلهآ أو يسمعهآ .. مآيبي يعرض عليهآ السؤآل .. ومآيبي يسمع منهآ الجوآب !

....: مآلك !
إنحبس بصدره نفس سريع مُفآجئ مقفل عيونه بآلقوّه .. بآغته وجودهآ من ورآه ومنآدآتهآ لـ إسمه .. إسمه العذب المبحوح من صوتهآ المجروح ..
إزدرت ريقه بـ صعوبه وكأنه يبتلع مُرّ العلقم .. إلتفت لهآ بـ تردد , بطيئ الحركـه , متجهم الوجـه , مقطب الحآجبين ..

....: أنآ آسفـه
بسرعه إرتفع بصره لهآ مستقر تمآماً عليهآ .. لوجههآ .. لعيونهآ
أقفل فمه المنفرج بينمآ فتحته هي مكمله بـ نبره حزينه , مُرهقه , لآنت ملآمحهآ بـ تجعيدة إنكسآر , مآل رآسهآ يمنه: وآلله آسفــه يآمآلــك

....: على إيش تتتأسفيـن ؟!
....: مآتستآهل هآلجرح , وجهك مُرهق وعيونك حزينه .. أنآ السبب
....: مآنيب بحآجة أسفك يآتغريـد
شدت فمهآ شبه المقوّس مميله رآسهآ بـ خفّـه تعبير المبتئس عديم الحيله , آثرت الصمت ليكمل هو بـ نبرة إحتيآج مُعذبه: أنآ بحآجـه لك يآتغريـد ... بحآجه لــك كُلّــــــك , مآيجرحني إلآ أسفـك .. مآ أبيـه .. أبيك إنتـي

هزت رآسهآ نفياً وقد تجعد وجههآ بكآمل تفآصيله ... تلألأت عيونهآ .. تجآهد مآتبكي ..
....: مقــدر
....: ولآ أنآ أقـدر
....: ليش مو قآدر تفهم يآمآلك إني مآ أصلح لك
....: وليش إنتي إللي مو قآدره تفهمين إني أنآ إللي مآ أصلح إلآ لـك ..
خبت وجههآ بيديهآ بعدمآ إنهآرت دموعهآ مُستسلمه , صآحت بـ إنكسآر مهزوز مُرتجف: مـــآآآآآلـــــك

إمتدت يده اليمنى خلف رآسهآ جآذبهآ تجآهه دآفس رآسهآ بصدره .. وبآلقوّه .. مآ مآنعـت !
طوق بيسرآه خصرهآ الهزيل محآوط كتفيهآ بيمنآه ومآ مآنعـت !
دفن كآمل وجهه بـ جآنب عنقهآ الأيسر يستنشق أنفآسه المُتعبه من عبق رآئحـة شعرهآ المُبخّـر ومآ مآنعــت ...

أخذه الشوق وسيّرته اللوعـه , إعتصرهآ لصدره بكلّ مآتملكّـه من عوآطف مكبوته جيآشّه .. الحُـبّ .. والشوق .. والنشوه .. والرغبـه .. والإحتيــآج ..

وصلهآ صوته شجـي حزيـن .. يترجآهآ بـ ضعـف , يستجديهآ بـ وهـن: لآتستأثمين فيني يآتغريـد .. تكفيـن
أبعدت نفسهآ عنه هآزه يديهآ بآلقوّه مفرقه مآبين أصآبعهآ المُشنجه بعقدة حآجبين بآكيّه: لآتستأثــم إنت فينــي يآمآلــــك .. حرآم عليـــــك مآنيب متحملّـــه وآلله , وربي مآعآد فينــــــــــي
توسلهآ بـ نظرته الكسيره ونبرته العليله: تغريــد !

إرتفعت شفتهآ العلويّه بـ تجعيدة بُكآء صآمـت .. هزت رآسهآ نفياً .. مآبقلبهآ وجـع كبيـر , وأيّ وجع ممكن يكون أكبـر من إنهآ تشوف دموع رجّآل حبيسـة محجريـه ! لُطفـك يآرب ... الرحمـه يآمآلـك ...
ارتمت بـ الأرض وآطئه قدميه مُسنده جآنب رأسهآ الأيسر لـ ركبتيه محتضنه سآقيه: تكفـى يآمآلــك .. لآتبكـي .. مآ أستآهل وآلله هآلدموع .. إرحمنـي وإرحم نفسك ..

أرجع رآسه للخلف مطبق فمـه ينآظر بـ السقف مستجدي الثبآت .. والقوّه .. مستجدي الصبـر ....... مُستجدي الرحمـه ..
أخفض رآسه لهآ من أحس بتشديد إحتضآنهآ لسآقيه .. تتوسلـه بآكيه مٌقبِلّـه قدميــه: طلقنــــــي !


/
/


وقف ورآء الكنبه العريضـه بنيّة آللون شآموآ مآيشوف إلآ أعلى رآسهآ أشقر الشعـر وسآقيهآ العآريه ممدده قدآمهآ فوق الطآوله القزآزيه على بطنهآ صحن كبير يظهر محتوآه - سلطـة فآكهه - , بيمنآهآ شوكه مثبت برآسهآ قطعة – كيوي – وبيسرآهآ الريموت !
إرتفع نظره لشآشة البلآزمآ العريضه قدآمه إستشف إنهآ موصلّه بـ اللآب توب تعرض فيلـم أجنبي غير مُترجم يظهر من اللهجـه إنهآ – فرنسيّـه - !

إرتفع حآجبه الأيسر بـ حده مستغرب .. يظهر من هيأتهآ الإندمآج مع إللي تشوفه برغـم إنه غير مُترجـم ..
ثوآني من التعجب أردفهآ بـ إبتسآمه جآنبيّه قصيره بعدمآ أدرك خبرة أنثآه – الثآنيه - ومعرفتهآ بـ أصول اللغـه الفرنسيّه , فهماً ونطقـاً ..

إلتف من حولهآ جآلس يمينهآ على الكنبه مسيح جسده مفرق مآبين سآقيّه ينآظر بـ الشآشـه في حين عندهآ وكأن الوقت تمآماً توقف ..
وقفت حركة مضغهآ للي بفمهآ , تعلقت يدهآ المآسكه بـ الشوكه لآمنهآ أدخلتهآ بفمهآ ولآ منهآ أنزلتهآ للصحن ...

تمت تنآظره النظره الفآرغه من أيّ معنـى وآضح ظآهرياً , المختلط , والمتضآرب دآخلياً بثوره وعنفوان .. كومه من المشآعر إجتآحتهآ من مثوله جآنبهآ بهآلسكون على هيئتـه المختلفه تمآماً عن الشيّ إللي عهدتـه !
بنطلونه ريآضي قطنـي رمآدي آللون بـ خطين على الجآنبين مآثلوآ بـ لونهم قميصـه الرسمـي الخفيف أسود اللون !
مشمر عن سآعديه نآفريّ العروق , مثبت شعره بـ تسريحه ظنت إنه آخر شخص ممكن بيوم إنه يسويّهآ ! يظهـر لآمع وكأنه مبلول مثبت بـ الطول بهيئـة الـ - سبآيكي لوك - !

إنتقل بصرهآ الحآد الفآحص لأدق تفآصيله الآسره بـ حِدة ملآمحه المثيره ! وبـ فرط جآذبيّـة الخليط العربي لـ رجل بدوي ...... حضري !

أنزلت قدميها عن الطآوله معتدله بـ جلستهآ مبعده الصحن عن بطنهآ للكنبه من جآنبهآ الأيسر ليجيهآ صوته هآدئ النبره وعيونه ثآبته للشآشـه من قدآمه وكأنه مآيشوفهآ ..

....: يثيرنـي شكل سيقآنك ممدده على الطآوله ..
إتسعت عيونهآ بآلعه ريقهآ بـ توتر مآتدري سببـه , يمكن مفآجئتهآ بـ حضوره الغير متوقع بعدهآ بآصمه أثرهآ بنفسهآ وإدرآكهآ ..
رمشت بـ توآلي مآسحه جآنب عنقهآ الأيسر مدوره عيونهآ بـ تفكير أسفر أخيراً عن سؤآلهآ الأبله: ليـش جيــت ؟!

إرتفعوآ حآجبيه إدعآءاً لإستغرآبه رآد عليهآ بـ سؤآل بدلاً من الإجآبه: ليش مآشتقتيلـي ولآ عجبـك الهجـر ؟!

صدت عنه بوجههآ رآفعه نظرهآ للسقف لآويه فمهآ بـ انزعاج من جفاء الاجابه وجمودها مفضله الصمت ليجيهآ صوته هآدئ , الهدوء المُريب: تعآلـــي ..
بسرعه إلتفتت له رآغبه في فهم قصده إللي إستوعبته تمآماً يوم ربت على وركيـه قآصد إقترآبهآ له وجلوسهآ عليـه !!

تمت على وضعهآ الجآمد ببلآهة عدم الإستيعآب بصرهآ مخفض لـ وركيـه إللي ردّ يربت عليهم بيمنآه الهآدئه: تعآلـي آقربـي ..

شتـــتت أنظآرهآ المُربكه بعيداً عنـه صوب الشآشه بآلعه ريقهآ بـ وضوح متوتر ليوصلهآ صوته عذب النبره الرآئقه وإللي مآزآدتهآ إلآ توجس وإرتيآب ..
....: دآري عنك , تعآلي برآضيـك

أبطأت من إستجآبتهآ لـ طلبـه للحظآت معدوده وقفت من بعدهآ بـ هدوء قآطعه المسآفه القصيره جداً بينهم مآثله أمآمه تتفحصهآ عيونـه جريئـة النظـره وإبتسآمة رضّآ حِسيّه دفنتهآ مآيظهـر لهآ أثر بوجههآ الجآمد ..
هذي إللي أبداً مآتتخلّى عن مظهر أنوثتهآ الصآرخـه حتى بـ الموآقف إللي مآتستدعـي ..
وحيده بجنآحهآ هآجرهآ لمده تقرب الشهرين وبيوم دخوله المفآجئ مآخيبت له ظنـه ... بـ هيئتهآ إللي عهدهآ من أول يوم شآفهآ ..

قميصهآ أسود آللون من الستآن الحريري النآعم يوصل طوله لمنتصف فخذهآ .. قصّـة صدر مثلثـه وآسعـه كشفت عن فتنـة نهديهآ النآفرين ..
برغم خلوّ وجههآ من أيّة مسآحيق تجميليّـه وتخليّها عن عدسآتهآ زرقآء آللون إلآ إنهآ كآنت فآتنـة الملمـح , جذآبـه .... ومُثيـره ...
يظهر شعرهآ الأشقر أكثر توهّج .. الظآهر إنهآ أعآدت صبغـه بسبب توحد اللون كآمل وإختفآء الجذور سودآء آللون ..

إعتدل بـ جلسته مُربت أعلى وركيّه آلحركه إللي إستجآبت لهآ بـ هدوء جآلسـه ..... بلآ صـوت , أو حركـه !
....: الفرسـه الشقـرآ ليش سآكته ؟!
....: وش تبينـي أقول ؟!
....: على بآلي تبين أسوي مو أقول !
إرتفع حآجبهآ الأيسر بـ حنق صآده عنه بوجههآ ليجيهآ صوت ضحكته الآسـره بِـ بهـوت: ههههه يعني مآتبين أرآضيك !
....: إذآ هذي هي الرضوه فـ شُكـراً يآرآئـف ..... مآ أبيهـآ

إمتدت يسرآهآ لشعرهآ مخلل أصآبعه بهدوء بين خصلآتهآ النآعمه إبتدآءاً من الفروه وصولاً للنهآيه بـ آخر الشعره ..: هذآ وأنآ إللي رحمتك وقلت كآفي العقآب بهآلمُـده ثآريك مو هآمّـك
إلتفتت له بكامل ووجهها عآقده حآجبيهآ بـ إستفهآم: عقــآب إيـش ؟!!
....: إللي يغلط وش نسوي معـه ؟! بس لأنك فرسـه بيضـآء , شقرآء .. وحلوهـ .. مآجآني قلب أتمآدى معك وأقسى عليـك ... كآفي الهجـر ولآ إنتي شرآيك !
....: كنت تعآقبنـي !!
....: ................
....: على إيش طيب !! أنآ شللي سويتـه !

تنآول يديهآ بيديه رآفعهم فوق لوحي كتفه قريب من عنقه بعدمآ رمقهآ بنظره مريبه غآمضـه ويديه متسلله زآحفه محآوط خصرهآ الممشوق جآذبهآ بهدوء نحوّه ..
الجذب إللي مآ أسفر عن إقترآبهم بسبب تشنجهآ رفضاً لهآلإقترآب غآرزه أنآمل يديهآ بكتفيه إعترآضاً: مآرح تلمس مني شعره يآرآئف قبل أعرف وش قصدك
بسرعه أبعد يديه عن جسدهآ بآسط رآحتيه قدآمهآ بحركة الإستسلآم مُعقب: إللي تبينـه , قصدي كآن أكسر هآلعقآب

....: عقآب إيش بـ الظبط ؟!!
....: مآعرفت دآرين إلآ ذكيّه وتفهم الطآير
بسرعة بديهيّه جآوبتهآ بـ ذكآء كآن إثبآت لشخصيتهآ القويّه الحآضره بـ أي وقت وتحت أيّ ظرف: شهريـن هجـر كفيله تنسينـي حتى نفسي شلون تبي أتذكر سوآتي ؟!
....: يقدر الهجر فعلاً ينسيّك أي شيّ إلآ سبب الهجـر نفسـه , هآلشيّ مستحيل ينتسى
أطبقت فمهآ بآلقوّه مآلقت الجوآب , وإن كآنت بتتلآعن وتتلآعب بـ الكلآم فـ الأكيد إنه مو مع رآئـف نفسـه !

....: إللي سويتيه مع حوريّـآ والبلآ إللي تبليتيه عليهآ .. يستآهل العقآب ولآ لآ ؟!
ضيقت عيونهآ أقصآهم بـ إستنكآر غير مُصدِّقه ليكمل وهو يتحسس وجنتهآ اليسرى النآعمه بـ ظآهر أصآبع يمنآه: كآن قصدك تبعديني عنهآ فـ تخيلت إن أحسن عقآب لك هو إني أبتعد أنآ عنك ..
أرجعت رآسهآ مبتعده عنه وعن لمسآت أصآبعه الرقيقه لوجنتهآ ونظرة إستنكآر شديده بعيونهآ الوسيعه الجآحظه: إيـــش ؟!!

....: اهـآآ
....: رآئف إنت جيتني بعد موضوع حور أكثر من مرّه أولهآ يوم علمتك إني حآمل ..
....: جيتك ثلآث مرّآت .. تدرين وش إللي سوينّآه بـ الثلآث مرّآت ؟! على بآلك مآحسيت بـ ضيقك إللي حآولتي تخفينه من رغبتـي بـــــــــس إني أمآرس معك هآلشيّ لآ أكثر ولآ أقلّ ؟! وهذآ على فكره كآن جزء من العقآب .. ليش يعني أعآقبك وأعآقب نفسي معك ؟ ليش مآ أعآقبك وأتمتع أنآ ؟ فهمتــي ؟!
دآرين: ...............

ثبتت عيونه النآعسه بوسط صدرهآ المكشوف سآئل بـ همس خآفت شبه مسموع: بتعيدينهـــآ ؟!
تحآشت النظر بوجهه هروباً من نظرآته الجريئه المفترسـه لمفآتنهآ العآريّه مجآوبته بـ تبرير كآذب قآصده إمآلة الطآوله لجهتهآ: حوريه ضُرتـي , وإنت تحبهـآ وتفضلهآ عنـي .. وش تبيه ردّ فعلـي !!

....: مفهوم , دآري عن كيد الضرآير , بس هذآ بينكم .. أمشي السبآب والطقآق وشد الشعـور والصوت العآلي وقلة الحيآ , أمآ إن الموضوع يوصل لعرضـي ! تطعنون بـ شرف بعض الشرف إللي يمسنـي ؟! لآآ ... هنآ كلآم ثآنـي
....: أغآر عليك يآرآئــف وإنت مآتحـسّ , حوريه وش فرقت عنـي ! وشهو إللي عندهآ ومآعندي يخليك تفضلهآ عليّ !

....: حوريّآ أنآ كسرت يدهآ وعجزّت حركتهآ , وإن صآر هآلشيّ منك إنتي كسرت رآسك .. ثنينكم عندي وآحد , ومو إنتي وحدك إللي تغآرين .. هي بعد تغآر وأكثر منك ومآعندهآ سيطره على غيرتهآ هذي لأنهآ مُرآهقه ومع هذآ مآسوّت إللي سويتيه إنتي .. إنتي يآلكبيره .. يآلعآقلــه يطلع منك هآلفعآيل !
....: ليش وهي أصلاً تقدر تسوّي شيّ ؟! مآتقدر .. ليش ؟! لأني نظيفـه .. ذهب يلمـع مآبـه وصـخ , الدور والبآقي عليهآ .. حتى وإن كآنت علآقتهآ هذي قديمه قبل زوآجك ليش لوقتهآ كآنت مخليه الرسآيل عندهآ ومآشآلله كلهآ حُبّ وغرآميّآت .. حتى إنهآ مآسوت لك إعتبآر ولآ إحترآم .. مآطرآلهآ يعني إنك ممكن تمسك جوآلهآ بيوم وتفتش فيـه !

....: وليش أفتش فيـه ؟!
وترهآ سؤآله البآهت .. برغم محآولتهآ المستميته الوآضحه لإثآرة حموّه بآللعب على الوتر الحسّآس لأي رجل وقلب الطآوله تمآماً على ذيك المسمآه حوريّه بـ التنقيص فيه وتقليل إحترآمه إلآ إنه جآمد الملمح , سآكن الحركـه , ثآبت النظره , منضبط النفس بآرد النبره !
جآوبت بـ إرتبآك: يعــ .. يعنـي هذآ المفروض .. من حلآة مآضيهآ يعنـي مخليته ذكـرى !

....: يعنني مدري عن حوريّآ وعلآقتهآ مع ولد عمّهآ ! دآري .. وشفت هآلشيّ بعيونـي .. ولو إني شفت الرسآيل إللي شفتهآ بدون أي تدخل منك مآهتميـت , لأنهآ إنتهت من يوم عقدت عليهآ .. مشكلتي كآنت بـ الرسآيل الجديده إللي إنتي أرسلتيهآ له على أسآس إنك إنتي حوريّآ اللي تكلمينه .. مو هذآ إللي صـآر ؟!!

تحآشت الجوآب صآده عنه بوجههآ خآفضه بصرهآ للأرض ليرد هو جآبر وجههآ على الإلتفآت له خآفض يده من صدغهآ الأيسر نزولاً لجآنب عنقهآ: مو كآفي الحين كلآم عن حوريّـآ ؟!

سألت بـ حرج شـديد , مدعيّه الندم وبـ إحترآف: سآمحتنـــي ؟!
أخفض بصره لوركيهآ محرك بـ أنآمل يمنآه القميص كآشف عن بيآض بشرتهآ ونعومتهآ بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره: رفعت عنك الهجـر ....... والبآقي عليـك

تهلل وجههآ بـ سعآده وإبتهآج حآنيه جسدهآ للخلف سآحبه صحن الفوآكه المقطعه بآلقرب منهآ رآفعه بيمنآهآ قطعة – خوخ - مدخلتهآ بـ فمه مدآعبه بيسرآهآ شعره الكثيف الفآحم من مؤخرة رآسه خلف عنقه رآفعه القطعه الثآنيه من الكيوي ليوقفهآ هو طآلبهآ وعيونه النآعسه مسدولة الجفن من آخرهآ بعيونهآ اللآمعه سعآده وانتشآء: فرآولــــه ... أبـي فرآولــه

أعقدت حآجبيهآ بِـ خِفّـه مبتسمه بـ إستغرآب لطلبه – الفرآوله - خصوصاً إلآ إنهآ لبتّـه رآفعه نصف فرآوله من الحجم الكبير مُدخِله نصفهآ فقط لفمـه قآضمه على النصف الثآني خآرج فمه بـ فمهـآ !
آللحظـه إللي إنتفض فيهآ صدره بـ ضحكه قصيره عفويّه .. هآلأنثـى لعُـوب مآكـره , مُثيـره وشـرّهآ أكثـر إثآره !

أنهت قبلتهم العميقه المُطعمّه بنكهـة الفرآوله مبتعده عنه رآمقته بـ نظرآت لعوبـه قآصده إغرآءهـ ..
القصد إللي تأكد بـ إنزآلهآ لـ حمآلة قميصهآ الرفيعه عن كتفهآ الأيسر كآشفه عن الشيئ الصغير , أسود آللون البآرز وبوضوح أقصى اليسآر من صدرهآ بـ اعلى إنتفآخ نهدهآ ..
الشآمـه المُثيره لإنجذآبه نحوهآ وبقوّه ..

تعلقت عيونه نآعِسة النظره المأسوره بـ - شآمته المفضله – علآ وجهه إبتسآمه مُرهقـه ..
الشآمه اللي بمجرد تقبيلـه لهآ تُعتبر إفتتآحيّـة ليلتهـم آلمُثيـره .....!


/
/


الوآحِده ظُهراً ..

تنآول كوب مشروبه الورقـي من يدّ العآمل بـ إبتسآمه هآدئه من أطبآعه المتأصله ليفآجئ بـ اصطدم كتفه الأيمن من الخلف بصدر ذآك إللي ورآه متوسط القآمه يقصره طولاً وآقف خلفه مبتسم في حين تجهمت ملآمحه هو بـ إستيآء بعدمآ إنتثرت بعض قطرآت مشروبه الساخن على المئزر الأبيض لذآك المبتسم ...
....: عآصم آلله يهـدآك

بسط يديه بوجهه قآصد تهدئته بـ إبتسآمه: ههههه خير خير , حصل خير
عُمر: يآخي وش ذآ ! وإن إنكب الشآهي بوجههك يعني وهو ساخن ؟
....: حصر خيـر بس صدقني من شفتك مدري شفيني تلعوزت أبي أعلمك بآللي صآر
أعقد حآجبيه بِخفه لـ ثوآني أعقبهآ بـ حركة شفتيه المقوسه مُردف: خير إن شآلله
رآفقه عآصم بـ خطوآته البطيئه المتأنيه صوب طآوله من الطآولآت البلآستيكيّه البيضآء دورآنيّة الشكل: كل خير إن شآلله

رفع حآجبه الأيمن وإبتسآمه مآكره على طرف فمه وهو يمرغ كيس الشآي بـ الكوب ممسك بـ الفتله من طرفه , يظهر من تعبيرآته إنه إستشعر مقدماً هآلموضوع: حآس إني بسمع شيّ حلـو ..
أخفض رآسه في حرج حآك طرف خشمه بـ إبتسآمه خجله: هههه يعنـي
....: هـآ .. أسمعك

تشجّع عآصم لإلقآء الخبر من مرونـة عُمر بـ التعآمل مع الموقف وقدرته على الإحتوآء وبثّ الرآحـه بآلنفس ................ كـ عآدتـه
....: أمسّ أنآ وأبوي وطينآ دآر آلشيخ علـي طآلبين بنتـه صيتـه
توسعت عيونه بسعآده حسيّه هآز رآسه إيجآباً حآثه يكمل .. ليكمل هو وإبتسآمه عريضه بمحيّآه رآفقت لمعة عيونه: المقآبله كآنت مُريحـه , والشيخ علي مآشآلله عليـه , أتمنى فعلاً يقبلون ... نسب مثلهم يشرف أي أحد

ربت عُمر على ركبته قآصد طمأنته: وإنت بعد يآعآصم مآشآلله عليك رجّآل كفـو .. صدقني مآ أتمنى لصيته غيرك وإنت بآلمثل .. الطيبون للطيبآت وإن شآلله إنه خيـر
فرك يديه بـ توتر وقد أظلمت ملآمحه بـ إرتيآب: فيني خوف يآدكتر مدري شسببه !
....: بـ خصوص ؟!
....: الشيخ علي قآل يبي يومين هم يرد علينآ , شمعنآته !

إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه وإبتسآمه تعبيريّه بملآمحه المتفآجئه: الحين ذآ إهو إللي موترك ؟! بس يوميـن !! شتسوي عآد مع النآس إللي يبون إسبوع وإسبوعين وفيه عوآئل مآترد إلآ بعد شهـر
بقق عيونه بصدمه إستنكآريه أفصح عنهآ بدهشه رآفضه: إيـــش !
أنزل الكوب من شفتيه بعدمآ إرتشف منه مأكد كلآمه: مثل مآ أقول لك , صآرت مع وآحد أعرفه , قعد شهـر وبـ الأخير وش كآن الرد !
عآصم: لآتقول إنهم رفضـوآ
....: هههههه بلى , ذآ إللي صآر
....: أوففف

عُمر: فـ إنت إحمد ربك على هآليومين , وذآ حق لهم يمديهم يفكرون يتشآورون ويسألون عنك بعـد تدري هآلسوآلف , بس تطمن أنآ مُتفآءل


....: وين الجديد يآعُمـر , إنت دآيم مُتفآءل

إرتفعت أنظآر ثنينـهم لذآك إللي تدخل بـ الكلآم سآحب له كرسي مجآور لـ عُمر وإبتسآمه وآسعه مآزآدته إلآ وسآمـه وجآذبيّه سآحقـه أدت لـ تعلق جميع الأبصآر على هيئتـه وتتبـع أدقّ تفآصيله وتحركآته إللي إنتهت بـ جلوسه سآئلهم بـ نظرآته المستفسره عن طبيعة إندهآشهم لوجوده: خيـــر ؟!!
أطبق عُمر فمه المنفرج شآد شفتيه بـ إبتسآمه كذوبه متوتره , بـ الرغم من التخطي الظآهري لعلآقة عُديّ وصيته وإنصرآف كلاً منهم في درب حيآته المختلفه تمآماً إلآ إنه يدري عن خويّه عدل .. ودآري عن عدم تخطيّه وتقبلّه للوآقع إللي إنفرض عليه جبراً بـ حيآه جديده مختلفه كلياً عن ذيك الحيآه إللي كآن يطمـح لهآ ويسعى إليهآ ...

نقل نظره بلمحه خآطفه مآبين عآصم المحُرِج المتوتر وعُدي المُتعجب المستفهـم ليقرر أخيراً إجآبته: كلّ خيـر .. هذي بشآره من عآصم وأنآ مُتفآءل له
إنعقدوآ حآجبيه بـ خفه متبوعه بـ إبتسآمه قصيره بلهآء سآئل المعني عآصم: بشرنآ أجـلّ
بلحظه إختفى آللون من وجهه وبهـت , هربت من تفآصيله الملآمح وسكنت التعبيرآت ..
إبتلع ريقه خآفض رآسه لموقع كوب الشآهي لـ عُمر إللي أمآء له برآسه حآثه يعلمّه ..
....: تقدمت أمس لخطبـة بنيّـه

إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه بـ تفآجئ مصحوب بـ إبتسآمه حسيّه إنتقل نظره من بعدهآ لـ عُمر: ههههه مآشآلله , وليش متوتر كذآ أجل !
ردّ وإبتلع ريقه قبل يبآدله الإبتسآمه بـ توتر ملحوظ شآركه فيه عُمـر ..
الشيّ إللي أبداً مآغآب عنه ليسألهم ثنينهم: حآس إن فيه شيّ ثآني .. خيـر علآمكم ؟!

بسرعه بديهيه تدآرك عُمر الموقف مدير دفّة الحوآر للمزح: ههههه صدقني أنآ بعد بـ الأول كنت مستغرب مثلك .. عآصم مآكمّل بآقي كلآمه ولآ قآل لك منهـي البنيّه
أعقد حآجبيه ببلآهه سآئله بـ بهوت مستنكر: ليش وحنّآ نعرفهآ !
عُمر: عِـزّ المعرفــه – نآظر عآصم ثم حثه بـ إشآرة رآسه الموجهه صوب عُدي مُردف – علمـه منهـي سعيدة الحـظ

ردّ شآد فمه بـ إبتسآمه مفتعله جبراً مكور قبضتيه المخفيّه عن أنظآرهم تحت الطآوله لثوآني سريعه قبل يجآوبه بـ هدوء: صيتـــه
عُدي: ...............
إبتلع ريقه وعيونه مصوبه تمآماً لذآك المآثل قدآمه وإبتسآمه بلهآء بوجهه عيّت تفآرقه وكأنه للحين مآستوعب الإسم أو المعنيّه بشخصهآ صآحبة الإسم ... أردف بـ إيضآح: صيتـه بنت الشيـخ علـي
عُدي: ...............
عآصم: صيته دكتر عُدي ... مآعرفتهآ ؟! كآنت متدربـه هنآ بـ المستشفـى

أطبق عُمر شفتيه لحد مآختفوآ ووخزه بقلبـه أحسّهآ وهو غير معنـي إطلآقاً بـ الموضوع .. إلآ إن نظرآت خويّه الرآفضه للتصديق والإستيعآب كآنت كفيلـه تحسسه بـ الجرح بدلاً عنه ...
شدد قبضته اليمنى على بنطلونه القمآشي يتوسلّه سراً " يلآ يآعُـديّ , تكلّـم .... اثبت ليّ وأكد إنك صدق خويي الرجّآل إللي عرفتـه ....... تكلّـــم "

وكأن عُدي قد إستمع لـ عُمر ولتوسلآته القلبيه الصمّآء ..
إتسع فمه بـ إبتسآمه ظهرت وكأنهآ حقيقيـه , بـ حِرفيّـه !
أعقب وقد لمعت عيونـه يظهر للجآهل إنهآ سعآده وإبتهآج , ظهرت لـ عُمـر إنهآ لمعـة حُـزن وإبتئـآس !
....: مآشآلله , صيـته !!! خوش بنيّـه , آلله يوفقكـم

تهلل وجه عآصم بـ رآحـه وكأن عُدي بهآلجُمله قد أبقى على أي ظنّ أو إحتمآل وإن كآن ضعيف لـ وجود رآبط أو علآقه وإن كآنت قديمه مآبين صيتـه ...... وبينـه !
قدر فعلاً يدعـي عكس إحسآسه وبـ إحترآفيـه ... الإدعآء إللي مآ أصآب عُمـر إلآ بـ الوجــع !
أردف بـ جملته الأخير المصحوبه بـ إبتسآمه كآذبة الشعور والإحسآس وكذلك الدعآء وصدق التمنـي: آلله يتمم لكم بـ الخيـــر ................


/
/




فتحت شقي دولآبهآ تنآظر بـ الشيّ الوحيد المعلق بـ الشمآعه ..
لأول مره تتامله بدون مآتحسّ بـ الحموّ التصآعدي على إثره ينسآل خشمهآ , تدمع عيونهآ ثم تنهـآل !
إمتدت يمنآهآ بـ تبآطئ مُتردد مُتحسِسّه الكمّ القطنـي نآعم الملمس ..
على وضعه وبمكآنه لمآ قآرب على تمآم العآم كآمـل ..

ولأول مره ثآنيه مآتحسّ بـ إنجذآب يجبرهآ تقترب منه قآصده إحتضآنه .. قآصده تمريغ أنفهآ بين ثنآيآه علّهآ تستنشق من عبقـه - عديم الرآئحـه - الشيّ القليل !
بقوّه أقفلت شقي دولآبهآ ضآمه روبهآ القطنـي على جسدهآ بخطوآت متسآرعه متمخطره .... ومنتشيّـه .. طلعت من غرفتهآ فآتحه بآب غرفة أختهآ بدون الإستمآع للإذن أو حتى الطرق للإستئذآن ! ولأول مرّه !

أشيآء كثيره بظرف يوم وليلـه فرضت عليهآ الممآرسّه بلآ وعي منهآ أو إدرآك !
إختفت إبتسآمتهآ من نقزت الثآنيه عن سريرهآ بـ إنتفآضه قويّه قآطه ذآك الشيّ الصغير أبيض اللون من يدهآ !
نظرآت جزعـه إمتلت بـ رعب وذعر غير مُبرر قآبلتهآ هي بنظرآت إستغرآب مستفهمه: بسم آلله عليك , شفيك ؟

إبتلعت ريقهآ فآركه منتصف جبينهآ بـ توتر قبل تسألهآ بـ صيآح غآضب بعدمآ تدآركت نفسهآ وفعلهآ ..... والموقف: خير إن شآلله !! مآفي إستئذآن ! وجـــع , خرشتينـي
إنشدوآ كتفيهآ بـ إرتعآب من صيحة أختهآ المفآجئه عليهآ موسعه عيونهآ بـ إستغرآب: شفيـك إنتي !!!
....: إذلفـي برآ أشوف
قلبت عيونهآ بـ إشمئزآز مُردفه بـ همس خآفت: آلحمممـدلله والشكــر
وقفت على ركبتيهآ سآحبه جوآلهآ إللي طآر من يدهآ وكأنه سلآح الجريمه وبفعلتهآ تبعد عنهآ الجرم ........... المشهـود !

قفلت الجوآل تآركته على الكومدينه جمبهآ مكتفه يديهآ بـ إبتسآمه صفرآء مآسرع مآختفت سآئلتهآ بنفآذ صبر: خير !! هآآه !! شبغيتـي !!

إرتفعت شفتهآ العلويّه بتقزز موليتهآ ظهرهآ جآلسه على كرسي التسريحه سآحبه على حآجبهآ الأيمن تعدل شعرآته غير الرتيبه بطرف وسطآهآ اليمنى بعدمآ بللته بلسآنهآ: مآلت عليك يآريتآج , قومي زينـي وجهـي أشوف
....: مآشآلله طلع للقطو لسآن
....: لآيكثـر , يلآ قومي
إرتفع حآجبهآ الأيسر بـ حده: وتعرفين تتأمرين بعـد !

إلتفتت لهآ مطبقه فمهآ بغيظ: شفيك إنتي ! وشهي مشكلتك ! إنتي فآضيه وأنآ حدي مستآنسه وأبي أتزين
ريتآج: وأحد يتزين بهآلوقت وبدون دآعي !! آقوول يلآ مِنّـآك
....: شفيهآ ! إنتي دوم تتزينين بدون دآعي

لوت فمهآ بـ إمتعآض معقبه بـ تحسف: هذي أنآ .. أمآ إنتي غريبه .... وين بتطلعين إن شآلله ؟!
أعرضت عنهآ مرجعه رآسهآ لـلورآء مغمضه عيونهآ بـ انتشآء فآرده ذرآعيهآ برآحه مجآوبتهآ بـ نعومه: بطلـــع لـ عشّ الزوجيّــه
طيرت عيونهآ فآتحه فمهآ كنآية عن إشمئزآزهآ وإستثآرتهآ القيئ: آلحمدلله آلذي عآفآنآ ....... آقوووول طسي برآ يلآ مآلي خلقك

ضمت يديهآ مآبين فخذيهآ تنآظرهآ بـ إستعطآف وتوسل: حرآم عليك يآريتآ تكسرين بخآطري وأنآ مستآنسه
رفعت سبآبتهآ اليمنى بـ تحذير: لآتقولين ذآ الإسم المخيس , إسمي ريتآج مآهوب زفت ريتـآ
أعقدت حآجبيهآ مستنكره لحدة اللهجه إللي تكلمهآ فيهآ واستثآرتهآ البآلغه من مجرد إسم مختصر !
....: وشبـه ريتـآ ؟!

ضربت بيديهآ أعلى وركيهآ مصدره طرقعه مسموعه: يآمثبت العقل والدين يآرب .... إنتي مآتفهمين ! قلت مآبي أسمع ذآ الإسم

إرتفعوآ حآجبيهآ لآويه فمهآ المطبق يسره للحظآت ومآسرع مآتبدلت ملآمحهآ الإستفهآميه بتجآهل معرضه عنهآ تنآظر إنعكآس شكلهآ بـ المرآيه: إيه مآعليه , يلآ قومي زيني وجهـي .. أبي أحط مكيآج ثقيييييييل , أبي شكلي يتغير تمآماً , يلآ ريتآج تكفين ترآ أول مره أطلبط بدون لآ تتلقفين إنتي
ضيقت عيونهآ مستفهمه بـ تشكك: صيته إنتي من جدك مستآنسه ؟!
جآوبتهآ وهي تفرك وجنتيهآ بآلمرطب: إيه مستآنسه ليش مآ أستآنس يعنـي ؟

لوت فمهآ المطبق يمنه بتفكير خآفضه بصرهآ للأرض: يعني كيف كذآ تستآنسين من خبر زوآجك بوآحد مآتعرفينه ولآ إنتي أهم شيّ عندك الزوآج وخلآص !!! مدري صرآحه وش تحسين فيه

....: ومن قآل إني مآ أعرفه ؟ أصلاً مآستآنست إلآ لأني أعرفه .. – إلتفتت لهآ مُردفه بـ إبتسآمه – مآني مصدقه وآلله ! عآآصــــــــم !!
تحسست وجنتيهآ إللي أحست بـ إنبعآث الحرآره منهم: شلون يعني للحين مآنيب مستوعبه ! ذآ كآن بصوووب وأنآ بـ صوبن ثآنـي , وش إللي طرآله الحين يبي يرتبط فينـي

ضيقت عيونهآ بـ مكر سآئلتهآ بـ إرتيآب: صيتووووه
إنفغر فمهآ ببلآهه موسعه عيونهآ وقد إمتلآ وجههآ إستفهآم وعجب !
الإستفهآم إللي أوضحت ريتآج قصدهآ منه بـ لعآنه: إنتي في شيّ بينك وبين عصــآم ذآ مدري عآصم !
انعفس وجههآ بـ إستنكآر هآمسه بـ دهشه: وشــــوووو !!!
قوست فمهآ بلآمبآلآه ممدده على جآنبهآ الأيسر مسنده رآسهآ بوسط رآحتهآ اليسرى: إللي سمعتيه .. فيه وحده يكون طآير عقلهآ هآلقد بس من خآطب مآتدري منهو

قطت إسفنجة توزيع البآودر من يدهآ بقهر قبل تجآوبهآ بـ إندفآع: ريحي نفسك ونظفي مخك , مآفي بيني وبينه شيّ , ومستآنسه لأني أبدّ مآكنت متوقعه هآلشيّ يصير لي .. رفض ورآ رفض مدري وشهو العيب إللي فيني لذي الدرجه
إستقعدت من فورهآ عآقده حآجبيهآ بـ إستغرآب من إندفآع صيته وحموّهآ بـ التبرير .. زآد إستغرآبهآ من لمعة دموعهآ الحزينه المعلقه بمحجريهآ .. تقآوم مآتنهآر وتبكـي !

....: صيته شفيك ! وأي رفض تقصدين ! مغير ذآك رجل الكهف وأشوى إنه رفض مدري وينه عقلك أصلاً يوم إنك وآفقتي .. عآدي مغير تجربة رفض وحده وكلنآ معرضين يصير لنآ هآلشيّ

كورت قبضتيهآ بمقآومه تكبح جموح إنهيآرهآ .. آخر همهآ ذآك المسمى رجل الكهـف ..
صآحب أكبر ضربـه بحيآتهآ كآن ذآك الطبيب شديد الوسآمه مُفرط الجآذبيـه .. مآكآنت غلطته أبدّ ..
الغلطه كآنت منهآ بتمآديهآ فـ أحلآم يقظتهآ إللي صحت منهآ على إرتطآم قوي وعنيف أردآهآ من سآبع سمآ لـ سآبع الأرض .. سحقهآ لحد مآتسآوت بـ الترآب !

رفعت ذقنهآ بتكآبر مُدعيّه القوّه: قصدي إن عآصم طآلبني لأنه رآضي فينـي .. عآرف وشهو شكلـي , وشهي أطبآعي وشخصيتي .. وذآ أزين شيّ يكون الشخص مآخذك وهو دآري عنك فآنت منتب بحآجه تتصنع لترضيـه

رفعت حآجبهآ الأيسر ولسآنه يتحرك بفمهآ , شيّ بكلآم صيته غير مقنـع !
....: مو بآلضروره ترضين فيه يآصيته لمجرد إنه رآضي فيك !
....: إنتي شقصدك ؟!!

قوست فمهآ ببديهيه مجآوبتهآ: يعنــي .. هو مآسوّآ فيك معروف وإنتي بموآفقتك عليه تشكرينه ..
وقفت بـ عصبيه ضآربه رجلهآ بـ الأرض: أنآ موآفقـه عليه لأني أبيـه , ولأنــــه عآجبني وأنآ ................ – شهقت نفس عميق مخنوق ومكبوت , أردفته بـ وهن نبرتهآ المرتجفه – وأنـآ ....... أنآ رآضيــه فيـه

....: وليش لهآلدرجه ضعيفه ومهزوزه ؟ صيتـه ملآحظه شكلك ! إنتي قآعده تبكيـن !!!!


/
/
/



مددت أطرآفهآ بتكآسل مُتثآئبه ليوصلهآ صوت إللي جآورتهآ بـ الجلسه تفصفص فزدقهآ قبآل مسلسلهآ الهِندي ..
....: تونآ العصـر تبين النـوم
....: مدري شفيني صآيره كسوله , مآفيه شيّ ينشطنـي
....: بس خلي عُديّ يرد هآلشغآلآت وإنتي بتلقين إمية شغله تشغلك

بققت عيونهآ شآهقه بـ إستهبآل رآفضه: لآآآآآآ لآآآ , بسكت بسكت – لجمت فمهآ بـ كلآ رآحتيهآ لتضحك الثآنيه عليهآ هآزه رآسهآ نفياً بِـ قلة حيله من تصرفآت هآلطفله وردود أفعآلهآ العفويّه البريئه الضآحكه - !
....: هآ متى بتروحين لبنت خآلتك ؟!

كشرت مبوزه بـ إستيآء خآفضه بصرهآ بـ تفكير محتآره: مدري يمّه , من أول قآعده أدق عليه ومآيرد ...
....: شدي حيلك شويّ عآد أبيك تحملين مثل بنت خآلتك , نبي بزر صغيـر
صفقت بيدينهآ موسعه عيونهآ لآخرهم مبتسمه: يآربي , حوريّه حآمل , مآني مصدّقه متى أشوف بطنهآ منتفخ ههههه عجزت أتخيل

تحسست وركهآ بـ حُبّ مُعقبه دعوتهآ بـ حنآن دآفئ صآدق , مُتلهف , مُتأمل .. رآجـي .... وبآلقوّه: آلله يرزقك يآنسمـه يآبنت هيّآ السوآط , جعلك تحققين مُنآك ومُنآي
شدت فمهآ المُطبق بـ إبتسآمة إمتنآن , مآقدرت تعقب من بعدهآ .. لتردف هي: خلآص قومي تجهزي روحي لهآ وأنآ بعلمـه .. وهو أكيد بيشوف إتصآلآتك عليه
لوت فمهآ بـ ضيق تنآظر الأرض بـ حِيره , بصوت خفيض هآمس وكأنهآ تكلّم نفسهآ: لآزم آخذ منه الإذن ولآ بيقتلنـي , مآنيب نآقصه هوآش معه

....: ههههه وإحنآ كل يوم كذآ لآزم نسمع أصوآت هوآشكم !
....: وآلله يمّه هذآ من عُديّ بسم آلله مدري شفيـه يخآنق ذبآب وجهه ههههه أقولك سرّ .. مدري بس أحسّه يطلع حلو وهو معصـب , يعجبني شكله هههههه
ضربتهآ أعلى وركهآ الأيسر ضآحكه: ههههه أجل شكلك إنتي إللي تحرينّـه
هزت رآسهآ بسرعه نآفيه: لآآآآآ , وقسسـم .. بس هو إللي عصبي عليّ مع إني أشوفه معك دآيم رآيـق ومبتسم , إشمعنـى ؟!!!

ملست شعرهآ قآصده إرضآءهآ , تدري عن جروحهآ بسبب معآملة ولدهآ القآسيه لهآ .. تتم هآلبنت بقلب طفـل , تحآول جهدهآ لإرضآءه .. السبّـه كلهآ بـ ولدهآ إللي مآيعجبـه العجـب ! كمّل وغطآ إن كآن هآلعجب من هآللي أبدّ مآهيب عآجبتـه !!

....: معليش نسوم تحمليّه شويّ , دآيم فترة أول الزوآج بين أي إثنين فيهآ مشآكل وعلى أتفه الأسبآب مهمآ كآنوآ متفآهمين والسبب إنهم توهم مآتأقلموآ على النمط الحيآتي الجديد لهم , تلقين كل وآحد متمسك بـ عآدآته وسلوكيآته مثل مآكآن قبل الزوآج نآسي إنه الحين صآر له شريك يشآركه هآلحيآه وهو بعد له أنمآط وسلوكيآت مختلفه فـ شلون يتشآركون حيآه وحده وهم مختلفين .. هذآ هو سبب المشآكل إن كل وآحد يحآول يفرض أطبآعه هو لأجل يطبّع الثآني بـ طبعه .. الثآني بعد مو بسهوله يتقبل هآلشيّ , لأنه طول عمره هذي هي ممآرسآته فـ مو بظرف يوم وليله كل شيّ بلمح البصر كذآ يتغير ومن هنآ تجي المشآكل بـ أول أيآم أو شهـور أو حتى سنوآت لين تهدآ الأوضآع وأخيراً تلقين وآحد فعلاً قدر الثآني إنه ينمطـه ويصر مثلـه يتشآركون نفس الأشيآء بنفس الطبآع والعآدآت ...

....: بس عُديّ يمّه يبيني أغير كل شيّ فيني بيوم وآحد , يعطي أوآمره طق طق طق طق طق ورآ بعض ولآزم أنفذ ... أنآ مآعندي مآنع أكون مثل مآهو يبي بس محتآجه وقت , إذآ نفذت شيّ تلقيني أنسى الثآني , عُدي مثلاً يغفر لي هآلشيّ ؟! أو إنه ينآظر للشيّ إللي أنآ نفذته ؟! لآآآ .. تلقينه مآيلتفت للي سويته ويهآوش على إللي مآسويته ... مره قآسي عليّآ

....: معليش حبيبـ ............ – إنتفض جسدهآ بآتره كلمتهآ قبل تمآمهآ موسعه عيونهآ بـ إرتعآب من صفقة البآب القويّه تلتهآ دخوله العآصف غضـب مآيشوف قدآمه إلآ السلّم المؤدي للطآبق الثآني سآفههم حتى بـ مجرد السلآم ! –

تعلقت عيونهم الموسعه بـ تفآجئ متشآبكة نظرآتهم متسآوية المعنى بـ العجب والإستغرآب لتقطع آللحظـه الصآمته بـ همسهآ الخفيض: شفيـه يمّـه !!! مآهوب وقت نهآية دوآمه !!
قوست فمهآ مآتدري معقبه بـ حثّ طآلبتهآ: قومي يمّه نسمه إطلعي له شوفي علآمـه ...
....: طيب تعآلي معـي

هزت رآسهآ نفياً بـ فمّ مطبق مُردفه بـ هدوء: لآء , إتعلمي إنتي شلون تحتوين زوجك وتتفآهمين معـه ... إطلعي بروحك
لوت فمهآ بتفكير , فآيتهآ من سلوكيآت التعآمل الشيّ الكثيـر .. شلون أمهآ مآعلمتهآ كل هآلوآجبآت , قعدتهآ بهآلبيت كآنت بمثآبة شهور تربويّـه لتقويم سلوكيآتهآ وتحسين تصرفآتهآ !

رفعت طرحتهآ الشيفون فوق رآسهآ رآميه طرفهآ الأيمن على كتفهآ الأيسر مبتعده عنهآ صوب الدرج إللي بمجرد وصولهآ له تعآلى صوت التلفزيون بـ دبلجـه شآميّـه للمسلسـل الهنـدي !

بـ الطآبق الثآني ..

فتحت بآب غرفتهآ بـ يدّ متردده بآلعه ريقهآ بـ توتر مآتدري سببـه سآئلته بـ إسمه قآصده لفت إنتبآهه لوجودهآ: عُـــــديّ !!!
وصلتهآ نظره حـآده , غآضبـه , ثآئره ومستشيطـه ..
إنشدوآ كتفيهآ للخلف مصلبه ظهرهآ بـ إستقآمه متسمره مكآنهآ بلآ فعـل أو كلمـه !

برغم خوفهآ من حآلته الغآضبه الوآضحه الآ إن شيئ من الطمأنينه بقلبهآ كآن هو سبب تجرأهآ تسأله سؤآلهآ إللي تدري إنهآ على التأكيد مو السبب فيـه , آخر مره إجتمعوآ كآنت صبآحيّة اليوم قبل إنصرآفه لـ دوآمه .. كآن هآدئ الطبـع , مُستقِرّ النفسيّـه .. وكأنه عقد بـ قلبـه هُدنـة السلآم معهآ بآلفتره الحآليه إللي أعقبت وفآة أخوهآ وإللي كآنت السبب في شعورهآ بـ تقرب عُديّ منهآ مو بآلدرجـه إللي تتمآنهآ وترتجيهآ إلآ إنهآ تتم أفضل بمرآحـل كثيره من السآبـق !

....: شفيــك ؟!!
....: .............
مسحت جبينهآ الجآف مقتربه تجآهه إجبآراً لـ خطوآتهآ الثقيله الرآفضه إقترآبهآ منه وخصوصاً وهو على هيئته الغآضبه بـ كتمآن , سآكِنه بـ إرتيآب !
الشيّ إللي بآقي مآتعلمته عنه هو – وجوب – تركه على وضعه لحين هدوء أفكآره وإنضبآط أنفآسه ..
الشيّ إللي على الأغلب إنه مآيصير إلآ بـ إستحمآمه !

جلست جمبه على طرف السرير تنآظر الجآنب الأيسر من كآمله .. مقآبل بـ جلسته للدولآب إللي ثبتت أنظآره الحآده والمستشآطه غيظاً وقهراً على البآب النصفي له , مفرق مآبين سآقيه , كوعيه فوق ركبتيه , شآبك أصآبع يديـه !
....: صآر شيّ بـ المستشفى ؟!
....: ..............
....: عُــديّ !
....: ..............

دورت عيونهآ بـ تفكير خآنهآ مآتعرف شلون تتصرف ! هو فعلاً يدري عن وجودهآ معهآ وجلوسهآ بـ قربّـه , وهآلتجآهل مآهوب إلآ سفـه مُتعمـد أو إن الحدث إللي صآر أهم وأكبر فعلاً من إنه يصرف الجزء اليسير من تركيزه لسمآع أسئلتهآ وإللي تقولـه !

....: دقيت عليك كثير ليش مآرديت !
....: ..............
....: كنت أبي آخذ إذنك أروح لـ خآلتي , هي تعبآنه شويّ
....: ..............
....: تعرف إيش كمآن !!! حوريّـه طلعـت حآمـــل , مره إستآنست عشآنهآ وأبي أشوفهآ يآعُدي ............... إنت إيش إللي مضآيقك ؟!
....: ..............
....: ليش سآفهنـي !
....: ..............
تجرأت يدهآ المتمرده ممتده لذرآعه الأيسر معفطه قميصه الأبيض المشدود على ذرآعه العضلي: عُــديّ !

....: إطلعي برآ الحين يآنسمه
....: وليش أطلـع ؟
....: لأني أبي أتمّ بروحـي , إطلعــي
أطبقت فمهآ بـ إستيآء مكوره قبضتهآ بقهر , وقت مآتكرم يجآوبهآ جآهآ الجوآب بـ الطـرد !

سفهت طلبه جآلسه بنفس وضعيته قبآلهآ الدولآب ضآمه يديهآ مآبين فخذيهآ الملتصقين , بصرهآ مُخفض للأرض: إنت ليش يآعُدي كذآ ؟! ليش كل مآقتربنآ من بعض خطوه إنت بنفسك تبعدنآ خطوآت ؟ ليش يوم إنك تستآنس وينشرح صدرك أو يوم يضيق خلقك .... مآتشآركني ؟ مآني منتظره منك هآلشيّ تسويه بنفسك بس إللي أنتظره إني يوم أسألك فـ أنآ أبي أسمع منك جوآب مو ألقى بوجهي السفـه والتطنيش كني جمآد مآتكلم ولآنك مهتم فيه ! وإللي يقهر أمي ميثآء يوم تسألك نفس السؤآل , ليش مستآنس ولآ وشهو إللي مونسك ! ليش معصب أو من إيش ضآيق تجآوبهآ .. تشآركهآ إحسآسك وكل إللي يصير معك أو يمر عليك وأنآ صفـر على الشمآل , مآلي أي قيمـه ولآ وجود .. ليش أنآ بحيآتك ولآ شيّ بينمآ إنت بحيآتي كــــــل شــيّ !

شهقت مخآطهآ المُسآل دآخل خشمهآ قبل يتسرب مُكمله بنبره أرق وأهدى إنفعآلاً: ليش يآعُـديّ ! أنآ أحآول أتقبل معآملتك هذي وكل تصرفآتك بآلوقت إللي إنت كل مآلك تزآيد علـيّ , تزآيد وأنآ مآعآد فيني طآقه وآلله .. أحآول وأستحي من محآولآتي لأنهآ غبيّه ..... الحين وإنت معصب أقول لك إني مستآنسه لأن عرفت إن حوريّه صديقتي حآمـل .. قلت أبي أزور خآلتي لأنهآ مريضه تدري ليش مريضـه ؟ لأن نجـم إبنهآ إللي يكون أخو عُمـر خآلف رآيهآ وطوعهآ وصمم يتزوج ذيك إللي يبيهآ , وحده بـ أمريكآ ..... شفت سوآلفي شلون غبيّـه , كلهآ سوآلف دآريه إن مآلك دخل فيهآ ولآنك مهتم بس أنآ أحآول .. أحآول أتقرب منك ودآريه إنه مآفي شيّ يمنعك تسوي نفس الشيّ لأنك تقدر , وإني شفت هآلشيّ يوم طحت بـ الأرض وإنت ضميتني .. كنت مصدومه وأبكي من عرفت بموت أخوي سيف بس كنت حآسه فيـك , ويوم أغم علي بسبب قلة أكلي دآريه إنك إنت إللي حملتني على يدينك وطلعتني لغرفتنآ ومددتني على هآلسرير ... كنت حآسـه .. ومحآولتك إنك تستفزني لأجل بس آكــل والحكآيآت إللي تميت طول الليل تحكيهآ عنك وعن فرآس وعُمـر .. إنت تقــــدر .. تقدر يآعُـدي بس مآتبــي ومآنيب دآريه ليش مآتبــــي !! ليش هآلسـد إللي مصمم تخليـه حآجز بينآ ليــــــــــــــش !!


....: إطلعي برآ يآنسمـه
....: مآرح أطلع قبل تجآوبني , ليش !
....: إطلعي برآ الحين وبعدين نتفآهم
وقفت بعصبيه قبآله والدولآب من ورآهآ ضآربه رجلهآ بـ الأرض تصيح معترضه: مآرح أطلـــــــــــــع فآآآهـــــم .. مآرح أطلــــــــع
شهــق بـ عمق فآرك بآلقوّه منتصف جبينه برآحته اليمنى إستجدآءاً للثبآت الإنفعآلي والإنضبآط , سألهآ ببرود: وش إللي تبينـــه !!!

رقت نبرتهآ الرفيعه بـ وهن وضح فيه إهتزآزآت أحبآلهآ قبل إنهيآرهآ بـ البكآء ..: أبي تكون علآقتنآ طبيعيـه , زوج وزوجـه طبيعيين مثل أي زوجيـن .. مثل طلآل أخوي ومرته مرآم .. أو أحمد وشروق .. حوريّه من أول كآنت رآفضه رآئف أخوي ولو أعلمك شلون تزوجهآ مآرح تصدق وشوفهآ الحين تموت عليـه وكل يوم طقآق وهوآش مع ضُرتهآ عشآنه ... وإهي إللي أقول لك إنهآ حآمـل , يآعُدي إنّآ علآقتنآ فيهآ شيّ غلط مدري مني أو منك بس أنآ أحآول أصحح وإنت لآآآآ .. كل مآلك تعقـد , كل حيآتنآ تعقيدآت .. حتى بآلوقت الوحيد إللي أحس فيه إنك قريب منـي صرت أكرهه ومآ أبيــه تدري متـــى ؟!!! يوم يجـي آلليل .. يوم تنآم معــي , يوم أحسّ بـ إستغلآلك لي , إني مو أكثر من مجرد شيّ تفرغ فيه حآجآتك وبـ الطقآق فـ حآجآتي أنآ .. مآبي هآلعلآقـــه , بنآقص هآلعشر دقآيق يآعُـدي مآنتب مُلزم تدري ليش ؟! لأنهآ شيّ زي عدمـه .. مآيحسسك بـ شيّ ولآ يحسسني بـ شيّ .. تسألني وش إللي أبيه وأنآ دآريه إنك مآتقدر عليـه .. أبي أكــــون قريبــــه منــك يآعُـــدي .. أبي معــك علآقـه حقيقـيه كآملـــــــــــــه , علآقه كآمله تخلينـي ممكن أحمل منـك , تخلينـي أقدر أحقق إللي أمك كل يوم تعيده وتزيده علـي .. ودي أقولهآ الذمب مو ذمبـي شوفي ولدك وش إللي يسويّـه ... بـ عشر دقآيق يبدآ وينتهـي يبتعـد عنـي بكيفـه قبل فعلاً تصير علآقه كآمله لأنه مآيبي هآلشيّ , مآيبيني أحمـل منـه ولآ هو يبي العيآل .. أبيك تنزل تعلمهآ إن حيآتنآ الفآشله هذي سببهآ هو إنت مو أنـــآ .. مثل مآتعلمهآ كل شيّ إنزل علمهــآ هآلشيّ .. خليـك رجّـــــــــــآل وعلمهـــــآ


على طآري الرجوله إللي كل مآلهآ هآلطفلـه تهيـن فيهآ وتنتقـص ..
وقف وعيونه قآدحـه بـ الشرر , تتهمـه بـ إنه السبب في الفشـل في حين إنهآ هي المتسبب الأول والرئيسي بهآلفشـل !

طلع صوته مخنوق , غصّه بحلقـه مآنعه الحروف من التكوّن والكلمآت من الظهور ..
....: أنآ فعلاً مو رجّـآل , لأني لو صدق رجّآل مآكآن تزوجتك , مآكآن خليت طفله مُرآهقه إهي إللي تفرض نفسهآ عليّ وتجبرني عليهآ .. أنآ فعلاً مو رجّآل ولآ رح أكون رجّآل قبل مآتطلعيـن إنتي من حيآتي بكبرهآ .. بسببك قآعد أخســـر واليـوم خســـــرت كــل شــيّ , آللـــــــه يلعنـــهآ آلسآعــــه إللي شفتينــي فيهـــــآ يآبنــــــــــت شبيـــــب وحسبـــــي آلله عليـــــــك

تجعد وجههآ بملآمح البكآء المكبوت معفطه ملآبسهآ من منتصف صدرهآ ملتصقه بآلدولآب من ورآهآ: ليــش يآعُـــديّ !!! ليــش أنآ وآلله أحبـــك

إعتصر ملآبسهآ بقبضة يمنآه القآسيه مُعقب من بين أسنآنه بقهر: تحبينـــي وتزوجتينــي وآلحين تبيــن تحمليــن .. حُبك لي هذآ بكيفـك , وزوآجك مني بعـد صآر بكيفك .. أمآ حملـك هذآ فهـو آلشيّ إللي رح يصير أو مآيصير بكيفــــي أنــآ ... وأبيــك تنسينـــه

تفرقت أصآبع قبضته فآك ملآبسهآ موليهآ ظهره بـ جمود قآصد الحمّآم مكمل بـ طريقه: بآلغصب متحمل بـزر يجيني بـزر ثآنـي .. صيري إنضجي بـ الأول وإعرفي ليش العآلم يجيبون العيآل – إلتفت لهآ رآمقهآ بـ نظره مشمئزه مُردف – الأكيد إنه مو عشآن يصيروآ زي اصدقآءهم إللي حملوآ ويبون يقلدونهم !

علت نبرتهآ بزمجره صآرخه: أنآ مـــــو بـــــــزر , ونآضجـــه , وأقدر أحمـل وأجيب عيـآل ورغبتـي هذي لأجل أمــــك ميثــآ , أمك إللي كل أملهآ فيك وفينـي نعبي لهآ هآلبيت عيـــآل .. أنآ مآفينـــــي نقـــص , العيـــب كـلّــــه منـــك إنــــت يآعُــديّ ... فآهــــــم !!!

لمعت عيونه الصفرآء رآمقهآ بـ توعـد مآ أنذر إلآ عن الشطـر المستطير .. كبت شهـور طويلــه حآن الوقت لإفرآغـــه ..
كل إللي كآن بـ حآجته هو الهـدوء , الموضوع بـ كبره مسألة وقت يقدر فيهآ يعتآد ألم الطعنه إللي سددهآ له ذآك المسمـى عآصـم بـ المستشفـى ..
شلون تجرأ ! من بين كل الإنآث مآتطيح عيونه إلآ على أنثآه ..

بركآن يحس بغليآنه محرق جوفـه , فكرة إرتبآط صيتـه بـ غيره موجعـه .. هذآ وإهو إللي كآن يرسم مخططآته لأجل يآخذهآ , لأجل تكون حلآله هو وملكـه ...... زوجـه ثآنيـه !
شلون الحين بتكون لغيره زوجه أولى !
شلون عوآطف قلبهآ تكون لغيره , وشلون ملمس جسدهآ يحسّه غيـره !
وشلون الشيّ - البعيـد – عنه .. له هآلقدر المفجـع والموجِـع من الجآذبيّـه !
القدر إللي يزدآد لحد التسبب بوجـع نفسي , سلبـي , ومؤثـر كل مآزآد إبتعآده , كل مآصعُـب الحصول عليه .... وكل مآصآر مُستحيــل إمتلآكـه !

بـ ثوره عميآء غآضبـه فكّ أزرآر قميصـه رآميه بقوّه موقع - قدميهآ - مقبل صوبهآ ببرود ألجم كل ردود أفعآلهآ لتبقى شآخصه ببصرهآ في ذُعر وإرتعـآب ...
أرسلت لهآ نظرآته الحآقده التنبيـه بـ الألـم ... والوعيـد بـ العذآب والوجـع ..

....: مآني رجّآل هآ ! أنآ إللي فينـي العيب والنقـص ! تبين علآقـه كآملـه يآنسمــه ؟!!! تبيــن تحمليـــن ؟!!! ........... أبشــــــري

....: لآ يآعُــديّ
بسطت رآحتيهآ بوسط صدره الوآسع مفرقه أصآبعهآ بقوّة دفع وآهنه تمنع إقترآبه منهـآ ... تمنـع إلتصآقه فيهـآ ...
مآ أحست من بعدهآ إلآ بـ أول نغزه من الألم سببهآ إرتطآم جسدهآ العنيف وبقوّه بـ السرير من تحتهآ وإللي أحست إنه أسفلـت قآسي , مو مجرد مرتبـه طريّـه !

الألــم إللي كآن أهـون بكثيـر من – سآعــة – الألــم المستمره , دون توقف , وبِلآ رحمـه ..
سآعـه من إستبآحـة جسدهآ بـ بدآئيـه , بـ وحشيّـه .. بـ قسوه ... وبـ عُنــف ...
سآعـه من آلآم الجحيـم !
سآعـه من عذآبآت جهنـم !


/
/


أوقف كرسيهآ المتحرك أمآم مكتبه ملتف من ورآهآ لـ ورآء المكتب وعيونهآ تترقبـه بـ تفحـصّ وإهتمآم ...
إنقبآضه بـ قلبهآ من طآري الجملة ذآت الكلمتين – تعآلي أبيـك - !
التلعت ريقهآ والقلق كل مآله يفتك فيهآ مُبقي على ذرآت صبرهآ بـ الإنتظآر .. تشوفه مُشتت يدور الشيّ إللي تحديداً يبيـه ومآهوب محصلّـه ..

الشيّ إللي تقريباً قدر يتنآوله بعدمآ لمحت إبتسآمته القصيره بوجهه مُستقِر التعآبير هآدئ الملآمح ..
ظروف ورقي كبير بلونه – البيج – التقليدي ..
إبتعد عن مكآنه الخآص على كرسيه ورآء المكتب جآلس على وآحد من الكرآسي المقآبله لبعضهآ قبآل مكتبه فآصل بينهم طآوله زجآجيّه صغيرة الحجم دورآنيّة الشكل بـ حوآف نيكليّه ..

....: تعآلي ميسم .. إقربـي
بـ إنقيآد صآمت إمتثلت لـ طلبه محركه كرسيهآ الخطوآت القصيره وصولاً له بملآمح مستفهمه وعيونهآ على المظروف الورقي بين يديه سآئله بـ فضول: وشهـــو ؟!!

....: إذآ طلبتك , بتنفذيـن !
إحتدت نظرآتهآ بـ تخوّف من وقع الجملـه وإرتيآب من ورآء المقصـد !
....: بتنفذين أو لآ ؟!
....: إيش الموضوع يآ وآئل !
....: لآتخآفين , أبي أعرف بس توثقين فيني أو لآ
....: إنت زوجي , طبعاً وآثقه فيك
....: صفتي زوجك مو كآفيه تخليك توثقين فيني وتنفذين إلي أبيه بدون منآقشه !

إنخفض بصرهآ للظرف تنآظره بفرآغ نظرتهآ من أي معنـى .. كآنت لحظآت معدوده من التفكير , أردفت من بعدهآ بـ هدوء وبآقي بصرهآ منخفض: لأنك كلـي يآوآئـل , كل شيّ بحيآتي إهو إنت ... إنت ولد عمّي بـ الأول .. إنت أبوي وأخوي إللي ثنينهم أنآ فآقدتهم .. إنت صديقـي من أول مآجيت هآلبيت .. إنت إللي صرت حبيبـي ثم صرت بـ الأخير زوجـي ... كل الصفآت لك وحدك يآوآئل , إنت كلّ شيّ مو بس زوجـي وأنآ وآثقه فيـك .. وآثقه فيك الثقـه العميآ إللي تخلينـي أقـول تـمّ لطلبـك وأنآ مدري وشهـو ...
إرتفع نظرهآ المُدمع لعيونه البآسمه هآمسه بـ حُزن غير مُبرر: آمـر يآوآئــل .. وشهو إللي تبيـه !

بسط رآحة يمنآه فوق رآسهآ من المنتصف وإبتسآمة رضآ بمحيّآه البآسم كآنت كآفيه وكفيله لبعث الرآحه بـ نفسهآ والإطمئنآن لقلبهآ سآئله بـ خفوت فضولي وعيونهآ صوب الظرف مُركزّه وبِشدّه: وش إللي بـ الدآخـل ؟!!

....: بـ الدآخـل موآفقـه .. تدرين موآفقه على إيش ومن ميـن ؟!
ميسم: ...........
وآئل: موآفقه على إجرآء عمليّة علآجيّـه , علآج شللك النصفـي هـذآ .. بـ ألمآنيـآ , هذي الموآفقه من الأطبآء بين يدينـي , وأنآ موآفـق ... إنتي موآفقـه ؟!
ثبتت عيونهآ على الظرف النظره بلآ معنـى ! لثوآني , لحظآت ... ودقآئق ..
إحترم سكونهآ وصمتهآ ..

الصمت النآتـج عن تحليل عميق للي توّهآ وسمعته .. إحترم الدهشّه إللي أبطأت من إدرآكهآ للإستيعآب ... إحترم تفكيرهآ في كل الظنون العآصفـه بـ دوآخلهآ وكأنه مسبقاً على عِلم بهـآ !

....: قبل تجآوبي أبيك تعرفين شيّ وآحد , مآسعيت بهآلموضوع إلآ لأجلك إنتي يآميسم مو لأجلـي .. إنتي إنسآنه كآملـه وهآللي صآر لك هو حدث عرضـي , بحثي في الموضوع هو فضول مني أبي أعرف هل لحآلتك هذي علآج أو لآ والصدمـه هو الجوآب .. الجوآب إنه فعلاً فيه علآج وبسيـط وممكن وكآن من أول لآزم يصيـر , من قبل حتى تحسيّن إنك فعلاً مشلوله .. أنآ مستغرب ! عمـي فيصل مآشآلله رزقـه وآسـع وش إللي منعـه يسوي لك هآلعمليّه بـ وقت الحآدث نفسه من ثلآث سنوآت ! وإنتي نفسك ليش مآسعيتي لهآلشيّ ! ليش يآميسم ! توني إكتشفت إن عجزك مآهوب بـ رجولك إللي مآتشيلك .. عجزك بـ سلبيتك وضعفك , عجزك عجز فكري , ونفسي ... ليش إنتي بآئسـه ومستسلمـه ! ليش مآهمّك نفسـك !

أخفضت رآسهآ توآري الكتل الدمعيّه المتلألأه للحظآت صآمته قبل تجآوبه بشيئ من الحزن والأسى ..... والإستسلآم ..
....: أبوي ولي أمري المسئول عني مآهتم ... وشهي حيلتي من بعد أبوي يآوآئل !

أنزل الملف من يده على الطآوله الزجآجيّه قدآمه محتضن يديهآ الثنين بيدن يديّه مشدد على أصآبعهآ قآصد لفت إنتبآههآ: أنآ الحين إللي ولي أمرك .. وأنآ المسئول عنك .. وحيلك معـي دوم مشدود مآلـه هـدّ , إنتي أصلاً إللي تهدين حيلي تعبتيني يآبنت إنتي مآتحسيّن ؟
....: ههههه وش ذآ الكلآم عآد !!

شدّ يديهآ عليه بعدمآ أحسّ بـ إحرآجهآ ورغبتهآ القويّه في الإبتعآد عنه من سحبهآ ليديهآ: حقيقه ولآ مو حقيقـه ؟! كل شوي تبين ترقصين وأنآ مآبيدي حيلـه أشيلك وألف فيك لين تكسروآ ذرآعيني وإنتي متينـه وأنآ ضعيف مسكين
....: ههههه وآآئل خلآص
....: لحظه فيه الأقوى , أتعب معك كل يوم .............. الليــل .. وإنتي أبدّ مآتسآعديني
هنآ ووصل بهآ الخجل أقصآه .. فكت يديهآ بآلقوّه دآفسه وجههآ المنصهر حرج بين كفيهآ ضآحكه: هههههه الكلآم هذآ قلة أدب يآوآئل عيب عليك إستحـي
....: يآشيخه عيب عليك إنتي , فيه زوجه مآتسآعد زوجهآ كذآ ! ولآ إنتي عجبك الوضع يعني وإللي يصير كل يوم وإنتي مآلك دخل فيه !

لطمت وجههآ المخبى بيديهآ تصيح قآصده التخفيف من حرآرة الخجل وحرقته , هي مغير تضحك على تلميحآته الجريئه وهو كل مآله يتمآدى والأدهـى إنه يدعـي حنقه من الموضوع وضيقـه .... " وآئل يـ اللعيــــن ! "

....: خلآص إسكــــت
....: خلآص بتسويّن العمليّه غصب , ترآ مآعآد فينـي

شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه تحآول جآهده لإخفآءهآ معقبه بـ إدعآء لـ نفآذ صبرهآ وإستسلآمهآ: خلآص طيب , سوي إللي تبيـه
....: إللي أبيه هذآ مآرح أسويّه إلآ إذآ إنتي بعـد تبيـنه ! تبيـن ولآ مآتبيـن
أومأت رآسهآ إيجآباً مجآوبته بـ هدوء: أبـي
....: وش إللي تبينـه !
....: أبي إللي إنت تبيـه

إرتفع حآجبه الأيمن بـ تعجب سآئلهآ بـ إستفهآم: وإنتي تدرين وشهو إللي أبيـه ؟!
توسعت عيونهآ بـ بلآهه هآزه رآسهآ إيجآباً آللحظه إللي وقف هو عن كرسيه فآك أول رزّ من أزرآر ثوبه: أجل يلآ تعآلي دآخل
إرتفع بصرهآ لمستوآه سآئله بـ سذآجه: دآخل ويـن ؟!!!

....: مو قلتي إنك تبين إللي أبيـه ! وإنك الحين تدرين وشهو إللي أنآ أبيـه ! وإللي أنآ أبيه بـ الظبط أدخل دآخل معك لغرفتنآ .......... لسريرنآ
إنفغر فمهآ لـ آخره مبققه عيونهآ بـ تعبير أبله ليحركهآ هو من كرسيهآ ضآحك: ههههه سفرنآ لـ ألمآنيآ إن شآلله بعد أربع أيآم , خليني أتعب لأجلك آخر أربع أيآم , لأن من بعدهآ يآحلوه إنتي إللي بيطلـع عينك وأنآ بقعد ملك زمآني أرتآح لي شوي

....: لحظـــــــــآآآآآآه
وقفت حركة كرسيهآ مفرمله العجلآت بعدمآ أطلقت صيحتهآ وهو بعده يضحك لتردف هي بعصبيّه مغتآظه: وش التفكير هذآ إن شآلله ! تفهم بمزآجك إنت ؟!! أنآ قصدي أبي إللي تبيه ع أسآس إن إللي تبيه إهو العمليـه مو إنك ترقد بفرآشك ! أقول وخر عنـي ...... مآعندك سآلفه
....: ههههه شفيك يآلخفوق معصبـه , ترآ أمزح معك

قلبت عيونهآ بـ إشمئزآز سآفهته محركه كرسيهآ صوب البآب السوكريتي للمكتب ليلحقهآ هو موقف ورآهآ وبآقي صوته يوصلهآ ضآحك: هههههه فديت المعصبيّـن يخفق لهم القلب خفـق .........
....: ليتك تسكـت

....: خلآص بسكت بس بمشي معك للبيت نعلم أبوي وأمي عن الموضوع , هآآ شرآيك !
ردت وقلبت عيونهآ منعفس وجههآ بـ إستيآء قبل تجآوبه بـ لويـة فمّ مطبق إمتعآضاً: آوكـــي ...........


/
/

حلم الحياه 17-08-16 11:36 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/

من المطبـخ طلعوآ ثنينهم لآحق هو خطوآتهآ المتأنيه بـ نفس التأني لآعق أصآبعه من العسـل المسآل بسبب قطعة البسبوسـه إللي توّه وأنهآهآ ..
تتقدمـه حآمله الصينيـه العريضـه والمترآص عليهآ كآسآت الشآهي الزجآجيّه الصغيره وفنآجيل القهوهـ , ترمسين بلآستيك وصحـن حلويّآت شرقيّـه متعدده الأصنآف ...

....: صآبنآ الهمّ يآبو وآئل , شآلحلّ مع هآلبنآت قهرونآ ولوّعـوآ قلوبنآ
....: آلله لآيجيب همٍ ولآ كدر , أعرف تغريد زيـن وإنتي تعرفينهآ ... طيبه ومآتشيل بقلبهآ ومآظنتي بيصير هآلطلآق , أمآ دآرين فآلله حسيبهآ .. آدعي لهآ ...

....: بـــس !! بس ذآ إللي قدرت عليـه !! دآرين آلله حسيبهآ وندعي لهآ ؟ وش إللي تبينآ إن شآلله ندعي لهآ فيـه ؟!!
لوت فمهآ بـ إستيآء مشدده من مسكتهآ لمقبضي الصينيه إللي أول مآرفعت عيونهآ المغتآظه من عليهآ إلآ وتطيـح على الثنآئي إللي دخل من البوآبـه العريضـه للمدخل الدآخلي ...

....: حيآلله وآئل ... تعآلي يوبـه – قآل الأخيره بـ إبتسآمه لـ ميسم إللي أقبلت صوبه مقبله يمنآه القبله الخآطفه لأنه سحب يده بسرعه عآتب عليهآ بـ نظرآت لوّآمّه – لآ يبـه , كمّ مره قلت لك لآتسوينهآ !
طيرت عيونهآ بتأفف مشدده على مقبضي الصينيّه بقهـر , أبداً منهآ بحآله نفسيه تسمح لهآ آلحين تشوف هآلملآمح المثيره لحنقهآ وإمتعآضهآ أقصــآه !

الشيئ المزعـج لهآ حدّ الإستشآطه هو المعآمله الحآنيه اللينـه إللي يعآمل فيهآ زوجهآ وولدهآ الوحيد هذي – المعآقـه - , شيئ من الغيـره بقلبهـآ !
إرتفع حآجبهآ بـ ضيق ترمق ولدهآ إللي تكلّم مبتسم من موقعهآ جمب النآفوره الجبسيّه المُفعّلّـه يتدفق منهآ مآءهآ بآعث رآئحـة زكيّه بمدخل الفيلآ بسبب الورود الطبيعيّه المبلله والمنثوره على سطحهآ ...

....: نبي نعلمكم أنآ وميسم إللي نوينآ عليه إن شآلله

أعقد حآجبيه بـ خِفّه مُعقب لـ ولده بـ إبتسآمه قصيره بآهته مستفهم: خيـر !
تشآبكت أنظآره مع ميسم مبتسمين , آللحظه إللي قطعت فيهآ ميسم آللحظه الحرجه بـ النسبه لهآ تحت ترقب أنظآر عمهآ وزوجتـه الفآحصه لهم بـ إنتظآر سمآع الخبـر , نفسهآ اللحظه إللي أردف فيهآ وآئل: خير إن شآلله يبـه .. أنآ وميسم إن شآلله مسآفرين ألمآنيآ بعد كمّ يوم

....: هــــه , توكم تذكرتوآ شهر العسـل ! كم لكم متزوجيـن ولآ إنتم مآهمكم شيّ بهآلحيآه على كيفكم تسآفرون وتردون كذآ بـ أيّ وقت !
إرتفع حآجب وآئل بـ إستنكآر للهجة أمـه المغتآظه بلآ تبرير !

أعقب من بعدهآ بـ جفآء متعمد قآصد تصحيح المقصد: أنآ وميسم مسآفرين لأنهآ إن شآلله بتخضع لعمليّه عسى إنهآ تنجح وتقدر توقف وتمشي على رجولهآ من جديد .... ثآني شيّ وش إللي بيهمنآ يعني إن بغينآ نطلع شهر عسل لو كلّ شهـر ؟! لو إنه مو على كيفنآ يمّـه على كيف منو أجـل ؟!!!

جفآء اللهجـه وحدتهآ يظهر إن وقعـه أخفّ عليهم من وقع إللي سمعوه ثنينآتهم كآسيهم الذهول ليُعقب وآئل بعدمآ أعرض عن أمه لـ أبوه ..
....: من فتره يبـه وأنآ أسعى بـ الموضوع ومن فتره خذيت الموآفقه بعد أربع أيآم إن شآلله بنسآفر ..
بعدهآ ملآمح وجهه مأخوذه بـ الدهشـه إلآ إن إبتسآمه بآهته علت محيّآه هآمس بـ سعآده في طور الوضوح: مآشآلله .. يعني في أمــــل !

مآل بصره بـ إبتسآمه قصيره لذيك الجآلسه على كرسيهآ سألت عيونهآ نفس السؤآل يقرأ تلهفهآ لسمآع الجوآب ..
الجوآب إللي أردفه بـ هدوء متأمل مُتفآءل ... ومُرتجي: إن شآلله , قآلوآ إن إحتمآل علآجهآ من وقت الحآدث كآن أكيد , بعد ثلآث سنوآت أكيد بيوآجهوآ صعوبـه لكن إن شآلله إنه خير ... أنآ مُتفآءل
مسح أبوه على وجهه برآحة يمنآه بعدمآ أطلق زفرته عميقه متنهد برآحه: آآآآآآآهــ يآآرب , وأخيراً خبر يوسع الصدور ويشرحهآ ...

تنهيدة الإنتشآء من وقع الأخبآر الحسنه إللي فآرقتهم من مُده إللي مآ امدآهآ يتسع مدآهآ لأكثر من الثآنيتين ..
وكأنه مو قدر لهآ التمآم , أو إنهآ تتمّ مبتوره بهجتهآ بـ خبر ثآني تآبع لهآ أكثر أسى وإبتئآس قآصد تنغيـص اللحظـه !

إلتفتوآ أربعتهم لذيك الذآبلـه المُرهقـه , الحيّه عينـاً ميته روحـاً وقلباً ..
بـ نظره متسآوية السُرعه الرُبآعيه لـ جميعهم إنخفضت الأبصآر المُتفآجئه من وجودهآ لذيك الشنطـه سودآء اللون المُشآبهه لشنآط السفر مُستقره بـ جآنبهآ لتحتد نظرآتهم الرآفضـه تأكيد إللي وقع بـ نفوسهم من هيئتهآ الحزينه الكسيره بوضوع وتجلي رفضت ألسنتهم الإفصآح عنه لو بـ السؤآل لتجيبهم هـي بـ جمــود ,, وبـرود ..

كمآ الشبـح الرمآدي فآرغ الروح والإحسآس ... والملآمح ..

....: مآلــك طلقنـــــــي


/
/


مســآءاً ..
أفرغت من علب دوآئهآ حآجتهآ من – الحبوب – رآفعه كآس زجآجي شفّآف قآصده تعبئتـه مويـه ليقآطعهآ بدخوله زآفر بـ همّ مسموع: آآآهـ من أمّــك

إلتفتت عليه مستقره عيونهآ على الصينيّه كآملة المحتوى مآنقص منهآ شيّ سآئلته بـ تعجب: إيـه دآ !! بـردو مآ أكلتش حآقـه !!

شدّ فمه المطبق بـ أسى منزل الصينيه من يده على الطآوله الخشبيّه بـ المطبخ مجآوبهآ بـ - لهجه مصريّه سريعة التبدل والتقلب للسعوديّه - : بـ العآفيه شربت شويّه من الشوربـه
أخذت كوبهآ جآلسه قدآمه على وآحد من الكرآسي المحآوطه للطآوله: يعني وبعديـن ! هتموّت نفسهآ والأستآز أخوك أصلاً مش دآري عن حآقـه

مسح على كآمل وجهه برآحة يمنآه مسند ظهره بـ أريحيّه لظهر الكرسي ممدد سآقه اليمنى تحت الطآوله: مش عآرف , خلآص هو إتقـوز وإنتهينآ , إيه لزوم إللي أمّك بتعملـه دآ أنآآآ مش عآرف !
....: عآوزه أكلمـه .. عآوزه أشوف مِرآته
إتسعت عيونه معقب بـ تنبيه سريع: حسك عينك تكلميـه هنآ أو تقيبـي سيرته , لمآ تروحي بيتك كلميـه وشوفيه برآحتك
رفعت كتوفهآ مقوسه فمهآ برد عفوي بديهي قبل مآترفع يسرآهآ لفمهآ مبتلعه الحبوب بمسآعدة المويه: أنآ أصلاً هبآت هنآ كآم يوم , مش هروح

إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب سآئلهآ بـ إرتيآب: حبـوب إيه دي ؟!!
مآل فمهآ الصغير المطبق بـ إبتسآمه قصيره هآزه رآسهآ إيجآباً قآصده طمأنته: متخفـش , دي مقويّآت كتبتهآ ليّآ الدكتوره مش حآقه مُضِرّه بـ الحمل
إنفغر فمه إستيعآباً مُردف: أهـآآ .. طيب وإيه رأيك فـ دكتوره عبير ؟ مرتآحه معآهآ ؟
وكأنهآ تدآركت شيّ لتوهآ إلتفتت له معقبه بـ حمآسه وإندفآع: دي تعرفك أوي يآعُمـر .. لآآ والممرضّـه إللي معآهآ كمآن بتتكلم عنك كتير أوي وبيمدحو فيك

....: ههههه أكيد تعرفني مآ عيآدتهآ بـ نفس البرج حق عيآدتي , والممرضّه صيته هآلبنت بلسـم , كآنت تتدرب عندي بـ سنة إمتيآز التمريض حقتهآ
....: آآهـ , دي عسوله خآلص وعندهآ غمآزتين حلوين أوي بحب أشوفهآ وهي بتتكلم ههههه شكلهآ بيكون حلو مآشآء آلله

أومأ رآسه تأكيداً بـ إبتسآمه وقف من بعدهآ عن كرسيه ممدد أطرآفه بتثآؤب مُرهق: آآآآآخخ
....: بآبآ مسآفر طبعاً مع رآئف
إرتفعوآ حآجبيه توّه يستوعب: آآآآهـ إنتي قصدك بتبيتـي هنآ عشآن رآئف مسآفر !
....: أيوه , إنت لسه وآخد بآلك ؟ لآ إنت شكلك مش فـ الدنيآ خآلص

نفض رآسه بهزه قويّه قآصد إعآدة تركيزه مدلك منتصف جبينه بـ وسطآه والسبآبه اليمنى مضمومتين: تعبآن وآلله ... آلمُهم روحي إنتي شوفي أمّك وأنآ هآخد دوشّ أفك فيه جسمـي المكسـر
وقفت عن كرسيهآ ومآسرع مآردت عليه جآلسه متمسكه بـ حوآف الطآوله وبآلقوّه ... إنشدت عروق عنقهآ منقبضه عضلآت بطنهآ ..

مآقوت إلآ إنهآ تركز بنظرآتهآ المحتده ألماً ألجمهآ ترآقب إختفآءه من أمآمهآ عآجزه توقفـه !
إبتلعت ريقهآ بـ صعوبـه تنآظر بـ قعدة الكرسي من تحتهآ وللعجـب مآكآنت جآلسه عليـه !
وضعهآ كآن شبه القعود لكنهآ وآقفه .. حآنيه صدرهآ على الطآوله متمسكه فيهآ بآلقوّه ... إنفغر فمهآ آلفتحه القصيره مبتلعه أكوآم من ذرآت الهوآء موسعه عيونهآ لآخرهآ شآده على كل أعصآبهآ .. أوتآرهآ وأوصآلهـآ ..

إنقبآضآت قويّه متتآليه ومتتآبعـه ... دآخليّـه !
شيّ وكأنه على إستعدآد للقذف .. للخــروج !
إحتدت نظرآتهآ المذعوره المخفضه لسآقيهآ بعدمآ أحست بـ البلل تتآبعه بنظرآتهآ المُرتآعه يمتد وبقعـه من أسفلهآ تتسـع ... سآئل شبه لزِج .. خليط مآبين الأصفر والوردي ..
تبعـه كتلـه جآمـده .. حمـرآء آللون قآنيـه ..

كتلـه من الدمّ المتجمـع تلتهآ كُتل للحين عقلهآ مشلول غير قآدر على إستيعآب هآلتسربآت أو إستيعآب مصدر تسربهآ برغم إرتدآئهآ لملآبسهآ الدآخليّـه إلآ إن تدفق قويّ مندفـع من تحت فستآنهآ الميدي أسوّد آللون ممتد ممآ بين فخذيهآ , على إمتدآد سآقيهآ ..

توآلت الرمشآت لجفنيهآ المهتزين , , شحب اللون من وجههآ وكأنه إنحبس عنه تدفق الدم ليصير أبيض آللون ثلجـي !

دمعـت عيونهآ المرتآعـه , مُطلقـه صرختهآ الجزِعـه , الهلِعـه ... والمستجديـه .. صرخـه هزت الأركآن من حولهآ .. صرخـه أسقطتهآ على كرسيهآ فآرجـه سآقيهآ تشهق ببكآء مرتآع وتلهث بـ أنفآس منقطعـه ...

....: عُــــــــــــــمـــــــــــــــآآآآآآآآآآر


/
/

======
-----------
======

نهآية الفصل الثآني والثلآثون
<<قرآءة ممتعـه إن شآءلله

:::

حلم الحياه 19-08-16 01:41 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الثآلث والثلآثون



/
/


تحآملت على نفسهآ للإستقعآد بمسآعدة أمهآ إللي أسندت مخده فآيبريّه بيضآء اللون خلف ظهرهآ ممسده شعرهآ الكثيف الهآئج والمنتفش بـ حنآن قآصده موآسآتهآ والتخفيف عنهآ من عبئ الشعور بـ الذنب أو وسوسة النفس بـ إرتكآب أي خطأ بحق نفسهآ أو تقصير أدى للي صآر: ألف سلآمه عليك يآعمري .. آلله يعوضك خير إن شآلله

....: أنآ عآوزه أروّح يآ مآمآ تعبآنه بقـد ومش مرتآحه نفسياً أبداً هنآ
سحبت لهآ كرسي جآلسه عليه بـ القرب من سرير بنتهآ الجلدي وآلمفروش بـ غطآء قطني أبيض اللون: آصبري يآحـور , توك تعبآنه يُمّه مآ أمدآك ..
خبت وجههآ بكفيّهآ نآفثه زفره مُرهقه بتأفف: مش عآوزه أفضل في المستشفـى دي .. حآسه إني مخنوئـه أوي , مش طآيئـه نفسي

تحسست سآقهآ اليمنى بـ موآسآه مردفه بـ حبّ وإبتسآمه هآدئه حنونه بـ وجههآ سَمِـح الملمح: عُمـر الحين يعلمنآ متى تطلعيـن
تجعدت ملآمحهآ بـ بوآدر البكآء مقوسه فمهآ الصغير بتعبير طفولي بآكي هآمسه بـ بحّـة صوتهآ الرجولي المميز: رآئف هيزعل أوي يآمآمآ .. دآ كآن فرحآن ومبسوط خآلص

شددت من قبضتهآ على ركبتهآ اليمنى رآده بـ تأكيد مطمئن: يآعمري مآعليه كلنآ معرضين لهآلشيّ .. حآلآت كثيره مآيثبت الحمل بشهوره الأولى ويسقـط .. مآشفتي الفرق بينك وبين نجـم أخوك ؟! عشـر سنوآت .. تدرين كم مره حملـت ؟! حملت بـ أربع من بعد نجم وقبلك .. ثلآث سقط حملي بأول الشهور ووآحد تمّ لين التآسـع ولين ولـدت .. مآخذآ من هآلحيآه إلآ أول نفس ومآت .. ثم آلله بآرك لنآ ورزقنآ فيـك .. شفتي شلون ؟! لآيضيق صدرك يمّه .. وآلحمدلله إنك صحيحه ومعآفآه وتقدرين تحمليـن وتجيبين العيآل .. ذآ إهو المهم .. وإللي صآر قضآء ربك وقدره .. قولي الحمدلله ..

أطرقت رآسهآ في حُزن تنآظر وسط رآحتيهآ بعدمآ شآبكت أصآبع يديهآ لوسط حجرهآ هآمسه بـ وهن حزين مُحبط: مش عآوزه حدّ يعرف إللي حصل يآ مآمآ .. مآتعّرفيّش خآلتـو هيّـآ
شدت فمهآ المطبق في أسى مُعقبه: مصيرهم بيعرفون يآحور .. ليش تبين تخفين ؟! هذ مآهوب خطآك .. ولآ هوب شيئن كبير .. عآدي يمّـك ..
....: معلش يآمآمآ .. مش عآوزه حدّ يعرف قبل رآئف الله يخليكي .. أنآ عآوزه أئولـه بنفسي


....: هــآآ .. وعيتـي !!
إرتفع له زوجين من العيـون الحزينـه ليجيه الجوآب من إللي تبسمت له بـ إرهآق: هآ يآعمر يمّـك .. شـ الأخبآر ؟!
أومأ رآسه إيجآباً بـ طمأنه مُعقب بـ هدوء: اليوم إن شآلله بعد المغرب إذن الخروج ..
بسطت يمنآهآ على صدرهآ مغمضه عيونهآ برآحه هآمسه: إي .. أشـوى ..

إنتقلت عيونه البآسمه من أمّـه وردّ فعلهآ لـ أخته سآئلهآ بـ حيويّه مصريّة اللهجـه علّه يبدل نظرة الحزن بعيونهآ والإكتئآب إللي بتقآسيم وجههآ: هآآ .. حوريتنآ الحلوه حآسه بـ إيه دلوئتـي ؟!
قآلهآ وهو يرفع يسرآهآ متحسس بـ بنآن إبهآمه الأيمن القطنه البيضآء المثبته فوق ظآهر يدهآ بشريط لآصق سميك أبيض آللون لتجآوبه هي بهزة رأس إستسلآميّه مصحوبه بزفره مسموعه ظهرت خآئبـه .. بآئسـه .. ومُحبطه: الحمـــدُلله ..


/
/


قوست فمهآ المُطبق بـ إستغرآب عآقده حآجبيهآ من ذيك إللي طآل شرودهآ بدُنيآ ثآنيه جآلسه على كرسيهآ خلف مكتبهآ تنآظر شآشة جهآزهآ اللآبتوب المعتمه بـ إيقآف مؤقت نآتج من طول التشغيل وعدم الإستخدآم مصفطه سآعديهآ متلآصقين فوق طآولة المكتب وذقنهآ فوق خط إنتصآف إلتصآق سآعديهآ ..
بـ تحيّر من أمرهآ , إلتفت من ورآء المكتب منتقله من مقآبلتهآ لمجآورتهآ هآزتهآ من كتفهآ بآلقوّه صآئحه: أصــــــــــآآآلــــه
أصآله إللي انتفضت مخترعـه ..
نآظرتهآ بعيون موسعّه ذعر وإرتعآب سآئله بصوت مشحوح خآفت مأخوذ بـ الدهشه: إيـش !!!!
إرتفع حآجبهآ الأيسر إمتعآضاً متكتفه مدوره لسآنهآ دآخل فمهآ نآقله عيونهآ على أكملهآ بنظرة تشككيّه مُردفه: إيش إنتـي !

توجمت ملآمحهآ بعدمآ هدأ إنفعآل الدهشه وتدآركت الموقف منزعجه: إيش إللي إيش !!! مآفي إستئذآن ! مآفي صوت هآدي تنبهـي فيـه !
ردّ حآجبهآ الأيسر وإرتفع لآويه فمهآ المطبق يمنه قبل تعقب ببرود مسنده نصفهآ السفلي لحآفة المكتب من ورآهآ تنآظر الجدآر من قدآمهآ: وآلله طقيّت البآب لين بغى ينخلـع , دخلت وصآر لي سآعه بهدوء أصآله , أصآله .. أصآله .. أصآله ومنك بـ الأرض اسآساً .. إللي مآخذ عقلـك .....!

من فورهآ أخفضت بصرهآ لشآشة اللآب توب المظلمه بـ توتر جليّ بآدي مشتته أنظآرهآ بـ إرتبآك يمنه ويسره بآلعه ريقهآ قبل مآتسكر شآشة اللآب توب مجآوبهآ بنبره يظهر فيهآ عدم الإهتمآم التمثيلي الكآذب .. وبـ وضوح !

....: وش إللي بيآخذ عقلي يعني ! هآ شفتـي أبوي ! بدآ يتحسـن .. اليوم تحركت إيـده ..
قوست فمهآ إعجآباً بـ إيمآءة رآس لتدآركهآ قصد الهروب الوآضح ومحآولة تغيير مسآر الحوآر من إنهآ تكون بطلته لـ أبـوهآ .. ضآقت عيونهآ معقبه بـ توجس السؤآل المتشكك بـ إرتيآب: شعندك أصآلـه ومخبيتـه ؟!
جآوبتها بدون مآتلتقي عيونهم مشغله نفسهآ بترتيب أورآقهآ المبعثره على المكتب وهو الشيّ إللي أضعف من موقفهآ لو إنهآ صآدقه كآن صدر منهآ ردّ فعل مختلف كـ الدهشه مثلاً والتفآجئ .. أو إستنكآر سؤآل سآلي على أقلّ تقدير وخصوصاً من لفظة – مخبيتـه - ! إلا إن جوآبهآ كآن بآرد , لآمُبآلي .. فآضــح !

....: وش إللي عندي يعني !! مآعندي شيّ
بقوّه ضربت سآلي المكتب برآحتهآ اليسرى قآصده تثبيتهآ على الورقه تحت يدهآ قبل ترفعهآ أصآله وكأنهآ بهآلفعل تعيق حركتهآ مآنعتهآ من إكمآل الشيّ إللي تسويّه هروباً من الموآجهه مردفه بـ جفآء: بلــى عنــدك .. والحيـن تتكلميــن
خزتهآ متوعده معقبه بـ بنبره أحدّ من النظره: سآلـي إنتي شقصـتك !!!

قوست فمهآ ببديهيّه مردفه: مآلي قصّه , القصص والحكآوي كلهآ عندك .. يلآ تفضلي إحكي .. أسمعـك
أصآله: ومن قآل إني بتكلم أسآساً لأجل تسمعين إنتي أو لآ ؟!
صدت عنهآ تنآظر الجدآرالموآجه لهآ متكتفه .. ردّ الفعل العنيـد إللي أفصح عن ثبآتهآ على موقفهآ وإصرآرهآ لمعرفة الشيّ الخفي المستتر لتزفر هي بيأس مرخيه كتفيهآ بغمضة عين مستسلمه: ســـآآآآآلــــــي
سآلي: تكلمـي
أصآله: أستآذ بسّـآم

بسرعه إلتفتت لهآ مضيقه عيونهآ نآطقه بـ جفآء حآد خفيض النبره المخنوقه من بين أسنآنهآ: وقسم دآريه إن ورآك بلآ .. وش قصة أستآذ بسّآم هذآ الحين .. من وين طلع لنآ إن شآلله !!!
....: تورطت ومدري شلون أتصرف !
طيرت عيونهآ بطفش لآويه فمهآ معقبه بـ إستهزآء: إي ومن متى أصلاً وإنتي تعرفين تتصرفين !

....: ســـآلـــــي !!!
نآظرت سآلي بعيوهآ الدميعه لثوآني قبل ترخي كتوفهآ بـ إحبآط مبلله شفتيهآ تنآظر السقف هآزه رآسهآ بقلّة حيله هآمسه: تكلمي طيب .. لوين وصل الموضوع من بعد حركتك الغبيّه والورد إللي أرسلتيـه !
أخفضت بصرهآ بـ حرج لموقع تشآبك أصآبع يديهآ ببعضهم مآبين فخذيهآ يظهر من هيأتهآ إحسآسهآ بـ الذنب والندم أكثر من إنه مجرد إحسآس بـ الحـرج هآمسه بصوت مخنوق مُجبـر: طلـب .......... يقآبلنــي !

....: آلله آلله
بسرعه رفعت رآسهآ تنآظرهآ بوجه رقيق مُستعطِـف مُتوسِله بـ وهن: شسوي سآلي علمينـي تكفيـن
جآوبتهآ بـ برود وهي تنآظر أظآفر يسرآهآ الطويله والمُرتبّه بـ عنآيه دون طلآء: مثل مآطلب .. قآبليـه عآدي
إتسعت عيونهآ بدهشه إستنكآريه رآفضه: إيــش !!!

....: مثل مآسمعتي
....: سآلي من جدك إنتـي !!!
سآلي: انتي اللي شفيك ! نآسيه إنه رئيس تحرير الصحيفه إللي تكتبين فيهآ حضرتك ! شفيهآ إذآ قآبلتيه ؟ وطبعاً هآلمقآبله في مقـرّ الشغل نفسـه .. وين المشكلـه ؟!
مسكت جآنبي رآسهآ على وشد تشد بشعرهآ , سآلي أبداً منّهآ فآهمه الشيّ إللي ممعض أفكآرهآ ومنغص خوآطرهآ , أعقبت بـ إحبآط يآئسـه: منّـك فآهمه أبدّ ... فيه مشكلتيـن

....: الأولـــى !
أطبقت فمهآ بقهر من جمود أختهآ وبرودهآ اللآمتنآهي في تنآول الموضوع إللي تحسّه أضخم ممآ يكون .. أكبر , وأعظـم !
رفعت سبآبتهآ والوسطـى من يدهآ اليسرى كـ إشآره لـ رقم إثنين مجآوبتهآ بثوره وإندفآع صآئحه بـ عصبيّه ونفآذ صبر: الأولـى هي السبب الأسآسي لطلبه هآلشيّ والحين تحديداً وإللي على الأكيد إنه الورد إللي أرسلته جعلني بآللي مآيردني .. وش إللي طرآله عني ! وليش انآ مآفكرت بـ حسآسية ردّ الفعل على الفعل نفسه ! شلون الحين أتعآمل معه وبـ أيّ وجـه !!

إحتدت نظرآتهآ بـ إستغرآب وتعجبّ مقوسه فمهآ بعدم فهم لرد الفعل المبآلغ فيه من قِبـل أختهآ إللي مآكفّت عن تهويل الموقف وتضخيمه لترد أصآله سآئلتهآ بـ إستنكآر جآف النبره وحآدّ: وليــش بعــد تنآظرينــي كذآ !!
سآلي: أستغربك الصرآحـه !
أصآله: ........

.....: قصدك كآن وآضح ومكتوب بعد على بطآقه تتحمدين فيهآ سلآمة ولده من مصآبـه .. شدعوى الحين كل هآلصجّه كنّك مغآزلتـه !! أصآله حبيبتي إهدي على عمرك ترآ الموضوع أبسط من كل ذآ إللي ببآلك
صدت عنهآ مسنده جآنب رآسهآ الأيسر بوسط رآحتهآ اليسرى تنآظر الورق على مكتبهآ بقلة حيله لترد سآلي مكمله بقصد تبسيط إللي أصآله بنفسهآ ودآخل نفسهآ هولتـه لحد مآتعآظم ووصل بهآ لحد التفكير بـ أفكآر سلبيّه وفرض إفترآضآت لآمنطقيّه ..

....: شوفي .. شيّ من إثنين – نآظرتهآ أصآله بوجه مبتئس لترد مكمله – أولاً وهذآ الأكيد , إنه بيستفسر منك شلون دريتي بسآلفة ولده وإللي صآبه ثم يشكرك على هآلشيّ اللطيف وهو الورد طبعاً .. ثآنياً وهذآ إللي أستبعده تمآماً ومآظنتي بيصير إنه ينتقدك وبشدّه مستنكر تصرفك .. شلوووون ترسلين له ورد لو إنه لولده ! هآلشيّ مآيجوز وهو مآيقبله ولآ يسمح به ولآ يرضآه وذآ كله طبعاً إن كآنت شخصيته من النآس إللي دآيم عآقدين حوآجبهم معصبين من إيش مآيندرى عنهم ! عآيشين بس لأجل يحبطوآ بـ العآلم والنآس ويكدروآ عيشتهم , متغطرس جآف , مآله بـ المجآملآت .. عديم الذوق والمرآعآه .. ومن كلآمك عنه من قبل مآ أعتقد إن فيه أي من هذي الخصآل .. ولآ كيف ؟!

نآظرتهآ بذهول قآسي النظره الجآفه المستنكره ثم مآلت بنظرهآ يمنه بتفكير مُتحيّر للحظآت أنهتهآ بـ نفي بآهت متردد: لآآ ...... مممــ .. مــدري !
لوت فمهآ المطبق يسره مطيره عيونهآ بتعبير الخآئب أمله في شيّ مآمنه رجآ قبل تسألهآ بـ تململ: طيب والمشكلـه الثآنيـه ؟!

صفطت أصآله يديهآ فوق بعض بميلة رآس للجآنب الأيمن مطبقة الفمّ بـ قلة حيله وإنهزآم يظهر من هيأتهآ التعبيريّه سؤآلهآ المدفون طآلبه إيجآد الحـلّ ...

سآلي: شفيــك !!!
أصآله: فرضاً وآفقت على هآلشيّ , شلون أطلع من البيت ! عطيني مُبرر وآحد أقوله لأمي والأهم لـ سنـد .. طآلعه تسـع الصبآح لوين بروح إن شآلله !!
إرتفعوآ كتفيهآ بهزه سريعه عفويّه عآقده حآجبيهآ بنظرة تفكير جآنبيّه مستنكره السؤآل بـ المقآبل مع بديهيّة الجوآب: للجريده عآدي

سألت بـ عدم تصديق: من جدك ؟!
سآلي: هآلمكآن تشتغلين فيـه .. مستوعبه إنتي !
أصآله: بس المعتآد إني أرسل هآلشغل إلكتروني .. وش بيوديني هنآك الحين ؟ سنـد مفتح عيونـه ع الأخير ويسأل عن الصغيره قبل الكبيره إللي تصير بهآلبيت وإن درآ إني بروح بيطلـب وبحسـن نيّـه إنه يجـي معـي ووقتهآ فعلاً بجيب العيـد .. بيدري عن الموضوع كلـش .. تتوقعين سنـد بيستوعب تصرفي وبيشوفه مثل مآتشوفينه إنتي ؟! مو قآدره أتخيل ردة فعلـه وأكيد إنهآ مو مجرد تصفيقتيـن ثلآث مثلك ههههه

خزتهآ بتوعد مُحذره بـ جفآء: هيييه انتـــي .. إنتبهي لكلآمك
وسعت عيونهآ بـ دهشه مفتعله سآئله بـ برآءه كآذبه: وأنآ سبيتـك حآشآ لله !
سآلي: تدرين , فعلاً مآيكفي لك تصفيقتين أو ثلآث مثلي , إن درآ سند إن يبركك بـ الأرض هم يتوطآك لين يطلع حشآك , قليلة حيآ ترسلين ورد للرجّآل , ومآنبي نلعب على بعض , إنتي منجذبـه له ومعجبه فيه وبقوّه بعد وغصباً عنك مآدريتي إلآ وإنتي مرسله هآلورد كأن ولده وإللي صآر له حجّـه من السمآ وطآحت ..

....: سآلــــــــــــــي
أشرت بيدهآ بلآ مبآلآه صآده عنهآ بوجههآ الضآئقه ملآمحه: بسـك حجج فآرغه
أصآله: اطلعي برآ .. مآنيب بحآجة مسآعدتك
....: إيه أبشـري , تصرفي بروحك مثل مآكنتي بتتصرفين
ردت ترتب أورآقهآ المبعثره مردفه بعدم إهتمآم: برسل له أعتدزر عن هآلمقآبله وإنتهينآ .. هذآ هو تصرفي

هزت رآسهآ نفياً بفمّ مقوس بـ خيبة أمل: أبدّ مآرح تتغيرين
التفتت لهآ بعقدة حآجبين سآئله بـ إهتمآم: شقصـدك !
سآلي: شخصيّه ضعيفـه مُقـآده , عشآن كذآ دآيم غيرك يفرض عليك رآيه ولأنك تخآفين الموآجهه أو حتى طرح رآيك لمجرد المنآقشه تخضعين لرآيه وللي يبيـه لو إنك مآتبينـه .. نآسيه ولآ أذكـرّك !
صدت عنهآ مطأطأه رآسهآ هآمسه بصوت مخنوق لآئمه عليهآ تفتيح جرآحآتهآ القديمه: شدعوى الطآري الحين يآسآلي ! ليـش !

هدأت نبرتهآ منخفضـه .. رقيقـه ولينّـه , متمنيّـه: أبيك تتغيرين يآ أصآله وذآ لمصلحتك – أكملت بـ جديّه فآرضه أمرهآ وآجب التنفيذ بـ حزم صآرم – وبتقبلين هآلمقآبله , وبتروحين له المكتب , وبتشوفينه , وبتسمعين وش إللي عنده .. كلآمك معه مآلي فيه مقدر أسآعدك , هذي علآقة رئيس تحرير بـ كآتبه عنده , شلون بتتصرفين فهآلمقآبله ........ , إعتمدي على نفسك .. أمآ شلون أسآساً بتروحين هآلمقآبله فـ هذي عليّ أنآ .. وبسيطـه .. تعرفيـن الكذب ؟! لآ طبعاً مآتعرفين وبتفضحين عمرك .. أنآ إللي رح أكذب

لحظآت من الصمت تجمع بين نظرآت سآلي المتحمسه إستنطآق أصآله لهآ تستشعر إهتمآمهآ أو حتى إستفهآمهآ عن المقصود وإللي تقصده وشلون بيتم لتقآبلهآ أصآله مخيبـه كل آمآلهـآ بـ نظرتهآ المتبلده وملآمحهآ الجآمده ..

بيأس من هآللي قدآمهآ خـآم الشخصيّـه والتفكير زفرت بـ هـمّ مغمضه عيونهآ مسلمه أمرهآ لله: بقول إن عندنآ بـ الجآمعه حفل وإنتي بتحضرين معي تشوفين شلون الأجوآء وتبدلين نفسيتك شويّ .. عآدي عُـذر حلـو ومقبـول
....: من جِـدّ !!
إتسعت إبتسآمتهآ مُردفه بـ الإجآبه: إيه من جـد ..
....: تهقيـن سنـد بتمشـي عليـه !!!


/
/


أنزل جوآله على آلكمودينه بـ جآنب سريره رآفع نظره بتبآطئ عن السآعه بـ شآشته وإللي كآنت مشيره للرآبعه عصراً ...
تمآماً بـ التوقيت المعتآد لإنهآء دوآم المؤسسـه ورجوعه البيـت ..

رفع بصره للسقف بـ إرهآق فآك أزرآر قميصـه الفورمآل بلونه الكحلـي كآشف عن فنيله دآخليّه رمآديّة اللون مخرج القميص بـ أكمله من بنطلونه فآصخـه قآذفه على طرف السرير وبـ التبعيّه فتح الدولآب بقصد إعدآد ملآبسـه للإستحمآم عآقد حآجبيه بوجه عآبس وملآمح ضآئقه مُتكدّره , مُهلكـه مُرهقـه ..
سحب له بنطلون ريآضي نآعم الملمس وبسحبه إلآ ويطيح بـ الأرض تيشيرت مصفـط إزدآدوآ عقدة حآجبيه لحد التلآصق من إستوعب كون هآلتيشرت لـ نآدي برشلونه الأوروبّي في حين إنه غير مُشجّع لهآلنآدي وهآلتيشيرت مآيخصّه !

شدّ فمه لمطبق بـ إمتعآض رآمي البنطلون على كتفه الأيسر .. رآفع التيشيرت عن الأرض معفطه بقبضـة يمنآه , التيشيرت إللي على الأغلب إنه يخـصّ مآلك أخـوه ووصل لدولآبه عن طريق الخطأ !
توه بيقذفه بـ الدولآب إلا وتتوقف حركة يده بـ الهوآء من تبآدر لذهنـه صورة هالتيشيرت على جسـد نحيل البُنيّه فآرع الطول مُضمـر المعآلـم والتضآريس .. أبعد مآيكون عن جسد أنثى نآضجة حتى بقصّة شعرهآ الصبيآنيّه إلآ إنه وبلآ إرآده أو تحكـم يوماً عن يوم يزدآد إنجذآبه لهآ ورغبته القويّه المُقآده تجآههآ دون رؤيتهـآ ..
مو كفيـل رؤيـة شبيههآ من الذكور على مرأى عينه ويومياً !

الشبيه إللي بدون قصد كآن هو المتسبب في تعلقّـه بهآ وتكوّن هآلمشآعر والعوآطف تجآههآ وتعآظمهآ دون رؤيتهآ فعلياً ...
لآم نفسـه كثير من ترآءى لظنـه السوء بنفسـه , وكونـه – شآذ جنسياً – يميل للذكور , ومآكآن المتسبب الرئيسي في تعآظم هآلإحسآس دآخله إلآ ذكر وآحـد بـ إسم – سهيـل - ..
لآشعورياً يلقى عيونه تتبعـه متفحصّـه أدق تحركآته وتفآصيلـه , وبـ حجج وآهيـه يطلبـه البقآء معه بـ نفس المكتـب إدعآءاً لجهله بـ أمور الشغل طآلبـه الشرح والتوضيـح ...

إعتصر التيشيرت بقبضة يمنآه مقربه لصدره محل قلبه مغمض عيونه بـ عمق شآهق نفس أعمـق ..
هـ الإجذآب بـ حقيقتـه مآكآن إلآ لـ أنثـى شآبهت بـ هيأتهآ وآحد من الذكـور ..

عآود لـ ذهنه ذكرى يوم إلتقآئهم سراً وبجرأه بآلغه منهآ خروجهآ متلصصه من تحت سور بيتهم المقآبل لـ بيته بملآبس ريآضيّه نصفهآ العلوي مآكآن إلآ تيشيرت يشبه تمآماً التيشرت إللي بين قبضته الحين .. صرحّت إنهآ ملآبس خآصـه بـ أخوهآ المدعـو – جآسـر – وأعقب هو برأيـه أن ملآبس سهيـل كآنت لتكون منآسبـه أكثـر عليهآ ..

بلآ بوآدر تعآلى صوت جوآله بنغمـه تقليديّه رتيبـه منتشله له من دوآمّة أفكآره وتخيلآته العنفوآنيّه المضطربـه فآتح عيونه إستيعآباً لصوت النغمـه ومن فوره أعرض عن الدولآب قآطع الغرفه بخطوآت متسآرعه صوب السرير رآفع جوآله إللي أضوى بـ إسم إللي يأس وخآب رجآه وأمله من الإتصآل به على مدآر يوم كآمل بلآ مُجيب !

بلآ تردد فتح الخط متلهف: مآآلـــــك ّ !!
....: هلآ سنــد
....: ليش مآترد عليّ من أول ! شفت كم مكآلمـه ! وينك فيـه !!!
....: يآخي تدق وأنآ نآيم بنص الليـل ؟ رآعي فرق التوقيـت

إحتدت أنظآره المصوبه للأرض بعدم إستيعآب لثوآني تدآرك أخيراً من بعدهآ قصد مآلك وإللي يعنيـه .. إهم الحين بـ بلدين مختلفين فرق التوقيت مآبينهم قرآبة الـ سبع سآعآت !
تخصّر بيمنآه مغمض عيونه نآفض رآسه نفضّه قويّه قآصد إستحضآر كآمل تركيزه أردف من بعدهآ بـ بهوت: إيـه .. صـح , معليـش

....: خير يآسند ؟!
سند: لآزم ترد الحين للسعوديـه
....: ليش صآير شيّ ؟!
....: إيه فيـه , أنآ لآزم أرجع لمصـر وفوراً , وإنت فوراً ترجع للسعوديّه .. فهمت !
....: وش إللي صآير ! وليش بتردّ لمصـر ؟!
....: البلـد مولعّـه , شكلهـم بيعيدوآ مظآهرآت وهآلمرّه أقوى , البلطجيّه بكل مكآن , الإخوآن مآرح يسكتـون أبداً بيقلبونهآ حريقـه .. من يوميـن والدنيآ مقلوبـه .. أُمّـي بروحهآ هنآك وأنآ مقدر أخليّهآ .. إرجـع لأهلك هنآ وأنآ برجع لـ أُمّـي
....: مقـدر

شد شعره من المقدمه صآئح بـ غضب: وشهـو إللي مآتقـدر ؟ متى بتتمرجل انت وتصير مسئول ؟ أقولك لآزم أرد لأمّـي , وأبوك هنآ طآيح بفرآشه مآيدري عن شيّ .. بتخليّ أمك وخوآتك البنآت !! طيب وأشغآل أبـوك !! قسم بآلله يآمآلك إن مآشفتك هني بكره أو بعده بـ الكثير إن مآيصير خير .. فآهـم !

....: أصآله قآلت إن أبوي تحسّـن
شدد على كلآمه بـ توضيح أكثر: قآآآآعــــــــد يتحسّـن .. ولحد مآيتحسّن تمآماً إنت رح تكون هني
....: مقدر أرجع الحين يآسند , ضآيق خلقـي من كل شيّ ومن الديره مآبي أرجع ..مختنـــق يآخــــــي مختنـــق ليش مآتفهـم !
شهق بعمض مغمض عيونه بـ هـمّ مستجدي الصبـر .. هآلإختنآق إللي يحسّه مآلك وصلـه ليحس هو بعد بنفس الهمّ والكئآبه والإختنآق .. شيئن دآخله يؤلمـه لحآل أخوه الآخذ فـ التردي والإنحدآر والإضمحلآل يوماً بعد يوم ..
يظهر بنبرة صوته الضيق والكبت والإنهزآم ..

أردف بـ ليـن هآمس علّه يفهم مآلك عليه ويقدر هو بكلآمه يلآمس شيئاً فيه: سآعدني يآمآلك , يدك بيدي نتخطـى إللي إحنآ فيـه .. أنآ بروحي مآ أقدر .. ليّ أمّ بعيده عني بروحهآ وبخطـر لآزم أرآعيهآ .. و ليّ هنآ أبوك المريض وأمك وخوآتك البنآت والصغيره فدوى .. أشغآل أبوك وأملآكـه ..
وصله زفره عميقـه بآئسه أعقب من بعدهآ بـ تسليم هآدئ النبره: خلك عندك وأنآ بروح لـ أمّـك .. بسآفر لهآ مصـر أقعـد معهآ .. عطني بس العنوآن ..

إتسعت عيونه بدهشـه مآقدر من بعدهآ يلفظ ولو بـ الإستفهآم ليجيه صوت مآلك متعجب يستنطقـه كونه يسمعه أو لآ .. بآقي معه ع الخطّ أو فصـل !
إهتز رآسه منتبـه من شروده مغمض عيونه بـ شِدّه هآمس بـ وهن بآهت مأخوذ بـ الدهشه شبه مسموع: إيش قلــت ؟!

....: عطني عنوآن أمّك بـ مصر وإنت خليك مكآنك .. رآعي إللي عندك وأنآ برآعي أمّك .. مثل مآ أبوي وأُمّـي وخوآتي بعيونـك وأنآ متطمن عليهم أُمّـك رح تكون بعيـوني ... لآ تقلق عليهآ ولآ تخـآف


/
/
/
/

إقتحم خلوتهم الهآدئه لأول مرّه على غير العآده بدخوله الحيويّ عليهم شمآغه أحمر اللون بيده ملفوف على يمينه مثل حلقة العمّه على الرأس مُلقي سلآمه بـ بشآشه ..
السلآم إللي مآلقى عليـه ردّ ليتم نآقل عيونه مآبين إثنينهم رآمقهم بـ نظرة إستنكآر أقرب للإحتقآر مُعقب: السلآم لله يآمسلميـن و رده وآجـب

قلبت – أمّـه – عيونهآ لآويه فمهآ بـ إمتعآض مُردفه بـ حنق: وعليكم السلآم
نآظر بـ أخوه من بعد جوآب أمّه يتحرآه يردّ السلآم إللي وصلـه بآرد بعد لحظآت معدوده من الصمت والجمود: وعليكم السلآم

تهلل وجهه بـ إبتهآج جآلس على المجلس الأرضي مقآبلهم .. ثنينهم قدآمه يفصل بينهم مسآفه ..
....: أيوآآآه , كذآ نعرف نتفآهم .. إنتم شفيكم بآلله ! مآتزهقون من الهذره بنفس السآلفه ! شآلقصّه بـ الضبط !
جآه الرد سريع من أمه بنبره حآده قآسيه خلته يعض أصآبعه ندم على تدخله بآللي مآيعنيه وبهآلعربجـه بـ الإسلوب ..

....: ليتك تسكت أو تفآرق أحسـن .. مآبقى إلآ الورعآن بعد وينسمع لهم صـوت !
حكّ مؤخرة رآسه شآد شعيرآته الأخيره بـ إبتسآمه يرقع فيهآ إحسآس الحرج مُردف بـ حيويّه علّه يخفف من حدة إحسآسه بـ الفشيله وطيحة الوجه إللي معتآد عليهآ: عطينـي موزه يمّه تكفيـن
بقوّه حذفت عليه خوخـه رفعهآ من حجر ثوبه بعقدة حآجبين مقلبهآ فـ إيده بـ إستغرآب أتبعهآ بقضمه كبيره مردف بصوت مخنوق من أثر مضغه وبلعه: يمّه اقولك موزه مب خوخه

من قآل كلمته إلآ وصآحت غآضبه بـ نبره خآنقه ضآئقه يظهر فيهآ الحده والعصبيّه ونفآذ الصبر: وإنت مغير جآي تطلب وتأمر .. قــم وخــــذ بفســك إللي تبيـه لآبــآرك الله فيكــم كلكــم معورين قلبــي ولآ أحدن منكــم نآصفنـي

إتسعت عيونه بـ إرتعآب من صيآح أمه الفُجآئي صآبه عليه جمآم غضبهآ بلآ مبرر دآعي من وجهة نظره نآقل بصره لأخوه ممتقع الوجه مطبق الفمّ الملوي يمنه بـ إستيآء ليوجه له الكلآم بـ لوم غآضب: علآمــك إنت على أمك ؟! كل مآقعدت ويآهآ عصبتهآ .. ليش مآترآضيهآ يآخي وتسوي إللي تبيـه .. وبعدين يعني صدق إنت تبي تجلطهآ ولآ تسبب لهآ ضغط ولآ تجيب لهآ السكري ! فوق مآعيآلك متعبينهآ وصآجين رآسهآ بصيآحهم ليل نهآر إنت بعد تزيدهآ عليهآ .. تلقآهآ منك ولآ من عيآلك !! لآ وبعـد ندخل حنّآ بـ السبّه وإنّآ مآلنآ دخل

كبر قلبهآ منتفخ صدرهآ بفخر من كلآم ولدهآ إللي أيدهآ مأكده على كلآمه بـ إعتزآز: إيه يآجــآسري .. جعل عيني مآتبكيـك .. علم أخوك يلـدّ .. قله يزيح عني ويريح لي قلبـي
جآسر: إسمع كلآم أمك يآفآهد يآخوي وريح لهآ قلبهآ ...
قآلهآ ثم إلتفت لـ أمه مكمل بـ إبتسآمه: وإنتي يآلخفوق , سلآمة قلبك .. ليش تصرين عليه وإنتي تدرين إن مآمنّه رجآ ! خلآص خله بكيفـه
تربعت بـ إستقآمه تأهباً لإلقآء إسطوآنتهآ المحفوظه وإللي ملّ منهآ كل من بـ البيت دون ملل منهآ هي أو كلل !

....: جآسر يمّك .. أبقولك العلم وإنت قرر بنفسك كني غلطت بشيّ
مآثلهآ بـ الجلسه متربع تمثيلاً لـ إهتمآمه الشديد وتركيزه: قولي يـ الغلآ وأنآ كلي آذآن صآغيه .. بس إحذفي لي موزه بـ الأول لأجل أركز عدل
بـ حمآسه إقتلعت له إصبعين موز متلآصقين حآذفتهم عليه ليلتقطهم هو من الهوآء بين كفيّه فآرك رآحتيه ببعضهم ممصمص شفتيه ينآظر فآكهته الفُضلى بـ نظرة عآشق ونشوة مُغـرم ..

....: شف يآولـد .. أخوك يقول مآيبي يتزوج وعذره إنه مآيبي مره قآدره تحمل وتنجب وتجيب عيآل فيه إحتمآل وآحد بـ الإميه إنهآ تفضلهم على عيآله نمـر وأنسـآم .. زيـن !
جآسر: زين زين .. ندري عن ذآ الموضوع , وش التطورآت ؟!
....: فيه وحدتن منآسبه منآسبه منآسبه .. وبهآ أهم صفـه
إتسعت عيونه لآحقهآ بسرعه مندفع وهو حآشر فمه بقضمتين كبيره من الموز إنتفخوآ معهم وجنتيه: عقيـــــــــــم !!!
أرخت كتوفهآ بـ إحبآط نآفثه بـ أسى قبل تجآوبه بـ حنق لآويه فمهآ: لآآء

تقاربوآ حآجبيه بعدم فهم ينآظر فآهد أخوه إللي إعتصر ذقنه بقبضة يمنآه يفرك فيهآ بضيق ونفآذ صبر .. هآلرجّآل الهآدئ المنضبـط , صبره ممتد إلآ مآلآنهآيـه , مآيدري عند أي نقطه فعلاً رح يفلت منه زمآم هآلتحكم ويضع حدّ قآطع ينهي فيه سآلفته المعلقه بينه وبين أمّه إللي شكل مآعندهآ نيّه أبدّ تنهي موضوع فآهد إلآ بـ إنهزآمه وخضوعـه , إستسلآمـه ثمّ إنقيآده .. للي تبيــه !
ردّ بصره لـ أمه سآئلهآ بـ إهتمآم: أجل وشهـو ؟!
....: بـ أوآخر الأربعينآت .. يعني إحتمآل كبير إنهآ بـ سِن اليأس وإنقطع حيضهآ

تبققت عيونه مبتلع ريقه بـ إحرآج من صرآحة لفظ أمه بلآ مرآعآه كونه مُرآهق بـ صفّه الثآني من المرحله الثآنويّه !
قضم آخر جزء من موزته الأولى عآتب عليهآ بـ لوم: بس يمه عمرهآ أبدّ مآينآسب .. أوآخر الأربعينآت من جدك !! ذآ كلآم من برآ برآ .. تلقينهآ بـ الخمسينآت ونصّهآ وفآهد حرآم توه رجّآل ثلآثيني بعز شبآبـه

صآحت فيه بـ حِده وجفآء: هو مآيبي حرمتن يستمتع بهآ لنفسه .. يعني مآيهمه عمرهآ ولآ شكلهآ , هو يبي وحده ترعى له عيآله وتهتم فيهم .. يآولد أنآ اليوم عآيشه لكم ولهم بكره مدري
جآسر: آلله يطول بعمرك ويمدك بـ الصحه والعآفيه .. هونيهآ يآلحبيبه وتهون .. بس علميني صدق شلون عندك هآلمعلومآت ومنهي ذي المره إللي تبي تتزوج بعد مآشآب شعرهآ .. وش قلة هآلحيـآ ؟!
خزته بنظرآت نآريّه تتوعده قآصده إسكآته .. فآهد أسآساً رآفض الفكره من منبت رأسهآ والحين هو قآعد يزآيد عليـه .. ليته صدق يسكت أو يفآرق ..

توسعت عيونه لوهله من إستوعب زلة لسآنه مأشر لهآ بيسرآه فيمآ معنآه إنه بيسكت لتكمل هي بـ إستعطآف رقيق النبره بآللحظه إللي بدآ هو فيهآ يفك قشور موزته الثآنيه ..
....: سآره بنت البقّآلـي يآولـد .. هذي هي .. هآآ , وش إللي يعيبهآ إلآ عمرهآ الكبير وذآ إهو عزّ الطلـب وإللي نبيـه ..

أعقد حآجبيه مستفهم: منهي بنت البقّآلي ذي ؟!!
قآلهآ مدور عيونه يمنه ويسره بتفكير مُتحيّر لتتسع من بعده عيونه مبققه لين بغت تطلع من مكآنهآ مطلق غصته بـ بلعة الموز يكـح بـ حـده متحسس حلقـه ومآسرع مآوقفت أمه على ركبتيهآ مآده له كوب المويه الممتلئ نصفه: خذ يآولد بســم آلله عليــك شفيــك !!

إبتلع الكوب كآمـل بشربه وحده يمسح جبينه إللي ترآءى له إنه تعرق سآئلهآ بـ خفوت متحري صدق الكلآم أو تأكيد المقصد بـ المعنيّه من الإسم: بنت البقّآلي مآغيرهــآ !! العمّـه سآره !! السآحـره أم الدمآمـل ؟!
إتسعت عيونهآ بصدمه آمرته بـ جفآء حآد: تحشّــــم يلــد
جآسر: يمّه ليكون صدق هي نفسهآ ذيك إللي أخوآنهآ صقر وعبيـد !
وأخيراً تدخل فآهـد من بعد صمت مصفق بيديه: أيـوآآه .. هي بنفسهآ وهم إخوآنهـآ

ضرب جاسر جبينه متحسف: آآآآخ .. وآلله مآ أصدق – نآظر بـ أمه مكمل بـ إندفآع – يمه تدرين العيآل وش كآنوآ يقولون ؟! أصلاً معروفه عند العربآن .. السآحره أم الدمآمل .. يوووووه عليهآ قصص وحكآوي .. يقولون خشمهآ طويل حيل مثل السآحرآت بـ أفلآم الكرتون , وفتحة كل خشم يدخل فيهآ أصآبع اليدّ الخمس .. وبعد وجههآ كله دمآمل وش كبرهآ , لو إنفقعـت وحدهآ سآل منهآ كيس دم ..... أو كيس مويه , وآلله مآ أذكـر

بزغت عيونهآ لآخرهم مبققه تخزه يبلع لسآنه وينطم إنمآ لآحيآة لمن تنآدي .. شرد بعيونه متذكر الحكآوي القديمـه والظآهر إنه إستأنس بسردهآ لين صآح فآهـد وبوجهه تعبير إشمئزآز قويّ: بـــس خــــــــــلآآآآآآص
جآسر إللي توّه وينتبـه , أجفله فآهد من شروده وسرده لينآظره بوجه مرتعد: بســم آلله خرعتنــي , شفيك إنــت ؟!!!
فآهد: شهآلكلآم مآتخآف ربّك إنت ؟!! وش لك بحريم النآس ووش إللي درآك أصلاً عنهم تهذر فيهم يآقليل الدسـم ؟!!

قوس شفتيه مقلب عيونه مجآوبه بـ برود: مدري عنهم بس ذآ إللي سمعته من زمآن يوم إنّآ بزرآن .. كآنوآ العيآل يخآفونهآ ويعآيرون صقر وعبيد بـ أختهم سآره هـذي , يقولون السآحره أم الدمآمل .. شدخلني أنآ !
سأله فآهد بوجه شآحب اللون بآهت الملآمح مأخوذ بـ الصدمـه والذهول وعدم التصديق: صدق وجههآ فيه دمآمـل ؟!

جآسر: الصرآحه مدري مآشفـت .. بس معروفه إنهآ شينـه , مآحد يقدر ينآظر بوجههآ .. تخوف تخوف , إلآ تـروّع .. يقولون بس تشوفهآ مرّه ينقلب حآلك ويتبدل كيآنك , تخترع أو تنهبـل .. يروح عقلـك وتجيك كوآبيس تشوف وجههآ وفيه الدمآمل .. كبيره وفيهآ مويه صفرآء لزجـه أو فيهآ دمّآن ورديّـه ...... ولزجـه هي بعـد .. اي والله

وقف فآهد بسرعه يسرآه مبسوطه على بطنه ضآم قبضة يمنآه فوق فمه بعدمآ إستشعر التقزز وإستثآرة القيئ .. لحظآت ويجيب مآبجوفه ..
منعه عن الخروج السريع مآيشوف إلآ خطى قدميه المتسآرعه على الأرض بعيونه المخفضه إصطدآمه القوي بـ جسد نحيل البنيه مآثله طولاً مرتده خطوه مختلة التوآزن للخلف ليلحقهآ هو مشدد من مسكته للوحي كتفيهآ العريضين ثم نزولاً لذرآعيهآ معتصرهم وبقوّه .. يظهر الهلع بملآمحه والفجع بنظرآت عيونه هآمس بـ ذعر مبحوح مشحوح: ورر .. وردهـــ

إحتدت نظرآتهآ بـ إرتعآب هآمسه بـ لهفه مرتآعه: اسم آلله عليك يآفآهـد .. شفيــك !!
إحتضن وجههآ برآحتيه المتجمده والمرتجفه متحسس وجنتيهآ بـ بنآن إبهآميه قد كسآه الذعر متمكن من كآمل تعآبيره وتقآسيم وجهه ..
الذعر إللي إنتقل لهآ بـ التبعيّه تنآظره بعيون موسعـه محتدة النظرآت ..
على وضعهم الغريب .. هي شآده كتفيهآ للخلف مشنجـه متصلبّه مستسلمه للمسآت أخوهآ بـ أنآمله المرتجفه لوجنتيهآ النآعمه الصآفيـه خآليه تمآماً من أيّ بثـره .. جلدهآ رقيـق للغآيه وطـريّ ..
تمتم بـ كلمآت متقطعّه غير مترآبطه وغير مفهومه: وجـ .. وجـهك .. سآره .. وججججــ .. وردهـ
سألته بعدم فهم أو إستيعآب للموقف وللي قآعد يصير السؤآل بآهت النبره المتخوفه: شفيـه وجهـي !!
...: وجـجججـ .. وجهــك

على وشك الإنهيآر .. صآحت مآعآد فيهآ شويّ وتبكـي من الخوف وهول الموقف: شفيك فآهـد ترآك تخوفنـي .. شفيـه وجهـــي
تلآ صيحتهآ صيحـة أمهآ: فآهـد شفيــك ع البنــت خرعتهـآ .. إتركهـآ
....: وجهــك ... دمآمـــل .. وجهك فيه دمآمـل .. كبيـره
بـ هلـع وفجـع وصل معآهآ لآخره وأقصآه دفعته من صدره دآخله المجلس متحسسه وجههآ في حآلة شبه إنهيآر مفرقه مآبين سآقيهآ منقله نظرآتهآ المرتآعه مآبين أمهآ وبين جآسر المنسدح على ظهره يديه فوق بطنه ويظهـر إنه في نوبة ضحـك عآتي !

سألتهم بـ إنهيآر صآئحـه صآرخـه بـ إنهيآر أعصآب كآمل بآسطه رآحتيهآ على خديهآ: وجهــي يمّـه .. شفيـه وجهــي !! دمآمـــل إيـــش !!
قآلتهآ بـ اللحظـه إللي إرتجف فيهآ كآمل جسدهآ بـ نفضه وإرتعآشه قويّه من لمسـة فآهد إللي يظهر وكأنه إسترد وعيـه وأفآق ..
هدأت ملآمحه المرتآعه إلآ من عقدة حآجبيه القآسيه مآسح على شعرهآ بـ حنـوّ ضآمهآ لصدره مربت على ظهرهآ بـ هدوء: خـلص إهـدي ..
ضمت قبضتيهآ لصدرهآ هآمسه بـ وهن مرتجف: فآهد إنت شفيـك ؟!!

أبعدهآ مسآفه قصيره عن صدره محتضن وجههآ هآمس برقه متنآهيه: معليش سآمحينـي .. أنآ بس إرتعت شوي وشرد عقلـي
سألته بعيون دميعه لآئمه: وش هآللي قلته أجـل !
إبتسم جبراً بـ أسف مردف: وجهك زين وصآفي مآشآلله .. آلله يحفـظـك ......... آلله يحفظك

قآل تكرآر الأخيره بـ بهوت وخفوت شبه مسموع وكأن الروح قد فآرقت جسده بعدمآ فآرق اللون وجهه مبتعد عنهم هآدئ الخطـى المتثآقله لحد مآختفى طيفه تمآماً من المجلس لترد هي سآئلتهم بعيون محتده وعقدة حآجبين قآسيه مستفهمه سآئله أمهآ بعدمآ تعلقت عيونهآ لحظآت مطولّه على جآسر إللي كآن منتهي على الآخر يشآهق أنفآسه المنقطعه .. تآره ينسدح على ظهره رآفس الهوآ برجوله وتآره ينقلب على بطنه دآق الأرض بقبضتيـه في نوبـة ضحك عآتـي غير مبررة الأسبآب !

....: إنتـو شفيكــم ؟!!!!
أطبقت أمهآ فمهآ بآلقوّه منقهره تنآظر جآسر بـ حقـد لو بيدهآ وتقدر قآمت وتوطتـه ..
مآقدرت إلآ إنهآ ترفع ربطـة الموز المتمآسكه وتمت تقلعه منهآ وتحذفه بآلقوّه عليـه مفرغـه جمآم عصبيتهآ وكومة غيظهآ وغضبهآ بآلموز إللي تحذفه وحده ورآ الثآنيه صآئحـه بـ قهر: آلله يآخــذك يآكلـــب .. لآبآرك آلله فيك يآجآسـر .. حسبي آلله عليــك .. أشوف فيك يوم يشرد فيه عقلك وتنهبـل يآقليل الخآتمـه هو أخوك نآقص !! مو كآفي البلآ إللي إهو فيـه جعلـك بآللــي آآآآآآخ .. آستغفرك يآربي
ورده: يمّه شفيكم ! وش الموضوع خرعتونـي !!

إمتدت سبآبتهآ المشنجـه صوب إللي إنبطح يشآهق أنفآسه مجآوبتهآ بـ صيحـه صآرخه موجة القصد لـ جآسر: سويد الوجـه هذآ تخيلي وش إللي قآله عن سآره البقّآلـي .. مدري من وين له هآلكلآم ... حسبـــي آلله ع العــدو
تحسبنت بـ ندب مآسكه جآنبي رأسهآ المخفض لحجرهآ إدعآءاً لإحسآسهآ بـ ألم الرأس المبآغـت لتسأل هي بـ بهوت مستفهمه: وش إللي قآلـه ؟!

سألت ثم أرخت كتوفهآ بيأس مطلقه زفره بآئسه مكمله بـ نبره يظهر فيهآ الخيبـه والإحبآط: يمّه الله يهدآك مو إنتهينآ من سآلفة سآره هذي !! صدقيني وآلله حرآم عليك تظلمين فآهد ولدك مع سآره هذي .. مستحيـــل .. مــرررره .. أبــدّ .. ذي مآتصلح لآ له ولآ لأي رجّآل ثآنـي .. ريحي نفسك عآد وريحيـه ولآ عآد تفتحين طآري هآلموضوع يمّه تكفيـن ..

صفقت أعلى وركيهآ بقوّه مصدره طرقعه مسموعه هآزه ظهرهآ بـ ندب ريحه وجيّه سريعه: إي خلآص .. فعلاً إنتهينآ .. مو هذآ الكلــب قآم بـ الوآجـب مشكـور !! قآل إيش خشمهآ طويل يدخل بفتحته خمس أصآبـع ووجههآ كله دمآمل يسيل منهآ المويه والدمآن !

بققت عيونهآ بصدمه لـ جآسر إللي ردت له نوبة الضحك وشكلهآ بتجيب آخرته ..
إنقطعت أنفآسه وصآر يلهث لآثم فمه بكلتآ رآحتيه في حين هزت هي رآسهآ نفياً بنفضه قويّه للأفكآر التخيليّه إللي بآغتتهآ متصوره هيئة سآره كمآ وصفهآ جآسر بآلعه ريقهآ بصعوبه من سوء التخيّل وبشآعة الهيئه والمنظر: آستغفـر آلله .. جآسر إنت من وين لك هآلكلآم عيب عليـك
بصعوبه إلتقط أنفآسه رآد بنبره مخنوقه: بآلله إنتي أكدي لي هآلكلآم .. خشمهآ طويل حيل ولآ لآ ؟! وجههآ معبى بثور ودمآمل ولآ لآ ؟!

إنعقدوآ حآجبيهآ أقصآهم إستنكآراً ليكمل هو: بنت البقّآلي هذي أسطوره من أسآطير الرعب .. أشهر من النآر على العلـم
أطلقت زفرة ضيق مسموعه وكأنهآ تقول له – مآعندك سآلفه –
سفهته موجهه كلآمهآ لأمهآ: آلله يهديـك .. شوفـي يمّـه ..
نآظرتهآ من مكآنهآ وبآقي على وضعهآ مآسكه جآنبي رآسهآ بـ إصبعي يمنآهآ الوسطى والإبهآم مظلله فوق عيونهآ لتكمل ورده: آدم من شويّ كلمني وقآل سآعتين ويجيني .. يبي يشوفني ضروري
إحتدت نظرآتهآ بـ إنتبآه شآبه شيّ من القلق: خير عسى مآشـرّ !
قوست فمهآ مآتدري رآده: مدري وآلله مآقآل شيّ ..

....: صآر شيّ على زوجـة أخوه أو ولـدهآ ؟!!
ورده: مدري يمّه وآلله .. بس قآل يبي يشوفني ضروري وبعد سآعتين .. يعني بعد صلآة العشآء ..
أومأت رآسهآ بـ هدوء مغمضه عيونهآ بـ همّ هآمسه بـ خفوت: إي يمّه حيآه .. يجي بـ أي وقت
ورده: طيب يمه أنآ برقى غرفتي أبدّل ملآبسي .. مريت بس أعلمك إنه بيجـي
...: إي يمّه مآعليـه .. لحظـه بـس

قآلت الأخيره طآلبتهآ الإنتظآر متكأه على رآحتهآ اليمنى المبسوطه على الأرض متحآمله على نفسهآ لأجل توقف ومآسرع مآتدآركتهآ ورده ثآنيه نصفهآ العلوي عليهآ قآصده مسآعدتهآ على الوقوف: تعآلي يمه وقفـي .. إيه .. مآعليـه

أشبكت ذرآعهآ الأيسر بذرآع ورده الأيمن متعلقه فيه متخصره بيمنآهآ شآده على جآنبهآ بملآمح يظهر فيهآ التعـب عآضه بـ أسنآنهآ العلويه على شفتهآ السفلى المطبقّه مردفه بـ نبره مُرهقه: بروح المطبخ أوصيهم يجهزون ضيآفة آدم ..

قآلتهآ بـ التزآمن مع سقوط عيونهآ على ذآك إللي تمآلك نفسه أخيراً مربع الجلسـه بـ ظهر مستقيم مطبق فمه إللي إختفى تمآماً من وجهه وقد إمتى حجر ثوبه بـ الموز إللي إلتقطه من أمه خآفض بصره ينآظر الأرض بخشوع تحآشياً لأي كلمة ممكن تصك بـ جنوبه أو تنخر له عظآمـه ..
مآقدرت هي إلآ إنهآ تقلب عيونهآ بعدمآ خزته بـ حقد رآمقته بـ نظرة إحتقآر مشمئزه هآمسه بـ نبره شبه مسموعه: لآبآرك آلله فيــك يآجآسـر يآولـد مُعـآذ المآلكـي .......


/
/

إقتحمت غرفتهآ بدون طلب الإذن أو حتى مجرد الطرق لتقآبلهآ هي بوجه ممتعض رآمقتهآ بـ إحتقآر مُردفه – القـطّ – المُبطن بـ الكلآم: وينك من أدآب الدخول والإستئذآن سِت ريتآج ؟
....: مآلك دآعي , أنآ مآحب أحد يقتحم خصوصيآتي , انآ غيرك
....: وشهو الفرق إن شآلله ؟!

نقزت فوق سريرهآ جآلسه ثآنيه ركبتيهآ تحتهآ مفرقه مآبينهم بوضع الضفدعه وعيونهآ تبرق بهجه: مو وقته , عندي لك خبر حلـو !
إحتدت نظرآتهآ لثوآني معدوده قبل تنزل جوآلهآ من يدهآ مبعده السمآعه اليمنى عن أذنهآ سائلتهآ بـ اهتمآم: خيـر !
حركت لهآ حآجبيهآ الحركه السريعه مجآوبتهآ بـ مكر: أبوي يبيـك .. طآلبك بـ الإسم , أظنك عرفتي السآلفه الحين !
من فور إستمآعهآ وقفت على ركبتيهآ موسعه عيونهآ المتفآجئه تسألهآ الصدق: بـ آللـــــــــــه !
أدخلت إظفر إبهآمهآ الأيمن تحت إظفر الوسطى وكأنهآ تنظفه نآفخه عليه من هوآ أنفآسهآ إدعآءاً لـ اللآمبآلآه: أهــآآ .. يبيك بـ المجلس تحت بس بعد صلآة العشـآء مو الحين
بلعت ريقهآ مصدره صوت مسموع سآئله وعيونهآ تدور بـ الفرآغ: تتوقعين وش بيقول ؟!
رمقتهآ بنظرة إستخفآف هآزئه مُردفه بـ لؤم: يعننك مآتدريـن ؟!

....: إيش ؟!
....: يمديك من الحين تفكرين بشكل فستآن الزوآج والتسريحـه وشكل الكوشه وووو .............. – ضيقت عيونهآ ملعبّه لهآ حآجبيهآ بـ خبث ولعآنه مكمله - وأول يوم مع عآصم الممرض ! هههههه
رفعت مخده صغيره مربعة الشكل من جمبهآ حآذفتهآ بوجههآ مدعيّة الضيق والعصبيّه: يلآ منّآك .. مآلت على أشكآلك
....: ههههه أحلآ صيتـوووه بتتزوجيـن

تحسست وجنتيهآ قآصده تهدئة إنفعآل إشتعآلهم أو ..... إحترآقهم , رآفعه بصرهآ للسقف نآفخه هوآء أنفآسهآ مستجدية سكون نبضآت قلبهآ القويّه وتوترآت أعصآبهآ العنفوآنيّه: أوووووف وش ذآ .. قلبي يمّـه

وقفت عن السرير مُعقبه بـ تحذيـر: بس هــآآآ
....: إيش ؟!
....: أبوي قبل أجيك قآل مآيبي أحد بـ المجلس إلآ إنتي , حتى أمي كرشهآ برآ .. يآويلك صيتووه تقفلين البآب ورآك .. أنآ وأمي بنوقف ورآ البآب ونتصنت نبي نسمع حنّآ بعد وشهو اللي بيقوله أبوي
....: هههههه ريتــآآآآآآج

تجعد أنفهآ بـ اشمئزآز رآمقتهآ بنظره إحتقآر من رآسهآ لقدميهآ بلآ أي سبب يُذكر قبل توليهآ ظهرهآ رآفعه لهآ سبآبتهآ اليمنى بـ توعد: يآني ويّآك أشوف البآب مقفـل ..........


/
/


مآبعد العِشـآء ..

توقفت حركة فرشآتهآ الدآئريه موقفه معهآ توزيع البلآشر على عظم وجنتيهآ البآرز بـ إبتسآمه قصيره منصته لصوت الطرق على بابها يظهر وكأنه ايقاع – الدفّ – صاحبه لحن صوتي من حنجرة اصغر اخوانها: يـــآآوردآآآ , إفـتآآحــي , يــآآوردوووش , إفتآآآحــــي .. يــآروزآآ .. آدم تآآحــــت , ينتظــرك .. إفتـآآحـي , يآروزآآ .. إطلعـــي

بقوّه .. وبسرعه , فتحت البآب لآخره مُدّعيـه العصبيّه والإنزعآج بملآمحهآ الوآجمه المتكدره صآحت: بــــــــسس ! وش ذآ الصــــوت !
رمش بتوآلي وبتسآرع بعدمآ إتسعت عيونه وتوقفت حركة شفآهه فآغر فمه بتعبير أبلـه مصدوم من عصبيتهآ , ومذهـول !
لفظ بـ بهوت شبه مسموع: آدم تحـت

عذبهآ برآءة شكله وصدمته إللي بآقي محتله وجهه مقرره أخيراً تبديل قنآع الغضب لإبتسآمه وآسعه متحسسه رآسه مقحمه أصآبعهآ بفروته غزيرة الشعيرآت مدآعبته بمشآكسه: ههههه خلآص خلآص ترآ أمزح .. صوتك حلو
كشر بـ بعبوس عآقد حآجبيه: وش ذآ المزح ! وأنآ اللي طآح وجهي
ولته ظهرهآ رآده لمرآيتهآ: هههه إيه كذآ حسيت فـ قررت أرحمك

تبعهآ بخطوآته الصبيآنيه مأرجح ذرآعيه بـ الهوآء على جآنبي جسده لحد مآوقف على مقربه منهآ لآوي فمه بـ عدم إعجآب طآلبهآ: ورده غيري ملآبسك
بسرعه إلتفتت له سآئلته بعيونهآ الموسعه تفآجئ من طلبه: مو حلـو !!
أومأ رآسه إيجآباً مُردف: تشبهين العيآل .. تشبهين سهيـل .. من الظهـر ومن الوجه حتى من الجمب .. لآ عآد تلبسين بنآطيل مب حلوه للبنآت .. تطلعين أحلى بـ الفسآتين والتنآنير وبعد بتقآبلين آدم !! ليش مآتلبسين تيور بدآل ذآ البنطلون ؟!

أخفضت بصرهآ لأسفلهآ تنآظر بنطلونهآ الإسكيني بلونه الأسود , ضيقـه إللي أبرز نحآلة سآقيهآ وطولهـم .. الشيّ المُلفـت غير الحَـسَـن !
بـ خلآف أسفلهآ كآن مقبول نصفهآ العلوي بـ بلوزه قطنيّه سودآء كمر عريض مطّآط مآثله كميهآ المشمرين عن السآعد وقصـه سآبرينآ وآسعه كآشفه عن عظم ترقوتهآ البآرز بـ بروش فيونكه حمـرآء كبيره على الجآنب الأيسر من البلوزه متدلي منهآ شرآئط ستآنيّه ودلآيآت ذهبيّه وفضيّه ...
سآئلته متعجبّه: وآلله مو حلـو !!

....: إي وآلله مو حلو , أقول الصدق .. البلوزه حلوه بس البنطلون لآآ أبد , فصخيـه وإلبسي تنوره .. وبعد وش ذآ الضفيره ؟ فكيهآ وفلي شعرك تطلعين أحلى
عضت الجآنب الأيسر لشفتهآ السفلى محتآره: صدق شبيــب ؟!
جاوبها بهزة كتفيه السريعه مقوس شفتيه: علمتك وبكيفـك
....: يعني البس تنوره كذا رآيك ؟!

ملآ الإبتهآج وجهه متلألأه عيونه بـ الحمآسه مجآوبهآ بـ إندفآع تأكيدي: إيه إيـه
صفقت مره وحده بيديهآ مضيقه عيونهآ بلؤم: إفتح طيب الدولآب وإختآر لي على ذوقك
إنفغر فمه لآخره سآئلهآ ببلآهه مآستوعب إللي قآلته: إيــش !!!
أشرت بذقنهآ صوب ضلف البآب الأيسر للدولآب مردفه: هنآك فيه تنآنير معلقه , إختآر لي وحده وأنآ بعدل شعري لين تختآر

شبيب: ............
إرتفعوآ حآجبيهآ موسعه عيونهآ بـ إبتسآمه آمره تحثه: يــــلآ ....... لآتستحـي

قآلتهآ موليته ظهرهآ فآكه ضفيرتهآ النحيله إللي وصل طولهآ أسفل كتفيهآ بـ قليل تتآبع بعيونهآ شكل أخوهآ بوقوفه متخصر يتأمل ملآبسهآ المعلقّه دآخل الدولآب عآض على شفته السفلى بتعبير المستغرق في التفكير محتآر !

لآشعورياً ومن هيئته إتسعت إبتسآمتهآ هآزه رآسهآ نفياً منزله عيونهآ عن إنعكآسه بـ المرآيه مخلله أصآبعهآ الطوآل النحيله بشعيرآتهآ الخفيفه النآعمه مزدوجة اللونين مآبين الأحمر إللي إنطفى نآريّة لونه من الأطرآف والبني الدآكن بطبيعته من الجذور ..

عفوياً طآحت عيونهآ على الصوره بـ البروآز المثبت على طآولة تسريحتهآ اللحظه إللي بآغتهآ سريعاً حموّ بقنوآتهآ الدمعيّه مفرزه بلورآت متلألأه تعلقت بمحجريهآ بآلعه ريقها بـ صعوبّه من غصّه حست بهآ كتلـه خآنقه بمجرى الحلـق ..
نفس الموقف ينعآد بـ إختلآف الأشخآص ...

وآقفه قبل مرآيتهآ تتآبع حركة – أمهآ – المشتته وهي تختآر لهآ الملآبس بنفسهآ ..
تتعب تحوس بملآبسهآ لحد مآتختآر لهآ وتنسق وبـ الأخير إهي ترفـض !
هي نفسهآ أمهآ جيهآن جميلة الوجه البشوش سمح الملآمح , مريح التقآسيم والتعآبير الهآدئه بـ إبتسآمتهآ المُطمئنـه المؤطـره ورآء زجآج هآلبروآز على طآولة تسريحتهآ ..
لو يرجع بهآ الزمن كآن لبست كل لبس إختآرته لهآ بنفسهآ لو إنه مو على ذوقهآ .. كآن أكلت كل طبخه من يدهآ لو إنهآ مآستسآغت طعمهآ .. لو بس يرجع بهآ الزمن للحظـه عآشتهآ قد تضآعف بهآ الشوق الحين لتعيدهآ ..
ترجع لحضن أمهآ إللي فقدت إحسآسه ..

رآئحة أمهآ إللي غآبت عنهآ .. تحس بلوعـه الفقد يوم تمرغ أنفهآ بـ ملآبس أمهآ ولآتلقى ريحتهـآ ..
في أمسّ الحآجه إنهآ تحآوط وسطهآ وتشدّ عليـه , تدفن نفسهآ بهآلصدر الوآسع الحآنـي , تمرغ خشمهآ بـ عنق أمهآ .. المكآن الوحيد العآبق برآئحتهآ الأثيريّه علّهآ فيهآ وبسببهآ تهدى نفسهآ وترتآح .. تستقر وتستكيـن ..

....: شوفــي هذي !
إنتفض جسدهآ بقشعره هآدئه ملتفته له بـ إرتبآك معلقه نظرآتهآ الضآئعه والحآئره على الشيّ الفضفآض جوري اللون والمنسآب بـ نعومة خآمته الشيفون الخفيفه ليرد سآئلهآ: وش رآيـك ؟!
إبتلعت ريقهآ رآمشه بـ توآلي متكرر أتبعته بـ هزة رآس قويّه قآصده ضبط شتات نفسهآ معقبه بـ إستغرآب شآبه شيّ من الإستنكآر: لونهآ أحمـر يآشبيـب !

....: لآ مو أحمر فآصـخ , لونه غآمق .. احسها حلوه , غيري عاد ذآ اللون الأسود
سكتت تتأمل التنوره وبوجههآ تعبير عدم الإقتنآع ليرد هو مكمل بـ حثّ صبيآني مزعج: يلآ يآورده , جربيهآ بس وشوفي .. خلآص لآتفكرين .. وآلله إنهآ حلوه .. عشآن خآطري .. إلبسيهآ .. ترآ أول مره أختآر لك شيّ على ذوقي وأطلبك بعد لآ تفشليني هآآ بيطيح وجهـي .. وآلله أزعل

أشرت بيدهآ قآصده إسكآته مبتسمه: خلآآآآآآص خلآآص .. يآكثر هرجك , هآت هآت
تهلل وجهه بسعآده موسع عيونه البآسمه بعدم تصديق سآئلهآ: صدق بتلبسينهــآ ؟!!
تنآولتهآ من يده هآزه رآسهآ إيجآباً بـ حرآره: إي بلبسهـآ .. وفليّـت شعري بعـد .. هآ شرآيـك !
مطّ شفتيه المزمومه بـ تصفير اعجآب خآفت أعقب من بعده: أيـوآآه .. كذآ إنتي روزه مو سهـل .. يمه وآلله أرتآع يجيني الوهم , تشبهينه آللهم الشنـب هـع

ورده: ههههه أشوى أجل إن سهيل حلـو ولآ صدق كآن انغبنت
شبيب: ههههه بس إنتي أحلآ طبعـاً
ضيقت عيونهآ بـ لؤم إستيعآباً منهآ لمغآزلته لهآ أو مجآملتهآ !
....: يآولــــــد !
طلع لهآ لسآنه وبسرعه أدخله بـ شقآوه مبتسم ثم مردف قبل تقآطعه هي: يلآ أنآ بطلع وإنتي أسرعي , آدم تحت بـ المجلس مع جآسـر
تبققت عيونهآ بصدمه صآئحه: جآســــر !!!
جآوبهآ بـ برآءه مستغرب تفآجئهآ: إي , شفيهـآ ؟!

أطبقت فمهآ بقهر متذكره سوآة جآسر من قرآبة السآعه بـ فآهد وإللي صآبـه ..
الحين قآعد مع آدم , آلله يستر ومآيهبّل فيـه ..
يهذر بلآ حسآب وكل سوآليفه سآمجه مآيندرى عن علومه وسلومه !

....: شبـوب حبيبي انزل اقعد معهم لين أنتهي لآتخلي الأهبل جآسر بروحه مع آدم ..
إنتفض صدره بضحكة عربجـه وكنه فهم عن قصدهآ تمآماً وأكدّ عليـه ..
....: هــــع , صآدقه .. خلآص أنآ تحت , لآتتأخريـن


/
/
/

ترقبت حركة تمدده المُرهق على السرير بعدمآ إنتهت صلآة العشآء رآد من المسجـد وبرفق إعتصرت الفوطه البيضآء الصغيره فآردتهآ بـ هدوء وبـ حذر عى جبينه ومآسرع مآرفعتهآ من إنتفضت كتوفه وإنكمشت تقآسيم وجهه بـ قشعره وآضحه عآقد حآجبيه بـ وجه عآبس مُتجهّم ..

لحظآت من الصمت موسعه فيهآ عيونهآ بـ إرتعآب بريئ وهو ينآظرهآ بـ وجوم لحد مآ أغمض عيونه زآفر نفس حآر تدآركته هي بسرعه واللهفه بعيونهآ النآطقه خوف وقلق: حرآرتك مثل مآهي مآنخفضت .. أمي ميثآ قآلت أسويّ لك كمآدآت بآرده
أطبقت فمهآ بـ إنتظآر جوآبه إللي مآلفظه .. لآ بـ الرفض أو الموآفقه لترد هي سآئلته بـ تردد حذِر متخوّف: أحطهـآ ؟!!

....: حطـي
شيّ من الرآحه سكن ملآمحهآ الشآحبه خوف كونهآ إرتكبت الخطأ من عدمه لتحلّ إبتسآمه هآدئه بدلاً من الرهبه مبلله المنشفـه معتصرتهآ بهدوء , وبـ رفق فردتهآ على جبينه ثم تمت تمسح من على خديّه المويّه المقطّرّه من المنشفه مردفه بـ قلق بآدي: عُـديّ مرآ حرآرتك مرتفعه !
....: شويّ وتنخفـض عآدي
....: من الصبآح للحين مآنخفضت .. وش أسوي لك علمني .. إنت الدكتور

لآ إرآدياً مآل فمه بـ إبتسآمه مرهقه مجآوبهآ بـ همس مُتعب: لآتسوين شيّ
إقتربت خطوه وآحده من جلوسهآ جمبه مقآبل له على طرف السرير بآسطه رآحتهآ اليسرى فوق بطنه: مُتأكـد ؟!
....: إيـه
....: ليش مرضت فجأه كذآ ؟! – توسعت عيونهآ وكأنهآ لتوّهآ تذكرت شيّ فجأه مكملـه بـ إندفآع – تعرف لمن كنت أمرض فجأه كذآ زمآن فرآس أخوي آلله يرحمه كآن يسألني أول شيّ وشهـو إللي مزعلنـي ؟! مدري وش علآقة الزعل بـ المرض بس كآن يقوّل إنه إذآ صآبني زعل شديد وقويّ فجأه ممكن أمرض فجأه هم ترتفع حرآرتي .. إنت وش إللي مزعلـك الحين هـآآ !!

أغمض عيونه بـ القوّه نآفض عن فكره صورتهآ وتخيّل إنهآ آلحين خآرج دآئرة أملآكـه , ملك غيـره .. صيتـه بـ عصمـة عآصــم !
تحليل فرآس غير منطقـي وأبداً غير علمـي مآيدري ليش الحين يحسّه منتهـى العقـل والمنطق !
غصباً عنه وجبراً شدّ فمه المطبق بـ إبتسآمه ظهرت حزينـه عديمة الحيلـه معقب: أخوك فآهـم الطـبّ غلـط

....: ههههه قلت له نفس الشيّ
....: صآر لي سنوآت مآمرضت .. سنوآت كثيره هذي أول مرّه .. فآلك طيّب يآبنت شبيـب المآلكي
....: ههههه المرض طهـور يآدكتـور
رفع سآعده فوق عيونه مظلل عليهم بـ إنزعآج مردف: هذي الإضآءه .. زآعجتني ومعوره عيوني
بـ سرعة بديهه وإنقيآد سريع أطفأت ضوّ الأبجوره المتعآمده عليه مقفله كل الأنوآر إلآ إضآءة سهّآره خآفته بنفسجيّة اللون فوق بآب الغرفه رآده جآلسه جمبه وقبآله مبدله له الكمآده حآثته على الصبر والمقآومه: تحمّل شـويّ .. ذآ أكيد من تغيير جوّ الشتآ للصيـف

ردّ عفوياً مبتسم بتعب لتعقد هي حآجبيهآ بـ خفّه مستغربه سآئلته بعدم فهم: ليش تبتسـم !
بـ ارهاق فتح عيونه الغائره تعب مجآوبهآ بـ همس مبحوح: كلمتك إللي قلتيهآ ....... أتحمّـل شويّ
دورت عيونهآ بتفكير سآئلته ببلآهه: إيه وشفيهـآ ؟!!
عُديّ: يعني على بآلك إني دلوع مثلك والتعب ذآبحني ! ترآ كله دور برد عآدي
لوت فمهآ بـ حنق سآفهته بوضعهآ للمنشفه على جبينه لحظآت من الصمت المطبق إلآ من صوت أنفآسه القصيره المسموعه بـ إحتدآد وإهتيآج وحرآره ليقرر هو قطع الصمت بطريقه كآنت أغرب ممآ يكون: أبي حآلنآ ينصلـح يآنسمـه
نسمه: ..........

عُديّ: أبي لنآ عيشه طبيعيّه وحيآه مستقره .. أبي أفهمك وأبيك تفهمينـي
رمشت بتوآلي فآغره فمهآ بعدم إستيعآب .. فآجئهآ الكلآم وبـ قـوّه !
عُديّ: دآري إن الغلط مني والتقصير من صوبي بس أبيك تسآعديني .. توّك بزر وبعد دلوعه وهآلشيّ صعب عليك دآري بس أبيك تتحمليّن شويّ ........ بتقدريـن ؟!!
لفظت بعدم تصديق مصدومه: عُــــــديّ !!!!
....: بتحآوليـن ؟!

بفرحة الطفل وإبتهآجه اللآمتنآهي من أبسط مسببآت السعآده إرتمت عليه .. جآنب رأسهآ ووجههآ الأيمن فوق بطنه عآفطه تيشيرته القطني رمآدي اللون بقبضتهآ اليسرى قد شقت إبتسآمه عريضه
وآسعه طريقهآ بوجههآ المتهلل رضآ وحبور مجآوبته بتأكيد حتمي قطعي: أكيـــد يآعُديّ .. أكيـــد .. من أول وأنآ أحآول ومآرح أتعب أبداً أو أمـلّ

قآلتهآ شآهقه نفس عميق من عبقه عديم الرآئحه ممرغه خشمهآ بملآبسه في حين تم هو يدآعب هو فروتهآ النآعمه خفيفة الشعر بـ أنآمل يمنآه اللحظه إللي رفعت فيهآ نظرهآ له مبتسمه لآمعه عيونهآ بسعآده لآمتنآهيه مسنده أسفل ذقنهآ فوق بطنه مردفه بـ نبره متحديّه .. وآثقه ومُشآكسه: غصـب أخليك إنت بعد تحبنـي مثل مآ أحبـك
إرتفع حآجبه الأيسر المخفي تحت منشفة الكمّآده فآرض تحديّه عليهآ بـ القبول: آلله يقويّك أجــل
أعقبت بـ ثقـه مُتحديّه: بتشــوف

....: وش إللي تحبينـه فينـي ؟!
ثبتت عيونهآ المتسعـه بنظرة تفآجئ من وقع السؤآل المبآغت مآقدرت للحين تستوعبه .. إن كآن عفوي أو إنه سؤآل ذآ مغـزى !!
توّهآ وأخفضت بصرهآ مدوره عيونهآ بتفكير متحيّر إلآ ويلحقهآ بـ تنبيـه: لآتفكـري
نآظرته بسرعه النظره البلهآء ليكمل هو بهدوء: لآتفكري بـ الإجآبه ..قولي وش إللي تحبينه فينـي لو إنه شيّ تآفه وسخيـف .. مآبي منك إجآبه نموذجيّه منسقـه ومنمقـه .. مآبيك تتكلفيّن .. لآتقعدين تفكرين بشيّ تظهرين فيه مثقفه أو ذكيه لأنك عبيطـه يآنسمه وغبيّـه

توّهآ بتفتح فمهآ بـ هجوم دفآعي عن النفس إلآ ويسكتهآ بضحكته المتعبه لآحقهآ بسرعه: هههه وترآني أحبّ العبيطآت الغبيّآت .. لآتشيلين هـمّ هآلنقطـه
إرتفعوآ حآجبيهآ بسذآجه التعبير إللي كل مآله يزدآد بلآهه وغبآء فآغره فمهآ وموسعه عيونهآ ليكمل هو بهدوء رآيق شآد على يدهآ اليسرى بيمنآه حآثهآ الإجآبه: هـآآ .. قولـي

بـ عفويّه مطلقه كمآ المنوم مغنآطيسياً أو السآرح في ملكوت آلله جآوبت بـ فهآوه: ضحكتـك يـ آللــــــــــه !!!!
أقفل عيونه بآلقوّه كآتم ضحكه على فهآوة شكلهآ وكميّة البلآهه والسذآجه المحفوره بين قسمآت وجههآ بـ إنبهآر لآمتنآهي سآرحه بشكلـه لتكمل هي بنفس النبره المأسوره والملآمح المبهوره: ضحكتك حلـوه .. خــقق .. حتى صوت الضحكه نفسـه يـآربـآه ! وشكل إبتسآمتك .. أسنآنك وفمّـك .. لمآ تضحك بقوّه أو تبتسم تظهر غمّآزه بـ الذقن عندك يآآآآحلــوهآ يآعُديّ ويآحلـوك .. إنت مـرآ حلو مآشآلله .. إنت أحلى من أي شيّ حلـو قسم بآلله ..

....: مآتحبين إلآ شكلـي الحلـو ؟!

....: أحبّ فيك كل شيّ لأني أشوف كل شيّ فيك حلـو .. يوم كنت تعصب عليّ وتجرحني بكلآمك أقعد أفكر وشهو الشين إللي فيك .. شيّ مقدر أتقبله أبداً يعنني أبي أكرهك بسبتـه بس مآ ألقـى .. وآلله مآفيك الغلـط .. حتى يوم تعصب تطلـع حلو .. شتمك وسبآبك واللعن يطلـع منك حلـو هههه .. ولمن تعصب بآلقوه مرآ مرآ أحسّ لونك يطلع أحمر ودي وقتهآ ألمسك أشوفك حآر سآخن ولآ عآدي .. وفيه عرق مرآ كبير وغليظ يصير وآضح بـ نص جبينك ودي بس لحظتهآ أتحسسه بـ أصآبعي أشوفه طري ولآ جآمد ولآ وش إحسآسه .. أحبّ وإنت نآيم أدخل أصآبعي بشعرك .. تدري إن شعرك أكثف من شعري وآآآآآي يآلقهـر .. وعندك بعد خصلآت ذهبيّه كأنهآ مصبوغه بس دآريه إنهآ طبيعيّه .. وعيونك الخُضر أو الصُفـر مدري عنهم بس يجننوآ مآشآلله وأذونك صغيـره هههه .. أحبّ إحسآسي بآلفخـر إني ملكت شيّ غيري كثير يتمنونه ..

ترآ أدخل حسآبآتك وأشوف تعليقآت ذولي إللي مآيستحون وخآقين عليك .. أحب تطنيشك لهم وهم بس يتمنون لو كلمه وحده .. ولآ الهبلـه إللي تترجـى تكفى يآعُديّ شوف الخآص هههه وإنت معـي أنآ بآلشيّ إللي أخصّ من الخآص .. حآسه إني مميزه فيك .. حآسه إن محد مثلي ولآ أحد بيكون مثلي لأن إنت يآعُـديّ مآحد مثلـك .. إنت وحيد وفريد وخآص فينـي .. أحب هآلإحسآس إللي إنت سببه ومستعده أتعب وأتعب وأتعب بس أوصل للي أبيه معـك .. أبيك بس تحس فيني لو هآلقد – أشرت لـ طرف أنملتهآ السبآبه مكمله – لو هآلقد بس من إحسآسي أنآ تجآهك .. أبيك تشوف فيني لو شيّ وآحد بس حلـو .. أدري إني مو مثلك .. مآفيني من الحلآ الكثير ولآ من الجمآل الشيّ الجذّآب المُلفت ورآسي خآوي وصدق بزر وأهتم بـ أشيآء تآفهه بس أقدر أعطيك كثير وأكثر من إللي ممكن تتخيلـه ويرضيـك بس إنــت إسمـح لي يآعُــديّ .......... بـتسمــح ؟!

سآد صمت مطبـق .. مشحون , متوتر من تجآههآ يفتك بهآ الإنتظآر وترقب الجـوآب ..
بآئس , مُحبط , خآئب وحزين من تجآهـه .. وإن كآنت حبيبتـه صيتـه خطّت بدآيتهآ بـ صفحة جديـده بعيداً عنـه .. قريب من غيره فمآله إلآ إنه يقفل صفحتهآ هي من كتآبـه هـو ..
لفظ بـ منتهى الأسـى والمرآره هآمـس: أسمـــــح ...


/
/


وقفت عند بآب المجلس مُطرقة الرأس في خجـل مطبقـه فمهآ مآنعه إتسآع إبتسآمتهآ لتجيهآ – قرصـه – قآسيه من كوعهآ الأيمن إنتفضت بسببهآ متوجعـه تنآظر ذيك المتسببه بهآلقرصـه نظرة إستنكآر لآئمـه لفعلهآ ومتألمه ..
النظره إللي سفهتهآ هي مبآدرتهآ بـ إبتسآمه ذآت مغزى أتبعتهآ بـ غمزه لئيمه مآكره مردفه: ادخلي يلآ وإحنآ بنوقف هنآ نتصنّـت

تجعد أنفهآ بـ إشمئزآز لآويه فمهآ يمنه متحسسه كوعهآ الأيمن مكآن القرصه الموجعه قبل تشهق نفس عميق من فتحة فمهآ المنفرج زفرتهآ بـ هدوء متوتر تنآظر البآب ثم إلتفتت اللفتـه الأخيره يمينهآ للثنتين إللي وآقفآت وعلى محيّآهم إبتسآمه عريضه وآسعـه .. ريتآج , وأمّهـآ ..
وبـ التبعيّه إمتد بصرهآ للي رمقهم ثلآثتهم بنظرة إحتقآر مقلّب عيونه مقوّس فمه قبل يردف سآخر: الحمممممدلله والشُكـر

بسرعه التفتت ريتآج ورآهآ رآده له نظرة الإحتقآر وبـ إحترآفيّه ثم صدت عنه مأشره برآسهآ صوب البآب هآمسه: ادخلي يلآ صيته حشـى ! سآعه وآقفـه
....: ريتآج مره متوتره مدري ليش !!
قآلتهآ ومآدرت بنفسهآ إلآ وجبينهآ منصقع بـ البآب متقدمّه خطوآت متتآليه متتآبعه مختلّه ومتعثره ,, على وشك أن تهوي وتسقـط .. وعلى وجههآ .. إثر دفعـه قويّه .. خلفيّـه !

الدفعه إللي كآنت بفعل فآعل وإللي مآكآن إلآ أخوهآ الأصغر متلآعن معهآ بهآلحركه دآفعهآ مبآغته من منتصف ظهرهآ بكلتآ رآحتيه لينفتح البآب بسبب دفعهآ هي لـه , اللحظـه اللي إنتفض فيهآ جسـد الجآلس بـ المجلس عآقد حآجبيه أقصآهم محتده نظرآته الوآجمه إللي خزهآ فيهآ وبـ إستنكآر لطريقة دخولهآ لتتدآرك هي نفسهآ ببلعة ريق مدوره عيونهآ المذعوره من هول مآصآبهآ من مفآجئـه ..
برآ المجلس ريتآج إللي إنشد ظهرهآ مبتعده عن البآب ملصقه ظهرهآ بصدر أمهآ شآده شفتهآ السفلى بتعبير متأسف لوضع صيته من لعآنة أخوهآ إللي تمت أمهآ تخزّه بتوعد ليبتعد هو موليهم ظهره بحركة لسآنه إللي أخرجه لهم سريعاً ثم أدخله بـ إستفزآز رآقي الدرج !

....: تعآلي يبـه , بس قفلي البآب أول
إنسيآقاً لـ طلبه سحبت البآب مقآربه على إغلآقه لتظهر لهآ يـدّ ريتآج من ورآه مستلمه الأكره قبل يتقفل تمآماً مطمأنتهآ بـ إبتسآمه مطبقـه مع إيمآءة رآس إيجآبيّه .. أن لآ تتوتـر !
إلتفتت هي من بعدهآ لأبوهآ الجآلس بـ أرضه ثآني سآقه اليمنى تحته مسند كوعه الأيسر بـ التعآمد على ركبته اليسرى المرفوعه يعد خرزآت سبحته الفضيّه بتوآلي سريع لآهج بـ الذكر والتسبيـح ...

بهدوء مُبآلغ فيه يظهر وكأنه حَـذِر .. جلست على يمينـه ثآنيه سآقيهآ تحتهآ مفروده مسنده كوعهآ الأيسر على المتك الإسفنجي بـ الأرض بآدئه الحوآر: سـمّ يبـه
شهـق بـ عُمق مسموع مُطأطأ الرأس وعيونه على خرزآت سبحته إللي بدلهآ من يسرآه لليمنى .. الحركه إللي معهآ إنتقلت عيونهآ للسبحـه في ترقبّ .. شيئ من التوجـس وعدم الإستبشآر سرى بنفسهآ ومآسرع مآستعآذت بـ الله فـ خنث شيطآنهآ بوسآوسـه ..

الترقب إللي قطعه هو أخيراً بـ نبره يظهر فيهآ التردد: صيته يبــه
بسرعه جآوبته: أسمعك يبـه .. خيــر !!
....: ظنتي تدرين ليش أبيك الحين !
كتله هوآئيه إبتلعتهآ مبآغته مصدره صوت شهقه أشبه بـ الشرقه تدآركتهآ من فورهآ بـ حرج خآفضه رآسهآ لحجرهآ ببلعة ريق مرتبكه: ءآآ .. احـم .. إي .. يعنــي .....
....: اسمعي يبـه .. أبيك تفهمين كلآمي عدل , وتدرين إني مآبي بهآلدنيآ شيّ غير سعآدتك والشيّ إللي به مصلحتك ..

إحتدت نظرآتهآ بـ إنتبآه مستحضره كآمل تركيزهآ , اذ إن هآلمقدمـه مآتنذر إلآ بـ الشـؤم وإن كآنت كلمآتهآ مآده بـ الثقه والأمآن بآعثه لرآحه والإطمئنآن !
آثرت الصمت بدلاً من الإستفهآم عن المقصد ليكمل هو بهدوء خآفض رآسه متحآشيهآ بنظرآته المصوبه لسبحته من الجلّيّ انه نفسياً رآفض هآلشيّ إلآ إنه جبراً وحتماً إنه يقولـه ..

....: إنتي خوش بنيّـه .. والولـد طيّـب , لكن يبه مآلكم نصيب ببعـض ..

شهقة صدمه ثنآئيه مع ضربة صدر من ورآء البآب .. ملآمح مذهولـه , رآفضـه , وغير مُصدِقّه !
نآظرت ريتآج أمهآ بعيون موسعه وقد تلآصقوآ حآجبيهآ إستنكآراً ودهشـه لتقآبلهآ أمهآ بنفس الملآمح !
بـ المجلس مآختلف الوضع الكثير إلآ إن تعبير التفآجئ المصرّح عنـه من ريتآج وأمّهآ كآن لـ صيته صآمت بلآ أيّ تعبير أو إنفعآل , وإن كآن لحظياً !
التعبير بوجههآ بليـد بآهت , غير مُترجـم ..

ضآقت عيونهآ مستفهمه , إستفهآماً حسياً أتبعته بـ رمشآت متوآليه مبلله شفتيهآ قبل تسأله بـ وهن مهزوز مرتجـف .. ومُتردد في لفظ السؤآل خوفاً من تأكيد الجوآب: يعـ ... يعنـي ........ رفضنــي ؟!

أغمض عيونه بـ هـمّ مجآوبهآ بزفره مُرهقه: كيف يبـه بيرفضونك وإهم بنفسهم طآلبينك ! الرجّآل أسآساً يعرفك .. مو كآن معك بـ المستشفى وممرض مثله مثلك !
إبتلعت ريقهآ بـ صعوبه غير مستوعبه .. عآصم مآطلبهآ إلآ لأنه يبيهآ , ويبيهآ لأنه من قبل يدري عنهآ وعآرفهآ .. إذاً خيآر القبول أو الرفض كآن بيدهآ هي وأهلهآ .. فـ وش معنآته إللي ينقآل الحين وإللي تسمعه وإللي عجزت للحظتهآ تفهمـه !

هزت رآسهآ نفياً هآمسه بـ صوت مخنوق: مآفهمت يبه ! شقصـدك
مسح برآحته اليمنى كآمل وجهه بـ السحب لـ أسفل يظهر من ملآمحه الهمّ والإبتئآس صآمت لتعيد هي سؤآلهآ بـ إصرآر: وش اللي قصدتـه إن مآلنآ نصيب ببعـض ؟!!
جآوبهآ بـ نفآذ صبر إللي يقط عذر بآلـي يبي ينتهي ويفتك: مآهوب منآسب لـك ولا لنـآ .. خلآص كل شيّ قسمــه ونصيــب

....: كيف مآهوب منآسب لي ؟! يبـه أنآ موآفقه عليـه .. استخرت ربي ومرتآحـه , وإهو بعد يبيني .. شلون كلآمك ! مآفهمـت !!
تربّع بـ جلسته موقف حركة العدّ لسبحته بعدمآ إهتزت أصآبعه مرتجفـه مآقدر يتمآلك أعصآبـه , شيّ من الخور والخدر إنتآبه .. جآهد للمقآومـه متبدله نبرته لـ حزم وصرآمه قآصد إنهآء الحوآر إللي مآعآد فيه شيّ من الطآقه لإستكمآله .. وخزه دآخليـه يحسّ بـ نبضهآ .. وخزه مآكآنت إلآ تأنيب ضميـره الرآفض لـ قرآره المبني على أسآس وآهي وحُجّه بآليـه !

....: الولد طيب ومآبه شيّ ينعآب , والجمآعه مآعليهم غبآر آللهم أصلهـم .. وذآ إللي مستحيل أقبله لآ أنآ ولآ أحدن من جمآعة عربنآ والقبيلـه
ضآقت عيونهآ لحد مآقآربوآ على الإختفآء بـ إستنكآر شديد هآمسه بعدم إستيعآب أو تصديق على وجه الدقّه للي توهآ وسمعته: إيــــش !!!!!

....: الولد مآهوب قبيلي , مآلهم أصل ولآ فصـل .. تبين تزوجين وآحدن بلآ إسم ولآ نســب !
صآحت بـ إعترآض نآفي , مبحوح من الدهشـه مأخوذ بـ الصدمه: يبـــــــــه !!!!!!
....: ترضين تكونين بنت شيخ ونسبك للقبيلـه وزوجك بلآ أصـل ! شتبين العآلم يقولـون ؟!
صدى جملته الأخيره يصدح بـ أذونهآ مسبب لهآ طنين مؤلـم .. شتبين العآلم يقولون , شتبين العآلم يقولون ... بس بهآللحظـه إستوعبت مشكلتهآ العظمـى , هي العآلـم نفسهـم وإللي يقولونـه .. متى تفتك من هآلعآلم ومن إللي يقولونه ؟!

أكمل أبوهآ كلمآته بتعآقب سريـع على شآكلة , أنآ الشيخ علي , وإنتي بنت الشيخ علي .. قبيلتنآ لـ فلآن وأصلنآ لـ علاّن .. وهو رجـل حضري بلآ إسم أو هويّه .....
كلمآته توصلهآ بصدى خفيف يتلآشـى بمجرد وصوله لـ أذنيهآ .. تنآولته بـ إحسآس بليـد ..
إحسآس الشخص إللي سُدّت نفسـه وعآف ..

مآعآد فيهآ قدره على الإحتمآل , مآ آلمهآ الرفض الغير منطقي بنظرهآ إطلآقاً كثر مآ آلمهآ صدمتهآ بـ أبوهآ نفسّه وبـ تبريرآته العنصريّه القآسيـه .. يتفآخر بكونه شيخ رجل دين من أصل قبيلـه وكل مآلفظ به لتوّه كـ حُجّة لرفضـه أبعـد مآيكون عن سمآت الديـن .. والأصـل !

هزت رآسهآ نفياً بـ تحسف بآللحظه إللي طآحت فيهآ دموعهاً بـ خيبة أمـل هآمسه بـ عتب: إنــت يبــه !!!!
شحّ صوتهآ وإنقطـع مآسحه خديهآ بظآهر يمنآهآ مطأطأه رآسهآ في حُزن بآلغ وإنكسآر ..

....: آلله بمشيئته بيعوضك خير , ويعوضـه عنك خيـر ..
نآظرته بعيون دميعـه , فآض بهآ الأسى والكمـد .. سألت بـ همس مخنوق لآئمه عليه وعآتبه: ليش يبـه ؟! إنت الشيـ ..... الشيخ علـي ... هذآ اهو كلآمـك ؟! – شهقت مخآط أنفهآ السآئل مكمله بـ نبره مهزوزه مرتجفه يظهر فيهآ جهد المقآومه والتمآسك وتظهر هي على شفى الإنهيآر – إنت إللي تقول دآيم مآفي فرق بين الإسم والنسب .. الأصل والفصل .. الجنس , والعرق واللون .. غني , فقير .. متعلّم أو جآهـل مآنيب مصدقـه .. مآنيب قآدره أستوعـــــب !! يبـه .... يبـه إنت بنفسك قلت إنه طيّب وجمآعته جود وطيب وأخلآق وش عآد هآلكلآم !! وش يعني قبيلي ولآ حضري , ولد شيخ ولآ علم ولآ دين ولآ حتى ولـد حــــرآآم ليـــــــــــش !!!!

....: تحشمــــــــي يآصيتــــــــه

صآح فيهآ بـ زمجره صآرخه غآضبه رداً على صرختهآ البآكيه معلنه عن خنس الكبـت والمقآومـه وإشهـآر الإنهـيآر ..
إرتجفت شفتيهآ المتأججه تآركه لدموعهآ العنآن .. مُطأطأة الرأس في أسـى وحُزن وإنكسآر بعدمآ ألجمهآ بنظرآته القآسيه المُحذره على التمآدي آمرهآ الحشـم وإنخفآض الصـوت ..

ضمت كفيهآ لبعضهم فوق صدرهآ منتحبـه في سكون موجـع .. تحسّ بـ الظلـم .. شيّ في أقدآرهآ غير مُنصـف .. حلقتهآ المستحكمه كل مآلهآ تضيـق وتستحكم أكثـر , بآت الأمل في إنهآ تفرج مُظلـم مُعتـم ..
آلمه حُزنهآ البآلـغ , طعنتـه دموعهآ ليحسّ بـ نغزآت متوآليـه في قلبـه موجعـه .. يعـزّ عليـه بكآهآ , صيتـه ودوناً عن بقية خوآتهآ وإخوآنهآ لهآ شيئ بقلبـه خآص .. وإن تمنى وفرة الرضآ والسعآده مآتمنآهآ لغيرهآ , إلآ إنهآ الوحيده إللي كل مآ اوشك حآلهآ للإعتدآل ردّ ومـآل ..

وقف على ركبتيه مقترب صوبهآ زحفاً ممتده يمنآه الأبويّه الحآنيه مستقره فوق رآسهآ يمسد شعرهآ بموآسآه هآمس: لآتحزنـي يآبنتي .. آلله إن شآلله بيعوضك خيـر .. دموعك غآليه يآلغآليـه .. لآتبكيــن

....: ليــش يبـــه !!
ضمهآ لصدره من لفظت سؤآلهآ بـ مرآره , مبحوح من أوله , شبه مسموع , مسحوب من آخره يذوب له القلب مشدد من إحتضآنه لنصفهآ العلوي المرتعش بـ بكآء مكتوم وأنين صآمت: بس يبـه حرآم عليك نفســك .. بس يآصيتــه

بـ كلتآ يديهآ تعلقت بسآعده الأيمن الملثم لفمهآ كمآ الغريق المستجدي , وصل بهآ الإنهيآر أقصآه ..
توآلت إنتفآضآت صدرهآ بشهقآت بآكيـه محتده , أعلنت خروجهآ من غمد الكتمآن متوسِّلـه بـ مرآره تقطـر أسـاً وكمـد ..
....: حــرر .. حــ .. حــرآآم عليــك يبــه ...... ليـــ .... ليـــش !


/

حلم الحياه 19-08-16 01:47 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/

بـ جآنب بآب المجلس وآقفه مكآنهآ لقرآبة العشرة ثوآني نآفخه زفرآت هوآئيّه متتآبعه مفرغه فيهآ شحنآت توترهآ الآخذ في التصآعد بمجرد ربط صورته بـ آخر موقف جمعهم وإللي كآن أول موقف حميمي كذلك يجمعهم .. الشيّ إللي أول مره تعيشه وتحسّه ..
إضطرآبآت دآخليّه مُثآره , نبض قوي متصآرع لقلبهآ وإنكمآش بـ أحشآئهآ وتصلّب بـ عضلآت بطنهآ ..
تحسّ بـ إنبعآج حرآره دآخليّه .. أوشكت على الإحترآق !

مسحت رآحتيهآ المُتعرّقه بـ السحب على جآنبي تنورتهآ الشيفون جوريّة اللون ..
فضفآضه طويله لآخر السآق بـ طبقه كثيفه يوصل طولهآ لـ منتصف السآق ولآخر السآق طبقة الشيفون العلويّه الخفيفه الكآشفه لسآقهآ من أسفلهآ .. أبقت على بلوزتهآ السودآء وكذلك شعرهآ المفرود بـ انسيآبيّه ..

أطبقت فمهآ بآلعه ريق أخير قبل مآتقآطع حيويّة جلستهم وصخبهآ بضحكآت عآليّه مجلله من ثلآثة الجآلسين ..
قآربوآ بوضعهم السآئح على الكنب المرتفع للإنسدآح على ظهورهم من شدة إهتيآج ضحكهم المعلوم مسبقاً من المتسبب فيـه .. جآسر مآغيره , وسوآلفه المعروفه مآغيرهآ !

....: السلآم عليكــم
سكون جمآعي مآقدرت فيه الإبتسآمه تختفي من ملآمح ثلآثتهم إللي ردوآ سلآمهآ بـ أصوآت متفرقه بآللحظه إللي تقدمت هي فيهآ بخطوآتهآ صوب إللي إستقآم بجلسته معتدل مآده له يمينهآ بـ السلآم ليبآدلهآ هو بمدّ يمينه إللي إستقرت مُلآمِسه لهآ مشدد بـ أصآبعه المُطبقه على ظهر يدهآ كرسآلة شوق مُبطنّه ترجمتهآ مُلآمسة سلآم سطحيّه .. على إثرهآ إبتلعت ريقهآ بـ إبتسآمه متوتره تدآري فيهآ حرج إحسآسهآ من حركته ليدهآ سآئله بـ همس خآفت: كيفك يـ آدم !

....: وآلله الحمدلله بخير , شخبآرك إنتي !
وقبل ترد هي تدخل هو بعربجـه عفويّه: يعننكم مآتدرون شخبآر بعض ! توكم مقفلين تلفون – قلّب عيونه مقوس فمّه بتعبير إللي مو عآجبه شيّ مكمل كلآمه إللي وجهه لأخوه – : جآسـر , يلآ قــمّ
خزته بنظرآتهآ الحآده تعليقاً تعبيرياً على تلميحه المبآشر لهم وبقلبهآ تتوعد " طيب يآشبيـب , أوريك بعدين "

وكنه درآ عن إللي بخآطرهآ وإللي تهدد فيه , مآرد عليهآ إلآ بـ السفه موقف عن مكآنه بميلة رآس صوب البآب لأخوه جآسر إللي وقف معه كـ إشآره لـ وجوب إنصرآفهم ..
جآسر: إيه يلآ .. – التفت ورآه إلتفآته أخيره لـ آدم مبتسم – حيّآك يـ آدم , خذ رآحتك وحنّآ كلنآ برآ إن بغيت شيّ ..

مآردّ آدم إلآ بـ إيمآءة رآس إيجآبيّه ملحقه بـ إبتسآمه هآدئه تترقب عيونه إنصرآف ثنينهم من المجلس إللي خلآ أخيراً إلآ من وجودهم سآئلهآ بنبره لعوب ونظره لئيمه مآكره: أهليـن يآلوردهـ
شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه قصيره متوتره مآسرع مآختفت شآده أطرآف شعرهآ المفرود كـ حركه إعتيآديّه عفويّه بمجرد إستشعآرهآ الحرج , إحسآسهآ بـ التوتر , الإرتبآك , الخجل .. أو في محآولآتهآ للتحآشي والهرب !

بلآ جوآب لفظـي , جلست جمبه فآصل بينهم متك إسفنجي بحركه سريعه مقصوده منه رفعه من الوسط منزله على يسآره مقترب منهآ الخطوه الوحيده الفآصله محل المتك إللي أزآحه بآللحظه إللي من فورهآ وقفت هي عن مكآنهآ بـ إرتبآك وصل أقصآه تنآظر البآب المفتوح لآخره بعيون موسعه نآقلتهآ مآبين البآب ومآبينه هآمسه بـ صوت حِذر متوخي من بين أسنآنهآ: إنت وش إللي تسويّه !

....: مشتآق لك
بزغت عيونهآ بعدم تصديق للي يقوله , من جده هذآ مو وقته يتميلـح , ردت مُنبهه له بـ همسهآ المخنوق من بين أسنآنهآ: مآسمعت جآسر وش قآل ؟! كلهـم برآ .. فآهد وسهيـل وجآسر وشبيب ..
....: شفيهآ يعني , وشفيك إنتي مو على بعضـك !
ثبتت عيونهآ المتفآجئه بعيونه الثآبته يشوبهآ بسمه حسيّه قبل مآتوترهآ نظرآته المأسوره المعلقّه عليهآ رآمشه بتوتر مدوره عيونهآ يمنه ويسره بـ تشتت تحآشياً لنظرآته المطولّه شآده أطرآف شعرهآ بـ أصآبعهآ المغلغله فيه بآلعه ريقهآ بـ إرتبآك قبل تسأله الشيّ إللي عفوياً انحدر من طرف لسآنهآ ويظهر إنه أبلـه سخيـف: إيـه وإنت شخبآرك الحيـن !!

تقآربوآ حآجبيه لوهله بـ إستغرآب يستوعب السؤآل إللي جآوبه بـ إبتسآمه عريضه ظهرت معهآ غمّآزة خده العميقه والوحيده: طمنيني عنك إنتي الحين .. وليش قآطعه عنّي ومآتردين على جوآلك ؟ .. مسآكين إخوآنك يحسبون كلآمنآ مآينقطع بـ التليفون , مآيدرون إني جآيك اليوم معطيك العلم بـ رسآلـه !
جت بترد إلآ ويسكتهآ بحركته الهآدئه يوم ربّت على الكنب جمبه طآلبهآ الجلوس مكآنهآ أولاً قبل تبدآ وتتكلّم ..
المكآن إللي تمت مثبته عيونهآ عليه وملآمح البلآهه محفوره بوجههآ متردده , ومحتآره ..
التردد والتحيّر إللي إنتهى بـ إستسلآمهآ جآلسه جمبه ضآمه رآحتيهآ لمآ بين فخذيهآ خآفضه بصرهآ في حرج , مآتلومه في لومه لهآ وإهي المخطئـه , ردت متعذره: مآفيه سبب .. بس كآن ضآيق صدري وحبيت أبتعد شوي

....: حتى إنك تبتعدين عنّـي !
ورده: .........
مسح على شعره ينآظر السقف بـ هـمّ مكمل: أحس الأدوآر تبدلـت , أول إنتي تترجين أعلمك كل شيّ يصير معي وتتشكين من جفآي وبرودي والحين أنآ .. أحس إني تعلقت فيك أكثر من تعلقك إنتي فينـي
عضت شفتهآ السفلى بحرج مآتدري الجوآب !
لحظآت من الصمت لحد مآكسر السكون صوته الشجـيّ إللي صدح بـ المكآن ..
لحن رقيق نآعم , هآدئ , ومُريـح .. شآمي آللهجّه , لبنآني اللكنـه .. بـ التأكيد صوت إليسـآ السآحـر الآسـر ..

....: مآعآش الـ بدّو يزعلك , بمحيـه بلغيـه من هآلحيـآت ( ة )
يآحبيبي إضحكلـي مآ أجملك .. تسلملـي هآلضحكـآت
يآحبيبي إتركني أتأملك , ولآ اشبع منك بـ السآعآت
تبئى إلي وآنـآآ إلـك , يآ قمري بهـ الليـلآت

إنفغر فمهآ بـ إبتسآمه حسيّه مُتفآجئه لآمعه عيونهآ بـ حُبّ صآرخ مُتأجج متفحصّه أدق تفآصيله وهو بعده يدندن لهآ لحد مآنتهى أخيراً وقد مآل فمه الصغير رقيق الشفتين بـ إبتسآمه عذبه آسره في حين إرتفع حآجبهآ الأيسر معقبه بـ مُشآكسه: أحـلآ يآ إليسـآ
جآوبهآ بـ مشهد تمثيلي مُتقن الأدآء: ولك لعيونك بدّي صير هيفآ وهبي

تعآلت ضحكتهآ إللي كتمتهآ بمجآهده مطبقه فمهآ معتصره عيونهآ من طريقته في التقليد الإحترآفي لـ هيفآ وهبي , إبتدآءاً من نبرة الصوت وصولاً حركآتهآ وإيمآءآتهآ المعتآده في المُبآلغه بمآ يسمى بـ الدلآل والدلع والمرفقه بـ الحركه الأشهر في رمشة عيونهآ وتقليب جفونهآ مع سحب خصله من الشعر لمآ ورآء الأذن !!

....: ههههه حسبـي آلله عليك يـ آدم .. وقّـــف
إعتدل أخيراً رآد لوضعه الطبيعي بصوته الرجولي: أهم شيّ تضحك وردتي وتستآنس
....: غنّي شيّ لهيفآ وهبي

إنعقدوآ حآجبيه والجمود بوجهه بـ تعبير – وآلله !! – , اللحظه إللي رقّت فيهآ ملآمحهآ بـ إستعطآف متوسله , ضآربه الأرض برجولهآ الحركه الطفوليّه لـ طلب الشيّ واستجدآئه: آدآآآآآآآم .. تكفــى
بـ تبآطئ , إتسعت إبتسآمته مردف بـ همس: أروح فدوه لـ آدم هذي إللي طلعت منك الحيـن
أشآحت عنه بوجههآ مبلله شفتيهآ بـ حرج مبتسمه: طيب يلآ غني شيّ لهيفآ وهبي

....: ليك الوآوآ , بوس الوآوآ , خلّي الوآوآ يصـحّ ! لمآ بِستوآ الوآوآ شِلتوآ , صآر الوآوآ بـحّ
تمت تضرب الأرض برجولهآ لآثمه فمهآ برآحتهآ اليمنى محركه يدهآ اليسرى بـ الهوآء وكأنهآ ملسوعـه بـ النآر , محترقـه ...
من فرط ضحكهآ , دمعت عيونهآ !
آدم فعلاً ومن ضمن موآهبه المتعدده كآن محترف تقليد , وعند تقليد هيفآ فهو قد توصّـى وبزيآده .. سوآءاً بـ الصوت , أو طريقة الأدآء التمثيلي بـ نظرة العين الملآوعه , أو هزة الكتف الأيمن المُتدلله .. مطّ الشفتيـن وتقليب الجفنين !
أشرت له بيسرآهآ طآلبته يوقف: ههههه أدآم خــلآآآآص تكفــى .. خلآآآص وآلله رضيت وإستآنسـت ههههه

آدم: صــدق !
هزت رآسهآ بـ - نعـم – مرّآت متوآليّه بـ ابتسآمه مُطبقّه ليردف هو ببرآءه: أعرف لـ ميريآم فآرس بعـد
صآحت مقفله عيونهآ فآغره فمهآ لآخره ضآحكه: ههههه لآآآآآآآآآ
اعقب بهدوء مُطلق زفره مُطمئنه: إيه , خلآص طيب
....: ههههه آآخ منك يـ آدم
حكّ أسفل ذقنه بتفكير هآمس: آآخ من الوآوآ هذي إللي ضيعت نصّ الشعب

ورده: هههه ليش يعني ؟!
آدم: كلنآ نبي نعرف وين مكآن هآلوآوآ بـ الضبـط !
بيسرآهآ ضربت أعلى وركه الأيمن ضآحكه: ههههه وش ذآ التفكير صفّـي النيّـه
آدم: ههههه عجـزت هههه
هزت رآسهآ نفياً بقلة حيله مبتسمه قبل تردف مغيّره الموضوع: على فكره شكلك حلو .. أحبّ هآلإستآيل عليك أكثر من الثوب .. أو مدري يمكن بسبب عيشتي بـ مصرّ مآكنت أشوف أحدّ يلبس هآلأثوآب ..

مرر سريعاً نظره شامله لنفسه ابتداءاً من اسفله .. حذاءه سبور أبيض اللون من لآكوست بنطلونه جينز فآتح مُشبّح بـ لون أبيض بآهت إبتدآءاً من أعلى الوركين وصولاً لمآ تحت الركبتين , قميصه كآروهآت وآسعه أبيض في أحمر مُشمّر السآعدين ..
أغمض عيونه هآز رآسه نفياً: مآعليك من شكلي الحين , أبعـرف ليش مآعلمتيني بآللي سوته نآهد مرت أخوي معـك !!

أشآحت عنه بوجههآ تنآظر يمينهآ بلآ جوآب معلنه بهآلتصرف عدم رغبتهآ في خوض هآلحوآر ليرد مستنطقهآ بـ إصرآر بعدمآ أطبق يمنآه فوق يسرآهآ: هآ يآوردتـي .. تكلمّـي
إبتلعت ريقهآ بتوتر من ملآمسته الدآفئه لهآ مبلله شفتيهآ برأس مطأطأ هآمسه بـ خفوت: عآدي يـ آدم مآصآر شيّ , هي وقتهآ كآنت مُنهآره بسبة ولدهآ وأنآ كنت أحآول أهديهآ وصآر إللي صآر

آدم: وشهو إللي صـآر !
نآظرته بـ جمود متعجبّـه من قصد سؤآله وإن كآن فعلاً مآيدري ولآ قآعـد يدّعـي ! شلون أول يسألهآ عن إللي صآر مع نآهد تحديداً وآلحين يستفهم عن طبيعة إللي صآر ؟!

رمشت بتوآلي تجمع شتآت أفكآرهآ قبل تصدّ عنه هآمسه: عآدي يـ آدم قلـت
تمّت على وضعهآ للحظآت من الصمت معدوده قبل يوصلهآ صوته
رقيق هآدئ طآلبهآ بعدمآ شدد من مسكه ليدهآ: نآظريني أشـوف بـ تردد إلتفتت نصف إلتفآته له لتحس بـ أنفآسه الحآرّه القريبه منهآ تشعل صدغهآ الأيسر .. صوّت مؤقـت رتيب آخذ فـ التصآعد هآلصوت مآكآن إلآ نبضآتهآ القويّه المُنفعلـه ..

وبـ ذهول خدر كآمل إرآدتهآ وتحكمآتهآ , يبسـت حركتهآ من لفـظ جملته المبحوحه شبه المسموعه بـ التزآمن مع ملآمسة ظآهر أصآبعه اليمنى الرقيقه لخدهآ الأيسر النآعم: هآلخـد بس ينبـآس .... مو يتصفـق
ختم جملته بـ قبله رقيقه هآدئه لوجنتهآ اليسرى إللي تأججت بـ حيآء صآرخ .. وتوّ مآفعل فعلته شهقت بـ تفآجئ شهقه سريعه مسموعه سحبتهآ ولآ قدرت تُطلقهآ , إنتفخ صدرهآ محتبس النفس دآخلهآ لتحس بغصّه في حلقهآ مخنوقـه ..

آدم: هي فعلاً كآنت مُنهآره مآدرت وقتهآ ولآ حست , إعتذرت مني عن إللي سوته ومآتبي إلآ رضآك
بسرعه لحقته بـ نفي سريع جآهر النبره: لآآآآ , لآ وآلله يـ آدم عآدي .. أبدّ مآفي شيّ ومنّي متضآيقه منهآ أبداً .. أنآ بكره بكلمهآ وأعلمهآ إنه مآفي شيّ وصآر خيـر ..

أطبق فمه بـ إبتسآمة أسى مُطبقه قبل يخفض بصره للأرض في حُزن على حآلـه وسوآة نفسـه الضعيفـه , بيده جنى على نفسـه بعلآقته مع نآهـد إللي أُقحِم فيهآ جبراً .. شِتآن مآبين وبين .. ذيك اللعينه شلون تهدد وتتوعد وهذي البريئه شلون تسآمح وتعـذر !

....: مآيحتآج تكلمينهآ , إهي بس إعتذرت وطلبت مني أوصل إعتذآرهآ لأنهآ مُحرجه منك , فـ لآتكلمينهآ وتزيدين عليهآ الحرج .. مثل مآقلتي , صآر خير
إنفغر فمهآ ببلآهه تنآظره بـ جمود للحظآت يترجم فيهآ عقلهآ الكلآم إللي إستوعبت أخيراً منطقيته وإن أي مبآلغه بـ ردّ فعلهآ وإن كآن بـ حُسن نيّه وعن طيب مقصـد ممكن فعلاً تزيد من إحسآس نآهد بـ الحرج .. هي أولاً وأخيراً كآنت منهآره مو بوعيهآ غير مدركه لأفعآلهآ وإللي بدر منهآ من تصرفآت , والأكيد إنهآ إستوعبت بعدمآ هدأت أعصآبهآ وإستقرت نفسهآ فمآله دآعي الحين هي تزآيد عليهآ لو بقصد التهوين عنهآ والتخفيـف !

شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه هآدئه مآثلت هدوء نبرتهآ: خلآص أوكي .. مثل مآتشوف إنت وتبـي
....: آلله ! وش هآلطآعه وش هآلزين .. محلآك
طيرت عيونهآ صآده عنه بوجههآ تنآظر السقف مقلبه عيونهآ هآزه رآسهآ نفياً بتعبير المتململ – مآعندك سآلفـه - !
....: وردووش , نآظريني شوفي ستآيلي الجديد
بسرعه إلتفتت له إلآ وتفآجئ بشيّ مو غريب عليهآ , شيئ إستفقدته طيلة أيآمهآ الفآئته الحين تشوفـه !

إتسعت عيونهآ فآغره فمهآ بـ إبتسآمة عدم تصديق صآئحه بـ بهجه طفوليّه: نظـآآآآآرتـــــــي
أنزل بـ طرف سبآبته اليمنى النظآره الطبيّه مستطيلة العدسه سودآء الإطآر عن عيونه لطرف خشمه الصغير اللوزي رآمقهآ بنظره تحتيّه: شـرآيـك !
....: ههههه جيب النظآره اشوف .. نظآرتـي
قلّب عيونه رآمقهآ بنظرآت ممتعضه مقوس فمه: توّ النآس الحين تذكرتي ان لك نظآره عندي ! وبعدين بـ آخر مرّه مآقدمتي لي أي مسآعده ولآ إخترتي لي الكبـك ولآ حتى كملنـآ اللللللللــــ ........
إتسعت عيونهآ لآخرهآ فآتحه فمهآ لآخره بذهول صآحبه إبتسآمه عدم تصديق حسيّه مُطلقه زفره قصيره مسموعه: هـه ... مآ أصـــــدق !

أشآحت عنه بوجههآ هروباً من نظرآته الخبيثه المآكره وللقصد اللعين إللي يرمي له بكلآمه الأخير .. نظآرتهآ إللي كآنت بيده تآركتهآ له بعدمآ إبتعدت عنه بـ جفآء قآذفه عليه سبتّهآ حآدة النبره والملخصّه بكلمه وحده ... كلمـة – نــــــــذل - !
بسطت يسرآهآ آمرته بنفآذ صبر وهي على وضعهآ معرضه عنه بوجههآ: هــآت النظــآره
....: نكمل أول إللي قطعنآه وبعدين تآخذين نظآرتك ..
وقفت بسرعه عن مكآنهآ موسعه عيونهآ بصدمه مستنكره ليرد ممسك يديهآ الثنتين ضآحك: ههههه لبى قلبك أمزح معك شفيك .. اقعدي اقعدي ههههه

....: وش ذآ المزح السآمج ! آدم ترآ مآ أحب هآلكلآم فيآليت مآتعيده
....: ههههه آسف آسف , خلآص وآلله مآ أعيده – شدّ على فمه المقفل وكأنه سحآب ويقفلـه ! – لترد هي شآده فمهآ المطبق بـ حنق هآزه رآسهآ نفياً .. مآلهآ معـه حيلـه وهو معهآ مآنه رجـآ ..
....: أهم شيّ مآبيك تزعلين .. الورد الرقيق الحلو مآيلوق له الزعـل .. يذبــل

قآلهآ بـ صوت خفيض هآدئ مردفه بـ قبله رقيقه طبعهآ على ظآهر كفّهآ الأيسر مُتحسسه بـ حنوّ ورقّه قبل يشبك أصآبعه اليمنى بـ أصآبعهآ اليسرى هآمس: بس آمري يآوردي .. شللي تبيـن ؟!
أقفلت عينهآ اليمنى فآتحه اليسرى برفعة حآجب أيسر ... لئيمـه ومآكـره ..
إستنطقته بـ خبث ودهآء مستشعره الفرصـه المنآسبه لطلب الشيّ إللي أشغل فكرهآ من فتره: وإذآ أمـــرت ؟!
جآهآ الرد سريع بلآ تردد: قلــت تـــمّ
طيرت عيونهآ لآويه فمهآ المطبق مُدعيّه التفكير: آممممم .. أبي شـيّ

....: أبشري ... وشهو !
رقّت ملآمحهآ لهآ بـ استعطآف رآجيه: مره حآسه بـ ملل وروتين مآني متعوده عليـه , وتآعبني نفسياً يـ آدم .. ضآيق صدري
....: الزبـده !!
عضت الطرف الأيمن لشفتهآ الشفلى بـ تردد وكأنهآ مسبقاً تدري عن الجوآب .. همست بـ حذر خآفت النبره: أبي أشتغــل ...
أمآل رآسه بـ خِفّـه مضيق عيونه تعبيراً عن عدم سمآعه يبيهآ تعيد: إيش ! مآسمعـت !
....: لآ سمعـت
....: معليش عيدي
....: أبي أشتغـــل ........... أتوظف

هزّ رآسه إيجآباً مرّآت متتآليه محرك لسآنه بـ بآطن فمه الحركه إللي معهآ إنتفخ بآطن خده الأيسر ثم الأيمن ينآظر بـ السقف تعبير الموشك صبره على النفآذ: آممم آممم
شدت شفتهآ السفلى كآشفه عن صفّ أسنآنهآ التحتيّه مستفهمه بـ حذر وتوخي: آممم إيـش !!
وبـ عآدة آدم وعآدة أجوبته غير النمطيّـه .. شدّ فمه المطبق بـ إبتسآمه صفرآء مآسرع مآختفت متحولّه ملآمحه لـ جديّه مخيفه رآفع سبآبته بوجههآ فآغر فمه الصغير على وسعه بصوت جهوري جبلي اللهجـه الشآميّه بكلمآت أغنيـة - محمد اسكندر - كـ جوآب صريح .. شآفـي ..
بـ العآمي ...... جآب من الآخـر !

....: ونحنـآ مآعنّآ بنآت , تتوظـف بشهآدتهآ .. عِـنّآ البنت بتدلل , وكل شيّ بييجـي لـ خدمتهآ ..
شغلك ألبي , وعآطفتي , وحنآنـي .. مِش رح تفضـي لـ أيّآ شِـي تآنـي


إرتفعوآ حآجبيهآ , وإنفتح فمهآ موسعه عيونهآ بـ بلآهه سآئله بـ بهوت: وآلله !
أومأ إيجآباً برآسه مغمض عيونه: إي وآلله
....: وإنت كل جوآب عندك بـ أغنيه !
....: عآد صوتي حلو وضروري أستغلـه
....: ههههه آدآآآآآآآآآم

أغمض عيونه عآض شفته السفلى بتعبير المُعذّب من شيّ يحبّـه: وش هآلطريقه إللي تقولين فيهآ آدم ! آآآآخ ... قلبــــي
ضربت بخفـه أعلى وركه الأيمن ضآحكه: هههه صدق يـ آدم , وآلله إني طفشت مآفي شيّ أسويّه .. كل وقتي بـ البيت وش هآلحيـآه !
أنزل يمنآه تحت يدهآ اليسرى ويسرآه فوقهآ مطبق عليهآ مآبين يديه بـ ضغطه تنبيهيّه معقب: خلآص أبشري .. الحلّ عندي
تهلل وجههآ بـ إبتهآج سآئله بـ إنفآع: صـــــدق !!!
....: أهـــآ
....: شلـون !
....: شوفي يآوردتي , أنآ شريت لنآ شقـه ..

من قآلهآ وعيونهآ لآمعه بسعآده مُركزّه بعيونه ..... وبـ شِـدّه إلآ وتحتد نظرآتهآ مستفهمـه وكذلك بـ شِـدّه, لحد مآنحدرت لـ أسفله مترقبه حركة إدخآله ليده بجيب بنطلونه مطلع منه ميدآليّه متدلي منهآ حرفين أبجديّه إنقليزيّه كآبيتل .. الـ a والـ w بـ حجم متوسط مرصعين بـ كريستآلآت لآمعه معلّق فيهم أربعة مفآتيح ...
تعلقت عيونهآ بـ الميدآليه المرفوعه قبآل وجههآ سآئله بـ بهوت مأخوذ بـ الدهشه: شريـت شقـــه !!!
آدم: وهذي المفآتيح

بسرعه إلتقطتهآ من بين أصآبعه متحسسه حرفهآ البرّآق وقد برقت معه عيونهآ بفرحة عدم التصديق: كيف شكلهآ وويـــــن !!
....: وسيعـه وبعمآره رآقيه توّهآ جديده .. بـ الدور الخآمس بس أشوى فيه أسنسيـر .. ثلآث غُرف وصآلـه ومطبخ وحمّآميـن ..
بوّزت مكشره عآتبه عليه: وليش مآعلمتني ! مو المفروض نختآرهآ مع بعض يـ آدم ؟!
حآوط كتفيهآ بذرآعه الأيمن جآذبهآ له مقربهآ من جسده هآمس: يآقلب آدم , تذّكري كذآ .. كل مآطلعنآ نبي نفرفر على الشقق يصير شيّ مدري اسغفر الله .. عآد مآيبيلهآ رحت أنآ وإخترت وحده ومتأكد إنهآ بتعجبك

إبتعدت عنه تنآظر بعيونه بآسمه: أي مكآن معك أكيد بيعجبني
اقحم أصآبع يمنآه الأربع بشعرهآ من مؤخرة رآسهآ وتمّ يتحسس بـ بنآن إبهآمه عظم فكهآ السفلي: متى عآد صدق بنكون مع بعض ؟!
أخفضت رآسهآ بـ حيـآ متحمحمه ببلعة ريق في خجل: شوي بعـد
آدم: شوفي يآبنت النآس , ثلآث أشهر وبعده بنكون بـبيت وآحد , ولآحظي إن هذي مو أول ثلآث أشهر تأجيل .. مدري متى بنفتك وتنحل عقدة هآلثلاث أشهر صآر لنآ سنـه ..

....: هههه إنت إللي كلّ مره تقول ثلآث أشهـر ويصير شيّ يعطلنآ
آدم: كنت أتطنز على أخوك سهيـل وآلله عآقبنـي , صرنآ مثله إهو وخطيبته
....: ههههه إي وآلله صآدق
آدم: آلمهم .. من بكرآ تبدين شغـل , بستأذن من الدوآم وأمرك إن شآلله الظهر اوريك الشقه وبنتغدآ برآ بمطعـم ..
....: صدق إنت وين تشتغل ؟

طير عيونه لآوي فمه المطبق يمنه بضيق: وبعد مآتدرين وين أشتغل !
دورت عيونهآ بتفكير مبوزه: إنت مآعلمتني ! مآ أدري غير إنّك مصوّر !
....: التصوير هذآ مآهوب مهنـه , شيّ تفآريحي كذآ .. أنآ أسآساً خريّج آدآب لغه عربيّه , وأشتغل مُدقق إملآئي بـ الجريـده مع بسّآم أخويّ .. شفتـي ؟! كُلّـي موآهـب .. وربـي مآيمـر يوم إلآ وأفآجئـك ههههه
تمتمت بـ بهوت مذهوله: يمّـه منـك !
آدم: لآتشيلين هـمّ , ترآ آخذ رآتب حلـو .. بسّآم متوصي فيني

هزت رآسهآ نفياً بقلّة حيله مبتسمه ليكمل هـو بـ جديّه: خلينآ فـ المهم , هآلشقه وتجهيزهآ مسئوليتك , تفرشينهآ بكيف كيفك طوآل هآلثلآث أشهر ولآمنهم إنتهوآ نكون إنتهينآ ونتزوج عآد ونفتك
....: ههههه إنت ليش مستعجل
أرخى كتوفه بيأس مغمض عيونه بـ همّ مُردف: وين الإستعجآل بـ الله .. هـآآ ؟! – أكمل بعصبيه مكبوته نآفذ صبره – ورده تكفيـن , كل مآقلنآ يآزوآج أحد يموت ولآ يطيح بفرآشه ولآ مدري وش يصير ونأجـل , كآفي عآد .. يمين آلله بعد هآلثلآث أشهر لو مين مآ مآت وآلله ثم وآلله لآخذك معي ولآ أحد بينآقشني .. ولآ عرس ولآ يحزنون

....: ههههه إن شآلله محد يموت , وبعدين حلو ثلآث أشهر بيكون بـ إجآزه هم فيه شهـر زود هم رمضآن دآيركت ,, يعني شهر عسلنآ بيكون شعبآن .. بـ إجآزة الصيف .. حلــوو , أحب هآلوقت
....: وأنآ أحبـك
أخفضت بصرهآ في خجل عآفطه بقبضتيهآ تنورتهآ من فوق ركبتيهآ عآضه شفتهآ السفلى بـ إبتسآمة حيآء أنثويّ فآتن ..

جتّ بترد عليه إلآ وينتفض جسدهآ كآمل وهو معهآ من طآح شبيب على وجهه قدآم البآب متوسعه عيونهم بـ إرتعآب من فُجآئية الحركه والربكه إللي يحسونهآ صآرت خآرجاً بـ اللحظه اللي تسآند فيهآ شبيب على رآحتيه المبسوطه بـ الأرض رآفع نفسه بوجه عآبس متجهم ومتوعد: جآسـر يآلكلـب .. قسم لـ أوريـك

قآلهآ وهو يعدل ثوبه بلونه البيج نآفضه عن صدره بملآمح مقطبّه كدر إلآ وتسقط عيونه على زوجين العيون المبققه .. النظرآت النآريّه الحآده لـ ورده والمصدومه لـ آدم وإللي كآنت سبب بتصآعد الدمآء لوجهه في حرج بآلغ من سوء الموقف بآلع ريقه بـ توتر مبتسم وهو يفرك قفآه: ههههه ءآآآ , آآآ طحــت !

ورده: ........
آدم: ...........
أكمل بـ تلعثم حِرِج: ججـ .. جآسر .... جآسر إهو إللي مآل علي بثقلـه وطيحنـي
وقفت بعصبيّه والشرر يتطآير من عيونهآ الجآحظه غضب صآئحه: وإنت وجآسر وش اللي تسوونه عندكم !!!!!

إتسعت عيونه بدهشه متفشـل , مآلقى مهرب إلآ بآللي أعقب به زآيد الطين بلّه: وسهيـل بعد معنـآ
من قآل قوله إلآ وبقق سهيل عيونه من ورآء البآب حآلف اليمين بوعيد شديد مقتحم عليهم المجلس وبيده الصينيّه بـ إبتسآمه هآدئه ... وآثقـه ...
....: إيش يعني مآتبين تضآيفين خطيبـك ؟!
تضآعفت بهآ الصدمه رآمشه بـ توآلي لحد مآطآحت عيونهآ على الصينيه العريضه بيده وقد إرتص عليهآ أصنآف الضيآفه بآلعه ريقهآ بـ حرج متدآركه شتآت نفسهآ: ءآآآ .. إيه .. إي , معليـش
جآسر: ليش ظنك شين كـذآ ؟!

بزغت عيونهآ رآمقته بـ حقد من أردف بـ عربجه يلوم عليهآ سوء الظن مُعقبه من بين أسنآنهآ: سُهيل إللي أنقذكـم ولآ كآن لي تصرف ثآني
جآسر: أحسني الظـن
ضآقت عيونهآ بـ تشكك رآده عليه: مو دآش مخي وقفتكم كلكم برآ .. سهيل ومعه الضيآفه , إنت وشبيب وش دآعيكـم ؟!
شبيب: وفآهـد بعد بس رآح بعد بوس الـوآوآ هـــع

أنزل سهيل الصينيه مبقق عيونه بصدمـه ! ذآ الخبل فضحهـم وإنكشف وقوفهـم جميعاً خآرجاً وتصنتهـم !
جآسر: صدق لآبسه تنوره ! توني ألآحظ ! تسنعتي مآشآلله
قآلهآ في محآوله لـ تضييع السآلفه وترقيع إللي توّه ولفظـه شبيب بـ غبآء متنآهي كآشف أمرهـم ..... كلهـــم !
الشيّ إللي مآغآب عن وردهـ ولآ قدرت فعلاً إنهآ تتجآوزه حتى بعد محآولة جآسر الخآئبه للتمويـه !
إبتلعت ريقهآ بصعوبه , تحسّ بـ جفآف حلقهـآ ..
كميّة حرج بآلع تحسّه ودهآ تنشق الأرض وتبتلعهـآ ..

وآقفين من أول مآبدآ آدم يغنـي مقلد هيفـآ لحد سقوط شبيب .. إذآ معنآه سمعـوآ كآمل حوآرهـم وتفصيلياً ..
أجبرت ملآمحهآ على الثبآت وعدم الإنفعآل ولو حسياً .. دفنت عصبيتهآ من سوء تصرفهم وإنتهآكهم خصوصيّتهآ مع خطيبهآ ... أبداً هآلشيّ غير مُسلّـي , ونفسهآ إطلآقاً غير قآبـله لـه ..
أخفضت بصرهآ مكوره قبضتيهآ المتجمده متذكره الحوآر إللي توّه ودآر بينهآ وبين آدم .. تحسسه لخذهآ والقبله إللي طبعهآ عليـه .. كلآم الحُبّ والغزل الصريـح العلنـي ...... O m g , وآآآفشيلتـــــآهـ ... وعلى مسمـع من إخوآنهآ الأربـع !

أغمضت عيونهآ عآضه طرف شفتهآ السفلى برفض لمجرد استيعآب حدوث هآلشيّ فعلياً .. يآحيطـه دآرينـي أو يآ أرض إنشقـي وابلعينـي !

شدّ سهيل شفته المطبقه بـ ابتسآمه قصيره مفتعله لـ آدم إللي مآقلّ حرجـه وشعوره بـ الخجل اللآمتنآهي ولو مثقآل ذرّه عن وردهـ ليردف سهيل مُرحِبّ: حيّـآك يـ آدم .. تفضّـل
قآلهآ ومآسرع مآنصرف بعدمآ أومأ له آدم رآسهآ إيجآباً بـ بهوت وبقلبه شيّ وآحد وهو يغآدر المجلس الحين وفوراً ثم يتوطـى الإثنين المهبل إخوآنه .. جآسر وبـ الأخصّ شبيب .. حتى فآهد إللي عآب عليهم فعلهم وإنصرف مآسلم منهم وإفضحـوه !

أول مآطلع من البآب شدّ شبيب من ذرآعه جآبره بـ القوّه يطلـع ..
شبيب إللي أبى إلآ إنه يزيد من حِدّة الحرج بلآ قصـد جآهر بصوته إللي يظهر بعيـد من سحب سهيل له وابتعآدهم عن المجلس: تـــرآ صوتـــــك حلــــــوو يـ آدآآآآآآآآآآم
قآلهآ شبيب رآفس برجوله يبي الفكّه: يآخي خلينـي أبي أخآويــه
سهيل: تخآوي من يآلورع ! أنآ أوريك الحين يآكلب وأعلمك شلون تنسحب من لسآنك ذآ إللي يبآله قـصّ

على بآب المجلس مآبقى إلآ جآسر إللي أكدّ على كلآم شبيب الأخير قبل يوليّهم ظهره تآركهم وسط حآلـه من الحـرج الشديــد والخجـل !

....: إي وآلله إنه صآدق وأنآ أشهـد , صوتك مآشآلله .. وحلوه الأغنيه الأخيره .. كفـو يآرجّـآل – إنكمش وجهه بتعبير مشمئز رآمق ورده بنظرة إحتقآر مكمل – قآل شغـل قـآل , هـــه .. بنآت آخـر زمــن !


/
/
/
/


صبآحـاً بـ نيويوركـ ...

نقزت آخر درجه من السلآلم نآقله عيونهآ بـ أركآن الصآله الفآرغه وصولاً للمطبخ المفتوح عليهآ خآفضه بصرهآ للأرضيّه الأبلكآج البنيّه بعقدة حآجبين متحيّره ..
أخذهآ التفكير بـ استغرآب عن سبب إختفآءه ومكآن توآجده !
جرت العآده من بعد فصلهآ من شغل البينزينه طلوعهم من البيت مترآفقين للشغل بـ المخبز في تمآم السآبعه صبآحـاً !

مطت شفتهآ السفلى بتجآهل لتعآظم الظنون نآفيتهآ عن مخيلتهآ بخطوآتهآ الممخطره صوب البآب فآتحته سآحبه منه ميدآليّة المفآتيح الحآويه لمفتآحين للبيت وصليب حديدي متوسط الحجم ..
بمجرد خروجهآ وقف الكلب بتأهب مخرج لسآنه من فمـه , آللحظـه اللي قآبلته هي رآفعه حآجبيهآ فآغره فمهآ بـ إبتسآمه دهشـه مفتعله مآئله عليه بوضع الركوع , يسرآهآ فوق ركبتهآ اليسرى ويمنآهآ مبسوطه تجآهه قآصده إقترآبه مردفه: Shexyy, come
( شيكســي , تعــآل )

بـ إنقيآد تآم , ركض صوبهآ مدآعب سآقهآ برآسه إلي تمّ يمسحه فيهآ وكأنه يفرك بـ أذونه لتركله هيّ بخفه مبعدته عنهآ بضحك نآزله الثلآث درجآت خشبيّه آمرته من ورآهآ بـ إشآرة يدهآ صآئحه: come on, come
( هيّــــآآآ , تعــآآل )
تمّ يتبعهآ بـ خطوآته المهروله لحد مآجآورهآ جمباً لـ جنب مسآفة العشر دقآئق ومآيزيدّ مشياً قطعوهآ وصولاً لوجهتهم اللحظـه إللي تبدلت فيهآ ملآمحهآ مختفيه إبتسآمتهآ بسبب مدآعبتهآ الكلآميّه لكلبهآ الضخم أصفر اللون من تفآجئت بـ إغلآق المحـلّ !

نآظرت كلبهآ فآغره فمهآ الفتحه القصيره بتعبير إستفهآمي وكأنهآ تسأله السؤآل – تشوف إللي أشـوفه ؟ -
إبتلعت ريقهآ متقدمه بـ خطوآتهآ المتردده رآقيه الرصيف متحسسه وآجهة المحلّ المغلق ثم إلتفتت بـ كآمل جسدهآ تنآظر يمين الطريق ويسآره مظلله فوق عيونهآ بيمنآهآ حآجبه عنها ضوء الشمس الدآفئه ببدآيآت الصبآح : where is he at des early time, where are you Joseph !!
( أين ذهب في هذآ الوقت البآكر , جوزيف أين أنت !! )

إنعقدوآ حآجبيهآ بـ خفّه رآفضه الرفض التعبيري القآطع للي طرآلهآ وإحتمآل شروده من البيت مثلمآ فعل من بعد وفآة كآرين لولآ عثور الجيرآن عليه في وضع مُزريّ وهو على مشآرف الهلآك ..
هزت رآسهآ بآلقوّه نآفضه عنهآ سوء الظنون وسلبيتهآ , عزآءهآ الوحيد إيش إللي يحده الحين على هآلشيّ ! شرب الكحوليآت وأقلع عنهآ .. هدأ نفسياً وإستقر حيآتياً .. مدآوم على الزيآره الإسبوعيّه للكشف بمركز إعآدة التأهيل وكل فحوصآته إيجآبيّه .. شغلـه بـ المخبز اللي أعآد فتحـه وإلتزآمـه , تفننه بـ اعدآد المخبوزآت وهي الشيّ الوحيد اللي يبرع فيـه مهنياً وقد أخذ مسآحه كبيره من وقته قدر فيهآ يشغل نفسـه ويبتعد عن أي عآدآت أو ممآرسآت سلبيه كآنت شآغله حيزّ كبير من حيآته سآبقاً .. والبآقي من وقته الليلي يمآرس فيه الشيّ الثآني إللي يهوآه وهو متآبعة المبآريآت الريآضيّه وإن كآنت قديمه ومسجلّه !

جلست على الرصيف ضآمه سآقيهآ لبعضهم محآوطتهم بحلقة ذرآعيهآ الملفوفين حولهم شآبكه أصآبع يديهآ تنآظر المآرّه القِلّـه من النآس بمثل هآلوقت البآكر إللي مرّ منه ربع سآعه زيآده قطعتهم بـ الإنتظآر المصحوب بـ زفرآت هوآئيّه متوتره قُطعـت أخيراً بـ توقّف الدرآجه النآريّه برتقآليّة اللون إللي ترقبتهآ بأنظآر بآسمه من أول الطريق لحد مآتبآطئت وصولاً لعندهآ ومعهآ إختفت ابتسامتها تمآماً موقفه عن الرصيف وورآهآ كلبهآ متوآري خيفة وخشيه من إللي ترك بصمه سيئة الطآبع بـ نفس الكلب وخلته بمجرد مآيلمح وجوده يتحآشآه !

شدت على جسمهآ قميصهآ الجينز الخفيف مفتوح الأزرآر كآشف عن توبّ أبيض اللون , بنطلونهآ سكيني أسود وكونفيرس ريآضي فلآت أبيض ..
بدأ مظهرهآ يتبدل مآخذ المنحنى الأنثوي وإن كآن توّه مآكتمل إلآ إنه تبدل عمآ كآنت عليـه إنقيآداً لرغبآته وإمتثآلاً لأوآمره .. زوج الغفلـه مثل مآ أطلقت عليـه !
زوج الغفله نفسه الوآقف قدآمهآ ومعه رفقـه !

الرفقـه إللي من الوآضح إنهآ غير مُرحبّ بهآ إطلآقاً وإللي بسببهآ كشفت عن كومة الأسئلـه والظنون إللي تدور بخلدهآ رآمقتهآ بـ نظرآت حآقـده ودّهآ تسأل السؤآل الوحيد إللي لو مآوصلهآ عليه الحين جوآب ذبحتهم ثنينآتهم وذبحت نفسهآ من بعدهآ ..
" وش إللي تسوينـه معـه وليـش رآكبـه ورآه ؟!!! "

آثرت الصمت دآفنه سؤآلهآ بقلبهآ بآللحظه إللي ضآقت فيهآ عيونهآ لحد مآقآربوآ على الإختفآء في محآوله جآهده لترجمة وفهم اللغه الغريبه إللي تكلمت بهآ البنت بعدمآ نزلت عن الدرآجه هي أولاً في حين تمّ هو وآقف فوق درآجته مبآعد مبآين سآقيه ..

....: يآ إلهي نجـم , تبدو غآضبه للغآيه إنظر إليهآ .. يآلهآ من إمرأةٍ غيور هـآآآآ – قآلت الأخيره بضربه خفيفه من ظآهر يمنآهآ لصدره غآمزه له بـ إبتسآمه –
الحركه إللي معهآ زآدت غيرة الثآنيه لحد الإشتعآل , ودهآ بس تطولهآ بيدهآ وهي بروحهآ بتحترق !
شلون تتجرأ هآلبنت هي أو غيرهآ وتلمسـه ! لو إنهآ مجرد ملآمسه سطحيّه عآبره خآليه من أي مشآعر وأحآسيس .... غير مسـموح ! هو الحيـن ملك لهآ ... ولهآ فقـط !

فتآه ثلآثينيّه بهآ من الجمآل الشيئ المُلفت .. بيضآء البشره النقيّه الصآفيه , عسليّة العيون الفآتحه والوآسعـه .. لهآ شعر كستنآئي فآتح خفيف للغآيـه , حريري مسدول على كتفيهآ .. قوآمهآ شبه ممتلئ وطويلـه ..
كلّ مآفيهآ كآن على خلآفهآ , متضآدتين بآلمعنى الحرفي للتضآد حيث إن بشرتهآ هي برغم نعومتهآ إلآ إنهآ منمشّـه النمش الخفيف على وجنتيهآ من تحت عيونهآ مروراً بـ انفهآ القصير الرفيع .. عيونهآ دآكنـة اللون متوسطة الإتسآع مُلفته بسبب كثآفة رموشهآ وطولهم كحآل شعرهآ الغزير .. خصلآته غجريّه مموجّه ومرولّه , فقد هآلخآصيّه بسبب قصـره الحآلي الممآثل للذكور .. جسدهآ نحيل البنيّـه وقصيـره ...

....: أجـل , وبفضلك علمت هذا الشيئ توّاً .. بدآ لي وآضحاً الأن غيرتهآ عليّ من وجودك .. هذه الفتآه ذآت قلب متحجّر لآتُظهر لِي أيّـاً من مشآعرهآ .. تدعي البرود والجفآء
من أعقب قولـه غير مفهوم اللغه على ذيك إللي ورآه إلآ ورمقته بنظرّه سُميّـه حآقده .. هآلإثنين أكيد قآصدين إغآظتهآ بنظرآتهم المُتحديّه لهآ وإبتسآمتهم الصفرآء الإستفزآزيّه مستمتعين بـ اثآرة غيظهآ وإثبآت انهآ غبيّـه قدآمهم مآتفهم لغتهـم ولآتدري أسآساً هي أيّة لغـه !!

أرخت كتوفهآ مستسلمه مُردفه بـ إبتسآمة ونظرة شفقه: أوووه نجـم كفـى , يآلهآ من فتآه مسكينه إنهآ حتى لم تنطق بـ حرف ! أرى الدموع بعينيهآ يآلك من وغـد .. أنت هو الجآف مُتحجّر القلب وليس هـي .. كفـى أُعلـن إنسحآبي

كآنت آخر جُمله لفظتهآ بـ لُغتهآ المجهوله قبل تقترب صوب ذيك المشتعله في صمـت ضآمتهآ بقوّه ودون سآبق إنذآر مردفه بـ عربيّه مصريّه: مبـروك يآعروســـه
إبتعت عنهآ مدآعبه لهآ أسفل فكهآ مكمله بـ ابتسآمه: إيه العسـلآيـه دي .. لآء عنـدو حـئ نقـم بآشآ يموت عليكـي .. انتي إللي أخيراً عرفتـي تربيـه وقبتيـه على وشّـه ودخل الـئفـص , إئفلـي عليه كويس بئه .. أنآ دينــآ

أخفضت عيونهآ جآمدة النظره بـ بلآهه غير مستوعبه الفيلم إللي غصباً عنهآ أخذت دور فيـه .. للحين مآتدري منهي هذي متبدلّة اللغآت واللهجآت إللي مآده لهآ يمينهآ بـ السلآم !
إبتلعت ريقهآ بآلقوّه بعد ثوآني معدوده ظهرت مطولّه أنهتهآ بيدهآ المفروده إللي إمتدت مستقره بيدهآ مبآدلتهآ السلآم بـ نبره مخنوقه شبه مسموعه: Heyy

قآلتهآ بـ خفوت نآقله نظرآتهآ المستفهمه لذآك النآبض وسآمه سآحقه فوق درآجته السودآء برتقآليّه .. تيشيرته قطني سآده أسود اللون نصّ كمّ مزموم على عضلآت ذرآعيّه البآرزه بـ قصّة رقبه مثلثه يظهر لون بشرته برونزيّه مآئله للإحمرآر .. بنطلونه جينز بيج , حذآءه ريآضي أبيض اللون .. شآربه خفيف مُشذّب , ذقنه دوغلآس خفيف مآيظهر إلآ نقطه من الشعر أسفل شفته السفلى .. غزير شعر الرأس إللي نمى مآخذ شكله المعتآد بـ كثآفه مُفرِطه الشيّ إللي يزيد من ضيق جبينه .. خديّه بهم شيّ من التجويف يظهر معه وجهه نحيل شيئاً مآ , توآرت عيونه ورآء نظآرته الري.بآن الشمسيّه ..

إستجآبة لنظرآتهآ المثآره بـ دهشه وإستغرآب , تعجب وعدم فهـم .. والكثير من البلآهه المصحوبه بـ نفور وإمتعآض .. قآم عن درآجته مقترب صوبهم ضآمهآ تحت جنآحه ليصير متأبطهآ بذرآعه الأيسر مستقره يده اليسرى على كتفهآ الأيسر ..
وضح فرق الطول الشآسع بينهم وتبآين حجم بنيتيهم .. مآبين طوله الفآرع وقزآمتهآ وبين ضخآمة جسده الريآضي وهزآلة جسدهآ الرقيق الصغير ..

....: كآليميـــرآ يآعمـري
قآلهآ بـ إبتسآمه بعدمآ رفع نظآرته الشمسيّه لرآسه إللي أخفضه تآرك الأثر الحسّي لقبلته العميقه فوق خدهآ الأيمن ومآكآن جوآبهآ إلآ تعبيري بـ نظرة الإحتقآر الحآقده إللي رمقته بهآ بلآ جوآب لفظـي ليعقب هو بعدمآ ثبت يديه فوق لوحي كتفيهآ محركهآ جبراً لتصير مقآبله له وجهاً لوجه وبهدوء ترآخت يديه من كتفيهآ لأزرآر قميصهآ المفتوح عن جيب صدرهآ مقفل لهآ أول ثلآث أزرآر من فوق وصولاً للزر بمنتصف البطن مُرسل لهآ إنذآرآت حسيّه بعيونه حآدة النظرّه المحذره بعدم تكرآر هآلشيّ وكشف شيّ من جسدهآ وإن كآن عفوياً !

أردف بـ هدوء هآمس: كآليميرآ يعني صبآح الخير بـ اليونآنيّه
بقوّه ضربت ظآهر يده الممسكه بـ الزر الأخير لقميصهآ مبعدتهآ عنهآ بـ جفآء: صبآح الزفت عليك وعلى عيونك يآنجم
أعقب عليهآ بـ نبره مآهتز من هدوءهآ وثبآتهآ الشعره: يآعيون نجـم صبآح الخير جوآبهآ صبآح النور ... يعني أقولك كآليميـرآ , تردين علي - إي كآليميـرآ -

أغمضت عيونهآ شآهقه بنفآذ صبر قبل ترص على أسنآنهآ بآلقوه مشدده على كلماتها إللي ظهرت بـ انقليزيّه: who is she ?!
( من تكـون هي ؟! )

توّه بيجآوبهآ الإجآبه الشآفيه إللي أسبقهآ بـ ابتسآمه عذبه إلآ وتسفهه هي تمآماً مبتعده عنه بلهفه صوب ذآك إللي أقبل بوجه مُرهق وملآمح مُجهده , مُجعّـد التقاسيم بـ تعبير منزعج من إنعكآس ضوء الشمس على عيونه إللي ظلل فوقهآ بـ الظرف الورقي أبيض اللون , لحقته سآئله بـ اندفآع: أوه جوزيف .. أين كنت يآرجل !! كدت أموت قلقاً عليك

بـ إعجآب – استنكآري - إرتفع حآجب ذآك إللي إمتقع وجهه من سفههآ له ثم أكمل وغطّـآ الحميميّه إللي تتكلم فيهآ مع ذآك الأصهب مُصّرِحّه بكونهآ قآربت على الموت , قلقاً عليه ! على رجل ثآني غيـره ! كيف تجـرأت !!
كوّر قبضة يمنآه بـ غضب مكبوت الإنفعآل بـ انصآت وترقب للحوآر القآئم بينهم ..
....: مآ الذي أتى بكِ ؟! ألم أُخبِرِكِ ألآ تأتي اليوم ؟!
أعقدت حآجبيهآ مستفهمه: متى أخبرتني ذلك ؟!

طير عيونه يفكر بسؤآلهآ مستغرب , جآوبهآ من بعد التفكير القصير بـ تردد: بـ الأمـس .... أخبرتك !
زآدت عقدة حآجبيهآ ثم قوست فمهآ هي بعد متحيّره أو إنهآ مآتذكر: لم تخبرني مُطلقاً أيّ شيئ بـ الأمس ! .... أو .... لآ أذكـر ! – هزت رآسهآ نفياً بلآ مُبالآه مكمله - : لآ عليك , أخبرني الأن أين كنت ولمَ أردت ألآ آتي اليوم ؟ مآذآ هُنآك ؟!
إمتد بصره لذآك إللي وآقف ورآهآ وآلغيره تآكل قلبه , نظرآته حآده ثآقبه مُشتعله غيـظ .. بـ إستكبآر وآرآهآ بـ نظآرته الشمسيّه السودآء إللي أنزلهآ من رأسه لـ عيونـه ..

....: زوجك هو من أرآد ذلك
إلتفتت برآسهآ لـ نجم من ورآهآ ثم ردت تنآظره هو سآئله بـ بهوت: أرآد مآذآ ؟!
....: أرآد منحك إجآزه مفتوحه من العمل منذ اليوم
بـ تفآجئ نآظرت نجم سآئلته مستفهمه: ليــش ؟!!
إرتفع حآجبه الأيسر إدعآءاً لتفآجئه من سذآجة سؤآلهآ مجآوبهآ بنبره هآزئه: ليش يآمدآم ليلآ مو ملآحظه وضعك إللي تبدّل ! إنتي الحين - مِسـز نجـم – يعني لو أبي منعتك أبداً من نزول هآلشغل بس هذي مجرد إجآزه
أطبقت فمهآ مغتآظه سآئلته من بين أسنآنهآ:طيب فهمنآ .. إيش لزومهآ الإجآزه هذي الحين !!

مآل رآسه بـ إشآرة حآجبيه للي على يسآره .. وإللي فهمت هي قصده وأسرعت في الشرح والتوضيح مُتحسسه ظهر ليلآ بـ ابتسآمه هآدئه مردفه بـ إنقليزيّه حآنية النبره وكأنهآ في محآوله لإقنآعهآ بشيّ هي رآفضته: عزيزتي أنتِ الأن عروس وينبغي عليكِ الإستعدآد جيداً .. أمآمكِ فقط خمسة عَشَرَ يوماً .. طلبني نجـم القدوم إليكِ ومسآعدتك في التسوّق وإعدآدكِ ليومك الكبير .. مآرأيك ؟!
إحتدت نظرآتهآ بـ وجوم عآقده حآجبيهآ يظهر من إنكمآش جسدهآ الصغير رفض الفكره أو إستنكآرهآ على أقل تقدير ليكمل جوزيف من بعدهآ مآد لهآ الظرف الأبيض السميك: أجل ليلآ هي مُحِقّه .. هيّآ لآعليكِ , بعد قليل سيآتي آخر للتنآوب بدلاً عنكِ وتولّي مسئوليآتك في العمل

إنفغر فمهآ بـ إعترآض سريع وحآد قٌطِـع قبل لفظـه من جوزيف إللي أغمض عيونه بـ ايمآءة رآس إيجآبيّه هآدئه: لآعليكِ ليـلآ .. فقط إذهبي معهآ .. أنتِ الأن عروس وينبغي عليكِ أخذ قليل من الرآحه والإستمتآع .. هيّآ خذي النقود
إنخفض بصرهآ بنظرآتهآ الوآجمه للظرف الأبيض سآئله بـ إستغرآب خآفت النبره: أيّة نقـود ؟!!
إتسع فمه بـ إبتسآمه معقب بـ مزح: ليست نقودي بـ التأكيد .. مآكُنت لأصرف عليكِ سِنتـاً وآحداً من أموآلي أيتهآ القبيحـه

مآ أضحكهآ مزحه ولآ حتى بـ إبتسآمه , سألت بـ تشكك: من أين لهآ بهآ ! ولم تعطيني !
جوزيف: أعطيك لهآ من أجل التسوق وشرآء مآتحتآجينه .. إنهآ من وآلدتك
إتسعت عيونهآ بـ تفآجئ غير مصدِقّه ليرد جوزيف مكمل بتأكيد: أجل .. كآنت وديعه في المصرف وقمت بكسرهآ اليوم وسحب النقود .. كآنت هذه آخر وصآيآ وآلدتك لكآرين قبل أن تنقطع عنآ .. كسر الوديعه وقت زوآجك .. والأن هو الوقت المنآسب .. هيّآ خُذيهآ ..

لحظات من السكون والصمت الجمآعي إللي تشآركوه وإختلفوآ في التعبير عنـه ..
نظرآت دينآ البآسمه المعلقّه على جوزيف .. ونظرآت جوزيف المُشجِعّه لـ ليلآ أخذ الظرف من إيده .. ونظرآت ليلآ الجآمده بدهشـه للظرف ..
وعلى مسآفه قريبه نجم بوجهه المكفهر غيظ وغضب ..
نجم إللي قرر أخيراً قطع سكون الموقف بـ اللحظه إلي إمتدت فيهآ يدّ ليلآ بـ تردد تجآه جوزيف ليمسكهآ هو بيده موقفهآ قبل تمسك الظرف ..
الحركه إللي إنتشلتهآ من غيبوبتهآ اللحظيّه رآدتهآ للوآقع تنآظره بـ حِده مستنكره !
النظرآت إللي تجآهلهآ هو عن عمد سآحب الظرف من يد جوزيف فآتحه مقربه لوجهه يظهر وكأنه - يعد - إللي بدآخلـه قبل مآيقوّس فمه بـ تعبير إللي مآعجبه الشيّ مآده لجوزيف بـ أمر جآف: خــذّه ..
جوزيف: مآذآ تقصـد !!

نجم: أقصِد مآسمعـت .. – تبدلت إنقليزيته لعربيّه خليجيّه دآق بـ الظرف إللي بيده منتصف الصدر لجوزيف - إسمع إنت يآبو كرش .. ليلآ مآهيب بحآجة دولآرآتك .. خذهآ إنت وفلّهآ فيهآ
أعقب من بين أسنآنه بـ حنق: ليست دولآرآتي .. إنهآ من وآلدتهآ
نجم: ومآنبيهآ مخصوص لأنهآ من أمهآ .. كآن فيهآ خير كآن بنفسهآ ربتهآ وصرفت عليهآ فلوسهآ مو قآطتهآ ببيت نصآرى .. أقول إذلـف
توسعت عيونهآ بصدمه ألجمتهآ الرد ولو بتأنيب لـ صرآحة لفظه وفظآظة قوله خلآفاً لـ جوزيف إللي رمقه بـ احتقآر مُردف بـ تقزز: يآلـك من عنصـري وغــد

طير نجم عيونه بـ طفش مردف بـ برود: لم أقصد مآفهمته .. لآيهمني أي ديآنة تدينهآ .. صديقتي دينـآ هذه , مصريّه مسيحيّه .. أرأيت , لآمشكلـه عندي .. مآعنيته هو كونك سِكّيـر , مُتحرِشّ , مُغتصِبّ .. – شهق نفس مقلب فيه عيونه للسمآ , أكثر مآيثيره هو تذكر حيآتهآ سآبقاً وشلون عآشت .. أكمل بـ خليجيته السآخره – لو انهآ صدق مهتمه هآلأم مآكآن خلتهآ تلفلف بـ الشوآرع تدور سكن ووظيفه بدون دولآر وآحد بجيبهآ وهي مخبيه هآلدولآت قآلك إيش لـ زوآجهآ ! بـ الله لآ تضحكنـي .. وديعه مآتنكسر إلآ بشرط الزوآج ! الزوآج إللي إحتمآله كآن شبه مستحيل ولآ وين بتلقى مُسلـم بين هآلأمريكآن ؟! ولآ على بآلهآ تتزوج نصرآني مثلك ! أقووول .. خذ دولآرآت فآطمـه وجبلك قزآزة مشروب معتّـق فآخـر وتكيّـف ..

رمقه جوزيف بنظره حآقده مردف بـ حنق من بين أسنآنه: أقلعت عن تنآول المشروب ..
نجم: أجل روح وأجِرّ لك وحده سآقطه ولآ ثنتيـن ومآرس معهم جدد شبآبك وحيويتك
ردّ له جوزيف النظره الأولى إلآ إنهآ هآلمره كآنت أكثر حِدّه وشرآسه: لن أضآجع بعد كآرين زوجتي أيّ إمرأه .. وانتبه لكلآمك أيهآ الأحمق .. يآلك من فـضِ وقـح

إرتفعوآ حآجبيه مقوس شفتيه بـ اعجآب مُردف بـ إنقليزيّه هآدئة النبره تظهر وكأنهآ بآرده , لآمباليه: جيـد .. إذاً خُـذ النقود واحشرهآ بمؤخرتك .. أو تصدق بهآ على الفقآرى والمسآكين .. لآ أهتـم .. ليلآ فتآتي , ومُـذ عرفتهآ وهي من مسئوليآتي والأن هي إمرأتـي .. أتتوقع مني أن لآ أوفر لهآ مآتحتآجه الأن ؟! آآآآخ يآرجـل , إن رؤيتك تُثير غضبـي .. اغرب عن وجهـي

ليلآ: نجـــــــــــــم !!!
قآبلهآ بوجه متجهـم مآسرع مآ هدأ واستكآن بمجرد مآطآحت عيونه المثاره بـ عصبيّه وغضب بعيونهآ الدآمعه تستوقفه تطآوله على جوزيف بنبره ضعيفه وآهنه مخنوقه تجآهد فيهآ التمآسك ليرخي هو كتفيه بيأس رآفع نظآرته عن عيونه لفوق رآسه قآبض على ذرآعيهآ بـ خِفّه وقد لآنت نبرته ورقّـت وكأنه يكلّم طفل صغير في محآوله لإفهآمه: ليش زعلآنه ؟! علميني تبين فلوس أمـك ؟! تبينهآ تركتك تآخذينهآ عآدي , هي من أمك يعني حقك , أمآ إذآ عن هذآ أبو كرش لآتلوميني .. تدرين إنه يقهرني ..

....: لآترفع صوتك عليه .. جوزيف إتغير وصآر أحسن وأنآ وآثقه فيه
....: أبشـري , وش تبين بعـد .. فلوس أمك ؟!
نآظرت جوزيف لثوآني قبل ينخفض بصرهآ للظرف الأبيض اللي تنآوله من نجم مغمضه عيونهآ بـ همّ مطلقه زفره مسموعه بآئسه: لآ مآ أبيهـــآ

كوّر قبضة يمنآه مرجع ذرآعه بـ التعبير العآميّ عن أيّ إنتصآر – yesss –
أعقبه بـ إبتسآمه قصيره مُردف: des is ma girl
( هذه فتآتـي )

شدت فمهآ المطبق بقلة حيله سآفهته تنآظر جوزيف: لست بحآجة لهآ جُـو , ولن أحتآج إليهآ .. بـ امكآنك أخذهآ أتنآزل لك عنهآ .. إستثمرهآ أو إصرفهآ بأي شيئٍ تُريد ..
أطلق زفره مهمومه محبطه طآلبهآ بـ وهن مُرهق: ليـــلآآآآآآ
هزت رآسهآ سريعاً بـ نفي قآطع: لآآ .. صدقاً لآ أحتآج إليهآ .. لآ تنآقش كثيراً جُـو ..

نجم: وليش الحين تبكيـن ؟!
بسرعه مسحت تحت عيونه بظآهر سبآبتهآ مجآوبته بـ عِند وتكآبر: عـآدي , مآلك دخـل فينـي
جذبهآ بيمنآه تجآهه من قفآهآ دآفس وجههآ بوسط صدره متحسس بيسرآه كآمل ظهرهآ بحرآره: لآتخليني الحين اتوطآلك أبو كرش
ليلآ: وهو إيش دخلـه !
نجم: مآله دخـل , أبفرغ فيه حرتـي .. بسبته تبكيـن
ليلآ: تذكرت مآمآ
نجم: مآعليك منهآ ذي المره


....: لآآآآآآ لاآآآآ
قآل الـ - لآ – مبحوحه بـ حنـوّ رقيق قآصد تهدئتهآ بعدمآ أحسّ بـ إنتفآضة كتوفهآ إثر شهقة بكآء ظهرت مسموعه وبـ حِده بسبب المجآهده في كتمآنهآ لحد مآتمردت جآهره ..
أبعدهآ عن صدره مشدد على لوحي كتفيهآ بيديه الثآبته فوقهم هآمس لهآ بـ حنوّ: ليــلآ
ليلآ: .........
....: ليلوشــي ..... بنــــت !
بسرعه مسحت دموعهآ كمآ الأطفآل بكآمل بآطن يمنآهآ ليلحقهآ هو بنبره في منتهى الهدوء والرقّه: خلآص أنآ أمسحهم لك واخليك بعد توقفين بكـآ ..

نآظرته بـ حُزن مآفهمت ليوضح لهآ قصده فعلياً يوم مآل برآسه خآفضه لمستوآهآ طآبع قبلته الرقيقه على عينهآ اليمنى ومثلهآ على اليسرى لينحدر بشفتيه لخدهآ الأيسر ثم الأيمن بـ التبعيّه .. وقف لحظآت خآطفه جمعت بين أنفآسهم الدآفئـه قبل يقترب من فمهآ اللحظـه إللي صآحت فيهآ دينآ مفرقه مآبينهم بيديهآ ..
يدهآ اليمنى على كتف ليلآ الأيسر ويدهآ اليسرى وسط صدر نجم صآئحه بلهجتهآ المصريّه: إييييييه .. إيه دآ يآ استـآز إنت فآكر نفسك فيـن !! لآء وآخد رآحتك أوي مآ نقيـب ليك سرير هنآ بـ المرّه !!
نجم: هههه يآليت , وديّ وآلله

أطبقت فمهآ مآنعه إبتسآمتهآ تنآظر ليلآ بـ قلة حيله وموآسآه: إنتي متقـوزه وآحد صآيع وأليـل الأدب
مآردت ليلآ الآ بـ ابتسآمه قصيره هآزه رآسهآ إيجآباً تأكيداً على كلآمهآ اللحظـه اللي جذبهآ نجم تجآهه بـ القوّه سآحبهآ من عضدهآ محآوط كتوفهآ بذرآعه الأيمن متأبطهآ صآرت مجآوره له بـ الوقفه متلآصقين , يوصل أعلى رآسهآ تمآماً لأسفل صدره مبآشرة مدآعب ذقنهآ من أسفل الفك بـ أنآمل يسرآه موجه كلآمه لـ دينآ بـ نبره مرحه: قولي بـ الله , هآلبسكـوته شلون أقآومهـآ ؟! تنأكـل أكل سُبحآن إللي مصبرنـي

بسرعه شدتهآ دينآ من معصمهآ الأيمن موقفتهآ ورآهآ ضآحكه: تعآلي هنآ يآبنتـي , دآ وآحد مش مضمـون ويطلـع منّه أيّ حآقـه .. – إلتفتت لهآ بكآمل جسدهآ مكمله – هـآ .. قآهـزه نطلـع سـوآ !!
من فورهآ ولآ إرآدياُ نآظرت نجم تسأله بعيونهآ المستفهمه ليجآوبهآ بـ إيمآءة رآس هآدئه مغمض عيونه بـ الموآفقه ..

دينآ: هو أصلاً إلي طآلبنـي آقي معآكي .. وعآوزآكي تسيبي ليّآ نفسك خآآآلص الخمسطآشر يوم القآيين دول .. هآ إتفئنـآ ؟!
هزت ليلآ رآسهآ بـ الموآفقه مبتسمه لترد تنآظره بدهشه موسعه عيونهآ من نآدآهآ: تعآلــي ليـلآ
رمشت بـ توآلي فآتحه فمهآ الفتحه القصيره ببلآهه ليرد طآلبهآ بـ إشآرة أصآبع يمنآه حآثهآ تجيه: تعآلــي

رآقب إقترآبهآ المتخوّف بلآ مبرر رآمقته بـ نظره تحتيّه كمآ الطفل المذنب شآبكه يديهآ ورآء ظهرهآ ليبلل هو شفتيه بـ إبتسآمه مُعذبّه متعبه هآمس بقلة حيله: سُبحآن إللي مصبرني عليـك ..
قآلهآ مطلّع من جيب محفظته بطآقه مصرفيه مآدهآ لهآ مردف: ثلآثه ثلآثه سِته سِته

لآ إرآدياً إمتدت يدهآ مستلمه منه البطآقه إللي تمت تقلبهآ على وجهيهآ سآئله بعدم فهم: إيش ثلآثه ثلآثه سِته سِته
نجم: da password
( الرقم السري )

فتحت فمهآ بـ إستيعآب معقبه: ahaaa, U mean thirty three, sixty six
( أهآآ , تعنـي ثلآثه وثلآثون , سِته وسِتون )
هز رآسه نفياً هآمس: No, I mean three three, six six . and dats mean yr birthday date ana ma birthday date also
( لآ , أنآ أعني ثلآثه ثلآثه , سِته سِته . وهذآ يعني تآريخ مولدك , وكذلك تآريخ مولدي )

أخفضت بصرهآ مائله عيونهآ لليمين بتفكير للحظآت إرتفعوآ من بعدهآ حآجبيهآ موسعه عيونهآ من إستوعبت قصده وتدآركت المُرآد من كلآمـه ... تآريخ ميلآدهآ فعلاً يوم ثلآثه شهر مآرس .. الشهر الثآلث .. وهو تآريخ ميلآده في اليوم السآدس من شهر يونيـو , الشهر السآدس ..

إنتقل نظره بعدمآ تأكد من وصول المعنى لهآ لـ دينآ المبتسمه مقآبلهآ بنفس الإبتسآمه إللي كآن المتسبب فيهآ شخص وآحد وهو ليلآ والدهشـه إللي أحآطتهآ منبـه عليهآ بتأكيد: دينآ لآتخلين شيّ بخآطرهآ .. إللي تبيه إشتريه .... مدري حآس إفلآسي على يدّك .. تعقلوآ بـ الصرف
بسرعه شدّت دينآ ليلآ مجآوبته بـ رفعة حآجب متحديّه , نصف جملتهآ إنقليزيّه والبآقي منهآ عربي: أنت من جلبـه لنفسـك ...... آل نتعئـل آل هــه , تعآلي ليـلآ يلآ ..

كـ نظره أخيره من عيونهآ المتأججه سعآده فآقت إحتمآلهآ وتصديق أنهآ هي الوحيده المعنيّه بهآ إستقرت على جوزيف إللي إنشدوآ شفتيه المطبقه بـ إبتسآمه حنونه هآدئه مومئ رآسه إيجآباً بـ حـثّ: go & get some fun


/
/
/
/

وقف عن كرسيه بمجرد دخولهآ مُطرقة الرأس متأنيّة الخُطى يتقدمهآ سكرتيره إللي صرفه بـ ذوق وتأدب ليومئ هو برآسه إيجآباً مُنسحب من الغرفـه زجآجيّة البآب السوكريتي الكآشف عمآ بدآخله ومآ ورآءه ..

إلتف حول مكتبه مؤشر لهآ بيسرآه المبسوطه تجآه الصآلون الإسفنجيّ الضخم بنـيّ اللون الدآكن مُرحب بهآ بـ إبتسآمه هآدئه سمِحه: تفضلي أخت أصآلـه , حيّـآك ..
بـ إنقيآد هآدئ إنسآقت له ولإشآرة رآحته اليسرى المبسوطه تجآه الصآلون جآلسه على وآحده من كنبآته إللي أحست إنهآ إبتلعتهآ بمجرد جلوسهآ عليهآ بسبب ضحآمة حجمهآ مقآرنتاً بضئآلة حجمهآ هي معقبه بـ صوت خفيض هآدئ شبه مسموع: آلله يحييك ..

....: هآ , إيش تحبين تشربيـن ؟!
بسرعه رفعت له نظرهآ هآزه رآسهآ جوآباً بـ النفي ليردف هو بـ رفض قطعي حآني النبره: لآ مآيصير .. لآبُـد تشربين شيّ ..
لآ ارآدياً إتسع فمهآ بـ إبتسآمه عذبه مآتدري سببهآ تحديداً بس على الأغلب إنهآ كلمة – لآبُـدّ – إللي
لفظهآ لتوّه ..
عآدته بـ الحديث خلط كلمآت من الفصحـى في حوآره العآميّ المُطلق يعطيـه لكنه جذآبه مميزه جبراً تنشد لهآ الآذآن منتبهه ..
همست بصوت مخنوق خجلاً: أيّ شيّ ..

....: يعني مآ أظن كآتبه قويّه مثلك غيرك يملى عليهآ رغبآته !
بللت شفتيهآ المبتسمه من تحت غطآهآ الكثيف تجآهد نفسهآ يظهر صوتهآ وآضح مسموع: عصيـر برتقـآل .... إذآ ممكن
....: أكيـد ممكــن ..
قآلهآ بتأكيد مبتسم ثم إختفـى لحد إستشعآرهآ خلوّ الغرفه بخروجه مرجعه رآسهآ ورآءهآ عآقده حآجبيهآ بـ إستغرآب لخروجه ..
التوتر إللي كل مآله يفتك فيهآ وهي تقطعه عآبثه بـ خيوط قفآزيهآ القصيره إللي تمت تنبش وتنتـش فيهم لمآ يقرب دقيقتين من الوقت مآتستمع فيهم إلآ لصوت دقّآت قلبهآ المحتده بـ قلق الترقب وتوتر الإنتظآر ..

الصوت إللي توقف فجأه وكأن معه توقف النبض .. والنفـس .. والإستشعآر , وفآعليّة كل الحوآس من طآحت عيونهآ موسعّه على كوب العصير برتقآلي المحتوى قبآلهآ على صينيّه فضيّه صغيره وبجآنبه كوب شفآف يظهر إنه مـآء !
بـ التبآطئ المتردد إرتفع بصرهآ المصوب تمآماً إليه ليستقر أخيراً على حقيقة شخصية المآثل أمآمهآ ..
هو بنفسـه إللي أحضر لهآ المشروب وهو بنفسه إللي قدمه لهآ ..
إبتلعت ريقهآ مصدره الصوت إللي ترآءى لظنهآ إنه قد وصله وسمعه خآفضه رآسهآ للكوب في حرج بآلـغ رآمشه بتوآلي الحركه السريعه المتوتره وإللي مآوقفت لحد مآتكلّم هو : تفضلي عصيـرك ..
نآظرته بـ ترقب , نظرآتهآ عميقه .. ثآقبه وتحتيّه .. لحد مآجلس مقآبلهآ الجلسـه الوقوره محآوطه هآله من الخشيّه والخشوع فرضاً على من هم بـ حضرتـه !

يلعو وجهه إبتسآمه هآدئه مُريحه , وهبه آلله الوجه البشوش والملآمح السمحـه .. شيّ من السكينـه يُبـثّ من محيآه بآعث للرآحه , جآلب للطمأنينه ..
بـ إنقيآد لآإرآدي .. إمتدت يمنآهآ المرتجفه للكوب إللي أحكمت قبضتهآ الوآهنه على قآعدته ممسكه بـ عود – الشآليموه – البلآستيكي بـ أطرآف يسرآهآ مدخلته لفمهآ من تحت غطآ وجههآ ..
تحمدت ربهآ مليون على نبآهتهم في تجهيز المشروب المرفق بـ - الشآليموه – أو نبآهته هو تحديداً , ولآ شلون كآن تشرب من الكآس بدونه في وجود غطآء الوجـه !

أردف بـ رخآمة صوته كآسر سكون الموقف: مآ أعتقد إنك مستغربه طلبي مقآبلتك شخصياً
أخفضت الكآس فوق فخذهآ الأيمن معقبه بنبره خفيضه إنخفض معهآ بصرهآ لموقع قدميه: أتمنى مآيكون لدآفع شخصي رداً على الورد إللي أرسلته !
إرتفعوآ حآجبيه إعجآباً بصرآحتهآ ورغبتهآ في اختصآر الحوآر وتقصير المسآفآت برغم الخجل الكآسح بنبرتهآ الضعيفه الخآفته لدرجه قآربت الهمس معقب بـ أسف: اعذرينـي ... مقـدر
بـ تفآجئ سريع رفعت له رآسهآ لثوآني خآطفه ومآسرع مآردت تنآظر بـ الأرض بعدمآ إستوعبت ردّ فعلهآ المدهوش والمتفآجئ ليرد الخجل ويعتريهآ هآربه من موآجهته بـ بصرهآ المصوب أسفلهآ ويرد هو مكمل بـ هدوءه: أي شيّ مآيخص الشغل طبيعي أعتبره شخصي , إرسآلك للورد كآن لسبب بعيد تمآماً عن الشغل .. فـ اعذريني إنتي , أنآ قبلت الورد منك على محمل شخصي ..

....: أعتذر منك أستآذ بسّآم
كمآ الطفل الخآطئ , الخَجِل من إحسآسه بـ اقتراف الخطأ , لفظت إعتذآرهآ لـه بطريقه طفوليّه بريئـه آسره .. لآشعورياً إتسعت إبتسآمته حـدّ تحولهآ لضحكه قصيره خفيفه مرحه: هههه شدعوى الإعتذآر ! وآجب عليّ أنآ أشكرك .. الصرآحه لفته لطيفه منك مآصدرت من غيرك .. فـ ضروري يكون شكري لك شخصي وهذآ هو سبب طلبي مقآبلتك ..

لأول مره تثبت نظرآتهآ المتوآريه عن أنظآره ورآء غطآء وجههآ النظره الثآبتـه والمطوّله إللي فآجئته أولاً .. إستغربهآ ثآنياً .. ثم أصآبته بـ ربكه وتوتر ثآلثاُ وسريعاً تحآشآهآ غآض بصره لتسأله هي ببلآهه: يعني بس تبي تشكرنـي ؟!
أومأ رآسه إيجآباً مجآوبهآ بـ هدوء تأكيدي: أيّ نعـم .. بس أبي أشكرك
إستشعرب حرج الموقف من سذآجة سؤآلهآ وبديهيّة جوآبه بآلعه ريقهآ مشتته أنظآرهآ يمنه ويسره كل مآله إحسآس الحرج يتضآعف دآخلياً ..

أنظآرهآ المُشتته إللي إستقرت أخيراً على كوب العصير أعلى فخذهآ الأيمن رآفعته شآفطه من الشآليموه الشفطـه المطولّه كمآ الضمآن مبتلعه نصف الكوب معقبه بنبره سريعه وضح فيهآ الإرتبآك: طيب والحين شخبآره ؟! عسآه طيب !

....: الحمدلله على كل حآل
إستشعرت الهمّ والأسى بنبرته سآئلته بـ إهتمآم بآدي: صوتك حزين أستآذ بسّآم ومُحبط , فيه شيّ عليــه ؟! وش حآلته عسى مآشـرّ !
خليط متنآقـض , غآمض وغير مفهوم كآن هو تشخيصه السريع لهآلأنثى الكآمنه قبآله ..
أوقآت يضيع منهآ الصوت غآرقه في الخجل وأوقآت يندفع منهآ الكلآم بلآ حوآجز ولآ حسآب أو إعتبآر .. على الأغلب إنهآ شخصيّه جذآبه ومثيره للإهتمآم !

....: شخصّوآ حآلته ثقب في القلب .. وضعه غير مستقر وفـ خطر دآئم لحين موعد العمليه
....: ومتى موعد العمليه ؟!
....: مو قبل يتم سِـت سنوآت
إتسعت عيونهآ بـ تفآجئ لوهله قبل مآتخفض بصرهآ لحجرهآ شآده فمهآ المطبق بـ أسف هآمسه: لآحول ولآقوة إلآ بـ آلله .. اقدآر الله وله الحمد ..
أومأ إيجآباً بـ إبتسآمه قصيره مُطبقه: الحمـدلله
لآشعورياً دفعهآ فضول الأنثى للإستكشآف والبتّ في أدق التفآصيل دآم الإشآره قدآمهآ خضرآء والإذن مسموح ..

....: هو إبنك الوحيـد ؟!
....: إيه , علـي .. سميّ جده لأمـه ..
إتسعت إبتسآمتهآ برآحه من بعد جوآبه إللي يظهر فيه تجآوبه ومحآولتة تجآذب اطراف الحديث معهآ , حيث إنهآ إجآبه أبعد مآيكون عن الإقتضآب ..
أعقبت بآسمه: عقبآل مآتخآويـه ..
على عكس الجوآب المتوقع لدعوآت العقبى جآء رده مخيب للظن بعدمآ زفر بـ همّ خآئب الرجآ , منعدم الأمل , مُسلّـم ومستسلم: معتقد بيصير هآلشيّ .. قضآء آلله وآللهم لآ إعترآض ..... آلحمـدلله
سألته وبفضول سريع مندفع: ليــــش !!
سآد الصمت وعمّ السكون للحظآت تجمع مآبين نظرآته المتعجبه إندفآعهآ الرآفض جوآبه ونظرآتهآ المستنكره للجوآب ..

نظرآتهآ إللي أخفضتهآ بحركه وآضحه وبعدمآ تدآركت اندفاعهآ والموقف إللي أقحمت فيه نفسهآ وتمآديهآ في الفضول للحد الحَرِج بآلعه ريقهآ مردفه بـ تلعثم في محآوله منهآ – للترقيع - : ءآآقـ .. اقصـد .. يعنــي ..... إنت إللي رآفض هآلشيّ مآتبيه أو .. أو فيه أسبآب تمنـع .. عمــ .. عمـوماً أعتذر عن السؤآل .. هو شيّ شخصي و ..... وأنآ .. تمآديت .. حقيقي أعتذر

إنشد فمه المطبق بـ ابتسآمه قصيره مُطمئِنه قآصد تهدئة إنفعآل الحرج إللي تحسّه: لآتعتذري , مآصآر شيّ .. حنّآ نتكلّم عآدي حتى لو الكلآم يمسّ موآضيع شخصيّه فـ أنآ سآمح بهآلشيّ .... وعلى فكره هذي أول مرّه تصير
بـ تفآجئ تعلقت عيونهآ المذهوله من مرونته في التعآمل على سبآبته المهتزه بـ تنبيه مشيراً إليهآ كونهآ هي أول من يسمح لهآ بـ التدخل في حيآته الشخصيّه !
نبض متمرّد أعلن إنفلآتـه .. حرآره سآريـة المفعـول آخذه طريقهآ في الإنتشآر إبتدآءاً من وجنتيهآ المشتعلـه إلى مآتلآهـآ ..

....: الولآده صآرت مُبكرّه وأعتقد هآلشيّ سبب في عدم إكتمآل نموّه .. أسآساً كآن عندهآ مشآكل من قبل في عدم إستقرآر أي حمل لهآ لأكثر من مرّه وبـ الحمل الأخير صآر معهآ إنفجآر بـ الرحم وإضطروآ يستأصلونه لهآ , آلحمدلله إللي رزقنآ بـ علـي وحـده , مومُقدّر لنآ غيره ..

إعترآهآ ذهول من بؤس إللي يقولـه , سكتت للحظآت من بعد سكوته قبل تعقب عليه بـ نبره خفيضه بآهته: آلله يبآرك لكـم فيـه ..
....: آللهم آميــن

شتــتت أنظآرهآ يمنه ويسره مآتدري وش تقول بعدمآ سآد الصمت .. هل تتجرأ وتتمآدى فآتحه أيّ موضوع وإن كآن شخصي وهو الشيّ إللي يحثّهآ عليه قلبهآ مستنكره عقلهآ أو توقف مستأذنه للإنصرآف وهو الشيّ إللي إستحسنه عقلهآ ورفضّه شيّ دآخلهآ مضطربّ النبضآت .. كآن قلبهآ !
عفوياً وبلآ تفكير أو تردد وسط الصرآع مآبين حكم العاطفه والعقل , أردفت بـ فضول عيّآ يفآرقهآ: توقعت إن لك عزوه من الأولآد , تفآجئت بـ أول زيآره دعوتك سند أخوي لـ عقيقة بِكـرك ..

....: هههه هذآ معنآه إني شآيب لكن بطريقه لِبِقـه ومنمّقه شوي !
....: لآآآآآ لآآ .. وآلله لآآ .. مآقصـدت , يعنـي .... ءآآآ
....: هههه تتحسسين بزيآده .. أعتقد إنك من الشخصيآت المُرآعيه وبقوّه .. تخآفين تجرحين أحدّ ولو بمجرد الظن الخآطئ ... أعتقد إنك تعآنين كثير بسبب إنك مآتقدرين تقولين – لآ – لأحد

إتسعت عيونهآ بدهشـه من تحليله الصآئب تمآماً لشخصيتهآ .. شيّ من التوجس سرى بنفسهآ ..
هل هي فعلاً كتآب مفتوح لأي قآرئ ! أو فقط لقآرئ نَهِـم مهنتـه كآتـب !

إستشعر تفآجئهآ ومنه تأكد من إصآبة تحليله مكمـل كلآمه في إتجآه بعيد عنهآ , إتجآه يخصـه هـو ..
....: هي بـ الأول والأخير أقدآر وآللهم لآ إعترآض بس أنآ فعلاً كآن ممكن يكون لي عزوه من الأولآد لولآ إللي صـآر ..
بـ إندفآع سريع سألت متلهفه: إيش صــآر ؟!!

نآظرهآ بـ تفآجئ , جآمد الملآمح والتعآبير لتمآثلـه هي بـ الجمـود ولكـن ..... منتظره الجـوآب ..
أوحى له صمتهآ إستحضآر كآمل إنتبآههآ منصته لكل كلمـه من إللي يقـول , الشيّ إللي أربكـه لوهله حآك بـ سبآبته اليسرى أرنبة خشمه مدبب الطرف خآفض بصره للأرض بـ إبتسآمه مجهولة السبب وكأنه قد إستسآع لهفتهآ , رآق له إندفآعهآ , وحبذ فضولهآ !

....: زوآجي الأول كآن من إثنآعش سنه تقريباً
تأهبت كل حوآسهآ من إستشعآر بدآية القصّـه , دهشّه حسيّه صآبتهآ أفقدتهآ التركيز للحظآت مكرره كلمتيـه بتعجّـب وإستغرآب ... زوآجـه الأول !!!!
آثرت الصمت ليكمل هو بهدوءه الأثيري وإيجآده للرويّ وسرد الحكآيآ: كآن لي من الأولآد – نآصر - , سميّ أبوي آلله يرحمه , آخر ذكرى لـ نآصر ولدي ببآلي كآنت وهو بعمر السنتين ... صآبني الإبتلآء يوم شبّ حريق بـ البيت بسبب إنفجآر أنبوب الغآز , شبّت النآر بـ البيت وأفنـت كل شيّ .. كــل شيّ بمعنـى كـل شيّ .. حتى الأروآح .. الشغآلـه , زوجتـي ... ونآصــر , وشيئـن منيّ يوم حآولت أقتحمهآ عسى إني ألحق عليهـم بس مآلحقـت ..

رآقبت حركة عيونه البآسمه رغم مأسآة الحكآيه ..
عيونه المتلألأه بـ أسى وحُزن بآلـغ إنخفضت بـ إنكسآر ليده اليمنى النآئمه على وركه الأيمن وبدهشــه مآقدرت تضبط إنفعآلهآ شهقت بصوت مسموع شهقة التفآجئ القصيره السريعه وهو الشيّ إللي لآمت نفسهآ عليـه وندمت أشـدّ نــدم !
عيونهآ مذهوله , موسعه لآخرهم على شكل يمنآه منكمشـة الجلـد بـ آثر بآلـغ الحريق قد ترك بصمته وبوضـوح ..

مآكآنت الدهشـه من شكل ظآهر الكـفّ إطلآقاً بـ حجم دهشتهآ إللي تضآعفت بسبب مآتوارى تحت كُـمّ الثوب إللي يظهر وكأنه فآرغ , يتهآوى في العدم ..
تسأل نفسك هآلكـفّ بـ إيش موصول أو معلّـق !


....: خذت النآر يمينـي ..
إرتفعت نبرته تبين مآزحه رغم لمحة الحُزن البآدي فيهآ مكمل: إقترحوآ عليّ خوش إقترآح .. يبترون هآلذرآع إللي مغير عظم بدون جلد أو لحم ويستبدلونهآ بغيرهآ صنآعيّه , وقتهآ يمكن صدق أقدر استفيد منهآ والصرآحه مآطآوعني قلبي أبتر جزء مني لو إنه عآجز ومآله أيّ قيمـه .. كآفي إحسآس إنك كآمل لو هآلكمآل ظآهري بدون معنى فعلـي أو قدره على الإستنفآع ... مع إني نآقص ونآقص كثير ... لكن الحمدلله ..

....: مآتقدر تستخدم يدّك !
....: أبــداً .. مآفيه أوتآر ولآ أعصآب .. لآلحم ولآ جلـد .. بس ترآ أهون من يدّ بلآستيكيّه مدري وش أسآسهآ هــه ..

مآتدري ترد ضحكته القصيره بـ إبتسآمه مجآمله مآرح يشوفهآ بس أكيده إنهآ بتوصله حسياً , أو إنهآ بهآلإبتسآمه مآرح تزيده إلآ بـؤس !

وكأنه قد فهم صمتهآ وإللي تفكر فيهآ , أكمل قآطع أحآبيل أفكآرهآ: مرت تقريباً سِت سنوآت خضعت فيهآ لمحآولآت أختي المستميته إني أعيد تجربة الزوآج للمره الثآنيه وفعلاً رضخت وصآر الزوآج بعدمآ أكرمني آلله بآللي صآرت زوجتي الحين .. كنت أنآ أول نصيبهآ وكآنت هي بآلنسبه لي العـوض .. زوجه صآلحه بنت شيوخ أجوآد ولآ بعمرهآ تذمرت أو حسستني لو بمجرد تلميح لو عن غير قصـد إنهآ فآقده شيّ سببه هآلعجـز إللي عندي ..

قشعره تشنج سرت بعظامها , تسارعت انفاسها حد الاهتياج وزادت حرارتها حد الاشتعال .. انتابها وبـ جموح خليط من المشاعر السلبيّه غير مفهومة المكنون وغير واضحة الاسباب !
شيئ من النقم اللامُبرر بقلبهآ شآبه شيئ من الضيق والتبرم أو ..... الغيره !
رصت على أسنانها بالقوه ومعه ازداد رصّها على كوب العصير بيدهآ ..
احساسه بالفخر والامتنان وهو يتكلم .. ازعجهآ لحد إحسآسهآ بـ العصبيّه والإهتيآج ورغبتهآ في الصيـآح عليه وإسكآته !
شيئ من الغيره صآبهآ ... في مقتل !

أعقبت بـ جفآء منمق: المؤمن مُصاب استاذ بسّآم ..
....: الحمدلله
وقفت بـ حده الوقوف المفاجئ بلآ بوآدر مردفه بـ رسميّه خالفت حميمية الحديث من قرآبة الثوآني معدوده ..
....: أعتذر عن الوقت اللي تعطلته بسببي ..
أعقب حاجبيه بـ خفّه إستغراباّ لرد فعلهآ وجفآء النبره من بعد حنوّ ورِقّـه , أردف إعتذآرهآ بـ توضيح لبق: أنآ إللي طآلبك بنفسي , عسى بس مآكون أنآ إللي عطلتك عن شيّ ؟!

بللت شفتيهآ رآصّه عليهم بآلقوّه بعدمآ أطبقتهم مستجديّه الثبآت لمجرد لحظآت قليلـه معدوده تقدر فيهم تنهي المقآبله كمآ بدأتهآ بدون مآتُذرف دموعهآ لأسبآب مجهولة المُصدر لهآ ....... حآلياً !
جآوبته بـ نبره مخنوقه وضح فيهآ الإجتهآد والمقآومه لتبيـن وتظهـر: لآ أبـداً .... – إبتلعت ريقهآ مكملـه بـ صوّت إزدآد خنقـه , تحسّ الكلمآت وكأنهآ شكوك بـ الحلـق - !

....: شُكراً على الإستضآفه أستآذ بسّآم .. حقيقي أسعدنـي هآلشيّ ......


/
/


تتبعت خطوآتهآ الهآدئه بـ كرآهه وتجهم , أكثر مآيزعجهآ شعور الإطآعه المُكرهه .. مُطلقاً , وإن كآن إللي تمرّ فيه الحين من شعور الإسآقه والإنقيآد على وجه الخصوص تبعاً لـ للي أبداً مآتدآنيهآ فهو أكثر مآيثقلهآ هماً وغماً ..... إنقبآض , وتشآؤم !

لوت فمهآ المطبق بـ حنق توّ مآتوقفت أخيراً قبآل بآب وآحد من سكآشن الكُليّه عآقده حآجبيهآ إستغرآباً .. إبتدآءاً من سبب الإستدعآء وصولاً للإنفرآد بآلقآعه الفآرغه إلآ من وجود ثنينآتهم ..
إنتشلتهآ من خوآطرهآ بهدوء صوتهآ ورخآمته: تعآلي ريتآج .. إدخلي

إبتلعت ريقهآ بـ توتر خفي مطبقه فمهآ المشدود بـ إنزعآج مآخفى عن الثآنيه إللي سبقتهآ بآلدخول متخذه مكآنهآ خلف مكتب المُحآضر مستنده لطآولته بكوعيهآ مسنده ذقنهآ فوق تشآبك أصآبع يديهآ معلقه عيونهآ عليهآ بـ نظرآت هآدئه .. سمِحـه .. على غير العآده .... مُريبـه !

بـ هدوء سحبت لهآ كرسي من ورآء طآولته متقدمه به صوب طآولة المُحآضر جآلسه عليه مصفطه يديهآ فوق بعضهم وثنينآتـهم فوق إنتصآف إلتصآق فخذيهآ سآئلتهآ بنبره يظهر فيهآ الحنق والانزعاج: خير دكتوره سآلي ؟! عسى مآشرّ !

....: خير إن شآلله ..
سكتت لثوآني ثم أكملت بـ هدوء: النتآئج ظهرت بـ الكنترول .. ثلآث أيآم ثم تظهر لكم ..
أعقدت حآجبيهآ بـ خِفه لوهلـه بعدم فهم مقوسه فمهآ سآئله بـ بهوت: طيـــب !!!!
قآلتهآ مستفهمه عن القصد ثم أخفضت بصرهآ للورقه البيضآء إللي إمتدت لهآ بـ بنآن سآلي الأوسط من يدهآ اليمنى زحفاً على الطآوله وصولاً لهآ: هذي نتيجتـك

بدهشه تعبيريه كآمله متملكه كآفة ملآمحهآ وتقآسيم وجههآ ثبتت أنظآرهآ المحتده للورقه البيضآء لحظآت لحد مآبتلعت ريقهآ بـ توتر رآفعتهآ عن الطآوله خآفضتهآ لحجرهآ وخآفضه معهآ بصرهآ إللي إزدآدت حدة نظرتـه بـ شِـدّه إستنكآريه رآفضـه وغيره مُصدِقّه لحد مآقآطعت الثآنيه سكونهآ المذهول بـ نبره خآئبه: فعلا صدمـه !

من فورهآ نآظرتهآ بنفس الحدّه إللي عيّت تفآرق ملمحهآ المصدوم المندهش والغير مصدق لتكمل سآلي برفعة حآجب أيمن ثآبته عيونهآ على ورقة المُعدّل بـ يدّ ريتآج: كآن من المتوقع الأولى على دُفعة السنه الأولى هي نفسهآ الأولى على دُفعة السنه الثآنيه أو تنزل شويّ عآدي للترتيب الثآني .. أو الثآلث .. الرآبع أو الخآمس .. لكن تنحدر من القمه للقآع .. لترتيب مآبعد العآشر وأكثر !!! شيّ فعلاً مُخيّب لـ الآمآل والتوقعآت !

أنهت كلآمهآ بـ ضيق عيونهآ إللي إنحدرت لصدر ريتآج اللآفـت بحركتة السريعـه المحتده .. يعلـى بقوّه ويهبـط بنفس القوّه .. تظهر أنفآسهآ قصيره مُتسآرعه ومهتآجـه ..
أطبقت فمهآ لثوآني خآفضه بصرهآ لطآولة المكتب يظهر من هيئتهآ تفكيرهآ بآلتآلي إللي تبي تقولـه وإللي مآكآن إلآ سؤآلهآ الهآدئ مُبطن القصد والمغزى: فيه أسبآب معينه كآنت السبب بتدهور مستوآك لهآدرجه !! ظروف بـ البيت مثلاً ؟!!

سألت بـ بهوت , بعدهآ غير مُصدقه .. رآفض عقلهآ تصديق إللي تشوفه عيونهآ أو يستوعبه: كيف كذآ ؟!! شلـــون ؟!!
مطت شفتهآ السفلى ببديهيه معقبه: إستدعيتك لأجل أسألك أنآ نفس السؤآل !

نآظرتهآ ريتآج بحده إستنكآريه ضآقت معهآ عيونهآ لتكمل سآلي بسرعه قآصده تضييق الحصآر عليهآ مآده لهآ الورقه الثآنيه مردفه: هذي كُرآسة إجآبتك بـ إختبآر مآدتـي .. رآجعي إجآباتك .. شوفي نفسك شلون مجآوبه .. إجآبآت مُكرره .. آخرهآ مثل أولهآ .. وآضح إنك تكتبين وإنتي شآرده .. مسرّحـه .. وهآلموضوع مو بس في مآدتي .. هذآ بـ أكثر من مآده والإدآره طآلبه إستدعآئك تستفسر عن ظروفك بس أنآ تكفلّت بـ الموضوع وإنه يتم بشكل شخصي بيني وبينك بدآل مآيكون على الملأ واحتمال انه يسبب لك الحرج ..

رصت على أسنآنهآ بـ القوّه مغتآظه .. الكبت الجبري لـ إنفعآل غضبهآ المكظوم وعصبيتهآ المكتومه وإللي معهم زآد الرصّ على فكيّهآ وإتسعت فتحتي خشمهآ .. تكورت قبضة يسرآهآ حآفره بـ أظآفرهآ بآطن كفّهآ خآفضه بصرهآ لـ الأرض معقبه بـ نبره يظهر فيهآ الكبت والإختنآق: وإنتي شللي طرآلك إني ممكن أعلمك إنتي تحديداً بـ أي شيّ يصير معـي ؟!!!

إرتفعوآ حآجبيهآ بحركه سريعه مبتسمه بـ هدوء إبتسآمتهآ القصيره النآتجه عن حدوث المُحتمل .. رد الفعل المتوقع من ريتآج أصبح أكيـد ..
صفطت سآعديهآ بتكتيفه فوق طآولة المكتب تنآظر الجانب الأيمن لوجه ريتآج وهي مآزآلت على وضعهآ مطرقة الرأس خآفضة البصر ..
بشرتهآ بيضآء صآفيـه ونقيّه .. وجنتيهآ مُشربّه بـ حُمره طبيعيّه .. لهآ أكثر عيون سآحرة الشكل والنظـره .. وسيعـة المحجـر والمنتهـى بهآ شيّ من البروز كثيفـة الرموش .. عسليّه بلون الكهرمآن ..
أنفهآ يظهر من الجآنب دقيق مُدبب الطرف .. فمهآ متوسط الإتسآع بشفتين نآعمه ممتلئـه .. شعرهآ حريري دآكن آللون الكستنآئي مسدول بـ إنسيآبيّه ..

....: ريتــآج !!
....: إستدعيتينـي على إنفرآد تتشمتيـن فيني يآدكتوره !
سآلي: .........
إلتفتت لهآ رآمقتهآ بـ نظره حآقده مُردفه بـ نبره قآسيه جآفه: عآجبك الوضع صـحّ !! مستآنسـه !!
....: وليش أستآنـس ؟! ليش المفروض يعجبني وضعـك ؟! مآني طآلبه أتنآفس معـك لأجل أنقهر وأحتر من مستوآك إذآ إرتفع أو أتشمت وأستآنس لآمنه تدهور وإنحـدر ..
ريتآج: ..........

سآلي: أنآ أسآساً منّـي فآهمه أصل الخلآف إللي نشأ بينآ من العدم بس مآعليه .. إنتي مآتتقبليني .. شيّ دآخلك مآيستسيغني لأسبآب أقدر أقول إنهآ مفهومه .. عآدي , كلنآ كنّآ طآلبآت أول ويصير مآنتقبل أحد من مُحآضرينآ ولأسبآب مآلهآ وجود .. عآدي تصير .. لآتنسين تطآولك عليّ من قبل وشلون أنآ تجآهلت الموضوع ولآ كنّه صآر.. ليش ؟!! صدق مدري .. آلله حآط بوجهك قبول غريب مآقدرت أنقم عليك أو أنزعج .. وشهو سبب ترآجع مستوآك ؟! علميني وأوعدك أوقف معك وأسآعدك إن كنت أقدر .. إنتي طآلبه مُجتهده وذكيّه وفعلاً شيّ مُحبِط تدهور مستوآك بهآلدرجه الملحوظه ومرّه وحـده بدون تدرج !!!

شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمة شُكر مفتعله إختفت معهآ عيونهآ معقبه: شُكراً يآدكتوره .. منّي بحآجة مسآعده .. لآ مِنّك ولآ من غيرك .. ومآفي شيّ يحدني أعلمك إنتي أو غيرك وشهو إللي قآعد يصير معي وبسببه تخلّف مستوآي .. وإن كآن هآلشيّ من بآب الفضفضـه فـ كوني على عِلم رجآءاً إنه مو إنتي إللي رح ألجأ لهآ يوم أحب أفضفض ....

بسرعه إرتفعوآ حآجبيهآ وإنفغر فمهآ بفتحه قصيره تعبير إللي توّه تدآرك شيّ غفل عنه: إي صـح ...... وإن كآن آلله رزقني القبول بـ وجهـي فهو لـ الأسف إنتزع من وجهك هآلقبول وبـ المــــــره .. بـ بسآطه منتي شخصيّه مُريحه وكلّ لحظـه تمرّ وأنآ معك تخنقنـي أكثر فـ تكفين لآتزيدينهآ وتحآولين تظهرين بمظهر مآهوب لآيق عليك .. لآتتصنعين وجود شيّ أصلاً مآهوب فيك ..

وقفت عآفطه ورقة مُعدلهآ بقبضة يمينهآ مكمله قبل مآتقفي عنهآ موليتهآ ظهرهآ بـ خُطى مُتسآرعه .. إمآ تحآشياً لإمتدآد الحوآر وإتسآعه .. أو هرباً من حرج الموقف بعدمآ أحست بـ قٌرب نفآذ طآقة تكآبرهآ وإدعآئهآ للثبآت والقوّه والتمآسك وهي على شفيـر الإنهيآر .. إنسحبــت بعدمآ لفظت آخر كلمآتهآ بـ نبره مخنوقه مآقدرت فيهآ تخفي كبت البكآء ومقآومته: وعموماً شُكراً على إهتمآمك ............. عن إذنك ....


/
/


الساعة الآن 10:12 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية