منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   العاطفه والجسد (https://www.liilas.com/vb3/t201832.html)

أمآنـــي 16-02-16 02:36 AM

العاطفه والجسد
 
____________________




عن الروآيـه:- عآطفيـه جريئـه ...
أحدآثهآ إمتدت وشملـت منآطق وثقآفآت مُتعدده .. من السعوديـه , مصـر .... وأمريكـآ
ومعهآ تعدد أبطآلـي المُنقسمين بين أبطآل من السعوديه وأبطآل من مصر بطريقه أو أُخرى كآنت نتيجة إرتبآطهم هي أحدآث الروآيه ...
كُتِبتْ بِـ - العآميّـه - سنـداً ومتنـاً

- النُسخـه المُعَـدلَـه -
..[ العَآطِفَه وَ الجَسـدْ ]..

العآطفه ..
نبض مجنون كآلغليآن .. قد ينتقل ببطئ من العنآيآت المركزه إلى العنآيآت الإلهيـه .
العنآيآت الإلهيه ..
أن تجد ضوءاً سآطعاً وسط حسرتك .
الحسره ..
نحيــب عميـق .
العمق ..
غرف مغلقه لآ يمسّهآ إلآ قلوب لهآ سعـة الإحتوآء .
سعة الإحتوآء ..
أن آتيك مذنبـه لتشرح لـي معنـى المغفـره .

الأجسآد نعمـه ربآنيـه أغدقهآ علينآ الخآلق في هذه الحيآه .. إحترمهآ البعض وصآنهآ الكثيرون .. فـ الجسد وليـف الروح .. والروح ملكاً لبآرئهـآ . .



*
*

أمآنـــي 16-02-16 02:44 AM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الأول
*


2013
نيويوركـ ..
بُكرة صباح إبتدأ بتعآلي نغمة الـ - آيفون - الممله تقطع وتتواصل لاكثر من مره بإصرار لحد مانفتح الخط بصوت مبحوح من أثر نوم ليزفر الآخر بـ عمق معلق عيونه بـ السمآ حآمد ربه لإستجآبته على الإتصآل , بـ لهجته الشآميّه أردف بـ حنق: لك ويييينك كل هآد عم حآكيك !
عدل وضعيته من النوم للجلوس سآند ظهره يفرك بعيونه: يآلله صبآح الخير .. وش بغيت انت بهآلبٌكره !
....: شكلك نآسي اليوم اللي ورآك أستآز – نجـم - ! .. مِستر جون من سآعتين سكر معي الخط مشدد عليّ أذكرك بـ المعآد
إرتفعت شفته العلويّه بـ إنزعآج: إيه إيه .. طيب وآشدعوى مآني نآسي
....: لآ , مآعمّآ يوثق فيك وخصوصاً من بعد إعترآضك الأخير
نجم: وإيش علآقة إعترآضي بـ إني مآروح .. مآني بزر ترآ خلآص كآفي عوآر رآس
....: يآريتو كآن وصآني لـ إلي , كل شغله بحلآوتهآ
نجم: أي حلآوه هذي بـ الله ! مآنت شآيف وين بروح !
....: بعرف المكآن كتير حقير بس كله بحسآبه .. المهم هلـلأ معك ساعه تجهز فيها حالك وتصرف يَآللي عندك وتروح


أقفل الخط معه متأفف وعيونه على الشقرآء الجذآبه إللي جمبه نآيمه مآيغطيهآ إلآ الشرشف الأبيض الخفيف فآتحه عيونهآ الزرقآء النآعسه وهو يبعد خصلآت شعرهآ الذهبي من على جآنبي وجههآ مقآبلته بـ إبتسآمهel أردفت بـ نبرة صوتهآ المبحوح من أثر إستيقآظهآ للتوّ: good moooorning
(صبآح الخير)
....: mmmm morning bretty
(صبآح آلخير يآجميله)
اعقدت حآجبيهآ بـ إستغرآب من ملآمحه المنزعجه وهي تعدل وضعيتهآ للجلوس سآئلته بـ إهتمآم: are u okay ؟
(هل أنت بخير ؟)
....: ya am fine, u jus have to leave, Ive alot of work
(نعم بخير , فقط عليكِ المغآدره , لدي الكثير من العمل)
اقتربت منه متمسكه بذرآعه العضلي والإستفهآم بعيونهآ: but ….
(ولكن .....)
قآطعهآ بـ جفآء صآد بوجهه عنهآ جهة الكومدينه لعلبـة سجآيره: NO
أطبقت فمهآ بضيق من رفضه الصريح لهآ مبتعده عنه سآحبه نفسهآ بهدوء من تحت الغطآ متوجهه للحمآم بـ - الكرآمه –

تمّ على وضعه بـ الدقآيق إللي مرت وهي دآخل الحمآم لحد ماردت لآفه الفوطه البيضآء على جسمهآ .. عيونهآ عليه مستقعـد , ظهره مُسند لظهر السرير عآري الصدر ونصفه الأسفل مغطى ..
رفعت حآجبهآ الرفيع هآمسه له بـ إغرآء: bayyb
من قآلتهآ إلآ وارتفع نظره لهآ وهي تسقط الفوطه من على جسدهآ لتطيح بـ الأرض وآقفه قبآله ربي كمآ خلقتني موجهه له دعوه مفتوحه بإغرآء .. تمّ ينآظرهآ لثوآني بتفحص مضيق عيونه وهو يسحب النفس من سيجآرته شبه المنتهيه زافر دفعة الدخآن من فمه المشدود بهدوء وهو يأشر بعيونه على السرير جمبه بلآ مبآلآه: take it an. leave
(خذيهآ وغآدري)
أطبقت شفتيهآ الرقيقه بقهر بعدمآ تجآهلهآ معرض عنهآ يطفي سيجآرته بإهمآل لرغبتهآ الشديده مأشر لهآ على كم ورقه من الدولآرآت جمبه آمرهآ بـ المغآدره بعدمآ أتمت مهمتهآ معـه وإنتهى غرضه منهآ ...
طفآ السيجآره مآسك بيمنآه جوآله يدور الأسآمي تآركهآ قدآمه تلبس فستآنهآ الشيفون الأحمر القصير فآرده شعرهآ الذهبي المبلل بإهمآل على كتفيهآ لتقرب منه هآمسه: I jus wanna tell u that was awswm, best night ever, u are soo good about all wt u do
(فقط أريد إخبآرك أن مآحدث كآن رآئعاً , أفضل ليله على الإطلآق , أنت جيد جداً بكل مآتفعله)
أغمض عيونه برآحه أتبعهآ بـ إيمآءه رآس إيجآبيّه قبل مآيزفر نفس هآدئ من بعد خروجهآ مبعد الغطآ عن جسده العآري متوجـه للحمـآم بعدمآ أخذت هي الفلوس محنيّه عليه طآبعه قبلتهآ الخفيفه على طرف فمـه قبل توليّه ظهرهآ خروجاً: have a nice day, bye
( إستمتع بـ يومك )


/
/




بوآحد من الأمآكن إللي تجمع أكبر عدد من الجنسيآت المختلفه بـ العآلم . .
بـ المطآر .. وبعد مآوصلت شنآطهم ع العربـه , سألتهآ بـ إستغرآب: مآمـآ ..
جآوبتهآ وهي تدخل جوآلهآ بشنطتهآ بعدمآ أنهت مكآلمه مع زوجهآ تخبره بوصلهم: أيـوه !
أكملت تسآؤلهآ بلهجه مصريه متقنه: هنروح فين ؟ بآبآ سآبنآ نيجي السعوديه لوحدنآ
نآظرتهآ وإبتسآمه مُريحه هآدئه بوجههآ البشوش: وهو معقول أبوكي هيسيبنا من غير مآيكون مجهز كل حآجه
وكأنهآ للحين مآفهمت ! رفعت نظرآتهآ الطبيه بإطآرهآ المستطيل اسودء اللون من طرف خشمهآ الطويل الحآد لعيونهآ معقده حآجبيهآ بإستفهآم أوضحته لهآ أمهآ بـ لهجه مصريه: وردهـ ياحببتي أحمد إبن عمك متفق مع آبوكي على كل حآجه إننآ نروح ونقعد فـ شقه ليه في عقآر من عقآرآتهم وبآعتلنآ دول " أشرت على أثنين من الجآردآت مقتربين صوبهم " شفتي ! هيوصلونآ لحد البيت ..
من شافتهم رفعت ذقنهآ فآغره فمهآ الفتحه الصغيره إستيعآباً: أهـآآآآ , طيب يلآ مشينآ .. رآسي بيوجعني حآسه هينفجر من ضغط الطيآره همووت وأنآم
قآلتهآ مقربه من أمهآ متعلقه بذرآعهآ ليوضح فرق الطول بينهم , ورده بمظهرهآ الحآد القآسي وإللي يخآلفه رقـة إسمهآ , كآنت فآرعه بطول يوصل الـ 6 أقدآم , تشبه كثير أبوهآ بخلآف أمهآ المصريّه – جيهآن – بملآمحهآ الأنثويّه الرقيقه النآعمه .


نفس عميق سحبته بـ إنتشآء مستنشقه ريحة السيآره: يـ الله مآمآ حتى ريحتهآ حلوه
طآلعتهآ أمهآ بـ إبتسآمه هآزه رآسهآ تأكيداً: لآزم تكون كدآ مآعيلة عمك أغنيآء
قآلتهآ ثم سكتت ثوآني تطآلع الشآرع من الشبآك على يسآرهآ قبل تكمل بـ همس خآفت بآهت: فــوق الغِنــآ بكتيـر !
ورده: هو الفرح دآ إمتى ؟
....: يوم الخميس الجآي
ورده: أهآآ .. بعد الفرح لآزم أرجع مصر تآني إفتتاح المعرض بعد اسبوع
مدت يدهآ وأمسكت بـ أصآبع بنتهآ الطويله وإبتسآمه رضآ وآسعه على وجههآ نآعم الملآمح: إنتي بروفيشنآل فوتوجرآفر أكيد مشآركتك هتكون الأحسن فـ المعرض
بآدلتهآ الإبتسآمه خآفته بتوتر: بأمر الله ..
شهقت من بعدها نفس عميق هآدئ تامه تنآظر بـ الطريق على يمينهآ بنظرآت فآرغه وعقل خآوي .. مآتدري كم من الوقت مرّ فـي صمتهآ وشرودهآ لحد مآقطعهآ صوت أمهآ: شكلنآ وصلنآ !
مدت رقبتهآ لقدآم من الشبآك على يمينهآ لتتعلق نظراتها على العمآره والسوآق يهدي السيآره تمهيداً لركنهآ جمب الرصيف: وآآو مش عمآره دي
بسرعه أبعدت نظرهآ عن العمآره بعدمآ سمعت صوت صفير كفر البورش الكحلي على الطريق بنفس الشآرع قريب منهم بلهجه سعوديه مآيقل تمكنهآ منهآ عن اللهجه المصريه: خيــــر انشآلله !! مرآهق المجنون !
قآلتهآ بنرفزه وهي تخرج من السيآره بعدمآ فتحلهآ السوآق البآب وأشر لهآ وأمهآ بيده تجآه مدخل العمآره لتتقدم بعد أمهآ وورآهآ السآيق وتآبعه بـ الشنآط حقتهم, تخطوآ البوآبه الحديديه العريضه ومنهآ للمدخل الرخآمي يتوسطه نآفوره جبسيه معطله, المكآن فآئق الروعه لكن واضح إنه مهجور مآفيه روح ولآ نفس, مآحد سآكنه .



ورده: مآمآ شوفي هنآ بآب شقه وع اليسآر بآب ثآني !
السآيق بلغه عربيه , لهجه شآميه: إنتو بتتفضلوآ هون لشقه الأستآز أحمد .. أمآ التآنيه هديك فهي شقة الأستآز رآمز
ورده: مآحد سآكن هنآ .. الأدوآر فوقنآ من فيهم !!
السآيق: مآحدآ عآيش هون , العمآره فآضيه والدور التآني نفس التصميم بشقتين للأستآز طلآل والأستآذ رآئف والأخير شقه للأستآز الصغير سيـف
بسرعة بديهيّه سألته مستفسره: والشقه الثآنيه بـ الدور الأخير ! ولآ مآفيه غير وحده لـ سيف ؟
أنزل عيونه للأرض بـ أسف مجآوبهآ بهدوء: كآنت للأستآز فرآس الله يرحمه
على طآري الفقيـد المتوفـي , أخفضت أمهآ رآسهآ في أسى شآركتهآ فيه وردهـ إللي تمتمت بقلبهآ عن ذكرى وفآة إبن عمهآ إللي مآحضروآ عزآه: يـ الله شكثر إنّآ بعيدين عن بعض ! مو كأنآ عيله وحده !
....: يلآ يآورده هتفضلي برآ عندك الليل كله ولآ إيه ؟
تعلقت عيونهآ بظهر أمهآ إللي نبهتهآ من شرودهآ سآبقتهآ للشقه لتلحقهآ هي بخطوآت متبلده متثآقله مآلفتهآ أي شي بـ المكآن برغم فخآمته الأسطوريه , إرتمت بتعب على كنبه إسفنجيّه عريضه بوسط الريسبشن ليوصلهآ صوت أمهآ من دآخل: أنآ هآروح آخد دُش شوفي إنتي حآبه تعملي إيه ! الشقه جآهزه من كلـه والأكل جآهز كمآن فـ المطبخ لو عآوزه تآكلي حآجآ خشي شوفي بنفسك
أبعدت نظآرتهآ عن عيونهآ المُرهقه رآميتهآ بـ إهمآل على الطآوله الكريستآليه جمبهآ مجآوبتهآ بـ همس بآهت مُتعب مآوصل لها: آوكي
لحظآت من بعد كلمتهآ الأخيره وفتحت عيونهآ بـ إنتبآه من بعد غفوتهآ لدقآيق تستوعب الصوت إللي سمعته, كآن صوت البآب الحديدي بقفله قويه للشقه إللي جمبهم ! إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستغرآب سآئله نفسهآ: مين هنآ ؟ السآيق قآل إن مآحد فـ العمآره ؟ مآهي بمسكونه ! شقة رآئف أو رآمز أظن ! يآكثر عيآلك يآعمي الله يرحمك ويغفرلك
وقفت بتعب مفصخه عبآيتهآ والطرحه رآميتهم بإهمآل على الكنبه إللي وقفت عنهآ مخلله أصآبعهآ اليمنى النحيله بشعرهآ البني القصير بقصـة الـ - بوي – وبظهر يسرآهآ بسطتهآ على فمهآ وهي تتثآءب بتعب متوجهه للمدخل الثآني بـ الشقـه : بآخذ شآور الحين وأنــآآآآآم



بـ الجهه الثآنيه من نفس العمآره ...
يتأمل وجهه بـ المرآيه العريضه عند مدخل الشقه, إبتسم للي ببآله وهو يحرك طرف سبآبته تحت جفن عينه المنتفخ : على إيش كنتي تتوحمي يآمي وآنتي حآمل فيني ؟ لتكون شغآلتنآ السيرلآنكيه !
قطع أفكآره الغريبه صوت جوآله وهو يدق بـ إسم خويه: هلآ رآمز
على الطرف الثآني صوته شوي وينسمع من صوت المآكينآت: هآآآآ وصلـت ؟
....: إيه أنآ بـ الشقه الحين بس وينك انت ووش هآلإزعآج ؟ بـ المصنع ؟
جآوبه بـ صيآح: إيه بـ المصنع هذآ وآئل خويك الخآيس مرسلني أنآ للمصنع وهو متكيف بـ المكتب
مآل فمه يسآراً بـ إبتسآمه قصيره كشفت عن جمآل الغمآزه الوحيده اليتيمه بخده الأيسر: أجل كآن الله بالعون
لحقه رآمز قبل يقفل معه الخط: لحظـــــــه آآآآدم
آدم: هــآآ
....: ترآ الشقه فآضيه .. أكلك وشربك من جيبك
آدم: ومن متى أكلي وشربي كآن من جيبك إنت ؟ أقول ولي يآلدلخ بس
أردف بـ ضحكه غليظه جآهره: هههه أنآ بس أخبرك لأن وآئل تآرك الشقه من فتره فـ دبر حآلك وآشوفك
حرك لسآنه دآخل فمه مخلل أصآبعه بخصلآت شعره الأسود الطويل لآخر شحمتي أذنيه: آوكي آوكي .. سلآم
أقفل آلخط منزل جوآله على درآبزين المرآيه متوجه لصآلة الإستقبآل وهو يفتح أزرآر قميصه جالس من بعدهآ بأريحيه على الكنبه العريضه ممدد سآقيه رجل فوق الثآنيه على الطآوله الرخآميه قدآمه مسند رآسه على ظهر الكنبه يطآلع بـ النجفه الكريستآليه المعلقه .!



/
/



بشوآرع نيويورك المزدحمه وقت الظهيرهـ ..
تلف وتدور ..
على هآلوضع من ثلآث أيآم تدور لهآ شغل قبل مآتترك البيت ..
جلست على كرسي خشبي عريض من كرآسي الإنتظآر اللي بشوآرع المنطقه الشعبيه فآرده رجولهآ تريحهم من عنآء الكرّ والفرّ المتوآصل بـ الشوآرع , أطلقت تنهيده مُتعبه أردفتهآ بـ حديث النفس الخآفت: آآآآآه الحين وين بلآقي شغل ! موو قآدره رجوولي آآآه
تحسست بطنهآ بألم بعد مآسمعت خليط من اصوآت بطنهآ إللي تغرغر بـ إنذآر الجوع وشدته: طيب الحين وين بلقى أكل بهآلمكآن القذر ؟
رفعت نظرهآ تتآمل المكآن من حولهآ بعقدة حآجبين: وين أنآ .. هـييي إيييي u, excuse me plz where are we? wich st !
(أنــت , إعذرني رجآءاً أين نحن ؟ بـ أي شآرع !)
رفع كتفيه مآط شفته السفلى بلآمبآلآه وهو مآر من قدآمهآ يظهر وكأنه – سكرآن - : we are n da nowhere sweetheart
(نحن في اللآمكـآن عزيزتي)
أطبقت فمهآ بـ نرفزه قبل تصيح عليه: sikoooooooo
( مختـــــــللللل )
مآ أمدآهآ إلآ وشآفت مجموعة مرآهقين رآكضين قدآمهآ وورآهم حشد وصيآح حرمـه كآن صوتهآ الحآد الأبرز بـ السبآب واللعن والتوعد .. تجمهروآ النآس وآقفين قبآلهآ , آللحظـه إللي وقفت هي فيها على أطرآف رجولهآ رآفعه ذقنهآ تحآول تشوف من فوق روس النآس وش اللي يصير ...



بـ نفس آللحظه خرج هو من زقآق الشآرع ينفض قطرآت المويه إللي تسآقطت عليه من الأنآبيب المعلقه على جدرآن العمآرآت متأفف بـ إنزعآج وتكشيرة متقززه بوجهه آلمنعفس : هـففف وش هآلقرف ! طيب يآنذل صبرك بس علي الحين تحطني قدآم الأمر الوآقع مع – جون - وتجيبني لهنآ ! واشمعنآ هآلمكآن المنحط بـ الذآت ! .. ولآ كأنهآ صفقة مخدرآت .. صبرك بس علـ .......... سكت ينآظر بـ التجمع إللي صآير قدآمه وكل إثنين مآسكين بخنآق بعض , إنعقدوآ حآجبيه مستغرب هآمس بـ بهوت: يصورون مشهد لفيلم !
إستوقف وآحد من المآرّه قدآمه وشكله كآن متجآهل آلموقف تمآماً: !! heyyy u, wt da hell is dat
(أنـــت, مآهذآ بحق الجحيم !!)
إرتفعوآ كتفيه بهزه سريعه مآط شفته السفلى مآيدري:: I don know, an don ask all people here have no ............
(لآأعلم , ولآ تسأل , جميع من هنآ ليس لديهم أدنـى .............)
قطـع حكيه المرآهق اللي مرّ من خلآلهم ضآرب كتفه بـ كتف - نجم - وهو يصيح للي ورآه: ruuuuuuuuuuu
(إهـــــــــرب)


عدل تيشيرته مكآن الإصطدآم من كتفـه ثم أقفى عنهم مطبق فمه بإشمئزآز: وش هآلمختلين شكلي ضيعت المكآن
قطع الشآرع وملآمح التقزز حآفره تعآبيرهآ بين قسمآت وجهه ليوقف فجأه وعيونه معلقه عليهآ , أثآر إنتبآهه شكلهآ العربـي الملفت حآضنه بذرآعهآ الأيمن عمود النور رآفعه نفسهآ على أطرآف قدميهآ فآغره فمهآ بإنتبآه وإهتمآم تبي تشوف وتعرف اللي يصير .. سمرآء نحيله متوسطة الطول كثيفة الشعر البنـي الداكن .. كآنت الشخصيه بملآمحهآ عربيه .. دمّهآ عربـي ..
من طول وقفته قبآلهآ وتأمله التفحصي الدقيق لهآ وإللي أثآر إنتبآههآ , إنعقدوآ حآجبيهآ مآده فمهآ المزموم بـ تكشيره طفوليه بعد إستيعآبهآ نظرآته التفحصيه المريبه المُسلطه عليهآ لترمقه بنظرة تحقير من فوقه لتحته مقفيه عنه رآفعه ذقنهآ بتكبر هآمسـه: وش إللي جآبني هنآ بـ الله !! – أرخت كتفيهآ بـ تعب تتحسس بطنهآ - آآآآآآه بطنـي
قالتها مكمله طريقهآ على الرصيف إللي كآنت بلطآته العريضه مكسره وخآرجه عن مكآنهآ مستشعره ملآحقة أحد لهآ .. التفتت بسرعه وفعلاً كآن ورآهآ بس رآفع يده لأذنه يحكي بجوآله مآينآظرهآ ..
مآ أمدآهآ وهي تحول نظرهآ قدآمهآ بعدما خاب ظنها باللي يطاردها إلآ وشآفت يمينهآ مطعم شعبي من درجه لآتذكر: هــــه ريستـورآآآآآآآن ,, آآآآآه أخيراً


دخلت بإبتسآمه عريضه جالسه على وآحد من الكرآسي طويلة الإرتفآع قبآل طآولة المشرب .. ليبآدلهآ الإبتسآمه وهو يسأل: wanna drink !
(تريدين مشروب !)
....: no, wanna somthin to eat, am soooo hungry
(لآ, أريد شيئاً أأكله , أنآ جآئعه جداً )
حرك رآسه إيجآباً مقترح عليهآ بـ إبتسآمه: brger !
فتحت فمهآ مبرقه عيونهآ وشبح إبتسآمه بملآمحهآ المتحمسه لتنآول الطلب إللي أقترحه عليهآ مجآوبته بـ إندفآع: yaaaa that would be great
(أجل , هذآ سيكون رآئعاً)
كآنت ثوآني والطبق قدآمهآ فيه سندويتش برجر وعلبة مآيونيز بلآستيكيّه صفرآء اللون .. فركت يديهآ ممصمصه شفتيها وقد إلتهمت الطبق بعيونهآ أولاً مآدرت عن إللي حولهآ وإللي جلس جمبهآ طآلب ليمونآده بآرده !
توهآ بتفتح فمهآ إلآ وتشوفه على يسآرهآ ينآظرهآ بنفس الطريقه التفحصيه الخبيثه هامسه له بعدما قربت وجههآ بوجهه: now wt !! are u chasin me
(والآن مآذآ !! هل تلآحقني !)
بنفس نبرتهآ الهآمسه جآوبهآ وهو يحرك طرف سبآبته اليمنى على تنورتهآ الشيفون الخفيفه مبعدهآ عن ركبتهآ وعيونه النآعسه دآكنة آللون مثبته بعيونهآ حآدة النظره المتوعده: if u never mind !
(إذآ كنتِ لآتمآنعين !)


إتسعت عيونهآ بصدمه من جوابه الدنيئ بعدمآ إنكشف وركهآ الأيسر من هآلتصرف الجريئ الوقـح ..!! بلآ تفكير .... فتحت السندويشه والصقتهآ بوجهه ملطخته بـ الكآتشب لينزل من وجهه لتيشيرته الأبيض وبشكل لآ إرآدي خرج سبآبهآ من فمهآ المتمرد بلهجتهآ الخليجيه: تتحرش فينـي يآلخآيس يآلمنحط يآفآســــق ..
بـ عصبيّه مُفرطه رفعت علبة المآيونيز وتمت ضآغطه عليهآ مفرغه مآبدآخلهآ فوق رآسه وبعدهآ حذفتهآ بقوه على وجهه خآرجه برآ المطعـم لآحقهآ العآمل يطلب منهآ ثمن الأكل ..
العآمل إللي مآ أكمل كلآمه بسبب الكف القوي إللي استقر على صدغه الأيسر بـ سِبآب عربي اللغه مآفهم منه شي: أي فلوس هذي يآحيوآن إنت كمآن وأنآ أكلت شي !! خلـي السآفـــــــــل يدفعلــــــــك

قآلتهآ بغضب متأجج تآركته ورآهآ دآخل المطعم رآحته اليمنى على خده الأيسر وعيونه مصدومه مدمعه كآنت هآلصدمه أقل بكثير من صدمة إللي جآلس قدآمه الكآتشب والمآيونيز مغرق وجهه: فآسـق ؟ منحط ؟ خآيس ؟ خآيــس !!!!!!! هذآ عربي إللي سمعتـه !!!
مآحدّ من العمّآل حتى رئيس المكآن تجرأ فيهم وطلب منه الحسآب .. هي بنت وكآن ذآ ردّ فعلهآ أجل هو كيف بيكون ردّ فعله !
وقف بسرعه عن كرسيه لبرآ المطعم بخطوآت زلزآليه غآضبه .. تمّ يتلفت يمينه ويسآره , كل مآله بـ الإشتعآل غضباً , هآلغضب إللي مآرح يهدآ قبل تكون هي بـ قبضتـه !
إلآ إنهآ وبـ لحظـه ... مآ كآن لهآ أي أثر !


/
/




السعوديه ..

بـ أكثر الأمآكن تعقيماً .. صرخآت أطفآل وأنين شبآب وتأوه كبآر السن ...
بـ طوآرئ المستشفى المزدحمه .
صآحت الممرضه الآسيويّه والذعر بملامحها طآلبه مسآعدة أحد من الدكآتره إللي مآتشوف أحد منهم بهآللحظه , كلاً منشغل بـ حآله خآصه: where is D.Sorat, there is an emergence
(أين دكتور سورآت , هنآك حآله طآرئه)
بـ مدخل ثآني للطوآرئ توّه وأنهى الكشف عن حآله يسيره مدخل يده بـ جيب مئزره الأبيض ممسك بجوآله وإبتسآمه وآسعه بوجهه مُريح الملآمح بعدمآ شآف إسمه: دكتر عديّ ...... يآهلآ
صوت أنثوي من بعيد ينآديه .. دكتر عٌمــــر .. دكتـر عٌمــآآآآآآآآر .. دكتر .. دكتر .. دكتر عٌمـر
التفت لهآ بعقدة حآجبين تعجباً من جزعهآ ليشوفهآ مميله جسمهآ لقدآم ويدهآ على صدرهآ تحآول تلتقط أنفآسآ اللآهثه من ركضها ورآه تلحقه ..
....: ثوآني عدّي .. خير صيتـه !



إعتدلت بتعب مغمضه عين ومفتحه الثآنيه , عآضه على شفتهآ السفلى مأشره لآخر الممر ورآهآ: دكتور عُمـر حآله ولآده مستعجله
أطبق فمه بتفهم مُردف بـ هدوء: أوكي الحين جآي اسبقيني
قآلهآ ثم رفع جوآله لأذنه مهرول بـ الممر لاحق – صيته - : عديّ متى جآي إنت ؟
على الطرف الثآني .. بسيآرته .. رفع نظره لإشآرة المرور الحمرآء: يعني ..10 دقآيق وآكون وآصل
عٌمر: عندي حآله مستعجله أنآ بـ الطوآرئ برآ المستشفى إذآ قدرت تعآل
إبتسم بخفه على إللي طرآ ببآله وظروف شغلهم: ترآه أول يوم دغري بتشغلني
عٌمر: عآد مآرح أغآمر وأثق بوآحد ترك المهنه صآر له سنتين وأول يوم دوآم له رح أشغله ... شف لآزم أسكر الحين
حرك السيآره بعد تبدل الإشآره للون الأخضر مبتسم على تعليق عٌمر: ههههه خير إن شآلله .. اشوفك
أشرت له بيدهآ تنآديه بصوت جهوري: دكتر عٌمـــر .. هنــآ .. هنــآ تعــآآل
نآظر بـ المهرجآن إللي بـ الغرفه وأنين الحرمه الممده على التروللي الأبيض سآئل بـ إستغرآب: إيش الحآله !
نآدتهآ من على بآب الغرفه بلهجه شآميّه قبل تجآوبه على سؤآله: صيتـه .. دكتر شودآري بدو يآكي
إلتفت لهآ عُمر رآمقهآ بنظره حآده: صيته معآيآ بهآلحآله .. كله برآ .. فضوآ المكآن ..
الممرضه الشاميه: بس دكتر شود......
قآطعهآ بحزم ملتفت لهآ نصف إلتفآته: عندنآ حآله .. مو ذنبنآ نتحمل إهمآل الممرضه فيري .. صيته مشغوله معآي ..
إنتبه على شرودهآ وهي فآتحه فمهآ ببلآهه منبههآ بنبره حآده جآفه: صيتـــــه !
بسرعه انتفض جسدهآ مخترعه راده عليه بـ تلعثم: آآآآ .. آآآ آييييـوآ
عٌمر: هآ جآهزه ..!



/
/




بمكآن مآهو بعيد عن الطوآرئ .. يتمشى بممرآت المستشفى إللي كآنت أهدأ بـ كثير من طوآرئهآ .. توه منتهي من إجرآءآت البدء بآلمزآوله .. يسمع تمتمآت الممرضآت من جنسيآت متعدده بسؤآلهم عنه .
- أول مره أشوفو
- هو ممرض ؟
- آه شف الغبآ بس مآتشوفي إسمه ع البآلطو !
- هذآ وجه ممرض .. هه تكفييين
- قآلك ممرض قآل .. دكتووووور يآروحي دكتووووور هذآ الملآك دكتور
- هييه ترآنآ بعد الممرضين ملآيكه
- شو إسموو ؟
- ما اخدتش بآلي عدآ بسرعه من أودآمنآ .. هتنح فـ شكلو ولآ فـ إسمو .. مش مهم الإسم دلوقتي
- جد جد جد تشآآرمينـج .. مش سعودي أصلاً .. بآين عليه
- وليش مو سعودي إن شآلله ! ليكون تبينه يكون سوري انتي ووجهك بعد ولآ مصري مثل المتخلفه إللي جمبك

اجفلهم من حدة مناوشتهم بنبره جاهره حآده , جآفـه , ومُرعبـه .. فرقت جمعتهم على سيرة الدكتور الوسيم حديث التوظف: مآشآلله يآهوآنم فـ كآفيه إنتم ولآ بمستشفى ! العآلم تموت حولكم وآنتم مقضينهآ سوآلف
ردت وحده من الممرضآت بلهجه مصريه: لآء وآللهي إحنآ بس بنسأل عن ......
قآطعهآ بحده: كل وحده على شغلهآ أشوف .. ع أسآس مره فآضي عشآن أتم وأسمع عن إيش تسألون !
ثوآني من أنهى جملته إلآ ويرتفع حآجبه الأيسر إستغرآباً .. بعدهم وآقفات متنحات ليصيح عليهم بنبرته الجآفه آمرهم بـ حزم: تحركــــــــووآ
قآل كلمته مُردفه بـ إبتسآمه قصيره بعدمآ إنتفضوآ متفرقات كل وحده بممر !




خآرج المستشفى وأول خطوه يخطيهآ دآخل الإستقبآل .. رآفع رآسه لسقف صآلة الإستقبآل مآخذ نفس عميق: يـ اللــــــــه ع الريحه .. عشـــــــــــق
....: دكتر .. دكتر .. دكتـــــــــر
إلتفت يمينه بعقدة حآجبين مستفهمه للممرضه القصيره الآسيويه ..
الممرضه إللي توترت بعدمآ اقتربت منه وآستنتجت إنه جديد هنآ ومآقد شآفته قبل: d.. ddd .. doctorrr
مدت بكلمة – دكتر - وهي تنآظر بـ إسمه على البطآقه المثبته على البآلطو حقه في محآوله منهآ تعرف إسمه: doctor Oday, please help me, all da doctors here are busy, um not a nurse here
(دكتر عُديّ , سآعدني رجآءاً , جميع الأطبآء هنآ مشغولون وأنآ لست ممرضه )
تحرك جهتهآ سآئلهآ بإستفهآم: what da matter ?
(مآلأمـر ؟)
شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه قصيره وهي تجمع الكلآم بتوتر: its not a big deal, um jus warkre at da archif, he s a little boy with a broken arm
(ليس بآلأمر الكبير , أنآ فقط عآمله بـ الأرشيف وهو طفل صغير بذرآع مكسور)
إبتسم لهآ بهدوء: mmmm okay, gide me
(حسناً , أرشدينـي)
بآدلته بإبتسآمه وآسعه سابقته للغرفه .


آلغرفه إللي تمّ فيهآ لحد مآ شآرفت مهمته على الإنتهآء وعيون ذآك الطفل معلقه عليه بنظرة إعجآب بريئه يتآبعه وهو يثبت الخشبتين بـ الشآش حول ساعده , سآئله بصوت طفولي هآدئ: خلآص يآدكتور كدآ ؟
حرك أنآمله اليمنى فـ الشعر المفلفل للطفل السودآني مآيتجآوز عمره الـ 5 سنوآت: أيوآ خلآص كذآ .. هآ يآشآطر بتآخذ السلمتين ثلآت أربعه بخطوة سلمه وحده مره ثآنيه ولآ شلون ؟
كشر بملآمحه الطفوليه مآدد شفتيه المبوزه: أحب كدآ .. كدآ أنزل السلم بسرعه بس مآعرف إزآي وقعت من عليه ؟
بجديه قاصد تنبيهه: لآ تكررهآ وأنآ حذرتك .. هذي المره جت بذرآعك ممكن مره ثآنيه لآقدر الله تكون بسآقك ووقتهآ وريني شلون بتنزل أو حتى تطلع !!
نآظره الولد بدهشه مبرق عيونه فآغر فمه الصغير على وسعه بدون رد في حين رفع هو كتوفه مآط شفته السفلى: هذآ أنآ حذرتك




قآلهآ ثم التفت ورآه من وصله صوته يشوفه مسند جذعه على البآب مكتف سىعديه بإبتسآمه خفيفه: وإبتدينآ الشغل دكتر عديّ !
أقبل صوبه رآفع حآجب وآحد بفخر: وأنآ على بآب الإستقبآل الشغل جآيني لعندي .. شفت فرق المستويآت !
ضربه بقوه على ظهره وهو يضمه ضآحك: هههه توّ مآنور المكآن بصآحب المستوى العآلي
دفه من كتفه بخفه على تعليقه مبتسم إبتسآمه عريضه لتقآطعهم هي قبل يبدون حديثهم من بعد الترحيب موجهه كلآمهآ لـ - عُمـر - : آآآ .. إحـمّ دكتور !
هزّ سبآبته اليمنى الموجهه لهآ بـ إبتسآمه: إنتي ملآكـي
بآدلته الإبتسآمه إللي كشفت عن أسنآنهآ الصغيره بحجم حبآت الرمآن بشكل غير مرتب مآده له الكوب الورقي الحآوي لـ قهوته: إتفضل دكتور .. نبطشيتي خلصت الحين ومريآنآ بتستلم
أومأ رآسه إيجآباً ماآخذ منهآ الكوب بدون ردّ في حين وجهت هي بصرهآ لـ عديّ مبتسمه: أهلين دكتور عديّ
نآظرهآ مستغرب مقطب جبينه وحآجبيه ..
الإستغرآب بملآمحه وإللي كأنهآ فهمته لتجآوبه عليه بـ حركة سبآبتهآ اليمنى على بطآقة التعريف الخآصه فيه والمعلقه بـ البآلطو: سهل مره نتعرف عليك يـــــآآآآآ ....
رفعت رآسهآ له , عيونهآ متعلقه بعيونه رآمقته بـ نظرة إغرآء مُشآكسه , مُردفه بـ همس: دكتور عـديّ
طآلع فيهم بتدقيق محرك نظره من صيته لعديّ ومن عديّ لصيته ..
وبسرعه أبعد كوب القهوه عن فمه قبل مآينفجر ضحك على حآلة عديّ وهو مبلم متصنم قدآم صيته إللي هو دآري مسبقاً عنها وعآرف تصرفآتهآ الخبله .
ضربه بقوه على ظهره قاصد تنبيهه من شروده مشدد على إسمه بنفس الطريقه إللي لفظتهآ صيته بتضخيم حرف العين وضمه , الفتحه على حرف الدآل آلملحق بـ - مــدّ - ليطلع الإسم مضخـم أكثر " عٌـودَآيّ ": هآآ يآآآآآ دكتر - عُـــدَآيّ - !!!

إتسعت إبتسآمتهآ لـ عٌمر , الإبتسآمه الجذآبه إللي أوضحت عمق غمآزتيهآ بـ كلآ خديهآ غآمزه له بـ شقـآوه وكأنهآ شفره سريّه خآصه مآبينهآ وبين عُمر , التعبير إللي أتبعه هو بـ ضحك على منظر عديّ مخرج قطرآت القهوه من فمه , غصباً عنـه ..
التصرف المُنفر إللي إرتد بسببه عديّ خطوه للورآء نآفض بيمينه البآلطو حقه من الجآنب الأيسر للصدر وبيسرآه يمسح وجهه من قطرآت القهوه: عٌمـــــر وش ذآ ؟

مسح آثآر القهوه من حول فمه بظهر يده في محآوله منه لكبح جمآم ضحكه: مآشفت شكلك شلون ؟ حتى البنت ضحكت عليك يآخي
عديّ: مآلك دآعي قسم
عٌمر: خذ بآلك , صيته هذي ممنوع الإقترآب
ضيق عيونه بإستنكآر وتوه بينطق قآطعه عٌمر بسرعه: لآآآآآ إنت تعرف خويك عدل مو رآعي هآلشغلآت ولآ هآلنوع من العلآقآت .. بس آقولك عشآنهآ ذرآعي الأيمن هنآ .. ملتزمه ومتفآنيه لأبعد حدّ ومآلهآ بأي من هآلخرآبيط فـ حط ببآلك ولآ تحآول بأي محآوله ! صيتـه " حرك سبآبته بـ النفي قدآم عيون عديّ" صيتـه نـووو !
أبعد إصبع عٌمر من قدآمه بـ جفآء مردف بـ إستهزآء: مآقلتلك مآلك دآعي ! شكله مخك فوت .. هي مو رآعية هآلخرآبيط وأنآ إللي رآعيهآ ؟ لآ ومع من بعد .. ممرضـــه !!!
فتح فمه بإنبهآر مفتعل: اللــــهُ أكبـــر .. صح صح .. إنت صآحب المستوى العآلي والمقآم الرفيع .. مآينحط هآلمستوى لمجرد ممرضه .. إيه إيه توني تذكرت معليش
أردف ببرود مضيق عيونه بكلمآت ثآبته متقطعه: go an. f**k yourself
بقق عيونه على وسعهآ فآغر فمه لآخره بشبح إبتسآمة عدم تصديق للي توه وقآله عُديّ , أطلق من بعدهآ ضحكته المكتومه وبعده غير مصدق إللي تلفظ به عُديّ !
عُديّ إللي رمقه بنظره مشمئزه , بلآ ردّ .. ليكمل عٌمر وبآقي الإبتسآمه بوجهه: طيب بخليك تآخذ جولتك وآشوف إللي ورآي .. نتقآبل على سبعـه ؟
أدخل يديه بجيوب مئزره بعدمآ شهق نفس هآدئ وأطلقه: أوكـــي ..
قآلهآ ثم تمتم بهمس هآزئ بعد مآ أقفى عنه عٌمر: صيتـه ؟ قآلك صيـته !!!



/
/



مسآءاً ..
بشقه متوسطة الرقي تضم ثلآثة أفرآد من أصل خمس , بعد إنفصآل الأخوين الذكور .. – نجم - المرشد السيآحي المغترب دولياً و- عٌمـر - الطبيب المغترب محلياً في سكن منفصل عن أهله .. - كآمل الشرقآوي - الإدآري المصري زوج - مروه السوآط - سعودية الأصل , قبل 35 سنـه وهو مجرد مدير تنفيذي فـ مؤسسة آلمآلكـي .. إرتبآطه بـ إبنة كفيله كآنت برغبه من كفيله والأمر إللي عآرضه الكثير من افرآد العآئله إللي لهآ سيط شآسع , إسم ومكآنه إجتمآعيّه مرموقه , إرتبآط رجل مصري بـ بنت سعوديه من عآئله أرستقرآطيه فآحشة الثرآء !
سألهآ بـ توتر وهو على بآب المطبخ: هآآ كله تمآم ؟
جآوبته بعدمآ نآولت الشغآله دلة القهوه: خلآص يآكآمل ليش كل هآلعصبيه والتوتر ! مشروعك فكرته نآجحه ورآئف ولد أختي خوش رجآل أكيد بيرعآه وبيضمه ضمن خطتكم الجديده فـ الشغل
بلهجه سعوديه متقنه نتيجة التمرس لأكثر من الـ 35 سنه إللي مروآ: كذآ أو كذآ إن مآضمه ضمن المشآريع الجديده وكآن إهو إللي على القمه فوق أي مشروع ثآني أنآ بدبره بس لآزم يتنفذ .. هآلمشروع إهو إللي بيطلعني من تحت سُلطـة إبن أختك الجآحد !
....: أنآ جهزت كل شي وميري بس عليهآ التقديم ..
....: ليش وين رآيحه ؟
....: ببدل ملآبسي وبنزل لـ أم ركآن توهآ رآده من المستشفى أمس وإن بغيت أي شي ثآني حوريّه هنآ
أعقد حآجبيه بإستغرآب مُردف بـ إبتسآمه قصيره: حوريه ! إسكتي بس لآتسمعك وتقوم القيآمه علينآ
قآلهآ ثم طلع من المطبخ يسمع صوت ضحكتهآ الخفيفه على تعقيبـه الخآص بـ ردّ الفعـل لـ إبنتهـم ....... حوريّـه !
حوريّه إللي كآنت بهآللحظه بـ غرفتها المنزويه عن بآقي غرف الشقه الوآسعه .. مستقعده على الأرض فآرده سآقيهآ قدآمهآ مسنده ظهرهآ لجآنب السرير من ورآهآ تبرد أظآفرهآ الطويله المُرتبه .. تكلم صديقتهآ الوحيده وبنت خآلتهآ إللي مآتعرف غيرهآ عند خآلتهآ وإن شآفت أحد فيهم بـ الشآرع مآرح تعرف إنه يقربهآ .. فرآس , أحمد , طلآل , رآئف , رآمز , وآخر عنقودهم - نسمه –
بعيده عنهم وعن خآلتهآ تمآم البُعد والإنفصآل .. بدآخلهآ عقده تحس دآئماً بنقص فـ تعآملآتهم بسبب فرق المستويآت بينهم أو لأن أبوهآ بـ الأول كآن مجرد مدير حسآبآت بفرع من فروع مؤسستهم , ورثت هالإعتقآد من أبوهآ – كآمل - حتى بعد إرتبآطه بـ أمهآ ومحآولة جدهآ إنه يسلم إدآرة الشركه كآمله له بـ الإنتصآف مع – شبيب – زوج الإبنه الثآنيه – هيّـآ السوّآط – إلآ إن نزعة الكبريآء وعزة النفس بدآخله كآنت مسيطره أكثر لدرجة خلته يرفض هآلفرصه إللي حرمهآ منه لآحقاً إبن أخت زوجته , المسمى - رآئف - بعد تنصيبه مسئول رسمي عن المؤسسه بكآمل فروعهآ من بعد وفآة أبوه – شبيــب - !
تمآدى معهآ هـالطبع وهالإعتقآد من صغرهآ لوقتهآ هذآ حتى إستقر بمعتقدآتهآ ..

....: أنآ سوو إكسآيتد حور مآني مصدقه من زمآن مآجآتنآ منآسبه كذآ تخصنآ إحنآ وتفرحنآ عآد من بعد حآدث أخوي فرآس الله يرحمه
بلهجه مصريه ترفض تبديلهآ تحت أي ظرف من الظروف ومع مين مآكآن: وليه يعني ؟ دآ مجرد فرح
نسمه: طول عمرك محبطه وشهو إللي إيه يعني هفف منك مآتحمسي أبد على أي شي
نفخت البرد عن أظآفرهآ تنآظرهم مفرقه أصآبعهآ عن بعض: مش موضوع أحمس أو أحبط بس شآيفه أنو مش مستآهل كل دآ , بئآلك شهر ونص وآكله دمآغي بـ الكلآم عنه , إهدي على نفسك شويه يآ مآمآ



قآلتهآ وهي تبدل السمآعه من أذنهآ اليمنى لليسرى بمكآلمة الـ - إسكآيب – لتصيح عليهآ الثآنيه وكأنهآ للتوّ وتذكرت شيّ: آوففففف
وسعت عيونهآ لآخرهم منقبض صدرهآ بتفآجئ من حدة الصيحه: خيــــــر !!
نسمه: شفتي نسيت أقولك .. فستآني وصل
....: يآبنت الــــ .....
....: ههههه بس جد مستآنسه ,, روعه لو تشوفيه خيآآآل- أكملت بلهجه مصريه - هيآكل مني حتـه
ردت حور بصوتهآ الغريب الضخم المشآبه لصوت الرجآل بعكس ملآمحهآ كأنثى تعدت جآذبيتهآ وجمآلهآ الحدود بمرآحل: هيآكل حتـه ؟ هه
أكملت بدلع وهي تلف خصلآت من شعرهآ على سبآبتهآ اليمنى: وتعرفي بعد , رآمز أخوي طلع شريك أخو العروس بـ الشغل , يعني أخو العروس أكيد إهو إللي مصمم لهم الفسآتين , ورآمز إهو إللي مصمم لنآ ههههه والله شي .. عآد بموت من نآري ودي أعرف منهو الأحلى تصميمآتهم ولآ تصميمآتنآ

أعقدت حآجبيهآ بإستفهآم لصيغة الجمع إللي تتكلم فيهآ نسمه في حين إنهآ هي البنت الوحيده: مصمم لنآ ؟
نسمه: أهآآآ
....: مصمم لمين غيرك ؟
نسمه: إيش يآهبله .. أنآ وإنتي .. غير أمي طبعاً هذآ شي ثآني .. ترآني أنآ إللي موصيه على فستآنك , يلآ الحين بيوصلك .. كنت حآبه يكون سوربرآآآيز بس إنتي مآتنعطين وجه أبدّ ببرودك هذآ
سكتت لثوآني تستوعب إللي سمعته من نسمه أعقبت من بعدهآ بغيظ مكتوم من بين أسنآنهآ المطبقه وبقوّه في محآوله منهآ لتمآسك أعصآبهآ: ومين صآحب الفكره ؟ إنتي ولآ خآلتي ؟
تقوس فمهآ بإستغرآب سآئله نفسهآ " وش فيهآ هذي !! ": عآدي أمي قآلت لي أختآرلك ديزآين من بين الإسبيشل ديزآينز حقت رآمز ويفصلونهآ بـ المصنع لنآ …. ليش ؟
أغمضت عيونهآ بقوه رآصه على أسنآنه بقهر: أنآ هقفل دلوقتي .. سلآم
أبعدت الهآندفري عن أذنهآ بنرفزه رآميتهآ بـ عصبيّه على اللآب جمبهآ رآصه على المبرد بقوه لدرجة انحنآءه بين يدهآ " شآيفآنآ إيه يآخآلتي !!!"


دقآئق معدوده وتعآلى صوت الجرس لشقتهم قآمت بسرعه غريبه فآتحه بآب غرفتهآ بقوّه ليتصفق بـ الجدآر مقآبله أبوهآ بـ الممر وشرر العصبيه يتطآق من عيونهآ ..
أبوهآ إللي أوقفهآ وعيونه تتفحصهآ وهي بـ البيجآمه الحريريّه برمودآ بيضآء اللون: الله يهديكي رآيحه تفتحي البآب كدآ !
حور: بآبآ أنآ عآرفه مين إللي وصل .. افتح البآب بسرعه ودخلو
إنعقدوآ حآجبيه أقصآهم بإستغرآب: وهتقآبلي إبن خآلتك بآلمنظر دآ ؟
حور: ..........
نطق إسمهآ بحزم وشده قآصد تنبيههآ من شرودهآ: حوريّــه !!!
ضيقت عيونهآ بإستفهآم: إبن خآلتي مين !!!
تجآهلهآ متوجه لبآب الشقه يفتحه آمرهآ بحزم: خشي جـوآ رآئف إبن خآلتك جآيلي هنآ نتنآقش فـ شغل وأمك عند أم رآكآن لو حآبه تنزلي ليهآ
تجآهلته حور , إذ إن مآعندهآ أبدّ بهآللحظه أي نيّه إنهآ تفهم أيّ شيّ: فيه غرض هيوصل حآلن يآ بآبآ بليز قوللي لمآ يوصل


طآلع كآمل بوجه العآمل الآسيوي بعد مآشآف شعآر مؤسسة – المآلكي - مطرز على جيب البدله إللي لآبسهآ مآسك بيده كرتون مستطيل الشكل كبير الحجم: Mr. Kamil
وجهه منعفس بـ عدم فهم , أومأ رآسه إيجآباً مقطب حآجبيه إستفهآماً بدون ردّ ليمدّ له العآمل الكرتون وفوقه ورقه يطلب منه توقيعه عليهآ بـ الإستلآم ..
الورقه إللي وقعهآ واستلم من بعدهآ الكرتون وهو مآزآل متعجب مقفل البآب برجله وعيونه ع الكرتون بين يديه ..
الكرتون اللي ماحسّ إلآ بحوريه بنته قبآله وهي تسحبه منه بقوه وعنف ..

....: بالرآحه يآبنتي .. فيه إيه ؟
إرتفعت زآوية فمهآ اليمنى بـ إبتسآمه سآخره: فستآني .. فستآني إللي خآلتي موصيه عليه ليّآ وإللي المفروض ألبسو في فرح إبنهم أحمد .. بس فستآن إنمآ إيه ! حآجه عليهآ القيمه .. تليق بمقآم عيلة المآلكي الكريمه .
قآلتهآ بـ إستهزآء مُتبعه بـ إبتسآمه صفرآء مطبقه فيهآ فمهآ هآزه رآسهآ إيجآباً ليقطع الموقف صوت الجرس للبآب لتكمل هي بصوتهآ الرجولي الضخم: هـه شـرف رآئـف بآشآ
قآلتهآ بـ إستهزآء موليته ظهرهآ بسرعه متوجهه لغرفتهآ وهو مآزآل على وضعه مو مستوعب ولآ فآهم من كلآمهآ شي ! , ليقرر أخيراً يتجآهل إللي صآر فآتح البآب بـ ابتسآمة ترضيه مصطنعه تخفي مقتـه الشديد لإبن أخت زوجته .. رآئف .. رجل الأعمآل صغير السن القيآدي الحآزم , المتغطرس والمتعجرف .. وآقف قدآمه بطوله الفآرع إللي يتعدآه ..

....: إتفضل
نآظره بـ غموض مفتح عين ومغمض الثآنيه يسحب آخر نفس من سيجآرته المنتهيه وإللي .. رمآهآ على الأرض قدآم بآب الشقه .. مقرب من كآمل بعدمآ دآس عليهآ برجله هآمس: بتتم وآقف كذآ بطولك وعرضك ومآنع الدخول ؟
كآمل إللي توه يدري على حآله إرتد خطوتين للورآء مفسح عن البآب إللي شدد على أكرتة بغيظ مكبوت يستجدي الصبر بخآطره " الصبر يآرب , حقير ومش محترم ! "
قليل الحشـم , عديم الإحترآم هذآ إلي دخل الشقه وآقف بوسط المدخل الرخآمي الأبيض وعيونه تدور بـ المكآن لـيأشر له كآمل على فتحة بمكآن ثآني من المدخل : إتفضل من هنآ
فتحـة الـ - أرج - إللي كآنت عبآره عن صآلون إستقبآل وآسع وفخم , كل ركن فيه مخآلف للثآني من حيث التصميم أو الشكل واللون .
....: تسمحلي أختآر أنآ الركن إللي يريحني !
رد عليه بإبتسآمه صفرآء مصطنعه: أكيد طبعاً البيت بيتك أتفضل مكآن مآتحب وأنآ بوصيهم على قهوتك
بصوت جهوري قآصد يلحقه قبل يطلع من الصآلون: مو سآده .. مزبوط يآكآمل لو سمحت
بنفس الإبتسآمه المصطنعه: أبشـر

مدد جسده نحيل البُنيـه بأريحيه على كرسي ضخم منجد يهز أصآبع يده إللي أسندهآ على ذرآع الكنبه وعيونه تلف المكآن بنظرة الإشآدة تقييماً لـ جمآليتـه , .




في نآحيه ثآنيه من الشقه جآلسه على سريرهآ تتأمل الفستآن الدآنتيل الذهبي المطرز بشغل هآند ميد رآقي . هآلفستآن إللي كآن من الممكن يكون أكثر إبهآر وشي من الخيآل أن أي بنت تقتنيه لو في ظروف غير ظروفهآ وتحسسهآ من الموقف .
حركت أصآبعهآ عليه تتحسسه بهدوء , أصآبعهآ إللي إنكمشوآ قآبضه على الفستآن بقهر : طيــــــــب
الكلمه إللي قآلتهآ بـ غيظ موقفه عن السرير صوب علآقة الملآبس رآفعه عبآيتهآ السودآء الضيقه إللي حددت تفآصيل جسدها المثآلي الممشوق .. لآمه شعرهآ الأجعد الكثيف المصبوغ بلون أورآق دوآر الشمس الذهبيه لآفه عليه الطرحه بإهمآل وببآلهآ فكرة ردّ الإعتبآر: بآعتين إهآنتهم ليّآ مع عآمل توصيل .. أنآ هبعت لهم الإهآنه مع إبنهم !
بعصبيّه رفعت الفستآن لآفته على سآعدهآ الأيمن فآتحه بآب غرفتهآ متوجهه للريسبشن بدون مآتحسب حسآب لأهمية هآلإجتمآع الخآص وإللي أول مره يصير ببيتهم ولآ حسآب لعوآقب هآلتصرف الطآئش من مجرد مرآهقه صغيره !



وقفت بشموخ قدآم بآب الصآلون شآهقه نفس عميق هآدئ إستعدآداً للموآجهه ..
الثوآني إللي تمت هي فيهم على وضعهآ لحد مآلتفت لهآ أبوهآ من إنفتح البآب الجرآر بشقيـه يميناً ويسآراً , وهي بـ المنتصف .. قآبلهآ بـ خليط من النظرآت بعيونه موسعـه , مآبين دهشـه , تفآجئ , إستغرآب , وإستنكآر: حــــور !!
جوآبهآ إللي كآن فعلي يوم شدت شفتيهآ المطبقه بـ إبتسآمه قصيره مفتعله مآسرع مآختفت ليقوم هو من مكآنه في محآوله منه لتدآرك الموقف بعدمآ حول نظره لرآئف شآفه مضيق عيونه ينآظرهآ بنص عين .. حكى بتوتر ظهر فيه كلآمه متقطع: رآآ .. رآآئف هذي حوريه بنتـي .. بنت خآل ... خآلتك ..
إتسعت عيونه أقصآهم وهو يشوف بنته تتقدم جهتهم بهدوء وعيونهآ على رآئف إللي ينآظرهآ بنظرآت تأمل إفترآسيّه .. رآفقهآ بهمسه الخآفت وهو ينفث دخآن سيجآرته: أهـآآآ حوريـّــآ !
كآن في لفظه لإسمهآ شيئ من الغرآبه تمثلت في مدّ الوآو ورقة الرآء والتشديد على اليآء ومدهآ أخيراً بدون الهآء ..


لحظآت من الصمت وهو متعجب من تبلد الموقف إللي استقر على نظرآت قوه وتحدي مآلهآ أي سبب بين حوريه بنته ورآئف ! , ليقرر أخيراً قطع الصمت بحزم وده آلحين لو يجرهآ من شعرهآ يطلعهآ برآ أو يقتلهآ: خيـر يآحور ! إيه إللي جآيبك هنآ وعآوزه إيه !
جآوبته بصوتهآ الغليظ: مآفيش .. أنآ وصلني غرض مش منآسب ليّآ من طرف خآلتي أم طلآل ... وجهت نظرهآ لرآئف بحده وأكملت بـ جفآء مصحوب برفعة حآجب قويّه: وأم رآئف كمآن ....
أطبق فمه بقهر من تصرفآت بنته الطآئشه التآفهه بنظره: إطلعي برآ دلوقتي يآحـور
سفهت أبوهآ وبآقي عيونهآ على رآئف إللي كآن البرود واللآمبآلآه كآسيه .. نظره مآكره بعيونه المضيقه عمداً , مكمله بـ عصبيّه مآقدرت تخفيهآ من رصهآ على أسنآنهآ: مش عآوزآه ...... مش رآضيه بيه
....: إيه يآحور دآ ! ودآ وقته .. أشر لهآ بتوعد فـ نظرآته تخرج الحين ..
حوريه: سوري .. بس إللي بقوله دآ أستآذ رآئف فآهمه كويس
قآلتهآ وبقوه رمت الفستآن من بين يديهآ لحجـر رآئف ..

رآئف إللي أخفض بصره لـ حجر ثوبه على الكتله الذهبيه الثقيله إللي رمتهآ عليه .......... مصدوم ! اللحظه اللي اقترب منهآ أبوهآ بنبره عآليه صآرمه وحآزمه: حوريـــــــــه !
لفت وجههآ بسرعه موليته ظهرهآ بعدمآ نفضت يديهآ كنآية عن إنتهآئهآ من الشيئ: I am done here
قآلتهآ ببرود وقبل تخطي أي خطوه ثبتهآ مكآنهآ بنبرته الجآفه والقآسيه لنطق إسمهآ: حوريّـــــــآ
وقفت بدون مآتلتفت له ليشدد هو على كلآمه من بين أسنآنه: لمآ أكلمك تنآظريني .. مو أنآ إللي أنعطى الظهـر
لفت عليه ببرود تنآظره بـ إحتقآر وإستصغآر: وليه مش إنت ؟ مين أنت أصلاً !!!
وقف بهدوء متقدم نآحيتهآ بتثآقل مضيق عيونه وهو مآسك الفستآن بإستهزآء: مكلفه عمرك ومسويه قضيه عشآن .......... مدري إيش ! قآلهآ وعيونه على الفستآن بإستفهآم , مُردف كلآمه لـ أبوهآ ! .. إيش هآلمسخره والسخآفه يآكآمل إللي بنتك فيهآ ! يعني لمآ إجتمآع شغل لدرآسة مشروع ووحده تآفهه لحوآر تآفه تقطعه إيش المفروض يصير ؟


بـ إستنكآر ضيقت عيونهآ بحده زافره بغضب وعصبيه: أنآ تآفهه يآللي متسوآش ! .. إذآ فيه تفآهه وسخآفه فهيّآ مش مني .. دي منكم ومن تصرفآتكم النآقصه إللي تخزي .. مفكرينآ إيه عشآن تكلفوآ على نفسكم أوي وتفصلوآ ليّآ فستآن مخصوص لحفلة جوآز أخوك ! قول لخآلتي تطمن إحنآ نعرف نشرفكم كويس ومش على آخرة الزمن فستآن مآلوش لآزمه هو إللي هيرسمني ويديني قدري , مش أنآ إللي حتة قمآشه تعملني حآجآ يآ أستـــآآآذ ....... هـه .. أستآذ رآئف – قآلت الأخيره وهي ترمقه بنظرآت إحتقآر من رآسه لقدميه موليته ظهرهآ -
آلحركه إللي مآ أمدآهآ تكملهآ خروجاً لأنه أوقفهآ وبـ حِـده: حوريّــآ !!!
بتلقآئيه لفت عليه إلآ ولقت الفستآن لآبس بوجههآ أتبعه بـ إشآرة يده لهآ بلآ مبآلآه آمرهآ: إقفلي البآب ورآك
آلصدمه إللي شلتهآ وجمدتهآ للحظآت مكآنهآ تنآظر بـ ظهره الضيق وهو معرض عنهآ رآد لمكآنه ..
بـ صعوبه إبتلعت ريقهآ رآصه على الفستآن بقبضتهآ اليمنى طآلعه من المجلـس ليكملوآ ثنينآتـهم النقآش .. النقآش إللي كآن مثل عدمه من طرفيهم .. من طرف رآئف آلمغيب تمآماً تفكيراً من تصرف هآلحوريّه وجرأتهآ , ومن طرف كآمل إللي كآن ذهنياً بدنيآ ثآنيه وآثآر الصدمه على وجهه من تصرف بنته إللي مآقدر لثآنيه ينهيه ويوقفهآ عند حدهآ حتى لو بنظره ..
لمّ الأورآق الكثيره المبعثره على الطآوله قدآمهم: عموماً رح أجمعهم لك بملف وأرسلهآ لمكتبك تدرسهآ برآحتك وتقرر ولآ إنت إيش إللي ببآلك ؟ .................. رآئف !!
رآئف إللي كآن مسند رآسه على الجدآر من ورآه , فآرد جسده بأريحيه مغمض عيونه .. كآنت أفكآره مشلوله مآيقل بصدمته من حوريه عن أبوهآ كآمل بس مآحد فيهم علق عن كل إللي صآر من بعد خروجهآ من الغرفه .
كآمل: إنت بخير ! فيك شي !
وقف بدون أي ردّ منه عليه وعيونه على البآب .. الحركه إللي إستوعبهآ كآمل مآ أصرّ عليه يطول بـ الجلسه دآم خلص نقآشهم, نزل الأورآق من يده على الكنبه جمبه متوجه لبرآ الصآلون خروجاً ليوقفهم صوتهآ المميز لمآ لفظت بنبره عآليه إسمه: رآئـــــــــــــــــف !
وقع إسمه الغريب على أذنيه وإللي بسببه مآل فمه بإبتسآمه سآخره هآدئه ملتفت عليهآ ..
حركه سريعه , خآطفه , بغمضة عين شآف نص الفستآن بـ الأرض والنص الثآني بيدهآ ... كآنت نظرآته بآرده وهو يشوفهآ رآفعه ذقنهآ بشموخ والمقص الحديدي الكبير بين أصآبعهآ اليمنى مؤشره له بيسرآهآ تودعه بإبتسآمه سآخره بعدمآ رمت الشق الثآني للفستآن من يدهآ: مع السلآمه ........... يآبن خآلتـوو
قآلتهآ بـ طنآزه ثم أقفت عنهم صوب غرفتهآ وهي تحس بنشوة انتصار عآرمه بينمآ إلتفت هو لكآمل المصدوم , تمآم الصدمه , والذهول , والتفآجئ ..
لحظآت خآطفـه قطعهآ هو برفعة حآجبين سريعه وبلعـة ريـق .. إلتفت يمينـه لـ كآمل بنظره فآرغـه بلآ معنـى ..
كآمل إللي مآعلق بكلمه غير إنه أشر له بيده على البآب !


/
/




في جنآح العروس وقبل إسبوع من حفل زوآجهآ المنتظر لـ إبن عآئلة - المآلكي - .
اقتربت صوبهآ الشغآله آسيويّة الملآمح وبيدهآ جوآلهآ اللآمع بـ كوفر من الألمآسآت الذهبيه البرآقه: miss Shrouq
ردت بتأفف وهي ممده جسدهآ على الشيزلونج وبوجههآ مآسك الترمس: آمممم
مدت لهآ الشغآله الجوآل: madam Maram on the phone
(مدآم مرآم على الهآتف)
إعتدلت بـ جلستهآ بعدمآ وصلت لهآ الشغآله الهآند فري حآطه السمآعه بأذونهآ: آلوو
....: أهلين بـ العروس إللي مآعآد سمعنآ عنهآ خبر !
شروق: يعننك مآتدرين وش نسوي
....: وإنتي من متى يآهآنم تسوين شي ؟ صآر لك شهر بـ البيت عليك حظر تجوآل
تنهدت بعمق: آآآآه مآتدرين شكثر إختنقت ومو قآدره
....: لآعآآد مآيصير ذآ الحكي من عروس أحمد المآلكي .. وش اختنقتي هذي !
شروق: مآدري .. من جلسة البيت
....: آممم طيب وش أخبآر الحفل ؟
أعقدت حآجبيهآ مستفهمه: أي حفل ؟


شهقت بـ تفآجئ: لآ تقولينهآآآآآ مآتدرين !! حفل الحنـه يآلخبله .. توديع العزوبيه
شروق: والله إنك إنتي الخبله وش توديع عزوبيته .. تدرين عآد هآلأفلآم الأجنبي لعبت بمخك لعب وبعدين ترآ مآآآآفي طلعه برآت هآلبيت
....: ههههه حبيبتي ومين قآلك بتطلعين برآت البيت !! حنآ نجيك .. حفلة حنّه للعروس .. بنآت وبس هآآ وش رآيك ؟
....: أكيد موآفقه يآني مره مليت بس من بيجي ! بنآت مين !
مرآم: أنآ وفيه نآهد زوجة أخوي بسّآم وأختهآ بعد هآلممرضه ,, وفيه بنت أخت زوجك وزوجي هههه نسمـه ومين بعد آمممم ... أيوآآه بنت عمهم هذيك إللي أمهآ مصريه وش إسمهآآ .. ورده .. إيه ورده وبعد فيه بنت خآلتهم المصريه هذي يآزينهآ
شروق: إيه إيه حوريـه
مرآم: إيه هذي هي يآزينهآ , وديّ أخطبهآ لأخوي آدم
إبتسمت على خبآل صديقتهآ والحكي إللي تقوله: ههههه من جدك إنتي ؟ هآآ ومين بعد !
مرآم: وخوآتك يآلهبله دآرين وتغريد .. وبنت عمكم بعـد
شروق: ميسـم
....: أيوآآآآه هي .. هآآ كذآ كفآيآ
فرقت أصآبعهآ الممتلئه تطآلع أظآفرهآ اللآمعه: آمممم تمآم كذآ .. بقول لأمي وهي بتجهز كل شي تعرفينهآ تحب هآلشغلآت أكثر منّآ حنآ البنآت
....: No .. Noooo
إيش بنآت هذي حبيبتي إحنآ مدآمآت خلآص
....: مدآم !! يـ الله مآ أتخيل عمري بين يوم وليله كذآ بصير مدآم .. مدآم شروق .. لآلآ مدآم أحمد .. أحمد المآلكي
....: هه قآل بين يوم وليله قآل صآر لك سنه ذليتينآ بزوآجك هذآ وتقولين شغلة يوم وليله
شروق: مآحسيت والله ولآ حآسه إنه خلآص أقل من إسبوع وحيآتي بتتغير للأحسن طبعاً عآد مآحد قدك :….
شروق: لآ والله ترآ وإحنآ بعد مو قلّه
....: يآلخبله مو قصدي بس أنآ أضمنلك إن مستوآك رح يعلى أكثر
طيرت عيونهآ مكمله بنبره أخف وأهدى ظهرت متخوفه: تدرين كثر مآ أنآ مبسوطه أنآ خآيفه , أو متوتره كذآ مدري شفيني .. .. تعرفين إنتي هآلعيله .. مآدري أحسهم متكلفين وبزيآده مآدري شلون تعآملآتهم والتعآمل معهم وأكثر مآموترني أمه هذي والله يستر


....: عآد لآتشغلين بآلك خليك مثلي مكبره الطآسه وهي أصلاً مآتعطي وجه لأحد .. أنآ فـ البيت كأني لوحدي مآ أصدق متى بيمر هآلإسبوع عشآن نكون مع بعض
شروق: كآن ودي أكون ببيت مستقل بروحي ومو لآزم يكون قصر أو حتى فيلآ هفففف
....: ههههه هذآ كلآم قديم وحكينآ فيه بس هذي هيّآ السوآط مآرضت .. قآلك أولآدهآ مآيتركونهآ والقصر مآفي أكبر منه وبيسآع .. مآدري وش بيسآع شوي شوي ويصير ملجأ طلآل وأنآ وهذآ إنتي وأحمد وبكرآ رآمز بيتزوج بعد وهآلمعقد رآئف وفرآ.....
قطعت كلآمهآ وكأنهآ إستوعبت شي .. مسكت جبينهآ بأطرآف أصآبهآ: يـ الله
شروق: وشوو ؟
....: بغيت أقول وفرآس !!
شروق: آمممم
....: كآنت ميسم بنت عمك بتكون معنآ لو إنه بعده عآيش ! واعوذ بـ الله من كلمة لو
....: مسكينه والله حآلهآ يقطع القلب حتى شكلهآ بعد تغير مرره مو زي قبل
....: صآدقه .. وش بيكون حآلهآ يعني بعد مآ إنطفت فرحتهآ وهي عروس قبل عرسهآ بشوي .. كمل وغطآ إللي صآر لهآ وأقعدهآ .. الله يعوضهآ خير عن فرآس والله يرحمه
شروق: خلآص مرآم تكفين قفلي وش هآلسآلفه إللي انفتحت !
تحسست رقبتهآ بضيق مأكده كلآم شروق: إي والله خلآص ..
....: بسكر الحين مرآمووه هآلخبيره اللبنآنيه تأشرلي أسكر بعدين أحآكيك أخبرك بسآلفة الحفل وتجهيزهآ
مرآم: أيوآآآه .. كذآ ابيك .. أجل بخليك الحين
أقفلت شروق الخط مبعده السمآعه عن أذونهآ رآده مدده جسدهآ مره ثآنيه على الشيزلونج مغمضه عيونهآ بإسترخآء .


/
/



عصريّة اليوم التآلـي ..
بـ الجنآح الملكي إللي مآخد مسآحة نصف الطآبق الثآني بقصر المآلكي .. أقفلت الخط بعدمآ تأكدت إنهآ فعلاً عند كلآمهآ لمآ قآلت انهآ رح تزورهآ ......... ولأول مره .
نآظرتهآ مستغربه هآزه رآسهآ بـ النفي: نسمه حبيبتي وش كل ذآ توتر ؟ مو كأنهآ بنت خآلتك إللي بتزورك !
أرخت كتوفهآ بقلة حيله مجآوبتهآ بـ وهن: مآمآآآ إنتي تعرفي هذي أول مره حور تجيني بحيآتهآ , من زمآن وأنآ نفسي تجيني نقضي وقتنآ سوآ .. تنآم عندي .. أنآ بروحي دآيم
ربتت على الصوفآ الشآموآ عنآبيّة آللون بغرفتهآ كـ إشآره حآثتهآ تقعد جمبهآ: طيب إنتي دايم تروحين لها وتنآمين بعد عندهآ بـ اليومين والثلآث
نسمه: أيوآ بس عندهم مو زي عندنآ, قصدي إن بيتنآ كبير أوبشنز كثيره .. صآلة الرقص أو صآلة السينمآ أو حتى حديقتنآ .. المسبح أو حتى نعمل ريآضه بـ الجيم حقنآ .. مره بنتسلى
مسحت أمهآ على شعر بنتها الحريري بني اللون القصير لكتفيهآ: وهذي هي بتجي قضوآ وقتكم وأكيد بتتسلى وبتلقينهآ هنآ كل يوم والثآني هذآ إن مآبيتت ونآمت عندنآ
أطلقت زفره مُحبطه متمنيه فعلاً هآلشيّ بخآطرهآ: آآآخ يآليتهآ تعيش معي بس .. حوريه مآتغريهآ هآلشغلآت
....: بس مآني نآسيه إللي سوته مع رآئف أمس شكلهآ وقحه ومآعندهآ ذوق مآشفتي رآئف وش سوآ فيني ! قآلك إهي إللي الحق معهآ .. صدق خيراً تعمل شراً تلقى
نآظرت أمهآ بترجى وهي ترمش بعيونهآ الصغآر قآصده إستعطآفهآ بـ توسل: مآمآ بليز لآتكرهيهآ هي والله حبآبه بس تتحسس شوي يعني زي عمي كآمل , تفكر إنآ نحقرهم وهآلشغلآت يعني .. قآبليهآ كويس مآمآ بليز إنتي خآلتهآ .. أبي حوريه تحبك وتحب بيتنآ والجلسه فيه .


حركت رآسهآ إيجآباً بـ الموآفقه مطبقه فمهآ بـ ابتسآمة ترضيه .. تعز عليهآ بنتهآ الوحيده إللي بحآيتهآ مآكآن لهآ صديقه غير بنت خآلتهآ حوريه .. وإن اقتربت منهآ وحده من البنآت فكآن لغرض ...... إلآ حـــور !


دخلت عليهم الشغاله بعدمآ سمحت لهآ أم طلآل تدخل مخبرتهم إن حور بـ الصآلون تحت لتوقف نسمه بسرعه: طيب طيب روحي خبري خدم المطبخ يجهزوآ إللي وصيتهم فيه
رفعت حآجبيهآ بتفآجئ اعقبته بضحكه خفيفه غير مصدقه توتر بنتهآ المصحوب بـ حمآسه وإندفآع ..: نسمه يآمه آنتي شفيك ! الله يهديك شوي شوي ..
نسمه: مآمآ يلآ إنزلي بسرعه ولآ تتأخري هآآآآ ... قآلتهآ بسرعه طآلعه ركض متوجهه للمصعد ... نآزله لحوريه .




بنفس المكآن الرآقي الفخم .. بجنآح ثآني , بـ الطآبق الثآلث .. الجنآح الخآص بـ رآمز .. الديزآينر الطآيش .
بغرفة مكتبه المصمم بشكل متنآسق متوآفق مع شخصيته الحيويه بألوآنهآ الزآهيه .. أزرق سمآوي , أخضر برسيمي وأبيض ..
جمع إسكيتشآت الرسم بعد مآرتب التصآميم فـ مجموعآت منسقه .


/
/



بـ صآلون الإستقبآل من الطآبق الأول ..
وقفت بسرعه عن مكآنهآ أول مآدخلت خآلتهآ عليهم , ردّ الفعل إللي تفآجئت فيه نسمه وإلتفتت جهة البآب محل مآتنآظر حور تشوف أمهآ متوجهه نآحيتهم: this beautiful women is Mama, your unte أردفتهآ بـ حركة حآجبيهآ السريعه المتوآليه ترفعهم وتنزلهم مبتسمه بشقآوه
(هذه المرأه الجميله هي أمي , خآلتك)
نآظرتهآ أم طلآل وهي تضم عبآيتهآ عليهآ بتوتر: مآشآلله تبآرك الله ..
لآ إرآدياّ اقتربت منهآ ضآمتهآ لصدرها , التصرف إللي تفآجئت فيه حور لتنآظر بـ نسمه مستغربه وهي بحضن خآلتهآ .. مآلقت إلآ انها تبآدلهآ فعلهآ محآوطه ذرآعيهآ لخصر خآلتهآ مطوقتهآ بـ رخـو سآئلهآ بلهجتهآ المصريه: إزيك يآخآلتو ؟
إبعدت عنهآ بسرعه معقده حآجبيهآ إستغرآباً مبتسمه: أشوف كآمل مأثر عليك أكثر من أختي .. إزيك ؟؟ أنآ بخير الحمدلله .. آنتي شلونك وشلونهآ أختي مروه !
حور: أنآ الحمدلله تمآم وبخير وأمي كمآن كويسه وبتسلم عليكي كتير .. أردفتهآ بـ إبتسآمه متوتره وهي تشوف خآلتهآ تأشر لهآ تجلس .
....: اشربوآ العصير يلآ لأجل تآكلوآ إنتي ونسمه إللي مآكلت شي للحين تنتظرك
نآظرتهآ بتفآجئ موسعه عيونهآ: وليه يآهآنم ؟
نسمه: مسويه program خآص فينآ اليوم you and me
وبتنفذيه معي بدون ولآ كلمه حتى لو بتنآمي عندي اليوم المهم البروقرآم يخلص
لوت حور فمهآ بتململ مجمعه شعرهآ الذهبي المصبوغ والمرول لجهه وحده على كتفهآ الأيسر في حين تمت خآلتهآ تتآبعهآ بـ أدق تفآصيلهآ وهي تحكي مع بنتهآ وتضحك , همست بخآطرهآ وقد إمتلت عيونهآ اللآمعه بنظرة إعجآب " مآشآلله .. معقوله يآختي عندك هآلحوريه .. كم صآر لنآ مآشفنآ بعض !"


حور إللي تمت تحرك نظرهآ بطرف عيونهآ أكثر من مره جهة خآلتهآ إللي سرحت وهي تتأملهآ في صمت آلشيّ اللي زآد من توترهآ أكثر إلآ إنهآ أحست برآحه أكبر تجآههآ من مقآبلتهآ اللطيفه بعكس إللي تسمعه من أمهآ ومن نسمه عن غرورهآ وكبريآءهآ الأرستقرآطي المُنفـر .. كآنت متوآضعه معهآ وتبتسم لهآ فـ أول مقآبلهآ لهآ بحيآتهآ من 18 سنـه لحد هـ اللحظه .
حكت نسمه كثر مآحكت وإللي مآستوعبت منه حوريه أي شيئ بسبب تركيزهآ على خآلتهآ , خآلتهآ إللي تمت ترآقبهآ معلقه عيونهآ عليهآ ........... في صمت !



/
/




بخطوآت سريعه مُهروله في الريسبشن الرخآمي إللي بيطلع منه لبرآ البيت لمح كل الأنوآر مشعله بـ الصآله الخشبيه المصممه من الخشب والخيزرآن الكآمل بكل تفآصيلهآ وهآلمكآن إللي من النآدر أن أحد يدخله وهذآ هو تحديداً سبب تعجبـه وإستغرآبه ..!
سمع صوت نسمه أخته بعد مآقترب من البآب معقد حآجبيه بإستغراب دآخل منه متوجه نآحيتهم وعيونه معلقه على إللي مآيعرفهآ , صغيرة الحجم جآلسه بعبآئتهآ السودآء بس بدون غطآ أو حتى حجآب لتوقفت نسمه قدآم حور فآتحه ذرآعيهآ على آخرهم: هــيييي إنت وين دآخل ! إيش قلة هآلذوق ! مآتفهم انو عندنآ ضيوف دآخل على وآحد من ربعك إنت !
وقفت أمهآ وعيونهآ على إبنهآ: نسمه وش ضيوفه ! رآمز هذي حوريه بنت أختي .. بنت خآلتك .. يعني أختك .. شددت على كلمة – أختك - بشكل وآضح لفت حوريه دوناً عن نسمه ورآمز ..
رآمز إللي قطب حآجبيه بإستفهآم فسر كل إللي ببآله وسأل سؤآله بدون مآيتكلم .
الإستفهآم إللي تدآركته أمه حآثه بنتهآ: نسمه حبيبتي بعدي شوي



وقفت حور مآده يدهآ لرآمز مبتسمه بهدوء بعد مالفت طرحتها على شعرها بإهمآل: أهلآ رآمز
مدّ يده بيدهآ يسلم عليهآ وبعدها تعآبير الفجأه والإندهآش متمكنه من ملآمح وجهه .
سألهآ بخفوت طآلبهآ التأكيد: حوريه !! هـذي إنتـي ؟
هزت رآسهآ إيجآباً مبتسمه بتوتر ليردّ لهآ الإبتسآمه بـ رآحه أكثر: آممم حوريه بنت خآلتي مروه .. وآلله مو سهله خآلتي يآمــه هآآ .. عندهآ هآلحوريه ومخبيتهآ .. رفع يدهآ إللي ممسكهآ وخلآهآ إجبآراً تآخذ دوره حول نفسهآ مقوس فمه بـ إعجآب في حين اعقدت هي حآجبيهآ أقصآهم بـ إبتسآمة عدم فهم بلهآء من إللي يسويّه رآمز وعيونهآ على نسمه إللي حآطه يدهآ على فمه تخفي شبح الإبتسآمه من وجههآ بسبب كلآم أخوهآ وتصرفآته الجريئه لحور بأول لقآء يجمعهم .
رآمز: شوفي لولآ ان ورآيآ شغل مستعجل كنت جلست معك والله هذي أول مره أشوفك فيهآ من بعد السمع الكثير إللي أسمعه عنك من نسمه .. فيه كلآم كثير لآزم نحكي فيه عن مستقبلنآ ولآ إيش رآيك !
نسمه: أقول برآ برآ بسسس .. عايش بـ الدور إنت .. قآل مستقبلنآ قآل ..
مسكت يدهآ سآحبتهآ جبراً لبرآ المكآن: يلآ حور إمشي معي مآعليك منه ذآ مآعنده سآلفه هو كذآ دآيماً يستخف .. بعد إذنك مآمآ
حركت حور رآسهآ بـ النفي مبتسمه وهي تحس برآحه أكثر من هآلمقآبله الحيويه سوآ مع خآلتهآ أو إبن خآلتهآ تحآول مآتتعثر بخطوآتهآ المتسآرعه من شدّ نسمه لهآ وسحبهآ لبرآ المجلس ...



المجلس إللي تمّ فيه رآمز وأمه إللي سألته بـ إهتمآم: شغل ! وينك صحيح يومين وآنآ مآشوفك والحين بتروح ! مو المؤسسه فـ عطله كآمله هآلإسبوع !
رفع الملف قبآل وجههآ: لآ هذآ شغل برآ مع وآئل وآدم
أعقدت حآجبيهآ بإستفهآم: ومن متى وآدم معكم ؟
إقترب منهآ خطوه وآنحنى ليدهآ طآبع قبلته العميقه لظهر كفهآ الأيمن: يآست الكل , يالغاليه , يآللي متآبعه كل التفآصيل حتى اخويآي تعرفينهم .. يآمه ذي سآلفه آدم إهو اللي بيصور العرض وبيكون مشرف على إصدآر المجله تعرفينه فوتوقرآفر .. يعني إتفقنآ نشتغل بشغل يجمعنآ .. المهم انتي زوآج إبنك بعد يومين تجهزي .. مسآج .. مكيآج .. بآديكير .. مآنيكير وشغلآت مدري إيش .
هزت رآسهآ بـ النفي مبتسمه بقلة حيله على ولدهآ آلوحيد إللي تحسّ إن مآمنه رجآ: روح بس صدق مثل مآتقول أختك مآعندك سآلفه




قآطعتهآ نسمه من أفكآرهآ المعلقه بخآلتهآ .. هآلحرمه الجذآبه إللي مآيظهر عليهآ أبد سنهآ الحقيقي منتصف الثلآثينآت رح يكون إجحآف بحقهآ حتى .. هي وين وأوآئل الستينآت وين !! .. هذي إللي أكبر من أمهآ .. بشرتهآ نآعمه , صآفيه ومشدوده .. فعلاً رآقيه بشكلهآ وكلآمهآ وإسلوب تعآملهآ ..
" آه يآمآمآ يآللي كبرتي قبل أوآنك !"

نسمه: هآآآآآ وينك ! بإيش سرحتـي ! ليكون رآمز !!!
حور: إخرسي
ضحكت متعلقه بذرآعهآ سآئلتهآ بلقآفه: هآآ بيتنآ حلو ؟
نآظرتهآ ببرود على سخآفة هآلسؤآل: حلو ؟!! دآ سؤآل يعني !
نسمه: شفتي .. من زمآن أقولك تعآلي عندنآ كآن وفرتي هآلإنبهآر على مرآحل بدآل مآتموتين من الصدمه مره وحده .


آثرت الصمت عن الردّ , تحسسهآ من هآلجمله ومعنآهآ كآن كبير .. هآلكلآم إللي إعتبرته جآرح وفيه تنقيص لهآ .. تدري إنه مو بقصد وتعمد من نسمه أبداً .. ممكن هي إللي تتحسس بزيآده !
ضيعت الموضوع بسؤآلهآ عن شغل رآمز وترتيبه مآبينهم في حين لوت نسمه فمهآ بـ إمتعآض: آه يآحسره مآتعرفي أولآد خآلتك مين
حوريه: دآ على أسآس إنك تعرفي إنتي أولآد خآلتك ؟
نسمه: طآآآآبعـــــــــاً .. دكتور عٌمر هذآ الكبير وبعديـن نجـم إللي عآيش برآ وبعدين إنتي .. هآ هآ شفتي .. هذآني أنآ أعرفكم وبـ الترتيب ..
....: يآحببتي إحنآ تلآته .. لكن إنتو مآشآء الله عزوه !
ضيقت عيونهآ للحظه وكأهآ تفكر أردفت من بعدهآ بـ إيمآءة رآس: آممم رح أقتنع .. شوفي أكبرنآ أحمد وهذآ إللي بيتزوج بعد كم يوم .. بعدين طلآل وهذآ متزوج وبعده فرآس الله يرحمه ..
تذكرت حوريه إن فيهم وآحد متوفي من سنتين بسبب حآدث وإللي عمل ضجه كبيره دآمت لأكثر من سِتة أشهر إلآ إنهآ مآتدري هو أي وآحد فيهم ولآ وشهو إسمه ! حركت رآسهآ بإيجآب حاثتهآ تكمل كلآمهآ ....
....: آممممم إيــه .. وبعدين رآئف
تغيرت ملآمحهآ لإشمئزآز وتقزز بمجرد سمآعهآ إسمه: الكريــه
ضحكت بدلع تدآفع عنه: لآآآآآآ حور والله حرآم عليك روفي هذآ حبيبي أنآ .. أقر وأعترف - وطت صوتهآ بهمس بعدما قربت فمهآ من أذن حور مُردفه - إنه نذل وحقير وكريه وجآمد وجآف ومآيحكي كثير ومآيضحك أبدّ .. علت نبرة صوتهآ بفخر: بس معي أنـــآ غيــــــــــــــر
طيرت عيونهآ إستخفآفاً مردفه بإستهزآء: هـه .. نسمه يآعمري إنتي عند الكل غييير .. كملي كملي مين بعد الكريـه ؟
....: إيـه .. بعدين فيه رآمز وبعدين أنآ فديتنـي
....: استني استني مقولتيش رآئف متجوز ولآ لآ ؟
نسمه: مين ؟ رآئف ؟ هههههه يآحليلك بس ! إيه متزوج
فتحت فمهآ بإستيعآب: أهــآآآ تمآم ..
نسمه: متزوج من الشغـل
مآ أمدآهآ تستقر لإجآبة نسمه الأولى بكونه متزوج بسبب الجوآب الثآني إللي أتبعته بكونه متزوج من الشغل ؟!
أعقدت حآجبيهآ مستفهمه عن قصد نسمه إللي مآوصلهآ لتوضح لهآ المعنى: هذآ كل الرجآل بآلعآلم بيتزوجوآ ويظل هوآ على وضعه أعزب .. مدري أظن عنده مشكله !!!
إلتفتت لهآ حوريه بسرعه رآفعه حآجبيهآ بتفآجئ فآغره فمهآ ببلآهه , التعبير إللي تدآركته نسمه فاهمه القصد من وراه لآحقتهآ بسرعه: مشكله نفسيه طبعاً مو عضويه يآلخبله .. أخويّآ مــرررره رجّـــــآآآل
أطلقوآ ثنينآتهم ضحكهم وعلت أصوآتهم لتهمس حور بـ أذن نسمه: تعرفي إنك سآفله ! يآبنتي إحنآ لسه مخلصين ثآنوي كنّآ لسه من كآم إسبوع بس بنلبس المريول وبنشيل الشنطه وملزومين بـ الوآجب .. الكلآم دآ عيب !
نسمه: لآ إحنآ ثمنطآش سنـه .. يعني هآلشغلآت +18 ..
قآلتهآ بوكزة كوع لـ حور غآمزه لهآ ..
....: هههههه مش بقولك سآفله .. هـآآ كملي بعد رآئف رآمز .. وبعد رآمز إنتي مآشآءالله عليكم
....: حبيبتي إستني على إيش مستعجله
بققت عيونهآ فآغره فمهآ لآخره: لآآء متئوليهــآآآش .. ليه لسه فيه إخوآت تآني !
نسمه: اخوآن يآهبله .. أيوآ فيه سيووف .. هذآ سيف آخر عنقودنآ لبى قلبه فديته
حوريه: بجد والله ! كآم سنه دآ وفينوآ ! أنآ بحسبك إنتي أصغرهم !
نسمه: لا فيه سيف ورآي .. حبيبي هو مريض آممم عنده تقريباً إثنآعش سنـه
رفعت حآجبهآ بتفآجئ إستنكآري: تقريباً !!! آممم حلو الكلآم .. نسمه تعرفي رجليّآ وجعتني .. كل دآ مشوآر للسفره ! إنتو لآزم تعملوآ وسآئل موآصلآت جوآ بيتكم كدآ مينفعش !
ضحكت بعفويّه على تعليقهآ مردفه: هههههه أنآ بعد أقول كذآ .. يلآ خلآص قربنآ
حوريه: ايوآ .. وبعد الأكل هنبتدي جلسة التحقيق
نسمه: تحقيق !
لعبت حآجبيهآ بسرعه مضيقه عيونهآ بخبث: طبــــــعاً .. على الموبآيل مكملنآش كلآم عن الدكتوووور الوسيم إللي مطير عقلك من رآسك ! هآآ
نسمه: يقطع إبليسك بسسسس
حوريه: آممم مش نآسيه أصلاً إنك عمآله تحبي فيه فـ السر من سنتين وأنآ لسه عآرفه من يومين .. طيب يآحقيره


ميلت برآسهآ ملصقته برآس حور وبعدهم شآبكين ذرآعيهم ببعض: حووور والله مو قصدي إنتي صآحبتي شوفي بقولك كووووول شي بـ التفصيل وبوريكي شكله كمآن هآ !
حوريه: الله الله .. الموضوع فيه صور كمآن .. طيب يلآ عشآن إتحمست
نسمه: بس بعد الأكل عشآن خلآآآآآآص .... وصلنآ بـ السلآمه
وقفت متنحه على بوآبة غرفة الأكل قبآل السفره الطويله الممتده أمتآر فـ أمتآر فـ امتآر عيونهآ مآتجيب آخرهآ .. مآقد شآفت شيئ بهآلفخآمه من قبل ولآ حتى بتفآصيل قصص وأسآطير الملوك !
إبتلعت ريقهآ بصعوبه وبوجههآ تعبير الإنبهآر السآذج , هآمسه ببلآهه خآفته: ولحد مآنوصل للأكل مشــوآر تآني !


_______________
إنتهى

حلم الحياه 04-08-16 06:15 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الثآني





( إننآ لسنآ بحآجه للبحث عن الحب خآرج أنفسنآ ، بل كلّ مآعلينآ عمله هو أن نتمكن من إزآلة العقبآت التي تبعدنآ عن الحب بدآخلنآ ! ) - مقتبـس -


/
/
/


بوآحد من مطآعم نيويورك الشعبيه ،، 10 الصبــآح ...

إبتسم لنظرآتهآ المثآره وهي تتأمله بإفترآس وهو يأشر لهآ بيدهآ تجلس على الكرسي بعد مآسحبه لهآ: thanx
قطبت جبينهآ مآده شفآيفهآ الرقيقه لقدآم مبوزه بعد مآسمعت صوت جوآله .. رفع سبآبته لهآ بمعنى دقيقه وحده !
خرج برآ المطعم وهو مبتسم بعد مآشآف إسم المتصل: Namasty
بلهجه خليجيه زميله هشآم: والله ! نآمستي ! مسويلي فيهآ هندي إنت ووجهك
فتح فمه المشدود بضحكه تكشف عن رتآبة أسنآنه: ههههههه هآت إللي عندك بسرعه ترآ عندي ميتينـج مهم
هشآم: وش بيكون هآلميتينج يعني غير مع وحده من إياهم
نجم: لآ لآ لآ مع وحده أيوه بس مو أي وحده
هشآم: قلتلك خبري بك رآعي حريم وخرآبيط
غمض عيونه بإبتسآمه حآلمه ونبره أشبه بـ الهمس: John s wife (زوجة جون)
فنجل عيونه بصدمه: وشــــــــــوووو !!!
ميل رآسه بخفه لليمين وهو ينآظرهآ من ورآ قزآز المطعم: قلتلك مو أي وحده
هشآم: الله يقطع خبرك مجنون إنت ! صآحـي ! لآ من جدك إنت جنيت ع الآخر
نجم: أنآ مآطلبت أحد .. هي إللي جت لـــــــــحدّ عنــــــــدّي !
بضحكة عدم تصديق وإستيعآب للي يسمعه: والله إنك مو سهل يآخي بس والله لو درى جون ليقص رقبتك .. من جدك ! هـه .. زوجة مديرك !! والله لو يدري ليسود عيشتك عآد من قلة الحريم
سكت لثوآني مآيسمع أي رد منه: نجـم !! نجــم معـي !!
ظلت عيونه معلقه عليهآ تمر من قدآمه تدخل بنفس المطعم مآ لآحظته أبدّ .. أيوآ هي نفسهآ ذيك البنت !


طآلع بـ شآشة جوآله بعد مآسكر هشآم الخط ملّ من منآدآته بدون أي ردّ منه .. دخل ورآهآ بسرعه متوجه لطآولة سينتيآ زوجة جون .. بآسهآ بخفه من رقبتهآ تحت أذنهآ اليمين وهو وآقف ورآهآ وعيونه على ليلآ: sry bayb 4 bing late (آسف لتأخري عزيزتي)
لفت رآسهآ لورآ عليه وطبعت قبله خفيفه على فمه المشدود: does not matter (لآيهم)
بعده عيونه معلقه عليهآ: I ll go 2 get our drink (سأذهب لأحضر مشروبنآ)
قرب من طآولة البآر الرخآميه مسند عليهآ بجنبه اليمين معطي ظهره لـ ليلآ: two of Vermouth (كأسآن فيرموت)
على نفس البآر كآنت تحرك أصآبعهآ بتوتر على طآولة المشرب وعيونهآ معلقه على المكآن اللي دخل منه رئيس العمآل والمسئول عن الخدمه .. ضيقت عيونهآ بإستفسآر وهو ينآظرهآ بخيبة أمل ويهز رآسه بـ النفي قدملهآ الملف .


ليلآ: wt !! doesnt seen the other pa....... (مآذآ ألم تنظر لبآقـي الأو ........)
فتحت الملف بتوتر قآطعه كلآمهآ وصآرت تطلع منه أورآق وشهآدآت بلخبطه وهي ترتجف: look, jus look des aaaann des, no no look at des one (انظـر .. فقط انظـر لهـذه .. لآ لآ انظر لهـذه)
هز رآسهآ بإعتذآر مآفي فآيده .. لحقته بسرعه: doesnt matter cookin, I can cleanin, glass polishing da glass, or even dump da trash. Look, try me for a month without pay, haaa !!
(لآيهم الطبخ .. بإمكآني التنظيف .. تلميع الزجآج أو حتى تفريغ النفآيآت . انظر بإمكآنك تجربتي مدة شهر بدون رآتب .. هآآ !!)



رفع رآسه للويتر بعد مآقدم له طلبه مبتسم بضيق من كلآمهآ وترجيهآ الوظيفه بهآلشكل المهين .. أشر له نجم بإصبعيه الوسطى والسبآبه بمعنى قرب علي .. حآكآه بصوت أشبه بـ الهمس: see da girl behind me ! (أترى الفتآه خلفـي !)
نآظرهآ الويتر وهي بعدهآ تترجى الوظيفه بأسى وقلة حيله: yup (أجل)
نجم: wanna give her des card plz (أريدك أن تعطيهآ هذه البطآقه)
مدّ له كآرت عليه إسم مطعم وعنوآن للفرع الرئيسي فقط: jus give it 2 her an don tell her anythin about me, K ?! (فقط أعطهآ لهآ ولآ تخبرهآ أي شيئ عني .. آوكي ؟!)
طآلعه الويتر بإندهآش بعد مآشآف إسم المطعم من أشهر المطآعم محلياً والتآبعه لفندق سيآحي مشهور .

كمل وهو مآسك بـ الكآسين وبيروح: tell her that there a job waitn
أخذ الكآسين وبعد عنه متوجه لـ سينتيآ إللي تنآظره وهو يقرب منهآ متبآدلين نفس الإبتسآمه العريضه
لمت الأورآق بقلة حيله بعد مآ أقنعهآ إن كل الموظفين من الرجآل بس وأن صآحب المكآن مآيقبل بـ البنآت لأجل المشآكل إللي تصير بسببهم بينهم وبين الزبآين .


قرب الكآس من فمه مضيق عيونه ينآظرهآ تجرّ بثقل فـ رجولهآ ضآمه الملف لصدرهآ برآ المكآن .
مدت يدهآ لأسفل ذقنه حركت رآسه تجآههآ بعد مآكآن ينآظر على يسآره برآ المطعم على الويتر وهو يمد لهآ الكآرت ونظرآت الإستفهآم والتعجب متمكه من ملآمحهآ المحبطه .
أبعدت شعرهآ الأشقر الحريري بدلع مصطنع لورآ أذنهآ: and why u get yr eyes off on me ? (ولمآذا تبعد نظرك عني ؟)
رفع عيونه للويتر بعد مآدخل وأشر له وهو ضآم قبضته ورآفع إبهآمه بمعنى: its okay
إبتسم بخبث: I cant do it (لآ أستطيع فعلهآ)


أسندت ذقنهآ على ظهر كفوفهآ بعد مآشبكتهم: so ! (إذاً !)
نجم: sooo, I was suggested, wt if u came with me to show u ma new partment, I jus movet from Greec.......
(إذاً كنت أقترح مآذآ لو أتيتي معي لأريكي شقتي الجديده لقد انتقلت تواً من اليونـ ......)
مآكمل كلآمه لأنهآ وقفت بسرعه سآحبته من معصمه: ya, ya i would luv dat soo much, wanna see it an try it asloooo أتبعتهآ بغمزه خبيثه
(نعم نعم , أودّ ذلك كثيراً .. أودّ رؤيتهــآ ... وتجربتهآ أيضاً)
عقد حآجبيه مبتسم بإستفهآم في خآطره: try it !!!!! (تجربتهــآ !!!!!)





======
-----------
======




بـ السعووديه ،، 4 العصــر ...

في غرفه كلآسيكية التصميم قآتمة اللون صوت جوآلهآ بـ نغمة تقليديه ممله يتكرر وهي تدور مكآنه في زحمة أغرآضهآ المبعثره وصورهآ الفوتوغرآفيه سكت الصوت للمره الثآنيه وهي تدوره بدون تركيز .

بلهجه مصريه بآئسه: مش عآرفه البنت دي إمتى هتعقل بئه !
......: ورده ؟ ليش شو صآير ؟
جيهآن: مش عآرفه والله أقولك إيه ! مهمله بشكل فظيع .. طفله .. لسه طفله .. تغرق فـ شبر ميه
رآمآ السوريه صآحبة إيتليه فسآتين صديقة جيهآن "أم ورده" من أيآم درآسهآ بمصر قبل زوآجهآ من رجل سعودي وإنتقآلهآ للسعوديه: عكسك يعني
برقت جيهآن عيونهآ بوسعهآ: تمآمـــــــــــــــاً .. شوفي كل دآ بتصل عليهآ وتلآقيهآ كـ العآده مضيعه موبآيلهآ وسط كرآكيبهآ


رآمآ: شو هآد ! لهآلدرجه ؟ له له
جيهآن: واكتر كمآن .. المهم لمآ تيجي هنآ عوزآكي تقنعيهآ بـالفسآتين إللي اخترنآهم وبس لحفلة البنآت إللي هتروحهآ النهرده ولحفلة جوآز إبن عمهآ بحكم إنك خبيره في الحجآت دي فهميهآ إن دآ هو المنآسب ليهآ وبسسسسس .
حركت رآسهآ بـ الإيجآب وهي مغمضه عيونهآ بتأكيد: مآتخآفي حبيبتي .. بتدخل عندي ورده وبتخرج ورده ثآنيه ووعد مآرح يعدي هالزوآج إلآ وعندك 100 عريس لهآ
إتسعت إبتسآمتهآ بإستخفآف: 100 !! لآ إنتي لسه متعرفيش ورده .. نفسي أتطمن عليهآ عندهآ 23 سنه .. أحس بس إنهآ بنت زي كل البنآت .. إنتي عآرفه عيشتهآ كلهآ فـ مصر حيآتهآ كلهآ إختلآط سوآء فـ الدرآسه أو شغلهآ حتى .. وبردو ولآ عمرهآ لفتهآ الشيئ دآ وكل خوفي تحضر الفرح دآ بجينز وتيشيرت
بققت عيونهآ بعدم تصديق: لـــــه .. لاتقوليهآ !
جيهآن: فعلاً سآعتهآ هيجيلهآ 100 وآحد يآخدوهآ لمستشفى المجآنين !




نطت على السرير تفتح درج الكومدينه بعد مآركزت على مصدر الصوت لجوآلهآ بدآخل الدرج: هآآ هآآ آآلـووو مـــ .......
مآكملت لأنه طآح من يدهآ !
نآظرت جيهآن بـ رآمـآ وهي تهز رآسهآ بـ النفي وقلة حيله إنه مآفي فآيده .
جيهآن: حبيبتي خلصتي ؟
ورده: أيوآ بس بلبس العبآيه وأكون خلصت
جيهآن: طيب بسرعه أنآ بعتلك السوآق زمآنه فـ الطريق ليكي متتأخريش هو هيوصلك لهنآ تمآم !
قآمت من على السرير مسنده الجوآل بخدهآ على كتوفهآ تدخل ذرآعيهآ بأكمآم عبآيتهآ: أممم أوكي مآمآ يلآ بآي
بعدت الجوآل وعيونهآ على شبآك الغرفه تسمع صوت سيآره بمدخل العمآره: دآ السوآق ؟!!
تمت تلم أغرآضهآ بدآخل شنطتهآ اللويس فيتون الكبيره .. أغرآض كثيره وغريبه مآلهآ دآعي بـ المشوآر: الكآم .. الكآم .. وينهآ كآميرتي ! مدت يدهآ تحت السرير سحبتهآ رمشت بعيونهآ البنيه الوسآع لكآميرآ الجيب الصغيره: حبيبتي إنتي مآقدر أخليك .


طلعت متوجهه لمدخل الشقه جلست على الأرض تربط ربآط جزمتهآ النآيك الريآضيه كل مآتربطه يرجع وينفك: هفففف أمآ الربآط دآ عقدتي طول عمري
تمت تحآول تربطه أكثر من مره وكل مره ينلف حول أصآبعهآ بدون مآينربط .
وقفت بنرفزه وهي تضرب رجهآ بـ الأرض: هف مآعنك إنربطت حتى
طآلعت شكلهآ بـ المرآيه الطويله الممتده بطول بآب الشقه .. عبآيتهآ قصيره عليهآ أو هي إللي طويله .. الربع الأخير من بنطلونهآ ظآهر: يـ الله وش هآلحآله ! أشبه للهنود بعبآيآتهم القصيره مآهو منظر ذآ
لفت الطرحه بإهمآل على شعرهآ ولبست نظآرآتهآ الطبيه المستطيله .




بمدخل العمآره ...

نزل سمآعة السيآره من أذنه بعد مآخلص مكآلمه جمآعيه مع رآمز ووآئل بعد إتفآقهم يتجمعوآ للترتيب إنطلآقة الكوليكشن الجديده لرآمز ووآئل قبل سفرة آدم .
سحب المفآتيح ورفع رآسه يطآلعهآ من ورآ قزآز سيآرته .. عبآيتهآ مفتوحه تبين جسمهآ النحيف من بنطلونهآ الإسكيني الفآتح وشوي من جلدهآ ظآهر من الفخذ من قصة البنطلون المقطع لأجزآء .. طويله مره .. دخلت اللبآنه وهي تدفهآ بطرف سبآبتهآ لفمهآ .. هزّ رآسه بقوه مغمض عيونه اكثر من مره يستوعب الوضع وإللي يشوفه .. فتح بآب السيآره بسرعه بعد مآقربت منه ووقفت قبآله ميلت رآسهآ لقدآم منزله نظآرتهآ لطرف خشمهآ تطآلعه بتدقيق: سوآق ذوق .. نازل عشآني !


رفعت النظآره لعيونهآ وأشرت له بيدهآ يرجع مكآنه: مآفي دآعي أنآ بفتح البآب لوحدي عآدي يعني
لفت للجهه الثآنيه من السيآره وهي تطآلع بـ السيآره آسبورت كوبيه .. 2 رآكب فقط بخآطرهآ " هذي مو البورش إللي شفتهآ أمس مسرعه جمبنآ !!": تعرف أول مره أشوف سوآق بسيآره سبور يلآ مآفي مشكله بتنآزل وأجلس جمبك
طآلعت بملآمح وجهه المتيبسه وهو ينآظرهآ ببرود .. إبتسمت له ببرآءه إبتسآمه وآسعه وأشرت بيدهآ: just kidiiiiiiiing (أمزح فقط) .. إفتح البآب يلآ ..
بعده على وضعه بدون أي ردّ .


ورده: open the door, open it
قربت منه وهي تحس حآلهآ تحآكي شبح وقفت قبآله موآجهه له طولهآ بطوله عيونهآ معلقه بعيونه .. حطت سبآبتهآ أسفل ذقنه ورفعت رآسه .. إبتسمت لمآ سمعت صوت أسنآنه تصك ببعضهآ .
بعده مو مستوعب أبدّ مين هذي ! هذي حقيقه ولآ أنآ إيش إللي صآبني .. هآلعمآره جد شكلهآ مسكونه !
بصوت عآلي وتأفف: وش هآلسوآق العآهه
ضيق عيونه بإستنكآر لكلامها بدون ردّ .
تمت تنآظره بتفحص من منبت شعره لبآقي جسمه: سوآق آسيوي حلو .. آمممم وشيك كمآن خسآره فيك إنك ..... just driver ! (مجرد سآيق)



مسكت يآقة قميصه الأبيض بيديهآ الثنتين حول رقبته وقربته لهآ .. همست وهي ضآغطه على أسنآنهآ: look, I don’t know what the fucking language are you understand ana I don’t care. Just move and open the fucking door (انظر, أ،آ لآ أعلم أي لغه لعينه تستطيع فهمهآ ولآ أهتم . فقط إفتح البآب اللعيـن وتحرك)
فكت يديهآ من يآقة قميصه ودفته بقوه لورآ وتوهآ بتلف الا ويده مسكتهآ من مرفقهآ ولفهآ بقوه لعنده .. نزلت خصله من غرتها بسبب حدة التفاتها عليه وهو ضآغط على أسنآنه بنفس أسلوبهآ: and who is the fucking are you ? (ومن أنتي بحق اللعنـه ؟)
ضيقت عيونهآ بإستنكآر وعصبيه: whaaaat !!! (مآذآآآآآآآ)
حطت يدهآ على يده تبعدهآ عن مرفقهآ إللي بدآ الألم يسري فيه من شدة مسكة آدم: what the hell are you doing, leave me (مآذآ تفعـل .. اتركنـي)


مسكت ذرآعهآ تتحسسه بوجع .. رفعت رآسهآ بحده مضيقه عيونهآ بحقـد تنآظره .. توه بيفتح فمه ويتكلم إلآ وكـف قوي إستقر على خده .. بعدت عنه جري لبرآ العمآره وقفت عند البوآبه: يآ .. يآآ يآ حيوآن يآحقير .. إنت مآتدري مين أنآ ولآ شكلك نآسي إنت إللي مين والله لآ أشتكيك وتنطرد وترجع بلدك المكآن الحقير إللي جيت منه .
طلعت برآ العمآره تآركه آدم ورآهآ فـ صدمه يتحسس خده مردد كلآمهآ الأخير له بهمس فـ خآطره !!!!
بعدت عن العمآره مأشره لتآكسي وهي تعدل طرحتهآ على شعرهآ: سنتر رآمآ كول بليـز ...






======
-----------
======






نفس اليوم .. 9 الليـل ..

بـ الكآديلآك البيضآء وجهت رآسهآ للشبآك بتأفف من نظرآتهآ التفحصيه لهآ من أول الطريق بخآطرهآ: هفففف كأني نآقصه مشآلتش عينيهآ من عليّآ معندهآش زوء !
مآتدري كمّ مرّ من الوقت وهم بهآلحآله وهآلصمت نسمه مشغوله بـ النوت فـ يدهآ ومرآم معلقه عيونهآ عليهآ بتفحـص لحد مآ وقفت السيآره قدام بوابه عريضه والنخل الطويل الكثيف ظاهر من ورا البوابه
رفعت عيونها للشباك: وصلنــآ !
حوريه: أهآ تقريبا
نزلت مرام الغطآ على وجههآ وهي تستعد للنزول بعد ما فتح لها السايق باب السياره وبعدها نسمه ثم حوريه .
رفعت عيونها للنخلات الشاهقه الكثيفه المتواصه بنظام جمب بعض حول ممر ترابي من بعد البوابه لحد مدخل الحديقه: وآآآآآو إيه دآ ! بجد تحفـه
نسمه: عادي يعني اللي عندنا أحسن منه وبعد أكثر من كذآ والمكان اوسع
مآهتمت حوريه لتعليق نسمه إلآ أنهآ أشرت لها بصمت لتشوف مكآن مآهي تنآظر , وجهت نظرهآ للحديقه من بعد الممر الترآبي إللي سآرو عليه مسآفه كآنت أعمده طويله مثبته بأرض الحديقه وموصلين بقماش شيفون أبيض شفآف يشبه الستاير المعلقه بأعمده حول السرير ومحوطين بأنوآر ملونه وديجيهآت كبيره موزعه بكل مكآن مشغله بأغآني أجنبيه ع الهآدي ..




نسمه: وآو مره رومآنس جد حبيتهآ
مرآم: بخليكم الحين وبروح لشروق أشوفهآ
همست نسمه لحوريه بعد مآ أقفت عنهم مرآم: مرآم صديقة شروق من زمآن
حوريه: أهآآآ تلآقيهآ مبسوطه كآم يوم وهتيجي شروق تعيش فـ نفس البيت مع مرام
نسمه: آممممم
التفتت عليهآ وكأنهآ تذكرت شي: نسمه بئولك إيه ! بس متئوليش لحد هآآآآ
نسمه: وشوو ؟
بتوتر من إللي ببآلهآ وشآغلهآ من أول مآدخلت مرآم بـ السيآره وكشفت الغطآ عن وجههآ: مرآت أخوكي مرآم دي ملآمحهآ .. آمممم يعنـي ... آآآ ..
أطلقت نسمه ضحكه عآليه ويدهآ على فمهآ: ههههههه أيوآ ايوآ تشبه الشغآلآت
عقدت حوريه حآجبيهآ بإستنكآر على تشبيه نسمه لزوجة أخوهآ بهآلتشبيه مهمآ كآنت ملآمحهآ فعلاً قريبه بدرجه كبير للآسيويين .
حوريه: يعني فيهآ شبه من الآسيويين شويه !
نسمه: إيه أدري تشبه أمهآ .. ولهآ أخ بعد .. آدم .. خوي رآمز أخوي عآد هو شكله غريب أكثر منهآ
حوريه: جينآت ورآثيه على كدآ كلهم نفس الشكل
نسمه: لآ مو كلهم لهم أخ مآيشبههم أبدّ
نقلت عيونهآ ع الموجودين بعد مآقربو من العشب الأخضر الندي بـ الأرض: آمــمممم
شبكت ذرآعهآ بذرآع حوريه مبتسمه: المهم الحين خلني أعرفك ع البنآت
حوريه: لآ نسمه بليز خلينآ لوحدنآ أحسن



نسمه: هف منك .. لآ مو أحسن .. تعرفي ع البني آدمين وإنبسطي بعرفك عليهم الأول من بعيد لبعيد .. هآآ شووفي هآلدبه البيضآء تشبه البآندآ مو ؟ هههههههههه
نآظرتهآ بإستخفآف وهي تهز رآسهآ بـ النفي هذي نسمه مآرح تتغير بعمرهآ.
نسمه: هذي نآهد بنت علي عبدالرحمن
حوريه: أهآآ عرفآه مش دآ مدير مركز البحوث !
نسمه: إيه هو .. متزوجه من بسّآم أخو مرآم زوجة أخوي
حوريه: آممم دآ أكيد إللي شكله طبيعي زينآ
نسمه: ههههههه إيه هو .. هذآك الفلبيني آدم .. المهم شوفي هذيك .. هذي صيته أخت نآهد
حوريه: بجد ! مش شبه بعض أبداً
نسمه: إيه أدري صيته مملوحه عن هآلنآهد دمهآ مره ثقيل مآطيقهآ مع إنهآ أحلى ! إيه إيه وتشتغل ممرضه بعد
حوريه: نآهـد !
نسمه: لآ يآخبله نآهد متزوجه وبآلبيت .. صيته إللي ممرضه .. مآعلينآ منهم بس .. إيه شوفي ذيك الحلوه
طآلعت حوريه محل مآ أشرت لهآ نسمه بعيونها على بنت طويله بيضآ وشكلهآ مره هادي ونآعم بـ الفستآن الشيفون الأوف وآيت المنسآب بوسع على جسمهآ .
نسمه: هذي تغريد أخت العروس
حوريه: نسمه شوفي شوفي أم شورت جينز دي ! ورآ تغريد
نسمه: يآزينهآ .. إيه هذي دآرين توأم تغريد
برقت عيونهآ رآفعه حآجبيهآ بإندهآش: توأم إزآآي !! مش شبه بعـض !!
نسمه: لآ يشبهون بعض مرره مآتفرقينهم بس تغريد هي كذآ شكلهآ الطبيعي ذيك المآيعه مسويه بآربي .. صآبغه شعرهآ كله أشقر وعدسآت زرق مآلت عليهآ
حوريه: بس جذآبه أكتر من تغريد .. الصرآحه يعني
عوجت فمهآ بإستنكآر: بس مآتعجبني مره جريئه ومآهي نعومه زي تغريد شوفي بس وش لآبسه هذي ! لآفه إيشآرب على صدرهآ كل ظهرهآ عآري وهآلشورت إللي شبر ونص ! مآتستحي أبدّ وين إنّآ ع البلآج ! هفف مآعلينآ



مآعلقت الآ أنهآ صآرت تهز برآسهآ على تعليقآت نسمه إللي مآترحم أحدّ فيهآ: نسسسسمـه ..
بعدهآ تدور بعيونهآ ع الموجودين وهي تحرك اللبآنه دآخل فمهآ بلكآعه: آممممم
حوريه: مين الطويله أوي دي ؟
صآحت مبرقه عيونهآ ويدهآ على فمه بدهشه كبيره: أووو مون ديـوووو ! مآصدق وش ذآآآ .. مآدري أنهآ وصلت
حوريه: مين دي يآبنتي !
نآظرتهآ نسمه وهي تلعب لهآ حوآجبهآ مبتسمه: هذي عآد بتعجبك لآزم تتعرفي عليهآ
حوريه: وليه يعني ؟
نسمه: هذي بنت عمي المصريه
عقدت حآجبيهآ بإستفسآر: بنت عمك المصريه !!!


نسمه: إفهمي يآخبله هي بنت عمي معآذ إللي متزوج من ذيك المصريه جيهآن .. عآد ورده هذي عمرها كلو عآيشه بمصر مآيجو السعوديه غير أجآزآت قصيره مره أو منآسبآت كذآ يعني .. توهآ جآيه من مصر أكيد مشآن زوآج أحمد أخوي
نآظرتهآ حوريه مره ثآنيه مبتسمه .. شكلهآ ملفت بطولهآ الفآرع ونحفهآ .. خآلفت إقترآح أمهآ ورآمآ بـ أنهآ تلبس فستآن لهآلحفله ومآرضت إلآ بـ إللي ينآسبهآ شخصياَ ببنطلون قمآش وآسع بـ اللون الفيروزي وبلوزه شيفون بيضآء خفيفه مره بأزرآر مفتوحه بدون أكمآم شعرهآ قصير مره بقصة الـ بوي ونظآرآتهآ الطبيه المحدده بإطآر أسود عريض .. كآن شكلهآ مميز وملفت عن كل الموجودات ..
نسمه: هي كذآ مو رآعية هآلشغلآت أبدّ شوفيهآ تصور المكآن .. هي أصلاً فوتوجرآفر تصويرهآ روعه رح أخليهآ تصورنآ أنآ ويآك بس تعآلي نسلم عليهآ




بخطوآت سريعه جهة ورده كآنت مبتسمه على تعليقآت نسمه وطريقتهآ فـ التعليق على كل وحده من الموجودات سوآ كآن عآجبهآ أو لآ .
وقفت فجأه مقطبه جبينهآ بدهشه: آوبـسسس
حوريه: إيـه ؟
نسمه: شوفي شوفي هذيك
رفعت رآسهآ لمكآن بعيد شوي على بنت شكلهآ نآعم مره وهآدي على كرسي متحرك
عقدت حآجبيهآ: مين دي يآنسمه ؟
نسمه: إحزري !
رجعت تنآظرهآ وهي على كرسيهآ بتنوره بيضآء وآسعه توصل لآخر سآقهآ وبلوزه دآنتيل مخرمه بـ اللون الأحمر تبين التوب الأبيض تحتها بدون أكمآم ونسمآت الهوآ تطير خصلآت من شعرهآ الكستنآئي الحريري المسدول على كتوفهآ بسيطه ومو متكلفه بمظهرهآ أبدّ عكس أغلب الموجودآت: آممم مش عآرفه .. مين ؟
نسمه: هذي ميسم بنت عم العروس شروق .. و خطيبة أخوي فرآس الله يرحمه
سكتت لثوآني بعد مآستوعبت: آممم قصدي إللي كآنت خطيبة أخوي
رجعت تنآظرهآ بتفحص وتدقيق أكثر: دي !!! وهو كآن خآطبهآ وهيـــآآآآآ ....
نسمه: لآ طبعاً هذآ من الحآدث .. كآنت معآه بـ السيآره هو إتوفى وهي زي ماتشوفينها
نآظرت حوريه بعيون نسمه إللي إنكسرت بنظره للأرض وخفت صوتهآ: طيب طيب إمشي نروح لورده الأول



رفعت رآسهآ بإبتسآمه: أيوه تعآلي .. مره حبوبه وبتعجبك
توجهو لورده إللي نزلت الكآميرآ من على عيونهآ أول مآظهر لهآ بـمربع التصوير نسمه مبتسمه إبتسآمه عريضه ومآده بوزهآ رآفعه إصبعيهآ الوسطى والسبآبه الحركه المعتآده فـ الصور: ههههههههه نسسسسمــه
مدت ذرآعيه بوسعهآ تحضنهآ: وحشتييينـي
نسمه: لآ والله مو وآضح ! فـ السعوديه بنت عمك وحبيبتك وروحك وقلبك وكل اعضائك ويوم تروحين لمصر مآعآد درينآ عنك حتى بـ إتصآل
شدتهآ من خدهآ اليسآر المنتفخ وهي تميل عليهآ وتبوسهآ من خدهآ الثآني وعيونهآ على حوريه .. بعدت عن نسمه وحركت رآسهآ بـ الإيجآب مبتسمه لحوريه وهي مآده لهآ يدهآ تسلم عليهآ: أهليـن
بآدلتهآ حوريه الإبتسآمه: أهلاً
نسمه: عآد شوفي ورده .. من بين كل الموجودآت قآلت بتتعرف عليك إنتي أول وحده
ورده: والله .. عآد هذآ شرف لي بس إشمعنى
نسمه: هذي حوريه بنت خآلتي مروه .. مصريـه .. طآر عقلهآ يوم قلت لهآ إنك عآيشه عمرك كله بمصر


قربت منهآ ورده وهي تضمهآ برآحه: عآد خلآص مآبي من الحفله بكبرهآ غير هآلحوريه .. نقضيهآ سوآ ونترك هآلبنآت إللي مآعندهم سآلفه
حوريه: ههههه أنآ بردو بقول كدآ أحسن
رفعت حآجبيهآ بإعجآب وهي تنآظر نسمه إللي لعبت لهآ حآجبيهآ بإبتسآمه وهي زآمه شفآيفهآ على بعض إن حوريه مآتحكي غير بـ المصري .
ورده: حيث كدآ بئآ أنآ هقلب مصري أنآ كمآن .. تعرفي أمي مصريه مع إن بآبآ سعودي بس مبتتكلمش غير مصري
حوريه: أنآ نفس الشيئ تمآماً بآبآ مصري بس مآمآ سعوديه بآبآ أوقآت بيقلب سعودي بس أنآ مش ممكن .. قطعت كلآمهآ وهي تلتفت لنسمه إللي أقفت عنهم بمسآفه طويله تآركتهم لوحدهم .
ورده: هه تدرين نسمه إجتمآعيه وتحب تتكلم مع الكل إللي تعرفه وإللي مآتعرفه .



/
/
/


فـ الجهه الثآنيه من الحديقه ورآ البيت مكآن مآدلتهآ وحده من البنآت لآخر مره شآفت فيهآ البنت المقعده على كرسي .. كآنت تدورهآ بين كل الموجودآت .. من بين الشجيرآت القصيره الكثيفه تخطتهآ بتأفف .. تجمدت قدآم المشهد إللي طآحت عيونهآ عليهآ .. أنوآر بنفسجيه خآفته حول المسبح المستطيل .. قربت أكثر من المكآن وعيونهآ عليه وهو يهز فـ الجسم الممدد .. نطقت إسمهآ بهمس وهي تشوفه يقرب بتوتر وتردد وآضح من هآلشخص الممدد: ميســــم !
صآحت بعدهآ تمنعه يقرب منهآ بعد مآشآفته يقرب فمه من فمهآ: لآآآآآآآآ
إنتفض جسمه مفزوع وعيونه عليهآ وهي تجري بإتجآههم .. جلست على ركبتيهآ رفعت ذقنهآ تهزهآ: ميسم .. ميييييســم .. ميسم إيش فيك !!
نآظرهآ ببلآهه وهي تردد إسمهآ وهمس: ميسم !
نسمه: لحظه .. لآتقرب لهآ ولآ تلمسهآ في هنآ ممرضه بنآديهآ ثوآني بس
حرك رآسه بـ الموآفقه وملآمحه مآليهآ القلق والخوف .




نآظرتهآ صيته بصدمه وإستنكآر وهي تسحبهآ بقوه من يدهآ ورآهآ
صيته: وقفـي .. مين إنتي .. وإش ذآ !!
وقفت نسمه فجأه وإلتفتت لهآ: فيه وحده غرقآنه هنآ عند المسبح مآعرف إيش أسوي .. أدري إنك ممرضه الحقيهآ
صيته: غرقآنه !! هنـآ !!
رجعت سحبتهآ بقوه: صدقيني مو وقت أسئلتك أبدّ تعآلي معي بسرعه
مشت لمسآفه بخطوآت سريعه وقفت بعدهآ فجأه وكأنهآ تذكرت شي: وقفي شوي بس هنآ وجآيتك ع طول لآتتحركي
بعدت عنهآ وعيون صيته تتآبعهآ مستغربه الموقف ومو فآهمه شي مين هآلطفله ومين هآلغرقآنه ووين غرقت أصلاً: هذي شكلهآ طفله وتلعب معي تستخف جآبتني هنآ فـ هآلظلآم وتركتني ..
جت بترجع لمكآن الحفل وقفهآ صوت نسمه الطفولي الرفيع: إستنـي .. استني صيتـه .. خذي
مدت لهآ العبآيه بيد ويدها الثآنيه على صدرهآ إللي يرتفع بقوه ويهبط بسبب جريهآ السريع
نآظرت بـ العبآيتين بيدهآ ونسمه عليهآ وحده: هذي لمين ؟
نسمه: تعآلي بسرعه



دخلت يديهآ بـ أكمآم العبآيه إللي مآتدري أصلاً عبآية مين .. نآظرت بـ كبآسين العبآيه لآبستهآ غلط .. ضمتهآ على جسمهآ بإهمآل وهي تتبع نسمه بهروله لحد مآوقفت مصومه لمآ شآفت جسم أنثوي ممدد على طرف المسبح وشآب جآلس على ركبتيه مغرق بـ المويه وملآمحه شآحبه: شكله هو إللي طلعهآ !
نزلت بـ الأرض لميسم وتمت تضغط على صدرهآ أكثر من مره بس مآفي فآيده .. سكرت خشمهآ وقربت من فمهآ بتعطيهآ النفس الإصطنآعي مره وإثنين وثلآثه وبعدهآ تضغط على صدرهآ توقفت لمآ شهقت ميسم وفتحت عيونهآ لثوآني بعد مآرجعت من فمهآ وأنفهآ كميه من المويه إللي شربتهآ ورجعت غمت مره ثآنيه .. صآرت تلطم لهآ وجههآ توعيهآ من جديد بس مآفي فآيده حتى دقآت قلبهآ ومستوى تنفسهآ إنخفض أكثر ..
رفع رآسه بخوف وآضح على ملآمحه وهو يهز رآسه يسأل عن حآلهآ !
صيته: الحمدلله بس لآزم نوديهآ مستشفى الحين صدرهآ منتفخ وأصآبعهآ بعد مآدري السبب
وآئل: أيوه بوديهآ
صيته: وقـف !


نآظرت بنسمه المتنحه ورآهآ وخوفهآ وقلقهآ مآيقل عن خوف وقلق وآئل المبين على ملآمحهم سوآ .
صيته: هآتي العبآيه إللي معك هذي ..
نسمه: ..........
شدتهآ منهآ بقوه بعد لمآ مآلقت منهآ ردّ عيونهآ معلقه على وآئل وهو شآيل ميسم بين ذرآعآته .. قربت منه ولفت العبآيه بإهمآل على جسمهآ: بجي معك المستشفى .. أنآ ممرضه فيهآ
مشت ورآ وآئل إللي يهرول لبرآ الحديقه .. إلتفتت ورآهآ لنسمه بتأكيد: لآتخبري أحد عن إللي صآر لأجل مآتخرب هآلحفله لآتخوفيهم ولآ تخآفي إنتي بعد مآفيهآ شي
مرت ثوآني وعيونهآ معلقه عليهم لحد مآ إختفى أثرهم فـ ظلآم الحديقه مآدرت على حآلهآ إلآ وقت إنتفض جسمهآ برعشه قويه من الجسم إللي التصق فيهآ من ورآ ظهرهآ ومحوط خصرهآ بيديه: البرنسيسه هنآ بتعمل إيه لوحد ....... قطعت كلآمهآ من إنتفآضة جسم نسمه إللي أفزعهآ وبعدهآ عنهآ بسرعه .
حوريه: بسم الله الرحمن الرحيم .. مآلك يآبنتي فزعتيني بجد
نسمه: إنتي إللي فزعتيني



نآظرتهآ بقلق بعد مآنزلت رآسهآ للأرض والدموع متجمعه بعيونهآ الصغيره: نسمه مآلك ؟ فيه حآقه !! ..
مدت يدهآ لذقنهآ ورفعت لهآ رآسهآ حتى تعرف تشوفهآ وفعلاً كآنت ملآمحهآ غريبه واللون مسحوب من بشرتهآ الشآحبه: نسسسسسمـــه .. مآلك إيه إللي حصل ؟ وإنتي وآقفه في الظلمه هنآ لوحدك ليه ؟
همست بخفوف: ميسم
حوريه: ميسم مين !
بنبره مقطوعه مبحوحه: ميسم الي كآنت على الكرسي المتحرك .. وريتك هيّ
حوريه: أهآ .. مآلهآ ميسم ؟
التفتت ورآهآ وهي تأشر بأصآبع مرتجفه جهة المسبح : ميسم غرقت هنآ .. بـ المويه
نآظرت حوريه للمسبح وإللي طآفي عليه الكرسي المتحرك معقده حآجبيهآ ومبرقه عيونهآ بفزع: وإزآي غرقت وهي فين أصلاً !!!
نسمه: مآدري شلون طآحت بـ المويه .. وآئل شآفهآ وهو إللي طلعهآ من المويه رآحو للمستشفى هو وصيته
بعدهآ معقده حآجبيهآ بعدم فهم وإستيعآب للي تسمعه: صيته !! ووآئل !! مين وآئل !!


صآحت بصوت مبحوح وهي ترتمي بحضن حوريه: وآئل ابن عمهآ أخو شروق .. هذآ بيته هو طلعهآ من المويه ورآحو للمستشفى مآدري حوريه إيش فيهآ ولآ إيش إللي صآر معهآ
مسحت على شعرهآ تهديهآ: خلآص يآروحي خير إن شآء الله مش بتقولي الممرضه دي فوقتهآ أكيد رآحو المستشفى زيآدة تأكيد على حآلتهآ إنهآ أحسن بس مش أكتر
نسمه: إيه صيته تقول إنهآ بخير بس مآدري يآحور .. مآدري
بعدتهآ عن صدرهآ وهي محتضنه وجههآ الصغير بيديهآ: خلآص يآنسمه لو فيه حآقه مش كويسه كآنت قآلتلك أكيد خير خير .. خير إن شآء الله المهم دلوقتي شوفي إحنآ ملنآش دعوه إبن عمهآ معآهم وهو هيعرف يتصرف ويقولهم بمعرفته .. تمآم !
هزت رآسهآ بـ الموآفقه وهي تمسح بقآيآ دموعهآ .
نفخت هوآ بنفس عميق: هــــــــــــوفف تعآلي نروح أحسن خلآص كفآيآ كدآ وشهآ فقر شروق دي
نسمه: إيه أحسن أبي أروح .. مآبي أظل هنآ
حوريه: نسلم الأول على العروسه ونمشي ... لطفك يآآآآآآرب



======
-----------
======


يتبــــــع ...

حلم الحياه 04-08-16 06:22 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======



بمدخل الطوآرئ .. الإستقبآل هآدي والحركه خفيفه تمشي بخطوآت سريعه وهي ضآمه العبآيه عليهآ لأنهآ لبستهآ بـ الغلط ومآعرفت تسكر كبآسينهآ وهو ورآهآ يتبعهآ: تعآل هنآ .. إدخل .. ثوآني وبجي
خرجت من الغرفه بعد مآنيمهآ وآئل على التروللي الأبيض متوجهه للأرشيف: عبد الصمد مين موجود من الدكآتره ؟


نزل كوب القهوه من يده: آمممم فيه دكتر خليل ودكتر عديّ
قآطعته بلهفه: وينه دكتر عديّ
كمل بهمس كلآمه إللي قطعته: ودكتر عٌمر
برقت عيونهآ بدهشه: دكتر عٌمر هنآ !!! مو دوآمه ! وينه دكتر عٌمر !
عبدالصمد: مآعرف والله يمكنه بـ المستشفى الحين
جرت لبرآ الطوآرئ بدون مآترد عليه .. هز رآسه بقلة حيله: متى بتعقل !
فـ الممرآت البيضآ الطويله تدور بعيونهآ بقلة إنتبآه لحد مآشآفت ثنتين من الممرضآت: وقفي وقفي أسمآ وينه دكتر عٌمر ؟
أسمآ: آآآآمممم فـ أرشيف الملفآت لسه شيفآه حآلن مـ ........
قآطعتهآ صيته وهي تكمل مشي بخطوآت سريعه .
نرجس: مآلهآ دي ؟
أسمآ بلهجه مصريه: شوفي بنت اللذينآ حتى فـ أجآزتهآ جيآلو .. قلدت صوتهآ بإستهزآء وهي تنطق إسم عٌمر: دكتر عٌمـــر .. عٌمــر .. دكتر عٌمــر .. هه ويآريتهآ تفهم إنو مش معبرهآ أصلاً
حطت يدهآ على فمهآ مبتسمه بعدم تصديق وهي مبرقه عيونهآ: لآآآآآآ متئوليهاااش .. صيته ود/عٌمـر !!!
أسمآ: مآتفهمي يآمتخلفه إنتي هيّآ بتدرب عنده وبس عشآن لسه جديده وهو بيعاملهآ ع الأسآس دآ هي بئآ إللي فآهمه الحوآر غلط
نرجس: يعني مش لاقيه غير د/عٌمـر مآتشوفلهآ وآحد سعودي إيه من قلتهم يعني
أسمآ: مثلاً يعني
نرجس: إمشي إمشي خلينآ نروح خلصنآ ورديتنآ


/
/
/


دفت بآب الغرفه بقوه: د/عٌمــــــــــر !
لف بظهره وهو يشوفهآ مدنقه بجسمهآ لقدآم ويدهآ على صدرهآ تكلمه وهي بنفس الوضعيه: د/عٌمـر في حآله خآصه
أول مآرفعت رآسهآ تعلقت عيونهآ بعيونه وهو ينزل فنجآن النسكآفيه من يده وينآظرها بنص عين .. إتسمرت بمكآنهآ لثوآني لحد مآحركهآ صوت عٌمـر إللي وآقف قدآم درج الملفآت الطويل المقسم لأدرآج مستطيله: صيته ! خير ! مآخلصتي دوريتك !!!
بعدت عيونهآ عن عديّ وهي ترمش بسرعه وبشكل متوآلي بتوتر: آآآ .. آآنـآآ .. إيه .. لآ بس فيه .. فيه وحده قريبتي نزلت بمسبح مويه .. هيّ مقعده مآتتحرك .. غرقت .. أنآ فوقتهآ وحست علي بس رجعت غمت وصدرهآ منفوخ شوي مآدري ليش !


قطب جبينه وهو ينزل الملف من يديه على الطآوله بعكس عدي إللي مآنزل عيونه من عليهآ يتأملهآ بتدقيق من فوقهآ لتحتهآ ببتسآمة إستمتآع خبيثه .. كآن فستآنهآ الستآن الفوشيآ القصير لتحت ركبتهآ محدد منحنيآت جسمهآ البآرزه مآتغير طولهآ المتوسط بسبب جزمتهآ الفلآت بنفس خآمة الفستآن الستآن ولونه .. وترهآ بنظرآته التفحصيه لهآ وظهر بلعثمة كلآمهآ: طيـ .. طيـب .. أنآآ .. أنآ .. أنآ دخلتهآ غر .. غرفـه ومعآهآ وآ .. وآآ ...
عٌمر: صيته لهآلدرجه قلقآنه عليهآ ومو قآدره تجمعي كلمتين على بعض !! هذآ حآل المتدربين الجدد دآيم .. " بهآللحظه إبتسم عديّ إبتسآمه جآبت آخر صيته وهو يدري إن توترهآ هذآ بسبب نظرآته له مو سبب ثآني "


عٌمر: إهدي بس بسيطه أهم شي الإسعآفآت الأوليه إللي سويتيهآ ونفسهآ إللي ردّ لهآ .. تعآلي معي
دخلت خصله من شعرهآ الأسود اللي ظهر بتمرد من تحت طرحتهآ ورجعت ضمت العبآيه بقوه على جسمهآ بعد مآحست على حآلهآ وإن عديّ كل هآلوقت وهو ينآظرهآ بدون أي مرآعآه .. عضت على شفتهآ السفلى بتأنيب كردّ فعل تلقآئي على غبآءهآ !
رجع إبتسم مره ثآنيه وهو يحرك رآسه بـ النفي بخآطره: مآفي فآيده !
مدّ له الملف قدآمه: شوف راجعهم كذآ على مآ أشوف الحآله وبردلك أو تعآل معي كذآ كذآ خلصنآ ..
نزل الفنجآن من يده بس مآرشف آخر قطره فيه ووقف .. رفعت رآسهآ وعيونهآ الوسآع الدآكنه معلقه بعيونه الذهبيه .. خرج من الغرفه بثقل ويدينه بجيوب البآلطو الأبيض .. خرجت من بعده وبعدهم عٌمر



/
/
/



بـ غرفه بـ الطوآرئ ..
فتحت عيونهآ بضيق من النور الشديد المسلط عليهآ .. عيونهآ بعيونه تحس بأنفآسه الحآره تحرق وجهها البارد .. غمضت عيونها بإبتسآمه خفيفه .. شعورهآ بـ العآطفه مسيطر عليهآ وهو يحرك أنآمله على خدهآ الممتلئ يبعد خصلآت شعرهآ المبلله ونظرة الدفآ والحنآن بعيونه .
فتحت عيونهآ بسرعه وأبعد هو رآسه عنهآ بشكل أسرع لمآ تنحنح بصوت جهوري ضخم .. دخلت جسمهآ الصغير بينآتهم وهم وآقفين ع البآب .
صيته مأشره عليه: هذآ د/عٌمـر .. يقول خير إنشآلله بسيطـه
هزت رآسهآ بقوه وهي تغمض عيونهآ وتفتحهآ أكثر من مره على التوآلي في محآوله منهآ للإسيعآب بعد مآعدلت من وضعيتهآ على السرير للجلوس همست بعدم تصديق فـ خآطرهآ: منو ذآ ! وينه فرآس ؟ هذآ مو فرآس !
بصوت مهزوز مرتجف: إنت .. إنت .. إنـت مين ؟



قطب عديّ وعٌمر حآجبيهم إستنكآراً لسؤآلهآ عن هويته ووضعهم قبل دخولهم إثنين عآشقين ! اللحظه إللي كآنت لثوآني الآ أنهآ أظهرت الكثير من المشآعر الدآفيه بنظرة وآئل لميسم وإبتسآمتهآ برآحه وإستسلآم وهي مغمضه عيونهآ متطمنه لوجوده جمبهآ .
نآظر وآئل لصيته بقلق .. ملآمحه متوتره ووجهه شآحب بخوف .. قرب عٌمر بعدهآ من ميسم وبدآ يفحصهآ وعيون وآئل تتآبعه بإهتمآم .
شدهآ بقوه من ذرآعهآ لورى ستآر سرير ثآني بنفس الغرفه وشد الستآر عليهم .. حزته بنظرة إشمئزآز حآده وعيونهآ على يده المشدوده على ذرآعهآ .. نزل عيونه مكآن مآتنآظر هي فهم قصدهآ بس مآهتم ولآ عبرهآ .
من بين أسنآنه وهي تحآول تضبط هدوءهآ: د/عـــديّ ..
سكت لثوآني وهو مضيق عيونه بعد مآسمع إسمه بـ الطريقه إللي تأسره بشكل أو ثآني منهآ .. هـ التضخيم لإسمه وإللي مآعمره سمعه غير منهآ
برقت عيونهآ بتهديد زآمه شفآيفهآ بقوه إللي ظهرت كخط رفيع بوجههآ .
عديّ: وإنتي يآهآنم مو نآويه تسكري هآلعبآيه وتدآري جسمك بدآل هآلإستعرآض !! كل الرجآل شبعوآ فرجه عليك .. مو كفآيآ كذآ ولآ شلون ؟




فكت ذرآعهآ من قبضة يده بعنف .. قربت وجههآ رآفعه ذقنهآ تحآول توصل لطوله وتقآبله وجهاً لوجه من بين أسنآنهآ: وشكلك نآسي إنك أول وآحد شبع فرجـه !
نآظرهآ بإستخفآف وكأنه ينآظر قزم تحت رجوله: هه .. ريحي حآلك هذي كآنت تطليعه بسيطه .. أقيم وضعك مو أكثر
ضيقت عيونهآ بحقد وهو يحس بـ أنفآسهآ الحآره القريبه منه تزيد وتحتد أكثر .
غمض عيونه بثبآت محرك رآسه بـ الإيجآب: آممم أيوه .. وضعك كـ أنثى .. يعني أشوف مقومآتك .. حرك يده بظهر أصآبعه من كتفهآ لكوعهآ ملآمس لعبآيتهآ الحرير ..
رفعت صوتهآ بحده: تعرف إنك وآحد حقـ ......
حط يده على فمهآ بقوه يمنعهآ وهمس: إتطمني .. مقومآتك عآليه .. بس مآتعجبيني !
بعد عنهآ بسرعه وخرج لعٌمر مبتسـم .. ردّ له عٌمر الإبتسآمه وهو يحرك رآسه بالنفي بعد مآخرجت صيته من بعده ولونهآ شآحب بملآمح متوتره
همس بـ أذنه بعد مآقرب عليه: عديّ .. إنت حقير !
إتسعت إبتسآمته السآحره وهو يأكد كلآم عٌمر بتعآبير وجهه بدون ردّ .
قطع الهدوء صوت ميسم الحآدّ الموجه بحقد وكرآهيه لوآئل: إنت إيش تسوي هنآ !!!
وآئل: ميسم أنآ وآئـ .....
قآطعته بحده من بين أسنآنهآ: أدري إنك وآئل .. أخو الست هآنم دآرين وإللي المفروض إني بنت عمكم !



نقل نظره بين الموجودين والإستفهآم على ملآمحهم كلهم .. قرب منهآ بهمس: ميسم وش فيك ؟!!
نآظرته بحقد صآحت بوجهه والدموع متجمعه بعيونهآ: أن إللي وش فيني ولآ إنتو إللي وش فيكم !!! أختك دآرين يآ أستآذ وآئل هي إللي رمتني بمسبح المويه وأنآ معآقه مآ أتحرك .. رمتني وهي تدري أنهآ آخر مره رح تشوفني فيهآ .. إن كنت كآفر كآن رحمتني وأنآ أترجآهآ .. رمتني بـ المويه بكل دنآوه وحقآره ولآ سألت .. عطتني ظهرهآ ومشت
نآظر عٌمر بـ عديّ وصيته وثلآثتهم ملآمح وحده متجمده .. متبلده تحآول تفسر هآلمشهد الغريب وصدمتهم مآتقلّ بشي عن صدمة وآئل وهو يشوفهآ مغطيه وجههآ بكفوفهآ ومنهآره بكآ .. جلس على طرف السرير مآد يده ليدهآ يبعدهآ عن وجههآ: ميسم نآظريني .. وش هآلكلآم .. دآرين سوت فيك كذآ !!! وليش طيب ! مآني مستوعب !!
بعدت يده عن يدهآ بقوه وصآحت: ولآ انشآلله عنك استوعبت .. اطلع بـــــــــــرآآآ .. برآآ مآبغى أشوف وجهك .. لآ انت ولآ خوآتك .. إبعدو عني ابعدووووو حسبي الله عليكم


وقف من ع السرير رجع خطوتين لورآ بتثآقل نظرآته ضآيعه بإستفهآم للي قآعد يصير .
قطع الموقف دخول زبيده تلهث وهي تهوي بـ الغطآ على وجههآ: ميسم .. ميسم يآبنتي ..
قربت من سريرهآ ضمتهآ بقوه لصدرهآ: يآعمري وش فيك وش إللي صآرلك والله تخرعت بغى قلبي يوقف .. بغيت أموت يوم قآلتلي دآرين .
نآظرتهآ بترجي وعيونهآ محمره من الدموع: دآآآدآآآآآآآ
ضمت زبيده وجه ميسم بيديهآ الثنتين وهي تمسح دموعهآ بـ إبهآميهآ وبعدهآ مسحت بـ كم عبآيتهآ مخاطهآ إللي سآل من خشمهآ: خلآص حبيبتي إهدي مآصآر شي .. خير الحمدلله
رفعت نظرها لـ عديّ: مآفيهآ شي دكتور واللي يعآفيك طمني !
هز رآسه بـ الموآفقه وهو مغمض عيونه بهدوء تأكيد على كلآمهآ
مسحت زبيده دموعهآ إللي تسللت غصب عنهآ: هآ يآعمري سمعتي .. مآفيه شي
ميسم: دآدآ بنطلع من هنآ الحين .. أبغى أروح البيت
أسندت زبيده يدهآ ورآ ظهرهآ تقومهآ من على السرير .. طآحت عيونهآ وهي تحآول توقف من على السرير عليهآ وآقفه على البآب مسنده عليه بكتفهآ ومكتفه يدينهآ الثنتين تطآلعهآ بنظرآت انتصآر حآده رآفعه حآجب وآحد .


ميسم: ولك عين بعد تجين لهنآ يآللي مآتخآفين ربك حسبي الله ونعم الوكيل
كل الغرفه تحول نظرهآ عند البآب ببلآهه لهآلمشهد الدرآمي إللي مآيصير غير بـ المسلسلآت .
بصوت هآدي حآلم: ألف لآبآس عليك حبيبتي ميسم .. مآتشوفين شرّ إنشآلله !
بصوت جهوري ضخم حآد: دآريـــــــــــــــــن !!!
رمشت بعدم إستيعآب وهو تشوفه يقرب منهآ والشرر يتطآير من عيونه .. بلعت ريقهآ بصعوبه: وآآئل .. وش تسوي هنآ !
مآدرت الآ بكف عنيف صفع خدهآ جآبهآ الأرض
جرت زبيده لعند وآئل مسكته من يده إللي مآسكه شعر أخته من تحت الطرحه يحآول يقومهآ من على الأرض وهو شآد شعرهآ .
زبيده: لآ يآوآئل لآ .. تكفى .. وإللي يرضى عليك يآولدي لآآآآ
إنسحب عديّ بهدوء سآحب معه صيته إللي كآنت مبرقه عيونهآ وفآتحه فمهآ ببلآهه شآددهآ من ذرآعهآ لبرآ الغرفه .


عديّ: إنتظري هنآ بجيب جآكيتي وجوآلي مآبتأخر
صيته: وليش إنتظرك ؟
عديّ: بوصلك .. ولآ إنشآلله بتآخذين تآكسي بهآلوقت من الليل !
زفرت هوآ بضيق من أسلوبه وتحكمه المو منطقي أبدّ وفوق كل ذآ تصرفآته .. شلون تروح معه بـ السيآره بأي وقت من الأوقآت أجل كيف بهآلوقت .. هذآ شلون يفكر: هففف وإنت مين مفكر حآلك بـ الله عشآن تعآملني كذآ !! إيش هآلوقآحه إللي فيك ! وبعدين مين قآلك إني محتآجه لك ولآ لخدمآتك ! أروح مشي ولآ إني أكون معك ولآ انشآلله مآرحت حتى ببيـت هنآ بـ المستشفى
رفع أكتآفه بلآ مبآلآه وبعدهآ عطآهآ ظهره: برآحتك !
بصوت مهزوز تحآول تجمع قوتهآ: إسمــع ! .. أنآ لحد اليوم كنت مسويه إعتبآر لعلآقتك بدكتر عُمر وأعآملك بلطف وإحترآم ولآ انآ ترآ مآ اطيق مصالتك هذي من أول يوم شفتك فيه .. هذآ غير وقآحتك .. وإذآ بتظل على وضعك وإسلوبك ذآ معي يآ عٌــدَيّ صدقني رح تشوف إللي مآيعجبك !
لف برآسه بس وبعده معطيهآ ظهره: وتعرفين تعلين صوتك وتهددين بعد ! آمممم حلـوو
أقفى عنهآ بخطوتين وبعدهآ وقف كأنه تذكر شي: بس حلو إسمي منك بدون كلمة دكتور على فكره !
ظلت تتآبعه بقهر وهي عآضه على شفتهآ السفلى بقوه لحد مآختفى عند آخر الممرّ .



/
/
/



بـ نفس المكآن بعيد عن برودة وجمود الموقف بين عديّ وصيته كآنت الأجوآء طآحنه من صيآح ميسم وترجي زبيده وأنين دآرين وزفرآت وآئل الحآده .. بـ زآوية الغرفه فـ جمود مبرق عيونه بصدمه من هآلموقف إللي يشوفه قدآمه مآيدري هل يتدخل يبعده عنهآ أو هو كذآ ممكن يحرج نفسه فـ حوآر شخصي عآئلي .. وآئل معذور بردة الفعل العنيفه هذي منه لأن نيتهآ كآنت شرّ ببنت عمهآ لولآ الصدفه إللي نجتهآ يعني كآن ممكن وتصير جريمه والموضوع له أبعآد بس عذره مآيعطيه الحق أنه يعآقبهآ بهآلشكل وبهآلمكآن .



شده بقوه من معصمه رفعه من فوقهآ: يآخوي مآيصير كذآ .. إنّآ بمستشفى .. مب ذآ المكآن المنآسب إللي تحلون فيه خلآفآتكم وإن كآن فيه حل فصدقني مو كذآ .. مو بهآلطريقه أبد ! آسف إن كنت بتدخل بس لآتنسى إنهآ بنت ! .. حآول تسيطر على أعصآبك شوي أكثر من كذآ .. شوي وبتروح بين يديك .. مآرح تكون أحسن منهآ فـ إللي سوته هي مع بنت عمهآ إنت بتسويه مع أختك !
غمض عيونه بهدوء تأكيد على كلآمه وهو يشوفه يلتقط أنفآسه بصعوبه بعد مآحرك نظره لدآرين المرميه بـ الأرض والدم من أنفهآ وفمهآ صبغ الأرضيه تحت رآسهآ .. نفض معصمه من قبضة يد عٌمر المشدده بقوه وخرج بسرعه من الغرفه بخطوآت زلزآليه عنيفه !


أشرت بأصآبع مرتجفه وشفآه متخبطه والدموع بعيونهآ على دآرين: دكـ .. دكتـ وور .. دكتـور شوفهآ .. شوفهآ وش فيهآ تكفـــآآآآآآ شووفهآ .. الحقهآآ .. دآدآ زبيده شوفي دآرين .. وش فيهآآ آآآآه يآربي
شآلهآ بين ذرآعيه بعد مآ بعد إثنين من الممرضين إللي دخلو الغرفه مصدومين من كل هـ الصيآح والضجه إللي كآنت موجوده
عٌمر: ارتآحو إنتو شوي أو تقدرو تروحو وترسلو أحد من أهلهآ .. خير انشآلله مو صآير شي
جلست مربعه على الأرض مآسكه رآسهآ بيدينهآ وتهز بقوه فـ جسمهآ: يآآآربي وش ذآ .. وش إللي صآير !! عين وصآبتكم .. يـ الله فرحة العروس تنطفي كذآ بـ إللي صآر لأختهآ وبنت عمهآ .. لطفك يآربي
خرج لغرفه ثآنيه فآرغه بـ الطوآرئ .. سكر البآب برجله بعد مآدخل وهو شآيلهآ على ذرآعآته مددهآ على التروللي الأبيض وبدآ يسعفهآ !



======
-----------
======


يتبـــــع ....

حلم الحياه 04-08-16 06:23 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======




كآن الوقت مخآلف لظـلآم الليـل بـ السعووديه ...

صبآح نيويوركـ البآكر ...
في شقته الأميركن ستآيل مع رفيقه الشآمي الشيف الرئيسي المسآعد .
نزل قزآزة المويه من على فمه بعتب على تصرفآته الغير منطقيه: ولك عم تحرجني هيك
وآقف ورآ المشرب الدورآني الرخآمي للمطبخ المفتوح على الصآله ببنطلون ريآضي مربوط الخصر وصدره عآري ..


نآظره وهو يسكب الحليب بـ الكآسه بدون أي تعليق منه: عم حآكيك .. شـووو !
نجم: دبر حآلك
إدوآرد: لك والله مآفيني خبر هآلمآيكل المجنون يسرح وآحد مشآن حيآلله بنت مآبعرفهآ .. ولك !!! "ضرب قبضتة اليمين بكفه اليسآر وهو يزفر بعصبيه": ولك ولآ إنت حتى بتعرفهآ .. كل الموجودين كفآءآت وإمتيآزآت
نجم: إدي .. صدقني هذي أكثر وحده رح تشتغل بـ إمتيآز وكفآءه .. بس أعمل إللي وصيتك فيه وبكرآ قآبلني وقول صدقت يآنجم
إدوآرد: وكيف بتعرف وإنت مآبتعرفهآ أصلاً ؟ وليش حتى تسآوي كل هآد مشآنهآ !
مد شفآيفه مبوز بلآ مبآلآه: شفقه من أكثر
ميل فمه بـ إستخفآف: هيهيهيهي .. شووو !! ولك إنت مآفي مره مآبتشفق عليهآ ولآ بينولهآ نصيب من عطفك !
غمز له بـ إبتسآمه عريضه جذآبه وهو يرفع له كآس الحليب: you got it (لقد أصبـت)
هز رآسه بقلة حيله: ومتى بتشرف ! مآفيني سرح حدآ وعطل الشغل مشآنهآ
نجم: دونت ووري .. اليوم او بكثيره بكرآ وتكون عندك .. بس أهم شي مثل مآوصيتك .. لآتوآفق عليهآ بسرعه .. عآملهآ بـ إستخفآف وبدون أييييي مبآلآآآآآآه .. كنك مستحقر وحده مثلهآ تشتغل عندك
إدوآرد: هه صدقني أنا مآرح كون كزب إذآ هيك خبرتآ .. أنآ فعلاً إستحقرتهآ من كلآمك قبل مآشوفهآ حتى !
نجم: حطهآ تحت فترة إختبآر قبل تثبيتهآ
إدوآرد: ولك خلآص صرت عآيد الحكي شي 100 مره !
نجم: somthing missd ! (فآتك شيئاً مآ !)
إدوآرد: شو في بعد !



بطرفة عين كآن نجم مطير مفتآح من بين أصآبعه استقر على الطآوله قدآم إدوآرد بعد مآخلص تقطيع الفوآكه المشكله بـ الطبق الكبير قدآمه: تسألهآ عن مسكنهآ بحجة إن كآن قريب من مقرّ الشغل أو لآ وإللي أكيد رح يأثر .. وإذآ لآحظت توترهآ وهذآ الأكيد لأنه مآلهآ سكن أصلاً .......
قآطعه بحده ونفآذ صبر: شـــــــووو !!! وبتشغللي بنت شوآرع كمآن لك هآد إللي كآن نآقصنآ
علق قطعة كيوي وفرآوله بـ الشوكه دخلهآ لفمه بـ إستمتآع وهو مغمض عيونه برآحه: هـمممم .. بتسوي حآلك تفكر بموضوع السكن وبعدين بتعطيهآ هـ المفتآح وإللي عنوآنه هنـآ ...
برق عيونه بصدمه: هنــآ ! وين يعني هنا !
أشر بعيونه على البآب الخشبي من يسآره: تــؤ مو هنا .. هنآك
التفت ورآه مكآن مآ أشر له نجم بطرف عيونه فآتح فمه ببلآهه مآفهم قصده !
نجم: هذآ ملحق شقتي .. بتدبر حآلهآ فيهآ لحد مآتلآقي سكن
هز رآسه بـعدم إستيعآب للي يسمعه: أجـــدب !
نجم: مآرح وصيك !
تنهد بعمق بـ قلة حيله: دآم هيك بدك
أرسل له نجم بوسه خفيفه من فمه المضموم بـ الهوآ .. وقف بعدهآ إدوآرد بـ إبتسآمه عريضه: ولك خليني روح هلـلأ بخآف ع حآلي
نجم: والله ! أجل إنقلع برآ الشقه يللآ
توجه لبآب الشقه وإللي بنفس الصآله: هللأ بتقلعني .. طآآيب يللآ طآلع .. سلآم



خرج إدوآرد وظل من بعده نجم معلق عيونه على البآب الفآصل شقته عن الملحق الثآني وإللي عبآره عن صآله صغيره يتوسطهآ مشرب خشبي قصير بشكل حرف الـ L ورآه فرن كهربآ وثلآجه صغيره و 3 درجآت سلم عريضه تطلع على غرفة نوم صغيره وحمآم وحيد مرتبط فيهآ .. كآن هـ الملحق لشريكه فـ السكن قبل مآيرتبط وينتقل لشقة حبيبته !! (عآدآت غربيه مآلنآ فيهآ -_-) .. من وقتها وهآلملحق مقفل بمفتآح وحيد مع نجم ومفتآح ثآني للبآب الرئيسي لهآلملحق من برآ وإللي يظهر إن شقة نجم وهآلملحق شقتين منفصلتين تمآماً ببآبين جمب بعض ..
نآظر بـ الصحن قدآمه وصآر يقلب سلطة الفوآكه بـ الشوكه إللي بين أصآبعه وعلى طرف فمه شبح إبتسآمه .




======
-----------
======




منتصف الليـل بـ السعووديه .. بـ المستشفـى ...

رفعت يديها لجبهتهآ تتحسسهآ وهي تحآول تفتح عيونهآ بألم .. قآم من على الكرسي المجآور لسريرهآ: آآآآ .. آمممم ويـن .. وين أنآ !!
إبتسم بهدوء: بـ المستشفى .. هآ وش تحسين فيه !
غمضت عيونهآ بتشديد وهي تحآول تتمآسك أكثر ومآتظهر أي ضعف زآمه شفآيفهآ بقوه مطبقه عليهم: أنآ تمآم
أطبق فمه بقلة حيله على تصنعهآ فـ كبت إللي تحسه من ألم .. قرب منهآ وسآعدهآ تعدل وضعيتهآ .. رفعت يدهآ لجبهتهآ تتحسسهآ: إيش .. هذآ إللي ع رآسي ؟
عٌمر: شآش
نآظرته بعيون مزرقه منتفخه متصنعه القوه والحزم والحده .. تمّ معلق عيونه العسليه بعيونهآ الوسآع الدآكنه .. حسّ بـ ضغط الدم بـ أوردته يعلى أكثر ويحتد .. نبضآت قلبه تضآعفت بعنف لحد مآزفر نفس حآر وهو يشوفهآ تميل برآسهآ لقدآم بإختلآل .. حط يده تحت رآسهآ أسندهآ على المخده ورآهآ .. طلع شريط من جيب البآلطو حقه وفك منه حبـه مدهآ لهآ بوسط كفه الكبير وبيده الثآنيه قزآزة مويه معدنيه .



مسكت طرف كمه بضعف بعد مآشربت الحبه: دكتـور
زآد توتره من مسكة يدهآ المرتجفه .. عقد حآجبيه بإستفهآم !
دآرين: مويه .. أبي مويه بعـد .. حلقي نآشف
رجع مدّ لهآ القزآزه بإبتسآمه حآنيه خفيفه .. قرب بعدهآ الكرسي للسرير وجلس مكتف يدينه عيونه معلقه عليهآ حركة تنفسهآ الهآديه المستقره مغمضه عيونهآ فـ سكينه
دآرين: دكتور هنآ !
رفع نظره بإنتبآه: أيـوه !
دآرين: شكراً
إبتسم كرد فعل تلقآئي على شكرهآ الغريب له وهذي وظيفته: أنآ دكتور
دآرين: أنت أبعدته عني
عٌمر: أي أحد مكآني كآن رح يبعده .. حتى بنت عمك كآنت تبعده عنك بصيآحهآ وترجيهآ له .. وهذيك الدآدآ كمآن ..
زمت شفآيفهآ بحده للي فهمته من كلآمه واللي يقصد يرميهآ فيه حتى وإن مآكآن يقصد فـ الرسآله وآضحه .. لآحظ الخطوط العريضه إللي ارتسمت فـ جبينهآ تحآول تكبح وجعهآ .. نزل عيونه للأرض مميل فمه بإستنكآر: لآتضغطي على أعصآبك .. ولآتحآولي تكبحي أي ألم تحسي فيه عشآن مآترجعي تنزفي .



ظلت تزفر هوآ بحده كنوع تخفيف من حدة إللي تحس فيه بدون أي تعليق .
عٌمر: آممم هذي الدآدآ زبيده .. وصلت قريبتك ورجعت هنآ طول الوقت تستنآك فـ الإستقبآل ..
فتحت عيونهآ بدهشه ملتفته له: زبيده ! هنآ !
عٌمر: أهـآآ
دآرين: مآحد من أهلي جآ ؟
زم شفآيفه بأسف بدون رد .. رفعت جسمهآ بصعوبه وهي تبعد الغطآ الأبيض عنهآ: ابغى أروح
وقف بسرعه يلحقهآ رفعت يدهآ بوجهه تبعده: لآ تقرب علي .. إبعـد
وقف متجمد بمكآنه مقطب جبينه العريض معقد حآجبه بإستنكآر لهآلرفض فـ مسآعدتهآ وهي بهآلحآله !
مدت يدهآ لطرحتهآ إللي كآنت جمبهآ على السرير .. لفتهآ بإهمآل على رآسهآ وملآمح التعب متمكنه من وجههآ المجهم .
عٌمر: بعدك محتآجه للرآحه
دآرين: خلآص إبعــد .. كملت بـ إشمئزآز وهي تحرك يدهآ بلآ مبآلآه: شكـراً
بعد عنهآ رجع خطوتين لورآ وهو يلعن حآله .. هل بآلغ بردّ فعله وهآلشي ضآيقهآ أو هيّ إللي التحقير بطبعهآ !
خرجت بتثآقل تجر رجولهآ مسنده بجسمهآ على الجدآر إللي مشت وهي تمسحه بكتفهآ .




======
-----------
======

حلم الحياه 04-08-16 06:24 PM

رد: العاطفه والجسد
 
مقتطفآت من أحدآث الفصل الثآلـث ...



تحررت دموعها بعد مافهمت المغزى من نظرته الآسفـه لها .
همس بدفآ: وليش البكآ الحين ؟
مسحت دموعها بظهر كفها: مافي .. مافي شي من ذا أبدّ .. لآعمري فكرت ولا رح افكر بدكتور عٌمر بوضع غير وضعه الطبيعي بالنسبه لي .. انه مجرد دكتور وانا متدربه عنده مو اكثر من كذا او اقل .. واللي يفهم غير هالحكي .......... سكتت مطلقه زفره عميقه وعيونها بسقف الغرفه تمنع البآقي من دموعهآ ينزل .............

>
<
>
<

رمش مرتين بثبآت في محآوله للإستيعآب .. ظل معلق عيونه عليهآ بتفحص وهي تلف حول الطآوله وأطرآف أصآبعهآ تلآمس حوآف الطآوله بهدوء .. ظلّ يتآبعهآ من مكآنه .. نصه السفلي ممدد على الكنبه مسند ذقنه على ظهر الكنبه من فوق .. ضيق عيونه بترقب لهآ وهي تمسك عصآ البليآرد .. ميلت جسمهآ بطريقه مغريه على الطآوله تنآظر بـ الكرآت المجمعه مغمضه عين وفآتحه الثآنيه .. ضربتهم ضربه فآشله لتفرقهم عن بعض ببرود .. رجعت العصآ على الطآوله وهي مبتسمه تبعد خصلآت شعرهآ عن وجههآ ورآ أذونهآ: تــؤ تـؤ ضربه فآشلـه

>
<
>
<

دخل يديه بجيوب بنطلونه البآقي الكحلي وبعدها برق عيونه وكآنه تذكر شي .. توه يستوعب الموقف إللي مآعرف يتصرف فيه صح من أول .. أعرض عنهآ بحده وآضحه معطيهآ ظهره: إحـم .. خذي رآحتك وآسف مره ثآنيه ..
هزت رآسهآ بآلإيجآب بدون أي رد ّ .. خرج بعدهآ من الجنآح بهدوء يلعن سوآته بعد مآلعن نفسه قبلهآ 100 مره .. وآلله إني مبّ رجّـآل !!.
ظلت مميله رآسه تشوفه من ورآ البآب بعد مآخرج وهي ضآمه العبآيه بقوه عليهآ .. حركت يدهآ تهوي على وجههآ: أوفف وش ذآ .. وش هآلموقف يآربي !!!

>
<
>
<

بخطوات سارقه هاديه مشت تمنع صوت الكعب بعد مآطلعت من غرفتهآ لحد مآوصلت لدرآبزين الدور الثآني كأنه شرفه مطله على مدخل الدور الأول تحتهم .. البيت هآدي .. الشغآلين مشطبين من بدري لأن مآحد بيكون موجود .. كملت بنفس خطوآتهآ الهآديه جهة الغرفه المقآبله لغرفتهآ هي وزوجهآ وعيونهآ بترقب لورى على بآب غرفتهآ .. لحد مآوصلت بآب غرفته دخلت بسرعه وقفلت البآب ورآهآ .
لف رآسه بسرعه من إنفتح البآب وتقفـلل مصدوم !
بخطوآت سريعه خآطفـه وصل لهآ مبرق عيونه بغضب وهمس بين أسنآنه: نآهـد ! إنتي وش إللي جآبك هنآ !

>
<
>
<

بعدهآ على وضعهآ تضحك بهستريآ: ههههههه والله بموت .. آآآه يآبطنـي .. مآشفتيه شلون ينآظرك ولآ عبرني بكلمه حتى إنه مآنآظرني .. طبببببببعاً وشلون بيلآحظني وأنتي معي قدآمه ! هههههههه يـ الله بآلله شفتيه وهو يعدل الكبك حقه يوم إنه رفع رآسه شلون كآن شكله .. مآطآحت عيونه غير عليك ومآشآلهآ عنك .. أيــــوآ أيوآآآآآ ضربتهآ بكوعهآ وهي تغمز لهآ
طيرت عيونهآ وهي تنفخ هوآ: سخيفـــــه

>
<
>
<


نهآية الفصل الثآني

حلم الحياه 04-08-16 06:26 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الثآلث




( لآقيمة للحيآه من دون عشق .. لآ تسأل نفسكـ مآنوع العشق الذي تريده ! روحي أم مآديّ , ديني أم دنيوي , غربي أم شرقي ..... فـ الإنقسآمآت لآ تؤدي إلآ للمزيد من الإنقسآمآت . ليس للـ عشـق تسميآت ولآ علآمآت ولآ تعريـف ، إنه كمآ هو ... نقـيّ وَ بسيــط ) - مقتبــس -


/
/
/


السعووديهـ .. 5 العصـر


بـ الممرآت المزدحمه بوقت الزيآره.. خطوآته سريعه ونظرآته تمسح المكآن تدوره قبل نهآية دوآمه إللي أوشك .
وقفته وهي تمضغ اللبآنه بلكآعه: د/عــديّ إنت فـ قسم الأطفآل !
إبتسم بخفه وهو منزل نظره لللأرض يفرك بـأصآبعه شعره من آخر رآسه: أدري.. أنآ بس أدور دكـ ..... سكت وتوه يستوعب هو مع مين وآقف .. تستنطقه بشغف هازه رآسهآ تحثـه يكمل كلآمه: أهآآآ
عديّ: لآ ولآ شي .. جآي لدكتر عٌمـر
عوجت فمهآ بميآعه: هو كلو بيدور على دكتر عٌمر
عقد حآجبيه بإستفهآم .. كملت بحمآس: صيتـه كـ العآده يعني .. كآم مره أفهمهآ تخف شويه من إهتمآمهآ .. كل الممرضآت هنآ بيتكلمو عنهآ .. هو أنآ آه بفهمهم إن مفيش أي حآقه خآلص مآبينهم أبداً وإن دكتر عٌمر معجب بس بنشآطهآ ودآ أكمنهآ لسه بتدرب جديد بس بردو مفيش فآيده .. إللي فـ دمآغهم فـ دمآغهم .. بس إن جيت للحق يآدوكتر المفروض الوآحد بردو يآخد بآله من حدوده مش كويس ينسى نفسه ويتعدآهآ ومش معنى إهتمآم الدوكتر عٌمر بيهآ عشآن شغلهآ بس إنهآ تفسره بشكل تآني ..



سكتت وتوهآ تستوعب حآلهآ وهآلشريط إللي سف من فمهآ .. عيونه مركزه عليهآ بملآمح جآمده بدون أي تعليق منه على كلآمهآ
رمشت بتوتر من سكوته: آآآ .. أنــآآ آآ ...
قآطعهآ ببرود: عن إذنك
التفتت برآسهآ ورآهآ تشوفه مقفي عنهآ بخطوآت هآديه وإيديه الثنتين بجيوب البآلطو ..
مآدرى على حآله إلآ وهو قدآم غرفة الإسترآحه للممرضآت .. كآنو 3 ممرضآت بملآمح سكآن شرق آسيآ وهي معهـم
عديّ: صيته .. بعد إذنك ابيك
طآلعت فيه ببرود ورجعت تكمل أكل سندوتش التوست إللي بيدهآ بدون ردّ !
بعده وآقف على البآب وعيونه عليهآ مآسكه التوست بيديهآ الثنتين وفمها كلو معبى بـ الأكل منتفخه خدودها ومآزآلت تحشر الخيآر المقطع شرآئح بفمهآ .. إبتسم منآديهآ بنبره هآديه: صيتـه !
صيته: .........
عديّ: صيته أبيك بموضوع .. بعد إذنك تعآلي مكتبي نحكي ..



بعدهآ معلقه عيونهآ بصينية الأكل بدون أي تعليق منهآ .. رفع معصمه ينآظر بسآعته: قدآمك نص سآعه بـ الضبط .. تجين المكتب نحكي ونخلص الموضوع قبل موآعيد الكشف .. منتظرك
رمت التوست بقوه من يدهآ ع الصينيه بعد مآسكر البآب: هآلحقير الوآطي مين مفكر نفسه مشآن يكلمني كذآ ! نآسي كلآمه السمّ إللي قآله بآخر مره .. عديم ذوق وإحسآس .. لآ وبعد وآثق مره إني بروح له .. قآل نص سآعه قآل .. آآآآآآآآه حقير حقير حقير .. هففف مره حقير "قآلت الآه بقهر وهي تضرب قبضة يدهآ بـ الطآوله والممرضآت الثآنيآت معلقين عيونهم عليهآ بإستفهآم مو فآهمين شي " !!
مآتحرك من ورآ البآب إلآ بعد مآسمع سبآبهآ كله لأنهآ مآنتظرت حتى الثآنيه من بعد خروجه وإبتدت تسب فيه .. إبتسم إبتسآمه عريضه وهو يهز رآسه بآلنفي لأنه تأكد أنهآ بعد مآطلعت كل مآبدآخلهآ تجآهه رح تلحقه لمكتبه .
مآلي الفلبينيه: what ! (مآذآ)
وقفت بعصبيه معقده جبينهآ وحآجبيهآ بتجهم متجهه للبآب: nothing ! (لآشيئ !)



/
/
/



بقسم العظام شبه الفارغ .. قدآم بـآبه بخآطرهآ: استنى شويه ؟!! ادخل ولا لا .. ها .. ها .. لالا بستنى شوي لازم أذله ينتظرني ولا ايش بيقول قلتلها من هنا وماتمت لحقتني ع طول
لمح ظل من تحت عقب الباب يروح ويجي لأكثر من دقيقه .. بصوت جهوري ضخم: صيته تعالي لمتى بتظلين رايحه جايه قدام الباب ؟
وقفت متنحه مصدومه يديها الثنتين على صدرها محل قلبها مبرقه عيونها على باب الغرفه: يآمـــي !
وطى راسه لتحت الباب وهو مكانه على كرسيه شايف ظلها ثبت ماتحرك من قدام الباب .. ميل فمه بـ إبتسآمه خفيفه .. فتحت الباب بهدوء وعيونها للأرض وسكرته ما امداها الا ورجعت فتحته بسرعه لآخره ..


رخى جسمه مسند رآسه لورآ على كرسيه العريض بأريحيه وعلى وجهه إبتسآمه عريضه مطبق فيهآ شفتيه على بعض فهم حركتها لفتح الباب بسرعه بعد ماسكرته .
رفعت رآسها بعد ماحست بهدوءه .. وترترهآ نظرآته الفآرغه لهآ بخآطرهآ: يـ الله وش سآلفة هآلدكتور المريض .. أكيد مآخذآ هآلطب الآ وآسطه !
تنحنحت بهدوء تحثه يبتدي: إحـم .. خير دكتور عديّ !
همس بهدوء وبعده على وضعه: قربي قدامي
قربت من الكتب واقفه قباله عيونها بـ الارض
بنفس النبره الخافته: اجلسي
رفعت راسها بحده: تعالي .. قربي .. اجلسي .. وشوي وبتطلب لي قهوه ضيافه .. شوف لاتفكر اني ناسيه اللي حصل منك بس انا اسوي اعتبارات كثيره قبل ما افكر بـ أي شي على انه شي شخصي ..
وقف مقاطعها وبمجرد وقوفه حس بإرتباكه من حركة رموشها المتواليه اكثر من مره بسرعه .. بخطوات متثاقله لف ورا مكتبه ووقف قدامها .. كملت كلامها محاوله تخفي ارتباكها بتشديدها قبضة يدها بس ماخفى هالشي من توترهآ إللي ظهر بكلآمهآ المتقطع: فـ .. فففـ .. فـ يعنـي .. يعني قول إيش إللي عنـ .. عندك .. ووو .. وو وايش بغيت .. الـ .. الـللللـ .. الـ موضوع !احم .. ايه .. الموضوع .. أي موضوع .. خير !



ثبت يديه الثنتين على كتوفها وصار يدفها بهدوء لحد ماوصلها للكرسي وراها وضغط بعدها على كتوفها يجلسها وهو يحس بنفسها المكتوم واللي تحرر بزفره عاليه بعد مابعد عنها وجلس على الكرسي المقابل لها وبينهم طاوله خشبيه صغيره .. ميل راسه لتحت يناظرها: صيته !
بهمس وعيونها بـ الأرض: نعم !
عديّ: ارفعي راسك ناظريني
رفعت راسها بتوتر عيونها بعيونه .. همس: أنآ آسـف
صيته: .........
كمل كلآمه بنفس الخفوت فـ نبرة صوته: ما ادري ايش اقول ابرر موقفي لأن مافي تبرير له .. غلطت بحقك وانا آسف لك !
رمشت أكثر من مره بعدم استيعاب وتصديق للي تسمعه وهي فاتحه فمها ببلآهه مطلقه .. بلعت ريقها وبعدها حركت راسها بعنف يمنه ويسره بالنفي: لالالا لا دكتور عديّ لا تعتذر أبدّ عادي .. والله عادي .. تدري !! حصل خير



تم يطالعها بنظرات فارغه .. من أي نوع هي ! ايش اللي بداخلها ! معقوله ماتعرف تاخذ موقف من أي شي حتى وان كان جارحها ! الحين هي تحس حالها انها الغلطانه لانها خلته يعتذر لها ! أي قلب طفل تملكينه ياصيته ؟ ظل يتابعها وهي تحكي بسرعه وتحرك يدينها بـ الهوا وتهز راسها بعنف يمين ويسار بتشتت: انا .. انا كمان آسفه .. حكيت كلام مايصح .. حتى لو انت تعديت شوي فـ انت الدكتور هنا ولك مكانتك .. انا يعني .. يعني احكي كلام وقح من نرفزتي وعصبيتي .. انا من النوع اللي يثار ويتسفز بسرعه هذي مشكلتي .. بس والله والله ما اشيل بخاطري أبدّ .. ها بدليل جيتك ع طول اول ماطلبتني .. سكتت مبرقه عيونها وفاتحه فمها ببراءه وهو شوي وياكلها بعيونه .. كانت نظراته لها شرسه وكلها افتراس لكمية هالبراءه والعفويه المطلقه



حطت يدها على فمها مغمضه عيونها بقوه: آسفه .. هذي بعد مشكله ثانيه عندي بس اتكلم ماعاد اوقف !
عديّ: متأكده مو شايله بخاطرك شي تجاهي !
هزت رآسهآ نآفيه بـ إبتسآمه عريضه تبين شكل اسنانها الصغيره مره والسنين الاماميين المميزين بشكلهم المطبق على بعض تشبه اسنان الارانب: طبعـاً .. شوف انا قلت لك اسوي اعتبارات كثيره قبل ما احط أي شي ببالي ومن اول الاعتبارات بعد انك صديق دكتور عٌمر
نزل عيونه للأرض بمجرد ذكر اسم عٌمر .. اختفت هالة السحر اللي كانت محوطتها واللي لثواني أسرته بشكل فآجئه .. وقف بهدوء رجع لكرسيه الجلدي الاسود العريض ورا مكتبه .. لاحظت تبدل ملامحه بس ماعلقت .. كآنت بعدهآ إبتسآمتهآ اللي تكشف عن عمق غمازتين بخديها مرسومه ع ملمحهآ .
عديّ: المهم .. مو الموضوع اني ابي اعتذر منك .. انا بس اصلح من موقفي لأجل اعرف احاكيك
عوجت فمهآ بإستنكآر منزله رآسهآ للأرض بخآطرهآ: حقييييييير
عديّ: ارفعي راسك ناظريني .. بقول لك الكلمتين اللي عندي وافهمي الحكي عدل


رفعت راسها بإستفهام مقطبه جبينها .. معقده حاجبيها .
عديّ: من الواضح ان الممرضات ماخذين بالهم من اهتمامك الزايد بدكتور عٌمر ومفسرينه بطريقه مو صحيحه أبدّ .. ماتليق بمكانته هنا .. وقف لثواني وكمل بعدها: ولآ بمكانتك !
وقفت بسرعه مقاطعته وهي ضاغطه على شفتها السفلى وضامه قبضتها وانفاسها واضحه بدون ردّ .
ضيق عيونه بإستفهآم: بينك وبينه شي ؟
ناظرته بسرعه اول ماسمعت سؤاله ظلت ترمش بعيونها اكثر من مره متواليه .. لاحظ لونها اللي شحب فجأه ولسآنها اللي كل شوي يخرج طرفه يبلل شفاهها .. هز رآسهآ يستنطقها..
بنبره عاليه متصنعه الثبات: و... ووو .. وانت ايش دخلك بـ الموضوع ! او .. او هما حتى ايش شغلهم واش دعوى اصلا يجيبو بسيرة الناس .. دمعت عيونها واهتزت اوتارها الصوتيه بضعف: كيف .. كيف .. كيف يعني .. شلون .. شلون يعني يحكو عن د/ عٌمـر كذا !


غمض عيونه بهدوء وهو مطبق شفتيه بأسف على اللي سمعه منها .. يعني اول تبريراتها كان لصالح عٌمر !
تحررت دموعها بعد مافهمت المغزى من نظرته الآسفـه لها .
عديّ: وليش البكآ الحين ؟
مسحت دموعها بظهر كفها: مافي .. مافي شي من ذا أبدّ .. لآعمري فكرت ولا رح افكر بدكتور عٌمر بوضع غير وضعه الطبيعي بالنسبه لي .. انه مجرد دكتور وانا متدربه عنده مو اكثر من كذا او اقل .. واللي يفهم غير هالحكي .......... سكتت مطلقه زفره عميقه وعيونها بسقف الغرفه تمنع البآقي من دموعهآ ينزل: هفففففففف يولي .. هو حــرّ
خرجت بعدها بسرعه قبل لاتسمع منه أي كلمه زياده وتنهار قدامه بعدها .. نزل عيونه للنتيجه قدامه يناظر بيومها وتاريخها .. زفر نفس هآدي بأسف: والحق معهم هم يآصيتـه لللأســف !



======
-----------
======




بشقـة عآيلة الشرقآوي .."أبـو عٌـمـر" ..

على سريره الاستيل بعد مآرجع من دوآمه ممدد جسمه مكتف يديه تحت راسه وعيونه معلقه بـ سقف غرفته بيضآء اللون بسيطه الديكور .
نزلت الصينيه من يدهآ على طآوله بيضآويه الشكل زجآجيه جمب سريره محوطه بكنبه مربعة الشكل بـ اللون الرمآدي: مو نآوي ترجع ؟!!
تقلب على جمبه اليمين معطيهآ وجهه يشوفهآ تسكب الشآي بطريقه كلآسيك .. كملت بإستعطآف له: البيت فآضي يآولدي .. مآفيه غير أنآ وأختك .. أبوك مآنشوفه فهآلشغل ونجم الله يهديه وش أقول بس وإنت مفآرقنآ بشقه لوحدك .. ليش ؟!!
عٌمر: يآ أم عٌمر هو أنآ قآطع عنكم ؟ قصرت بشي !! يوم ويوم وأنآ عندكم
مدت له فنجآن الشآي على صحن كريستآلي شفآف: ومآتعرف إيش إسمهآ !! إسمهآ زيآره .. تزور بيتك وآنت صآحبه .. ليش مآترجع ! تنآم هنآ .. أصحيك لشغلك وأجهزلك فطورك وأكلك بيدي .. يـ الله عندي ولدين ومآني لآقيه وآحد فيهم جمبي !



حط الفنجآن على الطآوله جمبه وقرب منهآ جلس عند رجولهآ مسك يدهآ وبآسهآ: يآغآليه وأنآ عند رجولك متى مآبغيتيني بس أنآ حآبب أستقل بعيشتي .. لآتعوري قلبي عآد بهآلسالفه إللي كل مآجيتك تكلمتي فيها
تنهدت بقلة حيله وهي تمسح على شعره: الله يحفظك يآعٌمر ويرزقك دآيماً على نوآيآك الطيبه .. أبيك تفكر بنفسك شوي .. مضيع حآلك بين مرضآك ونآسي حآلك ..
إبتسم وهو يقبل كف يدهآ إللي كآن على خده وهمس: كل وآحد ونصيبه
صفقت بإعجآب وهي على بآب الغرفه: الله الله .. الأم وإبنهآ نخرج إحنآ منهآ
نآظر بـ أخته المتأنقه بملآبس سبور سكيني جينز فآتح وبلوزه رمآديه قطنيه بفيونكه سودآء عريضه من كتفهآ اليمين: طآلعه شكلك !
قربت منه مدنقه عليه .. طبعت بوسه خفيفه على خده: وحشتني .. أيوآ خآرجه عند نسمه بنت خآلتو
عقد حآجبيهآ بـ إستغرآب: ومن متـى !
جلست على الكنبه جمب أمهآ: من قريب .. دي تآني مره أروح لهآ وهبآت عندهآ النهرده .. يعني إنو بكره الفرح
برقت عيونهآ وكأنهآ تذكرت شي: عٌمر ياولدي لآزم تحضر وانا امك .. لآ تقولي شغل ولآ مستشفى ولآ مدري وشهو .. هذآ زوآج إبن خآلتك لآزم كلهم يشوفونك هنآك مع أبوك
عٌمر: لآتشغلي بآلك أكيد رآيح إنشآلله
طآلعت بسآعتهآ السودآء الرفيعه على معصمهآ: أنآ هروح ألبس العبآيه السوآق خلآص زمانه جآي .. آه مآمآ صح بكرآ السوآق بتآعهم هييجي هنآ هبعت معآه وحده من الشغآلآت إللي هنآك تآخد أغرآضي .. أنآ مجهزه كل حآقه فـ الشنطه على سريري تمآم !
غمضت عيونهآ بإيجآب: الله يستر بس ويعدي هآلزوآج على خير للحين كل مآ أتذكر كلآمك عن إللي صآر بحفلة شروق بين البنآت ينقبض قلبي .. وش صآر بعدهآ مآدريت !
حوريه: يوووووه مآما متفكرنيش بجد مش مسدئه .. اشحآل لو مكآنوش قرآيب .. دول بنآت عم .. دآرين دي بجد حقيره !
أم عٌمر: خلك من هآلدآرين إللي مآتخآف ربهآ .. وش ع المسكينه الثآنيه


شدد إنتبآهه لكلآمهم وصورتهآ تجددت قبآله .. حس بتسآرع دقآته وحرآره فجآئيه تملكته بلهفه إنه يسمع أي شي عنهآ
حوريه: مش عآرفه والله نسمه بتقول عآدي
أم عٌمر: وايش علآقة نسمه بـ الموضوع !
حوريه: يوووووه القصه طويله .. تعرفي البنت المعآقه دي كآنت خطيبة فرآس إبن خآلتو الله يرحمه
برقت عيونهآ بدهشه وآضحه: لــــــــــــــه !!!
هزت رآسهآ بقلة حيله تأكيد لكلآمهآ: أيوه .. أنآ مكنتش أعرف أصلاً ..
أم عٌمر: أشوفهآ بس هآلدآرين إللي مآتخآف ربهآ .. الله يستر بس من سوآتهآ
قطع الحكي صوت تيكتفون الشقه .. حوريه: دآ أكيد السوآق بيديني رينج من تحت .. يلآ نآزله
وقفت وهي تعطيهم بوسآت ع الهوآ بيدهآ: أمووه أموآآآه .. بآي مآمآ .. بآي عٌمر
حولت نظرهآ لعٌمر إللي كآن بحآلة ثآنيه من التوهآن: عٌمـــــــــــر !
رفع رآسه لهآ بسرعه بتشتيت وآضح: هآآآآ !! سمـي يمه
إبتسمت وهي تمد له صحن الجآتوه الكريمي بقطع الكيوي: كٌـل كٌـل .. خذتنآ هآلسوآلف ونسيت الحلـى البنآت وسوآتهم الله يهديهـم



عدل جلسته على الأرض مربع رجوله: بس إيش السبب يمه فذآ .. هم جوآ يومهآ المستشفى عندنآ وكنت موجود
أمه: والله مآدري .. بس مهمآ كآن مآبينهم مآتوصل لدرجة أنهآ ترميهآ بمسبح المويه تغرقها وهي تدري أنهآ مآتقدر تتحرك يعني إللي ببآلهآ تجيب آخرتهآ .. مدري وش هآلشيطنه اللهم احفظنآ
قلب الشوكه بـ الكريمه: يمكن غيرة بنآت !
أمه: مآعتقد حوريه أختك منهبله فهآلدآرين .. تقول كآنت أحلآ بنت فـ الموجودآت حتى إن لهآ أخت توأم بعد بس هي أحلى منهآ .. وتدري البنآت مآيغآرون غير من هآلشغلآت وحتى إن كآن هذآ اهو السبب مآهو مبرر لهآ أبدّ .. مآشآلله بنفسي غيره من أحد أروح وأذبحه !
عٌمر: آممممم
أمه: مآعلينآ من هآلسآلفه .. أبيك تآكل كل هآلحلى قدآمك
إبتسم لهآ بـ إرضآء وهو يدخل قطعة جآتوه بـ اصبعيه السبآبه والإبهآم مثل مآهو متعود يآكل بيديه دآخل فمه الوآسع .



======
-----------
======



يتبـــــع ...

حلم الحياه 05-08-16 12:41 AM

رد: العاطفه والجسد
 
بقصـر المآلكـي ...

بعد مآ وقفت سيآرة السوآق قدآم مدخل القصر وبعد مآتخطت مسآحة كبيره من الحديقه كثيفة الأشجآر الضخمه الكبيره المزينـة بفآكهه لأنوآع كثيره معلقه بأورآقهآ .. أخذت نفس عميق وعيونهآ على البوآبه العريضه المذهبه .. أول مآدخلت استقبلتهآ ثنتين من الشغآلآت بزي الخدم الموحد .. أشرت لوحده منهم " إللي بتآخذ منهآ عبآتهآ " إنهآ تروح .. ومشت مع الثآنيه إللي بتوصلهآ لنسمـه .
الشغآله بلهجه مصريه وعيونهآ للأرض: الف مبروك
نآظرتهآ حوريه مبتسمه برغم إنهآ مآفهمت قصدهآ من مبآركتهآ: الله يبآرك فيكي .. إنتي مصريه ؟
هزت رآسهآ بإلإيجآب وبعدهآ عيونهآ بـ الأرض .. تغيرت حوريه ملآمحهآ فجأه لحده وهي تبلع ريقهآ تكلمت بلهجه سعوديه : بنطلع بـ المصعد ولآ شلون ؟
الشغآله: اتفضلـي ..


نآظرت بذرآعهآ المفرود وهي تأشر لهآ جهة اليمين ع الأسنسير ثم لفت نآحية اليسآر وهي تشوف مصعد ثآني وفـ كل نآحيه عند كل مصعد سلآلم رخآميه عريضه يلتقون مع بعض عند كل دور بصآله
حوريه وعيونها ع المصعد الثاني جهة اليسار: وهآلأسنسيـر ؟
نعمه " الشغآله": أي وآحد فيهم عآدي .. إللي تأمري بيه
حوريه: آمم أوكيه
بدآخل الأسنسير رآفقتهآ نعمه وهي تضغط على زر الدور الثآلث
عقدت حآجبيهآ بإستفهآم: الدور الثآلث !!!
نعمه: أم طلآل أمرت بفتح جنآح أستآذ أحمد .. عندنآ خبر بوصول أخت العروسه للجنآح .. وأول مآنوصل وحده من الخدم هترآفقك للجنآح
همست بخآطرهآ ومو فآهمه أي شي: جنآح أحمد !! وأخـت العروس !!
مدت شفآيفهآ بلآ مبآلآه وعيونهآ على ترتيب الأدوآر بهآلقصر .. الدور الخآمس هو الأخير .. سألت بإهتمآم: والدور الخآمس لمين ؟
نعمه: لآ مش لحـدّ .. فيه صآلة الجيمّ .. وصآلة سينمآ
حوريه: أهآآ .. طيب والرآبع !
نعمه: محدش بيطلع هنآك كآن للأستآذ فرآس الله يرحمه والأستآذ الصغير سيـف وأسـ....... سكتت قآطعه كلآمهآ بعد مآوقف الأسنسير وإنفتح بآبه .. أشرت بيدهآ: إتفضلـي



نآظرت بـ الشغآله الثآنيه إللي استقبلتهم وهي مآده يدهآ فآرده كفهآ لحوريه لأجل تمسكهآ .. قطبت حآجبيهآ بإستنكآر مأشره لهآ بـ النفي: no thanx, I can walk (لآ شكراً ، أقدر أمشي)
لحقتهآ الشغآله أجنبية الملآمح بخطوآت سريعه متقآربه وهي تحآول تجآريهآ: miss, miss pleas (آنسه , آنسـه لو سمحتي)
التفتت لهآ رآفعه حآجب وآحد بإستفهآم: what ! (مآذآ)
بلعت ريقهآ بتوتر وهي تأشر لهآ صوب ممر: this way please (من هنآ لو سمحتي)


وقفت بـ وسط الصآله الرخآميه وعيونهآ تمسح المكآن بإنبهآر .. كآن سقفهآ مقبب بشكل قبه مجوفه مزخرفه بزخآرف إسلآميه يتدلى منهآ عدد لآنهآئي من الأضوآء المعلقه حول نجفة شورآفسكي أسطوريه بـ الوسط بشكل مآشآفته من قبل ! على يمينهآ ممر طويل تلمح بآب عريض بآخره وعلى يسآرهآ محل مآ أشرت لهآ الشغآله نفسس الممر الطويل بنفس التصميم وقدآمهآ ممر بوسط الصآله بآخره أنوآر شديده مشعله عكس الممرين على يمينهآ ويسآرهآ .. في اللحظه إللي عيونهآ معلقه على البآب بآخر الممر الوسطآني .. خرج من جنآحه جهة اليمين بسرعه معقد حآجبيه وهو يشوفهآ بوسط الصآله عليهآ عبآيتهآ الضيقه المخصره والطرحه ملفوفه على رآسهآ بإهمآل: هذي مو حوريه ؟!
شآفهآ تتوجه للممر على يسارها بإتجآه جنآح أحمد بخطوآت بطيئه متردده .. قآطعه صوت جوآله العآلي رجع دخل جنآحه بعد مىستوعب أنه نسى جوآله وهآلإتصآل لفت إنتبآه له !



حوريه للشغآله تصرفهآ: thank u, u can go now (شكراً ، تقدري تروحين الحين)
حركت رآسهآ بطآعه وهي تبعد عنهآ .. قربت من البآب بعد مآقطعت مسآفه طويله بـ الممر .. البآب كآن مفتوح دفته بهدوء وعيونهآ تمسح المكآن بترقب .
صآله وآسعه مضويه بأضوآء خآفته .. نآظرت تحت رجولهآ الأرض قزآز سكريت وتحته أنوآر .. حتى الجدرآن كلهآ قزآز عريض مغطى بستآير من الكريستآل .. كآن الإنبهآر بـ اللي تشوفه متمكن من ملآمحهآ فـ الدهشه بنظرتهآ وفمهآ الصغير المفتوح بإنبهآر .
رجعت خطوه لورى بتوتر بعد مآحست بصوت أنثوي نآعم وهآدي يقرب من الصآله: أيوآ شروق توني وآصله الحين يآدووب نزلت عبآيتي .. الحين بسوي إللي تبيه وإذآ نسيت شي بكلمك


جلست على كرسي من كرآسي الصآلون الضخم بقمآش شآموآ عنآبي سآده منجد بكريستآلآت لآمعه .. حركت يدهآ على ذرآع الكرسي تتحسسه: وآآآو شروق يآحظك مرآ جنآحك روعــه .. تحفــه .. جنآآآآن وربي أنه بيت لوحده كآنك بعآلم ثآني بعيد عن أي أحد بـ البيت مآينقصك فيه غير مطبخ مستقل .
مدت رآسهآ بتوتر تشوفهآ .. كآنت مرخيه جسمهآ النحيل على الكرسي عيونهآ بـ السقف تتكلم بـ الجوآل همست بـ إسمهآ: دآريـــن !
رفعت رآسهآ تعدل من وقفتهآ: لآ لآ دآرين إللي شعرهآ أشقر .. دي أكيد تغريد !
فتحت فمهآ على وسعه توهآ تستوعب: أهآآآآ الشغآلين فكروني أنآ تغريد أخت العروسه وجآبوني هنآ لجنآحهآ .
إبتسمت وهي تمشي بـرآ الجنآح للممر لحد مآدخلت الأسنسير .. حركت أصآبعهآ الصغيره بتوتر على شآشة الأرقآم بدون مآتلمس أي رقم بتنزل لنسمه فـ الدور الثآني أو تطلع للدور الرابع وتشبع فضولهآ إللي بيقتلهآ !




قآمت من على الكرسي وهي تتمطع: آووف ودي أنآم هنآ اليوم
شروق: اقول إخلصي علي ولآ تطولي .. ترآ مآحد بينآم بهآلمكآن غيري
تغريد: آآآخ بس وش اقول يآحظك المكآن انبهـــآآآر ولآ ريحتـه .. خيــآآآل .. مآشآلله مجهزين كل شي .. يلآ بعدين أقولك .. بآي
حطت الجوآل على الكرسي جمب عبآيتهآ ودخلت لغرفة النوم ترتب أغرآض شروق الخآصه جداً جداً مثل مآطلبت منهآ لأجل مآتضيع وخصوصاً أن أول يوم بيكون بـ القصر !


/
/
/


خرجت من الاسنسير وهي تحس المشهد يتكرر واقفه بنفس المكان .. نفس الصاله الواسعه المقببه بنفس الديكورات والثلات ممرات .. بس الاضاءه كانت خافته اكثر هنا .. خافته مره: الدور دآ لسيف وفرآس بس زي مآ الشغآله قآلت
مررت عيونهآ على الثلآث ممرآت بحيره: أي جنآح إنت فيه يآسيـف ! وليه تكون معزول فـ آخر دور وإنت لسه طفـل .. ومريـض كمآن !


مشت بـ المدخل الوسطآني المظلم .. أخذت نفس طويل وهي تحس بوحشـه فهآلمكآن إللي حسته مهجور أو جزء بعيد تمآماً عن هآلقصر .. عيونهآ على البآب .. مآفيه أكره !! دفت البآب بقوه بكفوف يدينهآ بس مآفي فآيده .. حتى وإن كآن هآلبآب الخشبي مفتوح فيه ورآه بآب الكتروني مآرح تقدر تدخله بروحهآ ! بعدت وبخآطرهآ: اكيد دي إللي كآنت لفرآس .. رجعت لوسط المدخل وهي تقلب رآسهآ يمين ويسآر: وآحد فيهم بتآع سيف أكيد أومآل التآني لمين ؟ ولآ فيه إيه ؟
مشت على يسارها: الجنآح إللي تحت دآ هو إللي أنآ دخلته .. بتآع أحمد
نزلت الطرحه على كتوفهآ وهي تنفش شعرهآ الكثيف المجعد والجزء المقصوص منه متنآثر على وجههآ بإهمآل .


وقفت قبآل البآب مآخذه نفس عميق وهي تحرك أكرة البآب المدوره .. فتحت عيونهآ بتخوف بعد مآسمعت صوت طقطقه صغيره .. انفتح البآب .. بعدت جسمهآ عن البآب حتى تقدر تفتحه عليهآ وتدخل هي .. كآن البآب الإستيل الإلكتروني السميك مفتوح .. المكآن بآرد .. كل مكآن بـ القصر كآن بآرد بسبب التكييف المركزي بس هالجنآح أبرد .. مظلـم .. ريحته دخآن سجآير وآضحه ومميزه !
مشت بخطوآت ثآبته تجآه الضو الخآفت لنجفه مودرن منسدله من السقف على طآولة بليآرد .
كآن ممدد جسمه على الكنبه الفرو البنيه القآتمه يديه الثنتين تحت رآسه وملف اوراق مفتوح ومقلوب على صدره .. مغمض عيونه بسكون .. كآن هذآ وضعه لحد مآرفع جسمه بتعب معقد حآجبيه بإستغرآب مين إللي ممكن يسويهآ ويدخل لجنآحه !


رمش مرتين بثبآت في محآوله للإستيعآب .. ظل معلق عيونه عليهآ بتفحص وهي تلف حول الطآوله وأطرآف أصآبعهآ تلآمس حوآف الطآوله بهدوء .. ظلّ يتآبعهآ من مكآنه .. نصه السفلي ممدد على الكنبه مسند ذقنه على ظهر الكنبه من فوق .. ضيق عيونه بترقب لهآ وهي تمسك عصآ البليآرد ميلت جسمهآ بطريقه مغريه على الطآوله تنآظر بـ الكرآت المجمعه مغمضه عين وفآتحه الثآنيه .. ضربتهم ضربه فآشله لتفرقهم عن بعض ببرود .. رجعت العصآ على الطآوله وهي مبتسمه تبعد خصلآت شعرهآ عن وجههآ ورآ أذونهآ: تــؤ ضربه فآشلـه


وجهت عيونهآ نآحية مآهو يتأملهآ بثبآت بتدقيق وتفحص مآتشوفه .. الغرفه مظلمه قآتمه بـ المره على عكسه إللي كآن يشوفهآ لأنهآ وآقفه جمب طآولة البليآرد وفوقهآ النجفه مضويه
حوريه: والجنآح دآ يعني فور انترتينمنت (للتسليه) !! أكيد سيف مش هنآ .. إيه ريحة السجآير دي ! أففف بجد ريحته مقرفه
انتفض جسمهآ بشكل وآضح لمآ علآ صوت صآبر الربآعي بأغنية يآعسـل .. نآظرت بـ الشآشه Noosy ..: أوه نسمـه نسيت !!

عطتهآ مشغول وخرجت بسرعه من الجنآح وعيونهآ معلقه على البآب إللي بآخر الممر قبآلهآ: ودآ جنآحك إنت يآسيف اكيد .. وصلت للأسنسير ورجعت تنآظر البآب الوحيد إللي مآقربت له فهآلدور وهو إللي كآن غرضهآ من أول أنهآ توصل له .. هزت رآسهآ بـ النفي وهي تدخل الأسنسير بتنزل لنسمه .
رجع مدد جسمه على الكنبه بأريحيه بعد مآشعل سيجآره وصآر يتنفس منهآ مضيق عيونه المعلقه بالسقف متذكر شكلهآ بـ اول لقآء لهم والمقص بيدهآ بعد مآقصت الفستآن نصين .. رآفعه ذقنهآ كآنت نظرتهآ نظرة إنتصآر حآده برفعة حآجب وآحد .. تذكر أخته نسمـه معقوله هآلحوريه بعدهآ طفله , مرآهقه ! مجرد 17 سنه أو 18 !! تفرق كثير عن نسمه أو يمكن مآتفرق هو إللي يشوف أخته على أنهآ صغيرتهم الطفله المدلله .


عدل وضعه للجلوس مميل بصدره لقدآم مرفقيه على رجليه زفر نفس طويل طلـع بدخآن .. سيجآرته بين سبآبته والوسطى وإبهآمه بين أسنآنه .. إبتسم بخبث على مآطرآ ببآله: طيـب يآكآمـل يآشرقآوي !!!


/
/
/


نزل الجوآل مبتسم بعد مآعرف وين الشبآب ماخذين أحمد في سهرة الليلة الاخيره كونه بعده عازب ! .. خرج من الغرفه وبعده مبتسم طاحت عيونه على جناح أحمد في الجهه المقابله لجناحه .. كمل بخطوات سريعه متقاربه لحد ماوصل واللي كان بعده الباب مفتوح .. دخل وهو يقلب عيونه بـ الصاله .. حرك رآسه بإعجآب على جنآح أخوه إللي تبدل تمآماً عن أول .. طآحت عيونه على عبآيه سودآء رفعهآ من على الكنبه مبتسم منآديهآ بصوت عآلي: حوريــــــــــه !
خرجت رآسهآ من الدولآب بحركه سريعه وعيونهآ على بآب الغرفه بإستغرآب !!


مشى للجهه الثآنيه من مدخل الجنآح بـ الصآله 3 درجآت سلم عريضه تطلع على جلسه كلآسيكيه .. كنبآت مترآصه جمب بعضهآ بشكل مستطيل يتوسطهآ طآوله ألومينتآل وشآشه بلآزمآ عريضـه .. طلعت من غرفة النوم نظرآت عيونهآ تسبق خطوآطهآ المتبآطئه: ميـن ؟!!
لف عليهآ بسرعه على وجهه إبتسآمه وآسعه إختفت بمجرد مآطآحت عيونه عليهآ ... مو حوريـه !!
عقد حآجبيه بإستغرآب مقرب منهآ بخطوآت بطيئه هآديه: ميـن ؟!


رمشت أكثر من مره بتوتر وهي تبلع ريقهآ .. عطته ظهرهآ متوجهه نآحية الكنبه الشآموآ .. برقت عيونهآ بصدمه وهي تأشر بأصآبع مرتجفه محل مآكآنت جآلسه: ويـ .. ويـن .. ويـن العـ .. العــ .. !!
مركز عيونه عليهآ وهي بحآله يرثى لهآ من التوتر والإحرآج مو عآرفه تستقر بمكآن أو كلآم ..
لفت ورآهآ إلآ وصدمت فيه بعد مآقرب منهآ تعلقت عيونهآ الدآكنه الوسآع بعيونه الضيقـه الحآده لحظآت سكون مرت لحد مآرفع يده وهمس: هذي !


نآظرت عبآيتهآ بين يديه .. بلعت ريقهآ بصعوبه وعيونهآ بـ الأرض بدون ردّ ! نثر العبآيه بسرعه على صدرها وكتوفهآ بشكل عشوآئي .. ميل رآسه لتحت يشوفهآ وهي عآضه شفتهآ السفلى بقوه .. همس: مين إنتـي ؟!
بصوت خآفت يآدوب ينسمع: تغـ .. تغـريد .. اخت شـ .. شششـروق
رفعت رآسهآ لمآ مآلقت أي ردّ فعل منه .. كملت بتوتر: زو .. زوجـة أحمد .. أحمد المآلكي .. هنآ
فتح فمـه بوسعـه رآفع ذقنه بحركه لآ إرآديه إنه إستوعب الوضع وفهم عليهآ: أهـآآ .. حيّآك .. أعتذر إن كنت فآجئتك بس الصرآحه كنت متفآجئ أكثر منك

شوي وتموت هي من هآلموقف .. صحيح مآهي ملتزمه مره بس مآتوصل أنهآ توقف مع أحد مآتعرفه وبهآلمنظر وهو مآشآلله مو مقصر أبدّ .. على وضعهآ عيونهآ بـ الأرض ضآغطه على شفتهآ السفلى .. مكتفه يدينهآ حول العبآيه الملفوفه زي الشيله على كتوفهآ .. كمل بنبره هآمسه هآديه: أنآ رآمز
رفعت رآسهآ ببلآهه وهي ترمش بعيونهآ مآفهمت .. كمل بإبتسآمه: رآمز المآلكي
فتحت فمهآ بهمس: أهـآآآ

دخل يديه بجيوب بنطلونه البآقي الكحلي وبعدها برق عيونه وكآنه تذكر شي .. توه يستوعب الموقف إللي مآعرف يتصرف فيه صح من أول .. أعرض عنهآ بحده وآضحه معطيهآ ظهره: إحـم .. خذي رآحتك وآسف مره ثآنيه ..
هزت رآسهآ بآلإيجآب بدون أي رد ّ .. خرج بعدهآ من الجنآح بهدوء يلعن سوآته بعد مآلعن نفسه قبلهآ 100 مره .. وآلله إني مبّ رجّـآل !!


ظلت مميله رآسه تشوفه من ورآ البآب بعد مآخرج وهي ضآمه العبآيه بقوه عليهآ .. حركت يدهآ تهوي على وجههآ: أوفف وش ذآ .. وش هآلموقف يآربي !!!
جرت ع البآب الإلكتروني إللي ينفتح وينسكر برقم سري على شآشة جمب البآب من برآ ودآخل .. أخذت نفس عميق وهي مسنده ظهرها ع البآب يدهآ اليسآر على صدرهآ وعيونهآ معلقه بـ السقف !



======
-----------
======




بـ نيويوركـ ..


على باب المطبخ الاستانلس العريض مسند عليه بكتفه مكتف يدينه وعيونه عليها تدق قطع اللحم بإهتمام .
صاح بحده وهو يصفق يدينه بقوه: 5 min and every body will get out, yr done (5 دقآئق ولينصرف الجميع , إنتهيتم)
رفع الكل عيونهم عليه وهي على وضعها عيونها مركزه على قطعة اللحم تدقها بقوه .. طرف لسانها برا فمها ضاغطه عليه بأسنانها قرب منها: ummmm the new girl (آممممم الفتآه الجديده)
ابتسم نجم لإدوارد وعيونه بعدها تتابعها: whats up ! (مآ الأخبآر)
ناظرها ادوارد زام شفايفه ومادها لقدام: mmm, not that bad (آممم ليست سيئـه)
نجم: I told u (أخبرتك)
ادوارد: حيلك .. بعدها فـ التيست .. بس شكلها مهمل .. تيابها .. شعراتها .. وجها .. بشرتها مئشفه كتير .. لك حتى اضافيرها آكلتهم !!!!


ميل فمه بإبتسامه هاديه: I know, um askin about her performance !! wt about it ? (أعرف ذلك, أنآ أسألك عن أدآئهآ !! مآذآ عنه !)
ادوارد: until now, not bad (ليس سيئاً إلى الآن)
رجع صاح من جديد بصوت جهور حاد: nowwwww, all of it. Get ouuuuuuuuuut (الأآآآآن, الجميـع إلى الخآرج)
هز رآسه مبتسم على هالمجنون إللي يصيح: wt da wron with him ? (مآخطبـه ؟)
ادوارد: ولك احسنلك تطلع من هون فوراً


قرب منها وهو يمسك مدقة الاستيك من يدها .. رماها بقوه على الطاوله الرخاميه وصار يدفها من كتوفها: ( الانسه النشيطه الجديده .. لا تحرمينا من نشاطك المبالغ هذا دائما واللذي لا نراه الا في اليوم الاول فقط .. نراك إذا في السابعه صباحا .. باي باي )
نزلت عيونها للارض معقده حاجبيها بإستفهام مبتسمه على شكللـه وطريقته وهو يصرفهـم !!
نجم: اوكي إدي بروح انا الحين
غمز له مبتسم: الله معك


خرج من الباب الفرعي للمطبخ اللي كان واقف عليه ومنه لبرا الفندق متجاوز الجسر الخشبي المشيد فوق برك مائيه للموقف مكان دراجته الناريه برتقآلية اللون ..
قصيره .. نحيفه .. رافعه شعرها الكثيف المجعد بإهمال بربطه عاليه .. تقرب من الموقف بخطوات شبه ثابته وهي تحاول ماتطيح شي من يدها .. على كتفها شنطتها الكبيره وبيدها جاكيتها الجينز وكرتون صغير فيه وجبة غداها اللي ما اكلتها ..


لبس خوذته السوداء وحرك بهدوء وقف قدامها وهي تحرك عيونها بالمكان: delivary (توصيلـه)
ناظرته وهو على دراجته ماتشوف شكله بسبب الخوذه اللي على راسه ومغطيه وجهه .. مسند برحله على الارض مميل بدراجته عليها .. نفخت اللبانه وفرقعتها: no thanks, watin da bus (لآ شكراً , أنتظـر البآص)
نجم: u will wait (ستنتظـرين)
بعدها تمضغ اللبانه بلكاعه تحرك راسها يمين ويسار تتحاشاه بنظراتها: ya I will wait, doesnt matter (أجل سأنتظر , لآيهم)
نجم: (ولما لا تصعدين معي .. لربما قصدنا نفس المكان)
ناظرته باستحقار بعد ماتفلت اللبانه من فمها على الارض: (هه وما الذي سيجعلني اقصد معك نفس المكان)


ابتسم بخاطره بعد ما استوعب الفكره اللي جت ببهالها وكيف فهمت كلامه .. فستره بشكل ثاني .
كملت وهي تأشر له بيدها بلا مبالاه: (إذهب إذهب)
نجم: (لما لا تثقين بي وتنطلقين معي لن تندمي)
قربت منه وضغطت بقوه على رجله .. نجم: (مآذآ أصآبك !! مآذآ تفعلين !)


ليلا: (فقط اغرب عن وجهي) اقفت عنه تتحلطم: (لا اعرفه ولا يعرفني ويطلب مني الوثوق به ماذا .. هااا .. مااذا هل رأيتني امام مقهى ليلي لتطلب مني مرافقتك .. يالك من مختل .. اذهب هيا .. اذهب)

برقت فيه بوسع عيونها لما مالقت منه أي ردّ فعل: ماذآ ؟ هل انت أصم الان ! اذهـــــب
ناظرت بالباص يقرب بعدت عنه بعد ماسبته بهمس: يالك من سافل !
حرك بدرآجته بسرعه خيآليه مبتسم بدون أي تعليق ...



مآكآن مكآن سكنهآ بعيد عن شغلهآ .. عمآره سكنيه بـ الدور السآبع .. رمت جسمهآ على الكنبه المستطيله العريضه إللي تنفرد سرير نآيمه على بطنهآ وبيدهآ جوآلهآ قديم الإصدآر .. عيونهآ على الرقم الوحيد المسجل فيه: كآرين !
بصوت خآفت متعمد: lila, hows gone ! (ليلآ , كيف حآلك)
ليلآ: is he there ! (هل هو هنآك !)
كآرين: ya, now tell me are u okay hony, wt are u doin ! and where are u live (أجل , والآن أخبريني عزيزتي, مآذآ تفعلين وأين تقيمين !)
ليلآ: um fine Car donr worry, everythin is okay (أنآ بخير كآر لآتقلقي , كل شيئ بخير)


ناظرت الشآشه بأسى بعد مآحست برقة بكآ فـ صوتهآ إللي إهتز وهي تخبرهآ بلهجه عربيه وآضحه إنهآ إشتآقت لهآ .. ليلآ: وإنتي كمآن كآر إشتقت لك .. لآ تبكي .. أنآ بخير بس إحذري جـو يعرف عنوآني
كآرين: مآتخآفي .. ليش تركتك تروحي من هون حتى هو يلحئك !
انتفض جسمهآ من نبرة صوته الوآضحه والوآصله لهآ من السمآعه وهو ينآديهآ: Caaaaar baby (كآآآر حبيبتــي)
كآرين: ليلآ هللأ بسكر .. ايه ايه شووفي بجيب الشنتآيه الزهريه فيه مبلغ صغير دبري حالك فيهم هللأ
ليلآ: أوكي كآر
كآرين: إنتبهي لحآلك .. آموآآه آموآآه .. قفلت الخط بسرعه بدون مآتسمع أي ردّ من ليلآ
نآظرت بـ الشآشه مبتسمه .. إنقلبت على ظهرهآ تنآظر بخيوط العنكبوت الكثيفه متدليه من زوآيآ الغرفه: المكآن جديد بس يبآله تنظيف .. هـفففف على إيش ولآ إيش بلآحق !


سمعت صوت إنقبآضآت معدتهآ .. طلعت من 7 الصبح بدون فطور لأجل مآ تتأخر عن أول يوم شغل لهآ وللحين مآدخل جوفهآ شي .. حتى وجبة الغدآ إللي مآكلتهآ وخذتهآ معهآ نستهآ بـ البآص .. نزلت من على الكنبه لشنآطهآ المفتوحه بـ الأرض .. إبتسمت لمبلـغ الـ 300 دولآر بجيب الشنطه الزهريه مثل مآقآلت لهآ كآرين .. بدلت ملآبسهآ لبنطلون بجآمه وآسع خصر وآطي مشدود بأستك من الخصر وتيشيرت برسومآت كآرتونيه ميكي مآوس يكشف عن بطنهآ المسطحه خآرجه لمآركت قريب من العمآره لمحت نفس الدرآجه البرتقآليه عند المدخل على وضع الإنتظآر بس صآحبهآ مو عليهآ .. تلفتت يمين ويسآر معقده حآجبيهآ: معقوله نفس الشخص ! لحقنـي يعني ولآ كيف ! مآعليه .. رفعت كتوفهآ بلآ مبآلآه وهي تتحسس بطنهآ


خرج من موقف العمآره وهو ينفض يدينه من الغبآر: طيب يآ ستيـف الكلب لحد متى كل يوم نمسك بخنآق بعض المكآن لسيآرتك ولا لدرآجتي !
دخل بعدهآ العمآره وهو يلمح وحده قصيره من ظهرهآ بملآبس نوم تدخل الأسآنسير: heyy heyy wait wai…… (هــــيييي هيـيي إنتظـري انتظــ ........)
تقفل البآب بدون مآيلحق يدخل .. رفع عيونه يتآبع تغير أرقآم الطوآبق مع كل دور يتخطآه: هفففف لوين بيوقف ذآ بعد !
رفع الأكيآس من الأرض وطلع بـ السلآلم جري سلمتين أو ثلآث بخطوه وحده .
قدآم بآب شقتهآ متنحه ويدهآ على فمهآ: لآآآآآآه .. يآربي لآآآه .. المفتآح بـ الشقه دآآآخل !!!
ضربت جبهتهآ بـ البآب: آخخ لمتى بظل غبيه كذآ آهــــ ..إهئ آآه
جلست على الأرض مسنده رآسهآ على البآب تسب وتلعن نفسهآ .


وقف على آخر سلمه للدرج عيونه عليهآ رآسهآ مسند على البآب ومعطيه ظهرهآ إللي نصه ظآهر من البآدي القصير عقد حآجبيه: هــي !!
قرب منهآ بخطوآت هآديه ووقف قبآلهآ .. نآظرت بـ الكونفرس الأسود الريآضي وبعدهآ رفعت عيونهآ حست أنهآ تطلع بنظرهآ لأمتآر حتى وصلت لوجهه وبعدهآ رجعت نظرهآ للأرض مره ثآنيه بقلة حيله وهي تزفر بهدوء: هوف " وصرت فرجه كمآن"
ضيق عيونه بإستنكآر " مآعرفتني" .. فتح عيونه مستوعب بإبتسآمه: صحيح كنت بـ الخوذه .. بس معقوله مآتذكرت الوجه اللي لصقت فيه البرجر بـ المآيو !!


نجم: hey u, wt are u doin here ! (هـييي أنتـي , مآذآ تفعلين هنآ !)
ليلآ: are u livin here ! (هل أنت مقيم هنآ ؟)
نجم: yup, and this is my partmint (أجل , وهذه شقتـي) اشر برآسه على البآب العريض إللي جمب بآبهآ بس مآطآلعت فيه .. ردت ببردو وهي مآده يدهآ له تسلم عليه بدون مآتنآظره: Leela, yr new naighpr (ليــلآ , جآرتك الجديـده)
حط يده بيدها وشدها بقوه وقفها .. عقدت حاجبيها بإستفهام من تصرفه .. اشر بعيونه على مكان تحت رجولها: there is another kye,down there (هنآك مفتآح آخر , تحتك ....)
رفعت راسها بسرعه وناظرت بعيونه الداكنه كثيفة الرموش : gush, are u serious !! I got loosin my mind. Where ! (إلهـي , أنت جـآد !! كدت أفقد صوآبي . أيـن !)
نزل عيونه للارض وهمس: under yr feet (تحت قدميك)
نزلت نظرها على الموكيت المفروشه قدام عتبة بابها متنحه !


وطى عند رجولها ورفع طرف الموكيت طلع مفتاح من تحته .. مده لها وهو بعده على وضعه .. نتشت المفتاح من يده بإبتسآمه عم تصديق عريضـه .. حضنته وأخذت نفس عميق مغمضه عيونهآ: Oh gush (أوهـ يآ إلهــي)
ابتسم وهو يوقف على ردّ فعلهآ يتآبعهآ وهي مدنقه تفتش بـ الأكيآس حقتهآ ع الأرض .. مدت له يدهآ بـ إبتسآمه وآسعه تظهر معهآ كل أسنآنهآ المترآصه برتآبه وتضيق معهآ عيونهآ حتى تصير مثل قوسين صغيرين .. بآدلهآ الإبتسآمه وهو يشوف الموزه الصفرآ بيدهآ الممدوده له.
ضربته بخفه على كتفه: come on, take it (هيـــآآآ تنآولهآ )


أخذهآ منهآ وهو بعده على وضعه مبتسم إبتسآمه رمت هآلتسآؤل برآس ليلآ: يآحلوك بسسسسس !!!
هزت رآسهآ مبتسمه تنفض أفكآرهآ: أوكي .. لآبد أن أستريح الآن أمآمي عمل بآكر .. أرآك
حرك رآسه بـ الإيجآب رآجع خطوتين لورآ قدآم بآب شقته .. رفعت سبآبتهآ توقفه وكأنهآ تذكرت شي: aaaaaa, mmm yr name, u didn’t tell me yr name ! (آآآآآآ , آمــمممم , إسمك ! , أنت لم تخبرنـي إسمك !)
نزل عيونه للارض ثواني وبعدها ناظرها وهمس: Star (ستـــآر)
عقدت حاجبيها بس ما امداها تتكلم لأنه فتح الباب ودخل شقته .. هزت راسها بـ النفي مبتسمه بـ إستغرآب .. همست: Star ?!! wt is des stupid name !! (ستــآر !! مآهذآ الإسـم الغبــي ؟!!!)


دخلت شقتها وعيونها على المفتاح الاصلي اللي تركته على طاولة المشرب: لآزم أدورلك سلسله أحطك فيهآ وأعلقك برقبتي .. هآآآح هآلمره الله ستر وطلع لنآ هـ الستآر آخ يآربي
مسند جبهته على البآب الفآصل بينه وبينهآ يسمع كلآمهآ مع نفسهآ .. أسلوبهآ فـ الحكي وشكلهآ .. حركآتهآ .. تجبره على أنه يفتح فمه بـ اوسع إبتسآمه .



======
-----------
======
اليوم تآلــي .. بـ اليوم المنتظـر .. زوآج أحمد المآلكـي

قبآل المرايه الطويله بزاوية الغرفه متوسطة الديكور والأثاث تناظر نفسهآ بإعجاب .. طبقت شفايفها على بعض تفرد لون الروج الصارخ على شفتيها الرقيقه الصغيره ... تحسست فستانها الستان الكحلي على منحنيات جسمها البارزه بسبب ضيق الفستان .. قربت من بآب الحمام بدآخل الغرفه سألت بدلع مصطنع: حبيبي بسّآم خلصـت ؟
بسّآم: حيآتي أحدد ذقني بس شوي وأخلص
أبتسمت مطيره عيونهآ للسقف: هوف .. طيب يللآ بسرعه ..



جرت للتسريحه العريضه ورفعت قزآزة عطرهآ وصآرت ترش بـ إفترآء .
بخطوات سارقه هاديه مشت تمنع صوت الكعب بعد مآطلعت من غرفتهآ لحد مآوصلت لدرآبزين الدور الثآني كأنه شرفه مطله على مدخل الدور الأول تحتهم .. البيت هآدي .. الشغآلين مشطبين من بدري لأن مآحد بيكون موجود .. كملت بنفس خطوآتهآ الهآديه جهة الغرفه المقآبله لغرفتهآ هي وزوجهآ وعيونهآ لورى على بآب غرفتهآ .. لحد مآوصلت بآب غرفته دخلت بسرعه وقفلت البآب ورآهآ .
لف رآسه بسرعه من إنفتح البآب وإتقفل مصدوم !
بخطوآت سريعه وصل لهآ مبرق عيونه بغضب وهمس بين أسنآنه: نآهـد ! إنتي وش إللي جآبك هنآ !
شدد قبضته على ذرآعهآ الأبيض المليآن وأبعدهآ عن البآب وفتحه .. طلع رآسه من البآب وهو يمسح المكآن برآ بنظره حآده صآرمه .. رجع قفله بهدوء وهو ضآغط بقوه ع الأكره: مجنونه إنتي !! بسّآم موجود
مدت بوزهآ بدلع متصنع مستفز: وش ذآ ؟! مآوحشتك ؟


شدد قبضته على ذرآعهآ ونظرآته الصآرمه تحرقهآ .. مآحررهآ إلا بعد تأوههـآ من تشديده قبضته على ذرآعهآ .. رقت ملآمحه لهآ وهي تدلك ذرآعهآ محل يده معقده حآجبيهآ بملآمح ألم: آآه آدم .. جدّ عورتني
رفعت رآسهآ مبتسمه له وهي تحس بـ الضعف فـ نظرآته .. رفعت ذرآعيهآ شآبكه يدينهآ حول رقبته وعيونهآ على صدره العآري عآضه على شفتهآ السفلى بنظرة إغرآء خبيثه رآفعه حآجب وآحد: تهرب مني آدم !
رخت جفونه بضعف غمض عيونه وهو يتنشق ريحة عطرهآ .. مجرد تفكيره فيهآ يوتره .. يحسسه بـ نشوه وإضطرآب فـ تحكمآته .. كيف وهي قبآله وبهآلوضع .. همست بطريقه مغريه: هــآآ !
كآنت بحة صوتهآ السهم إللي صآب .. وتر القوس إللي رخى من بعد شده .. حوط خصرهآ بيديه وضمهآ بقوه لصدره
نآهد: شوي شوي آدم مو كذآ
ظلت عيونهآ معلقه بعيونهآ عرضهآ المفتوح بـ نظرآتهآ المغريه وصله لمستوى عدم التحكم .. نزل رآسه لمستوآهآ بإفترآس لشفتيهآ الرقيقه ..
بعدت رآسهآ بصعوبه فآتحه فمهآ الصغيره تلتقط أنفآسهآ بعد مآحست النفس انقطع عنهآ وهي تشوف صدره ينتفض بشهيق وزفير حآد .. حطت يدهآ على صدره محل قلبه مبتسمه: إهدى شـوي
دفهآ لحد مآلصق ظهرهآ بـ الجدآر وهمس وهو يقرب منهآ: أهـدى !!!!


إثآرته كآنت أكبر من إرآدته أنه يكبحهآ او أنه يحآول يسيطر من عنفهآ وحدتهآ .. كآنت يده وسط شعرهآ المرول ويده الثآنيه حول رقبتهآ بحآله عنيفه من الإفترآس لشفتيهآ .
مآدرى كم مرّ من الوقت وهي بين يديه لحد مآ ابعدته عنهآ بقوه: آدم .. ابعـد .. خلآص مو الحين .. بسّآم يمكن خلص بروح أشوفه
جت بتطلع وقفهآ بمسكتة لمعصمهآ ومآزآل صدرة يرتفع ويهبط بقوه وأنفآسه سريعه متوآليه همس بإسمهآ بنبرة ترجي مبحوحه .. قربت منه ورآسهآ رآفعته لمستوى نظرآته: روح نآهد إنـت
تنهد بقلة حيله وأصآبعه المرتجفه تتحسس عظآم فكهآ البآرز: تتعبينـي !
كآنت عيونه المتعبه تمسح وجههآ الملآئكي الصغير .. دخل يديه فـ شعرهآ إللي انتثر وخربت رولآته صآر يبعده عن وجههآ ويرتبه .. بنفس النبره المبحوحه المتعبه: شكلك حلو
إبتسمت إبتسآمه وآسعه: وآنت بعد شكلك حلـو وبتصير أحلآ لـووووو تمسح هـآلأحمر عن شفآيفك .. صآرت تمسح لون الروج الأحمر من على شفآيفه وحول فمـه .. مسك يدهآ إللي تمسح وبآس اطرآف أصآبعهآ بهدووء
آدم: الحين روحي


ردت بـ إبتسآمه هآديه: اوكيـه .. قربت من البآب وتوهآ بتفتح إلتفتت له بسرعه: لا تتكشخ مرره هااا سآمعه أن الحفل بيكون مفتوح بـ الأول قبل لآيفصلونه .. مآبغى وحده تطآلعك كذآ أو كذآ هآآآآ

غمض عيونه بتأكيد مبتسم إبتسآمه عريضه مطبقه بدون ردّ .
طلعت رآسهآ من البآب بنظرة ترقب للمكآن برآ غرفته .. خرجت بجسمهآ بعد مآ تأكدت أن مآفي أحد مقفله البآب ورآهآ متوجهه لغرفتهآ
صآحت بدلع مصطنع ونفآذ صبر: بسّـــــــــــــآآآم حبيبـــي وشوو ذآآآ كلـه !!
ضمهآ لصدره مبتسم: وش هآلحلآ ؟
بعدت وجههآ عنه بسرعه لمآ قرب منهآ: لآ بسّآم الحين يخترب مكيآجي وكل شي
بسّآم: بوسه وحده !
مدت وجههآ بتأفف تأشيراً على خدهآ: هــآآآ
طبع بوسه خفيفه على خدهآ الأبيض النآعم المنتفخ .. بعدت عنه بسرعه متوجهه للتسريحه وهي ترفع قلم الروج الأحمر الصآرخ تحط منه بعد مآختفى بغرفة آدم !



======
-----------
======



بنفس التوقيت عند نآهد وآدم .. بس بمكآن ثآنـي ..


بـ البرآدآيس زي مآتسميهآ صآحبتهآ .. بمكآن منفصل تمآماً عن القصر ولمسآحه كبيره يمتد الرخآم الأبيض محوط بزجآج عآزل .. وسقف من زجآج عآزل كآن المكآن أشبه بـ بيت النبآت .. أشجآر خضرآء كثيفه وكثيره تمتد فروعهآ لتوصل للسقف الزجآجي .. وبـ الوسط جآكوزي كبير وحوله كرآسي تمديد من الخشب الأبيض بركن رخآمي عريض عليه أنوآع لآنهآئيه من المآسكآت والخلطآت الطبيعيه وكريمآت مرطبه وأدوآت تجميليه بخلفيه لمرآيه كبيره بطول الجدآر وعرضه .


كآنت ممدده جسمهآ على الشيزلونج بعد مآخلصت لهآ الكوآفيره مكيآجهآ هي الأول كآن النآعم الصآرخ بنفس الوقت اللي أبرز ملآمحهآ المنحوته دآخل وجه رقيق على شكل قلب .. أيشآدو فضي جلآمور واللينسز الرمآديه أبرزت عيونهآ بدون بلآش وروج أحمر قآني صآرخ حدد شفتيهآ الرقيقه الصغيره .. مغمضه عيونهآ بإبتسآمه على تعليقآت نسمه وإللي مآرحمتهم !
نسمه: كذآ أحلآ ولآ بيكون لون البشره برونز أحلآ !
اللميكب آرتيست اللبنآنيه وهي تمسح وجههآ بـ المرطب: بشرتك فآتحه بنخليهآ طبيعيه أحسن
نسمه: بس يعني عشآن الفستآن أبيض سآده .. وقصير .. أجزآء كثيره من جسمي بتبين فإذآ كآنت بشرتي أغمق بيبرز أكثر ولآ !!
الخبيره: بخلص لك ونشووف بعدهآ إزآ مآعجبك نغيرو .. شوو !!
نسمه: آمممم آوكي


غمضت عيونهآ بأريحيه وحولهآ طقم خبرآ تجميل كآمل يشتغلو عليهآ .. بديكير .. مآنيكير .. غير إللي خلصو شغل من قبل فـ شعرهآ: حوريـه فستآنك للحين مآوصل !
حوريه: يوصل برآحته
نسمه: بموت وآشووفه مآدري وش فيك إنتي خربتي ذآك الفستآن وربي كآن شي
حوريه: وحد كآن قآلك إن معنديش فسآتين ولآ متدرش أجيب !!!
نسمه: مو قصدي طبعاً وإنتي تدرين هآلشي .. كآن غير .. أنآ إللي مختآرته لك على ذوقي من كولكشن أخوي الجديد
بنفس نبرة البرود والإستخفآف إللي ترد عليهآ فيهآ: هه .. وليه أنآ معنديش ذوق عشآن ألبس على ذوقك إنتي !
نسمه: هففففف وجع حور مو قصدي .. ترا ماتنعطين وجه أبدّ هآآ
رفعت يدهآ لفوق مفرقه أصآبعهآ البيضآء الطويله عن بعضهآ وهي تحركهآ بفرفره تشوف المآنيكير فـ أظآفرهآ الطوآل المرتبه بـ لون أحمر صآرخ مزين بكريستآلآت لآمعه بآرزه مركبه متجآهله كلآمهآ لهآ بدون أي ردّ منهآ .


نسمه: حور
بعدهآ على وضعهآ تنآظر بـ أظآفرهآ: آممممم
نسمه: أول الحفل بيكون بـ القآعه الخآرجيه زي الحديقه كذآ جمب للرجآل وجمب للحريم
حوريه: ودي فيهآ إيه يعني !
نسمه: مستر أوو يآهبلـه . أكيد بيحضر أكيد
حوريه: يآآدي مستر أوو إللي مهبل فيكي دآ
نسمه: آآه يآقلبي بس يجي طآريه مآدري شلون .. مآكون على بعض
إبتسمو الموجودآت اللي فهمو على كلآمهآ بالعربي ردت وحده فيهم إللي تمكيجهآ: خليه بس هو يشوفك اليوم ورح يخطبك بكرآ
ضحكت حوريه برآحه على كلآم هآللبنآنيه: هههههههه لآلآ أبوس إيدك هي مجنونه خلقه مش نآقصه جنآن
نسمه: والله إنك تآفهه حور .. وجع مآتعرفين الحب وسوآته
حوريه: هههههههههههه بجـد !! هههههههههه آآه بجد مش قآدره ههههههههههه
مسكت علبه المرطب البلآستيكيه الصغيره من يد إللي كآنت تدهن لهآ ذرآعآتهآ ورمتهآ عليهآ: حقيـــره .. جد مآلك دآعي



قآمت من على الشيزلونج مآسكه بطنهآ من الضحك قآطعهم دخول إثنين من الشغآلآت وآحده رآفعه ذرآعهآ بفستآن حوريه المغلف والثآنيه بيدهآ كرتون أبيض .
نسمه للكوآفيره: وقفي وقفي .. رفعت رآسهآ وصآحت: حووور يآلحقيره وريني بسرررررعه يــــــــــلآ
حوريه: آشششششش خلصي الأول وبعدين شوفيه
أخذت الفستآن وعلقته وبدت تفك الكرتون وتطلع منه صندلهآ الفضي .
نسمه: حوريـــــآآآآآآه وجـع لآ تقهريني
التفتت لهآ وإصبعهآ السبآبه على فمهآ المزموم: هـووووششش
أشرت للكوآفيره إللي بتسويلهآ شعرهآ: يلآ أنآ جآهزه .. نبدأ !
إبتسمت لهآ الكوآفيره بعد مآشآفت الفستآن وعرفت إيش التسريحه إللي رح تلبق له .


/
/
/


بكل ركن بقصر المآلكي كل وآحد مشغول بحآله من الجنآح الأكبر إللي مآخذ نص الدور الثآني الجنآح الرئيسي لـ " أم طلآل " زحمة خبيرآت التجميل ومسآعدآتهم بكل تخصص مآتقل من الزحمه إللي عند نسمه وحوريه .


بـ الدور الثآلث الجنآح الأيمن عند رآمز .. وآقف قبآل مرآيته إللي بطول جسمـه يصفر ويدندن بكلمآت مو مفهومه وهو يثبت شعره الكثيف بـ الإستشوآر الحرآري بعد مآثبته بـ الجلّ بدون أي تدخل من مصففين .. وتمرده على اللبس الرسمي فـ المنآسبآت .. لـ بدله إيطآلي سودآء بدل الثـوب بقميص قطني أسود مفتوح من أول الصدر .. أبرزت تقسيم جسمه الريآضي وطول قآمته .


مروراً بـ الجنآح الأوسط لطلآل ومرآم إللي كآنت مخلصه وتسآعده بوضع الكبك الكريستآلي لثوبه الأبيض المزخرف بنقوش كتآبيه بخيوط ذهبيه من أطرآفه .. رفع خصله من شعرهآ ورآ أذنهآ وهي ممسكه بكم قميصه وتدخله الكبك
طلآل: مـرآم !
رفعت عيونهآ مبتسمه .. كمل: طآلعه قمر اليوم
مدت شفآيفهآ مبوزه بإصطنآع: بس اليوم !
مسك ذقنهآ برآحه ورفع وجههآ لمستوى نظره: نآظريني بس كذآ آشوف عيونك الحلوين .. احسهم وسآع اليوم !!
ضربته على صدره بخفه ابعدته عنهآ بعد مآرمته بنظره حآقده وهي تفهم قصده أن عيونهآ صغيره لأنهآ بملآمحهآ تشبه ملآمح الآسيويين من شرق آسيآ عيون صغيره ضيقه بجفن مزدوج منتفخ .
قربهآ منه وهو يشدهآ من معصمهآ عليه ويضحك: هههههه تعآلي بس هنآ .. والله أحبك وآحب عيونك الصغار .. أحبهم حتى أكثر من مآهم وسآع

مرآم: يعني مو حلوين وهم وسآع كذآ !! الكحل موسعهم
طلآل: بلـى حلويـن .. تعآلي بس قربي شوي خليني أتأكد
ضربته من كتفه مبتسمه بخجل: لآآآآ إبعد
قربهآ أكثر له الصق صدرهآ بصدره محوط يدينه شآبكهم حول خصرهآ: لآ بتأكـد الأول وبعدين أبعـد .. أشوف أشـووف هآ هآ أيوه .. كذآ هـآآ
مرآم: طلآآآآآآآآآل لآآآآ ههههههههه


/
/
/


ومنهآ لجنآح المعرس .. إللي تقريباً كآن مخلص قبل الكل وجآلس بهدوء على فـ جنآحه المبخـر وصوت الشيخ مشآري الهآدي يتردد بآيآت قرءآنيـه .


بـ الدور الأخير كآن أهدى من إللي تحته وإللي تحته بكثير بـ الجنآح الأيسر .. سيـف صغير العيله على وضعه بس تنفيذاً لرغبته الملحه أنه يحضر زوآج أخوه كآن طقم من المشرفين على حآلته حوآليه يقيمو وضعه النهآئي قبل مآيخرج .. نآظر نفسه بـ المرآيه وهو يتحسس الثوب المجسم على جسمه النحيف .. وجهه أبيض مره وصآفي .. ملآمحه غريبه بفعل الكيمآويآت إللي محت آثآر حآجبيه ورموشه حتى شعره .. قربت منه ممرضته الخآصه وهي تعدل العقآل على شمآغه مبتسمه .. رفعت إبهآمهآ وهي تغمز له بمعنى تمــآآم .


مروراً بـ الجنآح الأوسط الخآوي ومنه لجنآح رآئف إللي كآن يحط لمسآته الأخيره من عطره المفضل بتركيبه خآصه .. مسح على ذقنه الخفيفه المحدده برتآبه وهو يعدل زآوية شمآغه الأبيض المنقوش من أطرآفه بخيوط فضيه بآرزه مع لون ثوبه الأسود المجسم بضيق من الصدر وإللي أبرز نحف جسمـه وطول قآمتـه إللي توصل لـ 6 أقدآم .

/
/
/

رفعت رآسهآ بعد مآلبست جزمتهآ إللي كآنت كلهآ تلمع بكريستآلآت وعيونهآ عليهآ بصدمه بعد مآلبست فستآنهآ .
حست بصمت فجآئي وجمآعي بمجرد خروجهآ .. برقت عيونهآ ببلآهه تسألهم: إيــه !!!
قربت منهآ مفنجله عيونهآ ويدهآ على فمهآ المفتوح: حوريـه وش ذآآآ !! يـ الله كآنك جدّ حوريه .. فستآنك !!!!!!
نآظرتهآ معقدهآ حآجبيهآ من طريقة كلآمهآ المتقطعه أتبعتهآ بإبتسآمه وآسعه بعد مآغمزت لهآ: هآآ حلـو ! زوئي ولآ زوئك !
نسمه: لفي .. لفي كذآ أشوف .. وآآآآآو ذيل الفستآن .. وربي كآنك جد حوريه زي الحوريآت بـ الأفلآم لآآآآآ وربي بصيح الحين مآبي أطلع عآآآآآ
جرتهآ من معصمهآ مشدده عليه: إنتي كمآن زي القمر .. جست لآيك أ ليتل برينسيس .


نسمه فعلاً كآنت زي الأميره الصغيره بفستان أبيض قصير لتحت الركبه منفوش تٌـلّ لآمع وشعرهآ القصير لكتوفهآ المجعد بطريقة الهآي روك ومرفوع من قدآم بشكل مقبب مفرود ومثبت بتآج كريستآلي بآخره .. أمآ حوريه فـ فعلاً كآنت مثل الحوريآت بفستآنهآ قمآش قشور السمك بللون فيروزي .. المفصل عليهآ ومحدد قوآمهآ البآرز ومنحنيآت جسمهآ الممشوق بدقه وذيل قصير مآخذ الشكل الدورآني ورآهآ .. أمآ شعرهآ المذهب الطويل كآن مفرود بدون أي مبآلغه فيه مرفوع من جمب وآحد بمشط كريستآلي لآمع .


سحبتهآ من معصمهآ بعنف لبرآ المكآن .
حوريه: نسسسسسمـه براااحه .. على فين !
نسمه: بوريك لمآمآ والله بس تشوفك بتنجن عليك ومآتخليك إلآ وتزوجك رآئف أو رآمز أو حتى أحمد
هزت رآسهآ مبتسمه: أحمد !! هههههه يآشيخه حرآم عليكي الرآجل بيتجوز النهرده
نسمه: مآبغيت أقول أو تآخذك لطلآل زوجه ثآنيه
قرصتهآ من يدهآ وهي تجرهآ لبآب الأسنسير: لآء .. مش هتجوز غير مصري
نسمه: هـه .. وشـوو ! قآلك مصـ ..... سكتت لآ إرآدياً أول مآنفتح بآب الأسنسير .
تحولت إبتسآمتهآ الوآسعه الجذآبه لجمود أول مآشآفته وآقف دآخل الأسنسير يعدل كبكه الفضي بكم ثوبه الأسود .
بلعت ريقهآ بعد مآقطعت كلآمهآ: وآآآآآو رآئف كشخه وش ذآ ! بتغطي على أخوك المعرس مآيصير كذآ ترآ


مآرد عليهآ ولآ درى عن كلامهآ ولآ عنهآ شخصياً .. كآنت عيونه على هآلحوريه الحقيقيه قدآمه .. بمقدآر إندهآشه إلآ أن له قدره غريبه بتملك إنفعآلآته أنه يسيطر عليهآ ويخفيهآ بملآمح وجهه البآرده .. مشى بخطوآت هآديه ثآبته مرّ جمب أخته إللي كآنت أقصر منه بكثير رغم كعبهآ العآلي وعطآهآ نظره بطرف عيونه بدون أي تعليق على إعجآبهآ بشكله وبعدهآ لحوريه إللي كآنت ورآهآ وإللي خلآه عطرهآ المثير يغمض عيونه بحدّه ضآمم أنفه الحسآس للروآئح الأنثويه الصآرخه .


دخلو الأسنسر ولحد مآتقفل البآب همست بخبث وهي مضيقه عيونهآ: مسكين أخوي رآئف .. خبلتي فيه يآحرآم هههههههههه
نآظرتهآ بإستهزآء: ها ها ها .. بموت من الضحك .. سخيفه
بعدهآ على وضعهآ تضحك بهستريآ: ههههههه والله بموت .. آآآه يآبطنـي .. مآشفتيه شلون ينآظرك ولآ عبرني بكلمه حتى إنه مآنآظرني .. طبببببببعاً وشلون بيلآحظني وأنتي معي قدآمه ! هههههههه يـ الله بآلله شفتيه وهو يعدل الكبك حقه لمآ رفع رآسه شلون كآن شكله .. مآطآحت عيونه غير عليك ومآشآلهآ عنك .. أيـــوآ أيوآآآآ ضربتهآ بكوعهآ وهي تغمز لهآ
طيرت عيونهآ وهي تنفخ هوآ: هه سخيفـــــه
حوريه بعد مآوقف الأسنسير تغير السآلفه إاللي مآرح تبطلهآ نسمه: العبآيآت فـ الأوضه بتآعتك "فـ غرفتك"


نسمه: آممم بس بمرّ بجنآح أمي أول .. وجهت نظرهآ للشغآله إللي قآبلتهم عند بآب الأسنسير: مآمآ بجنآحهآ ؟
الشغآله الأجنبيه: she is gone (رآحـت)
برقت عيونهآ: مآمآ !
الشغآله: all of them, Mr. Talal and his wife with Faisal, also Mr. Raef and Mr. Ramiz (كلهم, مستر طلآل وزوجته وفيصل, وبعد مستر رآئف ورآمز)
قآطعتهآ نسمه مأشره بلآ مبآلآه: okay okay أصلاً من بقى !
حوريه بإستفهآم: وسيـف ؟
ردت عليهآ الشغآله هآمسه وعيونهآ بـ الأرض: and Mr. Seif also (ومستر سيف بعـد)
نسمه: آممم .. يلآ حوريه إمشي نآخذ عبآيآتنآ بنفسنآ دآم طلعنآ هنآ وبعدين نروح .. لنآ سيآره لوحدنآ بتوصلنآ .
هزت رآسهآ موآفقتهـآ مطبقـه شفتيهآ الرقيقه بـ إبتسآمه هآديه .



======
-----------
======



مقتطفآت من أحدآث الفصـل الرآبع :-


توهآ تستوعب أول مآجرى ريقهآ بحلقهآ من سكرلهآ فمهآ رفعت يدهآ النحيفه تبعد يده عن فكهآ شدد قبضته على كف يدهآ الصغير بقوه .. حسّ برعشة جسمهآ الوآضحه وتوترهآ من رمشة جفونهآ المتتآليه .. نزل عيونه لصدرهآ إللي كآن ينتفض بكل نفسه تشهقه أو تزفره ..
بإحرآج بعد مآنتبهت على محل مآينآظر بعيونه شدت البودي الأبيض الفيزون لفوق تدرآري مفرق صدرهآ .. رفع عيونه لعيونهآ وعلى طرف فمه إبتسآمه خفيفه سآخره: فيه شي أصلاً عشآن تدآريـه !

>
<
>
<

حطت يديهآ على فمهآ بعد مآ إتسع بـ إبتسآمه عريضه مأشره عن خروج ضحكه عآليه: ههههههههههههههه ورطـآن .. أمي تبي تخطبله دآرين طآيره فيهآ من يوم شآفتهآ بزوآج أحمد أخوي تقوله طنجره ولقت غطآهآ فيهآ كل الموآصفآت القيآسيه إللي تنآسبه
........: طيب وبدآم فيهآ كل الموآصفآت القيآسيه فين الورطه !!
........: يآهبلـه أمي هي إللي تشوفهآ كذآ بـ النسبه له .. يعني تعليمهآ وشهآدآتهآ بعد تحظر مآجستير وشخصيتهآ بعد قيآديه قويه النوع إللي يحبه ممكن يعجبه .. أووووو بـ الأصح النوع إللي يقدر يتعآيش معه يعني متشآبهين بشخصيآتهم رح يتحملو بعض ههههه

>
<
>
<

هنآ انهآرت لآ إرآدياً .. انثنت رجولهآ تحتهآ بتنزل للأرض .. ولآ إرآدياً هو مسكهآ من مرفقهآ بس كآنت خآرج شعورهآ وإرآدتهآ وتحكمهآ بنفسهآ مآقدرت توقف على رجولهآ .. رجعت نزلت للأرض
مآعرف شلون يتصرف إلآ أنه شدهآ من يآقه البآلطو حقهآ .. حس بأنفآس صدرهآ اللي تعلى وتهبط وسط شهقآتهآ وبكآهآ الحآد .. مآقلّت هـ الحده عن حدة ضربآت قلبـه وعنف نبضآته بكل شريآن
أطبق فمـه الحآد بقوه مضيق عيونه بحده بعدمآ تسللت ريحتهآ الغريبه الأشبه بريحة المعقمآت لأنفآسه من طرحتهآ البيضآء وهي تهمس إسمـه بترجـي بآكيـه: عٌـــــــدَآآآيّ !


>
<
>
<

ختمت كلمتهآ بـ إبتسآمه جذآبه خفيفه وهي رآفعه يدهآ بـ الدرع الكريستآلي بعدهآ نزلت وبأذآنهآ أصوآت التصفيق العآلي .. مآتدري كم مره قآلت الله يبآرك فيك أو لمين حتى لحد مآحسّت بيدّ أمسكتهآ من معصمهآ تسحبهآ ورآهآ بخطوآت سريعه
........: هــيييه إنـت .. ليش تسحبني كـذآ .. ميـن إنــت !! هيييييــــه
وقف قدآم صورتهآ المعروضه على الجدآر والتفت لهآ مبتسم بعد مآفك معصمهآ: well done Warda (أحسنتي عملاً ورده)
تمت متنحه لثوآني لحد مآ أدركت شخصية إللي وآقف قبآلهآ همست: هذآ إنـت !!
فتحت فمهآ بإندهآش بعد مآ إستوعبت تماماً وكأنهآ تذكرت شي: إنـــــــــــــت !!!!!

>
<
>
<

رجعت خطوه لورآ أول مآلمحت حركة عضلة فكه السفلي .. يآويلهآ الحين !
بنبره أهدى بكثير من ملآمح وجهه: بآبآ وشـوو ! الله يخلف عليه هـ البآبآ وعلى تربيته .. قصم بـ الله لولآ كل الإعتبآرآت إللي حآسبهآ ولآ كآن عرفتك شلون ترفعين صوتك وتطولين لسآنك .. كآن عرفتك شلون عيونك هذي تجي بعيوني .. يبآلك تربيه جديده .. حتى التربيه مآنفع فيهآ كآمل .. "كمل بـ إستخفآف": بآبآ عآرف !!!!! وش يدري ! كآنه مو شآيف نفسه رجّآل يرضى بنته تطلع معه بهآلمنظر هذي مشكلته .. أمآ أنآ تشوفيني مو رجّآل كفو لأجل تمشين معي بهآلمصخره .. لآ مآظنيتي فيني خير يآبنت كآمل !




نهآية الفصل الثآلث

~FANANAH~ 10-08-16 05:19 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الرآبع


( إن الطريق إلى الحقيقه يمرّ من القلب لآ من الرأس ، فآجعل قلبكـ لآ عقلكـ طريقكـ الرئيسـي . وآجـه ، تحــدّ ، وتغلـب في نهآيـة المطآف على "النفـس" بـ قلبكـ .. إن معرفتكـ بنفسكـ ستقودكـ إلى معرفة الله ! ) - مقتبـس -


مسـآء الـ 9 .. بـ السعووديهـ

لمسآحه توصل فدآن الأرض مشيد عليهآ قآعـه من أفخم وأكبر القآعآت .. قآعتين دآخليه للرجآل والحريم بملحقآتهم من مغآسل وبوفيهآت وغرف تبديل غير الكرآجآت الخآرجيه .. والقآعه الثآلثه خآرجيه كآنت حديقـه وآسعه ممتدهـ إلآ مآلآ نهآيه لنظر العيـن ملحقـه بـ حمآمين سبآحـه منفصليـن مختلفين الشكـل .. كآنت مبهرهـ بـ الأشجآر الخضرآء الضخمه الفآرعه الملفوفه بأنوآر بيضآء متلألأه على أورآقهآ العريضه وجذوعهآ الضخمه السميكـه المربوطـه بشرآئط قمآشيه من الشيفون الأبيض على شكل فيونكـه كبيرهـ على الجذخ الخشبي ..


مقسمـه لجآنبين يفصل بينآتهم ممـرّ فآصل بأعمده إستيـل قصيرهـ موصللين ببعضهـم بسلآسـل حديديه سميكـه وشرآئط من لمبآت اضاءه صغيرهـ متدليـه وبـ الوسط سجآده حمرآء طويلـه زي ممرآت الريـد كآربد بـ المهرجآنآت السينمآئيه .. موزع بكل جآنب طآولآت بـ الشكل الدورآني عآليه منجدهـ بقمآش ستآن وتلّ فضـي لآمـع بدون كرآسـي .. وشموع بأحجآم مختلفه متوسطـه كل طآوله .. المكآن كآن خيآلي كلـه خضرهـ وأنوآر مضويـه من الأرض وسط الحشآئـش النديه القصيرهـ ..


جآنب الرجآل كآن شبه ممتلـئ بخلآف الحريـم إللي كآنو وجودهـم متقلـص برآ .. مزدحـمّ حـدّ الإختنآق بـ الدآخـل !
بـ القآعه الدآخليه الخآصه بـ الحريم .. بـ غرفة الإسترآحه الرئيسيـه مزدحمـه لآخر شبر فيهآ .. أصوآت الزعآريد عآليه وكل لسآن يسمي بـ إسم الرحمـن والصلآه على رسولـه "عليه الصلآه والسلآم" ..

مرآم أول مآدخلت حوريه ونسمـه وقربو عليهآ: مآشآلله يآبنآت وش هآلحلآ والزيـن كلـه !! اقرو الأذكآر
حوريه وعيونهآ على كميـة البنآت إللي مآتشوف ولآ غلطـه بأي وحده فيهـم .. طآحت عيونهآ على إللي جآلسه بثقه مصلبـه عمودهآ الفقري بـ إستقآمه حآطه رجل على رجـل تشرب عصير .. من الحفله إللي فآتت مآ أمدآهآ تتعرف عليهآ .. ايـه هي نفسهآ وردهـ .. ملآمحهآ حآده وصآرمـه .. بس ملفتـه .. بفستآنهـآ الشيفون الطويل بـ لونه الأصفر الصآرخ مرفوع بكتف وآحد .. شعرهآ القصير بقصتـه الـ بوي بنفس لونـه الأحمر النآري الصآرخ مزيـن بـ طوق كريستآلي لآمـع رفيـع .. حتى مكيآجهآ كآن هآدي ونآعمّ كآنت فآتنـه بعد مآ إستغنت عن نظآرآتهآ الطبيـه بـ عدسآت بـ اللون الرمآدي الفآتح ..


نسمه: هيـيي إنتي وين رحتي !
التفتت عليهآ ببلآهه مفهيه: هــآآآه
نسمه: أقول حور إقري على نفسك الأذكآر كل العيون تطآلعك .. مآلت عليهم محـد ينآظرني وآنآ آخت المعرس ! ودي الحين أذبحك حـوور جدّ حقيره أحقد عليك
مرآم وحوريـه: هههههههههههههه
مرآم: إي وآلله آلله يستر بس عليك ينظلونك الحين عآد رحتي فيهآ .. وآنتي بعد نسمه مآشآلله عليك مآفيك غلطـه عآد أنآ أحقد عليكم ثنينآتكم ههههههههه
إبتسمت حوريـه بخفـه بدون تعليـق . وهي محرجه فعلاً من النظرآت المركزه عليهآ بوضوع وبشكل ملفت
مرآم: أنآ بروح غرفة العروس بشوف شروق الحين قبل تجـي المصـوره تصور
نسمه: هههههههه أي مصوره ؟ بس مرآمـووهـ هذي ورده بتصور شوفيهآ هنآك جآلسه بروح أسلم عليهآ
برقت عيونهآ بصدمه: جد ورده هي من بتصور !!!
نسمه: إيه هذآ إللي سمعته
مرآم: حلـــووو أجل بخليهآ تصورني بـ الأول مع شروق ..
نسمه بدلع طفولي: وإشمعنآ ! بتصور أنآ بعد .. وحوريـه .. خذينآ معكـ هآآ
مرآم: لآ الحين مآحد بيدخل .. أمهآ عندهآ .. بروح آشوفهآ وآسلم عليهآ ونطلـع .. تجهزو بـ العبآيآت آوكـي !



الكل التفت على البنت إللي شهقت شهقه عآليه !
نسمه بفزع: بســم الله .. وشهو ذآ بعـد ! مآلت .. جدّ فآهيآت
وآقفه على البآب رمت الموجودآت قدآمهآ بنظرة كبريآء وتعآلي .. حضورهآ ملفـت بثقتهآ وشموخهآ المبآلغ فيه وين مآكآنت
ضيقت عيونهآ بإشمئزآز همست حوريه: دآريـــن !!
كآن شكلهآ عآدي بـ المره وأقل من أي وحدهـ موجوده بفستآن شيفون طويل وآآســع كله طبقآت كثيفه وثنيآت بـلون السيمون البآهت .. بدون حمآلآت .. سآده بخلآف زينة تحت الصدر الكريستآليه .. شعرهآ الأشقر ثلجي مرفوع كله فورمه بسيطه بدون تكلف مزينه ببنستين لآمعين من الجنبين .. مكيآجهآ خفيف بـ المره بـ الألوآن الترآبيه البآهته .. مآكآن فيه شيئ بآرز بوجههآ غير عيونهآ الوسآع بلون العدسآت الزرقآء الفآتحه والمحدده بكحـل أسود أبرزهآ أكثر ..



طآح نظرهآ على حوريه إللي تجآهلتهآ ببرود محوله نظرهآ لنسمـه .
مشت صوب نسمه بخطوآت متثآقله متبآطئه لأجل تعرف بس مين هآلحوريه إللي وآقفه معهآ , بنبرهـ هآديه: ألف مبروك
نسمه: الله يبآركـ فيك .. بـ إبتسآمه وآسعه: ومبروك لكم بعد
إبتسمت بتعآلي إبتسآمه جآمده مآكملت إلآ وإختفت وعيونهآ على حوريه .. فهمت نسمه مأشره على حوريه: هذي حور .. حوريه بنت خآلتي
رفعت حآجب وآحد بغرور: أهــآآآ .. تشرفنـآ
إكتفت حوريه بـ إبتسآمه مجآمله مصطنعه . بعدهآ إستأذنت دآرين بهدوء تطلع برآ المكآن إللي بدآ يزدحم أكثر ..
حوريه: هـــففف نسمه إحنآ بنعمل إيه هنآ ! اتخنئـت (اختنقـت) خلآص .. تعآلي نطلع برآ أحسن فين العبآيآت ! نآدي الشغآلآت ريحة العطور والبخور كتمتنـي
نسمه: إيه والله وآنتي الصآدقه .. امشي نطلـع



على البآب بخروج نسمه وحوريه إللي الكل وسـع مكآن كـ ممر لخروجهم اثنينآتهم كآن دخول النـص الحلو الثآني لدآريـن .. النآعمــه تغريـــد ..
بس اليوم انعكست الموآصفآت .. كآنت دآرين النآعمه وتغريد هي الصآرخـه .. كآنت متكلفـه بـ المرهـ بفستآنهآ الدآنتيل الأسود إللي وصل لتحت ركبتهآ .. ضيق محدد قوآم جسمهآ الأنثوي .. بـ أكمآم دآنتيل مخرمه شفآفه مغطـي صدرهآ بخلآف ظهرهآ إللي كآن كله لآخره عآري ! بفورمه كبيره لشعرهآ بلونه الكستنآئي الدآكن الطبيعي وخصل منه منسدله من جآنبي جبينهآ .. مكيآجهآ الجلآمور الصآرخ مآيقل بروز عن فستآنهآ وتسريحتهآ .. اكتفوآ بتبآدل الإبتسآمآت الخفيفـه مآبين نسمه بخروجهآ وتغريــد بدخولهآ وورآهآ نآهد إللي شآبكه ذرآعهآ بذرآع صيته أختهآ وورآهم بـ التوآلي ميسم الرقيقـه على كرسيهآ المتحركـ إللي تحركه لهآ الدآده حقتهآ .. زبيـدهـ




حوريه: أعتقد إنكم نسآيب !!
نسمه: شلون يعني !
حوريه: يعني المفروض العيلتين إرتبطو دلوقتي بس أنآ شآيفه إن مفيش بينكم أي كونيكشـن .. مش إللي دخلت دي وآحنآ خآرجين تغريد أخت شروق العروسه
نسمه: أهـآآ هي
حوريه: وآنتي أخت العريـس ! .. محدش فيكم كلف نفسه يمدّ إيده للتآني يسلم عليه ويبآرك
نسمه: لآتحطـي ببآلكـ .. امشي بـس ..
مآعلقت حوريه إلآ أنهآ التفتت ورآهآ لمآ سمعت مرآم تنآدي عليهم وهي وآقفه مع نآهد وصيتـه .
نسمه: آوكـي مرآآم بنلبـس عبآيآتنآ وبنحلقك .



بغرفـه ثآنيه خآصه فيهـم كآنت وردهـ سآبقتهم لهآ ولآبسه عبآيتهآ التفتت لهم: أهليييييييـــن .. هلآ والله
ضمتهآ نسمه بقوه: وردوووووه وحشينـي من آخر مرهـ شفتك وربي قلتلك انك نذله حتى خذيتي رقمي وقلتي بتدقين .. شآشة جوآلي مآشآفت رقمك .. عآد مآمعك رصيد خبريني ولآ عطيني رقمك أنآ آكلمك هه
ورده: ههههههههه انشغلت وآلله ..
حولت نظرهآ لحوريه وهي تضمهآ: إيه دآ إيه دآ .. إيه المرميـد القآمده أوي دي
حوريه: إنتي إللي قآمده والله .. زي القمر النهرده
ورده: قمر إيه بس بلآش مجآملآت .. دآ إنتي القمر النهرده مفيش حد ينآفسك
نسمه: شفتي يآحور يآحقيره قلتلك .. عآآآآآآآآآ ببكي الحين شوي وآموت من غيرتي
ورده: بسك عبط وآنتي بعد تخبلين اليوم ..
نسمه: إيه إيه إستمري .. كملي مجآملآت
ورده: هههههههههه وآلله مآ أكذب .. البسو يلآ عبآيآتكم بنطلع سوآ ..
التفتو للشغآلتين إللي كآنو مجهزين لهم عبآيتهم ووآقفين منتظرينهم ..
نسمه: الحين بنطلع الحديقه برآ ! فيه رجآل
حوريه: إنتي أصلاً تموتي وتطلعي برآ عشآن الرجآل
نسمه: هههههههههههه حوريه يآلخآيسه وجع


ضيقت عيونهآ بخبث: لآ لآ لآ فيه (إنّ) بـ الموضووع .. حور وش السآلفه ليش نسمه تبي تطلع برآ
خزتها نسمه بتهديد ويلها لو فتحت فمها .
حوريه: هههههههههههه لآ لآ ورده مش هقدر أقول .. دي شويه وتموتني شفتي بتبصلي إزآي (شفتي شلون تنآظرني)
ورده: مآعليك منهآ مآتقدر تسوي شي .. قولو وش ورآكم آنتو .. ورآكم سآلفه يبيلها قعدة عرب
ثبتت طرحتهآ بدبوس وهي متوجهه للبآب تفتحه بتطلع صآحـت بمزح: دآ دكــتوو أووو يآ ورده هههههههههههه
رفعت حآجب وآحد مبتسمه بعدم فهم: وشوو ! وش دكتور أو ذآ بعد
لحقتهآ نسمه بعد مآثبتت حجآبهآ: طيب يآحثآآلــــــــــــه الحين أوريك أنآ



طلعو ثلآثتهم تتوسطهم وردهـ إللي مكتفه يدين نسمه تمنعهآ تضرب حوريه .. وحوريه يدهآ على فمهآ تمنع صوت ضحكهآ لحد مآوصلو لمرآم وإللي بعدهآ وآقفه تسولف مع نآهد وصيته

مرآم: حشى مآبغيتو
ورده: والله أنآ من زمآن مخلصه بس وقفوني أنتظرهم يخلصو هم
مرآم: نسمه وش فيك تخزين حوريه كذآ وش فيـه !
ورده وحوريه: ههههههههههههه
مرآم: الحمدلله والشكر جد مآعندكم سآلفه .. آمشو آمشو بس .. أحمد وصـل الحين طلآل توه دآق عليّ .
تقدمت ورده وحوريه شآبكين ذرآعآتهم ببعض ونسمـه مع صيته إللي وقفتهآ تسألهآ عن ميسم الحين شلونهآ من بعد إللي صآر من قبل فـ الحفل .. وورآهم بـ الأخير مرآم ونآهـد .



قربت نآهد شفتيهآ الصغآر مضمومه لأذن مرآم: مرآمووه وش ورده هذي !
مرآم: هههههههه وش عليك آنتي لآتنآظرينهآ
نآهد: لآ جدّ مقدر مآ انآظرهآ وش هآلطول مآشآلله .. لآتخلينهآ تمشي يمنآ عآد روحنآ وآطيهآ
مرآم: هههههههه تدرين .. هذي ورده أطول من زوجي طلآل
نآهد: مآلت .. مب زوجك آنتي وبس وبعد أطول من زوجي بسّآم
مرآم: ههههههههههههه خلآص خلآص لآتفضحينآ الحين
نآهد: ترا آنتي إللي بتفضحينآ كل مآقلت شي ضحكتي



/
/
/



بـ الحديقه الخآرجيه .. المكآن كآن مزدحم على الجآنبين ..
اصوات احاديث كثيره مختلطه طاغي عليها صوت الموسيقى الكلاسيكيه الهاديه ..
ام طلال: ماشالله يا ام وائل عيني على شروق بارده .. هذا النسب ولا بلاش
ام وائل: واحسن منكم مافيه والله .. بس وينها دلوعتنا الصغيره نسمه ماشوفها !
ام طلال وهي تدور بعيونها بين الموجودات مو قادره تلمحها من زحمة البنات والحريم كلهم بعباياتهم اللي متغطي منهم واللي متلثم واللي كاشف وجهه: مدري والله وينها تعرفين البنات الحين اناديها تسلم عليك .. اشرت لمرافقتها من الشغالات تدور نسمه وينها


ام طلال بإبتسامه مصطنعه هاديه: الحين بتجي بس انتي بعد وينهم التوم ماشفتهم
ام وائل بإبتسامه واسعه وعيونها على بناتها الثنتين يقربو صوبهم: هه بنات الحلال .. على السيره
تغريد بإبتسامه هاديه ناعمه: السلام عليكم .. هلا خالتي
مدت يدها تسلم على ام طلال وتباركها وبعدها قربت دارين بكل ثقه .. ملامحها جامده حتى بتصنعها الابتسامه
ام طلال: ماشالله عليكم .. بس شلون توم ماتشبهون بعض ولا انتو توم مختلفين !
تغريد: لا متشابهين ومره بعد بس عاد هذي عقدة دارين ماتحب احد يشبهها حتى شكلنا اللي مالنا فيه دخل هي تبي تغيره .. بس ترا انا الطبيعيه مو هي هههههه
بادلتها الضحكه الخفيفه بطريقه كلاس وعيونها على دارين بتفحص "حتى وان كانت مصطنعه فهي تتفوق عليكي بالمره " !



ركز نظره جهة أمه بتفحص .. كانت طاولتهم على الحرف قريب من جهة الممر اللي يفصلهم عن الحريم " البنت الناعمه هذيك اللي كانت بجناح احمد أمس .. بس وش فيها شكلها متغير مره بهالمكياج القوي الصارخ .. بس هي نفسها نظرة عيونهآ "


قرب منه ولآ درى عليه .. تمّ يقلب عصير التوت بـ الكآس بين يديه بخبث: هــآه وين وصلـت ؟
نآظر بـ آدم يمـه وتوه يدرى على حآله: هــآآه !!
آدم: وين مفهـي صآرلك سآعه !
رآمز: ترا مره تبآلغ
ضربه بخفه على كتفه وهو يرمي له كلآم من تحت لتحث بخبآثه: ميزه هآلمنآسبه تدخـل سينجـل تخرج إن ريليشن ! (تدخل عآزب تطلـع مرتبط)
رآمز: وش تقول آنت ووجهك !
آدم: هههههه آشوفكـ فهيت من النظره الأولى
رآمز: لآ فهيت ولآ شي هذي أمي يآلدلـخ
آدم: والله ؟ عآد لو كل وآحد طآلع أمه بذيك النظره كآن ضمنآ دخول الجنـه
حآول يكتم ضحكه بس مآقدر: ههههههههه جد مآلك دآعي يآخي .. أقول أنآ الحين مآرح أفتك منك بروح أشوف وآئل شكله مبتلش مع هآلشيآب

أشرّ له بيده بلآ مبآلآه يصرفـه يروح وهو رآفع الكآس لفمـه بيشرب .





على طآوله ثآنيه 4 وآقفين حولهآ كلهم أطبآء .. بينهم عٌمـر وعٌـديّ ..
همس عٌمر لعٌديّ: يآخي رح شفلك طآوله وقف عليهآ بروحك
عديّ: شلون مآفهمت !
عٌمر: مآتشوف كمية البنآت .. كلهمّ يقزونك .. وربي أنآ إللي انحرجت
عديّ: وآشدرآك إنهم يقزون فيني أنا وأنا معطيهم ظهري .. يقزونك إنت يآلحبيب
عٌمر: لآ تستهبل .. نآظر ورآك بس أشوف
التفت ورآه ينآظر محل مآ أشر له عٌمر وفعلاً كآنت نظرآت مجموعه من المرآهقآت مركزه عليه حتى إن ثنتين منهم صآحو بعلـو الصوت ويديهم على فمهم .. التفت مبتسم لعمـر إللي كآن رآفع حآجب وآحد بنصـر: قلتلكـ العيون عليك .. مسآكين مآيدرون إنكـ بعمر أبوهـم
عديّ: جدّ ؟ منهو الشآيب الحين .. ترآني أصغر منكـ
عٌمر: هههههههههه لآ تذلني بهآلسنتين إللي تصغرني فيهم
عديّ: أجل لآ تعآير يآلشآيب
عٌمر: هههههههههه





بـ الجهه المقآبله .. معذبتهآ معهآ في محآوله إنهآ تشوفه اليوم ..
حوريه بتأفف ونفآذ صبر: هــفففف نسمـه بجد بلآش بيآخه أكتر من كدآ
نسمه: حور بليز اصبري بس لآتخليني .. آففففف يآربي مآشوفه وينـه كل هذولآ رجآل حشآ مو قآدره ألآحـ .......... سكتت يوم طآحت عيونهآ عليـه مبرقه عيونهآ فآتحه فمهآ بصدمـه: حـــووووووووور
حوريه: إنتي يآزفته فجعتينـي خير إن شآء الله !!!!
رفعت سبآبتهآ تجآهه بتحفظ إن مآحد يلآحظهآ: حور حور .. حور شوفي هذآك دكتور أوو .. شوفيه ورآك آه يآويل حآلي .. يآويل قلبي وش هآلعذآآب
التفتت ورآهآ تشوف هآلدكتور إللي خبل فـ بنت خآلتهآ أكثر مآهي خبله بـ الأسآس: فينـو دآ .. كلهم شكل بعض
نسمه: هذآك هو يآلززززفتــه .. هذآك الطويل العريـض شوفيه حور مآلت عليك قبل لآ يلتفت بسرررعه
حوريه: أي وآحد بـ الضبط شآوري ..
نسمه: منو هذ إللي معـه ..اوووبس .. إيه هذآآآآآك عٌمـر أخوك وآقف معـه .. هآ شوفيهم مع بعض
حوريه: فين عٌمر أخويآ مش شيفآآآآآآآه
نسمه وخلآص وصلت معهآ: العمى بعيونكـ يآلغبيه انقلعي أشوف ... مآتعرف أخوهآ بعد وآنآ إللي عرفته ...


ضيقت عيونهآ لحد مآختفو في محآوله منهآ للتركيز على عٌمر أخوهآ ... ثوآني وفتحت فمهآ بإستيعآآآب: نسسسسسممممــه شفت عٌمر شفته شفته .. هنآك هآآ .. فيه 3 معآهم ..
نسمه: وجـع .. أخيراً .. لآ مآعليكـ من الثآنيين هذآ هو إللي يتكلم مع عٌمـر .. إمشي إمشي قربي خلني أشوفه عدل وأملي عيوني من جمآله
حور: أنآ مش شآيفآه كويس .. بس متئـربيش (لآتقربين) أكتر ممكن عٌمر يلآحظ ويبهدلني
نسمه: لآ عٌمـر طيووب مره مآيسويهآ
حوريه: ولو أخ من إخوآتك شآفنآ بنبص على الرجآلــه !!
نسمه: اسمهآ أخ من إخوآني مو اخوآتـي .. حوريه لآتقهريني ترآني على أعصآبي .. أحس رجولي مو شآيلتني .. شوفيـه لبى قلبـه فديتـه
فتحت فمهآ بصدمه مبرقه عيونهآ: يخربيييييييييـــتك !! يخربيتك يخربيتك يخربيتك .. هو دآآآآآآآآ !!!
نسمه: إيه هو هآ وش رآيك
حوريه: يخربيت جمآله .. دآ مش طبيعي أنا بفكر أغير رأيي وأرتبط بسعودي لو شكله كدآ
قرصتهآ من ذرآعهآ بقوه: أقول انقلعي بس مآلت عليك لآ تنآظرينه حيآتي هذآ لي ..
حوريه بلهجه سعوديه: هـه تكفيـــيييييين
نسمه: وتحكين سعودي بعد انتي ووجهك
لعبت لهآ حآجبيهآ بإستفزآز: إيه أتحضـر للإرتبآط من هآلدكتور السعودي الوسيم
نسمه: تخسيــن مآتطولينـه .. ضفي وجهك بس اشوف


حوريه: نسمه بجد تعرفي شبه مين !!
نسمه: إيه أدري ههههههههه
حوريه: هههههههههه طيب قولي مين ؟ نشوف إذآ صح
نسمه: ههههههه إيه بيكون صح يشبه هذآك المكسيكي الحلو
صفقت يدينهآ بقوه: صــــــــــــح .. أي مكسيكي هآ قولي قولي
نسمه: مدري والله مآ اتذكر هذآآك إللي كآن بـ المسلسل يآربي وش اسمه .. هذآك إللي كآن دكتور ههههههههههه
حوريه: أيوآآآآآآه صح كآن دكتور هههههههههه هآ مين مين
نسمه: هففففف على طرف لسآني يآربي وشهو اسمه ذآآآآ .. حوريه قولي .. إيــــــــــــــه تذكرت .. ذآك إللي اسمه خوآن ميجيل فذآك المسلسل مع مآري تشوي هههههههههههههههه
حوريه: ههههههههههه صــححححح هو .. خوآن ميجيل دآ فـ المسلسل يآهبله اسمه الحقيقي ويليآم ليفـي .. بإختلآف لون الشعر ..


نسمه: جدّ إنك مو سهله لقطتيهآ .. إيه ولون عيونه بعد لونهآ فآتح شوي بس مو أخضر
حوريه: مش مهم لون عيونه أخضر أو أحمر .. بس هو بجد شكلو حلو .. وسييييييييييييم
ضربتهآ على كتفهآ بقوه: وجــع حور لآ تقزينـه .. انقلعي يلآ شوفيلك شي يشغلك .. اووووه شوفي هنآك هذي مو أمك !! خآلتي مروه وآقفه مع أمي .. ذي عآد لحظه تآريخيه !! روحي روحي شوفيهم
حوريه: تصريفــه هآآآآ .. طآآآيــــب
نسمه: إيه تصريفه مآلت أنآ الغلطآنه وريتك هو الحين تبين تقهريني مو كآفي قليلآت الحيآ ذوليك يقزونه عيني عينك
حوريه: وانتي كمآن قليلة حيآ تقزينـه
نسمه: يآشينك يوم تحكين سعودي .. ترآ انتي بعد قليلة حيآ توك من شوي تقزينـه
حوريه: هههههههه أعصآبك أعصآبك .. بس على فكره شكله كبيــــــــــــييير وأنتي لسه نونو ..
برقت عيونهآ بدهشه: جـدّ ؟
حوريه: أهــآ
نسمه: لآ مو كبير مره كآن بعمر أخوي فرآس الله يرحمه .. هو خويه مثلمآ قلتلك قبل .. آممم يعني 31 سنـه
حوريه: بشــرفك !! و 31 مش كبير على وحده 18 سنـه بس !! وبعدين 31 سنـه كآن من سنتين بعمر أخوك فرآس .. يعني هو دلوقتـي 33
نسمه: بعدك تقهرييييينـــي حور عآد لآتزيدينهآ علي .. وبعدين ترآ انتي الـثمنطآعش .. أنآ الأكبر أنآ تسعطآعش لولآ السنه إللي رسبتهآ ولآ كنت أكبرك
زمت فمهآ بتقليد لطريقتهآ فـ نطق الأرقآم: سبعطــآعش وثمنطآعــش وتسعطآعش ههههههههه
لوت بوزهآ بإستخفآف: قلتلك يآآآشينــــك لآحكيتي سعوي .. روحي روحي شوفي أمي وخآلتي وش السآلفه عندهم !



أقفت عنهآ بعد مآقهرتهآ زيآده وهي تدعي عليهآ إن أحد من إخوآنهآ يشوفهآ يعلمهآ شلون تقـز بـ الرجّآل .. غير إنهآ وآقفه قريب منهم مـرّه ... وهـ القرب إللي لآحظـه عٌمـر وعـديّ ثنينآتهم بنفس اللحظـه بس بدون تعليق .. مآيعرفون من هـي .. غير إنهآ مرآهقه مثل بآقي المرآهقآت إللي مو شآيفين خير بـ عـديّ !!





على طآوله ثآنيه بـ الجآنب المقآبل .. كآمل الشرقآوي ورآئـف المآلكـي .. حتى بهآلمنآسبه وآقفين يحكو بـ الشغل والمخططآت للمشآريع الجديده المقترحه للفتره الجآيه ..
كآن وآقف وجهه مقآبل لجهة الحريم وكآمل مقآبل له معطيهم ظهره: رفـع سيجآرته لفمـه وعيونـه تتآبعهآ .. عرفهآ من ذيل فستآنهآ الطويل من تحت عبآيتهآ ..
مجرد شوفتهآ تخطي خطوآتهآ بكل هآلغنـج زآدت من تدفق الأدرينآلين دآخله .. كلهآ أحآسيس جديده .. عآطفـه جديده مقبلـه عليـه من بعـد رفـض قآسـي لهآ طوآل سنوآت كثيرهـ مرت من قبل !


/
/
/


ام طلآل (أم رآئف) وعيونهآ على حوريه بصدمه وذهول وهي تقرب صوبهم ..
حوريه: السلآم عليكم
ام وآئل رمشت أكثر من مره بتنآحه .. وهمست بخفه: وعليكم السلآم .. اللهم صلي على النبي .. مآشآلله عليك منو هذي يآم طلآل ..


ابتسمت أم طلآل وهي تأشر بيدهآ على أم عٌمـر جمبهآ: هذي حوريه .. بنت أختـي مروهـ أم عٌمـر
أم وآئل: لآ لآ مآشآلله تبآرك الله .. جد حوريه وهي حوريه
إبتسمت بخجل منزله عيونهآ للأرض .. هنآ دآرين حست بـ الإشمئزآز: إحمّ استأذنكم أنآ .. بشوف حـرم أستآذ سعود العبدالله ..
قربت من بنتهآ ضمتهآ وهي تقرآ عليهآ ..
حوريه: مآمــآآآآ خلآص هههههههه
أم وآئل: لآ مو خلآص .. خلهآ تقرآ عليك وترقيك ... مآتدرين الحريم وعيونهم وش سوآتهآ



من أول دخولهآ كآن متآبعهآ بشكل مو ملحوظ .. من ثآنيه لأخرى كآنت عيونه تتآبعهآ بشغف .. ضيعهآ للحظه بين الحريم ورجع لقطهآ من فستآنهآ السيمون الطويل المتدلي بأشبآر من تحت عبآيتهآ .. إنحنى على خط فمه شبه إبتسآمه وهو يتذكر شكلهآ " واضح انها تحسنت وطآلبت جروحهآ " ..
كآنت تمشي بكل ثقه وشموخ بين الحضور .. شكلهآ إجتمآعيه .. لهآ شخصيه ملفتـه ملحوظـه .. قليل مآتضحك أو تبتسم .. حتى وإن جآملت بـ إبتسآمه صفرآء فهي مآتتم إلآ وتنمحـي ..
تذكرهآ وهي طآيحه بـ الأرض ذآك اليوم بـ الإستقبآل ووآئل منهآل عليهآ ضرب .. مآبكت ولآ تأوهـت .. حتى عقدة الحآجبين مآتقطبـت .. أي قوه وعزة نفس هذي اللي تملكينهآ يآ دآريـن ؟!


/
/
/


على نفس الطآوله إللي تركهآ رآمز بعده وآقف بروحه مبتسم وعيونه تفترسهآ بنظرآت جشعه خبيثـه ..
وبـ المقآبل فـ الجهه الثآنيه كآنت مبتسمه لنظرآته اللي كلهآ جوع لهآ .. محآوله تدآري هـ الإحسآس إللي أشبه رغبتهآ بكلآمهآ المو مفهوم أبد مع مرآم أختـه ..
وآئل: شف شف ذآ وش فيه بعـد وين ينآظر هالخايس جالس يقز بالحريم
رآمز: لآ ومسكهآ على ذله يوم إني أنآظر
وآئل: وآنت بعد تنآظر !! وآلله آنكم مب رجــآل !


رآمز: هههههههه مآلك شوفه تشوفهآ الحين بتتسلى علينآ .. قسم اني أنآ الغلطآن أنقذتك من هآلشيآب وسوآلفهم إللي مآتخلص عن بطولآتهم بـ الصحرآ زمآن
وآئل: وش هآلكلام تمرجل بس اشوف .. نطـق هـ الكلمه وبثآنيتهآ طآحت عيونه عليهآ .. متلثمـه .. بيدهآ كآسة عصير فيهآ شآليموه تشرب منهآ من تحت لثمتهآ .. ورآهآ وحده تحركهآ .. عرفهآ من كرسيهآ المتحرك .. رآفعه رآسهآ لفوق قبآلهآ تكلم وحده من الموجودآت ..
رآمز: الله الله وبنظره وحده اختفت رجولتك يآشيـخ !
خزه بحـده وتهديد: رآمــــــــــز !!!


هز رآسه بـ إلإيجآب مأشر بيده على فمه إنه مآرح ينطق كلمه وهو كآتم ضحكـه .. بعدهآ التفت محل مآ آدم مفهـي .. ضربه بقوه على ظهره: وآنت محد قآلك إنك زودتهآ !!
عقد حآجبيه بإستفهآم: وشهـو !
رفع رآمز حآجب وآحد مأشر نآحية مرآم اللي كآنت مغطيه وجههآ بنقآب ونآهد الملثمـه ووحده ثآلثه بعد معهم كآنت كآشفه وجههآ: وش لك ببنت عمي يآقليل الدســم !
وآئل: قليل وشهو ! الدســم ! ههههههههههههه يآخي ترآك تعجبني وآنت بدوي .. آدم طلبتك استفزه أكثر خله يطلـع البدوي الصغير المدفون دآخله
رآمز: غصبن عنك إنت ويآه .. وآنت يـ الحبيب " موجه كلآمه لـ آدم " مو عشآن تقآبلتو وتكلمتو ذآ يعطيك الحق آنك تقـز فيهآ .. لآ وقدآمي بعـد يآعديم الرجوله .. عديتهآ لك قبل قلت مآكنت تدري توك .. بس شكلك مآخذ الموضوع حلآ


قرب وآئل محوط بذرآعه كتوف رآمز إللي استشعر الجديه بنبرة صوته .. وآضح إنه مآيمزح وآدم يستفز الصخـر ببروده بس لآقفلـت معه يصير يتغآبـى: خلآص رآمز وش بلآك .. آشفيك ع الرجآل .. امش امش بس .. تعآل بعرفك على شريكنآ الجديد .. نسقنآ مع بعض مخططآت وأفكآر تصآميم لـ 2014 جديدهـ .. تعآل .. تعـــــآآآآآآل .. شده من ذرآعه وهو بعده يخز آدم بنظرآت سميّــه حآده
رآمز: إيـه أحســن بعـد
مشو وعيون آدم عليهم ببروده المعتآد .. بس مآهوب فآهم الكلآم من رآمز .. للحين يحسـه مـزح ! : وشو بنت عمه ذي !
رجع نآظر مكآن نآهد.. بعدهآ وآقفه مع مرآم أخته ووحده ثآلثه طويلـه كآشفه وجههآ .. ضيق عيونه بتدقيق أكثر .. ثوآني وفتح عيونه بصدمــــــه !
أعرض بحده عنهـم يسب ويلعن نفسـه: وش هآلموقف .. الحين صدق رآمز .. فعلاً هذي بنت عمـه إللي خبرته عنهآ يوم شفتهآ ذآك اليوم بمدخل العمآره .. لهآلدرجه يآنآهــد مآشـوف غيرك !!!


/
/
/


لحظـة صمـت فجآئـي بـ المكآن كلـه .. مآغير صوت الدفوف والتهليـل والصلآة على النبـي "عليه الصلآه والسلآم"
عيون الكل تتآبعهم بـ إبتسآمه .. معآذ المآلكي "أبو ورده" وكتفـه بكتـف المعرس .. أحمـد ولد أخوه المتوفـي "شبيـب المآلكي" ..
بخطوآت ثآبته متأنيـه كآنو يخطوهآ على السجآده الحمرآء بـ الوسط .. قآبلهم بـ آخر الممر .. أبو وآئـل ووآئــل .. سلمـو وبآركو لبعـض وسط تهليل صآرخ .
انفـض بعدهآ المكآن بدخول كل فئـه لمكآنهآ بـ القآعآت الدآخليـه المنفصلــه .





======
-----------
======




بصبآح نيويوركـ البآكـر ...

انتفض جسمه من على سريره مضيق عيونه .. معقد حآجبيه له اسبوع على هآلحآله حيآته مقلوبه مسحوب منهآ الرآحه: آآخ يآرب وش هآلأمصيبه إللي بليت نفسي فيهآ هففففففف
بعد الغطآ بقوه عنه رمآه بـ الأرض وقآم من على سريره خآرج من غرفته للصآله وعيونه على البآب المشترك بينهم بقهر: قدرني يآرب أمسك اعصآبي لأرتكب فيهآ جريمه
قرب من حوض الألمونتآل ورآ المشرب عنده وصب له كآس مويه .. مرّ اسبوع من بعد انتقآلهآ للشقه وبنفس الوقت كل يوم من 5 الصبآح لـ 7 يرتفع صوت اغآني تحميه لدرجة تسبب ذبذبآت بـ الأرض والجدرآن ..


سكت الصوت لثوآني أخذ فيهم نفس عميق مغمض عيونه برآحه انتفض بعدهآ جسمه وطآحت الكآسه من يده صارت بودره كريستآل لمآ رجع الصوت من جديد وآشتغل فجأه بصوت صآرخ .. نآظر بقطع الكآسه المكسره بـ الأرض وهنآ جنّ جنونه أقصآه وصآر يضرب البآب مآبينهم برجوله بقوه ولآآآآآآآآ هي دآريه !
خرج من شقته وصآر يدق جرس شقتهآ بشكل متوآلي بدون توقف .. فتحت البآب بقوه معصبه: what da hell is daat !!! (مآهذآآآآ بحـق الجحيـــــم !!!)


تبدلت ملآمحهآ الغآضبه بثوآني أول مآشآفته وآقف قدآمهآ مسند ذرآعه على إطآر البآب واليد الثآنيه على الجرس منزل رآسه للأرض ببنطلون ريآضي خصر وآطي جزء من بوكسره الدآخلي أصفر اللون ظآهر صدره عآري .. رفع رآسه بملآمح بآرده .. عيونهآ على صدره مبرقه وفآتحه فمهآ ببلآهه .. نظرآتهآ الطفوليه له غيرت مزآجه الغآضب بثوآني: أدري إن جسمي مثير بس لهآلدرجه !!!
هآلجمله العربيه بـ اللهجه الخليجيه كآنت سطل الثلـج إللي انكب على رآسهآ .. كآنت المره الأولى إللي يحكي معهآ فيهآ بـ العربي من أول تعآرفهم وطول الإسبوع إللي فآت كآن صيآح وسبآب أجنبي .


بعدهآ الصدمه مثبتتهآ بمكآنهآ لحد مآدفهآ من كتفهآ الأيمن بأطرآف أصآبعه دآخل شقتهآ ودخل بعدهآ .. مدّ رجله لطرف البآب من ورآ ظهره وقفلـه .. مع كل خطوه يخطآهآ قريب منهآ كآنت هي ترجع خطوه بظهرهآ لحد مآلصقت فـ طآولة المشرب .. بدون أي إعتبآر لأي شي ألصق جسمه العريض بجسمهآ النحيف ..
ضغط بسبآبته أسفل ذقنهآ ورفعه لفوق: وفمك هذآ مو نآويه تسكريه !


توهآ تستوعب أول مآجرى ريقهآ بحلقهآ من سكرلهآ فمهآ رفعت يدهآ النحيفه تبعد يده عن فكهآ شدد قبضته على كف يدهآ الصغير بقوه .. حسّ برعشة جسمهآ الوآضحه وتوترهآ من رمشة جفونهآ المتتآليه .. نزل عيونه لصدرهآ إللي كآن ينتفض بكل نفسه تشهقه أو تزفره ..
بيدهآ الثآنيه شدت البودي الأبيض الفيزون لفوق تدرآري مفرق صدرهآ .. رفع عيونه لعيونهآ وعلى طرف فمه إبتسآمه خفيفه سآخره: فيه شي أصلاً عشآن تدآريـه !
حطت يدهآ على صدرهآ مقعده حآجبيهآ بقوه ضآغطه على شفتهآ السفلى بقهر وبعدهآ أنفآسهآ حآده متسآرعه وهو يحس بقلبهآ إللي بيخرج من مكآنه .. همـس: وبعديـن ايش فيك خآيفه كذآ ؟
فك يدهآ بهدوء وبعد عنهآ خطوه لورآ رمآهآ بنظره استخفاف سريعه من فوقهآ لتحتهآ: مآعندك شي ينخآف عليه أصلاً

أقفى عنهآ ببرود وصل للسمآعآت الثلآثيه مدّ يده فصل سلك الصوت: إذآ سمعته مره ثآنيه بهآلشكل وبهآلوقت أبكسره فوق رآسك .. فآهمه !
لآ إرآدياً حركت رآسهآ بآلإيجآب بقوه وعيونهآ مدمعه .. قرب منهآ ويده ورآ أذنه مضيق عيونه بإستنكآر: إيـش !! قلتـي شي !! مآسمعـــت !
صآح بوجههآ لمآ مآلقى ردّ: لمآ أسألك فآهمه أو لآ .. تردين تقولين فآهمـه
بنبره مهزوزه مرتجفه وبعدهآ الدموع معلقه بمحجر عيونهآ: مووو .. موو قصدي وااا .. واالله .. أ.. أأأنآ أعمل تمآريني بـ الصبآح زي مآتعودت

مسكهآ من حمآله البودي إللي مآتستر غير صدرهآ بس .. شدهآ لفوق: إيـش !! تمـآريـن !! قلتيلي تمآرين !! التمآرين هذي إللي أعرفهآ تكون بـ الشآرع والهآندفري بأذآنك مو بـ الشقه وقآلبتهآ نآيت-كلـوب على هآلصبآح
هزت رآسهآ بـ الموآفقه وعيونهآ مآليهآ الخوف هآمسـه: اوكي اوكي بطلـع للشآرع
نجم: ومين قآل انك بتطلعين للشآرع !! لآ بـ الشقه ولآ بـ الشآرع
رجع رمآهآ بنظرة إشمئزآز: إيش فيك أصلاً عشآن تسوين تمآرين
كآنت مثل السمكه برآ حوضهآ بين يديه: فآهمه .. فآهمه يآستــآر والله
ضيق عيونه بإستنكآر: إيــش !! ستـآر !! هـه من جدك إنتي ولآ تستهبلين !
شدد ع الكلآم من بين أسنآنه بهمـس: إسمــي نجـــم .. إسمـي إيـش !!
ليلآ: إسمك نجـم

صآحت بـ الآهـ بعد مآفك حمآلتهآ بسرعه طرقعت على كتفهآ .. بهدوء ربت على كتوفهآ الثنتين متجآهل حركته لهآ إللي آلمتهآ: شطـوره .. إيه .. قبل أنسـى .. موضوع انك ترجعين من الشغـل تفتحي التلفزيون وتنآمين عنده مخليته شغآل يهآتي مع نفسه وحضرتك ولآ الهوآ بس مزعجتني ! لآ يآحلوه مآبي كذآ .. فآهمـه !!
همست منزله رآسهآ بـ الأرض: فآهمـه
مسك رقبتهآ بكف يده مقربه منه .. طبـع بوسـه خفيفه على خدهآ .. مقفي عنهآ بخطوآت إستعرآض بآرده
رمت نفسهآ ع الكنبه وهي تنآظر ببآب شقتهآ بعد مآخرج منه .. تمت تعيد ببآلهآ الحوآر إللي توه صآير .. مين هآلشخص الغريب !! هذآ جآرهآ الأجنبي ستـآر !! الحين هو جآرهآ نجـم .. عربـي .. ايه عربي مستحيل يكون أجنبي أبدّ !




======
-----------
======


يتبــــع ...

:::

~FANANAH~ 10-08-16 05:26 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======



بـعيد عن صبآح نيويورك .. بـ ظلآم الليل فـ السعوديـه .. وبعـد مرور إسبوع من حفلـة الزوآج إلي مآهدآ الحكـي عنهآ ..

كآنت نآيمه على ظهرهآ رجل على رجل عيونهآ معلقه بجبسيآت السقف تلف أطرآف شعرهآ المموج على سبآبتهآ والهآند فري بأذونهآ: بس ليه قطعوا شهر عسلهم دآ مكملوش اسبوعين
نسمه: مآدري فيه شغل لرآئف برآ لآزم يسآفر ومآفي غير أحمد فـ إضطر يقطع إجآزته
حوريه: وهو أحمد بيفهم فـ الشغل دآ !


نسمه: لآ مآله فيه هو محآمي المجموعه بس رح يمسك الإدآره مؤقتاً لحين مآيرجع رآئف ترآ عمي كآمل بعد بيسآفر معه ولآ كآن هو إللي مسك الإدآره من رآئف
حوريه: آممم طيب نسمه خلآص النهرده الجمعه بآبآ وعٌمـر عندنآ بنتجمـع
نسمه: هففف بغيتك معآي وبعدين خلآص كلهآ هآلإسبوع وبتطيرين لمصـر وبظل لوحدي
حوريه: قلتلك تكملي درآسة جآمعه كنتي تيجي معآيآ مصر ندرس سوآ وأكيد مكنش حدّ هيمآنع يعني
نسمه: أووووففف لآ انا مو رآعية درآسه مآبغى أكمل يعني وش بسوي لآكملت جآمعه بعد !! ولآ شيّ شهآده بـ الدرج زي قلتهآ
حوريه: أقلو وقت ضآيع فـ الدرآسه يعني طول السنه هنعمل إيه !
نسمه: وإللي يعآفيك سكري على هآلموضوع ممكن أفكر فـ موضوع الدرآسه بعد هآلسنه بس الحين مآبي أبدّ أكمل توني مخلصه ثآنوي أبي أجآزه طويييييييلــــه بس أحسهآ بتكون كئيبه بدونك يآلخآيسه .. أفكر أتقرب من تغريد هذي


حوريه: تغريد !! وإشمعنـآ ؟
نسمه: هههههه فآشله مثلي .. أحس إنّآ نشبه بعض
حوريه: بس مش أكبر منك !!!
نسمه: أيوه طبعاً أكبر وبـ 5 سنوآت بعد عمرهآ 24 بس بطلت درآسه بعد ثآنوي مآكملت جآمعه وصآرت ظل لأمهآ بكل مكآن ومعروفه عن دآرين
سألت بفضول: طب ودآرين إيه يعني !!
نسمه: لآ تذكريني كل مآجآ طآريهآ أتذكر رآئف أخوي ههههههه مسكين
حوريه: مآلو رآئف ؟


نسمه: هههههه ورطـآن .. أمي تبي تخطبله دآرين طآيره فيهآ من يوم شآفتهآ بزوآج أحمد أخوي تقول طنجره ولقت غطآهآ فيهآ كل الموآصفآت القيآسيه إللي تنآسب رآئف
حوريه: طيب وبدآم فيهآ كل الموآصفآت القيآسيه فين الورطه !!
نسمه: يآهبلـه أمي هي إللي تشوفهآ كذآ بـ النسبه لرآئف يعني تعليمهآ وشهآدآتهآ كله بـ لندن وتدرس بعد مآجستير الحين .. وشخصيتهآ بعد قيآديه قويه النوع إللي يحبه ممكن يعجب رآئف .. أووو بـ الأصح النوع إللي يقدر يتعآيش معه يعني متشآبهين بشخصيآتهم رح يتحملو بعض ههههه
حوريه: أهـآآآآآ يعني همآ متفقين ودآرين وأهلهآ موآفقين بس المشكله عند رآئف
نسمه: أيـوآآآآآ بـ الضبط
حوريه: نسمه نسمه بعدين نكمل عٌمـر وصل شكلـو
نسمه: اوكي سلميلي عليه وعلى خآلتي مروه مررررره
حوريه: اوكي بآي



برآ غرفتهآ بـ غرفة المعيشـه بسيطـة التصميم بـ اللون الرمآدي الفآتح والأصفر الليموني .. موزع فيهآ فوتيهآت إسفنجيه بـ اللون الأبيض المزينه بمخدآت فآيبر صغيره بألوآن صآرخه متعدده , قبآل شآشة تلفزيون عريضه: وينهآ حور كل ذآ !! اكيد ع الجوآل
زفرت بقلة حيله: وآنت الصآدق
على بآب المجلس يديهآ ورآ ظهرهآ تطآلعهم بنظره طفوليه وهي مآده شفآيفهآ الصغيره المطبقه ترمش بعيونهآ .
عٌمر: بدري !!


قربت منه جلست على رجوله محوطه كتوفه بيدينهآ ضآمتـه: من إمتى وإنت هنآ ؟
جآرآهآ بلهجه مصريه: دنآ خلآص هروح حآلن أهو
حوريه: لآآآآ بجـد ! معلش كنت مع نسمه ع الموبيل
أم عٌمر: كالعآده يعني
حوريه: آه صح بتسلم عليكي كتير .. حولت نظرهآ لعٌمـر بتشديد طفولي ..وعليك إنت كمآآآآآآن
أم عٌمر: الله يسلمهآ .. هآآ بعدهآ مصرّه مآتكمل جآمعه
حوريه: متخلفــه بجد عآيزه تكون ظل لأمهآ
عقد حآجبيه بإبتسآمه: وشـوو !! هههههه وش ظل أمهآ ذآ يآمـه !!
بآدلته الإبتسآمه: والله مآدري اسأل اختك .. وإنتي بعد قومي من على رجوله تعبآن طول يومه بـ المستشفى مو نآقصك
عقدت حآجبيهآ مآده شفآيفهآ مبوزه بإصطنآع: طيب خلآص هقعد جمب بآبآ حبيبي إللي ولآ دآري عنّآ .. هفف نفسي أشوفو مره قآعد قعده طبيعيه زينآ بدون مآشوف ولآ ورقه فـ إيده !!
إبتسم وعيونه ع الأورآق بيده: هآآ يآمو لسآنين جهزتي نفسك
حوريه: طآآآآآآبعـــــــــاً


أم عٌمر: شوفو البنت مآصدقت وبتسآفر
كآمل (أبو عٌمر): لآ وفـ رحله خآصه كمآن
حولت نظرهآ له بإنتبآه مستفهمه: خآصه !!! إزآي
كآمل: رآئف ابن خآلتك مسآفر مصر على آخر الإسبوع ومنهآ على لندن .. جيتي على بآلي طلبت إنك تسآفري معآه ع طيآرته الخآصه أنآ مش هعرف أنزل على مصر لآزم أسبق على لندن الأول وهو ممآنعـش
حوريه: اهـآآ أوكي مش مهم إزآي هـروح ولآ مع مين أروح المهم اني هنزل مصر آآآخيييييراً .. بس شغل إيه دآ بدونك إنتو مش شركآء ولآ هو نآزل مصر يغير جو ويفكر فـ الجوآزه ههههههه
نزل الأورآق من يده على الطآوله ورفع نظآرته لعيونه: أي جوآزه !
أم عٌمر بإندهآش: لآتقولينهـآ !!
رفعت كتوفهآ بلآ مبآلآه: مش عآرفه .. خآلتـي ( هيّـــآ ) عآوزه تخطبلو دآرين .. أخت شروق إللي لسه متجوزه من أحمد


أم عٌمر: مآشآلله الأختيـن للأخيـن
حوريه: آمممممم شكلـو كدآ
كشرت بإستنكآر: ومآلقت غيرهآلدآرين .. أختهآ توأمهآ أحسن بأخلآقهآ
بسخريه وهي تقلد نسمـه بوصفهآ لدآرين: لآ .. تقول دآرين ليهآ شخصيه سيدة المجتمع الهآآآآي كلآآآآآآآس إللي تنآسبهم .. أمآ تغريد فـ تآفهه وظـل أمهآ زي الست نسمه مآهي حآبه تعمل ..
بنبره خآفته بعد مآشحب اللون من وجهه .. عٌمـر: والموضوع تمّ !! رآئف موآفق ؟
حوريه: هففف واحنآ هنفضل الليل بطوله نتكلم عنهم !! معرفش الكلآم بين الحريم ودآرين مش ممآنعه بس مفيش أي حآجه جدّ حصلت ولآ كلآم بين رجآله لسـه ..


قآطع حكيهم الشغآله بعد مآخبرتهم أن عشآهم جآهز
عٌمر: يمـه
برقت بتهديد: ولآ كلمه قوم قدآمي بتتعشى
عٌمر: مآلي نفس والله يآمـه لآ تضغطي علي
حطت كف يدهآ على خده المنبت بشعرآت ذقنه القصيره: وش فيك يآعٌمر وانا امك !! وجهك متغير تعبـ .....
قآطعهآ بهدوء وهو يهز رآسه بـ النفي: يآغآليه أنآ طيب مآفيني إلآ العآفيه بس مآلي نفس والله
مسكته من معصمه وهي توقفه: طيب بس تعآل إجلس معنآ ع السفره لأجل أبوك وأختك
وقف بتعب وقلة حيله: أمرك
إبتسمت له بدفى هآمسه: الله يسعدك



======
-----------
======


يوم ثاني جديـد .. شآرف على مغآرب شمسـه


بـ الكآفيتريآ المزدحمه بـ تصنع للهجه المصريه: محموود زبـط الوش كويـس
نآولهآ الصينيه مبتسم .. أخذت نفس عميق مبتسمه وهي تنآظر بـ كوب القهوه وحبتين الدونآت المغلفه بـ الشوكلآته متوجهه لمكتبـه .. من أول يومه وهو مب في المود أبدّ وكل مآشآف أحدّ عصب عليه وهذي هي المره الأولى إللي تشهده بهآلحآله تسآءلت بخآطرهآ: يآترى ممكن كوب هآلقهوه والدونآت يغيرو موده !! بس هو ليش متغير كذآ !
وصلت لبآب الغرفه وإللي كآن موآرب بفتحه صغيره قبل لآتدخل زفرت نفس هآدي: آآآآههـ لطفكـ يآرب


......: كل ذآ عشآنهآ ! متى أمدآك تتعلق فيهآ هآلكثر !
عٌمر: مدري والله يآعديّ صدقني مدري
عديّ: صدقني أنت هذي مجرد نشوه مؤقته بتآخذلهآ يومينهآ وتروح .. لأنه مبني ع العدم أساساً .. لآ تسويلي فيهآ حركآت أفلآم وقصص وروآيآت وحب من نظره أولى وهآلخرآبيط
ضحك بتعب وهو يزفر نفس بقلة حيله: هههه وهذآ إللي أحآول أقنع نفسي فيه من أول يوم شفتهآ فيه هنآ .. حسيت بشي غريب رفضته وطردته من بآلي بس بحفل الزوآج لآ إرآدياً كآنت عيوني تلآحقهآ .. صدقني مآكنت حآسس بأحد غيرهآ موجود بـ المكآن ! وإللي صعّب علي هآلإحسآس سآلفة إرتبآطهآ بإبن خآلتي .. مو قآدر أشيله من بآلي .. أحس بجوفي يحترق وعقلي مشلول !


رفع نظره لعديّ إللي كآن مطبق فمه وزآمّ شفآيفه بقلة حيله على إللي يسمعه منه: عـديّ .. مدري اشبلآني .. احس حآلي مرآهق أتكلم بدون وعي كلآم مآيصح ينحكى .. آآآآآآآآخخـ .. غمض عيونه مخبي وجهه بيديه
عديّ: طيب سآلفة الإرتبآط منتهيـه ولآ هو مجرد كلآم مبدئي بس
عٌمر: عديّ بـ الله عليك وبإيش رح تفرق ! حتى لو مآتمّ الموضوع صعب إني أخوض فيه .. خلآص انحسبت أنهآ كآنت بتكون لأحد من العيله ومآتمّ مآيصير أنآ إللي أتمم من نآحيه ثآنيه !



ورآ البآب تحس الجو بردّ فجأه .. سكـن الصوت فجأه .. كل شيّ جمد حولهآ وطآلهآ بهآلجمود .. تبي تتحرك من مكآنهآ .. تجري .. تبعد .. تختفـي .. مو قآدره .. طيب ليـش ؟ وهي بإيش كآن يهمهآ ؟
عديّ: طيب قوم نكمل بـ الطريق أنآ خلصت دوآم وإنت بعد شكلك كذآ
عًمر: لآ بآقي سآعه وأخلص روح إنت .. أبي أجلس بروحي شوي
عديّ وإللي يعرف خويـه عٌمر إحترم رغبته ومآضغط وأصرَ عليه .. وقف من كرسيه المقآبل لعٌمر وربت بقوه على كتفه: هونهآ على حآلك يآعٌمـر وأنآ أخوك
بقلة حيله همس: يصير خير إنشآلله


بعدت عن البآب بخطوآت متسآرعه بعد مآتركت الصينيه جمب البآب .. مهروله في ممرآت المستشفى البيضآء .. دموعهآ متحجره معلقه بأهدآبهآ .. تدور بعيونهآ مكآن منزوي تستفرد بحآلهآ فيه ..


مآصدمهآ إللي سمعته .. مآكآنت صدمتهآ بإكتشآفهآ حقيقة مشآعر عُمر .. صدمتهآ كآنت بإكتشآف حقيقه مشآعرهآ هي تجآه عٌمر ... هذي العآطفه بدآخلهآ كآنت لعٌمـر ! هذآ هو إللي إسمه حٌـب ! آشكثر أقنعت نفسي بأن السآلفه سآلفة تعودّ .. شخص مرتبطه فيه بأغلب وقتي وأغلب تعآملآتي ... أو أنه مجردّ أعجآب بشخصيته القيآديه لكنهآ دآفيه وحآنيـه .. المرونـه فـ جديتهآ .. والجدّ فـ مرحهآ .. مآهو الشخص الوسيم .. الجذآب الملفت بملآمحه أو جسمـه .. كآنت جآذبيته مكنونه بشخصيته .. بتعآمله .. بكلآمه .. بنظرة عيونـه .. بـ الدفآ والحنآن بنبرة صوتـه .. ليش حسيت بإحرآج من إعترآف عٌمر بحقيقة مشآعره لبنت ثآنيه ؟ كآن إحرآج من نفسي .. من مشآعري أنآ إللي توني إكتشفتهآ له ! ويلك من قلبك يآصيتـه !



وقفت قدآم بآب مكتبه .. التفتت يمين ويسآر مقطبه جبينهآ بتسآؤل: وش إللي جآبني لهنآ ؟!!!
فتحت البآب وآربته لآخره بدون مآتسكره بعد مآدخلت .. شدت الستآره البيضآء عليهآ صمت إستمر لثوآني إنتهت بيدهآ الثنتين على فمهآ بقوه تكتم صوت شهقآتهآ المبحوحه ..



دف البآب بهدوء وهو يفصخ البآلطو حقه .. التفت جهة السرير مضيق عيونه معقد حآجبيه وهو يسمع أنآت مكتومه .. رمى البآلطو من يده على الكرسي متوجه للسرير بخطوآت متثآقله متردده .. بعد الستآر وعيونه على هآلجسم الصغير المكوم على نفسه ... وجههآ للجدآر معطيته ظهرهآ ضآمه رجولهآ لصدرهآ همس بخوف: صيتــه !!!
انتفض جسمهآ بمجرد مآلآمست يده كتفهآ واستوعبت صوته .. وجههآ مغرق دموع ومخآط أنفهآ سآيل على فمهآ مثل الأطفآل .. بنظره طفوليه بريئه مصدومه نطقت بطريقتهآ الغريبه بتضخيم إسمه: عٌـــدَيّ !
بعدهآ نظرة الخوف والقلق متمكنه من ملآمحه: صيته شفيـك ! تعبآنه !


مسحت مخآطهآ من على فمهآ بكم البآلطو حقهآ: إنتَ .. إنـ .. إنت إيش تسوي هنآ ؟
عقد حآجبيه بإستنكآر: هذآ مكتبي .. إنتي إللي وش تسوين هنآ ؟
مسحت المكآن بنظره سريعه توهآ تستوعب هي وين: آآآ .. آآآنـ .. آآنـآآ .. إنـت .. إنت مو إنتهي دوآمك !
نزلت رآسهآ للأرض وصآرت تمسح عيونهآ بعنـف .. مسك يدهآ بقوه نزلهآ: شوي شوي بعدين تأذين عيونك
صيته: آسفه دكتر عٌديّ .. حسبتك .. حسبتك خلـ .. خلـصت دوآمك وطلعـت .. موو .. مو قصدي والله آآآ .. آآدخل مكتبك دون علمك وإذنك


قآطعهآ بهمس: آشششش مآيهمني هآلأكلآم .. علميني الحين وش فيك !
وقفت قدآمه الوقفه إللي تكرههآ وإللي تظهر قزآمتهآ قبآل طوله الفآرع وعرض منكبيه الملفت .. ابتسمت بتوتر: لآ بس .. بس حسيت نفسي ضآيقه شوي .. يعنـي كلآم ممرضآت ضآيقنـي ووو ...وو .. عآدي يعني مآصآر شي
رفعت رآسهآ له مكتف يدينه مضيق عيونه بعدم تصديق وآضح للي تقوله بدون رد .. كملت بتأكيد: أقول الحقيقـه

رفع حآجب وآحد وهو يحرك لسآنه دآخل فمه: امممممم والله مستغرب .. مو هذي صيته إللي من كم يوم بس وآجهتهآ بكلآم الممرضآت وكآن ردّ فعلها غير إللي اشوفه الحين !!
حست حآلهآ اختنقت من تلميحه .. ضيق عليهآ وهي مب بحآله تسمح لهآ تدآري وتكذب .. تعرف نفسهآ بتنفضح أكثر
استنطقهآ بدفى وآضح بصوته: هــآآ ؟


هنآ انهآرت لآ إرآدياً .. انثنت رجولهآ تحتهآ بتنزل للأرض .. ولآ إرآدياً هو مسكهآ من مرفقهآ بس كآنت خآرج شعورهآ وإرآدتهآ وتحكمهآ بنفسهآ مآقدرت توقف على رجولهآ .. رجعت نزلت للأرض
مآعرف شلون يتصرف إلآ أنه شدهآ من يآقه البآلطو حقهآ .. حس بأنفآس صدرهآ اللي تعلى وتهبط وسط شهقآتهآ وبكآهآ الحآد .. مآقلّت هـ الحده عن حدة ضربآت قلبـه وعنف نبضآته بكل شريآن
أطبق فمـه المشدود بقوه مضيق عيونه بحده بعدمآ تسللت ريحتهآ الغريبه الأشبه بريحة المعقمآت لأنفآسه من طرحتهآ البيضآء وهي تهمس إسمـه بترجـي بآكيـه: عٌـــــــدَآآآيّ
بنبره هآمسه خآفتـه: آشـــششششش !!



======
-----------
======



صبآح مصري جديـد بـ اليوم المنتظر لهآ .. كآنت قدآم مرآيتهآ العريضه تحط اللمسآت الأخيره بنسـه كريستآل لآمعه رفعت بهآ جزء من غرتهآ على جمب وهي تخلل أصآبعهآ الطويله في خصلآت شعرهآ الأحمر النآري القصير: أيييييوه كذآ تمآم .. آآآآآآآآه أخذت نفس طويل وهي ترمش بعيونهآ الوآسعه: آه يآرب أقدر أتحمل هآلعدسآت حآسه كأنهآ حصوآت بعيوني !



كآنت أنيقه بمظهر غير مظهرهآ الذكوري التقليدي المهمل بسكيني قمآش بـ اللون الأخضر البحري وقميص شيفون أبيض خفيف وعليه جآكيت رسمي قمآش بـلون السيمون .. عيونهآ لآمعه بـ العدسآت الشفآفه إللي بدلتهآ محدده بكحل أخضر أبرز اللون الدآكن لعيونهآ وقلوس وردي فآتح حدد شفتيهآ المنتفخه لفمهآ الوآسع ... كآنت أنيقه بمظهر بسيط .. رفعت بوكهآ الأبيض متوجهه للمعرض الفنـي .



/
/
/


فـي المعرض المزدحم بـ الزوآر والمصورين وأصحآب المشآركآت ولجآن التقييم والرعآه الرسميين .. دخل من البوآبه الزجآجيه العريضه إللي تنفتح الكترونياً بـ إستشعآر المرور من خلآلهآ .. استلم ورده طبيعيه مغلفه من موظفآت الإستقبآل على البوآبه بـ إبتسآمه عذبه عريضه .. كآن شكله أنيق بمظهر كلآسيكي ببدله إيطآلي سودآء بجرآفه كحلي ستآن بدون جآكيت .. عيونه تدور على مشآهد الوآقع المصوره والمحصوره دآخل اطآرآت استيل ذهبيه لثورآت العالم العربي ابتدآءاً من تونس ومصر بعدهآ ليبيآ واليمن وسوريآ ......
كل ركن من المعرض كآن مخصص بمعروضآت مصوره لإنتفآضة شعب لإسقآط حكم دوله .
قرب من زآوية ركن سوريآ وإللي كآنت هي موضوعه والصوره إللي إختآرهآ من مجموعته حتى تمثله كمصور فهآلمعرض .



دخلت مبتسمه بعد مآسلمت مفتآح سيآرتهآ الـ كيـآ لعآمل البآركينج: إيه د آكلو .. إيه د آكلو .. اوف اوف اوف ..
ابتسمت للعآمل وهو يقدم لهآ الصينيه عليهآ كآسآت بمشروب أحمر قآني .. إبتسمت له بعد مآرفعت لهآ كآسه وعيونهآ على الصور المعلقه بحرفيه على الجدآر بأحجآمهآ المختلفه .. كآن المكآن مزدحم بأشخآص من جنسيآت كثيره متعدده .. شوي شوي أخذت على الجو وانخرطت فـ الكلآم مع الموجودين تتعرف عليهم وتسمع ارآئهـم



سعيد الليثي وإللي كآن من الرعآه الرسميين للمعرض وأحد المشرفين على لجآن التقييم للأعمال المعروضه: عيب عليك ودي فيهآ كلآم !! الصوره أصلاً بتتكلم عن نفسهآ وبعدين زي منتآ شآيف زآوية سوريآ وليبيآ أعمآلهم متقلصه ومش وآخده حقهآ زي بآقي الأركآن بسبب صعوبة الموقف والخطوره إللي كآنت في ليبيآ وقتهآ وفـ سوريآ لحد الأن ودآ كله بنحطه فـ عين الإعتبآر


ابتسم له وهو يهز رآسه بـ النفي: يصير خير .. وانآ والله مو ببآلي إشفيك أستآذ سعيد قلبت الموضوع جدّ كذآ ترآ كنت أمآزحك بس
ربت على كتفه الأيمن مبتسم: إنت من المرشحين المحتملين يعني كدآ أو كدآ مشآركتك هتدخل المزآد
فتح عيونه بإندهآش: يعني مو بس العمل الرآبـح !!!!
سعيد: لآ كل الأعمآل الـ 6 المرشحه
خلل يده بخصلآت شعره الكثيف الطويل: والله شرحت صدري
ناظر بمصم يده يطآلع سآعته: المهم .. كلهآ 10 دقآيق ونعلن المشآركآت المرشحه والمشآركه الرآبحه أشوفك قبآل الإستيدج وهآسيبك دلوقتي تكمل جولتك
هز رآسه بـ الموآفقه مبتسم بهدووء .

عند ركن الثوره المصريه كآنت عيونهآ تتأمل صورتهآ العريضه دآخل الإطآر المذهب وإللي كآن الأبرز بين كل المشآركآت بنفس الركن بسبب حجمهآ الكبير .. ابتسمت محركه أصآبعهآ على البطآقه تحت الصوره تتآبع إسمهآ بـ الإنجليزي المطبوع على البطآقه البيضآء Warda Moaaz El-Malky (ورده معآذ المآلكـي)


قطع نظراتها العميقه لصورتها صوت رجولي بـ الميكروفون ينآدي الحضور للإجتمآع .
بـ الإنجليزي: " إنه لمن اللطيف حقاً أن يقآم مثل هذه المعآرض الهآدفه من تمويل شخصي لخدمه خيريه في هذآ البلد الحرّ والذي كآن من المحآور الرئيسيه في موضوع المعرض .. قبلـة الفنّ .. مصــــر ..
ومن موقعي هذآ اتوجه بخآلص الشعر لكل من سآهم على إتمآم هذآ العمل الخيري في فكرته الأسآسيه لإيرآدآته المتوقعه من المزآد على الأعمآل التي سترشح .. ليطول هذآ الشكر كلاً من المسئولين على إقآمة المعرض بهذآ النسق الإبدآعي والرعآه الرسميين له والموهوبين أصحآب هذآ الإبدآع المقدم أمآم مرآكم ..


كمل سعيد بعد ثوآني من أصوآت التصفيق الحآر لكل الموجودين والوآقفين قبآله: لآ اريد أن أطيل عليكم فـ الإعلآن عن الأعمآل المرشحه لنترك لكم الإحتفآل وحقيقة كآن الإختيآر صعب نظراً لتقآرب المستويآت الإبدآعيه لكل من شآرك ولكي لآيكون الرأي والإختيآر مجحف بأي شأن من الشئون لقد تم ترشيح عمل وآحد فقط كآن الأكثر تميز وبروز في تعبيره عن ثورة البلد وإنتفآضة شعبه الثآئر .. تمّ ترشيح 6 أعمآل ..
تقدمت موضفه بملآبس رسميه بـ الظرف ليد سعيـد وهو على المنصه .. رفع الظرف مبتسم للحضور: هنـآ بين يـدي ..


رتبة العمل المميز السآدس تذهب لـــــ " يوسـف الجـدّي " في تجسيده عن العمل المميز للمظآهرآت الشعبيه التونسيه .. ويمكنكم التوجه للركن الخآص بزآوية العمل لرؤيته عن كثب .
التفتت وسط تصفيق حآر له تهز رآسهآ له بـ الإيجآب مبتسمه .. فـ هآللحظـه تسمرّ مكآنه لمآ التفتت ورآهآ مبتسمه ليوسف تبآرك له: معقول هي !! لآ .. لآ لآ أيوه هي .. لآ هذيك ملآمحهآ حآده أكثر .. والنظآره .. إيه إيه ومحجبه بعـد .. لآ لآ هي نفسهآ ..
قطع تسآؤلآته صوت تصفيق الموجودين للمرشح الخآمس لـ ميشيل اللبنآني .. بعدهآ توآلى التصفيق للأعمآل المرشحه بدت ملآمح الإحبآط تظهر على وجههآ: معقول !! مآظل غير 2
بنبره حمآسيه عآليه كآن ينآدي بـ اسم صآحب المركز الثآني: آدم نآصر عبدالله عن ثورة سوريآ
عيونهآ تدور بـ المكآن .. مين آدم هذآ .. يـ الله كلهم شبآب وبعد مآظل غير الفآيز آخخ يآخيبة أملي الكبيره .. يـ الله مآعليه



رفعت رآسهآ بـ إنتفآضه على صوت وحده من زمآيلهآ المصورين تعرفهآ "نوره" وهي تهزهآ من كتفهآ: وررررده يخربيت عقلك .. اطلللللعــي فوراً بينآدو عليكي إنتي الأولى مبروووووووك
عيونهآ معلقه بـ الفرآغ وفمهآ الوآسع مفتوح ببلاهه: هـآآ !!
نوره: والله وعملتيهآ .. اطلعـي خدي الدرع بتآعك
مشت بخطوآت متثآقله وعيونهآ التآيهه معلقه على سعيد المبتسم لهآ إبتسآمه وآسعه .. بلعت ريقهآ وهي تمر وسط الحشود لحد مآطلعت على درجآت السلم للمنصه مآده يدهآ تسلم على سعيد وتستلم درعهآ .
بنبره مآزحه وهو مبتسم: مآشآلله الجمآل مبيطلعش منه غير الجمآل
بآدلته الإبتسآمه بتوتر مطبقه شفآيفهآ بثوآني وانمحت هـ الإبتسآمه لمآ طلب منهآ تتفضل تلقي كلمتهآ بخآطرهآ: كلمـه !! رحـت فيهآ .. كلمة إيش هذي إللي بقولهآ !!
عيونه الضيقه تتأملهآ بتفحص من فوقهآ لتحتهآ: يعني هذآ حقيقي .. ورده معآذ المآلكي .. آمممم



بتوتر وآضح بعد مآبلعت ريقهآ بحركه ملحوظه: حقيقه مآدري إيش أقول .. للحظه مآستوعبت إن هذآ حقيقي وبأن مشآركتي هي الأنجح من بين كل المشآركآت الإبدآعيه المعروضه .. كنت أحآكي حآلي من ثوآني بس وآقول آوكيه عآدي مآصآر شي أهم مآفي الموضوع إن مصر حبيبتي هي إللي رح تمثل العمل الأنجح بدون مآدري إن مشآركتي هي إللي بتمثلهآ .. مآ أدري لمين أتوجه بـ الشكر ولآ لمين أهديه .. هه متوتره الصرآحه ههههه .. إللي أدري عنه أن إللي يستحق هو شعب مصر الحرّ الثآئر .. المصريين إللي مثلنآ ثورته المجيده جميعاً كلنآ أنا وزملآئي بـ موضوع المشآركه فـ لقطآت .. أتمنى من قلبي حقيقه الأمن والإستقرآر لمصر بلدي الثآني .. ولجميع البلآد .. وأن يكون الله في عون بلدنآ الحبيب الآخر سوريـآ .. أهنئ جميع زملآئي إللي ترشحوآ وإللي مآحآلفهم الحـظ ... أحسنتـــــم


ختمت كلمتهآ بـ إبتسآمه جذآبه خفيفه وهي رآفعه يدهآ بـ الدرع الكريستآلي بعدهآ نزلت وبأذآنهآ أصوآت التصفيق العآلي .. مآتدري كم مره قآلت الله يبآرك فيك أو لمين حتى لحد مآحسّت بيدّ أمسكتهآ من معصمهآ تسحبهآ ورآهآ بخطوآت سريعه
ورده: هــيييه إنـت .. ليش تسحبني كـذآ .. ميـن إنــت !! هيييييــــه
وقف قدآم صورتهآ المعروضه على الجدآر والتفت لهآ مبتسم بعد مآفك معصمهآ: well done Warda (أحسنتي عملاً ورده)


تمت متنحه لثوآني لحد مآ أدركت شخصية إللي وآقف قبآلهآ: هذآ إنـت !!
فتحت فمهآ بإندهآش وكأنهآ تذكرت شي: إنــت !! آدم ! المركز الثآني
آدم: أهــآآ
حطت يدهآ على فمهآ مبتسمه بعدم تصديق: هه إيش هآلصدف .. معقوله !!!!
آدم: ..........
زمت شفآيفهآ بأسى من سكوته إللي فهمته .. كملت بهدوء: طيب بغيت أعتذر عن إللي صآر من قبل ,, آمم يعنـي أول موقف جمعنآ بـ السعوديه بمدخل العمآره .. أعتذر كآن لبس مني
خلل يديه بشعره الكثيف وهو يفرك فروة رآسه : آممممم .. لآ مو مشكلـه حصل خير .. المهم الحين ببآركلك .. ألف مبروك .. فعلاً لقطـه جريئـه ومميزه
ورده: الأولى وإنت الثآني .. مآفي فرق بينآ .. ألف مبروك لك
رفع نظره جهـة سعيد إللي يأشر له بيده يجيـه .. قرب منهآ كتفه بكتفهآ بوضع مخآلف همس بأذنهآ: watin 4 yr call (بـ إنتظآر إتصآلك)


رمشت بتوآلي كذآ مره تستوعب لفت برآسهآ مآشآفته .. فتحت فمهآ بفهاوه وهي تنآظر بـ الكرت الأسود المقوى بكف يدهآ والمطبوع عليه إسمـه بـ اللون الذهبي وتحته رقمه ..
ابتسمت وهي تنآظره ورآهآ طويل مره ونحيـف وآقف بثقه يديه بجيوب بنطلونه القمآشي الأسود مع سعيد وإثنين من رعآة المعرض الرسميين: فيه كذآ فـ الوآقع صدف ! لسآ من اقل من اسبوعين كآن الشخص إللي حسبته السوآق بـ السعوديه واليوم أشوفه فوتوجرآفر مثلي بمعرض هنآ فـ مصر !!!


• - تهآنـيّ لكِ .. عملك جريئ جداً لآ يوحي بأن فتآه هي من غآمر والتقط مثل هذآ المشهد المعبرّ
هزت رآسهآ بإبتسآمه شكر من إطرآء وآحد من زوآر المعرض . وبعدهآ عيونهآ تتنقل من الكآرت بكف يدهآ لـه وهو معطيهآ ظهره ! هل ممكن يصير ويتم أي توآصل بينآتهم ؟ ممكـن تتصل فيه فعلاً ؟


======
-----------
======


يتبـــع ...


:::

~FANANAH~ 10-08-16 05:29 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======


فوق سمآ السعوديـه بـ الطريق الجويّ لمصـر ...


الجوّ سآكن بينآتهم من أول طلوعهآ بطيآرته الخآصه وإعتذآرهآ بغرور عن تأخرهآ بس مآلقت أي ردّ منـه فضلت التزآم الصمت التآم .. مرّ من الوقت قد مآمرّ وعيونه مآرفعهآ من على الأورآق بين يديه .. بعدت عيونهآ عنه بتأفف بعد مآ أخذت له كوبي فوتو من كثر مآطآلعته مآـشوف غيره قدآمهآ موآجهين بعض فـ كرسيين ضخمين اسفنجيين من الجلد الرمآدي أشبه بكرآسي السينمآ وبينهم طآوله مربعه مثبته بـ الأرضيه: هـــفففففففف


رفع نظره بسرعه بعد مآسمع تأففهآ .. مسنده ذقنهآ بكف يدهآ تنآظر الشبآك بملل .. رجع نظره للأورآق بدون تعليق .. رجعت تطآلعه بعد مآنزل هو عيونه بخآطرهآ: ففففف يآربي هموت هموت خلآص إيه الكآئن الصآمت دآ .. فآلح بس كل دقيقه والتآنيه يولع سيجآره نفخ صدري بالدخان .. هو اصلا التدخين مش ممنوع بـ الطيآره ! هه ممنوع قآل ومين إللي منعـه وهي طيآرته الخآصه ! يآريتني سآفرت بطيآره عآديه كآن زمآني مقضيه وقتي
وقفت بعصبيه وعيونهآ على آخر الطرقه جهة الحمآم " بـ الكرآمه " مشت بدون مآتتكلم: آفف أجهز نفسي أحسن

فسخت عبآيتهآ والطرحه .. مآغيرت شي من ملآبسهآ إللي كآنت إسكيني جينز غآمق وبلوزه قطنيه فضفآضه بـ اللون الأبيض بكم مآيل مثبت ع الكتف بسلآسل ذهبيـه .. فكت ربطة شعرهآ الكثيف المموج لينتثر بشكل مهمل معطي جآذبيه لشكلهآ بشكل مو مقصود ..
بحرفيه بدت توزع البلآش مبرزه عظتمتين الخد إللي حددو شكل وجههآ المثآلي مربع الفك ، مثلث الذقن .. مآبآلغت بمكيآجهآ .. مآكآن غير البلآش البرونزي على خديهآ ومآسكآرآ سودآء كثيفه وقلوس برتقآلي شفآف لآمع .. ختمت بأكثر من رشـه من عطرهآ الإسكآدآ ...



مسحت حآجبيهآ الطوآل المحددين برتآبه وهي تنآظر نفسهآ بإعجآب .. خرجت بعدهآ من الحمآم ممسكـه بجزمتهآ الفلآت البيضآء المزينه بشريطه على شكل فيونكه ذهبيه .. جلست مكآنهآ مقربه وجههآ من الشبآك مبتسمه ...
مآتحركـ له سآكن لآ أول مآرآحت عنه ولآ يوم ردت مكآنهآ .. كآنت ثوآني إللي تشبع فيهآ أنفه بريحتهآ وإللي خلآه يرفع نظره لهآ ويرجع يناظر بـ الملف بدون اهتمام بلمحه خآطفه مآ أمدآه يسقط نظره إلآ ونآظر فيهآ من جديد على مآستوعب شكلهآ ...
انتبهت عليه وهو ينآظر فيهآ بجمود .. وبـ "إعتقآدهآ" كآنت المره الأولى إللي ينآظرهآ فيهآ من وقت دخولهآ للطيآره .. رفعت حآجبيهآ بإستفهآم: فيه حآقـه !!


بعده مو مستوعب شكلهآ هو قد شآفهآ من قبل نظره خآطفه بدون عبآيه أو طرحه وقت إنفتح الأسنسير يوم زوآج أحمد أخوه بس بدون تعمـد .. بس الحيـن !!!
نزل عيونه للأورآق بتجآهل تآم: مآبآقي شي وبنوصـل
بعدت شعرهآ عن كتفهآ بلآ مبآلآه: وإنت شآيف إيه ؟ منآ عآرفه وخلآص جهزت نفسي
جمع الأورآق برتآبه دخلهآ الملف ونزله على الطآوله رآفع حآجب وآحد: مآفهمـت ؟
حوريه: إيه بـ الزبط إللي إنت موش فآهمو ! بتئوللي شويه وهنوصل بئولـك عآرفه وأنآ مستعده .. جهزت نفسي خلآص ..


هدى من نبرة صوته مضيق عيونه بإستنكآر: ليكون بتنزلين بهآلمنظر !!!
حوريه: ومآلو منظري إن شآء الله !!!!
رآئف: يآتغيري هآللبس الحين وتتحجبي مثلمآ كنتـ ....
قآطعته بحده: وإنـــ ...
قآطعهآ بحزم: بس لآيكثر قومي أشوف
مآردت عليه إلآ أنها سفهتـه تناظر بـ الشبآك
من بين أسنآنه: مآسمعتـي !
طآلعته بطرف عيونه كآن يخزهآ بنظرآت تهديد سميّـه حآده .. مآعطته وجه .. صلبت عمودهآ الفقري بـ إستقآمه مكتفه يدينهآ تنآظر بـ الشبآك ..


وقف بهدوء مقرب منهآ: قومي أشوف
حوريه: ..........
من بين أسنآنه وخلآص وصلت معه: قوووومــــــــــــي احسنلك الحين ولا قسم اوريك اللي مآيرضيك !
مآتدري كم من الثوآني إللي مرت وهو وآقف على رآسهآ بصمت لحد مآحست بقبضة يده على مرفقهآ .. شدهآ بقوه وقفهآ
حوريه: مجنووون إنتآ ..
بقرف من مسكته: إبعد إيدك عني .. وإبعد كلك أصلاً عني .. ابعــــــــد
حطت يدهآ على يده اللي مآسكتهآ تحآول تفرق أصآبعه المشدده بقوه وإحكآم على مرفقهآ بس مآفي فآيده .. ضربته بيدهآ الثآنيه من كتفه وهي تصيح فيه يتركهآ بعد مآجرهآ ورآه للحمآم: سيــب إيدي يآحيوآآآن .. يآهمجــــــي ابببببببببعـــــد عنـي


دفهآ بعنف دخلهآ للحمآم: 5 دقآيق وترجعي مثلمآ كنتي
صآحت وهي تتحسس مرفقهآ من مسكته: وإنت مآلك أصلاً !! مين إدآك الحق والصفه إنك تفرض عليّآ حآجه زي دي !!
ضيق عيونه بإستنكآر: وشـوو
رفعت ذقنهآ بتحدي: إللي سمعتـو
رآئف: بخصوص الحق والصفه فـ من حقي زي مآسلمتك .. أسلمك .. هل إنتي أول مآركبتي كنتي بهآلمنظر !! لآء .. إذاً زي مآطلعتي زي مآرح تنزلين .. أمآ بخصوص الصفه فـ أنآ إبن خآلتك والمسئول عنك من بعد أبوك لحد مآ أوصلك للي بيآخذك وقتهآ سوي إللي تبين .. فهمتي آنسه حوريه !

للحظه حست بـ الرعب من نظرآته الحآده لهآ ووآضح كبته لغضبه من وريده إللي طق وظهر بجبينه .. بنبره خآفته ونظرآتهآ كلهآ ترقب للي رح يقوله: بس بآبآ عــآرف !
رجعت خطوه لورآ أول مآلمحت حركة عضلة فكه السفلي .. يآويلهآ الحين !


بنبره أهدى بكثير من ملآمح وجهه: بآبآ وشـوو ! الله يخلف عليه هـ البآبآ وعلى تربيته .. قصم بـ الله لولآ كل الإعتبآرآت إللي حآسبهآ ولآ كآن عرفتك شلون ترفعين صوتك وتطولين لسآنك .. كآن عرفتك شلون عيونك هذي تجي بعيوني .. يبآلك تربيه جديده .. حتى التربيه مآنفع فيهآ كآمل .. "كمل بـ إستخفآف": بآبآ عآرف !!!!! وش يدري ! كآنه مو شآيف نفسه رجّآل يرضى بنته تطلع معه بهآلمنظر هذي مشكلته .. أمآ أنآ تشوفيني مو رجّآل كفو لأجل تمشين معي بهآلمصخره .. لآ مآظنيتي فيني خير يآبنت كآمل

رفعت سبآبتهآ المرتعشه بضعف وعيونهآ تلمع: إنت أحقر بني آدم .. إنت أصلاً مش بني آدم إنت حيوآن .. بآبآ أرجل من أي رآجل .. إنت مش رآجل دي مشكلتك لكن تشوف كل إللي حوآليك زيك .. لآ غلطآن


دخل الحمآم وإللي كآن ضيق ومآيسآعهم ثنينآتهم .. قرب منهآ منزل رآسه لمستوآهآ طرف خشمه الطويل الحآد ملآصق لطرف خشمهآ الصغير بحجم الزيتونـه .. عيونه بعيونهآ .. همـس بطريقتهآ المصريه: مش رآجـل ؟!!!!
مضيفة الطيآره مدنقه رآسهآ على البآب بإستفهآم: Mr. Raaef !!!
دف الباب برجله سكره بقوه فـ وجههآ ..
نآظرت المضيفتين ببعض مستغربين .. وحده فيهم رفعت كتوفهآ للثآنيه بإبتسآمه للي فهمـوه !


عآد لهآ السؤآل بنفس الطريقه: قلتيلي "مش رآجل" هـآآ .. تحبي اوريكـ المش رآجل دآ رآجل إزآي ؟!
رفعت يديهآ الثنتين لصدره تبعده عنهآ بضعف وعيونهآ مدمعه همست بضعف: رآئف !
بنفس النبره الخبيثه الخآفته: هـآ !
بلعت ريقهآ وهي ترمش بعيونهآ: إبـ .. إبـعـد عنـي !
رآئف: أبعـد !!
هزت رآسهآ بـ إلإيجآب وعيونهآ معلقه بعيونه بخوف .
رآئف: طب ابعديني إنتي !


مآردت عليه إلآ أنهآ شددت من دفتهآ وإللي كآنت أهون من عود قش .. وآضح أعصآبهآ إللي رخت .
كمل وعلى طرف فمه شبح إبتسآمه: المفروض الدفه تكون اقوى من كذا لأجل تبعديني .. هذا ان كنتي فعلا تبيني ابعد عنك اوووو !!!
فرقت اصابعها عن بعض دافته بقوه مسافه بسيطه ابعدته عنها بعد ما استفزها بكلامه: انت واحد سافل وحقير وواطي ومنحط واوعك تحسب اني هعدي كل اللي حصل دا والله لافضحك ياحيوان ياهمجي .. ابعـــــــــد
حطت يدها على مسكة الباب بتفتحه الا انه سند ظهره على الباب وتكتف !
رفعت عيونها لعيونه بعصبيه مقطبه حاجبيها: يعني وبعديــن !! انت مبتفهمـش !!


مدّ يده للفة المناديل الورقيه المعلقه سحب منها وقام يمسح وجهها ومسح القلوس عن شفايفها: ماله داعي هالالوان .. وشعرك ذا تلمينه وتتحجبي فاهمه .. وهذا بعد !! وشو !! وش داعيه !! كان يقصد بكلامه كمّ بلوزتها اللي كانت كم طويل وكم ثاني فضفاض مايل على جمب مبين كتفها .. رفع الكم لكتفها وتم يناظرها من تحت على بنطلونها االجينز الضيق رافع حاجب بقهر: وين مفكره نفسك ! ماكان لبستيه احسن
حوريه: بس هدومي كلها في الشنط ومش مطلعه معايا حاجه هو اللبس دا بس
رآئف: زين مآسويتي .. البسي العبآيه ويلآ بسرعه
فتح الباب وخرج منه .. خرجت من بعده يدها على كم البلوزه ترفعها مثلما قال لها ..
المضيفه لزميلتها: لقد زال أحمر شفآههآ


ضحكت الثآنيه وهي تهز رآسهآ موآفقه: نعم لآحظت ذلك وملابسها أيضاً .. خرجت من الحمام وهي ترتبها يبدو انهـ ...
سكتت قآطعه حكيهآ منزله رآسهآ للأرض لمآ مرت حوريه من قدآمهآ بعد مآلبست عبآيتهآ متوجهه لرآئف إللي رجع لكرسيه ممدد جسمه بأريحيه مسند رآسه لورا ومغمض عيونه .. طآلعته بقهر عآضه شفتهآ السفلى وضآمه قبضة يدينهآ بقوه .. رآئف وإللي حس بوقفتهآ من ريحة عطرهآ وبعده على وضعه مغمض عيونه: إجلسي يلآ واربطي الحزآم
بنرفزه ضربت الأرض برجلهآ وجلست بقهر.


/
/
/



بصآلة الإنتظآر المزدحمه فـ المطآر كآن جآلس مكتف ذرآعينه وعيونه بـ الأرض .. رفعهآ للطفل اللي يصيح بـإزعآج معآند أمه رآفض يشرب العصير إللي توه فتحه وتركـه .
وقفت قدآمه مبتسمه يديهآ ورآ ظهرهآ بدون مآتلفت إنتبآهه بأي كلمه .. رفع رآسه وبعدهآ وقف بسرعه مبتسم: حمدالله على السلآمه
مدت يدهآ تسلم عليه: الله يسلمك .. شفت عرفتك إزآي !! بس إنت أحلـى من شكلك على كآميرآ النت هآ !
مسح رآسه وعيونه للأرض مبتسم بإحرآج .. رفع بعدهآ رآسه متنح بدون ردّ .. التفتت ورآهآ محل مآينآظر هو برقت عيونهآ متمتمه بخآطرهآ: يآوييلـي ليكون سمـع الكلمتين دول !!
بتوتر وآضح: آآآ .. آآآ رآئـف دآآآ .. دآآ مهـآب .. إبن عمـي منصور ..
حولت نظرهآ لمهآب مأشره بيدهآ تجآه رآئف: مهآب دآ رآئف إبن خآلتي .
بإبتسآمه خفيفه: أهلآً وسهلاً .. تشرفنآ


نزل نظره ليدّ مهآب الممدوده له بكف مفتوح للسلآم مآعطآه وجه وحكى ببرود: حوريه الحين بين يديك
سحب يده بآلع ريقه بفشله: حوريه في عنينــآ
خزه بنظره تحقير حآده مآخفت عن حوريه .. ابتسمت بتوتر تخفف من حدة الموقف إللي استغربه مهآب من رآئف بأول لقآء لهم .. قربت منه شآبكه ذرعهآ بذرآعه: يلـلآ مهآب خلينآ نمشي .. حآبه أشوف عمي منصور وطنط حنآن وأيمن وكوكي الصغير وتيتـه وجـدوو وكلو كلو كلو
مهآب وبعده عيونه على رآئف بإستحقآر: ودآ !!

ضيق عيونه بإستنكآر لنبرة التحقير بصوت مهآب حكت بسرعه تتدآرك الموقف: لآ لآ .. رآئف رآيح لشغلـه هو نآزل مصر لشغل أصلاً
مهآب: أهآآآ .. طيب تعآلي يلآ عربيتي برآ (سيآرتي) .. نشوف الشنط دي بس
قرب خطوه منهآ وقف قبآلهآ بدون أي كلمه يخزهآ بتهديد فهمت عليه وبسرعه فكت ذرآعهآ من مهآب ومشت معه بعيد عن مهآب مستأذنه لثوآني

حوريه: مش ملآحظ إنك زودتهآ .. أنآ كنت في عهدتك لحد مآوصلت لمهآب يعني حآلن دورك فنــش .. "نفضت يدينهآ الثنتين " .. متشكرين جداً .. خلآص ملكش أي دخل بأي حآقه أعملهآ بعد كدآ .. أتـعلق في ذرآعه .. أتعلق في رقبته .. مآيخصكـــش .. وتعرف كمآن !!!!
فكت طرحتهآ وأزرآر عبآيتهآ وكومتهم ثنينآتهم ببعض .. نآظرته وعيونه كلهآ نظرة إستحقآر لهآ ولتصرفاتها الطفوليه .. نزلت بلوزتهآ عن كتفهآ وهزت رآسهآ بقوه لينتثر شعرهآ الكثيف على كتوفهآ
بإبتسآمه مصطنعه صفرآء مطبقه فيهآ شفآيفهآ: شكراً على عنآيتك مستـر رآئـف


انحنى فمه بإبتسآمه إستهزآء خفيفه: على أسآس تهميني مره إنتي وسوآتك ! مرآهقه مثلك مآتشغل تفكيري كل إللي سويته بس لأجل أبوك .. ودآمك صرتي بين يدين ولد عمك وبـ "عيونـــه" أنآ دوري خلص .. بغيت بس أعطيك هذآ إن إحتجتي أي شي قبل كآمل مآيوصل مصر ...
مدت يدهآ بتلقآئيه أخذت منه الكآرت المقوى عليه إسمه ورقم وآحد دولي مميز تحتـه ... رفعت نظرهآ له بس مآكآن قدآمهآ .. تلفتت حولهآ بس مآله أثر بزحمة الموجودين ..
رجعت لمهآب إللي صفر بإعجآب لهآ على شكلها بعد مافصخت عبايتها وحجابها .


......: طآل عمرك الشنط بـ السيآره .. تفضـل
بعد نظره من عليهم بعد مآشآفه من مسآفه شبه قريبه منهم مسك يدهآ ولففهآ مرتين حول نفسهآ ونظرآته كلهآ إعجآب بشكلهآ وهي مبتسمه ..
رفع نظآرته الشمسيه العريضه لعيونه وهو يطلع برآ الصآله ورآه السآيق وتآبعه .



======
-----------
======



بوقت متأخر من نفس اليوم .. بس مو نفس المكآن .. بـ السعووديهـ


بـ غرفة النوم الرئيسيـه بـ البيت متوسط الرقـيّ ... على سريرهآ الخشبـي الأبيـض تدهـن يدينهآ وذرآعآتهآ بـ المرطـب ..
........: يٌــمــه !
نزلت علبة المرطب من يدهآ وهي ترفع النضآره الطبيه لعيونهآ: تعآلي تغريـد .. وش عندك
جلست على طرف السرير جمبهآ وهي تحركـ رجولهآ بـ الهوآ زي الأطفآل بسبب علو مرتبة السرير مسآفه عن الأرض: وصلـــت
بإستفهآم: ميســم !!
تغريد: آممم توهآ طآلعه لغرفتهآ و آشكي "الشغآله" توصلهآ شنآطهآ
أم وآئل: جت بروحهآ !!

تغريد: لآ عمـي معهآ كآن مع آبوي بـ المجلس بس توه رآيح .. يـ الله لو سمعتيه اشكثر قآعد يوصي عليهآ ! كآن فيه خير كآن هو جلس معهآ بدآل كل هآلخوف من جلستهآ عندنآ .. ولآ كآن خذآهآ معه هي مآورآهآ شي أصلاً لآ درآسه ولآ شغل ..
أم وآئل: بسك عآد مآبي هآلحكي أسمعه مب نآقصين .. جيتهآ عندنآ لآبتقدم ولآ بتأخر وإذآ رجعت مربيتهآ آكيد بترد بيتهآ
تغريد: لآ يآمآمآآآآ إنســي مربيتهآ هذي استقآلت بـ المـره مآعتقد بعد حآدث ولدهآ ذآ بتكمل تشتغل .. بتهتم وترعى ولدهآ ولآ آولآد العآلم والنآس
أم وآئل: أهم شي لآتتعرضين لهآ مب نآقصين مشآكل
تغريد: آلله يسآمحك يآمه وش شآيفتني .. دآرين !! أشوى بس آن دآرين سآفرت اليوم قبل لآتجي ميسم ولآ كآن صآرت حرب أهليه هنآ


غمضت عيونهآ بثقل وهي تزفر نفس عآلي: وآللي يعآفيك لآتذكريني .. بس مآتوقعت ميسم كذآ .. عآقله .. حتى آنهآ مآخبرت أبوهآ .. سفهت السآلفه بكبرها كن مآصآر شي !
تغريد: إيه وآلله ولآ أنآ بعد توقعتهآ بتكون ذي ردة فعلهآ .. الله يهديهآ دآرين بس ودي أعرف ليش كل هآلكره لميسم مع إن مآلنآ خلطه معهآ ..
نزلت نظآرتهآ من عيونهآ وهي تصرفهآ وتغير الموضوع كآفي دآرين بس هي إللي تدري عن السآلفه كلهآ وهذآ هو سبب تصرفآتهآ القآسيه الغريبه ومشآعرهآ الحآقده على بنت عمهآ واللي مو منطقيه أبدّ بـ النسبه لتغريد ... دآرين عكس تغريد .. درت من قبل بـ الصدفه بس كآتمه دآخلهآ .. إن درت تغريد مو بعيد تنفضح كل السآلفه !!


أم وآئل: روحي لهآ سلمي عليهآ وإسأليهآ إن عجبتهآ الغرفه وإن كآنت محتآجه لشي
وقفت بنرفزه: لآ وآلله مو كآفـي إ نـ ...........
قآطعتهآ بحده وتهديد بعيونهآ: تغريد خلآص .. سوي إللي قلتلك عليه والحين أبرتآح شوي .. روحي يلآ
لوت بوزهآ بقلة حيله .. بنبره خآفته: آسفه يمـه
أشرت لهآ بيدهآ بلآ مبآلآه أنهآ تروح وهي تمدد جسمهآ على السرير .


/
/
/


بنفس البيـت ونفس الطآبق الثآني المخصص لغرف النوم .
على كرسيهآ تتأمل الغرفه .. كآنت ألوآنهآ مزعجه مرهـ وصآرخه بـ النسبه لهآ .. مو الألوآن إللي تفضلهآ أو تريحهآ أبدّ .. بـ الفوشيآ الصآرخ وجدآر ثآني فسفوري فآقع وجدآر بـ الرمآدي الفآتح وجدآر قصير مغطى نصه بمرآيه عريضه .. أثآثهآ زآن قآتم .
تنهدت بقلة حيله لآزم تتعود على هآلوضع حتى لو لفتره مؤقته بس لآزم أشيآء ضروريه تتغير الأول: السرير مره عآلي .. مو ببآلهم أن لي وضع خآص يعني !!
نآظرت بـ الكنبه الإسفنجيه المستطيله بـ اللون الرمآدي الغآمق مزينه بمخدآت فآيبر صغيره بـ اللونين الفوشيآ والأبيض .. كآن مستوى الكنبه منآسب لميسم أنهآ تقدر تطلع عليهآ وتنآم .



دخلت عليهآ الشغآله بعد مآ استأذنت وبيدهآ آخر كرتون .. أشرت لهآ ميسم تحطهآ بـ الزآويه مع بآقي الكرتونين: شكراً آشكـي
كلمتهآ آشكي بـ العربي المكسر أنهآ تقدر تحط الكتب بـ المكتبه الخآصه بـ البيت بمآ إنه مآفي مكآن كآفي بـ غرفتهآ يسعهآ كلهآ بدآل مآتخليهآ كذآ بـ الكرتون !
ميسم: فيه مكتبـه هنآ بـ البيت ؟
هزت الشغآله رآسهآ بـ الإيجآب مأشره بسبآبتهآ للأرض: تهــت (تحـت) .. في ودي كتب تهت في مكتبه ؟!
ميسم: لآلآ خليهآ هنآ .. شكراً آشكي .. روحي الحين
ردت عليهآ بإبتسآمه خفيفه وخرجـت .



فكت طرحتهآ نزلتهآ لكتوفها وهي تتحرك بكرسيهآ قدآم المرآيه إللي بطول وعرض نص الجدآر .. فكت شبآصة شعرهآ الأسود الطويل الخفيـف مرهـ .. لينزل منسدل على كتوفهآ .. جمعته كله على جمب وآحد على كتفهآ اليسآر .. بعدهآ رفعت نظرهآ لإنعكآس سآعة الجدآر ورآهآ بـ المرآيـه كآنت 11 إلآ ثلـث .. أبوهآ بيرجع يسآفر .. ودهآ تتذكر مرهـ وحده نآم فيهآ بـ البيت معهآ .. حتى بإجآزآت الشغل مآيقضيهآ إلآ ببيت زوجتـه الثآنيه حتى بعد مآعرف الظروف إللي بسببهآ تركت زبيده الشغل مآقدر يخصص لو يوم وآحد لهآ جآبهآ لبيت عمهآ .. طب ليش مآخذآهآ لبيت زوجته الثآنيه أولى من بيت عمها !! أقله بتكون ببيت أبوهآ وسط آخوآنهآ وخوآتهآ .. ليش جآبني لبيت عمي وهو يدري إن مآفي بيني وبينهم خلطه وعلآقه !!! أخذت نفس عميق مغمضه عيونهآ بأسى: آآآآآهـ الحمدلله بس إن دآرين مو هنآ لآ بشوف وجههآ ولآ بتشوف وجهي الله يستر بس من البآقيين هنآ


تحركت بكرسيهآ لبرآ الغرفه بعد مآعدلت حجآبهآ تبي تشوف البيت إللي أكثر مآ أبسطهآ فيهآ وجود المصعد مع إنه 3 أدوآر بس وهذآ الشي إللي بيسهل حركتهآ فيه وهذي هي المشكله إللي كآنت ببيتهآ وإللي ألزمتهآ تغير غرفتهآ من بعد الحآدث للدور الأول .



بممرآت البيت كلآسيكي التصميم وإللي غلب غليه الطآبع القديم العتيق في تصميمه وأثآثـه .. نآظرت بـ النجفآت المتدليه من السقف على طول الممـر إللي ينتهي بـ صآلة الإستقبآل بـ الدور الأول وإللي كآن أكثر شي مميز فيهآ الجدآر التجريدي بـ الطوب الأحمر وسطه فتحة مدفــأه عريضـه ومن الريسبشن لغرفـة الأكل وإللي كآنت أقل مسآحه .. أثآثهآ بنـي دآكن عتيق من طآولة السفره الخشبيـه والنيـش الخشبي المعروض فيه أطقم الكآسآت وصحون الزينـه .. قآبلتهآ الشغآله الثآنيه بـ البيت غير آشكـي وهي تطفي نور الغرفـه .. رجعـت شغلت الإضآءه من جديد بعد مآستوعبت وجود ميسم بـ الغرفه: سـوري
بـ إبتسآمه هآديه رديت: مآعليـه أنآ بطلـع بس وين المكتبـه !!
الشغآله: فيـه وصل للمكتبه
ميسم: لآ لآ علميني بس وين مكآنهآ وأنآ بروح لحآلي



خرجت من الغرفـه بعد مآدلتها الشغآله مكآن المكتبه .. للمدخل الرئيسي بـ البيت وإللي يتوسطه نآفوره جبسيه صغيره تدفق فيهآ المويه مزينه بأنوآر ألوآنهآ مختلفه ووردآت صغيره طبيعيه تسبح ع المويه وإللي يطلع منهآ بخآر بريحه حلوه معطره المدخـل .. بعدهآ فيه ممر وآسع متفرع منه ممريـن بآخر الممر اليمين فيه المكتبـه .. أمآ اليسآر فهو مكتب أستآذ وآئل مثل مآدلتهآ الشغآله .. ابتسمت وهي تتذكر أول موقف جمعهآ بهآلإستآذ .. مآتدري أي شخصيه هذي إللي يملكهآ وآئل !! الحنون إللي أنقذهآ واللي للحين مآهي قآدره تنسى الدفآ إللي كآن بصوته وهو يتطمن عليهآ أو المجنون العصبي الثآئر إللي هجم على أخته دآرين ومآرحمهآ !!!


تحركت جهة المكتبه إللي إنبهرت أول مآفتحتهآ لمآ مسحت المكآن بنظره بآنورآميه سريعه على رفوف جدرآنهآ الأربعه إللي كآنو متروسين كتب بـ الرغم من صغر مسآحة المكتبه هذي .. كل جدآر مكون من رفوف خشبيه تبدأ من نص الجدآر لحد آخره من فوق .. وبوسط الأرض كآن إستآند خشبي عريض مكون من رفوف عليهآ كميه من الكتب: يـ الله !! جدّ هذي مكتبه حقيقيه .. زي إللي أشوفهآ بـ الأفلآم


دآرت بكرسيهآ حول الإستآند إللي بـ الوسط وعيونهآ معلقه ع الكتب وعلى وجههآ شبح إبتسآمة عدم تصديق ! مدت يدهآ لكتآب من الكتب لـ د/مصطفى محمود وبجمبه مجموعة كتب ثآنيه له .. صآرت تطلعهم كتآب كتآب تقرآ أسمآئهم وترجعهم محلهم مبتسمه إبتسآمه وآسعه .. لفت نظرها كتآب الرجآل من المريـخ والنسآء من الزهـره النسخـه المترجمـه وبجمبه مجموعة من كتب التنميه البشريه


فتحت فمهآ بإنبهآر: له له له وشو ذآآآآ !!! وربي مو مصصصصصدقـــه ! كل الكتب هنآ أقدر اقرآهآ وأنآ كنت أتعب حآلي وأحمل من على النت وينقطع الإتصآل الله يقطعه ومآفيهآ أي متعه القرآءه الإلكترونيه ذي بعد .. حآولت ترفع نفسهآ شوي من على الكرسي لتوصل لنص الجدآر لأول رف من رفوف الكتب .. مدت يدهآ بصعوبه بس كرسيهآ أقصر من الرف بكثير ..
جربت تستند بيد وحده توقف وتمد يدهآ الثآنيه للكتآب بـ الرف ملآمح الجهـد على وجههآ .. مو قــــــآدره ! عآجزه فعلاً أنهآ توصل للرف ..



مدّ يدهـ من ورآهآ للكتآب وطلعـه .. لفت رآسهآ ورآهآ بصدمه مبرقه عيونهآ .
عيونه على إسم الكتآب يقرآه معقد حآجبيه .. بصوت مسموع: العآدآت السبـع لـ ستيفـن كوفي
هزّ رآسه بإعجآب مآد شفآيفه: آمممم تهتمين بـ التنميه البشريه !!
بعدهآ نزل عيونه لمستوآهآ ينآظرهآ .. ردت عليه بـ إبتسآمه متوتره خفيفـه مآتمت إلآ وآنمحت من وجههآ
وآئل: بس أعرف أن كثر مآهي ممتعه كثر مآهي ضآره ! هذآ طبعاً إن كنت قآرئ نهـم لموضوع التنميه البشريه
قطبت جبينهآ بإستفهآم: شلـون ؟



رفع كتوفه بحركة سريعه: يعنـي .. كثر مآيقرأهآ الوآحد يتعمق ويتعلق فيهآ يصير عبد للمثآليه والكمآل .. أحسهآ تحكم وتحجّم علآقآته وتصرفآته مع النآس .. تقيد عفويتـه في إطآر مبآدئهآ .. يعنـي تحوله من مجرد إنسآن يآكثر أخطآءه وإللي مآهي عيب أبدّ أنه يطيح فيهآ لأجل يتعلم منهآ لـ مجرد آلـه .. ريبورت !
ميسم وإللي حست أن قآموس كلمآتهآ إنمحى ومآقدرت ترد من الإحرآج .. من وقفته وكلآمه معهآ .. نزلت رآسهآ للأرض بدون تعليق لحدّ مآمدّ لهآ الكتآب مبتسم: تفضلـي
بلعت ريقهآ بهدوء وهي تشكره بخفووت وآضح فـ صوتهآ .
وآئل: على إيش تشكريني ! علمينـي .. تحبين القرآءه !
رفعت رآسهآ بسرعه له: أكثر من أي شي

إبتسم مطبق شفتيه بهدوء وهو يجلس على ركبتيه قبآلهآ: يعني قآرئـه نهمـه زي مآيقولون !
ميسم: آمممم يعنـي .. بـ النسبه لوضعي القرآءه هي الشي الوحيد إللي أقدر أمآرسه .. بعدهآ رفعت حآجبيهآ وكتوفهآ كإشآره إن مآفي بـ اليد حيله !



أطبق شفتيه بأسف وحكي يغير الموضوع: طيب أنا بنقل لك كل كتب التنميه البشريه على هـ الإستآند بـ الأرض .. تقدرين توصلين له بسهوله أكثر من الرفوف تمآم !
تكلمت بسرعه تلحقه بكلآمه: لآ لآ مآفي دآعي وآلله .. مآفي دآعي تتعب حآلك يعني مو مستآهله
قرب منهآ زآحف على ركبتيه لحد مآوصل لرجولهآ: أتعب حآلي !! على آيش يعني بـ الضبط ؟
إبتسم بعدهآ إبتسآمه خفيفه وهو يهز رآسه بـ النفي: مو مشكلـه ست ميسم .. نتعب إنآ وترتآحين إنتي .. ترآ عمي موصينآ عليك توصيـة السنيـن .. وبعدين بخلآف المكتبه أنآ اعرف شلون اتصرف فيها .. ها ! شفتي غرفتك !! تنآسبك !! مرتآحه فيهآ ؟



نزلت عيونهآ لأصآبعهآ المشبكين ببعض تنآظر بإبهآميهآ إللي يتصآرعون بتوتر .. همست: وآئـل !
بنفس النبره الهآمسه: سمـي !
ميسم: أقدر أشآركك إللي ببآلي
وآئل: كـــــــل إللي ببآلكـ .. آمـري بس
ميسم: آمممم .. طيب .. فيه شي .. السرير بغرفتي مره عآلي مآقدر أنقل نفسي عليه الصرآحه كنت محرجه أكلم أي أحد بهآلموضوع وقلت أبنآم على الكنبه بـ الغرفه هي عريضه شوي ومستوآهآ وآطي .. بتريحني



إبتسم بدفآ لها وهو يتأمل توترهآ بحركة أصآبعهآ ورمشة جفونهآ المتتآليه: طيب إرفعي رآسك ونآظريني
بعدهآ على وضعهآ: .............
وآئل: ميســم !
ميسم: آمممم
وآئل: إرفعي رآسك بـ الأول
رفعت رآسهآ بتوتر وهي تشد طرحتهآ إللي بدت تنزلق من على شعرهآ وهي عآضه شفتهآ السفلى بإحرآج
وآئل: أنآ مدري عن أحد بـ البيت بس كون إنك كلمتيني أنآ بهآلموضوع وآنتي تقولين كنتي محرجه .. هذآ ريحني .. إسمعي ميسم .. وش مآبغيتي اطلبينـي ولآ تنحرجين .. أنآ مثل أخوك بـ الضبط .. لآ مو مثل . أنآ جدّ أخوك .. وقتي كله بـ المكتب المقآبل للمكتبه هذي وإذآ مآتقدرين تنزلين لعندي كلميني بس .. معك جوآل !!
ميسم: أهـآآ
فتحت زرين من عبآيتهآ وفردت جسمهآ شوي تطلع جوالهآ من جيب تنورتهآ .. أخذه منهآ محرك أصآبعه النحيفه بسرعه على الأرقآم بـ الشآشه .. شوي إلآ وعلآ صوت نغمـة جوآله: هآآ هذآ هو رقمي عندك .. ورقمكـ صآر عندي



أخذت جوآلهآ وعيونهآ على إسمه المسجل "وآئل" إبتسمت بهدوء: آوكـي
وآئل: لآ تستحين ذآ بيتك أدري إنكـ متحسسه من دآرين وممكن بعد الموضوع إللي صآر يكون مأزمك تجآه العآيله كلهآ بس صدقيني مآحد رح يأذيك هنآ .. تغريد طيبـه وحبآبه بس تعرفو على بعـض رح تحبينهآ .. مآلحقتي على شروق ولآ ذي عآد كآنت بتعجبك .. ودآرين توهآ اليوم الصبآح سآفرت لندن .. قليله زيآرآتهآ هنآ ومآتطول
ميسم: إيه عرفت بسفرهآ ولولآ هآلسبب مآكنت وآفقت أجي هنآ وأظن من حقي !
زفر بهدوء من فمه الصغير المضموم: طلبتك تنسيـن هآلموضوع
لفت بكرسيهآ معطيته ظهرهآ: مآعليه .. مو ببآلي الموضوع اصلا .. أنآ بطلع الحين غرفتي تعبآنه شوي
فهم عليهآ ومآحب يزيدهآ عليهآ بـ الكلآم وقف ورآهآ وصآر يحركهآ هو لبرآ المكتبه: الحين برسلك الشغآلتين يشيلون المرتبه لك يغيرونهآ بأي وحدهـ هنآ بـ البيت هي أكيد إللي عآليه وشوفي إذآ فيه شي ثآني تمآم !



حركت رآسهآ بـ الموآفقه بدون ردّ . وصلّهآ لحد المدخل عند النآفوره وفتحلهآ الأسنسير تطلـع: تصبحين على خير
رفعت رآسهآ له .. قصير يوصل طوله للـ 173 سـم .. متنآسق القآمه وزنه مع طولـه .. أسمـر .. كثيف الشعر رآفعه سبآيكي .. يديه الثنتين بجيوب بنطلونه الريآضي رمآدي اللون .. إكتفت بـ إبتسآمه خفيفه للردّ عليه وبآب الأسنسير يتقفل .. رجعت نورت شآشة جوآلهآ محركه أصآبعهآ النحيفه القصيره على إسمـه بـ الشآشـه (وآئــل) ! وش إللي بيصير لي بهآلبيت .. هل البآقيين مثلك أنت يآوآئل أومثل دآريـن !







مقتطفآت من أحدآث الفصل الخآمـس :-


علت قهقهتـه وهو يخبط بيده على وركهآ خبطه قويه أصدرت صوت طرقعه: وإنت متدآيئ أوي عشآن أنآ مش قآعد جمبك إنت !
لف وجهه بعفويه ينآظرهآ وبوجههآ مليون تعبير من صدمـه و استغرآب وإستنكآر وإحتقآر ......., تم ثوآني يستوعب وبعدهآ إنتفض من مكآنه وآقف: آآآ .. آآنآ آآآسـ .. سسســ .. آسف .. لآمؤآخذه يآ آنسه مآختش بآلي إنك وحده سـت !
عقدت حوآجبهآ وضيقت عيونهآ بإستنكآر: نعــم !!!
وجهه طآيح بـ الأرض من هآلموقف: لآمؤآخذه والله أنآ زي مآبقولك إفتكرتك شآب يعني شعرك وو .. وو .. قطع كلآمه بتوتر من نظرآتهآ النآريه الحآده إللي كلهآ إحتقآر وإشمئزآز
نزل رآسه وهو كآتم ضحكه على كلآم هآلمصري إللي بدآل مآيكحلهآ عمآهآ وهي شوي وبتفجر فيه القنبله .


>
<
>
<

بخطوآت سريعه مشت عنه لحد مآوصلت لسلم الطوآرئ, نزلت بسرعه على درجآت السلم الوآقفه بشكل عمودي مآهو مريح لآبـ الطلوع ولآ النزول, مآتشوف شي قدآمهآ ولآ تسمع غير نبضآت قلبهآ المتسآرعه بقوه .
إنثنت رجلهآ اليسآر لتنزل الأربع سلمآت الأخيره بخطوه وحده وبعدهآ تطيح: آآآآه .. آممممم
نزل ورآهآ السلآلم بخطوآت مزدوجه لحد مآوصل عندهآ ومسك رجلهآ: تآلمك ؟
بعدت رجلهآ وهي منزله رآسهآ تتحاشاه بنظرات عيونها: مآفي شي عآدي
وقفت بسرعه وتوهآ بتمشي مآلت على درآبزين السلم وأنّت بـ آهـ مكتومه .
مدّ لهآ يده بيسندهآ: تعآلي
أعرضت عنه بحده وآضحـه و .......


>
<
>
<



جلست على ذرآع الكنبه إللي هو جآلس عليهآ, ريحة عطرهآ إختلطت بأنفآسه إللي يتنشقهآ, فتح عيونه ورفع رآسه يشوفهآ جآلسه على يدّ الكنبه جمبه وبيدهآ قطعة بلح شآم أخذت منهآ قضمه وحده تآكلهآ وعيونهآ مثبته عليه بنظره فآرغه .
ميلت بجسمهآ عليه أسندت بيدهآ على ظهر الكنبه ورآ رآسه ومدت بيدهآ الثآنيه قطعة بلح الشآم إللي أكلت منهآ قضمه, عيونه المتعبه معلقه بعيونهآ العسليه وهو يحسهآ ترميه بسهآمهآ الملتهبه, فتح فمه تلقآئياً وقضم منهآ قضمهآ.
هزت رآسهآ بآلنفي مبتسمه وهي تشوف الضيآع والتوهآن والإستسلآم بعيونه, قربت آخر جزء منه بهدوء دآخل فمه وعيونهآ على حنجرته إللي تحركت وهو يبلعهآ وبعـ ........



======
-----------
======


نهآية الفصل الرآبع

>> أرآئكـــــم


:::

~FANANAH~ 10-08-16 05:36 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الخآمس





( قبل اليوم كنت أعتقد أنه لآ يمكن أن نكتب عن حيآتنآ إلآ عندمآ نشفى منهآ ، عندمآ يمكن أن نلمس جرآحنآ القديمه بقلم .. دون أن نتألم مره أخرى ، عندمآ نقدر على النظر خلفنآ دون حنين , دون جنون , و دون حِقـد أيضـاً .. أيمكن هذآ حقاً ؟! نحن لآ نشفى من ذآكرتنآ .. ولهذآ نحن نكتـب , ولهذآ نحن نرسـم , ولهذآ يموت بعضناً أيضـاً ! ) - مقتبـس -





بـ نيويوركـ ...


دآس بقوه على زرآر انهآء المكآلمه بعد مآعطآه مشغول للمره الخآمسه : لك تضرب أنآ الأجدب إللي عم حآكيـ .....
قطع كلآمه لنفسـه وهو يطآلع بـ الشآشه .. ردّ بسرعه بنبره عصبيه ونرفزه كآنه مآصدق إتصآله: ولك ليش مآعمـــــآ ترد علييّ !!!!!
نجم: كنت بإجتمآع توزيع الشغل لهآلإسبوع .. خيـر !
إدوآرد: أهآآآآ لآ بس كنت بدي خبرك, ليــلآ
نجم بإنتبآه: ليلآ !
إدوآرد: (لقد حصلت الفتآه على فرصتهآ, لآ أدري إن كآن الأمر يهمك فقط لأنك أخبرتني أن أخبرك عن كل مآيحصل معهآ)
نجم: what does it mean? (مآذآ يعني هذآ؟)
إدوآرد: (أنهت دوآمهآ للتو مسرعة لموعدهآ)
نجم: a Date !!! (موعد غرآمي)
إدوآرد: (اجل .. وآعدهآ شآباً مآ وتبدو سعيده حقاً)


قفل الخط بوجهه وهو ضآغط ع الجوآل بأقسى قبضته
جلس على كرسي طآولة الإجتمآع فآرد جسمه بأريحيه ومكتف ذرآعيه, تمّ على وضعه لثوآني بعدهآ وقف بسرعه صآر يروح ويجي بآلغرفه البيضآء الوآسعه إللي يتوسطهآ طآوله بيضآويه الشكل طويله محوطه بكرآسي إستيل عريضه
ضرب قبضة يده اليمين بكفه الشمآل وبعدهآ سحب جوآله من على الطآوله وخرج بنفآذ صبر برآ الغرفه .


/
/
/


بـ الموقف الخآرجي للأوتيل كآنت وآقفه منتظره, طلعت مرآيه صغيره من شنطتهآ تشوف نفسهآ بنظره سريعه قبل وصوله.
تمت ربع سآعه بـالحمآم "بـ الكرآمه" فكت شعرهآ الكستنآئي المجعد الكثيف وإللي غطت كثآفته على حجم وجههآ, غيرت ملآبسهآ بعد مآتشبعت بريحة الأكل لـ هوت شورت قصير وتيشيرت أصفر بدون أي لمسه جمآليه بأي أدآه من أدوآت التجميل إللي عمرهآ مآ إقتنت أي شيئ منهآ, سكرت المرآيه ودخلتهآ بشنطتهآ الكروس الصغيره .

وقفت قدآمهآ سيآره فورد, ميلت رآسهآ للشبآك مبتسمه له, نزلت من على الرصيف فتحت بآب السيآره جمب السآئق بعدهآ رفعت رآسهآ بسرعه لليـد إللي مسكت يدهآ توقفها: نجـــــم !!!



سحبهآ بقوه من ورآ بآب السيآره لورآ ظهره وقفل البآب بيده الثآنيه.
نزل له من السيآره شآب أجنبي الملآمح, أشقر الشعر, ملون العيون, أبيض, قصير القآمه ونحيل الجسم: heyy u, what the hell is that! (هــييي أنت .. مآهذآ بحق الجحيم !)
نجم: (انظر, لآأريد إفتعآل مشكله مع صبيّ مثلك, لذآ إركب سيآرتك وغآدر)
بلع ريقه وحرك نظره لـ ليلآ إللي مختفيه ورآ ظهر نجم
نجم: (نعم, وإنسَ أمر فتآتك والموعد, هل هذآ وآضح ؟)
بصوت مهزوز وهو يميل رآسه لهآ: (ليلآ هل أنـ .... )
قآطعه نجم بحزم من بين أسنآنه: (هل هذآ وآضح)


أشرت له ليلآ بيدهآ يروح وهي مغمضه عيونهآ بملآمح آسِـفه على هالموقف اللي قاعد يصير .
فكت معصمهآ من يده بقوه وعيونهآ على السيآره وهي تتحرك لبرآ الموقف .
ليلآ: الحين تشرحلي إنتآ إيش سويت !! وليش أصلاً !! لييييـــــش !!
نجم: لآترفعي صوتك
بصيآح أعلى: أرفع ولآ أوطي بكيفي مآلك دخل إنت
مسك ذقنهآ بقوه ورفع وجههآ لوجهه: قلتلك لآترفعي صوتك
دفته من صدره بيديهآ الثنتين: إبعـــــــــــــــد
بقلة صبر ومن بين أسنآنه: ليلآ !
ليلآ: الحين أبي أعرف إنت وش دخلك فيني وفـ حيآتي ! تصدق توني أدري إنك مآخذ مسآحه فـ حيآتي هآلمسآحه إنت إللي معطيهآ لنفسك وأنآ !!! أنآ الهبله إللي سآكته, بـ الله أنآ ليش سآكته ورآضيه ومسلمه لك كذآ ! ليــه !!! , إيه إنّآ مع بعض بسكن وآحد وشغل وآحد والطبيعي نتلآقى كثير ونتعآمل كثير مع بعض بس يآريت تفهم إن تعآملآتنآ هذي تكون فـ حدود العلآقه الطبيعيه إللي مآبينآ, وهآلعلآقه مآتتعدى إنآ مجرد جيرآن مو أكثر وهذآ مآيعطيك الحق تتدخل بحيآتي وخصوصيآتي, ليش مآتحترم هآلشي ؟ ايش تشوفني ؟؟ كلبك الصغير ؟؟
ببرود: خلصتــي ؟


هزت رآسهآ يآلإيجآب وبنبره حآده: إيه خلصت
نجم: إمشي طيب بوصلك للبيت
وهنآ إنفجرت غضب: Gaaaaaaashh, why u don’t understand? (إلهـــــــــــــــــــي, لمآ لآتفهـم ؟)
نجـم أقولك إطلع من حيآتي, إنت مو مسئول عني, إهتم بشؤونك, مآلك شغل كيف آكل, كيف أشرب, أنآم, ألبس, أشتغل, وين أروح وكيف أرجع, مين أقآبل ووين, إسمع أنآ مآ أتكلم الـ 7 لغآت إللي تتكلمهم فالأحسن لك تكون فهمت الكلآم بهآللغه وبهآلطريقه .



جلست على الرصيف تنهدت بنفس طويل مغطيه وجههآ بكفوفهآ وبنبره أهدى من قبل: أصلاً مآني مستوعبه للحين اشلون سويت كذآ مع دآستن ؟!! آشلون !
بصوت أشبه للهمس: كآن وسيم, أشقر وعيونه زرقآ, مره كيوت
طير عيونه لفوق وبلع ريقه يحس حآله بيرجع كل مآفي جوفه, بـ إستهزآء: هــــه, كيوت !
رفعت رآسها تنآظره وعيونهآ مدمعه: ولآ إنت إيش إللي على بآلك, كل يوم مع وحده شكل بس أنآ !! هذآ أول موعد لي, عندي 22 سنه وهذآ أول موعد لي, أول شآب يعرض علي أخرج معه, قآل لي إني قبيحه وبشعه بس أعجبه, كنآ بنروح سينمآ مفتوحه, أنآ إللي اخترت المكآن, كآن موعدي الأول و آشكثـر كنت مبسوطه, وآنت إيش سويت ؟ ليش كذآ ؟



ضيق عيونه ورمآهآ بنظره مآكره: ليلآ إنتي عذرآء ؟
تجمدت ملآمحهآ لثوآني تستوعب سؤآله بدون ردّ .
إبتسم وقرب جلس جمبهآ على الرصيف حوطهآ بذرآعه اليسآر ويده على كتفهآ: كنت حآسس بس مآحبيت أتدخل وأسألك هآلشي .


بإستهزآء: هـه .. لآ بـ الله, والله كلك فهم, جت على هذي إللي مآتتدخل فيهآ وتسأل ؟ وبعدين إبعد يدك عني
نجم: خلآص لآ تزعلي
ليلآ: ..........
نجم: ليلآ !! أصلاً لآزم تشكريني, كيف بتطلعي مع وآحد غبي زي هذآ ؟ وش يقولك ذآ ؟ قبيحه ومو جذآبه بس تعجبيني ! أيّ وآحد غبي ممكن يقول كذآ ؟ وإنتي أي وحده غبيه ممكن توآفقي على شي زي كذآ ؟
لفت وجههآ عليه: بس هو مآغلط أنآ فعلاً بشعه ومو جذآبه أصلاً الحمدلله إنه قآلهآ بهآلطريقه بس أنآ عجبته وهذآ هو المهم
نجم: ..........
وترهآ سكوته وتدقيقه فـ وجههآ, نزلت عيونهآ للأرض وأبعدت شعرهآ ورآ أذنهآ .
حط أصبعيه الوسطى والسبآبه على خدهآ ولف وجههآ لجهته مره ثآيه وظل يطآلعهآ بنفس النظره التأمليه البآرده .


ليلآ: آشفيك تنآظرني كذآ ؟ ترآك وترتني
نجم: تعرفي ! إنتي فعلاً ugly (قبيحه)
نزلت عيونهآ للأرض بنظرة انكسآر وبنبره حزن خآفته: I know (أعـرف)
نجم: بس ليش مآلآحظت هآلشي قبل اليوم ! فيك شي غريب اليوم مخليك بشعه !
ليلآ: بشعه اليوم بس ؟
نجم: لآ صدق اليوم غير ... بشعـه, غير كذآ كنتي عآديه بس مآدري ليش !
ظل يحرك عيونه بتفحص عليهآ وهو مضيق عيونه, بعدهآ فك ربآط أستك كآن على معصمه, جمع شعرهآ الكثيف على جمب وآحد وربطه بـ الأستك .
لفت وجههآ لعنده مستغربه وهو يجمع شعرهآ المجعد المبعثر على وجههآ ورآ أذونهآ: بـس كــذآ
ليلآ: وليش ؟
نجم: ليلآ شعرك بشع لآ عآد تنثريه وتفرديه كذآ, وهو مجمع أحسن شوي
ليلآ: بس لمآ فكيته حسيت شكلي أحلى !
تأفف بملل: لآ مو أحلى, أنآ الرجّآل هنآ وأنآ إللي أقول كيف أشوفك, لآعآد أشوفه مفرود كذآ فآهمه !
ليلآ: مآرح تتغير, نفس طريقتك التحكميه, تفرض علي كلآمك بآلشكل إللي تحبيه وتبيه وتنهيه بكلمة فآهمه



وقف ومدّ لهآ يده متجآهل كلآمهآ الأخير له: يلآ بنروح
ليلآ: طيب استنى شوي الإتوبيس الحين بيوصل
نجم: وشـوو !!! قومي بس بتركبي ورآي
ليلآ: إيش !!! ورآك !!! بس أنآ مآأعرف
وصل لدرآجته ودخل بهآ المفتآح بدآ صوت مآطورهآ يعلى: وش إللي مآتعرفيه بـ الضبط ؟
ليلآ: مآعمري ركبت درآجـ ....
لف بهآ بسرعه تجآههآ مقآطع كلآمهآ: والحين بتركبي, يلآ إطلعي
ليلآ: طيب وينهآ الخوذه ؟
نجم: خوذة إيش ؟ وإنّآ طآلعين الفضآ ؟ ليلآ إخلصي علي
ركبت ورآه تآركه مسآفه بينهم, أول مآ عطآ بنزين صآحت بـ إسمه .
لآحظت إنتفآضة جسمه شكلهآ خرعته, لف ورآه ونظرة عيونه بتقتلهآ .
حطت يدهآ على فمهآ مبتسمه بإحرآج طفولي وهمست: ooopsss sorry :D
قربت منه شوي وآمسكت بقميصه بقوه من وسطه .



رفعت عيونهآ للسمآ بعد مآخرجوآ من الكرآج: وآآآآآو يـ الله, نـجم
نجم: .........
صآحت بـ أذآنه: نجـــــــــــــم
من بين أسنآنه: ليلآ كم مره أقولك تبطلي طريقتك هذي
ليلآ: طيب إيش أسوي إنت مآتسمعني
نجم: وش بغيتي ؟
ليلآ: لففني شوي, لآتودينآ الشقه
نجم: وين تبينآ نروح ؟
ليلآ: لآ لآ مآبغى أروح مكآن أبي أظل على الدرآجه كذآ, نتمشى بـ الشوآرع بس
نجم: ليلآ تعبآن ورآسي مصدع من إجتمآع اليوم والهوآ بيتعبني أكثر
صآرت تتنطط من مكآنهآ, حس بـ إختلآل التوآزن: رح تقتلينآ إجلسـي
ليلآ: إنت كل مره تأمرني وأنآ أسمع كلآمك, أنا عآد هذآ أول طلب ومو رآضي بعد !
زود السرعه بشكل جنوني: طيب تمسكي عدل


صآحت مبتسمه إبتسآمه وآسعه: wt amazing feeling, gush Its crazy (يآله من شعور رآئـع, إلهـي إنه مدهـش)
شآرع ورآ شآرع مآيدري كم من الوقت صآر له يلف ويدور بـ الشوآرع في صمت, كل هآلمده مآحكت هي شي ولآ تكلمت .
حس بجسمهآ إللي قرب منه بزيآده وبثقل, التصق صدرهآ بظهرهآ وقبضة يدينهآ إللي كآنت مشدده على قميصه ارتخت أكثر .
خفف من السرعه: ليـلآ !
ليلآ: ..........
نجم: ليلآ !
قرب من الرصيف وركن جمبه, لف بهدوء ورآه, مآلت بجسمهآ على جمب لحقهآ بسرعه بيده قبل مآتطيح, كآنت نآيمه .
حط يده ورآ رآسهآ وصآر يفوقهآ بهمس: ليلآ .. ليلآ إصحي, بـ الله مآعندك تحكم بنفسك تنآمين على حآلك كذآ ! ليلآ !! اصحــي
ليلآ: آمـمممم
نجم: وش آممم إصحي ...



عوجت فمهآ وحكت أنفهآ بظهر يدهآ, ابتسم على شكلهآ وبعدهآ نزل غير من جلستهآ, جلسّهآ قدآم بشكل معآكس وجلس قبآلهآ, رفع رجولهآ الإثنين حوآلين وسطه ورآسهآ مسند على صدره .
شغل الدرآجه وحرك ع الهآدي لحد مآوصلو للعمآره,خرج من الكرآج وهو شآيلهآ بنفس الوضعيه إللي كآنت جآلسه فيهآ على الدرآجه قبآله لحد مآطلعو للشقه .
نزلهآ على الأرض, فتح شنطتهآ يدور ع المفتآح بس مآفي شي ! , ضربهآ كف خفيف بأطرآف أصآبعه يفوقهآ: ليلآ وين المفتآح ؟
ليلآ: ..........
نجم: مفتآح الشقه ويـنه ؟ هفففففف
بكلمآت متقطعه وغير مفهومه: Carin, ooooff (كآريـن, أووف)
نجم: وشوو !! وين المفتآآآآح ؟ the key, where is the fuckin key (المفتآح , أين المفتآح اللعيــن ؟)


زفر بنفاذ صبر: هفففففففف ذا إللي كآن نآقصني بعد
فتح بآب شقته شآيلهآ على ذرآعآته, نيمهآ على الكنبه بـ الصآله عنده وإللي كآنت جلديه ومآخده الشكل الدورآني, رفع رآسهآ وحط مخده صغيره تحتهآ .
دخل غرفته وطلع منهآ بشرشف أبيض خفيف غطآهآ به, ورجع مدد جسمه على السرير بتعب: فيني نوم وجوع رهيب بس مو قآدر أسوي شي, آآآآهـ
فتح أزرآر قميصه وعيونه معلقه بـ السقف بعدهآ قآم بقلة رآحه وهو يتأفف, خرج للصآله الكنبه مآهي مريحه أبد غير إنهآ جلديه فهي مآخده الشكل الدورآني مآحد يقدر يمدد جسمه عليهآ بشكل مستقيم .
رجع دخلهآ غرفته, مددهآ على سريره وطفآ النور الخفيف وخرج للصآله, فسـخ قميصه رمآه على الكنبه ومدد جسمه على السجآده الفرو بـ الأرض ... كآنت ثوآني قليله وغرق بعدهآ فـ النوم .



======
-----------
======



مصــر .. 10 الصبآح ..

في الكآفيه المعتآد جلوسهآ فيه المكآن هآدئ نوعاً مآ في هآلسآعه غير أي وقت ثآني باليوم: Black coffe plz
الويتر بـ إبتسآمه: تحت أمرك
رفعت يدهآ وكآنهآ تذكرت شيئ: آآآ وفطيرة تفآح ,, بـ إبتسآمه آسفه: معلـش !
بنفس الإبتسآمه المعتآده للإرضآء: لآ ولآ يهمك


/
/
/


بدلآل ودلع مصطنع: حيآآآتي والله اشتقتلك
بقلة حيله ونفآذ صبر: نآهد خلآص
نآهد: وش إللي خلآص ! كم صآر لك عندك ! إسبوعين ويومين
إرتسمت إبتسآمه هآديه: وحآسبتهآ بـ اليوم بعد !


نآهد: بـ السآعه والدقيقه والثآنيه .. آدم إرجع عآد وش تسوي عندك مو خلآص خلص شغلك ؟
رجع كوب القهوه على الطآوله بلمحه خآطفه طآحت عيونه عليهآ, مرّ اسبوعين من بعد المعرض, طآلع بـجوآله معقد حآجبيه رجعه لأذنه وهو يسمع صيآحهآ: آآآآآدم
آدم: حبيبتي لآزم أسكر الحين
نآهد: لآ والله ! تسكر ! شلون يعني تسكر !!!
آدم: نآهد أنآ برآ الشقه يعني كذآ كذآ مآرح يصير إللي تبيـه .. فهمتي ! طلعتلي شغله الحين ضروري ولآزم أسويهآ والحين لآزم أسكر معك بحآكيك بعدين
نآهد: وعدّ !
تنهد مبتسم: وعـدّ
قفل الخط معهآ وقآم بسرعه بعد مآدفع حسآبه ع الطآوله وهو يشوفهآ خآرجه لبرآ, توهآ بتفتح بآب سيآرتهآ بنبره عآليه: Miss Warda !
التفتت ورآهآ لمصد
ر الصوت متنحه .
غمض عين ورفع حآجب بـ إستفهآم بدون ردّ .
اتسعت إبتسآمتهآ بعد مآ إستوعبت شخصية إللي تشوفه: آآآآدم !
تغيرت تعآبير وجهه لملآمح جآده وهو يحرك رآسه بالإيجآب: آدم
عقدت حآجبيهآ مبتسمه: صدفــه !
آدم: completely (تمآمـــاً)


حركت رآسهآ موآقفه مغمضه عيونهآ ومطبقه شفآيفهآ: آمممم
آدم: أفترض أن مو من حقي أنآديك أوقفك !
ورده: مآفهمت !
آدم: يعني من آخر مره أخذتي رقمي بس مرّو إسبوعين بدون أي إتصآل منك .. واللبيب بـ الإشآره !
أهملت كلآمه معطيته ظهرهآ بدون ردّ, فتحت بآب السيآره ودخلت إنتظرت ثوآني تطآلعه من مرآية السيآره اليسآر بعده وآقف مكآنه يديه بجيوب بنطلونه البآجي الكحلي فتحت الشبآك وبنبره عآليه حآده: مطول عندك ؟ إطلع يلآ
إبتسم وهو يهز رآسه بـ النفي: مجنونه



فتح بآب سيآرتهآ وجلس جمبهآ, يشوفها تفتح غلآف الفطيره وتمدها له.
آدم: تفآح !
عيونهآ على كوب القهوه تفتحه بيدهآ اليسآر والثآنيه بعدهآ ممدوده له بـ الفطيره: أهـآ
آدم: مآ أحبهآ
نآظرته بحقد مضيقه عيونهآ: هه في شي إسمو شكراً , تسلمي , بـ العآفيه .. لكن مـ أحبهآ !!
مدّ يده على زرّ بـ التآبلو قدآمه شغل التكييف بعدهآ رجع رآسه لورآ مسند مغمض عيونه: وإيش إللي فيهآ هذي !
ورده: يعني .. ذوقياً
آدم: أنآ مآعندي ذوق
ورده: إيه ملآحظه هآلشي , والحين فهمت ليش إنت فهمت هآلموضوع بهآلطريقه
بعده على وضعه: أي موضوع ؟
ورده: إني مآ إتصلت حآكيتك
آدم: على أسآس إني مهتم بـ إتصآلك يعني !



ببردو أزود من بروده: مو القصد أقولك كمآلة الذوق مو أكثر وإن تصرف زي إللي فكرت إنت فيه مآيخرج إلآ من وآحد عديم الذوق مثلك .. مآ إتصلت لأن الكآرت حقك ضآع مني .. دورته كثير وآهتميت بس مآلقيته .. وع فكرآ هذآ مو تبرير أبدّ .. هذآ من بآب العلم بـ الشيئ لآ غير
آدم: آمممم وآضح
ورده: إيش إللي وآضح ؟
رفع الـ ........ ومددّ الكرسي لورآ: لآ ولآ شي
طآلعته بنفآذ صبر ونرفزه: هيه إنت وين مفكر حآلك جآلس !!
بنفس بردوه وطريقته المستفزه: مآيليق بوحده ذوق تقول هآلحكي بهآلطريقه
ضيقت عيونهآ بعصبيه: ليش تتعآمل معي بلـؤم كذآ ؟
آدم: ..........
نفخت هوآ وهي تحس بـ إستفزآزه يحرقهآ: طيب برآحتك أستآذ آدم بس لو سمحت لآزم تترك سيآرتي الحين ورآي سفر مآقدر أطول أكثر معك
آدم: صدق !
ورده: أهـآآ
رفع الكرسي وعدل جلسه: مآطولتي يعني وبترجعي السعوديه
ورده: ومين قآل إني بردّ للسعوديه ؟
لف وجهه ينآظره بإستفهآم !
ورده: السعوديه هذي مآ أنزلهآ غير نآدر وللأسبآب الدآعيه بس .. غير كذآ فـ إقآمتي هنآ بمصـر .. أمآ بـ النسبه لسفرتي هذي فهي محليـه .. هنآ بمصر .. بروح أسوآن
آدم: بروحك ؟



رمته بنظره سآخره وإبتسآمه مآيله لجمب وآحد: هه لآ بمر آخذ مرآفق .. طبعاً لوحدي .. والحين لو سمحت إتفضل عشآن يآدووب الحق أوصل المحطه مآبغى القطآر يفوتني
نآظرته منزل عيونه للأرض مبتسم .
ورده: تسمعني !!
آدم: حركي يللآ
التفت عليهآ متنحه بملآمح جآمده: يللآ حركي مآبغى القطآر يفوتني أنآ بعد
ورده: وشوو !!!
حرك رآسه بالإيجآب: أهآ .. رآيح أسوآن
نفخت هوآ بنفآذ صبر من هآلعآهه قدآمهآ: أستغفر الله .. آدم جدّ وقتي مآيسمح .. برووح
آدم: أيوه قلتيلي .. وأنآ بعد بروح .. بروح معك .. أعتقد مآفي أي شي يمنع !
ورده: من جدك إنت ؟
آدم: آممم .. ليش مستغربه !


تنحت لثوآني فآهيه: لآ مو مستغربه ولآ شي عآدي بس يعنـي !! طيب وأغرآضك وينهآ ! أسوآن مو بـ الشآرع إللي ورآنآ هذآ سفر والرحله سفآري
آدم: مآ أحتآج إلآ هذي .. نزل عيونه على الشنطه السودآء المطرزه بـ مآركة الكآميرآ بدآخلهآ وهي على رجوله .
إبتسمت إبتسآمه هآديه خفيفه بخآطرهآ: يعني أكيد القدر له دور بالموضوع مو معقوله يعني كل هذي صدف !
حكى مقآطعهآ من خوآطرهآ: كل هذآ تفكير يعني ؟
نزلت نظآرتهآ الشمسيه إللي كآنت معلقه فوق رآسهآ لعيونهآ وهي تنآظر الطريق قدآمهآ بعد مآحركت بـ السيآره: دلني على مكآن سكنك بنمر تآخد ملآبسك وأي شيئ رح تحتآجه . بس الأول بمـرّ بـ شقتنآ آخذ أغرآضي ...



======
-----------
======



بـ السعوديـه .... الظهـر


سكرت الجوآل بيأس بعد مآ أنهت المكآلمه مع أبوهآ, مسحت وجههآ بكف يدهآ البآرده, شوية إصرآر من أبوهآ وكآنت بتنفجر بكآ وتقوله آيشكثر هي مخنوقه, أيآمهآ كلهآ نسخه من أول يوم لهآ بهآلبيت البآرد, زوجة عمهآ إللي مآشآفتهآ من بعد أول يوم وتغريد إللي تمرهآ كل يوم لثوآني وتطلع بعدهآ .
حركت الكرسي قدآم التلفزيون وصآرت تقلب بـ قنوآت الأفلآم الأجنبيه المفضله عندهآ بس كلهآ أفلآم منعآده وقد شآفتهآ بدآل المره عشره !
نزلت عيونهآ بصمت وبعدهآ تنهدت وهي متوجهه لبآب الغرفه: يـ الله دآدآ زبيده وينك ؟ متى بترجعين وأرجع معكـ بيتنآ بدآل هآلبيت البآرد !
نزلت بـ الأسآنسير ومنه لجهة المكتبه, وقفت بـ الوسط وعيونهآ على بآب مكتبه, نزلته مرتين بس مآكآن موجود, مآشآفته من بعد آخر مره بالمكتبه .


قربت من بآب مكتبه, دقت على البآب بهدوء مرتين وعآدتهم بس زي كل مره مآفي ردّ .
تنهدت مآفيه فآيده, لفت الأكره قبل مآتروح, إنفتح البآب !!!
المرتين إللي حآولت فيهم قبل كآن البآب مقفل بـ المفتآح وهآلمره مفتوح !
دخلت بهدوء وعيونهآ تلف بـ المكآن, المكتب فآضي .
كآن تصميمه مودرن بألوآن فريش أبيض ورمآدي فآتح وأخضر تفآحي فـ أورنج, والإضآءه خآفته, كآن منسق بشكل مريح للعين وللأعصآب: ميســـم !!!


صآحت بـ إسم الله منتفض جسمهآ بقوه, رفعت عيونهآ المبرقه على وسعهآ له .
إبتسم وهو يقرب نآحيتهآ ممسك بملف: آسف شكلي خرعتك بقوه
ميسم: بغى قلبي يوقف والله
وآئل: قلبك خفيف يعني
إبتسمت إبتسآمه هآديه: آممم يعنـي, مآتوقعت الآقيك
وقف ورآهآ وحرك بـكرسيهآ لجهة الصآلون بـزآوية المكتب كآنت كنبآته شآموآ عريضه بـ اللونين الأبيض والرمآدي ومزينه بمخدآت صغيره ملونه, شغل النجفه الإستيل المتدليه عليهم من الوسط بـ إضآءه خآفته .
ميسم: مكتبك حلوو على فكره
وآئل: عجبك ؟
ميسم: آمممم مره
فتح الثلآجه الصغيره إللي بزآوية الغرفه وطلع منهآ زجآجة عصير: مآدري إيش إللي تحبيه بس مآعندي غير هآلبرتقآل والجزر الصرآحه
ميسم: مو مـرّ شوي ّ!
وآئل: مدري بس يعجبني
مدت يدهآ وأخذت القزآزه بعد مآفتحهآ لهآ: أي شي, وبعدين لآتعآملني زي الضيوف
بإبتسآمه وآسعه: إنتي صآحبة بيت
ميسم: هذي ثآلث مره أجيك المكتب هنآ
جلس على الكنبه قبآلهآ: والله !


ميسم: بس مآكنت موجود تقريباً
وآئل: لآ شلون مو موجود ! صآر لي مده بآلبيت مآ أطلع, أشتغل على المجموعه الجديده
ميسم: مدري والله بس دقيت البآب ومآفيه ردّ
وآئل: الله يهدآك بس وليش مآفتحتي البآب ! أكيد كنت بآلمشغل دآخل ومآسمعتك
نزلت عيونهآ مبتسمه: البآب يكون مقفل ولآ كآن زمآني دخلت زي اليوم
رجع ابتسم ابتسآمته الوآسعه: إيه صح معلش خليهآ علي هآلمره
ميسم: لآ عآدي
وآئل: كنت أفكر فيك, وبغيت أتصل أسألك أشوفك محتآجه شي بس خفت اضآيقك يعني قلت إنتي معك رقمي وأنآ موصيك ومشدد عليك إن احتجتي شي مايردك الا لسانك وآنتي وعدتيني بهآلشي بس آنتي مآتكلمتي قلت أخليكـ على رآحتك


ميسم: تصدق عآد !! هذآ هو نفس إللي جآ ببآلي !! حآسه بـ الوحده ومآييجي على بآلي غيرك
وآئل: أحد ضآيقك ؟ قصرو معك بشي ؟
ميسم: لآ أبدّ بـ العكس كل طلبآتي مجآبه ومآحدّ يتأخر عليّ بشيّ بس يعني إللي أقصده أحد أجلس معه نسولف, أقضي يومي, تغريد تجيني كل يوم تجلس شوي وتطلع بس يعني عذرهآ معهآ إحنآ مو صحبه مره بس هي مآتقصر والله, قلت بخآطري كذآ مره أجي عندك أو أكلمك بس مآدري وش إللي كآن ببآلي يوم فكرت كذآ !
وآئل: وليش لآ ؟
ميسم: يعني إنت رجّآل صآحب أشغآل, فكرت مثلك بآلضبط إنه إذآ كنت فآضي رح تكلمني مآرح أضغط عليك وألزمك بشي خليك على رآحتك
وآئل: بـ الله عليكي, معقوله يعني ؟
بعدهآ ضحكو ثنينآتهـم وآبتدى هو: طيب خلينآ نجدد الوعد, نضيف عليـه
ميسم: إيش ؟

وآئل: الوآضح إن بعده بينآتنآ كلآفه وكل وآحد فينآ ملتزم شوي تجآه رآحة واحتيآج الثآني, بعد ماكنا اتفقنا اني مو مثل اخوك لاااء انا فعلا اخوك .. وانتي بالضبط مثل شروق وتغريد ودارين .. لاحظ شرودها لثواني كمل بعدها بضحك: لا بلاها دارين .. مشيها شروق وتغريد بس هههههه


لمعت عيونها بضحكه صادقه وهي تهز راسها بالايجاب
كمل بجديه: والتعديل رح نلغي هآلكلآفه وهالإلتزآم .... وعــد ؟
هزت رآسهآ بإبتسآمه عريضه: وعـد
وآئل: أجل شوفي أنآ هآليومين مشغول بتحضير الكولكشن الجديده, وكل شغلي هنآ بمشغلي, إيش رآيك تسآعديني ؟
ميسم : أنـآ !
وآئل: أهــآ قبل ماجستير دارين هي كانت تشتغل معي
ميسم: وأنآ ... أنآ إيش أقدر أسوي ؟
وآئل: لآآآآآ من نآحية تقدري فـ إنتي تقدري وتقدري, حتى أعتقد مآفي أحسن منك بتكوني سريعه وبتوفري وقت, عجلآت هآلكرسي بتكون دآعمه ولآ مآودك تنتقمي من هآلكرسي شويّ ؟
ميسم: جـدّ !
وآئل: جدّ الـجدّ
إتسعت ابتسآمتهآ بآلموآفقـه .


وقف من على الكنبـه: أجل اتفقنآ, خليني آخذك جوله بآلمكآن
لفت وجههآ ورآهآ تنآظره: جولـه !
حركـ كرسيهآ: أجل أنتي وين مفكره رح نشتغل ! بوريك المشغل
رجعت رآسهآ تطآلع قدآمهآ وهم يقربو من بآب ثآني بغرفة هآلمكتب وهي ودهآ تصيح متشققه من الونآسه .
دخلو المشغل إللي كآن وكأن قنبله انفجرت بـ المكآن, كآن بحآلة فوضى وأوسع بكثير من المكتب, فيه 4 مآكينآت وأكثر من مكوى بأنوآع مختلفه وعلآقآت الملآبس الكثيره الموزعه بـ الغرفه وطآولة الشغل العريضه وأتوآب القمآش وإللي كآنت أغلبهآ بـ اللونين الأبيض والأسود بـ خآمآت مختلفه وبقآيآ القمآش المبعثره بكل مكآن .


عيونهآ مفتوحه بإنبهآر: يـ الله وش ذاااااا !!!
وآئل: معلش المكآن مبهدل بس هذي طبيعة الشغل
حركت كرسيهآ بنفسهآ قدآم تآبلو مثبت على الجدآر وفيه قصآصآت كثيرة لنمآذج وتصآميم للملآبس: تصآميمك هذي وآئل ؟ هذآ رسمك ؟
قرب من التآبلو: أهآ, شوفي هذول ورآك خلصتهم


لفت رآسهآ على العلآقه الإستيل الطويله, معلق عليهآ مجموعه منجزه من الفسآتين .
وآئل: هذي مجموعه وبآقي 3 غيرهآ, توني بديت فـ الثآنيه
صآرت تحرك يديهآ بين الفسآتين وعيونهآ معلقه لفوق عليهم: يـ الله وآئل مره روعه, جدّ شغلك عآلي
وآئل: يعني يجي منـي !
ميسم: مآفيهآ كلآم, لآآآآ وآآآآآآآو عآد هذآ !!!
ميل رآسه يشوف الفستآن المعني بكل هآلإنبهآر إللي على وجههآ: عجبك ؟
ميسم: مررره, يهبل والله شوف كيف مسدول ومنسآب, تدري وين جمآله ؟ فـ هآللونين الأبيض والأسود, أوقف بـ اليمين يجي الأبيض, من اليسآر يطلع لك الأسود ههههههه
قطعت كلآمهآ وهي تشوفه يثبت ورقه على الفستآن: إيش تسوي ؟!!

نآظرت بـ الورقه إللي ثبتهآ: Sold (محجوز) (مبآع)
ميسم: وش ذا ؟
وآئل: الفستآن لك
ميسم: إيــششش !! لآ مآيصير, ليـش !
وآئل: إيش إللي مآيصير ؟ وأنآ صآحب الفستآن وآقول إن هآلفستآن لك
ميسم: وآئل لآتحرجني يـ الله والله إني متفشله منك, مآقدرت أمسك لسآني وكآني مآشفت خير بس والله مآقصدت


وآئل: عآد ميسم لآكبرينهآ مومستآهله قلتلك انتي اختي عاد خواتي اكثر من كذا كانت التصاميم الاصليه كلها تنباع قبل عرضها لهم حتى امي بعد , قولي شكراً وخلآص, تكفيني هآلكلمه
شكرته بإبتسآمه عريضه وعيونهآ معلقه عليه .
وآئل: بقولك الفكره وترآ هذي أول مره أسويهآ بحيآتي
ميسم: إيش !
وآئل: إني أخبر أحدّ عن موضوع شغلي, الفكره يعني, أو إن أحد يشوف شغلي قبل يوم عرضه, هآلموضوع بيني وبينك
حطت يدهآ على شفآيفهآ وسحبت بمعنى إتطمن مآرح يخرج حرف .
وآئل: الفكره هي التبآين, 4 مجموعآت وكل مجموعه 4 تصآميم, إنه آشلون ممكن تصميم وآحد يعطيك انطبآعين مختلفين تمآماً, إنك تشوفه من زآوية الأبيض بشكل ومن زآوية الأسود بشكل ثآني, بنفس ردّ فعلكـ لمآ عجبكـ الفستآن
حركت رآسهآ بآلإيجآب مبتسمه: تمآم
وآئل: والحين أول شغل مشترك بينآ وإللي يطلع لي الشيب برآسي الصرآحه هو الأختيآر, بنختآر 4 تصآميم للمجموعه الثآنيه .



حرك كرسيهآ للطآوله الخشبيه العريضه ومدّ لهآ جهآزه الألكتروني إللي فيه كل التصآميم .
وآئل: هآآ
ميسم: هذآ, وممكن هذآ بعد !
بدأ يفك الدبآبيس من التصآميم المعلقه على التآبلوه وإللي شآبهت التصآميم اللي إختآرتهآ من على الجهآز ويرتبهم جمب بعض زي مآتقوله.
ميسم: شوف هذآ !
وآئل: لآزم نرآعي التكرآر, يعني أول وآحد اخترتيه كآن مفتوح الصدر وهذآ بعد فـ لآ خلي هذآ دآمه يشبه مجموعه ثآنيه غيرهآ, فهمتي الفكره ؟
ميسم: تمآم تمآم, طيب شوف ذا شرايك ؟ ! ذآ بـ كمّ ولآ شلون ؟
وآئل: أهآ, هذآ من قدآم وهذآ من ورآ شوفيه على ورق أحسن, بس لحظه ترآ ظهره يشبه الثآني إللي إخترتيه !
نزلت الجهآز من يدهآ وهي مطبقه شفآيفهآ بقهر ومقطبه حآجبيهآ بنرفزه وقلة صبر: يووه وآئل وآحنآ كل مآ إتفقنآ نختلف !




======
-----------
======



يتبــــع ...

:::

~FANANAH~ 10-08-16 05:40 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======



بـ مصـر .. 2 الظهـر

في القطآر يتأملهآ بصمت مبتسم وهي تنظف عدسة الكآميرآ .
رفعت عيونهآ له مرخي جسمه ومكتف يدينه ينآظرهآ, نفخت فـ العدسه وبعدهآ مسحتهآ بمنديل قمآشي صغير, رجعت طآلعته بنظره سريعه بعده على وضعه ينآظرهآ بنفس الطريقه والإبتسآمه: فيه شـي ؟
حرك رآسه بـ النفي بدون رد .


ورده: طيب آشفيك تنآظرني كذآ دآمه مآفي شي ؟
آدم: ولآ شي !
ورده: طيب لو سمحت آبعد نظرك عني أتوتر لمآ أحد يركز نظره علي .. ومآحب أصلاً
آدم: المفروض هذآ شي طبيعي .. النظرآت المطوله والمركزه عليك
حطت الكآميرآ جمبهآ بإستفهآم: وليش ؟
آدم: يعني .. إنتي فوتوجرآفر .. فـ الطبيعي يكون فيه أتنشن .. إكسترآ أتنشن .. للأشخآص إللي قدآمك تركيزهم كله يكون عليك .. بعيونك .. هذآ الطبيعي المفروض !
ورده: مآ أصور أشخآص ! فـ الطبيعي أكثر يكون هذآ وضعي
آدم: أهــآآ
ورده: وإنت !


آدم: دعآيه وإعلآن .. آمممم موديلـز
لفت وجههآ للشبآك تطآلع بـ الأرآضي الزرآعيه للريف المصري: على فكره إنك تطآلع بهآلمنظر على يمينك أحسن من إنك تطآلعني أنآ !
رفع كآميرته وهمس لهآ: Miss Warda
إلتفتت له وبثوآني غمضت عيونهآ بسرعه من فلآش الكآميرآ
ورده: إنت إيش سويت !!!
رفع كتوفه بلآ مبآلآه: صورتك
ورده: وليش إنشآلله !
آدم: تعرفي إن وجهك فوتوجينيك !
بعدهآ مضيقه عيونهآ بحقد وإستنكآر, آدم: لآ تطآلعيني كذآ من جد وجهك فوتوجينيك .. حتى جسمك
قطعت كلآمه بنبره حآده وخز: يآريت تآخذ بآلك من كلآمك !


آدم: غلطت بشي ؟ يعني أنآ أكلمك جدّ .. مآفكرتي تكوني موديل ! لي معآرف هنآ فـ مصر وأقدر أضمنلك الوظيفه
ضمت شنطتهآ لصدرهآ وعيونهآ على الشبآك: شكـراً
عيونه على صورتهآ بشآشة كآميرته: as u like
دقآئق والسكون سيد الموقف قطعهآ بصوته العآلي بنبره مرحه مآزحه ولهجه مصريه: المكآن فآضي هآآح أخيراً
رفع آدم عيونه ينآظره بعد مآجلس جمب ورده مبتسم إبتسآمعه عريضه وآسعه , لفت وجههآ عليه وهو موطي ظهره يعدل شنطته تحت رجوله مآهتمت ورجعت تطآلع بـ الشبآك مسنده ذقنهآ برآحة يدهآ
رفع رآسه لآدم وبعده مبتسم نفس الإبتسآمه إللي تبدلت لجمود لمآ شآف ملآمح آدم: مآلك يآ بآشـآ فيه حآجآ ؟ بتبص كدآ ليه ؟
آدم: مو أحسن إذآ جلست جمبي أنآ ؟


ضحك ضحكته العآليه وخبط بيده على ورك ورده خبطه قويه أصدرت صوت طرقعه: وإنت متدآيق أوي عشآن أنآ مش قآعد جمبك إنت !
لف وجهه بعفويه ينآظر بـ ورده إللي تطآلعه بنظرآت استغرآب, تم ثوآني يستوعب وبعدهآ إنتفض من مكآنه وآقف: آآآ .. آآنآ آآآسـ .. سسســ .. آسف .. لآمؤآخذه يآ آنسه مآختش بآلي إنك وحده سـت !
عقدت حوآجبهآ وضيقت عيونهآ بإستنكآر: نعــم !
وجهه طآيح بـ الأرض من هآلموقف: لآمؤآحذه والله أنآ زي مآبقولك إفتكرتك شآب يعني شعرك وو .. وو .. قطع كلآمه بتوتر من نظرآت ورده إللي كلهآ إحتقآر له
نزل آدم رآسه وهو كآتم ضحكه على كلآم هآلمصري إللي بدآل مآيكحلهآ عمآهآ وورده شوي وبتفجر فيه القنبله .
وطى أخذ شنطته من تحت الكرسي وطلع من المقصوره حقتهم .
لف وجهه يطآلع بـ الشبآك ضآمم قبضة يده على فمه وفيه شبح إبتسآمه على وجهه


ورده: وإيش إللي يضحك إنشآلله ؟
آدم: إحـم .. بصرآحه مـعذور
ورده: والله !
آدم: آممم
ورده: يعني أنآ شكلي رجّآل مو بنت ؟
آدم: شي زي كذآ
طآلعت بسآعتهآ وهي زآمه شفآيفهآ المرسومه خط على وجههآ عشر دقآيق ويوقفو بـ المحطه الجآيه .
آدم: man as a good way (رجل بطريقـه مختلفه, طريقة جيده)
رمته بنظره حآقده حآده بدون ردّ
آدم: صحيح ليش شعرك كذآ ؟ طبيعته كذآ ولآ هذي قصـه ؟
بنفس الحده والحزم: مآيعنيك
آدم: ميس ورده إحنآ مع بعض برحله وحده يعني لو نتحمل بعض شوي بيكون أحسن
أعرضت عنه بدون رد تنآظر بـ الشبآك


آدم: جربتي شكلك بشعر طويل !
ورده: ..........
آدم: يعني بوستيـج .. أو إكستينشن !
ورده: ..........
آدم: مآدري بس أتخيل شكلك بـ الشعر الطويل أحسن
بخآطرهآ: هففف الحين هذآ وش يبي بعد والله مآردّ عليه خليه كذآ
وقف القطآر ووقفت هي بسرعه: يلآ بسرعه
رفع نظره عليهآ ب‘ستغرآب: ليـش ؟
شآلت شنطتهآ بسرعه: وإنت لسه بتسأل .. يلآ آدم بسرعـه
رفع شنطته والكآميرآ بيده بدون ردّ
ورده:والله إذآ مآلحقنآ ليمشي القطر بسرعه ترآ وقت قليل إللي يوقفهم بس
آدم: وإذآ بآقي نآس مآنزلو ؟
بصوت عآلي وهي تهرول بممر القطآر: ينقـــزوووووو
آدم: وشوو !!!


قربو من البآب والنآس متجمعين عليه حشر وأصوآت الصيآح والسبآب وإللي يحذرو الحريم من التحرش والرجآل من النشل .
آدم: من جدك إنتي ؟
لفت عليه مبتسمه: وين مفكر حآلك إنت ولآ إيش رآكب ! هه مسكين توك مآتدري عآذرتك يلآ يلآ بس بسرعه .. خذ نفـس
رفع حآجبه الأيسر بإستغرآب: نفـس ! وإحنآ بننزل غطـس ! وقفـي شوي
قرب منهآ: تعآلي
رفع شنطته على كتفه ووقف ورآهآ يديه الثنتين على كتوفهآ: خليك قدآمي
ورده: وشوو ذآ !
آدم: وشو إللي وشو ! بتمرين فـ الزحآم كذآ أحد يلمسك يسويلك شي ! مآتسمعين عن صيآح الحريم هنآ .. تحرش يامـي .. خلك قدآمي بس


مآعآرضته وقفت قدآمه زي مآقآلهآ, دخلو وسط زحآم النآس الشديد على البآب مآفي أي تنظيم ولآ صبر من النآس إللي يخرج وإللي يدخل بنفس الوقت ! .. حست بصدره يلتصق بظهرهآ وذرآعه اليمين محوطهآ من رقبتهآ , أخذت نفس طويل بعد مآخرجوآ , بعد يده بسرعه عنهآ وهو ينفض قميصه إللي إنفكت أزرآره: هف وش ذآ حشآ ! وش هآلهمجيه !
عدلت التيشيرت حقهآ والجآكيت ورتبت على شعرهآ وهي مبتسمه بإستهزآء: هـه شوفوآ إبن النآس مو عآجبه الهمجيه
آدم: من جدك ؟
ورده: تعآل بنروح نآكل شي وبعدهآ نركب البآص
مشى جمبهآ بدون كلآم لحد مآخرجوآ من المحطه المزدحمه, كآن يحس إنه طفل مآيدري عن شي وهي أمه إللي ترشده للمكآن .
ورده: إدخل انت السوبر مآركت جب لنآ مويه وشي نشربه وإللي تبيه وأنآ بروح أجيب الأكل وآشوفك هنآ تمآم !



دخل المآركت .. كآن متوسط لكن حآوي لكل الإحتيآجآت, تمشى بأقسآمه الضيقه .. أخذ مجموعه من أكوآب اللبن وتشكيله من عصآئر بنكهآت متنوعه وفطآئر جآهزه مغلفه .. وقف عند الكآشير للحسآب لفت نظره إستآند عليه أطوآق وسلوتيتآت للبنآت إبتسم للي طرآ ع بآله وهو يحرك أصآبعه الطويله النحيفه على الأطوآق .. عجبه طوق عريض أصفر مزين بورده قمآشيه كبيره مثبته على جمب الطوق بوسطهآ كريستآله لآمعه .. دفع الحسآب وخرج لقآهآ مستنيه بـ المكآن .
ورده: ليش اتأخرت كذآ !
نزل الأكيآس من يده ثبت الطوق على رآسهآ
طيرت عيونهآ لفوق: وش ذآ !
حرك أصآبعه على غرتهآ يفرقهآ: آممم بسس كذآ حلو
ورده: وش تسوي إنت !
آدم: عجبني الطوق
ورده: وعشآن هو عآجبك تجيبه وأنآ ألبسه ! مو عآجبني


توهآ بتمد يدهآ لشعرهآ وتفكه ضربها بخفه على ظهر يدهآ يمنعهآ: مو لآزم يعجبك .. خليه علآمه تدل إنك بنت عشآن مآحد يضيع فيك مره ثآنيه
بحزم من بين أسنآنهآ: تتمسخر حضرتك !!!
آدم: لآ مآ أتمسخر بس من جد حلو عليك .. يعني شي بسيط زي كذآ غير من شكلك .. صرتي بنوته وشكلك كيوت
حطت يديهآ على الطوق وصآرت تتحسسه بدون ردّ .
آدم: مشينـآ ! بوقف تآكسي يودينآ موقف البآصآت شنآطنآ أكيد وصلو هنآك ... وقفي وقفي
ورده: وش فيه !
آدم: لحظه بس .. بآخذلك صوره
عطته ظهرهآ بإعرآض: لآ مآفيه دآعي
آدم: مو لك .. أنآ أبيهآ


ورده: لآ والله .. لك إنت بعد ! وش مفكر الموضوع ! شكلك نآسي أنآ آمين ؟!!
أهمل كلآمهآ ورفع الكآميرآ بعد مآضبطهآ, أشر لهآ بإصبعيه الوسطى والسبآبه بمعنى عيونك عليّ
بعد عنهآ خطوتين لورآ, حطت كفوف يديهآ على وجههآ: وقف عآآآد ترا ماتنعطى وجه
أخذ لهآ أكثر من صوره بنفس الوضعيه وهي رآفضه إنه يصورهآ
نزل الكآميرآ من على عيونه موجه نظره على شمآله وهو متفآجـئ فاتح فمه بدهشه: لآآآآآ
بعدت يديهآ عن وجههآ وهي تنآظر محل مآينآظر هو بلحظتهآ أخد لهآ الصوره إللي يظهر فيهآ وجههآ بملآمح طفوليه عفويه متفآجئه ومستغربه: I got it (حصلـت عليهـآ)
بعد ماستوعبت انه لعب عليها عشان يلقط لها الصوره: وليش كذآ يعني ؟ جد بزر
أهمل كلامها وهو يدخل الكآميرآ بآلشنطه وبعدهآ رفع الأكيآس من الأرض: يلآ بنتـأخر !



======
-----------
======



بـ السعوديـه ...

بوقت المغرب في نهآية دوآمه الروتيني بـ الدور الثآني ..
بدل البآلطو الأبيض بـ الجآكيت الإسبور الكحلي بسحآب عريض .
وآقفه تتكلم مع مرآفق من أهل مريض بالقسم لمحته بـ آخر الممر يقرب وعيونه عليهآ .
مرو اسبوعين من بعد آخر موقف جمعهم وهي تحآول تتحآشآه, كل مآشآفته تصدّ عنه وتتهرب من مقآبلته حتى عٌمر لآحظ هآلشي وحكآله بس هو مآعلق .


صيته: زي مآقلتلك لآتشيل هم ولآ تخآف, إحنآ متآبعين له, معلش إعذرني بس لآزم أروح الحين، ربع سآعه وممرضه ثآنيه رح تمر عليه تمآم !
مشت بدون مآتسمع ردّ, على يسآرهآ بممرّ ثآني إلتفتت ورآهآ وتشوفه يلحقهآ بخطوآت بآرده: صيتـــه !
صوته الرجولي الضخم وقفهآ متسمره بمكآنهآ .
عديّ: لمتى يعني بتتهربي وتتجنبي توآجهيني ؟
صيته: مآفي شي من هذآ, معلش دكتور بس حقيقي أنآ مشغوله الحين
بخطوآت سريعه مشت عنه لحد مآوصلت لسلم الطوآرئ, نزلت بسرعه على درجآت السلم الوآقفه بشكل عمودي مآهو مريح لآبـ الطلوع ولآ النزول, مآتشوف شي قدآمهآ ولآ تسمع غير نبضآت قلبهآ المتسآرعه بقوه .


إنثنت رجلهآ اليسآر لتنزل الأربع سلمآت الأخيره بخطوه وحده وبعدهآ تطيح: آآآآه .. آممممم
نزل ورآهآ السلآلم بخطوآت مزدوجه لحد مآوصل عندهآ ومسك رجلهآ: تآلمك ؟
بعدت رجلهآ وهي منزله رآسهآ: مآفي شي عآدي
وقفت بسرعه وتوهآ بتمشي مآلت على درآبزين السلم وأنت بـ آهـ مكتومه .
مدّ لهآ يده بيسندهآ: تعآلي
أعرضت عنه بحده وآضحـه: مآفي دآعي دكتور عآدي تحصل كثير
قرب منهآ ممسك بـ مرفقهآ: مآرح أنآقشك فـ شي من إللي صآر ولآ كآن ببآلي أصلاً أفتح هآلموضوع بأي شكل من الأشكآل ولآ بأي وقت, تعآلي معي بس بكشف عليك مو أكثر
عقدت حوآجبهآ بإستفهآم: تكشف عليّ !


قرب منهآ أكثر وقف ورآ ظهرهآ: شكلك نآسيه إني دكتور وعظآم بعد ! هآآ بتقدري ولآ أسندك !
لفت وجههآ له وسكتت لثوآني وعيونهآ على صدره بهمس شبه مسموع: محرجه منك
بنفس نبرة الهمس الخآفته : مني ؟؟
عضت على شفتهآ السفلى وهزت رآسهآ بآلإيجآب.
عديّ: ليش ؟
صيته: ..........
حط يده تحت ذقنهآ ورفع وجههآ تنآظره: ليش ؟
رمشت أكثر من مره بشكل متوآلي وبلعت ريقهآ بعدهآ بتوتر: يعني .. من .. من آخر موقف .. أقصد يعني إن حوآر دكتور عٌمر كآن كفيل يحسسني بآلإحرآج منك عمري كله, كمل وغطآ الموقف إللي صآر ويآك
عديّ: وإيش إللي صآر ويآي ؟


حست دقآت قلبهآ تتزآيد بطريقه غريبه لدرجه تحس فيهآ قلبهآ رح ينفجر, دآيماً تنحط بموآقف معه تكون فيهآ قريبه منه القرب إللي يزدوج فيه نفسين بوقت وآحد .
رجعت نزلت رآسهآ مغمضه عيونهآ بقوه من الإحرآج , إبتسم وهو مشدد يده لهآ لأجل تستند عليـه: بسآعدك تطلعي السلآلم بس وبعدهآ حآولي تستندي على الدرآبزين بآلممر, لآحدّ يشوفنآ ويفهم شي على هوآه تمآم !
حركت رآسهآ بآلموآفقه بدون ردّ .
مشى معهآ لحد مآوصلو غرفة الكشف حقته, فتح النور وأشر لهآ ع السرير: إجلسي وآفردي سآقك .
قرب كرسي آستيل مدور جلس عليه, مسك رجلهآ إللي تآلمهآ وفك جزمتهآ الفلآت البيضآء شآف مقآسهآ بإبتسآمه عريضه تظهر أسنآنه البيضآء المتنآسقه: رجلك كبيره يآصيته
لفت وجههآ للجدآر وهي الحين تحس حآلهآ بتموت من الإحرآج
عديّ: مقآسي أكبر منك برقمين



نآظرت بآلأرض على رجله بخآطرهآ: رقمين بس !! بس آشلون يعني جسمه ضخم أكيد رجله أكبر من كذآ !
بمكر وهو يحرك رجلهآ: عآرف بإيش تفكري ترآني مستغرب أكثر منك
عقدت حآجبيهآ مستنكره: بـ إيش أفكر .. آآآي آآه .. ايه ايه تعورني هنآ
نزل رجلهآ: بسيطه مجرد جزع, بربطهآ لك, يومين وفكيهآ
مشى جهة تآبلو زجآجي بآلغرفه طلع منه ربآط ضغط: مستغرب يعني شلون وحده صغيره كذآ ورجلهآ كبيره !
بإستنكآر ونبره حآده: وشو وشوو !! شلون يعني صغيره ورجلي أكبر ؟
إبتسم على شكلهآ تستفز وتتنرفز بسرعه وآضح من حركة تنفسهآ السريعه وعقدة حآجبيهآ: إهدي شوي
صيته: جآيبني عندك تتمسخر علي !


جلس على طرف السرير ورفع رجلهآ: طيب ليش إنتي معصبه الحين ! مو توك تقولين بخآطرك شلون هو ضخم ومقآس رجله صغير كذآ ! مع العلم إن جسمي طبيعي مو ضخم ولآ شي وللعلم أكثر مقآس 43 مآهو صغير أبدّ, هذآ المقآس الطبيعي للرجآل
برقت عيونهآ وتنحت لفتره تنآظره وهو منزل رآسه يلف رجلهآ بـ الربآط مبتسم وهو يحس بصدمتهآ, ردود أفعآلهآ العفويه تظهر على ملآمحهآ بشكل وآضح ومفسر لكل إللي يطرآ على بآلهآ .
دخلت إصبعهآ السبآبه بفمهآ تحآول تستوعب إللي قآله: وأنآ حكيت هذآ بصوت عآلي ؟
حرك رآسه بآلنفي مبتسم: لآ بس هذآ وآضح, أي شي تفكرين فيه يظهر على وجهك
ببلآهه وعفويه: والله !
عديّ: أهــآآآ
نزل رجلهآ ووقف مقفي عنهآ: خلصت .. الربآط بيشدهآ شوي وبتقدري تمشي عليهآ والأحسن إنك ترجعي البيت الحين
نآظرت برجلهآ وهي متنحه وفآتحه فمهآ, نزلتهآ للأرض تلبس جزمتهآ: مآفي دآعي كلهآ سآعه ويخلص دوآمي



أسند على زآوية حآفة مكتبه مكتف يدينه: على فكره عٌمر مستغرب منك
رفعت رآسهآ بسرعه وبإنتبآه أول مآسمعت طآري عٌمر .
عديّ: محآولآتك تتجنبينآ أنآ وهو وآضحه, سألني إن كنت أعرف شي !
صيته: أصلاً هذآ الطبيعي وإللي رح يصير من اليوم ورآيح, أنآ فعلاً مآكنت مآخذه بآلي ومآنتبهت لحكي الممرضين هنآ, علآقتي مع دكتور عٌمر مو لآزم تتعدى علآقة الدكتور والممرض هنآ بـ المستشفى, مآبي كثر حكي عني مآله دآعي
فرك ذقنه بيده اليمين بعدم إقتنآع: أهــآآآ
صيته: آشفيك مو مقتنع ترآني أحكي جدّ
لصق لسآنه بخده جوآ فمه وحك ذقنه: قلتيلي علآقتك مع دكتر عٌمر, طيب ودكتر عديّ ؟
رجع يلف ويدور ويرجع لنفس الموضوع إللي كل مآفكرت فيه تتمنى الأرض تنشق وتبلعهآ: مآفهمت ! وبإيش تفرق ؟


عديّ: يعني أخذتي قرآر تبعدي عن عٌمر أو إنك تغيري طريقتك فـ التعآمل معه لرسميه أكثر لأجل الحكي عنك فهمت هآلنقطه, أمآ بـ النسبه لي ! أعتقد مآيصير تجمعيني مع عٌمر لنفس السبب ولآ إنتي وش رآيك ؟
وقفت من على السرير بسرعه فهمت عليه: عديّ بـ الله عليك !
قرب منهآ بخطوآت هآديه وثآبته يديه الثنين بجيوبه مبتسم إبتسآمه مآكره مآيله لليسآر , وهي عيونهآ معلقه عليه مفتوحه بوسعهآ .
بهمس: عديّ كذآ حآف ؟!!
رمشت أكثر من مره بسرعه وتوآلي: آآآ .. آآقصد .. آآ .. أنآآ آسفه .. دكـ .. دكـتور عـ .. عـديّ
رفع ذرآعه بسرعه وبشكل غير متوقع خلآهآ ترجع لورآ خطوه بخوف وتوتر وآضح وتجلس مره ثآنيه على السرير وبعدهآ إبتسم هو على الفكره إللي جت ببآلهآ لمآ رفع ذراعه وخلآهآ تبعد عنه .
غمضت عيونهآ بقوه عآضه على شفآيفهآ بخآطرهآ: يـ الله وش هآلموقف الخايس تلقآه الحين يضحك علي يـ الله أكيد فهم ليش سويت كذآ اووووف يآربي وش هآلإحرآج


وقفت رآفعه رآسه بنظره حآده تحآول تبين تمآسكهآ مآ أمدآهآ إلآ ونزلت عيونهآ بسرعه وهي تبلع ريقهآ بتوتر, نظرة عيونه الذهبيه وأنفآسه الحآره القريبه منهآ تضيعهآ من نفسهآ, فـ قلبهآ حب مدفون لعٌمر بس الإحسآس إللي يهزهآ مآتحسه إلآ قبآل هآلعـديّ !
رفعت معصمهآ تشوف السآعه, حكت بتوتر تضيع السآلفه: مآبقى لي غير نص سآعه ببدل ملآبسي وأروح, وإنت بعد قد انتهى دوآمك من فتره دكتور
بهمس خآفت: آمممم
وترتهآ طريقته الخآفته فـ الرد عليهآ, ودهآ تهرب الحين وتختفي من قدآمه تحسه حآجب الهوآ عنهآ وهو وآقف قبآلهآ رآفع ذرآعه اليمين ممسك بـ المآسوه المعلقه بـ السرير ويده الثآنيه بجيب بنطلونه مميل بصدره لقدآم عليهآ .


تحآول تجمع الكلآم إللي يخرج منهآ بتوتر: آآآآ .. آآ .. إيـه .. ششكـكـ .. شششكراً .. شكراً دكتور عديّ .. آآ .. آآخذت من وقتك وإنت كنت مخلص أصلاً
مآزآل ينآظرهآ بنفس الطريقه وبعده على وضعه بدون ردّ .
نزلت بجسمهآ مميله رآسهآ من تحت زرآعه إللي رآفعهآ: بعد إذنك
مشت لبآب الغرفه أخذت نفس طويل بتنهيده عميقه مسموعه, لفت ورآهآ مبرقه عيونهآ " آآآخخ يآويل حآلي لسآتني بـ الغرفه !"
فتحت البآب بقوه مشت بخطوآت سريعه وهي تحس بهوآ بآرد يلفح وجههآ كآنت قربت تحترق بآلدآخل .
طفآ النور بعدها وسكر البآب مبتسم .



======
-----------
======



بعد إسبوعيــن عمل فـ لندن توهـم وآصليـن مصــر ...


فتح بآب الشقه وشغل نور الريسبشن كآن الصآلون بحآلة فوضى , ملآبسهآ مرميه ع الكنب بإهمآل وبقآيآ البيتزآ بـ الكرتون المفتوحه ومرميه بآلأرض .
لمّ ملآبسهآ بسرعه من على الكنب: مش عآرف البنت دي امتى هتكبر وتبطل إهمآل !
عيونه تلف الصآلون, صحيح المكآن مو نظيف ومكتوم بس وآضح أن ذوقه عآلي التصميم والأثآث كلآسيكي وبسيط: هيّ بروحهـآ هنآ ؟
كآمل (أبو عٌمر): إتحآيلنآ عليهآ كلنآ تعيش عند عمهآ بس منشفه دمآغهآ قآلت مش هتعرف تاخد رآحتهآ عند عمهآ وأصرت تقعد هنآ لوحدهآ



تذكر إبن عمهآ يوم وصولهم مصر بـ المطآر .. مآعلّـق
فرد جسمه ع فوتيه من الفوتيهآت العريضه الموزعه مسند رآسه لورا ومغمض عيونه المرهقه, الشغل المتوآصل والسفر جآبو آخره .
كآمل: ألو .. إيه يآحوريه فينك !
- عيد ميلآد إيه دآ إللي لحآلن
- خلص يعني ! رآجعه دلوقتي !
- طيب بسرعه متتأخريش
- انآ لسه وآصل حآلن من المطآر
- الله يسلمك, خدي بآلك من نفسك, مع السلآمه



رفع نظره على السآعه الطويله المعلقه بطول الجدآر, 12 إلآ ثلث وللحين برآ: مآشآلله على هآلكآمل تآركلك الحبل ع الغآرب ست حوريه !
كآمل: رآئف هطلع أجيب لنآ أكل نتعشآ مش هتأخر, وإذآ حآبب تآخدلك دش الحمآم آخر الطرقه إللي ع الشمآل, المهم يعني خد رآحتك فـ البيت
التعب والإرهآق وآضح بعيونه المغربه المحوطه بهآله عميقه من السوآد, حرك رآسه بتعب بدون مآيتكلم ورجع سند رآسه ع ظهر الكنبه .



بهروله سريعه تجر رجولهآ جر: كنآ ركبنآ تآكسي يودينا أهو بآبآ وصل البيت وأنآ مش موجوده وشكلو متدآيئ إني لحد حالن برا البيت
مهآب: وليه قلقآنه ؟ هيهدى لمآ يعرف إني كنت معاكي
حوريه: إستنى إستنى
وقف خطوآته ولف لهآ: إيـه !
عيونها على مقلة حلويات صغيره: عاوزه بلح شام من دا
ابتسم على شكلها البريئ وهي تأشر على الرجال اللي واقف على عربه صغيره للحلويات الشرقيه بلح شام وبقلآوه, بسبوسه وهريسه ......
مهاب: بس كدآ ؟ عيوني ليكي
حوريه: بلح الشام الطويل دا عآرفه !! اوعى تجيب بقلآوه
شلح جآكيته الاسود الإسبور وحطه على كتوفها: طيب استنيني هنا
هزت رآسهآ بآلموآفقه مبتسمه
لفت ورآهآ على الطفله الصغيره اللي تشدها من فستانها, متشرده من اطفال الشوارع المتسولين: أي حآجه ياستي الله يستر عرضك, الله يكرمك وينجحك
فتحت بوكهآ الصغير:اوكي اوكي ثواني بس
مالقت فكه أقل مآمعهآ 10 جنيه مجمده, طلعتهآ بقلة حيله وتوهآ بتمدهآ: إستني إستني إيه دآ ؟
طآلعت بمهآب إللي دخل يده بجيب بنطلونه الجينز وطلع منه جنيه فضي وعطآه للبنت بعدهآ نآظرهآ: إيه يآبنتي دآ ! إنتي هبله ! تديهآ 10 جنيه بحآلهآ ! هتديهآلهآ من هنآ وهتلآقي حوآليكي 50 عيل غيرهآ عآوزين


حوريه: أعمل إيه منآ ملئيتش غيرهآ معآيآ دي أقل حآجآ
مهآب: بسيطه قوليلهآ معييش فكه والله يحنن عليكي, مش لآزم يعني
عضت على شفآيفهآ بإستنكآر: لآ أتكسف أعملهآ دي
إبتسم وهو يحوطهآ بذرآعه ويده على كتفهآ: غلبآنه أوي إنتي لسه مآ أخدتيش على جو مصر, تعآلي للآ جبتلك إللي عآوزآه
مدّ لهآ الكيس الكرتوني أخذته مبتسمه: نفسي فيه أوي
مهآب: أوعي تطلعيه فـ الشآرع انتي مجنونه كليه فـ البيت قربنآ نوصل
شآرع فـ شآرع وكآنو وآصلين على حي من الأحيآء متوسطة الرقي بـ القآهره .
قدآم العمآره: إطلع معآيآ نتعشى كلنآ سوآ

مهآب: لآ إطلعي إنتي عشآن السكآن محدش يقول حآجآ مش كلو يعرف إن عمي معآكي فوق فـ الشقه بلآش خليهآ بكره وأنآ أمآ أوصل هكلمك وأسلم عليه فـ التليفون
حوريه: أوكي خلي بآلك وإنت مروح
أشرت له بيدهآ مع السلآمه وهي تدخل من البوآبه العريضه للعمآره .
مشى ويديه الثنتين بجيوبه بعد مآشآفهآ تدخل المصعد طآلعه لشقتهآ, هآلشهر قربه منهآ بزيآده, حس بإحسآس ومشآعر تتولد دآخله تجآههآ بس مآيبغى يشآركهآ هآلشي غير بعد مآيتأكد منه إنه إحسآس حقيقي وثآبت مو مجرد نزوه عآبره تجآه انثى جميله وجذآبه مثلهآ !


فتحت بآب الشقه وقفلته بقوه بعد مآدخلت خلته يفوق من غفوته إللي غفآهآ .
فتح عيونه بتعب ينآظرهآ وهي قدآمه مصدومه مبرقه عيونهآ ومعقده حآجبيهآ: إنت بتعمل إيه هنـآ !!

طآلعهآ بنظرة البرود المعتآده منه بس بشكل تفحصي من فوقهآ لتحتهآ هي نفسهآ الأنثى المثيره صغيرة السن قدآمه بفستآن شيفون رمآدي قصير يتخطآ الركبه بشي بسيط مرفوع بكتف وحده معلقه بورده ستآن كبيره بنفس اللون الرمآدي, وشعرهآ مرفوع بفورمه بسيطه تظهر رقبتهآ الطويله البيضآء .



فهمت نظرآته التفحصيه لهآ, رمت الجآكيت إللي كآنت ممسكته بيدهآ وإللي نست تعطيه لمهآب قبل لآيروح, غمضت عيونهآ بإبتسآمه خبيثه: بآبآ فيـن ؟
بصوت خآفت أشبه للهمس وهو يفرك عيونه ويتنهد بتعب: طلع برآ يجيب عشآ
فتحت فمهآ الوردي الصغير وحركت رآسهآ بالإيجآب رآفعه حآجبيهآ: أهـــــآآآ
قربت منه خطوتين: حمدالله ع السلآمه
رجع لوضعه مسند رآسه لورآ ومغمض عيونه: الله يسلمك
وقفت ثوآني تتامله شكله فعلاً مرهق عن أي مره شآفته فيهآ قبل, نحف بزيآده عن نحفه الأول وذقنه منبته ومتروكه بإهمآل والهآلآت السودآء العميقه محوطه عيونه .



جلست على ذرآع الكنبه إللي هو جآلس عليهآ, ريحة عطرهآ إختلطت بأنفآسه إللي يتنشقهآ, فتح عيونه ورفع رآسه يشوفهآ جآلسه على يدّ الكنبه جمبه وبيدهآ قطعة بلح شآم أخذت منهآ قضمه وحده تآكلهآ وعيونهآ مثبته عليه بنظره فآرغه .
ميلت بجسمهآ عليه أسندت بيدهآ على ظهر الكنبه ورآ رآسه ومدت بيدهآ الثآنيه قطعة بلح الشآم إللي أكلت منهآ قضمه, عيونه المتعبه معلقه بعيونهآ العسليه وهو يحسهآ ترميه بسهآمهآ الملتهبه, فتح فمه تلقآئياً وقضم منهآ قضمهآ.



هزت رآسهآ بآلنفي مبتسمه وهي تشوف الضيآع والتوهآن والإستسلآم بعيونه, قربت آخر جزء منه بهدوء دآخل فمه وعيونهآ على حنجرته إللي تحركت وهو يبلعهآ وبعدهآ دخلت أصآبعهآ إللي كآنت مغرقه بعسل بلح الشآم, لآ إرآدياً كآن يمص العسل من كل عقله إصبع من أصآبعهآ .
السكون سيد الموقف بينهم لثوآني إمتدت لدقيقه طويله وبآرده تجمع نظرآت عيونهم النظره الملتهبه من عيونهآ والبآرده لعيونه, الدقيقه الطويله إللي جمعت أنفآسهم الحآره المختلطه.
نزلت عيونهآ على شفآيفه مسحت قطرة العسل من عليهآ بسبآبتهآ وبعدهآ لعقت طرف سبآبتهآ بهدوء, بعدت وجههآ عنه بسرعه وعيونه النآعسه تتبع خطوآتهآ البطيئه لغرفتهآ, أطبق شفآيفه على بعض وبلع ريقه وهو يحس بطعم العسل يمر من حلقه وده يشرب مويه .



كتمت ضحكه متمرده دآخلهآ على شكله: دلوقتي انتقمت للي عملو فيآ فـ حمآم الطيّآره
فتح بآب الشقه ودخل مبتسم: إنت لسه مكآنك ! مئومتش أخدت دش ليه وغيرت هدومك !
مسح جبينه المتعرق وهو يحس بلهب حرآره بكل خليه فـ جسمه: جسمي مكسر مو قآدر أوقف حتى !
كآمل: إنت فعلاً أرهقت نفسك أوي الشهر دآ الشغل كلو فوق رآسنآ وآنت مريحتش نفسك ثآنيه, أحمد أخوك خآب من بعد الجوآز
ابتسم بتعب وهو يفرك عيونه بقوه .
صآحت بدلع: بــآآآآبــآآآآ حبيبي
لف رآسه ورآه بعد مآحط الأكيآس من يده على الطآوله: حوريه !
قربت من أبوهآ ورمت نفسهآ بحضنه متعلقه برقبته وجههآ بوجه رآئف: حمدالله ع السلآمه
كآمل: الله يسلمك يآحورية بآبآ رجعتي إمتى وكنتي فين كل دآ ! ينفع يعني ولآ عشآن إنتي لوحدك تآخدي رآحتك بـ الشكل دآ !



مدت شفآيفهآ مبوزه بإصنآع: كدآ يعني ! إيه المقآبله دي !
كآمل: يعني مش شآيفه إننآ نص الليل وإنتي لسه برآ ! عيدميلآد إيه دآ إللي تعدي فيه كل دآ !
حوريه: أولاً دآ مش عيدميلآد, دآ كآن عيد جوآز كآميليآ بنت عمو أشرف يعني بنت أخوك يآسي بآبآ, ثآنياً ودآ المهم أنآ مرجعتش لوحدي, مهآب كآن معآيآ ووصلني لحد البيت هنآ وممشيش إلآ لمآ طلعت الشقه هنآ
كآمل: والله ! ومطلعش ليه بس ؟ ينفع كدآ !
حوريه: قولتلو والله يطلع معآيآ يشوفك ونتعشآ سوآ كلنآ قآلي لآ مينفعش حدّ من السكّآن يشوفه دآخل معآيآ الشقه ومش كلهم عآرفين إنو يبقى إبن عمي ولآ عآرفين إن أنت موجود معآيآ النهرده
هز رآسه بالإيجآب: عدّآه العيب والله ونعم التربيه, هآ قآبلتي رآئف !
لفت وجههآ عليه وهو محني جسمه لقدآم ومنزل رآسه للأرض: آه, أنآ لسه وآصله من شويه سلمت عليه ودخلت أغير هدومي حتى لسه مغسلتش وشي
كآمل: طب أعدي اتعشي الأول خدي الأكل دآ وزعيه ع السفره


لمت الأكيآس من ع الطآوله وصآرت توزع الوجبآت على السفره إللي كآنت بركن الريسيبشن الوآسع وبعدهآ جلست على كرسيهآ فتحت وجبتهآ وصآرت تآكل من البطآطس المقليه سآبقتهم فـ الأكل قبل حتى مآيقعدو .
كآمل: يللآ يآ رآئف قوم اتعشى عشآن تريح بعدهآ شويه إنت مرهق جداً, هغسل إيدي وآجي
وقف بتعب متوجه للسفره وجلس قبآلهآ مكتف يدينه مسندهم على الطآوله وعيونهآ مركزه عليهآ, رمآهآ حزها بنظره حآده: والجآكيت إللي كآن على كتوفك له ؟! آممم فعلاً ونعم التربيه, أو ونعم التربيه فيك إللي تخليك تسوين كذآ
نزلت صدر الدجآج إللي كآنت تآكل فيهآ مضيقه عيونهآ بإستفهآم: عملت إيه بآلضبط مش فآهمه ؟
إبتسم بسخريه بدون ردّ
حوريه بإصرآر: إنت تقصد إيه مفهمتش !
رآئف: مآله دآعي تفهمي



رفع وجبته المقفله حطهآ قدآمهآ وسحب وجبتهآ إللي كآنت تآكل منهآ لعنده
برقت عيونهآ مقطبه حآجبيهآ: إيه دآ ؟!!
مسك الصدر إللي كآنت تآكل منه بدآ يآكل فيه: الأكل من بعدك له طعم ثآني
بلعت ريقهآ بتوتر ونزلت عيونهآ على الوجبه حقته إللي قدآمهآ وهي فآهمه قصده من كلآمه الأخير
حوريه: على فكره أنآ مقصدتش حآجه أنآ بعمل كدآ على طول
عآد كلآمهآ بنفس طريقتهآ بإستهزآء: بتعملي كدآ على طول ؟ أهـآآآ
مع أستآذ مهآب طبعاً ... آممم شي حلو
بإستنكآر وبنبره حآده رفضاً لكلآمه: وإيه إللي دخل مهآب دلوقتي بـ الموضوع
بنبره مآزحه عآليه: بطلي كلآم يآحور الرآجل تعبآن سيبيه يآكـل
رجعت تنآظره بنظره كلهآ تسآؤلآت بعكس نظرته إللي كآنت كلهآ إستحقآر, رافع حآجبه اليسآر وكمل يآكل بصمـت .



نهآيـة الفصـل الخآمــس



======
-----------
======



بـ النسبه لي هذي كآنت البدآيه المبدئيـه للروآيـه وإللي من خلآلهآ كنت أعرض لكم فيهآ الشخصيآت .. موقع كل شخصيـه من الحدث .. منو صآحب هـ الحدث .. إسمـه , مكآنتـه , وظيفتـه .. ونبذه مختصره عن طآبعـه الشخصـي من كمّ موقـف أعتبرهم موآقف مبدئيـه .. تلميـح فقط لآغيـر ..
رآئف , عـديّ , وآئـل , آدم , نجـم , عٌمـر , رآمـز
ميسم , ورده , حوريه , ليلآ , صيته , دآرين , تغريد , نسمه , نآهـد

منهم أبطآل أسآسين مكمليـن من أول سطر بسطور الروآيه بـ الفصل الأول لـ آخر سطـر بـ النهآيـه , وفيـه منهم مكآنهم كبطوله مسآعده ولهم وقت رحّ ينتهي فيه دورهم , وفيه أبطآل جدد لهم ظهور أسآسي بـ المنتصف ...

تمنيآتي بـ أن الشخصيآت قد ترتبت بـ الذآكره وصرتو على علـم بموقع كل شخصيه من أي حدث ...
بـ إنتظآر التعليق هـ المرهـ على الشخصيـآت

دمتم بـودّ

:::

~FANANAH~ 10-08-16 05:41 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل السآدس



( ارقـص كمآ لو أن لآ أحدّ يرآكـ ، غـنِ كمآ لو أن لآ أحدّ يسمعكـ ، أحِـبّ كمآ لو أن لآ أحدّ سبق أن جرحكـ ! ) - مقتبـس -





مـرّ هآلإسبوع كمآ السحر .. قبل هآلمرهـ هي قد سآفرت كثير .. سفرآت محليـه ودوليـه .. بس هآلرحله القصيره المحليـه لمدينة الأقصـر كآنت وآثقه أنهآ بتكون غير ، المكآن الأثري إللي به ثلث آثآر العآلم رح تكون تجربه فريده .. فآرقه بحآيتهآ وفعلاً هذآ هو إللي صآر وإللي أضآف عليه رفقـة " آدم " لهـآ ..


كآنت قريبه منه فـهالإسبوع من بدآية شروق الصبآح مآيفترقون إلآ بوقـت النـوم .. كآن لهآ سآبقه بتعآملآت كثير مع الجنس الثآني بس كآنت كلهآ علآقآت عآبره أو شغـل .. علآقتهآ الجديده بـ آدم وإللي مآتتعدى الإسبوع ...... تركت أثرهـآ !



في قآرب خشبي صغير بوسط النيل العذب السآكن .. نآيم ممدد جسمه مكتف يدينه نظآرته الشمسيه العريضه مدآريه عيونه .. بينمآ كآنت هي جآلسه جمبه فوق رآسه .. بيدهآ الكآميرآ تتفرج على تصوير الإسبوع لهآلرحله من بدآيتهآ .. تمت تقلب بكآميرته وإللي كآن أغلبهآ صور أشخآص .. سيآح أجآنب أكثر منهآ منآظر طبيعيه للآثآر والمعآبد .. للنيل والخضره ..
ابتسمت على صوره جمعتهـم ثنينآتهم بوضعيه غريبه .. مآكآنت من تصوير أحد فيهم ..



على معديه صغيره في النيل "قآرب ينسحب بـ حبل" تنقلهم للبرّ الثآني
ورده: هـذي شجرة موز ؟
التفت ورآه محل مآتسأل هي: مدري والله بس كبيره .. هذي أشجآر مو شجره
ورده: يآربببببــي مرره روعه .. آدم بـ الله صورني .. معك الكآميرآ
رفع الكآميرآ إستجآبة لطلبهآ مبتسم .. أشرت له بيدهآ تلحقه: لحظه لحظه .. هآآ كذآ تمآم ؟ جب الإشجآر يمـي بـ الزآويه اليمين .. والنيل بعـد .. اظهـر المكآن كلـه حولـي
عدل الكآميرآ وقبل مآيآخذ الصوره نزلهآ من قدآم عيونه ..
ورده: وش فيـه ؟!!
آدم: حلو المنظـر .. أبتصـور معك
ورده: ومين إللي بيصورنآ إنشآلله !!
التفت ورآه لصآحب المعديّه إللي يرآفقهم يشد الحبل يسحبهآ لين مآيوصلون البرّ الثآني ..
آدم: صورنــآ
عمّ سآمح .. الرجل المصري الصعيدي بإبتسآمه طيبه: وأنآ هعرف أصور إزآي بس يآبني ؟
آدم: بسيطه .. شوف .. هي مضبوطه .. انت بس دخلنآ فهآلإيطآر .. تشوفـه ؟!!
عمّ سآمح: أيوه يآبنـي شآيفـه
آدم: تمآم .. بس تضبط معك اضغط على هآلزر
عطآه الكآميرآ ومشى بسرعه صوب ورده .. اول مآوصل عندهآ مآل القآرب فجأه بحده مختل توآزنه بسبب تركيز الجمب إللي فيه ورده وآدم ...
مآلت هي والحين بتطيح فـ المويه لحقهآ من يآقة قميصهآ السمآوي بأطرآف أصآبعه مميل عليها وهنآ أخذ عمّ سآمح اللقطـه الغريبه وإللي كآنت كوميديه بأشكآلهم المرتعبـه ...



نسخت الصور إللي جمعتهم سوآ على كآرت ميموري ومسحتهم بعدهآ من كآميرته .. نآظرت جمبهآ تشوفه وهو نآيم ..كل شي فيه غريب وفريـد .. كآن شكلاً أو شخصيه .. مررت سبآبتهآ الطويله النحيفه على أنفـه من أوله تحت مفرق النظآره لطرف انفه الصغير المدور .. بعدهآ شآلت نظآرته بهدوء .. عيونه منتفخه .. معقوف المحجر .. مزدوج الجفـن .. وقفت من مكآنها قبآله مبآشرة مدنقـه عليـه .. رفعت كآميرة الجيب حقتهآ وبدت تآخذ له صور ... لكل جزء من أجزآء وجهه .. عيونه , خشمـه ، فمـه ..


قلب جسمـه على جمبه بتأفف من حرآرة الشمس العآموديه عليه .. ظهرت غمآزة خده اليميـن العميقـه .. لحقتهآ بصوره سريعه قبل لآتختفـي ... نزلت الكآميرآ مبتسمه وهي تشوفهم يقربو من اليآبسه .. هزته من كتفـه بخفه وهمست: آآآآدم .. آآآدم !
آدم: آمممممم
ورده: يللآ قم .. وصلنآ
فتح عيونه بصعوبه معقد حآجبيه رآفع يده يدآري الشمس عن عيونه: وصلنآ !
ورده: أهـآآآ يللآ .. النآس منتظره دورهم يركبون بعدنآ يلآ قم بسررررعه
عدل جلسته وهو يفرك عيونه .. مرر بعدهآ أصآبعه بشعره الأسود الحريري الكثيف وإللي يوصل طوله لشحمة أذنه .. رفع نظره لهآ مضيق عيونه من ضو الشمـس وهي تمد له نظآرته .. أخذهآ منهآ معلقهآ بأزرآر قميصه من الصدر ... وقف ورآهآ وهم ينزلون ..


آدم: إنتبهـي عندك روبــه وطيـن
ورد: أشوفك صحصحت
تحسس بطنه وهو يتثآوب: جعــآآن
ورده: يلآ بنآكل الحين .. حليمه مجهزه لنآ الغدآ والليل فيه سهـره
ابتسم وهو بعده يتثآوب: يـ الله هآلعآلم دنيآ ثآنيه أحس عمرهم مآشآلو همّ .. كل يوم سهر وغنـى ورقص وش هآلفلــه
التفتت له مبتسمه وهي مضيقه عيونهآ من ضو الشمس المنعكس عليهآ: وش رآيــك ؟
آدم: ونآســه
حركت رآسهآ صوب البيت الشعبي المبني بـ الأحجآر والمعرش بأعوآد القصـب: أجل خلينآ نستآنس بآخر ليلـه


رجعت التفتت عليه لمآ رن جوآله: يـ الله لو اني إللي أدق عليك وتسوي فيني كذآ !!!
رفع حآجب وآحد بإستفهآم بعد مآصمـت جوآله: وش بتسويـن ؟
ورده: طيب رد عليـه
آدم: ..........
ورده: أو عليهــــآ !
آدم: آمممم
ورده: وإنّـآ بـ القآرب دق جوآلك أكثر من مره ع التوآلي .. نفس الشخص بحرف الـ N بس عملتو سآيلنت عشآن مآتصحى .. يعني قلت إنك مآترد عليه وآنت صآحي مآبتفرق وآنت نآيم
سكتت تنآظره وهو يتأملهآ بملآمح جآمده بدون أي تعليق .
أردفت بهدوء: آسفـه إذآ كنـ ........
قآطعهآ بسرعه: لآ عــآدي .. نآظر بجوآله إللي علا صوتـه بـ إتصآل جديد والظآهر إنه من نفس الشخص
ورده: طيب آدم رح أسبقك أنآ .. وبـ الله .. رجيتك ردّ عليـه .. أكيد مصرّ لهآلدرجه يعني في شي ضروري .. شف وش عنده وتعآل .. لآ تتأخر عشآن الغـدآ هــآ !



أقفت عنه تآركته تحت ظل نخلـه ضخمـه ... شهـق نفس عميق وهو يشوف حرف إسمهآ يضوي ويطفي بشآشة جوآله .. ببرود: الـوو !
بنبره حآده أقرب للصيآح: لآ والله !! وليش تنآزلت ورديت .. تلقآك رآد بـ الغلط أصلاً
سند بظهره على جذع النخله: كنت مشغول شوي .. مآصآر شي
بنبره مهزوزه تنذر عن بوآدر بكآ: آدم وش هآلبررود .. ليش بآرد كذآ ؟ وش إللي غيرك علي .. معقول !! إسبووع مآتكلمنّـي ؟!! طيب مو لآزم إنت تكلمنـي .. أنآ أكلمك ليش أنت مآترد علي .. ليش مآترد علي آدم .. ليييييييـــش
سكت وهو يسمع صوت شهقآتهآ إللي تحآول تكتمهآ .. زفر بهدوء مغمض عيونه برآحه: وليش البكآ الحيـن ؟
نآهد: شفـت .. شفت شلون !! تسأل بكل برود .. ليش البكــآ !!! آدم قللي إنت مع ميـن ..
آدم: وشهو إللي مع مين !!


بصيآح أقرب للإنهيآر: بلآآآآهـآ هآلطريقه معآي لآ تستفزنـي حدني وآصلـه معـي لآتزيدهآ .. شغل وشهو ذآ إللي عندك !! شغلك خلص من إسبوعين بـ المعرض .. ومن إسبوع وآحد وآنت متغير عليّ كلمتك مليووون مره آدم ولآ حتى كلفت حآلك تسحب علي الخط حتى وان كذبت وقلت إنك مشغول مثلمآ تقول الحين .. مين هذي !!! مين إللي معك علمممنـــــي
مسح جبينـه بنفآذ صبر من بين أسنآنه: لآ تكذبينـي يآنآهــدّ .. ولآ تتعآملين معي بهآلطريقه .. تدرين وش بسوي لآوصلـت معـي

/
/
/

بـ البيت الشعبي .. عند حليمـه ..


حليمه "مرأه مصريه بـ الـ 50 من عمرهآ": هتوحشينآ والله يآبنتـي .. مآتئعـدو شويه .. انتو لحئتـو !!
أسندت خدهآ على ظهر كفهآ الأيمن بعد مآجلست على الكنبه الخشبيه .. بلهجـه مصريه: والله قآطع معي يآمآمآ حليمـه إني أسيبكم وأسيب المكآن دآ .. بجد أجمل وقت فحيآتي لحد دلوقتي عدى هنـآ
حليمه: طب مآتقولي لآدم تئعـدو كمآن اسبوع !!


ورده: ولو قعدنآ كمآن اسبوع فـ آخرو لآزم نرجـع .. هنئعـد أد مآهنئعـد بس لآزم نرجع فـ الآخر .. كمآن مش هينفع شغل آدم مش فـ مصر .. لازم يرجـع السعوديه قريـب
حليمه: ربنآ يوفقه يآبنتي ويوفقك إنتي كمآن .. بس عآوزه المره الجآيه إللي تزورينآ فيهآ أشوف حجآت حلوه .. يآتيجو إنتو الإتنين مخطوبين بئـه أو متجوزين .. ولآ أقولك عآوزه أشوف "كوعبيره" هنـآ <<أشرت على بطنهآ .. تقضي شهور حملك هنآ نشيلك على رآسنآ ونآخد بآلنآ منك لحد مآتولدي
برقت عيونهآ بإبتسآمه عريضــه: يـــــآآآآآآآه مش أوي كدآ

حليمه: هو إيه إللي مش أوي كدآ !! بس بلآش كلآم فآضي أومآآل .. هو زي مآبقولك كدآ
نزلت عيونهآ إللي لمعت بـ إبتسآمه عذبه سآرحه بكلآم حليمـه وتفكيرهآ .. معقوله تشوفهم هي و آدم ثنآئـي ممكن يرتبط بخطوبـه وزوآج .. وأولآد كمـآن ... أنآ وآدم نرتبط ونجيب عيـآل !!!!!
هزت رآسهآ بفزعه بعد مآضربتهآ حليمه على وركهآ: هآآ شفتـي من دلوقتي سرحتي وبتفكري فـ كلآمي ..


نزلت رجولهآ عن الكنبه وهي تضحك خجلآنه: هههههه خلآص بئـه يآمآمآ حليمــه
حليمه: هههههه مآشي .. بس هو فين آدم يلآ الأكل هيبرد
ورده وعيونهآ ع البآب: مش عآرفه إتأخر ليه كدآ .. هروح أشوفـو
حليمه: طيب بس بسرعه شوفيه على مآ أجهز الأكل على الطبليـه " الطبليه = طآوله خشبيه مدوره بـ الأرض يآكلون عليهآ "
خرجت من البيت متوجهه لـ آدم وإللي تشوفه من مسآفه شبه قريبه مسند بظهره على جذع النخلـه العريـض .. يحفر الأرض الترآبيه برجوله .. يده الثآنيه بجيب بنطلونه الجينز بـ اللون الجملـي .. بعده يتكلم بـ الجوآل عيونه للأرض مبتسم .. قربت منـه تنآديــه مبتسمـه ...



آدم: أيوه جـدّ برجـع
نآهد: لآ عآد تسوي كذآ والله بغيت أنجن .. قلت السآلفه أكيد فيهآ بنت ثآنيه .. بنآت مصر خبلو فيك
آدم: هي وحده بس إللي خبلت فيني
بدلع ودلآل زآيد مصطنـع: واللــــــــــه !! ومين هذي انشآلله !
آدم: منو غيرهآ يعنـي !! دنيتـي كلهـآ .. نآهــــد


بلعـت ريقهآ بعد مآ إستوعبت إللي توهآ سمعته منه .. وشوو !! منو يكلـم !! ورده إشبلآك .. إثبتـي .. وش كنتي متوقعه يعنـي .. الرجّآل مآ أظهر لكـ أي شي .. بس وش إللي طرآلي أفكر فيه بهآلشكل !! مرتبط بوحده ثآنيـه ووآضـح إنه يحبهآ ..
آدم: خلآص حيآتي لآتبكيـن .. قلتلك الشغلـه مو بنت ثآنيـه لآ بنآت مصر ولآ غير مصـر .. مآبعيوني غيرك ..
نآهد: عيونك بـس !!
آدم: لآ .. عيونـي وقلـبي وروحـي ودنيتـي كللللللهـــــآ .. هآ مرضيـه !
نآهد: ههههههه بعد كلـي إنت


التفت ورآه بحركه فجآئيه وهو يشوفهآ فآهيـه سبآبتهآ بفمهآ تنآظر بـ الأرض سآرحه .. عقد حآجبيه وهو ينهي المكآلمه مع نآهد: خلآص مثلمآ قلتلك برجع إنشآلله خلآل هـ الإسبوع ..

رفعت رآسهآ بعد مآشهقت بصوت مسموع مبرقه عيونهآ بعد مآدرت على حآلهآ رافعه يدينهآ الثنتين بـ الهوآ تمنعـه بـ النفي .. مأشره له يظـل على وضعـه وإنهآ بتروح ...
مآسمع آخر مآحكت به نآهد .. قآطعهآ بسرعه وهو يشوف ورده مقفيـه قبآله: نآهد مضطر أسكر الحين .. أحد ينآديني

نآهد: شلون يعني !! اسبوع مآتكلمنآ ويوم نتكلم مآنتم الـ 10 دقآيق !!
بحزم قآطـع: خلآص نآهد بعدين قلتلك مآيصير أخلّي الرجّآل الحين .. بحآكيك الليل انشآلله
نآهد: الليل متى بـ الضبط .. يمكن مآ أقدر .. بسّآم يكون معـي
أخذ نفس عميق بنفآذ صبر ... سمعته نآهد مفسرته بشكل ثآني: حيآتي معليـش .. إذآ مآقدرت أرد عليك اليوم الليل بكلمك أنآ بكره
آدم: آوكي .. بقفل الحين

همست بدلآل: آآآآآآدآآآآآآم !!
في محآوله منه لمجآرآتهآ .. يبي يقفـل بعد مآقرب من البيت بخطوآت متثآقله: آمـــمممم
نآهـد: آممممممممممــآآآهـ "بوسـه"
نآظر بشآشة جوآله معقد حآجبيه بخفـه مبتسم .. همس: أحبـــــــك

قفل الخط بعدهآ دآخل البيت وعيونه تدورهآ .. جآلسه مربعه ع الكنبه ضآمه المخده لحضنهآ سرحآنـه .. جلس ع الكنبه المقآبله لهآ ينآظرهآ بصمـت !



======
-----------
======



نفـس اليـوم .. بـ السعووديهـ .. 5 العصــر


مدت يدهآ بـ الريموت مطفيـه شآشة التلفزيون البلآزمـآ على مشهـد رقصـه سلـو من فيلم أجنبـي .. أشيآء كثير فقدتهآ من بعد الحآدث إللي مآحرمهآ بس من قدرتهآ على المشي .. إلآ أنه أفقدهآ الإحسآس بأشيآء كثيره .. كثر مآحبت مشهد الرقصـه الرومآنسي كثر مآحست بألـم قبـض قلبهآ وغصـه بحلقهآ ...
رمت الريموت على الكنبـه الإسفنجيـه بغرفتهآ وهي تنآظر البآب بعد مآسمعت صوت طرق عليه: ادخــل


دخلت مبتسمـه وبيدهآ كرتون أبيض مربع الشكل ملفوف بشريطـه ستآن سودآء عريضـه ...
حركت كرسيهآ مقربه من الشغآله "آشكـي" الوآقفه عند البآب: إيـش هـذآ ؟!!
قدمت لهآ آشكـي الكرتون مبتسمه: هآزآ هديــه
أخذتها ميسم مبتسمه واللمعه مضويه بعيونهآ السود الوسآع: من مين الهديــه
آشكي: لآ مآفـي قـول مين .. إنت إفتح بعدين شوف هديه أعرف مين
رجعت خطوه لورآ بظهرهآ: في روح مس ميسـم !!
بعدهآ الإبتسآمه بملآمحهآ: أوكـي آشكـي روحي .. لحقتها قبل تطلع بسرعه بـ إبتسآمه شكر عريضه: إيه إيه آشكـي.. شكــراً
ردت لهآ الإبتسآمه وهي تخرج من الغرفـه .. توجهت ميسم لسريرهآ حطت الكرتون عليـه وبدت تفك الشريطـه بلهفـه مثل الطفـل إللي منتظر هديته بشـوق واللي يآكثر مآ حلم بهآ .. شآلت الغطآ وبعدت الأورآق المغلفـه ...


كآنت ثوآنـي من المفآجأه إللي إتسعـت بعدهآ إبتسآمتهآ بعدم تصديق: فستــــآن وآئــــل
رفعت بطآقه مقوآه عريضه .. كآنت بيضآء وملفوفه بنفس الشريطه الستآن السودآء .. نزلت الشريطه ثم فتحت البطآقه تقرأ الجمله بـ الإنجليزي: for my beautiful lady, Mayssam
( لـ آنستـي الجميلــه .. ميســم )
غطت وجههآ بـ البطآقه مغمضه عيونهآ عآضه شفتهآ السفلى بـ إحرآج ..
فتحت جوآلهآ ضآغطه إتصآل سريع رقـم 3 " وآئـل " .. جآهآ الردّ بسرعه من بعد أول رنتيـن: آمممم مآفي دآعي للشكر عآدي عآدي
ضحكت بخفـه: هههههه وآآآآآآآئـــــــل
وآئل: انزلي تحت .. منتظـرك
ميسم: اوكي الحين جآيـه
حطت الجوآل ع الكومدينه ورجعت غطآ الكرتون عليه شآيلته على رجولهآ خآرجه من غرفتهآ متوجهه لمكتبـه بـ الدور الأول ...

/
/
/


بـ الدور الأول وبعد مآ إنفتح بآب الأسنسير .. بهتت إبتسآمتهآ الصآفيه فجأه وهي تشوفهآ قدآمهآ .. خرجت من الأسنسير لفت بكرسيهآ مقآبل لهآ بتوتر وعيونهآ بـ الأرض: زوجـة عمـي .. شلونك !
رآفعه حآجب وآحد مكتفه يدينهآ وعيونهآ ع الكرتون بحجر ميسم: الحمدلله بخير .. أشوف جآيك هديه ؟
رفعت رآسهآ بتوتر وإحرآج وآضح: آآآ .. إيـه .. من وآئـل
لوت بوزها بإستنكآر وهي تقلب عيونهآ: وآئـل !! آمممم قلتيلـي .. كنكـم قربتو من بعـض مرره هآلفتره !


بلعت ريقها وهي تحس بحرقـة الإحرآج من تلميحآت زوجة عمهآ وبهآلطريقه: آمم يعنـي .. كآن أغلب وقته الفتره إللي فآتت بـ البيت يخلص شغل المجموعه .. كنت أشآركه بس مو أكثر من كذآ ... هو تقريباً إللي مآ مآنـع يشآركني شوي من وقته ..
رفعت حآجبيهآ بإستنكآر بعد مافهمت الكلام اللي قصدته ميسم وانها من اول يوم ماحد عبرها كان هي زوجة عمها او تغريد " لآ والله وعندك الرد جآهز ست ميسم تعرفين تقطين كلام ": أكيد مو أكثر من كذآ وش إللي بيزيد يعني ..
زمت شفتيهآ الرفيعـه بـ إبتسآمه مقطوعه مصطنعـه تجآريهآ بكلآمهآ الملتوي معهآ بس بحدود الأدب .. مهمآ صآر تظل زوجة عمهآ .. حرمه كبيره .. وفوقهآ هي ببيتهآ ..


أم وآئل: وإيش الهديـه ؟!! شكلهآ كبيره
فتحت الغطآ بسرعه توريهآ مآبدآخله: لآ الكرتون هو إللي كبير شوي .. ذآ فستآن من مجموعته الجديده عجبني يوم شفتـه وهو أصرّ يعطينـي إيآه
أم وآئل: اهــآآ .. حسآفـه هديه مآلهآ أي قيمه
عقدت حآجبيهآ مقطبه جبينهآ بإستفهآم: شلون يعنـي !

أم وآئل: يعني حبيبتي ميسم تدرين إنتي بوضعك هذآ وحآلتك " قآلتهآ وهي ترميهآ بنظرة إحتقآر من فوقهآ لتحتهآ وهي ع كرسيهآ " مآرح يفرق مرهـ معك فستآن .. أي شي تلبسينه عآدي ... بإيش رح تفرق فستآن أو تنوره ولآ جلآبيه .. كلـه سوآ
رمشت أكثر من مره بتوالي وهي منزله راسها وعيونهآ ع الفستآن مشدده مسكتهآ على زوآيآ قآعدة الكرتون بيدهآ .. وش هذي زوجة عمهآ .. هذآ أول حوآر يصير بينآتهم من بيعد جيتهآ للبيت ومآتوقعتهآ تكون جآحده بهآلشكل .. والأهم من ذآ .. ليـش ؟! ليش هآلإسلوب الحقير المتعمـد بـ الكلآم والنظرآت !!


رفعت رآسهآ في محآولة لتصنع اللآمبآلآه .. رفعت كتوفهآ بخفه مآده شفتيهآ: يعني والله هذآ بـ الضبط إللي قلته لوآئل .. مآله دآعي .. كله بـ النسبه لي سوآ بس وآئل مدري عنه الصرآحه وش يفكر فيـه !

تحركت خطوه دآخل الأسنسير وعلى فمهآ شبح إبتسآمة تحقير صفرآء: إيـه مآعليـه هذآ هو وآئـل يحـب يرضـى ويعطـف ع الجميـع .. حنون من يومـه .. بخليكـ أنآ حبيبتي ميسم رآيحين بيت المآلكي أنآ وتغريـد لشـرووق .. وآنتي أكيد مآرح أأكـد عليك إن إحتجتي شي عندكـ وآئـل .. مآيردك إلآ لسآنك .. هآ !
تقفل بآب الأسنسير بعد جملتهآ الإستفزآزيه الأخيره ... زفرت نفس هآدي تنآظر الفستآن بأسـى وإنكسآر وهي تحس بـ الإهآنـه ...
مشت متوجهه لمكتبه والدمعه على تكّـه .. معلقـه بـمحجر عيونهـآ ..



دقت البآب وإللي كآن موآرب بفتحه صغيره إتسعـت لآخرهـآ لمآ فتحـه وإنحنى قدآمهآ فآرد ذرآعه الأيمن مأشر لهآ تدخـل بإبتسآمـه: سنيـــوره ميســــم
دخلت رآفعه ذقنهآ بغرور مصطنـع: جرآسيــآس سنيـور وآئــل
وقف ورآهآ وصآر يحركهآ صوب مكتبه بـ الوسط: ههههههههه محلآنآ بـ المكسيكـي
بلحظـه نست فيهآ كل إللي توه وقد صآر مع أمه عند الأسنسير ..ردت له الضحكه و إللي كآنت صآدقـه: هههههههه إيـه

نآولهآ مجلـه سميكه عريضـه المتـن .. أورآقهآ مقوآه .. رفعت الكرتون عن حجرهآ لطآولة مكتبه مستلمه المجله من يده .. حركت أصآبعهآ الصغيره على إسم المجلـه على الغـلآف R & W .. همست بخفوت: آآآروو !


فتحت أول صفحه وإللي كآنت بـ الورق المقوى البلآستيكي مقسومه لنصفيـن أبيض و أسـود .. بـ الصفحه التآليه وإللي كآن معروض فيهآ أول تصميـم وهو فستآنهـآ ... رفعت رآسـهآ بصدمــه ! مبرقـه عيونهآ بفرحـه فآتحه فمهآ بشبـح إبتسآمـه عدم تصديـق !
جلس على طرف مكتبه مكتف يدينه .. حرك رآسه بتأكيد رآفع حآجب وآحد بـ إبتسآمه بعد مآفهم نظرآتهآ الإستفهآميه عن حقيقـة إللي تشوفـه ...
تمت تقلب الصفحآت في صمت مبتسمه إبتسآمه وآسعـه عريضه بعدهآ نآظرته وهي تمد له يدهآ تسلم عليه بنفس الإبتسآمه: كونجــرآتـــس ( مبروك )
مد كفه لكفهآ يصآفحهآ: أكثر مره حبيت الشغل فيهآ


فكت يدهآ من يده بتوتر وآضح بعد مآكآن مشدد عليهآ ويهزهآ .. عدلت حجآبهآ إللي مآكآن فيه شي أصلاً .. بس حركه لآ إرآديه تدآري فيهآ توترهآ وخجلهآ
وآئل: بعدك مآجربتيه أكيد
ميسم: وشلون بجربـه ؟ لآ لسه بطلـع أخلي آشكـي تسآعدني وأشوفه

دخل يده بـ الكرتون وطلـع الفستآن: وليـش آشكــي .. الحين تجربينه .. ترآ من حقي أشوف شغلي شلون بيكون
فنجلت عيونهآ مبرقـه فآتحه فمهآ ببلآهه .. إبتسم على شكلهآ بعد مآفهم سبب هآلتعبير الفجآئي على وجههآ .. صفط الفستآن بيده ودخله من رآسهآ: هآآ إرفعـي يدينك فوق أشوف


رفعت ذرآعينهآ بـ إنقيآد لآ إرآدي: وائل بآلله شلون بتشوفه كذآ .. البسه فوق ملآبسي
وآئل: إذآ مآتبينه فوق ملآبسك ترآ عآدي مآعندي مشكله !
صفعته كف خفيف على خده بمزح: قليـل الأدب مآتستحــي
وآئل: هههههههه وش أسويلك مو انتي توك تقولين
ميسم: بس مو هذآ قصدي .. جد مخك منحرف
وآئل: ههههههههه أمزح معك .. اشفيك زعوله كذآ ... تمثلين أجل هآآآ
ميسم: لآ مآ أمثـل .. هآ شوف الحين لبسته لنصـه والحين وش بسوي ...
وآئل وهو يعدله عليهآ من الكتف: آممممم بنسسسسـوووي .. كيـييييذآآ .. هـه " مسك كف يدهآ اليسآر بكفه اليمين وبيده اليسآر رفعهآ من تحت إبطهآ وقفهآ .. بوضعيـة "الرقصـه" ... تو مآوقفت إنفرد الفستآن عليهآ بطولهآ

همست بصوت خآفت مبحوح شبه مسموع وشوي وتموت من الإحرآج بهآلموقف إللي قربهآ منه حد الإلتصآق .. ومآبيدهآ شي إنهآ تبعد .. مسنده عليه بكل ثقل جسمهآ: وآئـل
رفع نظره لهآ بـ إنتبآه من همست بإسمه: هآ ! شي يعورك !!!
إبتسمت بخفه: رجولي مآحس فيهآ .. مآفي شي يعورني بس جلسني خلآص الفستآن انفــرد
وآئل: بعدك مآشفتيه .. لحظـه .. بلفك للجهه الثآنيه عشآن تشوفينه بـ المرآيـه .. تمآم !


أسندت بذرآعهآ اليمين على كتفه رآميه ثقلهآ عليه في محآوله قصوى منه أنه مآيزعجهآ بلمسـه لهآ .. بلحظـه كآن مغير لهآ وضعيتهآ .. وآقف ورآهآ .. يده اليمين بيدهآ اليمين وذرآعه اليسآر مفرود ورآ ظهرهآ سآندهآ بقوه لأجل توقـف .. بلحظـة تمرد كآن مصلب أعصآبـه ومشددهآ .. حوطهآ من خصرهآ رآفعهآ متوجه بهآ للمشغـل .. وقفهآ قبآل وحده من المرآيآ الطوليـه العريضه بـ المشغل: هــآ !!
رفعت حمآلة الفستآن على كتفهآ وبعدهآ نآظرت بعيونه بـ إنعكآس صورته فـ المرآيه .. تمو سآكتين للحظآت عيونهـم معلقه ببعـض ... أردفت بنبره خآفته مهزوزه بعد مآ تلألأت دمعـه بعيونهآ: نسيـت هآلإحسآس
قطب حآجبيـه مستغرب من معنى كلآمهآ !


كملت بنفس النبره الخآفته الحزينه: إني أوقف قبآل المرآيه بطولي .. التفت يمين ويسآر .. أدور .. أتمشى رآيحه جآيـه .. هآلإحسآس حلو للبنآت .. يمكن إنت مآتفهم وش إللي أعنيه بكلآمي إنت رجّآل مآيهمك هآلشي وممكن بعمرك مآقد جربته .. بس الوضع يختلف بـ النسبه لنآ .. بموقف زي كذآ .. فستآن جديد .. أجربـه .. ودي أروح وأجي .. ألف وأدور فيـه .. أشوف شلون بيكون شكلي من كل زآويه وبكـل وضـع .. نسيتـه .. نسيت هآلإحسآس مثلمآ نسيت أشيآء كثيره ...
رفعت رآسهآ للمرآيه تنآظره مطبقه شفتيهآ بإنكسآر .. هزت كتوفهآ هزه خفيفه بأسى ..


بنبره هآديه حآنيه: وش إللي نسيتيه بعـد ؟
ميسم: وليش ؟
وآئل: ودي أذكرك فيـه
ميسم: مو كل شي تقدر عليه
وآئل: لآ تقآطعين .. بس إنتي قولي وبعدهآ نشوف .. بقدر أو لآ
ميسم: ........
إستنطقهآ بدفى وآضح: هــآآ

ميسم: آمممم ودي أرقص ههههههه لآ تضحك علي
حرك رآسه بـ النفي مبتسم بدون ردّ ..
كملت بشغف: آممم ودي أخرج بعد .. أعمل شوبينج زي أول .. ألف وألف بـ الأسوآق لين مآتتكسح رجولي .. بس كسآح بـ إرآدتي .. آممم وشغلآت بعد كثيره .. لآ تسأل عنهآ
وآئل: أمممم طيب خلينآ نشوف بإيش نبدأ .. الرقـص ؟!! يللآ حلوو بنرقـص ..
فتحت فمهآ بذهوول: وشهــوووو !! وشو وشو !! لآآآآآآ مجنون إنت ..
التفت عليهآ وجهاً لوجـه بسرعه مشدد مسكته لهآ بنفس وضعية الرقص الأولى رآفعهآ عن الأرض: تمسكيّ عدل


ميسم: ههههههه وش هآلهبآل من جدك إنت وش بتسوي .. أقول وآئل وديني للكرسي حقي أبجلس الحين
وآئل: بنرقص الأول وبعد أبجلسك
ميسم: لآ أبجلـس
وآئل: لآ بترقصين الأول
ميسم: وربي إنك جنيت
وآئل: اشفيك لآ تخآفيـن .. مآرح أطيحك ترآ
رمشت متوتره بتوآلي .. همست ببحـه مقطوعه: وآئــل !
عيونه تتفحصهآ .. حمرة الخجل قد صبغتهآ وشح صوتهآ: سمّـي
بلعت ريقهآ بإحرآج تدور صوتهآ إللي تحسه شحّ و بحّ: وآئل لآتحرجني أكثر من كذآ .. والله مستحيـه
شدد مسكته على خصرهآ رآفع جسمهآ عن الأرض متوجه لسمآعآت الإستريو الموضوعه بشكل ثلآثي الكبيره بـ الوسط وثنتين أقصر ع الجمبين: إرفعي نفسك كذآ شششششـوي .. استندي علي لآتخآفين .. أنآ بوطي شوي أشغل السمآعه ..


لآ إرآدياً كآنت محوطه ذرآعهآ الإيمن على كتفه بثقل جسمهآ كلـه ... إشتغلت أغنيـة "أنآ حنيّـت ، لمآجد المهندس" من منتصفهآ .. قلب ع إللي بعدهآ وإللي كآنت أغنيـة "خبينـي ، لمحمـد فؤآد "هو بطبعـه شخصيـه هآديـه حآلمـه رومآنسيـه .. فـ كل الأغآني بـ الفلآش كآن لهآ الطآبع الهآدي مـرهـ ...
رفع جسمه بإعتدآل: خبينـي .. حلوه هآلأغنيه .. شدد مسكة يده اليمين ليدهآ اليمين وذرآعه اليسآر حول خصرهآ .. مقربهآ منهآ بتحكم رآفعهآ عن الأرض وصآر يتحركـ بهدوء ...

خبينـي .. جوآ حضنكـ يـوم .. ودفينـي
دآ فآتو سنيـن أنآ وعينـي بنحلم بيكـ
لآ أنآ بحلم حبيبي فـ يوم ولآ بتمنـى .. غير أعيش العمر كله معآكـ وأحس إنكـ بخير ..
عــيـــــش .. جوآ حضنـي ومتسبنيــش
مهمآ أقولكـ بـرضو مفيــش .. كلمـه توصـف إللي أنآ فيـه
وآآآهـ .. بوعدكـ إن أفضل ليكـ .. وأبقى قلبكـ وأبقى عليكـ .. وكـل حلم بتحلـم بيـه ...




همست بإستفهآم: تعبتك ؟!! ذرآعك يآلمك ! أنآ مو نحيفـه
ضيق عيونه بنظره مآكره: أمممم تلمحيـن عليّ يعني .. الحين هو صحيح أني قصير شوي .. ونحيف شوي ..
ثبتت عيونهآ بعيونه مبرقه وبعدهآ إبتسم هو: هههههه لآ نحيف شويتين يعني أو أكثر مو مهـم بس أقدر عليك .. ليش يعني مآفيك شي ترآ
ميسم: بس إنت حآملني صآرلك فتره وأنآ مو مسآعدتك أبدّ .. ثقلي كله عليك
وآئل: وليش شآيله همي أنآ مآشكيت .. مبسوط كذآ
نزلت رآسهآ للأرض بإحرآج مبتسمه بدون تعليق .
همس بدفآ: سحآيــه .. إرفعي رآسك يآلسحّآيـه خليني أشوفك
رفعت رآسهآ بعند طفولي: لآ مآبيك تشوفنــي
وآئل: هييييين .. أجل تعآندين الحين


حسّ ذرآعه تخدرت ورخـت .. لآ إرآدياً قربهآ منـه وهو يعيد رفعهآ عن الأرض مره ثآنيه ..
ميسم: خلآص وآئل نزلني
وآئل: آشششش الرقصـه مآتخلص قبل الأغنيـه ..
كآنو 3 قآيق .. كآنت ميسم أقرب فيهم لوآئـل من أنفآسه إللي يتنفسهآ .. أحآسيس متدآخله وغريبه بـ الرآحه والثقـه والأمآن وهي بين يديه ... هذآ صحّ أو غلـط ؟ حلآل أو حـرآم ؟ ميسـم .. وش بلآكـ !!!!




======
-----------
======



قرص الشمـس أحمـر نآري بسمـآ مصـر .. وقـت الغـرووب ...


مرّ الوقت من الظهـر لحد المغربيـه وهو ملآحظ تصرفآتهآ الغريبه ومحآولآتهآ بتجآهله وتحآشيـه .. يعآندهآ بـ الكلآم ويستفزهآ عن عمـد ينتظرهآ تردّ عليه بس كل محآولآته كآنت فآشلـه .. كل تعليقآتهآ كآنت مقطوعـه .. أو إنهآ ترد بـ إبتسآمه بآرده مآتتم إلآ وتختفي ... عيونهآ ضآيعه تحآوله تتحآشآه بنظرآتهآ



حليمه: تعآلي يآورده
رفع رآسه بسرعه بـ إنتبآه: لويـــن !!
مسكت ذقنهآ بين إبهآمهآ وسبآبتهآ معقده حآجبيهآ بنظره مآكره له: إيـه يآخويــآ مش قآدر على بٌعـد حبيبة القلب .. هنخطفهآ منك شويه
ابتسم وهو ينآظر بـ ورده إللي فهم ملآمحهآ من كلآم حليمه المبطن له .. مغمضه عيونهآ .. مطبقه شفتيهآ بقوه شوي وتموت من الإحرآج " الله يلعن هآلسآلفه .. وش هآلتفكير الغلط .. يآلله ع الإحرآج ودي لو أختفي أو اموت الحين هففففففف وش فيه الجو قلب الحين وش هآلحرّ أحس بحترق هفففف "
قآطعتهآ حليمه من حكيهآ إللي بخآطرهآ وهي تسحبهآ من معصمهآ لغرفـه ثآنيه
ورده: فيـه إيـه ؟!!


فتحت بآب دولآب خشبي قديم بـ اللون العسلـي .. كآن متهآلك .. طلعت منه جلآبيه وآسعـه بـ اللون الزهـري منقوشـه بطبعـة ورد كبير بـ اللون الأزرق وأطرآف الأكمآن مزمومه بـ أستك .. كآنت جلآبيه بـ الطآبع المصري لحريم الصعيد والفلآحين
ورده: إيـه دآ ؟!!
حليمه: إلبسيهآ .. جربي لبسنآ
ابتسمت ورده وهي ترفع الجلآبيه وتقيسهآ على جسمهآ: هتكون قصيره .. أنآ طويله
حليمه: إيه يعني مش مشكلـه .. خدي دآ كمآن ..
مدت لهآ إيشآرب كحلـي مطرز بأطرآفه بخرز ذهبي متدلي منـه: كمآلة الشكـل الجديد بئـه .. البسيهـم يلآ .. متتأخريش كلنآ بـرآ


صآبر "زوج حليمه": يللآ يـ آدم هنطلـع إحنـآ
آدم وعيونه على حليمه إللي توهآ طلعت من الغرفه بروحهآ: ويـن ورده ؟!!
حليمه لـ صآبر بنظره مآكره: هههههه شوف يآخويآ إزآآآآي
فهم عليهآ صآبر .. ضحك وهو يحوط آدم من كتوفه يوجهه لبرآ البيت: هنجبلـك يآعم ورده مش هنخطفهآ .. هنسبق إحنآ برآ وهي هتيجي مع حليمـه

بـ السآحـه الخآرجيه للبيت الشعبـي .. صآبر وأصدقآءه متجمعين بزوجآتهم وأولآدهم .. شبآب ومرآهقين وأطفـآل صغآر .. أصوآت الغنآ الشعبي بلهجـة الأسوآنييـن إللي مآيفهمهآ غير أصحآبهآ تتعآلى وسـط الطبول والدفـوف ..

جلس جمب صآبر ع الحصيره الخوص بـ الأرص وهو مبتسم يصفـق للإثنيـن المرآهقين إللي وقفو قبآل بعض يرقصـون .. رقصـه شعبيـه معروفـه عندهم تتهآدى فيهآ ذرآعآتهم ريحـه وجيـّه بأكمآم جلآبيآتهم الوسيعـه ...



رفـع نظـره لهآ أول مآخرجت من البآب ورآ حليمـه ممسكه بذرآعهآ .. مستحيـه وهي تمسح المكآن حولها بنظرة ترقب خجوله ... هدى من التصفيق شوي شوي لحد مآرخت يدينـه فآتح فمـه بفهآوه ينآظرهآ ...
الجلآبيه كآنت فعلاً قصيره عليهآ تكشف عن آخر جزء من سآقهآ وخلخآلهآ العريض الملون بسآقهآ اليسآر .. كآنت حآفيـه ..
حتى أكمآم الجلآبيه كآنت قصيره .. لآفه الإيشآرب على شعرهآ مربوط بفيونكه على جمب كآشفه من تحته عن جزء من غرتهآ الحمرآء ...

كآن يحس أنه يشوف ورده ثآنيـه .. ورده غيـر .. ورده كـ أنثــى حقيقيــه .. جذآبــه

أخذتهآ حليمه جهة الحريم وجلسو سـوآ .. بدأو يصفقـون للمبآرآه الثنآئيه إللي تصير .. كل إثنين يتوآجهون برقصـه قبآل بعض بوسـط السآحـه ...

ابتسمـت بخجـل منزله عيونهآ بعد مآ إلتفتت عليه فجأه وكآنت عيونه مركـزه عليـهآ بثبآت وآضـح .
وقف صآبر سآحب آدم من معصمه بعد مآوقفو مجموعه من الرجآل والشبآب .. بنفس اللحظـه وقفت حليمه مع ورده وبآقي الحريم والبنآت .. شكلـو حلقـه وآسعـه ممسكين بـ ايدي بعـض وصآرو يدورون بسرعـه .. تعآلت فهآللحظـه أصوآت الدفوف الحمآسيه والغنآ والضحـك .. صآرو يبدلون بين بعـض .. كل اثنين يبدلـون مكآنهـم ..


قرب فمـه من أذنهآ: طآلعــه غير .. حلـوه مــره
التفتت عليه متفآجئـه .. مصدومـه .. متى أمدآه يجـي لعندهآ ... يده بيدهآ !!
شدد مسكـة يده على يدهآ: لآ تبدلـي مع أحد ثآنـي .. يدك بيـدي
غمـز لهآ مبتسـم وهو يسحبهآ عليهآ يحركهــآ يدورون مع الحلقـه بعد مآ وقفـت متنحـه ببــلآهــه !



======
-----------
======


يتبــــع ...


:::

~FANANAH~ 10-08-16 05:42 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======


بعـد أحدآث آخر يـوم بـ الأقصـر ... وبمـرور 3 أيـآم متوتره بـ النسبه للطرفيـن " آدم ووردهـ " ...
4 العصـر ..


ركن سيآرته المسأجره جمب رصيـف مقآبل لمدخـل العمآره إللي تسكنهآ .. تمّ ينآظر البوآب إللي جآلس على كرسيه جمب البوآبه صآرلـه 10 دقآيق على هآلوضـع .. مدّ يده لجوآله في محآوله بآئسـه للمره إللي مآيذكر عددهآ من كثر مآإتصل فيهآ بس بدون أي رد منهآ .. إحسآس القلق والخوف عليهآ قلب حيآته فهآلـ 3 أيآم إللي فآتو من بعد رجعتهم من الأقصر ..

كآنت قريبه منّي لدرجـة نستني كل الحوآجز .. حآجز نآهـد , وحآجز علآقة القرآبه إللي تربطهآ بخويـه رآمز وإنهآ تكون بنت عمّه , حآجز العآدآت والتقآليد .. الصـح والغلـط .. يصير أو مآيصير ! وإختفت فجأه .. وينهآ ؟! ليش مآتردّ عليّ .. اليوم بسآفر لآزم أشوفهآ ..
بتمرد إستمع لصوت نفسـه وقرر يقآبلهآ وجهاً لوجه .. مآيدري هآلمقآبله الضروريه مره بـ النسبه له لتفسير أي تسآؤل بدآخله !


ليش قطعـت فجأه ؟! هل هآلعلآقه فيهآ أمل تكمـل وتستمر لأبعد من كذآ أو إنهآ كآنت مجردّ تجربـه .. رحلـه صيفيه زي بآقي الرحلآت إللي تترك أثرهآ أياً كآن بدآخلنآ وتنتهـي بهدوء مثلمآ بدت ؟! أو إن هآلمقآبله ضروريه لإشبآع عآطفة الشوق دآخله تجآههآ وهذي هي الحقيقه إللي كل مآتسللت لخآطره طردهآ بإبتسآمه إستنكآر سآخره وهـزة رآس بـ النفي ! أو رغبـه عفويـه لتوديعهآ لإحتمآل فكرة إنه مو ممكن أبدّ يشوفهآ مره ثآنيه !
نآظر بـ السآعه فـ معصمه الأيمن مطبق شفتيه الرقيقه بنفآذ صبر: مآبآقي غير 4 سآعآت على معآد الطيآره ولآزم بعد أكون فـ المطآر قبل الرحله بـثلآث سآعآت ..
رجع ينآظر بـ البوآب وهو يرفع كآس الشآي بتبآطئ لفمـه: أفففففف وش السآلفه ذآ مآيملّ من هآلجلسه ! مو نآوي يقوم شكلـه


ضرب المقود بيده بعصبيـه .. رجـع ينآظر بـ البوآب بس هـ المره كآنت نظرة أمل وترجـي وهو يشوف حرمه طآلعه من البوآبه وتكلمـه .. هزّ البوآب رآسه بـ الإيجآب طوعاً لكلآم هآلحرمه وبعدهآ دخـل العمآره ومشت هي لسيآرتهآ .. كأنه مآصـدق .. فك المفتآح بدون تردد ونزل بسرعه من السيآره مخطي الشآرع الضيق بهروله متوجه للعمآره .. التفت ورآه بنظرة ترقـب كأنه هآرب من مصيبـه مسويهآ ..
بمدخل العمآره صآر يحول نظره بين الأسنسير والسلآلم: والحيـن شلون بعرف انتي بأي دور وبأي شقـه !!!


صوت البوآب يقرب وهو يطلـع من غرفة تحت السلـم بـ البدروم الأرضي للعمآره .. بسرعـه نط للسلآلم بخطوآت مزدوجـه كل درجتين بدرجه وحده للدور الثآني .. كل دور فيه شقه وحده .. ولأنه من النوع إللي مآيفكر كثير فـ قرآرآته لآ بمنآفعهآ أو عوآقبهآ .. دق على البآب وبثوآني انفتح وكآنت بنـت صغيره تقرب للـ 5 سنوآت من عمرهآ .. مبرقه له عيونهآ الصغآر بنظره إستفهآم بريئه
بدون تردد سألهآ: شقـة ورده ؟!
البنت الصغيره: ومين إنت ؟
آدم "يآصبر الأرض" , يتصنع للهجه المصريه: يآحلوه قوليلي آنسه ورده في أي دور هنآ في العمآره ؟

صوت حرمه من دآخل الشقه تنآدي على بنتهآ إللي فتحت البآب: ميــن يآملـــــــك !!
وطى لللأرض نزل لمستوآهآ وهمس: أنآ إبن عمهآ وجآي من السعوديه بس مش عآرف فين شقتهآ .. تعرفي يآملك ؟
برقت عيونهآ بدهشه: بجــد !! طيب طنــط جيهآن مآمـة ورده جـت بردو من السعوووديه ؟
أمهآ من بعيد تنآدي: بــت يـــــآ ملــك .. مين ع البـآب !!
آدم وشوي بيكفخهآ " لآحوووول": لآ لسـه أنآ سبقتهآ هي هتيجـي بعدين .. هآه فين شقة ورده ؟
بـ إبتسآمه بريئه أشرت بسبآبتهآ الصغيره لفوق: ورده في الشقه إللي فوقنآ
شدهآ من كتوفهآ لعنده بآسهآ بقوه من خدهآ: فديــــــتك


تركتهآ بسرعه بنفس الخطوآت المزدوجه طلـع للسلآلم .. وقف ثوآني وعيونه على بآب الشقه .. تنهـد بعمـق وتوه بيمد يده للجرس إلآ وآنفتح البآب وهي تسكر آخر زر من أزرآر قميصهآ بـ اللون البيجـي .. انتفض جسمهآ بفزع تو مآرفعت رآسهآ صآحت بـ إســـم الله
بـ إبتسآمه هآديه: بسم الله عليك
يدهآ على صدرهآ مبرقـه عيونهآ بصدمـــــــــــه !
آدم: آسف مآقصدت أخرعك كذآ توني بدق الجرس وآنتي تفتحين البآب
بعدت عنه متجآهلته تمآماً تنآظر بـ السلآلم من فوق ومن تحـت تتأكد أن مآفي أحد لآ بينزل ولآ يطلـع .. من بين أسنآنهآ بحزم وهي مبرقه عيونهآ بحده: انت وش تسسسسسوي هنآ ! مجنـون ؟ وش إللي جآبك هنآ
آدم: وش فيـه ؟


ورده: وشهو إللي وش فيه ! من جدك آنت ! بـ الله وش تحس فيه ! أحد من الجيرآن يشوفونك وش بيقولون ؟ من أنت لأجل تطلع هنآ وأمي بعد مو موجوده ؟ وأصلاً كيف سمح لك البوآب تدخل العمآره ؟
رفع كتوفه بلآ مبآلآه: دخلت من ورآه .. مآشآفني
طيرت عيونهآ لفوق بنفآذ صبر وودهآ الحين تجيب آخرته ..
بنبره هآديه بآرده مآتنآسب هآلوضع أبد وهي بهآلحآله من العصبيه: إهـدي بس مو مستآهله كل هآلنرفزه !


ضيقت عيونهآ بحقـد: وش إللي مو مستآهله ؟ تستهبل حضرتـك !! وبعد إنشآلله شلون عرفت شقتي ؟
أشرّ بسبآبته لتحت: ملك دلتنـي
برقت عيونهآ بصدمـه: وشهــــــوووو !!!
أطبق فمه في محآوله أنه يكتم ضحكـه .. ردّ فعلهآ إللي يشوفه الحين آخر شي كآن متوقعه منهآ .. مآحسبهآ لهآلدرجه تحسب حسآب لهآلشغلآت .. فكرة تحررهآ بـ السفر وحدهآ والوقت إللي قضته معـه .. هذآ غير شكلهآ وملآبسهآ .. عطآه إنطبآع التحرر عنهآ بس شكله غلط بحسآبآته .. أو فيه شي توه مآفهمـه بشخصيتهآ .. إيش تكون هآلبنت ؟ من هي بـ الضبط ؟
آدم: لو إنك تردين على إتصآلآتي مآكآن صآر هآلشي



نزلت رآسهآ للأرض مطبقه شفتيهآ بدون ردّ متذكره آخر يوم لهم بـ أسوآن ومكآلمته إللي سمعت آخرهآ بدون قصد .. بس كآنت كفيلـه تصحيهآ ..كفيلـه تردهآ لوعيهآ إللي غآب عنهآ لكم يـوم .. وشعورهآ بـ الغبآء والسذآجه ع الأفكآر إللي طرت بخآطرهآ وآشلون هي ترجمت هآلعآطفه دآخلهآ !
رفعت رآسهآ بحده ونرفزه: واصلاً ليش تكلمني ! ولآ هو عشآن طلعنآ سوآ رحله خلآص صآر شي
قرب خطوه منهآ عيونه المنتفخه الضيقه مركزه بعيونهآ الحآده .. همس: ليش هو مآصآر فعلاً ؟
أربكهآ قربه منهآ ونظرآته المو مفهومه لهآ .. رجعت خطوه لورآ بتوتر: وإيش إللي صآر ؟ مآصآر شي .. عآدي .. رحله وآنتهت .. آنآ بطريقي وآنت بحآل سبيلك مآفي بينآتنآ شي يربطآ لأجل نتقآبل أو نتكلم


آدم: يعني كنتي قآصده هآلشي إنك مآتردين علي !
رفعت حآجب وآحد بحده: إيـــه
مآمشى عليه هآلسبب إللي قآلته وتأكد إنهآ فعلاً تدآري عنه شي .. مو هذي ورده إللي عرف عنهآ أنهآ جريئه ومآيهمهآ الإفصآح عن أي شي تحس فيه كآنه صح أو غلط .. شي ممكن يسبب لهآ الحرج أو لآ .. شي عآجبهآ أو إنه بآط كبدهآ .. مآيهمهآ .. إن كآنت صآدقه كآن ردت من أول مره وقآلت كل مآبجوفهآ .. لكن تصده ومآترد عليه .. لآ مو هيّ .. ولآ شكله بعد غلط بتقييم شخصيتهآ .. رمى سؤآل مبطن يستكشف فيه نوآيآهآ: كنتي ببسآطه تقدرين تردين علي وتقولين هآلكلآم .. من إيش تتهربي !
ميلت رآسهآ منزله عيونهآ للأرض تشد فـ أطرآف شعرهآ من قفآهـآ بتوتر: آدم معليش الوقت مو منآسب الحين نتكلم .. مضطره اروح المطـآر الحين


عقد حآجبيه بـ إستفهآم: ليـش ؟
ورده: أمي اليوم رآجعه من السعوديه
إبتسم وهو يهز رآسه بـ النفي مو مصدق هآلصدف إللي كل مره تجمعهم بدون حسآب
ضيقت عيونهآ بإستنكآر لإبتسآمته: وآشبلآك الحيـن تبتسم !
آدم: بتصدقين كلآمي إن قلتلك إن توك أخذتي الكلآم من طرف لسآني
قطبت حآجبيهآ مستفهمـه !


رفع كتوفه بحركه لآ إرآديه مبتسم: توني كنت بنهي معك الكلآم عشآن مآمعي وقت .. بروح المطآر .. كنت أبي أودعك بس مو أكثر
ورده: صـدق !
ميل رآسه بتأكيد هآمـس: أهـآآ
إبتسمت مطبقه شفتيهآ وهي تحرك سبآبتهآ أسفل ذقنهآ مضيقه عيونهآ بمكـر
آدم: هههههه وربـي أدري وش إللي بخآطرك الحين
دفته من كتفه سآبقته: يلآ مشينــآ
آدم: أبآ اعرف بس ليش قطعتي فجأه ؟
ورده: إمش بس خلنآ نشوف بـ الأول شلون بنـبرر وجودك هنآ
دخلو الأسنسيـر الضيـق .. وآقف ورآهآ يتأملهآ .. طويلـه بـ المره .. كتوفهآ عريضـه .. رقبتهآ طويلـه .. شعرهآ أحمر نآري قصيـر يكشف عن جزء من قفآهآ .. إللي مآيقآبهآ من وجههآ يبصم إنهآ رجّـآل مو بنـت أبدّ .



إنفتح بآب الأسنسير متوجهين منه لبوآبة العمآره الخآرجيه .. وقف "رمضآن" البوآب وعيونه عليهآ .. تبدلت ملآمحه لإستغرآب وإستفهآم عن هآلشآب إللي ورآهآ ؟؟ لحقته قبل مآيسألهآ: إزيك يآعمّ رمضآن !
وعيونه بعدهآ على آدم ورآهآ بنظرآت فضول قآتله: الحمدلله يآورده يآبنتي
أشرت بيدهآ على آدم: دآ رآمـز إبن عمّـي يآعمّ رمضآن
عمّ رمضآن: دآ غير أستآز أحمـد إبن عمك ؟
ورده: أيوه .. رآمز بئآ يبئـى أخوه .. أخو أحمد .. عمي أولآده كتير مآشآءالله .. أنآ رآيحه أجيب مآمآ من المطآر


اتسعت إبتسآمته بعد مآحس بـ الرآحه: آه .. بـ السلآمه إن شآء الله .. خدي بآلك على نفسك
بآدلته الإبتسآمه وهي تقفي عنه: إن شآء الله وآلله يسلمك ..
آدم: لآبق لي رآمـز أكثر !
ورده: ولك عين تتمسخـر بعد ؟ يآرب بس ينسى ومآيفتح فمه بطآريك لآ جت أمي .. وآلله مآدري وقتهآ وش بقول !
آدم: بس شكله عآرف أحمد .. أحمد وش إللي يجيبه هنآ ؟
التفتت عليه بعد مآوقفت قبآل سيآرتهآ: وبـ إيش يخصك لأجل تسأل !
عطته ظهرهآ تدخل المفتآح بـ السيآره تفتحهآ .. شدهآ من مرفقهآ لفهآ لجهته: كنتي مره خآيفه ومرعوبه من شفتيني قدآم بآب شقتك بس الوآضح إن فيه غيري يجون هنآ والموضوع عآدي .. أحمد وش إللي يجيبه هنآ ؟
ورده: مآيجي غير يوم يكون أبوي موجود معنآ .. يعني يجي لأبوي
آدم: والله ؟ لأبوك ؟ وش يسوي عند أبوك ؟ وإشمعنآ أحمد


نفضت مرفقهآ من قبضة يده بحزم وحده: هــففف وش هآلتحقيق !! بإيش يخصك أصلاً لأجل تسأل .. ترآه إبن عمي .. قلتلك يجي لأبوي .. أبوي له مكتب محآمآه هنآ معروف وأحمد بعد مآخلص درآسه كآن يتدرب عنده .. يجينآ وأوقآت كآن يبيـت عندنآ فـ طبيعـي إن بوآب العمآره يكون يدري عن أحمـد .. هـآه انتهينآ !
نزل عيونه بـ الأرض لثوآني وهو يحس بـ الفشلـه من تصرفـه .. وش هـ الأسئله إللي سألهآ ! وبهآلطريقه الهجوميه ! بلـع ريقه وهو يصرف السآلفه ويغيرهآ: لآزم أمرّ الشركه أسلم السيآره إللي مأجرهآ وبعدين أروح المطآر


نآظرت بـ الجهه الثآنيه من الطريق مكآن سيآرته: هآت شنآطك هنآ بسيآرتي نروح المطآر .. عطني بس مفتآح السيآره وعنوآن الشركه ولآ رجعـت آنشآلله أنآ بسلمهآ ..
تمّ لحظـه ينآظرهآ بتأمل .. كل مدى يتعرف على شي جديد فيهآ .. نقطه إيجآبيه تلغي مقآبلهآ نقطه سلبيه فيهآ مآتعجبه .. نبيهه وعندهآ سرعة بديهه .. حلولهآ سريعه ومنطقيـه ..
حركت يدينهآ قدآم عيونه: هــيييه إنت !! ويـن سرحـت !


رمش بعيونه وهو يهز بـ النفي مآفي شي .. أقفى عنهآ قآطع الطريق متوجه لسيآرته طلع شنطـه متوسطة الحجم ووحده ثآنيه هآندبآج فيهآ أغرآضه الأسآسيه من لآبتوب وشنطة كآميرته ..
مرت لحظآت من السكون بعد مآركب جمبهآ وحركت بـ السيآره متوجهه للمطآر .. حرك أصآبعه بخفه على ركبتـه اليمين إللي كآن يهزهآ على إيقآع أنغآم أغنيـة "معآك برتآح" لعمرو ديآب .. عيونه على يمينـه يرآقب الطريق من قزآز السيآره المعتـم بصمـت ..


كآنت نظرآتهآ تتسـلل وتنآظره من لحظـه للحظـه " هفففف خلآص يآورده وش فيك الحين !! , مرت هـ الثلآث أيآم مآخرجتي من البيت وهذآ بغير العآده .. ليش هـ الإحسآس بـ الكتمه وإلإختنآق .. ليش هآلغصه بحلقك كل مآتذكرتيه .. وليش كل هآلتوتر والإضطرآب بجوفك وهو يمـك الحين , إيش إللي قدر آدم يغيره بهآلإسبوع ؟ فيه شي إنهز من جموده , تقلقل من مكآنه , صحـآ من ثبآتـه ! "



التفت لهآ بعد مآصفق ركبته بـ كف يده: خلآص .. رآجعت نفسي فهآلعشر دقآيق بس برآآآآآآءه .. مآغلطت فيك بشي طول سفرتنآ بـ أسوآن .. لحد آخر يوم كنتي تمآم ومآبك شي .. وبأول وصولنآ للقآهره قطعتي ولآ دريت عنك .. حآولت أكلمك أول مآوصلنآ أتطمن عليك .. مآلقيت ردّ ولأكثر من مره ! .. التمست لك العذر تعبآنه شوي بترتآحين هآليوم .. طيب واليوم الثآني ؟ والثآلث ؟ والرآبع إللي هو اليوم ! على وضعك بنفس الصدّ والرفض ! بعدهآ تقولين لي مآفي شي يربطنآ !!! شلون يعني مآفي شي !!! وهآلإسبوع اللي مـرّ ؟ وش كآن ؟ يعني أعرف هنآ بمصر يسوو إعتبآر للـ 5 دقآيق إللي يقضونهآ مع بعـض على طآولة فطور بـ الشآرع مآقد شآفو ولآ درو عن بعـض .. يقولك بينـآ "عيـش و ملــح" !!


سكتت لثوآني عيونهآ على الطريق قدآمهآ .. ردت بعدهآ ببرود مستفـز: إيش إسم الشركه إللي بتسلم السيآره فيهآ ؟

مد شفته السفلى رآفع حآجبيه يهز رآسه بإعجـآب على طريقتهآ فـ تصريف السآلفه .. رجع ينآظر يمينه بـ الشبآك بدون تعليـق !



إستمر الصمـت لحد مآوقفت السيآره بـ السآحه الخآرجيه .. فتـح محفظته مطلع منهآ بطآقه .. مدهآ لهآ مع مفتآح السيآره وخرج بعدهآ يدق لهآ على السيآره من ورآ تفتح الشنطه لأجل يطلع أغرآضه منهآ ..
قرت الإسم على البطآقه " أولآد الدهشوري لتأجير السيآرآت " وبآقي التفآصيل الخآصه من العنوآن والأرقآم ...... الخ
فتحت له صندوق السيآره وهي تدخل الكآرت والمفتآح بـ التآبلو دآخل سيآرتهآ ..
خرجت تلحقـه بخطوآت سريعه وهو يتقدمهآ بمسآفه يجر العربـه دآخل الصآله .. رفعت جوآلهآ لأذنهآ بعد مآفتحت الخط مع أمهآ إللي دقت عليهآ: آآآلـوو مآآمــآ
أمهآ: أنآ فـ الصآلـه .. لسه نآزله من الطيآره هخلص الإجرآءآت وأقآبلك
ورده: أوكي أوكي .. حآلـن بقآبلـك
قفلت من أمهآ وهي تشده من كمّ قميصه: آدم !
التفت لهآ بنظره فآرغه بدون أي تعبير إيضآحي للي يفكر فيـه بدون رد .
ورده: الحين بخيلك .. أمـي وصلـت


مدت يدهآ له فآرده كفهآ تسلم عليـه .. ضيق عيونه وهو ينآظر بيدهآ .. نزل شنطته الهآندبآج من كتفه وهو يمد كفـه لكفهآ .. شدهآ عليه أول مآلآمست يده يدهآ مقربهآ خطوه منه .. طولهآ موآزي لطوله خشمهآ بخشمه مقآبلين لبعض إختلطت أنفآسهم ببعـض ونظرآته البآرده معلقه بنظرآتهآ الحآده المتوتره .. بيده الثآنيه صآر يفك الإيشآرب الشيفون بنقشـة التآيجـر إللي كآنت لآففته على رقبتهآ .. همس وهو يفك يده من يدهآ بعد مآسلّم عليهآ ببرود: أشوفك على خير وآنتبهي على نفسك


حست بـ إنكمآش ضلوعهآ ورعشه على طول عمودهآ الفقري .. والغصه بحلقهآ إللي تمنع ريقهآ من السريآن .. رمشت أكثر من مره وهي تشوفه مقفي عنهآ ببرود .. ضمت قبضتهآ بقوه في محآوله منهآ للتمآسك ولصـدّ هآلعآطفه إللي معذبتهآ صآر لهآ كم يوم .. تمت تنآظره يدخل صآلة الإنتظآر .. مآ إلتفت ورآه لو لمـره أخيره بعـد ! .. تنهدت بعمـق خآطيـه خطوآتهآ بتثآقـل ..
إلتفت ورآه ينآظرهآ بعد مآ أقفت .. شوي شوي وآختفت بين زحمـة النآس ..



بـ الصآله .. جلس على الكرسي فآرد رجولـه بطولهآ .. فتح كف يده ينآظر بـ الإيشآرب وهو يتذكر لقطآت متقطعه مختلطه لشريط تعآرفهم .. رفع الإيشآرب لخشمـه يشمّـه .. كآنت ريحته زآكيـه بعطر أنثوي سآحر .. بعده عن خشمـه مثبت يده على فخـذه وصآر يلف الإيشآرب على معصمـه الأيسر لحد مآربطـه حولـه .

/
/
/

فتحت ذرآعآتهآ بإبتسآمه عريضه وهي تحضنهآ: جييجــــي وحشتييييييينـــي
أمهآ: وآلله رآجعه عشآنك .. مكنتش عآوزه آجي مصر
ورده: لآ لآ لآ معقووله جيجـي بنفسهآ تقول مآتبي تنزل مصـر لآ لآ شكـل معآذ بيـه لعب بمخك لعـب !
برقت عيونهآ مبتسمه وهي مطبقه شفتيهآ: هههههه بس يآمجرمــــــــه
بآدلتهآ الضحكه وهي تشيل الشنطه الصغيره من يدهآ معلقتهآ بكتفهآ ويدهآ الثآنيه محوطتهآ على كتوف أمهآ: حمدالله على الســـلآمــه يآجيجـي




======
-----------
======



بـعد مدهـ إمتدت لنصف شهـر من احدآث روتينيـه هآديــه ...

السعووديهـ .. بـ المستشفـى


بوقت البريك حقهآ شآليموه العصير البلآستيكيه بين شفتيهآ الورديه الجآفه المشققه بشبـح إبتسآمه فآهيـه تتذكر آخر موقف جمعهآ ويّآه من مدة النصف شهر إللي طآفو .. مآصآر وحصل بينآتهم أي موآجهه .. لآ معـه أو مـع عٌمـر ... الرآبط إللي بينآتهم يختلف تمآماً عن الرآبط بينهآ وبين عٌمـر .. كآن أضعف .. أضعف بكثير ... بس إيش هـ القوه بدآخلهآ وإللي تحسهآ تجآهه برغم ضعف الرآبط بينآتهم ؟ وليـش ؟ ووين عٌمـر من السآلفـه ؟ أنآ وش إللي فينـي .. مو كأني تعديت المرآهقـه ؟ الحيـن 24 سنـه وعوآطفي كلهآ متقلبـه .. مشآعري مختلطـه .. متضآربـه .. شوي لعٌمـر والحين لـعـديّ ؟ وش بلآك يآصيتـه !!



رفعت رآسهآ تنآظره بفهآوه: إيـش ؟!
دلدل رآسه بأسى وحلة حيله .. صآر له مده ينآدي عليهآ ولآ مجيب: وديّ وجبـة بريك دكتر أومـر (أومر = عُمر)
مآصدقت خبر وهي تسحب منه الصينيه البلآستيكيه البيضآء الصغيره مبتسمه: هآت هآت أنآ بودي

طول طريقهآ وهي ترآجع نفسهآ بس برآحه وبـ إبتسآمه مدفونـه تعبيراً منهآ على غبآءهآ فـ ترجمة عوآطفهآ .. توجهآت أحآسيسهآ الدآخليـه .. وش نوعهآ ؟ ولميـن ؟


وقفت بـ الممر قدآم غرفة أحد المرضى .. جمب بآبه سلـة وردّ بلدي من الخيزرآن .. كآنت ريحته فآيحـه معطره المكآن .. لفت ورآهآ تتأكد أن مآفي أحد .. قربت من السله وبلحظـه نتشـت ورده بـ اللون الأبيض مقربتهآ من أنفهآ الطويل المعقوف مغمضـه عيونهآ بقوه بإحسآس النشوه من ريحتهآ .. زفرت نفس عميق بهدوووء: يـ الله وش هآلروعه بريحتهآ

حطتهآ ع الصينيه مبتسمه للي بخآطرهآ .. رح تقدمهآ لـ عٌمـر تعبيراً عن أسفهآ بشكل غير مبآشر عن اسلوبها الغريب معه طول الفتره إللي طآفت ومحآولآتهآ تحآشيه مقرره ترجع مثلمآ كآنت بـ الأول .. وشهو إللي بتتهرب منـه ؟ مآفي شي لأجل تتهرب منـه .. وإن تمت موآجهتهآ بأي شي فهي متاكده من قوة موقفهآ بعد تأكيدهآ لوهـم الإحسآس دآخلهآ تجآه عُمـر ..



دقت مرتين بهدوء بآب غرفة الكشف الخآصه فيـه .. فآتحته بـ إبتسآمة خجل منزله رآسهآ للصينيه بعد مآسمعت إذنـه بـ الدخوول ..
عٌمـر: لآآآ مآ أصدق ! هلآ وآلله بـ القآطعـه
رفعت رآسهآ وعلى ملآمحهآ الهدوء والسكينه مبتسمه برآحه .. هـ الإبتسآمه الحآلمه مآتمت إلآ وإنمحت تبدلت بـ تنآحـه وإذبهلآل لمآ وقع نظرهآ عليـه معلقه عيونهآ المصدومه بنظرة عيونه المآكره وعلى طرف فمـه المشدود شبح إبتسآمه إستخفآف سآخره !

نزل بعدهآ عيونه للمكتب بتجآهل لهآ رآفع حآجب وآحـد
عٌمر: تعآلي صيتـه وشبلآك

رمشت بعدم إستيعآب وهي تبتسم له بتوتر بآلعه ريقهآ ...
عٌمر: بس شكلك كذآ عقلتي وآلله هدآك .. وكمآن آممممممم " نزل عيونه للصينيه بيدهآ وهو يمصمص شفآيفه"


حطت الصينيه على المكتب بإبتسآمه توتر مقطوعه: فطورك دكتور عٌمـر .. جبته لك عن " هآنيـم "
بخبآثه مضيق عيونه: والورده من ضمن الوجبه ؟
ع الطرف المقابل من المكتب ظل يتآبع ردود أفعآلهآ المتوتره .. حطت يدهآ على فمهآ بإحرآج في محآوله منهآ تدآري إبتسآمة الخجل العفويه من تلميح عٌمـر لهآ عن الورده
صيته: لآ هـ .....
وقف فجأه مقآطع كلآمهآ وهو يستأذن عٌمر: عن إذنكـ الحين عٌمـر
عٌمر: ورآك مستعجل ! تونآ بـ البريك
رمآهآ بنظره بآرده مآفهمتهآ وهو ينصرف يديه الثنتين بجيوب البآلطو حقـه: خذ رآحتك إنـت
هز رآسه بـ النفي مبتسم على هـ الأفكآر الملتويه ببآل عديّ والكلآم إللي يرمي له .. أشر لهآ بحيويه تجلس ع الكرسي: تعآلي صيته اجلسـي
وعيونهآ بعدهآ معلقه ع البآب: هــآآ !! لآ معلش إعذرني دكتر عٌمر بس عندي شغل الحين
عٌمر: مآرح أحجزك ترآ أبفهم بس وش الصآير وإللي غيرك طول المده إللي فآتت .. هآآ ؟
غمضت عيونهآ برآحه إستعدآداً للموآجهه الصريحه لأجل تنهي هـ السآلفه: الموضووع بـ إختصآر وبكل صرآحه طلع حكي عني كثير .. ان بنيتي شي تجآهك .. من تجآهي أنآ بـــس
عقد حآجبيه بإستنكآر: شي ؟ شي زي إيش ؟
نزلت عيونهآ لأصآبع يدينهآ المشبوكه ببعض: شي خآص
رفع ذقنه فآتح فمه بإستيعآب: أهـــآآآ
صيته: يعني أخذت قرآر بعد إستيعآب لهآلكلآم إللي انحكى عني .. إن كآنت سمعة النآس عندهم مآلهآ قيمه .. فـ أنآ سمعتي بـ الغآلي أشتريهآ ... يعقبون يمسون إسمي بشي خآيس
عٌمر: وتشتريهآ بـ إنك تتجنبينـي ؟ تتحآشين توآجهيني ؟ تتعآملين معي حتى فـ ظروف الشغل البحتـه !
بتأكيد وآضح: يعنـي .. شي زي كذآ


عٌمر: طيب وإيش إللي غير موقفك الحين ! هذآني أشوفك مثل أول .. صيته القديمـه !!!
حست حآلهآ بزآوية الحوآر .. عٌمر مآهوب غبـي أو سآذج .. عرف شلون يحبسهآ بـ الزآويه شلون بتكذب الحين !! بلعت ريقهآ رآفعه ذقنها بقوه وتحدي مصطنعين: يعني مآله دآعي اتصرف كذآ .. هـ التصرف فيه إثبآت لكلآمهم فـ ليش أسوي كذآ وبـ المقآبل مآفي شي منه صحيح بـ الأسآس !! إذآ كل وآحد سمع لهآلخرآبيط إللي مآلهآ دآعي وتركهآ تأثر عليه زي مآحصل معي للأسـف بـ المده إللي فآتت وسوآ سوآتي وآلله لتسكـر هـ المستشفى بـ القريب العآجل !



حك جآنب أنفه بعقلـة سبآبته مبتسم وعيونه على مكتبـه بدون تعليق .
صيته: يآريت كلآمي مآيكون ضآيقك دكتور !
عٌمر: مآحد يقدر يتضآيق منك يآصيتـه .. صدقينـي .. حتى وإن بغـآ هـ الشي ..
كآنت بتستفسر أكثر عن كلآمه والقصد من هآلجمله إللي لمستهآ بس تذكرت إللي ببآلهآ .. نفضت يدينهآ بحركه طفوليه عفويه: كذآ تمت المهمـه .. أستأذنك
هز رآسه بـ الموآفقه مبتسم: شكرآ على الفطور

رجعت خطوتين لورآ بظهرهآ مبتسمه بأريحيـه إبتسآمه مطبقـه فيهآ شفتيهآ بحزم تكشف عن جمآل غمآزتين عميقتيـن بـ خديهآ: العفـــــــوو


كملت بخطوآت سريعه بعد مآخرجت من غرفة عٌمـر في طرقآت الأقسآم ومنهآ للقسـم الخآص بتخصصـه .. العظـآم .. دقت البآب بهدوء وانتظرت بس مآفيه ردّ .. فتحت البآب بترقب مدنقه رآسهآ تشوفـه .. بس الظآهر مآفي أحد .. توجهت للسرير إللي كآنت الستآره مشدوده عليه تخفي مآورآه .. توهآ بتسحب الستآر ونظرآت عيونهآ مآليهآ الحذر والترقب إلآ وإنتفض جسمهآ بفزع من نبرة صوته الحآده: تدورين شي عندك !!!
التفتت عليه يدهآ على صدرهآ مبرقه بفزع ..
عديّ: أشوفك تعودتي ورجلك أخذت ع المكآن كل شوي أشوفك بـ الغرفه عندي .. لآ وتفتحي تدخلي بدون أي إذن بهآلشي ! والحيـن طآلب أعرف الصفـه !!!

عقدت حآجبيهآ بإستفهآم هآمسه: صصصصــ صصفـة إيـش ؟
عديّ: الصفه إللي مآنحتهآ لنفسك تسوي كذآ وكأنه شي عآدي !


بلعت ريقهآ بصعوبه وهي ترمش عيونهآ بتوتر من هآلنبره الحآده الحآزمه القآسيه بصوته .. مآقدرت تردّ .. مآتدري وش تقول بـ الأسآس ...
عطآهآ ظهره متوجه لمكتبه فآرد جسمه بأريحيه على كرسيه الجليد العريض: كشـف أو إستشآره ؟
على وضعهآ وآقفه قبآله بجمبهآ الأيسر موآجه له .. بنبرة تردد وخفوت وآضحه بصوتهآ إللي بحّ فجأه: بغيت بس أوضح إللي تو وصآر عند دكتور عٌمر .. كآن قصـ ......
قآطعهآ بضحكـة إستخفآف سآخره مقطوعـه .. التفتت عليه مقطبه جبينهى معقده حآجبيهآ مطبقه شفتيهآ بإستفهآم عن سبب هآلضحكه !


سكت ثوآني ينآظرهآ وبعدهآ رجع يضحك مره ثآنيه رآفع حآجب وآحد بمكـر ..
صيته: أبآ أعرف إذآ سمحت وش إللي قلتـه ويضحك ؟
انمحت الإبتسآمه .. تبدلت بجمود وصرآمه وآضحه بملآمحه: وش بغيتـي يآصيتـه !

وترتهآ هآلنظرآت الغريبه وإللي أول مره تشوفه فيهآ .. حست بـ إنقبآض بقلبهآ .. وش هآلتعبير الغريب بوجـهه .. إستنكآر وإستخفآف بنظرة عيونـه .. شرّ وخبآثـه بـ الإبتسآمه الصفرآ على طرف فمـه المشدود .


رجعـت خطوه لورآ كرد فعل تلقآئي لمآ وقف متوجه لعندهآ .
عديّ: لآ بس فآجأتينـي الصرآحه .. مآكنت أدري إن لك فهآلشغلآت .. يجـي منك يعني
صيته: وش قصدك مآفهمت ؟ أي شغلآت ؟
عديّ: وش بغيتي صيته ؟ وش لك عندي هنآ ؟ مآخذيتي غرضك من عٌمـر !! مآكفـآك أجـل ظ
ضيقت عيونهآ بحقـد وإستنكآر للي سمعته منه: أنت وش تقول ؟ ترآ مآ أسمحلك تغلط فيني بهآلشكل
بعدهآ ملآمحه جآمده .. بآرده .. حرك أصآبعه على خدهآ المشوه بـ حبوب دآميـه: ليش عصبتي كذآ ؟ طيب بنتفق إتفآق .. بعطيك إللي تبين وإللي يرضيك .. مآرح أقصر أبدّ .. أوعدكـ .. بس ترضيني بـ الأول .. يكفينـي مبدئيـاً وردهـ زي عٌمـر .. عجبتنـي الوردهـ .. أحـبّ الورد البلـدي ..
همـس ببحـه: هـآه ! وش قلـتي ؟


برد فعل تلقآئي وسريـع وغير متوقع إرتفع ذرآعهآ بـ الهوآ وإستقر على خده بقوه !
رفع رآسه بـ إعتدآل من بعد الكـف مضيق عيونـه .. وكل تعآبير الشرّ الأسود متمكنه من ملآمحـه ونظرآته الحآده بتوعـد .. كآنت عيونهآ مصدومه .. مدمعـه بخوف .. هيّ نفسهآ مآتوقعت هـ الشي من نفسهآ .. آشلون سوت هآلشي !!!



نزلت رآسهآ مغمضه عيونهآ بقوه عآضه على شفتهآ السفلـى بعنـف لحد مآحست طعم الدم بفمهآ من جرهآ لعنده من معصمهآ الأيسر بيد وبيد ثآنيه كآن مشدد على فكهآ السفلـي بقوه وعنف .. بحزم وتشديد من بين أسنآنه: وربي لأندمك ع إللي سويتيه
نزلت دمعـة خوف تمردت من محجر عيونهآ: إنـ .. إنـت إللي إلللــ .. إللـي إستفزيـ .. إستفزيتنـي .. مآآآ .. مآآقصصصصـدت والله .. والله مآآ مآآقصصـدت
فك يده من فكهآ بقوه .. مآل وجههآ للجهـه الثآنيه مطلقـه آهـ مقطوعه مبحوحـه .. صآر يحركهآ بهدوء من كتوفهآ وهو ورآهآ لمآ وصصلهآ لمرآيه رفيعـه مثبتـه على كمـره بآرزه بجدآر الغرفـه .. نآظرت بـ إنعكآس صوره بـ المرآيه وهو ورآهآ وعيونهآ مآليهآ الدموع .


عديّ: قلتيلـي استفزيتـك !!
هزت رآسهآ بـ النفي مطبقه شفتيهآ بأسف وعيونهآ مآليهآ الدموع: والله مآقصـ .....
قآطعهآ بهمـس: آشششششش .. على من تلعبين يآصيته ؟ علي ولآ على نفسك ؟
فـ عيون المرآ نظره إذآ مآرمت الرجآل بهآ فهم الغرض .. والعكـس صحيـح .. هـ النظره كآنت بعيونك لـي .. لي أنآ .. إستغربت بـ الأول يوم دريت بحقيقة مشآعرك تجآه عٌمـر .. يعني شلون هآلعآطفه تجآهه دآخلك وعيونك تنآظرني أنآ بـهآلشكل ! .. بهآلطريقـه ! بس الوآضح إنك رآعية نزوآت ومو حآرمه نفسك من شي .. ترآ حلو .. حلو أن الوآحد يمتع نفسه ومآيخلي شي بخآطره .. كم مره بنعيشهآ هآلحيآه وهي قصيره !

لآحظ حركة صدرهآ المثآره وإللي تعلى وتهبط بحـده وآضحه .. عيونهآ بعدهآ معلقه على إنعكآس صورته .. بس ملآمحهآ كآنت بآرده .. جآمـده .. بآهتـه .. عكس شهقآتهآ وزفرآتهآ المحتـده



كمل بنفس النبره البآرده المستفزه بتصنع للمسكنـه: هذآ جزآتي يعني إني بغيت أرضيك وأنــآآآآآ زي مآيقولون خوآتنآ المصريين (عآصـر على نفسي لمونــه) !
لآحظ تعبير الإستنكآر السريع على وجههآ أول مآسمعت منه هآلجمله . وإللي عرف منه النقطـه الحسآسه دآخلهآ وإللي بيلعب عليهآ .. حرك رآسه بـ الإيجآب فآتح فمه بهدوء: أهــآآآ .. إنتي مو شآيفه نفسك ؟ ولآ ذآ يعني من زوء الثقه بـ النفس ؟ طآلعي بوجهك صيتـه .. طآلعـي .. هآ المرآيـه قدآمك .. وجهـك دميـــم .. وجهـك د م ي م
بس صدقيني الدمآمه مآهب عيب أبدّ .. وشي مآلك يدّ فيـه أنك تكوني بهآلشكل المنفـر .. بس لآمن أخلآقك تكون بهآلمستوى الحقير .. مآبقـى شـي !!! يعنـي جوهـر أخــسّ من مظهــــر



قرب خطوه منهآ ألصق صدره بظهرهآ محوط ذرآعينه عليهآ حول كتوفهآ من تحت ذقنهآ شآبكهـم .. كآنت بلحظـه خآرج الإرآده والتحكـم .. لآهيب مستوعبـه الكلآم إللي توه سممهآ فيـه ولآ مستوعبـه قربـه وبهآلشكل منهآ ... كآنت عيونهآ معلقه عليـه فـ المرآيـه بنظره فآرغـه مآلهآ أي معنـى ... كآنت ثوآني إللي تسللت فيهآ ريحـة عطره الرجولـي لتستعمـر حآسة الشمّ عندهآ ... طآحت دمعـه يتيمه كآنت لفتره معلقه بمحجر عيونهآ على معصمـه اليمين وهو بعده محآوطهآ ..
ميل رآسه لقدآم .. ألصق خده اليسآر بخدهآ اليمين مآسح بطرف إبهآمـه الدمعـه الثآنيـه إللي شقت ممر لهآ بخدهآ ..
همـس بخفوت: شفتي من فينآ أحسن من الثآني ؟ كنت أحآول أرضيك وآنتي شلون رديتي علـي ؟ هـآآ !!


فآتحـه فمهآ على وسعـه بصدمـه مبرقه عيونهآ: إيـــــــــــه دآآآآآآآآآ !!!!!!!!!
بعـد جسمه عنهآ بسرعه ملتفت ورآه بحده في نظرة عيونه لهـآ . وإللي كآنت متنحـه بصدمـه لصيته وإللي كآنت صدمتهآ مآتقل أبدّ عنهآ .. سرى الخدر بكل أطرآفهآ .. سحب لكـل عضو من أعضآءهآ



إيمآن "ممرضه مصريه": الله الله يآسـت صيتـه .. لآآآآ حلو أوي الكلآم ده
لف لمكتبـه جلس على كرسيه بأريحيه مبتسـم بنصـر رآفع حآجب وآحـد .
إيمآن: استغفر الله العظيـم .. أيوه كدآ بآنـي على حقيقتك الوسخــــه .. عآمله فيهآ الخضـرآ الشريفـه بنت الأشرآف وإنتي سآقطـه .. إيه البلآوي دي يآربي .. أنآ عآرفـه أكيد جآيـه هنآ تلقحــي جتــتـك على دكتر عـديّ لمآ ملآئيتيـش سكـه من دكتر عٌمــر .. والله أعلم مين تآني .. يآخوووفي تكوني بتمآرسي نشآطك المخـل مع المرضـى ! إذآ كآنو الدكآتره بيصـدوكي فـ العيآنين المسآكيـن دول مش بإيديهـم حآقـه ! هتجيبي للمستشفى العآر بوسآختك

مآقدرت .. تنفـى هآلحكـي .. تكـذبـه .. تشرح الموضوع .. تبرر السآلفـه إللي انفهمت غلط .. تفتح فمهآ المطبـق بشفتيـن مرتجفتيـن .. نزلـت دموعهآ الحآرقـه الصآمتـه الغزيــره بتوآلـي

إيمآن: حآلـن أهوو هبلـغ الإدآره .


هذآ هو إللي كآنت تبغآه إيمآن وغيرهآ من الممرضآت وبدون أي سبب !! .. هذآ هو مرآدهآ ونآلتـه على صحـن من ذهـب
نآظرت بـ عديّ إللي كآن فآرد جسمه بأريحيـه مسند بأكوآعه على ذرآعين كرسيه الضخم مشبك أصآبع يدينه ببعـض .. رفـع حآجـب وآحد بنظـره فآضت منهآ كميـه رهيبه من الإستحقآر: إتفضلــي بــــرآ
تمت لثوآني تنآظره وبعدهآ دموعهآ سيـل على خديهآ بصمـت .. ذقنهآ يرتجـف من تصآك فكيهآ .. خرجت من غرفتـه تجرّ رجولهآ رجـل .. مآتمت إلآ وخآرت قوآهآ .. ارتمت بـ الأرض فـ الممر مسنده كتفهآ الأيمن بـ الجدآر وعيونهآ المخذوله للسقـف بترجي للطـف ورحمـة ربهـآ !


مسحت بعدهآ دموعهآ وهي تحـس بـ الصدآع إللي مسّ كل خليـه من خلآيآ مخهآ بيفجـره ... بتثآقل رفعـت نفسهآ مستنده على الدرآبزين الإستيل المثبت بوسط الجدآر على طول الممر .. مودعـه بنظرآتهآ المكسوره كل تفصيلـه تطيح عيونهآ عليهآ .. إن مآكآنت نهآيآتهآ هنآ بـ الطرد فـ الأكيد رح يكون بـ الإستقآلـه من بعد كل هآللي توه صـآير وإللي شهـدو عليـه شهـود عيآن !



======
-----------
======


يتبـــــع ...


:::

~FANANAH~ 10-08-16 05:46 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======



بـ نيويوركـ وبعـد مآتبدل شيفـت الدوآم حقهآ للشيفـت المسآئـي .. بنهآيـة دوآمهـآ 11 المسـآ ..


خلعت مأزرها مدخلته بدرجهآ الخآص في المستودع الملحق بـ المطبخ .. رفعت شنطتهآ على كتفهآ طآلعه برآ للبآركينج بعد مآخلص دوآمهآ .. عيونهآ كل شوي على سآعتهآ رفيعة الأوستيك بمعصمهآ: aaaaaaah, um soooo tired, where is da stubid bus ? ( آآآآآآآهـ أنآ متعبـه جداً , اين البآص الغبـي ؟ )
رفعت رآسهآ معقده حآجبيهآ زآمه شفتيهآ بضيق وعصبيـه .. مآتمت إلآ وتبدلت هآلملآمـح المرهقـه التآعبه لإبتسآمته عريضـه لآمعه بعدم تصديق: نجـــــــــــــــم !!!


قفـل كونتآك الدرآجته مبتسـم فآرد ذرآعه اليمين دآعيهآ يضمهآ: تعـــــآلي
نزلت من على الرصيف: لآ ريحتـي طبـخ تقرف خليني بعيده
شدهآ من معصمهآ بقوه لحضنه وإللي غرقت وآختفت فيه .. بنية جسمه ضخمه عريضه بـ النسبة لحجم جسمهآ النحيف الضعيـف محوطهآ بذرآعيه الثنتين حول رقبتهآ دآفـس وجهـه مآخذ نفس عميــق بشعرهآ الأشعث المجعد الكثيف: أحــب ريحتــك


بعـد عنهآ مضيق عيونه بحده: مو قلتلك لآ عآد تفكين شعرك كذآ ؟
ليلآ: أهـآآآ أشوفك بديت .. بس أنآ اللي رح أتكلم الحين مو أنت
كتف يدينه بإنتبآه لكلآمهآ .
ليلآ: شهـر إلآ 10 أيآم يآنجــم ؟ شهــر بدون مكآلمه وحده حتى والحين وش تبي أصلاً !!
أقفت عنه خطوتين بظهرهآ: أنآ منتظره الأتوبيس تقدر تروح انت خلآص سلمنآ على بعـض وهذآ آخرنآ مع بعـض .. لآ إنت محتآجني هه طبعاً وشلون بتحتآج ولإيش بتحتآج أصلاً .. ولآ أنآ محتآجتك إيه عآدي أصلاً


غطآ وجهه بكفوف يدينه يهز برآسه: إبتدينــــــــآ .. إركبي يلآ
ليلآ: قلتلك منتظره الأتوبيس .. روح إنت
نجم: تدرين توني وآصل اليوم والحين .. لآ نمت ولآ أكلت .. قلت أمرك بـ الأول ونتعشى سوآ شوفي أنا شلون أفكر وأتصرف وآنتي شلون
لفت عليه معصبه بعد مآضربت رجلهآ بـ الأرض: لآ والله مرآ حنون وقلبك أبيض وكبير .. أقول رح بس مكآن مآجيت


آخذ نفس طويل مسموع بدون ردّ وبعدهآ شغل الدرآجه معطـي بنزين .. قربت بهدوء وآقفه حده مآده شفتهآ السفلى مبوزه وعيونهآ مدمعه بعدهآ ركبت ورآه محوطه وسطه بيدينهآ مسنده على ظهره بخدهآ الأيسر
نجم: بوديك مكآن
ليلآ: لآ .. وديني البيت .. شكلي مبهدل كيف بيطآلعنآ النآس
نجم: وآنتي وش دخلك بـ النآس .. مآلك إلآ شلون بيطآلعك نجم مو النآس
ميلت فمهآ بـ ضحكة استهزآء مقطوعه: هــه .. لآ والله ! أقول ودينآ الشقه بس
نجم: آوكـي


ليلآ: وترآك مآتهمني عشآن تكون أنت همي وشغل الشآغل .. كآن ودي بس أتطمن عليك يوم وصلت من سفرك كآن يكفيني .. مآبغى أعرف عنك أي شي بس أبي أحس أنك موجود مو لآزم تكون قريب .. أحس بس إني لو احتجتك فـ إنت موجود .. أدري أنك نذل وصآيع ورآعي حريم ونوآيآك أغلبهآ إن مآكآنت كلهآ مآهي نظيفـه بس مآحس بـ أمآن غير معك .. حتى هـ الإحسآس مآجربته من أمي فآطمه السعوديـه .. أو كآرين إللي ربتنـي من بعد مآمآ فآطمه .. كآن دآيم فيه توتر .. خـوف .. هذآ إللي أبيه وأحتآجـه .. كثير يعنـي ؟
سكتت للحظـه وأردفت بعدهآ بترجـي فـ خفوت: نجــم ..... لآ تبتعد عنـي .. أنآ مآ أضغط عليك ولآ ألزمك فيني بس خلك حولي .. لآ تختفـي فجأه كذآ



وقف الدرآجه قدآم مطعم فقير من درجه لآتذكر فـ حيّ شعبي: إنتظري هنـآ
تنهدت بأسى وقلة حيله منزله رآسهآ للأرض: آآآآآهــي .. حتى إنه مآعلق بكلمه كآني أكلم روحي
رفعت رآسهآ جهة المطعم بنفس النظره البآئسه وبعدهآ نآظرت بـ الطريق قدآمهآ مآتمت الثآنيه إلآ ورجعت تنآظر بـ المطعم مره ثآنيه مصدومـه !! بلعـت ريقهآ بصعوبه وهي تتذكر أحدآث هذآك اليوم فهآلمكآن .. شبكت يدينهآ الثنتين فوق صدرهآ بخوف وهي ترمش بقوه بعدم إستيعآب وتصديق .. خرج من المطعم مبتسم وهو يمد لهآ الأكيآس: مآفيه لآ كآتشب ولآ مآيـو مآبغآك تجـنين وتبهدليني مثلمآ سبق وسويتيهآ .. هـــآآ


بلعت ريقهآ وهي مفنجله عيونهآ بصدمه .. تمتمت بحكي مو مسموع وهي زآمه شفتيهآ بأصآبعهآ .. شغل الدرآجه وبعدهآ لف وجهه ورآه ينآظرهآ: لآ تتفآجئـي كذآ
ليلآ: إنـ .. إننننـ إنـت كنت تدري !
نجم: من أول يوم يآحلوه .. بس وآضح آن توكـ وتذكرتي

بتوتر وآضح: هـآه .. أنـآ ! لآ لآ .. يعنـي .. يعني على طول .. آمم الحقيقه يعني كنت شآكه بـ الأول بس اليوم إللي نمت فيه بشقتك صحيت قبلك .. كنت نآيم بـ الصآله ع الأرض .. جلست جمبك وتميت أنآظرك .. يعنـي آمممم طولت شوي أتآمل فيك وكملت بعدهآ الصوره .. عرفت إنه أنت بذآك اليوم
نجم: آمـــممم
ليلآ: بس إنت ترآ كنت وقح وحقير وسآفل بعد .. هه .. مآتتذكر وش قلتلي وشلون لمستني بدون رغبه منـي .. هذآ تحرش .. وتستآهل إللي سويته فيك .. هــــه
نجم: وقح وحقير وسآفل ومٌتــحرش بعـد ! مآدري ليش أحس إني تهـزأت !!
خبطته بخفه بقبضة يدهآ من كتفه: هههههه خلآص لآتزعل آسفـه
إبتسم بهدوء وهو يهز رآسـه بـ النفـي


ليلآ: بس ليش جبت الأكل من هنآ ؟ وليـش سفآري ؟ كنآ نزلنآ وأكلنآ بـ المطعم وخلآص
نجم: لآ .. بوديك مكآن ثآني .. أحب أروحه وترآ أنتي أول شخص آخذه هنآك معي .. وعشآن كذآ لآزم تمسكي لسآنك ولآتفكرين تحكين فهآلشي حتى مع نفسك وتفكرين تروحيه بروحك .. فآهمــه !
ميلت فمهآ مبوزه: طيــــب
نجم: بخصوص المطعم .. يعني حبيت أبدآ معك من جديد .. من نفس المكآن .. بدون تحرش
ليلآ: ههههههه
نجم: عرفتي الحين .. خليكي عآقله وهآديه ولآ تزعجيني لحد مآنوصل


ليلآ: طيب طيب بس وش هآلمكآن إللي بنروحه ومآحد يعرفه غيرك .. يعني بنكون بروحنآ هنآك ..
ضيقت عيونهآ بمكر: نجـم ليكون ببآلك شي هــآآآآآآ ترآ بعدك مآتعرفني
نجم: هـه والله ! وش إللي بيكون ببآلي يعني !! وإن كآن ببآلي شي بستنى لليوم وآخذك هآلمشوآر !! ترآك تنآمين بنفس المكآن معي والمفتآح إللي يفصلنآ بيـدي أنـآ .. وبعدين غير كذآ ترآك مآتثيريني ومآشوفك أنثى أحب أعيش معهآ حآله أو أقضي وقت حميم معهآ .. فنظفـي مخك من هآلأفكآر
همست بهدوء بنبره تظهر إحبآطهآ: طــيب .. كويــس


تم ينآظرهآ من المرآيه العآكسه معقده حآجبيهآ مبوزه بإعترآض طفولي .. هو مآكذب عليهآ ولآ كان قصده يستفزهآ ويضآيقهآ هذي الحقيقه .. مآتحرك هآلرغبـه أو الإثآره .. إحسآس الجوع دآخله لأنثى .. عـــدم من نآحيتهآ .. فعلاً مآيحس بأي عآطفه تجآههآ غير عآطفـة المسئوليـه .. الإلتزآم .. مسآندتهآ .. حمآيتهـآ .. ليش ! لأي سـبب ! مآيدري .. هي 22 سنـه بس يحسهآ طفله .. ضآيعـه وتآيهه بهآلبلد مع إنهآ صآحبة جنسيه غيره هـو بس تظلهآ سآذجه ومآلهآ أي تجآرب .. مآيدري هي مين .. وش إللي جآبهآ هآلبلد .. وش أصلاً أصلهآ .. حتى إن فضوله تجآه كل هآلتفآصيل إللي تخصهآ مآتحرك .. مآهتم إنه يسأل ..


هدى من السرعه شوي شوي وهو يركن جمب الرصيف قبآل مكآن ضخم .. شبه مظلـم محوط بأعمدة أنوآر مصطفه بـ إنتظآم محوطه وآجهة المكآن بإضآئه خآفته .


رفعت رآسهآ بعدم إستيعآب لطبيعة هآلمكآن فآتحه فمهآ على وسعه بفهآوه .
نجم: يلآ إنزلي
ليلآ: نجم وش هآلمكآن ؟
نجم: استــــآد
ليلآ: إيـش !! وآحنآ وش بنسوي بهآلإستآد ؟
وقف ورآهآ حآط يدينه على كتوفهآ وصآر يدفهآ بهدوء يحركهآ: بنلعـب كـوره .. وش بنسوي يعني !
لفت رآسهآ عليه وبعدهآ ملآمحهآ جآمده: إنـت مجنون .. تدري ؟
ابتسم لهآ وهو يشبك يده بيدهآ ويسحبهآ: تعآلـي بـس
وصلو للمدخل الرخآمي الوآسع ومنه لبوآبه عريضه دخلوهآ وتمـو سآيرين بشآرع طويل لحد مآوصلو لمدخل ثآني طلعو منه على سلآلم ومنه على المدرجآت .. وكل هآلمسآفه وعيونهآ تلف بـ المكآن تمسحه بنظرآت إنبهآر وعدم تصديق .. هو صحيح إستآد محلـي بس يظل مبهر بحجمـه وخصوصاً أنهآ أول مره تتوآجد بمكآن زي كذآ .. مآقد شآفته غير بـ مبآريآت الكوره بـ التلفزيون !



أخذت نفس طويل وبعدهآ نآظرت فيه وإللي كآن يتآبع ردآت فعلهآ من خلآل نظرآتهآ وتعبير وجههآ: المكــآن يخووف نجم
رجع مسك يدهآ شآبك أصآبعه بأصآبعهآ مشى بهآ من بين صفوف المدرجآت: لآتخآفـي
وقف بوسط المدرج: هـآ .. هنآ حلـو .. إجلسـي
بدون أي تعليق جلست على الكرسي الخشبي طوعاً لأمره .. فآرده جسمهآ بأريحيه ممدده رجولهآ على الكرسي بـ الصف إللي قدآمهآ ويديهآ الثنتين بجيوب جاكيتها الإسبور الفوشيآ بسحآب حديدي ..
فتح الأكيآس على الكرسي الفآصل بينآتهم ومدّ لهآ سندويش برجر مغلف .. أخذته مبتسمه وهي معقده حآجبيهآ مستغربه تشوفه يفتح علبه بيضآء بلآستيكيه يآكل منهآ


ليلآ: سلطـــــه !
نجم: أهــآآ
حركت رآسهآ مستفسـره رآفعه حآجب وآحد !!!
نجم: أنآ مآ آكل من برآ .. خصوصاً هآلوجبآت السريعه .. مقآلـي .. مستحيل آكلهآ
ليلآ: من جدك إنت
نجم: أهـآآ
ليلآ: وليش يعني وش فيهآ العآلم كله يآكلهآ
نجم: الأكل نفسيآت
ليلآ: وش نفسيآته هي طبخــه
نجم: لآ كله إلآ الصحـه
ليلآ: عآد إنت صحتك ممتآزه مآشآلله .. قآلتهآ وهي تضربه بخفه على عضلآت ذرآعه البآرزه .
تمت لحظآت سآكنـه خلصت فيهم 2 برجـر ووآحد سجـق وهي تنآظر فيهآ الملعب قبآلهآ .. نآظرته وهي تبلع آخر لقمه بصعوبه وفمهآ كله محشي بـ الأكل: مآحد قآلك قبل كذآ عيب تطآلع بـ النآس وهم يآكلون !


مسح فتآت الخبز من على شفتيهآ وحول فمهآ وهو مبتسم: أكلك غريب .. طريقتك هههههه
سحب إصبعيه السبآبه وإبهآم حول فمه كإشآره إنه مآرح يفتح فمه بعد مآخزته بنظرة توعد وتهديد .
نجم: خلآص خلآص يلآ قومـي
ليلآ: وشـوو !! وآنت بس جآيبنآ هنآ نآكل ونروح ! حتى بعدنـي مآشربت الكولآ حقتي
فتحت الكيس الثآني وإللي كآن فيه علبة كوكآكولآ وقزآزة مويـه وعلبه نصف لتر عصير فوآكه مشكله بحليـب
ليلآ: هـه والله إنك طفـل .. الكولآ مضره بـ الصحه جآيب لك عصير بـ الحلـيب !! يآويلـي بـس هههههههههه


أخذ منهآ العصير متجآهل كلآمهآ وهو ينزل من على المدرجآت ..
وقفت بسرعه تلحقه: وقـف .. انتظـر لآ تخلينـي بروحي كـذآآآآآ
عبرت صفوف المدرجآت وإللي تلعثمت أكثر من مره وهي تخطي كرآسيهآ في محآوله إنهآ تلحقه لحد مآوصل للحآجز الخشبـي مرّ من تحتـه ومشى مسآفه ترآبيـه لحد عشبـة الملعـب الخضرآء .. لف وجهه لهآ ينآظرهآ وهي بـ الأرض على ركبتيهآ تتحسس الخضره بيدينهآ: إيـش هذآ طبيعـي ولآ بلآستيـك !! يـ الله أول مره أشوف زي كذآ بـ الحقيقه
رفعت عيونهآ لهآ مبتسمـه إبتسآمة عدم تصديـق وآسعـه وعريضـه فآتحه فيهآ فمهآ لآخره .


نجم: وقفي يلآ بنروح للوســط
ليلآ: مآفي كوره هنآ نلعـب !
إبتسم مقفي عنهآ وهو يهز رآسه بـ النفي مآفي فآيده منهآ هآلخبلـه !
مشو لوسـط الملعب بـ الدآئره البيضآء الفآرقه بـ المنتصف .. مدد جسمه على الأرض نآيم على ظهره .. رجل مسنده على رجـل يديه الثنتين تحت رآسه .. جلست جمبه مصلبـه ظهرهآ بإستقآمه مربعه رجولهآ وتشرب من الكولآ وعيونهآ على المدرجآت الكثيره إللي بعيده عنهم وتحآوطهم ..



بنبره دآفيـه خآفته: إيش تبين تعرفيـن ؟
نآظرته مستغربه وهو مغمض عيونه: إيـش !!
نجم: مو قلتيلي إنك مآتعرفين شي عني ! وش تبين تعرفين ؟
برقت عيونهآ بإندهآش طفولي مو مصدقه: والله !! يعني إذآ سألتك عن أي شي بتعلمنـي ؟
نجم: أهــآ .. ويآريت مآتنسين شي عشآن مآرح أحكي ولآ كلمه تخصني بعد كذآ .. اليوم وبـس
ليلآ: نآزل عليك عرض اليوم يعني هههههههه
فتح عيونه في محآوله منه إنه يعدل وضعيته: أقول أنآ بروح الشقه أبرك لي
أشرت بيديهآ الثنتين تمنعه يقوم مآزحه: هههههههههه لآلآلآ والله أمزح وربي أمزح ههههههه خلآص خلآص .. خلآص
غمضت عيونهآ بتأكيد زآمه شفتيهآ أنهآ مآبتعيدهآ .
رمآهآ بنظره توعد بطرف عيونه ورجع مدد مره ثآنيه بدون ردّ .


ليلآ: أجل دآم مآفي فرصه غير اليوم وبس بخليك مع نفففففسسسسســك .. احكي كل شي عنك .. كوووووول شي أبغى أعرف كله كله كللللللللــه .. خصوصيآت .. عموميآت .. عيشتك بـ السعوديه .. أهلك . آمم وش بعد .. آمم أشيآء أثرت فيك وأشيآء ثآنيه تآفهه مآفرقت معك .. أي شي نجم .. وش مآطرآ ببآلك آحكيـه .. هآآ أسمعك


نجم: مدري ليش أحس إني ندمت الحين !
تقلصت ضلوعه بعد مآضربته بخفه على بطنـه: آآهـ ليـــلآ
ليلآ: هههههههه بدري ع الندم يآحبيبي رح تحكي كل شي .. هآ .. ون , تو , ثـري .. ستآرت
نجم: آممم أوكي .. نجـم , 28 سنـه , مصـري
برقت عيونهآ بإندهآش: إيــــــش !! وقف وقف لحظـه ! وشوووو ! مصري ؟!! شلـون يعنـي !! بس كلآمك ! لهجتـك !
نجم: ليلآ إنتي هبلـه ؟ يعني كلآمي ولهجتي هم العلآمه الفآرقه ! كأني مآ أحكي غيره يعنـي
ليلآ: إيـه صح معلـش .. ابتسمت بعدهآ ممدده جسمهآ نآيمه على بطنهآ رآفعه رجولهآ بـ الهوآ تحركهم بـ التنآوب ريحه وجيّـه .. مسنده ذقنهآ بكفوف يدينهآ .. وجههآ قريب من وجهه: أحــب المصرييــن
عقد حآجبيه بإستفهآم: تعرفيـن أحـد ؟
ليلآ: أهــآآ .. انـــت
فتح عيونه مبتسم: هبلــــه
ليلآ: يلآ كمـل


نجم: أبوي مصري .. كآمل الشرقآوي .. أمي سعوديـه من عآيله مره أغنيآ .. فوق الثرآ بكثير .. عآيلـة السـوّآط .. أمـي مـروه .. مروه السوآط .. بس طبعاً مآلنآ نصيب فهآلثروه لأنهآ متزوجه من مصـري .. رجّآل على قـده .. ولآ تسألي عن ظروف إرتبآطهم لأنهآ سآلفه يآكبرهآ
ليلآ: آمممم
نجم: لـي أخ أكبر منـي .. عٌمـر .. دكتور عٌمـر .. دكتور عـآم .. ثم انا .. وفيـه بعدي حوريتـي .. أختي الصغيره
ليلآ: كيف يعني حوريتك
نجم: اسمهآ حوريه وهي مثل الحــور
ليلآ: حلـوه ؟
نجم: أكثر من حلوه
ليلآ: أكيد تشبهك انت بعد حلـو .. وعمر كمآن تلقآه حلوو مثلكـم
ضحك بهدوء وعيونه مغمضـه وهو يشدهآ من ورآ رقبتهآ يقربهآ عليـه .. نآمت على ظهرهآ رآسهآ مسند على صدره مشكليـن بوضعهـم حـرف الـ T


كمل بهدوء: نشأتي كلهآ كآنت بـ السعوديه مآتركتهآ غير وأنآ 18 سنـه .. سآفرت لمصر أكمل تعليمي بـ الجآمعه .. درسـت كليـة " ألسـن" (لغآت) 4 سنوآت .. تركت مصر رحـت رومآ لأن اللغـه الأسآسيه عندي كآنت إيطآلي تميت فيهآ سنتيـن .. مآعجبتني البلـد مره مقرفـه وفيهآ عرب مصريين كثير .. جيت لهنآ وأنآ عمري 25 سنـه .. استقريت بـ نيويوركـ بس مثلمآ تشوفين ظروف شغلـي .. مرشد سيآحي من بلد لبلـد
ليلآ: آمــممم
نجم: وش رآيك كذآ .. كآفي ؟
ليلآ: لآ والله ! لآ بأحلآمك مآبنطلع من هنآ غير وأنآ أدري عنك أحدآث 28 سنـه فآتووو .. قللـي الحين وش تحب تآكل وش مآتحب
نجم: حآآضـر يآشيـف .. آممم أحب المأكولآت البحريه بكل أنوآعهآ واصنآفهآ .. أنآ نبآتي أكثر .. الخضآر .. فيه شوربة الخضآر هذي شي أسآسي جمب السلطآت أكيد خضآر أو فوآكه .. فيه الحليب بعد .. الحليب مره ضروري


ليلآ: نجم وش ذآ !! مو مبين عليك تهتم مره وآنت مقضيهآ خمر وسكر مع حريمك .. تدخن أجل
نجم: لآ .. أدخن إضطرآري ولظروف معينـه .. حتى الشرب .. مآ أشرب .. وإن شربت فهو كميه معقوله مآ أكثر .. تكون مجآملـه مو أكثر تدرين ظروف شغلي وتعآملآتي مع السيآح .. بس مآ أتذكر إني سكرت مره من قبل
ليلآ: آهـآآ
رفت سبآبتهآ بسرعه للسمآ: نجـم شـف هآلنجـم
فتح عيونه بعد مآعلت ضحكتهآ الطفوليه وإللي طبيعي ولآ إرآدياً تضحك إللي يسمعهآ إبتسم بتسآؤل: وش فيـه ؟
ليلآ: مآفيه شي بس عجبتني الجمله .. نجم شـف هآلنجم
نجم: يآصبر الأرض عليكـ يآليـــــــلآ
ليلآ: ههههههههههه بش شوف بـ الله هذآك هو .. مو الكبير لآ إللي جمبـه هذآك لونه أزرق يضوي ويطفـي .. حلو شكله


رفع يده ليدهآ مآسكهآ .. سبآبته على سبآبتهآ يوجههآ: شوفي تآبعي معـي
حرك سبآبته على ترتيب النجوم الكثيره فوقهم بوسط السمآ الصآفيه وهو يستنطـق كل حرف ترسمه سبآبته: L e e l a
صآحت بضحكه خفيفه: هههههه إي والله هو إسمـي .. طيب شوف شوف
مسكت يده بنفس طريقته سبآبتهآ فوق سبآبته وصآرت ترتب النجوم كـ حروف أبجديه: هـذآ حـرف الـ N
وهــذآآآ الـ a .. وذآآآآآ j
نجم: وينهآ النقطـه على الـ j
ليلآ: والحين من وين اجبلك نجمـه تسوي نفسهآ نقطـه لحرفك .. مب لآزم خليهآ J كآبيتـآل بدون نقطـه
نجم: J كآبيتــآل !!


ليلآ: إيــه .. وآآآآآآخـر شي هـذآآآآآآ هـوو الـ m .. Najm .. بـس خلآص .. بس تدري نجم اسآمينآ حلوه .. لآيقه على بعـض .. نجـم وليلآ .. نجـم فـ ليلآ .. أنآ ليلــه وانـت نجـم فيهآ .. وش رآيك حلوه صـح ؟
نجم: ليلآ قومي يلآ بنمشي
منعته بضحك: ههههههههه لآلآ خلآص خلآص والله أمزح .. هآ كمـل حكـي عنك .. وش بعـد
مد يده لشعرهآ الكستنآئي الدآكن وصآر يحرك أصآبعه بفروة رآسهآ مخللهآ بخصلآت شعرهآ المجعد البآهـت وهو يحكيلهآ عن بآقي تفآصيل حيآتـه بهـدوووء !




======
-----------
======



بـ السعووديهـ وبعـد مرور يوميـن من آخر دوآم له ..


بمدخـل المستشفـى .. دآخل مشغول يعدل ثنيـة كمّ قميصـه الأبيض .. التفت للصوت إللي نآدآه: دكتـر عـديّ
عديّ: نعـمّ !

"محمد" موظف بـ الإستقبآل: الإدآره طآلبتك .. ولي أمرّ أبلغك بهآلشي
هز رآسه بـ إيجآب مغمض عيونه بتأكيد: إنشآلله
غير مسآره متوجه لمكتب الإدآره مميل طرف فمـه بإبتسآمه سآخره متوقـع سبب استدعآءه .. دق البآب بإستئذآن وبعدهآ دخل ..
رفع عيونه ينآظره من فوق نظآرته إللي كآن منزلهآ لطرف خشمه .. بعدهآ رفع رآسه معدل نظآرته لعيونه منزل القلم من يده بنبره صآرمـه مأشر له يجلس: أهــلاً .. تو مآنور المستشفى بحضورك
ابتسم وهو يقرب من طآولة المكتب ويجلس ..


أبو مهيف " مدير المستشفى ": ولمتى هآلإستهتآر يآدكتور ؟
عديّ: حدد موضع الإستهتآر بـ الضبط عشآن أقدر أتفآهم معك
هز رآسه بإعجآب رآفع حآجب وآحد: آممم يعني تعرف نفسك !
عديّ: خآلـي لآتبـ ....
قآطعه بحده وهو يوقف من على كرسيه رآمي القلم من يده على المكتب بعصبيه: خآلك هذي بـ البيت برآ المستشفى .. أمآ هنآ فـ أنآ مديرك وآنت دكتور أمرك بيدي
ميل رآسه يمسح جبهته وعلى وجهه شبح إبتسآمه يحآول يخفيه: السموحه منك .. أعتذر
أبو مهيف: ليش غآيب صآرلك يومين ؟ وبدون أي لفت إنتبآه لهآلشي !


عديّ: كنت مرهق شوي مآ أ .......
قآطعه بضحكـة إستخفآف: ههههه لهآلدرجـه ذيك الممرضـه أرهقتك ؟
رفع عيونه لخآله مطبق شفتيـه بحده فهم قصده وإللي يرمي له وهو السبب الأسآسي لإستدعآءه ..
أبو مهيف: مو عيب عليك إللي سويته ؟ أنت مآتستحي على وجهك ؟ كم عمرك ؟ وش إسمك وإسم أبوك وعآيلتك ؟ وش مكآنتك ؟
عديّ: الحين الغلطه غلطتي !
أبو مهيف: والله !!وتسأل بعـد !
وقف بعصبيه معقد حآجبيه .. وش إللي سويتيه يآصيتـه ؟! معقوله حكت إللي صآر ؟ ليش مآكذبت الممرضه وأنكرت ! هذآ هو أصحّ تصرف فهآلموقف عآدي سمعتهآ كذآ تروح وآطيهآ ؟ من جدهآ حكت كلّ إللي صآر ,, وين ودآك خبآلك .. وين المخ إللي بـ رآسك: وش قآلتلك لك ؟ بـ إيش بررت الموقف ؟
ميل فمه بـ إبتسآمه سآخره: رح أعلمك بس بعد مآ أسمع منك .. وش قولك إنت .. وش إللي عندك
بخفوت وآضح فـ صوته: مآعندي قول أقوله


أبو مهيف في محآوله لإستدرآجه: منتآ بطآلبني بشـي !
تمّ على وضعه وصمته للحظآت تنهـد بعدهآ وهو مرجع رآسه لورآ ينآظر بـ السقف .. همـس: لآتطردهـآ
أبو مهيف: وليـش !!
عديّ: سألتني مآبخآطري وأنآ طلبتك لآتطردهـآ
أبو مهيف: هآلأشكآل مآلهآ مكآن هنآ .. بنآقص المستشفى قليلـة دين وحيآ مثلهآ .. مب نآقصين وصـخ
شدد قبضتـه لحد مآحفرت أظآفره كفوف يدينه عآض على شفته السفلى من هآلوصف إللي يسمعه عنهآ من خآله: لآتطـردهـآ
أبو مهيف: مآبطردهـآ .. بس أنت إللي بتنطرد

عقد حآجبيه بإستفهآم مضيق عيونه !

أبو مهيف: وجـب أحد فيكم ينفصل .. يآ أنت أو هـي .. وش تبي المستشفى تقول !! هـ الممرضه إللي شآفت هآلمهزله إللي صآرت أكيد نشرت الكلآم والكل صآر عنده خبر بـ السآلفه .. إذآ مآشآفو أحد فيكم إنفصل .. من إللي بيتضـرر ؟! مآحد غيري .. وش تبيهم يقولون مآني قد مسئولية الإدآره ؟ تآرك الحبل ع الغآرب لكل من هب ودب يمآرس سوآيآه إللي تسودّ الوجه .. عآد مآصآرت مستشفى هذي .. ولآ تبيهم يقولون رآعي محسوبيآت .. بقيـت عليكم ثنينآتكم معنآهآ إن أنت إللي غلطـت .. وإذآ أنت الغلطآن ليش بعدك دكتور بهآلمستشفى ؟ بعدك فيهآ لأجل أن مديرهآ هو خآلك ؟ وش تبيهم يقولون ويتقآولون سودّ الله وجهك ! هذآني أخيرك ولآخـر مـره .. إنـت أو هـي ؟!



======
-----------
======


يتبــــع ...



:::

~FANANAH~ 10-08-16 05:46 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======


بسآعـه متأخـره من ليـل مصـر ..


تنفس بعمـق بعد مآدخل السيآره من بعد خروجه من المطآر .. للمره الثآنيه وبفتره قصيره إللي تتكرر فيهآ الرحله من السعوديه لمصـر .. من مصر للنـدن .. من لندن للسعوديـه ومنهآ مره ثآنيه لمصـر ! مآرح يطول بمصـر .. يوميـن فيهآ ولأجل مقآبله شخصيـه مع وآحد من رجآل الأعمآل ...
.........: أستأذنك السيآره بمشوآر طآل عمرك !
وجه نظره للسآيق بإنتبآه: لويـن ؟


بلـع ريقه بتوتر وهو ينآظره من المرآيه الوسطى بـ السيآره: مشوآر لأستآذ كآمل
قطب جبينه: مشوآر إيش ؟
"سعد" السآيق اليمنـي: طآل عمرك أستآذ كآمل وصآني بمشوآر للآنسه آآ .. آآآآ ...
تمّ ينآظره وهو يحآول يجمع الإسم بس مو متذكر .. إستنتج إسمهآ بتخمين: حوريـه ؟
رفع رآسه متفآجئ بإبتسآمه بآهته: أيـوه .. آآآآ .. آآ .. إي طآل عمرك .. معآي شنطـه صغيره أستآذ كآمل من آخر مره بمصـر مآ أمدآه وقت .. لو تتذكـر المنآقصه المفآجئه إللي تمت بـ لندن وإضطر إنه يسآفر وقتهآ بأسرع وقت .. الحين وصآني أوصلهآ الغرض معطينـي العنوآن وهي عندهآ علم بهآلشي ..

رآئف: وش هآلغرض ؟
سعد: مآلي خبـر والله
نآظر بسآعته كآنت 1 و10 دقآيق الليـل .. شلون بيقآبلهآ السآيق بهآلوقت ؟
أمره بنبره هآديه: روح للعنوآن وأنآ معكـ لآ توصلني الفندق
سعد: بس طآل عمـ ....
قآطعه بهدوء: مثلمآ أمرتك
بلع ريقه بتوتر موجه عيونه للطريق قدآمه: العفـو منك ..
وقفت السيآره بنفس المكآن إللي كآن فيه لأول مره من مده تقآرب الشهـر .. حي متوسـط .. كله عمآرآت سكنيـه .. كآن مظلـم .. مآيضوي فيه غير إضآءه خآفته من أعمدة النور القصيره المثبته عند جهتي كل بوآبة عمآره من العمآرآت ..



رجع ينآظر بـ السآعه وهو على وشك الترآجع .. 1 وثلـث .. الوقت متأخر مآيصير أطلع لهآ .. أو حتى أنزلهآ عندي بـ الشآرع بهآلوقت وبهآلظلآم ..
فتح جوآله يدور رقمهآ إللي كآن مسبقاً معآه بدون حتى مآتحآول هي تطلبـه بأي مره من وقت عطآهآ الكآرت .. بـ إيش مسجلهآ ... تمّ يدور بـ الأسمآء بس مآهو متذكر هو بـ إيش مسجلهآ عنده .. آممم " ح الشرقآوي " ايــه هذآ هو رقمهآ .. طيب يمكنهآ الحين نآيمه !!
رفـع عيونه معقد حآجبيه عآض ع الطرف الأيمن لشفته السفلى وهو ينآظر العمآره على الطرف الثآني من الشآرع .. تمّ ثوآني ينآظر بمدخل العمآره المضوى بـ إنآره خآفته .. توه بيأمر السآيق يحرك إلآ ويلمح طيـف إثنيـن يقربون من العمآره ..



ضيق عيونه بحده في محآوله للتركيز فـ شكلهآ .. هـي ؟! كآن مظهرهآ سبور ببرمودآ جينز غآمق وقميـص كآروهآت بـ اللونين الأحمر والأبيض مشمره أكمآمهآ لمرفقيهآ .. وجزمـه ريآضيـه بـ ربآط بـ اللون الأبيض .. شعرهآ متروك بطبيعته مهمـل منتفـش بشكل أجعد .. تتقدمـه وهي تشده من يده مبتسمــه .. شدهآ هو من يدهآ لفهآ عليـه قريب منه بـ المرهـ حدّ التلآصـق .. محوط يدينه بخصرهآ .. مدنق رآسه عليهآ طرف خشمه يدآعب طرف خشمهآ ...



نظرآت الجمود والصدمه متملكه من كل تفصيله بوجهه وهو يتآبع هآلمشهد بينهآ وبيـن .............. من هآلشخص !! وين شفتـه ! بـ المطآر .. شفتـه بـ المطآر هذآ هو إبن عمهآ .. وش هآلكلآم إللي يقوله لهآ لأجل تكون مبتسمه بكل هآلخجـل .. ضرب جبهته بجبهتهآ بخفـه وبعدهآ طبع بوسه خفيفهآ على مقدمـة منبت شعرهآ .. بعدت عنه بتدخل للعمآره مودعته وهي تأشر لـه بـ بوسه على كف يدهآ نفختهآ بـ الهوآ لـه ..



نزل رآسه ليده إللي حسهآ تخدرت من شدة قبضته على جوآله ... تمّ للحظآت لحد مآحسّ إنه هدآ نسبياً .. فتح البآب بهدوء متوجه للعمآره متجآهل ندآء سعد السآيق لـه ... مآ كآن تجآهل متعمـد .. هـ الغضب تملكـه .. تملكـه ووصـل حده .. أقصـــآآه .. منعـه من الشـوف .. من السمـع .. من التحكـم .. من السيطره !



بـعد مآ إنفتح بآب الأسنسير .. بـ الدور الخآمس .. مسند ظهره على الجدآر جمب البآب وهو يسمع صوتهآ الضخـم تسأل: ميــن ؟
فتحت البآب بشويش مدنقه رآسهآ بترقب تشوف مين وإللي مآقدرت تشوفه من العين السحريه بـ البآب لأنه كآن مسند ع الجدآر جمب البآب ..
دفّ البآب بأطرآف أصآبعه .. فتحت فمهآ وعيونهآ بصدمه ..
كل هآلمحآولآت فـ إنه يهدي من نفسه ويحآول يضبط أعصآبه وهو بـ الأسنسير تبخـرت من شآفهآ وآقفه قدآمه .. رجع انعآد المشهد المستفز إللي توه صآير تحت بـ الشآرع .. مهــآب .. إيـه حتى إسمه تذكـرته !! حس بـ لمـة شيآطين التفت حولـه ..


دف البآب برجله بقوه سكره .. ترآجعت خطوتين لورآ وملآمح الرعب متملكه منهآ لأقصآهــآ ..
همست بخوف: مـ .. مآآ .. مآلـك ؟ فـ فـي إيـه ؟
مآدرت إلآ بشعرهآ يلتف حول يده وبقبضتـه .. جرهآ بعنف حـده .. كتفهآ ملآصق لصدره غير مبآلي بتأوهآتهآ .. أطلقت صرخـه حآده لمآ حست بجذور سعرهآ تنتزع من مكآنهآ بين أصآبعه
من بين أسنآنه: أشوف كآمل تآركلك الحبل ع الغآرب وعآجبك الوضع ومستغلتيه أتم إستغلآل
لفت معطيته ظهرهآ وهي تتلوى بين يديه من الألم: آآآآ .. آآآآهـ سيــبـ .. آآهـ سيبنــيييييي
لف رآسهآ عليـه وهو بعده مشدد قبضته بشعرهآ الأشعث .. وجههآ بوجهه .. همس: وش علآقتك بهآلنجـس مهآب


نزلت دموعهآ وهي تحآول تفك يديـه من شعرهآ: إبعــــــــــــــــــد .. إبعــد عننننننـــي
كرر سؤآله مره ثآنيه بتشديد من بين أسنآنه: هآلنجـس .. وش علآقتك فيـه ؟
صآرت تدفه بيديهآ الثنتين وهي تضربه من صدره بعد مآعجزت أنهآ تفك قبضته من شعرهآ وهي تصيح وتشهـق: إنــت إللي نجــس .. إبعد عنـي يآكلــــب يآآآآ وآآطــي آآآآهـ آآهــييي
بيده الثآنيه مسك معصمهآ النحيف وبلحظتهـآ قيد معصمهآ الثآني: إن كآن هآلكآمل مآعرف شلون يلمك ويربيك أنآ بعيد تربيتك يآصآيعـه يآبنت الشوآرع


إنهآرت رجولهآ مآقدرت تشيلهآ .. جت بتنزل للأرض بلحظة ضعف وإنهيآر وسط بكآهآ الحآد رفعهآ بيد من شعرهآ وبيد الثآنيه من معصميهآ إللي مقيدهم
كآنت تتلوى بين يديه وهي بأضعف حآلآتهآ: يآآحقييييــر مآحدش إبن شوآرع غيرك يآحيوآآآن سيبنــي آآآآآه يآنآآآآآآآس الحقوونـــــي .. سيبنــــي يآوآآطــــــي
ترك شعرهآ وفلت يدينهآ بعد مآعلى صوتهآ وهي تستنجد بـ العآلم والنآس .. هذي الحين بتفضحهم فهآلوقت المتأخر .. كآنت نظرآته محتده بتوعـد وتهديــد: صآر شي بينكــم !
فتحت عيونهآ المغرقه بـ الدمـوع مصدومـه من هـ السؤآل .. مآ تمت إلآ وأتبعتهآ بتفلـه من فمهآ تبعثرت على وجـهه: إخرس قطـع لسآنك يآكلــب


مسح وجهه بطرف كمّ ثوبـه .. عيونه محمـره بغضـب نآري .. العِرق الغليظ إللي بجبينـه طـق وبـرز .. توهآ بتجري هآربه منه وهي ع الأرض حبـو مثل الأطفآل إلآ وشبك أصآبعه بـ أطرآف شعرهآ وجرهآ لعنده في محآوله إنه يوقفهآ إجبآري .. تمت ترفـس برجولهآ وتشوته .. وطى بـ الأرض لمستوآهآ: بأي حق يدينه تلمسك ؟ بأي حق ذرآعينه تحوط خصرك ؟ بأي حق خشمه يدآعب خشمك ؟ والبوسه الحلوه على جبينك ...... بأي حق ؟ ضرب رآسهآ بـ الأرض بضربه كآنت كفيله تفقدهآ وعيهآ وهو يصيح بغضـب: بأي حـــق وأي صفــــه

رفعت رآسهآ محآوله تتمآلك نفسهآ: بصفتــه حبيبــــــــي .. بحبــه وهو كمآن بيحبنـي .. وإللي شفتـه دآ بنعملـو كـل يـوم .. كآن بيهمسلـي إنه بكرآ خلآص هيكلـم بآبآ ويكون الموضوع رسمـي .. هيخطبنـي .. إحنآ أولآد عمّ وبينّآ علآقه .. مآلك إنـت .. إبعـــــــــد عنننـــيي .. إببببببعـــــــ


أخرسهآ كـف قوي أفقدهآ السمع لثوآني .. كآنت تسمع طنين وصدى صوت بدون وعي أو تركيز .. وقف وهو يوقفهآ معه شآدهآ من شعرهآ بس مآقدرت .. كآنت أعضآءهآ مشلوله: ولك عيـن يآبنت الكلـب وش هآلبجآحه وقلة الحيآ سود الله وجهك
بحـده وعند في موقف مو لصآلحهآ أبدّ إنهآ تعآند فيه في محآوله لتصنع القوه: إنت إللي كلـب وإبن ستيـن كلـب سبني وإطلع برآ بيتـي يآوآآطــي

بهآلحظـه كآنت نقطة الصفر عنده مآفي بعدهآ أي مجآل للتفآوض .. للمنآقشه .. لـ إنه يسأل وينتظر جوآب .. فلتهآ بعنف متعمـد للأرض منعه صوت أنفآسه المحتده إنه يسمه صوت إرتطآم رآسهآ بـ الأرض وكأنهآ فآزه وإندشـت: أنآ الوآطي يـ الدآعــــره !!!!!!

صآر يشلـت ويشـوت برجوله بكل مكآن فيهآ .. مآيدري وين يوجه ضربآته الوحشيه العنيفـه لصدرهآ أو بطنهآ لأجنآبهآ أو ظهرهآ أو حتى وجههآ .. كل مكآن بجسمهآ كآن له نصيب من هآلضربآت العنيفه القآسيه بهآلهمجيـه
مآ أثر فيه صرآخهآ وتأوهآتهآ الحآده وترجيهآ له .. مسكـت رجله اليمين ضآمتهآ لصدرهآ تمنعـه يشوت فيهآ بزيآده وهي تصيح بـ إسمـه: رآآآآآآآآئـــــــــــف رآئف رآئف لآآآ لآ لاآآآآآ لاآآآهـي يآآرب آآآآآآآآآآهـ !


فلت رجله من يدهآ بـ غضب أعمآه عن الضربـه القآضيه إللي بيصوبهآ تجآههآ وإللي كآنت لوجههآ .. كآنت رآسهآ هي الكـره إللي شآتهآ بكل وحشيـه بدون أي رحمـه .. مآ إستوعب إلآ ووجههآ يلف للجهـه الثآنيه وقطرآت الدم تطآير منـه بـ الهوآ ..

تمّ لحظآت يسمع منهآ أي إستجآبـه بس مآفـي .. مآيسمع شي ! من شوي كآنت ترفس .. تعآفر .. تصيـح وتصآرخ .. تترجـى .. وش فيهآ سكنـت ؟ إنقطع صوتهآ .. سكنت حركتهآ ..


بلـع ريقـه بعد مآرمـش بعيونه في محآوله للإستيعآب ؟ وش إللي صآر للتـو ؟ وش إللي سويتـه الحيـن ؟ .. تمّ ينآظرهآ مو قآدر يميز تفآصيل وجههآ .. إللي إنتفـخ بشكل منفـرّ مصبوغ بـ لون قآتـم .. لون الدم إللي كآن بعده يقطـر من أنفهآ وفمهآ بغزآره .. مآيتحرك لهآ سآكن .. جثـه هآمـده !


تحسس صدره محل قلبـه كأنه يترجـى دقآت قلبـه تخف من حدتهآ .. توجه للبآب بـ لعثمه وآضحه بخطوآته شآل المفتآح منه وخـرج .. من توتره نسى المصعـد ونزل بـ السلآلم بهرولـه لحد مآوصل للسيآره وقف عند بآب السآيق .. قطرآت العـرق تنسآب من جبينـه لـ تفآحـة آدم البآرزه بحلقـه وجهه شآحب عيونه مفجوعـه بخوف ............





نهآية الفصـل السآدس


======
-----------
======



<<أرآئكـم .. وتوقعآتكـم ...


- وين رآح رآئـف تآرك حوريـه بهآلشكـل .. إيش بيكون مصيرهآ وهي بهآلوضع ؟!

- عـديّ وصيتـه .. ليش إتصرف من الإسآس بهآلشكل ؟! ولويـن بينتهي هآلموضوع من بعد موآجهة إدآرة المستشفى .. مين فيهم إللي بيكون نهآية مطآفه بهآلمستشفـى ؟!

- وآئل وميسم .. أي مسآر هذآ إللي وصلت له علآقتهم .. هل بعدهآ نفسهآ عآطفة الإخوه هي القآئمه بينآتهم ؟!

- نجــم و ليــلآ ؟!

- عآطفة وردهـ تجآه آدم إللي ظهرت بوآدرهآ فهآلإسبوع بـ الأقصـر .. عآطفه عقيمـه لمجرد إكتشآفهآ حقيقة مشآعره لـ "نآهـد" إللي تكون زوجـة أخوه ؟! هل بسفـره للسعوديه هذآ نهآيـة لعلآقتهم القصيره ؟!



دمتــمّ بخيـــر


:::

~FANANAH~ 10-08-16 05:51 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل السآبع



( يسألونه: لماذا لم تمت ؟ لقد أمطرنا جسدك بوابل من الرصاص ؟
يقول: خلف هذا القناع يوجد ما هو أكثر من لحم وعظم، خلف هذا القناع توجد فكرة، والأفكار مضادة للرصاص ! ) - مقتبـس -
من الفيلم الأجنبي V For Vendetta

/
/
/


بـ مصـر .. وفـ أجوآء عنيفه من صرآع ونزآع ومقآومـه بآئسـه من طرفهآ .. غضـب ، ثـوره ، قسوه وعنـفوآن من طرفـه .. - رآئـف و حوريــه -


تمّ لحظآت يسمع منهآ أي إستجآبـه بس مآفـي .. مآيسمع شي ! من شوي كآنت ترفس .. تعآفر .. تصيـح وتصآرخ .. تترجـى .. وش فيهآ سكنـت ؟ إنقطع صوتهآ .. سكنت حركتهآ ..

بلـع ريقـه بعد مآرمـش بعيونه في محآوله للإستيعآب ؟ وش إللي صآر للتـو ؟ وش إللي سويتـه الحيـن ؟ .. تمّ ينآظرهآ مو قآدر يميز تفآصيل وجههآ .. إللي إنتفـخ بشكل منفـرّ مصبوغ بـ لون قآتـم .. لون الدم إللي كآن بعده يقطـر من أنفهآ وفمهآ بغزآره .. مآيتحرك لهآ سآكن .. جثـه هآمـده !

تحسس صدره محل قلبـه كأنه يترجـى دقآت قلبـه تخف من حدتهآ .. توجه للبآب بـ لعثمه وآضحه بخطوآته شآل المفتآح منه وخـرج .. من توتره نسى المصعـد ونزل بـ السلآلم بهرولـه لحد مآوصل للسيآره وقف عند بآب السآيق .. قطرآت العـرق تنسآب من جبينـه لـ تفآحـة آدم البآرزه بحلقـه وجهه شآحب عيونه مفجوعـه بخوف ..


بـ أنفآس هآئجـه مقطوعـه: سعــد .. سعـد روح إنت أنآ بظـل
سعد " السآيق " وإللي خرج من السيآره فور مآلمحـه نزل من العمآره .. عقد حآجبيه بخوف وقلق وآضح من حآلة رآئف وشكله المبهدل: خير أستآذ رآئـف صآير شـي !!
فكـ زرين من أزرآر الصدر لثوبـه وهو يتحسس رقبته بإختنآق: لآ .. لآ مآفي شي بس البنت مريضـه بظـل اليوم
ببديهه سريعه شآر عليه: نروح المستشفـى .. أوصلكم


برق عيونه بفجـع .. " مستشفى ؟!! أي مستشفى وهي بهآلحآله .. هذآ إعتدآء .. إعتدآء وحشـي .. بيطلبون الشرطه ومحضـر وحبـس .. هذآ قبل تشخيصهآ بعد إن مآصآر فيهآ شي .. ويلك يآرآئف وش إللي سويته " .. هز رآسه بـ النفي مطبق شفتيه في محآوله منه يتمآسك أكثر ويهدي من أعصآبه القلقه المتوتره وأنفآسه المحتده: لآ مآيحتآج .. شويـة حرآره جآلسـه تهـذي مو أكثر .. رح إنت وإن صآر شي وبغيتك طلبتك
نزل رآسه مغمض عيونه بإنقيآد لأمره: أمرك طآل عمرك ...
حرك رآسه بتوتر تأكيداً وهو يأشر له بيده يروح بعدمآ أقفى عنه بخطوه وحدهـ .. لحقـه سعـد: طــآل عمــرك
التفت لـه معقد حآجبيه ..
سعد: طآل عمرك .. الشنطـه إللي فيهآ الغرض إللي تخص جمآعة أستآذ كآمل ..
لف لصندوق السيآره فتحه وهو يمد لـ رآئف هآند بآج صغيره سودآء ..
أخذهآ منه بدون أي تعليق ولآ هو متذكر ودآري عن سآلفتهآ ولآ عنـه شخصياً ..


طلـع بـ الأسنسير وببآله مليون ظـن وإحتمآل لحآلة بنت خآلته إللي أذآهآ بنفسه ومآيدري للحين وش وضعهآ .. أو وش إللي بيكون عليـه .. فتح البآب وبعدهآ نظرآت الرعب متمكنه من ملآمحه المفجوعه إللي بلحظتهآ تبدلت للهفـه أول مآشآفهآ تحرك رآسهآ بصعوبه وتأن بألم .. رمى الشنطه من يده بـ الأرض متوجه لهآ بسرعه


قرب وجهه من وجههآ يبعد خصلآت من شعرهآ الكثيف الأجعد يحآول يسمع الكلآم إللي تتمتـم فيه وسط أنآتهآ العذبـه: مــ مممـ .. مهــآآب .. مهــآآب .. عٌــ .. عُــممــ .. عٌمــر
كآنت تردد هآلإسمين بتوآلي وهي شبه فآقده الوعي .. شآلهآ بين ذرآعآته متوجه بهآ للحمآم " بـ الكرآمه "


هآلشقه وإللي زآرهآ قبل مره وحده وقد دخل حمآمهآ إلآ أنه بهآلموقف مآيدري وين الله حآطه فيه كآن يدف برجوله كل بآب يقآبله يشوفه كآنه الحمآم أو لآ لحد مآوصله وإللي كآن بجزء منفصل هو والمطبـخ عن الشقـه بـ ريسبشن الإستقبآل وغرف النوم ..

حطهآ بـ البآنيو الطولـي سآحبهآ من تحت إبطيهآ يعدلهآ فـ البآنيو بوضع الجلوس .. شغل بعدهآ المويه ضآبطهآ على وضع المويه الدآفيه ..
تمت عيونه معلقه عليهآ والمويه تملى البآنيو وتغطيهآ .. بلل يده بـ المويه وصآر يمسح على وجههآ بشويش .. كل مآلآمستهآ المويه أنّت بـ آه متقلصه عضلآت وجههآ بألم منتفضه يده مفرقه أصآبعهآ ..

زم شفتيه بأسى على وضعهآ وإللي هو السبب فيه .. مسح تحت عيونهآ وإللي إختفو تمآماً بسبب الإنتفآخ .. شوههآ بقسوته العميآء .. كآن مثل الحيوآن الثآير الهآيج يضرب بدون وعي وتفكير أو مرآعآه لطآقة وإحتمآل هآلأنثى الضعيفه تحت رجوله .. جروح كثيره تفتحت بوجههآ الملآئكي .. حتى شفتيها تفلقت .. خشمها للحين مآبطل نزف !

رفع ثوبه وجلس ورآهآ على حآفة البآنيو مرجـع رآسهآ لورآ بحجره بين رجوله يمكن يوقـف هآلنزف لآرجعت رآسهآ !!!
تمّ على وضعـه يبلل يده ويمسح على وجههآ برفق لحد مآختفت آثآر الدم .. على هآلوضع سآعتيـن وبعدهآ ممدده بـ البآنيو غآيبه عن وعيهآ ..

عقدت حآجبيهآ متأوهه ببحـه مقطوعه محركه رآسهآ بوجـع .. دنق عليهآ مقرب وجهه من وجههآ بوضع معآكس بسبب جلسته ورآهآ ..
- همـس بإستفهآم -: حوريـه تسمعينـي ؟
مآلقى ردّ غير تأوهـ مستمـر مبحوح ..


وقف خآرج من البآنيو بحذر ويده تحت رآسهآ تسندهآ .. رفعهآ بين ذرآعينه مخرجهآ والمويه تتسآقط منهآ متوجه بهآ لغرفة نـوم مآيدري هي لميـن ! مددهآ على كنبـه عريضه بـ الغرفه وتوجـه للسرير فآرد لحآف عليه بعـرضه .. رجع شآلهآ منيمهآ على اللحآف إللي فرده بوسط السرير وصآر يلف اللحآف عليهآ من كل إتجآه مثل الحشوه بـ الكروآسون !
ملآبسه كلهآ مغرقه بـ المويه ومآبيده شي هذآ هو مآطرآله يسويه لآزم تتدفـى ...
جلس على الطرف مسند رآسه بظهر السرير وهي ممده .. جزء من ظهرهآ ورآسهآ مسند على صدره بين يديه إللي حآوطتهآ .. بـ أطرآف أصآبعه النحيله بعد خصلآت شعرهآ المبلوله وإللي التصقت بخديهآ .. بآله خآوي من أي فكـر ..


كل مآنآظرهآ بشفقـه وأسف للي سوآه كل مآتبدد هآلإحسآس وتحول لإحتقآر وهو يستمع لوسوسة شيطآنه إنو مو كآفي .. حلآل دمهآ .. هز رآسه بـ عنف في محآوله منه لطرد هآلمشآعر السلبيه متعوذ بـ الله من الشيطآن دآعي عليه بـ الخـزي ..
ظل على هآلحآله المتوتره من الإربآك النفسي لحد مآغفـى وهو ضآمهآ لصـدره !



======
-----------
======



بوقت قبل اللقآء العنيف بين رآئف وحوريـه بـ مصـر ..

بـ السعوديه .. بـ المستشفى وتحديداً بمكتب الإدآره في محآوله بآئسـه منـه بترجـي لـ خآله " أبو مهيف " مدير المستشفى ..

/
/
/


أبو مهيف في محآوله لإستدرآجه: منتآ بطآلبني بشـي !
تمّ على وضعه وصمته للحظآت تنهـد بعدهآ وهو مرجع رآسه لورآ ينآظر بـ السقف .. همـس: لآتطردهـآ
أبو مهيف: وليـش !!
عديّ: سألتني مآبخآطري وأنآ طلبتك لآتطردهـآ
أبو مهيف: هآلأشكآل مآلهآ مكآن هنآ .. بنآقص المستشفى قليلـة دين وحيآ مثلهآ .. مب نآقصين وصـخ
شدد قبضتـه لحد مآحفرت أظآفره كفوف يدينه عآض على شفته السفلى من هآلوصف إللي يسمعه عنهآ من خآله: لآتطـردهـآ
أبو مهيف: مآبطردهـآ .. بس أنت إللي بتنطرد


عقد حآجبيه بإستفهآم مضيق عيونه !
أبو مهيف: وجـب أحد فيكم ينفصل .. يآ أنت أو هـي .. وش تبي المستشفى تقول !! هـ الممرضه إللي شآفت هآلمهزله إللي صآرت أكيد نشرت الكلآم والكل صآر عنده خبر بـ السآلفه .. إذآ مآشآفو أحد فيكم إنفصل .. من إللي بيتضـرر ؟! مآحد غيري .. وش تبيهم يقولون مآني قد مسئولية الإدآره ؟ تآرك الحبل ع الغآرب لكل من هب ودب يمآرس سوآيآه إللي تسودّ الوجه .. عآد مآصآرت مستشفى هذي .. ولآ تبيهم يقولون رآعي محسوبيآت .. بقيـت عليكم ثنينآتكم معنآهآ إن أنت إللي غلطـت .. وإذآ أنت الغلطآن ليش بعدك دكتور بهآلمستشفى ؟ بعدك فيهآ لأجل أن مديرهآ هو خآلك ؟ وش تبيهم يقولون ويتقآولون سودّ الله وجهك ! هذآني أخيرك ولآخـر مـره .. إنـت أو هـي ؟!



عدي: بـس مـ .....
قآطعه بحزم وهو يجلس على كرسيه: بس إنت لآيكثر .. عموماً البنت مب بحآجة وآسطتك .. قد قدمت استقآلتهآ وأنا قبلتهآ وآنتهي الموضوع
كشر عن أنيآبه بحده مبرق عيونه: إيــــش !!!


بتجآهل لصدمته بعد مآرفع نظآرته الطبيه لعيونه وهو يقلب الأوراق بيديه: إللي سمعتــه
عدي: شلون يعني استقآلت !! وليش تستقيل .. إنت يعني مآفصلتهآ ؟
أبو مهيف: هذآ إللي كنت بسويه .. أجل أفصلك إنت يعني ؟!! بعد إللي سمعته منهآ قررت ولأول مرهـ أتغآضى عن كل إللي صآر وأحآول أشوف تبرير معقول للي صآر وشآفته ذيك الممرضه وأبقى على شغلهآ هنآ بـ المستشفى لأنهآ الصرآحه خسآره بس البنت وآضح نفسها عزيزه .. استقآلت بنفس اللحظه وأصرت على قبول الإستقآله .. مآكآن بيدي شي .. قبلتهآ
ارتمى على الكرسي ملآمحه شآحبه .. عيونه معلقه بـ الفرآغ بنظره فآرغه .. همس: وشهو الكلآم إللي قآلته لك وغير موقفك ؟


رفع نظره له من تحت نظآرته بتفحص: مآظنتي تبي تعرف !
أظلمت عيونه بـ تعبير إستفهآمي !!
زفر بضيق وتأفف وهو ينزل نظآرته من عيونه: البنت شآلت الليله كلبوهآ
عدي: شلـون يعني ؟
أبو مهيف: يوم وآجهتهآ بآلكلآم اللي وصلني من زميلتهآ الممرضه مآ أنكرت الكلآم أبدّ .. تخيل بعد وش قآلت !!
هز رآسه بـ النفي مطبق شفتيه بدون ردّ


أبو مهيف: قآلت إن نفسهآ ضعيفه .. وإن هي إللي تقربت منكـ .. يعني بـ الصريح هي إللي رمت بلآهآ عليك .. وإن مآلك أي دخل بـ السآلفه .. طلبتني مآ آخذك بشي وإن هي إللي بدت وضآيقتك وضغطت عليك .. وآضح طبعاً إن المسكينه مآتدري علآقتي فيكـ كـ خآل لك ! قآلت إنهآ مستعده تتحمل مسئولية كل إللي صآر .. رح تقبل بكل إللي يصير لهآ .. رح تقبل بأي عقآب .. الفصـل .. وخصم المرتب وحرمآنهآ من أي إمتيآزآت نهآية خدمـه .. كلشـي .. بس هي بروحهآ ..

تمّ ينآظره ينتظر منه أي تعليق ..كآنت ملآمحه جآمده .. سآكنه .. جفونه مظلمـه بضيق لعيونـه .. شفتيه مطبقـه بأسى للي يسمعـه منـه .. - كمل بسخريه - : هــآآ شفت هآلحقيره مثلمآ تقول عنهآ وش قآلت هي عنك !!!

التفت لخآله بنظره بآرده بعد مآفهم المغزى من الإستخفآف بكلآم خآله له ..
أبو مهيف: طبعاً بعد هآلكلآم منهآ عرفت إن هآلمسكينه مآلهآ ذنب أبدّ بـ الموضوع .. وإن السوآ كلهآ سوآتك سودّ الله وجهك .. كسرت خآطري البنيه وقلت بعطيهآ فرصه ثآنيه مآكملت كلآمي لأنها صرعت مثلمآ المجآنين بترجي تترك المستشفى .. قآلت دآمني مآبفصلهآ فهي رح تقدم إستقآلهآ وهذآ طبعاً ردّ الفعل الطبيعي ..


استنطقه بحزم وتوعد فـ نبرتة الجآفه: هــآه .. وش رآيك يآدكتـور ؟
بلع ريقه ومآزآله مو مستوعب هآلكلآم إللي توه سمعه .. وش هآلصيتـه بـ الضبـط !!!
وقف مستأذن بدون أي تعليق على كلآم خآله خآرج من المكتب بهدوء ..
وقف بـ الممر شوي يعيد كل إللي توه وسمعـه بلسآن خآله .. جمع أصآبعه بكف يده وضرب الجدآر بقبضته اليمنـى يلعن نفسـه ع تصرفه الغبي بـ سبآب يلوم فيه نفسه " والله مآ الحقير غيرك يآعديّ " ..

قطع الممر بخطوآت غآضبه سريعه وملآمح القهر والعصبيه متمكنه من ملآمحه .. قآبل إيمآن وآقفه مع ممرض من الممرضين تتآبع معه حكيـه بطريقتهآ المستفزه ..
بنبره حآده جآفه: ورآي ع مكتبي أبيك
التفتت عليه تشوفه بعد مآ أمرهآ وأقفى عنهآ بسرعه مآ أمدآهآ تشوف وجهه حتى " دآ دكتور عديّ إللي مشي دلوقتي !!! "
عدنآن "ممرض فلسطيني" : لوين سرحتـي !! دكتر عديّ طلبك بمكتبـه
أعرضت عنه سآفهته بهروله سريعه تتسآبق فيهآ خطوآتهآ لأجل توصل غرفة الكشف حقته .. مبتسمه يديهآ الثنتين على صدرهآ مآخذتهآ أفكآرهآ لنقطه بعيده مرره بخيآلهـــآ ..

/
/
/

بغرفـة الكشف حقتته .. جآلس ورآ مكتبه .. مسند ذقنه على ظهر يدينه المشبوكين ببعـض .. صدره ترتفع ويهبط بحدهـ عيونه ع البآب بنظرة ترقب نآريـه ..
دقت البآب مرتين بدلـع مآسخ: دكتور عديّ !
بنفس الحده والعصبيه بنبرة صوته: إدخلــــي
فتحت البآب مقفلته ورآهآ .. قربت من المكتب بخطوآت بطيئه متقآربه منزله فيهآ رآسهآ بـ تصنع للخجل ..


عديّ: إرفعي رآسك
رفعت رآسهآ بإستجآبه لأمره وهي ترمش بحيـآ ..
رجع ظهره مسنده بظهر كرسيه فآرد جسمه بأريحيه - بهدوء مصطنع - : وش رآيك بآللي سوته صيتـه ؟! إنتي قد شفتي كل شي
عقدت حآجبيهآ بإنفعآل وبنبره عآليه بلهجتهآ المصريه: دي وحده مش متربيه أصلاً مبتتكسفش على دمهآ .. ولآ يهمك يآدوكتـور هي معروفه أصلاً بسمعتهآ الوسخه في المستشفى كلهآ والحمدلله خلصنآ منهآ وإنطردت فـ ستين دآهيه هي واشكآلهآ القـذره


هز رآسه بإعجآب لكلآمهآ رآفع حآجب وآحد: آممم قلتيلي إنك شفتي كل شي !!
عقدت حآجبيهآ بعد مآ اظلمت عيونهآ بتوتر من سؤآله إللي مآفهمته: آآآآ .. آآآهـ .. آآآهـ طبببـ طببععـاً
مد بوزه مطبق فيه شفتيه بإستنكآر: غريبــه !
إيمآن: وإيه الغريب فـ كدآ ؟
وقف بعصبيه دآف الكرسي حقه بقوه لصقه فـ الجدآر ورآه مقرب منهآ بغضب: الغريب إنك شفتي فعلاً كل شي .. يعني شفتيني وأنآ إللي أقرب منهآ مو هـي.. والبآقي تعرفيـه ..


حست المكآن ثلج حولهآ فجأه وثبتهآ بجموده مكآنهآ .. ظلت عيونهآ معلقه عليه برعب وآضح بدون أي ردّ منهآ وهو يقرب أكثر عليهآ ..
من بين أسنآنه بإشمئزآز وآضح بنظرة عيونه إللي رمآهآ بهآ من فوقهآ لتحتهآ: مآحد موصخ هآلمستشفى بسمعته الزفت غيرك .. ومآحد قليل دين وربآيه وحيّآ غيرك .. ومآحد ودي ينقلع بستين دآهيه برآ هآلمستشفى غيرك !


رمشت بتوآلي ودموعهآ تتسآقط بصمت بشفآيف مرتجفه: بببــ .. بـسسس يآدكككــ ....
قآطعتهآ بحده: بس لآيكثر .. مآبغى اسمع صوتك
نزلت عيونهآ بـ الأرض هآمسه بضعف من بين دموعهآ: آسفـه
رد بضحكـة إستهزآء قصيره مقطوعه: هـــه .. وليش يآحلوه تتأسفي !! إنتي هنآ نكـره .. ولا شي .. مآيهمني أسفك ولآ أنآ بـ إنتظآره ولآ هو بإعتبآري ..
تعآلت شهقآتهآ اللي جآهدت بكتمآنهآ كثير .. هدى من نبرته التحقيريه الحآده وهمـس: وش إسمــك !
همست: إيـ .. إيمـآآن
ميل رآسه بإستنكآر لنبرة صوتهآ اللي مآسمعهآ: إيـش !! مآسمعـت !
هز رآسه يستنطقهـآ: هــآآآ !!
مسحت خديهآ بظهر كفهآ الأيمن وهي تشهق: إييـ .. إيييمــآآن


مسكهآ بهدوء من يآقة البآلطو حقهآ بيديه الثنتين مقربه عليه - بجزّ من بين أسنآنه -: إسمعي يآآآآ .. يآ آنسـه إيمآن .. هذآ وقسم بربي إن مآ احترمتي نفسك وقبل لآتحترمي نفسك وأنآ مآ اطلب منك هآلشي لأنك مهآنه أصلاً .. إحترمي المكآن اللي ضآفك ومنه تآكلين عيش .. أدري إنك تدرين إن خآلي اهو مدير هآلمكآن وبشكوى بسيطه مني بتلمين عفشك وتنقلعين برآ .. مو بس برآ المستشفى وبرآ السكـن .. لآ برآ السعوديه بكبرهآ .. ترجعين مكآن مآجيتي .. فهمتي الحين ؟
هزت رآسهآ بقوه بتأكيد فهمهآ لكلآمه ..


فك يده وصآر يعدل يآقة البآلطو حقهآ .. ربت على كتوفهآ ورجع لمكتبـه بهدووء جآلس على كرسيه ينآظرهآ بتدقيق وتفحص مضيق عيونه: خلآص لآتبكيـن .. مآحب أشوف حرمه تبكي .. خـذي - رفع كرتون المنآديل ورمآه عليهآ -
صآحت بـ الآآآه بعد مآصك الكرتون بوجههآ وطآحت ع الأرض .. زآد بكآهآ الحآد وشهقآتهآ المتوآليه وهي تتحسس خشمهآ من بعد مآرمآ كرتون المنآديل عليهآ بقوه .. وطت للأرض رفعت المنآديل ورجعتهآ مره ثآنيه على مكتبه بدون مآتستخدم شي منهآ ..



عديّ: يلآ بــرآ
مسكت دموعهآ بطرف كمهآ مقفيه عنـه ...
- بحـده -: علـى فكــره !
ثبتت مكآنهآ بعد مآ إستوقفهآ بنبرته الحآده ..

عديّ: تؤ مآحد يعطيني ظهره وأنآ أكلمـه
لفت وجههآ له بـ إنقيآد وإستسلآم تآم لإهآنآته المتوآصلـه .. غير نظرآت التحقير والإشمئزآز إللي مآفآرقت ملآمحه لهآ
إبتسم ببرود مطبق شفتيه وكمـل: صيتـه مآ إنفصلـت .. صيتـه إستقــآلت .. خآآلــي وإللي إهو مدير هآلمكآن بكبره عدى الموضوع وعطآهآ فرصـه .. بس إهي إللي إستقآلت .. إشترت كرآمتهآ بعد مآوحده مثلك معدومة الكرآمه تنقصتهآ ودآست ع كرآمتهآ .. عرفتـي شلـون ؟

- شدد على كلآمه مره ثآنيه بتفصيل وآضـح -: إســـــ تقآلــت .. مــــــآ إنطـردت
بعدهآ متسمره مكآنهآ بإنكسآر لهآلكمّ الهآئل من الإهآنه المبآشره بـ الكلآم والنظرآت ..
عديّ: ليش بعدك وآقفه !! يلآ بــرآ



======
-----------
======



صبآح يوم جديد بنيويوركـ ...


حركت عيونها على الاطباق بالصينيه مأشره على كل طبق بسبآبتهآ وهي تلفظ إسم كل محتوى .. توست .. لانشون .. جبنه رومي .. اومليت بالعسل .. زبد هولندي .. زيتون شرائح .. الخسسسس اي اهم شي الخس .. وكوب الحليب ..
- صفقت يدينهآ مبتسمه -: أهآآه إيييـه بس كذآ .. تمآم هـه


رفعت الصينيه بعآدة كل يوم تجهز له الفطور بعد مآتخلص من تمآرينهآ وبـ المسآ تجهز له العشآ وإللي تتفنن بأصنآفه بصفتهآ شيـف ..
خرجت من شقتهآ حآطه الصينيه قدآم بآب شقته دآقه الجرس دقتين ورآ بعـض .. مآتطول أبدّ تعرف عنه النوم الخفيف .. أبسط صوت وحركه يفوق عليهآ ..
رجعت بعدهآ لشقتهآ تجهـز نفسهآ للشغـل ..


دق جرسهآ وهي جآلسه ع الكنبه محنيه ظهرهآ تربط ربآط جزمتهآ الإسبور وإللي كل مآعقدتهآ ترجع تنفك مره ثآنيه .. صآحت بنفآذ صبـر: comiiiiiiiiiiing, jus wait
(آتيــــــــه ، فقط إنتظر)

فتحت البآب بعصبيه: whaaaaat !!
تنحت ثوآني إبتسمت بعدهآ سآئلته بنظره بريئه وعيونهآ على الصينيه بيده: إيش فيه ؟ ليش مرجعهآ ؟
دخل شقتهآ بدون مآيرد عليهآ متوجه لطآولة المشرب الصغيره بـ الصاله عندهآ وجلس ع كرسي من الكرآسي الموجوده قدآم المشرب: بفطر معـك اليـوم



سحبت لهآ كرسي وجلست جمبه تشوفه يرفع قطعة لآنشون يفردهآ على التوست وفوقهآ شرآيح الخس: ليـش اليوم يعني ؟
نجم: بسـآفر
رفعت ذقنهآ بإستيعآب وبعدهآ نزلت عيونهآ للأرض بدون رد " مره ثآنيه بتسآفر .. مره ثآنيه بتخلينـي "
فهم سكوتهآ ونظرتهآ الفآرغه بـ الأرض - بتأكيـد -: مآبطــــول
رفعت عيونهآ مميله فمهآ بإبتسآمه سآخره: هه ولآ تطول وش فيهآ يعني .. بضيع بدونك !
أظلمت عيونه بنظره مآكره خبيثه .. سفهتـه رآفعه رجلهآ اليمين مسندتهآ على فخذهآ الأيسر تحآول تربط الربآط من جديد ..



رفع كوب الحليب يشرب منه وهو ينآظرهآ بطرف عيونه: إنتي ضآيعه وإنتي معـي ليلآ .. كيف بدونـي ؟
ليلآ: ..............
نزل الكوب من يده ووقف بعدهآ من كرسيه جآلس بـ الأرض على ركبتيه عند رجولهآ .. مسك رجلهآ وصآر يربط لهآ الربآط بـ الشكل الصحيح ..
نجـم: رجلك الثآنيـه
بـ إنقيآد تآم مدت له رجلهآ الثآنيه .. رفع رجلهآ بوجهه قدآم عيونه وإبتسم: الحين هذي رجـل ؟
طيرت عيونهآ للسقف بتأفف: هفففف إبتدينآ .. والحين وش فيهآ رجلي بعد
نجم: مره صغيره ..


فرد كف يده تحت رجلهآ يقيسهآ .. ابتسم بعدهآ وهو يهز رآسه بـ النفي: مره صغيره .. كف يدي أكبر منهآ ..
رفع رجلهآ مره ثآنيه يطآلع بـ قيآسه من أرضية الجزمه: كم مقآسك إنتي أشوف
فكت رجلهآ من يده معصبه: اقول وخر بس عني
ضحك وهو يمسك رجلهآ ويشدهآ عليه: ههههههه والحين بـ الله انتي ليش معصبه .. تراه شي حلو .. أحب الرجول الصغيره
ليلآ: نجم بـ الله بلآ عبـط .. ابعد عني بس خلني أروح أشوف شغلي وش ورآي
نجم: إنتي كل شوي يغيرون شيفت الدوآم حقك مره الصبح ومره المسآ .. وش السآلفـه ؟
ليلآ: مآلك دخـل بـ السآلفه .. وخر يلآ عنـي .. قآل يحب الرجول الصغيره قآل
نجم: ههههههههه هآتي بس بربطلك الربآط ..


مدت رجلهآ لركبته ضآربته بـ القوه متعمده ..
عدل جلسته بعد مآمآل لورآ من ضربتهآ له وهو يربط لهآ الربآط ويضحك عليهآ: هههههههه
ليلآ: وتضحك بعد إنت ووجهك !! أدري النآس تقول أحب العيون كذآ .. الخشم كذآ .. شفآيف .. شعـر ... لكـن رجـول !!
رفع كتوفه بهزه بسيطه: هذآ بـ النسبآلي أحلآ مآفيك هآلرجول الصغيره .. احمدي ربك بس إن فيك شي حلو

رمى الكلمه مآ ألقى لهآ بآل بعآدته .. بعدت وجههآ عنه بـ إنكسآر مخفـي " كل مره تجرحني بـ الكلآم يآنجم .. أدري إنك مآتقصد وممكن بعد تقولهآ مزح .. أدري إني مآ أعجبك ومآتشوفني بطريقه ثآنيه خآصه بس مو بـ الطآلعه والنآزله ترميني بكلآم جآرح .. حسّ فيني شوي "

خبطهآ بخفه على سمآنة سآقهآ وهو يوقف: هآ عدلته لكـ .. روحي لشغلك يلآ

عقد حآجبيه مستغرب سكوتهآ ونظرآتهآ الفآرغه من أي تعبير .. مآضمته تودعه يعنـي أو أصرت إنه يكلمهآ أول مآيوصل !!
بنبره عآليه يلحقهآ قبل تطلع: أبيك تنتظرينــــي
التفتت عليـه ..
نجم: برجع بكرآ المسـآ إنشآلله .. رحلتـي يوم بـ ليله .. أول مآبوصل هنآك بكلمك بعدين تقلبينهآ منآحه مثل رحلتي إللي سبقـت ..
حركت رآسهآ بـ إلإيجآب وبعدهآ خرجت بدون أي ردّ !

عقد حآجبيه بإستفهآم لردة فعلهآ البآرده بغير عآدتهآ " هذي وش فيهآ بعـد !! " ..

/
/
/

مسآفة الطريق من مكآن سكنهآ لـ مكآن شغلهآ نـص سآعه .. مرت وتفكيرهآ وآقف عند تصرفآت نجم المنآفيه لكلآمه .. " آآآخ بس ليت كلآمه معي زي تصرفآته .. أو حتى النـص .. لآ لآ يكفيني الربـع .. حنون بس بأفعآله .. لكن كلآمه !!! معقوله مآيحـسّ ؟ "


نزلت عيونهآ تنآظر جزمتهآ وهي تتأمل بـ الربآط المعقود .. إبتسمـت لشكل الفيونكه بربآطهآ وإللي كآن كفيل إنه يمحي من بآلهآ كل إللي سمعته وسـمّ بدنهآ على هآلصبآح ..
شبكت يدينهآ الثنتين فوق صدرهآ مطيره عيونهآ .. مطبقه شفتيهآ الرقيقه بـ إبتسآمه " يـ الله يآليـلآ على قلبك الأبيض .. إنتي مآفي منك .. هههههه وش فيني الحين جنيت أمدح نفسي "

/
/
/

بعد نـص سآعـه مسآفة طريق ..


على بآب المطبـخ وآقفه متنحـه وهي تشوف الطقم كله مجتمع منزلين روسهم فـ صمت بعد مآخرج وآحد منهم معصـب رآمي مأزره بـ الأرض خآبط كتفـه بكتفهآ وهو خآرج من البآب بعصبيـه وغضـب جنوني " لحظه لحظه .. هذآ هنري إللي توظف معي .. وش فيه .. وش الصآير .. استر يآرب وش هآلإصطبآحه "
قربت منهم بخطوآت ترقب متبآطئه وعيونهآ معلقه على الرئيس (مآيكل) تستفسر بنظرآتهآ عن الوضـع إللي تشوفه !
بعدهآ نآظرت بـ إدوآرد إللي نزل رآسه بالأرض أول مآتلآقت عيونهم ببعض عآض على شفته السفلى بـ اسى وكأنه فآهم السآلفه ..



مآيكل - بحزم وحده معهوده فيه -: أقتربي ليلآ فـ الموضوع خآص بِك
كمل بكلّ قسوه وجمود: لآ دآعي لتوآجدك بعد الآن .. تمّ تسريحك من العمل
أظلمت عيونهآ مقطبه جبينهآ معقده حآجبيهآ بعدم إستيعآب للي توه وسمعته بس هذي مو مزحـه .. مو مآيكـل إللي يمـزح أبدّ !
بنبره مخنوقه خآفته: هل أخطأت ؟

رفع حآجب وآحد بـ إستغرآب لرد فعلهآ الهآدي وسؤآلهآ الغريب .. كآنت بعكس هنري إللي ثآر بعصبيه مستفسر عن سبب إتخآذ هآلقرآر وهي الحين تسأله كآنهآ أخطأت بشي أو قصرت بشغلهآ !! مآفهم هدوئهآ أبدّ إنه فـ الحقيقـه صدمــه تجرّ ورآهآ ألف تسآؤل للي رح يصير بعد كذآ !!
بلع ريقـه وكمل بنفس النبره الصآرمه الجآمده: لآ .. فـ الكلّ يشهد بـ إنضبآطك وحسن أدآئك
عقدت حآجبيهآ وعيونهآ مدمعه إستنكآراً لكلآمه " أجل وش السـبب !! "


كمل كلآمه بعد مآفهم نظرآتهآ الحآيره: نمرّ بأزمه مؤقته ولآبد من تسريح بعض الموظفين ومن الطبيعي سريآن هذآ القرآر على العمآله الجديده .. لذلك فقد شملك هذآ القرآر .. هنري أيضاً .. وأيضأً ستيـف وجيمس وصوفـي بـ الدوريه المسآئيه ..

دخل يده بجيب الصدر العريض لمأزره طلـع منه ظرف أبيض مده لهآ: رآتبك عن مدة عملك خلآل هذآ الشهـر

غصب عنهآ نزلت دموعهآ متوآليه بصمت .. مدت يدهآ بـ إنقيآد مآخذه الظرف مقفيـه عنهـم بخطوآت متثآقله رجـل تجر رجـل لحد مآخرجت ...


لمسآفه تخطتهآ حست إن إرآدتهآ تخونهآ .. رجولهآ مآتشيلهآ .. جلست مرتميه على الجسر الخشبي المعلق ممدده رجولهآ فوق النهر الإصطنآعي إللي يمر من تحت الجسر بحديقة الفنـدق .. وهي تنآظر المدى قبآلهآ نظره أبعـد من نظـر عيونهـآ .. " مآصدقت ولقيت هآلشغل وأنآ خبرتي بعد أقل من خبرتهم كلهم والحين وين يآربي بلقى شغل غيره !! " نآظرت بـ إنكسآر للظرف الأبيض بيدهآ " وانتو لمتى بتكفوني .. أكل وشـرب وإيجآر سكــ ....... " سكتت مصدومه مآكملت كلمتهآ وكأنهآ للتو إستوعبت شي " السكــن .. السكن مو لي أصلاً .. تبـع الشغـل يعني لآزم أتركه .. همسـت بـ اسمه همس مآيسمعه غير قلبهآ " نجـــــم "

كآن لذكر إسمـه إنطلآقه لصدمتهآ المكبوته .. أطلقت العنآن لنفسهآ بآكيـه بشهقآت عآليـه محتـده ...



======
-----------
======


يتبــــع ...


:::

~FANANAH~ 10-08-16 05:52 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======


بتوقيت يفرق عن نيويوكـ بـ 6 سآعآت ...
بـ مصـر 2 الظهـر ..

بفرع الشركه وبغرفة الإجتمآعآت .. كآن الكل متوآجد وبمكآنه حول طآولة الإجتمآع الزجآجيه بيضآوية الشكـل المحوطـه بعـدد 24 كرسـي إستيل مشغول منهـم 7 فقـط بـ 7 أشخآص بـ إنتظآره هـو !



حركـ نظره بينآتهم بدأ الضيق يظهر بملآمحهم المتملله من إنتظآره .. إستأذن منهم خآرج برآ الغرفـه للمرهـ الثآلثـه ..
رجع يدق عليه بس مآفي رجآ .. الردّ سلبـي مثل كلّ مرهـ من سآعتين .. لف وجهه لـ "زيـد" إللي يقرب منه مسرع .. وقف قبآله ويده على صدره يلتقط أنفآسه المتوآليه بحده ..
بشر "مسآعد رآئف": هــآآ ؟!!!
حرك زيد رآسه بـ النفي: توني جآي من الفندق .. قآلولي إنه مآرجع أمس
عقد حآجبيه بإستفهآم: وشوو ؟ شلون يعني !!
فتح جوآله يدور إسم السآيق الخآص فيه ..

بشر: السلآم عليكم .. سعـد ؟!!
.............
بشر: أستآذ رآئف وينـه !! من أمس مآرجع للفندق
.............
بشر: منو تقصد إللي مريض !! استآذ رآئـف !!!
..............
بشر: أهـآآ خلآص سعد مشكور

قفل معـه الخط ضآغط بأقصى قبضته ع الجوآل بعد مآفهم من سعد إنه مآردّ للفندق وتمّ عند أقآربه الظآهر أحد منهم مريـض ..
زم شفتيه بترجي: مو معقوله أول مره تصير .. شلون يتأخر عن إجتمآع مهم كذآ ولأجل بس هآلسبب !!!
زيد لـ بشر بإستفهآم: هآه وش بنسوي الحين !! هآلأجآنب إللي ينتظرون من سآعتين شلون بنتصرف معهم !!
رجع يدق عليه مره ثآنيه علّه يستجيـب .. همس بترجي: مب لآزم تحضر بس أقلّـه عطنـي الإذن أتصرف أنآ مع الموقف !

/
/
/

فتحت عيونهآ بصعوبه ورجعت سكرتهآ أو هذآ إللي تهيأ لهآ ... عيونهآ بـ الأسآس مآ إنفتحو ... كآنت منتفخـه بشكل مفجـع حدّ تخيلك إنكـ بدبوس ممكن تفجرهآ ... مره وثنتين لحد مآ فكت رموشهآ تلآصقهم ببعـض تآركين الحريه لجفونهآ المنتفخه يبعدو عن بعـض ... كآن المكآن عتمـه ! مآتشوف شـي ! .. حآولت تحرك نفسهآ تبدل من وضعيتهآ مآ أمدآهآ إلآ وأطلقت تأوه خآفـت مبحوح ...
عقدت حآجبيهآ بضيق وهي تحس حآلهآ مقيده .. رجولهآ الثنتين مضمومين بقوه لبعض ويديها الثنتين ملآصقين لأجنآبهآ .. حآولت تحرر يديهآ .. ترفعهآ .. بس مآقدرت ! كآنت مقيده بوضـع الميـت الملفوف بقمآش كفنـه ..


رجعـت مره ثآنيه حست بـ الإهتزآز إللي أقلقهآ وإللي كآن السبب فـ صحوتهآ هذي ... إهتزآز متوآصل أسفل رآسهآ من قفآهآ .. حركت يدينهآ تحت اللحآف بس مآهي قآدره تتحرر فوق مآهي متكتفه زي الفرآشه بشرنقتهآ هآليدين الجآمده إللي محآوطتهآ ..
أخيراً إنفك الغطآ من بين رجولهآ .. بعدته عنهآ بمقآومـه وهي تحس كل ضلع من ضلوعهآ بكل حركه تسويها .. قد تبدل من مكآنه !


نزلت عيونهآ أسفل ذقنهآ لذرآعه اللي محآوطتهآ .. بعدت يده عنهآ بأطرآف أصآبعهآ وملآمح القرف والإشمئزآز متملكتهآ .. التفتت عليه بعد مآحررت نفسهآ منه .. تمت تنآظره بحقد وقهر .. نآيم بوضعية الجلسـه .. ظهره مسند للسرير وهي كآنت نآيمه بحضنه .. ظهرهآ مسند لصدره .. لآحظت إضآءه تضوي من جيب الصدر بثوبه " أهآآآ الهـزّ إللي حسيت بيه فـ رآسي كآن من جوآله ": حسبي الله ونعم الوكيل فيك .. ربنآ يوريني فيك أسود يوم يآرآئف يآبن هيّـآ السوآط

وقفت عن السرير بصعوبه وهي تحس بوجـع بكل ضلـع وعضلـه وعضـو ومفصـل بجسمهآ .. تحآملت على نفسهآ تمنع تأوهآتهآ خآرجه من الغرفه مسنده على الجدآر تعـرج .. يدهآ على جمبهآ الأيمن واليد الثآنيه على بطنهآ أكثر منطقتين جآهم الشوت والركـل .. انقبضت بطنهآ إنقبآضآت الترجيـع ميلت بجسمهآ لقدآم يدهآ على فمهآ ... بس مآفي شي !

رفعت نفسهآ بإجهآد وآضح متوجهه للصآله تترنـح بعد مآسمعت صوت جوآلهآ يدق ... تمت تنآظر بـ إسمه على الشآشه لحد مآإنقطـع الإتصآل وظهر عدد 40 مكآلمه لم يردّ عليهآ !!!!! 37 مرهـ منـه و 3 من أبوهآ .. رجعت الشآشه تضوي بـ إسمـه " وهتصرف إزآي دلوقتي " , إرتعشت أصآبعهآ بضعف وهي تسحب إبهآمهآ على الشآشه ..

فتح عيونه بإستيعآب لصوتهآ كآنه مآصدق وردت عليه أخيراً: حوريــــــه مآبتروديش عليا ليــه !! قلقتينـي عليكي .. انتي كويسه ولا مالك فيه ايه طمنيني
حآولت تتمآسك لكن نبرة الألم مآختفت من صوتهآ المبحوح إللي كآن يختفي ويردّ بكلآمهآ: سوري حبيبي مش بقصدي والله .. انآ بس تعبآنه شويه
عقد حآجبيه بإستفهآم من نبرة صوتهآ العذبه المكسوره: حور .. صوتك غريب أوي للدرجادي تعبآنه !! حآسه بـ إيه ؟

غمضت عيونهآ بإنكسآر سآمحه لدموعهآ المآلحه تشق مكآن بخديهآ المتورمين .. بعدت الجوآل عن أذنهآ تمنع صوت شهقآتهآ المكتومه من الألم إللي حسته لمآ لآمست دموعهآ المآلحه جروحهآ بوجههآ .. حرقتهآ

رجعت الجوآل لأذنهآ: مش أوي يعني بس حآسه جسمي خدلآن شويه ومش قآدره أقف على رجليّآ .. يعني بدآية التعب .. شكلو دور برد مش أكتر .. اتطمن
مهآب: هعدي عليكي حآلن أهو جهزي نفسك هوديكي المستشفى
صآحت بـ لآآآ مفجوعه تمنعـه
مآعطى وجه لرفضهآ وكمل: أنآ أصلاً فـ العربيه وقربت أوصل .. إنتي متعرفيش أصلاً كنت قربت أتقنن من 12 الظهر وأنآ بتصل بيكي على معآدنآ إننآ نتغدى سوآ النهرده بس مفيش أي ردّ منك لغآية حآلن والسآعه دلوئتي 2

شلون بيجي لهآ الحين وهي بهآلشكل والمنظـر ؟!! مآعليه شكلهآ هو كذآ أو كذآ بيشوفهآ بس شلون بييجي وهآلمجنون المختل عقلياً بـ الشقه الحين معي .. والله إن توآجهو ثنينآتهم يذبحون بعض .. بمحآوله فآشله منهآ تقنعه مآيجي الحين: لآ يآمهآب عشآن خآطري متقيـش .. أنآ كدآ كدآ مش هئدر أتحرك معلش خليهآ لبكرآ لو تميت على نفس الوضع أنآ إللي هكلمك تيقـي تآخدني بنفسك

همس بدفى يستنطقهآ تحكي الصدق: مآلك حبيبـي ؟
سكت ثوآني متنح وهو يسمع صوت أنينهآ العذب وبكآهآ الهآدي إللي تحآول تكتمه من بعد سؤآله لهآ ...
همست بترجي من بين دموعهآ: عشآن خآطري يآمهآب .. وحيآتـي متقيـش .. لو بتحبنـي سيبنـي برآحتي عـ الأقل النهرده بس

قآلت هـ الجملـه وستوب .. كلّ شي جمد .. وقفت دموعهآ .. حركـة جفونهآ .. ثبتت نظرة عيونهآ .. حست أعصآبهآ رخت فجأه .. نزلت الجوآل شوي شوي لحد مآطآح لآ إرآدياً من يدهآ ع الكنبه جمبهآ ..
حست إرآدتهآ تخونهآ وأعصآبهآ إللي يآدوب شآيله جسمهآ بضعف تنهآر وهي تشوفه وآقف قدآمهآ بعد مآ التفتت فجأه تنآظر بـ السآعه ع الجدآر ورآهآ وهي تكلم مهآب ..

كآن مميل جسمـه مسند بكتفه اليمين ع الجدآر .. رجل تتقدم رجل وحده فوق الثآنيه ويدينه مكتفه .. عيونه عليهآ بنظرآت بآرده فآرغه .. كآنت ملآمحه أهدى من آخر مشهد شآفته فيه قبل مآتسكر عيونهآ فآقده الوعي !

رجعت خطوتين لورآ كحركة هروب لآ إرآديه اصطدمت بـ الطآوله القزآز إللي بـ الوسط مآل جسمهآ لورآ بتطيح ع الطآوله .. خآنتهآ إرآدتهآ وفعلاً طآحت ع الطآوله مميله جسمهآ جآلسه على جهه وحده .. اليسآر .. ويدهآ على وركهآ اليمين المفرود .. مغمضه عيونهآ بوجـع بعد مآصآحت بـ آهـ مبحوحـه ...

بخطوآت بآرده متثآقله كآن يقرب صوبهآ .. كآن ضربآت قلبهآ تحتد أكثر وأكثر بكل خطوه يقربهآ ... " وش بيسوي .. مآكفّآه إللي صآر أمس !! .. لآ لآ توه سمع كلآمي مع مهآب الحين .. بس وش فيه هآدي كذآ !! إييييييه هذآ هو الهدوء إللي يسبق العآصفه .. والحين هذي آخرتي .. هذي هي .. هذي هي "

رفعت يديهآ الثنتين معرضه بوجههآ كحركه دفآعيه لآ إرآديه تمنعـه من أي حركه بيسويهآ لمآ رفع يده بهدوء مقربهآ من وجههآ ..

زم شفتيه بأسى فآهم حركتهآ الدفآعيه .. مسك يدينهآ الثنتين منزلهم بهدوء وهو يقربهآ عليه بعد مآميل بجسمه عليهآ ..
مسك ذقنهآ بهدوء وصآر يحرك وجههآ يمين ويسآر بنظره تفحصيه .. ثبت وجههآ مقآبل لوجهه .. التقـت عيونهـم ..

همس بخآطره "ويلك من ربي يآرآئف وش إللي سويته بآلبنت .. وين عقلك !! وإن اشتكت عليك الحين !! هذآ إعتدآء "

تمّ ينآظرهآ .. مستسلمـه .. هذآ إستسلآم الضـعف .. الخـوف .. أنفآسهآ محتده .. حآره .. يحسّ فيهآ على يده الممسكه بذقنهآ " والحين هذآ هو همّك !! همّك نفسك والمصيبه إللي بتكون فيهآ إن هي إشتكت !! مآتشوف شكلهآ شلون !! ضآعت ملآمحهآ بسبب غشمك .. الله يستر ومآيكون في أي مضآعفآت .. كسر ضلـوع أو إصآبه بأعضآئهآ الدآخليه .. أو نزيف دآخلي مآتحس فيه الحين "


وسط تسآؤلآته المطولـه قررت هي تنهي هآللحظآت إللي تجمع نظرآتهم .. توحـد أنفآسهـم .. هـ القرب منه وإللي يحسسهآ بـ التقزز .. " زي مآهو ولآ همّه حتى مفيش أي تعبير بـ الأسف مثلاً .. أو التأثر ! قلق أو خوف يكون فيّآ حآقـه .. بآرد .. ملآمحـه قآسيـه .. حـآده .. نظرة عيونـه المتعبـه ترمـي ألف تسآؤل بخآطركـ .. ألف إحسآس .. بـ الجمود .. الوحشـه .. الغموض ..
عيونـه وسـآع .. مكحليـن برموش كثيفـه .. محوطـه بهآله مآتختلف بلونهآ الدآكن عن لون عيونـه البنيّـه الدآكنـه .. " شكلـه منحـرف .. مدمـن مخدرآت ممكـن !! " كمّل قسوة ملآمحه حآجبـه الأبنوسي المعقـد بشعرآت خفيفـه وأنفـه الطويل الحآد البآرز .. وفمـه المشدود وإللي أكيد مآعرف شلون يبتسم بيـوم !


بنبره خآفته: إبعد إيدك عني
ميل رآسه بهدوء مضيق عيونه بإستنكآر مصطنع: إيـش ؟
رمته بنظره حآده وهي تهمس بين أسنآنهآ بتفصيل لكلآمهآ: إبعد ... إيدك ... الوسخه ... عني ... يآحقير !

رفعت ذقنهآ بتحدي: لمستك بتقززني وتقرفني .. انت أخدت كفآيتك وأنآ معـدش فيّـآ
همس بهدوء متجآهل تحقيرهآ له بنظرآتهآ وكلآمهآ الصريح: لهآلدرجه موجوعه !
هزت رآسهآ بـ الإيجآب والحركه إللي إستغربهآ " دآمهآ الحين تمثل القوه قدآمي ومآهآمهآ شي تحقر فيني وبعدهآ تطول لسآنهآ تعترف انهآ موجوعه ؟؟ كذب بكذب ليش مآنفت وجعهآ !! "
فكـ ذقنهآ بهدوء معطيهآ ظهره: ودآمك تعبآنه وموجوعه كذآ ليش مآرضيتي يمركـ حبيب القلب يوديك المستشفى !


بحقد وآضح بنبرة صوتهآ أشبه بـ التهديد رآفعه سبآبتهآ بشموخ: اوعــك تجيــب سيرتـه على لسآنك القــذر فآهــــــم ! حبيب القلب إللي بتتمسخر عليه دآ رآقـل .. أرقـل منك يآللي جآي تتشطـر عليآ وتضربنـي ولسبب ملكش فيه .. انت وآحد معتوه .. مجنون .. أو مريض نفسي .. معقـد .. دآ غير إنك قذر ووآطـي ومتمدش للرقآله بأي صلـه .. إنت مكآنك مع أشبآه الرقآل .. رآقل بـ الشكل فقط لآ غيـر ! وشكلك دآ بس أشوفه بيئرفنـي ويئـلب معدتي .. اطلع برآ بيتي مش عآيزه أشوف وشك .. بـرآآآ .. إطططططلـــع بــرآآآ


شدد ضغط على فكيـه المطبقين وهو يستغفر ربه ويدعي على الشيطآن بـ الخزي ... حسّ بتدفق الأدرينآلين يعلى بجنون وهذآ أخر شي يبآه لأنه لو مسكهآ مآبيخليهآ إلآ وهي جثه حقيقيه وهذآ إللي بيصير هآلمره لأنهآ الحين أضعف من أمس بكثير ومآرحّ تآخذ بيده غلوه .. قطع هآللحظـه الإستفزآزيه بـ النسبه له صوت جرس البآب ..

وقفت بسرعه وعيونهآ ع البآب برعب " دآ مهآب أكيد " .. التفتت له ونظرآتهآ كلهآ خوف وترجـيّ .. توهآ بتمشي للبآب وقفتهآ نظرة تهديد حآده حآزمـه صآرمـه سمرتهآ بـ الأرض ..

فتح هو البآب وآقف ورآهـ ويده ع الأكره .. دخل مهآب بسرعه وهو يدورهآ بعيونه .. وينهآ ! فتحت البآب واختفت ..

طآحت عيونه عليه بعدم إستيعآب .. بعدهآ حول نظره لهآ وآقفه ورآه " لحظه لحظه .. إيـه دآآآآآ !!!! " فتح عيونه بتعبير صدمـه ، فجـع ، عدم إستيعآب .. " دي مين !! حــوور !! "
مشى صوبهآ متجآهل وجود رآئف .. حط يديه الثنتين على كتوفهآ مقربهآ منه بهدوء: حوور .. مالك .. وإيه دآ !! دآ من إيه !! مين إللي عمل كدآ !!

نزلت رآسهآ للأرض بدون ردّ ..
هزهآ من كتوفهآ بقوه وهو يستنطقهآ بعصبيه: ردي عليّـــــــــآ
حطت يدهآ على يده بترجي فـ نظرة عيونهآ المتعبه المدمعه: متهـزش فيّـآ .. جسمي بيوجعني

بعد يديه عن كتوفهآ وهو يحتضن وجههآ الصغير بين كفوفه بحنآن ونبره أهدى: حور .. مين إللي عمل كدآ !


نزلت دموعهآ وهي تنآظره برآئف إللي كآن ورآه ..
التفت ورآه معقد حآجبيه ونظرآته كلّهآ شـرّ .. قرب منه وبلحظه كآنت قبضته ترتفع بـ الهوآ وتستقر بوجه رآئـف لكمه عنيفـه رجعته خطوه لورآ ..
هزّ رآسه من أثر اللكمه وهو يتحسس بـ إبهآمه تحت أنفه إللي بدآ ينزف .. رفع رآسه لمهآب وقبل مآتوصل عيونه لوجهه كآن مهآب مآسكه من يآقة ثوبه ولآزقه ببآب الشقه منهآل عليه لكآميآت ع الوجه وتبكيس بـ الضلوع ..
حسّ بـ أنفآسه تنقطـع .. تختفـى وأحشآءه شوي وتطلـع من فمـه ..
مهآب حشره بـ البآب ومآهوب معطيه فرصـه يصد عن نفسه أو إنه حتى يبعده عنـه ..


رفـع مهآب ذرآعه المعضـل ضآم أصآبعه بقبضـه عنيفه كآنت لكمه وبيوجههآ لعيون رآئف إلآ أنه مسك يده بضعف يمنهآ توصل لوجهه وبعدهآ بدآ هو بيده اليسآر يسدد لكمات فآشله لضلوع مهآب .. همـه الحين يشغله يفتك منـه .. يبعده عنـه .. ركلـه بركبتـه اليميـن الركلـه إللي أخلت بتوآزنه وطآح ع الأرض .. وهنآ كآنت فرصة رآئف .. ارتمى فوقه وصآر يسدد لكآميآت قويه متوآصله بعنف .. كآن يزيد قسوه وعنف كل مآسمع صرآخ حوريه وترجيهآ له يبعد عنه ..

مهآب وإللي مآ أنقذه ضخآمة جسمـه الريآضي .. بطوله وعرضه وإنتفآخ عضلآته .. مقآرنة بجسـم رآئف النحيل إلآ أن الأعصآب والإرآده هي إللي تحكم دآيم .. انهآرت قوآه هبطت حده دفآعه عن نفسه ورخت أعصآبه بـ إستسلآم تـــآآآآم لـ رآئف ..

بكلمآت متقآطعه وهو يشهق يحآول يآخذ أنفآسه: تقوليـن مو رجّآل عشآن تشطرت عليك .. وهذآآآ .. هذآآ هو رجلـك .. رجلك إللي مسوي سبـع رجآل وينه من الرجوله الحين

حطت يديهآ عن فمهآ برعب بآكيـه بكآ شحّ فيه صوتهآ وهي تشوف مهآب إللي هبط سآكن مآيتحرك فيه شي ومآزآل هآلجلمود منهآل عليه بضربآته القآسيه بدون توقف .. " شكله جنّ زي أمس ومآقآم يشوف شي قبآله والحين يقآرن رجولتة برجولة مهآب .. أي رجوله هذي !! الرجوله مو بفرد الذرآع يآرآئــف "

حس بجسم يرتمي عليه يقيده بضعف .. فك يده إللي كآنت ممسكه بيآقة قميص مهآب واليد الثآنيه مضمومه بقبضـه فـ الهوآ .. التفت ورآه

كآنت ع الأرض مرتميه عليه بـ إنهيآر تآم .. محتضنه ظهره لصدرها ذرآعآتهآ الثنتين محآوطينه .. يد من تحت إبطـه اليسآر ويد ثآنيه على صدره مفرقه فيهآ أصآبعهآ وكأنهآ تحآول تصده وترجعه لورآ مبعدته عن مهاب ...


همست بترجي من بين دموعهآ خدهآ اليسآر ملآصق لخده اليمين: بحــق الله عليــك .. سيبـــه
لجمته كلمتهآ بصوتهآ المهزوز البآكـي .. لف رآسه عليهآ .. التصق خشمه الطويل الحآدّ بخشمهآ الصغير من الجمـب .. ينآظرهآ بصدمه والدموع منهآله على خديهآ تنزل من عيونهآ إللي مغمضتهآ بترجي لـه

بهمس ذآب له قلبه وهدت له كل جوآرحه ورخت معه كل أعصآبه إللي كآنت مشدوده بحده وقسوه: كفآيآ يآرآئــف .. كفآيآ ابووس إيدك .. سيبو حرآم عليك
حس بحركة شفآيفهآ على وجهه وهي تترجآه .. هدت شهقآته الحآره الغآضبه المحتده لجمووود لمآ رفعت يدها لرقبته وبعدهآ ضمته لصدرهآ بضعف بآكيه: إمشي يآرآئف .. إمشي وسيبنآ .. كفآيآ كدآآآآآ كفآآآيــــآآآآآآ

تمت عيونه معلقه بـ الفرآغ كآنت لحظـه حس فيهآ إنه فـ اللآوعـي ..
وش هآلسكون .. الهدوء .. السكينـه .. وش هـ الدفآ بحضنهآ .. وش هـ النشوه بلمسـة يدهآ .. وش هـ الرغبـه فـ قربهآ .. قريب من نظرة عيونهآ العسليـه ، من نعومـة شفتيهآ الصغيره على وجهـي .. من أنفآسهآ البآكيـه الحآرهـ .. وش هـ العذآب الحلـو ؟ أفني عمري كلـه لأجل لحظـه مثل هـ اللحظـه ..

غمض عيونه بقوه سآحب نفس عميق من خصلآت شعرهآ الكثيـف بنشوهـ حآده ..
حط يدينه على كتوفهآ يبعدهآ عنه .. وقف ببرود مقفي عنهآ بدون أي نظره موجهه لهآ .. وطى أخذ جزمته (بـ الكرآمه) إللي كآنت جمب البآب وخرج برآ الشقه ...


قربت منه زآحفه على ركبتيهآ .. صآرت تحرك وجهه بهدوء تفوقه بهمس: مهـآآآب .. مهآآب حبيبـي ردّ عليّآ .. مهــآآآآب
تحسست جبينه بقلق: يآربي عمل إيه فيك الحيوآن دآ .. مهآآآب مهآآب أووم عشآن خآطررري
فتح عيونه بصعوبه رآفع يده بضعف مآسك يدهآ إللي تتحسس جبينه: رآح فيـن ؟
شددت هي يدهآ على يده ورفعتهآ لفمهآ بآستهآ وعيونهآ معلقه بعيونه مبتسمه بتعب وهي تبعد شعره المبعثر: رآح فـ دآهيــه .. المهم إنو سآبنآ .. تقدر تقوم ولآ أطلب الإسعآف !!

ابتسم بتعب: إسعآف !! لآ هتبئى وحشه أوي في حئي مش هتكوني إنتي أقمد مني إستحملتي وأنآ الإسعآف قت وشآلتني


ابتسمت وعيونهآ مدمعه خبطته بخفه على كتفه تأوه بعدهآ بألم مبتسم: ههههه آآه برآحه عليّآ
مسحت وجههآ من دموعهآ: يوه يوه آسسسفـه معلش
حطت يدهآ تحت رآسه ويدهآ الثآنيه محوطه وسطه تسآعده يقوم: أووم برآآحــه .. برآآحــه
رفع حآجب وآحد عآض ع شفته السفلى بألم .. زمت شفتيهآ بأسى وهي تجبر خآطره بـ الكلآم: معلش ربنآ ينتقم منه بآللي عملو فينآ .. حسبي الله ونعم الوكيل
بجديّه وآضحه: إنتي تروحي تشتكي عليه يترمي فـ الحبس .. أهي الحبوس دي للبلطجيه إللي زيّـه

سكتت مصدومه تنآظره وهو يحآول يرفع نفسه عن الأرض بتعب " أشتكــي !! حبــس !! "
مهآب: إيه رأيك ؟!! ودلوقتي حآلن هيكون أحسن عشآن نثبت الإعتدآء والحمدلله مفيش أوضح من كدآ دليل
حوريه: لآ يآمهـآب


قطب ملآمحه بإستنكآر من ردة هآلفعل: يعنـي إيـه ؟!!
حوريه: لآ مفيش دآعي
مهآب: مفيش دآعي إزآي يعني !! دآ وآحد مجنون معندوش أي كنترول على أعصآبه .. إنتي مش شآيفه منظرك !! دآ كآن هيموتك ويموتني !! سيبك مني أنآ .. إنتي !! فرضاً كآن ضربك ضربه فـ مكآن خطـر روحتي فيهآ !!!!!! أصلاً ليه يعمل كدآ .. إيه السبب .. دآ مجنون رسمي

نزلت رآسهآ للأرض غآرزه أضآفرهآ بفخذيهآ: هو عندو حـق
مهآب: ...........
رفعت رآسهآ تنآظره لمآ مآلقت أي تعليق منه حتى لو إستفهآم عن معنى الأحقيه هذي إللي له واللي تخليه يسوي كذآ !!
حوريه: يعنـي
مهآب: ...........
حوريه: شآفنآ امبآرح قدآم العمآره


هز رآسه بـ النفي مستفهم عن معنى الكلآم .. وإن كآن شآفنآ أمس .. وش إللي فيهآ ؟!!
حوريه: يعني هو ميعرفش طبيعة إللي مآبينآ ولآ يعرف إن الموضوع هيكون رسمي قريب .. استفزه المشهد إللي شآفه بس .. وأنآ بردو لمآ وضحت له كنت غبيه شويه فـ طريقتي .. معملتش إعتبآر إنه قريبي بردو .. وغير كدآ فهوآ سعودي يعني الموضوع بـ النسبآله مش عآدي زيك كدآ .. فآهمني ؟!!

حرك رآسه بـ الموآفقه كأنه إقتنع بس ترآجع بلحظتهآ لمآ هز بـ النفي: بس دآ مش مبرر يخليه يعتدي عليكي كدآ .. فيه شيئ إسمو تفآهم .. أومآل عآمللي فيهآ إبن نآس طبقه رآقيه متعلم ومثقف على إيه بئـآ !!!

استنطقهآ بتأكيد: متأكده إنك مش عآيزه تشتكي ؟
زفرت نفس بقلة حيله وعدم رضآ عن هآلقرآر .. عندهآ وكبريآئهآ رآفضين هآلشي بس قلبهآ وعقلهآ متفقين عليه: دآ ابن خآلتي يآمهآب .. الموضوع مآفيهوش كلآم .. منه لله خلآص .. وحسبنآ الله ونعم الوكيل
مهآب: بس الموضوع مينسكتش عليه .. إنتي لآزم تئولي لعمي كآمـل وإلآ أنآ إللي هئولـه .. خلآص خلص الكلآم !



======
-----------
======



بـ نفس اليـوم .. بعـد مآ أظلـم ليلـه .. بـ نيويوركـ

فتحت عيونهآ بصعوبه من أثر البكآ .. رجعت غمضت مره ثآنيه بهدووء مآ أمدآهآ إلآ ورجعت فتحت عيونهآ بفجــــع تسوعــب !!
أعمدة الأنوآر الكلآسيكيه الخآفته الموزعه بتصميم هندسي رآقي مضويه المكآن إللي أظلم عليهآ وهي بمكآنهآ .. غفت وهي تبكـي ..
إنتفض جسمهآ بـ إعتدآل فـ الجلسه وهي تضم الظرف لصدرهآ وملآمحهآ مآليهآ الرعب " الحمدلله ، الحمدلله ، الحمدلله ، الحممممممممدلله "
رفعت الظرف لعيونهآ بعدم تصديق إنه بعده بين يديهآ: يآربي بغى قلبي يوقف الحمدلله إنك مآطحت مني بـ المويه .. كآن كمل شين حظـي


دخلت الظرف بشنطتهآ وطلعت جوآلهآ تشوف السآعه .. كآنت 9.30 المسـآ " معقووله نمت كل هالوقت ولآ دريت !! "
جت بتدخل الجوآل للشنطه رجعته بسرعه نورت الشآشه .. لوت بوزهآ بقلة حيله " إيش كنتي متوقعه يعني ؟ إنه يكون جآد بكلآمه ورح يكلمك !! مآلت عليكي جد غبيـه .. كل كلآمه إستخفآف بك وسخريه منك وعليك .. اصحي على حآلك ليلآ والحين بتتركينه !! وين بتلقين مكآن ثآني .. مآ أقدر أرجع لـ كآريــن "
رفعت رآسهآ مبرقه عيونهآ بـ إستيعآب للي توهآ لفظت بـه " كــــــآريــــن " ..
وقفت بسرعه مآشيه بهرولـه من على الجسر الخشبي لبرآ سآحة الفندق وجوآلهآ على أذنهآ تتصل فيهآ ..


نزلت الجوآل تنآظر بـ الشآشه معقده حآجبيهآ .. الرد زي كل مره " وش فيـه ؟ صآر لهآ شهر مآكلمتنـي وأتصل أنآ فيهآ جوآلهآ مقفل ! وش السآلفه ؟ "
بمجرد طرحهآ هآلتسآؤل بخآطرهآ إنقبض قلبهآ بإحسآس موحـش من التوقعآت السلبيـه الكثيره ببآلهآ " معقوول ؟ معقول هآلجوزيف الحيوآن سوآ لهآ شي ؟ - هزت رآسهآ بـ النفي - لآ لآ مآعتقد .. هو صحيح نذل وحقير ونيته كآنت بـ السوء تجآهي بس هو يحب كآرين .. هي زوجته يحبهآ بصدق ومآيقدر يأذيهآ "

خرجت من البآركينج مأشره لتآكسي بعد مآفآتهآ موعـد البآص بكثيـر ..


ظلت تنآظر بـ الشآشه محركه أصآبعهآ الصغيره على إسمه بعد مآدلت السآيق لعنوآن الحي اللي فيه بيت كآريـن " أتصـل !! DON’T .. طيب يمكن نسى أو إنشغل عآد مآفيهآ شي إذآ إتصلت أنآ .. DON’T .. لآ مآرح أتصل .. إيه هذآ هو الصح .. ولو إنه نسى ليش أنآ مرره متذكره ؟ هو إللي قآل إنه بيتصل أنآ مآطلبت هآلشي .. والحين إذآ كلمته بينتهزهآ فرصه ويحرجني مثل كل مره يقول مآقدرت ولآ مآتحملت ولآ مدري وشو .. لآ خله بكيفه وحتى لو مآ إتصل مآهوب مطول بسفره يعني .. بيرجع بكرآ .. بس إذآ كلمني إدوآرد وقآل أسلم مفتآح الشقـه !! وش أسوي !! إيــــــه .. بسكـر الجوآل أحسن شـي .. بس إذآ دق نجم علي وبقآه مقفل ؟!! وخله بعد يدق علي وينشغل بآله شوي لآمنه لقآه مقفـل .. - زفرت بيأس - إن دق !! بـ الله ليلآ مره عندك أمل فيـه .. هذآ ميؤوس منـه .. أكيد بيرتآح مني مثل مآقآل لي بيوم .. من يوم سكنت جمبـه وأنآ قآلبه حيآته سآحبه منهآ الرآحه والهدوء بس مزعجته ومطلعه عيونه .. مآرح يهتم أصلاً !! ممكـن ؟ لآ مآ اتوقـع .. هه بـ الله ليلآ بطلي غبآ وش شفتي منه مآيخليك تتوقعين كذآ .. وربي ليسوي بعد حفله يودعك فيهآ , آآآه يآشين حظك من هآلدنيآ يآليــلآ "

طريق طويل مرّ مآحست فيه أبدّ بسبب حديث النفس المطول إللي تمّ بخآطرهآ .. وقفهآ السوآق بـ الحيّ إللي دلته عليه .. مشت بخطوآت متبآطئه مترقبـه للبيت من الرصيف المقآبل بعد مآعطت السآيق الأجره " الحين لو جوزيف شآفني والله مآيرحمني بعد مآهربتني كآرين .. هـفففف .. يــــآرب "



تخطت الطريق الهآدي موصله لعشبـة المدخل الخضرآء بـ الأرض الترآبيه .. تخطتهآ صآعده الدرجآت الثلآث الخشبيه للبيت صغير الحجم بـ اللون الأبيض ..
وقفت قدآم البآب لآصقه خدهآ الأيمن تستمـع لأي صوت بـ الدآخل .. بس مآتسـمع شي أبدّ !! " غريبه وش إللي صآير .. دآيم صوت التلفزيون يسمـع لآخر الشآرع بهآلمبآريآت اللي مآتخلص وهو مضيع عمره عالكنبه قدآمهآ يتآبعهآ بصيآح وتفآعل وحمآس مبآلغ فيه ..

فتحت البآب الزجآجي وبعدهآ فتحت البآب الثآني الخشبي إللي ورآه ..
كآن المكآن مظلـم وريحته مآتنوصـف من بشآعتهآ .. حطت يدهآ على فمهآ بقرف وهي تتحسس قبس النور تضوي المكآن ..


شعلت النور وهي تخطي خطوآتهآ بهدوووء وترقب .. هزهآ بـ انتفآضة سرت على طول عمودهآ الفقري من الرعب والفزعه بصوته الغليظ إللي تكرهه: who a u ? (من أنتـي ؟)
ثبتت بمكآنهآ مصدومه وهي تحس بقلبهآ غآص بأحشآءهآ .. التفتت عليه برعب وآضح بملآمحهآ .. جآلس على كرسي جلدي ضخم بزآوية الصآله جمب شآشة البلآزمآ متوسطة الحجم " جووووزززيـــــف !!!! بــسسس !! وش إللي صآآيــر !! "

كرر سؤآله لهآ بعد مآطآل صمتهآ: (من أنتـي ؟)
قربت منه معقده حآجبيهآ بـ استغرآب لهآلحآله إللي تشوفه فيهآ .. مآقد شآفته قبل بهآلحآله المتعبـه وهآلمنظر المبهدل .. شعره الأصهب إللي زآد طوله لآخر عنقه ولحيته الصهبآء إللي نبتت وإمتدت بطول وإهمآل .. عيونه مآليهآ التعب .. نظرآته مكسوره بأسـى وحزن وآضح .. مرهقـه .. ضآيعــه !
عيونه مثبته عليهآ بس تحس بتوهآنه وضيآعه .. صح ينآظر فيهآ بس كآنه ينآظر بـ الفرآغ .. بـ العـدم !


على كرسيـه الجلدي بفنيله دآخليه بيضآء وشورت وآسـع بـ اللون الكحلي فوق الركبه .. مآسك بيده عنق قزآزة مشروب سآندهآ على فخـذه

برعب وآضح فـ نبرة صوتهآ الضعيفه المهزوزه: جـوزيف !! مآذآ بك ؟ وأيـن .. أيــن كآريـن ؟!!
همس وعيونه مركزه على الفرآغ ورآهآ: كآريــن
التفتت ورآهآ مكآن مآهو مثبت نظره بس مآفي شي !!

حط يده على صدره محل قلبه وحكي بـ العربي الشآمـي .. اللهجه إللي مآكآنت تسمعهآ إلآ نآدراً وقت مآيشتد ويحتد الخلآف والمنآوشه بينه وبين كآرين
همس بضعف: حبيبة قلبي وروحي كآرين
نزلت بعدهآ دموع عذبـه صآمته متوآليـه ..
قربت منه جآلسه قبآله على ركبتيهآ والدموع قد اجتمعت بعيونهآ منعتهآ من الرؤيه الوآضحه لملآمح جوزيف المكسوره: يـ إلهي جوزيف مآبك !! لمآ تبكي !! مآبهآ كآآ .. كآآ .. كــآآريـن .. !! أين هـي .. أين هي لآ أرآهآ !! مآذآ أصآبهآ !!



مآردّ عليهآ إلآ صوت شهقآته المكبوتـه بألـم يذوب الصخـر .. حط يده على فمه وصآر يبكي بوجـع وحرقـه ..

رمشت بعيونهآ مطلقه العنآن لدموعهآ تنزل من تأثر كل حوآسهآ وأعضآئهآ بأنـآت جوزيـف الموجعـه بصـدق .. مو مستوعبه شي ولآ مصدقه إللي تشوفه من جوزيف ولآ هي مصدقه إن هذآ هو جوزيف أصلاً إللي تركتـه من شهـر ونـص بـس ..

حطت يدهآ على يده الممسكه بقزآزة المشروب مشدده عليهآ .. سألته بحزم: كآريـن .. أين كآريـن .. أجبنـــي
حرك رآسه بـ النفي مغمض عيونه بقوه وبعدهآ يده الثآنيه على فمه يمنـع شهقآت بكآه تعلى أكثر ..

صآحت فآقده صوآبهآ وهي تحس بفآجعـه بـ الموضوع .. سحبت قزآزة المشروب من يده رآميتهآ بـ الأرض بقوه: جوزيــــف أجبنــي .. تبـــاً لــك .. مآبـك !! أيـن كآريـن !!أصآبهآ مكروه !!
سحبته من حمآلآت الفنيله حقته عليهآ وصآرت تهز فيه منهآره بدون وعي: أصآبهآ مكروه !! أصآبهآ مكروه !! أجبنـي عليـك اللعنــه .. ويلك إن كنت قد آذيتهآ .. أين هي .. أين كآآآآآآآآريــــــــــــــــــن
أكلمهآ منذ الشهر ولكنهآ لم تجب على أياً من إتصآلآتي ...



بخفوت وآضح وضعـف بكلمآته المتقطعه: كـ .. كككككـ .. كآآ .. كآآرررريــ .. يييــ ن
هزت رآسهآ بـ الإيجآب تستنطقـه ..
جوزيف: لن ترد عليك .. لن ترد أبداً
أظلمت عيونهآ بإستفهآم: مآذآ يعني ذلك !!
علت شهقآته وهو رآفع رآسه للسقـف بترجـي لرحمـة الله ..
وقفت بعصبيه دموعهآ مغرقه وجههآ مآتبي إللي تسلل لهآ من ظنون يتأكد .. صآرت ترج فيه وتهزه بعنـف فآقده وعيهآ: اجبنـي أيهآ الحقير القــذر مآذآ يعني ذلك .. أجبني هآآ أجبني جوزيف عليك اللعنـه لمآ لآترد
نفض يديهآ عنه بضعف وصآح بـ إنهيآر من إصرآر وضغط ليلآ عليه: مــــــــــــآآتت .. مآتت مآتت مآتت مآتت كآتت مآتت مآتت مآتت مآتت مآتت مآتت مآتت مآتت
كآن يردد الكلمه بصيآح فآقد صوآبه بـ إنهيآر تآم ..

ارتمت بـ الأرض محتضنه وجهه بيديهآ وهي تحآول تهدي منه .. تثبت حركة رآسه وهي تهتز بقوه بدون وعي بعد مآدخل فـ نوبة إنهيآر وهو يردد هآلكلمه: مآتت مآتت مآتت مآتت !
صآحت بترجي من بين دموعهآ: جووزيــف يآ إلهـــي .. توقــف .. جوزيــف بـ الله عليك يآرجـل .. جوزززززيـــف


ضم قبضة يده وصآر يدق صدره محل قلبه بأسى: كآريـن يآحبيبة قلبـي عودي إلي .. أعدك بأني سأتغير .. سأتغير كمآ تريدين يآحبيبتي وأكن كمآ أردتي دوماً .. لن أرمي ملآبسي القذره على الأرضيه بكل مكآن .. لن أدخل بحذآئي المتسخ للمنزل .. سأتركه خآرجاً عـدك .. أعدك .. أعدك
سأعمل وأوفر لكِ المآل .. لن أتكآسل على هذه الكنبه اللعينه أمآم التلفآز .. حبيبتي إنظري .. فقط إنظري لم أشعل التلفآز مذ رحلتي .. لن أجرحك .. لن أعآملك بقسوه .. اقسسسم لك كآرين .. وتلك الفتآه .. تلك الفتاة القبيحه ليلآ .. أعدك بأني لن أتعرض لهآ أبداً .. لن أضآيقهآ .. لن أمسّهآ بسوء .. سأحميهآ .. كآآآرييييــن كآرين يآحبيبتـي .. عودي إلـي .. يآ إلهههههـــي لمآ هذآ العذآب .. لكم شربت وشربت كي أنسى ولم أستطع .. أهذآ عقآب .. أرحِنـي يـ إلـه السموآت

كآنت عيونهآ تتآبعه بصدمـه .. بصمـت .. فكيهآ يتصآكون ببعـض .. أطرآف يديهآ مآقلت رعشتهآ عن شفتيهآ المرتجفـه .. دموعهآ منهآله بتوآلي للي تشوفه وتسمعه من جوزيف .. كل كلآمه وأنينه كآن مثل الخنجر بصدرهآ .. كمية الوجع إللي حسته بقلبهآ والنآر إللي بصدرهآ مآتنوصـف .. هو مجرد إحسآس .. إحسآس النفس إللي يضيق عليك ينحبس دآخلك .. حدّ الإختنآق ..
احسآس الأرض إللي تنسحب من تحت رجولك لتحس نفسك معلق بـ الهوآ .. بـ الفرآغ .. بـ العـدم .. كلكـ مشلـول .. مخـدر ..

حركت عيونهآ بضيآع على قزآيز المشروب الكثيره بـ الأرض .. بعضهآ مليآن مآ انفتح والكثير منهآ كآن فآرغ ..

مدت يدهآ لقزآزه مليآنه ضمتهآ لصدره موقفـه وعيونهآ عليه بنفس النظره الجآمده .. حتى التعآبير تآهت بملآمحهآ .. إختفـت ..
عطتـه ظهرهآ مقفيه عنه بتثآقل تجر رجولهآ جـرّ ...


======
-----------
======


يتبــــــع ...


:::

~FANANAH~ 10-08-16 05:54 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======


ببيت (علي عبدالرحمن) عائله من المستوى المادي المتوسط ...
مرّ اسبوع من بعد إستقآلتهآ أيآم ثقيله مآطلعت فيهم من غرفتهآ ولآ فآرقت سريرهآ ...



دخلت من الباب وهي تفسخ عبايتها: السلام عليكم
رفع نظره لها بإبتسامه متعبه: وعليكم السلاااام .. يالله حيها
قربت منه فاتحه ذراعاتها تمهيداً لضمه .. جسلت جمبه مسنده راسها على صدره ويديها محوطه وسطه: والله وحشتني مرره يوبـه ..
مسح على شعرها العسلي الكآريه بحنآن: وينك يآلقآطعه تو النآس تذكرتي إن لك أهل
بنبرة حقد مسموعه: وين الأهل بس يآبو سلطآن .. أي أهل .. دخلت رمت السلآم عليك وارتمت بحضنك سآفهتني مآكني روح وجسم بآلمكآن ..

بعدت رآسهآ عن صدر أبوهآ مطبقه شفتيهآ بقرف وهي تنآظرهآ من فوق لتحت بإحتقآر: وليش هآلحكي خآلتي توني بسلم عليك


نزلت فنجآل القهوه من يدهآ وهي تقلب عيونهآ: خآلـتي هه .. شف يآبو سلطآن .. وش قولك لبنتك وهي تقوللي خآلتي .. نآهدووه حبيبتي ترآني زوجة أبوك
نآهد: خير انشآلله وإن كنتي زوجة أبوي وش تبيني أقولك
أم سلطآن: زوجة أبوك من ربتك إنتي وأختك .. تقديراً لي حبيبتي تقولين أمي مب خآلتي
تأففت مآده بوزهآ: مآلي أم غير أمي الله يرحمهآ .. ومآحد ربآني أنآ وصيته غير أبوي .. خآلتي إنتي أم لبنتك ريتآج واولآدك الثلآت .. طول الله بعمرك لهم

خزته بنظرة تهديد: علآمك يآبو سلطآن سآكت .. شف بنتك وقولهآ
أبو سلطآن "أبو نآهد": خلآآآآآص عآد بسكم .. هي نفسهآ نفسهآ السآلفه كل مآتجمعتو صجيتونآ
دخلت من البآب وبيدهآ صينية عليهآ أطبآق الحلى: والله !! من متـى .. نآهـد بجلآلتهآ مشرفتنآ .. والله مب مصدقه عيوني
طيرت عيونهآ للسقف بإشمئزآز " الحين كملت المصآله مع هآلريتآج ومصآختهآ ": لآ والله وانتي الصآدقه إللي توك شرفتينآ


مدت لأمهآ الصينيه منزلتهآ بآلأرض وهي تسلم على نآهد وتبوسهآ بمصآخه: أمموآه .. أمموآه .. أخبآرك يآلقآطعه وينك ..
نآهد: هذآني عندك
بعدت ضفيرتهآ الطويله المجدله عن كتوفهآ لورآ ظهرهآ بدلع مصطنع: آممم وش فيك سآمنـه أكثر .. لآ نآهد مآيصير كل مآشفتك قمتي مليتي أكثر .. شدعوه وصلتي لوزن أمي وأكثر بعد وإنتي توك 29 سنـه ...

تأففت بقرف من هآلقط إللي تقطه عليه ريتآج أختهآ الصغيره من أبوهآ: والله .. ترآ بعدني 26 مـو 29 و عآد مآيهم تزوجـت وزوجي عآجبه سمنتـي .. شوفي نفسكـ بـ الأول معصقلـه مآفيك كيلو لحـم وإنتي 19 سنـه .. إملي شوي خل يجيك زوج سنـع بدآل مآتبورين بهآلبيت معنسـه ..

زفر بتأفف ونفآذ صبر - أبو سلطآن -: لآحوووول .. انتو وش فيكم
نآهد: وش فيه يوبـه مآقلت شي .. مآتشوفهآ بهآلمنظر لآيسر عدو ولآ حبيب .. ترآني أشوف ضلوعهآ وفقرآت عمودهآ عظم فوق عظم من فوق مآتلبس ..


ريتآج: والله حبيبتي وفري إهتمآمك ونصآيحك هذي شوي لأختك صيته .. هذآ مب وقتي للزوآج .. شوفيهآ هي مب رآضيه بمن طلبوهآ
عقدت حآجبيهآ بإستفهآم موجه لأبوهآ: وشـوو ؟!! وش السآلفه يوبـه
أبو سلطآن وهو ينزل الفنجآل من يده للطآوله جمبه: وهذا هو العلم إللي طلبت أشوفك لأجله ..
نآهد: سمي يوبـه
أبو سلطآن: أختك صيتـه يوبـه مآدري وش فيهآ .. طلبهآ عآيلة حميد الربعـه لولدهم عبدالملك مآشآلله عليه خوش رجآل .. مآفيه أسنع من هآلنسب .. عرضت عليهآ هآلشي طآلب رآيهآ مآكملت علمي وطآحت اهي بآلأرض
نآهد: وشهـو !! شلون يعني
ريتآج: يمكن مآسهـآ جنـي ولآ شي أعوذ بـ الله


خزتها بنظره حآقده: بسم الله على أختي من مس الجآن يآجعل من ببآلي يمسهآ مآيخليّهآ
أم سلطآن: لآآآ والله شف شف بنتك يآبو سلطآن وش تقوول .. وش تهذرين انتي وعلى من تدعين يآمآل الـ .....
صآح بعصبيه مقآطعهآ: بسكـــــم خلآص .. وش فيكـم إنتو ماتحشمون أحد مب مآلي عيونكم يآجعلهآ الخزق تطآولون قبآلي
نآهد: والله محد وجهلك دعى أو سبآب مرت أبوي .. لآ إنتي ولاآآآآآ - حركت نظرهآ لريتآج إللي كآنت مطبقه شفتيهآ بقرف وتقلب لهآ عيونهآ ,, ردت لهآ نآهد النظره التحقيريه وكملت- لآ إنتي ولآ غيرك .. كآنك فهمتي شي عآد ذآ إللي على رآسـه بطحـه
صآح بعصبيه ونفآذ صبر مبرق عيونه لهم: تحشمــي يآمــره إنتي ويآهآ

نآهد: السموحه يوبـه .. وتلومني لآمن مآ أجي هنآ .. وش تبيني أجي أسوي .. أنهآن ببيت أبوي وبيتـي .. لآ وقدآم أبوي بعد


رمتهآ بنظره حآقده - هيييين يآنويييهـد .. الحين تسممين أفكآره علينآ وتقطين الغلط عنك - حكت بـ اشمئزآز وهي رآفعه لهآ حآجب وآحد " ريتآج ": لآ حبيبتي يآمرحبآ سآع فيك ببيتك .. بس مثلمآ تبين الإحترآم قدميه بـ الأول
مآدرت إلآ والفنجآل بوجههآ .. رمآه من يده عليهآ: ريتآج قصم بـ الله إن مآ بطلتـي حلقك وإنطميتي لتشوفين إللي مآيرضيك
أم سلطآن وعيونهآ على بنتهآ إللي تتحسس جبينهآ بوجع من الفنجآل إللي صك فيه: وش فيك يآبو سلطآن ترميهآ بـ الفنجآل تصيبهآ ولآ تفقع عيونهآ وكل ذآ عشآن إيش يعني - رمت نآهد بنظرة سميّـه -

أبو سلطآن: يآجعل عيونهآ الفقع إنشآلله تطول لسآنهآ على أختهآ الكبيره وقبآلي بعد قليلة الربـآ إللي مآتستحي على وجههآ مآتحشم أحد أجل هذآ وأنآ جآلس بوجههآ
قربت من أمهآ دآفسه وجههآ بحجرهآ ببكآ مصطنـع: يومــــآآآآآآه شوفيه وش يقول عني وأنآ وش سويت الحين



سفهتهم نآهد وهي تشد يد أبوهآ لهآ بـ إنتبآه: مآعليك يوبه .. قللـي السآلفـه .. وش إللي صآر بصيتـه ..
أبو سلطآن: مدري والله يآبوك .. ارتمت بـ الأرض وقآمت تصيح وتعآفر ترفس برجولهآ مآتبي تشوف أحد .. من يومهآ وهي بغرفتهآ مآطلعت .. لآ أكل ولآ شرب .. حآله غير الحآله مآتسر لآ عدو ولآ حبيب .. مآلقيت غير إني أطلبك تجين تشوفين وش عندهآ
أظلمت عيونهآ بقلق: يآقلبي عليك يآصيته .. يوبه شلون مآطلعت من غرفتهآ صآر لهآ إسبوع .. مآرآحت دوآمهآ يعني .. الشغل بـ المستشفى

نزل عيونه بأسف وهو يهز رآسه بـ النفي مطبق شفتيه: وهذآ ثآني علم .. أختك إستقآلت من المستشفى
برقت عيونهآ بصدمه: وشهــــووووو

رفعت حآجب وآحد بغرور وشبح إبتسآمة شمآته على طرف فمهآ: يآزين مآسوت .. أخيراً حطت رآسهآ بعقلهآ ..
نآهد بحده وهي تخزهآ بنظرآتهآ: وش تقصـدين مرة أبوي !!
أم سلطآن: كم عدنآ وزنآ بسآلفة هآلشغل بهآلمستشفى .. يآشينهآ من سمعه تسود الوجيه .. إنتي مآتدرين سمعة الممرضآت وش تكون .. وش دعوه أصلاً تترك بيتهآ وتوظف وسط الرجآجيل إختلآط من كل نآح .. وقلة حشـم .. بس الشرهه على ميــن - وجهت نظرهآ لزوجهآ وهي تقلب عيونهآ -


زفرت نفس مسموع وهي تتعوذ بـ الله من إبليس: اللهم طولك يآرووووح .. يوبـه خلك معـي .. الحين هي بهآلحآله عشآن تركت شغلهآ ولآ عشآن طلب الزوآج !!
أبو سلطآن: والله مدري يآبنتي .. طلبتك شوفيهآ وش إللي عندهآ .. وش مآبخآطرهآ وأنآ بسويه .. كنهآ مب رآضيه بهآلزوآج بنآقصه .. علميهآ مآنيب جآبرهآ على شي .. مآيصير خآطرهآ إلآ طيب
لحقته أم سلطآن بحده: لآآآآ والله وش تقول إنت بعد يآبو سلطآن .. مآصدقنآ وطلبهآ أحد .. وبعدين على إيش مره شآيفين نفسنآ ورافعين خشومنا ترآ بعده مآدخل عليهآ وشآف وجههآ
نآهد: والله .. وش فيه وجهــهآ بعــد .. انتبهي زين لكلآمك


أم سلطآن: وش بلآك إنتي بعد مآقصدت شي .. إللي قصدته إنهآ تعطي الرجآل فرصه .. مرره وآثقه إنه موآفق وميت عليهآ .. خله بـ الأول يشوف خشتها وتشوفه اهي وبعدين تقرر
نآهد: مآعنه شآفهآ ولآ شآفته .. إذآ مآبغته بدون هآلشوفه خلآص هذآ اللي بيصير
أم سلطآن: صلي ع النبي حبيبتي نآهدووه واذكري ربك ... الحين البنت 24 سنـه وذآ أول طلب زوآج يجيهآ وطبعاً ذآ مآسببه غير هآلشغلـه الوصخه إللي تشتغلهآ

تقطبت ملآمحهآ بعصبيه: أي شغله وصخـه مرة أبوي انتبهي لكلآمك عدل ترآ مآ أسمحلك .. يوبــه شفيك سآكت مآتشوفهآ وش تقول
مسك خشمه من مفرق عيونه وهو مغمض عيونه لآحول له ولآ قوة من هذرة هآلحريم إللي مآعندهم سآلفه ...

أم سلطآن: الكلآم مآيخص صيته طبعاً والنعم فيهآ ذي تربية ابوك .. بس هذآني أقولك تفكير العآلم والنآس بمن توظفت دكتوره ولآ ممرضه وقتهآ كله برآ بيتهآ وسط الرجآل والأجآنب ... خلنآ نزوجهآ أحسن دآم جآيهآ من يطلبهآ .. وبعدين ترآهآ مب صغيره ع الزوآج حبيبتي .. خلآص 24 سنه وش تبي تقعد أكثر من كذآ .. والجمآعه خوش نسب مآينعآبون .. الدور والبآقـي علينـآ .. هــه


سفهتهآ نآهد بعد مارمتهآ بنظره استحقآر حآقده أخيره وهي توقف: استأذنك يوبـه بمر جدي بمجلسه أسلم عليـه وبطلع لصيته اشوف وش السآلفه بدآل هذره مآلهآ دآعي
ريتآج: أجل ليش مآتسمعينآ هذرتك
نآهد: وش سآلفتك إنتي الحين ريتآجووه ترآ مآعندك مآعند جدتي

ريتآج: مآغير تسمين بدنآ بكل زيآره .. لكن تجين تبردين قلوبنآ بخبر سنـع مآفي ...
التفتت لهآ قبل تطلع: وش تبين تسمعين وإنتي إللي يشوف رقعة وجهك يشوف أي سنـع !
ريتآج: الحين تلصقين بلآك فينآ .. حبيبتي أي أخبآر سنعه من عندك انتي .. متى بتحملين أجل كم صآر لك متزوجه ... مآنشوفك غير بخبر تسقيط جنين كل يوم والثاني .. هه ...

برق عيونه وهو يخزهآ بتوعد الحين بيجيب آخرتهآ: ريتــــــــــــــــآآآآآج

بلعت ريقهآ بغصه منزله عيونهآ للأرض بعد مآفهمت الكلآم إللي رمته بهآ ريتآج ... تبي تردهآ له بس مآلقت غير هآلطريقه إللي تقهرهآ فيهآ !!!
رفعت ذقنهآ بتحدي: إيـه إنشآلله قريــب .. بس لآمنـي حملت مآرح أسعد جنآبك بهآلخبر السنـع ... توني الحين دريت ليش كل مآحملت سقطـت .. وشلون بيتم وضعي بخير لآمن فيه عيون حقود حسود .. تطمنـي حبيبتي .. اليوم إللي بتدرين فيه بخبر حملي بيكون هو اليوم إللي رح أولد فيـه .. تؤ تؤ سـوري .. بعـد مآ أولد وأتطمن على نفسي وعلى (عللــوي الصغيروون) - قآلت "عللوي الصغيرون" <<دلع إسم علـي .. بدلع وآضح ومتعمد وهي موجهه نظرآتهآ لأبوهآ إللي إبتسم من تلميح بنته إن ولدهآ إنشآلله رح يكـون سميّـه - .. يلآ بإذنكم بطلـع لأختـي - قآلتهآ وهي تقلب لهم " أم سلطآن وريتآج " عيونهآ بتحقير .. مقفيـه عنهم قبل لآ تسمع أي ردّ ثآني يقهرهآ ...



======
-----------
======



بـ نفس التوقيت ...

بـ فيلآ من المستوى الوسـط ... قآبل الشغآله الثآنيـه والوحيده غير "آشكـي" وهو ينفض يدينه: هآ قلتيلهــآ ؟
أيشآ: فيه إنزل الحين .. شي تآني ؟
وآئل: آممم لآ شكراً .. روحي انتي
دخل يده بحوض النآفوره إللي بوسط المدخل مغسل يدينه فيهآ وهو يبعد أورآق الورد المنثوره بـ الحوض إللي التصقت بيده .. ركن بعدهآ ع الحوض مستند عليه بظهره مكتف يدينه ينتظرهآ وهو زآم شفتيـه يصفـر بدندنـه وجهه مقآبل لبآب الأسنسير ..



لحظآت وإنفتح البآب خرجت منه مستقبلته بـ إبتسآمه عريضه من فمهآ الوآسـع ..
بآدلهآ الإبتسآمه معدل من وقفته بإستقآمه وبعده يديه بجيوب بنطلونه الريآضي الوآسع: هـآآ جآهزه نطلـع برآ ؟
ميلت رآسهآ مستفهمه بهزه خفيفه .. مآفهمـت !
قرب منهآ بخطوآت متبآطئه رجل تتقدم رجـل وقف ورآهآ صآر يحركهآ بـ إتجآه البوآبه الحديديه العريضه الموآجهه للنآفوره الجبسيه الصغيره ..

برآ البوآبه كآن المدخل عريض .. 4 درجـآت رخـآم أبيض بشكـل دورآني ومن الجآنبين الأيمن والأيسر أطرآف السلآلم مزلقآن رفيـع منحدر .. وقفهآ على الطرف الأيسر وهو ينزلهآ بحذر: تمسكي عـدل
ضحكت وعلى ملآمحهآ نظرآت رعب بعد مآ نزلت بكرسيهآ المتحرك بسرعه بسبب العجلآت ع المنحدر: هههههه إنت والله مجنون .. والحين بـ الله وين بنروح !
وآئل: للسينمـآ


التفتت عليه مستفهمه بـ إبتسآمه: وشهـو !!
وآئل: أهآآ بنحضر فيلم .. ولآ مآودك ..
لف بـ الكرسي لورآ: أرجعك الحين
صآحت بضحك تمنعه: هههههه لآ لآ .. لآ لآ وقققققـــــــف إيه إيه بشوف الفلم .. بس جد مآني فآهمه .. ويـن ؟
رجع لفهآ مره ثانيه يحركهآ على الممر الحجري الطويل إللي يشق أرضية الحديقه الخضرآء محوط بسور قصير من الجآنبين من الخشب والخيزرآن .. وصل لمفترق الممر خرج عنه وصآر يمشي على الحشيش الأخضر متوجه لشجرة صفصآف ضخمه فآرعـه ...


فتحت فمهآ مصدومه بإعجآب: إمبيييييييييــــــه
التفتت له وبعدهآ الصدمه الإيجآبيه متمكنه منهآ .. رفع لهآ حآجب وآحد بغـرور: هآ وش رآيك ؟
رجعت تنآظر بـ المكآن حولهآ .. عيونهآ ع البروجيكتر العريض والمرفوع لمسآفه عآليه بـ الحديقه ومقآبله على طآوله صغيره لآبتوب مفتوح ..
حرك كرسيهآ لحد مآقربو لـ كرسي خشبي عريض من الأخشآب الطبيعيه كآن عبآره عن جذع شجرة ضخم مفلوق من نصـه مصمم بشكل كرسي مثبت بـ الأرض تحت شجرة الصفصآف المضلله عليهم بأورآقهآ الخضرآء الكبيره ..


وقف قبآلهآ مدنق عليهآ فآرد لهآ ذرآعينه .. لآ إرآدياً طوعاً لحركته ثبتت ذرآعينهآ على ذرآعيه ممسكه بمرفقيه وهو بمرفقيهآ .. مشدد أعصآبه حتى يقدر ينقلهآ من كرسيهآ للكرسي الخشبي بـ الحديقه
ميسم: لآ اطيح الحيـن وآئل
وآئل: استندي بس علي ولآ يهمك .. معقوله أتركك تطيحين
تمت ثوآني عيونهم معلقه ببعض وهو بعده على وضعه مدنق عليهآ وجهه بوجههآ صآحب الملآمح الهنديـه الجذآبه .. رمشت بعيونهآ الدآكنه الوسيعـه المحوطه برموش كثيفه طويله لآ فتحت عيونهآ التصقت رموسهآ بجفونهآ .. حسّ بأعصآبه رخـت وهي بـ المقآبل انتبهت على رجفة يده الممسكه بيدهآ



نزلت عيونهآ للأرض هآمسه وهي تشدد من مسكتهآ لمرفقيه بقوه: هـآه يلآ إرفعنـي ..
كآنت ثوآني إللي رفعهآ فيهم ونقلهآ بسرعه للكرسي وهو يتنهـد بعمــق: آآآآهــي منك بس يآميسـم
حطت يديهآ ع فمهآ بإحرآج طفولي: هههههه معلييييــش
هز رآسه بـ النفي مبتسم: هآ زين كذآ
ميسم: أهآ حلوو
رفع سبآبته بـ الهوآ: لحظه بس ..
شال مخدتين صغآر من المخدآث المنثوره على العشب الأخضر وصآر يعدلهم ورآ ظهرهآ: أحسن كذآ ولآ شلون
هزت رآسهآ بتأكيد مبتسمه إبتسآمه مطبقه فيهآ شفتيهآ " طبعاً أحسن .. وش هآلإهتمآم إللي مآعمري قد شفته .. هآلحنآن والدفـى .. وشهو بـ الضبط ؟ ": إيـه كذآ أحسـن .. ارتحت أكثر
توجه للآبتوب رآفع سيديهيـن متوجه لهآ: مدري هذول لقيتهم عندي مآهي أفلآم جديده بس أذكر إني شريتهم وأنآ حآب أشوفهم بس نسيتهم كـ العآده .. شوفي ذآ أو ذآ ؟!!


مسكت السي دي الأول كآن فيلم أجنبي The hunger game
وبعده السي دي الثآني كآن فيلم V for vendetta
عقدت حآجبيهآ عآضه على شفتهآ السفلي وهي تنقل نظرهآ بين الإثنين
وآئل: أغيرهم لو تحبين .. هم تقريباً أكشن .. فيه عندي رعب و كوميدي أوو - سكت ثوآني ، كمل بعدهآ بترقب - أو رومآنسي .. تحبين هآلنوعيه ؟
رفعت رآسهآ بإستجآبه سريعه مبرقه عيونهآ: لآ لآ .. لآ حلو الأكشن .. تدري ذوقك حلو بـ الأفلآم ..

أنآ شفت من قبل V for vendetta
وآئل: أجل نشوف hunger game ??
أظلمت عيونهآ بمكر: لآآآ برجع أشوف Vendetta
رفع ذقنه بإستيعآب فآتح فمه: أهــآآآآآ .. أجل تبين تكونين الطرف المسيطر يعني غير إنك بتكونين سآبقتني بـ الأحدآث وتدرين بـ القصه
حركت رآسهآ بتأكيد مغمضه عيونهآ بهدوء: أيوآآآآه .. مضبووط
زفر نفس هآدي مميل رآسه بقلة حيله: أجل مآبيدي شي .. أمرك ست ميسم

مشى لللآب توب .. ظلت تتآبعه وهو يدخل السي دي بيشغله ويعدل التوصيله بـ البروجيكتر " أجل تبي فيلم رومآنسي هآآ !! أصلاً إنت مستحـي وعشآن كذآ جبت هآلنوع من الأفلآم ههههه .. "

هزت رآسهآ بـ النفي مغمضه عيونهآ بـ استيعآب لنظرتهآ الشغوفه الحآنيه له و لحديث النفس بخآطرهآ .. تطرده من بآلهآ " وش بلآك الحين ميسم .. اصصصحــي ، وش هآللي ببآلك .. وشهو .. وش إسمه ! مو بيدي يآربي .. هذآ هو الوقت الوحيد إللي أخرج فيه من ذكرى فرآس خطيبـي ولمشآعري تجآهه .. أخرج فيه من نفسي .. من ميسم الكسيحه قليلة الحيلـه .. الحزينـه ، الكئيبـه ، الصآمتـه .. معـه يرفرف قلبـي .. يوقف نبضي على حآفـه سور بـ آخر دور من أدوآر نآطحة سحآب .. هآلخدر النصفي إللي أحسه معـه يكون خدر كلّــي .. إن كآنت هآلكمّ سآعه إللي أقضيهآ معه وتحسسني بهآلإحسآس بـ الحيآه من جديد يآريت وقتي كله يضيـع معـه وأضيـع أنآ منّـي ! "


قآطعهآ بإستفهآم: بـ إيش سرحآنه ؟
لفت يسآرهآ تنآظره متنحه فآتحه فمهآ ببلآهه: هــآه ؟
مدّ لهآ كيس كرتوني معبى فشآر وهو يأشر برآسه للبروجيكتر
- غمز لهآ مبتسم -: شغـل سينمآ وحركآآت هـآ *_^ !!


أخذت الكيس منه متصنعه الزعل وهي مكتفه يدينهآ مبوزه بزعل طفولي: ابي كولآ
وآئل: لاحوووول والحين مآبفتك منك
رفعت كتوفهآ بهزه بسيطه وبعدهآ مبوزه: مآلي دخل .. أجل شلون إحنآ بسينمآ
وآئل: والسينمآ فيهآ كولآ ؟
رفعت كتوفهآ بلآ مبآلآه: مآدري شوف إنت .. تصــرف

وطى تحته جر كيس بلآستيكي كله مشروبآت متعدده الأنوآع .. سوآ مشروبآت غآزيه أو مشروبآت طآقه أو عصآير طبيعيه ومويـه معدنيه وكيسين شيبس من الحجم العآئلي بنكهتين مختلفتين حطـه بـ الوسط بينآتهم: هآآ شوفي إللي يعجبك .. ومو بس كولآ
فتحت فمهآ مبرقه عيونهآ ضآحكه: لآآآآآآه .. وعآمل حسآب كل شي بعد
وآئل: آمم سآعه كذآ وبتوصل البيتزآ كمآن
فتحت فمهآ بصدمه إيجآبيه: لآآآآآآه له له له جـدّ !!


غمض عيونه محرك رآسه بتأكيد على كلآمه: إصبري بـس
ميسم: وآئل بغيت أسألك .. مآحد هنآ يمآنع هآلشي ..
- هدت من نبرتهآ شويه -: زوجة عميّ مثلاً ..
وآئل: مآحد هنآ اليوم .. وحتى إن كآنو هنآ من يقدر يمآنع ؟ وليش يمآنع أصلاً !! تستخفين بس زيآده يآميسـم
هزت رآسهآ نآفيه الكلآم بقوه وهي تحرك يدينهآ بـ الهوآ: لآآآ لآآآ والله موقصدي كذآ أبدّ .. وربي وآئل مو هذآ إللي قصدته .. إخص عليك شلون يطرآلك هآلشي !


تمت عيونه معلقه بـ الشآشه - مآردّ عليهآ -
همسـت له: وآئــــــل !
وآئل: .............
بنبره حآنيه وإستعطآف: وآئل وربي آسفه .. قسم بـ الله مو هذآ إللي قصدته أبدّ
ميل فمه بـ إبتسآمه خفيفه: مآصآر شي
بعدم تصديق له: لآ صــآر .. نبرتك تغيرتك .. ضآيقتك أدري

لف وجهه لهآ رآفع رجل وحده ع الكرسي ثآنيهآ تحته - بجديه -: مو الفكره يآميسم .. القصد إنك دآيم شآيله رأي أمي بأي شي أسويه معك .. إفهمي .. إللي أسويه معك شي خآص فينآ .. أنآ وإنتي وبـس .. شي يجمعنآ ثنينآتنآ وبس .. مآحد كآن بينآتنآ ولآ معنآ لأجل أهتم له وأحسب لرآيه إعتبآر .. هذآ غير إني هنآ رجل البيت بعد أبوي طبعاً طول الله عمره .. يعني قرآرآت أي أحد بهآلبيت مآتمشي غير بموآفقه مني أنآ .. رأيي أنآ إهو المفروض هنآ .. يعني مو أنآ إللي آخذ الرآي أو الإذن .. فهمتي الحين ؟


ميسم: آمممم وهآلكلآم سآري عليّ أنآ كمآن
وآئل: إنتي أولهم
برقت عيونهآ بحده: وليش إنشآلله
رفع كتوفه بهزه بسيطه: مآيبيلهـآ .. أمي أمرهآ بيد زوجهآ وخوآتي أمرهم بيد أبوي .. إنتي أمرك بيدي أنآ .. عمي موصيني فيك وصآيآ السنيـن .. يعني إنتي بعصمتي لحد مآيستلمك عمي مره ثآنيه .. هآ عرفتي شلون الحين ؟


نزلت رآسهآ بحيآ وآضـح عآضه على طرف شفتهآ السفلى بدون تعليق ..
ابتسم على خجلهآ الوآضح: سحآيـه .. ارفعي رآسك نآظريني
رفعت رآسهآ بسرعه وكأنهآ تذكرت شي: آمم طيب صحيح وين رآحو ؟
أظلمت عيونه بإبتسآمه حسيه بعد مآفهم عليهآ تحآول تضيع السآلفه: مدري والله .. تدرين طلعآت الحريم وش تكون .. زيآره لحريم غيرهم .. وتغريد تدرينهآ بذيل أمي بكل مكآن
رفعت ذقنهآ فآتحه فمهآ: أهـــآآآآ


نزل رجله ع الأرض رآفع الريموت بيده: يلآ بشغل الفيلم بس هآآ وأنآ أحذرك لآ تحكين الفلم .. ترآ أكثر شي يعصبني لآمن أحد درى عن القصه وقبل كل مشهد يصمه لي
سحبت إبهآمهآ وسبآبتهآ حول فمهآ كأنهآ تشد السحآب .. مآرح تحكي شـيّ ..

رفعت عيونهآ للبروجيكتر أول مآ اشتغل ونورت الشآشه العريضه .. انطفت أنوآر الأعمده القصيره المثبته بأرضية الحديقه .. أظلم الجو حولهم إلآ من نور شآشة العرض ... مآكآن الجو خريفي ولآ نسمآته منعشـه .. الحقيقه كآن مكتوم .. أوآخر يونيـو .. 6 ميلآدي .. بعـزّ الحرّ والصيـف إلآ أنهآ حست بـ إنتعآشه غريبه من نسمـه خفيفـه دآعبت طرف شيلتهآ إللي على رآسهآ رآفعتهآ لخشمهآ ... تنهدت بعمـق مكتـوم وهي تبعد طرف حجآبهآ عن وجههآ ... - ابتسم على هآلمشهد الحآلم لهآ ورجع ينآظر بـ الشآشه - ممدد رجوله فآردهآ بـ الأرض.. مسند بظهره للكرسي ضآم مخده صغيره لصدره وبيده كيس الفشآر يآكل منـه ..

مسنده كوعهآ على حآفة ظهر الكرسي .. مميله رآسهآ مسندته على يدهآ جسمهآ مآيل على جمب جهته .. غمضت عيونهآ هآمسه: ............


- نحن نتذكر الفكرة، و ليس الرجل
- و لكن كان الرجل موجوداً
- يمكن أن يٌـمسك به
- يمكن أن يقٌـتل و يٌـنسى
- و لكن بعد 400 عام

ما زال بإمكان الفكرة أن تغيّر العالم
لقد شهدت أول قوة للأفكار
لقد رأيت أناساً يقتلون من أجلها
و يموتون دفاعاً عنها
و لكنك لا يمكن أن تقبل الفكرة
لا يمكنك أن تلمسها أو أن تضمها
الأفكار لا تنزف و لا تشعر بالألم
و لا تعاني
و تلك التي افتقدتها لم تكن فكرة
إنه رجل، رجل جعلني أتذكر
الخامس من تشرين الثاني
رجل لن أنساه أبداً
(الولايات المتحدة الأمريكية) كانت تقوم باحتقارنا

" أنا أقصد من هذ الدولة التي كانت تمتلك كل شيء؟ "
" كل شيء، و الأن و بعد عشرين عاماً "
" ما هي؟ إنها أكبر مستعمرة في العالم "

" لماذا؟ "
لأن الله يستجيب للدعاء "
" دعوني أقل هذا ثانية
..
..
..

" لأن الله يستجيب للدعاء "

لم تكن تلك الحرب التي أشعلوها "
" و لم تكن الأمراض التي أنشئوها
بل كان ذلك العدل، لا أحد يهرب من ماضيه "
" لا أحد يهرب من العدل "

" أتظنون أنه ليس موجوداً في الأعلى؟ "
" أتعتقدون أنه لا يرعى هذا البلد؟ "
كيف يمكنكم أن تفسروا هذا؟ "
" إنه يختبرنا حتى ننجح في الاختبار
علينا أن نفعل ما علينا فعله "
" أن نقوم بالعزل من اجل الحفاظ على الصحة
كنت هناك، لقد رأيت هذا كله "
" علينا أن نعزل المهاجرين و المسلمين
و المثليين الجنسيين و الإرهابيين "
" إنها أمراض امتدت على مر الأجيال
يجب أن يرحلوا، إن القوة تأتي من الوحدة "
" و الوحدة من الإيمان "


- النـص مقتبـس من فيلم V For Vendetta -



كآن يسمع الكلآم مرتين بتوآزي .. بنفس اللحظه .. مآتقدمت أو تأخرت أو حتى تلخبطت وخرجت عن الحوآر الأصلي بـ الفيلم .. لف وجهه ينآظره فآهـي والفشآر معلق بين شفتيه !!!!

فتحت عيونهآ بهدوء مبتسمه لإستيعآبهآ دهشتـه .. للمره الثآنيه بهآلليله يحس بأعصآبه ترخـى وإنفآلآته تهدآ .. هآلنظره الحآلمه من عيونهآ ورمشة جفونهآ المتتآليه بسحـر .. تأسـره .. تخرجه عن إحسآسه الطبيعي تجآهها أووو الإحسآس إللي يحآول يقنع نفسه فيه إنه هو الإحسآس الطبيعي " ويلك من حآلك يآوآئل .. وش إللي بقلبك !! هذآ حلآل أو حرآم .. هـذي الخلوه وش حكمهآ .. سآمحني يآرب والله إني ضآيع .. هآلعلآقه وش بتفرق عن علآقته بخوآته إللي شبوآ وكبرو مع بعـض تحت سقف وآحد .. التوأم دآرين وتغريد .. إيش تفرق ميسم عن دآرين وتغريد .. مآهـم خـوآت .. الثلآثه خوآت .. شقيقآت !!!!


كل مآ لآم نفسه وعآتبهآ أعلنت نفسه الضعيفه تمردهآ ورفضهآ لهآلملآمه وتبريرهآ الضعيف إن مآفي فرق .. بـ إيش تفرق ؟؟ هذآ فرق مسآفآت مو أكثر .. هي كآنت بعيده عنـه وثنتين عآشو معه بمكآن وآحد .. بقربـه .. بـ علآقه إخوه رسميـه بس مآهي علآقة محآرم .. أخوهم بس مآهوب أخوهـم .. هذآ إللي صآر وإنفرض لأسبآب ممنوع البت فيهآ .. بس هـي !! يآرب مآكون غلطآن بحق نفسي وحقهآ .. والأهم بحقك إنت يآرب .. سآمحني يآرب كآني غلطآن والله مدري وش أسوي "


ميسم: ترآ الفلم قرب يخلص
مسح حآجبه الأيمن بعقلة إبهآمه مبتسم بحرج بعد مآدرى على حآله ..
نزلت علبة الكولآ من شفتيهآ بعد مآشربت منهآ .. مدّ يده للعلبه وعيونه معلقه بـ الشآشه .. قربهآ من فمه شرب منهآ مره ونزلهآ
نآظرت فيه مصدومه بإبتسآمه حسيه سآكنه بس هو مآنآظرهآ تمت عيونه على الشآشه .. يدري إنهآ سحآيه وشوي الحين وبتموت بس مآتكلم ولآ التفت لهآ بتعمـد ..

دخلت يدهآ بـ الكيس طلعت لهآ وحده ثآنيه فتحتهآ وشربت منهآ .. أول مآرجعتهآ ع الكرسي مد هو يده وأخذهآ من بعدهآ وشرب منهآ


ميسم: وآئل وش ذآآ !!!
ولآ كنه يدري عن شي: .............
صآحت تنآديه: وآآآآآآئــــــــــل
تصنع الفزع وهو يتنفض بجسمه عن قصـد: بسم الله .. الحين انتي وش فيك
ميسم: لآ والله مندمج مره ..
خزته بنظرة تهديد حآده: وش إللي سويته

يدري وش تقصد يحس حآله بينفجر الحين ضحك على شكلهآ المعصب .. رجع عيونه للشآشه مآيبي يطول ينآظرهآ لأنه بيضحك وبينفضح أمره ومآرح تسآمحه وقتهآ
رفع كتوفه بلآ مبآلآه: وش سويت .. أنآظر الفلـم
ضيقت عيونهآ بحده: والله ؟!! تشوف الفلم .. الحين مآتدري وش سويت !!
وآئل: ميسم وش فيك انتي الحين جنيتي !! اسكتي عآد مآني مركز
ميسم: الحين انت شربت من الكولآ حقتي مرتين وإنت مو دآري بنفسك
نآظر بـ العلبتين بينآتهم بتصنع للإستغرآب: والله ؟ وين حقتي ووين حقتك ؟
ميسم: الإثنين لي أصلا هذي حقتي الأولى وإنت شربت منهآ .. سكتت وخليتهآ لك .. فتحت وحده ثآنيه يآدوب شربت بس منهآ مره وحده وإنت حضرتك رفعتهآ لفمك وشربت منهآ

رفع حآجبيه بإندهآش مصطنع: والله ؟
هزت رآسهآ بتأكيد بنظرة ترجي طفوليه إنه يصدقهآ .. عذبته برآءتهآ .. رحمهآ - همس -: طيب أنآ آسـف .. اندمجت بـ الفلم ومعد دريت عن شي .. الحين أنا مآعندي مآنع أشرب من بعدك ..

ضيقت عيونهآ بتوعد له وهي تخزه بنظره حآقده: بس أنآ عندي مآنع
أطبق شفتيه بتحكم يمنع ضحكه على شكلهآ خلاص مآيقدر يمثل أكثر من كذآ لآزم ينهي السآلفه ولا بينفضح: خلآص طيب علميني بس آخذ اي وحده وإنتي خذي الثآنيه أو إفتحي وحده جديده عآدي كنك مآتبين من بعدي !!

أظلمت عيونهآ بتوعد له " خبييييييييـث ، اجل تبي تحرجني الحين " - رفعت ذقنهآ بحده كن مآهمهآ تلميحه له -: لآ عآدي .. خلآص أنآ بآخذ الأولى هذي .. وإنـت - قربت له بسبآبتهآ الثآنيه إللي توهآ فتحتهآ - وإنت خذ هـذي

رجع نظره للشآشه وهو يرفع العلبه إللي قربتهآ له وشرب منهآ بدون تعليـق ..
حطت يدهآ على صدرهآ وإللي تحس شي يحترق بجوفهآ .. " وييييلـي بس الحين بحترق من هآلإحرآج .. هه والله لآ أوريه .. عآدي مآهمنّـي هــه "

مسكت العلبه الثآنيه ضآغطه عليهآ بقوه .. رفعتهآ لفمهآ تشرب منهآ وتعمدت تطول وهي تشرب .. توصل له إنه عآدي تشرب من بعده مآفيهآ شي .. كآنت تشرب وطرف عيونهآ عليه ينآظره بترقب تبيـه ينآظرهآ ..
بثآنيه بآغتهآ فيها بنظره من طرف عيونه بعد مآستوعب حركتهآ هذي وفهم عليـها .. بس تعمد يسفههآ وهو ينآظر بـ الفلم مبتسم بلعـــــــــآنـــه !



======
-----------
======



يتبـــــــع ...


:::

~FANANAH~ 10-08-16 05:55 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======


بمسـآء يـوم ثآنـي ..

إنفتح بآب الأسنسير الموآجه لبآب شقتيهـم .. إبتسم وهو ينزل الهآند بآج حقته من على كتفه بـ الأرض قدآم شقتهآ .. مد أصآبعه للجرس ضغطـه بشكل متوآصـل والبسمه شآقه وجهه " الحين بتفتح معصبه وشيآطين الكون مجننتهآ مآيستفزهآ غير هآلحركه .. إزعآج الجرس المتوآصل هههههه "
نزل يده من ع الجرس بعد مآختفت إبتسآمته معقد حآجبيه وهو يقرب إذنه من البآب يستمـع لأي صوت بـ الدآخل .. بس مآفـي !!
دق البآب بقبضته وهو ينآدي: ليــلآآآ .. ليــلآ إفتحــي

نآظر بـ السآعه على معصمـه الأيسر كآنت 10 .. " 10 يعنـي مخلصه دوآمهآ من زمآن المفروض إنهآ بـ الدآخل ، وش السآلفه ؟ " رجع يدق البآب وهآلمره بـ إرتبآك أكثر وضح بـ قوة قبضته ع البآب ورآحـة كف يده الثآنيـه ورجوله إللي تشوت بـ البآب " يمكن نآيمه .. هذي بعد أعرفهآ لآ نآمـت مآتـــت " - علآ صوتـه بصيآح -: ليــــلآآآآآآ .. ليــــلآآآ إفتحــي
ضرب البآب برجله وهو يتأفف ، رفع بعدهآ جوآله إتصآل سريع رقم 9 .. مغلــق .. مرتيـن وثلآثـه .. مغلـق !

قفله بنرفزه وعصبيه وهو يرجعه لجيب بنطلونه البآقي الزيتي: وليش هآلزفت بعد مقفلتيــه ..
فرك شفته السفلى بإبهآمه وسبآبته وهو ينآظر بعقب البآب " معقوله يعني زعلآنه عشآن مآ اتصلت فيك مثلمآ وعدتك ؟؟ ، يآصبر الأرض على حركآت البنآت ومصآلتهم إللي مآتنطآق ، يمكن مآتبي تفتح عشآن هآلسبب بعد ، يآصغر عقلك يآليـلآ "

سند جبهته ع البآب وكلمهآ بصوت عآلي: ليـلآ إفتحـي .. إدري عنك الحين زعلآنه ..

- إفتحي بس .. برآضيك وأصآلحـك ..

- إفتحي يآلهبلـه .. بآخذك مشوآر ..

- هــففف ليلآ يلآ عآد بلآ هآلحركآت تدرين عني مآ أطيق

- شوفي حتى توني واصل الحين حتى شنطتي قدآم بآبك ..

- ليييييييييلآآآآآآآآآ

- صدقيني رح تندمي إذآ مافتحتي الحين .. تدرين وش بتفوتين على نفسك .. حضـــــن حـــآآآآآر .. وبوسـه قويييييه على خدك بعـد هآآ .. وبعدهآ بآخذك مشوآر لمكآن غييييييــر

بعد جبهته عن البآب زآم شفتيه بنفآذ صبر: ليلآ لآ تدللي بزيآده ترآ بهـون ..
" هـفف هذي وش فيهآ بعـد .. معقوله مآتكون أصلاً بـ الدآخل !! بس وين بتروح مآلهآ أحد !! "


رفع حآجب وآحد بإستيعآب فجآئي توه يتذكر .. مسك جوآله وصآر يدور رقمه بين الأسمآء .. إدوآرد ، إدوآرد ، إدي إدي إديييي هــه
مآ أمدآه يدق إلآ وجآه الرد بسرعه من إدوآرد: نجــم بيـكـ .. وينك مآحدن صآير بيشوفك !!
نجم: إيه بخليكـ تشوفني بس قللي الحين وينهآ ليلآ ؟ بعدهآ مآخلصت دوآم ولآ كيف ؟
---------------
---------------
بصدمـه أظلمت فيهآ عيونه الحآده .. تعقدت فيهآ حآجبيه الطوآل .. وإنفتح فيهآ فمـه: whaaaaaaaaat ????
تحسس رقبته بضيق وهو رآفع رآسه ينآظر بـ السقف: بـس إنت قلتلي بعد شهرين مو الحين .. وش إللي صآر .. ليش فصلوهم الحيـن ؟!!
---------------
---------------

ضرب البآب بقبضته وهو عآض على طرف شفته السفلى بقهر بعد مآسكر الخط مع إدوآرد ..
فتح شقته رآمي شنطته بـ المدخل ورآ البآب بعد مآدخل .. جلس ع الكنبه الجلديـه الحمرآء الدورآنيه بـ الصآله عنده ممدد رجوله ومسند بكوعه على ذرآع الكنبه ضآمم قبضته لفمـه يعض بـعقلة إبهآمه الأيمن بقهـر " يـ الله حتى مآ أمدآني أمهد لهآ وأعطيهآ خبر قبل " ...

التفت ورآه ينآظر بـ البآب الفآصل بينآتهم وهو يحفر كفوف يديه بأظآفره .. وقف متوجه للباب بخطوآت متثآقله متردده .. النور بشقتهآ مضوي يشوفه من عقب البآب ..
دق ع البآب بهدوء: ليـلآ !

- ليلآ افتحيلي بآب الشقه أبي أكلمك شوي ..

- ليـلآ ردي علي ..

ركـل البآب بقوه معصـب: ليــــــــــــــلآ
أعرض عن البآب رآفع رآسه للسقف بعد مآزفر نفس عآلي من فمـه عآض بأسنآنه من فكه السفلي على شفته العليآ بقوه .. متخصـر .. يديه الثنتين على وسطـه ..

توجـه لطآولة المشرب الرخآميه عنده يشوف ميدآلية المفآتيح حقته .. بين المفآتيح مفتآح البآب الفآصل بينآتهم .. ضغط عليـه بقهر " والوعـد إللي قطعته على نفسي مآ أقرب صوب هآلبآب وأفتحه !!! طيـب يآليـلآ قسم بـ الله لتشوفين شي مآيعجبك ولآ يرضيك .. وربي لأوريك على هآلعند وهآلتصرفآت الطفوليـه المآسخـه " ................



======
-----------
======


نهآية الفصل السآبع



<< رأيكـم بـ البآرت ! .. وتوقعآتكـــم للأحدآث الجيّـه إنشآلله !...

- وش إللي صآر مع ليـلآ !! منهـي كآريـن ومنهـو جوزيـف ؟ وشلون نجم بيتصـرف !! هل هي بـ شقتهآ أصلاً ؟

- صيتـه من بعد إستقآلتهآ وإنسحآبهآ تماماً من المكآن إللي يجمعهآ بـ عٌمــر و عــديّ .. وش بيصير معهآ وشلون عـديّ بيتقبل هآلشـيّ وخصوصاً إنه كآن السبب فيـه !!

- وش بيصير مع صيته بهآلأحدآث الجديده بحآيتهآ .. هل بتقنعهآ نآهد أختهآ بفكرة الزوآج والإرتبآط ؟

- رآئف وحوريـه ؟ ومهــآب ؟

- وآئــل وميســـم ؟

- من أحدآث البآرت ... ميسم ، دآرين ، تغـريد خــوآت !!!!!!!!!


دمتــم بخيــر


:::

~FANANAH~ 10-08-16 06:05 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الثآمن




( الأحلآم التي تبقى أحلآماً لآ تؤلمنـآ ، نحن لآ نحزن على شيئ تمنينآه ولم يحـدث .. الألم العميق هو على مآحدث مرة وآحده ، ومآ كنآ ندري أنه لن يتكـرر ! ) - مقتبـس -


/
/
/


ببيت ( علي عبدالرحمن ) ومن بعد منآكشة الحريم مع بعضهم مثل كل مره لآمنهم تجمعـو .. نآهد مع زوجـة أبوهآ أم سلطآن وبنتهآ ريتآج ...

بعد مآكل وحده قطت إللي بجوفهآ ... صعدت للدور الثآني عند شقيقتهآ وهي تدق باب غرفتها بشويش بس مآفي ردّ ..
عقدت حآجبيهآ بـ إستفهآم إنتفض بعدهآ جسمهآ بفزع لمآ رجعت تدق مره ثآنيه بس هآلمره بإلحآح وحده أكثر .. صآحـت فيهآ صيتـه مخرعتهـآ بقوه: اتركــووووووونـــــــــــــــي بروووحـــــــــــــــــــي
بققت عيونهآ بفزع فآتحه البآب عليهآ وهي تقرب صوبهآ بخوف من حآلتهآ متلحفه بلحآفهآ إللي غطآهآ كلهآ .. دآفسه رآسهآ بـمخدتهآ تكتم بكآهآ المبحوح ...
همست بخوف: صيتــــه !


صيته من بين دموعهآ وإللي مآقدرت تميز صوت أختهآ أبدّ بسبب حآلتهآ: ريتــآآآج قلتلك خلوني بروحي لآحد يدخل علي .. مآآآآآآآبي شي .. مآبي آكل ولآ أشرب اركووونـــي آآآآهيييي اهئ يآآرب وش فيكم مآتفهموووون
بعدت الغطآ عن وجههآ بمقآومه: بسم الله عليك .. وش فيك يآقلب أختك !! هذآ انآ نآهــد مب ريتآج
بعدت وجههآ عن المخده بسرعه من إستوعبت صوت أختهآ نآهد وإللي بـ المقآبل شهقت من شكلهآ .. عيونهآ المبققه والمنتفخـه من أثر البكـآ مآدرت إلآ وهي تسحبهآ لحضنهآ وهنآ إنهآرت صيته أكثر بنحيب عميق


صيته بنبره مبحوحه وعبره: نننننن .. ن ن ن نآآآهــد
نآهد وهي تملس على شعرهآ وتهز جسمهآ ريحه وجيّه وهي ضآمتهآ لصدرهآ تحآول تهديهآ: لبيـه يآقلبي أنآ معـك .. وش فيك يآعيوني وش إللي صآبك !!
صيته: تععععـ .. تعبآآآنــــه يآنآهــــد .. تعبآنــه مـرره لآ تتركينـــي
نآهد: مآرح أتركك يآقلبي وآلله مآبتركك بس إهدي .. إهدي شوي بسم الله عليك
صيته: ................

لحظآت طويله من صمت نآهد ونحيب صيته المتوآصل وهي بحضن أختهآ إللي بعدهآ تملس على شعرهآ وتقرآ عليهآ أيآت من القرآن وإللي كآن لهآ أثر فـ إنهآ سكنتهآ شوي وهدت من روعهـآ ...



بعدت نآهد عن صيته وهي محتضنه وجههآ بكفيهآ وتنآظر بعيونهآ المحمرره المورمه بإنتفآخ جفونهآ: هديتـي الحيــن ؟
هزت صيته رآسهآ بـ الإيجآب ...
مسحت نآهد بأصآبعهآ القصيره المليآنه بقآيآ دموع صيته من تحت عيونهآ مبعده خصلآت شعرهآ الأسود الملتصقه بوجههآ بسبب دموعهآ ..
نآهد بنبره دآفيه حآنيه: وش ‘اللي تآعبك يآقلبي ..
صيته: كل شي يآنآهد .. كل شي .. كل مآفيني تآعبني
نآهد: يآجعل مآفيك فيني وأنآ اختك علمينـي


غمضت عيونهآ مطبقه شفتيهآ اللي ارتجفت مره ثآنيه معلنه عن بوآدر بكآ من جديـد ... لحقتهآ نآهد تهديهآ: بس بس خلاص خلاص إهدي ... مآبي أضآيقك وأزيدهآ عليك .. مآبي أضغطك ..
صيته: مآفي شي صدقيني بس مخنوقه شوي .. حآسه بشي كآتم صدري
نآهد: يآقلبي عليك وليش مآجيتيني أو حتى حآكيتيني بـ الجوآل وانآ أجيك وش إللي غيرك علي يآصيته
صيته: مقدر أتغير عليك وآنتي أختي وأمـي .. بس مآحبيت أشغلك .. الحين انتي لآتشغلين بآلك علي تدرين من شفتك حسيت تحسنت
نآهد: إييييه تحسنتي أجل هذآ وآنتي تظنيني بـ الأول ذيك الخآيسه ريتآجوووه الله يسآمحك بس
غصب عنهآ صيته ضحكت بصدق: ههههههه وش أسوي بس مآشوف بهآلبيت غير خشتهآ هي وأمـي
نآهد بهمس: أمــك !!!


زفرت صيته بهدوء وهي تدري شكثر نآهد تتحسس من هآلموضوع بـ الذآت لآمنهآ قآلت عن زوجة ابوهآ " أم سلطآن " أمـي ... وهآلشي إللي رفضته نآهد من سنوآت طويله إنهآ تقوله لهآ بعد وفآة أمهآ وهي بعمر الـ 7 سنوآت كآنت صيته 5 سنوآت .. تزوج أبوهم الزوجه الثآنيه وكآن أول خلفهم " ريتآج " إللي تصغر صيته بـ 5 سنوآت .. وبعدهآ 3 عيآل أكبرهم سلطآن ... ومن يومهآ ونآهد مآتقوللهآ غير خآلتي أو مرت أبوي وهآلشي إللي يقهر أم سلطآن ...
نآهد وهي تغير الموضوع بعد مآتنهدت صيته: لآتحآولين تتهربين بهآلكلمتين تلعبين فيهم علي .. رحّ أعرف كــووووول شي والحين .. بس قومي معي بـ الأول غسلي وجهك وكلي شي يقويك لأجل تقدرين تحكيـن هآآه !
إبتسمت غصب عنهآ بتعب لأختهآ: والله مآلي نفس يآنآهد
نآهد وهي تشدهآ من معصمهآ تقومهآ وبيدهآ الثآنيه تلفهآ من خصرهآ: مو بكيفك يلآ قومي بس أشووف


تنهدت صيته بتعـب: آآآآآآآآهــــــي
نآهد: أووف صيته وش ذآ كم لك مآتروشتي وش هآلريحه
صيته: هههههه أجل بعدي عنـي
نآهد: إدخلي بس الحين غسلي وجهك وبعدين أنآ بروشك
صيته: هههههههه تروشيني بنفسك .. الحين مآبفتك منك
دخلتهآ نآهد الحمآم الصغير " بـ الكرآمه " الملحق بغرفتهآ وتوجهت للبآب تنآدي على شغآلتهم الوحيده " كآريمـآ " تطلـع بـ الأكل لغرفة صيتـه ..


ملـت كفيهآ بـ المويه مغسله وجههآ وهي تنآظر بـ مرآيـة الحوض .. قطرآت المويه تتسآقط من وجههآ ... حركت أصآبعهآ على خدهآ الأيمن تتحسس الحبوب الكبيره الدآميه بوجههآ ... لفت بعدهآ وجههآ للبآب وصآرت تنآظر نفسهآ بـ المرآيه بطرف عيونهآ تشوف شكلهآ من الجمب .. تتآبع تقسيم أنفهآ المعقوف بـ إنحنآءه ... زفرت نفس بقلة حيلـه معدله وجههآ وهي تمسح على حآجبيهآ ترتبهم " إن كآن أنآ ومنقرفـه من شكلـي هو شلون ينآظرنـي !! مآغلط بشـي فآللي قآله لـي "
نزلت عيونهآ بـ انكسآر للحوض هآمسه بأسى: بس فيه مليون طريقه يقول بهآ مآبخآطره غير هآلطريقه المبآشره الجآرحه ...
نزلت دمعه حآره على خدهآ تآهت وسط قطرآت المويه على وجههـآ ...



خرجت من الحمآم متوجهه لسريرهآ وهي تشوف نآهد بيدهآ المعلقه تقلب السلطـه ..
نآهد: يلآ قربـي بأكلك بيديني هآآآ
ابتسمت بتعب لأختهآ: والله مآآآآآآآلي نفــــــس أبـــــــــــدّ
نآهد: الحين بتنفتح نفسك يلآ وش دلع البنآت ذآ .. مآخبري بك رآعية هآلحركآت المخيسه إتركيهآ لريتآجووه
ضحكت وهي تبعد المعلقه عن فمهآ بطرف يدهآ: هههههه طلبتك نآهد لآتضغطين علي .. أحس معدتي منقبضـه .. ومآهوب دلع والله
تركت نآهد الملعقه من يدهآ ع الصينيه ونزلت الصينيه عن السرير بـ الأرض .. رفعت رجولهآ ممددتهآ على السرير مسنده بكوعهآ على المخده: هــآآه سمـي بـ الله وإبدي .. وش إللي صآير معك
ميلت صيته رآسهآ مقطبه جبينهآ بنظـرة ترجي: نآآآآآآآآآآهــــــد


نآهد: لآ نآهد ولآ مو نآهد الحين بتتكلمين .. هآ اسمعك .. وترآني مبيته عندك اليوم
إتسعت عيونهآ بإبتسآمه عدم تصديم: جـــدّ والله بتنآمين هنآ
نآهد: إيه بنآم عندك اليوم قد خبرت زوجي بسّآم من شوي إني ببيت عندك .. ومن الحين لآآآآخر الليل بسمعك وآشوف وش سآلفتك
صيته: إستقلت من المستشفـى
نآهد: إيه أدري خبرني أبوي لآ اطلع .. وش السـبب ؟!!
نزلت رآسهآ وصآرت تشد الخيوط المطرزه على لحآفهآ .. وهآلشي إللي لآحظته نآهد بلمعـة دموع معلقه بعيونهآ
قربت منهآ شوي مآسكه بيدهآ مشدده عليهآ تحثهآ تكمل حكيهآ: إحكي يآصيته .. إحكي وبسمعك مثل أول ... وش إللي قآعد يصير معك !!



تمت سآكته للحظآت تركتهآ نآهد برآحتهآ تستجمع نفسهآ وتتكلم ...
صيته بهمس: كلآم ممرضآت مآله دآعي
نآهد: بخصوص ؟!!
صيته: يعني .. حكي عن اني أحآول أتقرب من دكتور بـ المستشفى ..
نآهد بإستفهآم: وهآلشي صحيح !!
رفعت صيته رآسهآ بسرعه نآفيه هالشي بهزه عنيفه: لآآآ .. وربـي لآآآآ
أطبقت نآهد شفتيهآ الرقيقه بقهر: قليلآت الخآتمه إللي مآيخشون الله .. عمى بعيونهم وقلوبهم انشآلله ...


التفتت لصيته بتأكيد: بس يآصيته مو هذآ هو الحلّ .. مو إنك تستقيلين .. مو أي مشكله تقآبل الوآحد حلهآ الهروب كذآ .. إنتي بعدك صغيره يآقلبي وهذي أول مشآكلك .. أول تجربه لك فـ موآجهة ظروف الوآقع .. المفروض تكونين قدهآ .. تتحدينهآ .. تقهرينهآ .. لكن انك تختآرين اسهل الحلول !! تنسحبين كذآ بكل هدوء !! لآ مآخبري بك بهآلضعف ..
وبعدين تعآلي هنآ .. مو حذرنآك من قبل من هآلتخصص بـ الذآت !! وأظن مآحد بهآلبيت ماحكى معك ونبهك بأن عيب شغلتك هذي كثـــر الهـــــــرج .. تحديتينآ كلنآ وأصريتي على إختيآرك .. يعني إنتي من أول عآرفه ومتأكده إن ذآ شي وآرد .. سوآ بـ المستشفى اللي كنتي فيه أو بأي مكآن ثآني .. لآ يآصيته مو كذآ الوآحد يوآجه مشآكله



مسحت صيته دموعهآ إللي تمردت منهآ: خلآص نآهد إللي صآر صآر
نآهد: طيب وجمآعـة الرٌبعـه إللي طآلبينك لولدهم !!
صيته بحزم قآطع: انسي هآلموضوع .. مستحيل يتـمّ
نآهد: خير إنشآلله وليش مستحيل !!!! والله خبري بـ الجمآعه خوش نسب مآينعآبون
صيته: ايه مآينعآبون بس العيب فيني .. أنآ اللي أنعـآب
عقدت حآجبيهآ بـ إستفهآم من هآلكلمه إللي سمعتهآ من صيته مو فآهمه القصد بـ الضبط من ورآهآ !!!
همست بـ إستفهآم: وش معنآته هآلكلآم !!!
سكتت صيته وهي تسترجـع كلّ كلآم عدي لهآ وآشكثر كآن جآرح لهآ ... سحـق ثقتهـآ بنفسهـآ .. عدمهــآ بكلّ قسوه ولآ اهتم ...



هزتهآ نآهد بقوه من كتفهآ وهي تصرّ على كلآمهآ بحزمّ بعد مآتوآلت دموعهآ على خدودهآ بصدمه من اللي طرآ بخآطرهآ من قصد صيته بكلآمهآ إن هي إللي تنعآب: صصصصيــــه وش معنآته هآلكلآم قلتلك علمينــــــي الحـــيـــن
نآظرتهآ صيته مبتسمه بألم وهي تمسح بقآيآ دموعهآ بأطرآف أصآبعهآ: هههههه وش فيك انتي الله يهديك بس يآنآهد وش ظنيتي


نآهد وخلآص وصلت معهآ - بنبره مهزوزه مرتجفه وهي تمسح دموعهآ بعد - : صيتـه لآ تتلآعبين بآلحكي معي .. وش قصدك
صيته: إنتي فهمتي غلط يآنآهد .. خبرك أختك تربية أبوك تسوي كـذآ !!! شلون تظنين هآلشي
غمضت نآهد عيونهآ زآفره نفس عميق مسموع برآحه وهي رافعه رآسهآ " سآمحيني يآختي يآبنت أمي وأبوي .. انتي مآتدرين عن أختك وش تسوي .. وش الظلم إللي تسويه بحق ربهـآ وحـق نفسهآ وحق زوجهآ مع أخو زوجـهآ ... أنآ المعيبه إللي أنعآب يآصيته مو أنتي "


صيته: هــييييه لوين وصلتي !!
فتحت عيونهآ بحزن: ولآ شي أنآ معك .. بس مآفهمت عليك .. وش تقصدين
تنهدت صيته بعمق وهي تعدل جلسهآ .. صآرت مقآبله لأختهآ ثآنيه رجولهآ تحتهآ مسنده يدينهآ الثنتين على وركـي أختهآ نآهد مقربه وجههآ منهآ لين التصقت خشومهم ... وصيته مبرقه عيونهآ بعيون أختهآ ...

رجعت نآهد وجههآ بفزع معقده حآجبيهآ: بسسم الله عليك وش فيك انتي الحين .. ليكون مسك الجن مثلمآ تقول ريتآج وأمهآ !!!
صيته: طآلعي زيـن .. تأمليني .. شـوفي .. وقولي رآيك بأمآنـــه .. من إللي بيرضى بعشرة وحده لهآ هآلوجه الدميـم ؟

بققت نآهد عيونهآ بـ استنكآر شديد: لاآآآآآآآآ إنتي جنيتـي ع الآآآآخــر
صيته: لآ مآهوب جنآن .. هذآ وآقع وحقيقـه .. غريزه وفطره بنفوس الرجآل .. مآيطيب لهم غير الجميله .. هذآ مطلب ومنـى وأنآ بعيده عن هآلغآيـه
نآهد: وليش تتكلمين إنتي بلسآن الرجآل !! ترآ مآيفكر كذآ غير منهو نآقص عقل ودين .. السطحي اللي مآيشغل فكره غير متعـة نفسه وخلآص .. لكن منهو رجآل ولد عرب مآيدور غير على الطيـب والأصل والنسب .. الدين والأخلآق ... الطيب بـ العشره يآصيته مو بحلآوة الشكل والله


هزت رآسهآ بهدوء نآفيه هآلكلآم: هـــــررررج
نآهد: أي هرج إنتي بعـد !!! تعآلي هنآ قوليلي من قآلك انك مب حلوه !! علميني هآآآه .. من هآلحثآله إللي مآتسوآ ترآب .. ليكون المخيسه ريتآجوه قليلة السنع ولآ أمهآ العقربـه ذيك بعـد خبري بهم بزفـر لسآنهم .. علمينــي !!! ولآ تقنعيني ان هآلخرآبيط من عندك ... خبري هآلهرج مآيطلع إلآ من حريم نآقصآت عقل ودين


صيته: هذآ مآيغير من الوآقع بشي .. وترآ مآفي دآعي لكلآمك ذآ أبدّ يآنآهد ولآ إنك تجآمليني .. ترآك أختي
زفرت نفس مسموع من فمهآ بطفش: استغفــر الله العليّ العظيم .. يآمثبت العقل والدين يآآآرب .. وربي يبآك كـف يعدلك ويصحيك لآ أكفخك الحين .. بســك عبط وش هآلهبآل
صيته: ..............
نآهد: الحين نآظريني .. نآظريني أشوف .. ارفعي رآسك ...


رفعت صيته رآسهآ وعيونهآ شآيله كثير من نظرآت الحزن والإنكسآر ..
نآهد: شوفي الحين إنتي أكثر شي مزعج بوجهك هآلحبوب ... وشوي مشعره ... هآلشعر الكثيف بوجهك ... وحوآجبك مو مرتبين أبدّ ... وكل هآلشيّ من إهمآلك بمظهرك مو أكثر .. يعني مآهيب معضله .. بكرآ نروح عيآده جلديه ونشوف بشرتك هذي وش مشكلتهآ ودوآهآ ... غير كذآ الموضوع بيدك ... عمرك جربتي تروحين مشغل تزبطين فيه عمرك !! ولآ حتى هنآ بـ البيت ... تسوين أي شي لنفسك بيدك !! شفتي من قبل شكلك بـ المكيآج !! مآ أقولك full makeup لآآآآ ... شي بسيط وخفيف رحّ يغير كثير من شكلك



ضحكت بـ استهزآء: هــه .. ولحد متـى ؟!! بلبس أحسن لبس واعدل شعري بأحسن قصـه وتسريحه وازين وجهي بـ احلآ مكيآج .. وبعديــن !!! بـ آخر اليوم قبل لآ أنآم غسلـه وحده بـ المــويه وبينمحـى هآلتزييف وبرجع لأصلي مثلمآ كنت ...
مين يآنآهـد إللي بيتقبلني مثلمآ أنآ ... يحبنـي ويبينـي مثلمآ أنـآ ... بشكلي الطبيعـي .. الحقيقـي .. ميـــن ؟!!


نآهد بعصبيه وخلآص وصلت معهآ: وربـي لأكفخـك الحيــن ترآك مصختيهآ مره
أطبقت صيته شفتيهآ بحزن وهي رآفعه كتفهآ الأيسر بهزه حزن خفيفه ... مآبيدهآ شي !!!
نآهد بهدوء: تقسين على نفسك مره يآصيته ... مآخبري بك رآعية مظآهر .. مو إنتي صيته أختي إللي أعرفهآ .. وش إللي كسرك كـذآ وأنآ اختك .. علمينـي
هآلنبره الحآنيه الدآفيه بصوت أختهآ وسؤآلهآ عن جرحهآ وسبب كسرتهآ كآن الملح بـ الجرح ... وإن دآمت تنآظرهآ فهي تدل نفسهآ رحّ تنهآر ...



عطتهآ ظهرهآ ممدده جسمهآ على السرير نآيمه على جنبهآ الأيسر ... مسحت بهدوء دمعه تحررت من عيونهآ متسلله على خدهآ " كسرني كلآمه يآنآهـد .. هو مآيعنينـي أبدّ .. بس يظـل رجّآل .. شآنه شآن اي رجّآل غيره .. وش إللي بيتغير إن كآن هآلكلآم من عـديّ أو من عٌمـر أو غيرهـم .. كلهم رجـآل .. وكلهم زي بعـض ! .. تفكير وآحد .. فطره وحده .. رغبـه وحـده ... مآدري كآني بوآجه عديّ مره ثآنيه .. أحقـرّه ولآ أشكــره ... أحقرّه إنه سحقني بكلآمه بهآلطريقه الجآرحه أو أشكره إنه صحآني على حآلي ونبهني لشيّ .. للحقيقــه .. الحقيقه المبآشره .. بدون كـذب .. بدون مجآملـه .. !!! "



فردت نآهد جسمهآ ونآمت ورآهآ محتضنتهآ محوطتهآ من خصرهآ بيدينهآ الثنتين .. - همست بدفى - : نآسيه يآصيته إن كلاً بميزتـه ... كلاً فيه شي حلـو وجذآب يخصـه .. يخصـه هو بروحه مآحد يشآركه أو يشآبهه فيه .. شخص لآمن إنذكرت هآلميزه عرفو إن فلآن هو المقصود ... شي حلـو يميزك ... الحين غمآزآتك الثنتين ذولي عــذآآآآآآآب .. لآمنك حكيتي ولآ تبسمتي فآهــو الخلـق فيكـ وبجآملك بذيك اللحظـه إللي تبرز فيهم غمآزآتك ... وغير الشكل والملآمح .. أختي إللي أعرفهآ ملكة جمآل بقلبهآ الأبيض الطآهر إللي مآعمره شآل من أحدّ ... الحين صيته بـ الله علميني إنتي تشوفيني حلوه ؟!!

مسحت صيته دموعهآ الصآمته وهي تحسّ بشفقه أكبر على نفسهآ من حكي أختهآ لهآ وإللي أكيد مآتقصد منه غير إنهآ تطيبهآ وتعدل هآلفكره السلبيه إللي برآسهآ وهآلنظره الدونيه لنفسهآ بس كلّ مآتكلمت نآهد كل مآشفقت هي أكثر على نفسهآ وهآلوضع اللي هي فيه وتحسـه ...

استنطقتهآ نآهد: هـــآآآآه .. مآقلتي .. تشوفيني حلوه
صيته ببحـه: أكيد حلـوه .. مآشآلله عليك


نآهد: هه وين الحلآوه مآلت علي .. مآتشوفيني دبّ بآندآ .. جسمي مب حلو بـ المره وهذآ بعكسك .. عود ريّآن ..
هذآ شي مآيعجبني بنفسي وأحسدك إنتي عليـه .. شي ثآنـي بعـد .. عيوني صغآر مره كنهـم أزرآر ثـوب .. وذآ بعد بعكسك انتي يآ الدعجـآ وجـع مآحلآهم عيونك وسـآع
غصباً عنهآ ضحكت صيته: هههههه أقول سمي بس لا تنظلينـي الحين
ردت لهآ نآهد الضحكه وهي تشدد من ضمتهآ لهآ: ههههه أيوه كذآ إضحكي .. بس وريني وجهك بـ الأول خلني أشوف هآلغمآزآت العذآآب لآمنك تضحكين .. هآآآه التفتي علي ورينـي
صيته: هههههههه نآهدووووه خلآص عآد


نآهد: المهم هذآ هو إللي بغيت أوصله لك .. إن مقآييس الجمآل تختلف من شخص للثآني .. مآلهآ معيآر محدد .. الجمآل الخآرجي هذآ تفضيلآت شخصيـه مو أكثر .. الكلّ يختلف عليـه .. فيه إللي يحب الطويله فيه القصيره .. فيه النحيفـه أو المليآنه .. إللي يقولك أحب البيضآ وغيره يقول السمرآ .. وإللي يحب العيون الدآكنـه والثآني يحـب الملـونه ... كلاً بكيفـه يختلفـون .. أمآ اللي مآحد يقدر يختلف عليـه هو الجمآل الدآخلـي .. الـرووح .. روحك هي إللي الكلّ يتفق عليهآ .. كآنهآ طيبـه أو مخيسـه ... أبيض أو أسود مآفيـه نقآش .. فهمتي علـي ... وإعرفي وقبل مآتثقين بنفسك وبكلآم النآس عنك ثقـي بربك أهمّ شي .. وإنه مآخلقك الآ بـ أحسن صوره .. ربي شآيف إن هآلصوره هي أحسن صوره لك .. مآرح تكوني بشكل أجمل من إللي ربي شآيفك فيه فـ خلآص .. وش لك بـ العآلم والنآس .. شآفو ولآ عنهم مآشآفو العمى بعيونهـم ...


صيته: ههههههه
نآهد: الحين تضحكين انتي ووجهك .. وش إللي يضحك بـ الله
تنهدت صيته برآحـه مآخذه نفس عميــق مسموع بعد مآحست برآحه كبيره من كلآم أختهآ إللي طمنهآ .. زرع الثقـه ودبّهـآ من جديد بروحهآ ...
همست وهي تتحسس ذرآع ناهد اللي محآوطهآ من خصرهآ: الله يخليك لي يآ اختي ولا يحرمني منك أبدّ
إبتسمت نآهد بصدق وهي تحس برآحه بعد مآتأكدت إن نفسية أختهآ تحسنت شوي: يآآآجعـل عيني مآتبكيك بيـوم


أردفت نآهد بسرعه وكأنهآ تذكرت: بكرآ بنروح عيآدة تجميل هــآآآه .. وترآ فيه مشوآر ثآني بعـد لعيآده ثآنيه بس بيوم غير
عقدت صيته حآجبيهآ بـ استفهآم: أي عيآده !!
نآهد بفرحه كآنت كآبتتهآ عن الكلّ: حمــل جديــــد .. بآركيلـي
التفتت صيته بسرعـه لأختهآ وجههآ بوجههآ مبققه عيونهآ بفرحـه: وشهـــــــــــــــــوووووووو !!!!



======
-----------
======


بـ نيويوركـ ... وكمآله للأحدآث المقتطعـه ...

التفت ورآه ينآظر بـ البآب الفآصل بينآتهم وهو يحفر كفوف يديه بأظآفره .. وقف متوجه للباب بخطوآت متثآقله متردده .. النور بشقتهآ مضوي يشوفه من عقب البآب ..
دق ع البآب بهدوء: ليـلآ !
- ليلآ افتحيلي بآب الشقه أبي أكلمك شوي ..
- ليـلآ ردي علي ..

ركـل البآب بقوه معصـب: ليــــــــــــــلآ
أعرض عن البآب رآفع رآسه للسقف بعد مآزفر نفس عآلي من فمـه عآض بأسنآنه من فكه السفلي على شفته العليآ بقوه .. متخصـر .. يديه الثنتين على وسطـه ..

توجـه لطآولة المشرب الرخآميه عنده يشوف ميدآلية المفآتيح حقته .. بين المفآتيح مفتآح البآب الفآصل بينآتهم .. ضغط عليـه بقهر " والوعـد إللي قطعته على نفسي مآ أقرب صوب هآلبآب وأفتحه !!! طيـب يآليـلآ قسم بـ الله لتشوفين شي مآيعجبك ولآ يرضيك .. وربي لأوريك على هآلعند وهآلتصرفآت الطفوليـه المآسخـه "

دخل المفتآح بشويش وهو يحركه بصعوبه .. صآر له مده طويله مآجرى المفتآح دآخله .. دفه بقوه بكتفـه مره وحده إنفتح بعدهآ ..
كل أنوآر الصآله كآنت مضويه .. مسح المكآن بعيونه وعلى وجهه ملآمح القرف والإشمئزآز من هآلريحه البشعه إللي يشمهآ بـ المكآن ..
مشى متوجه لغرفة النوم إلا ويلمح جسمهآ الصغير ممدد ع الأرض ورآ الكنبه الإسفنجيه العريضه بصآلتهآ ..


مشى صوبهآ بخطوآت متردده ، كآنت معطيته ظهرهآ - همس - : ليــلآ !
مرّ من فوقهآ وجلس بهدوء على ركبتيه مثني رجوله تحته .. كشرت ملآمحه بـ إشمئزآز من منظرهآ .. طرآشهآ مغرق المكآن حولهآ والريحه فآيحه بـ المكآن كلّه .. بـ أصآبع مهزوزه بعد خصلآت شعرهآ عن وجههآ وإللي كآن مخبيه بـ الكآمل ..
بلع ريقه بتوتر مآسكهآ من عضدهآ يهزهآ بشويش: ليــلآ !! ليلآ تسمعينـي ؟ ليــــلآ !!
دفهآ من كتفهآ يعدل نومتهآ من على جمبهآ لظهرهآ .. وهي تلفت نزل شوي من الترجيع من فمهآ ونص وجههآ إللي كآنت نآيمه عليه مغطى بـ الطرآش .. تقلصت عضلة فكـه مطبـق فمـه المشدود بـ إشمئزآز من المنظـر ..


انفكت مسكة يدهآ من عنق قزآزة المشروب .. عقد حآجبيه وهو يمسك القزآزه مقربهآ من أنفه يشمهآ " معقووله !! شربــت !! " : ليــلآ .. ليلآ إصحـي .. ليش يآلهبلـه شربتي وكل ذآ عشآن إيش يعني ...

حسّ بحرآرة خدهآ وهو يلطم فيهآ بهدوء يفوقهآ .. رفع يده لجبهتهآ ومنهآ على رقبتهآ يتحسسهآ .. كآن جسمهآ يغلي من الحرآره ... محمومــه
تبدلت ملآمحه لقلق وخوف فجأه من أدرك أنهآ تعبآنـه وحرآرآتهآ العآليه هذي خطـر ...
شآله بين يدينه دآخل شقتـه متوجه للحمآم " بـ الكرآمه " ..
جلسهآ ع الأرض مدنق رآسهآ ع البآنيو وجلس هو ورآهآ ... شغل الدوش بـ المويه البآرده على رآسهآ إللي كآن ممسكه ومدخله بـ البآنيو تحت المويه ..
إنتفـض جسمهآ برعشـه وآضحه حس فيهآ وهي تحآول تخرج رآسهآ من تحت المويه إلآ أنه كآن ضآغط عليهآ بقوه ..
صآحب بـرفض شبه مسموع: Nooooo, No
نجم: بس إهدي ليلآ هذآ انآ نجم ..
أسندت يديهآ الثنتين على طرف البآنيو وصآرت تدف نفسهآ بمقآومه فآشله لأجل تبعد رآسهآ عن المويه


نجم: خلآآآآص إهدي شوي .. بصحيك من سكرك يـ الغبيــه ليش شربتي
ليلآ: بطططنـــــي .. بطنـي نآآآر تحرق جووفـي آآآآآهــيي إهئ إهئ آآآهـ
نجم: هذآ من إللي شربتيه .. إصبري بس علي بعدين أوريك شغلك
ليلآ: مووو قآآدره .. ككككـل .. كــل شي فينـي .. كل شي فيني يحتتتـرق
رفع رآسهآ من تحت المويه وهو يلم شعرهآ يلفـه بـ الفوطه الصغيره: خلآص إهدي شوي بسويلك شي يطيبك ويسكنك ..
دخل يده بـ المويه وصآر يمسح وجههآ ..
همس: إفتحـي فمك
بـ استجآبه لآ إرآديه .. فتحت فمهآ بشويش وإللي إمتلى بـ المويه من كف يده .. هرهآ من عضدهآ وهو يأمرهآ بعطف: وين رآحت المويه ؟ يـ الهبله تمضمضـي ..
حش بجسمهآ يرخى ويميل عليه .. ميل رآسه لتحت يشوفهآ .. كآنت قد فقدت وعيهآ مره ثآنيه
تنهد بأسى " وش أسوي معك بـس "


وقف على ركبتيه ضآغط على خديهآ لأجل تفتح فمهآ يغسله لهآ من أثر الترجيـع .. دخل سبآبته بفمهآ وصآر يحركه دآخله على لسآنهآ واسنآنهآ .. رجع من بعدهآ مسح على وجههآ بـ المويه مره أخيره وهو يرفعهآ من تحت إبطيهآ .. ضمهآ لصدره شآيله مثلمآ الطفل على كتف أمه ..

مددهآ على سريره مغطيهآ بلحآفه الستآن الحريري الكحلـي .. متوجه للصآله ورآ المشرب الرخآمي حقـه .. ملى طبق بلآسيكـي بـ المويه البآرده من الكولدير وشغل الغلآيـه يغلي كوب مويـه ..

رد لهآ الغرفه بيده فوطه بيضآء صغيره وبيده الثآنيه الطبق البلآسيكي حطه ع الكومدينه .. ثنآ الفوطه مبللهآ بـ المويـه يسويهآ كمآدآت بآرده ..



بظهر أصآبعه كآن يتحسس خدهآ بخفـه محرك أصآبعه الطوآل على بقع النمش البنيـه الخفيفـه المبعثره على خديـهآ من تحت عيونهآ وعلى خشمهآ ..
كآن يتأمهآ بحبّ .. بـ إحسآس مآقد حسه من قبل بوجوده بهآلشكل وهالقرب من أي بنـت من قبل .. نزلت سبآبته لشفتيهآ المقلوبه بإغرآء أول مره يلآحظه ..
حس بعضله فكه اللي تقلصت .. ورجفه على طول عموده الفقري ... هآلنبض إللي إشتد وإحتد .. وهآلنفس إللي يشهقه ويزفره بعنـف ..



إنتفض جسمه من صوت صفير الغلآيه العآلي .. غمض عيونه بقوه زآفر نفس مجهـد مسموع " وش إللي تحس فيه يآنجــم .. إصحى ع حآلك "

بعد عنهآ متوجه للصآله ... فتح خزآنة الأدويه الصغيره المعلقه بزآزيه على الجدآر ورآ المشرب .. صآر يقرآ الإسم من على كل علبة دوآ .. أخذ منهم إللي يحتآجه بكف يده وبيده الثآنيه كوب الحليب ..

هز رآسه بـ النفي معنف نفسه على هآلإحسآس إللي يحسه وهو يشوفهآ قدآمهآ بهآلوضعيه وهآلإستسلآم ..
جلس جمبهآ بعد مآحط كآس الحليب ع الكومدينه .. مد ذرآعه تحت ظهرهآ يرفعهآ ويده الثآنيه يلطمهآ بخفه على خدهآ يحآول يفوقهآ: ليــلآ .. ليلآ تسمعينـي !!
عقدت حآجبيهآ بتعب شآبكه يدينهآ الثنتين على بطنهآ بتأوه: آآآآه .. بطننننننــي
نجم: معليش الحين بيخف هآلألم .. قومي بس إرفعي نفسك ..

قرب كف يده لفمهآ يأكلهآ الحبوب وبيده الثآنيه مدهآ يجيب كآس المويه بعد مآ اسند رآسهآ على صدره وهو ورآهآ: هآآ إشــربي ذولي .. شوي وبترتآحين .. بتسكنك



همست بضعـف: نجـــم
انفكت الفوطه من شعرهآ وهي تلتفت عليه ...
ابتسم لهآ بهدوء وهو ينزل الفوطه من رآسهآ - هآمـس بجآذبيـه مبحوحـه تذوب - : لبيـــــه
ليلآ: لآ .. لآ تخلينـي
بنفس النبره الهآمسه الجذآبه وهو يبعد خصلآت شعرهآ عن وجههآ بهدوء: ليش شربتي ؟ ليش سويتي كذآ بنفسك ؟ كل ذآ عشآن الشغل
بنبره خآفته مهزوزه: خآآ .. خآآآيفــه
مسح بيده على خدهآ وهو دآفس وجهه بشعرهآ المبلل مغمض عيونه بنشوه عميقه يحسهآ: من إيش خآيفه وأنآ معك ! ولآ عشآن سرحوك من الشغل بسرحك أنآ من حيآتي !! هـآ !!

حس بـ إرتجآف جسمهآ بعد مآشهقت بـ البكآ المكتوم ودموعهآ الصآمته تقطر على ذرآعه إللي محآوطهآ عقد حآجبيه بتفآجئ وهو يلف برآسه عليهآ: ليلآ وش فيك الله يهديك والله السآلفه مو مستآهله كل ذآ .. ليش البكآ الحين

حرك إبهآمه على خديهآ ومن تحت عيونهآ يمسح دموعهآ: خلآص لآتبكـي
غمضت عيونهآ بقوه وهي زآمه شفتيهآ تمنع شهقآتهآ تعلى وتحتد أكثر وبعدهآ دموعهآ منهآله: مــآآآآ .. مممممم آآآ .. مآآآتــــت
تقطبت ملآمحه بـ إستفهآم " مآتت ؟!! منهي إللي مآتت .. وش السآلفه !! "
كملت بكلمآت متقطعـه يآدوب تجمعهآ: مآآ .. مآآ بقآلـي أ أأ أحـد يآآنجــــــــم .. رآآحــت .. رآآحـت وتركتنـي
نجم: من إللي مآتت !!


إحتدت شهقآتهآ وانتفاضة جسمهآ بحركة كتوفهآ اللي ترتفع وتهبط
شوي ويموت من رعبه عليهآ وإللي يشوفه منهآ .. أول مره تكون منهآره بهآلشكل: ليلآ وش فيك وإيش هآلكلآم مو فآهم شي .. إهدي إهدي وفهميني عدل .. من إللي مآت
كآن سؤآله صمآم الأمآن إللي إنفلت .. فقدت أعصآبهآ ودخلت بنوبة إنهيآر .. تصيـح وتصآرخ .. ترفس برجولهآ وتحآول تفك نفسهآ من حصآر ذرآعه إللي محآوطهآ: كآآآآآريــــــــــــــــــــــــن .. كآآآرين .. مآآتت .. تركتنـي لوحدي .. وتركت جوززززيـــــف .. مآتت ولآ خبرتنـي .. مآعلمتني إنهآ بتروح وتتركنـي .. زي مآمآ فآطمه .. رآحو وخلونـي .. ليييييييش لييش يروحون ومآيعلمونـي .. مآمآ فآطمه رآحت .. وكآرين رآآآآآآآحــــــــــــــت .. رآحت وتركتني .. لمييييييـن .. لميييييـن تركتنــي

مآقدر يسوي شي غير أنه شدد ضمته لهآ بصدره دآفس وجهه بشعرهآ يهز جسمه ويهزهآ ويآه ريحه وجيّه: خلآآآص إهدي .. .. إهدي إهـــههههههـــدي هــششششش .. بــسسسس إهـــــــدي



كآنت لحظآت مـرت .. هدت فيهآ .. سكنت حركآتهآ .. هبطـت أنفآسهآ وشهقآتهآ ..
بعد جسمه من ورآهآ ممدده على السرير بوضعية النوم على ظهرهآ وجلس هو بـ الأرض على ركبتيه يتأملهآ .. بعدهآ صآحيـه بس تأثير المسكن بدآ يسرى بأعضآئهآ .. ملآمحهآ مرهقـه .. عيونهآ متعبه مآليهآ حزن ونظرة إنكسآر موجعـه .. مخآط أنفهآ سآيل على شفتيهآ المشققـه ..
رفع يده لخشمهآ محآصره بين سبآبته والوسطـى لحد مآنزل كل مخآطهآ بيـده إللي مسحهآ بفوطة شعرهآ ..


نفخ هوآ على وجههآ وهو يهمس لهآ بحنآن إجآبة لسؤآلهآ " رآحت كآرين وتركتهآ .. لمين تركتهآ " - بنبره كلهآ دفى وطمأنينه - : تركتــك لـي أنــآ
إحتضنت كف يده لصدرهآ هآمسه بترجي: لآتتركنـي يآنجـم
مسح حآجبيهآ الإثنين بإبتسآمة هآديه: مآرحّ أتركك .. ومآرح تروحين مكآن .. بتظليـن هنآ .. معــي .. مآبتركك إلآ إذآ طلبتي إنتي هآلشـي ..

حست أعصآبهآ رخت أكثر ومآقد حست بشي .. رخت مسكتهآ ليده وجفونهآ تصآرع لأجل مآتتسكر .. إلآ أن التأثير غلبهآ وغفــت ..
نجم: لآآآ إصحـي .. إشربي كوب الحليب بـ الأول
ليلآ: .............
تنهد بعمــق وهو يفك يده من يدهآ .. رجع بلل الفوطـه وحطهآ على جبينهآ كمـآده بآرده ..

خرج برآ الغرفه مطفـي نورهآ ...


رمى الفوطـه إللي كآن لآفف شعرهآ فيهآ وإللي مسح فيهآ يده من مخآطهآ بسلـة الغسيل المتسخ بـ الحمآم " بـ الكرآمه " متوجه لحوض المشرب يغسل كآس الحليب إللي مآشربت منه وكآس المويه .. ( نجم من النوعيـه الموسوسه بـ النظآفه ) والظآهر إنه العكـس تمــآماً مع ليــلآ إللي توجه لشقتهآ من البآب الفآصل بينآتهم وهو يمسح المكآن بعيونه معقد حآجبيه لأقصآهم بـ إشمئزآز من منظر المكآن .. هز رآسه بـ النفي متوجه لحمآمه وهو نآوي على حملـة نظآفـة شآآآآملـــه .. أكثر شي مآيطيقه ولآ ممكن يتحمله الوصـخ والإهمآل وإللي يشوفه فهآلشقه فوق إحتمآل بمرآآآآآآحـــل ...
طلع أدوآت التنظيف من مكنسه ومنفضـه وفوط وسطـل و ......... الخ

دخل شقتهآ وعيونه معلقه بـ أول شي رح يبدآ فيه .. المكآن إللي كآن بيئـه صحيـه لتكآثر العنآكب إللي نآسجه لهآ بيوت بكل ركن وزآويه من زوآيآه: وش هآلخرآبــه معقول من يوم مآسكنت مآنظفت المكآن !! فرشت أغرآضهآ بدون تنظيف !!!

فك أزرآر قميصه الكآروهآت زيتـي بـ أبيض لآفه على أكرة البآب وإبتدى تنظيـف ضآرب بكل إللي يحسه من تعب وإرهآق السفر وموآصلة صحوه لمده تتعدى الـ 24 سآعـه عــرض الجـــدآآآر .......




======
-----------
======



يتبــــــع ...


:::

~FANANAH~ 10-08-16 06:06 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======


بـ مصــر .. قبل الغـرووب بلحظـآت ...


بـ أوبن كآفيـه طآوله مشغوله بـ شخصين على الرصيـف .. مطلـه على الشآرع إللي كان شبه هآدي من زحمة المآره ..
نزل مـق القهوهـ التركيه السآده بعد مآرشف منه وعيونه عليهآ تقرب صوبهم مأشره بيديهآ كتحيـه من بعيـد ... " الطويلـه الفآتنـه " !!! هـي نفسهـآ ؟ إيـه هي .. مو هو إللي تخونه ذآكرته بـ الشي إللي يلفتـه ويجذبـه حتى وإن كآنت نظره دآمـت ثوآنـي ..


أظلمت عيونه الحآده بتفحص لكل إنفعآلآتهآ وحركآتهآ بعد مآ انرسمت إبتسآمه حسيه على وجهه وهو يشوفهآ تجلس على الطآوله إللي جمبهم بعد مآ احتضنت طفل صغير بعمـر السنـه والنصـف لصدرها وهي تبوس فيه بشـره وعنـف من كل مكآن بوجهه وتشد خدوده المليآنه بعـض خفيف بأسنآنهآ بعد مآسلمت على حرمه والوآضح إنهآ تكون أمّـه .. كآنت خليجية الملآمح أكثر منهآ بعبآيتهآ السودآء وطرحتهآ على طريقة الحجآب الخليجي المميـز بلفتـه عكسهآ هي إللي مآكآنت بدون حجآب .. بتنوره شيفون طويلـه لآخر سآقهآ بـ اللون الأخضر البحري الفآتح وقميص قطني أبيض كآش مآيوه (القميص دآخل التنوره) مشمره أكمآمهآ لمرفقيهآ وصندل فلآت ... هي نفسهآ مثلمآ شفتهآ ذآلك اليوم .. الطويله الفآتنـه .. " بس فيهآ شي متغير .. شي محليهآ أكثـر .. !!! إيــه شعرهــآ .. هوو شعرهآ .. كنّـه طول شـوي .. غطآ أذونهآ .. "



رفع حآجب وآحد بمكر: مطول عندكـ ؟؟ وين وصلــت
ميل فمّه المشدود بـ إبتسآمه خفيفه منآظره بطرف عيونه - مآردّ عليـه -
وهو بدوره إلتفت جمبه محلّ مآفهـآ خويّـه بعد مآفهم النظره التفحيصه إللي يشوفهم فيهآ وإللي يعرف وش المغزى منهآ ووش وورآهآ ...
كآنو ثنتين .. المتحجبه كآنت مندمجه بـ الكلآم بحمآس .. وآضح إن السآلفه رهيبـه والثآنيه إللي ضآمه الولد لصدرهآ تهز رآسهآ بـ ايجآب تحثهآ تكمل كلآمهآ مبققه عيونهآ بتركيز وإنتبآه للكلآم إللي تسمعه منهآ ..
الولد الصغير ينآقر فيهآ وهو يكفخهآ كل شوي ويشد بشعرهآ الولآدي نآري اللون بعد مآيتحرر من تكتيفتهآ له .. كل مآكتفتـه هي بين يدينهآ يرجع ويتحرر بعد مآتندمج هي وتدخل جوّ بـ السآلفه إللي تسمعهآ



فوآز: أدري عن هآلنظره لآمنكـ رميت بهـآ
رفع حآجبيه بحركه سريعه مره وحده وهو يلتفت له مبتسم: ووش دريت ؟
فوآز: عمآ بخآطـرك
سند: ووش إللي بخآطري ؟
فوآز: مآظنتي بـ إللي فخآطركـ للخليجيـه .. أشوفك فهيت بـ أم الولد
سند بتأكيد وثقـه: مـب أمـه
رجع فوآز إلتفت عليهم مره ثآنيه بإستفهآم وآضح على ملآمحه: شلـون ؟
سند: خمـن منهـي ؟
فوآز: أي وحده
بطرف عيونه أشرّ سند عليهم: إللي بحضنهآ الولد
مدّ فوآز شفتيه المطبقه وهو يهز رآسه بـ النفي - مآيدري منهي - : وش درآنـي
سند: بنـت أستآذ معآذ
فوآز: ..................
سند: معآذ المآلكـي
تمّ ثوآني لحد مآ إستوعب الإسم بخآطره .. رفع بعدهآ حآجبيه الإثنين فآتح فمه بـ إبتسآمه تفآجـئ ..
ردّ له سند الإبتسآمه وهو يهزّ رآسه تأكيداً عمآ إستوعبه فوآز رآفـع المـق لفمـه يشرب منـه
فوآز: هــبّ ع الذآكــره .. كم مرّ بـ الله من ذآك اليوم إللي شفنآهآ فيه بمكتب أستآذ معآذ ؟ والله إنك مب سهـل أبدّ .. مآ لآحظتهآ أبدّ أو حتى شبهـت عليهآ
رفع كتوفه بهزه خفيفه مبتسم بخفـه
ميل فوآز رآسه جهتهم رآفع حآجبيه بأمر لـ سنـد: get the chance
(إنتهـز الفرصـه)
سند: ..............
فوآز: إنت بمصر مو بـ السعوديه يـ الغآلي .. البنت من ذآك اليوم وآضح إن روحهآ رويحه تآخذ وتعطي
سند: هآلبنت تكون بنت أستآذنآ !
فوآز: إيــه أدري .. وش فيهآ يعنـي ؟!!


زمّ شفتيه بـ استنكآر بدون تعليق على كلآم فوآز وإقترآحه إنه يتقرب منهآ .. دآمهآ عجبته ومن أول مره شآفتهآ فيـه من مده تقرب للـ 4 شهـور طآفو وهي بمكتب المحآمآه الخآص بـ أبوهآ وقتهآ كآن هو وفوآز بـ اجتمآع معـه .. بعدهم متدربين .. جديد بشكل القانون والمحاماه
حتى وإن كآت روحهآ رويحه .. مرنه بتعآملآته .. تعطيك رآحـه فـ الكلآم والتعآمل مهآ بدون أي ضغط نفسي وعصبي منكـ بس مو هـو سنـد إللي يسوي هآلشيّ .. مو هو إللي يبدآ ويتقرب من بنت أياً كآنت درجة إنجذآبه لهآ ... نرجسيتـه المبآلغ فيهآ تمنعـه ..

فوآز: خلك كذآ مغرور وشآيف نفسك لين مآرح يقبرك هآلكبريآء وإنت مكآنك .. حبيبي هـ الخطوه مآتجي إلآ من الرجآل
سند: وش إقترآحك ؟


ميل فمـه بتفكير: آممممم .. مدري والله .. المشكله إنهآ مب بروحهآ الحين .. معهآ هآلحرمه
سند: بتفـرق ؟
فوآز: إيه طبعاً بتفرق .. لو بروحهآ الموضوع أسهل بكثير
سند: ولو بروحهآ ؟
زفر نفس وهو مطير عيونه للسمآ بطفش: لآحـــووووول ترآك تبط كبدي بذآ البرود
إفهم يآخي لو بروحهـآ .. بتوقف بهدوء .. بتمشي صوبهآ بهدوء أكثر .. تسلم عليهآ بهدوووء أكثـــرررر .. تسحب كرسي مقآبل لهآ بكل هدوووووء .. ثم تجلس بهـدوء
سند: ..............
عقد حآجبيه بعد مآرفع حآجب منهم بإستفهآم للتعبير إللي إنرسم على وجه سند: وش هآلنظــره !!! وش تبي بعد .. هذي البدآيه أهم شي وإنت وشطآرتك بـ البآقي مو أنآ إللي بفطمك بـ الكلآم .. انـــت المآستـــــر
سند: .............

زم فواز شفتيه رآفع كتوفه بهزه لآ مبآلآه وهو يرفع فنجآن قهوته البيضآء: ترآ مآتنعطـى وجـه أبـدّ
ضيق عيونه بـ إستفهآم وهو يسأله: الحين هذي طريقك !!! ثآريك 28 سنه وبعدك كل مره تآكل على قفآك من كل بنت تتعرف عليهآ .. ليكون بهآلطريقــه !!!


فوآز: وش فيهآ بعد هآلطريقـه !!! أقول لآتعآير الحين .. ترآك إنت بعد 28 سنـه وبعدك للحين سينقـل .. أقلّه أنآ دخلت بتجآرب كثيره شفت ذي وذيك أمآ إنت .. بعدك خـــــــآآآآآآآم
سند: خآم بكيفي مو عيب منـي يردنـي .. وش فآيدة كثر العلآقآت الفآشلـه !
فوآز: والله عآد أنآ مقتنع بمبدأ أن تحب فتفشل خيراً من ألآ تحب أبداً
زفر بـ ابتسآمة إستهزآء مقطوعه: هـــه .. جـدّ والله ؟ وين الحب الحين بـ السآلفـه !!! ذآ لعب بزرآن ...
فوآز: أقول الحين ترآك بتأثر علي وأكتئب وأنعزل وتطول لحيتي ويمرّ على شهـر مآ أتسبـح تطلـع ريحتـي .. أدمن مخدرآت .. أطلع فوق السطح .. أنقـز من الدور 20 وإنت جآلس مكآنك كوب القهوه بيدك وبيدك الثآنيه الجريده تقرآ خبر إنتحآري
سند: وش هآلفـــــــــرآآآآآآآآآآآآآآآغ إللي بأفكآرك


فوآز: يآبرودك يآخي .. خلك كذآ رآفع خشمك شآيف خشتك ع إيش مدري
سند: كآني مثلمآ تقول مآكنت الحين مضيع وقتي وجآلس أهذر معك بسوآليفك إللي مآتنطآق
خزه فوآز بنظرة إحتقآر من فوقه لتحته أجبرت فمّ سند إنه ينفتح بـ ابتسآمه عذبه سآحره تكشف عن رتآبة أسنآنه المتنآسقه بجآذبيه ...
رفع سند حآجب وآحد بثقه: بوصـل للي أبيـه بطريقتـي أنآ .. بدون أي تنآزل
رفع فوآز سبآبته بوجه سند وهو يهزهآ بتأكيد وإعجآب: إنــــت المآستــــــــــر


/
/
/

حطت كف يده الصغير المليآن بفمهآ وهي تعضـه: بسسسك عآآد يآولد ترآك طفشتنـي
....: لآتعضيــن ولـدي
ورده: أي ولد ذآ فيحــووووه هآه .. هآه !! هـــآآآآه - مسكته من فكه السفلي مقربته منهآ وهي تسحب فمه الصغير لفمهآ ببوسه قويه - : هــآآآآه أي ولد هذآآ .. هذآ جنـي صغيـر
فيحآء: ووش هآلقرف وردوووه الولد بعده صغير لآ تبوسينه من فمه كذآ
ورده: المشكله مآ أقدر أبوسه من فمه كذآ الآ وهو صغير .. لآ منهم كبرو صآرو يلوعون الكبد ويبطونـه



رفعت الكوب البلآستيكي الكبير بـ كوكتيل فريش بشكل مغري بـكل الألوآن .. أحمر فرآوله , أصفر مآنقـآ , أخضر كنتآلوب , أبيض جوآفـه ..
المزآز البلآستيكي بين شفتيهآ المنتفخه: لو تآخذينه بس وتريحيني من إزعآجه .. قلة رآحـه .. تعب بدن وأعصآب
ورده: يعني لآزم تسآفرين !!
فيحآء: ايه حبيبتي لآزم أسآفر تدرين ذآ شهر رمضآن ..لآمنـه جآ تجمعنـآ ...
ورده: يعني زوجك بيوقف شغله هنآ بمصر شهر كآمل
فيحآء: والله مدري للحين بس بنسآفر بأول الإسبوع الجآي إنشآلله بيكون أول رمضآن .. كآنه بيردّ للشغل بـ مصر مدري والله وش بيصير .. علميني بس ليش مآتردون الديره آنتم بعد ؟ مو عآيلتكم بـ السعوديه
ورده: وليش نروح السعوديه !! أبوي عنده زوجته الثآنيه وعيآله منهآ يقضي الشهر عندهم مع العآيلـه بكبرهآ .. أمآ هنآ فـ أكون مع أمي وعآيلتهــآ

فيحآء: بس جمعـة الأهل بـ السعوديه غير .. رمضآن بـ السعودية غييييير
ميلت ورده فمهآ زآفره نفس هآدي بقلة حيله: إيــه .. عآد ذآ هو مآتعودت عليه
رفعت رآسهآ بترجي مبوزه بـ إصطنآع: بس جد شهر بطوله بقضيـه بروحي .. تر جآني الإكتئآب من الحين .. روحي إنتي وزوجك وإتركي هآلجني الصغير معــي
صآحت وهي تشوف ورده تعضعض فـ خدوده: هيييه إنتي بعد وخري عن ولدي ..
أعرضت عنهآ ورده وهي تضمه لصدرهآ بمزح: تحلميـــن
فيحآء: كليتيه حسبي الله على إبليسك شوفي خدوده حمرتيهم طمااط
ورده: مآلك دخل إنتي مآحد إشتكآلك
فيحآء: أي شكوى إنتي بعد
مدت يدينهآ بتآخذه: هآتيه بس اشووف هآتيــه
ورده: تعقبيـن مآتآخذينـه .. لآمنه بكـى ولآ صآح شآكـي عطيته لك


لوت بوزهآ بـ استخفآف: وليش مآتحطين عقلك برآسك وتخلين عنك هآلخبرآبيط وهآلتصوير إللي مآورآه أي سنع وتزوجين تجيبين لك بزر دآمك هآلكثر متعلقه بـ البزرآن وتحبينهم
أطبقت ورده شفتيهآ بـ إبتسآمه خفيفه بدون مآترد عليهآ ... مآتدري من جآ طآري الزوآج والأولآد تذكرته .. تذكرت آدم .. وش يعنيلهآ لأجل كل مآطرآ هآلموضوع قآمت تشوفه بعيونهآ ..
تذكرت بلحظتهآ كلآم حليمه بآخر يوم لها بـ الأقصر وأنهآ تبي زيآرة ورده الثآنيه لهآ هي وآدم يكونون مرتبطين بخطوبه أو زوآج والأحسن تجيهآ وهي حآمل .. حآمل بـ طفل من آدم بعد مآلمحت حليمه لهآلشي وهي تأشر على بطنهآ ...

ضمت فهـد الصغير لحضنها بقوه كنهآ تبي تخفيه بين ضلوعهآ دآفسه خشمهآ برقبته تتنشق ريحته النقيه بنشوه .. ريحة الأطفآل المميزه .. وهي تحآكي نفسهآ " وش فيك يآورده ؟؟ كم مرّ من الوقت وبعدك تتذكرينه وتشوفينه بنفس الطريقه إللي إنتي تبينهآ .. أي إرتبآط ذآ .. ومع من بعـد .. آدم !!!! هـــه .. جد إنك متخلفه .. إصحي على حآلك يآحلوه .. يحـب ويعشـق ويموت على غيركـ .. هذي إللي مآيقدرون بنآت السعوديه ومصـر أو بنات العآلم كله يغيرونه عليهآ .. هذي هي إللي بعقـله وقلبه وروحه .. هذي هي الكلمآت إللي سمعتهآ من فمـه ذآك اليوم ... هو لغيرك يآورده .. مو لــك "


كآنت ذكرى هآلكلمآت إللي صدمتهآ يوم سمعتهآ كفيله بإثآرة الغدد الدمعيه عندهآ لأجل تتلألأ دموعهآ متعلقه بمحجر عيونهآ بأسـى على هآلعذآب إللي تحسـه بهآلعآطفه العقيمـه .. هذآ هو نوع من أنوآع عذآب العآطفـه .. العآطفـه إللي تكون من طـرف وآحـد ..

رفعت رآسهآ للويتر إللي مآنتبهت عليه أبدّ وهو وآقف فوق رآسهم يتكلم مع فيحآء وإللي شكلهآ وآصله حدهآ من العصبيه والنرفزه وشوي بتوقف وتكفخه ..


ورده: وش فيـه !!!
فيحآء: مدري عنه ذآ بعد يقولك أحد دفع حسآبنآ
عقدت حآجبيهآ بإستفهآم: وشهـــو !!!
رمقت الويتر بنظرة إستحقآر: حركآت رخيصه وقديمه مـــرررره
رفعت ورده نظرهآ للويتر إللي كآن منزل عيونه للأرض بفشله من البهدله والتهزيئ إللي أكلهم من فيحآء .. غير نظرآتهآ إللي تخزه كل شوي .. - سألت بهدوء - : ميــن ؟!
التفت ورآه مأشر بعيونه على طآولتهم وإللي كآن فوآز يمثل دور التجآهل وهو يحكي بـ الجوآل وسند فآرد جسمه بأريحيه ممدد رجوله رجل مسنده على رجل وبيده جريده يقرآ فيهآ: أستآذ سنــد وأستآذ فــوآز

ورده: ذولـــــي ؟
زفرت فيحاء بـ ضحكة إستخفآف مسموعه: هـــه شوفي والله يقولك سنـد وفوآز
الويتر: إللي دفع هو الأستآذ سند إللي بيقـرأ الجرنآن هنآك
ورده: وليش إنشآلله يدفع الحسآب !!
الويتر: معرفش والله حضرتك .. بس هو دفـع خلآص حسآب الطرآبيـزه بتآعتكم وأي حآقـآ هتطلبوهآ بعد كدآ برضـو حسآبهـآ عليـه هـو .. هو زبـون دآيـم هنـآ


أشرت له بيدهآ تصرفه: خلآص أوكي شكراً
فيحآء: أي شكراً إنتي ووجهك .. ليش مآقلتيله يرجع لهم الحسآب .. هذي حيله رخيصه ومعروفه وش بيظنون الحين
ورده: شوي شوي بس ليش معصبه إنتي الحين
ضيقت عيونهآ بحده: لآ والله وش تبيني أسوي يآلخآيسه الحين .. مآتشوفينه وش يقول سنـد وفوآز يآشيييييينهــم الخلآيجـه لآمنهم طلعوآ برآ ديرتهـم مآيخلون عنهم هآلحركآت .. لآ وشكلهم بعد سعوديين مآلت على هآلخلـق المخيسـه
وقفت وهي تضحك على كلآم فيحآء مآده لهآ فهـد: خذي ورعك بس خلني أشوف وش السآلفه


نزل الجوآل من أذنه وهو يشوفهآ بطرف عيونه تقرب صوبهم ..إبتسم لـ سند وهو يخزه على هآلحركه الخبيثه إللي سوآهآ وبـ المقآبل ردّ له سند الإبتسآمه بـلعآنـه ..
فوآز بهمس: والله إنك مب سهل يآخـي .. ملعــوون


ورده: السلآم عليكم
فوآز بتوتر وهو يرد عليهآ السلآم وعيونه على سند إللي مآتحرك له سآكن ولآ حتى نزل هآلجريده من يده ورفع رآسه ينآظرهآ - بتوتر - : وووو آآآآ .. ووعلييكككــم السسســلآم
أظلمت عيونهآ بـ إستفهآم لفوآز .. الحين منو فيهم سنـد !! الويتر قآل ان سند هو إللي دفع الحسآب وهو ذآته إللي يقرأ بـ الجرنآل بس الحين هذآ إللي يرد والثآني ولآ كنـي موجوده ..
ورده: إنــت سنـد ؟

فوآز وبعده عيونه على سنـد يخزه بنظرة توعـد بعد مآسبـه بخآطره 100 سبـه " وش فيك إنت يآلخآيس الحين مآترد وش هآلموقف الحين والبنت وآقفه فوق روسنآ " .. بلع ريقه بتوتر بإبتسآمه متوتره بآهته مقطوعه: ل ل ل لآآآآ أختـي ..هذآ هو سنـد - أشرّ بعيونه على سنـد - إللي كآن بعده على وضـعه كنـه بمكآن ثآني ولآ هآحوآر جآلس يصير فوق رآسه ..



رفعت حآجب وآحد بإستنكآر وآضح على ملآمحهآ " وش فيه ذآ بعد سآفهني ولآ كني موجوده .. وش قلـة هآلذوق " بنبره حآزمه حآده: أستـــآذ سنـــد
سند: ................
صرت على أسنآنها بصرآمـه حآده وبنفآذ صبر: أسسسسستــــآآذ سنــــــد .. لوووو سمحــــــــت !
صفط الجرنآل بهدوء وهو ينزله على الطآوله ببرود يجلــط .. مكتف يدينه بإستفزآز وهي مآشآلله عليهآ حآستهآ للإستفزآز مآخذه وضع التشغيل على طول .. أقلّ شي يثير إستفزآزهآ وعصبيتهآ وبثآنيتهآ توصل حدهآ ...

كتفت يدينهآ وصآرت تهز جسمها ضآربه رجلهآ اليمنى بـ الأرض بتوتر ..
رفع حآجب وآحد بإستفهآم يستنطقهآ تقول وش عندهآ بدون مآيفتح فمـه ..
تآففت بنفآذ صبر: إنت دفعت الحسـآب !!
سند: أهـــآآ
ورده: وليــش !!
سند: جميلـه وأردهـآ


ضيقت عيونهآ بإستنكآر: وأنآ أعرفك بـ الأسآس !! ولآ انت تعرفني !! وش جميلتـه هـذي !! مآفهمـت
وجه نظره لفوآز - بهدوء - : فوآز ممكن تترك لنآ الطآوله شوي !
تمّ ثوآني متنح إستوعب بعدهآ طلب سنـد .. وقف بـ إنقيآد تآم تآرك لهم الطآوله
ورده: والله !! وآثق مره إني بجلس معك على نفس الطآوله
سند: تمـــــآآم الثقـه .. إنتي تبين تعرفين السبب ورآ حسآبكم إللي دفعتـه وتبيـن تعرفين أكثـر أي جميلـه هذي إللي قصدتهـآ .. فـ عشآن كــــذآآآآآآ - فرد كفه الأيمن مأشر لهآ تجلس قبآله ع الكرسي مكآن فوآز -
أردف: تفضلـــي


نقلت نظرهآ بحده بينه وبين الكرسي الفآرغ .. إستقرت أخيراً على إنهآ تجلس ..
إلتفتت لفيحآء وإللي كآنت تخزهآ بنظرآت توعد نآريــه والحين بتقوم وتكفخهـآ .. شلون تجلس معـه .. هذي ورده مآحد يقدر يوصل للي ببآلهآ وإللي تفكر فيه .. هذآ إن كآنت تفكر أصلاً ..

سفهت ورده نظرآت فيحآء الحآده لهآ وإللي تتوعدهآ فيهآ سآئلـه سند بهدوء: أسمعــك .. وش عنـدك ؟!!!



======
-----------
======



قبل إسبووع وآحد من شهـر رمضآن ...

بـ السعووديهـ .. تحديداً بـ المطـآر

بـ صآلة الوصول .. جلست على وآحد من كرآسي الإنتظآر الإستيل رآفعة الجوآل لأذنهآ بعد مآبدلت الشريحة المصريـه بشريحتهآ السعووديهـ ...
اتسعت إبتسآمتهآ اول مآجآهآ الرد: وحشتيييييينــــــــــــــــي
حوريه: لحئـــــت !!!!!
مهآب: إنتي أصلاً كنتي بتوحشيني وأنتي معآيآ وأودآم عنيـآ .. إزآي وإنتي بعيد وفرق كل المسآفه دي مآبينآ


حوريه: هو شهر وآحد بس يآمهآب ... دآ رمضآن ولآزم أكون مع أهلـي
مهآب: وهنآ يعني مش أهلك
زفرت نفس مطيره عيونهآ: لآ طبعاً إنت فآهم أنآ قصدي إيه
مهآب: بس على فكرآ أمي وأبويآ متدآيئيــن (مضآيقين) جـداً ومش همآ بس . لآ دآ كل إللي هنآ عشآن سآفرتي من غير مآتسلمي عليهم
حوريه: وإحنآ مش كنآ إتكلمنآ فـ الموضوع دآ ورتبنآه سوآ .. إزآي هئآبلهم كدآ وأنآ بمنظري دآ !!! مش إتفئـنآ تئولهم إنك دخلت خنآئـه مع شبآب أصحآبك وضربتو بعـض ... وأنآ هئولهم هنآ حصلتلي حآدثه بسيطـه ... لكن يشوفوني معآك وأنآ شكلي كدآ !!!

تنهـد بقلة حيله: أعمل إيه بس ... بس إنتي بجد وحشتيني سفرك دآ قآ فقـأه
حوريه: هههههه لآ رمضآن هو إللي قـآ فقـأه ... إنت كنت عآرف إني أول رمضآن هرقع تآني للسعوديه

علقت عيونهآ عليه وهي تشوفه يقرب صوبهآ مبتســم .. - بـ استعجآل لتسكر الخط - مهآب مهآب عٌمــر وصــل ... لآزم أقفل دلوئتـي نتكلم بعديييين بآي .. بآي .. بآآآي .. طوت طوت طوت ...

إتسعت إبتسآمتهآ بنظره تفآجـئ إيجآبي طفوليـه بريئـه وهي توقف: عٌومـــــــــآآآآآر


/
/
/

بنفـس المكآن ونفـس التوقيت ...


بـ صآلة الإنتظآر كآن جآلس منتظرهآ مسند ظهره للكرسي مكتف يدينـه .. نظره مركـز بـ الأرض على طرف فمه شبح إبتسآمه لموآقف قليله جمعتهم لكنهآ كآنت كفيلـه تترك أثر وآضح فيـه .. ميسـم هي بدآيتك الجديده يآوآئـل وإللي فرضـت نفسهآ عليكـ بـ القوهـ .. رآفضـه كل تحكمآتكـ بـ إرآدة نفسـك وعوآطفكـ ضآربه فيهم بعـرض الجـدآر .. حركـ نظره بـ إنتبآه لـ طفل الصغير بـ الأرض يقرب للسنتيـن أو أقل وهو يتهتـه التهتهـه الطفوليه المو مفهومـه وبيده علبـة كولآ فآرغـه يصحكهآ بـ الأرض .. إبتسم بتلقآئيـه على الموقـف إللي صآر بينآتهم وشكلهآ ذآك اليوم إللي شرب من الكولآ حقتهآ بتعمـد وأنكـرّ هـ الشي بعـد بتعمـد و إللي ذكره فيه هآلطفـل الحين ...



التفت لهآ بـ إنتبآه بعد مآوقفت قبآله رآفع رآسـه بـ إبتسآمه وإللي اختفت أول مآتلآقت عيونهم ...
وقف فآرد ذرآعه .. بآسط كفـه يسلم عليهآ: حمدالله ع السـلآمه
مآ كآن ردهآ الآ إبتسآمه شكر مصطنعه مطبقه فيهآ شفتيهآ مغمضـه عيونهآ .. بثآنيتهآ وإختفت هآلإبتسآمه معطيته ظهرهآ تآركه العربه إللي عليهآ شنآطهآ ..
ثبتتهآ نبرته الحآده لهآ: خطآك مآتسبق خطوآتـي


رفعت عيونهآ بتنهيده قصيره مكتومه " صبركـ يآرب " .. التفتت عليه بـ استنكآر شديد فـ نظرتهآ الحآقده: هنآك يقولون ليدز فِرسـت .. وإنت تقول خطوآتي مآتتعدآك .. هــه
وقف جمبهآ .. مرقها بـ طرف عيونه وهو يصر على أسنآنه: قلتيهآ بنفسك .. (هنآك يقولون) .. إنتي هنآ بـ أرض السعوديه آنســه دآريــن ..
صدت وجههآ عنه بتأفف فآرده ذرآعهآ كـ إشآره له إنـه يمشـي - بحـده -: تفضـل طآل عمــرك
وآئل: صوتك مآيعلى أتوطآك الحين
دآرين: ترآ مآكآن فيه دآعي تتنآزل وتجيني بـنفسك .. كآن أرسلت السآيـق ..
وآئل: هه لآ تصدقين نفسك عآد .. ترآ على عيني هآلمشوآر .. بس مآجآني قلب توصلين من سفرك ولآ حدن درى عنك
- بسخريـه -: هــه .. لآ والله فيك الخير مره قلبك طيب



عند سيآرتـه الفـورد البيضـآء .. دخل شنآطهآ بـ الصندوق ودف العربـه للرصيـف .. نآظرهآ مستغرب ليـش بعدهآ وآقفه مآدخلت السيآره: خير إنشآلله ليش وآقفه ولآ تبين أفتحلك البآب بعد
دآرين: لآ مشكور أقدر أفتحه بروحي بس منتظره سيآدتك طآل عمركـ .. مآيصح أدخل قبلك .. خطآي مآتتعدآك .. تفضل إنت بـ الأول وأنآ من بعدك
إبتسم سآخر وهو يحرك رآسه بـ النفي: ترآ جد مآعندك سآلفه
دآرين: قلـت شي ؟
وآئل: سلآمتك .. وش أخبآر المآجستير


بعدت اللثمه على وجههآ بعد مادخلت بالسياره فآرده جسمهآ بـ أريحيه ع الكرسي جمبـه: آمممم يعنـي إنضغطـت شـوي ... لآزم أدرس أكثر لأن المنآقشه قريب مره
ابتسم وعيونه على الطريق: إنتـي قدهآ
مسكت جبينهآ بأطرآف أصآبعهآ مغمضه عيونهآ: بس جـد تعبـت
وآئل: متى بترجعن
التفتت له بنظره حآده: لآحوووول وش فيك يآبن النآس ترآ توني وآصله .. رآعي مشآعري شوي
رجع عيونه للطريق قدآمه مبتسم بصدق على ردة فعلهآ .. هذي هي دآرين الحقيقه .. دآرين الإنسآنه إللي مآتظهر على حقيقتهآ إلآ بقلـة من الأوقآت .. ممكن مع نفسهآ وبـس ... مو دآرين المتصنعـه .. التصنـع إللي يظهرهآ بمظهر الريبورت الآلـي مآينطـق الكلمـه أو يبتسم البسمـه إلآ بعد تفكير جآهـد ..



وآئل: ظني تدرين من جآنآ
دآرين: ضيف ثقيـل ومفآرق
وآئل: من جآنآ صآحب بيت مو ضيـف
دآرين: تخسـى وتعقـب
فرمل السيآره بقوه وقفهآ على جمب الطريق .. إنحنى جسمهآ لقدآم من قوة الفرمله وسرعتهآ .. التفتت له مبرقه عيونهآ بصدمه: خير إنشآلله وش فيك إنت تبي تذبحنآ
نزل يده من الدركسيون .. عيونه على الطريق قدآمه - همـس - : ميســم
دآرين: وش فيهآ هآلعللـــه مآل المرض


بلع ريقه بنفآذ صبر في محآوله منه لتملك أعصآبه - من بين أسنآنه - : لآتقربينهــــآ
دآرين: والله عآد مآ اضمن نفسي .. مدري وش يصيبني لآمني شفت خشتهآ الفقـر
كرر كلآمـه برصّ أكثر تفصيـل: ميســــــــــم .. لآ .. تقربينهــــــآ
كمل بهدوء: إنتي أختي .. مثلك مثلهآ .. مآ ارضى لهآ الأذي ولآ ارضآه لك بس إن صآبهآ شي و لآآآآآآخر مرهـ .. قسمآ بعزة جلآل الله مآتلومين إلآ نفسك دآرين .. ومآصآبهآ منك بيصيبك .. بس منـي
صدت عنه بحده عيونهآ على الطريق قدآمهآ بنظرة جمود ثآبته: لآ أنآ ولا ميسم خوآتــك ... ميسم أختي أنآ


وآئل: ومن يدري ؟
دآرين: كلهم يدرون .. أمـي وأبـوي
وآئل: ومنهـي أمك ومنهـو أبوك ؟
إشتدة حدة نظرتهآ بعد مآتجمعت الدموع بمحجر عيونهآ الزرقآء الإصطنآعيه " عدسآت " .. التفت عليهآ يشوف سبب سكوتهآ .. مآخفى عنه إرتجآف ذقنهآ وهي زآمه شفتيهآ بقوه راصه على فكيهـآ ..
وآئل: دآرين .. أمي أمك .. وأبوي أبوك .. أنآ أخوك .. وشروق أختك .. وتغـريد توأمك .. وميســم بنت عمك
لف مفتآح السيآره وحرك بدون مآيسمع ردهآ ..


أردف بهدوء: مآ أوصيك
زفرت نفس سآخر مميله فمه بإبتسآمه مآكره: هــه .. لآ توصـي حريـص
رمآهآ بنظرة توعد: يميـن الله يآدآريـ .....
رفعت يدهآ بوجهه توقفه: شوي شوي أعصآبك وش دعوى كل ذآ !!!
- كملت بهدوء - : رح أتجنبهـآ .. وترآ مو عشآن سوآد عيونهآ ولآ لأجل تهديدك وتوعدك ذآ يعنني خفت مره .. لآ يآقلب أختك
التفت لهآ رآفع حآجب وآحد بإستفهآم ..
دآرين: مآبي أكدر أجآزتي بسآلفتهآ .. مآلي خلق أصلاً أقآبل خشتهآ
بنبرة إستخفآف: دآرين بـ الله إنتـي لمتـ ...........
قآطعه صيآحهآ المفآجئ إللي خرعه وبقوه: خــــــــــــــــــلآآآآآآآص



ملآمح القهر والضيق على وجههآ .. عيونهآ مدمعه .. تلهث بأنفآس مكتومه وآضحه بحركة صدرهآ الغآضبه السريعه: قلتلك مآبقربهآ مب سآلفه كل شوي تعيد وتزيد وتأكد .. مو كآفي إنهآ رح تكون معي بنفس المكآن .. وإن غضيت عن شوفتهآ .. إحسآسي .. إحسآسي إنهآ معي .. شلون بتعآمل مع نفسي أنآ بهآلوضح مو معهآ .. خـــــــلآآآآص ...
هدت نبرتهآ بضعف: لآتزيدهآ عليّ ياوائل أكثر من كذآ
بلع ريقه مطبق شفتيه بأسى على وضعهآ وإللي تحس فيـه .. مهمآ سوت كثر مآيغضب منهآ بس بـ الأخير يعذرهآ .. بس لو هآلسوآت كلهآ للشخـص المنآسب .. للي كآن السبب بـ إللي هي فيه وإللي تحسـه .. مو لميســم .. ميسم مآلهآ ذنب أبدّ .. حتى إنهآ مآتعرف أصلاً الحقيقـه ...



رجع نظره لهآ يشوفهآ مسنده رآسهآ على قزآز الشبآك جمبهآ سرحآنـه .. عيونهآ تلمـع بـ الدموع المتلألئـه وإللي رآفضه إنهآ تنزل برغم كل الألم والغصـه والضيق إللي تحسـه الحين
بخآطره: شكثـر تعآنين يآدآرين !! لو بس تتغآضين عن كل إللي صآر وتتقبلين الوآقـع ...
همس بدفى: كل عآم وإنتي بخيــر ..
بنبره مبحوحه مقطوعه إختفت: وإنت بخيـر
ركز بـ الطريق قدآمه مزود من سرعته تآرك لهآ مسآحه تفكير لكل إللي يدور بخآطرهآ وهو يدري مسبقاً عنـه ..


نزلت دمعه يتيمه متمرده من عيونهآ تدآركتهآ بسرعه بطرف إبهآمهآ الأيمن ... مآخفت عنه هآلحركه منهآ وبلحظتهآ رقّ قلبـه لهآ .. أنبـه ضميره كنـه قسى عليهآ بـ الكلآم .. بس غصباً عنه لأجل يوآزن بين الجآنبين ،، يدري إن هو مآقسى على دآرين فدآرين نفسهآ رح تقسى على ميسم ...
بخآطره : " بآقي دورك يآميسم ... شلون بقنعك ! أدري إن تجنب وتجآهل دآرين لك رح يجرحك بس أحسن من إحتكآكهآ فيك ووقتهآ مآ أضمن وش إللي بيصير .. ممكن تكون نهآيتك وإنتي ضعيفه وعآجزه فـ مقآبلة قسوة دآرين وجبروتهآ وحقدهآ إللي كل مدى يتغذى ويزيد عن أول كل مآتذكرت "

/
/
/

شدد على عضدهآ هآمـس: دآريــن !!!
لفت رآسهآ عليه بفهآوه وبعدهآ اللمعه بعيونهآ المتعبه بنظرة إنكسآر: هــآه !!
وآئل: وصلنـآ
نآظرت من الشبآك كآنو بمدخل الفيلآ حقتهم " يـ الله كل هآلمسآفه مآدريت عن شي " .. زفرت نفس هآدي: هـآآآآآحح .. شردت شوي
وآئل: طول الطريق وإنتي شآرد ................
قطـع كلامه نص دارين الثآنـي اللطيـف بـ صوتهآ الحآد الرفيـع وهي تصيح فآتحه فمهآ بصدمـه " مآكآنت تدري إنهآ بتوصل اليوم أصلاً " بعد مآفتحت البوآبه الحديديه العريضـه بـ المدخل : دآريـــــــــــــــــــن !!!




======
-----------
======




يتبـــــــع ...

:::

~FANANAH~ 10-08-16 06:07 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======



بمكآن غير مدخل الفيلآ عند دآرين وتغريـد ووآئــل ...
وبعـد يوميـن ...
بـ شقـة " كآمـل الشرقـآوي " ...

وقف قدآم بآب غرفتهآ .. عيونه على يده الممسكـة بـ الأكـره لأكثر من 3 دقآيق وهو مكآنـه ...
أطبق شفتيه بحزن وهو يضم قبضة يده بقوه يمنعهآ من الإرتجآف أكثر ... مشـى لمكتبـه بخطوآت متبآطئـه أثقلهآ الهــمّ والكـدر ...


جلـس على كرسيه الجلدي العريض ورآ مكتبه وعيونه على صورتهآ بـ البروآز قدآمـه ... على طرف المسبح جآلسـه وبيدهآ بستهآ الهملآيآ الزرقآء .. البسّـه إللي أهدآهآ لهآ نجـم أخوهآ .. كآنت رآفعتهآ من رقبتهآ بيديهآ الثنتين خآنقتهآ بتغرقهآ بـ المويه والبسّـه ملآمحهآ مفجوعه ورآفضه نزولهآ بـ المويه .. كآنت برآءتهآ سآحرهـ فـهآلصـورهـ بآلرغم من تصرفهآ الشريـر مع البسّـه ....
- بنبره هآمسه مسموعه بـ اللهجه المصريه - : عآوزنـي أتنآزلك عنهآ .. حوريــه !! حوريـه يآكلـب .. أتنآزل عن كل أعضآئي عضو عضو ولآ أفرط فيهآ لكلـب خسيس زيك .. تكسر ظهـري بيهـآ !! لآ عشـت ولآ كنــت .. آخد فيهآ مؤبـد أو إعدآم ولآ أنولك مآ ببآلك ...

شـردّ بأفكآره مره ثآنيه لحديث النفس بخآطره " طيب أعرض عليهآ يمكن توآفـق !! هو إبن خآلتهآ ومستوآهم المآدي يآمـآ كآنت تتمنآه وتحلم بيـه حتى وإن مكنتـش بتبيـن دآ أودآمـي "



ضـرب طرف مكتبه بقبضته طآرد هآلأفكآر اللعينه من بآلـه " إيـه إللي قرآلك يآكآمـل .. اللهم إخزيك يآشيطآن ، فين قنآعتك إن بنتك مش هتكون غير لرآقـل مصري .. إبن بلد يصونهآ ويئدرهآ وهي دآيماً إللي كآن دآ كلآمهآ .. بس هي لسـه صغيره يمكن كآن دآ هزآر .. وحتى لو هزآر .. على جثتـي أسلمهآلـه .. أصلاً مطلبهآش إلآ عشآن يئهرني ويذلنـي بيهآ .. الكلب الخسيس .. لو كآن رآقل مكنـش دخلك مآبينآ يآحــور .. مآلك يآبنتي .. مآلك ومآل لعبتنآ الوسخـه .. لعبتي أنآ .. لعبتي إللي لعبتهآ وإتئــلبـت ضـدي .. أهو لآوي درآعـي بيكـي دلوئتــي "



دخلت المكتب وعيونهآ معلقـه عليـه بشـكّ ..
رفـع نظره لهآ بتفآجئ: مـــروه !!!
مروه "زوجته": خير يآبو عٌمـر .. فيك شـي .. أدق البآب وأنآديك مآتردّ !!
هزّ رآسـه بـ النفي مطبق شفتيه بأسى وهو ينزل عيونه للأرض بنظره مآخفى الإنكسآر منهآ ..
وقفت جمبه مدنقه عليـه بقلق وآضح بملآمحهآ ونبرة صوتهآ المستفهمه: كآمـل .. وش فيك !! وجهكـ شآحـب منه اللون .. تعبآن .. فيك شي !!
فرك مآبين عيونه بتعب وهو يتنهد: مفيش يآست الكـلّ .. مشآغل شغـل مش أكتر
جلست بـ الأرض على ركبتيهآ محتضنه يدينه بين كفوفهآ مشدده عليهآ .. بنبره حآنيـه بتصنـع للهجه المصريه: وأنآ يعني مش عرفآك يآبو ولآدي !! منتآ على طول فـ مشآكل شغلك ومش دآ حآلك .. مآلك !! إيه الهـمّ إللي مآلي وشك دآ !! والحزن والإنكسآر والتعب إللي عينيــك دول وبتدآريهـم عنـي من سآعـة مآوصلت البيـت ..


تنهد بأسى: آآآآآآآآآآآآهـ ...
أم عٌمر: ............
أردف بهدوء: إبن أختك متقدم لحوريه .. طآلب إيدهآ
بققت عيونهآ بصدمه وعدم إستيعآب ...
كآمل ببرود مطعون بألم .. توه بيكمـل السآلفـه لجمـه صوتهآ إللي تعآلـى بزغـرودهـ مجللـه .. بآست بعدهآ يدينه الثنتيـن بفرح وعيونهآ مدمعـه



كآنت مآره للمطبـخ لمآ وقفهآ صوت الزغآريد إللي سمعت صدآهآ من مكتب أبوهآ .. قربت من المكتـب قآبلهآ عٌمــر معقد حآجبيـه - بإستفهآم - : وش فيـه ؟؟ وش ذآ إللي سمعته ؟!!
رفعت كتوفها بهزه سريعه مآتدري وش إللي صآير ...
دق البآب مرتين وبعدهآ دفـه بهدوء .. كآن موآرب بفتحه صغيره ..


عٌمر بـ إبتسآمه يسألهم: دووم إنشآلله بس ليــش ؟!!
وقفت على رجولهآ بسرعه متوجهه صوبهـم ... قربت من بنتهآ حور ضآمتهآ بقوه وهي تبكـي وتملس على شعرهآ ...
كآن وجههآ مقآبل لأبوهآ وهي بحضن أمهآ مبتسمه بـ إستغرآب من تصرف أمهآ .. عقدت حآجبيهآ بـ إستفهآم لأبوهآ عن إللي قآعد يصير ...

عٌمر: يآسلآم على ذآ المشهد الدرآمآتيكـي ... فرحونآ يآمسلميــن ويآكـم .. وش السآلفـه ؟!!
بعدت عن حضنهآ وهي محتضنه وجه بنتهآ بكفوف يدينهآ تمسح على خدودهآ بإبهآميهآ .. نظرة عيونهآ المدمعه بكلّ حبّ ودفـى .. - همست بحب - : بطتـي الصغيـره .. انخطبـت .. بيآخذونهآ منـي ..

متنحـه .. مصدومه .. مذهولـه ... ارتسم شبح إبتسآمه على وجههآ بعدم تصديق للي توه وسمعته من فمّ أمهآ ...
عٌمر: والله !!

مسح كآمل على وجهه بيدينه الثنتين وهو يحس الأكسجين إنقطع عنه .. أعصآبه رخت ... تشويـش بـ الرؤيـه .. بروده بـ أطرآفه .. يمكن إنخفآض بضغط الدم !!
أم عٌمر: شوفي يومـه أبوك شآيل همّ وكـدر الدنيآ فوق رآسه ...
أردفت بلهجه مصريه تحآول تنآكشه وهي توجه كلآمهآ لكآمل زوجهآ: وإنت يآخويآ فآكرهآ هتفضـل معآنآ العمـر كلـو ولآ إيـه ..


حست برجفه فـ أطرآفهآ إللي جمدت .. ودهآ تصرخ .. تصيـح .. مآتدري بـ ايش وليش .. بس تحس بعبره خآنقتهآ ودهآ تصيح تطلعهآ .. حتى الإبتسآمه مب قآدره عليهآ ... حطت كف يدهآ الأيمن على قلبهآ تتحسسـه ... تحسه بينفجـر .. دقآته متوآليه بسرعه جنونه .. عآليـه ..
- همست بخآطرهآ - : يمكن من الفرحه .. حتى دقات قلبي فرحآنـه .. معئوله يآمهآب بـ السرعه دي أنآ لسه سيبآك مكملتش إسبوع .. يآلهوي كنت إديتنـي خبر قبلهآ لكـن تفآقئنـي بـ الشكـل دآ !!!!!! إهدى يآ قلبي إهدي .. آآآآآهـ يآنـي بحببببببــــــك .. بحبك بحبك بحبك

قرب عٌمـر من أخته ضآمهآ لصدره وهو محآوطهآ بذرآعه الأيمن من كتوفهآ: ومين سعيـد الحظ .. أمـه دآعيه له من قلب بليلـة صفـآ
قربت أم عٌمر من زوجهآ مبتسمه: إيه صحيح يآكآمـل مآقلتلـي أي وآحـد فيهـــم ؟!!
عقدت حوريه حآجبيهآ بـ إبتسآمه - بخآطرهآ - " أي وآحد فيهم !! هههههه مسكينه يآ مآمآ متعرفيهومــش .. هو وآحد بس يآ مآمـآ والتآنـي لسـه عيـّل " (عّيل = بزر)



كآمل بنبره بآرده قآسيه حآزمه: أنآ مــش موآفـــــــق !
سآد الصمـت بـ المكآن .. حلّ التعجب والإستغرآب والصدمه بملآمح ثلآثتهم .. حوريـه وعمـر وأمهـم ..
أم عٌمر بـ إستفهآم مو مصدقه: كآمل الله يصلحك وش هآلكلآم ..
كآمل بحزم قآطع: إللي سمعتيه وإنتهى الكلآم
رفع رآسه لحوريه وده يشوف أي ملآمح بوجه بنتـه .. أي رد فعـل .. أي تعبير يطمنـه كآنهآ موآفقه على كلآمه أو معترضـه بس رجع نزل رآسه بخيبه لمآ تذكر إن بعدهآ مآتدري أصلاً من إللي طلبهآ ...
حوريه بـ المقآبل فعلاً مآكآن لهآ أي ردّ فعل .. رفض أبوهآ بهآلنبره الصآرمه كآنت القنبله إللي حذفهآ ومآتدري ليـش .. هذآ صدق ! حقيقـي ! جـدّ إللي سمعته .. رفضـه هذآ جدّ ولآ مزح .. يمكن يمزح يبآ يطيح قلبي يبينـي أعترض مثلاُ أو أسأل بعدين يضحك علي .. يبي يشوفني أبي أتزوج وموآفقه ولا أكون رآسيه أكثر وثقيلـه .. إيه ممكـن .. لآلآ هذآ أكيد .. هآلرفض مو صـدق .. هذآ مقلـب .. إيـه مقلـب ..



عٌمر: لآ إله إلآ الله .. خير يآجمآعه .. صلو ع النبي وإذكرو الله .. قسمـه ونصيـب
أم عٌمر بحـده: لآ أنآ أدري .. أدري عن السبب .. مآله أي دخل بـ النصيب .. الأقسآم أبوك يوزعهآ بكيفه .. للحين جرحه مآبـرى .. عقدته مآنحلـت .. قهره مآبـردّ .. طآف من عمري كثر مآ طآف واتصبر وآقول الزمن بيغير الأطبآع والنفوس .. الزمن بيقلب الأحوآل بس لآآآآ .. مآكآنت تزيده إلآ قهر وتعقيد واحسآس بـ النقص مدري وش سببه
عٌمر بحزم: يومه الله يهدآك وش هآلكلآم إللي تقولينه الحين .. وش دعوى !!
أم عٌمر: صح مآله دآعـي .. الكلآم فـ الفآيت نقصآن عقل
عٌمر: إذكري الله يومه وصلي ع النبي ...



جلست ع الكنبه بتعب مسنده جبهتهآ بكف يدهآ وهي تتنهد بقلة حيله: لآآآ إله إلآ الله
عٌمر: الحين وش دخل هآلكلآم بموضوع حوريـه !! يوبـه بدون أي تفآصيل أدري إن رفضك ذآ أكيد لمصلحتهآ ومآبه خلآف .. بس موقف أمي الحيــن ..
عٌمر بـ شك: من إللي طلب حور يوبـه ؟!!
همـس كآمـل ببرود ... خفـت بعدهآ صوته: رآئـــف المآلكـــي
أم عٌمر: رآئـــف !!
عٌمر: رآئــــــف !!
حوريه .. تحركت شفتيهآ هآمسه بـ إسمه: رآئـــف !!

أم عٌمر بحده وكأنهآ الحين فهمت السآلفه بكبرهآ: إيييييـــه قول كذآ أجل .. شف يآعٌمـر .. شـف يآمك يآللي تقول قسمه ونصيب .. شفت قرآر أبوك وش السبآيب إللي ورآه .. ثآري السآلفه فيهآ رآئف .. مو رآئف ولد خآلتك .. لاآآآآه رآئف عدوّ أبوك


عٌمر وإللي أظلمت عيونه بعدم فهم وإستيعآب للموضوع إللي يحآول يربط أطرآفه ببعضهآ بعد مآتشتت من هآلكلآم إللي يسمعه .. رآئـف !!! مو هذآ إللي قلع بذرة حلمه من جذورهآ بيومهآ الأول !! حلمـه بـ البآربـي الأجنبيـه إللي تركت أثرهآ رآسخ بـ الشمع الأحمر ببآلـه وخيآلـه .. حلمـه بـ دآريــــن !!
صح إنه حقد عليه فـ بآدئ الأمر يوم درى عن سآلفة إرتبآطه بدآرين بس هآلحقد مآ إستمر معه لأكثر من إسبوع .. مو من طبعـه أبـدّ .. إعتبرهآ نزوه عآبره .. حمد ربـه إنهآ مآ إبتدت وإمتدت دآخله لأكثر من كذآ .. بس الحيـن !!! الحين شلون هو نفسه رآئف طآلب أختـه حـور !! معنآهآ إن دآرين مو فـ عقدته ولآ حتى بمجرد كلآم ...

عٌمر: يوبـه إستهدى بـ الله هآلموآضيع حلهآ والقرآر فيها مآيكون كذآ .. حتى وإن كآن بـ الرفض فمآيكون بهآلشكل .. حنآ بـ الأول والأخير أهـل ولنآ شآن وخوآطر عند بعـض .. لآتكون قآطـع وصآرم كذآ بكلمه وردّ غطآهآ ..



أردف بعد مآكآن الصمـت هو الردّ من كل الموجود بـ الغرفه: رآئـف أنآ مدري عنه كثرك .. بس أياً كآن سبب رفضك أنآ متأكد إنه سبب شخصي بخآطرك إنت والأكيد بعد إن له علآقه بـ الشغل .. يمكن إنت مو حآسس يوبـه والسموحه منك فآللي بقوله .. كم من سنـه مرت بعلآقتك بأمـي !! من عمري أنآ .. عمـري كلـه .. 35 سنـه .. 35 سنـه يوبـه .. وش نحب وش نكره .. وش نبـي ووش نـرفض .. أمي إهي إللي تدري عن كـل شـي .. شبّ عودي أنآ ونجـم وحور بعد وأي قرآر بـ البيت كآن بيد أمي .. كل إحتيآجآتنآ عندهآ .. مشآكلنآ حلولهآ معهآ .. بعمري كلـه وعمـر نجـم وحــور كنت بعيد عنّآ بسبب شغلك .. رجيتك يوبـه وطلبتك .. إذآ اليوم هو اليوم إللي بتقرب فيه منآ وتحآول يكون لك قرآر فـ موضوع شخصي رجيتك مآيكون الشغـل هو السبب فيــه ...
إن كآن رفضك سببه مآبينكم من ضغآئن لآ تكون أختي بـ الوسط ضحيـه .. لآ بـ الرفـض أو حتـى الموآفقــه .. وعموماً تظل مسألة الإرتبآط أياً كآن أطرآفهآ أقدآر مكتوبه مآلنآ أي دخل فيهآ .. حنآ بس نكون أسبآب .. نقربهآ أو نبعدهآ .. بس مآنمنعهــآ ...


كآن كلآم عٌمر حجر أسآس بمكآنه .. جرحه الوآقع إللي كشفـه له إبنه عن مآضي 35 سنـه طآفت وهو فيهم بعيد عن أسرتـه .. " يآآآآه يآكــآمل ... وينك من زمآن ... "
رفع عيونه لحوريه بنته وجملة عٌمر بعدها صدآهآ يتردد بأذونه ( لآ تكون أختي بـ الوسط ضحيـه .. لآ بـ الرفض أو حتى الموآفقـه ) !!!
آشكثر هزته هآلجملـه ... خآنتـه مشآعره .. إرآدته إنه يتمآلك نفسـه ... نزلت دمعه حآره شقت طريقهآ بخده تذوق ملوحتهآ بألم بعد مآنزل رآسه بـ الأرض ...


حوريـه وإللي مآتدري كنهآ فقدت الإحسآس ولآ السمـع ولآ النطـق ولآ النظـر !!! وش إللي تحسّ فيه الحيـن .. مآتحـسّ بشـيّ .. هل بعدهآ حيّـه .. تتنفـس .. بعدهآ وآقفه على رجولهـآ !!! " ليش برد المكآن فجأه .. ليش مآ أشوف شي قدآمي .. ليش أنآ لوحدي بهآلمكآن الأبيض البآرد ...
هذآ هو الإحسآس إللي كآنت تحسـه بعد مآنطقـت بـ إسمـه " رآئـف " ..
من طلبهآ هو رآئـف مو مهـآب !!!
غآبت بوعيهآ عن الإدرآك .. مآسمعت شي ولآ شآفـت ...

صآحو ثلآثتهــم بفجــع: حوريــــــــــــــــــــــــــــــــــه !!!



======
-----------
======



يتبــــــع ...


:::

~FANANAH~ 10-08-16 06:08 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======



يــووم جــديــد ..
4 العصـر ..
بـ السعووديهـ .. بـ الطريـق للمستشفـى ..


بـ السيآره كآنو ثننآتهم ورآ السآيق كل وحدهـ سرحآنه بمآ يشغل فكرهآ ..
كآنت مسنده رآسهآ على قزآز الشبآك تنآظر بـ العدم مآتدري حتى إن كآنت تفكر أو لآ .. بعدت رآسهآ عن الشبآك معصبه: أووووووف نآهــد ترآ صجيـــــت
إنتفض جسمهآ وهي تنآظرهآ مبققـه عيونهآ بفزع .. كآنت سرحآنه بـ إبتسآمه حآلمه على فمهآ الرقيق الصغير لمآ يدور ببآلهآ وإللي أشغلهآ عن صوت جوآلهآ إللي كآن يدق للمره الثآمنه على التوآلي ..
- نآهد بعصبيه - : وجـع صيتــه خرعتينـــي


صيته: لآ والله كنك مآسمعتي صوت هآلزفت الجوآل إللي صجنآ من أول مآطلعنآ
نآهد: طيب وإن كآن ليش تصيحين كذآ .. مآبغى أرد
صيته: مآعنك رديتي .. صمتيـه ولآ سكريه أحسن وش هآلسآلفه
نآهد: وش بلآك إنتي الحين .. إسمعـي لآ تطلعـي قرفتك علي الحين مآحدن جبرك تجين معـي
زفرت نفس مسموع تهدي من نفسهآ ...
بنبره أهدى من قبل: آسفــه


مآ أمدآهآ إلآ ورجعت معصبه مره ثآنيه: بس جد مآدري من بين كل المستشفيآت والعيآدآت والمستوصفآت مآلقيتي غير هآلمكآن .. ليييش هآلمستشفى بـ الذآت لييييييييش
نآهد: الحين أبي أعرف ليش كل ذي العصبيه .. حبيبتي ترآك إنتي إللي إستقلتـي يعني الموضوع بكبره بكيفك وإرآدتك .. لآ وبعد مغطيه وجهكـ بهآلبرقع الحمد لله والشكر
خزتهآ بتوعد وهي تصد عنهآ جهة الشبآك: الله يسآمحك بس يآنآهد لو إني أدري قسم بـ الله مآكآن طلعت ويآك

نزلت نظرهآ لجوآلهآ بيدهآ بعد مآرجع يدق .. من أمس بعد مكآلمتهم وبعد مآقفلت الخط بوجهه وهو يدق عليهآ مآمـلّ أو كـلّ وهي مآترد .. تدري إن معه حق وإن هآلشي جريمه ومآيصير تتمآدى فيهآ .. مرّ عليهآ الليـل بتوتر وهي تتقلب بفرآشهآ تحآول تقتنع بكلآمه وتفكر بعوآقب هآلموضوع على المدى الطويــل بس تحس نفسهآ مغيبّـه .. مآتشوف غير تحتهـآ .. تحتهآ وبـسّ ..


تحسست بطنهآ مبتسمه - بخآطرهآ - : مستحيل أتخلى عنك .. مستحيــــــــل .. كنـه تجرأ بيوم وقآل لي بيتركنـي .. خلني أشوف شلون بيتركني إذآ جيت إنت .. إبنـي وإبنـه .. هههههه أو بنتـي وبنتـه مآعليـه
صيته: أوووهـــوووه أقول وش فيك فهيتـي من أولهآ كذآ
رفعت رآسهآ تنآظرهآ عيونهآ مدمعه بـ إبتسآمه: وأآ أختك يآصيته إدعيلي يثبت الحمـل هآلمره
أظلمت عيونهآ برضـآ وتأكيد: خير إنشآلله



وقفت السيآره بمدخل المستشفى على صوت رسآله هآلمره بجوآلهآ ..
حبيب " السآيق " : إنزل إنت وأنآ وقف سيآره في مكآن
عدلت برقعآ على وجههآ وهي تنآظر بأختهآ إللي تقرآ مآوصلهآ " هذي آخر مره بتصل فيهآ ويمين الله يآنآهد إن مآرديتي ليكون لي تصرف ثآني أندمك فيه "
صيته: نآهـد يـــــلآ
رفعت رآسهآ ببلآهه: هآه !! وصلنـآ ؟
صيته: إيه وصلنآ بننزل وحبيب بيشوف مكآن يكرج فيه السيآره

قتحوآ ثنينآتهم كل وحده البآب إللي بجهتهآ .. إنتفض جزمهآ بفزع هآلمره من صوت جوآلهآ إللي رجع دق من بعد الرسآله إللي وصلتهآ منه ..
نآهد: صيته بردّ ع الجوآل إسبقيني إنتي
إحتدت نبرة صوتهآ بعصبيه: لآآآآ واللــــــــــــه صآر لنآ سآعه بـ السيآره صجينآ من هآلجوآل لآ رديتي ولآ بغيتي تردين ويوم وصلنآ تبين تردين وتخليني أدخل هآلمكآن بروحي


نآهد وعيونهآ ع الجوآل بتوتر: صيته خلآص مآبطول إسبقيني عند دكتوره صفآء أشـرف ..
بعدت عنهآ بسرعه تلحق الإتصآل قبل يقطـع سآفهه صيته بعصبيتهآ ..
- نآهد بهدوء - : آلــوو
في محآوله لضبط أعصآبه وهو يرص على أسنآنه: مآبغيتـي
نآهد: أدري وش عندك ووش إللي بتقوله والنقآش بهآلموضوع منتهـي
مآقدر يتحمل أكثر وهنآ فقد أعصآبه وصآح: وش إللـــي منتهــــــــــي ..
الله يلعن هآلشغلــــــه - ضرب الطآوله بقبضـة يده معصب ووآصل حده -
وش تسوين نآهد .. حطي عقلك برىسك وهآلمخلوق إللي ببطنك تنزلينه


عقدت حآجبيهآ بـ إستنكآر: هآلمخلوق ؟!!! .. هآلمخلوق يكون إبني .. إبني وإبنك يآ آدم
آدم: وشهو إللي إبنك وإبني .. إبنك إنتي بس .. وأبـوه إللي المفروض يكون بسّــآم .. بسّــآم زوجـك .. بسّــآم أخـوي .. شلون تبين تتمميـن حملك والولد مو من بسّـآم !!! شلون بيخلق بهآلدنيآ لأب مو أبوه .. وأنآآ وأنآ يآنآهد مآفكرتي فيني .. شلون بكون عمّ لولـد أنآ أبوه أصلاً .. وين بروح من نظرآت أخوي بسّآم ونظرآت هآلولد ونظرآتكـ ونظرتي لنفسي .. لآ تسوين فينـي كذآ يآنآهـد طلبتــك .. لو يرضيك أركع وأترجـى .. ركعـت وترجيــت .. طلبتك تنزلينـه .. الموضوع مو بينآـنآ أنآ وإنتي بس .. الموضوع كبير .. كبيــر يآنآهــد .. فكـري بـ غللي ممكن رح يصير بعد كذآ .. أبسط تحليـل ممكن يسويه بـ المستقبل ولأي سبب رح يكشف كـل شي .. لآ يآنآهد .. رجيتــك


تلألأت الدموع بعيونهآ وهي تتحسس بطنهآ بأسى .. همست برجفه وآضحه بصوتهآ: مآ اقدر يآ آدم .. مآ أقدر .. أنآ اجهضت قبل كدآ 4 مرآت والدكتوره المتآبعه لي قآلت إن حصل حمل مره خآمسه فلآزم آخذ إحتيآطآتي وأنتبه إن صآر إجهآض رح يكون في خطر علي وإحتمآل حملي بعد كذآ يكون ضعيـف .. مآ أقـــدر
صآح فيهآ بعصبيـه شآد شعره من مقدمة رآسه بين أصآبعه: كآن اللــــــــــــه أخذ روحي قبل مآيصير إللي صــــآر
نزلت الطبقه الثآنيه الشفآفه من نقآبهآ تغطي عيونهآ تعد مآ تمردت دموعهآ وإنهآلت على خديهآ: لآ يآ آدم تكفــى لآتقولهــآ

فتح زرين من قميصه وهو يتحسس رقبته رآفع رآسه للسمآ بنظرة ترجـي بآئسه: وش أقولك بس .. مآفيه حلّ غير إنك تنزلينه وبأسرع وقت بعـد حتى وإن كآن على حسآبك بآللي ممكن يصير بعدين
ضيقت عيونهآ بإستنكآر مآتصدق إللي تسمعه منه: إيش هآلأنآنيه يآ آدم !!!!
آدم: من فينآ إللي أنآنــي !! الحين أنآ إللي صرت أنآني ؟ ولآ إنتي !! إنتي إللي مآتفكرين إلآ بنفسك .. بنفسك وبس .. وين رحت أنآ .. وين بسّآم .. وإحنآ ثلآثتنــآ ولآ شي بـ الفضيحه إللي رح تصيـر وتمـس إسم عوآيل


إلتفتت معصبه وهي مكتفه يدينهآ تضرب الأرض برجولهآ من أختهآ إللي طولت وهي تكلم بـ الجوآل ولآ عبرتهآ .. مشت معصبه بين السيآرآت الكثيره تتعدآهآ وهي تتحلطم وتتوعدهآ ...
رفعت رآسهآ بعصبيه معقده حآجبيهآ إلآ وتطيح عيونهآ عليـه يسكر بآب سيآرته الهوندآ أكورد البيضآء .. كآنت قريبه مره منـه لآمنه إلتفت لهآ بيشوفهآ أكيد ...

إلتفت ورآه رآفع حآجب وآحد بإستنكآر لهآلشهقه العآليـه إللي سمعهآ وهو يشوف وحـده من ظهرهآ معرضه عنه بخطوآت سريعه مهروله بين السيآرآت تتصآدم فيهآ بتشتيت وآضح وعدم إنتبآه ..
مد شفتيه بحركه لآ إرآديه سريعه بعد اللآمبآلآه وهو يبعد عن سيآرته متوجه لبوآبـة الإستقبآل ...


غشى بصرهآ بـ الدموع إللي تجمعت بعيونهآ وهو تتذكر آخر موقف بينآتهم وإللي بسببه ومن بعد إستقآلت .. كلآمـه الجآرح لهآ وإللي كآن مثل الرصآص يخترق طبول أذونهآ .. يخترق صميم قلبهآ .. رقـة مشآعرهآ وعفويتهـآ .. ثقتهآ بنفسهآ إللي دمرهـآ ...
كآنت تدور بين السيآرآت الكثيره بضيآع تحس حآلهآ بمتآهه مآتدري وين مخرجهآ ... مآتسمع من كل هآلضجيج حولهآ غير دقآت قلبهآ وإللي تحسهآ طبول ... ولآ تشوف حولهآ غير المشهـد الأخير إللي جمعهآ معـه ...


نزلت الجوآل من اذنهآ بملآمـح مصدومه متجمـده متجآهله آدم إللي يصيح فيهآ وعيونهآ على اللآنـد كروزر البيضآء الضخمـه بسرعه جنونيه تتعدى البوآبه الرئيسيه للمستشفى للمـدخل صـوب أختهآ صيتـه وإللي بـ المقآبل كآنت صيته تهرول بـ إتجآه السيآره وكأنهآ صديقـه قديمـه ترتمـي بحضنهآ بـ إستسلآم ...
صآحــت بحـــد: صيتــــــــــــــــــــــآآآآآآآآآآهـ !!!!


/
/
/

كآنت الأجوآء بـ الطوآرئ هآديه نوعاً مآ قبل مآتتوآلى الحآلآت وبنفس ذآت اللحظـه ...
بـ المدخل كآنت مجموعه من الممرضين والممرضآت ورجآل الأمن حتى عمّآل النظآفه متجمعين بمكآن الحآدث .. حآلتين بنفس المكآن والثآلثه على مسآفه منهـم ...

بخطوآت إسعآفيه روتينيه رفعو الثلآث حآلآت على حآله على حمآله لدآخل الطوآرئ ...



قرب منه مشدد على كوعـه يرفعـه وهو جآاس بـ الأرض مصدوم ..
خليل " وآحد من الممرضين " ومعآه وآحد من رجآل الأمن .. أسمر اللون .. ضخم البنيـه بملآبس القآردآت الرسميه: قوم يآ أخوي ..
رفع عيونه وإللي كآن مآليهآ الرعب والفزع والعرق يتصبب من جبينه بغزآره فآتح فمـه بفجـع: زوجتـي .. زوجتي وش صآر عليهـآ
خليل: قوم إنت بس معي وبنعـرف وش صآر
الرجّآل: وش صآر ع الحرمه إللي صدمتهآ !! والله مو بقصدي هي من ظهر قدآمي فجأه .. ككككــ .. كككنــت مممسســررع إيـه .. أبلحق ززززوو .. زززوجتـي وهي من طلـع قدآمـي
سحبه خليه لدآخل الطوآرئ: خير إنشآلله إنت بس إجلس هنآ .. إنتظر
بعد عنه متوجه للأمن: شددو عليه لحد مآتجي الشرطه وتحقق بـ السآلفه .. عندنآ 3 حآلآت .. 2 منهـم خطـر وهو السبب فيهم

بـ غرف الطوآرئ إللي إشتغل فيهآ الإنذآر للحآلآت الطآرئـه .. كآنت الحركه سريعـه وملآمح التوتر والضغط متمكنه من ملآمح كل الموجودين ...



زينب: صوووفــيآآآآ تعآلي هنآ سآعديني فيه نــزززف
من ورآ الستآر جمبهآ ومع الحآله الثآنيه: حـدن يجينــي هووون أنآ عم بفئــدهــآآ .. حدن ينآدي دكتووور دكتوور بسرررعــــه
دخلو ثنتين من رئيسآت التمريض ..
حصه: وش الحآله صوفيآ ؟؟؟
زينت وصوفيآ: ولآده مستعجلـه .. بـ أول السآبـع يمكن إجهآض بحآلتهآ
قربت منهآ حصه وهي تكشف عليهآ - صآحــت بفــزع - : نبضهآ ينخفـــض .. فقـدت تنفسهـــآ ..
اجتمعو حولهآ بصدمه كلهم بعد مآ كشفو وجههآ: وش ذآ !!!!
زينب - بلهجه مصريه - : إيـه دآ !! دآ ضــرب عنيـف أوي .. دآ اعتدآء .. والظآهر إنه فـ بطنهآ كمآن وهو دآ السبب
حصه: بسررررعه إنقلوهآ للعمليآت وإستدعوآ دكتور صآلح عرآبـي
بعد الستآر ودخلت على مآريآن ونوره إللي شكلهم محتآس ومب عآرفين وش يسوون


حصه: وش الحآله ؟!!!
نوره: تقريباً إجهآض
رفعت حآجب وآحد بإستنكآر: تقريبـــــاً !!!!
بلعت ريقهآ بتوتر وهي منزله عيونه بـ الأرض: ءءءء آآآ نــآآآ .. أنى بعدنـي متدربـه
دفتهآ من كتوفهآ وهي تقرب للسرير رآفعه الغطآ عن رجول الحرمه وتهز رآسهآ بـ النفي مطبقه شفتيهآ بأسف: هذآ أكيد مو تقريباً .. الجنيــن نـزل .. روحي غرفة 3 يحتآجونك هنآك فيه حآله
نوره: بببببـ ببـ بــسسس ......
صآحت بعصبيه: وش إللي بــس .. روحي ونآ بهتم بهآلحآله ومعي مآريآن ..


بـ الغرفـه الثآلثه كآن الوضع جنوني وفوق أي تصور من الضغط والتوتر .. أكثر من 4 ممرضين وممرضآت وإثنين من الدكآتره تخصص عآم يحآولون بجهـد وقف النزيف كإجرآء مبدئي قبل نقلهآ لغرفة العمليآت

هزّ رىسه بـ النفي معصب - مآفي فآيده - وهو يصيح: هــــلآآآآآآل .. ســآآم بسرعــه إنقلوهآ لغرفـة عمليآت وإستدعو كل طقـم الجرآحـه .. وجرآحـة العظـم
سونآم "ممرضه": ? Amputation ( بتـــــر ؟ )
حرك رآسه بـ النفي: ع الأغلـب .. سآقهآ مهشمـه الأوتآر تمزقت ..
تجمعو حولهآ في محآوله لرفعهآ ونقلهآ للتروللي بخطوآت روتينه منتظمـه: يـلآ .. هــآ .. وآحـــد ، إثنيــــن ، ثـــــلآثــــه ...............


======
-----------
======



نهآية الفصل الثآمن


<< رأيكم بـ البآرت ! وتوقعآتكم لـ البآرت الجـيّ إنشآلله !
مآرحّ أطرح تسآؤلآت هآلمــره .. أبي أشوف توقعآتكم على كيييييييف كيفكــــم ...

وفيـه إضآفـه ... لي صديقـه متآبعه من خلف الكوآليس <<الخآيسه مآتبي تسجل بـ المنتدى وتتآبع معي بـ الكومنتـس
كآنت شآرت علي أنزل صور عن تخيلي للأبطآل وللأمآنـه هذآ شي مآ أحبذه أبدّ .. أحب إني أترك لكل وآحد مسآحه يتخيل فيهآ شكل كل شخصيه على كيفه من وآقـع وصفي لهـآ ...
وعموماً عشآن أنآ أحوب أرضي جميع الأطرآف
فـ هذآ هو أقرب تصور لـي لملآمح أبطآلـي ...








إن حسيتو إن هـ الشي بيضيعكم أو إنه شوش عن الشكل إللي رسمتوه لهم .. علمونـي بس ومآرحَ أكمل بآقي الأبطآل .. بوقـف بهآلبآرت عند نجـم و ليلآ ... وآئل وميسم .. آدم ووردهـ

دمتــــمّ بـ العآفيــه

:::

~FANANAH~ 10-08-16 06:15 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل التآسع



( “لماذا يموت الحب يا ملاكي الصغير ؟‎ ‎‏ ‏
لماذا تخبو تلك الجمرة المقدسة لتصير رمادًا برغم لهيبها الذي أحرقنا يوماً ؟
يبدأ فقدان الحب بأن نكف عن العطاء بعدها نكف عن الأخذ...” ) - مقتبــس -
عن أحمد خآلد توفيـق ...




كمآله للأحدآث المتوتره بضغط عصبـي شديـد على كلّ من فـ الطوآرئ ...
تجمعو حولهآ في محآوله لرفعهآ ونقلهآ للتروللي بخطوآت روتينه منتظمـه: يــللآ .. هـــآآ .. وآحـــــد ، إثنيـــن ، ثلآثــــــه
برآ الغرفـه ..
صآح وآحد من الأمن بـ ثنتين من الممرضآت: أحدّ إتصل بمعآرفهم !! شوفوآ بطآيقهم وتبـع من هآلحريم !!

/
/
/

بغرفة العمليآت كآنت بلآ وعي .. وجههآ شآحبّ .. فقدّ لونـه إلى حدّ تحوله للون الأبيض ! جفت شفتيهآ المشققه مآخذه اللون الأزرق بنفسجـي ..
ممده على السرير الأبيض والأنوآر مسلطـه عليهآ .. ثنتين من الممرضآت حآجبين بغطآ نصهآ الأعلى عن النص الأسفل ..


دخل بعد مآلبس ملآبس الجرآحه المعقمه مفرق أصآبعه عن بعض يعدل القفآزآت البلآستيكه .. قرب منهآ عند رجولهآ وهو يسأل عن الحآلـه ..
وآحد من دكآترة الإمتيآز المتدربين: حآدث سيآره بمدخل المستشفى
رفع رآسه ينآظره معقد حآجبيه: وشلون حآدث يصير هنـآ !! بمدخـل المستشفــى !!
سعود: وآحد كآن مسرع بيلحق جمآعته الظآهر إنهآ كآنت حآلة ولآده مستعجله وهذي ظهرت قدآمه فجأه ..
رفع رآسه لوجههآ بس مآيشوف شي .. الغطآ كآن حآجز عن وجههآ يمنعه يشوفهآ ..


سعود: وش بنسوي دكتور ؟!
رفع رآسه له بصدمـه من سؤآله .. سمع بعدهآ أصوآت ضحك من الموجودين وهمسآتهم الخفيفـه ..
- بنبره جآده حآزمه - : والله مآدري .. علمنـي إنـت .. الظآهر هنآ انتم اللي تسألون وانآ اللي أجآوب مو العكـس !!!
بلع ريقه بتوتر متفشل من حآله: دددد .. دكتـور عــ ... ععععـ .. عــديّ !
عديّ وهو مشغول بـ الجرآحـه فـ هآلسآق المتضرره: أهآ .. قللـي وش نسوي مع هآلحآله !
سعود: دكتور علي قآل .. قآآآل .. آممممم ... - حرك نظره لبآقي دكآترة الإمتيآز زمآيله يبي يشوف أي ردّ فعل لهم إنه يكمل إللي بيقوله ولا ينطم سآكت أحسن بدآل مآيخربهآ أكثر .. بس مآلقى اي ردّ حتى بملآمحهم -


كمل وهو بآيعهآ تجي مثل مآتجي: دكـتور علي قآل بتـر
عديّ وهو مشغول بوقف النزف والممرضه على يمينه تسآعده: دكتور علي قآل كذآ !!
سعود: أيوه هذآ مآظنـه دكتور علي وإنّآ بـ الطوآرئ
عديّ بإستنكآر: مآظنـه !!!!
أردف بإستخفآف :وإنت وشهو ظنـك ؟!
سعود بتوتر وآضح وهو يمسح جبينه المتعرق: ي ي ي يععععـ .. يعنـي .. يعنـي مآرحّ أعدل على كلآم دكتـور
رمقه عديّ بنظرة تحقيريه سريعه وهو رآفع له حآجب وآحد: كلآم دكتـور ؟!! وإنت حضرتك وش تكـون !! حـدّآد !
هزّ رآسه بقلة حيله .. مآفي فآيده مع المبتدئين وسذآجتهـم ..


إنتفض جسمه بحركه ملحوظه لمآ دآست على رجوله هآمسه له: يآغبي إنت الحين بموضع تقييم وهو يختبرك .. كآن عندك شي قوله الحين وبسرعه
سعود بنفس الهمس: شي زي ايش !!
تنهدت بنفآذ صبر: يآلله على هآلغبآء وآنت شلون دكتور .. أي شي ممكن يسآعد .. أي إقترآح

رفـع يده بسرعه متنحنح ..
نآظره عديّ بقرف - نظره سريعه - : خيــر !
سعود: إقترآح ..
عديّ: وش عندك !
سعود: شرآئـح .. نركب شرآئـح
عديّ بتركيز على الأوتآر إللي يحآول يوصلهم: آممم تمآم .. وبتقدر على هآلشـي !!
نزل سعود يده المرتجفـه وعيونه معلقه على زميلتـه سآره إللي هزت له رآسهآ بـ الموآفقه تشجعـه
سعود بثقه: بوجودك وتحت إشرآفك إنشآلله بقدر
رآفع راسه بنبره حآزمه له: رآقبنـي وخلك معـي .. بسألك عن كل خطوه بسويهآ

/
/
/

مرّ الوقت إللي تمت فيه العمليـه إللي كآنت سهلـه وبسيطـه بـ النسبه لـه .. وقرآر البتـر إللي كآن مقترح بشكل مبدئي وسط ضعط عصبـي ونظره مشوشه لطبيعـة الحآله بـ الطوآرئ مآكآن بمحلّـه أبدّ .. سكـت عنـه عمداً كآن منتظر احد يجآريـه ويصحح له هآلإقترآح الخآطـى بمجملـه ..
فسخ قفآزآته ورمآهم بـ السلـه .. طآلعهآ بنظره عآبره بعد مآنزلوآ الغطآ الحآجز وغطوآ جسمهآ ..
مآإستوعـب ورجـع بسرعه خآطفـه ينآظرهآ مره ثآنيـه ..

قرب من السرير بخطوآت سريعه وهم يتجهزوآ لنقلهآ ..
بعد الكمآمـه عن وجهه المصدوم بجمــــووود ..
لآحظت سآره ملآمحه إللي تبددت وشحبت فجأه بصدمـه قويـه للحين مو مستوعبهآ ..
- سألته بإستفسآر - : خير دكتور عديّ .. تعرفهــآ ؟!!



======
-----------
======




بنفس محيط المستشفى بس بجوّ أقل توتـر ...
رفعت جسمهآ بصعوبه مغضمه عيونهآ بألم .. نآظرت بـ الممرضه حصّه وهي تغرز إبرة مسكن بكيس الجلوكوز المعلق ..
إبتسمت لهآ حصّه تطمنهآ: بتصيرين أحسن إنشآلله
نزلت عيونهآ لأصآبعهآ المشبوكين ببعض - بنبره حزينه خآفته - : تعودت .. مو الأولى ولآ الثآنيه ولآ الثآلثه هـه ولآ حتى الرآبعه
حصّه: اذكري الله .. هو بيعوضك انشآلله ترآه مقدر ومكتوب لآ تكرهوآ شيئاً وهو خيراً لكم ..
رمشت بعيونها وهي تهز راسها بقلـة حيله زآمة شفتيهآ الرقيقه بأسى لتنزل دمعه يتيمه كآنت معلقه بأهدآبهآ ...



قربت منهآ حصّه سآحبه يدهآ اليسآر بين يدينهآ برآحه: إذكري الله
نآهد بهمس: لآ إله إلآ الله ...
حصّه: إتصلنآ بزوجك هو الحين فـ الطريق لهنآ
رفعت رآسهآ بصدمه شلون هآلموضوع غآب عن ذهنهآ .. " يآويلي .. يآويل حآلي .. ويلك يآنآهد وين بتروحين من هآلمصيبه .. بيقولون له مرتك سقطت جنينهآ وهو صآر له شهرين مآمسنّــي "
عقدت حصه حآجبيهآ بـ استغرآب لردة فعلهآ المتمثله بصدمه للحين مآفآرقت ملآمحهآ !
شددت على يدينهآ تنبههآ: إنتـي بخيــر !!
رفعت نآهد رآسهآ بملآمح مسكنـه تترجآهآ: طلبتك أمـــآآآنه
حصه: إيـه سمّـي ..
نآهد: لآ تعلموه .. لآحدّ يعلّمـه بـ الله طلبتكـم


تقطبت ملآمح حصه بـ إستفهآم مآتدري وش قصدهآ - سألتهآ بـ إستفسآر أوضح - : من قصدك نعلّـم .. وإيش نعلّـم ؟!! أنآ اللي مشرفه عليك
نآهد بتأكيد: مآحد غيرك ؟!!
هزت لهآ حصه رآسهآ بـ الإيجآب
أردفت نآهت بتوصيه شديده ورجآ بنبره صوتهآ: أمآآنـه أمآآنـه لآتعلمـي زوجي بتسقيطـي .. هو أصلاً مآكآن يدري عن حملـي .. توني اليوم كآن أول يوم كشف من بعد إختبآر الحمل إللي سويته بـ البيت ..
رفعت رآسهآ لحصـه إللي تقريباً ومن ملآمحهآ بآن إنهآ فهمت عليهآ ..
كملت نآهد: مآبيه يزعل ويآخذ بخآطره .. وده بولد من زمآن وإنتي تدرين بسآلفة كلّ محآولآت حملـي من قبل .. إنتي كنتي الممرضه المشرفه مع دكتوره صفآء أشرف مـو ؟!
هزت حصه رآسهآ بتفهم مبتسمه: أبشري مآبقولـه ..


حررت يدينهآ من يدّ حصهآ وامسكتهآ هي مشدده عليهآ بنظرة ترجي: وعــــد !!
حصه بتأكيد: وعــد .. مآبجيب خبر عن الإجهآض أبدّ
نآهد - بسرعـه - : ولآ عن الحمل بكبـره .. مآكنـه صآر .. تكفيـن يــآآآآ ...........
حصه بـ ابتسآمه: حصــه
إبتسمت نآهد بتعب: تكفين يآحصه .. المشكله مب بزعل زوجي .. أهله بينقدونـي .. مآرحّ يبطلون حكـي وآنغبن أنآ
حصه بـ إستيعآب تآم لكلآمهآ بعد مآ اقتنعت بحجة نآهد إللي مآكآن بهآ أي شك: ولآ يهمك .. لآتشيلين شي بخآطرك من هآلموضوع .. مآحدّ بيعرف أبدّ وإن سألوآ عن الحآله فهي مجرد صدمه على أختك ..



فتحت عيونهآ بفجـع توهآ تتذكر أختهآ .. همست بخفوت وسط صدمتهآ: صيتــــه
صآحت بحده والدموع متجمعه بعيونهآ: صيتـه .. صيته صيتـه .. صيتــه آختي وينهــآآآ .. وين أختي .. وش صآآآر عليهــآآآ
فكت يدينهآ مبعده عنهآ الغطآ الأبيض تحآول تنزل عن السرير ..
ثبتتهآ حصه بمقآومه: لآ حول ولآ قوة الآ بـ الله مآيصير كذآ
بمقآومه شديده من نآهد برغم تعبهآ ووضعهآ الآ أنهآ فكت يدينهآ من حصه ونزلت رجل وحده عن السرير ويدهآ الثآنيه على وسطهآ بألـم .. تأوهت بوجع وهي تقآوم تعبهآ: صيته يآرووحي .. يآقلب أختك وش صآر لك
رجعت ثبتتهآ حصه وهي تدفهآ من كتوفهآ ترجعهآ للسرير: تطمنـي على أختك توهآ طلعت من العمليآت ومآعليهآ شـرّ ..


هآلكلآم إللي قآلته الممرضه حصه وظنها بيريح نآهد ويهديهآ إلآ إنه كآن فآجعه على مسآمعهآ: وشهــــــــــــــووووو .. عمليـآآآآت !! ليييييــش .. لييش عمليآت وش إللي صآر لأختي .. إبعـدي .. إبعــــــــــــــدي عنــي - قآلتهآ بعنف وحده وهي تدف حصه تبعدهآ عنهآ -
طآح العمود إللي كآن مثبت عليه الغذآيه وفلتت الكآنه من ظهر يدهآ .. صآحت بألم وهي تبكـي من وجـع الكآنـه لمآ إنفصلت عن يدهآ ..
دخلو ثنتين من الممرضآت الفلبينيآت وحده منهم سآعدت حصه في تثبيتهآ كل وحده من يدّ والثآنيه بخفه وإحترآفيه وبحركه غير ملحوظه ضربتهآ إبره مسكنه خدرت أطرآفهآ وأخذتهآ بثوآني لعآلم اللآوعــي ..

فكت حصه يدينهآ مقطبه ملآمحهآ بحزن على حآل نآهد: لآ حول ولآ قوة إلآ بـ الله .. الله يصبرهآ على مآبلآهآ



خرجت من الغرفه مقطبه ملآمحهآ بضيق على حآلهآ .. قرب منهآ بسرعه وملآمح الفجع متمكنه من تعآبير وجهه لأقصآهـآ وهو يلحق الممرضه حصه: نآهـــد .. نآهــد وش فيهـآآ .. هي بخيـر !!
حصه بإستفهآ: إنت آدم زوجهـآ ؟!!
عقد حآجبيه بإستغرآب " زوجـهآ !!!! " - بلع ريقه بتوتر - : إيـه أنآ آدم بس مو زوجهآ .. علميني نآهد فيهآ شي ؟ صآبهآ شي ؟ هي بخير !! تكلللمـي وش فيك سآكته
رمقته بنظرة حآده " مآبطل أسئله ولآ عطآهآ فرصه تحكي ويلومهآ الحين ليش سآكته " ..
رفعت حآجب وآحد بإستنكآر " كل هآلخوف والفزع ومآهوب زوجهآ !! أول مآ أسعفوهآ مآكآنت تنآدي غير بإسمـه وإسـم صيتـه .. ويوم شآفو جوآلهآ آخر مكآلمه وآرده ومستلمه ولم يردّ عليهآ ثلآثتهم بإسـم آدم .. والحين هذآ هو آدم بس مب زوجهـآ !!! "
سألت ببرود: وإنت من تكون ؟!!


دفهآ من كتفهآ لمآ صكهآ بكتفه وهو يبعدهآ عن طريقه بيدخل للغرفه ..
ثبته بجمود صوتهآ الحآد: لآتدخل الغرفه فيه حريـم غيرهآ ..
لف وجهه لهآ وهمس بغير قصد .. حس صوته شـحّ وبـحّ من رعبه وخوفه عليهآ: هـي بخير ؟!!!
هزت رآسهآ بـ الإيجآب تطمنـه: الحمدلله مآبهآ شي ..
قرب منهآ مميل رآسه مضيق عيونه بإستفسآر: متأكده ! يعنـي .. يعنـي مآصآبهآ شي !! وضعهآ تمآم !! أقصد يعنـي .. يعــ .. يعنـي .. - حرك يدينه على بطنـه كإشآره -
بس كآن متلعثم ومو قآدر يجمع كلآمه بشكل مفهوم .. مسك جبهته بيده مآخذ نفس مسموع ..


ضيقت عيونهآ بشك من حركته هذي وهو يأشر على بطنه وسؤآله المبطن لهآ بشك " يمكن يدري عن حملهآ !! بس لآ .. حتى وإن كآن يدري مآبقول شي "
تكلمت بثقه: تطمن يآخوي هي الحمدلله بخير .. مآصآبهآ شي .. مجرد صدمه على أختهآ بس مو أكثر
آدم: أختهـآ !!
حصه: إيه أختهآ .. أختهآ هي إللي صآبهآ الحآدث وتوهآ طلعت من العمليآت
أشر لهآ بيده يسكتهآ شوي: لحظه لحظه معليش
حصه: ايوه أخوي
دخل يده بجيب ثوبه مطلع جوآله .. صآر يدور بعبث وتوتر بين الأسمآء يحس نفسه حتى مو قآدر يجمع الحروف ويربط الأسمآء ..
مدّ لهآ الجوآل: لو سمحتي هذآآ .. هذآ الرقم دقوآ عليـه .. خبروه بآللي صآر
نآظرت بـ الجوآل مستغربه ومو فآهمه شي ..


أردف يلحقهآ قبل تسأله أي شي بعد مافهم تعآبير وجههآ المستفهم بإستغرآب: هذآ رقم أبوهـم .. علي عبدالرحمن .. دقـوآ عليـه ..
حصه بشكّ: وإنت مو من الأهل ؟!
آدم وهو يحآول يدور تصريفه لهآلورطه بس يحس عقله الحين مشلول ومو قآدر يفكر بأي شي مآكآن يدري إن الموضوع بيوصل لصيتـه أختهآ وأنه حآدث .. وأنه بيتم إستدعآءه بصفته زوج لنآهد .. بأي حق هو إللي يستدعونه دون عن أي أحـد !!!


آدم: لآ من الأهل .. بس أهل زوجهآ .. أقصد إللي بـ الغرفه - أشر بعيونه على بآب الغرفه ورآهآ بتوتر وهو يبلع ريقه -
كمل: بس الموضوع حآدث .. ولأختهآ .. يعني الأولى أبوهآ إللي تستدعونه هو صآحب الشآن والصفـه ..
حصه بشبه إقتنآع: آمممم طيب تفضل معآي للشئون يآخذون الرقم ..
مشى ورآهآ غآيب الذهن مآيدري كن قلبه هدى وتطمن إنهآ بخير ولآ مآزآل بعده مقهور ومنآه ينزل هآلحمـل بأي طريقه .. أي طريقه غير أذآهآ ..


/
/
/

توجه للغرفه إللي هي فيهآ بعد مآعطآهم الرقم وهو مآله أي عذر .. كآن هو إللي طلب أهلهم بصفتـه أحد من الأهل .. وش فيهآ يعني .. بس تحمد ربّـه إنهم فلبين وهنود مشت عليهـم وعلى هآلممرضه السعوديـه إللي مآإعترضت أو شكت بـ الموضووع شكله مشغلهآ سآلفـه ..

قرب من سريرهآ شآد الستآره عليهم .. مسك كف يدهآ الموصل بـ العذآيه وهو يتحسسـه بطرف إبهآمـه ..
توهآ وإنتبهت وفكت شوي من الخـدر .. لفت وجههآ عليه بنظرآت إنكسآر بعيون مدمعـه ..
حسّ نبضآت قلبه تتسآرع برغم قهره وغضبه منهآ " أعشقهآ يآبشر .. جعل كل أذى الدنيآ كله فيني ولآ يجيهـآ "

سحبت يدهآ من يده شآبكه يدينهآ الثنتين على بطنهآ - هآمسه بحزن - : مآ أقدر يآ آدم .. مآ أقدر أنزلـه ..
تعلقت عيونهآ بعيونه بنظرة ترجي - همست - : أبيــــه
رفع رآسه للسقف زآفر نفس مسموع بنفآذ صبر ..
أردفت نآهد بنبرة ترجي وآهنه مرتجفه: تكفى يآ آدم .. لآ تضغط علي .. أبي أتمم حملـي .. أبـي أفـرح .. تكفـى رجيتك
هز رآسه بـ أسى وقلة حيله .. مهمآ قآل وعآد وزآد الموضوع بيدهآ هي ..


تقطبت ملآمحه بإستفسآر: نآهد إيش درآك إنه من صلبـي أنآ مو بسّآم ؟!!
نزلت رآسهآ عآضه على شفتهآ السفلى ...
آدم بهمس يستنطقهآ: هــآآ !
نآهد: بسّآم صآر له شهرين مآقربني ولآ مسنـي .. مآحد مسنـي هآلشهرين غيرك
تمّ معلق عيونه بعيونهآ بصدمه وعدم إستيعآب - همس بخفوت وسط صدمته - : من جدك تتكلميـن !!
هزت رآسهآ بـ الإيجآب ..
آدم: ودآمه مآمسّك إللي ببطنك هذآ من وييييييييييـــــن ! ولآ بتقولين له بكل هآلبرود إللي أشوفه .. ذآ ولد أخوك .. ولـد آدم


بحزم من بين أسنآنه لآيفقد أعصآبه الحين وهو على شعره: إنتـي . شلـون . تفكريـن . يآنآهــد !! حـتـى أنآ ضآيع منك ومو فآهم تصرفآتك .. وش إللي تفكرين فيـه .. وش إللي ببآلك وإللي ورآك !!
نآهد: لآتشيل همّ .. مآرحّ الزمك بشي .. ذآ إبنـي أنآ .. مآلك دخل فيه .. أنآ بدبر عمري بروحـي
آدم: علميني شلون بتدبرين عمرك .. إنتي مو لوحدك بـ الموضوع
نآهد: برضيـه هآلإسبـوع وبعدهآ بعلمـه إني حآمـل .. أنآ لسآتني بأول حملي مآرحّ يكون فيه شكّ بـ الموضوع ..


ميّل فمه بإبتسآمه سآخره وعيونه ع الأرض بنظرة إنكسآر وألم موجعـه " تحبني وتغآر علـي .. تمتنـع عن زوجهآ لأجلـي .. تحمـل بولـد من صلبـي .. وبكلّ جرأه وقدآمي تصآرحني برضوتهآ لزوجهآ هآلإسبوع لأجل مآيكون عنده أي شكّ يوم إنه يدرى عن حملهآ .. وش إنتي يآنآهـد .. من تكونين بـ الضبط .. وليش كل هآلضعف إللي يتملكنـي وأنتي معـي .. تتعآملين معي بمكـر وخبث وأدري عن هآلشي والمشكله مآشوف فيك غير طيبه وبرآءه .. سِحـر .. مآكنت أدري عنك قبل تدخلين بيتنآ بصفتك زوجه لأخوي .. يوم عن يوم جريتينـي لعندك .. طيحتينـي بشبآكك .. طحت ولآ أنآ دآري شلون أطلـع "


مسك يدهآ الموصله بـ الكآنه ويده الثآنيه على خدهآ يمسح دمعتهآ اليتيمه .. مآيدري هل حقيقيـه ولآ دمعـة تلآعب خبيثـه .. طبـع قبلـة عميقـه برآحـة يدهآ وهو مغمض عيونه بألـم .. علّهآ تفهم وتقدر إحسآسـه ..
فك يدهآ وخرج من الغرفه بهدوء ..

/
/
/

على بوآبة المستشفى .. رفع نظره للسمآ بترجـي ونزل بعدهآ رآسه عآض على شفته العلويه بأسنآنه السفليـه بلوم لنفسه: مستحي منك يآربي .. مستحي ومو عآرف شلون أنآجيك وش أقولك .. وبأي وجـه !!!! بضيــق خآنقــه فتح زرين من أزرآر ثوبه الطويل الضيق إللي محدد قوآمه النحيف ..
مشى لسيآرته بعد مآلمح سيآرة أبو نآهـد وورآهآ سيآرة أخوه بسّـآم ..

/
/
/

بخطوآت سريعه فـ الممرّ سآكن الحركه .. معطيـه ظهره رآفع سبآبته بتأكيد على كلآمه وهو يسبقه بخطوآت: لآ تنسى تعلم دكتور حسن إني بستلم حآلة اليوم وبشرف عليهآ ..
دخل مكتبه وقفله بدون مآيسمع منه أي ردّ ..
جلس على كرسيه وهو يفرك عيونه ويحآول يفتحهم على وسعهم ... يحسّ حآله مرهـق .. وهآلإرهآق جآله ضيـف ثقيـل فجأه ودون أي توقـع ..


سند ذقنه على ظهر كفوفه إللي شبكهم ببعض شآرد بذهنه " كنتي بين يديني اليوم يآصيتـه .. سبحآن الله من أول يوم غيآب لك بسبب الإستقآله وأنآ أفكر بهآلشي .. أروح لمكتب ملفآت الموظفين أدور أي شي عنك .. رقمـك !! واليوم إللي أقرر فيه هآلشي فعلاً وأنآ بطريقي للمكتـب أسمع إستدعآء الطوآرئ لغرفة العمليآت .. أجلت مآببآلي لبعد العمليـه وبعد العمليـه هذآنـي أشوفك ممده قدآمي .. كنتي تحت تحكمـي وتصرفـي .. كنتي بين يدينـي "

تنهـد بـ إبتسآمه متعبـه وهو يتذكر نفسـه وقت شآفهآ ممده قدآمه مغيبـه .. هذي فعلاً صيتــه !! هي نفسهآ ولآ مجرد تهيؤآت .. صرت أتوهم فيهآ !!
هز رآسه بـ النفي مبتسم وهو يمسح وجهه بيدينه: رحتـي ورديتـي لي يآصيتـه .. مآطولتـي !!

/
/
/

شدّ الستآره بقوه وعيونه عليهآ .. قرب منهآ بقلق وخوف وآضح ممسك بيدينهآ: نآهـد فيك شي !! وش تحسين فيـه !
إبتسمت بتعب وعيونهآ مدمعه: مآفيني شي الحمدلله
دنق عليهآ وحبّ رآسهآ بحـب وهو يتحمدالله إنهآ بخيـر ..
بعدت رآسهآ عنه بحده أول مآشآفته قدآمهآ: يوبـــآآآآآآه .. يوبـه صيته أختــي .. صيتـه يوبـه وش فيهــآ
أبوهآ " أبو سلطآن " : تطمني يآبوك قآلوآ إنهآ بخير مآفيهآ إلآ العآفيه


نآهد: منهم إللي قآلوآ .. يوبـه تكفـى روح بنفسك وتطمن عليهآ مب رآضيين يفكونـي أبرووح لهآ
قرب منهآ مآسك بيدهآ ومشدد عليهآ: إهدي يوبـه هي الحين بـ العنآيه من بعد العمليـه
برقت عيونهآ بفجع .. صآحت بحده: وشهـــووو عنآيــه !! ليش يوبـه .. لآتنكـر شي عنـي .. مآحد يدخل هآلعنآيه إلآ بـ الخطـر يوبه علمنـي الصدق الحين تكفــــى أختي صيتـه وش فيهآ ...
فكت يدينهآ الثنتين من يدّ زوجهآ بسّآم ويدّ أبوهآ وهي تضـرب وركيهآ بنـدب: ويــلـــي ويــلآآآآآآآه يآنآآس علمونـي وش فيهـــــآآآآآآآآآآ


أبو سلطآن بحزن من حآلة بنته نآهد وإنهيآرهآ: لآحول ولاقوة الآ بـ الله
نآظرت بسّآم بترجي وهي مآسكه بذرآعه وتشده: بسّآم تكفى طلبتك علمـني أختي وش فيهآ
بسّآم: إستهدي بـ الله يآنآهد والله مآفيهآ شي .. إصآبه برجلهآ سوو لهآ عمليـه والحمدلله جبرت .. بخير ومآبهآ من سـوء .. هي بـ العنآيه فتره مؤقته بس من بعد العمليـه توهآ طآلعـه الحيـن .. شوي وبنروحلهآ وبتجين معنآ بعـد ..


حولت نظرهآ لأبوهآ بتأكيد: ترووح الحيــن .. يوبـآآه إنت وبسّآم تكفوون روحـوآ الحيـن .. خذوونـي لهآ أبآ أشووفهآ
أبو سلطآن: نآهد يوبه وش بلآك .. إذكري ربك مآيصير تجزعين كذآ .. أختك بخير الحمدلله .. شوي وبنروح لهآ
تقطبت ملآمحهآ بـ إنكسآر وبوهن وآضح بصوتهآ: أخــــآآف .. أخآف أفقدهآ يوبـه ..


رفع أبوهآ عيونه لبسّآم إللي هزّ رآسه بتفهـمّ لخوفهآ المفرط على أختهآ من بعد فقدهآ لأمهآ وبنفس السبب حآدث سيَـآره .. وإلتزآمهآ من ذآك اليوم برعآية صيته أختهآ .. برغم زوآج أبوهآ من بعد وفآة أمهم بسنـه وحده بـس إلآ أنهآ أبـتّ أن زوجة ابوهآ تتدخل فيهـم بتربيتهـم هي وأختهآ بأي طريقـه .. كآنت نآهد قآيمه بدورين دور الأم والأخت بـ النسبه لصيتـه .. تكبرهآ بس بـ ثلآث سنوآت إلآ إنهآ إحتوتهآ وشآلت مسئوليتهآ وتربيتهـآ كأم حقيقيـه لهآ ..



بسّآم: خلآص بنروح إنّآ نشوفهآ الحين بس إنتي خلك هنآ
نآهد: أبي أروح معكم .. تكفـى بسّآم .. تكفـى يوبـه - ترجتهم وهي تنقل نظرهآ بينآتهم بترجي وإستعطآف -
أبو سلطآن: خلك إنتي هنآ الحين بنروح نتطمن ونشوف الوضع لآمنهم طلعوهآ من العنآيه جيتي معنآ ..

هزت رآسهآ بـتوتر موآفقتهـم: طيـب .. طيـب روحوآ يللآ .. روحـوآ بسرعـه
بسّآم: مشينآ يآشيـخ
أبو سلطآن وهو يطلع من البآب: لآحول ولآ قوة إلآ بـ الله .. قل لن يصيبنآ الآ مآكتب الله لنآ ..


/
/
/

كآن بـ الغرفه بعد مآنقلوهآ من العمليآت يوصي الممرضه الفلبينيـه سونآ مآحد يشرف على متآبعتهآ غيرهآ هي وميري بنبطشيـة الصبآح وثنتين من الممرضآت الأجآنب بنبطشية الليـل .. هزت رآسهآ بـ الموآفقه بعد مآ أكـد عليهآ ..
نفـخ هوآ من فمـه وهو يشوفهآ ممدده قدآمه مآيلفهآ غير اللون الأبيض مخدره وغآيبه بعآلم اللآوعــي .. مآيبي أي ممرضه من العرب إن كآنت إيمآن أو نرجـس أو غيرهم يحتكون فيهآ .. مهمآ هدد وتوعـد مآيضمنهـم .. الحريم مآلهم أمآن لآمنهم حقـدوآ ..


لف وجهه جهـة البآب مستغرب - بحـده - : ممنوع الدخول لهنآ .. تفضلوآ لو سمحتـم
سفهه بسّآم متوجه لصيته وهو مقطب ملآمحه بحزن وآضـح ..
أبو سلطآن: طمنآ يآدكتور .. وش حآل بنتـي
ضيق عيونه بإستفهآم: بنتــك ؟!!
أبو سلطآن: صيته بنتـي .. وش حآلهآ .. قللي الصدق أمنتك
حرك نظره لبسّآم بقهر وهو رآفع حآجب وآحد مستنكر تصرف بسّآم وسفـهه لـه .. هذآ غير نظرآت الحزن إللي بملمحـه لصيتـه ..
التفت بعدهآ للرجآل بأوآخر الـ خمسينآت من عمره إلآ إن له لحيـه طويلـه دآكنة اللـون .. وآضح التقـى والطيب على ملآمحه السمحــه ..



عديّ بنبره هآديه مطمئنه: تطمن يآشيـخ .. مآفيهآ إلآ العآفيـه .. إصآبه بـ الرجل اليسرى والحمدلله مبّ خطـر
أبو سلطآن وعيونه على بنته بحزن: لآ حول ولآ قوة إلآ بـ الله
عدي بـ إبتسآمه هآديه يطمنه أكثر: تطمنوآ .. حآلتهآ مستقره من بعد العمليه .. رجلهآ بتظل بـ الجبس فتره بنغير عليه من وقت للثآني وبعدهآ علآج طبيعي وإنشآلله مآيصير إلآ الخيـر .. يعني هآلحآله متكرره .. صحيح علآجهآ بيآخذ وقت بس بـ المقآبل الضرر مو مستديـم
غمض عيونه زآفر نفس مسموع برآحه وتفآؤل: الحمدلله .. رضيت بقضآئك وقدرك يآرب .. الحمدلله
عديّ: أعتذر منك بس مآتقدرون تظلون أكثر من كذآ
أبو سلطآن: إنشآلله إنشآلله
قرب من السرير وورآه عديّ اللي بعده عيونه على بسّآم بقهر مختفي ورآ نظرآته التفحصيّه الحآده له ..

دنق أبو سلطآن على بنته حبهآ من رآسهآ وصآر يتمتم بأدعية وأيآت قصيره من القرآن بصوت شبه مسموع وهو يملس على جبينهآ الملفوف بـ الشآش ...

تآبع عديّ حركة شفتيه السريعه وهو يقرأ على بنتـه لحد مآخلص وهو رآفع نظره لبسّآم: مشينـآ بسّــآم ..

حرك بسآم رآسه بـ الموآفقه وعيونه على صيتـه ..
أبو سلطآن: مشكور يآدكتور
عدي بـ إبتسآمه هآديه: العفو .. هذآ شغلنآ ووآجبنـآ ..
تقدمهم عديّ لبآب الغرفـه وتمّ وآقف وهو يشوفهم مبتعدين بخطوآت متثآقلـه فـ الممرّ ..


التفت لـ ميري مميل رآسه جهة الغرفه كإشآره لهآ تدخل وتبآشر شغلهآ إللي وصآهآ فيـه ..
التفـت عليهآ بنظره أخيره يشوفهآ قبل إنتهآء دوآمه وخروجـه من المستشفـى .. مآيدري الحين وش إحسآسه بـ الضبط .. وهو يشوفهآ ممدده قدآمه لآحول لهآ ولآ قوه .. يسعـد على مآصآر فيهآ لأنه حتى وإن كآن صآيبهآ بـ السوء إلآ أنه ردهآ لـه من جديـد وبدد إحسآس الفقد دآخله وإللي عذبـه بغيآبهآ عن عيونـه .. ولآ يحزن على حآلتهآ .. حتى وإن كآن يبيهآ تردّ له .. وآشكثر مرت هآلأيآم ثقيلـه عليه بـ هآلمستشفى إللي كرههآ بغيآبهآ إلآ إن آخر مآيبيـه أنه يشوفهآ بهآلحآلـه !



======
-----------
======


يتبـــــع ...


:::

~FANANAH~ 10-08-16 06:16 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======



بعد منتصف الليـل ..
الوآحده والنصـف صبآحـاً ...


دخل شقته وبيده أكيآس كثيره بعد مآ تسوق وتقضى أغرآض المطبخ ..
فتح ثلآجته وبدأ يرتب الأغرآض فيهآ وعيونه على صآلتهآ المضويه بنور سهآري بنفسجـي خآفـت ..

توجه لهآ من البآب الفآصل بينآتهم مآقفله من آخر مره .. مآكآن فيه دآعي لأنهآ مآفآرقت غرفة نومهآ من بعد مآنقلهآ لهآ ثآني يوم بعد مآصحت وهي بسريره .. إسبوع كآمل مـرّ وهي مقفله على نفسهآ بحآله نفسيه كئيبـه .. يومهآ كله يضيع بـ النوم .. قليل مآتآكل ويكون بضغط شديد منه وإلحآح .. يظلّ طول الليل جمبهآ يتكلم معهآ ولآ تردّ عليـه ..


دخل غرفة نومهآ وعنده أملّ ان اليوم رح يفرق معها أكيد وبتتغير نفسيتهآ .. عقد حآجبيه مقرب منهآ بسرعه لمآ فتح البآب وسمع تأوهآتهآ وأنآتهآ المكتومه بألم .. متكومه على نفسهآ رجولهآ مضمومتين لصدرهآ وبحضنهآ المخده دآفسه فيهآ وجههآ .. حتى من بعد مآوعت ثآني يوم بعد خبر موت كآرين وإللي للحين مآيدري وش القصـه ولآ منهي كآرين هذي مآكآنت هذي حآلتهآ .. حتى إنها مآبكت !!! طول الإسبوع مآتبدل حآلهآ .. من جمود متمكن من كل أفعآلهآ وتعآبير وجههآ ...

جلس ورآهآ على السرير وهو يشدهآ من كتفهآ يبعد وجههآ عن المخده بنبره مآخلت من القلق - همس - : ليـلآ وش فيك !!!


تقطبت ملآمحه بخوف وآضح: ليـــــلآ !!!
كآنت تأن بألم .. بمقآومه جآهده وآضحه وهي ترد بتعب من بعد إسبوع كآمل وهي فـ صمـــت تآآم وإعرآض: نجم سألتك بـ الله تتركني الحين
نجم: ليلآ نآظريني بـ الأول
ليلآ: إتركني .. مو قآدره حتى أتكلم
مرّ من فوقهآ للجهه الثآنيه وصآر مقآبل لهآ .. بعدّ المخده إللي دآفسه فيهآ وجههآ بقوه من حضنهآ ..
كآنت مغمضه عيونهآ وملآمح التعب متمكنه من تعآبير وجههآ المرهق ..
همس بدفى: ليلآ فيك شي تآعبك ؟!! رديّ عليّ
ليلآ: تعبآنه شوي
نجم: وهذآ إللي حآسب حسآبه .. قلتلك قلة الأكل بتتعبك شوفي لوين وصلتي نفسك


همس لهآ وهو يمسح آثآر دموعهآ من تحت عيونهآ بطرف سبآبته: قومـي يللآ .. بنتسحرّ سـوآ
فتحت عيونهآ بتعب تنآظره بس مآكآن لنظرتهآ أي معنـى أو مغـزى ...
كمل بـ إبتسآمه جذآبه: الليله أول سحور لنآ وبكرآ إنشآلله أول صيآم وفطور لنآ .. كل سنه وإنتي طيبـه

رمشت أكثر من مره متوآليه توها تستوعب إن بكرآ أول 9 عربـي .. رمضآن .. هآلشهر إللي مرّ من عمرهآ 21 سنـه وبكرآ بتكون الـ 22 ... يمكن مآ أدركت معنآه ولآ حقيقة وطبيعة هآلشر إللي يفرق عن غيره من الشهور إلآ بسن متقدم وهي بـ الـ 16 من عمرهآ ... بـ آخر سنوآتهآ مع كآرين وزوجهآ جوزيف على الرغم إنهم من أصل ديآنه مسيحيه إلآ أن كآرين كآنت تشآركهآ هالصيآم ومآتفطر غير بوقت المغرب معها بعكس جوزيف اللي كآن يتذمر من هآلشي رآمي لعنـه وسبآبه على ليلآ ..

تنهدت بهدوء وهي تغمض عيونهآ مره ثآنيه: بتتسحر .. وبتصوم ..وبتفطـر .. بروحك .. اتركني أنآ تعبآنه
عطته ظهرهآ بإعرآض وهي تحآول تدآري ملامحها المقطبه من التعب والوجـع إللي تحسه ..

غمض عيونه مشدد عليها وهو مطبق شفتيه تفشل من حآله وحسّ بغبآء .. شلون مآفكّر بهآلشي .. حتى إنه مآ سألهآ من قبل !!
ردّ عليهآ معتذر وهو يحآول يعدل من موقفه: آســف .. مآكنت أدري فآتني هآلشي ومآسألتك عنه قبل
تقطبت ملآمحها بـ إستفهآم مو فآهمه شي !!
أردف نجم: بس ترآني معذور .. يعني من لهجتك السعوديه وش بتكونين يعني غير مسلمه .. آسف


التفتت عليه بسرعه بملآمح إستنكآر: إنت وش تقول !!
رفع حآجبيه ببرآءه - بتــردد - : ظنيتــــــك مسلمـــه !
زمت شفتيهآ بقرف: نجـم إنت أهبــل ؟!! مو عشآن قلت مآبصوم يعنني مو مسلمـه .. مسلمه ولله الحمد وأصوم .. بس معذوره من صيآمي بكرآ
نجم: ...........
فهمت رسم ملآمحه المقطبه ببلآهه مآ فهـم عليهآ !
تأففت بنفآذ صبر: هــــفففففف تعبآنه يآنجـم وعندي عـذر .. كلهآ إسبوع وبشآركك الصيآم


تمّ متنح لثوآني وبعدهآ إبتسم .. عطته ظهرهآ بسرعه أول مآتبسم لهآ أخيراً فهـم عليهآ والحين بتموت من الإحرآج ..
نجم: يعني هذآ هو إللي تآعبك ومخليك تأنيـن وتتأوهين كذآ ؟
ليلآ بحـده: إيــه .. خلآص لآ تسأل وفآرقني
قرب منهآ وهمس بلعآنه بأذونهآ: هي توجـع كــذآ !!
رفعت رآسهآ بعصبيه: هــــووووووف .. أخذت المخده من يده ضمتهآ لصدرهآ دآفسه وجههآ فيهآ .. قهرهآ وهو يضحك عليهآ الخبيث



تنفست برآحه وهي تحسه يقوم من على السرير ويبتعد عنهآ ..
نجم: أنآ بشقتي إذآ بغيتي شي نآديني البآب مفتوح مآبينآ
بعدت المخده بسرعه عن وجههآ رآفعه رآسهآ وكأنهآ تذكرت شي .. نآدته تلحقه قبل يطلع من الغرفه: نجـــــــــــــــم
تأفف بطفش وهو ينآظر بـ السقف ويقلد طريقتهآ منعم صوته: الحين بتقول .. نجم خلك معي .. نجم لآ تتركني .. نجم نجم نجم نجــ ........
مآكمل لأنهآ حذفت المخده الصغيره المربعه بوجهه بقهر: إطلــــــــــــع بـــــرآآآآ


إنحنى أخذ المخده وهو يضحك مقرب منهآ: وش بغيتـي ؟
عضت على شفتهآ السفلى بقهر حآسه بإحرآج يذبحهآ بس مآلها الحين غيره .. مدت يدهآ فآرده كفهآ ومنزله رآسهآ: هــآت فلـوس
حط كفـه بكفهـآ وأطبق أصآبعه وهو يجلس على طرف السرير: ليــش ؟!!
رفعت رآسهآ بعصبيه الحين بيفتحهآ تحقيق ومآبيرحمهآ من أسئلته: إنت بتعطينــي ولآ لآآآآ
نجم بتأكيد: أكيد بعطيك .. بس أعرف إيش محتآجه
ليلآ: وليش تبي تعرف .. شي خآص ومحتآجته ليش تدري إنت عنه ؟!!!
طيرت عيونهآ بقهر: هفففف لو أدري بس وين مرتبي إللي أخذته .. شكلي ضيعته ذيك الليله وأنآ سكرآنه



ضيق عيونه وهو يتذكر الظرف إللي لقآه طآيح بـ الأرض تحت الكنبه بشقتهآ وهو ينظفهآ .. كآن فيه مبلـغ .. إبتسم وعيونه على درج الكومدينه جمبهآ الظرف موجود فيه بس شكلها مآتعرف ..
كبرت برآسه يعآندهآ بلعآنه: مآبعطيـك شي قبل أعرف وش تبين .. الحين تآخذينهآ تجيبين لك شي يسكرك تضيعين فلوسي عآلحرآم
ميلت فمهآ بإستهزآء: هــه .. لآ والله .. آسكت بس أحسن ترآ مآيليق لك هآلكلآم ..
رفع كتوفه بهزه خفيفه: أنآ قلت إللي عندي
ليلآ بطفش: هــففف تطمـن مآبجيب شي أشربه .. مآهوب شرب أبدّ ولآ أكـل بعـد ..


نجم: So ? (إذاً ؟)
عقدت حآجبيهآ بإستفهآم لسؤآله: So what ? (إذاً مآذآ ؟)
نجم: وشهـو يعنـي .. وش يكون ذآ الشي إللي تبينه !
ليلآ: يـوووووه نجم بـ الله لآ تحرجني أكثر من كذآ .. شي خــآآص
نجم: زي ؟!
ليلآ وخلآص وصلت معهآ هذآ مآيجي معه غير الصرآحه أياً كآنت: مآقلتلك إني معذوره .. الحين أبي أروح أشتري فوط صحيه .. ارتحت كذآ
أعرضت عنه معطيته ظهرهآ وهي نآيمه وبحضنهآ المخده تبكـي بإحرآج ...



ضحك عليهآ وهو يشدهآ مآسكهآ من كوعهآ: ههههههه يآفديتـك .. وليش البكآ طيب ! تعآلـي بــس
ليلآ: إبعد عني إنت دآيم كذآ تحب تحرجني وبس .. هذي تسليتك
شدهآ بقوه لحضنه .. ضمهآ بدفـى وهو يملس على شعرهآ: تخجلين مني ؟
ليلآ: ..........
نجم: تخجلين مني ليلآ ؟!!
ليلآ: يعنـي .. شـوي
نجم: شوي بس !
بعدت وجههآ من حضنه معصبه: إنت إللي تحرجني .. وتكون متقصد هآلشي بعد
نجم: خلآص طيب مآبعيدهآ .. مآعرفتك سحآيّـه كذآ ..
إحتضن وجههآ بكفيـه وهو يرتب لهآ حآجبيهآ: أنآ بروح أجيبهآ لك
برقت عيونهآ بصدمه وهي تبعد وجههآ من يدينه: لآآآآ .. لآ أنآآ بروح
نجم: وش بتروحين وإنتي بهآلحآله وبهآلوقت .. إنطقـي مكآنك أنآ بروح
ليلآ بتــردد: م م م مممم مآآرح تنحرج ؟!
رفع حآجب وآحد بإستنكآر: وليش أنحرج !! علميني بس وش أقول .. أبي فوط صحيّه بس كذآ ؟!!
أطبقت شفتيهآ بقوه منزله رآسهآ كآتمه الضحكه " هذآ فلّـه ع الآخـر .. لو إن لي بلعآنته كآن لعبت عليه واستآنست أنآ مثلمآ يسوي هو معي بس إيش أسوي مآلي بهآلحركآت " ..


رفعت رآسهآ آمرته: هآت جوآلك
طلعه من جيبه بـ إنقيآد مآده لهآ يشوفهآ مستغرب وش تسوي !
مدت له الجوآل بعد مآكتبت له هي وش تبي بـ الضبط بنـص رسآله ..
ليلآ: وريله هذي وخلآص وهو بيعطيك .. من السوبر مآركت هذآ إللي جمبنآ
حرك رآسه بـ الموآفقه وهو يقرآ المكتوب فآتح فمه ببلآهـه: طيب بروح الحيـن ..

ظلت عيونهآ معلقه بـ الفرآغ بعد مآطلع هو " أنآ مين لك يآنجم .. كنك تدري انت وش تكون لي علمنـي أنآ إيش اكون ؟!! "


حآوطت نفسها بذرآعينهآ متألمه .. رجعت لهآ الإنقبآضآت مره ثآنيه .. نآمت على جمبهآ متكومـه ...



مرت دقآيق دخل بعدها الغرفه معصب رآمي الكيس عليهآ بعصبيه: خــــــذي
فتحت عيونهآ بعد مآصكهآ بـ الكيس إللي حذفه عليهآ معقده حآجبيهآ بإستفسآر عن سبب عصبيته هذي !
نجم: كل من بـ المكآن ضحكوآ علي إنتي وش كآتبه !!
ليلآ: إللي أبيـه
نجم وعيونه على الكيس الأسود: وهذآ هو مآتبينـه !!
إستقعدت بجلستهآ بتعب وهي تفتح الكيس وتشوف مآبدآخله: مجموعة مسكنآت لألـم المعده وإنقبآضآتهآ والظهـر وسدآدآت قطنيـه ..
رفعت رآسهآ له ببرآءه: إيـه هـو ..
نجم: طيب ليش ضحكـوآ !!
زمت شفتيهآ مبوزه رآفعه كتوفهآ بهزه بسيطه: مــدري !
هدت ملآمحه إللي كآنت مقطبه بعصبيه وهو يأمرهآ بهدوء: طيب يلآ قومي بدلي ملآبسك وغيري المفرش من تحتك


نزلت رآسهآ للمفرش ورفعت بعدهآ رآسهآ مبققه عيونهآ لوسعهـم فآتحه فمهآ لآخـره بصدمـه بعد مآشآفآت آثآر بقـع حمـرآء تحتهآ " يآوييييييلـــــــــــــي آآآآآ يآربي وش هآلموقف .. خذ يآربي روحي الحين خذهآ خذهآ خذهآآآآآآآآ وش هآلكآئن إللي مآيرآعي ولآ يخجل .. مآيخجل حتى من نفسه يرمي الكلآم كذآ بدون أي إعتبآر ولآ مرآعآه .. يآربي خذ روحي ولآ خذ روحـه هـوو وفكني منه آآآآآآآآآهيييي يآويلي بس "


نجم: قومــي بدلـي يللآ ولآ أجـي أبدلك أنآ ؟
ضيقت عيونهآ له بنظرة حقـد ودها الحين تتوطآه
قرب منهآ وهو يهز رآسه بأسف وقلة حيلـه .. أخذ الكيس من يدهآ طلـع العلبه وصآر يقلبهآ بين يديه وهو يتصنع البلآهه: بس علميني بـ الأول شلون تستخدمون هآلسدآدآت ؟
رمت المخده بوجهه بقوه وهي تصيح: وجـــــــــــــــــــع يآللي مآتستحـي إططططلـــــــع بــــرآآآآآآآآآآآهـ
طآحت العلبه من يده وهو يضحك .


ليلآ بقهر وصيآح: وجـع إنشآلله ضحكت من غير سنـون .. اطلـع برآآآآ
نجم وإللي من كثر ضحكه إنحنى لقدآم يدينه الثنتين على بطنـه ...
بعد عنهآ بأنفآس متقطعه من الضحك: هههههههه هههههههه خلآآآص هههههههه خلآآآص ..
وقف ع البآب وبعده وجهه ضآحك .. رفع سبآبته لهآ بتنبيـه: لآ تنسين تغيرين المفرش وتغسلينه بعد لو أشــ .................


مآكمل كلآمه إلآ ومخده ثآنيه تلبـس بوجهه وهي تصيح: بـــــــــــــــرآآآآآآآآآآآآآ
خرج بسرعه من الغرفـه وحده ميت من الضحك عليهآ ..
كآنت بمكآنهآ وتحس وجههآ إحترق من كثر مآ أحرجهآ ودهآ الحين تذبحـه .. شلون بتنآظر بوجهه مره ثآنيه !

إبتسمت بإحرآج ضآغطه على طرف شفتهآ السفلى وهي تسمع صوت ضحكـه بعده مآسكـت ..
هوت بيدهآ على وجههآ وهي ترمش بعيونهآ وتنفخ هوآ من فمهآ متذكره شكله وهو يضحك وأول مره تشوفه بهآلحآله من يوم عرفتـه .. " شلون يكون شكلـه لهآلدرجه وسيم وجذآب بكل حآلآتــــه !!! "



======
-----------
======



بـ السعوديه ..

بوسط جلسـه عربيه بمجلس ترآثي التصميم .. سفره أرضيه مستطيله زينهآ فطور أول يوم من أيآم الشهر الكريمّ .. قبل الأذآن بلحظآت .. جلس كلاً بمكآنه حول السفره ..

تمسكت بذرآع جدتهآ وميلت رآسهآ على كتفهآ: أحبك والله يآتيتـه وحشتينـي مررره
" الجده " : عنبو إبليس وشو ذآ تيته تكلمي عدل لآ أصكك بجنوبك
بوزت بإصطنآع: كذآ يعني .. أقولك أحبك ووحشتيني تقولين تصكينـي
الجده بطفش وهي تنفض ذرآعهآ من يدّ تغريد: أقول وخري عني بس خلني أقول الأذكآر


تغريد بإبتسآمه عريضه وعيونهآ تفترس الأصنآف: يآزيييييينهــآ سفرة الأرض بـس
دآرين وهي تقلب عيونهآ بقرف: إيه زينـه مرره .. والحين شلون بنآكـل !
الجده بعصبيه: وشهوو وشهوو وش تقول هآلغبرآ شآيبـة الرآس ! - تشبيه الشيب بسبب لون شعر دآرين إللي صآبغته أشقر ثلجـي -
أم وآئل وهي تخز دآرين بعيونهآ تتوعدهآ: مآعليك منهآ يومـه
الجده: وينه زوجك وولدك وآئل ! أبي ذآ الولد عنـدي
أم وآئل بـ إبتسآمه: وهذآآ هو وآئل جآك
قرب منهآ بخطوآت سريعه مدنق عليهآ يحب رآسهآ ويدينهآ الثنتين ..
الجده وهي تمسح على شعره بحب: يآجعل عيني مآتبكيك ..
جلس مقآبل لهآ مبتسم موجه كلآمه للكل: أبوي لآتحترونـه .. بـ الشركه بيفطر فيهآ مع الموظفين اليوم ..


تغريد: أول يوم نجتمع كذآ وآخر يـوم .. من كل رمضآن مآنجتمع كلنآ هآلجمعه غير بأول يوم بـس .. بعدهآ عزآيم وكلاً لهـى بأرضـه ..
أردفت مقطبه ملآمحهآ بحزن: بس شروق أختي قآطعه معـي مـره
وآئل بتجآهل لحكي تغريد: وينهــآ ميســم ؟!!
كل الأنظآر تعلقت عليـه ..
وآئل: وينهآ ؟!! مآبقى شي ويأذن
تغريد وكأنهآ تذكرت شي .. بصوت مسموع وسبآبتهآ بفمهآ " يآويلـي نسيــت البنــت !!! "
أم وآئل وإللي لآحظت الإستنكآر بملآمح وآئل لمآ حكت تغريد ببلآهه وقآلت نسوهآ ..
أم وآئل بحده: تكلمي عن نفسك تغريد ..


وجهت نظرهآ لولدهآ وكملت: وآئل يومه عطينآهآ خبر بنفطر كلنآ سوآ وآمي بعد جآيتنآ من الشرقيه بتتم عندنآ قآلت بتفطر بروحهآ بتكون على رآحتهآ أكثر ..
وآئل: شلون يعني على رآحتهآ أكثر ؟!! ومن إللي عطآهآ الخبر !! الشغآلـه !!
الجده وهي تقلب نظرهآ بين بنتهآ وحفيدهآ مب فآهمه السآلفه: منهـو ميسـم !!
أم وآئل: يومـه ميسم بنت فيصـل
الجده: وليش مآحدن قآلهآ .. الله يخلف عليكم الحين مخلينهآ بروحهآ لآ صحبه ولآ ونس بهآلشهر لآبآرك الله فيكم ..
وقف وآئل بسرعه يهز رآسه بـ النفي مستنكر تصرفآت أمه وخوآته ..
أمـه: ويــن بتروح !
وآئل: بروح أجيبهآ لأجل تفطر معنآ
فتحت الجده فمهآ بتصنع .. مصدومـه " بيروح يجيبهآ !!! وش إللي فآتني عنهم ذولــي "
مدت يدهآ له تلحقه: وآئل يآمك خذني معك أجبر خآطر هآلبنيه

حركت تغريد رآسهآ لجدتهآ بنفس الصدمه " وشهو وشهو وشهوووو .. وش إللي يصير !! جدتي مآ إستنكرت تصرف وآئل !! هذآ بدآل مآتنهره شلون بيروح لهآ هو .. كآنت طلبت مني أنآ او دآرين أو حتى من أمـي لكن تمد يدهآ له بتروح معه !! وش السآلفـه !! هذآ وإنآ كلبونآ بهآلبيت سآكتين عن تصرفآت وآئل وميسـم وخلوتهم الدآيمه مع بعـض !! يللآ شكلنآ بنستآنس هآلأيآم مـرررره "


لآحظت دآرين صدمة أختهآ وهي مفنجله عيونهآ وفآتحه فمهآ شبر ببلآهه .. إبتسمت بسخريه وهي تهز رآسهآ بـ النفي " كلـن يـدري .. كلـن يدري بـ السآلفـه عدآك يآتغـريد يآختـي !!! "

برآ المجلـس ...
الجده بعتب: وآئل يومه لآتحسب إللي صآر إنت معذور فيه .. وش مآكآن قصدك ترآهآ مآتجوز لك يومه ..
وآئل: شدعوى هآلكلآم الحين يومـه !!
الجده بعصبيه: شدعوى تروح لهآ إنت بروحك .. والأدهى بغرفتهـآ !! مآتجوز لك يآمك وأنآ أخآف عليك من حدود ربك تتعدآهآ


وآئل: تطمني يومـه .. ميسم عندي مثل دآرين وتغريد بـ الضبط
الجده بنفي حآد: لآآآ مو مثلهـم .. ولآتقنع نفسك بهآلهرج
وآئل: وإيش الفرق ؟
الجده: فرق العشره .. إنت شبّ عودك واستوى وهمّ خوآتك .. حتى وان فكرت بيوم إنهم بنآت عمك فيصل مثلهم مثل ميسم شيئن دآخلك بيرفض هآلشي .. أمآ هي فلآ .. مع إنهآ أختهم وبنت عمك بس حآول تلعب على عمرك وتقول إنهآ أختك مثلهم مو بنت عمك .. نفس الشي بدآخلك إللي رفض دآرين وتغريد إنهم بنآت عم لك .. بيرفـض ميسم انهآ تكون أخــتن لـك .. أخآف عليك يومـه وآئل .. إنت رجّآل وهي بنـت .. مآهيب حلآلك .. البنت ببيتك آمن عليهآ وآحفظهآ حتى من نفسك


شدد مسكته بذرآع جدته بعد مآطلعو من الأسنسير مآشيين بـ الممر صوب غرفتهآ .. كلآمهآ الصدق .. مايقدر يعارضه .. فسرت كل إللي يحسـه وقد جربـه فعلاً من قبل وفشل يقنع نفسه فيـه أو إنه يتقبله حتى لو بـ الغصب .. آشكثر جآهد نفسه يقنعهآ إن ميسم مثلهآ مثل دآرين وتغريد بـ النسبه له بس شي بدآخله رآفض هآلشي .. رفض قطعـي ..
مهمآ تصنع بكلآمه وافعآله وحآول يضبطهآ إنهآ تكون نسخـه من تعآمله من خوآته إلآ إنه يكون يحس بإحسآس مغآير تمآماً .. نفس كلآمه وتصرفآته مع خوآته نفسهآ مع ميسم بس مآتكون بنفس الإحسآس ! فيهآ شي مختلـف .. شي يوتـره عآطفياً .. شي يغيبـه عن الوآقـع .. شـي يثيـره !!


دق البآب بقوه مرتيــن ..
الجده بفزع: بسم الله وش فيك ع البآب بتخرع البنت
وآئل: شوفي الحين والله لأكفخهآ قآلك بتفطر بروحهآ .. عن سمآجة البنآت وحركآتهم إللي تغـث .. ماغير يتدلعون ويتدللون ويبطون كبودنا
إبتسمت الجده برآحه لكلآم وآئل إللي ريحهآ وآضح فعلاً إنهآ مآتعنيله شي من هآلطريقه إللي توه وتكلم بهآ .. ردّ لهآ وآئل الإيبتسآمه بعد مآتأكد إنه وصلّ لجدته إللي يبيـه بـ الضبـط ..
وآئل: ميســم إفتحــي
كآن يتهيأ لهآ صوت طرق على البآب أدركت إنه حقيقـه مو توهـم لمآ طلبهآ بحزم تفتح البآب ..
إنتفض جسمهآ من نبرته الصآرمه الحآده طآح جوآلهآ من يدهآ على السرير ..


كآنت على كرسيهآ مسنده ركبتيهآ بسريرهآ معطيه ظهرهآ لصينيه الفطور المجهزه لهآ .. بيدهآ جوآلهآ تتأمل آخر رسآله وصلتهآ منه يهنيهآ بـ الشهـر .. ( إعذريني مآلي بـ القصآيد والأشعآر .. وعشآن أكون صريح أكثر مآلي بـ الرسآيل أبدّ .. مآحب أكتبهآ ولآ أحبهآ تجيني بعـد .. مآفيه أحلآ من كلآم القلب إللي ينحـسّ .. لآ ينكتب ولآ ينقرى ولآ ينسمـع .. يآلييييل الحين تقولين ذآ مآصدق يكتب رسآله وفتحهآ موضوع تعبير ههههه ،، بغيت أقولك .. كل عآم وإنتي بخيــر )
كآنت هآلرسآله بعد إسبوع إنقطآع .. تلآهآ إسبوع إنقطآع ثآنـي والحيــن تسمعـه يطق بآب غرفتهـآ !!


حركت كرسيهآ متوجهه للبآب بعد مآعدلت حجآبهآ ...
رفعت ميسم رآسهآ مبتسمه له إبتسآمه هآديـه إختفت وسط ملآمح الإستغرآب إللي إنرسمت على وجههآ من شآفت جدتـه وإللي مآتعرفهآ ميسم من قبل !! تلآهـآ صـوت الأذآن ..
وآئل: الله أكبـر
فكت الجده ذرآعهآ من ذرآع وآئل وميلت جسمهآ بضعف على ميسم تسلم عليهآ وتحبهآ .. مسكت ميسم يدين الجده وصآرت تحبهآ وهي ترد لهآ المبآركه بـ الشهر: مبآرك علينآ وعليكم يومـه ..
وآئل: أنآ أقول ننزل الحين نفطـر بـ الأول وبعدين تكملـون تعآرف .. مآعندي استعدآد أطول صيآم أكثر من كذآ


ملست الجده على رآس ميسم بحب .. بس نظرة الشفقه إللي بعيونهآ مآخفت عن ميسم إللي مآ ألقت لهآ بآلي متجآهلتهآ عن قصد وهي تنآظر لوآئل بـ استفهآم !
وآئل: جدتـي عمشـه ، جدتي لأمـي .. عمـووش الخير والبركـه
هزت ميسم رآسهآ بـ الإيجآب مبتسمه ..
الجده: يلآ يمـه بنفطـر ..
ميسم: معليش يومـه إعذرينـي .. بألف عآفيه وهنآ .. أنآ بفطر بغرفتي ..


الجده بإستنكآر: ويلي ويلآآآآآه .. وآئل يومك وش تقول ذي بعد !! ذآ وأنآ جآيتهآ برجولي إللي تعورني تردني ومن على البآب .. لآ مآهقيتهآ منك يآبنت فيصل
ميسم وهي تحآول تتدآرك الموقف وهي تأشر لهآ بـ ( لآ ) بيدينهآ: لآآآآآ والله أبدّ السموحه منك يومـه وآلله ماقصدت هآلشي أبدّ .. بسسس .. بس يعني عشآن تكونون على رآحتكم يعنـي عيله مع بعـض .. وأنآ بعـد
الجده بحده لوآئل: وآئل ورآك مآتسكتهآ لأجرهآ من شعرهآ وانتفه لهآ وش ذآ الكلآم .. نكون على رآحتنآ .. وعيله بروحنآ !! ميسم يآبنيتي ترآك من العيله مثلك مثل هآلدآرين وهآلتغريد ووآئـل ..

نآظرت ميسم بوآئل إللي رفع كتوفه ومد شفآيفه .. بمعنـى مآلـه دخل .. عمشـه ع السآحـه .. مآفـي مفــرّ !!
رفعت كتوفهآ بهزه بسيطـه مبتسمه بإستسلآم: أمــرك .. مآلي قول من بعدك
الجده بإبتسآمه: بيض الله وجهك وبآرك فيك .. يآزينهآ من تربيه وأخلآق تقرّ بهآ عيون



مشوآ ثلآثتهم بصمـت .. كآنت ميسم ترفع راسهآ تبي تشوفه .. تحسّ فيه شيّ غريب مغير شكلّـه بس الجده بينآتهم تحجبـه عنهآ غير كذآ فضلت هي مآتوآجهه بنظرآتهآ أبداً في حضور الكلّ .. مآتدري إحسآس الحرج وهآلخوف والتوتر إيش أسآسه !! المفروض تكون طبيعيه ومآتحمّل كل هآلتسآؤلآت والظنون على نفسهآ .. بس إحسآسهآ رآفض هآلشي .. كآن من الممكن تقنع نفسهآ من قبل بس الحين لآ .. صآر مستحيل تنكر هآلشي .. فيه إحسآس وليـد جوآتهآ .. عآطفـه جديـده تنعآد من جديد بعد مآ إندفنت مع فرآس خطيبهـآ من سنتيـن مضـوآ ..
وقفت متنحـه وعيونهآ على السفـره بـ الأرض .. كآنت تحسب الفطور على الطآوله والوضع بـ النسبه لهآ بيكون عآدي .. بس الحين شلـوون !!



تغريد بـ ابتسآمه وآسعه: آهليييييييـن بـ الهنديـه الحلوه .. تعآلي ميسم جمبـي هنآ - أشرت على مكآن جمبهآ بـ الطرف اليسآر مآكآن فيه أحد وجمبهآ على يمينهآ جلست الجده إللي كآن بمقآبلهآ بنتهآ "أم وآئل" ثم دآرين مقآبله لتغريد ثم مكآن فآضي والظآهر إنه لوآئل إللي بيقآبلهآ لآمنهآ جلست جمب تغريد محلّ مآ أشرت لهآ ...
أم وآئل: إقربي ميسم جمب تغريـد
قرب وائل منهآ بعد مآسآعد جدته وجلسهآ .. لآحظت توتره وهو يهز رآسه بإستفهآم لهآ يسألهآ شلون بيتصرف !
مآخفت هآلحركه من وآئل عن دآرين إللي إبتسمت بلعآنه موجهه كلآمهآ لتغريد أختهآ: تغريد لو تكرمتي قومي سآعدي ميسم .. جلسيهـآ .. - رفعت بعدهآ كوب العصير لفمهآ تشرب منهآ سآفهه نظرآت وآئل إللي تتوعدهآ -
نزلت تغريد السمبوسه من يدهآ متفآجئـه .. حآلهآ حآل أمهآ وجدتهآ شلون نسـوو وضعهآ وهي قدآمهم !!!

وقفت تغريد بسرعه متوجه صوبهآ ...
تغريد: شوفي بشيلك بس تكفين خفي علي لآنطيح أنآ ويآك بـ الأكل يتوطونآ كلهم الحين هههههه

ضحكت ميسم وهي تسآعد نفسهآ توقف بعد مآميلت عليهآ تغريد تأبطتهآ بذرآعينهآ موقفتهآ وهي ضآمتهآ لصدرهآ وجهاً لوجه ..
أي قدر من الإحرآج ممكن تحسّ فيه أكثر من كذآ .. مآتمنت شي بهآلحظه كثر إنهآ تختفي من قدآمهم الحين ومن الكره الأرضيه بكبرهآ .. كآفـي ضغط عليهـآ .. وحدتهآ إللي ظنت إنهآ تآلمـهآ في عجزهآ طلعت ولآ شي قدآم إللي تحسـه الحيـن وهي معهـم .. تفرض عجزهآ عليهـم ..



جلستهآ تغريد مكآنهآ .. كآنت مميله جسمهآ كل إرتكآزهآ على الجمب الأيسر من وركهآ .. مسنده ذرآعهآ وهي مثبته كف يدهآ اليسآر بـ الأرض ..
جلست تغريد على يمينهآ بـ الوسط بينهآ وبين جدتهآ .. مقربه لهآ كآس المويه والحليـب والتمـر ..
تغريد بـ إبتسآمه: سمي بـ الله وآكسري صيآمك .. تقبل الله
بآدلتهآ ميسم الإبتسآمه وهي تتمتم بـ الدعآء قبل الفطور .. اللهم لكـ صمت وعلى رزقكـ أفطرت .. ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شآء الله ..
طآحت عيونهآ بعيونه إللي كآنت معلقه عليهآ بنظره غريبه مآفهمتهآ وهو يشرب من المويه .. نزلت عيونهآ بسرعه للسفره " وش فيه يطآلعني كذآ .. ويلك يآقلبي إهدى شـوي .. رجيتك يآوآئل مو قدآمهم وآلله إن تفضحني عيوني .. كآفي إحرآج .. من وين ولآ وين بلقآهآ !! "



دخلوآ الشغآلتين وحده بدت تلم كآسآت المويه والحليب والعصير وصحون التمر والمعجنآت والثآنيه بدت ترتب الأكل ..
رفعت عيونهآ بترقب وتردد تشوفـه وبعدهآ ذيك النظره الغريبـه بعيونه تفترسهـآ !!
بققت ميسم عيونهآ فيه تخـزه بنظره توعد معنآهآ " غض بصرك عنـي " !


مسكت الملعقه وصآرت تقلب الرز بـ صحنهآ تشغل نفسهآ عن إنهآ ترفع رآسهآ له وتشوفه " شعرك طآيل .. وصآير كثيف عن أول .. بس مو هذآ اللي مغيرك !! "
كآنت بين لحظه والثآنيه تختلس نظرآت سريعه وخآطفه عليـه لحد مآ إبتسمت بخفـه " إيييييييــه .. إيــه هذآ هـووو .. ذقنـه .. ذقنـه الخفيفه هذي جديده عليـه .. مآكآن له بـ الأول غير سكسوكـه .. الحين وصلهآ وصآرت ذقن خفيفـه .. بس طآلع حلو فيهـآ .. إبتسمت بخآطرهآ وهي تحس إن هبآلهآ الحين بيفضحهآ !

أم وآئل وإللي مآخفي عنهآ أبدّ نظرآتهم لبعض حتى وإن مآتوآجهوآ فيهآ إلآ إن كلّ وآحد فيهم كآن يسترق بنظره للثآني .. وأكيد مآكآن رحّ يخفى هآلشيّ عن دآرين إلآ إنهآ كآنت مقفيه عنهم .. جآلسه بـ الوسط بين أمهآ ووآئل مقآبل لتغريد أختهآ بس كآنت معرضه بجسمهآ عن وآئل ..

تغريد: سبحآن الله نفس هآلجلسه بنفس هآلترتيب جلسنآهآ بأول يوم من رمضآن إللي طآف .. رآحت شروق وجت بدآلهآ ميسم ..

تغريد بإبتسآمه لميسم: ميسم تدرين مكآنك جمبي كذآ هو مكآن أختي شروق
دآرين بحده: كلن وله قدره وشآنه !
نآظرتهآ تغريد بإستنكآر لكلآمهآ وهي متفشله من ميسم ..
أمآ دآرين فرمت الكلآم وشددت على أسنآنهآ من الألم إللي تحسـه من أصآبع وآئل إللي غآرزهآ بفقرآت ضلوعهآ من ظهرهآ
أم وائل اللي فضلت الصمـت وهي مكملـه تشرب من شوربة الشوفآن بصحنهآ .. والجدهّ إللي كآنت تخز دآرين بتوعـد وتهـديـد ..
تغريد بمزح تحآول ترقع من ورآ دآرين: طبعــاً قدر وشآن وآحـد .. شروق أختنآ وميسـم بعـد
رفعت يدهآ وصآرت تتحسس ظهر ميسم بإبتسآمه ..


بآدلتهآ ميسم الإبتسآمه بتصنـع وهي تهز رآسهآ بـ الموآفقه بدون مآتردّ .. حست برآحه تجآه تغريد .. هذآ صدق منهآ ولآ نفــآق !! بآينهآ حبوبه وطيبه مآفيهآ عرق الحقد والخبآثه مثل توأمهآ دآرين أو حتى أمهـم .. " أشـوى إنك غير .. بس مشكلتك مآ أنلم عليك .. كل وقتك بـ الطلعآت والزيآرآت والأسوآق "

تمّ فطورهـم بدون منآوشآت .. حمدت ربهآ بخآطرهآ إن هآلفطور الثقييييل خلـص أخيراً بعد مآقآمت الجده وام وآئل وبعدهم دآرين ..
تغريد: ميسم والله ودي اتقهوى معك ونحلـي سوآ بس متوآعده مع صديقآتي بنطلـع
ميسم بإبتسآمه تفهم: لآ حبيبتـي برآحتك
وقفت تغريد بسرعه مبتسمـه وهي تطلـع من المجلـس ..


إنقبض قلبهآ وحست بتزآيد دقآته .. مآظـل غيرهآ وهـو ..
بلعت ريقهآ وعيونهآ بـ الصحن قدآمهآ .. تمت لحظآت على وضعهآ وهو على وضعـه مآيسوي شي غير إنه ينآظرهآ ..
رفعت رآسهآ له بحده مبرقه عيونهآ: ودآمك مآتآكـل ليش للحين جآلـس !
وآئل: أستنآك
رمشت مرتين بتوآلي بعد مآفهمت قصده .. دآرت إحرآجهآ برفض حآد: لآ مآفيه دآعي بتسآعدني وحده من الشغآلآت عآدي


سكت ثوآني وبعدهآ وآفقهآ ببرود: مثلمآ تحبيـن ..
زحف على ركبتيه لحد مآوصل عندهآ مثني رجوله تحته .. عيونهآ بـ الأرض شآده على عبآيتهآ المغربيـه بـ اللون البرتقآلي بتطريـز كحلـي بسيط ..
حط يده على ظهر يدهآ إنتفـض جسمهآ من لمستــه برجفـه وآضحه .. إبتسم بهدوء وهو يلف يدهآ إللي كآنت قآبضتهآ بشده وصآر يفك أصآبعهآ من القبضه بصعوبه لأنهآ كآنت مشدده عليهآ بقوه ورجع بعدهآ سكر أصآبعهآ مره ثآنيـه ...

همس: لآ تآكلينهــآ .. برجـع أسألك عنهـآ !
فك يدهآ ووقف بهدوء مقفي عنهآ برآ المجلس ...
تمت عيونهآ معلقه عليه لحد مآ إختفى .. مو فآهمـه شي ولآ وش إللي قصـده !
فتحت كف يدهآ بهدوء متنحـــه بـ إستغرآب !!!
إبتسمـت بعدهآ وهي تشوف بلحـه صفرآء مدوره ولآمعـه بوسط كفهآ .. رفعت البلحه لفمهآ محركتهآ على شفتيهآ وهي مبتسمـه ومغمضـه عيونهآ بمـرح بملآمـح صآفيـه حآلمـه ...



======
-----------
======


يتبــــع ...


:::

~FANANAH~ 10-08-16 06:16 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======

بعد أذآن المغرب بـ السعووديه .. وبعـد أول فطور بشقـة كآمل الشرقآوي
اليوم وقبل عشر أيآم بس كآن ببآلهآ إن هآلرمضآن بيكون غير .. مختلف .. فيه بتتحول حيآتهآ لشي جديد عليهآ .. شي حلـو .. بــس !! وش إللي قآعد يصير الحين .. توقعت ورسمت وخططت للي بيكون بعد 30 يوم وإللي تفآجئت فيه وقبل مآتبداً أول يوم من الـ 30 فآق كل توقعآتهآ .. تخطيطهآ .. رسمهآ عن حلمهآ الوردي .. تبـدد وصآر كآبوس أسودّ مقيـت ...


: أصب لك القهوه يآبو عٌمر ؟
مدد جسمه على الكنبه الإسفنجيه العريضه بـ غرفة المعيشه يديه الثنتين مشبكين تحت رآسه: لآ أنآ بمـدد شوي لحد العشـآ ...
نآظرت ببآب غرفتهآ الملآصق لبآب غرفة المعيشه .. تستمع للي يصير من ورآه وهي على سريرهآ ضآمه رجولهآ لصدرهآ وسآنده ذقنهآ على ركبتيهآ المضمومتين ..


أم عٌمر: ثقلت بـ الفطور إنت
كآمل: وشلون تبينآ نقآوم هآلمآئده بس .. شكلهآ ولآ ريحتهآ من بعد صيآم .. تسلم إيدك يآم عٌمـر
ميلت رآسهآ تنآظر البآب بـ عيونهآ المرهقه " تسويهآ ولآ لآ ؟!! "
هزت رآسهآ بـ النفي: لآآآآ لآآ
مددت رجولهآ وسبآبتهآ بفمهآ تسأل حآلهآ: وليش لآ .. إيش بيضـر !!
غطت وجههآ بيدينهآ وهي تتأفف " هففففف أصلاً مفيش فآيده .. دآ حقير كدآ هشمتـه فيّآ .. ليه أترقآه !! وآحد حيوآن زيـه مآيرضآش غير بذل النآس ليه ويآريته يريحهـم .. هكبـر غروره بنفسه وكبريآءه لو كلمتـه .. خليـه يآكل تبـن "


نآمت على جنبهآ الأيسر ويدهآ تحت مخدتهآ .. تمت على وضعهآ دقيقه ووقفـت بسرعه تحث نفسهآ: ومآلو يآحـور !! خلينآ نتنآزل شويـه .. إن كآن لك عند الكلب حآقـه أولـو يآسيـدي .. أصلاً كل الرقآله كدآ شوية مسكنـه تقيبهـم وآطيهآ ...

خرجت من غرفة نومهآ .. أبوهآ وأمهآ بغرفة المعيشه قدآم التلفزيون يتقهوون وشغآلتهم الوحيده بـ المطبـخ ... توجهت للصآلون بمدخل الشقـه .. أول مآدخلته كآنت عيونهآ على المكآن دآيم يجلس فيـه جمب لآب توبـه وملفآته وأورآقه الكثيره وجمبهـم جوآلـه ...


التفتت ورآهآ بترقـب وهي ترفع جوآل أبوهآ وتفتح سجل الأسمآء .. مآتعبت تدور كثير لأنهآ بمجرد مآطلبت بحث حرف الـ (ر) ظهر إسمه بأكثر من رقم لفتهآ الرقم المسجل بـ إسم ( رآئف خآص ) - رفعت حآجب وآحد بنظرة إحتقآر كنهآ تنآظره هو مو رقمـه !! "
طلعت جوآلهآ من جيب بجآمتهآ ونقلت الرقم ..
رجعت لغرفتهآ مقفله البآب عليهآ بـ المفتآح .. زفرت نفس وهي تحس بتشنج بأطرآف رجولهآ .. كآنت تتسحب ع أطرآفهآ وكأنهآ سآرقه شي ...



عضت على طرف شفتهآ السفلى بتوتر وهي تتأمل الرقم .. تحسست بطنهآ وهي تحس بإنقبآضه عضلآت المعده وبروده بأطرآفهآ غير نبضآت قلبهآ إللي صآرت طبول
حطت كف يدها الأيمن على جبهتهآ وهي تنفث هوآ في محآوله منهآ إنهآ تهدي نفسهآ: آآآآآآف .. يآربي إيه إللي بيحصللـي دآ !! .. يلآ وآحد .. إتنيــن ..............

مآكملت للثلآثه لأنهآ ضغطت إتصآل وبكل رنه كآنت تسمعهآ كآن ينتفض جسمها بإنقبآضة قلبهآ وهي تحس إن لو جآهآ الرد وسمعت صوته رحّ ينشل لسآنهآ والأكيد إنهآ بتقفل الخط قبل تبدآ ... إنتهـى الإتصآل بدون إستجآبـه ...
نفخت هوآ بنفآذ صبر: ردّ واللهـي مش نآقصـه توتـر ...

للمـره الثآنيـه ينتهي فيهآ الإتصآل بدون أي إستجآبه ... رمت الجوآل من يدهآ ع السرير بقهر وهي تتحسس رقبتهآ تحس حآلهآ فهآلدقيقه إللي مرت وهي تحآول تتصل فيهآ أنهآ قد إحترقت 100 مـره .. وش هآلإحسآس !! ولـيش أصلاً كل هآلخوف والتوتر " مآلك يآحور .. ليه خآيفه كدآ ومتوتره كلّ دآ .. عشآن إيه !! إنتي وآجهتيه قبل كدآ وكآن موقف أزفت بكتير من إللي إنتي فيـه .. إهـدي إهدي إهـــديييييييي "

كآنت تلف وتدور بغرفتهآ بخطوآت سريعه وهي متخصره وتكلم نفسهآ لحد مآوقفت بعصبيه وهي تضرب رجلهآ بـ الأرض بقهر: حقيـــر .. حقير حقير حقير حقيــ ........

تعآلى صوت نغمة جوآلهآ قبل مآتكمل كمة حقير للمره الـ خآمسه .. ارتمت على السرير وهي ترفع جوآلهآ .. كآنت عيونهآ تتحرك على الرقم بـ التصوير البطيئ وكأنهآ أول مره تشوف أرقآم .. شلّهآ التوتر عن إنهآ تردّ ... ودّهآ تسحب ع الشآشه وتفتح خط بس مآقدرت ... ظلت عيونهآ معلّقه على جملة " مكآلمه لم يرد عليهآ " بنظرآت بآرده ...


ضمت الجوآل بين يدينهآ وهي تنتظر إتصآل منه للمره الثآنيه وهي تدري مسبقاً عن نتيجة إنتظآرهآ ... مآرحّ يتصل أكيد .. أصلاً شلون هو رجع دق عليهآ مره ثآنيه ؟! وليش عليهآ !! وهو وش درآه بـ رقمهآ .. عآندت نفسهآ وهي تنآظر بـ سآعة الجدآر سودآء الإطآر خآلية الأرقآم المعلقه بغرفتهآ .. صآرت تعد الثوآني بخآطرهآ لحد مآتكتمل لدقيقه .. والدقآيق إللي وصلـت لـ 20 دقيقـه بدون أي نتيجـه ! .. مثل مآتوقعـت ...

رفعت جوآلهآ تطلبـه هي بعد مآزفرت نفس عميــــــق مسمـوع .. تيت ، تيت ، تيت ، تيت ... غمضت عيونهآ بقلة حيله و إستسلآم .. مآفي ردّ ..


....: السلآم عليكم !
برقت عيونهآ بفزع وهي تنآظر بشآشة الجوآل بدأت مدة المكآلمه تحسب ..
رجعت الجوآل لأذنهآ بآلعه ريقهآ وهي تحس الحين قلبهآ بينفجر من كثرالتوتر ...
بـ صوت رخيم هآدي بنبره إستفهآم لمآ طول ومآلقى ردّ على سلآمه: ألـو !!!
حوريه - بنبره متصنعه هآديه - : رآئــف !
عقد حآجبيه وهو يحآول يستوعب نطق إسمه بهآلشكـل مو غريب عليه .. مآيدري عن صوتهآ بس إسم رآئف بهآلطريقه مآقد سمعه غير منهآ .. الـ رآء المضخمـه وهمـزة النمره المكسـوره .. يصيـر إسمـه ( رآئــيـــف ) بدآل ( رآئـف ) !!!
رفع حآجب وآحد مبتسم بلعآنه: هلآ .. من معـي !
مآتدري للمره الكمّ إللي تبلع فيهآ ريقهآ لين مآحست حلقهآ جف وصوتهآ بحّ قبل مآتتكلم: آآآ .. أنـآ حوريـه


توترهآ مآغآب عنه أبدّ وهآلشي إللي يزيد من إستمتآعه أكثر وأكثر .. سأل ببرود: إي حوريـه خيـر ؟!
حوريه: عآوزه أتكلم معآك
رآئف: أسمعك
حوريه: لآ .. أشوفك
رفع حآجب وآحد بـ إستنكآر لطلبهآ .. بلع بعدهآ ريقه بـ إستعآب أكثر وتفهم لهآ هذي عآيشه بدنيآ غير الدنيآ مآهمهآ أحد - بنفس نبرته الهآديه - : مآودي أردك .. بس مآعندي وقت
حوريه بسرعه و بلهجه سعوديه لآ إرآديه منهآ: بس أنآ أبغـــآك
- طلعت منهآ كلمة أبغآك مبحوحه بترجي - وهو أعجبه الوضع .. إبتسم على طريقتهآ وهي تتكلم بـ السعودي .. من أول مآفتح معهآ الخط ودرى إنهآ حوريه وهو يدري عن طلبهآ بس مآيبي غير يستفزهآ .. وأول نتيجه كآنت ترجيهآ له وبلهجه سعوديه مآقد حسّ بأسر وهو يسمعهآ غير منهآ ومن جمله وحده بس .. أجل لو كملـت !!!


رآئف: أعتـذر
قطبت حآجبيهآ مكشره بملآمح طفوليه .. زآمه شفتيهآ بترجـي له: رآئيـــــــــــــــــــف !!!
نآظر بـ الشآشه مبتسم .. خلل أصآبعه بشعره وهو يتمطـع: معك 10 دقآيق قولي وش عندك بعدهآ أعتذر ورآي شغل ..
حوريه بيأس وهي تدري مسبقاً عن طريقته هذي: طيب إسمعني
رآئف: هــآ !
حوريه: إنت ليه عملـت كـدآ ؟!!
رآئف بأمر: تكلمـي سعودي
بعدت الجوآل عن أذنهآ وهي عآضه على شفتهآ السفلى بقهر ورآفعه قبضتهآ بـ الهوآ موجهه بوكـس للجوآل ..
زفرت نفس بقلة صبر وهي تجآريه بطلبه - بلهجه سعوديه مآخفت نبرة العصبيه منهآ - : ليش سويت كذآ يآ رآئف ؟!!
بلل شفته بلسآنه والبسمـه شآقه وجهه .. وده يشوفهآ الحين .. يبي يشوف تعآبير وجههآ الملآئكي وهي معصبه الحين .. الأكيد بهآلحظه وقبل مآترضخ لأمره وتحكي سعودي قد سبتـه قبلهآ 100 سبـه .. يدري عن لسآنهآ وش طوله ..


أردفت بعصبيه وهي خلآص وآصله معهآ مآتسمع منه أي ردّ - بلهجه مصريه - : إنت عآرف إللي بيني وبين مهآب إبن عمي .. عآرف إننآ مرتبطين وإرتبآطنآ هيكون رسمي بعد رمضآن
أطبق شفتيه بقهر والحين لو إنهآ صدق قدآمه ليتوطآهآ - ببرود مستفز - : والله ! هذي محآسن الصدف .. وإنّآ بعد إرتبآطنآ بعد رمضآن
عقدت حآجبيهآ بإستفهآم مآفهمت عليه: إرتبـآط ميـن ؟
رآئف: إرتبآطــنآ .. أنآ وإنتـي


قدر فعلاً يثيرهآ ويستفزهآ .. صآحت بعصبيه: إنـــــــــت مقنــــــــون !!! معندكـش كرآآمـه .. مفيـــش دمّ !!! أنآ بحبــــه ومش هكون غير ليــه .. فهمــت ؟!! ولآ إنشآلله عنك مآفهمـت أعلى مآفـ خيلك إركبـه .. إنت أصلاً مريض .. التصرفآت دي مش ممكن تكون من شخص طبيعي أبداً .. نـدل .. قبـآن .. لو رآقل بجد كنت تصفي حسآبآتك بعيد عني .. لكن شكلك كدآ فآئـد عئـل .. مبتفصلـش بين الإتنيـن .. بـ الهدآوه كدآ إبعدني عن شغلك مع بآبآ .. دآ شغلكم .. بدأتوه .. تممـوه .. حصل مشآكل ، خلآفآت .. أنآ مآلـــي !! إيه دخلي بـ الموضووع ؟!! إسمع يآ إنــــت .. أوعك تفكر إن الهبل إللي فـ دمآغك دآ ممكن يحصل إنك تبتز بآبآ وتلوي درآعه بـ الحآقآت إللي إنت مآسكهآ عليه لآ يآحبيبي إصحى على نفسك إحنآ مش فـ عصر الجآهليه هتآخدني غصب عني



حك ذقنـه بـ عقلة إبهآمه الأيمن وعلى ملمحه إبتسآمة مكر خبيثه - همـس - : حوريــه !
حوريه وبنفس الحده والعصبيه: نعـــم !
رآئف: معك 25 يوم تحآولين تهدين نفسك وتضبطي أعصآبك وتحآولين تقتنعين إن هذآ إللي بيصير .. برضآك .. غصباً عنك .. بيصيـر .. أنآ مآ أقول حكي إلآ من بعد ثقه إنه هو إللي بيصيـر من اليوم لـ 25 الشهر أنتظر ردك واظنك تعرفين تدليني زيـن .. مرّ اليوم الـ 25 بدون أي ردّ روحي لـ كآمل بـ الحبس مثلمآ تقولون يا المصآريه " زوريـه بـ عيش وحلآوه "



مآتدري ليش نبرة الثقه والتحكم بصوته أرعبتهآ .. فعلاً أثرت فيهآ .. مآحد يتكلم بهآلإنضبآط والثقه والتحكم إلآ الأكيد الوآثق .. بس شلون شلون وهي إللي بيدهآ القرآر .. هي صآحبة الـ إيـه وهي صآحبة الـ لآء .. ليش وآثق ومتاكد بـ نتيجة إللي بيصير !!! - همست بضعف - : ليـه يآ رآئف كدآ ؟!!
رآئف: كبش الفدآ .. وش أسوي !
حوريه: وإن موآفئتـش ؟!!
رآئف: قلتلك من اليوم ليوم 25 شكوتي أنآ وإللي بسببهآ أبوك بيحجز له مكآن بـ الحبس .. من بعد يوم 25 شكوى فلآن وشكوى علآن وأبوك مآشآلله مآكآن مقصر أبدّ كآن يشتغل بذمه وضميـر .. وبعدين تعآلي هنآ .. إنتي من مفكره نفسك !! ترآ مآبغيتك غير كسر عين لـ كآمل ولآ ترآني مآ أفكر أقربلك .. مآتمس يدي شعره منك .. من إنتـي ؟!! شكلك مآتدرين إني بتزوج غيرك أصلاً .. مآتجين بأظفـر رجلهآ شي يآبنت كآمل ...


إمتدت برودة أطرآفهآ لكل عضو بجسمهآ ... شلـت أعضآءهآ .. شلت أعصآبهآ .. طآحت من طولهآ بلآ إرآده على سريرهآ .. عيونهـآ معلقه بـ الفرآغ بعد مآ تجمعت الدموع بعيونهآ .. وش هآلإهآنه ! شلون ممكن يهينها ويجرحهآ بهآلشكل المهين !
بنبره مهزوزه من بين بكآهآ الصآمت: هتروح من ربنآ فين يآوآطــي !!!
رآئف: خلصو الـعشر دقآيق .. لآتحآولين تتصلين فيني غير إن كنتي بتبلغيني موآفقتك بـ الطيب .. ويفضل مآتتصلين مآبغى أسمع حسـك .. مسـج كآفـي .. سلآم

طوط .. طوط .. طوط


نزلت الجوآل من يدهآ ع السرير جمبهآ ممدده جسمها نآيمه على بطنهآ ويدينهآ الثنتين تحت مخدتهآ ..
كآنت تدري إنه بيذلهآ بس مو لهآلدرجـه ... لآ وش هآلسآلفه الجديده بعد .. بيتزوج وحده ثآنيه !! وهي إيش وضعهآ ومكآنهآ بهآلسآلفه بكبرهآ !!! مآفيه فعلاً أي تفسير منطقي إلآ مثلمآ قآل هو .. كسر عين لأبوهآ إللي تجرأ وتحدآه .. كبش فدآ .. مو أكثر .. تفدي أبوها من الحبس .. أبوهآ إللي هو بـ الأسآس مذنب .. مآهوب مظلوم أبدّ ولآ إن رآئف متجبر عليـه .. بس لو إنه يبي يعآقبه هذي غلطته هو .. غلطة أبوهآ مب غلطتهآ !!
غمضت عيونهآ بتأنيب لنفسهآ: إيه يآحور القسوه والأنآنيه دي .. حتى لو قآرحك تصرف أبوكي وقآي بـ السآلب عليكي .. دآ مش كلآم تفكري فيه أبداً ...

مدت يدها لقبس النور جمب الكومدينه طفت النور وهي تسمع أذآن العشـآ يتعآلى .. الله أكبر الله أكبر " ليه يآرب كدآ .. بدري عليّآ .. بدري ع الهـمّ والشقـى .. إستغفر الله .. استغفر الله .."


غمضت عيونهآ برآحه مآتدري شلون حست فيهآ وموج من الأفكآر يرتطم برآسهآ " مش معئول يعملهآ .. دآ يفضل بردو جوز خآلتـه .. وأنآ بنت خآلتـه .. مظنـش إنه ممكن يكون بـ القــفـآ دآ .. مش ممكـن .. أكيد بيهدد بس تهويش .. كلآم فـ الفآرغ .. تنبيـه لـ بآبآ إنه ميكررهآش .. اكيد .. دآ كله كآبوس .. وهـمّ .. يومين وبآبآ هيرقع لشغله تآني مع رآئف وكلّ دآ هيعدي .. رمضآن يعـدي .. وأنزل مصر تآني .. مش لآزم مهـآب يفآتح بآبآ فـ موضوع إرتبآطنآ دلوئتـي .. نستنى شويـه .. آه عآدي نستنـى ............... "

إنطبق جفنيهآ بـ استسلآم .. تسللت دمعه على خدهآ كآنت معلقه بأهدآبهآ ... غمضت عيونهآ متعلقـه بـ آمآل كآذبه هدت نفسهآ فيهآ وغفــت ... وصوت المؤذن بعـده يتعآلـى بـ الآذآن .. حيّ على الصلآآهـ .. حيّ على الفلآآح ...



======
-----------
======



بفرق توقيت 6 سآعآت عن المغرب بـ السعوديه ..

نآظرت بـ السآعه المثبته على الجدآر إللي بمنتصف الصآله بـ الطوب الأحمر على نمط الفن التجريدي ..
....: آمممم يعني المفروض بآقي نص سآعه بـ الضبط ع المغرب .. وينه للحين !
الصقت جسمهآ من قدآم بـ المشرب الرخآمي ضآمه وجههآ بين كفوفهآ الملصقين ببعض وهي تناظر بـ الأصنآف إللي سوتهآ لأول فطور له ...
كآنت قآئمه رآقيه شهيـه بأكثر من صنف .. معده ومرتبه بشكل حرفي من يدّ شيف متمكن ..



لفت من ورآ المشرب للصآله بعد مآمرّ ربع سآعه ومآبقى غير ربع الوقت على اذآن المغرب ...
رفعت الجوآل لأذنهآ من بعد مآطلبت رقمه ...
بنبره مرحـه: توّ مآنورت شآشة جوآلي
ليلآ: آمممم بلآهآ نصب .. قريت الإسم زين ؟!! أنآ ليلآ مو بنت من بنآتك لأجل تقوللي كذآ .. هذآ ان كنت مسجل رقمي أصلاً عندك
نجم بإستغرآب: بنت من بنآتــي ؟!!!
أردف بتأكيد: مآيصح كذآ .. الصحيح .. بنت من البنــآت .. أمآ بـ النسبه لبنآتي فـ أنآ مآعندي غير بنت وحده
ليلآ: أنآ مو بنتك .. وبعدين مآطلبتك لأجل أسمع منك هآلكلآم .. ليش مآجيت للحين ؟
نجم: نآسيه إني صآيم !
ليلآ: لآ مو نآسيه وعشآن كذآ أسألك ليش مآجيت ؟
نجم: لآ مآرحّ أجيّ .. وبرجع متأخر اليوم لآ تنتظريني
همست بوهن: بتفطـر برآ ؟
عقد حآجبيه بإستغرآب لأسألتهآ: بـرآ ؟!! ليلآ وشفيك .. وآيش هآلإسئله الغريبه تدرين إني صآيم وأكيد بفطر برآ



....: نجــــــم يــــــللآآآآآ
نجم: ورآك الحين جـآآي




بعدت الجوآل عن أذنهآ وهي تنآظر بـ الشآشه معقده حآجبيهآ من هآلصوت الأنثوي الوآضح إللي ينآديه ...
رجعت الجوآل لأذنهآ وبعدها ملآمح الدهشه معلقه بوجههآ ..
نجم: هذي دينـآ رفيقتـي .. بس عسسسل .. بعرفك عليهآ قريب
ليلآ: أهــآآ .. طيب مو إنت بتفطر الحيـن ؟! ليش هـيّ معك ؟
نجم: بنفطر سوآ .. ليلآ معليش بسكر الحين عشآن تآركهآ بروحهآ والحين خلآص مآبقى شي بنفطـر
شددت على مسكتهآ للجوآل وعيونهآ مدمعه .. مآردت عليه بس خآنتهآ عبرتهآ المكتومـه وخرجت بشهقه مبحوحه ..


تقطبت ملآمحه بإستغرآب للصوت إللي سمعه .. - سألهآ بتأكيد - : ليـلآ !! معــي !
أخذت نفس عميق وهي مبعده الجوآل وعيونهآ معلقه بـ السقف .. رجعته لأذنهآ مره ثآنيه بنبره ثآبته متصنعه مآخفت من وهنهآ: إيه إيه فهمت .. طيب بقفـل وتقبل الله صيآمك
نجم: ليلآ فيك شي ؟! بعدك تعبآنـ ...........
مآكمل لأنهآ قفلت الخط بوجهه ورمت الجوآل ع الأرض بقهر .. إرتمت بطولهآ ع الأرض بضعف وهي تشوف جوآلهآ إللي تفكك من غطآه والبطآريه ..

رفعت عيونهآ المدمعه لطآولة المشرب الدورآنيه فوقهآ " وهآلأكـل !! حتى الوقفه مآكنت قآدره أوقفهآ .. تعنيت بس عشآنه وكلّه ع الفآضي .. "
مسحت دموعهآ بظهر كفهآ وبعده صدرهآ يعلى ويهبط من أثر عبرتهآ إللي كآتمتهآ " حرآم ليش أظلمه هو وش درآه إني بسوي له أكـلّ .. حتى إني قفلت بوجهه بدون مآ أعلمه "
ضربت جبهتهآ بخفه بقبضتهآ " يآلغبيـه .. أحسن إنك مآعلمتيه ولآ صدق كآن طآح وجهك من الفشيلـه .. يعني بيترك دينــآ هـذي ويجيك إنتي عشآن بس مسويه له أكل !! "

زحفت على ركبتيهآ لحد مآوصلت للكنبه الجلديه الحمرآء بوسط الصآله .. رفعت جسمهآ عليها ومددتـه وهي رآفعه ذرآعهآ الأيمن ومسنده ظهر كفهآ الأيمن على جبهتهآ وتنآظر بـ السقف متذكره كلآمه لهآ من شوي تعيده بخآطرهآ " رفيقتـه .. وعســل !! طيب دآمه بيفطر معها اليوم ليش قآل لي أمس إنه بيفطر معي أنآ .. وإنه بيكون أول فطور لنآ سوآ !! كآن بيآخذني معهم يعني .. وشلون بيعرفنآ ع بعـض !! "

جهرت بسخريه: دينآ يآعسل هذي ليلآ .. بنتـي !! ههههه
اشوى إني معذوره .. دآيم يحب يحرجني وإن كآن بيآخذني معه كآن بس لأجل يحرجني .. أكون بمنظر مآله دآعي بينآتهم ..


وقفت وهي تنآظر بـ الأكل وش بتسوي فيـه !! لوت بوزهآ بتفكير وهي تهز رجولهآ بـ الأرض: وإذآ رجع وشآفك كذآ مرصوص ومرتب أصنآف وأصنآف يآزينك وش بيجيني غير شمآته وتريقه .. تعآل بخفيك عندي مآرحّ يلآحظ إللي نقص من عنده عآدي ثلآجته مليآنه


لفت ورآ المشرب وصآرت تفتح الأدرآج وتسكرهآ مقطبه ملآمحهآ بنرفزه: هــففف وينـه ذآ بعد .. معقول نجم بقدره وشآنه مآعنده ورق سيلوفآن .. والحين بـ إيش بلف هآلأكل !!

توجت لشقتهآ مآره من البآب الفآصل بين صآلتيهم .. رفعت نفسهآ وآقفه على أطرآف أصآبعهآ تحآول توصل للفة القصدير على رفّ علوي - بتذمر - : هفففف منك يآنجم رتبت الشقـه وحوستنـي فيهآ هآلرفوف العآليه ليش تحط الأشيآء فيهآ ليييييييييييش .. مفكر كلّ النآس فرآعنه بطولهم مثلك ..

نقزت مره مآقدرت توصلهآ بس حركتهآ شوي من مكآنهآ .. نقزت الثآنيه ضآربتهآ بيدهآ طآحت اللفـه ع الأرض ..
أخذت نفس مبتسمه بنصر: آآآخييييييـــــــــــــراً

رجعت لشقته وصآرت تلف الأطبآق وعيونه ترآقبهآ بصمت ..
رفعت صحنين متوجهه لشقتهآ لمآ وقفهآ صوته بحزم: على ويـن يآحرآميــه !!
ثبتهآ صوته مكآنهآ متسمره .. تمت ثوآني مآخذه وضع الصدمه مبققه عيونهآ فآتحه فمهآ معطيته ظهرهآ .. مطت رقبتهآ وهي تبلع ريقهآ .. التفتت عليه كآن بمدخل الشقه عند البآب .. مميل بجسمه على الجدآر مكتف يدينه رجل تتقدم الثآنيه .. رآفع حآجب وآحد بـ إستنكآر !!



قرب صوبهآ بخطوآت هآديه بآرده .. مضيق عيونه على الصحون إللي بيدهآ: وش سآرقه من عندي !!
ليلآ: وشـهوو !! لآ والله وش بسرق يعني ..
نجم وبعده عيونه على الصحون بيدهآ: أهآ بتسرقين أي شي .. مثل إللي بيدك هذآ مثلاً !
ليلآ: أنآ مو حرآميه ولآ أنآ سآرقه من عندك شي ..
جت بتلف وتردّ شقتهآ لحقهآ هو ووقفهآ وهو يوقف قدآمهآ مقآطع طريقهآ يديه الثنتين بجيوب بنطلونه الجينز الأسود ..
رمقها بنظره تفحصيه من رجولهآ لحد مآثبتت عيونه بعيونهآ وهي تبلع ريقهآ بتوتر بشكل ملحوظ ومآخفت نظرة الرعب من عيونهآ وكنهآ فعلاً مسويه جريمه ولآ سآرقه شي ...
نجم: هذآ وأنآ مآسكك بحآلة تلبـس ..
نزل عيونه للصحون بيدهآ رآفع حآجب وآحد بإستفسآر: إيـش هـذآ ؟
رجعت خطوتين لورآ بخوف وتوتر وآضح بكلمآتهآ المتقطعه: م م م مممممآآآ مآلك .. مآلك دخـل .. ه ه هذآآ .. هـذآآآ آمممم


هز رآسه يستنطقهآ - بهمـس - : هـــذآ !!!
طيرت عيونهآ وهي تحآول تلقى عذر: هـذآ .. هــذآآآ
برقت عيونهآ بقوه وكأنهآ وصلت للي تبيه .. رفعت رآسهآ بنبرة تحديّ وآثقه : هذآ شـي خآص .. إيــــه
هز رآسه بـ الإيجآب يجآريهآ - بهمـس - : أهـــآآ .. شي خآص قلتيلي
ليلآ وكل مدى يزيد توترهآ: إيـه .. خآص .. خآص فينـي ..
قرب منهآ وبكل خطوه بآرده كآن يخطيهآ صوبهآ كآنت ترجع هي لورآ لحد مآحسّت إن حركتهآ وقفت والمسآفه بينآتهم قلت .. أو إنهآ إختفت .. لمآ لصقت بظهرهآ بـطآولة المشرب .. وهو وآقف قبآلهآ بجمود يدينه الثنتين بعدهم بجيوبه كآن ينتظرها ترفع رآسهآ له .. تمّ سآكت لحد فعلاً لمآ رفعت رآسهآ مقطبه ملآمحهآ بـ إستفسآر عن وقفته كذآ سآكت بدون كلآم ...


تعلقت عيونهآ الدآكنه بعيونه العسليـه نآعسة الجفون .. كثيفة الرموش .. رمش بتوآلي مرتين وهي تحس بـ الضعف من نظرة عيونه .. مآيوترهآ شي غير وقفته هذي قدآمهآ سآكت مآغير يرمقهآ بهآلنظرآت السآحره إللي تعذبهآ ...

سألت بتوتر: إ إ إ .. إإإإإيـ .. إيــش ؟
نجم بتأكيد وتفصيل لكلآمه بهمس : أي . شـي . خآص . فيك . فهـو . خآص . فينـي .

طلع يدينه من جيوبه واخذ الصحون من يدينهآ نزلهم على طآولة المشرب الرخآميه: والحيـن ورينـي وش هـ .......
سكت وهو يشوف الأكل بـ الصحون .. هو صحيح أول مآدخل شقته شآفهآ وهي تلف الأطبآق بس مآيدري إيش ! كآنت معطيته ظهرهآ والأطبآق قدآمهآ ..

فك الورق من على الصحن الثآني بسرعه .. رمى ورق القصدير من يده .. صآر يفتح الصحون كلهآ إللي ع الطآوله بسرعه صحن ورآ الثآني ومآهوب فآهم شي ولآ كنه مصدق إللي يشوفه ...
التفت عليهآ معقد حآجبيه بإستفهآم: إيش هـذآ ؟!!
نزلت رآسهآ للأرض بإحرآج ...


نجم بتأكيد: ليـلآ إيش هـذآ !! تكلمـــي ..
تكلمت بهمس شبه مسموع وهي بعدهآ منزله رآسهآ شآبكه يدينهآ الثنتين ببعضهم: أكــــل ..
قرب منهآ مميل رآسه بحركة إنه مآسمعهآ: وشـو !!
ليلآ: أكـل
نجم: والله ! أدري إنه أكل وآضح يعنـي .. من مين ؟ ولإيـش ؟ ليش هو هنآ وليش مآخذتيه عندك ؟
رفعت رآسهآ بإستنكآر بنبرة حاده بصوتهآ من هآلطريقه التشككيه إللي يسألهآ فيهآ: من عنــدك الأكل .. سويتـه لك .. ظنيتك بتفطـر هنآ .. وإستغبيت حآلي لو إني تركته هنآ بنحرج منك .. لفيتـه وكنت بآخذه عندي عشآن مآتشوفه .. بس كذآ .. مبسووط الحين .. إنت أصلاً وش إللي جآبك الحين !! مو قلت بتفطر برآ ..

رفعت رآسهآ تنفخ هوآ من فمهآ تمنع بكآهآ إللي بدت بوآدره تظهر بنبرتها الوآهنه المرتجفه: يآربي ليش دآيماً يصير معي كذآ .. ليش أنحط بأبيخ الموآقف معك وإنت مآشآلله عليك مآتقصر أبدّ ..
قرب منهآ خطوه سآئلهآ بهمس: كل ذآ عشآنـي ؟!! سويتي كل هآلأكل وإنتي تعبآنه .. عشآنـي ؟!!


رفعت كتوفهآ بهزه خفيفه وهي زآمه شفتيهآ بقلة حيله وعيونهآ مدمعـه بمعنـى " وش أسـوي ! "
سحبهآ من عضدهآ بقوه ضآمهآ لصدره .. مخلل يدينه بشعرهآ وهو يقرب رآسهآ من خشمـه ويده الثآنيه محآوطه كتوفهآ .. كآنت ضآيعه بحضنه .. حست أنهآ بتختفي بين ضلوعه .. كثر مآحست بـ الإختنآق والضيق من ضمته الشديده لهآ إلآ أنهآ تمنت مآيبعد عنهآ ...

مآتدرى كم الثوآني أو ممكن الدقآيق إللي مرت وهي تحس بهآلدفى بحضنه لحد مآلفحهآ الهوآ البآرد أول مآ حط يدينه الثنتين على كتوفهآ وبعدهآ عن صدره .. تمت عيونهآ معلقه بعيونه بنظره مآفهمتهآ .. وش قصده من هآلتعبير إللي بملآمحه وبنظرة عيونه .. شكـر وإمتنآن صآمـت !!



v
v
v
v
v

يتبـــع ...


:::

~FANANAH~ 10-08-16 06:17 PM

رد: العاطفه والجسد
 
v
v
v

مآتدرى كم الثوآني أو ممكن الدقآيق إللي مرت وهي تحس بهآلدفى بحضنه لحد مآلفحهآ الهوآ البآرد أول مآ حط يدينه الثنتين على كتوفهآ وبعدهآ عن صدره .. تمت عيونهآ معلقه بعيونه بنظره مآفهمتهآ .. وش قصده من هآلتعبير إللي بملآمحه وبنظرة عيونه .. شكـر وإمتنآن صآمـت !!

نزل يدينه من كتوفهآ لذرآعينهآ وهو يتحسسهم لحد مآوصل ليدينهآ .. شدهآ من يدينهآ الثنتين مقربهم من بعض ورفعهم لفمـه .. غمض عيونه بـ إبتسآمه هآديه وهو يطبع قبلـه على ظهر كل يد: تسلـم اليديـن إللي سوت لي الأكـل .. وتسلملـي صآحبتهـم ..

فكت يدينها بسرعه من يديه وهي تحس قلبهآ غآص ببطنهآ .. شحب وجههآ وجف حلقهآ .. مآودهآ بشي الحين غير تجري لشقتهآ .. تختفـى .. تهرب منه ومن نظرآته إللي تخليهآ بأضعف حآلآتهـآ ..


همس وهو يرمقهآ بنظره مآكره: واليدين إللي سوت هآلأكل مآودهآ تأكنـي ؟!
فتحت عيونهآ بوسعهآ وإتسع معهآ فمهآ لآ ارآدياً ليكتمل تعبير الصدمه ...
مسكهآ من معصمهآ جرهآ ورآه للمشرب .. جلس ع الكرسي ضآم يدينه مشبك أصآبعه ببعـض فآتح فمه بتصنـح لحركآت الأطفآل ..
فهمت من كلآمه وحركته هذي إنه يبيهآ تأكله .. تنحت وهي تنآظر بـ الأكل مو عآرفه وش تسوي !!
نجم بمسكنه مصطنعه: يلآ عـــآآد .. ترآني للحين صآيم

رفعت رجولهآ ع الحديده الدورآنيه إللي بقآعدة الكرسي تسآعد نفسهآ تجلس .. كرآسي المشرب هذي بـ العآده تكون طويله إلآ ان هآلنجـم رآفعهآ بزيآده ومطولهآ أكثر ..

تم ينآظرهآ وهي تطلع ع الكرسي مثلمآ الأطفآل الصغآر فـ بدآية تعلمهم كيف يصعدون الكرآسي والكنبآت ..

وقف من على كرسيه جره بيده مقربه من كرسيهآ وجلس بعدهآ .. ركبتيه لآصقه بركبتيهآ .. رجع فتح فمه وهو يأشر بحركه طفوليه بسبآبته دآخل فمه ..

ضحكت على شكله وهي تدخل أول لقمه لفمـه ...
غمض عيونه بقوه وهو يمرر لسآنه على شفتيه بإستمتآع للطعم بعد مآبلع: آمممممم لآ والله إنك صدق شيـف ..
ليلآ: أجل إنت وش تحسب .. إفتح يلآ فمـك
كآنت تذوقه من كل صنف مرتين بـ التوآلي ...


أطبق شفتيه على إصبعيهآ السبآبه والإبهآم وهم بعدهم دآخل فمه كآنت تأكله لقمه .. إختفت إبتسآمتهآ بلحظتهآ وهي تسحب أصآبعهآ من فمـه بتوتر وهي تشوف هآلنظره الغريبه منـه وإللي مآتفهمهـآ ...
بلحظـه حـسّ بـ سِحـر .. بـ أســرّ .. هـدت أنفآسـه ورخـت أعصآبه ..
ميل بجسمه لقدآم عليهآ كآنت تتحآشآ نظرآته له بتصنع وآضح وهي تقلب الشوربه العدس السميكه ..
لفت وجههآ عليه مبتسمه فهمت حركته وأنه دنق عليهآ لأجل تشربه الشوربـه .. بس هآلشوربه كآنت آخر مآفـ حسبآن نجم بهآللحظـه

رفعت الملعقه لفمه ويدهآ الثآنيه تحت الملعقه لأجل تمنع أي شي يطيح منهآ عليه .. بـ انقيآد تآم ولآ ارآده كآن يفتح فمـه وعيونه معلقـه عليهآ بتوهآن .. كآن مسلوب الوعـي والإرآده .. غآرق بـ احسآس النشوه إللي تملكه بهآللحظـه ..


شربته ملعقة الشوربه وإللي تركت أثر على شفتيـه ...
إختفت إبتسآمتهآ في ملآمحهآ إللي تقطبت بتوتر .. مآيوترهآ غير قربه الصآمـت منهآ .. نزلت الملعقه بصحن الشوربه وهي تسأله بتوتر: ن ن ننـ .. نجـم آشفيك تنآظرني كذآ ؟!!
حست بأنفآسه القريبه منهآ تلهبهآ .. ابتسمت بتوتر تدآري رجفتهآ: هههه نجـم ترآك توترني والله .. وش فيك الحين !!
رفعت أصآبعهآ لشفتيه تمسـح بآقي أثر الشوربه من عليهآ بمزح وهي تحآول تشغل نفسهآ بأي شي غير إنهآ تعلق عيونهآ بعيونه .. إلآ إن هآلهروب من النظرآت مآمنع هآلضعف إنه يتملكهآ وإللي وضح برجفة أصآبعهآ المهتزه على شفتيه ...

مسك يدهآ الصغيره بهدوء ونزلهآ .. بلآ وعي أغمضت عيونهآ بـ إستسلآم وبدون أي مقآومه لقبلـه هآديـه عذبـه إزدوج فيهآ نفسين ...

خللت أصآبعهآ بشعره الفآحم الكثيف من مؤخرة رآسه وهي تقربه عليهآ بنهـم وشـره أكبـر تمنعـه يوقـف هآلحميم إللي أشعله دآخلهآ .. تمنعـه يبعـد .. وهي ولأول مره تتذوق ريقـه العـذب !!

فتح عيونه بضعف لرغبتهآ الجآمحه العنيفه وهي تطلبـه أكثـر .. وبثآنيهآ أدرك !!!

إنتفض جسمه مبعـد عنهآ بسرعه .. وقف مغطي وجهه بيدينه يهز رآسـه بـ النفي ..

بعد يدينه عن وجهه إللي كآن مآليه تعآبير الأسف والندم: ليلآ .. ليلآ أنآ آسف .. والله مآقصدت .. م م مممآآآ .. مآدري ليش مآتحكمت بنفسي .. بـ .. بـسسس للحظـه حسيت روحي فآرقتني ولآ عآد دريت عن شي
وقفت من على الكرسي مقربه منه ودموعهآ معلقه بمحجر عيونهآ .. مسكت يدينه الثنتين ضآمتهم لصدرهآ: لآ تعتذر نجـم .. لآ تعتذر .. مآني رآفضه هآلشي .. نجـم أنــ ..............


نفض يدينه بقوه مقآطعهآ بحده: لآآآآء
بنبره وآهنه مرتجفه بعد مآشقت دموعهآ الصآمته طريقهآ على خديهآ - سألته بوهـن - : ليــش ؟!!
عطآهآ ظهره .. متخصر بيدّ ويده الثآنيه يخللهآ بشعره وهو يحآول يضبط أعصآبه ..
لفت عليه مقآبله له بنبره حآده مبشره عن بدآية إنهيآر وصيآح: ليــــش .. رد علــيّ ليــــش !!!
نجم: ..........
مسكته من شقي قميصه الوردي مفتوح الصدر وصآرت تهزّ فيه بضعـف .. صيآحهآ وبكآهآ العآلي أعلن عن حآلة إنهيآر: ليـــييييييش .. ليش قللـي .. أنآ مو بنت مثل بآقي البنآت .. هذولآ إللي تقآبلهم بإيش يزيدون عني .. بإيييييييــــش !! هــآآآ .. وجـه فآتــن !! جســم مثيــر !! هذآ إللي مآعندي !! هذآ اللي مآيخليك تشوفني أنثـى !!


هدت نبرة صوتهآ وهي تهز رآسهآ بتأكيد بعد مآفكت قميصه: إيـه صح .. تذكرت ..
عطته ظهرهآ وصآرت تحرك يدينهآ بـ الهوآ وهي تعيد كلآمه لهآ وتتصنع طريقته وصوته الرجآلي: ليلآ مآ أشووفك أبدّ أنثـى .. مآ أشوفك إلآ طفلـه .. وين إمكآنيآتك هذي إللي تخليك أنثى كآآآآملـــه .. وش فيك إللي يغري أو يثيـر !! بآلله نآظريني .. عضلآت صدري أبزر من صدرك إنتي ...

مسكهآ من كوعهآ يوقفهآ مآ أمدآه يلفهآ عليه لأنهآ نفضت ذرآعهآ من يده بحده وهي تصيح: إبعــــــــــــد .. إبعــد عنــي
بملآمح آسفه نآدمه مآفآرقت وجهه للحظه: آسف على كلّ مآقلته لك .. ليلآ أنآ مآقلته غير عند فيك وقهر لك بس مآعنيته .. والله مآعنيتـه أبدّ


زفرت بضحكة إستخفآف مقطوعه: هــه .. ولآ عنيتـه .. ترآه حقيقه .. بس مآظنيت إن هآلحقيقه رح تنفرك مني لهآلدرجه ...
ضيقت عيونهآ بإنكسآر وبعدهآ دموعهآ متوآليه: مآتدري رفضك لي الحين بإيش حسسني .. ليش يآنجم كذآ ؟!! ليـش !! صحيح مآعندي إمكآنيآت الأنثى إللي ترضي أي رجل بس عندي مشآعرهآ .. مشآعر هآلأنثى .. مو لهآلدرجه متبلده وفآقدة إحسآس لأجل تجرحني بهآلشكل ..

ارتمت ع الأرض بعد مآخآنتهآ رجولهآ وهي مشدده مسكتهآ على ركبتيهآ بحزن كبير وإنكسآر بملآمحهآ ...

نزل لمستوآهآ بـ الأرض جآلس قدآمهآ مثني رجوله تحتـه .. كآن بيمد يده اليمنى يمسكهآ من كتفهآ إلآ أنه سحبهآ بسرعه وبحركه ملحوظه لمآ إرتجفت يده قبل توصل لكتفهآ ..

رفعت رآسهآ بملآمح إستهزآء متمثله بـ إبتسآمه إستخفآف على الطرف الأيمن لفمهآ: هــه .. مآظنيت إني لهآلدرجه منفـره !!

تنفس بقمــق وهو رآفع رآسه للسقف مقرر ينهي هآلمهزله اللي كلّ مدى رحّ تثبت ظنون مآلهآ أي أسآس من الصحه برآسهآ ..

بنبره دآفيه حآنيه إن كآنت كفيله لإرضآءهآ: ليلآ إفهمينـي .. كلّ كلآمك هذآ مو صحيح أبدّ .. الموضوع ومآفيه إن نظرتي لك مختلفه .. مو للأسبآب إللي ببآلك .. لآء .. الحقيقه إني مآدري عن السبب أو أدري بس للحين مآ أشوفه غير بشكل ضبآبي مآني مستوعبه ولآنـي فآهم طبيعتـه .. بس إللي أكيد منه الحين إني مآ أستبيحـك .. مآ أستبيحـك لنفسـي ليلآ ولآ كآن سويت إللي تبينه انتي الحين من أول يوم شفتك ولآ تستغربين أو تسألين عن الطريقه .. أنآ أقـدر .. بس مآسويتهـآ ..

مآ اشوفك البنت إللي ممكن أعيش معهآ هآللحظـه .. هآلعلآقه مآ أقدر يآليلآ أقيمهآ معك .. رجيتك لآ تعذبينـي ولآ تطلبينـي شي مآقدر عليـه .. إحسآسي تجآهك وانآ ضآمك إحسآس مسئوليه .. إني مسئول عن شخص وآثق فينـي .. مآقدر صدقيني ليلآ .. إذآ سويت هآلشي برضيك .. ورحّ تكونين بقمة سعآدتك .. بس هآلرضآ وهآلسعآده لمتـى !!! مآرحّ تصبحين بعدهآ غير مجروحـه .. حتى علآقتنآ هذي بتتوتر .. بين ليله وضحآهآ بيتغير كلّ مآبينآتنــآ .. رحّ أجرحك أكثر مآ ارضيك .. مآ أبـي .. مآ أبـي هآلشـي .. مآ أبـي أبعدك عنـي وأكون أنآ السـبب فيه ..


إحتضن وجههآ بين كفيه وصآر يمسح بعقلة إبهآميه دموعهآ من تحت عيونهآ ...
غمضت عيونهآ بحزن " وتظن للحين يآنجم إن الوضع مآتغير .. شلون برفع رآسي وأوآجهك بعد كذآ !! شلون عيوني بحطها بعيونك .. وش إللي سويته بروحي الحين .. أي إهآنه هذي إللي هنت نفسي فيهآ .. أنآ إللي أطلبك وترفضنـي والحين ترآضيني تبرر لي رفضك !!! "



نجم: أنآ متأكد إن هآللحظه مآكآنت إلآ لحظة نشـوه سيطرت عليك ومآببيح نفسي لأني كنت السبب فيهآ .. لأنهآ سيطرت علي وغيبتنـي قبلك ...
أحنى رقبته مدنق رآسه عليهآ وكفوف يدينه مثبتهم على وركيـه يشوفهآ وهي منزله عيونهآ بـ الأرض - همس بحب - : sorry ma pumpkin
( آسف يآ حلوتـي .. صغيرتي .. يقطينتـي .. كيكتـي ....... أي شي :D )

رفعت عيونهآ المدمعه له مبتسمه بحزن .. هزت رآسهآ بتأكيد على كلآمه .. مآبقى فيهآ .. خلهّآ تأكد على كلآمه وإن هآلشي فعلاً مآكآن إلآ لحظة نشوه أسلبتهآ إرآدتهآ وتحكمهآ بنفسهآ .. كآنه عذر بيخفف من إحرآجهآ والموقف إللي حطت نفسهآ فيه ...


دخل يديه بشعرهآ مقرب رآسهآ من فمـه .. طبـع قبله خفيفـه على جبينهآ من مقدمة منبت شعرهآ ...
مآردت الآ بـ ابتسآمه بآهتـه وآهنه مطبقه فيهآ شفتيهآ بأسـى ..
وقف ومدّ لهآ يده مبتسم .. حطت يدهآ بيده مآ أمدهآ لأنهآ سحبهآ بقوه وقفهآ - بنبره مآزحه - : من الحين وأشدك أجل تكبرين شوي وش بيصير ..
قرب منهآ مآخذهآ تحت ذرآعه .. رفعت رآسهآ له مبتسمه بتصنع " وآضح إنه يحآول يخفف عني وكنه مآصآر شـي " ..


بنبره هآديه: نجم معليش بروح شقتـي .. حآسه بتعب شوي
نجم بإنتبآه وجديه: أجيب لك مسكـن !!
ليلآ: لآ مآ أبـي .. أخذته اليوم 3 مرآت
عقفهآ من رقبتهآ بذرآعه إللي محآوطتهآ وهو ضآمهآ له بقوه: وليش 3 يآلمجنونـه !!
ليلآ: هه الحيـن صرت مجنونـه .. ترآه بس عشآن اسويلك الأكل وآنت مآتستآهل .. يلآ يلآ بس وخر عني أشوف ..

دفته من صدره مبعده عنـه وهي ترمقه بنظرة إحتقآر مصطنعه من ورآ إبتسآمتهآ ..
ضيق عيونه بمكر: الحين أنآ مآ أستآهـل هــآآه !
رفعت ذقنهآ بتحدي: إيـه مآتستآهــل ..
نجم: ودآمني مآ أستاهل ليش مآخذه كل حبوب هآلتسكين عشآن تسويلي كل أصنآف هآلأكل
طير عيونه بتفكيـر مميل فمه زآم شفتيه وهو يهز رآسه بـ الإيجآب: آممممم أجل لو أستآهل وش كآن صآر !


ليلآ: أقول إصحى بس من تخيلآتك المريضه .. هذآ بس رأفه بحآلك إنك صآيم وكذآ مو أكثر .. هــه
ضيق عيونه بنظرة مآكره خبيثه وهو يقرب عليهآ: أهــآآآآ قلتيلي صآيم وكذآ
رجعت خطوتين لورآ بتوتر وآضح .. نزل هو رآسه وهو يحك جآنب أنفه الحآد بطرف سبآبته مبتسـم ...
ليلآ: يلآ بروح ارتآح ولآ تنآدينـي ترآ مآبردّ عليك .. تعبآآآآنـــــــــــه

بلعت ريقهآ بصوت مسموع ودخلت شقتهآ بسرعه مقفله البآب الفآصل بينآتهم ...
تبدلت ملآمحه بعد مآطلعت لضيق وقهر وهو عآض على الطرف الأيمن لشفته السفلى بقوه .. توجه للبآب وقفلـه بـ المفتـــآح !!


كآنت مسنده ظهرهآ ع البآب بعد مآقفلتـه مغمضه عيونهآ بإستسلآم لمآ طرآ ببآلهآ وهي تحآول تقنع نفسهآ بأن كل إللي توه وصآر مآفـرق معـه .. والدليـل كلآمهم ومزحهـم من شوي .. كآنوآ نجم وليلآ بـ الوضع الطبيعـي لهـم .. ولآ كن صآر شـي ..
تقطبت ملآمحهآ وهي مضيقه عيونهآ بإستغرآب على أكرة البآب لمآ سمعت صوته يتقفل بـ المفتآح " ولآ كن صآر شـي !!! والحين صـآر .. وهو إللي يقفـل البآب منـك "
نفخت هوآ من فمهآ تمنع دموع الجرح والإهآنه وإلإنكسآر إنهآ تنزل بعد مآتعلقت بمحجر عيونهآ ...


======
-----------
======


بعـد إسبووع
وبوقت الزيآره بـ المستشفـى ...

مسكت رآسهآ الملفوف بـ الشآش وهي تحس بـصدآع مزعج مؤلـم ملآزمهآ من وقت الحآدث .. يروح ثم يرجع ويرد لهآ مره ثآنيه .. يشوش لهآ الرؤيـه ويشتت لهآ السمـع .. يفقدهآ التركيـز ...
قآم من على كرسيه بقلق وتوتر وآضح عليهآ .. جآلس جمبهآ حآوطهآ من كتوفهآ بذرآعه: وش فيك صيته وش تحسين !! أنآدي الدكتور !!!
فتحت عيونهآ مضيقتهآ تحآول تجمع الصوره قدآمهآ مبعده يدهآ عن رآسهآ .. على طآري الدكتور الضغط على رآسهآ يزيد ..


تكلم وهو يوقف: لآ مآيبيلهآ انآ بنآدي الدكتور
تدآركت أخوهآ قبل يقوم وهي تشده من كم ثوبه بضعف: لآآآ ركآن لاآآ
نآظرهآ مستغرب معقد حآجبيه ..
صيته: مآيحتآج هذآ مآغير صدآع .. وقآلو لي من قبل طبيعي أحس فيه وهآلفتره بـ الذآت
ركآن بشك: متأكده إنه شي عآدي !!
هزت رآسهآ بـ إلإيجآب مبتسمه بتعب " يآعآآآلم خرجوني من هآلمكآن .. بعدت عنه بكيفي ورجعت له غصباً عني .. لآآآ والأدهى والأمررر صآر الدكتور المشرف علي .. هذآ يبي يقهرني .. الله يسآمحك يآنآآآآهد كله بسبتـك .. - تنهدت بخفه غير ملحوظه - استغفر الله .. قضآك وقدرك يآربي واللهم لآ إعترآض .. "

محمد وهو يشوفهآ فهت: لآآآ الاخت منهآ بـ الجو أبـدّ
ركآن: وش تبيهآ وهي بهآلحآله يآلدلخ
محمد: محد وجهلك كلآم يـ الضـب

ابتسمت على إخوآنهآ المرآهقين بـ أعمآر الـ 14 ، 15 ، 17 .. بمنآوشتهم لبعـض كـ العآده .. مآهم أشقآءهآ .. أخوآنهآ من زوجة أبوهآ .. سلطآن ، ركآن ، محمـد .. الثلآثه من بعد ريتآج ..
كآنت تتآبعهم بنظـره كلهآ حٌـب ... مآقصرو معهآ أبدّ .. كل يوم وهم عندهآ هذآ وهم عيآل .. مآجتّ من زوجة أبوهآ ولآ من ريتآج .. نآهد صحيح كآنت تزورهآ بـس مو بـ التوآلي والتتآبع كل يوم بيومـه برغم هآلوضع الخآص بهآلشهر وهمّ بصيــآم .. عكـس إخوآنهآ بـ الزيآره إللي مآتخلى من السوآلف والضحك .. يفرق معهآ مره وقت الزيآره .. يخرجهآ من دآئرة التفكير فيه وإحسآسهآ بوجودهآ بمكآن قريب منه .. أقرب حتى من وضعهآ السآبق كـ موظفه بهآلمكآن .. الضغط العصبي إللي تحسه بمجرد تفكيرهآ بأنهآ مريضه .. تحت يده .. تحكمه وتصرفه كفيل فعلاً إنه يكون سبب لهآلصدآع الحآد المزمـن ..


صحيح أنها كآنت تحت إشرآفه لمدة إسبوع كآمل بس مآستوعبت هي هآلشي إلآ بعد 3 أيآم بعد مآفآقـت .. فهآلثلآث أيآم رآعآهآ ورآعى موقفهآ تجآهه .. مآحآول يحتك فيهآ لو بمجرد الكلآم ..
يدخل عليهآ بفترة دوآمـه مرتيـن .. يتابع قرآءآت حآلتهآ فـ صمت ويطلع بعدهآ من الغرفه مثلمآ دخل .. حتى نظـره مآيرفعه لهآ .. ريحها هآلشي نوعاً مآ إلآ إن فكرة إنتقآلهآ من هآلمستشفى بعدها مسيطره عليهآ ومعآنده نفسهآ والكل بتنفيذهآ ..


مدّ لهآ محمد علبة الحليب: أقول يـ الفآهيه خذي آشربي قوي عظآمك .. ترى الحليب خبري به يقوي العظآم
ركآن: ومن متى خبرك بهآلمعلومه الخطيره !! والله معلومه مفيده خبرنآ بهآ كلنا من أيآم الرضآعه
أخذت علبة الحليب وبدت تشرب وهي تهز رآسهآ مآفي فآيده فهآلمهبل اخوآنهآ
سلطآن " الأخ الأكبر .. 17 سنه " : خلآآآآآص عآد كآفي هيآط ترآ البنيه تعبآنه .. صجيتونآ بهذره مثل وجيهكم خل نترك أثر طيب قبل تخلص الزيآره
وجّه ركآن نظره لصيته مبتسم بـ استهزآء: هه شوفي بـ الله وش يقول ذآ الحين
ركآن لـ سلطآن: شيخ سلطآن ترآ مايلبقلك العقل والرزآنه
سلطآن: وش قصدك انت ووجهك يآلخكري
صيته: تكفـــوووووون خلآآآآص


محمد: جد مآتنعطون وجه أبدّ شفتو شلون صجيتوهآ
صيته بترجـي لـ سلطآن إللي توه بيفتح فمه: تكفـى سلطآن لآ تــرد
قآم من على كرسيه وجلس على طرف السرير عند رجولهآ: بهـون عشآنك بس ولآ ترآ الحين كآن قمت وكفخـــ ............
قطع حكيـه لمآ رفع نظره للبآب إللي إنفتح ...
تعلقت عيونه بعيونهم ثلآثتهم .. أمآ هي فـ عقدت حآجبيهآ بـ إستفهآم منزله رآسهآ تسأل نفسهآ: وش إللي جآبه ذآ الحين .. مو معآده يمـرّ علي !!

قرب جهتهم بعد مآ ألقى السلآم ببرود رآفع كشف الحآله المعلق بـ آخر السرير يقرأ فيـه ..

سلطآن: طمنآ يآدكتور وش حآلتهآ الحين !! توهآ مآسكه رآسهآ بقوه وتتألم !
بنبره بآرده وبعده عيونه على التقرير: طبيعــي .................................................. .
محمد بهمس لـ ركآن بعد مآوقف من كرسيه وقرب جمبه وهو جآلس جمب صيته على السرير: هـ الدكتور بـ الله مو أطخـم !
ركآن: هههههههه وجع يآلضب .. مآتستحي إنت أجل

سلطآن وهو فآتح فمه ببلآهه بعد مآسمع شرح الحآله من عديّ وإللي مآفهم منه غير إنه صدآع طبيعي - بلع ريقه ببلآهه - : أشــوى ..
إبتسمت غصباً عنهآ على منظر سلطآن إبتسآمه خفيفه خآنتهآ مع إنهى تدري إنه مآرحّ ينآظرهآ .. بس بنفس بروده هـو .. هـي تتصنـع الجمـود ..

ركآن: دآم هآلدكآتره كفآءه ويآزينهم متآبعين حآلتك والممرضآت كل شوي دآخلين طآلعين مآهم مقصرين أبدّ .. والمستشفى محلآهآ ولك غرفه خآصه بروحك ليش تبين تنقلين مستشفى ثآني !!! هذآ بعد وإنتي كنتي موظفه هنآ يعني أكيد بيهتمو فيك أكثر

رفع رآسه مضيق عيونه بـ إستنكآر للي توه وسمعه من فمّ وآحد من إخوآنهآ .. مآنتبهت عليه لأنهآ كآنت تنآظر بـ ركآن جمبهآ وهي تتوعده بنظرآتهآ ودهآ الحين تتوطآه
ركآن ببلآهه: وش فيك تنآظرين كذآ
برقت عيونه هآلخبل أخوهآ " ويلك مني يآروويكــن .. اصبر علي بس بعد مآيطلع هآلعديّ وربي لأندمك على طولة هآلسآن .. لآ وتسأل بعد وش فيني أنآظرك كذآ "

رفعت رآسهآ بنظره سريعه خآطفه .. كآنت بعدهآ ملآمح الإستنكآر على وجهه وكأنه يسأل سؤآل ومنتظر جوآبه ...
بنبره حآده قآطعه: الزيآره إنتهـت
وجّه نظره لركآن إللي جآلس جمبهآ ثم محمد إللي كآن وآقف جمب ركآن ثم سلطآن بـ الأخير - بنفس النبره الحآده: لو سمحتـم تفضلـوآ ..

بعدهآ دخلت ممرضه تعلمهـم إن وقت الزيآره إنتهى بعد مآتردد صوت مسجلّ بـ السمآعآت المكبره بكل مكآن بـ المستشفى إن وقت الزيآره إنتهى ...

حرك سلطآن يدينه على سآقهآ السليمه يتحسسهآ من فوق الشرشف الأبيض: بنروح الحيـن
إكتفت بـ إبتسآمه وهي تحرك رآسهآ بـ إلإيجآب ...

كآن يتصنع قرآءة الحآلة إللي قد قرآهآ أصلاً وعيونه تشوفهم بقهـر على يدّ سلطآن إللي تتحسس سآقهآ .. والثآني إللي ضآمهآ تحت ذرآعه وللحين مآيدري منهم وبأي صفه هم هنآ ومعهآ وبهآلوضع ..
مآشآف من قبل غير أبوهآ وأختهآ وزوج أختهآ .. غير كذآ فكآن يتجنب وقت الزيآره انه يجيهآ فيـه ..

صيته بخآطرهآ " كل ذآ تقرآ !! يآربي حآسه بشي رحّ يصير .. سلطآن ، ركآن .. محمد تكفووون لآ تطلعون "

وقفو ثنينآتهم جمبهآ سلطآن وركآن يسلمون عليهآ ..
دنق ركآن عليهآ حب رآسهآ ووعدهآ إنه مآرحّ يقطع زيآرته أبدّ ..
ركآن بمزح: أدري يذبحك فرآقي ههههههه
محمد: مآل المصآله .. عن سمآجتك يآخي .. وخر وخر بس خلني أسلم ونطلع قبل يبدآ الهيآط
غصباً عنهآ طلعت ضحكتهآ إللي حآولت تكتمهآ بس مآقدرت على اسلوب إخوآنهآ وهي تشوفهم بعدهم ينآقرون بعض وهم يطلعون من البآب ...

نزل التقرير من يده وعلقه ع السرير .. تمّ ينآظرهآ للحظآت وهي منزله رآسهآ ومشدده بيديهآ الثنتين على طرف الشرشف الأبيض إللي يغطيهآ ..

عديّ: إرفعي رآسك
بـ انقيآد مآخفى من التوتر إللي وضح برمشة جفونهآ المتوآليه وبلعة ريقهآ المسموعه ...
ضيق عيونه بإستنكآر: تبين غير مستشفى هـآآ !!
صيته: من حقي أبدل المكآن إللي مآيريحني بـ إللي فيه رآحتـي ..


رفع حآجب وآحد زآم شفتيه بتأكيد على كلآمهآ: آمم طبعاً من حقك .. بس من حقنآ إنّآ بعد نعرف عدم رآحتك هذآ وش سببه ! نعدل فيه ، نعآلجه ، أو نغيره .. عشآن مآيتكرر مع غيرك
زفرت بنبرة إستخفآف مقطوعه: هــه .. يهمك !!
عديّ: طبعـــاً .. شكوة مريض وطلبه ينتقل لمستشفى ثآنيه هذي نقطه بـ السآلب ضد المستشفى .. إسمه !! سمعته !!
ثبتت عيونهآ بعيونه بتحدي - بإقتضآب - : إنـــت !
ميل رآسه بخفـه مضيق عيونه بإستفهآم !!
كملت بنفس الحده وبعدهآ عيونهآ مثبته بعيونه: إنــت .. إنت السبب .. إنت المشكله .. وكنك خآيف مره ع إسم المستشفى وسمعته ويهمك أمره وصيهـم .. وصيهم يعدلون فيك .. أو يعآلجونك .. أووو ...... يغيرونك !!
أردفت ببرود وهي تلقح له بكلآم خبيث من تحت لتحت: عشآن مثل مآقلت يآدكتور ( مآيتكرر هآلغلط مع غيـري )
رفعت حآجب وآحد بحده وتحدي بعد مآقطت مآبجوفهآ بوجهه: هــآآ !
لف من ورآ السرير مقرب صوبهآ بخطوآت هآديه متبآطئه يدينه بجيوب البآلطو حقه بعد مآ إنرسمت إبتسآمه حسيه على وجهه ..


كآنت تترقب خطوآته وهي كل مدى تقرب منهآ تشدد اكثر من مسكتهآ للمفرش ...
إنحنى بجسمه عليهآ .. وجهه بوجههآ .. بلعت ريقهآ بصوت مسموع وهي ترمش بجفونهآ .. كلّ هآلتمثيل للجمود والقوه والتحدي تبخـر .. تملكّهآ الخوف والتوتر تمثل بـ الخدر إللي سرى بأعضآءهآ .. هو نفسه الإحسآس بقربـه .. بحرآرة أنفآسه إللي تحرقهآ .. بنظرة عيونه الذهبيه النآعسه إللي تخدرهآ ...

غمضت عيونهآ في محآوله منهآ تستجمع قوآهآ بعد مآ ضآعت من نفسهآ بـ قربه !
صيته - بنبره هآديه - : شوف .. إذآ بتسوي شي قسم بـ الله لآ أصيح الحين وأفضحك .. إللي صآر وأنآ ممرضه هنآ .. مآرحّ يصير وأنآ مريضه مآرحّ أسمحلـ ........

قآطعهآ لمآ حط سبآبته على فمهآ يمنعهآ الكلآم .. حست بـ ضعف يتملكهآ من نظرة عيونه السآحره لهآ .. أعلنت إرآدتهآ الإستســــــــلآم ..
همس لهآ بنبره مآقد حست بـ أدفى منهآ: كلّ عآم وإنتي بخير ...

سحب إصبعه بهدوء من أسفل أنفهآ .. لشفتيهآ .. لآخر ذقنهآ وهو يحس بإحتدآد أنفآسهآ الحآره وتزآيدهآ ...
غمض عيونه سآحب نفس عميــق هــآآدي مسمــوع .. رفع بعده جسمه بإستقآمه مقفي عنهآ بخطوآت ثآبته لبرآ الغرفه ..
تمت عيونهآ معلقه عليه بعدم إستيعآب لحد مآغآب عن نظرهآ وتسكر البآب


بلعت ريقهآ ويدهآ على صدرهآ محل قلبهآ إللي إنصرع بدقآته .. أطلقت زفره مخرجه فيهآ نفس كآن مكتوم ... هبط صدرهآ بعد مآتحررت رئتيهآ من الهوآء إللي إنحبس لفتره بدآخلهم وهبطت معهآ كتوفهآ وعمودهآ الفقري إللي كآن مصلب بـ إستقآمه .. غطت وجههآ بكفوف يدينهآ " شلون بتفكرين فـ الإرتبآط من شخص وإنتي كل بآلك وفكرك مع غيره !! شلون بتعطينه وتعطين نفسك فرصه في حين إن كلّ الفرص ضآعت .. ضآعت مع عديّ ولأجل عديّ .. هل هآلشخص بقدر أحسّ معه إللي مآعمري حسيته غير بقربي من عديّ .. يآربي مآبغى أظلم نفسي وأظلمـه .. أسألك يآربي مآتعلق قلبي بآللي مآلي فيه نصيـب وإجعل لي فـ إللي أحبـه نصيـب "


======
-----------
======


بـ منتصـف الشهـر ... اليوم الـ 15

إنفتح بآب الأسنسير قدآم بآب شقتـه .. مآيدري كمّ من الثوآني أو ممكن وصلت لدقآيق وهو يشوف هآلمشهد إللي للحين مب قآدر يستوعبـه .. بس هذآ هو .. وهـذي هـي .. وهذي عيونـه إللي تشووف !!!

فتحت عيونهآ بصعوبه وهي تلهث أنفآسهآ .. أتبعتهآ صدمـــه حــآده تمثلت في ملآمحهآ المفجوعه بفزع بعد مآ انفتح بآب الأسنسير وتشوفه قدآمهآ: نجــــــــــــــــــــــــــــم !!!

شآب أمريكي من الزنوج ضخم البنيه .. مفتول العضلآت .. حرك نظره لـ نجم إللي كآن بعده وآقف بثبآت مفرق رجوله مسآفه عن بعضهآ قدآم بآب الأسنسير يدينه بجيوب بنطلونه الريآضي البرمودآ بـ اللون الرمآدي بـ أستك عريض مزموم على سآقه وتيشيرت أسود خفيف نص كمّ وعيونه مركزه عليهآ بنظرة فآرغـه من أي تعبير ...
حرك نظره لهآ يسألهآ وهو مستغرب من وضع نجم ونظرآته لهآ: do u know him !! (هل تعرفينـه !!)


بعدت عيونهآ المفجوعه برعب عن نجم ونآظرت فيه بعدمآ سألهآ بس مآقدرت ترد !! خآنتهآ كل حروف أبجديتهآ .. نآزله دموعهآ بتوآلي ...
عقد الشآب الأمريكي حآجبيه بـ إستغرآب ومو فآهم ردّ فعل ليـلآ وليش تبكي لآمنهآ شآفته قدآمهآ .. سأل نجم بنفآذ صبر: (هيـــه أنـت .. هل ستصعد أم ستنتظر عندك ؟)
بعدهآ عيونه معلقه عليهآ بنظره فآرغه سآفه الشآب الأسمر وهي تهز رآسهآ بـ النفي رآجيته مآيظن مآببآله بدون مآتتكلم ...

حرك نظره للشآب الأمريكي بنظرة تدقيق تفحصيه فآض منهآ الإحتقآر جآبته من رآسه لرجوله وهآلنظره التحقيريه إللي أثآرت إستفزآز الشآب .. - سأل وهو يتوعد ويهدد - : (هيــه أنت لمآ تنظر إلي بهذه الطريقه .. أتريد أن أقتلع لك عينآك الآن وأمضغهم بأسنآني !!)

سفهه نجم ببرود معطيهم ظهـره متوجه صوب السلم بخطوآت هآديه .. نآزل الدرج بثبآت وبعده يدينه بجيوبه ...


بـ الأسنسير .. لف يدينه الضخمه حول خصرهآ النحيف مقربهآ لصدره مره ثآنيه وبيده الثآنيه ع الزر إللي بيطلع يحرك الأسنسير مقرب فمـه الكبير الوآسع بشفتيه المنتفخـه من فمهـآ الصغيـر الرقيـق !!!!!



نهآية الفصل التآسع

<<رأيكم بـ البآرت ,, وتوقعآتكم للبآرت الجـيّ إنشآلله ...

دمتـم بـ العآفيـه

:::

~FANANAH~ 10-08-16 06:46 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل العآشر



زدني بفرط الحب فيكـ تحيرآ .. وارحم حشىً بلظى هوآك تسعرآ
وإذآ سألتك أن أرآك حقيقةً .. فآسمـح ولآ تجعل جوآبي: لن ترى
يآقلب أنت وعدتني في حبهم صبراً فحآذر أن تضيق وتضجرآ
إن الغرآم هو الحيآة فـ مُـتّ به صِبـاً فـ حقك أن تموت وتُعـذرآ
- مقتبــس -
- من أغآني زجـزآج -







بـ منتصـف الشهـر ... اليوم الـ 15

نزل جوآله على طآولة المشرب الرخآميه بعد مآ أنهى مكآلمه دوليـه مع أخوه عٌمـر وإللي خبره فيهآ بأحدث خبر والجديد إللي طرآ عليهم وهو طلب رآئـف يدّ حوريتهـم للزوآج والخلآفآت إللي حول الموضوع من رفض أبوهم ورفـض حوريه ..
عقد حآجبيه لمآ فتح الثلآجه ومآلقى الحليب !! " عشقـه الأول والأخير الحليب !! "


لف من ورآ المشرب وتوه بيدق البآب الفآصل بينآتـهم يسألهآ كآن عندهآ حليب أو لآ إلآ وسحب يده بسرعه .. من آخر موقف جمعهم بأول يوم من رمضآن وعلآقتهم مو زي أول صحيح يتقآبلوآ ويتكلموآ بس المقآبله مآتتعدى الدقيقتين وتكون خآليه من موآجهة العيون ببعضهم .. تحآول تتحآشآه بأي طريقه برغم كل محآولآته البآئسه فـ إنه يعدل الوضع بمزحه معهآ إلآ إنهآ تكون جآده تمآماً .. ردّ مختصر .. كلمـه وردّ غطآهآ .. مآحآول يضغط عليهآ .. يمكن للحين محرجـه منـه !!

رفع التيشيرت حقه من على فوتيه منفصله من الفوتيهات بوسط الصآله لبسـه وخرج من شقته متوجه صوب المصعـد .. ضغط الزرآر يوقفـه .. تمّ منتظـر .. شكل في أحدّ يطلـع الحين بـ الأسنسير ..
دخل يدينه بجيوب بنطلونه يتأكد من الفلوس ..
وقف بثبآت منتظـر الأسنسير يوقف عنده وهو يتآبع توآلي الأدوآر السكنيه بـ العمآره إللي يتعدآهآ الأسنسير لين مآوصل عندهـ .. نزل عيونه للبآب إللي إنفتح ..


تمت عيونه معلقه عليهآ بنظرآت فآرغـه .. كآن جآمـــد ..
مرت ثوآني بـ التصوير البطيئ .. كآنت كفيله تملي عيونه من المشهد إللي يشوفه قدآمه وإللي للحين مب قآدر يستوعبه .. بس هذآ هو .. وهـذي هـي .. وهذي عيونـه إللي تشووف !!!
بطرف عيونه لمحته وهي تلهث أنفآسهآ المحتده وعلى فمهآ إبتسآمه رضآ وإستمتآع وآسعـــه .. مآسرع مآختفت هآلإبتسآمه وسط ملآمح الصدمـه إللي تملكتهآ .. همسـت برعــب: نجــــــم !

شآب أمريكي من الزنوج ضخم البنيه .. مفتول العضلآت .. حرك نظره لـ نجم إللي كآن بعده وآقف بثبآت مفرق رجوله مسآفه عن بعضهآ قدآم بآب الأسنسير يدينه بجيوب بنطلونه الريآضي البرمودآ بـ اللون الرمآدي بـ أستك عريض مزموم على سآقه وتيشيرت أسود خفيف نص كمّ وعيونه مركزه عليهآ بنظرة فآرغـه من أي تعبير ...
حرك نظره لهآ يسألهآ وهو مستغرب من وضع نجم ونظرآته لهآ: do u know him !! (هل تعرفينـه !!)


بعدت عيونهآ المفجوعه برعب عن نجم ونآظرت فيه بعدمآ سألهآ بس مآقدرت ترد !! خآنتهآ كل حروف أبجديتهآ .. نآزله دموعهآ بتوآلي ...
عقد الشآب الأمريكي حآجبيه بـ إستغرآب ومو فآهم ردّ فعل ليـلآ وليش تبكي لآمنهآ شآفته قدآمهآ .. سأل نجم بنفآذ صبر: (هيـــه أنـت .. هل ستصعد أم ستنتظر عندك ؟)
بعدهآ عيونه معلقه عليهآ بنظره فآرغه سآفه الشآب الأسمر وهي تهز رآسهآ بـ النفي رآجيته مآيظن مآببآله بدون مآتتكلم ...

حرك نظره للشآب الأمريكي بنظرة تدقيق تفحصيه فآض منهآ الإحتقآر جآبته من رآسه لرجوله وهآلنظره التحقيريه إللي أثآرت إستفزآز الشآب .. - سأل وهو يتوعد ويهدد - : (هيــه أنت لمآ تنظر إلي بهذه الطريقه .. أتريد أن أقتلع لك عينآك الآن وأمضغهم بأسنآني !!)

سفهه نجم ببرود معطيهم ظهـره متوجه صوب السلم بخطوآت هآديه .. نآزل الدرج بثبآت وبعده يدينه بجيوبه ...


بـ الأسنسير .. لف يدينه الضخمه حول خصرهآ النحيف مقربهآ لصدره مره ثآنيه وبيده الثآنيه ع الزر إللي بيطلع يحرك الأسنسير مقرب فمـه الكبير الوآسع بشفتيه المنتفخـه من فمهـآ الصغيـر الرقيـق !!!!!

رفعت كفّ يدهآ لفمه تمنعه يقرب منهآ
ليلآ بحـده:get offffffff (إبتععععععــــــــد عنـي)


دفته من صدره ومدت يدهآ للبآب قبل يتسكر خرجت من الأسنسير جري للسلآلم تلحقـه وهي تنآديـه بترجـي من بين بكآهآ إنه يوقـف : نجــــــم .. نجم نجم نجم نجم نجمممممممم تكففففـى نجم وقــف ..
كآنت تنزل السلآلم بسرعه جنونيه وهي تترجآه بشكل هستيري لحد مآلحقته بـ الدور الثآني ..
حطت يدهآ على كتوفه وهي ورآه توقفه بس مآوقف .. ظل مكمل ينزل بكل برود ..
ليلآ: نجم إسمعي .. نجــم وقف شوي إسمعني الله يخليك .. نجم تكفى وقف .. الله يوفقك نجم لآ تسوي فيني كـــذآآآآآآآآ - صآحت بحده بإنهيآر تآآم توقفه - نجـــــــــــــــــــــــم
نجم: ............
ليلآ: وربي وربي إللي فهمته غلط .. نجم تكفى وقف وإسمعني .. والله مآفي بينآ شي .. والله .. والله
تجآوزته ووقفت قدآمه فآتحه ذرآعينهآ تمنعه يتعدآهآ وينزل .. كآنت دموعهآ مغرقه وجههآ ومخآط أنفهآ سآيل على فمهآ ..


بضعف وترجي بنبره وآهنه فـ صوتهآ الضعيف المهزوز: نجم الله يخليك إسمعني .. إسمع بس وبعدهآ روح ..
تمّ مثبت عيونه بنظرآت بآرده بعيونهآ إللي إختفت بدموعهآ ..
حركت رآسهآ بـ (نعـم) تسترجيـه يتم وآقف ويسمعهآ ..
مسك معصم يدهآ اليسآر بقـوه .. صآحت بـ آآهـ مبحوحـه مقطوعـه من الألم إللي تحسه وهو لآوي يدهآ بقوه ولآ إهتمّ .. تمّ مشدد مسكته على معصمهآ النحيف لآويـه .. سآفـه كل أنينهآ وتأوهآتهآ لحدّ مآمرّ بجسمه وتعدآهآ .. نفض بعدهآ معصمهآ من يده بقوه ..

وصل للوبـي بـ العمآره ..
مآهتمت بوجع يدهآ وإللي تحسه .. صآحت بـ إسمه توقفه .. مستحيل تتركـه يظن بشي .. وش إللي بيظنـه وهو قد شآف بعيونه !!!
....: نجــــــــــــم


التفتو 4 أشخآص كآنوآ بيدخلون للأسنسير ...
ليلآ: نجم والله .. والله والله مآقصدت .. مآبيني وبينه شي .. مآ أعرفه ولآ عمري شفته قبل هآلمره .. وبعـد هـو .. كآن طآلع لحبيبتـه فوقنآ بدورين ..
التفت لهآ .. مآتبدلت ملآمحه الجآمده .. ظنت إن كلآمهآ هذآ بيصحح من شي .. حركة رآسهآ بـ ( أيوه ): إيه .. إيه والله هذي الحقيقه
مسحت مخاط انفها السايل على فمها بكم بلوزتها بإبتسآمه تسترضيه .. مآدرت إلآ بكــفّ قوي يلفـح وجههآ جآبهآ الأرض ..
صآحت بنت من إللي كآنوآ بيطلعون بـ الأسنسير وملامح الرعب متملكتها يوم شافته يضربها : أوهـ يآ إلهـــــــــــــــي


طلع بعدها من العماره بنفس الهدوء وهي بعدهآ بـ الأرض طآيحه مآتتحرك ..
توهآ بتطلع من الأسنسير متوجهه صوب ليلآ سحبهآ من معصمهآ يردهآ: هذآ ليس من شأننآ
البنت وبعدهآ عيونهآ معلقه على ليلآ بخوف: يآ إلهـي إنهآ لآتتحرك .. ستيفآن دعنآ ننظر مآبهـآ
رجع يجرهآ لعنده مدخلهآ للأسنسير - ببرود وهو يحقر ليلآ بنظرآته - : لآ شأن لنآ بمآ يفعله الآخرون .. لآيبدو عليه الجنون لذلك فقد استحقت هي مآ أتآهآ
ضمهآ له محآوط خصرهآ بيدينه .. ظهرهآ ملآصق لصدره وعيونهآ على ليلآ ..
طبـع قبله خفيفه على رقبتهآ وبآب الأسنسير يتسكر ..


برآ العمآره ..

رفع رآسه للسمـآ وهو متخصـر .. يحس حآله بيختنـق .. أو هو فعلاً بحآلة إختنآق .. نفسه مو قآدر يآخذه بـشكل طبيعي .. كل مآتنفس يجي نفس قصيـر مقطوع ..
مآهي حبيبته ولآ تعنيله أي شي عآطفياً لأجل يحس بكلّ هآلضيق وهآلكتمه من هآللي توه وشآفه .. هذآ هو إللي كآن يردده بخآطره لأجل يقنع نفسه يهـدي من حآله شوي .. بس كآنت محآوله فآشلـه ..
خلل أصآبعه بشعره الكثيف وهو يزفر نفـس مسموع من فمـه المضموم .. جلس على الرصيـف مقرفـص ..


تخيل له إن الشآرع مآكآن مزدحم بطبيعـة "هآرلـم" ! مآكآن يسمع صوت .. وكأنه بمكآن لوحده وبـ القآع وسط هآلمبآني الشآهقه وهو مقرفص بـ الشآرع !
وقف مآخذ نفس عميـــق ورجع للعمآره ..
أول مآدخل عيونه كآنت على المكآن إللي طآحت فيه بس مآكآنت موجوده !! مآغير أثآر ترجيـع رآهن إنهآ السـبب ..
إلتفت ورآه على صوت العآمل المسئول عن أمن العمآره بـ المدخل ومعـه أدوآت التنظيف ووآضح إنه هنآ بسبب إللي سوته ليلآ !


أشر نجم على مكآن الترجيع بـ الأرض وسأل: where is daaaaa ...... where is da girl ?!!
(أين الــ .... آآآآ .. أين الفتـــآه ؟!!)
العآمل: إنهم يذهبون .. يمرحون ويثملون ومن ثم يتركون لنآ أثآر الثمآله .. عليهم اللعنه تباً لهؤلآء الأوغآد الـ .........
اسلوبه وهو يتحلطم ويسب ويلعن إستفز نجم إللي ردّ بحده مقآطعه: لآ أحدّ يثمل بمثل هذآ الوقت المبكر أيهآ العجوز .. أين الفتآه ..
أشر له العآمل بلآ مبآلآه وهو يعصر القشـه إللي بيمسح فيهآ: لقـد ذهبـت
نجم: أين ذهبت ؟!
العآمل العجوز بنفآذ صبر وكأنه مره بيهتم فيهآ ويشوفهآ وين رآحت - رد بلعآنه - : ذهبت إلى الجحيـم .. ومآ أدرآني
زفر نجم نفس بحـده بصوت مسموع وهو مبرق للعآمل بعيونه يتوعده بنظرآت حقد .. فهم عليه العآمل وكمل: لقد خرجت منذ قليل ..



طلع من العماره يناظر على الجانبين .. الشارع مزدحم مره كله نآس " وش فيك الحين يآنجم .. تروح إنشآلله للجحيم ليكون تبي ترآضيهآ بعد !! "

دخل العمآره مره ثآنيه بعد مآطنش المشوآر إللي لأجله هو كآن طآلع بـ الأسآس وإللي تقريباً نسيـه .. هو ليش كآن طآلع أصلاً ؟! .. صعد لشقته على السلآلم بعد مآوقف لحظآت قدآم الأسنسير هز رآسه بـ النفي بعدهآ .. مآيبي يطلـع فيه بعد مآتذكر وش إللي شآفـه بدآخلـه ..

أول مآدخل شقته فسخ التيشيرت الأسود حقـه ورمآه بـ الأرض وهذآ بغير عآدته النظآميـه !

إرتمى على الكنبه الجلديه الحمرآء بوسط صآلته صآر يتقلب عليهآ بعدم رآحه .. حس بجلده يلتصق فـ الكنبه لأنهآ جلديه وهو مو لآبس شي من فوق !

رمى نفسه ع الأرض وهو ضآم مخده بيضآء صغيره من المخدآت المنثوره ع الكنب ..

كآنت بزآوية الأسنسير ذرآعيهآ ممتده لفوق ملفوفين حول رقبته وبـ المقآبل كآن هو موآجههآ وكأنه محآصرهآ بـ الزآويه يده اليمين حول خصرهآ واليد الثآنيه على صدرهآ !
فمه الكبير الوآسـع منتفخ الشفتيـن مطبق على فمهآ الرقيق ! بإستسلآم تآم منهآ وإستمتآع وآضـح !


كآن هذآ هو المشهد وقت مآ إنفتح بآب المصعد !
غمض عيونه بقوه ورفض لهآلمشهد المقزز إنه مآينعآد ببآله مره ثآنيه ..
كآنت لعبـه صغيره بين ذرآعآته .. يدينه الضخمه القذره كآنت تعتصر أجزآء من جسمهآ بموآفقه منهآ !
حضن المخده بقوه وهو يحس بـ الكتمه إللي فـ صدره تتوسـع ودقآت قلبـه تزدآد أكثر وأكثر .. أنفآسـه تحتـد أشـد وأشـد !



======
-----------
======



من اليـوم الـ خآمس عشر للخآمس والعشرين من الشهـر .. أحدآث روتينيـه إجمآلاً .. لحدّ هآليـوم ..

وبعـد الفطـور .. شروق وإللي كآنت معزومه عند أهلهآ ولأول مره بـ رمضآن من بعد زوآجهآ ..
فردت جلآلهآ بتلبسـه وهي مقطبه ملآمحهآ بكدر: قلتلكم لآ تصلون بدوني وش فيكم مستعجلين
شروق: تغريد لو نطرنآك مآكنآ لحقنآ ع المغرب اصلاً .. كآنوآ قآموآ العشا والترآويح بعد ولسآتك بـ الحمآم تغسلين .. مدري وش هآلعآده فيك تطولين بـ الحمآم مدري وش حبك فيه
تغريد: الحين أنآ طولت ! مآغير غسلت يديني من بعد الفطور وقلت بتوضآ .. جيت إلآ وآنتم مخلصين صلآه
أمهآ: خلآص تغريد لآتكثرين هرج الحين تلقينهم مقيمين العشآ ..
رفعت تغريد سبآبتهآ بتوعد لشروق: لآتبدين سوآلف إلآ بعد مآ أخلص صلآه .. ويلك شروق إذآ بديتي .. آدري جآيتنآ بـ العيد معك
قلبت دآرين عيونهآ بقرف لتغريد: الحمدلله والشكـــر


بآدلتهآ تغريد نفس نظرة القرف والتحقير وهي معرضه عنها رآفعه يدينها بتكبيرة بدآية الصلآه
شروق بهمس لأمهآ: وينهآ جدتي .. خلصنآ صلآه ومآشفتهآ !! حتى ميسم بعد وينهي مآ آشوفهآ من بعد مآخلصت فطورهآ .. حتى إنهآ مآصلت معنآ !
أمهآ: جدتك بمجلسهآ تلقينهآ تقرآ أذكآر وقرآن قبل إقآمة العشآ ..
شروق: وميسم ؟!
أمهآ: مآعليك منهآ تلقينهآ بغرفتهآ كـ العآده
شروق بلوم: يومه ليش مآتطلبونهآ تجلس معكم .. ليش مخلينهآ بروحهآ
أمهآ بتأفف: الحين جآيتنآ تتكلمين عن ميسم ولآ وش سآلفتك آنتي ؟!
لوت شروق فمهآ على طريقة أمهآ إللي مآرح تتغيّر أبدّ وهآلفضول دآخلهآ إللي بيذبحهآ ودّهآ تعرف سبب بغض أمهآ لميسم .. وهآلسبب أكيد هو نفسه السبب إللي لأجله دآرين بعـد تبغضهآ وتكرههآ وتحقد عليهآ بس مآحد قد حكى شي من قبل .. والظآهر مآفي نيّـه أبـدّ !


أمهآ بـ إنتبآه: هـآآه مآقلتيلي وش إللي صآر
شروق وكأنهآ تذكرت وهي تنآظر بدآرين مبتسمه: لآزم من الحين نبآرك لعروستنآ
أمهآ بصدمة سعآده وشبح إبتسآمة عدم تصديق على ملآمحهآ: جـــدّ
هزت شروق رآسهآ بـ الإيجآب ..
رفعت دآرين حآجب وآحد بإستفسآر عن سبب تبسم شروق كل شوي فيهآ والحين أمهآ !
شروق: آقربي بس خلني آقولك .. تعآآآلي وش هآلبرود - أشرت لدآرين تجي جمبهآ -
شروق: والله الحين بس تغريد تخلص صلآه بتذبحنآ
دآرين: وش عندك إنتي كل شوي تبسمين .. خير إنشآلله
شروق بإحتقآر: ترآ مآتنعطين وجه أبدّ مآلت عليك .. ودي لو إن هآلسآلفه كآنت تخص تغريد تستآهل أكثر منك يآلحقود
أمهآ وهي تشدهآ من كمّ بلوزتهآ: مآعليك بس كملي هــآآ وش إللي صآر بـ الضضضضضبــط .. أحمد وش قآلك


لوت فمهآ بقرف: أحمـد !! هـــه .. ومن متى وأنآ أدري شي بذآك البيت من أحمد .. آستغفر الله بيجلطني هآلآدمـي مآيحكي شي وإن سألته يقول مآلك دخل بشي .. مآيخصك .. مو كني صرت زوجته خلاص وصرت فرد من العآيله
بققت أمهآ عيونهآ: له !! وليش مآتكلمتي من أول
شروق: وش أتكلم وش أقول بس يومـه .. بعد الزوآج أشيآء كثير تغيرت .. مو هذآ أحمد إللي مآكآن يدآري عني شي .. حتى أتفه التفآصيل وإللي مآكنت أحب أسمعهآ كآن يعلمني عنهآ والحين بعد الزوآج وموضوع يخص عآيلتي وآنآ بعد إللي أطلبه يعلمني يتنآفخ علي ويقول مآيخصك ..
ميلت دآرين فمهآ بـ إبتسآمة إستهزآء مقطوعه

شروق: وآنتي بعد ليش تطنزين
دآرين: أحد كلمك آنتي الحين ! لآ تطلعين قرفتك علينآ ..
شروق: خل نشوف يآلحلوه وش بيصير معك لآمنك تزوجتي .. والأدهى إن كآن هآلزوج هو رآئف المآلكي
برقت عيونهآ كرد فعل تلقآئي على صدمتهـــآ !!
شروق: هه شوفي يومـه .. بققت عيونهآ من الحين
أمهآ: وآنتي شلون دريتي إن كآن زوجك المآيل مآيعلمك بشي


شروق: وهذآ من شين حظي .. نآسيه إن سلفتي هي مرآم صديقتي .. آلله نآصفهآ بـ طلآل زوجهآ .. يعلمهآ كمّ مره دخل فيهآ الحمّآم .. إن عطس العطـسه ولآ كـحّ الكحـه قآم وعلمهآ ..
أمهآ: إييييه ذآ الزوج السنع .. مآلت عليك يآلخآيبه .. شوفي مرآم صديقتك وش تسوي خلهآ تعلمك وسوي مثلهآ

شروق: وش دعوى ذآ الكلآم الحين يومه ؟!! خلني آكمل بس
تغريد بصيآح وهي تصفط السجآده: لاآآآآآآآآآ يآلخآينـــه وربي أقرآ قرآن بـ الصلآه وأذوني معكم .. شروق يآلخآيسه وربي رآحت علي هآلصلآه قسم بآلله لسآني يتكلم ومدري وش آقول آستغفرك يآربي ..
شروق: لآقطين الغلط علينآ .. ليش تصلين بينآتنآ كآن رحتي غرفه ثآنيه ..
شروق بعد مآسفهت تغريد إللي نطت وجلست بـ الوسط وبعدهآ لآبسه جلآل الصلآه مآفسخته - كملت - : المهم إن قريييييــب إنشآلله بيجيكم طلب الزوآج رسسسسسمـي


غمزت لدآرين بإبتسآمه: مين قدك إنتي .. هيّـآ السوآط بنفسهآ هي من طلبك لولدهآ عكسي أنآ ومرآم ..
دآرين وبعدهآ مو مصدقه .. مآتدري منهو رآئف شلون شكله أو وش مؤهلآته .. مآهمهآ .. مآهمهآ أي تفآصيل .. يكفيهآ الإسـم .. رآئـف المآلكـي .. أي حظ هذآ إللي بيكون لهآ ! هلّ هآلشي تعويض عن إللي قدّ فقدته من صغرهآ !!
أمهآ وهي يآلله كآبتهآ فرحتهآ: أحس الزغروده مكلبشه حلقي ودي أصيح فيهآ .. لآزم أسوي عزيمه وآجمع فيهآ الحريم لأجل هآلعلم .. للمره الثآنيه بينآسبونآ آل مآلكـي ..


شروق وهي تلحقهآ: من جدك إنتي !! لآ يومــه لآتسوينهآ قبل مايتم الموضوع رسمي .. هآلموآضيع ترآ يصيبهآ العين .. آحدن ينظلنآ مآتتم السآلفه مآيجينآ غير الفشيله وطيحـة الوجيـه .. خلهم يتقدمون ويصير خير .. ومآهم مطولين يعني كلّهآ كمّ يوم ويخلص رمضآن وحسب مآفهمت إنه بيكون بعد رمضآن ..
غمزت تغريد لدآرين: أيوآآآآ أيــوآآآ .. مع انك مآتستآهلينهآ .. كنت أنآ الأولى .. بس دآم الحرمه طلبتك بـ الإسم خلآص ..
أردفت تغريد وهي معقده حآجبيهآ بتصنع طفولي للزعل: يومــآآآآآآآه إشمعنى أنآ !!! أبي أتزززززوج عآد .. عمري 24 متى بتزوج .. هذآ وآنآ تآركه الدرآسه من زمآن .. زوجينـي عآآآد مآآلي دخخخخــل هه مالي دخل
هزت أمهآ رآسهآ بـ النفي وهي تضحك ..


دآرين بإستخفآف من بين إبتسآمتهآ: الحمدلله والشكر بس .. يشفي الكلآب ويضرك تغريد يآختي
تغريد لدآرين: إنتي إنطمي محد وجهلك كلآم .. وجــع .. من الحين بتشوف خشتها علينآ كنهآ كآنت نآقصه شوفة نفس ورفعة خشم هــفففف
شروق بنبره خآفته بترقب لردة الفعل من بعد إللي بتقوله: بسسسسس فيـه شـي !!
عقدوآ ثلآثتهم حآجبيهم بإستفسآر ..
شروق بإحرآج: والله مدري شلون أقولهآ .. هآلشي يمكن يقلب الموآزين ومآترضونه
أمهآ برص من بين أسنآنهآ تستنطقهآ: وشششش إللي عندك إنتي تحكّـي .. لآتكدرينآ من بعد فرح
رفعت كتوفهآ مطبقه شفتيهآ بأسى إن مو بيدهآ شي !


تغريد بإستفهآم: وش فيه شروق !!
شروق: رآئف ..
حركت أمهآ رآسهآ تستنطقهآ .. وأكدت تغريد على هآلشي وهي تهز رآسهآ بـ (أيوه) بينمآ كآنت دآرين مضيقه عيونهآ بـ نظرآت ثآبته بترقب للي رح تقوله هي ..
شروق بنبره خآفته: رآئف له زوجه ثآنيه ..
برقت تغريد عيونهآ: وشهــــــــوووووو ..


أمهآ: شلون له زوجه ثآنيه ومآندري عن هآلشي !!
بلعت شروق ريقهآ بصعوبه وكأنهآ مسويه الغلط: لآ .. بعده مآتزوج .. بس رحّ يتزوج .. وعن قريـب .. بنفس الوقت من زوآجه بدآرين
تغريد بصدمه أكبر من صدمتهآ الأولى: وشهــــــــــــــــــووووو .. وشهو وشهو وشهو ذآ بعد .. يمزحون ذولي ولآ من جدهم !! ودآمه بيتزوج ثآنيه ليش طآلبين أختي !! ولآ طآلبينهآ رضوه لنآ

أمهآ بإستنكآر: وآلله !! وليش يرآضونآ .. دآرين ألف من يتمنآهآ وقد طلبوهآ من قبل غيرهم كثير بس هي اللي كآنت ميبسه رآسهآ ومعنده وهذي أول موآفقه تعطيهآ لطلب زوآج يجيهآ .. بنآقصهم مآنبي هآلزوآج

تغريد بتأكيد على كلآم أمهآ: عدل كلآمك يومـه .. أياً كآنت الأسبآب الموضوع بشكله هذآ مستفز الصرآحـه وربي اني انقررررت
دآرين بحزم وصرآمه: أنآ موآفقـه
أمهآ وأختهآ تغريد بنفس اللحظه ونفس ملآمح الإستنكآر: وشهـــــــووو


أمهآ بتهديد وتوعد: على جثتي يآدآرين وأنآ أمك
ضيقت دآرين عيونهآ من هآلجمله إللي لآمستهآ ( وأنآ أمك ) !!! " المشكلـه يآمـي إنك منك أمـي .. وش أسوي ! مضطـره أسفهك "
دآرين: مثل مآقلت .. أنآ موآفقه .. وأبي هآلزوآج وأبي أتممه .. ومآبي أسمع إعترآض من أي أحد .. هذآ قرآر شخصي وشي يخصني أنآ ومآنيب بزر لأجل غيري يقرر عني سوآ كآن بـ الرفض أو الموآفقـه

تغريد: لآآآآ ذي جنت خلآآآآص ومآتدري وش تقول .. حتى البزر إن خذو رآيهآ رح تعقل الكلآم وتدرين هي وش رح تقول وآيش مآتقول .. ايش الصح وايش الغلط .. اللي يجوز واللي مايجوز .. حبيبتي داااارين تقولك بيتزوج ثانيه بنفس الوقت .. بياخذكم شروه وحده .. ليييييييييش !! هاااه .. علميني بالله !!
دارين بنظرة تحقير لتغريد: ماتهميني لاجل اعلمك ولا يهمني رايك .. هذا العلم اللي عندي وقلته ..


ان كان هالموضوع يخص شروق من قبل زواجها او الحين يخص تغريد كان ممكن يكون في مجال انها تتدخل وتفرض رايها .. وش تبي وش ماتبي .. بس هذي دارين بنتها وتدلها زين .. والله ان تعلقوا بالضغط العالي مايردها شي عن اللي ببالها وبخاطرها وتبيه ..
شروق وكنها فهمت نظرات أمهآ وللي يدور بخآطرهآ .. أطبقت شفتيهآ بقلة حيله بدون أي ردّ ...


الله أكبر الله أكبر .. لآ إله إلآ الله ...
تعآلى صوت أذآن العشـآ وتغريد تنقل نظرهآ بين أمهآ وشروق إللي كآنوآ ثنينآتهم بملآمح وحده .. الرضوخ والإستسلآم .. هذي دآرين .. كلمه ونـص .. مآفي حكي ينقآل أكثـر !

وقفت دآرين بهدوء: بـ الإذن ...
تمت تغريد تنآظرهآ منقهرره وهي تمشي بخطوآتهآ الهآديه الثآبته لبرآ المجلس ولآ كن للتو صآر شي !
تغريد لأمهآ بقهـر: يومـــه يرضيك هآلشي ؟!


======
-----------
======


يتبــــع ...

:::

~FANANAH~ 10-08-16 06:46 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======

بعد مرور اليوم المرتقب بنفآذ صبر منهآ .. اليوم الـ 25
بـ السآدس والعشرين من الشهـر الكريم ...

عيونهآ على شآشة البلآزمآ قدآمهآ .. المسلسل المصري "فرقة نآجي عطآلله"
.....: حـــــور !
إنتفض جسمهآ بفزع على الرغم من النبره الهآديه الرقيقه لصوت أمهآ مآتستدعي أبدّ كل هآلفجع: مــآآآمــآ
أمهآ " أم عٌمر ": إنتي مو طبيعيه اليوم .. مو طبيعيه صآر لك فتره .. لآ إنتي ولآ أبوك وآلله مآدري ثنينآتكم وش إللي صآبكم !


رفعت جوآلهآ بعد مآدقت على الرقم وإللي للمره الـ ......... عدد لآيذكر من المرآت بسبب كثرتهم ..
أم عٌمر: هـف وهآلجوآل إللي مهبل فيك اليوم .. لا تقولين لي بتحكين ابوك بعد !!
ع الخط: مش معئول يآحوريه كل دئيئه تتصلـي إيه الدلع دآ .. فيه إيـه ؟!!
حوريه بقلق: بآبآ إنت فين حآلن ؟! وليه كل دآ برآ !! هترقـع إمتى ؟!
كآمل بقلق مآيقل عن قلق بنتـه: مآلك يآحور فيه إيه !! عوزآني فـ حآقـه ؟!!
حوريه: بصرآحه آه .. عآوزه أكلمك فـ موضوع .. وموضوع ضروووووري أوي
أبو عٌمر: طيب أنآ عندي شغل دلوئتـي هخلص وهرقع البيت على طول


حوريه بعنآد طفولي: يآ بآبــآ أنآ أول مره أطلب منك أكلمك فـ موضوع وبئولك ضرووري أنآ عوزآآك حآآآآلن .. حآآآلن أهوو إرقـع البيت
أبوهآ وخلآص وصلت معه من هآلدلع: وبعدين يآحوريــــه !! إيه دلع البنآت دآ ! أولتلـك هخلص شغل وهرقع على طول .. خلآص بئـه ومتتصليش تآني عشآن مشغول .. ويللآ مع السلآمه حآلن .. طوط طوط طوط ...
نزلت من يدهآ الريموت بعد مآ وطت الصوت أكثر: وبعدين يآحور إنتي وش بلآك اليوم !! تسأليني متى طلع وليش مآفطر معنآ اليوم .. وش عنده ومتى بيرجـع !! وش فيك على أبوك !! كل شوي تدقين عليه


وقفت متوجه لبرآ المجلس: مآفيـش .. أنآ في الأوضه بتآعتي
نآظرت بسآعة الجوآل كآنت سبـع وربـع .. التفتت على اللآب حقهآ كل شوي تنبيـه برسآله على الإسكآيب ..
فتحت الإسكآيب حقهآ .. كآن من مهآب ..
Mohab: 7ooorya !!
(حوريه)
Mohab: 7oooryaaaaaaaah where are u ?
(حوريه وينك؟)
Mohab: 7oooooooor, here !!
(حــور , هنـآ !!)


نآظرت بحآلتهآ على إسكآيب وتأففت بعدهآ .. نست تغير الوضـع لـ أوفلآين .. مآلهآ خلق سوآلف الحين مع أي أحد حتى وإن كآن هذآ الـ أحد هو مهـآب ! مآتكلموآ مع بعض فهآلشهر غير كمّ مره وكآن الحوآر مختصر يقتصر بس على السلآم وسؤآلهم عن أحوآل بعـض .. كآنت تتهرب منه بأي حجـه وعـذر ...

أرسلت له بـ " الفرآنكو أرب "

Mermid: Mohab srry makont4 mawgooda
(مهآب سوري مكونتـش موجوده)
Mohab: miss u soooo much
(وحشتينـــــي أوي)
Mermid: :)
<<سمآيل فيس
مهآب: إيه المئآبله النآشفه دي ؟ بئولك وحشتيني تردي عليآ بـ إسمآيل فيس !!! مفيش حتى ( وإنت كمـآن ) !!!
مهآب: لآ لآ السعوديه غيرتك كتير
مرميد: ههههههه
مهآب: وحشتني الضحكه دي
مرميد: بس الضحكه ؟!!
مهآب: آممم الحئـيـئه هي الضحكه وصآحبتهآ .. كــل حآقه فـ صآحبتهآ
نست نفسهآ ونست الوقت وهي تتكلم معـه .. دخلت عليهآ امهآ تنبههآ بوقت صلآة العشآ والترآويح وإنهآ بتسبقهآ للمسجد .. مآغير هزت رآسهآ بـ الموآفقه وعيونهآ على شآشة اللآب قدآمهآ مبتسمه .. كل إللي كآنت تحتآجه هي فرصه بس تعطيهآ لنفسهآ إنهآ تعطي وجه لمهآب ومآتصـده .. تدري إنه الوحيد إللي يخرجهآ من نفسهآ .. معـه تنسى نفسهآ وتنسـى كل شـي ..

مهآب: المآيك يآبنتي المآآآآآآآيــك .. بئآلنــآ 4 سآعآت بنتكلم صوآبع إيدينآ قآلهـم تشـنق .. خلآآآآص مش عآرف أكتب


برقت عيونه بصدمه عدم تصديق " أربع سآعآآآآآآت مــرووآآ .. رمت اللآب من حضنهآ سآفهه مهآب لبرآ الغرفـه وهي تصيح: بــآآبــآآآ ، بآآآبــــــآآآ بــ ............
وقفتهآ أمهآ: بسم الله عليك حور وش فيك لسه أبوك مآوصل
حوريه: لســـــــه !!!
قربت أمهآ منهآ مآسكتهآ من يدهآ مشدده عليهآ تستنطقهآ بحنآن: وش فيك يآقلبي .. علميني وأنآ أمك .. وش فيك اليوم ! وش بغيتي من أبوك !
نزلت رآسهآ بقلة حيله: لآ مفيش .. كنت بس عآوزه آخد رأيه فـ حآقـه
أمهآ: قولي لي أنآ وش بغيتي وأنآ أعلمك
حوريه بموآفقه منهآ تجآريهآ: طيب لمآ بآبآ يرقع بس هئولكــم كلكــم ..


سحبت يدهآ من يدين أمهآ ورجعت لغرفتهآ مره ثآنيه .. مآعندهآ شي تقوله لهم لآ لأمهآ ولآ لأبوهآ بـ الأسآس .. مآكآنت غير حجـه تفسر بهآ تصرفآتهآ الغريبه هذآ اليوم ..

رفعت جوآلهآ لأذنهآ وعيونهآ للسقف بنظرة ترجي بدآخلهآ مآيصير إللي ببآلهآ وخصوصاً من بعد مآمرّ اليوم وإللي كآنت فيه نهآية المهلـه لهآ وإللي المفترض فيه إنه بينفذ توعده فيـه إن مآجآه الردّ منهآ .. وش إللي بيصير منـه بعد مآسفهتـه ضآربه بكل حكيـه وتوعده وتهديده عرض الجــدآر !!


أبو عٌمر بنبره مآزحه: بننننننــــت حلآآآآآل .. خلآص أنآ خآرق أهوو من الشركه وقآي ع البيت
بـ إبتسآمه وآسعه شقت ملمحهآ الفآتن: بقــــد صحيــح !!!
أبوهآ: أيوه .. رآقع أهوو لمآ نشوف أخرتهآ وإيه الموضووع الخطير دآ إللي وقعتـي دمآغـي بيه من الصبح ودوشتينـي
حوريه: طيب طيب بس يلآ متتأخرش أنآ مستنيآك
أبوهآ: مآشي يلآ مع السلآمـه

دخل الجوآل بجيب ثوبه مبتسـم ومآسرع مآ إختفت هآلإبتسآمه لمآ رفع رآسه وشآف الشرطه حولـه مطوقينـه !

رمت جسمهآ برآحه ع السرير بعد مآ تطمنت إن اليوم مرّ بسلآم وأبوهآ بيردّ البيت .. مثل مآتوقعت تهديد رآئف مآكآن إلآ محآوله إنه يلعب بأعصآبهآ .. يقلقهآ ويؤرقهآ .. مآغير ينكد عليهآ " حسبي الله عليك بقـد بني آدم وســخ .. مشفتش أحقر من كدآ .. أشوفك يآرب قريب متعفن مكآنك "

رجعت تكتب لمهآب ..
مرميد: مهآآآآآآآآآب سوري
مهآب: إنتي بتروحي فين كدآ ؟
حوريه: معلش كنت بكلم بآبآ
مهآب: بآبآ دآ إللي هو عمـي .. إلي هو حمآيـآ قريب إن شآء الله
حوريه: هههههههه أهـآآآ


رغم إنهآ تطمنت بخروج أبوهآ من الشركه وأنه فـي طريقه بيرد للبيت إلآ إن عيونهآ مآفآرقت سآعة الجدآر المعلقه قدآمهآ بغرفتهآ .. مــرّ من الوقت من بعد مكآلمتهآ لأبوهآ نصّ سآعه .. مآعمرهآ إنتظرت رجعـة أبوهآ للبيت من الشغل قبل هآلمره .. ولآ إنهآ تدري موقع هآلشركه بـ الضبط ولآ كمّ تبعد عن بيتهم .. كمّ المسآفه والوقت اللآزم بـ الزيآره بينهـم !! - رفعت كتوفهآ بهزه خفيفه ، بخآطرهآ - " يمكن بـ الطريـق !! "


.......: حوووورررررريــــــــــــــــــــــــــــه
فتحت البآب عليهآ بقوه ودموعهآ مغرقه وجههآ .. تبكي وتصيـح عليهآ ..
وقفت معقده حآجبيهآ بعد مآتركت اللآب .. ضمتهآ أمهآ بقوه وهي تبكي بحرقـه
حوريه وبعدهآ ملآمح الإستغرآب متمكنه منهآ: مآمــآ !! مآلـك !!
أردفت لمآ مآلقت ردّ من أمهآ غير صوت شهقآتهآ المحتده: مآمآ إهـــــــدي .. مآآآآآلــك
أمهآ: عٌمــــر .. عٌمـــر يآحـووور عٌمـــــر
بعدت عن حضن أمهآ بفزع كلّه إلآ عٌمـر أخوهآ بـ النسبه لهآ: عٌمــر .. عٌمـر !! مآلـو عٌمــر .. حصللــو حآقـــه .. مآمآ أوووولــي مآآلــوو عٌمــــــآآآآآآآآآآآر


أمهآ من بين شهقآتهآ وهي تمسح دموعهآ بظهر كفهآ: لآ يآحور مب عٌمر .. أبوك .. أبوك يآحور
مآكآن فيه ردّ أوضح من ملآمحهآ المقطبـه بـ إستفهآم !
كملت أمهآ: عٌمر دق علي الحين قآل إن أبوه كلمـه وهو بـ الحبس .. مآخذته الشرطه .. فيه أكثر من شكوى مقدمه ضده .. نصب وتزوير وتوقيع على شيكآت بمبآلغ ضخمه كلهآ بدون قيمه بضمآن إسم مؤسسة المآلكي ورصيد قليل له مآيكفي حتى إنه يغطيهآ .. والموضوع مب سهـل أبـــد يآحوووور مب سهــل آآآآآآآآآهي يآآآربي

كآنت بعدهآ ملآمحهآ مٌحتلـه بتعآبير الصدمـه البــــــــــآرده !
بهدووووء ضمت أمهآ لصدرهآ تهديهآ من بكآهآ وهي تملس على ظهرهآ ..


======
-----------
======


بـ اليوم التآلي .. السآبع والعشرين من الشهـر ..

فآرد جسمه على كنبة المجلس العربي مكتف يدينه وعيونه بـ السقف .. " مآبقى غير ثلآث أيآم ويخلص رمضآن .. تمّ شهـر بـ الضبـط .. ثبـت حملهآ ولآ لسه ؟!! "
تعآلى صوت نغمة الآيفون التقليديه .. ميل رآسه للطآوله جمبه لمح بطرف عيونه حرف إسمهآ على الشآشـه (N)
فك يدينه من التكتيفه وغطآ عيونه بذرآعه .. خلص الإتصآل بدون إستجآبه منه .. مآتمّ إلآ ورجع يدق مره ثآنيه ..

مد يده اليسرى للطآوله رفع جوآله وفتح الخط وهو بعده على وضعه ممدد ومغطي عيونه بذرآعه الأيمن .. حط الجوآل على أذنه بدون ردّ منه ..

....: لحد متى بتظل مقآطعني كذآ ومآتردّ علي !
آدم: ............
نآهد بصيآح - طريقتهآ المعتآده لآمن آدم يستفزهآ ببروده .. تصيح - : أصلاً كنت فآقده الأمل إنك تردّ علي الحين .. ليش رديت هآآآ .. ليش !!
آدم: ............
نآهد: آدم ليش مآترد علي !!
آدم: ...........
نآهد بوهن وضعف بصوتهآ: آدم ليش تسوي فيني كذآ !! أنآ وعدتك مآرح يكون لك علآقه .. بيكون إبني أنآ .. أنآ وبسّآم .. مآرديت علي ذآك اليوم قلت رضيت وآنتهى الموضوع .. من يوم طلعت من المستشفى وآنت مقآطعني مآترد عليّ .. شهر بطوله يآ آدم مآتكلمني ولآ تردّ علي ليش تسوي فيني كذآ !!
آدم: ...........
نآهد: آدم ليش مآترد علي ! وآلله مآ أرضى زعلك عني وسكوتك هذآ .. آدم حبيبـي بـ اللـ ...........
طوط طوط طوط ....


نآظرت بـ الشآشه مبرقه عيونهآ بعدم تصديق ... شددت من مسكتهآ للجوآل بقهر وهي تتوعده : تقفل الخط بوجهي !!! طيب يآ آدم أنآ أعرف شلون أتعآمل معك وآشلون أجيبك عند رجولي زآحف .. طيــب .. خلك إتمرد علي كذآ وإنت بعيد عني ولآمنك شفتنـي صرت مثل الكلب تلهث علي ! صحيح إن ولدك نزل من أحشآئي والحين إللي هنآ - تحسست بطنهآ - إللي هنآ هو ولد بسّآم بس تحلّم يـ الغلآ إنك تشم خبر إنه مو ولدك .. هآللي ببطني بيظل عقدة الذنب بحيآتك .. الشي إللي رح يربطك فيني عمرك كلـه ..

عند آدم .. تمّ على وضعه لحظآت سآفـه كل إللي توه وسمعه منهآ مقرر إنه يلتزم بـ إللي نوى عليـه .. مآلـه غيرإنه يبعد عنهآ .. بعده هو إللي يقسيّـه ويحجمّ من عوآطفـه أو إنه يسيطر عليهآ .. هآلحقيقه الصعبه إللي إكتشفهآ عن نفسه آشكثر أحبطتـه .. حقيقـة إنه ضعيـف فـ عوآطفـه .. ضعيـف فـ الحٌـــبّ !!



إستقعد بجلسته وطلـب إتصـآل ... ثوآني ووصله الردّ وكأن الطرف الثآني مآصدق خبر بإتصآله وقآم فتح الخط ..
.....: حبيبـــــــــــــــــــي
حبيبــــي .. يآحبيبــــــي .. يـــــــآآآآآآآآ حــــــبيبــــــــي
إبتسم على طريقته المميزه فـ كلمة حبيبي يآحبيبــي إللي يقلد فيهآ طريقـة المعلق الريآضي عصّآم الشوّآلي ^_^
آدم: هههههه بعدهآ الرجّـه ملآزمتك !
نجم: يآلنذل تو مآتذكـرت خويّـك !
آدم: أقول عن هرجك الحين بيخلص رصيدي ترآ فآتح معك خط دولي خلني أقول الكلمتين وأسكر
نجم: صدق ولد فقـرى .. فديـــت رآآمــــز مآغيــره ولـد بطــرى يدق وآخر همّـه الفآتوره
إتسعت إبتسآمته: إيـــه الحين رآمز ولد الأكآبر !! يآلملعون خلني أجيك بس
نجم: وشهــــوووو !!


آدم: وهذآ هو العلم إللي جآيك فيه .. حجزت على 29 الشهـر .. أحس هآلأيآم أموري مو تمآم وأبغى أغير جوّ
نجم: آممم وليش 29 .. مآبقى شي ع العيـد كآن قضيته مع العآيله وآخويآك وجيت بعدهآ
آدم: صدقني وصلت معـي مآعد فرقت معي عيد من رمضآن من غيرهم .. كل الأيآم همّ وكـدر .. ضآيق صدري .. مآلي غيرك أستنآنس عندك يآلدآشر
نجم: هههههههه الحين أنآ الدآشر
آدم: عندك مآنع ؟!
نجم بلهجه مصريه يستفز فيهآ آدم: لآ معنديش .. تيقـي يآخويآ ومآلو .. وإن مشآلتكش الأرض نشيلك قوآ عينينـآ

آدم وإللي من الصعب إستفزآزه لأنه هو بروحه وببروده يستفز الصخر - آدم برد سريع - : وآلله ! محلآك يآولد مــروه !
نجم بحده: جــــــــــبّ يآلخسيـس مآلك دخل بـ الغآليه مروه خلكـ فـ بيضـآء الكوريـه
مآكآن فيه ردّ غير صوت الضحكه إللي تشآركوهآ ثنينآتهم بصوت عآلـي ..



آدم من بين ضحكه: إتفـوو عليك .. إنقلــع
طوط طوط طوط ....
قفل آدم الخط بوجهه بدون مآيسمع يرده وبعدهآ الضحكه مرسومه على ملمحـه ..
عض على شفته السفلى وهو يهز رآسه بـ النفي مبتسم وهو يتذكر الموقف إللي صآر من قبل سنوآت كثيره وهمّ بعدهم مرآهقين بـ الصف أول ثآنوي .. يوم مآدرى من رآمز إن أم نجـم إسمهآ مروه .. مروه السوّآط وتكون خآلة رآمـز .. هذآ اليوم إللي تهآوشوآ فيه بخلآف إن الموقف أصلاً للحين مآحد فيهم متذكره .. مآينذكر فيه غير السبآب والطقآق إللي صآر لمآ آدم حبّ يستفز نجـم ومآلقـى غير إسم أمـه .. وقتهآ نجم ثآر عليـه بعنـف .. قدر آدم فعلاً يلعب ع الوتر الحسآس .. إنه يذكر إسم أمه وسط هوآشهم كمحآوله لإثآرته ...


أربع أصدقآء تربطهم علاقه متينه .. نجـم ورآمـز بخلآف علآقة القرآبه بينآتهم وإنهم أولآد خآله بس نجم يكبر رآمز بسنـه .. وخويهـم الثآلث وآئـل بعمـر رآمـز .. وآدم رآبعهـم إللي يكبرهم كلهم .. كآن أكبر من رآمز ووآئل بسنتين وأكبر من نجم بسنه وحده .. بس مع بعض أربعتهم بصف وآحد بسبب فشل آدم الدرآسي إللي سقطـه سنتيـن ودخول نجم الدرآسه أكبر بـ سنـه .. بخلآف إن آدم يفوقهم سناً كآن يفوقهم بقدرآته القتآليه عنهم ثلآثتهـم بهآلوقت إللي مضى ..


يوم ثآر عليه نجم ومسكو بخنآق بعـض وقتهآ آدم توطآه وكآن نجم بيروح فيهآ لولآ تدخل وآئل يوم قآل لآدم: منـك رجّآل يآبن بيضـآ الكوريـه وش لك بأمـه تجيب طآريهـآ !
فهآللحظـه فلت آدم نجم وصآر وآئل هو إللي بـ الأرض وآدم فوقـه ممسكـه من يآقة ثوبه إللي تبدل لونه للبنـي بسبب الطين بـ الأرض والترآب وبيده الثآنيه كآن يلكـم وجهه حآلف إنه مآيتركه إلآ وهو يدري وش إسم أمـه ! وإللي كآن يأكد هآلشي وينفيـه هو رآمـز إللي كآن منحآش عنهم بمسآفه


آدم وهو يلهث أنفآسه رآفع قبضته بـ الهوآ بيسددهآ لوجه وآئل: قلتلي بيضآ الكوريه هآآ قل يآلخسيس وش إسم أمك أجل
وآئل برعب مآغير يبي يفتك من آدم: نووره نوره نوره إسمهآ نوره
رفع آدم رآسه لرآمز يأكدله صدق وآئل من كذبه هز رآمز رآسه بـ (لآ)
عطآه آدم بوكـس عنيف فلقلـه شفتـه السفلـي وصآر الدم مغرق فمـه
آدم: هآآآ يآلنـذل قل وش إسم أمك
وآئل بكلمآت متقطه موب قآدر يجمع كلآمه بسبب الضرب إللي أكله: شيــ شيــ ششششـ شيخــه
حرك رآمز رآسه بـ النفي
وآئل: ميثـآء
- حصــه
- فضـــه
- موضي
- أميـره
- ......

توآلت البوكسآت عليه وهو بعده منكر ويعطي أسآمي غلط لحد مآإستسلـم بـ الأخيـر وصــــآح: مززززنـــــــــــــــه
صفق رآمز بيدينه: الله أكبـــر .. ظهـر الحـق خلآص يآ آدم فكـه
آدم بمكر وهو يمسح جبينه من تعرقه: أجل أمك مزنـه يآلورع مآغير 12 بوكـس جآبوكـ الأرض ..
وهــــــــــآآآآآآذآآآآآ - رفع قبضته بـ الهوآ بلكمـه بيسددهآ لوجه وآئل إللي إنتفخ بتورم - وهــذآ لعيـون مـزنــــه - طرآآآآخ - <<عطآه البوكـس الأخير وإللي كآن أقوى لدرجه أفقدته وعيـه لثوآني !

كآن هذآ هو المشهد إللي مرّ ببآل آدم بعد مكآلمته مع نجـمّ ..
ضرب الكنبـه بقبضتـه مبتسم وهو يوقـف ..
تمغط بكسـل وهو يتثآوب .. مآبقى شي ع المغـرب ويأذن !


======
-----------
======

يتبـــع ...

:::

~FANANAH~ 10-08-16 06:48 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======


بـ أوآخر العشر الأوآخر من الشهـر الكريـم .. بهآليوم مرّ شهر بـ الضبط على وجودهآ بهآلمكآن ..


تنهدت بصوت ويدهآ على قلبهآ مغمضه عيونهآ بأسى " آآآآآآآهـــي .. خلآص بكره آخر يوم بشوفه "
بكره فعلاً بيكون آخر مره رحّ تشوفه فيهآ .. شهر كآمل كآنت تحت إشرآفه .. " شلون ياربي بقدر ما اشوفه مره ثانيه شلووون .. عقلي وكرامتي هذا هو قرارهم بس قلبي عنيييييد "


لطمت خدها بأصآبعهآ الثلآت الوسطى تصحي نفسها من حالة التوهان اللي دخلتها بمجرد تفكيرها فيه .. ضمت اصابعها لكفها وبقبضتهآ صآرت تدق رآسهآ: آآآآآآخ غبيه غبيه غبيه غبيييييه .. غبيه غبيه
سكتت ثوآني معدوده ومآسرع مآرجعت تدق رآسهآ مره ثآنيه بنفس التأنيب وهي مغمضه عيونهآ: وغبيه بعـد مرره .. غبيـه كمآن .. غبيه غبيه غبيييه آآآآآآآآخخ
إستنشقت نفس طول ومآسرع مآزفرته وهي تدق رآسهآ: غبيه ومتخلفــه وغبيه وغبيه




......: تآخذين فآصل يعني بين كلّ مشهد ولآ شلون ؟!
فتحت عيونهآ على وسعهم مبرقه .. هذي حقيقه ولآ تتوهم !!!
شدت الغطآ عليهآ غطت رآسهآ مقطبه ملآمحهآ بفزع وهي تتمتـم: يآربي وصرت أتوهم بعد بصوته .. حسبي الله عليك يآعٌــديّ
بصوت رخيم متملمـل: قومي يآغبيـه
بعدت الغطآ عن وجههآ شووووي شــووي بـ التصوير البطيـئ ..
سحبه هو بقوه مبعده عن وجههآ .. كآنت نآيمه على جمبهآ الأيسر معطيه ظهرهآ للبآب ..
تعدلت على ظهرهآ وبعدهآ إستقعدت بجلستهآ ..
نآظرته وهو جآلس ع الكرسي جمبهآ مكتف يدينه ينآظرهآ بتفحص وتدقيق مضيق عيونه ..



رفعت يدهآ لرآسهآ بتوتر وهي تبلع ريقهآ تعدل حجآبهآ .. كآن جزء كبير من شعرهآ طآلع برآ الحجآب: آآآآ .. آآممم
كملت بنفس الإربآك وبإبتسآمة متوتره: آمم .. دكــ .. دكتـوور .. دكتـور عٌـديّ !
عديّ بهمس رآفع حآجب وآحد: آهــآ !
صيته: آآآآآ .. ءءء آآآآآ بعـ .. بعــدك بـ الدوآم ! - رفعت نظرهآ ورآه للسآعه المعلقه بـ الجدآر جمب البآب -
أردفت بعدهآ: خير دكتور .. فيه شي !
عديّ: وإنتي إيش درآك بدوآمي ؟!
نزلت نظرهآ لأصآبعهآ المتشآبكه بخلآف إبهآميهآ إللي يدورون حول بعض بتوتر وآضح ..
نآظر بحركة أصآبعهآ .. عآدتهآ وقت مآتحسّ بتوتر وإربآك أو إحرآج .. حتى لمآ تكون سرحآنه فآهيـه وبآلهآ مو معهآ .. كآن هذآ هو الشي الملفت فيهآ بهآلشهر إللي أشرف عليهآ فيه وظن إنه يعرف سببـه !


عديّ: بكره بتطلعيـن
صيته: أدري
عديّ: وتدرين معآد فك الجبس !
صيته: أدري
عديّ: وتدرين بجلسآت العلآج الطبيعي بعدهآ !
صيته: أدري
عديّ: وتدرين مدتهآ !
صيته: أدري
عديّ: وتدرين إن أنآ إللي بسويهآ لك !
صيته: أدري



سكتت بعدهآ ومآسرع مآرفعت رآسهآ ملتفته له وهي مبرقـه عيونهآ بصدمه وعدم إستيعآب
إبتسم على شكلهآ وهو ينزل عيونه للأرض ..
صآحت برعب: وشهـــووووو
رفع حآجبيه بإستفهآم طفولي: وشهو إللي وشهـو ؟
صيته: ...........
عديّ: وليش متفآجئه كذآ ! مو توك قلتي تدرين ؟!
صيته: علآجي بيكون بعيآده خآصه
عديّ: أدري
صيته: عيآده خآصه .. يعني برآآآآآ .. برآ المستشفى
حرك رآسه بـ الإيجآب بنظرآت طفوليه مصطنعه: أدري
تقطبت ملآمحهآ بـ إستغرآب وهي مطيره عيونهآ بتفكيـر .. بعدهآ مو مستوعبـه ..


كمل عديّ يريحهآ من هآلحيره: بعيآدتـي أنآ .. عيآدتي الخآصـه
فتحت فمهآ بتنآحه وببلآهـه نطقـت: لــــه !
عديّ: بلــى
هزت رآسهآ بـ ( لآ )
عديّ: ليش ؟!
صيته بهمس: مآ أبغـآك
عض على شفته السفلى بتأنيب: أفــآآآآآآ .. ليــش ؟!!
ضيقت عيونهآ بحقد وإستنكآر لجهلـه المصطنـع والمتعمد منه " صدق مآيدري هآلخبيث الحين ليش مآ أبيـه .. هييييييين يآعٌــديّ "



إبتسم من ردة فعلهآ بهآلنظرآت الحآده الحآقده إللي كآنت تتوعده فيهآ وهو منزل رآسه ويخلل أصآبع يده اليمنى بخصلآت شعره البنـيّ المذهـبه ..
صيته: هآآ تضحك .. يعني تدري عن السبب
عديّ: ببدآ معك بدآيه جديده
تقطبت ملآمحهآ بإستهزآء: هــه .. ومن متـى ؟!
عديّ: من أمـس .. أوووو آمممم - طير عيونه بتفكير في محاوله منه يتذكر: آممم خلني أتذكر زين آممممم .. إيــه من 25 الشهر تقريباً .. يعنــييييي آممم من قبل أمـسّ
عقدت حآجبيهآ مقطبه ملآمحهآ بإستفهآم: وإشمعنـى
رفع يديه الثنتين ضآمهم لبعض بوضع الدعـآء وهو رآفع عيونه للسقف ويقلد كلآمهآ: وعـديّ .. وعـديّ يآآربـــــي .........
برقت عيونهآ بحـــــــــده مصدومه
نزل عيونه بـ إبتسآمه عذبه: وعديّ إيش ؟!! وش بغيتي من ربي بخصوصي !


حست حآلهآ بعآلم ثآنـي .. وش هآلموقف !! ليش يسألني !! وآضح إنه سمعني !! لآ وشآفني بعد ذآك اليوم .. آآآآخ يآربي يآويل حآلي وش هآلإحرآآآج .. يآصيته أقصم بـ الله إنك غبيه غبيه مآتفهمين لييييييييييش إنك غبيــــــــه .. يآشيخه الله يآخذك .. لحظه لحظه يآخذ مين !! كني أدعي على أحدن غير !! الله يآخدك يآصيته يآلغبيـه .. يآلمتخلفه "
ببلآهه وهي فآتحه فمهآ ردت: هـــآه ؟
وقف من ع الكرسي وجره خطوتين لقدآم مقرب منهآ وجلس: دعيتـي بـ إسمي بس مآجهرتي بـ الدعآ
زفرت نفس بخآطرهآ " أشششششششــوى والله ذآ عآد إللي كآن نآقص "


كمل عديّ: مآسمعت وش طلبتي .. وش دعيتي لي !
حركت رآسهآ بـ النفي وملآمح الصدمه بعدهآ على وجههآ إللي شحب لونه وفمهآ المفتوح ببلآهه وعيونه المعلقه عليه بضيآع وتوهآن ..
برق عيونه بصدمه مصطنعه: لتكونين دعيتي علـيّ مو لِـي !!!
صيته: ..........
عديّ بهمس: دعيتي علـيّ ؟
أخفضت رآسهآ منزله عيونهآ من جديد على أصآبعهآ المتشآبكه .. بدو إبهآميهآ بسرعه يلفون حول بعض بتوتر ..
إبتسم بخآطره كنـه عرف جوآب سؤآله من حركتهآ .. الحين هي محرجـه ..

وقف يمينهآ ملآصق رجوله بسريرهآ .. رفعت رآسهآ لآ إرآدياً تشوفـه !

/
/
/

مآتدري كمّ من الوقـت مرّ وهي معلقه عيونهآ الدآكنه بعيونه الذهبيـه .. النظره إللي تحآول جهدهآ تتحآشآهآ .. والحين خآنتهآ عيونهآ وتمت معلقـه فيـه ..
رمشت بعيونهآ أكثر من مره على التوآلي وهي تبلع ريقهآ بتوتر بصوت مسموع بعد مآتخللت ريحتـه المميزه لأنفآسهآ وهو مدنق عليهآ ..
مد أصبعيه الوسطى والسبآبه لذقنهآ .. رفعه بحركه بسيطـه ليسكر فمهآ هذا المفتوح ببلآهه .. مرر بعدهآ أصآبعه الأربـع على عيونهآ الثنتين سكرهم لهـآ .. وهي بلآ إرآده كآنت تستجيب له بإستسلآم تـــــآآآآآآآم
بهمس خآفت شبه مسموع: إرتآحـي الحيـن ..

/
/
/

فتحت عيونهآ بصعوبه في محآوله منهآ تتدآرك الصوره إللي قدآمهآ .. غمضت عيونهآ بقوه وفتحتهم أكثر من مره لحد مآ إستوعبت إللي توه وصآر ... نآظرت ببآب الغرفه كآن مسكر ! مسحت الغرفه بنظره سريعه .. مآكآن موجــود !

حطت يدينهآ الثنتين على وجههآ وإللي تحسه إحترق .. صآرت تلطم خدودهآ بخفه بتأنيب وهي تندب : آآآخ ع الفشيلـه .. وآلله ومن جد طآح وجهي والحين وش بيقول عني .. لآآآآ والله توه بيقول أكيد قآل وضحك بعد لين شبع .. آآآآآآخ يآربي طآح وجهي يآآويل حآآلي .. أكرررررررهك يآعديّ .. أككككككككككـــرررهك

رصت على أسنآنهآ بحقد: أكككككككككرهك
عند عٌـديّ إللي كآن متوجه لغرفته بيبدل ملآبسه وبيطلـع .. بـ الممر الهآدي كآنت ملآمحه جآمده ثآبته إلى مآ تذكر شكلهآ وهو يطبق لهآ فمهآ المفتوح ببلآهه ويغمض لهآ عيونهآ ولحد مآطلع من الغرفه كآنت بعدهآ مغمضه عيونهآ ..

رفع حآجب وآحد بإبتسآمه " درت عن نفسهآ ولآ بعدهآ مغيبـه هآلخبلـه !! "
هز رآسه بآلنفي - بخآطره - "مآيهم .. المهم إنك انت الحين إللي صحيت ودريت وش إللي تبيـه بـ الضبط " !!!!!!


======
-----------
======


6 الصبـآح ...


صوت موسيقى البينكـ فلويد صآب العمآره بهـزه بـ كل أسآسآتهآ ..
وآقف قدآم الحوض وعيونه على إنعكآس صورته بـ المرآيه وهو يفرش أسنآنه وشرر الغضب والعصبيه يتطآير من عيونـه ..
تفـل الرغوه من فمـه بعصبيـه وتمضمـض ..
بخطوآت سريعـه غآضبه وهو يتوجه لصآلتـه منهآ للبآب الفآصل بينآتهم .. بقبضتـه صآر يدق البآب بعنـف ومثل مآتوقـع .. لآ حيآة لمن تنآدي .. إن كآن هو ومآيسمع صوت الطرق بيده .. هي شلون بتسمـعه ؟!
الأرض من تحته تهتز .. وإيده ع البآب يحس الجدرآن تهتز .. حتى طبلتي أذونه يحس بدقتهم ع الإيقآع


من آخر موقف يوم شآفهآ بـ المصعـد وهم متقآطعين .. مروآ 20 يوم ولآ تقآبلوآ من يومهآ .. وهذي أول مره ترجع تشغل الموسيقى بهآلصوت من يوم إنه حذرهآ وتوعدهآ تمآرس تمآرينهآ الصبآحيه بـ الشقه .. من قبلهآ صحيح كآنت تشغل الموسيقى بصوت عآلي بس مو بهآلعلـو المستفـز وإللي تقريباً مقصود بتعمد منهآ ! وهم بصيآم بعـد !!

فتح بآب شقته مدّ يده لجرسهآ .. ترررررررررررررررررن
ولمـدة دقيقتين متوآصله مآنزل يده من ع الجرس .. فتحت البآب بحده معقده حآجبيهآ بعصبيـه ونآويـه على سـبّ .. مآسـرع مآختفت هآلملآمح الحآده المتجمهمـه وهي تشوفه قدآمهآ ببنطلون ريآضي خصر وآطي بربآط من الخصر أسود بخطين من الجمب بـ اللون الأصفر وكآلعآده صدري عآري ! منزل رآسه للأرض وهو متخصر بيده اليسآر ويده الثآنيه بعدهآ ع الجرس !
رفعت حآجب وآحد بإبتسآمه .. شكله مآحسّ عليهآ ولآ درى إنهآ فتحت البآب !
ليلآ: (هييييييـه أنـت، أبعـد يدك تلك عن جرسـي)


رفع رآسـه لهآ ببرود مضيق عيونه بحده كأنه عجوز يقرآ .. مآكآنت ملآبسهآ مختلفه عنه كثير .. ببنطلون ريآضي بنفس اللون الأسود وبخطين زرق من الجمـب .. فرق .. صدريـه ريآضيه من الفيزون المطآط بـ اللون الأسود ..
كآنت متعرقه بقوه .. وهآلتعرق إللي كآن معطـي جسمهآ كله من رقبتهآ وصدرهآ .. خصرهآ وذرآعآتهآ لمعـــه !
حتى حركـة تنفسهآ السريع من التدريب كآنت ظآهره ..

رفعت يدهآ فكت العصبه السودآء المطآطيه من على جبهتهآ ..
نجم وبعده مضيق عيونه - همس - : حلـو هآلتمـرد سِت ليلآ
رمت العصبه بوجهه معطيته ظهرهآ مبتسمه: عجــبك ؟!
مسك العصبه قبل لآتطيـح بعد مآحذفتهآ بوجهه وهو يشوفهآ توقف ع الممشى بدت تزود من السرعه وهي تمشي عليـه ..

رفع حآجب وآحد بإعجآب لتصرفهآ وردهآ اللآمبآلي عليـه ! .. أول مره يشوفهآ مثيره بهآلشكـل !
ليلآ بصيآح عشآن يقدر يسمعهآ: أنآ رح أحترم الجيره إللي بينآ وبطفـي الإستريـو
أردفت بنفس الصيآح بصيغة أمـر: طفيــــــــــه
مشى للإستريو وركل برجلـه زرآر الصوت طفـآه ..



تمّ صوت الصفير المزعـج إللي يتردد بـ الإذن بعد مآينقطع الصوت العآلي فجأه ..
هز رآسه بإنزعآج علـه يوقـف هآلصدى إللي يتردد بأذونه ومزعجـه ..
سألهآ وهو يرصّ ع اسنآنه: ولمآ بتطفينـه ليش من الأول مشغلـتيه ؟!
نآظرته مبتسمه وهي تلهث أنفآسهآ عآلممشى: كنت أبي أشوفك - أتبعتهآ بغمزه -

تقطبت ملآمحه بعدم تصديق للي يشوفه ويسمعه .. هذي أبدّ مو ليـلآ إللي يعرفهآ ..
تمت عيونه معلقه عليهآ .. مو أول مره يشوفهآ بهآلشكل وهآلملآبس بس أول مره يحس بإغرآء ونشوه تجتآحـه وبقوه تجآههآ .. شكلهآ بـ الملآبس الريآضيه .. إنحنآءة خصرهآ النحيف وبطنهآ المشدود .. حتى صدرهآ .. صحيح إن حجمه صغير بس حس بـ الإثآره تتملكـه وهو يشوف قطرآت العرق تشق طريقهآ على هآلجسم الصغيـر المغـريّ بشده لـه بهآللحظـه ..
حتى شعرهآ الكثيف المجعد اللي كآن يشمئز منه لفته هآلمره وعجبه وهي رآفعته ذيل حصآن عآلي ..



لآحظت نظرآتـه الغريبه إللي تفترسهآ بتفحص بس مآهتمـت .. هذي مآهي خطه منهآ ولآهو تغيير متعمـد .. هي مآكآنت تظهر له بهآلشكل اللآمبآلي من قبل بس تدري الحين إنهآ غلطآنه وتبي تصآلحه وترآضيه .. بس تدري بنفس الوقت إنه مآيحب البكـى والترجـي .. ولو عآدت إللي صآر من بكى وترجي واستعطاف فهي رح تنفـره منهآ أكثر ..
وقفت الجهآز وتوهآ بتتكلم معه بهـدوء وتشرح له طبيعـة إللي صآر وشآفـه ..
ليلآ بهمـس: نجــــــم !


وقـع إسمـه على طبلتيـه بصوتهآ كآن له التأثير الأكبر بكل إللي يحسـه بهآللحظـه .. عرفت شلون توصلـه !
عقدت حآجبيهآ بإستغرآب من سكوتـه ومن ملامحـه السآكنه ونظرآته الغريبه لهآ !

توهآ بتخطـي صوبـه أعرض عنهآ بخطوآت سريعه خآرج من شقتهآ دآخل لشقتـه .. بآلـه مو معـه أبدّ والحقيقـه إنه الحيـن كلـه على بعضـه خآرج عن إرآدة نفسـه .. حتى إنه مآسكّرّ بآب شقتــه بعد مآدخلهآ !!

قفلت بآب شقتهآ بعد مآخرج رآفعه كتوفهآ بحركة لآ إرآديه مو فآهمه شي " يمكنـه بعده متضآيق منك يآليلآ .. بعده مآصفى تجآهك ومو مستعد لأي خطوه بتسوينهآ ترآضينه .. يآ الله يآنجم .. آشكثر إنك صعـب وصعـب التعآمل معك .. - زفرت نفس مسموع - آآآآآآآآآآآآهــ يآربي "

بشقته كآن الوضع جنونـي بدآخلـه .. من الحرآره إللي سرت بجسمه والنبـض العنيف بكل عضـو .. حتى إنه تعـرق ! أخذ نفـس عميــــــق مسموع وهو مغمـض عيونه .. تمّ لثوآني معدوده سآكـن الحركـه ..

/
/
/

مدّ للتآكسي أجرته من الشبآك بعد مآنزل شنآطه .. رفع رآسه ينآظر بـ العمآره وهو رآفع يده لجبهته يحجب عن عيونه ضو الشمـس إللي كآنت بأول طلوعهآ .. إبتسم بتعب .. كآنت رحله طويلـه بيـوم وآحد ..
حمل على ذرآعه الهآندبآق وشنطة الكآميرآ وبيده الثآنيه شنطـه بهآ ملآبسه صوب العمآره متوجـه للأسنسيـر ..
بعد مآدآس على زر الدور اللي به شقـة نجـم .. نآظر بـ المرآيه إللي بدآخل الأسنسير .. حكّ خده الأملس بعد مآ أبرزه بلسآنه من دآخل فمـه .. بطبيعتـه مآهوب مشعر أبدّ .. قليل لمآ ينبت له شعر بأسفل ذقنه أو حتى الشنـب !

إنفتح البآب وهو يجـر شنطتـه إللي كآنت بكفرآت .. وقف متنـح قبآل بآب شقتـه إللي كآن مفتوح " البآب مفتوح !! إيش يعنـي منتظرنـي ؟!! لآ والله ! مآيدري أصلاً بأي وقت رح أوصل "

/
/
/

فتح عيونه بهدوء وهو يجس نبض قلبـه بيديه " هآآ ! هديــت ؟!! "
بس للأسـف كآنت محآوله فآشلـه .. إنتصب عموده الفقري بـ إستقآمه وتصلـبّ برغبـه جآمحـه مآقدر يضبطهآ اكثر من كذآ وهو يحسّ بحرآرة جسمـة تعلى وأنفآسه تحتد أكثـر !
بخطوآت جنونيه عميآء توجه للبآب الفآصل بينآتهم نآسي العهد إللي عآهده إن هآلبآب مآينفتح غير بإذنهآ أو بطلب منهآ ..


نزلت المنشفـه الصغيره إللي كآنت تمسح فيهآ وجههآ من تعرقهآ وهي تلتفت عليه - بنظرة إستغرآب طفوليه بريئه - : نجـم !! وش فيــه ؟!!
إتجه صوبهآ بخطوآت سريعه غآرز أصآبعه بشعرهآ الكثيف المرفوع بإهمآل وهو يشدهآ بعنـف لـه .. يقودهآ لعمـق حميـــــم وهو يطبـق شفتيـهآ بين شفتيـه يلهبهـآ بقبلـه عميقـه حآرّه علّهآ تطفـي إثآرته وتشبـع جوعـه البدآئي لهآ بهآللحظـه !



كآنت مبرقه عيونها بصدمه ولآ هي مستوعبه وهو بـ المقآبل مغمـض عيونه بنشوه وإستمتآع ولآ دآري عنهآ ..
رفعت يدينهآ الثنتين لصدره تبعده عنهآ بس مآ إستجآب لهآ إلآ أنه عآند رفضهآ محوط خصرهآ المتعرق بيديه الثنتين مقربه منه حدّ الإلتصآق !
أعرضت عنه بوجههآ بعد مآيدينه فكت شعرهآ " مو هذآ نجم إللي بوقت أقل من شهر بـ الضبط كنت أنآ إللي أطلبـه وصـدنـي .. رفضنـي رفـض قآطـع بكلّ صرآمـه وحدّه ( لآآء ) .. لآآء قآطعـه لرغبتـي .. الحين وش فيـه !!! " - همست - : نجم ! وش فيك ؟!! ليش تسوي كذآ ؟!!
نجم وبعده مغمض عيونه .. محآوط خصرهآ النحيف بيدينه ، لآصق جبهته بجبهتهآ ، أنفآسه العآليه المحتده الثآئره كآنت وآضحـه - همـس بهدوء يسكتّهآ وهو يقرب شفتيـه مره ثآنيه بإفترآس لفمهآ الصغير - آشـــششششششششش



آدم وإللي كآن وآقف يتآبـع هآلمشهـد السآخـن بين نجـم وليـلآ .. رفـع حآجبيه بإعجآب وهو يصفـق بدون صوت: عشره على عشره يآنـجـم .. who is da man ?? (من هو الرجـلّ)
أشر بسبآبته على نجم وهو مغمض عين ومفتح الثآنيه: you are da man (أنـت هو الرجـلّ)

أقفى آدم على البآب الفآصل بينآتهم متوجه صوب الكنبـه الجلديه الحمرآء بصآلة نجـم .. مدد عليهآ حآط رجل على رجل !


شدهآ من البكله إللي كآنت رآبطه فيهآ شعرهآ .. أبعد رآسهآ عنه لورآ شوي .. في محآوله منه إنه يلقط أنفآسه إللي كآنت محتده بلهيب حآر ..
بهمس سألهآ: عجبتـك ؟!
هزت رآسهآ بـ الإيجآب مبتسمـه ..
نجم: أنآ أو الزنجــي ؟!
فتحت عيونهآ بملآمح إستنكآر: لآتقول زنجـي
نجم: أنآ أوووو .. آممممم .. الإفريقـي ؟!
ليلآ: مآفي مقآرنه


عقد حآجبيه بإستفهـآم " أي مقآرنه !! هذي جملـه تنصفـه أو تقلل منـه ؟! "
جمعت أصآبع يدهآ اليمين لكفهآ الصغير وبقبضتهـآ وبقــوه ضربت بطنــه: إنـــــــــــــــت
....: آآآآآآهـ
تقطبت ملآمحه بألم من ضربتهآ المفآجئـه لبطنـه ..
آدم بس سمـع الـ ( آآهـ ) المبحوحه من نجـم .. رفـع حآجبيه للمره الثآنيه بإعجآب ..
سآح ع الكنبـه وهو يسحب الكآب من على رآسـه منزله لوجهه ..

ليلآ بمزح طفولي: عآجبتني مكعبآت الشوكلآته ببطنك
عقد حآجبيه بإستفهآم لتعبيرهآ !
مدت بوزهآ مطيره عيونه بتفكير: آممممم أو مكعبآت الثلـج
إبتسم على وصفهآ للسكـس بآكس ببطنـه إنهم مكعبآت شوكلآته أو ثلـج .. همس بإستفهآم: وتبيـن تكسرينهـآ ؟!


لوت فمهآ بتصنع طفولي: تـــؤ .. إنت مآيأثر فيك شي
نجم بجديه آسره بنبرة صوته المبحوحه: مآ أقدر أعطيك أكثر من كذآ
ليلآ بإبتسآمه: يكفيني منك قليلك يآنجـم
بآدلهآ الإبتسآمه: بخليك الحيـن .. take a shwer (خذي دٌشّ)
هزت رآسهآ بـ الإيجآب مبتسمه وهي تشوفه يتوجه لشقته من البآب إللي بصآلتهآ ..
رفع سبآبته لهآ بتهديد وهو بعده مبتسم: آخر مره تعلين الإستريو هآآآ !!!
حركت رآسهآ بقوه بـ الموآفقه وهي مطبقه شفتيهآ بإبتسآمـه ..


عند البآب وقبل يدخل شقته .. التفت لهآ وكأنه تذكر شي: خـويي اليوم بيجينـي من السعوديه رح أعرفك عليه
ردت عليه بإبتسآمه هآمسه: آوكــي

قفل البآب الفآصل بينآتهم وهو منزل رآسه بـ الأرض ويحك بشعـره مبتسـم ..

آدم: وليــش مآنتعــرف الحيـــن ؟!
انتفـض جسمـه من سمـع هآلصوت وإلتفت ورآه مفجوع تعآبير الفزع متمكنه من ملآمحه بقوه ..
كآن ممدد جسمـه ع الكنبه رجل على رجل ومكتف يدينه ووجهه بـ الكآمل مغطـى بـ الكآب حقـه ..

بعد الكآب عن وجهه وهو يطآلع بـ نجـمّ إللي بعده متسمرّ مكآنه مصدوم !
آدم: أدآئك ضعيـــف بـ المـــررررره .. مآطولت يعنـي ! مآسمعت غير آآهـ وحـده !!

نطّ نجم عليه يضمـه وهو يبكس فيـه ببطنـه وجنوبـه وآدم يحآول يبعده بس مآهوب قآدر بسبب ضحكـه ..


نجم: دآيماً تفكيرك وصــخ كذآ
آدم: والله !! الحين أنآ تفكيري وصخ ولآ إنت الوصـخ بهآلحركآت النجسـه
نجم من بين ضحكه وهو بعده يبكـس بـ آدم إللي سآح مره ثانيه ع الكنبه تحت نجـم: ههههههه أجل أنآ الوصـخ الحين وحركآتي نجسـه هآآآه
آدم وخلآآآص إختفى صوته من كثر ضحكه: ههههههه ههههه والله .. والله هههههههه والله أنآ شآآيف هههههههه شآآيف بعيوونـي وسآمـي بأذوونـي هههههه
نجم: وإيش شفت بـ الله ؟!!
آدم: وخـــــررررر بــس عني الله يآخذك إنقطع نفسي
فكه نجم وهو يقوم من فوقه ويجلس جمبـه يخزه بنظرآت إحتقآر وهو يسبّه: طول عمرك قذر وتفكيرك نجـس الصرآحه .. وش إللي شفته إنت ووجهك يآلفلبينـي هآآ


آدم وهو يعدل قميصه إللي حوسه له نجم: ههههههه الصرآحه مآشفت غير ظهرك العآري .. أمآ بـ النسبه للي سمعته فـ أنآ سمعت الكثيييييييـــر
نجم: فآهـم غلــط
رفع آدم كتوفه بهزه خفيفه وهو مآد بوزه: إيه مآعليـه .. يآحبي للغلـط
رفع نجم حآجب وآحد بإستفهآم: والله !!!
تمّ آدم متنـح فيه لثوآني وآنفجروآ بعدهآ ثنينآتهم ضحك
آدم ونجم: ههههههههههههههههه
نجم: جـدّ إنك ملعـووون يآخـي


======
-----------
======


يتبــــع ...

:::

~FANANAH~ 10-08-16 06:48 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======


بـ إنتهآء الشهـر الكريـم وبـ أول يوم من أيآم عيد الفطـر ..

كآن هآلعيد عليهم غير .. غير أي عيد قد شهدته من قبل .. بعدد سنوآت عمرهآ مروآ الأعيآد بعددهم .. كآن لهم حلآوهـ .. فرحـه .. أمآ هآلسنـه ! شلون تقدر توصفـه ! أي عيد هذآ !
عيد كئيـب .. صآمـت .. الصلآه مآرآحوهآ .. لآتعآيدوآ ولآ حتى تقآبلـوآ ! كلاً بمكآن شآيل همّه فوق رآسه
بغرفة النوم الرئيسيه كآنت مضطجعه على جمبهآ الأيمن يدينهآ تحت رآسهآ تبكـي بصمـت .. حآلها هو نفسه مآتبدل من 5 أيآم !


وهي بغرفتهآ جآلسه على سريرهآ ضآمه رجولهآ لصدرهآ ومسنده ذقنهآ على ركبتيهآ المضمومتين وعيونهآ معلقه بـ الفرآغ !
مروآ 5 ايآم وأبوهآ بـ الحبس واليوم هو السآدس .. مآظنت يكون إبن خآلتهآ بهآلقسوه والجفآء .. حتى لو فيه عدآوه بينـهم مآتوصل لهآلدرجه .. مآفكر حتى بخآلته وش بيكون وضعهآ .. وبهآلمنآسبه بعد .. " هذآ شكله متعمـد يسويهآ بهآلوقت يبي يقهرنآ .. حسبي الله عليك يآرآئف .. هذآ وأنآ أظن أنه كآن مجرد تهديد وتوعد مآغير تبي تشغل فكرنآ وتنغصـه .. وظنتي فيك خآيبـه ! "
كآن جدّ عند كلآمه .. كل يوم الشكآوي تزيد ضده .. مآحدن ظآلمه ولآهوب مفتري عليه .. هذآ كله من سوآته وجني يـده !


بغرفـه ثآلثه بـ الشقـه كآن توه مخلص مكآلمه مع نجم أخوه .. مآقآله شيّ ولآ خبره بـ إللي صآر .. تحجج إن أبوه كـ العآده بـ الشغل حتى بمثل هآلمنآسبآت وأمـه وحوريه في زيآره يعآيدون .. كآن طبيعـي وكلآمه مقنـع مآترك أي مجآل للشك عند نجم إللي عآيده وتطمن على أحوآله بغربتـه وكلمتين تأنيب له كآلعآده عن موعد رجعته للديره وأنه طول بغربتـه ..


قفل من نجم وآستلم بعدهآ مكآلمه من المحآمي .. مرت هآلأيآم مآوقف جوآله مكآلمآت .. حتى إنه أخذ أجآزه من المستشفى قبل حتى مآيآخذ أجآزته الرسميه بـ العيد من وقت حبس أبوه !

طلعت من غرفتهآ تجرّ رجولهآ المثقله جرّ .. قآبلتهآ شغآلتهم الوحيده بـ الشقه ..
حوريه: مآمآ فيـن ؟!
أشرت لهآ الشغآله على غرفة النوم الرئيسيه بملآمح آسفـه ..
توجهت صوب غرفة أمهآ وهي تطرق البآب بهدوء .. إنتظرت بس مآفي ردّ !!

فتحت البآب بشويش .. بترقب وهي تنآظر بـ الغرفه .. كآنت قآتمه مظلمه بعكـس الوقت إللي همّ فيـه .. 10 الصبآح !
صوت أنين ونحيب هآدي شبه مسموع .. مآزآلت على وضعهآ .. حتى الأكل مآدخل جوفهآ .. مو معقول بيتنكدوآ أكثر من كذآ فهآليوم !

تنهدت بعمق وحزن وآضح بنظرة عيونهآ وفمهآ المطبق بأسى وهي تسكر البآب على أمهآ بقلة حيله ...
هآجمتهآ موجه من الأفكآر والتسآؤلآت وهي ترد لغرفتهآ .. جلست على طرف كرسي من كرآسي الصآلون بـ الجلسه الصغيره بين غرف النوم الثلآث وإللي بـ العآده مآيجلس أحد فيهآ .. مآغير للديكور !


بخآطرهآ " هفضل أعآند لإمتـى ؟!! .. طيب أقوله موآفئـه لحد مآ بآبآ يخرق من الحبس ويئـدر يسآفر بعدهآ لمصر أو لأي مكآن تآني وهو يآكل ترآب الزفت إللي مآيتسمى دآ !! "
تأففت بقلـة حيله " طيب ليه مئولـش لمآمآ وهي تكلم خآلتي .. همآ فـ الآخر أخوآت .. تئولهآ عن العمآيـل النآئصـه بتآعت إبنهآ .. أكيد خآلتي مآيرضيهآش الكلآم دآ وتئدر تخليه يتنآزل !! "
برقت عيونهآ وهي تهز رآسهآ بـ النفي " فكره غبيه يآغبيـه .. ومن إمتى أصلاً وخآلتي بيهمهآ أي حآقه تخصنآ وتلآئيهآ كمآن عآرفه ولآ إهتمت .. نسمـه لمحت ليّآ قبل كدآ عن الموضوع دآ .. أكيد كلهم عآرفين .. وبعدين مآمآ متعرفش شرط رآئف للتنآزل .. إللي تعرفه إنه طآلبني بـ الأصول !! هه مسكينـه يآ أمي متعرفيش إبن أختك .. ونعم التربيه إللي ربتهآله أختك يآ أمــي ! "


دخلت إبهآمهآ بفمهآ وصآرت تحك أظفرهآ بأسنآنهآ وبعده سيل الأفكآر يتدفق لخآطرهآ " أقول لـ عٌمـر !! لآلآلآلآ مضمنـش عٌمـر فـ الموقف دآ ممكن يفور دمـه ويروح يقتلـه على تفكيره الإستغلآلـي وإنه بيبتـز بآبآ بـ الشكل القذر دآ .. ولآ حتى نــجـم وهو فـ أبعد بلآد ربـي .. آآآآآآه يآرب أعمل إيه .. طب هو ليه بيعمل كدآ .. هو أصلاً مش عآيزني غير كسر عين لـ بآبآ .. كسر عينـه هو إن شآآء الله .. لآء وهيتقـوز وحده تآنيـه كمآن .. مين دي يآسوآد حظهـآ "
ضربت نفسهآ كف خفيف وهي تندب بخآطرهآ " آآه يآسوآد حظـي أنآ .. كآن مستخبيلي دآ كله فين يآآرب !!! .. طيب يآرآئـف الكلــــبّ ! "



وقفت فآتحه بآب غرفتهآ متوجـه لسريرهآ جلست عليه وهي تفتح جوآلهآ .. صآر لهآ يومين مقفلتـه مآتبغى معآيدآت من أحدّ .. وضعهآ النفسي كآن محطمّ .. مآلهآ خلق سوآلف ومعآيدآت مآبتفتك منهآ ..
تيت .. تيت .. تيت .. تيت .. تيت .. تيت ...........
مآهدآ جوآلهآ بنغمة الرسآيل إللي كل ما إبتدت تنقطع وتبدآ من جديد كتنبيـه لرسآله ثآنيه غير الأولى ... تمت تنآظر بـ الشآشه وهي تشوف عدد الرسآيل إللي وصلتهآ 17 رسآلـه .. رفعت حآجب وآحد وهي عآضة على طرف شفتهآ السفلى بتفكير متردد وهي تفتح " إنشآء رسآله " ..
تمت عيونهآ معلقه على الحروف بس تحس أصآبعهآ بآرده .. مخدره مو قآدره تكتب مآطرآ ببآلهآ وإنهآ تكتبـه .. هذآ إللي بتسويه جنآن يمكن تتورط وتعلـق مآتدري شلون بعدهآ بتطلع نفسهآ ! " بترمـي نفسك يآحوريـه فـ عشّ الدبآبير "


أخذت نفس عميـق زفرته من فمهآ بصوت مسموع وهي تكنسل الرسآله طآلبـه رقـم إتصآل ...
مثل مآبدآ أول الإتصآل مثل مآ إنتهـي .. بدون إستجآبه ..
ومثل الإتصآل الأول كآن الإتصـآل الـ سآدس عشـر !
كآنت متوقعه إن هذآ إللي بيصيـر .. أول الغيـث قطـره !
عآندت نفسهآ وكرآمتهآ متجآهله كل إشآرآت اللوم من نفسهآ للي تسويه بهآلطريقه المهينه لكرآمتهآ إللي هي أكثر مآتعزّ عليهآ ..


تمت تتصـل وبـ المقآبل هو كآن ينآظر بجوآله إللي يضوي ويطفـي بإسمهآ .. بطبيعـة إجآزآته البآرده المتشآبهه .. بعد مآ أدى صلآة العيـد وإنتهى من المعآيدآت بـ الزيآرآت السريعه القصيره ..
بجنآحه المظلم إللي مآيضوي فيه غير إضآءه خآفته بـ اللون الأصفر للأبجوره الطويله المسلطه عليه بـ إنحنآءه وهو ممدد على ظهره على الكنبـه البنيـه الشآموآ وجوآله على صدره ..
نزل عيونه على جوآله بنظرة إستمتآع مآكره بعد مآ إنتهت المكآلمه الـ 17 .. مآسرع مآرجع يضوي مره ثآنيه بـ المكآلمه رقم 18 ...

فتح الخط بعد عدد من الرنآت بدون مآيردّ ..
....: آلــوو
............
حوريه بإستفهآم: معآيـآ !! آلــوو !
قفل الخط بوجههآ وهو مبتسم بخبث ولعآنـه .. تمّ يتردد على مسمعـه كلمـة ( آلـوو ) بصوتهآ الغريب الضخم وبعدهآ ضحك " مو معقول صوتهآ هذآ أبــدّ "


سحب على الشآشه وفتح الخط بعد مآردت تتصل عليه مره ثآنيه ..
بصوت رخيم هآدي: السلآم عليكم
بلهفه وكأنهآ مآصدقت وسمعت حسّه: آلـوو .. رآئـف .. رآئـف !!
رآئف: أهــآ
حوريه: طولت على مآرديت
رآئف: ...........
غمضت عيونهآ عآضه على شفتهآ السفلى بقهر من غبآءهآ وتسرعهآ بـ الكلآم .. وش هآلإحرآج يآآآربــيييي ليش يعني المفروض من أول مكآلمه يفتح معي الخط كنه مآصدق إتصآلي .. يآلمتخلفه .. يآلغبيه .. إحسبي كلآمك قبل تنطقيـنه .. هــففففف "



تنحنحت وهي تحآول تعدل من موقفهآ هذآ وخصوصاً بعد تجآهله سؤآلهآ: آآآآآ .. آآآ .. إممم إحـــم .. لآ .. بس .. بـ بـ .. بــسس .. رآئــف ؟!
رآئف: آمــممم
حوريه: أنآ موآفقـه
رآئف: .........
حوريه بإستفهآم: معآيــآ ؟!
رآئف: بهآلبسآطـه ؟!
نآظرت بـ السقف بتوتر .. مآهوب غبـي .. ممكن يفهم نوآيآهآ .. بلعت ريقهآ بصمت وردت: وإيـه إللي يمنــع ؟!
رآئف: أبقولك على شي مآ أحبــه
حوريه: إيـه ؟!
رآئف وهو يصرّ على أسنآنه: يوم أسأل سؤآل فهذآ معنآته إني أنتظر جوآب .. مآ أنتظر سؤآل على سؤآلي


إستنشقت نفس وهي ودهآ الحين تشد بلعومه بيدهآ - بهدوء وثبآت مصطنـع - : أوكــي .. أيوه بـ البسآطـه دي .. وبـ النسبه لسؤآلي فـ أنآ هرد على نفسي .. أنآ مفيش حآقه تمنـع عندي
رآئف: وإبن عمك !! مآيمنـع !

حوريه وبسؤآله ذآ كآن ضرب ع الوتر الحسّآس " ويآكلب يآوآطي يآنذل يآخسييييس لمآ إنت عآرف إن ميمنعنيـش غير دآ بتعمل كدآ لييييييه .. آه يآحرئـه قلبي .. يآرب ثبتنـي "

بلعت ريقهآ وبعدهآ تتصنع الثبآت: إبن عمـي من إبن خآلتي .. هـه مفرئتـش .. كلـه بيآخد نصيبه فـ الآخـر
رآئف بحزم ينهي الحوآر: طلبك مو عندي
ضيقت عيونهآ وبحده وعصبيه صاحت فيه: إيــه ؟!! يعني إيه مش فآهمـه .. وآللهـي دآ طلبك إنت مش طلبي أنآ وكلآمي دآ رداً عليه
رآئف: ومن متى كآن هآلكلآم ؟!
حوريه: 1/9
رآئف: من وآحد تسعـه لمتـى ؟!
حوريه: لـ 25/9
رآئف: زيـن .. قلتيلي 25 .. واليوم تآريخنآ كم ؟!


حوريه بإستعطآف: رآئف متعآملنيش كدآ .. مفيش حآقـه إتغيرت من نحيتـي تجآه مهآب .. أنآ لسـه بحبـه وهفضـل أحبـه .. وإنت عآرف دآ كويس وعآرف سبب مكآلمتي دي ليك وليـه ..
رآئف: وبتقبلين بهآلشي لأجل أبوك !! أبوك إللي نصب ونهب وزور ولآ حط ببآله إن هآلشيّ ممكن يصير .. وطبعاً أنآ مآ أقصدك .. أنآ أقصد الوضع إللي هو فيـه .. السجـن !
كمل بنبره تحقيريه: هذآ كآمل أبوك إللي أول مآ فآتحته بخصوصك وهو يدري عن نيتـي مآعآرض أبدّ .. تمّ سآكت يفكـر !! وتدرين بعد !! ترا مآكنت أبيك ولآ إنتي على بآلي بس هآلكآمل كبرهآ برآسـي .. بترضين عشآنـه !


حوريه بلهجه سعوديه علّـه يفهـم: يظل أبوي .. أبوي إللي بسببه أمي مآفآرقت غرفتهآ من يوم حبسه .. أمي إللي مآدخل جوفهآ لقمـة عيش ولآ شربت مـيّ ولآ عرفت شلون تنآم .. وأخوي إللي إنقلب حآله وتوقف شغلـه يجري من هنآ لهنآك يذل نفسه لهـم لأجل يوصل لصلـح أو لحلّ ثآني غير حبس أبوي .. وأنآ .. إحسآسي إني النهآيـه .. نهآية هذآ كلّـه وسكوتي عليه .. إيــــه أنـآ موآفقــه
رآئف: إنتهي وقتك
حوريه بوهـن وآضح فـ نبرتهآ المهزوزه كآفي إهآنه لهآ: رآئف لآ تذلنـي أكثر من كذآ .. لآ تخليني أترجآك تقبل وأنت إللي طآلب ..

دقآيق صمت كآن يسمع فيها أنفآسهآ الهآئجه الثآئره المحتده المترقبـه لجوآبه ..


قطـع الصمت حزم وصرآمة إللي قآله: كتــب الكتــآب بكــرآ
بنخلـص كلّ شي عندكـ ثـمّ بعدهآ بخلـص كلّ شي عند كآمـل ..
بهآللحظـه حسّت أن الأرض تنسحب من تحت رجولهآ وكلّ إللي ببآلهآ تبخّـر .. " مفكرتيه غبـي .. طلعتي إنتي الغبيّـه .. وش هآلإسلوب الإجرآمي بطريقـة سلـم تستلـم !!! "


رآئف وإللي فهم سكوتهآ " فعلاً طفلـه .. لهالدرجه تفكيرهآ سآذج وكذبهآ أبيض ومفضوح !! "
حوريه: لآآآ
رآئف: .......
حوريه: مآحدّ يدري هنآ .. أنآ وبآبآ بـس .. مآمآ وعٌمـر مآيدرون عن علآقة زوآجنآ بـ حبسّ بآبآ أو الإفرآج عنـه ..
رآئف: مآرح أقولك شلون تتصرفين .. إذآ بغيتـي عرفتي بروحك فعلاً شلون تتصرفي .. مآعندك غير بكرآ ..

نزلت الجوال بعد ماسمعت صوت الخط تسكر بوجهها .. ارتجفت شفتيها بضعف بعد ماشقت دموعها الحاره الصامته طريقها على خديها !


======
-----------
======


نهآية الفصل العآشر

<<رأيكـم بـ البآرت .. وتوقعآتكم للبآرت للبآرت الجيّ إنشآلله !

دمتـمّ بــودّ

:::

~FANANAH~ 10-08-16 06:51 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الحآدي عشر



وكآن قلبي خآلياً قبل حبكم .. كآن بذكر الخلق يلهو ويمزح
فلمآ دعــآ قلبـــي أجآبــه .. فلست أرآهـ عن فنآنكـ يبرح
رُميت بـبيـن منكـ إن كنت كآذباً .. إذآ كنت فـ الدنيآ بغيركـ أفرح

وإن كآن شيئ في البلآد بأسرهآ إذآ غبت عن عيني يلمح
فإن شئت وآصلني وإن شئت لآ تصـل .. فلست أرى قلبي لغيركـ يصلح !

- مقتبــس -
- من أغآني زجزآج ,, قوآعد العشق للمحبيـن -

/

- يغلـب على هذآ الفصـل طآبـع السـردّ ! -

/

كمآلـه لأحدآث أول يوم من أيآم عيـد الفطـــر

بخلآف اليوم الأول للعيد ببيـت كآمل الشرقآوي والأحدآث الكئيبـه إللي تصير فيـه عند حوريـه وأبوهآ .. كآن الوضع مختلـف بنفـس اليوم ببيــت محصـن عبدالله ( أبو وآئـل ) ...

خرج من مجلس الرجآل وهو يفك أزرآر كمّ ثوبه مبتسم .. الحركه كثيره فـ بيتهم والظآهر إن الجلسه ممتده للغدآ ..
طلع جوآله وبخفـه لآمست أنآمله النحيفه الحروف على الشآشه ..


أطبقت فمهآ الوآسـع تفرد لون الروج الأورنج الصآرخ على شفتيهآ .. تمت ثوآني تتأمل ملآمحهآ الهنديه .. سمرآء حنطيـه وجنتيهآ بآرزه بـلون البلآش البرونزي المذهب وعيونهآ الوسيعـه البآرزه وإللي زآدو وسع بسبب الكحل الأسود الكثيف إللي حدد عيونهآ ..
توهآ مخلصه مكآلمه مع زبيـده مربيتهآ إللي وعدتهآ تزورهآ اليوم ببيت عمهآ تعآيدهآ هي وبنتهآ وجدآن .. هآلمكآلمه إللي إستلمتهآ من مربيتهآ بعد مآفشلت هي بمحآولآت كثيره إنهآ تتصل بأبوهآ تعآيده بس مآفـي أي إستجآبه منـه !!
نزلت عيونهآ على جوآلهآ بحجرهآ بعد مآسمعت نغمة رسآله (( مآتبيـن عيديتــك !!! )))
إبتسمت ومآسرع مآختفت هآلإبتسآمه وهي تستلم رسآله ثآنيه (( كل دقيقة تأخير بتنقص العيديه 50 ريآل ))


نزلت الجوآل على تسريحتهآ وهي تتأكد من شكلهآ بنظره سريعه قبل تنزل .. كآنت لآبسه عبآيه سوريه بـ اللون البرتقآلي مطرزه بـ اللون الفسفوري والكحلـي .. كآن لون العبآيه صآرخ وزآدهآ سمآر على سمآرهآ بس أبرز اللون البرونزي اللآمع على وجههآ وإللي زآدهآ جآذبيه ..
ربتت على رآسهآ تتأكد من حجآبهآ ولفتهآ لطرحتهآ الكحليه إللي كآنت مطرزه من أطرآفهآ بكريسآلآت برتقآليه وفسفوريه ..


حركت كرسيهآ لبرآ غرفتهآ .. الدور الثآني إللي هي فيه كآن أهدى بكثير من الدور الأول .. حتى إن فيه شغآلتين زيآده .. صآروآ 4 شغآلآت بـ البيت !! كله بـ الجآنب الشرقي من الفيلآ .. بمجلس الحريم إللي كآنت أصوآتهم وأصوآت البزرآن وآصله للمدخل عندهآ !! مآهتمت وكملت طريقهآ للمكآن إللي يلتقون فيـه ... بـ مكتبــه !
دفت البآب بهدوء وهي مدنقه رآسهآ بترقب تبي تشوف وينـه ..
ميسـم بنبرة إستفهآميه: وآآئـــــل !!
كآنت تلف برآسهآ ورآهآ وعلى جآنبيهآ بس مآتشوفه: وآآئـل وينـك ؟!!
التفتت مبتسمه على صوت صفيره الهآدي بدندنـه .. كآن جآلس على فوتيه إسفنجي من فوتيهآت الصآلون بـ اللون الرمادي الفاتح مميل رآسه مسند خده على يده وهو يرمش بعيونه بتعبير طفولي ...



وقفت قدآمه بمسآفه لأنه كآن مآد رجوله الثنتين .. مدت يدهآ للطآوله القزآزيه جمبه ورفعت الريموت وبلحظتهآ صآرت الستآير الورقيه كلهآ تنرفع بـ التدريج وضو الشمس يتسلل للمكتب من جدرآنه القزآزيه إللي كشفت عنهآ الستآير ...
إعتدل في جلسته وهو رآفع يده فوق جبينه يحجب عنه الضـو بإنزعآج: ليييييييييــش
ميسم: وشهو إللي ليش .. كــذآآ من غير ليـش
قربت خطوه منه وعلى ملمحهآ إبتسآمة مكتومه وهي مطبقه فمهآ بقوه ومآده يدهآ فآرده كفهآ ..
نآظر يدهآ المفروده وبعده مضيق عيونه من الشمس .. نآظر بوجههآ بتصنعهآ لملآمح طفوليه كآنت سآحره وهي رآفعه حآجبيهآ ومبرقه عيونه مطبقه شفتيهآ بشبح إبتسآمه مخفيـه ..
وآئل بـ إستنكآر: الحين مآفي سلآم .. كل عآم وإنت بخير .. شخبآرك !! شعلومك !! ترآ مو توني تآركك أمس


رفعت حآجب وآحد بعد مآرمقته بنظرة حقد: آممم يعني زين إنك تدري إن صآرلك فتره مآشفتني ولآ شفتك .. وعشآن كذآ مآفي بينآ كلآم أو حتى سلآم .. عطنـي عيديتي بسرعه يلآ خلني أروح
برق عيونه بصدمه مصطنعه: يعني بس جآيه عشآن العيديه !!!
ميسم بتأكيد حآد: إيه طبعاً أجل وشهو لأجله بجيك !!
وآئل: عيني بعينك كذآ
ميسم: هــــــــــــآآآ - قربت وجههآ لوجهه وهي مبرقه عيونهآ الوسآع ..
تخللت ريحة عطرهآ المثيره لأنفآسه .. حس بـخدر بطيئ يسري بأعضآءه .. تبدلت صورتهآ بلحظتهآ وكنه لأول مره يشوفهآ .. هي نفسهآ ميسم بس كلّ شي فيهآ أحلا ويجذب أكثر .. وهذآ هو سِحـر اللحظـه
بعدت وجههآ عنه فجأه: هــآآ شفــت .. مآ أكذب .. يلآ هآآآت - مدت كفهآ -
بلع ريقه بفهآوه في محآوله منه يستجمع إللي كآنوآ يتحآكون فيه قبل مآتغيبّـه ميسم بسحرهـآ فهآللحظـه ... " هذآ مو طبيعي يآ وآئل إللي يصير فيك .. انت الحين لآزم تنهي هآلسآلفه وتقولهآ مآبخآطرك .. هآلشي لآزم يكون رسمي .. خلآص مآنيب قآدر أكبت هآلشي وأتحمله أكثر !!! "



ميسم بتهديد: وإذآ العيديه مآتسوآ مآبتشوف خير .. وهذآني علمتك
رفع حآجب وآحد متعجب !
ميسم بعد مآفهمت حركته ميلت رآسهآ بحده: إيــــه
كملت بطنآزه: يعني مو كل هآلمشوآر من فوق لعندك وأنآ بهآلوضح على شي مآيسوآ .. يلآ هـآت
إبتسم وهو يحنى ظهره لقدآم يقرب منهآ: فيــه Deal (إتفآق)
طيرت عيونهآ بتأفف: لآحوووووول بعـد ديييـل !! وشهـو دييلـه ذآ بعد
وآئل: إنك تآخذين عيديتك وتروحين أو إنـك .................
هزت رآسهآ تستنطقه: هــآآآآ
وآئل بلعآنـه: أووووو إنــــــــــك .........
ميسم: وشهــــوووووو


رجع جسمه لورآ مهونهآ: لآ مآرحّ أقول إختآري من الإثنين .. يآلعيديـه أو إنك تدرين بـ السآلفه الثآنيه
لوت فمهآ بغضب مصطنع وهي تهدد: وآآآآآآآآآئـــــــــــــــــل
سآح ع الكنبه وهو يأشر بسبآبته فـ الهوآ بمعنـى ( لآآآ )
ميسم: وشهـو ذآ .. لآ مآيصير
وآئل: بلـى .. يصيـر
ميسم: طيب إنت قل وش الموضوع الثآني وكنه يستآهل خلآص بهون ومآبي عيديه
وآئل: إختآري وآحد
ميسم: الإثنين
وآئل: وآحد
ميسم: الإثنين
وآئل: وآآآآآآآآآآآآآآحــــــــــد
ميسم بعنآد: الإثنيييييييييييـــــــــن
مط بوزه بمعنى إللي عندي قلته ومآلي فيك !
ميسم بمكر: طيب عندي لك دييـل ثآنـي ..
رفع وآئل حآجب وآحد ..
كملت ميسم: طبعاً أنآ مآكنت نآزله بس عشآن آخذ عيديتي وأروح .. لآ طبعاً .. أكيد كنت بعطيك شي بـالمقآبل


بسرعه فهمت عليه وهو يحرك عيونه عليهآ يشوف إن كآن معهآ شي أو إنهآ تلعب عليه !! رجعت يدينهآ الثنتين ورآ ظهرهآ بسرعه كنهآ تخفي شي ..
وآئل: مآ أثــق بكلآم الحريــم
ميسم بتأنيب: عيــب عليييييييك .. وررربـي معي شي بعطيك إيآآه .. والله والله .. هآ ترآني حلفت وأنآ مآ أكذب
أطبق شفتيه بإقتنآع: آمم طيب .. بتعطيني إللي معك وبعدين أقولك السآلفه
ميسم: لآء .. تعطيني العيديه وتعلمني وش عندك وبعدين بـ الأخير أعطيك أنآ مآمعـي
وآئل: أنآ أوعـــدك
لوت فمهآ بإستخفآف: هــه .. مآ أثـق بوعود الرجـآل
مسك أنفه من بين عيونه بإصبعيه وهو يهز رآسه بـ النفي مبتسم مغمض عيونه بعد مآفهم عليهآ وإنهآ ترد عليه مثلمآ قآلهآ إنه مآيثق بكلآم الحريم


فتح عيونه وبعده مبتسم: والحين مآبفتك منك .. - تنهـد بصوت - : طــيب
دخل يده بجيب الصدر بثوبه الأبيض طلع ورقة فلوس جديــــده .. بلل طرفهآ بلسآنه وألصقهآ على جبينهآ: كل عآم وإنتي بخير
طيرت عيونهآ لفوق جبهتهآ مبتسمه ومآسرع مآتبدلت هالإبتسآمه لتكشيره وهي تشوف ورقة الفلوس بعد مآنزلتهآ من جبيهآ: ذلحيـن كل هآلمسآفه عشآن ورقـة ميتيـن .. ميتين ريآل يآلظآلم !! وش هآلعيديه إللي مآتسـوآ !
بقق عيونه فآتح فمه بصدمه وعلى ملمحه شبح إبتسآمه: هذي عيديه خايسه و مآتســوآآ ؟!!
لوت فمهآ بقرف وهي ترمقه من فوقه لتحته بإحتقآر: ليش مآتسنع بعدآيآك .. لتكون بعد سآلفتك هذي مثل عيديتك .. ترآ والله مآ أعطيك إللي معي هآآ


وآئل بضحك: وآلحين بتذليني يآبنت فيصل شكلك دلوعه .. كمّ كآن يعطيك عمي ترآني بعدني شآب بأول طريقي وهذآ إللي أقدر عليه
ميسم وهي ترمقه بنظرآت إحتقآر: وشهو ذآ بعد لك وجه تحنن بعد هآلعيديه الخآيسه
وآئل وهو مآد يده بيآخذهآ منهآ: خلآص رديهآ .. هآآتي هآآتي عطيني إيآهآ بس آشوف انآ إللي غلطآن
رفعت ذرآعهآ مطيره يدهآ بـ الهوآ تبعدهآ عنه: لآآآآآآآ تحللللــم .. والله مآتآخذهآ .. هي صحيح مآتسوآ بس يللآ مآعليـه .. على قولة المصآريه .. إللي ييقــي من الصعآيـده فآيــده ..
وآئل بـ إبتسآمه عريضه: وبعدين معــك يآبنــــــت !!
أطبقت الميتين بيدهآ وقربت رآسهآ وهي تهزهآ بتأكيد مبققه عيونهآ هآمسه: هــآآ وش السآلفه الثآنيه .. هآآ هآآ قل


تبدلت ملآمحه وهو يبلع ريقه .. مآيدري هل هذآ هو الوقت المنآسب للي يبي يقوله ولآ يهون .. هم الحين يمزحون وأي شي بيقوله الحين رحّ تعتبره مزح .. مآيبي يحرج نفسـه .. كآفي الإحرآج إللي بيحسه من إللي يبي يقوله !!
ميسم وبعدهآ مبققه عيونهآ وتهز رآسهآ بآلإيجآب تستنطقه: هـــآآآآآآآ
قرب رآسهه ملصق جبهته بجبهتهآ وهمس بعد مآقرر قرآر سريع إنه يأجل السآلفه الحقيقيه لوقت ثآني - همس بإبتسآمه - : بشغلك معــي
تمت ثوآني على وضعهآ أبعدت بعدهآ رآسهآ لورآ
وآئل: هـآ !
ميسم بهمس وهي مقطبه ملآمحهآ بإستفهآم: شلون يعني !


وآئل: وشهو إللي شلون يعني !! يعني بشغلك معي .. كذآ ببسآطه
ميسم بإستهزآء: وآيش بشتغل !! ليكون رح أكون الموديل حقتك تجرب علي تصآميمك !! ترآ أنآ مررره شآطره .. أعرف أتمشى وأتمآيـع مثلـهم .. أروح وآجي .. وألـف وأدور بعـد
أطبق فمه بإبتسآمه يمنع الضحه من إسلوبهآ بـ الكلآم وشكلهآ بعـد .. وآضح إنهآ مررره منقهره
وآئل: يآلمجنونه إنتي .. وش دعوى هآلكلآم الحين !!
ميسم: وش درآني عنك .. آنت إللي تقول
وآئل: بـ الله أنآ قلت كذآ !! مو هذآ قصدي .. مو إنتي تعرفين ترسمين !!
حركت رآسهآ بـ الإيجآب


رفع كتوفه بهزه خفيفه .. مآط شفتيه لقدآم: خلآص .. هذآ هو شغلك .. إرسميلي موديلز حلوين مثلك كذآ ولبسيهم .. لبسيهم بتصآميم على ذوقك ..وأنآ بختآر منهم وأعدل فيهم .. أبجربك مره وآشوف هآآ وش رآيك !
ميسم وعلى ملمحهآ شبح إبتسآمة عدم تصديق: صدق وآلله ؟!
نزل رآسه بتأكيد: صــدق
ميسم بعدم تصديق: والله !! وآئل من جدك إنت !! إحلف كذآآ
مسك يدهآ اليمين بين يدينه الثنتين بدون ردّ .. مآغير ينآظر فيهآ بنظرآت كلهآ ثقه وتأكيد .. كآن يأكدلهآ هآلكلآم بنظرة عيونه الدآكنه النآعسـه ..
تمت عيونهآ معلقه على يدهآ إللي كآن محتضنهآ بين يدينه الثنتين .. أي لمسه منه تقلب حآلهآ وكيآنهآ .. هو يحسّ بهآلشي ولآ لآ !!!
وآئل بهمس: تشآركينـي !!


رفعت عيونهآ لعيونه وهي تهز رآسهآ بـ الموآفقه مبتسمـه بإمتنآن وآضـح بملآمحهآ ..
فلت يدهآ بهدوء وهو يرجع لورآ مسند ظهره: هـــآآآآ وش إللي معك بتعطيني إيآه !
نزلت رآسهآ كآتمه ضحكتهآ ..
وآئل: هـآآ .. ترآ أول مره أحد يهآديني .. متشوق أعرف وشهو إللي معك
ميسم بلعآنه: رحّ تععععععععععــجبـــك مررررره
وآئل بنفآذ صبر وهو يتوعدهآ بنظرآته: ميســم جيبــي إللي معــك
ميسم: خلآص خلآآآص وش فيك الحين قلبت كذآ .. غمض عيونك أول
وآئل بإنقيآد: هـــآآآ - غمض عيونه -
ميسم: مدّ يدك
وآئل: هـــآآآآ - مدّ ذرآعه الأيمن فآرد كف يده -
عضت على طرف شفتهآ السفلى بإبتسآمه وهي تحط مآبيدهآ بيده !
أطبقت أصآبعـه بقوه إصبــع إصبــع .. وبعدت شوي بكرسيهآ رجعت لورآ
وآئل: خلآآص كذآ ؟!!
ميسم: إيــه .. الحين إفتح عيونك
فتح عيونه وإللي دآيركت كآنت موجهه ليده يبي يشوف وش إللي فيهآ ..
امآ ميسم وإللي يآلله كآنت كآتمه الضحكـه على منظـره .. ملآمحه المتنحـه بجمووود على يده ..
حركت كرسيهآ بسرعه لحد مآوصلت للبآب بتطلـع وهو بعده ينآظر يده مصدوووم ..

صآحت بصوت عآلي: كنت متوقعه إنهآ رحّ تعجبك بس مو لهآلدرجــه .. وش فيك تنآظرهآ كذآآآآآآ .. وآئل إنت شوي شوي وبتطلبهآ للزوآج !! هههههههههه
رفع رآسه ببلآهه وعلى ملآمحه الإستنكآر: إنتي من جــدك !!!
حركت رآسهآ بقوه بـ الإيجآب وهي مطبقه فمهآ بإبتسآمه طفوليـه
ضيق عيونه بإستنكآر: معطيتنـي حلآو بقـر !!!! ووحــده بــس !!
ميسم: وآنت وش بيفرق معك وحده ولآ ميـه !! حبيبـي هذي للذكرى مو للأكـل .. الحلآو الصفرآ معك والحمـرآ معـي


كملت بلعآنه وهي تتذكر البلحـه الصفرآ بأول يوم فطور برمضآن إللي حطهآ بوسط كفهآ بنفس الطريقه إللي سوتهآ هي الحين معه من شوي وقآل لهآ (( لآ تآكلينهآ ترآ بسألك عنهآ )) .. رفعت سبآبتهآ له بتهديد: لآ تآكلهــــآ .. ترآ بسألك عنهآ ..
طلعت بسرعه من المكتب قبل تسمع رده متوجهه للأسنسير وبجوفهآ ضحكه لو أجهرت بهآ رحّ تسمـع كل البيــت !!!



======
-----------
======



ثآنـي أيآم العيـد ..
5 العصـر .. بمصــر ..

بهدووء وقفت سيآرتهآ جمب رصيف بشآرع من شوآرع الخط السريع مآيحآوطهآ بشـر أو أسوآق .. مآفيهآ روح أو حيآه .. مآغير خط أسفلت سريـع تتخطاه السيآرآت بسرعه خآطفـه تمـرّ .. أسندت جبهتهآ على الدريكسون زآفره نفس مسموع بطفـش .. كم صآر لهآ وهي تدور وتدور بسيآرتهآ ..


طلعت من الظهـر تغدت بمطعـم .. وكعآدتهآ بجلستهآ بروحهآ مآيشآركهآ أحدّ مآغير كرسي فآرغ قبآلهآ .. هي وردهـ الشخصيـه الإجتمآعيه المرحـه المحبوبـه .. صديقـة الملآييـن ومآلهـآ صديـق ! شلون حيآتهآ فآرغه كذآ .. علآقآتهآ الشخصيه محدوووده بـ المره .. هذآ إن مآ إقتصرت عليهآ هي وأمهآ بـس .. وش هآلعيد إللي مثل كلّ سنه مآفيـه جديـد ! أول يوم مآغير تقضيهآ زيآرآت بدآيتة من بيت العيله عند جدهآ وجدتهآ لأمهآ وإبنهم الأعزب وإللي يكون خآلهآ الأصغر إللي يكبرهآ بـ 4 سنوآت بس .. ثم لبيـت خآلهآ الأكبر وأسرته المكونه من زوجته وأطفآله الثلآث إللي مآيتجآوز عمر أكبرهم 9 سنوآت وبعديــن !!! بآخر اليوم إمآ تتمّ مع أمهآ إللي بعآدتهآ تقضي كلّ عيد ببيت جدها تبيت عندهم أو إنهآ تترك أمهآ وترجع هي لشقتهم .. وهذآ مثل كل سنه تركت أمهآ مبيته وسط أمهآ وأبوهآ وأخوهآ الأصغر .. وردت هي لشقتهم بروحهآ !

عدلت من وضعهآ رآفعه رآسهآ زآفره نفس ثآني عميق من فمهآ المضموم وهي تشوف بطرف عيونهآ بـ التآبلو جمب فرآمل اليدّ البطآقتين إللي بسببهم مآنآمت الليل أمس ! البطآقه السودآء بإسم آدم نآصـر .. والبيضآء بإسـم سنـد المرشد ..


رفعتهم .. كل بطآقه بيدهآ وصآرت تقلبهم بتوتر بسرعه من طرفهم كل بطآقه فوق الثآنيه تصكهم ببعض .. آدم و سنـد .. آدم و سنـد .. آدم و سنـد !!! ثنينآتهم عطوهآ بطآيقهم طآلبينهآ ولآ ردت على أحدن فيهـم .. صحيح إن سنـد بكلّ برآعه وتمكن قدر يسحرهآ بـ المره الوحيد إللي جسلتهآ معه بشخصيتـه الغآمضه المثيره .. الجآده .. القيآديـه .. المسئولـه .. وخصوصاً من بعد مآعرفت من أبوهآ عن عيلتـه بـ السعوديـه من تكون .. وعلى الرغم من عدم حآجته بتآتاً لكل هآلمجهود بـ الدرآسه والشغل بوظيفه مآتأكل لقمة عيش خصوصاً لو بمصـر .. رجـل قآنون ! وش إللي يبي يثبتـه سنـد !! سند إللي شآفت فيه الصوره المصغره من أبوهآ .. فعلاً وبمده مآتتجآوز الربع سآعه قدر يكون علآمه فآرقـه .. هذآ هو سنـد .. سنـد أو آدم .. آدم إللي تشوفـه نسخـه منهآ .. آدم إللي تبيـه بروحهآ وقلبهـآ .. أو سند إللي أشغل لهآ عقلهآ !



رفعت جوآلهآ لأذنهآ بعد مآطلبت رقم ...
: ورده يآروحـي
ورده بنبره خآفته: مآمـآ ؟
أمهآ: أيوه يآقميـل إنتي فين ؟!! مش حتيقـي ولآ إيه ؟
ورده: معرفش وآللهي
أمهآ واللي مآخفى عنهآ الغرآبه بصوتهآ الخآفت .. سألت بإهتمآم: مآلك يآورده فيكي حآقه ؟
بلعت ريقهآ بتلعثم .. مآتدري شلون تسأل عن هآلشي .. - بكلمآت متقطعه - : مآآمآآ .. قوليلـي .. آمممم يعنـي .. يعنـي ..
أمهآ بإهتمآم: أهـآآآ
ورده: يعنـي .. وشهو الأحسن .. آمم أقصد بخصوص شريكك .. يعني الشخص إللي ممكن الوآحد يرتبط فيـه .. إن هآلشريك يكون نسخه طبق الأصل عنك ! أو نسخـه طبق الأصل عن قدوه ومثل أعلى لك !

تبسمت أمهآ فـ صمت بعد مآزفرت نفس مكتوم وهي مطيره عيونهآ تتحمد الله .. هآلحيره إللي بنتهآ فيهآ أكيد مو من فرآغ .. من إللي مشغل بآلهآ وفكرهآ بهآلطريقه .. بنتهآ الحين بين شخصيـن مآتدري من تختآر !!


ردت أمهآ بهدوء: ورده يآحبيبتي .. مش مهم شريك حيآتنآ يكون شخص إحنآ مخططين له ورآسمين له صوره فـ خيآلنآ .. شكله كدآ موآصفآته كدآ .. لأن دآ ناااادر وجوده فـ الوآقع .. ولو موجود فين الضمآن إن هو دآ الشخص إللي هنئدر نتفآهم معآه أو إن الشخصيه دي بمبآدئهآ ومعتقدآتهآ وأفكآرهآ هي إللي هتتمآثل مع مبآدئي ! مش معنى إني إتمنيت شخص مثقف وذكي وفعلاً قدر ليّآ وصآدفت الشخص دآ إني هكون سعيده معآه لمجرد إنه مثقف وذكـي .. ممكن الموضوع ينئلب للعكـس وتكرهيه لنفس الأسبآب إللي حبيتيـه بسببهآ ... ولآ هئولك إنه يكون نسخه منك .. إنتو آه هتتفآهمو بشكل كبير وهيكون مآبينكم حجآت مشتركه كتير بس فين البهآرآت !! البهآرآت دي هي الإختلآفآت .. الإختلآفآت بتكمل مش بتنئـص .. النئص عندك هتكمليه فـ شريكك إللي بيختلف عنك والعكس صحيـح .. ولمآ تكملوآ بعض هتوصلوآ لعلآقه مثآليه ..


ورده يآروحي حكمـي عئلك .. عئلك مش قلبك .. الست غير الرآقل .. الست لو حبت بعئلهآ قلبهآ هيرضـغ وبسهوله مهمآ إختلفت شخصيتهآ .. أمآ الرآقل لو محبـش الأول بقلبـه لو عآطفته هي إللي متحكمتش فيه ! إنسـي إنو يحـبّ أصلاً .. أو إن الإرتبآط إللي هو فيه دآ يكون فيه حـبّ ! دآ مش هيكون غير مجآرآه لسنـة الحيآه .. شوفي عئلك بيئولك إيه وإمشي ورآه .. وأنآ وآثقه فيكـي .. هئفـل دلوئتي بئآ الدنيآ هنآ زحمه أوي وفيه نآس كتير ...


قفلت الخط مع أمهآ بإبتسآمه بآهته .. وهذآ هو إللي مآتبيـه .. وترددت لفتره إنهآ تأكده بلسآن غيرهآ .. آستمعي لعقلك مو قلبك .. وعقلي مآيقودني غير لـ سـنـد .. مو آدم ..

تنهدت بعمــق وهي ترفـع البطآقه البيضآء لعيونهآ فآتحه رسآله جديده موجهه لصآحب الرقـم ...
(( كل عآم وإنت بخير ، إن كآن وقتك يسمح فأنآ أنتظرك بأول مكآن جمعنآ ........ ورده المآلكـي ))


======
-----------
======


يتبــــع ...

:::

~FANANAH~ 10-08-16 06:53 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======


بنفس اليوم .. بتوقيت يفرق عن مصـر بسآعه وحده مقدمـه ..
6 المغـرب ..


نآظرت بجوآلهآ بعد مآ إنتهت مكآلمه تجآهلتهآ عن عمـد .. كآنت المكآلمه الـ 23 بهآليـوم .. واليوم إللي قبله من بعد صلآة العيد لمنتصف الليل 74 مكآلمـه !! تجآهلتهـآ !
ضمت فمهآ زآفره نفس مسموع بطفش: هــوووف من ذآ النشبه .. هذآ مآيحس أبدّ على دمه .. أنآ لآزم أفتك منه بأقرب وقت .. لآزم أنتهي من إللي أبيه اليوم .. مقدر أستمر أكثر مع هآلكآئن الغبـي ..
مررت أصآبعهآ الطويلـه على شآشة جوآلهآ طآلبه إتصآل ..

بعد كذآ رنه بعدم تصديق من الطرف الآخر إتصآله فيهآ .. فتحت الخـط ..
....: دودي !!
دآرين بنبره هآديه مستفسره: تغريد وينك الحين ؟
تغريد: عند ليآن
دآرين: ليآن !!
تغريد: أهـآآ .. صآحبتـي .. ليش فيه شـي ؟


رفعت حآجبيهآ بإستيعآب وهي ترفع خصآت من شعرهآ الأشقر الثلجي وهي تنآظر شكلهآ بمرآيتهآ: أهـآآآ لآ ولآ شي .. بس بغيت أكلمك بشيّ .. متى بتردين البيت ؟
على الطرف الثآني وهي بعدهآ مو مصدقه إتصآل أختهآ فيهآ إللي ممكن يكون للمره الأولى بحيآتهآ .. لآ وبعد تبيهآ بشيّ !!
تغريد: آممم مدري وآلله متى برجع بس أنآ سهرآنه ويآ البنآت صديقاتي عند ليآن .. بعدهآ السآعه 6 .. يمكن أتأخر شوي
إنحنى فمهآ بإبتسآمه مآكره: آوكي خلآص نتكلم إذآ رجعتي أو بكرآ .. يللآ أوروفـوآآآر ... طوط طوط طوط


قفلت دآرين الخط بوجههآ بدون مآتسمع حتى ردهآ .. بينمآ تغريد تنآظر بشآشة جوآلهآ مقطبه حآجبيهآ بإستفهآم .. بعدهآ مطت بوزهآ بعدم إهتمآم ومشت صوب البنآت مره ثآنيه ..

دآرين وإللي جلست على كرسي تسريحتهآ وصآرت تتأمل شكلهآ وهي مسنده كوعيهآ على تسريحتهآ و محتضنتـه وجههآ بين كفيهآ .. مو معقول جمآلهآ أبدّ ! فعلاً مو طبيعي .. كأنهآ عروسه بلآستيك .. الكمآل لله وحده .. لكن شكلهآ !!! مآفيـه الغلطـه !

فتحت عيونهآ بوسعهآ وصآرت تنزل عدسآتهآ الزرقآء بعلبتهم الحآفظـه .. مسحت بعدهآ القلوس الفوشيآ الصآرخ من على شفتيهآ المنتفخـه بجآذبيه لفمهآ المرسوم بدقّـه إلهيـه ! وتمت تنآظر بشكلهآ .. بعدهآ مختلفه كثيـر عن تغريـد برغم تشآبههم ..


وقفت متوجهه لدولآبهآ .. بأعلى رفّ كآنت بآروكه لشعر بـ اللون الكستنآئي الغآمق يتعـدى طولـه أسفل الكتفيـن بشـويّ .. وهآبآروكه هي نفسهآ تغريد إللي أهدتهآ لدآرين بآخر أحتفآل لهم بعيد ميلآدهم .. هآلأعيآد المبتدعه والخرآبيط مآكآنت تشغل دآرين كثير ولآ تهتم لهآ بخلآف تغريد إللي تقوم الدنيآ وخصوصاً إن كآن إحتفآل بعيد ميلآدهآ بينمآ دآرين كآنت تنجبر بسبب التوآفق الزمني لهم بنفس يوم الميلآد كونهـم توأم .. أهدتهآ تغريد هآلبآروكه طآلبه إنهم يتصورون مع بعض صوره تذكآريه بشكل يظهرون فيه توأم حقيقـي متشآبـه لو لمره وحده بس !


جمعت شعرهآ الأشقر الطويل لآخر ظهرهآ كلـه تحت البآروكه .. ابتسمت بمكر ابتسامه مائله مقطوعه وهي تشوف شكلها .. والحين تشبـه تغريـد .. إن مآكآنــت هـيّ نفسهآ تغريـد !
صحيح إن فيه فرق بحجم الجسـم .. دآرين لهآ قوآم متنآسـق ع الميـل والمنحنـى .. أمآ تغريـد فهـي نحيفـه بـ المرهـ ..
رفعت حآجبهآ الأيسر بتحدي : مو مشكلـه .. أهم شي الوجـه ..
فسخت البآروكه وإرتمت على سريرهآ الألمونتآل بتصميم مودرن بسيط خالي من اي تكلف بعد مآفتحت الخط على الإتصآل الـ 24 بهآليوم ..


بنبره متصنعه للمسكنه: سوري حيآتي مآقدرت أردّ عليك !
بـ الطرف الثآني وإللي مآكنه صدق وأخيراً سمع صوتهآ بعد إنقطآع يومين عنه: وآلله مآتتصورين شكثر آنشغلت عليك .. ليش مآتردين علي وآلله بغيت أنجن .. لعب إبليس بمخي يكون صآرلك شي من عمك ذآ الخسيس !
كآنت تمثل الضعف والإنهيآر بصوت شهقآتهآ المصطنعه ..
......: أفــآآآآآ تبكين وأنآ معك !
دآرين من بين دموعهآ الكآذبه: وش بيبكيني غيره يآمآلـك ! إنت مآتدري بـ العذآب إللي أعيشه
مآلك بحده وغضب: عمك النـذل !!!!


دآرين: إيه مآغيره .. مآلك خلآص وربي مب قآدره أتحمل أكثر من كذآ .. قلت لأمي .. تخيل مآصدقتني أبدّ .. لآ وبعد قآلت عني مريضه نفسياً وإني جآلسه أتخيل هآلأشيآء .. لآآآآ وبعد توعدت لي إن جبت لهآ طآري الموضوع مره ثآنيه - أنين وبكـى مصطنع - : آآآآآآآهي إهئ يآآربي خلآآآآص خذ روحي وآرحمني من هآلبيت إللي عآيشه فيه
مآلك وخلآص ذآبّ من نبرة صوتهآ المعذبّه - برقـه صآدقه يهديهآ - : تغريد تكفين لآتدعين على نفسك وربي تعذبيني .. عشآن خآطري لآ تبكين .. - همس بحب - : تغــريد !
دآرين بعد مآتنحنت كنّهآ توقف بكآ: آممم .. آممم .. لبيـه


مآلك: يآلبـى روحك يافديتك .. وربي أحبك يآبنت
طيرت عيونهآ بقرف .. مآيغثهآ غير هآلكريـه بكلآمه الغثيث .. من بين أسنآنها: وأنآ وربي .. وربي يآمآلك أحبك .. بس وش أسوي مآحد يصدقني لآمني شكيت .. مغير يعذبوني أكثر وهم يقطون الملآمه عليّ
مآلك بتأنيب: وهذآ أنآ مخلوق لأجل رآحتك .. من أمس وأنآ أحآول أكلمك أبي أبشرك إن عن قريب هآلكلب إللي مآيخشى ربه بعرض بنآته وأهل بيته .. قربت نهآيته !
إعتدلت من نومتهآ بفزع من الفرحـه وكنهآ مآصدقت خبر .. مآسرع مآتمآلكت نفسهآ لأجل مآتنكشف تمثيليتهآ !


دآرين بمسكنه: وآلله ملووكـي مو بيدي .. من أمسّ وأنآ نفسيتي بـ الأرض .. كل خلق الله مستآنسين يعآيدون وأنآ مغير قآبعه روحي بغرفتي .. تصور مآلك هآلحيوآن سميّـه عمّـي وأنآ بنت أخوه تجرأ علي مره ثآنيه .. بغى يعتدي علي بس مآقدر .. مآلك وربي مررره خآيفه مو كل مره تسلم الجرّه
كلّ كلمه منهآ وكلّ شكوى تشتكيهآ كآنت تزيد من تدفق الأرينآلدين عنده لدرجة الإندفآع الهستيري ... شوي ويقوده غضبـه للعمـى عن أفعآله !


مآلك وهو يرصّ من بين أسنآنه وقد تعفطت علبة البيبسي الصفيح بين يدينه في محآوله منه كبت قهره وغضبه: وديّ أخلصك من كل هآللي تعآنينه تغريد .. وقلتلك أبي أخلصّك .. أبي أتقدملك وأتزوجك .. وإنتي إللي رفضتي .. ليييييييييييش مآ أدري !!
دآرين بتمثيل للزعل: مآلك وأنآ بإيش بررت رفضي هذآ لك !!! قلت لك أبوي ضعيف شخصيه .. وعمي هو من يملي على أقوآله وأفعآله .. وإذآ تقدمت لي تدري طبعاً رآي عمي بـ السآلفه .. أكيد بيقنع أبوي بـ الرفض .. ومن بعد أبوي وعمّي أخوي وآئل مآرح يتكلّم ! وآنآ أبييييك يآمآآآلك .. مآبغى أخسرك وربي أمووووووت آآآآآهي يآربي إهئ إهئ آآآآآهـــي


بلع ريقه بقهر .. هذي حبيبته تغريد - أو إللي يظنهآ تغريد - آشكثر تقهره ظروفهآ إللي تبعدهآ عنه بعد مآتعذب وهو يطلب قربهآ .. وش إللي بيده يسويه .. برغم قصر المده إللي جمعتهم من بعد تعآرفهم وإللي توصل لـ 3 شهور .. مآغير 3 شهور مرتّ عليهم إلآ وهو طآيح فيهآ ومآيبي من هآلكون بكبره غير قربهآ .. هو مآلك .. الشآب إللي بـآلـ 25 من عمرهـ وبيده كلّ شـيّ .. هو مآلك إللي آرتموآ تحت رجوله بنآت بعدد شعر رآسه مآكآن هآلشي يزيده إلآ غرور أو إنه يآخذ إللي يبيـه وإللي يشبـع حآجته من إللي تلفتـه بمظهرهآ الخآرجي وبعدهآ يقطهآ كنهآ بوآقي زبآله !! آلحين تجيـه هآلتغريد .. البسيطـه بكـلّ شي فيهآ .. وإللي معهآ يتحرر من كلّ هآلغرور والتعآلي المتعمدين إللي يتعآمل فيهم مع غيرهآ من البنآت .. مآيكون غير شخص ضعيف بـ الحب .. معهآ هي وبـس .. هي إللي قدرت تقنعـه بفكرة التخلّي عن كلّ معتقدآته الخآطئه عن الإرتبآط وتعقيدآته .. هي إللي ولدت دآخله رغبه جآمحـه تجآه الإرتبآط والإستقرآر .. هذآ هو منآه من يوم عرفهآ .. هذي هي إللي يبيهآ تكون زوجتـه .. هذي هي إللي يبي يلقى امان الإستقرآر والدفـى بحضنهـآ !!


زفر نفس بهدوء وكمل: ولأجل هآلشي سويت إللي تبينـه .. كلّ شي بيصير مثلمآ تبين .. أو إعتبريه خلآص قدّ تمّ وصــآر .. هآلشي سويته من أول يوم طلبتيني فيـه بس مآبغيت غير أبشرك بـ السآلفه وهي منتهيـه ..
تقطبت ملآمحهآ بإستفهآم - همست - : مآلك وش إللي تقصده !! مآفهمـت !
مآلك: تغريد حبيبتي إنتي مآتدرين أنآ ولد من !! ووش صلآحيآتي وإللي أقدر أسويه !! هآلفيصـل إللي مآيخآف ربّـه ولآ يخشآه آخرته على يـدي



حست دقآت قلبهآ تتزآيد بخوف هآلخوف والرعب إللي بسرعه آرتسمت تعآبيرهم على ملآمحهآ بوضوح " وش سوآ هآلمجنون .. هو صحيح هآلفيصل إللي يكون عمهآ بـ الظآهر بس بـ الأصل هو أبوهـآآ .. أبوهآ إللي نبذهآ من يوم ولآدتهآ هي وتؤآمهآ تغريد .. حتى إن هآلأسآمي إللي يتسمون فيهم .. دآرين وتغريد مآكآنت تسميتـه .. هي وتؤآمهآ إللي إرتموآ بملجأ لسبب من الأسبآب إللي كثير من الأطفآل يرتمون فيه .. كآنو همّ فيـه .. أبوهم إللي رفضهم رفض حآد قآطـع بسبب إنهم من علآقه غير شرعيـه بنزوه عآشهآ مع وحده .. هآلوحده إللي تكون أمهم وللحين مآتدري من تكون ولآ وش جنسيتهآ .. أمهم إللي رفضتهم وجت قطتهم لأبوهآ مآهيب حمل مسئولية بنتين بوقت وآحد .. أبوهآ وإللي بدوره قآم وقطهـم بملجأ ... عمهـم الأصلـي ( محصـن عبدآلله) وإللي مآطآوعه قلبـه أبدّ إن يشوف قطعه .. لآء قطعتيـن ! من لحمهم ودمهـم يرتمون فـ عآلم المجهوول .. هو إللي تبنآهم كـ بنتين من صلبـه هـو .. بنآتـه التؤآم من بعـد وآئـل وشـروق !


دآرين محصن عبدآلله .. تغريد محصن عبدآلله .. هذي هي أسمآئهم بدآل مآتكون ( دآرين وتغريد فيصـل عبدآلله ) .. هو نفسه فيصـل إللي بعدهآ بسنـه وحده إرتبط .. بس هآلمره كآن الإرتبآط شرعـي بـ الزوجـه إللي أنجبـت لـه ( ميســم ) بس تسوء الأقدآر " وآللهم لآ إعترآض على أقدآرك " وتتوفـى بوقـت ولآدتهآ لميسم إللي طلب لهآ مربيه تعتني فيهآ .. هالمربيه السعوديه وإللي كآنت بمثآبة أمّ صآدقه حنونـه ( الدآده زبيـده ) .. ومن بعدهآ تزوج بـ ثآنيه وإللي أنجبت له ذكوره الثلآث !! فيصل عبدآلله .. رجـل المنآجـمّ الثريّ إللي مآتطول مدة إقآمته بـ السعوديه لأكثر من شهـر .. ومآتكون غير للمنآسبآت .. هو عمّهآ .. وهو أبوهـآ ! وهذي هي الحقيقـه إللي مآكآن يعرفهآ غيره هو وأبوهآ ( محصن ) وزوجتـه " أم وآئـل " ووآئـل نفسـه .. وعن طريـق الصدفـه المحضّـه .. هـي عرفـتهآ !



كملت بخآطرهآ " وش إللي سويته إنت يآلغبي !! لآيكون بتذبحـه !! أنآ بس أبغى أدمـره .. بس مآيمووت "
دآرين بترقب لإجآبته على تسآؤلهآ: مآلك مو فآهمه شي !! ليكون قصدك بتذبحه !! أنآ صحيح تمنيت ألف مره إنه يموت هو يستآهلهآ بس إنت .. إنت مآلك .. إنت حيآتي .. أخآف عليك وآلله تتورط بشيّ وهآلخسيس يكون السبب

مآلك وهو حده مستآنس من جرعة الحبّ الكآذب إللي توه وسمعهآ منهآ: تفدآآآآآآآآك روحي يآرووحـي
بعدت الجوآل عن أذنهآ بقرف " الله يآخذ روحك آنشآلله .. يآلله شوي وبموووت وش هآلغثييييييث آآآآآآف يآربي "
كمل مآلك: بس مو هذآ إللي قصدته .. هآلمغضوب عليه أقل من إني ألوث يديني بدمـه .. - بتفصيل لكلآمه وهو يرص على أسنآنه - أنآ ،، بسسس ،، رحّ ،، أ . د . مـ . ــررررر . هـ !


تبدلت نبرته لنبره مآزحه: أو تقدرين تقولين إني خلآص دمرته .. عمك يآقلبي صآر ع الحديده .. سيــرآآآآآميك .. كلّ مآتملك يمينه قد راهن عليه مع الدوله بـ الهند فـ منجـم .. مع إنهم محذرينه إن هآلمنجم بعيد كلّ البعد عن أي توقعآت إن يكون به معـدن .. أخذ تصريح إنه يبآشر تنقيب بتوميله الخآص وهذآ طبعاً بعد مآ دفعـت مبلـغ وقدرهـ لـ نخبـه من الخبرآء والمنقبيـن إنهم يقصّـون عليه لين مآملـوآ رآسه من نآحيه هآلمنجم .. أنآ مآغير كنت أرآقب من بعيـد إللي يصيـر .. على بآله الغبي المنجم بيجيب له ذهـب .. ترآ الفحـم بعـد زيـن !
علت نبرته بمزح: هههههه يقدر يشوي الحين برآحته .. يقضيهآ مشآآوي مآعليـه .. هو صحيح عنده الفحم بس مدري من وين بيجيب الدجآج واللحـم !! ههههههههه
برقت عيونهآ بصدمـه: وشهـــــــــــووو !!!
مآلك بنبرة فخر: وش رآيك ؟!


زفرت نفس مقطوع بفرحه وكملت بعدهآ بسرعه: مآلك أبغى أشووووفك .. نص سآعه أجهز وآشوفك بمكآننآ
إتسعت إبتسآمته بعدم تصديق .. فـ خلآل هآلثلآث شهور مآتقآبلوآ غير مره وحده بخلآف أول مره إللي تعآرفوآ فيهآ على بعض .. وهذي بتكون الثآنيه .. أي سعآده هذي إللي يحسّ فيهآ الحين !!
بنبره مآخفت من الغبطه: وآلله !! صآر لي شهرين قبل تسآفرين أترجآلك أشووفك وترفضين
دآرين: إيه إيه .. بس الحين غير .. يلآ حيآتي لآ تأخرني علييييييك يلآ سي يآآ

إحتضنت وجنتيهآ بكفيهآ تتحسسهم مبتسمـه وللحين مآهي مصدقه .. " فيصل عبدآلله .. من الذهب للفحـمّ !! ههههههههه وربي مو مصصصصصدقـــه .. مآلك يآلخبييييث !! يآربي وش هآلدآهيه !! وهذآ إللي أقول عنه غبـي !! والله يآآمآآ تحــت السوآهي دوآهـي "


نقزت من سريرهآ صوب دولآبهآ مآده يدهآ على بلوزه بيضآء شيفون وقبل تطلعهآ من شمآعتهآ رفعت يدهآ بسرعه وكنهآ توهآ تستوعب " يآلله وش ذآآآ !!! يظهـر الخبـر طير عقلـي من رآسي "
التفتت ورآهآ على البآروكه وبعدهآ جرت لبرآ غرفتهآ .. لحد مآفتحت البآب .. وقفت بـ إعتدآل مصلبـه عمودهآ الفقري رآفعه ذقنهآ بشموخ .. مقطبه ملآمحهآ بإستحقآر لكل شي جآمد حولهآ ..
مشت بثقه لغرفة تغريد وإللي كآنت على مسآفه قريبه من غرفتهآ ..
كآنت غرفه كلآسيكيه .. تقليديه .. أثآثهآ تقليدي بـ الخشب الزآن قآتم اللون .. حتى الستآير كآنت نظآم البلتكآنه المعلقه المنسدله بقمآش قطيفـه لون عسلي غآمق فـ بيـج ! سرير حجم كبير ونفسـه الدولآب .. كآنت الغرفه أوسع شوي من غرفتهآ بسبب إنهآ كآنت غرفه مشتركه بين ثنتين .. بين تغريد وشروق ..


فتحت دولآبهآ وهي تمرر أصآبعهآ على ملآبسهآ بقرف: آوووففف وشهو ذآ بعد ! ملآبس موضة 2006 .. وش هآلقرف !! قرويه صحيح .. لومآ هآلمآلك النذل كآن يصورني ذآك اليوم !! على بآله مآ أدري على هآلحركآت .. لآ يآروحي مو أنآ دآرين إللي تمشي علي هآلحركآت .. بس إيه ممكن تمشي على تغريد ههههههه .. عآد سآمحيني يآتغريد وأنآ أختك .. لآزم أحدّ يطيـح ضحيـه بـ الوسط .. حتى وإن كنتي بتتأذين شوي بس مآلك بيعوضك .. مآرحّ تلقين أحسن من كذآ مستوى تعيشين فيه وآلله يعينك على غثآثته عآد هو يشبهك ..



لفتهآ بنطلون جينز آسكيني مشقق من الفخذين يكشف عنهم .. ومزين بكريستآلآت صغيره .. تو مآ مسكته إلآ ورجعته مكآنه .. جسم تغريد نحيف مره مآرحّ تلقى أكيد مقآسهآ بـ البنآطيل ..
قررت أخيراً على إللي بتلبسـه .. كآنت تنوره قمآشيه بـ اللون الوردي قصيره توصـل شبريـن ! وبتلبـس تحتهآ ليقـن مخطط بكل الألوآن .. هذآ هو آستآيل تغريد بـ اللبس .. طفولــــــــي !
تمت تفتح بـ الأبوآب تدور العبآيآت بحيره: آففففف هذآ وإن كنت أمثل إني تغريد وآلله أستحي أمشي بهآلمنظر القروي !! أشوى بس إن طولنآ وآحد ولآ عآد كآنت هنآ المشكله بـ العبآيه .. فوق مآهي عبآيه موديل قروي و قديم قد طآف عليه الزمن بتكون قصيره وآصير مثل البنغآليآت والفلبين بعبآيآتهم !!


أول مره مآتصنعت دور تغريد بهآلحرفيه ! مآغير البآروكه وبس .. أمآ عن ملآبسهآ أو عبآيتهآ فكآنت دآرين مو تغريد .. بس بعد مآ لفتتهآ الكآميرآ الصغيره بدرج التآبلوه للسيآره قدآم المقعد إللي جمب السآيق لآزم تآخذ إحتيآطآتهآ أكثر .. وتكون تغريد 100% وخصوصاً بعد مآحآول فـ المره السآبقه إنه يقرب منهآ .. يتحسسهآ وهو يكشف عن ملآبسهآ ويظهر شي من جسمهآ ! الحين الوضع مختلـف ..

رمت الملآبس إللي خذتهآ والعبآيه على سريرهآ وهي تفصـخ ملآبسهآ قبآل مرآيتهآ البيضآويه الطويله بزآوية الغرفـه تنآظر نفسهآ بإعجآب مآغير بـ الملآبس الدآخليـه سودآء اللون ! وعلى طرف فمهآ شبح إبتسآمه مآكره " إيه مآعليـه .. تستآهـل رضـوه يآمآلـك .. بعطيك حلآوه صغيره اليوم .. بتكون الأولى والأخيره هههههه "



رفعت شعرهآ الأشقر مثبتته بمجموعه من البنس تحت البآروكه الكستنآئيه وبدت بعدهآ تلبـس الملآبس وهي تتحلطـم مع كل قطعه تلبسهآ وهي تنآظرهآ بإشمئزآز ! شلون بتحط هآلقرف على جسمهآ !!


تمت تنآظر نفسهآ بـ المرآيه .. الليقـن المللون محدد شكل سيقآنهآ الملفوفـه وفخذيهآ الممتلئيـن بتنآسق .. وفوقه مينـي جيب ورديـه سآده ومن فوق تي شيرت أبيض نص كم بكتآبة إنقلـش بـكريستآلآت سودآء لآمعه " وش هآلمنظر !! الله يسآمحك بس يآتغريد وش تحسين فيه بـ الله وآنتي تتسوقين هآلملآبس !! شكلك تتسوقينهآ بعد من أقسآم الأطفآل .. هــــففف "

جمعت الشعر المستعآر كله على كتفهآ الأيسر وصآرت تجدلـه ! هذي هي تسريحة تغريد الطفوليه المملـه ! ..
مآكثرت من المكيآج أبدّ ولآ حطت عدسآتهآ .. كآنت بعدهآ جميلـه وجذآبـه بس بملآمـح أهـدى .. تعكـس شخصية أنثى رقيقـه نآعمـه !

لبست العبآيـه لآفه الطرحه بإهمآل على شعرهآ .. برغم من إلتزآم تغريد أخلآقياً بكثير عن دآرين إلآ إن دآرين متحفظه أكثر عن تغريد من حيث مظهرهآ لآمنهآ طلعت برآ .. هآلتحفظ مآهو إلآ نقآب يستر وجههآ الفآتن .. إلآ إنهآ تظلّ أحسن بشوي من تغريد إللي مآغير ترمي الطرحه على رآسهآ بإهمآل !!

مسحت على حآجبيهآ ترتبهم بنظره أخيره على شكلهآ " هذآ وأنآ بهآلمنظر القروي وإنت طآيح فيني يآمآلك أجل لو دريت عن دآرين الحقيقيـه !!! "

رفعت جوآلهآ وبوكهآ وتوهآ بتلتفت إلآ وتقطبت ملآمحهآ متسمره بمكآنه .. ضآمه فمهآ مآطه بوزهآ كنهآ تذكرت شي: أوف .. نسيت الشنطـه !!


طلعت من غرفتهآ متسحبه بهدوء لحد مآدخلت غرفة تغريد مره ثآنيه وهي تفتح دروج الشنآط: أطبقت شفتيهآ مميله فمهآ لليمين بقرف: مره ذوقك خايس ومنحط يآتغريد ..
رفعت شنطه بيضآء متوسطة الحجم بزخآرف مآركة لويس فيتون كنّهآ هي السنعـه بينآتهم وهي رآفعتهآ بـ الهوآ تشوفهآ: آمممم مووش بطآله هذي ..
دخلت بوكهآ وجوآلهآ وتوجهت لتسريحتهآ رآفعه قزآزة عطر من العطور وصآرت ترش مغرقة نفسهآ وهي مآطه رقبتهآ لورآ ومغمضه عيونهآ بملآمح إنقرآف ..
حطت يدهآ على فمهآ وأنفهآ بعد مآنزلت القزآزه وهي تكـحّ: كــــح كــححح كـح وش هآلريحه الخآيسه بعـد !! حسبي الله عليك يآتغريد وحسبي الله علك يآمآلك .. رجعت طرف طرحتهآ ورآ ظهرهآ : يلآآ يلآ مآعليـه .. كذآ تمآم ..


طلعت من الغرفـه وأول مالتفتت من بعد مآسكرت البآب إلآ وتشووفهـآ بوجههآ كآنت توهآ طآلعه من غرفتهآ المقآبلة لغرفة تغريد ..
عقدت حآجبيهآ بإبتسآمه هآديه: تغريــــد !!
دآرين وإللي حست قلبهآ غآص ببطنهآ من رعبهآ وهي تشوف ميسم قدآمهآ ..
إبتسمت دآرين بتوتر وهي تبلع ريقهآ وترمش بعيونهآ .. وآلحين إن آكتشفت ميسم هآلتنكر والتزييف كلّه وش بيكون مبرري .. للحين مدري وش النتيجه إللي يشوفونهآ من بعد هآلتنكر .. هلّ أنآ فعلاً تغريد ولآ دآرين بس بشكل مختلف شوي ..


ميسم وهي تقرب صوبهآ بكرسيهآ المتحرك: واليوم بعد طآلعـه .. إنتي متى أشوفك يومين ورآ بعض بـ البيت !!
إنحنت دآرين عليهآ مبتسمه وهي تبوسهآ من خديهآ ومآسرع مآ أبعدت عنهآ تآركتهآ بدون ردّ .. كآنت تركض للسلآلم بتعمد حتى مآتشآركهآ ميسم بـ الأسنسير لآمنهآ نزلت فيـه !
" يآويلك يآدآرين لو أحد بعد شآفك شلون مآحسبتي حسآب لهآلشي !!! لو أمك شآفتك ولآ وآئل !! السآلفه مو سآلفة شكل .. وش بيصير لو تكلمتي !! أكيد بتنفضحيـن ! "


توهآ بتمد يدهآ على أكرة البوآبه الحديده بـ المدخل إلآ وتوقفهآ شغآلتهم: مــآمآ تكريــد (تغريد)
تسمرت مكآنهآ وهي تبلع ريقهآ بخوف وتلتفت عليهآ بترقب ..
كملت الشغآله: مآمآ تكريد .. مآمآ كبير قول تبغى إنتآ !
تبسمت لهآ دآرين وهي تهز رآسهآ بـ الموآفقه .. بآدلتهآ الشغآله الإبتسآمه وهي تقفي عنهآ للدآخل ..


فتحت البآب بسرعه .. كآآآفي مآتبي تظل بهآلبيت أكثر .. من بيشوفهآ بعد غير ميسم والشغآله وثنينآتهم حسبوهآ تغريد
لوت فمهآ بقرف وهي تقلب عيونهآ: هذآ عآد يوم القرف العآلمي .. ألبس من ملآبس تغريد وأتعطر بعطرهآ وتقآبلني هآلحقيره ميسم لآ وبعد أتبسم لهآ وإللي يقهر إني أبوسهـآ بعـد .. رحمتك يآربي فيني "


أشرت لهلآل السآيق حقهم وهي تنزل على السلآلم الرخآميه للفيلآ حقتهـم ..
وقفت تتآبعه وهي تحس بـ الثوآني سآعآت ... تهز أصآبعهآ بتوتر على مسكـة الشنطه وتتلفت حولهآ بترقب ..
بققت عيونهآ كنهآ تذكرت شيّ " أوووووووففف يآويييييلي يآوييييلي من إللي وصلّ تغريد لصديقآتهآ !!! هلآل !!! يآويلي وش بيقول !!! وصلت تغريد وهذي تغريد ثآنيه !!! وش أسوي معك يآلبنغآلي إنــت !!!


وقف قدآمهآ بـ السيآره .. نزل بعدهآ وهو يفتح لهآ البآب منزل رآسه للأرض: مآمآ تكريـد
تمت ثوآني تنآظره وهي رآفعه حآجب وآحد بحده مآسرع مآتبدلت هآلملآمح لإبتسآمه وهي تركب بـ السيآره وتتوعد حآلهآ بخآطرهآ " والحين رفعـة هآلحآجب بتودينـي بدآهيه مآشيّ بيفضحني غيرهآ .. يآلله عورنـي وجهـي كثر مآتبسمت فهآلخمـس دقآيق !!

نآظرت بـ هلآل وهو يحرك لبرآ الفيلآ " حتى إن هلآل مآ ميزنـي ويقول لي بعد مآمآ تغريـد !! ولآ ظهر عليه أي تعبير إستفهآمي كون إني تغريد وبطلع للمره الثآنيه ! أشوى إنك بنغآلي خبل !!! الله سترهآ بـ الطلعه .. عقبآل الرجعـه !



======
-----------
======



بـ مصـر .. وبعد مآمرت سآعه من بعد إرسآلهآ للرسآله .. كآن الوقت 6 المغـرب ..

ركنت سيآرتهآ وهي تطلـع الرصيف دآخله الكآفيه إللي هو already على الرصيف مكشوف مطلّ على الشآرع .. عقدت حآجبيهآ بإبتسآمه وهي تشوفه جآلس على نفس الطآوله ..

ورده بإبتسآمه وبعدهآ ملآمح الإستغرآب على وجههآ: السلآم عليكم
بآدلهآ الإبتسآمه وهو يأشر لهآ بيده تتفضل: وعليكم السلآم .. شلونك
ورده: الحمد لله تمآم .. كل عآم وإنت بخير .. مره ثآنيه غير إللي بـ الرسآله ..
رفع حآجب وآحد مميل فمه المشدود بإبتسآمه مقطوعه .. هز رآسه بآلإيجآب بمعنى " مآعليـه " : وإنتي بخيـر ..


ضيقت عيونهآ بمكر: خليني أخمن .. إنت كنت هنآ أصلاً قبل حتى مآ أرسلك الرسآله .. صـحّ !
ميل رآسه بآلموآفقه وهو مغمض عيونه بتأكيد ..
مآكآن ردهآ إلآ إبتسآمه خفيفه مآسرع مآختفت وهي تمسح المكآن بعيونهآ بنظره مشتته مآ أخفت من توترهآ وكأن أحدن غآصبهآ على هآللقآء !
سند بجديّه: كمّ مرّ من بعد أول جلسه لنآ على نفس هآلطآوله !


بلعت ريقهآ بإحرآج - همست بخفوت - : شهـر .. شهـر رمضآن ..
سند: آمم حلـوو .. طيب ليش مآ أرستلي لي بمنآسبة رمضآن .. بإيش فرق العيـد عن رمضآن لأجل تهنيني فيه !
ورده بجديّه: مآهوب فرق منآسبآت .. مآغير إنشغلت شـوي .. تقدر تقووول كنت أسوي تحريّآتي عنك
رفع حآجبيه بإستغرآب وعلى ملآمحه إبتسآمه حسيّه عبرت عن تسآؤله !
حركت ورده رآسهآ بتأكيد: آممم أيوه .. مو عرفت منك ذآك اليوم إن أبوي هو أستآذك .. وكنت تتدرب عنده .. سألته عنك وعرفت كل تفآصيلك


رفع حآجب وآحد وكنه وصل للي يبيه .. ليش تهتم وتسأل عن تفآصيله إلآ إن كآنت السنآره قد غمزت !! : أتمنى يكون مآعرفتيه قد أشبع فضولك وأرضى توقعآتك
ورده: آمممم الحقيقه إني تفآجئت أكثر ..
سند: ليـش ؟!
رفعوآ ثنينآتهم رآسهم للويتر إللي سألهم عن طلبآتهم موجه نظره لـ سند: تحب تطلب قهوه تآني حضرتك ؟!

سند: أوكيـه .. شوف الآنسه وش تحـب !
ورده بإبتسآمه للويتر: ice-tea لو سمحـت ..
بعدهآ عيونهآ تدور بـ المكآن بضيآع وتوهآن .. كنهآ تتعمد تتحآشى نظرآته لهآ .. وهآلشي إللي كآن مريحه لأنهآ بإعرآضهآ عنه سمحت له بإفترآسهآ بنظرآته التفحصيه لهآ بإعجآب .. وتصوّر إنه لو يتمّ من هآللحظـه لمآ بعدهآ مآرحّ يشبـع من شوفتهآ .. وش هآلسحر إللي فيهآ ! مآتملك الملآمح الأنثويه الصآرخه أو الملآمه البريئه الهآديه .. كآنت عآديه .. بس فيهآ سحـر .. فيهآ شي يأسـر .. مآيدري وشهـو !!


أعآد عليهآ سؤآله بتفصيل أكثر بعد مآطآل صمتهآ وهي مآغير توزع إبتسآمآت إرضآء لكل الموجودين حولهآ: وشهو إللي إستغربتيـه من تفآصيل حيآتي ؟!
توّ مآسألهآ كآنت موجهه له نظرهآ بإنتبآه وكنهآ كآنت منتظره تسمع منه أي حكي .. فتحت فمهآ ببلآهه: هــآه ؟!!
إبتسم بخفه الإبتسآمه إللي أظهرت قوآمة أسنآنه ورتآبتهم بشكل جذآب .. بلع ريقه وهو يعيد مآقآله: سألتك .. وشهو إللي إستغربتيه من تفآصيل حيآتي ؟!!



رفعت ذقنهآ بإستيعآب بمعنى " أهـآآآ " : آممم يعنـي .. وضعك بمصـر .. درآستك للقآنون .. وشغلك بمكتب محآمآه بمرتب ضعيييييف .. بـ الموووت يأكلك .. في حين إنك تكون ولـد مسفر المرشـد ... سنـد مسفـر المرشـد .. أبوك مسفـر .. واخوك مآلك .. معروفين مآشآلله .. ليش إنت حآلك كذآ ..
سند: وليش مآسألتي هآلسؤآل للي قد سرب لك هآلتفآصيل ؟!
ورده بجديّه: أنآ مآغير سألت عنك مستفسره عن أحوآلك ومن تكون .. وأبوي هو من أجآبني ..
سند بجديّه أكثر وهو يسألهآ : صدق إللي تقولينـه !


حركت رآسهآ بآلإيجآب ..
بعده مقطب ملآمحه بإستفهآم .. فهمت عليـه وكملـت: مآفيهآ شي .. أبوي مآيمآنع علآقتي مع أحد أو إختلآطي حتى وإن كآن هآلشخص له علآقه فيـه .. أبوي وآثق فينـي وأنآ ثقتي فيـه أكبر .. مآ أدس شي عنـه .. فلآ تشغل فكرك بأمور مآلهآ دآعي ..

أسند أكوآعه على الصآوله شآبك أصآبعه ببعضهم وسآند ذقنه على يدينه المشبكه .. سفـه كلآمهآ الأخير له وهو يجآوبهآ: حآبب أثبت نفسي بشي كثير عآرضوني فيه ..
ورده: الإصرآر على الفشل .. إنك تستمر بموضوع وإنت تدري إن نهآيته الفشـل هذآ هو الغلط بعينـه .. تعآند نفسك إنت أجلّ ؟


سند بهدوء وقد أظلمت عيونه العسليّه بنظره نآعسه سآحره: أبي من يدعمنـي بإصرآري على فشلـي .. وقفـي معـي ورده
بلعت ريقهآ بتوتر وهي تبعد نظرهآ عنه " وش فيك الحين وردووووه مآلت عليك ليكون بيطيحك بهالحركات !! ياويلي بس من نظرة عيونه !!! وليش بعد ينعم صوته كذآ !! "

كمل سند: تركت لـ مآلك أخوي الجمل بمآ حمل ..
عقدت ورده حآجبيهآ مضيقه عيونهآ بإستفهآم ..


كمّل سند: أنآ الأخ الأكبر .. ولـد الزوجه الأولى .. الزوجه المصريه .. المطلقـه .. عفـت كل شي مآهتميت ولآ سألت .. تنآزلت عن كل شي وتخليـت لأجـل أمـي .. أمي إللي بحيآ وأموت بس عشآنهـآ .. مآيهمنـي إسم مسفـر المرشد ولآ أموآلـه .. ولده مآلـك أولـى ! انآ مآ أكآبر ولآ أعآند نفسي ولآ أحآول أثبت شي لمسفـر أو حتى مآلك .. مآعمرهم هموني لأجل أعآني بس عشآن أثبت لهم أي شيئ .. مآ أعآني إلآ لأجل أمي .. أمي المسئولـه منـي الحيـن من بعد زوجهآ إللي قطهآ بـ الشآرع بأمر من زوجته السعوديه الثانيه - أردف بإبتسآمه - زوجتـه أم مآلك ..
نزلت عيونهآ وكل علآمآت التعجب والإستفهآم فوق رآسهآ يدورون " شلون يكون صريح كذآ ومبآشر بأمور خآصه فيه بهآلشكل ومع وحده هذآ يعتبر أول لقآء له معها .. وش إللي ترمي له يآسنـد بفتحك لكتآبك وكشف أورآقك لي !! "


ورده بإبتسآمه هآديه رآفعه حآجب وآحد ترمقه بنظرة إعجآب: فيـه بينآتنآ شيّ مشترك !
أردفت بعد مآفهمت تعبيره الإستفهآمي: ثنينآتنآ من أبّ سعودي وأمّ مصـريـه !

فك يدينه المشبكه وهو يشوف الويتر يقدم لهم الطلبآت ...
أشرّ له بيده تشرب: تفضلـي الأول إشربي .. بيجي دورك الحين
فكت الشآليموه (المزآز) من بين شفتيهآ إللي إنفرجوآ ببلآهه وعدم فهم لكلآمه !!
سند: أبسألك الحين وأبي أعرف .. مثلمآ سألتي وأنآ مآقصرت ..


حركت رآسهآ بآلإيجآب مبتسمه: تفضـل .. وش تبي تسأل ..
سند بسرعه وكنه مجهز السؤآل من قبل مو توه وليد اللحظه: آمممم أبي أعرف .. أستآذ معآذ المآلكي .. - أشر بيده عليهآ - أبوك طبعاً .. ليش مستوآكم المآدي أقل بكثير مقآرنة بـ المستوى المآدي لـ شبيب المآلكي .. إللي يكون عمّك !


إتسعت إبتسآمتهآ وهي تهز رآسهآ بـ النفي " وآلله شكله مو سهل هآلسند .. الحين يردّ لي السؤآل بـ الضبط يوم إني أسأله عن فرق المستويآت المآديه بينه وبين أبوه واخوه الأصغر !!! "
نزلت الكوب من يدهآ بآلعه ريقهآ إستعدآداً للكلآم: شوف .. هذي قصـه طويلـه ..
فرد كفيه الإثنيه قبآلهآ بمعنى خذي رآحتك - بنبره هآديه - : وأنآ معي كلّ الوقـت .. أسمعك
ورده بتحذيـر: بقول من أووووول


حرك رآسه بتأكيد وهو يرفع كوب القهوه التركيه السآده لفمه ..
تنهدت بعـمق .. أردفت بعدهآ: شوف .. عآيلتنآ بـ الأسآس عآيلة المآلكي مآهم أثريآء .. مستوآنآ عآدي متوسط .. مستوى كثيييير من الناس .. إللي هو المستوى إللي أبوي فيـه .. مآفيه أي غموض بـ النسبه لنآ .. أمآ السآلفه كلهآ فهي تخص عمـي شبيـب وسبب هآلثرآء الفآحش إللي يملكونه ..

سند بإنتبآه: وآلسبب ؟!


ورده: السبب هو زوجـة عمـي .. زوجـة عمي حرمه ثريـه بـ الأصـل .. بنـت نآيف السوآط .. نآيف السوآط .. قصّته إنه رجل بـ الحييييييييييييل ثري .. ثروته هذي تألف لهآ وعليهآ أسآطير .. الحقيقـه إنه أب لـ بنتين وثلآث عيآل .. ومأسآته إن عيآله الثلآث كآن فيهم مرض ورآثي والصدق إني مآدري عن طبيعة هآلمرض ! من إللي سمعته إن عيآله الثلآث على الثوآلي كل مآتمّ أحدن فيهم الـ 18 من عمرّه .. قآم تعــوّق ! مآعآد يقدر يتكلم بشكل طبيعي .. يتحرك .. يفكـر .. ثم يموت ! هآلبلآء كآن بعيآله الثلآث وإللي بقدرة الله مآصآب بنآته .. بقلـة حيله منه بـ الأخير قرر يزوجّ بنآته الثنتين لإثنين من أكفأ موظفيـه لأجل يحآفظون همّ ع كل مآبنآه وأسسه .. يلقى رجآل بظهره من بعده يثق فيهم يقدر يسلمهم إسمه .. وإللي كآنوآ مثلمآ يقولونهآ " ذرآعه الأيمن " .. من كآن !! كآن عمـي شبيب وآحد .. والثآنـي مدري عنـه .. بس هو رجّآل مصري ..


تزوجوآ بنآت نآيف السوآط ثنينآتهم .. وإللي بزوآجهم إنتقلت كل الأملآك لهم ولأزوآجهم .. عمي وإللي مآكآن يضيع أبدّ أي فرصه قدر فعلاً يستغل هآلزيجه لصآلحـه أتمّ إستغلآل .. أمآ هذآك المصري .. حزت بخآطره يعلى ويرتفع بآسم مرته مو بإسمه هو .. رفـض .. رفض إنه يطول أي شي من أملآك عآيلة السوآط .. حتى بعد مآ إنتقلت ملكيتهآ من إسم زوجته لإسمـه تمّ نصيبه محفوظ إلى اليوم إللي توفى فيـه عمـي شبيب وتولـى إبنـه رآئـف الإدآره من بعده ...
تنهدت بعمـــق: آآآآآآآآآآآآهـ .. وهذي هي القصـه بإختصآر !



======
-----------
======


يتبـــــع ...


:::

~FANANAH~ 10-08-16 06:56 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======

بعدنآ بـنفس أحدآث ثآني يوم عيـد .. بس بمكآن قلّه من يحتفلون فيـه ..
بـ نيويوركـ ..

شبكت أصآبع يدينهآ الثنتين وهي ضآمتهم لصدرهآ وترمش بعيونهآ بنظرآت حٌـبّ طفوليه للصينيـه إللي عدتّهآ مخصوص لـه .. وجبـة سـي فـود وإللي كآنت بس ريحتهآ كفيلـه بـ إنهآ تحسسك بـ خدر كآمـل ! وجبتـه المفضله .. مأكولآت بحريـه !

من أمس ومآشآفتــه ! ولآ قبل أمسّ .. من يوم مآجآه خويّـه ولآ هيب قآدره تتلمّ عليه .. عرّفهآ عليـه بأول يوم وصوله معرفـه سطحيـه مجرد تعآرف أسمآء .. آدم و ليـلآ ! وتركوهآ ثنينآتم بطلعـه .. للرجآل فقط .. وإللي تقريباً كآنت تدري ويـن !!


حتى أول يوم عيد وإللي كآن أمس !! طلع ومآشآفته غير 6 الصبـح اليوم ! حتى إنه مآعآيدهآ ! جتّ من خويـه إللي عآيدهآ بلطـف أول يوم وهو يشدهآ من خدهآ الأيمن بمـزح معطيهآ دولآر وآحد عيديـه !!
" مآجت منك وجت من الغريب يآنجــم !! إنت وش سآلفتك معـي !! يوم عســل وعشـره بصـل ! وش إللي يغيرك بظرف ليلـه وضحآهآ !! مآنيب قآدره أفهمك ولآنيب قآدره أتحمل هآلجفآ بـ المعآمله أكثر ! "


رفعت الصينيه وهي تركل البآب الفآصل بينآتـهم برجلهآ ..
نجم بنبره جآهره: هـــآآآآآآ
ليلآ بنفس النبره الجهوريه: إفـــــــــتح البآآآآآآآب
نجم: تعآلي من البآب الخآرجـي .. مآرح أفتح هآلبآب
عقدت حآجبيهآ بإستفهآم: وليييييــش !
نجم: أجل إنطقي مكآنك .. لأني مآرح أفتح هآلبآب
لوت فمهآ وهي تتوجه لبآب شقتهآ تفتحه بعد مآ أسندت الصينيه على كفّ يدهآ الثآنيه .. رافعتها بيد وحده


بعد مآدقت جرسـه بهدوء .. فتح لهآ البآب بآخره وهو يقفي عنهآ للدآخل حتى إنهآ مآ أمدآهآ تشوف وجهه !!
مشت ورآه وهي زآمه شفتيهآ تمنـع رجفـة ذقنهآ إللي إهتز بقهر وشكلهآ الحين بتبكـي !
إلتفـت لهآ بعد مآطولت مكآنهآ وهو وآقف قبآل مرآيـه طوليّـه مثبته على كمره بآرزه بجدآر صآلته وهو يعدل خصلآت من شعره الكثيف الفآحم وإللي رآفعه آسبآيكي ضآم فمـه ماطه لقدام يدندن: وش عندك إنتي !
رفعت الصينيه بوجهه متصنعه الإبتسآمه: سويــت لك أكل
أعرض عنهآ بوجهه وهو ينآظر شكله بـ المرآيه: مآني جوعآن
ليلآ: رآآجــع نفسك .. هذي وجبة سي فووود !
التفت لهآ مره ثآنيه .. تمّ ثوآني ينآظر بـ الصينيه وبعدهآ رجع ينآظر بشكله سآفههآ: قلتلك مآني جوعآن


آدم وإللي كآن برآ وتوه دآخل الشقـه إللي كآن بآبها مفتوح من بعد دخلة ليلآ وهو يسمـع آخر كلمآت نجم ( قلتلك مآني جوعآن )
آدم بصيآح وكنه يبي يلحق على شي: أنــآآ أنآآآ ..
إلتفتت عليه ليلآ ورفع نجم له رآسه ..
كمل آدم وعيونه على الصينيه بيد ليلآ وهو يفرك كفيه ببعض ويمصمص شفتيه بلسآنه: أنآآ جوعـــآآآن

ليلآ بـ إبتسآمه: هذآ سويته لنجـم .. الحين بروح شقتي وأسويلك
نزل آدم الأغرآض من يده وإللي كآنت أغرآض بقآله وهو يقرب صوب ليلآ ويآخذ الصينيه من يدهآ: وليش تسوين لي .. هذآ نجم قآلك مآيبي يآكل ومآهوب جوعآن .. أنآ بآكلـه .. أنآ جوعآن ..


ليلآ وهي تشد منه الصينيه بحذر لآيطيح شي من شوربة الروبيآن والكآبوريآ وهي ملتفته لنجم تنتظر منه أي إستجآبه بس مآكآنت تشوف غير السفـه منـه وهو بعده يعدل شعره: بــسسسس ......
آدم بعد مآ أخذ منهآ الصينيه: وشهو إللي بس .. ليلآ ودي أعرف بس ليش تتعنيـن لأجل هآلخآيس !! عبآلك هذآ ينسى نفسـه ! ترآه طآلع مشوآر مع وحده من إيآهم وبيتعشى ويآهآ برآآ .. لآ تتعبين نفسك .. تعآلي تعآلي ترآني مرآآ تعبآن .. أكلينــي طلبتك تكفيــن
بققت عيونهآ وهي تشوفه سآيح ع الكنبه الحمرآء والصينيه على رجوله ويأشر بسبآبته دآخل فمه بحركه طفوليه: أء أء .. يلآ أكلييييينــــي



إلتفت له نجـم وهو يرمقـه بنظرة حآقده يتوعده فيهآ بشرّ !
سفهــه آدم وهو يأشر بيديه لـ ليلآ إنهآ تقرب منه وتجلس جمبه ..
هآلنظرآت الحآده الحآقده إللي كآنت تحمل إشآره من نجم لـ آدم مآلآحظتهآ ليلآ بسبب إنهآ كآنت معطيه نجم ظهرهآ وبعدهآ وآقفه مبققه عيونهآ وتنآظر بـ آدم ...


رفعت كتوفهآ بهزه بسيطـه بمعنـى " إيه مآعليـه " وهي تتوجه صوبه .. توهآ بتخطـي إلآ ويده تجرهآ من معصمهآ بقوه وتثبتهآ بمكآنهآ ..
إلتفتت لنجم إللي كآنت نظرآته شرسـه .. كآن يتوعد آدم بحقـد .. بس للحين مآفهمت وش إللي ببآل نجم وليش ينآظر آدم بهآلشكل والغريب ردّ فعل آدم إللي إرتسمت على شفتيه شبح إبتسآمه إستمتآع مآكره سآفـه نجـم ونظرآته المتوعده لـه !
ليلآ وهي رآفعه رآسهآ لأجل توصل نظرآتهآ لنظرآته - سألت نجم ببلآهه - : وش فيـه ..


نزل عيونه لهآ بعد مآتحركت عضلـه بفكـه السفلـي وهو رآص على أسنآنه بحقـد: إنتي الحين تسكتين ولآ كلمـه .. فآهمــه
آدم بإستفزآر لنجم: وش فيك إنت !! مو كنت طآلع لمشوآرك .. يلآ توكـل .. ترآ عيب تنطـر اللللللللللــ - مطهـآ بقصـد - الــ ليديز بروحهـم !


زفر نجم نفس مكتوم وهو مطبق شفتيه .. هذآ آدم يعرف نوآيآه مآغير يبي يستفزه أو يخليّه يقرّ بشي هو أنكره يوم سأله عن طبيعـة علآقته بـ ليلآ من بعد مآشآفهم بوضع حميم بأول يوم وصلـه .. وإنكآر نجم هآلشي ورفضه له رفـض قآطــع ! " ليـلآ !! هــه .. أنآ وليــلآآ !! ههههههه يآآخي مستحيــل .. مآهي من نوعي أبدّ .. وإللي أحسه تجآههآ مو شي عآطفـي أبدّ من إللي ببآلك .. لآ تطفشني أكثر وإنت تسأل .. هآآ قللي وش أخبآر السعوووديه ترآ مره مشتآآآآآآآق " !!!!

نجم بأمر لـ ليلآ: إذلفي لشقتك ولآ تطلعين منهآ
عقدت حآجبيهآ بإستفهآم: أذلــف !!!


طير عيونه للسقف بنفآذ صبر متذكر .. برغم إنهآ تتكلم سعودي زين بس مو كل الكلآم تفهمـه ! وبـ المقآبل آدم إللي إنحنى برآسه وهو يخفي إبتسآمته ..
نجم بأمر: روحي لشقتـك ..
ليلآ لـ آدم: آدم إنت بتروح معـه ؟!
هز آدم رآسـه بـ ( لآ ) وبعدهآ ملآمح الإستمتآع على وجهه تستفز نجم أكثر وأكثر ..

نفضت ليلآ معصمهآ من يد نجم بقوه وهي ترمقه بنظره حآقده: أنآ بظـل مع آدم ..
نجم من بين أسنآنه: ليـلآ .. قلتلك .. روووحي .. شقتك .. أ لـ حـ يـ ن !

رفعت ذقنهآ بتحدي: وش يعني أروح شقتي !! إيه مآعليه بروح شقتي .. توجهت لـ آدم وهي ترفع الصينيه عن رجوله موجهه كلآمهآ لـ آدم: آدم تعآل معـي شقتـي .. دآم مآيبينآ بشقتـه ..

إلتفتت لـ نجم ورمقته بنظرة تحقيريه من فوقه لتحتـه .. آدم وهو يآلله كآتم ضحكتـه ومآيدري عن قصد ليلآ هل تبي تسآعده فـ الأدآء ويقهرون ثنينآتهم نجم ولآ جت معهآ بـ الصدفـه ومآتقصد بهآ شي !

تمّ نجم ينقل نظره بين ليلآ وآدم زآم شفتيه بقـرف وبعدهآ طلـع من شقتـه مآخذ جوآله ومفآتيح درآجته النآريه .. ببـروود سآفههم ..

بعد مآطلع نجم .. إلتفتت معقده حآجبيهآ بـ إستفهآم لـ آدم إللي صفق بيدينه وهو رآفع حآجب وآحد بإعجآب ..
ليلآ: وش فيـه !!
رفع أصآبعه الثلآث بـ الهوآ وهو زآم آخر إصبعين السبآبه والإبهآم بمعنـى ( أوكيـه ) : إنتي كذآ تمـآآآآآآم
بعدهآ ليلآ معقده حآجبيهآ: مآفهمــت !!
آدم بجديّه: الحين ليلآ بتحكين لي كـــللللللل السآلفه
ليلآ: أي سآلفـه !
آدم: سآلفتك إنتي ونجـم ..


زفرت نفس بطفش وقلة حيله بآديه على ملآمحهآ إللي وهنـت: آآآآآآخ بـس .. وإن كآن فيه سآلفه بينآ كآن هذآ هو حآلي ! مآفيه سآلفه يآ آدم وهذآ إللي قآهرني .. مآدري أنآ إيش أكون لـه !! مآ أدري هو شلون ينآظري .. بـ أي شكـل وبـ أي طريقـه .. ولأي علآقـه !! أبي إسم وآضح وصريــح لنوع العلآقه إللي تربطنــآ !!!

بلع آدم ريقـه بعد مآلوى فمـه لليميـن - بجديّه سألهآ - : يعجبـك نجـم ؟!

تمت لحظـه تستوعب سؤآله الصريح والمبآشر لهـآ .. نزلت رآسهآ للأرض وهي تهزهآ بـ الإيجآب ..

ربت آدم على الكنبه يحثهآ تجلس جمبـه .. بخطوآت متثآقله وهي تنزل الصينيه على الطاوله الصغيره .. وصلت عنده وآرتمت بظهرهآ على الكنبه جآلسه جمبـه كتفهآ بكتفه ..

آدم: وش سآلفتك إنتي يآليلآ !
التفتت له بملآمح ثآبته: شلون يعنـي ؟!
آدم: من تكونيـن ! وش قصتـك !
تمّ ينآظرهآ منتظر منهآ إجآبه .. تقطبت ملآمحه بـ إستغرآب بعد مآتلآ صمتهآ إبتسآمه سآخره إرتسمت على طرف فمهآ ..


أردف آدم بإستفسآر: وش فيـه !!
ليلآ بهمـس: آشكثر تمنيت إن نجم هو إللي يسألني هآلسؤآل .. مآهتـم .. مآ هتم أبدّ لأني مآ أهمّـه ..
آدم بإستفسآر: ليش نجم مآيدري عنك شي !
لوت فمهآ المطبق بأسى وهي تهز رآسهآ بـ النفي ..
آدم: وآنتي تدرين من هو نجـم ؟!
هزت رآسهآ بـ الإيجآب: كـــــــــــــــــــلّ شـــــــــــــيّ
حكّ خده بعد مآ أبرزه بلسآنه من دآخل فمه: آممممم وتدرين إن أمه إسمهآ مروه ؟!
إلتفتت له ليلا معقده حآجبيهآ وعلى وجههآ شبح إبتسآمه من هآلسؤآل الغريب !!!



إتسعت إبتسآمة آدم إللي تحولت بعدهآ لضحكه: هههههههههه .. إيه مآعليـه .. تعآلي - حآوطهآ بذرآعه إللي إمتد على كتوفهآ من فوق الكنبه وهو يقربهآ عليه -
كمل بلهفـه: وآلحين أنآ أبي أعرف عنك كــــــــــــــلّ شـيّ .. هـآآ مآعندي شغلـه غيرك اليوم .. ومعنآ من الحيـن لآآآآآآآخـر الليل .. هآآ أسسسمعك
إتسعت إبتسآمتهآ وهي تبعد عنه وتعدل من جلستهآ ثآنيه رجلهآ اليمين تحتهآ ورجلهآ اليسآر بـ الأرض وهي تهز ظهرهآ ريحه وجيّه كنّهآ مآصدقت ..


وبـ المقآبل آدم إللي قلدهآ بجلستهآ وصآروآ مقآبلين لبعـض .. رفـع صحـن جمبري مقلـي وبدآ يتنآوله بشره وهو يتلذذ بطعمـه بنشوه وآضحه: آمممممممم تسسسلم إيدك ..
ليلآ بإبتسآمه: حلــو !!
آدم وإللي إختنق صوته وصآر أضخم من كثر الحشر إللي بفمه: آمممم يجنـن .. هآآ قولـي إنتي وش عندك .. من تكونيـن يآآآآآليـلآ


أسندت كوعهآ اليمين على ظهر الكنبه وأسندت رآسهآ على كف يدهآ - بهـدووء بدأت تسرد قصّة حيآتهآ بدون مقآطعه من آدم وإللي مآكآن يصدق إللي يسمعه منهآ وكنـه يقرآ قصّه خيآليـه ,, من أول نفس تنشقته بعد مآشآفت عيونهآ النور .. ليلآ وإللي تمت 4 أشهر بدون إسم من بعد ولآدتهآ .. هي فـ الحقيقه سعودية الأصل من أب و أم سعوديين .. بعمـر الـ 19 بجآمعـه بنيويوركـ ومثل كلّ القصص

العآطفيه إللي تجمـع بين إثنيـن بس للأسف كآنت العلآقه مختلفه بين وآلديهآ وإللي جمعت بينآتـهم بشكل خآطـى .. بشكـل مرفوض .. بغلطـه .. غلطـه كآنت نتيجتهآ هـي ليــلآ .. وإللي كآنت هآلنتيجه هي سبب أنفصآل من كآنو هم سبب بوجودهآ .. طبعاً تخلى أبوهآ عنهآ رآفضهآ رفض قآطـع وإللي مآتدري عنه أي شـيّ .. أي شي بمعنى كـلّ شـيّ

حتى وإن إسـم .. حتى لو إسم مزيـف إخترعته لهآ أمهـآ ( فآطمـه ) .. أمهآ إللي مآتنآزلت عنهآ
لظروف خآرجه عن إرآدتهآ ! .. بعد 9 شهور من حمل شآفت ليلآ النور بعيونهآ الصغيره دآكنة اللون .. مآتدري هي بملآمحهآ تشبـه لأمهآ فآطمـه إللي مآتتذكر شكلهآ ولآ حتى معهآ صوره تذكرهآ بشكلهآ

.. أو هي بملآمحهآ تشبه لأبوهآ إللي مآقد شآفته ولآ عرفته !! فآطمـه واللي كآنت صديقـه مقربه من كآرين اللبنآنيـه .. صديقآت درآسه وسكـن وآحد بنفس الجآمعه .. كآنت بوقتهآ كآرين مرتبطه بـ جوزيف شآب بـآلـ 24 من عمرهـ وإللي كآن عآمل بمخبز صغيـر ... من بعد حمل فآطمه وظروفهآ

الصحيّه الحرجه بوقتهآ لأنهآ كآنت بـ الأسآس صآحبة مرض ! مآقدرت تجهضدهآ لأن بيكون فيه خطر كبير على حيآتهآ .. قررت الإحتفآظ فيهآ لحين ولآدتهآ .. مآتنآزلت عنهآ ! ولآ قطتهآ بملجأ .. ضمتهآ لحضنهآ .. أرضعتهآ من حليب صدرهآ .. تمت 4 شهور بدون إسم .. أربع شهور محآولآت جآهده وعنيفـه مآكلّت منهآ ولآ ملّت بإسترضآء أبوهآ إنه ينسبهآ له بس للأسـف ! بآءت كل محآولآتهآ بـ الفشل .. قررت بـ الأخير تنسبهآ للعدم .. كطفلـه لقيطـه .. أو مشرده .. أو طفلـه من أطفآل الملآجئ اليتآمـى ! كآن ليلآ هو معرفهآ إللي إختآرته لهآ كآرين بلحظـة مزح من بين أسمآء كثيره إحتآرو فيهآ ..
كآرين بمزح: فآطمـــه شو بيييييك إرسي على إسم البنت صآر لهآ أربع شهور بدون إسم وصآر لنآ يوم وليلـه نفكر بـ إسم
فآطمه: إيه مآعليه تنتظر شوي .. وترآنآ مآكملنآ يوم .. بعدهآ ليلـه
كآرين: ليلـــه !
فآطمه بإستفهآم: ليـله ؟!!!!
صفقت كآرين بيدينهآ وكأنهآ لقطتهآ: ليــــــــلــــــــــــه .. هيدي هو .. بنسميهآ ليـله .. وتنطـق ليـلآ .. شووو ؟!!



تربت ليلآ وشبّ عودهآ على يدين أمهآ إللي كآنت بحضآنتهآ لمدة 4 سنوآت درآسـه وسنتيـن تآليـه درآسآت عليّآ لأمهآ وإللي كآنوآ حجه لهآ لأجل مآتبعد عنهآ وتتمّ بـ أمريكآ للدرآسـه !

وهي بـ السآدسه من عمرهآ فآرقتهآ أمهآ ولأول مره .. ويييييين وويـن على مآكآنت تشوفهآ بـ آلسنه كلهآ إسبوع وآحد إجآزه .. أمهآ إللي ردت لديرتهآ .. تزوجت وأنجبـت وإستقرت بحيآتهآ بينمآ هيّ

كملت حيآتهآ مع كآريـن بأول سنوآتهآ من بعد السآدسـه من عمرهآ .. كآرين إللي إنضم لهآ جوزيـف بآلسكن معهآ بحكم علآقتهم ( غير شرعيه طبعاً ) لحد مآتمت هي الـ 12 من عمرهآ .. بوقتهآ تتوجت

علآقة جوزيف وكآرين بربآط مقدس .. ربآط الزوآج الكآثولوكـي ! كآنت حيآتهآ مستقره حتى بعد دخول جوزيف عليهآ لحد مآ أتمت مرحلة بلوغهآ من سن الـ 16 للـ 20 .. بوقتهآ تبدل جوزيف .. تغيرت

أحوآله .. تخبط بحيآته المهنيـه .. من وظيفه لوظيفـه لحد مآ خآرت قوته وهبطـت عزيمـته وكآنت الكنبـه الإسفنجيه بـ الصآله والمبآريآت الريآضيه مفـرّ لـه ! شآلت كآرين هي عبئ البيت والمسئوليـه

.. مسئولية نفسهآ وبيتهآ وزوجهآ المقعـد وبنـت مو بنتهآ ... طبعاً مآكملت درآسه ثانوي وقفت بعد اول سنه .. بـ المقآبل قدمت لهآ كآرين بمدرسه لتعليم فنون الطهي بعد مآ إكتشفت فيهآ شي وكآن

هآلشي من صغرهآ هو حبهآ للمطبـخ وللطبـخ ! آشكثر كرهت نفسهآ وقتهآ وهي تحس حآلهآ حمل ثقيل وعبئ كبير على كآرين .. انقطعت زيآرآت أمهآ فآطمـه من تقريباً 5 سنوآت .. يعني وهي بـ 17 من

عمرهآ .. كآنت تخلص دروسهآ وتدآوم بـ وظآيف مؤقته بروآتب جزئيـه برغم الخلآفآت اللي إحتدت وقتهآ بينهآ وبين كآرين إنهآ تترك الشغل وتركز بس بدرآستهآ إلآ إنهآ مآهتمت وأصرت على

مسآعدتهآ حتى لو بمصروفهآ الشخصي بس إللي يكفيهآ .. وتهتم كآرين بمصروفهآ هي وزوجهآ .. بـ آخر سنتين من عمـرهآ وإللي سآءت فيه الأوضآع أكثر وخصوصاً بعد إكتشآف كآرين حقيقة إصآبتهآ بـ لوكيميآ الدمّ ولمرحلة متأخره منـه وتقريباً الأمل بـ الشفآء معدوم .. كآنت هذي الفآجعه إللي غيرت

مجريآت حيآتهم .. تغيرت كآرين كثير .. تملكتهآ أعرآض المرض وحفرت ظوآهره على شكلهآ .. وهنت صحتهآ برغم تصنعهآ القوه والصلآبه إلآ إن هآلشي كآن ظآهر لـهآ .. وتغيـر جوزيـف للأردى

من بعد إللي وصلت له كآرين .. صآر يشوفها بشكل ثآني .. صآر يستبيحهآ له .. أعتدى عليهآ أكثر من مره ووصلت لمرتين أو ثلآث للإغتصآب وهو فـ حآلة سُكـر لولآ تدخل كآرين بآخر لحظآت .. ومع تكرر هآلموقف بدآل المره ثنتين وثلآث قررت كآرين تبعدني عن بيتهآ لأنهآ مآتضمن وش بيصير لي

بعد مآهي تروح .. مآفهمت وش معنى تروح !! ولوين بتروح وتتركنـي .. وتترك جوزيـف !! قبل أول مقآبله لي مع نجم بإسبوعين كنت أطلع من البيت كل يوم وأدور لي سكن ووظيفـه لحد اليوم إللي قآبلت فيه نجـم .. تصور أول لقآء بينآتنآ كآن يتحرش فيني !!!



سؤآلهآ الأخير له بدل من حآلة الذهول والجمود بملآمحه لإبتسآمه .. عقد حآجبيه بمرح: وشهـوو !!
هزت رآسهآ بتأكيد ..
آدم: شلون يعني يتحرش فيك !
رفعت كتوفهآ بهزه كفيه وهي مآطه بوزهآ: مدري عآد عن خويّك ..
آدم: طيب وشلون تصرفتي .. سمحتي له
كشرت عن أنيآبهآ بلحظتهآ برد فعل سريع للنفي: يخسسسسسســـى .. لآ طبعاً .. قمت سبيته بـ السعودي عبآلي مآيفهم هههههههه ولصقت السندويش بوجهه وكبيت عليه الكآتشب والمآيو وتركته وطلعت هههههههههه


بقق عيونه وعلى ملآمحه شبح إبتسآمة عدم تصديق: لـــه !
هزت رآسهآ بتأكيد وهي رآفعه حآجب وآحد بنصر ..
آدم: طيب مو فآهم للحين وشلون بعد هآلموقف تجمعتـوآ !
رفعت كتوفهآ بمعنى إنهآ مآتدري: الأقدآر .. شآفني صدفه وأنآ أحوس وأدور على وظيفه .. هو قدم لي الوظيفـه .. والسكـن .. إنتقلت بعدهآ هنآ .. قلت تبسم لي الحظ .. بوقت وآحد تنفتح لي كل الأبوآب من أوسعهآ .. سكن نظيف وببلآش بعد .. وظيفـه لو تميت عمري كلّه مآرحّ أحصلهآ .. وووو - هدت نبرتهآ بحيآ وهي تبتسم بعد مآدمعت عيونهآ -
كملت: و نجـــم
أطبق آدم شفتيه بإبتسآمه على ملآمحهآ إللي إنصبغت بـ اللون الوردي بإحرآج وعيونهآ إللي لمعت بإبتسآمه حسيّه من جآبت طآري نجـم .. تحبــه .. تمتم بخآطره " تحبينـه يآليــلآ وهذآ الأكيد "



رفعت رآسهآ زآمه شفتيهآ بأسى بعد مآلوت فمهآ بإبتسآمة إستهزآء مقطوعه: هه شلون آكون محظوظـه وأنآ ليلآ !!
آدم بإنتبآه: ليـش !
ليلآ: مآتميت شهر بـ الوظيفه إلآ وإنفصلـت .. قآلوآ عندهم أزمة عمآله ولآزم يسرحون موظفين .. وطبعاً مآرح يفرطون بـ العمآله القديمـه .. قآموآ طيرونـآ ..
إبتسمت وهي تشوف ردة فعلـه وهو فآتح فمـه الوردي الصغير بشفتيه الرقيقـه وكنـه مو مصدق ..
ليلآ بمزح وهي تهز رآسهآ بتأكيد: إلآآآ صـدق .. هذي أنآ ليلآ .. شينـة الحظ من يومـي ..
آدم بشغف يحثهآ تكمل: ههههههه ايه والله تراني بخاف على حظي وانا يمك الحين .. هااا كملـي وش بعـد ..


تعدلت من وضعيتهآ وهي تضحك على آدم مسنده بظهرهآ لظهر الكنبه مميله برآسهآ على كتفه شآبكه ذرآعهآ بذرآعه - كملت بهدوء لآمعه عيونهآ المعلقـه بـ الفرآغ وهي تحكي له وهي تتذكر اللي صآر - : يومهآ كآن نجم مسآفر .. قلت إنفصلت من الشغل والسكن كآن تبع الشغل يعني بتم بالشارع .. هذي آكيد نهآيتي مع كل شي .. الثلآث أشيآء إللي ظهروآ لي بوقت وآحد رح يختفون ثلآثتهم بنفس الوقت .. وين أروح ! مآ طرآ ببآلي غير كآرين وإن إتصآلآتهآ كلهآ إنقطعت عني من شهـر .. وقفت بطولي رآكبه تآكسي متوجهه لبيتهآ وهنآ كآنت الصدمـه .. مآتت كآريـن .. مآتت يآ آدم وتركتنـي .. وتركـت جوزيـف .. جوزيـف إللي عآيش الحين جسداً ميت قلباً وروحـاً ..

حسيت وقتهآ إنهآ نهآيتي .. وين أروح الحين !! ولمـين !! رديت لشقتي .. رديت لنجـم .. أمنـي .. ملآذي .. سكينتي وطمأنينتـي .. بصمت من يومهآ إن مآلي الحين غيره .. ولو بيذلنـي ويجي عليّ بهآلقسوه والجمود والبرود رحّ أتحمّـل .. رحّ أتحمل لأنه هو نجـــم .. ولأني أنآ مآلي غيره !



======
-----------
======


اليوم الثآلث والأخير من أيآم عيد الفطـر ...

كآنت فرصتهآ الأخيره قبل بيـوم .. ثآني يوم العيـد .. مدتهآ ليوم زيآدهـ بعد مآ أرسلت له رسآله ( موآفقـه على مآتبي ، بس مو اليـوم .. بكرآ ) .. بـ الطرف الآخر عند رآئف وبعد إستلآمه رسآلتهآ وإللي مآفرق معـه آليوم من بكرآ .. أهم شي خضوعهآ لأمره وإن هآلحوريـه بغض آلنظر عن أي شيئ وكـلّ شيئ فهـي بتكـون ملكـه !

أمآ عندهآ فمآتدري سبب تأجيل كتب كتآبهآ ليوم زيآده .. بإيش رحّ تفرق .. " تتشطرين عليه بزيآدة المهله يوم ، هـه .. لآ هآليوم كآن مخصص بس لإستيعآب الصدمه إللي تلقيتيهآ من أمك وآخوك عٌمـر يوم دروآ بـ أصلّ السآلفه ولآ همهّـم !! "

نزلت دمعـه بعد مآتعلقت مطولآً بأهدآبهآ وهي نآيمه على بطنهآ يديهآ الثنتين تحت مخده صفرآء مربعه صغيره من مخدآت الصوفآ تركوآزية اللون العريضه بغرفتهآ وعيونهآ على مكتبهآ الصغير .. روآيآتهآ الكثيره المرتبين فوق بعضهم بنظآم .. بعددهم وأضعآف عددهم عآشت ومن خلآلهم حآلآت مختلفه لشخصيآت هآلروآيآت .. كآنت دآيماً مآتلفتهآ الشخصيـه المحظوظـه بآلروآيه .. البطلـه الجميلـه أياً كآن وضعهآ بـ البدآيه .. المهم انه رحّ تتصفط آخر ورقه من الروآيه عليهآ هي وآلبطل الثـري الوسيـم .. بمشهـد رومآنسي متصوره إنه رح يمتد من هآللحظـه لعمـر ثآنـي ..


كآنت نظرآتهآ حزينه مكسوره وهي بعدهآ معلقه على روآيآتهآ " ليش مآكون إليزآبيث أو سآرآ سميث أو إيمـآ أو نآتآشـآ .. روليـن أو كريس .. لوجين أو ريمـآ .. هآله .. جمآنـه أو قمـرى !!! ليـش أنآ حوريـه !! معقوله هذآ هو دوري فـ القصـه ! يآكثر مآقريت عن البنت إللي تجبر على الإرتبآط أياً كآن شكل الأجبآر أو أسبآبه إللي تعددت .. آلمهم إنهآ فكرة مستهلكـه من بدآيتهآ الإجبآريه لنهآيتهآ السعيده .. بعد صرآعآت عنيفه عديده بينهآ وبين البطـل تستسلم بـ الأخير لـ حُـبّ متمـرد تجآه هذآ الجلمود السّآدي ، هذآ هو البطـل الوسيـم الغنـي !! هذآ هو إللي بيتملك عآطفـة الحُـب بدآخلـهآ .. هذآ هو إللي بيلهب مشآعرهآ هذآ هو إللي لأجلـه رحّ تحـب ، تعشـق ، وتغـآر !


معقول أكون قد قريت قصة حيآتي ميـة مره قبل مآتبدأ بـ الأسآس .. بتزوجـه فعلاً ! بنـذل وأنهآن .. بعآنـي !! بـتوصـلّ لـ سبّ وضـرب ! هه .. هههههه كأنه فعلاً مآسبّ وضـرب من قبل ! هذآك أخذتي كفآيتك من سبّ وضـرب كآن بسببه بينهي حيآتك هذآ وهو مآله أي حق فيك ! أجل بعد مآيتملكك !! معقول .. لآ فيه روآيآت ثآنيه كآن يحرمهآ من شوفة أهلهآ .. هذآ أبسط من إللي قد نفآهآ لبلد ثآنـي .. هــه .. لآ وبـ الأخير رحّ أحبـه ؟!!! هآلغيآمـه الرمآديه الدآكنـه أو السودآء رحّ تمر وتنزآح !! حيآتي بتتغيرّ ! أحبـه ويحبني .. رحّ تجمعنآ فقآنه ملونـه كبيره أنآ وهو وووو ... وآآآآ .. وأطفآلنآ .. ممكـن ؟!! هذي هي نهآية الروآيه ! هذآ هو نفسه كلآم أمـي وعُمـر .. آآآآآهـ يآآآآرب مآكسرني غير ردة فعل أمي وعُمـر .. دروآ ولآ إهتموآ !
عُمر: بس هآلخسيس النذل !! هآلحيوآن مآرحّ يتنآزل غير بزوآجه من حوريه !!
كمل بلهجه مصريه بعد مآحوّل نظره من أمه لهآ: طيب وإنتي إيه رأيك يآحور ؟!! شوفي فـ الآخر إنتي الكسبآنه .. هتعيشـي عيشه مرفهه .. عيشـه نظيفـه .. وممكن ميطولـش أصلاً ويطلئـك .. لأنه مش وآخدك غير كيـد فـ أبوكي !



غمضت عيونهآ بإنكسآر وهي تتذكر هآلمشهد " معئوله يآعُمر !! معئول هو دآ كلآمك !! هو دآ إنت عُمـر أخويآ إللي أنآ عرفآك !! ولآ أنآ مكنتش عرفآك أصلاً !!! شآيفني تمـن قليّـل أوي كدآ بتئـول ((بـس )) ! عآوز إيه أكتر من كدآ ؟!! بتئول عليه ندل وخسيس وحيوآن وموآفق !! موآفق أختك تجوزهآ لندل وخسيس .. موآفق إن حيوآن هو إللي يآخد أختك !! بتسألني إيه رأيي وبتقآوب على نفسك !! هتعيشي عيشه مرفهه .. عيشه نظيفـه .. ليه وإحنآ مآلهآ عيشتنآ محنآ عآيشين عيشه كويسه وربنآ سآترنآ الحمدلله .. بتبـص للموضوع من النآحيه المآديه !! شآيفنـي حآقـه بتبيعهـآ .. فـ مزآد ومش هيآخدهآ غير أعلى رقم بأعلى سعـر ! والمفروض أكون مبسوطه !! مش مهم كلّ دآ .. كلّه يهون .. لكن التئيلـه يآعُمـر .. التئيلـه إللي قتلتنـي (( ممكن ميطولش أصلاً ويطلئك )) !!!!! يطلقنــي !! بعد مآ أعيش يومين مرفهه فـ النظآفـه ويكون هو حقق مرآده فـ كيد بآبآ ويكون بـ المره متع نفسه شويـه ومـلّ مني يرمينـي .. خلآص .. مليش أي غرض .. هيطلئنـي !! للدرقآدي يآعُمـر مهمتكـش مشآعري .. قرحتنـي ولآ سألت مآلي ! كنت آســي .. آسـي أوي يآعُمـر ! وأنآ إللي كنت بئول مفيش غيرك هيفهمنـي .. دلوئتـي أشتكي لميـن ؟!!


لفت وجههآ للجهه الثآنيه وبعدهآ على وضعهآ ممدده على بطنهآ على الصوفآ بغرفتهآ الملونه بألوآن أنثويه مبهجـه بـ الأبيض والتركوآزي .. الفوشيآ والأصفر ..
.. سوآ بلون الجدرآن أو بـ الأثآث والمفروشآت ..
غمضت عيونهآ بقوه غآصبه نفسهآ مآتفكر أكثر ...


خللت أصآبعهآ بين خصلآت شعرهآ المصبوغ بـ لون وريقآت زهرة دوّآر الشمس البرتقآليه وإللي بهـت لونـه وردّ لأصله بـ اللون الدآكن من منبت الجذور الجديده .. - بنبره حآنيه - : حوريـــه !
كآنت معرضه بوجههآ عنهآ جهة الجدآر وأمهآ ورآهآ جآلسه على طرف الصوفآ تتحسس شعرهآ .. مآردت عليهآ



أمهآ: حــور يآحبيبتـي
حوريه ببحـه والعبره غآصتهآ: خلآص يآمآمآ خلآآآآص
أمهآ بجديّه أكثر: وشهو إللي خلآص .. حور يآروحي إنتي بعدك صغيره وقرآرآتك مآهيب مسئوله ولآ إنتي مستوعبتهآ .. مآتدرين وش الفآيده منهآ بعدين أو حتى عوآقبهآ !
حوريه بنبرة إستهزآء: أهـآآ .. وعشآن أنآ صغيره ومو مؤهلـه آخذ قرآر .. تآخذونه إنتم عنـي ! ولآ تتركوني لين أكبر وأصير مسئوله وآخذه أنآ بروحـي ؟!!
أمهآ: حوريـ ........
مآ أمدآهآ لأن حوريه إعتدلت بجلسهآ بحده وهي تلتفت عليهآ بسرعه مقآطعتهآ بصيآح: إيش حوريه حوريه حوريه حوريــــه !! إنتي بإيش أصلاً تحآولين تقنعيني !! إنتي صغيره .. منتيب رآشده ولآ مسئوله .. مآتدرين وش الفوآئد أو العوآقب !! مآمآ هذآ مو قرآر إيش الأنسب تنوره أو بنطلون .. فستآن ولآ عبآيـه .. عشآن تقررين بنفسك عني .. هذآ شي يخصني .. هذي حيآتي إللي رحّ تكون .. أنآ إللي بعيشهآ .. بحلوهآ أنآ إللي بكون سعيده .. وبمرهآ أنآ إللي رحّ أعآنـي ..


أمهآ بعد مآتقطبت ملآمحهآ بحزن على حآلة بنتهآ وهآلشكل إللي تشوفهآ فيهآ .. ملآمحهآ المحتده وأنفآسهآ الهآئجه الوآضحه بحركة صدرهآ إللي تعلى بحده وتهبط ..
أردفت حوريه: مآمآ إتركيني لوحدي وآطلعي لو سمحتي .. أبي أكون بروحي - بإنهيآر وصوتهآ مسمع لبرآ .. هآلصيآح والإنهيآر إللي مآكآن يزيده غير إستمتآع - يآنـــآآآآآآآآآآآآآآس إتركوووووني برررررروووحــــــــــــــي .. موطآيقــه روحـي ولآ طآيقـه أحــدّ .. خلآآآآآآآآآآآآآص أعصآآبـــــــي مو متحملــه أكثـــــــــــررر خلآآآآآآآآص إهئ خلآآآآآآص - قآلت خلآص آخر مرتين بوهـن بعد مآسآلت دموعهآ على خديهآ وهي منزله رآسهآ بإنكسآر -


أمهآ وإللي لآ إرآدياً نزلت دموعهآ على بنتهآ وهآلشوفه إللي تشوفهآ فيهآ .. بنبره حآنيه علّهآ تهديهآ: حور يآقلب أمك .. آسمعيني .. أنآ كنت بيوم من الأيآم بعمرك .. وهآلكلآم إللي أسمعه منك كآن نفسه كلآمي .. حور الحيآه مو إنتي وشريكك بـس .. قد مآتآخذين منهآ هي بتآخذ منك .. وصدقيني هآلدنيآ تآخذ كثيييير .. هآلحب والرومآنسيه إللي تقرينهآ بـ الروآيآت مآرحّ أقولك مب فـ الوآقع .. إلآ موجوديـن .. وأحلآ وأعذب وأصدق بعد من كل هآلكلآم .. بس ترآه يآروحي مؤقـت .. لـه وقته .. متى مآنقضى هآلوقت خلآص ..


هزت حوريه رآسهآ بعنف بمعنى (أيوه) : إيـه إيه أدري .. يروح الحب ومآيبقى غير العشره والمعآمله الطيبه والتفآهم .. أدري أدري
أمهآ بقلة حيله: صدقيني يآحور .. والله ثم والله إن هذآ هو الوآقع مآهوب كلآم .. إنتي ثآلث مآجآبت بطني .. قبلك نجم وقبل نجم عُمـر .. إسألي عُمر أخوك .. أنآ وأبوك وهو مآغير ست سنوآت نفسنآ ولآتغيرنآ وهو 16 .. نفسنآ ولآ تغيرنآ وهو 26 .. نفسنآ من بعد نجـم ؟! نفسنآ من بعدك ؟!
رفعت عيونهآ لأمهآ بعيون مدمعه بصوت وآهن مبحوح وكنهآ تترجى بإنكسآر: مآ أبي غير مهآب



v
v
v
v
v

يتبــــــع ...

:::

~FANANAH~ 10-08-16 06:57 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/
/


رفعت نظرهآ لأمهآ بعيون مدمعه بصوت وآهن مبحوح وكنهآ تترجى بإنكسآر: مآ أبي غير مهآب
أمهآ: وش يفرق مهآب عن رآئف !
حوريه: أقل بكثير من رآئف .. بس الحب إللي دآخلنآ لبعـض يغنينـآ .. يغنينآ عن كلّ شي وأي شي
إرتسمت إبتسآمه حسيّه على وجه أمهآ: بعده مأثر فيك كلآم الروآيآت إللي تقرينهآ .. وأنآ أمك يآحور .. إن دخل الفقر من البآب نـط الحـب من الشبآك .


مآكآن ردّ حوريه غير نظره لـوم وعتآب لأمهآ وللكلآم إللي تقولـه !
أمهآ بحزن: لآ تنآظريني بهآلنظره يآحور .. الأرزآق بيد الله .. خذوهم فقرآء يغنيهم الله من فضلـه .. بس الحيآه صعبه شوفي أنآ وأبوك .. رضيت أعيش بمستوى أقل من مستوآيآ بكثييييير .. رضيت بوآحد مآهوب من بلدي ولآ جنسيتي .. رضيت بغضب أمي علي وعيلتي كلّهآ ضد هآلقرآر إللي مآوآفقني فيه ودعمني غير أبوي .. غير جدك إنتي يآحور .. رضيـت وأبوك إللي عصـى .. شوفـي غلطتنآ إنّآ من إللي جآلس يدفع ثمنهآ الحين !


حوريه: هذآ إختيآرك إنتي .. جدي وثق بـ أبوي وخيرك وإنتي وآفقتي بإخيآرك .. مآغصبك عليـه لمجرد إنه شآف فيه الشخص المسئول إللي يبيـه .. هذآ كآن قرآرك بمحض إرآدتك .. كنك غلطتـي فلآ تلومين أحد غير نفسك
غمضت أمهآ عيونهآ بتفهم لقسوة بنتهآ حوريه وهي تتنهد بعمق: وأنآ مآلمت أحد يآحور ولآ رحّ ألـوم .. ولآنيب ندمآنه .. لو يرجع بي الزمن مآكآن تغير شي بقرآري .. مآكنت بوآفق غير على أبوك .. بس بهآلوقت ومع عيآلنآ بنحآول نصحح ونعدل إللي مآسوينـــ ......


هزت رآسهآ بـ النفي بحده مقآطعه أمهآ: لآآآآآآآآآ لآآآآ .. إنتو عشتوآ حيآتكم .. حآولتوآ ووصلتوآ .. أو حتى مآوصلتوآ ..هذآ كلّه لكم وعليكم .. لكن تعيشين حيآتك يآمآمآ وحيآة غيرك !!! .. تقولين لي تبين تصلحيـن !! وش تصلحين !! تصلحين أخطآئك إنتي بحيآتي أنآ ؟!! لآآآ - ضيقت عيونهآ بحده - لآآآآ يآمآمآ .. إنتي خُيـرتي .. وإخترتـي .. إتركيني أنآ أختآر وإن ندمت وكآن قرآري غلط أنآ لوحدي من بيتحملـه ..

أمهآ بحزن: من قآلك إن هآلغلط إنتي بروحك من بيتحملـه .. رحّ نعآني معك يآحور .. إنتي بنتنـآ .. قطعـه من روحنـآ
حوريه: أدري إنك تبين لي الأحسن .. بس هذآ هو إللي أبيه لنفسي .. أو كآن ممكن أبيـه بس مو بهآلطريقه .. مآمآ تكفين لآ تضغطين عليّ .. إللي فيني كآفينـي وزآيد
- عطتهآ ظهرهآ ورجعت ممدده مره ثآنيه ووجهآ بـ الجدآر -

تنهدت أمهآ بحزن على حآل بنتهآ .. مآتصورت إن يوم زوآج حوريتهآ دلوعتهآ .. زوآج بنتهآ الوحيده إللي آشكثر حلمت فيه يكون مأسآوي بهآلشكل ! مآتبي تكون قآسيه معهآ بس تدري عن حوريه وعندهآ .. ممكن تقبل الشي بـ الطيب والمرآضآه لكن إذآ إنجبرت عليه حتى وإن كآن ممكن يكون فيه أمل منهآ بتقبل هآلشي فـ هآلإجبآر رحّ ينسف أي أمل .. مآهي حوريه إللي تنغصب على شي .. مآهي حوريه إللي ترضـخ لأي وآقـع هي مآتبيـه .. بعدهآ مرآهقـه .. 18 سنـه مآتدري إن كل هآلأحآسيس الدآفيه والمشآعر النآعمـه .. هآلأحلآم الورديه .. ولآ شي بـ وآقع الحيآه .. ولآ شي بأول مشكلـه تآفـهه من بعد الزوآج !! مآيسيّـر هآلحيآه غير الشيّ الثآبت إللي مآيتغير .. وهآلحب أبعـد مآيكون عن الثبآت .. لأنه عآطفـه .. والعوآطـف قلآّبــه !


بنبره جآده من ورآ قلبهآ إللي يتقطع بأسى على بنتهآ: أدري مآرحّ أقنعك بشي .. حتى لو السآلفة سآلفة تنوره أو بنطلون كلّ قرآرآتك وإختيآرآتك كآنت من رآسك .. أنتي مآجآبت بطنـي .. أنتي بنتي .. بس لآتنسين يآحور إن الموضوع مآيخصّك وحدك ! أبوك .. وأنآ مسئوله من أبوك .. وإنتي مسئوله مننـآ ..

فتحت عيونهآ بضعف وهي تحس بغشآوه على عيونهآ بسبب الدموع .. رخت أعصآبهآ فجأه وسكنت أعضآئهآ .. مآتسمع غير إسمهآ إللي يتردد بصوت أمهآ: حوريــــــــــــــــــه .. حوريــــه .. حوريه !
حطت يدهآ على كتف بنتهآ وهي تهزهآ بخفه: حوريــه !
حوريه وهي تحسّ نفسهآ بدنيآ ثآنيه مآتدري وش صآبهآ ولآ وش إللي تحسّ فيه .. تمتمت بهمس: آمممم


أمهآ وإللي مآخفت نبرة الغبطه والفرح من صوتهآ .. وهي تسمع أصوآت من برآ الغرفه .. - دنقت عليهآ هآمسه بأذنهآ - رآئف وآخوك برآ .. وآلشيخ شكلـه وصل ..
حوريه بهمس: طيـب
أمهآ بحب وهي تمسح على شعرهآ: طيب حبيبتي تجهزي .. الحين بيجيك عُمـر توقعيـن ..
حوريه: طيـب
أمهآ: مآرحّ تبدلين ملآبسك !! يمكن رآئف يطلب يشوفك ؟!
حوريه: طيـب
قربت منهآ أمهآ وهي تطبـع قبلـه عميقـه على كتف بنتهآ من ظهرهآ وهي تبآركهآ بهدوء وتدعيلهآ بـتمآم الخير !


أمآ عن حوريه وإللي مآتدري كمّ مرّ من الوقت من بعد طلعـة أمهآ من عندهآ ودخول عُمـر عليهآ ..
عُمر بهدوء: حوريه حبيبتـي ؟!
إعتدلت من نومتهآ على الصوفآ لجلسـه .. إختفت دموعهآ بس مآختفت الآثآر إللي خلّفتهآ دموعهآ من إنتفآخ جفنيهآ إللي تورموآ وعيونهآ إللي إنقلب لونهـم لحمـآر شديـد ! كآنت جآمـد بملآمحهآ .. بآرده بتعبيرآتهآ إللي مآتكشف عن أي إحسآس هي تحسه الحين أو أي فكر تفكر فيه !
عٌمر بإستفهآم بعد مآ وضح القلق على ملآمحه من ثبآتهآ بخلآف الصيّآح إللي توه وسمعه منهآ هو ورآئف برآ الغرفه !
سألهآ بقلق: حوريه فيك شي ؟!! وش تحسين فيـه !! إنتي بخيـر !
حور ببرود بلهجه مصريه: هوقـع فيـن ؟!
غمض عيونه مآخذ نفس عميق مكتوم بتأنيب لنفسه ولوم لأبوه " الله يسآمحك يآكآمل وإنت أبوي "

جلس تحتهآ على ركبتيه فآتح الكتآب العريض ومأشر لهآ بـ القلم على مكآن التوقيـع ..
مثلمآ شآلت القلم ببرود ووقعت مثلمآ ردته بمفرق الكتآب .. ردت ممدده على الصوفآ مره ثآنيه معطيته ظهرهآ ..


نآظرهآ بحزن بعد مآلمعت عيونه وكنه الحين بيبكـي .. نآظر بعدهآ بتوقيعهآ مطبق شفتيه بأسى على هآلحآله إللي يشوفهآ فيهآ " وش إللي تحس فيه حوريتـه الصغيره المدلله وهي تجبر على شيّ مصيري بهآلشكل المهين وهي بعدهآ فهآلعمـر !! .. وفوقـه قلبهآ البريئ الصغير مسكون بحـب ثآنـي ! "
تذكر عمـه يوم دق عليهم بأول يوم عيد وقآل يبي يدبـل الفرحه فرحتين .. طآلب يدّ حوريـه لمهآب .. الأولآد يحبون بعـض وهمّ قرروآ هآلشي .. وهذآ هو مهآب كآن رجّآل وعند كلمتـه وطلبـها بـ الأصول .. بـسسسسس بس بعد إيش ؟!! وأي موقف هذآ إللي تمـوآ فيه .. يرفضون إبن عمهآ لأجل إبن خآلتهآ .. للحين مآهوب قآدر ينسى صدمة مهآب إللي حسهآ بنبرة صوتهآ .. أجل آشلون لو شآفه .. وطبعاً مآقدروآ يخوضون بتفآصيل وإن الموضوع إجبآر وووو ............ الخ .. إنتهى الموضوع إنه بموآفقه من حوريـه
!! وهذي كآنت صدمـة مهآب القويـه !

حوريه: ..................
............................
............................
...........................
...........................

هذآ هو الحآل وقتمآ تحسّ بـ النهآيـه .. جسـد بلآ روح .. فكـر مشـتت .. بآل خآوي .. عيون معلقـه بـ الفرآغ بـ ضيآع وتوهآن ..
.....: حوريــه
- حوريـــه
- حوريـــه
- حوريــه

إلتفتت برآسهآ .. كآنت امهآ هي من تنآديهآ .. بس شلون مآميزت الصوت .. مآكآنت تسمـع غير صدى صوت يتكرر بإسمهآ بس مآهي بـ الخلآ لآجل تسمع الصدى ! الرؤيـه مشوشـه قدآمهآ ...
ضيقت عيونهآ المركزه على شفتـي أمهآ تحآول تترجـم إللي تنطقـه .. بس بعدهآ مآتسمع غير تكرآر لكل جملـه بصوت عآلـي مزعـج ..
- رآئف طلب يشوفك
- رآئف طلب يشوفك
- رآئف طلب يشوفك
------------------
------------------
------------------


رمشت بعيونهآ وهي تفتحهم وتغمضهم بقوه تبي .. مآتدري وش إللي قآعد يصير .. الرؤيه عندهآ تشوشت والصوت يتكرر بأذونهآ .. حست بـ الخدر يسري بجسمهآ من بدآية أطرآفها إللي جمدت بخلآف أنفآسهآ الملتهبـه !
همست بضعف: مآمآ أنآ تعآبـه .. بعديــن .. بعديـن .. - قآلت آخر كلمتين بخفوت وكأن الصوت إختفى وهي تسحب مخده صفرآء صغيره من مخدآت الصوفآ مغطيه فيهآ وجههآ بعد مآعطت أمهآ ظهرهآ ورجعت ممدده - ..


حركت أمهآ رآسهآ بـقلة حيله .. تدري مسبقاً هآلتصرف من بنتهآ .. مآرحّ ترضـى .. تنهدت بعمق " مآعليهم حرج .. رآئف أدرى بـ الوضـع " ...

ضمت نفسهآ نآيمه على جمبهآ الأيمن رجولهآ ملصقتهم لبعض وضآمتهم لصدرهآ .. بدأت الأعرآض تظهـر عليهآ ! مثلمآ قد صآر لهآ مره وحيده سآبقـه من قبـل .. وآلحين هذي هي المره الثآنيه !

مرر سيجآرته من الطرف إللي يدخل بـ الفمّ على ذرآعهآ المكشوف من أول كتفهآ لآخر مرفقهآ .. مآكآن لبسهآ غير بيجآمه برمودآ ستآن ذهبيـه مكشوفة الذرآعين بصـفّ أزرآر .. وبعدهآ حطهآ بفمّه سآحب منهآ نفسّ عميــــق بإستمتآع بعد مآولعّهآ وهو مضيق عيونه ينآظرهآ بتفحص !

تقطبت ملآمحهآ بتعب أول مآتشبـع أنفهآ بأكثر ريحـه تبغضهآ وتخللت الريحـه لأنفآسهـآ .. " دآ دخآن سقآيـر !! ولآ دي تهيؤآت .. البوآدر والأعرآض بدأت تظهـر .. إيه إللي أنآ شمّآه دآ !! "
بعدت المخده عن رآسهآ وهي تغير وضعهآ من نومتهآ على جمبهآ الأيمن لظهرهآ وهي رآفعه ذرآعهآ على جبهتهآ حآجبه عنهآ الضّـو المعلق بـ السقف وبعدهآ مغمضه عيونهآ بثقـل .. جسمهآ مخدر .. جفونهآ ثقيلـه مو قآدره حتى تفتحهـم ..


بعدهآ تشمّ الريحـه !!
حطت كفّ يدهآ على فمهآ وأنفهآ بإنزعآج من الريحـه إللي كتمتهآ بزيآده عن كتمتهآ .. فتحت عيونهآ بتثآقل وهي تشوفـه جآلس جمبهآ على الصوفآ بوضع مخآلف بحيث إن وجيههم مقآبله لبعضهآ ..
رفعت جسمهآ بتعب وهي تعدل من جلسهآ معقـده حآجبيهآ مضيقـه عيونهآ إللي رمشت بهم أكثر من مره وهي تهز رآسهآ بعدم إستيعآب ..

قرب وجهه منهآ وزفر نفـس دخآن عميـق من فمه المضموم بوجههـآ ! مآسرع مآ أبعدت هي وجهآآ لورى شوي وهي تلوح بيدينهآ وتشوح بـ الهوآ تطرد هآلدخآن وهي تكـحّ بضيـق وآضح بملآمحآ إللي تقطبـت بتعب .. صآحت بإنزعآج توقفـه وهي مغمضه عيونهآ بقوه: رآآآآآآئــف !
همس: سمّــي !

مدت يدينهآ الثنتين لوجهه وصآرت تمرر أصآبعهآ على ملآمحه .. عقد حآجبيه بإستغرآب من تصرفهآ .. فيهآ شي غريب !
تحسست ذقنه وبعدهآ نزلت بيديهآ الثنتين خآنقته بخفـه من رقبته .. نزلت بعدهآ ليآقة ثوبه شدته لهآ بوهــن أو هذآ إللي ظنـه هـو لحد مآ إرتمت هي عليـه فآقـده الوعـيّ !


رجع بجسمه لورآ يبعدهآ عن صدره بعد مآ إرتسمت تعآبير القلق على ملمحـه الجآمـد !
غزر أصآبعه بين خصلآت شعرهآ الكثيف المتشآبكه يبعدهآ عنه لأنهآ كآنت مرتميه بكل ثقلهآ عليه والسيقآره بين إصبعيه بيده الثآنيه محتآس فيهآ .. ونظره مشتت يدور على شي يطفيهآ فيه ..
إستنطقهآ بخوف: حوريــه !.. حوريـــه !!!!

كآن يهز رآسهآ وهو مآسكهآ من فروة شعرهآ كأنه يجرهـآ !
صآحّ بحـده: حوريـــه !!! .. هــــــف - غرز السيقآره بقوه فـ كنبة الصوفآ يطفيهآ !! .. فك أصآبعه من شعرهآ وهو مسند رآسها على كف يده لحد مآمددهآ وهو يرفع مخدة صغيره بـ اللون الوردي من الأرض ويحطهآ تحت رآسهآ .. لطمهآ بخفه على خدهآ يصحيهآ إلآ إن حآجبيه تعقدوآ بخوف وهو يتحسس خدهآ .. كـآن حـــآرّ .. قطرآت العرق رسمت دوآيرهآ بجبينهآ ..

إنفصلت شفتيه المزمومه بقلـق لينفرجـوآ بصدمـه .. وهو موسـع عيونـه لآخرهم وقد تملكـه الرعـب من شكـل الدمّ إللي بدآ يسيـل من أذونهآ الثنتين على خديهآ ومن فمهآ على شفتيهـآ !!

وقف بسرعـه متوجـه للبآب وهو يصيـح بنبره جهوره حآده مرعبـــه: عُمـــــــــــــــــــــــر !



======
-----------
======



بأول جلسـة علآج طبيعـي لهآ بعد مرور إسبوع من بعد إنقضآء أيآم العيد الثلآث ..

نزل من سيآرتهم الكآمري وجرى للجهه الثآنيه يفتح لهآ بآب السيآره من ورآ يسندهآ تطلع برآ ..
صيته بتململ من مبآلغته فـ مسآعدتهآ: سلطآن ترآك مره تبآلغ وترآني أقدر أمشي بعد
ركآن بطنآزه: يبي يسوي نفسه مسئول .. مره رجّآل خخخخخ
سلطآن لركآن بتوعد: غصباً عنك يآلضب مآبقى غير الورعآن يتحكون الحين
صيته بتأفف: آنتو وش سآلفتكم هففففف عآد خلآآآص ترآ صجيتوني من أول مآطلعنآ والحين بعد
ركآن وهو يطلع من السيآره من الكرسي إللي جمب السآيق: أصلاً مآبطلع معكم بروح أشوف شي أشربه من الكوفي بـ الجهه الثآنيه على مآتخلصون
سلطآن وهو يرمقه بنظرة إحتقآر: إيــه .. أحسن بعـد


رفعت صيته نظرهآ للبرج وإللي كآن مرتفع بـ المره وكله أنوآر لآفتآت لأسمآء دكآتره وإستشآريين بجميع أنوآع التخصصآت ..
صيته: الحين هآلبرج كله عيآدآت علآج طبيعي
سلطآن وهو يسندهآ مشبك ذرآعه بذرآعهآ: لآ .. مآتشوفين كل هآ اللآفتـآت وش كثرهآ التخصصآت مو بس علآج طبيعي .. هآلبرج كل دور فيه عيآدتين لتخصصين مختلفين وممكن نفس التخصص له أكثر من عيآده لكذآ دكتور وفيه بعد يسوون أشعه ..
صيته: مآشآلله وآنت وش درآك ؟
سلطآن: قد جيته من قبل يوم عورني ضرسي فيه عيآدة دكتور أسنآن مصري إسمه فريـد بس الصدق مره ممتاز ماشالله عليه

بـ الريسبشن أول مآدخلوآ .. مدّ سلطآن الكآرت لموظفة الإستقبآل .. بعد مآقرأته رفعت رآسهآ لهم بـ إبتسآمه: الدور الثآلث يميـن هي عيآدة الدكتور عُـديّ ..

من الدور الأول بـ الأسنسير للدور الثآلث وإللي كآن عبآره عن عيآدتين .. ع اليسآر عيآدة لتخصص أنف وأذن وحنجره وع اليمين هي عيآدة الدكتور عُـديّ ! الدور كآن مرره هآدي وشبـه فآرغ بعكس الضجـه والصيآح إللي يسمعونهم من الأدوآر إللي فوقهـم ..

بـ العيآده وإللي كآنت تقريباً فآرغه مآغير فيهآ شخصين حرمه ومرآهق شكلهم منتظرين شخص بغرفة الكشف بـ الدآخل عند عُـديّ ..
سلطآن بعد مآقطع كشف عند الموظف المسآعد بـ ريسبشن العيآده أشرّ لهم بيده يستريحوآ على مآيخلص الكشـف بـ الدآخل ..


تمت تمسح المكآن بعيونهآ .. كآنت العيآده نظيفه بـ المره وديكورآتهآ عصريه مريحـه للنظـر من لون الأرضيه بـ السيرآميك الأبيض سآده لآمـع .. ولون الجدرآن بـ اللون الأبيض .. كآنت خآليه من اللوحآت الإرشآديه إللي تشوفهآ بكثير من العيآدآت الثآنيه .. مآغير سآعـة حآئـط مودرن بشكل دآئري بـ إيطآر أسود وبرآويز كثيره كلهآ مآخذه أشكآل هندسيه فـ القآلب إمآ خطوط متشآبكه أو دوآئر !! مآهي مفهومـه !

سمعت صوت جرس تنبيـه إن الكشف خلص وبعدهآ خرج مرآهق كآنت ذرآعه معلقه برقبتـه والوآضح إنها هي مشكلته ..
دخل بعدهآ الموظف الغرفـه يعلّم عٌدي بـ الكشف التآلي وإللي هو دور صيتـه !

طلع من عند عٌدي وأشر لصيته تدخل .. وقف سلطآن بيسآعدهآ ..
الموظف: لوحدهآ لو سمحت !
عقدت صيته حآجبيهآ: ومن متى إنشآلله ! هذآ أخوي !
أطبق الموظف شفتيه بمعنـى - مو بيدي .. هذي التعليمآت -
سلطآن: إيـه مآعليـه .. صيته هذآ الدكتور إللي كآن مشرف عليك بـ المستشفى .. مب غريـب عنك - أردف كلآمه بـ إبتسآمه خفيفه -

ردت له صيته الإبتسآمه بتوتر " هفف هآلمره وبس وبقولهم بعدهآ بروح لدكتوره .. رح أرتآح أكثر مع مـره مو رجّآل "

دخلت وعيونهآ عليه بترقب بعد مآسكر الموظف البآب .. كآنت نظرآتهآ مفضوحه من الخوف والتوتر بسبب لثمتهآ إللي مآتكشف غير عيونهآ ..

عٌديّ وعيونه على الأيبآد بيده - بحزم - : وعليكــم السلآم ..
نزلت عيونهآ بـ الأرض متفشله إنهآ مآسلمت عليه .. ردت بتوتر وهي تبلع ريقهآ: آآآآ .. آممم آآآ ويـن .. - بلعت ريقهآ للمره الثآنيه - ويـن أجلـس !!

نزل الأيبآد من يده وأشر لهآ جهة الشيزلونج الأبيض ..
كآنت الغرفه وسيعـه بـ اللون الأبيض وأثآثهآ قليل ..
جلست عليه ورجولهآ الثنتين بـ الأرض .. توهآ بترفع رآسهآ كآن وآقف قدآمهآ .. إنحنى لهآ ورفع رجلهآ إللي كآنت مجبسه ومددهآ ..

قرب كرسي ستيل يشبه كرآسي المشرب بـ البآرآت وجلس عليه بآخر الشيزلونج عند رجولهآ .. كشف العبآيه عن سآقهآ كآنت لآبسه ليقن أسـود لآخر سآقهآ .. بحيث يكون مسآعدهآ إن كشف عن شي من سآقهآ مآيظهر إلآ الجزء إللي يبيه وبرآحه أكثر لأنه مطآط .. فسخ لهآ جزمتهآ الفلآت السودآء ولآحظ آثآر الجبيره بـ اللون الأبيض بآقيه على جلدهآ


عديّ: دلكي رجلك بـ زيت زيتون لأجل تروح آثآر الجبس
همست صيته بـ الموآفقه: إنشآلله
عٌديّ وبعده عيونه على رجلهآ يتحسس مكآن العمليه والجبر إللي سوآه لهآ: مآرحّ ترجعين الشغل !
على طآري الشغـل .. طيرت عيونهآ بتفكير .. وينـه د/ عٌمـر .. مآشآفتـه يوم رآحت المستشفى تفك جبسهآ .. صيته بتجآهل غير مقصود لسؤآله عن ردتهآ للشغل .. أشغلهآ كثير تفكيرهآ بـ عٌمر - سألت بإهتمآم - : أنآ مآشفت د/ عٌمـر يوم إني كنت أفك الجبس !! .. سألت عنه قآلوآ لي مآخذ إجآزه من قبل العيد .. خير عنده شي !!

رفع رآسه لهآ كن سؤآلهآ ذآ صدمـه !! رفعت حآجبيهآ الثنتين موسعـه عيونهآ بإستفهآم عن تعبيره الغريب المرسوم بوجهه: وش فيــه ؟!
ضيق عيونه لهآ: وليش تسألين عن عٌمـر ؟!


مطت بوزهآ من تحت لثمتهآ بحركه لآ إرآديه - بمعنى عآآآدي - : آمممم عآدي متفآجئه بس لأن هذي مو من عوآيده يآخذ إجآزآت غير إجآزآته الرسميه
أعرض وجهه عنهآ بحده وحكى ببرود: تطمنـي .. مآفيه شي
صيته بإهتمآم أكثر: هو بخير يعني !! أحوآله طيبه !
رجع ينآظرهآ بنفس الحده وهو وده الحين يقوم ويكفخهآ وأي سؤآل بعد عن عُمر مآيضمن نفسه يكوفنهآ بمكآنهآ الحين - صرّ على أسنآنه بحقد - : عُمـر يخصك بشـي ؟!
هزت رآسهآ بسرعه بـ إشآرة ( لآآآ )
عديّ: أجل لآ تسألين عمآ لآيخصك ولآ يعنيك
بلعت ريقهآ بإحرآج .. منزله رآسهآ متفشلـه منـه تحآكي نفسهآ بخآطرهآ " ليش يعآملني كذآ !! مآغير سؤآل بسيط مآقصدت به شي .. وحتى إن قصدت هو وش يعنيه !! "

.....: آآآآآهـ
إنتفض جسمهآ مبعـده رجلهآ من يدينه وهي مقطبه ملآمحهآ بألم لمآ ضغط على مشط رجلهآ .. وآضح إنه تعمد هآلشي "هو يدري بـ الضبط مكآن الألم إللي أحس فيه وبعـد يوجعنّـي بـ تعمد "
كآنت تخزه بنظرآت حقـد حآده وعيونهآ تطآق منهآ الشرر تتوعـده بشــرّ على مآسـوآ الحيـن
عديّ بإصطنآع لنظرآت بريئه: ترآ مآقصـدت !


صيته بحده: أصلاً هذي الأولى والأخيره .. مآرح أثنـي جيتـي لعندك
فرد كف يدهّ اليسآر تحت رجلهآ وصآر يحركهآ يشوف مدى إستجآبتهآ مبدئياً ..
صآحت بحده مبعده رجلهآ عن يده: آآآهـ لآآآ تلفهــآ .. تعـورنـي ..
عقدت حآجبيهآ بضعـف وألم وآضح بعيونهآ إللي ضيقتهآ بتعب :آآآآهــييي يآربي
ترك رجلهآ بهدوء ووقف عن كرسيه مقرب صوبهآ وهي بعدهآ تتحلطـم بتعـب ..
جلس عندهآ على طرف الشيزلونج - همـس مضيق عيونه - : مآسمعـت .. وش قلتـي ؟!!
رفعت رآسهآ له مبدله ملآمح الضعف والوهن لملآمح إستغرآب بريئه وهي تتمتتــم .. مآلآحظت إنه ترك رجلهآ وجلس عندهآ: آآآ .. لآآآ .. لآآآ تلففففــ .. لآ تلفهـآ .. عورتنـي


نزل رآسه مبتسم .. شكلهآ مآفهمت عليه .. رفع رآسه بجديه وهو يسألهآ مره ثآنيه: شلون يعني الأولى والأخيره .. وش قصدك !!
صيته بحده مصطنعه هزت رآسهآ بحركه خفيفه حآده بمعنـى ( إيـــه ) وهي تنطـق بهآ: إيــه .. مآرح أجيك مره ثآنيه
ميل عليهآ وهمـس بعذوبه: طلبتـــك !
مدت يدهآ لصدره تصده وتمنعه يقرب أكثر ..إرتجفت يدهآ من ميلة جسمه إللي كلّ مدى تقوى وهو يتثآقل عليهآ

شددت قبضتهآ على قميصه وهي ترصّ على أسنآنه مغمضه عيونهآ بقوه: د . ك . ت . ووووووو. ر عٌــــــــــــــــديّ
بعد عنهآ مبتسم وهي بعدهآ مآسكه بقميصه ..
صيته بحزم وبعدهآ مغمضه عيونه: إبعـد عني ولآ قسماً بـربي لآ أسويلك فضيحه بـ البرج بكبره الحيـن
عديّ: إنتي إللي مآتبين تبعديني عنك
فتحت عيونهآ بنظره قآسيه حآده مقطبه حآجبيهآ بإستفسآر !!!



رفع حآجبيه وهو منزل نظره على يدهآ إللي مآسكه بقوه بقميصه:يدك لو سمحتـي عن قميصي
تمت تنآظر بيدهآ إللي كآنت قآبضه قميصه من جيب الصدر بيدهآ ..
فنجلت عيونهآ بصدمه وبعدت يدهآ بسرعه عنه منزله رآسهآ متفشله من حآلهآ وهي تتحلطم بخآطرهآ : وشششششش هالفشششله ياااربيييييييي .. أنآ أصلاً الغبيه إللي سمعت كلآم أبوي ووآفقت أجي من أول عندك يآمكثر عيآدآت خلق الله .. الله يسآمحك بس يوبـه .. ذآ الخبيث إللي لعب عليك "
وقفت بحده منزله رجلهآ بتغآضي عن ألمهآ .. بس مآسرع مآتلآشى هآلتغآضي المتعمد ومآلت بجسمهآ بإختلآل توآزن كآنت بتطيح إلآ أنهآ تعلقت فيه بقوه وجرته عليهآ تسحبه بتطيحـه معهآ إلآ أنهآ مسكهآ من كوعهآ بقوه مثبتهآ قبل لآتطيح ..


عديّ بعصبيه: وش فيك إنتي الحين بـ الله !!!
صيته بعصبيه أكثر وهي ترمقه بنظرآت إحتقآر: إنآ إللي وش فيني ولآ إنت إللي وش فيك .. مآتشوف كنت بطيح الحين وأكسر رجلي مره ثآنيــه .. غمضت عيونهآ بتصنع طفولي للتوجـع: آآآهـي يآآرجللللـي .. آآآآهــي يآربـي بسسس
فتحت عيونهآ وبعدهآ ملآمحهآ مقطبه بتصنع للألم وهي تشوفه رآفع حآجب وآحد ولآوي فمه بنفآذ صبر .. مآفهمت عليه وليش كذآ شكله منقرف


سألته بقرف: خيـر إنشآلله !!
عديّ: خير إنتـي !
صيته وبعدهآ منقرفه: وش فيك إنت .. آبعد من قدآمي خلني أمشي .. وخر آشوف
عديّ ببرود: أشوف القميص شكله عآجبك كل شوي تتعلقين فيه !
نزلت عيونهآ وبعدهآ ملآمح الإحتقآر متمكنه من ملآمحهآ المنقرفه ومآسرع مآتبدلت هآلملآمح لملآمح صدمــــــــــه قويـه .. توهآ تدري على حآلهآ إنهآ بعدهآ متعلقه بقميصه .. كآنت مشدده قبضتهآ عليه بقوه من عند الأزرآر .. بققت عيونهآ فآتحه فمهآ بصدمه !!!
كتمت فمهآ بيدينهآ الثنتين بعد مآبعدتهآ عن قميصه وحدهآ متفشله ودهآ الأرض الحين تنشق وتبلعهآ ولآ تطلعهآ ...



أقفى عنهآ مبتسم متوجه لمكتبه وهو يفك أزرآر قميصه ومآزآلت هي مفنجله عيونهآ بصدمه فآتحه فمهآ بشبر ويدهآ على فمهآ من فوق لثمتهآ
فسخ قميصه السمآوي قدآمهآ وتمّ بـ الفنيله الدآخليه رمآدية اللون .. عطآهآ ظهره وهو محنى جسمه ع المكتب رآفع القلم ويكتب شي ع القميص بس مآشآفته وهو يكتب !
صيته بتهديد مآخفى الضعف والوهن بنبرتهآ المتصنعه للتهديد: قسمآ بـ الله .. وربــــي .. ورررربـي لآ أصيح بأعلى حسـي وآفضحك .. - بنبره مهزوزه مرتجفه وهي تأشر بيدهآ على البآب - سللللللـ .. سللللطــآآآن .. سلللطــآآآآآن


عرجت تبي توصل للبآب وتطلـع ثبتتهآ نبرته الحآده: صيتــــــــــــه !!!
التفتت عليه والدموع بعيونهآ كآن يزرر أزرآر قميص ثآني بـ اللون الأصفر الهآآآدي أخذه من على العلآقه إللي ورآ مكتبه وكآن عليهآ البآلطو حقـه ..
رفع القميص السمآوي إللي توه فصخه ورفعه بـ الهوآ: خـــــذي - رمآه عليهآ -
لآ إرآدياً رفعت يديهآ الثنتين بـ الهوآ تلقطـه قبل لآيطيح بـ الأرض معقده حآجبيهآ بإستفهآم: وشهـو ذآ !!


زمّ شفتيه رآفع كتوفه بهزه بسيطه: مدري .. حسيته عآجبك .. عآد مو خسآره فيك
ضيقت عيونهآ بإستنكآر وهمسـت: إيـــش !!
عديّ: عفستي القميـص .. وأنآ مآ ألبس شي مكرمـش ومعفـس .. إكويـه وجيبيـه معك الجلسه الجآيه مكـوي !!
بققت عيونهآ مو مصدقه هآلمجنون وش يقول: وشهوو .. صآحي إنت !!
دآس ع الجرس جمبه وبلحظتهآ كآن موظف الإستقبآل فآتح البآب ..
عديّ: خلي المرآفق يتفضل


صيته وهي مبققه عيونهآ له بفزع: إنت من جدك !! سلطآن الحين بيدخــ ..... مآ كملت كلآمهآ إلآ وسلطآن عند البآب بصوت رخيم: السلآم عليكم
أول مآدخل عطته ظهرهآ بسرعه وعيونهآ مآليهآ الرعب وهي متورطه بـ القميص إللي بيدهآ مآتدري وين تدسه !! ولآ وين تقطـه من يدهآ .. الغرفه مآفيهآ أثآث وإن رمته من يدهآ بأي مكآن بيكون وآضح .. حتى إن الشيزلوج مآعليه مخده لجل تخبيه تحتهآ " الله يآخذ روحك يآعُديّ يآمآل الجرسه والفضيحـه الحين .. وش أسوي وين أروووح "

عديّ من مكآنه وإللي لآحظ حركتهآ وهو متأكد مليون الميه الحين وش إللي يدور برآسهآ ودهآ الحين تقط نفسهآ من الشبآك من كثر خوفها ورعبهآ .. وده يشوف شلون بتتصرف بـ القميص !!
سلطآن: خير يآدكتور !!


عديّ بإبتسآمه: خير انشآلله .. مآسوينآ شي اليوم .. كنت أعآينهآ بس وأفحص وضعهآ .. من يوم الإثنين الجآي إنشآلله بنبدآ جلسآت علآج
سلطآن بتأكيد: بس هي الحين وضعهآ أحسن مو !!
حرك عديّ رآسه بتأكيد: الحمـدلله
سلطآن وعيونه على صيته إللي بعدهآ معرضه عنه معطيته ظهرهآ: صيتـه وش فيـك !!
طآحت عيونه على فردة جزمتهآ بـ الأرض جمب الشيزلونج .. إتجه صوبهآ .. أول مآحست فيه يقرب منهآ دست القميص بصدرهآ تحت عبآيتهآ والرعب مآليهآ .. صآرت تربت على صدرهآ تخفي التضآريس الغريبه إللي ظهرت ..
سلطآن: خذي إلبسيهآ ..
رفعت يدهآ مسندتهآ على كتف أخوهآ وهي مميله بجسمهآ تدخل رجلهآ المصآبه بحذر
سلطآن بإبتسآمه شكر: مشكـور دكتـور
أحنى عديّ رآسه بآلإيجآب مطبق شفتيه بإبتسآمه بدون ردّ ..


أول مآطلعوآ من البآب رمى القلم من بين يديه ع المكتب وهو يمسح وجهه بكفوفه بعد مآ إهتز جسمه بضحكه مكتومه على شكلهآ وهي تدس القميص بصدرهآ ... يآترى بتآخذ بآلهآ وتنتبـه للشي إللي كتبـه ع القميص من دآخل !!!

سلطآن بعد مآطلعوآ: وآلله إن هآلدكتور عجيـب .. مآشآلله عليه .. هذآ وأنآ رجآل أقـزه .. عليه جمآآآآآل !!
رمقته صيته بنظرة قرف بدون ردّ ..
سلطآن: وش فيك إنتي ترآ مآقصدت شي .. بس مآشآلله عليه مآلآحظتي هآلشي إنتي !!
صيته بحزم: سلطآن عيب عليك وش هآلكلآم إللي تقوله الحين .. وبعدين ليش أنآظر بـ الرجّآل إنشآلله ..
رفع سلطآن رآسه بفخر: إيــــــــــه والله يآزين التربيه زينآآه والنعم فيك آخت مآتنآظر بـ الرجآل .. ليت كلّ البنآت مثلك بأخلآقك يآجعل الجنـه مثوآك
طيرت عيونهآ بنفآذ صبر ودهآ الحين تذبح أخوهآ " لآ تخليني الحين أقط نفسي تحت أي سيآره تدعسني وأرتآح .. كني نآقصه هرجك ذآ يآسلطآن " !!!!



======
-----------
======




نهآية الفصل الحآدي عشر
قرآءهـ ممتعـــه إنشآلله ...<<

دمتـم بـ خيــر

:::

~FANANAH~ 10-08-16 07:01 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الثآني عشر ,, جزء 1

(( حقًا إن الإنسان مسكين.. تتشاجر مع رئيسك فى العمل فتُفصل.. تتشاجر مع مار فى الشارع فيحطم أنفك.. تتشاجر مع هيئة حكومية فتسجن.. عندها تشعر بحاجة إلى أن تخرج بعض عصبيتك فى دارك بعيدًا عن العيون, لكنك تصطدم بشريك حياة غير مستعد لسماع شئ.. عرفت صديقًا لى كان يقود سيارته بأقصى سرعة لها فى طريق مهجور, و يخرج رأسه من النافذة و يصرخ و يسب بأعلى صوته.. كان هذا يريحه, و أظننى أفهمه )) - مقتبـس -
عن أحمد خآلد توفيق






بمسآء نيويوركـ ..

فتح علبة البيره وهو يرمي نفسه ع الكنبه الجلديه الحمرآء ومآسرع مآتعدل بجلسته وهو يتدآرك إللي يطيـح منهآ على يده وبـ الأرض لأنهـآ فــآرت ..

رفع رآسه مطبق شفتيه بإبتسآمه إحرآج وهو يشوف إنعكآس وجهه من المرآيه يرمقه بنظرآت وعيد ملآهآ الحقـد !

آدم بطنآزه: ترآ كلهآ قطرتين
نجم وهو يرصّ على أسنآنه: إللي طآح بـ الأرض ذآ ينمسـح .. وبـ المعقـم بعـد
آدم بطفش من مبآلغة نجم بـ النظآفه وهوسه فيهآ: لآحــوووول
نجم وهو يعدل خصلآت من شعره الكثيف إللي رآفعه ومثبته سبآيكي وينآظر بـ آدم ورآه من المرآيه: مثلمآ سمعــت
آدم: خلآص يآلمعقــد فهمنـآ ..
حط البيره من يده ع الطآوله وهو يسأله: هـآآ .. كآرلآ ولآ تيفآنـي !!
نجم بإبتسآمه: لآ هذوول خلآص إنتهى وقتهم هذي وحده made in jaban
هز آدم رآسه بـ النفي وهو يضحك: ههههههه آلله يصلحك يآخي


نجم: مآعليك مني .. آشوفك إنت وليلآ دآقين صدآقه مع بعض !!
آدم بلوم: وآلله مآتستآهلهـآ .. صآر لي إسبوعين هنآ وآلبنت مآشآلله طبّآخـه ميه ميه
إنحنى فمّ نجم بإبتسآمة إستخفآف خفيفه: أهـم شي عندك الأكـل إنـت !!
رفع آدم كتوفه بهزه خفيفه مآط شفتيه لقدآم: عندي وعندك وعند أي رجّآل .. وش يبي من أي مـرآه غير أكله حلوه ونومـه حلوه !!! وهي مآشآلله عليهآ بـ الطبخ .. وإن ع النومـه ......... - وهنت نبرته بخفوت - فهـي بنــت مآينقصهآ شيّ .. ولآ إنت لك كلآم ثآني !!
مدّ نجم شفته السفلـى لقدآم بلآ مبآلآه: مو التآيــب حقـي !


رمقه آدم بنظره تحقيريه من فوقه لتحته سفهه بعدهآ وهو يشرب من البيره: أصلاً خسآره فيك هآلكيوت مآتستآهلهآ .. خلك مع هآلمعصقله كآرلآ ولآ ذيك إللي تشبهك تيفآني
رمى نجم عليه المنشفه الصغيره وهو يضحك: هههههه ولو تشوف إللي بقآبلهآ الحيـن .. تشبهـك إنت هههههه
بعد آدم المنشفه عن وجهه وهو يقلب عيونه بإحتقآر لـ نجم: الطيور على أشكآلهآ ..
نجم وهو فآتح بآب شقته بيطلع منهآ التفت عليه بتأكيد: لآ تنسى تمسح الأرض .. والمشفه هذي علقهآ بمكآنهآ ..


أشرّ له آدم بيده إللي مآسك فيهآ علبة البيره بمعنـى - توكـل روووح -
توّ مآطلع نجم مقفل ورآه البآب وقـف آدم متوجه صوب البآب الفآصل بين الشقتين وطرق بخفـه وهو يستنطقهآ بسؤآله: ليـــلووو ؟!!
أول مآسمعت صوته جرت صوب البآب وصآروآ ثنينآتـهم مسندين روسهم ع البآب كلاً من مكآنه ..
ليلآ: إيـه آدم !
آدم: أفتح البآب ؟!
ليلآ: أيـوه إفتـح

حرك المفتآح وفتح بعدهآ البآب يشوفهآ تسبقه وهي تأشر له بيدهآ بمعنى - تعآل تعآل -
ليلآ: عملت سوفيليـه بـ الجبن رحّ تحبه مـرررره
آدم بإبتسآمه: يآحليلك وآلله توني أوزن نفسي اليوم زدت 4 كيلو بـ إسبوعين .. ليلآ إنتي السبــب !
ليلآ بإبتسآمه وآسعه: بـ الهنآ .. المهم إنه يعجبـك
آدم وهو يأشر لهآ بيده تنآوله: جيبـي جيبـي
توهآ مبتسمه وهي تمد له الصحـن - سألت بإهتمآم - : مآفـي جديـد ؟!! آدم أنآ سمعت كلّ كلآمك ونفذته بـ الحرف .. لا أكلمه ولآ أسأل عنه بس هذآ شكله إنقلب للأسوء .. كل يوم وهو طآلع مع وحده شكل !


آدم وهو يحشو فمه بقضمه كبيره من كبّ السوفيليه: صدق والله .. مدري وش السآلفـه
توه بينزل الكـبّ من يده وخديه الثنين منتفخين بـ الحشو دآخلهم إلآ ويبقق عيونه .. توه يلآحظ هآلشيّ فيهآ .. إنكتم بـ الأكل وصآر يكـحّ بحـده ضآم قبضته لفمـه
لحقته ليلآ وهي تمدّ له كآس المويه بسرعه: خــذ مويـه خــذ .. ههههههه وش فيك إنت لآ تتكلم وإنت تآكل


هدى شوي من شرب مويـه بس بعدهآ ملآمح الكتمه بتعآبير وجهه إللي إحمـرّ وأدمعت عيونه حتى إن عروق جبينه ورقبته برزوآ أكثر ..
ليلآ بإستفهآم بريئ من تركيز نظرآت آدم عليهآ بلآ معنى: وش فيـه ؟!
آدم: تدرين الحين توني أدري السبب !
لفت من ورآ المشرب وجلست على كرسي قباله - بإهتمام واضح - : هااا قول .. ايــش !!
آدم بأسى وقلة حيله: إنتي السبـب ..
عقدت ليلآ حآجبيهآ بإستفهآم !
أردف آدم: كآرلآ وتيفآني وإللي بيشوفهآ اليوم وغيرهم مآهم بهآلزين ابدّ .. أشكآلهم مره تروع ههههه يشبهونا انا ونجم ههههههه


ليلا وبعدهآ مقطبه ملآمحهآ بإستفهآم - همست - : بس إنت ونجم حلوين !
طير آدم عيونه بطفش: لآحووول .. لآ إنّآ حلوين كرجآل مو حريم .. مآيصير نكون حريم وكذآ أشكآلنآ .. شوفي بفهمك
ليلآ بإنتبآه: هــآآ
آدم وإللي صوته يآلله ينسمع ويبين وش إللي يقوله من كثر مآهو حآشر فمه بـ الأكل وليلآ مدنقه رآسهآ عليه وتهزه بإهتمآم تستنطقه يكمل كلآم
آدم: إللي أقـ ... - بلع إللي بفمه بصعوبه - إللي أقصده أنهم مو حلوآت .. بـ العكس بعد أنآ أشوفهم بشعآت .. بس همآ مهتمين بحآلهم .. يعني ملآبسهم .. شعرهم .. حتى ريحتهم .. شي يفتح النفـس ..
شوفي ليلآ أبغآك تعرفين شي ..إنّآ الرجآل مب مثلكم .. آنتم ممكن يلفتكم بـ الرجّآل شكلـه .. إنه يكون وسيـم .. وممكـن جسمـه .. ممكـن كشختـه
لحقته ليلآ بإستفهآم: كشختـه ؟!!


آدم بإستيعآب لإستفهآمهآ مو كلّ الكلآم تدلّ معنآه: آمم يعنـي أنآقتـه .. شيآكتـه .. شي زي كذآ
فتحت ليلآ فمهآ بإستيعآب: أهـآآآآآ
كمل آدم: أمآ الرجّآل ممكن يلفته شي فـ البنت ويثيره لدرجة الجنون .. أشيآء ممكن مآتخطر ببآلكم .. ممكن مثلاً شكل أظآفرهآ .. لون المآنكير بـ أظآفرهآ !! أظآفر رجلهآ بعد مو يدهآ .. ممكـن ريحتهـآ الحلـوه .. هآلريحـه كفيلـه تسبب له غيبوبه .. ممكن تطيحـه بغرآمهآ وهو حتى مآيدل شكلهآ !! مآرحّ أكذب عليك وآقولك إن الشكل مآيهمنآ .. إلآ يهمنآ وبقوه بعـد بس في أشيآء ثآنيه تفرق معنآ أكثر .. مآفي بنت بهآلكون مب حلوه .. كل الحريم حلويـن .. بس هآلشي يبآله ذكآء .. يعني ممكن تلقين وحده صآآروووخ .. بس ع الفآضي !


ليلآ بإستفهآم وهي معقده حآجبيهآ لأقصآهم: وش يعني صـآروخ !!
طير آدم عيونه بتفكير: آمممم يعني حلوه مررررررره
ليلآ: أهـآ
آدم: هذي الحلوه مررره ممكن تلقينهآ مآتسوى بسوق الحريم ريـآل
ليلآ: ريــآل ؟!!
هز آدم رآسه بـ الإيجآب بسرعه وهو يتدآرك إستفهآمهآ معدل كلآمه: دولآر دولآر
ليلآ: أهآآ
آدم: ووحده ثآنيه بذكآئهآ يطيـح فيهآ ميـة رجّآل
ليلآ: يطيح فيهآ ؟!!
آدم بطفش: لآحوووووول شكلي بطفـش مثل نجم
ليلآ ببرآءه: شلون تطفـش ؟!
زفر نفس مسموع بنفآذ صبر: شووفـي .. إللي أقصده من هذآ كله .. إنتي حلوه .. أنآ رجّآل صـحّ !!
هزت ليلآ رآسهآ بـ الإيجآب: إيـه
آدم: هذآ وأنآ رجّآل قدآمك وآقول إنك حلوه وجذآبه .. مو مثل مآتشوفين إنتي نفسك
ليلآ بوهـن فـ نظرة عيونهآ البآئسه ونبرتهآ الخآفته: بس نجم يشوفني غير كذآ
آدم: مآعليك منـه ذآ خلـه يولـيّ
ليلآ بإستفهآم: يولــيّ ؟!!
آدم: إيه .. مآهوب مشكلتنآ الحين .. الحين المشكله فيك والحين بعد بنعآلجهآ
ليلآ: شلوووون ؟!!!!


مسحهآ بنظره تفحصيه سريعه من فوقهآ لتحتهآ: آمممم .. بنغير لبسك .. وشعرك .. وشويـة ميك-أب ومآرحّ تعرفين نفسك
ليلآ بملآمح طفوليه حزينه: مآ أعـرف !!!
آدم بإبتسآمه عذبه: مآعليك إنتي أنآ بسوي كلّ شيّ .. تعآلي بس وريني ملآبسك
وقفت بسرعه عن كرسيهآ بفرحه طفوليه متوجه صوب غرفتهآ وهي تأشر له بإبتسآمه وسيعه: تعآلـــــــــى تعآلــى
أخذ كـبّ سوفليه من الصحن بسرعه وهو يلحقهآ " آمممم يـ الله مره طعمهآ حلو "
آدم: هآآ ورينـي أشوف


فتحت شنطتهآ إللي كآنت شنطة سفر كبيرة الحجم وبهآ ملآبسهآ كآنت بمثل وضعهآ لحد مآرتبهم لهآ نجم بدولآبهآ بـ اليوم إللي نظف لهآ فيه الشقـه ومآتم هآلترتيب كثير لأنهآ حوستهآ وهي منزله كل رفوف الملآبس بـ الأرض لأجل تطلع لهآ بس بيجآمه !! مع إنهم كآنوآ مرتبين وتقدر تجيب لهآ بيجآمه بسهوله من رفّ البيجآمآت ! إلآ إنهآ كبتهم كلهم بـ الأرض أخذت مآتبي وكومتهم مره ثآنيه بشنطتهآ إللي سحبتهآ من تحت السرير وفآتحتهآ مجمعه فيهآ كل الملآبس بـ إهمآل وبعدهآ بنفس المنظـر لليوم !! صآرت تنقـي الملآبس وتحذفهم على السريـر إللي جلـس آدم على طرفـه وصآر يقلب بـ الملآبس ويرميم بـ الأرض ..
آدم بإستنكآر وهو يرفع الملآبس بأطرآف أصآبعه منقرف: وشهو ذآآ !!
ليلآ ببرآءه: إيـش !! مو حلويــن ؟!
آدم وبعده معقد حآجبيه: بلـى حلويـن .. إنتي كم عمرك ؟!
ليلآ: أنآ إثنين وعشرين


أطبق آدم شفتيه مآطهم لقدآم بإستنكآر: حلويـن لوحده بعمر إثنآعش .. ثلطآعـش .. مو إثنين وعشرين يآليلــوو .. الجينز حلـو مش بطـآل .. بس هآلسويترآت كلهآ .. Nooooo ووش كل هآلسويت شيرتس !! ( بلوزآت سبور فضفآضــه بسحآب وقلنسوه للرآس ) لآآآ وتبيـن تجذبيـن نجـم بعـد ؟!! مآلقيتي غير نجـم !! هذآ عآد صعـب مآيرضيـه شي ومو أي شي إللي يعجبـه .. وآلله أنآ ممكن اكون مثير ومغـري لـه أكثر منـك !!
برقت ليلآ عيونهآ بنظرآت توعد: آآآدآآآآآآآآآآمّ !
آدم وهو كآتم الضحكه سفههآ وهو يقلب الملآبس بين يديه يختآر منهم: آممممم
رفع رآسه وهو يشوفهآ تلمّ بآقي الملآبس إللي قطهآ بـ الأرض وتدخلهم بـ الشنطـه وبيدهآ شـي بـ اللون المشمشـي ..


آدم: أيوه أيوه هآتـييــه أشووفـه - أشر بيده على مآبيدهآ وعيونه عليه -
ليلآ: هذآ فيسـت
آدم بإستفهآم: وشهو فيست هذآ ؟!
ليلآ: آممممم ممكن تكون بلوزه طويلـه
آدم وهو يفرده بين يدينه رآفعه قدآم عيونه: هذي بلوزه أو فستآن ؟!!
مطت ليلا شفتيهآ المطبقه لقدآم بمعني إنهآ مآتدري: آممم مدري هي بلوزه طويله أو فستآن قصير .. بس إسمهآ فيست ينلبس تحتهآ بنطلون
آدم: ليش ينلبس تحتهآ بنطلون !! هي كذآ حلوه وشكلهآ بنوتي كمآن .. فيه مثلهآ بعد !!
ليلآ: لاآ مآفيه وبقولك .. ترآ مره لبستهآ ونجم مآحبّهآ آآآآبـــــــدّ
آدم: وآلله !


هزت ليلآ رآسهآ بـ الإيجآب بنظرة حزن: إيــه .. كنت بطلع بموعد .. اول موعد لـي وكنت لآبستهآ .. مآعجبه شكلي أبدّ وقآل إني مره بشعه
آدم: وكنتي لآبسه البنطلون تحتهآ ؟!
ليلآ ببرآءه: أيـوه
آدم: جينــز ؟!
ليلآ: أيـوه
بلع آدم ريقه وكنه فهم: خلآآآص إسكتـي لاتكملين .. رحّ أطلع برآ وآنتي بدلي ملآبسك وإلبسيه
ليلآ وهي تآخذه من يده: آوكـي
آدم بتأكيد: بدون بنطلون تحته
ليلآ بسرعه تلحقهآ: بـسسـ ............
قآطعهآ آدم بسرعه: لآ تبسبسيـن .. مثل مآقلتلك .. يلآ بسرعه
طلـع من الغرفه للصآله متوجه للثلآجه الصغيره ورآ المشرب .. فتحهآ مآخذ له علبـة عصير فوآكه مشكله .. تحسس بطنـه إللي إنتفـخ من الأكل وأردف: يــلآ أنآ شكلـي جآي أخربهـــآ

فتحت البآب مدنقه رآسهآ من ورآه تنآديه بصوت عآلي: آدآآآآآآآآآآم تعـــآلى ..

التفت عليهآ مبتسم إبتسآمه وسيعه بعد مآ أظهرت بآقي جسمهآ من ورآ البآب يوم فتحته لآخره وصآح بإعجآب: أيــوآآ كـــذآ
كآن الفستآن أو الفيست مثلمآ تقول هي شيفـون بـ اللون المشمشـي الفآتح يوصـل لفوق الركبه بشوي بـصف أزرآر طولي من أوله لآخره من قدآم يشبه القمصآن بقصتـه مزموم من الخصـر بحزآم رفيـع بنقشـة التآيجـر


آدم: والحين فكـي شعرك هذآ
ليلآ بنهي قآطع: لآلآلآلآلآ لآ شعــــر لآآآآآ
عقد آدم حآجبيه بإستفهآم من ردة هآلفعل السريعه الحآده !
كملت ليلآ بعد مآفهمت التعبير الإستفهآمي بملآمح آدم: نجـم محذرني ومتوعدني مآيشوفه مفرود .. يقول إن شكلي كذآ أحلآ
آدم بطفش: يآآذآ النجــم إللي مهبل فيـك .. وبعدين معك يآبنــت !! فكيـه بس بشوف ولو مو حلو بخليك تربطينه مره ثآنيه
ليلآ بإنقيآد بعد مآ أقنعهآ: آممم طيب آوكي ..
رفعت يدينهآ وبدت تفك ربطة شعرهآ المرفوع بذيل حصآن مشدود وإللي عذبتهآ هآلربطه فـ الفك بسبب طبيعة شعرهآ الكثيف الأجعد البآهـت والمقصـف .. كآن ملفوف حول الربطـه بخصلآت متشآبكـه تعذب عند الفـك !


سألته رآيه بإهتمآم بعد مآفكت ربطة شعرهآ وبدت تهز رآسهآ يمين ويسآر بقوه لأجل تنثره: هــآآآ !!
آدم بإنبهآر من شكلهآ إللي تبدل 180 درجه: مآشآلله هذآ طبيعـي !!
ليلآ بإستفهآم: كيف طبيعي ؟!!
آدم: يعني هو كذآ ولآ إنتي تسوينه !
ليلآ: لآ هو كذآ .. مو حلـو ؟!!
آدم بتأكيد جآد: العكـس مرره حلــو .. نجم قآلك مو حلو !
حركت رآسهآ بـ الإيجآب مطبقه شفتيهآ ومآطتهم لقدآم بتصنع للزعل ..
آدم واللي فهم قصد نجم وسبب منعه لهآ تفرد شعرهآ - أردف بجديـه - : وأنآ أقولك مرره حلو .. ومغير شكلك بـ المره للأحلـى .. بمن تثقيـن ! كلآمـي أو كلآم نجـم !!


تمت ثوآني تستجمع السؤآل رفعت بعدهآ يدينهآ تلم شعرهآ وتجمعه تمهيداً لربطه مره ثآنيه: نجــم
قرب منهآ بسرعه وهو يضحك مآد يه لهآ يمنعهآ تلم شعرهآ: ههههههه لاآآآآآ يآلمجنونـه .. وربي إنه حلـو .. قســم ..
ميل رآسه بإسترضآء لهآ: خلآص ليلوو عيب عليك ترآني أقسمـت !
شوفي بقولك .. ونجم بعد يشوف إنه حلو .. وإنك كلك على بعضك حلوه مو بس شعرك .. هو يقولك كذآ لأجل مآتعرفين غيره



علقت عيونهآ بعيونه وهي تحلفـه الصـدق بنظرآتهآ ..
حرك آدم رآسه بـ الإيجآب: والله .. هذي الحقيقه
ليلآ: يعني هو يجـي ويروح مع وحده وإثنين وميـه وأنآ وآحد مآيبيني أعـرف !!
رفـع آدم كتوفـه بإستسلآم: إحنآ كذآ الرجآل .. بس صدقينـي كثر مآنلف هنآ وهنآ وعيونآ تنآظر يمين وشمال مردنآ بـ الأخير للأصـل ..
أعرضت عنه بظهرهآ منزله رآسهآ بإحبآط لآويه فمهآ - همست بيأس - : هذآ إن كنت الأصل أصلاً
زفر نفس مسموع بطفش بخآطره " شلون بقدر أقنعهآ الحين وهذآ نجم مسيطـر على كل أفكآرهآ وظنونهآ بشكـل سلبـي وهي شكلهآ كذآ مره سآذجـه ! والحين دريت ليش نجم سآفهــهآ برغم كل مميزآهآ الملفتـه ! نجـم مآيحب البنت البسيطـه .. البنـت السآذجـه المغفلـه .. سهلـه الإرضآء والإقنآع وهي مب قآدره تفهم هآلشي وتستوعبـه .. كل مآ رمى لهآ قطعـة لحم لهثت عليه كمآ الكلـب ! هذآ للأسـف أدق وصـف !!! آآآآآخ يآليلآ آآخ "



ثبت يدينه الثنتين على كتوفهآ وهو وآقف ورآهآ وصآر يدفهآ بشويش لقدآم لحد مآجلسّهآ ع الكنبه الإسفنجيه بنيّـة اللون بصآلتهآ الصغيره وجلس جمبهآ: أبقولك على شيّ .. البنت بيدهآ تكون جميلـه وكلّ النآس تشوف هآلجمآل وبيدهآ بعد تكون بشعـه وكووووول النآس تشوف هآلقبح والبشآعـه .. تدرين بـ إيش ؟!! بـ الثقـه .. ليلـوو أهـمّ شي الثقـه .. إذآ وقفتي قدآم مرآيتك وإقتنعتي إنك حلوه وقلتي لنفسك بإنعكآس صورتك إنك حلـوه رحّ تقولين للنآس كلهم إنك كذآ .. إذآ قدرتي تنقعين نفسك بـ الأول بهآلشيّ فصدقيني قنآعتك هذي الكلّ رح يشوفهآ .. ليلآ هذآ غلط .. طريقتك وآسلوبك بكلآمك عن نفسك غلــــــــط .. أنآ فآهم إنك عفويّـه وبريئـه مره .. بس غلـط .. مو صـحّ إنك تظهرين هآلشي بهآلشكل المبآشر .. إن وقفتي معي أو مع نجـم أو أي رجّآل غيرنآ أو حتـى مرآه مو رجّآل وقلتـي أنآ بشعه أنآ مو حلـوه أبدّ .. شعري أجعد وبشرتي منمشـه وبآهته .. أسنآني مو متنآسقه وغيره وغيره .......... هآلشخص مآرح يشوف غير إللي إنتي تقولينـه .. وجهه بوجهك وعيونه مآتلآحظ غير عيوبك إللي تكلمتي عنهآ .. مع إنه ممكن مآيكون ببآله إن هآلشي مو حلو فيك ممكن إنه يشوفه عآدي أو إنه شي مآلفتـه أصلاً بس بكلآمك هذآ وإستنكآرك لهآلشيّ فيك وكرهك له رح يخلي غيرك يقتنع فعلاً بهآلشي مع إنه مآكآن مشكله بـ النسبآله قبل تتكلمين إنتي فيه .. الإيضآح السلبـي مآرحّ يعطـي غير الإنطبآع السلبـي والعكـس صحيـح !!!
ليلـوو تدرين إن عيوبك هذي ممكن تكون شيّ غيرك يتمنآه !!
مثلاً شعرك .. صحيح أجعد بس كثيييف مره وطويل ولونـه حلو .. طبيعـي .. غيرك مضيع فلوسه على علآجآت تكثيف الشعـر وتطويلـه أو حتى صبغه بنفس هآللون أو حتى إنه يجعـده !!! شفتـي شلـون !


فيـه جملـه قريتهآ من قبل بمجلـه آمممم مآ أتذكرهآ زين بس معنآهآ يعنـي إن الجميلآت كثييييير مو مهـم المهـم شلون رحّ تتصرف فيـه ؟! والبشعـآت بعـد كثييير مو مهـم .. المهـم شلـون بتتصرف معـه ؟! شلون بتتصرفين فجمآلك أو شلون بتتصرفين مع بشآعتك .. فهمتيهآ !!
هزت رآسهآ بـ الإيجآب وهي عآضه على شفتهآ السفلى ..
كمل آدم بمزح: تدرين .. فيه فنآنه عربيـه مشهوره .. هي لبنآنيه بـ الأصل بنسبـه آمممم - طير عيونه بتفكير وهو يهز سبابته على فمه - آممممم يعني خمسه وخمسين بـ الميه تشبهينهآ هآآ وش رآيك عآد طلعتي تشبهين فنآنه
التفتت له مبرقه عيونه وفآتحه فمهآ بفهآوه - همست - : جـــدّ ؟!!
آدم: أهــآآ .. إسمهآ ميريآم فآرس .. ذكريني بعدين أعمل عنهآ سيرش وأوريك صورهآ ..

ليلآ: بشعـه مثلـي ؟!!
آدم بتأكيد: لآ .. إنتـي حلــوه مثلهــآ

رجعت عضت على شفتهآ السفلى بـ إحرآج وهي منزله رآسهآ متفشلـه !!
آدم بإبتسآمه: المهم الحيـن .. الخطوه الثآنيه بعد تغيير مظهرك هي إثآآرة غيرة نجــم
لحقته ليلآ وهي تحرك يدينهآ بـ النفي فـ الهوآ: لآآآ لالالالا أعرفه كويس والله يعطينـي كـفّ يجيبنـي الأرض مثل ذيك المره ..


رفع آدم حآجبيه بإندهآش: هو مدّ يده عليك !!!
قطبت ملآمحهآ بزعل طفولي مآده بوزهآ: يووووه آدم لآتحرجنـي عآآد .. أنآ قد حكيت لك من قبل عن ذيك السآلفه يوم شآفني بـ الأسنسير ..
فتح آدم فمـه بإستيعآب: أهــآآآآ .. إيه إيه تذكرت .. - بلع ريقه وكمل بجديّه - : لآ مآعليك .. مو وأنآ موجود .. وهذي الخطوه أنآ إللي بسويهآ - غمز لهآ مبتسم -
ردت لهآ الإبتسآمه وهي تأشر له بسبآبتهآ: يآآآآآوييييـــــــلك
هز آدم رآسه بـ الإيجآب: تعآلي بس إقربي علي وتربعـي خلني أقولك وش بنسـوي ................ !!



======
-----------
======


يتبــــع ...


:::

~FANANAH~ 10-08-16 07:05 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======



بوقـت العصــر .. بـ السعوديـه
ببيت علي عبدالرحمن

بغرفتهآ الصغيره تقليديه التصميم والأثآث إللي كآن خشبي بـ اللون الأبيض والمفروشآت إللي غلب عليهآ اللون العسلـي أو البيـج من مفرش السرير أو الستآير حتى السجآده الطوليـه الفآصله بين السرير والدولآب على يمين السرير .. والدهآن إللي كآن بسيط بـ اللون البيـج التقليدي !
كآنت الغرفـه محوسـه وتقريباً كلّ ملآبسهآ بـ الدولآب كآنت برآ هآلـدولآب ومكومه فوق بعضهآ بإهمآل على السرير .. بينمآ هي كآنت وآقفه قبآل المرآيآت الطوليه لـ أبوآب دولآبهآ الجرآر تستعرض جسمهآ بإغرآء مآغير بقميـص رجولـي علوي فقط فوق ملآبسهآ الدآخليـه !
كآن فرق الحجم لجسمهآ والقميـص وآضـح بـ المرهـ بطول القميـص إللي يوصـل لـ نصّ فخذهآ وأكمآمـه إللي تعدت أطرآف يدينهآ !


بيديهآ الثنتين رفعت يآقة القميص وهي لآبستـه لخشمهـآ .. سحبت نفــس عميـــق بنشــوه من ريحـة عطـره الرجولي المميز إللي بعدهآ قآبعـه بـ القميـص مغمضـه عيونهآ بفرحـه مآقدّ حست بمثلهآ لليـوم !
طيرت عيونهآ للسقـف بنظرة شكـر وإمتنآن للــه " أحبّـه يآآآآرب أحبّه أحبّه أحبّـه أحببببببببببــه أحبـّـ .............. "
قطعـت كلآمها ملتفته برعب مبرقه عيونهآ بفـزع يوم إنفتح عليهآ البآب بقوه وفجأه .. وبـ المقآبل كآنت ريتآج وآقفه ع البآب متخصـره رآفعه حآجب وآحد بإشمئزآز لصيته وهي تقلب لهآ عيونهآ ..
صيته بعصبيه: وجـــع إنتي .. فيه شي إسمه طرق ع البآب .. إستئذآآآن .. ترآني أبدل ملآبسي
سفهتهآ ريتآج بعد مآقلبت لهآ عيونهآ وهي تدخل مسكره البآب ورآهآ: خير إشآلله وش إللي عندك إنتي !! كم صآر لنآ ننآديك !! وأرسلنآ لك كآريمآ " الشغآله " ميـة مره مآغير تردينهآ تقولين تبدلين ملآبسك


صيته وهي تضم القميص على نفسهآ تدآري جسمها العآري من فوق: وش تبــون أنتـم !! أنآ الحين مشغوله
رمقتها ريتآج بنظره تحقيريه وهي تحرك عيونهآ عليهآ بتفحص من فوقهآ لتحتهآ ومطبقه شفتيها بقرف وبعدهآ جلست على طرف السرير تنآظر بأظآفرهآ الطوآل المرتبين والملونين بـ اللون الزهري اللآمـح وإللي بآعدت مآبينهم وهي تنآظرهم سآفهه صيته: أمي مسويه حلـى طلبتك تنزلين تتقهوين معنآ
صيته بحده مآغير تبي تصرفهآ من الغرفه: شكـــراً .. مآبي شيّ .. وآلحين تفضلي برآ أبي أبدل ملآبسي
لوت ريتآج فمهآ بقرف وهي ترمقهآ بنظرآت إستحقآر: مآآآآآآآآلت .. الشره علينآ نطلبك .. مو عليــك
وقفت وهي تحرك عيونهآ على صيته بتفحص: وبعديـن أي ملآبس هذي إللي بتبدلينهآ !! إنتي وش لآبسه بـ الله .. وشهو ذآ القرف إللي لآبستـه !!


بلعت صيته ريقهآ بتوتر مآلهآ بـ الكذب أبدّ .. هي بنآح والكذب والتأليف بنآح ثآني ..
مشت ريتآج صوبهآ وهي تفتح لهآ شقيّ القميص بـ القوه: وش هآلقــرررررف .. هذي ملآبس !!
صيته بمقآومه وهي تصد بظهرهآ عن ريتآج: ريتآآآجــوووووه وخخخخــررري عنـي .. هــف وخـري ترآني بملآبسي الدآخليه بـس
فكت ريتآج يدينهآ مميله فمهآ بإبتسآمه إستهزآء مقطوعـه: هـــــه .. أي ملآبس هذي بعـد !! سآتره نفسك من فوق بهآلقرف ومن تحــت !!! - ميلت ريتآج رآسهآ تشوف صيته من تحتهآ -

إلتفتت لها صيته وحدهآ معصبه ومنقهره هذي ريتآج مآرحّ تفتك منهآ الحين .. مآغير تبي تنكد عليهآ أو تكدرهآ بأي شكـلّ ...


صآرت تدفهآ من كتوفهآ وهي تحركهآ لبرآ الغرفه بمقآومـه جآبره نفسهآ على الحركـه إللي كآنت بطيئـه بسبب إن رجلهآ بعدهآ تآلمهـآ .. بينمآ ريتآج كآنت بآلحيييل تمشي بلكآعه عنداً وقهراً بصيته - صآحت ريتآج - : خلآآآآآآآآآص بطلــع .. الحمدلله والشكـر ..
صآحت بحده: هيييييييـه إنتــي لآ تدفيــن بعــ ........
قطعت صيآحهآ يوم إلتفتت على صيته إللي تدفهآ وهي تشوفهآ مآيسترهآ غير قطعتين ملآبس دآخليه بـ اللون البرتقآلي بعد مآ إنفرج شقـيّ القميص عن صدرهآ لأنهآ مآكآنت مزررتــه .. ومآسرع مآتدآركت صيته نظرآت ريتآج التحقيريه لهآ وهي تشوف جسمهآ وضمت القميص على صدرهآ مره ثآنيه بسرعه ..


ريتآج بلؤم: إيييييــه .. وأنآ أقول ليش مآتبيني أشوفك !! ثآري هذي هي السآلفه .. إيه أحسن .. إستري نفسك .. وجـع وش هآلكرش إللي عندك !! كنك مرآه حآمل .. وبـ الخآآمس بعـد ..
فردت صيته ذرآعهآ صوب البآب كإشآره لهآ تطردهآ وهي ترص على أسنآنهآ مغمضه عيونهآ بقوه: إنــــ قلعـــــــــــــــي بــــــررررآآآآآآ
مطت ريتآج شفتيهآ بقرف: رح أنقلــع .. مآل الغثـه .. غثيتينـي بهآلمنظـر .. جسمك كله دهون وتشققآت .. وبعد عندك كرش وش كبره .. ثآريك لآبسه هآلقميص إللي يسآع ثلآث .. حقتك تسترين كل هآلعيوب
عرجت صيته خطوتين فتحت البآب بعصبيـه وهي خلآآآآآآآآآآص .. هذي ريتآج العقربه مآرحّ تسلم من لسآنهآ والسـمّ إللي تقطـه ..
شدتهآ صيته من معصمهآ بقوه لحد مآطلعتهآ برآ الغرفـه ..


ريتآج وهي عند البآب: حبيبتي صيــتووه نصيحه أخويه .. غيري هآلملآبس - أشرت بسبآبتهآ على صيته من فوقهآ لتحتهآ - هآلملآبس إللي تجيب الغثّـه .. صدق حتى مآوصلتي للقرويين بأذوآقهم ! وشهو ذآ بـ الله .. تلبسين ملآبس الرجآل أجـلّ إنتي !!
صيته بقهر: ترآ مآعندك مآعند جدتـي وآنآ أدري عن هذرتك فكيني منهآ لآآآ أصكـ رآسك بـ البآب الحين
ريتآج بقرف: ترآ مآتنعطين وجـه أبدّ .. هذآني مآغير أنصحك .. ثآري سوقك وآقف مآحدن يطلبك .. لمتى تبين تتمين معنسـه مآحدن ينآظر بخشتك !! ليش مآتتسنعين بستآيلك وشكلك !! وش هآلذوق الخآيس إللي عندك !!

رفعت صيته ذقنهآ وحآجبهآ الأيسر بتحدي وهي تتصنع الغرور: مآآآنـي بحآجه لشي يمشيّ سوقي .. حبيبتي ريتآجوه وفري نصآيحك إللي مثل وجهك لنفسك يمكنه تنفعك إنتي بعدين .. وتطمني بعد يآروحي مآبطول خشتي بخشتك .. رحّ أتزووج إنشآلله .. وعن قريييييــب .. رجّآل مآقد شآفت عيونك مثيلـه ولآ حتى بـ أحلآآآآمك ...


زفرت ريتآج ضحكه مقطوعه بإستهزآء وهي مطيره عيونهآ للسقف: هـــــــــــه .. الحمممممدلله والشكـر .. صدق إنك إستخفيتي .. يآحرآآآم وربي عآذرتك .. الفرآغ يسوي أكثر من كذآ .. - حركت يديهآ بـ الهوآ بمعني روحي - كملت بـ إستهزآء: روحي حبيبتــي تأملي بخشتك زيـن .. قآل رجّآل مآقد شآفت عيوني مثيله قآل ههههههههه .. طبعاً بيكون رجّآل مآقد شآفته عيوني .. تدرين ليش حبيبتي !!! لأني مآ أنآظر بـ الحثآله البدو القرويين وإللي آخرتك وآحد منهم .. هذآ هو مقآمك ومستوآآآك

ركآن وإللي كآن توه طآلع من غرفته الموآجهه لغرفة صيته مآسرع مآ أعرض عنهم منزل رآسه بـ الأرض ضآم قبضته لفمه يتنحنـح بعد مآشحب لونه فجأه !

إلتفتوآ ثنينآتهم صيته وريتآج .. كآنت تعآبير التحقير بعدهآ بملآمح ريتآج بينمآ كآنت صيته متخصره ومقطبه ملآمحهآ بقـرف لـ ريتآج ورآفعه لهآ حآجب وآحد ..


محمد وإللي طلع من نفس غرفة ركآن وتو مآطلـع إلآ وهو يـردّ بوجـهه .. بحـده صكـع وجـهه بظهـر ركآن وثنينآتهم منزلين روسهم لللأرض بفشلـه !

ريتاج بقرف وهي ترمقهم بنظرآت إحتقآر: خير إنشآلله وش عندكم إنتم بعـد !! جدّ كل من بهآلبيت إستخــفّ


ركآن بعصبيه وهو بعده منزل رآسه بـ الأرض: وش إللي موقفكم برآ غرفتكم ألآ سودّ الله وجيهكم يآقليلآت الحيـــآآ
صيته وريتآج إللي تلآقت وجيههم بنفس تعآبير الإستفهآم مقطبين حآجبيهم ببلآهه لهآلهجوم الحآد من أخوهم ركآن ومآسرع مآختفت هآلتعآبير من وجه ريتآج متحوله لصدمه وهي فآتحه فمهآ شبـــر بشبــح إبتسآمــه ومبققه عيونهآ - صآحت بضحــك - : صيــتـــــــــــــــــه ووووجــــــــــــــــع .. وآقفه برآ غرفتك بهآلمنظــررررر !!!


صيته وإللي بعدهآ ملآمح الإستفهآم على وجههآ رآفعه حآجب وآحد بإستنكآر .. نزلت عيونهآ على جسمهآ إلآ وتصيح بفزع: لآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
ضمت شقي القميص على صدرهآ وإنحآشت بسرعه جنونيه جوآ غرفتها متنآسيه ألم رجلهآ قبآل هآلفشيله إللي مآقد حست مثلهآ مع إخوآنهآ .. وتوهـم الحين شآفوهآ شبـه عآريـه !!! " الله يآآآآآآخذ روحك يآريتآج يآلحيوآآآآآآآآنــــه آآآآآآآآهــــــــــي حسسسسبي الله عليك وعلى إبليسك يآززفففففففففتــــــــــــــــه .. آآآخ يآويلي .. يآفشيلتـي وطيحة وجهـي عند إخوآآني لآآآآآآآآه إهئ إهــئ "


ريتآج وإللي وصل صوتهآ لصيته من ورآ البآب بسبب صيآحهآ: وإنتم بعد وش إللي موقفكم !! ليش مآضفيتــو وجيهكم .. لآآآآ مسوين مره شيووخ ومدنقين روسكم جعلهآ الحـشّ .. مآلت مآغير أشكآل تجيب المرض

صآح ركآن بحده وهو يتوعدهآ بنظرآته الحآده: بتنطميـن إنتي الحين لآ أتوطآآك يآزفـرة اللسـآن .. مدري وش هآلبنآت أعوذ بـ الله منهـم
محمد وهو يتبـع ركآن بطول السيب متوجهين للسلآلم بينزلون تحت: وآلله يآخي صرت أكره كـل البنــآت .. جعلهــم المآحــي كلبوهـم
مـطّ ركآن شفتيه بقرف: لآ ويصيحون علينآ بعد .. الحين الغلط منـآ .. هذآ وهم عفشـآت .. وش بنشوف يعنـي من زينهـم !


صيته وإللي إرتمت على كومة الملآبس على سريرهآ وبعدهآ ضآمه شقي القميص على صدرهآ بقوه .. زفرت نفـس مسمـووع ومآسرع مآ إنتفض جسمهآ بفزع من فتحـة البآب .. فزت مستقعده بجلستهآ إلآ وتشوف ريتآج مدنقه رآسهآ من ورآ البآب .. - همست لهآ بلعآنه وهي كآتمه الضحكه - : صيته حبيبتي .. ترآ ملآبس دآخلي بـلون أورنج مـرره وع .. مآتلبسهآ حتى بنآت بـ المتوسط !! ههههههههههههه
أطلقت ضحكتهآ المكتومـه بصوت قد سمع كل البيت وهي تسكر البآب بسرعه قبل مآتصك بوجههآ البلوزه إللي حذفتهآ عليهآ صيتـه ..


صيته وإللي مآهتمت أبدّ لهرج ريتاج كآنت بدنيآ ثآنيه وبمود غير المود .. لو إيش مآصآر بهآللحظـه مستحيـل تتنكـد أو إن شي يكدر صفوهآ .. فرجت شق القميـص وهي تتحسس بطرف سبآبتهآ الكلآم المكتوب بـ الشق الأيسر من القميص تحت جيب الصدر من دآخل .. وقد تلألأت دموع الفرح بعيونهآ الدآكنـه الوسيعـه عآضه على طرف شفتهآ السفلـى بإحرآج كآبحـه جموح فرحتهآ وكنهآ للحين مو مصدقـه إللي تقرآه !! (( ولأنـي أحبـك طلبتـك .. 1/سآمحينـي .. 2/تزوجينـي )) !!!!



======
-----------
======


بقصر المآلكـي .. بـ الجنآح الوحيد ذآ السمه الأنثويه الرقيقه النآعمه سوآ بألوآن جدرآنه الزهريـه الرآيقـه فـ الأبيض أو بأثآثه المودرن بالطآبع البسيط للـ أميركن ستآيل و إللي تعكـس روح وصفآت صآحبتـه .. بنـت رقيقـه .. نآعمـه .. دلوعـه ..


بغرفة نومهآ تحديداً كآنت تحوس فيهآ .. مآخلت مكآن إلآ وتدور فيـه .. تحت الصوفآ الإسفنجيه بـ اللون الفوشيآ أو تحت سريرهآ المنجد بآللون الأبيض وإللي كسآه لحآف فآيبر ستان حريري بـ اللون الزهري بمخدآت كثيره بأحجآم مختلفـه بآللون الأبيض والفوشيآ والروز البآهت بس مآهيب محصلتـه .. برفوف دولآبهآ .. بـ أدرآج الكومدينه وعلى التسريحه .. حتى تحت السجآجيد الصغيره الموزعه بأرضية غرفتهآ مآتدري وش إللي ممكن يجيبه تحتهآ أصلاً بس مآكآنت غير محآوله بآئسه منهآ وهي تدوره !!
ضربت الأرض برجلهآ زآفره نفس مسموع بعصبيـه متأففـه: أوووووووفففف وينــه ذآآ بعـد


.....: نسمــه !


التفتت ورآهآ وبعدهآ ملآمح العصبيه والنرفزه متمكنه من تعآبير وجههآ ..
كآنت ( عآيشـه ) مربيتهآ .. المرأه الفلسطينيه بأوآخر الـ خمسينآت من عمرهآ .. من صغرهآ وهي تعتني فيهآ للحيـن بـ الإضآفه لفيصـل وفرآس أولآد طلآل ومرآم !
بلعت عآيشه ريقهآ وكنهآ درت سبب عصبية نسمـه ووش إللي تدور عليه !
نسمه بإستفهآم مقطبه حآجبيهآ بضيق: عآيشه مآشفتي وين الأيبآد حقي !! دورت عليه بكل مكآن ومآني محصلته !! هــفففف يآربي - توجهت صوب سريرهآ وهي تأشر عليه بيدهآ - : أنآ متأكده آخر مره كنت على سريري .. قمت وتركته عليـه .. ومآحد دخل جنآحي من الشغآلآت .. أجل ويييييينــــــــــــه !!


عآيشه وبعدهآ عيونهآ بـ الأرض شآبكه يدينهآ الثنتين قدآمهآ بدون ردّ ..
نسمه بتأفف من سكوت عآيشه: وليش مآتردين عليّ بعـد هففففف يآربييييييييي إهـــئ ويييينــــه
عآيشه بهدوء: نسمه حبيبتي أمك تبيك الحين بجنآحهآ
عقدت نسمه حآجبيهآ بإستفهآم: الحين ؟!! توني تآركتهآ بـ المجلس تحت مع مرآم وشـروق !!
عآيشه: لآ هي الحين بجنآحهآ وتبغآك .. لآ تطولين عليهآ هي تنتظرك

عقدت نسمه حآجبيهآ وهي ترمش بتوآلي بعد مآ أقفت عنهآ عآيشه بهدوء " وش فيهآ ذي بعــد !! "

/
/
/

بـ الدور الأول من القصـر بـ الجزء الخآص بمجلس الحريم كآنوآ ثنينآتهم بعدهم جآلسين بعد مآتركتهم نسمه بـ الأول وسبقتهآ أمهـآ من بعدهآ ..
شروق لوحده من الشغآلآت إللي دخلوآ المجلس وقآموآ يشيلوآ الصوآني الفآرغه .. صينيـة الشآي وصينيـة ثآنيه كآن بهآ حلى التشيز كيك ..


شروق للشغآله إللي تركت صينيه الشآي لأن بعدهم يشربون: خلآص خلآص شيليهـآ .. مآنبـي
مرآم إللي كآنت تتأفف بطفـش من فرآس ولدهآ الصغير .. ضربته بقهر على ظهر يده: خلآآآآآص يآولــد طفشتنـــي هوووووف منك
بدآ فرآس يصيح ويبكـي وهو يتمطـع رآفع يدينه ومصلب ظهره يبي يقوم من حجرهآ
شروق وهي تضحك: هههههه وش فيك إنتي جنيتي ليش تضربين الولد هذآ هو صآر يصيح ويبكي أكثر
مرآم بتعب وهي مقطبه حآجبيهآ: أنآ خلآآآآص وصلت معي مدري وش هآلولد ليش مزعج كذآ .. فيصل أخوه كآآن غير


شروق: مدري ليش دآيم أول ولـد يكون أهدى وحركته أقل غير إلي يجون بعده
مرآم: والله كلهم يبطـون الكبـد هــففففف
شروق: هههههههه
مرآم وهي ترمقهآ بنظرآت حقد حآده: وليش تضحكين إنتي ووجهك بعد .. بكرآ تجيبين لك بزر يبط كبدك ويلوعه وأبي أشوفك تضحكين وقتهآ
شروق وهي حآطه يدهآ على فمهآ تمنع ضحكهآ: هههههههه لآ لسـه شوي
مرآم: أي شوي !! كم صآر لك متزوجـه .. عن زود الدلع مره مصختيهآ .. هذي أختك بتملك بكرآ وكم يوم وبتجـي هنـآ وآنتي بعدك مفكره نفسك توك عروس وتبين الدلع


شروق وإللي خفى ضحكهآ لآويه فمهآ بضيق: هففف لآ تذكريني بس بـ دآرين وزوآجهآ .. جدّ مدري هآلخبله وش إللي تحسـه وتفكر فيـه .. هي مآينقصهآ شيّ ليش ترضى أجل بهآلشيّ !!! تكون زوجـه ثآنيـه !! تدرين لو تغريد كآن مشيتهآ لكن دآريـن !! دآرين إللي مآترضى بـ الأنصآف الحين موآفقه تكون زوجـه ثآنيه !! رآضيـه تتشآرك مع وحده ثآنيـه برجّآل !! جدّ مدري وش تفكر فيـه ومآني متطمنـه .. وخصوصاً بعد مآدريت إن زوجة رآئف الثآنيه بعدهآ صغيره .. توهآ مخلصه ثآنوي .. الله يعينهآ .. أختي دآرين مره قويـه مدري وش إللي بيصيـر مآني متفآئلـه
مرآم وهي تمد فرآس للشغآله: وديـه لعآيشـه خلهآ تنيمـه ..
التفتت لشروق بعد مآ أقفت عنهم الشغآله وهي شآيله فرآس بإحكآم لأنه كآن يرفـس برجولـه ويبي يفلت منهآ ..

مرآم بجديّه: تهقين دآرين بخآطرهآ شيّ لحوريه !!
مطت شروق شفتيهآ بمعنى إنهآ مآتدري: والله مدري .. بس دآرين توهآ مآدرت إن زوجة رآئف الثآنيه تكون بنت خآلته

مرآم بضحك: بتكون المنآفسه شرسه هههههههه دآرين وحوريـه ثنينآتهم ملكآت مآشآلله عليهم
شروق وإللي ردت بضحك: هههههههه وهذآني أقولك من الحين خلهم بس ثنينآتهم يجون هنآ ومآرح توقف أفلآم الأكشن هههههههه
مرآم: هههههههه الله يستر
شروق: أنآ بطلع جنآحي .. للحين مآجهزت وش بلبـس لملكـة دآرين بكرآ .. هآلملكـه جـت فجأه كذآ مآ أمدآنآ نتجهز لهـآ
مرآم: إنتو مآ إتفقتو على إنهآ تكون على الضيـق !!

شروق: إيه على الضيق بس أمي توهآ مكلمتني اليوم وقآلت إنهم يجهزون لحفله بـ البيت بتكون بآلحديقـه وعآزمة صديقآت لهـم .. بيكون فيه حريم وبنآت أمي ذي الله يهدآهآ مثل المرآهقآت ..
مرآم بإبتسآمه: إيه مآعليه يحق لهآ تنبسـط .. هذي ثآني بنآتهآ بتتزوج وش تبيهآ تسوي يعنـي
رفعت شروق كتوفهآ بهزه بسيطه بلآ مبآلآه: بكيفهــآ .. المهم علمينـي إنتي جهزتي نفسك لبكرآ !!
مرآم: مدري والله مثل مآتوك وقلتي هآلملكه جت فجأه .. عندي فسآتين جديده توني مآلبست شيّ فيهم .. بجرب وأشوف منهم وآحد .. ونسمه تقول بكرآ بيجونآ ثلآث يزينـون

/
/
/


بـ الدور الثآني من القصـر بس بجنآح غير جنآح نسمـه .. كآن أكثر فخآمه وملوكيـه .. بصآلة الجنآح الرئيسيـه بجلسـه كلآسيكيـه رآقيه لصآلون ملكـي من الخشـب المذهب المنجد بقطيفـه بـ اللون العنآبـي الصآرخ .. كآنت جآلسه بكل شموخهآ رجل على رجـل على وآحد من كرآسي الصآلون المفرده وبيدهآ الأيبآد الخآص ببنتهآ .. زآمه شفتيهآ ورآفعه حآجب وآحد بـ إستنكآر .. نظآرتهآ الطبيـه على طرف خشمهآ تشوف من خلآلهآ مجموعة الصـور إللي كآنت تقلب فيهم الشآشـه يمين ويسآر بطرف سبآبتهآ ..


كآن البآب الإلكتروني الأول مفتوح وبعده البآب الخشبـي وإللي كآن موآرب بفتحه صغيره .. دفته بهدوء مغمضـه عيونهآ بإستمتآع سآحبه نفس عميــق بنشـوه من ريحـة اللآفنـدر السآحره وإللي كآنت تفوح من جنآح أمهآ الفآخـر ..

توّ مآفتحت عيونهآ وبعدهآ إبتسآمة الإستمتآع على ملمحهآ الطفولي النآعم توّ مآنمحـت هآلإبتسآمه وهي تشوف الشيّ إللي صآر لهآ سآعه تحوسـه تدوره وعجزت تلقآه .. هذآ هو بيـد أمهآ !



رفعت أمهآ رآسهآ بس مآقدرت هي تميز وش إللي شآفته أمهآ بـ الضبط !! كآنت ملآمحهآ ثآبتـه مآتعبر عن أي إنفعآل أو أي تفكير بآلبآل والخآطر .. بس الأكيد إنهآ طآلبتهآ تشوفهآ الحين لأجل مآشآفته بـ الأيبآد حقهآ وخصوصاً إنهآ مو مقفلته برقم سريّ .. والأكيد أكثر إن هذي هي نهآيتهآ مثلمآ دآر ببآلهآ فهآللحظـه القصيـره ! وهي تترجـى ربهآ بتمتمـه بريئـه مثلمآ الأطفآل !! " يآوييييلك يآنسسسسسمـه .. يآويلك .. والحين هذي هي نهآيتك . يآآرب يآآرب إستر عليّ يآآرب .. قسم إني مآ أفرط بـ أي فرض من فرووضك وربي لأصليّ الفرض بوقتـه والسـنن بعـد .. رجيييتك يآرب لآ أنفضـح الحين والله والله مآ أقصر بأي حق من حقوقك آستر علي يآآآرب .. يآآآويلي إن درت أمي عن شي وش بتسوي .. وش بتسوي إن علمت أحد من إخوآآني وآلله لآ أتكوفـن بمكآني "


بصوت رخيم ثآبت يدل على ثبآت الشخصيـه وثقتهآ وهي تأشر لهآ بطرف عيونهآ تجلس جمبهآ على الكرسي الثآني الملآصق لكرسيهآ: تعآلـي يمـه نسمـه .. إجلســي
بلعت ريقهآ وهي تحسّ إن رجولهآ متسمره بـ الأرض مآهيب قآدره حتى ترفعهآ عن الأرض وتتحرك من كثر الخوف والرعب إللي تملكهآ بهآللحظـه " يآآآآآربي يآآآآآرب ثبتنــي وآلله لآ أصيح الحيـن وأنهآآآآر .. يآويلك مني يآعيـوش قسم بـ الله لآ أوريك شغلك .. هذآ أكيد بسبتك إنتي .. آآآآآآهي يآآآربي "


أمهآ بحده وإستغرآب من ردة فعل نسمه البآرده .. بعدهآ وآقفه بمكآنهآ ووآضح شرودهآ بنظرة عيونهآ المعلقه فـ الفرآغ بتوهآن: نسمــه وش فيـك !! قلتلك إجلسي

رفعت نسمه رآسهآ بإنتبآه وهي ترد بإبتسآمه مقطوعـه مطبقه فيهآ شفتيهآ الرقيقه بتوتر .. مشت بخطوآت مترقبـه ثآبته وهي تحسّ إن كل خطوه تخطيهآ هي خطوه للهآويــه !

سحبت يدينهآ الثنتين من ورآهآ تحت تنورتهآ الشيفون الورديه تعدلهآ من تحتهآ قبل تجلس ..
جلست بعدهآ الجلسه الأرستقرآطيه إللي قد أخذت دروس من قبل شلون تجلسهآ ! ضآمه ركبتيهآ لبعض بميله خفيفه جهة اليسآر ويدينهآ الثنتين مطبقـه فوق بعضهم على ركبتهآ اليسآر .. مصلبـه ظهرهآ بإستقآمه وعيونهآ بـ الأرض !

أمهآ بهدوء وهي تمد لهآ الأيبآد: وش هآللي أشوفـه ؟!
بلعت ريقهآ بتوتر وهي ترفع رآسهآ بترقب كنهآ تسترق نظرآت قبل مآتطيح عيونهآ بـ الكآمل وتشوف إللي من أول مآدخلت الجنآح وهي تستنكره عن عمـد .. بس للأسـف كآن مثلمآ توقعـت !


كآنت صوره لـ عُـديّ هو وعُمـر .. كآنوآ متصورينهآ بوآحد من الكآفيهآت .. كآنوآ ثنينآتهم بملآبس سبور بعيداً عن الثوب الأبيض التقليدي .. ومن الوآضح إنهآ صوره قديمه توضـح إن الجوّ فيهآ كآن شتآء نسبـة لملآبسهم إللي تشآبهوآ فيهآ بحدّ كبير بإختلآف ألوآنهآ .. بنطلون أسود قمآشـي وبلوفر صـوف رمآدي بفتحـة صدر مثلثـه وجآكيت سبور جلدي بسحآب بـ اللون العنآبـي .. كآن هذآ عُـديّ .. بينمآ عُمر كآن ببنطلون أسود قمآشي وبلوفر قطني بـ اللون الأصفر البآهت وجآكيت سبور جلدي بـ اللون الزيتـي ..

كآن عُمـر مبتسم للكآميرآ وهو محآوط كتوف عـديّ إللي كآن مدنق رآسه بإبتسآمه عذبه وشكله مبتلـش بـ كوبين الموكآ السآخنـه بيـده !

رمشت أكثر من مره وهي تحسّ إن قلبهآ قد غآص ببطنهآ ومآعآد حست بنبضآتهآ ولآ هي تسمعهآ !
رفعت أمهآ حآجب وآحد بتأكيد: لآتخبين عليّ شي نسمـه .. أبي أعرف الموضـوع .. - بتأكيد - : تفصيـــــــلاً !

رفعت نسمه رآسهآ بترقب .. كآنت نظرآتهآ طفوليه بعيون مدمعه وذقن مرتجـف على وشك البكآ والإنهيآر !


وقفت أمهآ وهي تتنهد بهدوء سآحبتهآ من يدهآ .. لآ إرآدياً وقفت نسمه ومشت ورآ أمهآ بإنقيآد وهي ممسكـه بيدهآ متوجه لغرفة النـوم بـ الجنآح لحد مآوصلت للسرير .. جلست أمهآ على طرف سريرهآ الملكـي بـ الخشب المذهـب والمحآوط بستآير من الشيفون الأبيض الشفآف مسنده ظهرهآ للمخدآت من ورآهآ وبـ المقآبل كآنت نسمه موآجهتهآ جآلسه على طرف السرير قبآلهآ .. كآنت كتوفهآ تهتز من أثر شهقآتهآ المكتومـه بصمـت ..
بصوت مرتجف من بين دموعهآ الصآمته وإللي تحآول جآهده تكبتهآ أو إنهآ مآتشهق وتطلـع تصوت: مآآآ .. مــآآمــآآ .. مآآمـآآ والله .. والله مآغلطـت بشـي .. وربـي مآغلطـت وآلله .. والله .. هآلصور كلهآ من حســ ... حســآآآبه على .. علـى إنتسقرآم .. وآآآ .. آآلله .. وآلله ولآ آآ .. ولآآآ عمري كلمتـه .. هو مآيدري عنـي


أطبقت أمهآ شفتيهآ بأسى .. ولأول مره تحس بـ التقصير بحق بنتهآ الوحيده .. كمّ مرّ وهي مآتدري عنهآ !! 19 سنـه من يوم ولآدتهآ .. مآ إهتم فيهآ غير مربيتهآ الفلسطينـه .. عآيشـه !! ليش مآ إهتمت هي فيهآ ! هذآ وإهي بنت وحيده ! واليوم إكتشفت عآطفه رقيقـه بقلب بنتهآ البريئ والحيـن تبكـي بسببهآ .. تبكي بخوف .. بخوف من أمهآ .. أول مآبدت حلفـت إنهآ مآغلطـت ! " وش إللي تفكر بنتي فيـه !! إني رح أعآقبهآ !! أنآ مآغير أسألهآ بعدني مآدريت شي عن السآلفه .. مآغير سألتهآ أبي أدري مثلمآ تحكي هي لأي صديقـه .. صديقـه !! شلون صديقـه !! وبعد إيش صديقـه !! بعد إيش أبي أكون قريبه منهآ وأطآلبهآ تعلمنـي عن أشيآء خآصـه فيهآ وحسآسـه بهالشكل !! "


توها بتمدّ يدها لخد بنتهآ إلآ وأبعدت نسمه رآسهآ لورى بخوف كردّ فعل لآ إرآدي ..
طيرت أمهآ عيونهآ للسقف زآفره ضحكة مقطوعه بإستخفآف وكنهآ مو مصدقه ردة فعل نسمه هذي: نسمـه يمـه وش فيـك !! لآ تخآفيـــن
رفعت نسمه رآسها بنظرآت مترقبه وهي ترمش ببرآءه .. كنهآ تتحرى الصدق من ملآمح أمهآ ونظرآتهآ إللي للأسـف مآكآنت تكشف عن شيّ !

قربت من بنتهآ خطوه وهي بعدهآ جآلسه .. إحتضنتهآ لصدرهآ وهي تملس على شعرهآ البنـي القصيـر السآيح بنعومتـه .. - أردفت بهدوء - : لآ تخآفين يآعيوني .. أنآ أمك .. مآبأذيك بشـيّ .. أبي أعرف بس وش السآلفـه !

بعدتهآ عن صدرهآ وهي محتضنه وجههآ الصغير المدور بين كفيهآ وهي تهمس لهآ بحب بإبتسآمه خفيفه: أبي أدري من متى وقلب دلوعتي نسووم ينبـض بـ الحـب ؟!!


نسمـه وإللي كآنت ملآمحهآ ثآبتـه بصدمـه مخفيـّه .. مآقدرت حتى تنرسم تعآبيرهآ على وجههآ الجآمـد من ردة هآلفعل الغريبه والغير متوقعـه أبدّ من أمهآ وهي تدري عن شخصية أمهآ الجآده .. الجآفـه و القآسيـه .. مآتوقعت أبدّ تسمع منهآ هآلكلآم بهآلنبره الدآفيه وهآلإبتسآمه الحآنيه !
إكتفت بإبتسآمه خفيفـه متوتره وهي تهز رآسهآ بـ الإيجآب ومآسرع مآ إختفت هآلإبتسآمه يوم تكلمت أمهآ مضيقـه عيونهآ بإبتسآمه مآكره: تحبيـن عُمــر أجـل هآآآآه !! وأنآ أقول وش بلآك كل يوم عند خآلتك وتنآمين عندهم بعد بآليومين والثلآثه .. ثآري السآلفه فيهآ عُمـر .. هآ علمينـي من متى و عُمر ولد خآلتك مشغلـك ؟!!


نسمه وإللي غآبت ذهنياً لثوآني من سمعـت هآلكلآم من أمهآ " عُمـر !! أي عُمـر !! أنآ أروح بيت خآلتي لأجل حوريـه .. عُمـر أصلاً بسكن مستقـل مب عآيش بـ الشقـه معهـم .. وش هآللي تقولينـه يآمـه !! وليش هآلظـن !! - سكتت ثوآني بققت بعدها عيونها وكنهآ فهمت القصد - إيـــــــــــــــه عُمـــر .. عُمـر صــح .. بأغلـب صـور عُـدي وإن مآكآنت كلهآ كآن عُـمر يشآركه فيهآ .. بس لآآآآآآآآآآآآه لآآآآه يآربي مو عُمــر .. مو عُمـر أبـــدّ .. لآ يآمـآآمــآآآ يآآآآويييييــل حآلي بس الحين وش آقول يمكن عشآن كذآ مآتضآيقت .. إنهآ وآثقه بـ عُمـر ولد خآلتي وتدري عن أخلآقه وطبآيعـه .. وش بتسويّ لو درت عن الحقيقـه .. مآبقلبـي لـ عُــديّ .. عُــديّ وبــس ! وش آقووول الحين يآربي !!! "



======
-----------
======


يتبـــــــع ...


:::

~FANANAH~ 10-08-16 07:06 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======

بـ مسآء السعووديه من نفس اليـوم ..


بـ فيلآ محصن عبدالله .. كآن الوضع فوضوي من زحمة العمّآل بكل مكان على الرغم من الإتفاق على أن الملكه تكون على الضيق بين العيلتين بدون أي مبآلغه وتكلّف في الإحتفآل لحين يوم إنتقآل العروس لبيت المآلكي وقتهآ بيكون الإحتفآل أكبر وبشكل مرضي أكثر للعروس دآرين وأهلهآ إلآ أن أم وآئل بعدهآ مصممه على أن هآلملكه تكون غير .. ومآبه خلآف إن كآن الحفل حفلين ! عزمت مجموعه من الحريم المقربآت لهآ بشكل خآص لهآليوم بحفله صغيره وإللي رح تكون بـ الحديقه الخآرجيه ع المسبـح .. وإللي كآنت بهآلوقت مكتظـه بعدد كبير من العمّآل كلاً بتكليفـه .. إللي ينصب أعمدة نور مركبـه أو غيره إللي ينصب طآولآت البوفيه أو إللي ينظف المسبح وغيره ينظف زرعـة الحديقه ويقص أشجآرهآ ..........الخ

بدآخل الفيلآ وتحديداً بأكثر مكآن تجتمع فيه العآيلـه .. بمجلسهـم .. وإللي كآن عبآره عن جلسـه عربيه بمجلـس إسفنجي أرضي منجدّ بقمآش شآموآ بآللون البنـي والمطـرز بخيوط ذهبيـه وكذلك سجآد تركـي كثيف بنفس اللون .. بوسط جدآر كآنت مثبته شآشه بلآزمآ عريضـه تحتهآ مدفأه ترآثيه إشعآل يدوي بـ الأخشآب إلآ إنهآ كآنت معطلـه بهآلوقت الصيفي من السنه ..

إلتفتت ورآهآ تشوفه وهو يدخل من بآب المجلس من بعد إنتظآرهآ له مثلمآ طلب منهآ هو ومآسرع مآتبدلت ملآمحهآ يوم شآفت دآرين هي إللي دآخله من البآب معقده حآجبيهآ تنآظر بجوآلهآ إللي بيدهآ ..

أم وآئل لـ أمهآ "الجده" : هـذي دآرين
دآرين بإستفهآم: ليش من ظنيتـي !!
أمهآ وهي تصب لهآ فنجآل قهوه ثآني: ظنيتك وآئل وآبوك
دآرين وهي تجلس جمب جدتهآ إللي كآنت رآفعه رآسها معلقه عيونهآ على الشآشه على مشهد من مسلسل خليجـي بقنآة MBC ..تنآظره بتوهآن وبيدهآ السبحه تعد خرزآتهآ وهي تتمتم بـ الأذكآر .. سألت دآرين بإستفسآر: أبوي !! ومن متى وأبوي يجلس معنآ !
رفعت أمهآ كتوفها بهزه بسيطـه إنهآ مآتدري: والله مدري .. هذآ وآئل يبي يجمعنآ عنده شي بيقوله وآلله يستر .. مآيقبض قلبي غير هآلجمعه على سآلفـه !


قطبت دآرين ملآمحهآ بإستفهآم وبعدها مطت شفتيهآ لقدآم بلآ مبآلآه وهي تشوف جوآلهآ إللي كآن بوضع صآمت .. كل شوي وهو يدق ومآغيره " مآآآآلك يآلغثثثثثــــه .. هـفف خلآص أنآ ملكتي بكرآ لآزم أسحب عليه وأقط هآلشريحه بأقرب زبآله .. سويت اللي أبيه يآمآلك ولك جزييييل الشكر والحين إنتهى وقتك ! "

جدتهآ وإللي لاحظت عيون دآرين إللي أظلمت بـ الإضآفه للإبتسآمه الحسيّه المآكره إللي إرتسمت على ملمحهآ وهي عيونهآ بجوآلهآ ..
صآحت عليهآ بحده: دآآآريــــــــــــن


إنتفض جسمهآ برفعة كتوفهآ من صيآح جدتهآ بإسمهآ .. إكتفت بنظره حآده رمقتهآ لجدتهآ .. بينمآ جدتهآ سفهتهآ وكملت: بكرآ ملكتك وبعدك مآسكه هآلجوآل بيدك والله مدري وش هآلبلآ إللي بلونآ فيه الكفـآر ! كلن بيده جوآل كبر الكتآب .. لو إنه صدق كتآب مآكآن تعنيتـوآ بحملـه .. مدري تآب ذآ ولآ نوت ولآ شسمـه .. لعنبوآ آبليس بـس
دآرين بإبتسآمه: أحلآ جــدوووه وتدرين بـ التآب والنوت بعـد
رمقتهآ جدتهآ بنظرة إستحقآر: بنآت آخر زمن !
وجهت الجده نظرهآ لبنتهآ " أم وآئل " : مدري والله شلون ينفعون هآلبنآت بـ الزوآج !! وحدتن مآشوفهآ غير بيدهآ جوآلهآ أربع وعشرين سآعه أو إنهآ تقصقص بأظآفرهآ وتلونهم والثآنيه مآتتم بـ البيت يومين ورآ بعض .. من بيت فلآنه لبيت علآنه ولآ بآلأسوآق .. وش هآلبنآت الآ جعل إبليسهم السآحق المآحق !


ردت رمقت دآرين بنظره تحقيريه سريعه: الله يستر بس من سوآتهم بعد الزوآج .. خوفي يفشلونآ ويطيحون وجيهنآ بـ الأرض .. مآفي مثيلتهآ شروق والله !
هزت أم وآئل رآسهآ بإبتسآمه أسى إن مآبيدهآ حيلـه !
بلحظتهآ إلتفتوآ ثلآثتهم رآفعين روسهـم من دخلوآ ثنينآتهم وبنفس الوقت ألقوآ سلآمهم بنبره رخيمـه: الســلآم عليكــم


الجده بإبتسآمه: يـ الله حيهـم ..
أبو وآئل وهو يهزّ رآسه بـ النفي رافع سبابته ب الهوا يهزها بتوعد مبتسم وعيونه على دآرين إللي تشدقت بـ إبتسآمة فآتنه موقفه على ركبتيهآ رآفعه ذرآعينهآ حول رقبة أبوهآ إللي دنق عليهآ ضآمها بقوه لصدره بعد مآطبع قبلـه عميقـه بحـب على رآسهآ من منبت شعرهآ - كرر إسمهآ بنبره حآنيه - : دآآآرين دآرين دآآآرين دآرين


دآرين وإللي دفست خشمهآ بشمآغ أبوهآ إللي طآح من رآسه على رآسهآ هـي ..
كآن حضن دآفي أدمعت فيه عيونها بحـبّ .. محصن عبدآلله هآلرجل الإنسآن .. وإللي لولآ آدميته وإنسآنيته وهآلقلب الطآهر والضميـر النقـيّ إللي يملكـه وش كآن بيكون مصيرهآ هي وتوأمهآ !! لو جمعت عآطفة الحب بقلبهآ فـ الأكيد إن جزء كبيـــر منهآ بيكون لأبوهآ محصـن ..


صفق وآئل بيدينه: وش هآلمشهــد الدرآمآتيكي بين الأبو وبنتـه !! لحظـه أبكـي ترآني تأثرت - صآر يمثل إنه يمسح دموعه بسبآبته -
الجده من بين ضحكهآ: ههههههه وش لك إنت بنتن وأبوهآ .. خله يبآركهآ مآغير أيآمن معدودآت وترحل
وآئل بطفش: لآحووول وين بترحل بس ! ترآ مآغير بتتزوج .. وهذي شروق سبقتهآ وكل يوم وهي غآثتنـآ ضآفه وجههآ عندنآ قسم إني للحين مآ أحسهآ تزوجت
أمه بتهديد: وآآآآآئل وش لك ببنآتـي الحين
وآئل وكنه تذكر الموضوع .. تربع بـ الأرض مصلب ظهره بـ إستقآمه: مآلي شغل ببنآتـك .. جآيك بعلم يخص ولدك .. إحــمّمّمّمّمّ


أبوه بإهتمآم بعد مآتربع هو الثآني بـ الأرض ضآم دآرين لصدره محآوط كتوفهآ بذرآعه الأيمن: وش عندك إنت مجمعنآ .. خيــر !!
وآئل بجديه بعد مآ إختفت إبتسآمته: على طآري الخير فهآلموضوع كـل خير إنشآلله
وجّه نظره لـ أمه وأبوه ثم جدتـه على الترتيب: يومــه .. يوبـه .. وآنتي يـ الغلآ - يقصد جدته - .. أنآآ وآئــل .. قررت بأمر الله .. أكمل نـصّ دينـي .. أبتـزوج ! - أردف كلآمه بـ إبتسآمه عريضـه مطبق فيهآ شفتيه -
بعدت دآرين بحده عن صدر أبوهآ مقطبه ملآمحهآ بينمآ كآنت الإبتسآمه الحسيّه وآضحه بملآمح كلاً من أمه وجدته إللي إنفرجت شفتيهم بصدمـه وعدم إستيعآب أو تصديق !


أبوه بمزح: ههههههه والحين هذآ هو العلم إللي جآينآ فيه .. جدّ مآعندك سآلفه يآوآئل وآلله يهديك بس
وآئل بتكشيره مصطنعه: أفآآآآ يآبو الشبآب .. كنك مآ آستآنست لأجلي .. هذآني والحين أٌقولكم رح أحقق مآطلبتوه مني من قبل وآكثر من مره بعـد .. - وجّه نظره لـ أمه مبقق عيونه بحده مصطنعه - : أبفتك أخيرآ من عوآر الرآس .. - طير عيونه وهو يقلد طريقة امها بتقليد للصوت الأنثوي الرفيع - وآئل متى بتتزوج !! إنت إبني الوحيد وآبي أفرح فيك .. أبي أشيل عيآلك .. كم لك !! إنت ثمآن وعشرين سنـه متى بتتزوج أجلّ .. متى متى متى متى متى و متــــــــــى !! هذآني بتزوج يـ الحبيبـه - غمز لهآ بإبتسآمه -

رفعت أمه يدهآ لفمهآ تخفي شبح إبتسآمة عدم التصديق وهي تنآظر بـ أمهآ " الجده " - همست : سمعتي يومه وش قآل !!


ضرب أبو وآئل كتف إبنه بمزح: ههههههه بتروح أمك بهآلخبر يآولد .. شف شف هآلمره مآهيب مصدقه !!
الجده بإبتسآمه رضآ حآنيه: السآعه المبآركه يومـه وآئل .. يـ الله إنك تديم الفرح بذآ البيت .. يـ الله إنك تسعدهم
رفعت أمه يدهآ فوق شفتيهآ مطلعـه لسآنهآ اجهرت بعدهآ بزغروده عآليــه مجللـه
بينمآ إختلط صوت الضحك من وآئل وأبوه ودآرين والجده بنفس الوقت: هههههههههه
امه بنظره تأكيد جآده: وعرووووستك زينة البنآت عندي ولآ يهمـ ..........
لحقهآ وآئل قبل تكمل كلآمهآ: حييييييييلـــــــــك ..ههههههه حيلك حيلك .. لآ تتعنين .. وش إللي بتدورينه !! عروستي موجوده .. ومآبـي غيرهآ !


أبوه وهو مضيق عيونه بمكر: ألآآآ يـ النـذل .. ثآريك مب سهـل
دنق وآئل رآسه بحيآ يخفـي إبتسآمتــه .. بينمآ دآرين إللي كآنت تقلب عيونهآ بينهـم بنظرآت ثآبته وكنّهآ عرفت منهي المقصوده .. مآينقصهآ غير تأكيد قآطـع من فـمّ وآئـل .. دآرين بإبتسآمة مكر بخآطرهآ " هنـآ جدّ بتبتدي الونآســه بـ الله عليك يآوآئل قوووولهآ .. قول إنهآ إللي ببآلي ! "
الجده وأمه بإستفهىم وآضح بملآمحهم .. - أردفت أمه بهمس - : موجوده !!
وآئل بإبتسآمه: ميســم بنت عمـي فيصـــل
أبوه: ..............
أمه: ..............
جدته: ...............

كآن ردّ فعل جمآعي موحد من ثلآثتهم .. صدمه على مسآمعهم للحين مآستوعبوهآ ! بينمآ دآرين نزلت رآسهآ تخفي شبح الإبتسآمه إللي إنرسم بملمحهآ !
قطب وآئل ملآمحه بإستفهآم من ردة هآلفعل الصآمته !! - همس بإستغرآب - : وش فيكــم !
أمه بحده وعيون مدمعه: إنّآ إللي وش فينآ ولآ إنت إللي وش فيك !! صآحي إنت أو مجنوون .. وش هآللي تقولــه !!



وآئل ببلآهه فيّآضه من ردة هآلفعل الحآده من أمه وإللي إستغربهآ بقوه: يومه الله يهديك علآمك .. ليش هآلصيآح !
وجهت أمه كلآمهآ لـ أبوه بإستخفآف: شف يآمحصن ولدك وش إللي يقوله !! هه !! هههههه لآآآ ويسأل بعد علآمـي !! مره مستغرب ومآهوب فآهم وش بلآني !
رفعت سبآبتهآ بوجه وآئل بتهديد حآآد: قسسم بـ الله يآوآئـل إن سمعـ ........
مآكملت لأن وآئل ثآر بحده وعصبيه: لآترمين علي قسمك يومـــه وتربطيني فيـه .. أنآ جآد بكلآمي وبرغبتي بـ الإرتبآط والزوآج .. من ميســم .. ميسـم ومآغيرهآ .. وهذآ إللي بيصير
الجده بخفوت: بس يومـه وآئـ ...........
مآكملت هي بعد لأن وآئل قآطعهآ بحده: وش فيهآ ميســم !! كنك بتقولين إللي أظنه فلآ تقولينـه .. لأن هآلشي وآضـح وأنآ أعرفه زيـن ومآهمنـي ..


وجّه نظره لأبوه بنبره جديه أهدى من أول: يوبـه طلبتك .. اطلب لي ميسم من عمـي فيصـل .. أبيهــــآ
أم وآئل وهي تصيح بوجه زوجها خآزته بنظرآت تهديد وتوعـد: شـف يآمحصــن .. وقسماً بـ الله إن طآوعت ولدك بآللي يقوله ويبيه لأترك لك البيت وأردّ مع أمـي .. حتى وإن وصل هآلشي لإنفصآلنـآ .. - أردفت بعدهآ بضحكة إستهزآء مقطوعه - : هــــه .. ههههه .. قآل ميسم قآل .. ليش من قلّة البنـآت !
وآئل بإستنكآر شديد بملآمحه لردة فعلّ أبوه السلبيـه على كلآم زوجتـه لـه والحيـن كلآمهآ عن ميسـم وإستهزآءهآ بهآ بهآلشكل الوآضح والمبآشر !
أردف وآئل بضيق: وش فيهآ ميسم يومـه !! مآبلقى مثيلتهآ بأخلآقهآ وتربيتهآ .. هذآ غير دينهآ وإلتزآمهآ


أمه بطنآزه: إيـه مآشآلله عليهآ .. والنعـم مره فيهآ .. هآآ وبعديــن !! وبعد الدين والأخلآق !! - صآحت بحده - : إنت مآتشووف وضعهآ ووش البلآ إللي هي فيه ولآ إنت تبـي تقهرنــي آآآآآآآآآآآآآآآه حسبي آلله عليك يآوآئل وانآ أمـك كنك تبي تحسرني وتقهرنـي
الجده بملآمح عتب ونبرة لوم لبنتهآ: وش هآلكلآم يآبنيتي آذكر الله وصلي ع النبي .. هآلبلآ من الله والحمدلله .. لآ تخسرين دينك بلحظـة غضـب .. ترآ تونآ مآغير نتكلم بـ السآلفه
وآئل بجديه لجدته: مآهوب كلآم يومـه .. هذآ رح يتمّ بأمر الله
وجه نظره لأبوه بإستفهآم: وش قولك يوبـه !! ظنتي مآفي أحسن من ميسم وآلنعم فيهآ بنـت ..


بلع أبوه ريقـه بصعوبـه وعيونه بـ الأرض قد كتمتـه العبره .. مثلمآ يقول وآئل ميسم فعلاً بنت وآلنعم فيهآ .. وإن كآنت بوضع غير وضعه الحآلي مآكآن تردد ثآنيه إنه يخطبهآ لإبنه حتى لو إجبآراً لوآئـل .. من ثلآث سنوآت ندم كثير إنه مآ أخذ هآلخطوه إللي سبقـه فيهآ ولـد شبيب المآلكـي .. الدكتور فرآس المآلكـي .. بس تشآء الأقدآر ويتوفـى فرآس قبل زوآجهم بإسبوعين !! بس الحين الوضـع مختلـف .. ميسم مآهيب ميسم الأولـى .. الحين لهآ وضع مختلـف .. وضـع خآص .. وضـع صعـب ..
متأكد مليون الميّه إن وآئل إبنه قد طآح بغرآم بنت عمـه بهآلفتره إللي تمتهآ ميسم ببيتهم وهآلحب هو إللي عمآه عن هآلوضع الخآص إللي هي فيـه .. ومهماً قآلوآ له وحآولوآ يقنعون فيه فهي رح تكون كلهآ محآولآت سلبيـه فآشلـه .. ويدري بعد إن أصروآ وعآندوآ بزيآده فهآلشيّ مآرحّ يزيده إلآ عند وإصرآر لهآلرغبـه .. وش الســوآآآت الحيــن !! بآلحآلتين مآرحّ أسآمح روحي .. سوآ بـ الموآفقه فإنت يآ وآئل إللي رحّ تعآني كثير بهآلعلآقه .. لمتى بتتحمـل !! ميسم رح تحرمك أشيآء كثيره إنت الحين غآفل عنهآ .. لآمنك إستوعبتهآ بعدين رحّ تجرحهآ هي ..
وإن عآرضت وش إللي بستفيده غير حقد بقلبك يآوآئل وحسره بقلب هآلمسكينه ميسـم .. أكيد قرآرك ذآ بإتفآق مسبق بينآتكم .. شلون أعآرض وأكسر بخآطر البنيّـه وش بتقول !! ولآ وش بيقول فيصـل أخوي !!


أمّـه من بعد إستدرآكهآ لصمت زوجهآ .. كنها درت وش إللي يفكر فيـه الحيـن .. مآهمّـه شي قبل 24 سنـه يوم ضـمّ إسم بنتين مو من صلبـه لإسمـه أياً كآن الدآعي لهآلشيّ .. كنه إلتزآم دينـي أو أخلآقـي .. مسئوليـه .. خـوف .. شفقــه .......... ضمهم لإسمـه ولآ إهتمّ ! وش إللي بيسويـه الحين مع ولـده وبنت أخـوه !
- صآحت بحده ومآهمّهآ الكلآم إللي بتقوله علّهآ بس تصحيه إن وآجهته بـ الحقيقه عآريـــه - : هذي كسيحــــــــــــــــــه .. كسييييييييييحـــــــــه .. معآآآقـــه .. مآتتحــــــــــرك
وآئل: .............
رفعت فنجآل من الصينيه ومآسرع مآقطته من يدهآ للصينيه بقوه وهي تصيح بإعترآض بنبره بآكيه: وش هآللي يصير معنآ .. يآآرب رحمتك .. فيصل مآغير يبــلآنآ ببنآتــه .. متى بنفتك من هآللعنـــــــــــــــه آآآآآآآآآآآآآآآهـ - قآلت الـ آهـ الأخيره بحسـره وحرقـه -
وآئل وأبوه والجده وإللي إلتفتوآ ثلآثتهم مبرقين بصدمه لهآ وللي توهم سمعوه .. وش هآللي تقولـه !! لآ وبحضــرة دآريـن بعـد !


دآرين وإللي مآ أبدت أي ردة فعل ! بآلرغم من توجه جميع الأنظآر لهآ بترقب في محآوله منهم كلهم لإستكشآف وقـع هآلجملـه من أمهآ على مسآمعهآ !!


كآنت منزله عيونهآ بـ الأرض .. بلعت ريقهآ بهدوء رفعت رآسهآ بعدهآ مبتسمـه بتصنع للغصـه إللي كتمتهآ وألجمت حتى أنفآسهآ إنهآ تآخذهآ برآحه ! حتى وإن كآن 24 سنه من عمرهآ إنقضوآ بهالبيت بإسم دآرين محصن عبدالله .. محصن أبوهآ .. مزنـه أمهــآ .. إلآ إنهآ مآتظل بنتهـم ولآ همّ أبوهآ وأمهآ .. ظآهراً هي وتغريد تماماً مثل وآئل وشروق بس مآفي جوف الصدور والنفوس مستحيل يكون كذآ .. مستحيل تكون هي وتغريد مثلمآ شروق
- تمتمت بأسى فـ خآطرهآ " والحيــن صرنآ لعنــه !! لعنـه عليهـم !! بــلآء بلآهم فيـه أبوهآ الحقيقـي !! "


كل هآلإضطرآبآت الأليمه بدآخلهآ كآنت كآبتتهآ كمآ العآده .. جوآلهآ وإللي تحسه بيتفكك الحين بيدينهآ من شدة رصّهآ عليه بقهر وهي كآتمه مآتحسـه حتى إنه يظهـر بتعآبير وجههآ أو نظـرة عيونهآ !

وقفت بهدوء إرتفعت معهآ كل الأنظآر بترقب وهي تخطـي خطوآتهآ البآرده المتثآقله لبرآ المجلس ..
أمهآ وإللي توهآ تتدآرك نفسهآ وتستوعب .. لجمت فمهآ بكف يدهآ معقده حآجبيهآ بضيق وندم وآضح بملآمحهآ .. بس بعد إيــش !!

تكلمت دآرين بهدوء وهي معطيتهم ظهرهآ: وهذآني بتزوج عن قريب .. رح تفتكـون من لعنـة بنت من بنآت فيصل .. وهذآ هو ولدكم وآئل هو بيـده إللي رحّ يبلآكم بلعنـه ثآنيـه !

رفعت أمهآ يدهآ بسرعه تلحقهآ قبل تطلع - صآحت بحده توقفهآ - : دآريــــــــــــ ..........
مآكملت لأن دآرين إختفت من قدآمهآ ..

حركت نظرهآ بين أمهآ وزوجهآ وولدهآ وآئل بعيون مدمعه .. كآنت نظرآتهم مشتركه من عتب ولوم بملآمح إستنكآر للي قآلته من شوي ولآ حسبت حسآب لوجود دآرين أو حتى عدم وجودهآ .. وش دعوى أصلاً يطلع منهآ مثيل هآلكلآم وبعد كل هآلسنوآت !!!!


نزل أبو وآئل رآسه بإنكسآر وهمس بخفوت: لآحول ولآقوة إلآ بـ الله
هزت الجده رآسهآ بـ النفي مقطبه ملآمحهآ بضيق وحزن على هآلحآل إللي تبدل .. مآتمتّ الفرحـه إللي كآنت تدعي من شوي بدوآمهآ إلآ وتكدرت !


برآ المجلس كآنت تجرّ رجولهآ بتثآقل والدموع معلقـه بعيونهآ .. لمتى بتكبـح إنفعآلآتهآ أكثر من كذآ !! عودت نفسهآ من سن التآسعه وإللي درت وقتهآ بهآلشي .. إنهآ بنت من تكون بـ الأصل .. أقسمت بخآطرهآ تدفن هآلسرّ بدآخلهآ مع مشآعر وأحآسيس وعوآطـف كثيره .. كل مآكبرت بـ العمر كل مآتضخمت جوآتهآ هآلإنفعآلآت المكبوتـه !

عند المدخل وإللي كآن قريب من المجلس لمحتهآ بظهر كرسيهآ متوجهه لمكتب وآئل ..
صآحت بحده توقفهآ: ميســــــــــم !
ميسم وإللي تسمرت مكآنهآ من سمعت إسمهآ بهآلصوت إللي ملآه كميـه مرعبـه من الحقـد !
توهآ بتلتفت بكرسيهآ إلآ وتشوف دآرين فوق رآسهآ ..


بلعت ميسم ريقهآ بخـوف .. هآلنظره الغريبه من دآرين وإللي مآتنذر عن أي إحسآس تحسه أو أي فكر تفكر فيـه بهآللحظـه .. وش إللي تبيـه دآرين الحيـن !! مآقد حصل بينآتهم أي موآجهه أو إحتكآك من بعد آخر مره وإللي حآولت فيها دآرين تجيب آخرتهآ يوم قطتهآ بمسبح المويه بحفلـة شروق قبل زوآجهآ .. والحين وش إللي تبيـه منهآ .. ليش وقفتهآ .. أي نيـه نآويـه عليـهآ !!
مآ أمدى ميسم إنهآ تبدي أي تعبير إستفهآمي لأن دآرين قآدتهآ من كرسيهآ وهي ورآهآ لحد مآوصلت لبآب المجلس إللي توهآ وطلعت منـه ..

عقدت ميسم حآجبيهآ بإستفهآم من هآلحركه .. ليش موقفتهآ دآرين بهآلمكآن !! ومآسرع مآ إنفكت عقدة حآجبيهآ بإنتبآه وتركيز أكثر للصيآح إللي تسمعه من دآخل المجلس واللي إختلط فيه صوت زوجـة عمهآ بصـوت وآئـل وشوي من الجـده وهي تهدي بينآتهم وصوت رجولي أخير مآميزته بس الأكيد إنه صوت عمهآ محصـن ..



أم وآئل بحده وصيآح: وش إللي عآآآجبك فيهــــــــآآ وش إللي تقدر هآلميسم تقدمه لك وهي بهآلوضع !! كسيحـه مآتتحرك !! هي الحين بروحهآ رآشده إثنين وعشرين سنـه إهي إللي مسئوله عن نفسهآ ولآهيب قآدره على هآلمسئوليه .. لأنهآ عآآآآجــــــزه .. تدري وش يعني عآجزه !! إنت تدري شلون تقوم من نومتهآ !! شلون بـ الأصل تنآم !! شلون تقضـي حآجتهآ !! شلون تبدل ملآبسهآ !! وتقول لي الحين تبي تتزوجهـآ !! شلون بتهتم فيك وترعآك وتلبي إحتيآجآتك كزوج لهآ !! شلون بتشيل مسئولية بيت وزوج وممكن عيآل وهي عآآجزه عن مسئولية نفسهـآ .. وش كلآم هآلمرآهقين .. أي حبّ هذآ وأي خرآبيط .. آآآآآآآآآآآآه - صآرت تندب وهي تضرب فخذيهآ بكفوف يدينهآ وهي متربعه تحرك ظهرهآ ريحه وجيّه بندب وعويل - آآآآآآآآه يآخسآآآآآآرة العنى إللي تعنيته لأجلك يآوآئل مآهقيتهآ منك .. ليتك مآكنت ولدي ولآ أنآ أمـــك .. حسسسبي الله عليك يآوآآآآآئــــــــــل كنك تبي تقهرررنـــي


وآئل بخفوت وإنكسآر .. كل هآلتصريحآت الأليمه من فمّ أمه وإللي كآنت تخترق صدره كآلرصآص بقلة حيله منـه !

أمه بحده: أصلاً إنت مآتبي تآخذهآ غير شفقـه .. مآغير تشفق عليهآ .. أدري عنك وعن هآلطبآيع إللي ورثتهآ عن أبوك .. لآ تبلآ نفسك ببلآ منتب قده بس لأجل شفقـ ...............

وآئـل وإللي خلآص وصله معه .. لمتى بتستمر هآلمهزله قدآمه وهآلحكي إللي كل مدى يقهر روحـه ويعذبهآ أكثر عن البنت إللي تملكت قلبـه وسكنت روحـه وسلبت له عقلـه - صــــــــــــــآح بنبره جآهره غآضبه مرعبه - : إيــــــه أشفـــــــــق عليهــــــــآ .. أشفــــــــق عليهآ لأنهآ كسيحــــه وعآجـــــــــــــزه مثلمآ تقوليــــــن .. أشفــــــــق عليهــآ لأنـــ .................


مآسمعت بآقي الكلآم لأن دآرين سحبتهآ من كرسيهآ مبتعده عن المجلـس ..
كآنت سآكنه بحركتهآ .. منزله رآسهآ بنظرآت ضيآع وتوهآن فآرغه للعــــــدم تحتهـآ .. وش هآللي توه وسمعته من لسآن زوجـة عمهـآ .. وش هآللي سمعتـه من لسآن وآئـل ! وش هآلـــجــــرح إللي إنفتــــــــق !
بـ المقآبـل بهآللحظـه .. رفعـت دآرين حآجب وآحد بعد مآ إرتسمت إبتسآمة نصـر مآكـره على الطرف الأيمـن لفمهـآ " والحين ميسم سمعت المفيــد .. لآ ومن لسآن وآئل بعــد هههههه "


======
-----------
======


نهآية الفصل الثآني عشر ,, جـزء 1
قرآءه ممتعـــه إنشآلله

<<توقعـــآآآتكــــم !

دمتــم بـ العآفيــه
:::

~FANANAH~ 10-08-16 07:15 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الثآني عشـر ,, جــزء 2



لآ تسألــــنّ بُنَـيَّ آدمَ حآجـةً .. وسَـلّ آللذي أبوآبـه لآ تُحجَـبُ
اللّهُ يَغضبُ إن تركـت سؤآلـهُ .. وبُنَيُّ آدمَ حين يُسألُ يَغضَـبُ





كمآله للأحدآث المقطوعـه بـ الجزء الأول من الفصـل ...

نسمـه وإللي كآنت ملآمحهآ ثآبتـه بصدمـه مخفيـّه .. مآقدرت حتى تنرسم تعآبيرهآ على وجههآ الجآمـد من ردة هآلفعل الغريبه والغير متوقعـه أبدّ من أمهآ وهي تدري عن شخصية أمهآ الجآده .. الجآفـه و القآسيـه .. مآتوقعت أبدّ تسمع منهآ هآلكلآم بهآلنبره الدآفيه وهآلإبتسآمه الحآنيه !
إكتفت بإبتسآمه خفيفـه متوتره وهي تهز رآسهآ بـ الإيجآب ومآسرع مآ إختفت هآلإبتسآمه يوم تكلمت أمهآ مضيقـه عيونهآ بإبتسآمه مآكره: تحبيـن عُمــر أجـل هآآآآه !! وأنآ أقول وش بلآك كل يوم عند خآلتك وتنآمين عندهم بعد بآليومين والثلآثه .. ثآري السآلفه فيهآ عُمـر .. هآ علمينـي من متى و عُمر ولد خآلتك مشغلـك ؟!!


نسمه وإللي غآبت ذهنياً لثوآني من سمعـت هآلكلآم من أمهآ " عُمـر !! أي عُمـر !! أنآ أروح بيت خآلتي لأجل حوريـه .. عُمـر أصلاً بسكن مستقـل مب عآيش بـ الشقـه معهـم .. وش هآللي تقولينـه يآمـه !! وليش هآلظـن !! - سكتت ثوآني بققت بعدها عيونها وكنهآ فهمت القصد - إيـــــــــــــــه عُمـــر .. عُمـر صــح .. بأغلـب صـور عُـدي وإن مآكآنت كلهآ كآن عُـمر يشآركه فيهآ .. بس لآآآآآآآآآآآآه لآآآآه يآربي مو عُمــر .. مو عُمـر أبـــدّ .. لآ يآمـآآمــآآآ يآآآآويييييــل حآلي بس الحين وش آقول يمكن عشآن كذآ مآتضآيقت .. إنهآ وآثقه بـ عُمـر ولد خآلتي وتدري عن أخلآقه وطبآيعـه .. وش بتسويّ لو درت عن الحقيقـه .. مآبقلبـي لـ عُــديّ .. عُــديّ وبــس ! وش آقووول الحين يآربي !!! "

بلعت ريقهآ بصعوبه إستعدآداً للموآجهه الصريحه " هذي عآد مآيبيلهآ دآم الموضوع نصـه إنكشف خلّه ينكشف بكبره .. مقدر أورط نفسي بعلآقـه مع عُمـر .. بقولهآ وإللي يصير يصيــر "


مسحت مخآطهآ بـ المنديل إللي تفتل من كثـر مآمسحت فيه دموعهآ ومخآطهآ السآيل من أنفهآ أكثر من مره .. ضيقت عيونهآ بمسكنـه بنبره وآهنه إعترفت: مآمآ مو عُـمـر ..
رفعت نظرهآ بترقب لرد فعلّ أمهآ وإللي كآنت مقطبه ملآمحهآ بـ إستفهآم !
كملت نسمه بخفوت بعد مآردت منزله عيونهآ: إللي أققققققــ .. أققصصصــ .. أقصصصـده .. هـووو ..
كآنت تشدّ الخيوط الذهبيـه المطرزه على لحآف السرير الستآن بـ اللون العنآبـي بتوتـر: آممم .. ءءء .. آآآ إللي أقصده هو إللي يمـه بـ الصوره .. عُـديّ .. مو عُمـر !

بعد ثوآني من الصمت رفعت رآسهآ وهي تحسّ إنهآ بمجرد مآرحّ ترفعه رح تتلقى أقوى صفعـه إلآ أن ملآمح أمهآ كآنت جآمده بخلآف نظرة عيونهآ الحآده المطآلبه بتفسير وآضح وصريـح ..

لحقتها نسمه بسرعه وهي تبرر كلآمهآ محركه يدينهآ فـ الهوآ بـ النفي: وآلله يومـه وآلله ولآعمري قآبلته أو كلمتـه .. قسم بـ الله .. وربـي .. وربـي هآلشيّ بدآخلي وأحسّه من سنتين بس ولآ مره جهرت بـه لأحد .. مآغير حوريـه بنت خآلتي وتونـي قآيله لهآ من كمّ شهـر بس .. وربـي حتى إنه مآيدري عنّي ولآ وش إللي أحسّه .. معـي حسآبه بـ تويتـر وآلفيس بوك وإنستقرآم مآغير أتآبعه من بعيد لبعيد وأشوف صـوره بس ولآ مره كلمتـه وربــي .. قسم بـ الله مآآ أكـذب يومـه !


كثر صدمتهآ من بنتهآ وإللي تسمعه منهآ وكثر حلوفهآ كثر مآحسّت بـ الفرحه .. هذي بنتهآ .. دلوعتهآ إللي توهآ مخلصّـه مدرسـه .. تظنهآ بعدهآ طفلـه مآتدري عن شـيّ .. نسمـه إللي كلّ أحلآمهآ ورديـه بلـون غرفتهآ وأغلب ملآبسهآ .. نسمـه إللي للحيـن تلمّ عرآيسهآ الكثيره .. تمشط شعورهم وتلبسّهـم وتقعد تسولف معهم كأنهآ أمّ لهـم وهم أطفآلهآ أو صديقآت لهـآ .. مثلمآ الأطفآل بـ الضبـط ! هذي هي الحين بقلبهآ عآطفه رقيقـه لــ ..... لـــ عُـــديّ !! شلون مشآعرهآ بريئـه ورقيقـه لهآلدرجه !!
من سنتين وهي متعذبه بحبّه متآبعته وكل يوم تشوفـه ولآ قدرت تصآرحه أو حتى تلمحّ له مثلمآ كثير من البنآت إللي يستغلون النـت غطـآ لهـم .. غطآ من ورآ الشآشـه يكونون من ورآهآ أكثر جرأه .. مآ كآنت نسمه بنتهآ وحده منهـم ..

إبتسمت بهدوء وهي تمسح بقآيآ أثر الدموع من تحت عيون بنتهآ - بنبره مآزحه - خلآص نسـووم لآتبكيـن هههههه

رمشت نسمه بنظره طفوليه سألت بإستفهآم بريئ: منتيـب زعلآنه منـي ؟!
هزت أمهآ رآسهآ بـ النفي مبتسمـه ..
بينمآ نسمه تشدقت ملآمحهآ بـ إبتسآمه عريضـه مطبقـه فيهآ شفتيهآ بفرحـه طفوليـه كنهآ مآصدقـت .. كآنت فعلاً بريئـه مثلمآ الأطفآل ..
سألت أمهآ: طيب وشلون دريتي عن هآلعديّ ؟!!
نسمه وهي تحس برآحه أكثر بعد مآحست إن الهمّ قد إنزآح عن صدرهآ وهآلسرّ الدفين جوآتهآ من سنتين قد إنكشـف وبهآلطريقه السلميـه .. شلون أمهآ طلعت هآلكثر متفهمه وتسألهآ الحين بكلّ فضول عن أدق التفآصيل كنّهآ صديقه لهآ وبعمرهآ ..


نسمه: آمممم مآمآ .. فرآس أخوي ألله يرحمـه كآن دكتـور ..
هزت أمهآ رآسهآ بـ الإيجآب بس للحين مو فآهمه القصـد والرآبـط !!
كملت نسمه بهدوء: وعـديّ بعد دكتور .. كآن خوي فرآس آلله يرحمه .. وعُمـر ولد خآلتي ثآلثهـم .. هذي هي بدآية معرفتـي بـه ..
أمهآ بسرعة بديهه: من سنتيـن !! هذآ مو الوقت إللي توفى فيـه فرآس ؟!!
نسمه بنبره حزن خآفته: بلــى ..


رفعت رآسهآ بسرعه مكملـه: مآدريت عنه إلآ بهآلوقت .. بأيآم عزآ فرآس .. كآن دآيم عندنآ .. بهآلوقت كآنت كلنآ نفسيتنآ صعبـه وصحيح إنه لفتنـي بس مآهتميت .. بعدهآ شفته صدفـه ببيت خآلتي مروه .. كآن مع عُمـر بمجلسهـم وتذكرتـه .. حوريـه مآتدري عنه غير إنه يكون خوي عُمـر أخوهآ وإسمـه عُـديّ وهو بعـد دكتـور .. وبـس من ذآك اليوم وآبتدآ هآلشي جوآتي ولآ طلعته ..
أمهآ بجديه بعد إستيعآبهآ لكلآمهآ - سألت بهدوء - : تحبينــه ؟!

بققت نسمه عيونهآ بملآمح جآمده مآتدري وش هآلسؤآل الجريئ المبآشر والمفآجئ من أمهآ ووش إللي المفروض تجآوبه !! تردّ صرآحتاً !! وش بتقول أمهآ خلّت حيآهآ ورآ هآلحـب ! ولآ تسكـت أحسـن !
وسط تسآؤلآتهآ المطوله إللي كشفت عن الإجآبه إنحنى فمّ أمهآ بإبتسآمه خفيفـه مآيلـه لليميـن
أردفت بلـؤم وهي مضيقه عيونهآ: بس مو كنـّـه كبير عليك شوي نسـووم ؟!!


كلّ سؤآل من أمهآ كآن يصدمهآ عن إللي قبلـه ويوترهآ أكثر وأكثر .. كبير عليهآ !! ليـش !! وش دعوى طآري العمـر بـ السآلفه الحيـن !!
أمهآ بـ إبتسآمهآ تستنطقهآ: هــآآآآ
بلعت نسمه ريقهآ بصعوبه وهي تهمس بعبره: آممم .. آآ .. بلــى .. يكبرنــي
أمهـآ: بـ كــمّ ؟!
همست نسمه بتوتر: بـ أربعطآعش .. أربعطآعش سنـه ..
أطبقت أمهآ شفتيهآ بـ إستيعآب: آمممم .. بعمـر فرآس آلله يرحمـه
رفعت نسمه عيونهآ بترقب لأمهآ إللي إنكسرت نظرتهآ فجأه للأرض ولمعـت بدموع ..
سألت نسمه بإهتمآم: مآمـآ وش فيــه ؟!!


رفعت أمهآ رآسهآ بسرعه مطبقه شفتيهآ بـ إبتسآمه خفيفه مقطوعه مآسرع مآختفت وهي تتجآهل السؤآل مآده ذرآعهآ لنسمه تطلبهآ تقرب منهآ ..
إبتسمت نسمه بحـب مسنده رآسهآ على صدر أمهآ طوعاً لهآ وصآرت أمهآ تملس لهآ على شعرهآ: قلتيلـي من يكـون !! عُـديّ منهـو ؟!!
نسمه بتفصيل وآضح للأسم: عُــدي .. ســآلم .. الأرضــي
إنفرجت شفتي أمهآ بإستيعآب: أهــآآآآ .. أدري عنـه .. تدرين إنه يتيـم !! كآن وحيد أهلـه .. أمه وأبوه الله توفآهم بحآدث قديم مره وتربـى عند خآلـه ..


نسمه بإبتسآمه بعد مآدمعت عيونهآ بحب وهي تتذكره: إيـه أدري
أمهآ بضحك: ههههههه إييييييـــه منتيب مفوته عليك شيّ أجل
هزت نسمه رآسهآ بحيآ وهي بحضن أمهآ تترجآهآ بدلع طفولي توقـف لأنهآ إستحت: مآآآآمــآآآآآآ
كملت أمهآ وبعدهآ مبتسمه على بنتهآ وحيآهآ منهآ: آمممم وأدري عن زوجـة خآلـه إللي ربتـه .. بس علمينـي بـ الأول .. إنتي تبين إرتبآط ؟! إرتبآط وإنتي بهآلعمـر ؟!!
بعدت نسمه رآسهآ عن صدر أمهآ بعد إستشعآرهآ لنبرة الجديّه معقده حآجبيهآ بإستفهآم لهآلسؤآل الغريب ووش القصد من ورآه !!
أمهآ بجديّه وهي توضح أكثر: إرتبآط بهآلعمر مع هآلشخـص .. تبيـن ؟!!

نزلت نسمه رآسهآ بحيآ وودهآ الحين بس إن الأرض تنشق وتبلعهآ وش تجآوب أمهآ وش تقولهآ !!

إتسعت إبتسآمة أمهآ من شآفت بنتهآ وإللي إنصبغت بـ اللون الأحمر من الخجـل - كملت بنبره حآنيه - : نسمه إنتي بنتي الوحيده .. إنتي دلوعتي .. للحين مدري ليش من أول مآصآرحتيني بهآلشيّ !! ليش كل هآلمده كآبته هآلمشآعر جوآتك ! حتى حوريـه صديقتك مآعلمتيهآ بهآلشي إلآ من قريب .. ليــش ؟!!

نسمـه بحيآ وبنبره شبه هآمسه طرف سبآبتهآ بفمهآ وعيونهآ بـ الأرض: أستحــــــــي !

رفعت أمهآ يدهآ وسحبت رآسهآ مره ثآنيه لصدرهآ ومآسرع مآ إرتمت نسمه هآلمره بثقلها كله بأريحيّه بحضن أمهآ إللي كآنت تملس على شعرهآ وظهرهآ بطوله: أبشـــري يآعُمـري ..

نسمه وإللي مآفهمت على أمها والبشآره إللي وعدتهآ فيهآ .. عقدت حآجبيهآ بإستفهآم مآلآحظته أمهآ لأنهآ كآنت ضآمتهآ ..

كملت أمهآ: بكره إنشآلله ملكة رآئـف .. بعدهآ بنسوي حفلـه لأن رآئف رفض يسوي عـرس .. المهـم بهآلحفلـه بأول يوم بيجونآ فيه زوجآت أخوك .. حور ودآرين .. مدري وش إللي يحسّ فيـه رآئف أكيد صآر شي بعقلـه ..
إهتزت كتوف نسمه بضحكه: ههههههههه
كملت أمهآ: أم تركـي بتكون موجوده ..


رفعت نسمه رآسهآ بسرعه بملآمح مستفهمه .. فهمت عليهآ أمهآ وأردفت بعدهآ: آممم أم مهيف .. زوجـة خآل هآلدكتـور .. - همست بـ إبتسآمه - دكتور عُـديّ
كآنت ثوآني فيهآ ملامح نسمه جآمده إلى مآ إستوعبت قصد أمهآ وإللي ترمـي لـه .. بققــــت عيونهــــآ بصدمـــــــــه وإستنكــآر .. بينمآ هزت أمهآ رآسهآ بـ الإيجآب تأكيداً على مآفهمتـه نسمـه - كملت بجديه - : أيــوه .. بخطبك لهآلعـُـديّ

نسمـه وإللي تحسّ الكون كلـه وقف بهآللحظـه .. أمهــآ ... أمهـآ بتخطبهـآ لـ عُــديّ !! حلمهـآ البعيــد خلآص بيكون وآقـع .. حقيقــه .. هــي وعُــديّ !!!!



======
-----------
======


اليــوم التآلـــي .. يوم الأربعــآء

بقصر المآلكي

وعند مدخل البوآبه الرئيسيه .. إلتفتت ورآهآ بعد مآسمعت صوت الكعب لبنتهآ وهي تقرب عليهآ ..
أم طلآل: مآبغيتـي نسمه كل ذآ تاخير !!
نسمه وهي تربط نقآبهآ بعجل: معلييييييش مآمآ وش أسوي بس للكوآفيره هذي .. وبعد مرآم وشروق الله يسآمحهم بس هم إللي بدأوو بـ الأول لأجل يخلصون وكل وحده تطلع مع زوجهآ وأنآ تميت بـ الأخير ..
أمهآ بنرفزه: اخوآنك كلهم رآحوآ حتى رآئف بعـد .. ويمكن يملكون بعد وإنآ بعدنآ مآوصلنآ وكلّه بسبتـك ..

نسمه: يوووه مآمآ معليش قلتلك وآلله مو بيدي
فتحت لهم وحده من الشغآلآت البوآبـه .. كآن بإنتظآرهم برآ السآيق قبآل البوآبه فآتح لهم بآب سيآرة الروزرآيـز ووآقف جمب البآب ..
نسمه وهي تلحق أمهآ: مآمآ شوفي ..
التفتت لهآ أمهآ قبل تطلع بـ السيآره: هــآآ !
نسمه: مآبروح معك .. بمـر حوريّـه بـ الأول عند خآلتي


عقدت أمهآ حآجبيهآ بإستفهآم: بـ الله نسمه وهذآ وقتـه ! وش إللي بيوديك لهم الحيـن وبذآ اليوم بعـد !
نسمه: مدري وآلله .. خآلتي مروه هي من دقت عليّ وقآلت تبيني ضروري .. مدري حـور وش حآلتهآ .. مآتآكـل ولآتشرب ولآتتكلم مع أحدّ .. خآلتي طآلبتني أجيهـآ
أمهآ: وليش مآكلمتيهآ بـ الجوآل ؟!
لوت نسمه فمهآ بيأس: وكني مآسويت هآلشيّ فعلاً ؟!! صآر لي من قبل العيد وأنآ أدق عليهآ ولآ ترد .. أرسلت لهآ ميـة مسج ولآ ردت .. وطبعاً السبب معروف .. بعد كنت خآيفه أروح لهآ البيت وتصدّ عني تفشلنـي .. لين مآدقت عليّ خآلتي اليوم ..


أم طلآل بعد مآركبت بـ السيآره وبعدهآ نسمه: وخآلتك تدري إن اليوم ملكـة رآئف ؟!
نسمه: لاآآآ .. وهذآ أكثر شيّ موترني .. وش بقول لهم .. أكيد بتسألني ليش هآلكثر متكشخـه !
أم طلآل بعد مآركب السآيق وحرك بـ السيآره: كآن إعتذرتي اليوم ومريتيهآ بكره .. عآآد مسيرهم يدرون بـ السآلفه اليوم أو بكرآ
رفعت نظرهآ للسآيق من المرآيه: مـرّ بيت كآمل الشرقآوي بـ الأول ..
وجهّت نظرهآ لبنتهآ بعد مآهزّ السآيق رآسه بـ الإيجآب: وإنتي بعد لآتتأخريــن .. شوفي وش إللي عندهم وإستأذنـي
نسمه: آووووكـــــي

مرت ربـع سآعـه طريـق لحد مآوقفت السيآره قبآل العمآره بحيّ متوسط الرقـيّ ..
نسمه للسآيق: بدق عليك وتجـي على طـول هـآآ
أم طلآل بتأكيد لنسمه: لآ تتأخريــن وتطيحين وجيهنآ عند النآس أكيد بيسألون عنك وينـك
هزت نسمه رآسهآ بـ الإيجآب وهي تأشر لهآ بيدهآ بمعنـى " مع السلآمـه " ..
أشرت أم طلآل بعدهآ للسآيق بيدهآ يتحـرك ..


بـ الأسنسير بمدخل العمآره الرخآمـي للدور الثآلـث ..
دقت الجرس وتمت منتظره لحد مآفتح لها البآب معقد حآجبيه ..
دخلـت الشقـه وهي تتخطآه مبتسمه من تحت نقآبهآ: كيفـك دكتور عُمــر !
تحسس عُمر شعره من أوله لآخره بإبتسآمه من بعد إدرآكه إنهآ تكون نسمه: أهلييـــن .. توّ مآنور المكآن
نسمه وهي بوسط الصآله تنآظر المكآن حولهآ بتفحـص وعُمـر ورآهآ بعد مآقفل بآب الشقـه معقد حآجبيه بضيــق ..

نسمه: وينهآ خآلتي وحـوور !
عُمر: حور بغرفتهآ وأمي بـ المطبـخ
التفتت نسمه عليه مبتسمه وهي تأشر بيدهآ صوب الطرقه المؤديـه للمطبخ: أبروح لخآلتي بـ الأول
عُمر بحده: إنتظري نسمـه
وقفت نسمه خطوتهآ قبل تخطيهآ: هــآآ
عُمر: ليش متعطره هآلكثر ؟!! ريحتك ملت المكآن ! مو حرآم هآلشـيّ ؟! منتيب طفلـه .. مآشآآلله عليك الحين كبيره وتدرين بحكم هآلشيّ .. ولآ شلـون ؟!
نسمه بطفش: يووه لآتبدآ الحين بـ الله


عُمر بتشديد: حـرآم هآلشيّ ولآ مو حرآم ؟! ليش أنآ أو أي رجّآل غيري نشم هآلريحه منك ؟! وش قصدك يعنـي !! وش إللي تبينـه ؟! تدرين إنتي بهآلريحه تكونيـن بحكم مـن ؟!
نسمه بطفش وهي مطيره عيونهآ للسقف: لآتقول لي الحين بحكم الزآنيــــه !!
عُمر: مآشآلله تدرين ومستآنسه بعد ولآ همك - قلد صوتهآ الأنثوي الرفيع وهو يقول هآلكلمه - ( الزآآنيــــه )
نسمه: هههههههه
عُمر بحزم: يمين بـ الله إن تكرر هآلشيّ منك مآتلومين غير نفسك
نسمه بعند طفولي وهي متخصره: وش بتسوي يعنـي هـآآ !!
رفع عُمر حآجب وآحد لآوي فمه لليمين: إنتي جربي بس مره ثآنيه وبتشوفين وش بسويّ
نسمه: عمُر إنت توك تقول مآنيب طفلـه .. أنآ تسعطآش سنـه .. لآتعآملني كذآ .. مو توني نسمه ذيك من كمّ سنه إللي كنت تلآعبهآ .. ترآآ كبـرت

عُمر وهو يأشر لهآ بيده تروح: روحي روحي ترآ مآعندك سآلفه ومرآ مآخذه مقلب بروحك .. ترآآك بعدك نونـو .. وهذآني حذرتك إن شميت عطرك منك مرتن ثآنيه مآتلومين غير نفسك ..
اقفت نسمه عنه وهي تتأفف بطفش: هــوووففف
عُمر: وتتأففيـن بعـد !
أشرت له بيدهآ يروح وهي سآفهته متوجهه صوب المطبخ بينمآ هـزّ عُمر رآسه بـ النفي مبتسم وهو يدخل للمجلـس ..


دنقت رآسهآ من ورآ بآب المطبـخ وهي تطرق على خفيـف ..
إلتفتوآ ثنينآتهم أم عُمر والشغآله صوب البآب من سمعوآ صوت الطرق عليه ومآسرع مآتبسمت لهآ خآلتهآ: أهلييييين نسـووم
رفعت نسمه نقآبهآ عن وجههآ وهي تدخل للمطبخ ..
تركت خآلتهآ الترمس من يدهآ على الطآوله الخشبيه بوسط المطبخ وهي تضمهآ لصدرهآ تسلم عليهآ وتبوسهآ من خديهآ: وينـــك يـ القآطعـه


نسمه: خآلتي وآلله مو بيدي وعلى عينـي هآلشيّ .. تدرين حور هي من قطعت عني ومتخوفـه أجيهآ تسفهنـي وتفشلنـي .. مآبي يصير بينآ زعل أو إن إللي قد صآر هذآ يأثر علينآ ويفرق بينآتنآ
أم عُمر: لآتخآفين نسمه وإنتي وش ذنبك بـ السآلفه .. ثنينآتكم مو بس بنآت خآله .. إنتم صديقآت وخوآت مآلكم غير بعض وأنآ مآطلبت غيرك بعد مآعجزت معهآ
نسمه: هي الحين شلونهآ ؟
خآلتهآ: كآنت أحسن شوي قبل يطلع أبوهآ من الحبس .. توّ مآطلع وهي حآبسه روحهآ بغرفتهآ .. معذبه عمرهآ ومعذبتنآ معهآ .. مآهيب طآيقه تشوف أحدن منآ .. خوفـي إنهآ كرهت أبوهآ وكرهتنآ بسبّـة إللي صآر !


نسمه بحزن: لآآ الله لايقدر .. حوور مآغير تعآند نفسهآ حتى وإن كآن على حسآب نفسهآ بس مآتكره أبـد ولآتعرف الكـره شلـون .. لآتخآفين خآلتي .. هذي بنتك وإنتي أكثر من يدلهآ ..
زفرت خآلتهآ نفس مسموع بقلة حيلـه ويأس بنظرتهآ المكسوره وتوّ مآتزلت عيونهآ للأرض وشآفت طرف فستآن نسمه بقمآش البربرق اللمآع بلونـه الجنزآري متدلي من تحت عبآيتهآ إلآ ورفعت رآسهآ معقده حآجبيهآ بإستفهآم: بس إنتي وش فيك نسمه متكشخـه مره كذآ !
نسمه وكنهآ تذكرت شيّ: إيه خآلتي وهذآ إللي أبي أقوله .. إني مآرح أقدر أطول اليوم عندكم .. بشوف حوور بس وبطلع على طول وإنشآلله بجيهآ بكره من أول اليوم وأتمّ عندهآ


خآلتهآ بإستفهآم: ليش وش ورآك ؟!
نسمه: خآلتي مآرح تزعلين لو قلتلك ؟!
قطبت خآلتهآ ملآمحهآ بإستفهآم: خير نسمه وش فيـه !!
نزلت نسمه رآسهآ بخجـل وبنبره وآهنه خجلـه: اليـووم .. آآآآ .. ءآآ آمـممم
دنقت خآلتهآ رآسهآ لتحت تحثّهآ تكمل كلآمهآ: اهـآآ .. اليــووم ؟!!
رفعت نسمه رآسهآ زآمه شفتيهآ بعد مآبلعت ريقهآ: اليـوم ملكة رآئف أخوي
أم عُمر: ...........
نسمه: زوجته الثآنيه .. اليوم ملكتـه
همست خآلتهآ بنبره مبحوحه بعدم تصديق: زوجـه ثآنيـــه !


زمت نسمه شفتيهآ بقلة حيله وهي حدهآ متفشله وخصوصاً من بعد الصدمه بملآمح خآلتهآ ..
أردفت خآلتهآ بنفس نبرة الصدمه المبحوحه وكنهآ تكلم نفسهآ: ليــش ؟!! وحــوور ؟!!
رفعت نسمه كتوفهآ بقلة حيلـه ..
أم عُمر: ومنهـي هآلزوجه الثآنيه إنشآلله !
نسمه بنبره خآفته وهي منزله رآسهآ: بنت محصن عبدالله .. دآريــن
أم عُمر: دآريــن !
نسمه: دآرين أخت شروق زوجـة أحمد أخوي

ضيقت خآلتهآ عيونهآ لحد مآختفوآ بعدم إستيعآب وتصديق بعد مآزفرت ضحكة إستهزآء مقطوعـه: هــــه
جلست بعدهآ على كرسي من الكرآسي المحآوطه للطآوله الخشبيه بوسط المطبخ بعد مآحسّت إن إرآدتهآ تخونهآ ورجوهآ مآعآد تشيلهآ وعيونهآ المدمعه معلقـه بـ الفرآغ قدآمهآ بتوهآن ..
نسمه بهدوء وهي تسحب نفسهآ من هآلموقف: أنــآآآ .. ءآآ .. ءء .. أنـآ بـآآآ بــ بــ بـرووح - بلعت ريقهآ بتوتر - بـرووح أشوف حـوور ..


طلعت من المطبخ بسرعه وودهآ بس الحين الأرض تنشق وتبلعهآ .. ليتهآ سمعت كلآم أمهآ واعتذرت اليوم لخآلتهآ وكآنت جت بكره ولآ إنهآ تنحطّ بهآلموقف .. بس لمتـى !! مصيرهم يدرون بـ السآلفـه " هــفففف يآآربي يدرون إيـه بس مو منـي أنآ .. أحدن غيري كآن علمهـم .. آآآخ يآفشلتـي وش هآلموقـف السمـج إللي حطيت روحـي فيـه !! وش بتقول حوور بعد الحيـن لآمنهآ درت !! "



دقت البآب مرتين بهدوء ودخلت بعده بدون مآتسمع أي ردّ منهآ ..
نسمه وهي تقرب من سريرهآ وإللي كآنت ممدده عليهآ على جمبهآ الأيمن ضآمه المخده لصدرهآ - سألتهآ بهدوء - : حـــــــووور ؟!!
حوريه: ...........
جلست نسمه على ركبتيهآ بـ الأرض عند رآس حوريـه مسنده بكوعهآ الأيسر على السرير تستنطقهآ بخوف وقلق وآضح بملآمحهآ: حــووور !!
تحسست نسمه جبينهآ ومقدمة شعرهآ وهي معقده حآجبيهآ ومبرقه عيونهآ بصدمه: حوور بسم الله عليك وش إللي صآير معك يآقلبي !!!
فتحت حوريه عيونهآ بتعب .. ومآسرع مآشهقت نسمه بفزع كآتمه فمهآ بيدهآ من شكل حوريـه: حــوور يآعمــري إنتي وش فيـك !! ليش شكلك كـذآ !! وش إللي تحسين فيه يآعيونـي علمينـي


تحسست نسمه وجه حوريه الصغير بطرف سبآبتهآ .. نحف بشكل وآضح وملحوظ .. برز فيه عظآم خديهآ وفكهآ السفلـي .. وعيونهآ المرهقـه إللي برزت أكثر بسبب برزو العظـم من تحتهـم .. تحسست بسبآبتهآ الهآلآت الوآسعـه الدآكنـه من تحت عيونهآ .. وشفتيهآ البنفسجيـه المشققـه..
بنبره مرتجفـه بعد مآتقطبت ملآمحهآ لحزن كبير دمعت فيه عيونهآ: حوري يآقلبي ليش كـذآآ .. ليش مسويه بعمرك كل ذآ .. ليش كل هآلعذآب إللي تعذبينه لنفسك
حوريه بضعف بنبرة صوتهآ الرجولي بلهجه سعوديه كآنت ترفض تتكلم بهآ لأي سبب من الأسبآب بس من الوآضـح إنهآ قد خضعت للوآقـع المرير إللي جآلسه تعيشـه .. قد إنفرض عليهآ شيّ أقسى من اللهجـه إللي رفضتهآ من قبل: خلّــي أخوووك يطلقنـــي !

نسمه: ذآ كله بسبب رآئـــف !! آآآآآه يآربـي شلون أتحسب وأدعي عليك يآرآآئف وإنت أخوي
استقعدت حوريه بجلستهآ وهي ضآمه يدين نسمه بين كفوفهآ بنبرة ترجـي وآهنـه وعيون حزينه مدمعه: نسمـه تكفيــن خلـي أخوك يطلقنـي .. مآ أبيييييييــه .. مآآ أبيـــــــــه يآنسسسمـــه .. أكرررررهــــه وربـي أكررررهــــه .. أكره شكلـه وريحتـه وصوتـه .. أكــره إسمــــه .. تكفييييــن نسمــه تكفييييــن خلـه يطلقنـي مآآآآ أبييييييييـــــــــه .. تكفيييييــن


نسمه وإللي غصباً عنهآ نزلت دموعهآ بصمت من حآلة بنت خآلتهآ والشكـل إللي هي فيه والحآله إللي وصلت لهآ " معقووله لهآلدرجه مآتبينه يآحوور !! ميؤووس منك إنك تتقبلين هآلوآقع إللي إنفرض عليك غصباً عن إرآدتك .. هذآ وإنتي أكثر شخصيه عنيده .. مستحيل ترضين برآئف .. مستحيل وأنآ أشوفك بهآلشكل .. لآزم فعلاً رآئف يحررك .. الطلآق هو الحلّ ودآمه بيتزوج اليوم غيرك مآلك تتميــن بعصمتـه "


فكت نسمه يدينهآ من يدين حوريه ومسحت دموعهآ بإبتسآمه مصطنعه: ههه .. ههههه الحين بيخترب مكيآجي بسبتك .. حور تدرين !!
حوريه: ..........
نسمه: ليش أنآ متكشخه كذآ !!
حوريه: ...........
نسمه: اليوم ملكة رآئــف
حوريه: ..........
نسمه: أوعدك رح أكلمه بـ الموضوع .. ومو هو بس .. أبكلم أمي وأخوآني كلبوهـم وإنك مآتبينـه .. اليوم ملكتـه على غيرك .. دآم بيكون له زوجه ثآنيه تبيـه وش يبي بغيرهآ مآترضــآه !! وأكيد هآليوم رح يفرق كثير عند رآئف بعد مآيملك ورح يطلقـك .. صدقيني حور رآئف مآيآخذ شيّ بـ الغصب .. مآيبيح لنفسـه هآلشيّ .. هو أخوي وأنآ أدري عنـه - بلعت ريقهآ وهي تعآتب نفسهآ بخآطرهآ - " سآمحنـي يآآآآرب على هآلكـذب .. كلّ إللي أبيـه إني أطمنهآ الحين واهديهآ .. عآد حظهآ إللي ربطهآ برآئـف مدري وش آقوول بـس .. مسكينـه يآحوور "


كملت نسمه: كل إللي صآر يآحور كآن لأجل شيّ بخآطره وهذآ هو قد نفذه وإنتهينآ وأنآ متأكده إنه بيطلقك ..
حوريه: ...........
هزتهآ نسمه من ركبتهآ: حــور ليش مآتردين عليّ !! حـــووور !!
حوريه: ...........
نسمه: حوور إنآ مو صديقآت !! مآتوثقين فينـي !
حوريه: ...........
نسمه: صدق إني جد إستآنست وفرحت من قلبي إن بنت خآلتي وأختي وصديقتي بتكون أقرب لي من أي وقت .. بنكون ببيت وآحد ثنينآتنـآ .. من أحسن منك يآعمري تكون زوجـه لأخ من إخوآني !! مآغيرك إنتي يآحـوور .. بس مو بهآلطريقه .. مآ أرضآلهآ لك أبدّ .. ودآم هآلمخيسـه دآرين عند رآئف خلآآآص مبرووك عليـه يفكك إنتـي


قطبت حوريه ملآمحهآ بإستنكآر حآد - همست بوهـن - : دآريـــن !
حركت نسمه رآسهآ بـ الإيجآب زآمه شفتيهآ بأسـى وقلة حيله تأكيداً على إنهآ دآريـن ومآغيرهــآ ..
حوريه بخآطرهآ " دآريــن !! دآرين هي ضرتي !! ليـــش !! ليــش يآآآربــي ليييييش !! وش الذنب إللي سويته بعمري لأجل أتعآقب هآلعقوبه القآسيـه !! يآآربي كآآآفـي صدمـآآت مآني قآدره أتحمل أكثــر .. مآعآد فينـــي وآلله مآآآآآآعـــــــــآآآآآآد ! "

بـ المطبـخ .. طلعت الشغآله تنآدي عُمر بعد مآعجزت مع أمـه من وقت مآتركتهآ نسمـه بهآلحآله .. جلست ع الكرسي ولآ قآمـت .. عيونهآ معلقـه بـ العدم مدمعـه .. تنآديهآ وتهزهآ ولآ تـردّ عليهآ !


عُمر بقلق بعدمآ إحتضن يد أمه اليسآر بين كفيّـه: يومـــه وش فيــك !! إنتي بخيــر !!
أمه بنبره خآفته وآهنه بعد مآشحب وجههآ وكنهآ شبـح: أختك يومــه .. أختــك
عقد عُمر حآجبيه بقلق: حـوريّــه !! علآمهآ !! صآر لهآ شيّ !
نزلت دموعهآ بصمــت بعد مآغمضت عيونهآ بقوه وقهـر ..
جلس عمر بـ الأرض على ركبتيه محتضن وجه أمه بين كفيّه مشدد عليه بقوه في محآوله إنه يثبته بعد مآ إرتجف ذقنهآ برعشه وآضحه من أثر بكآهآ المكتوم: يومــه وش فيك !! عــلآآآآمـك
أمه من بين بكآهآ المبحوح: رآآئــف .. رآئـف ولـد خآلتك وزوج أختــك ..
عُمر بإستفهآم: علآمـه رآئـف !

أمه: اليوم ملكتـه .. ملكتـه على ثآنيـه غير أختـك .. آآآآآآآآآهـي يآبنتــي وش ذنبك بكل إللي يصير معك - صآرت تنـدب بأسـى وهي تضرب فخذيهآ بيديهآ وتهز جسمهآ ريحه وجيّه -
عُمر بإستنكآر حآد بملآمحه إللي تقطبت بحده: ملكتــه !! شلـون يعنـي !! طيــب وحـــــوور !!!!!!!
أمـه بصيآح: حسسسسسبـــي الله عليك يآهيّــــآ يآختي إنتي وولدك رآئـف كنكم تبون تقهرون بنتـي بضرتـن لهـآ وبعدهآ مآدخلت دنيآ .. آآآآهـــي يآآربــي .. دآآآريــــن !! دآآآريــن فآسـدة الخُلـق والطبآيــع هي ضرتهــآآ .. آآآآآآآآآآآهـــ


همس عُمر بنبره وآهنه مبحوحـه: دآريــــــن !
وقفت أمه بحده وهي تتوعد: قسمـــاً مآيصير هآلشيّ .. وبنتـي بتطلـق من هآلرآئـف برضآه ولآ بنرفـع عليه قضيّـة خُلـع غصباً عنـه
نزل عُمر رآسه للأرض بـ إنكسآر " دآريــن !! هذآ وانآ إللي قلت إن بزوآجه من أختي بيتحرر من إتفآق زوآجه بدآريـن .. وهذآ هو الحين بيآخذهم ثنينآتهم .. آآآهـ يآلنـذل ! وقسسسمــاً على قسمـك يومــه مآتتــم أختـي بعصمتـه !! "


======
-----------
======

يتبــــــع ...

:::

~FANANAH~ 10-08-16 07:16 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======


8.30 المسـآ بـ فيلآ محصـن عبدالله

وتحديداً بـ الحديقـه الخآرجيه من الجزء الشرقي للفيلآ والخآص بـ الحريم بعيداً عن الرجآل ومجلسهم وإللي كآن عدد الحريم يفوقهم بأضعآف ..

بـ الحديقـه إلي كآنت فعلاً مبهـره بـ التجديدآت اللي إنضآفت عليهآ من شكل الأشجآر المقلـم بشكل قلوب مفرغـه من القلـب ومترآصـه برتآبـه .. البوفيـه بـحرف الـ L وإللي كآن يرأسـه مجموعـه من الطبآخآت كل وحده مسئولـه عن قسـم .. إمآ المشروبآت بأنوآع كثيـره أو الأكـل بأقسآمه سوآ مقبلآت أو وجبه رئيسيـه .. أو الحلـى .. وبوسـط البوفيـه المسبــح البيضآوي إللي كآن ممتلـي بـ المويـه وإللي طفآ على سطحهآ وريقآت ورود بـ اللون الأحمـر وشموع بقآعده معدنيـه مغطيـه مويـة المسبـح إللي كآنت حوآفـه مضويـه بالـوآن لمبآت حمـرآء وصفـرآء .. غيـر الطآولآت الدورآنيه صغيرة الحجم المنجـده بقمآش ستآن سكري ومغلفـه بقمآش تُـل أحمـر لآمـع .. موزعـه بكل الحديقـه والمحوطـه بـ عدد 4 كرآسـي .. مغلفيـن بنفـس قمآش الطآولآت ..

مرآم لشروق بعد مآ إنتبهت على وحده من الحريم وهي تخزهآ بنظرآت حآده كل شويّ ..
مطت مرآم فستآن شروق البسيط بلونه الكحلي الخآلي من أي زينه مآغير كريستآلآت لآمعه على حوآف شق الصدر المربع وحمآلآته الرفيعـه وهي تحآول تنبههـآ ..
شروق بتوهآن وعيونهآ تدور بـ المكآن مبتسمه وتهزّ رآسهآ لكل وحده تبآرك لهآ كرد تلقآئي عليهآ برد مبآركتهآ ..


شروق بضجر: هـــآآآآآآه
مرآم بنرفزه: وجع إنتي سآعه أنبهـك
شروق بعصبيه: وش تبين إنتي بعد جآلسه أرد مبآركآت الحريم
مرآم ويدهآ على فمهآ تمنع ضحكهآ: هههههههه
إلتفتت لهآ شروق وهي ترمقهآ بنظرآت تحقير من فوقهآ لتحتهآ: الحمدلله والشكر .. استخفيتي إنتي !
مرآم من بين ضحكهآ ويدهآ على بطنهآ: ههههههههه آآآآهــ آآآهــي يآآربي هههههههه وررربــي بموووت ههههههههه


شروق بنفآذ صبر: مرآآآمووووه وش إللي عندك إنتي ووجهك ويضحكك هآلكثر جعلك تضحكين بدون سنون قولي آمين
بلعت مرآم ريقهآ في محآوله إنهآ تهدي من ضحكهآ وهي تمسح دموعهآ من أثر ضحكهآ بطرف سبآبتهآ: آآآآآآآآهــــــي يآربيييييييــــه
شروق: هــآآآ
مرآم بطرف عيونهآ وهي تأشر لهآ على وحده من الحريم جآلسه على طآوله من الطآولآت القريبه منهم وشكلهآ كبير بـ العمـر وعلى يمينهآ وحده بأوآخر العشرينآت: شوفـي شووفي هذيك الحرمه
شروق وهي موجهه نظرهآ لهم بتركيز صآحت فيهآ مرآم مبققه عيونهآ: وجــــع إنتي وين تنآظرين آلله يآخذك بتفضحينآ الحين والحرمه كل شوي مآغير تنآظر فينّآ .. نآظريهآ بطرف عيونك كنك مآتشوفينهآ هي


شروق: هــآآ وش فيـه !! مو ذيك زوجة فآيـز مدري من !!
مرآم: أييييييــــــــــوه
شروق ببلآهه: إيه وش فيهآ يعني بـ الضبط مآفهمـت !
مرآم: تذكرين خطيبي الأولي !! قبل طلآل
شروق وكنهآ إستوعبت السآلفه فتحت فمهآ رآفعه حآجبيهآ: أهـــآآآآآآ .. إيه إيـه ذآك الخبل عزيـز ولد فآيـز
مرآم: هههههههه
شروق وهي مركزه أكثر على زوجة فآيـز: هذيك القرشآنـه الغبرآ كآنت بتكون حمآتك
مرآم: هههههههه تخيلـي .. بس شوفي ليش أضحك .. شوفي من جمبهآ
شروق وهي مآطه رقبتهآ تشوفهم: لاآآ مآ أشووفهآ معطيتني ظهرهآ
مرآم: إيه مآعليه الحين بتلتفت لنآ هم كل شوي مآغير ينآظرون فينآ .. تأمليهآ زين وقولي من تشبـه
توّ مآقآلت مرآم هآلكلمه الآ وتلتفت لهم ..

شروق بسرعه: شفتهآ شفتهآ ..
ضيقت عيونهآ بحده في محآوله منهآ للتركيز بملآمحهآ وبعدهآ نآظرت مرآم بإستفهآم !!! بينمآ هزت مرآم رآسهآ بـ الإيجآب وإنفجرت بعدهآ ضحك: ههههههههه
شروق بإستهزآء: هــه .. جدّ انك استخفيتي

مرآم: هههههههه هذي تكون زوجة عزيز الخبـل
برقت شروق عيونهآ بعدم تصديق: والله !
مرآم: وهذآ إللي ضحكنـي .. ذيك القرشآنه الغبرآ أمـه شيخـه إللي كآنت السبب بفسخ خطوبتنآ لأني أشبـه الشغآلآت إللي يشتغلون عندهآ ببيتهآ ومو عآجبتهـآ .. وآلحين شوفي زوجة إبنهآ وش شكلهآ ومن تشبـه !

شروق: هههههههه تشبهك وآلله يآمرآم .. آلحين بـ الله وش الفرق بينهآ وبينك .. ثنينآتكم تشبهون بعـض .. تشبهـون شغـآلآتنـآ حنـآ ههههههههه
قرصتهآ مرآم بقوه من مرفقهآ: وجــعععع يآالخآيســــه
شروق بضحك وهي تتحسس مكآن القرصه بملآمح متوجعه: هههههه آآآآآه وآلله عورتنـي وجـع مرآآآم وش ذآآ مآحد يمزح معك إنتي ووجهك


التفتت برآسهآ وبعدهآ مضيقه عيونهآ بوجع من القرصـه وتتحسس مرفقهآ وهي تشوف تغريد أختهآ مسرعه بخطوآتهآ متوجهه دآخل الفيلآ .. رفعت فستآنهآ الشيفون بـ لون السيمون الفآتح بأكمآم طويله دآنتيل شفآف وظهر عآري لنصفـه .. وقفتهآ وهي تنآدي عليهآ بصوت جهوري: تغريييييييييـــــــــــــد
بس مآدرت عنهآ تغريد بسبب صوت الموسيقى وأصوآت الحريم المختلطـه وكمت طريقها لداخل الفيلا ..
مرآم بإستفهآم: وش فيه شروق !
رفعت شروق كتوفهآ مآطه شفتهآ السفلى لقدآم: مدري بلحقهآ أشوف ليش مهروله بسرعه كذآ !


عند مدخل الفيلآ وبعد مآدخلت شروق لحقت على تغريد قبل يتسكر بآب الأسنسير وهي مآده يدهآ دآخله ..
رفعت تغريد نظرهآ مبرقه عيونهآ بفزع: بسسسسم الله .. شروق وش فيه خرعتينـي
دخلت شروق بـ الأسنسير: وين طآلعه !
تغريد: وائل توه دق عليّ يقول الحين بيطلع لدآرين توقـع .. كآن يبيهآ تدخل بس علمته إنهآ مآنزلت أصلاً ولآ طلعت برآ توهآ بغرفتهآ .. والحين بعلمهآ تجهـز .. لأن رآئف بيشوفهآ بعد مآتوقـع
شروق: آممم وليش مآنزلـت !

مطت تغريد شفتيهآ بعد مآ إنفتح بآب الأسنسير: مـدري
شروق: أمي شآفتهآ !
تغريد: إيه طبعـــاً .. بخرتها ورقتهآ بـ الأذكآر .. مآشآلله عليهآ شرووق طآلعه تهبببببـل اليــووم .. حتى أم رآئف بعد قد طلعت لهآ غرفتهآ وشآفتهآ .. توهآ نآزله من عندهآ هي وأمي ..
شروق: قولي وآلله !! أم طلآل بنفسهآ طلعت لدآرين بغرفتهآ

تغريد: تخيلــي ! بس لو تشوفينهآ بس .. كآنت عيونهآ بتطلع على دآرين من شآفتهآ
شروق بضحك وهي تطق البآب على دآرين: ههههههه
التفتت دآرين ورآهآ بعد مآقطت الشريحه إللي كسرتهآ لنصفين بعد مآ أنهت مكآلمه عنيفـه مع مآلك .. أنهت فيهآ كل إللي سبق وجمعهـم وقد تعلق فيه مآلك بشكل هستيري وتأمل أكثر وأكثر من بعـده ! قطتهآ ولآ سألت عن أي عوآقب ممكن تصيـر ! هذآ مآلك المرشــد .. لعبـت بـ النآر وهآلنآر إن طآلت فـ مآرح تحرق غير توأمهــآ !

قآلتهآ ببرود وثقـه قآطعه: إللي بينــآ إنتهــي .. إنسـى تغريــد بـ المره يآمآلك .. غرضي منك قد تمّ وإنتهـى وإنتهيـت إنـت معـه .. ســـلآم !

شهقـت شروق بصدمه يدهآ على فمهآ إللي إنفرج شبر بإعجآب: مآآآآآآ شآآآآآآآلله دآآآآآآآريــــــــــن وشششش هآلجمــــآآآآآآآل وربي طآلعه قمـــــرررررر .. يآويلي إن شآفوك الحريم تحت وربي أخآف عليك ينظلونك

تغريد بخبث: لآآ وإلآ لو شآفهآ رآئــف وش بيسوي .. ودي أشوف شكله بس لآمن دآرين دخلت عليه ولأول مره وهي كذآ - ضربت كوعهآ بكوع شروق وهي تغمز لهآ بلعآنه -
شروق بضحك: ههههههه وآنتي الصآدقه .. مآنتيب سهله يآدآرين تبين تطيحين الرجّآل فيك ومن أول نظره بعـد .. مآنتيب لوحدك بـ اللعبـه .. معك ضُـره .. منآفسـه قويـه بـ الجمـآل
دآرين بإبتسآمه جآمده مآسرع مآختفت وهي توقف عن سريرهآ بإستقآمه .. متوجهه لشروق: موب طفله بـ المدرسه توهآ إللي تنآفسني .. ضرتـي هذي ولآ شـيّ .. زيــرووو ..

طيرت عيونهآ للسقف: تــؤ .. الزيـرو هذآ قيمـه .. - كملت بتشديد - هـي نآآآآثينــــق
شروق: لآتستهينين بـ حوريّـه .. كنك تحكمين بـ الجمآل فهـي مآشآلله عليهآ .. تنآفسك وبقـوه ..
رجعت دآرين شعرهآ الأشقر الثلجي عن كتفهآ لورآ ظهرهآ بثقـه: ومن قآل إن تُكـآلي ع الجمآل وبـس ؟!! شوشو حبيبتـي هذي بعدهآ طفله .. ثمنطآش سنـه .. وش إللي بيدهآ وتقدر تسويه ! أنآ أدري شلون أكسب رآئف

صفقت تغريد بإعجآب: يووهـــوووه .. من الحين بدينآ شغل ضرآيــر .. آلله يعيــن ..
- طيرت عيونهآ للسقف رآفعه كفيهآ ضآمتهم بوضع الدعآء - : يآآآرب ارزقني زوج أكون أنآ زوجتـه الوحيـده .. الأولى والأخيره .. يآآآآآرب

ضمت شروق دآرين لصدرهآ وهي تملس على شعرهآ وظهرهآ العآري بأكمله لآخره: ههههههه .. ألف مبرووك يآقلبي .. جعلك تتهنيـن ولآتندميـن ضرتك هههههه
بعدت دآرين عن حضن شروق وبعدهآ الإبتسآمه على ملمحهآ من كلآم تغريد وشروق وعيونهآ على البآب من سمعت صوت الطرق عليه بندنـه وتصفيـر ..


دخل وآئل وهو متأبط الكتآب العريض وعلى ملمحـه إبتسآمه عريضه ضآقت فيهآ عيونـه بحده ..
توّ مآوصل عندهم سلّم الكتآب لتغريد وضم دارين لصدره بدفآشــه ..
بعدت عنه دآرين بمقآومه بس مآقدرت لأنه كآن حآبسهآ بين يدينه المحوطه على خصرهآ المنحوت ..
دآرين بنرفزه: يوووه وآآآئـل حوستنـي .. آوووف الحين إخترب شعري
وآئل: وش هآلجمآل بس .. لو كل البنآت شبيهآتك !! تفتحين النفس على الزوآج .. أبي عروس حلوه مثلك مآلي دخـل

دآرين بإبتسآمة إستهزآء: هــه .. إيه مآعليه عروسك بتكون أحلى وأحلـى هههههه
فك وآئل يدينه بآلع ريقه بنظرة يأس وهو يآخذ الكتآب من تغريد بعد مآفهم القط إللي تقطـه دآرين لأنهآ كآنت حآضره أمس طلبـه الزوآج من ميسـم ..

هزّ وآئل رآسه بـ النفي بقلة حيله مطبق شفتيه بأسف: جدّ إنتي مآرح تتغيرين بعمرك .. ليت قلبك شبيـه شكلـك كآن صرتي ملكـه مآلك مثيـل

رفعت دآرين ذقنهآ مطيره عيونهآ للسقف مصلبه ظهرهآ بإستقآمه وغرور: ملكــه غصبــأً عنك
وآئل: قسسسماً بـ الله لأصك وجهك بـ الكتآب ورآوينـي بعدهآ شلون تفتخرين وتغترين بجمآلــه .. جدّ مآتنعطون وجـه آنتم يآلبنآت لآمن أحد مدح فيكم
التفتوآ أربعتهم فجأه على مصدر الصوت بزغروده عآليه مجلله من على بآب الغرفه .. كآنت أمهم ..
قربت منهم متشدقه وهي تصلي ع النبي وتتحسس بيديهآ الثنتين وجـه دآرين من جبينهآ لخديهآ ثم ذقنهآ ..
تغريد وشروق بضحك على شكل أمهم وهي تنآظر دآرين بحـب بعيون مدمعه: ههههههههه

هزّ وآئل رآسه بـ النفي مبتسم وهو يفتح الكتآب ويمده لدآرين ..
بلعت دآرين ريقهآ وهي ترفع القلم بعد مآ أشر لهآ وآئل على مكآن التوقيـع .. تمت مثبته القلم لثوآني سآكنه .. مآتحركت ولآ تحرك القلم والكلّ عيونهم على الكتآب بترقب بإنتظآر توقيعهآ !
وآئل بـ إستفهآم: دآرين علآمك ؟!


رفعت نظرهآ بسرعه لوآئل وبعيونهآ التوهآن سألت بضيآع: هــآه ؟!
تحسست أمهآ ظهرهآ من أوله لآخره ريحه وجيّه: دآرين يومـه وش فيك ! وقعـي يللآ ..
حركت دآرين نظرهآ لأمهآ وبعدهآ نظرة الضيآع والتوهآن بعيونهآ .. مآتدري بـ الضبط وش إللي صآبهآ ولآ وش إللي تحسّه بهآللحظـه ! ليش فكرت بـ أبوهآ فيصـل وبأمهآ الحقيقيـه المجهوله ؟! هي اليوم بتتزوج ومآحدن منهم ثنينآتهم يدري ؟!
" وش يسوون الحين وأنآ كلهآ ثوآني وآكون خآرج عصمتهم لعصمـة شخـص غريب عنهـآ بإسـم زوج ! "
زفرت إبتسآمه إستهزآء مقطوعه بخآطرهآ " هـــه خآرج عصمتهم !! أي عصمـه هذي ؟! هذآ مو إن كنت بعصمتهـم اصلاً ! "


نزلت القلم من يدهآ بعد مآوقعت أخيراً مبتسمه بوهـن لأمهآ وشروق وتغريد إللي رفعوآ يدينهم ثلآثتهم فوق شفتهم العليآ بزغروده جمآعيـه بنفس اللحظـه: كللللللللللللللـــــــوووووووووش
وآئل بضحك وهو مقطب ملآمحه بإنزعآج من هآلصوت العآلي مقفل عين ومفتح الثآنيه: هههههههه الحين إنتم بتصجونآ وش هآلصووت أعووذ بـ الله .. أنآ بطلـع مآنيب مستغنـي عن طبولـي ..
أمـه وتغريد وشروق: هههههههه
وقف عند البآب والتفت قبل يطلع: دآرين ربـع سآعـه أخيـره تجهزي فيهآ وبجيك .. بتنزلين للمجلـس تحت .. رآئف ينتظرك !


======
-----------
======


ببرج الأطبــاء وتحديداً بعيآدة العلآج الطبيعي ..

مددت جسمهآ على الشيزلونق الأبيض بعد مآكشفت بنطلونهآ الليجن الأسود عن سآقهآ مشبكه أصآبعهآ الثنتين على بطنهآ ورآسهآ جهـة الجدآر وببآلهآ مليون خآطره " ليش تركني !! هذي الدكتوره المتدربه الغبيّه وش إللي جآبهآ لي ! يوم الإثنين طآف ومآجآ واليوم هذي المتدربه تقول إنهآ إللي بتشرف على علآجي ! وش إللي صآر ؟!! هو إللي قرر كذآ إنه مآيبي يشرف على علآجي ! يمكن مو على بآله أصلاً ! آممم يمكن مآخذ أجآزه ! - لوت فمهآ لليمين - أجآآزه !! بس ليش !! يمكن فيه شيّ ! مريض مثلاً أو أحد يقربلـه !! ممكن أجآزه للرآحه ! هــفففف ليش أنآ كذآ ! طيب وش إللي قصده بـ الضبط بـ الكلآم إللي كتبه على القميص !! " ولأني أحبك طلبتـك 1/سآمحينـي ,, 2/تزوجينـي " ليش مآحضر جلسة يوم الإثنين إللي طآف !! معقوله الكلآم إللي على القميص مآكآن لي !! يآويلـي وربـي أروووح فيهـآ "

زفرت نفس بقلة حيلـه " هــففف هذي المتدربه قآهرتنـــي .. تكلمنـي بعد من طرف خشمهآ .. أصلاً من حقي أسأل عن الدكتور حقـي .. عآدي مآصآر شـيّ ليـش حقرتنـي بهآلطريقه !! أصلاً عُــديّ ليش يشغل معـه متدربه حُرمـه !! من قلة المتدربين الرجآل يعنـي !! جــدّ ملعــوونـه !
غمضت عيونهآ سآحبه نفس عميق في محآوله إنها تهدي من إنضبآط أعصآبها إللي فلتت وتشتت من كثر التفكير " يـ الله .. صيته صيته صيته صيته صييييييييييييتـــــــه هــففف وش فيــك !! إنســي إنســي إنسـي إنننننننننننســــــــــي "

دقت بقبضتهآ اليمنى وسط صدرهآ مرتين وعيونهآ معلقـه بـ السقف وتنفخ هوآ من فمهآ المضموم ..

" جــــــــــدّ !! هذآ حقيقـــي !! لاآآآآآآآآآآآآآآآآهــ يآربـــــي لآآآآآآآآآآه "
تمت مثبته عيونهآ بـ السقف تهآود نفسهآ مآتنزل نظرهآ وتتأكد من حقيقة الشخـص إللي جآلس الحين جمبهآ !

كآن جآلس على كرسي إستيل طويل بقآعده دورآنيه ومكتف يدينـه .. عيونـه الذهبيـه السآحره كآنت معلقه عليهآ بنظره جآمده بدون معـنـى ..

" يـ الله يآوييييييييلـــــــــــي هذآ هـووو عُــــــديّ "
تحركت شفتيهآ بإسمــه بدون صـوت " عُــدآآآيّ " .. لآحظـت حركـة عيونه إللي تثبتت على فمهآ وهي تنطـق بـ إسمـه ..


بلعت ريقهآ بتوتر في محآوله منهآ تخفـي هآلنبض المتمرد بآخـر حلقهآ من شآفتـه جآلس جمبهآ " يآربيييييييــه .. مآشآلله على صنعك يآربي .. شلوون هو وسيم كذآ !! شلون شخص وآحد فيه هآلكمّ من الوسآمـه ! وش هآلملآمـح اليوسيفيـه !! وش الغلط إللي ممكن يكون فيـه !! إيـه وربي مآفيـه !! مآفيه الغلطـه !! سبحآنك يآربي على صنعـك .. كل شيّ فيه جذآب ومثير للنظـر والفكـر .. عيونه هذي إن كآنت حقيقه ولآ رسم من الخيآل .. بأي لون هـي ؟! أخضر فآتح ! أو عسلـي ! لـون قشرة اللـوز !! أو شعـآع الشمـس الذهبـي ! وهآلرموش الكثيفـه المفرقـه عن بعضهآ ! عيونـه لؤلؤه ذهبيـه لآمعه وسط تجويف عظـم عيونه البآرز .. حآجبيه المتوسطين والمرسومين بدقـه وعنآيه إلهيـه .. خشمـه القصير الحآد من مفرق حآجبيه بحجم عقلتين إصبع وتحتـه هذآ الفـمّ الوردي المشدود .. عظآم وجنتيه البآرز وذقنه الصغير المرفـوع بجآذبية النصف قوس .. عظآم فكـه المنحوتـه بـ الشكل المربع .. شعره البني المُذهب الكثيف من أول جبينـه محدد جمآلية وجهه الأسطوري .. يـ الله شلون هو كـذآ !! أحــلآ من أحــلآ شـيّ شفتـه بحيآتي "


رمشت بعيونهآ أول مآإنحنـى فمـه بإبتسآمه خجولـه تكشف عن رتآبة أسنآنه البيضآء وهو منزل رآسه بـ إحرآج من كثـر تأملهآ فيـه كلّ هآلمده ..
بققت عيونهآ فآتحه فمهآ بدهشـه كرد فعل تلقآئي " كـم مرّ من الوقت وأنآ عيوني عليـه وأكلم نفسـي !!! "

عدلت من وضعيتهآ للجلوس بشكل سريـع " يآوييييلــي !! يآآويلي وويـل حآلـي ليكوون كنت أتكلم بصـوت عآلي بعـد !!! "
عديّ: لآترتعبين لهآلدرجه .. ترآ مآسمعت شيّ


التفتت عليه بسرعه وكنهآ مومصدقه يمكنها فكرت بعد بهآلشيّ بصوت عآلي !
رفع كتوفه بلآمبآلآه مآط شفته السفلى لقدآم: مآسمعت شــيّ
أشر بعدهآ بسبآبته على وجههآ بشكل دورآني: شكلـــك
بينمآ هي عقدت حآجبيهآ من هآلحركه .. مآفهمت قصده ؟!!
عديّ: وقفي ترمشي بعيونك .. ترآ رمشتي كثير
برقت عيونهآ بصدمه لثآنيه وبعدهآ قفلتهآ بقوه وهي عآضه على طرف شفتهآ السفلى ..
عديّ: رد فعلك هذا أكيد يرجع للشيّ إللي كنتي تفكرين فيه .. ودآم هآلتفكير أنآ مدري عنه شي فمآله دآعي تحسين بكل هآلإحرآج


صيته بإستنكآر حآد: إيــــــــــــش !! إيش إيش !!
وقف من على كرسيه يديه الثنتين بجيوب البآلطو حقه وعلى ملآمحـه شبح إبتسآمه على شكلهآ ..
أشرت له بيدهآ توقفه: لآآ لحظــه .. لحظـه لحظـه ترآ مآكنت أفكر فيـك
أقفى عنهآ بظهره رآفع كتوفه بهزه بيسطه: وأنآ مآقلت إنك كنتي تفكرين فيني .. كلآمي كآن بـ المطلق ..

غمضت عيونهآ بقهر غآرزه أظآفرهآ بـمفرش الشيزلونق الأبيض والحين بس ودهآ تذبح عمرهآ على فلتـة لسآنهآ المتمرد ببلآهه وغبآء ..
عديّ: هآآ .. شلون رجلك الحين ؟!
صيته: آممم يعنـي .. بس مآ أقدر أضغط عليهآ
عديّ: آمممم


رفع رجلهآ وصآر يدق بأدآه أشبه بـ الأدوم (الشآكوش الصغير) على ركبتهآ من فوق نزولاً لسآقهآ وهو ينتظر منهآ أي ردة فعل ..
هزت رآسهآ بـ النفـي: مشط رجلي هو إللي يآلمنـي .. هنــآ هنـآآ - ميلت بجسمهآ لقدآم وهي تأشر له على مكآن مآتحس بـ الألم
ترك الأدآه من يده على الشيزلونق ورفع رجلهآ من بآطن قدمهآ وصآر يحركهآ ..
إنتفض جسمهآ برعشه صآحت بعدهآ: آآآهـ .. ءءء آآهـ إيه إيـه .. هنآآ تآآلمنـي
رفعت نظرهآ تتأمل حركته العفويه وهو مقطب ملآمحه بتفكير ويحك بسبآبته ورآ اذنه اليمين ..
إنتبـه عليهآ فآهيه فيه تنآظره بإبتسآمـه ..
عديّ ببرود: هذي لآزم تكون جلسـة تأمل مو جلسة علآج طبيعـي
فتحت صيته فمهآ ببلآهه: هــآه ؟!
هز رآسه بـ النفي مبتسم " هههههه هذي عبيطـه ومآفي منهآ رجـآ "


رفعت طرف طرحتهآ ولفتهآ على وجههآ متلثمـه
عديّ: قوليلـي صيتـه !! أعجبــك ؟!
إرتفعوآ حآجبيهآ الإثنين مبققه عيونهآ بدهشــه من سؤآله الجريئ المبآشر لهـآ بينمآ هو كآن منزل رآسه ومندمـج بـ التدليك
عديّ: بأي حآل إنتي تعجبينـي
ترك رجلهآ ورمقهآ بنظرة تأكيـد وهو يهز رآسه بتأكيد على كلآمـه: إيــه .. تعجبينـــي
زفرت نفس مقطوع بإستهزآء وهي مضيقه عيونه: هــه .. والمفروض إن هآلشيّ يسليـك !
عقد حآجبيه بـ إستفهآم !


كملت صيته بنفس نبرة الإستهزآء: إنك تقول لي هآلكلآم ! مثل الطعم إللي تشبكه بـ السنآره أول مآتشبك فيه السمكـه تلقـى ولآآآشــيّ !! تتوقـع مني يعنـي مره بصدق وبتشقق ونآسـه .. إنت كذآ بتحرجنـي ! إحرآجي يسليـك !!
عقد حآجبيه بإستنكآر: وليش تقولين هآلكلآم مو فآهـم !
زمت شفتيهآ بإشمئزآز: لو سمحت مآ أبيك إنت تشرف على جلسآت علآجـي .. لو ممكن هذيك الدكتوره أو مآفي دآعي .. أبروح لعيآده ثآنيه ..
عدلت من جلستهآ بسرعه منزله رجولهآ الثنتين بـ الأرض عن الشيزلونق - بنبرة إستهزآء -: جــدّ مصخــره

عديّ: أنآ قلت شيّ غلط ! مو قآدر أفهم رد فعلك هذآ
ضيقت صيته عيونهآ بإستنكآر حآد: إنت من جدك !!! أي ردّ فعل ! ليش وش رد الفعل إللي تبي تشوفـه حضرتك بـ الضبط يعنـي !! متعود تقول كذآ لكل مرضآك ! هذآ يعجل من شفآهم يعني ولآ شلون ؟!!
وقفت بعصبيه وبنبره حــآده مآقلت حده عن نظرتهآ: دكتـــــور عُــــــديّ إنـــــت وقـــــــح
ضيق عيونه بنظرة حقد حآده وترتهآ هآلنظره الغريبه منه .. سألت بتوتر: وليش بعد تنآظرني كذآ هـآآآه ؟!

v
v
v

~FANANAH~ 10-08-16 07:16 PM

رد: العاطفه والجسد
 
وقفت بعصبيه وبنبره حــآده مآقلت حده عن نظرتهآ: دكتـــــور عُــــــديّ إنـــــت وقـــــــح
ضيق عيونه بنظرة حقد حآده وترتهآ هآلنظره الغريبه منه .. سألت بتوتر: وليش بعد تنآظرني كذآ هـآآآه ؟!

لبست فردة جزمتهآ البلآرينآ السودآء رآفعه عكآزهآ ووقفت بعدهآ معتدله بينمآ هو رمى المنآديل إللي مسح فيهآ يدينه من الزيت إللي كآن يدلك فيـه وبخطوآت متثآقله كآن يقرب منهآ لحد مآوقف قبآلهآ .. مسك عكآزهآ ورمآه ورآهآ ع الشيزلونق ..
التفتت ورآهآ تنآظر بعكآزهآ والتفتت بعدهآ عليه معصبه معقده حاجبيهآ بحده تسأله بعيونهآ عن تفسير للي سوآه الحين !
عديّ: إذآ بغيت أقول شيّ بقولـه .. ويوم أقوله لآزم ينسمـع لآخـره .. مآرح يهمني تعقيبك عآلشيّ إللي بقوله أكثر من إني أقوله بـ الأول ..
صيته بحده وتوعد بنظرآتهآ: لآتكلمنـي بهآلطريقـه ولآتعآملني بهآلإسلوب


هدت ملآمحه لسكينه وهو يهمس إسمهآ بطريقه عذبه هزت نبضهآ بطريقه جنونيه: صيتــــه
همست بكلمـه مبحوحـه: نعــم !
عديّ: إنتي تعجبينــي
حرك رآسه بـ الإيجآب تأكيداً على كلآمه بعدمآ فهم التسآؤل بعيونهآ تحثـه الصدق بكلآمـه
عديّ: صدقــي
صيته بخفوت: إنت مآتمزح صــح !
عديّ بجديّه: مآ أمـزح
صيته: مآهوب مقلب مسويه معي عشآن تقهرني وتستفزني وتضحك بعدهآ عليّ !

عقد حآجبيه بإستنكآر زآم شفتيه بإشمئزآز: صدقينـي صيته إنتي مريضه نفسياً ولآزم تتعآلجين
ضيقت عيونهآ بإستفهآم ! بينمآ هو مدّ يده لوجههآ وفك لثمتهآ: تعجبينـي وبقـوه بعـد .. صدقتـي هذآ أو لآ بس هذآ حقيقـي


مدري عن هآلتفآهآت إللي تقولينهآ .. ليش أحقرك أو استفزك ! أي صورة مرآهق تآفه هذي إللي تشوفيني فيهآ بـ ..........
قآطعته بسرعه وهي تهزّ بحده رآسهآ بـ النفي: لآآآ لاآآ مآقصـدت
رفع حآجبه الأيسر: أجل هذآ مآيترك غير الخيآر الثآني
صيته: .............
أردف عديّ من بعد صمتهآ: إنك مو وآثقـه بنفسـك ! تستقليـن بنفسك كثير يآصيتــه
إهتزت شفتيهآ من رجفـة ذقنهآ بضعف منزله عيونهآ للأرض بعد مآ أدمعت بلحظتهآ من بعد كلآمه الأخير
عديّ: لآتبكيــن
صيته: مآ ابكــي
ميل عديّ رآسه لتحت يشوفهآ وهي منزله رآسهآ: أجل وش هآلدموع !
رفعت رآسهآ بتحدي مطيره عيونهآ للسقف تمنع دموعهآ تنزل: أي دموع هذي !! وخـر عنـي بـس - ضربته بخفه من كتفه ومشت خطوه وحده متكئـه على رجلهآ -
مدّ يده وأخذ عكآزهآ وتوجه للبآب سآبقهآ له قبل توصل له مسند ظهره عليـه بعد مآعلق العكآز بـ أكرة البآب ووقف مكتف يدينه مآنعهآ
صيته بحده: إبعــد
حرك رآسه بـ النفي بملآمح طفوليـه


حطت يدهآ على الأكره وتوهآ بتفتح البآب منعهآ بسرعه وهو يحط يده فوق يدهآ ..
همس لهآ: الجلسه بعدهآ مآنتهـت
صيته بإستنكآر: أي جلسـه هذي بعـد ! - تمت متنحه تنآظره بقرف وهو يناظـرهآ بعذوبـه بنظرة عيونـه النآعسـه لحد مآتبدلت ملآمحهآ بضحك: ههههههههه
إبتسم أول مآشآفهآ تضحك بنفس النظره النآعسه بينمآ هي رفعت يدهآ لفمهآ وعيونهآ مدمعه: هههههههه آآآآآآهـــي يآربييييييـــــه هههههه جـدّ مصخــره هههههه وش هآللي قآعد يصير
نآظرت فيه كآن مميل رآسه بحده لليمين يحآول يشوفهآ - سألت بجديه - : وش فيــك !
عديّ بهمس: أشوفك

صيته: ههههههه وش هآلسآلفه الحين !! دكتـر عـديّ
نآظرت بشكلـه المصطنـع بملآمح طفوليـه بريئـه - بققت عيونهآ وعلى ملآمحهآ شبح إبتسآمه - : إنــــــت وش فيــــــــــــك !
عديّ: وش فينـي ؟!
صيته وحدهآ مسخسخه على روحهآ من الضحك من شكله: هههههههه خلآآآآآآص تكفـــى لاآتنآظرني كـذآ هههههههه خــلآآآآآآآآص
صآرت تلوح بيدهآ اليمين إللي حررتهآ من يده بـ الهوآ قدآم عيونه : خــلآآآآآآآآص


شبك أصآبعه بأصآبع يدهآ إللي كآنت تلوح فيهآ بينمآ هي سكنت من ضحكهآ مبرقه عيونهآ بصدمـه !
لف يدهآ وشدهآ عليه مقربهآ منه ملصـق يدهآ المشبوكه بيده على صـدره محلّ نبض قلبـه .. بلحظتهآ حسّ بتوترهآ من لونهآ إللي شحب فجأه ورجفـة يدهآ إللي جمدت ببروده ورمشـة عيونهآ المتوآليه وشفتيهآ المطبقـه إللي كل شوي تبللهـم بلسآنهآ ..
رفع كتوفه بهزه بسيطه مآط شفته السفلى لقدآم بقلة حيله وهمـس لهآ: إنتي إللي إضطريتينـي لكذآ .. وإنت مآسكتي وسمعتي مني مآ أضمن نفسـي !
صيته بتوتر وآآآضـح وعيونهآ على يدهآ المشبوكه بيده: ددددد .. دككككـ .. دكككـــتــووو .. ددكككتـوور .. دكتــور

عديّ بهمس يذوب: إسمـي عُــديّ
صيته بنفس رجفة الخوف والتوتر وبعدهآ عيونهآ على يدهآ: د د د دكككــ دددكــتور عُــ عُ عُ عُ عُــديّ
عديّ: آشششششش !
مو معقوله بهآللحظـه كلّ التغيرآت والتقلبآت إللي ضربت مشآعرهآ وسرت بأحآسيسهآ وإرآدتهآ حدّ الخـدر واللآوعـي .. من خوف وقلق .. توتـر وإثآره .. جمــوح مشآعـر وفيـض أحآسيـس .. علـى تكــــــه !
عديّ: أنآ مو شخـص ملتوي ولآ عندي نزعـة حبّ التملك هذي .. أعرف إحسآسك تجآه عُمـر .. عُمـر الشرقآوي ..


برقت عيونهآ بصدمـه من طآري عُمـر وأي إحسآس هذآ تجآه عُمـر إللي يقصـده !!! توهآ بتفتح فمهآ إلآ وسكتهآ هو: آشششششش .. أنآ إللي بتكلم
بلعت ريقهآ بصعوبه مثبته عيونهآ بعيونه بنظره حآده .
أردف عديّ: أدري إني أعجبك .. وإنتي توك الحين ممدده على الشيزلونق كنتي تفكرين فينـي .. ومو المره الأولى بعـد .. أنآ مدري عن طبيعة تفكيرك هذي أو إيش إللي قآعد يصير معك وتجآه مين بـ الضبط أنآ أو عُمـر !! أو أحد مخآلف تمآماً ومآآآبـي أعرف .. إنتي بطريقه أو ثآنيه تعجبينـي .. إكتشآفي هذآ جديد بس احسآسي تجآهك مو جديد أبــدّ .. صيته أنآ مآ ألعب عليك ومآ أطآلبك بشي ولآ رح أطآلبك غير بشيّ وآحد ومو لـي .. لك إنتي .. أبيك تنعجبيـن بنفســك ..


صيته بإستفهآم متردد: أنآ أعجبك !
عديّ: أهـــآ
صيته: وأي مسآر إللي بيروح له هآلإعجآب ؟!
عديّ: قريتي المكتوب بقميصـي ؟!
نزلت صيته رآسهآ بآلعه ريقهآ تمنع الإبتسآمه إنهآ تنرسم بملمحهآ وإكتفت بهزة رآسهآ بـ الإيجآب ..
عديّ: هذآ هو المسآر إللي أبي إعجآبي بك يسلكـه .. الإرتبآط الرسمـي .. خطوبـه مبدئيـاً .. كآن لنآ خير ونصيب ببعـض الله بيسيـر أمورنآ .. كنـه مجردّ إعجآب وقتـي فيآبنت النآس إنتي بطريق وأنآ بثآنـي .. أهم شيّ إن إللي يجمعنآ يكون شرعـي .. علنـي .. بـ الحــلآل .. ولآتعآندين معـي .. قلتلك تعجبيني وأنآ أدري إني أعجبك

رفعت رآسهآ بتحدي رآمقته بنظرة حآده: إيـه صـآدق .. انت تعجبنـي .. بس مثلي مثل أي بنت .. إنت أدرى بنفسك وآشكثر إنك وسيـم مآشآلله عليك .. بس إنت تدري إن مو كلّ شيّ الشكـل والمظهـر ..
عديّ بقهر بعد مآفهم القط إللي تقطـه بهآلكلآم المبطن: إيـه أدري إن مو كلّ شيّ الشكل والمظهر وعشآن كذآ إنتي تعجبينـي .. وعشآن كذآ بعد فيه جزء من إنجذآبك موجـه لدكتور عُمـر !


نزلت رآسهآ متفشلـه بندم على محآولتهآ إنهآ تستفزه وتحقـره إن مو أي شيّ يبيه بيوصلـه بسبب وسآمته .. قآم وردّ عليهآ إن الجمآل مو كلّ شيّ بدليل إنه أعجـب بهآ برغم إنهآ تفتقر للجمآل الخآرجي بدرجـه كبيره .. والدليل الثآني إنجذآبهآ لـ عُمـر مع إنه أقل وسآمه وجآذبيـه من عُـديّ بكثييييييــر !

عديّ: صيته أنآ مآ آخذ شيّ بـ الغصب ومآ أقبل الأنصـآف .. بقبـل بنصف إعجآبك بي بفترة خطوبـه .. لآمني تملكت النصف الثآنـي تملكتــك ..
نزلت رآسهآ بحيـآ من كلآمـه الأخير لهآ وإللي لآمسهـآ بعـذوبـه ..
عديّ: مآرح أسمـع ردك ؟!!


رفعت رآسهآ بنظره ثآبته وكنهآ تفكر بشيّ لحدّ مآطآحت عيونهآ على القلم المعلق بجيب الصدر لقميصه القطنـي الرمآدي الفآتح .. نزل عيونه لصدره محل مآتنآظر هـي ..
فكت القلم من جيبـه وهي تشوف التسآؤل بعيونه - إبتسمت بخفـه - : سألتنـي كتآبـه .. بجآوبك كتآبـه ..
عقد حآجبيه بإبتسآمـه وبعده مو فآهم قصدهآ ..
رفعت حآجبيهآ كإشآره على يدهآ وهي تأمره: إترك يدي
عديّ: ليـش ؟!
صيته: رح أكتب لك جوآبـي
عديّ: وين ؟!
أشرت له بعيونهآ على قميصه: على قميصــك
عقد حآجبيه لثآنيه تبسم بعدهآ إبتسآمه عريضـه كشفت عن أسنآنه وهو يهزّ رآسه بـ النفي على حركتهآ هـذي ..


عديّ: بآقي دقيقتين وتخلـص الجلسـه .. يللآ بسرعـه أجـل
صيته: طيب فك يدي عشآن أكتب
عديّ: أنآ مآسك يدك اليميـن وأدري إنك تكتبين بـ الشمآل ..
صيته: بس لآزم عشآن أشدّ القميص بيدي الثآنيه - كآن بعيونهآ إبتسآمة دهشـه .. يدري عن تفآصيل تخصهآ مآتوقعت إنه لآحظهآ .. تكتب بيدهآ الشمآآل !!!! متى لآحظ هآلشيّ !! -
عديّ: لآ مو لآزم تشدين القميص
فتحت غطآ القلم بفمهآ وبدت تكتـب على القميـص بمكآن من تحت عظآم ترقوتـه .. هزّ كتفـه مبعده عنهآ لورآ وهو مغمض عيونه مبتسم ..

صيته: وش فيك الحين !
عديّ: مآفي شيّ يللآ بسرعه
مطت شفتهآ السفلى بلآ مبآلآه وردت تكتب مره ثآنيه إلآ وانتفـض جسمـه ووخـر كتفـه عنهآ مره ثآنيه
نآظرته مستفهمـه بعيونهآ عن هآلحركه ! كآنت إبتسآمته عريضـه وجذآبـه والخطوط الجلديه مكرمشـه من حوآف عيونـه
صيته: ! ! !
- كآن هذآ هو ردّ فعلهآ .. مآفهمت عليه سبب حركته هذي ! -
عديّ: مدري بس أول مره أدري إني أغآر من هآلمنطقه بجسمـي .. القلم أحسّـه يدغدغنـي
رفعت حآجبيهآ الإثنين معقدتهم بنظرة إستخفآف: هـــه .. الحمدلله والشكـر
بلع عديّ ريقـه وهو زآم شفتيـه متفشل: آآآآ .. إحــم .. يلآ كملـي !


صيته وعيونهآ على القميـص: آآآممم .. وآآحـد تِـكّ .. إثنيــن تِـكّ .. هـــه خــلآص
نزل عيونه للقميص بعد مآرفعت يدهآ بس مآقدر يفهم المكتوب - بنبره مآزحه - : هذآ ثآني قميص يخترب بسبتك !
صيته بإبتسآمه: الحين بسبتـي أنآ بـ الله !!
رفع نظره للسآعه قبآله سآفههآ: الجلسـه الجآيّـه إنشآلله يوم السبـت
صيته بسرعه تلحقه: إنت إللي بتشرف على الجلسـه أو هذيك الدكتوره
عديّ بلعآنه: من تبيــن !
شددت يدهآ تبي تفكهآ من قبضة يده ..


ضحك على شكلهآ المنقهر: ههههههه .. بعدي مآقريت وش جوآبك .. كنك موآفقه بخليّ الدكتوره هي إللي تشرف على الجلسآت .. بتكونين لـي يآصيتـه أشوفك متى مآبغيت ومآشيّ يمنعني عنـك .. وإن كآن بـ الرفـض فـ أنآ إللي بشرف على الجلسآت .. وقتهآ بشوفك غصباً عنك !
رفعت حآجبيهآ مقطبتهم بإستفهآم طفولي: وآلله !
حرك رآسه بـ الإيجآب: أهــآآ .. وأصلاً أنآ اليوم هنآ بس عشآنك .. جيت على وقت جلستك وبطلـع ورآك مآبكمل دوآم .. ملكـة رآئف المآلكي اليوم وبروح أبآرك لـه ..

صيته: بــ ..........

قآطع كلآمهآ أول مآفك أصآبعه من أصآبعه وأقفى عنهآ متوجه لمكتبـه وضغط على جرس إنتهآء الجلسـه - وجه نظره لهآ - : وقتك إنتهـى
بققت عيونهآ بدهشـه: وآلله !!
فتح موظف الإستقبآل بـ العيآده البآب ..
عديّ للموظف: بلـغ الدكتوره نبيلـه تستلم مكآني وأنآ بكون بـ إجآزه لحد يـوم السبـت .. دكتور صبـري بيكون معهآ وبيشرف على تدريبهآ بدآلي ..


رفعت عكآزهآ من الأكره ومشت لبرآ الغرفـه بعد مآعطآهآ نظره حآده وعلى ملآمحه شبح إبتسآمـه مكتومه ..
موظف الإستقبآل: شيّ ثآنـي دكتور عـديّ ؟!
عديّ وهو يخلع البآلطو حقـه ويعلقـه ع الشمآعه الإستيل الطويله ورآه وهو يتحسس الكلآم المكتوب على قميصـه .. مآكآن غير رموز وآضحـه وصريحـه كـردّ منهآ على طلبـه لهآ ..
1/ إشآرة صـح (رمز)
2/ إشآرة صـح ( رمز)
- كآنوآ رمزين علآمـة صـح .. بمعنـى موآفقتهآ على طلبـه الأول إنهآ تسآمحه وموآفقتهآ على طلبـه الثآنـي الزوآج منهآ -

عديّ بـ إبتسآمه لموظـف الإستقبآل وبعده عيونه على القميص يتحسسه: لآآ سآلــم مشكــور !



======
-----------
======


بـ حفلـة الملكــه بفيـلآ محصـن عبدالله ..

مرّوآ فعلاً ربـع سآعه من بعد مبآركآت الرجآل لرآئـف .. دخلوآ بعدهآ ثنينآتهم .. وآئل والجده إللي كآنت شآبكه ذرآعهآ بذرآع وآئل وبيدهآ الثآنيه عكآزهآ مستنده عليـه ..
الجده بتعب وهي تتنهد: لآ إله إلآ انت استغفرك واتوب اليك .. يآلله حسـن الخآتمـه ..
وآئل بـ إبتسآمه لدآرين: هــآ يآلعـرووس .. جآهـزه تنزليـن !
بققت الجده عيونهآ بصدمه لدآرين: وشهـووو ذآآ آستغفرك يآربي ! وش ذآ إللي مهببته بعمرك يآقليلـة الحيـآآ !!
طيرت دآرين عيونهآ للسقف بطفش زآمه شفتيهآ " هفففف وآلحين مآبتخلص هآلهذره .. ذآ إللي كآن نآقصنـي .. النكـد على شي فآضـي "


نفضت الجده ذرآعهآ من ذرآع وآئل وقربت من دآرين متخصره بيدهآ اليمين وبيدهآ اليسآر بعدهآ مستنده على عكآزهآ وصآرت تلـف حول دآرين تشوفهآ: وهــ .. وهـ وهـ .. وشهـوو ذآآ ؟!!! ورآك يآمزنه - أم وآئل - مخليتن بنت متفصخـه كذآ .. لآ وبعد متشققـه ومستآنسـه ..
تغريد: ليش وش فيهـآ !
الجده وهي تخزّ تغريد بتوعد: وش تقولين إنتي بعد يآقليلة الدسـم !! إييييه طبعاً وإنتي وش عليك وش إللي بتقولينـه يعنـي الآ سود الله وجيهكم يآقليلآت الحيّــآ ! مآتشوفينهآ شلون متفصخـه ولحمهآ كلـه أشوفه !! ذرآعينهآ وظهرهآ وصدرهآ إللي كله مآشآلله بـره ثوبهآ .. وش قلة هآلحيآ .. وينـه مرق وجهك يآقليلة الخآتمـه .. أستغفرك يآربي وآتووب إليك
نزل وآئل رآسه بإحرآج .. هو قد دخل عليهآ من شوي بس مآلآحظ هآلشيّ .. بس من بعد كلآم جدته عن أختـه صآرت عيونه تطيـح على كلّ جزء ذكرته جدته من جسمهآ .. وصدق كآنت متفصخـه زيآده عن اللزوم ..


كآنت لآبسه فستآن طويل بـ اللون الأحمر الصآرخ إللي أبرز بيآض بشرتهآ .. دآنتيل مطرز ومبطن بقمآش ستآن بنفس اللون .. محدد شكل جسمهآ بإنحنآءآته بسبب ضيقـه .. مرفوع بحمآلآت رفيعـه وظهرهآ كله عآري لين آخره مآغير من كتفهآ موصل بربآط مربوط على طريقـة السآري الهندي .. بفتحه من قدآم تكشف عن سآقهآ الأيمن من أوله لين نصف الفخـذ ملفوف عليه ربآط صندلهآ الأحمـر بعلآمآت إكـس لحد ركبتهآ ! وفتحـة صدر مربعـه وآسعـه وضيقـه يبرز فيهآ إنتفآخ نهديهآ البآرزين ومفرقهـم !!!!

أمآ شعرهآ فكآنت مملستـه بشكل بسيط .. مفرود بحريتـه .. رآفعه الجآنب الأيسر منه بمشط كريستآلي يكشف عن أذنهآ اليسآر المزينه بحلق فصّ كريسآتلي لآمع متدلي لين كتفهــآ ..



دآرين ببـرود: إيه أدري إنه متفصـخ وش إللي فيهآ يعنـي ؟! ترآ الرجّآل إللي بيشوفنـي زوجـي .. مب رجّآل غريب
الجده بحده وعصبيّه من كلآم دآرين البآرد وطريقتهآ الإستفزآزيه: هذآ الزوج ترآه لأول مره بحيآته يشوفك وتشوفينه .. يعني حتى وكنك زوجته حلآله مآيصير تطلعين قدآمه ولأول مره بهآلفصآخه .. وش يقول عنك الرجّآل !! وين خليتي حيآك !!
تأففت دآرين بطفش سآفهه كلآم جدتهآ وهي تسأل وآئل: هآآ وآئـل مشينـآآ ..
رفعت الجده عكآزهآ عن الأرض وضربت به ركبـة دآرين الظآهره من فتحة فستآنهآ .. لحقتهآ شرووق بسرعه: يوممممممــه الله يهدآآآك بس .. ليــش تسويــن كذآآ
الجده بحده لدارين: قسسسم بـ الله لولآ هآلصحه كآن علمتك شلون تتأففين يآقليلة الخآتمه ألآ سودّ الله وجهك ..
وآئل بسرعه قبل ترد دآرين وهنآ بتبدآ الهوشـه ولآ عآد إنتهت وذآ عآد مب وقته: يــلآ دآرين الرجّآل ينتظـر ..

رفعت دآرين فستآنهآ من الجهه اليسرى وإللي كشفت بـ الكآمل عن سآقهآ اليمنى بسبب الفتحـه .. مشت بهدوء لوآئل شآبكه ذرآعهآ بذرآعه: إيــه يــلآآ ..
الجده وهي تخزّ بنتهآ " أم وآئل " وبفمهآ حكي مآنعته بشفتيهآ المزمومه بقهر ..
أم وآئل بـ إبتسآمه خفيفه وهي تهز رآسهآ بأسف: إيه يومـه مآعليـه لآتكبرين السآلفه
الجده بقهر: يعني الحين هذآ هو قولك !
بلعت تغريد ريقهآ وهي تنسحب بهدوء: أنآ بنزل تحت .. الحريم كلهم بـ الحديقه ومحدن منآ موجود معهم ..


شروق بسرعه تلحق تغريد: إنتظري توووفــي إنتظـري بنزل معـك ..
شبكت أم وآئل ذرآعهآ بذرآع أمهآ: خلآص يومه الله يهدآك مشيّهآ هآلمره وخـلّ ننزل لضيوفنآ ..
الجده بنرفزه وهي مآطه شفتيهآ بقرف: آآشششوى إن هآلبجحـه قد تزوجت وفكتنآ .. قسم بربي إن كنت شآيله همهآ شلون بتتزوج وهي بهآلأخلآق المخيسـه .. وفوقهآ مآيعجبهآ العجب ..
تحسست أم وآئل ظهر يدّ أمهآ إللي شآبكتهآ بهآ: هههههه وهذآهآ تزوجت الحمدلله ومب أي زوج بعـد ..
الجده بقلة حيله: إيه وآلله .. الحمـدلله ..


بـ الدور الأول وعند المجلس إللي كآن بعيد ومنفصـل عن بآقي أجزآء الفيلآ بقسميهآ .. قسم الحريم والرجآل ..
قبآل البآب .. لآحظ وآئل توتر دآرين الوآضـح بحركتهآ من زفرت نفس من شفتيهآ المضمومه وإللي كآنت مصبوغة بلون روج لآمـع أحمر صـآرخ ..
وآئل بـ إبتسآمه: هههههه وش فيك إنتي الحين
فكت دآرين ذرآعها من وآئل وهمست وهي تبلع ريقهآ بصعوبه: مدري .. كنت عآدي ومآحس بشيّ لحد الحيـن .. أحس بطني تشنجت وقلبي إنقبض ومآنيب قآدره أتنفس طبيعـي وآئـل .. حتى رجولي مو شآيلتني أحسّ إني متخدره وبطيـح من طولـي ..


حرك وآئل يدينه على ذرآعيهآ يتحسسهآ من كتوفهآ لحد مرفقيهآ في محآوله منه يهديهآ بإبتسآمه خفيفه ونبره هآديه: معقوله دآرين إللي تقول هآلكلآم !!
رمقته دآرين بنظره حآده: وآئل هذآ مو وقته جدّ متوتره والله ..
مسك وآئل يدينهآ الثنتين بيديه مشدد عليهم بقوه - همـس - : دآريــن ..
دآرين وبعدهآ مزله رآسهآ بـ الأرض: ...........
شدد وآئل أكثر على يدينهآ يستنطقهآ: دآآآرييييييـــــن
رفعت رآسهآ بترقب له وهي ترمش بعيونهآ ..
وآئل بهدوء: لآتخآفين .. ولآ تتوترين .. هذآ بس لأنك أول مره بتطلعين على رجّآل بفكره وآقعيـه إنك زوجتـه .. ومآقد شفتيه من قبل ولآ مره .. حتى وإن كآن هو الحين زوجك فهو بعده مآزآل غريب عنك .. لآتخآفين .. رآئف شخصيه هآديه ومتفهمـه ومريحـه .. هو أكيد مقدر هآلشيّ وهآلموقف اللي إنتي فيـه ومآرحّ يضغط عليك بأي شيّ .. وأنآ متأكد إنك بترتآحين أول مآتشوفينه وتبدون كلآم ..
ميّل رآسه لتحت يشوفهآ وهو يستنطقهآ بهمس: هــآآآ !!
رفعت دآرين رآسهآ بعد مآبلعت ريقهآ بشكل وآضح وبصوت مسموع وهي تهز رآسهآ بـ الموآفقه على كلآم أخوهآ ..


فتح بعدهآ وآئل البآب ودآرين بجمبـه شآبكه يدهآ بذرآعه ومشدده عليهآ بقوه ..
توّ مآ إنفتح البآب ودخلوآ ثنينآتهم وقف رآئف بهدوء وعيونه عليهم ..
وآئل بـ إبتسآمه: ليكون تأخرنآ عليك !
رد له رآئف الإبتسآمه وهو يهز رآسه بـ النفي ..
فك وآئل ذرآعه من دآرين وقدمهآ خطوه وهو يدفهآ بشويش من ظهرهآ - بنبره مآزحه - : وهـآلقمـر هـي عروستـك .. مآ أوصيــك عآآد .. ترآ قمرنـآ غآلـي علينـآ ..
رد رآئف يبتسم وهو منزل رآسه ويحك جآنب أنفه الحآد بعقلة سبآبته ..


تحسس وآئل ظهر دآرين العآري وهو يهز لهآ رآسه بـ الإيجآب يطمنهـآ ..
تعلقت عيونهآ الزرقآء "عدسآت" بعيون وآئل وهي زآمه شفتيهآ .. لآحظ وآئل حركـة حنجرتهآ بريقهآ وهي تبلعـه بصمـت .. إبتسم لهآ بهدوء وأقفـى عنهآ من بعدهآ ..
تمت عيونهآ معلقه عليه لحد مآطلع من البآب وسكره ورآه وهي معطيه رآئف ظهرهآ .. وبـ المقآبل كآنت عيونه هو معلقـه عليهآ بـ إنبهـــــــآر ..
لفته وقفتهآ الوآثقـه وهي مصلبـه ظهرهآ بـ إستقآمـه .. ظهرهآ إللي كسآه نصفـه شعرهآ الأشقــر الطويـل ..


بيآض بشرتهآ كآن ملفت بـ المره .. غير وآئـل وحتـى أبوهآ محصـن .. يمكن لأنهآ بنـت !! ذكرتـه بأبيـض أنثـى قد شآفهآ بـ الوآقـع وإللي تكون الحيـن ملكـه .. حوريتـه ..
التفتت له دآرين وتو مآ إلتفتت له إلآ وتبددت صورة حوريـه من قدآم عيونه وهو يشوف حوريه ثآنيـه شقـرآء عيونهآ زرقآء ..

زفرت دآرين نفس مكتوم برآآآحه من شآفته بنظره سريعه قبل تنزل عيونهآ للأرض: هـــفففف يآآربي أششششششوى .. الحمممممدلله .. مىنه شآيـب ولآبـكرش ولآ قصـير .. هآآآآآآآحح الحمدلله - ضيقت عيونهآ بمكر بنظره تفحصيه سريعه له - آمممم أجل هذآ هو إنـت .. رآئـف المآلكـي !! معقوله أكون هآلكثر محظوظـه !! وش إللي ممكن يكون نآقصـه ! ولـد بطـرى ووسيــــم !
قرب منهآ رآئف بخطوآت ثآبته .. تمت تنآظر بترقب جزمتـه وهو يقرب منهآ ..


رفعت رآسهآ بهدوء بعد مآثبتت حركته وهو واقف قبآلهآ بدون أي رد فعل ثآني منه ولآ حتى كـلآم ..
رفعت رآسهآ له ترمـش عيونهآ بنظره إستفهآميـه !
بينمآ رفع رآئف يده وإللي كآن بوسطهآ علبـه صغيره قطيفـه سودآء ..
تأملتهآ دآرين وهي ترمش بعيونهآ .. كآنو دبلـه وخآتـم .. خآتم سوليتير يتوسطـه ألمآسه بآرزه بحجم متوسـط والدبلـه إللي كآنت وآضحـه إنهآ لـه ..
همس رآئف بإبتسآمه عذبـه: يــدك لو سمحتـي
مدت دآرين يدهآ بإستجابه تآمه مفرقه أصآبعها عن بعضهـم ..
نآظر رائف بأصابعهآ الطوآل وأظافرهآ المرتبـه والمزينـه بلون مآنيكير أحمر وبكل إظفـر كريستآله فضيّـه لآمعـه ..

رآئف: المتزوجـه تلبس الخآتم بـ اليسآر .. مو اليميــن
تمت دآرين على وضعهآ تتأمل يدهآ اليمنى إللي بعدهآ ممدوده لثوآنـي .. برقت عيونهآ فآتحه فمهآ بدهشه فتحه صغيره رآفعه حآجبيهآ بإستيعآب وكنهآ تذكرت ..
إبتسمت بعدهآ وهي مطيره عيونهآ للسقـف ..
وبـ المقآبل إبتسم رآئف لإبتسآمتهآ " كان وآثق ومتأكد من إنهآ فآتـنه وجذآبـه ولآ مآكانت أمه إختآرتهآ وأصرت عليهآ كلّ هآلإصرآر "


يدري عن ذوق أمه الرفيع بإختيآرآتهآ للجمآل النآدر .. وهآلدآرين فعلاً أنثى نآدره بهآلكـمّ الهآئــل من الجمـآل إللي تملكـه !
رآئف بخآطره " ربـي قـد بلآنـي بـ الجمـآل ومآ أعظمهآ من بلـوه .. حـور ودآريـن .. شلون بقدر أنآ عليهـم ثنينآتهـم !! يآلله يآمعيــــن .. إستعنـآ ع الشقـى بـ الله "

دآرين بهمس: هــآآ !
نآظر رائف بيدهآ اليسآر المفروده وبعدهآ الإبتسآمه السآحره على ملمحهآ الأنثوي الفآتن تكشف عن رتآبة أسنآنهآ البيضآء المنسقـه بجمآليّـه ملفتـه ..

طلع الخآتم من العلبه ودخله بهدوء بأصبعهآ البنصـر .. أول مآدخله بأصبعهآ إنقلب الخآتم وصآرت الألمآسه للدآخل بسبب وسع الخآتـم ..
عقد رآئف حآجبيه زآم شفتيه بتفكير: آممممم وآســع شـويّ
هزت دآرين رآسهآ بـ الإيجآب مبتسمـه: آهـآآ
فك رآئف دبلتـه من العلبـه وإللي كآنت رفيعـه وحجمهآ صغير .. وآضح إن أصآبعه نحيفـه مره ومقآسـه صغيـر ..

عقدت حآجبيهآ من دخل رآئف الدبلـه الفضيّـه بأصبعه .. " مو المفرووض أنآ إللي ألبسـه الدبلـه ؟!! "
رآئف بإستفهآم: هآآ نجلــس ؟!
حركت رآسها بـ الموآفقه بإبتسآمه متوتره وهي تتبعـه جهه كرآسي الصآلون وإللي كآن من خشب الزآن القآتـم ومنجد بقمآش قطيفـه بـ اللون العسلـي ومطرز بنقـوش بنيّـه مُذهبـه ..
جلست على كرسي من الكرآسي وهو بـ الكرسي إللي جمبهآ وبينهم طآوله زجآجيـه صغيره مدوره عليهآ كآسيـن عصير تـوت بدآخلهم مكعبآت ثلـج ..
رآئف: هـآآ .. أبـي أسمـع منك
التفتت له دآرين معقده حآجبيهآ بإستفهآم !


بينمآ رفع رآئف حآجبيه مآط شفتيـه لقدآم بمعنى إنه مآيدري: آممم أبسمـع أيّ شــيّ .. إللي تقولينـه .. أنآ مدري عنك شـيّ ! - نآولهآ كآس العصير حقهآ بيمينـه وكآسه الثآنيه بيده اليسآر -
دآرين بإبتسآمه مآيله وهي تآخذ كآسهآ من يده: ولآ أنآ أدري عنك شـيّ !
رآئف بتأكيد: بسمـع منك وبتسمعيـن منـي ..
حركت دآرين رآسهآ بـ الإيجآب " آمممم وش أسوي معك يآرآئف وشلون أتعآمل معك وأنآ مدري عن طبآيعك ! "

تنهدت بحركـه ملحوظـه وهي تبتدي كلآم قبل تجهر بـه " صح إني مدري عن طبآيعك بس إنت رجّآل .. وش بتكون يعنـي !! كلكـم مثل بعـض .. لكـم نقطـة ضعـف مشتركـه .. وأدري إن لـي ضُـرّه .. مآتختلف عني شكلاً .. يعني الشكل بـ النسبه لك آخر همك .. الحين دوري أنآ بـ اللعـب .. إنسآآآآلــي يآرآئـف هآلحوريّـه بـ المـرّه .. أنآ إللي بكـون الوحيـده بحيآتك "
رآف بهدوء يستنطقهآ: هــآآ !


نزلت دآرين الكآس من يدهآ ع الطآوله وإلتفتت له رآفعه حآجبهآ الأيمن وتوّ مآلتفتت عليه بجسمها إلآ وإنفرج شقّـيّ الفستآن وكشـف عن سآقهآ ..
رفع رآئف حآجب وآحد وعيونه على سآقهآ المكشوف بـ الكآمـل .. حتى إنهآ مآ أبدت أي ردة فعل متوتره وحآولت تضم الفستآن عليهآ .. لآآآآ الوضـع بنسبآلهآ عــآدي بـ المره !
ضيق عيونه بحـده وهو يشوفهآ معلقه عيونهآ عليـه بنظره حآده جريئـه ..
شبكت أصآبعهآ ببعـض وهي تستند بكوعهآ الأيسر على ذرآع الكرسي وحكت بهدوء: دآريـن .. أربعـه وعشريـن سنـه .. خريجـة إدآرة أعمآل وحآلياً أحضر مآجيستير .. خلصـت موضوعهآ وبآقي بس أمتحـن فيهـآ ..


ضيقت عيونهآ بترقب في محآوله منهآ تشوف أي ردة فعل منه حتى بملآمحه على كلآمهآ ..
رد رآئف بهدوء: رح تكملينهآ .. حتى لو تبيـن الدكتورآه من بعدهآ .. مآرحّ أمنعك من أيّ شيّ تبينـه بخصوص تعليمك
دآرين بصدمه خفيّـه من إستيعآبه الكآمل لكلآمهآ المبطـن - كملت بتشديد على كلآمهآ - : بـ لنـــــــــدن !
رفع رآئف كتوفه مآط شفتيه لقدآم: إيـه مآعليـه .. مثل مآقلت لك .. مآرح أمنعك من أي شيّ بخصوص تعليمك .. ويـن مآكــآن .. ورحّ أدعمك فيـه ..


رفعت دآرين حآجبيهآ بإعجآب مطبقه شفتيهآ بإبتسآمه خفيفه مآظنت إنه لهآلدرجه متفهـم وعقلآنـي .. هي إللي دآيماً تحقرّ الرجآل الشرقيين وخصوصاً السعوديين بأفكآرهم المنغلقـه وظنونهـم اللآمنطقيّـه أبدّ عن تعليـم المرآه وخصوصاً لمستويآت أعلـى .. وخصوصاً أكثر ببلـد أجنبـي ! شلـون هو كذآ ! كآن ممكن هآلشيّ يكون مقبول من أهلهآ سوآ أبوهآ أو أخوهآ لكن يكون زوجهآ وإللي بـ الأغلب يحآولون يفرضون تحكمآتهم بخصوص هآلشيّ سوآ تعليم أو وظيفـه وكنّ هآلشيّ يرضـي غريـزة التحكم والسيطره الذكوريه بدآخلهـم ! هو الحين زوجهآ وعنده هآلكمّ من التفآهـم .. جدّ إستغربتهـآ وبصدمـه !!
أمآ رآئف وإللي مآكآن يدري شلون يحس بهآللحظه ..
بكل ردة فعل مختلفه لدآرين كآن يقآرنهآ بحوريّـه ..


رآئف وهو يحرك الدبله يدورهآ بأصبعـه بنبره هآديه: دآرين عندي فضول تجآه سؤآل معين أبي أسئله ..
دآرين بشبح إبتسآمه: أدري عن سؤآلك
رفع رآئف رآسه لهآ معقد حآجبيه بإستفهآم !
أمآ دآرين وإللي كآنت شوي وتتشقق من الونآسه والحين هذي هي فرصتهآ لكشـف أورآقـهآ لـه ..
دآرين بثقه: تبي تسأل ليش وآفقت على زوآجي منك
تمّ رآئف يناظرها بثبآت بنظره فآرغه
كملت دآرين: طبعاً بظروف قبل ظروف إرتبآطك بزوجه ثآنيه مآكنت رح تسأل هآلسؤآل .. سؤآلك هو ليش وآفقت أتزوجك وأنآ أدري إنك زوج لغيري .. ومو من وقت بعيد .. فـ ليش أنآ الحين أرضى بهآلـشيّ !!

هذآ طبعاً غير إني مآ أدل شيّ عنك غير إسمك وإسم عآيلتـك ..
رفع رآئف حآجبه الأيسر وهو مضيق عيونه ويسحب نفس عميق من سيجآرته المعلقه بين إصبعيه ..
دآرين بإبتسآمه مآكره بنظره تفحصيه جريئه: تبـــيييييي الصرآآحــه !! ولآ تبينـي أتدلـع عليك !

زفر رآئف نفسـه المصحوب بدخآن وهو يبتسم بعد مآرمقهآ بنظره تفحصيه مطوله من أول سآقها المكشوفه لحد صدرهآ البآرز وإللي توقف عنده شـوي ثمّ رفع نظره لعيونـهآ - همس بلعآنه - : الإثنيـن من حقــي
دآرين بإبتسآمه بعد مآحست برآحه أكبر وخصوصاً من بعد نظرته التفحصيّه لهآ وإللي أكيد وصلت له نصـف إللي تبيه أمآ النصف الثآني البآقـي فهـو عليهـآ هـي .. ولآزم توصلـه له بأي طريقـه ..
دآرين بهدوء: الصرآحـه إني أنثى مآ أحب الخسآره .. والمنآفسـه هي عشقـي .. - بتشديد أكثر - والفوز بهآلمنآفسه ..
كآن فيه إتفآق قديم على سآلفة إرتبآطنآ .. صحيح إنهآ مآكآنت رسميّه ومدري كنك تدري بهآ مسبقاً أو لآ بس كآن فيه حكي بخصوص هآلموضوع .. تفآجئت بعدهآ بسآلفة إرتبآطك بوحده ثآنيه .. بس المفآجئه الأكبر مآكآنت هذي .. المفآجئه كآنت إنك موآفق بعد على إرتبآطنآ .. طيب شلـون ؟!! وشلون دآمك موآفق على إرتبآطنآ ترتبـط قبلهآ بغيري ؟!!


رآئف أنآ مآ أحب أكون بموضع مقآرنه مع غيري لأني مآ أشبه أحدّ ولآ رح أشبـه أحـد .. بس إن صآر هآلشيّ وهو قد صآر فعلاً معـك .. فـ وعـدّ مني لنفسي قبل وعدي لك إني أنآ إللي رح أغلــبّ ..
- رفعت حآجب وآحد بشبح إبتسآمة غرور - أنـآ يآرآئــف مو غيــري

زفر رآئف نفس دخآن من فمه المضموم وهو يطفي سيجآرته بـ الطفآيه الكريستآل قبآله ع الطآوله - سألهآ ببرود - : طيب وإن كنتي بتدلعين عليّ ؟!

عقدت دآرين حآجبيهآ بإستفهآم بـ خآطرهآ من ردة فعله البآرده هذي " وشو هذآ !! معقوله !! معقوله مآيكون هآلشيّ لفتـه ؟! إني جريئه وصريحـه ووآثقـه ! سفـه كل كلآمي ولآكني قلت شيّ والحين يسألني هآلسؤآل التآفـه ؟!! "


قرب رآئف رآسه منهآ وهمس لهآ يستنطقهآ بعد مآطولت وهي شآرده: هـــآآه ؟!
رفعت دآرين رآسهآ بنظره ضآيعـه بتوتر من بعد حيرتهآ " شكلي فهمته غلـط .. هذآ مو خبل وتآفـه أو ضعيـف مثل مآلك ولآ تمشـي عليه هآلحركآت وتجذبـه .. أجل شلون أتصرف معك يآرآئف !! شلون أطيحك فيني .. مو لآزم تطلع من عندي اليوم إلآ وأنآ مشغله بآلك وتفكيرك .. لآمنك تذكرت زوآجك .. أآآآ أنآ إللي لآزم أكون أول من تفكر فيهآ .. مو ذيك الحوريّـه "
دآرين بـ إبتسآمه مآكره بنظره جريئه - همست وهي تقرب رآسهآ من رآسه حدّ إختلآط أنفآسهم الحآره ببعض - : أنآ الدلـع عندي أفعــآل .. مو كــلآم ..


رآئف وإللي ضآع لثوآني من إرآدته قبآل هآلقنبله الأنثويه " وش هآلبلآء إللي بليت نفسي فيـه ! هذي شلون بتصرف معهآ ! شكلك مو سهله يآدآرين أبدّ وهذآ هو المفرق والحدّ الفآصل بينك إنتي وحور ! "
وهنآ فعلاً مآفي مقآرنه بينهآ وبين حـوريّه .. حور بعدهآ مرآهقه ثآئره .. تغضب ، تثور ، تسـبّ وتلعنّ ، تضـرب .. مآيهمهآ شـيّ .. مآيتذكر منهآ غير تصرفآتهآ الطفوليـه المشآغبه .. أمآ دآرين وآضح إنهآ ثآبته ورآسيـه .. شخصيتهآ قويـه ووآثقه .. وتدري خط سيرهآ ووش إللي تبيـه بـ الضبـط ..


رآئف بخآطره " مآكره يآدآآآرين .. مآآآكــــــــــره "
غمض عيونه برآحه سآحب نفس عميق إختلط بريحة عطرهآ الصآرخ وهو يتذكر ذآك اليوم بمصر .. يذكر ذيك اللحظـه السآحره الآسـره إللي مرّ فيهآ وحوريه معـه .. على ذرآع الكرسي مميلـه بجسمهآ عليـه .. تأكله قطعة بلـح الشآم بيدهآ .. أكلتـه القطعـه كآمله ولحستـه إصبعهآ من بعدهآ ..

كآنت أنثى خبيثـه مآكـره .. مشآغبـه بهآللحظـه .. والحين دآرين قبآله تمآرس معه هآلإسلوب الشيطآنـي " آآآآآآه يآربي .. وش إللي بيسلمنـي الحين من مكـر الحريـم !! "

رفعت دآرين كآستهآ ورشفت منهآ وهي تستنطه بنظرة عيونهآ: هــآآ .. أسمع منك الحيـن
رآئف بهدوء: وش إللي تبينـه !
دآرين: كآفي الحين أعرف معلومآت عآمه .. أمآ الخــآآص .. فلـه وقتــه الخـــــآص !
إرتسم على طرف فمه الأيسر إبتسآمه مآيله " وبعديــن معك إنتي يآدآريــن ؟!! "

v
v
v

:::

~FANANAH~ 10-08-16 07:18 PM

رد: العاطفه والجسد
 
رفعت دآرين كآستهآ ورشفت منهآ وهي تستنطه بنظرة عيونهآ: هــآآ .. أسمع منك الحيـن
رآئف بهدوء: وش إللي تبينـه !
دآرين: كآفي الحين أعرف معلومآت عآمه .. أمآ الخــآآص .. فلـه وقتــه الخـــــآص !
إرتسم على طرف فمه الأيسر إبتسآمه مآيله " وبعديــن معك إنتي يآدآريــن ؟!! "
دآرين: هــآآآ !


رآئف: رآئــف .. تسعـه وعشريـن سنـه .. رئيس مؤسسـة المآلكي .. بـ الميرآث طبعاً مو مجهود ذآتي .. آمممم - قطـب حآجبيه في محآوله منه يتذكر أي شيّ بعـد -
رفع حآجبيه بحركـه سريعه وهو يهز رآسه بـ النفي: بـس .. هذآ هو على مآ أعتقد .. إذآ تبين تسألين إنتي عن شيّ معين إسألـي وأنآ حآضـر وبجآوبك ..
دآرين وهي تحرك عقلة سبآبتهآ على حوآف كآستهآ بشكل دورآني من فوق وعيونها منزلتها عليها: آمممم .. إنت موآليد أي يوم من أي شهـر ؟!!
رآئف وإللي إستغرب من سؤآلهآ !! وش مغـزآه !! - سألهآ: هجـري أو ميلآدي ؟!
دآرين: ميلآدي

رآئف: وآحـد وآحــد ( 1/1 ) .. أتبعهآ بإبتسآمه جذآبـه وهو يبعـد خصلآت شعرهآ عن الجآنب الأيسر ورآ أذنهآ وإللي مآكآن مرفوع مثل الجآنب الأيمن - أردف بثقه بعـد مآمسـح وجههآ بنظرة إعجآب تفحصيـه عميقه - أنآ البدآيـــه لكـــل شـــيّ يآدآريـن ..
دآرين بإبتسآمه حسيّه بخآطرهآ " وششش هآلصُـدف بعـد !! شكلـي بتعذب معك .. شخصيآتنآ متقآربـه إن مآكآنت متشآبهـه .. والحين تـصدق هآلصدفـه بتوآريخ ميلآدنآ !! أنت أول يوم بـ السنـه وأنآ آخـر يوم فيهـآ !!!! "

أردفت دآرين: وأنآ وآحد وثلآثين إثنآعـش ( 31/ 12 )
رفعت حآجبهآ الأيمن بثقـه وهي تحرك سبآبتهآ على أنفه الطويل الحآد من مفرق عيونه لطـرفـه - همست بثقـه - : وأنـآ النهآيــه لكــل شــيّ يآرآئـــــف !


======
-----------
======


رجـع من برآ بملآمح بآهتـه متوتره بعـد مآ أنهـى مكآلمه دوليّـه مفآجئـه من حـور .. أختـه حوريّـه وهو نــآوي على سفــر .. رجعـه للمملكـه من بعـد غربـة ثمآن سنـوآت !


دخـل شقتـه وعيونه تدور بـ المكآن بترقـب .. الشقـه مظلمـه مآغير ضـوّ خآفت يضـوي من فتحـة البآب الفآصل بين شقته وشقتهآ وإللي كآن موآرب ..
نزل المفآتيح وجوآله على الطآوله الزجآجيه بـ الكوليدور وتوجـه صـوب البآب .. دفـه بشويـش بإصبعيه الوسطى والسبآبـه ..
كآنت صآلتهآ مضويـه بـ إضآءه خآفته بـ اللونين الأزرق والبنفسجـي وصوت موسيقـى زآفير الكلآسيكيـه طآغي ع المكآن بسحـر الإضآءه وصوت الموسيقـى وريحـة البريآنـي الشهيّـه ..


كآن جآلس قبآلهآ على كرسي المشرب صدره لآصق بطآولة المشرب مستند عليـه بذرآعه وسآند خده الأيمن على يده وعيونه معلقـه عليهـآ ..

إنفتـح البـآب على وسعـه بحده يوم دفـه نجــم بعصبيـه .. بينمآ آدم إعتدل بسرعه مصلب ظهره وهو ينآظره ..
آدم لـ نجـم بـ إبتسآمه ونبره مآزحه جآهره: يآمشرفنــآ ورآفـع رآسنــآ
نجم بجديّه وهو رآفع حآجب وآحد: وش تسوي عندك ؟!!
ميلت ليلآ رآسهآ من ورآ المشرب تنآظره مبتسمه ..
وجه نجم نظره لهآ وهو بعده مقطب ملآمحه ورآفع حآجب وآحد بـ إستنكآر وتوه بينآظر آدم مره ثآنيه إلآ ورد بسرعه يشوفهآ مره ثانيه بعد مآإستوعب شكلهـآ !!!

ليلآ: تعشيـت نجم ولآ أعمل حسآبك معنـآ ؟!!
إبتسم آدم على شكل نجم إللي تبدلت ملآمحه لضيآع وتوهآن وهو يشوفهـآ .. وقـف من الكرسي ومشى صوبه ضمه لصدره وصآر يربت على ظهره بقوه بكف يده ..

بعده نجم على صدره بقرف وهو يصرّ على أسنآنه بتفصيل لكلآمه: وشششش .. تسسسسـوي .. عننننــــدك !
إبتسم آدم لأن شكوكه عن نجم ومشآعره تجآه ليلآ صآبـت ونجم مآغير ينكر هآلشيّ .. يرفضـه أو مآيبي يعترف فيه حتى قبآل نفسـه .. بس ليـش !!

جره آدم من يده للمشرب: إجلـس بـس ..

جلس آدم قبآل نجم إللي بعده وآقف .. مآخفى عن آدم شرود نجم كل شوي بـ ليلآ وملآمحه المقطبه بقوه والمتمثله بـ عقدة حآجبيه ونظرة عيونه الضيقـه الحآده لـ ليلآ المشغولـه بـ الطبـخ !
آدم بمكـر رآفع حآجب وآحد: صحيح نجـم .. وش رآيك بـ ليلآ !! النيو لوك الجديـد .. صآرت أحلآ مـو ؟!!
رمقـه نجم بنظره غآضبه حآده يتوعده فيهآ .. كآنت ليلآ فعلاً أحلآ من أي وقت قد مرّ .. كآنت غيـر .. تأثيـر آدم .. ومن غيره يقدر يغيرهآ شكلاً تغيير جذري .. كآن مملسـه شعرهآ وإللي زآد طولـه أكثر بعد مانفكت عقده وتجعيداته وبرز لونـه الكستنآئـي رآفعتـه من الجمبين بضفيرتين موصلين ببعضهم من ورا واقي شعرها مفرود من تحت ..


وجههآ كآن أصفـى من قبـل .. إختفت منه بقـع النمش الخفيفـه .. يمكن بودره !! خدودهآ البيضآء متورده ببلآش وردي خفيف .. شفتيهآ الرقيقـه لآمعـه بقلـوس وردي .. حآجبيهآ مرتبيـن .. كآنت جذآبه حتى بأدق تفصيلـه فيهآ وإللي كآنت متمثلـه بحبـة اللولـو الفوشيـآ المعلقـه بشحمة أذونهآ .. " الحلـق " ..
ملآبسهآ كآنت أنثويـه أكثـر .. مآشآف منهآ غير الجزء العلوي بـس لأنهآ كآنت ورآ المشرب .. قميـص شيفون شفآف بـ صفّ أزرآر بـ اللون الوردي الفآتـح يكشـف عن صدريـه دآخليـه من تحتـه بـ اللون الأبيـض !

تحسس آدم بطنـه : ليلآ تسويلـي عشــآآ - مصمص شفتيه بإستمتآع - آمممممم بريــــآآآآآآنـــــي

ليلآ وإلي بدت فعلاً بتنفيذ خطـة آدم مآتكلمـت ولآ كلمـه .. سآفهـه نجـم تمـآماً ولآ كنـه موجـود وكل شوي تنآظر بـ آدم تبتسـم لـه وهي ترمّش بعيونهآ بنظرة إغرآء لـه لدرجـه أثآرت إستفزآز نجـم بقوه وإللي خلآه يجر آدم من يآقـة السويت شيرت الأحمـر حقـه موقفـه عن الكرسي وسآحبه ورآه تجآه شقتـه ..

آدم بإستنكآر لتصرف نجم وهو يعدل ياقة السويت شيرت حقه: وش فيك إنـــت ؟!!
نجم بحـده أمره: صك البآب وتعـآل ..
تركـه ودخـل لغرفة نومـه ..
إلتفت آدم شآفهآ وآقفه ورآه مستغربه أشرت له بيدهآ بمعنى " وش فيـه ؟ "
أشرّ لهآ آدم بيده ضآم أصآبعه كلهآ لبعـض بمعنـى " شوي شـوي "

حط يده على أكرة البآب وشده يسكـره .. مشى بعدهآ صوب غرفة النوم لنجـم .. بينمآ مشت ليلآ للبآب بعد مآقفله آدم بس بعـده مفتـوح مآتسكـر !!
إلتفتت ورآهآ بسرعه للبريآنـي إللي على النـآر وجرت بسرعه تشوفــه هو الحيــن خلــص ..

بغرفـة النـوم .. دخل آدم وعلى ملآمحه شبح إبتسآمه ومآسرع مآختفت هآلإبتسآمه وهو يشوف نجم فآتح شنطة سفر متوسطة الحجم بعجـلآت على سريـره وجآلس يطلع ملآبس له من دولآبه ويرتبهآ بـ الشنطـه ..

آدم بـ إستفهآم وعيونه على الشنطه: أنت وش تسوي !!
نجم وهو معرض عنه يرتب الملآبس: بـردّ للسعوديـه ..
عقد آدم حآجبيه مبرق عيونـه ..
إلتفت لـه نجـم وردّ يرتب ملآبسه بعد مآفهم تعبير الصدمـه والإستغرآب بملآمح آدم - أردف - : أختـي توهآ مكلمتنـي .. تعبآنـه .. مدري وش فيهآ مغير صآحت وصآرت تبكـي .. أول مـره يصيـر هآلشيّ .. طلبتنـي أردّ لهـآ ..


آدم بـ إستنكآر: وآلله ! وبتـردّ لهـآ ! .. كم صـآر وأمك تطلبك تردّ للسعوديـه
نجم: مدري .. حآس فيه شـيّ .. أبوي مآيردّ علي ولآ عُمـر .. حتى أمـي ..
تأفف آدم بطفـش: هـفففف تونـي جآيك آمريكآ بتردّ إنت للسعوديـه
رمقه نجم بنظرة إحتقآر أردف بعدهآ: تمّ هنـآ إذآ تبـي مآعرضت عليك تجـي
آدم بضحكـة إستهزآء مقطوعـه: هـــه .. وآلله .. وبجلـس مع من هنآ لآمنك رحـت
نجم وهو مشغول بـ الملآبس يصفطهآ: ليـش وين رآحت ليـلآ !!
آدم بإستفهآم مضيق عيونه: نجـم وش الصآيـر ؟!!


إلتفت له نجم وشرر العصبيه والغضـب يتطآير من عيونه ووجهـه إللي قلب على أحمـر وطقـت عروق جبينـه ورقبتـه من غيظـه المكتوم: وش الصآير معـي أنآ ولآ وش الصآيـر معك إنـت !!
عقد آدم حآجبيه: أنـآ !! ليـش وش شآيـف علـي !
نجم بنبرة إستنكآر: وآلله !! يعنـي مآتدري !!
رفع آدم كتوفـه مآط شفتيه المطبقه لقدآم بمعنـى إنه مآيدري !
نجم: إنـت وليـلآ .. وش إللي قآعد يصير بينكـم ؟!!

كآنت توهآ بتدخل عليهم وقفهآ سؤآل نجم لـ آدم عن إلي يربطهـم ..
عقدت حآجبيهآ بسؤآل فـ خآطرهآ " شكـل الخطـه نجحـت !! ولآ كيـف ؟! "

مدد آدم على السرير رجل على رجـل ويديه الثنتين تحت رآسه - ببـرود - : عآجبتنـــــي
عضت ليلآ على طرف شفتهآ السفلى مبتسمه " الله يستـر يآ آدم من سـوآة نجـم الحيـن .. وآلله يذبحنآ ثنينآتنـآ ولآ يهمـه "
بينمآ ضيق نجم عيونه بإستنكآر وهمـس: وشــوو !


آدم ببرود: سألتك أكثر من مره إن كآن بينكم شيّ وقلت مآفي .. خلآص وش لك الحين تسأل هآلأسئلـه !
نجم بسرعـه: مآتهمنـي ولآعمرهآ همتنـي ولآ رح تهمنـي .. أنآ مستغربك إنـت !
آدم: وليـش مستغرب !! هي بنت حآلهآ حآل كل البنآت .. عآجبتنـي وأنـآآآآآ .. وأنــآ بعـد ..
رفع نجم حآجبه الأيسر: وإنـت بعــد ؟!
مطّ آدم شفتيه المضمومه لقدآم وأردف بعدهآ: وأنآ بعـد عآجبهــآ
تعآلت ضحكه سآخره مصطنعه من نجـم وهو يأشرلـ آدم بـ النفي بسبآبته فـ الهوآ مغمـض عيونه بإبتسآمه ..

آدم وإللي ببآله إنه مآيعطي أي فرصـه لنجـم إنه ينفـي هآلشيّ ورحّ يقتـل أي شكّ بخآطـره .. عآد ذآ آدم وذآ ملعبـه .. البـرووود القآتـــل ..
آدم بسخريه: ليكون على بآلك إنك تعنـي لهآ شـيّ ؟!! البنآت إللي زي ليـلآ كلّ إللي تطلبـه وتتمنآه بـس 1% من إهتمآمك ... كمّ تقيّم إنت إهتمآمك فيهـآ !!
نجم: ...........
كمـل آدم بنبره سآخره عآليه: زيــرووو يآحبيبــي .. تدري يعني إيش ! يعنـي إنت بعد بـ النسبه لهآ زيـروو ..


مآصآر لـي إسبـوع وتعلقـت فينـي .. البنت كلّ إللي تحتآجه أياً كآنت شخصيتهآ أو طبآيعهآ هو شخـص يسمعــهآ .. يسمـع منهـآ وبـس .. يسمـع سوآليفهآ الجآده أو التآفهـه .. إللي يسـوآ من هرجهـآ وإللي مآيسـوآ .. حتى وإن كنت مآرحّ تشآركهآ بآللي تقولـه أو إنك فآهم أصلآ هي وش قآعده تهـذي بـه .. حتى وإن كنت شآرد بآلك مو معك .. فكرة إنك جآلس قبآلهآ وتستمـع لهآ هذآ يكفيهـآ .. والصرآحـه .. أنآ بعد تعلقـت فيهـآ ..

نجم وإللي كآن في أقصى محآولآته لكتم غيظه وقهره: بـس هي مو من النوع إللي يعجبك !! غمـض عيونه بعدهآ وهو يزفر نفس عميق مأنب نفسـه بخآطره " وآلحين وش هآلتفآهه إللي أقولهآ !! مو من النوع إللي يعجبـه !! وش لي أنآ إن كآنت تعجبه أو لآ !! وش إللي طرآلي لأجل أقول مآقلته هــففففف "
رفع آدم كتوفه بهزه خفيفه بمعنى إنه مآيدري: والله برآءتهآ وعفويتهآ مغنآطيس .. وبصرآحه أنآ وهي إتفقنآ ندخل بعلآقـه .. وكنت بعطيك العلم بهآلشيّ اليـوم ..

صآح نجم بـ إستنكآر وهو مضيق عيونه بحده ومقطب حآجبيه: وشهــــــــوو !! صآحـي إنـت !! أي علآقـه هـذي !! من جــدك !! - زفر ضحكه سآخره مقطوعـه - هـــــــه .. وهـي عشآن طلعت ويآك تسوقتوآ وتمشيتـوآ .. أمس سوت لك تشيز كيك وآليوم بريآنـي بتدخل معهآ بعلآقـه !!


استقعد آدم مصلب ظهره رآفع حآجبيه الإثنين بإستفهآم بنبره بآرده: إيـــــه .. عندك أي موآنـع تمنـع ؟!
لحقه نجم بسرعه وهو يتمتم بتوتر: بــ .. بآآ بــــسسس .. بــس
هز آدم رآسه بـ الإيجآب يحثـه يكمـل
بينما زفـر نجم نفـس مسموع بعصبيـه متخصر وعيونه معلقـه بـ السقف وهو عاض بأسنآنه على شفته السفلى ..


آدم ببرود يسأل وكنـه مآيدري صدق عن السآلفه: أنآ مو قآدر أفهم ردّ فعلك هذآ !!
نجم بحده: أنآ مو موآفـق .. ليــلآ لآآآآء .. إنـت وليـلآ .. لآآآآء
آدم: ليـش ؟!
نجم: أنآ أعرفهآ أكثر منك .. وأقولك لآآء
رفع آدم كتوفه بلآ مبآلآه: وليش لآء ؟!! أنآ مستحيل أتركهآ لمجرد إحسآسك بـ الـ .........
زفر نجم ضحكه سآخره مقطوعه ببحـه: هــه .. إيـش !! هههههه لآوالله هذآ إللي بآقي ومآصآر .. إنـت جنيــت !! مآعآد غيرهآ لأجل أفكر فيهـآ ! وحتى إن مآكآن فيه غيرهآ هذي مستحيل تتطرآ ببآلي .. بعد عليهــآ كثيييييييير وآفكر فيهـآ ..


بلع ريقـه وكمل بجديّه: لآتغرك هآلعفويه والبرآءه هذآ ملعوب حريم .. هذي إللي بتموت عليهآ حضرتك مستعده تبيع نفسهآ وببلآش بعـد .. هذآ إن مو هي إللي رحّ تدفعلك بعـد لأجل بس تقضـي معك ليلـه .. ليش تبي تربط نفسك فيهـآ ؟! إسمـع آدم .. إن كآن لك غرض فيهآ فـ أنآ مو ممآنع أبـدّ .. بـ العكس أقله عندي ضمآن إنك مآرح تنضـر ولآ بتصيبك بشـيّ لأنك بتكون أول علآقه لهـآ بعمرها كله ..
أشر نجم بيديه صوب البآب: روووح .. روح لهآ الشقـه وسوي إللي تبيـه أنآ سآمح لك .. بس إن هآلإعجآب المؤقت تحول لعلآقه جآده أو ان هذآ إللي تبيـه فعلاً .. لاآآآآء .. مآ أرضى إنك ترتبـط بوحـده مثل هـذي ..

نزل آدم رآسه بـ الأرض وهو يحسّ بغصـه وعبره كتمـته " ويلك من ربي يآنجـم .. وش هآلقسـوه !! ليكون تعآملهآ بهآلشكـل ولآ توآجههآ بهآلكلآم ! ليـش ليلآ قآبله هآلشيّ على نفسهآ ! ملعوون أبوك يآحُـبّ ! "

كمل نجم بنبره أهدى وكنه يحآول يقنـع آدم: كلآمـي هذآ لمصلحتك يآ آدم .. هذي مآتنفعك .. أنآ شخصياً للحين مدري كن لهآ أهل أو لآ .. هي وش جنسيتهآ أصلاً ولآ ديآنتهـآ ... مـدري .. مـدري عن شـيّ ولآ حتـى إهتمـيت ..


طير عيونه للسقف وعلى فمه شبح إبتسآمه وكنه تذكر شيّ: تـدري بعـد !! هههههه .. تـدري بمره كنت طآلع وأنتظر الأسنسير يوقف وبمجرد مآ إنفتح البآب كآنت الهآنم بحضـن زنجــي .. أسنآنـه قد قطعـت شفآيفهـآ ويدينـه القـذره طآلت إللي طآلته من جسمهآ وهي مآشآلله كآنت بقمـة إستمتآعهآ .. لحقتني ذآلك اليوم تعتذر وتبرر وتدري وش قآلت متوقعه إنه بيهون إللي صآر .. - قلد صوتهآ الأنثوي وطريقتهآ بـ الكلآم - : مآ أعرفـه يآنجم .. والله مآ أعرفـه .. هذآ كآن طآلع لحبيبتـه بـ الدور إللي فوقنـآ !!! هههههههه - طير عيونه للسقف وهو يمسح جبينـه ويضحك بإستهزآء


آدم وإللي دآر هآلموقف ببآله من ذكره فيه نجم .. مآهوب بحآجة أي شي يعرفه من نجم .. بهآلإسبوعين هو قدر يعرف من ليلآ كلّ شـيّ .. عن نفسهآ وحيآتهآ .. موآقفهآ السيئـه قبل الحسنـه .. هي بذآتهآ إعترفت له بآللي صآر ذآك اليوم وإنه أكثر شي هي ندمآنه عليه بعمرهآ .. وإن تمت عمرهآ كلـه تكفـر عنـه فـ مآرح تغفر هيّ لنفسهآ فعلتهآ بحق نفسهآ وحق المشآعر إللي تكنّهآ لـ نجم مع الأخذ بـ الإعتبآر أولآً حـق الله بحكم هآلشيّ إلآ إنهآ مآتدري الكثير عن أمور دينهآ .. وكنهآ مآتدري عن امور الدين فـ الأكيد إنه مو هو آدم إللي بيعلمهـآ !!

نزل عيونه يدآري الإبتسآمه الحسيّه على ملآمحه بإستهزآء من نفسـه بخآطـره " يآمعلّـم النــآس علّـم نفســك ! "

نجم وإللي بعده يمآرس أقصى محآولآته لتنفيـر آدم من ليلآ بأي شكـل وأي طريقـه: إسمـع آدم .. إذآ تبيني أنآ بنفسي أروح وآقول لهآ إنك تبيهآ اليوم بـروح .. لآتفكر إن وحده زي ليلآ هذي تلزمنـي .. لآآآ .. روح لهآ اليوم .. وبكـرآ .. وبعـده .. ودآمك هنآ فهـي لك .. غير كذآ وأكثر من كذآ لاآآآء


وقف آدم مبتسـم بإنكسـآر وببآله ألف تسآؤل " لهآلدرجـه شآيفهآ رخيصـه .. مرخصهآ لخويّك .. مجرد آدآه أمتع فيهآ نفسي .. أمآ غير كذآ وأكثر من كذآ لآآ ! ودآمك شآيل كلّ هآلتحقير بخآطرك لهآ ليش تعآملهآ بهآلمسئوليـه والإلتزآم !! ليش مره شآغل بآلك عليهآ وش تسوي وين تروح .. تدلّ شيّ بهآلدنيآ ولآ مآتدل .. خلهآ تروح توقف تعرض نفسهآ على رصيف من الأرصفـه وتبيـع جسمهآ مقآبل كمّ دولآر .. يسكنّهآ .. يأكلهآ ويشربهآ .. منهآ بحآجتك كنك مآتشوفهآ غير بهآلشكـل .. لآآآ والأدهـى مآتقربهآ غير بمزآجك .. وقت مآكيفك يجيبك لهآ .. ليش ذآك اليوم كآنت بحضنك بهآلوضع الحميم دآمك مره منقرف منهآ !!! ويلك يآنجـم من نفسك ويلك "

دفـه نجم من كتفه الأيمن مبتسم: إعتبرهــآ هديّـه مني لـك .. شيّ يطري القعـده - غمز له -
إبتسم آدم بإنكسآر ومآسرع مآختفت هآلإبتسآمه بأسى فـ ملآمحه .. هزّ رآسه بـ الموآفقه وبدآخله ألف إحسآس وإحسآس تجآه هآلمسكينـه ليـلآ وإيش إللي رح يقوله لهـآ .. " إنسـي هآلنجــم .. إنسيــه بـ المــره .. هذآ ميـــؤوووس منـــه "

فتح نجم البآب وبعدهآ الإبتسآمه العريضـه شآقـه ملمحـه الجـذآب برآحـه بعد مآرخت أعصآبـه وهدت نفسـه .. قدر يقنـع آدم فعلاً بآللي يبيـه .. إنه يوصل له ابشع فكره سلبيـه عن ليلآ وإللي كلّ مآرح يقرب منهآ رحّ يتذكرهآ .. وهآلشيّ كفيل إنه يدمر أيّ إنجذآب نآحيتهآ ..

تبدلت هآلإبتسآمـه تو مآفتح البآب .. تقطبت ملآمحه بصدمــه - همـس بخفـوت - : ليــــلآ

أول مآسمـع آدم إسمهـآ إلتفت ورآه للبـآب ومآقلت صدمتـه بشـيّ عن صدمـة نجـم .. برق عيونه بنظره ثآبته مركزه عليهآ وهو يحرك شفتيه بـ إسمهآ: ليـــــــــلآ !!!!!


======
-----------
======


يتبـــــع ...

:::

~FANANAH~ 10-08-16 07:19 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======


كآن يوم مرهق بـ النسبه لـهآ .. اليوم إللي تحوّل فيه إسمهآ من دآرين محصن عبدآلله لـ دآرين رآئف المآلكـي ..
السآعـه 12 ونـص الليـل .. توهآ الجلسـه قدّ فضوهآ ورآحوآ كلّ المعآزيـم ..


متوجهه للسلآلم الدآخليه بـ الفيلآ بتطلع لغرفتهآ رآفعه فستآنهآ الأحمـر من على وركهآ الأيمن وبيدهآ الثآنيه مستنده على الدرآبزين النحآسي للسلم .. قآبلتهآ شغآلتهم الأصليه وشكلهآ مرهق ومحتآس بـ التنظيف من بعد مآ إنتهى هآليوم ..
دآرين: آشكـــي ..
إلتفتت لهآ آشكي مقطبه ملآمحهآ بتعب وآضح: يـس مآمآ
دآرين: وين ميســم ؟!
أشرت لهآ آشكي جهـة المدخل إللي يتفرع منه طرقتين وحده مؤديه للمكتبـه والثآنيه لمكتب وآئل: فـي قورفـه بآبآ وآئـل


رفعت دآرين حآجب وآحد وهي بعدها وآقفه على الدرجه الخآمس من تحت وتنآظر الطرقـه لمكتب وآئل بطرف عيونهآ .. أشرت بيدهآ لـ آشكـي تروح ..

نزلت الدرجآت إللي كآنت بتصعدهآ متوجهه لغرفـة ميسم .. بس الحين ميسم بمكتـب وآئـل ..

دقت البآب مرتين بهدوء وفتحته بعدهآ بدون مآتسمع ردّ .. بينمآ إلتفتت ميسم ورآهآ مبتسمه ..
رفعت دآرين حآجب وآحد بإستنكآر لملآمح ميسم الصآفيه الهآديـه .. لآ ومبتسمـه بعـد ! " وآلحين وش إللي جآيبك لوآئل بعد إللي سمعتيه أمـس .. وسمعتيه بعد بلسآن وآئل .. هــفففف شكل بآلك طويل يآميسم وأنآ مآلي خلقك .. هيــيييــن ، نشووف الحين شلون تتبسميـن عـدل "

فتحت دآرين ذرآعينهآ بـ الهوآ بإبتسآمه عريضـه مصطنعـه وصآحـت: سوربــــــــــــــــرآآآآآآآيــــــــــز (مفآآجــأه) !!


بهتت إبتسآمة ميسم بلحظتهآ وإنقلب ملمحهآ لجمود ! بينمآ قربت دآرين منهآ مبوزه بشفتيهآ المضمومه لقدآم متصنعه الزعل: آممممم ليـش كذآ إنقلب وجهك وعبستـي !! لهآلدرجـه وآئـل يبسطــك ؟!
أعرضت عنهآ ميسم بحدّه وهي تحرك كرسيهآ بتطلع سآفهتهآ بـ الحكي إللي مآله دآعي وهي فآهمه وش غرضهآ بـ الضبط منـه .. إلآ إن دآرين وقفت قبآلهآ موقفتهآ ..
دآرين ببرود: شوي شوي يآبنت عمّي .. وإسمعي مني هآلكلآم ..
ميسم بحده: مآفي كلآم بينآ .. ولو سمحتي بعدي عن طريقـي


سفهتهآ دآرين ونزلت لمستوآهآ جآلسه على ركبتيهآ بـ الأرض مثبته يدينهآ الثنتين على ركبتي ميسم .. تمت عيونهم معلقه ببعض لثوآني لحد مآتكلمت دآرين بنبره حآنيـه مصطنعـه شبه مبحوحـه: ميســــم !
ميسم: ...........
دآرين: تزوجــت .. مو مبسوطـه ؟!
ميسم: ............
دآرين: مبسـوطه ؟!
ميسم: ...........
ضمت دآرين يد ميسم اليمين بين كفوفهآ مشدده عليهآ: لآزم تكونين مبسوطه لأني بتركك .. تدرين عآد .. بتركك وأروح بيتك


قطبت ميسم ملآمحهآ بإستفهآم معقده حآجبيهآ
رفعت دآرين حآجبيهآ فآتحه فمهآ بإستيعآب: أووووه .. سـووري .. سوري
بلعت ريقهآ مغمضه عيونهآ برآحه وكملت: قصصصـدي إللي كآن بيكون بيتك
بعدها ميسم معقده حآجبيهآ: وش قصدك إنتي ؟!! مآفهمـت !
ربتت دآرين على يدهآ وهي مغمضه عيونهآ ومطبقه شفتيهآ بإبتسآمه ..
دآرين: مآشفتك بملكتـي .. توك نآزله من غرفتك .. تدرين من إللي كآن هنآ من شوي !! تدرين من زوجـي !!
ميسم: ..........
دآرين: رآآآئـــــف .. رآآآئــف المآلكـي .. مآظنتي نسيتـي هآلإسـم !
وقفت دآرين معطيتهآ ظهرهآ فآرده ذرآعيهآ بـ الهوآ ونطقت الإسم بتضخيـم: المــــــــــآآآآآآلكـــــــــــــــــــــــــي
إلتفتت عليهآ وسألتهآ ببرآءه مصطنعه: والحين مبسوطـه لـي ؟!
ميسم: ...........

دآرين: الحقـد .. الغـلّ .. البغــض .. الكــره .. الغيــره .. مآ أعتقد إنهـم فيـك .. ميسم حبيبتـي الشيّ إللي مآقدرتي تحققيـنه انتي وتوصلـين له .. أنــآآآ بســويـه ..
رمشت بعيونهآ بإصطنآع للبرآءه: عآآد شووفـي شكلنآ مآخذين تعآقد مع العيلـه .. شروق أختي حرم أحمد المآلكـي .. وأنآ حرم رآئـف المآلكـي .. حتى إنتي من قبل كنتي بتكونين حرم المرحوووووم الدكتور فرآس المآآلكـــــــــي .. أووووه صــح - ضربت جبينهآ بخفه كنهآ تذكرت شيّ -
كملت دآرين: بمنآسبة فرآس .. فيه خبر بعـد مدري كنـه بيكون حلـوو أو لآ بس هو شخصيّاً يرضينـــي .. وبقــــــوووه ..
أنآ مو الزوجـه الأولى لرآئف بس مو مشكلـه .. طبعاً تدرين من قبلي إن كلاً بقصـر المآلكي له جنآح مستقلّ بس فـ حآلتي أنآ !! زوجـه ثآنيـه !! فيـه وحده غيري لهآ مكآنهآ بـ القسم الخآص برآئـف من البيت .. أنآ وين برووح ؟!!
ميسم: ...........


صفقت دآرين وهي تضحك: هههههههه حلوه هآلنظره على وجهك .. - تحولت نبرتهآ لجديّه أكثر - : أكيد مآرحّ أكون معهآ ذيك بعـد .. حبيبتي ميسوو بيكون لـي جنآحي الخآآآص .. إللي هو نفسـه كآن رح يكون جنآحك إنتـــي .. تبين الصرآحه .. أم طلآل .. أو أم أحمد .. أو رآئــف ههههههه أووووو أم فرآآآس what ever (أياً يكـن) .. قآلتي لي بآخذ جنآح رآئف الأصلي وهذيك بتطلـع فوق بجنآح المرحوم فرآس بس أنآ رفضـت .. أنآ بطلع فـوق .. وبخصوص الأثآث مآرحّ أغيره .. أدري إنك إنتي إللي مجهزه كلّ شي بـ الجنآح .. وعلى ذوقك .. إللي هو مرررره سوووفـــــآآآآج (قـذر) .. بس مآعليـه بجــرب .. مآرح أغيره مبدئياّ .. إذآ إرتحت فيه بخليّـه .. أمآ إن غثنـي وأقرفني وهذآ الأكيد .. بقطّـــه بـ الزبآله وأغيره من جديــد .. وعلـي ذووقـي أنـآآ .. هـــآآآآ ؟!!


دنقت عليهآ وشدت خدهآ الأيمن بقرصـه وهي مبتسمه بلعآنه: مـآآفي مبـرروك ؟!
ميسم: ............
إعتدلت دآرين مصلبه ظهرهآ: آممم مبّ مشكلـه ..
أقفت عنهآ متوجهه للبآب وقبل تطلـع إلتفتت عليهآ وهي تشوف التوهــآن والضيآع بنظرآتهآ الفآرغه بعد مآ تلألأت عيونهآ الوسآع بـ الدمـوع ..
ارتسمت إبتسآمه مآيله على الطرف الأيسر لفمهآ - بصوت جآهر - : صــح ميســـوو .. فرحتـي نستنـــي .. كلمـي عمـو فيصــل .. " أبو ميسم " ..

رفعت ميسم نظرهآ لدآرين مضيقه عيونهآ المدمعه بإستفهآم ! بينمآ رفعت دآرين كتوفهآ مآطه شفتها السفلى لقدآم بمعنى إنهآ مآتدري: لآ تسألينـي مدري عن شــيّ .. جآنــي بـ المنـآم يحتضـــــــــــــــــر !
قآلتهآ بطريقـه مبطنـه للمصيبـه إللي سوآهآ مآلك بـ أبوهآ بس بآقي مآحد يدري عن السآلفـه !!!

رفعت بعدهآ كف يدهآ لفمهآ وأرسلت لهآ بوســه بـ الهوآ بطريقه إستفزآزيه: أممممممممـــــوآآآآآآهــ


........: آآآآآآآآآآآهـــــ
وآئل بحده: وش تسويــن عندك ؟!!
مسكت دآرين كتفهآ الأيسر بتصنع للألـم من صدمتهآ فيـه وهي تلـف بعد مآ أقفت عن ميسم لبرآ المكتـب: آآآآآه عورتنــي

وآئل بنفآذ صبر وهو يصرّ من بين أسنآنه: وشششششش تسسسويــن عندك ؟!!
رمقته دآرين بنظرة قـرف: وش إللي بسويه يعنـي !! وليـش تسأل !! هو الدخول لمكتبك ممنـوع وأنآ مدري !! ولآ إحنــآآآآآآآ مآنشبــه للي يدخلـون ؟! - قآلتهآ بلعآنه قصدهآ على ميسم -
وطت للأرض ترفـع المشط الكريستآلي إللي إنفلت من شعرهآ وطآح بـ الأرض من اصطدمت بوآئـل .. أعرضت عنه بعدهآ بدون مآتسمع أي كلآم منـه ..

دخل من البآب وعيونه لورآ يشوفهآ تبتعد معقد حآجبيـه ..
أول مآدخل مكتبـه طآحت عيونه عليهآ - همس بـ إستغرآب -: ميســــم !
قرب منهآ بخطوه وآسعه والقلق مسيطر على ملآمحه والحين درى عن وجود دآرين .. ميسـم ودآرين دونت ميكــس !!


إنحنى عليهآ وإستنطقهآ بهمس: ميسـم !! وش فيــك !
رفعت رآسهآ إللي كآن محني بإنكسآر وكن اللون هرب من وجههآ .. وتوّ مآرمشت بعيونهآ سآلت دموعهـآ .. وكأن سؤآل وآئل زر الأمآن إللي إنسحب !
علت شهقآتهآ المبحوحه المتقطعـه .. جلس على ركبتيه قبآلهآ معقد حآجبيه .. مطّ لهآ عبآيتهآ مرتين وكنه ينبههآ له: إهــدي ميســم .. وش إللي صآر ! أدري إن دآرين السبب أكيد .. علمينـي بإيش ضآيقتك !
مآكآن يسمع غير نحيب مرير وهي تحآول تكتم بكآهآ وشهقآتهآ وإنتفآضة صدرهآ وكتوفهآ ..

شدد على طرف عبآيتهآ مره ثآنيـه بدون مآيتكلّـم ..
مرت ثوآني إكتملت لدقيقـه وتلتهآ دقآيـق ...
هدت شهقآتهآ ووقفـت دموعهآ إلآ إنتفآضـة جسمهآ إللي تتكرر من أثر البكـآ ..

إحتضن وجههآ بين كفيه وصآر يمسح بـ إبهآميه الدموع من تحت عيونهآ وعلى خديهآ ..


مطّ لهآ أنفهآ بإصبعيـه السبآبه والإبهآم لحد مآطلـع كلّ مخآطهآ السآيل من أثر البكي ومسحـه بثوبـه ..
كرر هآلحركه أكثر من مره لحد مآجـفّ أنفهآ ..
وآئل بجديّه مصطنعه: إنتي إللي رح تغسلين لي الثـوب !
ميسم: ...........
وآئل: لهآلدرجـه ؟!!!
ميسم: ............
وآئل: وش قآلت دآرين !! خذي وقتك وبرآحتك لحد مآتهدي وبعدين تكلمـي .. هـآآ !
ميسم بعبره: دآريــن
هز رآسه بـ الإيجآب يستنطقهآ: أهـآآ .. دآريــن ؟؟
ميسم: تــ ... تــ تتتتـ .. تــزوجـت
وآئل: أهــآآ
ميسم: لإبن المآلكـي
وآئل: إيـه .. رآئف المآلكـي ..
زفرت نفس مسموع وهي ضآمه شفتيهآ تنفـخ هوآ مطيره عيونهآ للسقف تحآول تتمآسك لآ تبدآ بكـي من جديـد

وآئل بإستفهآم: ميسم وش فيك !!
ضيقت عيونهآ بعد مآسآلت دموعهآ بإستسلآم مره ثآنيه مقطبه ملآمحهآ بحزن وإنكسآر: دآآآ .. دآآريــ .. دآآريــن .. دآآرين قهرتنــي .. قهرتنــي وحسرتنــيييييييي - شددت على اليآء الأخيره وهي تنتحـب -
وآئل بسرعه يوقفهآ: بــسسس خلآآآآص خلاآآآص إهدي ميسم .. لآ تبكـين .. أنآ مو فآهم الموضوع بـ الضبط .. بس لآ تبكيـن .. لآتبكيـن

وقف وحركهآ جهة الصآلون بـ الزآويه وجلس قبآلهآ على الكنبـه .. ثبتت عيونهآ عليـه وبـ المقآبل هزّ رآسـه بـ الإيجآب يحثهآ تكمّل كلآم ..


ميسم: فــرآآ .. فـرآآس ..
غموض وآئل عيونه بثبآت لثوآني يستوعب الموضوع بس مآفهـم !

ميسم بحده: جآيه تقهرني وتحسرني بخطيبـي .. خطيبـي إللي مآآت .. فـرآآس .. فرآس المآلكي .. أخذت مكآني بعيلـة المآلكي لإبن منهـم .. مكآآآنـــي .. - صآرت تنتحب من جديد - مكــآآني .. بـ البيت بتآآآخــــذه .. جنآآح فرآس بيصير لهـآ .. مآرح تغيره .. أنآآ أنآ إللي مجهزتـه لنفسـي .. الأرض والسقـف والجدرآن .. الديكور والأثآث .. بتجلس على صآلوني .. بتنآم على سريري .. بستخدم حمآمـي
هــذآ كلـــــــــه لـــي .. لــي أنــآآآ .. أنآ وفـرآآس .. مو لهـآ .. ولآ لرآئـف .. ولآ لأي أحــد .. لييـــش .. ليييييييـــــش !! ليــش كذآ يصير معــي يآآربيييييــه لييييــش - غطت وجههآ بيديهآ وهي تبكـي وتنتحـب بمرآره في حآلة شبـة إنهيآر ..


كلآمهآ كآن مثـل سطـل المويـه البآرده عليـه بلحظـة .. تمتم بخآطره بعدم تصديق للي سمعه منهآ وعيونه معلقـه عليهآ بضيآع وهي تبكـي " فــرآس !! خطيبهــآ !! تبكـي عليـه للحيـن ولحآيتهـآ إللي كآنت بتكـون !! كمّ مرّ ؟! سنتيـن .. هذآ كله لك يآميسم ! لك إنتي وفرآس ! وش إللي لك بـ الضبط !! حآسـه بقهـر .. بحسـره .. بوجــع .. عليــه !! وإللي فآت وجمعنـآ ؟! مآهوب شرعي ولآ مفروض بس حقيقـي .. إحسآس حقيقـي وصآدق .. وآجهت أهلـي كلهـم .. لأجلك وأجل إحسآسي تجآهك وإحسآسك تجآهـي والحين انتـي .............. !!!

وقف وهو يحس بـ العبره خآنقتـه .. فك زرين من أزرآر ثوبـه علّـه يقدر يتنفـس ..
توه بيقفـي عنهآ إلآ ومسكته من يده بقوه موقفتـه قبل يبتعد ..
أحنت رآسهآ والصقت جبينهآ بظهر يده إللي مآسكتهآ .. حسّ بدموعهآ الحآره على يده .. حآول يبعد يده من بين يدينهآ إلآ إنهآ منعته مشدده عليهآ أكثر ..

همست بترجـي بنبره مبحوحـه وكلمآت متقطعـه من بين بكآهآ: لآآآآ .. لآآآ تتركنـي وآئـل .. لآ تتركنـي طلبتـك .. أبيــك .. أبيك وإن مآكنت تبينـي إلآ شفقـه علـيّ أبيــــــك .. موآآفقــه .. موآفقــه أتزوجــك .. لآ تردنـي الحيـن وتتخلّـى عنّـي .. لآآآآآآآآهـــ



======
-----------
======



نهآية الفصل الثآني عشر

<<قرآءة ممتعـه إنشآلله
بـ إنتظآر توقعآتكـم ..
دمتـــم بـ العآفيــه

:::

حلم الحياه 11-08-16 10:15 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الثآلث عشر

اللهمّ ألهمني السكينـه لتقبل الأشيآء التي لآ أستطيـع تغييرهآ ..
والشجآعه لتغيير الأشيآء التي أستطيـع تغييرهآ ..
والحكمه لكي أعرف الفرق بينهمآ !

/
/


وقف آدم مبتسـم بإنكسـآر وببآله ألف تسآؤل " لهآلدرجـه شآيفهآ رخيصـه .. مرخصهآ لخويّك .. مجرد آدآه أمتع فيهآ نفسي .. أمآ غير كذآ وأكثر من كذآ لآآ ! ودآمك شآيل كلّ هآلتحقير بخآطرك لهآ ليش تعآملهآ بهآلمسئوليـه والإلتزآم !! ليش مره شآغل بآلك عليهآ وش تسوي وين تروح .. تدلّ شيّ بهآلدنيآ ولآ مآتدل .. خلهآ تروح توقف تعرض نفسهآ على رصيف من الأرصفـه وتبيـع جسمهآ مقآبل كمّ دولآر .. يسكنّهآ .. يأكلهآ ويشربهآ .. منهآ بحآجتك كنك مآتشوفهآ غير بهآلشكـل .. لآآآ والأدهـى مآتقربهآ غير بمزآجك .. وقت مآكيفك يجيبك لهآ .. ليش ذآك اليوم كآنت بحضنك بهآلوضع الحميم دآمك مره منقرف منهآ !!! ويلك يآنجـم من نفسك ويلك "

دفـه نجم من كتفه الأيمن مبتسم: إعتبرهــآ هديّـه مني لـك .. شيّ يطري القعـده - غمز له -
إبتسم آدم بإنكسآر ومآسرع مآختفت هآلإبتسآمه بأسى فـ ملآمحه .. هزّ رآسه بـ الموآفقه وبدآخله ألف إحسآس وإحسآس تجآه هآلمسكينـه ليـلآ وإيش إللي رح يقوله لهـآ .. " إنسـي هآلنجــم .. إنسيــه بـ المــره .. هذآ ميـــؤوووس منـــه "

فتح نجم البآب وبعدهآ الإبتسآمه العريضـه شآقـه ملمحـه الجـذآب برآحـه بعد مآرخت أعصآبـه وهدت نفسـه .. قدر يقنـع آدم فعلاً بآللي يبيـه .. إنه يوصل له ابشع فكره سلبيـه عن ليلآ وإللي كلّ مآرح يقرب منهآ رحّ يتذكرهآ .. وهآلشيّ كفيل إنه يدمر أيّ إنجذآب نآحيتهآ ..

تبدلت هآلإبتسآمـه تو مآفتح البآب .. تقطبت ملآمحه بصدمــه - همـس بخفـوت - : ليــــلآ

أول مآسمـع آدم إسمهـآ إلتفت ورآه للبـآب ومآقلت صدمتـه بشـيّ عن صدمـة نجـم .. برق عيونه بنظره ثآبته مركزه عليهآ وهو يحرك شفتيه بـ إسمهآ: ليـــــــــلآ !!!!!


رجعت خطوتين لورآ لمآ قرب نجم عليهآ والقلق قد تمكن من ملآمحه .. بينمآ آدم وإللي كآن يجر رجوله جـرّ بتثآقل مشى صوبهآ ووقف جمب نجم ..
رفعت عيونهآ المدمعه لثنينآتهم مبتسمه غصباً عنهآ وهي تحسّ روحهآ بحلقهآ ورجولهآ مآعآد تشيلهآ ..
نجم بترقب فـ نظرة عيونه للي رح تقوله من بعد سؤآله: شلـون دخلتـي ؟!! ومن متى وإنتي هنـآ ؟!!

إبتسمت وهي تأشر على آدم بعيونهآ: هــذآآآ - على آدم - نسى يقفل البآب ..
مدت الصينيه لـ نجم .. كآن عليهآ صحنين
كملت ليلآ بإبتسآمه: جبت الأكـل لـ آدم ومآكنت عآمله حسآبك تتعشى معنآ .. جبـت لك حقـي .. كلـوآ إنتو وأنآ بسويلي بعديـن ..

أخذ منهآ آدم الصينيه بسرعه بعد مآطول نجـم متنـح وهو يشوف الصحون بـ الصينيه ويدينه بجيوبه .. نزلهآ للأرض وقرب منهآ مآسكهآ من كوعهآ الأيسر وهمس: ليلآ أبيك .. تعآلي


رفعت رآسهآ له بسبب فرق الطول الوآضح بينآتهم: آممم معليش آدم مو الحين .. بخليكم تآكلون قبل يبرد .. نتكلم بكرآ هآآ - رفعت له حآجب وآحد بإبتسآمه بريئه مشآغبه -
أطبق آدم شفتيه بأسى .. مآخفى عنه نظرة الحزن بعيونهآ المدمعه وآضـح إن كل إللي سمعه من نجـم هـي بعـد قد سمعتـه ..

ليلآ: عشآن أنآ بعد أبيك بشـيّ .. يلآ تصبحون على خيـر ..
مآنتظرت أي ردّ منهم لأنهآ عطتهم ظهرهآ بسرعه وأول مآ أقفت عنهم أطبقت شفتيهآ بقوه تمنع تصآك أسنآنهآ المرتجفه .. مشدده قبضة يدينهآ الثنتين .. مغمضه عيونهآ بـ ألــم .. نزلت دمعـه من كلّ عيـن مآقد حست بحرآره أشد من حرآرتهم على خديهآ لحد مآدخلت شقتهآ مقفله البآب الفآصل ورآهآ ..

وصلت لحد المشرب وحست خلآآآآآآآآص .. لهنآ ومآعآدت رجولهآ تشيلهآ ..
ارتمت ع الأرض بطولهآ جمب كرسي من كرآسي المشرب متمسكه فـ قآعدته الألمونتآل الدورآنيه بيدهآ المرتجفـه ..


مآنزل من دموعهآ غير دمعتين .. صدمـة إللي سمعتـه كآنت أكبر .. أكبر من أي إحسآس بـ الوجـع .. أكبر من أي إنفعآل تقدر تحرر فيـه هآللي تحسـه ..
أملهآ بـ نجـم كآن ضئيـل .. بس آدم هو من ضخـم هآلأمل فيهآ .. بس مهمآ كآن أملهآ فيـه ضعيـف ويقينهآ بـ أنه بلآ رجــآ .. ميؤوس منه .. .. مآتوصـل لهآلدرجـه أبــــــدّ !
إهتز ذقنهآ برعشـه مبشره عن بوآدر بكـآ " شــروخك كثــرت يآنجــم وهآلمــره كســـر .. وإللي ينكســـر ........!!! "


======
-----------
======



وقف وحركهآ جهة الصآلون بـ الزآويه وجلس قبآلهآ على الكنبـه .. ثبتت عيونهآ عليـه وبـ المقآبل هزّ رآسـه بـ الإيجآب يحثهآ تكمّل كلآم ..

ميسم: فــرآآ .. فـرآآس ..
غمض وآئل عيونه بثبآت لثوآني يستوعب الموضوع بس مآفهـم !
ميسم بحده: جآيه تقهرني وتحسرني بخطيبـي .. خطيبـي إللي مآآت .. فـرآآس .. فرآس المآلكي .. أخذت مكآني بعيلـة المآلكي لإبن منهـم .. مكآآآنـــي .. - صآرت تنتحب من جديد - مكــآآني .. بـ البيت بتآآآخــــذه .. جنآآح فرآس بيصير لهـآ .. مآرح تغيره .. أنآآ أنآ إللي مجهزتـه لنفسـي .. الأرض والسقـف والجدرآن .. الديكور والأثآث .. بتجلس على صآلوني .. بتنآم على سريري .. بستخدم حمآمـي
هــذآ كلـــــــــه لـــي .. لــي أنــآآآ .. أنآ وفـرآآس .. مو لهـآ .. ولآ لرآئـف .. ولآ لأي أحــد .. لييـــش .. ليييييييـــــش !! ليــش كذآ يصير معــي يآآربيييييــه لييييــش - غطت وجههآ بيديهآ وهي تبكـي وتنتحـب بمرآره في حآلة شبـة إنهيآر ..

كلآمهآ كآن مثـل سطـل المويـه البآرده عليـه بلحظـة .. تمتم بخآطره بعدم تصديق للي سمعه منهآ وعيونه معلقـه عليهآ بضيآع وهي تبكـي " فــرآس !! خطيبهــآ !! تبكـي عليـه للحيـن ولحآيتهـآ إللي كآنت بتكـون !! كمّ مرّ ؟! سنتيـن .. هذآ كله لك يآميسم ! لك إنتي وفرآس ! وش إللي لك بـ الضبط !! حآسـه بقهـر .. بحسـره .. بوجــع .. عليــه !! وإللي فآت وجمعنـآ ؟! مآهوب شرعي ولآ مفروض بس حقيقـي .. إحسآس حقيقـي وصآدق .. وآجهت أهلـي كلهـم .. لأجلك وأجل إحسآسي تجآهك وإحسآسك تجآهـي والحين انتـي .............. !!!


وقف وهو يحس بـ العبره خآنقتـه .. فك زرين من أزرآر ثوبـه علّـه يقدر يتنفـس ..
توه بيقفـي عنهآ إلآ ومسكته من يده بقوه موقفتـه قبل يبتعد ..
أحنت رآسهآ والصقت جبينهآ بظهر يده إللي مآسكتهآ .. حسّ بدموعهآ الحآره على يده .. حآول يبعد يده من بين يدينهآ إلآ إنهآ منعته مشدده عليهآ أكثر ..


همست بترجـي بنبره مبحوحـه وكلمآت متقطعـه من بين بكآهآ: لآآآآ .. لآآآ تتركنـي وآئـل .. لآ تتركنـي طلبتـك .. أبيــك .. أبيك وإن مآكنت تبينـي إلآ شفقـه علـيّ أبيــــــك .. موآآفقــه .. موآفقــه أتزوجــك .. لآ تردنـي الحيـن وتتخلّـى عنّـي .. لآآآآآآآآهـــ


أبيــك .. أبيك وإن مآكنت تبينـي إلآ شفقـه علـيّ أبيــــــك ..
أبيــك .. أبيك وإن مآكنت تبينـي إلآ شفقـه علـيّ أبيــــــك ..
أبيــك .. أبيك وإن مآكنت تبينـي إلآ شفقـه علـيّ أبيــــــك ..


تم على وضعه سآكن مآغير يحسّ بدموعهآ الحآره وأنفآسهآ الملتهبه على يده بينمآ على مسمعه يتردد صدى كلآمهآ " موآفقه تتزوجني !! أبيهآ شفقـه !! "
لف عليهآ منزل رآسه يشوفهآ يوم فكت يدهآ من يده بهدوء وصآرت تمسح دموعهآ ..
كآنت حركتهآ متوتره برمشة عيونهآ المحمره من بكآهآ الحآد ورجفة يدهآ وهي تمسح دموعهآ ومخآطهآ السآيل وإنتفآضة صدرهآ المتتآليه ..


كملت ميسم بطريقه متقطعه لكلآمهآ من أثر بكآهآ وإنتفآضة صدرهآ إللي تتقطع معه كلمآتهآ: أمـس .. سمعتك أمس .. سمعت كلآمك مع .. مــع .. مـع عمـي محصـن .. ووو .. وخآآلتـي .. خآلتي مزنـه .. وجدتـي ..
سألت هلك تتزوجنـي .. تبينـي شفقـه على حآلي .. وأنآ موآفقـه .. هذآني آقولك الحين موآفقـه
مآقدر شيّ يتغير بملآمحه الجآمده من صدمته من وقع هآلكلآم إللي يسمعه منهآ !
ضيق عيونه بحده معقد حآجبيه بإستنكآر بينمآ حركت ميسم رآسها بـ النفي بعيون بآئسـه مدمعه - همست بوهن - : ليش مآتـردّ عليّ وآئـل ؟!! ليــــــــــش !

صآحت بإسمه في حآلة شبه إنهيآر وهي تضرب عجلآت كرسيهآ بيديهآ على الجآنبين: لآآ تنآظــرني كذآآ ولآ تعآملنــي كـذآ وآلله مآآآآعــــــــآآآد فينـــي خــلآآآآآآآص .. خلآص وآلله مآعآآد فينـي يآنآآآس مآعآد فيني أتحمل أكثر .. لآ تخلينـي يآوآئـل .. لآ تخلينــــــي

.......: هـــــــه
كآن هذآ رده ! ضحكـة إستخفآف مقطوعه .. بآرده !
سكنت حركتهآ رآفعه له رآسها تنآطره بإنكسـآر بينمآ هو كآن يهز رآسه بـ النفي رآصّ بأسنآنه على شفته السفلـى بقهـر ..

ثبتت عيونه عليهآ بنظره حآده أتبعهآ بنبره جآده حآزمه: منك بحآجة شفقتي عليك يآميسم .. منك بحآجة شفقـه أي أحد عليك .. منك بحآجة حُـبّ .. عطــف .. أو إهتمآم ..
إنتي قآدره تحبيـن ؟! تهتميـن ؟! تغآريـن ؟! تصيحيـن ؟! تبكيـن ؟!
إذاً إنتي قآدره تكفين نفسك .. بس الحقيقـه إنك ضعيفـه .. وقليلـه حيلـه .. ضعفك وقلـة حيلتك هذي لآتحسبين إن وضعك هذآ وجلستك على هآلكرسي هو السبب فيه لآآآآ .. ضعفك هذآ - رفع قبضته لصدره ودق عليه بقوه - ضعفك هذآ هنـآ .. بدآآخلك
ليش هآللي توك وقلتيه لي مآقلتيه لدآرين قبل تطلع وتخليك ؟! ليش مآصحتي بوجههآ ؟! ليش مآسبيتيهآ ؟! ليش مآرفعتي يدك وصفعتيهـآ كنهآ مغير جآيه تقهرك وتحسرك بآللي كآن بيوم ملكك وبعدك تحسبين إنه ملكك !


ليش مآتصيحين علي ! ليش مآتسبينـي كنك سمعتي كلآمي أمس مع هلـي وإني مآ أبيك غير شفقـه ؟! ليش ترضين هآلشي لنفسك ؟! ليش مآتصيحين على أبوك وتطآلبين بحقوقك كنك بنت لـه مثل بآقي عيآله من زوجتـه الثآنيـه ! مغيـر تبكبكيــن أربع وعشرين سآعه ومحدن دآري عنك ..
تبين أشفق عليك ؟! تبيـن عطفـي وحُبـي ؟! تبيـن إهتمآمـي ؟!
هز رآسه بـ آلنفي: لآآآ .. آسـف يآبنت عمـي .. مآلك عندي شـيّ !


أفرغ مآبجوفه من قهـر منهآ على حآلهآ وضعفهآ وإستقلآلهآ بنفسهآ وتركهـــآ قبل تنطـق شفتيهآ المرتجفـه بكلمـه !
أقفى عنهآ بسرعه قبل حتى تتدآرك هي حقيقة عدم وجوده الحين قدآمهآ !
تحركت شفتيهآ بإسمـه هآمسه " وآئـل "
صآحت بعدهآ بهستيريآ تستوقفـه وهي في حآلة إنهيآر نفسـي تــــــــآم: وآآآآآآآآآئــــــــــــــــل .. وآآآآآآآئــ ........
بس جرحـه كآن أعمـق من إنه يحنّ ويضعـف لبكآهآ المتعـب وترجيهـآ البآئـــس !


======
-----------
======


======
-----------
======

بـ صبآح نيويوركـ
توقف صوت عجلآت شنطتهآ على الأسفلت أول مآتوقفت هي بإنكسآر قدآم سلآلم المدخل للبيت الخشبي الأبيض ..
تمت عيونهآ معلقه على البآب مآسرع مآغمضتهآ بقوه وهي تحس بوحشه وإنقبآضه بقلبهآ وأحشآئهآ إللي انكمشت ..
سكن المكآن وأظلم وهم بعدهم ببكرة الصبآح .. مو هذآ هو نفسه البيت إللي تركته من كمّ شهر بس .. كل شي ذبل وإنطفى ..


نآظرت بـ الحشآئش الجآفه المهمله بأرضية الحديقه على جآنبي البيت وقبآله .. أطبقت شفتيهآ بأسى ثم رفعت شنطتهآ عن السلآلم لحد البآب الخشبي .. حتى حلقـة الورد الطبيعي إللي دوم معلقه على البآب حول العين السحريه جفـت وآنصبغت بـ اللون الترآبي ذآبلـه وهشـه .. أول مآ لمستهآ تهشمت بين أصآبعهآ الصغيره !
عضت على شفتهآ السفلى بوهن وتنهدت بعدهآ بقلة حيله وهي تحرك أكرة البآب ..
أول مآفتحت البآب بهدوء وتحركت أصآبعهآ على قبس النور جمب البآب - همست بعدم تصديق - : wt da hell is daaat !
(مآهذآ بحق الجحيم ! )
كآنت هذي هي الجمله إللي تمتمت فيهآ بصدمه من شكل الصآله ..


تقطبت ملامحها حاطه يدهآ على فمهآ وأنفهآ بتقزز وإشمئزآز من هالريحه اللي تشمها !
بقآيآ الأكل بكل مكآن .. وأثآر ترجيـع الأكـل والمشروب .. ريحـة بول وبرآز مآليـه المكآن !!
ركنت شنطتهآ جمب البآب ورجعت فتحته لآآآآخره تهوي البيت ..
جرت على الشبآبيك تفتحهآ بعد مآرفعت الستآير الورقيه الخفيفه عنهآ وبعدهآ يدهآ فوق فمهآ وأنفهآ متكممـه: وينك جوزيف !! وش اللي صارلك !! مستحيل تكون عايش بهالمكان وهو كذا مستحيــ .........
التفتت برعب ورآهآ قآطعه كلآمهآ بعد مآحست بوجود شيّ ..
برقت عيونهآ بصدمــــــه ومآسرع مآهدت ردة فعلهآ المفزوعه لإبتسآمه: youuuuuu !!!
(أنـــــــــــــــــت !!!)


مدت ذرآعينهآ فآرده كفيهآ تحثه يقرب عليهآ ,, بينمآ هو جرى عليهآ مآدد لسآنه مطلعه برآ فمه وصآر يلعق لهآ يدينهآ ويلف حولهآ ويطلع من بين رجولهآ ..
ليلآبـ إبتسآمه وهي تتحسس فروتة البنيـه الكثيفه النآعمه: (أوه شيكــس ، ظننت أنك مِـتّ !! إشتقت إليك كثيــــــراً)
نزلت للأرض على ركبتيهآ وضمته .. مآ أمدآهآ إلآ وبعدت عنه بسرعه بملآمح نآفره: (أوووففف شيكـس .. يآ الهي رآئحتك كريهه للغآيه .. أوفف إبتعــد)
مآكآن له أيّ ردّ فعل غير رمشة عيونه المتتآليه .. خللت أصآبعه بفروة رآسه البنيـه مبتسمـه: (إشتقت لك كثيراً أيهآ الكلب الوسيم .. ولكن أتعلم الآن .. سنبدأ حملة التنظيـف فـ المكآن قذر جداً .. وأنت أيضاً قذر)


نآظرت بسآعة معصمهآ السودآء الرفيعه كآنت 9 إلآ ثلث الصبح ..
وقفت متخصره وصآرت تمسح المكآن حولهآ بنظرة تحديّ ومآسرع مآتبدلت هآلنظره لإحبآط وهي مدنقه جسمهآ وبعدهآ متخصره: آآآآآآخخ وش هآلقذآآره .. من وين أبدأ آآآآآآهي مآ أعرف أنظف
نآظرت بـ الكلب شكس إللي كآنت عيونه معلقه عليها بنظره فآرغه !
ليلآ بحده: لآآء أعرف أنظـف - وهنت نبرتهآ - : بس مآآآآآآ أحب أنظــف .. أووووووف - رمت نفسهآ ع الكنبه الإسفنجيه البنيّـه القآتمـه ..

تمتمت بهمس: لو نجم معي كآن سآعدنـي أكيد
تبسمت وهي تتخيل شكله ينظـف .. مآتمت إلآ ووسعت إبتسآمتهآ أكثر وألمعت عيونهآ بمجرد مآتخيلت شكلـه هنـآ أصلاً قبل حتى يبدآ تنظيـف وهآلمكآن بهآلقذآره وهآلريحـه " هههههههه أصلاً مآكآن دقّ رجله بـ البيت .. موسوس تعقيم ونظآفـه وترتيب "

تبدلت إبتسآمتهآ لإنكسآر ثم غطت وجههآ بكفيهآ وهي تنفخ هوآ وتهز رآسهآ بـ النفـي في محآوله منهآ تطرده من بآلهآ ومآتفكر فيـه !
وقفت بسرعه من الكنبه بعد مآدقت الأرض بقوه برجلهآ اليمنى: This is a new life, new me
(حيآه جديده , ليلآ جديــده)
رجعت ونآظرت بـ المكآن حولهآ مره ثآنيه وهمست بقلق: بس وينك ياجوزيــف ؟!!

خلعت الجآكيت الجينز والإيشآرب الأصفر الملفوف حول رقبتهآ ورمتهم ع الكنبه ..
توجهت للغرفه الصغيره الملحقه بـ المطبخ إللي كآن مطـلّ على الصآله وطلعت منهآ كلّ أدوآت التنظيـف ..
بدت تنفض الترآب من على الستآير وتشيل بيوت العنآكب المنسوجه بزوآيآ البيت من الدور الأول علوي المكون من غرف النوم نزولاً للدور الأرضي .. الصآلـه والمطبـخ !


======
-----------
======


6 المغـرب ..
بـ شقة كآمل الشرقآوي
سحب له كرسي من الكرآسي الـ 4 المحآوطه للطآوله الرخآميه بوسط المطبخ ... مستند بأكوآعه عليهآ .. وذقنه مسنده على يدينه المشبكه ببعـض ..
تمت عيونه تتآبع أمه وهي مشغوله بمعجنآتهآ ..
دخلت الصينيه بـ الفرن وسكرت بآبه .. نآظرت فيه نظره موجه للفرن سرحآن بنظرت إنكسآر حزينه ..
قربت منه مقطبه ملآمحهآ بقلق: عُمـــر !
عُمر: .........
أمه: عُمـــــــر !!


تحرك جفنيه بغمضه سريعه توه ينتبـه: هــآآ
تركت المآسكه الإسفنجيه من يدهآ وقربت للطآوله سآحبه لهآ الكرسي المقآبل لكرسيه - سألت بإهتمآم - : بعدهآ على وضعهـآ ؟!
حرك رآسه بـ الإيجآب مطبق شفتيه بأسى .. تنهد بعدهآ تنهيده مسموعه عن قلـة حيلتـه
أمه: لآزم تطلـق منـه
رفع نظره لهآ بدون ردّ !
أمه: مقدر أشوف بنتي كذآ .. مغصوبه على شي رآفضته ومآتبغآه .. صآر لهآ خمسطآش يوم مآنطقت بحرف .. ضعفت أكلتهآ ومسكهآ المرض مآخلاّهـآ
عُمر بهمس: مع من تحكين !! رآئـــف !


أمه بتأكيد: وإللي جآبوه .. مقدر أخلّي بنتي كذآ .. مقدر .. هذآ غير أبوك .. مدري وش إللي يفكر فيه رجع يدآوم مره ثآنيه .. رجع يدآم موظف مثله مثل غيره بعدمآ كآن صآحب ملك .. حسبي الله على مآفينآ من قهر وحرقة قلب ودمّ !
ضمّ وجهه بين كفوفه وهو ينفخ هوآ .. وقف بعدهآ بتثآقل
رفعت أمه رآسهآ له بإستفهآم ..
عُمر: بروح الصيدليه
أمه بنبره وآهنه أشبه بـ الهمس: دوآ من جديـد !
إكتفى عُمر بهزة كتوفـه وشفتيه المطبقـه بأسى وقلة حيله
أمه: لمتى بتظل تعطيها فـ حبوب وإبـر ومآفي فآيده !


======
-----------
======


بنفس التوقيـت ..

طلع من الحمآم " بـ الكرآمه " بعد مآ أخذ له شآور سريـع .. ينشف وجهه بـ المنشفه الصغيره وهو يتحلطم بقهر: طيب يآنجـم الكلـب .. الحين أنآ تآرك هنآ وجآيك تردني مكآن مآجيت .. مآغير إسبوعين لي هنآك آآخ يآخسآرة التذكره ! .. لآ وبعد دفعنآ دبـل تذكرة الرجوع بسبة هآلسفره المفآجئه .. آآآخ ضآعت فلوسي كلهآ تذآكر سفر حسبي الله عليك يآلنذل

كآنت تتآبعه من أول مآطلع من الحمآم لآفف البشكير الأبيض على وسطه مغطـى نصف جسمه السفلـي وقطرآت المويه تتسآقط من شعره الطويل وتلمـع على ظهره العآري

مشت بخطوآت هآديه لحد مآوصلت عنده موقفه ورآه وهو قبآل سريره يدعبس بملآبسه إللي بشنطتـه المفتوحـه

ضمته محآوطه ذرآعيهآ حول وسطـه ملصقه خدهآ الأيمن بظهره المبلل .. ومآسرع مآنتفض جسمه برعب من حركتهآ والتفت عليهآ بسرعه مبرق عيونه بفزع ..
تبدلت أمآكنهم وصآرت هي رجولهآ ملصقه بـ السرير وهو قبآلهآ
رفعت حآجب وآحد بإستغرآب: غريبه يعني كل ذآ ومآلآحظت وجودي بـ الغرفه !! ليش بعدهآ مآوصلت ريحة عطري !!


إلتفت ورآه على بآب غرفته وهو يبلع ريقـه بتوتر ورجع نآظرهآ بحده .. من بين أسنآنه وهو يصرّ عليهآ: إنتي وش إللي تسوينه هنآ !! بسّـآم موجود بـ البيت تونـي شآيفـه قبل لآأطلـع
مدت شفتيهآ لقدآم مبوزه بإصطنآع: وهذآ كل إللي هآمك الحين .. بسّآم موجود !! هذآ بدآل مآتوريني آشكثر اشتقتلـي !

مسكهآ من ذرآعهآ يجرهآ صوب البآب بنفآذ صبر: هذآ ان كنت إشتقتلك أصلاً
نفضت ذرآعهآ بحده من قبضته وصآرت تتحسسهآ بألم فـ ملآمحهآ: آآآدم آشفيك إنت تجرني بقوه كذآ !
حطت يدينهآ الثنتين على بطنهآ وعلى وجههآ إبتسآمه دلع هآديه: ترآ مو زين ع البيبـي
ضيق عيونه بحده لحد مآختفوآ وهمس: إيـــش !!!
عطته ظهرهآ بسرعه قبل تشوف ردة فعله بملآمحه وجسلت على السرير حآطه رجل على رجل وصآرت تدور بـ الشنطه في محآوله منهآ تسفهــه عمداً وهي تدور بـ الملآبس: أنآ الحين يآروحي بطلـع لك ملآبسك


رفعت نظرهآ له رآمقته بنظره الإغرآء الخبيثه إللي يدل مغزآهآ زين وهمسـت: وأنآآآآ إللي رح ألبســك
غطى عيونه بكفه الأيمن مطبق شفتيه رآصّ على أسنآنه بقوه في محآوله منه للسيطره على نفسه .. بينمآ هي كآنت تنآظره من تحت لتحت بإبتسآمه لعآنـه
آدم بهدوء: نآهد إنتي مجنونه ؟!
كمل بحده: إسمعي يآمـرآ .. قسم بـ الله إن مآنزل هآللي ببطنك وبإرآدتك أنآ إللي بنزله .. وغصبـــاً عنــك
نآهد وهي تنآظر بـ التيشيرت القطني الأحمر بيدهآ اليمين والثآني أبيض بيدهآ اليسآر: وش رآيك !! هذآ !! أو هـذآ !! وش تلبـس !
آدم: نآهد أنآ أكلمك !
لوت فمهآ لليمين وعيونهآ ع الملآبس الثآنيه بـ الشنطه: بس هآلملآبس كلهآ مصفطـه يبيلهآ كوي مره ثآنيه


عطآهآ ظهره متخصر رآفع رآسه للسقـف رآصّ بلسآنه على شفته السفلـى .. هو بـ العآده كتوم بـ إنفعآلآته وبآرد لأقصى الحدود وكن في أحد يملك من صبر أيوب شيّ فهـو آدم أكيـد .. بس مو معقولـه إستفزآزهآ له بهآلشكل !
التفت عليهآ والشرر يتطآير من عيونه الحين بيعرف شلون ينزل هآللي ببطنهآ وبطريقته .. فضيحـه الحين أخفّ من الثآنيه بعديـن !

كآنت مقطبه حآجبيهآ بحده وهي تشمّ الشآل إللي بين قبضتهآ ..
رفعت رآسهآ له رآمقته بنظره حآده ووقفت بعدهآ بعصبيه وهي تسأله: حـق مين هــذآآ ؟!!
ضيق عيونه وهو يشوف الشآل الشيفون بنقشة التآيجر بين يديهآ " هذآ من وين طلـع الحيــن !! " .. سحبـه بسرعه من يدهآ: إطلعـي برآ يآنآهد أحسن الحيـن
نآهد بعصبيـه: حــق مين هــــذآآ ؟!!
فرد ذرآعه الأيسر مأشر لهآ بسبآبته صوب البآب تطلـع برآ بدون مآيتكلم ..
صآحت بأعلـى مآعندهآ وقد إحمرت عيونهآ وطق لهآ عرق بجبينهآ .. برز من عصبيتهآ: حـــــــــــــــق ميـــــــــــن هـــــــــــــذآآآآآآآآآآآ


برق عيونه بصدمه " وش تسوي هآلمجنونه الحين بتفضحنآ " .. توجـه للبآب بخطوآت سريعه فتحه فتحه مخرج منهآ رآسه وتم ينآظر يمين الممر ويسآره يتأكد من وجود أحد أو لآ وبعدهآ سكر البآب: صدق إنك جنيتي .. وش قصتك إنتي .. وش إللي تبيه ! ووش قصدك من ورآ هآلصيآح !!
نآهد بهدوء وهي ترص على أسنآنهآ: حق مين هآلشآل ؟

آدم بنفآذ صبر: حقـي .. هديتي كذآ وآرتحتي !! وآلحين إطلعي برآ قبل تصير فضيحـه
نآهد: أنآ إللي بسوي هآلفضيحه إذآ مآقلت لي حق مين هآلشآل وإيش إللي جآبه عندك !!
اردفت بعيون مدمعه وذقن مرتجف إرتجف معه نبرتهآ البآكيه: آدم .. آدم هذآ مو لك .. هذآ شآل حريمي .. وفيه عطر حريمي قوي بعـد .. حق مين هآلشآل آدم .. - صآحت بهستيريآ - حـــــــــــق مين هآلشـــآآآآآآآل !!!


توجه صوبهآ زآفر نفس عميق .. رفع كتوفه بمعنى إنه مآيدري وهمس: مدري حق ميـن !
عقدت حآجبيهآ مضيقه عيونهآ بإستنكآر !
لحقهآ وكمل: مدري يمكنه يخص نجــم خويي
نآهد بإستهزآء: وآلله !! تلعب علي إنت !! أقولك هذآ شآل حريمـي وفآيحه منه ريحـة عطر حريمـي تقول لي نجــم !!!
آدم: وشدرآني أنآ !! نجم بـ أمريكآ وتدرين شلون هنآك بنت نآزله والثآنيه طآلعه .. يمكنه حق وحده من البنآت إللي يعرفهم وحطـه بـ بشنطتي بـ الغلط أو أنآ إللي حطيته بنفسي بدون قصد .. إنّـآ ردينآ للسعوديه فجأه


زمت شفتيهآ لآويه فمهآ لليمين زفرت نفس مسموع من أنفهآ وكنهآ الحين جدّ صدقت كلآمه ..
همست نآهد: طيب علمني هآلبنآت عنـ .......
لحقهآ قبل تكمل كلآمهآ مقآطعهآ بسرعه: لآآآآآ لاآآآ .. مآقربت لبنت وأنآ أقصملك بربـي ..مآصآر هآللي تفكرين فيه أبدّ
قربت منه مبتسمه رآفعه نفسهآ على أطرآف رجولهآ حتى توصله .. لفت يدينهآ حول رقبته وهي ترمش له بنظرة إغرآء: طيب أنآ آشتقتلك حييييييــل


نآظر الشآل بيده وآبتسم .. رفع بعدهآ ذقنهآ الصغير بسبابته اليمنى وطبـع بوسه خفيفـه على خدهآ اليسآر وهمـس: وآنتي بعـد .. بس مو الحيـن .. بسّـآم بـ البيت
إتسعت إبتسآمتهآ وهي تشوف آدم إللي تعرفـه: لآآآ توه طلـع من البيت قبل أجيك
بلع ريقه بهدوء " يآربي وآلحين شلون أفتك !! ": لآآآآ مو عشآن بسّآم .. أصلاً مآيهمني .. كم مره سوينآهآ وهو بـ البيت


ضحكت بدلع منزله رآسهآ للأرض بينمآ هو نفخ هوآ من فمه المضموم .. خلآص كل مدى يحسّ إنه يشمئز أكثر منهآ .. شلون هذي نآهد !! شلون هي لئيمـه وخبيثـه وهآلكثر غدآره !! وش إللي سحرني وجذبنـي لهآ !! الحين عرفـت .. خبثهآ هو مآطيحني فيهآ مو برآءتهآ مثلمآ ظنيت !
آدم: بس مو الحين .. عندي مشوآر مهم لآزم أروحه
فتحت فمهآ بإعترآض معقده حآجبيهآ: لآآآآآ توك رجعت .. من وين جآك هآلمشوآر !
آدم: وآلله غصباً عني بعد " إييييييه والله إنه غصب عني " مو بكيفـي .. بس بحآول أخلصه بسرعه وأرجـع .. أرجعــلك - غمز لهآ بإبتسآمه -

قربت منه مبتسمه مدنقه رآسهآ على صدره ثم خلته متوجهه صوب البآب بتطلـع بعد مآتركت أثـر أحمر شفآيفهآ بوسـط صدره !


هزّ رآسه بـ النفي مطبق شفتيه بقرف وصآر يمسح هآلأثر بطرف إبهآمه الأيمن: هــفففف وآلحين أي مشوآر هذآ إللي بروحه !! مآطلـع معـي حجـه غير هذي يعنـي !! يآليــــل الشقــى .. وش قلـة هآلرآحه !! آلله يآخذك يآنجم كلـه بسبتك .. وين أرووووح !!
رفع رآسه ينآظر بشنطتـه وزفر بعدهآ نفس مسموع بطفش - وجه كلآمه للشنطـه - وإنتـي بطلعيــن معي هآلمشوآآر .. شكلك بتكونين صديقتـي الجديده بحيآة التشرد .. بنرووح للإسترآحـه ..

أحنى جسمه وصآر يقلب بـ الملآبس يدور له شيّ وهو يحآكي خآطره " الإسترآحه !! يآطوول هآلمشوآر !! كل يوم بقضيهآ مشوره ريحه وجيّه من الإسترآحه لوسط البلد !! "
رفع رآسه مبرق عيونه وكنه تذكر شيّ " إييييييــه وآلله شلون غآب عني هآلشيّ !! شقـة رآآمــز مآغيرهــآ "

توّ مآتذكر شقـة رآمز إلآ وتطرآ ببآله .. هذيك الطويلـه بـ أول يوم يشوفها فيه عند مدخل العمآره .. اليوم إللي ظنت فيـه انه السوآق !
إبتسـم بهدوء على طآري ذكرآهآ .. همـس بإسمهــآ: وردهـ !
نآظر بـ الشآل مضيق عيونه .. هآلشآل إللي أخذه منهآ بآخر يوم لهـم بـ المطآر .. يوم فكـه من رقبتهآ ولفـه على معصمـه " وين كآن هآلشآل !! وآيش إللي جآبه بوسط الملآبس ! .. آمممم يمكنـي فكيته وحطيته بـ الشنطـه من ذآك اليوم .. وهذي هي شنطة السفر الوحيده لي "

قرب الشآل من أنفه وصآر يشمـه ثم بعده عن خشمـه مقطب حآجبيه .. مآيشـم شـيّ !!
رد يشمـه مره ثآنيـه بقـوه .. صحيح إن فيه ريحـة عطـر بس مو قويـه .. مو ذيك الريحه إللي تدلك كنهآ ريحة عطر حريمـي أو رجآلي


مد شفتيه لقدآم بإستفهآم: شلون الحريم يقدرون يميزون هآلروآئح !!
جلس على طرف سريره رآفع جوآله من على الكومدينه يدور إسمهآ بين الأسمآء: ورده ورده ورده ورده .. ورررررررده .. ورده .. هآآآ هذآ هوو .. ورده
إبتسم وهو ينآظر بإسمهآ ويتذكرهآ بـ الموآقف إللي جمعتهم وآشكثر حقد عليهآ يوم إنه ردّ للسعوديه ومآلقى أي صوره من الصور إللي صورهآ لهآ .. قد مسحت كلّ الصور
كمّ مرّ عليهم !! شهرين !! أو أكثر !! أو يمكن أقـل !! مآيدري شيّ عنهآ من آخر حوآر لهم بمطآر القآهره .. لآهو قد يجرب يتصل فيهآ ولآ هيّ قد جربت !

......: الرقم الذي تحآول الإتصآل به ......
نزل الجوآل يطآلعه بقلـة حيلـه ... مُغلــق أو غير مُتــآح !



يتبـــع ...

:::

حلم الحياه 11-08-16 10:38 PM

رد: العاطفه والجسد
 
-----------
======


بوآحد من استوديوهآت التصوير سحبت لهآ كرسي من ورآ الكآونتر وجلست عليه مسنده كوعهآ الأيسر على طآولة الكآونتر ومسنده رآسهآ على يدهآ .. بينمآ يدهآ اليمنى كآنت تقلب بصور الألبوم قدآمهآ ..

......: سرحآنه فـ إيـه ؟!
رفعت رآسهآ مبتسمه وهي تشوفه ينزل البومين ثآنيين فوق طآولة الكآونتر قدآمهآ ..
كريم " زميلهآ بـ الشغل " : الـ تلت ألبومآت دول معآد إستلآمهم النهرده .. دوري فـ السقـل على الوصولآت لأي حد هييـقـي يآخدهم


ورده وعيونهآ على الألبومآت: آممم آوكـي
كريم: أنآ دآخل أعدل الصور بتآعت جلسة إمبآرح .. العروسـه بتئولـي أنآ تخينه خلـي جسمـي رفيـع .. والعريس بيئول أنآ قصيـر وهي لبست كعب عآلي طلعت أطول مني .. خلينـي فـ الصور أطول منهآ .. وآللهي الوآحد مش عآرف الشغلآنه الهـمّ دي ! وآحد ودآنه (أذونه) كبيره يئولك صغرهآلي .. وحده شعرهآ إسود عوزآه أصفـر .. وآحد أصلـع يقوللك عآوز شعـر .. وحده عينيهآ بُنـي عوزآهآ خضـر .. هفففف شغلانه تقيب الفئر واللهي
ورده: هههههههه
كريم بلعآنه: إيه ! مفيش بوكيـه وردّ النهرده كمآن ؟
تـوّ مآقآل هآلكلمه الآ وعآمل التوصيل من محلّ الزهور وإللي إعتآدوآ يشوفونه كلّ يوم من اكثر من إسبوع ببوكيه ورد لـ ورده !
العآمل بـ إبتسآمه عريضه لورده إللي تعلقت عيونهآ عليه فآتحه فمهآ ببلآهه " واليوم بعد مرسل لي ورد ؟ "


رفع كريم حآجبيه مطبق شفتيه بـ إبتسآمه وهو يهز رآسه بـ النفي بينمآ بلعت ورده ريقهآ بإحرآج .. والحين صآرت حديث الموسم بـ الإستوديو ومآحد رحمهآ من التنقيـز بـ الريحه والجيّـه عن العلآقه الجديده إللي بدت فيهآ ومن الوآضح إنهآ علآقه رومآنسيه بـ رَجُـل مآيملّ من إرسآل الورود لهآ كل يـوم ؟!


وقعت ورده وصل الإستلآم بإبتسآمه متوتره لعآمل التوصيل إللي بدوره هو بعد قد تعود ع الوضـع !
ضمت البوكيه الملفوف بقطعه خيش بـ اللون الأحمر لصدرهآ وكنه طفل صغيـر وهي تتأمله بتفكير وأصآبعهآ الطوآل النحيفه تتحسس وريقآت وروده البلدي الفآيحه بريحه سآحره ..


نزلت البوكيه من يدهآ على الطآوله قدآمهآ ورجعت لوضعهآ مسنده رآسهآ على يدهآ سآحبه لهآ ألبوم من الألبومآت إللي حطهآ كريم قدآمهآ .. كآن ألبوم زفآف عروسيـن ..
بمجرد مآفتحت أول صوره إرتسمت إبتسآمه عريضـه على ملمحهآ الحآدّ .. كآنت العروس متقدمه العريـس وهو ورآهآ .. يده اليسرى حول خصرهآ ويده الثآنيه فوق يدهآ إللي كآنت متخصره فيهآ ومرجعـه رآسهآ لورآ .. طرف خشمهآ بـ طرف خشمـه تنآظره مبتسمـه .. " آشكثر لآيقين على بعـض .. وبآين إنهم مبسوطين .. شكلهم يحبون بعـض "


معقوله ممكن بيوم من الأيآم أكون دآخل إطآر صوره مثل هآلصوره ؟ بفستآن أبيض وتآج كريستآلي ؟ بـ إبتسآمه صآفيـه صآدقـه يدي مشبكـه بيديـن زوجي ؟ زوجي ! معقولـه يكون سنــد ؟ "
سحبت نفس عميق من فمهآ " من شهر قآل إنه معجب فينـي .. ومن خمسطآش يوم يفكر فينـي بطريقه جنونيـه .. من عشر أيآم وهو يرسل لي الورود كلّ يوم .. من إسبوع قآل أحبــك .. من يوميـن عرض عليّ الزوآج ! "


أطبقت شفتيهآ بيأس " بس ليش .. ليش مآتحرك فيني شيّ ؟ ولآآآآ شيّ ؟ مع إني جآلسه أعيش تجربه جديده بأحدآث رومآنسيه مآعمري قد عشت مثلهآ من قبل أو فكرت إنهآ حتى تصير معي بهآلشكل ! بس إحسآس الإنبهآر بهآ مؤقـت .. مآفكرت كثير بـ إعجآبه فيني .. ولآ ثآر إهتمآمي تفكيره فيني بطريقه هستيريه مثل مآوصفه .. مآهزتنـي كلمـة أحبـك ! .. مآعنت لي الورود أيّ شيّ ! والحقيقـه إني مآ أحب الورود أبـدّ ! أنآ وش فينـي ! وليش مآكون مثل بآقي البنآت ! هو يحآول جآهد يتقرب مني بأي شكل وصآبر بس مدري وش فينـي ! مع إني مآ أصـده وأتقبل منه هآلشيّ وأبـي هآلشيّ أحسـه معـه وأخوض فيـه معـه بس مدري بدآخلي وش إللي يمنعنـي ! وآحد مثلـه مآينقصه شيّ .. مثقـف ووسيـم من أصل عآيلـه سعوديه معروفـه ويآكثر مآيتمنوه البنآت وش إللي جذبـه لـي وبعده يجـذبـه لي برغم إن مآفيني شيّ مميز .. حتى وإن كآن فيه فأنآ مآ أحآول أبدّ إني أظهر هآلشيّ وأحآول أبهره ! - برقت عيونهآ بصدمـه - يمكن هذآ هو إللي يجذبـه !


زفرت نفس بقلة حيله " الموضوع مو مجرد إحسآس إعجآب أو كلمـة حُـبّ أو ورده حمـرآ .. الموضوع الحين صآر موضوع زوآج .. يعنـي مستقبـل .. إرتبآط شرعـي مقـدس لآخر يوم بعمري إن شآء ربـي .. آآآآخ وش أسوي ! ودي أتخلص من أسوء صفآتـي .. هآلتردد إللي بيذبحنـي .. بس لآزم قرآري يكون وآضح .. وآضح لي أنآ بـ الأول بعيد عن أي ضغط منه بكلآمه المعسول أو وروده الملونـه .. بعيد عن أي ضغط نفسي من أمي بإلحآحهآ المتوآصل ورغبتهآ إللي مآتملّ من إظهآرهآ لي إني أتـزوج ! "

ثبتت نظرة عيونهآ بإنتبآه كنهآ تذكرت شيّ " مآفـــــي غيــرهآ ... سفــرة السعوديـــه " !!


======
-----------
======


وقف شنطتـه جمبـه قبآل بآب شقتهـم مدنق رآسه يشوف الضوّ الخآفت من تحت عقب البآب .. يده اليسآر على وسطـه واليمين رآفعهآ للجرس ضآغط عليه بقوه وبشكل متوآصل .. من ورآ البآب وهو يسمع صوت أمـه ..

......: أيشــــآآآآآآه إفتحـي البآآب .. أيشــآآآه من ذآ إللي على البآب وصرعنــآ
رفع إبهآمه الأيمن من على الجرس أول مآنفتح البآب بوسعـه رآفـع رآسع بثقـل ونظرة الغضب بعيونه الحآده ترجمتهآ ملآمح الشرّ إللي متمكنه من تعآبير وجـهه بعـد إللي توه وعرفـه .
كآنت مبرقـه عيونهآ مآهيب مستوعبه حقيقة إن الشخص إللي قدآمها هو نفسه إللي مآشآفته من سِـتّ سنوآت !


تركته وآقف على البآب وجرت متلعثمه وهي تنآدي: مآآآآآمــــآآآآ .. مآآآمــآآآ
التفتت لهآمعصبه: أيشـآآ وش هآلصرعه وش فيك إنتي ومنهو إللي ع البآب ويدق الجرس كذآ
كآنت أيشآ تحرك شفتيها بتمتمه مو مفهومه وهي تأشر بأصآبع مرتجفه لبرآ المطبـخ ..
قطبت أم عُمر حآجبيهآ بضيق: إنتي شكلك خلآص مآعآد يجي منك أبرحلك لبلدك أحسن
حركت رآسهآ بـ النفي وطلعت للصآله وهي تعدل حجآبهآ وتكلم نفسهآ بنبره هآمسه مسموعه: ليش يدق الجرس بهآلشكل ! مو عآجبني عُمـر ولآ حركآته هآلأيآم مدرس وشـ ..........
.......: ولآ أنآ بعد عآجبتنـي حركآتـــه

رفعت رآسهآ ومآسرع مآتمكنت تعآبير الصدمـه من ملآمحـه المفزوعـه بعدم تصديــق !
تعلقت عيونهآ بعيونه وبثوآني كآنت الدموع متجمعه فيهـآ .. هذآ صدق !! حقيقـه !! هي بعدهآ بـ الوآقع ولآ تتوهـم ! هذآ إبنهآ ! هذآ نـجــم ! هذآ نجم إللي مآشآفته قدآمهآ بطوله وعرضه من سِتّ سنوآت !! مآكآنت تشوف غير وجهه ونـص صدره من كآميرآ السكآيـب ..


*

......: نجـم حبيبـي وقف شوي قدآم الكآميرآ وتمشـى خلني أشوفك كلك .. شلون طولت شوي ! وليش نحفآن كثير .. مآتآكــل !!
نجم: هههههه لآ يـ الغلآ شلون بطول . خلآص أنآ وقف طولي من زمآن وعآد بلآهآ هآلحركآت مو نحفآن ولآ شيّ بـ العكس زدت عن أول شويّ
أمه: وطيب ليش جسمك كذآ !! وش مسوي بنفسك إنت !
رفع ذرآعه الأيسر قدآم الكآميرآ مشدد على قبضته لحد مآنتفخت عضلة ذرآعه وبرزت .. ربـت عليهآ بيده اليمين: هــآآآآ وش رآآيك !
حوريه بإستهزآء: هههههه لآ وآللهي بقــد !! عآدي يعنـي كلّ الرقآله عندهم زيك فين القديـد .. شكلك وآخد مئلـب فـ نفسك روح روح

نجم بلعآنه: أهآآآآ أجل كل الرجآل عندهم هآلعضله قلتيلي .. أجل كل الرجآل عندهم هذآ ..........
.....: لآآآآآآآآآآآ
صآحت حور وهي تخبي عيونهآ الثنتين بيدينهآ مستحيـه يوم رفـع نجـم التيشيرت حقـه عن بطنه وصدره يوريهآ جسمـه شلون صآر ريآضي .. مشدود وكلّـه عضـل ..
حوريه: مآمآآآ خليه يحترم نفسـه إحنآ بنــآآآآآآت
نجم: ههههه لآ والله !! بنــآت !

*

هذآ هو نجم بنفسـه وآقف قدآمهآ .. متـى جآ ! وشلون وصـل ! وليش مفآجأه كذآ ! ليش مآقآل لأحد !

عطآهآ ظهره ويديه الثنتين بجيوب بنطلونه البآقي الكحلـي ورآسه للسقف ينآظر فيه بتأمل: مو عآجبتنـي حركآت عُمـر .. وللصرآحه - وجه نظره لهآ - مو عآجبتني حركآتك إنتي بعـد يآم عُمـر .. ولآ حركآت أبو عُمـر !


عقدت حآجبيهآ بإستفهآم وهي تتوجه صوبه بخطوآت متثآقله ..
التفت عليهآ بجسمه وبعدهآ يدينه بجيوبه مضيق عيونه ومآط شفتيه لقدآم بتكشيـره ..
همست إسمه ببحـه خآفته مقطوعه .. كآنت ملآمحهآ جآمده وبعدهآ مو مصدقه وقفته قدآمهآ: نجــــــــم !
نجم ببرود: وين حوريــه ؟!
قربت خطوتين صوبه لحد مآقربت أكثر منه بملآمح تآيهه ، ضآيعـه ، مو فآهمه شيّ .. كنهآ بـ الوهـم ! أو بحلـم !


إيـه هذآ هو نجم إبنهآ بس ليش كذآ ! ليش شكلـه كذآ ! وقفته بآرده .. ونظرآته بآرده .. وكلآمـه !! مآقرب عليهآ !! مآضمهآ وهي أمه قد بعد بينهم سنوآت طوآل !
رفعت يدهآ اليمين لوجهه وصآرت تتحسس ملآمحه بيدهآ المرتعشه وعيونهآ المدمعه ..
مآتحرك فيه شيّ ولآهـزّه .. بعده على وقفتـه الجآمـده !
رمت نفسهآ بحضنه .. رآسهآ على صدره ويديهآ الثنتين محآوطه جسمه بوضـع التكتيف .. لأن يديه كآنوآ بعدهم بجيوبه وهي ضمته بنفس وضعيته ..
نزلت دموعهآ بإستسلآم تآم وهي تهمس بإسمه .. غمض عيونه بقوه وهو يتنشق ريحة البخور من طرحة أمه .. بعدهآ هي الريحه نفسهآ مآتغيرت .. بعده متذكر ..
شهق نفس عميق مكتوم من هآلريحه إللي دوم يتذكرهآ ويآكثر مآتمنى يشمّهآ بأوقآت كآن حنينه فيهآ يعلى أكثر ويزيد
.......: نجـــــــــــــــم !


فتح عيونه بسرعـه زآفر النفس إللي تنفسـه من ريحة أمه ..
تحركت شفتيه بإسمه من فتح نجم عيونه وكنه صدق تأكد من حقيقة هآلشخص هو نفسـه نجـم بنظرة صدمه حآده .. بينمآ بآدله نجم بنظرة حقـد وتعبير إشمئزآز بملآمحه من شآفه وآقف قدآمه ..


رفع ذرآعينه إللي كآنوآ ملصقين بجسمه وأبعد يدين أمه إللي محآوطته ورجع خطوه لورآ عنهآ .. رفعت رآسهآ تنآظره بعيونهآ المدمعه مستفهمـه !
سأل ببرود وعيونه بعدهآ معلقه على عُمر: وين حوريـه ؟!
بخطوآت سريعه قرب منه عُمـر مبتسم وتوه بيضمـه إلآ وصده كـف نجـم إللي حطـه على صدره يمنعه يقرب صوبـه
نزل عُمر عيونه بصدمه على يدّ نجم إللي صده فيهـآ !
نجم بحقد: لآ تقـرب .. لآ تقرب يآلنـذل
عقد عُمـر وأمه حآجبيهم بإستفهآم وهم بحآلة صدمه من ردّ هآلفعل الغريب من شكل نجم والطريقه إللي يتكلم فيهآ !
أمه: نجم .. وش فيـه يومــك !
مسكته من ذرآعه وهزته بخفه: نجــم !
توّ مآ سألته إلآ وإنتفض جسمهآ بفزع من صآح نجم بنبره جآهره هزت المكآن: حوريـــــــــــــــــــــآآآآآآآآآآآآآآآآه

نفض يدّ أمه من ذرآعه وأقفى عنهم ثنينآتهم وردّ ينآدي مره ثآنيه: حوريـــــــــــــــــآآآآآه

فتحت عيونهآ المورمه بتعب وصدى إسمهآ يتردد بأذونهآ .. رمشت أكثر من مره تستوعب بس بعدهآ قد إختفى صدى الصوت !

مسحت طرف خشمهآ المحمـر من اثر البكـآ وشددت ضمتهآ بقوه للمخـده بحضنهآ .. مآ أمدآهآ تغمض عيونهآ إلآ وسمعت إسمهآ يتكرر مره ثآنيه على مسآمعهآ " حوريــــــــــــــــــــه " !
فتحت عيونهآ على وسعهآ مستقعده على سريرهآ معقده حآجبيهآ وهي تنآظر ببآب غرفتهآ !

عُمر: نجم إنت وش صآير لك ؟! إهـدى يآخوك حوريـه هنـآ ليش تنآدي بهآلشكل !
نجم: وينهـآ ؟!
قرب عُمر منه وهمس: بغرفتهآ .. نآيمه .. توني معطيهآ مسكـن ..
رفع نجم حآجبه الأيمن بإعجآب: آممممم مسكــن .. تمآم تمآم .. وليش مسكـن ؟!
قطب عُمر ملآمحه بضيق وإستفهآم: نجم آلله يهدآك إنت وش فيك !! هذي مقآبله بعد كل هآلسنوآت !! تعآل إجلس بـ الأول


سحبـه من مرفقه ومشى به خطوه جهـة المجلس إلآ ونفـض نجم ذرآعه من يدّ عٌمـر بحــده ..
إلتفت عليه عُمر مبرق عيونه: إنـــــت وش إللي صآير معــك !
نجم بهمس: تزوجـــت !
عُمر: ...........
نجم: حوريــه .. أختنــآ .. تزوجــت !
بلع عُمر ريقـه وكنه الحين فهم السآلفه .. رفعت أمه رآسهآ للسقـف بنظرة ترجـي لله بينمآ نزل عُمـر رآسه للأرض بدون ردّ

إرتفعت نبرة صوته وهو يصيح فيهم: وش فيكم سآكتيــن ومحد جآوبنــــــــي !
وآزآه عُمـر بنفـس الحده بنبرة الصوت الجآهره: إيــــه تزوجــــت .. خذآهآ رآئــف ولد خآلتك

ضيق نجـم عيونـه بإستنكـآر .. فهم عُمـر نظرته وكمـل بنفس الحده كنّ هذآ إللي يبيـه نجم بـ الضبط: خذآهآ رآئـف قـوه وإقتدآر .. غصــب .. طيـح أبوك وسجنـه .. ثم إبتـزه .. سآومـه على أختــك .. أختك كآنـ ......

مآكمل عُمـر كلآمه لأن وصلـه لكمـه من قبضـة نجـم رجعته خطوتين لورآ فآقد توآزنه ثم طآح بـ الأرض .. صآحت أمهم ويدهآ على فمهآ .. رمت نفسهآ بـ الأرض وصآرت تتحسس الدم على وجه عُمر إللي صآر ينزل بغزآره بعد مآطرش أنفه ..
توه يتدآرك إللي صآر ويرفع عيونه لنجـم إلآ وشآفه يقرب صوبه بخطوآت سريعه .. مآ أمدآه يوقف الآ وجلس نجم فوقـه سآحبه من يآقة ثوبـه .. مآدرى بعدهآ إلآ واللكمآت صآرت تتسـدد لوجـهه ..


بلحظـه توقـف الوقت بنسبآله من تصرف نجم وكنـه فقد الإرآده حتى بـ الدفآع عن نفسـه .. مآغير يحسّ بـ ألم بكل مكآن بوجهه , ونفسـه إللي ضآق , وصيآح أمه إللي يتردد بأذونه بشكل هستيري ومحآولآتهآ إنهآ تفك يدّ نجم اليسـرى إللي ممسكـه بيآقة ثوبـه والصوره المشوشـه لـشغآلتهم أيشـآآ وهي وآقفه قبآله ويديهآ الثنتين كآتمه فمهآ ..


أمه بصيآح من بين بكآهآ: لآآآآآآ يآنجـــم وإنت ولـدي آتركــــــه .. آتركـــه يآنجـــــــم
كآن نفس الإحسآس بـ النسبه لـ نجم إن الوقت توقف عنده .. مو دآري ولآ يحسّ غير بـ ألم فـ قبضتة اليمنـى وصيآح أمه جمبه وإستسلآم عُمر التــــــــــــآآآم لـه !
أمه بحـده بعد مآفقدت اعصآبهآ منهآره صآرت تردد إسمه بشكل هستيري: نجـــــــــــــــم .. نجم نجــم نجـــــــــمممم .. عُمــر ولـــدي .. الحقينــي يآ أيشــآآآآآآه .. يآعآآلـــم الحقونـــآآآ الأخ بيـذبــح أخــوه كآآآآفي يآنجـــم كآآآآآآآفــــــــــي إبعــــــــــــــــــــد

.......: نـــجـــم !

بثآنيتهآ رخت يده مو وقع إسمه على أذونه بطريقتهـآ - نقــم مو نجــم -
كآنت نبره متعبـه .. هآديــه .. وبآرده .. بس هذآ مو صوتهـآ !
فلت يآقة ثوب عُمـر من قبضته اليسـرى وفرد أصآبع قبضته اليمنـى إللي صآرت تنزف !
التفت ورآه لمصدر الصـوت ..!
مآفرق شكلهآ كثير عن نبرة صوتهـآ .. متعـب .. مجـروح .. بــآرد .. من تكون هـذي ! هذي هي الحوريـه حوريـه ! أو شبحهـآ !

كآنت لآبسه بيجآمه كستور بيضآء مقلمـه بـ اللون الكحلي .. شعرهآ مفرود بطريقه عشوآئيه مهمله بـ الشكل الغجري .. بيآضهآ شآحب .. لونهآ مآيل للرمآدي أو كذآ هو حســه !


وقف بهدوء عن عُمر وصآر يقرب منهآ بخطوآت متثآقله .. كلّ مآقرب منهآ زيآده يحس إن شكلهآ يتغير للأسـوء ! للأبشــع !
وقف قبآلهآ .. كآنت عيونهآ المتعبه الذآبله الدآمعه الغريقـه وسط تجويـف دآكـن معلقـه بعيونه إللي كآنت تمسحهآ بنظره تفحصيـه بحسـره وضيـق " شلون نحفت هآلكثر وبرزت عظآم وجههآ ,, ليش أحسّ إنهآ صآرت أقصر من قبل ! "
همس ببحـه مقطوعه: حوريـه !
بنفس الهمـس .. بنبره مجروحـه متعبـه: نجـــم !
حطّ يده اليمين على كتفهآ اليسآر مشدد عليـه ثـم شدهآ بقوه لصـدره .. ضمهآ بقوه وكنـه يبـي يدفنهآ بين ضلوعـه ..
كآنت صغيـره بحجم اللعبـه .. بآرده .. وحضنهآ بآرد ..

مسك شوي من شعرهآ من مؤخرة رآسهآ بين قبضته اليسرى " هذآ كلـه بسبة اللي صآر أكيـد "

رصّ بأسنآنه على شفته السفلـى بقهـر .. بعدها عن صدره ورجع خطوه لورآ مدنق برآسه عليهآ محتضن وجههآ الصغير بين كفيّه وهمـس بلهجـه مصريه: إنتـي كويسـه ؟!


حركت نظرهآ لـ عُمـر إللي بعده على وضعه بـ الأرض ممدد بس تعدل لوضع الجلسـه ظهره مسند للجدآر وأمهآ إللي رآفعه رآسهآ وعيونهآ البآكيه معلقه عليهم هي ونجـم ورجعت نآظرت فيـه مره ثآنيه والدموع متجمعه بعيونهآ المورمـه بإنتفآخ أحمر اللون وهزت رآسهآ بـ النفـي .. إرتجف بعدهآ فكهآ السفلـي وطآحت دموعهآ بإنكسـآر وآضـح بملآمحهآ المتعبه
رجع وضمهآ مره ثآنيه وهو يملس على شعرهآ بيد وبيده الثآنيه يتحسس ظهرهآ ريحه وجيّـه .. كآن يتحسس ضلوعهآ وفقرآت عمودهآ الفقري إللي برزت مـره ..

وطـى بعدهآ بجسمه شوي منزل ذرآعه الأيمن تحت رجولهآ وشآلهآ على ذرآعيه بإبتسآمه: حوريتـي وين غرفتك ؟!! ههههه نسيت الشقـه

مسحت دموعهآ بظهر كفهآ وهي تأشر بيدهآ لآخـر الممرّ على غرفتهآ ..
مشى بـ الممر لغرفتهآ وهو يحآول يلطف من الجوّ شويّ: عآآد قوليلي أحد شآلك كذآ من قبل ؟! أرآهنك إنهآ أول مره .. مــو ؟!
حركت رآسهآ بـ الإيجآب مبتسمه بتعـب ..
مآتمت الآ وإتسعت أكثــر لمآ دنق نجـم رآسه عليهآ وصآر يدآعب خشمه الحآد بخشمهآ اللوزي الصغيـر ..
دخل الغرفـه مآد رجلـه ورآه مسكـر البآب !


======
-----------
======
======
-----------
======

فتحت عيونهآ بتعب ورجعت غمضتهآ مره ثآنيه ..
تمت ثوآني ثم رجعت فتحتهآ بهدوء .. ظلت معلقه على النجوم بـ السمآ ..
كآنت ليله من أوآخر ليآلي أغسطـس .. ليلـه صآفيـه ونجومهآ كثيـره ولآمعـه ..
حركت عيونهآ على إمتدآد لرسـم إسـم نجــم من تشكيلـة النجوم بـ السمآ ..
بـ الإستآد الريآضـي .. وعلى أرض الملعب الخضراء الفسيحـه ..
غمضت عيونهآ برآحه وهي مبتسمـه مآ أمدآهآ إلآ ورجعت فتحتهآ بسرعه
نآظرت حولهآ ببلآهـه .. كآنت نآيمه على أرض الحديقه الصغيره وسط كومه من أكيآس القمآمه السودآء الكبيره بعد مآنظفـت البيـت !
نزلت عيونهآ لـ شكـس إللي كآن ممدد جمبهـآ ..
ليلآ بقهر: آآآهـ يآ شكــس .. كنكـ نجـم الكلـب
فتح عيونه المثقله ينآظرهآ ..

رفعت حآجبيهآ بإستيعآب: أوهـ سوري سوري .. هـو كلـب أكثر منكـ
تمّ شكـس يرمـش بعيونه لهآ وهي تكلمـه !
ليلآ: لآآآ لآآ .. أقصـد هو حيوآن أكثر منك .. إنت حيوآن وكلـب .. وهـوو .. آممم هـو إنسآآن بس حيـوآن .. آآ وكلـب بعـد .. إيـه كـذآ .. بس إنت حيوآن كلب أحسن منـه .. إيــــــــه كذآ تمآم
ملست على رآسه مبتسمه ثم رفعت رآسهآ للسمآ: آآآآآآه كم الوقت الحين !! طلـع الليل علينـآ

أسندت جسمهآ على درآبزين السلآلم الخشبيه لمدخل البيت ثم دنقت رآسهآ لدآخل .. كآنت إضآءه خآفته مضويـه ..


نآظرت بـ الأرض بآقي بقع مويه بعدهآ مآجفت من بعد المسـح ..
لحقهآ شكس للدآخل وهي تفسخ الكونفرس الورديه حقتهآ وتدخل للبيت ..
شغلت كل الأضوآء وبعدهآ تنشقت نفس عميــق بنشوه: آآآآآآهـ ريحـة النظآفه حلوه .. مآبقى غير أرجع الأثآث مكآنه .. ترتيب وخلآص ..
التفتت ورآهآ: يللآ شكـس تعآلى نتحمم
مدد جسمه ع الأرض فآرد أطرآفه بكسـل .. قربت منه وصآرت تنقزه من بطنه برجلهآ: يللآ قـــم يللآآآآ

سكرت بآب البيت وهدت الإضآءه سآحبه شنطتهآ بتطلع للدور الثآني .. قآم شكـس بسرعه من الأرض ولحقهآ على السلآلم لين مآتعدآهآ
ليلآ: آمممم والحين تسآبقني هآآ


أول غرفه بـ الدور الثآني كآنت غرفة كآرين وجوزيف المقآبله للسلآلم مبآشرة ..
وقفت بشنطتهآ تآركتهآ ودخلت الغرفـه جآلسه على كرسي التسريحه تناظر وجههآ بـ المرآيـه ..
كآنت ملآمحهآ جآفـه .. بآردهـ .. لآ إحسآس بـ الألم ولآ الإنكسآر .. الوحدهـ من بعد كآرين والرفض من نجم .. إحسآس الوجـع إللي يقطع بـ أحشآءهآ .. ليش إنفعآلآتهآ لكل أحآسيسهآ ومشآعرهآ الدآخليه سآكــن كـذآ ؟! ليش مآيظهر شيّ عليهآ حتى بوجودهآ بغرفة كآرين !
معقوله قد وصلت حدهآ من الألم .. الحدّ إللي تثبت فيه الملآمـح .. تسكـن فيه الإنفعآلآت .. تموت فيــه الأحآسيــس ؟!!


مدت يدهآ للبرآويز المقلوبه على التسريحه وصآرت تعدل كل الصور إللي قلبتهآ قبل تنظـف لأجل مآتشوفهآ ..
كآرين كآنت مهووسه بـ التصوير .. بكل ركن وزآويه وبكل جدآر .. صور لهآ .. أو صور تجمعهآ هي وجوزيف .. هي وجوزيف وشكـس .. أو حتى صور لهآ جمعتهآ مع كآرين ..
عدلت الصور ونزلت أطرآف مفرش السرير إللي رفعته وهي تمسـح ثم سكرت شبآك الغرفه الزجآجي مسدله الستآير السمآويه الشيفون عليـه ..

حركت أصآبعهآ على قبس النور ثم سحبت بآب الغرفه بتثآقل مسكرته ..
أسندت ظهرهآ للبآب مغمضه عيونهآ إللي تسلل منهم دمعه أسى حآره على ملآمحهآ البآرده .. كآن شكس يدآعبهآ برآسه إللي كآن يحكـه فـ سيقآنهآ وكنـه يوآسيهـآ على طريقتـه !


جرت الشنطه لغرفتهآ إللي كآنت بـ آخر الممر الضيق المجآوره لحمآم صغير منفصل ..
ليلآ بهدوء: أنآ الأول شكـس بتحمم بعدين إنـت ..
جلست على حآفة البآنيو مثلث الشكل .. صغير الحجم .. يتسع لشخص وآحد بوضعية الجلوس .. وتمت تتآبع المويه الدآفيه وهي تملى البآنيو بعيونهآ ألف نظـره وبخآطرهآ ألف إحسآس .


======
-----------
======


كآنت أنفآسه القريبه تحرك خصلآت خفيفه من شعرهآ الغجري إللي بهت لونه المصبوغ وجـفّ ..
......: معئول !! معئول دآ نقــم "نجـم" !! وبيعمـل كدآ عشآني ! أنآ إللي عمري كلـه أولت أفدي عُمـر لو بروحـي .. كآن الأخ الحنون .. إحسآس الدفى والحنآن وأنآ بحضنـه .. بـس نجـم !! نجم إحسآس تآني .. إحسآس الأمآن ، الحمآيـه ، والثقـه .. فرق .. فرق كبيـر ..
سِـت سنوآت غيآب ولآ سمـع لترجيآت أمـي .. رجـع عشآنـي !! سآب كلّ إللي ورآه هنآك ورجـع السعوديه .. وعشآنـي !! و عُمـر !! عُمـر إيـه إللي عملـو ؟!!!
همست بـ إسمـه: نجـــــم !


كآن ممدد رجوله على السرير بوضعية الجلوس وظهره مسند لظهر السرير وهي بحضنه بنفس الوضعيه .. ظهرهآ لصدره .. ذرآعه الأيمن محآوط رقبتهآ .. مرفقـه تحت ذقنهـآ ..
بنفس النبره الهآمسه: آممممم
حوريه: شكــراً
إرتسمت على شفتيه إبتسآمه هآديه وهو يخلل أصآبعه بين خصلآت شعرهآ وصآر يحك فروة رآسهآ بشويش: على إيش شكراً !! أنآ مو عآمل الدليفري إللي يوصللك البيتزآ حور .. أنآ أخوك .. وإنتي أختي .. آممم تدرين إن فيه فرق !


هزت رآسهآ بـ النفي .. بينمآ أردف نجم: إنتي لك أخين .. وبأي حآل من الأحوآل وآحد يقدر يعوضك .. بس إنّآ مآلنآ غير أخت وحده .. وكون إنهآ تكون آخر عنقودنآ بعد لآآآآ ذآ شيّ كبير ..
تحولت نبرته لجديّه أكثر: حـور .. لآتحقدين على عُمـر
رجعت وهزت رآسهآ مره ثآنيه بـ النفي بدون ردّ
نجم: الحين حور أبسألك .. وجه إعترآضك على رآئـف نفسـه ولآ على الطريقه إللي صآر فيهآ الموضوع ؟!!
حوريه: بتفـرق ؟!!
نجم بتأكيد: طبعـاً
كمـل بهدوء: إذآ على الطريقه فهآلشيّ أنآ أصلاً مو رآضي عنـه .. بس فيه شيّ إسمه الظروف الحآكمه .. وبحآلتك الظروف هي إللي حكمت وبعدين هآلشيّ له وقته وبيروح .. مب سبب يعنـي
أمآ إن كآن إعترآضك على رآئف بذآته فهذآ شيّ مآيتغير .. لآ شرع ولآ قآنون يسمح بكذآ إنك تنغصبين على أحدن مآترضينه

همست حوريه: وأنآ رآفضــآه
ثبت يديه على كتوفهآ رآفعهآ من على صدره ولفهآ عليه .. تبدلت نبرته لجديّه أكثر: تدرين حور ! لو بظروف غير هذي إن كآن رآئف طلبك الطلب إللي يليق فيك وفينآ مآكآن شيّ بهآلدنيآ رح يفرحني كثر هآلشيّ
قطبت حآجبيهآ بإستفهآم !
كمل نجم: أنآ متأكد مآبلقى أحسن من رآئف زوج لك .. رآئف مو الكبير ومع كذآ هو إللي تحمّل مسئولية هآلعيلـه وهو إللي شآل إسمهآ .. حآفظ عليهآ بوقتهآ وكبرهآ أكثر وبعمـر مو عمره أبدّ .. سآنده بهآلشيّ طبعاً أبـوك ..


رآئف يكبرنـي بسنـه وحده بـس .. ومع ذلك مآكنت قريب منه كثر قربي من رآمـز إللي يصغرني .. إللي أدري عنه إنه وهو بـ السطآش من عمره بس شآل مسئولية عيلة المآلكي كلهآ .. هآلشيّ إنتي مآتعرفينه تفصيلاً .. زوج خآلتك توفى من ثلطآش سنـه تقريباً وهذآ إللي تعرفينه إنتي وبس .. أمآ إللي مآتعرفينه إن مآحد من أولآده سوآ فرآس الكبير أو طلآل رضى يشيل هآلمسئوليه برغم إنه كآن مؤهل لهآلشيّ .. بس كل وآحد فيهم كآن أنآني وأنآنيته منعته من إنه يتخلى عن مستقبله .. مستقبل فرد مقآبل مستقبل عيلـه وشوفي هآلعيلـه فآتحه كم بيـت عيلـه !!

فرآس إللي مآترك الطــبّ ,, وطلآل إللي إنحآش بزآوية البيت يبكي فرآق أبوه .. كآن ضعيف ومآله حيلـه .. أحمد كآن توه ببدآية درآسة الحقوق بـ مصر .. وبعده رآئـف .. رآئف هو إللي ترك كلّ شيّ .. ترك مدرستـه بذآك الوقت .. ترك كتب المدرسه ومسك ملفآت المؤسسـه ..

قلتلك حور مآفي بيني وبينه علآقه ولآ عمرنآ إجتمعنآ بكلآم بس من إللي أسمعه عن أسلوب وطريقته أعذره .. لأنه لآزم يكون كذآ .. حتى لو هآلشيّ مآهوب طبعـه بـ الحقيقه لآزم يتظآهر بهآلشيّ .. بهآلقسوه والجفآ والحزم والإلتزآم .. كآن لآزم يثبت نفسـه وأنه صآحب كلمـه وموقـف .. كآن لآزم يتحول من ورع لرجّآل بظرف يوم وليلـه .. وهذآ إللي كنت أقصده بـ الضبط بـ الظروف الحآكمه .. مثلك .. مثل مآتحولتي بين هآليوم والليلـه من بنوتـه سبعطآش سنـه لـ زوجـه وإنتي بعدك مآستوعبتي هآلشيّ
حــور !! حوريـــه !!


مآتدري حور وين كآن بآلهآ بهآلوقت ! أذنهآ مع نجم تستمـع لكلآمه كلمه بكلمـه بس جزء من بآلهآ وتفكيرهآ كآن بمكآن ثآني .. بموآقفهآ إللي جمعتهآ بـ رآئف .. من أول مره تشوفه فيهآ ببيتهم يوم قصت الفستآن قدآمـه .. ويوم زوآج أحمد بثآني مشهد تشوفـه وهو طآلع من الأسنسير .. السآعه إللي جمعتهم مع بعضهـم بطيآرته فـ سفرتهم لـ مصـر .. وبعدهآ اليوم إللي أكلتـه فيه قطعـة بلح الشآم .. واليوم إللي أكلت هي فيـه ضرب المـوت منـه وكمل فيه على مهآب ثآني يوم .. ثم آخر مره بعد كتب كتآبهم يوم فقدت وعيهآ بصدره !!

شدهآ من خديهآ الإثنين بقرصه خفيفه في محآوله إنه يردهآ لوعيهآ بعد مآطولت بسرحآنهآ ..
إهتز رآسهآ بحركه لآ إرآديه سريعه يوم إنتبهت على نجـم: هــآآآ
نجم: بـ إيش سرحتي !
حوريه: لآآآ معآك .. أسمعك


نجم: أنآ مآ أعذره فـ إللي سوآه .. سلطته وجبروته هذي كلهآ على نفسه وعآللي هو مسئول عنهم .. مو عليك إنتي .. هو يقدر يتحكم بـ أبوي مثل مآيبي لأنه هو المسؤول عنـه .. وأبوك تحت يده .. أمآ إنتي ! أو أنآ ! أو أمك ! أو مين مآكان بـ الشآرع .. مآنب تحت حكمـه .. وهآلشيّ مآرح أسكتله عليه أياً كآن ردك .. حور أبيك تستخيري وتفكري بعقلك .. لآ تخلي عوآطفك هي اللي تحكم وتردّ من بعد الطريقه إللي تمّ فيهآ الموضوع .. وأبيك تدرين أياً كآن قرآرك سوآ بـ الموآفقه أو الرفض أنآ معك .. قدآمك وبـ ظهرك .. ومآرحّ يصير إلآ إللي تبيه أياً كآنت أسبآبك منطقيه أولآ لآ .. أنآ معك .. لآ رآئف أو أبوك أو أمك أو عُمـر بيأثر علـي أبـدّ .. أقدر أوآجه كل هذآ


تمت معلقه عيونهآ العسليـه بنظرتهآ البريئه بعيونه الحآده في محآوله منهآ تتحرى صدق كلآمه: جِــــدّ !
نجم: إيه طبعاً جدّ خليك وآثقـه .. فيـه شيّ إسمه طلآق .. وإن مآرضى بكيفـه .. فيه شيّ إسمـى خُلــع .. رحّ تنفصليـن وغصباً عنـه .. أو آخذك معي لـ آمريكآ .. هـآآ
إتسعت عيونهآ مبرقه بينمآ هو إتسعت إبتسآمته: وش فيك إنتي الحين أحس هذآ اللي تبيـنه .. مآهمك شيّ من الحكي غير تشردين لـ آمريكآ معـي

بآدلته الإبتسآمه وهي تهز رآسهآ بـ الإيجآب بعنف طفولي .
شدهآ من أنفهآ اللوزي الصغير بين إصبعيه الوسطى والسبآبه مقرب وجههآ لوجـهه طآبــع قبلـه عميقـه على جبهتهــآ .


======
-----------
======


يتبـــع ...

حلم الحياه 11-08-16 10:40 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======


/
/
/


بمجلسهم إللي دوم قعدتهم فيه .. كآن يتآبع الأخبآر ويتكلم معهآ بدون تركيز لحد مآصآحت بخرعه: وشهـــــووووو !!!
رفعت رآسهآ هي وريتآج يوم صآحت أم سلطآن بينمآ التفت أبو سلطآن على زوجته مبرق عيونه والشرر يتطآير منهآ: وش بلآك إنتي يآمره !


أم سلطآن بحقد وعيونهآ على صيته إللي كآنت جآلسه هي وريتآج حول السفره بـ الأرض يتعشون .. رفعت صيته حآجب وآحد بإستنكآر لنظرة زوجة أبوهآ الحآقده لهآ: وش فيـه ؟!
أم سلطآن بتحقير لهآ: وتسألين بعد ألآ سود آلله وجهك .. بس الشرهه مو عليك الشره على إللي مآله رآي ولآ كلمه وموآفقك بآللي تسوينه .. قلتي تبين تتوظفين بـ المستشفى وسط الأجآنب والرجآل مآكآن له كلمه وخلآك بكيفك وهوآك والحين مآتبين زوآج قآم وردّ الناس .. آلسموحه منكم مآلنآ بنآت للزوآج !

ريتآج بصيآح: وشهـــوووو !
كملت بلـوم: ليش يوبه تصدّ النآس !


وجهت نظرهآ لصيته الجآلسه قدآمهآ بنظره تحقيريه وهي تقلب لهآ عيونهآ ..
أبو سلطآن بزفرة نفس مسموعه وخلآص وصلت معه كآنت زوجتـه والحين بنته ريتآج !
أبو سلطآن: الموضوع يخصهآ وهي مآتبي خلآص مآرح أغصب بنتي على شيّ مآتبيه
أم سلطآن: مآحدن قآلك آغصبهآ على شيّ بس وش أسبآبهآ الحين ترفض ! حتى إنكم مآدخلتوآ الرجّآل البيت .. كذآ من ع البآب رفضت إنت وبنتك ! يآلله وش رح يقولون ويتقولون عنآ الحين ! زوجـة مسلّـم الربعه هي وبنآتهآ الثنتين رح ينشرون هآلعلم بين العوآيل والقبآيل رفضنآ ولدهم قبل نشوفه ! ليش وشهو إللي عندنآ يمنعنآ عن الزوآج ومآنبيـه ! يآويلي ويــلآآآآآآه هذآ وجهي إن حدن دق بآبك مره ثآنيه يطلبهآ هي أو حتى ريتآج بنيتـي آآآآآهـ يآويلــــــــــي
طير عيونه للسقف بطفش: لآحول ولآقوة إلآ بـ الله آستغفرك يآربي وآتووووب إليك

رمت صيته اللقمه من يدهآ ع السفره بـ الأرض ووقفت بسرعه لبرآ المجلس مقآطعه أبوهآ وهو ينآديهآ يوقفهآ من شآفهآ توقف: صيتـــه .. صيــ .............


وجه نظره لزوجته بحقد: إنتي وش بلآك يآمره لمتى بيظل هذآ كلآمك وآسلوبك !
أم سلطآن بإصطنآع للزعل: الحين أنآ غلطت بـ الله ! إنت تدري عن ظنون النآس بآللي يشتغلون بهآلمستشفيآت وسط هآلإختلآط وقلة السنـع والحيآ .. مآقول إن صيته بلآهآ شيّ آستغفر الله بس هذي هي ظنون النآس وآنت أعلم بهآ .. لآتنكر هآلشيّ أو تتجآهله متقصد مغير تقهرني .. ومع هآلسمعه والظنون الخآيسه جو النآس يطلبونهآ يآزينهم وإنّآ إللي نرفض !! لآ بعد لنآ وجه نرفع خشومنآ ونصـدّ يآزينهآ الخشـه بس ! هذآ غير عمرهآ بعد .. صآرت خمس وعشرين سنـه متى أجل تبي تتزوج !!

برقت صيته عيونهآ وهي مدنقه جسمهآ لقدآم وملصقه أذنهآ بـ البآب تستمع لكلآمهم من ورآه من بعد مآطلعت: وشهوووو وشهو ذآ بعد ! توني أربع وعشرين مو خمـ ....... آآآآآآآآهـــ !!!


إنتفض جسمه مخترع من خرعتهآ: بسم الله عليك إنتي وش فيك خرعتيني
صيته وقد شحب اللون من وجههآ: أنآ إللي خرعتك الحين بـ الله ولآ إنت إللي خرعتني - حطت كفهآ بوسط صدرهآ رآفعه عيونهآ للسقف وهي مغمضتهآ - يومـه بغى قلبي يوقف !
كملت بشـرّ بملآمحهآ الحآقده عليه: إنت وش تسويّ هنآ !
ركآن: مدري كنت بدخل إلآ وآشوفك ورآ البآب تتصنتين قمت وقفت ورآك أتصنـت أنآ بعد
بلعت ريقهآ بفشله: مآ كنت أتصنـت .. وبعدين عيب عليك كذآ لآتقول هآلكلآم ! أنآ بس أشوف أمك وش تقول عنّي ! ومدري ليش هآلكلآم إللي تقوله لأبوي عني ! هي وش تبي بـ الضبط


عقد ركآن حآجبيه بإستفهآم: ليش وش تقول ؟
صيته: مدري وش إللي تبيـه ! قلت إني مآ أبي أتزوج ورفضت ولد الربعـه مآغير تبي تغصبني على الزوآج من وين الغلط الحين ؟
مط ركآن شفتيه لقدآم: من ثنينآتكم .. بـ الله إنتم مآتملـون من هآلمنآقـره ! قسم بـ الله إن شردت من البيت أنآ وأبوي ومحمد وسلطآن رح يكون بسبتكم .. إنتي وأمي وريتآج .. شوفي هي غلطآنه لأن مآلهآ تغصبك على شيّ مآترضينه وإنتي بعد غلطآنه .. ليش ترفضين الرجّآل قبل تشوفينه ؟! مآآآآآآآلت صيته ترآ مآتنعطين وجه أبـدّ !


تركهآ ودخل المجلس بينمآ رقت هي لغرفتهآ تتحلطم: آوففف منهآ قآدره تصطبر بعد يومين أو ثلآث !
شقت الإبتسآمه ملمحهآ وهي تتذكر طلب عديّ للزوآج .. شلون تقبل طلـب غيره للزوآج أجـلّ ! " إيـــــه موآفقـه .. موآفقـه موآفقـه موآآآآفقـــه .. موآفقـه أتزوج آليوم قبل بكــرآ .. بس من ولد سآلم الأرضـي .. مو مسلّــم الربعـه ! "



/
/
/
/



نزل الفوطه من على رآسه لـ كتوفه بعد مآجفف شعره البني المُذهب .. توه وطلـع من الحمآم - بـ الكرآمه - بعدمآ تسبـح وبدل ملآبسـه ..

نآظر بقميصـه المعلق على الشمآعه الإستيل العموديه المثبته بـ الأرض جمب دولآبه .. تبسـم وهو يتحسس الإشآرآت المكتوبه عليه بخطّهـآ " شلـون إني أحـبّ وحده هبلـه مثل هآلصيتـه ؟! "

رفع جوآله من على الكومدينه وهو ينآظر السآعه .. كآنت عشره ونـص الليـل ..
إبتسم بعذوبه وهو عآض بأسنآنه على طرف شفته السفلـى " أبنزل أكلمـه بـ الموضوع "


كآنت مندمجه بـ المسلسل وهي مربعه على الكنبه الإسفنجيّه بغرفة المعيشه إللي دوم جلستهم فيهآ ووآضح إنهآ مندمجه بـ المره ودآخله جو ..
قرب صوبهآ مدنق عليهآ طآبع بوسـه سريعـه على خدهآ الأيمـن ومآسرع مآنتفض جسمهآ تنآظره مبرقه عيونهآ بفزع وبـ المقآبل هو تبسم لها ابتسامه خفيفه مطبق فيها شفتيه: وش فيك إخترعتي ! مهيـف مآيعطيك مثلهآ ؟ ههههههه
رمت عليه مخده مربعه صغيره: يآولد آستحي .. وش قلة هآلحيآ
عديّ بـ إبتسآمه عريضه وهو يرفع المخده إللي حذفتهآ عليه من الأرض: طلع الشيب برآسي وتقولين لي ولـد !


زوجة خآله مهيف: وش تسمي نفسك أجل وإنت تسوي هآلحركآت ؟
رفع حآجبيه بهزه خفيفه لكتوفه بمعنى إنه مآيدري بإصطنآع طفولي وإللي مآيظهره غير قدآمهآ .. هآلحرمه إللي تعني له كثير .. أكثر من أي كلآم ممكن يقوله .. أكثر من أي إحسآس ممكن يوصفـه !
هآلحرمه إللي إحتوته بطفولته كإبن حقيقي لهآ من بعد وفآة أبوه وأمه .. هآلحرمه الأصيلـه القديره إللي من قبل مآتشوفـه ضحـت بأغلى إحسآس وأعـزّ عآطفـه تقدر تمتكلهآ أي أنثـى .. إحسآس وعآطفـة الأمومـه ..
هآلحرمه إللي وقفت جمب زوجهآ إللي يكون خآله ومآتخلت عنه برغم محآولآت عديده مستميته من أهلهآ إنهآ تنفصل عنه بعد حقيقة إنه رجـل عقيــم !
خآله مهيـف وإللي صآر أبو مهيف مثلمآ هو يحب هآلمعرف لـه أكثر من مهيـف .. كنـه يعوضـه عن إحسآس إنه يكون أب لولـد يعـرف بـ إسمـه !


عديّ: مآغير بوسـه وصغيره بعـد .. شوفـي شوفـي - رفع ذقنه وهو يأشر صوب شآشه التلفزيون المعلقه على الجدآر - شوفي رح يبوسهـآ الحين شوووفي
إلتفتت أمه "زوجة خآله" للشآشـه على مشهد حميمـي في إيحآء لقبلـه رومآنسيه تجمع بين البطليـن ..
التفتت عليه مطبقه شفتيهآ بإبتسآمه مكتومه وهي تحرك رآسهآ بـ النفي: إنت ليش مآتستحي على وجهك ! ترآ عيب عليك !
عديّ: ليش عيب علي ! هو أنآ إللي جآلس أمثل وأبـوس ! العيب عليهم هم .. وبعدين إنتي إللي جآيبه هآلقنآه وهآلمسلسل التركي الفآشل


أمه بضحك: هههههه هذآ مو تركي مآتشوف شلون لبسهم ! ذآ مسلسل هندي
برق عيونه الذهبيه رآفع حآجبيه بإندهآش: هنـدي ؟!!! مآ أمدآنآ نخلص من التركي إلآ وطلـع لنآ ذآ الهندي بعـد .. يآصبر الأرض يومـه
أمه بضحك: ههههههه بسك عآد لآتشغلني عن المسلسل مآسمعت وش يقول يــآش لـ آرتـي !
رفع حآجب وآحد بإستنكآر وهمـس: يــآش وآرتــي !!!!


هز رآسـه وصآح ينبههآ: يومـه وينـه أبو مهيـف أبيه بموضوووع مصيري بس مآرح أعلمك إنتي وش هآلموضوع المصيري
التفتت عليه مستفهمه بملآمحهآ المقطبـه .. حرك سبآبته بـ الهوآ قدآمهآ: لآآآآآ تترجيـن .. لآآآآ .. مآرح أقولك شيّ ..
أطبقت شفتيهآ وهي تهز رآسهآ بقلة حيله على هآلرجّآل البـزر بحركآته !
سفهتـه وهي ترد تنآظر بـ الشآشه ..


عديّ بجديّه: يومه جدّ أكلمك .. أبيه بموضوع مهم
أمه: ...........
عديّ: من قبل المغرب وأنآ أدق عليه وجوآله مقفل قلت الحين وأنآ نآزل من غرفتي أكيد بلقآه قد خلص دوآمه من زمآن بس مآلقيته !
أمه: ...........
عديّ: وينـــــــــه !!
أمه: ...........
عديّ: يومـه جِـدّ .. وربي أبيه بموضوع مهـم وينــه ؟
أمه: ...........
عديّ: يومـــه !
أمه: ...........
عديّ: يومـــــــــآآآآآآآآآآآآآهـ
أمه: ...........
عديّ: يومه ترآني قررت أتزوج !
التفتت عليه بسرعه مبرقه عيونهآ بصدمه صآحت: وشهـــــوووو !!!


عديّ بـ إبتسآمه: وآلله ! والحين عطيتيني وجـه دآم السآلفه فيهآ زوآج .. مآرح أقولك شيّ خلك سآفهتني
التفتت بجسمهآ كله عليه: وش إللي عندك إنت تكلــم !
لف وجهه للجهه الثآنيه معرض عنهآ: خآلي بس هو إللي رح أكلمه بـ الموضوع ومآرح أقولك إنتي شيّ .. كنك تبين تعرفين شيّ خله هو يعلمك بعد مآ أعلمه أنآ ..
أمه وبعدهآ الصدمه متمكنه من ملآمحهآ: عديّ يآعيونـي إنت تحكـي الصدق صـح !
عديّ وبعده معرض عنهآ: إيـه صــآدق .. أبتزوج وأبي أعلم خآلي بـ الموضوع يجـي معـي نطلبهـآ
وقفت بسرعه وهي مبرقه عيونه متوجهه صوبه: وشهـــووو


رفع كتوفه بهزه خفيفه بمعنى إنه مآيدري ! بينمآ هي إتسع فمهآ بإبتسآمه عريضه وهي محتضنه وجهه بيدينهآ وتتحسس خديـه بإبهآميهـآ: يعني فيـه بنت ببآلك إنت تبيهـآ !
عديّ بإبتسآمه وهو رآفع نظره لهآ - همس ببحه - : وأحبهـآ بعـد يومـه
حست برجولهآ مآتشيلهآ من صدمة الفرحه .. ارتمت بطولهآ على الكنبه جمبه مشدده يدهآ على يده: هآآآ علمني الحين كــل شــــيّ .. منهـي وبنت من ! كم عمرهآ ! حلوه أو لآ ! والأهــم شلووون عرفتهآ وحبيتهآ كذآ ! وشلـ ..........


إتسعت إبتسآمته وهو يشوف حمآس أمه وهي تسأله سؤآل ورآ الثآني مآهيب قآدره تآخذ نفسهآ بين كل كلمه والثآنيه ..
دق جوآله بإسم عُمــر .. وقف بيرد إلآ ووقفته من معصمـه: إنت وين بتروح مآحكيت شيّ

رفع كتوفه مآط شفتيه لقدآم بعند طفولي: لآآآ .. قلت لك مآرح أحكي لك شيّ
أمه بقهر: خآلك مب هنآ .. مسآفر ورح يرد بعد ثلآث أيآم
عديّ بلعآنه: أجل بنتظر ثلآث أيآم وإنتي بعد إنتظري ثلآث أيآم .. هـــلآ عُمـــر !

مشى عنهآ وهو يسمع صيآحهآ: عُــــــــــديّ لآآآآ تقهرنـي وش بيصبرنـي ثلآث أيــآآم .. عُـــدآآآآآآآآآآآآآي
إلتفت عليها وهو يضحك مأشر لهآ بجوآله صوب التلفزيون: شوفـي شوفــي يــآش وش يقـول لـ آرتــي ههههههههه


/
/
/
/



الإضآءه ورديّه خآفته بغرفه أنثويه رقيقه .. جآلسه على طرف سريرهآ مبتسمه وهي تدهن ذرآعهآ بـ اللوشن المرطب قبل تنآم ..
تحآكي خآطرهآ بفرحه مآقد حست بمثيلهآ من قبل " يآلله عآآآد متى يجي هآليوم حفلة زوآج رآئف مدري أحسّ الثلآث أيآم الجآيه بتكون ثلآث شهـور .. ثلآث سنوآت .. آآآخ يآربي هون هآلأيآم وعديهآ بسرررعه .. للحين مآنيب متخيله متى بيجي هآليوم !! وشهـي ردة فعل زوجة خآل عُـديّ ! وش رآيهآ ووش بتقـول ! "


برقت عيونهآ الصغآر فآتحه فمهآ بصدمه وكنهآ تذكرت شيّ " لآآآآآآه يآويلي وش هآلإحرآآآآآآآج !!! أكيد أمي رح تعرفهآ عليّ ! يآلله وش رح يكون رآيهآ فيني !! يآربييييييه وش هآلموقف إللي رح أكون فيـه ! إحرآآآآآآج "


تنفست بعمق وهي تمدد جسمهآ تحت لحآفهآ الخفيف الستآن الوردي وعيونهآ معلقه بـ النجفه الصغيره المتدليه من السقف فوقهآ بإضآءه ورديّه خآفته " أخآف تشوفني صغيره عليه ! أو صغيره على الزوآج بكبره ! بس عآدي يعني مآغير كلهآ أربعطآش سنه فرق .. حور هذآهآ الحين أصغر مني بسنه ومتزوجه من رآئف أخوي وهو بعد يكبرهآ آممممم يمكن عشر سنوآت أو حدآش .. آآآآف يآربي ليش أنآ كذآ متوتره ! وليش أفكر بهآلأفكآر الشينه ! عآد حتى لو صغيره بـ العمر لآزم يكون شكلي أكبر من عمري بذآت بهآليوم .. لآزم أبدآ أخطط وآشوف وش ألبس ! لآزم يكون فستآن طويل وكعب عآلي بعد خلآص بآي بآي لفسآتين الكآلوش المنفوشه وللجزمآت الفلآت الأرضيه .. شعري بعد لآزم يكون مفرود مآرح أهيشّـه أبـدّ أبـدّ أبـدّ .. آممم بعد مكيآجي لآزم يكون صآرخ وقوي
ولآز ...............

كآنت نبرتهآ كل مدى تهدى أكثر وأكثر لحد مآختفت بـ المره ولحد مآرتخى جفنيهآ وآنسدلوآ بإستسلآم لنومـه عميقـه حآلمـه !

/
/
/
/
/
/


مدد جسمه ع الكنبه الشآموآ البنيّـه الدآكنه بجنآحه الخآص مكتف يدينه ..
توهآ طلعت نسمـه من عنده من بعد ترجيآت بآئسه منهآ على طريقتهآ الطفوليـه المملـه ..
قآلت له شلون تغير شكلهآ للأردى ومسكهآ المرض .. مآعآدت هي نفسهآ حوريه صديقتهآ وبنت خآلتهآ إللي تعرفهآ ..

وآشكثر ترجتهآ حور وتوسلت لهآ إنهآ تخلي أخوهآ يطلقهـآ .. إللي يبيـه خلآص قد صآر وآنتهي .. أبوهآ وتعلم الدرس هذآ غير تنازله عن نصيبه .. وش إللي يبيـه أكثر !


.....: يآرآئف خلي البنت تكفــى .. وآلله عورت قلبي .. إنت وش تبي فيهآ وإنت مآتعرفهآ أصلاً .. مو لك زوجـه ثآنيه ! بنت عآيله وملكـة جمآل والأهم إنهآ رآضيـه وتبيـك وش لك عآد بـ إللي مآتبيك ! مآتدري وش قآلت لي حور !
تكرررررهك يآرآئـف .. تكره شكلـك وصوتك .. تكره ريحتك .. تكره إسمك .. تكفـى يآرآئف وأنآ أختك طلقهــآ !

رفـع يده اليسآر قدآم عيونه مفرق أصآبعه وهو يشوف دبلته الرفيعـه حول بنصـره النحيـف " هذي ملك لـ دآرين .. مع إني مآعطيت وجه لـ نسمـه وكلآمهآ إللي قد سمعته من قبل من حور بذآتهآ بس أنآ صدق وش إللي أبيه بـ الضبط ؟! مآكآنت تعنيني بـ الأول غير كسر عين لـ كآمل بسسس .. بس بعد مآتملكتهآ في شيّ غريب أحسه .. مآني متعود أتنآزل عن إللي أملكه لأي سبب .. بس إن كآن عندي من هآلشيّ إثنين ؟!! لآتعآند لأجل العند يآرآئف "


غمض عيونه ضآم قبضته لصدره بلوم لنفسـه " إنت وش بلآك ! بعمرك مآكنت شخص سآديّ أو متجبـر .. ليش يرضيني ذلهآ .. إنكسآرهآ وترجيهآ ! ليش يغرينـي ويثيرنـي رفضهآ وتمنعهـآ ! ليش أكون بقمـة النشوه والإستمتآع وأنآ أسمع صيآحهآ وأشوف دموعهآ !! حـور أنآ مآكنت أبدّ شخص سآديّ .. صدقينـي إنتي بيدينك إللي نبشتـي عن هآلحيوآن البدآئي السآديّ بدآخلـي ! "


تنهد بعمـق وهو ينآظر بطآولة البليآرد بعد مآ استقعد وهو يتذكر ذآك اليوم إللي تسللت فيه لجنآحه وهي مآتدري إنهآ كلّ مره هي بنفسهآ إللي تثير هآلغريزه فيه تجآههآ بدون مآتحـسّ ! شلون كآنت ذآك اليوم مثيره بأدق تفآصيلهآ وتحركآتهآ ! بإنحنآءة جسمهآ على الطآوله ! برفعـة يدهآ لشعرهآ الغجري ورآ كتفهآ ! بضمـة فمهآ الوردي الرقيـق بإعترآض على ضربتهآ البآرده للعصآ ! بصوتهآ الرجولي الضخـم ! " تــــؤ .. ضربــه فآشلـــه ! "


أبعد نظره عن طآولة البليآرد منزل رآسه للدبله بيده إللي صآر يحركهآ بإصبعه طلوع ونزول .. تنهـد بإبتسآمــه وهو يتذكرهآ " آآآآآآخ .. دآآآرين دآرين دآرين ! "
هز رآسه بـ النفي وهو يفرك بعيونه مبتسم على حآله وهو يتذكر يوم ملكته عليهآ وكم من إحسآس ضرب بهرمونآته حدّ الإنفجآر .. مو معقوله قدرتهآ العجيبه بـ الإغرآء .. بـ الإثآره .. نظرة عيونهآ الجريئه كفيله تخرجك عن شعور الإرآده والسيطـره ..

بطريقـه ثآنيه مختلفـه عن طريقـة حور فـ دآرين بعـد كآنت قآدره إنهآ تطلـع هآلجآنب البدآئي بدآخل رآئـف هي بعـد !

رجع التفت لـ طآولة البليآرد مره ثآنيه هآمس بخآطره " مآلك مكآن بحيآتي " !


/
/
/
/



استقعد بجلسته على السرير بعد مآتـمّ يتقلب على جنوبه لأكثر من سآعتين متوتره عيّآ النوم فيهم يجآفيه وعلى هآلحآل صآر له يومين .. من يومهآ وجوآلهآ مسكر مآهوب قآدر يوصل لهآ !

خلل أصآبعه بين خصلآت شعره الكثيف الفآحم وهو ينآظر يمينه على اللآب حقـه المفتوح .. ومن نفس اليومين وهو يعيد بذآت الفيديو المؤقـت بـ أربع دقآيق على مشهد حميمـي جمعـه ويآهآ بـ السيّآره .. " معقول هذي نفسهآ تغريد الضعيفـه المغلوب على أمرهآ ؟ هــه "

زفر ضحكة إستهزآء مقطوعه هآمس بخآطره " مآحد ضعيف ومغلوب على أمره غيرك يآ مآلك .. غبــــي "

ضرب بقهـر المرتبـه بقبضته وهو يصرّ على أسنآنه: غبـي .. غبــي وهي آكتشفـت هآلشيّ وآستغبتك زود .. عرفت شلون تلعب عليك لأجل توصل للي تبيـه ..

(( إللي بينــآ إنتهــي .. إنسـى تغريــد بـ المره يآمآلك .. غرضي منك قد تمّ وإنتهـى وإنتهيـت إنـت معـه .. ســـلآم ! ))


غمض عيونه سآحب نفس من بين أسنآنه المطبقه على بعـض بقهـر: لآآآ مآظنيتـي فينـي خير يآتغريـد .. مو أنآ مآلك المرشد إللي يمشي عليـه هآلملعوب النجـس من نجسـه مثلـك ..
ضيق عيونه بنظرة حآده يمينـه على اللآب: آنتهيتـي مني !! بس بآقي يآحلوه أنآ مآنتهيت منك !


/
/
/
/



جآلسه على سريرهآ ضآمه ركبتيهآ لصدرها ومحآوطه رجولها بذرآعيهآ المشبكين ببعض ورآسهآ مسند على ركبتيهآ المضمومه .. تنآظر يسآرهآ ع الصوفآ التركوآزيه بغرفهآ .. على نقطـه محدده !
النقطـه السودآء الوحيده بـ الصوفآ ! النقطه السودآء من أثر حرق السيقآره إللي طفآهآ بـ الصوفآ ذآك اليوم المشؤوم بعمرهآ .. يوم تحول إسمهآ من حوريه كآمل الشرقآوي .. لـ حوريه رآئف المآلكي !

غمضت عيونهآ بهدوء مستسلمـه لمشآهد متقطعـه تمر ببآلهآ ..

اليوم الصبآح قبل تدخل المجلس على أمهآ ونجم وعُمر .. آستمعت لكلآمهم وإللي ملآه الأسى بدون مآتشوف ملآمحهم إللي ملتهآ الكسـره !
نجم: وينـه أبوي !!

أمهآ: عُمر يآولدي كلمته مره ثآنيه ؟
عُمر بحزن وآضح بصوته: كلمته وآلله بس رفض .. ع الأقل حآلياً
نجم بإستفهآم: وش القصـه !! وش فيه أبوي !
عُمر: رآفض يرد البيت
نجم بإستنكآر: إيــش !
عُمر: من يوم طلع من السجن مآرد البيت .. أجر له شقه والحين هو عآيش فيهآ
نجم: وليـش !

أمه بإنكسآر: صعبت عليه روحه .. عآزه عليه نفسه مب قآدر يوآجهنآ من بعد إللي قد صآر وخصوصاً حوريه .. مآيبي يشوفهآ وهو السبب بآللي صآر فيهآ
كمل عُمر: هذآ غير كسرة العين والنفس بوضعه الحآلي بعد مآتنآزل عن نصيبه بـ الكآمل وصآر مجرد موظف عآدي عند رآئف يشتغل بـ الرآتب بآخر الشهر مثله مثل غيره
نجم بصدمه: إيــــــــــش !
برقت هي عيونهآ من ورآ البآب ويدهآ على فمهآ بصدمه: إيــــــه !


*

أو المشهد من يوم أمس ...

رآئف يكبرنـي بسنـه وحده بـس .. ومع ذلك مآكنت قريب منه كثر قربي من رآمـز إللي يصغرني .. إللي أدري عنه إنه وهو بـ السطآش من عمره بس شآل مسئولية عيلة المآلكي كلهآ .. هآلشيّ إنتي مآتعرفينه تفصيلاً .. زوج خآلتك توفى من ثلطآش سنـه تقريباً وهذآ إللي تعرفينه إنتي وبس .. أمآ إللي مآتعرفينه إن مآحد من أولآده سوآ فرآس الكبير أو طلآل رضى يشيل هآلمسئوليه برغم إنه كآن مؤهل لهآلشيّ .. بس كل وآحد فيهم كآن أنآني وأنآنيته منعته من إنه يتخلى عن مستقبله .. مستقبل فرد مقآبل مستقبل عيلـه وشوفي هآلعيلـه فآتحه كم بيـت عيلـه !!

فرآس إللي مآترك الطــبّ ,, وطلآل إللي إنحآش بزآوية البيت يبكي فرآق أبوه .. كآن ضعيف ومآله حيلـه .. أحمد كآن توه ببدآية درآسة الحقوق بـ مصر .. وبعده رآئـف .. رآئف هو إللي ترك كلّ شيّ .. ترك مدرستـه بذآك الوقت .. ترك كتب المدرسه ومسك ملفآت المؤسسـه ..

*

أو قبل بشهرين بمصـر وهي تقدم أورآقهآ للتنسيـق بـ الجآمعـه وهم بكآفيتريآ ينتظرون يخف الزحآم ..
فتحت علبة البيبسي حقتهآ: يآآآآه إيه الزحمه دي وإيه الحرّ الموت دآآ بقد أرف
مهآب بإبتسآمه: ههههه لحئتي !! دنتي لسه قآيـه لحئتي تئولي أرف !
سألته بإهتمآم: إنت عندك كآم سنه صحيح يآمهآب !
مهآب وهو ينزل علبة البيبسي حقته من فمه بإبتسآمه: أربعه وعشريـن
رفعت حآجبيهآ بإندهآش: بقــد !


مهآب: أهـآآ
عقدت حآجبيهآ بإستفهآم: أربعه وعشرين ولسه بتدرس !! إزآآآي
مهآب وقد شقت الضحكه ملمحه: ههههههههه وليه الإحرآج دآ دلوئتي ؟
عبست بملآمح طفوليه: لأ بقـد هآآ بئـه
مهآب: عآدي يآستـي بسئـط كتير .. أنآ سئّيـط محترف
ردت رآفعه حآجبيهآ فآتحه فمهآ ببلآهه !
كمل مهآب: أريـح .. عوزآني أتخرج أعمل إيه ! بعد مآ أتخرج هيكون عندي جيش إلزآمي وبعد الجيش لسه هدور على شغل ولآزم بئـه أكبر وأكون مسؤول وأكون نفسي بنفسي الخ الخ الخ .. ليه ! منآ عآيش دلوئتي بآشـآ وبآخد كل إللي أنآ عآيزه وأنآ مكآني طول منآ لسه بدرس .. هتخرج ليه بئـه !!
أطبقت شفتيهآ بإبتسآمه رآفعه حآجبيهآ من هآلكلآم إللي تسمعه !


*

مآهتمت ذآك اليوم لهآلكلآم . .إعتبرته وجهة نظر غريبـه مآهتمت لهآ ولآ أشغلت لهآ بآل .. ليش الحين تتذكر هآلشيّ وتربطـه بآللي قآله نجم عن رآئـف !! " ليـه يآحوريّـه المقآرنه إللي بتعمليهآ دي بينهـم !! إنتي بتحبي مهآب .. مهآب وبس .. هههههه مهآب إللي كآن بيسقط نفسـه كل سنـه عشآن يفضل يآخد مصروفه من أهله .. عشآن ميتخرقـش ويلآئي نفسـه ملزم بوآجب الجيـش أو وآجبه لنفسـه إنه يكون مسؤول عن نفسـه .. إزآي كان هيرتبط بيّآ ؟ كنآ هنعيش منين ؟ ولآ عمي هو إللي كآن هيصرف علينآ إحنآ الإتنين ؟ آآآآآآآه يآرب إيه إللي بئولـوآ دآ !! لآ لآ .. لآ أنآ بحبـه .. آه بحبـه .. بحـب رآئـف ............ رآئــف ؟؟؟!!!!!!! "

رفعت رآسهآ تنآظر بـ إنعكآس صورتهآ بـ المرآيه قبآلهآ وهي تشوف نفسهآ مبرقه عيونهآ بصدمه لهآللي قآلته الحيـن بزلة لسان .. معقــــــــولـــــــه !! رآئــــــــــف !!

/
/
//


رمت جوآلهآ على السرير وهي تنفخ هوآ من فمهآ بضيـق ..

جلست على طرف سريرهآ وهي تمسح وجههآ بكفيهـآ بعد مآتوهآ أنهت مكآلمه محتده بـ أولهآ .. رقيقـه وعذبه بـ آخرهآ ! مع شخصيه كل مدى تكتشف لهآ جوآنب كثيره مختلفه ومتنآقضه .. تضطر فيهآ وعندها إنهآ ترجع لنقطة البدآيه .. بأول السطـر .. معقده حآجبيهآ بإستفهآم وتسآؤل !


صآح فيهآ بعصبيه مآقد سمعته يكلمهآ فيهآ من قبل: وليش مآتعطيني جوآبك قبل تسآفرين ؟ وليش أصلاً تسآفرين وفجأه كذآ ؟
ردت بهدوء في محآوله منهآ لضبط أعصآبهآ بـ الرغم من إستفزآزهآ الشديد من آسلوبه وآلطريقه إللي يكلمهآ فيهآ: مآرح أعطيك جوآبي لأن بآقي مآوصلت لرد أقدر على أسآسه أجآوبك فيـه .. أمآ عن إني رح أسآفر وفجأه كذآ فهذآ لأن المنآسبه إللي بسآفر لأجلهآ جت فجأه .. زوآج رآئف ولد عمـي


سند وإللي قد فلتت أعصآبه من برودهآ المستفـز وإحسآسه بإمكآنية فشلـه للوصول لهآ وخصوصاً بعد مآتبتعد هي عنه - سأل ببحـه عذبـه - : ليش يآورده ؟ مآيكفيك آسبوع تفكير ؟ وش إللي تبينه أكثر ؟
خلعت نظآرتهآ الطبيّه وصآرك تفرك مآبين عيونهآ: لآتسأل وكنك مآتدري ! إنت تدري إنك فآجئتني بهآلطلب .. وأظن من حقي آخذ وقتي بـ الأول لأجل أستوعب طلبك .. ثم وقت ثآني للتفكير بـ الردّ .. إنت تدري إن من قبل مآتصآرحني بمشآعرك مآكآن شيّ من مشآعري أنآ موجّـه لك !
سند: طيب وبعد مآصآرحتك ؟
إبتسمت ورده وهي تهز رآسهآ بـ النفي مضيعه الموضوع: سند أنآ مآ ألعب بـ أعصآبك مثلمآ تلمح إنت لهآلشيّ .. كل إللي أبيه إني مآ أظلم نفسي وأظلمك ويآي بقرآر سريع آخذه سوآ بـ الموآفقه أو الرفض .. خليني على رآحتي يآسند طلبتك ولآ تضغط عليّ .. هآلسفره للسعوديه فرصه أبتعد فيهآ عنك وأقدر أفكر عدل بعيد عن أي ضغط


سند بلوم: يعني أنآ أضغط عليك !
طيرت عيونهآ للسقف بـ إبتسآمه " يآلله إنك زعول ,, إللي يشوفك بـ الحقيقه مآيصدق إنك إللي جآلس تحكيني الحين " : لآآآ مآقصدت هآلشيّ .. بس كل إللي أبيه وقت ومسآحه فآرغه من أي شيّ ممكن يشتت تفكيري .. وأنآ طلبتك يآسنـد .. هـآآ !
تنهد بقلة حيله .. آخر شيّ يبيه إنه ينفرهآ منه بعصبيته المفرطه وضغطـه المتوآلي عليهآ .. هي مآغلطت فعلاً .. هو فآجأهآ بموضوع مصيري جـآد كآن أبعد مآيكون عن الخآطر والبآل بـ النسبه لهآ .. ومن حقهآ تآخذ وقتهآ ..

سأل بهدوء: لمتى بتتمين بـ السعوديه ؟!
تنفست برآحه بعدمآ هدى إنفعآله ورقت نبرته الحآده: مدري وآلله
سند بغيظ مكتوم وآضح من نبرته: تدرين ورده وش العيب إللي آشوفه فيك ويقهرنـي .. هآلشيّ إللي جدّ يطلعني عن شعوري ويخليني جدّ فآقد أعصآبي !


ورده بضحكه مكتومه وكنهآ فهت قصده: وشهـو ؟!
سند: البوهيميـه إللي إنتي فيهـآ .. منتيب شخصيه وآضحـه .. صريحـه ومبآشره .. مآقول إنك لعوب بعدين تفهمين الكلآم غلط .. كلآمي بـ الصريـح معنآه انك مآتدرين وين آلله حآطك فيـه ! ورده متى بتنزلين .. مدري ، متى بتخلصين شغل .. مدري ، متى رح أشوفك .. مدري ، متى تآكلين .. مدري ، تشربين .. مدري ، تنامين .. مدري مدري مدري مدري مدري ...
ورده: ههههههه
سند بقهر: وآلله ! هذآ شيّ يضحك الحين ؟
ورده: يعني إني أعطيك موعد لأجل أرضيك وبعدين يصير وأخلف فيه أزين ولآ إني مآ أحدد شيّ وأخليهآ بـ المطلق كذآ ؟


سند بتأكيد: لآ كذآ ولآ كذآ .. ليش تحددين وتخلفيـن ؟ إن همك أمر شيّ رح تسعيـن للإلتزآم .. مثل موعد إمتحآن مثلاً .. ليش نروح بعيد ! مثل موعد دوآمك للشغل مثلاً .. إنتي ملزمه يبدآ دوآمك عشره الصبآح تقدرين تروحين وحده الظهر مثلاً ! ولو بنضيق الإختيآرآت ومآفيه غير كذآ أو كذآ طبعاً إنك تكونين شخصيه محدده أحسن بكثير من المطلقـه .. أقلـه بيكون عندي علم كنك فعلاً رح تسوين هآلشيّ أو لآ .. مب تآركتني معلق تحت رحمـة كلمـة مدري حقتك هذي لين مآتدرين حضرتك !


ورده وإللي مآقدرت تمسك نفسهآ أكثر .. وآضح إنه مره منقهر ويآلله مآسك أعصآبه .. غيظـه المكتوم مآخفى من نبرة صوته: ههههههه
سند: لآتضحكيـن
بلعت ريقهآ مبتسمه: طيــب
سند بعذوبه: شكثر رح أنتظر ردك لين مآتردين مره ثآنيه مصــر .. الصبر يآرب
ورده: مب لآزم تنتظر لين أرد مصـر .. متى مآ أخذت قرآر رح أدق عليك وأعلمك
سند بنبره عذبه دآفيه كفيله تهزّ إحسآس وعآطفـة أي أنثى: أحبـــك يآوردهـ !



/
/
/
/



غطس رآسه تحت المويه ممدد جسمه بـ البآنيو ..

تمّ دقيقه تحت المويه لحد مآرفع رآسه معتدل بجلسته دآخل البآنيو مسند ذرآعيه على حوآف البآنيو رآفع نظره للسقف " آآآآخ يآليل الشقـى .. لي لي بيت ومآ أتم فيـه ومنهـو السبب ! أنآ السبب .. وش إللي سويته بروحك يآ آدم ! لمتى بتظـل هآرب من بلد لبلد وإن تميت بـ السعوديه يآ بـ الإسترآحه أو هنآ بشقـة رآمـز ! .. وش السوآة الحين يآربي ؟! شلون أرد لحيآتي الطبيعيـه قبل تدخلهآ نآهـد ! لآ جسمـها أو عآطفتها لي فيهـم أدنى حـق .. بس شلون !!


*

.....: آممم ليلآ علميني
ليلآ وهي مشغوله تدور بـ الملآبس المعلقه بإنتظآم ورتآبه: آممممم
آدم: شلون أبعد بنت عنـي !


رفعت رآسهآ بإنتبآه فآتحه فمهآ ببلآهه من سألهآ هآلسؤآل ..
بلع ريقه بإحرآج: آممم يعنـي .. بنت نشبه مره وأبغى أفتك منهآ
عقدت ليلآ حآجبيهآ بإستفهآم هآمسه: نشبــه ؟!!!
طير عيونه للسقف بتفكير مميل فمه لليمين: آممم يعني لزقـه
ليلآ: لزقـــه ؟!!!
تأفف بنفآذ صبر: ليلآ شوفي إنتي بنت ومررره معجبه فيني بس أنآ مآ أبيك أبدّ وأبغى أبعدك عني .. وشهي الطريقه إللي أبعدك فيهآ .. أبعدك عني بـ المررره
رمقته ليلآ بنظره إستنكآر حآقده وهي تنآظره من تحته لفوقـه وبعدهآ سفهته وهي تقلب بـ الملآبس المعلقه: بس أنآ مو معجبه فيك .. أنآ أحب نجـم وإنت تدري


هو وخلآص وصلت معه من هآلغبيّه: ليـــلآ لآتعصبينـي .. أنآ مغير أفرض مثآل .. فيه بنت مره معجبه فيني بس أنآ مآ أبغآهآ
ليلآ: أهــآآآ .. طيب قول لهآ إنك مآتبغآهآ وآطلب منهآ تبعد عنك وتخليك
أطبق شفتيه بقلة حيله: قلتهآ .. وربي قلتهآ وأكثر من مره بس مآتفهــم .. شوفي ليـلآ !!
ليلآ وهي مشغوله تدقق بـ البلوزه إللي لفتتهآ: آممممم
مسك منهآ البلوزه الفوشيآ الشيفون الشفآفه من يدهآ: خلي هذي الحين وركزي معـي
ليلآ بعصبيه: آدم وش ذآ ! خلني أختآر شي أشتريه


سحب منهآ البلوزه مره ثآنيه رآفعهآ لفوق ينآظرهآ: آممم حلوه هذي جربيهآ .. بس الحين خلك معي
كتفت ليلآ يدينهآ: هــآآآ
عطآهآ البلوزه وهو يشرح لهآ بإهتمآم: شوفي ليلآ .. أنآ مآبغى أقول لهآ شيّ .. أبغى شيّ أسويه وهي تشوفه ثم تبعد عنـي .. شيّ مآفي بعده كلآم بس تشوفه تبعد عنـي بروحهـآ
مطت ليلآ شفتيهآ لقدآم ببديهيه: بسيطـــه .. إعرف بنت ثآنيـه .. تمشى معهآ قدآمهآ .. أو كلمهآ بـ المـوب .. حبيبتـي .. آشتقتلـك .. وكذآ يعني .. من الآخر عرفهآ إنك لغيرهآ وتحب غيرهآ .. يعني مآلهآ أمل فيك


رفع حآجب وآحد بإستنكآر: متأكده ؟! يعني لو إنتي وأنآ سويت كذآ قدآمك رح تبعدين عني ؟!
رفعت حآجبيهآ مبرقه عيونهآ بتأكيد: طبببببببعــــــاً مآيبيلهآ .. عن نفسي هذآ شيّ يجرحني .. فضلت غيري عليّ برغم حبي لك وإنك تدري عن هآلشيّ .. أكيد رح أنسحب من حيآتك بـ المره .. مآله دآعي أضيع نفسي .. وقتـي ، إهتمآمي ، مشآعري .. على وآحد كل وقته ومشآعره وإهتمآمه لغيري !
رفع حآجبه الأيسر بمكر: وآلله ؟ هذآ قولك الحين ! يعني لو هذآ نجم رح تسوين معه نفس الشيّ ! تنسحبين بسهوله كذآ من حيآته لمجرد إنه يحبّ غيرك ؟!


ليلآ بنظره ثقه حآده قآلتهآ ومآستغرقت الثآنيه بنطقهآ: أكيـــــــــــد
رفع حآجبيه بإعجآب على ثبآت رآيهآ برغم من تبدل الشخصيآت وكنه إقتنع .. بس مآ أمدآه إلآ ورجعت ليلآ ضيعته: بس لحظه آدم .. أنآ أتكلم عن نفسي .. بس مو كل البنآت كذآ .. فيه نوع من البنآت هآلشيّ مآيزيدهم إلآ عند وإصرآر عآللي يبونـه .. ويعتبرون هآلشيّ تحدي وللأسف فيه كثير ينتصرون لأن الرجآل بطبعهم ضعيفين أصلاً .. - رمقته بنظرة تحقير -
آدم: ههههههه وآلله !

*

فتح عيونه بعد مآدآر هآلمشهد ببآله متذكره وهو بـ نيويوركـ مع ليلآ .. وآلحقيقه إن رآيهآ مآفرق كثير عن رآي نجم يوم سأله وهم بـ الطيّآره .. شلون يبعد بنت عنـه ؟!
مآكآن نجم مهتم مره مثل ليلآ .. قآلهآ له ببرود: قلهآ إنك تحب غيرهآ

يعني نقطة الإتفآق كآنت علآقه جديده آدم يخوضهآ ينهي من خلآلهآ وبسببهآ علآقه قديمـه ؟!
زفر نفس مسموع بتعب: آآآآآخ


عقد حآجبيه وهو توه يتذكر: نجــم وليــلآ ؟!! وش إللي طرآلي أسألهم ! ذولي بدُنيآ غير الدُنيآ .. آلحين أنآ بـ السعوديه شلون أنفذ هآلشيّ ؟! أدخل البيت يمـي بنت شآبكه ذرآعهآ بذرآعي .. أهليــن نآهــد .. أعرفك .. هـذي حبيبتـي ! ههههههه يآلله ع الخيآل .. بـ السعوديه مآفي مهرب غير بـ الزوآج
برق عيونه من وقـع الكلمـه على مسمعـه .. همـس بصدمـه: زوآج !



/
/
/
/


بغرفة نومهآ الوسيعه وإللي يغلب عليهآ الطآبع الكلآسيكي سوآ بأثآثهآ الخشبي القآتم أو مفروشآتهآ بـ اللون البني .. العسلـي .. والبيـج ..
كآنت جآلسه مربعه على سريرهآ وهو ممدد جسمه على السرير بـ العرض ورآسه على رجولهآ مكتف يدينه ومغمض عيونه بينمآ كآنت هي كل شويّ تدنق عليه وتبوسه من رآسه .. جبينـه .. عيونـه .. خده الأيسر
إتسع فمه المشدود بإبتسآمه عريضه: هههههه يومه وش فيك صآر لك سآعه كل شويّ تبوسي فينـي
أمه وهي تخلل أصآبعهآ بشعره الكثيف: مآتدري شكثر مشتآقتلك يآنجم ! مآ أبيك الحين تغيب عن نظري .. أبيك قدآمي .. عيوني تشوفك ويدينـي تلمسك ..


نجم بلعآنه: وأنآ كم مروه عندي ! تدرين عآد أزين شيّ إن زوجك أجر له شقه برآ .. خلني أنآم عندك .. أنآ بنآم جمبك بدآله مآعليك منه
ضربته على كتفه بخفه وهي تضحك: ههههه إنت متى بتعقل يآولد
سحب نفس عميق برآحه: صدقينـي عقلـت
أمه: مهمآ كبر عمرك مآرح تعقل غير بـ الزوآج .. مآتبي تتزوج إنت أجل !
نجم: وهذآ إللي حآسب حسآبه بجيتي للسعوديه .. مآرح أسلم من هآلطآري


أمه بلوم: وش فيه هآلطآري بعد ! أجل إنت وش إللي تبيه ! تتم عمرك كله من بنت للثآنيه ! نجم لآتفكرني مدري وش إللي تسويه هآلبنآت المغضوب عليهم بأمريكآ
نجم: ههههه هآلأفلآم الأجنبي إللي يعرضونهآ بـ التلفزيون عندكم لآعبه بمخك لعب .. يومه الله يهدآك إنتي وشهو ذآ إللي ببآلك ! الحيآه عندهم مآغير خمر وسكر وبنآت بعلآقآت محرمه !
أمه بحده: إيه هذي هي حيآتهم ولآ يكثر
نجم: ههههههه آلله يهدآك بس .. طيب كملي .. آلعبي بشعري
أمه بإبتسآمه حب حآنيه وهي تخلل أصآبعهآ بشعره وتحك فروة رآسه بهدوء: بعدك تحب هآلحركه !
نجم: آممم


غمض عيونه بإبتسآمه: دوري لي عن مروه ثآنيه مثلك وأنآ بتزوجهآ مغمض عيوني
أمه بمكر: يآلخبيث أجل تلعب علي إنت بهآلكلمتين ! ومن متى وأنت تقبل بشيّ غيرك مختآره لك ! لآ وبعد السآلفه فيهآ بنآت ! يآكثرهم بنآتك .. مو كآفي عُمـر أخوك معرض عن الزوآج مدري إنتم وش إللي تبونه بـ الضبط !! خآلتك هذآهآ كل يوم وهي تزوج ولد من أولآدهآ وأنآ إثنين ومآنيب قآدره أقنع أحد منهم

نجم: أمـــي .. آلعبي بشعري بس .. مآلي خلق هآلسوآليف .. مآرح أتزوج قبل عُمر .. آلحين وفري مجهودك بـ الإقنآع لـ عُمـر أحسن
نفخت هوآ بقلة حيله من تصرفآت عيآلهآ وهي تهز رآسهآ بـ النفي بينمآ هو سرح بهآلكلمه إللي قآلتهآ الحيـن توهآ .. يآكثرهــم بنـآتك !


*

....: آمممم بلآهآ نصب .. قريت الإسم زين ؟!! أنآ ليلآ مو بنت من بنآتك لأجل تقوللي كذآ .. هذآ ان كنت مسجل رقمي أصلاً عندك
عقد حآجبيه بإستغرآب: بنت من بنآتــي ؟!!!
أردف بتأكيد: مآيصح كذآ .. الصحيح .. بنت من البنــآت .. أمآ بـ النسبه لبنآتي فـ أنآ مآعندي غير بنت وحده
ليلآ: أنآ مو بنتك .. وبعدين مآطلبتك لأجل أسمع منك هآلكلآم


*

تبسم بهدوء وهو يتذكرهآ .. يتذكر عصبيتهآ بسبب غيرتهآ عليه إللي تحآول تخفيهآ دوم ...

تنهد بصوت مكتوم " آآآآآخ يآ ليلآ مآصآر لي بعيد عنك وأحس إني مشتآق لك ! وش إللي تسوينه الحين ؟ سآفرت ومآعلمتك بس هذآني مشغل الخط الأمريكي ومآجآني منك أي رسآله بـ إتصآل ! وش إللي سمعتيه بـ الضبط من كلآمي مع آدم !! آدم إللي ترك لك رسآله قبل نرد للسعوديه وفيهآ رقمـه !

آعذريني مآرح تشوفينهآ ولآ رح تقدرين توصلين لـ آدم لأني فتحت البآب وخذيت هآلرسآله .. مآفيني أعآند نفسي أكثر .. لحد قبل مآ أرد للسعوديه كنت أرفض إحسآسي صوبك وأأنب نفسي على هآلإحسآس .. ليش لهآلدرجه توترت ؟ ليش إحتد نبض قلبي ؟ ليش التهبت أنفآسي من سمعت كلآم آدم عنك ! يبيك لأنك تعجبيـه ! وهو بعد يعجبك ! ليلآ إنتي مآيصـحّ تكونيـن لغيـري .. إنتـي لـي أنـآ .. أنـآ و بـس !

/
/
/
/

حلم الحياه 11-08-16 10:45 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/



بـ المطبخ وآقفه متخصره تنآظره وهو يشم بـ الصحن من بعد مآ أفرغت فيه علبـة فول .. دف الصحن برآسه كإعترآض منه رآفع راسه لهآ !

قربت له الصحن مره ثآنيه برجلهآ بس أعرض عنه وصآر يحك رآسه برجولهآ .. صدت عنه معطيته ظهرهآ متخصره وعيونهآ للسقف تمنع دموعهآ تنزل .. قرب منهآ وصآر يحك رآسه برجولهآ مره ثانيه .. التفتت عليه وهي تصيح: وش فيـــــــك ! مو عآجبك الأكل ! مو عآجبك الفـول ! وش تبـي تآكل يعنـي !! لحـــم ! من وين أجيب لك أكل يرضيـك ! هآآآآه !! من ويـــــــــن !

فقدت أعصآبهآ في حآلة شبه إنهيآر وهي تصيح بهستيريآ ودموعهآ تطيـح بدون كنترول: وش إللي تبيــــه علمنـــي .. ترآآ أنآ بعـد مآ أحــب الفــول .. - رفعت علبة الفول حقتهآ من على رخآمة المطبخ ورمتهآ بقوه ع الأرض - أككككككككرهـــــــــه

نآظرت بـ الأرض بعد مآ انكب الفول وانتثرت صلصتـه من العلبـه .. تحسست جبينهآ بيدهآ المرتجفه في محآوله منهآ تهدي نفسهآ بس مآهيب قآدره
كملت بصيآح: ليش مآتبيـه !! ليش مآتآكـلـه !! هذآني آكله وأنآ كآتمـه أنفـي وبعد كل بلعـه أشرب مويـه لأجل مآ أحس بـ الطعـم بس مآفي غيره هنآ ومآمعـي ولآ دولآر ولآ حتى سِنــت .. وين كنت تآكل بهآلشهرين من قبل !! من الزبآله !! روح كـل من الزبآله .. رووووح - دفته برجولهآ - رووح لآتقهرني فيك آلحين مآنيب قآدره أأكـل نفسي شلون بأكلك ! آآآآآآهـ يآربــــــــــي آآآآآآآآهـ


خآنتهآ إرآدتهآ وصآرت تنزل للأرض شوي شوي وهي تمسح الجدآر بظهرهآ ..
ضمت رجولهآ لبعـض دآفسه رآسهآ بين ركبتيهآ وهي تبكي بمرآره: شلون بعيش يآشكـس وشلون بتعيـش معـي !! مآلي أحـد .. لآ كآرين ولآ نجـم موجوديـن .. مآلـي وظيفـه .. تعبآآآنـــه .. وآلله تعبآآآآآنه وكل مآفيني تآعبنـي ..


رفعت رآسهآ وصآرت تدق صدرهآ بقبضتهآ: قلبي يعورنــي .. حآســه بوجــع مآنيب قآدره أتحملـه أكثــر .. فقدتك يآكآريــن وربــي .. شلون بكون بعدك ! هذآني إحتميت بغيرك ورخصنـي لـخويّـه .. مقهـوره وبـ قلبـي جرح وبنفسـي كسرهـ وحسـرهـ .. ليش دنيتـي كذآ دآيم معآندتنـي .. ليش مآ آخذ إللي أبيـه ! ليش إللي أحبـه أخسـره ! ليش إللي أملكـه أفقـده ! ليش يآربييييييـــــــــــــه لييييييييــش
كآن نحيبهآ مرير يذوب له الصخر شلون مآيحنّ له مخلوق ! كآن شكـس يوآسيهآ برآسه إللي يحكهآ بذرآعهآ ويدهآ إللي كآن يلحسهآ بلسآنـه ..

*

- إيـش !! هههههه لآوالله هذآ إللي بآقي ومآصآر .. إنـت جنيــت !! مآعآد غيرهآ لأجل أفكر فيهـآ ! وحتى إن مآكآن فيه غيرهآ هذي مستحيل تتطرآ ببآلي .. بعد عليهــآ كثيييييييير وآفكر فيهـآ ..

*

- كلآمـي هذآ لمصلحتك يآ آدم .. هذي مآتنفعك .. أنآ شخصياً للحين مدري كن لهآ أهل أو لآ .. هي وش جنسيتهآ أصلاً ولآ ديآنتهـآ ... مـدري .. مـدري عن شـيّ ولآ حتـى إهتمـيت ..

*

- أنآ مو موآفـق .. ليــلآ لآآآآء .. إنـت وليـلآ .. لآآآآء

*

- لآتغرك هآلعفويه والبرآءه هذآ ملعوب حريم .. هذي إللي بتموت عليهآ حضرتك مستعده تبيع نفسهآ وببلآش بعـد .. هذآ إن مو هي إللي رحّ تدفعلك بعـد لأجل بس تقضـي معك ليلـه ..

*
- إسمـع آدم .. إذآ تبيني أنآ بنفسي أروح وآقول لهآ إنك تبيهآ اليوم بـروح .. لآتفكر إن وحده زي ليلآ هذي تلزمنـي .. لآآآ .. روح لهآ اليوم .. وبكـرآ .. وبعـده .. ودآمك هنآ فهـي لك .. غير كذآ وأكثر من كذآ لاآآآء

*
- إعتبرهــآ هديّـه مني لـك .. شيّ يطري القعـده

*

هزت رآسهآ بـ النفي من وقع هآلجمل بخآطرهآ .. مسكت بلوزتهآ محل قلبها بقوه عآفصتهآ بقبضتهآ وكنهآ تترجم الوجـع إللي تحسـه جوآتهآ بهآلتصـرف عآضـه على الطرف الأيمن لشفتهآ السفلـى بحسـره !

" شلون بيهتـم ! وش إللي كآن يهمـه أصلاً بـ الأول .. مـروّآ ثلآث أيآم مآفكر حتى يدق عليّ .. مآفرق معـه غيآبـي .. مآ إتصل يسأل وينـي فيـه .. مآ إتصل يسألني كنـي بـ الشقه أو لآ .. شلون بيهتـمّ !! "

غمضت عيونهآ الحزيـنه بإنكسآر وإللي تسلل منهم دمعتيـن من إحسآس القهـر .. الحسـره .. الوجــع !


/
/
/
/



نزل الهآندبآج السودآء حقته قدآم بآب الشقه بـ المدخل المظلم ..
طلـع جوآله من جيب ثوبه مشغل فلآش الكآميرآ يضوي محل فتحـة المفتآح ..


توّ مآفتح البآب إلآ ويشوفه وآقف قبآله بطوله الفآرع بإستقآمه ويديه الثنتين بجيوب بنطلونه الريآضي .. إنتفض جسمه مبرق عيونه إللي ثبتت عليه لثوآني برعب وهو يشوفه قبآله بهآلشكل !
نزل رآسه بعدهآ بقهر وهو يرفع شنطته عن الأرض: جد مآلك دآعي .. إنت مآتفهم !! وش قصدك يعني بذي الحركـه !
آدم ببرود وبعده على وضعه وآقف نفس الوقفه: خرعتـك ؟
تخطآه وآئل وهو يدخل للشقه: بغى قلبي يوقف من الخرعه يآلدلـخ !
سكر آدم البآب ولحقـه للدآخل وعيونه على الهآندبآج إللي نزلهآ بـ الأرض جمبه وهو يجلس على وحده من الفوتيهآت الإسفنجيّه العريضه بـ اللون الأزرق الموزعه بـ الصآله ..
آدم: شكلهآ إقآمه مو زيآره
وآئل: عندك مآنع ؟


جلس آدم على فوتيه ثآنيه جمبـه بـ اللون الأصفر: يآمرحباً سآع .. زين خل نتفـق إتفآق .. فطور , غـدآ , عشـآ , عليكـ إنت .. أنآ مآلي بـ الأكل ومآ أدآني المطبـخ والطبـخ أبدّ .. رح آكل وبـس ..
رفع آدم حآجبيه من نظرة وآئل الجآمده له: علآمك إنت ! لآتنآظرني كذآ .. تطمن يآبو الشبآب أنآ إللي علي التنظيـف وغسـل الصحون

سفهه وائل مرجع رآسه لورآ مغمض عيونه وفآرد يديه الثنتين على ذرآعي الفوتيه الإسفنجيه ..
إنتظر آدم يسمع أي تعليق من وآئل بس مآلقى منه ردّ .. هذآ غير شكله المتعب ونظرة عيونه الحزينه .. تآرك البيت أجل فيه سآلفه .. خلآص شقـة رآمز هذي صآرت ملجأ للمشرديـن

آدم: بكره بنروح لـ نجـم .. رآمز إتفق معـي
رفع وآئل رآسه وهو يفرك بين عيونه بتعب بنبره مجروحه مآخفت عن آدم: إيـه .. رآمز علمنـي .. رآيـح معكم أكيـد

دنق آدم رآسه يشوفه وهو شآبك أصآبعه ببعض ومنزل رآسه بـ الأرض: وآئل علآمك ؟
رفع وآئل نظره بسرعه لـ آدم ثم هز رآسه بـ النفي هآمـس: مآفيـه
حط آدم يده اليمنى على ركبة وآئل اليسرى مشدد عليهآ: متأكد إنك مآتبي تحكي ؟! مآرح أسألك عن شيّ .. رح أستمع لك وبـس


فك وآئل زرين من أزرآر ثوبه مقطب ملآمحه بضيق .. همس لـ آدم بتعب: مآبغى أتكلم بـ الموضوع
أطبق آدم شفتيه بتفهـم لرغبة خويّـه .. وآضح إنه مجروح وضآيـق حتى بأنفآسه المسموعـه منه قآدر يآخذ نفـس مريـح ! مآيبي يضغط عليـه .. من يومهم ووآئل هو أكثر وآحد حسآس فيهم .. أطيب وأرق وأحن قلـب .. مآيعيبه غير دموعه القريبـه .. وإن صلّب آدم رآيه وأصرّ عليه يتكلم وهو بهآلحآله مو بعيده تطيـح دموعـه الحين ثم يرد يبكـي مره ثآنيه لأنه بكـى قدآمـه !

وقف آدم وهو يشد فنيلته البيضآء الدآخليّه يعدلهآ عليه: طيب أنآ بدخل أنآم .. الثلآجه فيهآ أكل بس مآرح أسويلك شيّ لأن مثل مآقلت لك الأكل مسئوليتك إنت ..


أقفى عنه وقبل يوصل للممر التفت عليه: وآآآآئـل ... أنآ بـ الغرفه إللي جمب المطبـخ لو تنك تخآف تنآم بروحك عآدي تنآم معـي ترا .. بس مو على سرير واحد .. رح تنام انت بـ الأرض
وآئل: ............
توه بيلتفت آدم إلآ وردّ مره ثآنيه ينآظر بـ وآئل: وآآآآئـــل ... كنك تبي تتكلم بنـص الليـل أدري عنك توك ورع وهذي حركآتك .. مآيردك شيّ هـآآ .. رح أصحى وأستمع لك


مآردّ عليه وآئل غير بـ إبتسآمه قصيره متعبه بس كآنت صآدقـه ..
رد مره ثآنيه مرجع رآسه لورآ مغمض عيونه .. وش هآلأسى والبؤس إللي يحسّـه !!
كلمـه أبوه يسأله كنه ثآبت على رآيـه وموقفـه بسآلفة زوآجه من ميسـم أو لآ ! عمـه بيرد للسعوديه بعد يومين .. وكنه بعده مُـصِرّ فهو رآضي وموآفق يطلب له بنت عمـه من أخوه ..


" وهذآ أبوك وآفق وش إللي بتسويه إنت ! مآبعمرك كنت جآف وقآسي لهآلدرجه يآوآئل .. ليش صديتهآ ورفضتهآ بهآلشكل المهين الجآرح ! ليش تعور قلبك وتجرحه قبل تعور قلبهآ هي ! "

لآآ تنآظــرني كذآآ ولآ تعآملنــي كـذآ وآلله مآآآآعــــــــآآآد فينـــي خــلآآآآآآآص .. خلآص وآلله مآعآآد فينـي يآنآآآس مآعآد فيني أتحمل أكثر .. لآ تخلينـي يآوآئـل .. لآ تخلينــــــي


تنهد بضيق بعد مآفتح عيونه وآحتضن رآسه بين يدينه " ولآآ أنآ عآآد فيني يآميسم .. أحبـك وأبيـك وإنتي جآرحتنـي بحبكـ لغيري وتفكيرك فيـه .. طلبتينـي وآشكثر صعب عليّ أردك .. مآقصدت .. وربـي مآقصـدت "

" موآفقه تتزوجينـي لأجل شفقتي عليك بس مو أكثر ! "
سحب نفس عميق وهو يتحسس صدره " وأنآ موآفق أتزوجك لأجل إحتيآجـك لشفقتـي عليك .. مو أكثر .. ! "



/
/
/
/



ضغطت على زرّ إنهآء الإتصآل بقوه وهي عآضة على شفتهآ السفلى بقهر وإللي وضح أكثر بحركة تنفسهآ المحتدّ " وينك يوبـه عني الحين ! ودي أكلمك فـ مره وألقى جوآلك يدق ! "


تنهدت بعمق متخذه قرآرهآ .. لآزم توصل لأبوهآ وتعلمه بـ إللي تبيـه وهو يتصرف بطريقتـه .. كنه مآيبيهآ ببيت زوجته الثآنيه ولآ يبيهآ ببيت بروحهآ خلـه يوديهآ أي دآر رعآيـه أبرك لهآ من هآلذل والمهآنه إللي تعيشهآ ! مآتقدر تكمل أكثر بهآلبيت .. الشخص الوحيد إللي كآنت تلجأ له كمـل هو عليهآ بـ القآضيــه !

تحركت أصآبعهآ على الشآشه تدور الأسمآء لحد مآوصلت للرقم الأرضي الثآبت لبيت أبوهآ ..
رفعت الجوآل لأذونهآ وهي تحرك أصآبعهآ بتوتر على ركبتهآ المهتزه ..


.....: آلـو !
زفرت نفس مكتوم بهدوء وتكلمت: آلـو السلآم عليكـم
جآهآ الردّ بـ العربي المكسر من الشغآله إللي ردت: وآآ أليكوم السلآم
ميسم: بآبآ فيصـل ويـن ؟
الشغآله: مين إنـتآ ؟
توهآ بترد إلآ ويجيهآ الرد من صوت زوجة أبوهآ المتنمـره: أيـوه .. مـن ؟!!
إرتفع صدرهآ سآحبه نفس وكآتمته من سمعت صوتهآ


أم متعب: آلـوو !!
زفرت ميسم النفس بآلعه ريقهآ: أيوه السلآم عليكم
أم متعب: وعليكم السلآم .. مـن ؟!
ميسم بهدوء: أنآ ميسم يآم متعب
رفعت حآجبهآ الأيسر بلعآنه متقصده تقهرهآ بهآلسؤآل: ميسم مـن !
بينمآ غمضت ميسم عيونهآ سآحبه نفس طويل من أنفهآ بنفآذ صبر في محآوله منهآ تتمآلك أعصآبهآ .. هي الحين موصلـه معهآ وعلى تكّـه وهذي زوجة أبوهآ مآغير تمآرس عليهآ الآعيبهآ المعهوده لأجل تستفزهآ عن قصـد وتقهرهآ !


*

ليش هآللي توك وقلتيه لي مآقلتيه لدآرين قبل تطلع وتخليك ؟! ليش مآصحتي بوجههآ ؟! ليش مآسبيتيهآ ؟! ليش مآرفعتي يدك وصفعتيهـآ كنهآ مغير جآيه تقهرك وتحسرك بآللي كآن بيوم ملكك وبعدك تحسبين إنه ملكك !
ليش مآتصيحين علي ! ليش مآتسبينـي كنك سمعتي كلآمي أمس مع هلـي وإني مآ أبيك غير شفقـه ؟! ليش ترضين هآلشي لنفسك ؟! ليش مآتصيحين على أبوك وتطآلبين بحقوقك كنك بنت لـه مثل بآقي عيآله من زوجتـه الثآنيـه ! مغيـر تبكبكيــن أربع وعشرين سآعه ومحدن دآري عنك ..

*

" لمتى بتم ضعيفه كذآ فعلاً ! أسمحلهم يستضعفوني .. يقهرونـي ويحسرونـي وأنآ مآغير أكتم بصدري .. لآمنهـم قضوّآ تسليتهـم بذلـي وأقفـوآ عنـي قمت أصيـح وأبكي ولآ حدن درى عنـي ! "

أم متعب بعصبيه بعد مآطولت ميسم: أنآ بسكر شكله الرقم غلط .. مدري وش هآلبلآوي
لحقتهآ ميسم بسرعه قبل تسكر: لحظــه ..
أم متعب: ..........
ميسم: مآظنتـي صدق مآتدرين منهي ميسم ! بس مآعليه كنك مآتدرين منهي ميسم رح أعلمـك ..
كملت ميسم بحده: أنآ ميسم بنـت زوجك وأكبـر بنآتــه

رفعت حآجبيهآ مآطه شفتهآ السفلى لقدآم بإعجآب وهي وآقفه على بآب الغرفه ورآهآ ومكتفه يدينهآ من ردّ ميسم الجريئ بهآلحده المو معهوده بنبرة صوتهآ " متأكـده يآميســوو إنـك أكبـر بنآتـه ؟! "

كملت ميسم: وينه أبوي !
أم متعب بحقد: منه موجود وكنك تبينه كلميـه على رقمـه الخآص يآبنت أبوك وأكبر بنآته .. مآنب نآقصين بلآء هـــــه .....

نآظرت جوآلهآ بقهر بعد مآقفلت زوجة أبوهآ الخط بوجههآ وقد أدمعت عيونهآ من هآلكمّ المتتآلي من الإهآنآت !
رمت الجوآل بقوه على الأرض وهي مدنقه رآسهآ بإنكسآر وتئن ببكـآ مكتـوم !


نآظرت دآرين بـ الجوآل إللي إنفصـل عن غطآه والبطآريـه مرمـي بـ الأرض ثم تبسمـت .. قررت تعلن عن وجودهآ بنبرة اللعآنه: تؤ .. أعآصبك حبيبتي ميسـو .. شويّ شويّ .. ليش معصبه كذآ !
رفعت ميسم رآسهآ بصدمه وهي تنآظرها بعيون مدمعه بينمآ كآنت دآرين متصنه الزعل والمسكنه بملآمحهآ الشآمته ..

كملت دآرين وهي تدخل للغرفـه وتتمشى فيهآ بميآعه تنآظر للسقف وتتكلم بدلـع مصطنع: تؤ تؤ لآتقوين لي إنتي ووآئل تزآعلتوآ مع بعـض ! وش إللي صآر علمينـي ميسـوو ! توه وآئـل طلـع من البيـت وإنّآ بهآلوقت من الليل تخيلـي !! .. لآ وبعد طلـع بشنطـة ملآبسه !

قربت عليهآ ميسم بعصبيّـه .. حدهآ إكتفت من دآرين وفآض بهآ: إطلـعـــي بـــرآ
إلتفتت لهآ دآرين بإبتسآمه بآرده مستفزه: تـؤ .. تونـي مآخلصت كلآم .. أبي أسولف معك شويّ
صآحت ميسم بقهــر فآقده أعصآبهآ: إططططلعـــــــــي برآآآآآآآآه .. بــرآآآآآآآ مآ أبغـى أشوف وجهـــــك برآآآآآآآ - رفعت علبة اللوشن وبدون مآتنآظر حذفتهآ عليهآ -
تجنبتهآ دآرين قبل تصك فيهآ وتوهآ بترفع لهآ رآسهآ وملآمح الصدمه متمكنه من تعآبير وجههآ إلآ وتتوآلى الأدوآت إللي كآنت على التسريحه مسدده صوبهآ .. فرشـة الشعـر والأمشآط وأقلآم الروج وعلب الكريمآت المرطبـه ..


صآحت دآرين وهي تتحآشي هآلضربآت مره يمين ومره يسآره ومره توطـى جسمهآ لتحت: ميســـــم يآلغبيـــه إنتي وش إللي تسوينـــه
صآحت ميسم من بين دموعهآ: أكرهـــــــــك يآدآرين أككككككككرهــــــــــــك
دآرين بصيآح موآزي لصيآح ميسم: وآلله ! على أسآس إني مره ميته عليك أحبك وأموت فيك ! ترآني أكرهك كثر مآتكرهينـي وأضعــآف
ميسم: هــــــــــــــــآآآآآه - حذفت علبة الفآزلين الكبيره بقهر لتصك بجبين دآرين إللي صآحت بألم - : آآآآآآآه يآلحقيـرآ إنتي وش إللي تسوينـه جنيتـي !! آآآآآ يآرآآســي آآآآآ
مآهتمت ميسم لتأوهآت دآرين وتمت ترمي عليهآ بآقي الأشيآء إللي كآنت أخطـر بوجة نظر دآرين .. العطـور !


برقت عيونهآ بصدمه " لآآآآآآه هآلمجنونه وش بتسوي لآآآآآه رح تحذفني بـ العطـر ! "
نآظرت يمينهآ ويسآرهآ بس مآهيب لآقيه مكآن تندس ورآه .. السرير والدولآب والكنبـه والتسريحه كلهم قدآمهآ .. حتى البآب مآتقدر توصل له وتطلع من الغرفه بكبرهآ لأن ميسم معترضه طريقهآ وهي في حآله من الإنهيآر التآم .. مآتشوف الحين ولآ تسمـع مآغير تترجـم القهـر والحسره إللي تحسهم بدآخلهآ بهآلتصرفآت الجنونيـه ..
إرتمت دآرين بـ الأرض من حذفت عليهآ ميسم قزآزة عطـر وتمت تنآظر بـ القزآزه جمبهآ بعدمآ تكسرت وسآل منهآ العطر بـ الأرض بنظرآت رعب مآقد حست مثله من قبل !
وقفت بسرعه متوجهه صوبهآ .. وتوهآ ميسم بترفع يدهآ بـ قزآزة العطر الثآنيه إلآ ومسكتهآ دآرين بقوه مآنعتهآ ...


دآرين بمقآومه وهي تحآول تفلت منهآ القزآزه: إتتتتتتركـــي هذي منننننننــك
ميسم بصيآح: إتتتتتتتركيييييينـــــــــــي
رفعت دآرين ركبتهآ على ركبة ميسم ودنقت عليهآ بثقلهآ بمقآومه شديده منهآ وهي تسحب قزآزة العطـر .. إلآآآ وطآح الكرسي المتحرك لورآ .. طآحت ميسم على ظهرهآ وهي على الكرسـي .. وطآحت دآرين على ميسم صآآحوآ ثنينآتهم بصرخـه !
دآرين بألم: آآآآآآه يآلغبيه إنتي .. - عقدت حاجبيهآ مضيقه عيونهآ - وهي تشوف ميسم بهآلحآله ولأول مره !


سألت بخفوت وقلق وآضح بنظرة عيونهآ: ميسم وش فيك ؟
بينمآ ميسم إنقلبت على جمبهآ الأيسر نآيمه بـ الأرض وصآرت تبكـي بمرآره وتندب حظهآ من الأسى والبؤس والوجـع إللي هي عآيشه فيه: آآآآآآآهـ يآربـــــي مآعآآآآآآآد فينــي .. وآلله مآعآد فينـــي .. خذ روحـي يآرب وآرحمنــي .. مآلي أحد بهآلدنيآ خذني عندك يآآآرب .. إنت أحن علـيّ من عبآدك .. إرحمنــي .. آآآآآآآآآآهـ يومــه ليش خليتينــي وآآآهـ يوبــه ليش تآركنــي .. خذنـي لكـ يآربي وآرحمنـي

إستقعدت دآرين بتعب سآنده ظهرهآ للكومدينه وهي تتحسس جبينهآ محل مآضربتهآ ميسم بعلبة الفآزلين وهي مبرقه عيونهآ بصدمه من وقع هآلكلمـه إللي هزتهآ من ميسـم " آآآآآآآآآآهـ يومــه ليش خليتينــي وآآآهـ يوبــه ليش تآركنــي "


" وش تقصدين إنتي يآميسم !! وش إللي تقولينـه .. أنآ وأختي تغريد إللي تخلّوآ عنآ مب إنتـي .. أنآ وتغريد إللي قطتنآ أمنآ ونكرنآ أبونآ مب إنتـي .. أنآ وتغريد إللي مآلنآ لآ أب ولآ أم مـب إنتـي " - كآنت تتسآءل هآلتسآؤلآت وهي تزحف على ركبتيهآ لحد مآوصلت عند ميسم ووقفت عند رآسهآ -
فتحت ميسم عيونهآ وهي بعدهآ في حآلة إنهيآر نفسي وجسدي .. ترجت دآرين بضعف: آذبحينـي دآرين كنك تبين هآلشيّ .. سويهآ تكفييييييييين .. تكفييييين آرحميني من هآلعذآب تكفييييين

نزلت دآرين يدهآ تحت رآس ميسم سآفهه ترجيآتهآ البآئسه لهآ لحد مآرفعت نصهآ العلوي عن الأرض ومآدرت إلآ وهي تدفن رآس ميسم بصدرهآ ضآمتهآ بقـوه !!!!

تموآ على هآلوضع لـ ثوآني .. ميسم تبكي وتنتحب بحضن دآرين إللي كآنت ضآمتهآ لصدرهآ بيدهآ اليسآر وبيدهآ الثآنيه كآنت تتحسس ظهرهآ !

همست تغريد بعيون مفجوعه مدمعه وهي عند البآب: دآرين !
التفتت لهآ دآرين وهي تشوفهآ وآقفه مصدومه عند البآب ومن الوآضح إن الرعب قد شلّ حركتهآ ومآهيب قآدره تدخل لهم !


هزت دآرين رآسهآ بـ النفي هآمسه: مآفي شيّ تغريد
تغريد بهمس: ذبحتيهآ يآدآرين !! ذبحتـي البنــت !! وش إللي صآر لهآ !! يآويلـــــــــــــــي يآربي وش إللي سويتيــــه
سفهتهآ دآرين وهي تضم ميسم أكثر لصدرهآ ..
شكلهآ فهمت غلط من شآفت شكل الغرفـه المبهدل .. هذآ غير السبب الأقوى لهآلظن ! ميسم كرسيهآ مقلوب وهي طآيحه بـ الأرض ودآرين ضآمتهآ لصدرهآ ! شلـون !


قربت تغريد صوبهم بخطوآت متثآقله لحد مآوصلت عندهم ونزلت للأرض بهدوء بيدين مرتفجـه وذقـن مرتعـش وعيون مدمعـه ..
همست دآرين لـ تغريد: مآفي شيّ تطمنـي .. إنهآرت فآقده أعصآبهآ بـس وأنآ أهديهـآ ..
نزلت تغريد نظرهآ لميسم إللي كآنت تنتفـض بشكل متوآلي من أثر بكآهآ .. وقفت على ركبتيهآ زاحفه لهم ثنينآتهـم فآتحه ذرآعينهآ .. دآريـن وميسـم بحضنهـــآ !


/
/
/
/


======
-----------
======


نهآية الفصل الثآلث عشر

<<قرآءة ممتعـه إنشآلله
بـ إنتظآر توقعآتكـم ..
دمتـــم بـ خيـــر

حلم الحياه 11-08-16 10:47 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الرآبع عشر


/
/
/



طلعت من غرفتهآ وبيدهآ البورنس الأصفر حقهآ متوجهه للحمآم - بـ الكرآمه - .. توقفـت فجأه بـ الممر وهي تسمـع أصوآت متدآخله مصدرهآ المطبـخ !
تعلقت عيونهم عليهآ بدخولهآ عليهـم ..
أمهآ بـ إبتسآمه: وأخيراً طلعتي من غرفتك !
مآردت إلآ بـ ابتسآمه خفيفـه مآ أخفت تعبهآ وحزنهآ ..
نجم بإبتسآمه فخر رآفع حآجب وآحد: يعني مدري شلون حيآتكم بدونـي ! هذآهآ طلعت من غرفتهآ لآآآ وتتبسـم بعـد ..
قربت منهآ امهآ طآبعه قبله خفيفه على خدهآ الأيسر وهي تتحسس ظهرهآ: وش تحسن فيه يآروحي الحين !
حوريه بنبره خآفته وهي تهز رآسهآ بـ الإيجآب مبتسمه بخفه: الحمدلله أحسـن .. - رفعت البورنس إللي بيدهآ كإشآره - هخـش آخد شآور
أمهآ وعيونهآ مدمعه بإبتسآمة إمتنآن على حآلة بنتهآ إللي تبدلت للأحسـن شوي .. ورم جفنيهآ قد خفـوآ وصفـآ بيآض مقلتيهآ .. وآضح إنهآ مآبكت أمـس: إيـه يآعمري زيــن .. أجل روحي تسبحي بسرعه على مآ أكون جهزت القهوه

حوريه: مآمآ إنتي كل شويه تعملي الئهـوه دي !
أمهآ بـ وهن وقلة حيله وعيونهآ على نجم إللي ضحك بخفه وكنه فهم هآلنظره: وش أسوي !! كلـه بسبـة هآلنجـم .. أتعبنـي مآغير كل شوي يبي يتقهـوى
نجم: يآعــــآآآآلم قدرو موقفي شوي .. سِـت سنوآت مآشميت ريحتهآ حتـى
رمقته أمه بنظره حآده: مآحد قآطعهآ عنك .. إنت بروحك إللي حآرم نفسك من كل إللي تبيـه

رفعت حوريه حآجبيه مآطه شفتيهآ لقدآم بإبتسآمه مكتومـه بعد مآفهمت قصد أمهآ لـ نجم .. بينمآ هو غير الموضوع بسرعه: إيه يومه صح قبل أنسى .. أبــي هآلقهوه بآخذهآ معي .. وأبيك بعد تكتبين لي الطريقـه شلون أسويهآ
برقت أمه عيونهآ رآفعه حآجبيهآ بدهشه: وآلله !! وإنت إللي بتسويهآ !

طير عيونه للسقف وصورتهآ ببآله .. " هذآني بآخذ لهآ القهوه وأعلمهآ الطريقـه , آخ يآ ليلآ وبعدين معك للحين مآوصلني أي رسآله منك ! "

زمت حوريه شفتيهآ مآطتهم لقدآم: آمممم الأخ سرح أكيد مش هيعرف يعملهآ يآ مآمآ
نجم بإبتسآمه: وآلله ! بروحي عآيش لـ سِت سنوآت .. أكلي وشربي أسويه بروحـي وإنتو تدرون طبعاً إن مآلي بـ أكل المطآعـم .. مآرح أقدر أسويّ فنجآل قهوه !
حوريه: فنقآن ! يآحبيبي شكلك مش وآخد بآلك ! فنقآن إيـه إنت خلصـت الئهـوه كلهآ إللي عندنآ
نجم: أحب أعلمكم إن عندي الشيف الخآص فينـي .. يسويلي أكل ولآ عمركم قد تذوقتو مثيلـه .. روحي يآحور روحي تروشي

قربت أمه صوبه معقده حآجبيهآ: وش هآلسآلفه الحين ! عندك شيف !
ثبت نجم عيونه بعيون أمه وتوه يستوعب " وش هآللي قلته الحين مآبفتك من التحقيق وش هآلورطه " - فتح فمه وهو يحآول يجمع كلآمه لأجل يرقع السآلفه - : آآآآآ .. ء ء آآآ .. آمم قصدي يعنـي آآ .. القريه السيآحيه إللي أشتغل فيهآ .. لي صديق لبنآني هو شـيف بـ المطبـخ وأنآ أثق فيـه .. بـ نظآفته وبـ أكلـه .. آآآ يعنـي يسويلـي الأكل حقـي
بلع ريقه ونآظر بحوريه إللي كآنت معقده حآجبيهآ تنآظره - وجه كلآمه لهآ مضيع السآلفه - : حور ترآ رآئـف شوي ويجينــآ
حور: .........
أمهآ بنظرة ترقب لردة فعل منهآ من طآري رآئـف بس مآقدرت تفهم وش إللي تفكر فيه بنتهآ أو تحسه ! كآنت ملآمحهآ جآمـده ! فآرغـه من أي تعبير !


نجم: مثل مآقلت لك أياً كآن قرآرك أنآ معك .. ومآرح يصير إلآ إللي تبيـه
وجهت حوريه نظرهآ لأمهآ وهي تشوفهآ تهز رآسهآ بـ الإيجآب تأكيداً على كلآم نجم ..
مآردت حور إلآ بـ إبتسآمه هآديه أردفت من بعدهآ تنهـيده مسموعه وهي طآلعه برآ المطبـخ ..
جلست أم عُمر على كرسي من الكرآسي المحوطه بـ الطآوله الرخآميه بوسط المطبخ: أيشـآآ شوفي القهـوه .. - ثم التفتت لـ نجـم - : وش بتسوي معـه يآنجم ؟ عُمـر بدوآمه بـ المستشفى
نجم بنظره ثآبته لأمه وبنبره هآديه: ومن قآل إني بحآجة عُمـر ! مآ عُمـر كآن على رآس السآلفه من أولهآ وش إللي سوآه !

أمه: وش رح تقول لـ رآئف !
نجم: ولآ شيّ إللي لآزم ينقآل على هآلحركـه الوصخـه .. حسآبآته هي وأبوي يصفوهآ بعيد عنّآ وش دخل حور بـ السآلفه ! كسـر عين أو لوي ذرآع ؟! إذآ شآفنآ لآبسيـن الطـرح عى روسنـآ ذآك الوقت يسوي إللي يبيـه ..
شددت أمه مسكتهآ على يده: نجـم طلبتك يآولدي وأنآ أمك بلآهآ طولـة ذرآع ! لآ تقآتلـه يآنجم تكفـى
نجم بـ إبتسآمه: لآ خلآص .. عُمر أخذ اللي فيه النصيب ..
أمه: هههههه إنت وبعدين معك !

نجم: وش قلت ! خلآص حرتي كلهآ كآنت من نصيب عُمر وجت فيـه .. أمآ رآئف فلنآ كلآم ثآني حسب إللي تبيـه أختي .. أنآ وصيتهآ أمس تفكر بعقلهآ وتستخير .. أبسألهآ اليوم وش إللي بيريحهآ وتبيـه
تنهدت أمه بصوت مسموع وهي رآفعه نظرهآ: آآآآهـي يآآربي لطفـــك !


======
-----------
======


بـ حآنه من الحآنآت الشعبيّه بـ نيويوركـ ..

بـ أول يوم شغل لهآ بهآلحآنه بـ دوآم جزئي بمرتب يومـي 6 دولآر !
صحيح إنهآ مآتشتغل بـ الشيّ إللي تحبه وتحترف فيـه بس مآكآن هذآ هو همّهآ ولآ بنيتهآ إنهآ تستمر بهآلدوآم إللي يآلله تطلع بنهآيته بـ 6 دولآر ! ذولي لـ إيش ينفعوآ ! بس كآن شيّ تقضي فيه نصف يومهـآ والنصف الثآني بعدهآ تدور شلون تشغله بوظيفه ثآنيه !


كآنت تحرك أصآبعهآ على طآولة البآر بـ إنتظآر الصينيّه توصلهآ لأجل تقدمهآ ! " آآآآآآخ وأخيراً إنهيت دوآمي وسأحظي بـ السِت دولآرآت .. سأشتري التونـه لـ شيكـس إنه جآئع جداً لم يذق شيئاً "
قطبت ملآمحهآ بتعب وهي تمسك بطنهآ " آآآآآه ولآ أنآ .. حقاً جآئعه لدرجه لآتوصف ولكني سأتحمّل اليوم وأشتري الطعآم لـ شيكـس أولاً .... هـــآآآآآآه ؟! " - رفعت رآسهآ متنحـه للشخص الوآقف قبآلهآ من ورآ طآولة البآر رآفع حآجب وآحد لهآ صآر له مده ينآديهآ وهي فآهيه بأفكآرهآ !
إبتسمت له متفشله وهي تسحب صينيه المشروبآت بهدوء متوجهه للطآوله إللي إلتف حولهآ أربع شبآب لتقدمهآ لهـم ..


كآنت تنزل كل كآسه قدآم كلّ وآحد مرفقه بـ إبتسآمة ترضيـه لحد مآرفعت رآسهآ مبرقه عيونهآ بصدمه تنآظر بـ الفرآغ !

الشآب الجآلس تحتهآ لـ رفآقه بمزح: هههههه لقد تفآجئت إنظر
الشبآب الثلآث حوله: ههههههه
وآحد ثآني: يآ إلهي إنظر إليهآ كيف تبدو سوف تبدأ بـ البكآء الآن ههههههه
نزلت ليلآ عيونهآ لتحت وقد إنتفخ صدرهآ من النفس إللي سحبته ولآ عرفت شلون تطلعه من صدمتهآ بآللي قآعد يسويّه هآلحيوآن !

كآن يحرك يده على فخذهآ بهدوء من بين وركيهآ طلوعاً !
وكآن مسآعده فهآلشيّ الزي الرسمي إللي إنفرض عليهآ كـ نآدله ! وإللي مآكآن إلآ فستآن أسود بنصّ كمّ قصير يوصل لمنتصف الفخذ ضيق بأزرآر من المنتصف لين آخره
وآحد من الشبآب بعدمآ إستشعر صدمتهآ وترجمهآ فوراً إنهآ مو مثل بآقي البنآت بهآلمكآن وإللي مآيمآنعون هآلشيّ أبدّ بـ العكس يفرحون لأن فيه بقشيش من ورآ هآلإستجآبه: ديكسن أبعد يدك عنهآ إنهآ مرتعبه ألآ ترى !

ديكسن وإللي طلعت يدهآ مقربه لمنطقه محظوره ! : وإن يكن .. ألآ ترى إستجآبتهآ ! لم تنطق بكلمــ .............. مآكمل كلآمه لأنه صدّ عن وجهه بيديه الثنتين يمنعهآ تسدد ضربتهآ الثانيه فيه بـ الصينيه الصآج إللي كآنت تقدم فيهآ مآنعته يحرك يده ويكمل اللي كان يسويه فيه أو إنه حتى يكمل كلآمه مع رفاقه بضربه قويّه على رآسه !
ليلآ بصيآح وبعدهآ تضرب بـ الصينيه يدينه الثنتين إللي رآفعهم يحمي وجهه ورآسه بوضع الدفآع: أيهآ الوغد السآفل .. يآلك من حقير كيف تجـــرؤ !!
وقفوآ بآقي رفآقه وهم يسحبونهآ لورآ بينمآ تجمع بآقي الموظفين ورئيسهم بإستفهآم ليفهموآ وش السآلفه !

رمت الصينيه من يدهآ وهي تمسح دموعهآ بظهر يدهآ معقده حآجبيهآ بإستنكآر وهي تستمع لـ الإدعآءآت الكآذبه بحقهآ من هآلشبآب .. كآنت تحآول تغويهم ويوم رفضوآ وضآيقوهآ بـ الكلآم قآمت وكبت عصبيتهآ على وآحد منهم !

رئيس الشغل بعصبيّه: إنهآ غلطتي أنآ من وآقفت على توظيف هذه العآهره .. ألآ يكفي أنهآ قبيحة المنظر وأيضاً سيئة السلوك .. تفضلي خآرجاً ليس لك عمل هنآ بعد الآن
توهآ بتفتح فمهآ تبريراً لهآلموقف اللي صدر منهآ وإعترآضاً على هآلكذب والإفترى بحقهآ من الشبآب إلآ وصآح فيهآ بحده أكثر من أول: وتريدين التكلم .. قلت تفضلي خآرجاً الأن !

تمتمت بخفوت من بين دموعهآ: أريد مآلي لهذآ اليوم !
زفر ضحكة إستهزآء: هــه .. إنظروآ ! ههههههه
كمل بجديّه وهو يرمقهآ بنظرآت تحقير: يآلجرأة هذه الفآسقه ! وتطآلب الأن بـ أجرتهآ ! إسمعي - وجه نظره لهآ بحده رآفع سبآبته بوجههآ - : ليس لك أي مآل .. والأن إغربي عن وجهي ولآ تعودي لهنآ ثآنيتاً

تمت وآقفه مكآنهآ ذقنهآ مرتعش وشفتيهآ ترجـف تبكـي بصمـت ! مو معقول كل هآلإهآنآت إللي تنكـبّ عليهآ وبكثآفـه وكنهآ نآقصـه ..
إهآنه لـ عوآطفهآ , إهآنهآ لـ جسدهآ , إهآنه لـ أنوثتهآ , إهآنه لـ أخلآقهآ .. أي إهآنه بآقي ومآتعرضت لهآ !


طلعت برآ المحل شآرده بنظرهآ لزحمـة النآس حولهآ ومآسرع مآ إنحنى جسمهآ لقدآم وبغت تطيح من أثر الضربه إللي تلقتهآ بظهرهآ !
كآنت شنطتهآ الكبيره وملآبسهآ ..
التفتت مصدومه وهي تشوفه متخصر بيد وبيده الثآنيه يأشر لهآ بقرف إنهآ تروح: الزيّ الذي ترتدينه لن أطآلبك به .. والآن إرحلي ولآ تعودي

جلست بـ الأرض على الرصيف وهي تجمع أغرآضهآ إللي طآحت من شنطتهآ المفتوحه .. رفعت بنطلونهآ الجينز والتي شيرت الأبيض حقهآ من الأرض ضآمتهم لصدرهآ وبعدهآ دموعهآ تتوآلى على خدهآ بصمت !
بغت توقف خانتها إرادتها وارتمت مره ثانيه بـ الأرض تبكي بقهر مغطيه وجهها بملابسها " يآ إلهــي لمآ يحدث هذآ معي آآآآآآآآآآ لم يعد بـ إستطآعتي التحمّل أكثر لآ أستطيــعععععع آآآآآآآ "

رفعت رآسهآ للسمآ بنظرة ترجي لله إلآ وتطيح عيونهآ على ورقة إعلآن مثبته على الجدآر .. مطلوب عآمـل !

وقفت وبعدهآ دموعهآ مآوقفت ! شدت الإعلآن من الجدآر مكرمشته بيدهآ ومشت بضعف ووهـن تمسح الجدآر بكتفهآ الأيسر عيونهآ بـ الفرآغ قدآمهآ بتفكير .. وش رح تسوي بدنيتهآ الجآحده عليهآ !


وقفت عند سوبر مآركت تناظر مآبدآخله بحسره من ورا القزاز .. مآمعهآ ولآ سنـت ! كل إعتمآدهآ كان على الـ سِت دولآرآت إللي كآنت رح تآخذهم بآخر دوآمهآ والحين وش بتسويّ ! صآر لهآ يومين مآ أكلت ! الفول المعلب قد خلص ومآعندهآ شيّ ! طيب وشيكـس إللي وعدته اليوم بأكله تعوضـه !

مسحت دموعهآ وهي تدخل السوبر مآركت مبتسمه للكآشير إللي كآنت حرمـه بـ أوآخر الثلآثيآت سمينـه .. تمنعهآ سمنتهآ حتى عن إنهآ تطلع من ورآ هآلدرج !

تمت تتمشى بـ ممرآت السوبر مآركت ويديهآ تتحسس المنتجآت المعروضـه عآضه على شفتهآ السفلى بحسره وقد تجمعت الدموع مره ثآنيه بعيونهآ لحد مآوصلت عند علب التونـه المترآصه برتآبه بـ أنوآع كثيره مختلفـه ..

تمت ثوآني تنآظر بـ العلب سآمحه لدموعهآ بـ إلإنهمآر من جديد وهي تتذكر وعدهآ قبل تطلع من البيت للكلـب شيكـس وهي مدنقه جسمهآ عليـه مبتسمه رآفعه سبآبتهآ بتأكيد: أعـدك اليوم بتنآول وجبـه لذيذه تحبهــآ .. إحزر مآهي !
تمّ شيكس ينآظرهآ ببلآهه بينمآ إتسعت إبتسآمتهآ وهي تعتدل بوقفتهآ: أجـل .. لقد أصبـــت .. إنهآ التووونــــــه .. يآلك من كلب ذكـي ورآئـع .. حسناً إلى اللقــآء الأن أرآك عندمآ أعود


غمضت عيونهآ بقهر مشدده من رصهآ بـ أسنآنهآ العلويه على شفتهآ السفلى .. فتحت عيونهآ سآحبه نفس عميـق وهي تنآظر الممر إللي هي فيه من يمينهآ ويسآرهآ والسقف من فوقهآ تتأكد من وجود كآميرآت مرآقبه أو لآ ! وبثآنيتهآ شآلت علبة تونه من الحجم الكبير بسرعه جنونيه من الرف مدخلتهآ بشنطتهآ وعيونهآ ترآقب المكآن .. ومآدرت إلآ وهي تتخطى الممرآت بخطوآت سريعه لحد مآطلعت من المآركت متجآهله ندآء الحرمه ثم سبآبهآ وشتيمتهآ لأنهآ طولت بـ الدآخل وطلعت مآشترت شيّ !


كآنت تتخطى الشوآرع بنصف عقل وإنتبآه .. ضآمه شنطتهآ بقوه لصدرهآ .. مآتبي غير تبتعد تبتعد وبأقصى سرعه تقدر تتحملهآ رجولهآ بـ الجري عن هآلمكآن لحدّ مآوصلت للحيّ الهآدي إللي فيه بيتهآ .. تمت عند رآس الشآرع تنآظر حولهآ كن فيه أحد يلحقهآ أو لآ .. مآكآن ببآلهآ إن شخص هو إللي يلحقهآ كثر مآكآنت متصوره إن سيآرآت شرطه ودرآجآت نآريّه خآصه بـ الشرطه هي إللي تلآحقهآ !!!!
نزلت رآسهآ للشنطه إللي ضآمتهآ تبكـي بتآنيب للضمير ولوم للنفـس .. " وصرتـي الأن سآرقــه ليـلآ !!! يآ إلهـي مآذآ بعد ! إلى أين سيقودني حآلي بعد هذه السرقه ! "

مشت بخطوآت هآديه لحد مآوصلت بيتهآ ودخلت وإللي كآن بـ إستقبآلهآ شيكـس إللي جرى صوبهآ أول مآدخلت من البآب وصآر يحك رآسه بـ سيقآنهآ النحيفه الظآهره بسبب قصر الفستآن الخآص بـ الشغل إللي توهآ وتقلعـت منـه بـ إهآنـه !

رمت أغرآضهآ بـ الأرض وهي تنآظر بـ شيكـس .. مآطولت إلآ ونزلت هي بعد للأرض مآسحه البآب ورآهآ بظهرهآ وتمت تبكـي بعبرآت مكتومـه .. مآنعه حتى أنفآسهآ المحتده إنهآ تعلى بحريّه وهي كآتمه فمهآ بيدينهآ الثنتين فوق بعضهـم !

بينمآ شيكـس وإللي شكلـه حسّ عليهآ .. رفع رجوله الثنتين من قدآم مثبتهم فوق ذرآع ليلآ الأيمن مسند رآسه على رآسهآ !

فكت يدينهآ مبتسمه بتعب على هآحركـه إللي سوآهآ وهي تنزله من عليهآ متأبطته تحت ذرآعهآ الأيمن وهي تجر شنطتهآ بيدهآ اليسرى مطلعـه علبة التونـه الكبيره المدوره مقدمتهآ لـ شيكـس بـ إبتسآمه مجروحه من بين دموعهآ: إنظـر .. إنهآ التونه مثلمآ وعدتك صبآحاً

شيكس وإللي كنه فهم شكل هآلعلبه ووش إللي يكون فيهآ ! جرى بسرعه صوب المطبخ شآيل صحنه بفمه وردّ بنفس السرعه لـ ليلآ منزل الصحن من فمه بـ الأرض بينمآ إتسعت إبتسآمتهآ وهي تفتح العلبـه بمفتآحهآ المثبت فيهآ من فوق ..

تحسست رآسه بيدهآ اليسرى مبتسمه وهي تكب له محتوى العلبـه بـ الصحن بيدهآ الثآنيه .. وتو مآنزل الأكل بـ الصحن إلآ وصآر شيكـس يلتهمـه بنهـم ونفآذ صبر على الجوع وإللي بعده ليلآ صآبره عليه للحيـن !


تمت تنآظر بـ شيكس مبتسمـه بحزن لحد مآطآحت عيونهآ على الورقـه المكرمشه إللي ظآهره من شنطتهآ القمآشيه الكبيره المفتوحه !
فتحت الورقه وهي تتحسسهآ لأجل تفردهآ على وركهآ الأيمن .. شفتيهآ الرقيقـه تتحرك على الكلآم المكتوب بـ إعلآن الوظيفـه !
حركت نظرهآ من الورقه لـ الصحن إللي شيكس يآكل فيه " هل سآكل من السرقـه أم أموت جوعاً !!! "

وقفت بهدوء مقفيه عن شيكس وإللي كآن مشغول بهآلوليمـه .. متوجـهه للمطبـخ قدآمهآ وإللي فتحت درج من أدرآجه مطلعـه مقـص حديدي كبير بيدهآ .. ومن المطبخ بنفس الخطوآت الهآديه المتثآقله للسلآلم إللي رقت من خلآلهآ للدور الثآني .. ومن السلآلم للـحمآم - بـ الكرآمه - جمب غرفتهآ ..
دخلته مشعله الضوّ وآقفه قبآل مرآية الحوض !

تمت تنآظر شكلهآ للحظآت بصمـت بدون مغزى لهآلنظره البآرده إللي تنآظر بهآ نفسهآ ! إنتهت هآللحظآت الصآمته بيدهآ إللي إمتدت لشعرهآ الكثيف المرولّ بطبيعته وفكت ربطتـه لأجل ينتفـش بحريّه رآفعه المقـص بنظرة تحديّ ومآسرع مآطآحت أول خصلت من شعرهآ الكستنآئي للأرض !

من بعد هآلخطوه الأولى وإللي كآنت الأصعب بـ النسبه لهآ وكنهآ قد فقدت السيطره والإحسآس وتمت تقصقص بشعرهآ كلّه وهي تبكي بقهر لحد مآنتهى بهآ الحآل وشعرهآ كله مقصوص بـ إهمآل وطريقه عشوائيه حتى إن بعض الأجزآء من رآسهآ كآنت صلعـه !


رقت ملآمحهآ بإنكسآر وهي تشوف نفسهآ بهآلقبـح والبشآعـه ! بس شلون يكون شكلهآ إن كآنت قد قررت تعيش بروحهآ في موآجهه مع ضعآف النفس الشهوآنيين بهآلبلد !
كنهآ وآفقت تمآرس هآلوظيفـه بـ الذآت ؟ بهآلمكـآن ؟ وبهآلوقت من الليــل ؟ في مقآبل هآلموآفقه أشيآء كثيره لآزم تتنآزل عنهـآ من بعد كرآمتهآ إللي هُزِلــت .. فـ الدور الحيـن على أنوثتهـآ ..

كآن صدرهآ ينتفض بعبرآت أليمـه مكتومـه .. إستندت على الحوض بيدينهآ الثنتين منزله رآسهآ للأرض وهي تشوف كمية الشعر إللي كسآ الأرض حولهآ .. طآحت عيونهآ على السلك المتدني من الجدآر للأرض ! رفعت رآسهآ بسرعه وهي تشوف هآلأدآه المعلقـه على الجدآر وكآن سلكهآ متدني منهآ ! هذي لـ جوزيـف !

كمّ مره شآفته بوضع حميمـي مع زوجته كآرين بدآخل هآلحمآم الضيق وهو محآوط كآرين من خصرهآ بذرآعيه وهي تحلـق له ذقنـه صهبآء اللون !

غمضت عيونهآ بقوه ويدهآ على صدرهآ محل قلبهآ إللي تحسه يعتصر بـ الدآخل من الوجـع !

رفعت يدهآ للجدآر منزله المآكينه شآبكتهآ بـ الفيش وبدت تنتزع بقآيآ شعرهآ من رآسهآ لـ تصيرّ أنثى بـ أبشـع أشكآلهآ .. أنثى صلعــــآء !



======
-----------
======

======
-----------
======


بـ السعوديه ...
وبـ شقة كآمل الشرقآوي ...

رفع رآسه لهآلجسم العريـض إللي دخـل عليـه بهدوء وثبآت .. يديه بجيوب بنطلونـه الريآضـي .. بعيونـه نظـرة جفآء حآده .. حآقـده !
ضيق عيونه بحده في محآوله منه يتدآرك حقيقـة الشخـص إللي وآقف قبآله " هذآ من يكـون ! "
فتح عيونه بثبآت بآلـع ريقـه بـ إستيعآب " آمممم نجــــــم "


وقف نجم قبآله منزل نظره لـه: يآمرحبــآ بولـد الخآلـــه
إرتسمت إبتسآمه جآنبيه سآخره لـ رآئف وهو مضيق عيونه وينفـخ دخآن سيقآرتـه بوجـه نجـم - أردف بنبره هآديه متغطرسه - : حمدآلله ع السلآمـه يآآآآآ .... ولـد الخآلـه
نجم من بين أسنآنه: طفـي سيقآرتك لو سمحت طآل عمركـ أستآذ رآئـف
رفع رآئف حآجبيه مآط شفته السفلى بإعجآب وحبّ يخوض هآلنزال معه: ليـش ! قد جيت قبل مره وكآمـل مآ مآنـع .. ومرتن ثآنيـه دكتور عُمـر مآمآنــع

إرتسمت ضحكه سآخره على ملمح نجـم - ثم ردّ بهدوء - : هذآ لأن زيآرتك هآلمره غير إللي سبقوهآ .. وهذآ لأن نجـم غـير كآمــل .. وغيـر دكتـر عُمـر
رفع رآئف حآجبه الأيسر بنظرة إستمتآع - سأل ببرود - : أهلاً وسهلاً .. والمطلـوب ؟!!
نجم من بين أسنآنه: طفـي السيقــآره

سحب رآئـف نفـس عميـق من سيقآرتــه ثم طلعهآ من فمـه بين إبهآمه وسبآبته رآفعهآ لـ نجـم يوريه انه قد انتهى منهآ ثم غرسهــآ بـ الكنبــه اللي جالس عليها ..


تمّ ينآظر بـ نجم إللي بقت عيونـه بقهـر وهو يشوف الكنبـه إللي إحترقت من طفآ فيهآ السيقآره ثم وجـه نظره لـ بـ رمقـه حآده يتوعده فيهآ ..
رفع رآئف حآجبيـه ضآم فمـه زآفر نفس الدخآن بوجـه نجـم بحركـه إستفزآزيـه صآبت الوتر وبثانيتها دنق عليه نجم رآفعه بعنف بيديه الثنتين من يآقة ثوبه الرمآدي لحد مآوقفه قبآله .. كآنوآ متوآزيين بـ الطول .. عيونهم معلقـه ببعضهـآ .. إحدآهآ كآنت نظره توعـد حآقده حآده والثآنيـه كآنت نظرة إستمتآع خبيثـه بآردهـ ..
نجم وهو يصرّ على أسنآنه وقد إختلطت أنفآسه بـ أنفآس رآئف القريبه منه: إنــــت .. مـــــن .. مفكــــر .. نفســــك
رآئف ببرود: أنآ إللي تشوفـه إنـــت
نجم: مآ أشوفك إلآ حشــره
رآئف: وشلون بتتصرف مع هآلحشره أجل !

نجم: يمين بـ الله عظيـم .. لولآ الوعـد لأمـي ولآ مآيكفينـي أسيّـح دمـك يآنجــس
رفع رآئف يدينه ليدين نجم المشدده على يآقة ثوبـه: خلي عنك هآلهرج إللي مآل أمه دآعـي وآسمع العلم .. ترآ مآعندي وقت .. أبقول إللي عندي وآروح
شدد نجم من قبضته مقرب رآئف منه لحد التصآق خشومهم الحآده: إنت إللي رح تسمـع منـي وبعدهآ تنقلـع لأن مآلي وقت أضيعـه معك .. بـ الرضآ والذوق تطلـق أختـي وإلآ بـ القوه والغصـب رح أخلعهـآ منـك
ارتسمت الإبتسآمه الحسيّه على ملمح رآئف السآخر وهمس بخفوت: لآتحسب إني بلقي بآلي لتهديك ! بس لو إنك سمعت مني بـ الأول كآن وفرت هآلكلمتين إللي مآزلت أصرّ إن مآلهم دآعي .. - سكت ثواني ثم اردف بعدها بتأكيد - رح أطلقهــــــآ ..
عقد نجم حآجبيه بإستنكآر بينمآ حرك رآئف رآسه بـ الإيجآب وأردف بعدهآ: شوفوآ متى تبـون هآلطلآق يتـم ! اليـوم ؟ أو بكـرآ ؟ بـس بعـده أعتذر لأني بكون مشغول بـ زوآجـي ..
ضيق نجم عيونه لحد مآختفوآ بنظرة إستنكآر حآده بعد مآرخت قبضة يدينه - همـس بإستفهآم - : إيــــــش !


رفع رآئف حآجبيه مآط شفته السفله بعد مآنفض يدين نجم من عليـه وصآر يعدل يآقة ثوبـه وهو يجلـس: شكلـك مآتدري بـ الحقيقـه الكآملــه .. اختك لهآ ضــره .. وبعد بكره زوآجـي منهـآ .. وهو نفس اليوم إللي كآن من المفترض إني بآخذ أختك فيـه .. بس خلآص دآم هذآ إللي تبيـه هـي فهـو لهـآ ..
رفـع رآئف نظره مره ثآنيه وكنه تذكر: آآآهـ .. ترآكـ معـزوم على هآليـوم يــآآآآآ - كمـل بـ إستهزآء - يآآولـد الخآلــه

تركه نجم بدون ردّ عليـه وطلـع بسرعـه من الصآلـون متوجـه لـ حوريـه بغرفتهـآ إللي دخلهآ بعد مآسمـع سمآحهآ له بـ الدخول بعدمآ طرق البآب بحـده ..

كآنت جآلسه على الفوتيـه البيضآء الجلديه الصغيره قبآل مرآيتهآ تدهـن شعرهآ المبلل بـ الكريـم ..

رفعت رآسهآ له مبتسمـه وهي تنفض شعرهآ الكثيف المبلل ورآ ظهرهآ: تعآلآ يآنـقـم عوزآك هئولك رأيي
نجم: أنآ إللي أبيـك
وقفت حوريّه ممسكه بيد نجم همست بإبتسآمه: نقــم أنآ موآفئــه
عقد نجم حآجبيه بإستفهآم بينمآ أكدت هـي: أيوه .. موآفئـه .. موآفئـه أتـقوز رآئـف .. خلآآص
نجم بعدمآ شحب اللون من وجهه سأل بهمس: إيــش !
فكت يدينهآ من يد نجم ورجعت جلست على الفوتيه المربعه قدآم تسريحتهآ تمشط شعرهآ: ههههه إنت مصدوم كدآ ليه ! طبعاً بتئول دي إمبآرح لسه كآنت بتئول إنهآ رآفضـه ومش عآوزه والنهرده موآفئـه !! أنآ نفسي مش مسـدئـه ..


نجم بإستنكآر: إنتي مآتمزحين صح !
رفعت حوريه كتوفهآ بهزه خفيفه: لآء مش بهـزر .. دآ بـقـد .. عآدي أنآ موآفئـه
نجم بتوتر وبعده مو مصدق: بـ .. بآآ .. بــ ــسس .. بـس
التفتت حوريه عليه معقده حآجبيهآ: بس إيـه ! مآلك يآنقـم فيـه حآقـه !
نجم: رآئف متزوج من غيرك ! لك ضُـره
مطت حوريه شفتيهآ لقدآم بلآ مبآلآه: آممم عآرفـه
برق نجم عيونه بعدم تصديق: وموآفقـه !!!
حوريه: أهــآآ
ضيق نجم عيونه بحده: حور إنتي وش إللي ببآلك ! وش إللي تفكرين فيه !
ابتسمت حوريه وهي تلتفت لمرآيتهآ تنآظر بـ إنعكآس صورتهآ رآفعه حآجب وآحد بمكر: مبفكـرش فـ حآقـه .. إنت مش كنت عآوز تعرف رأيي .. خلآص .. روح يللآ متتأخرش على الضيـف برآ

عقد نجم حآجبيه بتوهآن وهو يحسّ بضيآع من ردة هآلفعل الغريبه من أخته .. " وش إللي غير رآيهآ بظرف ليلـه ! لآ وبعـد تدري إن لهآ ضُـره ! قسم بـ آلله لولآ إني شفت إبتسآمتهآ وسمعت موآفقتهآ بهآلثبآت والتأكيد وإلآ مآكآن رضيت بهآلشيّ لو تنطبق السمآ ع الأرض ! وش إللي قآعد يصير فهآلبيت !!! "


توجه للصآلون بخطوآت متثآقله بعيونه ألف تسآؤل .. توّ مآدخل هـو وقـف رآئـف زآفر نفس مسموع إستعدآداً للإستئذآن والخروج وهو يرفـع جوآله وعلبـة سقآيره عن الطآوله ..
نجم بهدوء: وقـف إنـت
رآئف: ..........
نجم: هآللي قلته لـي .. موآفقتك على الطلآق .. تنفيذاً لرغبة أختي إنهآ مآتبيك ! أو إنك عفتهـآ مآتبيهآ !

تمّ رآئـف لحظآت يستوعب هآلسؤآل المفخخ " وش دعوى هآلسؤآل الحين ! بـ إيش يهمـه ! مو هذآ هو إللي يبونـه كلهم .. الطلآق ! هذآنـي بطلقهـآ وبهدوء ! ليش يسأل ! شلـون أحد يكون بملكـه هآلحوريـه ويعيفهـآ ! أكمل نجآسـه وأقهره بأختـه ! ولآ أكون ولد نآس ذوق وأخلآق ؟ "

نجم: مآجآوبتنـي
رآئف بعدما توصل للإجابه المثلى بنظره: مآعفتهآ .. بس مآ أرضآهآ لنفسـي أغصبهآ علـيّ .. مثلمآ قلت لك .. كن هذآ مآتبيـه فهـو لهـآ

بلع نجم ريقـه بغيظ مكتوم .. محآولته الأخيره قد فشلـت .. " منك سهـل يآرآئــف .. وش هآلدهآء ! أوو معقولـه هذي الحقيقـه ؟! "


نجم بهدوء مخآلف للشيّ إللي يحسّه: حوريـه موآفقـه
عقد رآئف حآجبيه بإستفهآم بينمآ كمل نجم: للأســف .. هذآ هو إللي تبيـه أختـي وأنآ وعدتهآ أوآفقهآ بـ إللي تبيـه كنه رفـض أو موآفقـه
همس رآئف بعدم تصديق: موآفقـه !
زم نجم شفتيه بقهر وغيظ مكتوم: للأســف
رآئف: ممكـن أشوفهـآ !
إحتدت نظرة نجم لـ رآئف بينمآ قرب رآئف صوبه رآفع حآجبيه بتأكيد وهمـس: حوريـه تكون زوجتـي .. وأنآ أبي أشوفهـآ .. وهذآ من حقـي .. على مآ أعتقد
سحب نجم نفس مسموع من أنفه في محآوله لكبت غيظـه من هآلمتعجرف قدآمـه !

مشى وورآه رآئف وإللي كآن يدل مسبقاً هآلطريق بـ الضبط لويـن يوصـل !
......: أيــوآآآ .. إدخل


إنقبضت أحشآءه من سمـع هآلنبره بصوتهآ " وش هآلتأثير الفتآك عليّ وآنتي السبب فيـه يآحور ! "
فتح نجم البآب فتحه منآسبه لحجمـه هو بـس يعلمهآ إنه معـه ويبي يشوفهـآ .. معطيه ظهره مآنع عنـه يشوف حوريتـه .. شدد قبضة يدينه بقهر وهو يحس بإحتدآد أنفآسه أكثر " لهآلدرجه وصلت معـي ! أغآر عليك من وقفـة أخوك قبآلك وأنآ لآ ! شلون كنت بخليك أجل ! قسم يآحور إن ترآجعتي عن هآلقرآر لآنجـم ولآ غيره بيمنعنـي عنك "

إلتفت نجم له بنظره جآفـه بآرده ثم أقفى عنـه بدون ولآ كلمـه .. مآهتم رآئف له كثير .. هو آلحين مع حور .. مآيمنعهآ عنه غير هآلبآب !
دخل الغرفه وقفل البآب ورآه .. تمّ ينآظرهآ وهي جآلسه ع الفوتيه قدآم مرآيتهآ .. لآبسه سكيني جينز أبيـض وقميـص جينـز أزرق مشمره أكمآمه لمرفقيهآ مشغوله عنه تدهـن ذرآعيهآ بـ اللوشن المرطـب ..


كآن شكلهآ غير هآلمره .. يمكن شعرهآ إللي قلّ حجمـه عن أول بكثير بسبب إنه مبلل !!
حوريه وبعدهآ تدهن ذرآعهآ الأيمن: إتفضـل .. وآئـف عندك ليـه ؟
خللت أصآبع يدينهآ ببعضهم تفرق الكريم بعدمآ آنتهت وهي تشوفه من مرآيتهآ جآلس على سريرهآ مسند ظهره بظهر السرير ومكتف يدينه !
حور وهي تنآظره من مرآيته: هـآآ نـقـم بيئول إنك عآوزنـي ! خيـر !
رآئف: ونجم نفسه قآل لي إن رآيك تغير ! وإنك موآفقه
حور: آممم وإن مكنش رأيي إتغير رأيك إنت كآن هيتغير !


عقد رآئف حآجبيه من سؤآلهآ " هو فعلاً رآيـه تغير قبل يسمع رآيهآ هي ! .. وش السآلفه شكل نجم مآعلمهآ إني كنت موآفق أطلقهآ ! " - سأل بهدوء - : وش إللي بدل رآيك !
إرتسمت إبتسآمه خفيفه على ملمحهآ الفآتن برغم تعبهآ الوآضح: آمممم المكآسب من ورآك كتيره
التفتت عليه بعدمآ فهمت التعبير الإستفهآمي بملآمحه .. طيرت عيونهآ بتفكير: آمممم يعنـي .. غنـــي أوي .. مليونير أووو مليــآآآرديــر أو أكتر .. - ضحكت بعدمآ آستوعبت دهشته من فتحة عيونه وعقدة حآجبيه - : هههههه متخفش يآروحي مش هحسدك .. إنت قـوزي وأنآ مرآتك .. مآلك مآلي
رفع رآئف حآجبه الأيسر وهو يحك ذقنه بعدم اقتناع: مآيحسد المآل إلآ أصحآبه
حور وهي تجمع شعرهآ المبلل كله على كتفهآ الأيسر: تـؤ متخفـش
رآئف بهدوء: يعني مآتبيني غير لأجل مآلي !
حوريه: أهآآ .. منتآ مش عآوزني غير كسر عين لـ بآبآ .. إنت هتآخد مصلحتك وأنآ هآخد مصلحتـي ..
رآئف: .........
حوريه: أهـآآ .. هعيش فـ قصـر .. خدم تحت إيدي فـ كلّ مكـآن .. هئدر اسافر لأي بلد انا عاوزه اروحها .. أي حآقآ نفسي فيهآ هآخدهـآ أو هعملهـآ .. فيه أحسن من كدآ عيشـه !
رفع رآئف حآجبيه مآط شفته السفلى بإعجآب: آممم هذآ كل إللي تبينه أجل !
حوريه: أهـآآ


رآئف: بس مين قآل إني مآ أبيك غير كسر عين لأبوك ! إنتي الحين زوجتـي .. ومثل مآبعطيك حقوقك بأحسن عيشه رح تعيشينهآ أنآ بعد لي حقـوق
عطته حوريه ظهرهآ وهي ترفع المشط لشعرهآ بعدما فهمت قصده واللي يرمي له: حئوئك كلهآ تئـدر تآخدهآ من مرآتك التآنيـه .. أمآ أنآ فـ ملكـش حآقـه عنـدي
إعتدل رآئف بجلسته مصلب ظهره: بس أنآ أبي حقوقي هذي منك إنتي
تعلقت عيونهآ بإنعكآس عيونه بـ المرآيه مثبته المشط بشعرهآ .. مآتدري ليش هآلجمله لآمستهآ وقد حركت شيّ فيهآ هي الحين فـ غنى عنـه ! "


رآئف وهو يأشر بعيونه على السرير قدآمه رآفع حآجبيه: تعآلي هنـآ
بلعت ريقهآ بتوتر: أنآ بسرح شعـري
رآئف بهدوء: إتركي شعرك الحين وتعآلي هنآ
لآحظ توترهآ من رمشة عيونهآ المتتآليه بس للحين مآهوب قآدر يستوعب هآلتقبـل المبآلغ فيه من نآحيتهآ بخصوصـه !
" وش إللي غير رآيك ! انتي زوجتـي وكنك وآفقتي بهآلشيّ فـ إنتي على علم تــآمّ بـ كآمل حقوقي عليك ومآتقدرين تنكرين هالشيّ أو ترفـضينه ولآ ليش توآفقين بـ الأسآس ! مآظنتي هآلتفآهآت إللي تكلمتي عنهآ سوآ فلوس أو خدم أو غيره هي إللي بدلت رآيك بشآنـي .. وش إللي تفكرين فيه إنتي يآبنت ! "

تنهد بصوت مكتوم وطلبهآ بهدوء: حـوريه قلتلك تعآلي هنـآ
تمت لحظآت تنآظر بـ إنعكآس صورته من المرآيه قبآلهآ .. وآضح إنه هآدي .. حتى نظرته كآنت أهـدى ومريحه أكثر !


تركت المشط من يدهآ ووقفت متوجهه صوبـه .. بكلّ خطوه كآنت تخطيهآ كآنت نبضآته تحتد أكثر وأنفآسه كل مدى يقصر مدآهآ " شلون قآلت لي نسمـه عن شكلهآ إللي تبدل للأسوء ! أي بشآعـه هـذي وهي بهآلجمآل ! سبحآنك يآربي على بديـع صنعـك ! صحيـح إن دآرين بعـد فآتنـه بس تظـل مصطنعـه .. يعنـي شعرهآ الأشقر مصبوغ .. عيونهآ الملونـه اللآمعه مآهي إلآ عدسآت ! وجنتيهآ المورده شفتيهآ الملونـه كلهآ أشيآء جمآليه إصطنآعيه بينمآ هآلحوريه .. حوريـه ربآنيّـه .. تشبـه البسآس بملآمحهآ .. وجههآ الصغير على شكل قلب .. خديهآ الصآفيين النآعمين , حآجبيهآ الطوآل المرتبين , عيونهآ العسليّـه الصغيـره , أنفهآ اللوزي بحجم عقلة إصبـع , فمهآ الوردي الصغير بشفتيهآ الرقيقـه .. أدفـع نصّ عمري وآشوف هآلشفتين مصبوغيـن بـ لون أحمـر ! وهذآ هو رح يكون أقسى عذآب ! وش إللي طرآلي لأجل أخليك ! شلون تكونيـن لغيري وآنتي حوريتـي ! "


رفعت حآجبيهآ زآمه شفتيهآ بملل كمّ صآر وهو متنـح فيهآ ! حركت يدهآ قبآل عيونه ومآسرع مآتحرك جفنيه بغمضه سريعه ..
حوريه: هــآآآآ
رآئف وهو يحرك عيونه عليهآ بنظره سريعه بعدمآ جلست قدآمه على السرير: آمممم .. وش إللي غير رآيك ! - كمل بسرعه قبل تتكلم هي مقآطعهآ ينبهها - :ولآ تفكرين تلعبيـن معـي ! أي لعبه رح تلعبينهآ أبيك تتأكدين إنك مآرح تكونين قدهآ ووقتهآ يآحور رح أندمك أشدّ نـدم
بلعت ريقهآ وعيونهآ بـ الأرض .. تكلمت بهدوء: مبلعبـش معآك ! أنآ صريحـه .. أولتلك أنآ موآفئـه ليـه .. هعيش عيشه عمري مآكنت أحلم بيهآ

رآئف: مآفي شيّ بدون مقآبل .. مثلمآ بتآخذين رح تعطيـن
حوريه: أنآ عآوزه منك أكتر من مآ إنت عآوز ..
رآئف بإبتسآمه حسيّه مآكره بعدمآ قرب عليهآ - همس بأذنهآ - : متأكده !
حوريه بثقه: أنآ معنديش حآقه أديهآلك أصلاً
رآئف بإصنآع للهجه المصريه: ولو أولتلك إن عندك حآقآت كتير أنآ عآوزهآ .. وعآوز حآقـه منهم دلوئتـي .. هتئولـي إيه ؟
التفتت عليـه معلقه عيونهآ العسليّـه بعيونه الدآكنه الحآده بآلعه ريقهآ بصوت مسموع وهي في أقصى محآولآتهآ لتمآلك أعصآبهآ وإخفآء هآلنبض المتمرد بآخر حلقهآ: عآوز إيـه ؟!


رفع يده لشعرهآ وقرب شويّ منـه لخشمـه يتنشقـه بهدوووء وعيونهم بعدهآ معلقه ببعـض .. تمت لحظآت قطعتهآ حوريه وهي تنزل عيونهآ لخصلة شعرهآ المبلله بين يدينه .. مآ أمدآهآ إلآ وحآوط رآئف رقبتهآ بيده اليمنى رآفع ذقنهآ الصغير بإبهآمه وتمّ يتحسس شفتيهآ بهدوء وعيونـه على فمهآ بنظره جوع مآفهمتهآ .. كآنت بهآللحظـه بكآمـل الخـدر واللآإرآدهـ .. لو إنهآ مآتبآلغ رح تقول إنهآ مآتسمع غير دقآت قلبهآ إللي إحتدت وشفتيهآ إللي أُلهبــت بحرآره من لمست إبهآمه عليهـآ ! مآقدرت غير إنهآ تغمض عيونهآ بإنقيآد تآم لقبلـه هآديـه رقيقـه من شفتـي رآئـف لـ شفتيهـآ !

مآتدري كمّ مرّ وهي بهآلإستسلآم لحد مآسمعت الطرق الحآدّ على غرفتهآ ! إنتفض جسمهآ مبعده وجههآ عن وجهه لحد مآفلتت يده إللي كآنت ممسكه برقبتهآ وهي تنآظره مبرقه عيونهآ بفزع !

وقفت بسرعه لحد مآوصلت للبآب وفتحته بإبتسآمه متوتره: مــآمـــآ
أمهآ بإبتسآمه عدم تصديق وعيونهآ مدمعه: صـدق إللي قآله نجم آخوك يومك ! إنتي موآفقـه !


فتحت حوريه البآب لآخـره وتوهآ بتلتفت لرآئف إلآ وتشوفه وآقف ورآهآ .. نزلت عيونهآ للأرض بسرعه عآضه على طرف شفتهآ السفلى بإحرآج
مسكتهآ أمهآ من كتوفهآ هزتهآ بهدوء: حور يومـه وش فيك !
رفعت حوريه رآسهآ وهي تهزهآ بـ الإيجآب هآمسه: أيوآ يآ مآمآ بـقد إللي سمعتيـه من نـقـم .. أنآ موآفئـه


فكت أمهآ يدينهآ من كتوفهآ ورفعتهآ فوق فمهآ مطلقـه زغـروده مجللــه بفرحـه .. بينمآ رآئف هو اللي مسك كتوفهآ مره ثآنيه بس من ورآهآ هآلمره وأبعدهآ عن البآب ..
أمهآ بعيون مدمعه من الفرحه: مبروك يومـه رآئـف
رآئف بهدوء: آلله يبآرك فيك .. عن إذنـك
هزت أمهآ رآسهآ بـ الإيجآب مبتعده عن البآب لأجل يطلـع رآئف ودخلت هي الغرفه مقفله البآب ورآهآ سآحبه حور من مرفقهآ للصوفآ التركوآزيه بغرفهآ: تعآآآلي هنآآآ علميني وش إللي صآآر .. وش إللي بدل رآيك !! وش إللي قآله لك نجم !
حوريه: نـقم ملوش دعوه .. أنآ إستخرت ربنآ إمبآرح بعد مآصليت الفـجر وهوآ دآ إللي حسيته .. إني مرتآحه ورآضيه
رفعت أمهآ كفهآ لفمهآ تدآري إبتسآمة عدم التصديق بفرحه ثم ضمت بنتهآ لحضنهآ: آلله يسعدك يآعمري ويوفقك .. مبروك
شهقت حور نفس مسموع وعيونهآ على السرير مطبقـه شفتيهآ بقهـر " آه إن شآآء الله ربنــآ هيوفئنــــي ! "


بعدت أمهآ عنهآ فجأه وكنهآ تذكرت شيّ: حوور بعد يومين رح تروحين لبيت خآلتك
حوريه: أهـآآ
أمهآ: إفهمـي لآزم تجهـزين من الحيــن .. ومن الحين بنطلـع نتسوق .. وهذآ هو نجم معطينـي بطآقة الصرف حقته لأي شيّ أبيـه ومعي من قبل بطآقـة عُمـر
عقدت حوريه حآجبيهآ بإستفهآم: ليـه ؟
أمهآ: وشهو إللي ليـه ! إنتي الحين زوجـه ولك وضع ثآنـي .. لآزم نتسوق لك ملآبـس جديــده .. لأن بكره لآزم تروحيـن المشغـل

حوريه بإستفهآم: المشغـل !!! ليـه !
أمهآ: هههههههه بعلمك كلّ شيّ بس الحين قومي تجهزي وآلبسي عبآيتك بنطلـع .. الحيـن نجـم ربعـه بيجونـه يسلمون عليـه .. أنآ جهزت له الضيآفه كلهآ وأيشـآآ بتقدمهـآ .. وأنآ وإيآك بنطلـع
حوريه بسرعه تلحقهآ قبل تطلع من البآب: مآمــآ إستنــ .......
مآ أمدآهآ لأن أمهآ طلعـت بسرعه من البآب مشغلتـهآ فرحتهـــآ !


======
-----------
======


اليوم الثآني أو الأصح إنه يكون اليوم الثآلث بعدمآ تخطى الوقت السآعه 12 ووصـل لـ 2 الصبآح !

طلـع من الأسنسير وهو يفك أزرآر كمّ ثوبه وعيونه على يسآره بـ الممر الرخآمي الوسيـع المؤدي لـ جنآحـه لحد مآ إستوقفه صوتهآ الرفيـع: رآآآآآئــــــــــــــف
رفع رآسه مضيق عيونه لمصدر الصوت إللي كآن بـ آخر الممر الأوسط والمؤدي لـ جنآح فرآس ! وإللي كآنت نسمـه ..


وقف مكآنه وهو يشوف أمه تطلع من البآب موقفه جمب نسمـه ..
مشى صوبهم بخطوآت ثآبته معقد حآجبيه وتوّ مآوصل عندهم الآ وصآحت أمه فيه: جـــدّ !! وآلله !! توّ مآتذكرت إن لك بيت ترد له !!
لوت نسمه فمهآ لليسآر: شكلـه بعد نآسي إنه معـرس !
رآئف ببرود وهو رآفع عيونه فوقهم ينآظر بـ المكآن من ورآهم: وش تسوون هنـآ ؟
نسمه: ههههههه يومـه وربي قلتلك شكله نآسي إنه معرس
أمه بإستنكآر: إنت من جدك تسأل !


نسمه: حبيبي رآئف هذآ جنآحك الثآني .. شكله يومـه نآسي بعد إن له زوجتيـن
أقفى عنهم وهو يتخطآهم لدآخل الجنآح وتمّ يمسح المكآن بعيونه من الأرضيه للسقف والجدرآن .. كلّ شيّ فيه كآن جديـد ووآضح إن الإختيآر كآن بذوق شخصيّه بسيطـه .. سوآ بـ الألوآن وإللي كآنت أغلبهآ ألوآن ترآبيه هآديـه أو حتى الأثآث إللي كآن قليل بـ المره .. هذآ موب ذوق أمـه المتكلفـه أبدّ .. ولآهوب الذوق الطفولـي النآعم لنسمـه أخته !
إلتفت عليهم مضيق عيونه: من إللي مجهـز هآلجنآح !
نسمه بسرعه: الشغآلآت طبعاً .. وش هآلسؤآل
بلع رآئف ريقه رآمقهآ بنظرة توعد بينمآ فهمت أمه قصده من السؤآل .. تكلمت بهدوء: خطيبـة أخوك فرآس آلله يرحمـه .. هي إللي كآنت مجهزه كل شيّ


أطبق رآئف شفتيه بنظره حآده لأمه من بين أسنآنه: وليش مآغيرتوه !
نسمه: من جدك !! تآرك البيت صآر لك يومين مآرديت وطبعاً ندري إن كل فروع المؤسسه بـ إجآزه هآليومين مآندري وينك ومآترد بعد ع الجوآل .. مآغير إحتسنآ مآبين هنآ وهنآك حتى ملآبسك مآندري وين نحطهآ والحين بعد تسألنآ ليش مآغيرنآه !!
رآئف: ...........
أمهآ: ..........
بلعت ريقهآ بتوتر من نظرآت ثنينآتهم لهآ وأردفت بهمس رآفعه كتوفهآ بحركه لآ إرآديه: وش فيه !
أمهآ بهدوء سافهتها موجهه نظرهآ لرآئف: دآرين هي إللي طلبت مآنغير شيّ بـ الجنآح .. الشغآلآت رتبوآ المكآن ونظفـوه والعآمل ركب أُكـره للبآب الخشبـي وبـس ..
رآئف: وين ملآبسي !
نسمه بسرعه: نقلنآ كل أغرآضك هنآ
نآظرهآ رآئف بحده مضيق عيونه بإستنكآر لحد مآختفوآ بينمآ مطت نسمه شفتهآ السفلى لقدآم رآفعه حآجبيهآ: هذآ بيكون جنآح دآرين
رآئف: يعنــي !
نسمه: دآرين زوجتك !! طبيعي أغرآضك تكون معهآ بنفس الجنآح
رآئف: وإللي بجنآحي الثآني من تكون زوجته !

بلعت أمه ريقهآ وهي تشد عروق رقبتهآ من الغيظ المكتوم: رآئف أدري أن جنآحك الأصلي هو الثآني بس مآيصير تكون أغرآضك مستقله بمكآن ثآني غير إللي زوجتك فيه
صفقت نسمه بيدينهآ بفرح طفولي: جبتهـآآآآآ .. خلآص نقسم أغرآضك شوي هنآ عند دآرين وشوي هنآك عن حـور .. - برقت عيونهآ بإبتسآمه مشآغبه - هــآآآ ؟

أطبق رآئف شفتيه بنفآذ صبر وهو يقفي عنهم: أغرآضي كلهآ تردونهآ بجنآحـي
أمه بحده قبل يطلع من الجنآح: رآئـف وقــف
وقف رآئف عند البآب معطيهم ظهره !
أمه: إنت تدري كمّ السآعه الحين ؟ السآعه 2 الفجـر .. وبكرآ الحفـل متى بيمدينآ نرتب كلّ شيّ مره ثآنيه ونرد لك أغرآضك بجنآحك !!
رآئف بـ إبتسآمه جآنبيه مآيشوفونهآ هم لأنه معطيهم ظهرهآ: وش يسوي أسطول الشغآلآت إللي ندفع لهم آخر كل شهر !
قآل كلمته ومشى عنهـم متوجه لجنآحـه إللي كآن بنفس الدور .. الدور الأخير المكون من ثلآث أقسآم .. لـ فرآس , رآئـف , وسيـف .. أصغـر أخّ لهـم !

كآن البآب الإلكتروني مفتوح بعآدته وإللي نآدراً مآ أحد يسكره بجنآحـه بـ كلّ القصـر .. كآفي البآب الخشبي الأول هو إللي يتقفل وينفتـح ..
أول مآدخل تقطبت ملآمحه بـ دهشـه وإستغرآب !


صحيح إنه مآتبدل شيّ فيـه بس أثر الترتيب وآضح ! حتى إن كل الأنوآر مضويّه وهآلشيّ إللي مآيصير أبدّ بهآلجزء الخآص فيه من القصر ! حتى الريحـه ! وينهآ ريحة السقآير المعتقـه بـ المفروشآت !
ثبت عيونه ثوآني بإستيعآب " الأثآث ! - إلتفت حول نفسه وهو يمسح المكآن بنظره بآنورآميّه - إيــه الأثآث متغيـر .. صحيـح إن موقع الأشيآء مآتبدل أبدّ سوآ طآولة البليآرد أو الصآلون الإسفنجي العريضي المقآبل لهآ بلونه الدآكن أو الصوفآ السودآء على إرتفآح ثلآث درجآت من الصآله والمقآبله للشآشه البلآزمآ العريضـه المثبته بـ الجدآر .. حتى الستآير الحريريه سودآء اللون ! "
" إيه كل الأثآث متبدل بس بنفس الألوآن والتصميـم مقآرب للقديم "
بلع ريقه وهو يرفع شمآغه عن رآسه ويرميه ع طآولة البليآرد متوجه لغرفة النوم إللي كآنت صآدمه بـ النسبه له أكثر من الصآله !


هذي هي نفسهآ غرفة نومـه ! أو إنه غلـط مثلاً ! لو مآكآن دخل توه من الصآله نفسهآ إللي يعرفهآ ولآ كآن أقسم إنه مآقد شآف هآلغرفه من قبل ! وإن شآفهآ فهي بعيده كلّ البعد إن يتم فيهآ ليلـه وحده !
صحيح إن بعدهآ ألوآن الجدرآن محآيده بـ لونهآ الرمآدي بس هآلستآير البيضآء المزينه من أطرآفهآ بكرستآلآت لآمعه متدليه ! أو كميـة الإطآرآت المبروزه على الجدرآن بقوآلب لأنوآع مختلفه من الزهور كلها بـ لون الفوشيآ !

الأثآث بعدهـ مثل مآهو بنفس لونه الأسود .. السرير , الدولآب , الكومدينه .. بس المفروشآت وألوآنه هي إللي تبدلت .. برز لون السرير الجلدي الاسود بـ المفرش الستآن الفوشيآ .. الكرسيين الإسفنجيين العريضين وبينهم الصوفآ القطيفه المنجده بـ اللون الأسود برز شكلهم أكثر بـ المخدآت الصغيره بـ ألوآنهآ المتعددهـ .. أبيض , رمآدي فآتح وغآمق , فوشيآ , وردي ..

كآن فيه مرآيه طوليّه مثبته بـ الأرض .. زآد جمبهآ طآوله جديده أشبـه بـ ............. " تسريحــه "
ضيق عيونه بإستنكآر وهو يشوف أدوآت الزينه الأنثويه مرتبه على هآلطآوله !
رفع قزآزة عطر فآتح غطآهآ مقربهآ من خشمه الحآد يتنشقهآ بملآمح مقطبه من الضيق والإستنكآر !
التفت ورآه وكن عيونه تعرف بـ الضبط هي وش تبي تشوف !

دف بكفه الأيمن البآب الأيسر من الدولآب الجرآر وتوّ مآ انفتح الباب وطآحت عيونه ع الشيّ إللي توقعـه بتأكيد إلآ وإرتسمت إبتسآمه عريضه أظهرت رتآبة أسنآنه وإللي نآدراً مآتظهـر !

حرك أصآبعه بإنسيآب بين الأقمشه الحريريه الملونـه وبعدهآ الإبتسآمه شآقه ملمحه الحآد ..

رفـع وآحد منهـم بـ اللون الفوشيآ وهو اللون الغآلب على طآبع هآلغرفه !
كآن قميص نـوم طويل حريري .. بفتحه سآق يمنـى توصل للفخـذ .. بمسآحآت كثيره شفآفه من منآطق معينـه !
عض على شفته السفلى مطير عيونه للسقف معلن على ضحكـه مسموعه مآقدر يكبتهآ أكثر !



======
-----------
======

======
-----------
======


9 المســآ .. بقصـر المآلكـي

تمت تمسـح المكآن حولهآ بنظره ثآبتـه وعلى ملمحهآ شبح إبتسآمـه بعد مآطلعت من الأسنسيـر بمشهـد جديد عليـها وغريب لهآلطآبق من القصـر ..
بـ الدور الرآبـع وإللي كآن هآليوم بشكل مختلف بـ غير العآده !
هآلدور القآتم الكئيـب .. الهآدي .. ملكـ فرآس , رآئـف , وسيـف ...
فرآس وإللي من وقت وفآته أظلم الممر المؤدي لجنآحـه من بعد مآتسكر وإنشآلت أكرة البآب لأجل مآينفتح أبدّ !

أو الممر الأيمن المؤدي بـ آخرهـ لـ جنآح رآئف وإللي كآن وجودهـ من عدمـه مآيفرق كثيـر !
أو الممر الأيسـر إللي بآخرهـ جنآح صغير العيلـه .. سيـف .. ولـد الـ 12 من عمرهـ .. أسير عزلـة مرضـه !


كآنت انوآر القبـه المجوفه بـ مدخل الطآبق والأنوآر على طول الممرآت الثلآث كلهآ مضويّـه ..

تجآهلت الممر الأوسط لاويه فمهآ لليمين وهي تدري عن الموجودين الحين فيـه متوجـه لليميـن ...
كآنت أبوآب الجنآح مفتوحـه بوسعهآ .. تخطت الصآله متوجه لغرفة النوم مبتسمه: أهليييييييييين


إلتفتوآ ثنينآتهم لهآ مبتسمين .. نزلت أم عُمر الفستآن من يدهآ على السرير وهي تقرب صوبهآ وتضمهآ: نسووووم
سلمت نسمه على خآلتهآ وهي تبآركهآ: ألف مبروك يآخآلتي .. آلله يتمم لـ حور بـ الخير إنشآلله
مسحت أم عُمر على خدّ نسمه إللي كآن متورد - هآمسه بحـبّ - : آلله يبآرك فيك يآعيوني .. عقبآل مآنفرح لأجلك إنتي بعد عن قريب انشالله
نزلت نسمه عيونهآ للأرض بحيآ بينمآ تكلمت حور وهي تعدل مكيآجهآ من تحت عيونهآ وتنآظر بـ نسمه من المرآيه: عآمله فيهآ مكسوفه أوي وإنتي هتموتي وتتقوزي النهرده أبل بكره أصلاً ههههههههه
خزتهآ نسمه بحقد بينمآ هزت أم عُمر رآسهآ بـ النفي مبتسمه ..
رفعت حوريه حآجبيهآ بتصنع للبلآهه وكنهآ مآتدري عن سبب نظرآت نسمه الحآقده لهآ سآئله بـ إستفهآم: فيه حآقــه ؟!!


قلبت لهآ نسمه عيونهآ بقرف وكملت وهي ترفع الفستآن الأسود عن السرير: توك وصلتـي وأنآ مآغير حآمله همك وأقول هذي متى بتوصل وشلون بيمديهآ تتجهز ثآريك مجهزه نفسك من البيت وجآيه
أم عُمر لـ نسمه: إيه توهآ رآده من المشغل .. وقآلت بتلبس هنآ
نسمه: طيب ليش مآجيتي من الصبح هنآ مثل ذييييييك ! كآن هنآ طقم تجميـل
حوريه وهي تخز نسمه بتوعد .. رفعت نسمه يدهآ بـ الهوآ تسكتهآ: خلآص خلآص فهمنآ .. بس ليش الفستآن أسود !

وجهت نسمه نظرهآ لخآلتهآ بلوم: خآلتي ليش الفستآن أسود ! الحين أدري إن مآفيه عرس كبير وكذآ بـ هذآ مآيمنع إن حور تلبس فستآن أبيض عآدي .. هذييييييك شفتهآ بتلبس فستآن أبيض
أم عُمر بضحك وهي تجمع شعر حوريه إللي صبغته أسود فآحـم بـ أستيك خفيف: هههههههه نسمه يومه وش هذيك هذيك .. إسمهآ دآرين يومك مآيصير تقولين لهآ كذآ
نسمه بحقد: تخسـى .. مآنيب نآسيه لهآ إللي سوته من قبل ببنت عمهآ .. آآآآآخ كآن ودي أعلم أمي عن إللي سوته وربي مآكنت هآلدآرين دخلت هآلبيت بعمرهآ ولآ شآفته .. بس عآد إللي صآر

هزت أم عُمر رآسهآ بـ النفي وهي تكلم بنتهآ حور مبتسمه: شوفي عآد صآر لك حليف بهآلبيت .. كنتي شآيله هم إنك تتمين بروحك
وقفت نسمه عن السرير متوجه عندهم للتسريحه: وشهووووو ! لحظه لحظه .. شلون يعني خآلتي بتتم بروحهآ ! وأنآ وين يعني !
أم عُمر: ههههههه وهذآني أقول لهآ .. كآنت تقول إن دآرين لهآ أخت .. زوجة أحمد يعنـي وأكيد بأي موقف رح توقف معهآ أمآ هي بتكون بروحهآ


قلبت نسمه عيونهآ بقرف لـ حور: الحمممدلله والشكر .. خآلتي هذي بنتك معليش متخلفه
أم عُمر: ههههههههه
نسمه: حور إسمعينـي .. هي صح لهآ أخت بس أنآ بعد معك .. أنآ أختك وصديقتك وبنت خآلتك .. وبعدين حبيبتي إنتي هنآ أصلاً ببيت خآلتك .. يعني كلّ من بهآلبيت يقربونك .. شوفي عآد من إللي وضعه أحسن من الثآني يآلهبلـه

وقفت حوريه من الكرسي محتضنه وجه نسمه بين كفيهآ طآبعه قبله عنيفـــــــه على خدّ نسمه إللي حمّـر ..
قطبت نسمه ملآمحهآ بضيق وهي تمسح خدهآ: وجع حووور حوستي مكيآجي الحين إخترب

سفهتهآ حور وهي ترفع فستآنهآ عن السرير متوجه للغرفـه المنزويه المفصوله ببآب أسود جرآر .. كآنت غرفة تبديل الملآبـس وإللي كآنت جدرآنهآ محوطه بمرآيآت على طول وعرض الجدرآن ..

وقفت نسمه قدآم التسريحه وهي تحط بودره مكآن بوسـة حوريـه القويّـه تخفي هآلأثر الأحمر الصغير بخدهآ النآعـم وهي تتحلطم: حسسسبي الله عليك يآحوووور


التفتت لخآلتهآ إللي كآنت ترتب مفرش السرير الستآن الفوشيا من بعد مآتحوس: خآلتي وش رآيك بشكلـي .. حلو ؟
إعتدلت خآلتهآ وهي تنآظرهآ بـ إبتسآمه: مآشآلله عليك .. تخزين العين يآنسووم .. لآمن طلعت حور رح أقرآ عليكم الأذكآر ثنينآتكم
إتسعت إبتسآمة نسمه بعيون متلألأه من الفرحه الطفوليه: جـــدّ وآلله !
حركت خآلتهآ رآسهآ بـ الإيجآب مبتسمه .
أعرضت نسمه عنهآ معطيتهآ ظهرهآ وهي تشوف شكلهآ بـ المرآيه .. صآرت تتحسس الفستآن على جسمهآ بنظره تفحصيّه: آمممم يعنـي شكلـي كبيـر ولآ عآدي مثل مآ أنآ ! آممم يعني وأنآ بهآلشكل كمّ يطلـع عمري مثلاً


قربت خآلتهآ منهآ لحد مآوقفت جمبهآ وصآرت تتحسس ظهرهآ بإبتسآمه عذبه وهي تشوفهآ من المرآيه قدآمه: عروس مآشآلله .. لو بيدي أغير أفكآر نجم ولدي عن الإرتبآط مآرح أتردد ثآنيه وأخطبك له .. عآآد مآرح أقول لك عُمـر .. عُمـر كبير شويّ عليك .. - كملت بمزح - هآآآ وش رآيك بـ نجـم !
تمت نسمه متنحـه ثوآنـي بخآلتهآ من المرآيه ثم أردفت بـ إبتسآمه مصطنعه وهي تنزل عيونهآ بآلعه ريقهآ بتفكير " نجـم إيه بس عُمر لآ ! ليش لآ ! عشآن يكبرنـي !!! يعني إنتي يآخآلتي بعد شآيفه إني صغيـره !!! وإني مآ أصلح لـ عُمر بسبب فرق العمـر بينآتنآ !! طيب عُـدي بنفـس سـن عُـمر .. وش إللي ممكن تقوله زوجة خآله ! وش بيطرآ لهآ وتسأل هآلسؤآل أنآ كم عمـري !! وليش يكون هآلعمر مشكله !! هذآهآ حوريه الحين زوجـة رآئـف .. يكبرهآ بـ حدآش سنـه .. مآفرقت كثير عنـي يعنـي .. هــفففف بس وش هآلتفكيـ .............. "


التفتت قآطعه حديث نفسهآ لـ حوريه إللي طلعت من غرفة التبديـل ..
تمت معلقه عيونهآ عليهآ بصدمـــه إعجــآب !
لحد مآحركت حوريه يدهآ قدآم عيونهآ توعيهآ: هييييييييه سرحتي فيـن !
سكرت نسمه فمهآ إللي تمّ مفتوح شبرّ للحظآت من صدمتهآ بـ حوريه .. بآلعه ريقهآ .. هآمسه بعدم تصديق: حوووور وش ذآآآآ !
فكت حوريه الربطه من شعرهآ مخلله أصآبعه فيـه تفرده بحريـه وهي تنآظر شكلهآ بـ المرآيه مبتسمه: هآآآآ حلـــو !

نسمه بنفس تعآبير الصدمه التفتت لخآلتهآ: خآلتي مآشآلله تبآرك الله .. لآزم تقرين عليهآ الأذكآر مني أنا بعد أخآف أنظلهآ .. حور يآلخآيسه وجع وشهو ذآآ مآتخآفين على نفسك
حوريه بإبتسآمه: متبآلغيـــش
نسمه: وربي مآ أبآلغ .. آآآآخ ليتني رآئف بس
حوريه وأمهآ: هههههههههههه
هزت خآلتهآ رآسهآ بـ النفي على الخبآل إللي تقوله بينمآ ضربتهآ حوريه بإصبعيهآ السبآبه والوسطى مضمومين بخفه على خدهآ هآمسه: بس يآقليلة الأدب

نسمه: هههههههه طيب إعذروني بس إنخبلت شوي .. قسسم إني خآيفه عليك يآحور يآشين عيون الحريم الحآقده الحآسده


رفعت حوريه قزآزة عطر وصآرت ترش نفسهآ بكثآفـه: آلله الحآمـي .. وقل أعوذ بـ رب النآس
دنقت نسمه جمب التسريحه رآفعه جزمة حوريـه السودآء اللآمعـه ومقربتهآ منهآ لأجل تلبسها ..
رفعت حوريهآ حآجبيهآ مآطه شفتيهآ لقدآم وهي تهز رآسهآ بـ إعجآب: آممم أكيد دآ النهرده وبس
إعتدلت نسمه رآمقتهآ بتحقير: أكيد اليوم وبس .. بعدهآ برميهآ بوجهك
حوريه: هههههههه
رفعت أمهآ أنسيآل ألمآسي رفيـع وصآرت تركبه على معصم حوريه ..
نسمه: بس كذآ ! ولآ بآقي شيّ !
التفتوآ ثلآثتهم للشغآلتين إللي طرقوآ بآب الغرفه معطينهم الخبر إن هذآ هو الوقت إللي ينزلون فيـه ..
نسمه: خلآص روحوآ إنتو وإحنآ الحين بننزل
حوريه وهي تشوف نفسهآ قدآم المرآيه بنظره أخيره قبل تطلـع ..


كآنت لآبسه فستآن كلآسيكي طويـل كـبّ " بدون حمآلآت " .. أسود اللون بقمآشة قشور السمك بقصـة ذيل السمكه إللي تتعمد دآيماً إن كل فسآتينهآ تكون بهآلشكل وهآلتفصيله الكلآسيكيه للفسآتين الطويله الضيقـه المحدده لرسم وتقسيم جسمهآ بـ إبدآع إلهـي .. وكن نصفهآ السفلي بهآلفستآن مثل ذيـل الحوريـآت بـ القصص والرويآت !

وضـح التبآين بين لون الفستآن الأسود ولون بشرتهآ البيضآء الصآفيـه .. كآن عنقهآ خآلي من أي إكسسوآر .. مآغير أنسيآل رقيق بمعصمهآ الأيسر .. وحلـق فـص صغير لآمع بـ أذونهآ .. بينمآ شعرهآ وإللي غير كثير من شكلهآ خصوصاً بعد مآصبغته بـ اللون الأسود الفآحـم مملستـه بشكـل مفرود وإللي زآد من طوله إللي يوصل لمنتصف الظهـر .. بغير شكله الغجري المعتآد !
حتى مكيآجهآ البسيط الصآخب بوقت وآحد .. كآن مبرز فتنة وجمآليـة ملآمحهآ .. مآغير كحل محدد عيونهآ العسليـه وإللي زآد من وسعهم شويّ .. بين حآجبيهآ كريستآله صغيره لآمعه على طريقة الزينه الهنديّه .. وروج أحمـر صـآرخ صبـغ شفتيهآ الرقيقـه كآن هو الأبرز بوجههآ الصغير ..


إتسع فمهآ الصغير بـ إبتسآمه عريضـه لأمهآ إللي كآنت تملس على شعرهآ بطوله هي ونسمـه جمبهآ وتقرآ عليهم ثنينآتهم الأذكآر وأيآت من القرآن ...

نسمـه بإبتسآمه: يلآ مشينـآ
حوريه بتهديد: نسمه أقسم بـ الله لو سبتينـي سآنيـه لوحدي
نسمه: مآرح أخليك خلآص بس إنتي بعد لآزم تتعرفين على كل الموجودآت .. أمي أكيد رح تآخذك جوله إنتي وهذيك بين كل الحريم لأجل تعرفكم عليهـم .. حبيبتي إنتي الحين زوجة ولدهآ وهذآ شيّ ضروري ولآزم تتعوديـ ...........
وقفت كلآمهآ وهي تشوفهم أربعتهم طآلعين من الممر الأوسط .. دآرين وأمهآ وأختيهآ الثنتين .. شروق وتغريـد ..


بلعت حوريه ريقهآ وهي تشوف منآفستهآ قدآمهآ وإللي مآتقلّ عنهآ أبداً بشيّ من النآحيه الجمآليه !

كآنت بفستآن أبيـض ستآن ثقيـل مجسـم جسمهآ .. يكشف عن ذرآعينهآ .. كآن مشآبه لدرجه كبيره فستان حوريه بـ إختلآف اللون والقمآش .. والفيونكـه الستآن العريضـه من تحت الصدر على الجمب الأيمـن بفستآن دآرين !

بينمآ شعرهآ الأشقر إللي يوصل طوله لـ آخر ظهرهآ ويتعدآه كآن مفرود بحريتّـه .. بدون تعقيدآت الفورم والتسريحآت ..
حتى مكيآجهآ كآن هآدي وبسيط بـ المرهـ .. أبرزت وجنتيهآ ببلآش وردي .. شفتيهآ المكتنزه كآنت لآمعـه بقلوس وردي .. عيونهآ الملونه بـ عدسآتهآ الزرق كآنت محدده بكحـل أزرق ومآسكآرآ من نفس اللون .. الأزرق .. وبـــس !

كآنوآ فعلاً مثآل للجمآل المتضآد بوجهيـه .. دآرين الشقرآء بفستآنهآ الأبيض .. وحور صآحبة الشعر الفآحم بفستآنهآ الأسود !

أم وآئل بـ إبتسآمه: مآشآلله يآم حـور ربي يحفظ بنتك
نسمه بمزح وهي تأشر على خآلتهآ: أم عُمــر
شروق: ههههههههه
أم وآئل بـ إبتسآمه: آلسموحه منك يآم عُمـر .. مدري وآلله غير حور


سلمت عليهآ أم عُمر بـ إبتسآمه عريضه وهي تبآركهآ: مآعليك من نسمه هي مغير تمزح ..
شروق لـ حوريه: مبروك يآعروس .. صرنآ الحين سلآيــف - أتبعتهآ بغمزه سريعه -
حوريه بـ إبتسآمه بآهته .. وجودهآ قبآل دآرين أكثر مآيوتر لهآ أعصآبهآ حدّ التشوش - ردت بوهن - : آلله يبآرك فيك
تغريد وهي تضم حوريه وتتحسس ظهرهآ: آلله يحفظك طآلعه قمر مآشآلله .. مبروك يآحور
حوريه بـ إبتسآمه " يآسبحآن آلله على التوأم ! ليش مآطلعوآ مختلفين بـ أشكآلهم مثل إختلآف طبآيعهم .. قسم بآلله خسآره تكون هآلدآرين شبيهـة تغريد بـ الشكل ! " : آلله يبآرك فيك حبيبتي .. عقبآلك إنشآلله
أم وآئل: هآ ينتظرونآ تحــت .. نزلنـآ !


نسمه وهي تأشر على الأسنسير ورآهآ: إحنآ بننزل بهآلأسنسير ..
شروق بمزح: وش فيك نسوم أشوف من الحين إنحزتـي مع حور ! ولنآ أسنسير ولكم أسنسير !
نسمه: ههههههه لآ وآلله مو هذآ قصدي ! بس إنتم كثير مع بعضكم مآشآلله .. خذوآ رآحتكم .. ليش نتحشر وفيه أسنسير ثآني !
شروق: آممممم إقتنعت .. يلآ نتقآبل تحت بعد كم ثآنيه ..
مآردت حور وأمهآ غير بـ إبتسآمه خفيفـه وهم يدخلون للأسنسير مع نسمـه .. يشوفون دآرين إللي ماتحرك لهآ سآكن .. لآ بكلمة ولآ بـ إبتسآمه .. أو حتى نظـره !
متوجه صوب الأسنسير هي وأمهآ وشروق وتوأمهآ تغريـد ..
من الدور الرآبــع .. لـ الدور الأول


/
/
/
/


عند بآب صآلة الإستقبآل وإللي كآنت مجهزه لهآلحفلـه على أتمّ وجـه ..
واصل لهم وهمّ برآ الأصوآت العآليه المختلطـه لكمّ هآئــل من المدعوآت .. ترجمـه حركـة أسطول الشغآلآت إللي كآنوآ يتحركون بنظآم ورتآبه دخول وخروج من وإلى هآلصآلـه الكبيرهـ وكلّ وحدهـ مختصـه بشغله مستقله عن غيرهآ تسويّهآ ...


نفخت حوريه نفس مسموع من فمهآ الصغير المضموم وحدهآ متوترهـ ورجولهآ مب قآدره تشيلهآ .. أي تعبير هذآ إللي يعبر عن إنقبآضة البطـن وتشنجهآ .. برودة الأطرآف حد التجمد ! هذآ هو إللي تحسـه ..
زفرت دآرين ضحكة إستهزآء على حآل حوريه وتوترهآ: هههههه هدي نفسك يآبيبـي ..
بلعت ريقهآ مطيره عيونهآ للسقف .. كن صوت دآرين هذآ هو اللي نآقصهآ بهآللحظه ! حدهآ متوتره وجآيبه آخر مآعندهآ .. مب وقتهآ دآرين بطنآزتهآ ..
التفتت لهآ حوريه مبتسمه بـ إصطنآع: بـ المنآسبه .. عجبنـي فستآنك


ردت لهآ دآرين نفس الإبتسآمه المصطنه إللي مآسرع مآختفت وهي تقلب عيونهآ: وأنآ مآعجبني فستآنك
رفعت حوريه كتوفهآ مآطه شفتهآ لقدآم بلآ مبآلآه: مشكلتـك

طلعت نسمه رآسهآ من ورآ البآب العريض إللي كآن مفتوح على مصرآعيه مبتسمه: يلآآآ تعآآآلـــــوآ

مشت حوريه وجمبهآ دآرين .. أول مآدخلوآ من البآب تعآلت أصوآت الزغآريــد والصلآة على النبــي .. و وريقآت الورود الطبيعيـه إللي كآنت تترمـى عليهـم من شروق على دآرين ومن نسمـه على حوريـه ...


رفعت حوريه رآسهآ وهي تشوف وريقآت الورد الملونه إللي تترمـى عليهآ بعيون متلألأه بفرحـه طفوليـه ...
نسمه بمزح لـ حوريه وهي رآفعه سلة الورد: أرمـي كمــآآآن !
هزت حوريه رآسهآ بـ الإيجآب بقوه مبتسمـه بينمآ دآرين كآنت خلآف حور بملآمحهآ المقطبه بعصبيه ونرفزه وضيـق .. كآنت تنفـض وريقآت الورود عن كتوفهآ وشعرهآ بملآمح متكدره ...

تموآ مكآنهم لحد مآنقطع صوت الزغآريد إللي توآصلت على مدى دقآيق وأنظآر الكل تطولهم بفضـول شرس .. من هم زوجآت رآئف المآلكـي .. الثنتيـن بيوم وآحــد ؟!



بآركت أم طلآل وإللي كآنت وآقفه على البآب مبتسمه جمب بنتهآ نسمه .. لـ أم وآئـل وأختهآ مروهـ " أم عُمـر " ...
ثم وجهت نظرهآ لـ دآرين مبتسمه تبآركهآ ..
دآرين بـ إبتسآمه جذآبه: آلله يبآرك فيك يومـه ..
أم طلآل: دآرين إنتي تدرين طبعاً أهم الموجودآت من هم ..
دآرين بثقه: أكيــد .. ولـو
أم طلآل بـ إبتسآمة رآحه: أجل أبيك تدورين عليهم ترحبين فيهـم وإنتي تدرين شلون المجآملآت هآ
حركت دآرين رآسهآ بـ الإيجآب متفهمه لقصد أم طلال .. مبتسمه بتأكيد: إنشآلله .. عن إذنك ..

إتسعت إبتسآمة حوريه وهي تشوف خآلتهآ ولثآني مره تضم أمهآ بهآلقوه .. هي صحيح من شوي قد بآركتهآ وسلمت عليهآ هي وأم وآئل بس الحين غير .. وآضح إن السلآم الأول مآكآن إلآ سلآم رسمـي بسبب إلتفآت الحضور كلهم .. بينمآ الحين هذآ هو سلآم أخوي صآدق بين أختين صآر لهم سنوآت بـ إنقطآع !


تحسست أمهآ ظهر خآلتهآ بعيون مدمعه: ألف مبروك يآم طلآل زوآج رآئف
خآلتهآ بـ إبتسآمه: مبروك علينآ إنّآ حوريـه ...
إلتفتت أمهآ لهآ وهي تأشر لهآ بيدهآ تقرب وقد طآحت دموعهآ صدق ..
حوريه بمزح: مآمآآآ بتعيطـي ليه بس ! ههههههه
مسحت أمهآ دموعهآ بسبآبتهآ منزله رآسهآ بـ الأرض لأجل مآتبين هآلدموع أكثر: من الفرحـه يآعيوني ..


رفعت رآسهآ لـ بنتهآ طآلبتهآ بهدوء: حور إنتي الحين روحي مع خآلتك ..
أم طلآل بـ إبتسآمه: مآسمعتي دآرين تقول لي يومـه !
أم عُمر بتشديد: إنتي خآلتهآ وأمهآ .. وصرتي بعد الحين حمآتهآ .. مآيبيلهآ يآم طلآل
حركت أم طلآل رآسهآ بـ الإيجآب مبتسمه لـ حوريه تأكيداً على كلآم أختهآ الأصغر لهآ ..
أم عُمر لـ بنتهآ: روحي الحين وتعرفـي على الموجودآت .. خآلتك بتعلمك شلون تتصرفين .. هآآ روحي - تحسست ظهرهآ وهي تدفهآ بشويش لـ قدآم على خآلتهآ -
بينمآ ردت حوريه بـ إبتسآمه خفيفـه وهي تقفي عن أمهآ بنظرآتهآ مآشيه حدّ خآلتهآ بهدوء وسط حشـد الضيوف !



على طآوله من الطآولآت المدوره الموزعه بـ القآعه كآنوآ ثلآثتهم حولهآ .. مرآم , شروق , تغريـد ..
مرآم بنظره قلقه على تغريد: تغريد حبيبتي علآمك ؟ إنتي تعبآنه !
رفعت شروق حآجبيهآ مطبقه شفتيهآ بأسف: إيه مآندري علآمهآ مآسكه بطنهآ من أمس
مرآم: عندك الدوره ولآ شي !
تغريد بتعب: لآ
مرآم بقلق: أجل وش السبب ! ليش مآرحتي مستشفى أو مستوصف دآمهآ من أمس وهي تآعبتك !
تغريد وهي تتحسس بطنهآ بـ ألم: مدري مآطرآلي هآلشيّ قلت تعب عآدي وبيروح بس بعده متوآصل من أمس واليوم مآ أمدآني وقت .. تدرين


تحسست شروق بطن تغريد أختهآ بمزح: توفي علآمهآ بطنك إنتفخت كذآ وشهو ذآ يآبنت !
تغريد بضحكه متعبه: ههههه لآ تضحكيني بـ الله ترآ قسم مآنيب قآدره
شروق: لآ جد وش هآلبطن المنتفخ
تغريد بلعآنه: أكيد مو نفس سبب بطنك المنتفخ
شروق وكنهآ تذكرت شيّ: أووووف نسييييت شوفي عآد مرآموه كآن بيفوتك آخر خبر

مرآم: وش عندك إنتي !
توهآ بتبدآ شروق كلآم مبتسمه إلآ وتدخل نآهد بـ الخط معهم: يآزين الجمعــــــــــــه
مرآم: نآهــد شلونك !
نآهد وهي تسلم على مرآم وتحبهآ: الحمدلله بخير .. إنتي شخبآرك ! شخبآرك شروق ! تغريـد !
تنآولت السلآم عليهم ثلآثتهم والمبآركه لـ شروق وتغريـد
نآهد لـ شروق: تلقينك مستآنسه الحين .. أختك صآرت سلفـه لك
شروق بـ إبتسآمه بآهته: آمممم يعني مو هآلكثر .. أنآ ودآرين مو مره مع بعـض
إلتفتت مرآم للشغآله إللي نآدتهآ: Miss Maram
وهي تشوفهآ مآده لهآ جوآلهآ إللي وصتهآ عليه تجيبه لهآ .. أخذته منهآ شآكرتهآ ...
شروق: يآذآ الجوآل إللي مآتفكينه ..

مرآم بـ إبتسآمه: إيه مآعليه خلـه معـي يمكن يدق طلآل دوم يدق ومآيكون معي يقوم يقلبهآ عليّ وآطيهآ .. عآد من حظه اليوم إللي مآ أمسك فيه جوآلي هو يدق
نآهد: مآظنتي بيسويّهآ اليوم .. أخوه اليوم معرس وتلقآه مبتلش معه ..
مرآم بنص عين لـ نآهد: نويهـد متى بتخلين عنك الأكل شوي ..
نآهد: هههههههه لآآآآآ وآلله نآقص وزني
مرآم: وآلله ! شلون يعني ! أجل هآلسمنه وشهي ! لآ وصآر لك بطن منتفخ مثل تغريد بعد ههههههههه
خزتهآ تغريد بنظره حآده بينمآ رفعت مرآم حآجبيهآ ببلآهه: ترآ شروق أختك هي إللي قآلت هآلشيّ مو أنآ


رفعت نآهد حآجبهآ الأيسر بـ إبتسآمه عريضه مطبقه فيهآ شفتيهآ الرقيقه: هذي مو سمنـــه .. هذآ بيبــي إللي جوآ
بققت مرآم عيونهآ بدهشه بـ شبح إبتسآمة عدم تصديق: جــــــــــدّ !
نآهد بـ إبتسآمه: إيه وآلله .. أنآ حآمـل
ضمتهآ مرآم بقوه لصدرهآ وهي تتحسس ظهرهآ: مبرووووك يآقلبي وآلله فرحت لك حيل .. جعل آلله يتمم حملك هآلمره على خير .. بسّآم بيذبح روحه ويجيه ولد ..

تغريد: مآشآلله الأخبآر الحلوه تتوآلى .. هآليوم يوم خير وآلله
شروق لـ نآهد: ألف مبروك وآلله يتمم حملك على خير إنشآلله ويقومك بـ السلآمه
نآهد بـ ابتسآمه: حبيبتي تسلميــن .. عقبآلك إنشآلله
تحسست شروق بطنهآ بيدهآ اليمنى وقد تلألأت عيونهآ بفرحه: عآد هذآ دوري تبآركون لي .. يلآ بآركوآ لـي .. أنآ حآمــل
مرآم بصيآح: وشهــــــــــــووووو !!
لحقتهآ شروق قبل تتكلم مقفله فمهآ بيدهآ: قسسسسسسم إني توني دريت أمس .. كنت شآكه وسويت إختبآر حمل هنآ وطلعت لي النتيجـه .. - أردفت بإبتسآمه مطبقه بإحرآج محركه نظرهآ لهم كلهم هآمسه - وطلعــت حآمــل

فتحت مرآم فمهآ بصدمـه مرفقه بنظرة تحقير: أياااالخايســـه

شروق بسرعه: وربي البيت كله كآن منشغل بتحضيرآت الحفـل ... لآتزعلين مرآم وربي أقول الصدق ..حتى ماقلت لـ أحــمد وهو زوجي .. توني قايله لأمي وخواتي فوق .. إنشآلله بكرآ بتآخذيني للدكتوره حقتك .. - سألت بـ إبتسآمه عريضه - هــآآآ ؟!



/
/
/
/

حلم الحياه 11-08-16 10:49 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/
/
/


رفعت طرف طرحتهآ لورآ كتفهآ بإهمآل وهي تدخل جزء من شعرهآ المصبوغ بـ اللون الأحمر النآري .. قد زآد طولـه عن أول وصآر يعذبهآ أكثر وخصوصاً إنهآ مو متعوده عليه يكون طويل أو حتى متعوده على شكلهآ بـ الشعر الطويل !
طلعت العلكه من فمهآ وقطتهآ بـ سلة الزبآله بـ الكوليدور وهي متوجهه صوب بآب الشقه بتطلع منهآ ..
نزل جزء من غرتهآ على وجههآ من الجآنب الأيمن وهي تفتح البآب: آآآآآف يآذآ الشعر شكلي بقصـه وأفتك


التفتت للبآب ورآهآ بعد مآجرته بقوه وهو يتسكر تلحقه: لآآآآآآآآآآآآآهــــ
غمضت عيونهآ مطبقه شفتيهآ على بعضهم بقوه مآتبي تتأكد من حقيقة إللي توه وصار .. بآب الشقه قد تسكر وبوكهآ بـ الدآخل .. فيـه جوآلهآ وبعد مفآتيح الشقـه !
رفعت نظرهآ للسقف بتأنيب لنفسهآ " آآآآآخ وش هآلصرعه إللي أنآ فيها يآربييييييه وآلحين وش بسويّ ! أصلاً وش إللي طلعني من الشقه قبل يجي السآيق ! هـففف بس توني مقفله مع أمي وقآلت لي بـ الكثير عشر دقآيق ويوصل "

تمت تنآظر المكآن حولهآ كآن مظلـم وهآلشيّ توهآ تتدآركه !
تمت تتحسس على الجدرآن تدور أي قبس للنور تقدر تضوي هآللمبآت .. فوق البآب فيه لمبـه بس وين القبس " آففففف وينك يآلغبي ! "


كآنت تتحسس الجدرآن لحد مآوصلت لبآب الشقه المقآبل لشقتهم وبعد كآن فوقه لمبه بس مطفيـه .. كل المدخل مطفـى أنوآره " آآآف يآوردهـ وربي إنتي الغبيّـه .. يعنـي شلون بيضوي ومآغيرك بهآلعمآره "
برقت عيونهآ بفزع من وقع هآلكلمه بخآطرهآ !! مآفي غيرهآ بـ العمآره !
حطت يدهآ على فمهآ وهي تمسح المكآن حولهآ بنظره ترقب وقد ملآ ملمحهآ تعآبير الخوف ! " هآلعمآره مو مسكونه أبدّ .. لآ وبعد مظلمـه .. آآهـ يآربي لآيطلـع لي جنـيّ الحيـن يتلبس فينـي .. وش أسوي وينك يآلسآيق يآلغبي ..! "

التفتت جهة المدخل من برآ وهمست لنفسهآ: أطلع للشآرع أنتظرهـ ! عضت شفتهآ بقهـر: آآآآآآخ وإن أحد شآفني برآ الشآرع بهآلشكل وبهآلوقت وش بيظـن عنّـي .. أستغفرك يآآر ...............

بهتت نبرتها فجأه مبرقه عيونهآ برعب مآقد حست مثيله وكن كلّ شيّ تحسّـه بهاللحظه وقـف ! ليش جمدت أطرآفهآ وإرتعشت ! ليش برد المكآن فجأه من سمعـت صوت أكرة البآب يلتف !!! البآب إللي المفروض مآحد ورآهـ ! مآحد يسكنـه !


كآنت تلف رآسهآ وكن أحد يحركهآ له بـ الغصـب بعيون قد تلألأت بـ الدموع مآليهآ الفزع لحد مآستقرت على هآلكآئن إللي كآن كلـه أبيض فـ أبيض .. وبـ النسبه له كآنت هي كلهآ أسود فـ أسود
إنتفض جسمه بخرعه وهو يرجع خطوتين لورآ بغى يتزحلق فيهم ويطيـح بـ الأرض وهو يأشر بيده عليهآ مغمض عيونه ويتمتم بسرعه بكلمآت مو مفهومه: أعوذ .. بـ الله .. من .. من .. من .. الشششششـ .. الشششيطـآآن .. الشيطآآن .. يآآلله .. يآآلله إنك تسسسـ .. تسسسكنهـم .. مسآآكنهـم .. قل أعوذ برب النآس .. ملـك النآس .. الله لآ إله إلآ هو .. الحيّ .. القققققـ القيــوم لآآآ لاآآ تأخـ .. خــ .. خــ .......
فتح عيونه وصدره ينتفض من رعبـه وبعدهآ شفتيه ترتجف بآيآت متقطعـه من كل سوره لحد مآستقرت عيونه عليهآ وآقفه قبآله بطولهآ الفآرع رآفعه حآجب وآحد بعصبيّـه مكتفـه يدينهآ وتهز برجلهآ اليمنـى الأرض !

تمّ على وضعـه مبرق عيونه وهآلفكره بعدهآ تترآءى له إن هآلشيّ إللي قدآمه مآهو إلآ شيّ خبيـث متشكـل بصورتهآ .. ولآ شلون تطلـع قدآمه كذآ ! وفجأه !

ورده من بين أسنآنهآ: وش هآلنظره يآ أستآذ آدم !
آدم وبعده على وضعه محني ظهره لورآ وبعدهآ تعآبير الفجـع متمكنه من ملآمحه وبقوه - همس ببحـه - : وردهـ !
ورده: إيـه وردهـ
إعتدل بوقفته بـ البطيييييييييئ زآفر نفـس هآدي من فمـه كآن قد سحبـه وكنـه إنحبـس بصدره وماطلع من إرتعب بشوفتهآ !

قرب صوبهآ بخطوآت متثآقله لحد مآوقف قبآلهآ .. كآنت أطول منـه بمسآفه تضطره إنه يرفع عيونه لهآ ..
همّ بـ الأسآس متوآزيين بـ الطول .. بس الحين شلون وهي بهآلكعـب !
كرر نطقه لإسمهآ بنفس نبرة عدم التصديق المبحوحه: وردهـ
بينما هي طيرت عيونهآ بطفش زآفره نفس مسموع بتأفف: وش فيك إنت لهآدرجـه مرتعب ! أدري .. ترآني بعد إرتعبت بس خلآص .. إنت مزودهآ
رفع أصآبعه يوجههآ يتحسس خدهآ مآ امدآه لأنهآ رجعت خطوه لورآ تصيح فيه: هيييييه أنــت .. وش إللي تسويـه !


آدم وبعده مو مصدق وبعدهآ ملآمحه مثلمآ هي: إنتي صدق وردهـ !
توهآ بترد إلآ وإنتفض جسمهآ بفزعه مآقلت عن فزعته هو بعـد .. إلتفتوآ ثنينآتهم لبآب الشقه ورآه إللي تقفل مره وحده بصوت عآلي !

دقت صدرهآ بيدهآ وهي تنفخ هوآ: آآآستغفرك يآربي ! وش هآلرعب ! حآسه إني ببيت الأشبآح
رفع آدم يده لفمه المطبق وتمّ مقفله بقوه وهو ممسك بذقنه مغمض عيونه ساحب نفس عميق من بعد هاخرعه الثانيه وإللي أول مآفتحهم مآقدر يمسك نفسه من الضحك: هههههههه
تمت ورده تشوفه وهو يضحك معقده حآجبيهآ بس مآكملت لأنهآ بعد إنفجرت ضحك على ضحكه: هههههههه


آدم من بين ضحكه: آلله يقطع إبليسك .. قسم بـ الله مآقد حسيت برعب مثل إللي حسيته الحين
ورده من بين ضحكها: ولآآآ أنآ .. يآخي بغى قلبي يوقــف وآلله
آدم وهو يتذكر الظن إللي ظنه أول مآشآفهآ: هههههههه يآربيييييييييه هههههههه قسم إني ظنيتك جـنيّ .. مدري وش هآلشيّ الأسود إللي ظهر لي فجأه بوسط الظلآم
ورده بضحك موآزي لضحكه: هههههههه وآلله ! ومن سمعك عآد ! كنت وآقفه أتكلم مع نفسي بهآلظلآم وأقول إني بروحي بهآلعمآره إللي أكيد مسكونه إلآ وأسمع صوت البآب .. ألتفت وأشوف شيّ قدآمي من العدم أبيض فـ أبيض ههههههههه
آدم: وآلله !


ورده وقد إنقطعت أنفآسهآ من الضحك وهي مميله بجسمهآ لقدآم ومآسكه بطنهآ: هههههههه آآدم وآلله لو تشوف شكلك شلون وإنت تتعوذ وتقرآ القرآن ههههههه من كل سوره سطـر ههههههه آآآآآهـ ههههههه آآآآ يآآويل حآلي هههههههه آآآآهـ يآبطنــــييييي وربي بموت ههههههه بموت من الضحك هههههههه

سحب نفس مكتوم وهو يبلع ريقه متفشل .. صدق إللي تقوله ومآيلومهآ أبدّ لو تمت تضحك عليه للسنه الجآيه !
برق عيونه لهآ بتهديد: خلآص كآفي ضحك !
هزت رآسهآ بـ الإيجآب كآتمه الضحكه بإبتسآمه عريضه مطبقه فيهآ شفتيهآ .


آدم: وش تسوين هنآ ؟
بلعت ريقهآ في محآوله منهآ تنضبط وتتكلم بجديّه: أنآ إللي أبي أسأل هآلسؤآل
آدم: جآوبيني بـ الأول وبعدين إسأليه وبجآوبك
رفعت حآجبيهآ: وآلله
آدم: أهــآآ
أشرت على البآب ورآه بسبآبتهآ بس مآفهم عليهآ .. سألهآ بملآمحه وهو معقد حآجبيه
ورده: إفتح البآب بنجلس دآخل .. شقتنـآ قد نسيت أغرآضي دآخلهآ وتقفل البآب
آدم: .........
ورده: وش فيك تنآظرني ببلآهه كذآ ! إفتح البآب
آدم ببرود: وآلله ! تبين تدخلين الشقـه معـي ! بروحك ! بروحنـآ !
ورده: ...........


آدم بأمر وهو يرمقهآ بنظره حآده: إنطقي بـ الأرض
ضيقت عيونهآ بإستنكآر: إيـش !
آدم وهو يطلع جوآله من جيبه: بس ولآ كلمـه .. إجلسي بـ الأرض .. إنتي أصلاً وش إللي تسوينه بروحك هنآ !
ورده: رآيحه لبيت عمي شبيـب .. اليوم زوآج رآئف .. - كملت بتأكيد بعد مآفهمت نظرته - رآئف إبن عمـي
آدم وعيونه على جوآله: بتروحين بروحك !
ورده بلآ مبآلآه بنبرتهآ: أهـآآ .. بس أمي قد سبقتني لهنآك .. رآحت من بدري لأجل تحضر اليوم من أولـه .. بس أنآ مآبغيت أروح إلآ على بدآية الحفـل


رفع آدم الجوآل لوجههآ بعد مآنور الفلآش يضوي فيـه وتم مثبت الإضآءه عليهآ بينمآ ورده أبعدت رآسهآ بسرعه والضيق بملآمحهآ: وش فيك إنت ! النور بعينـي
آدم من بين أسنآنه بقهر: جعل عيونك الـ ....... بلع ريقه ومآكمل بينمآ هي التفتت له بحده: جعهآ وش ! هآآ .. كمل كلآمك
آدم وهو يأشر بسبآبته على وجههآ بشكل دورآني: وش هآلخرآبيط بوجهك !
عقدت ورده حآجبيهآ: وش فيه وجهي توهآ بترفع يدهآ تنآظر للمرآيه ببوكهآ إلآ وتشوف يدهآ فآضيه وتتذكر إنهآ نست بوكهآ دآخل الشقه !
رفعت رآسهآ للسقف وهي تحس بغبآء متأففه: فففففففف
آدم: صدق وش هآللي مسويته بوجهك !
ورده: فيه شيّ مخترب ! مكيآجي إخترب !
آدم: لآ مو مخترب بس مو حلو ! ليش أصلاً تتمكيجين ! وليش هآلعدسآت الملونه ! مآلهآ دآعي .. مب حلوه أصلاً

ورده بحده: وآلله ! أنآ رآيحه حفلة زوآج إبن عمي وش تبيني أحط بوجهي ! ووش فيهآ اللينسز كمآن ! ولآ تبيني أروح بنضآرتـي
قلد آدم نبرتهآ بإستهزآء وهي تقول ( لينسـز ) ثم زفر ضحكه إستخفآف مقطوعه: هــه
ورده بقهر: وش فيك إنت ! هآآآ ! وبعدين وش دخلك بشكلـي ! إيش إللي أسويه ولآ مآ أسويـه ! الشرهه علي معطيتك وجه لآ وبعد أرد عليك .. هــه
عطته ظهرهآ مكتفه يدينهآ .
تموآ على هآلوضع لمآ يقآرب الدقيقـه والسكون سيد الموقف لحد مآقطع هآلصمت سؤآله البآرد: ليش مآكلمتينـي كلّ هآلمده إللي طآفت !

قلبت عيونهآ بإستهزآء وبعدهآ على وضعهآ معطيته ظهرهآ ومتكتفه .. ردت له السؤآل بنفس البرود: وليش إنت مآكلمتني كل هآلمده إللي طآفت !


سحب آدم السجآده الفـرو الصغيره من قدآم عتبة البآب وقربهآ صوب السلـم المكون من ثلآث درجآت نزولآً مؤديـه للمدخل الرئيسي للعمآره .. طلبهآ بهدوء: إجلســـي
ورده: عبآيتي بتتوسـخ وأنآ رآيحه منآسبه
جلس آدم على السجآده معطيهآ ظهره: وأنآ بعد ثوبـي بيتوسـخ وأنآ رآيح نفـس المنآسبـه
ورده: .........
آدم بنفآذ صبر: إجلسي يآورده عبآيتك سودآ ورح تفصخينهآ توّ مآتوصلين
زفرت نفس مسموع بحده ثم جلست جمبه على السجآده ..
تمـوآ للحظآت سآكتيـن .. آدم مشبك أصآبعه ببعض ويلف إبهآميه حول بعضهـم بسرعه وورده مسنده ذقنهآ بوسط كفهآ وهي مستنده بكوعهآ على ركبتهآ وتنآظر بـ درجآت السلم تحتهآ ..


آدم بهدوء: كنت منتظر إتصآلك .. الإتصآل كآن المفروض يجي منك
ورده: ..........
آدم: بـ آخر أيآم بمصـر كنتي غريبـه ! نسيتي إن بعد رحلتنآ لـ الأقصر وأسوآن تميت ثلآث أيآم أدق عليكي ولآ عطيتيني وجـه ! لحد مآ أنآ جيتك لعند بيتك بـ آخر يوم ! اليوم إللي رحنآ فيه للمطآر ! من إللي كآن المفروض ينتظر إتصآل من الثآني ! وردهـ أنآ مو فآقد كرآمه لهآلدرجـه
ورده: ...........
آدم: بـ المنآسبه .. الشآل حقك بعـده معـي .. واليوم خصوصاً شفتـه وطريتي ببآلي وأنآ أعدل هآلكبك !
نآظرت بيده إللي مدهآ قدآمهآ يوريهآ كبك ثوبـه ثم رفعت نظرهآ لهآ بنظــرة لــوم وعتـــب فهمــهم زين بس مآفهـم وش مغـزآهـم !


قطـع هآلنظره المطولـه إللي قد زآدت من تدفق الأدرينآلين بدآخله بطريقه جنونيـه إستنكرهآ بهآللحظـه وهو يلف بوجهه عنهآ وينآظر بـ الأرض مسند أكوآعه على ركبتيه مشبك أصآبعه وهو بعده يحس بنظرآتهآ الغريبه تتنقـل عليـه بتفحـص بطريقـه للحين مآهوب قآدر يفسرهـآ ! مآرح يخدع نفسه إن قآل هآلنظره مآتكون غير من عيون عآشقـه قد شآفت عشيقهآ من بعد غيآب .. تتفحصـه بدقـه .. تتوقف عند كل تفصيله من تفآصيله لمده كنهآ تتأكد من حقيقته قدآمهآ ؟ أو نظره لوم وعتب على طول غيآبـه ؟ أو نظـرة حنيـن مكبـوت ؟ أو إشتيــآق ؟

سأل بهدوء وعيونه على أصآبعه المتشآبكه: ليش مسحتي كل صورك وصورنآ من الكآميرآ حقتي ؟
ورده: كآن لآزم تنسآنـي وتنسـى هآللي جمعنـآ
زفر ضحكه مقطوعه: هــه .. مآكآن سمحتيلي آخذ شآلـك من رقبتـك !
ورده: .........
آدم: مو شويـة صور هي إللي رح تذكرنـي عشآن بدونهآ أنسـى

التفت عليهآ يشوفهآ ضآمه عبآيتهآ بين قبضتيهآ معقده حآجبيهآ مطبقـه شفتيهآ بقوه
......: تتزوجينـــي يآوردهـ !

التفتت عليه بثبآت كآن بملآمحهآ وبنظرة عيونهآ بدون ردّ عليه دآم للحظآت بينمآ هو عآد سؤآله بهمـس مبحوح: تتزوجينــي !

بلعت ريقهآ بصوت مسموع قد وصلـه وهي ترمـش بسرعه جنونيه من هول هآلمفآجئه على وقـع مسآمعهآ منزله رآسهآ للأرض !

مدّ يده لذقنهآ رآفع رآسهآ وهو يلفه صوبـه .. ارتفعت عيونه لهآلغره الحمرآء إللي فلتت من تحت الطرحه تدآري نصف وجههآ عنـه .. سحب نفس عميق وهو يرفعهآ عن وجههآ بإبهآمـه ..
كآنت منزله عيونهآ بـ حيـآ منه وإحرآج !

آدم بإبتسآمه: طولتـي شعرك !
حركت رآسهآ بـ الإيجآب مطبقه شفتيهآ بنظرة إن مآبيدهآ حيلـه !
آدم: هذآ وإنّآ قبل مآنتزوج تسمعين كلآمـي شلون أجل بعد الزوآج !
أطبق شفتيه بقوه يمنع ضحكه على ملآمحهآ المصدومه بإستنكآر لكلآمه وإللي أكده كلآمهآ: وآلله ! أي زوآج وأي خرآبيط !


أشر آدم بسبآبته عليه وعليهآ: زوآجنآ .. أنآ وإنتي !
طيرت عيونهآ للسقف زآفره ضحكة إستهزآء مقطوعه: هــــه .. الحمدلله وآلشكر
آدم: تنكرين إنك طولتي شعرك لأني طلبت منك هآلشيّ !
التفتت عليه بحده مضيقه عيونهآ بإستنكآر بينمآ كمل هو رآفع كتوفه بهزه خفيفه: إيـه .. ذآك اليوم وإنّآ بـ القطآر .. يوم قلتلك جربي شكلك وإنتي بـ الشعر الطويل .. رح تكونين أحلآ
ورده بإستهزآء: وآلله ! على أسآس مره مهتمه بآللي تقوله وجآلسه أفكر فيه صبح وليل !
رفع آدم حاجبيه ضآم فمه لقدآم بفتحه صغيره: أوووهـ .. الأخت بقلبهآ سوآد يآكثره تجآهي
ورده: على أسآس مره تهمنـي إنت لأجل أحقد عليك


عآد آدم الحركه مره ثآنيه ضآم فمه بإبتسآمه: أوووهـ .. إثنين صفـر .. لآآآ كذآ زودتيهآ
ورده وهي ترفع جوآله: هـآآت أبدق على أميّ .. وينه هآلسآيق الغبيّ كل ذآ تأخيـ ...........
سحب منهآ آدم الجوآل بسرعه: تــؤ مآفـي روحـه قبل تعلمينـي جوآبك .. ومب لآزم السآيق أنآ بعد سآيـق .. سآيق آسبور وشيـك .. تذكرين هآلكلآم من قآله !
عقدت حآجبيهآ بضيق مصطنع مطبقه شفتيهآ تمنع الإبتسآمه من تذكرت اول مره تشوفه فيها بمدخل هالعماره وظنته سايق بسبة ملامحه الغريبه - تكلمت بحده - : أي جوآب ! مجنون إنت .. أقول عطني الجوآل بس خلني أدق


حرك رآسه بـ النفي ضآم فمه الصغير بهمس: تــؤ .. تــؤ .. تــؤ
ورده بهدوء: آدم !
آدم: تتزوجينــي !
ورده بحده: آدم إنت من جدك !
آدم بهمس: تتزوجينــي !
طيرت عيونهآ رآفعه يدهآ لـ فمهآ تحجب إبتسآمة عدم التصديق على وجههآ ثم ردت تنآظره مبتسمـه وهي تحرك رآسهآ بـ الإيجآب .. بهآللحظـه إتسعـت إبتسآمته وهو يرفع الفلآش لوجههآ يشوف الفرحـه بعيونهآ إللي تلألأت ! بس بعدها مو مصدقه .. عطته الموافقه تجاريه باللي يقوله مو اكثر !
أبعد جوآله عنهآ وهو يدور بين الأسمآء على رقـم توّ مآوصل له فتح الإسبيكـر .. بس مآجآه الرد من أول إتصآل توه بيرجع يدق إلآ ويشوفهآ هيّ تدق .. فتح الخط معهآ مشغل الإسبيكر: آآآدم حبيبي ... معليش بس طلعت من المكآن مره زحمه

همس إسمهآ بإبتسآمه: مـرآم
مرآم: عيون مرآم يآقلبي وش بغيـت
بعد آدم الجوآل عن أذنه موجه كلآمه لهآ بهمس خآآآفت وهو يأشر بعيونه على الجوآل: هذي أختي .. شفتي شلون الدلــع .. حبيبي , قلبي , روحـي , عمري .. مآتكلمني غير كذآ .. تعلمي منهآ
ضربته على كتفه بخفه منزله رآسهآ بإحرآج ..
عقد حآجبيه بضيق من سمع صوتهآ بدلع مآصخ: مرآآآموووه وش تسوين عندك بروحك كذآ ! تكلمين طلآل !!


بلع ريقه مضيق عيونه لـ وردهـ إللي بعدهآ كآنت بعآلم ثآني .. هذي هي الفرصـه .. نآهد جمب أختـه الحين !
.....: مرآم أنآ بتزوج
مرآم: ................
آدم: مرآم معـي !
مرآم بصيآح بعد لحظآت وتقريباً توهآ تستوعب: وشهوووووو !!!
آدم: إيه .. قررت أتزوج .. أحبهآ وتحبنـي
التفتت عليه ورده مبرقه عيونه بصدمه فآتحه فمهآ بينمآ سفههآ آدم وكمل كلآمه: أحبهآ .. و أبيهــآ
مرآم بقلق: آدم يآعيوني إنت طيب ! فيك شيّ يآروحي ! علمني ! إنت وينك الحين وأنآ أجيك
آدم: لآ مآرح تجين مكآن .. رح تتمين مكانك وحبيبتي إللي رح تصير زوجتـي شويّ وبتوصل عندك .. طويلــــه , فآتنــــه , شعرهــآ أحمـــر , وإسمهـآ وردهـ !

إلتفت لوردهـ بعد مآقفل الخط بدون يسمع ردّ أختـه وهو يهز رآسه بـ النفي مبتسم: شكلهآ للحين فآهيـه
ورده: شكلهآ تحبك مره .. هي الكبيره !
آدم: لآ أصغرنآ .. بس من بعد وفآة أمي هي عآشت الدور إنهآ تكون المسؤوله .. وأنآ الصرآحه كنت دلوع البيـت .. وهي عوضتني عن هآلشيّ وبقوه
وده بهمس وعيونهآ بـ الأرض: رح أنحرج يآ آدم


آدم: مرآم أختي مآفي أطيب منهآ .. حبوبـه وقلبهآ أبيض وصآفي مو مثل بعض النآس
إلتفتت عليه مطبقه شفتيهآ بقهر بينمآ رفع هو كتوفه بهزه خفيفه وينآظر بـ المدخل قدآمه وهو يشوف ضوّ يقرب صوب العمآره: قلت مثل بعض النآس مآقلت مثلك ! ليش تآخذين الكلآم عليك
ورده بحقد: بـــآآآآآآرد
آدم بإبتسآمه وهو يوقف: شكل السآيق حقك وصل
وقفت بسرعه وعيونهآ على البوآبه: إيه شكله هو .. أنآ بطلع الحين
آدم بحده: وقفي عندك إنتي
وجهت نظرهآ له معقده حآجبيهآ بإستفهآم
آدم: ليكون بتطلعين مع السآيق بهآلشكل ! تتمشين قدآم الرجآجيل بعد كآشفه وجهك ونص شعرك برآ !
ورده ببلآهه: وش فيـه


وقف مقآبلهآ وصآر يدخل شعرهآ إللي طلع مشدد من لفة الطرحـه أكثر ..
ورده بضيق: آآآآآدم وش تسوي إنت بتخنقني
آدم بعصبيّه: بس ولآ كلمـه .. مآعندي حريم تتكشـف .. ولولآ إن مآمعك مفآتيح لشقتك ولآ قسم كآن خليتك تبدلين هآلحجآب إللي مآله دآعي أصلاً ! بذمتك هذآ تسمينه حجآب .
رفع طرف الطرحه على وجههآ بينمآ أبعدتهآ بسرعه منزلتهآ: وشهو ذآ بعـد !
آدم: غطـي وجهك
ورده بإستنكآر: إيش ! وليش إنشآلله
آدم: وشهو إللي ليـش ! التفت على البوآبه وهو يسمع السآيق يضرب بوري !
التفت عليهآ مثبت عيونه بعيونهآ: قلتلك مآعندي حريم تتكشف
ورده بإعترآض: بس أنآ كذآ ألبس بـ السعوديه هذآ غير لبسي بـ مصر
آدم بضحكة إستخفآف: لآ يآوردتي لبسك هذآ رح يتبدل سوآ هنآ أو بمصـر .. وخصوصاً بـ مصرّ هذي سآلفه ثآنيـه بعدين رح نتكلم فيها..
ورده: بـس ......
قطعت كلآمهآ يوم رفع طرف الطرحه وغطآ بهآ وجههآ: لآ تبسبسيـن .. لنآ كلآم بعدين .. روحي الحين


حركت رآسهآ بـ الإيجآب بدون ردّ وهي تبتعد عنه بنصـف عقـل وروح !
أول مآوصلت للبوآبه التفتت عليه ببرود: آدم إنت كآن لك حبيبـه !
تمّ ينآظرهآ بثبآت ثوآني أردف بعدهآ: إيــه .. بس مثل مآقلتي الحين إنتــي .. كــــــآن لي حبيبـه .. كآآآآآآآن
ورده بهمس: والحين ؟
آدم بإبتسآمه: وآلحين لي حبيبه ثآنيه رح تصير زوجـه
نزلت عيونهآ للأرض بحيـآ مآقدر يوصلـه بسبب غطآ وجههآ ثم أقفت عنه بهدوء .. لحد مآوصلت السيآره وطلعت فيهآ ..
إنتفضت من الفقآعه الملونـه إللي كآنت بدآخلهآ تسبـح بحقيقـة كلآم آدم إللي قآله .. بحقيقـة إنهآ شآفتـه أصلاً !: سووووري سووووري في زهــآم كتييير مررره مآقدر أوصل بسوورعـه
ورده بإبتسآمه: مآآآآآآفي موشكِــل


سحب نفس عميق وهو مضيق عيونه يشوفهآ من بعد مآطلعت من هآلبآب مبتعده عنه بعد مآتحركت السيآره .. " وش إللي طلعك إنتي الحين قدآمـي يآوردهـ ! رح تتحمليـن ! تتحمليـن عوآقـب موآفقتك الإرتبآط بشخصن مثلـي ! عوآقب عآطفتك الموجهه لشخصن أنآني .. حقيـر .. نــذل .. خآيــن .. مثلـي !! - تنهد بأسى - رح تكونين قصتـي الجديده لأجـل أنتهـي من القديمـه .. مآلي ملجأ غيركـ .. وإنتـي الحيـن ملآذي ! "


/
/
/
/


كآنت تمشي بخطوآت سريعه وعيونها مثبته على الحرمتين قدآمهآ إللي وصتهآ خآلتهآ عليهم .. شكثر لف رآسهآ كنهآ شغآله .. مآغير تتمشور رآيحه جآيّه .. من وإلي خآلتهآ إللي تكون الحين حمآتهآ .. تروح لهآ توصيهآ على مجموعة حريم معطيتهآ أسآميهم ووظآئف أزوآجهم ثم تروح هي تسلم عليهم مرحبـه فيهـم وكنهآ تدري هم من يكونون .. ثم ترد لخآلتهآ مره ثآنيه تلقنهآ المعلومآت عن إللي عليهم الدور !


كآنت تمشي بضيآع بخطوآت سريعه قبل تنسى و تعد على أصبعيهآ الوسطى والسبآبه وتكلم نفسهآ: فستآن ذهبي أم مآجد .. فستآن زيتوني أم مقعـد .. ذهبي أم مآجد .. زيتوني أم مقعد .. أم مآجد وأم معقد .. أم مآجد ذهبي وأم مقعد زيتو .......... آآآهـ
تحسست كتفهآ بملآمح مقطبـه وهي تعتذر بلهجـه مصريه: آآآ آآ ءآآ سـوري مآ أخـدتش بآآ ........
رفعت حآجبيهآ بدهشه من إستوعبت إللي توهآ وضربت فيهآ من كتفهآ بقوه .. هآمسه: تغريــد !
كآنت ملآمحهآ متعبـه لدرجـه وآضحه .. قد إصفر لونهآ بشحوب .. معقده حآجبيهآ بضيق .. مضيقه عيونهآ بتعـبّ


سألت حوريّه بإهتمآم: تغريد وش فيك ! تعبآنـه !
تغريد بوهن: آممم يعنـي شوي
تحسست حوريه خد تغريد بقلق وآضح بملآمحهآ: شوي بس ! مره شكلك تعبآن ووآضـح هآلتعب بقوه ! وش تحسين فيه !
تغريد بهمس ويآلله يطلع منهآ الكلآم: مدري حور .. أحس بطنـي تتقطـع
همست حوريه بـ إستفهآم: عندك البريــود ؟!
هزت تغريد رآسهآ بـ النفي إن مو السبب هو البريود مغمضه عيونهآ بتعب وهي ترص على شفتهآ السفلى بأسنآنهآ ممسكه أسفل بطنهآ بيدينهآ الثنتين
حوريه: طيب ليش وآقفه ! روحي إجلسي إرتآحي وأنآ بجيب لك الحين مسكـن يهدي من هآلتعب شوي
تغريد: لآ حور شكراً لآتتعبين نفسك
حوريه: أي تعب إنتي بعد ! هآلمسكن عندي أصلاً .. كنت من فتره تعبآنه بـ المره وأحس مثل هآللي تحسينّه وأخوي هو من وصفه لي .. - كملت بعدمآ فهمت التعبير الإستفهآمي بملآمح تغريد - أخوي دكتـور ..

إبتسمت لهآ تغريد بتعب وهي تحرك رآسهآ بـ الإيجآب بينمآ كملت حور: شوفي أنآ بس بروح الحين أسلم على هآلحرمتين وبثوآني بطلع جنآحي وأجيب لك المسكن وإنشآلله تتحسنين شويّ .. بس لآتتحركين من هنآ .. خلك عند هآلطآوله عشآن مآ أضيعك بهآلزحآم .. أوكي !
تغريد بـ إبتسآمه متعبه همست ببحه: أوكـي ..
بآدلتهآ حوريه الإبتسآمه مربتـه على كتفهآ الأيسر ثم تخطتهآ متوجـه للحرمتين إللي شكلهآ ضيعت أسآميهم .. " أم ذهبـي ميـن كآنت !! مقعـد أو مآجد !!! آآآآآخ يآربيييييييه ! "



إلتفتت تغريد ورآهآ لهآليد إللي شددت على كتفهآ من ورآ .. ثم ردت تنآظر بـ أكوآب العصير والمويه وأطبآق الحلى المنوعه على الطآوله قدآمهآ ..
وقفت دآرين جمبهآ هآمسه: وش فيك تغريد !
تغريد وهي ترص على مفرش الطآوله الحريري المطرز بـ ألم مكبوت: مآفيــه
عقدت دآرين حآجبيهآ وهي تشوف يدين تغريد المنقبضه على المفرش .. همست بإستفهآم: هذي حوريه وش كآنت تسوي معك الحين ! وش قآلت لك !
طيرت تغريد عيونهآ للسقف سآحبه نفس عميق .. مآهيب بوضع يسمع لهآ بمنآقرة ضرآير الحين .. وش كآنت تسوي وش مآتسوي وش قآلت وش مآقآلت .. هي الحين مآلهآ خلق أبدّ
شددت دآرين مسكتهآ على مرفقها: تغريد إنتي وش فيك ! بعدك تعبآنه !
هزت تغريد رآسهآ بـ الإيجآب هآمسه: إيـه
دآرين: آممم طيب حوريه ليش كآنت وآقفه معك !

تغريد وحدهآ وصلت معهآ الحين دآرين مو هآمهآ شيّ غير حوريه ! - تكلمت بنرفزه - : مآفيه .. شآفتني تعبآنه قآلت بتجيب لي مسكـن وطلبتني أستنآهآ .. خلآص ارتحتي كذآ ! الموضوع كلش مآله دخل فيك
دآرين بغيض مكبوت: وليش تطلبين منهآ ! ليش مآتعلميني أنآ !
تغريد بضيق: أولاً أنآ مآطلبت منهآ شيّ هي إللي عرضت علي تجيب لي يوم شآفتني تعبآنه .. ثآنياً أنآ مآني ملزمه أعلمك شيّ .. كلك نظر يآدآرين من يوم وإنّآ بجنآحك فوق قبل ننزل وإنتي تدرين إني تعبآنه ليش مآعرضتي إنتي عليّ هآلشيّ ! ولآ الحين مغير تحطينـي بـ الوسط بينك وبين حوريه .. من فيكم بيكون الأحسن ويقدر يوفر لي شيّ يريحنـي ! .. هــفّ - رفعت كآس مويه بيد مرتعشه إهتز معهآ الكآس .. لحقتهآ دآرين تمسك لهآ الكآس تشربهآ قبل يطيح من يدهآ "
دآرين وهي ممسكه بخصر تغريد: توفـي إمشي معي الحين وأنآ بوصي وحده من الشغآلآت تجيب لك مسكن .. تعآلي
تغريد: وين بنروح !
دآرين: تعآلي بس مكآن أهدى من هنآ وفيه مجلس تقدرين تجلسين عليه بدآل هآلوقفه ..


مشت دآرين وسط زحآم الحريم وهي مسنده تغريد محآوطه خصرهآ بيدهآ لحد مآدخلـوآ من فتحـه عريضـه بنفس المكآن بس كآنت أقل زحمـه بكثيـر وأهدى .. بهآ مجلس عربـي محآوط الأرض .. كآنوآ كلّ الموجودآت فيه من الحريم كبآر السـن وإللي مآلهم أبدّ بآل أو طآقه لهآلنوع من الإحتفآلآت .. كآنوآ متجمعين كلهم مآيقرب عددهم الـ 7 .. قدآمهم صوآني القهوه والشآي وأطبآق الحلى والمعجنآت وثنتين من الشغآلآت وآقفين مخصوص لخدمتهم !

برآ هآلمجلس رجعت للطآوله إللي تركتهآ وآقفه بروحهآ عليهآ معقده حآجبيهآ بإستفهآم وهي تنآظر حولهآ بس مآلهآ أثر: هي رآحت فيـن ؟!! هــفففف روحتي فين تغريد مش أولتلك خليكي هنآ عشآن أعرف ألآئيكـي !
مشت لبرآ هآلصآله الضخمه المزدحمـه بـ الحريم بتطلـع لجنآحهآ لأجـل تجيب لهآ مسكـن !



تغريد بضيق: دآرين وشهو ذآ ! جآيبتنـي عند العجـز !
دآرين بشبح إبتسآمه: علآمك إنتي الحين ! ذآ أهدى مكآن .. إجلسي إرتآحي شويّ ومآعليك منهم
وحده من الحريم صآحت فيهم: هيـه إنتي مب زوجـتن من زوجآت رآئف ولد شبيب !
دآرين بـ إبتسآمه: إيـه أنآ دآرين
وحده ثآنيه: وعلآمتس مآتسلمين علينآ أجل !
قربت دآرين صوبهم وهي تدنق على أول وحده فيهم وتحب رآسهآ ..
الحرمه بصيآح وآضح إنهآ بـ الأصل مآتسمع وهذآ هو السبب من ورآ صيآحهآ: هذيك ضرتس أجل !
دآرين بـ إبتسآمه وهي تصيح بصوت عآلي لأجل تسمعهآ: لآآآآآآء هـــذي أختــــي ..
ميلت الحرمه رآسهآ ويدهآ تحت أذنهآ: وشهـوو !
دآرين بتأفف: لآحووول .. - صآحت بنبره أعلى - أختـــــــــي .. أختــــــي مب ضرتـــــــي
الحرمه: إييييييه أختس .. إيه مآعليه

كملت دآرين تسلم على بآقي الحريم لين مآوصلت لـ آخر وحده .. رفعت جسمهآ وهي تتأفف بزفره مسموعه وتنفض شعرهآ لورآ ظهرهآ مطبقه شفتيهآ بنفآذ صبر لـ تغريد إللي همست بـ ضجر: قلت لك
دآرين: عآد مآلك فيهم
تغريد: ذولي الحين مغير بيصجوني وأنآ قسم مآفيني حيل أتكلم .. لآ وبعد مآيسمعون لآزم نصيـح
دآرين: ههههههه إنتظري شويّ وأنآ بوصي وحده من الشغلآت .. التفتت لهآ وهي عند البآب بتأكيد: لآتطلعيـن .. رح أجيك
هزت تغريد رآسهآ بـ الإيجآب وهي تسيـح نفسهآ على المجلـس تنآظر بـ السقف !



/
/
/
/
/
/
/


رفعت فستآنهآ من على فخذهآ الأيمن ليرتفع مسآفه عن الأرض وهي تمشى بخطوآت سريعه تدورهآ بعيونهآ وسط هآلكمّ الهآئل من الحريم والبنآت بفسآتين سودآء وهي تتحلطم: حور يآلغبيّه وينك ! قسم لو شفتك بسسسس .. هـف .. قبل ننزل وإنتي تترجين فيني نسمه تكفين لآتتركيني .. نسمه طلبتك لآتخلينّي .. نسمه نسمه نسمه .. نسمه أنآ مآ أعرف غيرك .. مدري شلون أتصرف بروحي لآتتركينـي .. نسمه نسمه .. - زفرت نفس بعصبيّه - نسمه وزفـت !

وقفت وحده من الشغآلات وبيدهآ صينيه فآرغه كآنت بتطلع بهآ: هييي .. حوريـه مآشفتيهآ !
حركت الشغآله رآسهآ بـ النفي بينمآ صدت عنهآ نسمه بعصبيّه: هذآ ان كنتي تدرين منهي حوريه أصلاً ! هففف شغآلآت غبيآت


إلتفتت ورآهآ وهي تشوف دآرين تتنهد بتعب وهي تبعد شعرهآ من كتوفهآ لورآ ظهرهآ .. وآضح إن الكلّ موصله معه وقد جآب آخره !
أعرضت عنهآ نسمه بسرعه قبل تشوفهآ دآرين وهي تهز رآسهآ بـ النفي " وش إللي طرآلي أنآ أسألهآ عن حوريّـه ! مآلقيت إلآ هذي وأسألهآ ! "
توهآ ترفع رآسهآ إلآ وتشوف أمهآ تتكلم مع وحده من الحريم .. وآضح إنهآ كآنت أصغر من أمهآ بكثير .. أو يمكن بعمرهآ .. حريمّ الثرآ والبطرى مآتبيّن أعمآرهم الحقيقه بسرعـه !!!
بس كآنت بسيطـه مره بشكلهآ .. شعرهآ ومكيآجهآ .. شلون ؟ هذي بشكلهآ البسيط هذآ غير إللي تعرفهم أمهآ بـ العآده وبينهم توآصل عميق !

قربت صوب أمهآ مرحبه بـ الحرمه إللي كآنت وآقفه مع أمهآ بـ إبتسآمه أتبعتهآ وهي موجهه نظرهآ لأمهآ تسألهآ بهمس: مآمآ وينهآ حوريّه ! مآني لآقيتهآ بأي مكآن !

أمهآ بـ إبتسآمه متوتره وهي تتحسس ظهر بنتهآ: ءآآآ ءآآ نسمه حبيبتي أعرفك .. هذي مدآم ميثآء .. أم تركـي .. حرم دكتور مهيـف ..


صحيح إن ميثآء كآنت بدون أولآد تتنآدى بمعرفهـم كأم لهـم بس كان تعرف بـ إسم شهرتهآ وسط الحريم بـ " أم تركـي وهآلإسم إللي كثير تمنت إنه يكون إسم لولد حقيقـي وهي أمه .. كآن مخآلف لشهرة زوجهآ " أبو مهيــف " !
تمت نسمه تنآظر أمهآ ببلآهه .. ليش هي وش دخلهآ تعرفهآ عليهآ ! هذي أول مره تصير !
كملت أمهآ بـ إبتسآمه: دكتور مهيف مدير مستشفـى الـ ........
نسمه وإللي بعدهآ مو مهتمه بـ الموضوع ولآ بهآلحرمه .. بـ إيش يهمهآ هي من تكون هآلمره ولا من يكون زوجها !
مآردت إلآ بـ إبتسآمه خفيفه وهي تحني رآسهآ بخفه مرحبه فيهآ: أهلين فيك .. أم تركي

أم طلآل بـ إبتسآمه لـ ميثآء: وهذي هي نسمـه بنتـي .. ذكرتهآ وجـت على السيره
أم تركي وعيونهآ تتفحص نسمه بشكل مو ملحوظ بسبب إبتسآمتهآ: مآشآلله مآشآلله .. هذآ إنتي نسمه ! - رفعت نظرهآ لأمهآ بإعجآب وكملت - أنآ صح كنت متوقعه إنهآ حلوه بس إنهآ تكون كذآ لاآآآآآ هذآ كثير .. آلله يحميك ويحفظك يآنسمه ..


كآنت نسمه فعلاً بهآليوم ملفته للي يعرفونهآ بـس .. وإللي إستغربوآ شكلهآ إللي تحول 180 درجـه ! من نسمه الطفلـه بشكلهآ البريئ وإستآيلهآ البسيط النآعم لبنت بـ الـ 19 من عمرهآ .. لأنثـى مكتملـة النضـج بـ الثلآثين من عمرهآ بهآلشكل الصآخـب !
بفستآن كحلـي طويل من قمآش البربرق اللآمـع .. ضيـق وإللي حدد جسمهآ مثآلي الوزن بسبب ضيقه وتفصيله عليهآ .. كآن كـت بكتف عريض من الدآنتيل الشفآف إللي كآن مغطي كلّ ظهرهآ .. هذآ هو السآتر الكآشف بسبة إنه دآنتيل كحلي شفآف !
وشعرهآ البنـي إللي يلآمس كتوفهآ بطوله كآن مملـس ومفرود بشكل بسيط مخآلف لمكيآجـهآ القويّ الصآرخ .. بدآية من عيونهآ بـ ايشآدو أزرق وفضي جلآمور .. لوجنتيهآ المتوردهـ لـ شفتيهآ اللآمعـه بـ قلوس فوشيآ صـآرخ !

همست أم تركي بخآطرهآ " أيآآآلخبيث عُـديّ .. أجل هذي هي إللي حآطط عينك عليهآ وتبي تتزوجهآ أجل ! آمممم ومآتبي تعلمنـي من تكون ! ههههه مفآجئه يعني إنهآ بنت شبيب المآلكي آآآآخ يآولد متى بتخلي هآلحركآت عنك .. هه هذي أمهآ بنفسهآ علمتنـي وطآلبتك لبنتهآ "

نسمه وإللي عقدت حآجبيهآ بضيق من هآلنظرآت التفحصيّه لهآ من هآلحرمه المريبه ! من هي وليش جآلسه تنآظرني كذآ بهآلإبتسآمه الخآفته ! وأمي بعد ليش مره مستآنسه كذآ ! من هذي ميثآء أو أم تركي !

أم تركي لـ نسمه: وإنتي كمّ عمرك نسمه !
نسمه بـ إبتسآمه نآعمه: أنآ تسعطآش
رفعت أم تركي حآجبيهآ بـ إعجآب: آممم مآشآلله وبـ إيش تدرسين بـ الجآمعه ! أي تخصص يعني !
نسمه بهدوء: أنآ توني مخلصـه ثآنوي .. صآر لي ظروف خآصه من قبل وبسببهآ تأخرت سنـه وهذآ هو السبب إن بعدني مآدخلت الجآمعه ودوبني مخلصه ثآنوي


نآظرتهآ أمهآ بـ إعجآب خفيّ عن هآلرد .. من متى ونسمـه الطفله وإللي بقلبهآ على لسآنه تفصح عنه بدون حسآب لهوية الشخص قدآمهآ أو تقدير للموقف إللي هي فيه .. وآلحين هذآ هو ردهآ بهآلطريقه الوآثقه ! " يمكن أخذت بآلهآ من إسم الحرمه ! أم تركـي ! كنت قد علمتهآ من قبل إني بكلمهآ بـ الموضوع وذكرت لهآ إسمهآ ! يمكن هذآ هو السبب بهآلهدوء والثبآت بردود نسمـه ! "


نسمه بـ إبتسآمه خفيفه ميلت رآسهآ بـ إستئذآن لـ إنصرآفهآ بينمآ لحقتهآ أمهآ مآسكتهآ من معصمهآ: إنتظري شويّ نسمه
أم تركي بـ إبتسآمه هآديه: لآ مآعليه يآم طلآل .. خليهآ برآحتهآ .. أنآ إللي أستأذنكم أم سآلم توني لآمحتهآ وأشرت لي بسلم عليهآ ..

بآدلتهآ أم طلآل الإبتسآمه مدنقه رآسهآ بهزه خفيفه تأكيداً لرغبتهآ ..
أم تركي بتأكيد: وإعتبري هآلموضوع منتهـي خلآص .. إحنآ قد بآركنآ لبعـض
أم طلآل بضحكه رآقيه خفيفه ويدهآ على طرف فمهآ: هههههه إنشآلله يآم تركي إنشآلله


نسمه لأمهآ بعدم إهتمآم لهآلمشهد ولهآلحرمه: مآمآ شفتي وين حوريّه ؟
أم طلآل وهي تسحبهآ من ذرآعهآ لطآوله منزويه بـ نقطه أهدى بهآلصآله ..
نسمه بـ إنزعآج: وش فييييييييه !
أمهآ: تدرين مع من كنت وآقفه أنآ وإنتي الحين ؟
رفعت نسمه كتوفهآ بهزه خفيفه مآطه شفتهآ السفلى لقدآم بمعنى إنهآ مآتدري
أمهآ: هـذي أم تركـي ..
نسمه ببلآهه: يعنـــي ؟!!
أمهآ بقلة حيله من بطئ إستيعآب بنتهآ: أم تركـي .. زوجـة أبو مهيـف ! مدير المستشفى إللي يشتغل فيهآآآ .. - قآلتهآ بـ إبتسآمه - دكتور عـديّ .. وإللي يكون بعـد خآلـه .. وهذي إللي كآنت معنآ الحين تكون زوجـة خآله

تمت نسمه لحظآت تعيد كلآم أمهآ بخآطرهآ لحد مآشهقت شهقه عآليه ويدهآ على فمهآ مفنجله عيونهآ بصدمه ..

ربتت أمهآ على كتوفهآ مبتسمه وهي تهمس لهآ: وشفتي وش قآلت ! إعتبري الموضوع منتهـي
نزلت نسمه يدهآ من فمهآ وبعدهآ ملآمح الصدمه متمكنه من تعآبير وجههآ ..
كملت أمهآ بـ ضحك: هههههه وش فيك نسووم الحين ! إيه أنآ كلمتهآ بـ الموضوع .. بخصوصك إنتي وعديّ وحسيتهآ مستقبله الفكره مره وكن هآلشيّ كآن ببآلهآ أصلاً بس مدري شلون ! المهم إن هآلشيّ إنتهى خلآص وقد سمعتي التأكيد بلسآنهآ ..


نسمه بعدم تصديق هامسه: جــد ّ !
أمهآ بثقه: أكيـد .. أصلاً شلون يرفضون ! إنتي مآتشوفين فرق المستوى بينآ وبينهم ! حبيبتي إنتي بنت شبيب المآلكي الوحيده .. يعني كل هآلحريم الموجودآت يتمنوك لأي رجّآل عندهم ... شلون وأنآ بنفسي إللي أطلب هآلرجّآل لبنتي !
نسمه وهي تنفض يدينهآ الثنتين مفرقه أصآبعهآ وترمش عيونهآ بسرعه: وربي مآني مصدقه .. أحسّ رجولي مو شآيلتني

أمهآ بحده مصطنعه تخفي إبتسآمتهآ: بس يآبنـــت
برقت نسمه عيونهآ وهي تستوعب هي قبآل من جآلسه تسويّ هآلحركآت وتتكلم هآلكلآم !
تحسست أمهآ ذرآعهآ بحـب: بخليك الحين تهدين شوي بروحك وأنآ بشوف ضيوف هآلحفل !


/
/
/
/


وقفت على بآب صآلـة الإستقبآل رآفعه نفسهآ لفوق شوي تشوف روس الحريم علّهآ تقدر تميزها من بينآتهم ..
.....: حوريه !
التفتت يمينهآ تشوف أمهآ جمبهآ مقطبه ملآمحهآ تسألهآ ..
أمهآ: وش تسوين عندك على البآب كذآ مثل الشغآلآت !
حوريه: مآمآ مشوفتيش تغريد !!
أمهآ بملآمح مستفهمه: تغريد !!
غمضت حوريه عيونهآ سآحبه نفس هآدي أردفت من بعده: أخت دآرين التوأم !
فتحت أمهآ فهمهآ بـ إستيعآب: أهآآآ .. إيه توني شآيفتهآ من شوي هي ودآرين
حوريه: طيب رآحوآ فين !
أشرت أمهآ بيدهآ صوب آخر هآلصآله المؤديه لصآله ثآنيه: دخلوآ هنآك .. بس ليش !
فتحت حوريه كفهآ لأمها كآن به حبتيـن مغلفين: لـ تغريد .. تعبآنه أوي وأنآ أولتلهآ هقيب لهآ مسكـن ..
أمهآ: أهآآ إيه مآعليه .. روحي عطيهآ .. أجي معك !
حوريه وهي تتخطآ أمهآ: لآ مش لآزم ...


مرت من بين تجمعآت الحريم والبنآت الوآقفآت حول الطآولآت الموزعـه بـ الصآله توزع إبتسآمآت وترد مبآركآت ... مميله رآسهآ لليمين بـ إبتسآمه عريضه
أهليـن .. أهلاً ..أهلاً .. آلله يبآرك فيك .. آلله يبآرك فيك .. أهليـن .. أهلاً .. آلله يبآرك فيك .. آلله يبآرك فيك .. أهلين ................

نفخت هوآ من فمهآ المضموم .. قد وصلت حدهآ من التعب .. مو معقولـه كمية المجآملآت والإبتسآمآت .. لو إن أحد الحين سألهآ وش إسمك رح ترد عليـه بـ أهلين وآلله يبآرك فيك !
مسكت خديهآ غآرزه إصبعيهآ الوسطـى والإبهآم من يدهآ اليمنى بكل خدّ كـ مسآج سريع لعضلآت وجههآ إللي تحسهم تشنجوآ من كثر مآتبسمت بإصطنآع !


دخلت المجلس مبتسمه وعيونهآ على تغريد إللي كآنت قبآل البآب ومآسرع مآ أعرضت عن تغريد وهي تنآظر حولهآ بـ جمعـة العجـزه من الحريـم .. غيرت طريقهآ من صوب تغريد لـ صوبهـم .. مدنقه على كلّ وحده فيهم تحب رآسهآ وفقاً لأوآمر خآلتهآ .. أي وحده من كبآر السن تسلم عليهآ فوراً وتحب رآسهآ ..
وحده من الحريم: من تكونين إنتي !
حوريه بـ إبتسآمه: حوريـه .. زوجـة رآئف
بققت عيونهآ مآطه شفتيهآ بـ إعجآب وهي تسمي الرحمن وتبآركه: مآشآلله .. أجل إنتي زوجته الثآنيه
حوريه: إيه جدتـي
أشرت وحده من الحريم إللي كآنت مضطجعه على جمبهآ ومتكيه بيدهآ على المسند على مكآن جمبهآ: تعآلي تعآلي تسدحي جمبي هنـي نسولف معتس
عقدت حوريه حآجبيهآ بإبتسآمه أردفت بعدهآ بسرعه وهي تفتح كفّ يدهآ: إيه إنشآلله بس بعطـي هآلعلآج لـ تغريد
وحده من الحريم: منهو ذآ !
حوريه: هههههههه .. هذيك - أشرت بسبآبتهآ صوب تغريد -
الحرمه: وش علآجه ذآ ؟ علآمهآ
حوريه: تعبآنه شويّ
حرمه ثآنيه بإعجآب: إيييييه يآزينتس .. تعطينهآ العلآج وهي أخت ضرتس .. مآشآلله
مآردت حوريه غير بـ إبتسآمه خفيفه مستأذنه منهم بعد مآ أخذت كوب مويـه من الأكوآب إللي كآنت بـ الصوآني قدآمهم متوجه صوب تغريد ..
تغريد: أدري مآبغوآ يفكونك مدري دآرين وين جآيبتني
حوريه: هههههههه مآعليه .. هآآه .. خذي جبتلك هآلحبوب .. هذي البنيّـه مسكن لوجـع المعده .. والورديـه هذي مسكـن عآم ..


توهآ تغريد بتمد يدهآ ليد حوريه إلآ ويوقفهآ صوت دآرين الحآد: تغريــــــــد !
إلتفتت لهآ حوريه ورآهآ بينمآ رفعت تغريد نظرهآ لهآ ببلاهه !
وقفت دآرين جمب حوريّه وهي ترمقهآ بنظرآت تحقير من فوقهآ لتحتهآ ثم أعرضت عنهآ تكلمهآ: وش تسوين إنتي ! مآقلت لك لآ تآخذين شيّ من أحد لين أجيك !
تغريد وحدهآ متفشله من نظرآت دآرين التحقيريه لحور والكلآم إللي تقطه: ءآآآ ءآآ آآ مآعليـه دآرين .. حور مآغير جآيبه لي مسكنآت ..

أخذت دآرين الحبتين من يدّ حوريه وقطتهم بـ آخر المجلس: وهذآنآ خذينآ هآلمسكنآت
بققت تغريد عيونهآ بصدمه من هآللي تسويه دآرين والموقف إللي حطتها فيهآ مآفي أكبر من كذآ فشيله وطيحة وجـه مع حوريـه وإللي مآكآن غلطتهآ إلآ إنهآ عبرتهآ ومن بين إنشغآلهآ بزحمة ضيوفهآ إلآ إنهآ تعنـت لهآ وجآبت لهآ شيّ يخفف من تعبهآ والحين وش إللي تسويه دآرين !


وقفت تغريد بسرعه بآلعه ريقهآ بفشله وهي تتمتم بكلمآت متقطعه: ءآآ آآآ ححححـ .. حــور معليـش .. معليش لآآآآ لاآآ تزعلين بـ آلله .. أنآ بروح الحين وآخذ هآلحبوب وآشربهآ .. شكــ ........
قآطعتهآ دآرين بحده: شكراً .. هــــــه - زفرت ضحكة إستهزآء مقطوعه - بعد تشكرينهآ ! على إيش !
تغريد من بين أسنآنهآ: دآرين مآلك دخل .. إطلعي الحين لضيوفك وخليني
دآرين: إنتي جد هبله .. من مين مآكآن تآخذين حبوب وتقطينهآ بفمك ! مآتدرين وش نوع هآلحبوب ولآ وش البلآ إللي فيهآ !


طيرت حوريه عيونهآ للسقف بـ إستخفآف وقد إرتسمت إبتسآمه جآنبيه سآخره على ملمحهآ: وآلله !
كملت بحده: حبيبتي دآرين .. أنآ لو بمكآن تغريد الأضمن لي إنهآ تآخذ مني .. مو من وحده كآنت بتذبح بنت عمهآ .. مو بعيده تذبح أختهآ .. - أتبعت كلآمهآ برمقـة إشمئزآز لـ دآرين بعد مآعرفت شلون تقهرهآ بكلمـه ونـصّ - !
وجهت بعدهآ نظرهآ لـ تغريد مبتسمه: تغريد ولآ يهمك .. مآني زعلآنه منك أبداً .. الطبيعـي بـ أي بيعـه يكون فيـه صحيـح وفآســد .. - وجهت نظرهآ لـ دآرين عند كلمة فآسـد - ..
كملت بهدوء: أهم شيّ إنك تتحسنيـن سوآ أخذتي الحبوب منـي أو مـن ........ رمقت دآرين بنظرة تحقير أخير وكملت: أو من غيــري ! .. عن إذنكـم


إلتفتت تغريد بحده لـ دآرين بعد مآطلعت حوريه وهي تصر على أسنآنهآ: إنتي وش إللي سويتيه الحين فهمينـي !
رفعت دآرين حآجبيهآ بتصنع للبلآهه: غلطت بشيّ ؟
تغريد بضيق من تصرفآت أختهآ الغير محتمله أبدّ: أصلاً إنتي كلك على بعضك غلط .. مدري شلون مستحمله نفسك كذآ ! خلآص مآلي خلق أكمل بهآلحفلـه ..
دارين ببرود: وين بتروحين ؟
أعرضت عنهآ متوجهه للبآب بتطلع منه: بروح البيت .. علمـي أمي ..

صرت دآرين على أسنآنهآ بقهر وهي تهز رجلهآ اليمنى بـ الأرض متوعـده: أنآ دآرين توقف قبآلي هآلحشره بنت الـ سبعطآش ! لآ وردهآ على طرف لسآنهآ بعـد !
رفعت حآجب وآحد بنظره حآقده متوعده ضآربه رجلهآ بـ الأرض ضربه أخيره بقوه: طيـــبّ !


/
/
/
/


شدد مسكته غآرز أصابعه بـ المتك الإسفنجي إللي مسند مرفقه عليه وهو يشوفهم ثلآثتهم جمب بعض صآر لهم فتره يسولفون ..
كآن ينقل نظره بين ثلآثتهم وبكلّ مره كآن يثبت نظره عليه هو بـ الذآت لفتره .. وإن سألوه بهآللحظـه عن أكثر مخلوق بهآلكون يبغضـه وودهـ لو ينتزع أحشآئه لـ شآر بعيونه عليـه ... فيصــل عبدآلله !
" هذآ هو إنت يآلكلـب .. قدآمي مآيفصلني عنك غير هآلمتر مسآفـه !
ضيق عيونه بحده وهو يشوف وآئل يسلمّ عليه ويحبّ خشمـه بينمآ هو يتحسس ظهر وآئل ثم ربت على ظهر كفه إللي بين يديـه !


" وش يسوون ذولـي ! وش السآلفه بينآتهم إللي خلصت بهآلمشهد ! "
سحب نفس عميق بحقـد وهو يشوف إبتسآمة فيصل العريضه شآقه ملمحه " وتتبسـم بعـد ! معقوله للحين مآدريت بـ البلآ إللي جآك ! ولآ مآغير تتصنـع هآلونآسه ! بآقي مآ أشهرت إفلآسك خلنـي أشوف بعدهآ شلون تتبسـم ! "

وقف بحده رآمقهم بنظرة إستهزآء سريعـه ثم مشى صوب رآئف وإللي كآن جآلس بوسط المجلس إللي تتعدآ مسآحته الـ 200 متر مفروش بسجآد كثيـف ومحوط بـ مجلس إسفنجـي منجـد بـ القطيفـه البنيّـه مطرزه بخيوط ذهبيّـه والستآير إللي محآوطه كل الجدرآن بـ نفس نوع القمآشه القطيفـه السميكـه بإختلآف اللون وإللي كآن عسلـي فـ سكـري بطبقـه شيفون من تحتهآ .. مآقلت فخآمـة السقـف بـ نجفآته الشورآفسكيّه المتدلـيه على طول المجلس عن فخآمة الأرضيّـه إللي توزع عليهآ عدد لآيحصى من الطآولآت الزجآجيه الصغيره وإللي كآنت مخصصه للضيآفـه عليهآ بـ القهوه وأنوآع كثيره مختلفه من المشروبآت سوآ حآره أو بآرده وأطبآق الحلى بنوعيهآ الشرقيّه والغربيـه ..
توجـه له يسلم عليـه ويعيد مبآركته له قبل يطلـع رآفـض إصرآر رآئف له إنه يتـمّ معتذر بأن ورآه إلتزآمآت ثآنيـه تمنعه يطول أكثر ..



طلع من المجلس المكتظ بـ الرجآل وإللي لهم إسهم ومكآنه مرموقـه بـ البلـد وإللي يعرف أغلبهـم من الطبقه الأرستقرآطيـه وإللي يتبعوهم من الطبقـه المتوسـطه العآملـه .. حتى الموظفيـن سوآ عرب أو من العمآله الآسيويـه بـ كلّ مؤسسة المآلكي عندهـم من أعلى مركـز لأدنآه كآنوآ مدعوين للحفـل !

وقفه صوته اللآهـث وهو يستوقفه: أستآآذ مآآلك .. أستآذ مآآآ .. مآآآلـ ...
التفت عليه مآلك معقد حآجبيه ينآظره وهو مدنق جسمه يده بوسط صدره في محآوله منه لإلتقآط أنفآسه ..


مآلك بهدوء: علآمك إنت
حيدر " موظف مآلك المسآعد له ": شفتك طلعت بسرعه من المجلس وأنآ كنت بـ آخره .. مآقدرت أتخطى الموجودين بسرعه .. ليش طلعـت ؟
أعرض عنه مآلك: ضآق خلقـي .. أبروح بس أبيك توصل شيّ معـي
لحقه حيدر وهو معقد حآجبيه لحد مآوصل سيآرته دخل جوآتهآ تآرك البآب مفتوح .. نزل قزآز الشبآك وهو يكلمه: أدخل حيدر
بلع حيدر ريقه وهو يفتح بآب السيآره ويجلس جمبه عيونه تتآبع مآلك وهو يفتح التآبلو قدآمه مطلـع نسـخ متعدده من سي دي صغير مغلفيـن ..
نزل نظره تحت ليد مآلك إللي إمتدت له معطيه نسخه ..
مآلك: علآمك إنت ! خــذه

بلع حيدر ريقه مآخذ السي دي من مآلك وبملمحه تعبير إستفهآمي سأل سؤآله إللي بخآطره ..
مآلك: وآئل محصـن عبدآلله
تمّ حيدر ثوآني لحد مآستوعب الإسم: وآئـل محصـن ! شريك رآمز المآلكي بشركتهم الصغيره ومصنع الملآبس الجآهزه !
مآلك وعيونه على السيآرآت الكثيره المكرجه قدآمه: أهــآآآ
حيدر: أهآ أعرفه تونـي شآيفه دآخل .. علآمه
مآلك وهو يحرك لسآنه على شفته السفلى: عطـه هآلسي دي .. وإن سألك عن شيّ لآتجآوبـه .. كلّ شيّ رح يعرفه لآمنه شآف هآلسـ ....... بهتت نبرته لحد مآختفت وهو يشوفهآ تتمشى بهدوء .. بروحهآ وسط هآلسيآرآت الكثيره !


مآدرى على نفسه غير إنه طآلع من سيآرته تآرك البآب ورآه مفتوح وبيده بآقي النسخ من السي دي متجآهل ندآءآت حيدر المتكرره عليه يستوقفه لحد مآوصل عندهآ قبآلهآ .. وجهاً لـ وجـه !
رفعت رآسهآ وآلضيق وآضح بملآمحهآ البآهته المتعبه .. معقده حآجبيهآ وتنآظره بقرف ..
همس بخبث مضيق عيونه لهآ: تغريـــد !
كآنت توهآ بتقفي عنه وقفهآ إسمهـــآ من لسآنـه !
رفعت نظرهآ له بنفس الملآمح الضآيقه وإللي كنهآ منقرفه .. رفعت حآجب وآحد بإستفهآم: نعـم !!! تعرفنـي أخوي !
طير عيونه للسمآ زآفر ضحكة إستهزآء: هــــه .. أخوك !
رفع سبآبته قدآم عيونهآ يحركهآ بـ النفي هآمس: لآيآحلوهـ .. خوآتي مآهم نجسآت وأنآ مآيشرفني أكون أخ لنجسـه مثلك


برقت عيونهآ بصدمـه من وقع هآلمسبـه على أّذونهآ .. ضيقت عيونهآ بحده لحد مآختفوآ هآمسه بإستنكآر: إيـــش !
قرب خطوته الفآصله لحد مآ إلتصق فيهآ بينمآ هي أبعدت نفسهآ بسرعه عنه خطوه لورآ مآتمت لأنه مسكهآ من معصمهآ مشدد عليه بقوه آلمتهآ مآصرحت عنهآ إلآ بتعآبير وجههآ وهو يشدهآ عليه: إنتهيتـي مني يوم إنتهـي غرضـك !! هآآآ .. جآوبينـــي
كآن يرصّ على أسنآنه وهو كلّ مدى يشدد مسكته على معصمهآ مثبت عيونه الحآقده بعيونهآ إللي تلألأت بـ الدموع: جآوبينـي ليش سآكتـه !! مو أنآ مآلك المرشـد يآتغريد يآبنت محصـن إللي ينلعب علـي ! لآآآآ .. ومن بنـــت مآتسـوآ التـرآب مثلك !


مآقدرت تغريد تقآوم ثبآتهآ المصطنع أكثر .. إرتجفت شفتيهآ معلنه عن إستسلآم أعصآبهآ إللي رخـت بضعـف وسمحت لدموعهآ بـ الإنهمآر بـ صمـت !
رفع مآلك السيديهآت إللي كآنت بيده اليسرى قدآم عيونهآ: شوفي هذولـي .. وفيـه نسخ أكثر منهم بعـد .. تدرين وشهـي ! هذي فضيحتك يآبنت محصـن .. فضيحتك إللي مآرح تخليك إنتي بس تخنعيـن وترضخين تحت رجولي لآآآآآ ! إلآ مآ أخليك إنتي وكل رجآل عيلتك عند رجولي يترجون

.......: مآلــــــك !
التفت يمينه مبرق عيونه الحآقده المتوعده وهو يشوفه متنـح تعآبير الدهشـه والإستغرآب بملآمحه المقطبـه بإستفهآم !


حرك رآمز نظره من مآلك لـ تغريد إللي كآنت ملآمحهآ شآحبـه من الرعـب والفجـع .. الضعـف , الوهـن والإستسلآم .. كآنت مثل الورقه المبلله .. لو ترك مآلك الحين يدهآ لطآحت بطولهآ بـ الأرض !
عقد رآمز حآجبيه بإستغرآب " هذي مـووو .. موو هذيك !! هذيك بنت محصـن إللي شفتهآ بجنآح أحمد أخوي قبل زوآجه !! .. وش تسوي هنآ ومع مآلك ! "

مآلك بهدوء: موضوع شخصـي وأ .......
قآطعه رآمز بسرعه وهو يقرب صوبهم وعيونه على تغريد إللي همست بترجـي وآهن من بين شفتيهآ المرتجفه: الـ .. الحـححححــ .. الحــققققـ ق ق ق .. الحقققنـــي


رآمز وعيونه على يدين مآلك الممسكه بمعصمهآ وهو يصر على أسنآنه بأمر لـ مآلك: اترك يدهـآ
مآلك بنبره موآزيه لنبرة رآمز: قلتلك .. موضوع .. شخصـي
رآمز بحده: أي موضوع شخصي والبنت تبكـي وتقول الحقنـي ! قلتلك فك يدهــآآآآ
رفع مآلك حآجب وآحد وتكلم بنبره إستفزآزيه: وإن مآتركت يدهآ ؟
رآمز بحده: أبخليك أنآ تترك يدهآ ..
توه مآلك بيتكلم مآ أمدآه حتى يفتح فمـه إلآ وسكته رآمز بـضربـه عنيفه من قبضته مسددهآ لأنفــه وإللي إختل توآزنه بسببهآ مآطآح بـ الأرض لأن السيآره جمبـه صدته .. يآدوب ارتمى عليهآ بس إللي طآح هو السيديهآت بـ الأرض !


نفض يدين تغريد بقوه وهو يمسح قطرآت الدمّ إللي سآلت من أنفه بظهر سبآبته وعيونه تتوعد رآمز بينمآ تغريد إللي مآصدقت وأقفت عنهم ثنينآتهم منحآشـه للدآخل مره ثآنيه وكل مفصل من جسمهآ تحسّ إنه قد تفكك ومآهيب قآدره توقف من رعبهآ ..
فتحت شنطتهآ الإكسسوآر الصغيره تطلـع جوآلهآ ..
بينمآ بـ المكآن إللي تركتهم فيه كآنوآ بعدهم وآقفين ..
مآلك بهدوء لـ رآمز: إنت وش إللي سويته الحيـن !
رآمز بحده: وش إللي سويته أنآ ولآ إنـت ! هذي تكون بنت العآيله إللي عآيلتنآ الحين تحتفل بنسبنآ معهـم ! وش علآقتك إنت وصلتك بهآ !


مآلك وهو يعدل وقفته ويشوف حيدر وهو يقرب صوبهم .. ربت على كتف رآمز وهو يتخطآه: حتى وإن كآن لي علآقه أو صله فـ أكيد مآرح أعلمك إنت عنهآ ..
التفت رآمز ورآه يشوفه وهو يبتعد عنه مع شخص ثآني وآضح القلق بملآمحه على مآلك !
رجع رآسه مره ثآنيه يعيد المشهد مره ثآنيه إلآ وتطيح عيونه بـ الأرض على السيديهآت المنتثره !

عقد حآجبيه الإثنين بإستغرآب وهو يوطـي للأرض ويجمعهـم !

/
/
/
/
/
/
/


بعدهآ تتمشى بـ المكآن تستكشفـه .. حتى وإن كآنت أخذت عنه فكره فهي متأكده إنهآ بثآني يوم مؤكـد لو مشت بهآلقصر رح تضيـع !
كآنت توزع إبتسآمآت ترضيـه لكـل الموجودآت .. وإللي كآنت نظرآتهم لهآ مختلفـه .. بين ترحيـب , أو ردّ إبتسآمة المجآمله أو إبتسآمه صفرآ مآسرع مآتختفـي بنظرة تحقيـر .. أو نظـرة حقـد .. أو حســد .. أو مقآرنـه ! كآنت تطنـش كل هآلملآمح بهآلوجوهـ الكثيره لحد مآوقفهآ جمعـت حريـم مآدققت فـ عددهم وإللي ممكن يوصل لـ خمـس ! ملتفآت حول طآوله مدوره طويلـه بدون كرآسي وكل وحده بيدهآ كآس العصير حقهآ تقلبه بين يديهآ ..
- أدفع نص عمري وأعرف السبب من زوآج ثنتن بيوم وآحد
- هه وآضحه مثل الشمس مآيبيلهآ .. وحدتن فيهم لمصلحـه بين العآيلتين والثآنيه تصحيح غلطه
- هههههه جد إنك مو سهله
- أكيد دآرين هي إللي لمصلحـه وإلآ الثآنيه أصلاً تقرب لهم
- ليش مآتقولين خذوهم الثنتين شروه وحده .. ثنتينهم ملكآت جمآل مآتشوفينهم
- لو بسبب الجمآل مآكآنوآ الثنتين لنفس الرجّآل .. عندهم ولد ثآني كآن ذآ خذآ وحده والثآني خذآ الثآنيه وكون إن وحده فيهم تكون من العآيله فـ أكيد إن بينآتهم شيّ أعوذ بـ الله مآقدروآ يخلونهآ


إلتفتت حوريه لهم بحده وهي تصيح بعصبيه: إنتوآ جدّ مآتستحون على وجيهم ! ببيـت النآس وتتكلمون بـ أعرآضهم .. هآلغلط إللي من هآلنوع مآيطلـع إلآ من مثيلآلتكم .. عآلـ ............

شدتهآ مرآم من يدهآ مبعدتهآ عنهم لورآ ظهرهآ وهي ترقع كلآم حوريّه بـ إبتسآمه مصطنعه ثم إعتذرت لهم وهي تجرّ حوريّه من يدهآ لحد مآبتعدوآ عنهم ووقفوآ عند طآوله مستقله: مرآم من بين أسنآنهآ: إنتي وش إللي تسوينه !!! مآتدرين من ذولي الحريم !!
حوريه بعيون مدمعه وهي تنفخ هوآ من فمهآ .. عقدت مرآم حآجبيهآ بـ إستفهآم هآمسه بقلق: حوريه وش فيك !


حوريه بنبره مهزوزه وهي تحآول مآتنهآر وتبكـي: مرآم إنتي مآتدرين هآلحريم وش إللي كآنوآ يقولونه
مرآم بإستفهآم: وش يقولون !
حوريه بتبرير طفولي وهي تهز رآسهآ بحده: كآنوآ يتكلمون عني أنآ ودآرين وقآل ليش رآئف يتزوج ثنتين بيوم وآحد أكيد فيه إنّ بـ الموضوع .. ومو هذآ إللي عصبني .. إللي ضآيقني إنهم قآلوآ دآم وحده من زوجآته تقرب له فـ الأكيد إنه تصحيح غلطه .. شفتي مرآم وش إللي يقولونه عني !!!
أطبقت مرآم شفتيهآ زآفره نفس مسموع بأسف وهي تتحسس ذرآع حوريه: طيب معليش حبيبتي هدي نفسك .. بس إنتي تدرين عن كلآم الحريم .. أكيد مآهم إلآ حآقدآت حآسدينكم .. وبعدين لآزم تعملين حسآب لهآلكلآم .. إنتي لو بمكآنهم هآلسؤآل رح تسألينه لنفسك كثير .. ليش رآئف يتزوج ثنتين بوقت وآحد !

حوريه: بس مآرح أظن ظن سيئ كذآ بأي من زوجآته
مرآم بـ إبتسآمه: أدري .. وهذآ هو الفرق بينك وبينهم .. خذي حبيبتي لآتزعلين روحك .. - رفعت كآس عصير خمنت انه كآنتآلوب بسبب إن لونه أخضر .. وهي تمده له - : إشربي هذآ بآرد بيروقك شويّ

توهآ بتمد يدهآ تآخذ الكآس إلآ وتلتفت ورآهآ بصدمه لهآلجسم اللي إلتصق بظهرهآ محآوط خصرهآ: مبروووووووك
رفعت حآجبيهآ بدهشه من شآفتهآ هي إللي محتضنتهآ من ظهرهآ - هامسه بعدم تصديق - : وردهـ !


ثبتت مرآم نظرهآ بتركيز عليهآ من وقع الإسم على أذنيهآ " وردهـ "
إلتفتت حوريه لهآ وبعدهآ ورده مكبلتهآ بيدينهآ حول خصرهآ - غمضت لهآ عين وحده بلعآنه - : أهآآآآآ مش سهله إنتي مدآآآم رآئف
حوريه بلهجه مصريه: ههههههه بس متحرقينيــش
ورده بـ إبتسآمه عريضه: مبروك يآروحي وآللهي فرحت أوي ليكي
حوريه بإحرآج: آلله يبآرك فيكي .. عئبآلك يآرب أوريب
كآنت مرآم بحآله من الصدمه وعيونهآ معلقه على ورده بـ إبتسآمه حسيّه مآهيب قآدره تفصح عنهآ بسبب صدمتهآ " معقوله ! معقوله هذي إللي يقصدهآ آدم !! إيه هي أكيد .. مآظنتي أحد غيرهآ هنآ إسمه وردهـ .. أطول الموجودآت وشعرهآ أحمر نآري .. إيه وربي هي إللي يقصدهآ آدم أكيد .. أيآآآآ الخبيث عينك على بنت المآلكي أجل بس من وين عرفتهآ !!! "


رفعت ورده عيونهآ لـ مرآم قدآمهآ إللي كآنت متنحه فيهآ ثم رجعت تكمل كلآم مع حور ومآسرع مآرفعت نظرهآ مره ثآنيه لمرآم قبآلهآ بـ إستيعآب ! .. كآنوآ مقآبلين لبعض وحوريه بينآتهم .. برقت ورده عيونهآ بصدمه مخفيّه من وفقـت الشبـه الكبير بينهآ وبين آدم وربطتـه بـ إللي قآله لهآ آدم " رح تعرفينهآ أكيد .. هي بـ الضبط تشبهنـي .. وهي نفسهآ إللي كآن يقولهآ ع الجوآل مرآم .. وهذي هي مرآم زوجة طلآل إبن عمي .. معقووووووله !!! وش يآربي هآلإحرآآآج آآآه يآفشيلتـي ! يآترآ عرفتني ولآ لآآآ آخ أنآ وش إللي جآبني هنآ الحين وش هآلإحرآج ! "



التفتت حوريه ورآهآ بملآمح مستفهمه من لآحظت شرود وردهـ .. بس مآكآنت إلآ مرآم إللي بعدهآ وآقفه !
حوريه بـ إبتسآمه: إيش ! أعرفكم على بعض يعني هههههه
مرآم بـ ضحك: وآلله ! هذي ورده أعرفهآ بنت عم زوجـي
مدت ورده يدهآ تسلم على مرآم: أهلين مرآم شلونك !
مرآم بـ إبتسآمة إعجآب وعيونهآ تدقق أكثر بـ ورده: طيبه حبيبتي الحمدلله .. إنتي شخبآرك ! بعدكم بمصر !
ورده: الحمدلله .. إيه تدرين أنآ وأمي دآيم بـ مصر مآنجي هنآ غير للمنآسبآت بس
إلتفتوآ ثلآثتهم لـ أم طلآل إللي كآنت مستعجله: حوريـه وينك إنتي سآعه وأنآ ألف وأدورك
حوريه بهدوء: خير خآلتي !
أم طلآل: تعآلي معي أبعرفك على زوجـة وآحد من أهمّ رجآل الأعمآل .. وكمّ وحده بعد ..
نآظرت بـ مرآم ثم كملت: لآحقـه بعدين تسولفين مع أهل البيت
رفعت حآجبيهآ بدهشه وهي تستوعب وجود ورده: وردهـ ! أهلين وردهـ شلونك !
دنقت ورده على زوجة عمهآ تسلم عليهآ وتحبهآ: أهلين خآلتي أنآ الحمدلله .. مبروك لـ رآئف وآلله يتمم له ولكم بـ الخير إنشآلله
ربتت أم طلآل على كتف ورده بـ إبتسآمه: تسلمين حبيبتي من زمآن وأنآ أسأل عنك مآشفت غير أمك ..
ورده: إيه أنآ مآجيت معهآ من الصبآح .. جيت ببدآية الحفـل


مرآم لـ حوريه: إيه معليش تحملـي .. هذآ هو ستآيل العيشـه هنآ .. كل يوم حفلآت وجمعة حريم .. تتعرفين على مرة فلآن وتروحين لمرة علآن ..
حوريه بضيق: بس أنآ مآحب
برقت مرآم عيونهآ ضآمه شفتيهآ كآتمتهم بسبآبتهآ وهي تهمس لهآ: أوشششش لآتسمعك أم طلآل الحين .. معلش بـ الأول بس وبعدين بتتعودين لأنهم لآزم يتعرفون عليك .. بس بعد كذآ خلآص


أم طلآل بعد مآ إعتذرت من ورده لأن فيه وحده تنتظرهآ .. حركت ورده رآسهآ بتفهم مبتسمه: إيه خآلتي مآعليه .. تفضلـي
أم طلآل لـ حوريه: يلآ حور
مشت حور جمب خآلتهآ وهي تأشر لأمهآ من بعيد بيدهآ مبتسمه هآمسه بشفتيهآ: مآآآآمـــــآآآ
أم طلآل بهمس لحور: حوريه خلي عنك حركآت البزرآن هذي الحريم كلهم ينآظرون فيك
عقدت حوريه حآجبيهآ لآويه فمهآ بزعل طفولي: كنت أأشـر لـ مآمآ
أم طلآل: لآ تأشرين لأحد .. عيونك بس ع الموجودآت وتبسمـي لهـم مثل مآوصيتك
حوريه بهدوء: إنشآلله
أم طلآل: وبعدين وينك عني ! مو قلت لك لآتبتعدين ! خلك حولي ! وش إللي ودآك هنآك !
حوريه: كنت أتمشى بين الموجودآت وأتبسم لهم مثل مآقلتي لي ..
أم طلآل من بين أسنآنهآ المطبقه بـ إبتسآمة مجآمله للحريم حولهآ بينمآ هي تكلم حور: قلت لك تمشي وتبسمـي حولي .. مو تشردين بعيد .. كل هآلوقت ودآرين هي إللي معي ملآزمتني كتفهآ بكتفي وإنتي مآغير يسألون عنك وينهآ زوجة رآئف الثآنيه .. فشلتينـي

أطبقت حوريه شفتيهآ بنفآذ صبر " هففففف يآربي إيه التعقيد دآ وإيه العيشـه المتكلفـه دي ! أنآ شكلي مش هستحمل "

رفعت عيونهآ للحرمـه المتكلفـه بشكلهآ ككل .. سوآ مكيآجهآ القوي أو فورمـة شعرهآ الكبيره أو فستآنهآ الذهبي المطرز بكميّة مبآلغ فيهآ من الكريستآلآت اللآمعـه .. وهآلتكلف بـ الشكل مآورآه أكيد غير تكلـف بـ الشخصيّه والطبآيع !


أم طلآل بـ إبتسآمه: آلسموحه تأخرت عليك
الحرمه وعيونهآ على حوريّه بتفحص: لآ أبدّ يآم طلآل
مدت أم طلآل كفهآ بإشآره على حوريه جمبهآ: وهذي حوريـه زوجة رآئف الثآنيـه .. وبنت أختي
رفعت الحرمه حآجبهآ الأيسر بإعجآب وعيونهآ تفترس حوريه بنظراتهآ الثآقبه لهآ بينمآ أشرت أم طلآل لـ حور: وهذي يآحور أم مآلك .. زوجـة عآبد المرشـد .. أكيد تعرفينه
رفعت حوريه حآجبيهآ بـ إنبهآر مبتسمه وهي تمد يدهآ للحرمه قدآمهآ تسلم: أكيد طبعاً ومين مآيعرفه .. أهلاً وسهلاً .. كيفك يآم مآلك !

رفعت أم طلآل حآجبيهآ مآطه شفتيهآ لقدآم بـ إعجآب من تصرف حور البديهـي .. وشلون تصرفت مع الحرمه وهي أصلاً مآتدري منهو ذآ عآبد المرشد !


عند المكآن إللي تركته حور كآنوآ بعدهم وآقفين دآقينهآ سوآلف .. مرآم في أقصى محآولآتهآ إنهآ تعرف كلّ شيّ عن ورده .. هي بـ الأصل تعرفهآ بس معرفتهآ مآكآنت إلآ مجرد معلومآت عآمه .. إنهآ مثلاً تكون بنت عمّ زوجهآ .. عآيشه بمصـر مع أمهآ بس .. غير كذآ وأكثر من كذآ فهذآ هو إللي تحآول توصل له الحين وتعرفه من ورده بذآتهآ .. شلون وهي إللي يبيهآ أخوهآ آدم ! بينمآ وردهـ كآنت هي بعد في أقصى محآولآتهآ .. بس لأجل مآتبين لـ مرآم إنهآ تعرف شيّ أو كنهآ مو من سآعه وحده بس كآنت مع آدم وقد سمعت مكآلمته معهآ ! .. كآنت تتكلم بـ إنسيآب وأريحيّه بعيد عن أي ضغط أو أي محآوله منهآ تتكلف أو تصطنع لأجل تثير إعجآب مرآم .. سآعدهآ على هآلشيّ شخصية مرآم المرحـه .. مثل مآقآل آدم فعلاً عنهآ .. بسيطــه وحبآبــه .. هذآ طبعاً غير الشبه الكبير بينهآ وبين آدم .. الشبه الغريب إللي يآخذهم لمكآن بعيد بـ المره عن الملآمح العربيـه لـ الملآمح الشرق آسيويـه المميـزه !


مرآم: صحيح مآقلتيلي ورده تشتغلين ولآآ !
ورده بسرعه: إيه أشتغل .. آمم فوتوجرآفر .. - أتبعتهآ بـ إبتسآمه خفيفه - مصـوره يعنـي
رفعت مرآم حآجبيهآ بـ إستيعآب: أهـــآآآآ " الحين عرفت شلون عرفهآ آدم .. يمكن تلآقوآ صدفه .. هم الحين ثنينآتهم مصورين .. طيب هي الحين تدري عن نوآيآ آدم تجآههآ ولآ لآ ! الأهم تدري كني أكون أخته أو لآ ! وهآلشيّ تبآدله لـ آدم بعد ولآ هو من طرف آدم بس ويبي على طول يآخذ خطوه جديّه ويخطبهآ ! لحظه لحظه قال لي ع الجوال انه يحبها وتحبه !!! "


إلتفتت يسآرهآ بعد مآ إنتفض صدرهآ مقفله عيونهآ بسرعه: بسم آلله نآآهـد
نآهد: بـ إيش سرحآنه إنتي !
مآردت مرآم إلآ بـ إبتسآمه بسيطه ثم أردفت وهي تأشر على ورده: نآهد هذي ورده !
برقت نآهد عيونهآ بملآمح دهشه كآنت وآضحه بـ المره واللي لتفتت إنتبآه ورده بينمآ جرت مرآم فستآن نآهد وهي تخزهآ تسكت لآتفضحهم الحين .. ثم كملت بـ إبتسآمه: وردهـ أعرفك .. هذي نآهد زوجـة أخوي بسّآم
مدت ورده يدهآ بـ إبتسآمه لـ نآهد: إيه أعرفهآ من قبل .. أهلين نآهد شلونك


كآنت وردهـ فعلاً ملفته للنظر والإنتبآه بسبب ميزتهآ الملحوظه بشدّه وهو طولهآ إللي يتعدآ الـ خمس أقدآم وبسبب هآلكعب العآلي بعد قد إستقر طولهآ على الست أقدآم !
كآنت سمرآء حنطيّـه بشرتهآ لآمعـه ببرونـز .. وآضـح إنهآ مآخذه تــآن لجسمهآ ! شعرهآ الأحمر النآري الصآرخ وإللي إختلفت قصته عن أول .. يوم كآن بـوي .. بسبب طوله الحين إللي وصل لكتوفهآ بس بعده مقصوص بقصه غريبه .. جمب كآن يوصل طوله لـ كتوفهآ وجمب كآن أقصـر يوصـل لتحت شحمة أذنهآ إللي كآنت ظآهره ومزينه بفص كريستآلي حلـق متدلي لـ كتفهآ الظآهر .. كآن فستآنهآ خفيف بـ لون بصلي بآهت .. مكون من طبقآت شيفون كثيره بـ اللونين الأوف وآيت والبصلي يغطي جسمهآ بطولـه .. مرفوع بحمآله من كتف وآحد .. حتى مكيآجهآ كآن هآدي بعكس صخب بشرتهآ البرونزيـه وشعرهآ النآري .. شفتيهآ لآمعه بقلوس شفآف وعظمتي خدهآ بآرزين بـ بلآش ذهبـي .. أمآ عيونهآ إللي برزت أكثر بعدسآت رمآديه فآتحه كآنت بطبيعتهآ بدون تحديد من أقلآم كحل أو أيشآدو بأي لون .. مآغير مآسكآرآ زآدت من كثآفة رموشهآ لتظهـر بمظهـر أنثـى لآتينيـه مثيرهـ !


سلمت عليهآ نآهد وهي تمسحهآ بنظره تدقيق تفحصيه مآثآرت بس إستغرآب ورده .. لآء إستغربتهآ بعد مرآم ..
مرآم لـ ورده بتصريفه وتشتيت إنتبآه ورده عن نظرآت نآهد الغريبه لهآ: وآلله ! شلون تعرفينهآ
ورده بـ إبتسآمه متوتره من نظرآت نآهد الحآقده لهآ وإللي مآتعرف سببهآ ! - تكلمت بتوتر - : ءآآ ءآآ .. آممم يعني من زوآج أحمـد إللي طآف .. تعرفنآ بس مآتـكلمنآ كثير
مرام وهي تتحسس ذرآع ورده بـ إبتسآمه مصطنعه لأجل تخفف من حدة الموقف المريب بسبب نظرآت نآهد لـ ورده: ههههههه وآلله .. تصدقين عآد توني تذكرت إني إللي سبق وعرفتكم على بعض عآآد معليش ورده تعرفين الذآكره

بلعت ورده ريقهآ بـ شبح إبتسآمه مجآمله لـ مرآم: لآ ولآيهمك .. تصير كثير



مسكت مرآم نآهد من يدهآ مبتسمه لـ ورده: حبيبتي ورده معليش بستأذن منك الحين فيه ضيفآت لآزم نوقف معهم شوي عآد تدرين هآلشغلآت ههههه معليش
بآدلتهآ ورده الإبتسآمه المقطوعه وهي تحرك رآسهآ بتفهم: لآ ولآيهمك مرآم .. تفضلـي
دنقت مرآم رآسهآ بحركه سريعه تستأذن ثم صدت عنهآ شآده نآهد من يدهآ وهي تكلمهآ من بين أسنآنهآ: نويييييهد إنتي وش إللي سويتيه
نآهد: ............
فكت مرآم يدهآ منهآ ووقفت قدآمهآ تشوفهآ .. مآلفتهآ حركة تنفس ناهد السريعه بصدرهآ إللي يرتفع ويهبط بوضوح والعرق إللي طق بجبيبنهآ من غيظهآ المكتوم .. - سألت مرآم بنفآذ صبر - : نآهد البنت خوفتيهآ بنظرآتك ليش كنتي تنآظرينهآ كذآ !!! هذآ وأنآ بعد خزيتك أعلمك إنهآ هي نفسهآ ورده إللي بآلك فيهآ تقومين وتخزينهآ بهآلنظرآت

نآهد بعيون مدمعه من بين أسنآنهآ بحقد: هذي هي ورده نفسهآ إللي حكيتي عنهآ !! أخوك آدم يبي يخطبهآ

تبدلت نظرآت مرآم المعصبه لإبتسآمه وهي تتذكر: إيــه هي نفسهآ ! وش رآآيك !! حلوهـ مو ! الصرآحه حسيتهآ مره منآسبه لـ آدم حتى بشكلهم شفتي شلون طويله مره مآشآلله عليهآ مثل طول آدم .. لآآآآآ وبعد المفآجئه إنهآ مصوره بعد مثل آدم
صفقت يدينهآ وهي مضيقه عيونه بنظره خبيثه تفكر: الحين فهمت زين على هآلخبيث آدم .. طلع يعرفهآ من زمآن وظنتي تقرب منهآ بسفرتة لـ مصر لأنهآ بعد عآيشه بمصر مع أمهآ
نآهد وكنهآ شبح نآهد مو نآهد نفسهآ بعد مآهرب اللون من وجههآ - همست ببحه -: بس آدم كآن بـ نيويورك مو مصر

مرآم: لآآ أقصد سفرته اللي قبل مو كآن بـ مصر ! إنتي بنفسك قلتي لي إنه سآفر لمصر
إرتجفت شفتي نآهد وهي رآصه على أسنآنهآ معلنه عن سقوط دموعهآ .. هآلصدمـه إللي تلقتهآ اليوم كآنت مفآجئـــه مآبعمرهآ حسبت حسآبهآ !


/
/
/
/


بـ المدخل الرخآمي الدورآني المؤدي لمجلـس الإحتفآلآت الرجآلي جمب المغآسل ودورآت الميآه - بـ الكرآمه - ..
وآقفين ثنينآتهم وعيونهم تجول بـ المكآن بعد مآرآح أغلب الضيوف .. كآنوآ بـ آخر اليوم .. 11 المسـآ ..
آدم وهو يهمس لـ وآئل بلعآنه: ترآ عندي علـم أبقوله لكم
برق وآئل عيونه بدهشه مطبق شفتيه بإبتسآمه عدم تصديق .. عقد آدم حآجبيه بإستفهآم: علآمك إنت الحين


وآئل: لأن بعد عندي علم أبقوله لكم
آدم: أجل إبدآ إنت وعلمنـي وشهو إللي عندك
وآئل: لآ بنتظر الشبآب وأعلمكم دفعه وحـده
آدم بطفش: أي شبآب يآخي ذولي أقول دق على هآلدلخ رآمز وين شرد ومخلي ضيوفـه .. آآآآآه تلقآه الحين نآح الحريم مآغير يقز فيهم
خزه وآئل بتوعد: وآلله إن رآمز خوش رجّآل .. هآلحركآت مآتطلع غير منك إنت أو ذآك الدآشر إللي صآر له سآعه بـ الحمآم


آدم بضحك: ههههههه وآلله ! الحين أنآ أقز بـ الحريم !
أعرض عنه وآئل وهو يتلفت حوله ينآظر بـ الرجآل إللي يطلعون: إيـه ولآ يكثر
آدم: وش بتقول أجل لآمنك سمعت مآعندي من علم وذآ قولك فيني
وآئل بطفش: أقول رح شف ذآ إللي دخل الحمآم ومآطلع وش يسوي كل ذآ بـ الله
آدم: عآد تدري نجم والوسوسه إللي فيه تلقآه يغسل مية مره الحين
وآئل: لآحــوووول إمش إمـ ...... قطع كلآمه وهو يشوف رآمز قدآمه مقطب ملآمحه بضيـق والضيآع بعيونه
وآئل: لوين شردت إنت مخلينآ
طآحت عيون رآمز على السي دي المغلف بيد وآئل .. مثل السيديهآت إللي جمعهم من الأرض ..
سأل رامز بإهتمآم سآفه سؤآله الأول له: وش ذآ إللي بيدك
رفع وآئل السي دي ينآظره مطبق شفتيه رآفع حآجبيه بمعنى إن مآعنده فكره ! : وآلله مدري وآحد عطآني إيآه


رآمز بسرعه: مآلك المرشد ؟
وآئل بإستفهآم: مآلك !!
صفق آدم بيدينه: هـــه وذآ الموسوس طلـع أخيراً .. - وجه كلآمه لـ نجم بصوت عآلي يوصله - : مآبغيــــت يآخوووك
رفع له نجم ذقنـه بحركه سريعه بمعنى " طس وجهك " !
كمل وآئل: لآ وآلله مب مآلك .. مدري رجّآل مآ اعرفه بس إشمعنى مآلك !
حرك رآمز رآسه بـ النفي وهو يفكر بتصريفه للموضوع ! هو أخذ السيديهآت بس بآقي مآشآفهآ !
رفع حآجبيه بعدم إهتمآم " يمكنهآ تكون سيديهآت فآضيه بعد بس ليش فيه نسخه منهم مع وآئل !!! طيب اعلم وائل باللي صار !! بين اخته ومالك !! لا لا مو وقته ذا والشباب معنا "

وآئل: يمكنهآ نمآذج لتصآميم .. تدري عآد شكثر يوصلنآ مثل هآلأشيآء من إللي يبون ينضموآ لشغلنآ
رفع نجم المنآديل المعفطه بيدينه من بعد مآمسح فيهآ: وين أقط هذي ! كل ذآ القصر ومآفيه سلة زبآله
آدم: قطهآ بأي مكآن
رمقه نجم بنظرة تحقير وإشمئزآز من تحته لفوقه بينمآ رآمز سحب منه المنآديل ورمآهآ بـ الأرض وسط الحشآئش الخضرآ


برق نجم عيونه وهو ينآظر بـ المنآديل مرميه بـ الأرض همس بعدم تصديق: إنت وش سويت !
رفع رآمز كتوفه بهزه خفيفه: مو تبي ترميهآ
نجم: أنا سألتك وين الزبآله أبي أقطهآ فيهآ مو أقطهآ بـ الأرض
رآمز بلا مبالاه: إيه مآعليه كلهآ سوآ
تحولت نظرآت نجم التحقيريه من آدم لـ رآمز
آدم ووآئل: ههههههههه
رآمز لـ نجم: وش فيك إنت بعد تنآظر كذآ .. ترآ مآرميتهآ ببيتكم
سفهه نجم وهو ينزل عن الرصيف الرخآمي لأرض الحديقه ويرفع منهآ المنآديل مدخلهآ بـ سيآلة ثوبـه " الجيب "
قلب رآمز عيونه بتحقير لـ نجم: الحممممدلله وآلشكر ..
أعرض عنه موجه كلآمه لـ آدم ووآئل: لآآآ ذآ عآد عنده مرض نفسي ..
نجم: والنظآفه الحين عندك مرض ! وآلله كنك وصـخ ومهمـل ذي مشكلتك
رآمز بتوعد: بس لآ اكفخك الحين
نجم بحده: سويهآ وآكوفنك بمكآنك الحين
آدم و وآئل إللي مآقدروآ يكبتوآ الضحك: هههههههه


رآمز بعد مآرمق نجم بنظره تحقير أخيره وجه كلآمه لـ آدم ووآئل: يلآ شبآب ندخل وخلـه هو بروحه هنآ يقط الزبآله من الحديقـه .. التفت لـ نجم وكمل: وكلـه بحسآبه ترآ .. - ضم أصآبع يده اليمنى لبعضهم وصآر يتحسسهم كن فيهم فلوس : رح ندفعلك مبلغ يغنيك عن سفرك لبرآ ههههههه
وآئل: ههههههههه
آدم: نجم لآتسكتلـه .. يغلط فيك وقدآمك
رآمز بملآمح منقرفه من آدم: لآتزيدهآ وتحميهآ يآبن بيضآ الكوريه
وهنآ إنفجر نجم ووآئل ضحك: هههههههه
آدم بنظرة توعد لـ نجم ووآئل ألحقهآ بنظرة توعد لـ رآمز وهو يشده من يآقة ثوبه مقرب وجهه من وجهه حد إختلآط أنفآسهم: وإنت بتنكتم الحين يآبن هيّــآ السوآط ولآ أنآ أعرف شلون أكتمـك ؟


وآئل وقد دخل جوّ معهم: إن كآن رآمز بيسكت لآ تسكت إنت يآنجـم ترآه جآيب طآري خآلتك .. وين الرجوله أجل
فك آدم يآقة ثوب رامز ومسك بثوب وآئل من عند الصدر يشده عليه وهو يصرّ من بين أسنآنه: وآلله ! أشوف القطوه طلـع لهآ لسآن ! وش تبي إنت الحين يآبن مزنــه ! مسوي شخصيّه مره وتبي تزيدها وتحميّهـآ !
فرد نجم ذرآعيه نآفخ صدره بإنتصآر: وأنآ إللي ربحــت الجولـه
تموّآ ثلآثتهم متنحيـن لحظآت لحد مآستوعبوآ إن فعلاً نجم هو اللي ربح هآلمره .. هو الأخير وإسم أمـه مآنقآل
قفل وآئل عين وفآتح الثآنيه: أهآآآآ يآلخبيييييييث
رمقه رآمز بنظرة قرف: ملعـون
طير آدم عيونه للسمآ سآحب نفس مسموع وهو يتكلم بهدوء: آمممم طيب إنت إللي كسبت هآلمره يآبن مـروه .. هي إللي ملبستك هآلثوب ! شفت شلون .. لو إنك تسمع منهآ لتخلي عنك حركآت الخكآريه وتتسنـع بعلوم المرآجـل
صفق رآمز بيدينه: أوبـــــــــآآآآآآآ
وآئل: لآآآآ ذي قويّـــه


نجم بهدوء: المفروض اني اللي ربحت يعني مالك حق تذكر اسم امي ! ثانياً المرجلـه مو بـ ثوب وطآقيّه أو شورت وتي شيرت .. المرجلـه إني أسمع هآلكلآم من خكري مثلك ومآ أرد عليـه .. بـسّ
صفر وآئل بينمآ زآد رآمز من التصفيق: أوهــــووووووهـ
وآئل بضحك: وآلله إن هآلمآتش السآخن بين آدم ونجم أزين من الدوري السعودي
وجه آدم نظره لـ وآئل وهمس: وآلله ! وشكلك تبي تكون انت الكوره ونلعب فيك هالماتش !
رآمز: ههههههههه
آدم وهو كآتم الضحكه ويأشر على وآئل: شف شف ذآ شلون ينآظر ههههههه قسم إن دموعه الحين بتطيح هههههههه
رامز هو ونجم إللي مآقدر يطول أكثر سآكت من شكل وآئل وطنآزة آدم عليه: هههههههههه
وآئل بهدوء سآفههم كلهم: أنآ بتزوج !

سكتوآ ثلآثتهم فجأه وتموآ ينآظروآ بعضهم للحظآت ومآسرع مآنفجروآ ضحك مره ثآنيه: ههههههههه
رآمز ويدينه على بطنه: هههههههه آآآآآآه وربي مآنيب قآدر آلله يقطع آبليسك هههههههه
نجم: هههههههه تكفـى وآئل لو تبينآ نبطل ضحك عليك لآتقول شيّ يضحكنآ أكثر ههههههههه
وقف آدم ضحك وكنه تذكر شيّ - همس بخفوت - : لحظه لحظه
توجهت الأنظآر كلهآ له


تكلم آدم بجديّه: وأنآ بتزوج
تعلقت نظرآت رآمز ونجم ببعضهآ سآكتين لحد مآنفجروآ ضحك وإللي وصل رآمز إنه يجلس على الأرض: هههههههه آآآآآآه يآولآآآآآد الكلب إرحموووني مآنيب قآآدر وربي هههههههه
نجم وقد طقت عروق جبينه ورقبته وإحمر وجهه من كثر الضحك: هههههههه قسسسم هههههههه قسسسسم وأنآ ههههههههه أحس أنفآسي بتنقطـع آآآآآه عضلآت بطنـي تشنجــت من كثر الضحك هههههههه

مسح رآمز تحت عيونه إللي أدمعت من كثر الضحك بينمآ نجم كآن ينفخ هوآ من فمـه في محآوله لتهدئة نفسه من نوبـة هآلضحك إللي بتجيب آخرته !

نآظر وآئل بـ آدم معقد حآجبيه: بـس أنآ وربي جــدّ أتكلـم
بآدله آدم نفس النظره البآرده: وأنآ وربي مآ أمزح

رجعوآ نجم ورآمز يطآلعون بعضهم ومآ أمدآهم إلآ علت ضحكآتهم المتوآصله: ههههههههه
آدم بتهديد لـ وآئل: وآئل قسم مآلي خلقك .. أنآ الحين أتكلم جدّ .. تذكر من شوي يوم قلتلك عندي علم أبقوله .. هذآ هو


وآئل: وآلله ! على أسآس أنآ إللي أقول نكتـه الحين ! أنآ أقسمت بـ الله إني أتكلم الصدق وقررت أتزوج .. والموضوع بعد شبـه منتهـي .. ابوي توه وخطب لـي ووآفقـوآ !
عقد رآمز حآجبيه وهو يوقف عن الأرض هآمس بعد تصديق: لحظه لحظه .. هذآ مآهوب مقلب مسويه إنتم الإثنين !
آدم بتوعد لـ رآمز: بس لأكفخك الحين ترآ مآلي خلقك الحين يآلزآحف إنت
نجم وهو يأشر بـ ( لآ ) بسبآته قدآمهم: مآآآآآرح أصدقكم .. وربي لو تحلفون بـ إيش !
رآمز بتأكيد: إيـه نجـم وأنت الصآدق .. أنآ جيت عليهم وهم ثنينآتهم مكآنهم أكيد متفقين بس خلاص مآمشي هآلمقلب .. بس ضحكت شوية ضحك آآآآآآآآخ يكفوني سنيــن


وآئل بجديّه: جدّ إنك زآحف مثلمآ يقول آدم
آدم: مآعليك منهم ذولي وعلمني وش سآلفتك إنت ! وقسم لو إنه مقلب لأسآويك بـ الترآب يآوآئل
رمقه وآئل بنظرة حقد: أنآ خطبت بنت عمـي فيصـل والإسبوع الجآي إنشآلله بنتمم الموضوع رسمي بأمر الله
تلآقت نظرآت نجم ورآمز المصدومه ! بينمآ ضم آدم وآئل لصدره وهو يربت على ظهره بقوه: أهـآآآآآ بتصير رجّآل يعنـي ومآرح تبكبك مثل الحريم مبرووووك وأنآ أخووك لا وبعد ولد العم لبنت عمه ايواااااه - غمز له بـ إبتسآمه -
بعد وآئل عن صدره بإبتسآمه: جد مآلك دآعي يآخي .. الله يبآرك فيه
رآمز وبعده مو مصدق: وآئل إنت من جدك !


وآئل بضحك لـ آدم: ههههههه شف شف ذآ بعد منه مصدق
آدم وهو يأشر بعيونه على نجم وإللي صدمته مآكآنت تقل عن صدمة رآمز بشيّ: ههههههه لآآآآ ولآ شف ذآك الفآهي بعد .. إنصدم المسكيــن ههههههههه
وآئل: هههههههه مآعليك منهم بس علمني الحين عن قرآرك إنت بهآلزوآج من وين طرآ لك !
سحب آدم نفس عميق وهو رآفع حآجبيه بإبتسآمه: آآآآآآآآآآهـ - تنهيده مسموعه - .. أردف بعدهآ: آممم وآلله مدري اليوم قررت هآلشيّ .. جت معي كذآ وأنآ مآ أحب أتردد خل نخوض بـ الموضوع واللي يبيه آلله بيكون
وآئل بإبتسآمه هآديه: ونعـم بـ الله بس من تكون !
آدم وعيونه على رآمز الفآهي: ههههههه مآنيب مثلك ورح أخطب بنت عمي .. آممم يمكنهآ تكون بنت عم أحد غيري


وآئل بـ إستفهآم: وش تقول إنت !
آدم: هههههههه مآعليك .. أقول وآئل روح جب لنآ سطل مويه نكبـه عليهم علهم يفيقـوآ
وآئل وهو يضرب ظهر رآمز بيديه: وش فيك يآبو الشبآب !
رآمز وعيونه يقلبهآ على وآئل وآدم صآح بإعترآض: خيــــــآآآآآآآآآنـــــــــــه
وآئل وآدم: ههههههههه
رآمز: أيآآ الخسيس النذل انت ويآه .. متى أمدآكم تفكرون بهآلشيّ وتقررون لآآآ وبعد تتممون الموضوع - وجه نظره لـ وآئل - وإنّآ آخر من يعلم
آدم: وربي الموضوع طرآ لي اليوم قبل لآ أجي هنآ بعد وهذآني أعلمكم قبل يصير أي شيّ ومدري كنه بيتم أو لآ


رآمز وهو يرمق وآئل بنظرآت تحقير: مآ اتكلم عنك .. أتكلم عن هآلنذل إللي أشتغل معه وآشوفه كل يوم ولآ علمنـي
وآئل: قسم يآرآمز إن هآلموضوع توه صآير الحين بـ المجلس دآخل .. أبوي طلب بنت عمي من أخوه وإنّآ جآلسين بـ الدآخل
رآمز بنص عين: وآلله ! والموضوع صآر فجأه يعني الحين !
وآئل بـ إبتسآمه: لآ أنآ كنت أفكر بـ الموضوع من فتره للصرآحه وعرضته على أهلي وصار شويّة مشآكل ومآحبيت أتكلم بـ الموضوع نآقـص .. لآمنه تمّ جيت وعلمتكم
آدم وكنه تذكر شيّ: أهآآآآ الحين فهمت ليش جيت ذآك اليوم بشقة رآمز .. بسبة هآلمشآكل يعني !
وآئل وعيونه على رآمز .. بلع ريقه بهدوء وأردف: بنت عمي هي نفسهآ إللي كآنت خطيبة أخوك فرآس الله يرحمه


توجهت له انظآر آدم ورآمز بصدمـه الجمتهم عن التعبير حتى بملآمحهم ...
زم وآئل شفتيه وكمل بهدوء: لآحد يسألني عن الموضوع
رآمز بإستفهآم بملآمحه: وآئل إنت بتتزوجهآ بـ إرآدتك ولآ الموضوع غصب عنك ! إسمع لو مآتبي إنّآ نقدر نسآعدك ونفكر بشيّ
وآئل بـ إبتسآمه: مآحد يبيهآ غيري .. وقفت بوجههم كلهم لأجلهـآ
رفع رآمز حآجبيه لـ آدم إللي كآن مآط شفته السفلـى بإستغرآب من هآلكلآم ! بينمآ نطق نجـم أخيراً ماهوب فاهم صدمة آدم ورآمز من شخصية البنت اللي يبيها وائل موجه كلآمه لـ رآمز: وش الموضوع !


ربت رآمز على ظهر نجم وعيونه على آدم ووآئل: من الحين وصآر دمهم ثقيل يآآخي عن المصآله من طآري الزوآج .. كنآ نضحك محلآنآ والحيـن .........
فهم نجم تصريفة رآمز وإبتسم بعدهآ بخفّه: للحين مآني مصدق وآلله ! طيب وآئل هذي أقدر أستوعبهآ أمآ ذآآآآ - نظره على آدم -
رآمز وهو يخز آدم بإشمئزآز: إيه وأنت صآدق مدري شلون طرآله هآلشيّ ! هذآ إللي دوم ينكر فكرة الإرتبآط من أسآسهآ ومبدأهآ الحين يقول يبي يتزوج ! شكل سفرته لـ أمريكآ قد غيرت فيه الكثير .. دآر رآمز بوجهه لـ نجم: نجم لآتسويهآ إنت بعد وتتركني عزآبي بروحي قسم أسويهآ وأنتحــر
وآئل وآدم: ههههههههه


نجم وببآله ألف تسآؤل عن هويّة إللي يقصدهآ آدم " معقوله ليلآ !!! لآ طبعاً لآ لآ مو معقولـه أبــدّ وش إللي طرآلي لأجل أظن هآلظن الغبـي مستحيل " : لآ مستحيـل أسويهآ هذي .. مآنيب فآقد عقل لهآلدرجه
رآمز وهو يعض شفته السفلي بإستمتآع ويتحسس صدره: آآآآآآآهي على بنآت أمريكآ الحلوين .. شلون أجل بيطرآ لك تتزوج !
وآئل: هههههههه الله يخلف عليك يآولد شبيب بس
آدم ونجـم ورآمز: ههههههههه


/

حلم الحياه 11-08-16 10:50 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/


نفخت هوآ من فمهآ الرقيق المضوم وهي تبعد جزء من شعرهآ الأسود عن كتفهآ الأيمن لورآ ظهرهآ بضيق " ففففف يآآآه ع اليوم .. سآعتين بطولهم وآئـفه على رقليّـآ وكلّ دآ عشآن إيه ! أنآ مش هستحمل العيشه هنآ لو هيّ كل يوم بـ الشكل دآ ! "
وقفت قبآل طآولآت البوفيه بغرفـة السفره وإللي قد دخلتهآ من قبل مع نسمـه بـ أول يوم لهآ بهآلقصر .. مدت يدهآ لكآس عصيـر كآن أشبه بعصير البطيـخ المثلج .. توهآ بترفعه إلآ وثبتته يدّ شددت على يدهآ الممسكه بـ الكآس ..

ضيقت حوريه عيونهآ بإستنكآر على تصرف دآرين ! بينمآ تكلمت دآرين بعجرفه وبرود مستفزّ: هذآ الكآس لي
حوريه بلهجه سعوديه: بس فيه أكثر من كآس ومن نفس النوع
رفعت دآرين حآجبهآ الأيمن بإستفزآز: بس أنآ مآبي إلآ هذآ
شددت حوريه من مسكتهآ للكآس: وأنآ قلت لك إن هآلكآس لي
دآرين: وإن كآن لك ! وش يعنـي ! أنآ الحين أبيـه
زفرت حوريه ضحكة إستهزآء مقطوعه وهي رآفعه نظرهآ للسقف: هـــه .. ومين قآل إني رح أتنآزل عنه لك لمجرد إنك تبيـه !


دآرين بثقه وهي مثبته عيونهآ بعيون حور: مآرح تتنآزلين بكيفك أدري .. بس هآلشيّ رح يصير غصباً عنك .. أنآ إن بغيت شيّ آخــذه .. - أتبعتهآ بـ إبتسآمه قصيره مآسرع مآختفت وهي ترفع ذقن حوريه بطرف سبآبتهآ بحركه إستفزآزيه قد جآبت آخر مآبـ حور - وأردفت بهمس: فهمتي الحين يآبيبي !
سحبت حوريه الكآس بقوه بس مآقدرت ترفعه لأن دآرين كآنت مثبته يدهآ عليه من فوق وبعدهآ نظرآتهم الحآده المتوعده من كل وحده فيهم معلقه ببعـض ..


رفعت حوريه حآجبيهآ وهي تصرّ من بين أسنآنهآ: رح تآخذينـه أوكيـه .. - كملت بتأكيد - إن قدرتــي ..
مطت دآرين شفتيهآ المضمومه لقدآم بنظره عآتبه: تؤ تؤ تؤ .. مآيصير كذآ .. مآعلموك بـ البيت قبل تجين لهنآ إن مآيصح تكلمين اللي أكبر منك كذآ !
حوريه: ..........
دآرين بإبتسآمه خفيفه: أوكي مآفي مشكله .. أنآ رح أعلمك كل شيّ هنآ .. وأول درس بتآخذينه الحين هو إن الصغير مو لآزم يعند مع الكبير لأنه رح يتعآقب عقآب مآيرضيـه .. الكبير الأول حبيبتي حوريه وبعدين الــ .......... ههههه الدرس مفهوم !


فكت حوريه يدهآ من الكآس رآفعتهآ لنظر دآرين بينمآ رفعت دآرين حآجبهآ الأيمن بإعجآب هآمسه: وآآآآآآو .. مآظنيت إن إستيعآبك لهآلدرجه سريـع .. شكلك تفهمين بسرعه ومآرح تآخذين وقت
إرتسمت إبتسآمه جآنبيه سآخره على ملمح حور مثبته عيونهآ بعيون دآرين بنظرة تحديّ حآده: إيه فهمت الدرس .. و أنآ يآكبيره بعد عندي لك درس .. بس أنآ دروسي تطبيـق عملـي .. مو مجرد كلآم .. العملـي يركز أكثر بـ الذآكره .. ورح أعلمك هآلدرس اليوم ..

صدت حور قبل تسمع أي ردّ من دآرين وقبل تبتعد عنهآ التفتت لهآ رآفعه حآجبيهآ وكنهآ تذكرت شيّ: آآهـ .. صـحّ .. كآس العصير أنآ متنآزله لك عنه .. لأن إللي بآخذه منك اليوم أكثر من مجرد كآس عصير - أتبعتهآ بـ إبتسآمه مجآمله مصطنعه مآسرع مآختفت وهي تقلب لهآ عيونهآ ثم أقفت عنهآ تآركتهآ بنآرهآ تشتعل فيهآ ! -

عند البآب قآبلتهآ نسمه معصبه: وجع حور وينك إنتي جآلسه أدورك
حوريه بملآمح شآحبه وأنفآس محتده وآضحه من حركة تنفسهآ الظآهره: نسمه إلحئينـي
عقدت نسمه حآجبيهآ: حور وش فيك ! علآمك !


تمت حوريه تنآظر نسمه بـ توهآن وببآلهآ ألف إحسآس بتأنيب الضمير إن مآكآن وصل للندم على هآلقرآر إللي قررته بأنهآ ترمي نفسهآ بـ عشّ الدبآبير ! سوآ مع رآئـف أو دآريـن ! بس الحين هي قدآم أمر وآقـع ووجب عليهآ تتحمـل هآللســع الموجـع من إبر الدبآبير !
شدت نسمه يدّ حور توعيّهآ من شرودهآ: حوووووووووور
إنتفض صدرها بغمضة عين سريعه هآمسه: هآآآ
نسمه: وش فيك إنتي وش إللي صآر معك ! ليش لونك كذآ شآحب وأحسك بتطيحين الحين ! حور إنتي تعبآنه !
حوريه بهمس: شويـه
نسمه بـ إبتسآمه وهي تتحسس ظهر يد حوريه: إيه معليش أدري إن هآلأجوآء كلهآ جديده عليك .. بس عآد لآزم تتحملين دآم صرتي حرم رآئف المآلكي
مآردت حوريه غير بـ إبتسآمه بآهته .


كملت نسمه وهي تسحب يد حور الثآنيه وصآرت تحرك ذرآعين حور بـ الهوآ وهي مآسكه يدينهآ الثنتين بيديهآ وتقلب عيونهآ بنظرآت طفوليه ودلع: حووووور
حوريه: مآلك إنتي دلوئتـي إتهبلتي
نسمه: الحفل خلـص
عقدت حوريه حآجبيهآ بإستفهآم: يعنـي !!!
طيرت نسمه عيونهآ مميله فمهآ: هففف منك يآلغبيّه
حور بإستفآم: مآلك بقد مش فآهمه
نسمه بـ إبتسآمه: رآئف الحين بيجـي
حوريه بنفس ملآمح الإستفهآم: يعنـي !
نفضت نسمه يدينهآ من يدين حور بقهر: قسم إنك غبيه ومآتنعطين وجه أبدّ مآلت عليك لآآآآ وتسألين بعد
حوريه: بقد مش فآهمه


سكتت نسمه شويّ لحد مآتعدتهم ثنتين من الشغآلات وهم ينظفون المكآن ثم قربت من حوريه هآمسه لهآ: لآزم تطلعين الجنآح الحين وقبلهآ تدقين على رآئف يجيك إنتي بـ الأول
قطبت حوريه ملآمحهآ بعصبيّه: بس أنآ مش عآوزآ ..............
قطعت كلآمهآ فجأه وكنهآ تذكرت .. نسمه مآتدري عن إللي ببآلهآ .. حتى وإن كآنت صديقتهآ بس يظـل رآئف أخوهآ .. إن من الأول هي أخفت هآلشيّ عن أهلهآ .. أبوهآ وأمهآ .. إخوآنهآ عُمـر و نجـم .. فمآيصير تفصح عن هآلشيّ الحين لأياً كآن .. حتى وإن كآنت نسمـه .. " زي مآ أولت .. أنآ لوحدي فـ عشّ الدبآبير ولآزم أتحمـل ! "


عقدت نسمه حآجبيه بإستفهآم تستنطقهآ: إنتي إيش !
بلعت حوريه ريقهآ وهي تفكر بتصريفه لموقفهآ: ءآآ .. آآآ .. أنآ يعنـي .. آمممم .. بصرآحه يآنسمه أنآ مكسوفـه أوي
......: ايـــوآآآآآ - ضربتهآ نسمه بكوعهآ غآمزه لهآ بلعآنه - ثم كملت: ومن إيش مستحيـه !
برقت حوريه عيونهآ مطبقه شفتيهآ بقهر بينمآ ضحكت نسمه عليهآ: هههههههه .. خلآص خلآص فهمت .. الصرآحه عآذرتك
حوريه: عيب إنتي لسه صغيره


رفعت نسمه حآجب وآحد وهي تقلب لهآ عيونهآ: وآلله ! حبيبتي ترآني أنآ الأكبر منك بسنـه
حوريه: بس أنآ متقوزه إنتي لسه نونو .. طيب ! يعني عيب
نسمه بـ إبتسآمه وكنهآ تذكرت شيّ .. صفقت بيدينهآ وهي تصيح: حوووووووور
بققت حوريه عيونهآ بفزع: خيــر يآزففففففتـــــــــه .. نسمه انتي بقد إمتى هتبطلي حركآتك السخيفه دي
نسمه: هههههه انتي اللي كل شوي تشردين مدري علامك
حوريه بعصبيه ونفاذ صبر: خير
نسمه: ههههههه سوري سوري بس وآلله جد شيّ مآدري شلون نسيته .. - قربت فمهآ من أذن حور مغطيه بيدينهآ هآمسه - : أنآ ودكتور أووو
حوريه بطفش: أكيد حآقه سخيفه زيك .. - مشت عنهآ شوي متوجهه للمصعد - : نسمه أنآ تعبآنه أوي وخصوصاً من الكعب دآ هطلـع أغير هدومي وأنآآآآآآم .. نتكلم بكره
برقت نسمه عيونهآ فآتحه فمهآ وجرت عليهآ: وشهوووو
حوريه وهي تتثآوب وتأشر لهآ بلآ مبآلآه: بكرآ بكرآ


مسكتهآ نسمه من معصمهآ وهي تلفهآ عليهآ بحده هآمسه من بين أسنآنهآ: إنتي من جدك !!!!!!
حوريه ببلآهه: إيـه !
نسمه: بتنآمين !!!
قطبت حوريه ملآمحهآ بضيق مآهيب فآهمه شيّ على نسمه .. بينمآ مسكت نسمه جبهتهآ مغمضه عيونهآ: آآآآآآه يآربي .. قسم إني رح أنجلط منك .. إنتي بتذبحيني يآبنت
حوريه: مآلك يآمتخلفه إنتي !
همست نسمه بقهر: أنآ الحين المتخلفه ولآ إنتي .. إسمعيني عدل لأكفخك الحين
عقدت حوريه حآجبيه بإستفهآم: وآلله أنآ شكلي إللي هضربك إنتي خنئتينــي
نسمه بإبتسآمه مصطنعه تكبت فيه قهرهآ من هآلغبيه حور قدآمهآ: حور حبيبتي إسمعي .. إنتي الحين متزوجه .. وهذآ أول يوم بزوآجك .. ومن شين حظك إن لك ضُـره خآيسه هآلدآرين الحقيره
حوريه: أهآآ


نسمه: إنتو ثنتين على رجـل وآحد .. - حطت يدهآ على قلبهآ مطيره عيونهآ - آآآآآهـ يآخوي يآرآئف آلله يعينك بسسسس وش أقول
حوريه ببلآهه: يعني إيه !
نسمه وهي تأشر بسبآبتهآ على رآس حوريه: يعني تشغلين مخك الغبي هذآ شويّ .. لآزم تنتصرين على دآرينووووه وتخلينهآ تموت بقهرهآ .. وهآلشيّ مآرح يصير غير بأول يوم
حوريه وإللي صحصحت شويّ .. كآنت تبي تفتك من نسمه لأجل تفكر بطريقه تقهر فيهآ دآرين على هآلحركه إللي سوتهآ معهآ بـ كآس العصير من شويّ بس هذآهآ الحين نسمه هي إللي تسآعدهآ ..
حركت رآسهآ بإنتبآه تستنطق نسمه: هآآآ
نسمه بطفش: آآآآخ منك بتذبحيني .. وربي متحمسه أكثر منك كن هآلضُره الخآيسه ضُرتي أنآ مو إنتي .. صحصحي معي يآلغبيه


حوريه: هآ معآكي واللهي كملـي .. أعمل إيه !
نسمه بتفكير: آمممم وآلله مدري
ضربتهآ حوريه على رآسهآ: غبيـه بقــد
نسمه وهي تتحسس رآسهآ: مدري كنت أحسبك مخططه لـ شيّ وقلت بس أبعرف منك وش بتسوين وكنك تبين مسآعده ولآ شيّ أنآ حآضره ثآريك خبلـه .. قآلك إيش برووح أنآآم .. نآمت عليك حيطـه
حوريه بملآمح قلق: طيب أعممممل إيه مش عآرفه دي أول مره أتقوز يآ نآآآآآس لآ وليّآ زفت ضُـره
نسمه بضحك: هههههههه هذآ من حظك الردي مآآلت عليك هههههههه
أطبقت حوريه شفتيهآ بقهر وهي تتوعد نسمه بنظرآتهآ بينمآ سكتت نسمه بس مآخفت إبتسآمتهآ المطبقه غصباً عنهآ ..
حوريه بنفآذ صبر: هـــآآآآآآ !


رفعت نسمه كتوفهآ: مدري بس إللي لآزم يصير إن رآئف يكون عندك إنتي اليوم .. مو هي .. أمآ شلون تجيبين رآئف عندك كنه بيروح لدويرين هذي مدري عآد إنتي وشطآرتك .. هو زوجي أنآ ولآ زوجك !
صآحت حوريّه توقفهآ وهي تشوفهآ تطلع على الدرج تآركتهآ بروحهآ قدآم الأسنسير: نسسسسسمه يآزفته هتسيبيني لوحدي !َ!!
إلتفتت عليهآ نسمه مطيره لهآ بوسه على كفهآ الأيمن وهي تنفخ فيه: بخليك .. بس مو لوحدك ! لآتنسين رآئف لآزم يكون معك هآآآ .. وبكرآ رح تعلميني كــــوووووول إللي صآر ههههههههه

فسخت حوريه جزمتهآ الكعب ورمتهآ بقهر على نسمه إللي تجنبتهآ وهي طآيره على الدرج رآقيه لجنآحهآ بـ الدور الثآني ..

بينمآ ضربت حوريه رجلهآ اليمنى الحآفيه بـ الأرض ثم صعدت الدرجآت لحد مآوصلت عند جزمتهآ رآفعتهآ بيدهآ وصآرت تنزل الدرجآت إللي رقتهآ إلآ وتشوف دآرين وآقفه قدآمهآ ترمقهآ بنظرآت إشمئزآز رآفعه حآجب وآحد !

تجآهلتهآ حور وهي تفسخ الفرده الثآنيه من رجلهآ ومشت حآفيه لحد مآوصلت للأسنسير الثآني الموآجه للأسنسير إللي كآنت بتطلع فيـه دآم هآلدآرين هي إللي رح تطلـع فيـه !
مآهيب ضآمنه شلون رح تمرّ هآلثوآني للدور الرآبـع وهي بمكآن مغلق معهآ !

/
/
/
/



======
-----------
======


بعيد عن جوّ الإحتفآل المزدحـم وإللي إنتهـي بحلول السآعـه 12 ليلآً ...
بمكآن أهدى بكثيـر .. كآنت بروحهآ بـ البيت إللي كلّ أفرآده كآنوآ جزء أسآسي من الإحتفآل ..

نقلت نظرهآ بين أغرآضهآ إللي جمعتهآ بـ شنآطهآ وكتبهآ إللي رتبتهم لهآ الشغآله بكرتون .. تعلقـت عيونهآ أكثر على كرتون أبيـض كبير غطآه ملفوف بشريطـه ستآن سودآء عريضـه .. حركت كرسيهآ صوب السرير لهآلأغرآض ..

وتوّ مآفتحت الكرتون إلآ وتلألأت عيونهآ السودآء الوسيعـه بـ الدموع وهي تشوف هآلهديـه الغآليـه على قلبهـآ .. فستــآن وآئــل .. هآلشيّ إللي قررت إنهآ تتركـه بهآلبيت قبل تطلـع .. هو ملكهآ بس مآتبيـه .. مآتبي أيّ شيّ ممكـن يذكرهآ فيـه .. سوآ هآلفستآن .. أو كتآب ستيفآن كوفي عن العآدآت السبـع .. أو أغنيـة محمـد فـؤآد - ضُمينـي .. أو فيلـم V for vendetta .. أو البيتـزآ .. الكـولآ .. التمـره بأول يوم رمضآن .. أو حلآو البقـر بأول يوم العيـد .. أو العيديه منـه بنفـس اليوم !


قفلت الكرتون وهي تمسح هآلدمعه اليتيمه المتمرده بسبآبتهآ عن خدهآ وهي تشوف بطآقة الدعوه السودآء والمطرزه بخيوط ذهبيـه بوسط حجرهآ .. بطآقة حفلـة زوآج دآرين .. إللي تكون اليـوم !

رفعت رآسهآ جهة البآب بعد مآسمعت الطرق الخفيف عليـه: آتفضـــل ..
تمت عيونهآ معلقه على البآب لحد مآشآفته قدآمـهآ !
حركــت كرسيهآ بسرعه صوبه بإبتسآمة عدم تصديق: آبـــــــــووي
جلس على ركبتيه بـ الأرض محتضن يديهآ بيده اليسرى وبيده اليمنى مسك رآسهآ ودنقهآ عليه طآبع قبله خفيفـه على جبينهآ بينمآ آستوعبت ميسـم بسرعه ورفعت رآسهآ بحده مبرقه عيونهآ: لآآآآ يوبــه ..
دنقت رآسهآ عليه وحبت رآسه مبتسمه بعيون حزينه مدمعه: آشتقتلك .. وين كنــت ؟
تنهد أبوهآ بضيق وهو يفك زرين من أزرآر ثوبه: آلشغل يوبـه آلشغـل .. كنت برآ السعوديـه
ميسم: مآرح أخليك هآلمره


عقد أبوهآ حآجبيه بدون ردّ وعيونه على شنآطهآ المجهزه فوق سريرهآ !
حركت رآسهآ بـ النفي وقد إمتلت عيونهآ بـ الدموع هآمسه بعبره مخنوقه: مآبـي أتـمّ هنآ يوبـه تكفــى .. خذنــي معــك .. لبيتـك .. عند أم متعـب .. أو ردنـي لبيتنآ - لحقت أبوهآ بسرعه قبل يتكلم - : عآآآآدي يوبه وآلله عآدي أتمّ بروحـي بـ البيت .. معـي الشغآلآت بيسآعدوني مآفيهآ شيّ بس لآ تخلينـي هنآآ يوبـه تكفـى لآتخلينـي


شدد أبوهآ على يديهآ بإبتسآمه هآديه: مآرح تجين معـي لأم متعـب .. ولآ بتردين البيت بروحـك .. ولآ بخليك هنآ
عقدت ميسم حآجبيهآ بإستفهآم بينمآ نزل أبوهآ عيونه على بطآقة الدعوه بحجرهآ مأشر عليهآ بعيونه: مآتبين مثلهــآ ؟
نزلت ميسم عيونهآ للبطآقه مقطبه ملآمحهآ بإستفهآم .. بعدهآ مو فآهمه شيّ ! وكلّ مدى أبوهآ يزيدهآ .. وش هآلألغآز !
أبوهآ بإبتسآمه هآديه يستنطقهآ: هــآ ! مآتبين مثلهآ ؟
إرتسمت إبتسآمه سآخره على خط فمهآ: كآن لي من قبل مثلهـآ
أطبق أبوهآ شفتيه بأسـى: وليش مآيكون لك غيرهآ !
حركت ميسم رآسهآ بـ النفي رآفعه كتوفهآ مطبقه شفتيهآ بأسى بعيون متلألآه من الدموع !


شدد أبوهآ على يدينهآ أكثر بإبتسآمه حآنيه: طلبـك عمك محصـن لـ ولده وآئـل وأنآ عطيته كلمتـي بـ الموآفقـه
تمت ثوآني تستوعب وقع هآلخبر على مسآمعهآ !
" إيش !! عمـي طلبنـي !! عمي إللي رفضنـي هو وزوجتـه لأنـي معآقـه ! لأنـي كسيحـه مآلـي حيلـه ولآ نفـع !! طلبنـي لـ وآئـل !! وآئل نفسـه إللي مآيبينـي غير شفقـه !! وآئل إللي ترجيتـه أبيـه وهو رفضنـي !! مآ أستآهل حبـه .. اهتمامه .. أو حتى شفقتـه علـيّ !! قآلهآ لي كذآ بكل برود .. مآلك شيّ عندي يآبنـت عمـيّ !!!!!! وش إللي يبيـه آلحين ! وش إللي تبيـه يآوآئـل ! بإيش رح تزيدهآ عليّ من بعد أمك وأبوك وأختك دآرين ! وش إللي تبونه أكثر ! "


رفعت رآسهآ بنظره ثآبته تتحآشى فيهآ موآجهة نظرآت أبوهآ لهآ وقآلتهآ ببرود: مآ أبيـــه
وقف أبوهآ عن الأرض معقد حآجبيه: وشهو إللي مآتبيـه !
ميسم بنفس نبرة الثبآت الجآمده: مآ أبـي وآئــل

رفـع رآسـه من ورآ الباب مبرق عيونـه بصدمه لوقـع هآلكلمـه على مسمعـه بهآلقسوه من نبرتهآ الجآفـه " مآتبينــــي !! وليش كل هآلبكآ والترجـيّ تطلبنـي مآ أردهــآ وآلحين مآتبينـي !! "


أبوهآ بهدوء: وش يعني مآتبينـه ! عمك قآل لي كل السآلفه .. ووآئل بنفسـه قآل إنكم متفقيـن .. وإنك موآفقـه !
ميسم بحده: لآ وآلله السآلفه بكيفهــم ! على إيش موآفقه بـ الضبط ! أنآ مآقلت شيّ ومدري عن إللي قآلوه لك بس أنآ مآ أبيـه .. - صآحــت بضعـف وآضح بنبرتهآ المهزوزه إللي تحآول تدآريهآ بعلو صوتهآ - مآ أبي أتزوجـه .. مآ أبــــي أتزوج أبـــدّ مآآآآآ أبــــي .. يوبـه حرآآم عليك إنت وش إللي تبيــه ! مآتبينـي يعنـي !! قلـي ! أنآ مآ أطآلبك أبدّ بشيّ قلتلك ودينـي لبيتنآ مثلمآ كنت بعيش بروحي .. مآرح يفرق معي وجود دآدآ زبيـده .. عآدي فيـه شغآلآت كثيـر رح يسآعدونـي .. لكن لآترفضنـي ترمي حملـي على أحدن غيرك أنآ مآ أبيـه


أبوهآ بصدمه قد شحب معهآ لون وجهه وبحت نبرته: إنتي وش إللي تقولينـه يآبنـت !
ميسم من بين دموعهآ الغزيره: مآ أبيـه يوبـه .. مآ أبي أتزوج
أبوهآ بحده: قد عطيت عمك وولده كلمـه وآنتهى الموضوع .. إنتي وش إللي تبينه أكثر !! من بعد هآلحآدث إللي صآر لك رآح فيه خطيبك ولد المآلكي وآنتي صآر لك مآصآر صرتي كسيحه مقعده على هالكرسي مامنك رجآ قد فقدت الأمل فيك وآلحين يجيني عمك طآلبك لـ وآئـل وأرده .. إنتي تدرين معنـى إن أخوي يطلبك لولده الوحيد وإنتي بهآلحآله وش معنآته ! معنى إن وآئل يصرّ عليك ويبيك وإنتي بهآلحآله ! لآ ولك وجه ترفضيــن بعــد !


إرتفع صدر وآئل سآحب نفس مكتوم بعيون مدمعه من هآلكلآم إللي يسمعه من ورآ بآب غرفتهآ ولولآ الحشيمه ولآ كآن مآكفآه يبيـح دمّ هآلرجّآل البدآئـي عديم الإحسآس والإنسآنيه !
"وش هآللي يقولـه لـ بنتـه !! معقـوله !! وش هآللي تعآنينـه يآميسـم ! وينك يآدآرين تسمعين هآلكلآم من لسآن أبوك لبنتـه إللي تميتـي عمرك كله تحقدين عليهآ وتكرهينها لأجل تفضيلهآ هي عليك إنتي وتغريد .. تعآلي الحين وآستمعي زين وشوفـي من فيكـم إللي كآنت بوضـع أحسن من الثآنيـه ! وش إللي تبينـه يآميسم بـ الضبط ! هذآني بخلصك من كل هآلعذآب ومآتبيـن ! تبينـه ! تبين هآلرجّآل إللي يعآيرك بإعآقتك وهو أبوك !! "

جلس أبوهآ بـ الأرض مره ثآنيه عند رجولهآ بعدمآ تدآرك وقع هآللي قآله عليهآ .. صدمـه ألجمت حتى دموع عيونهآ عن التحرر من محآجرهم .. ألجمت أنفآسهآ عن إنهآ تكمـل مدآهآ .. تمت تنآظره بعتب ولـوم بملآمحهآ المتعبـه المجروحـه ..


توه بيمسك يدهآ إلآ وأبعدتهآ عنه بسرعه !
بلع ريقه بهدوء وهمس: ميسم يآبنتي آسمعينـي .. مآقصدت وآلله إللي قلته بس إنتي مآتدرين وش الظروف إللي جآلس أمرّ فيهآ ..
ميسم: ........
أبوهآ: تدرين إني أفلســت !
ميسم: .........
أبوهآ بتأكيد بعدمآ فهم هآلنظره الإستفهآميه بملآمحهآ: إيـه .. على ورق أنــــآ أفلســت ! مآبقآلي غير أشهر هآلإفلآس .. مصيده وطحـت فيهـآ وللحين مآنيب لآقي ملجأ أو مفـرّ .. ميسم ودي أتطمن عليك .. مدري إن مآلقيت حلّ لهآلأزمه إللي طحت فيهآ وش إللي بيصير معك وش إللي بيصر لبآقي عيآلي وزوجتـي !! هل بيتم عندي بدآل البيت إثنين وثلآث !! وبدآل هآلشغآلآت إللي ممكن يسآعدوك ميـه وميتيــن !! مآفي شيّ قدر يطلعنـي عن هآللي أحسه بهآليومين كثر هآلطلب إللي طلبـه مني عمك محصـن ! وإنتي الحين ترفضيـن !


إحتضن وجههآ المدور بين كفيه ومسح دموعهآ من تحت عيونهآ بإبهآميه: ميسم .. أنآ مآرحّ أكلمك عن وآئل ولآ رح أمتدح فيـه لأجل أبدل رآيك لأن مآفي شيّ رحّ يتبدل .. إنّآ إتفقنآ على كلّ شيّ ووآئل بنفسه رح يوفر لك كل شيّ .. بيت خآص ومستقل واكثر من شغآله رح يسآعدونك .. ومآظنتي بتجيك فرصه أحسن
ضيقت عيونها بحده هامسه بـ إستنكآر: فرصــــه !!!!



======
-----------
======
بقصر المآلكـي ..


ضربت الأرض برجلهآ وهي متخصره عآضه على طرف شفتهآ السفلى وعيونهآ على البآب بقهر ..
" تؤ تؤ لآ يآبيبي كذآ غلط .. رح أعلمك كل شيّ هنآ .. وأول درس بتآخذينه الحين هو إن الصغير مو لآزم يعند مع الكبير لأنه رح يتعآقب عقآب مآيرضيـه .. الكبير الأول حبيبتي حوريه وبعدين الــ .......... "

رفعت حآجب وآحد بتحدي: طيب يآحلوه .. شكلك نسيتي إن الصغير لو تعند الكبير لآزم يتحمـل ..
توجهت صوب البآب الإلكتروني إللي كآنت وآقفه قبآله: ودلوئتي هنشوف مين فينآ الأول !
تمت تجرب أرقآم سريّه كرقم بديل للرقم الحآلي لهآلبآب وإللي عمره مآتبدل حسب مآقآلت لهآ الشغآله .. هآلأبوآب موجوده بس غير مستغله .. مآحد يقفل على نفسه بآب إلكتروني برقم سريّ ..
إرتسمت إبتسآمه جآنبيه على شفتهآ الرقيقه: أنآ بئـه هستغل البآب دآ

أقفت عن البآب بسرعه بعد مآغيرت الرقم السريّ له متوجه لطآولة البليآرد إللي تركت عليهآ جوآلهآ .. رآفعته بعدمآ طلبته بـ إتصآل " حووور يآآحور لآزم يكون الدور متقن .. لآزم تقيبيـه عندك حتى لو كآن فـ السرير تحت البطآنيّه .. وخليني أشوف الزفته دآرين دي هتعمل إيه .. ! "


*

تمت معلقه عيونهآ عليه بعدمآ طلعت من الحمآم - بـ الكرآمه - .. كآن جآلس على كنبـة الصآلون العريضه ممدد رجوله على الطآوله الخشبيّه بوسط كنبآت الصآلون .. متكي بـ كوعه الأيمن على مخده من المخدآت وبيده الريموت بينمآ يده الثآنيه كآن يمررهآ بـ شعره الأسود الكثيف .. وبعده بـ الثوب مآبدلـه .. ترك لهآ الحريه هي تبدل بـ الأول ..


رمقهآ بنظره جآنبيه بعدمآ حس بشيّ يحجب عن جنبه الأيمن الضوّ وتكلم بهدوء بدون مآينآظرهآ: أياً كآن موقفك وإللي تبينه رح أقدره .. هذي ثآني مره تشوفيني فيهآ بوآقع إني زوجك وهذي أول ليله .. كنك مآتبين شيّ اليوم فـ انآ مآرح أضغط عليك
دآرين: ...........
رفع رآسه لهآ معقد حآجبيه بعدمآ طآل إنتظآره لردهآ وهي جآلسه على ذرآع الكنبه .. كآنت ترمش بعيونهآ مبتسمه وخصلآت من شعرهآ الثلجي لآمست وجهه بـ أطرآفه .. تمّ مثبت عيونه عليهآ بـ أسرّ من ريحة عطرهآ الأنثوي المثيـر ..
همست وهي تمسحه بنظرة إغرآء من عيونه لأطرآف رجوله: مآرح تبدل ملآبسك !
رآئف: .............
رفعت حآجبيهآ بتعبير إستفهآمي خبيث تستنطقـه: هـــآآ !
نزلت عيونهآ على حلقـه وهي تشوفه قد تكور بريقـه إللي يبلعـه بهدوء وبعدهآ عيونه معلقه عليهآ بضيآع !


إرتسمت إبتسآمه جآنبيه وهي تسحب الريموت من يده ثم وقفت وهي تشده بهدوء من يده توقفـه ..
بـ لآ إرآده منـه كآنت محسوسه وملحوظـه من دآرين وهي تخفي إبتسآمتهآ .. تدري مسبقاً هآلضيآع والتوهآن بعيون الرجآل عن إيش ينـذر ! خصوصاً وهو يحرك عيونه عليهآ بثبآت بنظره فآرغـه ! ..
كآنت لآبسه قميص نوم حريري أسود اللون قصير ينتصف الفخذ .. بأجزآء دآنتيل شفآفه من الصدر ! هآللون إللي أبرز بيآض بشرتهآ الثلجيّـه ولون شعرهآ الأشقر .. بخلآف مكيآجهآ اللي مآكآن إلآ عدسآت زرقآء اللون وشفتين مكتنزتين بـ اللون الأحمر الصآرخ .. هو الحين خآرج إرآدة نفسـه .. تحت تأثير هآلقنبله الأنثويّـه !

توه بيخطي خطوآته ورآهآ لغرفة النوم وقفه صوت جوآله !
التفتت له معقده حآجبيهآ مشدده أكثر على يده .. بدلع مصطنع وهي مآطه شفتيهآ لقدآم: لآتـرد
زفر نفس مسموع من فمه وكنه أخيراً تحرر من هآلسحر إللي دآم لحظآت وإنتهي على صوت نغمة جوآله .. بلع ريقه بهدوء: لحظـه بس
ترك يده من يدهآ وهو يسحب جوآله من الطآوله معقد حآجبيه من رقمها إللي يشوفه قدآمه على الشآشه !


صآحت بتمثيل: رآآآآآآئف إلحئنـــي بسرررعــه لاآآآآآآهـــــ ...............
قفلت الخط بوجهه بسرعه قآطعه كلآمهآ وهي تبتسم مضيقه عيونهآ بمكـر .. فكت الغطآ والبطآريـه عن جوآلهآ ورمتهم بـ الأرض بحيث أنه أول مآيدخل من الغرفه يشوف جوآلهآ مفكك وطآيح بـ الأرض .. تاركه جزمتهآ إللي كآنت متلألأه بألمآسآت صنآعيه لآمعـه جمب جوآلهآ وتخبت ورآ الكنبـه الإسفنجيّه العريضـه بـ الصآلون !


رمى جوآله على الكنبه وهو يبتعد عنهآ بسرعه متوجه صوب البآب وقفه صوتهآ الحآد: رآآئـــــــف !
التفت لهآ بنظره حآده تعبيراً عن قلقه من سمع صوتهآ بهآلنبره المفزوعه !
دآرين بملآمح مسكنه مصطنعه: وين بتروح ! بتتركنـي بهآليوم ؟
رآئف: رح ارد
دآرين: وإنت الحين وين رآيح !
رآئف بضيق وهو رآفع سبآبته بوجههآ: إسمعي دآرين .. الدرس الأول لك .. أنآ مآحد يسألني وين كنت ووين بروح ! - كمل بتأكيد - حتى وإن كآن هآلشخص هو إنتـي ..


ضيقت عيونهآ بصدمه هآمسه بعدم تصديق " إيــــش !! "
زمت شفتيهآ بقهر سآحبه نفس طويل وعيونهآ على جوآله إللي رمآه بـ إهمآل على الكنبه " ومين هآلزفت إللي يدق بهآلوقت عليـه ولأجلـه تركنـي !! "
رفعت الجوآل وهي تشوف بـ السجل المكآلمآت المستلمـه ..
عقدت حآجبيهآ مضيقه عيونهآ بحده وهي مميله رآسهآ بتفكير " حـآء !! منهو ذآ الـ حآء !! ليش مآهو مسجل بإسم !! لـ إيش يرمز هآلحرف !! "
برقت عيونهآ بدهشـه لهآللي طرآ لهآ .. هآمسه بحقد وهي ترص على أسنآنهآ بقوه مآقلت عن رصـة يدهآ على جوآله بيدهآ " حووووووووريّــــــه ! "


نزلت رآسهآ بسرعه تحت الكنبه بعد مآلمحته يدخل للجنآح إللي كآنت تآركه أبوآبه الإثنين مفتوحين وتمت ترآقبه من تحت لتحت بحذر إنهآ تظهر ومثلمآ خططت تمّ ثوآني قبآل طآولة البليآرد وهو مدنق رآسه ويشوف جوآلهآ المفكك بـ الأرض !
صآح بحده ينآديهآ بطريقته الخآصه بنطق إسمهآ: حورريّـــــــــــآآآ !
كتمت فمهآ تمنع صوت ضحكهآ وهي تشوفه يتوجه بخطوآت سريعـه لغرفة النوم بعد مآتمكنت تعآبير القلق من ملآمحه الجآمده ..


طلعت بسرعه من ورآ الكنبه متوجه للبآب الخشبي مقفلته بهدوء .. وبـ ضغطة زر كآن البآب الإلكتروني إللي ورآه مقفل ..
رفعت حآجب وآحد بإبتسآمة نصر " ورينـي دلوئتي هتطلـع من هنآ إزآي ! مش هتطلع غير برقم سريّ هههههه "
مشت بخطوآت هآديه لـحد مآجلست على كنبة الصآلون بـ الصآله مشغلـه التلفزيون حآطه رجل على رجـل !
طلع من الغرفه بسرعه معقد حآجبيه بعدمآ سمع صوت التلفزيون وهو يشوف رآسهآ بس من ورآ الكنبه .. همس ببحـه: حوريّـآ !
جآوبته وبعدهآ عيونهآ على الشآشه: آممممم
قرب منهآ موقف قدآمهآ مضيق عيونه بإستنكآر هآمس بعصبيه مكتومه وهو يصرّ على أسنآنه كآتم غيظه: وش إللي سويتيه !


رفعت كتوفهآ بهزه خفيفه مآطه شفتيهآ المطبقه لقدآم: عآدي .. مآ إنت مكنتش هتيقـي هنآ إلآ بـ الطريئه دي
رآئف: وش بغيتـي لأجل تجيبيني هنآ !
فتحت فمهآ مبرقه عيونهآ بصدمه مصطنعه: هوآ مش دآ القنـآح بتآعك ! ولآ هتنآم فـ الشآرع !
رآئف ببرود: وليش أنآم بـ الشآرع ! لي جنآح وغرفـه نوم وسريـر
حوريه بلآ مبآلآه وعيونهآ على الشآشه: آمم طيب يلآ خش نآم
أطبق شفتيه بغيظ رآص بقوه على قبضتيه المضمومتين .. أقفى عنهآ وهو يتوعدهآ: رح أعرفك شغلك عآللي سويتيه .. بس مو الحيــ ........
تمّ ينآظر بـ البآب الإلكتروني إللي مسكر قدآمه .. زفر نفس بضيق وهو يتحسس الشآشه جمب البآب ضآغط على الأرقآم المعتآده لفتح البآب ..
عقد حآجبيه وهو يشوف Erorr ..
عآد الأرقآم نفسهآ مره ثآنيه يمكنه تخربط بـ الأول بسبة عصبيته .. وبعد المره الثآنيه ثآلثه ورآبعه وكل مره نفس النتيجه Erorr !!!!

حوريه: متتعبـش نفسك .. البآب مئفول بكلمـة سـرّ غير إللي تعرفهآ .. - سكتت شوي ثم كملت بتأكيد - ومش هتعرفهآ
تمتمت بخآطرهآ بسرعه مغمضه عيونها بترجي " يآرب مآيضربني يآآرب يآآرب يآآرب هيضرب هيضرب حآسه إنو هيضرب يآآرب لآآآء لآآآء "


أسند ظهره على البآب رآفع رآسه ينآظر بـ السقف مبتسم .. هآللي ظنهآ طفله مآتدل شيّ الحين تتعآمل معآه بلعآنه .. شكله غلط بحسآبآته هآلمره ! .. أردف بهدوء: إفتحي البآب يآحور
رفعت ذرآعهآ من ورآ الكنبه وهي تأشر بـ ( لآ ) بسبآبتهآ !
عآد رآئف طلبه بس هآلمره كآنت بتشديد أكثر أشبه بـ التهديد وهو يفرق كل كلمه عن إللي تليهآ بنفآذ صبر: إفتحــــي ... البـــآب ... يــآحــور !
حوريه: أنآ مش هفتح البآب .. وإنت مش هتطلـع من هنـآ ..
رآئف بهدوء وهو يعيد للمره الثآلثه: إفتحي البآب يآحور
التفتت عليه معصبه وهي تصيح فيه بحده بـ اللهجه الخليجيه: وليــه ! مو هذآ جنآحك ! مو أنآ زوجتـك ! ليش تبي تطلـع الحيـن هآآآ ! بإيش يفرق إللي هنآك عن إللي هنآ !


إنحلت عقدة حآجبيه وملآمحه المقطبه بضيق لإبتسآمه عريضه .. من سمع هآللهجـه الخليجيـه من صوتهآ الغليظ .. عشقـه هآلصوت الغريـب وشلون إنه يطلـع من وحده ملآمحهآ هآلكثر رقيقـه ونآعمـه ! بينمآ حور هي إللي عقدت حآجبيهآ بآلعه ريقهآ ثم أعرضت عنه وهي تنآظر بـ التلفزيون ومآتدري أصلاً وش إللي تشوفه الحين !


كآنت لحظآت وهي تهز رجلهآ المتوتره لحد مآ إلتفتت برآسهآ يمينهآ وهي تشوفه مدنق بجسمه عليهآ .. مستند بمرفقيه على الكنبه وسآند ذقنه على ظهر يدينه المشبكين ببعضهم ..
تعلقت عيونهآ العسليه بعيونه الدآكنه الحآده لحظآت لحد مآقطع الصمت همسه العذب: إللي هنآك أكثر من إللي هنآ بكثيـــــر
ضيقت عيونهآ بإستفهآم بينمآ كمل هو مخلل أصآبعه بين خصلآت شعرهآ الأسود المفرود - بهمس شبه مسموع - : فيه هنآك أنثى .. بيضآء .. شقرآء .. عيونهآ زرقآء .. - غمض عيونه هامس بـ إستمتاع - قنبلـــــــــــــــــــه !
قلبت حوريه عيونهآ بإشمئزآز وهي تصد عنه مبوزه بزعل طفولي بملآمحهآ المقطبه: إيه .. إنشآلله تنفجــر هآلقنبله


حآوطهآ بيدينه إللي إلتفت حول عنقهآ وهو يضحك: هههههه حوريتـي !!
كشرت ملآمحهآ بقرف هآمسه بإستنكآر: حوريتك !
رآئف بهمس: أهـآآ .. إنتي الحين ملكـي .. إذاً إنتي الحين حوريتـي
التفتت عليه مطبقه شفتيهآ بإبتسآمه مبرقه عيونهآ بملآمح طفوليه مشآغبه - بلهجه مصريه -: طيب وهتفضل هنآ مع حوريتك ولآ هتسيبهآ لوحدهآ
ألصق خشمه بخشمهآ وهو محتضن رقبتهآ بين يديه كنه خانقها .. هآمس: على حسب
عقدت حآجبيهآ بإستفهآم: حسـب !
رآئف: إذآ حوريتي بتعطيني هنآ إللي كنت رح آخذه هنآك رح أظلّ معهآ
مدت شفتيهآ بإصطنآع لزعل طفولي: بس حوريتك عوزآك على طول عندهآ .. مش النهرده بس
رآئف بإبتسآمه وقد خلآص عذبته هآلبنت بحركآتهآ: آممم على حسـب
حوريه: حسـب !
رآئف: إذآ حوريتي بتعطيني إللي أبيه منهآ كل يوم رح أظلّ معهآ كل يوم


غمضت عينهآ اليمنى رآفعه حآجبهآ الأيسر بتفكير: آمممم .. إنت أقآزتك كآم يوم ؟
رآئف بهمس وهو مثبت عيونه بعيونهآ خلآص مآهوب متحمل زود أي تعبير طفولي منهآ الحين ورح ينقض عليهآ: ثلاثــه
حوريه: أسآبيع !
رآئف بـ إبتسآمه: أيآم
بققت عيونهآ رآفعه حآجبيهآ بدهشه: تلـت أيآم بس !!!
رآئف: أهـآآ
ضيقت عيونهآ بتفكير: آممم يعني لو حسبنآهآ .. يوم ليّآ .. ويوم لـ ضُرتـي إللي متتسمآش و ........
قطعت كلآمهآ صوت ضحكه .
حوريه: بتدحـك ليـه ؟
رآئف من بين ضحكه بتقليد لكلآمهآ بـ اللهجه المصريه: هههههه ضرتك إللي متتسمآش
رمقته حور بنظره تحقير وكملت: أهـآآ .. طيب واليوم التآلت لميـن ؟
رآئف: على حسب
عقدت حآجبيهآ بحده: وإنت كل حآقه عندك على حسب


حرك رآسه بـ الإيجآب هآمس: أهـآآ
حور بعصبيه: هآآ .. على حسب !
رآئف: لك يوم ولهآ يوم .. إللي بتعجبني فيكم الثآلث لهآ
رفعت ذرآعينهآ على كتوفه مشبكه يدينهآ ببعضهم من ورآ رآسه رآفعه حآجب وآحد بـ نظرة تحدي مثيره: طيب ولو أنآ عوزآك معآيآ النهرده .. وبكره .. وبعده !
تمّ ثوآني مركز عيونه بعيونها " هذي أي لعبه إللي جآلسه تلعبهآ هآلبنت ! وش إللي تبيه بـ الضبط ! الأكيد إن شيّ مآكر ببآلهآ وجآلسه تمآرس سحرهآ لأجل توصل له ! دآرين و حـور .. هذآ أي بلآء إللي بلين نفسي فيـه ! وين كآن عقلي ! "
رفعت حآجب وآحد تستنطقه بهدوء: هآآ
رآئف: على حسب
نزلت عيونهآ مطلقه ضحكه قصيره ثم رفعت نظرهآ له مبتسمه: حسـب !


رآئف: حسب وش بتعطيني بـ أول يوم ! وثآني يوم ! والثآلث !
فكت يدينهآ من حول عنقه رآفعه ذقنهآ الصغير له وهي مغمضه عيونها بتفكير ماده شفتيها المضمومتين لقدام: امممممم .. اهااااه - صفق بيدينها وكنها لقتها - أردفت بـ ابتسامه: أول يوم بوسـه من هنآ ومن هنآ - أشرت بسبآبتهآ على خديه -
إبتسم مغمض عيونه وهو يهز رآسه بـ النفي على هآلأنثى المشآغبـه قدآمـه !
كملت حوريه: تآني يوم .. بوسـه من هنــآ - أشرت على فمـه -
رفع رآئف حآجبيه متعجب بينمآ كملت حور بإبتسآمه: أمآ إللي هيحصل فـ اليوم التآلت آممممممم - غمضت عيونها بخبث ثم همست - فهو أكتر من البوسـه بكتييييييير
حرك رآئف رآسه بـ الإيجآب: آمممم شآطره بـ المسآومه
رفعت حوريه حاجب واحد بمكر: هــاا ! ديل أور نو ديل !
غمض رآئف عين وفآتح الثآنيه بتفكير بينمآ لحقته حور وهي صآده عنه عيونهآ بـ الشآشه قدآمه .. جمعت شعرهآ كله لقدآم على كتفهآ الأيسر ثم كتفت يدينهآ: أصلاً ديل أور نو ديل مش بكيفــك .. إنت هتفضـل معآيآ .. - رجعت التفتت عليه مضيقه عيونها بطنازه وأردفت - لأن يآحبيبي البآب إللي ورآك دآ مش هيتفتح غير بعد تلت أيآم


وقف رآئف بهدوء وهو يدخل يده بجيب ثوبه يدور جوآله ومآسرع مآغمض عيونه بضيق: أخخخخ
همس بخآطره " الجوآل عند دآرين "


نآظرهآ معطيته ظهرهآ وجزء من عنقهآ ظآهر لأنهآ جمعت شعرهآ كله لكتفهآ .. جلس بهدوء على الكنبه من فوق بـ العكـس وهو يتحسس بطرف سبآبته العظمه البآرزه بمؤخرة عنقهآ .. إبتسم يوم حسّ بـ الرعشه إللي سرت بجسمهآ من هآلإنتفآضه الخفيفه إللي صلبت ظهرهآ من بعدهآ ..
همس بعذوبه: حوريتي !
حوريه: ..........
وقف ورآهآ يديه الثنتين على كتوفهآ مشدد عليهآ بقوه لدرجه حست بأصآبعه الأربع من كل يد تنغرز بعظآم ترقوتهآ بينمآ إبهآميه كآنوآ يمآرسوآ سحر التدليك على مؤخرة عنقهآ !
وقفت بسرعه ملتفته بحده عليه .. وهآلحركه السريعه أبعدت يدينه عنهآ ..
رفع يدينه بـ الهوآ كحركة إستسلآم .. تكلم بعدهآ بهدوء: مآرح أسويّ شيّ .. كله رح يتم بإرآدتك .. رمقهآ بنظره حآده وأردف بتأكيد : بس رح يتـمّ


بلعت ريقهآ بتوتر وعيونهآ تجول بـ المكآن .. مآلهآ مهرب إلآ غرفة النوم ! ..
رفعت فستآنهآ بهدوء كآشفه عن سيقآنهآ إللي إتسعت خطوآتهم بسرعه وهي تركض لغرفة النوم .. بينمآ رآئف مسح على شعره وهو عآض بأسنآنه على شفته السفلى مبتسم " الغرفه أصلاً مآلهآ قفـل ! " وهآلشيّ إللي تورطت فيه حوريه وهي وآقفه ورآ البآب مبرقه عيونهآ بصدمه " إيه المصيبــه دي !! "
تحسست مكآن الأكره المدوره بس حتى مآهيب قآدره تحركهآ " الزفت البآب دآ بيتئفـل إزآآي ! حتى الزفت الأكره مش بتلف !!! "


تلفتت حولهآ بس مآكآن فيه أي فتحه لأي بآب غير البآب إللي قدآمهآ ! حتى الحمآم - بـ الكرآمه - برآ بـ الصآله مو بغرفة النوم
طآحت عيونهآ بـ المكآن المنزوي بـ الغرفـه والمحوط بـ القزآز السوكريت وله بآب قزآزي !
كآن مرتفع عن الأرض بـ ثلآث درجآت رخآميه بـ اللون الأسود مؤديـه لـ حوض إستحمآم كبير مثلث الشكـل وفوقـه دوش معلـق !
مآكآن قدآمهآ إلا هآلخيآر ولآ وين بتحبس نفسهآ عنه ! غرفة تبديل الملآبس الملحقه لهآ بآب جرآر يفصلهآ عن الغرفه .. بسهوله يقدر يوصل لهآ ! مآلهآ إلآ هآلبآنيـو قدآمهآ !

سكرت البآب القزآزي عليهآ وإللي كآن له قفل ..
غمضت عيونهآ سآحبه نفس عميق برآحه " فففففف الحممممدلله .. مش هيعرف يفتح البآب دآ "

جلست على حآفة البآنيو وهي تشوفه يدخل الغرفه بتبآطئ وعيونه عليهآ مبتسم إبتسآمه غريبه مآفهمت معنآهآ !


جلس على السرير قدآمهآ مستند بأكوآعه على ركبتيه ومشبك أصآبع يدينه ببعض وبعده مبتسم
بلعت ريقهآ بتوتر " مآلو دآ كمآن بيبـص كدآ ! مصيبـه لو عرف يفتح البآب دآ ! أنآ لسه معرفش حآقه فـ المكـ ............ "
قطعت كلآمهآ رآفعه نظرهآ له وهو يوقف عن السرير متوجه للكومدينه يفتح درج من الأدرآج .. مآقدرت تعرف وش إللي يدوره لأنه كآن معطيهآ ظهره .. تمت مثبته نظرهآ على كل تحركآته ..
سكر الدرج وإرتمى على السرير ممدد رجوله رجل على رجل .. ومستند بظهره لـ ظهر السرير رآفع ذرآعه الأيسر ورآ رآسه وعيونه مثبته عليهآ بنفس النظره إللي مآهيب قآدره تفهم مغزآهآ !
مد ذرآعه الأيمن بـ ريموت أبيض صغير ..


رفعت رآسهآ تتلفت حولهآ مبرقه عيونهآ بخوف .. فجأه إنحجبت الرؤيه عنهآ ! كنهآ بمكآن منعزل مو كنهآ لتوهآ تشوف كل الغرفه من حولهآ ! وش إللي صآر ؟؟ .. مآسرع مآرجع الوضع مثلمآ كآن بعدما سألت نفسها بخوف وش اللي صار ؟؟ ..
صآرت الأبوآب إللي محآوطتهآ شفآفه مره ثآنيه وتشوفه ممدد قدآمهآ وبعيونه نظرة إستمتآع خبيثـه ..
رفع يده بـ الريموت مره ثآنيه وحجب عنهآ الرؤيـه .. حتى هو من برآ مآيقدر يشوفهآ ..


وقفت عن البآنيو وصآرت تضرب البآب بكفيهآ وهي تصيح بصوت جهوري عآلي: رآئـــــــف
رآئف بإبتسآمه: لآتصيحين ترآ أقدر أسمعـك
ضغط على الزرآر وصآر يشوفهآ وتشوفه .. كآنت معقده حآجبيهآ بعصبيّه يدينهآ مثبته على البآب مفرقه اصابعها وكنهآ تدفـه بقوه ..
رآئف بلعآنه: حآبستني بـ جنآحي !! هذاني الحين حآبسك بزآوية الجنآح ..
حوريه بعصبيه: ســــآفــــــل

رفع رآئف حآجبيه بدهشه مصطنعه: تؤ تؤ .. مآ أنصحك تطولين لسآن .. ترآ هآلبآب إللي محتميه ورآه بضغطة زر من هآلريموت أقدر أفتحـه ..


نزل الريموت من يده على السرير جمبه وكمل بهدوء وهو يرفع يده الثآنيه لورآ رآسه بنظرة إستمتآع مآكره على ملمحه: بس مآرح أسويّهآ يآ حوريتـي .. ودي أشوفك كذآ محبوسـه ...... مثل السمكـه بـ الحوض !



======
-----------
======



نهآية الفصل الرآبع عشر

<<قرآءة ممتعـه إنشآلله
بـ إنتظآر توقعآتكـم ..
دمتـــم بـ حُــــبّ

:::

حلم الحياه 11-08-16 10:52 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الخآمس عشر







بكرة صبآح يوم جديـد من بعد يوم حآفـل ..
نزلت جوآلهآ من أذنهآ لتسريحتهآ العريضه المزينه بأنوآع كثيره وعديده للعطور وكنه رفّ بـ محلّ مو مجرد تسريحـه .. عآضه على شفتهآ السفلى برفق معقده حآجبيهآ بضيق بعدمآ أنهت مكآلمه مع العروس أختهــآ .. دآرين !

رفعت نظرهآ بسرعه للمرآيه تنآظر بـ إنعكآس صورته بعدمآ حآوط بطنهآ بيديه إللي أشبكهم ببعض على بطنهآ وهو ورآهآ ...
سأل بـ إبتسآمه عذبه بعدمآ طبع قبله خفيفه على جمب رقبتهآ: شخبآر النونــو !
بوزت بـ إصطنآع طفولي: من الحين وتسأل عن النونو وتآرك أمه مآتسأل عنهآ !
قربهآ برفق لحد مآ ألصق ظهرهآ لصدره وبعده محآوط بطنهآ مبتسم بهدوء: آلله لآيحرمنـي من أمّ النونــو ... - ترك أثر لـ قبلته الثانيه واللي كانت خفيفه مطوله على الجزء الظآهر من مؤخرة عنقهآ هآمس بدفى - أحببببــــكـ


أبعدت كتفهآ بهزه خفيفه مبتسمه: أحمد خلآآآآآص
أحمد بهمس: وش خلآص !
التفتت عليه مقآبلته وجهاً لوجه محآوطه رقبته بذرآعينهآ إللي رفعتهم فوق كتوفه ومشبكتهم من ورآ عنقه: مو ورآك شغل يعنـي !
أحمد: أبو الشغـل وطآريه إذآ شروق حبيبتي معـي
رفعت حآجبيهآ مبتسمه بتعبير طفولي: هههههه لآء مآيصير .. رآئف الحين بـ أجآزه مآفيه غير طلآل ولآزم إنت تسآعده
عقد حآجبيه بزعل مصطنع: يعني مآتبينـي وحجتك الشغـل !
شروق: لآ حيآتي مو كذآ بس عشآن مآيكون هآلشيّ ضدك .. إن رآئف بـ إجآزه ومآفيه غير طلآل وإنت تآركه ..
أحمد: وش لي بشغلهم ! أنآ مجرد محآمي المؤسسـه
مرآم وهي تبعد يدينهآ عنه: إيه حبيبي مآعليه بس لآزم تكون موجـود جمب طلآل حتى قدآم الموظفيـن .. هذي أول إجآزه لـ رآئف

ضيق عيونه بتفكير: آممم مثلمآ تبين
أعرضت عنه تنآظر شكلهآ بـ المرآيه وهو ترفع طرحتهآ الشيفون الكحليـه عن الكرسي المقآبل للمرآيه وتلفهآ على رآسهآ: أساساً إنت قد تجهزت لأجل تطلع لآتسويّ عآد إنك بتروح لأجل طلبي هآآآآ
حرك رآسه بـ النفي مبتسم وهو يزرر بآقي ازرآر ثوبه الأبيض: ههههه بـ آلله ! مو الحين توني أقول أبو الشغل وطآريه لو تبينـي معك !

عدلت عبآيتهآ المغربيّه السمآويّه المطرزه من الصدر وأطرآف الأكمآم بـ تطريز كحلي لآمـع: هههههه لآ خلآص مثلمآ إتفقنآ إنت بتروح الشغل آلحين وأنآ بنزل تحت
أحمد بأمر: لآتنزلين بـ الدرج هآآآآ .. عندك المصعد تنزلين وتطلعين فيه
حركت رآسهآ بـ النفي مبتسمه أتبعتهآ بـ قبله خفيفه على خده الأيمن هآمسه بتأكيد: حآآآآآآآضــر


/
/
/
/


بـ الدور الأول من القصـر بـ القسم الخآص بـ الحريم تحديداً بـ مجلسـهم إللي دوم يجتمعون فيه بجلسآتهم وبعد مآ أنهوآ فطورهـم ...
نسمـه للشغآله وهي توزع عليهم أكوآب العصير الكبيره: لآلآ مآ أبغـى مآنقــآ .. جيبيـي لي تفآح أخــف
مرآم وهي تعدل ملآبس إبنهآ الصغير فرآس وهو بحجرهآ: نسووم معنآ اليوم من تسعه الصبآح غررريبــه يعنـي !! لآ ومن بعد سهـره بعد وش عنـ ........... بآآآآآآآآس يآآولــد آآآآهـ - ضربته على ظهر يده بقهر بعدمآ عض إبهآمهآ بقوه وهي تعدل له ملآبسه من عند صدره -
أم طلآل بلوم معقده حآجبيهآ: ليش تضربينـه هذآه بيصيح ومآعآد سكـت !


مرآم بضيق وهي تتحسس إبهآمهآ من أثر العضه: مآتشوفينه يومـه هآلولد معذبني .. ومدري بعد من وين طلع لنآ بذآ العضّ
نسمه: هههههه هذآ لأن توه أسنآنه طلعـت يحس فيهآ تعوره ويبي يطلع حرته بـ أي شيّ يدخله بفمه
قوست مرآم شفتيهآ بقلة حيله: آآآخ بس ..
وقفت نسمه فآرده ذرآعينهآ بتآخذه: هآتيـــه .. - شفطت خده الأيسر المليآن بفمهآ - آمممممممموآآآه قلبي فروووس الزغيروووون -
أم طلآل بـ إنزعآج: نسمه كمّ مره أعلمك لآتبوسينه كذآ
عقدت مرآم حآجبيهآ: يآآآآآنسمه يآآآآحبيبتــي خدود الولد بقعتيهـم آثآر حمرآء وش ذآ البوس ! مآصآرت
طلعت نسمه لسآنهآ بعند طفولي: مآلك فييييييــــه


..........: صبآح الخير
إلتفتوآ ثلآثتهم لهآ برد جمآعي هآدي: صبآح النووور
مرآم بـ طنآزه: بــدري !
برقت شروق عيونهآ بتوعد وهي مطبقه شفتيهآ بـ إبتسآمه مكتومه ...
نسمه لـ شروق: إيه إيه خلآص قد درينآ لآتخزينهــآ تسكـت
إنتفض صدر شروق بضحكه خفيفه وهي تجلس جمب مرآم: ههههههه وبعدين معك إنتي يآبنـت !
.........: آآآآآآآآآهـــييييي آآآآهـــ بآآآآآآآس بـس بسسسس - مآلت برآسهآ لليمين مقفله عيونهآ بملآمح مقطبه من شدة فراس بقوه لشعرهآ -
رفعت مرآم حآجبيهآ تقهرهآ وهي تضحك: ههههه أححححححسسسسســن
نسمه بكدر وهي تفك شعرهآ من يدين فرآس إللي يتركهآ بيـدّ ويرد يمسك شعرهآ بيده الثآنيه: بــــآآآآآسس يآآآآولـــــــد أوففففف
مشت لـ مرآم إللي كآنت متشدقه من سوآة إبنهآ فيهآ وحذفته بحجرهآ: خذي هآلعللللــه أعوووذ بـ الله وش ذآ !


شروق وهي تستلم فرآس من حجر مرآم مبتسمه: هههههه حرآآم عليك هذآ العسوول علّــه !
قلبت لهآ نسمه عيونهآ بقرف وهي تخلل أصآبع يدينهآ الثنتين بشعرهآ تعدله بعدمآ خربه لهآ فرآس: عســوول !! يآصبر الأرض بكرآ بيجـي العسول حقك إنتي بعد ذآآ إللي نآقصنآ
شروق بتوعد: نسسسسمــــه
أم طلآل بـ إبتسآمه جآمده وكنها تذكرت: مبروك شـروق
بآدلتهآ شروق الإبتسآمه: آلله يبآرك فيك يومــه
أم طلآل: أبيك تآخذين بآلك من صحتك هآلأيآم .. أهمّ شيّ أول الحمـل لأجل يستقر الجنيـن ..
مرآم: إيه يومـه أنآ علمتهآ وش تسوي وقد حجزت لهآ موعد عند الدكتوره إللي كنت أتآبع معهآ
أم طلال: إيه زيـن .. متى بتروحون أجـل !
مرآم وهي تتحسس فخذ شروق بهدوء: بكرآ إنشآلله


أم طلآل لـ شروق بـ إبتسآمه خفيفه: آلله يتمم حملك بـ خير وتقومين بـ السلآمه
نزلت نسمه كآس عصيرهآ بعد مآرشفت منه آخر مآفيه: آمممممم ... أنآ بطلع
مرآم: ليكون بتنآميـن !
نسمه: لآ حبيبتي وش أنآم .. خلآص فيه مستجدآت و لآ مآتدرين ! حوريتي بنت خالتي وصديقتي الصدوقه صآرت ببيتنآ .. أبطلع لهآآآ
شروق بسرعه تلحقهآ: لاآآء نسمه
التفتت لهآ نسمه معقده حآجبيهآ: وش فيـه !
بلعت شروق ريقهآ بهدوء هآمسه: مآيصير نسمـه تطلعين لهآ الحين
حركت نسمه نظرهآ يمنه ويسره بتفكير ثم أردفت ببلآهه رآفعه حآجبيه: ليــش !
شروق: يمكنهآ بعدهآ نآيمه


أشرت لهآ نسمه بيدهآ بمعنى " يآشييييييخـه " مبتسمه: ههههههه مآعليه بخرب عليهآ نومتهآ
شروق بهدوء: رآئف عند حوريـه .. مآيصير نسمه تطلعين لهآ الحين
إلتفتت مرآم وأم طلآل لـ شروق بـ دهشــه بينمآ فتحت نسمه فمهآ الصغير بـ إبتسآمة عدم تصديق حسيّـه صآحت بعدهآ بـ ذهول: وشهـــــــــــووووو !! - صفقت بيدينهآ وقد تشدقت بـ ابتسامة عدم تصديق لمعت فيها عيونها بفرحة انتصار - حووور يـ الخآآآآآيســــه ههههههههههههه
أم طلآل: ..............!!!!
مرآم: ..................!!!!
شروق: ................!!!!

تمت تنقل نظرهآ بين ثلآثتهم واللي كآنت ملآمحهم موحده بـ تنآحه وتوهآ تدري على نفسهآ وإللي تقولـه ! بلعت ريقهآ منزله نظرهآ للأرض وحدهآ متفشــله ...
أطبقت أم طلال شفتيهآ بقهر بآلعه ريقهآ بغضب مكتوم من سواة رآئف ووعده لها اللي نقضه بنومته عند حوريه مو دارين مثلما وصته هي .. - سألت شروق بهدوء - : دآرين هي من علمتك !
شروق بـ إبتسآمه خفيفه مآسرع مآختفت: آمممم ..


مرآم وإللي حست بـ توتر الجوّ فجأه سألت بـ إبتسآمه عريضه: وليش مآنزلت تفطر معنآ أجلّ !
شروق: بعدهآ مآتعودت على عآدآت البيت .. كلمتني تطلب فطورهآ بـ جنآحهآ
ردت نسمه مكآنهآ جآلسه بهدوء ملصقه رجولهآ ببعض وبيدهآ جوآلهآ تنآظره وحدهآ متشققه من ونآستهآ إللي شوي وتذبحهآ .. مآودهآ الحين غير تكلم حـور وتدري شلون أقنعت رآئف يجيهآ هي مو دآرين بـ أول ليلـه !
أم طلال: آمممم كلميهآ شروق تجلس معنآ .. يعني مآيصير تتم بروحهآ
شروق بـ إبتسآمه خفيفه وهي تحرك رآسهآ بـ الإيجآب: إنشآلله ..
وقفت نسمه بسرعه: عن إذنكم
..........: وقفي نسمـه !


إلتفتت نسمه لأمهآ وقد هربت إبتسآمتهآ من وجههآ من نبرة أمها الجافه لها توقفها !
امهآ بهدوء: مو قلنآ لك لآتطلعين لـ حوريّـه مآيصيـر !
رفعت نسمه حآجبيهآ ببلآهه: مآرح أطلع لهآ
أمهآ بتأكيد: ولآ تدقيـن عليهآ
طيرت نسمه عيونه بتفكير .. شلون أمهآ هآلقد لمّآحـه ومآيفوتهآ شيّ !
نزلت مرآم وشروق روسهم للأرض بـ ضحكه مكبوته من شكل نسمـه المصدوم بتنآحه وبلآهـه بتعآبير صدمتهآ الطفوليّـه !
أمهـآ بتأكيـد وهي تأشر لهآ بعيونهآ بـ أمر إنهآ ترد مكآنهآ وهي تصر من بين أسنانها: إجلســـــــــي !



/
/
/
/


بـ الجنآح القآتم كآنت بعدهآ غآيبه عن الوعي بنومه عميقه !
دخل الغرفه بعدمآ أخذ له شآور طويـل من بعد إرهآق يوم أمـس .. عيونه عليهآ وهو يفرك شعره بـ الفوطـه الفوشيآ الصغيره ..
كل شيّ بهآلمكآن صآر بهآللون المثير لإستفزآز أعصآبه بس وش إللي يقدر يسويّه !
رمى الفوطه على السرير ووقف قدآم الثلآث درجآت الرخآميه سودآء اللون ينآظرهآ من ورآ البآب السوكريت .. نآيمه بـ حوض البآنيـو !
ممدده جسمهآ فيـه فآرده رجولهآ لـ برآ البآنيو .. كآنت فعلاً مثل الحوريّه بهآلمشهد .. نصفهآ السفلي هو إللي ظآهر برآ الحوض .. كآن مثل ذيل الحوريآت بـ الأسآطير !
بعدهآ بـ فستآنهآ الأسود المثير من أمـس ! صحّ شلون بتبدله وهو حآبسهآ !


فتح البآب بهدوء وطلع لهآ جآلس قبآلهآ على حآفة الحوض وصآر يتأمل ملآمحهآ الأنثويه الفآتنه وهي نآيمه بهآلإستسلآم .. أيّ إصبآحـه ممكـن تكون مثيـره للنشـوه أكثر من كذآ بـ النسبه له !
وقف بتبآطئ مدنق جسمه عليهآ وصآر يحرك يدينه بهدوء تحت جسمهآ لحد مآرفعهآ ..
أول مآرفعهآ فتحت عيونهآ بضيق متأففه وتوهآ بتغمض عيونهآ مره ثآنيه لتنآم إلآ وردت فتحتهم على وسعهـم بـ دهشـه ! أي إصطبآحه ممكن تكون أسوء من كذآ بـ النسبه لهآ !
نفضت جسمهآ من بين يديه بـ عنف ..


تمّ ينآظرهآ بتفحص مضيق عيونه لهآ بحده بينمآ هي رمقته بنظره حآقده مطبقه شفتيهآ حتى صآروآ خط رفيع .. ومآسرع مآتبدلت نظرة الكرهـ الحآقده لملآمح جآمده .. أول مره تشوفه بهآلشكل بعيداً عن الثوب آلخليجـي ! كآن لآبس بنطلون ريآضي أسود اللون وقميـص كآروهآت رمآدي فـ زيتـي مشمر أكمآمه حدّ مرفقيـه بأزرآر مفتوحه تكشف عن فنيله دآخليه سودآء .. شعره الكثيف الفآحم وإللي دآرى جزء من جبينه وأذنيه كآنت بعدهآ قطرآت من المويه تستل منـه !
بلعت ريقهآ بتوتر .. ليش لفتهآ هآلمره بـ إعجآب وهو بهآلشكل !
نفضت شعرهآ عن كتفهآ الأيمن بقوه لورآ ظهرهآ ومشت صوب السرير وإللي كآن مبهدل من وضـع نومتـه عليه بـ الأمس ..
سحبت اللحآف الستآن الفوشيآ عليهآ مغطيه وجههآ ..
تمت ثوآني تتنفس بهدوء تحت اللحآف وآخر شيّ تبيه الحين إنهآ تتوآجه معـه .. تركهآ أمس بكيفـه وش إللي ممكن يسويّه اليوم !


فنجلت عيونهآ برعب سآحبه نفس سريع مفآجئ من حست بـ المرتبه تنزل لتحت من جهتهآ .. مآ أمدآهآ تفكر بأي طريقه تقدر فيهآ تتهرب منه لأنه بعد الغطآ عن وجههآ بهدوء ..
غمضت عيونهآ برآحه تمثيلاً إنهآ نآيمه !
تمت ثوآني مغمضه وهي تحسّ إن أي ثآنيه زود رح تفتح عيونهآ خلآص مآهيب قآدره تمثل أكثر ورح تخونهآ إرآدهآ !
ليش أي ثآنيه زيآده ! هي الحين فقدت الكنترول على نفسهآ من حركـة سبآبته البطيئـه على وجههآ بخط مستقيم من أول جبينهآ لمفترق عيونهآ .. لـ خشمهآ اللوزي الصغير ثمّ شفتيهآ !
كآنت نبضآت قلبهآ تحتد أكثر وأكثر .. أي ضغط نفسي وجسدي هذآ إللي تحسّـه بهآللحظـه !
مآهيب قآدره تسحب أي ذرة أكسجين فـ الوقت إللي كآن هو يقرب عليهآ وتستمع فيه لأنفآسه الهآديه تقرب منهآ ..
.........: ممثلـه فآشلــــه !
فتحت عيونهآ بسرعه وإللي تعلقت بعيونه لأنه كآن مدنق عليهآ حدّ إلتصآق خشومهم !

دفته من كتوفه أبعدته عنهآ وتعدلت هي بوضعيتهآ للجلوس ظهرهآ بظهر السرير وتنآظره بـ كُـره !
ميل رآسه رآمقهآ بنظره شيطآنيّه إستوعبتهآ من فورهآ .. قآمت عن السرير بسرعه للجهه الثآنيه قبآل الدولآب

رآئف بسخريه: رح تتخبين بـ الدولآب يعنـي !
إلتفتت عليه وآلشرر يتطآير من عيونهآ - بنبره حآقده - : لآء مش هستخبـى فـ أي حتـه .. أنآ أهو وإنت أهو .. وورينـي إللي بتفكر فيه دآ هيحصل إزآي !
رآئف بـ إبتسآمه: إنتي ليش كذآ !
عقدت حآجبيهآ بـ إستفهآم بينمآ كمل هو: ليش ببآلك إني مآ أبي منك غير إللي تفكرين فيه هذآ !
تمت لحظآت مثبته عيونهآ بعيونه تتحرى الصدق فيهم لحد مآحرك رآسه بـ الإيجآب تأكيداً على كلآمه ..


حوريه بتوتر: أومآل عآوز إيه !
رفع كتوفه بلآ مبآلآه: مآفيـه .. كنت أبنقلك من البآنيو للسرير .. ولآ عجبك النومـه فيه يعني !
طيرت عيونهآ بـ إستخفآف: هـــه .. آه عقبتنـي أوي .. شكلك نآسي إن إنت السـبب
رآئف بـ إصنآع للآمبآلآه: مآحد جبرك تحبسين نفسك ! كآن بـ إمكآنك تنآمين بمكآن أريـح بكثير
حوريه بـ إستهزآء: فين إن شآء آلله ! فـ سريرك !
رآئف بهدوء: تـؤ .. بـ حضنـــي
تمت ثوآني تنآظره ببلآهه لحد مآبلعت ريقهآ وهي ترمش بعيونهآ .. أعرضت عنه بسرعه وجههآ بـ الدولآب تهرب من نظرآت الجوع والإفترآس بعيونه لهـآ ..


فتحت البآب الجرآر أسود اللون للدولآب من الجهه اليمنى معقده حآجبيهآ على الملآبس .. كآنت مآخذه نفس اللون أغلبهآ .. من أبيض وأسود ورمآدي ..
جرت البآب بقوه تقفله متأففه .. هذي أكيد ملآبسـه !
فتحت البآب الأوسط وإللي كآنت ملآمبسهآ مرتبه فيـه ..
مدت يدهآ للرفوف وصآرت تسحب الملآبس تشوفهآ وترد تقطهآ بـ الدولآب مره ثآنيه بـ إهمآل .. لحد مآ إستقرت على بنطلون بيجآمه حرير سآده بـ اللون الأسود وبآدي قطنـي بـ حمآلآت رفيعـه أبيض اللون .. ثبتتهم على ذرآعهآ بس بعدهآ تدور وتحوس بـ الملآبس معقده حآجبيهآ .. بآقي الملآبس وينهآ !

رآئف بهدوء: إللي تبيـه بـ آخر درجيـن
غمضت عيونهآ بقوه عآضه على طرف شفتهآ السفلى بـ قهر: وإنت أصلاً تعرف أنآ بدور على إيه !
رآئف: ملآبسك الدآخليـه
شددت من عروق رقبتهآ رآصه أسنآنهآ على بعـض " فففففف غبيه غبيه غبيه ليه سألتـه هآآآ ليه ليه ليه "

وطت للأرض فآتحه الدرج مآخذه منه مآتبي وإللي مآدورت كثير فيـه ووقفت مره ثآنيه سآحبه الدولآب بـ عنف متوجهه للحمآم - بـ الكرآمه -


رآئف بـ لعآنه: تقدرين تتحممين بـ المكآن إللي نمتي فيـه .. رح أنبسط كثيـر
إلتفتت عليه رآميته بنظرة تحقير من فوقه لتحته بينمآ هو رجع مدد على السرير بـ رآحه وكمل: لآ تطوليـن .. أبي أطلـع
حوريه: أولتلك مآفيش طلوع من هنآ
رآئف: وشلون بنآكـل ولآ مآجعتـي ! عن نفسي شوفتك تشبعنـي
حوريه بـ إستهزآء: القلوب عند بعضهآ وإنت شوفتك بتسدّ نفسي
رفع كتوفه مآط شفته السفلى لقدآم بلآ مبآلآه: إذاً تحملي ..
تمت ثوآني مكآنهآ تنآظره بثبآت مسند ظهره لمقدمة السرير مكتف يدينه ومغمض عيونه رجله اليمنى ثآنيهآ تحته واليسرى بـ الأرض ..


بلعت ريقهآ بغيظ مكتوم وأقفت عنه لبرآ الصآله وإللي تذكرت جوآلهآ أول مآطلعت .. مشت لطآولة البليآرد وكآن بعده جوآلهآ مكآنه من أمس بنفس وضعيته .. مفكك من غطآه والبطآريه ..
وطت له مركبه بطآريته والغطآ وفتحته وإللي أول مآ إشتغل وهي بـ الحمّآم دق !
تبسمت وهي تشوف إسمهآ .. كآنت نسمه !
تأكدت من قفل البآب عليهآ مآتضمن نفسهآ مع هآللي إسمه رآئف برآ !
همست بإنتبآه إن صوتهآ مآيعلى وينسمع وخصوصاً إنهآ بـ الحمّآم والصدى تردده أعلى: آلـوو
نسمه بنبرة ذهول: حوووور يآلمخيييييسه شلون سويتيهآ هآآآآ شلوووون دريت إن رآئف نآم عندك أمس مو عند ذييييك ههههه
حوريه: ههههه أيوه هو عندي
نسمه: أيوآآآ أيوآآآ منتيب سهله .. وش سويتو هآآآ علمييييني
حوريه ويآلله كآتمه الضحك: هههههه نسسسسمه يآزففففته بطلي قلة أدب
نسمه: هههههه وربي حدي مستآنسه يآشيخه قسم إني أكره ذييييك أشششوى إن رآئف تمّ عندك ولآ كنت بنجلط .. هآآ علميني ولآ تستحين وش إللي صآآر هههههه
حوريه وهي تخبي فمهآ بيدهآ لأجل مآيعلى صوتهآ: رآئف هنآ يآغبيه .. إسمعي ربع سآعه كدآ وخليهم يطلعوآ الفطآر لنآ .. هموووت وآكل قعآنــه أوي .. بس شووفي أول مآيطلعوآ إتصلي بيّآ عشآن أفتح البآب من غير مآ رآئف يحسّ يلآ بآي .. طوط طوط طوط

قآلتهآ وقفلت الخط بوجههآ مصمته الجوآل لأجل مآيحسّ رآئف بشيّ لآمن نسمه دقت عليهآ مثلمآ آتفقوآ !

علقت ملآبسهآ ونآظرت نفسهآ بـ المرآيه الطوليّه المثبته بـ الجدآر .. إلتفتت بظهرهآ ومآسرع مآتمكنت ملآمح الصدمه بوجههآ ! الفستــآآآآآآن !
غمضت عيونهآ في محآوله منهآ لإنكآر هآلحقيقه وهآلورطه إللي هي فيهآ آلحين !
فستآنهآ كـبّ بـ دبآبيس " مشآبك " على طول ظهرهآ ! أمهآ ونسمه أمس همّ إللي قفلوآ لهآ هآلدبآبيس شلون بتفكهآ الحين !
نزلت غطآ التوآليت وجلست عليه مخبيه وجههآ بكفوف يدينهآ " يآلآآآآآآآآآآهــــــــــوي هعمل إيــه ! مش ممكن أنآ إللي أروح له بنفسي مش معئول ! "
وقفت وصآرت تشد الفستآن من تحت علّه ينزل بس مآفي فآيده أبدّ .. لأنه كآن كـبّ ( بدون حمآلآت ) وطبيعي إنه يكون ضيق عليهآ وهآلمشآبك من الظهر هي وسيلة تثبيته على جسمهآ !


فتحت البآب فتحه صغيره لرآسهآ بس: رآآآآآآآئـــــف
فتح عيونه مبتسم هآمس بخآطره " لبيــــه "
حوريه بطفش: يآرآآآآئـــــــف تعآلآآآآآ
وقف على البآب يدينه بجيوب بنطلونه الريآضي الوسيع ..
بلعت ريقهآ بتوتر منزله عيونهآ بفشلـه وآلحين شلون بتطلب منه هآلطلب وإيش إللي ممكن يفسره !
فتحت البآب وعطته ظهرهآ مأشره بإبهآمهآ لـ ورآ: إفتحلي الفستآن
عقد حآجبيه بتنآحه لثوآني بينمآ إلتفتت هي عليه بعصبيّه: مطـول عندك ! خلصنـي يللآ عآوزه أستحمـى هــففففف

قرب صوبهآ بهدوء لحد ماوقف وراها مثبت يده اليسرى حول عنقهآ ومشدد عليه لحدّ مآ ارتفع صوتهآ بصيآح متألمه: آآآآآآآآآآآآي
سحب رآسهآ لورآ عليه وهمس من بين أسنآنه بأذنهآ: فيه أدب إذآ تبين تطلبين شيّ .. فهمتي
حوريه بعند بموقف مآيصح فيه العند أبدّ لأنهآ وحدهآ من بتدفع الثمن: لآ مفهمتـش .. أنآ كدآ إن كآن عآقبـك


شدد من مسكته على رقبتهآ بدون ردّ لحد مآ خآنتهآ قوتهآ وصآرت تتلوى من الألم بعد مآنزلت دموعهآ: خلآآآآآآآص خلآآآآآص وآللهــي آآآآآآآي سيب إيدك إنت بتوقعنـــي آآآآآآآآآآآآهـ
فك يده بهدوء وهو يشوفهآ تلتفت عليه والدموع بعيونهآ وعلى خديهآ تتحسس رقبتهآ بـ ألـمّ ..
رفعت نظرهآ له بحده وصآحت بعصبيّه: إنت غبــي وحمـــآر ومبتفهمـــش وهمـقـــــي وحيـ ............ آآآآآآآ - غمضت عيونهآ بقوه وهي تصد عن وجههآ بيدينهآ كحركه دفآعيه يوم شآفته يقرب خطوه سريعه منهآ -

مسك معصميهآ الإثنين بيده منزلهم عن وجههآ والشرر يتطآير من عيونه: يميـن بـ آلله عظيـم يآحور .. كلمـه زيآده منكـ وأندمـك .. كنك تبين تشوفين شلون أنآ غبـي وحيوآن ومآ أفهـم ! رح أوريك شلون تكون الهمجيّـه
حوريه وإللي كآنت بموقف مآيسمح لهآ تطول لسآن .. مآتدري أي كلمه ممكن بـ الضبط تثير إستفزآزه حدّ انفلآت صمّآم الأمآن لـ إرآدته عن تصرفآته الهمجيّه .. بلعت ريقهآ بخوف وهي تتذكر إللي صآر لهآ بـ مصـر ذآكـ اليـوم وشلون كآنت فعلاً قريبه من الموت بخطوهـ وحدهـ ! أي ضربه ثآنيه بهآليوم وكآنت رح تكون بـ عدآد الأموآت .. هذآ الهمجي إللي مآيحسب حسآب لأي شيّ ولآ لمين مآكآن .. بدآئي الفعـل والتصـرف ..


رمشت بخوف هآمسه: إفتحلي الفستآن
رآئف: .........
همست بعيون مدمعه من الخوف: مش عآرفه أفتح الفستآن
ضيق عيونه بحده ونظره على فستآنهآ ..
كآنت ثوآني إللي إستوعب فيهآ الموقف ورعبهآ منه .. فك معصميهآ بهدوء بعدمآ إنحلت عقدة حآجبيه ورخت أعصآبه ..
عطته ظهرهآ مره ثآنيه هآمسه: لو سمحــت !
سحب نفس هآدي بآلع ريقه " وبعدين معك يآحور ! وش هآلعذآب إللي أتعذبه وأنآ قبآلك ! وتبيني أفتح لك الفستآن ! لو إنك دآرين كآن قلت ذآ ملعوب بس شلون وإنتي مآتبيني ألمسك حتى ! "

حرك سبآبته بوسط ظهرهآ على مشآبك الفستآن ثم تبسّم من ردة فعل جسمهآ اللآ إرآديه يوم تصلب بـ إستقآمه من حركة سبآبته على ظهرهآ نزولاً ..
جمع شعرهآ كله على جمبهآ الأيمن وتمّ يتأمل برقبتهآ والجزء المكشوف من كتفيهآ وهو في أقصى محآولآت السيطره على إرآدته إللي كلّ مدى تضعـف أكثر خضوعاً لرغبته تجآههآ !
حوريه: عآرف تفك المشآبك دي ولآ لآء !


مآكآن رده عليهآ إلآ بأول مشبك إنفتـح .. بلعت ريقهآ زآفره نفس مسموع بينمآ كمل هو يفتح بآقي المشآبك لحد آخر ظهرهآ ...
كآنت خآضعه له بـ إنتظآر يخلص لحد مآ إنتفض جسمهآ من حركة إصبعيه الوسطى والسبآبه مضمومين على طول ظهرهآ طلوعاً ..
التفتت عليه بفزع وهي تحآول تجمع الكلآم وقد هرب اللون من وجههآ: ءآآ .. آآآآ آآآ ءءءآآ خ خ خخخخلآآآص .. خلآآآص كدآ
قرب خطوه منهآ هآمس: مآتبين أي مسآعده دآخـل !
حوريه بتوتر بعدمآ تعلقت عيونهآ بعيونه وتصد جسمه عنهآ بيدهآ اليمنى على صدره - همست بوهن - : فيـن !

رفع حآجبيه كإشآره على الحمآم ورآهآ: بـ الحمآم
حوريه: ..........
رآئف: ترآ عندي إستعدآد أتحمم مره ثآنيـه ......... - همس ببحه - معـك
برقت عيونهآ بصدمـه من وقع الجمله على مسآمعهآ !
إستنطقهآ هآمس بـ إبتسآمه شيطآنيّه: هــآ !
حركت رآسهآ بـ النفي مدمعه عيونهآ
حآوط خصرهآ بيدينه مقربهآ منه وهمس بعذوبه: ليـش !

رفعت الفستآن على صدرهآ بعدمآ بدآ ينزل شوي شوي وبعدهآ الدموع متجمعه بعيونهآ ..
رآئف بنفس الهمس: مآتبيـن !
حركت رآسهآ بـ الإيجآب بينمآ أردف هو: مثلمآ تبيـن .. بس لآتنسين إن وعدك لي رح تنفذينه ..
عقدت حآجبيه هآمسه بـ نظة إستفهآم: وعــد !!

شبك أصآبع يدينه ببعضهم من ورآ ظهرهآ مقربهآ لـ صدره هآمـس: أهـآآ .. أول يوم بوسـه من هنـآ - طبع قبله خفيفه على خدهآ الأيمن - وبوسه من هنآ - طبع الثآنيه على خدهآ الأيسر -
كمل بنفس الهمس العذب: وثآني يوم بوسـه من هنــآ - دنق رآسه عليهآ بزآويه منآسبه تآرك أثر للقبلـه الخفيفه الثآلثـه وإللي كآنت على شفتيهآ الرقيقه -
كآنت على وضع الذهـول .. مآرمش لهآ جفن ! لحد مآ فك يدينه بهدوء ومشى عنهآ بخطوآت متبآطئه لوسط الصآله قبآل شآشة التليفزيون بعدمآ شغلـه تآركهـآ مكآنهآ في حآله من الذهول و ضعف الإرآده !



======
-----------
======

======
-----------
======


بنفس التوقيت الصبآحــي ...
نزل درجآت السلم متشدق وهو رآفع جآكيته الإسبور القطني بـ اللون الرمآدي بـ إصبعيه الوسطى والسبآبه ورآ كتفه الأيمن ..
......: صبآآح الخييييير


ثبت جآكيته على زآوية ظهر الكرسي الخآص فيه حول السفره الصغيره المحآوطه بـ 4 كرآسي رآفع زيتونه كبيره لفمه بعد مآبآدلهآ الإبتسآمه: صبآح النور يـ الغلآ
جلست قبآله وصآرت تقرب عليه الصحون بينمآ هو عقد حآجبيه بتسآؤل: وينه أبو مهيف أجل !
أمه وهي تمد له سلة الخبز: قد فطر من قبل وسبق لـ شغلـه
رفع اللقمه إللي غمسهآ بـ اللبنه لفمه وهو يتكلم بصوت أكتم بسبب الأكل بفمه: ليش بدري كذآ !
أمه: وش تبي فيه يعني أول مره تسأل !
عديّ: مآفيه صآر لي فتره ألآحقه ومآنيب محصله توه ردّ من السفر أمس ومآ أمدآني بعد أكلمه
أسندت ذقنهآ بين كفيهآ بـ إبتسآمه حآنيه: إللي تبيـه قد صآر وقد درآ خآلك فيه بعـد
قطب ملآمحه بـ إستفهآم وهو يغلف التوست إللي بيده بـ المربى بينمآ فتحت هي عيونهآ بوسعهآ وإللي مآخفت الفرحـه منهآ: إللي كنت تبي تحآكيه فيه قد تمّ خلآص
عديّ بلآ مبآلآه: وإنتي شدرآك بآللي كنت أبيه فيه !


قفلت عين وفآتحه الثآنيه بلعآنه: أهآآ يـ الخبيث قد دريت بكل شيّ خلآص إنكشفت أورآقك
عقد حآجبيه بـ إبتسآمة غآمضه مآهوب فآهم وش إللي تقصده: علآمك إنتي اليوم وش هآلألغآز !
ضيقت عيونهآ بحده: آمممم ألغآآز ! - فتحت عيونهآ رآفعه حآجبيهآ بنظرة إنتصآر - لآ يآحبيبي خلآص قد دريت بـ السآلفه كووولبووهآ
قوس شفتيه بعدم فهم: أي سآلفه !
صفطت يدينهآ فوق بعضهم على الطآوله: السآلفه إللي بغيت خآلك فيهآ ! مو قلت تبي تتزوج
فتح فمه بـ إستيعآب: أهآآآآآ
لحقته قبل يرد عليهآ وهي تحرك سبآبتهآ بـ حركة إشآده: منك سهل يآولد .. عينك على بنت المآلكي أجل !! لآ وأمهآ هي إللي تبدآ بـ السآلفه بعد هههههه
عقد حآجبيه بـ إستفهآم هآمس: بنت المآلكي !


أمه بـ إبتسآمه: إيه خلآص لآتحآول معي .. الحرمه قد كشفت لي السآلفه كلبوهآ أمس وفآتحتني بـ الموضوع وأنآ عطيتهآ كلمتي وكلمت خآلك أمس بعد مآرديت من الحفل مآرح تصدق شكثر قد تشدق من ونآسته
نزل الخبزه من يده على الصحن الفآرغ قدآمه معقد حآجبيه بـ إستفهآم وملآمحه مقطبه بعدم فهم ! : إنتي وش تقولين ! وشدرآك إنتي منهي إللي أبيهآ !
رفعت حآجبيهآ بحركة سريعه مطبقه شفتيهآ بـ إبتسآمه خبيثه: إيه صح مآكنت أدري بس دريت بـ الأمس
حرك نظره يمنه ويسره بتفكير .. " معقوله صيته كآنت أمس بـ الحفل !! معقوله قد تفوهت لأحد عن إللي بينآتـهم وبـ إللي هو نآويه !! شلون تتجرأ وتبدأ هي بـ الكلآم !! لآ لآ لحظه ! هي وش درآهآ عن أمـي ! من وين تعرفهآ !! "


مدت له أمه رغيف ثآنيه بعد مآغلفت سطحه بـ اللبنه: هآ يومـه .. خـذ
نآظر الرغيف بيدهآ ثم سأل ببرود: وش قصدك يومه بـ إللي تقولينه ؟
نزلت الرغيف من يدهآ مبتسمه أردفت بعدهآ بتأكيد: أم البنت بنفسسسهآ هي إللي بدت وفآتحتني بـ الموضوع ولآ أنآ شلون بدري عن السآلفه !
طير عيونه بتفكير وهو شويّ وينجن .. أمهآ !! أيّ أمّ !! إللي يدريه من وقت الحآدث حقهآ إن أمهآ متوفيه !! لهآ أبّ وأختّ شقيقه وإخوآن !! إخــوآن !! - وقف عند هآلكلمه ثوآني يسوعبهآ - إخوآنهآ مآهم أشقآء لهآ .. يمكنهآ أجل تقصد أمهآ زوجة أبوهآ !! "


أجفل من لمسة يد أمه ليده توعيّه من شروده: عـديّ !
ثبت عيونه الذهبيّه النآعسه بعيونهآ المستفهمه ثم بلع ريقه بسرعه سآئل بهدوء: وش قآلت لك !
حركت رآسهآ بـ النفي ضآحكه: ههههه من الحين وفهيت
عديّ وحده موصله معه - بغيظ مكتوم من بين أسنآنه - : يومممممـــه !
عبست بـ إصطنآع: مآفيه شيّ هذي هي السآلفه .. أمس أمّ طلآل كلمتني طآلبتك لبنتهآ الوحيده .. وعرفتني عليهآ صحيح صغيره بـ السنّ شويّ بس مآشآلله عليهآ حللللللللللوهـ .. أيآآلخبيث ليش مآعلمتني أجل عنهآ من قبل !! الحين أبي أعرف شلون عرفتهآ ووش إللي بينآتكم بـ الضبط ! تحبهــآ ! - سألته الكلمه الأخيره بنص عين -

تمّ لحظآت مثبت عيونه بعيونهآ بـ غموض مآفهمته لحد مآسألت: وش فيـه !
عديّ بـ إستنكآر جآف: إنتي وش إللي تقولينه !! منهي إللي طلبتني لـ بنتهآ !! ومن تكون هآلبنت
رفعت أمه حآجبيهآ ببديهيه: بنت المآلكـي .. شبيب المآلكي ! وأمهآ هي بنفسهآ إللي طلبتك لـ بنتهآ ! - كملت بـ إبتسآمه عريضـه - بنتهــآ نسمـــه ..
شحب لونه بذهول فـ ملآمحه البآرده هآمس بـ عدم تصديق: إيــش !!!
أمه بـ إستفهآم: علآمك !!

وقف عن الطآوله بحده معقد حآجيه بغضب مكتوم: وش إللي تقولينه إنتي !! أي نسمه وأي أم طلآل !! وأي شبيب !!
وقفت بسرعه مقطبه ملآمحهآ بعدم فهم لـ إنزعآجه المفآجئ: عديّ وش فيك يومـه !
سحب نفس عميق مسموع من خشمه مغمض فيه عيونه بقوه - سأل من بين أسنآنه - : وش إللي سويتيه إنتي !
أمه ببلآهه: مو قلت لي من قبل إنك تبي تتزوج بس مآعلمتني منهي أو بنت من تكون وإنتظرت خآلك ! أمس وأنآ بـ الحفل أم طلآل طلبتك لـ بنتهآ نسمه ! للزوآج ! هذآ إللي كنت تدآريه عني قد عرفته وقد عرفه خآلك بعـد ليش إنت معصب كذآ !! حبيبي ترآنآ موآفقين ومآحد رح يعآرضك أبدّ .. أصلاً أنآ أمس قد عطيت كلمـه للحرمـه لأن هذآ إللي تبيـه إنت


ملس بيده اليمنى على شعره بعصبيّه كآظم غيظه وهو يعض بـ أسنآنه العلويه على شفته السفلى ..
لفت حول الطآوله موقفه قدآمه تشده من كمّ قميصه الأبيض بقلق وآضح: عـديّ !
ضمّ أصآبع يده اليمنى كلهآ لبعض يفهمهآ: إيه أبي أتزوج بس مو من بنت شبيب المآلكـي !! مآهيب أم طلآل أو بسمـه مدري نسمـه .. إللي أبيهآ غيييييير غيييير .. وش إللي سويتيه إنتي !!
عقدت حآجبيهآ بعدم فهم هآمسه بـ إستنكآر: وش قصدك إنت !
عديّ بنفآذ صبر: قصدي أنآ ولآ قصدك إنتي !
صآحت بعصبيّه: وأنآ من وين لي أعرف قصدك وإللي تبيه !! قلت لي تبي تتزوج وإللي تبيهآ تعرفهآ وتعرفك .. أتفآجئ أنآ بـ أم البنت تطلبك لبنتهآ !
عديّ وقد وصلت معه وللحين مآهوب مستوعب الموقف الهزلي إللي تتكلم عنه أمه: تطلبنـي لبنتهــآ !! هـــه - طير عيونه زآفر ضحكة إستخفآف - وآلله عشنآ وشفنآ ! الحريم هم من يطلبون الرجآل !
ثبت عيونه بعيونهآ بنظره جآده حآزمه: إسمعي أمي .. هآللي صآر أمس تنسينه بـ المره .. لأن إللي أبيهآ غيـر ..


كآن بيرفع جآكيته عن الكرسي إلآ إنهآ جرته من مرفقه الأيسر: وقف إنــت .. شلون يعني أنسآه !!
التفت لهآ مضيق عيونه بـ إنزعآج بينمآ أردفت هي بصيآح: إنت تدري هآلبنت من تكون !! هذي بنت شبيب المآلكي الوحيده ! لآآآ وأمهآ هي من طلبتك !! مستوعب إنت السآلفه وش كبرهآ !! وبعدين منهي ذي إللي تبيهآ غير بنت المآلكي !! من تكون ! أو وش تكون أصلاً مقآبلهآ !! إسمع عديّ أنآ قد وآفقت الحرمه على مآتبيـه وعلمت خآلك ورحّ يتممّ الموضوع بـ أسرع وقت وإللي تسمعه تقبضـه

زفر نفس هآدي سآئل بـ ببرود: خلصتـي !
مآردت إلآ بـ إستفهآم حآد بملآمحهآ المقطبه بـ غضـب قآبلهآ هو بـ السفـه لهآ ولكلآمهآ رآفع جآكيته بقبضته تآركهآ بصدمتهآ تحآكي خآطرهآ بعدم إستيعآب !



/
/
/
/


من أول مآطلعت من الحمّآم - بـ الكرآمه - لحد مآفتحت البآب من ورآهـ ودخلت بـ عربـة الأكل الإستيل وإللي حوت أصنآف كثيرهـ متعددهـ لـ فطور ملكـي مآقد شآفته بحيآتهآ من قبل !
بهآلوقت كلّه كآنت عيونهآ تترقبـه .. برغم من حركتهآ الكثيره ورآه إلآ إنه مآلآحظهآ ! كآن مسيح جسمه على الكنبـه الشآموآ السودآء ينآظر بـ برنآمج تحليل إقتصآدي لمؤشرآت السوق المآليه !
وقفت العربه ورآ الكنبـه ودنقت جسمهآ عليه من ورآ محآوطه رقبته بذرآعيهآ المشبوكين طآبعه قبله طفوليّه قويّه على خده الأيمن: رووفـــي حآآآآآبيبــــــي !


لف رآسه يمينه معقد حآجبيه بحده ينآظرهآ بدهشه قد تملكت ملآمحه الجآمده .. مآردت إلآ بـ قبله ثآنيه خفيفه وسريعه على شفتيه: الفطـآر هنآ .. مش هتآكل !
كآن ينآظرهآ بضيآع وإحسآس الذهول بتعآبير عدم التصديق مآهيب مفآرقته للحين وهي ورآه حآبسه عنقه بين ذرآعيهآ ترمـش له بهآلنظرآت الأنثويّه المشآغبه ! ليش تصـده بـ حين وتطفي رغبته وحين ثآني تشعل هآلشهوه فيه !
رفعت حآجبيهآ بتعبير طفولي تستنطقه بعدمآ طآل صمته وهو فآهي فيهآ: هــآآآآآآه !! مش عآوز تآكل يعني


همس بخفوت: بلـى
إلتفتت ورآهآ برآسهآ وبعدهآ على وضعهآ: قآبولنآ الأكل ومش عآرفه الصرآحه إيه الأكل الغريب دآ أنوآع كتيره ومش عآرفه ولآ صنف إنت عآرف أكيد صح ! يللآ أكلنـي
بلع ريقه بضيآع فـ نظرة عيونه لهآ وهو يرفع يدينه الثنتين لسآعديهآ إللي مآسرع مآ أبعدتهم عن عنقه بس مآ أمدآهآ لأنه شددّ عليهم مثبتهم
عقدت حآجبيهآ وهي تستقيم بوقفتهآ: فيه إيــ .......... مآ أمدآهآ لأنه سحبهآ من يدينهآ بقوه مدنقهآ عليه من ورآ الكنبه لحد مآ مآلت بثقلهآ كله عليـه إستلمهآ هو من تحت إبطيهآ لحد مآ إستقرت بحضنه !
نفضت جسمهآ من على رجوله إلآ إنه ثبتهآ ممسك بمعصميهآ ..
صآحت بضيق: إببببببعــــــــد
رفع حآجب وآحد بـ إستنكآر: ليش !


بلعت ريقهآ بتوتر وهي تدور لتصريفه من هآلموقف وهي بهآلقرب منه بس مآيصير تعند معه .. هي الحين تبي تعرض عليه الشيّ إللي ببآلهآ وتبيـه ومؤكد إن أثآرت غضبه أو إستفزآزه يصير هآللي ببآلهآ شيّ من الأحلآم المستحيلـه !
تمتمت وهي تمسح ملآمحه بنظره متوتره: ءآآآ مممم يعنـي عشآن آآآ عشآن .. - بلعت ريقهآ بـ إبتسآمه بآهته - عشآن هآكـل
همس: مو أنآ رح أأكلك ! مو هذآ إللي تبينه
رمشت بحركه سريعه وهي تحس بـ أعصآبهآ إللي بدت ترخى وهو بعده مشدد مسكته على معصميهآ بقوه خآلفت بروده ملآمحه وهمسه البآهت: آآآ أيوه .. هتأكلني ههههه وأنآآآآآ ءآآآ وأنآ هأكلك كمآن هآآه .. يللآ سيب إيدي
رفع حآجبيه بـدهشه مصطنعه بلهجه مصريه: هتأكلينـي !!
حركت رآسهآ بـ نعـم وعيونهآ تترقب نظرآته إللي إفترستهآ بينمآ هو حرك رآسه بـ آلنفي هآمس: مآ أبغى من هـ الأكل


عقدت حآجبيهآ بـ إستفهآم: أومآل !
نفخ هوآ من فمه المضموم على فمهآ: من هنـآ
مآردت إلآ بـ النفي وهي تهز رآسهآ بـ الرفض !
رفع حآجبيه هآمس بتوعد: مو على كيفك هآلمره
حوريه بنبره وآهنه: مش عآوزه
رآئف بتأكيد وهو يجآريهآ بلهجتهآ المصريه: بس أنآ عآوز
ترجته بضعف وقد تلألأت عيونهآ العسليّه بـ الدموع: رآآآآئـــف
أبعد جسمه من تحتهآ لحد مآصآرت هي تحته وهو فوقهآ محرر معصميهآ إللي إحمر لونهـم من شدة قبضته حولهم وهو يدنق جسمه بـ الكآمل عليهآ ...


رفعت كفيهآ لصدره تمنعه بوهن يقرب عليهآ إلآ إنهآ كآنت محآوله فآشله .. هو فعلاً قد إلتصق فيهآ محآوط خصرهآ بيده اليسرى إللي تسحبت لورآ ظهرهآ مقربهآ منه بـ القوهـ !
إرتجف فكهآ السفلي برعشه معلنه عن سقوط دموعهآ إللي مآ أمدآهم يكملوآ طريقهم على خدهآ الأبيض النآعم إلآ ومسحهم بظهر سبآبته هآمس لهآ: شششششش ليش البكآ !
همست بضعف: رآآئف !
بآدلهآ الهمس بعذوبه: لبيـه !
حوريه: متعملش حآقه غصب عني
تحسس شفتيهآ الرقيقه بعقلة إبهآمه وعيونه تفترس فمهآ الصغير بـ نظرآت جوع: ليش خآيفه !
حوريه: متعملش حآقه غصب عني يآرآئف عشآن مكرهكش
رآئف: مآرح أسوي شيّ بـ الغصب .. كله برضآك بس لآتخـآفيـ ..... قطع همسه لهآ بقبله صغيره على شفتيهآ تلتهآ قبلآت كثيره خفيفـه لكل تفصيله من تفآصيل وجههآ .. رخت أعصآبهآ حدّ التخدر تآركه له نفسهآ يشبع فيهآ جوعـه لحد مآ إحتضنت وجهه بين كفيهآ مثبته عيونهآ بعيونه النآعسه هآمسه: رآئف

......: ممممممم
حوريه: أنآ هكمل درآسـ ..... مآكملت كلآمهآ لأنه قآطعهآ حآبس شفتيهآ بين شفتيه قآطع عنهآ النفس ! أبعدته بحده عنهآ يوم إلتفتت بضيق: رآآآئف
مآردّ عليهآ إلآ بقبلآته الخفيفه بـ آخر فكهآ نزولآ لـ عنقهآ بحميميّـه أشعلت حوآسهآ حدّ الرغبـه إللي تنآدي بـ المزيـد وهي تخلل أصآبع يدهآ اليمنى بـ شعره الكثيف من مؤخرة رآسه تمنعه يبتعد عنهآ لحظآت لحدّ مآ أطلقت آهـ متألمه من عضـه خفيفـه صآبت وريد رقبتهآ ومآسرع مآ رفع رآسه معقد حآجبيه بخوف وآضح هآمس بقلق: آلمتك !

تحسست جمب من رقبتهآ معقده حآجبيهآ بـ ضيق ثم ضربت جبينه بـ أصآبعهآ الأربع مضمومين: غبـي
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبي دنق عليهآ بعدهآ لرقبتهآ يدآعب مكآن ألمهآ بطرف لسآنه بينمآ حركت هي رآسهآ بـ إنزعآج: لاآآآء إبعـــد
رآئف وإللي بعده يمآرس سحره عليهآ بلمسآته المثيره لجسدهآ بيده اليمنى إللي تسللت من تحت البآدي القطني الأبيض حقهآ وشفتيه تدآعب هآلنبض اللجنوني بآخر حلقهآ من مدآعبة شفتيه بقبلآت خفيفه سريعه ...


حوريه وإللي تدآركت حركة يده إللي إمتدت لتعتصر أجزآء حسآسه من جسمهآ تمهيداً لتحقيق إللي يبيـه رآئـف منهآ رفعت ركبتهآ اليمنى مسدده ضربـه مآبين رجليـه كآنت كفيله لإبعآده عنهآ بـ إنتفآضة جسمه بألم .. هآللحظه إللي سمحت لهآ إنهآ توقف عن الكنبه بسرعه متوجه للحمّآم - بـ الكرآمه - محتمه من ورآ بآبه .. كآنت ثوآني إللي حآولت فيهآ تهدي هآلنبض الهستيري بجوفهآ وهي ضآمه كفيهآ لصدرهآ وعيونهآ مثبته على الأكره برعـب ! بس الأكيد إنه مآيقدر يوصل لهآ لأنه بخلآف الأكره المقفله كآن فيه تربآس للبآب من الدآخل يمنعه إنه ينفتح !
مآتمت هآللحظآت إلآ وإنتفض جسمهآ بفزع من ضربة البآب العنيفه وإللي وآضح إنهآ سددت للبآب برجلـه وهو يصيح بحده: إفتحـــي البـــآب
قربت وجههآ للبآب بنبره متصنعه للقوه: لآء مش هفتحـه
إنتفضت كتوفهآ من رزعة البآب بـ قوه والأكره إللي تلتفت لأجل تنفتح بس بدون فآيده: إفتحي البآب
حوريه: ............


رآئف بنفآذ صبر وغيظ مكتوم من بين أسنآنه: قسسسم بـ الله يآحور إن مآفتحتي هآلبآب بـ كيفك لأكسره فوق رآسك .. لآتختبرين صبري لأندمـك
حوريه بصيآح: لآء مش هفتحـه وإللي عآوز تعملـه إعملــ ............ مآ امدآهآ تكمل جملتهآ إلآ وإنتفض البآب من ركلآته العنيفه وإللي بسببهآ تقوس التربآس .. صآحت توقفه: بــــــسسس
رآئف بعصبيه: إفتحي البآب
حوريه: هفتحه طيب بس متضربش البآب التربآس هيتحني ومش هعرف أفتحه
بلعت ريقهآ وآلخوف أقصآه قد تملكهآ .. شدت البآدي على جسمهآ وهي تمسح صدرهآ بكفهآ نآفخه هوآ من فمهآ الصغير المضموم إستعدآداً لعلقـة مـوت رح تآكلهآ الحيـن ! هي بـ الحآلتين إن فتحت البآب بكيفهآ أو فسخه هو عليهآ رح تنضرب بس ليش حست إن فتحت هي البآب بـ إرآدتهآ رح يكون الضرب أخــفّ !

سحبت نفس أخير إستعدآداً للموآجهه وهي تدف البآب لقدآم لأجل تفتح التربآس وتوّ مآ حررته إلآ وإنفتح البآب على وسعـه وهو قدآمهآ قد ملآ الشرّ ملآمحه القآسيــه ...
توهآ بتفتح فمهآ تبريراً للي صآر إلآ ويلجمهآ بحركته يوم شآلهآ على كتفه الأيسر بعصبيه متوجـه بهآ لغرفة النوم وهي تصيــــح بـ الرفـض وتترجـآه يتركهآ: لاآآآآآآآآءآآآآآآآهـ آآآآآهــييي لآآآآآآآء رآآآآئف سيبنــــي لآآآآآآآء


رمآهآ بقوه على السرير ووقف هو فوقهآ على ركبتيـه محتضن وسطهآ بين رجليه مقطب ملآمحه بغضب نآري وهي تصيح فيه وترج فـ جسمهآ علهآ تبعده عنهآ ..
مسكهآ من رقبتهآ خآنقهآ بيده اليمنى: تلعبيـن معي إنتي هـآآآآآ !
حوريه وقد إحمر وجههآ من أنفآسهآ إللي إنقطعت عنهآ بسبب خنقه لهآ: كــححح .. آحح آآآهـ
رآئف من بين أسنآنه: تلعبيــن !! تلعبيـن معـي !! هآآ وش رآيك بـ اللعب ! حذرتك يآحور .. حذرتك إن فكرتي تلعبين معـي لأندمــك أشـدّ نـدم ..
حوريه ببكآ مبحوح: لآآآآء يآآرآآئــ .....
قآطعهآ بحزم وحده: إيش لآآء ! بعدك مآشفتي شيّ .. هذي بس البدآيــــه !



/
/
/
/


كآنوآ ربع سآعه إللي مروآ من تلقى صدمـة الغلطـه إللي سوتهآ أمـه بوعدهآ لزوجة شبيب المآلكي إرتبآطه ببنتهآ !



بـ المدخل الرئيسي لبوآبة المستشفى ومرورآ بـ الإستقبآل وممرآت الأقسآم متجآهل كلّ الندآءآت الموجهه لـه أو حتى المجآملآت الصبآحيّه وعيونه مثبته على المدى قدآمه بحده لحد مآوصل عند بآب الإدآره .. الغرفه إللي من المفترض الحين يكون خآله على مكتبـه ورآ بآبهآ !
فتح البآب بدون إستئذآن بهدوء مخآلف للعآصفـه بدآخله ..
ميل رآسه لقدآم معقد حآجبيه ينآظره من تحت نظآرته أول مآدخل عليـه ...
قفّل البآب ورآه متوجه صوب مكتب خآله لآصق نصفه الفلي بحآفة المكتب ومثبت أصآبع يدينه مفرقه على المكتب ..


سفهه خآله وهو ينآظر بـ الأورآق: وعليكم السلآم ورحمة الله وبركآته
بلع عديّ ريقه بهدوء .. حتى السلآم سهى عنـه !
كمل خآله بهدوء: الدخله قويّه .. خير إنشآلله !
عديّ: أبيك تجي معي الحين
رفع نظره الحآد له من فوق نظآرته إللي كآنت على طرف خشمه بـ إستفهآم !
عديّ: أبي أخطب بنت علي عبدآلرحمن
سفهه خآله منزل نظره للملف إللي يقلب بـ أورآقه بعد مآبلل طرف عقلته بلسآنه: بس إنت قد إرتبطت فعلاً
همس بـ إستنكآر: إيش !


خآله ببرود وعيونه ع الأورآق: بنت شبيب المآلكـي ! مآقآلت لك أمك
عديّ بغضب مكتوم: مآلي ببنت المآلكي .. قلتلك أبي بنت علي عبدآلرحمن .. طآلبك تجي معي الحين أو بروح بروحي
نزل خآله الأورآق قدآمه رآفع حآجبيه بـ غموض !
بلع عديّ ريقه بسرعه ثم جلس على الكرسي المقآبل للمكتب وعيونه بـ الأرض: مآ أبي غير بنت علي عبدآلرحمن .. كلّ إللي صآر أمس مع أمي كآن لبـس .. سوء فهـم
رفع خآله حآجبيه بـ إعجآب: ليت كلّ سوء فهم تكون هذي نتآيجه
التفت له عديّ مضيق عيونه بـ إستنكآر بينمآ أردف خآله بتأكيد: إنسى هآللي ببآلك .. الحرمه طلبتك لبنتهآ وآنتهى الموضوع


عديّ بنفآذ صبر وقد علت نبرته الحآده: أي موضوع !! بعدي مآبديت الموضوع لأجل ينتهــي ..
قوس خآله شفتيه بلآ مبآلآه: وش لك إنت ترفض ! تدري شمعنى تطلبك مرة شبيب المآلكي لبنتهم ! إنت مستوعب إسم العآيله نفسهآ !! وبعدين منهي بنت علي عبدآلرحمن ذي ! من وين لك تعرفهآ !!
عديّ: صيتـه .. - شدد على إسمهآ - صيته ,, علي ,, عبدآلرحمن .. صيته إللي كآنت ممرضـه بهآلمستشفـى .. صيتـه إللي إستقـآلت
وقفت خآله ببرود عن كرسيه مقطب ملآمحه بصدمه هآمس بـ إستنكآر حآد: وشهــو !
وقف عديّ موآجهه: إيـه .. هذي هي إللي أبيهآ
رمقه خآله بنظره حآده: لآآآآه لآآآآ لآآآآ قد صآب عقلك شيّ ! الحين هذي هي إللي تبيهآ ! ترفض بنت المآلكي لأجلهآ !!!!
عديّ بغيظ مكتوم تجآهلاً لنبرة التحقير بصوت خآله: إيـ ..... مآ أمدآه يكمل لأن خآله قآطعه بجفآء رآفع سبآبته بتحذير: إسمــع .. قلت علمك وذآ علمنآ .. حتى وإن مآكآنت بنت المآلكي بـ السآلفه .. بـ أحلآمك إن وآفقتك على ذيك الممرضه خآيسة السمعـه


ضرب عديّ المكتب بيده اليمنى بتهديد: مآ أسمحلــــــــك
وآزآه خآله بنفس النبره الحآده مبرق عيونه: تحشـــــم يآعــــديّ !
تمّ عديّ مثبت عيونه بنظرة غضب شرسـه بعيون خآله المفتوحه بصدمه ..
أردف خآله بجفآء: مآتحشم أحد إنت أجل !! تعلي صوتك علي عشآن ذيك الممرضه !
عديّ من بين أسنآنه وقد إحمر وجهه وطق عرق برقبته من غيظه وغضبه المكبوت: لـ ثآني مره يآخآلــــي .. لووو سمحـــــــــــت !
جلس خآله على كرسيه - بنبره أخف وأهدى - : إنت نسيت إللي صآر لهآ ! نسيت فضيحتهآ إللي كآنت سبب إستقآلتهآ


عديّ: مآنسيت .. بس شكلك إنت إللي نسيت إن البنت نظيفـه والخطآ مني أنآ وهي إللي تحملت
مآل فمّه بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره: هــه .. ليكون أجل تبي تصحح هآلخطآ بآللي تبيـه !
عديّ بهدوء مصطنع: خآلـ ...........
قآطعه بجفـــــآء قآطــع بعدمآ رفع نظآرته لعيونه وعيونه على الأورآق إللي يقلبهآ: إنتهــــــــــى !



======
-----------
======



سحبت كوب القهوه الكبير من يدين أمهآ وتربعت على الكرسي الإسفنجي العريض قبآل شآشة التلفزيون مبرقه عيونهآ بـ إهتمآم مصطنع للي تشوفه ومآتدري وشهو !
......: وآللهـي !! بقـد يعنـي !!


رفعت عيونهآ كآتمه ضحكتهآ بـ الحيل لشكل أمهآ المعصب وهي مكتفه يدينهآ ورآفعه حآجب وآحد مطبقه شفتيهآ بقهر مصطنع: ههههه خلآص قلبك أبيض
حركت أمهآ رآسهآ بـ النفي على حركآت بنتهآ الطفوليه وهي تسحب الريموت وتجلس جمبهآ على الكرسي الإسفنجي المستقل: مش هتعئلـي أبداً إنتي .. على فكره الئهوه دي زيآده مش سآده
ورده بـ إبتسآمه: آمم عآدي أي حآقـه مش مهم

أمهآ بلوم: إستحميتي وخآرقه كدآ بدون مآتنشفي شعرك إللي غرء هدومك ..
طلعت ورده طرف لسآنهآ من فمهآ بلآمبآلآه بينمآ برقت أمهآ عيونهآ: يآبت ضهـرك كلـه مبلـول !!
نزلت ورده كوب القهوه الخاص بأمهآ من فمهآ للطآوله قدآمهآ رآفعه جوآلهآ إللي أضآء برسآله ...
همست أمهآ بقلة حيله: ربنآ يهديكي


عضت على طرف شفتهآ السفلى بتفكير " الرقم الآن متآح يمكنك الإتصآل بـه " .. هو نفسه الرقم إللي حآولت أمس برغم تأخر الوقت إنهآ تكلمـه بس كآن مغلـق ..
" وشكلـه توه الحين وفتحـه .. أكيد هو بعد وصله رسآله إني حآولت أكلمه .. أدق أنآ أو أنتظره !! هففففف غبآء غبآء .. أنآ إللي لآزم أكلمه وأعلمه "
قوست شفتيهآ بأسف " مو إنت الشخص إللي أبيـه يآسنـد .. مآ أبي غير آدم آد .......... "
عقدت حآجبيهآ وهي تنآظر ورآهآ من سمعت صوت جرس الشقـه ..
أمهآ بـ إستفهآم: معئول لحئ يقيب الطلبآت !!
ورده وهي توقف بسرعه قبل أمهآ: خليكي إنتي أنآ هفتح ..
سحبت طرحتهآ السودآء من على الكرسي فوق رآسهآ بـ إهمآل متوجهه برآ غرفة الجلوس ومنهآ لـ سيب مؤدي للريسيبشن ثم مدخل الشقـه ...
رمت طرف الطرحه على كتفهآ فآتحه البآب بـ طفش وتململ ومآسرع مآختفت هآلملآمح لصدمـه وهي مبرقه عيونهآ فآتحه فمهآ بـ ذهول ! بينمآ هو كآن ينقل عيونه عليهآ من تحتهآ لفوق معقد حآجبيه بضيـق ...


.......: ورررردهــ خليـه يملآ جركـن ميّـه عشآن نسيت أئولـــوو
إتسعد حدقتيهآ أكثر من سمعت صوت أمهآ ملتفته ورآهآ ثم ردت تنآظره بغضب مكتوم وهي تصر من بين أسنآنه: إنت وش إللي جآآبك هنآآآآآ - همست بـ إستنكآر - مجنـووون إنــت ؟!!!
رفع ذقنه ينآظر ورآهآ بـ إستفهآم: من إللي دآخل !
ضيقت فتحة البآب لأجل مآيشوف شيّ: أمــي هنـآآآآ
رفع حآجبيه مبرق عيونه بصدمه: وآلله !
ورده: وتسأل بعد !! أجل مفكرني بروحي !! آدم هذي مو أول مره إللي تتجرآ فيهآ وتدق بآبي .. فرضاً أمي هي إللي فتحت !! أو إن أبوي كآن هنآ مثلاً !!!
قوس شفتيه كآشف عن صف أسنآنه السفلى متفشل: آممممم طيب مآكنت أدري
ورده: إمشي طيب
لحقهآ بهمس قبل تقفل البآب: لحححححظــه


ورده بعصبيّه وكل شوي تتلفت ورآهآ: هـآآآآآ
آدم: أنآ بروح
ورده: طيب روح
غمض عيونه مطبق شفتيه: لآء مو هذآ قصدي .. أنآ كنت جآلس بشقـة رآمز .. الشقه إللي جمبكم هذي بس بروح الحين - أشر بعيونه على الهآندبآق حقته بـ الأرض -
عقدت حآجبيهآ من شآفت الشنطه مستفهمه: ليش بتروح !
آدم بـ إبتسآمه: يعني شكلك نسيتي إللي إتفقنآ عليه أمس !
عضت بـ أسنآنهآ العلويه على شفتهآ السفلى بـ إحرآج هآمسه: لآء مآنسيت
قرب آدم شوي عليهآ مدنق رآسه: يعني شلون بخطبك وأنآ وإنتي بنفس المكآن ! وش بيقولون ! - حرك عقلة سبآبته على وجههآ من أول جبينهآ بـ المنتصف لـ آخر ذقنهآ هآمس - لآ يآوردتي .. مآيصير


.......: ورررردهـــ إنتي فيييييييــــن
إنتفض جسمهآ برعب من صيآح أمهآ بآلعه ريقهآ بتوتر وهي تنآظره بحده متلعثمه: ءآآآآ آآآآ أيـوآآآ قآيــه أهــووو
آدم بـ إبتسآمه هآمس بـ تقليد للهجتهآ المصريه: قآيـه أهوو ! ههههه
دفته من صدره تبعده مبتسمه وهي تنآظره بتهديد مصطنع: آآآدآآآآم
ثبت يدينه فوق يدينهآ على صدره: قلب آدم إنتي
أطبقت شفتيهآ بـ إبتسآمه مكبوته بـ إحرآج مآتمّت إلآ وإنتفض جسمهآ مره ثآنيه من صيآح أمهآ
.......: ميــــن يآآآآآآورررردهـــ


سحبت يدهآ بسرعه وهي تصيح بـ لعثمه: ءآآآآ آآآ دآآآآ .. دآآآآ !! دآآ الســـوآء يآ مآآمـــآآ
عقد حآجبيه بـ إستنكآر: سوآق !!
ورده بترجي: آدم إممممشــي الحين وآلله مو وقتك أبدّ
آدم: لآحظي إن هذي ثآني مره أكون فيهآ السآيق !
رفعت قبضتهآ لفمهآ تدآري ضحكهآ المكبوت: طيب رو ........ - نآظرت بـ جوآلهآ إللي إهتز بيدهآ وهو يضوي وتعلآ نغمتـه بـ إتصآل أربكهـآ من شآفت صآحبه ! -
آدم وعيونه على الجوآل بيدهآ بملآحظه حآده وسريعه لتوترهآ وإرتبآكهآ من شآفت الإسم !
.....: ميــن !
.....: هــآآآ !!
أشرّ بعيونه على جوآلهآ: إللي يدق !!
بلعت ريقهآ وهي تنآظر بـ الإسم مبتسمه بتوتر: هذآآآآ هههه آآآآ .. لآآآ عآآدي


عقد حآجبيه مضيق عيونه بحده من ردة فعلهآ المتوتره وإرتبآكهآ إللي وصل أقصآه ... مدّ يده ليدهآ الممسكه بـ الجوآل وإللي أبعدتهآ لورآ ظهرهآ بسرعه تمنعه ..
رفع حآجبيه بـ نظرة إستفآم !
ورده بهمس وترجي فـ ملآمحهآ: آدم تكفى روح الحين .. أمي دآخل
آدم بجديّه: عطيني الجوآل
عقدت حآجبيهآ بـ إستنكآر: إيــش !!
آدم بنفس الهدوء: الجوآل .. هآتيــه
رفعت حآجب وآحد بضيق: وليـش !!
صرّ على أسنآنه بغضب وهو مغمض عيونه بثبآت: قلت لك عطيني الجوآل
نآظرت شآشة جوآلهآ بـ المكآلمه إللي لم يتم الردّ عليهآ بآلعه ريقهآ بـ توتر وهي تمد له الجوآل بتردد !
سحبه من يدهآ بقوه وهو ينآظر بـ الإسم .. (( سند المرشد ))
رفع نظره لهآ مضيق عيونه بـ إستفهآم حآد يستنطقهآ الجوآب على سؤآله قبل يسألــه ..


.......: وررردآآآآآهـــــــــ
سحبت الجوآل من يده بسرعه: أيوآآ يآ مآآآمــــآآ
إلتفتت عليه بـ إرتبآك مقطبه حآجبيهآ بترجي: آدآآآم تكـ ......
مآكملت لأنه أعرض عنهآ ببرود بعدمآ رفع شنطته !
تمت معلقه عيونهآ عليه بنظره إستفهآم حآده لتصرفـه لحد مآختفى من قدامها !

إنتفض جسمهآ بفزعه من لمسة أمهآ لكتفهآ شآهقه نفس مسموع تدآركتهآ أمهآ وهي تسمي عليهآ الرحمن: إسسم آلله عليكي .. مآآلك !
غمضت عيونهآ برآحه ويدهآ على صدرهآ تتنفس بهدوء هآمسه: مآآمآآ خضيتينــي بقـد
أمهآ بـ إستفهآم: كل دآ وآئفـه بتعملي إيه !! وفين الطلبآت إللي السوآء قآبهآ مش شآيفه حآقه !

حركت نظرهآ يمنه ويسره بتفكير: ءآآآ آآآآ آيوآآ .. ءآآآ لآآآء مآآآ مآآهوووآآآ
حركت أمهآ رآسهآ تستنطقهآ بملآمحه مستفهمه للعثمتهآ: هـوآآ .... !!!
رفعت حآجبيهآ بآلعه ريقهآ: آآآ أيوه .. لآء مآهوآ لسه مقبـش حآقه أنآ إتصلت عليه ييقي عشآن عآوزه شوية حآقآت ليّآ يقيبهـم بـ المره مع الحآقآت إللي إنتي عوزآهآ وكنت بئولـه عليهم


رفعت أمهآ حآجبيهآ فآتحه فمهآ بـ شبه إستيعآب: أهآآآ .. آممم طيب تعآلي يلآ ندخل
مشت وأمهآ لدآخل وعيونهآ على إسمـه بـ جوآلـهآ بـ المكآلمه إللي مآردت عليهآ .. وش إللي المفروض تسويـه الحيـن مع ثنينآتهـم !
إللي يظنـه سنـد من إتصآلهآ فيـه .. وإللي يظنـه آدم من إتصآل سنـد فيهـآ !


======
-----------
======
======
-----------
======

منتصـف آلليل من نفـس اليــوم ...
بـ غرفته الفسيحه وإللي مآيختلف شكلهآ كثير عن غرفته بـ المستشفى أو بـ العيآده عن إنهآ غرفته الخآصه بـ النوم !


سوآ بـ أثآثهآ القليل جداً والبسيــط والغآلب عليه اللون الأبيض ..
سرير كبير منجد بـ الجلد الأبيض ينتصف الغرفه محآوط بـ إثنين كومدينه إستيـل ودولآب دآخلي بـ الجدآر كأنه أبوآب للغرفـه .. صوفآ شآموآ منجدهـ بـ اللون الرمآدي الفآتح مزينه بـ مخدآت قطنيـه بيضآء وصفرآء .. يحآوطهآ كرسيين إسفنجيين عريضين بـ اللون الأصفر مرقطـه بـ دوآئر بيضآء ..

كآن مسيح جسمه على وآحد من الكرسيين مسند رآسه لورآ ويديه الثنتين مفرودين على ذرآعي الكرسي ينآظر بـ الشآشه العريضه المعلقه ع الجدآر الأبيض قدآمه بلآ وعي للي يعـرض لحد مآ أجفله صوته وهو يتحسس شعره ..
إلتفت يمينه رآفع نظره له بملآمح جآمده ثم أطرق رآسه لحجره بآلع ريقه بهدوء بعدمآ إعتدل بجلسته ..


أبعد يده عن شعره وهو يجلس على الصوفآ البيضآء جمبه: ليش مآدآومت اليوم !
دنق رآسه لقدآم ينآظر تحته مسند أكوآعه على ركبتيه شآبك أصآبع يدينه ببعضهم بدون ردّ !
أردف خآله بـ إستفسآر: قد جيت اليوم للمستشفى .. ليش مآ أكملت دوآمك ؟
عديّ بهدوء: مآ أعتقد إنك هنآ لأجل تسألني ليش مآدآومت !
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه لإستيعآب عديّ ..

عديّ وعيونه على أصآبعه المشبكه: خيــر !
خآله بـ ثبآت هآدي: قد تكلمت مع طلآل المآلكي وحددنآ موعـد .. مسآ الجمعه الجآيه إنشآلله موعدنآ
قوّس شفتيه رآفع حآجبيه بـ إعجآب: آمممم
أردف خآله بعد لحظآت صمت من ثنينآتهم وهو يشدد يده على ركبة عديّ: عـــــديّ !
رفع عدي رآسه له ينآظره بدون ردّ بينمآ أكمل خآله بنفس الهدوء: كم صآر لك وإنت بهآلبيــت ! من كمّ سنـه وأنآ أبوك مو خآلك ! متى طلبتك بشيّ !
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيّه وهو يتلمس بـ أنملة سبآبته الخطوط بكف يده اليمنى .. وهذآ الحين خآله يمآرس عليه الآعيبه في محآوله خفيّه للضغط عليه من النآحيه العآطفيه: جــرب وآطلبنـي الحيـن
خآله: وهذآني الحين أطلبك


ثبت عديّ نظره بعيون خآله وهمس بتأكيد: وآلله مآردك بطلب يخصـك .. - أكمل بتشديد أكثر على الكلآم - يخصك إنت .. مو أنــآ ..
خآله بضيق: ومن متى إللي يخصك إنت مآيخصني أنآ !!
حرك رآسه بـ النفي مبتسم وهو يبلل شفتيه بـ لسآنه بينمآ كمل خآله بسرعه: عــديّ .. هذآ مآهوب إرتبآط عآدي بكيفك ترفض أو توآفق .. منك مخيرّ أبد لـ إرتبآطك بعآيلة المآلكي .. تدري شمعنى المآلكي !! المآلكي إللي ثلآث أربآع مستشفآنآ الخآص ملك لهم بـ إسم إبنهم الدكتور فرآس .. وإنّآ مآلنآ غير الربـع وحق الإدآره وآلحين وش إللي تقوله إنـت ؟! مآتبي بنتهم وهم إللي طلبوك ؟! وين تشوف نفسك وتشوفني وتشوف كلّ إللي تشوفهم كلّ يوم بدوآمك من بعد رفضك هذآ ؟!


أشرّ بقبضته على صدره هآمس بأسى وقد رقت ملآمحه لـ حزن: فيه هنآ شيّ غير الشيّ إللي تبيه إنت ويبونه هـمّ .. فيه هنآ بنت غير بنت المآلكي
سحب نفس مسموع من فمه بغيظ مكتوم: مآ أصدق إن هآلكلآم يطلع منك !! من رجآل تعدآ الثلآثين !! وش يفرق معك إنت بنت المآلكي أو غيرهآ !! بـ الأخير كلهم حريم مثلهم مثل بعـض
عديّ بـ نظره غآمضه: أمي ميثآ عندك مثلهآ مثل غيرهآ من الحريم !


بلع خآله ريقه مطرق رآسه هآمس بحزن: أمك ميثآ مآفي مثيلهآ بين الحريم
عديّ: أجــلّ !
ثبت خآله نظره بعيونه الذهبيّه المتلألأه بضيآع من التنآقض بـ كلآمه - مشدد بـ جفآء -: ظروفك غيـر
زفر ضحكة إستخفآف مقطوعه وهو يحك كفيه ببعضهم: ظــــروف !
وقف خآله بسرعه هروباً من عديّ إللي كل مدى يضيق النطآق عليه أكثر بينمآ لحقه عديّ بنبره جآده حآزمـه قبل يطلع من الغرفه: حلآلي مثنى وثلآث ورُبــآع !
مآل فمه بـ إبتسآمه سآخره وهو معطيه ظهره على محآولته الفآشلـه التملص من الموضوع بأي شكل مثل هآلطآري السخيف إنه ممكن يجمـع بعصمته أكثر من زوجـه - جآوبه بحـزم - : بنت المآلكي مآتتثنـى يآعُــديّ !



======
-----------
======



التآسعـه من صبآح يوم جديـد ...
إرتمى على سريره وقد ملت إبتسآمته شدقيـه مشبك أصآبع يدينه تحت رآسه وينآظر بـ السقف .. يعد بـ خآطره العد التنآزلي من الـ عشـره للصفــر من بعد مآسمـع صوت سيآرة بسّآم أخوه تطلـع من البيـت ... من أمس وهو يدري إن عندهآ خبر بردتة للبيت .. بس بسبب وجود بسّآم خصوصاً بهآليوم كلّه بـ البيت لأنه يوم عطلتـه مآقدرت تكـدر عليـه صفـوهـ !


سِته .. خمسه .. أربعه .. ثلآثه .. إثنيـ ........ مآكمل نطقـه للرقم إلآ وإنفتح بآب غرفته على وسعـه بغضـب نــآري من فآتحـه !
غمض عيونه بـ إستمتآع متجآهل دخول هآلشخص وإللي يدري من هو وسبب وجودهـ ودخوله بهآلطريقه الهجوميّه !

.......: وش قصدك بآللي تسويّه !
...................
بغضب مكتوم من بين أسنآنهآ: آدم أنآ أكلمك
...................
فتح عيونه وهو يحس بـ إنخفآض المرتبه من جلوسهآ عليه معلق عيونه بـ السقف ..
رفعت كفهآ لخده الأيمن وهي تتحسس حآجبه بـ إبهآمهآ هآمسه: حبيبـي آدم ..
...................
نآهد بترجي: قلي إنك مغير تلعب بـ أعصآبي
آدم ببرود: وليش ألعب بـ أعصآبك !
عقدت حآجبيهآ هآمسه بصدمه: آدم !

رفع حآجبيه مآط شفته السفلى بلآ مبآلآه: ليش يعنـي ألعب بـ أعصآبك !
نآهد: وش قصدك بآللي قلته لمرآم عن بنت المآلكـي !
آدم بـ بلآهه مصطنعه: بنت المآلكـي !
نآهد بهدوء مصطنع مخآلف للبرآكين المتقده دآخلهآ: وردهـ بنت معآذ المآلكي
إتسعت إبتسآمته سآحب نفس عميق مسموع وهو يغمض عيونـه برآحـه .. أردف بهدوء: وردهـ .. معــآذ .. المآلكــي
نآهد: ............
فتح عيونه ومآل عليهآ بجنبه الأيسر يدينه الثنتين مصفتين على بعضهم تحت خده الأيسر: هـذي وردتـي
عقدت حآجبيهآ بعدم فهم طرح سؤآلهآ ..
آدم: مبسوطـه نآهـد ! رح يصيـر لك سِلفـه ..
نآهد بهمس بآهت وبعدهآ مو مصدقه: شلون يعني سِلفـه !
رفع حآجبيه بدهشه مصطنعه: مآتعرفيـن ! زوجـة أخو زوجـك وش يسمونهآ ! مو سِلفـه لك !
نآهد: شلون يعني زوجـة أخو زوجـي ! مآفهمت


تقلب على ظهره ويديه الثنتين على بطنه: أخو زوجك بسّآم من يكون غيري ! سِلفتك من تكون غير وردهـ إللي رح تكون زوجتـي ! فهمتـي الحيـن !
طيرت عيونهآ زآفره ضحكة إستخفآف: هههه وآلله ! نكته بآيخـه
آدم ببرود: هذآ إن كآنت نكتـه
التفتت له بحده مضيقه عيونهآ بغضب مكبوت: لآتختبر صبـري على كلآمك السخيـف هذآ معآي
آدم: أجل إطلعـي برآ ووفري صبرك
شدته من تيشيرته القطنـي أبيض اللون بقبضتهآ: تكلم معي عدل وفهمنـي وش إللي ترمـي له بـ الضبط ! وش إللي تبيـه ! تبي تضآيقني يعنـي ! تستفزنـي ! تقهرنـي ! إيه تطمــن لأنك وصلت للي تبيه إنهي عآد هآلتمثيليـه لأن مآعآد فينـي


نفض آدم قبضتهآ عن تيشيرته: مآ أمثــل
ضيقت عيونهآ بحده وقد علت أنفآسهآ المحتده بغضب تجمعت دموعهآ بمحآجر عيونهآ ترجته بنبره مهزوزه وآهنه: آدم تكفـى بطـل هآللي تسويـه
تقلب على جنبه الأيمن معطيهآ ظهره مغمض عيونه بقوه .. هذآ آخر مآيبيه الحين يسمـع أنفآسهآ الملتهبـه بـ غيرتهآ الجنونيّه عليـه ونبرتهآ المرتجفـه إللي تذوبـه .. هذآ غير دموعهآ إللي تعـذب روحـه وتجيبـه بـ أرضـه جثـه تحت رجليهآ مثلّ كل مرهـ .. هآلحقيقـه المرّه إللي يبغضهآ بنفسـه .. ضعفـه بـ الحُــبّ .. ضعفـه قبآل أنثى شيطآنيّـه عرفت شلون توصـل لـه وتجره معهآ للخطيئـه .. للرذيلـه .. للغلـط بـ حق آلله .. بـ حق أخوهـ وبحـق نفسـه !


أعتصرت ذرآعه بيدهآ وهي مشدده عليهآ تهزه بضعف بآكيه: آدم رد علـي لآتخلينـي كـــذآآآآآآآآ
التفت عليهآ معصــب وقد استقعد بجلسته على السرير: وش إللي تبينـــه هـــآآآآآ !
نآهد بضعف: قللي إنك تكـذب .. تدعــي .. تمثــل ..
آدم بنفآذ صبر: مآ أكــذب .. هآلبنـــت أحبهــآ .. ورح أتزوجهــآ
هزت رآسهآ بـ النفي: لآآآآ .. لآآ مآتحبهآ .. إنت تحبـني أنآ .. تحبنـي أنآ مو هـي
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره: هذآ إللي تظنينـه إنتي .. هذآ ظنك بس مو الحقيقـه ..
نآهد بضعف: لآآآ هذي الحقيقه
آدم: الحقيقه إني أحب غيرك وهآللي أحبهآ رحّ أتزوجهآ .. والأسلم لك تبتعدين عنـي بـكيفك وإلآ رح تندميـن يآنآهــد وأنآ أحذرك


نآهد بصيآح: إنت مآتحب غيري ومآرح تتزوج من غيــري ليش مآتفهــــــــــــــــم لييييييش
آدم بغضب مكبوت: ليش إنتي إللي مآتفهمين ! إنتي متزوجـه .. وزوجك هذآ يكون أخوي
حآوطت بطنهآ بيدينهآ وهي تصيح ببكآ: وهآللي ببطنـي إبنك إنت مو إبن أخوك .. هآللي ببطنـي وش أسوي فيييه هآآآآآآ علمنـي !!
وقف على ركبته مقرب منهآ رآفعهآ لمستوآه وهو يشدهآ من يآقة قميصهآ القطنـي مشمشي اللون: هآللي ببطنك تقطينـه بـ الزبآله .. لأنه مآهوب إبني .. مآنيب معترف فيـه .. وكنك تبينه خليـه ببطنك لين يطلـع .. بس لآمنه طلـع لآتوآجهينـي فيه .. فهمتي شلـون ! مآتهميني لآ إنتي ولآ ذآ إللي ببطنك
همست إسمه بترجـي من بين شهقآتهآ: آآآدآآآآآآم
فلت ملآبسهآ ونزل عن السرير وهو يجرهآ من مرفقهآ: رح أتمّ هنآ وبهآلوقت مآ أبغـى أشوف وجهك لين أنقلـع من هآلبيت


طآحت من السرير على الأرض وبعده يسحبهآ بقوه وهي تصيح: لاآآآآء يآ آدآآآآم لآتسوي فيني كذآآ لآآآآآآ
دنق جسمه عليهآ رآفعهآ بسآعديه من تحت إبطيهآ يوقفهآ لأجل تطلع برآ بينمآ كآنت هي منهآره بثقلهآ كله على الأرض ومآتسآعده أبدّ إنهآ توقف: لآآآآآآآآآ مآآآرح أخلييييك وآلله مآ أخلييييييك
فك يدينه منهآ معطيهآ ظهرهآ رآفع نظره للسقف بقهر ويدينه بوسط جسمـه عآض بـ أسنآنه العلويه على شفته السفلى .. بينمآ تكورت نآهد بـ الأرض ضآمه ركبتيهآ لصدرهآ تأن وتنتحـب بحسره تذوب الحجـر ...
التفت لهآ وقد تجمعت الدموع بعيونـه .. زفر نفس مسموع من فمه المضموم ثم جلس ورآهآ يبعد خصلآت من شعرهآ عن وجههآ .. همس بهدوء: نآهـــد !


مآكآنت ترد غير بـ أنـآت وآهــآت موجعـــه تعلى وتحتد بـ إنتفآضة جسمهآ من أثر بكآهآ الحآد ..
آدم ببرود: مآفي شيّ رح يتبدل يآنآهد ببكآك .. هآلشيّ إللي صآر معك مآكآن إلآ نشوه .. رغبـه شهوآنيه مآقدرت أكبتهآ قدآم عرض مغري مفتوح .. مآعرفتيني غير بيوم دخولك لهآلبيت .. منتيب شخصيّه سويّه يآنآهـد .. شكثر يصعب علي حآل أخوي بسّآم وآنتي زوجته .. مآ أقدر أكمل بهآلغلط أبـدّ مآ أقدر .. كنك تبين تحآفظين على مكآنك بهآلبيت نزلي إللي ببطنك وتقدرين تحملين مره ثآنيه وتحآولين تصححين علآقتك بـ بسّآم وتبدين معـه .. وأنآ أبدأ بدآيتي بعيد عنك وبدونك .. هذآ الصحّ والمفروض إللي لآزم يصير ..


نآهد بوهــن وهي تدفس وجههآ بين كفيهآ: لاآآآآآآآآء
آدم: لآتفكرين إن شيّ رح يتغير بقرآري لأجل بس هآللي ببطنك ! أنآ أخو بسّآم قبل تصيرين إنتي زوجتـه .. كن أحد فينآ بيخسر فهـو إنتي .. ولآتفكرين بـ إنك تخربين علي .. وردهـ تدري عن العلآقه بينآتنآ بخلآف هآللي بـ أحشآئك منـي وإللي مآتقدرين تثبتين لأحد إنه من صلبي إلآ بعـد ولآدتك .. ولحين وقت هـ الولآده وردهـ المآلكـي رح تكون بعصمتـي .. ملك يمينـي .. سوي وقتهآ إللي تبيـن وريني وش بتستفيدين


رفعت جسمهآ تنآظره بحقد من بين بكآهآ رآفعه سبآبتهآ بوجهه: رح أندمك يآ آدم
مسك سبآبتهآ ونزلهآ بهدوء: هآلندم إن طآل أحد فـ هو إنتي مو أنآ
نآهد بحقد: شلون تعيش وتتهنى وأنآ أتعـذب شلـوووون
وقف ببرود يديه بجيوب بنطلونه: قلتلك .. تقدرين تبدين من أول ..
نآهد ببكآ: بدآيتي هذي معـك إنـــــت يآ آدآآآآم مو غيرك
حرك رآسه بـ أسـف مطبق شفتيه: ونهآيتي انا هـي إللي معك مو البدآيه
أعرض عنهآ صوب البآب يخطو خطوآته بتثآقل لحد مآوقفه صوتهآ الحآقد الحآد العآضب: رح أعلمهآ كل شــيّ رح أعلمهـــآآآ عن إبنك إللي ببطنــي حتى وإن تزوجتهآ .. وآلله مآ أهنيك ولآ أخليك ترتآآآح .. وريني عآد شلون هي بتعيش مع خآين مثلك ..
التفت عليهآ مبتسم بسخريه: وشلون بسّآم عآيش مع خآينـه مثلك !
نآهد: بسّآم مآيدري .. بس هي رح تدري


رفع كتوفه بلآ مبآلآه: خلهآ تدري وش إللي بيصير ! قلتلك يآنآهد - ضم قبضة يده اليمنى بـ الهوآ قدآم عيونهآ وهو يهمس لهآ بتأكيد - رح تصير ملكــي .. بعصمتــي .. وإن بغت تتركنـي .. مآآآآآ ,,, رح ,,, أتركهـآ !
ضربت الأرض بقبضتهآ بعدمآ بدت علآمآت الإنهيآر تظهر وهي تصيح بهستيريآ: شلووووون بتعيش مع وحده مآتبيييييييك
صدّ عنهآ لبآب غرفته بيطلـع تآركهآ فـ دوآمه من الإنهيآر العصبي - ببـرود سآخر - : مثلمآ تعيشين إنتي مع وآحد مآتبينـــه !


======
-----------
======


دخل من بآب المكتب بعدمآ توه طلع من المغسله من بعد مآ أنهوآ غدآهم بـ مجلس الرجآل بـ فيلآ محصن عبدآلله وهو يجفف بقآيآ البلل بـ المنديل الورقي العريض مبتسم للجآلس قدآمه ورآ مكتبه وينآظر بـ لآب توبه بـ إهتمآم: سفــــره دآيمه يآبو محصــن
رفع وآئل نظره له بـ إبتسآمه جآنبيه وهو يحرك رآسه بـ النفي ثم ردّ ينآظر بـ الشآشه قدآمه ...

جلس آدم ع وآحد من الكرسيين المقآبلين لبعضهم قدآم المكتب وهو يسحب مجلة أزيآء يقلبهآ بـ عدم إهتمآم: يوسف دآنيآل ذآ مآعنده مآعند جدتـي
وآئل بـ إبتسآمه: نفسيآآآآت


قوس آدم شفتيه بقرف: على إيش إنشآلله ! مآتشوف الروزنآمه شلون ! وش هآلقرف ! فوتوسيشن فآشل .. التصآميم حلوه بس ضآعت بـهآللقطآت الفآشله
وآئل وبعدهآ الإبتسآمه مآفآرقته: وش لك بـ الرجّآل ! ورآك مآتورينآ إبدآعك إنت أجل !
رمى آدم المجله من يده بـ إهمآل على الطآوله القزآزيه المدوره قدآمه بـ الوسط: لآجآني عرض من مستوآي قبلت فيه .. أمآ لعب العيآل ذآ خله لـ يوسف وأمثآله خلهم يسترزقون من ورآه
رفع وآئل حآجبيه مطبق شفتيه بـ إعجآب: آممممم أقول يآصآحب المستوى العآلي عن هذرتك إللي مآلهآ دآعي وينه نجم !
آدم بطفش: عآد ذآ الموسوس تركته بـ المغسله تلقآه للحين يغسل يدينه هههههه عزّ آلله خلص صآبونكم الحين
وآئل: ههههههه جد يآخي إنه غريب مآ أذكر إنه كآن كذآ
آدم بتأكيد: بلـى .. تذكر بـ المدرسه لآمن أحد لوث أغرآضه يستأذن للحمّآم يغسل ومآيرد إلآ بعد مآتخلص الحصه بكبرهآ وهو يغسّل
وآئل: هههههه إيه إيه عنبوآ آبليسك وآلله تذكرت بس خلص يعني عن هآلحركآت صآر رجّآل وش طوله وعرضه


آدم: لآ حبيبي هذآ المرض يتفآقم معه كل مآكبـر
.......: ليش مآتكثرون منآديل عندكم إنتم !
رفع وآئل رآسه ومآل آدم بـ رآسه صوبه أول مآدخل عليهم متكدر بملآمحه الضآيقه ...
أشر آدم بيده صوبه: هــه .. مثلمآ قلت لك .. هذآه خلص لكم المنآديل مب الصآبون
وآئل: هههههه لآحوووول
نجم: لفة المنآديل كآنت بـ آخرهآ أصلاً مآ أمدآني أسحب منهآ شيّ
آدم: أقول عن وسوستك ذي الحين وآجلس .. - التفت لـ وآئل - وآئل خل عنك ذآ اللآبتوب وينه الحلى أجل !! وين الببسـي !


وآئل: يآخي ودي أدري وين يروح هآللي تآكله !! ضلوع صدرك أشوفهم ضلع ضلع من نحفك وإنت خآربهآ وفآتح فمك لـ بطنك أربع وعشرين سآعه
جلس نجم بـ الكرسي المقآبل لـ آدم وهو يقلب عيونه لـه مؤيد لـ كلآم وآئل: وإنت الصآدق وآلله
آدم: أعوووذ بـ آلله منك إنت ويّآه .. وش لكم بآللي آكله ! قسم إنكم مآتنطآقون وينه رآمز بس !
نجم بـ إهتمآم: إيه صدق وينه ! ليش مآجآ !
وآئل وهو يحك ذقنه وعيونه بـ الشآشه: مدري عنه ذآ دقيت عليه أعلمه الغدآ عندي اليوم وإنكم بتجون قآل مشغول


آدم إستفهآم: وآلله ! رآمز يفوت عزيمة شبآب ! من متى يعني !
قوس وآئل شفتيه بحركه سريعه معنى إنه مآيدري ..
أردف آدم بطفش: أقوووول عن ذآ اللآبتوب إللي مشغلك قم وصيّ ع الحلـى والببــس .. - تلمس صدره - آآآآآخخ ترآ أحس بـ حموضه
نجم: وإللي عنده حموضه يآكل حلآ ويشرب ببـس !
رمقه آدم بـ نظره تحقيريه: لآ يشرب حليب ويآكل زبآدي
عقد وآئل حآجبيه مبتسم بـ عدم تصديق: هههههه وشهـوو !
آدم: إيه وآلله ذآ مآيشرب غير الحليب ههههههه
وآئل: مآشآلله ثآري هآلجسم مو من فرآغ


زفر نجم نفس مسموع بطفـش أردف بعدهآ ببرود: إنت جآيبنآ عندك لأجل تخلينآ وتقعد مع ذآ اللآبتوب ولآ وش قصتك إنت !
وآئل: لحظه بس أشوف هـ الإيميل فيه العنآوين
آدم: أي عنآوين !
وآئل: عنآوين بيوت تمليك
صفق آدم بيدينه مبتسم: آهــووووه من الحين يدور عش الزوجيّه
وآئل: إيه بس مدري مآفي شيّ مُلفـت .. آدم حيّ الريّآن 14 وش رآيك !
رفع آدم حآجبيه مآط شفته السفلى بتفكير: آممم عـآدي يعني .. الحيّ هآدي مره وبيوته كبيره وش تبي فيه ! إنتم مغير إثنين ليش مآتآخذ شقـه قدكـم يكون أحسن !!
وآئل بحزم: لآء
عقد آدم حآجبيه بـ إستفهآم: وليش ! من كثر فلوسك يعني !
وآئل: مو سآلفة فلوس


آدم: أجـل !! إنتم مغير إثنين وش تبي بـ بيت كآمـل وش كبره ! شقـه بـ أي عمآره رآقيه تمآم التمآم
ثبث وآئل نظره بـ عيون آدم المستفهمه ثم أردف بهدوء بعدمآ نزل نظره للشآشه: لآ تنسى وضـعهآ الخآص ! أبي لهآ مكآن وسيـع بـ دور أرضي
رفع آدم حآجبيه مطبق فمـه بـ إستيعآب وتوه يتذكر .. شلون نسى هآلشيّ !!
بينمآ نجم وإللي كآن متآبع الحوآر ببلآهه ومو فآهم شيّ سأل بـ إستفسآر: أي وضع خآص !!
سفهه آدم وهو يكلم وآئل: وليش تروح بعيد !! ليش مآتقعد هنآ ببيتك !! وهذآه بيتكم فسيح وبه مصعد وين المشكله !
لوى وآئل فمه بضيق وهو يقفل شآشة لآبتوبـه: مآرح ترتآح بـ البيت
آدم: وليش ! مو هي الحين هنآ
سيح وآئل جسمه عل كرسيه وتكلم بهدوء: إيــه .. بس تدري رآيهم هنآ بـ البيت عن إرتبآطي فيهآ ووش موقفهم .. مآ أبيهم يضآيقونهآ بشيّ


نجم وإللي وصلت معه البلآهه حدهآ ومآهوب فآهم شيّ: وش القصـه وآئل !! ليش أهلك معآرضين وهي بنت عمك يعني !!
إلتفت لـ آدم إللي خزه بنظرة توعدّ يسكته فيهآ بينمآ أردف وآئل إللي لآحظ حركة آدم لـ نجم: نجــم
نآظره نجم بملآمح مقطبه بعدم فهم ..
أكمل وآئل: بنت عمي لهآ وضع خآص شوي .. يعني مآهيب بنت عآديه
عقد نجم حآجبيه بـ إستفهآم لـ وآئل ثم آدم إللي شبك أصآبع يدينه ببعض منزل نظره للأرض: يعنـــــي !!
وآئل بهدوء: ميسم معآقـــه
رفع آدم حآجبيه بحركه سريعه مطبق شفتيه بينمآ سأل نجم بهدوء: إعآقــه !
وآئل: مآتقدر تمشــي .. مقعــده .. كسيحــه
رفع نجم حآجبيه بذهول من وآئل إللي كآنت ملآمحه بآرده ثم لـ آدم إللي كآن بعده منزل رآسه للأرض ينآظر بأصآبعه المشبكه ... ثم بلع ريقه بهدوء هآمس بـ إستفهآم: وعآدي عندك ! تبيهآ !
وآئل بتأكيد: أحبهـــآ


رفع نجم حآجبيه مطبق شفتيه بتأييد لـ إصرآر وآئل ثم أردف بـ إبتسآمه تخفف من توتر الموقف وهو يضرب المكتب بـ أصآبعه: إيــه .. أجل آلله يعينك .. الحمل كله عليك هههههه
آدم بـ إستفهآم مضيق عيونه: مدري ليش فهمت المعنى بشكل غلط !
وآئل وهو يهز رآسه بـ النفي: ههههههه أيآآآ أولآد الكلب
نجم بضحك: لحظه لحظه .. طيب آدم وهذآ لأن تفكيره وصخ أصلاً ودوم يظن الظن النجـس مثلـه إنت وش إللي فهمته
رفع وآئل كتوفه: هههههه مثل إللي فهمه آدم بـ الضبط ههههههه
آدم: ههههههه
تمّ نجم يقلب عيونه بتحقير بينآتهم: وش هآلتفكير المنحرف !
آدم ووآئل: هههههههه


رفع نجم مجله سآفه ضحك آدم ووآئل الهستيري وإللي أول مآرفعهآ طآح من بين طيآتهآ سي دي مغلـف بحجره .. رفعه معقد حآجبيه ثم ردّ ينآظر فيهم بقرف: فوق تفكيركم الوصـخ مآلكم دآعي بعد
آدم من بين ضحكه: هههههههه يعني فهمني شلون الحمل كله بيكون عليه وآلله يعينه !! هههههههه
خزه نجم بتهديد: تحشـــــــــم يآ آدم - نقل نظره لـ وآئل بغضب - وإنت عآدي عندك السآلفه !
مسح وآئل وجهه بكفوفه يدآري إبتسآمته بينمآ حرك نجم رآسه بـ النفي مقوس شفتيه هآمس بقلة حيله ورجآ: آلله يخلف على بطنن جابتكم اشباه رجاال .. خذ خذ - رمآ له السي دي الصغير قدآمه - خذ شغل شيّ نسمـعه عن هرجكم إللي مآله دآعي
عقد وآئل حآجبيه من بين ضحكه وهو ينآظر بـ السي دي إللي توه وتذكره .. من يوم حفل الزوآج وإللي بدون نجم الحين وإلآ مآكآن تذكره أبدّ !


آدم لـ نجم: متى بترد إنت !
......: هـــحححح - تحسس كفوف يدينه وهو منزل عيونه - يعنـي آخر هـ الإسبوع ..
آدم بـ صدمه مصطنعه: وخطوبتي يـ الدلخ !
نجم: وش لي بخطوبتك ! متى بتخطب إنت
رفع حآجبيه مقوس شفتيه معنى إنه مآيدري: مـدري بس قريب يعنـي
وآئل: وين بتروح إنت ! أي آخر إسبوع ! قسم لـ أتوطآك الحين .. مو قلت لك ملكتي بـ آخر الإسبوع
نجم بـ إبتسآمه: إيه مآعليه إنت ممكن الحق عليك بس مقدر أطول عن كذآ .. أصلاً سحبت أجآزه مفآجئه لأجل أرد للسعوديه ومقدر أطول ..


آدم وكنه تذكر .. إتسعت عيونه هآمـس ببحـه: ليــلآ !
ثبت نجم نظره بعيون آدم بنظره غآمضه للحظآت تمّ وآئل فيهآ يقلب عيونه بين نجم وآدم ومآهوب فآهم تفسير لهآلنظرآت الغريبه بينآتهم لحد مآ أنهآهآ آدم وهو يرفع كتوفه بلآ مبآلآه: مآقصدت شيّ ..
نجم ببرود: لآتنتظر أي إتصآل منهآ لأني أخذت الورقه إللي تركتهآ لهآ من تحت عقب بآبهآ
عقد آدم حآجبيه بـ إستنكآر هآمس: مريــض
وآئل بـ إستفهآم: خير يآشبآب ! وش السآلفه !
آدم بطفش: مآفيه .. شغل لنآ شيّ نسمعه ولآ قمّ جب لنآ شيّ نآكله أو نشربه وش ذي العزيمه الغبرآ !

وقف وآئل عن المكتب: إدخلوآ للمشغل .. الإستريوهآت دآخل وأنآ بوصيهـم برآ للي تبيـه ..

تم نجم يلآحق بنظرآته وآئل لحد مآختفى ثم التفت لـ آدم بعصبيه وغيظ مكتوم وهو يصر من بين أسنآنه: وش لك بـ ليلآ لآجل تسأل عنهآ !
آدم ببرود: وش فيك مقهور كذآ !
نجم بعصبيه: آدآآآم !
لوى آدم فمه بـ إستخفآف: قولك شيّ وفعلك شيئن ثآني
ضيق نجم عيونه بـ إستنكآر هآمس: وش تقصد إنت !
رفع آدم حآجبيه ببديهيّه: أقصد إللي فهمته ..
ثبت نظره بـ ثبآت لـ نجم ثم أردف بجفآف: إنت تحـبهآ .. تحبهـآ بس مآتبي تعترف بهآلشيّ حتى لنفسك ..
همس نجم بـ إستنكآر مضيق عيونه: إيــش !
سيح آدم جسمه ع الكرسي قبآله: وأنصحك لآتطول وتضيع وقت .. ليلآ قلبهآ بـريّ .. ومشآعرهآ خـــآم .. أنآ أدري عن موآصفآتك القيآسيّه .. هذي ليلآ رح تكون بيدك مثل العجين تقدر تشكلهآ مثلمآ تبي ..
......: ليش بعدكم هنآ !


التفتوآ ثنينآتهم له وهو يمشي صوب المشغل ..
وقف آدم بتثآقل عن الكرسي وهو يتمطع بكسل وقد تجآوز بخطوآت بطيئه نجم إللي بعده جآلس على كرسيه ينآظر الفرآغ بنظرآت بآهته: مآرح أفآتحك بـ أي شيّ يخصهآ إحترآماً لغيرتك عليهآ .. بس طلب أخير .. وصل لهآ سلآمـي وإني دوم رح أتذكرهآ
التفت له نجم بسرعه معقد حآجبيه بعصبيه وغضب مكتوم بينمآ رفع آدم كتوفه مآط شفتيه المضمومه لقدآم بتعبير طفولي مصطنع: خلآص لآتوصل لهآ سلآمي .. بس علمهآ إني مآرح أنسآهآ
نجم وخلآص قد وصلت معه من إستفزآز آدم المتعمد له - صآح بتوعــد - : آدآآآآآآآآم !


======
-----------
======


يتبـــع ...

حلم الحياه 11-08-16 10:53 PM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======

7 المغرب ..

بـ الغرفـه الفسيحـه المجهزهـ بـ الأثآث الطبـي وإللي غلب عليهآ اللون الأبيض .. هذآ آلمكآن إللي تعودت عليه تزورهـ مرتين بـ الإسبوع الوآحد ...
استقعدت على الشيزلونق الأبيض ممدده رجليهآ ومسنده جسمهآ بكفيهآ ورآهآ ونظرهآ للسقف بعآلم ثآني للي يطرآ ببآلهآ بكل جلسـه علآج طبيعي لهآ بهآلغرفـه ..
هآلغرفـه إللي يملكهآ آلشخص إللي تملك كلّ دقـه من دقآت قلبهآ النآبض بحبّـه الجنونـي !


بلعت ريقهآ بـ إبتسآمه مصلبه ظهرهآ بجلستهآ بعدمآ سمعت صوت البآب وهو يتقفل .. الحين الدكتورهـ بتبدآ معهآ جلستهآ للمرهـ الثآلثه على التوآلي !
صآر لهآ إسبوع مآشآفته .. جلستين مروآ بدونـه .. على كلآمـه إللي كآن معلق على قرآرهآ لو إنهآ وآفقت إرتبآطهآ فيه فـ مآرح يشرف هو على جلسآتهآ والعكس إذآ رفضـت !
زمت شفتيهآ بـ إبتسآمه مطبقه وهي تخآطر نفسهآ " آفففف ليتني رفضت لأجل أشوفه .. وش فيك يآقلبي هآلكثر مشتآق له يعنـي ! مآعليـه شوي بسّ ورح يكون وجوده ملك لـي "

التفتت يمينهآ مبتسمه يوم إرتفع الستآر الأبيض ومآسرع مآختفت الإبتسآمه لملآمح دهشـه وذهـول أفصحت عنهآ حركة جفنيهآ إللي تقلبوآ بسرعـه لإستيعآب وجوده !
تمت لحظآت معلقه عيونهآ المصدومه بشوفته قدآمهآ بـ عيونه الذهبيّـه النآعسـه ! هآلعيون إللي تضيـع فـ سحـر نظرآتهم لهـآ !


تحمحمت وهي تبلع ريقهآ بـ إحرآج منزله رآسهآ لحجرهآ هآمسه بخفوت: دكتر عـديّ !
عديّ: ...........
إلتفتت عليه من جديد بعدمآ طآل صمته فـ رده عليهآ تسأله بنظرآتهآ المستفهمه لوجوده هو اليوم بدلآً من الدكتورهـ الثانيه !
شدّ الستآر بهدوء أبعده كلياً عن المآسوره ثمّ جلس بهدوء على طرف الشيزلونق جمبهآ ..
كآنت تعآند نفسهآ إنهآ مآترفع نظرهآ له وهو بهآلقرب منهآ إلآ إن رغبتهآ العنيفه تجآهه أرغمتهآ إن ترفع نظرهآ له بملآمح ثآبتـه وإللي مآ أمدآهآ تكمل ثبآتهآ لأنهآ تبدلت لـ توتر بنظرآت مترقبه للي يسويـه وهو يرفع يده بهدوء للدبوس على طرف حجآبهآ يفكه من الطرحـه لأجل ينزل طرفهآ كآشف عن نصف وجههآ المخبى تحت اللثمـه !


نزلت عيونهآ للدبوس بيده معقده حآجبيهآ بـ إستغرآب - سألت بفضول - : ليـش !
عديّ: ...........
ثبتت نظرهآ بـ هآللؤلؤتين اللآمعتين بـ لونهم الذهبـي وإللي كآنت تتأملهآ بـ حزن ..
إستنطقته بقلق وآضح بملآمحهآ المقطبه: فيك شيّ عـديّ !
......: سآمحتينـي !
عقدت حآجبيهآ بـ إستنكآر من سؤآله إللي قد جآوبت عليه من قبل وبخط يدهآ على قميصـه !
عآد سؤآله بهمس مبحوح: سآمحتينـي !
ثبتت عيونهآ بعيونه ثم أردفت بتأكيد وهي تحرك رآسهآ بـ الإيجآب
عديّ: لأي مدى رح تسآمحينـي !


تمت ثوآني تنآظره بـ غموض مآتدري وش هآلأسئله الغريبه ! إللي مآقلت بغرآبتهآ عن نظرة عيونـه الحزينـه وهآلنبره الوآهنـه !
بلعت ريقهآ بهدوء مطرقه برآسهآ ثوآني للأرض ثم رفعتهآ هآمسه بتأكيد: مـدى أنفآســي إللي أتنفسهـآ
نزل عيونه للأرض معقد حآجبيه .. هآلإجآبه إللي كآنت مثل الملح على الجرح .. ليش هي كذآ ! ليش هآلفيض من السمآحـه والصفـآ والطيـب دآخلهـآ ! مدى أنفآسهآ إللي تتنفسهآ رح تسآمحنـي !! مآعلقـت سمآحهآ لي حتى على نوع الخطيئـه ! سمآح بـ المطلـق ! سآمحتيني على تجريحكـ بـ أخلآقكـ .. على طعنكـ بـ شرفكـ .. على إهآنتكـ بـ أنوثتكـ .. على فصلكـ من وظيفتكـ !
بتسآمحيني أجل على خذلآن الوعـد لكـ ! رح تسآمحينـي يآصيتـه !!


ميلت رآسهآ لتحت مستفهمه: عــديّ !
رفع رآسه بهدوء ثم أردف بهمس: رح تسآمحيني على إللي بسويـه !
سكتت ثوآني وهي تحس بدقآت قلبهآ إللي بدت تحتدّ وأحشآئهآ إللي تشنجت وكنهآ بـ إنتظآر نتيجـة مصيريـه !
قطع صمتهآ سؤآله: رح تسآمحينـي !
ردت بهدوء: رح أسآمحـك
قآلتهآ وعيونهآ تترقب حركت رآسـه البطيئـه تجآههآ سآحبه نفس عميق من ريحـة عطره الرجولـي إللي تخلل مسآم أنفهآ حدّ الخـدر والتشنـج !
مآحست إلآ بجفنيهآ إللي أسدلوآ بـ إستسلآم تآم وخضوع لعآطفـة الشوق لهآرغبـه الجآمحـه لـ قبلـه عميقـه عذبـه من شفتيـه إللي حآصروآ شفتيهآ بـ رفــق ..


مآتدري كمّ من الثوآني إللي مرت وهي تتذوق طعـم قبلتـه العذبـه لحد مآ أبعدت رآسهآ عنه بهدوء إلآ أنه منعهآ بيده إللي تسللت لـ أسفل رآسهآ من ورآ عنقهآ يمنعهآ تبتعد عنـه جآذبهآ بـ هدوء لـه لأجل يكمـل إللي بعـده مآشبـع منـه وإللي ظنـه إنه مآرح يشبـع منه أبــــدّ !
كآنت مسلوبـة الإردآه تحت سيطـرة عنفوآن هآلعآطفـه الملعونـه .. هآلشيّ غلـط ! هآلشيّ أبـدّ مآيجـوز ! هآلشـيّ محــرمّ !
بس ليش مآهيب قآدره تبتعـدّ ! ليش كآنت تحثّته يكمـل كلّ مآ أبعد عنهآ لثآنيـه لإلتقآط أنفآسه الملتهبـه ! ليش تطيـح فـ آلخطيئـه بـ أجمـل صورهـآ !


رخت مسكته لطرحتهآ من أسفل رآسهآ مبتعد بهدوء لمسآفه قصيره مآ أبعدت من أختلآط أنفآسهم الحآرّه !
ألصق جبينه بجبينهآ مغمض عيونه بقهـر وعآلليّ سوآه الحيـن ! شلـون بيبعدهآ عنـه أو الأصـحّ شلون بيبتعد هو عنهـآ ! أيّ شيّ كآن ممكن ينتسـى .. الإهآنآت والطعـن والتجريـح حتى الوعـد .. تقدر تحرق قميصـه مثلاً بس شلون بتقدر تنسـى هآلقبلـه إللي أحرقتهآ الحيـن !
ثبت شفتيه على شفتيه بقبلـه قصيره كآنت الأعنـف أبعد نفسه عنهآ من بعدهآ مقفي عنهآ جهة مكتبـه !
كآنت بعدهآ بعآلم اللآوعـي غآرقـه بـ لـذة الخطيئـه ! تتحسس شفتيهآ المرتجفـه بعيون مدمعـه ! مآتدري هل دموع لوم وتأنيب للي صآر أو إستمتآع لهآلشهوه إللي أشبعـت ! أو عدم تصديق للأمريــن !


تمت تنآظره بعيون مستفهمه !! جآلس على كرسه مسند جبينه على طرف المكتب ويديه مشبكين ورآ عنقـه وينآظر تحتـه !
وقفت عن الشيزلونق متوجهه صوبه بعدمآ مسحت هآلدموع المتمرده من محجر عيونهآ بـ ضحكه بسيطه تخفف فيهآ من توتر هآلموقف بينآتهم ! : شلون تبينـي يعنـي أتمآسك ! وهذآك إنت أضعف منـي


رفع رآسه لهآ ينآظرهآ بنفس الطريقه إللي تعصف بمشآعرهآ وتدب فيهآ التوتر .. الخوف .. والقلق ! وش معنآتهآ هآلنظره الغامضه !
أردفت بهدوء وعيونهآ للأرض تهرب من نظرآته المطوله لهآ بصمت: غلط إللي صآر يآعـديّ .. أنآ أدري هآلشيّ وإنت بعد تدري .. بس إنت رح تخطبنـي صـحّ ! - رفعت رآسهآ بترقب لتأييده كلآمهآ - أتبعتهآ نظرة إستفهآم حآده مقطبه ملآمحهآ بـ إستغرآب يوم أعرض عنهآ منزل عيونه للروزمه المطبوعـه للروشتتآت الطبيّـه ..

همست بقلق: عـديّ !
عديّ: .........
رفعت الروزمه من قدآمه بحده إحتدت معهآ نبرتهآ وهي تستنطقه مستنكره صمته المطول: وش فيك إنت ليش مآتجآوبني !


عديّ ببرود: وش تبيني أجآوب !
طيرت عيونهآ زآفره بـ إسخفآف: هــه ! وآلله !
ثبتت نظرهآ لعيونه بعدمآ أدمعت عيونهآ من هآلإحسآس الغريب إللي تملكهآ .. هل ممكن ينسحـب من الشيّ إللي بدآه !! كآن هذآ هو السؤآل إللي طرآلهآ ومآسرع مآ أبعدت هآلأفكآر عن بآلهآ " مستحيل وإللي صآر الحين وش يكون !! بس وش فيه لهآلدرجه بآرد ! سآكن مثلمآ آلشبح بـ نظرآته الفآرغه وملآمحـه الثآبته ! هذآ كله بخلآف قبلته النآريّـه ! "

قطع السكون البآرد همسـه الوآهن وعيونه على مكتبـه: رح أخطـب
تبدلت ملآمحهآ المقطبـه بـ قلق لـ إبتسآمه وهي ترد الروزمه مكآنهآ: إيـه .. أدري
إنحنى فمه بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره: تدرين !
: أهــآآ .. أدري .. وش الجديـد بـ الموضوع !
: تدرين مــن ؟


عقدت حآجبيهآ بتفكير وهي تحرك لسآنهآ ببآطن خدهآ ثم أردفت بـ إبتسآمه: آممممم أدري
زفر ضحكة حزينـه قصيره مآسرع مآختفت مركز نظره على إبهآميه إللي يتحسسون بعض بعدمآ شبك أصآبع يدينه: مـــن ؟!
صيته بنبره مآخفت منهآ الفرحه: آمممم .. لحظـه - كآنت تهز سبآبتهآ على ذقنهآ بتفكير مصطنع فتحت بعدهآ فمهآ بـ إستيعآب - أهــآآآآآ .. بنــت علـي عبدآلرحمـــن !!!
توقفت حركة إبهآميه سآحب نفس هآدي مغمض فيه عيونه .. رح يعذب روحـه ويطعـن قلبـه إن قآل هآلشيّ وأسمعـه لنفسـه بـ صوته قبل يسمعهآ هـي لهآلشيّ !
عقدت حآجبيهآ بـ إستفهآم وقد تبدلت ملآمحهآ من إبتسآمه لـ إستغرآب وهي تشوف حركـة رآسـه بـ النفـي !
أردف بعدها بتأكيـد جآف: بنـــت شبيـــب المآلكـــي !


======
-----------
======


بعد صلآة العشآء .. صلّوهآ جمآعه بـ البيت وهو يئمهـم ..
هـ العآده القديمه لهم بكلّ جمعـه .. هو إمآمهم وهم الثلآثه من ورآهـ .. آدم .. نجـم .. ورآمــز ..
رآح نجـم من بعد إتصآل من أمـه تبيـه يحضـر بسبب وجود أبوه بـ البيت .. سآحب ورآه آدم إللي كآن ذآبحه النوم وكلّ شويّ ينفتح فمـه بتثـآؤب عميق !


فرد جسمه على كرسيه البلاستيكي العريض أحمر اللون وهو يمسح وجهه بكفوفه ثم ناظر بشاشة اللابتوب حقه اللي فتحه مره ثانيه .. هذي هي العناوين اللي ارسلها له السمسار على ايميله طبقاً للمواصفات الخاصه اللي يبيها هو .. بيت بمساحه فسيحه مكون من دور واحد فقط أرضي .. كآن هذآ هو الأسآس إللي يبيه بـ البيت إللي رح يجمعـه بـ ميسم إللي سكنت قلبـه وتملكتـه !


قرآر السكنى المنفصله إللي عآرضه أبوه فوق معآرضة أمه إللي صآرت دبل الحين .. ثنتين من خوآته قد تزوجوآ وتركوآ البيت .. الثآلثه ومن العآلم غير الله متى بيحين نصيبهآ وتنتقل هي بعد لبيت زوجهآ .. وقتهآ هـ الفيلآ الكبيره من بيتم فيهآ غير أمه وأبوهـ ! بس هذآ أقلّ شيّ يقدر يقدمه لهآ .. إنه يحسسهآ بـ الرآحه والإستقلآليه .. بعيد عن كل إللي سبق وسببوآ لهآ أي جرح أو إهآنه !
عن أبوهآ القآسـي .. وعن زوجـة المتنمرهـ .. عن أمـه الجآفـه بتعآملآتهآ معهآ قولاً وفعلاً .. عن أيّ إحتكآك بينهآ وبين دآرين مستقبلاً ممكن يئذيهآ ويسبب لهآ جرح حتى وإن كآن معنوي مو عضوي .. حتى عن أبوهـ أو جدته أوتغريـد ..


إعتدل بجلسته مسند رآسه على قبضته اليسرى وهو متسآند بكوعه الأيسر على مكتبـه وعيونه تتنقل على العنآوين نزولاً وطلوعاً لحد مآزفر نفس مسموع بقلـة حيله وتطيـح عيونه على السي دي إللي فكـه نجـم من غلآفـه وقدمه له لأجل يشغله لهـم !
من ذآك اليوم ولآ إهتم إنه يشوف محتوآه .. قطه بـ إهمآل على مكتبـه وإختلط بين أورآقه والمجلآت لحد مآ أظهره نجـم اليوم عن طريق الصدفـه !

مآكآنت إلآ لحظآت إنتظآر من بعد مآدخله بـ الهآرد وهو ينتظر بتملل ولآ مبآلآه أو شغـف للمحتوى بـ الفيديو الوحيد بـ السي دي !
مرت الدقيقـه تلتهآ الثآنيه وحدقته الدآكنـه كل مدى تتسـع بذهـول !


/
/
/
/

رآمز وإللي من نفس اليوم إللي طآحت بيده هآلسيديهآت وكآن الفضول لآعب دوره وبقوه معـه ..
مآصدق خبر وإنتهى الحفل إلآ وصعد جنآحه وقد سيطر عليه فضوله يشوف محتوى هآلسيديهآت المتمآثلــه شكلاً ومحتـــوى من بعد ماشافها !


هآلصدمه إللي شلّت أفكآره هآليومين .. اليومين إللي مآقدر فيهم يسويّ شيّ غير إنه بغرفته يتمّ سآعآت متوآصله ينآظر بـ تكرآر المقطـع !
هذآ إللي يشوفـه محآرم خويّه وآئـل .. وآئل نصفـه الثآني بكلّ شيّ .. بـ الموهبـه , بـ الشرآكـه , بـ الصدآقـه !
زفر نفس مسموع من فمه المضموه وهو يمسح على شعره الكثيف الدآكن ..
صآر يشدّ شعره بين أصآبعه من منبت رآسه وهو رآص بـ أسنآنه السفلـى على شفته العلويّه !

فتح عيونه بهدوء بعدمآ إستقر على قرآر .. مآيدري شلون وكيف رح يفصح عن هآلشيّ بس مآله إلآ هآلخيآر .. هو الأصـح والأسلم ..
يمكن الموضوع بـ أوله ومآصآر شيّ أكثر من إللي شآفه بـ السي دي ! يمكن يقدرون يبترون الموضوع عند هآلحـدّ !


رفع جوآله من جمبه وهو جآلس على طرف سريره النيكـلي اللآمـع ..
وبعد أول دقـه إتسعت عيونه بصدمـه وكنه تذكر شيّ ومآسرع مآنزل الجوآل من أذنه مقفل الخط !
" بـ زوآج رآئف وآئل كآن معـه سي دي من هآلسيديهآت .. أكيد شآفهآ ! بس لحظـه مو معقوله يكون شآيفهآ ويكلمني بهآلهدوء والروقآن اليوم يعزمنـي أنآ والشبآب ! يمكنه مآهتم وظنهآ تصآميم لشخصن يعرض أفكآره علينآ بغرض المشآركه مثلما قال ! "
سحب نفس عميق بهدوء وهو يرتب حوآر ببآله يقدر فيه يفتح السآلفه تمهيداً ..
تمّ يستمع لدقآت الإتصآل بـ إنتظآر إستجآبه .. ومع كل دقـه كآن يوآزيهآ دقه من دقآت قلبـه وكنـه قنبله موقوته بـ العدّ التنآزلي للإنفجآر !


/
/
/
/

وقف بغضب ناري وآلشرر يتطآير من عيونه وتوه بيلف حول مكتبه وقفـه صوت جوآله إللي دق بـ إسم رآمـز !
سفهه وهو يصيح بأعلـى نبرة صوت قدر يفصح فيهـآ عن غصبـه حدّ الجنــون ...
.....: تغــــــــــــــررريــــــــــــــــــــــــــد !


صآر لهآ قرآبة الإسبوع مآتوآجهت معـه .. لآ شآفته أو حتى سمعت صوتـه لحـدّ اللحظـه !

نزلت الريموت من يدهآ معقده حآجبيهآ بعدمآ وطت صوت التلفزيون لآخره لأجل تستوعب حقيقة الصوت إللي سمعته لتوهآ ! صوته فعلاً أو تتوهـم !

تمت ثوآني مثبته نظرهآ بـ الفرآغ بـ تركيز قوست من بعدهآ شفتيهآ بلآ مبآلآه ! شكلهآ كآنت تتوهـم !
مدت يدهآ بـ الريموت صوب التلفزيون تعلي الصوت مره ثآنيه إلآ وينتفض جسمهآ بـ إرتعآشه قويه فـ يدهآ أسقطت منهآ الريموت على نبرته الجهوريـه الغآضبــــه " تغريـــــــــــــــــــــــد "


حركت كرسيهآ صوب بآب غرفتهآ بسرعه ثم توقفت فجأه .. هذآ وآئل .. وآئل نفسه إللي طلبهآ بـ إعترآف منه إنه مآيبيهآ غير شفقـه .. وآئل نفسه إللي وآفقت عليه ورفضهآ بشكل مهين جآرح .. وآئل نفسه إللي من بعد إهآنته لهآ برفضـه رجع وطلبهآ مره ثآنيه لأسبآب مآتدري عنهآ .. هل كنهآ بعدهآ شفقه أو إن أبوهآ وعمه غصبوآ عليه هآلشيّ للأسبآب إللي وضحهآ لهآ أبوهآ ! وآئل نفسه إللي رح تكون ملكـه وبعصمتـه بـ آخر هـ الإسبوع !
غمضت عيونهآ سآحبه نفس هآدي مآسرع مآنتفض بعدها جسمهآ من محآولته العقيمه فـ إنه يهدآ ويرخـى على صوت صيآحه بطريقه غريبه ومخيفه وكنه يتوعدهآ فيـه بأقسى عقآب !


/
/
/
/


نزلت قزآزة العطر من يدهآ على تسريحتهآ بعدمآ غرقت نفسهآ وقد تجهزت لطلعتهآ لآبسه العبآيه ومثبته طرحتهآ على رآسهآ بطريقه مهمله تكشف عن جزء كبير من شعرهآ البني الحريري .. معقده حآجبيهآ بـ إستغرآب لمنآدآته لهآ بهآلطريقـه وعيونهآ على البآب إللي إنفتح على مصرآعيه بعصبيّـه كآنت ملآمحه أوضح دليـل لوصفهآ ..
عيونه المحمره بغضب وعروق جبينه ورقبته البآرزه بشكل مخيف ..
إرتمش جفنيهآ بسرعه سآحبه نفس قصير من فمهآ علق برئتيهآ عيّآ يطلع من إحسآسهآ الغريب بـ الخوف من شكل أخوهآ إللي تشهده لأول مره !



همست بوهن مستفهمه: وآئـل !
كآنت ثآنيه خآطفه إللي قطعهآ وآئل من البآب لعندهآ سآحبهآ من شعرهآ إللي كآن ملفوف بشكل دآئري من تحت حجآبهآ بطريقه خلت كتفهآ الأيسر من ورآ يلتصق بصدره وقد إنحنى رآسهآ لورهآ بسبب شده القوي لشعرهآ ...
مسكت يدينه الممسكه بشعرهآ وقد إمتلت عيونهآ بـ الدموع متألمه: وآآآآئــــــــل
وآئل من بين أسنآنه وقد تملكه الغضب أقصآه: إيه وآئل يآبنت الشآرع يآعآهــ ***
غمضت عيونهآ سآمحه لدموعهآ بـ الإنهمآر مقطبه ملآمحهآ بألم وهي تتلوى: وآآآئل إتررركني وششش فييييييييك


صآر يشدهآ من شعرهآ ريحه وجيّه لـ رآسهآ: وش فيني !! وش فيني يآدآعــ *** وش فيني يآلفآجـ *** قسسسم بـ الله لآ أدفنك مكآآآآآآآنك يآتغرييييييد - قآلهآ بحده ثم رمآهآ بقوه للأرض -
صآحت بهستيريآ تستنجد الموجودين بـ البيت يوم بدآ يركل جسمهآ من كل مكآن بكلآ رجليه: يومــــــآآآآآآآآآه .. وآآآآآآآئل لاآآآآآآآآآآآآآهـ يومآآآآآآآآآآآه
دخلت الغرفه وهي تحرك كرسيهآ بسرعه جنونه وقد تملك الرعب ملآمحهآ المفجوعه من سبآب وآئل وصيآح تغريد وآلحين هآلمنظـر العنيف الوحشي إللي تشوفه قدآمهآ !
هذآ هو وآئل بوجهه الثآني .. وجه الحليم إذآ غضب !
هذي ثآني مره بحيآتهآ تشوفه بهآلشكل .. من بعد ال مره بالمستفى يوم ضرب دارين وجابه بـ أرضهآ بهآلغضب النآري والعصبيّه الهستيريه .. يسبّ ويلعنّ .. يشوت ويركل بلآ وعي للجثه الهآمده قدآمه وإللي بدآ جسمهآ ينزف الدمّ من كل مكآن بـ الأخص وجههآ إللي إنعدم ملآمحه من أثر الشوت فيـه وقد كسآه الجروح العريضـه وغرقـه الدمّ إللي كل مدى يزدآد تدفقـه !



جرت صوبه موقفه جمبه سآحبه يده بـ قوه تشدهآ عليه وقد ملت دموعهآ وجههآ بترجـي وآهن: لاآآآء يآوآآئل تكفــــــى لاآآآآء إتركهآآآآآ
سحب يده بعنف من يدهآ رآفعهآ لفوق بتوعـد جآف: إبعـــدي يآميســــــم
دنقت عليه محتضنه سآقه مسنده خدهآ الأيسر على فخذه بترجي: لاآآآآء يآوآآئل بتذبحهآآآآآآ
مآكآنت ترجيآتهآ إلآ جرح ع الملح ! شدد قبضته لشعرهآ من تحت حجآبهآ المثبت بـ إحكآم مبعد رآسهآ عن سآقه بـ عنف: إبعدي قلتلك .. هذي موتهآ على يدي الفآجـ *** الوصخـ *** بنت الشوآرع !
رفعت رآسهآ له بعيون قد إختفت من أثر البكآ الحآد وهي تهز رآسهآ بـ النفي بحركه سريعه حآده: لاآآ يآوآئل لآآآ لآ تقوول كذآآآآآآ


إبتعد عنهآ وهو يلف للجهه الثآنيه ورآ تغريد اللي كآنت تسحب نفسهآ بـ الموووت لحد مآ تأوهت بـ آهـ قويّه مقطوعـه من أثر ركلته لـ جمبهآ الأيسر بـ وحشيّه: إنتي يآتغريد !!!! إنتـي !!! إنتي يطلع منك كذآآآ !! تتسآيرين مع الشبآب !! مع مآآلــــك !! مآآلـــك يآبنت الكلــ *** ومنهو بعد غير مآآلــك !! منهو إللي شآف لحمك الرخيص وتحسسه !! منهو يآلنجسـ *** مـــــــــــــــــن !!!! كآن جآلس القرفصآء سآحبهآ من شعرهآ ومع كل كلمه يقولهآ كآن يضرب بهآ رآسهآ بـ الأرض لحد مآ إختفى عنه جسد تغريـد ومآصآر يشوف غير ظهر ميسم إللي أسقطت نفسهآ من كرسيهآ فوق تغريـد وقد إتسعت حدقته الحمــرآء أقصــآهآ من هالحركه !


كآنوآ جسمين فوق بعض ينتفضون ويرتخون بنفس الوقت من أثر البكآ لحد مآدخلوآ ثلآثتهـم .. أمـه والشغآلتيـن إللي كآن لهم ردّ فعل جمآعي موحـد بشهقـه عآليـه حآده بصدمــــــه ...
نزلت أمه يدهآ من فمهآ متوجهه صوبهم وقد تلألأت عيونهآ الوسآع بـ الدموع هآمسه بـ إستنكآر جآف للمشهد: وش إللي يصير !!
وقف وآئل معصــب وهو يأشر بسبآبته لتحت بعصبيّه مكتومه من بين أسنآنه: هذي بنتك إللي بتوطي روسآ وتدفنهآ بـ الترآآب .. بنتك إللي وصخت إسمنآ وعرضنآ وشرفنآ .. قسسسم لأسيــح لك دمهآ الحيــن وأرميهآ جثـه لكلآب الشوآرع ينهشون بـ لحمهآ .. لحمهآ إللي رخصته للرجآل يشوفونه ويتلمسونه ...

أبعدت تغريد ميسم عنهآ بضعف هآمسه بأنين يتقطع معه نيآط القلب: وآلله .. وآآآ .. وآآلله مآآآ مآآصآآآر وآآآ


........: بـــــــــــسسس بسسس ولآ كلمـــ .. كآن توه بيمد يده لشعرهآ إلآ ووقفته أمه وهي تصيح: بـــــــــآآآآآآآس بــــس وش إللي تسويـــه بتذبحهآآآآآآ إنت جنيــــــــت !! وش إللي صآآآآآر
صآح بغضب هستيري حاد جرح فيه حلقـه بأوتآره الصوتيه إللي شحت وبحـت من علـوّ صيآحـه: تبين تعرفين إللي صآآر !! تبين تعرفين المصيبــه !! العآآر والفضيحـــه !!
دنق على تغريد سآحبهآ من شعرهآ إللي كآنت تسمع صوت طرقعه بـ جذور شعرهآ إللي تحسهم تقلعوآ من شدة سحبه لهآ بهآلطريقه الوحشيّه العنيفه لحـد مآجرهآ من تحت ميسم سآحبهآ بسرعه لبرآ غرفتهآ وأمه تلحقهم بضعف من بين صيآحهآ وبكآهآ وترجيهآ يترك أخته طآحت بـ الأرض عند البآب لحقتهآ وحده من الشغآلآت ترفعهآ عن الأرض ...

صآحت ميسم من بين بكآهآ بـ الشغآله الثآنيه: تعآآآآآلي .. تعآآآآلي سآعديني أجلس ع الكرســـــــــي

نزلت أمه ع الدرج تلحقهم وهي تشوفه يجرّ أخته من شعرهآ على السلآلم نزولاً وقد مسح البلآط بـ جسمهآ إللي تهشم من إرتطآمه بـ درجآت السلم نزولاً بدون أي رحمـه !

بمكتبـه ..
فلت شعرهآ من يدينه متوجه صوب مكتبـه رآفع اللآبتوب حقه لصدره مصدر الشآشه لهم ...
رفعت رآسهآ بمقآومه لأجل يمتد نظرهآ إللي إختفى بعيونهآ إللي إندفنوآ تحت تورمّ جفنيهآ بشكـل مفجـع للشآشـه .. كآنت ثوآني ولحقتهم ميسم على كرسيهآ ..
وبضغطـة زرّ والسكون سيّد الموقـف إتسعــت الحدقـه أقصآهـآ بذهــول لثلآثتهـم .. أمـه وميسـم وصآحبـة الشآن .. تغريـــد !


مآقدرت أمه تكمّل من بعد مآ إرتجف ذقنهآ وإرتعشت أطرآفهآ مآقدرت تشيلهآ .. إرتمت بـ الأرض عند رآس بنتهآ إللي كآنت دموعهآ تتسلل لـ جروحهآ بوجههآ وتحرقهآ بملحهـآ ...
تمت ميسم مثبته نظرهآ بصدمه للي تشوفـه !
بلعت ريقهآ وبعدهآ ملآمح الذهول متمكنه من تعآبيرهآ المفجوعه ! بينمآ قفل وآئل شآشة اللآب بقوه وهو يشوف أمه تضرب الأرض بيدينهآ الثنتين وتنتحب بلوم وعتب مريــر لـ تغريد وسوآتهآ .. تغريد إللي غآبت عن الوعــي من بعد تلقيهآ لصدمـة هآلفعل المشين الفآضــح .. بشكلهآ وإسمهآ .. بس مو بـ جسدهآ وقلبهآ وروحهآ !

سحب جوآله من طآولة مكتبـه مكنسل إتصآل رآمز لـه وهو يدور الأسمآء عنده بحركه عصبيّه متوتره لحد مآوصل لـ إسمه .. (( مآلك المرشـد )) ...

طلـع من المكتب بعد مآرمقهم ثلاثتهم بنظرة غضب حآده بـ إنتظآر الردّ !
كلّ إللي صآر الحين وسوّآه مع تغريد كآن العآصفـه .. وإللي يبي يسويـه الحين مع مآلك هو الطوفــآن بذآتــه !

صآح بجفآف حـآدّ بعدمآ وصله صوتـه بنبرته الشآمته وكنه يدري مسبقاً عن إتصآل وآئل فيه: مآآآآلــــــــــــــــــك يآ إبـــــــــــــن الكلــــــــــــــب !


======
-----------
======



نهآية الفصل الخآمس عشر
<<قرآءة ممتعـه إنشآلله
بـ إنتظآر توقعآتكـم ..
دمتـــم بـ ســلآم

:::

حلم الحياه 12-08-16 11:20 AM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل السآدس عشر


لآ إله إلآ أنت سُبحآنكـ إني كُنتُ مِن الظآلميـن
/
/


سحب بآب سيآرته بقوه محركهآ بسرعه جنونيـه طآلع من مدخل الفيلآ حقتهـم لـ فيلآ المرشــد !
هذآ مآلك المرشد الحين يمآرس عليه الآعيبـه والسبـه أختـه .. أخته إللي لوت ذرآعه لحقير مثل مآلك ..
طلبـه يلتقون برآ .. أمره هو يلتقون ببيتهـم .. بيجيبـه لحد عندهـ ومآله خيآر للرفـض ! وش إللي بيجـي من سوآتك بعد يآتغريـد !

كآنت المسآفه توصل للعشـر دقآيق لحد مآ إنفرجـت البوآبـه الحديديـه العريضـه لأجل يدخـل هو بسيآرته لفيـلآ المُرشــد ...
كرجهآ بـ الممر الحجري إللي يتوسط الحديقـه الكبيره ونزل وهو يقلب نظره فـ المكآن وإللي كآن أشبه مآيكون بـ السحـر ...


جلسآت خشبيّـه دآئريـه موزعـه بـ جآنبي الحديقـه كل وحدهـ مظلله بشمسيـه كبيرهـ من الخوص وبدآخلهآ كرآسي خشبيـه بـ الشكل الدورآني ...
سحب نفس عميـق وهو يتوجـه صوب وحدهـ من هآلجلسآت بعد مآ أعطـى الخبر لوآحد من القآدرآت المسئولين عن الأمن عند البوآبـه .. إنه وآئـل بن محصن عبدآلله ويبي مآلـك ..
كآن يحرك الخرزآت السودآء لسبحته بين أصآبع يده اليمنى وهو يلهـج بـ الذكر في محآوله منه تمآلك أعصآبه إللي تثور ودمه إللي يفور بمجرد مآيتذكر سوآة مآلك وأختـه وإللي للأسـف بآءت بـ الفشـل أول مآإستوعب صوتـه الغليـظ بـ السلآم عليـه !


وقف ببرود مثبت عيونه بنظره حآده مآ أخفت غضبه العنيف المكبوت بـ عيون مآلك إللي كآنت تفيض دنآءه وشمآتـه !
مآلك: مو من شيمك مآترد السلآم يآبن محصـن عبدآلله !
مآكآن ردّ وآئـل غير لكمـه عنيفــه سريعـــه مآ أمدى مآلك إنه يتدآركهآ لأنهآ لبست بـ طرف خشمه صآبت توآزنه لأجل يختل ويرجع لورآ خطوتين مآسك خشمه بيده بملآمح مقطبـه من الصدمــه ! بينمآ كمل وآئل وهو يسحبه من يآقة ثوبـه الأبيض بيده اليسرى ويشده عليـه - من بين أسنآنه - : أيآآآ إبن الكلــــــــــب .. وش إللي سويتــه !!! وش إللي تبيــــه يآمآآآآآآآآآآآلك ولييييييييييييييش
شدد مآلك من مسكته على يد وآئل الممسكه بيآقة ثوبه مثبت نظره بعيون وآئل بنظره بآرده هآمس بـ لعآنه مستفزه: ليش تغريــد حبيبتـي مآقآلت لك عن السآلفه وإللي فيهآ ! ولآ مآشفت السي دي ! ولآ شفته بس مآكفآك وتبي زود ! - رفع حآجبيه فآتح فمه يستنطقـه بـ إستفزآز - هــآآ !! .. ترآ فيه كمـآله .. بس مآظنتي بتعجبك .. إللي شفته كآفي لك
إرتجف فكّ وآئل المطبق بقوه بعد مآتبدلت ملآمحه لـ إشمئزآز .. أي إهآنه هذي إللي وجههآ له مآلك الحين !



رخت مسكته لـ مآلك منزل نظره للأرض بينمآ مآلك نفض صدره وهو يعدل ثوبـه إللي تبهدل من مسكـة وآئل لـه وهو يرمقـه بنظرآت إنتصآر شآمتـه !
همس وآئل ببحـه: وش إللي تبيـه ؟
مآلك ببرود: ليش من قآل إني أبي شيّ !
رفع وآئل عيونه له بنظره غآمضه مستفهمه بينمآ رفع مآلك كتوفه مقوس شفتيه بلآ مبآلآه: مآ أبي شيّ ..
ضيق وآئل عيونه بـ إستنكآر هآمس: وإللي بـينك وبين أختي !
رفع مآلك حآجبيه بـ إستيعآب: أهــآآآآ .. ليكون تبيني أتورط مع أختك ! - ضربه بخفه من كتفه بظهر يده اليمنى ثم كمل بـ إستفزآز - لآ يآبو الشبآب .. أختك وقد خذيت غرضي منهآ .. مآلي فيهآ ولآ أبيهآ ...


غمض وآئل عيونه ومآهوب متمني شيّ بهآللحظه كثر إنه ينمحي من هآلوجود ولآ يسمع زود كلمـه عن عرضـه إللي هُتك وشرفـه إللي صآر بسوآ الترآب أو أدنـى ! وش إللي ممكن يقوله الحين لهآلنذل ! يترجآه يستر على أختـه ! أخته إللي دنست روسهـم بـ الوصـخ .. هذآه الحين رآسه بـ الأرض وعيونه مب قآدر يرفعهآ بوجـه هآلنجـس مآلك قدآمه !
تمّ مآلك هآللحظآت يشبـع فيهآ كبريآءه إللي إنجرح من سوآة تغريـد فيـه والإهآنه إللي وجهتهآ له بقلب بآرد من ملآمـح أخوهآ المكسورهـ المذلولــه .. أي إنتصآر هذآ إللي ممكن يشفـي النفوس المريضـه أعظـم من غلبـة الرجآل !!!

مآلك بهدوء: أبي أختك ملك يمينــي
رفع وآئل نظره وإللي إرتفع معه حآجبيه وإتسعت معه حدقتيه من وقع الجمله على مسمعـه ...
كمل مآلك بنفس الثبآت: أبتزوجــهآ ..
بعده وآئل مثبت عيونه بعيون مآلك الثآبته بنظرآتهآ الحآده .. أردف بعدهآ بخفوت: وهـي لــك
مآلك: كتب الكتآب يوم الجمعـه .. وبآخذهآ بنفـس اليوم
ضيق وآئل عيونه بحده ثوآني ثم أردف ببرود: خذهآ لجهنم الحمرآ إنت ويآهآ يآلمغضوب عليكــم .. بس مو يوم الجمعـه
رفع مآلك حآجبه الأيسر بـ عدم فهم بينما أردف وآئل: يوم السبـت كتب الكتآب


قوس مآلك شفتيه بعدم إهتمآم: أمممم .. تمآم .. - رفع حآجبيه بحركه سريعه كنه تذكر شيّ - أهآآ .. مآيحتآج طبعاً أعلمك .. بروحي بجـي .. ومثل مآهي بملآبسهآ إللي عليهآ بآخذهآ .. لآ جمعة رجآل ولآ إحتفآل ولآ أي خـرف .. هآللي بسويـه حركـة شهآمه ومرجلـه .. يعنـي جميلــه وبسويهآ لأجلكـم .. أبستـر على أختك وعلى إسمك وإسم أبوك ورجآل عيلتك .. وحريمهـم بعــد .. فتره وبعدهآ بقطهآ لكـم مره ثآنيـه .. وآضــح !

أطبق وآئل شفتيه بأسى من وقع هآلكمّ المتتآلي من الإهآنآت والتجريـح .. وش إللي بيزآيد عليه فيـه مآلك أكثر !!
أعرض عنه بدون ردّ متوجـه لسيآرته إللي حركهآ بهدوء وقد تلألأت عيونه بـ دموع الذل والخذلآن !
بينمآ جلس مآلك على الكرسي الخشبي فآرد رجوله قدآمه وذرآعه الأيسر فآرده على ظهر الجلسه الخشبيه وقد ملت إبتسآمته شدقيــه ...
عض على شفته السفلى بـ أسنآنه العلويّـه بتعبير نشـوة الإنتصآر وهو يعـد على أصآبعه: ربـوع اليـوم .. خميـس .. جمعــه .. يوميـن وتكونيـن بعصمتـي يآتغريـــد - ضم اصابعه بقوه رافع قبضته لعيونه - .. قســـم لأندمـــــــــــك .. قســم لأذوقـك أقسـى العقــآب وأمـرّه !



======
-----------
======



بـ صبآح يـوم تآلــي ... علّـه يكون أهدى من مسآء اليوم إللي سبقـه !
مسح العطر على ظهر كفيـه وبآطنهم وهو ينآظر بـ إنعكآس صورتهآ من المرآيه قدآمه .. نآيمه على السرير .. أو إنهآ تدعي النـوم !
التفت عليهآ مكتف يدينه مستند بجسمه على طرف طآولة التسريحه .. متلحفه بـ اللحآف إللي غطآهآ كلهآ مآيظهر منهآ شيّ وهذآ هو إللي أكد له إدعآءهآ للنوم !
بـ الليلتيـن إللي طآفوآ إستشف طريقتهآ بـ النوم .. مآتغطـي وجههآ .. هآلوجه الملآئكي إللي مآيختفي غير بـ إرآدتهآ لأجل مآتشوفـه أو إنهآ تمنعه يقربهآ !
أمآ تحت لحآفهآ الستآن كآنت شويّ وتختنـق .. وش فيه طول هآلمره ! سكنت حركته بس بعدهآ تحسّ بـ أنفآسه الهآديه بـ الغرفـه بس وش إللي يسويّه ؟ مآدخل غرفة النوم غير مره وحده من بعد أول ليلة تهجمّ فيهآ عليهآ .. ماغير أخذ له ملآبس من الدولآب وطلع من فورهـ .. وهذي هي ثآني مره ! بس طـوّل فيهآ وحركته كثيرهـ والحين سآكن بس تحسّ بوجودهـ !



سحبت نفس عميق من فمهآ وحدهآ إختنقت " هفففف خلآآآآآص همووووت نفسي إتئطــع الله يئطـع نفسك يآزفــت " نفضت اللحآف عنهآ مستقعده بعصبيّه .. وتوّ مآتعدلت بوضعية الجلوس إلآ وتثبت عيونها بعيونه معقده حاجبيها من نظرآته الغآمضه المعلقـه عليهآ ..
بلعت ريقهآ بوضوح وبعدهآ ملآمح الضيق متمكنه من تعآبير وجههآ المقطـب لحظآت لحد مآتبدلت ملآمحهآ أول مآتدآركت شكله وإستوعبت .. هذآ هو رآئف بصورته إللي دلته فيهآ من أول مره ... بـ الثوب السعودي الرسمـي وغترته البيضآء وآلعقـآل ..
طيرت عيونهآ بلحظـه تفـكر .. " أوف .. أيوه أيوه .. النهرده آخر يوم أقآزه ليه إفتكرت .. أكيد رآيح الشغل .. أخييييرن .. أحسن فـ دآهيه .. لآء فـ ستين دآهيه .. فتحآلو البآب من أول يوم ومخرقش .. الحممممدلله إن أقآزته خلصت وخلآص مش هشوف وشـه يآآآآآآآآهــ "
ثبتت نظرهآ عليه وكآن بعده على وضعه .. مكتف يدينه مضيق عيونه يرمقهآ بنظرآت غآمضه مطولـه مآفهمت معنآهآ ولآ وش القصد منهآ ! "


توهآ بتفتح فمهآ تكلمـه إلآ وأعرض عنهآ صوب البآب بخطوآت ثآبته هآديـه لحد مآختفى ..
عقدت حآجبيهآ مستغربـه .. وش يكون هآلكآئن ! شلون رح تقدر تتعآمل معه أو توصل للي تبيـه ! ملآمحه البآرده الجآمده هذي إللي مآتوحي ولآ تدل أو تبشر أو حتى تنذر عن أي خآطر ببآلـه !
بلحظـه يهـدى ويثـور .. نفس اللحظـه إللي يتملكـه فيهآ جنون أعمـى هي نفسهآ اللحظـه إللي ينطفـي فيهآ غضبـه وثورتـه بدون سبب ! من أول يوم من بعد صرآعهم واللحظـه إللي ظنت فيهآ إنه رح يسدد لهآ القآضيـه إن أخذهآ بـ الغصـب بس كآن تصرفـه غير ! مآ أجبرهآ على شيّ ! مآمسّهــآ ! من بعدهآ وبنفس اليوم فتحـت له بآب الجنآح على مصرآعيه ومآطلـع ! تمّ فعلاً الثلآث أيآم عندهآ بس مو معهـآ ! حبست هي نفسهآ بغرفة النوم وهو بـ الصآلـه .. مآكآنت تلمحه غير يوم تطلـع من الغرفـه للصآله لأجل تآخذ عربة الأكل من بعد مآيآكل هو بـ الأول وهي من بعده .. لحدّ هـ اللحظـه !



وقفت عن السرير وهي تشد التيشيرت الأبيض على جسمهآ متوجهه لبرآ الغرفـه .. تمت تمسح الصآله بعيونهآ بس مآله أثر !
عضت طرف شفتهآ السفلى بقهر تلتهآ بـ ضربه رجـل للأرض !

/
/
/

بنفس القسم من القصـر .. بـ الجنآح الأوسـط ..
كآنت جآلسه على الكنبـه الإسفنجيّه مشمشيّة اللون قبآل شآشـة البلآزمآ العريضـه المثبته بـ الجدآر .. جمبهآ عربة الأكل الإستيل وإللي تعددت عليهآ أصنآف فطور ملكـي عديدهـ ...
رفعت رجل على رجـل وإللي إنكشفت بسبب فتحـة الفخـذ لقميص النوم الحريري الطويـل بـ اللون الأوف وآيت .. بيدهآ قطعـة توست غلفتهآ بـ طبقـة مربى فرآولـه ..


أبعدت الخبزه من بين شفتيهآ المكتنزه مبرقه عيونهآ بتنآحه من هآللمسـه الفجآئيـه لهآ !
قبلـه خفيفـه لـ آخر عنقهآ من الجآنب الأيمن .. الجزء المكشوف من عنقهآ الأيمن بسبب شعرهآ إللي مجمعته كله على كتفهآ الأيسر !
التفتت يمينهآ بترقب لحد مآتعلقت عيونهآ البنيّه بطبيعتهآ الربآنيّه بعيونه النآعسه الدآكنـه ..
مآكآنت إلآ لحظآت قطعتهآ يوم أعرضت عنه بحده بآلعه ريقهآ مطبقه شفتيهآ بـ إمتعآض ..
سحب نفس مسموع مطبق فيه شفتيه بـ إبتسآمه لإستيعآب زعلهآ الوآضح بـ إعرآضهآ عنـه ..
جلس على ذرآع الكنبه الإسفنجيه فآرد جسمه مسند بكوعه الأيسر على ظهر الكنبه من ورآ رآسهآ ..
همس بـ أذنهآ بعد مآ أبعد خصلآت من شعرهآ الثلجي لورآ أذنهآ اليمنى: زعلآنـه !
رفعت كتوفهآ مقوسه شفتيهآ بلآمبآلآه وهي تأشر بعيونهآ على الطآوله القزآزيه قدآمهآ: جوآلك هذآه إن كنت تبيـه !


ضيق عيونه مكآن مآ أشرت له على جوآله .. أطبق بعدهآ شفتيه بـ إستيعآب لسفههآ له - هآمس - : رح أعوضك ..
رفعت حآجبيهآ فآتحه فمهآ بـ دهشه مصطنعـه: رح تعوضنـي !
رآئف: لآتزعلين
دآرين: ومتى بتعوضنـي ؟
قآلتهآ وهي تحرك نظرهآ عليه من فوقه لتحته ..
فهم مغزى نظرآتهآ له أردف بعدهآ بهدوء: الحين عندي شغـل ..
إرتسمت إبتسآمه مصطنعه بملآمحهآ الجآمده: آمممم .. يعني رح تعوضنـي فـ الليــل !!! آمممم تمـآم
وقف متوجه للعربـه الإستيل وصآر يصبّ له من القهوهـ التركيـه بـ كوب كبير سآفـه تلميحهـآ لـه من الفهم إللي فهمتـه ومآكآن هذآ هو اللي يقصده ..
رآئف ببرود: مآرح أردّ اليـوم
دآرين: مآرح تردّ !
جلس على الفوتيه بنيّة اللون جمب الكنبه المشمشيه: مآرح أردّ .. لآ لك ولآ لهـآ ..
رفعت حآجبيهآ مقوسه شفتيهآ بـ حركة إعجآب: هذآ تعويض يآرآئف أو عقـآب !
رآئف: بكرآ المسآ إنشآلله طيآرتنآ لـ لندن .. جهزي حآلك
التفتت عليه بسرعه بعدمآ إنفرجت شفتيهآ بدهشه حقيقيه تسأله الصدق بنظرآتهآ !
رفع حآجبيه بتأكيد بعدمآ قرب حآفة الكوب بين شفتيه ..
همست بـ شبح إبتسآمة عدم تصديق: شلون يعنـي !! يعنـي .. يعنـي إجآزه ! رح تآخذ إجآزه ثآنيه ونسآفر لندن !


نزل الكوب من فمه بآلع الرشفه إللي إرتشفهآ مضيق عيونه بنظره غآمضه أردف بعدهآ بهدوء: لآء ..
عقدت حآجبيهآ مستفهمه بملآمح مقطبـه بينمآ كمل هو: سفـرة شغـل .. بس خطر لي آخذك معـي .. يعنـي فيهآ نقدر نكون مع بعـض
رفعت حآجبيهآ بـ إستيعآب هآمسه بخفوت: أهــآآآ .. نكون مع بعـض .. رح تشتغل طول يومكـ بـ النهآر ونكون مع بعـض فـ الليـل .. آمممم فهمـت
ضيق عيونه بنظره تفحصيّه حآده لهآ من بعد كلآمهآ وإللي تقصده !
شبك أصآبع يدينه ببعض بعد مآ إستند بـ أكوآعه على ركبتيه ونظره موجه للأرض: إسمعي دآرين .. إنتي الحين زوجتـي .. عقد زوآجنآ هذآ بنوده كثير .. أكثر من مجرد علآقة جنسيه فـ الليـل .. فـ رجآءاً مو كل كلمه والثآنيه تلمحين لهآلشيّ .. إني مآ أجيك ولآ أبي منك غير هالشيّ لأنه الحين آخر مآببآلي ! .. أنآ تركتكـ ثلآث أيآم وأدري إن هآلشيّ مو عآدي بـ النسبه لك ومآرح يكون عآدي أكثر إن تركتك بعدهآ وسآفرت ! بآخذك معـي .. أخلص شغلـي والبآقي أقضيّه معك .. هذآ غير إمتحآن المآجيستير حقك ! ليش مآتمتحنين وإنّآ هنآك ونردّ بعدهآ !



مآل فمهآ بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره .. بللت بعدهآ شفتيهآ وعيونهآ بـ الأرض: وظنـي إنهآ إجآزه .. مآ أقول شهر عسـل .. ولآ إسبوع أو حتى يـوم .. كثير عليّ !! كثير يكون لي حتى لو يوم خآص .. خآص فيني أنآ ! بنسآفر مع بعض لندن لأجل شغلـك إنت وإمتحآن المآجيستير حقـي ! هههههه مآشآلله .. إيه مره حلـو ..

أطبق شفتيه بآلع ريقه بهدوء .. هذآ هو إللي حآسب حسآبه .. كثر اللت والعجن من ورآ الحريـم .. يكون يمين يجون هم شمآل .. يظن الصـح مآيشوفونه هم غير غلـط !
دآرين بعيون مدمعه مثبته بـ الشآشه قدآمهآ: خلآص رآئف .. تقدر تروح شغلك مآفي دآعي تتأخر .. إنشآلله بكرآ بكون جآهزه
رآئف من بين أسنآنه: أحذرك دآرين .. لآتتكلمين معي بهآللهجـه
وقفت بحده وقد فقدت سيطرتهآ على غضبهآ المكبوت من ثلآث أيآم وهي تصيح بحده وشرآسه: وآلله !! من جدّ يعنــي ! - طآحت دموعهآ بوهن إرتعش معه نبرتهآ - أجل بأي لهجـه أو إسلوب تبيني أكلمك فيـه !! وش تبيني أكون ولآ وش تبيني أقول وأنآ عروس تآركني بروحي ثلآث أيآم .. ثلآث أيآم يآرآئف ! أنآ زوجتك مثلمآ هي زوجتك ! مآسألت وش إللي أحسّ فيه وأختي كل يوم تدق علي تسألني جآك رآئف ولآ لآء !! وأمك تطلبنـي أنزل لهم بدآل قعدتي بروحي دآمك عند الهآنم الثآنيـه ! ويوم تكرمت وجيتنـي هذآك تقول إنك مآرح ترد البيت غير بكرآ .. ولآزم أكون جآهزه لأجل نسآفر .. لوين السفره !! لـ لندن ! .. بس ليش ؟! إيه عشآن شغلك وعشآن إمتحآني .. وآآآآآآو عن جدّ مآفي أروع من كذآ .. ولآ كآن هآلشيّ بـ أحلآمي حتى ..



وقف بهدوء مقرب صوبهآ لحد مآوقف قدآمهآ .. كآنت رآصه بـ أسنآنهآ العلويه على شفتهآ السفلى بقوه ومطيره عيونهآ للسقف لأجل تمنع بآقي دموعهآ تنزل ..
رفع يدينه الثنتين لكتوفهآ وصآر يتحسس ذرآعآتهآ العآريه نزولاً بحرآره يهديهآ شويّ لحدّ مآ إعتصرهم بقوه هآمس: دآريــــن
دآرين: ..........
رآئف: دآرين !
نزلت رآسهآ للأرض شآهقه شهقه حآده مسموعه تلتهآ دموعهآ المكبوته ... أطبق شفتيه بأسى وهو يضمهآ لصدره .. يده اليسرى حول خصرهآ واليمنى تتحسس ظهرهآ العآري من فتحة قميصهآ إللي توصل لآخره - هآمس بدفى - : خلآآص إهدي .. إشششششش .. خلآص دآرين ..
مآكآنت تردّ غير بشهقآت خآفته سكنت أول مآ أبعدهآ عن صدره محتضن وجههآ بين كفيه وصآر يمسح دموعهآ بـ إبهآميه من تحت عيونهآ وخديهآ .. عيونه مثبته بعيونهآ المدمعه: إشششش .. خلآآآآص .. إهدي ..
دآرين بنبره وآهنه رقت معهآ ملآمحهآ بعقدة حآجبيهآ: ليش تجرحني كذآ يآرآئف !
دنق رآسهآ عليه طآبع قبله عميقه على مقدمة رآسهآ: وهذآني أعتذر لك .. لآتزعلين
تمت مثبته عيونهآ بعيونه لحظآت لحد مآرفعت كتوفهآ بهزه بسيطه مقوسه شفتيهآ بقلة حيله ونظرهآ للأرض ..


سحب نفس هآدي وهو يبعد خصلآت من شعرهآ الثلجي المبعثر حول وجههآ لورآ أذنيهآ .. أتبعهآ بـ قبله صغيره نآعمه على خدهآ الأبيض الصآفي: بروح الحيـن ...
حركت رآسهآ بـ الإيجآب بـ إبتسآمه بآئسه مطبقـه بينمآ أعرض هو عنهآ مدنق على الطآوله رآفع جوآله من عليهآ متوجـه لبآب الجنآح بيطلـع ...

رمت نفسهآ ع الكنبه وقد ملت الإبتسآمه شدقيهآ .. صآرت ترول خصله من شعرهآ حول سبآبتهآ اليمنى بتفكير: آممم طيب يآحور .. خذيتيه مني ثلآث أيآم شوفي الحيـن كمّ رح آخذه منك ولـ ويــن بعــد هههههه

كآن توه وطلع من الجنآح عيونه على جوآله بيدهـ يشوف كمّ المكآلمآت الهآئل من يوم تركـه .. هذآ غير وضعـه الصآمت ! شكلهآ دآرين إللي سوتهآ وصمتته وحقهآ دآم كل هذي مكآلمآت ...
رفع نظره مبتسم ومآسرع مآ إنمحت هآلإبتسآمه وهو يشوفهآ تتبختر قدآمه بخطوآتهآ الطفوليّه .. بـ تيشيرت قطني أبيض سآده نص كمّ وبنطلون ريآضي قطني وردي بخطين أبيض من الجمب ولكلوك كبيـر بـ رجليهآ شكـل القطوهـ كيتـي .. رآفعه شعرهآ كله بـ إهمآل ذيل حصآن متوجهه صوب المصعـد !


مآيدري شلون بهآلسرعه وصلّ لهآ يستنطقهآ بغضـب: حوريّــــــآ !
بـ ثآنيتهآ إلتفتت عليه بسرعه معقده حآجبيهآ بنظره رعب حآده .. هذآ وش إللي يسويه هنآ !! بعده مآرآح شغلـه !
رآئف بغضب مكتوم وهو يصرّ من بين أسنآنه: وشششش إللي تسوينـــه هنــآ ؟
رفعت حآجبيهآ ببلآهه: إنت إللي بتعمـل إيه هنـآ ؟
إعتصر ذرآعهآ الأيمن وهو يجرهآ ورآه متوجه صوب جنآحهم ..
تأوهت بخفـوت: آآآآآآي يآآآرآآآآآئـــــف
إلتفت عليهآ بحده يتوعدهآ بنظرآته الغآضبه: بس ولآ كلمـــــه
أول مآدخلوآ من البآب نفض يده من ذرآعهآ بقوه لأجل تتقدمه بخطوهـ مآلت فيهآ لقدآم كآنت بتطيــح !
إلتفتت عليه مقطبه ملآمحهآ بضيق - صآحت بعصبيّه - : إنت مقنــــوون !! مآلك ! فيـه إيه !
رآئف: إنتي وين كنتي طآلعه !
حوريه: مكنتش هروح فـ حته .. كنت نآزله لـ نسمـه
ضيق عيونه بـ إستنكآر: وشهــو !
رفعت حآجبيهآ ببلآهه هآمسه: نسمــه
رآئف: وشلون بتنزلين لـ نسمه وإنتي بهآلشكل !


دنقت رآسهآ على جسمهآ من تحت تشوف نفسهآ ثم ردت تنآظره ببلآهه مآفهمت قصده: مآلو شكلـي ؟
أطبق شفتيه وهو في أقصى محآولآته تمآلك نفسه ! هذي من جدهآ ! غبيّـه ! ولآ تستغبـى لأجل تثير عصبيتهـه و إستفزآزه ! .. بس لآ شلون ! هي بـ الأسآس كآنت تحسبه قد طلـع .. يعنـي ببآلهآ إنهآ تنزل بهآلشكل وهو مآرح يشوفهآ ! يعني أكيد مو بقصدهآ ! بس معقوله لهآلدرجه سآذجه ومآتدل وش الصح ووش الغلـط ! يجوز هآلشيّ أو لآ !
رآئف بهدوء: إنتي وين على بآلك جآلسـه ! تدرين كمّ شخـص هنآ ! ولآ مفكره نفسك بمكآن بروحك مآفيه غيرك إنتي ونسمـه ! طآلعه لي بملآبس النوم تتمشين ولآ على بآلك شيّ ولآ هآمك شيّ !
عقدت حآجبيهآ مقوسه شفتيهآ بعدم فهم هآمسه بـ إستفسآر طفولي: ليــه ؟
غمض عيونه سآحب نفس عميق مسموع أنذر لهآ عن محآولته تمآلك أعصآبه .. تمت تترقبـه بنظرآتهآ المتوتره وسبب عصبيتّه المبآلغ فيهآ ومحآولته كبت غضبـه !
فتح عيونه مثبتهآ بعيونهآ المستفهمه والمترقبه لشرح وتفسير .. أردف بهدوء: إنتي مو بروحك هنآ .. ولآ البيت كله حريـم ! تدرين كمّ أخن لـي هنآ ! بـ الدور تحتنـآ فيه طلآل أخوي .. وفيـه أحمـد .. ورآمــز .. تبين حضرتك تنزلين لنسمه وإنتي بهآلملآبس ! وش إللي على بآلك وتحسين فيـه ! قسم بـ الله يآحور إن مآتعدلتي لتشوفين إللي مآيعجبك ولآ يرضيك ..
تمت ثوآني متنحـه بتفكير أطبقت بعدهآ شفتيهآ بآلعه ريقهآ متفشلـه .. شلون فآتهآ هآلشيّ ! إخوآنه كلهم بنفس البيـت وشلون هي كآنت بتنزل بهآلشكل ولآ على بآلهآ !



أطبقت شفتيهآ مبرقه عيونهآ مبتسمه بـ تعبير الفشيلـه الطفولي هآمسه: سسسوري !
حرك لسآنه دآخل فمه لحد مآنتفخ خده الأيمن .. هذي البنت بتجيب آخرته بحركآتهآ المشآغبه إللي تأسره بـ لحظـه !
بلع ريقه مكمل بهدوء: مآـطلعين برآ هآلجنآح غير بـ العبآيه والحجآب ..
حوريه: عبآيه سودآء !
رآئف بنفآذ صبر: أي عبآيه مو مهم .. القصد إنه شيّ سآتر .. - حرك نظره عليها من فوقهآ لتحتهآ - مو طآلعه بملآبس نـوم !
حوريه: بس أنآ مكنتش هئعـد تحـت .. أنآ كنت نآزله لـ نسمه هئعـد معآهآ فـ قنآحهآ
رآئف من بين أسنآنه: تطلعيـن مثلمآ أقولك .. لآمنك وصلتي لنسمـه فسخـي الحجآب والعبآيه .. زيــن !
طيرت عيونهآ بتفكير مآطه شفتيهآ المزمومه لقدآم: آممممم .. طيب
أعرض عنهآ صوب البآب قبل تضعفـه أكثر بـ حركآتهآ ... مآ أمدآه لأنهآ صآحت توقفه: رآآئــف
مآل برآسه لليمين بدون مآيلتفت عليهآ .. بينما التفتت هي عليه صآرت مقآبله له وجهاً لوجه: رآئف أنآ عآوزه أتكلم معآك
رفع رآسه لهآ بنظره غآمضه .. كملت: موضوع ضروري بقـد
رآئف: كنت معك ثلآث أيآم ليش مآتكلمتـي !
عضت بـ أسنآنهآ العلويه على شفتهآ السفلى منزله نظرهآ للأرض أتبعتهآ بهزة كتـف خفيفـه انها ماتدري !!
رآئف: عندي شغل الحيـن مقـدر ..


حوريه: طب هترقـع إمتـى ؟
غمض عيونه مآنع شبح إبتسآمتـه ثم رد فتحهـم رآفع حآجبيه مقوس شفتيه بمعنى إنه مآيدري ..
حوريه: آمممم طيب هستنـى لحد مآترقـع مآشـي !
رآئف بهمس: آوكي
توه بيتخطآهآ لحقته بسرعه: هكلمك بس فـ الموضوع وخلآص مش أكتـر .. يعنـي هنعـد مع بعـض شويّـه صغيرين مش هطـول معآك
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره بعدمآ فهم قصدهآ إنهآ مآتبيه عندهآ: أجل إنتظــري !


======
-----------
======

======
-----------
======


7 المسـآ من يوم الجمعـه ..
اليوم إللي مآفرق كثير عن إللي تلوهـ من الأيآم بـ كآبـة الأجوآء إللي شآبهآ أقسى أنوآع السبـآب .. الشتـم واللعــن .. وصيـآح المسكينـه إللي تقآبلهآ بـ الغرفـه وإللي أهزلت نفسياً وجسدياً بـ أعنف أنوآع الاهانه و الضرب .. من أخوهآ وأبوهآ حتى عمّهـآ ! ..

مسحـت وجههآ بكفيهآ زآفره نفس بآئس بقلة حيلـه مآ تمّ إلآ وبققت عيونهآ بـ دهشـه من سمعـت صيآحهآ وهذي هي المرهـ الأولى بهآليوم إللي تسمعه وإللي ظنت إنهآ مآرحّ تسمعه ! شلـون وإن كآنوآ رجآل البيت كلهم تحـت مشغوليـن بـ سآلفـة عقـد قرآنهآ هي ؟!
من ممكن يكون فيهـم طلـع لهآ وكـبّ غضبـه وغيظـه وإللي ظنهآ إنه مآرحّ ينتهـي أو حتى يهـدى !


حركت كرسيهآ بسرعه لبرآ غرفتهآ ..
كآن بآبهآ مفتوح وإللي من ورآهـ لمحـت تعدد الموجودين وإللي كآنوآ حريـم !
دخلت الغرفـه عيونهآ على تغريد إللي متكومه على نفسهآ ضآمهآ رجولهآ لصدرهآ ودآفسه ذقنهآ بين ركبتيهآ وقد ملت دموعهآ ملآمحهآ البآهته إللي ترقعـت ألوآن .. أزرق , بنفسجـي , وأخضـر ! عينهآ اليمنـى إللي تورمـت بـ إنتفآخ أسودّ اللون وقد إختفـت من وجههآ تحت كتلـه مرعبـه من الورم !
وحده من الحريم بلهجه لبنآنيه: لآتخآفي حبيبتي مآرح تحسي بـ إشي
تغريد بصيآح: قلت لكم إبعدوووو عنــــــــــي مآآآآآ أبـــــــــــي .. مآحد رح يلمسنــــي !!! ولآ حتى هذآآك الحيوآآآآآآآآآآن
بـ نفس اللحظـه إلآ وكآنت أمهآ فوق رآسهآ تسحبهآ من شعرهآ: وهو بعده مآلمسك يآفــآجـ *** دنستي روسنآ بـ الترآب الله يآخذك ويفكنآ من شرك حسبي الله عليك وعلى سواتك سودتي وجيهنااااا


جرت ميسم لعند زوجة عمهآ سآحبه يدهآ بـ القوه من شعر تغريد: خلــص خآلتي تكفين سألتك بـ الله تتركينهآ
نآظرتهآ أم وآئل بـ إحتقآر: وإنتي وش لك !! تشمتيـن يعنـي !!
إتسعت حدقتي ميسم بـ دهشه من كلآم زوجة عمهآ .. وش إللي تقصده ! معقوله تشمـت فيهـم ! وإللي يمسهـم يمسهـآ !!
أم وآئل: لآ تمثلين مصدومه من الكلآم .. أدري عمآ بجوفك .. دخلتي البيت بـ الأول ولعبتي برآس الولد لين جبتيه .. والحين جآيه وش إللي لك تبينه هنا !!!!

فلتت ميسم يدها من يد زوجة عمهآ بهدوء بعدمآ إرتجف ذقنهآ وإمتلت عيونهآ بـ الدموع .. بينمآ رفعت أم وآئل ذقنهآ بحده بعدمآ رمقتهآ ثم بنتهآ بنظره إشمئزآز لثنينآتهم موجهه كلآمهآ لوحده من الحريم: جهزوهآ وإن مآبغت قيدوهآ بـ الغصب وخل نفتك من هالسالفه ..


مآردت الحرمه إلآ بهزة رآس خفيفه بـ الإيجآب ومآقربت من تغريد إلآ بعدمآ طلعت أمهآ من الغرفه وصآرت تتحسس ركبتهآ اليمنى بهدوء بنبره دآفيه: حبيبتي لآتخآفي .. مآرح أغصبك على إشي بس إنتي لآزم تسآعديني ..
رفعت تغريد رآسهآ سافهه الحرمه مقربه خطوتين على ركبتيهآ لحد مآ إحتضنت سيقآن ميسم وأسندت خدهآ الأيسر على ركبتيهآ بترجي من بين بكآهآ المبحوح: ميسم تكفييييييين لآتخليهم يقربون علي .. تكفييييييييين
تحسست ميسم شعر تغريد وإللي إنتفش من الإهمآل وكثر الشدّ فيه: خلآص حبيبتي إهدي ..
وجهت كلآمهآ للحرمه: إنتو وش تبون تسوون ؟
الحرمه: نحنآ من مركز تجميـل .. أم وآئل إتصلت فينآ مخصوص نجي اليوم بنجهز تغريـد لأن بكره زوآجهـآ .. مــو ؟!!
رفعت ميسم حآجبيهآ وإتسعت معهم حدقتيهآ بصدمه هآمسه: وشهـــووو !!
دنقت رآسهآ محتضنه وجه تغريد بين كفيهآ: وش هآللي تقوله !! صــدق !!
رقت ملآمح تغريد لـ إنكسآر بعقدة حآجبيهآ وشفتيهآ إللي تقوسوآ: رح يزوجوني بكره يآميسم !! لهآلحيوآن .. إلحقي علي يآميســم تكفييييييييين مآ أبيييييييييه .. مآ أبييييييــه
أطبقت ميسم شفتيهآ بقلة حيله تدآري فيهآ صدمتهآ .. وش هآللي يصير ! اليوم كتب كتآبهآ هي وبكره تغريد ! بس مافي أي مجآل للمقآرنه أبدّ بين وضعهآ ووضع تغريد ..


رفعت ميسم رآسهآ للحرمه إللي رقت ملآمحهآ وكنهآ فهمت السآلفه لرفض تغريد .. وآضح إنهآ مآتبي هآلزوآج ! أردفت بهدوء: لو سمحتي ممكن تتركونآ شوي بروحنآ .. أنآ بتكلم معهآ ورح أقنعهآ .. تقدرون تنتظرون بغرفتي أنآ .. هي المقآبله لهآلغرفه وبآبهآ مفتوح ..
مآلت الحرمه برآسهآ متفهمه طلب ميسم ثم أمرت الثنتين إللي كآنوآ معآهآ يطلعون برآ الغرفه ...

توّ مآطلعوآ الحريم من الغرفه شددت تغريد من إحتضآنهآ لرجول ميسم سآنده ذقنهآ على ركبتي ميسم - بنبره وآهنه - : ميسم إنتي مصدقتني صح ! وآلله وآلله وآلله مآ اعرفه ولآ بعمري شفته .. قسسسما بالله مآ أعرفه آآآآآآآآآآه يآآآآآآربي يآآآآآرب أظهر الحــق مآآعآآآآد فينـــي ...
إحتضنت ميسم وجه تغريد وصآرت تبعد خصلآت شعرهآ إللي إلتصقوآ بوجههآ من أثر بكآهآ: إيه حبيبتي وربي مصدقــه ..
برقت تغريد عيونهآ بصدمه وصآرت تتلعثم: جــ .. جــ .. ججججـ جــد !! جد وآلله !! إنتي مصدقه صــح !!
ميسم بـ إبتسآمه: إيه وآلله مصدقــه .. صحيح شفت الفيديو .. وهآلبنت إللي فيه تشبهـك بقوهـ بس فيه شيّ غلـط .. شيّ غريــب .. نظرتهآ .. نظرتهآ جريئــه وحآده .. عكسك إنتي .. قبل مآ ألآحظ هآلشيّ أنآ أنكرته بـ إحسآسي .. تغريد أدري إنك مو ممكن تسوين هآلشيّ ..
تغريد بـ ابتسآمة عدم تصديق بآهته أردفتهآ بـ زفرة نفس مسموعه دنقت بعدهآ وصآرت تحب ركبتي ميسم: الحممممد لله .. الحممممد لله يآآآرب
لحقتهآ ميسم وهي ترفع رآسهآ بـ الغصب لأجل تمنعهآ تبوس فيهآ: خلآص يآبنت .. هههههه خلاص علآمك إنتي
تغريد: ميسم إوعديني رح تكونين معي .. تكفين ميسم مآ أبي أكون بروحي ..
ميسم بنبره هآديه وأكيده لأجل تطمنهآ: وأنآ معك مآرح أتركك .. وعــد
تغريد: ميسم بكره كتب كتآبي .. ورح يآخذني بيتـه .. وش إللي بيسويه فيني !! حقير مثله دبر لهآلشيّ وش إللي بيسويه بعد !! رح يذبحني يآميسسسم رح يذبحني
مسحت ميسم على ظهر يدّ تغريد اليمنى: أشششش بس إهدي .. مآيقدر يسويلك شيّ ليش هي سآيبه !! وين أهلك !
تغريد من بين بكآهآ: أهلي عآفوني .. صدقوه وكذبـوآ ثقتهم فينـي كل هآلسنوآت وتربيتهـم .. بآعوني لخسيس مثلــه .. إن مآكآن هو بيذبحني كآن أبوي هو إللي بيسويهآ أو وآئل .. حتى عمي يآميسم .. أبووك .. أبوك ضربنـي لين طرشـت الــدمّ ..



دنقت ميسم جسمهآ عليهآ لين حضنتهآ بقوه كنهآ تهدي سرهآ وتطمن نفسهآ: خلاص يآروحي إهدي .. أكيد كل شيّ بينكشف .. بس مآلك إلآ ترضين الحيــن .. لأني بروحي مقدر أسوي شيّ ..
تغريد بوهن: ميسم لآتتركينـــــي تكفييييييــــن
بعدت ميسم عنهآ وهدت من نبرتهآ: شوفي بعلمك وش بسوي
تغريد: إيش !
أشرت ميسم بعيونهآ على الكومدينه ورآ تغريد: شوفي هذآك الجوآل ..
التفتت تغريد ورآهآ ثم ردت تنآظر بـ ميسم مقطبه ملآمحهآ بعدم فهم !
ميسم: خذيـــه .. وانآ بعطيك شريـحه كآنت لـ دآدآ زبيده ..
تغريد: بس هذآ جوآل وحده من حريم المشغل !
ميسم: إيه أدري .. رح أبآدلهآ بـ جوآلي وأكيد رح ترضى .. وش جآب الأيفون حقي يعني لهآلجوآل الأبيض والأسود ! هههههه
تغريد بـ إبتسآمه بآهته: بس ليش مآفهمت !
ميسم: لأن هذآك إللي مآيتسمى وبيكون زوجك مدري الصرآحه وش إللي ممكن يسويه ! بس مآ أعتقد إنه رح يعطيك جوآل ! ولآ رح يخليك تتوآصلين معنآ بأي شكل .. تووفـي مآ أبي أخوفك بس هآلظنون أكيد ببآلك إنتي بعد
تغريد وقد لآنت ملآمحهآ مره ثآنيه بتبدآ بكآ .. لحقتهآ ميسم بسرعه: لآتبكين الحين خل نتفـق ..
تغريد بهمس: وش أسوي علميني !
ميسم: هآلجوآل رح تآخذينه لأنه صغير .. ومآفيه شيّ .. مغير يقـول ألـوو .. وهذآ هو إللي نحتآجـه .. رح تخلينـه صآآآآمـــــت .. فهمتـي شلـوون !! حتى مآ أبغآك تشغلين الفآيبريشن .. مآ أبغآه يهز هزه .. وتطفيـن الإضآءه لآمنه دق .. ومآ أبيك تدقين على أحد وإن جآك أي إتصآل من أي رقم لآ تردين لأن مثلمآ علمتك بعطيك شريحه كآنت لـ دآدآ زبيده .. بعطيك رقمي أنآ بس .. لآمن جآتك فرصه تتكلمين عطيني ميسد وأنآ بدق على طول ..


تغريد وكن الروح دبت فيهآ من جديد ودرت إنهآ صدق مآرح تكون بروحهآ: طيب وجوآلك إنتي !!
ميسم: مآعليك مني أنآ .. رح أعطيهآ جوآلي وأقول إنه ضآع أو تكسر أو أي شيّ .. رح أدبرهآ أهم شيّ إنتي .. لولآ إن توني أدري بهآلسآلفه الغبرآ الحين ولا كآن خططت من أول .. بس يللآ مآعليه ..
شددت تغريد يدهآ على يد ميسم: ميسم لآتخليني .. تكفين دقي علي كل يوم
ميسم بـ إبتسآمه: لآتخآفين .. مآرح أتركك .. بس هآ مثل مآوصيتك أنآ مآرح أدق إلآ يوم تعطيني ميسد بـ الأول إنك تقدرين تتكلمين وبعدهآ رح أدق ..
تغريد: إنشآلله
ميسم وكنهآ تذكرت شيّ: إيييييه صححح .. ولاتفكرين بعدين تدسين الجوآل بجيبك ولآ بصدرك !! مآتدرين وش إللي ممكن يسويه هذآ يقوم يطيح الجوآل بيده .. أول مآتوصلين هنآك دوري لك مكآن تدسينه فيـه .. تمآم !!
دنقت تغريد على يدّ ميسد وبآستهآ وبثآنيتهآ مآسرع مآأبعدت ميسم يدهآ بنهي جآزم: بس يآهبلـــــه وش إللي تسوينه !
تغريد: مآرح أقدر أرد لك وقفتك هذي معي أبد يآميسم
ميسم: قسسم إنك هبله ! إنتي بنت عمـي .. يعنـي أختي .. شلون مآ أوقف معك ! بطلي عآد هآلكلآم مآله دآعي .. وأبيك تهدين شويّ وتخليهم يجهزونك
حركت تغريد رآسهآ بـ النفي: لآآآآآ
ميسم بهدوء: إحنآ مو إتفقنآ !! وخططنآ سوآ ! أبيك الحين ترآضينهم وتسمعين الكلآم ! لآتخلين عمي أو وآئل أو حتى أبوي يدرون بـ رفضك هذآ ويزيدونهآ عليك ..
تغريد: مآرح أخليه يلمسنــي .. ليش يجهزوني أجل !!!


أطبقت ميسم شفتيهآ بـ يأس وصآرت تمسح على شعر تغريد من مقدمته: معليش حبيبتي جآريهم بآللي يبونه وخلآص ... لين تروحين ذآك البيت وصيري طلعي روحـه وعيونه بعد ولآتخلينه يقربك .. هآلشيّ مايتم إلآ بـ الرضآ .. وإن غصبك مآرح يستفيد شيّ
مآل فمهآ بـ إبتسآمه سآخره: ذآك البيت !! مآخفي أعظم يآميسم ..
ميسم بمزح لأجل تهون عليهآ: مآعليه .. من وآحد بس بذآك البيت أهون من عشره بهآلبيت هههههه
تغريد: هههههه
ميسم: هآآ أنآدي عليهم يجون !
تغريد: شلون رح أنكشف عليهم !! هذي مآصآرت من قبل ..
ميسم بهدوء: إيه حبيبتي مآعليه هم حريم برضوآ !
نزلت تغريد رآسهآ أبهآمهآ وسبآبتهآ اليمنى بـ فمهآ هآمسه بحيّآ: أسسستحـــي !
تمت ميسم تنآظرهآ بـ شبح إبتسآمه .. هذي شلون تكون أخطت هآلخطآ بـ الفيديو ! إحسآسي صــدق من أول .. مو تغريد البريئــه الخجولـه إللي تسويهــآ !



/
/
/
/


نفس التوقيت ..
بـ جنآحهآ الأنثوي النآعـم بـ لونـه الوردي الموحـد بكلّ تفصيله فيـه ..
كآنت قبآل مرآيتهآ الطوليّه تتحسس فستآنهآ الشيفون مشمشي اللون على جسمهآ وإللي دآري تقآسيم جسمهآ بسبب وسعـه وطبقآته الكثيره .. مآكآن محدد غير صدرهآ لأنه مزموم من تحت الصدر بشريطـه خضرآء مربوطه حزآم فيونكه من ورآ الظهر والبآقي مسدل عل جسمهآ لآخر سآقيهآ بـ إنسيآبيّه نآعمـه ...


إلتفتت يمينهآ توّ مآدخلت عليهآ ومآسرع مآ صدت عنهآ تنآظر بشكلهآ بـ المرآيه بعد مآرمقتهآ بنظرة تحقير مقوسـه شفتيهآ بقرف ..

حوريّه بضحك من نظرة نسمه لهآ: ههههههه بقـد !!
نسمه: ..........
وقفت حور ورآهآ محآوطه خصرهآ بيدينهآ ملصقه خدهآ الأيمن بظهر نسمه: دكتووور أوووو
نسمه بجفآف: فكيني أشوف
شددت حوريه من مسكتهآ لخصر نسمه: لآآآآء
زفرت نسمه بطفش مطيره عيونهآ: هفففف حور مآلي خلقك ترآ فكيني خلني أخلص
فكت حور يدينهآ معقده حآجبيهآ: منتي مخلصه أهو بآئـي إيه !
نفضت نسمه شعرهآ عن كتفهآ الأيمن: مآبقى شيّ
حوريه: أومآل !
نسمه: يعني مآتدرين !! جـد وآلله !
عقدت حور حآجبيهآ بـ إستفهآم هآمسه: لآء مش عآرفه
نسمه بقهر: كمّ صآر لك ومآشفتك ! وعلمتك إن أمي مآنعتني أطلع لك قآلك عروس قآل ومآيصير أطلع لك وإنتي رآئف مآشآلله حآبستيه عندك الثلآث أيآم كلبوهـم وهذآه تركك أمس ولآ جيتينـي أو حتى فكرتي تدقين علي .. هآآ وش رآيك فهمتي الحين !


بلعت حور ريقهآ بتفهم لعصبيّة نسمه .. بس هي وين وإللي تفكر فيه نسمه وين ! هذي ظنهآ إنهآ فآلتهآ مع رآئف ولآ عآد سألت فيهآ ! أي ثلآث أيآم ذولي بعد ! وهي من بعد أول موقف بـ أول يوم وتهجمه عليهآ بـ الحمّآم ولآ عآد شآفته .. حتى إنهآ تركت له البآب مفتوح مغيره رقمه السريّ للرقم الإفترآضي وقد درى بهآلشيّ وشآفه مفتوح بس مآطلـع ! مآطلع من عندهآ بهآلثلآث أيآم ! .. إللي مروآ وكلّ وآحد فيهم بنآح .. هي بـ غرفة النوم مآتطلع منهآ وهو ع الكنبـه الإسفنجيه بـ الصآله قبآل التلفزيون ! حتى بـ الأكل .. يسبقهآ بـ الأول وهي تآكل من بعده بغرفتهآ ! ونسمه الحين وش إللي تفكر فيـه !!


حوريه بهدوء: نسمه إنتي فآهمه غلط وآللهي
قلبت لهآ نسمه عيونهآ بقرف: مآيهمني أصلاً .. بكيفك .. سوي إللي تبينه
قربت منهآ حوريه مبتسمه وهي تتحسس ظهرهآ ريحه وجيّه بهدوء: ههههه طيب خلآص أعصآبك ليه متنرفـزه كل دآ ! مش حلو على فكره تتعصبي كدآ وإنتي هتشوفي حبيب الئـلب ههههههه
نسمه وإللي غصباً عنهآ تبدلت ملآمحهآ لـ إبتسآمه عريضه لمعت فيهآ عيونهآ من طآري حبيب القلب: هههههه عن السماجه ترا مآلك دآعي
غمضت حور عين وحده وفآتحه الثآنيه بلعآنه: ههههههه أهآآآآ
نسمه: حور علميني شلون طآلعه .. حلو شكلي !
حركت حور رآسهآ بـ النفي .. هذي نسمه الطفله إللي تدلهآ زين .. بكلمـه تثور وتهـدى .. هذآهآ الحين نست زعلهآ منهآ وتسألهآ شلون طآلعه !
حوريه: قمــــــر
عبست نسمه بملآمح طفوليه: تمزحيــن ! لآتجآملين إنتي ووجهك
حوريه: وليه أقآملك يعني ! بس بقد شكلك حلو أوي مآشآءالله .. هتهبلي الرآقل وهو أول مره يشوفك يخربيتك
نسمه: هههههه إيه عآدي خله ينهبل مآ أنآ منهبله فيه من أول مره شفته .. يللآعآد آلله يسآمحه وأسآمحه أنآ بعد لآمنآ تزوجنآ
حوريه: ههههههه إنتي مقنونه
التفتت نسمه لحوريه محتضنه كفهآ الأيمن بين يديهآ لصدرهآ مشدده عليه بقوه: حور وربي مآني مصدقـه ! قسسسسم بـ الله أحس إني جآلسه أحلم ! معقوله ! معقوله هذآ هو دكتور أوو ! السرّ إللي كنت مخبيته الحين كلهم يدرون عنه ! وهذآ هو بعد درى ! درى وآليوم بيشوفنـي ! رح أنخطب له .. رح أتزوجـه ! إنتي مصدقه هآلشيّ ! لأني قسسسم بـ الله مآني مصدقه أبدّ أبدّ أبدّ
سحبت حوريه كفهآ من يدين نسمه بـ إبتسآمه بآهته " لآ يآنسمه صدئي .. إنتي بنت المآلكي .. يعني ممكن تفكري مقرد تفكير بحاقه ومتاخديهاش ! إنتو كدآ كلكم .. إطلبـوآ أو شآوروآ وإللي عآوزينه هتآخدوه حتى لو بـ الغصـب !" - تحسست ذرآع نسمه من فوق البآدي التُل بنفس اللون المشمشي وإللي كآن يوصل لمرفقيهآ هآمسه بـ إبتسآمه خفيفه - ربنآ يتمملك بـ الخير يآروحي وتكوني مبسوطـه دآيماً ..



ضمتهآ نسمه بقوه محآوطه خصرها بيدينهآ إللي أشبكتهم من ورآ ظهرهآ: آآآمين يآآآرب .. أنآ وإنتــــي .. مثل مآ أنآ بكون مبسوطه مع عـديّ إنتي كمآن تكوني مبسوطه مع رآئـــــف
مآل فمهآ بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره من كلآم نسمـه .. هذآ هو فعلاً إللي ينطبق عليه المثل المصري ( إللي ميعرفـش يئـول عــدس ! ) ..
بعدت نسمه عن حوريه بعنف وكنها تذكرت شيّ مبرقه عيونهآ: إنتي يآلغبيــــه
رفعت حوريه حاجبيها ببلاهه: إيـه !
جرتهآ نسمه من معصمهآ لحد مآجلستهآ على طرف السرير وجلست جمبهآ: الحين إنتي من جدك بتعدين الموضوع كذآ !
عقدت حور حآجبيهآ بـ إستفهآم من قصد نسمه هآمسه: يعني إيه !
بلعت نسمه ريقهآ بنفآذ صبر مطيره عيونهآ: هففففف .. جد إنك بآرده .. يعني مستآنسه إنك حبستيـه عندك بـ الجنآح ثلآث أيآم وتركتيه بعدهآ لهذييييك
حوريه: هههههههههه
رفعت نسمه حاجبيها ببلاهه من ضحك حور المفآجئ: خير إنشآلله .. وإنهبلتي بعد
حوريه واللي ادمعت عيونها من كثر ضحكها: هههههههه انتي بقد مسخره
نسمه بعصبيه: جد انك استخفيتي .. على ايش تضحكين انتي ووجهك الحين
حوريه بتقليد للهجه السعوديه بطريقة نسمه: هذييييييك ههههههههه هذيييك بتاعتك دي ملهاش حلّ ههههههههه
قوست نسمه شفتيها بقرف: الحمممممدلله والشكر .. الله يشفيك بس
حوريه: اسمها دارين يانسـ .... ههههههههههه آآآآه يآني كل مآ أفتكر وإنتي كل شويه تقولي هذيك هذيك
نسمه: العن أم السماجه بس .. حور انقلعي برآ ترآ أبدّ مآلي خلقك
حوريه: ههههههههه خلاص خلاص
نسمه بـ إستنكآر: وتضحكين بعد ! عآدي يعني عندك الوضع ! يرآضيك بـ ثلآث أيآم دآخل الجنآح ويآخذ هذيك يسفرهآ لندن !
عقدت حآجبيهآ بخفه مستفهمه: إزآي
نسمه: وآلله عآد مدري .. اليوم توني دريت من شروق أختهآ وهي تكلم أمي قآلت إن هذيك بتسآفر لندن مع رآئـف


حوريه: هو رآئف وآخد أقآزه تآنيه
نسمه: لآء هذي بتكون سفرة شغل بس بيآخذهآ معه .. عآد مو كل وقته هنآك بيكون شغل
حوريه: آمممم آوكي
رفعت نسمه حآجبيهآ بتنآحه هآمسه بـ إستنكآر: وآلله
حوريه ببلآهه: مآلك !
رفعت نسمه رآسهآ للسقف: يآآآآآربييييييه ذي البنت بتجلطنـي ..
التفتت لـ حور بعدمآ ثنت رجلهآ اليمنى تحتهآ والثآنيه بعدهآ بـ الأرض في محآوله منهآ إنهآ تفهمهآ: إفهمي يـ الغبيه .. صدق إنك قهرتيهآ يوم تمّ رآئف عندك الثلآث أيآم وقطهآ بـ الجنآح للحالها تكلم نفسها .. بس هذآهآ الحين بتسدد لك الضربـه دوبـل .. رح تطير معه لـ لندن .. لندن يآ مآمآ تدرين وشهي لندن ! وإنتي وش هآلبلآده والتنآحه إللي عندك ! مو فآرق معك !


حوريه وإللي شوي وتتشقق ونآسه . يآلله شلون نسمه تفكر بهآلشـيّ وإنه ممكن يكون قآهرهآ ! " هــففف خليـه يغور فـ ستين دآهيه هو وهي .. يآرب الطيآره تنفــجر بيهم همآ الإتنين آآآآآآخ لو دآ حصل هههههه هـف أكيد مش هيحصل أنآ مش للدرقآدي محظوظه يعنـي الاتنين يموتوا فـ وقت وآحد ويفكوني .. بس أحسن خليه يسآفر يريحني منـه وهيآخدهآ كمآن معآه يــــاااااه أكيد مفيش أحسن من كدآ خبر .. بس لآزم أكلمه الأول فـ الموضوع إللي أنآ عوزآ .............. "
.......: هييييييييه إنتـــــــي
أجفلهآ صوتهآ الحآد وهي تأشر بأصآبعهآ قبآل عيونهآ .. هآمسه ببلآهه: هــــآه !
لوت نسمه فمهآ بقلة حيله: وش إللي فهيتي فيه إنتي ! هآآآ علميني وش الخطـه
حوريه: أي خطـه !
نسمه: عآد لآتقولين إنك فآهيه سآعه ومآفكرتي بشيّ يخرب عليهم !
حوريه: وليه أفكر فـ حآقه زي كدآ
نسمه وإللي شويّ وتنجلط منهآ .. ضربت صدرهآ بكفهآ الأيمن: آآآخ يآربي قسم بيصير لي شيّ من هآلخبله .. يآآآآآبنت إفففففهمـــــي


أطبقت حوريه شفتيه لحد مآصآروآ خطّ مقفله عيونهآ بطفش: إفهمي إنتي .. زي مآ أنآ مرآته هي كمآن مرآته .. يعني مش معئول هفضل أفصل مآبينهم وأمنعه إنه يروح لهآ .. كدآ أو كدآ لآزم يروح لهآ هي مرآته بردو
نسمه: يآبرودك يآشيخه .. مآلت عليك وعلى إللي يتشدد لك بشيّ .. إنقلعي بس مآغير تقهريني
حوريه: هههههه إهدي بس ..
مآردت نسمه إلآ بـ بنظره بآرده لوت فيهآ فمهآ لليمين ..
حوريه: هو رآئف رقع إمبآرح !
نسمه: لآء
حوريه: أومآل نآم فين !
رفعت نسمه كتوفهآ بهزه خفيفه بلآ مبآلآه: عآدي بـ الشركه
رفعت حور حآجبيهآ بـ إنتبآه .. أردفت نسمه من بعد فهمهآ لتعبير الدهشه بملآمح حور: إيـه .. لآزم تدرين هآلشيّ .. أوقآت كثيره رآئف مآيردّ فيهآ للبيت ويبيـت بـ الشركـه .. بـ مكتبـه .. ممكن يردّ يتسبـح ويبدل ملآبسه وهآلشغلآت ثم يردّ للشغـل .. هذآه أمس خلص ثلآث أيآم أجآزه ومآردّ للبيت .. لآ لك ولآ لهذيـك
حوريه: آمممم فهمـت ..


زفرت نسمه هوآ من فمهآ وهي تنآظر بسآعة معصمهآ الرولكس الذهبيه المزينه بـ المآسآت لآمعه: مدري وش هآلتأخير .. متى بيجون ذولي
حوريه بخفوت: نسمـه !
التفتت لهآ نسمه هآمسه: هآآ !
حوريه: هو أنآ لو كلمت رآئف فـ موضوع إني أكمل تعليمي فـ القآمعه هيوآفئ !
رفعت نسمه حآجبيها بتنآحه من سؤآل حوريه الغريب .. بينمآ أردفت حور بهمس مستفهمه من ملآمح نسمه: فيـه إيــه ؟!
نسمه: مدري بس مآفهمت سؤآلك
حوريه: يعني لو أولت إني عآوزه أسآفر مصر عشآن أكمل درآسه هيوآفئ ولآ يرفـض !
قوست نسمه شفتيهآ بعدم فهم: وليش يرفـض !
رفعت حور كتوفهآ بهزه بسيطه تلقآئيه: مش عآرفه
نسمه: لآ مآرح يرفض
حوريه: وليه متأكده كدآ !


جمعت نسمه شعرهآ كله على كتفهآ الأيسر وصآرت تخلل أصآبع يدهآ اليمنى فيه: آمممم وش إللي بيخليه يرفض يعنـي ! هذآه بيسآفر لندن وبيآخذ هذيك لأن على مآسمعت بعد إنهآ بتروح لأجل تمتحن فـ المآجيستير ولآ الدكتورآه ولآ مدري وش إللي تسويّه .. يعني بتكمل تعليمهآ ومآهوب تعليم أسآسي .. وبـ لندن بعد .. فـ ليش يمنعك إنتي !
رفعت حور حآجبيهآ بدهشه: وآلله !
أطبقت نسمه شفتيهآ بآلعه ريقهآ بتفهم لـ إستغرآب حور: حور .. إسمعـي .. أدري إن توك مآفهمتي رآئف أخوي عدل بس صدقيني هو مره متفآهـم .. وشخـص متفتـح ومثقف بعـد .. لآتخلين طريقة إرتبآطك فيه ترسم لك ملآمح عن شخصيته مآهيب حقيقيـه .. إنتي كلميـه أول مآيرد وشوفي وش بيقول لك .. صدقيني مآرح يمنعك من شيّ شآيف إنه يهمك ورح يفيدك .. أصلاً يوم قررت إني مآ أكمل جآمعه عصـب مره وإنتقدني فهآلشيّ .. وهو الوحيد من اخواني كلهم اللي اهتم بالموضوع وعلق عليه بجديّه .. فـ لآتخآفين منـه


رفعوآ ثنينآتـهم نظرهم للشغآله إللي دخلت عليهـم تعلمهـم إن زوجـة عمهآ معآذ وبنتـه تحت وأمهآ تطلبهآ هي وحـور ينزلون ..
وقفت نسمه مبتسمه لـ حور: يلآ يلآ إمشي ننزل .. هذي وردهـ أم طويلــه ههههههه
حوريه بـ إبتسآمه: بقــد وآللهي
نسمه: إيه .. هي وأمهآ .. عآد أمهآ جيهآن هذي فلللللللله رح تعجبك أكثر من وردهـ نفسهآ ههههههه


/
/
/
/


بـ مجلس الحريـم .. وإللي طغـى عليـه اللون الأحمـر القآنـي المدمـج بـ اللون الذهبـي .. من تنجيـد المجلس الإسفنجـي العآلي والستآئر اللي حآوطت الأربع جدرآن والسجآد التركـي الكثيـف .. حتى دهآنآت الجدرآن والجبس المعلق بـ السقف كآن مآخذ نفس اللونيـن ..

رفعت كآس الشآي لفمهآ بـعدمآ تفتحت فيه زهرة المرمريه وعيونهآ تترقبهآ بتفحص لحد هآللحظه مآتوقعتهآ تكون خسآره كبيره بهآلشكل: آممم شكلهآ ورده مبسوطه !
أم ورده ب إبتسآمه وعيونهآ تتلألأ وهي تتآمل بنتهآ: الحمدلله .. أنآ لحد إمبآرح بس كنت بئول البنت دي عمرهآ مآهتتقوز .. عمري مآهشوفهآ عروسه أبداً .. مش عآرفه بقد إيه إللي غير فكرة رفضهآ للقوآز دي .. بس مش مهم المهم إنهآ موآفئه ومبسوطه كمآن
أم طلآل بهدوء: مدري إن كآن هآلشيّ منآسب لأجل أقوله بهآلوقت أو لآ بس بقوله
عقدت أم ورده حآجبيه بـ إستفهآم هآمسه: خيــر !


أم طلآل: من بعد زوآج رآئف وأنآ أفكر بـ رآمز ولدي .. مآطرآ لي غير وردهـ تكون زوجـتن له .. يعنـي مو معقوله أولآد عمهآ مآيآخذهآ وآحدن منهم ! الأقرب لشخصيتهآ هو رآمز .. حسيتهم منآسبين لبعـض وكنت بفآتحك بـ الموضوع تعلمينهآ ونشوف وش رآيهآ .. كن الله وفق طلبآنهآ من معآذ بس يلللآ عآد كل شيّ قسمه ونصيب .. سبقونآ غيرنآ
رفعت أم ورده حآجبيهآ بدهشه من إللي توه وسمعته .. سلفتهآ الحين تعلمهآ إنهآ كآنت تفكر ببنتهآ زوجـه لـ ولدهآ رآمز ! وكنهآ صدق تبي هآلشيّ ليش مآتكلمت من قبل ! وش إللي كآن يمنعهآ ! حجـة رآئف وزوآجه مآهيب بآلشيّ المنطقي .. هو صحيح فيه فرق مستويات شاسع بين رآمز ولد شبيب المالكي و آدم ولد ناصر عبدالله .. بس هذا هو قرار بنتها واختيارها ومالها هي فيه ..
اطبقت شفتيها بـ إبتسآمه بسيطه أردفت بعدها بهدوء: كل شيئ قسمه ونصيب ..


قآلتهآ ورفعت نظرهآ للي دخلوآ عليهم ثنيآتهم وحده بعبآيه صفرآء مشغوله من الصدر وأطرآف الأكمآم بتطريز أحمر اللون وحجآب بـ اللون الأحمر .. بينمآ الثآنيه كآنت لآبسه جيب بنطلون أسود اللون " بنطلون قمآشي وسيع يشبه التنوره " وبلوزه شيفون سآده بـ أكمآم شفآفه فوشيآ وحجآب اسود اللون مهمل على شعرهآ الثلجـي ..
إقتربوآ ثنينآتهم منهم .. وقفت أم ورده بسرعه لأجل تسلم عليهم لحقتهآ شروق تتدآركهآ قبل توقف بـ إستقآمه: لآلآ خليك مآله دآعي توقفين
أم ورده بـ إبتسآمه: لآ بئه إزآي يعني .. إزيك يآشروء عآمله إيه !
بآدلتهآ شروق الإبتسآمه وهي تحتضنهآ وتحبهآ من خديهآ: الحمدلله بخير إنتي شلونك وشحوآلك .. مصر كذآ مآخذتك مآنشوفك غير بـ المنآسبآت


أم ورده: ههههه أعمل ايه بس منتي عآرفه ..
شروق وهي تأشر بيدهآ صوب أختهآ بعد مآ أنهت سلآمهآ على حمآتهآ أم طلآل: يآم ورده هذي العروس الجديد .. عروس رآئف .. دآرين أختي
رفعت أم ورده حآجبيهآ بـ إعجآب: مآشآء الله .. إيه القمآل دآ كله .. لآلآ ليه حق رآئف مآيفوتهآش ويتقوزهآ حتى لو الرآبعه مش التآنيه .. إزيك يآ قميــل .. الف مبروك !!
ارتسمت ابتسامه المجامله الخفيفه المعتاده لدارين وهي تسلم عليها وتحبها من خديها: بنعمه الحمدلله .. والله يبارك فيك .. عقبال ورده انشالله .. انتي شلونك !
ام ورده وهي تجلس مكانها: عئبالها في حياتك ان شاءلله .. انا الحمدلله بخير
شروق وعيونها على ورده ومرآم بزآوية المجلس: ورده ومرآم فيه شيّ ورآهم .. من حفل زوآج رآئف وهم بينآتهم شيّ مآفآرقوآ بعض ولآ بطلوآ سوآلف .. فيه إنّ بـ الموضوع
أم ورده بـ إبتسآمه لأم طلآل إللي تبسمت من فورهآ: هههههه أنآ مش هئول حآقه روحي إنتي شوفي ايه الموضوع ..
شروق بتأكيد وهي رآفعه حآجب وآحد بتحدي: إيه بروح أشوف وش عندهم ذولي .. دآرين تعآلي سلمي على ورده



أم ورده وعيونهآ على دآرين وهي تبتعد عنهم جمب أختهآ شروق لآخر المجلس بـ الزآويه عند مرآم وورده: لآء بقد مآشآء الله يآ أم طلآل .. البنت قميلـه أوي ..
أم طلآل: وتعليمهآ عآلـي بعـد .. مثقفـه .. شيّ يرفـع الرآس

وقفت ورده مبتسمه وإللي تخطتهم ثنينآتـهم بـ الطول: أهلاآآآآآآآآآآننن
ضمتهآ شروق بعدمآ بآدلتهآ الإبتسآمه: أهلين بـ الطويله .. شلونك ورده !
ورده: أنآ إللي طويله الحين ولآ إنتي إللي قزمـه .. الحمدلله بخير وإنتي شخبآرك !
شروق: أجل أنآ القزمـه !! حبيبتي خلي كل الموجودآت هني الحين يوقفون وشوفـي .. عآد مب معقوله كلنآ أقزآم .. إنتي إللي طويله بزيآده
مرآم: هههههه خلآص لآ تبدون ..
ورده بـ إبتسآمه عريضه: أهلين بـ العروس .. شلونك !
دآرين: الحمدلله وإنتي !
مآلت ورده برآسهآ لليمين بحركه سريعه: الحمدلله
شروق وهي تجلس جمب مرآم: علميني الحين وش إللي عندك مع ورده .. من الحفل وإنتي مآخليتيهآ .. وش ورآكم !!
توها مرآم بترد إلآ ويدق جوآل شروق ..
شروق لـ مرآم: لحظه بس هذي أمي .. السلآم عليكم ,, هلآ يمـه
تمت دآرين تتآبع تعآبير وجـه شروق إللي كآنت تتبدل كل ثآنيه .. من صدمـه لـ إستنكآر .. ثم دهشـه برفـعة حآجبيهآ وفمهآ المنفرج .. ثم ضيـق بعقدة حآجبيهآ وشفتيهآ المقوسـه .. بـ إنتظآر إنتهآء المكآلمه لأجل تسألهآ وش إللي صآير لحد مآتعلقت عيونهآ عليهآ وهي تدخل من بآب المجلس وقد علآ صوت ضحكهآ مع بنت خآلتهآ المتأنقـه لأجل ضيـف اليـوم !


وقفت أم ورده بسرعه: إيه دآ إيه دآ .. لآآآء يآم طلآل البيت عندك كله عرآيس حلوين أوي كدآ ليــه !!
نسمه بنص عين لزوجة عمهآ: لآآآ عآد العروس الجديده هي ورده ..
فتحت أم ورده فمهآ بدهشـه وملآمح عدم تصديق بـ إبتسآمه بآهته بينمآ لعبت لهآ نسمه حآجبيهآ: إيه ترآني أول من درى من يوم زوآج رآئف .. مرآم علمتني السآلفـه ..
أم ورده وهي تشدهآ عليهآ من خدودهآ إللي قرصتهآ وجرتهآ منهآ: هههههه إنتي يآبنت بقد مقرمــه
نسمه وهي تحبهآ من خديهآ تسلم عليهآ: هههههه أيوآ أيوآ أدري إني مو سهله .. عآد طفشت مرآم لين إعترفت لي
أم ورده: بس إنتي العروسه القديده أهو النهرده .. ورده لسـه .. هآآآ مستعـــده
حوريه وإللي عيونهآ كآنت بتطلع من القهر أول مآشآفت دآرين ترمقهآ بهآلنظرآت التحقيريه .. مآهمهآ هآلشيّ كثر مآهمهآ ملآبس دآرين المتأنقه بهآلبنطلون القمآشي الأسود وهآلبلوزهـ الشيفون الشفآفـه .. شكلهآ مآخذه رآحتهآ بـ اللبس وهذآ غآصبهآ تلبـس ملآبس العجـز بس لأجل إخوآنه بآلبيت .. وست هآنم دآرين إنشآلله عآدي عنده تطلع كذآ ذرآعآتهآ مكشوفه من هآلأكمآم الشفآفه وهآلحجآب إللي كل شعرهآ طآلع منـه مثله مثل عدمـه ! " طييييب يآرآئف الزفت وآلله لوريك .. إن مآمشيت بئميص نوم وإبئى وريني هتعمل رآقل على مين .. فآلح بس تئوللي مآتخرقيش غير بـ العبآيه والحقآب والست دآرين مآشآءالله سآيبهآ تمرح بكيفهآ !! "


نسمه بحيآ وعيونهآ على أمهآ: يعني .. بس حدي وآلله متوتـره
تحسست أم ورده ذرآع نسمه بحب: يآحبيبة ألبي متخآفيش ولآ تتوتري إنتو هتشوفوآ بعض بس .. فـ إهدي كدآ عشآن ميبنش عليكي التوتر دآ .. وبعدين وسعي شويه كدآ بئه خليني أسلم على العروسه .. الحوريه القميله دي
دنقت حوريه تسلم عليهآ مبتسمه: إزيك يآطنط عآمله إيه !
أم ورده: بخير يآروحي الحمدلله .. ألف مبرووك يآحور ربنآ يتمملك بالخير
حوريه: الله يبآرك فيكي .. عئبآل ورده إن شآء الله تفرحي بيهآ قريب


مآلت دآرين برآسهآ على شروق هآمسه بعدمآ أنهت مكآلمتهآ: وش فيــه !!
شروق: تخيلي وش صآر اليوم ! لآ وبعد مآحد علمنآ إلآ الحين !
عقدت دآرين حآجبيهآ بـ إستفهآم: ليش وش إللي صآر ؟!
شروق بقهر وغيظ مكتوم: أخوك وآئل اليوم كتب كتآبه على ميسـم ..
رفعت دآرين حآجبيهآ بدهشه بعدمآ إنفرجت شفتيهآ المكتنزه والمصبوغه بـ قلوس فوشيآ صآرخ بـ شبح إبتسآمة عدم صديق: هـــه .. هههههه جــد !
شروق بـ إستنكآر وهي تقلب لهآ عيونهآ بقرف: لآ وآلله ! وإنتي ليش مره مستآنسه كذآ !
دآرين: وإنتي ليش معصبـه كذآ !
شروق: هذي ميسم مآتنآسبه أبدّ .. صحيح إني أرحمهآ لأجل وضعهآ بس مو إن أخوي يتزوجهآ .. وش ذنبه وآئل يتحمل إعآقتهآ هذي !! وآئل مره طيب ويستآهل احسن من كذآ
دآرين: وهو وآئل إشتكآلك ! ترآهم يحبون بعـض ..
دآرين: أي حُـب هذآ وأي خرآبيط .. حبيبتي الحب شيّ والزوآج شيّ ثآني .. قسم إنه بعد أول ليلـه مآتلقين لآحُـب ولآيحزنون .. بس أول ليلــه .. مآآآآلت
دآرين: هههههه علآمك محتــره كذآ .. هدي أعصآبك حبيبتي
شروق بقهر: دآرين تكفين نقطينآ بسكآتك الحين ترآ حدي معصبـه .. لآآآ وبعد توهم يعلمونآ .. وش هآلعآيله بـ الله !!
مرآم بنبره عآليه: شروق علآمك تكدرتي كـــذآآ !
رفعت دآرين عيونهآ لضرتهآ إللي تلآقت عيونهم ومآسرع مآ أبعدت حوريه عيونها بتجآهل متعمد لهآ ..

مآل فم دآرين بـ إبتسآمه جآنبيه تحآكي خآطرها وهي ترمقهآ بنظرآت تفحصيّه من فوقهآ لتحتهآ " طيب يآحلــوه خلك آسفهينـي كذآ .. قسم لأرد لك الصآع صآعيــن .. مو دآرين إللي ينلعب معهآ بوصآخــه .. هآلوصـخ لأشربك لـه مــــــرآآر ! "


/
/
/
/

حلم الحياه 12-08-16 11:21 AM

رد: العاطفه والجسد
 
/

بـ الدور الأرضي من فيلآ محصن عبدآلله .. تحديداً بـ الجلسـه الخآرجيـه التآبعه لمجلس الرجآل .. محوطـه بـ الخشـب الدآكن والخيزرآن .. مضلله بـ الخوص ..
مآخذه الشكل الدورآني وإللي خذآه المجلس الإسفنجـي بنفس الشكل الدآئري بـ اللون الأحمر القآني المشجـر ...
فرد آدم رجولـه قدآمه مسيح جسمـه ع المجلس رآفع علبة الببسي لفمـه مآنزلهآ الآ بعدمآ أفرغ نصهآ بشربـه وحده ..
أطبق نجم شفتيه بيأس: وآلله إنه مُــضــرّ .. تدري إنت من إيش يتكون ! تدري هآلصودآ وش أضرآرهآ
آدم بطفش: بدينا الحين ناشيونال جيوغرافيك .. اقول مالك فيني روح إشرب حليبك وخل أشرب الببس أنآ


هز وآئل رآسه بـ النفي ضآحك: ههههههه لآحول إنتو مآتبطلون منآقره أبدّ !
آدم: وآئل جب لي وآحد ثآني من يمك
نجم بصدمه: وشهـوو - وجه نظره لوآئل بحزم - : لآتعطيه شيّ .. هذي رآبع وحده يشربهآ
آدم: وإنت وش لك !! لآ وبعد عيونك معي متآبع كم وحده شربتهآ .. وآئل عطني وحده
رفع وآئل علبة ببسي بيحذفهآ فـ الجوّ لـ آدم بينمآ رمقه نجم بنظرة إحتقآر على سفهه له ..
لقفهآ آدم بيده اليمنى وصآر يلعب حوآجبه لـ نجم يستفزه ..
نجم بـ إحتقآر: الحمدلله .. ربي يشفيك
وآئل: هههههههه
آدم لـ وآئل: إيه حدك الحين مستآنس يآلمعرس ..
وقف رآمز بعدمآ ولع له سيقـآره وإبتعد عنهم مسافه لحد مآوصل عند بآب الجلسـه .. مآل بجسمه مستند بكتفه ع البآب معطيهم ظهره ..
رفع آدم حآجب وآحد بـ إستفهآم لـ وآئل: من متى ورآمز يدخـن ؟
عقد وآئل حآجبيه مقوس شفتيه بمعنى إنه مآيدري !
مآل آدم برآسه صوب رآمز كـ اشآره لوآئل يقوم يشوفـه بمآ إنه الأقرب له بسبب إرتبآطهم بـ الشغل وإنهم دوم مع بعض مآيتفآرقون إلآ قليل ..


نجم: مو عآجبني حآل رآمز .. فيه شيّ
آدم: تدري إني قلت هآلشيّ لوآئل توّ مآوصلنآ اليوم !
نجم: ووش السآلفـه !
رفع آدم كتوفه مآط شفتيه إنه مآيدري ثم رفع علبة الببسي لفمـه ..
نآظر نجم بمعصمه يشوف السآعه ثم طرق عليها بعقلة سبآبته زآفر نفس مسموع: هــفففففف ...
آدم: علآمك !
نجم: شوي وبروح .. طيآرتي بعـد أربع سآعآت ..
آدم: إيه يمديـك .. إنّآ وين وأربع سآعآت وين
نجم: إيه لآزم أكون بـ المطآر قبل الرحله بـ ثلآث سآعآت يآلدلخ .. خلك بس فهآللي تشربه ..
آدم: لحقت اليوم على كتب كتآب وآئل ومآرح تحضر خطوبتي !
نجم وعيونه على وآئل إللي وقف جمب رآمز رآفع يده اليسرى فوق كتف رآمز الأيمن ثم رد ينآظر آدم بـ إحتقآر: مدري وآلله سآلفة خطوبتك هذي مو دآخله مخي أبدّ وأدري إن ورآهآ قصـه ومسيرك تعلمني وش إللي ورآك
آدم بـ إبتسآمه بآهته وهو يقلب العلبه بين يده يحرك المشروب دآخلهآ: وش بيكون ورآي يعني !
نجم: مدري .. أنآ إللي أسأل .. كنت معي ومآجبت طآري أي إرتبآط .. حتى إنك كنت ترفض هآلشيّ أكثر مني أنآ ! وش إللي بدل رآيك ! وفجأه ..
آدم بهدوء وعيونه على العلبه بيده: عآدي
نجم بتحذير: آدم .. البنت تقرب لخويك رآمز .. أي شيّ قذر ببآلك أنصحك تعدل عنه
آدم بجديه: شلون بيكون ببآلي شيّ قذر وأنآ أطلبهآ بـ إرتبآط شرعـي !
أطبق نجم شفتيه بيأس: مدري .. أحس بشيّ غلط وإن هآلسآلفه ورآهآ سآلفتن ثآنيه .. هذآني نبهتك وإنت حُــرّ
آدم: دير بآلك إنت على ليــلآ ..


التفت عليه نجم بـ إنتبـآه .. كمـل آدم بهدوء وعيونه بـ الأرض: لآتجرحهـآ يآنجـم .. كنك مآتبيهآ لآتقربهآ منك .. لآتعلقهآ فيك .. إنت مآتدري وش إللي عآنته هآلبنــت وأدري إن مآلك نيّـه تدري ولآهآمك هآلشيّ .. طلبتك وأنآ خويّك .. لآ تآذيهــآ ..
ضيق نجم عيونه لـ آدم بتفكير .. وش إللي يقصده آدم وهو يدري إن أذآهآ آخر شيّ أفكر فيـه ؟! وشلون تعلق آدم بـ ليلآ هآلكثر بهآلفتره القصيـره !

رآمز بهدوء بعدمآ نفخ نفس دخآن من فمه المضموم: مآفيه شيّ يآوآئل صدقني ..
وآئل: رآمز .. أحوآلك متبدله هآليومين ومو على وضعك ! حتى إن آدم ونجم سألوني وش بلآك !
رآمز: مآفيه شيّ صدقني .. ضآيق خلقي شويّ .. بس تعآل هنآ ..
عقد وآئل حآجبيه من التفت رآمز عليه بعدمآ رمى عقب السيقآره بـ الأرض تحته ودآس عليه ..
مسك رآمز كتف وآئل بتشديد: إنت إللي مو عآجبني حآلك .. وش إللي صآير معك !
تمّ وآئل مثبت عيونه بعيون رآمز لحد مآتبسم بتوتر بآلع ريقه وهو يشتت نظره عن رآمز: هههه وش يعني به حآلي ! مغير متكركب شوي هآليومين ..
رآمز بهدوء: وش إللي مكركب حآلك !
وآئل بضحكه متوتره: هههههه وشبلآك يآخوك ! ترآ توني الحين قدآمك كآتب كتآبي ..
رآمز بنفس النبره الهآديه الغآمضه وإللي مآخلت من التحقيق: غير كتب كتآبك !
سحب وآئل نفس عميق من فمه .. هذآ رآمز خويـه يدري عنه أكثر من أي مخلوق .. شريكـه بكلّ شيّ شلون مآيدل حآله إللي تبدل !


همس بخفوت وعيونه بـ الأرض: وكتب كتآب أختي بكرآ إنشآلله
عقد رآمز حآجبيه بـ إستنكآر بينمآ رفع وآئل رآسه بـ إبتسآمه متوتره: هآآ عذرتني الحين ! شفت الكركبـه لوين موصله معـي !
ضيق رآمز عيونه هآمس بـ إستفسآر: كتب كتآب أختك على ميـن ؟
أطبق وآئل شفتيه بـ إحرآج .. وهذآ هو آخر شيّ يبي يقوله أو إنه يعلم أحد عنه بـ الأسآس .. مآلك ولد المرشـد .. أسّ البلآ والفسآد كلـه .. خآيس السمعـه إللي يعرفهآ الصغير قبل الكبيـر ...
رآمز بهدوء يستنطقـه: هـآ !
وآئل بهمس بعدمآ بلل شفتيه بلسآنه: ولـد المرشــد .. - بلع ريقه بهدوء ثم أردف - مآلك المرشــد ..
تمّ رآمز لحظآت يستوعب الإسم لحد مآكتملت الصوره بذهنـه وفهم السآلفه .. بدءاً من حآل وآئل إللي إنقلب ونفسيتـه إللي وصلت أرضهآ بـ اليومين إللي طآفوآ مآغير يصيح بـ عمّآل المصنع ويخآنق بـ موظفين المكتب ولأسبآب مآتُذكـر ! والحيـن كتب كتآب أخته !! وعلى مآلك !! مآلك المرشـد !!
أطبق رآمز شفتيه بـ إستيعآب منزل عيونه بـ الأرض " يعني شفت السي دي يآوآئل ! شفت أختك مع هآلنذل مآلك ! وبكره زوآجهم ! بهآلسرعـه وبهآلشكـل ! يعني صحّ كل اللي فكرت فيه بس أنكرتـه .. آآآآآخخخ يآلله إنك تستر على ولآيآنــآ "


رآفع رآسه مبتسم بهدوء ثم شدّ وآئل عليه من كتوفه لحد مآقربه لصدره ضآمـه بقوهـ ..
وآئل بـ إبتسامه وقد إختنق صوته من ضمة رآمز العنيفه له: ههههه وشبلآك إنت ! مآبآركتني بزوآجي هآلكثر
تحسس رآمز ظهر وآئل ريحه وجيه .. كنه بهآلحضـن يوآسيـه على مآصآبـه وإللي يحسّـه .. أي بلآ أشد من هتك العرض وطعــن الشـرف !
رآمز وهو مشدد بيده على كتف وآئل الأيمن: مبروك يآلمعرس .. لك ولأختك ..
آدم من بعيد: وش هآلدرآمآ الرخيصـه .. أحضآن وتحسيـس .. وشبلآكم إنتـم !
نجـم: هههههههه يآخي قسسسم إنك منحرف وتفكيرك منحط
رفع رآمز سبآبته بتوعد لـ آدم ونجم إللي وقفوآ ثنينآتهم متوجهين صوبهم: لأتوطآك إنت ويّآه الحيـن
نجم: لآتجمعني بهآلمنحرف ..
وآئل بضحك: لآحووول .. بدينـآآ
نجم بسرعه يلحقه: لآ تطمن مآرح نبدآ شيّ لأني بروح
رآمز: على ويـن !!
ضم نجم شفتيه وهو يصفر ويأشر بيدينه لفوق وعيونه بـ السمآ ..
عقد رآمز حآجبيه بشبح إبتسآمه عدم فهم: وشهــو ذآ !
ضرب آدم على ظهر نجم بـ إبتسآمه: للمطــآر .. طيآرته بعد كم سآعه
برق وآئل عيونه بعدمآ انفرجت شفتيه بدهشه: لآآآآ تقولهآ !!
رآمز بنفس تعآبير الدهشه: من جدك إنت !
حرك نجم رآسه بـ إلإيجآب مقوس شفتيه رآفع حآجبيه تأكيداً ..
وآئل: مآشآلله .. وتوك تتكرم وتعلمنآ !
رآمز بـ إحتقآر لـ نجم: بــدري !


نجم لـ رآمز: علآمك إنت بعـد وش هآلنظرآت ! وبعدين صآر لي ثلآث أيآم مآشفت وجهك إنت ويّآه ولآ رديتوآ على مكآلمآتي
بنفس اللحظه تعلقت عيون وآئل بعيون رآمز مطبقين شفتيهم بإحرآج ...
آدم بسرعه: إيه مآعليه مب وقت لوم وعتب .. خل نسلم ع الرجّآل
وآئل وهو يضم نجم لصدره: متى بتستقر وتخل عنك بلآد الفسق والكفآر !
نجم: هههههههه تكفى يآشيخ لآتبـدآ
وآئل: مآتنعطى وجـه أبدّ
فكه وآئل وإستلمه رآمز محآوطه بذرآعينه: مآطولت .. متى بترد رده سنعـه !
نجم: خليهآ على آلله ..
آدم لـ نجم: يللآ مشينــآ .. - وجه نظره لـ وآئل - مبروك مرتن ثآنيه يآلمعرس - أردفهآ بغمزه -
ضربه رآمز بكوعه: بدري ع الغمز
آدم: إي وآلله هذآ مآغير كتب كتآب .. شوي ع الليلـه الكبيره ههههههه
نجم: ههههههه لآحووول ذولي تفكيرهم .. الله يعين
حك وآئل طرف خشمه بسبآبته منزل رآسه للأرض بعدمآ إحمر وجهه من الإحرآج ..
آدم: ههههههه لآ ويستحي بعد .. مدري وآلله ذآ وش بيسوي فـ الليله الكبيره شكله بيجيب روسنآ بـ الأرض
رآمز ونجم: هههههههههه
وآئل وحده كآتم ضحكه: آآدآآآآآآآآآم


جرّ آدم نجم من مرفقه الأيمن: إمش إمش ذآ السحـآي مآمنه رجــآ .. - التفت لـ وآئل بنبره إستفزآزيه بـ المثل الشهير - ترآآ إللي يستـح من بنت عمـه مآيجيب منهآ عيآآل ههههههه
رآمز بسرعه يلحقهم: هههههه لحظـه بخآويكــم ..
آدم: آمش يللآ ..
وآئل: بتروحون كلكـم .. لحظـه أجل أوصلكم
آدم: بنمرّ بيت ذآ الأمريكآني وبنطلع بعدهآ للمطآر
وآئل: بخآويكم أجــل .. يللآ
آدم: قلتلكـــم ذآ مآمنه رجــآآآ .. هـه شوفـوه توه تزوج ويبي يطلـع .. حبيبي روح شوف عروســك .. حلآلــك .. شغلك دآآآآخـــل مو معنــآ ..
حرك نجم رآسه بـ النفي مبتسم بينما رآمز إللي إنتفض صدره بضحكه مكتومه على تلقيـح آدم الجريئ لـ وآئل إللي شوي ويموت من الإحرآج ..
رآمز: أقول أنآ سآبقكم للسيّآره ..
نجم: خذنـي بيدك ..
ربت آدم على كتف وآئل بقوه: وإنت ردّ لعروســك .. وإن بغيت شيّ رصيدك بجوآلك مآيردك إلآ لسآنك ..


رآمز: ههههههه وش إللي بيبغآه يعني بذمتك ! خل هآلمسآعده لليله الكبيره
دفهم وآئل من ظهورهم لبرآ الجلسـه: عن السمآجه .. ضفوآ وجيهكم ..
آدم بتنآحه وهو يتثآقل بمشيته: ههههههه قسسسسم إنه مستحي ههههه
رآمز: ههههههه آدم جد عن السمآجه
خزه آدم بتوعد: بس لآ أفكـه وآبــدآ فيك
برق رآمز عيونه ومشى بسرعه صوب سيآرته قبل يحول آدم عليـه .. هذآ آدم مآحد يفتك من تلآقيـح لسآنـه .. لآمنـه بدآ دروآ إنهآ القآضيـه .. مآرح ينتهـي إلآ وهو مطلـع كلّ الفضآيـح ..
آدم لـ رآمز: هيييييه أنـــت .. خذ نجـم معك بـ السيآره وأنآ سآبقكم ع المطآر
رآمز: إيه مآعليــه يللآ يآبو الشبآب - وجه كلآمه لـ نجم -
نجم: لآ بطلـع مع آدم .. عن النذآله يآلنذل أدري ليش مآبيني معك
رآمز: ههههههه وترآني أدري بعد
نجم بفخر: رجــآل ولد أبــووك يآرآمز - رمق آدم بنظرة إحتقآر -
وقف آدم ورآ بآب سيآرته بعدمآ فتحه: ههههههه لآحووول لآتندمني الحين
نجم وهو يفتح بآب سيآرة رآمز: مآتشوف الفرق بين السيآرتين ! وش جآب لـ جآب .. إطع يآرآمز بس ذآ مآخذ المقلب وبقوهـ
رآمز: ههههههه لآحووول


آدم: وش بهآ سيآرتي يعنـي ! وبعدين أدري بتمر بيتك بتجلس سآعه تسلم ع الوآلده .. بوس وأحضآن مآرح تفكك ولا رح نفتك إنّـآ .. خل أسبقكم وإنتو برآحتكم
ضرب رآمز جبينه ثم رمق آدم بنظره حآقده .. الحين ورطـه ينتظر نجم لآمنه طلـع شقتهم يجيب أغرآضه .. بيطلـع ومآرح ينزل ..
آدم لـ رآمز: وليش يآلدلخ تقول إنك تــدري عن قصدي أجـل !
وآئل من بعيد ويدينه بجيوب ثوبـه الأبيض: علآمكـــــــــم !
أشر له رآمز بيده إن مآفي شيّ .. بينمآ أشر له نجم كـ سلآم أخير رده له وآئل ..
ومن بوآبة الفيلآ الخآرجيه تقــدمت سيآرة آدم سيآرة رآمـز .. لحد مآوصلوآ للأسفلت وصآروآ يتمرجحون يمين ويسآر بسيآرآتهم يقآطعون بعـض ..
نجم بصيآح وهو مآسك التآبلـوه قدآمه بيديه الثنتين: جنيتـــــــــــوووو بتذبحونــــــــآآآآآ
رآمز بتوعد وقد شقت الإبتسآمه ملمحه وعيونه مثبته على الطريق قدآمه: بس ولآكلمـــــــــــــــــه !


/
/
/
/

بمجلس الحريم كآنوآ ثنآئيآت .. أم طلآل وأم وردهـ بـ ركـن .. وردهـ ومرآم إللي مآخلتّهـآ لثآنيـه ورحمتهآ من السوآلف بحكم انهآ الحين صآرت خطيبـة أخوهآ المستقبليه ! .. شروق وأختهآ دآرين إللي كآنت تترقب إيحآءآت حوريه وإيمآءآتهآ من بعيـد .. نسمـه وحوريّـه إللي دآقينهآ سوآلف وإللي على الأغلب عن دكتور نسمـه الوسيم ! لحد مآقآطعتهم وحده من الشغآلآت بزيّ الخدم الرسمي تعلّـم نسمـه إن أحمد ينتظـرهآ ...
شروق بمزح: أيوآآ أيوآآ
أطبقت نسمه شفتيهآ بـ إبتسآمه بآهته بعد مآ دنقت أمهآ رآسهآ بهزه خفيفه تحثهآ تطلـع ...
نسمه بهمس لحوريه: حور قسسم إن قلبي بينفجر يآويلي مدري وش فيني
شددت حوريه على يدّ نسمه مبتسمه: ههههه عآدي يآهبله .. أهم حآقه زي مآتفئنـآ مترفعيش راسك على طول لحد اما يطلب هو انك ترفعي راسك عشان يشوفك فاهمه !!!
نسمه: حور يوممممه يديني ترتجف


ورده وإللي علت نبرتها بضحك: نسوووم علاامك ياقلبي هههههه
خزتها نسمه بتوعد وهي ترمقها من فوقها لتحتها بحقد: بكره يجي دورك .. خل نشوفك عندها .. مااااااااالت
ورده: ههههههه
مرام بهمس لـ ورده: ماظنتي بتكونين بحالة نسمه انتي وآدم ولا شلون - ضربتها بكوعها وهي تغمز لها -
احنت ورده راسها مطبقه شفتيها بـ إبتسآمه خجل صريحه بينما مشت نسمه بهدوء مصلبه ظهرها مطيره عيونها للسقف تنفخ هوا من فمها الرقيق المضموم لحد ما طلعت من مجلس ومنه لبرآ القسم الشرقي الخآص فـ الحريم وإللي كآن أحمد أخوهآ بـ إنتظآرهآ ..
أحمد بنفآذ صبر: مآبغيتي إنتي وش هآلتأخير
نسمه: أحمد تكفى ترآ حديّ متوتره .. كلمه زود وأبكي الحين
رقت ملآمحه المعصبه لـ إبتسآمه حآنيه وهو يتحسس ظهرهآ في محآوله منه يهديهآ ويخفف من حدة توترهآ وإرتبآكهآ الفطري لأجل هـ السآلفه: خلآص إهدي
نسمه: أحمد مدري شفينـي وآلله .. أحس رجولي مو شآيلتني
أحمد: هههههه لآحوول .. خلص بشيلك أنآ
نسمه بتوعد: تمزح إنت !


دفهآ بشويش من ظهرهآ هآمس: إمشي يللآ تأخرنآ ع الرجّآل
وقفت بثبآت مطوقه ذرآعه الأيمن بين يدينهآ: أحمـد لآتخلينــي
إنتفض صدره بضحكه من ملآمحهآ الطفوليه وهي شوي وتبكـي: هههههه وش هآلسآلفه الحين .. علآمك يآبنت
نسمه وإللي ترقرقت عيونهآ بـ الدموع وبـحّ صوتهآ: أحمــــآآآد
فك ذرآعه من يدينهآ وضمهآ لـ صدره .. صآر يتحسس ظهرهآ بهدوء مثبت ذقنه فوق رآسهآ مبتسم وقد رحمهآ: خلص نسووم وش فيك .. هذآ وأمك تقول إنك جآهزه للإرتبآط ومنك ممآنعه هآلشيّ .. وش أجل حركآت البزرآن هذي ! تبكبكين من الحين !!
نسمه: مستحيــه
أبعدهآ أحمد عن حضنه مآسك ذقنهآ الصغير بين إبهآمه وسبآبته: وشهـوو !! نسمه أم لسآنين مستحيـه ! أقول بلآ دلـع وخل نمـش ليجينآ أخوك طلآل الحيـن يكوفنآ بمكآنآ كل ذآ منطريـن الرجّآل بروحـه .. ولآ تتوتريـن هو مغير بيشوفك وتشوفينـه .. مآرح تطولين يعنـي ..
مشت حده بهدوء لحد مآوصلوآ لمجلس كآن بـ الحجم أصغر من غيره بـ القسم الخآص بـ الرجآل من القصر ..


نسمه: من دآخــل !
أحمد: مغير دكتـور عُـديّ
نسمه: أحمد خلك معـي
أحمد بهمس لأجل مآينسمع صوتهم: نسمه عآد الله يهدآك إنتو وهو بتتمون بروحكم شويّ .. تشوفون بعـض وكن أحد فيكم يبي يسأل الثآني عن شيّ .. لآ تستحين هذآ من حقك ومآفيهآ شيّ وبعدهآ بدخـل وبآخذك .. هــآآ !
بلعت ريقهآ بصعوبه مصدره صوت سحبت بعدهآ نفس من فمهآ زفرته بصوت مسموع ...
تمت مكآنهآ مآتدري كمّ من الثوآني قد مـرّ من أول مآفتح أحمد البآب ودخـل وهي مآتبعته لـ دآخل وكن حركتهآ قد شُلـت ! وش بيقول عنهآ الحين ! ليش بعدهآ وآقفه ! أحمد دآخل بس وش إللي يقوله لـه ! ليش مآتسمـع شيّ ! وينـه إحسآسهآ بـ أي شيّ وكـل شيّ ! الحقيقـه إنهآ مآتحس بـ أي شيّ ...

أحمد بـ إبتسآمه: علآمك إنتي ليش مآدخلتي ورآي !
......: هـــآه ؟!!
حرك رآسه بـ النفي مبتسم: تعآلي يللآ ..
شدهآ من معصمهآ الأيسر بهدوء لحد مآدخلوآ ثنينآتهم ...
كآنت مدنقه رآسه للأرض بزآوية 90 .. مآلمحت حتى طيفه أول مآوقف هو بدخولهـم ..
قدمهآ خطوه بهدوء ويده ورآ ظهرهآ: وهـذي نسمـه يآدكتـور ..

مآردّ إلآ بـ إبتسآمه بـآهته مآسرع مآختفت بمجرد خروج أحمد من المجلـس مقفل البآب عليهـم ...
تمت وآقفه مكآنهآ مسدله رآسهآ وعيونهآ بـ الأرض بينمآ جلس هو مكآنه على المجلس الإسفنجـي بـ الشكل الدورآني لجدرآن المجلس والمنجـدّ بـ القطيفـه تركوآزيّة اللون ومزينه بـ مخدآت قطيفـه ذهبيـة ... والستآير إللي حآوطت كل الجدرآن بـ نفس الألوآن .. القطيفه السمآويه للبرآقع والشيفون الأصفـر للطبقه المسدله ..



ضيق عيونه بـ إستنكآر من وقفتهآ المطوله مكآنهآ قآطع الصمت ببروده: تقدرين تجلسين
هآلنبره البآرده من صوته كآنت شرآرة اللهب لهآلبركآن إللي تحسه بجوفهآ .. شلون هو نفسـه إللي تمت سنتيـن تعشقـه بـ الخفـى ! هو نفسـه سرهآ الصغيـر إللي أتعب قلبهآ تعب كبيـر .. هو نفسـه دكتـور أوو .. دكتور عُـديّ ! هذآه الحين قدآمهآ وهي قبآله .. يحآكيهآ ! يطلبهآ تجلـس ! هذآ مآهو إلآ حلـم أكيـد ..

رجعت خطوتين لحد مآ إلتصقت رجولهآ بـ المجلس من ورآهآ ثم جلست بهدوء ملصقه ركبتيهآ ببعضهم فآرده ذرآعيهآ الإثنين قدآمهآ على ركبتيهآ شآبكه يدينهآ ببعض وعيونهآ بوسط حجرهآ ...

إنتفخ خده الأيمن من حركة لسآنه دآخل فمه وهو يحكه بـ إبهآمه رآمقهآ بنظرآت تفحصيّه مطوله من رآسهآ لـ أطرآفهآ السفلى إللي إختفت بسبب فستآنهآ - بنبره بآرده قطـع الصمـت المطوّل بسؤآله - : كم سنـه يآبسمـه !
أطبقت شفتيهآ بقهر بآلعه ريقهآ همست بتشديد يآلله ينسمع: نسمـه مو بسمــه !
عديّ بـ إستنكآر: عفــواً !
بنبره أوضح شويّ وأعلى بنفس التأكيد: إسمي نسمـه مو بسمــه ..
رفع عديّ حآجبيه بشبح إبتسآمه وبنبره لآمبآليه: آممم مآفرقت كثير نسمه من بسمه ..
كآنت عيونه مثبته على حركتهآ الجسديّه الوآضحه من تشديد قبضتيهآ على فستآنهآ من ركبتيهآ وحركتهآ التنفسيّه إللي إحتدت من صعود وآضح لـ صدرهآ وهبوط .. إذآ هذي أول صفه بيسجلهآ لهآ .. الللآثبآت الإنفعآلي ... وأغلب الأشخآص إللي مآعندهم ثبآت إنفعآلي شخصيّه صآدقه مآينخآف منهآ .. صحيح إن ردود أفعآلهم لآذعه بس متوقعـه .. يعني مآينخآف منهم .. كلّ شيّ يوضـح بـ لغتهم الجسديّه .. بـ ملآمحهـم ..


بس للحيـن مآهوب قآدر يشوف هآلملآمـح المخبيّه عنـه بميلـة هآلرآس لـ تحت ! كلّ إللي يحتآجه جرعـة إستفزآزيّه زيآده لهآ وهي بروحهآ رحّ ترفع رآسه بلآ إرآده ..

عديّ: مآقلتي كمّ سنـه يآآآآآآآ ..... نسمـــه ..
نسمه بنفس النبره الخآفته: تسعطـآش
عديّ: إذآ ممكن تعلين صوتك شويّ ..
نسمه وحدهآ إكتفت ودهآ لو بس ترفع رآسهآ وتتأكد من حقيقة هآلشخص كنه فعلاً هو حُـبّ حيآتهآ إللي يآمآ تمنتـه ولآ شخصـن ثآنـي ! وش هآلجفـآ والبـرود والإستفزآز إللي يتكلم فيهـم ! وش هآلطريقـه ! وليش هآلكثر شآيف نفسـه ! بعدهـم مآبدو شيّ .. هذآ شكلـه من إللي مآخفـي عنهـم أعظـم !
سحبت نفس هآدي من فمهآ أردفت بعده بنبره أعلى: تسعطــآآش
رفع حآجبيه مقوس شفتيه بدهشـه مصطنعه: آممم .. تدرسين جآمعـه أجـلّ !
نسمه: لآ تونـي مخلصـه ثآنوي ..
عديّ: أهآآ .. وش إللي بعد الثآنوي طيب ! هآلسنه المفروض أول سنه جآمعه لك .. إيش إتخصصتي !
إرتفع صدرهآ بنفس سحبته وكتمته وهي تحرك عيونهآ بتفكير " فففف وش هآلسؤآل الحين !!! هذ دكتور يعني التعليم عنده شيّ مهم وش أقوله !! عفت الدرآسه ومآبي أكمل جآمعه .. كآفي للثآنوي !! وش بيقول عني ! فآشلـه ومآلي طموح ! "


بلعت ريقهآ بهدوء بعدمآ توصلت للإجآبه المثلى بنظرهآ ع الأقل بهآلتوقيت: بعدي مآتخصصت .. رح أأجـل هآلسنـه .. وأبدأ جآمعه إنشآله من السنه الجآيه ..

عديّ: آممم .. وإنتي مآعندك مآنع للإرتبآط بهآلفتره ! يعنـي عمـر التسعطآش ! بعدك مآبديتي جآمعه ! سكت لثآنيه ومآسرع مآتدآرك نفسـه وكنه إنتبه لشيّ: إيـه إيه صـح .. مآظن عندك مآنـع .. يعنـي إنتم إللي طآلبين هآلإرتبآط يعني أكيد موآفقه ومآلك شيّ يمنـع ..
كآن لكلآمه الأخير الوقع الأقوى عليهآ وبسببه رفعت رآسهآ بسرعه وقلت ملت تعآبير الإستنكآر ملآمحهآ الطفوليّه .. مقطبـه حآجبيه مضيقه أطرآف عيونهآ وقد إنفرجت شفتيهآ بفتحة فمهآ الصغيره وبـ المقآبل ثبتت حدقتيـه الذهبيـه بتفحـص لهآلملآمـح الرقيقـه النآعمـه .. لهآلكمّ من البرآءهـ بهآلملآمح الرقيقـه النآعمـه .. مآقلت رقّـه عن إسمهـآ .. وجههآ مدور بحجم كف اليدّ مثلث الذقـن .. كلّ شيّ بهآلوجه كآن صغيـر وفيـه من ملآمح الطفوله وبرآءتهآ الكثير .. وكمل الشكل شعرهآ البنـي القصيـر وإللي يوصل لشحمتي أذنيهآ ...


همست بـ إستفهآم وبعدهآ تعآبير الإستنكآر بملآمحهآ المقطبه: وش قصـدك مآفهمت !
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره وهو يفرك بآطن كفيه ببعضهم مسند أكوآعه على ركبتيه ونظره بـ الأرض .. والحين هذآ هو آخر مآتوقعـه ! هآلبنت وش إللي يعيبهآ لأجل أهلهآ يطلبون لهآ هآلزيجـه وبهآلشكل ! مآكآن ببآله خيآر غير وآحد من إثنين .. يآ أمآ إن هآلبنت بهآ شيّ يعيبهآ لأي فعل مشين هي قد سوته وهآلشي إللي أول مآتبآدر لذهنه رفضه من فوره .. أعرآض نآس ومآله يظن هآلظن .. هذآ غير إن المنطق يرفض هآلشي لسببن .. أولهم إن هآلشيّ مآله خفآ ومسيره رح يدري .. ثآنيهم إن كآنت هآلبنت يعيبهآ شيّ فـ مو صعبـه على أهلهآ يدآوو هآلموضوع ومآكثر العمليآت من هآلنوع ! ولأن عقله رفض هآلشيّ رفض قطعـي مآله إلآ السبب الثآني إن هآلبت غير مقبوله شكلاً وكآن هآلسبب مثل أوله رفضـه عقلـه رفض قطعـي .. بنت عآيلة المآلكي إن كآن عيبهآ هو شكلهآ وينهآ من عمليآت التجميـل ! مآهوب شيّ مستصعـب عليهـم يعدلون فيـه ! بس هذآهآ الحين مآشآلله ولآحول ولآقوة إلآ بـ الله .. إذآ هذآ مآيترك له غير آخر خيآر تبآدر لذهنه عن سبب إختيآره هو من بين كل الرجآل لنسب هآلعآيله .. رجآل عوآيل كثيره من نفس الطبقـه الأرستقرآطيه لعآيلة المآلكي كآنوآ رح يكونوآ منآسبين أكثر لهآلإرتبآط منـه هو .. وخصوصاً إن مستوآهم المآدي أقل بكثيـر .. وهي بنـت .. بنت المآلكي الوحيده .. وش إللي يجيبهم لهآلطلب غير بنتهـم نفسهـآ ! مآهي إلآ مرآهقـه صغيـره خآقـه فيــه .. مثلهآ مثل غيرهآ إللي من نفس سنهآ وإللي يصغرونهآ وحتى إللي يكبرونهآ في مقآبل نظره وحيده من عيونه الذهبيّـه النآعسـه .. هذآ هو دكتور عـديّ الوسيم صآحب الملآمح الأسطوريـّـه ...



كآنت دقآت قلبهآ مثل الرصآص إللي يخترق صدرهآ من حدتهآ وهي تتأمله وهو بهآلقرب منهآ .. قبآلهآ .. وحقيقة وجوده بـ المكآن لأجلهآ هي .. هـي وبـس .. هآلعآصفـه بمشآعرهآ وهآلطوفآن بـ أحآسيسهآ .. أي تأثير هذآ إللي يسببـه هآلعديّ فيهآ ! " تكككككفـــــى لآترفــع عيونـــك .. قسم لتجيبنــي بـ أرضـي .. لآترفعـهم يآعديّ .. لآآآ "


عديّ: ومتى تبين الزوآج أجلّ !
عقدت حآجبيهآ بـ إستفهآم بينمآ بآدلهآ هو بنظرآت غآمضه زآفر نفس مسموع بتململ: يعنـي مو إنتي إللي طآلبتنـي بـ الإسم ! مو إنتي إللي تبين هآلزوآج ! متى تبينـه يكون ؟!
نسمه وإللي قد ملت الصدمـه ملآمحهآ .. أي إهآنه هذي إللي تلقتهآ الحين بدم بآرد منـه !
عديّ: ليش مصدومه كذآ ! يعني أتوقع إنكم محددين أقرب وقت نآسبكم للزوآج .. وإنتي مخططه لكل شيّ ومجهزته مسبقاً .. فستآنك مثلاً , لون غرفة النـوم , وين تبين شهر العسل .. يعني مآرح نآخذ وقت كثيـر .. حتى إن جلستنآ هذي مآهي إلآ مجرد شكليآت .. ولآ تتوقعيـن إن لي خيآر أرفض بنت المآلكي مثلاً !

رفع معصمه الأيسر ينآظر بسآعته رآفع حآجب وآحد بضيق: كنهـم طولـو ! وينـه أحمــد !


======
-----------
======
-----------
======

ارتمى على الكنبه الإسفنجيه يمسـح وجهه بكفـه الأيمن بعدمآ توه وأنهى مكآلمه مع بسّآم قبل يدخل المجلس: لآحول ولآقوة إلآ بـ الله .. لآ إله إلآ أنت سبحآنك إني كنت من الظآلمين .. أستغفرك يآربي وأتوب إليك
نزلت كآس الحليب من فمهآ تنآظره بغموض: خير يآبو سلطآن .. علآمك !


أبو سلطآن: مدري وش بهم بنآتي .. يآلله إنك تلطف بنآ
أم سلطآن: ترآنآ مآقصرنآ مع بنتك .. أنآ وريتآج حتى إن سلطآن وركان ومحمد بعـد كلبونآ رقينآ لهآ وترجينآهآ لو بـ لقمتن تآكلهآ أو شربة مويـه .. شيئن يرمم عظآمهآ ولآ ردت على أحدن منّآ .. لآتلومنآ وتقول قصرنآ إن صآر عليهآ شيّ .. ثلآث أيآم على ذآ الوضع والحآله مدري وش بلآهآ
نزلت ريتآج التآبلت من يدهآ زآفره نفس بطفش: هفففف يوبــه .. إطلع لهآ إنت .. ترآ أول مره أخآف عليهآ صدق .. مدري علآمهآ هآلمره غير .. حتى إنهآ مآتصيح علينآ مثل عآدتهآ .. سآكته .. مآنطقت بحـرف مآغير تبكـي .. دموعهآ مآجفـت .. وش إللي صآيبهآ يآربي أستغفرك وأتووووب إليك !
فك أول زرّ من أزرآر ثوبه السكـري زآفر نفس أثقله الهمّ: ريتآج علمي سلطآن يطلع يجهز السيّآره ..
أم سلطآن: وين بتطلع هآلحزه !
أبو سلطآن: للمستشفـى !
إلتفتوآ ثنينآتهم ريتآج وأمهآ بملآمح مقطبه من عقدة الحآجبين ..
ريتآج بهمس: خير يوبه !!


وقف أبوهآ يتحسس صدره وبعده ينفخ هوآ مسموع: مآفيه يآبوك .. خير إنشآلله
وقفت زوجته ممسكه بيده ومشدده عليهآ: علآمك يآبو سلطآن ! وليش بتروح المستشفى ! صآبك شيّ ! وش تحس فيـه ! خيـر علمنـي
أبو سلطآن بقلة حيله هآمس: مآفيني إلآ العآفيه .. رآيح لـ نآهد بنتي .. محجوزه بـ المستشفى من الصبآح وتوه بسّآم زوجهآ دآق علي يعلمنـي ..
عقدت حآجبيهآ بـ قلق وآضح: لآحول ولآقوة إلآ بـ الله ! ليش وش عليهآ وش إللي صآبهآ ! ليكون صآر شيّ على حملها !!


تنهد بتعب وهو يمسح مآبين حآجبيه بـ الوسطى وسبآبته مضموتين: مدري وآلله .. بسّآم مآقآل لي شيّ غير إنهآ من يومين وهي تعبآنه مآبطلت بكـآ وهو مآيدري ليش ! حتى إنه دق علي يسألني كن عندنآ شيّ مأثر فيهآ وهو السبب بحآلتهآ
عقدت ريتآج حآجبيهآ بشك: آممم يومـه .. يوبـه .. إمكن نآهد وصيته متزآعلين مع بعـض وهذآ هو السبب ! ثنينآتهم وضعهم غريب وبنفس التوقيت بعـد !
محمد مفحط ويصيح وهو عند البآب: يوبـــــــآآآآ انا علمت سلطان وهو بيطلع السياره ..
أبو سلطآن بهدوء وقد ملآ الحزن والإنكسآر ملآمحه المرهقه: مدري وآلله .. بشوف نآهد بـ الأول وش حآلهآ ثم برد أشوف صيته .. آلله المستعآن


ضربت ريتآج قبضتهآ اليمنى بوسط كفهآ الأيسر بعد مآفزت من مكآنهآ بسرعه توّ مآطلع أبوهآ من المجلس: بــــــــــسسسس .. يومـه برقى أعلم صيته عن نآهد أختهآ وإنهآ بـ المستشفى .. بشووف ردّ فعلهآ كنهآ تفآجئت وإنصدمت مثل عآدتهآ بخوفهآ عليهآ إذاً مآلهآ علآقه ومو صآير بينآتـهم شيّ .. أمآ إن مآردت علي فـ أكيد في إنّ بـ الموضوع وبينآتـهم شيّ .. وشيّ كبير بعد ..
أم سلطآن برفعة حآجب أيسر تأييداً لتفكير بنتهآ: آممم صدق وآلله .. زين روحي شوفي وش عندهآ ذي ..

/
/
/

إنفضت الجلسـه وإنتهـى اليوم بـ إتفآقآت نهآئيـه لموعـد الملكـه .. الملكه إللي بتربطـه ببنت المآلكـي غصباً عن هوآه وإرآدتـه ..
صآر له سآعتين يلف ويدور بـ الشوآرع الفسيحـه بلآ وجـهه محـدده ..
مشغول البآل بفكره وحيده شآغلـه عقلـه وخآطره .. ليش مآيرضيهم ويرضـي نفسـه ! ليش مآيكون بعصمته بنت المآلكي وبنت علي عبدالرحمن !
بس كنه بيرضي غيره بزوآجه من بنت المآلكي .. ويرضي نفسه بـ صيته .. وين الضمآن برضآ صيته نفسهآ بهآلحآل !

لف الدريكسون بسرعه مآخذ ملف ع السريـع وعيونه تفترس الطريق قدآمه بحده بعد مآغير وجهته للمكآن الوحيد إللي ينسيـه همومـه ويشغلـه بـ هموم غيرهـ .. المستشفـــــــــــــــى !

كآنت دقآيق قصيرهـ بسبب سرعة سيآرته اللي تبدلت على مدخل المستشفى بسرعه بطيئــه لحد مآكرج السيآره وعيونه على القسم المنفصـل .. الطـــــوآرئ ..
ظنـه إنه بيكون أهدى بهآلوقت من الليل .. بس يظل فيه حركـه .. وحآلآت مستجدهـ .. غير المستشفـى بأقسآمهآ ..
توّ مآنزل من السيآره وقفل بآبهآ إلآ ويلمحـه هو ووآحد من إخوآنهآ متوجهيـن صوب مدخل الطوآرئ ..


عقد حآجبيه بـ تسآؤل تأكيداً أو رفضاً للأفكآر السلبيه إللي تدفقـت ببآله ومآدرى إلآ برجولـه تجـره بخطوآت سريعه خآطفـه يلحقهـم لحد مآوقفـه وهو ينآديـه: شيــــخ علـــــي ..
وقف أبو سلطآن فجأه بينمآ إلتفت سلطآن ورآه ثم أبوه لمصدر الصوت ..
قرب عديّ عليهم بملآمح مستفهمه: خير إنشآلله يآشيخ !
أبو سلطآن بتعب وآضح بملآمحه ونبرة صوته الضعيفه الوآهنه: هلآ يآدكتـور .. خير إنشآلله
عديّ وهو يقلب عيونه بتفحص بين أبو سلطآن وإبنه علّه يقدر يفسر ملآمحهم: إنشآلله بس وش الحآله ! ليش إنتم بـ الطوآرئ
أبو سلطآن: توني دريت وآلله يآدكتور .. بنتـي تعبآنه وحجزوهآ هنـي .. توني مدري وش حآلتهآ لطفك يآربي
عديّ وإللي فــزّ قلبـه من طآري بنت علي عبدالرحمن .. تعبآنـه !! ومحجوزه بـ المستشفـى !!
إتسعت حدقتيه بعقدة حآجبيه .. ملآمح صريحـه لقلق وآضــح ..
أبو سلطآن: طمنآ يآدكتور .. وش حآلهآ بنتي ووينهآ !


أطبق عديّ شفتيه إللي جفوآ فجأه وعيونه بعدهآ متسعه بذهول - همس بوهن - : مدري وآلله .. تفضلوآ معي نسأل عن الحآله ..
تقدمهم وهم يتبعونه .. كآنت خطوآته متثآقله وعيونه تدور بـ الفرآغ .. مآيبي يوصل ويسأل عن الحآله .. مآيبي يأكد أسوء الظنون إللي تبآدرت لذهنه وإنه أكيد السبب الأوحـد فيهآ ..
عض بـ أسنآنه العلويه على شفته السفلى " وش إللي سويته بعمرك يآلغبيـــه ! وربي مآ أحب غيرك يآصيـتـه .. وغيركـ مآ أبيـــه "
أبو سلطآن لموظف الإستعلآمآت: حآله بـ إسم بسّآم نآصر عبدآلله ..
الموظف بعدمآ قلب عيونه بـ كشف الحآلآت لليوم ومآلقى حآله بهآلإسم: عفواً متى الحآله وصلت !
أبو سطآن: اليـوم الصبآح
كآن عديّ يتآبع الحوآر معقد حآجبيه مستفهم بخآطره " بسّآم نآصر عبدآلله !!!!!!! "
الموظف: عفواً بس مآفي حآله عندنآ بهآلإسم .. إنت متأكد من إسم المريض
أبو سلطآن: لآ هذآ إسم زوجهآ .. إسمهآ نآهـد
برق عديّ عيونه بنظره حآده لـ أبو سلطآن " زوجهـــآ !! و نآهـــد !! "


غآب ذهنياً لحظآت يتحمد ربـه ويشكرهـ على تخييب ظنونـه إللي فتكت فيـه بـ الكم دقيقـه إللي مروآ ..
الموظف لـ عديّ بـ إبتسآمه خفيفه: أهلين دكتر عديّ ..
بآدله عديّ الإبتسآمه سآئله بهدوء وهو يحرك أصآبعه على الرخآمه إللي تفصلهم عن بعض: منهو الدكتور إللي أشرف ع الحآله !
الموظف: دكتوره هآله .. الحآله آمممم - كآن يقلب عيونه بـ الورقه - بــ آآآآ الغرفـه 3 الممر الثآني ..
أشر عديّ لـ أبو سلطآن يتقدمه: تفضـل يآشيخ ..
أبو سلطآن: من بعدك يآدكتور .. إنت الأدري بـ المكآن ..
مآردّ عديّ إلآ بـ إبتسآمه بآهته مآسرع مآختفت وهو يتقدمهم بهدوء ..
توّ مآوصل للغرفـه إلتفت عليهم: هذي الغرفـه تقدرون تدخلون لهآ ..
أبو سلطآن: وإنت يآدكتور ! مآرح تطمنآ وش حآل بنتي !!
عديّ: مو أنآ الدكتور المشرف عليهآ ومدري وش بهآ ! تونـي وآصل .. الحين برسـل لكم الممرضه المسآعده لـ دكتر هآله لأن مآظنتي دكتر هآله موجوده الحين وهي إنشآلله بتطمنكم ..
همس أبو سلطآن ببحـه وعيونه على بآب الغرفه: إيه .. إنشآلله ..


ببيت علي عبدالرحمن ..

فتحت بآب الغرفـه وعيونهآ عليهآ .. كآنت بعدهآ على وضعهآ من ثلآث أيآم ! بـ إختلآف بقعـة المويـه الكبيرهـ إللي مغرقـه مخدتهآ من تحت رآسهآ !
جلست ورآهآ وصآرت تجمع شعرهآ المبلل معقده حآجبيه بملآمح ضآيقه: صيته وش ذآ !! يعنـي تسبحتي ولآ مشطتي شعرك ! حتى إنك مآجففتيه شوفي قد غرق المخده وملآبسك بعد ظهرك كله مغرق مويه ..
ميلت ريتآج رآسهآ من ورآ ظهر صيته لأجل تقآبلهآ - هآمسه بقلق - : علآمك يآبنــت !
صيته بهمس من بين بكآهآ الصآمت وهي نآيمه على بطنهآ يديهآ الثنتين تحت مخدتهآ إللي دآفسه فيهآ وجههآ: مآفيـه ..
بعدت ريتآج خصلآت من شعر صيته المبلل والملتصق بوجههآ: بعدك تبكـين !
صيته: ريتآج إتركيني


ريتآج: أستغفرك يآربي .. علآمك انتي ! عآجبك هآلحآل إللي إنتي فيه ! ليش مآتحكين وتعلمينآ وش إللي يصير معك ! كل يوم والثآني مغير تحبسين نفسك بغرفتك وتبكبكين .. لآ أكل ولآ شرب ولآ طلعـه ولآ كلآم مع أحد .. خير إنشآلله ! ترآك زودتيهآ على أبوك .. إنتي ونآهد أختك
إستقعدت بجلستهآ بحركه غآضبه سريعه وهي تصيح بحده: قلتلك إترررركينـــــــــــــي مآآآآآآتفهمـــــــــــــــي !!
تمت ريتآج متنحه بوجه صيته ثوآني لحد مآبققت عيونهآ بخوف وقلق وآضح بعدمآ إحتضنت وجه صيته وقربته عليهآ: بسم آلله عليك .. صيته وش تحسين فيه !!
رفعت صيته يدينهآ ليدين ريتآج تبعدهآ عن وجههآ بعدمآ إنهآرت مره ثآنيه بصمت تآركه دموعهآ تنهآل بحرآره تحرق خديهآ تذوقت ملوحتهآ من على شفتيهآ - هآمسه بوهـن بعدمآ رقت ملآمحهآ لـ إنكسآر منزله عيونهآ لحجرهآ - : مآفيــه
ضمتهآ ريتآج لصدرهآ وصآرت تتحسس ذرآعهآ تهديهآ: خلآص طيب إهدي .. لو إنك بس تعلمينآ وش إللي صآر ! ووش بعد إللي قآعد يصير !


مآكآنت صيته ترد غير بشهقآت مكتومـه تظهر بـ إنتفآضة كتوفهآ ..
ريتآج: بسسسس خلآص .. يآربيه وش هآلمشكلـه يعنـي ! مآتشوفين شلون شكلك بسبتهآ ومن ورآهآ ! عيونك نجيبهآ بـ مغرفـه كثر مآندفنوآ دآخل عظآم وجهك .. كمّ لك مآذقتي الأكل ! هذآ حآلك وشوفي وش إللي صآر لـ نآهد هذآهآ حجزوهآ بـ المستشفى اليوم وهي حآمــل .. آلله يستر بس
إبتعدت صيته بسرعه عن صدر ريتآج والحركه إللي بسببهآ ضربت رآس صيته بذقن ريتآج إللي صآرت تتأوه بألم مقفله عيونهآ وتتحسس ذقنهآ: آآآآآآآه آآآآ يآلغبيّـــه .. آآآآآآي
مسكتها صيته من كتوفهآ الثنتين وصآرت تهزهآ: وش اللي قلتيــــه !
ريتآج وبعدهآ تتحسس ذقنهآ بألم سآفهه صيته إللي إنهآرت أكثر من طآري نآهد أختهآ والمستشفـى: ريتــــــــآآآآآج


إنتفض جسمهآ مخترعه من هآلصيآح فيهآ بهآلطريقه الهستيريه: بسم آلله وش فيييييك إنتي !!! صيته ترآك تخوفيني لآمنك صحتي فيني كذآ .. يومــه ولآتبرقين عيونك بعـد .. أقول أنآ بنزل تحت أبرك لي من يتلبس فيني إللي تلبسك أعوووذ بآلله من الشيطآن الرجيم
وقفت صيته على ركبتيهآ وهي على سريرهآ تلحق ريتآج قبل تطلع: وش فيهآ نآهد علمينــــي .. وقفـــــــــــــــــــي
إلتفتت عليهآ ريتآج معصبه: وليش إنشآلله تصيحين ! مدري وش فيهآ بس زوجهآ دق على أبوي يعلمه إنهآ تعبآنه ولهآ أيآم مآذآقت الأكل لين طآحت اليوم وحجزوهآ بـ المستشفى
نزلت صيته عن سريرهآ معقده حآجبيه هآمسه بعدم تصديق: إيــش !
رفعت ريتآج كتوفهآ مآطه شفتيهآ لقدآم بمعنى إنهآ مآتدري مآتـمت إلآ وعقدت حآجبيهآ وهي تشوف صيته مسرعه صوب علآقة الملآبس جمب دولآبهآ وصآرت تزرر عبآيتهآ السودآء على جسمها ..
ريتآج ببلآهه: وش تسوين إنتي !
صيته: بروح للمتسشفى ..


بققت عيونها بدهشه واستنكار : وشهـــوو ! جنيتي إنتي !! تدرين كمّ السآعه ؟ هه إيه وشلون بتدرين وإنتي بهآلعزله .. حبيبتي إنطقي مكآنك إنّآ بـ نص الليل .. أبوك وسلطآن توهم رآحوآ المستشفى ومآحد هني ..
صيته وهي تلف حجآبهآ بـ إهمآل: بروح بـ تآكسي .. ركآن موجود !
رفعت ريتآج حآجبيهآ بصدمه: لآآآآآآآه إنتي جنيتي وجبتي آخرك .. تبين أبوك يدري إنك طلعتي بـ تآكسي بهآلوقت .. صيته إخزي شيطآنك وإنطقي مكآنك لآتخلين قيآمتنآ كلبونآ تقوم اليوم بسبتك مآنيب نآقصه نكـد وكـدر ..
صيته وهي تربط نقآبهآ بعدمآ تخطتهآ إلآ وردت مره ثآنيه بعدمآ شدتهآ ريتآج من مرفقهآ الأيمن: تعآآآآآآآآآآآلي هنآآآآآآ


طآح نقآبهآ من يدهآ نآظرته بـ الأرض ثم رفعت عيونهآ إللي ضآقوآ بنظره حآده متوعده: ريتآآآآآآآآج إخزي إنتي شيطآنك بهآلسآعه ووخـري عني
وطت للأرض رفعت نقآبهآ وتوهآ بتوقف إلآ وتسـود الدنيآ بوجههآ فجأه .. مآعآد تشوف شيّ ولآ تستمـع لشيّ برغم صيآح ريتآج وسبآبهآ إلآ إنهآ كآنت بعآلم ثآنـي مآتدري وش يكون ! كآنت كلهآ ثوآني لحد مآ إرتطم جسمهآ بـ الأرض فآقده وعيهآ ..
قطعت ريتآج صيآحهآ فجأه مبرقه عيونه إللي نزلتهآ للأرض على صيته الممدده تحتهآ !
إرتمت عند رآسهآ وصآرت تهزّ فيهآ: صيتـــــــــــــــــــه .. صييييييتـــــــــه .. يومــــآآآآآآه .. رآكــــــــــــآآآآآن إلحقوآآآ علــــــــــــييي


كآنت تلطـم لهآ خديهآ بـ أصآبعهآ الأربع علهآ تستفيق وهي تترجآهآ توعآ وتصحـى بس بدون فآيده: يومـــــآآآآآآه .. محمـــــــــــــــد .. ركآآآآن إلحقوآآ علي صيتـــــــــه مآآآآآآترد ..
صحيح إنهم مآبعمرهم إتفقوآ أبدّ .. وإن ريتآج إللي من صغرهآ وهي مقنعه نفسهآ إنهآ تكره صيتـه ولآتدآنيهآ بـ أرضهآ ويمكن امها هي من سآعدهآ بهآلشيّ وضخم هآلإحسآس السلبي جوآتهآ تجآه أختيهآ الثنتين من أبوهآ إلآ أنهآ مآتدري ليش هآلقبضه القويّه بقلبهآ .. هآلرعشـه بـ أطرآف جسمهآ .. وش هآلإحسآس الفظيع بـ الخوف على وحده هي تكرههآ صفتها اختهــا !

إتسعت حدقتيهآ بذهول وهي تشوف خــطّ الدم المستقيم إللي نزل من طرف فمهآ ممتد لـ آخر خدهآ ..
ضمت ريتآج خدي صيته بين أصآبع يدهآ اليمنى لحد مآ إنفرجت شفتيها بفتحه صغيره وهم مضمومتين وبهآلحركه تدفق بآقي الدم من فم صيته لـ ذقنهآ ومنه لـ رقبتهآ ...
برقت عيونهآ فآتحه فمهآ بصدمــه بعدمآ إرتجفت شفتيها وتوآلت دموعهآ الصآمته بخـوف .. صآحت برعـــب: صيتــــــــــــــــــــــــآآآآآآآآآهــ


======
-----------
======


نهآية الفصل السآدس عشر
<<قرآءة ممتعـه إنشآلله
بـ إنتظآر توقعآتكـم ..
دمتـــم بـ أمــآن

:::

حلم الحياه 12-08-16 11:23 AM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل السآبع عشر




أعوذ بـ الله من نصيبٍ لآيأتي على غير هوآنآ ..
يهِبُنـآ لِمن لآنهـوى , ويَهِـب من نهـوى لـ سِوآنآ ..

/
/


من ورآ ظهر الكنبـه بجنآحهآ جرت بسرعه رآميه نفسهآ من فوق الكنبه ممدده جسمهآ عليهآ قبل يرقى لعندهآ ويشوفهآ بعد مآقفلت معهآ نسمه الخط تعلمهآ إن رآئف وصـل للبيت وتوه قد طلع من عندهآ بعد مآعرف رآيهآ بخصوص سآلفة زوآجهآ من دكتور عُـديّ !

كتفت يدينهآ نآيمه على جمبهآ الأيسر على الكنبه .. بالعه ريقهآ وعيونهآ معلقه على الشآشه مآتدري وش إللي تشوفـه وهي بحآلة الترقب هذي لأجل دخولـه ...
إنقبض قلبهآ من سمعت صوت البآب ينفتـح .. كآنت تعد بخآطرهآ العد التصآعدي من الـ وآحـد للأرقآم إللي تليـه بـ إنتظآر إنه يوصل لعندهآ .. التلفزيون شغآل .. هذآ غير رجولهآ الظآهره وهي ممددتهآ على ذرآع الكنبـه ..
مآتدري لوين وصلت فـ العد بس شكلهآ طولت وهي تعـد وبعده مآوصل لهآ !
إستقعدت بجلستهآ تنآظر ورآهآ بس مآكآن أحد موجود !
نفخت هوآ بعصبيه متوجهه صوب غرفة النوم بعد مآلمحت الأنوآر إللي ضوت " هـــفففف يآآآآرب هفضـل لحد إمتى فـ توتر الأعصآب دآ .. والزفت البآرد دآ هيقيـب لي شـلل آآآففف "


وقفت عند البآب وهي تشوفـه وآقف قبآل دولآبه المفتوح ويصفط له ملآبس بشنطتـه الجرآر المفتوحه على السريـر ..
.....: على فكره دآرين طلبت إنهآ تدخل قنآحـي عشآن تقهـز ليك هدومك وأنآ سمحتلهآ عآدي بس مقتــش مش عآرفه ليه !
رآئف وعيونه على ملآبسه إللي يرتبهآ بـ الشنطه: وليش إنتي مآتجهزينهــآ !
عقدت حآجبيهآ مقوسه شفتيهآ بـ إستنكآر مآخلآ من ملآمح القرف وهي تجلس على طرف السرير المقآبل له: أقهزلك هدومك إللي هتسآفر بيهآ مع الهآنم التآنيه ! خليهآ هي إللي تقهزلك ولآ إنشآلله عنهآ
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه وهو يرفـع أدآوآته الشخصيه من فرش الشعر والعطور: إنتي زوجتـي وهذآ وآجبك ..


حوريه: أنآ مرآتك مش الخدآمه بتآعتك إنت والهآنم .. يآريت تعرف الفرء بين الإتنين - قآلتهآ بعصبيه إختفت بـ آخر كلآمهآ بعدمآ تدآركت عصبيتهآ والحده بنبرتهآ - هي بموقـف مو من مصلحتهآ إنهآ تعنـد فيه أو تكون هذي لهجتهآ وطريقتهآ .. خلهآ بس توصل للي تبيـه وبعدهآ يصير خير !
همست وسبآبتهآ اليمنى بفمهآ تنآظر بـ حجرهآ: رآئــــف !
رفع نظره لهآ بـ إهتمآم من نبرتهآ إللي خفتت فجأه .. شكلهآ بتبدآ فـ السآلفه إللي تبيـه فيـهآ !
صدّ بظهره عنها للدولاب: آمممم
حوريه: عاوزه اطلب منك حاقه ..
رآئف بلآ مبآلآه مصطنعه وهو يتحرك ريحه وجيّه من التسريحه للدولآب ثم للشنطه على السرير أو يفتح بـ أدرآج الكومدينه: آممم خيـر


كآنت تتحسس مفرش السرير الستآن الفوشيآ - بنظره متوتره ونبره متردده - : آمممم يعني هو مش طلب .. ءآآ آآآ يعنـي .. آممم عآوزه آخد رأيك فـ حآقه .. يعني رأي وطلـب .. الإتنين مع بعض - رفعت سبآبتهآ والوسطـى قدآمه بمعنى إنهآ تبي شيئيـن -
حرك عيونه مآبين أصآبعهآ ووجههآ ثم ردّ يرتب بشنطته سآفههآ بينمآ أطبقت هي شفتيهآ بقلـة حيلـه زآفره نفس مسموع بطفـش أردفت بعده بسرعه وكنهآ تبي تتخلص من إللي تفكر فيه وتفتك وتقوله: رآئف أنآ عآوزه أكمل درآسه وأدخل القآمعـه
رآئف برد سريـع قطعـي: لآء
التفتت عليه بحده معقده حآجبيهآ: يعني إيه لآء !
رآئف ببرود: يعني لآء .. مآفيه درآسه .. ومآفيه جآمعـه
وقفت بعصبيه ملتفه حول السرير لحد مآوصلت عنده: بس أنآ عآوزه أكمل درآستي
رآئف: وأنآ قلت مآفيــه
قفلت غطآ الشنطـه بعنف لأجل تبعده عنهآ وتجبره ينآظرهآ بعدمآ إستفزهآ ببروده وسفهه لهآ: بص ليّآ وفهمنـي


ثبت عيونه بنظرآته البآرده بعيونهآ المدمعه هآمس بجفآف: مآفيه تفآهم .. الموضوع منتهي .. قلت مآفيه درآسه وإنتهــى
صدّ عنهآ بيفتح غطآ الشنطه مره ثآنيه إلآ ومسكت بذرآعه تجره لهآ بوهن: طيب شـووف .. إسمعنـي
إستقآم بوقفته سآحب نفس عميق مكتوم .. هذي بوآدر إحسآس النشوه إللي يحسّـه من ضعفهآ قدآمـه بدت تظهـر ..
حوريه بنبره ضعيفه مهزوزه بآن فيهآ أثر البكآ المكبوت: طيب .. طيب ءآآ أنآآآ أنآآ ممكن أخش الجآمعه هنآ .. فـ السعوديه هنآآ .. هكمل درآستي هنآ مش لآزم مصر .. مش هسآفر مصـر
رفع حآجبيه بدهشه مصطنعه هآمس بـ إستغرآب: ليش وإنتي كآن ببآلك إني كآن ممكن أسفرك مصـر !
طآحت دموعهآ غصباً عنهآ وهي تحس إن هآلقرآر إللي فرضه عليهآ هو القآضيـه .. كلّ شيّ وأي شيّ إلآ درآستهآ ومستقبلهـآ: بتعمل كدآ ليه يآرآئف !
رآئف ببرود: إنتهــــى


أقفى عنهآ صوب التسريحه سآفههآ وهآلحركه إللي جآبت آخر صبرهآ وفجرت مآبدآخلهآ من عصبيّه مكبوته من أول يوم لهآ بهآلبيت: تآآآآآفـــــــــــــــــــه .. وحقيـــــــــــر وسآآآآآفـــــــــــــــل .. بكرررررررهـــــــــــــــــك يآرآآآآئــــــــــف بكررررهــــــــــــــك
بخطوه وحده سريعه كآن موقف عندهآ معتصر ذرآعهآ الأيمن بين قبضته وهو يصر مآبين أسنآنه: إكرهيني من الحين لآخر يوم بعمرك مآفي شيّ رح يتغير
دفته من صدره بقوه مبتعده عنه لورآ فآقده سيطرتهآ على أعصآبهآ تآركه العنآن لنفسها تطلع مآبجوفهآ له من بغض وحقد دفين: مريييييييييييض .. مريض ومعقد وعندك نقص .. أنآ عآرفه .. عآرفه ليش مش رآضي تخليني أكمل تعليمي .. أيوآآآآ أيوآآ طبعاً إزآي أنآ أكمل تعليمي وإنت جآهـــــل .. حتى الثآنويــه مش مكملهــــآ يآدووب شهآدة متوســـ ........

مآكملت كلآمهآ لأنه مسكهآ من معصمهآ الأيسر .. التصق ظهرهآ بصدره لآوي ذرآعهآ .. لآنت ملآمحهآ لألــم مآقدرت تكبته أكثر: آآآآآآآآآآآآآآآآهــــ .. آآآآآآي إيـــدي .. إيدي إيدي إيييييييييدي
دنق رآسه لأذنهآ هآمس من بين أسنآنه: مآني مريض .. ولآني معقد أو جآهـل أو عندي نقـص .. بس مآعندي مآنع أبدّ أوريك شلون أكون مريض وجآهل وكل عقد النقـص هذي اللي تتكلمين عنهآ أطلعهآ عليك
مآكآنت ترد غير بتأوهآت مبحوحه وهي تتلوى من الألم إللي تحسـه بلويـة ذرآعهآ إللي كل مدى تزيـد: آآآآآآآآهــ يآرآآئــــــف .. إييييييييــدي
رآئف بهمس: وش بهآ يدك !
حوريه: بتوقعنـــــي
رآئف بلهجه مصريه هآمس: بتوقعـــك !


حوريه بضعف من بين دموعهآ: وإشمعنى وآفئت دآرين تكمل دراستها وأنآ لآء
فك يدهآ بهدوء تآركهآ تتحسسهآ بألم من مرفقهآ لحد معصمهآ وتنآظره بلوم ..
أسند ظهره للدولآب: دآرين شيّ وإنتي شيئن ثآني
وقفت بعصبيّه: لآء أنآ مش حآقه ودآرين حآقه إحنآ الإتنين زي بعض إن مكنتش أنآ أهــمّ .. أنآ تعليمي أسآسي .. أمآ هيّ مخلصـه تعليمهآ من زمآن .. إيه لآزمته المآجيستير دآ أو حتى الدكتورآه هــآآآآآآه وإنت إيه عذرك إنك تمنعني أصلاً أكمل دآ حق من حئوئـي وملكــش تمنعنـي
رفع حآجبيه فآتح فمه بـ إعجآب لكلآمهآ: أهــآآآ حقوقك .. ومآلي أمنعك منهآ .. طيب وبـ النسبه لـ حقوقي إللي مآنعتني منهآ !
وقفت ببرود مضيقه عيونهآ بملآمح ذهول هآمسه بعدم تصديـق: إيــــــه !!!
تكتف رآفع حآجبه الأيسر بكبريآء: إللي سمعتيــه
حوريه: يعني إنت قآصد تمنعنـي أكمل درآستي عشآن أنآ رفضآك ! رآفضـه أسلمك نفسـي ! رآفضـه أديك إللي إنت عآوزه !


تمّ لحظآت مثبت عيونه بعيونهآ بنظره غآمضه بآرده .. أبدّ مآكآن هذآ هو إللي ببآله .. ولآ كآن بنيتـه يمنعهآ تكمل تعليمهآ مآكآنت هذي غير قرصـة أذن أو لوي ذرآع يستشف منهآ ردة فعلهآ ليش حورت الموضوع لمسألة مسآومه ! قــدم تلقــى , سلــم تستلــم !!
أطبق شفتيه بـ إبتسآمه بآهته مضيق فيهآ عيونه بحده وهو يحرك نظره عليهآ من تحتهآ لـ فوقهآ ..
بينمآ مسحت هي دموعهآ بظهر كفيهآ رآفعه ذقنهآ بحده مصطنعه تشوفه مضيق عيونه بترقب لرد فعلهآ مآتم إلآ وإتسعت حدقتيـه وثبتت عليهآ وهي ترفـع التيشيرت القطنـي الأحمـر عن جسمهآ لحد مآصآر بقبضتهآ اليمنى ..
حذفته من يدهآ بـ الأرض رآفعه حآجب وآحد بدعوه مفتوحـه لـه وهي شبـه عآريـه للنصف العلوي مآغير بـ " بــرآ " سودآء اللون وبنطلون ريآضـي قطنـي أسود خصـر وآطـي بربآط أحمـر ..


ضآقت عيونه بحدهـ وهو يحرك نظره بتفحـص لجسمهآ وقد إرتسمت الإبتسآمه الحسيّـه بملآمحه الجآمـده .. تتصنـع الجرأه والجمـود وإن خطآ خطوه وحده بس صوبهآ لتطيـح بـ أرضهآ من رعبهآ .. عيونهآ متلألأه بـ الدموع وصدرهآ إللي يرتفـع بوضـوح ويهبـط من حده تنفسهـآ .. نظرتهآ المترقبه بخـوف لرد فعله التآلـي !


أعرض عنهآ ببرود صوب التسريحه فآتح درج من الأدرآج وصآر يقلب بين علـب القطيفـه والشآموآ الكثيرهـ وإللي إحتوت أنوآع سآعآت لمآركآت متعددهـ أو كبكآت كريستآليـه وألمآسيـه لـ أثوآبـه ..
مآدآم الصمت لأنهآ قطعته بصيآحهآ الحآد: إيــــــــــه .. عآوزنـــــــي أترقــآآك يعنــــــي عشآن تعمـــل الحآقــه إللي هتمـــــوووت وتعملهــــآآ
التفت عليهآ متبسم بـ إستفزآز رآفع حآجبيه بتصنع للهجه المصريه: هموت وأعملهآ !!
حوريه بوهن من بين دموعهآ فآرده ذرآعيهآ تعرض نفسهآ له: هــآآ عآآوز إيه تآنــي .. أنآ أدآمك أهـوو مسلمآك نفســي

قرب صوبهآ وقد ملآه الغيـظ من تفكيرهآ الطفولـي وظنهآ الضيـق والمحدود فيـه .. هي الحين وجهت له إهآنه برجولتـه يمكن مآتقصدتهآ بس الأكيد إنهآ مآتعرف وش مدآهآ وتأثيرهآ عليـه: إسمعـي إنتــي .. أنآ مدري عن هآلأفكآر الغبيـه برآسك .. بس مو أنآ إللي أنتظر شيّ أبيـه .. إن بغيت شيّ رح آخذه بدون دقيقـه إنتظآر وحده أو حتى ثآنيه .. ومو أنآ إللي أسآوم على شيّ من حقـي بـ الأسآس .. يعنـي لآتظنـي إني مآنع درآستك لأجل تمنعك عنـي .. وإن رآضيتينـي برآضيك


شدته من جيب الصدر لثوبه بنظره حآقده ضآقت فيهآ عيونهآ بحده: تنكـــر !
سحب نفس عميق بـ إنتشآء من ريحتهآ إللي دآعبت أنفآسه .. إحتد نبضـه من لمستهآ ليدينـه إللي رفعتهم وحآوطت بهـم خصرهآ العآري ملصقـه صدرهآ بصدره ..
رفع حآجب وآحد بـ إستنكآر هآمس: إنتي وش إللي تفكرين فيـه !
كآنت سآفهته بنظرآتهآ المعلقـه على أزرآر ثوبـه .. رافعه حآجبيها موسعه عيونهآ ومطبقه فمهآ بتفكير بعدمآ فكت أول زرين من أزرآر ثوبه: آمــمممم
ألصق ذقنه بصدره منزل عيونه للأزرآر إللي فكتهآ وبعدهآ مستمره !
رفعت رآسهآ مطبقه شفتيهآ مبتسمـه بتعبير طفولـي تدري شلون تأثيرها عليـه رآفعه يدهآ لـ رآسه مبعده غترته البيضآ والعقـآل وصآرت تنفش شعره الأسود الكثيف بأصآبعهآ إللي خللتهم فيـه: بحب شكلك كدآ أكتـــر ..


غمض عيونه سآحب نفس بهدوء شدد بعدهآ من مسكة يدينه على خصرهآ مبعدهآ عنه خطوه لـ ورآ ..
عقدت حآجبيهآ بـ إستفهآم هآمسه: فيـه إيـه !!
أقفى عنهآ صوب السرير وصآر يقفل سحآب الشنطـه سآفههـآ ..
إتسعت حدقتيهآ بصدمه من ردّ فعلـه وإهآنته العنيفـه لهآ الحيـن .. وشلون بتقدر توآجهه أو ترفع عيونهآ بعيونه بعد هآللحظـه ! عرضت عليه نفسهآ ورفضهآ !
طآحت دموعهآ بـ إنكسآر بعدمآ إرتجف فكهآ: إنت ليـه بتعمـل معآيآ كدآ
رآئف: ............
صآحت بجفآف تستنطقـه: ليــــــــــــــــــه بتعمــــــــــل معآآيــــــآآ كـــــــــدآآآآآآآآآ ..
أنآ بكلمـــــــــك .. بص ليّــآ وردّ عليّـــآ .. رآآآآآآئــــــــــــف - كآن إسمه الأخير وإللي تلآه ضربآت سريعـه موجهه صوبـه من الأمشآط وفرش الشعـر وأقلآم الروج الكثيره إللي تخصهآ - تآفــــــــــــه وحيـــــــــوآآآآآآن .. مريـــــــــــــض .. بـــــــــآآآرد وحقيـــــــــر ووآآآآآطـــــــــــــي وســــــــــــــآآآفــــــــــــــل .. طلــئنــــــــــــــي .. طلقنــــــــي مش عآوزه أعيش معـــــــــــآآآآآآك طلئنــــــــــــــــي آآآآهــــــــيييي آآآهــ .. وهنت نبرتهآ بعدمآ إرتمت على الفوتيه الجلديه السودآء قبآل تسريحتهآ منزله رآسهآ بـ إنكسآر .. هآمسه بضعف: طلــئنـــي ....


نآظر بثوبـه من الصدر وإللي تلطـخ بفعـل قلم روج من الأقلآم إللي رمتهآ عليه وكآن مفتوح الغطآ .. أطبق شفتيـه بندم .. من يوم تزوج وهو بهآلحآله لآمنه تمّ بـ البيت .. بكـآ وصيآح وسبآب ومحآولآت بآئسـه منه إنه يوآزن ويرآضـي .. وثنينآتهم مآفرقوآ عن بعـض سوآ حور أو دآرين !
وقف ورآهآ مثبت يدينه الثنتين على كتوفهآ غآرز أصآبعه بعظآم ترقوتهآ بلطــف وصآر يتحسس بـ إبهآميه عنقهآ من ورآ ...
حوريه: متلمسنيـــــــش
سفههآ مشدد من مسكته لكتوفهآ بينمآ إلتفتت عليه بحده وقد إحمرت عيونهآ من بكآهآ: قولتلك متلمسنيـش .. إبعد إيديك الوسخـه دي عنـــي مبتفهمـــــــــــــــش !!!
أطبق شفتيه بغيظ مكتوم هذي البنت مآيدري شلون يمسك أعصآبه معهآ ومع لسآنهآ إللي يبي قصـه .. والأهم إنه شلون سآمح لهآ تتمآدي معـه وتوصـل لهآلمرحلـه من التطآول عليـه !


فك يدينه بهدوء ومشى عنهآ رآفع غترته على كتفه وعقآله بيده مآخذ شنطته عن السرير لبرآ غرفـة النـوم ..
حوريه بصيآح يوصله: درآستي وهكملهــآ رضيت أو لآ لأنك هتطلئنـــي أو هخلعــــــك أنـــآآ

إلتفت عليهآ وهو عند البآب رآفع حآجبيه ومعقدهم بـ إبتسآمة عدم تصديق بمعنـى " من جــــدك !!! "
إحتدت نظرتهآ الغآضبه من نظرته السآخره رآفعه قزآزة عطر صغيره موجهتهآ صوبه: سآآآآآآآآآآآآآآآآآفـــــــــــــــــل
إتسعت إبتسآمته بعدمآ طلع من البآب وهو ينآظر بـ الأرض القزآزه إللي مآصآبته .. هذي البنت من جدهآ مجنونـه وتصرفآتهآ مآيسويهآ بــزر .. بلحظـه يشوفهآ أنثى كآملـه مغريـه حتى بنظرة عيونهآ الجريئـه له وبنفس اللحظـه تتحول لـ بــزر .. يصيـح , يســبّ , يضرب رجولـه بـ الأرض معنـد أو يحـذف مآقدآمـه تنفيساً عن غضبـه !!

طلع من جنآحه منتشــي من اللي توه وصآر عآض بـ أسنآنه العلويه على شفته السفلـى بـ إبتسآمه عذبـه نآدراً مآتظهـر متوجـه لجنآحـه الثآنـي ..

كآنت قبآل مرآيتهآ مجمعه شعرهآ كلـه ومميله رآسهآ لليسآر تخلل أصآبع يدينهآ الثنتين بشعرهآ لحد مآدخل الغرفـه حآذف عقآله على الصوفآ الرمآديه وبعدهآ الإبتسآمه متمكنه من ملآمحه الجآمده ...
عقدت حآجبيه بـ إبتسآمه بآهته مستفهمه عن سبب تبسمـه !
رآئف: هآه .. جآهـزه !


بهتت ملآمحهآ لـ جمود وهي تنقل نظرهآ بتفحـص عليـه من أول رآسـه وشعره المبهدل .. نزولآ ..
قربت صوبه بخطوآت ثآبته لحد مآوقفت قبآله وهي ترمقه بنفس النظره التفحصيّـه بينمآ هو إللي إختفت إبتسآمته معقد حآجبيه من هآلنظره الحآقده بعيونهآ لـه ومآيدري وش سببهآ !
رفعت حآجب وآحد من لمحـة بقعـة اللون الفوشيآ بثوبـه الأبيض عند جيب الصدر .. هذآ غير أزرآر ثوبه المفككـه !
مسحت بـ سبآبتهآ البقعه الملونـه وتمت تنآظر بـ عقلتهآ بعدمآ تلونـت ..
قوست شفتيهآ بنظـرة إعجآب: آمممم هذآ روج ..
غمض عيونه بهدوء رآفع ذقنه .. هذآ آلحين الشيّ اللي ينقصـه .. بيبدآ سآلفه مع دآرين غير الثآنيه إللي كآنت مع حـور !

أعرضت عنه دآرين صوب المرآيه مره ثآنيه: أنآ جآهـزه بس شكلك إنت مو جآهز ..
رآئف: عشر دقآيـق وأجهـز ..
التفتت عليه مبتسمـه بهدوء بعدمآ ربطت شعرهآ كله وهو عند البآب بيطلـع: آوكــي ..
قربت صوب الصوفآ رآفعه ثوبـه وإللي كآن بـ غلآفه البلآستيكـي .. فكـت السحآب مطلعـه منه الثوب وصآرت تكلمـه بنبره حآقده: طيب يآ رآئــف .. حتى اليوم إللي لـي مآقدرت تخليهـآ .. أول مآوصلت زحفت لهآ ..
علقت الثوب على الشمآعه الخشبيّه الطوليّه المثبته بـ الأرض جمب التسريحه رآفعه حآجب وآحد بـ غرور وثقـه: شوي شوي .. صبرك وصبرهآ لأخليك تزحـف لي أنآ تطلب رضــآي بعـــد ....... وأردكـ !

======
-----------
======


بـ ظهيرة اليوم التآلي ..
وبمررآت الطوآرئ كآن يخطي خطوآته السريعه لحد مآقرب من الغرفه المقصوده ..
وقف عند البآب وهو يمسـح سوآلف شعره القصيره من عند أذنيه يعدلهم سآحب نفس عميق زفره بهدوء من فمـه ...

.....: السلآم عليكم
أبو سلطآن ومحمد وركآن: وعليكم السلآم ..
وقف أبو سلطآن بخطوهـ تجآه عديّ: حيآك دكتور ..
عدي بـ إبتسآمه وهو يأشر بعيونه جهة السرير إللي مشدود عليه الستآره: هآ .. شخبآرهآ بنتكم الحين !
أبو سلطآن بنبره متعبه: الحمدلله على كل حآل آلله سترهآ مآغير سوء تغذيه وإهمآل والجنين بخير ومآبـه شيّ بفضل من آلله ..
عديّ بهدوء: الحمدلله .. عليهآ العآفيه إنشآلله
أبو سلطآن بهدوء وعيونه بـ الأرض: إيييييه الحمدلله .. آلله سترهآ مع بنآتي ثنينآتهم
ثبتت حركة عديّ بعدمآ كآن على خطوه وحده من إنه يستأذن ويصدّ عنه لحد ما استوقفه جملة ( بنآتي ثنينآتهم )
ضيق عيونه بـ إستفهآم: بنآتـك الثنتين


أبو سلطآن وكنه تذكر: إيه يآدكتور بـ الله عليك .. كنك تقدر توصيهم ينقلون صيته بنتي لهآلغرفه وتصير معنآ دآم مآهي بغرفتن ثآنيه .. علمنآهم قآلوآ مآفيه أمآكن هنـي .. وش بيصير لو بدلوآ مكآن بـ مكآن .. أي مريضه من هني تروح هنآك وصيته تجي بدآلهآ ..
عقد حآجبيه هآمس بعدم إستيعآب: صيته هنـآ !
أبو سلطآن: آلله المستعآن على قلة الحيلـه والشقـى .. مآصآب أختهآ صآبهآ
عديّ: من متى ؟
أبو سلطآن: من أمس وآلله يآولدي .. طآحت بـ البيت وهي تنزف وهذآها بـ الغرفه الثآنيه ومب قآبلين ينقلونهآ معنآ ..
بلع ريقه بشكل مو ملحوظ وقد شحب لونه بـ قلق وآضح: إيه مآعليه أنآ بشوف هآلسآلفه ومآيصير إلآ إللي تبيه إنشآلله ...
أبو سلطآن بـ دفى: بيض آلله وجهك وأكرمك ..
دنق رآسه مره وحده بـ إلإيجآب مطبق شفتيه وهو يرجع خطوه لـ ورآ: عن أذنك ..


أول مآطلع من الغرفه إلا ويصطدم بـ سلطآن .. الإبن الأكبر للشيخ علي ..
سلطآن بـ إبتسآمة دهشه بآهته: دكتور عـديّ
عدي: هلآ ركآن ..
هز رآسه بـ النفي مبتسم: مآلقيت إلآ ذآ وتغلط فيني بـ إسمه ! أبعذرك لأنك مآتعرفنآ زين .. أنآ سلطآن .. وركآن يصغرني
عديّ بـ إبتسآمه خفيفه مآسرع مآ إنمحت من ملآمحه الشآحبه: معليش أعتذر ..
سلطآن: ولآ يهمك .. توني رآد من عند صيته أختي عطيتهآ أغرآضهآ
نآظر عديّ بـ الكيس إللي رفعه سلطآن وكآن مليآن بـ أنوآع كثيره ومتعدده من العصير والألبآن والزبآدي والمويه بينمآ أردف سلطآن: خليتهآ مع ذآك الدكتور الثآني هم يعرفون بعض وهي تبيه بسآلفه .. أبوصل هآلأغرآض لـ أبوي يكونون هم خلصوآ الهرجـه ..
رفع عديّ حآجبيه فآتح فمه بـ إستيعآب: أهآآ .. أجل مآرح أعطلك
سلطآن بـ إبتسآمه ضآحكه يلحقه: ههههه لآ مآعليك أنآ إللي عطلتك معليش .. تفضل دكتور .. تفضـل


أقفى عنه عديّ دآخل للغرفه المجآوره مضيق عيونه إللي كآنت تمسح المكآن تدورهآ .. بس للأسف مثل مآتوقع كل الحآلآت مغطآه بـ الستآير ومآهوب قآدر يميزهآ وهي محجوبه عنه ورآ وحده من هآلستآير ...
عديّ بنبره عآليه: صيتـــه علــــي ..
توّ مآ نآدى بـ إسمهآ إلآ ويطل عُمر من ورآ الستآره معقد حآجبيه يدور مصدر الصوت ..
إلتقت عيونهم ببعض بملآمح ثنآئيه مقطبه بـ إستفهآم ..
همس عُمر مستغرب: عــديّ ؟
صيته وإللي فزّ قلبهآ من مكآنه رآفعه رآسهآ بـ إنتبآه لـ عُمر من طآري الإسم ...
قرب عديّ لـ عنده سآحب الستآره وعيونه معلقه عليهآ وإللي أول مآدخل نزلت هي نظرهآ لـ حجرهآ وشبكت أصآبعهآ ببعض وكـ عآدة صرآع ابهاميها إللي يلتفون حول بعضهم بسرعه ودون توقف !

عُمر: وش تسوي هنآ بـ الطوآرئ !
عديَ: إنت وش تسوي هنآ ؟
عقد عُمر حآجبيه بـ إستفهآم: أنآ مكآني أصلاً بـ الطوآرئ .. علآمك إنت !
عديّ وعيونه على صيته: عُمر ممكن تخلينآ شويّ ! أبي صيته بـ موضوع
رفعت رآسهآ بسرعه مضيقه عيونه بحقد: أنا أتكلم مع دكتر عُمر بموضوع وإنت قآطعتنآ .. فـ لو سمحت يآريت تتركنآ شويّ لين مآنخلص الحوآر ..


عديّ ببرود: دكتر عُمر عندك بـ الطوآرئ تقدرين تكلمينه متى مآبغيتي .. مآغير بقول الكلمتين وأخليك .. عُمر لو سمحت إتركنآ
تمّ عُمر يقلب نظره بين الإثنين ومآهوب فآهم شيّ !! وش إللي يبيه عديّ من صيته بـ الضبط لأجل يطلبه يتركهم على إنفرآد ! وليش هآلحقد بنظرآت صيته ونبرة صوتهآ إللي مآ أخفت هالكمّ الهآئل من البغض لـ عديّ !
بلع ريقه بهدوء مستأذن من ثنينآتهم ثمّ طلع بعدهآ من ورآ الستآر ...
عديّ ببرود: وش هآلموضوع المهم مره إللي تنفردين فيه مع عُمر !!
صيته بـ كره: وإنت وش لك فيه تسأل !!!
عديّ من بين أسنآنه: تكلمي زين يآصيته وأنآ أحذرك .. جآوبيني بدون إستفزآز
صيته بعدم تصديق: إنت شكلك فآقد عقـل ! إنت مو دآري بنفسك وش إللي تقوله أو إيش إللي تطآلب فيه ! إنت بأي صفه تدخل نفسك بـ الشيّ إللي يخصني أنآ ! ..


كملت بتحذير حآزم: دكتر عـديّ .. يآريت تعرف حدودك وتلتزم فيهآ لآتتخطآهآ .. وعموماً لأن الموضوع عآدي ومآفيه شيّ لأجل أدآريه .. كنت أطلبه وظيفـه .. يدور لي أي وظيفـه بـ أي مستشفى أو عيآده ثقـه هو يدري عنهآ ..
أطبقت شفتيهآ بـ إبتسآمه مصطنعه: تمآم كذآ ؟
عديّ بـ إستنكآر: من جدك إنتي !! وإشمعنى عُمر بـ الذآت إللي تطلبينه !! وليش تبين تتوظفين بـ الأسآس !!
زفرت نفس مسموع من فمهآ بطفش: لآحول ولآقوة إلآ بـ الله .. أنآ بس أبي أفهم وش لك فيه إنت تسأل !!!!
عديّ وإللي كآنت شويّ وتطلع عيونه من قهره وغيظه المكبوت .. عُمر من نآح وإحسآس الغيره والشك إللي تجدد دآخله بـ إللي ممكن يربط صيته بـ عُمـر .. وسآلفة الوظيفه إللي تبيهآ من نآح ثآني .. كآن مآصدق وإرتآح من عذآب غيرته عليهآ بسبة إختلآطهآ بـ الرجآل وتعآملهآ معهم وهي ممرضه بهآلمستشفى .. والحين تبي تردّ للشغل مره ثآنيه .. لآ وبعد رح تكون بعيد عنه .. بأي مستشفى ثآني أو عيآده .. وش إللي ممكن يصير وهي بعيده عن نظره وسط حشدّ من الجنس الآخر سوى موظفين مثلهآ أو حتى مرضــى !!!


تمت عيونهم معلقه ببعضهآ لحظآت لحد مآنزلت هي رآسهآ بـ الأول بعدمآ أدمعت عيونهآ وتجمعت دموعهآ بـ المحآجر ..
همس بلوم: وش هآللي مسويته بعمرك ؟
صيته: مآلك دخل
عديّ: ليش تعذبين نفسك يآصيته ؟
صيته ببرود وهي تصر على كلآمهآ بتشديد: مآآآلــك ,, دخـــل
أطبق شفتيه بقلة حيله وهو يجلس جمبهآ مقآبلهآ على طرف سريرهآ: صيته نآظرينـي
صيته: ...........
عديّ بنبره دآفيه عذبه: صيتــــه !!
رفعت رآسهآ بملآمح بآئسه منكسره وهي في أقصى محآولاتهآ لكتم عبرتهآ ودموعهآ .. معقده حآجبيهآ بـ القوه مقوسه شفتيهآ إللي أطبقتهم بـ القوه لأجل تمنع إرتجآف ذقنهآ الوآضح !
عديّ: يشهد الله .. مآلعبت عليك ولآ كنت أتسلى .. ويشهد الله على نوآيآي تجآهك مشآعري وعوآطفي إنتي تملكتيهآ يآصيته بس وآلله مو بيـدي ..
مآل فمهآ بـ إبتسآمة إستهزآء: هــه .. كـــت (cut ) .. برآفوو .. يلللآ المشهد الثآني
أطبق شفتيه بـ أسى من سخريتهآ وإللي عذرهآ فيها: صيتـه ..


ثبتت عيونهآ الدامعه بنظره حقد حآده بعيونه الذهبيّه الحزينه: إسمع يآعديّ .. أنآ صدق كنت سآذجه وإنت عرفت تمثل الدور زيـن ومشى عليّ .. هآآه ؟ ضحكت ؟ شبـعت ضحك ؟ تسليــت ؟ أرضيت هآلشيّ النآقص جوآتك ؟ تمآم إنت كذآ ؟ - سحبت نفس سريع حآد أردفت من بعده بقهر وآضح بنبرتهآ المرتعشه - إيـــه زيـــن .. لأني مآنيب تمـآم .. مآحس إلآ إني غبيّـه .. وسآذجــه .. حمــآآآره .. مآآ أفهم ولآ بعمري رح أفهم .. تجرحني وتذلني .. تطعني بشرفـي .. تهزل كرآمتي وأسآمحك وأعديهآ بس لمتى ؟ لمتى يآعديّ ؟ إنت تدري وش إللي صآر بـ آخر مره !! سمحت لك تقرب منـي !! فمك كآن على فمــي لأجل وعد الزوآج .. وعد الزوآج إللي خنتـه .. أو إنه مآكآن فيه وعد بـ الأسآس .. إيــه كآن مشهـد بـ التمثيليـه .. مآلومك .. شآيف وحده غبيّه مثلي مآعندهآ كرآمه ولآ إحترآم حتى لذآتهآ وش تبي فيهآ غير إنك تضحك نفسك شوي عليهآ .. إيه خذ رآحتك دكتور عـديّ .. خذ رآحتك وتسلى زيــن ..


مآدرى على نفسه إلآ وهو محآوطهآ بـ ذرآعينه إللي إلتفو حول كتوفهآ ضآمهآ لصدره بعدمآ إنهآرت سآمحه لدموعهآ تشق طريقهآ بخديهآ ...
ألصق خشمه بـ طرحتهآ عند أذنهآ اليسآر .. صآرت ريحتهآ المميزه أنفآسه إللي يتنشقهآ بنشــوه مآوده إنهآ تنتهــي .. ريحـة المعقـمآت عشـقه بـ المستشفـى وعشقـه بـ عشيقتـه إللي تميزهآ هآلريحـه الغريبـه حتى بعدمآ تركت الشغـل بـ المستشفى بعدهآ الريحـه قآبعـه فيهآ مآتركتهآ !!

فتحت عيونهآ ومآسرع مآزآدو وسعـهم بذهول من الموقف والوضع إللي هم فيـه !
رفعت بسرعه يدينهآ لصدره أبعدته عنهآ بعنـف وصآرت تفك الكآنه بيدهآ اليسآر بـ أصآبع مرتجفه بينمآ هو إللي تقطبت ملآمحه لـ إستفهآم من رد فعلهآ الشرس - همس بـ إستفسآر عن تصرفهآ وعيونه ع الكآنه بيدهآ وهي تحآول تفكهآ - ليش !

صيته بعصبيه: قسماً بـ الله إنك مآتستآهل مكآنك هنآ بهآلمستشفى يآعديم الشرف والأخلآق
وقف سآحب يدهآ إللي فيهآ الكآنه بعدمآ سآلت بعض قطرآت من الدم: وقفي يآلمجنونه وش إللي تسوينه
سحبت يدهآ بعنف .. وهآلحركه اللي خلت يده تحتك بيدهآ وتحرك الكآنه من مكآنها بشكل غلط أدى لجرح يدهآ .. تأوهت بألم مغمضه عيونهآ الثنتين بقوه: آآآآهـ .. آآآآي
عديّ: عطيني يدك خلني أعدلهآ لك ..
صيته بحده: مآ أبيهآ .. - وبحركه سريعه فكت الكآنه لأنهآ كآنت شبه مثبته بعدمآ حآولت تفكهآ ورمتهآ بـ الأرض رآفعه رجولهآ عن السرير بتوقف - ..
نآظر بـ الأرض تحت رجوله على الإبره إللي فكتهآ ورمتهآ بلآ مبآلآه ثم ردّ ينآظرهآ بعدمآ قآمت من السرير وصآرت بـ الأرض مقآبله له ..


عديّ بـ إستنكآر لتصرفتهآ: علآمك إنتي !! وش هآلحركآت إللي تسوينهآ !! المغذي لسه معلقينه لك .. ليش تفكين الكآنه ! وبعد جرحتي يدك .. كنك مآتعرفين شلون تفكينهآ عدل .. ليش يآصيته !!
صيته بهدوء وعيونهآ بـ الأرض: مآ أبيك تقرب صوبي .. مآ أبي أكلمك .. مآ أبي حتى أشوفك .. رح أبدآ شغل من جديـد .. ورح أنخطب لولد الربُعــه .. كل إللي طآف فصـل من حيآتي وإنتهـي .. وأنآ مسآمحتك عآللي سويته فيني وبعدك تسويـه .. ورح أسآمحك مهمآ سويـت .. بس حيآتي الجديده إللي رح أبدآهآ رح تكون بلآك .. بدونـك .. فـ رجآءاً يآعديّ إحترم رغبتي فـ الشيّ إللي أبيه وإبعـد عنـي .. إتركنــي
ضيق عيونه بـ إستنكآر لحد مآختفوآ هآمس بـ الشيّ الوحيد إللي لفته من كلآمهآ .. خطبتهآ لـ ولد الرُبعــه !!! منهو ذآ ولد الرُبعـه بعـد !!!
.......: شلون يعنـي !


رفعت رآسهآ له بسبب فرق الطول الوآضح بينآتهم مستفهمه عن قصد سؤآله: شلـون !
عديّ: بتنخطبين لـ ولد الرُبعـه !!
صيته: إيـه .. إبن نآس .. دين وأخلآق .. شآرينـي .. وأنآ موآفقـه .. وهذي بتكون بدآيتي الجديده ..
إعتصر ذرآعهآ الأيسر وشدهآ عليه بقوه - من بين أسنآنه وهو يصر بـ توعد - : تعقبيـــــن .. بدآيتك ونهآيتك معـي أنــآ ..
نفضت يدهآ بـ القوه إلآ إنهآ مآقدرت تفكهآ: إتررررك يـــدي ..
عديّ: تعلمينهم إن مآنتيب موآفقه
رفعت ذقنهآ بحده وحدهآ معصبه من هآلتنآقض المستفز وهآلتحكم إللي مآينطآق والأهم .. بـ أي صفـــــــــــه !!!


ضيقت عيونهآ وبـ نبره إستفزآزيه: وليــش إنشآلله !!
عديّ بثقـه: لأنك مو لغيري يآصيته .. إنتي لــي ..
صيته بنفس النبره والملآمح الإستفزآزيه: وإنت مو لـي يآعــديّ
عديّ: صح .. أنآ مو لك لوحدك .. بس إنتي لي
عقدت حآجبيهآ بعدمآ دبّ الخوف لقلبهآ من هآلملآمح الوآثقه وهآلنبره الجآده الأكيده .. وش إللي يقصـده بـ الضبط ؟!


عديّ: رح تصيرين زوجتـي الثآنيـه .. من بعـد بنت المآلكـي .. إنتـي يآبنــت علــي عبدالرحمن ..
تمت ثوآني معلقه عيونهآ بعيونـه لحد مآ إرتفع ذرآعهآ الأيمن موجه لـ خده الأيسر كــــــــفّ فجـآئــي صـــآآآدم ترك من بعدهآ ذرآعهآ الأيسر بهدوء وعيونه تتفحص إنفعآلآتهآ المفضوحـه .. من إتسآع حدقتيهآ بخوف وشفتيهآ المنفرجـه بصدمـه من فعلتهآ .. هذآ غير أصآبع يدهآ اليمين إللي ضربت فيهم الكـف .. كآن كف يدهآ مرتجــف بـ أصآبع مرتعشه مفرقين عن بعضهـم ..
ثبت عيونه بعيونهآ المصدومه وهي شآخصه بنظرهآ له بعدم تصديق لسوآتهآ .. - همس بـ توعـد وآثق أكيــد كـ جمله آخيره قبل يطلـع من عندهآ - : إنتي لــي .. رضيتــي أو أبيتـــي ........



======
-----------
======

======
-----------
======

بـ ظهيــرة نيويوركـ ..

دنق رآسه لـ شبآك المقعد جمب السآيق مآد له أجرته: شكــراً لكـ ..
إستقآم بوقفته مظلل بيده اليمنى على عيونه وهو رآفع رآسه للعمآره ينآظر بشبآك شقته المقفـل ..
.......: أووووهـ إنه أنـــت .. مرحباً
أبعد نجم يده من فوق جبينه ينآظره مبتسم متوجه صوبه: مرحباً أيهآ العجوز
رآندل سي " المسئول عن أمن العمآره " : لم تطل برحلتك هذه المره
فتح بآب الأسنسير بيطلع: أجل ولكنهآ كآنت مختلفه كثيراً ..
رآندل سي: ألآ تود الإطمئنآن على درآجتك ككل مره !

نجم بـ إبتسآمه وهو يدخل للأسنسير: أودّ الإطمئنآن أولاً على شيئاً آخر هذه المره
كآنت عيونه تتحرك على ترتيب الطوآبق تصآعدياً بتفكير " مآظنيت يآليلآ إنك تهميني أو إنك تفرقين معي إلآ يوم إبتعدت عنك .. أعلمـ ......... "
قطع حوآر النفس يوم إنفتح البآب بعد مآوقف مقآبل لشقتيهـم ..
رفع الهآندبآق حقته عن الأرض لـ كتفه ووصل لـ بآب شقتهآ مثبت يده على الجرس .. هآلحركـه إللي تجيب آخرهآ من العصبيّه والإستفزآز " هههههه طيب أنآ أوريك شلون تسفهينـي كل هآلمده وإنتي مآتدرين ويني فيـه حتى مآدقيتي لو مره وحده "
ترك الجرس فآتح بآب شقته منزل شنطته بـ الريسبشن متوجه للبآب الفآصل بينآتهم وصآر يطبـل عليـه بدندنـه: ليـــلآآآآآآآآآآ .. دق دق دق دق يآآآ ليـــلآآآآآآآ . دق دق .. ليلــــووو ..


بهتت إبتسآمته معقد حآجبيه من توآرد الأفكآر السلبيه لبآله عن ذآك اليوم إللي تمّ فيه يدق على بآبها من بعد رجعته من السفر وبـ الأخير كآنت طآيحه بـ أرضهآ !
رفع ميدآلية المفآتيح عن طآولة المشرب يدور المفتآح بتوتر لين حصله ..
قطب ملآمحه بضيق توّ مآفتح البآب وهو يشوف ذرآت الترآب تطآير قدآم عيونه مع أشعة الشمـس من الشبآك بـ صآلتهآ ..
دخل بهدوء وعيونه تمسح المكآن بس مآلهآ أثر !
.......: ليــــلآ !
كآنت نظرآته تسبق خطوآته وهو يطلع السلآلم المؤديه للغرفه الوحيده بـ شقتهآ .. غرفة نومهآ وإللي كآنت مرتبـه بشكل مو معهود أبدّ إتسعت معه إبتسآمته: هذي شكلهآ تعلمـت شلون النظآفه والترتيـب .. بس وينهآ !


طلع للصآله مره ثآنيه لحد مآوقف بوسطهآ متخصر عآض بـ فكه السفلي على شفته العلويه بتفكير " بـ السوبر مآركــت !! يعني وين بتروح غير هآلمكآن ! "
إلتفت حول طآولة المشرب الخشبيّه حقتهآ ومآسرع مآ أبعد يده عن البآر معقد حآجبيه بـ إشمئزآز وهو يشوف كفّ يده إللي تلوث بـ الترآب !
نفض يدينه بملآمح منقرفه: هذي الغبيّـه وش هآلوصـخ !! الحين من جدهآ تآركه البآر إللي تجهز عليه الأكل وتآكل وتشرب بعد عليه هآلترآب !
فتح حنفية الحوض يغسل يدينه زآفر نفس مسموع بقلة حيله بعد مآغسل .. مآهوب لآقي منشفـة يجفف فيهآ يدينه !
حرك رآسه بـ النفي مبتسم: هآلبنت بتذبحنـي بـ إهمآلهآ عآد مدري ليش أآآ ............. بهتت نبرته بعدمآ فتح ثلآجتهآ الصغيره وإللي كآنت فآرغــه تمآماً من أي محتوى !
إنحنى بجسمه مدخل يده بـ الثلآجه يستشعر برودتهآ بس الوآضـح إنهآ مفصولـه !

إستقآم بوقفته معقد حآجبيه بتفكيـر لثوآني ومآسرع مآإتسعت حدقتيـه للي طرآله !
إلتف بسرعه حول المشرب صآعد الثلآث درجآت لغرفة نومهآ صوب دولآبهآ وإللي كآن مثل ثلآجتهآ !

صفق البآب بغضـب وإللي ردّ وإنفتح مره ثآنيه ..
كآن صدره يعلى ويهبط بوضوع وحده وهو يمسح على شعـره الكثيف من مقدمة رآسه للحين مآهوب مصدق أو إنه مآيبي يأكد ظنونـه .. بس شلون تكون ظنون وكل إللي يشوفه الحين بعيونـه حقآيـق !
ردّ يفتح أبوآب الدولآب مره ثآنيه بتكذيب لنفسـه ثم رجع صفقهآ بقوه .. كآن يدور بـ الغرفه متخصر وهو في أقصى محآولآت كبت غضبـه إللي فشـل فيهآ وهو يفتح أدرآج التسريحه والكومدينه عله يلقى أي شيّ يدلـه أو إنهآ تآركه له أي ملآحظه بس خآب ظنـه فـ إللي يبيـــه !
طلع من غرفة النوم بنص عقــل وإللي أول مآطآحت عيونه على الورقه المثبته بشآشة التلفزيون وقرآهآ .. طآر نص عقلـه الثآنــي !

(( سأتذكرك كلمآ نظرت للسمآء .. أنت نجمــي اللآمـــع ))

كرمـش الورقه بقبضته إللي برزت فيهآ عروق أوردته وشرآيينه هآمس بغيظ مكتوم من بين أسنآنه: لييييييييــلآآآ !!!


/
/
/
/


من نفس البلد بـ نفس التوقيت ..

كآنت تغط بنومه عميقه علهآ تريح فيهآ جسمهآ من سهـر الليـل بدوآمهآ الصبآحـي الشآق من 12 منتصف الليل لـ 7 الصبـآح ..
التفتت برآسهآ مقطبه ملآمحهآ من إزعآج شيكـس لهآ وإللي كآن ينبـح بـ إصرآر وهو يلحس لهآ يدينهآ مرهـ ومره ثآنيه يعضعض فـ رجولهآ ..
بتمتمـه مو مفهومه: آستوووب شيكـ ..... خفتت نبرتهآ بـ النوم لحد مآ عـض بـ أسنآنه الآيس-كآب الملتصق برآسهآ بسبب شعرهآ إللي بدآ ينبـت وأبعده عن رآسهآ الأصلـع ..


استقعدت بجلسهآ مغمضه عين ومفتحه الثآنيه وقد سآلت سعآبيلهآ من طرف فمهآ وعلى ذقنهآ: مآآذآآ تريـــــد هــآآآآآه
جرى صوب البآب رآفع رآسه للمقبـض وصآر ينبـح ..
فركت عيونهآ بتعب هآمسه: مآذآ تريد ! شيكس أنآ حقاً متعبـه سوف نخرج معاً مسآءاً
مآكآن يرد غير بـ نبآح متوآصل لحد مآدق جرس البيـت وعندهآ جرى شيكس صوب ليلآ وصآر يمسح رآسه بسيقآنهآ ..
عقدت حآجبيهآ موقفه بتعب مآسكه جنوبهآ بيدينهآ سآئله نفسهآ بـ إستغرآب: مين يعنـي !!


أبعدت الغطآ عن العين السحريه بملآمح مقطبه من الإستغرآب ومآسرع مآتبدلت هآلملآمح لـ ذهول بـ عيونهآ إللي إتسعت وشفتيهآ إللي إنفرجوآ بعدم تصديق .. لفت أكرة البآب بسرعـه فآتحتـه وقد لمعت عيونهآ بـ دموع وإبتسآمة عدم تصديق بآهته: جوزيــــــــــــف !
........: مرحباً !
رمشت بتوآلي وتوهآ تستوعب وجود شخص ثآني معه ..
ردت بـ إبتسآمه متوتره وعيونهآ بآقي معلقه على جوزيف: مرحباً .. آآآ ءآآ .. مرحباً .. من .. مــنننن .. من تكون !
.......: إسمـي نـوآ .. متطوع لدى جمعية خيريه لرعآية العجزه والمفقودين
فتحت فمهآ بـ إستيعآب: أهــآآآ .. تفضلـوآآ ..
فتحت لهم البآب بوسعـه وعيونهآ تتآبع الشآب الأمريكـي وهو يحرك جوزيف بكرسيه المتحرك لدآخل البيت ..
سبقتهم ليلآ جهة الكنبآت مأشره له بـ إبتسآمه: هنـآآ .. هنآآ نعــم .. تفضـل بـ الجلوس ..
تعلقت عيونهآ بعيون جوزيف إللي مآخفت بعدهآ من الحزن: جوزيف يآ إلهـي أين كنت ! بحثت عنك كثيراً في أرجآء المنطقـه وسألت عنك جميع جيرآننآ ولكن أحداً لم يرك أو يسمع عنك شيئاً ...


نوآ بـ إبتسآمه خفيفه: أجل .. لقد رآه شخصاً مآ من خآرج الحيّ وهو بحآلة مزريه لآيعي شيئاً وأوصله إلى جمعيتنآ ونحن تولينآ البآقي إلى أن تعآفى وعلمنآ منه إسمـه وعنوآن سكنـه ولكنـه حزين للغآيه ولم يصرح لأحداً منآ عن سبب هذآ الحزن ..
أطبقت ليلآ شفتيهآ بـ أسى هآمسه بعيون مدمعه: أجـل .. إنهآ حآدثه أليمه أصآبتنآ جميعاً ..
همس جوزيف بـ وهن وعيونه بـ الأرض: كآريــن
رفعت ليلآ رآسهآ بـ إنتبآه من وقع الإسم على مسآمعهآ
.. كآريــن !
تمّ نوآ يقلب عيونه مآبين ليلآ وجوزيـف لحد مآقطعت ليلآ مشهد النظرآت الصآمت وحبت على ركبتيهآ لحد مآوصلت عند جوزيف رآفعه رآسهآ له مشدده يدينهآ على يديه تستنطقـه بقلـق: جـوو .. هل أنت بخيـر !
جوزيف بهدوء: لمآذآ أنتي صلعـآء ؟
برقت عيونهآ بصدمهآ ثم رفعت يدهآ تتحسس رآسهآ أتبعتهآ بـ عضة لشفتها السفـلى مغمضه عيونهآ بـ فشيلـه و إحرآج ..


صآحت على شيكس مضيعه السآلفه: شيكـس أيهآ الكلب الغبـي سأقتلك .. أين الآيس-كآب خآصتي يآلك من كلب لعين إنتزعته من رأسي وأنآ نآئمه هآآآه
وقف نوآ مبتسم وهو يحك أسفل أنفه بسبآبته: آآآآ
التفتت له ليلآ مستفهمه عن سبب وقوفه: مآذآ هنآك سيد نـوآ
أشر لهآ بيده بحركه عفويه إن مآفي دآعي للرسميات: نـوآ فقــط
وقفت ليلآ موآجهته وهي تعدل على جسمها التيشرت الريآضي الفضفآض وإللي بـ الأصل يخص جوزيـف !
كآن وسيـع يوصـل لـ ركبتيهآ بنص كمّ إلآ إن النص كمّ كآن كمّ حيرآن عند ليلآ .. بسبب فرق الحجم بين جوزيف ضخم البنيه وليلآ !

ليلآ: إلى أين ! فقط إنتظر
نوآ: لقد إنتهت مهمتي وحمداً لله أن وجدنآ أحداً لكي يرعآه وخصوصاً في هذه الفتره .. إعتني به جيداً وإن إحتجتي شيئاً هذآآآآ - طلع بطآقه من جيب الصدر لقميصه الأبيض - هذآ هوآ العنوآن خآصتنآ بـ أرقآم الهوآتف ..
سحبت ليلآ منه الكآرت مبتسمه بـ إمتنآن: شكراً جزيلاً لكم
نوآ وهو متوجه صوب البآب: لآ دآعي للشكر ءآآآآ
لحقته بسرعه: ليــلآآ .. إسمـي ليــلآ
نوآ: يآله من إسم جميـل
نزلت رآسهآ للأرض سآحبه أنفهآ الصغير بين إبهآمهآ وسبآبتهآ هآمسه بـ خجل: شكراً لك
رآفقته لحد البآب وتمت وآقفه لحد مآ إختفى عن نظرهآ .. قفلت البآب وعيونهآ على جوزيف إللي كآن يتحسس رآس شيكـس ..


همست بـ حزن: جوزيـف !
رفع رآسه لهآ بملآمح إنكسآر: لن أؤذيك ليلآ ولكن لآتتركينـي
جلست عند رجوله مسنده خدهآ الأيسر على ركبته: جوزيف أنآ أثق بك .. وأعلم أنك تغيرت حقاً .. لست خآئفة منك ولن أرحل
رفعت رآسهآ بعدمآ حست بقطرآت من المويه على رآسهآ الأصلع .. مآكآنت إلآ دموعه إللي طآحت وهو مدنق رآسه ملصق ذقنه بآخر حلقـه ..
تحسست ليلآ سآقه اليسرى طلوعاً ونزولآً بحرآره تهديه: جوزيف .. لآتبكِ .. مآبك يآرجل
جوزيف من بين دموعه: أتألم .. أتألم كثيراً .. لقد مرّ الكثير ولكني لآزلت أتألم .. أشتآق لهآ كثيراً .. صورتهآ لآتكآد تفآرقني .. أرآهآ دوماً وأشعر بهآ
ليلآ: على قدر محبتك آدع لهآ بـ الرحمـه .. أصلح من نفسك لإرضآء روحهآ .. كن أفضل لأجلهآ .. كمآ أحبتك هي أن تكون دوماً ..


جوزيف بوهن: سآعديني ليلآ .. لآتتركيني وحيداً مثلمآ فعلت هي
ردت مسنده خدهآ الأيسر على ركبتيه: لن أتركك أعدك .. سنسآند بعضنآ بعضاً .. سنكون عآئله صغيره مثلمآ أرآدت كآر دوماً
تحسس جوزيف رآسهآ ثم فركـه: لمآ أنتي صلعآء !
ليلآ بضحك: هههههه سأشرح لك لآحقاً
جوزيف: ومآذآ أمآمنآ الآن .. فلتشرحي لي .. وأيضاً لمآ ترتدين ملآبسي !
ليلآ: هههههه يآ إلهــي .. حسناً .. انظـر كل مآتتعجب منه له صله بشيئ وآحد فقط ولكن أخبرني أولآً لمآ تجلس على مقعد متحرك !
جوزيف: أصبت بـ ضمور في عضلآت سآقي اليسرى .. تؤلمني تآره وتآره أشعر بتحسن ..
رفعت رآسهآ له مبتسمه: آممم لآتقلق أنآ سأرعآك ..
بآدلهآ جوزيف الإبتسآمه المتعبه: هههههه يآ إلهي كم أنتي قبيحـه بآلله عليكي لمآ حلقتي رأسك .. لقد كآن شعرك قبيحاً ولكن الآن أيقنت أنه الأفضل .. أفضل من شكلك الآن


عبست بتصنع مآده بوزهآ: جـوووو لآ تبدأ الآن
جوزيف وهو يتحسس رآسهآ: ههههههه يآ إلهي إنه رآئع هههههه
ليلآ: مآهو الرآئع ؟
جوزيف: مظهرك الجديد هههههه
هزت رآسهآ بـ النفي مبتسمه: أتعلم لمآذآ ؟ ولمآذآ أرتدي ملآبسك ؟
جوزيف: أخبريني
ليلآ: لآتعلم جوزيف كمّ عآنيت وأنآ وحيده إلى أن إضطررت أن أعمل بدوآم جزئي في إحدى البينزينآت .. أعمل فيهآ منذ بدء منتصف الليل وحتى السآبعة صبآحاً .. كيف لي أن أشغل هذه الوظيفه لهذآ الوقت وأنآ فتآه ؟ كمّ من شآحنه وسيّآره ودرآجه نآريه تمرّ علي من أجل تمويلهآ بـ البينزين .. مآذآ عسآي أن أفعل غير أن أبدو بهذآ المظهر الرآئع ..
جوزيف بتأكيد: ومآذآ قلتي لتوك ؟ نتسآند ونسآعد بعضنآ بعضاً
صفقت ليلآ بيدينهآ مبرقه عيونهآ بعدمآ لمعت بـ إبتسآمه وكنهآ تذكرت شيّ: جــوووو
جوزيف: مآذآ الآن ؟


ليلآ: لديك مخبـز .. وأنت أعظم صآنـع للخبـز .. وأنآ لدي هآتآن اليدآن السآحرتآن لأصنع ألذ حلوى ومعجنآت .. هآه مآرأيك ؟ - غمزت له بعينهآ اليمنى مبتسمه -
جوزيف بتفكير: لم أظن أني سـ أعآود الخبز مرة أخرى ؟
ليلآ: ولمآ لآ ؟ إنهآ الشيئ الذي بسببه التقيت بحبّ حيآتك ..
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه بآئسه هآمس بـ حزن: أجــل ..
ليلآ: ولمآ لآتبـدأ من جديـد مرة أخرى ؟ لم لآ نبدأ سوياً !
تمّ لحظآت لحد مآرفع رآسه بهدوء: يلزمنآ الكثير لإعآدة إفتتآح المخبز من جديد
ليلآ بسرعه تتدآركه: لآعليك لآعليك .. سأضآعف عدد سآعآت عملـي إلى ستة عشرة سآعه وبهذآ نستطيع الإدخآر لتوفير مآنحتآجه .. هآه مآرأيك ؟
تمّ جوزيف معلق عيونه بعيونهآ البآسمه بفرحه وكنه يدور إجآبه تأكيداً للي بخآطره !
رفعت حآجبيهآ ببلآهه مستفهمه لنظرآته: مـــآذآ ؟
جوزيف: إنك فتآه قويــه


إتسع فمهآ بـ إبتسآمه صآدقه مآل معهآ رآسهآ بـ إحرآج: أوووه يآرجــل .. مآبِـك الآن .. إنك تحرجنـي
جوزيف: فتآه صلعآء بملآبس ذكوريه وتعمل في بينزينـه لآبد أن تكون قويّه ولآبد ألآ تشعر بـ الإحـرآج ..
ليلآ بهمس بآئس: لربمآ أمتلك الآن مظهـر ذكوري ولكني أمتلك أيضاً قلب أنثى هـش وإحسآس مرهـف .. أرجوك جوزيف لآتقم بجرحـي جسدياً او معنوياً كمآ كنت سآبقاً ..
شدد على يدينهآ بين يديه: لن أفعـل .. أعدك
هزت رآسهآ بـ الإيجآب: أثق بــك ..
جوزيف: ولكن إسمعي مآلدي من خبر سعيد
ليلآ: مآذآ ؟
جوزيف: لدي المآل .. لست بحآجة لمضآعفة دوآمك .. والحقيقه أنك لست بحآجه للعمل في تلك البينزينه
عقدت حآجبيه بـ إستفهآم: لم أفهـم !


جوزيف: لدي بعض المآل في رصيدي لدي البنك .. كنت أدخره أنآ وكآرين .. نستطيع سحبـه وبدأ إفتتآح مشروعنآ الصغير مرة أخرى .. مآ رأيك ؟
وسعت عيونهآ بـ إبتسآمة عدم تصديق بآهته من هآللي توه وقآله جوزيف ! معقولـه ! معقوله كل شيّ ضآق بوجههآ من قبل من إحسآسهآ بـ الوحده والفقد أو ضعفهآ وقت جوعهآ وإحتيآجهآ كل هذآ يتبدد الحين وبنفس اللحظـه !
ردة جوزيف للبيـت .. إستقلآلهم بمشروع يخصهـم ..
ضمت كفيهآ لبعضهم مقربتهم من فمها مغمضه عيونهآ بتمتمه حمـد وشكــر لله ..
جوزيف بـ إستفهآم: مآبـكِ !
ليلآ: كم أشعر بـ السعآده .. لآ أستطـع أن أصفهآ لك
هز رآسه بـ النفي مبتسم: ههههه إذآ متى تقترحين أن نبدأ !
ليلآ بتأكيد: انظـر جـوو .. سنتشآرك أنآ وأنت في مخبزنآ الصغير ولكني لن أترك العمل .. علي أن أستقـل وألآ أكون حملاً

جوزيف: ولكنك ستعملين برآتب
ليلآ: أجل أعلم ستكون هذه وظيفتي الثآنيه ..
جوزيف: لن أمنعك أبداً .. كمآ تريدين ولكن هل تستطيعين ؟ ألن يرهقك العمل بوظيفتين ؟
ليلآ: لآآآ أبداً .. أعمل في البينزينه من الثآنية عشرة وحتى السآبعة صبآحاً ثم أبدأ من الثآمنة صبآحاً معك فـ المخبـز إلى وقت الظهيره .. أوليس بدآية العمل من الثآمنه صبآحاً !! أم السآبعه !!
جوزيف بـ إبتسآمه: أجل من السآبعـه ولكن تستطيعين التأخر قدر مآشئتـي
صفقت ليلآ بفرحه: ههههه أجـل .. لآتخف لن أتوآني إني فتآه مجتهده .. سأكون مستعده قبل الثآمنه .............



======
-----------
======


يتبـــع ...

:::

حلم الحياه 12-08-16 11:25 AM

رد: العاطفه والجسد
 
-----------
======


السعوديه .. 8 المســآ

نزلت آخر درجه من السلآلم العريضـه بمدخل الفيلآ الدآخلي تجرّ رجولهآ جرّ وإللي يآلله شآيلتهآ ..
كآن وآقف عند سيآرته الفآرهه مستند بجسمه على الكبوت ..
بهدوء طآغي على حركتهآ فتحت البآب الخلفي للسيآره للمقعد إللي ورآ الكرسي المجآور للسآيق .. دخلت وتوهآ بتسكر البآب إلآ ومنعهــآ بحركه فجآئيـه أرعبتهآ زود فوق رعبهآ الأسآسي من المجهول المنتظهـر مع هآلغريـب الخسيــس !
من بين أسنآنه بلهجـة توعديه غآضبه: أنآ مو السآيق حق جنآبك لأجل تركبين ورآ ..
أشر بعيونه على المقعد الأمآمي: إطلعي قدآم ..
بلعت ريقهآ بـ خوف فتك بكل خلآيآ جسمهآ .. نزلت بـ إنقيآد تآم فآتحه البآب لنفسهآ وتوهآ بتمد يدهآ وتقفله بعدمآ جلست إلآ وصفقــه هو بـ القوه لدرجـه إنتفض معهآ جسمهآ برعــب !

أول مآدخل السيّآره أعرضت عنه عيونهآ على بآب الفيلآ حقتهـم .. مآحدّ ودعهآ سوآ ميسم بـ الدآخل .. وهذآها بـ السيآره ولآ أحد تكلف حتى إنه يسلم عليهآ أو إنه ينطرهآ عند البآب يودعهآ .. لآ أبوهآ ولآ أمهآ .. وآئل أخوهآ .. حتى شروق ودآرين .. مآتدري كن شروق ودآرين قد دروآ عن السآلفه بـ الأسآس أو لآ !!


نزلت دمعه إنكسآر حآره على خدهآ المشقق من الجروح الدآميـه فيـه .. عآضـه على شفتهآ السفلـى وإللي تفلقـت من منتصفهآ وهي تحسّ إنهآ بـ طريقهآ للمنفـى .. مآتدري هآلمكآن رح تشوفه مره ثآنيه أو لآ .. كل إللي كآنت تبيـه حضـن من أبوهآ .. من أمهـآ .. من وآئل الحنـون .. تخلّـوآ عنهآ ولآ إهتمـوآ .. كل غرضهم يفتكون منهآ ومن سوآتهآ إللي تسود الوجيـه ! وأي عذآب أمـرّ من الطعـن فـ الشرف ! شلون أبوهآ وأمهآ وأخوهآ يشكون بتربيتهآ وأخلآقهآ طوآل هآلسنوآت إللي طآفت .. وميسم إللي عآشرتهآ لفتره مآتتعدى الـ ثلآث شهور هي الوحيده إللي مصدقتهـآ .. هي الوحيده إللي سآندتهآ ووعدتهآ بـ المسآعده .. هي الوحيده إللي ضمتهآ وطمنتهآ إنهآ مو بروحهآ وإنهآ رح تكون معهـآ .. هي الوحيده إللي ودعتهـآ ..

........: وينـه جوآلك ؟!!
بلعت ريقهآ بهدوء وهذآ إللي توقعته بـ الضبط وقد إتفقت معهآ ميسم عليـه .. تعطيه جوآلهآ الأصلـي وتخبـي الثآنـي ..
فتحت شنطتهآ مطلعتـه .. كآن دآيركت فآرد كفـه قدآمهآ إستلمه منهآ مدخله بـ سيآلة جيب ثوبـه الأزرق ...


مآلك بهدوء: شآيفه هآلبيت إللي ورآك .. أبيك تنسينـه .. لأنك مآرح تشوفينـه ..
مآردت إلآ بشهقه قصيره من بكآهآ الصآمت طلعت غصباً عنهآ بعد مآطآل كبتهآ لهـآ ..
التفت عليهآ معقد حآجبيه بس مآهوب قآدر يشوف شيّ ! هذي هي المره الأولى إللي يشوفهآ بكآمـل حجآبهآ .. بدآية من العبآيه السآتره تمآماً والخآليه من أي زينـه لحد الطرحـه المحكمه بـ ثبآب على رآسهآ والنقــآب ! النقآب إللي ظنه إنهآ أول مره تلبسـه بحيآتهآ .. النقآب إللي مآيكشف حتى عن عيونهـآ !
بلع ريقه بـ تمآلك لـ نفسـه وهو يصد عنهآ بحده رآفع حآجب وآحد بـ إشمئزآز وعيونه على الطريق قدآمه: تبكين من الحين ؟ بآقي ع البكـآ يآقلب مآلــك .. بعدك مآشفتي شـيّ .. أبيك توفرين هآلدموع للي رح تشوفينـه ..

بطرف عيونه لمح حركة يديهآ إللي إنقبضوآ على ركبتيهآ في محآوله منهآ كبت مآبجوفهآ من قهـر وإنكســآر ..

مرّ الوقـت لـحد مآهدى من السرعـه وهوآ يتخطآ البوآبه الحديديه العريضـه إللي إنفتحت دآيركـت بمجرد وصولـه ..

إحتضنت شنطتهآ لصدرهآ بعدمآ حست بقبضـه قويـه بقلبهآ وإحسآس رهيب من الخوف تملكهآ وهي تشوف سجنهآ الجديـد .. وش إللي ينتظرهآ دآخل أسوآر هآلفيلآ من ذُل وعـذآب !

فتح البآب بعصبيّه بعد مآطولت ومآنزلت: وش إللي تحترينه عندك !! مآشفتيني نزلت !
شددت من ضمتهآ لشنطتهآ وهي تنكمش على نفسهآ إعرآضاً عن النزول ..
أطبق شفتيه بغيـظ سآحبهآ من ذرآعهآ الأيمن بـ القوه لحد مآطآحت بـ الأرض أول مآنزلت من السيآره ..
مآلك بحـده: وشبلآك إنتي !! قسسم بـ الله يآتغريد إن مآمشيتي معي بـ الرضآ لـ أنسل هآلعقآل من فوق رآسي على جسمك ولآ همنـي .. وقفـي أشوف ..
كآنت بعدهآ بـ الأرض ضآمه شنطتهآ لصدرهآ وعيونهآ على كفر السيآره ..
مآلك بهدوء مصطنع كآتم فيه غضبه: قوووومـــــي


حركت رآسهآ بـ النفي وهآلحركه إللي جآبت آخره وفلتت معهآ أعصآبه سآحبهآ بـ القوه من مرفقهآ الأيمن موقفهآ بـ الغصب وصآر يجرهآ ورآه لحد بوآبة الفيلآ الخشبيـه العريضـه .. ومنهآ لـ مدخل الفيلآ الأسطوري .. وإللي كآن بـ الرخآم الأبيض يتوسطـه بلآطآت ذهبيـه .. والسقف عبآره عن قبـة مجوفه عميقـه يتدلى منهآ نجفـه دآئريـه بحجم الـ 5 متر فـ 5 !! وكل لمبآتهآ مضويّـه ...
ع الجآنبين كآن فيه بآر خشبـي عريضـه وفوقـه مرآيـه عريضـه .. يتوسطـه شمعدآن ذهبـي طويل بـ الوسط وشمعتين ع الجآنبين أقل طـول .. ومثلـه ع الجآنب الثآني من المدخـل بـ نفس الديكـور مكـرر .. ومن الوسط فيه سلآلم عريضـه بـ درآبزين ذهبـي إستيل .. سجآده حمرآء طوليّـه تنتصف السلآلم طلوعاً ...


وحده من الشغآلآت بسرعه إستقبلته وعيونهآ بـ الأرض: Mr. Malek
أشر بيـده اليمنى بـ إهمآل لهآ إنهآ تروح ثم صعد السلآلم وهو بعده يجرهآ ورآه من مرفقهآ الأيمن لحد مآتخطآ السلآلم ومنهآ توجـه لجنآحـه بـ الفيلآ وإللي مآكآن يقلّ فخآمه وإسطوريه عن المدخل للفيلآ أو حتى الشكل العآم لهآ من خآرجهآ ودآخلهآ .. إلآ إنه كآن مودرن أكثـر بتصميمـه الأمريكـي البسيــط ...توّ مآفلت مرفقهآ جرت ورآ الكنبـه الإسفنجيه السودآء بوسط الصآله محتميه ورآهآ ..
مآلك بسخريه: وين بتروحين يعنـي ! مآلك مهـرب منـي يآتغريـد
رق صوتهآ بـ إنكسآر بـ نبره ضعيفه مرتجفه: إنت وش إللي تبيه منـي !! ومن وين لك تعرفني !!
ضيق عيونه بـ إستنكآر: من جدك إنتي !! المسرحيه خلصـت .. مآفي أحد من أهلك معنآ لأجل تنكرين معرفتك فيني


ضمت أصآبع يدهآ اليمنى لبعض كـ إشآره إنهآ تبي تفهم منه: وآلله مآ أعرفك .. قسسسم بـ الله مآ أعرفك .. إنت ليش سويت فيني كذآ !! وش إللي تبيه بـ الضبط
قرب صوبهآ وبعدهآ ملآمح الإستنكآر متمكنه من تعآبير وجهه: وش إللي تقولينه إنتي !
تغريد وقد تبدلت نبرتهآ لـ بكآ وهي تحس إن قوآهآ خآرت ورجولهآ مآهيب قآدره تشيلهآ أكثر لحد مآطآحت بـ الأرض وصآرت تشهـق من البكـي: مآ أعرفك وآلله .. مآ أعرفك ومدري ليش سويت كذآ ولآ وش إللي رح تسويـه .. أمري بيدك يآربي .. إنت حسبي وإنت وكيلــي
مآلك بـ همس: تغريـد !
مآكآنت تردّ غير بـ شهقآت عآليه من أنين بكآ يذوب الصخـر من الحسـره والظلـم والقهـر إللي تحسهـم ...
جلس القرفصآء قدآمهآ معتصر ذرآعهآ الأيسر يستنطقهآ وتوه بيتكلم إلآ وإنتفض جسمهآ وهي تتأوهـ من مسكته لهآ: آآآآآآآآ
مآلك واللي إنتفض جسمه ونزل على ركبتيه من صيآحهآ المفآجئ .. ضيق عيونه بـ خوف وآضح: وش فيــك ؟
تغريد بـ همس بآكي وهي تتحسس ذرآعهآ: لآ تلمسنــي
تمّ لحظآت يتفحصهآ ويتآبع حركتهآ المتألمه وهي تتحسس يدهآ .. مو معقوله صيآحهآ من شوي لأجل تبعده بس عنهآ وتمنعه يلمسهآ .. فيه شيّ آلمهآ أكثـر ..
بحركه سريعه منه كآن شآدد النقآب عن وجههآ مطيره بـ الهوآ .. وهآلحركه الفجآئيه إللي خلت تغريد ترفـع رآسهآ بـ صدمه وتشوف يده المرتفعه الممسكـه بـ نقآبهآ .. وبـ المقآبل مآلك إللي إتسعت عيونه بـ ثبآت وهو يشوف هآلملآمح المرعبـه ..


وجههآ إللي تملى شقوق من أثر الجروح فيـه .. شفتيهآ إللي تفلقـوآ .. عيونهآ وإللي كآنت وحده فيهـم مختفيـه تمآماً تحت تورم بنفسجـي اللون .. الجرح العميق بـ جبينهآ من مقدمة رآسهآ وإللي مآيوضح آخره بسبب حجآبهآ بس الأكيد إنه ممتد لفروة رآسهآ ويخفيـه شعرهآ البني الحريري وإللي يظهر جزء بسيط منه من طرحتهآ ..
لآ إرآدياً كآن منزل النقآب من يده بـ الأرض وبدآ يفك طرحتهآ عن شعرهآ وإللي إنسدل على وجنتيهآ أول مآنفكت الطرحه ..
حركت رآسهآ بـ النفي بعدمآ رقت ملآمحهآ وتقوست شفتيهآ منذره عن بدآية وصلـه جديده للبكـآ للأفكآر إللي طرت ببآلهآ .. هو الحيـن بيآخذ إللي يبيـه .. حقـه منهآ كـ زوجـه لهـآ .. والأكيد إنه رح يكون بـ أبشـع طريقـه وأقسـآهآ !!
هآلشخص اللي أول مره تشوفه بحيآتهآ حتى إنهآ مآتدري وش إسمـه ! رح تنكشـف عليـه ! جسمهآ رح يصير ملك لـه يفعـل بـه مآآآآآيشـآء !


أبعد مآلك شعرهآ من الجآنبين لورآ أذنهآ بيديه الثنتين هآمس بـ صدمه بعدهآ مآخفت من ملآمحه: من إللي سوآ فيك كذآ ؟
تغريد: ..........
مآلك بهدوء: تغريـد !
تغريد: ..........
مآلك: تغريد من إللي سوآ فيك كذآ !
تغريد وعيونهآ بـ الأرض: إنت إللي سويت فيني كذآ ..
نآظر بـ مخآطهآ الشفآف إللي سآل من أنفهآ وهو يطيـح على شكل وصلـه مآنقطعـت ممتمده من أنفهآ للأرض ..
سحب أنفهآ بهدوء بين إصبعيه السبآبه والإبهآم ثم مسح المخآط إللي بيده بـ ثوبه ..
همس بـ إستنكآر: وش إللي سويته أنآ ! أنآ أسألك مين إللي إعتدى عليك بهآلشكل !
إحتدت شهقآتهآ المكتبوته بـ إنتفآضة كتفيهآ منزله رآسهآ للأرض ومعه نزلت دموعهآ متسآقطه على الأرض قدآمـه ..

وقف على ركبتيه زآحف خطوتين لعندهآ رآفع ذقنهآ لحد مآتلآقت عيونهم ..
عيونه إللي ملآهآ القلق من حآلتهآ وعيونهآ المدمعـه المكسورهـ بنظره حزينـه ..
إمتدت يده لـ أول كبسون من كبآسين عبآيتهآ وفتحـه بهدوء وعيونه بعدهآ معلقه بعيونهآ إللي إنخفضت لـ صدرهآ بترقـب لحركته البطيئـه وهو يفك لهآ بآقي الكبآسين لحد مآ مسك شقي العبآيه فآتح يدينه وبهآلحركه إنفكت بآقي الكبآسين ..

أول شيّ طآحت عيونه عليـه هو الخط الغليط البآرز من أسفل شحمة أذنهآ لين عظم ترقوتهآ من الجآنب الأيسـر وإللي أخذ اللون الأخضـر البنفسجـي ..
عقد حآجبيه أقصآهم لين إلتصقوآ ببعضهم وهو يتحسس هآلخط ومآسرع مآ إنتفض جسمهآ بقشعريره مبعده جسمهآ لورآ مصلبه ظهرهآ من أثر لمسته على أكثر مكآن يآلمهآ من أثر ضرب العقآل وإللي كآن بسبـة عمـهآ " فيصل " .. وآلدهآ بـ الأصـل !
مآلك بملآمح مقطبه من الغضب المكبوت وإللي ظهر بـ عروق رقبته إللي برزت بشكل ملحوظ وهو يصر من بين أسنآنه: وآئـل الســبب !!
تغريد: .........
مآلك بنفآذ صبر: وآئل إللي ضربــ ..........


.......: لووووكــــــي .. لــك وييينـــك كل هآآآد !!
التفتوآ ثنينآتهم رآفعين روسهم من فوق الكنبـه لأنهم كآنوآ ورآهآ من دخلت عليهم وهي تتمآيـع بنبرتهآ بـ اللهجـه الشآميّه مقآطعه كلآمهم ...
وقف عن الأرض بسرعه مطبق شفتيه بغيط: كمّ مره أعلمك تستأذنين قبل تدخلين ..
مطت رقبتهآ لفوق تنآظر محل مآوقف هو .. وش إللي كآن يسويه ورآ الكنبه ومآفي ورآهآ شيّ غير الستآره الورقيـه سودآء اللون ..
نآظر تحته بآلع ريقه لـ تغريد بأسـى وقهر حده كآبته ثم ردّ ينـآظر لهآ بعصبيه معقد حآجبيه: نجـوى إطلعي بـرآ ..
نطت على الكنبه جآلسه عليهآ على ركبتيهآ رآميه نفسهآ عليه وهي محآوطه رقبته بذرآعينهآ طآبعه قبله سريعـه على طرف فمـه: بدي ضــلّ معــك اليــووم .. كتير مشتآئتلك بيبــيييي .... قآلتهآ ثم فتحت فمهآ بـ صدمـه مبققـه معهآ عيونهآ من شآفتهآ بـ الأرض ومآسرع مآنتفض جسمهآ مبتعده عن صدره وقد شحب اللون من وجههآ وهي تأشر بسبآبتهآ المرتجفهآ ورآه ...
زفر نفس مسموع في محآوله منه يسيطر على إنضبآط أعصآبه: نجـوى قلتلك إطلعي برآ ..
نجوى " وحده من طقم الشغآلآت .. سوريّـة الجنسيـه " - همست بـ إستنكآر حآد - : مين هــآآي إللي معـك مآلك !!


بلع ريقه بنفآذ صبر وهو يشدد على كلّ كلمـه ينطق بهآ: نجـوى .. قلتلك .. إطلعــي .. بـــرآآآ .. الحيـــــــن ..
صآحت بعصبيه بعدمآ أدمعت عيونهآ: مين هــآآآي إللي معك وبغرفـتـك !! وشو عم تسآوي معهآ ورآ الكنبآيـــه !! وصرت تجيـب بنآت شوآرع للبيــت أستآز مآلــ .....
مآكملـت نطـق إسمـه لأنه لجمهآ بـ كــفّ عنيــف على خدهآ الأيسر مآل معـه رآسهآ وإختل توآزنهآ لخطوتيـن رجعوها لورآ ..
.......: إخرســـي يآنجوى وأنآ أحذرك .. لآتنسين نفسك ومكآنتك بهآلبيت .. إنتي مجرد شغــآله .. لآ تظنين إن كونك عشيقتـي هنآ ذآ الشيّ يعطيك الحق بآللي مآلك فيـه حـق .. وبـ المنآسبــه .. هــذي تكون زوجتــــي ..


إتسعت عيونهآ بذهول من وقـع كلآمـه على مسآمعهآ والأقسى والأمـر آخر كلمـه .. زوجتــه .. شلون يعني زوجته ! ومتى تزوج ! مآحد من أهله بـ البيت .. مآحد من أهله بـ السعوديه بكبرهآ من الأسآس .. كلهم بـ إجآزه لـ تركيــآ .. أبوهـ , أمـه , خوآته البنآت الثنتيــن .. هذي أكيد مآغير وحده سآقطـه من بنآت الشوآرع إللي يعرفهـم .. ويآكثر علآقآته المحرمـه من هآلنوع وهي بذآتهآ تكون وحده من هآلبنآت بفآرق وحيد بس .. إنهآ معـه ببيــت وآحد .. أمآ هـمّ مآغير ليلـه يقضونهآ سوآ بأي إسترآحه أو مزرعـه متطرفـه .. بس هذي إللي معه الحين !! شلون تجرأ وجآبهآ للبيــت !! هذي أول مره تصيـر .. معقوله فعلاً يكون تزوج وهذي زوجتـه !!

تغريد وإللي كآنت بـ دُنيـآ ثآنيــه .. وهذآ ظهـر أول مآخُفــي من عظيـم المجهـول .. عشيقته من دآخل البيت .. وحده من الشغآلآت !!


مآلك من بين أسنآنه كـ توعد أخير: بــــــــرآ ...
أطبقت شفتيهآ بقهـر وهي تقلب له عيونهآ بنظره حآقده من تحته لفوقـه ثم أقفت عنه بخطوآت سريعـه غآضبه لحد مآطلعت مصفقه ورآهآ البآب بقوه .. بينمآ مآلك إللي إنحنى لـ تغريد بسرعه ضآمم ذرآعيهآ لـ جسمهآ وهو يوقفهآ من مرفقيهآ إللي التصقوآ بجسمهآ وعند هآلحركه غمضت عيونهآ بـ كبت وآضح لألمهــآ ..
مآلك بـ قلق: في شيّ يعورك !!
تغريد بـ ألم من بين أسنآنهآ: إتركنـــي ..
مآلك: تغريــ .........
تغريد بسرعه: لآتلمسنـــــي ..
سحب نفس عميق مغمض فيه عيونه لإستيعآبه لحظة ضعفـه إللي ظهـر فيهآ قلقـه عليهآ من ملآمحهآ المتألمه وخوفه يكون هو السبب فيه بلمسته لـ منطقـه أو مكآن بجسمهآ يآلمهــآ ..
وقف عن الأرض آمــرهآ بلهجـه حآده: وقفــــــي أشــوف ..
رفعت رآسهآ له من بعد إستشعآرهآ التحول السريع المفآجئ بنبرة صوته المتوعده لهآ بقسـوه .. وش إللي ممكـن يسويّـه هآلمآلــك فيهـآ .. بس الأكيد إنهآ بعدهآ مآشآفت شيّ وطريـق الهلآك بعده بـ أوله مآخطت فيه خطوهـ !


بـ إنقيآد تآم وبدون تبآطئ .. إستآجبت لأمره موقفه عن الأرض بملآمح متألمـه وهي تبعد خصلآت من شعرهآ البني الحريري عن خدهآ الأيمن لـ ورآ أذنهآ .. شعرهآ إللي كآن مرتـب بـ ضفيره سفليـه من آخر رآسهآ ممتده لمنتصف ظهرهآ مربوطـه ببكلـه صغيره من آخرهآ ..
وملآبسهآ إللي بينت من فتحة منتصف العبآيـه .. تيشيرت قطنـي رمآدي اللون سآده بـ فتحة صدر مثلثــه وبنطلون جينز ثلجــي بـ كريستآلآت بسيطـه لآمعـه على الفخذيـن .. هي نفسهآ تغريد البسيطـه إللي يعرفهآ بس فيهآ شيّ متغير .. نحفآنـه بـ زيآده مريبـه .. هذآ غير ملآمحهآ المنفـره من أثر تشوهآت الضرب الوحشي إللي تعرضت له بدون أي رحمـه لضعفهآ ولآ لـ كونهآ أنثــى !


قرب عليهآ رآفع يدينه لـ كتوفهآ وبحركه بطيئـه كآن منزل عبآيتهآ من على كتوفهآ مرورآ بمرفقيهآ لحد مآانسلتت العبآيه من على جسمهآ لتستقر بـ الأرض وعندهآ بدت عيونه تجول بـ المنآطق المكشوفه بجسمهآ وإللي كآنت أولهآ هي رقبتهآ إللي مآشآف فيهآ غير أول أثر وهو الخط الغليظ المزرق .. ثم ذرآعينهآ المكشوفين بسبب التي-شيرت إللي كآن بنص كـمّ وإللي كشـف عن كدمـه دآكنـه ملونـه ظهر فيهآ العروق الرفيعـه المتشعبـه من أثر تجمع الدم فيهآ وإللي كآنت بذرآعهآ الأيمن ...
سحب نآفس هآدي من خشمه يهدي فيه من قهره .. هذآ وهو إللي كآن يتوعدهآ بـ أقسى عقآب .. وش إللي ممكن يزيده عليهآ وهي بهآلحآله والمنظــر !!


حآوط خصرهآ بيدينه الثنتين بوضع التحسس البطيـئ وهو يرفـع لهآ التي-شيرت بهــدوووء سلــس لحد مآكشــف عن جزء كبير من بطنهآ وعندهآ إخفض نظره إللي كآن مثبت على وجههآ بترقب لـ إنفعآلآتهآ من لمسه لجسمهآ وهآلشي إللي أثآر شكـه .. حبسهآ لـ نفسهآ إللي عيّآ يطلـع من بعد أول شهقـه ومعه إنتفخ صدرهآ .. وشفتيهآ المنفرجـه بذهول هذآ غير حدقتيهآ إللي إتسعـوآ برعــب وآضــح .. وش إللي يصير بـ الضبط ؟ هذي مو أول مره يتحسس فيهآ جسمهآ .. وينه القبول المطلق له بـ إنه يتلمس جلدهآ النآعـم بيدينـه قبل هآلمره ؟ وش إللي صآر وتبدل فيهآ ؟


أول مآ إستقر نظره على بطنهآ إلآ وإنعقدوآ حآجبيه بـ إستنكآر للي شآفـه .. بطنهآ ببشرتهآ البيضآء وإللي من المفترض تكون بهآللون إلآ إنهآ كآنت مرقعـه بـ كدمآت كبيرهـ مزرقـه لـ جنوبهــآ وبطنهــآ المنتفــخ ..
حركت رآسهآ بـ النفي مطبقه شفتيهآ إللي إرتعشوآ برجفة فكهآ السفلـي مغمضـه عيونهآ بـ حســره .. - بنبرة ترجــي بآئسـه - : تكفــى لآتقربنــي .. لآتقربنــي بـ الغصــــب ..
مآلك: ............
تغريد من بين دموعهآ الصآمته: سألتك بـ الله لآتقربنــي بـ الغصـــب ..
أبعد يدينه عن وسطهآ سآءلهآ بهدوء: من إللي مدّ يده عليـك ..
نزلت التي-شيرت حقهآ بسرعه على جسمهآ أول مآ أبعد يدينه عنهآ متكتفـه بقوه وكنهآ تخبي جسمهآ عنه وتهز رآسهآ بـ النفــي ..
مآلك وإللي فلتت أعصآبه وصآح فيهآ بهستيريآ: من إللي ســـوآآآ فيــــــك كذآآآ ليش مآترديـــن إنتـــــي !!!


رفعت رآسهآ بحده مضيقه عيونهآ بقهر بنبره موآزيه لنبرته الحآده: إنت إللي سويت فيني كذآآآ .. كلــه بسبتك إنت يآلحيـــوآآن .. إنتي إللي تبليت علـي وطعنتني بـ شرفـــي .. آلله يآخذك يآقـــــــــــــذر حسبي آلله عليـــ ..............
مآكملت كلآمهآ لأنه أسكتهآ بـ كفّ عنيـف ثآنـي مثل إللي إستقر على خــدّ نجـوى .. إستقر هآلمره على خدهآ هــي ...
مآلت برآسهآ ويدهآ على خدهآ مكآن الصفعـه العنيفـه وإللي تسببت بفـتح جرآحهآ إللي بوجههآ وبدآ الدم يسيل منهآ وتسيل معـه دموعهــآ بـ إنهيآر تــآآم ..
مآلك: أنآ القــذر !! مآلقذر هنآ غيرك يآنجســه يآبنت الكلـــب .. بعدك مآشفتي شيّ يآتغريد يآبنت محصن عبدالله بس مو الحيــن .. خلنـي أدآوي جرآحك من سوآت هلك فيك .. ولآمني دآويتك أصير أذوقك لين أشبعك من جرآحــي أنــآ ..

تمّ ينآظرهآ وهي معرضه عنه معطيته جمبهآ الأيمن وبعدهآ يدهآ على خدهآ وجسمهآ ينتفـض من شهقآتهآ وبكآهآ الحآد ...
بلع ريقـه بغضـب وكمل بـ نفس الجفآف: البسي عبآتك وطرحتك مآرح تجلسين بهآلبيت وإنتي بهآلمنظــر ..
تغريد: ............

قرب عليهآ بخطوه وآسعــه سريعــه معتصر ذرآهآ فوق أثر الكدمه الكبيره إللي فيه وهو يصرّ من بين أسنآنه: سمعتــي وش قلـــت !!
هزت رآسهآ بـ الإيجآب السريع علّهآ تتخلص من ألم مسكته لـ ذرآعهآ إللي يآلمهآ وبـ المقآبل فرق هو أصآبعه الخمسـه مبعد يده عنهآ بهدوء وبلحظه إنحنت للأرض رآفعه عبآيتهآ لجسمهآ وصآرت تقفل كبآسينهآ بلآ وعي أو إدرآك حتى إنهآ كآنت تقفل بعض الكبآسين بـ الغلط بغير أمآكنهم .. ثم لفـت الطرحـه على رآسهآ وبعدهآ كتوفهآ تنتفض كل لحظه والثآنيـه من أثر بكآهآ المتوآصل وإللي مآتوقف طوآل إسبوع كآمل طآف والظآهر إنه مآرح يتوقف ليــن يوقف نبضهــآ !

مشى بخطوآت سريعه وهي ورآه تلحقـه تآركه نقآبهآ إللي مآهتمت له أو بـ الأصح نسيتــه بسبب عدم تعودهآ عليـه وإنهآ تلبســه !


/
/
/
/


بمدخل الفيلآ .. ركن شنطته ورآ البآب وتمّ ينآظر بـ قبة السقف المقببه يديه الثنتين بجيوب بنطلونه القمآشي رمآدي اللون رآفع حآجبيه ومقوس شفتيه بـ إعجآب لهآلثرآء الفآحش المحآوطه بكل ركن وكل زآويـه .. بـ الأرض وبـ السقــف وهو وينـه من كل هآللي يشوفـه !!
ثنتين من الشغآلآت الآسيويآت تقدموآ صوبـه بحركه متوتره وبنظره مستفهمه عن شخصيته وسبب وجودهـ !
وحده منهم: مين إنت ومين إبغــى ؟!!
تمّ ينآظرها بتفحص من فوقهآ لـ تحتهآ ثم أعرض عنهآ معطيهآ ظهره وبعده يديه بجيوبه ينآظر بـ آخر الطرقـه المظلمـه بتسآؤل لـ خآطره .. لـ ويـن هآلطرقـه وإيش آخرهآ !
.......: Mr. Malek
إلتفت بسرعه ورآه من وقع إسم مآلك على أذآنه من فمّ وحده من الشغآلآت إلآ وتتلآقى عيونهم ببعضهـآ .. هآلعيون إللي تفرقـت من سنوآت طــوآآآل ...
تمّ مآلك معلق معلق عيونه عليـه بنظره بآهتـه أشبه بعدم التصديق ! بينمآ رفع هو حآجبه الأيسر بـ إبتسآمه جآنبيه: مآشآلله .. صرت رجآل وش طولك وعرضك ..
مآلك بهمس: سنـــــد !


توه بيرد عليه إلآ ورفع نظره لهآلجسم الأسود الرفيع المتخبط بخطوآته إللي يخطيهآ على السلآلم نزولاً وهو يتأمل إنهآ مآتطيح الحين من على الدرج بسبة هآلربكـه إللي فيهآ وإللي مآ أمدآه يطول بحديث النفس إللي بخآطره من رفعت رآسهآ وتلآقت عيونهم ... عيونهآ المورمـه وإللي مآحملت أي مغزى بنظرآتهآ ولآ إستفهآم عن شخصيته وسبب وجوده بـ البيت إللي مآتدل فيه أحد غير ظآلمهـــــآ .. مآلــك ..


بينمآ هو إللي ثبتت نظرته الثآقبه لهآ بتفحص لملآمحهآ المشوهه بوحشيّـه وبلحظتهآ تبآدر لذهنـه صورة المرهـ إللي كآنت بفتره من فترآت حيآتهآ تشبههآ .. وهآلصوره الوحشيّه إللي مآفآرقت ملآمحهآ لـ سنوآت عذآب طويلـه قبل ترتآح وتبتعـد عن السبب فيهــآ .. عن أبـــوهـ ..
أبوهـ إللي عـذب أمـه أقسـى العذآب وأمـرّه .. وإللي إنتهـى بـ طلآقه منهـآ بعد ذلّ تحملته هي بس لأجل تآخذ حقوق إبنهآ الوحيـد من أبوهـ الظآلـم وإللي حرمهآ وحرمـه منه بتدخل من محآمـي الشيطـآن .. معــآذ المآلكــي .. أستآذ ودكتور القآنون إللي تدرب هو على يدهـ لأجـل ينتقـم لنفسـه ولأمــه .. كآنت فرصته الوحيدهـ هـي وردهـ .. وردهـ بنتـه .. وردهـ إللي كآن على مقربة الشعره منهآ لولآ رفضهآ الغريب والمفآجئ لـه وهذآه هو الحين بـ أرض السعوديه لأجل يحقق اللي مآعرف يحققه بـ مصـر .. سوآ بـ أبوهـ أو بـ معآذ المآلكـي .. أو بـ بنت معآذ المآلكـي نفسهــآ .. وردهـ !


همس مآلك بـ إستنكآر: إنت وش إللي تسويه عندك ؟ وإيش إللي جآبك هنآ ؟
ضم سند شفتيه مآددهم بـ إعترآض مصنع: تؤ تؤ تؤ تؤ .. معقوله هذآ إستقبآل لأخوك الكبير بعد كل هآلسنوآت !!
مآلك بـ جفآف: إطلع بــرآ
سند: بيتي مثلمآ هو بيتك ..
نزل مآلك بآقي الدرجآت لحد مآقآبله وجهاً لوجه بـ نظرآت حآرقه من مآلك قآبلتهآ نظرآت سنـد البآرده ..
مآلك من بين أسنآنه: مآلك شيّ بهآلبيت ولآ بهآلبلــد بكبرهـ .. إنقلــع برآ ..
مآل فم سند بـ إبتسآمه جآنبيّه سآخره ثم أعرض عن مآلك رآفع الهآندبآق حقته على كتفه سآفــهه ومكمل طريقه للسلآلم ومع أول خطوه خطآهآ لأول درج إلتفت ورآه كنه تذكر شيّ: إيـه .. أبشآركك غرفتك .. غرفتك رح تكون أول شيّ أشآركك فيـه .. أبيك تستعد لأنهآ بتكون المشآركه الأولـى ... - كمل بتشديد أكثر - ومو الأخيــره ..



مآلك إللي إلتفت بس برآسه مطبق شفتيه بقهـر أطبق معهم قبضتيه بقوهـ يمنع جموح أعصآبه من الفلتآن ..
سند وإللي وصل عند تغريد مقآبلهآ بـ العكـس .. هو طآلع وهي نآزله .. إلتصق كتفه بـ كتفهآ ينآظرهآ بطرف عيونه وبخآطره ألف تسآؤل .. " من تكون هذي !! معقوله وحده من خوآته البنآت !! وش إللي صآير معهآ ووش هآلبهدله بملآمحهآ المفجعــه من قسـوة إعتدآء وحشـي عليهـآ بدون رحمـه ! هـــه .. هآلشيّ مو غريب .. هذآ عُـرف برجآل هآلعآيله .. الهمجيّـه المطلقــه على مين مآكآن ! " ..
تخطآهآ بهدوء تآركهآ تقلب عيونهآ بـ الفرآغ وببآلهآ ألف توهــم عن إللي رح تعيشـه وسط هآلعآيلـه !! بدآيـة من مآلك وعشيقتـه .. لـ هذآ السنــد .. والوآضـح إنه ضيف مو مرغوب فيـه .. من بآقي بعـد !! وين كبآر العآيله !! الأب والأم ! والوآضح إنهم مآقد دروآ عن سآلفة زوآجـه بعـد .. وش إللي بيصيــر زوود .. وش بآقي ومتخبـى لك بعدك مآشفتيـه يآتغريــد !!


.........: مطولــه عنـــدك !!!!
إنتفض جسمهآ بخرعـه من صيآحه الجآف عليهآ مبرقه عيونهآ برعب وآضــح من نظرته الحآده لهـآ .. مآردت غير بنزولهآ عن السلآلم بسرعــه تتبعـه بـ إنقيآد صآمت لبرآ الفيلآ إللي مثل مآدخلوهآ مثل مآبيطلعون منهآ الحيــن .. بس لـ ويــــن ؟!!


======
-----------


======
-----------
======


بـ نفس التوقيـت بس بـ فيلآ غير فيلآ المُرشـد والأجوآء المتوترهـ إللي تصير فيهآ ..
بـ فيلآ محصـن عبدآلله .. كآنت الأجوآء أهدى بكثيــر .. وكلاً بـ عزلـه عن غيرهـ ..
أبو وآئل بمجلسـه متكي على وحده من المخدآت الإسفنجيه المتينه وبيده سبحته يلهج بذكر آلله علّه يهدي من غليآن هآلنيرآن إللي تحرق صدرهـ من سوآة بنتــه إللي جآبت رآسـه بـ الأرض ..
أو أمّ وآئل إللي كآنت بعزلتهآ الخآصـه بغرفتهـآ مضطجعـه على جنبهآ الأيمن وخدهآ على مخدتهآ إللي تبللت من دموعهآ إللي مآتوقفـت للحظـه من رآحـت بنتهآ ولآقدرت حتى إنهآ تودعهـآ !

أو ميسم إللي كآنت تلف وتدور على كرسيهآ ريحـه وجيّـه بـ غرفتهآ وكلّ ثآنيه زفرة نفـس مسموعه بـ توتــر للي تبي تسويّه اليـن بس متردده فيـه !!

أو وآئـل إللي كآن بمكتبــه مسيح جسمه على كرسيه العريض .. فآرد ذرآعينه على ذرآعي الكرسي ومستند برآسه لـ ظهر الكرسي مغمـض عيونـــه بتفكير عميـق لهآلجرم إللي أجرمت فيه أختـه بحقهـم كلهـم وبحق نفسهآ وحـق ربهـآ !

لحد مآ أجفله صوتهآ الحآني بـ نبرته الرقيقه الدآفيـه: وآئـــل !
فتح عيونه بهدوء بعدمآ مآل برآسه جهة اليسآر يشوفهآ ..
كم صآر لهم مآتقآبلوآ ! والحين هي قدآمه .. والإسم زوجتـه ..
إعتدل بجلسته يفرك مآبين عيونه بعدمآ أبعد نضآرته الطبيه منزلهآ على مكتبـه ..
همست بقلق: وآئل إنت بخيـر !
ردّ ينآظر لهآ بنظره فآرغه وملآمح مآتحمل أي تعبير أردف بعدهآ بهزة رآس خفيفـه إنه بخيـر ومآبه شيّ ..


قربت صوبه مطبقه شفتيهآ بـ أسى وهي تحرك رآسهآ بـ النفي: مو إنت وآئل إللي أعرفه .. منك بخيـر
مآل فمه بـ بتسآمه جآنبيه سآخره وهو معرض عنهآ: ههههه وش تبيني أكون بعد إللي صآر !
ميسم: وآئل نآظرني
وآئل: مآلي خلق يآميسم ومآفيني الحين أتكلم لآ معك ولآ مع أي مخلوق .. طلبتك تخلينـي
تمت لحظآت سآكته تنآظر بـ الأرض بلعت بعدهآ ريقهآ رآفعه رآسهآ بنبره نآعمـه: مبــروك ..
عقد حآجبيه ملتفت يسآره بسرعه بملآمح مستفهمه بينمآ كملت هي بعدمآ رفعت كتوفهآ بهزه لآ إرآديه خفيفه: مآ بآركتنـي بزوآجنآ .. أنآ الحين أبآركك

تم مثبت عيونه الحزينه المتعبه بعيونهآ الوسيعـه المكحلـه الللآمعـه ثم أطبق بعدهآ شفتيه بـ أسى منزل رآسه بـ الأرض ..

ميسم: مآرح أخليك يآوآئل .. إنت الحين زوجـي .. وبـ أقسى ظروفك المعنويـه قبل المآديه رح أكون جمبك .. مآرح أتركك وإن طلبت إنت هآلشيّ .. أدري مو سهل عليك سوآة تغريـد وكلّ إللي صآر من الإسبوع إللي طآف لحد اليـوم .. وأدري إن مو بيدي شيّ أسويه لك .. بس مآرح أتركك .. فـ لآ تطلب مني هآلشيّ
لـف بكرسيه العجـل لحد مآتقآبلوآ وجهاً لـ وجه وقد إلتصقت ركبتيهم ببعـض .. وهآلحركه إللي فآجئتهآ وبسبتهآ إنتفض جسمهآ وردت خطوه إرآديه محركه فيهآ عجلآت كرسيهآ لـ ورآ بينمآ وآئل إللي مآل فمه بـ إبتسآمه سآخره هآمس: زوجتي ورح توقفين جمبي .. مارح تخليني بروحي .. وتنتفضين من لمسـة جسمي لـ جسمك !

رفعت رآسهآ بحده مبرقه عيونهآ بعدم تصديق: وآئل مو هذآ قصدي
وآئل: أدري إنك رآفضه هآلزوآج وهآلعلآقه إللي تربطك الحين فينـي .. أدري إنك مآتبينـ .........
قآطعته بجفآف: لآآآء يآوآئل
ثبت عيونه بنظراته البآرده بـ عيونهآ إللي ضآقت بـ حده يستنطقهآ ببرود: ليش مو هذي الحقيقه ؟
بلعت ريقهآ بتوتر ثم أردفت بربكـه في محآوله منهآ ترقع إجآبه لهآلسؤآل: وأنآ بعد أدري إنك مآتبينـي .. مغير مآخذني شفقـه .. وش الفرق بينآتنآ الحين !
أعرض عنهآ ينآظر الفرآغ قدآمه: إطلعي برآ يآميسم


ميسم بعنآد هآدي: مآرح أطلـع
وآئل بنفس الهدوء: إطلعـي برآ
ميسم بحـده أقرب للصيآح: قلتلك مآرح أطلــــــــ ...........
مآكملت كلآمهآ لأنه ضرب المكتب بيدينه الثنتين إللي تسآند عليهم وهو يوقف في حآلة شبه إنهيآر: ليش تزآيديــن علـــي !!!! ميســـــــم إللي فينــي كآفينــــــــي ومآلــــــي خلــــــق .. آخر شيّ أبيـه إني أضآيقك فلآ تضطرينـي لهآلشيّ .. إطلعــي وإتركيني أو أطلـــع أنـــآآ
ميسم وإللي صآبهآ الذهول من ملآمحه إللي تبدلت 180 درجـه .. الوجـه الخفـي لـ وآئل الحليـم الهآدي .. وش إللي ممكن يسويّـه لآمنهآ عندت ! يجيبهآ الأرض مثلمآ سوآ من قبل مع دآرين بـ المستشفـى ! أو مثلمآ كآن يسوي مع تغريـد طوآل الإسبوع إللي طآف ! هي الحين زوجته وأمرهآ بيده وش إللي بيمنعه عنهآ لآمنهآ إستفزتـه وأثآرت أعصآبـه حدّ الإنهيآر مثل هآللحظـه !
مآكآن لهآ ردّ أو إجآبه غير ملآمحهآ إللي رقت بـ إنكسآر مقوسه شفتيهآ بمقآومه إنهآ تمنع دموعهآ إللي تلألأت بمحآجر عيونهآ ..


سحب نفس عميق من فمه مغمض عيونه في محآوله منه يرخي أعصآبه .. مسح بعدهآ على شعره بقوه ثم همس بخوف: آســف .. مآقصدت
ميسم وإللي عجزت تقآوم تركت دموعهآ تسيل بهدوء: ليش يآوآئــل !! ليش ترهبنـي منك كذآ !! مغير أبي أكون جمبك وأسآندك .. بعيد عن إني زوجتك الحين .. ليش مآنكون مثل أول .. ليش تعآملني بهآلجفآ والحده !!
جلس قدآمهآ على ركبتيه بـ الأرض هآمس بـ حزن: كسرتي فيني شيّ يآميسم صعب إنه ينجبـر .. صعب أرد لك مثل مآكنت ..
ميسم بـ نبره بآكيه وآهنه: ليش يآوآئــل !! وش إللي بيدي أسويـه ورح أسويـه بس نرد مثل مآكنـآ .. مآلي الحين غيرك ومآبي أفقدك .. مآ أبيك تكون بعيد عني ورآفضنـي .. رآفض حتى مشآركتي لك إللي تحسـه ..


ضربت صدرهآ بـ قبضتهآ ودموعهآ بعدهآ تسيل بـ صمت: بـ قلبي جــرح كنت قد نسيتـه معك بـ الأيآم إللي جمعتنآ ووحدك إنت إللي فتحت هآلجرآح من جديد .. ووحدك إنت إللي بيجبـرهآ .. لآتعذبنـي معك يآوآئل تكفـــــى .. أنآ مو فآقدة كرآمه لأجل أتذلل لك وأترجآك تكون معـي بس مستعده أسوي هآلشيّ لأن مآلي غيرك .. ولأني أبيك ..
غمض عيونه بهدوء بعدمآ سحب نفس عميق هآدي إنتهى برآسه إللي أسندهآ على ركبتيهآ المضمومتين محتضن سآقيهآ بيدينه إللي إلتفوآ حولهم ..
ميسم وإللي عقدت حآجبيهآ من هآلحركـه إللي إمتدت للدقيقـه لآحظت معهآ إنتفآضة ظهره كل لحظه والثآنيه .. وش إللي يصيــر !! يبكـــي !!
إستنطقته بـ خوف وآضح بنبرتهآ الهآديه: وآئــل !!
وآئل: ..........


خللت أصآبع يدهآ اليمنى بشعره لحد مآشدت رآسه عن ركبتيهآ رآفعتهآ لأجل تشوفه ومثل مآحست عليـه .. كآنت عيونه تلمـع من أثر دموعه الصآمته مطبق شفتيه بحسـره ..
إتسعت عيونهآ بعدم تصديق له ولهآلحآله الجديده إللي تشوفه فيهآ !
إحتضنت وجهه بين كفيهآ مدنقه رآسهآ عليه هآمسه بـ دفى: لآتبكــي
وآئل بـ ضعف: ذلنــي وأهآنــي .. طعنـي بـ عرضي وشرفـي .. نظرآت عيونه الشآمته تلآحقني لآمني غمضت عيوني أو فتحتهـآ .. أختي إللي دنقت روسنآ وسآوتهآ بـ الترآب .. تغريــد !! تغريد يآميســم !! دآرين إللي نص عمرهآ ببلآد الأجآنب مآسوتهآ .. وتطلع منهآ إهي !! وش تسوآ وهو سآحبهآ ورآه اليوم بهآلمنظـر .. بهآلإهآنه ! ليش مآتطلع من بيت أبوهآ لبيت زوجهآ معززه مكرمه رآفعه رآسهآ ورآس أهلهآ مثل شروق أختهآ ودآرين !! وش تسوآ يوم نذل حقير خآيس السمعه مثل مآلك يسـمّ بدنآ بكلمتيـن قد نخر بهـم عظآمنآ !! ..

مسحت بقآيآ دموعه من تحت عيونه بـ إبهآميهآ هآمسه: وش إللي بقلبك بعد !! طلعــه لي ..
وآئل: رفضتينـي يآميسم ورفضك لي جآرحنـي .. مآوآفقتـي إلآ إنقيآد لـ غصب أبوك لك .. - كمل بتشديد - غصب عمي لك .. رح يفلـس ومآيدري وش بيكون مصيرك بعد إفلآسه .. مآلك إلآ أنآ !! وش إللي تبيني أحسـه تجآهك !! شفتي الحين وش إللي بقلبي أنآآ - ضرب صدره بـ حسره بآنت بملآمحه الحزينه المنقهره - بينمآ ميسم إللي كآنت تهز رآسهآ بـ حده نآفيه كلآمه بعيون مدمعه: لآآآآ يآوآئل وربي لآآآ .. لآتظن هآلشـ .........


مسك يدينهآ منزلهم عن وجهه بهدوء: أنآ مآ أظــن .. أنآ أكيــد .. أنآ سآمع هآلكلآم بلسآنك إنتي ..
دنقت رآسهآ عليه بحركه سريعه فجآئيه محآوطه عنقه بيدينهآ الثنتين بوضعية الخنـق .. تآركه أثر لـ قبلــة رآس عميقـــه ومطولـــه بـ شعره الكثيف الدآكــن هآمسه ببكآ: وربـي مآقصدت
ثبت يدينه فوق يديهآ إللي خآنقه رقبتـه منزلهآ بهدوء هآمـس: مآصآر شيّ
إنتفض صدرهآ نفضـه سريعه من أثر بكآهآ: وربي آآآسفـــــــه
شدد من مسكة يدينهآ بتأكيد: لآ تتأسفيـن .. مآصآر شيّ


مآكآنت ترد إلآ بشهقآت عآليه محتده وبعدهآ تهز رآسهآ بـ النفي وقد ملى الندم ملآمحهآ ..
وآئل وإللي بلحظتهآ ذآب من ملآمحهآ إللي رقت ورق معهآ قلبـه .. بلحظـه نسى كلّ إللي قد صآر .. كل إللي قد سمعـه .. رفضهآ له بشكل مبآشر .. ثم رفضهآ له وللمره الثآنيه قدآم أبوهآ .. ثم غصبهآ عليـه .. أي إحسآس هذآ إللي ممكن يحسـه وهو يشوفهآ مغصوبه عليـه مآتبيـه ! تعتذر الحيـن وتبكـي !
ميسم بنبره وآهنـه اهتز معهآ صوتهآ وإحتد: مآلي غيرك يآوآئل ومآبي غيرك .. لآتعآملني كذآ
شد يدينهآ فآرد ذرآعينهآ ثم دنق رآسه طآبـع قبلتيـن عميقتين على أصآبع كلّ يـد بهمـس دآفي: مآرح أتركك

سحبت يدينهآ بسرعه من يديه مآسحه دموعهآ من تحت عيونهآ بـ إبتسآمه متوتره: هههههه وآآئـل
مآل فمـه بـ إبتسآمه جآنبيه خفيفه: لبيـــه
ميسم: إتصآلحنآ الحيـن ؟ ولآ بآقي متزآعلين
سحب أنفهآ بين إصبعيه الوسطى والسبآبه مقرب وجههآ من وجهه: أنآ مآ أتزآعل مع أحد .. غير كذآ مقدر أزآعلك أصلاً
رجعت رآسهآ لـ ورآ بمقآومه ثم بدت تحك أنفهآ إللي إحمر: آآآآه هآلحركه تعورني
وآئل بـ إبتسآمه وهو يمسح يده بـ جيب الصدر لثوبه: عآد كل مره مخآطك يسيل بين أصآبعي مغير أوصخ أثوآبي بسبتك

إنتفض صدرهآ بضحكه قصيره: ههههه إنت إللي تسحب خشمـي
هز رآسه بـ النفي بـ إبتسآمه خفيفه مطبق فيهآ شفتيـه بينمآ تمت هي مثبته عيونهآ عليـه بتفحص لـ أدق تفصيلـه يسويّهآ .. حتى وإن كآنت أصآبعه إللي يمسحهآ من مخآطهآ !
وآئل وإللي إستوعب تنآحتهآ فيـه عقد حآجبيه بـ إبتسآمه مستفهمه: علآمك !
إنفرجوآ شفتيهآ ببلآهه: هـــآه !
وآئل: فهيتــي فينــي

ميسم بهدوء: وآئل احنا متى رح نعيش مع بعض ؟
عقد حاجبيه بـ إستفهام من مغزى سؤالهآ هامس بـ استفسار: شلون يعني !
أطبقت شفتيهآ مطيره عيونهآ بتفكير: آممممم .. يعني متى رح نكون أنآ وإنت مع بعض !
إنعقدوآ حآجبيه بزيآده: ترآ نفس الشيّ مآوضحتي .. شلون يعني نكون مع بعض ! إحنآ مع بعـض
حركت رآسهآ بـ النفي بآلعه ريقهآ: لآء مو هذآ قصدي
وآئل: أجـل !
ميسم: إحنآ متزوجين الحين صـح !
وآئل ببلآهه: أهــآ


ميسم: طيب هذآ إللي أقصده .. دآم إنآ متزوجين متى رح نكون مع بعض ! أنآ وإنت ! - أشرب بسبآبتهآ عليه ثم عليهآ - أنآ و إنت وبـس .. بـ مكآن يخصنآ
وآئل وإللي إتسعت عيونه بدهشـه مرفقـه بـ كثييييير من الخجــل أطبق بعدهآ فمـه إللي إنفتح شبـر من إللي فهمـه من كلآمهآ بآلع ريقه بـ إحرآج وقد ملت الربكـه ملآمحه واللعبكـه كلآمه: ءآآآ آآآ .. ءآآ يععععــ .. يعععنــ ننـ .. يعععنــي
تمت تحرك رآسهآ بـ الإيجآب تستنطقه: أهــآآآ
وآئل وإللي للمره التي لآتذكر يبلع فيهآ ريقه وعيونه بحجرهآ: آآآآ .. الصرآحه بآقي مآرسيـت على بيت لنآ ..
عقدت حآجبيهآ بـ إستنكآر: بيــت !
وآئل بسرعه: أهـآآ .. شفت كمّ بيت بس بآقي مآخترت شي
ميسم ببلآهه: وليش تدور بيت !
وآئل: بيت لنآ .. أنآ وإنتي
ميسم بنفس البلآهه: أيوه فآهمه .. بس ليش ! بندور لنآ بيت ومن بيجلس هنآ !!
وآئل: مآفهمت وش قصدك !


ميسم: ليش يعني ندور لنآ بيت ثآني وفيه بيت بـ الأسآس .. هذآنآ جآلسين فيـه .. ليش مآتنتقل معي بغرفتي أو أنآ أنتقل لغرفتك ..
إرتفعوآ حآجبيه بدهشه هآمس بعدم تصديق: وآلله !
حركت رآسهآ بـ الإيجآب: أهــآ .. من بيتم يعني بهآلبيت !! شروق ودآرين وتغريد رآحوآ !! مغير عمـي وأمـك .. وين بنروح إنآ ونتركهـم !! وليش أصلاً نروح ونتركهم
وآئل بعدم إستيعآب بعده مو مصدق: من جدك ميسم !! يعني مآتبين تطلعين من البيت ! مآتبين يكون لك بيت مستقل ! أنآ أدري إن مآبينك وبين أمي وفآق ..
رفعت كتوفهآ بهزه خفيفه مآطه شفتهآ السفلى لقدآم: مآفيه وفآق أحسن مآيكون فيه كره وضغينـه بسبة إني أبعدك عن بيتك وعنهآ .. مصيرهآ تتقبلنـي بيوم من الأيآم
وآئل: ورح تتحملين !

رفعت كتوفهآ بحركه تلقآئيه بمعنى إن مآبـ اليد حيلــه ! بينما إحتضن هو يدهآ اليمنى بين كفيه بتشديد عليهآ: ميسـم أنآ وعدت نفسي .. وعد بيني وبين ربـي قبل لآ أوعده لـ عمـي .. وقبل أوعدك إنتي فيـه .. إني مآرح أتسبب بـ أي شي ممكن يجرحك أو يضآيقك .. يتعبـك .. يشغل بآلك بـ السوء أو يكدرك .. مآرح أسمح لهآلشيّ إنه يصير .. ولأجل هآلسبب ولأني متأكد إنه بيصير أنآ أبي أبعدك عن هآلبيت .. مآبيك تحتكين بـ أهلي ويضآيقونك بشيّ


سحبت ميسم يدهآ من بين كفيه مشدده على يدينه الثنتين وهي ممسكتهم: هلك هم هلـي يآوآئل .. وإن مآكنت أتحمل هلي من بتحمـل ! هآآ علمنــي - قآلتهآ والإبتسآمه قد إرتسمت بملآمحهآ بتعبير طفولي - رح تنتقل لغرفتي أو أنآ بنتقل لغرفتك !! ومتـــى !
لمعت عيونه بضحكه: ههههه يآبنت إستحــي .. ليش مستعجلـه !
فكت يدينهآ بسرعه فآتحه فمهآ بكبرهـ مبرقه عيونهآ بـ تعبير الفجأه المصطنعه: لآآآآآآهــ .. بـ إيش فكرت إنت !!
رفع كتوفه بمعنى إنه مآيدري وهو كآتم الضحك: مآفكرت بشيّ
رفعت سبآبتهآ بوجهه بتحذير: وش إللي ببآلك إنت هــآآ !! أي شيّ قذر يآريت تمحيه من بآلك لأني مآقصدته


وآئل: هههههههههه
قلبت له عيونهآ بتحقير ثم حركت كرسيهآ خطوه لـ ورآ: اصلاً كل الرجآل كذآ تفكيرهم منحرف .. وعلى فكره ترآ مآقصدت شيّ
وقف وآئل عن الأرض وبعدهآ الإبتسآمه شآقه وجهه بينمآ رفعت ميسم رآسهآ له بملآمح مستفهمه إستوعبهآ وآئل أردف بعدهآ: مآتبين تشوفين وين بتعيشين معـي !
عقدت حآجبيهآ بـ إستفهآم هآمسه: ويــن !!
إلتفت ورآهآ وصآر يحركهآ لـ برآ مكتبه: لـ غرفتــي
التفتت برآسهآ عليه بسرعه وكنهآ تذكرت شي: صــــــــح
وآئل: وشهــو !
ميسم: وينهآ غرفتك هذي !! من يوم إنتقلت لهآلبيت وأنآ أدورهآ وأحوسهآ ومآلقيت شيّ ! لآهي بـ الدور الثآني مع بآقي غرف النوم ولآ بـ هآلدور الأرضي ! ومو بـ مكتبك أكيد .. وينهــي !!
وآئل بـ لعآنه: مفآجئـــه
ردت إلتفتت عليه معقده حآجبيهآ: ويــــن !!
وآئل: إصبري شويّ


ميسم برفض طفولي بعدمآ طلعوآ من المكتب: علمنــي الحيييييين وينهـــــي غرفتك
وآئل: لآحوووول مآبفتك منك
ميسم: علمني وين قبل نــرووح
وآئل: برآ الفيلآ
تمت لحظآت سآكته تستوعب كلمته ثم إلتفتت عليه بملآمح بآهته مستفهمه بينمآ أشر هوآ برآسه صوب بآب الفيلآ الدآخلي وهم بوسط المدخل قبآل النآفوره الجبسيّه ..
ميسم: شلون يعني برآ الفيلآ !
وآئل: غرفتي بـ ملحـق منفصل عن الفيلآ ..
ميسم: شلون يعنـي !
وآئل: تسمعين عن شيّ إسمه بيت النبآتآت .. قزآزي ..
ميسم: أهآآ
وآئل: هذآ هو .. كآن بـ الأسآس بيت نبآتآت وأنآ إللي أهتم فيهآ .. فيه زرعآت بـ أنوآع كثيره متأكد إنهآ رح تعجبك .. قمت سويت لي غرفه بـ الملحـق وصآرت هي والملحق بكبرهـ لــي .. ورح تصير - كمل بتشديد مرفق بـ إبتسآمه - لنـــآ ..


.........: على وين العزم إنشآلله !
رفعوآ ثنينآتـهم روسهم بعدمآ بهتت إبتسآمتهم المشتركه من نبرة صوتهآ هذآ غير وقفتهآ الإستفزآزيه وهي متكتفه رآفعه حآجب وآحد تهز برجلهآ اليسرى ..
ميسم بهدوء: خآلتـي ..
قلبت لهآ أم وآئل عيونهآ بـ إشمئزآز ثم سفهتهآ محوله نظرهآ لولدهآ بنفس رفعة الحآجب الإستنكآريه: على ويـن !
وآئل: بوري ميسم غرفتي بـ الملحـق ..
إرتفعوآ حآجبيهآ مقوسه شفتيهآ بـ إعجآب: مآشآلله مآشآلله ..


ثبت وآئل عيونه بـ عيون أمه بنظره توعديه تبطل حركآتهآ بينمآ سفهته أمه موجهه كلآمهآ لـ ميسم: يعني لو هو رجّآل وعآدي عنده إنتي المفروض تسوين مية إعتبآر أو حتى ألـف ..
وآئل بنبره تحذيريه حآزمه: يومـــــــــه !
أمه: أدري إنكم متزوجيـن .. بس كل مآبينكم عقـد على ورق .. بآقي الإشهـــآر .. وش دعوى تطلع معك لـ غرفتك .. وش إللي تفكرون فيه يعنـي !!!
برقت ميسم عيونهآ بعدم تصديق أو إستيعآب للي تقوله زوجة عمهآ وتلمح له وبهآلجرأه المبآلغ فيهآ وقدآمهم ثنينآتهم بعـد !!
توه وآئل بيفتح فمـه إلآ وكملت أمه كلآمهآ لـ ميسم: مثل كل مره تعيدين الغلط حبيبتي ميسم .. من قبل كنتي تطلعين وتردين على كيفك مغير تسآيرين مع ولد المآلكي وهو مغير خطيبك لين إنقلبت فيكم السيآره وصآر مآصآر .. والحيـن مسآيره وآئل لـ غرفتـه برآ الفيلآ ! ترآ بآقي محد درى عن زوآجكم .. فيه شيّ إسمه إشهـ .......... مآكملت لأن وآئل ترك كرسي ميسم خآطي خطوآته السريعه الغآضبه صوب أمه: كآفــــــــــي يومــــــــــــه


ثبتت أمه عيونهآ بعيونه بنظره حآده: ومن الحين بديت تعلي صوتك علـي .. هــه مآشآلله ..
وآئل من بين أسنآنه: ميسم الحين زوجتـي يومـه .. وإحترآمهآ من إحترآمــي
أمه بجفآف: أي إحترآم وأي خرآبيط .. تدري إني مآنيب موآفقه على هآلزوآج ولآ أبيـه .. شيّ مآ أبيه لآتتحلــم تشوف مني أي رضـآ عليـه ..
توه بيرد إلآ ويسمع صوت الأسنسير ويشوفهآ من ظهرهآ بلمحه أخيره قبل مآيتسكر البآب .. صآح بحـــــده يوقفهـــآ: ميســـــــــــــــــــــم !!!!


======
-----------
======


صبــآح لنـدنــي رآيـــق من بعـد ليلـه عآصفـه على ثنينآتهـم ..
وآقف بـ البلكون سيقآرته بين سبآبته والوسطـى مسنـد صدره العآري للسور القزآزي وعيونه تنآظر بـ إمتدآد الأفق لشروق الشمـس ..
خلل أصآبعه الطوآل النحآف بـ شعرهـ إللي طول وآصل لآخر عنقـه مشدد عليه من مقدمـة رآسه وكنـه يحك بـ فروتـه ..

كآنت ليلـة الأمس بـ النسبه له ليلـه فآرقـه لأول تجربـه حميميـه لـه .. كثـر مآخآلجته مشآعر كثيره متضآربه عصفت بكل خلآيآه وهرمونآته إلآ إنه مآيتذكرهآ ! كآن مجرد إحسآس عآلي بـ النشوهـ المفرطـه لكنه مؤقـت بـ الوقت إللي دآمته هآلعلآقـه ..

نفخ الدخآن من فمه وهو يحك مقدمة شعره بـ تفكير عميق أشبـه بـ المقآرنه .. لمستـه السطحيه لـ حوريـه وإللي يتمّ سآعآت أو حتى أيآم يفكر فيهـآ .. هآللمسـه إللي ترعشـه وتشتت تفكيرهـ .. اللمسـه إللي تخلّ بتوآزنـه .. بـ إرآدتـه .. بـ أعصآبـه ومشآعرهـ ..
المفروض إنه وصل مع دآرين بـ الأمس لأبعـد من إللي وصله مع حوريـه بـ الكثيــر بس مآحسّ بذرة إللي يحسـه وهو مع حـور !! وش إللي يصير بـ الضبـط معـه ! أو يمكن هآلشيّ طبيعـي وش إللي يدريـه وهي أولى تجآربـه !

فتحت عيونهآ بتعـب من ضوّ الشمـس إللي وآجههآ معتدلـه وهي على سريرهآ رآفعه الغطآ الستآن السكـري على صدرهآ تنآظر يمينهآ من ورآ بآب البلكون الجرآر ..
كآن بعده مستند لسور البلكون وسيقآرته بين إصبعيـه ..


مآل فمهآ بـ إبتسآمه جآنبيه خفيفـه وهي تعيد ذكريآت أول ليلـه لهـم بـ لندن وش إللي صآر فيهآ بشكـل مو مخطط لـه أبدّ ولآ متوقـع والأهم إنه تمّ بطريقـه رومآنسيّه عذبـه زودت من نقآط رآئـف !
عضت على طرف شفتهآ السفلى بـ إحرآج وهي تتأمل طولـه من ظهرهـ العآري ..
ضعيـف البنيـّه لكنـه طويـل .. وضح هآلشيّ لهآ لأول مره بسبب بنطلونـه الأسود الريآضـي الوسيع المربوط من الخصـر وظهره العآري ..
أبعدت الغطآ عنها رآفعـه روبهآ الحريري الأسود من على الأرض لآفته على جسمهآ متوجهه صوب البلون وهي تنفض شعرهآ الثلجـي ورآهآ تعدلـه ...

......: صبـآح الخيـر
إلتفت يمينـه بطرف عيونه مبتسم: صبآحيه مبآركــه
بلعت ريقهآ بـ إحرآج بـ إبتسآمه مطبقـه ثم أسندت سآعديهآ على درآبزين السور مثبته ذقنهآ على كفيهآ إللي كآنوآ فوق بعـض هآمسه بهدوء وعيونهآ ع المدى قدآمهآ: لندن غير هآلمــره ..
طفآ سيقآرته بـ الدرآبزين بعدمآ نفخ آخر نفس من فمه المضموم: إشمعنــى !
دآرين: لأني هآلمره غيـر .. مو دآرين محصن عبدآلله .. أنآ الحين دآرين رآئف المآلكـي .. أنآ مو هنآ بروحـي .. أنآ معك .. ظروف السفره نفسهآ غيـر .. غير كل مره أسآفر فيهآ لندن ..
تحسس ظهرهآ بحبّ طآبع قبله رقيقـه بوسط شعرهآ من جمبهآ الأيسر: أطلب لك الفطـور !
التفتت يسآرهآ معقده حآجبيهآ: ليش مآرح تفطر معـي ؟
رآئف: أنآ مآ أفطــر .. مغير كوب قهوه تركيـه وسيقآره


إعتدلت بوقفتهآ مشدده من لفة الروب على جسمهآ متكتفه فيـه: يعني بفطر بروحـي !!
رآئف: عندي شغـل .. يآدوب أتسبـح وأطلـع .. أبطلب لك الفطور وأغيب شوي وهي فرصه تجهزين أورآقك وكنك تبين تروحين الجآمعه رح أوصي السآيق يتمّ معك وين مآتبين ..
دآرين بنبرة لـوم: رح تخليني بيوم صبآحيتنآ يآرآئف !
مسكهآ من كتوفهآ وشدد مسكته: دآرين إنتي من أول تدرين إن سفرتي هذي لـ شغـل وأنآ إستغليتهآ فرصه لأجل تكونين معي ومنـه تقدمين رسآلتك وتنتهين من سآلفة درآستك ليش الحين تلوميـن علي !
دآرين بملآمح رقـه مصطنعه: بس أنآ أبيك معـي اليـوم .. بس اليوم يآرآئف لآتخلينـ ..... دوبهآ مآكملت كلمتهآ إلآ ويدق جوآله إللي كآن تآركه على الطآوله الخوص الدورآنيه بوسط البلكون وجمبه كوب القهوه الفآرغ ..


أطبقت شفتيهآ بغيظ وآضح معرضـه عنه بحده لحد مآفلتت يدينه من على كتوفهآ ..
همس بهدوء سآفه المكآلمه والأكيد إنهآ بخصوص الشغل: دآريــن !
دآرين بحده: عآدي مو مشكلـه تقدر تروح .. شغلك طبعاً أهم ومآرح أشغلك عنه .. حتى فطوري لآتهتم وتتعب نفسك أقدر أنآ أطلبه بروحـي عآدي ..
وقف ورآهآ محآوط خصرهآ الضيق بيدينه إللي إلتفوآ حوله ملصق ظهرهآ بصدره وقد أسند طرف ذقنه على رآسهآ .. هآلشيّ فعلاً من أبسط حقوقهآ إنه يتم معهآ هآليوم بـ الذآت .. حتى لو إنه يتركهآ بآقي الأيآم بس مو هآليوم .. وأياً كآنت ردة فعلهآ فمن حقهآ بس وش هآلجمود والقدره العجيبه إللي عندهآ على كبت غيظهآ وغضبهآ لأجل تبين لهآلدرجـه متفهمــه .. هي بـ الأخير مرهـ شآنهآ شآن كل الحريم بـ رغبآتهم وإحتيآجآتهم حتى مشآعرهم وأحآسيسهم .. أجل ليش دوم يحسهآ تصطنع معـه !
همس بخفوت: رح أظـل معــك ..

دآرين: .........
ألصق خشمه بشعرهآ وصآر يدآعب فروة رآسهآ بخشمه إللي يحكه فيـه وإللي بسبته إنتفض جسمهآ بضحكه عفويه: رآآآآئـــف
رآئف: سمـي
دآرين: وش إللي تسويّـه !
رآئف: أرآضيـك
إلتفتت عليه مبتسمه بهدوء بعدمآ رفعت كتوفهآ بهزه خفيفه: وأنآ مو زعلآنه لترآضيني ..
إرتفعوآ حآجبيه بتعبير دهشه مصطنع: يعني مآتبينـي !
توه بيبتعد عنهآ لبرآ البلكون إلآ وسحبته من مرفقه بـ القوه مبتسمه: لاآآآآآآهـ تعــآآآآآل
رآئف ببرود: عندي شغـل
دآرين بلعآنه: شغلك معي أنآ الحيـن
ضيق عيونه بـ مكـر وهو يقرب عندهآ: آمممم
رجعت خطوه لـ ورآ بعدمآ تبدلت ملآمحهآ لـ توتر من إللي فهمته من نظرتـه المآكره لهآ .. وش إللي فهمـه من كلآمهآ ! لأول مره بحيآتهآ مآكآنت تقصد شيّ خبيث بس شكله الحين هو إللي فهـم غلط ..
ثبتت كفهآ الأيمن على صدره العآري تمنعه بـ وهن وقد إحمرت بشرتهآ البيضآء بـ خجل طبيعـي: لآآآ رآئــف


مسك معصمهآ بهدوء منزل يدهآ عن صدره وبيده الثآنيه حآوط خصرهآ لحد مآقربهآ لصدره هآمس: إيـــش لآء ؟!
دآرين وإللي بلحظتهآ فقدت إرآدتهآ تحت تأثير قبلـه وحده رقيقـــه بمفترق عظآم ترقوتهآ فوق هآلنبض المتمرد بآخر حلقهـآ ..
ميلت رآسهآ لـ ورآ رآفعه ذقنهآ بـ إستسلآم لرغبة رآئف الجآمحه بهآللحظـه تآركه لـه نفسهــآ كمــآ يشــــآآء ويشتهــي ..............

======
-----------
======


نهآية الفصل السآبع عشر
<<قرآءة ممتعـه إنشآلله
بـ إنتظآر توقعآتكـم ..
دمتـــم بـ رآحة بـآل

:::

حلم الحياه 12-08-16 11:27 AM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الثآمن عشر


/
/
/
/

بدآيـه منعطف لـ سير أحدآث جديده من بعد أحدآث روتينيـه على مدى إسبوع كآمـل شملـت كل الأبطآل دون أي إستثنآء ...

- رآئف ودآرين .. وإللي إنتهى إسبوع عسلهـم بـ لندن وإللي صآحبه إنشغآلهم ثنينآتهم .. سوآ رآئف بـ شغلـه .. أو دآرين بـ إمتحآن رسآلتهآ المقدمـه ..
- حوريه .. على وضعهآ من تركهآ رآئـف تندب حظهآ بـ إرتبآطهآ الشنيـع فيـه " على وصفهآ " .. في محآولآت بآئسـه متكرره للتخطيط .. شلـون تطيـح هآلرآئـف وتوصـل للي تبيـه ! خبرتهآ كـ مرآهقه بـ سن الـثمنطآعش أقلّ بكثير من إنهآ تعرف شلون تتعآمل مع رجـل نآضـج .. غآمــض .. مآكــر .. مثل رآئــف !

- نسمه وإللي بعدهآ عآيشه بـ عآلم أحلآمهآ الوردي تنسـج يومهآ المنتظـر إللي رح يجمعهآ بـ دكتورهآ .. بـ تغآضي متعمد منهآ عن سوآته بـ مقآبلتهـم الأولى والحيده وإللي كشفت لهآ عن رآيـه بـ آلإرتبآط بشكل غير مبآشر .. لكنـه كآن وآضــح ومفهـووم ..

- عديّ وإللي بعده بمكآنه مآتقدم خطوهـ إيجآبيه بحق نفسـه .. كآن إسبوعه روتيني .. من دوآمه بـ المستشفى أو العيآده لـ البيـت .. بـ شكل منعزل عن خآلـه .. أو عن أمـه إللي مقآطعهآ بعدمآ نسب كل إللي يصير معـه لهآ ولسوآتهآ بتخآذل منه عن الموآجـهه !!

- صيته .. أمآ هذي إللي كآن إسبوعهآ غير شكـل .. وكن صدمة عديّ كآنت تنبيـه لهآ من غفلتهآ .. من سبآتهآ العميق عن نفسهـآ .. سوآ بـ شخصيتهآ الضعيفـه .. أو بشكلهآ المهمـل .. كآنت مدآومه على جلسآت علآجيـه مكثفـه للبشـره لأجل تتخلـص من هآلأثآر المنفره بـ وجههآ من حبوب وبقـع .. أو بـ تقريبهآ من أختهآ ريتآج إللي مآفكتهآ ولآ رحمتهآ من نصآيحهآ المبآلغ فيهآ بعنوآن ........ شلـون تتسنــــع !

- ميسم ووآئل .. وإللي تقريباً من آخر مره تلآقوآ فيهآ مآتكررت هآلمقآبله .. ميسم وإللي فضلت تنعزل لفتره قصيره عن زوجة عمهآ بوجه الخصوص .. أو عن وآئل بذآته .. مآتبي تكرهه لآمنهآ حست فيه ضعفـه وتوآنيه قبآل أمه عن معآملتهآ الجآحده لهآ .. بس وش إللي تترجآه .. هي بـ الأول والأخير تتم أمـه ومآيقدر يغلط عليـه وهي عآذرته أتمّ عـذر .. بس أسلم حلّ توصلت له هو إنهآ تآخذ جمـب شويّ وتبعد عن ثنينآتهم ..

- سند ومآلك .. أولآد عآمر المرشـد .. سند إللي تمّ إسبوعه بـ بيت أبوهـ بعدمآ إستولى على غرفة مآلك بـ وضـع يـدّ لغرض وحيـد .. مآهو إلآ إستفزآزه لحين ردة أبوه من سفرته السيآحيّه هو وزوجته وخوآته البنآت ... أمآ عن مآلك فهو إللي كآن كآتم غيظه وقهره من تصرف سنـد .. والأدهى هو ردته المفآجئه للديره وشوفة وجهه إللي تكـدره تآرك تغريد بروحهآ بعدمآ أوصلهآ لـ شقـه مفروشـه ملك لـه كآنت مخصصه لأجل تقضيّة نزوآتـه .. تمّ إسبوع مآتلآقوآ فيه بـ الوجيـه .. مآغير يرد لهآ بمنتصف الليل أو بأول الصبآح تآرك لهآ إللي يكفيهآ بيومهآ من الأكل والشرب ...

- تغريد إللي على وضعهآ البآئس .. مآتدري شيّ عن هآلكآئن المختل عقلياً على حدّ وصفهآ له .. تبلى عليهآ لأهلها وادعى معرفتها بشريط فيديو مفرك .. على ظنها .. ثم خذاهآ قاطهآ بشقـه لوحدها .. مآشآفت رقعة وجهه من إسبوع .. مآغير يزورهآ كل يوم الزيآره السريعه إللي مآتتخطى الدقآيق وهي تحسّ عليـه بوقت ادعائها النوم ..

- ورده وآدم .. الثنآئي إللي كآن إسبوعهم حآفل من بعد الرؤيه الشرعيّه لهم وإللي بـ الأصل مآكآن لهآ دآعي لولآ إثبآت حسن النيّه قدآم أبوهآ وعيآل عمهـآ .. من بعد الموآفقه وقرآية الفآتحه على الإتفآق إنغمست بـ التحضيرآت ليومهآ المنتظر .. بينمآ آدم إللي إنفصل تمآماً عن بيته بـ إسترآحه ملك وآحد من أخويآه تحآشياً لأي لقآء ممكن يجمعه بـ نآهد وخصوصاً بهآلفتره وهي تحآول أقصى محآولآتهآ المستميته لأجل بس تأثر فيه او عليه .. بدتهآ بـ الحجز دآخل المستشفى وآلله وحده الأعلم وش تآليـه .. مآيبي غير إن خطوبته تتمّ على خير ثم يصير من بعدهآ مآيصير ...


- ثنآئي الغربه .. نجم وليلآ .. وإللي كآن إسبوعهم خلف خلآف .. ليلآ إللي كآنت مستقره نفسياً فـ جوّ روتيني هآدي مريـح وهي تحسّ بوجود ظهر لهآ .. جوزيـف .. حتى وإن مآكآنت توثق فيه تمآم الثقه لدرجة إنهآ تسكر على نفسهآ بآب غرفتهآ بوقت أصلاً مآهوب موجود فيـه فـ البيت .. وقت إنشغآله بـ مخبزه إللي إفتتحـه من جديـد وبدآ من خلآله بدآيه جديده علّهآ تكون طريق تصآلحه مع نفسـه .. بس هذآ مآيمنع إنه رجّآل .. كآفي هذي الصفه فيه تكون درع لهـآ حاميها بوحدتها ..

أمآ نجم وإللي كآن يتجرع من المرآر أقسآه .. حيآته بهآلإسبوع وإللي كل مدى تسوء .. من ردي لأردى .. ظهر هآلشيّ بتقصيره الوآضح بشغلـه وإللي لآحظه كل من حولـه .. أو حتى بحيآته الشخصيـه وإللي وصلت إنه يترك ملآبسه الموصخـه مرميه بـ إهمال بكل مكان بـ الشقه كذآ عآدي .. أو إنه مآصآر يرتب سريره من بعد نومته ! كآسة الموي إللي مآيجففهآ بعدمآ يشرب فيهآ .. لآ لآ لآ .. هذآ مو نجم أبدّ !


/
/
/


صبآح يوم الجمعه ..

كآن جآلس على وآحد من كرآسي الخيزران الكثيره المحآوطه طآوله خوصيّه بـ الوسـط .. منيم رجله اليمنى على فخذه الأيسر بـ فرندآ الفيلآ المطله على الحديقـه الفسيحـه بمشهـد أسطوري لعآيله من أرقى عوآئل الطبقه المخمليّه وإللي هو يمثل فرد منهآ ولكنـه قبل هآلإسبوع كآن فرد مغمور وآن أوآنـه الحين للظهــور ...

نزل كوب القهوه التركيّه من يده مضيق عيونه بتفحص من دخل عليـه بهدوء ووقف على بآب الفرندآ ..
صفط الجريده إللي كآن يقرآ فيهآ ونزلهآ على الطآوله الخوص قدآمه .. بآعد بين ذرآعيه مسند أكوآعه على ذرآعي كرسيه الخوص مشبك أصآبع يدينه ..
تمّ أبوه يرمقه بنظرآت تفحصيّه من رآسه لـ رجليه إللي كآن بعده رآفعهم بوجهه: الحشيمـــه لـ أبوك يآسنــد

رفع سند حآجبيه بدهشه مصطنعه: أبــوي ! وآلله ! من متـى !
سحب له الكرسي المقآبل لكرسيه وجلس عليه: ودآمك نآكر هآلإبوه وش إللي تسويه هنآ من إسبوع !!
حرك رجله اليمنى إللي كآن منيمهآ على فخذه الأيسر وقد مآل فمه بـ إبتسآمه سآخره: نآكر الإبوه ؟ هههههه من جدك ؟ منهو اللي ناكر من !!
علت نبرته المتوعده بـ جفآف: سنـــد !
رفع ذقنه بغرور وقد ثبتت عيونه البآرده بـ عيون أبوه الحاده: أبي أتوظــف ..

رفع أبوه حآجبه الأيسر بـ إعجآب وتم يهز رآسه بـ الإيجآب .. يآكثر مآتمنى ردة ولده البكـر لـه .. ولده إللي كثر عنه السمـع إللي يبيض الوجيـه عن رجولتـه .. ولـده تربيـة الحرمـه .. إلآ إنهآ عرفت شلون تربـي رجّآل بـ سبـع رجآل .. فرق شآسـع بين سنــد ومآلــك .. سنـد إللي إنحرم من خيرآت الثرآء الفآحش من ملك أبوهـ .. سنوآت عمرهـ الـ ثمآن وعشرين إللي قضآهآ بـ الفقـر والإنحطآط بـ مصـر لين صآر مثل مآهو عليـه .. مآكآنت تمرّ السنه إلآ ويترأس هو قآئمة المتفوقين درآسياً بكل مرآحل درآسته .. حتى بعدمآ تخرج من كليـة الحقـوق وصآر رجـل قآنـون وهو بعدهـ متميـز .. ومآلك ولده تربية يده وينـه من أي مسئوليه حتى وإن كآنت مسئولية نفسه ! مآلك الإسم الأبرز بـ المغآزله والمسآيره ورآ الحريم وكلآم الهوآ بـ التليفونآت ...

بس شلون يطلب إبنـه بعدمآ أنكـره ! الحين جآته الفرصه لأجل يضمه تحت جنآحه من جديد .. سند الإسم على مسمـى مآغيره فعلاً يكون سنـد عآيلة المُرشــد ...
أبوه بثقه: المؤسسه ملـكك ..

سند: مآلي شيّ بـ أملآكك .. أنآ طآلب وظيفه عآديه كـ موظف عآدي .. لآ أكثر ولآ أقل ..
أبوه وقد وصل حده من إستفزآز إبنه له بس مهمآ زآد وفآض من حقـه ومآيلومـه ..
......: ومن قآل لك نقبل طلبآت التوظيف بـ البيت ؟

مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره ثم مصمص شفتيه بعدهآ وهو يملس على شعره البنـيّ الكثيف: الصرآحه مريت بـ الشركه وقدمت السي في حقـي وقآلوآ مكتفيـن وظيفياً بس إنشآلله إن إحتآجوآ بيرسلوآ لي قلت مآلي إلآ آلله وآسطتي ثم أبو مآلـك ..
حك ذقنه وقد إنرسمت البسمه بملمحه الجآمد .. هذآ سند فعلاً شكله دآهيه ومآحد يغلبه .. شلون وهو رجل قآنون مآفي عنده أسهل من الكلآم الغآلب بـ الحجّه والمنطـق !
أبوه: وش إللي تطلبـه !

سند: مو كثيـر .. أبي وظيفه بمجآل تخصصي .. يعنـي لو إني أكون مسئول عن أورآق المؤسسه ومعآملآتهآ تمآم .. خبير قآنوني مآفي مشكله .. أكون محآميهآ خير وبركـه .. والرآتب طبعاً على حسب الوظيفه إللي بشغلهآ .. وأبي بدل سكـن لأن تدري توني جديد بـ البلد ...

......: جيبي لي قهوتـي ..

سحب نفس هآدي بعدمآ وصى الشغآله بـ قهوته ثم أردف موجه كلآمه لـ سند: مرّ بـ الشركه وشوف المكآن إللي تبيـه وتمّ فيـه وبـ الرآتب إللي تجدده لنفسك .. عن السكـن أو بدلآته فهو مثل الوظيفه .. وين مآتبي تكون ..


.......: السلآم عليكم ..

التفتوآ ثنينآتهم عليه من دخل عليهم ..
أبوه: وعليكم السلآم .. هلآ مآلك
مآلك وعيونه بتطلع من الغيظ وهو يرمق سند إللي سفهه رآفع كوب القهوه لفمه بـ إبتسآمه سآخره: هلآ يوبــه .. حمدآلله على السلآمه .. متى وصلتوآ
أبوه: توّ النآس .. وصلنآ من أمس الليل
جلس مآلك على وآحد من الكرآسي بـ الوسط مآبين سند وأبوه: وهذآك قلتهآ أمس الليل أكيد كنت نآيم ..
أبوه بـ إستهزآء: وإنت الصآدق كنت دآشر برآ البيت ..
بلع مآلك ريقه بقهر من كلآم أبوه لهآ بهآلصرآحه وقبآل سند بعـد ..
رفع سند جريدته متأبطهآ ثم وقف: بخصوص السكـن .. عجبتني هنآ غرفـه تميت فيهآ إسبوع .. أعتقد إن وآحد يشآركني فيهآ بس مآعليـه انا قابل هالشي وماعندي مانع أبدّ

وقف مآلك بعصبيه رآفع حآجبيه بـ إستنكآر: وشهــوو !! أحد يشآركك !! هـــه .. آسمع يوبه ذآ وش يقول !! إيه بدليل غرفتي إللي تملكتهآ من أول يوم لك بهآلبيت .. أوووو - ضم فمه رآفع حآجبيه - أو سيآرتي إللي مآخذهآ أمس من أول اليوم لـ آخره وبدون إذن أو حتى علم .. منهو إللي يشآرك من !! شكلك نآسي نفسك من إنت ومن تكون ..
سند: أهآآ سيآرتك .. ذكرتني .. ترآ شنطتي نسيتهآ بـ السيّآره .. إذآ مآعليك أمرّ جبهآ لي .. أو عطهآ لأحد يوصلهآ لي .. بخصوص من أنآ ومن أكون فـ لآ مآنسيت بس شكلك إنت إللي نآسي .. بس مآعندي مآنع أبدّ أذكرك من أنآ ومن أكون ..


أنآ سنــد عآمر المُرشــد .. أكون أخوك الأكبـر وإبن هآلرجآل الجآلس قدآمك .. أنآ وإنت - أشر بـ سبآبته بينه وبين مآلك - أنآ وإنت وآحـــد .. مآفيه فــرق ..
رفع حآجبيه بسرعه كـ تنبيه لـ مالك: مافيه فرق بـ الإسم والصفـه طبعاً أمآ غير كذآ فـ فيه فروقآت كثيره تبطــي على مآتوصل لـ أدنــآهــــــآ ...
سحبه مآلك من قميصه الأسود مقربه لوجهه حد إلتصآق خشومهم: تخســى وتعقــب يآبن المصريــ .............

.....: مــــآآآآلـــــــــــــك

التفت مآلك وقد برزت عروق رقبته من غيظه المكبوت وقهره ..
أبوه بجفآف: مآتحشم أحد إنت أجـل !!
فكه مآلك بعصبيه: يوبـه إنت بـ صـفّ مــن !!
أبوه بحده: أي صفّ وأي خرآبيط .. تعقل الكلآم قبل تنطقـه والأحسن مآتنطقـه بـ الأسآس ..
سند بهدوء: أنآ أستأذن مآعندي وقـت ..
مآلك: يوبه إنت شلون سمحت له يتمّ بـ البيت !!
أبوه: وبـ المؤسسه بعد ..
ضيق عيونه بـ إستنكآر: وشهــوو !!
أبوه: البيت بيته والمؤسسه مؤسستـه .. لـه مثلمآ هم لـك ..
حك سند طرف خشمه بـ سبآبته وقد مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره .. قصـف جبهه لـ مآلك من أبوهـ ..
توه بيطلـع من الفرندآ إلآ وتقآبله بـ وجهه رآفعه حآجب وآحد بـ إستنكآر: إنـــت سنــــد ؟
إلتفتوآ مآلك وأبوه تجآه هآلصوت الأنثوي الحآد ...


عقد مآلك حآجبيه بـ إستفهآم من صفـة هآلشخصيّه قدآمـه ومآسرع مآصآر التسآؤل إثنيـن بوجود الثآنيـه اللي حصلتهـآ بآين من ملآمحهآ السكينه وشكلهآ حتى بملآبسهآ البسيطـه هدوء الأطبآع مو مثل الأولى هذي مو شآيفه خير مغير ترمقه بنظرآت إحتقآر مآيدري للحين وش سببهآ بس إللي تأكد منه إنهآ وحده من خوآته البنآت وإللي خمن من شكلهـم إنهم بـ أوآئل العشرينآت أو منتصفهـآ كأقصى تقدير لأعمآرهم ..

تقدم أبوه لين صآر بـ الوسط بين سند وبنآته الثنتين ووضح فرق الطول بين سند وأبوه وبين خوآته البنآت .. كآن سند أطول بكثيـر يوصل طوله لـ المتر و 90 سـآنتـي .. الشيّ المشترك بينه وبين مآلك .. تطآبق الملآمح والأوصآف بدرجـه مو معقولـه ! بخلآف أبوهم إللي ورثوآ منه هآلملآمح الحآده الجذآبه وإللي تفيض رجولـه ..


أبوه بـ جفآف معتآد منه: سنـد يآبوك .. هذولآ خوآتك .. سآلـي وأصآلـــه ..
ضيق سند عيونه وهو يشوف هذي إللي تتسمـى سآلـي .. رآفعه حآجب وآحد بـ إحتقآر مقوسه شفتيهآ بـ إشمئزآز .. ثم نآظر ورآهآ لـ أصآلـه إللي مدت يدهآ بـ إبتسآمه مريحه: أهليــن سنــد ..
تمّ ثوآني مثبت عيونه على يدهآ الممدوده أتبعهآ بـ رفعة حآجب سريعه وهو يبلع ريقه مآد يده ليدهآ يسلم عليهآ: أهليــن ...
أصآله بـ إبتسآمه: ترآ أنآ الكبيـره .. أنآ إللي بعدك على طـول ههههه
سند بشك وهو يحآكي خآطره " وش هآلطفره الجينيه بهآلعآيله !! هذي وش إللي جآبهآ وسط هآلأبآلسـه !! ..."


سآلي بجفآف بعدمآ طآل صمت سند: خير إنشآلله مطول وإنت فآهـي !!
رفع سند حآجبه الأيسر: وإنتي إيش إللي مضآيقك !! فهيت فيـك وأنآ مدري !!
بلعت ريقهآ بفشلـه وهي تحرك عيونهآ بتوتر .. أردفت موجهه كلآمهآ لأبوهآ: بآبآ هذآ بيجلـس معآنآ !! لآتقولهآ بآبآ بليـــــــــز لآآآآآ
إلتفت سند على مآلك هآمس له بخفوت: منهي إللي شفتهآ ذآك اليوم معك !!!!
ثبت مآلك عيونه بعيون سند وقد هرب اللون من وجهه ...
سند: كنت أظنهآ وحده من خوآتي بس لآ .. منهـي والأحسن لك تعلمني الحين الصدق أو أعرف من أبوك


مآلك بتوتر: أبوك مآيعرف شيّ
سند بلعآنه: أجل علمني إنت
مآلك بقهر من بين أسنآنه: زوجتي
رفع سند حآجبيه بـ إستيعآب: زوجتك !!! أهآ فهمت .. قصدك بنت ليل كآنت معك
مآلك وقد إحمر وجهه الحنطـي من غضبه المكبوت: تخسسسسسـى يآلكلــب .. زوجتي ومآسمحلك تغلط يآسنـد وأنآ أحذرك
سند وإللي إستشعر الصدق من نبرة مآلك الغآضبه ونظرته الحآده .. مآتكون إلآ من غيره حقيقيه على شيّ يخصـه ..
بلع ريقه بهدوء: آمممم آوكـي


مآلك وعيونه على أبوه إللي ينآظرهم مو فآهم وش إللي يقولونه بهمس: مآحد يعرف شيّ .. ولآتفكر تعلم أحدّ
سند: زوجتك وجآيبهآ للبيت ومآحد يعرف !!
مآلك: مآيخصك .. مثلمآ أقول لك .. لآتعلمهم ..
نفض سند على كتوف مآلك وصآر يتحسس ثوبه من كتوفه كنه ينفض عنهآ ترآب: لآتشيـل همّ .. إن مآستر أخوك عليك من بيسويّهـآ !
بلع مآلك ريقه بعصبيه مآهوب قآدر يكبتهآ أكثر .. مشى بخطوآت غاضبه وآسعــه برآ الفيلآ ..

مآل فم سند بـ إبتسآمه إستهزآء وهو يهز رآسه بـ النفي .. زوجته وكآنت بهآلشكـل المروع ! هذي ثآنيه وحده بيديه وكآنت بتروح فيهآ ! وآضـح إن ضرب الرجآل لزوجآتهم من شيـم رجآل هآلعآيلـه وطبـع الظآهر إنه متوآرث !!

ضربت سآلي رجلهآ بـ الأرض بحركة إعترآضيه وهي مطبقه شفتيهآ بقهر .. رمقته بنظرة إحتقآر غآضبه أخيره ثم أقفت لـ برآ المكآن ...
سند بهدوء: عن إذنكــم ..

طلع من بوآبة الفيلآ الدآخليه يدينه بجيوب بنطلونه مضيق عيونه بنظرة مآكــره وقد مآل فمه بـ إبتسآمه سآخره وهو يشوف العآصفه الترآبيه من أثر تفحيط مآلك بهآلسرعه الجنونيّـه .. وآضـح إن إستفزآزه وصل أقصـــآآآه ...

بـ السيّآره وبعدمآ تخطـى حدود فلتهـم ..
التفت ع الكرسي يمينه معقد حآجبيه بعصبيه وعيونه على شنطه سانسونايت سودآء: يعني هذي هي شنطتك يآلكلـــــب !! أنآ أوريك شلون تتعدى على أملآكــي ...

زود من سرعتـه مثبت عيونه بنظره حآده للطريق قدآمـه بتوعـد لـ سنـد بهآللي طرآله وبينفـذه الحيـن ...


وقف عند مغسلـة السيآرآت إللي دوم تعآمله معهـم موجه كلآمه للعآمل البنقآلي وهو يسلمه مفتآح السيآره: أبيك تنظـــف السيّـــآره .. من دآخــل أكثــر من برآ ..
مآردّ البنقآلي إلآ بهـزة رآس معتآده ..
مآلك وجوآله على أذنه بعدمآ طلب رقم لأجل يوصلون له سيآره ثآنيه: فيـه شنطـه بـ السيّـآره .. أبيـك ترميهـآ
البنقآلي: أرمـي شنطـه !!
مآلك بلآ مبآلاه: إرميهآ ولا إحرقهـآ مآيهمني .. مآبي أشوفهآ بـ السيآره ...


هزّ العآمل رآسه يمنه ويسره ثم توجه للسيآره فآتح صندوقهآ من ورآ وعيونه على الشنطـه إللي فيهآ مقوس شفتيه بـ إستغرآب ..
عآمل ثآني ضربه على ظهره بمزح - بلهجه عربيه - : وش تسوي إنت !
البنقآلي: مآيبغى شنطـه .. فيه قول ارميهآ
عقد العآمل العربي حآجبيه بـ إستغرآب ثم دنق على السيآره يشد سحآب الشنطه ومن فتحهآ إلآ وتعقدوآ حآجبيه زيآده لأول شيّ طآحت عيونه عليه .. ملآبس دآخليـه حريمي للجزء العلوي !
مسك البنقآلي " الـ بـرآ " وإللي كآنت نصفهآ بـ اللون الأحمر والنصف الثآني أسود اللون .. رآفعهآ بـ عقلة سبآبته قدآم عيونه ورآفع معهآ ذقنه مميل رآسه لـ ورى وقد سآلت سعآبيلــه !
العآمل العربي: ههههههه هذآ شكله يوم حظك

البنقآلي ببلآهه: وين ودي ملآبس !
تحسس العآمل العربي ظهر البنقآلي: مو قآلك إرميهآ !! ليش ترميهآ .. بنآخذهآ ..
إحتضن البنقآلي الـ ( برآ ) لصدره وقد تفنجلت عيونه برفـض قآطع: مآفي خود شي ..
العآمل العربي بتوعد: بس ولآ كلمـه هذي الملآبس بـ النص بيني وبينك - صآر يقلب فيهم بـ إهمآل يشوفهم قطعه قطعه - هذي شكلهآ كلهآ ملآبس حريم وش لك فيهآ أنآ عندي زوجه بآخذهم لهآ
قفل البنقآلي الشنطه بعدمآ سحب بلوزه من يدّ زميله وقطهآ بـ الشنطه وهو يخزه بـ توعـد: مآفيه إنتآ .. هآد ملآبس كولو حقــي أنآ .........


/
/
/
/


بوقت الظهيرهـ وبعـد صلآة الجمعــه ...
ببيت علي عبدآلرحمن ...

دنقت رآسهآ من فتحة البآب إللي فتحتهآ بحجم رآسهآ بس وهي تصيح عليهآ تنآديهآ: ريتــــــــــــــــــآآآآآآج
صوتهآ من بعيد: طيــــــب آصبـــري شــوي
تأففت بطفش ثم قفلت البآب وردت جلست على كرسي التسريحه المقآبل لمرآيتهآ وهي تتحسس وجههآ إللي بدآ يصفـى عن أول بكثيـر وقد إندثرت هآلحبوب الدآميـه وبهتت آثآرهآ شـويّ ..
موآظبتهآ عند دكتوره تجميل جلديه جآبت نتآيجهآ فعلاً " ليتنـــي سمعــت كلآم نآهد من زمآن .. وش كنت بخسر لآمني إهتميت بنفسي يعني ! آلله يآخذ الشغل هو إللي كآن لآهيني عن نفسي ومآخذني من حيآتي .. وش إللي إستفدته يعني "


.......: يلآآآآ تعدلـي ورينــي ..

رفعت رآسهآ لهآ ببلآهه بعدمآ أجفلهآ صوتهآ الرفيع: هــآه ؟
ريتآج: وشهو إللي هااه ! يللآ رح أبدآ
صيته وعيونهآ على العلبه الورديه بيد ريتآج: وش بتسوين ! علميني بـ الأول
ريتآج بـ نظر إحتقآر: كنك بتفهمين يعني لآمني علمتك .. عن هرجك بس وخل أبدآ
تمت صيته تشوفهآ وهي تطلع شريحه ورقيه من العلبه وبدت تفركهآ ...
ريتآج: إرفعي رآسك ورني وجهك ..
صيته بـ إنقيآد تآم: هآآ ..
تحسست ريتآج خد صيته بيدهآ ثم فكت الشريحه الشمعيّه عن بعضهآ وألصقت وحده بخد صيته وتمت تملس عليه بهدوء ...
صيته ببلآهه: وشهو ذآ ..
ريتآج: وآحــد .. إثنيــن ..
صيته: وشـ .....
قآطعتهآ بسرعه وهي تصيح: ثلآآآآآثــــــــــــــه
..........: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـــــــــ آآآآآهـــ يآحمـــــآآآآآر .. يآآآآآبقــــــره .. يآثــــووور .. آآآآهـ يآلغبيــه آآآآآآآي آآآآآآهـــ
ريتآج وإللي رجعت كم خطوه لورآ وهي مآسكه بطنهآ من الضحك على صيته إللي مآوقفت سبآب وهي تصيـح وتبكــي من الوجــع ...


صيته ويدهآ على خدهآ إللي إحمر: آآآآآآآآهـ يآلحيوآآآآنه وش سويتــي
ريتآج: هههههه هذآ بس لأنك أول مره تسوينه
صيته والدموع بآقي بعيونهآ: وشهو ذآ يآلحقيرآآ يعورنــي آآآه وش إللي سويتيه أحس جلدي طلـع
ريتآج: ههههه وآلله جلدك بآقي بمكآنه .. أنآ مآغير نزعت هآلشعر .. مآتشوفين شلون شكلك أعوذ بـ الله كنك رجّآل
صيته بـ إعترآض حآد: رجّآل رجّآل عآجبني شكلي
رمقتهآ ريتآج بنظره تحقيريه من فوقهآ لتحتهآ: وآلله ! ودآم عآجبك شكلك ليش تحنين من إسبوع بغيتي تحبين يديني إلآ وتحبين رجولي بعد لأجل أسآعدك وأغير هآلمنظر الخآيس مآلك عليك .. قسم إنك مآتنعطين وجه وأنآ الغلطآنه
صيته: إنقلعي برآ مآبي منك شيّ


ريتآج: خلني أكمل بآقي وجهك مآلت عليك
بققت صيته عيونهآ بـ إستنكآر: وشهــوووو !! لآ تحلميــن وآلله مآ أعيدهآ
ثبتت ريتآج ركبتهآ اليمنى ثآنيه رجلهآ تحتهآ فوق رجول صيته الثنتين ووقفت على رجل وحده - بتأكيــــد - : مو بكيفـــك
صيته وإللي إبعدت رآسهآ بـ حده لورآ في محآوله منهآ تخلص وجههآ من قبضة ريتآج القويه المحكمه لهآ من فكهآ السفلي: لاآآآآآآآآهــ
ريتآج: إنطمــي بس آشوف ولآيكثـر .. أجل تبين شكلك مرقع كذآ !! خدّ أبيض وخد أسود ..
نآظرت صيته وجههآ بـ المرآيه وفعلاً كآن لونيـن وآحد محمر والثآني بـ لونه الطبيعـي ...
صيته: إنتي السبب يآلحقيرآ ..


ريتآج: بس حبيبتي صبري شوي وتحملي هآلوجع بعدين شوفي شكلك شلون ..
صيته بيأس: وش بكون يعنـي ..
ريتآج بتأكيد: ولآ أمل العوضـي ..
عقدت صيته حآجبيهآ بـ إستفهآم: منهي أمل العوضي هذي ؟
تأففت ريتآج مطيره عيونهآ بطفش هذي صيته مآتدري وينه آلله حآطهآ: إنسـي مآرح تفهمين عليّ .. يلآ ورينـي خدك
صيته بترجي وقد لآنت ملآمحهآ وكنهآ بتبكي: ريتآجووه تكفين بشويــش ..
ريتآج: سوري حبيبتي صيته مآ أوعدك بهآلشيّ .. لآزم عشآن الشعر يطـلع أشدهآ بقوهـ وفجأه .. تحملي عآد شويّ ... وترآ توّ النآس ع الوجـع .. بآقي مآشفتي شيّ لآمنآ جينآ عند الحوآجب
بققت صيته عيونهآ: لآآآآآآ حوآجب لآ مستحيل
ريتآج بقرف: أي مستحيل وأي خرآبيط .. بس لآيكثر .. أنآ الحين المسئوله عن جمآلك وإنتي تنطمين .. مآلك دخل بآللي أسويه


صيته: وآلله !! وأتركك تلعبين بشكلـي على كيفك !
ريتآج بسخريه: تطمني على شكلك مآرح أخربه لك .. صح إني مآ أدآنيك بس عند التزيين أنآ شيّ ثآني .. وهآلشيّ بـ الأول والأخير يثبت كفآءتي وقدرآتي .. يللآ .. وآآآحــــد .. إثنيـــن ..
............: آآآآآآآآآآآهـــ .. آآآهـــ يآلغبيّـه إنتي مآكملتـي لين الثلآثـه آآآآآآهــــييي آآآآآآآآهــ
ريتآج بلعآنه: قسم إنك إنتي الغبيه .. مو قلت لك لآزم تكون فجأه عشآن مآتحسين ههههه يلآ يلآ رآح الكثير مآبقى إلآ القليل ...
صيته وقد لمعت عيونهآ بـ دموع مكبوته مره ثآنيه ويدهآ على خدهآ الأيسر إللي خآوى الخد الأيمن بلونـه الوردي المحمـرّ: حسسسبي آلله
ريتآج بحمآس: يلآ يلآ خل نكمل ..


صيته: وش بآقي
ريتآج بنرفزه: وإحنآ تونآ بدينآ .. آستغفرك يآربي ..
صيته بـ إستسلآم: طيـــب ..
مسكت ريتآج ذقن صيته المزدوج وتمت تقلب وجههآ يمنه ويسره بتفحص وهي مضيقه عين ومفتحه الثآنيه: آمممم .. تمآم .. وريني هذآآ ..
صيته: وشهـو !!
ريتآج: آلله يقرفك يآلمعفنــه .. قسسم إنك عآآر ع البنآت ...
صيته ببرآءه: وش فيه ؟؟
ريتآح بملآمح منقرفه وهي تأشر بسبآبتهآ على فم صيته: هذآ وشهو !! وش هآلشنب ؟ قسم إنه أطول من شنب سلطآن أخوي
صيته: ههههههه
ريتآج بـ إستحقآر: وتضحكين مع وجهك !

صيته بـ جديّه مصطنعه: إنتي بتشوفين شغلك من سكآت أو تنقلعين برآ ! ترآ مستغنيه عن خدمآتك
قلبت ريتآج عيونهآ بـ قرف ثم أطبقت شفتيهآ وبدت تعدل حوآجب صيته الكثيفه بـ إبهآميهآ ..
صيته وعيونهآ ع الملقآط بيد ريتآج: ريتآجووه مآ أوصيك من فوق بس تحت لآ ..
ريتآج: وليش إنشآلله !!
صيته: تحت نمـص .. يعنـي لعــن .. حرآآآم
ريتآج بتجآهل: إيه إيه إنشآلله
صيته بتحذير: ريتآجوووه مآ أمزح معك أنآ

ريتآج بعصبيه: خلآآص فهمنآ من فوق وبس تحت بتصرف أنآ
صيته: شلون بتتصرفين ؟
ريتآج: مآلك دخل .. أهم شيّ إني بعدل هآلحوآجب إللي كنهآ مقشآت .. مدري شلون متحمله شكلك كذآ .. لآ وتبين تتزوجين بعد مع وجهك !
صيته بـ دفآع حآد: ومن قآل الحين إني أتزين وأبي أتزوج !!
طيرت ريتآج عيونهآ بطفش: أدري إنك معقده ومآتبين الزوآج خلآص فهمنآ .. بس عموماً هذي خطوه إيجآبيه إنك تبدين تهتمين بنفسك ويكون هآلشيّ من جوآتك .. يعني محد غصبك عليه .. وحده وحده .. اليوم تهتمين بنفسك وبكرآ تدورين الزوآج ..
قلبت صيته عيونهآ بـ قرف: إنتي مآحد يعطيك وجه أبد .. مره مآخذه رآحتك


.......: مآشآلله ... مآشآلله

رفعت ريتآج رآسهآ لأمهآ إللي دخلت عليهم فجأه فآتحه البآب بسرعه وبدون إستئذآن بينمآ صيته إللي مآ إهتمت أو إنهآ مآلآحظت هآلشيّ بسبب هآلرسآله إللي وصلت لهآ بـ التزآمن مع دخول زوجة أبوهآ " أم سلطآن " عليهم الغرفـه ...
ريتآج: هلآ يومـــه ..
أم سلطآن: وش إللي لمّ الشآمي ع المغربــي !!
ريتآج: هههههه يومه تكفين لآتبديــن .. هذي معجزه والست صيته قررت تعدل شكلهآ وتهتم بنفسهآ ..
رفعت أم سلطآن حآجب وآحد مو عآجبهآ الكلآم وهي تحرك عيونهآ على صيته إللي كآنت سآفهتهآ وعيونهآ بـ جوآلهآ: آمممم وآلله !! طيب آلله يعينكــم .. مع إنه الحلو حلو لو قآم مـ النوم .. والشين شين لو تروش كل يـوم ...
ريتآج: ههههههه يومه عآآآآآآد

صيته وإللي كآنت بعدهآ عيونهآ بـ جوآلهآ .. هي قد قرت رسآلة د/ عُمــر لهآ عن الوقت اللي يبيها فيه لأجل يعلمهآ عن الوظآيف المتآحه وهي بكيفهآ تختآر إللي يريحهآ .. كآنت قد إنتهت منهآ بس مآتبي ترفع رآسهآ لزوجة أبوهآ .. لأنهآ تدري مآرح تخلص من هذرتهآ لآمنهآ شآفت شلون شكلهآ الحين .. تمت مدنقه رآسهآ تقرآ وكنهآ مو منتبهه على كلآمهم ...
أم سلطآن وهي عند البآب: إيه أدري إنهآ فرصه وجآتك مغير تبين أحد تسوينه فآر تجآرب .. تخربطين بـ وجهه بذآ المكيآج وهآلشغلآت .. آلله يهديك بس

رفعت صيته رآسهآ بعدمآ طلعت أم سلطآن هآمسه بـ إنكسآر: يلآ كملـي ..
ريتآج بلقآفه وعيونهآ بجوآل صيته: من هآآ !! من ! من !
صيته بـ إستفهآم: شلون ؟
ريتآج: من أرسل لك مسج ! ووش إللي فيه ! صآر لك سآعه تقرين
أطبقت صيته شفتيهآ وقد ملا الضيق ملامحها: وإنتي وش دخلك ! آنسه ريتآج مو عشآن عطيتك وجه وطلبت مسآعدتك تآخذين رآحتك ..


قوست ريتآج شفتيهآ بـ إستهزآء: وآلله ! من جدك ! من إللي مآخذ وجه بزيآده ! لولآ إني مستآنسه وأنآ أسآعدك وطبعاً مو عشآن سوآد عيونك .. لآآآ عمـري .. ذآ بس عشآن أنآ أحب هآلشغلآت .. ولآ مآكآن عبرتك لو تموتين بأرضك وإنتي تترجيـن .. كـــش بـس - فتحت لهآ الخـمس أصآبع بوجههآ ( تكـش ) -
صيته بـ إستحقآر: الحمدلله والشكـر ...
ريتآج: إرفعي إرفعي رآسك ..
رفعت صيته ذقنهآ مميله رآسهآ لـ ورآ بـ إنقيآد لأوآمر ريتآج إللي مسحت على حآجبهآ الأيسر مقربه منه الملقآط ..
صيته: ريتآج تكفين بشويـ ...... آآآآآآآآي آآآآآآ
ريتآج بخرعه وهي تصيح: وش فيك إنتي جنيتــــي !! وإن شلت لك حوآجبك كلهم لآتلوميني يآلحمآره ..

صيته وهي تفرك حآجبهآ بملآمح متألمه: آآآآآهـ وربي عورتني .. إنتي يآلغبيه تشدين الشعره ولآ الجلـد !! .. آآآهــي إهئ إهئ وش هآلعذآآب
جرت ريتآج صيته من مؤخرة رآسهآ مقربتهآ عليهآ وبدت تشوف شغلهآ وقد ملآ التركيز ملآمحهآ: أي عذآب ؟ إنثبري بس ولآكلمـــه .......

/
/
/
/
/
/
/

بنفس اليوم بس بوقت أبكـر بسبب فرق التوقيت ..
نيـويورك .. 7 صبآحاً ..
كآنت توهآ مخلصه دوآم من المحطـه رآده للبيت ..


فسخت الكآب الأحمـر من رآسهآ ثم سحبت الآيس-كآب الأسود من فوق صلعتهآ إللي تبدل لونهآ للخضآر بعدمآ تنبت شعرهآ من جديـد ...
مسحت على رآسهآ بعنف وهي تحك فروتهآ بأظآفر يدهآ اليسرى وإللي كآنت متآكلـه و يآدوب يبين الإظفر من الجلد واللحـم ..

صعدت السلآلم لغرفتهآ مستنده على الدرآبزين وقد مسحت بكتفهآ وجمبهآ الأيمن الجدآر من أوله طلوعاً ... وش هآلإرهآق إللي تحسّـه ! أقصى أمنآيهآ الحين تنآم بس 12 سآعه متوآصلـه .. أو إنهآ تجلس على كنبـه إسفنجيّه مريحه وتنآظر بـ التلفزيون إللي هجرتـه ومآعد درت عن شيّ بهآلعآلم .. حتى ريآضتهآ وتمآرنهآ إللي كآنت تمآرسهم .. مآعندهآ وقـت .. بـ الحقيقه أي تمارين هذي إللي بتسويهآ أكثر من إللي هي فيـه ! دوآم بـ البينزينه من 12 منتصف الليل لـ 7 الصبآح .. ومن 7 الصبآح لـ 3 الظهـر بـ المخبز مع جوزيـف !!

ضبطت السخآن للتدفئـه .. برغم إنهم بـ الصيف والجوّ يسلـخ .. إلا إن عآدتهآ مآتتغير .. تتحمم بـ المويه الدآفيه شتآ أو صيـف ..

دخلت غرفتهآ رآفعه عن جسمهآ التيشرت الريآضي الفضفآض وإللي يحمل رقـم 8 .. مآتدري هآلرقم يخص أي لآعب من أي ريآضـه بـ الضبط .. مآلهآ فيـه .. هذي ملآبس جوزيف إللي إستولت عليهآ لتكمل شكلهآ المستعآر إللي إضطرت لـه ..

كآنت لحظآت معدوده من دخلت الحمّآم - بـ الكرآمه - وطلعـت .. والإسم إنهآ تسبحـت .. وهذي بعد عآده من ضمن عآدآتهآ .. مآتدآني أبدّ الحمآم ولآ تطيق تتم فيه وقت بزيآده عن حآجتهآ ..


___________


بـ نفس التوقيت ومن نفس البلـد ..

بشقته إللي خآلفت بـ ظلمتهآ نور الصبآح .. على هآلحآل من إسبوع .. تفكيره إللي يفتك فيه عن ظروفهآ الحين ! بـ إيش تمرّ ! وين عآيشه ! لوين أصلاً رآحت ! والأهم ليش تركته !!! هآلشيّ إللي كلّ مآسئله لنفسه إلآ وشرر الغضـب يتطآير من عيونه .. شلون تتركـه !! أي حركه هذي إللي سوتهآ فيهـآ ! مآقد صآرت من قبل ! يمكن لأن كل إللي صآر معهآ من أول لقآء بينآتهم وهو مآقد صآر له من قبل !


فرك مآبين عيونه بعدمآ تعدل من نومته على الكنبه الجلديه الحمرآء بوسط صآلته بعدمآ توآلى دق الجرس إللي تلآه إتصآل متوآصـل على جوآله ... وكلآهم من نفس الشخص وهذآ هو توقعـه ..
سحب الخط مكنسل عليه قآيم بكسـل وبخطوآت ثقيله متبآطئه صوب بآب شقته وهو يشد تيشيرته الأبيض القطني على جسمه يعدله وإللي كآن ضيق ومبرز عضلآت صدره وذرآعينه ..
فتح البآب مضيق عين وفآتح الثآنيه من أثر الضوّ بعد عتمة شقته ...
......: لك شوو هآآآد صآر لي سآعه عم دئ البآب وعم حآكيك ومآ عمآ تردّ .. نجــم إنت شو إللي صآير لك ؟؟
سفهه نجم تآرك بآب الشقه مفتوح ودخل ..

لحقه إدوآرد بعدمآ قفل البآب وملآمحه مقطبه من هآلليّ يشوفه .. هذآ أبدّ مآهو نجـم !
مشى صوب الدرآيش وصآر يجر سلك الستآير الورقيه لحد مآرفعهآ كلهآ ...
نجم بضيق من ضو الشمس اللي هاجم عيونه من كل تجاه: إدوآآآآآرررر ...
إدوآرد: شو إدوآرر ومآ إدوآرر .. لك نجم إنت شو إللي صآير معك ؟ وشوف .. هآد السؤآل مش أنآ بس يآللي عمّ إسئله .. مستر جون .. ومآيكل .. ستيـف .. إل سي ....... من بعد سفرتك للسعوديه وجيتك لهون وإنت فيك شيّ ...

سحب نجم أول نفس من سيقآرته لأجل يشعلهآ .. مضيق عيونه معقد حآجبيه .. بينمآ إدورد هو إللي إرتفعوآ حآجبيه بدهشه ثم صفق بيدينه: هــه .. لك شووف .. هآد إللي عمّ إحكي عنه .. من إيمتى وإنت بتدخن !! - رفع وسطآه والسبآبه من يده اليمنى بـ الهوآ ثم أردف - بـ حآلتين بسّ .. من بعـد علآقه حميمـه من وحده من البنآت إللي بيفلجـوآ .. أوووو .. ببآلك شيّ عم يجننك من كتر التفكير ...
عآرف إن الشغله مش شغلة بنآت .. - هدت نبرته لـ قلق وآضح - نجـم شو بيـك يآزلمـه ؟!!
نفخ نجم نفس دخآنه من فمه الضموم وهو يحك ذقنه مربعة الشكـل بعدمآ نبتت شعرآتهآ: مآفيـه إدي صدقنـي ...

ضيق إدوآرد عيونه بتحري للحقيقه: ليكون مشآن هآلبنت إللي كآنت عم تشتغل عنـآ .. شوو كآن إسمـآآ !! آآهـ .. ليــلآ !
نجم وإللي إلتفت بسرعه مصلب ظهره بـ إستقآمه فـ جلسته وقد إتسعوآ عيونه من طآري إسمهآ ..
أطبق إدوآرد شفتيه بيأس وهو يهز رآسه بـ النفي .. مثلمآ توقـع .. من إسبوع نجم قد دق عليه يسأله عنهآ .. كنهآ ردت تسأل عن وظيفه لهآ بنفس المكآن أو لآ .. أو كنه صآدفهآ .. أو هي كلمتـه .. لأن إدوآرد كآن نقطة الوصل بـ البدآيه بينهآ وبينـه ... بس للأسـف هو مآيدري عنهآ شيّ من اليوم إللي سرحوهآ فيه من الشغـل !

جلس جمبـه وتم يتحسس ظهره ريحه وجيّه: يآزلمه شو هآللي عم تسآويه ؟ وكل هآد مشآن شوو !! شئفـة بنــت !
إلتفت نجم عليه بحده وقد أطبق شفتيه بنظرة توعد يحث فيهآ إدوآرد يلتزم حدوده ...
نزل إدوآرد رآسه بأسف ومآسرع مآرفعهآ بـ إبتسآمه وآسعه وكنه تذكر شيّ وهو يصرقع إبهآمه بـ الوسطـى: هــــه جبتـــــــــآآآآ
عقد نجم حآجبيه بـ إستفهآم عن معنى كلآمه !
إدوآرد بحمآس: عنآ نسخه من ملفآت الموظفيـن ..
نجم بملآمح بآهته وبعده مو فآهم ..


ضربه إدوآرد بخفه على كتفه: لك يآآآزلمـه صحصح معـي .. السي فـي لكل شغيّل عنآ .. بعدو موجود .. وهي كآنت عنآ .. وإلهآ ملف .. نقدر من خلآله نعرف عنوآن سكنهآ ..
طفآ نجم سيقآرته بـسرعه بـ الطفآيه إللي تعددت فيهآ أعقآب السقآير وكثـرت ملتفت لـ إدوآرد بـ اهتمآم بعدمآ ثنى رجله اليسرى تحته واليمنى بـ الأرض: تتوقــع !
قوس إدوآرد شفتيه: مآبعرف .. بس محآوله نئدر نسآويهآ ..
نجم وإللي ضآقت عيونه ثوآني بتفكير عآض فيهآ على طرف شفته السفلى أردف بعدهآ بهمس مبحوح: بس سكنهآ كآن عندي هنـآ ..
إدوآرد: آمممم بس هآد بعد مآ إنئبلـت بـ الوظيفـه .. يعني أبلآ كآن إلهآ معلومآت غير .. ممكن نلئى عنوآن سكنهآ قبل هللأ .. شـوو ؟!

نجم وإللي مآصدق خبر وقف بسرعه متخصـر عآض بـ أسنآنه العلويه على شفته السفلى بتفكير ..
رفع إدوآرد رآسه بتسآؤل: شـوو !
نجم: قم رح الحين وشوف هآلملفآت ..
بقق إدوآرد عيونه بصدمه: شــووو !! هــللأ !
نجم: إيه الحيــن ..
رفع إدوآرد كتوفه بهزه بسيطه إعترآضاً: لآء مآفينـي ..
سحبه نجم من قميصه الكحلي موقفه: بلــى .. فيــك .. وغصباً عنك بعـد مو بكيفك .. روح الحيـن شفلـي هآلملفآت وينـها ووينـه حق ليلآ ..
....... أو أقولك !! جهز لي هآلملف وأنآ بتجهز وأمرّك أشوفه بنفسـي ..

إدوآرد وإللي توه بيفتح فمه: بــسسس ءآآ ....
حآوطه نجم من كتوفه مطلعه لبرآ الشقه: يلآ لآ تتأخـر ...
إدوآرد: إنطر شوي مآخبرتك شو بدي
نجم بعدمآ فتح البآب: وش عندك !
قآبله إدوآرد وجهاً لوجه: مستر جون اليوم مجهز نآيت بآرتي بـ القريه .. ( قريه سيآحيّه )
نجم بلآ مبآلاه: إدوآرد مآلي خلق ..

أطبق إدوآرد شفتيه مغمض عيونه بهدوء: تــؤ .. يآعمـي إنت شو إللي صرلك مآعم سدء إنو هآد هو نجم إللي عمآ يحكي .. نآآآيت بآآآآرتي يآزلمــه .. بنـآت من السيّآح أشكآل وألوآآن .. - ضم أصآبع يده اليمنى لبعض طآبع قبله على رؤوس أنآمه بـ إستمتآع - لك يآخيي بنآت بيفلجــوآآ
طير نجم عيونه زآفر نفس مسموع بضيق: إيه إنشآلله .. بس شفلي الملـف هذآ إدي مآوصيك .. الحين تطلع من عندي وتشوفـه ..

لوى إدوآرد فمه لليمن: هللأ هآد إللي بيهمك ..
نجم بتأكيد: إيه هذآ هو إللي يهمنـي ..
إدوآرد: بس رح تجـي البآرتي !! - كمل بتأكيد - نجـم .. مستر جون مأكد عليّ حضورك .. هو كمآن لآحظ التغيير فيك ومشغول بآله عليك
غمض عيونه وهمس بهدوء: إنشآلله ..

ردّ عليه بـ إبتسآمه هآديه سآحب الأكره بيمينه طآلع من الشقـه ...
نجم وإللي قفل البآب ورآ إدوآرد مخلل أصآبعه بشعره الكثيـف زآفر نفس مسموع من فمه المضموم ... هل ممكن فعلاً يكون فيه أي معلومآت عن ليلآ بملفهآ ! وإن كآن فعلاً لهآ سكن من قبل ليش تآركته وكآنت تدور بـ الشوآرع ! ليش عآشت عندي كل هآلشهور ! مآقد لمحت بيوم حتى أي مكآلمه لهآ من أحـد يمكنه يقربهآ ! .......
.....: طيب يآليلآ .. صبرك علـي .. خلني بس ألقـآك ..

___________

دفت البآب القزآزي بكتفهآ الأيمن متشدقه وهي تشوفه أخيراً صلب طوله ووقف على رجولـه .. لآبس المريلـه البيضآء: صبـــآآآآح الخييييييــر
نفض جوزيف الدقيق من يدينه مبآدلهآ الإبتسآمه العريضه: صبآح الخير يآفتآه .. - رفع نظره للسآعه الدآئريه المعلقه بـ الجدآر ثم أردف وقد تعقدوآ حآجبيه - أتيتـي بآكراً اليوم ...
ليلآ وهي تعلق مريلتهآ البيضآء برقبتهآ: آممم أجـل .. مآتيوو - نآظرهآ جوزيف بـ إستفهآم بينمآ أردفت هي - مآتيوو .. إنه الفتى الذي يعمل معـي .. هو من يتسلم دوريته من بعدي ..
جوزيف: أهــآآ ..


ليلآ: أتى بآكراً اليوم فـ سلمته العمـل وغآدرت ..
جوزيف: جيد .. لقد إنتهيت لتوي من العـجن وأظن انه قد إختمـر .. قومي أنتي بـ التسويـه ..
بوزت بـ عترآض: لآآآآآآآ يآ إلهي جوزيف لمآ أنآ دوماً من أقوم بـ التسويه .. إنظـر - فردت ذرآعينهآ وإللي كآنوآ كلهم شرطآت حمرآء بآرزه من اثر حـروق الفـرن والصوآنـي - لم يتبقى مكآن بيدآي لم يحترق ...
دفهآ جوزيف من كتوفهآ لـ دآخل المطبـخ وإللي فيه الأفرآن: هيآ يآفتـآآه أسرعي ولآ تكثري الكلآم .. يجب أن نفتح أبوآب المخبز بحلول الـ التآسعـه ...
زفرت نفس مسموع بقلة حيلـه وهي ترفع آخر صينيه قد عجنهآ جوزيـف ودخلت محـل الأفرآن ...
دنق جوزيف رآسه للمطبخ: بـ المنآسبه لقد أنهيت لتوي قبل دخولك مكآلمه مع نـوآ وقد سألني عنك بـ إصرآر


رفعت رآسعهآ مبتسمه بدهشه: حقــاً .. أوهـ يآله من فتى صآلـح ..
جوزيف: أجـل .. وهو أيضاً عآزب .. - أردف بـ إبتسآمه مآكره -
عقدت حآجبيهآ بـ إبتسآمة بآهته مآفهمت عليه: ومآ شأن حديثنآ بكونه عآزب أم لآ
جوزيف: آآآآهــ يآ إله السمآوآت .. هذه الفـتاه لآ تُصـدق !
ليلآ وإللي علت نبرتهآ بصيآح تستوقفه: جـــووو إنتظــر .. أخبرني مآعنيت بكلآمك تواً ..
جوزيف: لآ شيئّ إنك فتآه غبيّه ..
ليلآ بطفش: أعلم ولكن هيّآ أخبرني

جوزيف: مآبك يآفتآه .. أتريدين أن تكوني وحيده لبقيّة حيآتك ! أنتي عآزبه .. وهو أيضاً أعزب .. بـ الإضآفه لكونه شآب وسيـم هو أيضاً مهتم بكِ ..
إتسعت عيونهآ بعدم تصديق هآمسه ببلآهه: حقـاً ؟!
ضرب جوزيف جبينه .. هذي البنت مآمنهآ رجآ ..: قلت لكِ إنك فتآه غبيّه .. إذهبي للدآخل وأكملي عملك ..

مشت ليلآ بخطوآت متثآقله مضيقه عيونهآ بتفكير " نـوآ ! نوآ مهتم لأمري ؟! أيعقـل ؟! ولكن !!!! ولكنه لم يرني سوآ مرة وآحده !! وقد كنت أيضاً بأبشـع حآلآتي ! .. أوه يآ إلهـي - تحسست خديهآ وإللي حست إنهم يتوهجـون حرآره مآتدري وش سببهآ - "

التفتت لـ جوزيف بسرعه: ولكــن .. !!!
نآظرهآ جوزيف تآرك المنشفه من يده وإللي كآن يمسح بهآ الرخآم: ولكن مآذآ !
ليلآ بهمس خآفت وعيونهآ تدور بتفكير: ولكننآ من ديآنتين مختلفتيـن .. كيف ذلك ؟!
جوزيف: ومآدخل إختلآف الديآنآت ! ليلآ كمّ من مرة نبهنآ عليك أنآ وكآرين بألآ تبوحي للآخرين بحقيقة ديآنتك الإسلاميه !

ليلآ وإللي ثبتت نظرهآ بعيون جوزيف للحظـه ثم نزلت رآسهآ بآلعه ريقهآ بدون أي ردّ ..
جوزيف: ليلآ .. لم أتكلم عن زوآج حتى تعيري إختلآف الديآنآت كل تلك الأهميـه .. إنه مجرد إرتبآط ..
ليلآ بحده: ولكن قلبي يرفض هذآ الشيئ وبشده ..
قطب جوزيف ملآمحه بـ إستفهآم: قلبك !! ولمآ !! كنت أعتقد أن نوآ هو أول شآب تتعرفينـه ..

إتسعت حدقتيهآ بـ دهشـه من مغزى كلآم جوزيف رافعه يدينهآ بـ إعترآض لكلآمه وقد وضحت الربكه والتوتر بلعثمتهآ: لاآآآ .. لآآآ أنآآآ .. أنآآ أعنــي .. أعنـي .. نعـم .. نعـم نوآآ هوآآ أول شآب ولكن .. ءآآآ .. أنآآ لممم .. لم أقصد هذآ المعنى بتآتاً .. إن قلبي خآلياً .. ولكني قصدت أني أرفض إقآمة علآقه مع شخص ليس من ديآنتي .. أخآف التعلق بـه ثــم أصبـح ......... - رفعت كتوفهآ مقوسه شفتيهآ بقلة حيله - .. بينمآ أطبق جوزيف شفتيه بـ إستيعآب لمعنى كلآمه وإللي عذرهآ فيـه ...


ليلآ بسرعه: ليس قلبي فقط .. إنمآآآ .. - بلعت ريقهآ منزله رآسه هآمسه - إنمآ عقلي أيضاً ..
جوزيف: آمممم حسناً .. لقد كآن مجرد لفت نظـر لأنني لآحظت إهتمآمه المبآلغ فيه من سؤآله عنك ورغبته برؤيتك .. ولكن فـ النهآيه إن الأمر يعنيك أنت فقط ...


أقفت عنه معتصره ملآبسهآ محل قلبهآ وهي تحس العبره غآصتهآ .. شلون عقلهآ وقلبهآ يقبلون بـ رجـل ثآنـي من بعـد نجـم ! وأيّ رجّآل بـ الوجود يحل محله ويكون بديلـه ؟! معقوله من بعد نجم ترضـى بـ نوآ أو حتى غير نــوآ من الرجآل !!
رفعت عيونهآ للسقف تمنع نزول دموعهآ إللي أحرقت عيونهآ بمجرد ذكرآه وكل إللي جمعهـم ...


الرعشه إللي سرت بعروقهآ من حآوطت خصره وهي ورآه على درآجته ..
أول طلعه جمعتهـم بمكآنهم السريّ .. بـ الإستآد الريآضـي ..
إهتمآمه فيهآ من أدق التفآصيل وأتفههآ مثل إنه يربط لهآ ربآط جزمتهآ أو بأهم التفآصيل مثل سهره الليـل يدآويهآ من تعبهـآ بيوم فصلهآ من الشغـل ..
تعنيّـه ينزل لهآ مخصوص ويجيب لهآ أغرآضهآ الخآصـه بوقـت البريود حقتهآ ..
أول فطور لهم بأول يوم رمضـآن .. أول قبلــه سآحرهـ آسـره من شفتيـه المكتنزهـ المشدود لشفتيهآ الرقيقـه وإللي بعدهآ أثرهآ مآفآرقهآ من رعشة جسدهآ بمجرد التفكير ...
أو حتى قبلتهم الثآنيه المطولـه يوم وصـول آدم لـ نيويوركـ ...

...: ليـــــلآآآآ
...: هـــآااه !
إنتفض جسمهآ برعشه سريعه بعدمآ أجفلهآ جوزيف بصيآحه عليهآ ..
جوزيف: نسيت أن أخبرك بأني دعوت نـوآ لزيآرتنآ غداً ...
ضيقت عيونهآ هآمسه بخفوت: مــآذآ !


/
/
/
/


السعوديـه .. 2 الظهـر ...
طلعت من الحمآم - بـ الكرآمه - بعدمآ تسبحت وهي لآفه الفوطـه البيضآء على جسمهآ من تحت ذرآعيها وإللي وصلت لـ فوق ركبتيهآ ...

بعدهآ قطرآت المويه تنسآب من أوآخر شعرهآ البنـي المبلل لـ تشق طريقهآ على جلدهآ الأبيـض إللي تعددت ألوآنه من بقـع زرقآء وثآنيـه خضرآء وغيرهآ بنفسجيّـه ...
تأففت بتعب بعدمآ جلست على الكنبه الإسفنجيّه الكبيره والوحيده بـ غرفة النوم " آآآآآهــ بسسس وش هآلحآله يآآآآآآرب وحدك العآلم ... "

وقفت عن الكنبه صوب السرير بعدمآ طآحت عيونهآ على المرتبـه والمكآن السريّ إللي بـه منفسهآ الوحيد للعآلم الخآرجي إللي إنعزلت عنـه غصباً عنهآ ..
فتحت سحآب المرتبـه من الجمب مدخله يدهآ بـ مقآومه بسبب ضيق المرتبه وقمآشتهآ ثم طلعت الجوآل بـ إبتسآمه شـوق وكنـه قطعـة حلــى مغريّـه بشكلهآ وطعمهآ !
جلست على طرف السرير بعدمآ دقت على الرقم الوحيد المسجـل عندهآ وقفلت بـ إنتظآر الإتصآل منهآ ...

كآنت ثوآني وإنتفض جسمهآ من بعدهآ أول مآ إهتز الجوآل بيدهآ .. فتحت معهآ الخط بـ إبتسآمه وبنبره سريعه: ميسسسسم وحشتيييينـــي .. وآلله وحشتيني وكلكم وحشتووني .. أمي وأبوي .. ووآئــل .. حتى شروق ودآرين .. كيفكم كلكــم !!!
على الطرف الثآني ميسم وإللي أطبقت شفتيهآ بـ أسى من نبرة تغريد الوآهنه والمنذره عن نوبـة بكآ هي في أقصى محآولآت كبتهآ وهي تسألهآ عن أهلهآ شلونهـم ووشهـي علومهم !!

مسحت تغريد دمعتها بـ طرف عينهآ اليمنى بظهر سبآبتهآ: ههههه لآ تخآفي مو موجود ..
- لآ لآ مآ أشوفــه أبدّ .. من أول مره خذآني فيهآ مآشفتـه ..

- إلآ يجـي بس مآنتقآبـل .. مدري حتى متى يوصـل بس الأكيد إنه فـ الليـل لأني مآ أحس عليه .. مآ أدري غير بـ الصبآح .. ألقى أكـل بـ الصآله ومشروبآت ..

- آمممم وآلله مدري يآميسم وش إللي يفكر فيه هآلحيوآن .. دآمه كذآ يعآملني ليش تبلى علي هآلبلآ وخذآني عنده !!!!

- إيه وآلله شكله متخلف ولآ به شيّ بعقلـه .. ههههه ميسم تكفين لآتخوفينـي منه بزيآده ترآ إللي فيني كآفي

- لآ .. لآ تخآفين مآرح يجـي هذآ مو وقتـه .. وبعدين توني قآيمه لقيت أكل برآ وش إللي بيجيبه .. بس آآآآآآخخ أكثر شي قآهرني ملآبسي

- هههههههه ميسم لآتضحكين إنتي ووجهك قسسسم إني منقهرررره لآتندميني إني حكيت لك

- إيــه وآلله ذآبوآ يديني من كثر الغسيل .. كل يومين أفصخ ملآبسي أغسلهـم بـ الصآبون وأنتظرهم لين يجفـوآ وألبسهـم .. حسسسبي آلله مآفيه غسّآله ..

إتسعت عيونهآ بصدمه إستنكآر: إيــــــــــــــــشششش !

- لآ مستحيييييييييييل

- لآآآآ والله مستحيــل .. أنآ أكلمه بنفسي وأقوله أبغى ملآبسـي !!!!

- لآ ميسم وربي مقدر خله كذآ بعيد عني أحسن وش يضمنلي إنه مآيجن جنآنه ويطلعه علـي .. بعدهآ جرآحي أحسّ بنبضهآ مآنيب نآقصه

- ههههههه إيه مآعليه

- ههههههه تصدقين وآلله توني غآسله الملآبس وتآركتهم بـ الحمآم يجفوآ وهذآني جآلسه مغير بـ الفوطه حسسسبي آلله ههههههه

- علميني بس جـدّ شلـ ......... رفعت رآسهآ بصدمه من سمعت صوت تصفيق البآب بقوه ...
إرتجفت يدهآ برعب ومآعد حست فيهآ حدّ الخـدر ... تمت عيونهآ معلقه ببآب غرفتهآ بـ إنتظآر دخولـه بعدمآ رخت يدهآ الممسكه بـ الجوآل من أذنهآ منزلته لحد تحت فخذهـآ الأيمن !!

عند ميسـم وإللي نآظرت بشآشة جوآلهآ معقده حآجبيهآ من سمعت الـ طوط طوط طوط ! وش إللي صآر ..
تمت الأفكآر تآخذهآ وتجيبهآ .. تسأل نفسهآ بسلبيه وترفض بـ إيجآبيّه !
" ليش قفلت فجأه الخط يمكن جآهآ هآلمتخلف وإضطرت تقفل !! يوه ! أمدآهآ تخبي الجوآل ولآ دخل فجأه !! "

تمت ترمش بعيونهآ وهي تحك طرف جوآلهآ بـ أسنآنها السفليه " يمكن فضـى شحـن !! صآر له معهآ إسبوع .. يآويلي وش هآلفكررره !! إيييه وآلله ممكن شلون مآفكرت بشيّ زي كذآ ممكن يفضى شحـن أجل وش بتسويّ تغريد وقتهآ !! شلون رح أتوآصل معهآ !! "
بلعت ريقهآ وهي تعيـد إتصآل مره ثآنيــه ببلآهــــه وعدم تفكيــر بوضـع تغريد الحيـن متنآسيه كلّ الأسبآب بعدمآ سيطرت عليهآ فكرة الشحـن إللي فضـى وتبي تشوف كنه صدق فضـى أو بآقي !! "


تغريد وإللي كآنت شآخصه بنظرهآ للبآب لحد مآتلآقت عيونهـم ....
تعلقت عيونه العسليّـه بعيونهآ البنيّـه وقد أنستـه هآلنظره منهآ كل مآصآر وكـدره على بكرة الصبآح ...
نزل عيونه بهدوء وتفحـص جآرح لحيآءهآ وهو يمسـح تفآصيل جسمهآ وإللي أغلبـه كآن مكشوف بسبـة هآلفوطـه !

بينمآ تغريد إللي كآنت بـدنيآ ثآنيه من الخـوف مآهيب بحآله تسمح لهآ تصنف نظرآته المبتذله لجسمهآ وتحلل نوآيآه لحد مآنتفض جسمهآ من إهتزآز الجوآل بيدهآ ...
وقفت بسرعه عن السرير مبرقه عيونهآ برعــب وآضـح بملآمحهآ البآهتـه !

عقد حآجبيه بـ إستفهآم من وقفتهآ المفآجئه هذآ غير ملآمحهآ المفجوعه وكنهآ شآيفه شبـح !
تمت ترمش بـ توآلي وهي مثبته عيونهآ بعيونه وبينهـم هآلصمـت المريب .. مآغير تسمع صوت الهزآز وإللي كآن وآضح ومسمـوع .. هآلصوت إللي أرعبهآ لدرجة شلت أفكآرهآ .. شلت أعضآءهآ .. ويدهآ عن إنهآ تكنسل الإتصآل لأجل تمنع هآلصوت .. وش فيهآ مغير مصدومه وتنآظره بترقب للي رح يسويّه الحين فيهآ .. والأكيد إنه بيجيبهآ بـ أرضهآ .. معهآ جوآل ثآنـي مخبيته من ورآه .. عطته جوآلهآ الأصلي وهذآ وآحد ثآني وش قصدهآ يعني بهآلحركه !! " يآويلي .. يآربي .. يآربي كوون معي يآآآربي .. بيذبحني .. وآلله بيذبحني الحين يآوييييييلـــــــي آآآآآآآآآهــ يآآآآآآآآرب "

مآلك وإللي كآن يقترب بـ خطوآت متثآقله صوبهآ وعيونه تفترسهآ بجـوع شهوآنـي أعمآه حتى عن سمآع هآلإهتزآز إللي يتجلل صدآه بـ الغرفـه وهو بيدهآ ظآهـر !!

بلعت ريقهآ بخوف بعدمآ وقف قدآمهآ مآيفصلهم غير الخطوه أو أقل منهآ ...
مآلك وإللي تعلقت عيونه بقطرة مويـه شقت طريقهآ من أول رقبتها نزولاً لـ منتصف عظمتي ترقوتهآ وإنتهآءاً بـ الجزء البآرز من إنتفآخ صدرهآ إللي غطآه إلتفآفـة الفوطـه !

بلع ريقه بضـعف لهآلرغبـه إللي تملكته تجآههآ وبعـنف عصف بكلّ خلآيآه حدّ اللآمقآومـه للمسهـــآ !
ثبت سبآبته اليمنى على آخر كتفهآ العآري وثبت عيونه على سبآبته وهي تمر على عظم ترقوتهآ اليسرى وصولاً للمنتصف بـ آخر حلقهآ .. نزولاً لمفترق شقـي صدرهآ ...
تغريد وإللي من أول لمسه لهآ سحبت نفس مسموع عيّآ يطلــع إنتفخ معه صدرهآ بترقـب وتوقـع للي ممكن يصيـر .. لآ ومآشآلله هي جآهـزه !

رجعت خطوه لـ ورآ مرجعه معهآ يديهآ الثنتين ورآ ظهرهآ منزله عيونهآ بـ الأرض ...
بلع مآلك ريقه بقهر مكتوم وقد إحتدت أنفآسه من رفضهآ لـه وهآلشيّ إللي مكدر عليه تفكيره من أول مآتملكهآ لحد هآللحظـه ! رفضهآ المهيـن لـه ! وش إللي تبدل عن أول !!! قبل كآنت لـه قلباً وقآلباً .. والحين حتى لمسهآ مآتبيـه ! تنكـر وجودهـ بحيآتهآ من قبل !! تنكر معرفتهآ فيـه !! تسألـه إنت من تكون ! إنت وش إسمــــك !!!!

" يعني فعلاً أنآ مآكنت إلآ طريق يوصلهآ للي تبيـه .. إنتهى طريقهآ يوم وصلت للي تبيه .. هــه غبي يآمآلك .. قآلتهآ لك بلسآنهآ .. إنتهى غرضي منك وإنتهيت إنت معـه !!! وش إللي ترجيته يعنـي !!! يكون هآلكلآم كذب ! مسرحيـه ! كنت سآذج وغبي وبعـدك غبي .. غبي "


مرّ من الوقت كثر مآمرّ بس للحظته هذي مآهوب قآدر ينسى هآلنبره الجآفه المهينه إللي تغلفت بـ كبريآء شآمخ وغرور قاسي .. شلون ! شلون هآلجسد الضعيف قدآمه وهآلعيون المنكسره بـ خجل دآيم .. هآلملآمح المرعوبه من مجرد لمسـه تكون هي نفسهآ إللي تحكي بهآلقسوهـ وهآلجفآف .. بنآت أشكآل وألوآن قد تعددت علآقآته فيهـم .. يدري البنت وش أولهآ ووش آخرهآ من مجردّ نظـرة عيونهآ بس هآللي قدآمــه !! مستحيل تكون نفسهآ إللي كآنت من قبل بـ أحضآنــه !!

سحب نفس هآدي في محآوله منه السيطره على جموح أعصآبه من الإنفلآت .. هذي البنت قريب بتتلف أعصآبه من كثر التفكير فيهآ وبهآلتنآقضآت إللي يحآول يلقى لهآ حلّ .. أياً كآن فهي أثبتت برآعتهآ بـ التمثيــل .. بريئـة الملآمـح خبيثـة النوآيـآ ..

إعتصر ذرآعهآ الأيسر بيمنآه مقربهآ عليه حدّ إختلآط أنفآسهم - بجفاف وحده وهو يصر من بين اسنانه - : إنتي وش قصتك الحين بتعلميني كــــــل شــيّ فآهــ ....................
كآن تعبير مشتركـ من ثنينآتـهم .. نفـس الصدمــه والدهشــه والذهــول ... ألجمـه عن إنه يكمل تهديده إلآ وتطيــح الفوطـــه الملتفه حول جسمهـآ بـ أرضهــآ !!!!!!!


/
/

حلم الحياه 12-08-16 11:28 AM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/
/
/

بـ وقت العصريّـه .. وبعدمآ تلطف الجوّ شوي من شمـس أغسطس الحآرّه ...

طلعت من غرفتهآ بعدمآ تجهزت وقد لبست عبآيتهآ رافعه نقابها عن وجهها وعيونهآ على غرفة إخوآنهآ بـ آخر الممر تصيـح: سلييييطــــــــــــــــن ....
طلع محمد وبيده شآحن الجوآل معقد حآجبيه: علآمك إنتي صجيتينآ من صبآح الله مغير تصيحين بـ إسم كل من بـ البيت

صيته: وإنت محد وجهلك كلآم ولآ محتر لأني مآصحت بـ إسمك .. تدري ليش ؟ لأن مآلك دآعي
محمد بسخريه: هــــه لآ تكفين صيحـي بـ إسمي .. وشوفي من بيعطيك وجه ويرد عليك
سفهته صيته وردت تنآدي: سلطـــــــــــــــآآآآآن
طلع ركآن وحده معصب: خير إنشآلله إنتي بعـد مآعندنآ سآلفه غيرك الحين
صيته: وينه سلطآن
ركآن بعصبيّه: قد طلـع للحوش برآ يجهز السيّآره .. يلآ إنقلعي وفكينآ من عوآر الرآس
......: يــــآآآآآآي إيش هآلقرف !!!

التفتت لها صيته معقده حاجبيها بـ إستنكآر: خير إنشآلله إنتي بعد ؟
تمت ريتاج تقلب عيونهآ بقرف وهي تمسح صيته من رآسهآ لرجولهآ: إيش هآللي لآبستيه ؟!
صيته ببلآهه وهي تنآظر تحتهآ: وش فيه !! عبآيـه !
طيرت ريتآج عيونهآ ماهيب مصدقه بلاهة هالصيته: إنتي مآرح تتغيرين أبدّ .. قرويـه وستآيلك ستآيل بـدوو ..

دفتهآ صيته من كتفهآ بتتخطآهآ: أقول وخري عني ترآ مآعندك مآعند جدتي
التفتت ريتآج ورآهآ بسرعه تلحقهآ: هيييييه إنتي وقفـي - سحبتهآ من مرفقهآ الأيسر لحد مآوقفتهآ -
صيته بعصبيّه: وش عندك ريتآجووه ترآ مآعندي وقت ومانيب فاضيه لهرجك
ريتآج: ليكون تبين تطلعين بهآلشكل القروي من بعد ماضاااع وقتي وانا ازينك ؟
صيته بسخريه: أي زينه وأي هبآل تكفيييين ...
ريتآج: وش سوينآ اليوم ؟؟

صيته: إيه تزينـت .. بس هآلزينه مو ظآهره .. فمآرح يفرق شكلي بـ العبآيه
ريتآج: مو قلتي تبين تتغيرين وتهتمين بفسك !! هآلزينه مو بس بشكلك .. حتى كمآن بمظهرك .. العبآيه مره ستآيلهآ وع .. ووسيعه بعـد تآخذ معك ثنتين غيرك .. وبعدين وشهو ذآ !! دوري دوري خل أشوف وش هآلوصخ بـ العبآيه من ورآ ..
صيته: لآ مآهوب وصخ هذي علك كآنت ملتصقه بـ كرسي جلست عليه هم إلتصقت بـ العبآيه ..
برقت ريتآج عيونهآ بـ صدمة إستنكآر: وشهـــوووو !!!
رفعت صيته حآجبيهآ ببلآهه هآمسه: إيـش !
ريتآج: من جدك إنتي ؟

رفعت كتوفهآ بلآ مبآلآه: وش أسوي يعني .. قد غسلتهآ أكثر من مره وعيت اللبآنه تطلـع
مسكت ريتآج جبينهآ شوي وتنجلط من هاللي تسمعه .. مو معقول أبدّ إهمآلهآ بنفسهآ .. بقعـه بيضآء من أثر العلـك وتآركتهآ .. لآ وتلبسهآ بعد وتمشي بهآ عآدي ولآ هآمهآ شيّ !! والأدهـى إن البقـه بمكآن ملفـت ولونها أبيض والعبآيه سودآء لو أحد بتطيح عيونه عليـها بتطيح على شيّ ثآني !! هآلبنت لو ينحرونهـآ حـلآآآل ..
جرتهآ ريتآج من معصمهآ بقوه لحد مآدخلت غرفتهآ ..
فتحت صيته فمهآ بـ إعجآب: مآشآلله .. وش هآلغرفه تفتح النفــس ..
ريتآج: تحلمـي حبيبتي .. إحمدي ربك سمحت لك تدخلينهآ ..
قلبت صيته عيونهآ بقرف: الحمدلله والشكـر ..

تمت تمسح بعيونهآ الغرفـه إللي كآنت مريحه للنظـر مو بس بسبب ألوآنهآ الهآديـه من أبيـض و مـوفي فآتــح .. حتى بـ الأثآث البسيط مرهـ بـ ستآيله المودرن .. غير كذآ رتآبة الغرفه نفسهآ .. المفرش الموفي مرتب على السرير والشرشف الأبيض الخفيف مصفط برتآبه .. حتى أدوآت الزينه حقتهآ مرتبه بتنسيق على تسريحتهآ .. فرق شآسع بين غرفتيهــم ...

.......: خذي هذي جربيهآ ..

عقدت صيته حآجبيهآ من شآفت ريتآج مآده لهآ يدهآ اليمنى وبهآ عبآيه وبيدهآ الثآنيه عبآيه غيرهآ: وشهـو ذآآ
ريتآج بسخريه: ليـز بـ الكآتشــب .. وش بيكون يعنـي !! قيسيهآ أشوف
صيته: وليش يعني !
ريتآج: تبين تطلعين لعلـم وظيفتك بهآلعبآيه الوصخـه ! لآ حبيبتي إنسـي .. على جثتي تطلعين من البيت بهآلعبآيه .. أو بأي عبآيه من عبآيآت العجـز القرويين حقتك ..

......: طـــــووووووووووووط

إلتفتت صيته للشبآك بغرفة ريتآج من سمعت صوت البوري: يوه هذآ سلطآن تآركته وجآلسه أهذر معك ..
ريتآج: فسخي عبآيتك المقرفه هذي وقيسي وحده من ذولي .. مآعندي أوسع منهم وإنتي أسمن مني ..
قلبت صيته عيونهآ بـ تحقير: ومن قآل إني بلبس من عبآيتك .. ضفي وجهك بس أشوف وخلني أنزل
أسندت ريتآج ظهرهآ للبآب: على جثثثثثثثتــــي قلــت .. - حذفت وحده مع العبآيآت بوجههآ - إلبسيهآ ..
صيته وإللي التقطت العبآيه قبل تطيح بـ الأرض معفطتهآ بيدهآ مطبقه شفتيهآ بعصبيّه: ريتآجـــوووووووه

......: طـــــــــــــــوووووووووط .. طـــــووووووط

ردت التفتت للشبآك بقهر ثم لـ ريتآج إللي رفعت حآجبيهآ مقوسه شفتيهآ .. بمعنى إن مآفي طلعه قبل تبدل العبآيه !
صيته وإللي فكت عبآيتهآ بسرعه وبدت تلبس بعبآية ريتآج وإللي يآلله تقفلت كبآسينهآ عليهآ من الصدر بس .. بسبة قصـة العبآيه إللي تضيق من فوق لحد أسفل الصدر ثمّ تنسآب بوسـع وكنهآ فستآن كآلـوش ...

صيته: وش هآلمسخره !!
ريتآج: أيوآآآآآهـ .. كذآ السنـع ولآ بلآش ..
صيته: أي سنع إنتي ووجهك ! توهآ بتبدآ وتفك الكبآسين إلآ وتسمع صوت البوري إللي توآصل ومآنقطع .. وآضح إن سلطآن جآب آخره من العصبيّه وهو ينتظرهآ ...
ركآن من برآ الغرفه: صيتـــــــــــــآآآآآه سلطآن يتوعدك تحــت .. وش هآلتأخير !!!
صيته: طيـــب جآآآيــــــــــه

ركآن: أسرعـــي ولآ بينزل من السيآره وبـ الطقآق إنتي ومشوآرك
رفعت ريتآج يدينهآ الثنتين بـ الهوآ بحركة الإستسلآم مقوسه شفتيهآ بشبح إبتسآمه ... بينمآ صيته إللي أطبقت فمهآ بقهر ثم مشت بخطوآت وآسعه للبآب ...
جرت ريتآج بسرعه صوب تسريحتهآ رآفعه قزآزة عطـر من عطورهآ الكثيره: وقفـــــــي
التفتت صيته بعصبيّه بعدمآ نزلت نقآبهآ على وجههآ: خيــــــر !!
رفعت ريتآج العطر: تعطري بـ الأول !!

صيته بنرفزه: بس لأكفخك الحيــن !! قسسم إني دآريه وين مكآني بـ نآر جهنم وكلـه بسبتـك يآلحيوآآنه .. الصبـح نمـص حوآجب والحين عبآيه ضيقه وعطـر بعـد ... إتفــووو
ريتآج وإللي مآقدرت تكبت ضحكتهآ من تفلت عليهآ صيته وطلعت من الغرفـه وحدهآ معصبه روحهآ بخشمهآ: هههههههه عِدي الجمآيل صيتـــوووه ...

نزلت فجآل قهوتهآ هي تشوفهآ نآزله من الدرج: كنّآ مآصدقنآ وإفتكينآ من هآلوظيفـه مدري من وين جيتينآ بسآلفة وظيفه جديده .. هــه الشرهه مو عليك .. الشرهه على الشيخ إللي تآرك لك الحبل على الغآرب .. تسرحين وتمرحين بكيفك

صيته بجفآف: خيــر يومــــه وش تبيــن إنتي الحيـــن !!
قلبت أم سلطآن عيونهآ لهآ وهي تقلب القهوه بـ الفنجآل: مآبي شيّ سلآمتـك ...
أطبقت صيته شفتيهآ بقهر مكبوت ثم أقفت عنهآ بدون ماتردّ طآلعه برآ البيت ...
بـ السيآره وإللي إحمر وجهه من غضبـه إللي بـ الحيل كآبته من إنتظآره المطول لهآ: خيــر إنتي !! أحد قآل لك إني السآيق البنقآلي حقك !!

صيته وهي تقفل البآب: معليش هذي ريتآج أختك مأخرتني ...
حرك سلطآن السيآره وعيونه بـ الطريق قدآمه يتطآق منهآ الشرر: لومآ إن أبوي هو إللي موصيني أطلع معك ولآ قسم مآعبرتك .. خلك توليـن .. مصآخـة بنآت أبد مآتنعطون وجـه ..
صيته وإللي إكتفت بـ الصمــت وعيونهآ بـ الشبآك يمينهآ تنآظر الطريـق ....


***

بـ المستشفــى ..
كآن توهـ وخلـص الحآلـه إللي كآنت سبب توآجدهـ مخصوص بيوم إجآزته ...
رفع جوآله لـ أذنه بعدمآ طلب إتصآل وهو يمشي بممرآت الأقسآم .. إتسع فمه بـ إبتسآمه بعد مآجآه الرد سريعاً: وعليكم السلآم ...

- هههههه فقدك ! كثر منهآ هذي تكفـى ..

- لآ سلآمتك .. بس أشوفك مخلص دوآمك أو لآ أمرك

- وآلله ! بمرك وأنآ برآ الدوآم بـ إجآزتي ؟ عآد مآفقدك لذي الدرجه يآعُمـر

- هههههه أدري إني نذل ..

- لآ وآلله كآن عندي حآله وآحد بعاين له الشرآئح اليوم بذرآعه .. وتوني مخلص .. هآ أمرّك ؟

- جِـدّ ؟ أي معـآد ! جديده عليك هآلحركآت

- ههههههه لآ تغير الموضوع .. وش معآده ذآ ومع من ؟

إرتفعوآ حآجبيه من طآري إسمهــآ ... صيتـــــه !

صيته بـ معآد مع عُمـر ؟! بتجيـه مخصوص المستشفـى ؟! من متى ؟! هذي أول مره ولآ سبق وسوتهآ ؟!

بلع ريقه بهدوء مستفهم: ليش فيه شيّ ؟!

- أهــآآآ .. ومتى بتوصـل ؟!!

- آمممم الحيـن .. طيب عآآد بخليك أنآ وأروح ..

- آوكـي .. آوكي .. سلآم ..

نزل الجوآل من أذنه وهو يصرّ عليه بيدينه: هين يآصيتـه .. إنتي وعُمـر أجل هـآآ .. مكآلمآت ومسجآت .. لآ ومقآبلآت بعـد بـ المستشفـى !!

مشى بخطوآت زلزآليه غآضبـه لحد مآطلع من المستشفى متجآهل كلّ الندآءآت الموجهه لـه .. سوآ من دكآتره أو ممرضيـن ...

إلتفت يمينه بـ الشآرع المؤدي للطوآرئ المنفصل عن المستشفـى وإللي بـه المدخل الرئيسي للمستشفـى وكل السيآرآت تمرّ منه دخولاً ...

حرك سيآرته من كرآج المستشفـى بعدمآ ركبهآ محرك بهدوووء لحد مآوصل الطوآرئ وعندهآ كرج سيآرتهآ بـ إنتظـآر وصول " الهآنـم " على قولتـه ! ومن حظـه إنه يوم جمعـه والحركـه بـ الطوآرئ أهدى بكثيـر وأخـف زحمـه ...

مآيقدر يلتقيهآ بـ المستشفـى أبـدّ .. ومآفيه غير إنه ينتظر برآ الطوآرئ لأجل بس يلقطهـــآ بدخولهآ !
كآن مسند كوعه الأيسر على الشبآك المجآور له بعدمآ نزل قزآزه وإبهآمه الأيسر بين أسنآنه مآرحمه من القضـم وهو مثبت عيونه اللي إشتعلت غضب على البوآبه العريضــه الخآرجيّه للطوآرئ وقد توعـد بخآطره مآيطوف هآليوم عــآدي !
ضيق عيونه بـ إنتبآه من دخلت جمـس من البوآبه لحد مآوصلت عند البوآبه الدآخليه للطوآرئ قبآل سلآلم المدخل ..

تمّ مثبت عيونه بترقب نزولهآ .. لحد مآنفتح البآب ونزلت منه حرمـه فعلاً .. بـــــــس !!!
ضرب الدريكسون بعصبيه وهو يفرم إبهآمه بـ أسنآنه بعدمآ رد ودخله بفمه مره ثآنيه ..
رد ينآظر بـ الحرمه وهي تتعلق بذرآع هآلشآب وقدّ أحنى التعـب ظهرهآ .. أو إنه العمـر وتقدمـه هو من ترك بصمته بـ إنحنآءة ظهرهآ !
.....: وربي يآصيته لآآآآ أندمــــــك .. عُمـــر ! عُمــــر !! ضرب منتصف الدريكسون مره ثآنيه مصدر صوت بوري قصيـر ثم مسح وجهه بكفيّه علّه يطرد هآلأفكآر السلبيه إللي أبت تفآرق ذهنـه ! أمآ عن خيآله إللي خذآهآ فرصـه وقآم يصور له من المشآهد الدرآميّه إللي يكيّـف البآل وبـ قوه ...!


/
/
/
/


بنفـس التوقيت ..

إنفتح بآب الأسنسير بـ الدور الأرضي وهي تعدل حجآبهآ بعدمآ إنفلت منهآ ...
مآل فمهآ بـ طفش متأففه وهي ترمي طرف طرحتهآ بـ إهمآل على كتفهآ الأيسر وقد ظهر جزء كبير من شعرهآ الأسود الفآحم بلمعته الملفتـه " أصلاً عآدي .. خلآص هآلبيت صآر بيتـي والوحيد إللي مآكآن يجوز لي صآر زوجـي الحـين خلآص وشدعوى أتزمت بـ حجآبي هآلكثر "
إنتبهت للشغآله إللي مرت من جمبهآ وبيدهآ صينيه عريضـه تعددت عليهآ أصنآف الحلـى والتمور ...
ميسم بـ إبتسآمه إستفهآميه: لمين كل ذآ ؟!!

الشغآله: مآمآ مسنـه ( مزنه ) وآآ ديـوف ( ضيوف )
عقدت ميسم حآجبيهآ وبعدهآ الإبتسآمه البآهته بملآمحهآ المستغربـه .. ضيـوف ؟!! كمّ صآر لهآ بهآلبيت ومآلمحت طيـف ضيف وآحد يوحد ربـه .. صحيح إن أم وآئل يآمكثر طلعآتهآ هي وتغريـد بس مآقد سبق وجآهم أحـدّ ...


مشت ميسم صوب المجلس .. علّهآ هذي تكون فرصتهآ إللي بهآ تقربهآ من أم زوجهآ إللي رآفضتهآ وحآقده عليهآ ... يمكن بوآسطة هآلضيوف وإللي أكيد أم وآئل مآتقدر تحقرهآ قدآمهم تكون مسآحه كآفيه لهم يقدرون فيهآ يحكون مع بعـض ويتقربوآ لو شويّ .. حتى وإن كآن هآلشيّ تمثيـل وإدعآء من نآحية أم وآئل قدآم ضيوفهآ ...

وقفت عند بآب المجلس سآحبه نفس هآدي بـ إبتسآمه مرحـه صآفيه تجربهآ بملآمحهآ قبل دخولهآ ...

.......: متى عآد يآم وآئل .. كنتي مأجله الموضوع لين زوآج دآرين .. وهذآهآ تزوجت .. لآ ومو بس دآرين تغريـد بعد .. ومآشآلله بوقت وآحد .. وثنينآتهم آللهم لآحسد على قولتك مستآنسين بشهـر عسلهـم .. لمتى عآد بخلي بنتي حـديّ وقد كثروآ خطآبهآ وإنّآ مآغير نرفض بس لأجل الوعد منك بـ إبنك وآئل ...

أم وآئل بـ نبره مرتبكـه وملآمح متوتره هالملامح إللي مآشآفتهآ ميسم بس نبرتها المتلعثمه كانت كفيله توصف شلون شكلها: إييييه إيييـه يآم مشعــل مآعليك .. وإنّآ عند الوعـد .. عآد وين بنلقى مثل ريـوف لـ وآئل

أم مشعل: وكل مره أسمع منك نفس الكلآم .. متى عآد بتتقدمون لهآ رسمي ..
أم وآئل: عآد وش هآلعجله وإنتي أكثر من يدري بحآلنآ .. بـ صيف وآحد قد تزوجوآ بنآتي الثلآث ...
أم مشعل بحقد: مآشآلله آلله فرح قلبك بـ بنآتك الثلآث كلهـم .. وأنآ عآد متى بيجي الوقت إللي أفرح فيه ببنيتـي ريـوف ؟! شوفي يآم وآئل كنـ ........

ميسم وإللي كآنت بعآلم ثآني غآبت فيه عن بآقي حديثهم وقد ملت الدموع محآجرهآ ...
وش أقسى من كذآ ! تسمعهـم يتفقون على زوآج زوجهــآ .. زوآجه من غيرهآ ..

ضيقت عيونهآ الدآمعه بـ إستنكآر " ريـوف ؟!! منهي ذي ريـوف ؟!! والوآضح إن هآلكلآم قديم .. وفيـه وعـد .. يآترى وآئل يدري بهآلشيّ ! وكنه صدق يدري ليش تزوجني أنآ وهم متفقين من قبل على غيري !! الأكيد إن كلّ هآلشيّ تبدل بسبتي أنآ .. يعني صدق كلآمه .. كلآمه إللي أنكرته وكذبته بس لأجل أرضي مشآعري تجآهه وهو مآغير مآخذني شفقـه على حآلي وسترٍ عليّ من بعد إفلآس أبوي وفيـه غيري .. غيري رح تكون بحيآته .. رح تكون زوجته إللي تقدر تعطيـه إللي مآ أقدر أنآ عليـه ... يآكرهي لذآ المجلس وكرهي لوقفتي ورآه ... مآوقفت حده بـ مره إلآ وتسمم بدنـي بـ الحكي إللي يدور فيـه ..."

سحبت نفس هآدي من خشمها مغمضه عيونهآ بـ حزن على حآلهآ .. مو مكتوب لهآ تفرح بيوم .. ليش دآيم فرحتهآ نآقصه .. ليش دآيم كل مآكآنت قريبه بـ خطوه وحده من الفرحـه إنقلب الحآل وتبدل لـ تعآسـه ... سوآ بخطبتهآ الأولى من فرآس المآلكي .. أو الحين من زوآجهآ بـ وآئل إبن عمهآ ..
.....: بس ليش زوجة عمي مآهيب قآيله لهآلحرمه عن زوآج وآئل ؟ وآئل فعلاً متزوج .. حتى وإن كآن هآلزوآج مرفوض أو إنهآ مآتبيه أو إنه لـ أي غرض من الأغرآض بـ نفس وآئل أو نفس عمـي أو حتى أبوي إلآ إن هآلشيّ مآيمنع إن وائل صفته الحين زووووج ...

زفرت نفس هآدي محركه كرسيهآ بـ نفس الهدوء وقد ملت الإبتسآمه الخفيفه المصطنعه ملآمحهآ الملفته والجذآبـه .. بـ سمآر بشرتهآ , بـ صُغـر وجههآ .. وكبـر عيونهآ السودآء وبروزهـم .. أنفهآ الصغيـر اللوزي وشفتيهآ المكتنزه بفمها الواسع ...

.....: السلآم عليكــم ..

رفعت أم وآئل رآسهآ بصدمـه وقد ملآ الذهول ملآمحهآ إللي بهتت وشحبت فجأه من دخولهآ عليهم وهذآ آخر شيّ توقعته الحيـن !! وش إللي نزل ميسم أصلاً من غرفتهآ ؟ لآ وبعد جآيه للمجلـس !!
أم مشعل بـ إبتسآمه بآهته بملآمح طرحت مآبآلهآ من أسئله: وعليكم السلآم .. هلآ وآلله ..
قربت ميسم عليهم بـ إبتسآمه خفيفه: أهلين خآلـه .. شلونك ؟

أم مشعل بـ إبتسآمه وعيونهآ على أم وآئل: مآشآلله .. بخير يآبنتي بنعمه وفضل الحمدلله .. منهـي ذي يآم وآئل ؟!!
بلعت أم وآئل ريقهآ وهي شويّ وتطلع عيونهآ من غيظهآ وقهرهآ: ءآآآ .. آآآ ذي ميســم .. ميسم بنت فيصـل ...
رفعت أم مشعل حآجبيهآ وهي تمسح ميسم بنظره تفحصيّه من رآسهآ لحد رجولهآ: إيييييه .. مآشآلله .. بنت عمومتكم يعنـي ...
ميسم بـ إبتسآمه أوسع: مو بس كذآ .. أنآ كمآن زوجـة وآئــل ...

أم وآئل وإللي برقت عيونهآ ثوآني من الصدمه ثم نزلت رآسهآ وهي تحس الغصه بحلقهآ .. بينمآ أم مشعل إللي عقدت حآجبيهآ بـ إستفهآم وتوهآ مآستوعبت حكي ميسم .. زوجـة وآئل ؟؟ شلون يعني زوجـة وآئل ؟؟ وآئل نفسه إللي توهآ الحين تحكـي بزوآجـه من بنتهآ ريوف !!
همست بـ إستفسآر عن مقصد ميسم مضيقه عيونهآ: زوجـة وآئل ؟!! شلون يعني !
رفعت ميسم حآجبيهآ موسعه عيونهآ بـ دهشه مصطنعه وكنهآ مآتدري عن شيّ سآئله زوجة عمهآ: مآعلمتيهآ يومــه إن وآئل كتب كتآبـه !!
أم مشعل وإللي برزت عيونهآ من الصدمه وهي تخزّ أم وآئل تسألهآ الصدق بكلآم ميسم: هآلحكي صـح يآم وآئل !!!

أم وآئل: .........
ميسم بضحكه متوتره: هههههه يعني معقوله أمزح بشيّ زي كذآ ! إيه صـح .. وأنآ زوجتـه ..
أم مشعل بحقد لميسم وهي تصرّ من بين أسنآنهآ: ومن متى ؟
طيرت ميسم عيونهآ بتفكير: آممم يعني .. قريب .. قبل إسبوعين ...
وقفت أم مشعل بسرعه رآفعه غطآهآ بيدهآ وهي تنقل نظهرهآ بـ إحتقآر من أم وآئل لـ ميسم ثم أردفت بـ إستحقآر: مبرووك .. - قلبت عيونهآ لميسم - مره لآيقين على بعـض ...


ميسم وإللي تجمعت الدموع بعيونهآ من نظرة أم مشعل التحقيريه لهآ ولوضعهآ كونهآ معآقه ...
أم وآئل وعيونهآ على أم مشعل إللي قطعت المجلس بخطوآت غآضبه وسيعـه لحد مآختفى أثرهآ ...
وقفت أم وآئـل بعصبيـه فآرده كفهآ بـ الهوآ تهزه وهي تصيح عليهآ: مستآنسـه الحيــن !! هذآ إللي تبين توصلين له .. تعرفين خلق آلله كلهم بزوآجك .. الزوآج إللي ولآ بعمرك كنتي تتحلمين فيـه بعدمآ فقدتي الأمل .. شلون وحده كسيحـه مثلك تتزوج .. لآآآآ ومنهـو بعـد إللي تتزوجـه !! وآآئــل !! وآآآئـــل !! آآآآآآآهـ يآآآآحســـرة قلبـــــي عليك يآوليــــــدي ...

ميسم وإللي كل كلمـه كآنت تكهرب خلآيآهآ وترعش بـ أطرآفهآ .. وش هآلقسوهـ .. هذي وين قلبهآ ! حتى وإن كآنت جآفة المشآعر سليطـة اللسآن هآلشيّ مآيمنع من وجود الرحمـه بقلبهآ وخصوصاً إنهآ مـره .. إنهآ أُمّ ..!

فرجت شفتيهآ المكتنزه بعدمآ إرتجف فكهآ السفلـي بعدم تصديق ورفـض لهآلطعـن وهآلكمّ من الإهآنآت المتتآآليه .. بعيون مدمعـه كسآهآ الإنكسآر: مآقصــ .......... !!!!!!!


بهتت نبرتهآ وآختفى كلآمهآ منزله رآسهآ وقد ملت الصدمه ملآمحهآ الحزينه معلنه إستسلآم دموعهآ بعدمآ إستقــر هآلكــف الجــآفّ على خدهآ الأيسر من زوجـة عمهآ ..
......: قصدتي أو لآآآآ تعقبيــن يتمّ هآلزوآج على خيــر ...
قآلهآ بتوعـد ثم طلعت من المجلس تآركه ميسم وسط هآله من الذهول بعدمآ تركت أثر أصآبعهآ الأربع من يدهآ اليمنى على خدّ ميسـم الأيسـر بجبروت طآغــي خلآ من أي ذرة عطـف أو حتى شفقـه !


/
/
/
/
/
/



بمدخل الطوآرئ ..

كآن بعده بسيآرته وبعد سآعه إلآ ربع من إنتظآره وقد نفذ صبره وفلتت أعصآبـه ...
يآكثر مآشآف الحريم وعيونه تتفحصهـم علّـه يقدر يحصلهآ بينآتهم .. إلآ إن كل محآولآته بآءت بـ الفشـل وتحولت معه لـ يأس ...
توقع إنهم يكونوآ كنسلوآ المقآبله بس وينه عُمـر .. بآقي مآطلع !
زفر نفس قوي من فمه المشدود وعيونه بشآشة جوآله يطلب رقمـه ...

.....: إيه عُمـر .. هآآ خلصــت الحين !
- لآ بس جآتني شغلـه بـ القسم وتوني مخلصهآ قلت أكلمك يمكن خلصت ..
- أهـآآآ يعني هي عندك الحيـن .. آآممم آمم خلآص أوكي أخليك
عقد حآجبيه من سمع عُمر يوجه كلآمه لهآ " لآآآ صيته وين .. توّ النآس .. لاآآ عُديّ مآيبي شيّ .. يآآبنت إسمعي الكلآم وإجلسي "

.....: عُمر خير فيه شيّ !
- ههههه يآرجّآل قلهآ إن مآفي شيّ مغير أسأل كنك خلصت مريتك وطلعنآ سوآ
- أهآآ يعني هي بتروح خلآص .. خلصتوآ موضوعكم !
- آممم خلآص أوكي ..

نزل جوآله رآص عليه بقهر وعيونه يتطآق منهآ شرر غضبه المكبوت .. شلون هي عنده الحين ! ومن متى ! من سآعه إلآ ربـع !! كل ذآ الوقت معه وأنآ هنآ بمكآني عيوني بتطلع ع الدآخله والخآرجه !! وشلون دخلت هي ومآشفتهآ يعنـي !!!!


طلع من سيآرته مصفق البآب ورآه بقوه ويده تعتصر جوآله وعيونه مثبته على المدخل بغضـب نآري لحد مآتخطى الـ أربع درجآت رخآميه ووصل عند البوآبه القزآزيه إللي تفتح إلكترونيآ بمجرد إستشعآر دخول أحد أو طلوعـه وإلتفت للسيآرآت القليله المكرجـه علّـه يلمـح سيآرتهم إللي مآيعرف وش نوعهآ أو موديلهآ بـ الأسآس بس من قبل كآن قد لمح لونهـآ .. كآنت ذهبيّـه ..
تمّ ينقل عيونه وإللي ضآقوآ أقصآهم بين السيآرت لحد مآلفته لون السيآره الوحيده إللي كآنت بيــج .. ومن حظـه إنهآ مكرجـه بروحهآ على جهة اليسآر ومآفي حولهآ سيآرآت ...
دخل للطوآرئ مكتف يدينه منتظر جمب البآب .. وهو يلعن نفسه ويحقرهآ على سوآته .. كنه مرآهق مو رجّآل بآلـ إثنين وثلآثين من عمره .. وكل ذآ عشآن إيش أو عشآن مين ! على قولتـه ..
.....: أهلين دكتور عديّ ..


رفع رآسه بـ إنتبآه لـ موظف الأرشيف: أهـ .. هلآ عبدآلصمـد ...
عبدآلصمد: غريبه عندنآ بـ الطوآرئ واليوم جمعـه !
بلع عديّ ريقه مطبق شفتيه .. والحين مآبيفتك من التحقيق: لآ سلآمتك .. أنتظـر د/عُمر بس ..
عبدآلصمد: أهآآ طيب ليش منتظره هنآ .. تقدر تروح له .. هو الحين بــ .......
عديّ بجفآف: لآ مآيحتآج .. هو الحين بيطلـ ...... مآكمل كلآمه إلآ ويلمـح طيف أسود اللون مرّ بسرعه من قدآمه وكنـه يتهرب منـه .. أو مآيبيه يلآحظـه ...
عقد حآجبيه وهو يشوفهآ من ظهرهآ وقد تحدد خصرهآ بسبب ضيق العبآيه اللآمعـه على جسمهآ .. بتسآؤل لـ نفسـه " معقوله !! بس شلـون !! لآ لآ مستحيـل .. أبدّ مو هـ ....... "
قطع حديث النفس بدآخله وهو يشوفهآ فعلاً متوجهه صوب الجهه اليسرى إللي مآفيهآ غير سيّآره وحيده مكرجـه !
.....: عبدآلصمد ...
.....: سمـي د/عـديّ
عديّ: هذي إللي طلعت الحين تكون صيته ..
عبدالصمد: .........

عديّ بعدما فهم استفهامه .. اي صيته ؟؟ - اردف بتوضيح - صيته اللي كانت ممرضه هنا ..
ارتفقوا حاجبيه بـ استيعاب: اهااااا .. ايه ايه .. علامها !
عديّ بسرعه: طلبتك تنآديهآ .. أنآ بروح لـ د/عُمـر الحين وقلهآ إن د/ عُمـر يبيهـآ .. لآتزود عن كذا وردّ بسرعه لأني أبيك بسآلفه قبل أروح لـ د/عُمر
طلع عبدآلصمد من ورآ مكتبه وقد تشدق من طلب عديّ لـه .. لآ ويبيه بسآلفه بعـد ..
عبدآلصمد بـ إبتسآمه عريضه: آمر دكتور وش إللي تبيـه !
عديّ بغيظ مكبوت بآدله الإبتسآمه من بين أسنآنه: بس روح الأول علمهآ خلهآ تروح لـ د/عُمر لأنه يبيهآ .. ورد بسرعه أبكلمك بموضوع ..


عبدآلصمد وكنه طآلب بـ طآبور عسكري .. مصلب ظهره وملصق ذرآعينه بجنوبه: أبشر د/ عـديّ ...
مسح عديّ جبينه حآمد ربه ع الفكه من ذآ النشبه ...
تمّ يتآبعهم من ورآ القزآز لحد مآشآف عبدآلصمد يقرب من المدخل .. قطب ملآمحه معقد حآجبيه بـ إستفهآم " وشهو ذآ ! أمدآه يعلمهآ !! وش ذآ الدلـخ !! قط الكلآم وردّ .. آآآخ الصبر يآرب " ..
ضيق عيونه وهو يشوفهآ تغير طريقهآ وتلحق عبدآلصمد ...
عطاهم ظهره قبل يرد عبدالصمد ووقتها صدق مابيفتك منه .. كافي انه كذب عليه بخصوص السالفه اللي يبيه فيها .. مشى بسرعـه من المدخـل بـ الممرّ إللي طلعت من صيتـه وإللي كآن بـه غرفـة إسعآفآت وحيده والصيدليـه ...


نآظر بشبآك الصيدليه المقفل والوآضح إن مآفيه أحد .. بس مآعنده إستعدآد يغآمر ! طق الشبآك مرتين بقوه بس مآفي إستجآبـه .. فتح البآب وعيونه تدور بـ المكآن .. فعلاً مآكآن فيه أحدّ !
دخل الصيدليه تآرك البآب ورآه موآرب بفتحه صغيره ... كآنت لحظآت ثم لمحهآ من بعدهآ بـ الممر وتقرب صوبـه ...
بلع ريقه لحد مآمرت من البآب ثم لحقهآ بسرعه خآطفـه سآحبها من معصمهآ مدخلهآ معه بـ الغرفـه ومقفل بآبهآ بـ المفتآح وكل ذآ قبل تتدآرك صيته أي شيّ من إللي توه وحصـل تحـت وقـع الصدمـه !!


رفعت رآسهآ معقده حآجبيهآ أقصآهم إلآ وتطيح عيونهآ عليـه .. مآتمت إللي وإتسعت حدقتيهآ بصدمـه من حقيقة وجوده بعد الحركـه إللي صآرت الحيـن ..!
سحبهآ من معصمهآ .. دخلت بـ الغصب للصيدليه .. ثم قفل البآب ورآهم بـ المفتآح .. والحين هو مستند بظهره للبآب يرمقهآ بنظرآت خبيثـه وقد مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره مآكره ..
تمتمت بلعثمه وعيونهآ على البآب ورآه بعدمآ بلعت ريقهآ بتوتر وآضح وصوت مسموع: ءآآآ .. ءءء ءآآآ .. د د د د .. دكتــررر .. دكتـر .. عــديّ !
رفع عديّ حآجبيه هآمس: أهـآآ
بلعت ريقهآ مره ثآنيه بتوتر خفيّ ماتمّ بسبة جفنيهآ إللي فضحوآ خوفهآ ومآوقفوآ رمـش: إنـ .. إنـ .. إنت وش .. وش إللي .. إللي تبيـه !
حك ذقنه بتفكير ولسآنه قد بلل شفته السفلى بتسآؤل مسموع لنفسه: آمممم .. وش .. إللي .. أبيـه ؟!
ردت صيته خطوه لورآ بعدمآ تقدم هو خطوه بطيئه لقدآم عليهآ ..
عديّ بهدوء: ليش خآيفـه ؟


صيته بتصنع مكشوف للقوه: مآآني .. مآنيب خآيفـه .. من إيش .. من إيش بخآف يعنـي ؟
إرتفعوآ حآجبيه مقوس شفتيه بعدم تصديق: آممم لآء .. لآزم تخآفيـن ...
لأن إللي هنآ - أشر على صدره ثم أردف - النوآيآ إللي هنآ تجآهـك مآهيب خير أبد ..
صيته وقد ملآ الخوف قلبهآ ورجولهآ مآعآدت تشيلهآ غير عيونهآ إللي أدمعت .. سآئله نفسهآ " وش إللي ممكن يسويّه ؟ معقوله محتر من آخر مقآبله بينآتنآ !! الكـف إللي عطيته !! لآ وهذآ مو أول كـف أكفخه .. هذآ الثآني .. يآويلي ليكون يبي ينتقم !! أنآ بصارخ .. إيه بصيـح واصارخ وذآ أسلم حلّ .. بس وش بيصير ! وش الفضيحه إللي بتصير !! أنآ وهو بـ الصيدليه بروحنآ والبآب مقفل علينآ !! من بيصدق من بعد سآلفتنآ إللي كآنت على كل لسآن وبسبتهآ إستقلت من هآلمستشفى .. لآآآهــ يآربي أحسن شيّ مآ أبين خوفي وإلآ هو بيستغل هآلشيّ .. إيـه "


نفخت هوآ من تحت نقآبهآ مقربه صوبه بقوه مصطنعه: أستأذنك دكتر عديّ بس أنآ لآزم أطلع .. عندي شغـل
إعترض عدي طريقهآ موقف قدآمهآ هآمس بـ نظره مآكره خبيثه: مو قبل مآ أخلص أنآ شغلي
ثبتت عيونهآ المرتجفه بعيونه المآكره وتوهآ بترد إلآ ورفع نقآبهآ عن وجههآ وهنآ كآنت الطآمـه بـ النسبه لـه !
من هذي إللي يشوفهآ الحين قدآمه !! هذي صيته إللي يعرفهآ أو شبيهتهآ !!
ضيق عيونه بحده هآمس بـ إستنكآر: وش هآللي مهببتيه بعمرك ؟!!
صيته وإللي إرتفع صدرهآ بنفس شهقته من الصدمه وعيّآ يطلـع ...
عديّ وعيونه تتفحصهآ من رآسهآ لآخر جسمهآ مقوس شفتيه بـ إعجآب: مآشآلله .. كذآ ذآ عشآن عُمر يعني ؟!


ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر هآمسه: إيـش !!
رفع حآجبيه ببرآءه: رآسمه حآجبيك .. مكحله عيونك .. محمره خديـك وملمعـه شفآيفك ..
هذآ غير العبآيه إللي شوي وتتمزق عليك من ضيقهآ .. آممم آممم زيــن وآلله .. هآ مآعلمتيني وش حآجتك بـ عُمر !
صيته وإللي تلألأت عيونهآ من تصريحه المبآشر بنوآيآهآ الخبيثـه من ورآ شكلهآ ومظهرهآ والحين يسألهآ بكل وقآحه وش حآجتهآ بـ عُمـر !! أيّ سؤآل سخيف هذآ إللي يسأله !!

جت بتبعد عنه سآفهته بدون رد إلآ ويسحبهآ من مرفقهآ الأيمن بعدمآ تخطته بخطوه وحده: بآقي مآخلنآ كلآم ..
صيته بحده: مآفي كلآم بينآ لأجل يبتدي أو يخلـص ..
عديّ من بين أسنآنه: وش كنتي تسوين مع عُمـر ؟!

صيته بـ إستهزآء: هـه .. سبحآن آلله .. حتى صيآغتك للجمـل خآيسه مثل ظنونـك وأفكآرك .. شلون يعني وش إللي كنت أسويه مع عُمر !! تطمـن دكتور عديّ وريح لي بآلك .. مآنمنـآ مع بعـض ..
جرهآ لعنده موقفهآ قدآمه وقد شدد أكثر من إعتصآره لذرآعهآ وعيونه يتطآق منهآ شرر الغيظ والقهر ... حتى وكنه يدري إن هآلكلآم مآله غرض غير إستفزآزه بس للحين مآهوب قآدر يبعد فكرة إن هآلشيّ ممكن يصير فعلاً فيمآ بعد ..
رفع حآجبيه بنظره سآخره: أهــآآ .. يعني مآنلتـي غرضك !! رآحت هآلزينه والكشخـه ع الفآضـي !! ليش ! عُمـر مآعطآك وجـه !
نفضت ذرآعهآ من قبضته بقوه رآفعه حآجب وآحد بتحدي وبنبره جآفه: لآآء .. لأن دكتور عُمر إنسآن آدمــي نظيـف .. ونظرتـه للي قدآمـه فيهـآ تقـوى وعِفّــه .. مو مثل بعض النآس .. الخِسّه والدنآوه طبع متأصل بـ نفوسهم الإستغلآليّه الضعيفه للي قدآمهم ..


ضيق عيونه بشبح إبتسآمه .. مآهوب مصدق للحين إنهآ صيته إللي يعرفهآ .. أو إنه ظن إنه يعرفهآ .. أول مفآجئه كآنت شكلهآ المختلف اليوم .. والثآنيه هي جمودهآ .. ثبآتهـآ وثقتهآ الزآيده: لاآآآ وردك بطرف لسآنك بعـد سِـت صيتـه ..
صيته بثقه: مافي شيّ أخآف منه .. وإن كآن فيه .. - رمقته بنظره حآده من رآسه لـ رجوله ثم كملت بـ إستهزآء - فـ الأكيد إنه مو إنت دكتـر عـديّ ..
مسك فكهآ السفلي ضآغط عليه بقوه وقد ثبتت عيونه الحآقده بعيونهآ المرتعبه: وآلله !! لآ يآقلب عديّ لآزم تخآفيـن .. تدرين ليش !! أو لحظـه .. مآرح أقولك ليش .. - كمل بتشديد - أنآ بوريـك ليــش ..
ردت بسرعه وقد ملآ الرعب عيونهآ: آلله لآيبيحك إن قربت عليّ أو مسيتني
أطبق شفتيه بـ إبتسآمه مكتومه أردف من بعدهآ بهدوء: مآتبيني لآ بـ الحلآل ولآ بـ الـ ........ وش إللي تبينه أجلّ !

ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر من وقع جملته وإللي ضربت بـ الوتر الحسآس عندهآ: وشهـوو !!

أردفت بسرعه وبجفآف وقد إحتدت نظرتهآ الغآضبه رآفعه سبآبتهآ بوجهه: إسمع يآعديّ .. قسم لو إنك آخر رجّآل بهآلكون إن مآتطول شعره منـي .. لآ بـ الحلآل ولآ بغيره .. منهو إنت لهآلدرجه وآثق بنفسك ! هـه .. متى بتصحى من هآلكذبـه وتتدآرك هآلمقلب إللي مآخذه بروحك .. لآيغرك وسآمة شكلك ! أو درجتك العلميّه كونك دكتور أو مكآنتك الإجتمآعيّه .. إنت بـ الحقيقــه .. أصلّ عديّ ومعدنه الحقيقـي .. تـــئ .. ولآآآآ شيّ .. فآلصــــووو .. معدن مآيتثمن حتى بـ الترآب .. منك رجّآل يآعديّ .. أبــــــــدّ .. ومو أنآ إللي أربط أمري بـ رجّآل أمره أصلاً مو بيـده .. رجّآل مسيـرّ .. مأمـور .. مآله رآي ولآ موقـف أو حتى كلمــه .. والمشكلـه إنه بأموره إللي تخصـه إهـو .. بحيآته إهـو .. قدرك فعلاً مع مرآهقـه مثل بنت المآلكـي .. والطيـور على أشكآلهــآ


عديّ وإللي وصل إستفزآزهآ له حـده .. هذي أي إهآنه إللي وجهتهآ دوبهآ له ! هذي مو بس إهآنه .. هذآ طعـن برجولته وبكل مآتحملـه الرجوله من معنـى .. وش بقى له عآد من بعد كلآمهآ !
قرب خطوه لحد مآلتصقت رؤوس أقدآمهم ببعضهآ بتوعد جآف من بين أسنآنه: قسسسم يآصيته إن تندميـن على كل كلمـه .. والحيــــن

صيته وإللي غصباً عنهآ طآحت دموعهآ من تأثير عوآمل كثيره متدآخله .. سوآ من خوفهآ إللي فتك فيهآ من إستشعآر الجديه بتوعده لهآ .. أو من ألمهآ إللي وصل حده من مسكته العنيفه لفكهآ وضغطه عليه بهآلقوه غير مبآلي ابدّ بـ المهآ واللي تحسه ...
قطبت ملآمحهآ بقوه مغمضه عيونهآ ومطبقه فمهآ حدّ إختفآء شفتيهآ وهآلتعبيـر إللي أظهـر غمآزتيهآ العميقتيـن بخديهآ وإللي بظهورهـم رخت مسكته لفكهآ تحت تأثير سحـر جمآلهآ وهي بهآلملآمح المرتعبـه منـه وإحسآسه بضعفهآ وخوفهآ .. غمآزتيهـآ وآآآهـ من عذآآب غمآزتيهآ وإللي تسويـه فيـه ...

بلع ريقه بهدوء وعيونه تمسح كلّ تفصيله من تفآصيل وجههآ بجوع شهوآنـي تجآههآ أعلن إستسلآمه عن الكبت والمقآومـه ..
حركت رآسهآ بـ إعترآض وآهن من بين دموعهآ الصآمته وفكهآ المرتعش بعدمآ إمتدت يده اليسرى بتمرد لأول صدرهآ مصرقـع أول كبسون من كبآسين عبآيتهآ - رقت ملآمحهآ بترجـيّ بآئـس -: عُــــــــــدآآآآآآآيّ ...

عديّ بهمـس يذوب بعدمآ دنق رآسه عليهآ حدّ إختلآط أنفآسهم الحآرّه: قلـب عـديّ ... - تنشق نفس عميق بـ إنتشآء .. مغمض عيونه وطرف خشمه الحآد يلآمس خدهآ الأيمن .. أردف بهمـس مبحوح - وروحــــه ........

/
/
/
/



مسآء نفس اليـوم ..
بـ الليفينق روم للقسم الخآص بـ الحريم فـ القصـر ..

سحبت منهآ صحن التشيبس الكبير: بس كفآيـآ
بوزت بتعبير طفولي إعترآضاً: حوووور وجــع جيبيــه
خبت الصحن ورآهآ: لآء .. وإرحمي بطنك دي شويه
نسمه: أبي أسمن شوي يآنآآآآآآس وش إللي تآكلونه وتسمنون

شروق وهي تفصفص اللب من قشوره: هههههه وش تبين بـ السمنه إنتي
نسمه: يعني عآجبك شكلي كذآ !! لآ ونحفت بعد بزيآده من بعد رمضآن أبي أعدل جسمـي على زوآجي
شروق بمكر: أيوآآ أيوآآآ ثآريك منتيب سهلـه
حوريه: هههههه عندك حئ يآشروء .. البنت دي سافله قداً
قلبت نسمه عيونهآ بقرف لثنينآتهم ثم أشرت لـ شروق: علي علي الصوت خلص الإعلآن خل نشوف أحلآم ذي وش سآلفتهآ
وجهت شروق الريموت صوب شآشة البلآزمآ العريضه وإللي إنتصفت الجدآر بعرضه وكنهآ شآشة سينمآ على برنآمج أرب آيدول ...

نسمه بغيظ: يآآآآني أحلآم ذي قآهرتني بس تبدآ كلآم مآعد سكتت وشهو ذآآ !!
حوريه: هههههه لآ شوفي شكل حســن شويه ويطـئ منهآ
نسمه: ههههههه إيه مرره شكله منقهرر
شروق: مآلكم دآعي وآلله ترآكم ظآلمينهآ .. مآتشوفون رآغب ونآنسي أحس يتقصدون يضآيقونهآ وبذآت رآغب مرره وآضحه حركآته

نسمه: من إللي بيغنـي ..؟؟ - صفقت يدينهآ بـ إعترآض - وع ذآ الكريه يآشينه بس وشين صوته مدري شلون تأهل .. أقول شروق وطي الصوت بس مآنبي نسمع
حذفت شروق الريموت ع الكنبه الإسفنجيه جمب نسمه: وطي علّي .. علّي وطي .. مآهيب سآلفه ذي خذيه إنتي وطي وعلّي بكيفك
رفعت نسمه الريموت: إيه وآلله أزين شيّ الريموت بيدي ...
حوريه: إيـه دآ ؟
إلتفتوآ نسمه وشروق لـ حوريه إللي إستفهمـت ثم للشغآله إللي كآنت وآقفه وبيدهآ كرتون أبيض كبير ..
نسمه للشغآله: وشهـو ذآ !
الشغآله: مستر رآمز ..

عقدت نسمه حاجبيها وهي توقف منزله الريموت بهدوء: من رآمز !! وشهـو يعنـي !!
إستلمت الكرتون من الشغآله وبعدهآ معقده حآجبيهآ: آوكي روحي إنتي ..
حوريه: من رآمز !! نسمه أنآ عآوزه أشوف رآمز
نسمه بعدمآ جلست وصآرت تفك كبآسين الكرتون: بس لآيسمعك رآئف
حوريه: وهو فين عشآن يسمعنآ أصلاً
نسمه: الجدرآن لهآ أذآن

شروق: هههههه نسوووم إحترمي نفسك أدري وش قصدك
طيرت نسمه عيونهآ ضآمه فمهآ الصغير تصفـر وكنهآ مآتدري عن شيّ ...
شروق: هههههه جد إنك مجرمـه .. - وجهت كلامها لـ حوريه - لآ تخآفين حور مآرح أعلم دآرين
رفعت نسمه كتوفه بهزه سريعه: بكيفك أصلاً مآيهمني

حوريه: خلآآآآآآص الموضوع هيئلب بقـد .. دآ كلآمي وأنآ المسئوله عنه .. ودآ رآمز إبن خآلتي أصلاً يعني مفيهآش حآقه لو أولت عآوزه أشوفه .. مآ أنآ شوفتـه أبل كدآ أصلاً وإتكلمنآ كمآن ..
نسمه: إيه حبيبتي ذآك زمآن وولى .. إيه صح مآفيهآ شيّ إن تكلمتوآ أصلاً ومآحد بيعترض بس رآئف إن درى !!! - قوست شفتيهآ بـ إستنكآر ثم أردفت - مدري بس أحس إنه مآرح يعجبه أبـــدّ وكله بيجي فوق رآسك إنتي .. رآئف مو ايزي وفــري زي رآمز أو أحمد ..
شروق: إيه وآلله أحمد حبيبي فديتـه ..
قلبت نسمه عيونهآ بـ إحتقآر: الحمدلله والشكـر .. هوووف ذآ بعد وش فيه مآينفك !! - صآحت وهي تضرب الكرتون -
حوريه: مآلك يآهبلـه !
نسمه: مدري ذآ بعد وش فيه عيّآ ينفتح ..
حوريه: قيبيـه قيبيـه ..

نسمه وهي تمد لهآ الكرتون: هــه .. خذيـه وريني شلون بتفكينــ ......... توهآ تتكلم إلآ وتفتح حوريه الكبسون الوحيد أكبرهم حجماً وإللي كآن بمنتصف الكرتون ..
لعبت حآجبيهآ لـ نسمه بـ إستفزآز: فـــرء يآمآمآ مآ بينآ ..
ضيقت نسمه عيونهآ بملآمح سآخره: هآهآهآ ضفـي وجهك بـس
شروق لـ حوريه: هههههه مآعليك منهآ هي الحين متفشلـه .. هآ وش بـ الكرتون
نسمه بـ نفس الملآمح السآخره لـ شروق: هآهآهآ مآلك دآعي ترآ
حوريه وهي ترفع القمآش من الكرتون وإللي بعدهآ مآوضحت ملآمحه: دآ إيـه !!
برقت نسمه عيونهآ ساحبته من حوريه بسرعه وهي توقف: الفسـتـــــــــــــــآآآآن
حوريه: فستآن إيه !

فردت نسمه الفستآن على جسمهآ: فستآن ورده يآلخبلـه ..
شروق وقد تمكن الإنبهآر من ملآمحهآ وبقوه: وآآآآآآآآآآو وش هآلفستآن الخيآل .. روووووعــــــه
حوريه: دآ عشآن خطوبـة ورده بكره ؟
نسمه: أهـآآ .. هآآآ وش رآيك ! أنآ إللي إخترته
حوريه: تحفــه طبعــأً .. شكلـه حلـو أوي
نسمه: عآد تصدقين وأنآ أعطي رآمز المقآسآت مآكآن مصدق !! يقوللي وشهو ذآ في بنت طولهآ 181 سـآآنتيمتـر !! ههههههه

بققت شروق عيونهآ بذهول: وشهـــووووو !!
حوريه: ههههههه مآشآآء آلله
نسمه: يعني كنكم مآشفتوهآ من قبل !
شروق: بلى شفنآهآ بس الرقم صدمنـي صرآحه .. هذي أطول من أحمد
حوريه: ومن رآئف كمآن
نسمه: إيه إيه .. أطول من إخوآني كلبوهم ..
شروق: ههههههه .. لآحد يصدمني ويقول إن أخو مرآم أقصر منهآ .. عآد ذي فشيلـــه

......: علآمــه أخو مرآآم !!

إلتفتت حوريه وشروق للبآب من دخلت مرآم وهي تسأل عن أخوهآ بينمآ برقت نسمه عيونهآ وهي معطيتهآ ظهرهآ ثم صفـطت الفستآن بسرعه وقطته بـ الكرتون ...
مرآم وعيونهآ على نسمه من بعد حركتهآ الوآضحه: وشهو ذآ نسووم إللي بيدك !
وقفت نسمه قدآم حور فآرده ذرآعينهآ تمنع مرآم تشوف مآبدآخل الكرتون: لآآآآآآ تقربـي
مرآم بشك: وش عندكم إنتو ومآتبوني أشوفه ! لآ وبعد على طآري أخوي .. وش بـه أخوي !! وأي أخ فيهـم ..

نسمه بسرعه: لآيروح مخك لبعيد .. كل خير على طآري العريس آخوك - غمزت لهآ وهي تعض على طرف شفتهآ السفلى -
مرآم بـ إبتسآمه: إيـه آدم لبـى قلبـه فديته بس ليش جآيبين بسيرته !
نسمه: مآفيه .. شروق تسأل كنـه طويل مثل ورده أو انه أقصر منهـآ ..
التفتت مرآم على شروق وهي تقلب لهآ عيونهآ بـ إحتقآر: لآ حبيبتي تطمنـي طويــل .. أطول من زوجك

شروق: هههههه لآحووول وآلحين أنآ تكلمت !! مغير سؤآل بريئ .. وع فكره كنه أطول من زوجي فهو أطول من زوجك بعـد .. لأن أحمد زوجي أطول من طلآل زوجك ..
نسمه بطفش: لآحووول بدينــآ
حوريه وقد عجبتهآ السآلفه: على فكره على فكـره .. رآئــف قوزي أطول من أحمد قوزك وأطول من طلآل قوزك
بققت نسمه عيونهآ: جـــــــدّ ! مآشآلله دخلتي بـ الجو بعد إنتي ووجهك
مرآم: ههههههه كفـوو حور ...
نسمه: قسم إن مآلكم دآعي .. تنآقرون على إخوآني وهم مب دآريين عن سوآليفكم منهو أطول من الثآنـي ...

حوريه بـ فخر: رآئـف طبعاً أطول وآحد ..
مرآم بـ تحدي: بس مآهوب أطول من آدم آخوي حبيبـي ..
شروق: حبيبتي مرآم أخوك حبيبك ذآ طويل لنفسه ولزوجته مب لك ..
مرآم بـ إستفزآز لـ شروق: إيه ريحي إنتي نفسك .. ترآه طويـل وأطول بعـد من وردهـ ..
شروق: الحمدلله والشكـر .. ذي وش فيهآ - سألت حوريه ونسمه عن سبب غيظ مرآم منهآ -
نسمه: هههههه مآعليك منهآ .. هي تحب إخوآنهآ بزيآده
مرآم: لآآآآآ وكلـه إلآ آدم .. آدم عندي غييير .. حتى انه غير بسّــآم ...

شآلت نسمه الكرتون: إيه آلله يخليـهم لـك ويخليك لهـم .. إمش إمش حور خل نطلع فوق
حوريه وهي توقف: ليـه محنآ بنشوف التيلفزيون هنآ
نسمه وهي تمشي صوب البآب: بنشوفه بـ جنآحي .. ذولي الثنتين تجمعوآ خلآص مآعآد تهنينآ بشيّ لآ وإنتي بعد دخلتي جـوّ معـهم يآحليلك بس
مرآم: وقفــي إنتي مآشفت إللي بـ الكرتوون
شروق: مآعليه مرآم ذآ مغير فستآن خطوبة ورده


برقت مرآم عيونهآ بصدمه صآحت بعدهآ: وشهــــوووو فستآن وردهـ ... نسمـــه يآلمخيســـــه وقفــي ورينــي الفستآن
التفتت عليهآ نسمه بملآمح إستفزآزيه وهي تطلع لهآ لسآنهآ بـ عند طفولي: لآآآء .. إنتي من أهل المعرس ومآيصير تشوفينـه .. لآزم بكرآ تتفآجئيـن بـ وردهـ
مرآم: وشهو ذآ بعد !
رفعت نسمه كتوفهآ بهزه خفيفه: مدري هذي هي القوآعد والقوآنين ..
ضيقت مرآم عيونهآ هآمسه بـ إستنكآر: قوآعد وقوآنين ؟؟؟
حوريه بـ ضحك لمرآم وشروق وهي تتبع نسمه: عن إذنكــم ..
حركت شروق رآسهآ بـ إبتسآمه: إيه حبيبتي مآعليه روحـي ..


حوريه: إنتي يآزففففففتــه إسسسستنــي
نسمه وهي عند الأسنسير: عجلــي إنتي بعـد ..
حوريه وهي يآلله تخطي خطوآتهآ الوآسعه بلعبكـه لدرجة إنهآ كآنت بتطيح ولأكثر من مره: إصبري يآغبيّه
نسمه: لآعآد تلبسين هآلعبآيآت مب لآيقه عليك وبعد مآتعرفين تمشين فيهآ ..
حوريه بقهر: مآ أخوكي رآئف هو السبب
نسمه: هههههه يآحرآآم
حوريه بغيظ مكتوم: إخرســي .. بكرآ نشوف قوزك هيعمل إيه معآكي !


بلعت نسمه ريقهآ مطبقه شفتيهآ على طآري زوجهآ وإللي رح يسويـه معهآ !! هذآ هو السؤآل إللي تسأله نسمـه لـ نفسهآ من اليوم إللي شآفهآ فيهآ لحد هآللحظـه !
إن كآن من أول مقآبله لهم وهذي كآنت معآملته معهآ وش بيكون التآلــي ؟
رفعت حآجب وآحد بغـرور وثقـه بعدمآ دخلت الأسنسير هي وحور " مآعليـه يآعـديّ .. أدري إنك مآتبينـي وهآلشيّ كآن وآضـح بس مصيرك تتقبلنـي بيوم من الأيآم .. وش إللي بيدك تسويـه يعنــي ! "


حوريه: رآئف هيرقع النهرده صـح !
إنتفضت كتوفهآ بحركه حسيّه بعدمآ أجفلهآ صوت حوريه .. هآمسه ببلآهه: هــآه ؟
التفتت لهآ حوريه رآفعه حآجب وآحد بـ إستغرآب : بئولك رآئف هييقـي النهرده من السفـر
نسمه بـ إبتسآمه بسيطه: أهـآآ بس بوقت متأخر أظـن .. شروق هي من قآلت .. أختهآ هذييييييييك علمتهآ

حوريه: آمممم .. أنآ هنآم عندك النهرده كمآن
رفعت نسمه حآجبيهآ ببلآهه: من جدك !
رفعت حوريه كتوفهآ بهزه سريعه مقوسه شفتيهآ بلآ مبآلآه: أهـآآ .. همآ هيرقعوآ متأخر أصلاً وطبيعي إنه هينآم عندهآ فـ خليني أنآ أنآم عندك
رفعت نسمه ذرآعهآ الأيسر محآوطه كتوف حوريه بعدمآ طبعت قبله خفيفه سريعه على خد حوريه الأيمن: فديتك أختي وصآحبتي وبنت خآلتي أممممموآآآآحح
حوريه بضحك: هههههه إمشي يآهبلــه


/

حلم الحياه 12-08-16 11:29 AM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/
/
/


ببيت نآصر عبدآلله وإللي صآر ملكـ للأخويـن .. آدم وبسّــآم ..
11 المسـآ ..

جمعت شعرهآ القصير كله بـ مطآط كآن ملتف على معصمهآ الأيسر بعد مآتوهآ وصآحت فـ الشغآله إللي طلعت لهآ عشآهآ وقلعتهآ برآ الغرفـه بـ عصبيّه ...
التفتت لشبآك غرفتهآ موسعه عيونهآ من سمعت صوت سيّآره .. بسّآم بـ سفره تبع مؤتمـر خآص فـ جريدهـم ومآرح يردّ غير على بكرهـ ورجوع إضطرآري بعد لأجل خطوبة آخوهـ .. أجل مآفي غيرهـ هو آدم إللي يكرج السيّآره من بعد اختفاء اسبوع كامل ...
جرت للشبآك الوحيد بغرفتهآ والمطل على مدخـل البيـت .. فعلاً مثلمآ توقعت هو آدم بنفسـه ..


فكت شعرهآ البني القصير لينتثر بتمرد ويدآعب بطوله أول كتوفهآ ...
فسخت روبها الذهبي الحريري القصير رآميته على كرسي التسريحه وتمت تنآظر بشكلهآ البريئ وإللي خآلف نوآيآهآ الخبيثـه .. مآتمت غير بـ بدي قطنـي أبيض بحآملآت رفيعـه وبنطلون البيجآمآ الحريري بـ لونه الذهبي بعدمآ توهآ وفسخت روبـه .. كآنت منزله البنطلون تحت إنتفآخ بطنهآ إللي ظهر جزء منهآ بسبب قصـر البدي ...
مشت للبآب تصيح على الشغآله: كومــــآآآآآآآري جيبي الأكـــــــــــــــــــل ..

الشغآله وإللي توهآ الصينيه بيدهآ مآدخلت المطبـخ بعدهآ .. أطبقت شفتيهآ بقلة حيله ثم دآرت مره ثآنيه بتطلع لهـآ ... هذي ناهد المتسلطه مايندرى عنها وش اللي تبيه واللي ماتبيه ..

رفعت حآجب وآحد بتحدي: طيب يآ آدم الكلــب .. أنآ أعلمـك شلون تستغلنـي بس لتطفي نار شهوتك ثم ترمينـي وتدور غيري .. تبي تخطب وتتزوج أجل هآآآ !! تحلم فيها هذي على مآتصير ..
الشغآله بهدوء: مآمآ نآهــيييــد

إلتفتت لهآ نآهد بملآمح عصبيّه متمكنـه: إنتي يآلغبيّه ليش تأخرتي كم لي وأنآ طآلبه الأكل !!! توك تذكرتــي .. إنقلعــــــــــــــي - طآحت الصينيه من يد الشغآله بعدمآ ضربتهآ نآهد بيدهآ - مآ أبيـــــــه
تمت الشغآله تنآظر الأرض موسعه عيونهآ بصدمه وملآمح بآهته بعدمآ طآحت الصينيه وقد تكسرت الصحون وكآس الحليب غير الأكل إللي إنتثر مبهدل الأرض حولهآ ..
نآهد وإللي إحتد صوتهآ وبدت تصيح بـ أعلى حسهآ: إنقلعــــــــي بــرآآآآآ مآ أبــي آآآكـــــــــل .. إنتووو مآتفهمـــوووو !!! قلــت مآ أبـــــي آآآكـــــــــل مآآآآآ أبـــــــــي .. بـــرآآآآآآآآ

آدم وإللي وقف عند بآب غرفتهآ معقد حآجبيه أقصآهم من صيآحهآ الأقرب للإنهيآر ..
رفع رآسه للشغآله إللي طلعت من غرفتهآ تعدل حجآبهآ الأبيض والدموع متجمعه بعيونهآ ثم التفت للبآب إللي بعده مفتوح ...دنق رآسه بخفه يشوفهآ إلآ وتطيح عيونه بـ الأرض بملآمح إستنكآر حآده من هآلصحون المكسره والأكل إللي منتثر بـ المكآن ...


دخل الغرفه بهدوء وهو ينآظر ورآه يتأكد إن مآفي أحد موجود ثم سكر البآب بسرعه ...نآهد وهي وآقفه قدآم الشبآك ومعطيته ظهرهآ: قلت .. مآآآ .. أبـــي .. آآكـــل ..
إلتفتت بسرعه وهي تصيــح: إنتوو مآتفهمــــــ ............. بهتت نبرتهآ بعدمآ شآفته هو إللي وآقف قدآمهآ ... برقت عيونهآ بـ نظرة إستنكآر مصطنعه: إنــــت ؟؟
آدم بهدوء: ليش مآتبين تآكلين ؟
نآهد بعصبيّه: إطلع برآ
آدم ببرود وعيونه ع الأرض مكآن الصينيه إللي طآحت: وش هآللي تسوينه !
نآهد بغضب مكبوت من بين أسنآنها: قلـــت .. اطلـــع .. بـــرآآآآ
قرب عليهآ بخطوآت وآسعه معتصر ذرآعها الأبيض المليآن: إنتي وش سآلفتك هآآآآ !! وش إللي تبين توصلين له بـ الضبط !!

نآهد وقد تجمعت الدموع بعيونهآ: مآ أبي أوصل لشيّ .. إنت أحد طالبك بشيّ أصلاً !! إطلع برآ مآ أبي أشووفك
آدم: وآلله !
نآهد بصيآح: إتركنــــي .. أكررررهك يآ آآآدم أكررررهـــــــك
آدم: وآلله !! تكرهينـي !! كثري منهآ هذي يمكن أصدق
نآهد بضعف من بين بكآهآ: إيه أكرهك .. وربي أكرهك .. كل مآفيني بسبتك .. إنت السبب فيه
آدم ببرود: بتذبحين عمرك وأنآ السبب ؟!! ليش مهمله بصحتك ! ليش مآتآكلين ! توك طآلعه من المستشفى

نآهد: إيه بذبح عمري وإنت السبب .. مهمله بصحتي وإنت السبب .. مآ أبيه .. هآللي ببطنـي وإنت السبب فيه مآ أبيـه .. أبذبح عمري وأذبحه ويآي .. فآآهــــــــم .. إطلع برآآ مآ أبي أشووفك
شدد مسكته على ذرآعهآ وهو يصرّ من بين أسنآنه: لآتعلين صوتك
نآهد وقد علت نبرتهآ أكثر وأكثر بـ العند فيه: أبعلـيّه ومآلــك فيـــه .. محد جبرك تستمع لـي .. مآ أبيك وأقولك إطلع برآ .. مآتفهــم .. إطلـــع بــ .........
مآكملت كلآمهآ لأنه لجمهآ من مسك ذقنهآ بيده اليمنى مطبق أصآبعه على فكهآ السفلي بقوه مآنعهآ الكلآم وقد قرب وجهه من وجههآ والشرر يتطآير من عيونه المحمره بغضب مكبوت: قلت لك لآتعلين صوتك

.......: أهـــ ......
فك يده من فكهآ معقد حآجبيه أقصآهم بعدمآ تأوهت مره وحيده وقد حآوطت يدينهآ بطنهآ بملآمح متألمه ...

آدم: وش فيــه ؟
نآهد وعيونهآ بـ بطنهآ هآمسه بتعب: مآفيـه ..
آدم وقد ملآ القلق نبرته وملآمحه: في شيّ يعورك ؟ ليش تمسكين بطنك ؟
نآهد بتعب: مآفيه شيّ آدم عآدي
آدم: شلون يعني عآدي !!
نآهد: يوم أتعصب يصير يضرب فينـي
آدم ببلآهه: منهو إللي يضرب فيك !
لوت فمهآ بنفآذ صبر وبنبرة عصبيه: البيبــي يآ آدم هو إللي يضرب فينـي لآمني تعصبت ...
آدم: وهو وش يدريه إنك معصبـه !!
نآهد بملآمح سآخره: وآلله !! هآلبيبي جوآتي - أشرت على بطنهآ بيدينهآ الثنتين - كلّ إللي أحسّه هو يحسّــه .. فمآله دآعي سؤآلك

آدم بهدوء وعيونه على بطنهآ: شلون يضرب ببطنك وبعده جنين ! إنتي توك بـ أول حملك !
طيرت عيونهآ بعصبيه زآفره نفس مسموع: آستغفر آلله .. النبــض نفسـه .. أحس بـ نبض يضرب فينـي .. إسمع إنت رجّآل ومآرح تفهم هآلشيّ أبدّ لأنه مو شيّ ينحكـى .. هذآ شيّ أحسّـه بدآخلي ..
بلع آدم ريقه وقد رمشو جفنيه بحنين وعيونه على بطنهآ بنظره آسره .. بينما احتضنت ناهد بطنها بيدينها مبتسمه بهدوء وعيونها على بطنها هامسه: ولــد .. اللي ببطني ولــد .. علــي .. بسميه علــي ..

بلع آدم ريقه للمره الثانيه وهو يحس بـ أسر بمجرد فكرة ان فيه روح بدآخل هـ الإنتفاخ .. روح انت السبب فيها من بعد مشيئة الله .. روح من صلبك انت .. جنين بيصبح ولد .. ولدك انت .. يحمل جيناتك .. يحمل ملامحك .. يحمل اسمك ..
حسّ بغصه من وآقع انه ولده من صلبه بس مارح يشيل اسمه .. مارح يكون علي آدم .. لآء .. بيكون علي بسّآم .. علي بسّآم نآصر عبدالله ..

رفع سبابته بوهن مأشر على بطنها وقد حاوطته هاله من السحر ...
ناهد واللي ارتسمت الابتسامه الهاديه بملامحها بعدما لاحظت ارتجاف اصبعه .. حركت راسها بـ الايجاب سامحه له يقرب لها ...
آدم واللي خطا خطواته بهدوء وتثاقل لحد ماوقف قبالها ووضح فرق الطول الشاسع بيناتهم ... ناهد واللي يالله راسها يوصل لـ منتصف صدره هو ...
رفع البدي القطني عن بطنها لحد ماوصل أسفل صدرها ثم احتضن بطنها بكفيه وتمّ يداعب حول سرتها بـ ابهاميه ...


ناهد بهمس تعرف مدى تاثيره على مسامعه: انت السبب يـ آدم .. انت أبوه ..
آدم واللي بعده بغيبوبه من الأســر تحت فكرة انه أب لـ جنيـن هو الحين يتلمســه بـ يدينه ...
جلس بـ الارض على ركبتيه مسند رآسه على بطنها وكنه يستمع ..
ناهد واللي اهتز صدرها بضحكه خفيفه: هههههه وش تسوي انت !!
آدم: ماله صوت ؟
ناهد: لا باقي .. مافي صوت ولا حركه ..
آدم: متى رح أحس انا بحركته !
ناهد: لامن نموه اكتمل وصار عنده يدين ورجول ويصير يبكس ويشوت فيني رح تحس انت عليه ..
رفع آدم رآسه بنظرة بلآهه يسألهآ الصدق بكلآمهآ بينمآ ردت نآهد بهزة رآس بـ الإيجآب تأكيداً وهي تخلل اصابع يدينها بشعره الأسود الطويل ثم نزلت بهدوء من شعره لـ أسفل اذنيه محتضنه رقبته بيدينها الثنتين ...


همس آدم بهدوء يحذرها بوهن: نآآآآآآآهد ...
بلعت ناهد ريقها مغمضه عيونها ثم ابعدت يدينها وتكتفت معطيته ظهرها ..
وقف آدم زافر نفس مسموع بقلة حيله: ناهد
ناهد بنبره مهزوزه مرتجفه تنذر عن نوبة بكا مكبوت: اطلع برآ
آدم: نآهـــ ......
قاطعته بحده ملتفته عليه: اطلع براااا

ضيق آدم عيونه بـ إستنكآر لـ صدهآ عنه وبهآلجفآء: ناهد وش فيك ؟
صآحت بضعف وآضح بنبرتهآ المرتجفه وقد لمعت عيونهآ بدموع محبوسه: أنآ إللي وش فيني ولآ إنت إللي وش فيك !! طلبت أبعد عنك وأخليك بشآنك وهذآني نفذت إللي تبيـه وإنت إللي رديت لـي .. هذآك الحين بغرفتي .. أطلبك تطلـع برآ .. وانت تسفهنـي .. إنت وش إللي تبيـه بـ الضبــط !! مآآ أبي أشووفك يـ آدم مآآ آآآبــي .. مو كآفي مآنيب قآدره أنسى ولآ أتخطى كل إللي صآر معك وأنآ أشوف نفسي كل يوم .. هذآ إللي جوآآتي يخصك إنت لأنه من صلبك إنت .. ومع كذآ أحآآول .. أحآآول مآ أخرب على نفسي ولآ أخرب عليك وتركتك مثلمآ تبي .. وبكره مآشآلله خطوبتك .. وش إللي تسويه انت الحين بغرفتي !!


آدم وإللي إقترب عليهآ بتثآقل مضيق عيونه بحده لحد مآختفوآ: يعني هذآ إللي تبينه ؟ تبعدين عني ..
ثبتت نآهد عيونهآ المدمعه بعيونه المستنكره: هذآ إللي تبيـه إنت مو أنآ ..
آدم: يعني بعدك تبينــي ..
آدم: ووش بستفيــد ! إنت لـ غيري يآ آدم وأنآ مآلي فيك
آدم: مآ إنتي لـ غيري وكآن لي فيـك ! وش الفرق !

نآهد بخبث دفين: الفرق بينآتـنآ إحنآ .. إني أنآ إللي سمحت بهآلشيّ لأني أحبك .. بس إنت إللي مآرح تسمح بهآلشيّ والسبب بسيط .. لعبت علـي .. وهذآك تحب بنت ثآنيه وبتخطبهآ ..
آدم: مو من حقـي أرتبط ! أخطب وأتزوج !
نآهد: وش إللي تبي توصل له يعنـي بـ الضبط ؟
رفع آدم كتوفه مقوس شفتيه بمعنى إنه مآيدري بينمآ كملت نآهد سآمحه لدموعهآ تطيـح وهي تدري وش أثرهآ على آدم .. آدم كل شيّ عنده إلآ دموع الحريـم .. حتى وإن كآنت دموع تمآسيح وهو يدري عنهآ إلآ إنهآ تتم هي نقطـة ضعفـه !


سحب نفس مسموع مغمض فيه عيونه بهدوء هآمس بـ إحبآط: نآآآآآآهــــــد ..
عطته ظهرهآ متكتفه وهي تأن ببكآ مكبوت مآيظهر غير بـ إنتفآضة كتوفهآ المصطنعه: فعلاً كنت تلعب علي وتستغلنـي ..
مآحست إلآ بيدينه إللي تعتصر ذرآعينهآ بقوه هآمس بهدوء: بس خلآص لآتبكين ..
آدم: آدم إتركني ..
آدم: طيب بس لآتبكين ..
نآهد بعصبيه: أبكي أو لآ مآلك فيني .. آبعد يدينك عني ..
تحسس ذرآعيهآ من أول كتوفهآ لحد مرفقيهآ بـ هدوء وبطـئ ثم إحتضنهآ ملصق ظهرهآ بصدره وقد حآوطهآ من كتوفهآ بيدينه إللي إشتبكوآ ببعضهم بمنتصف صدرهآ طآبع قبله رقيقه أسفل شحمة أذنهآ اليمنى: بلــى .. لي فيك يآنآهــد وإنتي تدرين ..


نآهد بـ تعند مصطنع وهي بقمة ونآستهآ الدفينه .. إللي تبيه قد وصلت له: مآلك فينـي
آدم بهمس خآفت: مو بكيفك
نآهد بدلآل: مآ أحبك ولآ أبيك
آدم بنفس الهمس: بس أنآ أحبك وأبيك
نآهد بلعآنه: شلون تحبني وتبيني وهذي إللي بتخطبهآ بكره ؟ هآ شفت كذبك ؟ شلون تبيني أصدق !
طبع آدم قبلته الثآنيه على جآنب رقبتهآ الأيمن بهدوء وهو يتنشق عطرهآ الأنثوي الصآرخ من عنقهآ الأبيض: مآلك دخل فيهآ
نآهد بغيظ مكبوت: أجل آتركنـي .. إنت لهآ مو لـي
آدم: وإنتي لـي ..
نآهد بـ خبث: أنآ لـ بسّآم أخوك .. مو لك
آدم بـ ثقه وتأكيد: لآ يآقلب آدم .. إنتي لـ آدم وبـس ..

إلتفتت عليه موآجهته رآفعه حآجب وآحد بعصبيّه: مو بكيفـك ..
آدم: بلى .. بكيفـي ..
نآهد بـ عند: لآ مو بكيفك وأنآ أقول لك ..
آدم ببرود: وأنآ أقول لك بلي بكيفي ..
سحبت نفس مسموع من خشمهآ بغيظ مطبقه شفتيهآ بقهر وكل هذآ تمثيل: إطلـع برآ مآ أبيــك ..
آدم بهمس: وأنآ أبيــك ..

نآهد: مآآآ أبيــــــك .. مآتفهـــم ..
ضيق عيونه بـ إستنكآر: مآ أفهـم ؟
نآهد وكل مدى تزيد من جرعة الإستفزآز له لأجل توصله للي تبيه هي بس عن طريقه هو: إيه مآتفهم .. أقولك مآ أبيك ولآ أبي أشوفك وإذآ سمحت إطلع برآ غرفتي .. والحيـــــــن
آدم ببرود: وآلله ؟ أجل أوريك أنآ شلون مآ أفهـم ..
إتسعت عيونهآ بدهشه وهي تشوفه مقفي عنهآ صوب البآب لحد مآ لف المفتآح مقفلـه ثم إلتفت عليهآ وقد ملت الخباثه ملامحه وتمكن المكر من تعابيره ..

نآهد: وش بتسوي إنت ؟!!
آدم: رح تشوفين ..
ردت خطوتين لـ ورآ بملآمح ذهول وعدم تصديق: وش إللي بتسويه إنت يآلمجنوون ... مآدرت إلآ وهو رآفع البدي عن جسمهآ رآميه بـ الأرض كآشف عن نصفهآ العلويّ مآغير بـ " بـرآ " بيضآء اللون ثم دنق جسمه لتحت .. يدينه تحت ركبتيهآ رآفعهآ على ذرآعينه

.....: آآآآدآآآآآآآم
نزلهآ على السرير بهدوء وبدآ يفك أزرآر ثوبه الكحلي الضيـق وإللي حدد بنية جسمه الطويل النحيف: إيـش آدم !!

نآهد بهمس: آدآآم وقـــف ..
آدم بـ إبتسآمه مآكره: وأنآ بعدي بديــت لأجل تطلبينـي أوقــف
نآهد وإللي إتسعت إبتسآمتهآ وهي تبعده بضعـف عنهآ بعدمآ إنهآل عليهآ بقبلآته الحآره: هههههه آآآآدآآآآآآآم
آدم بهمـس: أششششششش ........


/
/
/
/



بنفس التوقيت ..
بغرفتهآ إللي صآرت مكآنهآ الأوحـد وإللي بها كل وقتهآ .. من السرير للشبآك تنآظر بـ السيّآرآت القليله إللي نآدراً مآتمرّ من هآلشآرع المنعزل خآفت الأضوآء .. ومن الشبآك لسريرهآ مره ثآنيه ..
بخلآف طلعتهآ بـ الصبآح من الغرفه للصآله تآخذ الوجبـه إللي يتركهآ لهآ تآكلهآ ثم ترد مره ثآنيه للغرفـه ...

تأففت بـ إشمئزآز من ريحة ملآبسهآ وإللي فآح منهآ ريحـة الصآبون .. شكلهآ بآلغت هآلمره وهي تغسل ملآبسهآ بـ الصآبون المخصص لليدين ! " مآعليه تووفي تحمّلي شـويّ .. "
لوت فمهآ بـ قلة حيله " لو أموت مآبعيدهآ وأطلع بدون ملآبسـي ... إيه يآربي .. أشششوى إنه مآرد من وقتهآ "

مآل رآسهآ المسند لظهر السرير وهي ضآمه المخده بحضنهآ غمضت عيونهآ بـ إستسلآم ...


***

دنقوآ ثنينآتهم روسهم للأرض بعدمآ طآحت الفوطـه بـ إختلآف النظره والتعبيـر ...
كآنت عيونهآ مفجوعه فآتحه فمهآ شبـر من الصدمـه بينمآ هو إللي كسآه البرود ...
وآقفه قبآله ربـــي كمـــآ خلقتنــــي ! بس وش فيهآ سآكنه ! حتى إنهآ مآوطت للأرض بسرعه وشآلت الفوطه عنهآ تستر فيهآ نفسهآ !! بعدهآ بمكآنهآ ثآبتة الحركه شآخصه بنظرهآ لـه بصدمـه مآختفت أو حتى تقلص مدآهآ عن ملآمحهآ الشآحبه !

تغريد وإللي تخربط تفكيرهآ وضآعت علومهآ من هآلموقف إللي دعت ربهآ بـ أصدق رجآ إنهآ تنمحـي من الوجود ... والأمـرّ إن مو بيدهآ شيّ .. مآهيب قآدره توطي للأرض وترفع الفوطـه .. إن صآر هآلشيّ فـ رح تنكشف .. الجوآل بعده بيدهآ إللي مدآريتهآ ورآ ظهرهآ وبعدهآ مبلمـه ومتنحـه بمكآنهآ ..

مآلك وإللي تحركت عيونه بثبآت من رجولهآ إللي غطتهم الفوطـه بـ الأرض صعوداً بـ التصوير البطيــئ لحد مآستقرت عيونه المستمتعه بعيونهآ المفجوعـه !

بلـع ريقـه بهدوء رآمقهآ بنظره خبيثه غآمضـه مضيق فيهآ عيونه العسليـه الحآده بعدمآ مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره .. أتبعهآ بـ رفعة حآجب سريعه مقوس شفتيه بـ إعجآب بينمآ حركت هي رآسهآ بـ النفـي وقد أدمعت عيونهآ بملآمح ضعــف منكسـر ..
لحقهآ بسرعـه رآفع يدينه الثنتين بـ الهوآ كـ حركة إستسلآم انه مارح يقربها ثم أقفـى بعدهآ بهدوء لـبرآ الغرفـه ...


***

فتحت عيونهآ وقد إتسعوآ أقصآهم على هآلذكرى الأليمـه بـ النسبه لهآ وإللي من بعدهآ أقسمت لتكسر الجوآل ولآعآد تبي تشوفه هو السبـه بكل إللي صآر معهآ بـ الصباح وهالموقف الحقير إللي إنحطت فيهآ لآ وكملتهآ بجمودهآ كن الوضع مره عآجبهآ !! وش إللي بيظنـه الحين هآلمآلك !!
ضربت جمب رآسهآ الأيمن بـ قبضتهآ وكنهآ تطرق عليه " آآآآه يآلغبيـــه يآلمتخلفـــه قسسم إنك تستآهلين .. هآآ وريني وجهك شلون بتقآبلينه بعد إللي صآر آلله يآخذني وأرتآآح قبل أشوفه مره ثآنيه آآآآآآآخ يآويل حآلي من هآلفشلــه يآآآويلــي آآآآآآآخخخ يآربـــي آآآآخ "


وقفت بسرعه عن السرير لبرآ الغرفـه تجيب لهآ شيّ تشربـه .. من بعد إللي صآر بـ صبآح اليوم وهي مآطلعت من غرفتهآ ولآ دخل جوفهآ شيّ لين الحيـن ...
أول مآطلعت من الغرفـه إلآ وتطيح عيونها على شنطـه سودآء جرآر متوسطة الحجم ..
إنفرجوآ شفتيهآ بـ إبتسآمة عدم تصديق وهي تجري صوبهآ: أخييييييييراً ملآبســي .. آآآآآهـ كريم يآرب .. أخيراً ببدل هآلملآبس إللي غثتنـي بريحتهآ أخيــ ......... بهتت ملآمحهآ بعدمآ فتحت الشنطه وشآفت محتوآهآ !
وش هآلملآبس !!

تمت ترفع القطـع وتفردهم تشوفهم ثم تردهم مكآنهم وتشوف غيرهم وقد رقت ملآمحهآ بـ إنكسآر وملت الدموع عيونهآ .. هذي مو ملآبسهآ أبدّ .. بـ الحقيقـه هذي مو ملآبس نسآئيـه بـ الأسآس !
رمت قميص قطني أبيض من يدهآ بقهر بعدمآ إنهآلت دموعهآ: وجـــــــــــع .. وجــــــــع وجــع .. آآآآهـ يآآآرب ليــش كذآآآآآآ لــيييييييييش !!! هذي مو ملآبسي .. مووو ملآآآآبســـــي .. وآلله طفشت .. طفشت ومآعآد فينـي .. مآعآد فيني مآنيب قآدره أتحمل أكثرررررر مآنيب قآدره .. مآنيب قآدره يآآآرب مآنيب قآدره ..

كآنت تنتحب وتشكـي حآلهآ لربهآ بـ إنكسآر ودموعهآ تتسآقط قدآمهآ بـ الأرض وهي مركزه على ذرآعهآ الأيسر بيدهآ اليسرى المثبته بـ الأرض ومدنقه رآسهآ لحد مآطآح القميص بـ الأرض .. رفعت عيونهآ المدمعه تشوفــه ...
تمت لحظآت سآكنه لحد ماسحبت مخآطهآ إللي سآل من أنفهآ بسبب بكآهآ وصآرت تمسح دموعهآ بظهر كفهآ الأيمن ...


سحبت القميص بقبضهآ ووقفـت وهي تدور بـ الشنطه عن إللي ينآسبهآ من هآلملآبس ...
كآن صدرهآ ينتفض كل لحظـه من أثر بكآهآ المكبوت وهي تحوس بـ الملآبس لحد مآستقرت على قطعـه دآخليـه .. فنيلـه بيضـآء ! رمتهآ على القميص الأبيض إللي طآح بـ الأرض ثم تمت ترفع بنآطيل قمآشيـه وغيرهآ قطنيّه وتقيسهم على طولهآ وللأســف مثلمآ خمنت إستحآلة إن تلقى شيّ بهآلملآبس أقرب لقيآسهآ .. وإن كآن صآحبهآ يوصـل طوله للـ 190 سـم على أقصى تقدير شلون بتلقى هي شيّ ينآسبهآ !

إستقرت على بنطلون ريآضي قطنـي أسود اللون وإللي تقدر تضيقـه على جسمهآ بسبب ربآط الخصـر إللي فيـه ...
دخلت غرفتهآ بعصبيه وتمت تبدل ملآبسهآ إللي لآزمتهآ لـ إسبوع وأكثر !

دخلت يدينهآ تحت شعرهآ ونفضته من دآخل القميص وإللي كآن مغرقهآ بسبب حجمه الكبيـر .. هذآ غير البنطلون إللي كآن مغطي حتى أصآبع رجولهآ ..
وطت للأرض وصآرت تشمر البنطلون إللي كل مآثنته ثنيه إلآ وترد تنفك مره ثآنيه بسبب وسع البنطلون وخآمته القطنيـه النآعمه ...


تبدلت ملآمحهآ من ضيـق وعصبيّه لـ ذهـوول من سمعت صوت تصفيق البآب ..
إستقآمت بوقفتهآ مصلبه ظهرهآ وعيونهآ على بآب الغرفه المفتوح .. تمت تدور عيونهآ بتفكير " يآوييييلــــــي قد عفست كل ملآبسه .. لآ والشنطـه مفتوحه بعد .. آلله يآخذك يآتغريد قسسم بآلله إنك جد حيوآنه وتستآهلين كل إللي بيصير لك الحيــ ........... "
تعلقت عيونهآ بعيونه ثوآني قطعتهآ وهي ترمش بقوه وتوآلي بينمآ هو أسند كتفه للبآب رجل تتقدم رجل مكتف يدينه رآفع حآجب وآحد بنظره اعجاب تفحصيّه لشكلهآ بملآبسه !

تغريد وإللي بكل موقف تنحط فيه معه مغير ينعقد لسآنهآ وتنشل بـ أطرآفهآ .. وش هآلـتأثير المرعب لهآلمآلك عليهآ !
مآلك بـ إستنكآر: خير إنشآلله !!
.....: هآه ؟
ضآقت عيونه برفعة حآجب إستنكآريه من بلآهة ملآمحهآ وإستفهآمهـآ !

حرك عيونه عليهآ من رآسهآ لـ رجولها بنظره سريعه أوصلت لهآ المغزى من كلآمه بينمآ أطبقت هي فمهآ بآلعه ريقهآ وعيونهآ تدور بـ الأرض بـ تفكير ...
مآلك: هــآ !!
رفعت رآسهآ بسرعه له: هــآه ؟
مآلك " وش فيهآ هذي بعـد !! هآلبنت فيهآ شيّ غريب وذآ إللي بيشيب رآسي أكيد .. ليكونوآ هلهآ ذولي سووآ لهآ شيّ .. مب غريبه دآم ذآ شكلهآ من الضرب .. أجل لو طولت شويّ عن كذآ قبل أتزوجهآ وش كآن حآلهآ ! بآخذهآ جثـه ! أو يمكن حتى مآكنت بحصلهآ جثـه " ...
تغريد بربكه وآضحه ولعثمه: ءآآآ .. آآآآ أنآآآ آآآ ..
حرك رآسه بـ الإيجآب يستنطقهآ: أهــآآآ .. إنتــي !
تغريد: أنآآ .. ءآآ آآ آآسسســ .. آآسســ .. آآسففففففففــه ..

إنعقدوآ حآجبيه بـ إستفهآم إستقآم بعدهآ من ميلة جسمه ع البآب مدخل يدينه بجيوب ثوبه السكري بـ إنتبآه لمغزى كلآمهآ .. على إيش تعتذر بـ الضبـط ! ليكون على نذآلتهآ معه ! على بآلهآ هآلشيّ يمرّ مرور الكرآم بمجرد إعتذآر سخيف منهآ !! - ضيق عيونه بترقب للإجآبه - : على إيش آسفـه ؟
فهت ثوآني بملآمحه الجآمده ثم بلعت ريقهآ بتوتر من نظرته الغآمضـه لهآ أردفت بعدهآ وعيونهآ بـ الأرض هآمسه بخفوت وقد ملآ صوتهآ نبرة الإحرآج: إني لبست ملآبسك ..

مآلك وإللي شويّ بينفجر عصبيّه وقهـر .. وده بس لو إنهآ تظهر على حقيقتهآ إللي بينتهآ له بـ آخر مكآلمه ووقتهآ بيرتآح نفسياً من عذآب تسآؤلآته .. ووقتهآ بس يقدر يفرغ مآبجوفه من غيظ وقهـر بـ ضربهآ أو حتى ذبحهـآ .. مآيهـم .. بس وش هآلدور التمثيلي إللي بعدهآ عآيشه فيه !! هذي من جدهآ ولآ مغير تستفزه !! وبأي حق تستفز مع وجههآ !! وحده بمثل سوآتهآ المفروض تدفن نفسهآ بـ الترآب خوفاً منه وهذي الحين تعتذر إنهآ لآبسه ملآبسه !
سأل بجفآف وآضح بنبرته الحآده من بين أسنآنه: وليش لآبسـه ملآبسـي !!

عضت شفتهآ السفلى بـ أسنآنهآ العلويه مشبكه يدينهآ الثنتين ورآ ظهرهآ وعيونهآ بـ الأرض هآمسه: عشآن مآعندي ملآبس
ضيق عيونه بحده لحد مآختفوآ بـ إستنكآر هآمس: وشهـو ؟
رفعت كتوفهآ بهزه بسيطه بمعنى إن مو بيدهآ: صآر لي إسبوع أغسل ملآبسي وأنتظرهآ لين تجف وألبسهآ ..
مآلك بهدوء وبعده مو فآهم شيّ من كلآمهآ: ليش وينهي ملآبسك ؟
تغريد: بـ الشنطـه بـ سيآرتك وإنت مآجبتهآ
تمّ لحظآت مثبت عيونه بـ عيونها بنظرة حآده يجمع شتآت أفكآره لحد مآ إتسعت حدقتيه بدهشــه بعدمآ ربط الأحدآث المتنآقضـه وإللي مآ إكترث لهآ من الصباح ...


من أول مآطلع بسيآرته للمغسلـه وقد وصآهم يتخلصون من الشنطه إللي بـ السيآره ..
نظفوآ له السيآره وبوقت تسليمهآ خذآهآ إلآ ويتفآجئ بوجود شنطـة سنـد مكآنهآ !!
أجل هآلأغبيآء مآسمعوآ كلآمه بس شلون وهم قد أكدوآ له إنهم تخلصوآ من الشنطـه إللي كآنت موجوده بسيآرته ..
غمض عيونه بهدوء بعدمآ إتضحت له الصوره " آآآخخخ هآلبنقآل الأغبيــآآآ قسم لأقطـع عيشهـم !! قصدت شنطـة سنـد قآموآ خذوآ شنطـة تغريـد ! وش هآلحآلـه !!! وأنآ شلون نسيت شنطتهآ بـ السيآره من أول يوم ! معقوله إسبوع وأكثر مآلآحظت !!!! لآحووول والحين مآلهآ أي ملآبس وش هآلسآلفه الحين !! "


مآلك بعصبيه وهو يخطي خطوآته الوآسعه صوبهآ: وإنتي مآفي برآسك مـــــخ !! ليش مآتكلمتي من أول !!
رجعت تغريد خطوه لورآ بخوف وآضح وهي تصد بيدينهآ تمنعه يقرب عليهآ كحركه دفآعيه لآ إرآديه وقد رقت ملآمحهآ ولمعت عيونهآ ...
أطبق مآلك شفتيه بقهر .. لو إنهآ مآتبين قدآمه بهآلضعف رح ينرحم .. وده بس لو يكفخهـآ وقتهآ ممكن يرتآح شويّ من هآلإحسآس إللي خآنقـه إنه منقهر منهآ ومآهوب قآدر يعآقبهآ على هآلشيّ بـ الحيل مآنع نفسه عنهآ ...
" ليش سآكتــه !!! صيحــي تكفيـــن !! إرفعي صوتــك .. إشتمــي .. سبينـــي .. بس لو كلمــه وحده تكفيــن عطينـي ســبب لضربك خلني أرتآآآح "


همس من بين أسنآنه: ليش تبكيـن ؟
تغريد: ........
مآلك من بين أسنآنه: ليـش تبكيــن أسألك !!
تغريد: .........
مآلك وإللي ظن إنهآ فرصـه يفرغ مآبجوفه من قهـر كـ وسيلـه لكبت جموح رغبته المتوحشه تجآههآ وإللي ظنه مآرح يقدر يقآومهآ أكثر .. وش بعد أكثر من شوفتهآ عآريـه بـ الصبآح وشوفتهآ الحين بهآلشكل المبآلغ فيـه من الإثآره و الإغرآء والأهم إنه بشكل مو متعمد وهي بملآبســه !


سحب شعرهآ البنيّ الحريري من مؤخرة رآسهآ وقد إلتف على يدينه: يوم أسألك شيّ تجآوبيــن .. فآهمــه !
تغريد وإللي كآنت تتلوى من ألم شعرهآ وإللي كآن هو أكثر مآ يآلمهآ .. وش كثر تجرجرت وإنسحبت من شعرهآ لين تخلع من جذوره سوآ من وآئل أو أبوهآ أو عمّهآ .. والحين دور هآلمآلك ...
مآلك من بين أسنآنه: مآتفهمين إنتي .. - علت نبرته الجآفه بصيآح - مآتفهميــــــــن !!
تغريد بوهن من بين بكآهآ وتأوهآتهآ المتوآصله: آآآآي .. آآآآآآ .. ءآآآ .. آآآآسسسفــه .. آآسفــه .. وربي آآسفـــه .. آآآآآآآآيي آآآآهــ آآآآآ آآسفآآآآآهـ آآآهـي آآآآهـ
مآلك بسخريه وبنبره عآليه موآزيه لنبرة صيآحهآ: إيــش !! آسفــه !! كثري منهآ هذي ..
تغريد ببكآ: إنت ليش تسوي فيني كذآآآآ حرآآم عليك آآآآآآهـآآآآ آآآي .. بـ إيش غلطت معآك بـ إييييييش فهمنـــي

مآلك وإللي كآن يجرهآ من شعرهآ الملتف على قبضته يمنه ويسره وهي تتلوى من ألمهآ بـ مقآومه: حرآم علـي !! حرمة عليك عيشتك يآلفآجـ ** .. بعدك مآشفتي شيّ من الحرآآم .. توك بـ أول طريق عذآبك يآتغريد ..
تغريد بصيآح: وآلله حرآآآم علييييييــــــك ..
مآلك بـ إستهزآء: إيــش !! مآسمعــت !
تغريد ببكآ مغمضه عيونهآ بمقآومه لـ ألمهآ من شدة شعرهآ العنيفه: آآآآآآآهــــيييي حرآم علييييك .. آتركنــيييييي .. تكفــــى يآمآلــك
رخت مسكته لـ شعرهآ من وقـع إسمه على أذآنه بهآلنبره الضعيفه البآكيه تترجآه .. تكفـى يآمآلــك !!!


فلت شعرهآ بهدوء مخآلف لهآلثوره العنيفه بدآخلـه ..
إبتعدت عنه خطوآت وهي تتحسس رآسهآ بألم وتملس شعرهآ وقد ملت دموعهآ خديهآ المتورميـن ...
مآلك وإللي ظن إنه بيرتآح لآمنه أبكآهــآ .. يآويلـه الحين من سوآة نفسـه وهو يندم حآلـه .. هآلشيّ مآزآده إلآ قهـر وغضـب مآهوب دآري شلون يكبتـه أكثر او وين يفرغـــه !!


إتسعت خطوآته بملآمح مقطبـه أقصآهآ من الغصب سآحبهآ من معصمهآ الأيسر ورآهـ ...
إرتمت للأرض بطولهآ بمقآمـه عنيفـه منهآ تمنعه يسحبهآ .. بنبره عآليـه إحتدت من بكآهآ وترجيهآ البآئس: لآآآ يآمآآلك .. لآآآ .. لآآآآ تكفـــى .. لآآآآآآآآآآآآآآهـــــ

/
/
/
/
/
/
/


منتصـف الليــل ..
وبـ منتصف الدور الرآبـع من القصـر تعلقت بـ ذرآعه رآفعه ذآقنهآ بـ ترجـي: رآئـف تعآآل معـي
إنرسمت الإبتسآمه الخفيفيه بملمحه الجآمد هآمس: يعني مآكفآك إسبوع
حركت رآسهآ ب النفي مبوزه بـ دلع مصطنع: لاء مآكفآني .. ولآ رح يكفينـي
رآئف: دآريييييين
شددت من مسكتهآ لـ ذرآعه بـ عند: اليوم من أوله كآن معي يعني اليوم بطوله لـي أنآ .. ليش رح تخليني الحين

رفع يده فوق يدهآ ونزلهآ عن ذرآعه بنظره جديّه: دآرين
ثبتت عيونهآ بـ عيونه وهي ترمش بسرعه بينمآ رآئف إللي سفههآ بآلع ريقه ببرود علّه يفتك من تأثير سحر جمآلهآ إللي كآن أسيره بهآلإسبوع والظآهر إن بعده مسحور ..
رآئف: مثل مآ لك فينـي غيرك بعـد لـه

توهآ بتفتح فمهآ إلآ وأسكتهآ بـ قبله رقيقـه على طرف فمها الأيمن ثم همس: تصبحيـن على خيـر
أطبقت شفتيهآ بـ قلة حيلـه وإنقيآد هآمسه وهي تمسك بـ شنطتهآ الجرآر: وإنت من أهل الخيـر .. - اطبقت شفتيها بقهر بعدما صدت هنه صوب جناحها - " طيب يآلزفت حوريّـه .. اصبري بس عليّ لين أروق لك .. مو دآرين إللي تقبل الأنصآف .. تجهزي ياحووور لـ بلوى بتجيبك بـ أرضك "

تمّ ينآظرهآ تمشي بـ الممرّ الأوسط قدآمه لحد مآختفت بـ جنآحهآ ومشـى هو بعدهآ بهدوء مخآلف لـ نبض قلبـه المحتـد ...
خطوآت قليلـه تفصلـه عن دآرين وتقربـه من حــور ..

كآن مضيق عيونه معقد حآجبيه من أول مآدخل الجنآح وعيونه تمسـح المكآن بدآية من الصآلـه وإللي كآنت سآكنه بـ الإضآءه الخآفته فوق طآولة البليآرد .. حتى إن التلفزيون إللي دآيم مشغل ع الفآضي والمليآن مسكــر !
مشى لـ غرفة النوم على يقين إنه رح يشبع نظـره بشوفتهآ ومآسرع مآتبدد هآلظن وهو يشوف الغرفـه فآرغـه والسريـر مرتــب !

أسند ظهره بـ ظهر السرير بعدمآ جلس على طرفه مثني رجله اليمنى تحته واليسرى بـ الأرض بعدمآ نزل غترته والعقآل جمبه وطلع جوآله ..
توه بيدق عليهآ إلآ ويلمـح جوآلهآ ع الكومدينه جمبـه !
أطبق شفتيـه بـ غيظ مشدد على جوآله بيده ومآسرع مآتحولت هآلملآمح الغآضبه لـ ثبآت وهو يدور إسمهآ بين الأسمآء ...

نسـ .. نسـ .. نسـ .. نسمـــه !

بـ الدور الثآني تحديداً بـ الجنآح الوردي النآعـم .. كآنوآ ثنينآتهم قآلبينهآ صآلون تجميـل .. مآخلّوآ شيّ وسووهـ .. تحمموآ وسشوروآ شعرهـم .. كلّ وحدهـ جففت شعر الثآنيه والحيـن يعدلون أظآفرهـم ..
كآنوآ ثنينآتهم بنفس اللبـس .. قميص وردي اللون كـت .. يوصل طوله لـ أسفل الركبـه يتوسطـه رسمـه كرتونيّـه ..
نسمـه قميصهآ رسمـة القطوه كيتـي وحوريه قميصهـآ العصفور تويتـي ..

فرقت حوريه أصآبعهآ البيضآء الطويله بعدمآ صبغت كل إظفر بـ لون مخآلف وتمت تنفخ فيهم وهي نآيمه على بطنهآ وتحرك رجولهآ بـ الهوآ ريحه وجيّه: يعني إنتي حآسه إن ورده تعرف خطيبهآ دآ !!
نسمه بعدهآ تلون أظآفرهآ: قسم إنك غبيه يآبنت إنتي مآتفهمين .. مرآموووه بنفسهآ هي من قآلت
حوريه: أنآ معرفش مرآم ئآلت إيه !

نسمه: مرآم مآحكت شيّ صرآحتاً .. بس إللي أعرفه إن آدم أخوهآ فوتوجرآفر وكآن بمصر بـ سفره من سفرآته وتلآقى هو ورده .. يعني تبين تقنعيني إنهم مآتلآقوآ غير هآلمره !!!! مآشآلله وينهم ذولي إللي يشوفونآ مره وحده ويطيحون فينآ يجون يخطبونآ .. مآآآآلت بس
حوريه: هههههه وإنتي ليه متدآيئه كدآ !

قلبت نسمه عيونه بقرف: مآني متضآيقه ولآ شي بس يعني هآلحركآت مآلهآ دآعي .. ترآ ورده تصير بنت عمي .. مرآم على مين تلعب يعني !! الحمدلله والشكر خلآص ندري إنهم يعرفون بعض ويحبون بعض ويموتون على بعض وش فيهآآ يعني ليش ينكرون !!
حوريه: هففففف نسمـ ........

.........: بـــــــــــسسسسسس

برقت عيونهآ موقفه كلآمهآ من صآحت نسمه وهي ماسكه جوآلهآ بوسط كفهآ مفرقه أصآبعهآ وتنآظر فيه ..

حوريه بقهر: مآلك يآغبيـــه إنتي خضيتينـي "خرعتيني "
نسمه: رآئف رآئف رآئف رآئف
تعدلت حوريه لـ وضع الجلوس مربعه: هوآ إللي بيتصـل !!
نسمه: إيه هذآه يدق علي إنتي وش إللي مهببتــيييييه
قلبت حوريه عيونهآ بـ إشمئزآز ثم رمت نفسهآ على ظهرهآ نآيمه - أردفت ببرود - : مترديش
نزلت نسمه الجوآل: مآرح أردّ أصلاً بس ليش رآئف يدق ؟ وش تتوقعين ؟
حوريه: أكيد وصل من السفـر
برقت نسمه عيونهآ وكنهآ تذكرت: من جــــــــــــــــدك !!
نآظرتهآ حوريه ببرود: أهآ

نسمه: إيه وآلله شلون نسيت !! وإنتي يـآلغبيه تآركه زوجك ونآيمه عندي !
حوريه بلآمبآلآه وهي تنآظر بـ أظآفرهآ بعدمآ فرقت أصآبع يدينهآ الثنتين بـ الهوآ: أنآ هنآم عندك وخليه ينآم عند الزفته دآرين مآهو نآيم معآهآ إسبوع مفرئتـش يوم زيآده
نسمه: من جدك تبينه ينآم عند هـــذييييييك !!
حوريه: أهآ .. أصلاً مش عآوزه أشوفه !
نسمه: أقوول تعدلي خل نحكي زين وفهميني وش إللي تفكرين فيه !! وشهي الخطـه !!
حوريه: نسمه بطلي هبل
نسمه وإللي إنتفض جسمهآ من رجع يدق الجوآل مره ثآنيه - صآحت بـ خبآل - : رآئف رآئف رآئف رآئف

حوريه: أستغفر الله .. آلله يشفيــكي بقد
نسمه بـ لعوزه وربكه وآضحه: وشششش أرد وششش أقووول
قوست حوريه شفتيهآ بلآ مبآلآه: متـــرديش
رفعت نسمه حآجبيهآ موسعه عيونهآ بعدم تصديق: وشهــوو !! قسم إن درآ رآئف يذبحنـآ ثنينآتنآ بعدمآ يكفخنآ لين يشبعنآ تكفيـخ .. ليش أصلاً مآيدق عليك إنتي وش هآلورطه بس يآآربيييييه
حوريه ببرود: أنآ سآيبــه موبآيلـي فـوء

نسمه بقهر: فآلحــه .. ثآريه يدق علي أنآ يآويلي ويلآآآآآآآه
حوريه بعدمآ سكت الجوآل بـ إنتهآء الإتصآل: خلآص إقفلـي موبآيلك عشآن ميتصلش
برقت نسمه عيونهآ وصآحت بـ إستنكآر: وشهــوو !! تبينه يرد يدق مره ثآنيه ويلقآه مقفل !!! قسم ليجيبنآ بـ أرضنآ .. حور إخزي شيطآنك وإنقلعي لـ زوجك مآنيب نآقصه لآتورطينـي مع رآئف هذآ مآحد يعرف يتفاهم معه
حوريه: لآء مش هطلـع .. أنآ هنآم عندك النهرده
نسمه بترجي: حووور لآتختبرين صبر رآئف تكفين ذآ توك مآتعرفينه لآطلع شيطآنه برآسه وش يسوي ..

أطبقت حوريه شفتيهآ وهي تتذكر ذآك اليوم الشؤم بـ مصر يوم جآبهآ فعلاً بـ أرضهآ هي ومهـآب ! هذآ مو هو إللي يطلع شيطآنه بـ رآسـه .. هو إللي يطـلع بـ رآس شيطآنـه ..
مآلت حوريه على جمبهآ: اعمليه سايلنت وتعآلي هئوللك
صمتت نسمه جوآلهآ مخليته على وضع الإهتزآز ثم ربعت رجولهآ: هآآآ
حوريه: عآوزه تعرفي الخطه !
نسمه وإللي إتسع فمهآ بـ إبتسآمه عدم تصديق متحمسه: هــــــــــآآآآ قووولــــي
إعتدلت حوريه مربعه رجولهآ هي بعد مقآبله نسمه وجهاً لـ وجه: شوفـي
نسمه: هآآ

حوريه: أنآ لآزم أعلم رآئف اخوكي دآ الأدب
صفقت نسمه بحمآس: يآآآآآآي حدددددي متحمسسسسه .. هآآآ شلووون
حوريه: آمممم يعنـي لآزم أخليّه مع نفسه .. زي دلوئتي كدآ .. يتصل ولآ أعبره .. خليه ينآم مع نفسه
نسمه: آمممم يعني تتمنعيــن عنـه !
رفعت حوريه حآجبيهآ موسعه عيونهآ وفآتحه فمهآ ببلآهه: هــآه ؟
ضربتهآ نسمه على ركبتهآ وهي مقفله عين وحده بـ لعآنه: هههههههه أيوآآآ أيوآآآآ أيآآ الخآيســه فهمت عليك

حوريه بـ سذآجه: إزآآي !
نسمه: ههههههه خلآص فهمت عليك .. إيييه عجبتني هآلخطه بس ترآ رآئف صبره قليل .. قسم إن طآلك لـ يتوطآك يعني وين بتتخبين منه مصيرك تطيحين بيده !!
طيرت حوريه عيونهآ بعدمآ قلبتهآ بـ قرف: لآزم أعلمه الأدب ليه يحرمني أكمل درآستي وسآمح للزفته دآرين دي تكمل !!!
نسمه بـ إستحقآر مشترك: إييه وآلله إنهآ مخيسه وعرفت شلون تقنعه حسبي آلله ع العدو
عضت حوريه شفتهآ السفلى بغيظ مكبوت: أوووفففف بقــد همـوت من الئهـر بسبب الزفففففففتــــه دي
تحسست نسمه ركبتي حوريه المكشوفه بسبب قميصهآ القصير: خلآص حور لآتضآيقين نفسك بسبة هذيييك ..

حوريه بقهر: نسمه أنآ بقد مش مسدئه إن رآئف منعنـي أكمل درآستي وهي لآء .. طب إشمعنى !!!!
نسمه بـ لؤم مصطنع وهي مضيقه عين وحده بتفكير: إيييه مآهيب سهله هـ الزففففت دآرينووه عرفت شلون تآكل عقلـه وتقنعه تكمل .. لآ وبـ لندن بعد آلله يآخذآهآ
حوريه: أووووففففف هموت بقــد

نسمه بسرعه تلحقهآ: لآآآآ بعيد الشـر بسم الله عليك .. هذيييك الدآرين الخايسه إنشآلله ولآ إنتي بعد قلبي والله ياحور .. تموتين ومنهو السبب !!! ذيك الزفت !! تخسى جعلها الساحــــــق
حوريه بلهجه سعوديه: المآحـــــــــــــق
نسمه بـ تأكيد: والبلآ المتلآحــق
تموآ ثوآني سآكتين يبرقون ببعضهم لحد مآنفجروآ ثنينآتهم ضحك: هههههههه


/
/
/


عند رآئف وإللي تيقن عدم الإستجآبه من نسمه بسبـة الوقـت .. هم الحيـن السآعـه 1 الليـل وأكيد قد نآمـوآ ..

مسـح وجهه بكفيـه بعدمآ زفر نفس مسموع وصآر يفك أزرآر ثوبـه ..
نزل رجله اليمنى بـ الأرض وصآر مستند بأكوآعه على ركبتيه ينآظر تحته بتفكير .. شلون بيكون شكل علآقته بـ حوريته ! لحظـه تصد عنـه ونفس اللحظـه تقدم له دعوهـ مفتوحـه ! وش المفترض يسويه مع هآلطفله المرآهقـه ! شلون زوآجهم هذآ يتحول لعلآقه حقيقيـه مثل علآقته بـ دآرين وإن صآر هآلشيّ فعلاً فمن إللي رح يبدآه !
زفر نفس هآدي مكتوم .. الأكيد إن البدآيه من عندهآ ولآ شلون بيبدآ هو مع هآلـطفله هآلشيّ ! أحسن خيآر إنه يتركهآ هي من تبدآ وبـ الطريقه إللي هي تبيهآ ...

توه ووقف عن السرير إلآ ويدق جوآله .. عقد حآجبيه من إسمهآ على الشآشـه .. دآرين المآلكــي ..


سحب على جوآله فآتح الخط بنبره هآديه: دآريـن !
دآرين وإللي وضح الدلع المصطنع المستفز بنبرتهآ: مآرح أعتذر إن كنت أزعجتك أو عطلتك عن شيّ لأني أدري إني مآ أزعجتك وإني الحين مو معطلتك عن شي
رآئف ببرود مآهوب فاهم شيّ من كلامها: شقصدك !
دآرين: ليش مآتجـي عندي !
غمض عيونه بيأس هآمس: دآرين وش قلـ ......
مآكمل لأنهآ قآطعته بسرعه: أدري أدري أدري .. مثل مآلي فيك لـ غيري فيكـ .. بس وينه غيري عنك !! كن غيري مآيبيك فـ أنآ أبيـــــك
رآئف وإللي ضآقت عيونه بـ إستنكآر للي فهمه من القط إللي تقطه بس مآيبي يأكده وإلآ رح تكون هآلليله أسود من السوآد بذآته على روسهم ثنينآتهم .. حور ودارين - همس بـ استفهام - : وش قصدك إنتي !!
دآرين: حبيبي رآئف أدري إن حوريه تآركه لك الجنآح بكبره ونآيمه عند نسمه .. كنهآ مآتبيك أنآ أبيــ ...........
طوط طوط طوط طوط ...

نآظرت بـ جوآلهآ بعدمآ قفل الخط بـ وجههآ وقد إنرسمت الإبتسآمه الخبيثه بملآمحهآ الحآقده: ههههه جـد إنك بــزر يآحـور .. الحين هذي سوآة وحده لـهآ ضُـره وتبي تكسب زوجهآ لـ صفهآ إهـي !! تآركته ونآيمه عند أختـه !! هههههه خل أشوف الحين وش بيصيــر ...

عند رآئف وإللي كآنوا شيآطين الجن كلهم يتنآقزون قدآم عيونه ...
رمى جوآله بعصبيه على السرير بعدمآ إنتهت مكآلمه ثالثه بـ إسم نسمـه المآلكـي ولم يتم الردّ عليهآ !
طلـع من الجنآح وحده معصــب لين وصل للأسنسيــر ومنه للدور الثآني ...

رفعوآ ثنينآتهم روسهـم صوب البآب بعدمآ إنفتح بسرعه وبدون إستئذآن ..
.......: وجع إنتي شلون مآتستأذنين قبل تدخلين !!
الشغآله بلعثمه: م .. م م م م ... م
نسمه بعصبيه: م م م م وش فيك إنتي قلبتي خروف وتمأمئين خير إنشآلله !!
الشغآله: مستر .. ممممــ .. مستـر رآآآ ... رآآآآئــيـــف ..
نسمه: رآئف !! علآمه !!
الشغآله بخوف وآضح: فيـه برآآ وإبغى إنت

نسمه وحور إللي تفنجلت عيونهم المصدومه وتعلقـت ببعضهآ فآتـحين فمهم شبــر من الصدمـه ...
نسمه وهي تنزل تحت اللحآف وتشده عليهآ بربكه: قوولي له نآيميــــــن .. نآيميــن من زمــآآآآآن .. إطلعي برآآآآ
شدت حوريه اللحآف من على نسمه وتغطت فيه: إنتي يآحقيرآآآآ غطيني معآآكي
نسمه بهمس من تحت اللحآف: حور يآويلنآ يآويلنآ قسسم إن يذبحنآ رآئف ثنينآتنآ يآويلي وهذآه نزل بنفسه لعندي
حوريه: هو ممكن يضربنآ !!
حوريه: وليش يضربك !! إنتي زوجته ومآرح يسويهآ أمآ أنآ لآآآ .. وبعد يدق علي ومآ أرد يآويلـــــــــــــيييي


كآنوآ متقآبلين بـ الوجيه كلّ وحده نآيمه على جمب .. تمسكوآ ثنينآتـهم بيدين بعض أول مآنفتح بآب الغرفـه عليهم بقـوه ...
نسمه بهمس: أشهد أن لآ إله إلآ الله وأشهد أن محمـ ............
.......: قومي إنتي ويآهآ أشــوف
نسمه وحور: ...........
رآئف من بين أسنآنه بغيظ مكتوم: قومــي .. إنتي .. ويآهـــآ .. الحيـــن
نسمه وحور: ...........

رآئف وإللي يآلله مآسك أعصآبه من هآلبزرين تحت اللحآف .. شدّ اللحآف بقوه لحد مآ أبعده عنهم بـ الكآمــل راميه بالأرض ..
صآحت نسمه بعصبيّه بعدمآ إستقعدت بجلستهآ: هيـييييييه إنـــــــــت وش إللي تسويـــه !! وشلون تتجرأ وتدخل غرفــة بنآت وهم نآيميـــــــن يآلمآتستحــــــــــــي وربي لآ أعلـــم أمي وطلآآآل وأحمـــــد بعــــد ..

إستقعدت حوريه بهدوء رآفعه حآجبيهآ موسعه عيونهآ بدهشـه من جرأة نسمه وصيآحهآ لـ رآئف وهي وآقفه على ركبتيهآ ومتخصره ..
رآئف وإللي ضآقت عيونه هآمس بـ إستنكآر: وشهـــو !!
نسمه بنفس الحده والعصبيه: مين إللي سمح لك تدخل غرفة بنآت فـ الليـــــــــــل
رآئف بـ إستنكآر: أي بنآت وأي خرآبيط
نآظرت نسمه بـ حوريه إللي وقفت جمبهآ على ركبتيهآ ثم ردت تنآظر رآئف بعصبيه: يعني أي بنآت !! أنآ وحور مآتشوفنـــآ !! شلون تدخل علينآ وإنآ نآيميــن !!
رآئف بنفآذ صبر: الحين إنتم بنآت !

نسمه بـ نظرة إحتقآر جريئه: وش رآيك يعنـي !!
رآئف: هآلبنآت وحده فيهم أختي والثآنيه زوجتي
بلعت نسمه ريقهآ بفشله ثم ردت ورفعت حآجب وآحد بـ قوه مصطنعه: وإن كآن .. مآلك تدخل علينآ غرفة النوم بهآلوقت .. والحين لو سمحت إطلع برآ عشآن نبغى ننآم

تم يقلب عيونه بينآتهم معقد حآجبيه بتفحـص .. وش هآللي هم لآبسينـه !! قميص قطنـي وردي متمآثل الشكـل واللون بـ إختلآف الرسمه الكرتونيه بـ الوسط وثنينآتهم شعورهم منتفشـه بـ إهمآل .. كمل الشكل ملآمحهم الطفوليّه ...

رآئف بنفآذ صبر .. كآفي عليه حور بزر وآحد صآرو ثنتين الحين: شغلي مو معك الحين نسمه فـ إنطقي مكآنك أحسن لك ..
نسمه بعند طفولي: حبيبي رووفي أنآ تراني بمكآني وإنت إللي دآخل علينآ .. لو سمحت آآآآوت ..
رمقهآ بنظرة توعد حآده كآنت كفيله إنهآ تنزل عيونهآ للأرض بينمآ كمل هو بتشديد: إمشي قدآمي حوريّآ
تمسكت حور بذرآع نسمه محركه رآسهآ بـ النفي بينمآ لحقتهآ نسمه بسرعه: حوريه بتنآم عندي اليوم وإنت إطلع لـ هذييييك

......: نسمــــــــــــــــه

إنتفض جسمهآ بخرعه من صآح فيهآ بـ توعـد .. التفتت لـ حوريه هآمسه: حور تكفين انقلعي لـ جنآحك
حوريه بـ ترجي: نسمه لاآآء خليني معآكي
نسمه بـ ترجي متبآدل: يآقلب نسمه تكفين إنتي خذيه وأطلعوآ برآ هذآ الحين بيكفخني ..
رآئف: مطولـه عندك !!
حوريه بـ نبره وآهنه: أنآ هنآم عند نسمـه ..
قرب صوبهآ لحد مآ إلتصقوآ سيقآنه بـ جمب السرير مميل رآسه كـ إشآره إنه مآسمع زين: إيــش !! وش قلتـي عيـدي !!

توهآ بتفتح فمهآ إلآ وأسكتهآ بنبره جآفه غآضبه: إمــــــــــشي قدآمـــــي قلــــــت ...
زحفت على ركبتيهآ وهي على السرير لحد مآوصلت عنده ثم نزلت للأرض ..
همس بـ توعد: أوريك أنآ شلون تسفهينـي

حوريه بـ نبره مهزوزه: نسمه هيّآ إللي ئآلتلي أنآم معآهآ ..
برقت نسمه عيونهآ بصدمه " يآلحمآآآآآآآره يآحووور " : وشهــووو !!
حوريه: أيوه إنتي إللي عوزآني أنآم معآكي
نسمه: وإنتي إللي قلتي لي مآ أرد عليه يوم دق
حوريه بصدمه: وإنتي إللي ئولتي لآزم مرقعش ليه على طول
رآئف إللي تكتف رآفع حآجب وآحد بـ إعجآب لهآلخبلتين إللي نسوآ نفسهم وصآروآ يفتنون على بعـض ... جد وش هالطفلتيــن !!

.............: جــــــــب ولآ كلمـــــــــه

التفتوآ ثنينآتـهم عليه مبرقين عيونهم بخرعـه من صآح فيهـم ...
مسك حوريه من معصمهآ ووجه كلآمه لـ نسمه: شغلي معك بعدين أعلمك شلون مآتردين يوم أدق عليك ..
توهآ بترد وتبرر له إلآ ويصد عنهآ سآحب حوريه ورآه من معصمهآ وإللي كآنت تترجى نسمه بنظرآتهآ فآرده لهآ ذرآعهآ تبيهآ تمسكهآ وتفكهآ من رآئف ..
نسمه وإللي رقت ملآمحهآ لـ حوريه مأشره لهآ بيدهآ تودعهآ ..
همست بخفوت: ياويلك ياحور .. رح أدعي لك آلله يوســع قبــــرك



برآ الجنآح وهو بعده سآحبهآ ورآه بخطوآت وآسعــه لحد مآوصلوآ للأسنسيـر حذفهآ بـ الدآخل قبل يشوفهآ أحد من أخوآنه وهي بهآلملآبس ..
هآمس بتوعد من بين أسنآنه: قسم بـ الله إن تندمين يآحـور
تحسست معصمهآ من مسكته العنيفه لهآ معقده حآجبيهآ بضيق بملآمحهآ: وأنآ عملت إيــــه يعني
رآئف: وش إللي موديك لنسمه !!
حوريه: عآدي نآيمه معآهآ بدل مآ أنآم لوحدي
رآئف: ليش مآعندك خبر إني برد اليوم من السفر
حوريه: ولو عندي خبر يعني منتآ هتنآم عند الهآنم التآنيه
رفعت نظرهآ له بترقب وهي ترمش بعيونهآ بعدمآ إقترب عليهآ بس مآ أمدآهم لأن بآب الأسنسير إنفتح بعد مآوصلوآ للدور الرآبع وردّ مره ثآنيه سآحبهآ ورآه من معصمهآ ..
حوريه: خلاآآآآصصصص سيييب إيـــــــدي ...
رآئف: ...........
حوريه: سيب إيدي مش ههرب يعنـــي .. آووووففففف أهآآ ءآآآهـ آآآآآ


نفض معصمهآ بـ القوه أول مآدخلوآ جنآحهم وتوه بيتكلم إلآ وتصيح فيه: إنت مقنـــــــــون .. نفسي أعرف بتعآملني ليه كـدآآ .. أنآ بعمللـك إيه !! على أد مئدر بحآول أتقنبـــك وبردو لآزم تدآيئنــي
رآئف بـ إستنكآر: وشهو !! الحين أنآ إللي أضآيقك !
حوريه: أيوه إنت إللي بتدآيئني .. أبسط دليل إني سيبآك ونآيمه عند نسمه .. إنت عملت إيه !! يآآخي سيبآك برآحتك .. رووح نآم عند دآرين أنآ مش عوزآآآآآآك
رآئف ببرود: أنآ أنآم بـ المكآن إللي أبيـه .. مو إنتي إللي تعلميني وين أنآم
مسكت جبينهآ بيدهآ اليمنى وتخصرت بـ اليسرى: آآآآآآآه يآآآآآرب ..
نآظرت فيه بـ جفآف: إنت إيه إللي رقعـك !! كنت إرتحت منك طول الإسبوع دآ هـــــف بقـــــد

تمّ لحظآت ينآظرهآ ببرود أنهآهآ ببلعـة ريق يبلع معهآ غضبـه المكبوت ثم أقفى عنهآ لـ غرفة النوم ...
جلست على الكنبه قبآل شآشة التليفزيون معقده حآجبيهآ عآضه على شفتهآ السفلى بتأنيب .. فكرتهآ بـ إستفزآزه وإنهآ ترد له إللي سوآه فيهآ قبل يسآفر خربت بآللي صآر الحين .. الحين مآلهآ إلآ الخطه القديمه تستمر عليهآ وأمرهآ لله ..
الخطـه بـ عنوآن ( شـوّق ولآ تــذوق ) .. تشوقـه لهآ ولآ تذوقـه !
وقفت زآفره نفس هآدي متوجهه لغرفة النوم ..


كآن قبآل دولآبـه وقد بدل ثوبـه ببنطلون ريآضي رمآدي اللون وبعده بـ الفنيله البيضآء الدآخليه ..
حآوطت خصره بيدينهآ إللي إلتفوآ حوله ملصقه خدهآ الأيمن بظهره هآمسه: دآرين إمتحنــت !
رآئف وإللي من لمستهآ له قد تشنجت كل أعضآءه وفآرت كل هرمونآته .. تمّ لحظآت سآكت يستوعب حركتهآ بـ الأول قبل يستوعب سؤآلهآ ..
ردّ بهدوء وهو يفرد التي-شيرت الأسود حقه: إيــه ..
حوريه بنفس الهدوء: ونقحـــت !
رآئف: بآقي مآظهرت النتيجـه ...
تركت خصره مبعده رآسهآ عن ظهره: آمممم .. طيـب ..

التفت ورآه ينآظرهآ تمشي بتثآقل وعيونهآ بـ الأرض .. إستوقفهآ بهدوء: حوريّــآ !!
وقفت مكآنهآ بس مآنآظرت فيه بينمآ هو إللي نزل التي-شيرت من يده على السرير والتفت عليهآ موآجههآ: وإنتي بعد تقدرين تدرسين وتمتحنين وتنجحيـن ..
رفعت رآسهآ بسرعه معلقه عيونهآ بـ عيونه بـ نظرآت تسأله فيهآ الصدق بكلآمه !
أردف بهدوء: أهــآ .. رح تكملين جآمعه
إتسعت عيونهآ بذهول وقد إنرسمت ابتسآمة عدم التصديق بملآمحهآ الأنثويه الفآتنه وإللي مآخفت أو قلت لـو وآحد بـ الميّه بسبب إهمآلهآ الطفولي بشكلهآ: بقـــــــــــد !
رآئف: أهـآآ ..


تمت ترمش بعيونهآ بحركه متوتره وهي تأشر بيدينهآ فـ الهوآ: أنآ أنآآ .. أنآآآ هدور من بكرآ على تخصص فـ القآمعه هنآ فـ السعوديه وآآآ ووو ... ووو
عقد حآجبيه بـ إستفهآم: ليش إنتي مو قد تخصصتي وقدمتي أورآقك بـ الجآمعه !
حوريه ببلآهه: آه بس دآ فـ مصـر !!
رفع كتوفه بهزه خفيفه: مآعندي مآنع تكملين بـ مصـر ..
حوريه وإللي كل مدى تزيد صدمتهآ .. هي أكيد بـ حلم .. لآ لآ .. لآآآ أبدّ هذي مو حقيقه لأن هذآ مو رآئـف إللي تعرفـه أبــدّ !
همست بـ ترقب: رآئف دآ بقـد !
رآئف: إيه جدّ .. مآرح أعآرضك بشيّ يخص تعليمك .. كنك تبين تدرسين بـ مصـر آوكـي .. تدرسين بـ السعوديـه خير وبركـه .. مثلمآ تبيـن ..


تمت ثوآني تدور بـ عيونهآ بـ تفكير وللحين مآهي مصدقـه إللي تسمعه بلسآن المريض الجآهـل المعقـد .. على وصفها له !! مآدرت إلآ وهي رآميه نفسهآ بحضنه محآوطه رقبته بذرآعينهآ بينمآ رآئف إللي تدآركهآ بيدينه إللي إلتفوآ حول وسطهآ بتمكن قبل يطيحوآ ثنينآتهم .. لأنهآ رمت نفسهآ عليه بـ قوه وفجأه ...
حوريه وقد تشدقت من الونآسه " دآرين أنآ بحبببببببببببـــــــــــك .. آآآآخ يآريتك تآخديه كل يوم وتزبطي مزآقــه كدآ .. إنتي أحلآ دآرين فـ العآلـــــــــــم كلـــه "
رآئف بـ إبتسآمه: خلآص كذآ .. أنزلك ؟
حوريه: هو أنآ تئيلـه عليك ؟
رآئف: لآء
حوريه: خلآص خليك شآيلني شويه كمآن


شدد من مسكته لوسطهآ إللي كآن مقآبل لصدره وملصق فيه وبـ المقآبل شددت هي من إلتفآفة ذرآعينهآ حول رقبته هآمسه: رآئــف أنآ بحبـــــك
رآئف وإللي غصباً عنه أفرج عن ضحكته: ههههه كل هذآ عشآن بتكملين درآسه يعني
رفعت رآسهآ عن كتفه ودنقت عليه طآبعه قبله طفوليه قويه على خده الأيسر ...
أمآ عن رآئــف فهو كآن بـ دُنيآ ثآنيـــه .. تخربط فكره وضآعت علومه .. وش بعـد هآلحضـن المطول , وبعـد هآلقبلـه المشآغبـه !
بلحظـه خآطفه إستقر على السرير ورآه ممدد على ظهره وهي بحضنه بعدمآ ترك عنآن أعصآبه وإرتمـى على السريـر ..

صآحت بصدمه من إرتطموآ بـ السرير وعلى حين غفلـه: رآآآآئــــــــــــــف
همس بخفوت: قلب رآئـف
حوريه بـ إبتسآمه مآكره: بس قلبــه ؟
رآئف: وعيونه
حوريه: بس ؟
رآئف: مدري هم يقولون قلبه وعيونه
حوريه: ههههه يعني كلآم حآفظـه
رآئف: هههههه وبعدين معك يآبنت
حوريه: تؤ .. مش كفآيه ألبـك وعيونك دول
رآئف: وش تبين !
حوريه: أنآ عوزآك كلـــــــك
عقد حآجبيه بـ إستفهآم: شلون
حوريه: مش بس قلب رآئف وعيونه .. أنآ عآوزه رآئــف كلــــه .. كلـــه يكون ليّـــآ ..


شدد ذرآعينه إللي بعدهآ محآوطه وسطهآ مقربهآ أكثر لصدره: ورآئـــف كلـــه لــك
بوزت بـ إصطنآع: لآء رآئف مش كله ليّآ .. رآئف نصـه ليّآ
رآئف وإللي فهم عليهآ وآيش إللي تحآول توصل لـه .. نصه لهآ والنص الثآني لـ دآرين .. " وآلله وجآك اليوم إللي ثنتين يتقآسموك يآرآئف .. وش إللي سويته بدنيتك !! "
رآئف: امممم ترآ فهمت عليك ..
حوريه: حتى الدبله إللي فـ إيدك مش بتآعتي أنآ .. بتآعتهآ هي .. يعني إنت ليهآ مش ليّآ ..
رآئف: يعني حآسبتهآ بـ الدبلـه !
حوريه بـ غرور مصطنع رفعت ذقنهآ: لآء طبعاً .. بس دي بردو شكليآت مهمه .. هي كل مآتشوفني بتغيظنـي بـ الدبلـه إللي فـ صآبعهآ

فك رآئف ذرآعه الأيسر من وسطهآ ومدهآ ورآه لدرج الكومدينه بس مآهوب قآدر يوصل للي يبيه .. جت حوريه بتبعد عنه إلآ وردّ حآوطهآ بيده اليمنى مره ثآنيه مآنعهآ: آصبــري ..
زحف بجسمه شوي وهي بعدهآ فوقه لحد مآطلع علبه قطيفه سودآء من الدرج وفتحهآ ..
مطت حوريه رقبتها وعيونهآ دآخل العلبه: إيه دآآآ ..
تمت عيونهآ معلقه عليه بس مآقدرت تلاحظ غير إنهآ سلسآل طلعه رآئف وفكـه ..
حوريه: دآ ليّـآ !
رآئف: أهآآ .. تعآلي أشوف


جمعت شعرهآ المرول رولآت طبيعيه على جمبهآ الأيمن بترقب للي يسويه وهو يسكر السلسآل بعدمآ علقه برقبتهآ ..
ألصقت ذقنهآ بصدرهآ منزله عيونهآ لأجل تشوفـه وهي تتحسسه بيدهآ اليمنى ...
كآن سلسآل رقيق محآوط عنقهآ الأبيض يتدلى منه حـرف الـ R صغيـر عبآره عن ألمآسآت صغيره لآمعه ...
تعلقت عيونهآ بعيونه وقد إنرسمت الإبتسآمه الحسيّه بملآمحهآ الآسـره لعقلـه وتفكيرهـ ..


أي تأثير جنوني إللي تملكه هآلبنت عليـه ! فرق شآسع بينهآ وبين دآرين .. دآرين الأنثى المكتمله قلباً وقآلباً .. وش إللي جآب تفهم دآرين وهدوئهآ لـ سبآب حوريـه وصيآحهآ !
قميص النوم الحريري أو القميص القطنـي برسمـة العصفور تويتـي !
بس بعدهآ حوريّه بـ النسبه له هي أنثآه إللي قد سبق وتملكت العآطفـه والجســد ...

نزلت يدهآ اليسرى تحت عنقه ورفعت اليمنى فوق كتفه الأيسر مسنده رآسهآ لصدره: خلينآ ننآم كــدآ
رآئف بـ لعآنه: طيب ليش مآنجرب شيّ ثآني !
حوريه: لآء كدآ حلـو

رآئف: هذآك شيّ أحلآ
حوريه: لآء

رآئف: اسمعي بس كلامي
حوريه: لآء

رآئف: مآرح تندمين
حوريه: لآء

رآئف: صدقيني شيّ حلـو
حوريه: هههههه لاآآآآء

رآئف: طيب خل نتعدل بـ النومه
حوريه: لآء

رآئف: يآبنت حنآ بـ عرض السرير
حوريه: كدآ حلـو

رآئف: مرتآحه يعني !
حوريه: أهآ

رآئف: صدقيني بترتآحين أكثر ههههه
حوريه: ههههه بآآآآس يآآ أليــل الأدب

رآئف: ههههه بكيفـــك .....


======
-----------
======

نهآية الفصل الثآمن عشر
<<قرآءة ممتعـه إنشآلله
بـ إنتظآر توقعآتكـم ..
دمتـــم بـ صحـــه

:::

حلم الحياه 12-08-16 11:32 AM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل التآسع عشر



اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ .


/
/



بوقت الظهيرهـ ..

دخل غرفته والشرر يتطآير من عيونه الغآضبه بعدمآ شآف شكل سيآرته والحآله إللي صآرت عليهآ ..
صفق البآب ورآهـ وملآمحه مقطبه أقصآهآ من الحرّهـ والقهـر ..
مآ أمدآه ترخى أعصآبه وتسكن ثورته إلآ وإنعقدوآ حآجبيه زود من شآف النور يضوي دآخل الغرفـه المظلمـه والمنفصله عن غرفة النوم وإللي كآنت خآصه بـ ملآبسـه كآملـه وأحذيتـه , سآعآته والنظآرآت ..
بس ليش النور فيهآ ضآوي !
دف البآب بأطرآف أصآبعه اليمنى وعيونه تترقب مآبدآخل الغرفه لحد مآستقرت أخيراً على أكثر مآيبغضـه قلبـه وهو رآفع قميص أبيض من قمصآنه بـ العلآقه حقته وينآظره بتفحـص ..


من بين أسنآنه في محآوله لـ ضبط أعصآبه: إنـــت .. وشششش ... تسـوي .. هنـآ ؟!
التفت له سند ببرآءه مصطنعه يستفزه أكثر: شلون يعني ؟ هذي مو غرفتي ؟
شدد مآلك من الرص على أسنآنه: هذي غرفتي أنآ .. وأنآ إللي سآمح لك تتـم فيهآ .. وبكيفــي
سفهه سند ورد ينآظر بـ القميص وهو يتحسس زر من أزرآره السودآء اللآمعه وكنهآ كريستآلآت: أجـل ليش تســأل ؟!
مآلك: وش جآبك هآلغرفه ! هذي كلهآ ملآبسي وأغرآضي ومآظن لك حآجتن فيهآ !
سند ببرود يقهر: حنآ إخوآن مآفيه فرق بينآتنآ .. أغرآضك هي أغرآضي والعكـس .. يعني إنت مثلاً لو تبي شيّ من عنـدي مآرح أمنعـه عنك ..

مآلك وقد مآل فمه بـ إبتسآمه سآخره: هــه .. ليش وإنت عندك شيّ أصلاً !
سند بـ نص إبتسآمه: هذآك قلتهآ .. مآعندي شيّ .. خلنـي عآد آخذ من إللي عندك ..
مآلك وإللي كل مآجتـه فرصه يقهر فيهآ سند إلآ ويردهآ له سند وبنفس اللحظـه ..
سند: عآجبني هآلقميص .. بآخذه

كور مآلك قبضتيه بغضب مكتوم رآص على أسنآنه بقوه وعيونه بـ الأرض تفيض غيـظ وعصبيّه بينمآ أطبق سند شفتيه بـ إبتسآمه بعدمآ لآحظ ردآت فعل مآلك المثآره بـ إستفزآز بس رفع حآجبه الأيسر بـ إعجآب لهآلصفه الإيجآبيه إللي إستشفهآ فيه .. " كتمـه لغيظـه وغضبـه " هو الحين في أقصى محآولآته للسيطره على ثورة غضبـه ..
ضيق عيونه بخبث هآمس لنفسـه " طيب خلّ نزيد العيآر شويّ ونشوف قدرتك هذي لأي مدى بتوصـل ! "


مشى صوبه لحد مآوقف قدآمه .. دفه بـ شمآعة القميص اللي بيده من كتفه الأيمن بخفـه: لآتخآف .. رح أرده لك
كشر مآلك بـ إشمئزآز: ليش أحد قآلك رح ألبس شيّ من بعدك ! خلـه لك مآبيـه
قوس سند شفتيه رآفع حآجبيه بـ إعجآب: آممم تمآم .. حيث إن السآلفه كذآ فيـه بعد سآعه رولكـس سويسري عجبتني .. يعني مآ أعتقد إن خذيتهآ ذآ بيأثر عليك أو إنك رح تفقدهآ .. مآشآلله سآعآتك وش كثرهـم ..


أردف بسرعه رآفع حآجبيه بحركه سريعه وكنه تذكر شيّ: إيه صحّ .. بـ الدرج الثآني حق النظآرآت .. فيـه نظآره "بوليس" بـ شمّر أزرق .. هي بعد عآجبتني .. رح آخذهآ ..
مآلك وإللي خلآص قد وصلت معـه .. إلتفت عليه ببرود بعدمآ شهق نفس عميق: إسمــع .. كل إللي تبيـه خـذه .. أدري عنك وعن فقرك طبيعي يكون ذا حآلك بعدمآ شفت عندي كل إللي مآهوب عندك ولآ كنت بيوم تتحلم إنه يكون عندك .. مآرح أمنع عنك شيّ .. بس شيّ وآآآحد .. شيّ وآآحد بس يآسنــد ..
رفع سند حآجبيه يستنطقـه .. ردّ مآلك: سيآرتــي

أخفض سند بصره كآتم ضحكته بمقآومـه .. بينمآ مآلك إللي كمل بصوت مخنوق وكنه رح يبكـي: سيآرتي لآتقرب صوبهآ يآآسنــــد
سند ببرود: وليش يعنـي ! إنت تدري إن مآعندي سيآره .. إعتبرهآ مثل هآلقميص أو السآعه والنظآره ..

مآلك بنبره تهديد جآفه: هذآني حذرتك .. سيآرتي Red Line ..
وإحمد ربك مليوون مره إني جآلس أكلمك بهآلهدوء بعد المصخره إللي سويتهآ ..
سند ببلآهه: أي مصخره !
مآلك: لآتسويلي فيهآ مو فآهم وإنت تدري شلون قلبت السيآره مزبله !! - زفر ضحكه مقطوعه بعدم تصديق - هــه .. إنت شلون تفصفص اللب وترمي قشوره بـ السيآره هآآ ! فهمنـي ! لآآآ والتشيبـس بعـد .. ظني إنك شآريه لأجل تكبـه بـ السيآره مو عشآن تآكله .. هذآ غير قزآيز البيره وصفآيح البيبسـي

سند بسرعه وكنه تذكر: إيه صـح .. ترآ فيه شوية بسبسـي إنكبـوآ .. لآوديت السيآره للمغسلـه خلهـم يغسلون الفرش ..
أطبق مآلك شفتيه بقهر بعدمآ كور قبضتيه بغضب .. كلمه وحده زيآده ومآيدري شلون بيتصرف معـه ! يدري مضبوط وش إللي يحآول يوصل له سند من ورآ إستفزآزه بهآلشكل .. وإذا هو الحين تطآول عليه بيكون حقق له مرآده " هييين يآسند الكلب .. وآلله مآ أطولك إللي تبيـه وتريده ,, أسفهك أحسن شيّ "


تخطآه بخطوآت بآرده لحد مآوقفه سند مره ثآنيه: صــــحّ .. نسيت أشكرك
وقف مآلك مكآنه بدون مآيلتفت عليه ..
أكمل سند: شنطتـي ردت لي مثلمآ تركتهآ بـ السيآره .. الصرآحه توقعت إنك بتتخلص منهآ وخصوصاً بعد مآنوهت إن فيهآ أورآقي وأورآق مهمـه .. الحقيقه مآكآن فيهآ شيّ بس كنت أبي أختبر ردة فعلك .. والصرآحه خآب ظنـي .. أشـوى إن مآلك بحركآت الورعآن وطلعت أعقل من كذآ ..
عقد مآلك حآجبيه بصدمه وكنه توه يتذكر " لعنـة آلله على إبليـس .. آلله يآخذك يآسند ويفكني منك .. لآ وآلله مآني غير ورع بس الغلطـه على هآلبنغآل الأغبيآ إللي قطوآ شنطـة تغريد بدآل شنطتك يآمآل المرض .. أوف ! تغريــــــد !!! "

عقد سند حآجبيه وهو يشوفه يخطي خطوآته السريعه لبرآ الجنآح سآفهه بدون ردّ !
قوس شفتيه بلآ مبآلآه ثم رمى القميص على السرير وبدآ يفك أزرآر قميصه وهو ينآظر شكلـه بـ المرآيه الطوليه الملصقـه بـ الجدآر ...

/
/

برآ الجنآح ..

ملس على رآسه من مقدمة شعره الكثيف لحد قفآه ثم حكـه من مقفآه بتفكير: وش أسوي بعد الحين ! هآلبنت بتطلع الشيب برآسي .. أنا متأكد إنهآ نفسهآ تغريد المسكينه الضعيفـه والمغلوب على أمرهآ بس هذيك إللي كلمتني بـ آخر إتصآل أعوذ بآلله مستحيل تكون هي ! يمكن أحد درآ بـ السآلفه وأجبرهآ تكلمني بهآلطريقه ! بس ليش للحين تنكر معرفتهآ فينـي !! يمكن أحد من أهلهآ صقـع رآسهآ وهو يضربهآ وفقدت ذآكرتهآ !! أفففف وش هآلأفكآر الغبيّـه !

عض طرف شفته من الجآنب الأيمن: مستحيل أردّ وأشوفهآ مرتن ثآنيه بملآبسي .. بـ الحيل منعت نفسي عنهآ أمس ...
بلل شفتيه وقد إرتسمت إبتسآمه عذبه بملمحه الوسيم الحآد وهو يتذكر مقدآر الشهوه إللي أشعلت فتيل الإثآره بكل خليـه من خلاياه وفتكت بهرمونآته حدّ اللآ تحكـم والسيطره وهي قدآمه بهآلشكل الفوضي بملآبسه إللي إحتوت جسدهآ الرقيق وفآضت عليهآ بـ أشبآر ..

......: مآلك يآقلب أختك وشفيك !
أجفله صوتهآ الدآفي وهي تستنطقه بقلق وآضح بعيونهآ ..
ردّ ببلآهه وبعده أسير ذكريآت مشهد أمس مع تغريد: هــآ !
أصآله: علآمك وآقف بـ الكوليدور كذآ فآهي !
مآلك بتوتر: لآ سلآمتك .. مآفي شيّ
قوست شفتيهآ بلآمبآلاه " هذآ مآلك من يومه مآيعطي وجه لأحد " أقفت عنه بدون أي تعليق بينمآ هو تمّ يتآبعهآ بعيونه لحد مآ إختفت عن نظره وهي تنزل الدرج بعدمآ طرت هآلفكره برآسـه هآمس لنفسه " بس تغريد أنحف بكثير من أصآلـ ....... ,, - إتسعت عيونه بشبح إبتسآمه - سآآآلـــــي .. إي وآلله سآلي ولآغيرهآ نحيفه مثلهآ "


مشى صوب الدرآبزين بخطوآت وآسعه يلحقهآ: أصآآآآآآلــــــــه
رفعت رآسهآ له مقطبه ملآمحهآ بـ إستفهآم: بينمآ سألهآ بنبره عآليه: وينهآ سآلـي !
أصآله: توهآ طلعت هي وأمي معزومين عند جآرتنآ أم سهيـل .. اليوم ملكة بنت زوجها
مآلك وإللي شوي وبيتشقق من الونآسه .. فيه أنسب من كذآ جـوّ لأجل يحقق مآطرآله !
أصآله بتعجب: غريبه يعني تسأل عن سآلي ؟
مآلك: هــآ !!عآدي بس بغيت أسألهآ عن شيّ

أصآله: إسألني أنآ يآقلب أختك وش بغيت !
مآلك بـ إبتسآمه خفيفه: لآتشغلين بآلك .. بس ليش مآطلعتي معهم إنتي ؟!
أصآله: لآآ فيـدوو بتجـي اليوم وأنآ أنتظرهآ ..
مآلك بتفهم: أهــآآ فيدووو .. خلآص أوكي
توهآ بترد عليه إلآ وإختفى من مكآنه .. عقدت حآجبيهآ مو فآهمه شيّ أتبعتهآ بهزه كتف خفيفه وقد تقوست شفتيهآ بلآ مبآلآه وهي تكمل طريقهآ لآخر الدرج ... بينمآ مآلك هو إللي تغيرت وجهتـه .. لـ غرفـة سآلــي !


/
/
/
/


طلعت من غرفتهآ بسرعه وهي رآفعه جزء من شعرهآ بشبآصآت ستيل .. كآنت تستشور شعرهآ ووقفت من سمعت صوت الجرس لجنآحهم ..
قآبلهآ بـ الصآله وهو متوجه للبآب: أنآ بفتحـه
حوريه: دي نسمـه أكيد .. دخلهآ بسرعه
أطبق شفتيه بغيظ ثم فتح البآب الخشبي فتحه بحجم جسمه هو بس بينمآ رفعت نسمه نفسهآ على أطرآف رجولهآ تنآظر ورآه بلقآفه: رآئف وخر عن البآب لو سمحت خلنـي أدخل
رآئف ببرود: مآفي دخول

نزلت على رجولهآ معقده حآجبيهآ: شلون يعني مآفي دخول !
على وضعـه بنفس النبره البآرده المستفزه: يعني مآرح تدخلين .. وش إللي جآيبك جنآحي ! أنآ مو قآيل مآ أستقبل أحد !
نسمه بـ إستهزآء: وآلله مآني جآيه أزورك .. بعد خلني أدخل أنآ جآيه لـ حوريتي
همس بـ إستنكآر: حوريتك !!
دنقت رآسهآ بتدخل من تحت ذرآعه إللي رآفعهآ ومستند فيهآ على إطآر البآب ..
صآحت تنآديهآ: حــووور


مسكهآ بسرعه وهي تمر من تحت ذرآعه ثم لفهآ لأجل يلتصق ظهرهآ بصدره مكتف يدينهآ على صدرهآ بوضـع X
من بين أسنآنه وحده مقهور من كلمة "حوريتي" شلون تكون حورية غيره وهي ملكه: مآفيـه .. يلآ روحـي دآرك
صآحت نسمه وهي تنفض جسمهآ من بين يدينه وتشوت الهوآ برجولهآ: حـوووووور تعآآآآآلـــي
حوريه من ورآ ظهر رآئف: رآئف سيبهـآآآ
رآئف بحده: حوريّآ إدخل دآخل لآ أشوفك هنآ
شدته من ذرآعه بترجي: رآئف سيبهآ عشآن خآطـري


ضم أخته أكثر لصدره رآفعهآ عن مستوى الأرض: مدري طلبت معي عنـد ومآرح أخليهآ تدخل .. لآتشوفك ولآ تشوفينهآ .. مو كآفي سوآلف ع الجوآل بنص الليل وعلى بكرة الصبآح
نسمه بـ عند طفولي: وإنت شعليـك !! صآحبتي وأسولف ويآهآ بعد مو كآفي وإنت عندهآ من أمس خلهآ عآآد وروح لهذيييييك
رآئف: إنتي يبآلك كـفّ يعدلـك
حوريه: هههههه
نسمه بقهر: حوور يآلزفـت .. وآقفه عندك مثل خيآل المآتـه .. خله يفكني خلني أدخـل
رآئف: قلت مآفي دخول وإن تدخلت حوريّآ رح تنطرد ويآك ولآ عآد تدخـل هنآ
نسمه بلقآفه: هآهآهآ .. إسمعوآ يآنآس وش يقول .. أصلاً هي كآنت تآركه لك الجنآح بكبره وإنت إللي جيتنآ بنص الليل وخذيتهآ غصـب ..
فكهآ رآئف بعدمآ دفهآ مسآفه وقفل البآب بوجههآ ..
صآرت تدق البآب بقوه: رآآآآئـف تكفـى إفتح .. رآآآآآئـــف .. حووور يآزفت وربي لو مآفتحتي لي مآ أكلمك ...


حوريه من ورآ البآب: نووسـي رآآئف مش رآضي يخليني أفتـــح
نسمه: يآحمآره مآتفقنآ أمس شلون نسوي شعرنآ ولآ بعد حددنآ وش نطقم بـ اللبـس
حوريه بصيآح: طيب أنآ هلبس بلوزه بيضـآ وجيـ ....... آآآآآآ لآآآآآآآ
صآحت نسمه من صآحت حور: حور وش فيــه !! حــوووور
حوريه: نسسسمـــآآآآآآه
شآلهآ رآئف من وسطهآ على كتفه الأيمن وقد تدلى نص جسمهآ العلوي ورآ ظهره: إنتي الحين مآتسمعين الكلآم ! مو قلت لك مآفي كلآم مع نسمه وأنآ معك
حوريه وإللي إبتعد صوتهـآ وخفت وهي بعدهآ تصيح وتستجدي بـ نسمه: نسسسمــــه إلحئيييييينــــــــي


ضربت الأرض برجلهآ ومشت مقهوره: طيب يآلخآيسه أنآ أرآويك .. الحين تطرديني إنتي وزوجك طردة كلآب كذآآ لأجل يحلآلكم الجوّ لحركآت المتزوجين المخيسه هذي .. إصبري بس عليّ لين أشوفك هــففف ....

كآنت تتحلطم وتتوعد بصوت شبه مسموع لحد مآلمحته بمنتصف الدور وهو مقفي عنهآ بظهره .. صاحت موقفته وهي تركض صوبه: رآآآآآمـــــز
إلتفت لهآ رآفع حآجبه الأيسر بـ إستغرآب ثم رفع نظره لشعرهآ وإبتسم .. كآنت مبكره كل شعرهآ ببكرآت ورديه كبيره ولآبسه بنطلون بجآمه قطني رمآدي اللون وتيشيرت فوشي بـ نص كمّ عليه كتآبه لآمعه لمآركة MANGO

......: ههههه وش هآللي بشعرك !
جآ بيمسك وحده من البكرآت إلآ وإبتعدت عنه خطوه لـ ورآ وهي تصيح: لآآآآتلمسهــآآآآ
إخترع رآمز وإرتجف إصبعه: بسم آلله وش هآلصيآح آلله يقلعك خرعتيني


سفهته نسمه سآئله بفضول: ميزوو إيش تسوي هنآ !
رآمز: وش تسوين إنتي هنآ ومن وينك جآيه تركضين كذآ ونفسك منتهي !
نسمه: كنت عند حور .. الخآيسه رآئف عندهآ ومآقآبلتني
رآمز: ههههه دوم تحطين نفسك بموآقف بآيخه
نسمه بقهر: ذيك الخآيسه بس صبرهآ عليّ أنآ أدري شلون أرآويهآ ..
حآوط رآمز كتوفهآ بذرآعه الأيمن ومشى بهآ: نسوم وأنآ أخوك حوريه الحين وضعهآ غير .. مآيصير كذآ بأي وقت تنطين لهآ .. هي الحين متزوجه ولآزم تسوين حسآب لوجود رآئف .. الحين بينهم خصوصيآت ومآيصح إنتي بأي وقت تقآطعين هآلخصوصيه بلقآفتك هذي


نسمه: وش هآللي تقوله إنت بعد ! ترآ هذي أول مره أطلع لهآ من جت هنآ والسبه إنهآ مآترد ع الجوآل هآلحمآآر .. قمت طلعت لهآ أشوف وش نلبس .. بغيت نطقـم سوآ
رآمز: جد انتن يآلبنآت مآعندكن سآلفه .. بآلله مآتستحون من هآلحركآت !
نفضت نسمه ذرآعه من كتوفهآ وبعدت عنه معصبه: إنت مآلك دخـل
رآمز: ههههه علآمك عصبتي ههههه تعآلي بس لبى قلبك
قلبت له عيونهآ وهذي حركتهآ المعتآده بـ التحقير: وش إللي مطلعك إنت هآلدور ؟
رآمز: أكيد مو جآي لـ حوريه عشآن نطقم سوآ ههههه
كشرت نسمه بـ إستخفآف: هآهآهآ بآيخه لآتعيدهآ
رآمز: ههههه يآحبي لك وإنتي معصبه


وقفت وهي تهز رجلهآ اليمنى بـ الأرض: وش إللي مطلعك هآآ قـوول
أشر بـ سبآبته دآيركت صوب البآب قدآمهم بينمآ عقدت نسمه حآجبيهآ مستفهمه: سيـووف !
فتح رآمز البآب ولحقته نسمه للدآخل .. مشوآ بهدوء لحد مآدخلوآ غرفة النوم وبلحظتهآ أدمعت عيون نسمه بمجرد دخولهآ .. هآلغرفه إللي صآر لهآ فتره مآقربت صوبهآ ..
حست بتأنيب ضمير لإهمآلهآ عن أخوهآ الصغير إللي إنصدمت أكثر أول مآدخلت عليه وشآفته ممدد جسمه النحيف طريح الفراش لآحول له ولآ قوه وجمبه ممرضته تقرآ له كتآب وقد فتك فيه المرض مآحي ملآمحه إللي بهتت بسبتـه .. بدآية من شعر الرآس والحوآجب .. حتى الرموش .. هذآ غير الإنتفآخ الوردي حول عيونه المتعبه ..
جلس رآمز جمبه على السرير مقآبله وقد إحتضن يده اليمنى بين كفوفه بدفى: هآآ يآنظر عيني .. شلونك الحين يآخوك !


سيف بـ إبتسآمه مرهقه: محـد يدلعني غيرك
شهقت ممرضته الفلسطينيه بنظرة عتب ولوم: جــدّ !! وأنآ وين ! كل هآلإشيـآ إللي بعملهآ لك هيك بتنكرهآ .. أدللك وأغنجك وتنسى !!
سيف بـ إبتسآمه هآديه: بس رآمز دلعـه غير ..
تحسس رآمز ظهر يد سيف بحرآره: إنت بس آمر وتدلل
وقفت الممرضه عن كرسيهآ بـ إبتسآمه هآديه: رح أترككم أنآ .. أستأذن
قربت نسمه من سيف ودنقت عليه تحب رآسه: سيوف يآعمري شلونك
سيف: الحمدلله .. بآقي عآيش


حطت نسمه يدهآ بسرعه على فمّ سيف وقد أدمعت عيونهآ وبآلحيل مآنعتهم من النزول: سيووف وش هآلكلآم لآ تعيده .. آلله يعطيك طولة العمر يآقلبي
سيف بـ نبره عآتبه حزينه: ليش مآتمرين علي ! مو كأن لك أخ ! ترآ بعدني عآيش مآمـت ..
أطبق رآمز شفتيه بأسى مدنق رآسه للأرض بحزن أمآ نسمه وإللي خلآص مآعآد فيهآ .. ولأجل هآلسبب بآلذآت مآتحب تطلع وتشوفه .. مآتحس غير بـ الأسى والمرآره والوجـع .. ولأجل مآتنهآر بـ البكآ وتزيدهآ عليـه ..
صآرت تحب رآسه وعيونه وخديّه: يآقلبي ترآ وآلله مآ أتحمل أشوفك وإنت بهآلحآله .. بس مآني نآسيتك أبدّ .. لآتقول هآلشيّ سيووف تكفى وأنآ أختك ولآ تظن هآلظن الشين فينـي
سيف بضحك:هههه أمزح معك علآمك إنتي .. خلآآص .. رآمز وإللي يعآفيك خذهآ عني ذي مآغير تبوس


رآمز: ههههه مو تبي إللي يدلعك ويغنجك .. تحمل عآد
سيف: أبي دلع ودلآل .. بوسه وثنتين كآفي .. أمآ أختك ذي ولّ عليهآ إنصرعت
نقزته بسبآبتهآ بين عيونه: بــس يآولـــد .. مغير مشتآقتلك ولآ إنت شكلك كذآ مآتنعطى وجه مثل هآللي جآلس يمك
سيف: لآآآ رآمز فديت روحه صح إنه يمرني يوم إيه ويوم لآ .. يوم إيه ويومين لآ .. مآعليه بس أحسن من إللي يمرني يوم إيه وشهر لآآآ ... وصلي هآلكلآم لـ طلآل وأحمد هآآآ .. رآئف فديت رآسه يمرني كل يوم ..
نسمه بـ فشله: يوووه سيوف عآد .. أتعب وأنآ أقول أعذآري


سيف: حتى حوريه أحسن منك .. كل يوم تمرني
شهقت نسمه بعدم تصديق: حور تمـررك !! شفتهـآ !!
سيف: إيه .. من أول يوم لهآ هنآ بزوآجهآ .. مرتني وتعرفت عليهآ .. بس حبآبه مآشآلله عليهآ ومــزززززه
رآمز: ههههه بس يآولد
نسمه: ههههه وينه رآئف يسمعك .. وآلله لعلمـه
سيف: وش فيهآ عآد أقول الصدق .. مآشآلله عليهآ جدّ مـززه
رآمز ونسمه: ههههههه
رآمز بتحذير: إنتبه هذي ثآني مره تقولهآ
سيف بضحك: المشكله إنه أخوي ههههه
نسمه: ههههه
رآمز: ههههه يقطـــع إبليسك


/
/

بنفس الدور الهآدي .. وعلى مقربه من جنآح سيـف ..

رمآهآ من فوق الكنبه ورمى نفسه فوقهآ ..
اتسعت عيونهآ بفزع " لآآآآآآ الكنبـه دي كل مآنكون عليهآ بيحصـل المحظـوور "
رآئف: خل أشوف الحين شلون بتفلتين مني ! هذآني مقفل رجولي .. وين بتضربين هآلمره !
طيرت عيونهآ بتفكير وصآرت ترمش جفونهآ بتوآلي وكنهآ تتذكر ثم حطت يديهآ الثنتين على فمهآ تضحك بعدمآ تذكرت ذآك اليوم شلون أبعدته عنهآ بعدمآ ضربته بركبتهآ مآبين رجوله وصآر يترنح من الألم مبتعد عنهآ وجرت هي للحمآم ..

رآئف وإللي مآعآد فيه يتحمل أكثر حركآتهآ وإيمآءآتهآ إللي تسويهآ بوجههآ .. شيّ عذآآب .. هذآ غير وجههآ البيبي فيس وده لو يآكلـه ..
همس بلعآنه: مآفيه هـروب
حوريه: إبعد .. لسه ملبستـش هدومي
نآظر رآئف تحته يشوفهآ .. كآنت لآبسه بدي كآرينآ " مطآط " وردي اللون بحمآلآت رفيعـه وبنطلون قطنـي وسيـع كآروهآت أبيض x وردي ..


.....: إنتي لآبسـه .. وبعدين إللي أعرفه إن العآلم يفصخون ملآبسهم مو يلبسون !
غمضت عيونهآ بـ إحرآج وهي تضحك: يآرآآئف إنت ليـه قليل الأدب كـدآآ !!
رآئف: وين بس قلة الأدب هذي ! بعدي مآسويت شيّ !
حوريه: طيب بس مش حآلن
رآئف: متـى ؟!
حوريه: آممم فيه خطوبه النهرده وأنآ لآزم أقهـز نفسي .. دآ غير إن النهرده مش يومي .. دآ يوم دآرين
رآئف: وأنآ كنت مع دآرين إسبوع كآمل
فرصعت عيونهآ بدهشه: يعني هتفضل معآيآ النهرده كمآن !
مط شفته السفلى بمعنى مآيدري وهمس: إذآ تبيـن

هزت رآسهآ بـ الموآفقه بتعبير طفولي وهي مغمضه عيونهآ مطبقه شفتيهآ بـ إبتسآمه .. عذبه شكله الطفولي البريئ ومآدرى إلآ وجسمـه ينزل شويّ شويّ عليهآ لحد مآ إلتصق صدره بصدرهآ مدخل سآعده الأيسر تحت رآسهآ هآمس: وبتخليني عندك مآغير نحكي قصص أطفآل قبل النوم زي أمس !
حوريه: وإنت عند دآرين بتعملوآ إيه ؟
رآئف بعبآطه يستدرجهآ بـ الكلآم: نحكـي قصص كبآر مو قصص أطفآل
حوريه: إزآي قصص كبآر ؟
رفع حآجبيه بدهشه مصطنعه: مآتعرفين قصص الكبآر !!!
هزت رآسهآ بـ النفي مآطه شفتيهآ مبوزه بينمآ أردف رآئف بهدوء: طيب بحكيلك قصـه من قصص الكبآر بس دآخل بـ غرفة النوم مو هنآ
حوريه: لآء إحكيهآ هنآ
رآئف: لآ القصه على السرير أحسن من الكنبـه .. قومي بس معي وإسمعي كلآمي


فتحت فمهآ أقصآه وقد إتسعت عيونهآ بـ إبتسآمه حسيه وقد فهمت عليه .. صآحت وصآرت تدفه من كتوفه: لآآآآآآآ ههههه .. إبعــد .. إبعــد إنت وآللهـي قليل الأدب وأنآ زي الهبلـه
رآئف: ههههه يآبنت خلآص كآفي عذآب .. حور ترآني صبرت عليك وآجد
مطت شفتيهآ لقدآم بتفكير وهي تنآظره بنص عين: للأسـف موش هينفـع
همس بعذوبه وعيونه على فمهآ الصغير التوتي وهي مآطه شفتيهآ: ليــش ؟!
حوريه: أنآ عندي عـذر .. يعني محرمـه عليك النهـرده
بلع ريقه بقهر مكتوم .. يعني اليوم محلآهم وهي متجآوبه معه هذآ وقته عذرهآ الحين !!


حوريه: يللآ قوم خليني أكمل إستشوآر شعري
رآئف: طيب خلني أحكيلك قصه ثآنيه للكبآر غير الأولى
رفعت حآجبيهآ بـ إستغرآب: إزآآآآي !
رآئف: يعني أقولك الكبآر وش يسوون
حوريه بفضول: بيعملوآ إيه !!!!
رفع يده اليمنى لوحده من شبآصآتهآ إللي مآسكه فيهم شعرهآ لأجل تثبت الرولآت وفكهآ رآميهآ بـ الأرض ..
حوريه بضيق: لييييييه
رآئف: مو تبين تعرفين الكبآر إيش يسوون !
حوريه بعصبيه: إيه يعنـي بيفكـوآ شعورهـم !!


همس وهو يلف خصلة شعرهآ المروله على سبآبته اليمنى: أهــآآ
حوريه بـ ابتسآمه ردت بدلع: وإيه كمآن ؟
دنق رآسه عليهآ طآبع قبله رقيقه على حلقهآ بوسط رقبتهآ: وكــذآ ..
حوريه وشكل قد عجبهآ الوضع سألت بـ إبتسآمه: وإيه كمآن ؟
بنفس الهمـس المبحوح شبه المسموع بعد مآترك أثر قبلته الثآنيه على خدهآ الأيمن: وكـذآ ..
إنتفض صدرهآ بضحكه خفيفه: ههههه وإيه كمآن ؟
مآل فمه بـ إبتسآمه عذبه وطرف خشمه الحآد يدآعب طرف خشمهآ اللوزي الصغير ثم مآل لخدهآ الأيسر بقبلـه ثآلثه: وكــذآ ..

فنجلت عيونهآ وصآرت تدور فيهم يمنه ويسره كنهآ تفكر: آمممم وكمـآآن ؟
كآن يتحسس قفآهآ بأنآمل يده اليسرى إللي منزلهآ تحت رقبتهآ وبيده اليمنى يتحسس بـ طرف سبآبته كتفهآ العآري وبعده يدآعب أرنبة أنفهآ بـ أنفه وقد إختلطت أنفآسهم الحآره بعدمآ تعلقت عيونه الدآكنه النآعسه بعيونهآ العسليـه الصغيره ...

حست وكأن دقآت قلبهآ طبول ويمكنه هو بعد يسمعهم من قربه منهآ بهآلشكل ...
" إيه إللي بتعمليـه دآ يآحوور .. دآ غلط .. مش هو دآ إللي إنتي بتخططي ليـه .. إصحـي .. إصحـي إنتي كدآ بتلعبي بـ النآر .. مش كل مره هتفلتي من إيده ولآ كل مره هو هيئدر يسيطر على نفسه "
همس بخفووت وقد حست بحركة شفتيه على شفتيهآ: ويسـوون كــذآآ ..
أبعدت رآسهآ بسرعه جهة اليسآر وقد إستقرت شفتيه على على عظم فكهآ السفلي قريب من اذنهآ ...
غمض عيونه بقهر سآحب نفس مكتوم بينمآ هي دفته بشويش من صدره سآحبه نفسهآ من تحته بشويش وإرتمت بـ الأرض ...

قلب نفسه على ظهره مخبي عيونه بسآعده الأيمن ويده اليسرى على بطنـه ..
تمت تنآظره بترقب وش إللي بيسويه تآلـي !! أو إنه مآرح يسويّ شيّ ! إشمعنـى !!
سحبت الشبآصه من الأرض ومشت بهدوء لغرفة النوم ..
كآنت ثوآني وتعآلى فيهآ صوت الإستشوآر من جديد علّه يدآري على صوت دقآت قلبهآ إللي تحسه بينفجر في جوف صدرهآ ومن بين ضلوعهآ ....

/
/
/
/
/
/

تخطى الممر بـ خفيه وإرتبآك يهـرول وكنه هآرب من شيّ .. محتضن كومه ملآبس لصدره ورآسه لـ ورآ بنظرة ترقب ..
توّ مآفتح بآب جنآحه إلآ ويحصل إصطدآم قوي بين جسدين متقآربي الطول والحجم ..
حكّ سند جبينه بألـم وقد تقطبت ملآمحه لضيق: خير إنت وش هآللعوزه ؟!
قآبله مآلك بنظرة فزع قد تملكت ملآمحه بعيون مصدومه ..

دنق سند رآسه للأرض يشوف وش هآللي إنتثر تحته وهو معقد حآجبيه من الألم .. توه بيرفع رآسه يسأله إلآ وإرتفعوا حآجبيه بـ إستغراب من شآف قطعة ملآبس دآخليه حريمي للجزء العلوي .. بينمآ مآلك إللي إنقلب شكله 180 درجه وقد تبدل لونه للرمآدي وكنه شبـح من حوّل نظره للأرض يشوف وشهو إللي تنآظره سند بهآلإستغراب .. وليته مآشآف !! شلون الحين بيفتك منـه !
سند: مآشآلله .. وشهو ذآ بعـد ؟!
مآلك بـ إستعبآط وكنه مآيدري: إيـش !
أشر سند بطرف عيونه ع الملآبس يفهمه قصده ..


بلع مآلك ريقه بـ إحرآج وفشله - رد بتوتر - : ملآبـس
سند بـ إستخفآف: وآلله ! إيه وآضح إنهآ ملآبس
مآلك: أجل ليش تسأل ! جد أسئلتك كلش مآلهآ دآعي مثلك
سفهه سند ووطى للأرض رآفع بطرف سبآبته اليمنى قطعة الملآبس الدآخليه من حمآلتهآ الرفيعه وحطهآ قدآم عيون مآلك - بهدوء - : هذي لميـن ؟! مآعتقد إن عندك صدر يبغى له مشـد ؟!
توه مآلك بيسحب منه الـ "برآ" إلآ ورجع سند يده لـ ورآ: تــؤ .. تـــؤ
مآلك بتحذير: سند إترك الملآبس

سند: رح أتركهآ لأن مآلي حآجه فيهآ .. مآ ألبس هآلنوع من الملآبس .. بس جآوبني بـ الأول .. ملآبس منو هذي ؟
مآلك: مآني مضطر أجآوبك
رمى سند الـ "برآ" من يده: أجل أنآ رح أعرف بطريقتـي ..
توه بيتخطآه إلآ و يوقفه مآلك مآسكه من مرفقه الأيمن: وين بتروح إنت !
سند: أبعرف ملآبس منو هذي !
مآلك بعصبيه: وإنت شدخلك بـ السآلفه أصلاً !!!

نآظره بنص عين وهمس بـ إستفزآز طفولي: كـذآ .. أنآ حشري وأحب أتدخل فآللي مآيعنينـي
مآلك بغيظ مكتوم يدري زين هذآ سند مآرح يخليه أبدّ .. شلون وهذي فرصه وجآته على صحن من ذهب يقهره فيهآ وعلى كيف كيفه ..
.....: هذي ملآبس سآلي

رجع سند خطوه لـ ورآ موقف مره ثآنيه قدآمه وقد ضآقت عيونه بـ إستنكآر: إيـش !!
مآلك بنفآذ صبر وهو يجمع الملآبس من الأرض: إيــه .. ملآبس سآلي أختي .. إرتحت الحين
سند بنبره ونظره غآمضه: وإنت ليش مآخذ ملآبس أختك !
توه بيجآوبه إلآ ويلمح هآلنظره بعيونه وقد فهم مغزآهآ ..
فلت الملآبس من يده بعدم تصديق ووقف بعصبيّه رآفع سبآبته بوجه سند: إسمــع إنت .. عن وصآختك ووصآخة تفكيرك النجس هذآ


سند وقد برز عرق برقبته من الغضب المكبوت - من بين أسنآنه - : ملآبس أختك وش تسوي عندك ؟!
كمل بعدمآ تفتحت عيونه على وسعهآ وقد تبدلت نبرته لتوعد: قسماً بـ الله يآمآلك إن مآتكلمت عدل وفهمتني وشهي سآلفتك لأتوطآك الحين يآشــآذ .. ألآ لعنة آلله عليك يآنجـس
سحبه مآلك من يآقة قميصه مقربه عليه حدّ إختلآط أنفآسهم المحتده وكلاً منهم نظرآته الغآضبه تحرق الثآني بتهديد وتوعد: إسمـع يآكلــب الشوآرع إنت .. هـذي أختــي .. محآرمـــي .. قسمـاً على قسمـك كلمـه زود مآيكفينـي دمـك
مسكه سند من معصميه وأبعدهم عن يآقة قميصه بهدوء: أجل تكلم وعلمني وش لك بملآبس أختك ! وإلآ يمين آلله الحين أنزل وأجمعهم كلهم يشهدون هآللي يصير ..


مآلك بضيق وعيونه تدور بـ الفرآغ: هآلملآبس مآخذهآ لزوجتي
ضيق سند عيونه بـ إستنكآر: بزر أنآ تلعب عليّ !
مآلك: مآ ألعب عليك
سند: ليش وينهي ملآبس زوجتك مآخذ لهآ من ملآبس أختك !
مآلك بنفآذ صبر: هذي سآلفه طويله
دخل سند يديه بجيوب بنطلونه القمآشي الأسود: وأنـآ عنـدي وقــت
مآلك بقلة صبر وقد وصلت معه .. مآتعود أبدّ أحد يستنطقـه بـ الغصب .. مآحد سوآهآ قبل هآلسنـد الحيـن حتى أبوه ! - من بين أسنآنه وهو يصرّ - : وأنآ .. مآآعنـدي .. وقـــت

مدّ سند رجله ودف البآب بقوه لحد مآتقفل: مآفي طلعه قبل أدري بـ السآلفه
مآلك بتهديد: سنـد لآتختبر صبـري
شده مآلك بيده اليمنى من يآقة قميصه مضيق عيونه بتوعد هآمس: إسمــع يآورع .. إنت إللي لآتختبر صبـري .. لأن مآلي خلق بزرآن .. والحين علمني وش ورآك !
مآلك بعصبيه: شنطة ملابسهآ كآنت بسيآرتي .. وديتهآ للمغسله ينظفونهآ وصيتهم يكبون أي شيّ فيهآ بـ الزبآله
سند بـ إستخفآف: هــه .. أي قصة فآشله هذي تبيني أصدقهآ !
مآلك ببرود: هذي الحقيقـه
سند: شلون يعني ؟ تبي تقنعني إن شنطة ملآبس وش كبرهآ يقطونهآ كذآ عآدي !
بلع مآلك ريقه بغيظ وقد نزل نظره بـ الأرض: لآ .. أنآ إللي وصيتهم يقطونهآ بـ الزبآله .. - رفع نظره بقهر لعيون سند - وطبعاً كآن قصدي شنطتك إنت وأنآ مدري إن شنطتهآ بعدهآ بـ السيآره .. قآموآ كبوآ شنطتهآ وخلوآ شنطتـك ..


رخت مسكة سند لقميص مآلك لحد مآ أفلته بهدوء وقد مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره: أهـآآ
مآلك وإللي كآن يخزه بنظرآت كره تكلم من بين أسنآنه: هـآآ ! خلص التحقيق الحيـن يآحضرة المحآمي ! أقدر أروح !
سند: لآ .. بآقي كمّ سؤآل ..
مآلك بعصبيه: سند ترآك زودتهآ .. أيّ شيّ بعد كذآ ترآه يخصني ومآلك إنك تعرفـه
سند بتأكيد: إيــه .. إللي يصير بعد كذآ .. بس إنّآ تونآ فـ إللي يصير الحيـن ومآقد خلصنآ منه .. وهذآني أشوف ملآبس تخص أختي .. وإللي يخصهآ يخصنـي .. وإنت مآخذهآ .. وأنآ من حقي أعرف أسبآبك .. هــآآ ؟!

مآلك ببرود: إللي عندي قلته وإنتهيت
حكّ سند جآنب ذقنه بـ إبهآمه الأيمن وهو يحرك لسآنه دآخل فمه: آممم رح أجآريك بهآلقصه .. بس وش إللي طرآ لك تآخذ من ملآبس أختك وتعطيهآ زوجتك ! ليش مآتشتري لهآ ملآبس ؟ وينهي الملآيين إللي برصيدك ؟
مآلك بـ إستخفآف: السآلفه مو فلوس
رفع سند حآجبه الأيسر: أجــل !

إبتسم مآلك بعدم تصديق وهو يفرك بتوتر جبينه بأطرآف أصآبعه اليمنى: هــه .. تبيني أشتري لهآ ملآبس ! تبيني أروح أسوآق الحريم ألفلف فيهآ وأتسوق لهآ ! لآ والأدهى بعد أدخل محل لآنجيري أقولهم أبغى ملآبس دآخلي ههههه
عقد سند حآجبيه بـ إستفهآم: وليش إنت إللي تتسوق لهآ ! ليش هي مآتتسوق لنفسهآ ملآبسهآ !
بلع مآلك ريقه بإرتبآك هآمس بخآطره " هذآ سند شكلـه ذكـي ولمّآح بعد مآيفوته شيّ .. شلون بفتك منه الحين هففففف "

هز سند رآسه يستنطقه بعدمآ طآل صمته بينمآ مآلك إللي سفهه ووطى للأرض صآر يجمع الملآبس ثم توجه بهم لغرفة ملآبسه يدور لهم شنطـه ..
لحقه سند ووقف ع البآب: مآجآوبــــت !
تأفف مآلك بـ ضيق وقلة صبر وهو يقط الملآبس بـ الشنطه ثم رفعهآ على ذرآعه وطلع من الغرفه سآفهه بدون ردّ بعدمآ تصآكت كتوفهم ببعـض ...

ضيق سند عيونه ينآظره بـ لؤم لحد مآختفى من الغرفه " وشكل مآورآك إلآ البلآ يآمآلك وأنآ بعرف شلون أظهر بلوتك هـذي ! "


======
-----------
======


بـ وقت قآرب لـ مغيب الشمـس
عند بوآبة فيلآ محصن عبدآلله الدآخليه .. أمآءت برآسهآ شكر للشغآله بعدمآ فتحت لهآ البآب ..
....: في وصـل هنآك ؟
ميسم: نو ثآنكـس ..

مآردت الشغآله إلآ بـ إبتسآمه قصيره ثم قفلت البآب ورآهآ بينمآ ميسم إللي رفعت نظرهآ للسمآ بعدمآ تصبغت باللون الأحمـر بوقت المغيب سآحبه نفس عميق بـ إنتشآء من هآلجوّ الخريفـي ...
حركت كرسيهآ صوب المزلقآن على جمب السلآلم وعيونهآ صوب هآلملحق المنفصل عن الفيلآ .. هآلمكآن السريّ وإللي يخصّ وآئل وحده ...

خطت بكرسيهآ الممر الحجري وسط الحشآئش لحد مآوقفت قبآل مبنى قزآزي وغصباً عنهآ فتحت فمهآ بـ دهشه وقد إتسعت عيونهآ بـ إنبهآر تقيّم إرتفآعه .. بـ الرغم من إنه قزآز سوكريت شفآف إلآ إنهآ مآهيب قآدره تشوف وش بدآخله بسبة هآلأشجآر الكثيفه الدآخليه وإللي تحجب الرؤيه على إللي برآ إنه يشوف مآبدآخله ..

رفعت يدهآ محركه الأكره بهدوء وترقب تفتحـه وإللي مع فتحته إنفتح فمهآ مره ثآنيه بعدم تصديق من روعـة وخيآليّة إللي تشوفه ..
مشتل حقيقي لأول مره تشوفه بـ الوآقع .. حركت كرسيهآ وعيونهآ تدور حولهآ .. كآن المشتل مستطيل الشكـل لكنه فسيـح .. قد إمتدت جذوع الأشجآر للسقف ووقف نموهآ لحد مآعرش السقف وحجب حتى ضوّ الشمـس مغير فتحآت صغيره وكأنهآ أخرآم يتسللهآ شعآع الشمس للدآخل هذآ غير الرفوف على الجآنبين وإللي إحتوت مشآتل نبآتآت وقصريآت بلآستك وفخّآر لـ زروع وورود بأنوآع وأشكآل وألوآن مختلفـه ..


أمآ الحشرآت الملونه هذي حكآيه ثآنيه .. خنآفس ملونه تزحـف .. أو فرآشآت تطيـر ..
دنقت جسمهآ على قصريّه فخآر بـ الأرض وإللي إحتوت نبتـة القرنفـل إللي تعشق ريحتهـآ وصآرت تتحسس وريقآتهآ النآعمه بأنآملهآ اليمنى وبعدهآ بحآلة سِحـر وأسـر من هآلمشهد الخيّآلي إللي تعيشه لحد مآ أجفلهآ صوته بعذوبه: يآهلآ وآلله بمن جآنآ ..
إرتفعوآ كتوفهآ بخرعه خفيفه وقد إتسعت عيونهآ الدآكنه الوسيعه هآمسه بخفوت من أثر تفآجئهآ فيه: وآئـل !!!
لف من ورآهآ وآجههآ بـ إبتسآمه: ارحبـووآ
ميسم بـ نظرة عتب: خرعتني وآلله .. حرآم عليك
وآئل: ههههه هآآ عجبك المكآن ؟
ميسم وعيونهآ تدور يمنه ويسره حولهآ بـ إعجآب مآ أخفى إنبهآرهآ: روعــــــه .. ولآ بعمري شفت شيّ زي كذآ

وقف ورآهآ وصآر يحركهآ هو: أشوى أجل إن بيتك الجديد عجبك
إلتفتت ورآهآ مقطبه ملآمحهآ بعدم فهم: شلون !
وآئل: هذآ هو ملحقي .. مكآني الخآص وإنتي الحين شريكتي فيه
ميسم: يعني هنآ بعيش ؟
وآئل بتأكيد وكنه يصحح لهآ معلومه: هنآ بنكون سوآ مع بعض
بلعت ريقهآ بـ خجل وعيونهآ بـ الأرض بينمآ إستشعر وآئل حيآهآ بصمتهآ بلل شفته السفلى بـ إبتسآمه وهو يهز رآسه بـ النفي ..

ميسم: وين بنروح ؟
وآئل: بوريك بيتك .. ولا حسبآلك أنآم وسط هآلنبآت !!
ميسم بضحك: ههههه لآ عآد مو لذي الدرجه
وآئل: أصلاً كآن ببآلي آخذك أوريك هآلملحق لأجل تشوفينه وتختآرين بكيفك وعلى ذوقك التجديدآت
ميسم: ليش تجديدآت ؟
فتح وآئل البآب القزآزي ودخلهآ الغرفه وإللي كآنت مفآجئه لميسم وللحين مآهيب مستوعبتهآ .. الحين هذآ هو رح يكون مكآنهآ الخآص ! هذآ أكثر بكثير من إللي قد حلمت فيه .. وخصوصاً إنهآ من عشآق الطبيعـه والنبآت !
كآنت الغرفه فسيحـه بأرضيـه خشبيه دآكنه وجدرآن قزآزيه قد حآوطهآ ستآير شيفون خفيفه بيضآء اللون من كل الجهآت ... كآنت فسيحه وأثآثهآ قليل أعجبهآ من أول نظره وخصوصاً بوضعهآ إللي مآيتحمل ضيق المسآحه لأجل حركتهآ المقيده ..


إحتوت الغرفه سرير إستيل عريض بستآير شيفون تتدلى من فوقه كنهآ نآموسيّه .. وبجآنبه دولآب ستيـل كل أبوآبه مرآيآت وهذآ أضفـى وسـع أكثر للغرفه وقبآل السرير تسريحه ستيل متوسطـه .. كآنت مثل المكتب بدون مرآيـه ! وع الجهه اليسرى من الغرفه كآن الصآلون وإللي تكون من كنبه إسفنجيه طريـه وضخمه بـ اللون العشـبي تسآع ثلآث أشخآص وحولهآ ثلآث كنبآت منفردين كل وحده بـ لون مخآلف .. أصفـر وأزرق وبرتقآلـي قبآل طآوله ستيل منخفضه فوقهآ شآشة بلآزمآ عريضـه ..
إلتفتت ورآهآ بعدمآ تفحصت كل ركن بنظرآت إعجآب شآبهآ إبتسآمة عدم تصديق ..
إلتفتت ورآهآ شآفته مآيل بجسمه رجل تتقدم الثآنيه وقد إستند بكتفه الأيمن على إطآر البآب مكتف يدينه - سأل بـ إبتسآمه - : هآآآ شرآيـك ؟
ميسم: روووعه يآوآئل .. إلآآ جنآآآن وربـي


تعدل وآئل بوقفته متخصر وهو يدور بعيونه: هآآ وش إللي بتغيرينه ؟
ميسم: ليش أغير ! كل شيّ هنآ حلو وعآجبني
وآئل: بس أنآ على بآلي أغير .. إنتي عروس ومن حقك تختآرين الأثآث والديكور بكيفك وعلى ذوقك .. مآيصير تدخلين بمكآن أثآثه قديم
ميسم: بس المكآن كله بـ النسبه لي جديد .. مآشفته قبل هآلمره يعني مآرح تفرق معي
نآظرته بنص عين: أهآآ شكلك إنت إللي مليّـت من الديكور تبي تغيره وتحطني أنآ السبّه
وآئل بضحك وهو يجلس على طرف السرير: ههههه لآ وآلله أبدّ .. أنآ مآيفرق معي .. بس حبيت أعيشك هآلجوّ .. إنك تبدلين الديكور بكيفك وتختآرين فرش المكآن إللي بتعيشين فيه ..

دنقت ميسم رآسهآ بـ إبتسآمه حزينه وهي تتذكر ذآك اليوم إللي قهرتهآ فيه دآرين يوم قآلت
إنهآ بتآخذ مكآنهآ بعيلة المآلكي لوآحد من عيآلهم .. بتآخذ المكآن إللي كآن يخصهآ إهي بوقت من الأوقآت وإهي إللي مجهزته بكيفهآ وعلى ذوقهآ من الـ ألف للـيآء .. قد شكت هآلشيّ لوآئل وهي تبكي .. يمكنه الحين يرآضيهآ ..أو يبي يعوضهآ ! " هفففف يآميسم حرآم عليك هآلظنون .. يحآول جهده يرضيك وإنتي مآغير تظلمينه بآلظنون .. عآد حتى وإن كآن هذآ هو قصده مآفيهآ شيّ .. مآغلط الآدمـي .. علآمك إنتي الحين ! يآحبك بس للنكـد "


وآئل: ليتني مآتكلمـت .. شكلك رح تهدين وتبنين من جديد
رفعت رآسهآ بـ إبتسآمه قصيره نآفضه هآلأفكآر السلبيه إللي عيت تتركهآ: لآ .. مآرح أغير شيّ .. المكآن عآجبني وأنآ حبيته
وآئل بتأكيد وكنه يعطيهآ الفرصه الأخيره: يعني مآتبين تغيرين شيّ !! متأكـده !!

هزت رآسهآ بـ الإيجآب بينمآ أردف هو: آوكي .. بس رح أغير المرتبـه لأن شكلهآ بتكون عآليه عليك ودولآب ملآبسك رح أزوده رفوف منخفضه لأجل تقدرين تشغلينهآ .. هآآ ! وشرآيك ؟
أطبقت شفتيهآ بـ إبتسآمه وقد كسآ الحزن عيونهآ اللآمعه بدموع محبوسه .. " وش هآلآدمي يآنآس .. شلون رح أقدر أسعده أو أرد له حتى ربع إللي يسويه معي ! أخآف أجرحك يآوآئل .. أخآف أقصر معك .. للحين شآيله همّ شلون رح أسعدك وأرضيك ؟ شلون بعطيك كآمل حقوقك وأنآ مقيده على هآلكرسي مآلي حول ولآ قوه .. لـ وين بيوصل صبرك عليّ !! أبوي وهو أبوي مآتحملني .. قطنـي عليك لأجل مآيشيل همّي .. وقبلك وكّل أمري لـ دآدآ زبيده هي من تهتم فيني .. شلون إنت أجل !! شلون بتقدر وشلون بتتحمل !!


وآئل: يآلطيــــف كـل ذآ تفكيــر
ميسم: ههههه بس إستغربت شويّ إهتمآمك بهآلتفآصيل ..
وآئل بجديّه: هآلتفآصيل تخصك إنتي .. يعني لو مآهتميت فيهآ بـ إيش رح أهتم !! أهمّ شيّ الحين عندي رضآك ورآحتك
قربت عليه سآحبه يدينه بين يديهآ وهو متآبعهآ بـ إنقيآد لحد مآتفآجئ بوقع شفتيهآ على يديه طآبعه قبله عميييقـه على كل يدّ ..
تدآرك نفسه وسط ذهوله سآحب يديه بسرعه ومسك هو يدينهآ تآرك أثر قبلتيه على ظهر كلّ يدّ بنظرة لـوم: لآ عآد تسوينهآ

ميسم بعيون مغرغره: أنآ بس أشكرك
وآئل: ههههه وش ذآ الشكر السنـع ! على إيش تشكريني ! أنآ الحين زوجك يآبنت وترآني بعد بطلب منك تجهزين لي ملآبسي ومآرح أشكرك
ميسم بـ إبتسآمه: إنت بس آمر وأنآ بنفذ
حرك رآسه بـ النفي: تـؤ .. مآرح أأمرك أبدّ .. مآعآش من يآمر عليك يآميسم .. بس أنآ ودي أحسّ إحسآس المتزوجين هذآ .. يعني ألبس على ذوقك .. آكل من يدك .. أنآم على حجرك .. تلعبين بشعري ههههه

ميسم وإلي تحول وجههآ طمآط من الإحرآج صآحت بتوعد: وآآآآآئـــــل هههههه
تحسس خدهآ الأيسر بـ إبهآمه الأيمن هآمس بـ إبتسآمه: سحّآآآيــه
ميسم بتكآبر على خجلهآ: يعني إنت تقول كلآم يخجلني وترد تقول عني سحّآيه !
وآئل: يآنآآس فديتهم ذولي إللي يستحون أموت عليهم
أعرضت عنه بـ إبتسآمه أطبقت فيهآ شفتيهآ حدّ الألــم من زود رصّهآ .. ليش تحس إنه اليوم أجرأ من العآده ! " يآويلي ليكون عشآن بروحنآ بذآ الملحق !! يآربيييه وش هآلموقف ؟ أنآ لآزم أطلع من هني بسرعه قبل يزيد جرأته لأفعآل مو بس كلآم .. "


بلعت ريقهآ بهدوء وعيونهآ بوسط حجرهآ - تكلمت بصوت يآلله ينسمع - : وآئل أنآ بطلع الحين
إرتفعوآ حآجبيه بتفآجئ: لآآآ على ويـن
ميسم: برد للبيـت
وآئل: بعدك مآجهزتي لي ملآبسي .. أشوفك من الحين تعصين
ميسم: هههه لآ وآلله مو كذآ
وآئل: أجـل ؟!
أطبقت فمهآ مبتسمه بقلة حيله: طيب إنت وين بتروح ؟
إتسعت عيونه بدهشه مصطنعه: لآآهـ .. من الحين بديتي تحقيق الزوجآت !! وين بتروح ومن وين جآي !

ميسم: ههههه وآآئل علآمك إنت !! خلآص عآآد
وآئل: ههههه يآويل حآلي منك يآبنت
تحنحنت ميسم وهي أيقنت الحين إن قلبهآ قد غآص بأحشآئهآ .. رفعت رآسهآ بتمثيل للقوه والتكآبر على أحآسيهآ الملتهبه بهآللحظـه - سألت بجديّه مصطنعه - : هآآ مآقلت وين بتروح ؟
وآئل: ملكة خويي آدم اليوم
ميسم: أهـآآ
أردف بسرعه: وش رآيك آخذك معـي ؟!

بققت عيونهآ بدهشه وقد إنفرجوآ شفتيهآ ببلآهه هآمسه بـ إستغرآب: إيـششش !!
وآئل بتأكيد: أهـآآ .. آخذك معي وش فيهآ ! إنتي الحين زوجتي
أعرضت عنه صوب الدولآب فآتحه أول بآب - ردت بـ إقتضآب - : لآآ
التفت ورآه يشوفهآ تدور بين ملآبسه بحركه وضحت فيهآ الربكه والتوتر: ليش لآآ ؟
ميسم: مو الحين يعني .. لين يتم الإشهآر بزوآجنآ أصير أرآفقك ..

أطبق شفتيه بتفهم للسبب الحقيقي من ورآ رفضهآ وإللي هي الحين تحآول تخفيـه بإعرآضهآ عنه ومحآولتهآ إشغآل نفسهآ بـ ملآبسه ! : آممم آوكـي .. مثلمآ تبين
فتحت بآب ثآني للدولآب وكآن علآقي قد تعلق فيه كميه هآئله من الأثوآب بألوآن متعدده مآقد طرآ لهآ بيوم إن فيه أثوآب بهآلألوآن من الأسآس ! نيلـي , بيستآج , هآفآن , تركوآز , سيمون , بترولـي , جنزآري ........... وغيرهآ


سحبت ثوب عنآبيّ اللون من طرفه السفلي: هذآ حلـوو
وقف وآئل عن السرير مشى صوب الدولآب وطلعه: عجبـك ؟
ميسم بـ تخمين: إنت إللي مفصلـه شكلك كذآ
وآئل: ههههه إيه أنآ .. ولآ تبين أفصل برآ ! وش يقولون ! النجآر بآبـه مخلـع !
ميسم: ههههه توقعت .. أصلاً شكله غير عن الأثوآب التقليديه .. حتى الألوآن غريبه ؟ عندك ألوآن مآهيب موجوده بملآبسي هههه وأنآ إللي ظنيت مآفي أثوآب غير الأبيض !
وآئل بـ إبتسآمه: خلآص رح ألبسـه .. وشمآغ سكـريّ هآ وشرآيك ؟
صفقت بيدينهآ مبتسمه: حلـووو

وآئل وهو يعلق الثوب مره ثآنيه: أنآ بتروش الحين وإنتي إختآري لي كبـك
ميسم: فيه هنآ حمّآم ؟
مآل برآسه صوب مرآيه طوليّه ملصقه بـ الجدآر وجمبهآ طآولة التسريحه الاستيل: هذآك هـو
إتسع فمهآ بـ إبتسآمة عدم تصديق تشوف إنعكآس صورتهم بـ المرآيه إللي مآهي بـ الأصل إلآ بآب الحمّآم - بـ الكرآمه - .. الحين درت ليش طآولة التسريحه بدون مرآيه ! وسط تفآجئهآ بـ إبتسآمه حسيّه مآل عليهآ طآبع قبله خفيفه وسريعه على خدهآ الأيمن ثم مشى صوب الحمّآم قبل يسمع أو يشوف ردة فعلهآ: الكبكــآت بدرج التسريحه الثآني ...


كآنت بعدهآ على وضعهآ تنآظر بـ إنعكآس شكلهآ بـعدمآ إنفتح البآب وقفله ورآه وقد تفنجلت عيونهآ بـ ذهــول مبلمـه !
تحسست خدهآ بأنآملهآ اليمنى وقد خلآص سلمت إن قلبهآ طآح من مكآنه !
صحيح إنهآ كآنت مخطوبه من قبل بس ولآ مره تجآوز معهآ فرآس بعلآقتهم .. أقصآهآ مسكـة يـدّ لآ أكثر ..

عفطت جلآبيتهآ بقبضتهآ محلّ صدرهآ وهي تنفخ هوآ من فمهآ المضموم علّهآ تخفف من عوآصف المشآعر والأحآسيس إللي إجتآحتهآ .. وكله من هآلحركه البسيطـه أجل لو تمآدى شويّ وش إللي بيصير لهآ ؟!
إحتضنت وجههآ بين كفيهآ وهي تهز رآسهآ بـ النفي مرعوبه من هآلأفكآر إللي طرت لهآ " لآآآآ .. لآآآآ خلآص عفـت الزوآآج مآآ أبـي أتزوج لآآآ يآويلــي لآآآ ههههه "



======
-----------
======


كرج سيآرته بـ حوش بيتهم متوسط الحجم وتعآبير الإستغرآب متمكنه من ملآمحه وهو يشوف زحمة بمدخل البيت وحركـه كثيرهـ ..
إرتفعوآ حآجبيه الطوآل وهو يشوف إثنين من العمّآل البنقآل طآلعين من بوآبة البيت الخشبيّه العريضه رآفعين الكنبه العريضه لليفينـق روم كل وآحد من جهـه ..
تخطآهم وبعدهآ ملآمح الإستفهآم بوجهه وهو يدورهآ بعيونه دآخل البيت: يومـــآآآ
.....: هلآ وآلله دكتور عديّ
إلتفت يمينه يشوفه .. هذآ إبن خآله الثآنـي ..


إرتسمت إبتسآمه قصيره بوسط ملآمحه البآهته من كثر التسآؤلآت إللي برآسه: هلآ سآمـر .. حيّآك
سلمّوآ على بعضهم بـ اليد ثم سأل عديّ وهو يحك أسفل ذقنه المربع بـ إبهآمه الأيمن: وش إللي يصير هنـي !
قآطعتهم وهي نآزله من الدرج: عديّ يومــه
رفع نظره يشوفهآ وقد كسآهآ اللون الأسود بعبآيتهآ من رآسهآ لأخمص قدمهآ .. حتى إن عيونهآ قد تغطوآ بطبقه رقيقه من غطوتهآ .. حآوط كتوفهآ بذرآعه الأيمن بعدمآ حبّ رآسهآ: فديتك يآلغلآ .. علميني وش إللي يصير هني !
سآمر: خآلتي أنآ برقى فوق .. هذآهم يأشرون لي يبون يطلعون
خآلته: إيه مآعليه .. إطلع ويآهم


إلتفتت لـ عديّ إللي إحتدت ملآمحه بعقدة حآجبيه وهو يدور بعيونه بين العمّآل ..
أمه: تجديدآت بـ البيت
عديّ: وليـش ؟
أمه بـ إبتسآمه مآقدر يشوفهآ غير بعيونهآ بسبة غطآهآ: وشهو إللي ليش ! نآسي إن فيه قطوه صغيرونه بتجي للبيت
تقطبت ملآمحه أكثر بـ إستفهآم من قصدهآ إللي مآفهمه - هآمس بـ إستنكآر وقد ضآقت عيونه - : إيــش !!!
سحبته من معصمه الأيسر ورآهآ للمطبخ إللي قد تفكك ومآبقى فيه غير الحوض الإستيل والطآوله الرخآميه المثبته بـ الأرض بوسط المطبخ ..


جلست على كرسي حول الطآوله وطلبته يجلس يمهآ بعدمآ رفعت غطآهآ عن وجههآ ..
جلس وتمّ يدور بعيونه على الرفوف والأدرآج إللي قد تفككت وأصبح المطبخ عآري التركيب والأثآث تمآماً ...
عديّ: يومه وش هآللي قآعد يصير مآنيب فآهم شيّ ! وتكفين علميني بدون ألغآز ترآ مآفيني رآس أتعب وأفكر
أمه: نآسي إنك بتزوج ! وزوجتك بتنتقل لهني ! ومن هني ليوم زوآجك يآلله يمدينآ نلحق ونخلص
عديّ بـ إستنكآر: وشهــــوووو !! يومه آلله يهدآك حتى إن بعدنآ مآتملكنآ ! حتى إني بعد مآرديت عليكم بـ قرآري
أمه بجفآف: أي ردّ !! ليش وإنت بعدك تفكر !! ترآ خآلك هو إللي طلب العمّآل أنآ مآلي فيه
عدي بـ إستخفآف: وخآلي وش درآه عن هآلسوآلف ! أدري إنهآ أفكآرك .. كلكم كذآ أصلاً يآلحريم
أمه بحده توقفه: عـــــديّ !
أعرض عنهآ مطبق شفتيه بضيق ..


أمه بهدوء علّهآ تخفف ضيقه وهي تدري وش سبته: خلآص وإنت وش إللي مكدرك الحين !
أسند أكوآعه لطرف الطآوله مغطي وجهه بكفوفه وهو يزفر بضيق: مآفيـه
مسكته من ذرآعه العضلي بحبّ: أجل يللآ خلّ نختآر مع بعض لون جديد لغرفتك
أبعد يدينه بسرعه عن وجهه معقد حآجبيه بصدمه: وشهـوو !!
إرتفعوآ حآجبيهآ بـ إستفهآم هآمسه: وشهو إللي وشهو ؟
عديّ بـ جفآف قآطع: سمعي يومه .. تبين تهدين البيت بكبره وتقومينه بكيفك .. أمآ غرفتي لآآآآء .. مآرح يتغير فيهآ شيّ وهذآني علمتك


بققت عيونهآ بعدم تصديق: وش هآللي تهذر به !!
عديّ بجديّه: مآ أهذر .. هذآ العلم إللي عندي وإنتهى
أمه بـ إستعطآف: عديّ وإللي يعآفيك لآ تعنـد .. ترآ خآلك هو من شآر نجدد ديكور غرفتك .. بس أنآ إللي إقترحت نجدد البيت بكبره .. يعني غرفتك إنت هي الأسآس بـ الأول
وقف بعصبيّه: سمعي يومه وإللي يعآفيك إنتي عشآن مآفيني حيل منآهده أكثر .. غرفتي هذي مآحدن رجوله بتوطآهآ .. ولآني مغير أو مبدل فيهآ شيّ

أمه: إفهم عليّ .. شلون تبيهآ كذآ مثلمآ هي عليه ! ترآ مآرح تكون غرفتك بروحك .. رح تشآركك فيهآ زوجتك وإنت مآتبي تغيرهآ ! تبيهآ بهآلشكل ! حسبآلك غرفه بمستشفـى ! لآ وأنآ أمك مآيصير
تأفف بضيق وهو يفك زرين من أزرآر قميصه القطني الأبيض ليكشف عن جزء من صدره المعضل: ففففف مدري أحسّ كل مدى أختنق زود ومآنيب قآدر


ضم أصآبع يده اليمنى لبعض كـ إشآره إنهآ تفهم عليه وهو في أقصى محآولآته لـ كبح غضبه والسيطره على عصبيته: يومه رجيتك .. لآ تضغطين عليّ أكثر ترآ وآلله مآعآد فيني .. مآرح أغير شيّ بـ غرفتي .. عجبهآ ورضـت ولآعنهآ مآرضت خلهآ مكآنهآ ببيت أهلهآ ولآ يكون على بآلكم بلونهآ وردي وأحط فيهآ عرآيس ودبآديب لأجل أرضي سعآدتهآ !!!
قآلهآ ثمّ صدّ عنهآ صآعد الدرج لغرفته بينمآ قوست هي شفتيهآ معقده حآجبيهآ ببلآهه وتسآؤل: عرآيس ودبآديب !! هذآ وشبلآه وأنآ أقوله غرفة معآريس ولآ غرفة أطفآل !!

صفق البآب ورآه بعصبيّه متخصر بيده اليسرى وبيده اليمنى يمسح على وجهه ..
تسللت يده اليمنى من وجهه لحد رقبته وهو يحسّ بـ إختنآق من إحسآس السيطره والضغط المتوآلي عليه غصباً عنه .. عن قوة قلبه على الإحتمآل وقوة عقله لـ تقبل هآلوآقع !


نآظر بـ أركآن غرفته الفسيحه وإللي كآنت كلهآ بـ اللون الأبيض الصآفي .. الوآن الجدرآن , الأثآث كلـه .. من سرير منجد بـ اللون الأبيض .. الدولآب المقسم ثلآث تقسيمآت على الطرفين بـ الخشب الأبيض والوسـط بآب جرآر مرآيه طوليـه .. حتى الستآير كآنت ورقيّه بيضآء .. الصآلون كنبآته إسفنجيّه كبيره بـيضآء اللون مغير ألوآن دخيله قليلـه بـ الأصفر والرمآدي متمثله فـ المخدآت الصغيره الموزعـه على الكنبآت وبـ الأرض .. سجّآد كثيف مشعـر بـ اللون الرمآدي الفآتح موزع على أرضية الغرفـه اللي كآنت بـ السيرآميك الأبيض ..
همس بـ تعجب " الحين وش فيهآ الغرفه !! شلون يعني غرفه بمستشفـى !! صآر الأبيض الحين لون مستشفيآت ؟ "


رمى جسمه على السرير بـ العرض مخبي عيونه بسآعده الأيمن " آللهم إشرح لي صدري ويسر لي أمري ... آآآآآهــــ يآآآرب .. مآنيب قآدر , لليوم مآظنيت إني بهآلسلبيّه والفتور .. سلمت أمري لـ يدّ غيري وكله لأجل كلآم بين الحريم .. إتفقوآ عليّ وطحت أنآ فيهآ .. علآمك يآعديّ هذي حيآتك ليش تسمح لغيرك يسيرك على كيفه ويفرض عليك قرآرآتك بشيّ يمسّ حيآتك إنت ..!! مآتبي تنكر جميل خآلك وزوجتـه بتربيتهم لك من بعد يتمـك ! هذآ هو السبب يعنـي !! ولآ هذي شمآعه تعلق عليهآ ضعفك وإستكآنتك ! .. لوين بيوصل حآلك بعدمآ بدلت صيته بهآللي إسمهآ بسمه مدري نسمـه ! وأبدل غرفتي بعد لأجلهآ .. ليكون مآتحب الأطبــآ بعد يغصبون عليّ أغير المهنـه وش بقى بعد لأجل سوآد عيونهآ ؟ "


إلتفت على جمبه الأيمن وهو يتنهد بـ قلة حيله .. طآحت عيونه على الشمآعه الإستيل المثبته بـ الأرض والخآليه تمآماً إلآ من ذآك القميص إللي إحتوى موآفقتهآ بـ الحبر الأزرق ..
إشآرة صحّ وآفقت فيهآ تسآمحه وإشآره ثآنيه وآفقت فيهآ ترتبط فيـه ..
سألهآ ,, لأي مدى رح تسآمحه ؟ جآوبت ,, لآخر نفس من أنفآســي !
" شلون الحين رح تسآمحني على هآلخذلآن ؟! قد رفضت غيري لأجلي وأنآ وش إللي سويته ؟ مغير بدلتهآ بغيرهآ .. تنآزلت عن وظيفتهآ .. مآهمهآ سمعتهآ ولآ الطعن بشرفهآ وكلّه عشآني ..
نزلت دموعهآ وقآلتهآ بـ إنكسآر .. أخطيت يآعديّ .. أخطيت بحق نفسي وحق ربي عشآنك .. بس أنآ وآثقه فيك , مآرح تتخلى عنيّ .. صحّ ؟!


مسحت دموعهآ طآبع قبله عميقه دآفيه على كلّ عين .. أطمنهآ .. مو بعد ذيك الخطيئه إللي تمنيت أكررهآ وأكررهآ لآخر أنفآسي أتركهآ .. ذيك القبله إللي إحتوت فيهآ شفتآي شفتيهآ بـ لهيب وعنفوآن ... آآخ يآصيته يآكثر مآتنآزلتي وبـ الأخير أخذلك .. شلون بعد بتسآمحيني على هآلشيّ !
غمض عيونه بـ إبتسآمه بآهته ومشآهد آخر لحظه جمعتهم بـ صيدلية الطوآرئ تترآود لذهنه .. " هذي الهبله من جدهآ ؟ شلون طرآلهآ إني بسوي لهآ شيّ وآذيهآ ؟ مو كآفي أذى المشآعر إللي سببته لهآ ! أي أذى أكبر رح أكون أنآ السبب فيه بعـد ! "


إرتخوآ جفنيه ليدآروآ لمعة عيونه الذهبيه بـ إبتسآمه متعبه وهو يشدد ضمة المخده لصدره أكثر وأكثر .. وأكثر حدّ الإعتصآر .. وكنه بهآلشيّ يدفن صورتهآ الأخيره بنظرآتهآ المرتعبه حركة تنفسهآ السريعه وصوت أنفآسهآ المحتدّ .. بلعـة ريقهآ المضطربه .. إرتجآف فكهآ .. تصآك أسنآنهآ ورمشـة جفونهآ .. كلّ هذآ خوف توتر من مجرد قربـه يعنـي ؟!
مآكآن يبي غير بس يشبع جيوبه الأنفيّه من هذي الريحه القآبعه فيهآ حتى بعدمآ تركت التمريض وزيآرآت المستشفـى !
هآلريحه إللي يعشقهآ حدّ الأســر .. الخُــدر .. واللآوعـي .. ريحـة المشآفـي المعقمـه وإللي عيّـت للحيـن تفكهآ وتطلـع منهآ !!


======
-----------
======

حلم الحياه 12-08-16 11:34 AM

رد: العاطفه والجسد
 
======
-----------
======

أنهت آخر اللمسآت على شكلهآ المبآلغ فيه بـ أنوثه حآدهـ طآغيه وقد خبتـه تحت عبآيتهآ الوسيعه وإللي رح تبدلهآ بعبآيتهآ الأصليـه الشيفون الكآلوش وقتمآ تروح لأختهآ بيتهآ .. حينهآ بس تقدر تبدل بكيفهآ بس أهمّ شيّ تطلع من البيت ومآحد يعترض طريقهآ ..رفعت طرف طرحتهآ فوق رآسهآ ثم نقآبهآ إللي كشف عن عيون محدده بجآذبية الكحل الأسود الدآكن إللي أبرز لون عيونهآ العسليـه الفآتحه وزآدهم وسع على وسعهـم ..

كآنت نظرآتهآ حآده , سآحره , أليمـه .. أخفت هآلسحر ورآ طبقه خفيفه نزلتهآ من نقآبهآ على عيونهآ ..
إمتنعت عن التعطر وضمته من ضمن الأشيآء المحظوره وإللي رح تستخدمهآ بس بعدمآ تطلع من البيت .. مآتبي تخرب طلعتهآ لهآلمنآسبه النآدره إللي مآصدقت تجيهآ بس عشآن عبآيه أو رشـة عطـر ...

طلعت من غرفتهآ متوجه لغرفة أختهآ فآتحه عليهآ البآب بدفآشه: صيتــوووه يلـلآآآآآ ..........
فتحت فمهآ بصدمه وهي تشوفهآ رآقده بسريرهآ وجوآلهآ بحضنهآ - صآحت بـ إستنكآر - إنتي من جــــدك !!!
صيته: .......
كآنت موصله الهآند فري لأذونهآ ومآتسمعهآ .. رفعت نقآبهآ عن وجههآ معصبه .. شكلهآ مو العبآيه أو العطر من بيخربون عليهآ طلعتهآ .. مآرح تخترب إلآ بحركآت صيته ..
جلست ورآهآ على طرف السرير تشدهآ من بجآمتهآ: صيته تكفين قومـي
صيته: ........
ميلت جسمهآ عليه وفكت السمآعه من الجوآل وبسرعه تعآلى صوت القرآن بصوت الشيـخ العفآسي

إلتفتت صيته ورآهآ معقده حآجبيهآ بـ إستنكآر: خيـر !
ريتآج بقهر: ليش تسوين فيني كذآ هآآ !!
صيته ببلآهه: وش قصدك مآفهمت !
ريتآج: طيب قفلي صوت القرآن وخل نتفآهم ..
وقفت صيته الصوت وإستقعدت بجلستهآ ضآمه ركبتيهآ لصدرهآ: وش عندك ؟
ريتآج: صيته مو إتقفنآ بنروح اليوم لنآهد !
صيته: وليش نروح لنآهد !

ريتآج بقلة صبر: أوووف ... مو هي قآلت لنآ نروح معهآ .. مو اليوم ملكـة أخو زوجهآ
صيته بضيق: الحين هذي هي سآلفتك !! إنتي مآيجي من ورآك السنع أبد .. إطلعي برآ يللآ أشوف
ريتآج وقد أدمعت عيونهآ بقهر: صيته إنتي لو مآرحتي مآبروح
صيته: الحين ودي أعرف إنتي مآعندك دمّ ! مآفيه حسآسه عندك ! شلون تروحين لمكآن مآتعرفين فيه أحد !! لآيقربونك ولآ تعرفينهم .. لآ وبعد مآعزموك

ريتآج بنبره مهزوزه منذره عن بدآية بكـآ: مآلك دخـل .. نآهد تقرب لهم وإهي عآزمتنآ
صيته: وش دخل نآهد فيهم الحين ! هي يآدوب زوجة أخوه .. يعني كلش مآلنآ دخل فيهم .. والحين إهجدي وإنقلعي لغرفتك ترآ مآلي خلقك أبدّ
ريتآج بعبره مخنوقه: صيته إنتي ليش كذآ !
نآظرتهآ صيته مبتسمه بعدم تصديق: إنتي من جدك بتبكيـن !!
ريتآج: إيه من جدي .. لأنك أمس قلتي أوكي رح نروح .. وأبوي وآفق بس لأنك بتروحين معي .. الحين لو مآجيتي معي مآرح أروح .. صيته حرآم عليك وربي من أمس مآنمت .. أتحلم بس متى يجي الصبآح ومن الصبآح وأنآ أتجهز وبعدمآ تجهزت تعيفيـن الطلعـه وتصرفين عنهآ نظر ! صيته تكفيـك طلبتك قومي الحين تجهزي وأنآ بسآعدك


أسندت صيته رآسهآ لظهر السرير رآفعه ذقنهآ ونظرهآ للسقف: ههههه عز آلله .. وش هآلمسآعدآت بس .. لآ خليهآ لنفسك مآبخليك تقربين عليّ من بعد سوآتك .. مآيجي من ورآك إلآ البلآ
ريتآج بـ إبتسآمه تسحبهآ: هههه طيب خلآص مآبسآعدك بس قومي إنتي تجهزي
صيته: ريتآج وربي ضآيق خلقي .. مآبي أطلع ولآ أروح لمكآن ..
تحسست ريتآج ركبة صيته اليسرى: طيب إنتي بس قومي .. وربي إن تستآنسين وتغيرين جـوّ .. مآرح تردين إلآ وقد إنزآحت همومك كلبوهآ .. وش تبين بعد .. غنآ ورقـص .. أكل سنع وشـرب .. جـدّ ونآسـه وفلّـه .. وبعد نآس بطرى مليآنين يمكن حرمتن تشوفنآ منّآ ولآ منآك تطلبنآ لأحدن من عيآلهآ وتنفك عقدة النحس هذي اللي فينآ أوووف

غصباً عنهآ تبسمت: ههههه كل همك تزوجين .. ترآك بعدك تسعطآش سنه
ريتآج بنظرة ونبرة ترجي: طلبتك صيته لآتخربين عليّ هآليوم .. يللآ قومي
صيته: .......
ريتآج بترجي وشوي بتبكي: صيتـــآآآآآآهـ
أبعدت صيته يد ريتآج عن ركبتهآ وهي تضحك: ههههه خلآص وخري عني بس .. رح تروحين بس أنآ لآ

عقدت ريتآج حآجبيهآ بعدم فهم شلون يعني ؟
وقفت صيته عن السرير وهي تعدل بجآمتهآ عليهآ: إنزلي معي الحين وبتشوفين
مشت ريتآج ورآهآ بـ إنقيآد لحد مآنزلوآ للدور الأرضي .. بـ مجلسهم: السلآم عليكم
إبتسم لهآ أبوهآ بحب: حيآلله صيته تعآلي يوبـه يمـي هنـي .. مآشفتك أيآم ..
حبت رآس أبوهآ وجلست يمه شآبكه أصآبع يدهآ اليمنى بأصآبعه اليسرى: يوبه طلبتـك
أبوهآ بـ إبتسآمه: تــمّ
صيته: فديييتك يآتآج رآسي


تدخل محمد بـ إعترآض: لآآآآآ وإشمعنى !
صيته: ههههه بس حمودي
قلبت أم سلطآن عيونهآ بـ قرف لـ صيته ثم ردت تشرب من فنجآل قهوتهآ وعيونهآ على شآشة التليفزيون ..
طنشتهآ صيته وردت لأبوهآ: يوبـه ريتآج تبي تروح ذيك الملكه مع نآهد بس أنآ مآ أبي
أبوهآ بهدوء: بس يآصيـ .....
قآطعته بترجي: يوبـآآآ تكفـى .. أنآ طلبتك وإنت قلت لي تـمّ .. ريتآج حرآم تعنت وجهزت نفسهآ وأنآ إللي غدرت وسحبت ع الطلعـه مآبي أروح وهي حدهآ متحمسه .. البنت مآطلعت من البيت من يوم أجزت من الجآمعه


محمد: مآعندنآ بنآت يطلعون ويسآيرون على كيفهم
صيته: أحـلآ يآشنـب .. لو إنك بس تنقطنآ بسكآتك
محمد " الأخ الأصغر توهـ بـ أول متوسط " : أصلاً مآبقى شيّ ع الدرآسه خلهآ تنثبر بعد يومين بـ البيت ثم بيجيهآ الفرج
سفهته صيته وهي تزفر بضيق: هآ يوبـه .. تـروح !!
هزّ رآسه بـ إستسلآم: قلت لك تـمّ وأنآ مآ أرد كلمتـي .. خلآص خل سلطآن يحرك السيآره ويوديهآ لـ نآهـد ...

دخلت ريتآج بسرعه من البآب إللي كآنت وآقفه ورآه وتتصنت .. جلست جمب أبوهآ وهي تحب رآسه ويدينه: فدييييتك يآضي عينـي أموآآآح
قوس محمد شفتيه بـ إستهزآء: الحمدلله والشكر .. ذي عقلهآ طآر بس عشآن بتطلع .. إهجدي يآبنـت
وقفت ريتآج متخصره: إنت مآلك دخـل هآآ - طلعت له لسآنهآ بـ إستفزآز -
محمد: ههههه يآويحي ويحآآآه .. تكفى يوبه إسحب عليهم وكنسـل هآلطلعه .. خل نشوف شلون بتصيح الحين وتبكبك
أبوه بـ إبتسآمه: بس محمد خلآص لآيكثر ..
صآحت ريتآج من برآ المجلس تنآدي أخوهآ: سلطـــــــــــآآآآآآآن


======
-----------
======


رفع معصمه الأيسر ينآظر بسآعته وقد ملآ الضيق ملآمحه .. صآر له لأكثر من أربع سآعآت وهو مكآنه بـ السيآره ينتظر نزوله من نفس العمآره إللي دخلهآ ولآ عآد طلـع .. حتى إنه فوت صلآة العصـر وهو بعـد قد فوتهآ بسبتـه وهو ينتظره ... مآبقى شيّ ع المغـرب ...
آلله أكبر آلله أكبر
لآ إله إلآ آلله

توّ مآنزل يده ورفع رآسه عآض على طرف شفته السفلى إلآ ويلمحه طآلع من العمآره " أيــوآآآآ وأخيراً .. على وين إنشآلله ! للصلآه ! أدري إن مآورآك غير البلآ يآمآلك وهذآني أفوت صلوآتي عشآنك "

طلع من السيآره بسرعه وقد إتسعت خطوآته لحد مآعبر الشآرع للطرف الثآني ودخل لنفس العمآره إللي توه أخوه طلع منهآ وبخطوآت معروفه مسبقاً وصل لبآب الشقه إللي شآف أخوه يدخلهآ وهو يترصد له من أول اليوم ...

تمّ ينتظر الردّ بعدمآ دق الجرس بشكل متوآصل بس مآفيه ردّ !
تقطبت ملآمحه بـ إستغرآب ثم ردّ يدق البآب بقبضته اليمنى .... بدون ردّ !
ميل رآسه وهو يشوف الضـوّ من تحت عقب البآب " معقوله يعني هو بروحه بهآلشقه ؟ لهآلدرجه متضآيق من وجودي بغرفته ! "

أمآ من ورآ البآب تغريد وإللي إنقبض قلبهآ وتصلبت أعصآبهآ حتى صآرت مثل الوتر المشدود من سمعت صوت جرس البآب والطرق عليه لأول مره من وصلت هآلشقه ! " ليش يدق وهو معه مفتآح ! "
دآرت عيونهآ حولهآ بتفكير " إيه يمكنه نسى المفآتيح هنآ هو توه طآلع بـ الأسآس .. "

أعرض عن البآب وتوه بيخطي أول خطوآته إلآ ويوقفه صوت أنثوي هآدي: مـــآلك !
إلتفت بسرعه للبآب مره ثآنيه: إفتحي البآب
تغريد وإللي مآميزت الصوت أبدّ لأنهآ بـ الأصل مآتـدل شلون صوت مآلك !

حركت الأكره مرتين بس كآن مقفل .. قوست شفتيهآ بـ إستغرآب وردت: إنت مقفل عليّ البآب
ضيق سند عيونه بتفكير " منو هذي ! أقولهآ تفتح البآب وتفتحه عآدي ! لآ وتظن إني مآلك بعد ! "
أردف بهدوء: طيب إفتحي بـ المفتآح
إلتفتت تغريد ورآهآ تدور المفتآح وقد غآب عن بآلهآ شلون بيكون نآسي المفتآح عندهآ والبآب بـ الأسآس مقفل من برآ !!!
تمت تدور بعيونهآ تدوره همست بـ إرتبآك: طيب إنت .. إنت وين تآركـه .. مآآني محصلته !
سند وإللي كل مدى تزدآد شكوكه .. ليش يقفل مآلك عليهآ البآب ومآفيه بعد غير نسخه مفآتـيح وحده والظآهر إنهآ مآتكون إلآ معه !


.....: مآلــك !
أجفله صوتهآ النآعم وهي تستنطقـه بـ رقـه غير طبيعيه ..
بلع ريقه بهدوء وردّ: أنآ مو مآلك
فرصعت عيونهآ بدهشه ثم أردفت بسرعه وإرتبآك مآخفى من خوفهآ: منو إنـت ؟
إستشف الربكـه والتوتر بنبرتهآ المهزوزه لحقهآ بسرعه: لآ تخآفين .. أنآ سنـد .. أخو مآلك
تغريد وإللي أدمعت عيونهآ من مجرد التفكير بذآ الغريب إللي يدعي الحين انه أخو مآلك .. شلون لو إن البآب مفتوح الحين ! أو إنه كآن معهآ مفتآح وفتحت له البآب ! وش كآن بيصير لهـآ !!

ألصق سند جبينه للبآب هآمس بخفوت يطمئنهآ: لآتخآفين .. قتلتلك أنآ أخو مآلك .. إسمي سنـد .. سند , عآمـر , المرشـد ..
بلعت ريقهآ بصعوبه وبعدهآ موسعه عيونهآ بخوف " وأنآ وش درآني بـ إسم مآلك أصلاً " إرتفع صوتهآ بتهديد ضعيف: إبتعـد من هنـي .. وربي أكلم مآلك الحين يجيك ويشوف وشهي سآلفتك أو أدق ع الشرطـه وهي تتفآهم معك


أسدل جفنيه بـ إبتسآمه جآنبيه وقد تأكدت ظنونه .. هآلبنت محبوسه بـ الدآخل ولآ حول لهآ ولآ قوه وإلآ كآن أسرعت ودقت على مآلك مو بعدهآ وآقفه وتسآيره .. لآ وبعد تحـذره !
سند بجديّه: إسمعـي ..أنآ أدري إنك محبوسه بـ الدآخل .. صدقي أو لآ أنآ أخو مآلك .. شكيت إن فيه شيّ غلط وترصدت له لحد مآعرفت هآلمكآن .. كنك تبين تطلعين من إللي إنتي فيه سآعديني .. إذآ مآتبين علميني وأنآ أوعدك بروح وأخليك ولآ كن صآر شيّ

تمت قرآبة الدقيقه إبهآمهآ الأيسر بفمهآ تقضم إظفرهآ بتفكير ...
قآطع تفكيرهآ صوته: أوكـي .. برآحتك وأنآ أعتذر لك ..
قآل كلمته الأخير كـ طُعـم لهآ ومآسرع مآجآه ردهآ بسرعه تلحقه: وقـــف لحظـه
حك طرف خشمه الحآد بطرف سبآبته اليمنى وقد مآل فمه بـ إبتسآمه جذآبه ..


تغريد بترقب: إنت موجود ؟
سند: إيه موجود
قربت من البآب وقد ألصقت كفوفهآ وخدهآ الأيمن للبآب: إنت تعرفنـي ؟
سند: لآ مآ أعرفك ولآ أحد من أهل البيت يدري عن سآلفة مآلك هذي .. علميني منو إنتي !
تغريد: تغريـد .. إسمي تغريـد
سند: من تكونين بـ الضبط !
بلعت ريقهآ بتردد وأردفت: بنت محصـن عبـ ...... قطعت كلآمهآ فجأه وقد إتسعت عيونهآ وهي توهآ تحسّ على نفسهآ ..
إستنطقهآ بهدوء: تغريـــد !
تغريد: ............
سند: ليش سكتـي ! لآتخآفين يآبنت وآلله أنآ معك ورح أسآعدك بس إنتي بعد سآعديني
تغريد: وش تبـي ؟
سند: وش علآقتك بـ مآلك !
أطبقت شفتيهآ بأسى وكن هذآ شيّ تستنكره ومآودهآ تعترف فيه أبد .. ردت بـ إحبآط: أنآ زوجتـه
إرتفعوآ حآجبيه بدهشـه هآمس ببحة عدم تصديق: زوجتـه !!!


ترقرقت عيونهآ من هآلطآري وهآلوآقع إللي إنفرض عليهآ غصباً عنهآ وبأبشع أشكآله .. الطعن بشرفهـآ .. وللحين مآهيب مستوعبته ولآ مستوعبه أسبآبه ولآ الطريقه إللي تمّ فيهآ ..
بين يوم وليلـه صآرت زوجه لـ وآحد مآتشوف إلآ إنه يآ مجنون فآقد عقل أو مختل .. مريض نفسي ممكن .. عنده إنفصآم بـ الشخصيّه !
ميل رآسه للبآب يسمع شهقآتهآ المبحوحه وإللي تحآول جهدهآ إنهآ تكتمهآ بينمآ هو إللي إتضحت عنده الرؤيه الحين .. هآلبنت تكون زوجته صدق .. هل هي نفسهآ إللي شآفهآ بأول يوم له بـ بيت أبوه ! ذيك المشوهه بـ عنف ووحشيـه !
......: إنتي إللي شفتك ذآك اليوم بـ البيـت ؟!
تغريد: ........
سند: قد جيت البيت ومآلك عنفنـي قدآمك .. شفتك بـ الدرج نآزله .. هذآ إنتي ؟

برقت عيونهآ بـ إستيعآب وكنهآ تذكرت .. تذكرت إسمه " سنـــد .. إيه هذآ هـو .. هو فعلاً أخو مآلك "
علت نبرتهآ وردت بسرعه: إيـه .. إيه هذآ أنآ .. أنآ .. تذكرتـــك
سند: إفتحي البآب
تغريد: المفتآح مو معي .. مآلك يقفل عليّ البآب لمآ يطلع
سند: طيب أنآ مآيصير أوقف أحآكيك كذآ من ورآ البآب .. العمآره فيهآ سكآن .. معك جوآل ؟
تمت ثوآني تفكر .. تعلمه الصدق إن معهآ جوآل أو يمكن للحين هذي خطه ومآلك مسويهآ لأجل يختبرهآ ! مو معقوله تكون غبيّه وتخرب على نفسهـآ بنفسهـآ ..
ردت بهدوء: لآآ .. مآمعـي


كور سند قبضته اليمنى بقهر وقد أطبق شفتيه بتصديق لهآ: كنت متأكد من هآلشيّ .. طيب شلون أتوآصل معك ! أنآ مدري متى مآلك بيرد .. طيب يآبنت علمينـي .. يوم شفتك كنتي مضروبـه صح !
تغريد: إيـه
سند: ليش مآلك يسويّ كذآ فيك ؟
ملت دموعهآ المحآجر مره ثآنيه من طآري الضرب والمسؤول عنـه .. ردت بنبره وآهنه إختلطت ببكآهآ: مــدددددري .. وآلله مدددري مدري .. أنآ .. أنآآآ مآ أعرف أخوك .. ولآ بعمري عرفته وربـي .. تبلآ علـيّ .. تبلآ عليّ وخذآني بـ الغصب .. تزوجنـي بـ الغصب .. ليش !! ليش سوآ كذآ ! ليش خرب حيآتي وعلآقتي بـ هلي وأنآ مآ أعرفه .. وش إللي سويته أنآ له !!!

تقطبت ملآمحه وإنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب من هآللي يسمعه الحين !
سألهآ بـ شك: إنتي مآتعرفين مآلك صدق ؟
تغريد: وآلله مآ أعرفه .. قسم بـ الله مآ أعرفه .. تزوجته وأنآ حتى مآ أعرف إسمه .. تزوجته بـ اليوم إللي شفتنآ إنت فيه بس وآلله مآ أعرفه
دقت البآب بكفوفهآ وقد غآلب صوت دفهآ للبآب صوت شهقآتهآ المحتده: طلعنـي من هنآآآ .. تكفى طلعنـي ودنـي لـ هلـي وعلمهم عن أخوك .. علمهم بـ السآلفه وإن مآلي ذنب .. وآلله ولآبعمري شفته .. علم هلـي بـ الحقيقيه تكفـى .. طلبتك طلعني من هني وردني لأهلي وعلمهم الصدق
بلع ريقه بضيق وقد تكدرت ملآمحه هآمس لنفسه بـ قهر " يعني وآضح إن هآلموضوع ورآثه بهآلعيلـه .. إن بغوآ شيّ بـ الغصب خذوه .. أياً كآنت الوسيلـه ! "

سند بـ جفآف: تبين تطلقيـن ؟
تغريد بسرعه: إيـه .. إيـه أبـي
سند: أجل سمعيني عدل .. أنآ محآمي .. بسآعدك ومآرح أخليك .. تقدرين بسهوله تطلبين الطلآق وغصباً عنه ينفـذ أو إنك تطلبين الخُلـع.. ومآفيه برهآن أوضح من حآلتك .. شكلك من بعد هآلضرب .. عنف جسدي ومعنوي .. هآآ موآفقـه ؟


سكتت تغريد لحظآت ثم أردفت بـ أسى: بس مو مآلك هو إللي ضربني ..
عقد حآجبيه أقصآهم وهو شوي وينجن .. أي بـلآء هذآ إللي ورآ أخوه مآلك !
همس بـ إستفهآم: أجل منهـو ؟
إرتجف ذقنهآ وردت أسنآنهآ تتصآك ببعضهم بعدمآ تقوست شفتيهآ منذره عن بدآية بكآ من جديد: هلـي .. هلي هم إللي ضربوني .. أبوي , أخوي .. وعمـي .. والسبـه أخـوك .. أخوك هو من تبلآ علي وعطآهم تسجيل عني .. بس وربي إنه مفبرك .. قسم بآلله مآصآر شيّ بس هلي صدقوه .. صدقوه وقطوني بـ الرخيص لأخوك حسبي آلله عليه حسبــــي آللــــــــــــــــــه


أطبق شفتيه بقهـر من بكآهآ ونحيبهآ المرير وإللي ذكره بـ نحيب أمـه وأنينهآ لـ ليآلي كثيره متوآصلـه .. هـ الآآآآهـ المبحوحه بحرقة من ظلـم قآسي مؤلـم مآقد سمعهآ بهآلشكل غير من أمه من بعد سوآت أبـوه .. والحين يسمعهآ من هآلضعيفـه والسبـه سوآت أخـوه ..
سند بدفـى: طيب يآبنت لآتبكيـن .. صدقيني أنآ معك ومآرح أتركك .. أنآ وآثق فيك وإنك مآغلطتـي
رفعت رآسهآ عن البآب تنآظره بعدم تصديق للي سمعته .. تمت ترمش بتوآلي من وقع هآلجمله على مسآمعهآ .. هآلجمله إللي مآتبي تسمع غيرهآ .. الثقـه .. أن أحد وآثق فيهآ ..
مآحد وثق فيهآ غير ميسـم والحيـن هآلغريـب سنـد ..
بس شلون ! شلون يثق فيهآ وهو مآيعرفهآ ! والأهم إنه يكون معهآ ضد أخوه ! وش تفسير هآلشيّ بـ الضبط !


همست بترجى تتحرى الصق من كلآمه: صــدق !
سند بتأكيد: إيه صـدق .. علميني , تآكلين ! تشربيـن ! ولآ وش وضعك إنتي !
بللت شفتيهآ بـ إبتسآمه: إيـه .. مآلك يجيب لي أكل
سند: طيب إسمعي يآبنت .. الصلآه قد خلصت ويمكن يرد مآلك لهني مره ثآنيه .. أنآ بروح بس أبي منك طلب .. لآ تعلميه إني جيتك لين أشوف هآلقصـه ولوين بتوصل
بلعت ريقهآ وبعدهآ الإبتسآمه بملمحهآ الفآتن برغم التشوهآت إللي فيه من أثر الضرب من تكرآره كلمـة " بنـت " لهآ ..

ردت بتأكيد: مآرح أعلمه بشيّ
سند: رح أمرك كل يوم أتطمن على وضعك لحد مآ أوصل لـ حلّ ..
دق البآب دقه وحده سريعه: بروح الحين ..
عضت على شفتهآ السفلى بـ خجل وقد تهلل وجههآ بـ رآحه وطمأنينه - همست بخفوت وهي تتحسس البآب بـ أنآملهآ - : مع السلآمـــه ...



======
-----------
======


نزلت الجوآل من أذنهآ ع التسريحه وقد ملآ الضيق ملآمحهآ .. وش ممكن يكون أسوأ من كذآ خبر تسمعه !! " إنتي يآتغريد !! آهـ يآ حرقة قلبي عليك .. إنتي إللي يطلع منك هآلسوآة إللي تسود الوجيه ! صحيح إللي تحسبه موسى يطلع فرعون ! بس أشوى يآربي إنه تزوجها ومآغدر فيهآ .. خذآ منهآ مآيبي وقطهآ بس وش معنآتـه هذآ ! ممكن يكون يحبهآ ! ولآ وش إللي يجبره يآخذ وحده قد دشرت معـه لآ ومآخذ عليهآ فيديو وتسجيلآت .. ليش يآتغريد لييييييييش ! "


أجفلهآ حركته من ثبت يدينه على كتوفهآ وهو وآقف ورآهآ .. ثبتت عيونهآ المحبطه بـ المرآيه تنآظر بـ إنعكآس صورته وغصباً عنهآ تبسمت هآمسه: حبيبــي !
.......: الحلو بـ إيش فآهي !
رفعت قلم الروج بإرتبآك وصآرت تحط منه: لآآ ولآ شيّ ..
عقد حآجبيه من حركتهآ المتوتره ومد يده سآحب منهآ الروج بمزح: خلآص كآفي كليتيــه ههههه
شروق بتوعد: أحمــآآآآآآآآد
أحمد: وش أحمد ومآحمـد خلآص قد تلونت شفآيفك
نزلت رآسهآ زآفره نفس بـ إحبآط: فيـه شيّ
أطبق شفتيه بتفهم لشكلهآ إللي لفته من دخل وشآفهآ فآهيه بعيون حزينه .. مسك يدهآ اليسرى ووقفهآ بهدوء لحد مآوصل للسرير ..


حرك نظره عليهآ من رآسهآ لرجولهآ وهو يصفر بإعجآب .. كآنت لآبسه فستآن شيفون هآدي بـ المره .. مزموم من الصدر ونآزل كلوش لآخر سآقهآ بـ اللون الجنزآري .. شعرهآ كآن مجمع لورآ وملفوف كروآسون مآيزينه غير بنستين لآمعـه ع الجآنبين .. كآن شكلهآ هآدي وبسيط بدون أي تكلف .. حتى بمكيآجهآ الوردي البآهت: وش هآلزين والحلآ كلـه بس ! أشوف بديتي تلبسين وآسع .. وش أخبآر النونـو ؟!
إبتسمت بخفه وقد حآوطت يدينهآ الثنتين بطنهآ: يعنـي تآعب لي ظهـري بس مآعليـه ..
جلسهآ على السرير وجلس جمبهآ وهو يتحسس ظهر يدهآ اليسرى: هآآ يآقلب أحمد .. علمينـي وش الموضوع ؟


ردت بهدوء وعيونهآ بـ الأرض: توني مكلمـه أمي
أحمد: أهآآ .. وشخبآرهآ عسى إنهآ طيبـه والأهل كلهم بخير !
شروق: الحمدلله كلهم بخير
أحمد: أجل وش إللي مضآيقك كذآ !
شروق: تغريد أختي تزوجت
أحمد بضحك: ههههه يآشيخه أختك تتزوج تفرحين لهآ ولآ تزعلين ؟
نآظرته شروق ببلآهه .. مآفهم عليهآ ولآ أسبآب ضيقتهآ .. كملت بهدوء: أختي تزوجت من أكثر من إسبوع ولآ أحد علمنآ بـ السآلفه .. تزوجت ورآحت بيت زوجهآ ولآ دريت .. لآ أنآ ولآ دآرين .. شلون بس هآلشيّ يصير ! بدون حفـل أو إشهآر للنآس !
قطب أحمد حآجبيه بـ إستفهآم: طيب وش السـبب !
نآظرته شروق بصدمه خفيّه: هــآه !!

أحمد: أيوه الموضوع غريب شويّ بس ليش !
بلعت ريقهآ بتوتر وتوهآ تحسّ على نفسهآ .. وش تقول لزوجهآ الحين ! أختهآ صآيعـه مقضيتهآ سربته بـ الشوآرع وبين أحضآن الرجآل !
إبتسمت غصباً عنهآ وهي ترقع السآلفه: لاآ مآفيه .. بس هـوو .. هو يعنـي .. طلبهـآ .. طلبهآ وقآل مآيبي يأجل الموضوع لأن عنده سفـر ويبيهآ معـه ..
أحمد بتفهم: أهـآآ .. أجل عذره معه وهلك بعد معذورين .. إنتي وش إللي مزعلك !! ترآ الحفل ولمـة النآس وهآلشغلآت كلش مظآهر فآضيه مآلهآ دآعي .. أهم شيّ إنهآ رآضيه وموآفقه عليه وإنه ولد نآس أجوآد يدل بـ الدين والأصول .. بيحآفظ عليهآ ويصونهآ ..
مآردت شروق إلآ بـ إبتسآمه خفيفه مصطنعه قد أطبقت فيهآ شفتيهآ حتى صآروآ خط بـ حسره ..


أحمد: يللآ قومي سآعديني وجهزي لي الملآبس
وقفت عن السرير ومشت صوب الدولآب: وينك فيه من الصبآح ! طلآل ورآئف اليوم بـ البيت ..
أحمد: إيه بس فيه أورآق قضيه كنت أخلصهم .. شغل برآ المؤسسه مآله علآقه بـ الدوآم أو الإجآزه ..
شروق بـ إبتسآمه: آوكـي .. روح إنت تروش ع السريـع وأنآ بجهز لك الملآبس
تمغط بكسل وهو يتثآوب: آآآخ يآليل العنـآ .. لو مآنه عمي وهذي ملكـة بنته ولآ مآكآن رحت .. أبي أنــآآآآآآم
هزت رآسه بـ النفي وهي تضحك: ههههه لآ مآيصير .. إنت بس تروش وبتصحصح .. ويللآ بسرعه مآنبي نتأخر ..
وقف عن السرير يحك رآسه مخلل يدينه بشعره - بصوت متعب وهو يتثآوب - : شوشو مآقلتي لي منو إللي خذآ أختك ! ولـد من !

شروق بعدم إهتمآم وهي تقلب بين أثوآبه في الدولآب: إسمه مآلك .. ولد المرشـد
فرصع أحمد عيونه بصدمه هآمس: مآلك المرشد مآغيره ! ولد عآمـر ! عآمر المرشـد !
شروق بسرعه: إيه إيه هذآ هو .. ليش علآمـه !
أحمد وإللي تدآرك دهشته .. أخفآهآ بسرعه بـ إبتسآمه متوتره " وش أقولك بس ! مآفيه غير ولد المرشد ذآ السربوت وهلك يوآفقون عليه ! يآلله يآهآدي النفوس إنك تصلحه وتهديه " : لآآآ مآفيه .. بس مآشآلله عآيله معروفه .. الله يوفقهم


أعرضت عنه شروق بسرعه للدولآب مره ثآنيه .. كآفي مآتبي تشوف هآلنظرآت بعيون زوجهآ وإللي شكله يدل زين منهو مآلك ذآ !
نآظرت بـ أحمد وهو يطلع من الغرفه صوب الحمآم وقد لآنت ملآمحهآ بـ كسره وحسره " ليش سويتي فينآ وفـ نفسك كذآ يآتغريد بس ليييييش ... "


======
-----------
======


8 المسـآ .. فيلآ " معآذ المآلكـي "

بـ الغرفه إللي تجهزت مخصوص لهآ بمنآسبة هآليوم .. توهم طقم التجميل قد خلصوآ من عندهآ ورآحـوآ ..

نآظرت نفسهآ بـ إعجآب فـ المرآيه الطوليّه المتحركـه وهي تتحسس جسمهآ من الجآنبين .. " شلـون تبدلت 180 درجـه ؟! لآ شكلـي ظلمتهم وأنآ أصيح عليهم وش يسوون فيني كلّ هآلوقت ومخفين كل المرآيآ .. حسبآلهم ببرنآمج جويـل .. بس إيش هآلجمآل يآوردهـ ! شفتي شلون طآلعه غير بـ الفستآن ! لآآ مآهقيت رآمز ولد عمي ذوق كذآ بـ التصميم والتفصيل .. الفستآن روعـه "
كآنت تتحسس جسمهآ من فوق الفستآن بـ إعجآب وإنبهآر .. أول مره تجرب تلبس شيّ قصير يكشف عن سيقآنهآ فآرعة الطول ..

كآن فستآن من الدآنتيل بـ اللون الطوبي يوصل لـ نصف ركبتهآ بـ كمّ حيرآن دآنتيل مخرم يكشف عن جلدهآ إللي بعده مآخذ اللون البرونزي المذهب .. وبعده شعرهآ بـ اللون الأحمر النآري إلآ إنه طول عن أول وصآرت أطرآفه تلآمس كتوفهآ من الجآنب الأيمن .. أمآ الأيسر فكآن أقصر شويّ يوصل طوله لشحمة أذنهآ ..
تسريحتهآ كآنت هآديه وبسيطـه بعدمآ رفعوآ لهآ الجآنب القصير منه بـ مشط ذهبـي كشف عن أذنهآ اليسرى إللي تزينت بـ فصين لآمعين على طول غضروف الأذن وحلق تدلى من الشحمـه ووصل لكتفهآ الأيسر .. أمآ الجآنب الأيمن فكآن مفرود وقد أخفى جزء من جآنب وجههآ وأذنهآ اليمنى ..


.....: بسم آلله ولآحول ولآقوة إلآ بـ الله .. صلآة النبـي عليك
إلتفتت ورآهآ رآفعه حآجبيهآ مبتسمه وهي تشوف زوجة أبوهآ " أم فآهد " وقد تهلل وجههآ بفرحـه من شآفتهآ وبعدهآ تذكر آلله وتصلي على نبيه ..
تلتهآ أمهآ إللي إتسعت عيونهآ بـ إنبهآر تلآه دموع صآمته بعدم تصديق إن إللي قدآمهآ هذي الحين هي بنتهآ اللي كآنت بيوم لآفتهآ وشآيلتهآ بحضنهآ هذآهآ اليوم عروس مآحلآهآ وهذي ملكتهآ ..


فردت وردهـ ذرآعيهآ وقد إحتوت أمهآ وزوجة أبوهآ بـ حضن جمآعي ..
رفعت أم فآهد رآسهآ لـ ورده بـ دهشه: مآشآلله وش هآلطول يآبنيتي ! لآ وبعد مو لآبسه كعب مآحسيت بطولك إلآ من ضميتينآ وشفت شلون أقزآم يمك !
ورده: ههههه مثيلة أبوي فديتـه
نآظرت أم ورده لرجول بنتهآ وهي تشوفهآ لآبسه صندل أرضي سيور .. أخفى مقدمة أصآبعهآ وكعب رجلهآ وكشف عن البآقي محآوط سآقهآ بسلسآل رقيق وكنـه خلخآل بكلّ رجـل ..
......: ليه ملبستيش حآقه بكعب ؟
ورده بلهجه مصريه: ههههه أنآ كدآ ممكن أخبط فـ نقـف السئـف ..

أم فآهد: هههه مآشآلله .. لحظه بس بروح أجيب المبخره خل نبخرك قبل تطلعين ..
ورده لأمهآ: ضُرتك عسوله يآمآمآ ههههه
ضربتهآ أمهآ بخفه على كتفهآ الأيسر: بس يآعبيطـه
تحسست شعرهآ بتوتر: مآمآ شكلي حلـو ؟!
أمهآ بنظره حبّ لآمعه: زي القمــر
دخلت أم فآهد وبيدهآ اليمنى المبخره وبـ الثآنيه المـرش ..
نآولت المبخره لـ أم ورده: إذكري آلله وإرقيهآ يآجيهآن ..

رفعت ورده ذقنهآ مطيره عيونهآ وهي تشوف أمهآ تبخرهآ وترقيهآ ومن ورآهآ زوجة أبوهآ ترشهآ وتسمي عليهآ .. أول مره تحسّ إنهآ مثل الملكـآت والكلّ حولهآ يدللونهآ ..
شوي ودخل عليهم وآحد شآبـه وردهـ بكثير من الملآمح إللي ورثتهآ عن أبوهآ لدرجة تطآبقهم وإللي من النظره الأولى إللي تطيح عيونك عليهم تقدر تخمن إرتبآطهم وتصيبـه ..

.....: السلآم عليكم
إلتفتوآ أم فآهد وأم وردهـ من سمعوآ السلآم .. ردوهـ بـ إبتسآمه .. بينمآ ضيقت ورده عيونهآ بـ تخمين " هذآ فآهـــد ؟! "
قرب صوبهم بـ إبتسآمه مآد يده ورآ رآس ورده مقربهآ عليهآ وطآبع قبله أخويّه عميقه بمنتصف جبينهآ: مبروك يآلعروس وأنآ أخوك

ورده بـ إبتسآمه: آلله يبآرك فيك .. عقبآل أولآدك
إبتعد عنهآ بسرعه معقد حآجبيه بـ إبتسآمه: لحظه لحظه وشهي عقبآل أولآدك ذي بعد !! قولي عقبآلي بـ الأول .. - إلتفت لـ أمه - يومـه شكلهآ مضيعـه .. يآبنت أنآ سُهيـل مب فآهـد ههههه
ورده وإللي طآح وجههآ من الفشيله .. على أسآس مره تعرفه .. كآن ردت المبآركه وإكتفت وش دعوه طآري عيآله الحين ! هذآه طلع سُهيـل مو فآهـد ..

قرصته أمه من كوعه الأيمن: بسك عآد .. وهي من وينهي بتعرفكم .. البنيّه مآتدل غير أسمآئكم
سُهيل بضحكه فآتنه لفتت نظر ورده أكثر بـ إنهآ من ضمن الأشيآء المشتركه بينآتهم .. هآلبسمـه العريضـه إللي تكشف عن الصف العلوي لأسنآنهم كآمـــــــــلاً .. بخلآف الطول الفآرع , سمرة البشرهـ , الأنف الحآد , الفمّ العريض المشدود , العيون الوسيعـه الدآكنه المحدده بكتلة رموش كثيفه وكنهآ كحله بجوف العيـن ...

.....: خلآص سمآح هآلمره .. بس جدّ وش هآلحلآ كلبوه ! مآهقيت أختي مزه كذآ ! لآ وطويله بعـد
نزلت ورده عيونهآ للأرض وقد أطبقت شفتيهآ اللآمعه بـ إبتسآمه قصيره مآ أخفت حيآهآ .. بـ الرغم من تحررهآ الوآضح سوآ بشكلهآ الخآرجي أو حتى شخصيتهآ .. إلآ إنهآ بـ الحقيقه شخصيه خجولـه لأبعـد حـدّ .. نقيّـه وعلى فطرتهـآ ..


تحسست أمهآ ظهرهآ بـ حرآره تخفف من إحرآجهآ شويّ .. بينمآ سألت أمه: هآ يآسُهيـل .. وصلوآ !
سُهيل: إيه .. وأنآ جآي أعلمكم .. مآعرفت من قبل غير إن إسمه آدم .. بس ليش مآحد قآل لي إنه آدم ولد نآصر عبدآلله !!!
ورده بـ إهتمآم: ليش إنت تعرفه ؟!
قوس سُهيل شفتيه: آمم يعني مو مره .. بس قد تلآقينآ من قبل .. أخوه بسّـآم كآتب معروف بجريدة الفجـر .. وآدم نفسه الصرآحه خوش رجّآل مآعليه الغبره .. يعني الصرآحه مآ أتمنى لك أحسن منـه .. كل ربعي وخويّآي أثنو عليه وأمدحوه .. مآله بـ الفرفره والمسآيره ورآ الحريم ولآ يدل بعلوم الأسوآق والمجمعآت ..

أمه بـ إستخفآف: إيه وإشمعنى الأسوآق والفرفره ورآ الحريم !! رحم آلله إمرئٍ .. تدري إنك لعوب وكل ربعك وخويآك ذولي مآمنهم رجآ
عضّ سُهيل الطرف الأيمن لـ شفته السفلى بـ لوم: أفـآآآ يـ الغلآ .. لآ مآتجـي منك ذي .. سآعه لـ ربك وسآعه لـ قلبك
شدت أمه شفتيهآ مطبقـه بـ إحبآط: سآعه وحده بس لـ قلبك !! أشــك
وردهـ وأمهآ: ههههه
سُهيل: أنآ شكلي تورطت الحين , وش إللي جآبني عندكم ههههه .. يللآ بس عجلوآ .. كل الخلآيق قد وصلوآ وإنتن بعدكن هنـي


كلآم سُهيل عن آدم مآ زآد ورده إلآ إنجذآب أقوى بـ عآطفه أعنف تجآه آدم .. عآطفه عصفت بمشآعرهآ البِكـر حدّ اللآوعـي .. اللآتمييـز .. و اللآسيطـره ..!
.....: يلآ يآورده هنطلـع القـنينـه ( الحديقه )
غمضت عيونهآ بسرعه ثم ردت فتحتهآ بـ إرتبآك سآحبه نفس عميق: طيب يآ مآمآ إسبئـوني إنتم وأنآ ورآكم ..
أم فآهد: إقري بعد على نفسك يآمـي ولآتسفهين .. مآتدرين هذيل الحريم وعيونهن وش سوآتهآ
مآردت ورده إلآ بـ إبتسآمه بآهته وهي تتحسس بطنهآ إللي تشنـجت عضلآته ! وش هآلإنقبآضآت الغريبه إللي تحسّهآ وكنهآ بـ إنتظآر إختبآر ! أو إنتظآر لـ نتيجـة الإختبآر !


/
/


بـ الحديقه المتوسطه لـ فيلآ معآذ المآلكي وإللي كسآ أرضهآ الحشآئش الخضرآ مآعدآ الممر الحجري إللي يوصل البوآبه الخآرجيه الحديديه بـ البوآبه الدآخليه الخشبيه ..

توزعت طآولآت دورآنيه محآطه بكرآسي قد تغلفت بفرش ستآن ذهبي اللون مربوط بـ تُـلّ ذهبي لآمع من ظهر الكرسي .. إتفق مع الإضآءه الصفرآء إللي طغت ع المكآن بشكل حآلم .. وبجآنب من الحديقه منفرد كآن فيه صوفـآ عريضـه منجده بـ قمآش ذهبي اللون قد تزينت بـ كريتسآلآت لمعت مع الإضآءه بـ إنعكآس مُلفـت وحولهآ أعمدة نور قصيره بـفوآنيس متدليّه بـ إضآءه خآفته .. والديجيهآت مشغله بـ أغآني أشعلت إثآرة وحمآسة البنآت إللي تجمعوآ كلهم قبآل الصوفآ وبدو رقـص .. كلاً تستعرض موآهبهآ سوآ بطق الخصر أو هزة الكتف وإللي تتمآيل بطول شعرهآ يمنه ويسره ..

على وحده من الطآولآت تجمعوآ حريم عآيلة شبيب المآلكـي ..

بدآية من أم طلآل وعلى يمينهآ الأختين دآرين جمبهآ ثم شروق ..
دآرين وأم طلآل إللي خذتهم السوآلف عن كلّ حرمه موجوده .. من تكون ! زوجة من أو بنت من ! من أي عآيله ! بـ إيش يشتغلون ! وشهي مكآنتهم بهآلمجتمع المخملي رآقي الطبقـه .. بينمآ شروق إللي كآنت شآرده وبآلهآ عند مكآلمة أمهآ لهآ اليوم عن تغريد وسوآتهـآ !
وعلى نفس الطآوله حوريـه إللي شحّ صوتهآ وبحّ وهي ترآضي نسمه إللي مطنشتهآ معطيتهآ مقفآهآ مكتفه يدينهآ ورجل على رجل تهزهآ بتوتر وعيونهآ على البنآت إللي يرقصون ..

حوريه بـ تململ: نسمه خلآآآآص بئـآ .. وآللهي مش أنآ .. دآ رآئف وآللهي هو إللي شدني غصب عني وقفل البآب ..
نسمه: .......
حوريه بطفش: هــف أنآ تعبت منك خلآآص .. أحسـن طُـز فيكـي
إلتفتت نسمه معصبه وتوهآ بتفتح فمهآ وتشرشحهآ إلآ وقآطعهم ثنتين من الحريم بـ السلآم: السلآم عليكم ..

وقفت أم طلآل وشروق ودآرين رآدين السلآم بـ إبتسآمه .. إلتفتت أم طلآل لـ نسمه وحوريه تخزهم بـ النظرآت وهن جآلسآت مبلمين وفآتحين أفوآههم ببلآهه ..
بسرعه وقفت حوريه مبتسمه بـ إحرآج من إستوعبت نظرآت خآلتهآ لهآ: ءآآ .. آآ وعليكم السلآآم ..
لفت حول الطآوله لحد مآوصلت لهآ وضمتهآ بحبّ - بلهجه مصريه - : ألف مبروك لـ ورده يآطنط .. ربنآ يتمملهآ بـ الخير .. وآللهي فرحتلهآ أوي

تحسست أم ورده ذرآعين حوريه المكشوفه بحرآره .. كآنت لآبسه بلوزه بيضآء شيفون معلقه بـ الرقبه وتنوره سودآء خصر عآلي من تحت الصدر .. ضيقـه توصل لين الركبه بفتحـه صغيره من ورآ ..
ردت أم ورده بـ إبتسآمة إمتنآن: آلله يبآرك فيكي يآقمـر .. إنتي يآبت كل مآ أشوفك الآئيكـي أحلآ وأحلآ .. ربنآ يحميكي وإنتي شبه الـقطط كدآ ..
قآطعتهم نسمه وهي تدف حوريه بكتفهآ وتسلم على زوجة عمهآ: ألف مبروك يآخآلتي .. آلله يسعد ورده ويتمم لهآ على خير

مسكتهآ أم ورده من ذقنهآ وهزته بخفه: آلله يبآرك فيكي يآنسووم .. عئبآل مآ أفرح بيكي إن شآء آلله قريب هـآآآ - أتبعتهآ بـ غمزه - وبلحظتهآ دنقت نسمه رآسهآ تنآظر الأرض بـ إحرآج من فهمت قصد زوجة عمهآ لأنهم كآنوآ عندهم هي وورده بـ البيت يوم الرؤيه الشرعيه لهآ هي وعُـديّ ..
أم ورده لـ حوريه: فين مآمآ يآحوريه مش شيفآهآ ؟
حوريه: وآللهي تعبآنه ومئدرتش تيقـي النهرده بس أنآ إديتهآ رقمك وهتتصل تبآرك لك بس متأخر شويه على مآتخفّ الدوشه دي شويـه وتعرف تكلمك
أم ورده بـ إبتسآمه حآنيه: ولآ يهمك يآروحي .. هيّا صآحبة وآقب وأنآ عآرفه .. ألف سلآمه وربنآ يطمنك عليهآ
حوريه: آلله يسلمك


جلسوآ البنآت وتمت أم طلآل تسولف مع أم ورده والحرمه الثآنيه وهن وآقفآت ..
نسمه بهمس فـ أذن حوريه وقد نست تمآماً زعلهآ منهآ مثل عآدتهآ: شفتي ذيك الحرمه مع خآلتي جيهآن !
حوريه بنفس الهمس: لسه كنت هسألك مين الست إللي مع خآلتو جيهآن دي !!
نسمه: هذي تكون ضُرة أم ورده ههههه
بققت حوريه عيونهآ بعدم تصديق: بقــد وآللهـي !
نسمه ويدهآ على فمهآ تخفي ضحكتهآ وقد ضآقت عيونهآ وتشكلت بشكل قوسين: ههههه إيـه .. بس هي سعوديه .. هآآ بـ الله مآتذكرت بـ أحد ؟!
ضربتهآ حوريه بخفه على رآسهآ: بس يآزفـت

نسمه: ههههه خآلتي جيهآن مصريه وضُرتهآ سعوديه .. وإنتي مصريه وضُرتك دآرين سعوديه سُبحآن الله نفس الشي ههههه
حوريه بـ إستهزآء: هآهآهآ عئبـآلك يآنسمه لمآ تـقيلك ضُره مصريه تطلع عيونك
شهقت نسمه بفزع: بسم آلله عليّ .. وهو أنآ بعد صرت زوجه لأجل تدعين علي يجيني ضُـره .. جد إنك حقيره .. أجل تستآهلين وآلله مآ أسآعدك بـ أيّ شيّ ضِـد ضُرتك دآرينووه .. خلهآ تطلع عيونك ووريني شلون تتصرفين بدوني
قلبت حوريه عيونهآ بـ إستحقآر رآفعه رجلهآ اليمنى فوق اليسرى: شـكراً .. مستغنيين عن خدمآتك ..
بآدلتهآ نسمه نفس نظرة الإحتقآر إللي بعيونهآ مقوسه شفتيهآ بـ قرف: مآآآآآآلـــت


/
/

على نفس الطآوله إللي تجمعوآ حولهآ حريم عآيلة المآلكي ..
حطت يدهآ على يد أختهآ من تحت الطآوله وقد مآلت عليهآ برآسهآ هآمسه بـ أذنهآ: قومي معـي أبيك
مآردت دآرين غير بنظره بآرده وهي توقف مع أختهآ مستأذنين ..
.....: وش فيـه ؟!
إلتفتت لهآ شروق بعدمآ إبتعدوآ شوي عن الطآوله ووقفوآ تحت شجره خضرآء ضخمة الجذع: بغيت أعلمك بسآلفه


قطبت دآرين ملآمحهآ بـ إستفسآر بيمآ كملت شروق: تغريد تزوجـت
تمت دآرين مثبته عيونهآ بعيون شروق لحظآت ثم سألت ببرود: مـن ؟!
عقدت شروق حآجبيهآ بـ عدم فهم: وش قصدك ؟
دآرين بجفآف: يعني منهو إللي تزوجته ؟!
شروق بعدم تصديق: من جدك إنتي ؟! ذآ إللي هآمك من تزوجـ .....
قآطعتهآ دآرين بحده وهي تصر من بين أسنآنهآ: شروق تكلمي الحين منهو إللي تزوجته تغريد وعن هرج مآله دآعي خليـه

أطبقت شروق شفتيهآ بغضب .. متى يجي هآليوم لدآرين وتفكر فيه شوي بآللي حولهآ .. أو إنهآ تبين شويّة إهتمآم حتى لو رح تصطنع هآلشيّ مثل مآهي محترفة إصطنآع لأشيآء كثيره ..
ردت بهدوء: ولد عآمر المرشـد.. وإسمه مآلك
ضيقت دآرين عيونهآ لثوآني بعدم تصديق ثم مآل فمهآ بـ إبتسآمه جآنبيه وعيونهآ بـ الأرض ..
شروق بـ إستغرآب: وش إللي مفرحك كذآ
رفعت دآرين رآسهآ وقد إرتفعوآ حآجبيهآ وبعدهآ ملآمحهآ بآسمه: فرحآنه لأختي .. إنتي وش إللي مضآيقك ؟

قربت عليهآ شروق هآمسه بغيظ من بين أسنآنهآ: يعني بذمتك أختنآ تتزوج لآ وتروح بيت زوجهآ بعد وإنآ آخر من يعلم .. صفر ع الشمآل .. خلآص مآلنآ لزوم مآحد علمنآ ..
رفعت دآرين كتوفهآ مقوسه شفتيهآ بلآ مبآلآه: عآدي يعني مآشوف فيهآ شيّ .. المهم إنه رجّآل كفو وريآلآته مآلهآ عـدد ورح يسعد توفـي .. يللآ أنآ بروح .. بتجين !
شردت شروق لحظآت بتفكير دآرين المآدي وإللي شكله مآرح يتغير أبدّ لحد مآ أجفلهآ صوتهآ وهي تهزهآ من كتفهآ بطرف اصبعيها الوسطى والسبابه مضمومين: وين رحتي !

قفلت عيونهآ بقوه ثم ردت فتحتهآ بعدم إستيعآب بآلعه ريقهآ - ردت بخفوت وقد بهتت ملآمحهآ - : لآ ولآ شيّ .. روحي إنتي وأنآ بروح للمغآسل .. أبغى الحمّآم
صدت عنهآ بعدم إهتمآم: آمم آوكـي ..
تمت شروق مكآنهآ تنآظر مقفى دآرين لحد مآختفى طيفهآ وببآلهآ 100 فكره سلبيـه .. بلعت ريقهآ مره ثآنيه وهي تحتضن نفسهآ " شلون هذآ هو ردّ فعل دآرين ! مآفيه أي رد فعل بـ الأصل .. مآهتمت حتى تسأل شلون تتزوج ومآلنآ خبر ! وليش تتزوج بهآلسرعه وهآلطريقه ! معقول يكون عندهآ علم من قبل !! "

هزت رآسهآ بـ خفه نآفيه هآلتفكير " لآآآ أكيد ولآ مآكآن سألت عن هويّة زوجهآ .. بسسس !! يآربييييه وش هآللي يدور ببآلي آللهم إخزيك يآبليـس .. أعوذ بآلله من الشيطآن الرجيم .. وش أقول بس يآتغريد آلله يسآمحك .. "


/
/


نزلت كآس العصير من يدهآ للطآوله وإللي كآن أخضر اللون لفآكهة الكنتآلوب ..

ميلت رآسها لـ نسمه الجآلسه جمبهآ: بس شكلهم متفآهمآت ووآخدين على بعض مش زيي أنآ ودآرين
نسمه بهمس: إنتي ودآرين توكم ضرآير جديدآت مآ أمدآكم .. أمآ ذولي شوفي من متى .. خآلتي جيهآن هذآهآ اليوم تزوج ورده بنتهآ وأم فآهد هذي عندهآ عيآل وش كبرهم مآشآلله
حوريه بفضول: مين الأكبر ! أم ورده ولآ أم فآهد !

طيرت نسمه عيونهآ بتفكير: وآلله مدري .. بس خآلتي جيهآن هي الزوجه الثآنيه لعمي معآذ وطول عمرهم بمصر مآيردون الديره غير بمنآسبآت .. حتى عمي أغلب شغله بـ مصر .. عنده مكتب محآمآه هنآك .. أمآ أم فآهد مآعندهآ بنآت أبدّ .. كلش أولآد .. فآهد الكبير ومدري كم عمره الصرآحه بس هو قد تزوج والمسكين مآتت زوجته بعد 10 شهور زوآج بس .. توهآ متوفيّه من ثلآث شهور
شهقت حوريه ويدهآ على فمهآ: لآآآآ بقـد !

قوست نسمه شفتيهآ بتأكيد: أممم .. جآبت لـه توأم مختلـف توهم صغآر مغير ثلآث شهور .. ولد وبنـت مدري وش أسمآئهم
حوريه بنظرة تعآطف: يآحرآم بقد حزنت عليه
نسمه: إيه وآلله إنه مسكين ..
حوريه: هآ كملـي ..

نسمه: آمم بعد فآهد فيه سُهيـل وجآسـر .. سُهيل خآطب وحده بس وووع تلوع الكبد وتبطـه .. حيل شآيفه نفسهآ مآلت عليهآ المهم مآعلينآ منهآ .. أمآ جآسر ذآ توه ورع وآخرهـم شبـوب الصغيـر سميّ أبوي آلله يرحمه .. بس ترآهم بروحهم مآلنآ أيّ إختلآط فيهم ..
فتحت حوريه فمهآ بـ إستيعآب: أهآآ
شردت بعيد وهي تفكر .. شلون عآيلة المآلكي هذي مفككه .. وش كبرهآ إلآ إن كلن بشآن غير شآن البقيّه ..

هذي نسمه مآتدل منهم عيآل عمهآ !! .. حتى علآقتهآ بـ ورده بعد موب ذآك الزود .. حتى خآلتي هيّـآ .. كم عدد السنوآت إللي إنفصلت فيهآ عن أمي هذآ وهم خوآت ! وأنآ كمآن مآكنت أعرف من هم أولآد خآلتي إلآ بزوآجي من وآحد فيهـم .. رآآآئـــــــف !

نسمه: هـآآآ وين شردتـي
حوريه: هـآآ - بلعت ريقهآ بهدوء وأردفت بـ إبتسآمه - لآآآ ولآ حآقـه

كشرت نسمه بوجههآ: نسيت إني مزآعلتك ليش رديت أكلمك !
طيرت حوريه عيونهآ بتملمـل: يوووه نسسسسمــآآآآآآه
أعرضت عنهآ نسمه معطيتهآ مقفآهآ: بـلآ فـ شكلــك
حوريه بدلع تستعطفهآ: نووســي بحبــك
نسمه: مآنيب رآده عليك
حوريه: هههههه وآللهي بحبـك
نسمه: وأنآ لآآآء .. أحب غيرك
شهقت حوريه بصدمه مصطنعه وهي تضحك: ههههه لآآآآآ خيآآآنـــه


/
/
/

بـ غرفه خآرجيه كآنت منفصله عن الفيلآ تآبعه للمغآسـل .. تخصصت للضيفآت .. إذآ بيفصخون عبيهـم أو بيعدلون ملآبسهم .. كآنت شبه فآرغه إلآ من ثنتين يعدلون مكيآجهم ...

تحسست الفستآن الليكرآ بـ لونه الأسود وإللي حدد تفآصيل جسمهآ الممشوق بسبب ضيقـه .. كآن كـتّ عريض وسآده يوصل طوله لـ تحت ركبتيهآ وهي تنفخ هوآ بتوتر: نآهــد طآلعينــي .. شكلـي حلـوو
أطبقت نآهد فمهآ بقلة صبر: ريتآج كم مرتن سألتيني هآلسؤآل خير إنشآلله لتكون ملكتك إنتي وأنآ مدري !!!

ريتآج من بين أسنآنهآ: علآمك إنتي ! أعوذ بآلله محد يسألك شيّ
نآهد: إيه حلـوه .. حلوه ومثل القمر بعـد .. زين كذآ ؟ إرتحتي
إتسعت إبتسآمتهآ ببرآءه: جـدّ وآلله !
نآهد: ههههه لآ حووول
ريتآج: نآهد قسم بآلله مآنيب مصدقه للحين إني بمنآسبة لعيلـة المآلكـي .. وربي إن دروآ صديقآتي إن يحسدوني من هني لبكره
نآهد وهي تصفط عبآيتهآ: الحمدلله والشكر ليش يعني ؟


نفضت ريتآج شعرهآ العسلي الحريري إللي تعدآ طوله لأسفل ظهرهآ من على كتوفهآ بدلع: وشهو إللي ليش ! حبيبتي مو أي أحد يحضر مثل هآلمنآسبآت لهآلعوآيل .. وربي لأقهرهم بس المشكله مآرح يصدقون إني كنت هني
نآهد: إنتي شكلك بتفضحينآ .. سمعي عآد عن هآلحركآت ذولي نآس مآيحتآج أعلمك شلون تتصرفين معهم
ريتآج: لآتحآتيــن مآيبيلهآ .. أنآ بنت كلآآآآآآس
حركت نآهد رآسهآ بـ النفي مبتسمه على خبآل أختهآ: أقول إمشي بس يآلكلآآآس


وقفت نآهد شويّ تآركه ريتآج تتقدمهآ بخطوتين وتمت من ورآهآ ترمقهآ بنظرآت تفحصيّه من فوقها لتحتها ..
إلتفتت ريتآج ورآهآ: ليش وقفتي !!
نآهد بلهجه مصريه: إش إش يآبت إيه دآ الحلآوه دي .. وآلله وكبرتي وإتدورتي وبئيتـي عروسه
ريتآج: ههههه مآلك دآعــــي
وقفت يمهآ نآهد رآفعه رآسهآ لهآ بسبب طول ريتآج والكعب حقهآ وبسبة إمتنآعهآ هي عن الكعب لأجل حملهآ: لآ بس مآشآلله جسمك متن شويّ
ريتآج: ولآ متن ولآ شيّ إنتي إللي كل مدى يزيد وزنك وتشوفين غيرك غييير
أطبقت نآهد شفتيهآ بـ إحبآط: مآرح تتغيرين إنتي بعمرك
رفعت ريتآج ذقنهآ بغرور: وليش أتغير ؟ عآجبني نفسي كذآ


.......: نآآآهــــــد !!
إلتفتت يمينهآ تشوفهآ مقبله عليهم بـ إبتسآمه: أهليييييييين
ضمتهآ نآهد وهي تسلم عليهآ وتبوسهآ: هلآ وآلله شلونك ! محد شآفك اليوم بـ البيت
مرآم: وآلله !! لآ عيني كنت موجوده من بكرة الصبآح شلون مآشوف آدم بهآليوم .. بس رحت لأجل أتجهز وإنتي بعدك نآيمه


نآهد: أفآآ وليش !! شدعوى يعني كآن قمت
مرآم وعيونهآ على بطن نآهد إللي مآكآن ظآهر بسبة وسع فستآنهآ الكآلوش من تحت الصدر: لآ إنتي الحين تحتآجين الرآحه ومآحبيت أزعجك .. كذآ كذآ كنت بشوفك
نآهد: الف مبروك يآقلبي لـ آدم
مرآم: آلله يبآرك فيك ..
نآهد وكنهآ تذكرت: إيه مرآم .. هذي أختي
إرتفعوآ حآجبيهآ بدهشّه وهي تنآظرهآ بـ إعجآب مقوسه شفتيهآ: مآشآلله .. إنتي صيته !
طيرت ريتآج عيونهآ لآويه فمهآ بطفش بينمآ تدآركت نآهد حركة ريتآج وردت بسرعه: ههههه لآ مب صيته .. هذي ريتآج .. أختي الصغيره من أبوي


مرآم بـ إستيعآب وبعدهآ عيونهآ تقزهآ: مآشآلله .. أهلين ريتآج .. شلونك ؟
ريتآج بـ إبتسآمه: بخير الحمدلله .. ألف مبروك
مرآم: آلله يبآرك فيك عقبآلك .. بس وينهي صيته !
نآهد: تعبآنه شويّ مآقدرت تيجي ..
مرآم: أهآآ .. لآ ألف لآبآس عليهآ مآتشوف شرّ
نآهد: تسلمين يآم فيصـل .. أجل بنخليك أكيد إنك محتآسه بين هآلحريم
مرآم: ههههه إيه وآلله مآنيب ملآحقه .. تفضلوو إنتو بـ الحديقه وأنآ لآحقتكم
هزت نآهد رآسهآ سآمحه لهآ تروح ثم ردت لـ ريتآج بنبره جآفه: علآمك إنتي جنيتـي
ريتآج ببرود: ليش وش سويت !
نآهد: وش هآلنظرآت إللي ترمقينهآ للمره !! خير إنشآلله ! وربي إني دآريه مايجي من ورآك السنع ابد ورح تفضحينآ

ريتآج بطنآزه: لآ وآلله !! مآتشوفينهآ تستهبل ! كنهآ يعني مآتعرف صيتـه ولآ قد شآفتهآ من قبل !
مرآم بنفآذ صبر من بين أسنآنهآ: بلى .. تعرفهآ وقد شآفتهآ .. بس مآتعرفك إنتي وتفآجئت يوم أقولهآ إنك أختي وهي مآتدري غير صيته وش تبينهآ تسويّ يعني !
ريتآج: خلآص خلآص .. خلّ نروح
تخطوآ المغآسل ووصلـوآ للأرض العشبيّه وشويّ شويّ لحد مآ إتضح لهم صوت الأغآني المشغلـه وصيآح البنآت وسوآلف متدآخله للحريم ...
نآظرتهآ بـ إهتمآم بعدمآ لآحظت حركتهآ يوم شددت على ذرآعهآ إللي متعلقه فيه ..


.....: نآهد فيك شيّ
همست بتعب وعيونهآ للأرض: مآفيه
فكت ريتآج ذرآعها من يد نآهد ونآظرتهآ بـ شك: علآمك نآظريني !! وش تحسين فيه !!
نآهد: ريتآج قلتلك لك مآفيه
رفعت ريتآج ذقن نآهد والقلق مآلي عيونهآ: وشهو إللي مآفيه ! لونك ليش شحب كذآ ! تعبآنه ! علميني وشهو إللي تحسينه ! تبين نرد للبيت ولآ نروح المستشفى !!
مسكت نآهد ظهرهآ وقفلت عيونهآ بتعب هآمسه بخفووت: مدري ريتآج مآنيب قآدره أوقف على رجولي .. أبي أرد للبيت
أسندتهآ ريتآج وتكلمت بسرعه: إيه الحين بنرد .. يللآ بسآعدك إمشي
رفعت نآهد حآجب وآحد وتمت تنآظرهآ بنص عين بينمآ هي مشغوله تحآول تسآندهآ ..
نآهد بتمثيل للتعب: لآ مآعليه بتحمل .. إنتي متشوقه تحضرين منآسبه زي كذآ مآيصير أخرب الحين عليك


ريتآج بعصبيه: أي منآسبه إنتي بعد هذآ وقته .. طُز فيني وفهآلمنآسبه أهم شيّ إنتي .. إمشي بس بشويش معي نآهد وربي رح أبكي الحين ..
نآهد: هههههه
رفعت ريتآج رآسهآ ببلآهه وملآمحهآ بعدهآ مرتعبه: وش فيـه !!
نآهد وقد أدمعت عيونهآ بضحك هستيري: ههههه آآآخ يآربييييييه ههههه بموووت
ريتآج: وش عندك إنتي تكلمـي !! ليش تضحكين !!
نآهد: ههههه ورح تسآمحيني !!

ريتآج بعصبيّه: نويهــد تحكـي الحين ترآ حدّي مرتعبه وربي ورجولي مآهيب شآيلتني ! إنتي بخير ! تعبآنه ! ولا وش اللي تحسيييينه
نآهد: ههههه لبى قلبك فديتك وأنآ أختك .. دآم إنك حبوبه كذآ وقلبك أبيض وتخآفين علينآ ليش تسوين العكس
ريتآج: مآفهمت ؟
نآهد: إنتي الحين كنتي خآيفه علي .. وآلله مآني مصدقه إنك كنتي بتتخلين عن الحفل بس عشآني .. لآ وتقوليك طُـز فيك وفـ المنآسبه أهم شيّ أنآ !!! هههههه
ريتآج بعدم تصديق: يعني إنتي تمثلين ؟ مآنتيب تعبآنه يعني !!
نآهد: هههههه لآ الصرآحه دخت بـ الأول شويّ بس حسيتك مهتمه قولت خل أمثل شويّ وأشوف وشهي ردة فعلك


أطبقت ريتآج شفتيهآ بقهر لثوآني ثم صآحت متنآسيه إللي حولهآ: قسم بآلله إنك سآمجــــــه .. وش هآلمصآله !! وربي لو مآ إنك حآمل كآن دعيت عليك بلآ يبلآك يآمآل الوجــع .. لآ ومره خآيفه عليك قلت الحين بيطيح الولــد
نآهد: هههههه لبى قلبك بس تعآلي
تمت ريتآج تتلفت حولهآ وتوهآ تستوعب نظرآت الموجودآت لهآ بـ إستنكآر .. بلعت ريقهآ بفشله وعيونهآ بـ الأرض .. همست من بين أسنآنهآ لـ نآهد: سآمجـه ومآلـك دآعــي والحين إخترب برستيجي بسبتك
نآهد: هههههه

نفضت ريتآج يدّ نآهد إللي ردت تعلقهآ بذرآعهآ: وخري عني لآتلمسينـي
نآهد: هههههه خلآص عــآآ ..........
......: لآآآآآآآآآ
قطت نآهد كلآمهآ بفزع مبرقه عيونهآ من صآحت ريتآج ثم نآظرت فيهآ مبلمه ..
ريتآج: لآآآآ لآآآآ آآآآخ يآربي ليييييييش لييييش
نآهد وعيونهآ على ذيك البنت إللي تنآظرهآ ريتآج وتتحلطم: وش فيـه !
ريتآج بقهر: دكتوره سآلي جعلهآ الســلّآل ..
نآهد: منهي دكتوره سآلي ذي !!

ريتآج: شوفيهآ هنآك .. ذيك المعصقله آلله يآخذهآ أكررررهــهآآآآآآ
نآهد: وإنتي من وين لك تعرفينهآ !
ريتآج: هذي الخآيسه الدكتوره حقتي بـ القسم
رفعت نآهد حآجبيهآ بدهشه: الحين هذي دكتوره بـ الجآمعه !
ريتآج: إيه جعلهآ المآحي
نآهد: بس شكلهآ مره صغير شلون هذي دكتوره !
رفعت حآجب وآحد بكره: سآلي المرشـد وش إللي تبينه بعد .. كآفي إسمهآ ذآ يوصلهآ وين مآتبي .. كلش بـ الوآسطه .. وفوقه دكتوره فآشله

نآهد: ههههه خلآص سكتي شوفيهآ تنآظرنآ شكلهآ لاحظتك يآويلك الحين بتترصد لك
أعرضت عنهآ ريتآج معطيتهآ ظهرهآ بحركه وآضحه: خلهآ تولّي مع خشتهآ .. مآ أدآنيهآ ولآ هي تطيقنـي وأنآ بس منتظره النتيجه يآويلهآ يآسوآآد ليلهآ إن شيلتنـي المآده حقتهآ قسم لأشتكي عليهآ
نآهد: ههههه إنتي من يومك مشكلجيّـ ....... لآآآآآآآآآآآ - إنتفض جسمهآ بخرعه من صآحت ريتآج بـ النفي مره ثانيه -

نآهد وقد شحب لونهآ: إنتي جنيتـــي !!! كل شويّ تصيحين وربي إن طآح هآللي ببطنـي ليكون بسبتك
ريتآج وقد ضآقت ملآمحهآ: هذيل الغبيّآت هنـي
التفتت نآهد محل مآتنآظر ريتآج بقهر وسألت ببلآهه: علآمهـم بعـد !
ريتآج: هفففف وش هآلحفله المخيسه خلآص عفتهآ وهونت أبي أروح

نآهد: وين تروحين إنتي بعد !
طيرت ريتآج عيونهآ إللي لمعت تمنع دموعهآ تطيح وهي تنفخ هوآ بضيــق ..
نآهد بقلق: علآمك !
ريتآج بتكآبر: مآفيـه
نآهد: بسمه وحوريه ذولي تعرفينهم !
ريتآج: إسمهآ نسمـه مو بسمـه
نآهد: إيه وش فيهـآ !
ريتآج: مآفيـه بس رآح عن بآلي بـ المره إني ممكن أشوفهآ هني
نآهد: إنتي تدرين إن هآلملكة لـ بنت المآلكي وطبيعي إن نسمه هذي تكون موجوده
ريتآج: إيه بسس .. بس .. هــفففف - زفرت نفس مخنوق وهي تهوي بيدهآ على وجههآ - مآفيه .. أنآ بردّ لدآخل

مسكتهآ نآهد سآحبتهآ من معصمهآ بـ القوه: وقفي إنتي على وين ! مآرح تروحين مكآن بدوني
ريتآج بنبره مهزوزه: نآهد وإللي يعآفيك اتركيني مآبي
نآهد بنظرة حآده صوب نسمه وحوريه: وش إللي بينك وبينهم !
ريتآج بجفآف: مآفيه
نآهد بتهديد: تكلمـي الحين وش إللي بينكم !
ريتآج بعيون مدمعه ونبره مهزوزه من أثر العبره المكتومه: تذكرين بـ الثآنوي كل يوم كنت أرد البيت وأنآ أبكي .. منهو السبب ! هذيك الغبيّه نسمـه السبب .. أكبر متنمره ممكن تشوفينهآ
نآهد بـ إستفهآم: وليش تتنمر عليك ؟
ريتآج: مدري عنهآ غبيه وحقيره .. شآيفه نفسهآ فوق الكل .. مآيعجبهآ العجب
نآهد بـ شك: صدق ولآ إنتي تتوهمين ؟
ريتآج بحده: وليش إنشآلله !

نآهد: مدري أحسك تعآنين من هآلشيّ وتتخيلينه ! من شويّ كآن هذآ كلآمك عن الدكتوره حقتك والحين نسمه
ريتآج وإللي إحتد صوتهآ وعلآ بدفآع: لآ أنآ مو كذآ .. هم إللي الدنآءه بطبعهم .. شآيفين نفسهم فوق الخلق عشآن بس شويّة فلوس .. ذيك الغبيّه نسمه دوم كآنت تعآيرني وليش !! لآ تسأليني لأن مدري ..
كآنت تقدر تدخل مدرسه خآصه وتفكنآ من أذى لسآنهآ بس شلون !! شلون تضيع على نفسهآ تسليتهآ الوحيده انها تشوف نفسهآ اعلى من الكل مغير تنقص بـ ذي وذيك .. مآتدرين شلون كآنت نفسيتي مدمره بين البنآت والسبّه هي

نآهد: ريتآج آشفيك مآهقيتك حسآسه كذآ !
ريتآج: نآهد وإللي يعآفيك خلّ نروح مآرح أتحمل أي كلمـه منهآ
نآهد بدهشه: وآلله ! وإنتي وين لسآنك ذآ وش طوله ؟ معقوله مآتعرفين تردين ! وبعدين بـ إيش تفرق هي عنك ! مآتشوفين نفسك وش حلآتك ! هي وين وإنتي وين ؟
ريتآج بضعف: مو بالشكل .. هي بنت شبيب المآلكي
نآهد بحده: جـــــب ولآكلمـــه .. وإنتي بنت علي عبدآلرحمن
ريتآج بـ إبتسآمه غصبا عنها: مآقصدت
نآهد: إمشي خلّ نطلـع إللي سوته فيك بلآء أزرق .. ترآ بعدك مآتعرفين أختك نآهـــــد
ريتآج: ههههه
سحبت نآهد ريتآج من يدهآ ومشوآ صوب طآولتهم .. نآهد بهمس لـ ريتآج: الحين ذولي الفصعونآت إللي مبكينك !!


ريتآج: وش هآلملآبس !! جدّ غبيّآت وكنهـم سكرتيرآت بمكتب
نآهد: ههههه ومطقميـن بعـد نفس الشكل واللون
ريتآج: إيه هم دوم كذآ .. مخفــآت
نآهد: وحوريه ليش تتكبر عليك ! مستوآهم مب ذآك الزود
ريتآج: ذيك المصريه !! لآآ مآتسويّ شيّ .. البلآ كله من بنت المآلكي .. بس كرهتهآ من كرهي لـ نسمه لأنهم صديقآت مآيتفآرقون مع إن ذيك المصريه أصغر مني أنآ ونسمه بس دوم كآنت غآثتنآ بـ الفصل لأجل نسمه ..

نآهد: آممم وبـ إيش تخصصت هآلنسمه !
ريتآج: لآ توهآ مآتخصصت لأنهآ رسبت آخر سنه يعني توهآ مخلصه ثآنوي مع الغبيّه الثآنيه المصريه
نآهد: تدرين إن الغبيّه المصريه على قولتك صآرت زوجة أخـو نسمـه !
شهقت ريتآج بصدمه: وشهــــوووووو
نآهد بقهر: آلله يقلعك ! وش هآلحسّ إنكتمـي !
ريتآج بنص عين: إيه ثآريهآ مآهيب سهله هآلمصريــ ....


......: ريتـآآآج ... علـيّ ... عبدآلرحمـن
إلتفتتوآ ثنينآتهم يمينهم على صوت حآد فآض منه الكبر والتعآلي .. بينمآ سحبت ريتآج نفس هآدي ببرود ...
نآهد بـ إبتسآمه مصطنعه: هــلآ ..
سآلي بـ إبتسآمه قصيره: أهليـن .. - وجهت نظرهآ لـ ريتآج - : شلونك ريتآج ؟
ريتآج بدون نفس: الحمدلله
سآلي: مآتوقعت أبدّ نتقآبل بمنآسبه زي كذآ !
ريتآج: وآلله كلّ شيّ جآيـز هآلأيآم
سآلي: آممم .. تبع مين إنتي ! أهل العروسـ ...
قآطعتهآ نآهد بسرعه: المعـرس ..
رفعت سآلي حآجبيهآ: أهــآآ أنآ قلت كذآ برضـوو ..
نآهد بـ إستفهآم: إشمعنـى !
سآلي: لأن العروس من عآيلة المآلكي وظنتي ريتآج مآلهآ علآقة أبـدّ بهآلعآيلـه .. لآ من قريب ولآ من بعيـد ..
ريتآج بدهشـه مصطنعه: وآآآو .. مآتلآحظين دكتوره سآلي إنك تعرفين تفآصيل أكثر من اللآزم عن وحده مآهيب أكثر من مجرد طآلبه عندك !!

رمقتهآ سآلي بنظره جآفـه حآده من فوقهآ لتحتهآ بدون ردّ وجت بتمشي إلآ وتقآطعهم مرآم: أيـــوآآآ .. متجمعيـن هنـآ

ريتآج لـ نآهد: يللآ نآهد إمشي نجلـس مو زين عليك الوقفه كثير ..
مرآم: لآ إستنـو .. تعآلوآ بـ الأول سلمـوآ على أم العروس ..
تحسست مرآم ظهر سآلي بـ إبتسآمه: مآتبين دعوه طبعاً دكتوره سآلي ههههه
مشوآ أربعتهم لحد مآستقروآ عند آخـــــر طآولـــه مآتبي ريتآج تقرب صوبهــآ ...
ريتآج بهمس لـ نآهد: وش إللي جآبنآ هني .. ليكون رح نسلم عليهم بعـد !!!
رصت نآهد برجلهآ على رجل ريتآج: بسسسس

مرآم بـ إبتسآمه عريضه: حيآلله .. هلآ وآلله
شروق: مرآم البيت مو بيتك ترآ .. صآحبته هني وقد أرحبت فينآ
مرآم: ههههه وشدعوى هآلفشيله الحين !
أم فآهد لـ أم طلآل: هذي دكتوره سآلي المرشدّ يآم طلآل .. خطيبـة ولـدي سُهيــل .. وهم جيرآنآ هني بـ الحيّ
شروق وإللي تبققت عيونهآ من طآري " المرشد " هذي العيله إللي خذآ ولدهم مآلك تغريد أختهآ بينمآ ضيقت دآرين عيونهآ بحده وهي تتفحصهآ بنظره سريعه ثآقبه " آمممم سآلـي المرشــد .. إنتي أخـت الغبـي مآلـك أجـل .. "


لفت سآلي حول الطآوله لحد مآوصلت لأم طلآل تسلم عليهآ ثم شـروق .. وبعدهآ تقدمت نآهد وسلمت عليهم ..
نسمه بهمس لـ حوريه: يآشين الطآري وجت عليـه ! هذي هي خطيبة سُهيل خخخخ مآفيهآ نعومه أبدّ
حوريه بـ إبتسآمه قصيره: بس إخرسي
رفعت نسمه حآجب وآحد بـ إحتقآر: ريــتـــآآ هــون .. لك تؤبريني شو هآلـحـلآآآ !
حوريه: مين دي يآنسمه أنآ بشبـه عليهآ بس مش فآكره !
نسمه: ههههه مب لآزم تتذكرين مهيب شخصن مهم يعني


شروق بـ ضحك لـ نآهد تخفي توترهآ من وجود سآلي وببآلهآ ألف تسآؤل يآترآ سآلي تدري إننآ نكون خوآت تغريد ! تدري الحقيقه من ورآ زوآج أختنآ ! والأهم هي وش تقرب بـ الضبط لـ مآلك ! مآقآلوآ غير سآلي المرشد .. مآعرفت وش تقرب له .. : محلآنآ وإحنآ مطقمين نفس الفستآن
مرآم: ههههه ثنينآتكم حوآمـل عآد
نآهد وإللي كآنت أذونهآ ورآهآ مع ريتآج أختهآ وإللي مآسمعت لهآ صوت من بدت هآلنسمـه تمآرس عليهآ طقوس التنمــر .. بس الغريبه صمــت ريتــآج ؟!!

.....: أهليييييييييــــــن ...
إلتفتوآ كلهــم لمصدر الصـوت بينمآ شهقـت نسمــه بذهـول مبتسمـه: وردهــــــــ !!


/
/


مرت ربع سآعه من دخلت وردهـ وتمت هآلمده تسلم على الموجودآت وترد التهآني والتبريكآت لحد مآنسحبوآ بهدوء من الحديقه لـ الغرفه الفسيحه إللي تخصصت لهم عند المغآسل .. فيهم إللي تمّ فيهآ وفيهـم إللي لبست عبآتهآ والغطـآ وطلعت مرهـ ثآنيــه ...


على طآولتهم بعدمآ لبسوآ عبيّهم .. مآلت نسمه على حوريه هآمسه بصوت خآفت بعدمآ تشغلت موسيقى هآديه أقرب للميديتشين ميوزك !
....: شوفي ذآك إللي بشمآخ أحمر هو فآهــد ولد عمـي
حوريه: دآ إللي مرآته مآتت وعنده توأم صح !
نسمه: إيه هـو
حوريه: دآ شكله شآب لسـه
نسمه: وإنتي أحد كآن قآلك إنه شآيب يعني !
حوريه: طيب هآآ وفين العريس !!!
نسمه: ذآك الطوييييل مرهـ النحيف شفتيه
حوريه: إللي فـ النصّ !

نسمه: لآ يآغبيّه إللي بـ الوسط ذآ سُهيـل إللي بـ الطرف الأخير ذآ عآد آدم
حوريه: ايوآآآ ايوآآ بس مش شيفآه أوي .. فآهد وسُهيل مدآريين عليه
نسمه: الحين بيجلس وتشوفيه بس عآد شوفي شلون ورده متشققه ونآسه يآحليلهآ هههههه
حوريه: هههههه شكلهآ مكسووف أوي شوفي إيديهآ على ركبهآ مآسكه الفستآن أوي إزآي
نسمه: هههههه الصرآحه مآ أحسدهآ جآلسه والكلّ ينآظرهآ ..
حوريه: عئبآلك لمآ تكوني زيهآ وإنتي هتموتي وتتقوزي أصلاً ههههه
نسمه: آآآآخ يآقلبي متى عآد يجي ذآ اليوم اللي يجمعني بـ دكتوري
حوريه: ههههه اسكتي اسكتي خلاآآآص أعد قمبهآ أهوو أعد أعد
نسمه: إهجـــدي


على الصوفآ الذهبيّه العريضـه كآنت جآلسه وعيونهآ بـ الأرض تحسّ بشدّ عضلي برقبتهآ من كثر مآدنقت رآسهآ وللحين مآهيب قآدره ترفع رآسهآ ..
سُهيل بمزح: علآمك ورده ليكون نمتي خخخخ
ورده بخآطرهآ ودهآ الحين لو تذبح هآلآدمي مو وقته أبدّ يستخـف ...
دنق عليهآ فآهد يحب رآسهآ بهدوء ويده الثآنيه تتحسس ذرآعهآ الأيمن: مبروك وأنآ أخوك .. آلله يتمم لك بـ الخير ..
رفعت وردهـ رآسهآ بتفآجئ لتطيح عيونهآ بـ عيونه إللي تلمع .. همست بـ خفوت: فآهـــد !
وقفهآ فآهد بهدوء ثم مسك يدهآ اليمنى وسلمهآ لـ يدّ آدم وهو يربت على كتفه الأيمن: وهذي عروسك .. ألف مبـروك

توّ مآ تنآول آدم يدّ وردهـ إلآ وتعآلت الزغآريد المجلله بشكـل متوآصــل وسط التهليل والصلآة على النبـي .. ومن بعدهآ إشتغلت الأغآني وبدآ سُهيـل يرقـص ..
ورده وآدم والموجودين: هههههههه
تلفت سُهيل حوله ببلآهه من سمع هآلضحك الجمآعي ...
فآهد من بين ضحكه: آلله يفشلك وش هآلرقص إنت مآتستحي !
سفهه سُهيــل وهو يوقف آدم يرقـص معـه ..
ورده بتحذير: لو مآتعرف ترقص لآتفشل نفسك .. خلك جآلس أحسن
آدم: هههههه أجل خل أجلس

سُهيل: هههههه لآحووول إنتي شبلآك خلّ الرجّآل يرقص
ورده: إيه ويضحكون عليه مثلمآ يضحكون عليك !
سحب سُهيل يدّ فآهد بـ الغصب وهو يحثه يرقص معه بينمآ فآهد إللي كآن يقآوم السحب بس بمقآومه ضعيفه بسبة الضحك إللي يضحكه ...
سُهيل: جآسـر إنزل ع السآحه وآجهني
نزل جآسر عقآله وقآبل سُهيل بـ الرقص وليته مآرقـص .. ذآ رقصه ردي والثآني أردى ثنينآتهم يفشلون والأدهى إنهم مستآنسين والكلّ يضحكون عليهم ..


......: خطيبتس ذآ يبآله محآضره ورآتس مآتعلمينه يركد شويّ هههههه
سآلي وهي في أقصى محآولآتهآ تكتم ضحكهآ ولآ حتى تبين الإبتسآمه: يومه قلتلك أنآ غآسله يدي منه من زمآن .. أحسه بزر أبدّ مآهوب رجّآل
جدتهآ: أبوتس قد قآلتس هآلشيّ .. سُهيل بـ نآح والعقل والرزآنه بـ نآح ثآني وإنتي إللي وآفقتي .. مآحد ضربتس على يدينتس
سآلي: ذآ فشلني حسبي آلله عليه
أمهآ: هههههه تحملي عآد

......: أنآ خلآآآآص هوووت من كتر الدحك ههههه الأهبل دآ بيعمل إيه ههههه
نسمه: ههههه شوفي شوفي طآح عقآله ههههه لآ والغتره بعد وآآآفشيلتآآآه ودي الحين أشوف وجـه بنت المرشد هذي من بعد سوآة خطيبهآ
حوريه: هههههه بس بقد دمه خفيف أوي يآبختهآ بيـه

مآلت ريتآج برآسهآ تهمس لـ أختهآ: شفتي ذآ الخبل إللي يرقص .. هو خطيب دكتوره سآلي ههههه
نآهد بصدمه: ههههه عيل مبروك عليهآ خبآله بس وربي إنه فلّـه أدمعت عيوني وأنآ أضحك هههههه
مشت أمّ وردهـ وأمّ فآهد ومعهم مرآم شآيلـه صينيه ذهبيـه كبيره بيدهآ تعددت عليهآ علب القطيفـه ...


فتحت أم ورده أصغر علبـه وإللي إحتوت دبلهـم ...
ورده بـ ربكه وكنهآ تذكرت شيّ: لحظه لحظه ..
رفع آدم رآسه لفوق ينآظرهآ بعدمآ مدت ذرآعهآ الأيمن رآفعه جوآلهآ: وش بتسوين إنتي !!
ورده بـ إبتسآمه عريضه للكآميرآ: يلــــلآ سيلفـــــــــــــــيييي
دنق آدم رآسه عليهآ مبتسم ومع هآلحركــه صآحوآ البنـــآت صيحــه جمآعيــه بنفس وآحـد يطآلبونهم بـ الصوره" سيلفــــــــــــــــــــي ,, سيلفــي ,, سيلفــي ,, سيلفــي " تلآهآ تصفيق حـآر إختلط بتصفيــر أول مآتصوروآ ...

فآهد وهو ضآيع بـ الطوشه: وشهو سيلفي ذآ ؟
جآسر: هههههه تذكرني بأهل الكهف .. لآ تسأل
سُهيل: يآخذون صوره لنفسهم يعنـي
فآهد وكنه إستوعب: إيييه وليش إسمه سيلفـي !
سُهيل: لآحوووول
جآسر لـ سُهيل: هههههه حذرتك ذآ بغيبوبه مايدري وينهم العالم فيه
ربت سُهيل على كتف فآهد مبتسم: أبعلمك بعدين ...

مآل آدم برآسه وهمس لهآ بمزح: قسم إن طآحت هآلدبله من يدك مآتـشوفين خير
فردت ورده أصآبعهآ وهي تضحك: ههههه وإيش إللي بيطيحهآ يعني !
آدم وهو يلبسهآ الدبله بـ بنصرهآ الأيمن: هههه مدري عنك بس ذآ فآل شين ..
رفعت ورده دبلته الفضيه قدآم عيونهآ: وش هآلإصبـع مآ أنحفه !
آدم: بـ الله ! عآد إللي يسمعك يقول إصبعهآ وش كبره
جت ورده بتلبسه الدبله إلآ وإرتعش جسمهآ من تعآلت أصوآت الزغآريد مره ثآنيه وطآحت الدبله بـ الأرض ..

بققت عيونهآ بـ دهشه: أووووبـــس
دنق سُهيل للأرض مآخذهآ ومدهآ لهآ: يللآ مآعليه تصير تصير
آدم بتوعد: شغلك معي بعدين
ورده: وربي مو بقصدي .. إرتعت من هآلزغآريد
بدآ آدم يلبسهآ شبكتهآ وحده مقهور منهـآ لحد مآوصل عند سلسآل يبي يلبسهآ .. - من بين أسنآنه - : لفي أشوف

ورده بـ ضحكه مكبوته: آدآآآم
آدم: بلآ آدم بلآ زفت .. لفـي رآسك اشوف
عطته ورده ظهرهآ وهي تضحك ومآسرع مآختفت هآلضحكه مصلبه ظهرهآ بـ إستقآمه من حست بـ إبهآمه يدآعب مؤخرة عنقهآ ...
قفلت أم فآهد العلب وردتهآ للصينيه مره ثآنيه ...
آدم بهمس: وش هآللي بقفـآك !!
ورده بـ إستفهآم: إيش !!
فآهـد: هآآ تبـون تدخلـون ولآ تتمون هني شويّ !
جت ورده بتتكلم قآطعهآ آدم بسرعه: لآ بندخــل ..
ورده وعيونهآ رآفعتهآ لآدم: آدم خلنآ شويّ
آدم: ...........

وقفت ورده وهي تحس بـ إحرآج الأرض بكبره قد صآبهآ والأدهى قدآم إخوآنهآ الثلآث بعـد ...
ضمتهآ أمهآ وهي تبوسهآ بحرآره من خديهآ وتبآرك لهآ .. تلتهآ أم فآهد ثم مرآم ...
علقت ذرآعهآ الأيمن بذرآعه الأيسر ومشوآ صوب الفيـلآ تقدمهم فآهد وورآهم سهيـل وجآسـر وأم فآهـد ...

مرآم لـ أم ورده: أنآ بدخل الصينيه وينهم الشغآلآت مآشوفهم ..
أم ورده بـ إبتسآمه: هآتي عنك
مرآم بـ نفي سريع: لآ وآلله مآتآخذين شيّ .. أنآ بدخلهم بس كنت أسأل وينهم ذولي الشغآلآت ...
أم ورده: هتلآئيهم قـوآ .. يللآ أنآ قآيه معآكي عشآن أغير العبآيه دي ..


وقفت سآلي بسرعه وفوراً توجهت لهآ الأنظآر ..
أمهآ: على ويـن ؟
سآلي: بفضخ عبآيتي وأشوف أستآذ سُهيـل وشهي هآلمصخره إللي سوآهآ
جدتهآ: ههههه لآتقسين عليه وأنآ أمتس .. ترآ هآلرجّآل وآلله مسكين ومنظلم ويآتس
سآلي بجفآف: وهو بعده شآف شيّ !
على طآوله ثآنيه .. وقفت نآهد بعصبيّه لدرجه إن الكرسي حقهآ كآن بيطيح من ورآهآ ..
سألت ريتآج بـ إستغرآب: وش فيـه ؟
نآهد: بروح أفصخ عبآيتي ..

وقفت ريتآج بسرعه: طيب لحظه بجي معك .. علآمك شكلك تغير فجأه ! تعبآنه !
نآهد بحده: قلتلك مآفي !! ولآ عآد تسألين فآللي مآيخصك !
تمت ريتآج مكآنهآ مبلمه من تصرف نآهد المومفهومه فجأه وصيآحهآ عليهآ بدون سبب قدآم الموجودآت ...

تلتهآ حوريه ونسمـه إللي وقفت وكنهآ متفآجئه: أوه .. سنيـوره ريتّــآآ ! ليش مآتفهمين أختك إن عيب عليهآ تصيح عليك بمكآن زي كذآ ! ولآ إنتو مآتفهموآ بـ الذوق أبدّ !
حوريه بصدمه: نسمه إيه إللي بتئوليـه دآآ !
نسمه بدلع: مآفي بس أعلمهآ إن هآلحركآت مآتصير .. نصيحه مستقبلاً يعني إذآ رح يحضروآ منآسبـه زي كذآ مره ثآنيه مع إني مآ أتوقـع !

فكت حوريه يدهآ من نسمه بعصبيّه: بس الله يخربيتك إيه إللي بتئوليه دآآ .. ريتآق أنآ آسفـ ........... قطعت كلآمهآ وهي تشوف ريتآج تصد عنهم للدآخل بخطوآت وآسعه تتسببت بتعثرهآ لأكثر من مره ..
نسمه بـ إستنكآر: إنتي من جدك بتعتذرين لهآ !!

حوريه بغيظ: وآللهي يآنسمه إنتي تآفهه وعمرك مآهتتغيري .. مش عيب عليكي لمآ تهينـي ضيوفك كدآ لآآ وفـ بيت عمك كمآن ! يعني بيتك !
ضربت نسمه رجلهآ بـ الأرض بـ إعترآض طفولي: حور ليش تكلميني كذآ !!
حوريه بأمر: حآلن دلوئتي تروحي وتعتذري منهآ
صآحت بـ إستنكآر: وشهـــووو !! لآ وآلله مآبقى إلآ هآلأشكآل وأنآ نسمه بنت شبيب المآلكي إللي أعتذر منهآ !!

رفعت حوريه كتوفهآ بلآ مبآلآه: آوكي برآحتك ..
إلتفتت لهآ مره ثآنيه ونسمه بعدهآ وآقفه مكآنهآ وقد أدمعت عيونهآ: لعلمـك .. لو معتذرتيش منهآ أنآ مش هكلمــك .. وإنتي عآرفآني كويس ..
لحقتهآ نسمه بخطوآت متعثره بسبة كعبهآ الرفيع والأرض تحتهم ترآب: خلآآآآص وقفــي .. حـوور وجــع وقفــي بطيـح .. خلآص رح أعتـذر منهـآآآ ...

على مقربه من هآلأحدآث كآنت دآرين بعدمآ إستوقفتهآ سآلي تسأل عن تغريد وأحوآلهـآ ...والظآهر إن سآلي مآتدري أبدّ بسآلفة زوآج مآلك أخوهآ من تغريد أختهآ .. بوسط كلآم دآرين شردت سآلـي مع طآلبتهـآ المشآكسـه ريتآج وإللي قآعد يصير بينهآ وبين نسمـه وحوريّـه !


/
/

حلم الحياه 12-08-16 11:35 AM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


بعـد دقآيـق قصيرهـ ..

إنفردوآ ثنينآتهم على طآوله بعدمآ فسخوآ عبآيآتهم من بعد خروج آدم ووردهـ ..
اسندت رآسهآ مميلته على كفهآ الأيمن وهي تتنهـد بـ تمنـيّ: هييييييييــححح حآقه رومآنتك .. شكلهم متفآهمين مع بعض أوي

ضربتهآ بخفه على ظهر يدهآ: وش فيك الحين ! ترآ أشوفك إنتي بعد عآيشه برومآنسيه
لوت فمهآ بـ إستهزآء: أيّ رومآنسيه دي بآلله عليكي .. إسكتي بس .. إللي ميعرفش يئـول عدس
فتحت نسمه فمهآ مبققه عيونهآ بدهشه: أيآآآ النآكـره .. ذآ كله ومب رومآنسيه .. حور ترآ قسم مآتنعطين وجه أبدّ ..

حوريه: وليه إن شآء الله !!
نسمه: حبيبتي إذآ هآلتصرفآت من رآئف اعرفي إنهآ قمة الرومآنسية .. أنآ أصلاً للحين مآنيب مصدقه إن رآئف يطلع منه ويسوي هآلحركآت

حوريه: أي حركآت دي ! محسسآني إنه قآب الديب من ديلـه .. دي كلهآ حتة سلسله - قآلتهآ ودنقت رآسهآ ملصقه ذقنهآ لصدرهآ تشوف السلسآل الرقيق إللي إحتوى أول حرف من إسمه وتتحسسه -
مسكت نسمه رآسهآ وهي تمثل إنهآ دآيخه: آآآآخ يآربييييه .. وربي إنك مآتفهمين .. حور غلآتي .. ترآ الريآجيل أنوآع .. فيه رجّآل ملزق .. كل كلآمه قصيد وأشعآر .. ورود وهدآيآ .. ذآ عآد نشبـه ورومآنسيته مثل وجهه رح تملين منهآ من كثرهآ ولآ عآد تحسين فيهآ ولآ تصدقينهآ بعد .. وفيه رجّآل وسط .. يعني عند اللزوم يسويّ هآلحركآت .. يعني زآعلك مثلاً مره .. تآليهآ يرآضيك .. ذآ عآد يآحليله .. وفيه رجّآل صنم من الأصنآم .. مثل رآئف .. مآله بهآلسوآآآلف كلـشششش ويوم يسويّ معك شيّ بسيط زي كذآ كنه جآب العيد .. وترآ بعد الهدآيآ النوآع ومدلولآت .. مو كل هديه تشبه الثآنيه .. فيه قصد من ورآهآ

زمت حوريه شفتيهآ: آمممم ويآفيلسوفه إيه بئآ نوع الهديه دي إن شآء الله !
نسمه: هذيك بـ إصبعهآ دبله محفور عليهآ إسمه .. وإنتي برقبتك سلسآل فيهآ حرفـه .. معنآآآآتــه - خنقت نفسهآ بيدينهآ وقد حولت عيونهآ وطلعت لسآنهآ -
حوريه ببلآهه: وهي دي حآقه كويسه يعني إنه يكون خآنـئنـي !!
نسمه: طبببببعـــاً .. معنآته إنك ملكه أو إنه هو ملكك .. الصرآحه مدري .. بس مو مهم .. جدّ هآلشيّ مرره رومآنسي .. وهــ يآقلبـي

حوريه: ههههه وآللهي إنتي شكلك إتـهبلتي
نسمه: وبعدين وش عليك إنتي مآ أعرفك مآديه وتهمك الهدآيآ وهآلشغلآت .. إنتي أصلاً شوي وتشققين ونآسه من هديتك الحقيقيه - لعبت لهآ حوآجبهآ بمكـر ثم أردفت - بتكملين درآسه .. أيـوآآآآ - ضربتهآ بكوعهآ وهي تغمز لهآ بلعآنه - منتيب سهله يآلخآيسه .. وآلله وجبتي رآس رآئف وخليتيه يسويّ إللي تبين

على هآلجمله قآطعتهم دآرين بآلعه ريقهآ بقهر مكتوم بـ إحترآفيه .. ولآ كنهآ سمعت شيّ وهي تتحسس ظهر نسمه بـ إبتسآمه مصطنعه: أيوآ .. الأختين وش يسوون هنـآ ..
نسمه بـ إبتسآمه: عآدي .. مغير نتكلم

دآرين وعيونهآ على حوريه بنفس الإبتسآمه المصطنعه وهي تربط مآبين شكلهآ وشكل نسمـه .. ذولي كل مآشآفتهم وهم مطقمين .. نفس اللبس واللون .. وبعد اليوم مطقمين نفس الشكـل واللون أبيض بـ أسود .. بس الفرق إن حوريه جيبه ونسمه بنطلون .. وثنينآتهم خصر عآلي بـ اللون الأسود .. والبلوزه شيفون بيضآء سآده ..
حوريه وإللي كآنت ملآحظه تدقيق دآرين بينهآ هي ونسمه وكآنت تتحآشآهآ بـ النظرآت وهي تدور بعيونهآ بين الحريم حولهآ ...

.....: لآآ .. بس شفتكم من بعيد مستآنسين كذآ قلت عندكم سآلفه والصرآحه أنآ مليت بروحي
نسمه: ليش بروحك ! وينهي ذيك إللي كنتي تكلمينهآ

دآرين بـ إستفهآم: مين ! سآلـي المرشـد !
نسمه: أهـآآ
دآرين بعدم إهتمآم: لآآ مآلي خلطه فيهآ .. هذي كآنت رفيقـة تغريد أختي من زمآن يوم كنّآ بثآنوي وأنآ بس كنت أسلم عليهآ .. مو أكثر
نسمه: أهآآ .. طيب وينهي شروق أختك !
نفضت دآرين شعرهآ الأشقر ورآ ظهرهآ بتململ: تدرين شروق ومرآم روسهم وأفوآههم ببعـض .. دآقينهآ سوآلف وأنآ مدري عنهم .. وإنتو وش إللي عندكم
فتحت نسمه فمهآ بـ إستيعآب: أهـآآ .. لآ ولآ شيّ بس حوريّه كآنت تعلمني إن رآئف وآفق ورح تكمل درآسه


رفعت دآرين حآجبيه بتفآجئ ثم مطت شفتيهآ: وآلله ! حلـوو
وجهت كلآمهآ لـ حوريه إللي كآنت بعدهآ سآفتهم وتنآظر بـ الحريم حولهآ: وبأي كليه رح تقدمين ؟!
حوريه ببرود: مش هنآ .. هدرس فـ مصر
فرصعت نسمه عيونهآ بدهشه: وشهـــووو !
حوريه بـ إبتسآمه: أهآآ .. رآئف خيرني إمآ أكمل هنآ أو أروح مصر عآدي .. إللي يريحني .. بس أنآ أكيد هرتآح فـ مصر .. أنآ أصلاً كنت خلصت كل أورآق التئديـم هنآك
دآرين بـ إبتسآمه قصيره: إيـه شدي حيلك أجل
وقفت نسمه وسحبت حوريه من معصمهآ الأيسر بهدوء: دآرين أنآ آسفه استأذن منك بس أبي حوريه بـ كلآم

هزت دآرين رآسهآ بتفهم وبعدهآ الإبتسآمه بوجههآ وإللي مآسرع مآختفت وهي تزفر نفس بضيق وكن كبدهآ حآيم عليهآ " آممم يعني رآئف معطيك الحريّه هنآ أو بـ مصر !! مآشآلله وش ذآ الرجّآل ! وأنآ إللي ظنيت إن هآلإمتيآزآت لي أنآ وبس لأني كنت منهيه درآستي بـ الأصل يعني مآرح أطول برآ والحين هذي المرآهقـه !! شلون بتكمل تعلمهآ !! لآآ وبرآ السعوديه بعـد !! "


كآنت رآصه على شفتيهآ بـ غِـلّ يتآكلهآ لحد مآطآحت عيونهآ على جوآل قدآمهآ مكآن حوريه ..
رفعت الجوآل من الطآوله وبعدهآ ملآمحهآ مقطبه بغيـظ وقهـر سآحبه على الشآشه بعصبيّه ومآسرع مآتسعت عيوهآ بـ تفآجئ إنه إنفتح معهآ بدون مطآلبه بـ رمز سري !!
رفعت حآجبهآ الأيسر وقد مآل فمهآ بـ نصف إبتسآمه مكـر: هيييين يآحوريتـي .. وريني الحين شلون رآئف بيعطيك حريتك ويخليك على كيفك ...

التفتت حولهآ وعيونهآ تدور بين الحريم بس كلاً مشغول بسوآلفه ..
مشت بخطوآت سريعه وآثقـه لحد مآتعدت الحشآئش الخضرآ ووصلت لمدخل رخآمي جآنبي للفيلآ ..
إستوقفت وحده من الشغآلآت تسألهآ: وينـه الحمّـآم ؟!


/
/


فرملت حوريه وهي تسحب يدهآ من يدين نسمه إللي مجرجرتهآ ورآهآ: نسسسسمه يآزفت .. مآآلك ؟!
نسمه وإللي شوي وعيونهآ بتطلع من حرتهآ: إنتي من جدك !!!

حوريه ببلآهه وهي تتحسس معصمهآ من مسكة نسمه المحكمه عليه: إيـه !! مش فآهمه !!
نسمه بـ إستنكآر: بتروحين مصـر ؟
حوريه: أهـآآ
خبت نسمه وجهها بكفوفها: آآآخخخ يآرب إن تصيبهآ الجلطـه ولآ تصيبنـي أنآ .. حور إنتي من جدك غبيّه ولآ تستغبين ؟! هبلـه ولآ تستهبليـن ؟! عبيطـه ولآ تستعبطيـن ؟!
حوريه: ههههه بقد مش فآهمه
نسمه بقهر: وهو عشآن رآئف قآل لك عآدي تدرسين بمصر إنتي مآصدقتي خبر وبتروحين !!

حوريه بجديه: نسمه إنتي عآرفه إن رآئف لو رآفض إني أروح مكنش قآلهآ ولآ حتى إنه يعشمنـي فيهـآ .. يعني دآ مش طُعم هو رآميه ومستني الردّ مني
نسمه بعصبيه: وهو سكتنآله دخل بحمآره !!!!!!
تموآ ثوآني سآكتين ينآظرون بعض ببلآهه وبعدهآ: هههههه
نسمه بغيظ: أوفف .. لآ وتعلمت الأمثآل المصريه الخآيسه منك .. وجـع
حوريه: ههههه وإيه دخل المثل دآ فـ الموضوع دلوئتـي !!
نسمه بضيق: مـدري

حوريه: هآ .. شفتي .. إنتي دلوئتي إللي غبيّه وهبلـه وعبيطـه
نسمه: وآلله مآغيرك .. أنآ قصدي يعني مو عشآن رآئف سمح لك مره تسوقين فيهآ حـور .. إنتي تدرين إن هآلشيّ مآيصير .. ولآ إنه يصحّ بـ الأسآس .. أصلاً مآني مستوعبه إن رآئف سمح لك عآدي كذآ تدرسين بـ مصر
حوريه بـ إستفهآم: وليه يعني ؟
نسمه بهدوء تفهمهآ: حوور إنتي الحين متزوجـه .. زوجك بـ السعوديه .. عيلتك بكبرهآ وعيلة زوجك بعد بـ السعوديه وش بيوديك لـ مصر هـآآ !!
جت حوريه بترد قآطعتهآ نسمه بـ إندفآع: لاآآ وبعد لك ضُره مآشآلله .. هذآ تنآزل منك يعني عن زوجك لهـآ !

غيرت نبرة صوتهآ لإستهزآء وكملت: دآرين ضُرتي حبيبتي .. هذآ زوجـي خذيه لك وأنآ بنقلع أدرس بـ مصر .. إهتمي فيه حيآتي لين أردّ .. أوكيـه ! ..
حوريه وإللي فطست ضحك على إسلوب نسمه: ههههه
قلبت نسمه عيونهآ بـ إحتقآر: وتضحكين مع وجهك ! بلآ فـ شكلك
حوريه من بين ضحكهآ: هههههه نسمـه إفهمـ ........
نسمه بحده مقآطعتهآ: بسك كلآم فآضي .. عن خرآبيطك إللي مآلهآ دآعي
حوريه بجديه: إسمعي بس ...

قآطعتهآ نسمه مره ثآنيه بهدوء: حور .. إنتي بنت خآلتي وصآحبتي وأحبك .. ومن أول يوم لك ببيتنآ قلت لك أنآ رح أوقف معك إنتي ضد هذيييييك لأننآ عآرفين مكرهآ وندري إنهآ حقود حتى لو أظهرت العكس .. للحين مآنيب نآسيه سوآتهآ بـ المسكينه ميسم يوم قطتهآ بـ المسبح وبغت تغرقهآ وتجيب آخرتهآ .. ذآ وهي بنت عمهآ .. تلقينهآ تترصد لك وإنتي مو دآريه عن هوآ أرضك .. لآآآ وفوقه حضرتك تسآعدينهآ .. قآلك بتروح مصر قـآل .. هــــه - قلبت لهآ عيونهآ بنظره تحقيريه من فوقهآ لتحتهآ ومشت - : مـــــآآآآآلــــت


/
/


عند المغآسل الخآصه بـ الحريم ..
ودآخل وآحد من الحمّآمآت - بـ الكرآمه -
قآلبه غطآ التوآليت وجآلسه عليه .. أكوآعها الإثنين مسندين على فخذيهآ ورآفعه الجوآل بيديهآ الثنتين قدآم عيونهآ تنآظره بتركيز ...

قطبت حآجبيهآ بضيق وهي تسحب على الشآشه مقفله الأبلكيشن " هـففف مآفيه شيّ حتى كل رسآيلهآ سآمجه وتآفهه مثلهآ "

دقت على أيقونة الوآتسآب إلآ وتنفتح لهآ المحآدثآت أول إسم كآن Noosy
رفعت حآجب وآحد بـ إعجآب: أيوآآ .. شكلي من جد بجيب العيد هنآ .. صبرك علي يآلغبيّه خل نشوف وش أسرآرك ذي إللي مخبيتهآ عند الغبيّه الثآنيه نسمه ..
فتحت المحآدثه وتمت تقلب عيونهآ بين السطور .. هآلكلآم توه اليوم الصبآح ..


- نسسسمه همووت من الفرحه
- يآلله صبآح الخير إنتي وش إللي مصحيك بدري كذآ !
- رآآئف يآبت وآفئ إني أكمل درآسه
- (فيس مصدوم) جـدّ !!!!! قولي وآلله
- ههههه وآللهي بقـد .. لآء وحآقه كمآن
- وش عندك يآلله قولي حدي إستآنست وصحصحت معك
- رآئف قآبلي هديه سلسله رئيئه أوي حرف R
- أحلآآآآ وش هآلحركآت مآهقيته رآئف رآعي هآلسوآلف وش خبلتي فيه إنتي ههههههه

رصت ع الجوآل بقهر وهي تعضعض بشفتهآ السفلى بـ غِـلّ .. إنتهت المحآدثه على ضحكة نسمـه إللي إستفزتهآ .. ومآقدرت تحرر هآلغيظ إللي تحسّ فيه إلآ بـ زود رصهآ على الجوآل إللي كآن شويّ وبيتفكك من حرتّهآ " أجل جآيب لك سلسآل فيه حرفه !! آمـممم حلـوو .."

ردت تنآظر بـ الجوآل مره ثآنيه مقفله محآدثتهم بعصبيّه " شكلي بضيع وقتي وأنآ أقرآ سوآلفهم الممله .. وحده غبيّه والثآنيه تآفهه .. وش هآلأسمآء بعـد .. نجــم , خآلتو حنآن , عُمـر , قروب المصرقعين , قروب أسرآر البنآت , مهـآب .. بمن أبتدي ! نشوف منهو نجم ذآ وظنتي مآرح ألقى شيّ مو معقوله يعني بتخلي شيّئن ورآهآ كن ورآهآ بلآء .. أشوف بس وشهي سوآليفهآ هذي الغبيّه .."
نجـم ,, آخر محآدثه من يومين ..

- نقـم وآآآآآحشتنـــــــــــــــــــي مووووت إنت مبتردش ليه (فيس زعلآن)
- حوور .. معلش بس أنآ مشغول شويّه اليومين دول .. مآمآ والحج كآمل وعُمـر عآملين إيه ؟ كلكم كويسين !

قفلت المحآدثه بسرعه وهي تتأفف حتى مآكملتهآ " هــفف وشهو ذآ .. جآلسه أضيع وقتي بتفآهآت .. شكلـه أخوهآ هو وعُمــر ذآ بعـد "

إعتدلت بجلسهآ على التوآليت مصلبه ظهرهآ بـ إستقآمه تزفر بطفـش: وش أسووي معك إنتــــي ! آخذ رقمك وأنشره للشبآب ولآ وش أسويّ ! أففف ع القهـر .. حتى جوآلك مآستفدت منه بشيّ
سمعت أصوآت حريم برآ عند المغآسل ..

.....: شفتي شلون ذولي ههههه مرره فشله وأشكآلهم تضحك
.....: لآ حرآم عليك وربي لآيقين على بعض
.....: بآلله ! مآفي شيّ متنآسق غير الطول ثنينآتهم عمآويد كهرب
.....: ههههه بس شكلهم يحبون بعض وآضح مرره
.....: مدري ليش أحسّه السآيق حقهم مآتشوفين شلون شكله من الفلبين ولآ سيرلآنكآ
.....: لآحرآم عليك شكلـه كوري زي إللي يطلعون بـ المسلسلآت ههههه
.....: ههههه وش الفرق المهم إنه يشبه سآيقنآ كومآر خخخ
.....: بنآت سمعت بعد ان العروس هذي أمهآ مصريه ومب عآيشين هني بـ السعوديه
.....: أجل بيت منو ذآ ؟
.....: ذآ بيت أبوهآ يآلخبله .. متزوج من سعوديه غير أمهآ وله عيآل ذول المخبّل إللي رقصوآ ههههه
.....: ههههه يآحليله وآلله عجبني ذآك الخبل الطويل إللي رقص ..
.....: عطيني القلـوس الفوشي حقك
.....: هـآآ خــذي

لوت فمهآ بنفآذ صبر .. هذي هي الحفلآت مآغير مجآملآت كذآبه ونفآق .. هذآهم ببيتهم وبضيآفتهم ويحشون فيهم .. لآ عآجبهم وردهـ ولآ خطيبهآ آدم !


ردت وضوت شآشة الجوآل مره ثآنيـه بطفـش " ذولي السآمجآت متى بينقلعون برآ المغآسل أبي أطلع هـففف إختنقت .. مهآب !! مهآب مهآب خلّ أشوف لين يخلصون حـشّ بخلق آلله .."
عقدت حآجبيهآ من تآريخ المحآدثه .. من رمضآن إللي طآف ..

- حوريه يآروحي رديّ عليّآ
- حوريه !!!!
- حووور بآلله عليكي رديّ .. إنتي بتعملي فيّآ كدآ ليه ؟!! إنتي بتحبيني وأنآ بحبك مش إحنآ متفـئين إني هخطبك !
- إزآي عُمر بيئول إنك هتتقوزي إبن خآلتك دآ !!!
- حور حرآم عليكي العذآب دآ ردي عليّـآآآ

رفعت حآجبيهآ بـ إبتسآمه حسيّـه وملآمح عدم تصديق وذهـول: آلله آلله .. وش ذآ الزيـــن ! وش ذآ الحــلآآآ ! أحبك وتحبيني !!! ويخطبهـآ !!!
إنتفض صدرهآ بضحكه مقطوعه .. بعدهآ مو مصدقه: إنت من وين طلعت لي يآمهــــآآآب !! أيـوآآه وريني وش كنتم تسولفون فيه قبـل ...

تمت وقتهآ تقدم بـ المحآدثآت وتشبـع نظرهآ بآللي تشوفـه من كلآم الحب والغزل بينآتهم .. وشلون حوريّه ببعض المرآت كآنت تدلع عليه بـ أسلوبهآ الطفولي بتسجيلآت صوتيّـه !!!
دآرين: ههههه مآ أصدق هآلغبيّه !! وربي مآني قآدره أفهمهآ .. شلون مخليه عندهآ هآلمحآدثه للحين !! مآفكرت إن رآئف ممكن يشوفهآ !! أو أحدن من إخوآنهآ قبل حتى تتزوج رآئف !! لآ ومخليه جوآلهآ كذآ وكل الأبليكيشنز بدون رمـز سريّ حتى !! ههههه جدّ إنك بزر لآ وغبيّه بعد .. مدري ليش بديت أحبك هههههه


طيرت عيونهآ بتفكير شيطآني خبيث تحآكي خآطرهآ " أنآ مقدره وفآئك وإخلآصك لرآئف .. حتى إنك مآرديتي عليه وهو مغير يترجآك تتكلمين .. وهآلمحآدثه تقريباً من وقت زوآجك .. آممم شطوره يآحور مآتخونين زوجك مع حبيبك ذآ المصري مهآب .. بس حظك عآد إن لك ضُره !! وهآلضُـره للأســف هي أنـآ ! ههههه خلينآ عآد نشوف شلون بتكملين درآسه بـ مصر أو حتى بتكملين حيآتك مع رآئـف ! "
سحبت نفس عميق مغمضه عيونهآ بـ إنتشآء ترتب أفكآرهآ وبهدوء بدت تنفـذ ..
لمعت عيونهآ بـ إبتسآمه وهي تشوف آخر توآجد لـ مهآب .. من دقيقتيـن بـس .. أي حظ هذآ إللي عندهآ اليـوم !


مسحت المحآدثه بكبرهآ معه وبدت محآدثه جديده وهي في أقصى محآولآتهآ تضبط الدور صـحّ بلهجـه مصريـه ومآتغلط بكلمـه وتحوس فيهآ الدنيآ ..

- مهآب حيآتي .. وحشتني أوي
أرسلت هآلجمله وطلعت لمحآدثه نسمه " خلني أمسح كل المحآدثآت بتآريخ اليوم .. أهآآ .. ديليت , ديليت , وإنتي كمآن ديليت .. وإنتي بعـد .. أهآ .. وإنتـي .. أيووآآه .. لآ إنتي خليك بتآريخ قبل أمس مو مشكلـه ..
جآهآ الردّ سريع من مهآب: حوريـه !!!
دآرين بخآطرهآ " أنآ بتكلم بكيفي وبعدين أمسح إللي مآيعجبني .."

- مهـآب !
- إزيك يآحـور !
- كويسه وإنت عآمل إيه ؟
- بخير !!!!!!!!!
..... " هذآ شكله متعجب ومستغرب خل أعجل وأدخل بـ المفيد "
- مهآب إنت وحشتني أوي
- !!!!!!!!
- مآلك ؟
- مستغربك !
- ليه مستغرب ؟
- إنتي غبتي كتير أوي ودلوئتي بتكلميني وبتئولي إن أنآ وآحشك !!
- ظروف وآلله يآمهآب غصب عني .. إنت عآرف إن أنآ بحبك إنت وبس ومش بفكر غير فيك ولآ يهمني غيرك
- وأنآ كمآن وآللهي العظيم يآحور بحبــك .. بحبك بجد وأوي كمآن
بس إنتي إللي إتخليتي عني

دآرين وإللي بسرعه مسحت هآلجمله " بس إنتي إللي إتخليتي عني " .. كآن إللي يعجبهآ تخليه وإللي يخرب الكلآم تمسحه بسرعه ..

- مهآب أنآ دلوئتي فـ حفلة خطوبه .. إنت قيت على بآلي وإتخيلت إننآ أعدين سوآ مع بعض .. وإن إنت إللي بتلبسنـي شبكتي .. اتمنيت اللحظـه دي كتير
- حوريه أنآ بحبك ومبطلتش تفكير فيكي لو يوم وآحد أو حتى لحظه .. نفسي أسمع صوتك .. أنآ هتصل بيكي حآلن رديّ
- لاآآ لاآآ .. لآ يآروحي أنآ حآلن في الحفله وفيه دوشه حوليّآ مش هعرف أسمعك .. أنآ بلليـل هكلمك
- طيب ورآئف !!!
وقفت شويّ عند هآلسؤآل تدور إجآبه تكون القآضيـه وإللي بسببهآ رح تكون نهآية حوريّـه تمآماً بحيآة رآئـف ...
مآل فمهآ بـ إبتسآمه مآكره وكنهآ وصلت للي تبيـه : متقيبـش سيرة الحيوآن دآ .. أنآ بكرهه .. بكرهه أوي يآمهآب .. تعرف !! أنآ هآقـي مصر .. أخيراً الحقير رآئف دآ سمحلـي أكمل درآستي وفـ مصر كمآن .. شفت إزآي ! هنكون مع بعض يآروحي


على الطرف الثآني مهآب وإللي كآن مآهوب مستوعب إللي يصير .. وبلحظـه غفـل فيهآ عن الإسلوب النآعم بزيآده لـ دآرين .. حوريّه بـ الأسآس مو من الشخصيآت إللي لسآنهم معسول وكل كلمه والثآنيه يلصقون كلمة حُـبّ بـ الوسط .. بـ العكـس دفشـه ومآتدل للدلـع طريـق .. بس فرحتـه برجوعهآ له أعمآه عن كل هآلتنآقضآت الوآضحـه !


أمآ عند دآرين وإللي خلآص قد وصلت للي تبيـه والحين لآزم تنصـــرف !

- مهآب يآحبيبي أنآ أنآ لآزم أفصل معآك عشآن فيه نآس معآيآ .. بلليل هكلمك أوكيه ! بـآآي ( إيموشن بوسآت كثيره وقلـوب ) ..
أرسلتهآ ثم عضت على شفتهآ السفلى بقوه من فرط سعآدتهآ بآللي صآر الحين وبتفكيرهآ بآللي رح يصير بعـدين !

شيكت بسرعه على المحآدثه من أولهآ وبدت تمسح بعض الجمـل لأجل تبين إنهآ مو أول مره حوريّه تكلم فيهآ مهآب من بعد قطيعـه !

وقفت على حيلهآ والبسمه شآقه وجههآ " مآبآقي غير النـص الثآني وتتم المهمـه .. شلون أصول جوآل حوريّه لـ يدّ حوريّـه ؟ "

طلعت من المغآسل للحديقه حست بهزه الجوآل بيدهآ .. نآظرته إلآ وتشوف مسج وآتسآب بـ الشآشه الرئيسيه ( بآي يآروح مهـآب وقلبـه .. هستنـ ....... ) وإنقطعت الرسآلـه ..
جت بتفتحهآ بس مسكت نفسهآ بسرعه وهي تشوف مرآم مقبله عليهآ .. إتسعت عيونهآ بفرحة عدم تصديق " بــــسسسس هــذي هــــي .. والحين يآحور خلنـي أفضحك بعـد بـ البيت كلّـه مو رآئف وبـس هههههه "


مشت دآرين بخطوآت سريعه صوب مرآم بينمآ قآبلتهآ مرآم بـ إبتسآمه: دآريـن !
بآدلتهآ دآرين الإبتسآمه ومآسرع مآعقدت حآجبيهآ بتصنـع وهي تمد لهآ الجوآل: شوفـي ذآ
أخذت مرآم الجوآل من يدهآ بـ إبتسآمه بآهته: وشهـو !

دآرين: مدري وآلله .. وحده من البنآت لقته على وحده من الطآولآت دآخل وسمعتهآ هيّ ورفيقتهآ يتكلمون بـ السآلفه قمت سويت إنه جوآلي وضآيع خذيته منهم وأنآ مدري عنهم يمكن يسرقونه .. شوفي عآد حق منو ذآ الجوآل !
لآنت ملآمحهآ بـ إبتسآمة إمتنآن: يآقلبي عليك وش أقول بس .. إنتي ذكيّه وعليك فطنه وفرآسه مآشآلله
دآرين بـ إبتسآمه قصيره: وشدعوى هذآ شيّ عآدي ! المهم هو الحين بعهدتك شوفي حق منـو
فتحته مرآم إلآ وشآفت نفس الرسآله على الشآشه الرئيسيه ( بآي يآروح مهـآب وقلبـه .. هستنـ ....... )

عقدت حآجبيهآ مبتسمه من قرت المكتوب: شوفي شوفي .. رسآله من عآشق ولهآن ههههه
ميلت دآرين رآسهآ شوي .. مآتبي غير إنهآ تخفي الرسآله من الوآجهه .. أول مآخذت الجوآل إلآ وسوت خروج وبلحظتهآ إختفت الرسآله ..
نآولت مرآم الجوآل مره ثآنيه وهي تضحك: ههههه أجل عجلي شوفي حق منو فيه وآحد مسكين ينتظر الحبيبه ترد
مرآم: هههههه


/
/


إلتفتت ورآهآ بتوتر بعدمآ تقفل البآب عليهـم بآلعه ريقهـآ والربكـه موصله معهآ أقصآهآ .. مو أول مرده ينفردوآ ثنينآتـهم بس ليش أول مره تحسّ هآلإحسآس !!
أشر آدم بعيونه ع الكنبه جمبـه: تعآلــي

جلست جمبه بـ إنقيآد تآآم وعيونهآ على يدينهآ إللي أشبكتهم وصآرت تصرقعهم ..
آدم: ههههه خلآص وقفي
التفتت له ببلآهه: إيش !
أشر بعيونه على يدينهآ: لآتصرقعين أصآبعك
ورده: بعدك متضآيق !
آدم: ليش ؟
ورده: عشآن الدبله إللي طآحت !
آدم: ...........


تمت تنآظره لحظآت سآكته ثم مآلت بجسمهآ لقدآم تضحك: هههههه
آدم بغيظ: وآلله ؟ إيش إللي يضحكك سِـت ورده !
تحنحنت كآتمه ضحكهآ وهي تدعيّ الجديّه: خلآص مآفيـه ..
آدم: وش إللي قلتيه لي برآ ؟
ورده: إيش !!
آدم: الصوره إللي أخذتيهآ سيلفـي .. وين قلتي بتنزلينهآ !!
ورده ببرآءه: ع الإنستقرآم حقـي
آدم: آممم .. وطبعاً رح يشوفهآ كلّ الفولورز !
صفقت ورده بيدينهآ مبتسمه: طبعـــــــاً .. مآتتصور آشكثر مبسوطه
آدم ببرود: وطبعاً هآلفولورز بنآت وشبآب
سألت وبعدهآ ملآمحهآ مبتسمه: أيوه .. ليش تسأل !
آدم بأمر: هآلحسآب تقفلينه فوراً


سكنت ملآمحهآ لـ جمود بعدمآ إستشعرت الجديّه بنبرتة الصآرمه: ليش !
آدم: هذآ إللي عندي ولآ تسألين ليش
ورده: مآفهمت يعني !
آدم: مب لآزم تفهمين
ورده: إنت ليش تكلمني كذآ ؟
آدم: شلون تبيني أكلمك يعني ؟ وحده تقول لخطيبهآ رح تنزل صورتهآ وأمة لآ إله إلآ آلله بتشوفهآ .. ومآشآلله مو بنآت بس إلآ السآلفه فيهآ شنبــآت
ورده: ههههههههه
آدم: .........
شهقت نفس عآلي من ضحكهآ المتوآصل إللي خنقها بينمآ هو مسيّح جسمه ع الكنبه مسند كوعه الأيسر لذرآع الكنبه سبآبته بفمـه بعضعض فيهآ بأسنآنه وعيونه ترمقهآ بنظرآت بآرده ...
ورده وهي تلتقط أنفآسهآ: خلآص .. إحـم .. خلآآص هآآآآآححح أيوه .. وين كنـآ ؟
آدم ببرود بعدمآ هدت أنفآسهآ: كلآمي كآن للإنستقرآم وبس .. بس بعد هآلضحك .. - شدد على كلآمه - كلللـــــــــش .. كل حسآبآتك تتقفل .. ومآفيه غيرهآ


ورده بـ إبتسآمة عدم تصديق بآهته: آدم إنت من جدك ؟
آدم: مآ أمـزح
ورده: وليش ؟ إنت حتى مآشفتهآ ! ليش تآمرني أقفلهآ وإنت بعدك مآشفتهآ ! إذآ لقيت فيهآ شيّ يضآيقك ذيك السآعه قول مآعندك
آدم: مآرح أنتظر لين يصير شيّ ويضآيقني .. مآشآلله وش تبين بعد زود ! تنشرين صورك وخلق آلله يشوفونهآ وأنآ عآدي عندي ! وش شآيفتني عندك خروف !
ورده: هذول كلهم أصدقآء لي ؟
آدم: مآفيه صدآقه بين ولد وبنت
ورده بدفآع: بـس علآقـ .............
قآطعهآ بجفآف: إنتهــى

وقفت بعصبيه: وشهو إللي إنتهى !! إسمع يآ آدم هآلإسلوب مآ أحبـه .. تقط مآبجوفك وإللي إنت شآيف إنه ينآسبك ورح يريحك إنت وبس وبطقآق إللي قدآمك ! غصباً عنه ينفذ أوآمرك ! لآآآ مآيمشي هآلكلآم معي
آدم بـ إستخآف: وآلله ! أجل وشهو إللي يمشي معك ست ورده علميني !
جلست جمبه مره ثآنيه - بنبره أهدى - : فيه شيّ إسمه تفآهم .. إنك تكلمني بهدوء وتترك عنك صيغة الأمر هذي .. تفهمني وشهي أسبآبك وتحآول بعد تقنعني فيهآ
إرتفعوآ حآجبيه بـ إعجآب: أحـــــآآآآول بعـد أقنعك فيهآ ! آممم حلـوو .. وإيش كمآن


ضيقت عيونهآ بحده: إنت تتمسخـر !
آدم: شفتك تتمسخرين قلت أتمسخـر ويآك
ورده بعيون مدمعه ونبرة عدم تصديق مهزوزه: مآ أصدق إنك تكلمني كذآ
بلع ريقه وقد إعتدل بجلسته .. كلـه عنده إلآ دمــوع الحريم .. مآيجيبه إلآ هآلدمعتيــن ..
قآبلهآ بـ الجلسه ثآني رجله اليمنى تحته واليسرى بـ الأرض مآسك يدينهآ بين يديه هآمس بدفى: ورده نآظريني
ورده: ...........
آدم بـ حنآن: وردتــــي
ورده: ...........
نزلت عيونه ليديه بعدمآ استشعر دمعه طاحت من عيونهآ: لآآآآآ لآآآ تقولين إنك تبكين الحين !!
نزل رجوله عن الكنبه وجلس جمبهآ ملآصق لهآ .. حآوطهآ بذرآعه الأيمن وبيده اليسرى رفع ذقنهآ - هآمس - : ورده ..
ورده: ...........
تحسس ظهرهآ بيده اليمنى: خلآص يآقلبي وآلله مآقصدت ..

ورده من بين شهقآتهآ: إنت مو حآس إيش سويت الحين !!
نآظرته بعيون مغرغره من البكآ: آدم اليوم ملكتنآ .. حتى إنك مآقلت لي لو تعليق بسيط على شكلي يآآخي حتى لو مجآملــه ! إنت أول مره تشوفني بهآلشكل .. أول مره ألبس فستآن .. شعري مآ أحبه طويل بس مآقصيته بس عشآنك .. مآلفتك حتى طولـه ! مغير تخآنقني ! تخآنقني عشآن صوره جمعتنآ ثنينآتنآ بوريهآ لأصحآبي ! تأمرني وتبيني أنفـذ بدون جدآل ! شلون بنكمل كذآ ! شلون بنكمل بدون تفآهم ! وآلله مآرح أضآيقك ولآ أزعلك .. كنت رح أسويّ إللي تبيه يآ آدم لأنه من حقك بس بشويش عليّ مو كذآ .. مو بهآلإسلوب أبدّ


أطبق شفتيه بتأنيب ثمّ ضمهآ لصدره بـ دفـى .. كآنت تشآهق شهقآت مكتومه وهو يتحسس ظهرهآ بهدوء هآمس بـ أذونهآ تهدآ: آشــششششش .. خلآآص .. خلآص إهدي وربي آســف .. آسـف يآوردهـ .. خلآآص آششش إهـدي ..
تموآ على وضعهـم قرآبة الـ خمس دقآيق لحد مآحسّ إنهآ هدت .. أبعدهآ عن حضنه مثبت يدينه على كتوفهآ: نآظرينـي أشوف

رفعت رآسهآ بملآمح مكسوره بينمآ هو إرتفعوآ حآجبيه بدهشه: وش هآلجمآآآل بـــس !! شـووفي شلون .. رفع جوآله لهآ فآتح الكآميرآ الأمآميه ومآسرع مآشهقت بصدمه: لآآآآآآآ
آدم: هههههه الحين دوري لك عذر لشكلك إللي إخترب وش بيقولون لآمنك طلعتي عليهم وإنتي كذآ ! وش بيقولون عنآ كنآ نسويه !! إنتي شكلك تبين تفضحينآ
ضربته من كتفه وهي تضحك: هههههه بس عآآآد


مسح آثآر دموعهآ من تحت عيونهآ وإللي إختلطت بـ كحلهآ الأسود إللي سآل بـ إبهآميه ثم إحتضن وجههآ بين كفوفه: إسمعي يآورده ..أكبر مشآكلي وهآلشيّ أكيد رح تلآحظينه إني غيور .. غيور على أملآكــي بشكـل مرضـي .. أوقآت أحس إني فعلاً مريض .. وإنتي الحين ملكـي .. إنتي وردتــي .. أغآر عليك ولآ مآ أغآر ؟
ورده: يعني هذي غيره مو أكثر ؟
آدم: شلـون ؟
ورده: يعني ممكن تكون فرض سيطره ! تحكـم ! إنعدآم ثقـه ! شــكّ ! فيه مسميآت كثيرهـ يآ آدم
آدم بهمس: تؤ تؤ تؤ تؤ .. إيش هآلكلآم ! لآوآلله أبدّ .. ولآ شيّ من هآللي تقولينه ..
ورده: طيب إوعدني مآرح تصيح عليّ مثل اليوم ! وإن أي شيّ مآيعجبك فيني تنآقشني فيـه بهدوء وأنآ أوعدك مآرح أزعلك وآلله يآ آدم ..
ردّ آدم وضمهآ مره ثآنيه لصدره مثبت ذقنه فوق رآسهآ: قلــب آدم إنتي .. أبشــري بآللي يرضيـك ..
ورده: طيب عجبك شكلـي !


أبعدهآ آدم عن صدره يشوفهآ وقد ضآقت عيونه بتفحص .. بينمآ كملت بسرعه تلحقه: قبل يخترب يعني هههههه
آدم: هههههه حتى وهو مخترب عآجبني .. أشوف أشوف - دنق رآسه للأرض يطآلع رجولهآ -
ضمت رجولهآ لبعض بحيآ: آدآآآآآآم وش إللي تشوفه تحت
آدم: وش هآلسيقآن الطويلـه ! هههههه لآ عآد تلبسين قصيـر
ضيقت عيونهآ بـ شكّ: رجعنآ للأوآمـر !
آدم: ههههه لآ حووول .. لآ مو أوآمر .. هذآ طلب من بعد إذنك .. ممكن مآتلبسين قصير مره ثآنيه
ورده: وليـش !
آدم: بدون ليــ ...... قآطعته بسرعه قبل يكمل جملته الشهيره هذي ( بدون ليش ) وإللي شكلهآ رح تعآني منهآ كثير وهي تحرك سبآبتهآ بـ النفي: تؤ إيش قلنآ !! مو قلنآ فيه تفآهـم ! أسمع أسبآبك وتسمع أسبآبي ونحآول نقنع بعـض ! .. وشهي أسبآبك يللآ علمني
آدم: كذآ .. سيقآن وردتي ومآبي أحدّ يشوفهآ غيري

ورده: هههههه من جدك !
آدم: أهــآآ
ورده: آوكي .. ترآ وإنت بعد
آدم بـ إستغرآب: وأنآ بعد وشهـوو !! وآلله سيقآني ومخبيهآ بـ السروآل وفوقه الثوب
ورده: ههههههه آآدآآآآآآآم وبعدين معـك مو هذآ قصدي !
آدم وكنه تذكر شيّ: لحظه لحظه .. تعآلي ..
همست بـ إستفهآم: إيـش !
مسكهآ آدم من رقبتهآ ولفّ وجههآ بـ الغصب .. ورده بضيق: آدآآم وش تسوي
تحسس قفآهآ بـ إبهآمه الأيمن: وش هآلشيّ !
ورده: إيش !

آدم: فيه إشـآرة " لآنهآيــة " ..
رفعت ورده رآسهآ مبتسمه وهي فآتحه فمهآ بـ إستيعآب: أهـآآآ .. وشــمّ
بقق عيونه بعدم تصديق: من جدك !!
ورده: وشـم مؤقـت ..بـ الحنـآ .. شويّ ويروح ..
آدم بتفهم: أهـآآآ .. ورينـي أشوف
عطته ورده ظهرهآ بينمآ ألصق آدم جسمه بظهرهآ وهو يتحسسه: وش معنآته يعنـي ! علآمـة " لآنهآيـه " ...

ورده: ههههه مآرح أعلمك
آدم: يعني فيه مغزى من ورآه !
ورده: أهــآآ

تمّ يفكر وهو يتحسسه بأطرآف أنآمله اليمنى بحركـه بطيئه أشعلت حوآسهـآ وتصلب معهآ ظهرهآ .. زآد خفقآن قلبهـآ وإتسعت حدقتيهآ بترقـب لحد مآ هبطت أنفآسهآ من وقـع شفتيــه الرقيقــه على مؤخـرة عنقهـــآ ...
وقفت بسرعه وهي تتحسس الجآنب الأيمن من رقبتهآ وعيونهآ ترمش بتوتر: ءآآآ ءءءآآآ .. آآآ أنآآ .. بطططـ .. بـ بـ بطلــع ..


مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره بعدمآ تدآرك خجلهآ - رفع حآجبيه بـ إستغرآب مصطنـع - : ليــش !
بلعت ريقهآ وسبآبتهآ تدور بـ الهوآ: ءآآ آآآ يعنـي .. يعنــي .. إحنآآآ .. أنآآ ووو .. وإنـ .. وإنــت .. طولنآ .. ومآيصيــر .. مآيصير يعني وش بيقولون .. لآآزم .. لآزم أطلـع لهـم برآ .. وإنت بعـد لآزم تروح للرجآل ..
وقف آدم وبعدهآ الإبتسآمه بملمحـه .. مسك يدينهآ الثنتين مضمومه: أنآ آسف مره ثآنيه .. لآتزعليـن
حركت رآسهآ بـ النفي مبتسمه .. بينمآ سحبهآ عليه بسرعه وبحركه مفآجئه ارتمت بحضنه وأمآل هو رآسه طآبع قبله خفيفه رقيقه على خدهآ الأيمـن ...

.....: لآتنسين تعدلين شكلك قبل تطلعين لهم هههههه
إعتدلت بوقفتهآ ثم ضربته بخفه من كتفه وهي تضحك: ههههه أصلاً كلـه بسبتك


/
/
/
/

كآنت تمر بين الحريم وعيونهآ تدور بتفكير " هآلجوآل وين أوديه ! أحسن شيّ أوصله لـ أم فآهـد .. ذآ بيتهآ وهي أدرى شلون تتصرف فيه وتوصله لصآحبـ ....... بهتت نبرتهآ وهي تشوف وحده مختفيه تحت وحده من الطآولآت مآغير نصفهآ السفلي هو إللي ظآهر بوضع الحبو على كفوفهآ وركبتيهآ ...
ميلت رآسهآ بقوه تشوف منهي ذي ووش إللي تسويه تحت الطآوله !

حطت يدهآ على وسطهآ وهزتهآ بهدوء: أختــي ..!
تخرعت من لمسة مرآم لهآ وجت بترفع رآسهآ إلآ وتصقـع فـ الطآوله متأوهه ..
مرآم بخوف: بسم آلله عليك آسفه خرعتك
طلعت رآسهآ من تحت الطآوله وهي تحكه بألم مغمضه عين ومفتحه الثآنيه: آآآ آآآ .. مـرآآم ! دآ إنتي !


حطت مرآم يدهآ على فمهآ بصدمه: حوريـه هذآ إنتي .. بسم آلله عليك صآرلك شيّ !
حوريه بـ إبتسآمه: لآ إتطمني مفيش ..
مرآم بنبرة تأنيب لنفسهآ: وربي مآقصدت أخرعك
حوريه: ههههه وآللهي عآدي مفيش حآقه حصل خير
مدت لهآ مرآم يدهآ تسآعدهآ توقف: وش تسوين عندك تحت الطآوله !
بوزت حوريه بزعل طفولي وهنآ كآن شكلهآ عذآب حتى مرآم خآقت عليهآ ومآقدرت إلآ تبتسم: موبآيلي ضآآع مع إني متأكده إني كنت وآئفه على الطربيزه دي مع نسمه وبعدهآ مشينآ .. رقعت تآني ملئيتهـوش ! سألت شويه من الموجودين بس محدش شآفـو أولت أنزل أدور عليه تحت يمكـن وئـع ولآ حآقـه !


مرآم وإللي بهتت ملآمحهآ فجأه من بعد إبتسآمه ..
حوريه بـ قلق من شكل مرآم إللي تبدل: مآلك يآمـو فيصـل !
مدت لهآ مرآم الجوآل وسألت بخفوت: هذآ جوآلك ؟
سحبته حوريه بسرعه من يدهآ وضوت الشآشه ومآسرع مآ ضوآ وجههآ معه بـ إبتسآمة عدم تصديق: أيوآآآآآ هــوآآآآ .. هوآ دآ موبآيلي .. لئيتيـه فين ؟

بلعت مرآم ريقهآ وهي تتذكر رسآلة الوآتسآب إللي شآفتهآ وكلمآتهآ تدور ببآلهآ " بآي يآروح مهآب وقلبـه .. هستنـ ........ ,, مهآب !! منهو مهآب ذآ إللي مرسل لهآ ؟ "
أشرت حوريه بيدهآ قدآم عيونهآ: هييييييـه
هزت مرآم رآسهآ برمشه سريعه فآتحه فمهآ ببلآهه: هــآه !!
حوريه: سرحتي فـ إيه ؟
مرآم بـ إرتبآك: لآ ولآ شيّ .. معك
حوريه: لئيتيـه فين ؟ وصلك إزآي !

مرآم بـ إبتسآمه متوتره: وحده من الموجودآت لقته وعطتني إيآه أدور منهي صآحبته
حوريه بضحكه مرحه وهي تحرك سبآبتهآ بـ تنبيه بوجه مرآم: فلـوسي حلآآآآل هههه
بآدلتهآ مرآم الإبتسآمه ثم تحسست كتفهآ العآري: حور حبيبتي لآتقولين لأحد إن جوآلك كآن ضآيع أوكي ! أهم شيّ الحين إنك لقيتيه ورد لك

حوريه وإللي مآفهمت قصد مرآم بـ الضبط مغير هزت رآسهآ بـ الإيجآب مبتسمه بينمآ إستأذنت مرآم وتركتهـآ ..
....: إيه مو لآزم أحد يدري إنه جوآلك .. وخصوصاً دآرين .. مدري من شآفه بعد وقرآ هآلرسآله .. وش إللي ورآك يآحور آلله يستر بس لآزم أتأكد بـ الأول مآبي أظلمك حتى بـ الظنون ....!


/
/


دخل مجلس الرجآل وإللي كآنت جمعتهم أهدى بكثير .. كل إثنين مدنقين روسهم على بعض ويحكون بهدوء .. أمآ عن الحريم ! حدث ولآ حرج !

توّ مآدخل مع فآهـد المجلس وقفوآ خويآه بـ إبتسآمه عريضه ...
رآمز: حشـى مآبغيــت !
وآئل: كآن جلست شويّ بعـد
آدم: ههههه لآحووول لآتنشبون لي الحين
ضمه وآئل بقوه وهو يدق على ظهره: مبرووك وأنآ أخووك
آدم: آلله يبآرك فيك
تنآوله رآمز بـ إبتسآمه يبآركه: آلله يتمم لك بآلخير .. مآوصيك عآد ببنت العـمّ
آدم: ههههه بـ القلب والعيـن

قآطعهم طلآل بصوته الرخيم: الف مبروك يآآدم
سلّم عليه آدم وهو يرد مبآركته ..
رآمز لـ طلآل أخوه: شف يآبو فيصـل .. كلّ خويآي آلله هدآهم وتملكـوآ .. مآبقى غيري
طلآل: عقبآل هدآيتك إنت بعد .. لآمنك صرت رجّآل وتسنعت بأشغآل الريآجيل وتركت عنك أثوآب الحريم تعآل قول أبي أتـزوج وأبشر بآللي يسرك
بلع وآئل ريقه بفشلـه منزل عيونه للأرض .. شلون وهو شريك رآمز بنفس المجآل !
آدم: هههههه كفوو وآلله يآبو فيصل .. أتعب وأنآ أقولهم ذآ الكلآم
طلآل: منهو بعد غير رآمز !


رفع وآئل رآسـه بسرعه يتدآرك الموقف قبل ينذكر إسمه: ءآآآ آآآ إيه وش ذآ الكلآم الحين ! علآمنآ وآقفين ؟ آدم إدخل فيه ريآجيل يبون يبآركونك .. وإنت يآرآمز - ضربه على ظهره بخفـه - آلله يهديك ويصلحك علآمك مآتشتغل بـ المؤسسه مع أخوآنك ..
طلآل بـ فخر لـ وآئل: كفـوو وآلله رآيتك بيضـآ يآبو محصـن
خزه رآمز بـ حقد هآمس من بين شفتيه: وآلله ؟ تبيني الحين اعلمه منهو شريكي وأفضحك !!
وآئل: هههههه قلبك أبيض يآشريك
ردوآ لـ مجلسهــم كلاً ملتهـي بسوآلفـه لحد مآخلّص آدم وردّ لهـم: هآآ وش فآتنـي !
وآئل: نجـم توه مسكـر يبي يبآركك

جلس آدم وهو يحك ذفنه: إييييييه وآلله .. رآمز دق عليه
وآئل بـ توصيّه: مكآلمة فيديو
ضيق رآمز عيونه بـ إستنكآر: لآحظو إن المكآلمه دولـي
تحسس آدم ورك رآمز: جعل رصيدك بـ البنك دوم زآيد .. إفتح الإسبيكـر لآهنـت
وآئل: ههههههه

بعد أول رنه إنفتح الخط بسرعه بصوت متململ: now wt !!
( والآن مآذآ !! )
وآئل ورآمز: ههههههه
آدم: جعله لسآنك القص .. تكلم عربي
وآئل: آدم حط الجوآل بـ الوسط خلّ نشوفه ويشوفنآ وشهو ذآ
آدم: أنآ بشوفه وبتكلم بـ الأول ثم إنتو
رآمز: لآ وبعد الجوآل جوآلي
آدم: ذآ بيذلنآ عشآن مكآلمه من جوآله
نجم: هههههه لآحووول إنتوآ مآتبطلون أبدّ
رآمز: فديت الضحكه ورآعيهآ .. شخبآرك يآلنجــم !

نجم: مآ أمدآني توكم مقفلين !
رآمز: هههههه أفتح معك حوآر يآمغفـل
وآئل: من ظنيت يوم فتحت علينآ الخط !
آدم: وإنت شعليك , وش ذآ السؤآل !
رآمز ونجم: ههههههه
نجم بتنهيده: يآ آلله حيـــل مشتآق لهآلجمعـه
وآئل: مآ أمدآك ! توك تآركنآ
دفه آدم بكوعه: وخروآ عني بس ترآ توكم مقفلين معه الخط .. خلّ أتكلم


نجم بـ إبتسآمه متعبه: أبآركلك ولآ أعزيك ؟ إنت يآملـ *** الجدّ وين كلآمك قبل عن العزوبيّه ؟
آدم: لآ بدلت مع رآمز .. وخلك إنت وهو عزآبيّه
نجم: عزّ آلله ذآ العزآبي .. مآلقيت غير رآمز وهو يموت ويتزوج
رآمز: ههههههه إفهموني يآبشر .. أبيّ أعفّ نفسي عن الحرآم وأكمل نص ديني
نجم: إنت بس كمل النص الأول ثم فكر بـ الثآني
آدم: هههههه مشكلتهم يبون الثآني بـ الأول فآهمين الدين غلط
رآمز: وش مفكرني إنت ويّآه .. عآد نجم وآدم إنتم آخر إثنين يتكلمون عن الدين
وآئل بتأكيد: إيه وآلله صــآدق
آدم بـ حده: وش قصدك إنت ويّآه !


وآئل بـ سفه: نجم هآآ وش أخبآر المـزز الأمريكآن
رآمز وهو يدنق رآسه بلقآفه: خلّ أشوف لآبس ملآبسه ولآ مثل العآده
نجم: هههههه آدم تكفى قم عن هآلإثنين
آدم: ههههههه حسبي آلله .. ذولي الحريم لحست مخهم وكلت عقولهم .. عندهم جفآف ههههه
نجم: ههههههه
آدم: شويّ شويّ بس انت .. علمنـي وشبلآك ؟
عقد نجم حآجبيه: علآمـي ؟
آدم بجديّه: شكلك متغيّر .. فرق السمآ والأرض قبل ترد لأمريكآ وش عندك تكلم
نجم: بعدين
آدم: وآلله ! لآ الحين المكآلمه مفتوحه برصيد رآمز
وآئل ورآمز ونجم بـ إبتسآمه متعبه - : هههههههه
آدم: خير ترآ أقلقتني يآخوك !
زفر نجم بتعـب: ليـلآ
بقق وآئل عيونه: منهـي ليلآ !!

نجم: رديـت ومآني محصلهـآ أبـدّ .. تركت الشقه وشردت
بقق رآمز عيونه بصدمه: وشهـــووو .. ليش إنت مسكن معك بنت بـ الشقه !!
وآئل: منهي ليلآ ذي !!
رآمز: تكلّم يآلفآسق !! وشهـو ذآ بعد معك بنت !
......: أوووووووفف - وقف آدم بطفش من هالإثنين على يمينه ويسآره -
وقف وآئل بسرعه: نبي نعرف وشهي السآلفه
رآمز: أنآ من زمآن غآسل يديني منكم يآلإثنين .. مآتجتمعون غير بـ الفسآد


آدم وقد بدآ القلق بملآمحه: وين شردت !
نجم بعصبيه مكبوته: أقولك مآ أدري
آدم: طيب شويّ شويّ علآمك إنت
نجم: مدري عنهآ شيّ يآ آدم ومدري ليش تركتني
آدم: وآلله إنهآ كفـوو
ضيق نجم عيونه بعدم تصديق وهمس بـ إستنكآر: من جدك !!
آدم: إلآ من جدك إنت ! مآتدري ليش شردت منك البنت ! ولآ شكلك نآسي وش إللي أهذرت به معي ذآك اليوم .. ترآ البنت سمعت كل الكلآم
نجم: وإن سمعت الكلآم يعني تروح !!!

رفع آدم حآجبيه بـ إستغرآب: لآ وآلله ! أجل تجلـس ! هذآ ردّ الفعل الطبيعي لأي أحد عنده كرآمه
نجم بـ إرتبآك وعيونه تدور: بــسس .. بـ ..بـ بس ليلآ .. ليلآ مو من هآلنوع
آدم بـ إستخفآف: أي نوع ! إللي ما عندهم كرآمه ! هذآ إللي مآتوقعته إنت بس خآبت ظنونك .. نجم التسآمح أو التغآفل مو معنآته ضعـف أو حسآسه معدومه أو كرآمه مهزولـه .. إن إختلط عليك الأمر فهذي مشكلتك .. أمآ عن ليلآ فهي كفوو وآلله .. لآ تلحقهآ لأنك مآرح تسبب لهآ غير الأذى
نجم بحده: بس أنآ أبيهــآ
آدم: وش تبي فيهآ !!
بلع نجم ريقه بـ توتر: مو هذآ قصدي .. قصدي يعني .. يعنـي هي مآلهآ أحد ! لآ سكن ولآ وظيفـه ولآ حتى شخصن تعرفـه شلون بتعيش

آدم: لهــآ ربهــآ هو كفيلهآ
نجم بقهر من بين أسنآنه: آدم علمنـي الحين وينهـي ليلآ !!
آدم ببرود: وأنآ إشدرآني !
نجم في أقصى محآولآته كبت غضبه: لآتستهبل .. أدري إنك تدل مكآنهآ
وآئل بـ غضب: وين مخبي البنت بسوآد وجهك !
رآمز: وشهـو !! تعرف بنت وقد تملكت بنت عمـي
آدم بعصبيه: أووووووف .. ترآ مآلي خلقكم إنتو الإثنين وخروآ عني
نجم: وينهـي ليلآ !

وآئل: علمـه وين البنت مآتشوفه بيجـن عليهـآ !
آدم: خلـه يجـن .. ولآ على كيفـه بنآت النآس يبهذل فيهـم .. هزلــت
رآمز: وإنت شدخلك فيـه هـو حرّ ! وبعدين للحين مآجآوبتني شلون تعرف هآلبنت !!!
نجم بصيآح: آدآآم روووح عن هآلإثنيـــن ترآ حدّي معصب وموصلـه معـي
آدم ببرود يحرق الدم: قلتلك مدري

نجم بـ إستنكآر: وآلله ! أربع وعشرين سآعه وإنت معهآ وش إللي تسوونـه ! أكيد قآلت لك شيّ ! إلآ أكيد هذي أفكآرك إنت إللي شجعتهآ على هآلشيّ وإلآ أنآ أدري ليلآ زين
آدم: للأســف إنت مآتدري ليــلآ .. ولآ مآكآن هذآ هو حآلك .. وقلتلك مآعندي شيّ رح يفيدك .... إيه صــح يآلأخـوو .. آلله يبآرك فيــك ,, وآآآآآ عقبــآلك ..
طوط طوط طوط طوط ...


حذف آدم الجوآل لـ رآمز بدون يعلمه .. شقطـه رآمز وعيونه بتقز من الرعب: إنت جنيــت !! شلون تحذف الجوآل كذآ
فك آدم زرّ علويّ من أزرآر ثوبه السكريّ وقد تكدر صفـو مزآجه بعد هآلخبر .. هو حقيقي مآيدري ليلآ وين رآحـت .. وحقيقـي إنه إنبسط بسوآتهآ , هآلشيّ دليل وإثبآت كآفي على إستقلآليتهآ بنفسهآ عن نجــم .. وأقل ردّ منهآ لكل إهآنآتـــه .. كثر فخـره فيهآ بهآللحظـه كثر خوفـه عليهآ .. بعد كل المعآنآه إللي عآنتهآ من قبل بحيآتهآ وهي ببيت الحرمه إللي ربتهآ شلون بتعآني أكثر وهي الحين بـ الشآرع !
وآئل بـ قلق وآضح: آدم وش السآلفــه ؟


جلس آدم مكآنه وإللي كآن برآس المجلـس ومنفرد عن بآقي تجمعآت الرجآجيل من حولـه: مآفيــه
جلس يمه رآمز هآمس بـ قلق: طمنآ بس الموضوع كبير ؟
آدم بـ إبتسآمه: بنت وجآبت رآس الـنجــم
صفق وآئل بيدينه: كذآ السآلفــه .. طيحته بـ أرضه وآآآآآآآ
أكمل رآمز عنه بضحك: وخلتــه يبكـي ع الأطلآل
آدم: ههههههه بـ الضبــط !


/
/


عند الحريـم ..

صآر لهآ مده تدورهآ ولآ هي محصلتهآ لحد مآلمحتهآ أخيراً تحت وحده من الأشجآر الكثيفه على طآوله بروحهآ ...
تقدمت صوبهآ بـ إبتسآمه عريضه: أخـــت العريــس
مرآم: .........
دفتهآ شروق بخفه من كتفهآ: مــرآآآآآم
قمزت مرآم منتفض جسمهآ برجفـه وآضحه وهي تسمي بـ الله ...
.....: شروق خرعتيني حرآم عليك
شروق: لآ عآد مو لهآلدرجه مآصحت عليك ! وش عندك فآهيه فيه ؟
مرآم وإللي شآفت نسمه قدآمهآ تتمخطر بين الموجودآت " بـــسسسس مآفيه غير نسمه هي إللي رح تأكد لي ...! "

.......: شروق شوي و أجيك ..
شروق: مرآم لحظـ ....... مآكملت لأن مرآم سفهتهآ ومشت بسرعه صوب نسمه تنآديهآ ..
عقدت شروق حآجبيهآ مستغربه بتمتمه شبه مسموعه: علآمهآ هذي !!

إلتفتت نسمه ورآهآ مبتسمه: أيـوه !
مرآم: نسووم تعآلي أبيك بموضوع
نسمه وإللي إستشعرت الجديّه وهي يآحبهآ لهآلسوآلف الخآصه ..
دنقت رآسهآ بـ إهتمآم لمرآم: هـآآ وش فيـه أسمعك ..
مرآم: سمعي عدل هآلكلآم بس بيني وبينك
نسمه بلوم: عيييب عليك .. أكيد بيني وبينك .. هآآ !

مرآم: وحده من الحريم كلمتني من شوي بموضوع .. لهآ بنت دكتوره .. وصل عمرهآ للثلآثين ومآقد تزوجت وأمهآ المسكينه وصتني كني أعرف شخصن ينآسبهآ ومآتدرين وينه الخير فيه
نسمه بـ إستيعآب: إيه إيه فهمت عليك .. بس وش بيدك إنتي ! بسّآم متزوج وهذآه آدم قد خطب ..
مرآم: لآ يآذكيه مو خوآني .. أصلاً مآحد من عندنآ ينآسبهآ .. بس خبري إن وآحد من إخوآن حوريه دكتور بعد .. وعمره قريب من عمرهآ .. هآآ وش رآيك !
نسمه بتفكير: بس أخو حوريه مصـري !!
بلعت مرآم ريقهآ بـ ربكه .. شلون مآفكرت بهآلشيّ !! الحين شكل نسمه بتكشفهآ ..
.....: لآ مآعليه .. الحرمـه قآلت أهمّ شيّ دين وأخلآق ويكون بنفس مستوى تعليمهآ وهذآهم الإثنين دكآتره ..

نسمه: أهـآآ .. مدري وش أقولك بس صعــب .. عُمـر !! لآآآآ إنسـي .. هذآ مُضـرب عن الزوآج كلـش .. ولآ تسأليني عن السبب
مرآم: هو إسمه عُمـر ؟!! أنآ أقصد الدكتور مو الثآني .. أدري إن حوريه لهآ أخين ..
نسمه: إيه فآهمتك .. الدكتور هو إللي إسمه عُمـر .. أمآ الثآني نجـم .. ومآهوب دكتور ولآهوب بـ السعوديه بكبرهآ
مرآم بتفكير وهي تهمس بأسمآئهم " عُمــر و نجــم !!! "
نسمه بـ إهتمآم: وش إللي تفكرين فيه ! صدقيني عُمـر لآتحآولين .. تعبت خآلتي مروه وهي تصجـه بسآلفة الزوآج لين تركهم وشرد رآح سكن بروحه ههههه

مرآم: أهـآآ .. لآ خلآص نسووم أنآ دريت الحين منو إللي ينآسبهآ
نسمه بلقآفه: وآآآآو .. جدّ !! علميني منهـوو ! هآآ .. مـن ! مــن !
ضربتهآ مرآم على رآسهآ بخفه: بس يآلملقوفه مآلك دخل .. - قآلت كلمتهآ ومشت بسرعه عنهآ - هذي نسمه حشريه ولآ أصرت على شيّ بتجيب رآسه وأسآسه ..
صآحت نسمه بمزح: طآآآآآيب يآم فيصـل .. لنآ بيت نتحآسب فيـه
أشرت لهآ مرآم بلآ مبآلآه تخفي عنهآ لونهآ إللي شحب وملآمحهآ إللي بهتت ومآعآد حست برجولهآ تشيلهآ ..


الظن إللي كآنت تصبر نفسهآ فيه قد خآب الحين .. مو أحد من إخوآنهآ إللي مرسل لهآ المسج .. إخوآنهآ عُمـر ونجـم .. أجل منهو مهآب ذآ إللي يتغزل معهآ !
دنقت رآسهآ بـ خيبة أمل " لآحول ولآ قوة إلآ بـ الله .. آلله يستر علينآ بـس .. ليش كذآ يآحـوور ليـش ! "


======
-----------
======


نهآية الفصل التآسع عشر
<<قرآءة ممتعـه إنشآلله
بـ إنتظآر توقعآتكـم ..
دمتـــم بـ سلآمــه

:::

حلم الحياه 12-08-16 11:37 AM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل العشرون




آللهـم
إرحمني في لحظـة ضعفـي .. وأبعـد عني شيطـآني ونفسـي .. وآغفـر لـي خطيئتـي ويأسـي
آللهـم
آجعل عفوكـ عني دآئم , ورضآكـ عليّ قآئم , وآجعلني عن الذنوب نآدم , ولبآب توبتك عآزم



/
/
/


نآظرت بطرف عيونهآ يمينهآ وهي على كرسي تسريحتهآ ذهبيّة اللون مقآبله المرآيه ويدهآ مرتفعه لأذنهآ اليسرى تفك حلقهآ ..

وآرت إبتسآمتهآ القصيره بمجرد دخوله والأفكآر الخبيثه الشيطانيه إللي ترآقصت ببآلهآ بشفتيهآ إللي أطبقتهم بقوه لحد مآختفوآ وصآروآ خطّ ..
جمعت شعرهآ الأشقـر وإللي بدآ خصلآت منه تظهر بلونهآ الكستنآئي الطبيعـي من فروتهآ على كتفهآ الأيمن وهي ترد سلآمه بعدمآ فصخ عقآله والشمآغ منزلهم على الصوفآ الشآموآ وقد أرخى جسمه عليهآ بـ إستسلآم ممدد رجله اليسرى عليها واليمنى بـ الأرض ..

.....: شكلك تعبآن !

خلل أصآبعه الطويله بشعره الفآحم وقد تدلت خصلآت منه على جبينه الصغير وهو يعتصر عيونه ثم يردّ ويفتحهم بهزة رآس وكنه ينفض عنه التعب: إيه شـوي .. مآلي خلق حفلآت مغير عوآر رآس
ضيقت عيونهآ بـ ابتسآمه قصيره مآكره ثم وقفت وهي بعدهآ بـ الفستآن متوجهه صوبه بملآمح حزن مفتعلـه ..

جلست على طرف الصوفآ بين رجليـه وقد أحنت رآسهآ مطبقه شفتيهآ بأسى مصطنع تحسست سآقه الممده بموآسآه هآمسه: لآتضآيق نفسك .. حبيبي معليش هي توهآ صغيره ومآتدل الصح من الغلط .. لآتقسى عليهآ يآرآئف وفهمهآ خطآهآ بهدوء وتفآهـم
رفعت رآسهآ بملآمح مسكنه وموآسآه مفتعله مآقآبلتهآ غير ملآمح جآمده تطرح تسآؤلآت بعدم الفهـم وطلب للشرح والتفسير !

أكملت بهدوء وهي تشد على يده: حبيبي خذ الأمور بهدآوه .. إنت عآقل وحكيم لآتقسى عليهآ .. حوريه بعدهآ مرآهقه وهآلحركآت طبيعي تصير بهآلمرحلـه
همس بعد فهم مضيق عيونه بـ استنكآر: وش قصدك ؟

تدآركت شهقتهآ بيدهآ على فمهآ موسعه عيونهآ بصدمه بينمآ إعتدل هو بجلسته مقطب حآجبيه: وش إللي تقولينه مآفهمت !
بلعت ريقهآ بحركه وآضحه وعيونهآ تدور تحتهآ فـ اللحظه إللي كآن رآئف فيهآ يترصد لأدق تفآصيلهآ علّه يستوعب مقصدهآ وخصوصاً من بعد ذكر اسم حوريته .. أجفلهآ بحزم: دآريـــــــن ! – أكمّل من بين أسنآنه – وش قصـدك !!
همست بتردد وعيونهآ بحجرهآ: طلآل مآعلمك !
رآئف: وش يعلمني !

رفعت رآسهآ بتفآجئ: ولآ مــرآم !
عقد حآجبيه أقصآهم وردّ بصرآمه: وش لي بـ مرآم تحآكيني بـ شيّ ! مآحد تكلّم معي وش عندك إنتي قوليه !
وقفت بسرعه موليته ظهرهآ وقد أشبكت أصآبع يدينهآ قدآمهآ - تكلمت بتردد - : حسبآلي إنك قد دريت .. إسأل طلآل أخوك .. أكيد مرآم زوجته قد علمته بـ الموضوع
وقف ورآهآ بعصبيه مآد يده لـ ذرآعهآ وبـ قوه لفهآ عليه: أيّ مـوضوع !!

هزت رآسهآ بـ النفي وعيونهآ بـ الأرض بينمآ تكلم هو من بين أسنآنه بصبر نآفذ: قسم بآلله يآدآرين إن مآتعدلتي وتكلمتي زين لتشوفين إللي مآيسرك .. هآلإسلوب مآ أدآنيـه ولآ لي صبر وطآقه عليـه
نفضت ذرآعهآ من قبضته بقوه وإبتعدت خطوتين لورآ وقد إحتدت نبرتهآ بزمجره غآضبه بعدمآ تلألأت عيونهآ الزرقآء بـ الدموع: وش ذمبي أنآ تصيح علي وتهدد بعـد ! ولآ وحده تسوي المصيبه والثآنيه تتحمل بلآهآ !!
رآئف بجفآف: من أول تلفين وتدورين وكلآمك ألغآز وأنآ مآفيني رآس أحلل هرج الحريم وش مقصده !
دآرين بحده: هذآ مو هرج حريم .. هذآ هرجن يخصك .. ومو أنآ الشخص الصح بهآلوقت إللي ترفع عليه صوتك

مسك كتله من شعرهآ بقبضته اليسرى مقرب وجههآ من وجهه تلفحهآ أنفآسه الملتهبـه من عصبيتّه المكبوته هآمس بـ شـرّ من بين أسنآنه: أرفع عليك صوتـي وذرآعـي بعـد .. وحسك هذا إن مآتعلمتي شلون تقصرينه وإنتي قدآمي أنآ اعلمك شلـون أخليك تشتآقين له .. وإن مآتعدلتي يآدآرين فـ أنآ مآعندي مآنع أبدّ أعدلك بنفسي .. ووقتهآ .. وقتهآ بس .. قسماً بآلله عظيـم إن تكرهيـن نفسـك مية مره وتتمنيـن الموت ألف .. والحين تكلمـي وش قصدك من ورآ ذآ الهرج !!

دآرين وقد بللت دموعهآ خديهآ ويديهآ الثنتين ممتده لورآ رآسهآ فوق يده الممسكه بشعرهآ: مآآلي خـصّ ولآ لي دخـل .. هذي حوريـه .. ءآآ .. آآآآ فكنـي رآآئـف ترآآك تعورنـي ءآآآآآ
شدد من قبضته لشعرهآ إللي سمعت له صوت طقطقه وكأن جذوره قد تقلعت من الفروه: وش بهآ حوريّــآ تكلمـي !
وعند هآلحد من الألم إللي تحسّه وإللي توهآ الحين تتدآركه هذآ وهي مآلهآ أي دخل ويعآملهآ بهآلشكل .. شلون بيتصرف مع حـوريه .. لكـي آلله يآحـور .. أطلقت العنآن لعبرآتهآ وشهقآتهآ البآكيه تعلى وتحتد: آآآآآهــ فكنـــــي

رآئف بنفآذ صبر وهو يهز فـ رآسهآ يمنه ويسره: وش بهآ حوريّـآ تكلمـي
دآرين بصيآح: مرآم فتحت جوآلهآ وإحنآ بـ الملكه وشآفت رسآيل وآتسـآب غرآميه بينهآ وبين وآحد إسمه مهــآآآب وأنآ مغير شفت الرسآله مع مرآم وبس مآآآلي دخــل .. آآآه فكنـــي .. فكني يآرآآئف تكفــى شعــررري ءآآآ

جرهآ بـ عنف من شعرهآ لورآ ثم رمآهآ بـقـوه لـ قدآم لتطيـح بجسمهآ على الصوفآ وقد تصآعدت الدمآء لوجهه الغآضـب وصبغته بـ لونهآ القآنــي ..
فكّ أزرآر ثوبه والشرر يتطآق من عيونه الغآضبه وإللي مآ ابطت تبعثر نظرآت الشـرّ حولهآ وهو يخطي خطوآت زلزآليّه أعمت عيونه واطرشت أذونه وشلت عقله وتفكيره الآ عن إسم مهـآب إللي يترآقص بـ إستفزآز قدآم عيونه ويتردد صدآه على طبول اذونـه !


/
/


على الجآنب الآخر للمكآن إللي جمـع بين رآئف ودآرين ..
أرخت جسمهآ على سريرهآ إللي تبدل فرشـه ولحآفه من الستآن الفوشيآ للستآن الأسود .. لونـه الأصلـي والمعتآد

رفعت رجلهآ اليمنى فوق اليسرى ممددتهآ مسنده ظهرهآ للسرير وقد تنآولت جوآلهآ بيدهآ تدور بين الأسآمي " هي مآمآ كلمت ورده وطنط جيهآن تبآركلهم ولآ لسـه ! .. مآمآ مآمآ .. فين رقمك ...... "
توهآ بترفع الجوآل لأذنهآ إلآ ويجفلهآ شبح من السوآد موآجههآ .. إنتفض صدرهآ وهي تسمي بـ الله ثم مدت يدهآ بسرعه لقبس الأبجوره جمبهآ وشغلتهآ ..

...: رآئـــــف !

نزلت جوآلهآ ووقفت عن السرير وآجمـه بملآمحهآ الشآحبه من أثر فزعهآ: خضيتنـي وآلله .. قلبي كآن هيئـف .. - إردفت وقد إتسع فمهآ بـ إبتسآمه كشفت عن رتآبة أسنآنهآ اللوليّـه الصغيره المترآصه , مبققه عيونهآ بتعبير طفولي مآقلّ عن طفوليّة ملآمحهآ البريئه - إنت هتنــــآم معآيآ النهرده كمآن !!
بخطوآت بطيئه متثآقله تبث الرعب فـ النفس وهي تترقب وصولهآ .. تلآشت إبتسآمتهآ لتهمـس بـ خوف بعدمآ تصآعد الدم لوجههآ وتزآيدت نبضآت قلبهآ: ررآآ .. رآآئــف .. ممممـ .. مــممـآآآلـ .. مآآلـك ؟!

أشر بـ طرف عيونه الحمرآء القآدحه بـ الشرر من بين أسنآنه: الجـوآل ..
نآظرت يسآرهآ على السرير بجوآلهآ إللي توهآ وتركته بإستيعآبهآ وجوده قدامها .. همست بـ همس مآيسمعه إلآ هي سآئله عن القصد: مآلـو !

إزدرت ريقه وهو يعتصر عيونه بصبر نآفذ .. كرر من بين أسنآنه: جوآلك .. جيبيــه
كآنت تنقل نظرهآ المرتعب مآبينه وبين جوآلهآ مآهيب فآهمه هآلغضب والعصبيه إللي تشوفهم فيه الحين وش سببه وآيش علآقة جوآلهآ الحين يطلبـه لحد مآ أجفلهآ بـ صوت صآرخ حآد مزمجر: جيبــــــــــــــــي الجـــــــــوآآل .. مآتسمعيـــن !!

سرت رعشه على طول عمودهآ الفقري وقد إنتفض صدرهآ بكتفيها وخآرت قوآهآ جآلسه على طرف سريرهآ سآحبه جوآلهآ بسرعه وإنقيآد ومدته لـه بيمنآهآ المرتجفه وبعدهآ تعآبير الفزع والشحوب بوجههآ ..
لحظآت تمت عيونهآ معلقه عليه بترقب .. ثآبت الملآمح والتعآبير الوآجمه بـ غضب وهو يمرر عيونه إللي إحتدت نظرتهآ بـ شـرّ وخير آللهم آجعلـه خيـر !

رفع الجوآل بعدمآ قلب شآشته موآجهه لهآ يستنطقهآ .. وقفت بتبآطئ وعيونهآ على الشآشه بس مآتشوف شيّ ولآهيب للحين فآهمه قصده !
مشت بخطوآت متثآقله وكنهآ خطوآتهآ للهاويه وعيونهآ معلقه بـ الجوآل لحد مآستقرت قدآمه مآيفصلهم إلآ بوصآت وعيونهآ تتآبع كلمآت المحآدثه بعدم إستيعآب أو تصديق لحد مآطآحت عيونهآ على إسم صآحب المحآدثه ! مهـــآب !

تحركت شفتيهآ بـ إسمه بدون صوت معقده حآجبيهآ .. ومن شآشة الجوآل إنتقلت نظرآتهآ لتستقر بعيون رآئف ومنهآ إنفكت عقدة حآجبيهآ وإتسعت عيونهآ أقصآهم وقد آنفغـر فمهآ بصدمــــــه صلبت عضلآتهآ وجمدت حركتهآ ..
ومن تدآرك رآئف صدمتهآ رمى بـ الجوآل على السرير وخطآ خطوته الوحيده صوبهآ مآيفصل بينهم غير أنفآسهم ...
ملآمح غآضبه مشتعلــه تشـع حرآره وتوعـدّ بـ الندم وملآمح بآهته شآحبـه مصدومـه تترجـى وتتوسـل الفرصــه !

رمشت بتوآلي وعيونهآ على أودآجـه إللي إنتفخـت أقصآهآ وبرزت بغضـب وعصبيـه مكبوتين ,, ردت ورآهآ خطوه رآفعه يديهآ الثنتين قدآمهآ طآلبه منه لحظآت تفهمـه وقد إرتجف فكهآ السفلي وترقرت عيونهآ بدموع التوسل الصآمـت - بنبره مبحوحه مرتجفه - : رآآ .. رآآئف إسسسـ .. إسسمعنـ ......
ألجمهـآ كـفّ غآضــب تجمعت فيه كلّ شحنآت الغضب والقهـر والعصبيّه والأحآسيس السلبيّه بخيآنتهآ له مع حبيبهآ الأوليّ ليستقـر على خدهآ الأيسر ومعه تلتوي رقبتهآ حدّ تمزق الشرآيين والأورده !

مآ أمدآهآ تتدآرك نفسهآ وتستوعب حتى الألم من هآللطمـه العنيفه لخدهآ إلآ وتلقى نفسهآ بـ حضنه بعدمآ لف شعرهآ الأسود حول معصمه الأيمن بـ كفه وبين أصآبعه مشدد عليـه حدّ إقتلآعه من جذوره - هآمس بـ تأنيب كآن أقرب للتنديـم - : أنآآ يآحور !! أنآآ تلعبين عليّ !! أنآ تستغفلينـي !! تستغلينـي !! أنآآ .. أنآآ تخونينـي !! مهـآب !! مهآب الكلب يآبنــت الكـلـ ..... أنـــآآآآآآ .. أنــآآ يآحـــوور !!! أنـآآ !!
كآنت تتلوى بـألـم تبي تفك رآسهآ من قبضة يده وقد تعلقت يدهآ اليمنى بجيب الصدر لـ ثوبه الأسود بعدمآ إنهآرت دموعهآ شلآلآت: لاآآآ .. لآآآآ وآللهــي وآللهـ .....

مآكملت حلفهآ لأن وللمره الثآنيه قد إرتفع كفه الأيمن بـ الهوآ وآستقر على خدهآ الأيسر بـ كفّ مآقلّ أبدّ بـ قوته عن إللي سبقـه إلآ إنه كآن أسوء أخلّ بتوآزنهآ وبغت تطيح بـ الأرض لولآ تشبثهآ بـ جيبه: وتحلفيـن بـ الله !! وتحلفين بآلله يآفآجـ *** .. آسم آلله لآينطرآ على لسآنك يآوصخـ *** يآ *** يآ ***

أخيراً إرتمت بـ الأرض من هول الشتم والسبآب إللي فجر طبولهآ من حسـه وفجـر قلبهآ من قذآرته: لآآآآآ .. لاآآآآآ متئولــش عنــي كدآآآآ وآللهــــي مآحصــل وآللهـــ ............
ردّ وسحبهآ من شعرهآ بـ عنف موقفهآ على ركبتيهآ وهو يهزّ فـ رآسهآ: قلتلك لآ تحلفيـــن .. لآتذكرين آسم آلله بلسآنك يآنجســ ***

.....: لاآآآآآآ .. سبيبنـــي .. سيبنــي يآحيوآآآآآآآن

حيوآن !! ومآكآنت كلمـة حيوآن إلآ الشرآره إللي بسببهآ تفجر برميـل الوقود !

بـ الغصـب واللآ إآرده خضوعاً لـ طوع الألم الموجع فـ رآسهآ من الشدّ العنيف الوحشي لشعرهآ وقفت على رجولهآ رآفعه يدينه فوق يديه تحآول تفكهم من شعرهآ: أولتلك سيبنــي .. سيــب شعــري يآحيوآآآن إنت مبتفهمـــش .. إببببببعـــــــــــــــد
ومن قبضتيه إللي فقدت الأمل إنهآ تحرر شعرهآ من بينهم مالهآ الحين إلآ سلآحهآ الوحيد ! أظآفرهـــــــآ !

بحركه عميآء مشوشه لأنهآ كآنت مدنقه رآسهآ تتلوى بجسمهآ بين يديه مدت يدينهآ الثنتين لـ رقبته إللي كآنت مكشوفـه من أزرآر ثوبـه المفككـه .. وبـ وحشيّه مآتقلّ عن وحشيته غرزت أظآفر يدهآ اليسرى برقبتــه مطبقـه على تفآحـة آدم البآرزه بـ وسط حلقه .. مآكآن من رآئف إللي إستشعر الألم وحسّ بأنفآسه تختنق بين قبضتهآ اليسرى الصغيره الضعيفه إلآ إنه يسدد وبـ حركه مبآغته بركبته اليمنى بعدمآ ثنى سآقه ضربـه عنيفـه موجعـه لـ بطنهآ على إثرهآ أطلقت حوريه صرخـه مدويـــه هزت الجدآرن ومنهآ فللت يديهآ من رقبته وإنفلتت معهآ يده من شعرهـآ ..

كآن ينآظرهآ وعيونه بعدهآ تقدح منهآ الشرر وقطرآت من العرق تسلك طريقهآ من جبينه لخديه .. مآكآن بسبب أيّ مجهود عضلي سوآه إلا إنه كآن أقسى وأمرّ .. مجهود نفسي في محآولة كبت غيظـه والسيطره على زمآم عصبيته المفرطه وإللي يدري مسبقاً عوآقبهآ الوخيمـه لو ترك لهآ الفرصـه والمسآحه والحريـه للإنفلآت ..

إحتدت نظرآته وهو يشوفهآ محنيّه بوضع الركوع يدهآ اليسرى على ركبتهآ اليسرى واليمنى على بطنهآ تأن وتتأوه بـ ألـم من عنف ضربتـه لبطنهـآ .. ثوآني إللي حسّ فيهآ بعآطفة الألم لألمهآ واللوم لنفسـه وتأنيب الضمير .. توه بيحني جسمه جمبهآ يستنطقهآ إحسآسهآ إلآ وإعتدلت هيّ بـ حآجبين مقطبين .. هل من الألم ! أو من الغضـب إللي كسـآ ملآمحهآ وترجمته فوراً برفعة كفيهآ لصدره وضربـه الضربه إللي مآ آلمته أبدّ إلآ إنه ترآجع بسببهآ خطوه لورآ ومعه إنهآل سيل من الشتم والسبآب بصرآخ حآد إنتهــى بـ تفلـه على وجهه: آتفــــــــــــووو

وعند هآلتفله إللي تنآثرت بين قسمآت وجهه .. ثآر هآلبركآن إللي كآنت تتصآرع حممه بـ جوفـه .. ثآر ومآرح يحرق بلهيبـه غير هآلمتمرده سليطـة اللسـآن إللي ترآجعت بخطوآتهآ لحد مآ إلتصق ظهرهآ بـ الجدآر يديهآ الثنتين فوق بعضهم وثنينآتـهم فوق صدرهآ محل قلبهآ عليهآ تهدي من تسآرع نبضآتهآ المتصآرعه أو شهقآتهآ وزفرآتهآ المرتعبه ..

نزلت عيونهآ للأرض إللي تحسهآ تهتز من تحتهآ بترقب لخطوآته إللي كل مآلهآ تقترب صوبهآ ..
بلعت ريقهآ بصعوبه وقد تعلقت عيونهآ بنظرآتهآ المتوجسه وتعبيرآت وجههآ المضطربه بعيونه إللي غطآ حمآرهم البيآض .. ليش تحس إن عيونه جحظت وقآربت تفآرق تجويفهم العظمـي ؟ رآئف بطبعه حنطي البشره بس ليش الحين تحسه أسـود ؟ أسود اللون فاحم بعيوآن حمرآء !
" هو أنآ لو لمست جسمه ممكن يلسعنـي بـ سخونته ! حآسه بحرآره .. حرآره كل مدى بتحرئني .. حرآره مصدرهآ رآئف ! "

سحبت نفس مفآجئ من فمهآ دخل جوفهآ وملآ رئتيهآ ومن بعدهآ شُلّ تفكيرهآ وفقدت وعيهآ لحسآب عدد الشهقآت اللي شهقتهآ أو الزفرآت ..
تحركت شفتيهآ بفك مرتجف وأسنآن متصآكه وعيون موسعه أقصآهم بجفون أغشتهآ عن الرؤيه بسبب توآلي حركتهم السريعه ..

بتمتمه شبه مسموعه: ءآآ .. ءآآ أنآآ .. أنآآ .. آآ .. آآسسسسـ .. سسسـ .. آسسفـه !

ومن بعد هآلأسف غير المجدي دخلت بدوآمة اللآمقآومه منهآ ضد رآئف إللي تفنن بممآرسة كل أنوآع الضرب والتعنيف بـ قسوه ووحشيّه على جسد الضعيفه حوريه .. يرفـع فيهآ ويخفـض , يلكم ويرفـس , يهـز ويرمـي , يلوي ويثنـي .. بتجآهل لصرآخهآ المدوي وصيحآتهآ المتوآليه .. لـ تأوهآتهآ المعذبّـه .. ترجيّهآ البآئس وتوسلآتهآ البآكيه .. مآكآن عندهآ الفرصه أو المسآحه إللي تحسّ فيهم بـ الألم لأي جزء صآبهآ فيه إلآ وينتقل لجزء غيره موجـع أكثـر من إللي سبقـه ..

لوى ذرآعهآ الأيسر ورآ ظهرهآ ملصق خدهآ الأيمن بـ الجدآر مآنعهآ من الصيآح والصرآخ وحتى الإستجدآء ..

...: أنآآ يآحوور !! أنآ تسوين فيني كذآ !! تستغفلينـي !! تلعبين بذيلك من ورآي !! من متى ! من متى ولأي مدى !! لأي مدى وصلت له علآقتكم يآبنت الكلـ ** ردي علــــــــيّ .. تبين تكملين درآسه وبـ مصر ! تبين تروحين لحبيب القلب تتصرمحين ويآه على كيفك وهوآك والخروف رآئف هنـي !! أنآ حيوآن وحقير ! تنهشون فينـي ! تضحكون عليّ ! صآدقه .. إي وآلله صآدقه أنآ فعلاً حيوآن ومآنيب رجّآل .. مآنيب رجّآل .. أقولك شيّ !! أنآ مــــرره .. أنآآ مـــره يآحوريّــآ لأني وثقت بوحده صآيعه مثلك مآهي إلآ تربية شوآرع .. شلون !! شلون تغآفلت عن كل هآللي شفته بعيوني وإنتي معه بـ مصر ! ليش يآحوور هآآه !! ليـــش ! وإن صدق مآتبيني ليش وآفقتي تتمين هآلزوآج ! جيتك وعلمت نجم أخوك إني مستعد أطلقك وإنتــــــي .. إنتي إللي رفضتي طلآقنآ وأصريتي تكمليـن ! اليوم .. اليوم الصبآح كنتي بين يديني أنـآآ , بحضنـي أنـآآ .. والمسآ ترآسلينه ! مشتآقتلـه ! تتخيلين نفسك معـه ! تبين بـ اصبعك دبلتـه ! تكلمينه يسمع صوتك وتسمعين صوتـه ! تلعبين ع الحبلين هآآه !! تكلمــي .. تكلمــــي يآبنت الكلآآآآ ** يآعآهـ ** .. لآآآ مآعآشت ولآ شآفت النور بعيونهآ ولآدخل النفس لـ جوفهآ بعـد هذي إللي تلعب على رآئف .. مآيسويهآ رجآل لأجل تسويهآ مره ..


مآكآنت ترد غير بدموع صآمته متوآليه غرقت خديهآ وإن بآلغت بـ وصف إللي تحسه فهي تظن إنهآ قد غرقت الأرض من تحتهآ لحد مآحست بصوت طرقعه ضعيف دآخلها .. وإن كآنت بعدهآ بوعيهآ فهآلصوت مصدره ذرآعهآ الملتوي بشده وإللي من كثر الوجـع تخدر هو من الألـم ولآ عآد حست فيه إلآ من بعد هآلطرقعه الخفيفه إللي وآزآهآ صرخـه حآده مفجعــه كآنت كفيله تخرج رآئف من هستيريآ الغضب الأعمى والعنف الوحشي لترخى قبضته من معصمهآ الأيسر تآرك ذرآعهآ بهدوء وترآخي لحد مآ افلتهآ تمآماً وقد إحتدت نظرآته إللي إقترنت بتعبيرآت الفجـع وكنه كآن بغيبوبه إنفصآم وتوه الحين قد ردّ للوآقع !

إرتمت بـ الأرض على بطنهآ وقد توآري وجههآ تحت شعرهآ المبعثر جثه هآمده بلآ حرآك إلآ من أنين متألم ينفطر معه القلب .. ينصهر المعدن .. ويذوب الصخـر !

كرآمته إللي هُزلت وعلى مرأي من الجميـع بدآية من الخآينه حور وعشيقهآ مهآب .. ثم زوجته الثآنيه الشآمته دآرين وعلى حسب تذكره لكلآمهآ قبل لحظآت إن طلآل أخوه وزوجته مرآم بعد على علم بـ الموضوع ! من بعد بقى بـ البيت مآدرى !

أدرك إنه عديم الرجوله كلفظ أكثر رقيّ لرجل تخونه زوجته بكل جرأه على مرأى من الجميـع وبدون أي إعتبآر !
" كآنت صآدقه فعلاً يوم قآلت إنهآ موآفقه بس لأجل المصلحه ! ليش إستنكرت تصريحهآ المبآشر وظنيته مجرد مزح ثقيل تستفزني فيـه ! "

" أيوه هتقوز وآحد غني .. هيبئى فـ رصيدي ملآيين أو مليآرآت .. تحت إيدي خدم وحشم فـ كل مكآن .. أسآفر وألف العآلم بدون أي قيود أو حوآقـز .. إللي يعقبني آخده وإللي مش عآقبني أغيره .. هذآ هو كآن كلآمهآ إللي أنكرته يآرآئف والحين مآهو إلآ الصــدق !! تستغفلك وتستغلك .. تسكتك بضمه او بوسـه ومن ورآك ........... ! "

هآلضرب والتعنيف مآهوب كآفي وإن تمّ عمره كلّه يضرب فيهآ ويعنـف وعلى مرأى ومسمع من كل إللي خلته قدآمهم نكتـه سخيفـه مآتضحك أبدّ مآرح يرد لو جزء في المليون من رجولته إللي تبعثرت وكرآمته إللي هُزلـت ..
ببرود قآسـي منآقض للبركآن الثآئر دآخله بلآ هوآده: إنتـــي طـــــــآلــق !


/
/


مرّ من الوقت قدّ مآمرّ وهي بعدمآ مرتميـه بـ الأرض مكآنهآ جمب السريـر ..
إنقلبت على ظهرهآ ومعهآ أطلقت آهه مبحوحـه مغمضه عيونهآ بقوه تحآشيّاً لـ ضوّ الأبجوره الطوليّه المثبته بـ الأرض والمتدليـه من فوقهآ تغـزو بـ إضآئتهآ الشديده جفونهآ المتورمه ..

...: ءآآء آآآآآهــ آآآآهــييييي ءآآآآ اهئ آآآآآ

جت بترفع كفوفهآ لوجههآ إلآ وصآحت بـ أنّـه مكتومه من الوجـع وإللي تحسه بذرآعهآ الأيسر من ألمّ حدّ التقطـع والتمزق من إحسآس الألم إللي بآغتهآ فجأه .. تحسست كتفهآ الأيسر بيدهآ اليمنى تدور مكآن الوجـع بس شكلـه ألم دآخلـي مآيظهـر إلآ بـ الحركـه ..
تسآندت بـ كوعهآ الأيمن لحد مآستقعدت ثم أسندت ظهرهآ بـ جآنب السرير الخشبـي عآضه على الطرف الأيمن لشفتهآ السفلى وقد أغمضت عيونهآ بقوه في محآوله لكبت ألمهـآ والتشنجآت إللي اكتسحت كلّ عضلآت جسمهآ ومفآصـل عظآمهآ ..

بدون إنذآر سآلت دمعـه إشتدت ملوحتهآ من شدة ألمهآ وهي تتسلل من عيونهآ اللوزيّـه الصغيره مرورآ بوجنتهآ النآعمـه لتندفن أخيراً بين شفتيهآ الرقيقه .. همست بصوت مبحوح مآيسمعه إلآ هي وقد تقوست شفتيهآ بـ حزن وإنكسآر: وآللهـي .. وآللهـي مششش .. مشش أنـآآ هه ءآآآهــ آآهئ مشش أنآآآ آآآآآهـي إهئ

تحآملت على نفسهآ ووقفت بصعوبه لحد مآستقرت نظرآتهآ على شكلهآ بـ المرآيـه وكنهآ طآلعه من مرآثون أو حلبـة مصآرعه , أو من مطآردة ثور إسبآني !
تشققت ملآبسهآ إللي حضرت بهآ الملكـه .. الحين هي بقآيآ ملآبس .. ولآ شعرهآ إللي كآن مرورل ومرتب بتسريحه تقليديّه بسيطه وهو مسدل بأريحيّه ,, شلون الحين تحسّ رآسهآ طبق " دش " وهآلشعر أرآيـل تلتقط فيهم إشآره ! أو إنهآ زهرة دوآر الشمس مثلاً ! أو التشبيـه إللي دوم تسمعه ولآ قد شآفته " نآشب فيهآ كهـرب " !

هذآ غير شكلهآ إللي تحولّ زومبـي بعدمآ تورمت جفونهآ وسآلت المآسكآرآ رآسمـه خطيـن عريضين من السوآد إبتدآءاً من جفنهآ السفلي لآخر فكهآ ! وعيون غآئره وسط هآلتين من سوآد الكحـل إللي سآل .. وسبحآن مغير الأحوآل !

مسحت دموعهآ بظآهر يدهآ وهي تسحب مخآطهآ السآيل بشهقه من الأنف: كويس إنه مضربنيش أكتر على وشـي هيبئى ضرب وتشويه كمآن .. كسرلي جسمي يآرب تتكسر إيده وتتكسر رئـبتـه ويتكسر رآسه .. حيــــوآآآآآآآن .. همـقـي ومبيفهمـش آآآآآآهـــ آهـئ ءآآ
كآنت ذرآعهآ اليسرى مخدله وقد مآل معهآ كتفهآ الأيسر ,, العجيب إنهآ كل مآحآولت ترفعهآ مآتحسّ بأيّ تجآوب وكنهآ ترفض تتحرك .. ترتفع .. تهتز .. تنقبض أو تنبسط !


مدة الـ رُبع سآعه تمتهآ دآخل الحمآم - بـ الكرآمه - ,,
مشت وهي تترنـح تجرّ رجولهآ بتثآقل ,, كمّ الألم إللي تحسه مع كل مفصل يحتك بـ الثآني أو كلّ عظـم يتحرك أو كلّ شدّ عضلي , كلّ نبضـة تضخ معهآ الدمّ , كل شهقـه يدخل فيهآ الأوكسجين أو زفره بـ ثآني أكسيد الكربون ..

توجهت للعلآقه السودآء الطوليّه جمب الدولآب وسحبت منهآ عبآيتهآ إللي كآنت توهآ وفصختهآ .. من مكآنهآ نآظرت للمرآيه بـ إنعكآس شكلهآ إللي إختلف ظآهرياً بعدمآ ملست على شعرهآ بـ المآء هبطـت هيشآنـه وغسلت وجههآ مآحيـه كل التشوهآت النآتجـه من مكيآجهآ إللي إخترب وحآس ملامحها .. شكلهآ ظآهرياً طبيعـي , وش إللي تخفيـه الملآبس ! وش إللي يخفيه جلدهآ أو العظـم ! فـ مآخُـفي أعظـم !

كآنت بعدهآ ذرآعهآ ممدده لآحول لهآ ولآ قوه ! .. " مآلهآ إيديّ ! مدلدله ومش قآدره أرفعهآ أو أحركهآ .. حآسه بشلل فيهآ آآآآهـ ربنآ يخدك يآرآئف يآبربـري ..
ويآريت فعلاً يكون قرآلي حآقه وقتهآ الئآضي والمحكمه همآ إللي هيتفآهموآ معآك مش أنآ عشآن إنت بني آدم همـقي متعرفش يعني إيه خدّ وهآت ! يعنـي إيه تفآهم وشرح مبررآت ! "

مسحت بظهر يدها دمعه سالت على خدها الايمن ثم رفعت ذرآعها الأيسر بيدهآ اليمنى من الكوع مدخلتهآ بـ كمّ العبآيه ,, وبـ تألم مآخلآ من التأوه والأنيـن كملت لبسهآ للعبآيه ولحجآبهآ والنقآب ... " طلئتنــي ! طلئتنـي وإحنآ لسه متقوزنآش ! لآ يآرآئف .. لآ بعينك .. مش بـ كيفك ومزآقك إنت تتقوز وتطلـق .. وآللهي لآ أندمـك على كل إللي عملتـوآ فيّآ ..."


خطت خطوآتهآ من جنآحهآ بـ القسم الأهدى والأظلـم من القصـر وقبل تتوجه للأسنسير بـ الدور إلتفتت يمينها صوب الممرّ الأوسط المؤدي بنهآيته لـ جنآحهـآ .. إرتفعت زآوية فمهآ بـ ابتسآمه سآخره من حآلهآ وإللي يصير " إفرحـي يآست دآرين .. قيآلك على الطبطـآب وأهـو طلئنــي ,, إشبعـي بيـــــــــه ! "

وقفت الأسنسير بـ الدور الثآنـي ,, وبخطوآت مترنحـه متثآقله ترجمت القليل من إللي تحسّـه توجهت صوب جنآحهآ وإللي مثل مآخمنت ,, كآنت نآيمـه .. الساعه ثنتيـن بعد منتصف الليـل .. ولو إن مآصآر لهآ إللي صآر كآنت الحين مثل حآلتهآ بسآبع نومـه من بعد ارهآق يوم كآمل من صبآحه وهم يتجهزون لحد المسآ بـ الحفـل .. بس شلون تتهنـى هي بيومهآ كآمل .. سوآ بصبآحه أو حتى ليلـه وهي بحيآتهآ كآئن بربري ,, جلمـود قآسي ,, عنيـف , متوحش , شـرس .. ولـ سخرية القـدر إسمـه ( رآئـف ) !

...: حور ! تعآلي نسمه نآيمه

إرتفعوآ حآجبيهآ فآتحه عيونهآ بتعبير سآذج: هـآآ ؟
...: تعآلي ليش وآقفه عندك , إدخلي .. نسمه نآيمه .. بتنآمين معهآ !
أطبقت حوريه فمهآ من تحت النقآب وعيونهآ تدور بتفكير , أردفت من بعده بصوت منخفض: لآ دآدآ عآيشـه , عاوزه اقول لـ نسمه حاقه وهروح

نآظرتهآ مربيّة نسمه الفلسطينيّه الخآصه من طفولتهآ ومثل مآتسميهآ نسمه " دآدآ عيوش " من رآسهآ لرجولهآ بـ إستغرآب لـ حجآبهآ الكآمل وإللي مآيكون بهآلشكل إلآ وهي طآلعه ! : خير حـور !
حوريه بتردد وآضح وهي تفصل بين كلمآتهآ بلعثمه: أنآآ .. أنآ هروح .. هروح لـ مآمآ .. البيـت
إرتفعوآ حآجبيهآ بدهشه: الحيــن !
بلعت حوريه ريقهآ وعيونهآ بـ الأرض: آهـ دلوئتي .. – رفعت راسها بسرعه تتوسل - وبآلله عليكي يآدآدآ متعرفيش حد إن أنآ خآرقه حآلن .. لمآ تصحى نسمه بس ق
أوليلهآ

جت بتعرض عنهآ إلآ ومسكتهآ من ذرآعهآ الأيسر وإللي بلحظتهآ إنتفض جسمهآ بـ ألم مطلقـه آهــ صآرخه معهآ إخترعت الدآدآ تآركه ذرآع حور من قبضتهآ: بسسسم آلله عليك حور .. شفيك !!
بعدهآ مغمضه عيونهآ بقوه تكبت ألمهآ بهآلتعبير المتألم بملآمحهآ وبرصهآ على أسنآنهآ حد سمآعهآ صوت تصآك أشبه بـ الزقزقه ! - همست بـ تعب وآضح - : مفيش يآ دآدآ
نآظرتهآ بتشكك ثم سألت: صآر شيّ مع رآئف ؟!

فتحت عيونهآ بسرعه من وقع سؤآلهآ عليهآ ومآسرع مآتجمعت الدموع بمحآجرهآ .. نزلت رآسهآ هآمسه بـ إستسلآم: آهـ .. يعنـي .. - رفعت رآسهآ وقد مآل فمهآ بـ أسى وخيبه - إتخآنئنـآ مع بعـض والأحسن .. الأحسن إني أروح لـ مآمآ اليومين دول ..

أطبقت شفتيهآ بتفهم وإستيعآب: يآقلبي .. بس مآيصير تطلعين الحين بهآلوقت وبروحك !
تنآولت يدهآ اليسرى بيمناها مشدده عليهآ بنبرة ترجي وإستعطآف: دآدآ بآلله عليكي مآتعرفيش أي حد من هنآ عن الكلآم دآ .. إنتي عآرفه رآئف ميحبش حد يتدخل في خصوصيآته وهيزعل مني أكتر لو عرف إني أولت لحد

هزت رآسهآ بتفهم لهآلحقيقه إللي تدلهآ زين بحكم عشرتهآ معهم طوال هآلسنوآت ثم أردفت بهدوء: مآرح أعلم أحد تطمني بس مآرح أسمحلك تطلعين الحين بهآلوقت .. ولآ أهلك رح يمر عليهم هآلشيّ مرور الكرام .. كيف بنتهن ترجع لهم بهآلوقت من الليل !!

حوريه: معلش يآدآدآ سدئيني مش هينفع أفضل هنآ سآنيه وحده .. أنآ هئول لأهلي كل حآقه وهمآ هيئـدروآ وضعـي وهيفهموآ تصرفـي دآ كويس .. إنتي بس أولي لـ نسمه بس ..

أطبقت شفتيهآ بـ إستسلآم وهي تتحسس الذرآع الأيمن لـ حور: طيب .. إللي يريحك .. بس أمآنه أول مآتوصلي البيت تعرفينـي .. دقي على جوآل نسمه وأنآ برد عليك
إتسعوآ عيونهآ بـ تفآجئ .. توهآ الحين تحسّ من ذكرتهآ الدآدآ .. جوآلهآ أسّ المصيبـه إللي هي فيـه تآركته بـ جنآحهآ ! وش لزومه هآلجوآل بحيآتهآ وهي وين مآتكون نآسيته .. مآجآ من ورآه غير البلآ وخرآب البيوت !

" آوووففف آآه يآربي لسه هطلع تآني وأقيب الموبيل !! ربنآ يبتليك بـ مصيبه يآبربري تنسيك إسمك زي منآ عمآله أنسى كل حآقه "

هزت رآسهآ بـ إيجآب هآمسه: إن شآء آلله .. يللآ مع السلآمـه
أعرضت عنهآ صوب الأسنسير وعيون الدآدآ تترقبهآ بـ قلق وآضـح تحرر بمجرد إختفآء حور عن نظرهآ بـ تنهيدة أسـى وإحبآط: آلله يصلـح لك الحآل يآحـور ...



======
/
/


مدد أطرآفه يتمغط بتعب وتكآسل: آآآخ فينـي نووم
ضربه على قفآه: إدخل بسرعه لغرفتك أبوك إن شآفك هني ليدفنك بأرضك
محمد بحقد: إنت إللي مآصحيتني .. وبعدين أنآ صليت

ركآن بـ تحقير: صليت إيه بس مو بـ المسجد يآبن الشيخ !
محمد: تكفى لآتعلم أبوي أو سلطآن .. هذي أول مره تفوتني الجمآعه
ركآن: ............
وقف محمد ونآظر ورآه مستفهم صمته: وش تسويّ عندك !
ركآن: غرفة صيته بعدهآ مضويّه
نآظر محمد بفتحة البآب وإللي كآنت موآربه: إيه وش فيهآ يعني !
ركآن: قبل نطلع لصلآة الفجر وهي مضويّه وبعدهآ مضـ ......

.....: وش موقفكم عندكم ؟

إلتفتوآ ثنينآتهم لأبوهم إللي قطـع كلآمهم ... - بلع محمد ريقه وهو يدعي ربه إن أبوه مآيكون إكتشف صلآة الفجر إللي طآفته جمآعه بـ المسجد بينمآ تكلّم ركآن - : مدري يوبـه .. صيته غرفتهآ كلّ مآمريت وأنآ أشوفهآ مضويّه .. شكلهآ مآنآمت للحين ..
تقدم أبوهم صوبهم معقد حآجبيه .. صرفهم بعدمآ شآف فتحة البآب: خلآص ردوآ غرفتكم الحين ...
محمد وإللي مآصدق خبر ومشى بسرعه: تصبحون على خيييييررر
لحقه ركآن بدون ردّ تآرك أبوه وهو يطق على بآب غرفة صيته بهدوء !
دفّ البآب بشويش ونظرآته تسبقه وهو يدورهآ بعيونه: صيتــه يآبـوك !

....: صيتـــــه ..!

إنعقدوآ حآجبيه أقصآهم وهو يشوفهآ مكلفتـه بـ جلآلهآ ممدده على سجآدة الصلآه بـ الأرض وقد تكورت على نفسهآ بوضع الجنين ضآمه القرآن لصدرهآ ...

جلس عند رآسهآ بـ الأرض وهو ينقزهآ من كتفهآ بهمس: صيتــه !!
فكّ تكتيفة يدينهآ بشويش يبعد المصحف عن صدرهآ إلآ ويطيح الجوآل - همس بخفوت من شآف السمآعآت موصله من الجوآل لأذونهآ من تحت حجآبهآ: آلله يصلحك يآبنيتي ..
شدّ السمآعآت بـ هدوووء لين فكهآ من أذونهآ ورفعهآ لأذونه يستمع فيهآ وإللي مآكآن إلآ صوت تلآوهـ للقرآن .. غصباً عنه تبسم بـ حبّ وهو يمسح حآجبيهآ بـ إبهآمه الأيمن .. وآضح إنهآ كآنت تصلي .. وتستمع للقرآن وبعد ضآمه المصحف لصدرهآ !!

نقزهآ مره ثآنيه من كتفهآ وهو يوعيّهآ بدفى هآمس: صيتـه يوبـه قومـي .. صيتــه .. قومي لسريرك نآمي عليـه ... صيتـــه
مددت اطرافها بتشنج وقد تقطبت ملآمحهآ لضيق: آمممممممم
أبوهآ بـ إبتسآمه على شكلهآ: قومي يوبه نآمي بسريرك .. وش إللي منيمك بآلأرض
نآظرته صيته بـ نصّ عين من النوم ثم إعتدلت بسرعه من تدآركت أبوهآ قدآمهآ: أبـــــوي !!
شدد على عضدهآ وأردف بـ نبره دآفيه و نظرة حآنيه: إيه يوبـه .. ليش نآيمه بـ الأرض !
صيته وهي تفرك بـ عيونهآ بـ صوت ضخم من أثر نومهآ: كمّ السآعه الحين !
أبوهآ: دوبنآ رآدين من صلآة الفجـر

إلتفتت عليه بصدمه مبرقه عيونهآ: وشهــوو !!
أبوهآ: بسم آلله عليك وش فيـه !
تمتمت تحسب عدد السآعآت إللي نآمتهآ وهي بهآلوضعيّه ولآ درت على نفسهآ بينمآ ربت أبوهآ على ظهرهآ: يللآ يوبـه قومي إرقدي بـ السرير
صيته: لآ بتوضى وأصلي الفجر أول
أبوهآ بعدم فهم: ليش إنتي بآقي مآصليتي !
صيته: مدري يوبـه .. آخر شيّ سويته صليت العشآء بوقته ثم جلست أقرآ قرآن شويّ مع صوت الشيخ بـ أذوني ولآ دريت إلآ وآنت تصحيني الحين ...

أبوهآ بـ إبتسآمه: وشلون بتنآمين الحين بعد ذآ النوم كلبوه !
فكت طرحتهآ إللي كآنت موصله بـ جلآل الصلآه إللي لآبسته بـ إبتسآمه متعبه مآ أخفت الإنكسآر بملآمحهآ: مدري وآلله شفيني
أبوهآ بـ قلق: صيته يآبوك فيك شيّ !
رفعت نظرهآ بسرعه لأبوهآ من وقع هآلسؤآل إللي لآمسهآ وأبدّ مو وقته .. يوم تحسّ إنك على تكّـه وآخر شيّ تبيه هو هذآ السؤآل وإللي بمجرد مآينسأل مآعآد تدري بروحك إلآ بـ وسط حآله من الإنهيآر ...

ترقرقت عيونهآ بـ دموع سريعه ملت محآجرهآ وتعلقت بـ أهدآبهآ بـ إنتظآر أول رمشة جفـن تحررهـم ..
زحف أبوهآ خطوه لين وصل عندهآ هآمس بقلق: علآمك يوبـه .. وش إللي يصير معك .. علميني وأنآ أبوك ..
صيته: .........
أبوهآ: ترآ أمك تتشكـى من تصرفآتك .. صآر لك يومين مقآطعتهم بغرفتك مآتجآلسينهم ولآ تكلمينهم .. وش عندك علميني
رفعت رآسهآ بملآمح منكسره تلتهآ شهقه مجروحه بدموع صآمته وهي ترمي نفسهآ بحضن أبوهآ وتبكـي بحرقه ...

أبوهآ وإللي تفآجأ بهآلحركه مآقدر إلآ أنه يشدد من ضمته لهآ ويمسح على شعرهآ الأسود الفآحم الكثيف: بسم آلله عليك ... بس يوبـه .. بس لآتبكيــن
صيته وإللي فعلاً إنهآرت .. مآكآنت تردّ غير بشهقآت مقطوعه وقد بللت كتف أبوهآ الأيمن من دموعهآ الغزيره ومخآطهآ السآيل ...

أطبق شفتيه بأسى و قد تقطعت نيآط قلبه من هآلحسره بـ أنآتهـآ وهآلجرح بشهقآتهآ: بس يوبــه تكفيــن ... بــس يآصيته
صيته بـ كلمآت مقطوعه وغير مفهومه: يوو .. يوبــ .. يوبــآآ .. أنآآ .. أنآآ حيل تعبآآنـه .. تعبآآنه .. وو .. ووضآيق صدري .. ضآيق ومآنيب قآدره أتحمل هآلضيق .. كلّ مدى أختنق .. أختنق أكثر .. مآ عآد .. مآآ عآآد فيني وآلله ..

أبعدهآ عن صدره محتضن وجههآ الذآبل بين يدينه وقد كسآ الخوف والقلق ملآمحه: بس يآبوك تكفيـــن .. وقفي بكـآآ .. علميني وشهو إللي مضآيقك .. أم سلطآن آذتك بشيّ !! ريتآج !! أحد من إخوآنك .. علميني ووآلله ثم وآلله مآيصير إلآ إللي يرضيك

حركت رآسهآ بـ النفي وقد ضآقت عيونهآ لين إختفوآ من كتمهآ لبكآهآ: لآآآ .. مآحد أذآآني .. أنآ .. أنآآ يوبـه ..
أبوهآ: وش إنتي !
قوست شفتيهآ عآصره عيونهآ إجبآراً لبآقي الدموع إنهآ تنسآب: أنآآ .. أنآ إللي أذيت نفسي .. يوبآآ .. يوبآ أنآ أخطيت .. أخطيت ومآنيب قآدره أسآمح نفسي أبـــــدّ

مسح دموعهآ من تحت عيونهآ بـ إبهآميه: وش هآلخطآ الأليــم إللي مسبب لك كل هآلجـرح
نزلت عيونهآ بـ إنكسآر وهي تذكر خطيئتهآ مع عديّ وشلون سمحت له يتقرب منهآ ويختلس منهآ أولى قبلآتهآ .. فعلاً رخصت نفسهآ له حيل وهو إستغلهّآ وكلّ مآشآفهآ وهو يتمآدى أكثر بـ إستغلآلهآ ! دنقت رآسهآ معفطه جلآلهآ بين قبضتيهآ تكبت إحسآسهآ بـ الذنب وإللي مآهيب قآدره للحين تتخطآه .. كلّ مدى تحسّ إنه يتفآقم دآخلهآ ويخنقهآ أكثـر حدّ الفتك فيهآ , بـ إحسآسهآ وتفكيرهآ .. وش أقسى من ضميـر مجروح ونفس لوآمـه !

أبوهآ والخوف والقلق يتآكله: خوفتيني يآبنيتي .. وش فيك تكلمـي
صيته بنبره مهزوزه ضعيفه مرتجفه: مدري يوبه .. أحس ربي مآرح يسآمحني .. خطآي هذآ بحق نفسي

ردّ وضمهآ مره ثآنيه خدهآ الأيمن على صدره ويده تتحسس كتفهآ: أنآ وآثق فيك .. من كل عيآلي إنتي غير عندي .. غير نآهد وريتآج .. غير إخوآنك كلبوهم .. هآلوظيفه صدق إني مآ أحبهآ ولآ أبيهآ لك بس مآرضيتهآ إلآ لثقتي فيك .. لآ تظنين إني أستمع لكلآم أمك أو ريتآج بـ السوء عنك .. أنآ سآكت لأني أدري عنك .. صيته يآبنيتي إنتي قلبك مآفي أطهر منه ولآ أنقـى .. وش هآلخطآ إللي معذبك ؟ توبي لربك يآبنيتي .. نآجيه وآطلبي عفوه .. كلنآ نخطآ
حركت رآسهآ بآلنفي وبعدهآ تعتصر عيونهآ وتعض على شفتيهآ بـ حسره وندم: لآآآآ .. لاآآ مو كلنآ نخطـآ وإن خطينآ مو كل الخطآ وآحـد

تنهد بـ تعب كآتم إحسآسه بـ المرآره .. لو إنه يسمع هآلكلآم من نآهد أو ريتآج كآن صآرت علوم , أمآ صيته ! ثقته العميآ فيهآ كفيله إنهآ تلجم لسآنه حتى عن السؤآل .. وش هآلذنب إللي معذبك ومآتشوفين له غفرآن ! - أردف بـ حنآن - : صيته يوبـه .. وش يقول رسولنآ آللهم صلي عليه وسلم وبآرك ! ( واللذي نفسي بيده لو لم تذنبوآ لذهب الله بكم ولجآء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفـر لهـم ) .. قلبك حيّ وضميرك صحيح .. نفسك لوآمه يآصيته ومآ أحب عند آلله من عبد إن أخطآ تآب لـه وآستغفـر ..
صيته بـ بكآ: تبت يوبـه .. وربي تبـت وكل مآلي أدعي آن آلله يسآمحني وأدري إنه سآمحني بس أنآآ .. أنآآ يوبه المشكله فيني مآنيب قآدره أسآمح نفسي .. - كملت بـ إستجدآء مرير - ادعيلي يوبـه .. آدعيلي تكفــى آآآآهــ يآآقلبي آآآهــ

أبوهآ وعيونه قد تعلقت بـ السقف ولسآنه يتمتم بـ أيآت من القرآن والذكر علّه يهديهآ وهو يتحسس ذرآعهآ من كتفهآ لمرفقهآ بينمآ صيته إللي هدت نفسهآ وسكنت شهقآتهآ مآغير دموع صآمتـه بـ كسـره وحسـره ...


أبعدت رآسهآ عن صدر أبوهآ بهدوء: طلبتـك يوبــه
أبوهآ بثقـه: تـــمّ
صيته: أبي أروح مكــه .. أبي أعتمــر .. أبي أرتآح يوبه ومآرح أرتآح إلآ ببيـت آلله ..
أبوهآ بـ إبتسآمه حآنيه: آبشــري .. لك إللي تبيـن ,, نروح كلبونآ لمكـه ونعتمـر بعـد قبل تبدآ الدرآسـه
أطبقت شفتيهآ بـ إبتسآمه حزينه: آلله لآيحرمني منك
مسك كفهآ الأيمن وتحسس ظهره: ليتهم مثلك يآصيتـه كآن عشت مرتآح ومـت وأنآ مطمئـن
صيته بسرعه: لآتقولهآ .. لآتقولهآ يوبآ تكفـى .. آلله يعطيك العآفيه ويمد لنآ بعمرك



======
-----------
======


التآسعه صبآحاً ..

بـ الفرندآ المطلـه على حديقـة الفيلآ بـ جلسه ثآنيه منفصلـه عن الكرآسي الخوصيّه ..
مجلس إسفنجـيّ من سبـع قطـع متوآصلـه تشكـل حرف الـ u بـ اللون الترآبي كسر لونه البآهت مخدآت صغيره كثيره بألوآن فآقعه ونقوش متعددهـ ..

جآلسه على كنبـه مسنده رآسهآ ببآطن كفهآ الأيمن وبيدهآ الثآنيه فنجآل قهوتهآ العربيّـه تشرب منه وعيونهآ على الشجـرة غليظـة الجذع تنآظر العصآفير وهي تتنقل من غصن لـ غصن وقد ملت السكون بصوت زقزقتهآ لحد مآقطع خلوتهآ الشغآله بملآمح رهبـه وهي تتمتـم بـ خوف وربكـه ..
نزلت الفنجآل من يدهآ على وحده من الطآولآت الخشبيّه الصغيره جمبهآ معقده حآجبيهآ بـ إستفهآم: وش فيـه ؟

الشغآله وهي تأشر صوب البآب الجرآر المؤدي لـ الدآخل: مآمآ أصآله الحـق .. هو في إدخل
وقفت أصآله تسألهآ: مين إللي دخل !!
مشت الشغآله وشويّ دموعهآ بتطيح من رهبتها وهي تحاول تبرر لها اللي صار وانه غصباً عنهآ ومالها أي ذنب فيه: هو إدخل قول مآفي سويّ أنآ
مطت أصآله شفتيهآ بعدم فهم وهي تلحقهآ لحد مآوصلت للمطبـخ ..
أشرت لهآ الشغآله صوبه بـ سبآبه مرتجفه بينآ همست أصآله بـ إستنكآر: سنــــد !
إلتفت لهآ بسرعه ثم ردّ ينآظر بـ كوبه وهو يقلب فيه الخليط بـ إبتسآمه قصيره: هلآ أصآلـه ..
قربت يمه تشوف وشهو إللي يسويه: وش تسويّ ؟

سند: كآبتشينـوو
أصآله بـ إبتسآمه: طيب ليش إنت !! علمهآ وإهي بتسويه لك
مط شفتيه بـ إعترآض وهو منشغل بـ التقليب: لآء .. أحبّ أسويّ كل شيّ يخصني بنفسي
إلتفتت أصآله ملصقه ظهرهآ بـ رخآمة المطبخ صآروآ متقآبلين وجهاً لوجه بوضع معآكس وتكتفت بـ إبتسآمه: آمم قلتلــي .. تدري عآد الشغآله بتموت من خوفهآ وجت تركض وتقول إنت إللي دخلت
سند: ههههه مسآكين هآلشغآليّن

أصآله: مآتكلمنآ من يوم مآوصلت !
سند: تبين أسويلك كوب معي !
نآظرته من ظهره العريض وهو مقفي عنهآ صوب آله الكآبتشينو وقد فهمت تطنيشه لكلآمهآ .. بلعت ريقهآ بهدوء ثم أردفت بـ استعطاف: سند صدقني أنآ غيرهم .. وآلله أنآ متقبله وجودك بـ البيت .. متقبله أخوتـك .. سند إنت الأخو الأخبر لنآ كلنآ وهآلشيّ مآنيب رآفضته .. لآتعآملني مثلهم يآسند تكفى
صبّ سند المويه المغليه بـ الكوب وتمّ يقلبه وهو بعده معرض عنهآ ...

همست بنبره ضعيفه مهزوزه اقرب للبكآ: سند أنآ أحتآجـك
عقد حآجبيه بعد إستشعآره لحآجتهآ بـ نبرتهآ المبحوحه المجروحه .. التفت لهآ مضيق عيونه بـ غموض ..
قربت صوبه بعيون لآمعه: أنآ بوسطهـم بس أحسّ إني بروحي .. خلك معـي يآسنـد .. كلمنـي وآسأل عني .. إهتم فينـي
بلع ريقه بهدوء فآرد ذرآعه الأيمن يحثهآ تقرب عليـه بينمآ نآظرت هي لذرآعه بـ جمود مآفهمت عليـه قصده أو وش إللي يبيـه ! بينمآ زفر هو تنهيده هآديه متقدم صوبهآ خطوه ثم سحبهآ بهدوء من عضدها الأيسر لحضنـه ...

أصآله وإللي خآلجهآ مشآعر وأحآسيس مضطربـه وهي تتنشـق رآئحة عطره الرجولـي من صدره .. كآنت قصيره مقآرنة بطوله الفآرع توصل لـ منتصف صدره ..
سند: ليش حضنك بآرد كذآ ؟
أصآله: مآقد حسيت بهآلإحسآس
أبعدهآ عن صدره وقد إعتصر ذرآعيهآ بيديه الثنتين مثبت عيونه بعيونهآ المغرغره: وش إللي يصير معــك !
أصآله بهمس: رح تسمعنـي !
فك يدينه منهآ سآحب كوبه من على الرخامه ثم مشى معهآ وهو ضآمهآ تحت ذرآعه الأيسر: إذآ بتتكلميــن .. رح أسمــع ..


/
/


بـ نفس التوقيت الصبآحـي ..

التآسعـه صبآحـاً ...

دقت البآب بقوه وتوآلي مزعج وكنهآ تطلب النجده لحد مآنفتح بـ عصبيّه متمكنه من ملآمح إللي فتح لهآ البآب ..
دفت البآب وهي تدخل بـ جسمهآ الصغير سآفهته: فين حـور !! - صآحت تنآديهآ - حوريـــــــــــآآآآآه
عُمر: يآلله صبآح الخير كآن لآزم أتوقع إن هآلإزعآج بهآلبكره مآيجي غير منك
إلتفتت عليه وتوهآ تحسّ بنفسهآ: يوه ! سوري مآشفتك
إرتفعوآ حآجبيه ببلآهه: وآلله ! ليش لآبس طآقيّه الإخفى !
نسمه: ههههه خلآص عآد .. شلونك !
قفل عُمر البآب: بخير الحمدلله .. آنتي شخبآرك !
نسمه: الحمدلله

أم عُمر: نسمـــه !
إلتفتت يمينهآ تشوف خآلتهآ وهي رآفعه صينيه بيدينهآ وشكلهآ محضره الفطور: هلآ خآلتي شلونك ! - مشت صوبهآ وحبت خدينهآ تسلم عليهآ ..
خآلتهآ: بخير يآعمري تعآلي يللآ آفطري
نسمه: لآآ أنآ أبي حـور .. وينهـآ
أبتسمت وهي تهز رآسهآ بـ إستسلآم: إنتو مآتتفآرقون أبدّ ! توهآ مخليتك أمس أمدآك تشتآقين
عقدت نسمه حآجبيهآ وقد بهت لونهآ وشحب .. شلون خآلتهآ مبتسمه كذآ , مآفي حتى أي تعليق إن حوريه تركت البيت بـ نص الليل وجآتهم ! وش السآلفـه !

مآردت إلآ بضحكه متوتره: هههه عآد خآلتي صديقآت مآكثر هرجنآ والأسرآر
حركت أمه رآسهآ بـ تفهم وإستيعآب زآفره تنهيده متعبه بـ قلة حيله: آلله الوليّ والمستعآن
تحسست ذرآع خآلتهآ: آفطروآ إنتم بـ العآفيه وأنآ بكلم حور هي بغرفتهآ صح
خآلتهآ: إيه بغرفتهآ بس ظنتي بآقي نآيمه
مشت نسمه بسرعه صوب الغرفه إللي تدل مكآنآ زين بآلشقه: أنآ بصحيهــــآآآ

مطت شفتيهآ بلآ مبآلآه ثم مشت صوب المجلس: يللآ عُمـر يومـه .. تعآل إفطر عشآن تلحـق دوآمك ..
عُمر: لسه مآعرفتي من حور إللي صآر !
أمه: مآعلمتني غير إنهآ تزآعلت ويّآ رآئـف من بعد هآلملكه وطلبت منه يجيبهـآ هني وبتقعد عندنآ شويّ
عُمر: يعنـي غضوبــه !
أمه وهي تجلس بـ الأرض وقدآمهآ الصينيه: شكلهـآ .. خلهآ بس تصحى وندري وش السآلفه ..

بـ غرفة حوريّـه ..

فضخت نقآبهآ والعبآيه قآطتهم على الصوفآ التركوآزيّه وجلست عند رآسهآ تهز فيهآ: حـــووور
....: حووور قووومـــي
.....: اففففف يآلزفت قوومي لك نفس تنآمين بعد إللي صآر صدق إنك جبلّه ومآتحسيّن
التفتت لهآ حوريه بـ نصّ عين رآفعه حآجب وآحد بضيق ..
نسمه: قومي علميني وش هآللي صآر !!
حوريه بصوت ضخم من أثر النوم: هـففففف مفيش
نسمه بعصبيّه: طيب قومي كلمينــي
إستقدت حوريه مربعه رجولهآ: خيييييـر
نسمه: قومي غسلي وجهك وتعآلي كلميني

حوريه: وإنتي قيآلي من وش الصبح عشآن تئرفيني .. شوفي معنديش حآقه أقولهآ
نسمه: بلآ فـ شكلك .. طسي غسلي وجهك بعدين نتفآهم
وقفت حوريّه عن السرير مآسكه ظهرهآ بـ ألم: نسمه أخوكي كسرلي ضهري
وقفت نسمه رآفعه لهآ بلوزتهآ تشوف ظهرهآ إلآ وتنصدم بـ كدمــه بنفسجيّــه كبيرهـ بـ جآنب من ظهرهآ - شهقت برعــب - : بسسسم آلله عليك وشش هآللي بظهرك يممممه .. جعلك يآرآئــف بآللي مآنيب قآيلـــه
نزلت حوريّه بلوزتهآ ومشت صوب البآب: إستني شويـه ..

جلست نسمه على السرير ضآمه ركبتيهآ لصدرهآ وعيونهآ تدرور بـ الفرآغ لحد مآدخلت عليهآ حور وبيدهآ علبت دآنآو حجـم كبير ..

نسمه بعدم تصديق: حوور إنتي وش طينتك !! لهآلدرجه جبلّـه .. قسم إنك ترفعين الضغط
جلست حوريه جمبهآ: إسمعي محدش هنآ عآرف موضوع طلآئــي دآ .. وحسك عينك تئولي لحد حآقه
بققت نسمه عيونهآ بصدمه: وشهـوو !! من جدك !! طيب ليييش
نآظرت قدآمهآ بـ عمق: كدآ .. لحد مآ الحئيئـه تبآن
نسمه: مآنيب فآهمه شيّ ! حقيقة وشهي إللي تبآن !! وإيش إللي صآر أمس مع رآئف !! وش سببه .. مآ كملتي لي بـ المكآلمه وش إللي صآر وهذآني من بعد مآقفلنآ لبست العبآيه وجيتك حتى توني بـ البيجآمه نآظري !!

نآظرتهآ حور وتوهآ تستوعب شكلهآ .. شعرهآ مكدش وجآيتهآ بملآبس النوم .. شكلهآ بعد توهآ مآغسلت وجههآ: هههه خدي خدي ..
نآولتهآ علبة العصير تشرب نآظرتهآ نسمه بـ إستنكآر: مآفيه كآس
حوريه ببرود: إنتي هتعملي فيهآ بنت نآس .. إشربي كدآ وخلآص
مطت نسمه شفتيهآ ثم خذت منهآ العلبه وبدت تشرب من فتحتهآ العلويّه ..

حوريه: فيه حدّ عملي كميـــن
نسمه: شلـون !
حوريه: فآكره مهآب إبن عمـي !
طيرت نسمه عيونهآ بتفكير ثم أردفت: إيه علآمـه !
حوريه: إمبآرح فـ الخطوبـه موبآيلي ضآع وبعدين إتفآقئـت إن مرآم لئـت موبآيلي وأخدته منهآ عآدي
نسمه: أهـآآ
حوريه: بعد مآروحنآ وخير آللهم إقعلـه خير لئيت أخوكي المقنون دآ دآخل عليّآ وعيونه بيطئ منهآ شرآآر ومنآخيره بتطلـع دخآن يمممه كآن مرعب .. سحب مني الموبآيل وأعد يفتش فيه محسيتش بعدهآ إلآ بـ بوكس من هنآ وشلوت من هنآك

نسمه: يمممممــه وش إللي شآفه بـ جوآلك
حوريه: فيه حدّ بعت لـ مهآب رسآيل وآتسآب من موبآيلي .. كلآم حبّ وغزل
بققت نسمه عيونهآ بذهول: لــــه !
دنقت حوريه رآسهآ بتأكيد: إلآ
ضيقت نسمه عيونها بتفكير: من إللي سوآهآ !! وإللي سوآهآ وش درآه بـ مهآب !!
كورت حوريه قبضتهآ اليمنى وضربتهآ بوسط كفهآ الأيسر مضيقه عيونهآ بـ حقد: مشششش عآآرفه
نسمه: شلون مآتعرفين !! إللي سوآ كذآ لآزم يكون يدري بسآلفة مهآب من قبل

حوريه: الموضوع كبيــر .. كآن فيه محآدثه من زمآن بيني وبينه .. المشكله إني مكلمتوش من يوم قوآزي بـ رآئف .. قيت أقول لـ رآئف إن مش أنآ إللي كلمته وإن آخر محآدثه من رمضآآن .. الصدمه إن كل المحآدثه ممسووووحه مش موقود غير آخر محآدثه فـ يوم خطوبة ورده امبارح
نسمه بعصبيه: وإنتي يآلززززفت ليش مخليه محآدثآت قديمه .. آلله يآخذك ويفك البشريّه من غبآئك ..!

حوريه بقهر: وأنآ إيش عرفني إن دآ كلّه هيحصل ..
نسمه وهي تدور عيونهآ بتفكير ثم وقفت فجأه وكنها استوعبت شي: لحظه لحظه .. ورآئف وش درآه إن فيه محآدثه بجوآلك !! من قآلـه !!
حوريه: ودآ إللي بفكر فيه من إمبآآآآرح .. مشش عآرفه

بققت نسمه عيونهآ بـ ذهووول من إللي توه وطرآلهآ: لآآآآآآ .. مو معقوولــه
حوريه: إيــه !
نسمه: معقوله تكون مرآم !
حوريه: إزآي !
نسمه: مو تقولين جوآلك كآن ضآيع ومرآم إللي لقتـه !
حوريه: أهآ
نسمه: وينه جوآلك خل نشوف هآلمحآدثه وش توقيتهآ .. بس الأكيد إنه بنفس التوقيت إللي ضآع فيه جوآلك
حوريه: فـ البيت عندكم يآختي

ضيقت نسمه عيونهآ بـ إشمئزآز: وربي إنك تستآهلين كل إللي يصير لك .. وحده فآشلـه .. أولآً مخليّه محآدثآت قديمه وهي قد تزوجت .. ليش !! ثآنياً مخليّه جوآلهآ إللي مآيشتري يتفرج عليـه لآ بآسوورد ولآ رمز ولآ أي زفـت .. ليش !! ثآلثاً مخليته يضيـع كذآ عآدي ولآ كنه شيّ مهم .. ليش !! وش تحسيّن فيه إنتي بـ الله ! بلآ فـ شكلك جعلك بآللي مآنيب قآيله
بوزت حوريّه: وأنآ إيش هيعرفني إن دآ كلو هيحصل
شربت نسمه من العصير ثم تكلمت مضيقه عيونهآ بـ مكر: لآزم خطـه
ضيقت حوريه عيونها بنفس النظره: لآزم

نسمه: أول شيّ مرآم هذي لآزم نتأكد منهآ .. وإن طلعت سليم نبي نعرف وين لقت الجوآل !! أو منهو إللي عطآهآ الجوآل !! وأكيد إن كآن مآلهآ يدّ بـ الموضوع هذي رح تكون شآهدك الوحيد .. إن فعلاً جوآلك كآن ضآيع بآلوقت إللي إنرسل فيه المسج وهي إللي لقتـه .. عآد كآن مع مين مآهيب مشكلتنآ المهم إنه مآكآن بيدك إنتي

أخذت منهآ حور علبة العصير وكبتهآ بـ فمهآ: ودآ إللي فكرت فيه
نسمه: بس فآجئتيني الصرآحه مآهقيتك قويّه كذآ .. جآيتك من صبآح آلله أحسبك تصيحين و تبكبكين ثآريك ولآ على بآلك .. حتى طلقك زوجك ولك نفس تآكلين وتشربين يممممه وش ذآآ

حوريه: عشآن أنآ مغلطتش فـ حآقه .. وعآرفه إن فيه حدّ قآصد يعمل كدآ وهكشفـه .. أمآ عن الطلآء .. إسمعي يآنسمه ومتزعليش .. حتى بعد مآ أكشف الحئيئه أخوكي دآ مستحيل أرقع ليه تآني أبـــــــــداً
نسمه: وش هآلكلآم .. تعذري له .. وآحد شآف زوجته تكلم غيره .. لآ والأدهى إنه حبيبهآ الأولي وش تبينه يسويّ
حوريه بصدمه: يعني إنتي موآفئــه رآآئف !!!
نسمه: لآ طبعاً .. بس حطي نفسك بـ موقفه .. إذآ مسكتيه يكلم غيرك أو يرآسلهآ وليته كلآم عآدي إلآ أنه حبّ وغزل حسبي آلله على إبليس بس .. وش إللي بتسوينه !!

حوريه: بس لآزم يكون فيه ثقــه وتفآهم كمآن ع الأقل يسمع مني ! حسيت نفسي سقـآده بينفض فيهآ ! - كملت بحقد - وآحد غبي معندوش تفآهم

وقفت نسمه على ركبتيها فوق السرير وجلست ورآهآ ملصقه صدرهآ بظهر حوريّه محآوطه ذرآعينهآ حول كتوفهآ ومشبكه يدينهآ الثنتين ببعضهم من تحت ذقن حور هآمسه بـ أذنهآ: عآد همّ كذآ الرجآل كلبوهم .. بس إحنآ لآزم نبدآ تخطيـــط وتحـــــرررريّ


/
/


بـ وقت الظهيرهـ ..
وبمكتب رئيس مجلس إدآرة المؤسسـه ..
وتحديداً بـ الغرفه الملحقـه بـ المكتب والمخصصه للإجتمآعآت ..
إنفردوآ ثنينآتهم جمب بعض حول طآولة الإجتمآعآت بيضآويّة الشكـل حآوطهآ أربع وعشرين كرسي إستيل ..

نزل كوب المويه بعدمآ شرب منه ثم تحمحم برخآمة صوته ..
أطبق مآلك شفتيه بضيق وقلة صبر: خيـر يوبـه !
خزه بنظره حآده: وآنت شفيك متكدر !
مآلك: صآر لنآ أربع سآعآت بذآ الإجتمآع وإنت تدري إن مآلي خلق بأشغآلك يوبـه ولآ أدلّ فيهآ شيّ
أبوه: أنآ من زمآن غآسل يديني منك مآيجي من ورآك السنع أبدّ الشكوى لله
مآلك: طيب الحين ممكن اروح !
أبوه بجفآف: لآء

جلس مره ثآنيه بعدمآ كآن وقف بآلع ريقه: وش بآقي بعـد !
أبوه بعصبيّه مكبوته: قسسم بآلله يآمآلك إن مآتعدلت لتشوف وجهن ثآني لآتحدني عليه لأن صدقني مآرح يعجبك
مآلك: بتآخذ السيّآره وبطآيق الصرآفه ! وين الجديـد !
ضيق أبوه عيونه بحده هآمس بـ لعآنه: بنفيـك برآ السعوديّه .. وتبي العلـم ! بآخر الإسبوع بتروح زيآره لهآلمكآن عسى إنه يعجبك

إحتدت نظرآته بـ ذهول وعدم تصديق هآمس: شلون !
صفط الملف قدآمه وردّ ببرود: بتروح للبحريـن .. على يوم السبت الجآيّ إنشآلله , جهز نفسك
مآلك وبعده مو مصدق: وليش أروح للبحرين ! وإشمعنى أنآ !
من بين أسنآنه وهو يفنط الكلآم: لأن .. بنوقـع .. عقـد .. جديـد .. مـع .. مسلـم الجوهـري .. بـ البحرين - أطبق شفتيه بـ إبتسآمه مستفزه ثم كمّل - ولأني أبي أسنعـك وأخليك مسئول .. أبي أفتخر فيك وارفع رآسي بـ اسمك وسط الريآجيل ..

وقف مآلك بعصبيّه كآد كرسيه يطيح من ورآه: وأنآ مآبي هآلشــيّ
رمقه أبوه بنظره غآمضه من فوق نظارته إللي منزلهآ لطرف خشمه ثم ردّ ينآظر بـ الملف الثآني قدآمه ..
تخصّر مآلك بيديه الثنتين عآض بـ أسنآنه السفليّه على شفته العلويّه بـ قهر ..
أبوه بـ جمود: تقدر تنصـرف الحيـن ..
جلس مآلك سآحب نفس عميق ثم زفره بقوه: آسمع يوبه وإللي يعآفيك .. أنآ كلش مآلي بهآلسوآلف .. مآ أدل فيهآ شيّ

هزّ القلم مآبين إصبعيه الوسطى والسبآبه وعيونه بـ الأورآق: أدري .. وهذي فرصـه تتعلـم فيهآ
مآلك: مو تقول عقد جديد .. ومع مستشمر بحريني , شلون تكلفنـي بهآلشيّ وأنآ مآلي أي خبره !!
أبوه ببرود: كلّ شيّ بهآلحيآه مغآمره .. كنت بعمرك وأصغر يوم بديت أول شغل لـي ومع رجآلن تعدونـي بـ العمـر والخبـره والكفآءه وهذآني اليوم بمكآنهم وصغآرن تحتي يخآفوني ..

دآرت عيونه بتفكير جآ بيتكلـم: بس يـوبـ ..... قآطعه بـ جفآف: إنتهـى
مآلك: مآبي أروح البحريـن .. مستعد أشتغل معـك هني بـ المؤسسه والوظيفـه إللي تبيهآ إنت لي .. بس هنـي .. هنـي مو البحريـن

أبوه: مآعندي كلآم غير إللي قلته .. وسفرتك السبت الجآي بـ أمرّ الله
ضرب مآلك الطآوله القزآزيه بقبضه غآضبه رمقه بعدهآ أبوه بـ حده يتوعده ..
سحب نفس عميق من خشمه يخفف فيه من حدة توتره والورطه إللي قطه أبوه فيهآ: يوبـه .. تكفـى .. مآبي أخيب ظنك فيني بـ أول شيّ تكلفني فيـه .. خلنـي ع الأقل أتدرب شويّ هني عندك ثم بعدين أروح وين مآتبي

نآظره أبوه من تحت نظآرته بـ ريبه وتشكك من صدق كلآمه ! بينمآ مآلك إللي إستشعر الأمـل من نظرة أبوه المترقبه له يتحرى فيهآ صدقه أردف بـ هدوء وإنضبآط مصطنـع: وإذآ عن سفرة البحريـن تقدر ترسـل سُهيـل مثـلاً .. أوووو .........

نآظره أبوه بـ شغـف يستنطقـه .. رفع مآلك حآجبه الأيسر بـ إبتسآمه جآنبيّه: أو سنـــد
وقف أبوه عن كرسيه رآفع بيمنآه وآحد من الملفآت بدون ردّ .. مآلك وإللي تعقدوآ حآجبيه من جمود أبوه وقف بسرعه عن كرسيه ولحقـه لين دخل ورآه مكتبـه ..
جلس على زآوية طآولة المكتب رآفع بيده تحفـه قزآزيّه عبآرة عن كره أرضيّـه بهآ كريستآلآت صغيره لآمعه: هـآآ يوبـه .. وش قلت ؟

أرخى أبوه جسمه على كرسيه الجلدي الضخم: مشكلتك إنك سآذج ومغفـل
نزل الكره من يده مقطب حآجبيه بـ إستفهآم بينمآ كمل أبوه بـ إبتسآمه سآخره على طرف فمه: يعني حسبآلك تلعبّ علـيّ ! مره بصدق خوفك من فشلك ! مآ إنت بـ الأسآس فآشل وش إللي يفرق إن فشلت بعد مره !

نزل عيونه للأرض مبلل شفتيه بفشله من كلام ابوه له بعدما كشفه ..
كمل ابوه بجديه: سُهيـل هني هو ذرآعي الأيمن .. وسنـد تحت الملآحظـه وإنت إللي بتنقلـع للبحريـن وحذآآري يآمآآآلـــك - رفع سبآبته بـ تهديد - وهذآني حذرتك تضيـع هآلعقــد من يديـك .. يمين بـ ربيّ إن يجيك إللي مآيرضيـك
وقف مآلك وقد إحتدت نظرآته مكور قبضتيه في محآوله لـ كبح غضبـه ..
أبوه بـ سخريّه: آنصرف الحين لآتبكـي قدآمـي

مآلك بـ قهر: دآمني فآشل ليش تحطني بـ الوآجهـه ! وينـه سندك إللي تفتخـر فيـه الحيـن !
سفهه أبوه وعيونه بـ الأورآق الكثيره قدآمه: قلتلك سنـد تحت الملآحظـه
مآلك بـ تجهم: أيّ ملآحظـه هذي !
مآل فمه بـ إبتسآمه هآزئه: مو أقول لك فآشـل ! .. وش إللي ردّ سند بعد كل هآلسنوآت ؟ أدري إن مآورآه إلآ شيئن خبيـث وهذآه تحت المرآقبـه
مآلك: على أسآس رح يكشف لك سند أورآقـه بهآلسهوله !
أبوه بـ إبتسآمه فخر: أدري إنـه ثعلــب

أطبق مآلك شفتيه بـ غيظ وكلّ مآله يشدد من قبضتيه حتى حسّ إن أظآفره المنحوته حفرت كفوفـه ..
أبوه بـ نبرة تمني: ليتك تتعلّـم منـه ..
ضغط على زرّ بـ التليفون جمبه: سُهيـل تـعآل الحيـــن ..
نزل نظآرآته على المكتب بتنهيده: روح تصرمحلك شويتين ورفّـه عن نفسك قبل تسآفــر !

ازدرت ريقه بـ قهر وهو يشوف سُهيـل خطيب أخته سآلي وذرآع أبوه الأيمن بـ الشغـل وآقف جمبه ورآسه بـ الأرض بعدمآ سمع هآلكلمتين بـ لسآن أبوه لـه ...
أقفـى عنهـم بخطوآت زلزآليّه غآضبـه مصفق البآب ورآه بـ عصبيّـه ..
سُهيل وإللي بلّـم مكآنه ملتفت ورآه للبآب من بعد طلعـة مآلك فآتح فمـه ورآفع حآجبيه ببلآهــه لحد مآ إنتفض جسمـه مخترع من تنبيـه أبو مآلك لـه بصرآمـه وجفــآف: سُهيــــــــــــــــل !



/
/


سيّح جسمه على الكنبه الإسفنجيه محتضن لصدره ثلآث مخدآت صغآر بينمآ هي جمبه ثآنيه رجلهآ اليسرى تحتهآ واليمنى بـ الأرض مآده الريموت تطفي التليفزيون اللي كآنت مقصره صوته للآخر مغير مشغل بدون فايده ثم نآظرته مبتسمه وهي مميله برآسهآ على يدهآ اليمنى مدخلتهآ بشعرهآ: هـآآ هذآني علمتك كـــلّ شيّ عن أبوي وأشغآلـه مثلمآ طلبت والحين دورك .. كلمنـي عنك وعن أمك .. أبي أعرف كلّ شيّ

التفت لهآ مبتسم بعذوبه: وش تبين تعرفين بـ الضبط !
أصآله: كلّ شــيّ .. يعني من وقت مآتركت السعوديه لين مآرديت لهآ مره ثآنيه ..
ارتفعوا حآجبيه مبقق عيونه بدهشه: لآآآهـ
أصآله: ههههه بلــى

سند: طيب علميني بـ الأول وين كنتم أمس كلكـم !
ضيقت عيونهآ مآفهمت قصده ثم أردفت بهدوء: وين كنآ ؟ كنت هنـي
سند: أمس الليل مآلقيت أحد منكم بـ البيت ..
فتحت فمهآ بـ إسيعآب: أهــآآآآ .. لآ أمي وسآلي وجدتي .. - ميلت راسها بنمبيه - جدتي لأمي طبعاً ..
سند بـ إبتسآمه: أكيـد
أصآله: كآنوآ عند جيرآنآ .. أستآذ معآذ المآلكي ملكة بنته كآنت أمس

بلحظتها شحب لونه وبهتت ملآمحه مضيق عيونه بعدم تصديق هآمس بـ إسمه: معآذ المآلكي !
أصآله: أهـآآ .. جيرآنآ .. بيتهـم قدآم بيتنـآ ههههه مآعليه توك جديد إنت
بلع ريقه بصعوبه وبعده فـ حآلة من الذهول .. الحين معآذ المآلكي مآغيره هو إللي تقصده أصآله !!
سند: وش علآقتكم فيهـم !

أصآله: ههههه الحين أنآ إللي بغيت أتعرف عليك بـ الأول وإنت الحين تسأل !
مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره بآهته: مآعليـه
تربعت أصآله بجلستهآ موآجهته: شوف عآد .. عآيلة أستآذ معآذ المآلكي هذي مو بس جيرآنآ .. تقدر تقول إننآ نسآيب

ضيق عيونه بـ إستفسآر بينمآ كملت أصآله بعدمآ فهمت تسآؤله: سآلي أختي تكون خطيبـة ولد أستآذ معآذ .. وآسمـه سهيـل .. يشتغل مع أبوي .. مدري كنك صآدفته بـ المؤسسه ولآ بآقي !
سند: سآلي مخطوبـه !
أصآله: أهـآآ .. صآر لهآ خمس شهور او ست تقريباَ
بلع ريقه وعيونه تدور بـ الفرآغ من هول مفآجأته: طيب وإنتـي ؟
دنقت رآسهآ لحجرهآ بـ إبتسآمه حزينه .. مآردت عليـه ..
إلتفت لهآ بـ إستغرآب ثم سأل بهدوء: علآمـك !

رفعت رآسهآ بـ إبتسآمه مصطنعه تكآبر فيهآ على جروحهآ: أنآ أرملــه
إنعقدوآ حآجبيه أقصآهم ومآسرع مآنفكوآ برفعة حآجبيه وهو يعرض عنهآ بوجهه ..
أصآله: من ثلآث سنوآت و ثمآن شهـور وإسبوعين ..
ردّ نآظرهآ يستنطقهآ تكمـل بدون أي ردة فعل بملآمحه الجامده ..

أصآله وعيونهآ بـ حجرهآ تدآري لمعة عيونهآ: بعـد شهرين من زوآجـي .. شهرين إثنين بـس .. ترملــت .. مآت بحآدث .. مآت وأنآ حآمـل بـ بنتـه .. بنته إللي شآفت النـور ولآ شآفته
سند: لـك بنـت ؟!
رفعت رآسهآ بـ إبتسآمه أطبقت فيهآ شفتيهآ بـ أسى وإنكسآر: فيـدوو .. إنت خـآل فــدوى يآسنــد
إرتفعوآ حآجبيه بدهشه من وقع إللي يسمعه ولآهوب دآري عنه صآرله مده بـ البيت ولآ يدري عن شيّ ولآ عن أحدّ ...

سند: وينهـي مآشفتهآ بـ البيت !
أصآله: أهل زوجي يآخذونهآ إسبوع عندهم ويردونهآ لي إسبوع .. توهآ جـتّ أمـسّ وطلعت أنآ ويآهآ نتمشى بـرآ شويّ ..

سند: أهآآ .. طيب وينهي أبي أشوفهآ
أصآله: ههههه إيه وش إحسآسك عآد وإنت خــآل الحيـن
حك طرف خشمه الطويل الحآدّ بـ عقلة سبآبته اليمنى: ههههه الصرآحه متفآجئ
أصآله بخفوت وعيونهآ بـ الفرآغ قدآمهآ تلمع: هذآ هو وضعـي هنـي
سند: الجوّ إللي البنت تعيشه مآتحسيّه يوترهآ ! أو إنه يأثر عليهآ ! مآهيب مستقره .. يعني إسبوع بمكآن وإسبوع ثآني بغيره ...

أصآله بـ حزن أليم بـ نبرتهآ المجروحه: أهل زوجـي مآيبونـي .. قآلك أنآ جيت شوم عليهـم .. تزوجني ولدهم من هني ثم خذآ ربي أمآنته من هنـي ..
سند بـ إستنكآر: وش هآلتخلّـف !
رفعت كتوفهآ بـ قلة حيله: عآد وش تقول ..
سند: مآفكرتي ترتبطين مره ثآنيه !
إلتفتت له بحده وقد شحب لونهآ من الطآري - ردت بـ جفآف - : لآآء
قطب حآجبيه من ردة فعلهآ الحآده السريعه: ليـش ؟

أصآله: كآفي مآجآني من إرتبآطي الأولي .. كآن إرتبآط لمصآلح شخصيّه .. أبوي وأبوه .. بدو شغل جديد مع بعـض شلون يوثقون الروآبط بينآتـهم غير بـ زيجـه .. منهم أطرآفهآ ! أنـآ و حسـن .. حسن عيسى المسلمي .. خطوبتنآ كآنت شهـر وآحد ثم تزوجنآ .. إرتبآط تقليدي بآرد .. شهرين وآنتهـى بسرعه مثلمآ إبتـدى .. مآفرق معـي غير فـدوى .. وإللي للحين مآ أصدق إني صدق أمهـآ .. صرت أمّ وأنآ مآحسيت إني كنت زوجـه بـ الأصـل .. كآفي .. كآفي فـدوى بنتـي .. أحبهآ ومآبي غيرهآ من هآلدنيـآ

أطبق شفتيه بـ تفهم لـ مشآعرهآ المجروحـه وعآطفتهآ المستهلكـه وأنوثتهآ إللي وئدت قبل تتنفـس ..
قرب جمبهآ لحد مآلآصقهآ بـ جسمه الضخم محآوط كتوفهآ بذرآعه الأيمن وقد أسند رآسه على رآسهآ: أدري إن هآلشيّ آذى آنوثتك كثير وجرحها بس كثر مآقلل منهآ إلآ إنه أكملهـآ وأتمهـآ .. وش الأنثـى غير إنهآ أمّ .. وآنتي الحيـن أمّ .. هذي هديتك من هآلعلآقه القصيره البآرده

مسحت دموعهآ وهي تتعلق فيه أكثر حدّ التلآصق: فدوى هي إللي تهون عليّ كمّ الحسره والكسـره والإهآنه إللي أحس فيهم .. فيني جرح غميق يآسند .. مرّ من الوقت كثر مآمرّ ولآقد بـرى
سند: شلون تبينه يبرى وأنتي أسيرته ! حآبسه نفسك فـ مجردّ ذكرى .. من ثلآث سنوآت وثمآن شهور وإسبوعين ومدري كمّ يوم

أصآله: ههههه
سند: وشهو ذآ بـ الله ! عآيشه حيآتك تحسبين الدقآيق والثوآني !
أصآله: حآولت ..
سند: وينهي هآلمحآوله ! تشتغلين !
أبعدت رآسهآ عن صدره وهي تمسح بقآيآ دموعهآ: لآ
سند: ليش مآتشغلين نفسك بأي شيّ .. وظيفـه , أو هوآيه تمآرسينهآ .. أيّ شيّ
أصآله: ..........
سند: توك الحين تفكرين !
أصآله: ههههه إيـه ..

حرك رآسه بـ النفي مطبق شفتيه بـ خيبه أمل بينمآ تعدلت بجلستهآ منزله رجولهآ للأرض: هـآآ .. علمني عنك إنت
سند: بآقي إنتي مآكملتي !
أصآله: قد حكيت لك قصتي وابوي ومآلك .. مآفيه غير سآلـي .. معيـده بـ الجآمعه قسم إدآرة أعمآل ..
سند: دكتوره بـ الجآمعه ! كآن لآزم أخمن هآلشيّ
أصآله بـ إستفهآم: اشمعنى !
سند ببديهيه: لأنهآ معقـده
أصآله: هههههه أدري عن إللي بينآتكم

سند: مآبيني وبينهآ شيّ بس هي قآشره ملحتي من شآفتني مدري ليش
أصآله: ههههه ومآلك بعـد ..
سند بتأكيد: ومآلك بعـد ..
مسكت يده مشدده عليهآ: مآعليـه .. بيعرفون قيمتك قريب ,, إنت تظل أخونآ الكبيـر يآسند
التفت عليهآ وكنه تذكر بتجآهل متعمدّ لكلآمهآ عن تقبل سآلي ومآلك لـ وجوده: ملكة بنت أستآذ معآذ !
أصآله بعدم فهم: إيه .. وش فيهآ !

سند: مدري بس ظنتي إن مآله بنـآت ! هو نفسه معآذ المآلكي المحآمي !
أصآله: بلـى هـو .. ولآ أنآ كنت أدري إن له بنت تخيّل عآد !
سند: مو تقولين إن سآلي خطيبة وآحد من عيآله !
أصآله: إيه بس هذآ من زوجته الأولى .. مآلهآ غير أربع عيآل وسهيل وآحد منهـم .. أمآ بنته هذي فهي من زوجه ثآنيه وأعتقد إنهآ مصريه والبنت كلش حيآتهآ بـ مصر وتوهآ رآده للسعوديه ....

.....: سنـــد !
...............
.....: سنـــد !
...............
.....: سآآآآنـآآآآآآآد
...: هــآآه !!!

أصآله: علآمك يآقلب أختك ! وين شردت كل ذآ وأنآ أصيح عليك !
بلع ريقه وقد شحب لونـه من هول مفآجأته .. وش إللي جآلس يصير ! أي مفآجأه بيتفآجئ فيهآ بعد إن تكلمت أصآله أكثـر .. ملكـة بنت معآذ المآلكـي .. بنته من زوجته المصريـه .. وردهـ !!!! وردهـ مآغيرهـــآ !

......: مـــآآآمـــــــــآآآآآ

وقفت بسرعه وهي تصيح عليهآ مبتسمه وقد فردت ذرآعينهآ موطيه جسمهآ: فيــــــــدووووو
إلتفت سند يسآره وبعده مقطب حآجبيه بصدمه إلآ ويشوفهآ تقرب صوبهم وهي تنطنط لحد مآضمت أصآله ...

وقف مبتسم بـ صعوبه وقد بلل شفتيه إللي جفـوآ من إحسآس الصدمه والذهول المفآجئ ..
أصآله بـ إبتسآمه: فيدووو شوفي مين هنآآ
إلتفتت فدوى عليه ثم بوزت وهي تهمس لأمهآ بصوت يآلله يبين: مين !!!!
أصآله: هذآ خــآلوو .. خآلـو سنــد

خبت وجههآ بصدر أمهآ مستحيه: لآآآآ
أصآله: هههههه بلى .. إنزلي يللآ سلمي على خآلو ..
توّ مآنزلتهآ بـ الإرض إلآ وتتخبى ورآهآ وتشد بتنورة أمهآ على وجههآ ..
سند: ههههه علآمهآ

أصآله وهي تدور حول نفسهآ لأجل تفك فدوى: فيدوو عيب كذآآآ خآلو إيش بيقول
طلعت من ورآ أمهآ بتردد وهي ترمقه بنظرآت تعجب وترمش بعيونهآ كنهآ مستحيّه ..
دنق سند عليهآ رآفعهآ عن الأرض: ههههه إيش مستحيّه مني يعني
فدوى بنفي طفولي حاد: لآآآء أنآ مآ أثتحـي
إرتفعوآ حآجبيه بدهشه مطبق فيهآ شفتيه بـ إبتسآمه: مآتستحيـن أجل !!
نفضت شعرهآ القصير بيدهآ اليمنى ورآ ظهرهآ رآفعه ذقنهآ بغرور وقد أغمضت عيونهآ مآطه شفتيهآ: إيـه مآ أثتحـي

سند: وش هآلبنت ؟
أصآله: هههههه أكيد تدري لمن طآلعـه
سند: خآلتهآ سآلـي مآغيرهآ
أصآله: هههههه حسبي آلله عليهآ خربت لي البنت .. صآيره مغروره ومآتعطي وجه لأحد
فدوى: ومآ أثتحـي بعـد
سند: هههههه ذي مستآنسه لأنهآ مآتستحي

أصآله: هههههه
فدوى: إيش إثمـك !
سند بهمس: إسمي سنـد
فدوى: ثنـد
سند: سنـد
فدوى: ثنـد
سند: سنـد
فدوى: أوووووف لآ تطفشنـي

بقق عيونه بصدمه: ههههه أصآله وش ذآ البنت أعوذ بآلله
أصآله: لآيغرك عمرهآ ذي لسآنهآ أطول منك
فدوى: كيف لثآني أطول منه وهو طويل مره كذآآآ .. الصقت خشمهآ بخشم سند ونآظرته بتحديّ: إنت ليش طويل كذآآ
رفع سند حآجبه الأيسر: ليش مو عآجبك طولي
ردت ونفضت شعرهآ البني الكثيف ورآ ظهرهآ بنفس حركة الغرور والتباهي: لآ حلـو .. بس مآتعجبنـي
أصآله: ههههه بس يآبنت عيب
سند: ههههه مشكله

رفست فدوى برجولهآ: نذلنـي .. نذلني للأرض
سند بـ لعآنه: لآء
فدوى: أنآ مو ثغيره تشيلنـي .. نذذذذلنــــي
بآسهآ سند بقوه من خدهآ الوردي المليآن مآدرى إلآ بصرختهآ إللي هزت الجدرآن تلتهآ بـ كفّ قــويّ وحآرّ إستقر على خده الأيسر: لاآآآآآآآآ
شهقت أصآله بصدمه: فـــــــــــدوى آآآآآآآ

كلبش سند يدينهآ الثنتين بيده اليمنى وهو بعدهآ شآيلهآ بيده اليسرى: إنتي مجرمــه
فدوى: إنت مآتثتحي !! مو عيب عليك تبوث بنـت ..
خذتهآ أصآله من سند وهي تتوعدهآ بـ النظرآت: هذآ خآلو سنـد زي خآلو مآلك .. عيب إللي سويتيه .. قولي أنآ آسفه الحين
فدوى وقد إرتجف فكهآ السفلي بـ إنذآر عن بكآهآ: خآلو مآلك يقول لآتخلين أي رجّآل يبوثك .. كذآ عيب الرجّآل مآيبوثون الحريم
أصآله: مآشآلله وإنتي الحين حرمـه !!
فدوى بصيآح: أنآ كبيييييييييييررررررره
سند: هههههه لآ خلآص دآم السآلفه كذآ أنآ مسآمح

خزتهآ أصآله بـ توعد مأشره لهآ بحآجبيهآ صوب سند تعتذر منه وفوراً
شدته من بنطلونه وهي رآفعه له رآسهآ مقوسه شفتيها وشويّ وتبكي: أنآ آثفــه
ردّ وشآلهآ سند مره ثآنيه: ههههه فديتك وآنآ خآلك .. شطوره تسمعين كلآم أخوآلك لآتخليّن أيّ رجآل يبوسك عشآن عيب .. بس أنآ ومآلك عآدي
فدوى: ليش إنت مو رجّآل ذي خآلو مآلك !
سند: لآ أنآ رجّآل !

فدوى: قلت لـ خآلو مآلك طيب ليش إنت تبوثني وإنت رجّآل .. قآل عآدي أنآ مو رجّآل .. إنت كمآن مو رجّآل !!
سند: ههههه لآ أنآ رجّآل .. مآلك بس هو إللي مب رجّآل
أصآله: ههههههه
سند: عآدي أخوآلك يبوسونك .. أمآ أي رجّآل غريب لآآ عيب
فدوى وهي تحرك سبآبتهآ الصغيره المنتفخه على وجه سند من منبت شعره البني الكثيف لـ مفترق عينيه .. مرورآ بخشمه لحد مآوصلت على فمه ثم صآحت مبعده سبآبتهآ وهي تضحك: لآآآآآآآآآ هههههه

فدوى: مآمآ شوفيه يآكل اثبعـي
سند: فدوى تطلعين معي !!
فدوى بغرور: أول أنآ إثمي فيدوو .. ثآني شيّ .. ثوري , ثوري , ثوري , أنآ مآ أطلع مع رجّآل .. عشآن عيب ..
سند: خآلو مآلك إللي قآلك كذآ بعد ؟
فدوى: إيـه
سند: كفوو وآلله هآلمآلك .. - وجه كلآمه لـ أصآله - مآمنه خوف أخوك الشرهه على سآلي .. ذي البنت مغروره من الحين وش بيصير عليهآ بعدين

أصآله: ههههه ثنينآتهم خربوآ لي البنـت .. مآصرت أعرف أتكلم معآهآ أبدّ حسبي آلله ع العدو
سند: شوفي أصآله .. بكرآ إنشآلله بآخذكم ونطلع سوآ .. أنآ وإنتي وفيدوو .. هآ كذآ حلو
صآحت فدوى بـ فرحه طفوليه: إيه يآ مآآآآآمآآآآ خلينآ نطلـــــعععع
أخذتهآ أصآله وهي تضحك: ههههه سند ليش كذآ .. مآرح تفكني الحين وأنآ وآلله تعبآنه
فدوى بصيآح أقرب للبكآ إللي يستهبلون فيه وهمّ مآيبكون مغير يصيحون ويصجون: لاآآآآآ .. لآآآآآآ .. لآآآآآآآآآآآآآآه ءآآآآآآآآ

أصآله بـ نظرة لوم وعتب لـ سند: مبسوط كذآ !!
سند: إيه مبسوط .. إكتشفت إني خآل اليوم لهآلمفعوصه وأبي أطلع ويآهآ
أصآله: بس وآلله مآفيني تعبآنه ..
سند: تروحين المستشفى !!

أصآله بـ إبتسآمه قصيره: لآآ مو لذي الدرجه .. بس مآفيني أطلع وأتمشى
سند: خلآص بآخذهآ أنآ وأطلع ..
فدوى: مآآآمآآآآآآ أبي أطلــــــع .. مآآآآآمآآآآ
أصآله: ههههه خلآص لآتحنين .. بوديك



/
/


يوم تآلـي ..
يوم جديـد أظلـم ليلـه بعدمآ تعآلت أصوآت الإقآمـة لـ صلآة العشـآء ...

طلعت من غرفتهآ بعدمآ أنهـت صلآتهآ وقد تجهزت لآبسه عبآيتهآ البسيطـه وإللي كآنت سآتره وغير ملفتـه ..
دخلت المجلس على أمهآ إللي كآنت مندمجه تتآبع مسلسـل وهي تفصفص قشور الفستق والمكسرآت ..
أسندت ظهرهآ بتكآبر على الألم إللي تحسّه بكلّ جسمهآ وهي تزفر نفس مسموع بـ طفش من الإنتظآر: هــفففف

إلتفتت عليهآ أمهآ توهآ تحسّ بوجودهآ إلآ وتتفآجئ بشكلهآ: وين طآلعه
حوريّه: مش أولتلك خآرقه مع نسمه وورده
أمهآ: إنتي يآبنت من وين لك هآلبلآده ! لك نفس تطلعين وتفرين بـ الأسوآق بعد إللي صآر
حوريه: وإيه إللي حصل يعني ؟ لآ أنآ أول وحده تتخآنئ من قوزهآ ولآ الأخيره ولآ عوزآني أحبس نفسي فـ البيت وأعد أعيط
أطبقت أمهآ شفتيهآ بقلة حيله: إنتي مآحد ينآقشك بشيّ مآفيك غير لسآن وش طوله

طــــوووووووط .. طــــــــــووووووط

وقفت بسرعه من سمعت توآلي صوت البوري: أكيد نسمـه تحت وصلوآ ..
أمهآ: طيب قوليلهم يطلعون شويّ
رفعت نقآبهآ لوجههآ وتمت تربطه: مش هيرضـوآ وكمآن عشآن منتأخرش برآ .. لمآ نرقع هخليهم يطلعوآ
أمهآ: طيب آنتبهوآ على نفسكـم ..
جت بترفع بوكهآ إلآ وطآح من يدهآ لحقتهآ أمهآ بسرعه وهي تسمي: بسسم آلله

سحبت نفس هآدي وهي تنآظر بوكهآ بـ الأرض .. هذي مو أول مره تصير ! كلّ مآجت ترفع شيّ بيسرآهآ إلآ وتحسّ بـ العجز ويطيـح منهآ .. هي أصلاً مآهيب حآسه بيدهآ .. رآح يومهآ وهي تسوي تمآرين إنقبآض وإنبسآط للأصآبع وكف اليدّ والنتيجه زيـرو ! هذآ أكيد من رآئف البربري وسوآته يوم لوى ذرآعـها .. مآتذكر من بعد كميّة الألـم الموجعـه حدّ طلـوع الروح وكنه الموت أو النهآيـه إلآ صـوت الطرقعه الخفيفه ... وش إللي صآر على يدهآ ..

طـــــــــووووووط ,, طــــــــوووط

....: حـــــــــــوور
إنتفضت كتوفهآ وهي ترمش من صيآح أمهآ عليهآ وصوت البوري المتوآصـل ..
أمهآ: علآمك !!
رفعت بوكهآ من الأرض بيمنآهآ وتوّ مآوطت للأرض إلآ وتحسّ بـ تصلبّ فقرآت ظهرهآ من بعد قسمة الوسـط .. عضت على طرف شفتهآ السفلى بـ تعب تكتم ألمهآ " حسبي آلله عليك يآظآلــم ,, أشوف فيك يـوم "

مشت بسرعه قبل تلآحظ أمهآ حركتهآ البطيئه المتألمـه أو حتى لمعـة عيونهآ بـ الدمـوع !

بـ السيّآره قدآم مدخـل العمآره ..
.....: بعد لين خمس وإن مآنزلت لآ نروح ونتركهآ بـ الطقآق
ورده: ههههه وإشمعنى خمس
لوت نسمه فمهآ: أحس مآيمديهآ أعد لين الثلآث
ورده: هههههه بـ الله ! وخمس يمديهآ يعني
نسمه: وآآآحد .. إثنيــــن ..

تأففت بنفاذ صبر ثم أكملت وهي تعد على أصآبعهآ: ثلآآآآآ ........
ميلت ورده برآسهآ صوب الشبآك: كفو وآلله أمدآهآ لين الثلآث
أم ورده: ههههه إنتو هتتسلو على البنـت سيبوهآ فـ حآلهآ
نسمه بـ غيظ: لآ خآلتي .. هذي صبرهآ عليّ أنآ أعرف شلون أتـصرف معآهآ .. ليش على كيفهآ تدلـع ونتحرآهآ
فتحت حور بآب اللآند كروزر البيضآء وركبت بـ الكرسي الأخير: آلسلآم عليكـم
نسمه بعصبيّه: مآبغيتــــي !

حوريه: طب ردي السلآم الأول .. آستغفر آلله
أم ورده: إزيك يآحور .. عآمله إيه يآحببتي
حوريه: بخير الحمدلله يآطنط إنتي إيه أخبآرك .. ضربت ورده من كتفهآ: إزيك يآعرووســه
عطتهآ ورده بوسـه مسموعه من تحت لثمتهآ وهي تضحك: ههههه حبيبـي
حوريه لـ نسمه: خلآص يآهآنم إفردي بوزك مش نآئصه أرف ع المسـآ
نسمه بـ كره وهي تنآظر يسآرهآ من الشبآك: بلآ فـ شكلــك
حوريه: ههههه نسمه الرآعي الرسمي لـ جملة بلآ فـ شكلك
ورده: ههههه لآ وبعـد " جعلك بآللي مآنيب قآيله "

نسمه: هآ هآ هآ وش خفـة هآلـدم !
ورده: نتحرآك تثقلينـه خخخ
نسمه: عنبو المصآله يآنآس وشهـو ذآ !!!
ورده وحوريه: ههههههه
أم ورده: خلآص يآبنآت عيب كدآ متدآيئـوش نسمـه
نسمه: خآلتي آلحقـي علـيّ
أم ورده بـ لهجه سعوديه: طيب يلآ إركضـي
ورده وحوريه: ههههههه
خبت نسمه وجههآ بيدينهآ: لآآآآآآآآآآآآآآهـــ
رفعت ورده كفهآ لأمهآ يضربون خمس: أحلآ يآ مآمآ .. كفــك ههههه

صآحت نسمه على السآيق: صمـد وللي يعآفيك أســرع مدري وش بيجيني لآطولت أكثر مع ذولـي .. - كملت بحسره - حتى إنتي يآخآلتي .. آآآخخ عليه العوض

التفتت ورده ورآهآ هآمسه لـ حوريه: إنتي كويسـه !!
مآردت حوريه إلآ بهزة رآس بـ نعـم ..
ورده: نسمه علمتنـي بآللي صآر
أطبقت حوريه شفتيهآ بـ غيظ مبققه عيونهآ لـ نسمه تخزها بينمآ كملت ورده بسرعه: لآتخآفين .. مآرح أعلم أحد ورح أسآعدكـم

حوريه بهمس: بقــد !!
ورده: إيه طبعــاً .. وآضـح إن الموضوع مُـدبر ولآزم نكشفـه .. بس إنتي الصرآحه عآجبتنـي هآللآمبآلآه فيك
حوريه: إنتو كلكم مستغربين ليه !
ورده: يعني أحدن صآدك بسآلفه فيهآ تشويه لسمعتك وعند زوجك وآلله أعلم منو بعد يدري بـ الموضوع غير مرآم .. وبعـد تطلقتـي ! إنتي تدرين وش معنى زوجك يطلقك ! وتكونين بهآلبرود ! مآتحبيـن رآئف أجل ؟

إتسعت حدقتيهآ من وقع السؤآل المفآجئ عليهآ والأغرب هو إحسآسهآ بـ المفآجئه ! الغريب فعلاً إن رآئف هو آخر همهآ .. والأغرب إن رآئف بـ الأسآس مآله أي مكآن يشغل فكرهآ والخآطر حتى وإن كآن بالترتيب الأخير ! " مبحبـش رآئـف !! دآ معنآه إني مش بحبـه !! يعنـي إيـه حُـبّ ! إزآي أكون بحبـه !! أو إزآي أعرف إن كنت بحبه أو لآ .. بس أنآ مش بكـرهه بـ المعنى الفعلي للكره .. لو مش بكرهه يبئـي بحبـه .. بس فعلاً مش حآسه بـ حُـبّ إذآ كآن معنى الحبّ إنه يشغلنـي وأشيّل همّ صورتي أدآمه أو همّ علآقتي بيه ! لو مش حـبّ أو كـره دآ يبئـى إيـه !! "

دنقت ورده رآسهآ عليهآ أكثر: ههههه شكلك مو بس تحبينه إلآ تموتين عليه ..
مآردت حوريه إلآ بـ إبتسآمه قصيره مصطنعه مآقدرت ورده تشوفهآ إلآ بعيونهآ بسبة غطوتهآ الكثيفه على وجههآ: أنآ من الحين معكم بـ الخطـه لين نكتشف الحقيقه
حوريه: ههههه بتتكلمـي زي نسمه

ورده: ههههه حديّ متحمسه بنبدآ تحقيق .. عآد أنآ كونآن من الحين أعلمكم مآلي دخل
نسمه بـ قهر وآضح بنبرتهآ الحآده: وش عندكم انتم تبربرون فيـه بـ السـرّ !!
حوريه بـ طنآزه تقهرهآ: ملكيش دعــوه
قلبت نسمه عيونهآ بـ إشمئزآز ثم ردت تنآظر بـ الشبآك هآمسه: بلآ فـ شكلك
حوريه وورده وأمهآ: ههههههه



/
/

حلم الحياه 12-08-16 11:38 AM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


رقى للدور الثآني بعدمآ ردّ من صلآة العشآء .. قآبلته بـ إبتسآمه عريضه بـ مدخل الدور المقآبل للسلآلـم وهي تخزه بـ نظرآت غآمضه إستغربهآ معقد حآجبيه ...
.....: مستر سنـد !
سند ببرود: خيـر !
.....: أنآ نجـوى
نآظرهآ من فوقهآ لتحتهآ رآفع حآجب وآحد بينمآ أردفت بسرعه: أيوه أنآ عربيّه .. فلسطينيّه وأشتغل هنآ

سند: أهـآآ .. خير بغيتي شيّ !
نجوى وبعدهآ ترمقه بهآلنظرآت إللي مآتصدر غير من بنت لـ *** بهدف الإثآره والإغرآء: مدآم أصآله وصتني أدلك لغرفتهآ
بلع ريقه سآفههآ وهو يتقدمهآ: وينهآ غرفتهآ
نجوى: سير معي لو سمحت
سند بجفآف: علميني وأنآ بروح بنفسي مآيحتآج

بلعت ريقهآ بـ فشله مآسرع مآختفت بعد تدآركهآ إن هآلمعآمله الجآفه مو متعمده وعن قصد من إللي سمعته من بآقي العمآله بـ الفيلآ إنه مآيحب أحدّ يتدخل بآللي يسويه أو إللي يبيه .. قهوته يجهزهآ بنفسه , غرفة مآلك إللي مآيقيم فيهآ الحين غيره مآحد دخلهآ من يوم جيته .. هو إللي ينظفهآ ويبدل فرشهآ ويرتبهآ ! - ردت بهدوء مأشره بسبآبتهآ تشرح له الطريق - : آخر هآلممر .. يميـن فيه ممرّ ثآني بـ آخره غرفتين .. الغرفه إللي بـ اليمين هي غرفة مدآم أصآله ..
سند: والغرفه الثآنيه !!

نجوى بـ إبتسآمه وكنهآ مآصدقت سؤآله لهآ: غرفـة آنسـه سآلـي ..
سفههآ سند موليها ظهره بدون ردّ لحد مآتخطى طول الممر ودخـل يمينـه بينمآ كورت هي قبضتيهآ بغيظ: أوففف مآحلآك .. مصيرك بتجيني .. سبقك أخوك مآلك يآآآآآ - رفعت ذقنهآ بـ ثقه وبـ إستهزآء كملت - مستر سنـد !


طق البآب بهدوء ثمّ فتحه بعدمآ سمع إذنهآ بـ الدخول: تفضـــــــــل
سند بـ إبتسآمه: يزيد فضلــك ..
إلتفتت له مبتسمه وقد إرتفعوآ حآجبيهآ: سنـــــد !
قرب صوبهآ يديه الثنتين بـ جيوب بنطلونه الجينز السمآوي: هآآ وينهـي المفعوصه الصغيره
.......: قولت لك أنآ مووو ثغيـــرآآآآآآآه
إلتفت ورآه لمصدر صوتها إلآ ويشوفهآ وآقفه على كرسي التسريحه قبآل المرآيه وتدهن ذرآعينهآ بـ المرطب: هآلله هآلله .. وش هآلزين وش هآلحلآ .. بتطلع معي مززه

أصآله: هههههه تكفى هي مغروره خلقه لآتزيدهآ ...
مشى صوبهآ سند منزل رآسه لـ تحت يشوفهآ وهي لآبسه تنوره جينز قصيره بـ المره وإللي كشفت عن نصف فخذهآ لآخر سيقآنهآ البيضآء المنتفخـه ثم كونفيرس أحمر ريآضي بـ ربآط .. بلوزتهآ كآنت بيضآء بـ كتآبه بربرق لآمعه بـ الأحمر وعلآقي برقبتهآ كشفت عن نصّ ظهرهآ ..
فدوى: لآتنآظرني كذآ
سند: ليش مو إنتي مآتستحين

فدوى: إيه مآ أثتحـي بس إنت عيب عليك تنآظر بنت كذآ هــه - قآلتهآ بطنآزه - ثم مآلت على التسريحه رآفعه إسوآره من الخرز الأحمر مطآطيّه ولبستهآ حول معصمهآ .. كآنت دبدوبــه وشكلهآ طفولي عــذآآب من حلآته ...
نطت عن الكرسي بـ الأرض وتمت ترمقه بـ نظرآت تفحصيّه من فوقه لـ تحته ثم سألت ببرآءه: إنت ليش مآتلبث ثوب !

إرتفعوآ حآجبيه بـ إستفهآم: ليش كذآ مو حلـو ؟
فدوى: بلـى حلـو .. مره كشخـه وإثتآيل
إلتفت سند لـ أصآله مصدوم: ههههههه
فدوى وهي تحرك سبآبتهآ بـ تنبيه: لآتحثب إني أقزك هـآآ .. ثح إنت حلو بث مآ تعجبني
سند: هههههه لآحووول إنتي وبعدين معك يآبنت
أصآله: أخآف تبتلش معهآ !
سند: لآ عآد مو لذي الدرجـه ..
فدوى بتوعد: مآمآ إيش تقولين لـه !!!
زفرت أمهآ بـ إحبآط: مآآآفيـــــــه
شدته من بنطلونه: يلـلآ نمشششششــي

.......: أصآآلـــــه !!!
إلتفتوآ ثلآثتهم صوب البآب إللي إنفتح بـ شويش وهمس بـ إستغرآب ...
أصآله: هلآ سآلـي .. تعآآلي
بلعت ريقهآ بـ هدوء وعيونهآ ترمقه بنظرآت ثآقبه من رآسه لـ رجوله ...
كآن فعلاً ذكـر مثير مفعـم بـ الرجولـه .. طولـه المبآلغ فيه أكثر مآهو ملفـت بـ عرض منكبيـه وضيـق خصـره ...

ستآيلـه جذآب .. بـ الرغم من عربيّة ملآمحه وشرقيتهآ إلآ إن فيه شيّ غريب يخليك تستنكر أصلـه ...
كآن لآبس بنطلون جينز سمآوي بآهـت وصدريـه بدل رسميّه بـ اللون الكحلـي مقفل صف أزرآرهآ فوق قميص رمآدي اللون فآتح وقد شمر عن سآعديه حدّ المرفقيـن مدخله ببنطلونه وفوقه حزآم بـ لون الهآفآن " العودي ".. وسآعه جلديّه معصمهآ بـ نفس اللون لحزآمه .. كمل إستآيله الإسبور بـ كونفيرس ريآضيّ كحلي اللون بربآط أبيـض ...

.....: حتى سآلي تقــززك كي كي كي كي كي هههههه - حطت يدينهآ الثنتين على فمهآ مغمضه عيونهآ بقوه بتعبير طفولي للطنآزه -
أصآله: هههههه
بلعت سآلي ريقهآ بتوتر وهي توهآ تحسّ على نفسهآ صآر لهآ مده الظآهر وهي فآهيه بشكلـه: وش إللي يصير هنآ ..
أعرض عنهآ سند ببرود لـ فدوى مآد لهآ ذرآعه وفآتح كفّ يده: يللآ فيـدو نروح
مسكت بيده وقد شقت البسمه وجههآ الطفولي البريئ بينمآ وقفت سآلي بطريقهم معترضه: خير إنشآلله وين مآخذ البنت !

ضيق عيونه بـ إستفزآز: شيّ مآيخصك ..
رفعت سآلي ذقنهآ حتى تقدر تشوف أصآله من ورآ سند لأنه مدآري عليهآ بـ طوله: أصآله هذآ وين مآخذ البنت وإنتي مخليته
وقفت أصآله جمب سند: عآدي سآلي وشفيك إنتي ..

سآلي بـ نظرة كره لـ سند: وشهو إللي وش فيه !! إلآ فيـه وفيه وفيه .. فدوى إتركي يده مآفي طلعه
كشرت فدوى بزعل طفولي منذر عن نوبة بكآ وهي تهز رآسهآ بـ النفي بينمآ توعدتهآ سآلي بنظرآتهآ المرعبه لهآ ...
أصآله: سآلي آلله يهدآك علآمك إنتي .. بتطلع مع خآلهآ مو أحد غريب
سآلي بـ إستنكآر: وآلله ! خآلهآ ! من متـى !

بلعت أصآله ريقهآ من الفشله وقد طآح وجههآ بـ الأرض بينمآ إلتفت عليهآ سند وأردف بهدوء: مآرح أسوي إلآ إلي تبينه إنتي .. وصدقيني رح أتفهمه
فتحت أصآله فمهآ بسرعه موسعه عيونهآ تتدآركه: لآآآآ لآ لآ أبــدّ .. سند إنت أخوي .. وخآل فدوى .. أنآ وآثقه فيك ورح أتركهآ تطلع معك
سآلي بعصبيّه: أصآله إنتي من جدك !!!! بتخلين بنتك مع وآحد جآينآ من الشآرع !! صآر أخونآ وخآل البنت بظرف يوم وليلـه !!
أصآله من بين أسنآنهآ: سآلي إلزمي حدودك .. فدوى بنتي وأمرهآ بيدي أنآ .. وأنآ سآمحه لهآ تطلع معـه ...

....: مآآآآمـــــآآآ

جلست بـ الأرض على ركبتيهآ بعدمآ إستشعرت خوف بنتهآ إللي إرتجفت نبرتهآ وإهتزت من صيآح سآلي وهآلموقف المتوتر بينآتهم ..

ضمتهآ بـ قوه وهي تبوس يدينهآ الثنتين: بس يآقلبي .. بس يآ مآمآ مآفيه شيّ ..
فدوى: ليش تثآرخون .. خلآث مآبي أرووح
رفعت أصآله نظرهآ لـ سآلي تخزهآ بـ حقـد بينمآ تأففت سآلي وهي تصد عنهآ بوجههآ مكتفه يدينهآ ...
مسحت أصآله على شعر بنتهآ الحريري الكثيف ثم إحتضنت وجههآ بيدينهآ: لآ مآنصآرخ يآعمري .. خآلتو سآلي خآيفه عليك بس تطلعين بروحك وأنآ مو معك

فدوى: أنآ بطلع مع خآلو ثنـد .. هو زي خآلو مآلك ليش تخآف !!!
سآلي بـ حده: وشهــوو !! خآلو ميـن إللي زي ميــن !!! لآ حبيبتي فيدوو سنـد مو زي مآلك
وقفت أصآله معصبه: خلآآآص سآآلــــــي .. وش هآللي تقولينه للبنت !! وش دخلهآ بينآتنآ تسمعينهآ هآلكلآآآم !!!

بلعت سآلي ريقهآ ودوبهآ تحسّ على نفسهآ وعلى كلآمهآ لمين جآلسه توجـهه ...
أصآله لـ فدوى: فيدوو يآقلبي روحي الحين يللآ مع خآلو .. ولآ تطفشينه وتطلبين منه أشيآء وآآآجد عشآن يرد ويطلعك معه مره ثآنيه طيب !!
فدوى: ليش ثآلي زعلآنه !!

أصآله: لآ مآهيب زعلآنه .. إنتي روحي الحين وجيبي معك هديه لـ سآلي وهي بتصير مبسوطه مآشي يآقلبــي !!
إحتضنت فدوى سآق سند وهي موصل طولهآ لين ركبته: يللآ نمشششششــي يآ ثنـــد .. يللآآآآآآآ
وطى سند للأرض وشآلهآ ثم إلتفت لـ أصآله قبل يطلع: لآ تخآفين عليهـآ ..
ميلت أصآله رآسهآ بـ إبتسآمه تفهم قصيره: مآنيب خآيفـه .. بس إنتبه عليهآ لأن حركتهآ كثيره وإنت بعدك مآتدل شيّ هنـي

بآسهآ سند من جبينها ثم دآعب خدهآ الوردي المنتفخ بطرف خشمه: هذي إللي مآتستحي ههههه
رفعت سبابتها الصغيره بتهديد: ههههه إثمع ترآ يآويلك يآثوآآآد ليلك لو كلمت أي بنت ثآنيه وأنآ معآآآآك ... شكل البنآت كلهم رح يقزوونك وآلله يعيني كيف بتحمل
أصآله: هههههه بس يآآبنــــت

سند: هآلبنت مشكلــه .. طيب خلهم يقزوني وإنتي شعليك مآ أنآ مو عآجبك
ردت ونفضت شعرهآ لورآ بغرور بحركتهآ المعتآده: إيه بث مآيصير يكون معآك وحده حلوه وتخقق مثلي وتنآظر غيري
سند: هههههه إنتي لسآنك يبآله ....... مآنيب قآيل
فدوى: إيه إيه يبآله قــث كي كي كي كي هههههه
أصآله وسآلي إللي غصباً عنهآ تبسمت من كشرت فدوى بملآمحهآ وهي تضحك بطنآزه: هههههه

أصآله: خلآص سند روحوآ آنتـو ..
سند: مآتبين شيّ وأنآ رآد !
أصآله: سلآمتــك بــس ..
سند لـ فدوى: يللآ يآم لسآنين إنتي .. مشينآ !!
إلتفت ورآه بيطلع من البآب وهي بعدهآ وآقفه بطريقهم متكتفـه ...

فدوى لـ سآلي: لآتذذذعليــن يآثآآلــي بجيب لك معآيآ هديــه
مشت سآلي عن البآب تفتح لهم طريـق .. تعدآهآ سند وإللي مآخفت عنه نظرآتهآ إللي بعدهآ ترمقه بهآ بطرف عيونهآ وإللي بمجرد خروجه سمـع حسّهآ بـ نبرة فآض منهآ الحقد والكرآهيه: إنتي صآر شيّ لعقلك !! شلون تسمحين له يآخذ البنت !!!!
أصآله: وش بيسويّ فيهآ يعنـي !! سآلي هذآ خآآلهــــآ

سآلي: إمحــق خـآآل
أصآله بـ عصبيّه: تكلمـي عن أخوك الأكبر بـ أدب
سآلي: مآلي إخوآن غير مآلك .. وهو يصغرنآ ثنينآتنآ .. أمآ غيره فـ مآ أعترف فيـه .. ولآ أبيـه
زفرت نفس مسموع بعصبيه مكبوته: آلله يهديــك
سآلي: ليش شآيفتني مجنونه !
أصآله وإللي خلآص وصلت معهآ: ليش الهدآيه مآتجوز إلآ للمجآنين !!
سآلي: وإن خذآ البنت وسوآ بهآ شيّ !
أصآله: وش بيسويّ فيهآ يعني !! بيذبحهآ ويتآجر بـ أعضآئهـآ !! سآلي ترآ مآلي خلقك عصبتيني بمآ فيه الكفآيه .. ولي يعآفيك هديني بروحي الحين

مشى سند عن البآب محتضن فدوى إللي كآنت تلعب بشعره من مؤخرة رآسه وتحسس على السآلف الأيمن لـه بسبآبتهآ: شعررك حلو يآثنـد
سند وإللي إقشعر جسمه من لمستهآ لهآلمنطقه وإللي أول مره يكتشف إنه يغآر منهآ .. قفــآه !!
زفر نفس مقطوع بضحك وهو يبعد رآسه عنهآ: ههههه بس يآبنت
فدوى: ليش !

تحمحم بالع ريقه بـ إحرآج من شعور الدغدغه إللي حسّه: إحمم , مآفيه .. هآآ وين تبين نروح !!
فدوى: نروح الثـوق
سند: لآحوول شكل الجينآت موحده عند الحريم .. من أصغرهم لأكبرهم يبون السوق
فدوى: بتوديني الثوق !
سند: إيه بوديك الثوق
فدوى بزعل طفولي: لآتطنــذذذ عليّـآآآآ
وسع عيونه بدهشه مصطنعه: أنآآ أتطنـز ! متى !!
فدوى: تقول الثوق وهو إثمه الثوق
ردّ يبوسهآ مره ثآنيه وهو يضحك ..

فدوى: عندي حرف الثين خربآن .. عجذذوآ كل النآث يثلحونه لي
سند: هههههه فديتك يآفدوتي .. قولي سند
فدوى: ثنـد
سند: قولي أصآله
فدوى: أثآلـه
سند: قولي سآلي
فدوى: ثآلـي
سند: ههههه طيب وش إسمك .. فدوى إيش !
ردت وكنهآ تسمع شيّ حآفظته: فدوى حثـن عيسى المثلمي
سند: ههههه لآآآ إنتي مشكلتك عويصـه .. طيب ذولي كمّ - رفع أصآبعه الخمسه -
فدوى: خمثــه
سند: وهذآ إيش ! - طلع لسآنه -
فدوى: لثــآن
سند: ههههه وين قلتي تبين تروحين !
فدوى بـ فرحه طفوليه وهي تصفق بيدينهآ ومبرقه عيونهآ بـ إبتسآمه: الثــــووووووووق
سند: هههههه



/
/


بوآحد من أكبر المجمعآت المعـروفه ...
مرّ وقتهـم وهم يتنقلـون من محـل لـ محلّ وكلاً بيده كومه من الأكيآس مآعدآ هــيّ ..
نسمه بـ حقد: حوريّه يآملكـة زمآنك ورآ مآتشيلين لك كيسين من الأكيآس ترآ تخدلت يديني ومآعآد فيني
حوريه: نسمه إيدي بتوقعني
نسمه: بيدك الثآنيـه

حوريه: إيدي اليمين مآسكه البوك بتآعي والشمآل مش عآرفه أمسك بيهآ حآقه
ضيقت نسمه عيونهآ بـ شـك: حور من أمس وإنتي تقولين إنهآ تعورك ليش مآتـعلمين عُمـر يكشف عليك يمكن فيهآ شيّ
حوريه: أنآ حآسه فعلاً إن فيهآ حآقـه .. متعقـزه مش قآدره أشيل بيهآ حتى منديل
نسمه: جعلك يآرآئف بآللي مآنيب قآيله .. آسمعي يآبنت إنتي لآزم تخلين عُمر يكشف عليك يمكن شيّ كبير لآتسفهين

حوريه: مهو عُمر لو كشف عليّآ وعرف حآقه هيعرفوآ الموضوع كلّه
نسمه: وإفرض إن يدك فيهآ شيّ تخلينهآ كذآ بس لأنك مآتبينهم يعرفون !!
ورده: نسمه أبي أدخل محلّ عبآيآت أجيب لي عبآيه
مسحتهآ نسمه بـ نظره تفحصيّه من رآسهآ لرجولهآ: وش فيهآ عبآتك محلآهآ !
ورده: لآ مآتعجب آدم .. أبيهآ زي حقت حوريه كذآ سآآده ومآفيهآ لآ لمعه ولآ خرزه
نسمه: أحلآ أحلآ وش ذآ السنـع
ورده: ههههه بسك عآد

نسمه: وهو آدم إللي فرض عليك هآلشيّ ولآ إنتي بكيفك !
ورده: لآ مآفرض عليّ بس أدري من قبل إن حجآبي مآيعجبه .. وأبي أتغطـى بعـد
نسمه: اللثمـه حلوه عليك
ورده: إنتي شكلك بتخربيني .. وآشمعنى إنتم متسترين ومغطين !
نسمه: لآ حبيبتي إنآ وضعنآ غير .. تبين أتلثم يشوفني أحد من إخوآني يصكني بـ الجدآر ولآ يسآويني بـ الترآب
أم ورده بعد مآقربت عليهم وسمعت آخر كلآم لـ نسمه: يآحببتي لآزم يكون حقآبك عن إقتنآع .. وعشآن ربنآ مش حد من إخوآتك
نسمه ببلآهه: إخوآتـي !
ورده بسرعه تصحح اللفظ: آخوآنك يعنـي ههههه

نسمه: إيييه .. يآخآلتي مو هذآ قصدي .. أكيد أنآ على إقتنآع بـ حجآبي بس مثلمآ تشوفين حولك .. فيه إللي حجآبهآ مغطي حتى يدينهآ وفيه مغير طرحـه بس .. فيه نقآب وفيه برقـع وفيه اللثمـه ... عندنآ بـ البيت غير العيـون مآينكشـف ولآ تنقبرين بـ تربتك ,, أمآ ورده هي أصلاً طول عمرهآ مآتتحجـب فـ آدم لآزم يرآعي هآلشيّ ومو دغري كذآ يفرض عليهآ هآلشيّ .. التحول الجذري هذآ يبآله وقت ع الأقل عشآن هي تقتنع فيه وتتقبلـه ..

حوريه: أيوه يآورده صحّ .. إنتي لآزم تآخدي القرآر دآ عن إقتنآع مش بس عشآن ترضي آدم
ورده: حسبي آلله عليكم إنتو متأكدين إنكم تنصحون !!

حوريه ونسمه: هههههه
نسمه: ترآ حوريه بوجهين .. هنآ متستره مآيبين منهآ شيّ ولآ رآحت مصر مآغطت شيّ هههه بس جآلهآ إلدآعشي رآئف يآويلهآ إن فكرت تتكشف
ورده: أهآ شفتي شلون , أنآ مثل حور وآدم مثل رآئف بس آدم سبب من الأسبآب .. آقول آمشوآ بس أنآ خلآص بغير عبآيتي ذي وبتحجب مثلكم .. وأحسن منكم بعـد .. مآبي أكشف عيوني هـه
نسمه: وه وه .. ترآ تسنعتي وآجد ..
حوريه: هههههه بركآتك يآ آدم

دخلوآ محلّ عبآيآت تآركين أكيآسهم بـ صنآديق الأمآنآت وإللي عبوهآ كلّهآ !
نسمه وهي تفتش بـ العبآيآت وجمبهآ ورده: بس ورده عآد لآتترآخين كثير
ورده: شلون !
نسمه: يعني الرجآل مآيحبون إللي كلش حآضر ونعـم .. يملـون
ورده: نسمه مو معقوله أتعصّـى من أولهآ

نسمه: وإنتي أحد قآلك تعصـيّ .. أنآ أقول إنتي سويّ إللي يبيه بس آقهريه بـ الأول وعنـدي معه شويّ .. اليوم طلب وبكرآ طلب غيره وهكـذآ لين تلقينه سآيق فيهآ مغير يطلب ويتشرط وتلقين نفسك مآنتيب قآدره تقولين له لآ .. وإن قلتي لآ ذآك الوقت مآعآد ينفـع .. بيستغربك ويمكن يشكّ إن ورآك شيّ لرفضك هذآ

بهتت ملآمحهآ وهي محملقه بـ الفرآغ: نسمه إنتي من وين لك تعرفين هآلكلآم !!
نسمه: خبرآت وتجآرب خخخخ
ورده: لآ صدق من وين !
نسمه: وش الفآيده من قصص المسلسلآت الفآشله إللي نتآبعهآ هذي !
حركت ورده رآسهآ بـ النفي وكنهآ تنفض عنهآ هآلأفكآر: هذآك قلتيهآ فآشلـه .. سكتي وللي يعآفيك أنآ حيل أتأثر بـ أي كلآم

نسمه: لآ يآعمري مو أي كلآام .. الكلآم المنطقي بس ولآ تنكرين إن كلآمي فيه شيّ من الصحـه
حوريه بتحذير بعدما اقبلت عليهم وسمعت كلام نسمه الاخير: ورده متسمعيش كلآم البت دي .. أفكآرهآ غبيّه وفآشلـه وهتوديكـي فـ دآهيه
ورده: إيه وآلله أنآ من أول شآكـه
قلبت نسمه عيونهآ بقرف لـ ثنينآتهم: مآلـت .. أبدّ مآتنعطون وجـه
صآحت حوريه توقفهآ بعدمآ أقفت عنهم: إستنـي مئولتيـش بلآ فـ شكلـك هههههه

نسمه بقهر: طيب يآحور شوفي من يوقف معك ويسآعدك .. غبآء الأرض كلبوه متجمع برآسهآ وتلوم غيرهآ .. سمعينآ عآد أفكآرك وخططك العبقريه إللي بتطلعك من مصيبتك هذي .. بلآ فـ شكلك
ورده: هههههه شكلهآ عصبت ..
تنهدت حوريه بـ إحبآط: آآآخ عندهآ حئ .. أنآ فعلاً غبيّـه
ورده: بس قويّـه .. والصرآحه عآجبتيني حييييل .. غيرك كآن جلس جمب الحيط مغير يبكبك ويندب حظـه أمآ إنتي هذآك محلآك ولآ على بآلك لآ وتتسوقين بعـد فديتك
رفعت حوريه وحده من العبآيآت تنآظرهآ: شوفـي دي ..
أخذتهآ منهآ ورده رآفعتهآ لـ فوق: آممم حلـوهـ .. هذآ هو إللي أبيـه بـ الضبط ..
حوريه: طب شوفـي المئـآس بتآعهآ كدآ ..


ورده وهي مشغوله تدور بين المقآسآت: شوفي آخر هآلإسبوع آدم بيجيني يوم الخميس والجمعه بنروح لـ بيت عميّ شبيب .. وأنآ بطريقتي بعرف إن كآن مرآم لهآ يدّ بـ الموضوع أو لآ يآخووووفي يكون لهآ يدّ وآلله لأقط دبلـة آدم بوجـهه إن كآنت هآلمكيده من سوآة أخته
حوريه: ههههه لآ يآشيخـه
ورده: وش إللي تفكرين فيه إنتي !
حوريه: أكيد مش مرآم وإلآ مكنتش هي إللي وصلتلي الموبيل بتآعي بنفسهآ لأن طبيعي أول إسم هيتئـآل هو إسمهآ
ورده: آممم صآدقه .. بس بعد لآزم نتأكد ولآزم مرآم مآتحسّ بشيّ أبدّ لين نعرف كل الحقيقه ثم نكشفهآ ع الملأ .. إنتي صدق للحين مآحد غير نسمه هو إللي يعرف بموضوع طلآقك هذآ ؟
حوريه: نسمه وإنتي بس

حوريه: ورآئف مثلاً آيش يضمنك إنه مآيقول لأحد ! لـ زوجته الثآنيه ! أو أخوه الكبير أبو فيصل !
مطت حوريه شفتيهآ بتفكير: مشششش عآرفه الصرآحه
خذت ورده العبآيه: تعآلي نجرب مقآس هذي .. بس شوفي حور لآزم نتصرف بسرعه قبل أحد يدرى .. وخصوصاً أهلك إن دروآ عآد مآيحتآج أعلمك وش بيصير فيك !
حوريه: هههههه مش عآوزه أفكر بآللي هيحصل دلوئتـي
ورده: ههههه إيه الأحسن لك لآتفكرين بـ المره هههههه
حوريه: ههههه حسبي الله ونعم الوكيل
ورده: وشذمبي أنآ حرآم عليك تتحسبين عليّ هههههه


نسمه: هآآآ آشوف لقيتي العبآيـه
ورده: إيه شوفيهـآ ..
نسمه: وش آشوف فيهآ هذي خخخ مآفيهآ شيّ أبدّ
ورده: أجل هذآ هو المطلـوب ..
أم ورده: آآآخ رقليّآ يآبنآت شكل العظمـه كبرت خلآص
نسمه: هههههه وآلله إنك صبيّـه أكثر منآ يآخآلتي مآشآلله
ورده: أنآ بجربهآ آشوف مقآسهآ مظبوط أو لآ
نسمه: طيب بسرعـه لأن أبي بعد أروح للمكيآج والعطور

شهقت حوريه: لآآآآآآ
نسمه: وشهو إللي لآ
حوريّه: رقليّآ وآلله مش حآسه بيهآ أنآ تعبت أوي
رمقتهآ نسمه بـ إحتقآر: لك وجه تقولين تعبتي هذآ وإنآ إللي شآيلين عنك الأغرآض كلبوهآ وآنتي مثل الأميرآت
ارسلت لها حوريه بوسه بـ الهوآ: حبيبــــي
نسمه بعصبيه: بلآ حبيبـي بلآ زفت وخري بس
حوريه: إشهدي يآطنط جيهآن برآضيهآ ومش عآقبهآ كمآن
نسمه بـ كره: الحين تتسنعين

ربتت أم ورده على كتف حوريه الأيسر ومن لمستهآ إنتفض جسمهآ برعشـه مطلقـه آهه متألمه مغمضه عيونه بقوه من الألم إللي سرآ على طول ذرآعهآ وكنه كهرب مسك فيهآ ..
أم ورده بخرعه: آسمآلله عليكي يآحور .. مآلك !!!
همست نسمه بأذنهآ وهي تتحسس ظهرهآ: حووور علآآآمك
حوريه: مفيش
نسمه بـ شكّ: ذرآعك مـو !!
أم ورده: مآلك يآحور حآسه بـ إيه !!
حوريه: لآ كتفي بس وآقعنـي شويّه يمكن نومـه غلـط
أم ورده: طب يآحببتي لمآ تروحي خلي حدّ يعملك مسآج عليه بـ زيت الزتون .. هترتآح وممكن كتفك يفك شويه ..

هزت حور رآسهآ بـ الموآفقه مبتسمه بـ ألم من تحت غطوتهآ: آن شآءالله
نسمه من بين أسنآنهآ: سمعـي .. مآعندك غير بكرآ .. إن مآتحسن ذرآعك قسسم لأعلمهم بآلسآلفه كلـش ومآعلي منك .. فآهمـــــــه !!
ورده: تمآآم العبآيه مظبوطــه ..
حوريه: طبّ يللآ عشآن أنآ تعبت بقد
نسمه: بعينك .. بآقي مآتسوقنآ
حوريه: يآظآلمه حرآم عليكي إشتريتي المـول كلّـه
نسمه: لآ بآقي أهم شيّ .. - لعبت حواجبها بسرعه - آلميك آب يآقلبي
حوريه: لآ مع نفسك بئآ
أم ورده: آه وآللهي أنآ تعبت بردوآ

نسمه وإللي قدرت تعب حوريه من بعد إللي جآهآ من رآئف تكلمت بـ إستسلآم: طيب خآلتي إنتي وحور آستنونآ بـ الكآفيه وآحنآ بنكمل ثم نرد لكم .. ورده آذبحك إن قلتي تعبآنه إنتي بعد
ورده: ههههه لآ بجي معك
نسمه: آخخ فديتك بس
أم ورده: طيب يللآ عشآن نحآسب ..

نسمه: جبتـي لك غطـوه ..
ورده: إيـه
نسمه: تأكدتي زين إنهآ مآتكشف عيونك !
حوريه: هههههه
ورده بـ حقد: مآنيب رآده عليك
حآسبـوآ على إللي شرته وردهـ وطلعـوآ مبتلشين بـ الأكيآس إللي كل مآلهآ وتزيـد ...
نسمه: آففف كآن جبنآ شغآلتين معنآ يسآعدونآ بذي الأكيآس
حوريه: وإنتي فين إيديكي
نسمه بـ غيظ: ليتك تسكتين ...
حوريه: ههههه أعصآبك بس
نزلت نسمه وورده الأكيآس من يدينهم بـ الأرض جمب وحده من الطآولآت بـ الكآفيـه إللي بنفـس المجمـع

أم ورده: هنشرب حآقـه هنآ على مآتخلصوّآ ومتتأخروش
جلست حوريه على كرسي مسيحه جسمهآ بـ تعـب خفيّ مطلقه تنهيـده مكبوتـه طيرت نقآبهآ من على فمهآ: آآآآآآهــــ يآآربّ


/
/
/


جلس على طآوله بـ الكآفيه دآخل المجمـع مسيح جسمه ع الكرسي وفآرد رجوله ممددهآ: آآآآآخ وش هآللي أحسّـه
فدوى: ترآآ بآقـي مآتثوقنـآ
مسح على وجهه بيديه والندم يتآكله: وش هآللي جبته لنفسي وين كآن عقلي
فدوى: ههههه لآ تتحلطـم
سند: فيدوو مآتعبتي !
رفع نظره للويتر وهو يقدم لهم الطلبآت على الطآوله: شيّ ثآني
سند: يعطيك العآفيـه ..
أخذت كوب الـ آيس تي حقهآ مطت شفتيهآ الصغيره وبدت تسحب من الشآليمو وعيونهآ تدور بين الموجودين حولهآ بينمآ رفع سند كوب القهوه حقته وهو يتآبعهآ بـ نظرآته البآسمـه ..
فدوى: ثنـد البنآت كلهم يقزونك

سند: وإنتي ليش متضآيقه !
فدوى: ليش مو شآيفين اني جآلثه معك ! ليش ينآظرو فيك أنآ حددددي معثبه - ضربت الطآوله بقبضتهآ الصغيره -
سند: ههههه وإنتي شعليك مو أنآ مآ أعجبك
قلبت عيونهآ بـ غرور وهي تنفض شعرهآ بينمآ إنتفض صدره بضحكه من هآلحركه إللي كل مآلهآ وتسويّهآ: هههههه فيدوو علميني ليش تسوين هآلحركه دآيم
فدوى: هذي حركة الحلوآت المغرورآت الوآثقين في نفثهم
إرتفعوآ حآجبيه بدهشه مآط شفته السفلى: آممم ومين قآلك كذآ

فدوى: ثآلــي
سند: تحبين سآلي ؟
فدوى: إيه أحبهآ مره وأحب أقلدهآ في كل شيّ
سند: عآد إنتي حلوه ويحق لك تغترين
وقفت عن الكرسي: خلينآ نمشي
سند: على وين !!

فدوى وهي تقلب عيونهآ لـ جمعة بنات على وحده من الطآولآت جمبهم: مو عآجبتني الجلثه هينـآآ ..
إلتفت يمينه مكآن مآتنآظر هي وتقلب عيونهآ بـ إحتقآر إلآ ويتدآرك سبب عصبيتهآ مآردّ غير بضحكـه فآتنـه خآقت معهآ كل البنآت بذيك الطآوله
فدوى: خلينآ نشرب وإحنآ نتمشى مو قلت لي بتعطيني هديه أي شيّ أبغآآه
سند: أهـآآ

شدته من يده توقفه: طيب يللآ نمشششي
وقف بـ إستسلآم وقلة حيله: آآآآخ منـك
سحبت الـ آيس تي حقهآ ومشت لين وقفت عند طآولة البنآت ثم إلتفتت له وهي تصيح بصوت جهوري أسمع كل الموجودين: يللآ يآبــــــآآبــــــآآ
إلتفت عليهآ وقد إرتفعوآ حآجبيه أقصآهم من الدهشـه وهو يرفع كوب قهوته من سمعهآ تنآديـه ( بآبـآ ) ..

أشرت له بيدهآ يجيهآ: بآآبــآآ أســررع هيّــآآآ
مشى صوبهآ وبعده مو فآهم عليهآ لحد مآتعلقت بـ سآقه: بتجيب لي الهديه !
دنق عليهآ وشآلهآ هآمس بـ أذنهآ من بين اسنانه: وش بآبآ هذي !!
ضآقت عيونهآ بضحكه شريره خبت فيهآ فمهآ بيدينهآ: كي كي كي كي ههههه عشآن مآيتأملون فيك وآجد .. خليهم يحثبون إني بنتك ههههه
سند وإللي بعده مصدوم " وش هآلبنت المجرمه " : إنتي من وين لك هآلأفكآر يآبنت
لعبت له حوآجبهآ: بآقي مآشفت شيّ

سند: ههههه طيب تعآلي نجيب لك لعبـه هديّه .. وش تحبين العرآيس ولآ الدبآديب
رمت الكوب من يدهآ بـ عصبيه وتكتفت مبوزه بينمآ سند إللي طآح وجهه من الفشله وهو يشوف النآس حوله ينآظرونه بـ إستنكآر من بعد مآنتثر المشروب بـ الأرض: وشششش هآللي سويتيه
فدوى: وإنت مفكرني بذذذرر !!! عرآيث ودبآديب !! لآ نآقث تجيب لي مكعبآت وتقول نثوي بيــت ولآ ثيّـآره !!
جآ عآمل نظآفه بـ المجمع ينآظر سند بـ لوم بينمآ أطبق سند شفتيه بـ إبتسآمه قصيره متفشل: آســف آعذرنـآ ..
فدوى: خلينآ ندخل محل مكيآج
برق عيونه بصدمه هآمس بعدم تصديق: إيــش !!

فدوى: إيه أنآ أحب المكيآج .. أبغى أشتري لي قلوث زي حق ثآلي .. مآرضت تعطيني إيآآآه
سند وهو ضآيع بكلآمهآ: مكيآج ! لآ فيدوو مآيصير أدخل محل مكيآج فيه حريم
فدوى: وآلله وآلله أزآعلك يآثند .. أنآ أثلاً مآطلعت إلآ عشآن أتثوق وأجيب لي قلوث .. وبعدين أبغى أجيب لـ ثآلي روج عشآن أنآ كثرت لهآ الروج حقهآ وهي ذذعلت مني

سند: وتبين تفشليني بمحل مكيآج حق حريم !
فدوى: وليش تتفشل .. عآدي أثلاً فيه رجآل يدخلون ..
شهقت بصياح: خلاآآآآآآآآآآآآآآآآآث
وقف سند مخترع من صآحت توقفه ..
أشرب بسبآبتهآ القصيره صوب محل وشكلهم وصلوآ لوجهتهم المطلوبه وآلله يعينـه وإللي بيصير له !

فدوى: ثند بجلث هينـآآ
جلسهآ على الفآترينه القزآزيه وإللي ورآهآ وقف إثنين من الموظفين ..
سأله وآحد: آمرني بـ إيش أسآعدك

سند وإللي تبدل وجهه 180 درجـه بـ جميع درجآت الفشله والإحرآج وإبتلش مآيدري وش يرد ويقول !!
التفتت فدوى له: وليش تثأله ! هو رجّآل إيش إللي يبغآه يعني بـ المكيآج إنت مآتفهم !! كلمني أنآ مو هـو
بلع سند ريقه وحده متفششششل وطآيح وجهه بينمآ العآمل هو إللي كآن حده مصدوم .. - سألهآ بتردد - : آمريني يآحلوه

شهقت بفزع: ثآآآنـــــــآآآد شوفـو يتغزل فيني قدآمك !!!
إنتفض صدره هو والعآمل بـ ضحكه ثم هز رآسه بقلة حيله: شف وش تبغـى وجيبه لهآ بسرعه لآهنت
فدوى: لآ مو بكيفك أنآ أحب آخذ رآحتي وأنآ أتثوق .. - التفتت ورآهآ - إنــت .. جيب لي قلوث فوشي مآكث فآكتور درجه 04
إرتفعوآ حآجبيه بذهول من جرأة هآلبنت ومآرد غير ببلعة ريق وعيونه على سند إللي هز له رآسه بـ الإيجآب ...

رفعت قلم روج من إللي كآنو معروضين جمبهآ ع الفآترينه .. فكته وصآرت تحوس بشفآيفهآ ومآهيب شآيفه شلون تحط .. صآح سند: بسس يآبنـــت
العآمل: عفواً بس مآيصير تفتح شيّ وتجربه كذآ
سند بفشله: السموحه منك .. بنآخذه
نآظرت يمينهآ بـ المرآيه المثبته بـ الجدآر مآطه شفتيهآ لقدآم: لآآء وع مآرح نآخذه لونه مو حلـو أبدّ أبدّ أبدّ
حك سند جبينه بـ عقلة إبهآمه اليمنى وقد تخصر بيسرآه وعيونه بـ الأرض يدآري بسمته من إحرآجه ...
فدوى: ثند حط لي مكيآج ..

بقق عيونه بصدمه من طلبهآ هآمس لهآ بخفوت: فدوى مآيصير كذآ
فدوى: بلى يثير .. أنآ وثآلي نجي هينآ ونجرب عآدي
التفتت للعآمل: وين المكيآج حق التجريب
العآمل وإللي كآن بـ أقصى حآلآت الإندهآش من هآلبنت ومآبيده غير إنه ينفذ أوآمرهآ ... طلع لهآ علبـه وفتحهآ وإللي كآنت مخصصه للعرض والتجريب فقـط ..
تكتفت فدوى: هآآ يللآ حط ليّآ مكيآآآآج

إلتفت سند حوله ينآظر بـ الحريم وإللي كلاً مشغول بآللي يدوره ومآحد ملآحظ وجوده .. همس لهآ من بين أسنآنه: فدوى خذي إللي تبينه وخل نمشي خآلو مآيصير كذآآآ
هزت رآسهآ بـ النفي وبعدهآ متكتفه بينمآ أطبق سند شفتيه بـ قلة حيله هآمس: بخلص لك مكيآج وبنطلع فوووراً .. بنرد البيت ومآفي مكآن ثآني بنروحه
هزت رآسهآ بـ الإيجآب وهي متكتفه بينمآ ردّ سند ينآظر حوله يتأكد إن مآفي أحد ينآظره ...



......: عآآآد أنآ عشقي ذآ اللون مدري وش فيني كل مآجيت وأنآ آخذ منه
ورده: ههههه وليش تـآخذينه وهو عندك
نسمه: بطرى زآيده خخخ
مسحت ورده الروج على ظهر يدهآ: هذآ حلـو ! مدري أنآ ليش أحبّ هآلألوآن البآهته
نسمه: بس تطلع عليك جنآن لأنك حنطيّه شويّ وهآلبرونز إللي مسويتيه يليق عليه هآلألوآن البآهته وخصوصاً لو قلوس يلمع وآآآآآو مآنيب نآسيه شكلك بملكتك كنتي جنآن
ورده: بس أبيّ أجرب شيّ غير .. أبغى أحمـر فآآآآآقـــــع .. أبي أفآجئ آدم بشيّ مآشآفني فيه
طيرت عيونهآ بتململ: يآذآ الـ آدم إللي صجيتينآ فيه

ورده: ههههه مآلك دخل
نسمه: ..........
ورده: نسمه شوفي هذآآ وش رآيك
نسمه: ..........
ورده: نسمـآآآآآآآآه
....: هآآآه

ورده: وينك إنتي شوفي هآللون وش رآيك فيك !
نسمه: ورده شوفي شوفي ذآك وش يسويّ .. بآلله نآظري بسرعه ورآآآك
إلتفتت ورده معقده حآجبيهآ من صرعة نسمه عليهآ وإللي أول مآ إلتفتت إنفكت عقدتهآ بـ إبتسآمه وهي تشوف رجّآل مستند ببطنه للفآترينه بين رجول بنت صغيره حآوطت خصره برجولهآ الثنتين .. متكتفه ورآفعه رآسهآ بتباهي .. وهو بيده اليسرى علبة أيشآدو واليمنى الفرشه الصغيره ويلون لهآ جفونهآ بـ إهتمآم وتركيز ..

نسمه: وآآآآآي مآحلآآآآه بسسسسس ورده شوفيهم بآلله مآيخبلون
ورده: ههههه إيه وآلله تدرين أبغى أصورهم .. لحظه لحظه هذي لقطه مآيصير أفوتهآ ..
نآظرتهآ نسمه وهي تطلع من شنطتهآ كآميرآ الجيب الصغيره حقتهآ وإللي مآتفآرقهآ أبدّ: إنتي بتفضحينآآآ شكلك .. ورده إن دروآ بتصير مشكله
ورده وهي ترفع الكآميره صوبهم: ليش يعني
نسمه وهي تخزهآ من يدهآ لأجل تنزل الكآميرآ: ورده تككككككفين هنآ السعوديه مو مصر يآويلي ويلآآآآآه

ورده: ههههه بآلله شوفي شلون شكل البنت وحركآتهآ .. مكتفه يدينهآ ومبوزه تنآظر بـ السقف وهو مندمـج يمكيجهآ ... صعب أفوت هآللقطـه .. بسسس .. لحظه لحظه
نسمه: هههههه هذآ بيحطلهآ مآسكـآرآآ هههههه
ورده: هههههه مآشآلله .. الرجآل عندكم محلآهم بـ السعوديه
نسمه: أنزل رهآني بـ الأرض الحين كنه سعودي .. محد هني يسويّ هآلحركآت .. حتى وآضح من ملآبسه ودي بس لو يلتفت وآشوفه

ورده: طيب تعآلي ورآي ..
بققت نسمه عيونهآ بصدمه: وشششهــوووو إنتي بتفضحينآ .. لآآآه .. ورده .. ورده .. يآآبنــــــــــت
سفهتهآ ورده لحد مآوقفت جمبهم وكنهآ تختآر شيّ من الأروآج المعروضه قدآمهآ ...
نسمه بهمس: إنتي قسم بتفضحينآآآآ
ورده بـ ضحك: هههه أوشششش

قلبت فدوى عيونهآ بعدمآ حست عليهم وفهمت حركتهم: بـــآآآبــــآآ يلآ حط ليّآ بلآآآشـــر
سند: وشهو البلآشر ذآآ
رفعت علبه صغيره ومعهآ الفرشآه حقتهآ: هذآآآ هو .. حطّ فـ خدوودي منـوو .. يللآ بآبــآآآآآ
عقد حآجبيه من طريقة كلآمهآ إللي تبدلت وردت تقوله ( بآبآ ) .. إلتفت يسآره إلآ ويشوف ثنتين وشكلهم مبتلشآت يحوسون بـ الأروآج ...

أبتسم بهدوء وأردف داخل جو معها بالتمثيل: يآقلب البآبآ إنتي وروحــه .. إيش هآلحلآ بـسس
نسمه: وآآآآآآي يآوررده يخقق إلآ يخرررفن .. وه يآقلبي خلآص بطيح الحين
ورده: ههههه بسسسس إنتي إللي بتفضحينآ شكلك
نسمه: لآآآ وطلع سعودي بس .. آآآخ يآخسآآره هذآ الحلو بآبآ ..
ورده: ههههه وين رآآح دكتور أوو الحين !!
نسمه وإللي توهآ تحسّ على نفسهآ: وهـ يآقلبي وهـ .. فديت الطآري يآجعلني مآ أنفتن غير فيه ..
ورده: ههههه

سند: خلآص كذآآ
فدوى: لاآآآآ بآقي الرووج - مطت شفتيهآ لقدآم بتعبير طفولي بريئ يهبل -
مط سند رقبته لهآ حآبس فمهآ الصغير بين شفتيه: آمممموآآآآح
ضربته فدوى كفّ خفيف: هههههه لآ تعيدهآآآ
أمآ سند إللي إلتفت يمينه وتوه يحسّ بـ المكآن حوله إللي بدآ يزدحم بـ البنآت وكلهم وآضح قصدهـم وإللي يبونـه ..
سند بهمس: فدوى يلآ ولآ تبينهم يرقموني !
فدوى: ههههه طيب يلآ بثرعه حط ليّآ رووج
مدّ يده للعلبـه إلآ ويبعدهآ بسرعه بعدمآ سرت قشعريره بـ أطرآفه من لمسة يده لـ يدهآ على نفس قلم الروج ...

ولآ إرآدياً رفعت ورده عيونهآ له تشوفــه وليتهآ مآشــآآآفـــــت ...
أعرض سند وجهه بسرعه بآلع ريقه بـ صعوبه ومآدرى غير بيده تمتد لوآحد من أقلآم الروج رآفعه بشكل عشوآئي لأجل يحط لهآ وينتهي من هآلسآلفه ...
بينمآ ورده وإللي مآعآد حست برجولهآ تشيلهآ أبدّ من إستوعبت حقيقة وجوده قدآمهآ .. هذآ هو سند ولآ يتهيأ لهـآ !! إيه هو .. هو سنــد بس وش إللي يسويـه بـ السعوديه !! ومنهي هآلبنـت !! تقوله بآبآ ويرد عليهآ يآقلب البآبآ وروحـه وعيونه !! شلــون !! وش إللي قآعد يصير !!

سند: هآآ كذآ حلو إنتهينـآ !
فدوى للعآمل: هآآ جبت لي أقلآم الروج إللي وثيتك !
مدّ لهآ العآمل الكيس مبتسم: تفضلـي
فتحت الكيس مدنقه رآسهآ فيه بـ إبتسآمه وسيعـه .. بينمآ سندّ إللي كآن بدوآمه ثآنيه من الربكـه والتوتر .. وده لو يرد مره ثآنيه وينآظرهآ يتأكد من حقيقة هآلعيون وهآلنظره ..

تحسست ورده لثمتهآ تتأكد من وجودهآ على وجههآ بآلعه ريقهآ بـ الغصب وقد دنقت رآسهآ للأرض بتكآبر على صوت العقل والقلب إللي ينآدونهآ ترفع رآسهآ وتنآظره لو لمحـه .. بس تتأكد إنه صدق حقيقه مو وهــم !
نسمه: ورده شفيك .. يللآ خلّ نرووح تأخرنآ عليهم ينطرونا بآلكآفيه

التفتت فدوى تنآظر شكلهآ بـ المرآيه بعد مآخلص سند شغله بوجههآ إلآ وتصيح مرتعبه: لاآآآآآآآآآآ
سند بقهر من بين أسنآنه: بـــسسس ولآ كلمه
فدوى وشوي بتبكي: يوممممممآآ شكلي يروووع أبغى أمثثثحه
سند: بعدين

فدوى بـ إعترآض طفولي: لآآآ مثتحيل أمشي كذآآآ أنآ أدري إنك تنتقم مني ليش عين حمرآ وعين زرقـآآ !! وخدودي كمآن مررره لونهم فووشي يومه شكلي وع وع يرووع لاآآآ
سفههآ وهو يرفعهآ بذرآعه الأيسر بعدمآ حآسب العآمل على الأغرآض إللي شرتهآ وتأسف منه عآللي صآر ...
فدوى: ليش تتأثف أثلاً عآدي كل النآث تجرب
سند بقهر: إنتي حسآبك بعدين .. إنخدعت فيك أحسبك بزر وطلعتي مره
فدوى: هههههه


حآسبت نسمه ع الأغرآض إللي شروهآ وطلعت وهي تسحب ورده من يدهآ وإللي كآنت بـ الحيلّ تجرّ رجولهآ وعيونهآ بعدهآ ضآيعه بـ الفرآغ وسط دوآمه من التسآؤلآت ... والأهـم تسآؤلآتهآ لنفسهآ .. وش سبب هآلإضطرآب العنيف بـ أحآسيسهآ بس من شآفته قدآمهآ .. وشلون نظرتهآ له هآلمره مختلفه هآلإختلآف الكبيــر ... هذآ هو سند نفسه شكله مآتغيرّ بس ليش تحسّـه هآلمره ينبـض ويفيض رجولــه وفحولـه بكميّه مرعبه من الإغرآء والجآذبيّه بشكـل قآدر إنه يتلـف أعصآبهآ لمجرد التفكير فيـه !


نسمه بـ لعآنه: ههههه إنتي شكلك ذآك الأبـو قد خرفن فيك هههه مآلومك
ورده: ........
نسمه: ويلي ويلآآآآه .. يآبنت ترآ توك متملكه ههههه عزّ آلله رآح آدم وآطيهــآ
ورده: بس يآهبلــه
نسمه: ههههه الحين خآلتي جيهآن بتذبحنآ على هآلتأخير .. لآ وحور بعـد
ورده: ههههه لآآ إستعـدي لـ بهدله وشرشحـه بـ المصـري على كيف كيفك
نسمه: هههههه


/
/


مرّ وقتهم بـ المجمتع بـ نفسيّآت مغآيرهـ .. نسمـه إللي مستآنسه ولآ على بآلهآ .. حوريّـه المرهقـه وإللي تمت تعض أصآبع الندم إنهآ قآمت من فرآشهآ ورآفقتهم لهآلسوق .. وردهـ الشآردهـ بـ مية فكرهـ وفكرهـ لوقت مآإرتمت ع الكنبه الطوليّه بـ الريسيبشن فآرده ذرآعيهآ الإثنين بـ إستسلآم ومغمضـه عيونهآ كنهآ غرقآنــه !

هزت أمهآ رآسهآ بـ يأس مبتسمه: طيب إخلعي قزمتك والعبآيه
تنهدت بـ تعب: آآآآآآهــ هموت مـ التعب
جلست أمهآ على كرسي جمبهآ وهي تفك طرحتهآ: مرحمتيش نفسك إنتي ونسمه وريني يللآ الحآقآت إللي قبتوهآ
وقفت ورده بسرعه: لآآآآآ لآ لآ مآفينـي .. أنآ بروووح أنآآآم شوفيهم إنتي بروحك أو خلهآ لـ بكره
إرتفعوآ حآجبيهآ مبققه عيونهآ وهي تشوفهآ مقفيه عنهآ رآفعهآ ذرآعينهآ تتمغـط: طب مش هتتعشــي !

ورده وإللي إبتعد صوتهآ - بـ لهجه مصريه - : لآآآ يآ مآمآ لو هتتعشي إنتي بـ العآفيه

قفلت البآب ورآهآ برجلهآ وتهآلكت على سريرهآ بـ العرض نآيمه على بطنهآ: آآآآآآهـ .. يخربيت إللي يطلـع للسوق ,, وش ذآآآ آآآهـ رجوولي
تمت لحظآت مغمضه عيونهآ بـ إستسلآم تآم لحـد مآنقزت من مكآنهآ مستقعده وهي تحملق بـ الفرآغ قدآمهآ وصورته تتبآدر لذهنهآ وتشتت عقلهآ .. تفآصيل دقيقـه اليوم وغريبـه لفتتهآ فـ نظره مآتتعدآ الثوآني ..

عروق سآعديه النآفره .. عنقه العريض الغليـظ .. هآلإنتفآخ البآرز بوسط بلعومه المسمى " تفآحة آدم " .. ذقنه المشذبـه برتآبه .. شعره الكثيف والكثيف والكثيف .. زآد طوله وآرتفـع .. مصففه بطريقه أكثر جآذبيّه وإغرآء بمستحضر يظهر الشعر وكنـه مبـلل .. " لحظـه إيش إسمه ! أيوه أنآ أعرف لحظه بـس .. إيه إيه .. لآ نسيت , وجـع شفينـي ! "

وشّ هآلكمّ المفجع من الجآذبيّه بتفآصيـل غير مُلفتـه من الأسآس !
طلعت جوآلهآ من جيب بنطلونهآ الجينز وأسندت ظهرهآ للسرير ..
سحبت نفس قصير مقطوع من فمهآ وقد لمعت عيونهآ الليليّـه .. سند المرشد .. كذآ إسمـه بـ جوآلهآ .. وبـ حيآتهآ ..

رصت على شفتهآ السفلى والتفكير يتآكلهآ " من متى وهو بـ السعوديه ! وليش أصلاً بـ السعوديه , قد قآلي مآجآهآ من بعد مآتركهآ .. سنوآت كثيرهـ طويلـه آنفصلهآ عن ديرته من بعد الإنفصآل القآسي لأبويّه .. وش إللي يسويه الحين هني ! ومنهي هآلبنت ! بآبآ !! شلون تقوله بآبآ !!! شلون سند بآبآ !!! مآهوب متزوج أصلاً !!! حتى وإن مآكآن جدّ أبـو منهي أجل هآلبنت ! كآنوآ بروحهـم مآحد ثآلثهـم .. شلـون ! أنآ بيصير فيني شيّ إن مآفهمت وش الموضـوع بس شلـون ! مقدر أكلمّـه .. مقدر أبدّ .. العهد إللي عآهدت فيه نفسي لآآآآ .. لآآآ يآربي لآ آعوذ بـ آلله من آبليس .. آللهم إخزيك .."

رمت الجوآل من يدهآ وأسنآنها العلويّه ترصّ على شفتهآ السفلى بملآمح مقطبـه من التفكير وصرآع النفـسّ بين إللي تبيـه فعلاً وإللي مآيصيـر !

" أصلاً مقدر أكلمـه لأن مآمعي غير رقمه بـ مصر وهو الحين هنـي .. - اتسعت عيونهآ بصدمه - وررررردهـ من جددددك !! يعني لو معك رقمه بـ السعوديه كنتي بتكلمينـه ! وش هآلغلط إللي جآلسه تتمآدين فيه بأفكآرك ! وينه آدم من السآلفـه ! آآخ يآجعلنـي بآللي مآيردنـي .. معـه حـق آدم وآلله يشـكّ فيني .. تعـــآآآآآل هنـآ .. - رفعت جوآلهآ مضويته - .. وبسرعه كآن إبهآمهآ يدق على الشآشـه بخطوآت معروفـه لحـد مآآختفـى الإسـم من نظرهآ مآتشوفـه .. ديليــت !

سحبت نفس هآدي وقد ضمت ركبتيهآ لصدرهآ وحآوطتهم بذرآعيهآ المشبكين حولهم وعيونهآ صوب البآب قدآمهآ بنظره ثآقبه " أحسنّ شيّ .. هذآ إبليس مآرح يفكنـي من وسآوسـه لين أخطـي .. وليش ! أحسن شيّ أحذف رقمـه وكذآ كذآ قفلت كلّ حسآبآتي بـ النت يعني مقدر أوصل له حتى وإن بغيت ع الأقل بيمنعنـي التعنـيّ .. إيـه كذآ أحسـن ..

نآظرت جوآلهآ جمبهآ بـ ريبـه وقد عضت على الطرف الأيمن لشفتهآ السفلى بتكآبر على نبضآتهآ المحتده وإللي كنهآ جرس إنذآر يعآند بصوته صوت العقـل والمنطـق بـرآسهآ .. صـوت القلب والضمير بصدرهـآ !
نفخت هوآ بطفـش ممدده رجولهآ تنآظر بـ آخرهـم .. بعدهآ مآفضخت جزمتهآ - بـ الكرآمه - ثم خبت وجههآ بكفيهآ وقد سيحت جسمهآ بـ أريحيّه على السرير تتمتتم بـ أدعيّه علّهآ تسآعده في مجآهدة نفسهآ: آللهم إعفني بحلآلك عن حرآمك وبطآعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سوآك ..... ربِ أعوذ بك من همزآت الشيآطين وأعوذ بك ربِ أن يحضرون .....


على وضعهـآ .. نآيمه على جمبهآ الأيمـن بـ عبآيتهآ وجزمتهـآ ! تعآند رغبتهآ المستميته للنوم وهي تقفل عيونهآ بقوه ثمّ ترد تفتحهم على وسعـهم بمقآومه للنعآس إللي سيطر على جفنيهآ واثقلهـم .. مآعآد فيهآ .. بس وش تسويّ هذي رغبة آدم .. حذرهآ وتوعدهآ تنآم قبل يكلمهآ .. على الموعـد حدآش المسـآ .. وينه من حدآش الحيـن السآعه ثنتيـن .. صآر لهآ أربع سآعآت بغرفتهآ في صرآع منهـك بين إرآدتهآ فـ إنتظآره صآحيّـه وبيـن أعصآبّهآ إللي أعلنوآ إستسلآمهم ومآعآد فيهـم للمقآومه أكثـر !

نقزت من السرير مخترعه من إهتز الجوآل بيدهآ وعلى صدرهآ وتعآلت نغمته بـ رسآله: سنــــــــــــد !

..................
..................
..................
..................
..................

رمشت بتوآلي وقد إتسعت عيونهآ بصدمــه وحملقت بـ ذهـول شآحـب مو مصدقـه ولآ مستوعبـه إللي نطقـه لسآنهآ الحيـن ! سنــد ! أيّ سنــد !
هبط صدرهآ بقوه وقد إحتدت نظرتهآ للشآشه هآمسه مآبين شفتيهآ بـ لهفـه: آدم !

/
/

لآهو آدم ولآ حتـى سنــد !
رمت الجوآل بـ قهر وعصبيّه جمبهآ بعدمآ تمددت معطيته ظهرهآ ضآمه عبآيتهآ عليهآ: آلله يآخذك يآذي الشركــه ويفكنـي من عروضــك المجآنيّــه !


======
-----------
======


بـ قصر المآلكـي ..
الأوضآع روتينيّـه صآر لهآ إسبـوع ..
حوريه بـ بيت أهلهآ ومآحدن دآري عن شيّ ! ونسمـه مبيتـه عندهآ لحد هآليـوم إللي ردت فيه البيـت لـ سـبب ...

زيآرة دكتور عديّ وخآلـه لقرآءة فآتحـة الإتفآق وتحديد ميعآد الخطبـه !
مرآم إللي إستشفت من نسمـه إن أوضآع حوريّه مستقره وهي مغير بـ زيآره لأمهـآ وبتجلس عندهآ شويّ وهآلشيّ رغم انه أرآحهآ نسبياً إلآ إنه مآزآح القلق عن بآلهآ وبعده مرهق فكرهآ والخآطـر !
دآرين إللي شبـت النآر ومآدرت إن هآلنآر رح تطولهـآ ,, هجـرآن رآئـف لهـآ .. بـ الحقيقـه إنه مآردّ للبيـت صآر لـه إسبوع !

هي تدري من قبل إن إللي صآر مآرح يفرق بين رآئف وحور بـ المعنى الحرفـيّ بس ع الأقـل كآن رح يكون بصآلحهآ وجود رآئـف معهآ هي بهآلوقت بعيداً عن حوريّـه وعلآقتهم المضطربـه إللي بسوآتهآ زرعـت فيهآ بـذرة الشـكّ وهي الخطوه الأهـمّ .. أي شيّ بعد كذآ مآفي أسهل منـه رح يكون بمثآبة جرعآت سقيّـآ لهآلبذره ! .. ويآحسآفـه ,, شكلهآ فعلاً للحيـن مآفهمت رآئـف عـدل .. هذآه تآرك البيت بـ كبره .. حتى رقمـه الشخصيّ مقفلـه .. من إسبـوع !

طلعت من جنآحهآ بعد محآولة بآئسـه للمره اللتي لآ تذكـر وهي تتصـل فيـه ونفس الرد والجوآب .. الرقـم مغلـق !
ثبتت حجآبهآ على شعرهآ رآفعه طرف طرحتهآ على وجههآ متغطيّـه لين توصل لـ مجلس الحريـم ..

دخلت وحده من الشغآلآت تعلّـم أم طلآل إنه يبيهآ بـرآ ...
نآدتـه بصوت جهوري: تعـــآل يآرآمـــز ..
تحمحم وقبضته اليمنى على فمـه دآخل عليهم ورآسـه بـ الأرض: السلآم عليكم

أمه: تعآل .. محد هني غير أم فيصـل ..
رفع رآسه بـ إبتسآمه قصيره: شلونك يآم فيصل
ردت مرآم الإبتسآمه: بخير آلحمدلله .. محدن يشوفك يعني
رآمز: عآد البيت إزدحم حريم مآصآر مثل الأول
مرآم: ههههه زوجآت آخوآنك يآولد
رآمز: ههههه ولـد !
مرآم: إيـه ولـد .. مآرح تكبر عليّ
ميل رآسـه بـ قلة حيله رآفع كتوفه: آلشكوى لله
دنق على أمه رآفع من حضنهآ فرآس الصغير ولد مرآم الثآني: شيخ الشبآب وش يسوي هني مع الحريم ..

صفقـه فرآس كـفّ حآر تعآلت معه الضحكـه من أمه ومرآم: هههههه
رآمز: ذآ الولد يبآله تربيـه أنآ أعلمه شلون يحشمنـي .. تمد يدك على عمّك أجل
جآ بيصفقه فرآس مره ثآنيه إلآ ومسك رآمز يده وعضّ خده: تخسـى عآد تمدهآ مرتن ثآنيه
مرآم: رآآآمز خلّ الولـد
فرآس وإللي إرتجف ذقنه وتقوست شفتيه مدمعه عيونه شكل بيبدآ نوبة بكآ - صآحت مرآم - : آآآخ يآتعب قلبي الحين بيصيح ويصجنآ .. رآمز جبّ الولد

رآمز: لآ بآخذه معـي .. يومـه وين نسمـه !
إلتفتت له أمه بـ نصّ إنتبآه وعيونهآ تدور بين أسمآء الأشرطه العلآجيه حقتهآ: بغرفتهآ ..
رآمز: لآحووول مو معطيك العلم إنّ الرجّآل يبي يشوفهآ
مرآم بـ إستنكآر: وليش يبي يشوفهآ ! مو قد شآفهآ من قبل !
رآمز: وآلله مدري هو طلب ذآ الشيّ من أبو فيصل ومآرده .. إسألي زوجك
أم طلآل: مآفيهآ شيّ لآتسوونهآ سآلفه

مرآم: بس غريبه .. يعني هو مآله غير بـ النظره الشرعيّه شآفهآ مره وإنتهينآ
رآمز: من حقه يشوفهآ ثآني كنه مآقتنع دآمه عآزم النيّه وجـآدّ
مرآم بعدم إقتنآع: وش هآلتنآقض ! يعني عآزم النيّه وفيه إحتمآل مآيقتنع !
رآمز: وآلله هآلموضوع إختلف فيه العلمآء .. ومآندري ! بس ترآهآ بتطلع بحجآبهآ عليه يعني مو مثل أول مره ..

أم طلآل بـ صرآمه: وآلله ! شلون يعني مآقتنع !
رآمز: خآني التعبير يـ الغلآ .. مو هذآ قصدي .. يعني أنآ لو شفت وحده ومآ أمدآني أقرر من بعد شوفتهآ الأولى يحق لي أطلب أشوفهآ مرتن ثآنيه
أمه بـ ضجر: وللي يعآفيك لآ تبدآ .. إنت الودّ ودك تتزوج حتى لو من غير شوفه بـ الأسآس
مرآم: هههههه صآدقه يومـه
عضّ رآمز على شفته السفلى بـ لوم موجه كلآمه لـ فرآس إللي بحضنه: أفــآآآ يرضيك يآبو الشبآب ذآ الكلآم !
جآ فرآس بيكفخه إلآ وابعد رآمز رآسه لـ ورآ مبرق فيه يتوعده: وإنت مغير تكفـخ ! وش سآلفتك إحتــرم نفسـك

تكرمش وجهه بتعبير البكآ الطفولي ضمه رآمز بقوه لصدره وصآر يطبطب على ظهره وهو يضحك: ههههه لآآآآ بس بس .. لآتبكـي هههه خلآآص آسف آسف
رفعت مرآم رآسهآ بـ نصر: إيه مآيجيبهآ غير بزرآنهآ
رآمز: تكفيــــــــــن
مرآم: هههههه
رآمز: وينهي يومه نسمـه الرجّآل يتحرآهآ .. علموهآ تنزل الحين وأنآ بنتظرهآ بقسم الرجآل ..
صآحت مرآم عليه قبل يطلع: رآآآآآآآآمــــز جـــب الولـــــــــد

رآمز بضحك: الولد نسونتـوه مغير يبكبك كلّ شويّ ذآ مآعآد له جلسه مع الحريم خلآص خله يتسنع ويتمرجل .. هآآ وش رآيك يآلـذيــ ..........
......: آآآهـــ
شدد رآمز من ضمته لـ فرآس خوفاً عليه يفلت منه بعدمآ صقـع بقوه وهو طآلع من البآب بسرعه هروباً من مرآم ...

رفع رآسه مبتلش: معليــش مآنتبهــ .......... بحّ صوته وشـحّ ثم آختفـى ! شآفهآ تتحسس كتفهآ الأيمن بملآمح متكدره .. هذي !! هـي نفسهآ !! تغغغغـ .. تغـريــد !!

إتسعت عيونه بـ صدمه تدآركهآ بسرعه وهو يغض بصره منزل رآسه للأرض بينمآ تدآركت دآرين موقفهآ وتغطت بطرحتهآ إللي كشفت عن وجههآ من صقعـت فيـه وهو طآلع ...
دآرين بـ هدوء: عن إذنك ...
رمقهآ بـ نظره سريعه من ولته ظهرهآ ودخلت المجلـس وصور سريعـه تتبآدر لذهنه بموآقف مختلفـه لنفسّ الشخصيّـه ...

أول مره شآفهآ بـ القصر بـ جنآح أحمد أخوه قبل يتزوج وهو يظنهآ حوريّه بنت خآلته ...
أو المره الثآنيه بيوم زوآج رآئف أخوه مع مآلــك وهو يصيـح عليهـآ ..
أو المرآت الكثيــره بـ السيّ ديّ !

مشى بتثآقل يجرّ رجولـه وعيونه تدور بـ الفرآغ حولـه مشدد من ضمته لـ فرآس بآلع ريقه إللي يحسّه جـفّ من ترآود الذكرى والطآري .. كمل طريقه لمجلس الرجآل يستغفـر ربـه ...

/

حلم الحياه 12-08-16 11:42 AM

رد: العاطفه والجسد
 
/


بـ فيلآ معآذ المآلكـي بعيداً عن قصر شبيب المآلكـي ...
ينتظـرهآ بـ المجلـس مع أخوهآ إللي خذتهـم السوآلـف وآندمجـوآ ...

.....: أخآف أقول يآحظك تقول حســد
آدم: لآ تكفــى صدّ عنـي كآفي
سُهيل: ههههه قلتلك
آدم: بس تقدر تقنعهآ .. يعني كلّ شيّ لـه حلّ .. دآم أمورك متيسره وهي مآعندهآ شيّ يمنعهآ ليش تأخرون الزوآج ! كآفي يآخي سِـت شهور تعآرف

سُهيل: ذبحني الإنتظآر
آدم: هههههه يآرجّآل إركـد
سُهيل: مآجآبني ورآ إلآ هآلركود ..
آدم: إسمع .. إنت تفآهم ويّآهآ رضت كآن بهآ .. تعصّـت خلّ كلآمك مع الريآجيل ومآلك فيهآ .. خلآص عآد وش يبون بعد كآفي وآلله سِت شهور كثير
سُهيل: رآس المشكله بـ كلآم الريآجيل ذآ .. كلّ مآنويت أفآتح أبوهآ بـ السآلفه إلآ وينشلّ لسآني مدري وش يجيني
آدم: ليش علآمه
سُهيل: أشتغـل عنـده .. آمري بيده

آدم بـ تنبيه: آمرك بيد ربك .. تمرجل عآد شويّ شبلآك .. ليكون هذآ حآلك وإنت معهآ !! حقهآ عآد تتعصـى عليك
سُهيل: هذي بنت المرشـد .. مآيحتآج عآد أعلمك منهو عآمر المرشـد ..
إرتفعوآ حآجبيه بـ دهشـه: عآمر المرشـد مآغيـره !!!
هزّ سُهيل رآسه بتأكيد وقد تقوست شفتيه بـ أسى وإحبآط ..
......: آدآآآآآآآآم
إلتفتوآ ثنينآتهم لهآ وقت مآقآطعتهم فآتحه عليهم البآب بدون إذن ومدنقه رآسهآ بس من فتحة البآب مبتسمه: تعآل نطلـع برآ
سُهيل: يآحظك فيهـآ
وقف آدم: ههههه حسد يآسآآتر

شدته ورده من معصمه: تعآل برآ
آدم: آشمعنى برآ !
ورده: وش بنسوي دآخل يعني ! برآ احسن الجوّ حلـو
آدم: وآلله إنتآ إللي حلـو
ورده: هههههه كثر منهآ
آدم بـ إبتسآمه: آبشـري
ورده: مغير الثوب يعنـي !

نآظر آدم تحته يشوف نفسه: حلـو !
بوزت وهي تأشر بيدهآ بمعنى يعنـي مو ذآك الزود ..
آدم: هههههه صدق عآد
ورده بـ إبتسآمه: بلـى حلـو
آدم بـ تبآهي: إيه أدري
ورده: خخخ مشكله هآلثقه الزآيده
رفع ذقنه بـ غرور: على حـق
ورده: آصبر بس شويّ خلني أجيب الضيآفه ثم نطلع
آدم: وأنآ كلّ مآبغيت أشوفك أجيك بيت أبوك !

ورده: لآ وآلله أجل تبي تجينآ الشقه وأنآ وأمي بروحنآ
آدم: توكم بـ شقة أحمد المآلكـي !
ورده: يعني وين بنروح .. خلك هني شوي
تركته عند البآب ومشت للمطبخ .. مآتمت الدقيقه إلآ وطلعـت وهي شآيله الصينيه بيدهـآ ..
مصمص شفتيه وهو يفرك يدينه وينآظر الصينيه بـ إغرآء: آلله آلله
ورده: ههههه إفتح البآب

فتح لهآ البآب فآرد ذرآعه الأيمن: ليديز فيرسـت ..
رفعت ذقنهآ بغرور وهي تتمخطر بمشيتهآ مثلمآ الفرس: ثآنكــس ..
طلع ورآهآ مقفل البآب وعيونه تدور بـ الحديقه: مآفيه جلسآت هنـي
ورده: ليش والأرض إللي تحتك هذي إيش !
آدم: بنجلس ع الأرض !

تقدمته ورده وهي تضحك: ههههه إيـه .. بس هنآ مو عندك
مشى صوبهآ لحد مآوقف عند مسبح بيضآوي الشكل صغير .. جلست ورده على طرفه وحطت الصينيه بـ الأرض وهي تربت عليهآ: يللآ .. إجلــس
مط شفته السفلى ثم جلس جمبهآ بـ إنقيآد وعيونه تدور بـ المكآن حولـه .. كآن شبه مظلـم إلآ من الإضآءه الخآفته إللي حآوطت المسبـح ..
آدم: الحين صدق جيرآنكم هم عآيلة المرشـد !

ورده وهي مشغوله تزبط له الصحن حقه: يقولــون ..
آدم: من وين لك تعرفين إبن المرشد ؟
رفعت رآسهآ بنظرة دهشه مآقدر يشوفهآ لأنهآ كآنت مقفيّه عنه بآلعه ريقهآ بـ إرتبآك من وقع السؤآل عليهآ وصورة سند إللي تبآدرت لبآلهآ بلحظتهآ .. هذآ غير نبضهآ إللي إضطرب بـ عنفوآن ... بينمآ كمّل آدم قبل يسمع جوآبهآ: سنــد .. سنـد المرشـد
مدت له الصحت بـ إبتسآمه قصيره متوتره أتبعتهآ بهزة كتف خفيفه: معرفه سطحيّه
أخذ منهآ الصحن ونزله جمبه: وش سبب هآلمعرفه !
ورده: كآن يتدرب بـ مكتب بآبآ فـ مصر وقد صآدفته كذآ مره مو أكثر

آدم بـ غموض: وهآلمعرفه السطحيّه تستدعي وجود رقم جوآله عندك ؟
إتسعت عيونهآ بـ دهشه من تلميحـه وقد تذكرت الموقف إللي صآر من قبل يوم خذآ جوآلهآ عند بآب الشقـه وشآف مكآلمه بـ إسم سند المرشد .. معقوله للحين مآنسى الموضوع ويفكر فيه !!!
آدم بـ جمود: لآتفكرين تكذبيـن
إحتدت نظرتهآ وردت بـ جفآف: أنآ مآ أكــــــذب
آدم ببرود: تكلمي أجل
ورده: وش إللي تبي تعرفه بـ الضبط ! إيه أعرفـه ويعرفني بس علآقتنآ سطحيّه .. سطحيّه لدرجة إن مآلهآ وصف ولآ مسمـى ..
آدم: وليش كآن يتصل فيك ذآك اليوم !

ورده وإللي إبتلشت من أسئلته .. وإللي وترهآ أكثر هآلتلميحآت القاسيه بـ طريقته البآرده واللي كفيله بأنها تحسسك بـ ذنب مالك أي دخل فيه !
....: إنت ليش تكلمـ ....... ليش ,, كآن ,, يتصـل ,, فيـك !
قآطعهآ بـ هآلسؤآل إللي شدد عليهآ من بين أسنآنه ..

ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر ثم تنهدت بقلة حيله: مدري .. مآرديت عليه .. ولآ هو عآود يتصل فيني ..
صدّ عنهآ بـ جسمه ينآظر بـ المسبح ضآم سيقآنه لصدره .. بينمآ هي ثنت رجولهآ تحتهآ وألصقت فيه هآمسه: آدم إنت كلّ مآلك وتخوفني أكثر منك

آدم: ........
ورده: أسلوبك وطريقتك تحسسني بـ الإبتذآل .. إني على غلط وإنت شآك فينـي ..
آدم ببرود وعيونه ع المويه: الحين أنآ غلط عشآن أسأل خطيبتي عن رقم رجّآل غريب بجوآلهآ !
تنهدت بهدوء وقد تعلقت بذرآعه مسنده ذقنهآ على كتفه: لآ مو غلط .. بس الطريقه نفسهآ إللي تسألني فيهآ وتنآقشني هي إللي غلط

آدم: ........
أطبقت شفتيهآ بـ إحبآط ثم كملت: آدم إنت تدري إن عمري كله كآن بـ مصرّ .. إسلوب حيآه مختلف تمآماً عن هني .. إللي مستغربته إنك مو مرآعي أبدّ هآلشيّ ولآ حتى ملآحظ مجهودي بـ إني جآلسه أتغيّر .. تدري إن مآبعمري تحجبت والحين كلّه تبدل .. أول شيّ قررته أبدل عبآيتي إللي إستنكرتهآ إنت بيوم زوآج رآئف .. تحجبت .. وتغطيـت بعـد .. حسآبآتي على النـت كلّهآ قفلتهآ .. أصدقآئي وزمآيلي صديت عنهم لأنك مآتبيهم .. مآنت حآس شكثر هآلشيّ صعب عليّ وفوقه تعآتبني ولآ عآجبك ! كله عشآن أرضيك وإنــت .......... تنهدت بـ أسى ثم فكت يدينهآ من ذرآعه مبتعده عنه تنآظر بـ المويه ...
كملت بهدوء: أوقآت أفكر شلون بتكون ردة فعلك إذآ نآقشتك عن حرف الـ n إللي كآن مسجل بـ جوآلك ! إن سألتك عن ذيك الكآلمه إللي سمعتهآ وإحنآ بـ أسوآن .. وش بتردّ عليّ تجآوبني ؟
آدم: قلت لك كآنت علآقه وإنتهـت !

ورده: وليش مآتصدقني يوم أقولك إني إنتهيت من كلّ علآقآتي ؟ مع الأخذ بـ الإعتبآر إن مآلي أي علآقه مع أحد من قبلك .. مغير أصدقآء درآسه وشغـل .. حتى إنهآ مآوصلت للصدآقـه .. مغيـر زمآلـه سطحيّه وعآبره ..

آدم: ........
ورده: من يوم مآطلبتني وأنآ وآفقت .. عآهدت نفسي مآ أخون .. عآهدت نفسي إني أكون ورده ثآنيه غير الأولى .. أكون وردة آدم .. مثل مآهو يبيهآ .. وآثقه فيك .. برغمّ إللي عرفته عنك بـ الصدفه من قبل وإحنآ بـ أسوآن وإنك مرتبط ببنت إلآ إنه مآهمنـي .. لأنه مآضـي وأنآ مآلي بمآضيك .. إللي يهمني هو اللحظـه إللي إرتبطت فيهآ أنآ ويآك .. شلـون ! آدم إنت مآتدري شكثر تجرحني يوم تسألني عن هآلأشيآء وبهآلطريقه التشككيّـه .. تكفى يآ آدم لآتزيدهآ .. هذي مو الأولى ولآ الثآنيه ولآ الثآلثـه .. طول الإسبوع من بعد خطبتنآ وإنت مغير تشكك فينـي بـ الأسئلـه وبهآلطريقه الجآرحه ..
آدم: ............


تنهدت مطلقه زفره مسموعه من بروده الزآيد وتجآهله لهآ حتى بـ الردّ ! شمرت بنطلونهآ الجينز الوسيـع وإللي كآن مقطـع من الفخذين والركبـه ويظهر جلدهآ من تحته ونزلت رجولهآ بـ المويه تنآظرهآ بـ إبتسآمه حزن: سألت نفسي وش إللي يحدك ترتبط بوحده مآتوثق فيهآ ؟ أو بمعنى أدق وحده تدري إنهآ مختلفه تمآماً عن الشيّ إللي إنت تبيـه أو تطلبـه .. إنت من أول تدري عني وشلون هي حيآتي وشخصيتي .. دآمك تدري هآلشيّ وتدري إنك مآرح تقبله أو حتى تقدر تتحملـه وش إللي حدّك عليـه ؟!

فك ربآط جزمته الريآضيه البيضآء ثم شرآبآته وشمر عن سيقآنه منزلهم بـ المويه وقد إلتصق كتفه الأيمن بـ كتفهآ الأيسر - تكلم بهدوء وعيونه بـ رجولهم ثنيناتهم من تحت المويه - : مآبيك تتغيرين يآورده .. أبيك إنتي إللي تغيرينـي
إلتفتت له بـ نظره فآرغه مآفهمت كلآمـه بينمآ هو كآنت رجوله تتحرك بتناوب وتراخي فـ المويه: غلطـت وآجــد يآوردهـ .. غلطـت وغلطـي كبيــر ومدري كنك بتسآمحينـي عليه أو لآ

لفت وجهه عليهآ بـ إصبعيهآ الوسطى والسبآبه مضمومتين ثم إحتضنته بين يدينهآ مثبته عيونهآ بعيونه: قلت لك مآلي بآللي صآر معك قبل أدخل حيآتك ..
بلع ريقه منزل عيونه بـ ألم لهآلنغزه بـ قلبه .. شلون إذآ كآن هآلخطآ دآيـم .. دآيم ومآرح ينتهـي .. إلآ إنه كل مدى يكبر ويتعآظـم .. شهر عن شهـر يكتمـل ليـن يصيـر قلب وروح .. لين تبصـر عيونه النـور .. شلون ينتهـي ! هذي مجــرد بدآيـه يآوردهـ


همست وقد ترقرت عيونهآ بـ الدموع من هآلإحسآس الموحش إللي إجتآحهآ من نظرته المكسوره وإللي ترجمـت إحسآسه بـ خطـآ أليـم صعـب غفرآنـه .. بلعت ريقهآ بـ تكآبر , آخر شيّ تبيـه هو صدمـه يكون هو السبب فيهآ: أنآ وآثقـه فيـك .. ووآثقـه إنك مآرح تأذينــي أبـدّ .. صــحّ ؟ - قآلتهآ بترقب لردة فعل حتى وإن تشكلت بنظره -
رفع رآسه مطبق شفتيه بـ إبتسآمه قصيره مآعبرت إلآ عن أســى وخيبـة أمـل خفيّـه وهو يحرك رآســه بـ تأكيـــد ..

أعرضت عنه بسرعه وإللي مآسرع مآتسآقطت دمعتين طآل إنتظآرهم معلقين بأهدآبهآ وقد عصرت عيونهآ بقوهـ سآحبه نفس عميق بـ تشنج فـ رقبتهآ من هآلإحسآس الأليــم إللي إخترق صدرهآ وكنهآ رصآصــه فتكـت فيهــآ .. بلعت ريقهآ بـ قوه تقآوم إحسآس الخنـقه والعبره مآسكه صحنهآ بيسرآهآ وبـ اليمنى قطعـة حلـى بـ إبتسآمه مفتعلـه أخفت ورآهآ أكوآآآم من الوجـــع بمجردّ الظنـون: هـآآ , آفتح فمــك ......!


/
/


بـ المجلس إللي سبق وقد دخله مره .. كآن بنفس المكآن إللي جلس فيه مسند ذرآعه الأيمن لـ متكـ إسفنجيّ وأصآبعه تهتز بـ قلة إنضبآط وسيطره لحد مآدخلت عليـه بهدوء طغى على مشيتهآ صوبه وسلآمهآ البآرد عليـه: آلسـلآم عليكم ...

نآظرهآ بـ غموض لـ شكلهآ إللي مآتوقعّه بـ العبآيه والحجآب ثم تدآرك نفسه وهو يردّ سلآمهآ بـ همس شبه مسموع إختلط بـ تنهيده متعبه: وعليكم السلآم ...

جلست موآجهه لـه كوعهآ الأيسر مسند لـ متك من المتكآت الإسفنجيّه الموزعه بـ المجلس وقد شبكت أصآبع يدينهآ ببعضهم: خيـر يآدكتور !
تعلقت عيونه الذبلآنه بعيونهآ الحآده لـ ثوآني كآن يتسآءل فيهآ " هذي وش إللي مغيرهآ !! شفيهآ أجرء من أول !! وبعد تنآظرني بـ حده .. هذآ غير نبرتها الجآفه !! "

أطبق شفتيه بـ بغض خفيّ لهآلمدلعـه قدآمه: فيه كلآم أبيك فيـه
رفعت حآجب وآحد تستنطقه ومآسرع مآبآدلهآ نفس الملآمح برفعة حآجبه الأبنوسي إستنكآراً لهآلنظره إللي رمقته فيهآ ووده يسألهآ بـ إستنكآر " وآلله !!! "
تدآركت نسمه نفسهآ بآلعه ريقهآ بهدوء وهي تمسح بأصآبعها اليمنى على أظآفر يدهآ اليسرى وتنآظرهم: أسمعـك .. تفضـل

عديّ ببرود وعيونه تتآبع ردة فعلهآ وهي تتحسس أصآبعهآ: حددنآ الملكـه بـعد شهـر من التآريخ الميلآدي لليوم ..
نسمه ببرود: إيه أدري .. توهم علمونـي

عديّ: الصرآحه بغيت أكلمك بشيّ والمفترض إنه يخصّنآ فـ مآحبيت أشآرك فيه أحدّ غيرك
رفعت نسمه رآسهآ بـ إنتبآه للي تسمعه بينمآ عديّ إللي تعلقت عيونه بعيونهآ يمسح ملآمح الدهشه والذهول بـ وجههآ ,, مآكآن بعمره شخص إنتقآمي لحد هآليوم .. لآ والأدهى والـ أمرّ إنه يكون منتقـم من الشخصّ الغلـط فـ الموقف الغلـط ! هي وش ذنبهآ تتحمّل إللي نوآه هو بـ السوء وهل فعلاً بتقدر تتحمّـل !

عديّ: تركوآ موعد الزوآج مفتوح لنآ إنآ نقرره .. أدري إن مآفي شيّ يمنع تأخيره .. وأنآ مو ممآنع أبدّ .. إنتي وش رآيك !
رمشت أكثر من مره بتوآلي علّهآ تصحى من هآلوهم إللي تحسّه ! معقوله هآللي تسمعه منـه ! وش إللي صآر وغيّره .. فرق السمآ والأرض عن أول مقآبله .. " يآخبلك يآنسمه شكلك ظلمتي الآدمـــي "
عديّ بـ جمود: هـآ ؟
نسمه: إللي تشوفـونه

عديّ: من إللي يشوفون ؟ هذآ شيّ خآص فينآ ثنينآتنآ محد يشوفه غيرنآ
نسمه وشوي بتشقق من الونآسه بلعت ريقهآ تهدي من إنفعآل هرمونآت السعآده إللي تفجرت فيهآ بهآللحظه: آحـم .. خلآص إللي تشوفه إنـت أنآ موآفقه عليه
عديّ: مآبـي عــرس ....

رفعت رآسهآ بسرعه من وقع الجمله .. مآيبي عرس !! شلـون !!
إرتفعوآ حآجبيه ببديهيه تأكيداً للي سمعته: أهـآآ .. مآبـي
ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر: ليـش ؟

أسند ظهره للكنبه بـ أريحيّه: مآلــه دآعــي
نسمه بنفس النبره البآرده بعدهآ تحت تأثير الصدمه والإندهآش: مآفهمــت !
عديّ: مآبي حفـل للعرس .. مآله دآعي .. مآحب هآلأجوآء
نسمه: بس أنآ أبـي .. وأحب هآلأجوآء
عديّ: من الحين تعندين !
نسمه: مآ أعند .. بس هذآ من حقي .. من حق أي بنت تفرح بهآليوم

عديّ: وإنتي مآرح تفرحين غير بـ حفل ! إنتي وش إللي يهمك أنآ أو الحفـل
بلعت ريقهآ وعيونهآ تدور بـ الفرآغ .. لحقهآ قبل تردّ مآيبيهآ حتى تفكر بـ الموضوع: إللي أقصده مآله دآعي الحفل .. أصلاً المعآريس وش إللي يستفيدونه ؟ ولآ شيّ .. بدآلـه نطلع شهر عسل مثلاً للمكآن إللي تبينه .. هآه ؟! وأنآ قصدي من شوفتك أعلمك إني أبي الملكـه والزوآج بيوم وآحد .. نكتب فيه الكتآب ثم آخذك لبيتـي .. وكلـه بعد شهـر ..

نسمه وإللي ترقرقت عيونهآ بـ الدموع ووهنت نبرتهآ: بس هآليوم مميز عند أيّ بنت .. هآليوم مآيتكرر أبدّ ! شلون الحين بسهوله كذآ تبيني أتخلى عنه ! الحفـل .. والفستآن .. والتصوير
عديّ وإللي شويّ بينجلط من هآلمرآهقه .. وش هآلتفكير الطفولي .. حفل وفستآن وتصوير: طيب مآعندي مآنع إنك تلبسين فستآن ونتصور بعد .. بس حفل وش كبره ومعآزيم .. لآ مآله دآعي .. مآ أبيـه !

نسمه بتجهم: كمآآآن !! ليش وإنت كنت بتمآنع بعد
زفر نفس بنفآذ صبر وهو يستغفر ربـه .. مسح على وجهه بكفّه الأيمن: آسمعـي يآبنت .. هذآ إللي أبيـه .. موآفقه أو لآ !

إرتجف فكهآ وإهتز ذقنهآ مقوسه شفتيهآ إنفعآلآت طبيعيه لـ بدآية بكآ: مآني موآفقـه ..
وقف بـ حدّه وسرعه وكنه أنهى مآعنده - بنبره صآرمه - : برآحتك
مشى لحد مآوصل للبآب وتوه بيمد يده للأكره ويفتحه إلآ وتوقفه بـ نبره وآهنه مرتجفه إختلطت بـ بوآدر دموع صآمته: عـــــــديّ
وقف يرمقهآ بطرف عيونه لحد مآوقفت ومشت صوبه: وإن سألوني ليش مآبي !!
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره: قوليلهم كيفـي كــذآ !
قآلهآ ثم أقفى عنهآ فآتح البآب وتآركهــآ وسـط هآله من الذهول وعدم التصديـق !


/
/


فرملّ سيآرته بقوه حدّ صفيـر كفر السيآرآت من الإحتكآك الحآد بـ الأسفلت ..

نآظر الطريق الصحرآوي شبه الفآرغ قدآمه بـ نظرآت غآضبه حآده أتبعهآ بـ زفره مخنوقـه .. ضرب وسط الدريكسون بـ قبضته اليمنى ثم إستند بـ كوعه الأيسر للشبآك المفتوح يسآره عيونه بعدهآ تنآظر الفرآغ قدآمه وقد آنفرم إبهآمه الأيسر دآخل فمه وبين أسنآنه ..

وش سفرة الغفلـه هذي إللي جآته الحين ورطـه وتورطهآ شلون بيتصرف فيهآ ! اليوم الخميس وسفرته السبت .. مآبقـى له غير يوم وآحدّ .. وبعدهآ بيسآفـر !
تسلل إبهآمه من فمـه بترآخي وقد ضآقت عيونه بـ تركيز يعآود أفكآره ببآلـه وإللي طرآ له ..

رفع جوآله بسرعه يدور إسمــه بـ القآئمـه عندهـ وقد مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيّه لهآلفكره إللي حسبآله إنهآ الحلّ الأمثل وإللي من خلآله يقدر يسآفر وآهو مرتآح البآل ومتطمن الفؤاد ومن النآحيه الثآنيه يكسب نقطه تفتح له طريـق معهآ وإللي للحيـن مآيدري ليش هي مقفلتهآ بـ وجـهه !


عند الطرف الثآنـي .. كآن نآيم على كرسيه الأحمـر العريض ورآ مكتبـه .. رجوله الثنتين فوق بعضهم على المكتب وبيدهـ التآب الخآص بـ الرسم الإلكتروني لتصآميمـه .. كآن المكتب حوله بحآلة فوضـى مآختلفت عن الفوضى إللي كآن عليهآ شكلـه وقد إنفرجوآ شقيّ قميصـه الأسود الخفيف ليكشف عن فنيله حمآلآت قطنيه رمآديّة اللون على بنطلون ريآضيّ قطنـي وسيـع أبيض اللون ,, أشعـث الرأس ,, توآرت عقدة حآجبيه بـ إهتمآم وتركيز للتصميم إللي يشتغل عليـه ورآ نظآرته الطبيّه مستطيلة الشكـل بـ شمّر أسودّ اللون عريـض لحد مآتعآلى صوت نغمـة الرنين لـ جوآله ..
سحب رجوله من على المكتب وآعتدل بـ جلسته رآفع القلم الإلكتروني فوق أذنه اليمنى وقد آنعقدوآ حآجبيه أقصآهم من شآف إسم المتصـل !

بلع ريقه وهو يحسّ بـ شحوب مفآجئّ وبهتآن تزآيد معه نبضآت قلبـه بـ قلـق .. معقوله ! معقـوله إللي يظنـه آلحين بيسمعـه !

هو قآل إنه بيتزوجهآ فتره لأجل بس يستر عليهآ ثم بيردّ يقطهآ عليهم مره ثآنيه بـ الطلآق .. بــسس !! بــس مآ أمدآآهـ ! مغيـر آسبوعيـن ! معقوله طلقهآ !!


======
-----------
======
/


سآعآت الصبآح الأولـى بـ نيويوركـ لبدآية يوم جديـد كآن بـ النسبـه لهآ نهآيـة اليوم ..
نهآية اليوم إللي معـه ينتهـي أغسطـس ..
شمرت عن سآعديهآ النحيفين وهي تمسح جآنب يدينهآ المبلله بـ ملآبسهآ وإللي أبت تنظـف من بقيّآ الزيوت والشحوم ..

فردت كفهآ الأيمن بـ إبتسآمه مطبقه قآبلهآ هو برفعة حآجبيه: ألآ تنسيـن أبداً
كشرت عن أنيآبهآ: هل ستنسى أنت بـ المقآبل إن تغيبت عن دوآمي أو حتى تأخرت الدقيقـه ؟ هيّآ أعطني أموآلي إنه الوآحد والثلآثون من أغسطس ..
فتح درج المكتب إللي كآن بـ كآبينه قزآزيـه ملحقه بـ البينزينه وتمّ يعـد الأورآق الخضرآء بين أصآبعـه بينمآ مطت هي رقبتهآ فآتحه فمهآ وعيونهآ تتآبعـه وهو يجهز لهآ رآتب الشهـر ...

نآظرهآ بـ كره لحملقتهآ فيه وهو يعد الفلوس .. لحقته بسرعه وهي تآخذ فلوسهآ من يده: لآ تخـف .. نظري لآيمتد لأكثر ممآ أستحـق ..
إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب وعيونه على ذرآعهآ الممدوده: مآهذآ بحق الجحيم ؟
نزلت عيونهآ لذرآعهآ تشوف وش الدآعي لإستغرآبه ! سألت بـ صوت منخفض: مــآذآ ؟
....: هذه الجروح بيدك ! جروح أم حروق !
فتحت فمهآ بـ إبتسآمه إستيعآب قصيره: أهـآآآ .. إنهآ مجرد حروق بسيطه

....: بربك ! إن منظرهآ بشـع للغآيـه ! إنهآ ملتهبـه .. أسعفي نفسك يآفتآه

مطت شفتهآ السفلى وعيونهآ تتأمل ذرآعهآ إللي تعددت فيهآ آثآر الحروق الدآميـه .. كآنت بآرزه ومنتفخـه من أطرآفهآ بـ إلتهآبآت شديده كونـت فقآعآت صفرآء سآئلـه ! " وش بيصير إذآ فجرت هآلفقآعآت الكثيره ! ليش مآحسيت فيهآ ولآ حتى إنتبهت ! توجعنـي أو لآ ! لهآلدرجـه مآنتبهت وهي بهآلكمّ وهآلشكـل ! حتى إني مآحسيت بـ ألـمّ !

سألهآ بقلق ونظرآته تترقب إجآبتهآ بحذر: هل تتعرضين لتعذيب ؟
رفعت رآسهآ وقد إتسعت عيونهآ بدهشه: لآآآآ .. - زفرت ضحكه قصيره من تفكيره - أوه يآ إلهـي .. لآآآ .. بـ التأكيد لآآ
إستنطقهآ بـ إرتيآب: إذاً ؟

مآل فمهآ بـ إبتسآمه بآهته: أعمل في مخبـز للمعجنآت وهذه الحروق إثر عملي هنآك
انفغر فمه بـ فهم وعيونه بعدهآ تتفحص هآلشرطآت العريضـه الملتهبـه على طول بآطن سآعدهآ الأيمن بنظره ثآقبه: أهـآآ .. ولم لآتنتبهيـن ! أو حتى تسعفينهآ ! إنهآ حروق غآئره وملتهبـه .. يآ إلهي ألآ تؤلمك يآفتآه ! قد تتلوث وتصيبك بـ أذى

أطبقت شفتيهآ بملل: يآلك من ثرثآر .. هيّآ أعطني مآلي لأبذره على تعقيم جروحـي
بلع ريقه بهدوء وعيونه بعدهآ معلقه على هآلتشوهآت الدآميه وهي الحين قدآمه ولآ همهآ وتسخر من كلآمه ! رخت قبضته لمجموعه من الدولآرآت وآستقرت بكفهآ الصغير إللي آنطبـق عليهم بسرعه سآحبه يدهآ وقد ملت بسمتهآ شدقيهآ ...

سحبت نفس عميق وهي تشم الفلوس مغمضه عيونهآ بـ إنتشآء: أوه يآ إلهــي .. مآ أزكى رآئحتهآ
هز رآسه بـ النفي مبتسم: ههههه لهآ رآئحة البينزين
ليلآ بتأكيد: بل رآئحـه الأمــآن !
آنعقدوآ حآجبيه مستفهم عن قصدهآ بـ إبتسآمه بآهته وعيونه على الدولآرآت بـ الدرج تحت نظره هآمس بدون صوت لكلمتهآ الأخيره safety smell !
رآئحـة الأمـآن ..! وهل للأمآن رآئحـه ..؟



/
/


إستقآم بوقفته من بعد إنحنآء وهو يمد يده بـ الأجره لسآيق التآكسي بعدمآ أوصله وجهتـه ,,
تخصر وهو يمسح البيوت صغيرة الحجم المترآصه على طرفي الشآرع الهآدي وإللي خلآ من أي حركة للموآصلآت ..
بلل شفتيه وعيونه بعدهآ تجول بـ المكآن بنظرع حآده ثآقبه " زين مآجيت بدرآجتي , كآن لآزم أحدّ يوصلني ولآشلون كنت بدل هآلمنطقـه .. آففف يآإدوآرد مآيجي سنع من ورآك أبدّ .. لآ ومتشقق مره كنك جبت لي العيد , وين ألقى بيتهآ وسط هآلبيوت كلهآ ! "

جآ بينآظر سآعته حول معصمه الأيسر إلآ وينزله مطبق فمه بـ ضيق ,, حتى سآعته نسآهآ .. مآصدق خبر من كلمـه إدوآرد على بكرة الصبآح يعلمه بـ العنوآن إللي لقآه مسجل بـ ملّفهآ .. مآدرى على نفسه إلآ وهو ينتفض من سريره وبوقت قيآسي كآن إجمآله الربع سآعه ,, تحمم فيهآ وبدل ملآبسه ونزل من عمآرته قد ملآه شوق الكون ولهفتـه وشويّ من الحـرّه والعصبيّـه إللي أقسم يطلعهم عليهآ بلآء أزرق .. بس يشوفهآ قدآمه ويطولهآ بين يديـه !

طلع جوآله من جيب بنطلونه البآقي الكحلـي ثمّ رده لـ جيبه .. السآعه سبعـه ونـص الصبآح ..
مسح على شعره الكثيف عآض على الطرف الأيمن لشفته السفلى وبعده متخصر بيسرآه يدور حولـه بـ نظره عميقه ثآقبه , من وين يبدآ وشلـون !
مدّ ذرآعه بسرعه موقفـه: عـــــذراً
وقف الثآني إللي قد ملآه العـرق وتصبب منـه بغزآره متخصر بيديه يلهـث بمقآومه لإلتقآط أنفآسه: مـآذآ ؟

فتح فمه وأطبقه لأكثر من مره .. كل مآجآ بيتكلم إمتنـع .. بـ الحقيقه مآيدري وش يقول ! وشهـي الطريقه الصحيحه إللي يسأل فيهـآ !
رمقه الشآب بنظرة شك وإرتيآب: مآذآ !
بلع نجم ريقه وقد إرتفعوآ حآجبيه وآنفرجوآ معهم شفتيه - ردّ بتلعثم - : ءآآ آآآ ءآممم آآ حسناً .. أنآ فقط أودّ أن أسأل عن قريبة لي تسكن هنآ
سكت لحظه ثم أكمل بسرعه بعدمآ تدآرك نظرآت الشآب التفحصيّه له بـ شكّ - أكمّل بعدمآ إستعد لتبديل لكنتـه بـ طريقه مدروسه - : ءآآ لقد .. لقد وصلت تـوّآ من المكسيـك وأودّ مفآجئتهآ بـ الزيآره ولكني فـ الحقيقه لآ علم لدي سوى بـ المنطقـه فقط ..
تمّ الشآب لحظآت يتفحصّه بـ النظرآت الثآقبه ومآكان بيده حيله إلآ إنه يصدق كلآمه إللي أثبته سمآر بشرته البرونزيّـه وملآمحـه اللآتينيّـه هذآ غير لكنتـه المكسيكيّـه الصحيحـه ..

رفع الشآب كتوفه وقد تقوست شفتيه: أنآ فقط أمآرس تمآريني الصبآحيّه وأمرّ من هذآ الحيّ ولكن بـ إستطآعتك أن تطرق أيّ بآب تسألهم حآجتك وسيجيبونك بـ التأكيد
أطبق نجم فمه بـ غيظ وقد تكورت قبضتيه - أردف بـ إبتسآمه قصيره مآسرع مآختفت - : آمم حسناً .. شكراً لك
قآلهآ وأقفى عنه قبل يسمع ردهـ بينمآ رفع الشآب كتوفه بلآ مبآلآه وردّ الهآندفري لأذونه يستمـع مبتعـد عن الشآرع بـ هرولـه متلآحقـه أشبه بـ التحميّـه للبدء من جديـد ..!

أمآ عن نجم وإللي قد وصلت معـه .. مآهوب من الشخصيّآت الصبوره أبدّ ويحبطـه الفشـل من أولى المحآولآت ..

تخطى أرضيّه عشبيّه لوآحد من البيوت وتمّ يطرق بآبه بـ قوه منضبطه .. بدوون ردّ !
تمّ على وضعـه لأكثر من الدقيقـه , مآيبـي يقفـي بدون جوآب .. رح تكون المحآوله الفآشله الثآنيـه .. صبره أقل وأدنى من تحمل أي جوآب سلبـي !

أعرض عن البآب وقد تخصر بيديه عيونه بـ الأرض .. " صرت أدق الأبوآب مثل الشحآذين وكلّه لإيـش ! حتى الشحآذين يلقون جوآب .. أمآ أنــآ ...... خلك تكونين بيدي يـآليــلآ ,, قسـم إن تندميــن ..... - رفع رآسه بـ غضـب ورجله اليمنى تمتد ورآه بـ خطوه ثم تضـرب بـ حصوه صغيره قدآمه طيرتهآ أمتــآر قدآمه ...

......: مآبك أيهآ الوسيم !
التفت يمينه والغضب يتآكلـه عيونه تقدح منهآ الشرر لحد مآستقرت على عجوز سبعينيّه فتك فيهآ الزمن تروي زرعآتهآ الصغآر بـ البيت المجآور ...

أكملت بعدمآ طآل صمته وهو يرمقهآ بنظرآت غآمضـه: لمآ تستمر بـ الطرق ! لآيوجد أحدّ
مشى صوبهآ بخطوآت وآسعـه وقد تجدد أملّـه شبـه المعدوم: مرحبــاً
ردت عليه العجوز بـ إبتسآمه رآفعه رآسهآ مسآفه ويدهآ فوق جبينهآ تحجب عنهآ شعآع الشمس: رأيتك وسيماً .. أمآ من القرب فـ أنت أكثر وسآمه .. مرحباً
أطبق شفتيه بـ إبتسآمه بآلع ريقه بهدوء إستعدآداً لتغيير لكنته .. شكله بيطول مع هآلعذر , وكمآن صرت مكسيكـي لأجلك يآليـلآ !

أعآد حوآره مع الشآب للعجـوز إللي كآنت تهز رآسهآ بـ الإيجآب مبتسمـه .. - سألهآ بترقب مهلك لأعصآبه - : أتعرفينهآ ! أتعلميـن شيئاً عنهآ !
العجوز: لآيوجد هنآ أحد بـ إسم ليلآ
دنق عليهآ نجم هآمس بترجي: أرجوكي تذكري جيداً .. إنهآ فتآه سمرآء , تشبهنـي قليلاً .. قصيره ونحيفـه .. شعرهآ أجعـد وكثيف للغآيـه ..

طيرت العجوز عيونهآ بـ تفكير: سمرآء ذآت شعر كثيف أجعـد !!
إتسعت عيونه وهو يهز رآسه بـ الإيجآب يستنطقهآ بـ نظرآت ترجـيّ تحآول تتذكر: أجـل .. أجـل ..
العجوز: لآ أعلم صدقنـي .. ليـلآ ! لآيوجد هنــ ......... إنتظــررر - التفتت عليه بسرعه - هذه الموآصفآت .. نعم إنهآ تلك الفتآه ..
نجم وإللي تهلل وجهه وبدآ النبض يسري بعروقه من جديد بعدمآ شلته هآلعجوز ونشفت دمه وهي يآلله تتذكر: أجـل .. هل تذكرتي ! إسمهآ ليلآ

العجوز: لآ أعلم مآسمهآ ولكني أذكر فتآه بمثل تلك الموآصفآت
مسك نجم يديها الثنتين بسرعه محتضنهم لصدره: أجل وأين تسكن تلك الفتآه ! أين هو بيتهآ من كل هذه البيوت
....: أووه يآإلهـي .. - سحبت العجوز يدينهآ وعيونهآ للأرض بـ حيآ - أنت حقاً تحرجني .. بآلرغم من أنك وسيم ولكنـي لآ أستطيع
إنعقدوآ حآجبيه أقصآهم ببلآهه " وش آللي تقصده هآلعجوز !!! " .. مآ أمدآه إلآ وتتسع عيونه بذهـوول هآمس بـ إستنكآر " إيـــــــــــــــش !!! "

نزل رآسه وعيونه تدور بـ الأرض بعده مو مصدق آللي تقصده هآلعجوز " يآشيخـه رجلك والقبـر وتفكرين بهآلسوآلف ! وش إللي سويته بعد وأحرجتهآ فيـه ! آلله يآخذك يآليــلآ على هآلسوآة إللي تصير الحين فينــي "

رفع رآسه بـ إبتسآمه قصيره وده من ورآهآ يجيب إللي ببطنـه: حسناً أيتهآ الجميله .. أخبريني أين أجد قريبتي ليـلآ وأعدك بأننآ سنزورك ونوطد معرفتنآ أكثر
ردت العجوز تنآظر الأرض بحيآ هآمسه بصوت يآلله ينسمع: لآ أدري
زمجر بغضب: مـــــــــآذآ ..!!!!! العجوز وإللي إنتفض جسمهآ وإرتعشت ركبتيهآ وبغت تطيح من طولهآ من صآح فيهآ ..

أعرض عنهآ بوجهه مشدد على أسنآنه بـ قوه يكبح فيهآ عصبيته إللي لو إنفلتت مآرح يكون من ورآهآ غير بوكـس بوجه هآلعجوز يطيرهآ أمتــآر ومنهآ للقبـر بدون نقآش !
ردّ ينآظرهآ بـ إبتسآمه إصطنعهآ بـ الغصب وبعده رآص على أسنآنه: أعتذر يآجميلتي .. فقط إنتآبني الخوف ألآ أستطيع الوصول لقريبتي تلك

العجوز وإللي أدمعت عيونهآ .. ردت بحشرجه بـ صوتهآ: لآ أعلم من تكون ولآ أين تسكن , فقط كنت أرى فتآه بتلك الموآصفآت
نجم بـ نفس الإبتسآمه المريره المعذبه بوجهه الغآضب: وأين كنتي ترينهآ ؟
أشرت العجوز بذرآعهآ لـ خلفهآ: بـ الشآرع الخلفي .. دوماً مآكآنت تتعآرك مع رجلاً سميـن أصهـب الشعـر

نجم بتأكيد: فـ الشآرع الخلفي !
العجوز بـ خوف متملكهآ: أجــل
مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره وعيونه ترتفع لمآ فوق سقف بيت هآلعجوز: أهــآآ .. حسنـاً
مآل برآسه طآبع قبلـه خفيفـه وسريعه على خدهآ الأيسر: شكــراً
بققت العجوز عيونهآ بصدمه بعدمآ أقفى عنهآ مآتشوف غير ظهره العريض ومآسرع مآنزلت رآسهآ بنفس ذيك الحركه والإبتسآمه الخجولـه !!

قفلت البآب الخشبي الأبيض بعدمآ طلعت من البيت نطت عن الثلآث درجآت ووصلت للأرض يآبسـة الحشآئش وكنهآ صحرآء ..
جت بترفع الكآب لرىسهآ إلآ وتكدرت ملآمحهآ لضيق: Noooooo
إلتفتت ورآهآ تنآظر البآب بـ كسل: وأنآ لسه بدخل وأدور الآيس كآب !
نآظرت الكآب الأسود بيدهآ لآويه فمهآ لليسآر بتفكير: خلآص الكآب بس كآفـي .. مو لآزم الإثنيـن اليـوم

مشت عن البيت تخطي خطوآتهآ بزهـو وكنهآ فرس يترآقص .. مسحت على رآسهآ إللي كسآه اللون الدآكـن بشعيرآت غزيره: مدري ليش شعري بهآلسرعه يطول لآزم أرد أحلقـه ..
رفعت معصمهآ الأيسر تنآظر السآعه ثم ضمت شفتيهآ لقدآم وهي تهرول: أوووه إنهآ الثآمنه إلآ ثلث .. سيقتلني جــوزيف بـ التأكيــ ............ آآآآآآآآآهــــ

إهتز جسدها بقوه يدهآ اليمنى لكتفهآ الأيسر تتحسسهآ بألم من بعد هآلإرتطآم العنيف بهآلجسـم الضخـم .. نآظرت الكآب حقهآ وإللي بعدهآ مآلبسته طآيح بـ الأرض بجآنب قدميـن إختفوآ بـ كونفيرس ريآضيّ أبيض اللون بـ أربطـه ...

رفعت الكآب حقهآ عن الأرض وبتبآطــئ رفعت جسمهـآ إللي بعده محني من إثر الإرتطآم بوضـع مآيسمـح لهآ تتوآجـه مع صآحب هآلجسم الريآضـيّ ثآبـت الحركه والوضـع من بعد إصدآمهـم !
...: أنآآآ آسسســ .......... !!!!

/
/


نهآية الفصل العشرون
<<قرآءة ممتعـه إنشآلله
بـ إنتظآر توقعآتكـم ..
دمتـــم بـ أمآن وسكينه

:::

حلم الحياه 12-08-16 01:12 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الوآحد والعشرون

أمآ الدنيآ فليس فيهآ نعيم ولآ جحيم إلاّ بحكم الظآهر فقط , بينمآ في الحقيقه تتسآوى الكؤوس التي يتجرعهآ الكل ... والكل في تعـب .
إنمآ الدنيآ إمتحآن لإبرآز الموآقف ... فمآ إختلفت النفوس إلاّ بموآقفهآ ومآ تفآضلت إلاّ بموآقفهآ.
- مقتبس -


/
/

شد شعره بضيق وعصبيه من مقدمة رآسه عآض على شفته السفلى بقوه مآقلت عن قوة شده لـ شعره وعيونه على شآشة جوآله إللي ردت وضوت للمره لثآلثه ولآهوب قآدر يفتح الخطّ !

نفخ هوآ بـ إستسلآم من فمه المضموم سآحب بـ إبهآمه الأيمن على الشآشه - بهدوء مخآلف لعآصفة التوتر والإرتبآك دآخله - : السلآم عليكـم .. بخيـر الحمدلله .. الحآل من بعضـه ليتك فعلاً تختصر وتقصر المسآفآت .. تغريد ! علآمهآ تغريد ! - سأل بدهشـه تلآهآ ذهـول إتسع معه حدقتيه وإرتفعوآ حآجبيه - إيـــــش !! تبي تزورنآ ! حق إيه هآلزيآره ! لهآ عين ! ولآ إنت لك وجـه ! إسمـع يآبن المرشـد حآجتك من عندنآ خذيتهآ وإنتهى وإنآ مآلنآ حآجتن فآللي عطينآك .. فلآ تخليهآ تفكر مجرد التفكير إنهآ ترد مره ثآنيه لهآلبيت إللي طلعت منه .. لأن من بعد طلعتهآ قد تقفل البآب ومآرح ينفتح بوجههآ مرتن ثآنيـه .. والكلآم وآصلك إنت بعـد لآتفكر تردهآ هني لأن مآحد بيستقبلهآ حتى وإن طلقتهآ .. بـ أقرب زبآله وقطهـآ .. تغريد من اليوم إللي إنربط فيه إسمهآ بـ إسمك وقد عفنآ كلبونآ الرآبط بينآتنآ .. لآ أبوهآ أبوهآ ولآ أمهآ أمهآ ولآ أنآ أخوهآ .. وهذآني نبهتـك .. إيه صـح .. ليتك مآتدق عليّ .. لأن هآلشيّ إن صآر مستقبلاً أبيك تدري إنك مآرح تلقى جـوآب .. ســلآم .. طوط طوط طوط طوط


زفر نفس مسموع بـ ضيق وهو يشدّ أكثر على شعره .. رمى جوآله على طآولة مكتبه وفسخ نظآرته الطبيّه إللي لقت مصير جوآله برميـه مهملـه على المكتـب أرخى هو من بعدهآ جسمه على كرسيـه يمسح وجهه بكفيّـه وقد تعلقت عيونه بـ إضآءة السقف الشديده المركزه ..
للحين مآهوب مستوعب الكلآم إللي نطقـه لسآنه وبهآلقسوه والجفآء بس مآبيده غير هآلشيّ .. إن مآ ألقى تهديده هو بـ الأول مآيدري وش ممكن يصير .. ممكن ينفذ هآلمآلك فعلاً كلآمه ويردهآ لهم مطلقـه بعد زوآجهآ بأيآم معدودآت ! مآرح تكون هذي هي المشكلـه العظمـى , شلون بترد لهـم وبأي وجه بتقآبلهم أو هم بيتقبلون وجودهآ من بعد سوآتهآ ! الأحسن إنهآ تظل بعيده عنهم لحـد مآيمحـي الوقـت أثآر ذمبهـآ بقلوبهـم .. علّهـم يرضون عنهآ ويغفرون لهآ الخطيئـه !


أمآ على الطرف الثآنـي مآلك وإللي رمى هو بعد جوآله من يده بـ قهر على الكرسي جمبه وبقبضته اليسرى سدد لكمـه لوسط المقود صدر على إثرهآ صوت بوري قصير مقطوع ..
ثبت عيونه للطريق السآكن قدآمه بـ حدهـ وعيونه يتطآق منهآ شرر الغضـب أتبعهآ بـ لكمآت سريعه متتآليه من قبضته اليمنى لوسط المقود علّه يفرغ شحنآت الغضب والعصبيّه إللي تملكتـه و بـ إجتيآح: ليش ليش ليش .. لييييييييش !
وجه لكمته الأخيره وإللي كآنت أقوى وأعنف سحب من بعدهآ يده لورآ بملآمح متألمه ومآسرع مآختفت هآلملآمح وتحولت لـ حيره بعيونه إللي تدور بتفكير وإبهآمه الأيسر بين فكيـه يقضم فيه بشرآسه ..

الورطـه إللي تورطهآ مع أبوه بسفرة البحريـن ووجود تغريد بحيآته ! الجزء المجهول إللي مآحد من عيلته يدري عنـه .. إلآآآآآ - إتسعت عيونه من وقـع التنبيـه إللي أرستله الإشآرآت العصبيّه لعقلـه .. همس بصوت مآينسمع: سنـــــد !
مآله غير سند الحين .. الحلّ الوحيد والأوحد إللي تعلق بذهنه للحظآت إنه يردّ تغريد لأهلهآ مدة هآلإسبوع وكن الوضع عآدي وهي مغير زيآره .. ونفسه إللي سولت له إنه ممكن بهآلحركه يقدر يتقرب منهآ ويفسح لنفسه مجآل بـ إطآر حيآتهآ بس وآئـل وبكلآمه الحآزم الجآف .. كلمه وآضحه مآلهآ مثنـى سكر بوجـهه فرصته الوحيده !

سفرته للبحرين وإللي رح تمتد لإسبوع وجب عليه يتمم العقـد مع الشريك البحريني وإللي بتمآمه رح ينفـى للبحريـن المده إللي مآتقلّ عن ثلآث شهـور إشرآف على بدآيـة الشغل الجديـد ! حتى وإن قدر يترك تغريد إسبوع .. شلون بعدهآ بيبتعد عنهآ ثلآثة أشهـر ! ومشكلـه أبوه مترصد له هآلمره وحآسب له ألف حسآب بـ مليون توعـد وإعتبآر لـ فشلـه فـ إتمآم العقـد ..

فرك جبينه بـ حده: آلله يلعـ ** هآلشغلـه - ضرب المقود بعصبيّه كضربه أخيره ينهي فيهآ صرآع الفكـر والخآطر بعدمآ إستسلم للحل الوحيـد وإللي مآله ملآذ غيره الحين بهآلوقت !
" وجآك اليوم يآسند إللي أسلمك فيه أمـريّ ,, فرصتك تقهرني وعلى صحنن من ذهـب ,, عسآك تستآنس وتنبسـط بـس ..! "



======
-----------
======


الوآحد والثلآثون من أغسطـس ..
بـ صبآح نيويوركـ

مشت عن البيت تخطي خطوآتهآ بزهـو وكنهآ فرس يترآقص .. مسحت على رآسهآ إللي كسآه اللون الدآكـن بشعيرآت غزيره: مدري ليش شعري بهآلسرعه يطول لآزم أرد أحلقـه ..
رفعت معصمهآ الأيسر تنآظر السآعه ثم ضمت شفتيهآ لقدآم وهي تهرول: أوووه إنهآ الثآمنه إلآ ثلث .. سيقتلني جــوزيف بـ التأكيــ ............ آآآآآآهــــ
إنحنى جسمهـآ لقدآم يدهآ اليمنى لكتفهآ الأيسر تتحسسهآ بألم من بعد هآلإرتطآم العنيف بهآلجسـم الضخـم .. نآظرت الكآب حقهآ وإللي بعدهآ مآلبسته طآيح بـ الأرض بجآنب قدميـن إختفوآ بـ كونفيرس ريآضيّ أبيض اللون بـ أربطـه ...
رفعت الكآب حقهآ عن الأرض وبتبآطــئ رفعت جسمهـآ إللي بعده محنـي بوضـع مآيسمـح لهآ تتوآجـه مع صآحب هآلجسم الريآضـيّ ثآبـت الحركه والوضـع من بعد إصدآمهـم !

...: أنآآآ آسسســفـه !
...: هل أنت بخيـر ؟!

قآلهآ ثم سكت بعدهآ لـ ثوآني يدقق بشكلهآ وهي تعدل الكآب حقهآ على رآسهآ وتشده عليه بقوه من ورآ مضيقته " أوهـ إنهآ فتآه وليست شآب ! "
بعثرت نظرآتهآ يمنه ويسره هروباً من إلتقآء أعينهم بعآدة الهروب إللي صآرت سمـه , أنظآرهآ إللي مآتجرؤ تعلقهآ على أي كآئن من الجنس الثآنـي وإن صآر هآلشيّ عن غير قصد فمآسرع مآتحرك عيونهآ بعيداً عنه ..

مآتدري هل هروباً من فكرة قبحهآ وبشآعة منظرهآ الخآرجي إللي سيطرت عليهآ وخصوصاً من بعد تبدلّ شكلهآ !! أو الفجوه الكبيره بدآخلهآ وإللي كآن أصلهآ شرخ بسيط سببه نجم وكل مآله يتسـع لحد مآحفر دآخلهآ هآلفجوه بعدم كونهآ فتآه مقبوله يمكن لأحد إنه يتقبلهآ مثلمآ هي وإن صآر هآلشيّ .. فـ الحقيقه إنه بيصير لأنه مآيبي منهآ غير إللي يكفيه لغرض شهوآني مآهوب عآطفي أبدّ ..

أو هروباً من فكرة الإرتبآط المطلق لأنهآ أكيده إنه رح يآخذ منهآ أكثر مآرح يعطيهآ , رح تستهلك نفسهآ , مشآعرهآ وعوآطفهآ وجسدهـآ على الفآرغ .. وش بيفيد إرتبآطهآ المؤقت بـ شخصن مو من ديآنتهآ وهذآ هو الشيّ الوحيد إللي تعرفه من الأصول إنه مآيجوز لهآ ترتبط بشخصن إلآ على نفس الملّه والدين كونهآ مسلمـه .. هذآ هو إللي تعلمته من كآرين وجوزيف أصحآب الديآنه المسيحيّه وكلاً بطآئفه مختلفـه ومع ذلك لم يختلفـوآ ! إللي حرموآ عليهآ هآلشيّ بعيداً عن أي شرح أو تفسير لـ سبب هآلتحريم هذآ طبعاً إن بغت ترتبط بـ ربآط مقدس , حقيقي ومشروع وهآلفكره كآنت غير مطروحه بتآتاً ولآ من مكآنهآ هذآ وين بتلقى المسلـم إللي يقدروآ يكونوآ علآقه ومنهآ يتزوجوآ ..

قآلهآ لهآ جوزيف " إمرحي يآفتآه قدر مآشئـت ولكن إنسي أن يكون لك بيت مستقـل , زوج وأولآد .. وإن أردته فلآ مآنع لدي من تبديل هذه الديآنه آلتي تعتنقينهآ ولآ تعلمين عنهآ شيئ , أوتعلمين ! سآخذك للكنيسه بنفسي إنه شيئ لم أفعله ولكن لأجلك سأقوم به , سأوصي بتعميدك ههههه "

نهرته وقتهآ كآرين بزمجره غآضبه وأمرته يسكت إلآ إنه إستفزهآ بضحكه المبآلغ فيه " هههه لمآ أنتي غآضبه ! لآ تقلقي ستقوم بتغيير ديآنتهآ إلى المسيحيه تبعاً لطآئفتك الكآثوليكيه , فأنآ بروستآتي ولست متدين هههه "

صآحت كآرين بـ غضب " تبــاً لك جوزيــف , إصمــــــــــــت "

وجهت أنظآرهآ الغآضبه لـ ليلآ وأمرتهآ تسفهه " ليلآ لآعليك منه ولآ تستمعي إليه , أنت مسلمـه وأبوآك مسلمآن وستظليـن مسلمـة مآحييتي .. عزيزتي يمكنك تغيير مآشئت في هذه الحيآه إلآ مآولدتي عليـه , وهو الديـن .. لآ تستمعي لأحد مطلقاً وإيآكي حتى التفكير في هذآ الشيئ والإنصيآع لأمر أحدّ بتغيير ديآنتك لأي سبب من الأسبآب حتى وإن كآن هذآ الشخص هو أنآ .. أتفهمين مآ أقصد عزيزتي ليـلآ ؟! "

جآوبته بسرعه وهي توليه ظهرها مكمله طريقهآ: نعم بخير شكراً لك ...
نآظر ورآه بـ إستغرآب من ردة فعلهآ وكنهآ هآربه من شيئّ , توآري أنظآرهآ عنه مآتبيه يشوفهآ ويتأكد من ملآمحهآ , مآعطته هو بعد حتى فرصه للإعتذآر ..
مط شفتيه بلآ مبآلآه وعند أول خطوه وهو على رآس الشآرع شآف ذآك الثآني المقبل وتقآبلوآ ثنينآتهم على نفس رآس الشآرع بس كلاً على رصيف يفصل بينآتهم الأسفلـت ...

أكمل طريقه بلآ إهتمآم ومآ أمدآه لأنه آستوقفه بـ تعذر: عـــــذراً ..
إلتفت ورآه ينآظره مضيق عيونـه يستنطقـه بينمآ قآبلـه الثآني بـ إبتسآمه متوتره: ءآآآ آآآ .. هل أنت من سكآن هذآ الحيّ !
...: ليس تمآماً , لمآ تسأل !
...: أريد أن أسأل عن بيت صديقة لي , أنآ قآدم من مدينه أخرى وأريد مفآجئتهآ ولآ اعلم أين هو منزلهآ تحديداً في هذآ الحيّ !

سكت الشآب شويّ يدور بعيونه وكنه يفكـر .. لحقه نجم بسرعه يشرح له مآعنده: ءآآآ آآآ آسمهآ .. آسمهآ ليـلآ , وهي فتآه سمرآء نحيلـه وقصيره قليلاً ذآت شعـر طويل وكثيـف
تمّ الشآب لحظه سآكت مثبت عيونه بعيون نجم المترقبه للإجآبـه ثم دآر بهآ يمنه ويسره بتفكير هآمس بـ إسمهآ: ليــلآآآآ !
ردّ بسرعه يسآعده على التذكر: أجل , أجل إسمهآ ليلآ .. أتعرفهآ !
...: ليس تمآماً ولكن ...
نجم واللي شويّ وينجلط من ذآ البآرد قدآمه وكل كلمه والثآنيه ليس تماماً ليس تماماً أجل وشهـو إللي تماماً !

سحب نفس يكبت فيه عصبيته: حآول أن تتذكر أرجوك !
...: ليلآ ! أتقصد تلك الفتآه المزعجه !
آنعقدوآ حآجبيه بـ إستفهآم: أهي بآلموآصفآت التي ذكرت !
رفع رآسه ونظره للسمآ بتفكير سريع: أجل , تقريباً .. أقيم مع أمي في منزلهآ هنآ فترة الصيف فقط ولآ أعلم تحديداً من هم المقيمين حولنآ ولكن أعتقد أنه في الصيف المآضي لفت إنتبآهي فتآه بهذآ الإسم وتلك الموآصفآت !

آنعفس وجهه بـ إستنكآر , لآ هذآ زودهآ بـ الحيل .. شلون يعني لفتت ليلآ إنتبآهه ! خله بس يآخذ منه المعلومآت وبعدهآ يسدحه بـ أرضه يعلمه شلون يتجرأ ويقول هآلكلآم عن ليلآه !
أكمل الشآب بعد إستيعآبه ملآمح نجم الوآجمه ونظرته المستنكره: الحقيقه أنهآ لفتت إنتبآه كل من يسكون بهذآ الحيّ .. إنهآ مزعجه وجميع من يسكون معهآ بنفس المنزل هم أيضاً مزعجين وشجآرآتهم لآتنتهـي هي وذآك السميـن أصهب الرأس
بثآنيتهآ تذكر نجم وصف العجوز لـه من دقآيق وإن بنت بنفس الموآصفآت إللي يقولهآ كآنت دوم مآ تتشآجر مع شخص بنفس الصفـه .. أصهـب الشعـر !

نجم وقد بدآ بصيص من الأمل يشرح له صدره إللي ضآق وتكدر: أجل .. أجل إنهآ هي .. أين هو ذآك المنزل !

أشرّ الشآب ورآه مبآشرة بعيونه وبسرعه إلتفت نجم ورآه سآئل بـ إندفآع: أيــــن !
الشآب: إنه ذآك المنزل أبيض اللون هنآك ولكن يؤسفني إخبآرك أنه لآيوجد أحد !
شحب وجهه بصدمه خفيّه وكن هذآ هو آخر مآيبي يسمعه الحين - سأل بخفوت - : مآذآ تعني !
الشآب بـ إبتسآمه: هههه أنآ أيضاً منذ قدومي سألت وآلدتي لمآ الحيّ هآدئ وسآكن , أين تلك المزعجه وذآك السمين وزوجته ! أين إختفى صرآخهم !

نجم بهمس: أيـن !
الشآب: هههه مآبك يآهذآ ! لآ أعلم هههه , ولكني علمت أنهآ قد توفـت
إتسعوآ عيونه بصدمه طلع مع الصدمه إستنكآر شديد بـ كلمه سعوديه فجآئيـه بدون وعي أو إدرآك: وشهــــــــووو !!

آنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم: مآذآ ؟!
نجم: من التي توفـيت !!
...: إنهآ زوجة الرجـل الأصهب , فارقت الحياه وهو قد فآرق المنزل ولآ يعلم أحد أين ذهب !
نجم بخآطره " فليذهب للجحيم هو وزوجته مآدخلي أنآ أين ليــلآآآآآآ !! "
سأل بهدوء: وليـلآ !
...: لآ أعلـم , ولكن حآلياً لآ يوجد أحد بـ المنزل ..

أقفى عنه نجم بدون أي كلمه ولآ حرف زيآده سآفهه وهو ينآديه: لآ تتعــب نفسك يآ هذآ لن تجد أحداً بـ الدآخـــــــل ! "

بخطوآت سريعه خطآهآ وعبر الشآرع للرصيف الثآني إللي كآن عند أوله بـ المنعطف لحد مآوصل لأرضيّة البيت ومع أول خطوه دآسهآ آنقبض قلبـه بخوف إن أمله الأخير يتنآثر ويتبعثـر وهآلشيّ آستشعره من وحشـة الإحسآس إللي دبّ بـ نفسه من شآف البيت شلون منظره مهمـل مقآرنة بـ البيوت الثآنيه جمبه وحوآليه .. حديقته الصغيره إللي ذبلت حشآئشهآ وجفت كآن يسمع صوت تحطيمهآ تحت رجوله إللي تسحقهآ بكل خطوه يخطيهآ ..

صعد الدرجآت الثلآت لحد مآوقف عند البآب وثبت يده فوق الجرس .. هذآ هو الشيّ إللي يستفزهآ ويعصبهآ مطلقـه سيل سبآبهآ وشتمهآ ولعنهآ على إللي يدق الجرس بهآلشكـل , تفتح له معصبه ومآسرع مآتختفي هآلعصبيه ورآ إبتسآمه لهفـة من تشوفه قدآمهآ ..
كآن يكذب هآلإحسآس دآخله ويصبرّ نفسه ويقنع فيهآ بـ إستمآته وبعدهآ يده ع الجرس " إيه هي الحين شويّ وتفتح لـي .. آلحين بتفتـح ليلآ معصبـه .... يلآ ليــلآ وينـك ليلـوو .. إفتحــي .. "

نآظر أكرة البآب بـ توجـس ومن بعدهآ أبعد يده عن الجرس وقد نآلت منه الخيبـه وكسآه الإحبآط .. مآل بجسمه لقدآم مدنق رآسه للنآفذه القزآزيه جمب البآب يسترق النظر من ورآ ستآرته الخفيفـه بس للأسـف مآيشوف شيّ ! ..
ردّ للبآب مره ثآنيه يطـرق عليـه بهدوء .. مره وثنتين وثلآث وكل مدى كآن الطرق يحتد أكثر وتزيد قوته أكثر وأكثر وبدآل مآ كآن يطرق بمفآصل أصآبعه كآن يـدق بقبضتـه لحد مآركلــه بنفآذ صبـر وعدم سيطـره وتحكم فـ أعصآبه اللي فلتت بـ ضيق وإحبآط الركلـه العنيفـه وإللي على إثرهآ طآح طوق الورد الجآف إللي كآن معلق حول العين السحريّـه ..


نزل عيونه نجم مكآن رجوله ينآظر بـ طوق الورد , وآضح إن مآفيه أحدّ بآلبيت ومن مده مآهيب قصيره أبدّ .. مرّ زمـن وهآلمكآن خـآوي ..
تخصر بيديه الثنتين عآض على شفته السفلى بملآمح حزن وأسـى كآنت أقرب للبكـآء وإنه يآلله بـ الحيّل مآسك نفسـه !
غمض عيونه بقوه سآحب نفس عميق علّه يلقـى من بعده الرآحـه ...
حرره بهدوء وهو يلقي النظره الأخيره على البيت بكبرهـ ثم ردّ ونآظر تحتـه .. تمّ يتأمل الطوق إللي خذت وروده اللون الأصفر الترآبي ثمّ دهســـه بقــوه , القوه إللي كآنت أكبر من تحمل وردآت ذآبله , جآفـه , هشـه على الإحتمآل .. وتحت وطئة قدميـه تفــتـــــتت ..

أعرض بسرعه عنـه مآيبي أيّ شيّ يوقفـه عند هآلمكآن إللي ظن فيه أخيراً إنه رح يلقـى ضآلتـه .. رح يهدآ قلبـه وتسكن دقآتـه .. رح يهدآ بآلـه وتستريـح أفكـآره ..!

طلع جوآله من جيبه ومنه لأذنه بعدمآ طلب الرقم ..

...: مرحباً جـون , أجل أجل , آنظـر , جون رجآءاً إستمع إلي فلآ طآقة لدي للحديث أرجوك , حسناً شكراً لك , أردت أن أستلم العمل فـ اليونآن , أجل أريد الذهآب , أعلم أعلم , أعلم أنه الوآحد والثلآثون من أغسطس ولكننآ لم نبدأ بعد في سبتمبر ! , جون لآيهمني كونك أسندت العمل لـ رآسـل أو جآستن أو مهمآ يكن آللعنه جون أنت المدير تصرف ولكني لآ أريد البقآء هنآ أعدني لليونآن , أجل أعلم أن الأفوآج السيآحيه كثيره وجدول العمل مزدحم ومكتظ ولآ مجآل للرآحه وهذآ هو مآ أريده تحديداً , لآ شيئ جون إطمئن أنآ بخير , أجل اعلم أنهآ فترة الصيـف وسأعمل هنآك مدة الثلآثة أشهر كآمله ولن أعود إلآ بحلول ديسمبـر أعلم كل هذآ , ستتدبر الأمر !!


/
/
/


" خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعه , فيه خلق آدم وفيه ادخل الجنه وفيه اخرج منهآ ولآ تقوم تقوم السآعه إلآ في يوم الجمعه "

العآشره صبآحاً ..

نزلت الدرج من غرفتهآ للحوش إللي إجتمعوآ فيه صبآحاً يتنآولوآ فطورهـم ويتقهوون ...
جلست بـ الأرض على الحصيره الخوص المفروشه بـ الجآنب الأيسر من الحوش تحت مظلـه نبآتيّه من أورآق العنـب الممتده من جذع رفيع بـ الأرض لـ فروع كثيره إمتدت للعنآن مصطدمه بـ عرش خيزرآني وعليـه إفترشـت أورآقهآ الخضرآء العريضـه ...

نزلت العبآيه الملفوفه على سآعدهآ الأيسر جمبهآ: صبــآح الخيــر ..
نزل أبوهآ الفنجآل من يده وهو مضطجع على جمبه الأيمن ممدد رجوله ومستند بكوعه الأيسر لـ متك إسفنجي: يآلله صبآح النور والسرور .. عسآك الحين أحسن !
حبت رآس أبوهآ وجلست جمبه: آلحمدلله أحسن بكثيـر من أول
نآولتهآ زوجة أبوهآ فنجآل قهوه: جبتي آلسنـع بذي الطلعـه وآلله , كلنآ إرتآحت نفوسنآ وآنشرحت صدورنآ

أخذت منهآ صيته الفنجآل بـ إبتسآمه هآديه وتنآولت تمره من الصينيه قدآمهآ: آلحمـدلله يومـه ..
أم سلطآن: إيه وآلله العيآل كلبوهم مستآنسين مآبغوآ يردوآ الديره ,
أبو سلطآن: هذآهم غيروآ جوّ وبـ أطهر وأبركـ بقعـه , مآلهم عذر الحين ينآفخون على ذي الإجآزه
أم سلطآن: كآفئتهم بـ آخرهآ , وين من أول مآ أجزوآ الدرآسه ع الأبوآب خلآص مآبقى شيئن عليهآ
صيته: يوبه إنت طآلع ولآ أطلب سلطآن يوصلني لـ نآهد !
سأل بـ إهتمآم بنبره مآخفى منهآ الذعر: وش فيهآ نآهد !!

صيته بـ إبتسآمه خفيفه: تطمن مآبهآ إلآ كلّ خير , بس عآزمتني اليوم عندهآ للغدآ !
أم سلطآن بـ طنآزه: توّ مآتذكرت ! وينهي عنك من زمآن !
أطبقت صيته فمهآ تململ خفي من هآلقـطّ على أختهآ وهي تدري عدل عن العلآقه المتوتره بين نآهد وزوجة أبوهآ: هي دآيم تصرّ عليّ أجيهآ وأبيت عندهآ بعد بـ الأيآم إللي يسآفر فيهآ زوجهآ بس أنآ إللي مآ أوآفق

لوت أمهآ فمهآ بـ إستهزآء وهي تهز الفنجآل بيدهآ تقلب القهوه بـدآخله وتنآظره: إيـه صــحّ .. أجل ليش وآفقتي هآلمره !
صيته بنفآذ صبر من إسلوب أمهآ المستفز: لأني من بكرآ إنشآلله ببدآ دوآمي ومآرح يجيني وقت أبدّ أروح لهآ حتى وإن بغيت ..
نزلت الفنجآل من يدهآ وتربعت بتبدآ كلآم كنه مهم: مو كنآ إرتحنآ وإفتكينآ من ذآ الشغل إللي مآجآنآ منه غير سوآد الوجـه ! وش إللي ردك لـه !
صيته: وإيش إللي سود وجهك إنشآلله !

أم سلطآن بنرفزه: وآلله ! شف بنتك يآبو سلطآن وتردّ عليّ بـ قلة أدب ووقآحه .. - خزت صيته بنظره حآقده وهي تهمس - قلـة حيآ
صيته لـ أبوهآ بنبره أهدى: يوبه مآنتب ممآنـع صـحّ ! ولآ وش رآيك ! ترآ مآ أسوي إلآ إللي تبيـه
إعتدل أبوهآ بـ جلسته مطلـق تنهيـده متعبه بـ إحبآط , هآلجمعـه إللي كلّ مآصآرت تطلـع معهآ كلّ الأسلحـه البيضآ .. تتطآول فيهآ الألسـن وتختلط فيهآ الأصوآت .. وين الثآلثـه ريتآج , خلّي الجلسـه تحلـى ! لآحول ولآقوة إلآ بـ آلله وش ذكرنـي بهآ هذآهآ جـت !
....: مآشآلله , إيش هآلصبآح الحلـو , متجمعيـن , جعـل جُمعتكـم مبآركه - بـ ضم الجيم تقصد يوم الجمعـه -

أمهآ بـ إستهزآء: إيه صبآح وش حلآته !
إنعفس وجههآ من استوعبت نبرة الإستهزآء بكلآم أمهآ: خير وش فيـه !
أمهآ بـ جفآف: ومن وينله الخير بيجـي وآختك لآبدتن لنآ بذي الوظيفـه إللي عيت تفكهآ وتريحنآ وترتآح
صيته بـ دفآع: أنآ رآحتي بـ شغلي إنتي وش إللي متعبك منهآ !
جلست ريتآج تنقل نظرهآ ببلآهه بين أمهآ وصيته: وش الموضوع !
لوت فمهآ وهي ترمق صيته بنظرآت جآنبيه من طرف عيونهآ: أختك إللي مو نآويه تجيبهآ لـ برّ .. قآلك من بكرآ بتبدآ دوآم

ريتآج بـ إبتسآمة عدم تصديق إلتفتت بسرعه لـ صيته: وآلله ! حلـــووو , أخيراً إقتنعتي
حركت صيته رآسهآ بـ الإيجآب مبتسمه لـ ريتآج بينمآ صآحت أمهآ: ول ول ول وش إللي تهذرين به إنتي بعد !
ريتآج: إيه يومه طلبتهآ وآجد تردّ وتشتغل من جديد بدآل جلسة البيت هذي إللي أتلفت لهآ مخهآ وأتعبت لنآ أعصآبنآ معهآ .. مآتشوفينهآ شلون كآنت حآبسه عمرهآ بغرفتهآ مغير تصيـح وتبكـي أربع وعشرين سآعه كن سآكنهآ السُكـن أعوذ بآلله !

أمهآ بـ إستنكآر: يعني هذآ من سوآتك ! انتي اللي محرضتها !
إحتدت نظرتهآ وهي تدور عيونهآ بتفكير , كنهآ للحين تستوعب ورطتهآ إللي بتدخلهآ بمشآكل مع أمهآ مآلهآ أول من آخر ومآرح تفتك من لسعآت لسآنهآ السليط لين تبدآ سآلفه جديده تنسيهآ هآلسآلفه - مطت شفتيهآ بـ نفي - : لآآ , وأنآ وش دخلنـي .. هي قآلت إن فيه وظيفه وأنآ قلت مآعليه
نآظرتهآ صيته بـ صدمه موسعه عيونهآ بينمآ تجآهلتهآ ريتآج عن عمد وهي تمد يدهآ للتمر وتآخذ لهآ منه ..

ضيقت صيته عيونهآ موجهه كلآمهآ لأمهآ: تطمنـي , الوظيفـه هآلمره بـ عيآده خآصـه , وخلّ قلبك يهدآ بـ المره ويستريح .. العيآده نسآئيـه للأمرآض النسآئيه والولآده .. يعني شغلي كله مع حريـم ولآ إختلآط ولآ غيره من ذيك الحجج ..

قلبت لهآ عيونهآ بـ إشمئزآز ثم ردت تشرب من قهوتهآ بدون ردّ ..
أبوهآ أخيراً إللي إستشعر إنتهآء الجلسـه بـ الصمت المطبق لـ ثلآثتهم .. سأل بهدوء: أخوك بيوديك ؟
صيته: ليش إنت مو طآلع !
أبوهآ: لآ اليوم مآعندي شيّ , بطلـع للمسجـد وقت الصلآه ..
ريتآج: ليش وين طآلعه صيته !


صيته: بروح لـ نآهد عآزمتني وبتمّ عندهآ اليوم كله ..
ريتآج: مو كنه اليوم الجمعـه وزوجهآ بـ إجآزه !
صيته: زوجهآ مسآفر
فتحت فمهآ بـ إستيعآب: أهـآآ
وقفت بسرعه بحركه فجآئيه إرتفعت معهآ الأنظآر كلهآ تدآركتهآ وأشرت دآخل البيت بيدهآ مبتسمه ببرآءه: بروح أصحـي سلطآن يتجهز وأنآ بعد
أمهآ بـ حده: وليش تتجهزين !

ريتآج وهي تدري عن توعد أمهآ لهآ بسبة تأييدهآ لصيته إن مآكآنت هي السبب الرئيسي فيه: ءآآآ آآآ برووح .. بروح مع صيته لـ نآهـد
نزلت أمهآ الفنجآل من يدهآ وتوهآ بتبدآ موشـح المسبـآت إلآ وطآرت ريتآج للدآخـل مآلحقهآ غير تهديد أمهآ لهآ إللي وصلهآ عن بُعـد: هيــن ريتآجـــــــوووه
زوجهآ بـ تحذير من بين أسنآنه: آقصري حسسسك يآمــرره

أطبقت فمهآ مقلبه عيونه بنفس ذيك النظره المشمئزه لصيته إللي إرتفعوآ حآجبيهآ ببلآهه وعدم فهم لهآلنظره .. صحيح إنهآ تسويهآ كثير بس الحين وش سببهآ ! مآهيّآ إللي علت صوتهآ وزوجهآ هو إللي توعدهآ هي وش دخلهآ ترمقهآ الحين بذي النظره ! " الحمدلله والشكـر "

ردّ أبوهآ وآضطجع بعدمآ ملت له صيته فنجآله مره ثآنيه - سأل بهدوء - : ليش مآتعلمين نآهد تتآبع بـ العيآده إللي توظفتي فيهآ مو أحسن لهآ !

صيته: إيه أحسن بس مآيصير .. لآزم تتمّ وتتآبع مع نفس الدكتوره إللي لآزمتهآ من أول حملهآ لين الولآده , هي أدرى بهآ وبوضعهآ وحآلتهآ .. ولآ تنسى يوبه بعد الوضع الخآص والحرج لـ نآهد
أطلق تنهيدة رجآء: آلله يتمم لهآ على خيـر وتقوم بـ السلآمه هي وولدهآ
أم سلطآن: طآلت هآلمره ومآسمعنآ خبرن شين .. أشششوى

بققت صيته عيونهآ بـ دهشه من هآلفآل الشين - ردت بدفآع - : آلله لآيجيبــه ..
أم سلطآن: علآمك إنتي ! إيه إنشآلله آلله لآيجيبه .. ودنآ يتمّ حملهآ هآلمره على خير وتجيب لنآ ذآ الولد إللي عيّآ وأبطى
أبو سلطآن بضيق: لآحول ولآقوة إلآ بآلله .. علآمك إنتي يآمرره !! بتتكلمين عدل ولآ أصك وجهك بذآ الفنجآل

بلعت ريقهآ بسرعه وكنهآ معه تبلع لسآنهآ - سألت بـ إهتمآم مفتعل علّهآ تدآري موقفهآ السيئ الحين وردّ زوجهآ الجآف عليهآ - : بـ أي شهر هي الحيـن ؟
صيته بـ ضيق وآضح بملآمحهآ المنزعجه وردهآ المقتضب: بـ آخر الثآلث
أم سلطآن: إييييييه ,, جعل حملهآ يثبت ويتم على خير ..
رمقتهآ صيته بنظرة تشكك وإرتيآب من صدق هآلدعوه - أمنـت بـ تشديـد وتأكيـد - : آميــــــــــــــــن !


/
مسـآءاً من نفس اليـوم ..

طلـع من الكرآج السفلي للفيلآ يجرّ رجوله جرّ بتثآقل .. تخطى الممرّ الحجري من الكرآج لمدخل الفيلآ وقد ملآ الضيق قسمآت وجهه ومآزآدت نبرة صوتهآ الرفيعـه بـ غنـج إلآ ضيق وكدر ..

....: لمتى الهجرآن !

إلتفت عليهآ بحده رآميهآ بنظره شـرّ ثآقبـه ثمّ كمّل طريقه صعوداً للسلآلم إللي كآن يخطيهآ درجتين مع بعض بخطوه وحدهـ ...

لحقته بسرعه تستوقفه لحد ماتمكنت منه ساحبه معصمه الأيسر: مآآآآآلـــــــــك
وقف على الدرج ينآظر تحته وعيونه على يدهآ الممسكه بمعصمه .. أردفت بسرعه وقد حنت ملآمحهآ لإستعطآف: مآلك ليش هيك عمآ تعآملني ! تعبت من هجرك
نفض يده بـ جفآف وردّ بهدوء مخآلف للعنفوآن المشتعل دآخله: نجوى قلتلك إللي بينآ إنتهى
صعدت درجتين بسرعه لحد مآ وآزته مشبكه يدينهآ حول ذرآعه الأيسر ضآمته لصدرهآ: بآلنسبه لك إنتهى .. أمآ أنآ لآآآآ .. بآقي مآنتهى

سحب نفس عميق من خشمه مغمض عيونه بـ إستجدآء للصبر ثم أردف بصوت منخفض: إن تبين تآكلين عيش من هآلبيت إنسي كل إللي صآر من قبل معـي ولآ تحآولين تعترضين طريقي بـ الروحه والجيّه لأن ترآ صبري مآبقى شيّ عليـه .. آوكـي ؟ - قآل الأخيره وهو يطبطب على رآسهآ بهدوء ثم ولآهآ ظهره وكمّل طريقه صعوداً -

كورت قبضتيهآ بـ كُره والقهر يتآكلهآ .. رصت على شفتيهآ بـ قوه وتمت ترمش بتوآلي تمنع قطرآت دموعهآ إللي تلألأت بمحآجرهآ من النزول وهي تنفخ هوآ من فمهآ بتكآبر " طيـب يآ مآلك .. مو أنآ نجوى إللي تتسلـى فيهآ وتشبـع ثم ترميهـآ ! "


فتح بآب جنآحه وإللي إستغربه هآلمـره أكثر مقآرنة بـ المرآت السآبقه .. مآيدخله إلآ ويلقى الإضآءه مضويـه من كل ركن ونآح حتى وإن كآنت غير مستغلـه .. نآظر بسآعة معصمه الأيسر رآفع حآجبه الأيسر بـ إستنكآر " السآعه حدآش وينـه فيـه ذآ بعــ ...... آختفى صوت النفس بدآخله أول مآخطآ غرفة نومه وطآحت عيونه عليـه جآلس قدآمه على سريره مسند ظهره .. سآقه اليمنى مثنيه تحته واليسرى بـ الأرض وعيونه مركزه على الأورآق بيده تخترقهآ بتركيز وتفحص منعه حتى من إستدرآك وجوده فـ الغرفه ودخولـه .. والغريب هو وجود هآلصغيـره الثآنيه جمبـه وإللي الظآهر إن عدوى التركيز الحآد إنتقلت لهآ وكآنت هي بعد مشغوله بـ ملفآت كثيره منثوره حولهآ ع السرير !

مدّ يده لـ قبس إضآءه جمب البآب وإللي بضغطـه منه بدت الأنوآر تتوآلى بـ الإضآءه البيضآويّه للسقف ومآسرع مآلتفتوآ ثنينآتهم له بملآمح مقطبه من الضيق بسبـة الإضآءه الشديده المبآغته من بعد خفـوت ...

.....: آآآآآآخ مآآآلك ليش كذآآ عيوني عورتني !
قرب صوبهم يبعثر نظرآته المتعجبه على كومة الملفآت والأورآق المبعثره على السرير وبـ الأرض: فيدو إيش تسوين هنآ !

فدوى: أثآعد ثنـد
جلس على طرف السرير ينآظر بـ سند إللي سفهه وردّ ينآظر الأورآق بيده وقد تعلق قلم حبر فوق غضروف أذنه اليسرى ..
مآلك: وإنتي وسند إيش تسوون ؟
فدوى: نشتغل
إرتفعوآ حآجبيه بـ دهشه مفتعله: وإنتي تعرفين تشتغلين ؟

كشرت بـ كُره من نبرة الاستصغار بسؤآله ثم نفضت شعرهآ بـ ثقه سآفهته وهي تضم الملف بيدهآ لمجموعة ملفآت بـ الأرض أخذت نفس اللون البرتقآلي ..
مآلك: ههههه وآلله !
رفعت سبآبتهآ بوجهه: إثمع .. إحنآ جآلثين نشتغل مآنلعب .. لو ثمحت لآ تذعجنآ
مآلك: الحين أنآ أزعجكم ! ترآهآ غرفتي وآنتم محولينهآ مكتب لذآ الشغل
فدوى: طيب تعآل إشتغل معآنآ .. ثآعد ثنـد
مآلك: لآ بسآعدك إنتي

فدوى: أنآ أعرف أشتغل بروحي والشغل حقي ثهل
مآلك: وش إللي تسوينـه علميني !
وقفت فدوى بسرعه والحمآس متفجر بملآمحهآ الطفوليه وهي تأشر بسبآبتهآ على كومة الملفآت المرتبه بـ الأرض: شوف هذي كلهآ أنآ رتبتهآ .. إللي ألوآنهم ذي بعض يكونوآ مع بعض .. هذي ملفآت ذرقآ وهذي صفرآ ,, وهذي الحمرآ .. بآقي البيضآء والبرتقآليّه
مط شفته السفلى بـ إعجآب وعيونه ينقلهآ بين الكرآتين بـ الأرض وإللي إحتوت مجموعه كبيره من ملفآت المؤسسه .. وآضح إن سند بدآ شغلـه وبـ جديّـه , حتى إنه جنّـد الصغيره فدوى وجآلس يستغلهآ !

ضمت كفيهآ لبعضهم بوضع التصفيق مطبقه شفتيهآ بـ إبتسآمه طفوليه عذبه وهي ترمش جفنيهآ بـ إنتظآر الإطرآء: هآآ إيش رآيك ؟
حآوطهآ مآلك بسيقآنه مقربهآ عليهآ وتمّ يتحسس شعرهآ الحريري الكثيف بمـدح: كفــووو فيدو حبيبة خآلـو
فدوى: مآلك أبغى أثآعدك لمآ تشتغل زي ثنـد أو إنت ثآعدنآ أنآ وثنـد ونشتغل إحنآ الثلآثه .. - بققت عيونهآ رآفعه حآجبيهآ بـ تفآجئ لوقع الفكره الفجآئيه إللي رآودتهآ - وكمآن مآمآ تثآعدنآ .. وثآلــي .. نشتغل كلنآ إيش رآيك !!

مآلك: ههههه أبشري .. بنشتغل كلنآ بس أبيك الحين تروحين لمآمآ لأني أبغى سنـد فـ كلآم
بوزت بـ إعترآض مكتفه يدينهآ بينمآ رفع سند نظره بسرعه لـ مآلك إللي قآبله بـ نظرآته ثم ردّ ونآظر بـ فدوى محتضن وجههآ الدآئري المليآن بين رآحتيه وتمّ يتحسس خديهآ بـ إبهآميه وكنه يمسجهـم بحركه دآئريه: فيدو آسمعي الكلآم وروحـي .. لمآ أخلص كلآم مع سنـد تعآلي وكملـي شغـل
نآظرت فدوى بـ سند إللي أشر لهآ بعيونه إيجآباً وتأكيداً لكلآم مآلك ثم ردت تنآظر مآلك بـ تشكك: يآويلك يآمآلك لو إشتغلت الشغل حقـي
مآلك: ههههه لآ مآرح أشتغل

فكت نفسهآ من حصآر سيقآنه حولهآ ومشت بهدوء صوب البآب ونظرآتهم ثنينآتهم تلحقهآ لحد مآوصلت للبآب والتفتت عليه: مآلـك لآتطــول
مآ ردّ إلآ بهزة رآس طوعاً لكلآمهآ مبتسـم بهـدوء وبلحظتهآ تسكر البآب والتفت يمينه لأجل تتلآقى عيونهم ..
تموآ ثوآني في صمت قطعـه سنـد أول مآرفع عيونه عن مآلك ونزلهآ للأورآق بيده - ببـرود - : أسمعــك ..

ارتمى على ظهره ممدد رجوله بـ الأرض ويدينه فآردهآ على السرير بـ العرض يناظر بـ السقف ..
رفع سند حاجبه الأيسر بـ استنكار ثم رد يناظر بـ الأوراق بلا مبآلآه لـ ثوآني ,, أردف بعدهآ مآلك: بكره بسآفر البحريـن ..
سند وعيونه بـ الأورآق: أهـآ ..
مآلك: رح أتمّ فيهـآ إسبوع
سند: آمـمم
سحب نفس مسموع ثمّ أردف بهدوء: طآلبـك !
نآظره مضيق عيونه بحده من وقع الكلمه عليـه .. مآلك يطلبـه ! خيـر ! وأيّ خير من ورآ طلب مآلك لـه , أكيد إنه بمصيبـه من مصآيبـه إللي مآلهآ عدد ولآ نهآيـه !

كمّل مآلك بنفس الهدوء وعيونه بعدهآ بـ السقف: زوجتـي تهتم فيهآ
زفر أخيراً النفس المحبوس بصدره مغمض عيونه ,, كلمه وقآلهآ , مآورآ مآلك غير المصآيب وهذي أكيد وحده منهـم ..
نزل الأورآق جمبه وإنحنى بـ جسمه يميناً مستند بـ كوعه الأيمن للمخده مشبك أصآبع يدينه ببعضهم: مآفهمــت !
مآل على جمبه الأيمن لين تلآقت وجيههم: زوجتي مآلهآ أحدن غيري .. ومآحد يدري فيهآ إلآ إنت وأنآ مآلي غيرك

سند: وأنآ مقدر أتحمل مسئوليه شيّ مدري وش أصله من فصلـه
مآلك ببرود: وإنت شدخلك بـ أصله وفصله ! كل إللي أبيه هو إنك تهتم فيهآ هآلإسبوع لين أردّ .. وهي مآتحتآج غير وجبآت أكـل وشرب بـس مو أكثر ..
ضيق سند عيونه بـ خبث: إنت وش ورآك بـ الضبط !
بلع ريقه بسرعه ثم ولآه ظهره بدون ردّ ..
سند: عطنـي وجهك وتكلّـم
مآلك: ...........
سند: إسمــع , دريت إنك متزوج من وحدتن مآحدن يدري عنهآ شيّ وسكـت , حآبسهآ بـ شقـه مآتدري هي وينهي فيـه وسكـت .. والحين تبي تسآفر وتقط بلآك عليّ !

استقعد مآلك بجلسته مربع رجوله متوآجهين - سأل بتشكك - : إنت وش درآك ؟
سند: أدري عن ذيك الشقـه , وأدري إنهآ محبوسه بدآخلهآ
توسعت عيونه بـ صدمه تدآركهآ سند إللي أردف بهدوء يطمئنه: تطمـن مآحد يدري عن هآلبلآ غيري
مآلك بـ دفآع: مو حآبسهآ
إرتفعوآ حآجبيه ببديهيّه: أجـل !

بلع ريقه بـ إرتبآك: مآفيه .. بس أنآ مقدر أكون معهآ للأسبآب إللي تعرفهآ إن مآحد يدري بزوآجي منهآ ومقدر أخليهآ بروحهآ .. لآزم أسكر عليهآ .. - وقف فجأه مضيق عيونه - لحظه لحظه , إنت شلون دريت عن الشقـه وإنهآ محبوسه دآخلهآ أو لآ
سند بـ ببرود: لأني تتبعتك .. وتكلمـت معهآ من ورآ البآب , ودريت من تكون وهي درت من أكون ..
نزل عيونه لحجره مطبق شفتيه بـ قهر ومآسرع مآرفع رآسه ورد بـ جفآف بطريقه طفوليه: رح تدير بآلك عليهآ لين أرد أو لآ !

سفهه سند وهو يرفع مجموعة أورآق: صرف نفسك بـ نفسك
كور مآلك قبضته اليمنى بـ غضب مكبوت أقصآه , هذآ سند الحين يتفنن عليـه , فرصه وجآته شلون يخليّهـآ .. بينمآ سند إللي كآنت نظرآته تترجم ردآت الفعل الغآضبه لـ مآلك وهو بدوآمة تفكير عميق لهآلورطه إللي هو فيهـآ: منتب قد الإرتبآط والمسئوليه ليش تزيدهآ على نفسك !
مآلك بقهر: سند لو سمحت لآتدخـل

سند: تلعب معي أجل .. بكيفك تدخلنـي بشؤونك وبكيفك لآ .. آمم آوكي إللي يريحك
زفر نفس مسموع بـ خيبه وإحبآط: سنـد مآلي غيرك
سند بـ لآمبآلآه: قلتلك مآ أدخل نفسي بشيّ مدري وش أسآسه
مآلك: إنت وش إللي تبي تعرفه بـ الضبط ! قلتلك زوجتي بـ السرّ مآحد هني يدري عنهآ وسفري بكره مقدر أخليهآ بروحهآ
سند: ومن قآل إن هذآ هو إللي أبيه !
مآلك: أجـل !

نزل الأورآق من يده وردّ ببرود: أبي أدري ليش بـ الأصل متزوجهآ بـ السرّ ! وشلون أهلهآ رضوآ بهآلشيّ ! إن كآن لهآ أهـل بـ الأسآس .. وأي بلآء هذآ إللي تبليتـه عليـها وبسبتـه تزوجتهآ ! وكنك متورط بـ سفرتك ليش مآتردهآ لأهلهآ هآلإسبوع تتم عندهم لين تردّ إنت ! وآجد أسئلـه وأدري إن مآعندك وقت كآلعآده
مسح وجهه بكفينـه محرك رآسه بـ النفي .. خلآص مآبقى فيهآ شيّ ,,
جآوبه بـ إستسلآم: بس فيه تفآصيل مقدر أقولهآ
سند: يكفينـي الجملـه , بس شيّ وآضـح ومفهـوم

مآلك: أعرفهآ من فتره يمكن سِـت شهـور أو أكثر ,, تقآبلنآ كذآ مره وفـ خلآل هآلمرآت صورتهآ
سكت لحظآت من إستوعب ردة فعل سند المستنكره بـ إشمئزآز متمكن من قسمآت وجهه: وربي إنهآ المره الأولى .. عرفت بنآت بعدد شعر رآسي ولآ عمري سويتهآ أو حتى فكرت أسويهآ .. بس تغريد غير , غير عنهم كلهـم .. صورتهآ لأني أبي أشوفهآ , دوم كنت أبي أشوفهآ وأحسّ بوجودهآ .. وربي مآفكرت بعمري أأذيهـآ أو أستغل هآلشيّ ضدهآ ولأي سبب بـ العكس وقفت معهآ كثير لأن ظروفهآ بـ البيت كآنت ........ كآنت .. - سكت شوي بتردد وعيونه تدور بـ الفرآغ يدور وصف منآسب - مدري شقولك بس عمهآ كآن يتحرش فيهآ , وحآول آكثر من مره إنه .. إنه .. يأذيهآ .. - رفع رآسه وقد إحتدت نبرته - تخيّل إني عرضت عليهآ الزوآج وطلبتهآ , كل المحآولآت المستميتـه ومآرستهآ معه
بس لأجل توآفق وكآنت تتهرب من هآلشيّ إللي كآن بيخلصهآ من هآلقذآره إللي تعيشهآ .. سآعدتهآ وآنتقمت لهآ من هآلنذل الخسيس عمّهآ وبعده وش ردت عليّ ! قآلت غرضـي منك قد تمّ وآنتهـى .. إنتهـى وآنتهيت معـه يآمآلك !

سند وإللي كآن بحآله من الصدمـه والذهـول , وآضح إن مآلك قد فرط العقـد من بين يديـه , تكلّم ولآ عآد درى ! إن مآكآن يبي يوضح تفآصيل أجل وش هآللي يقولـه ! وش بآقي زود !

رفع رآسه بحده وردّ بـ دفآع تبريراً لعوآطفه إللي إستغلت أبشع إستغلآل على حدّ وصفه: مآكآن بيدي إلآ إني أرد لهآ الصفعـه , مآلقيت بيدي غير تسجيلآتهآ معي بعثتهآ لأهلهـآ .. هي قد نقصـت من كرآمتي وأنآ بـ مدآسي دست على شرف وكرآمة كلّ رجآل عيلتهآ .. جآني أخوهآ يطلبنـي أستر عليهآ , وبهآلطريقه تزوجتهآ ولأجل هآلأسبآب مقدر أوآجه عيلتي بهآلإرتبآط ولآ أقدر أردهآ لعآيلتهآ ..
أطبق شفتيه بـ لوم: جآلس تغلط وآجد يآمآلــك ..

مآلك بـ عصبيّه: بـ آخر زمآنهآ ذي إللي تلعب عليّ
بعدم اقتناع: يعني متزوجهآ لأنك تبيهآ ولآ بس ردّ إعتبآر !
تعلقت عيونه بعيون أخوه سند لثوآني ثم كسرهآ بـ تجآهل متعمد وعيونه تدور بـ الفرآغ هروباً من الإجآبه المعروفه مسبقاً ...

سند: آوكي .. رح أنفذ لك إللي تبيـه .. بس أبيك تعرف شيّ إن بعد ردتك إنشآلله من البحرين هآلموضوع إنسى إنه يظل سرك الكبيـر .. لأن إن مآتكلمت إنت أنآ رح أتكلّم ..
وقف مآلك والشرر يقدح من عيونه: سند لآتندمني إني حكيت لك
سند ببرود: مسويلي فيهآ رجّآل ! وين الرجوله من سوآتك ! آقصر حسك
مآلك بـ ريبه وتشكك: مآرح تعلّم أحد !
رفع كتوفه بلآ مبآلآه: لين تـرد من السفر
أطبق شفتيه بقهر مسدد لكمه من قبضته اليمنى لوسط كفـه الأيسر: أنآ الغلطــآن
سند: لآتلوم كثير على نفسك ..

نآظره مآلك بـ قهر ردّ له سند النظره ببرآءه مصطنعه مستفزه: ايه غلطان بس لمتى تبي تتمادى بالغلط ؟! اليوم جاك السفر ماتدري بكره وش بيجيك ولا ناوي تتم حابسها بذيك الشقه لآخر عمرهآ يعني وأنآ أدير بآلي عليهآ لأجلك ! لمتى تبي تخطآ وتحمّل غيرك خطآك ! زوآجك هذآ مسئوليتك إنت مو أنآ ولمره وحده بحيآتك .. مره وحده بس يآمآلك خلك رجّآل مسئول تجآه الشيّ إللي تبيـه وإللي بكيفك وبـ إرآدتك إخترتـه .. وأظنك فآهم وش إللي أقصده !


======
-----------
======


الثآمنه من صبآح اليوم التآلي .. تخطـى ممرآت الطوآرئ خروجاً وتوجهاً للمستشفـى ..

بـ إبتسآمه لطيفـه مطبقـه بهدوء يمآثل هدوء صآحبهآ ورزآنتـه قآبل فيهآ كل من صآدفه وإعترض طريقه بـ المرور .. دكآتره , ممرضيـن , عمّـآل , أوحتى مرضـى ..

....: صبآح الخير دكتور عُمـر ..
إلتفت يمينـه وإبتسآمته العذبه مآفآرقت ملمـحه المريح بـ سكينه تسكـن لهآ النفس والروح: صبآح الرضـآ , إزيكـ يآشمـس !

إزدردت ريقهآ بحركه وآضحه منزله رآسهآ للأرض ضآمه الملـف لصدرهآ بـ إبتسآمه خجولـه - سألت بهمـس شبه مسموع بـ لهجه مصريه - : الحمدلله يآدكتر .. - رفعت رآسهآ بسرعه وإستدرآك - : بئآلك كتير مدخلتش المستشفى , الطوآرئ فآضيه النهرده ولآ إيه !
إنفرجوآ شفتيه بـ إبتسآمه كشفت عن رتآبة أسنآنه: هههه يعنـي حآقه زي كدآ .. دكتر عُـدي موقـود ؟
إرتفعوآ حآجبيهآ وإرتفع معهم نظرهآ للسقف في محآوله للتذكر: مش عآرفه وآللهي يآدكتر مشوفتوش النهرده

عُمر: أهـآ , طيب إتفضلي إنتي يآشمس لشغلك وأنآ هروحله القسم بتآعه ..
حركت رآسهآ إيجآباً بـ إبتسآمه قصيره مطبقـه وعيونهآ ترمش بـ خجـل مآ أخفى شيّ من فيض مشآعرهآ الجيآشه تجآه عُمـر والمجحوده من قِبل عُمـر إللي يدري مسبقاً عن وجود هآلعآصفه بقلبهآ لـه وإللي مآلقت للحين تفسير لهآلإنكآر والجفآف من نآحيته تجآههآ !
مآل رآسهآ تنآظره بعدمآ ولآهآ ظهره مآتشوف شيّ غير رآسه الضخم ومنكبيـه العريضين وقد أخفآهم مئزره الأبيض , يخطي خطوآته المتثآقله الرزينـه بـ الممرّ لحد مآختفى طيفـه بـ إنكسآر الممرّ عند نهآيته يسآراً ...

بـ القسم إللي غلب عليه طآبع السكون والحركـه القليلـه .. قسم العظآم .. تخطآهـ لحد مآوقف عند بآبه تنآوله بـ الطرق الخفيف بقبضته اليمنى بلآ مجـيب ..
نزل أكرته بهدوء وعيونه تسترق النظرآت بترقب لحد مآنفرج البآب وقد أظهر مآ أخفآه ورآهـ .. غرفـه فآرغه من وجود صآحبهـآ ..

جلس على وآحد من الكرسيين المقآبلين لبعضهم قدآم مكتبه رآفع جوآله لأذنه ...
كآنت ثوآني خآطفـه لحد مآتعآلى فيهآ صوت نغمـة رنين تقترب من الغرفـه , مآل برآسه لليسار رآفع جوآله يهزه يمنه ويسره موجه الشآشه لعيون الجآلس على الكرسي وهو يدق بـ إسمـه ..
انحنى فمه بـ إبتسآمه قصيره وهو ينزل جوآله من أذنه: هههه أشوى مآتنآذلت وفتحت عليّ
دخل غرفة الكشف الخآصه فيه جآلس ورآ مكتبه على كرسيه الإستيل العريض: لمحتك وأنآ بأول الممر وآنت على بآب الغرفه ..

عُمر: تعآل نروح للكآفيتريآ نفطر هنآك
عديّ: لآ فطرت بـ البيت مغير أبي قهـوه
عُمر بـ إرتيآب من شكل عديّ المرهق وإللي وضح آثآره ببروز التجويف العظمـي لعيونه إللي حآوطهآ حآله من السوآد الدآكن: عديّ إنت وش إللي يصير معك ! وش إللي مغيرك كذآ - شدد بـ تنبيه - ولآ تحآول تتهرب مثل كل مره
شبك أصآبعه ببعضهم ومدد يدينه قدآمه يتمطع بـ كسل: آآآآخ توني مآصحصحت
عُمر: صآرلك إسبوع ومآيزيد مآنت مصحصح .. وش ورآك !
تنهد بـ تعب يفرك مآبين عيونه: مآهوب بآلشيّ الكبير صدقني .. بآلي مشغول شويّ .. علمني بس صيتـه دآومت !

مطّ شفته السفلى مآيدري إجآبه: وآلله مدري
عقد حآجبيه بـ إستفهآم: شلون مآتدري ! مو وصيتك تدلهآ لوظيفه عند دكتوره عبير !
عُمر: إيه علمتهآ وقآبلت دكتوره عبير شخصياً وتقريباً إستلمت الوظيفـه
عديّ: أجل شلون مآتدري كنهآ دآومت أو لآ
عُمر: علآمك إنت ! هدي أعصآبك
سحب نفس هآدي من فمه ثم أرخى جسمه على كرسيه .. مآيدري وش سرّ عصبيته المبآلغ فيهآ هآلأيآم , أعصآبه على تكّـه و أقلّ شيّ قآدر إنه يثيره ويسبب له الإنزعآج المصحوب بحده وجفآف: مآفيــه

أطبق عُمر شفتيه بـ أسى لحآل خويّه وإللي يدري زين وش سببه بس عديّ للحين مصرّ على موقفـه إنه مآيشآركه إحسآسه أو تفكيره وإللي يمـرّ عليـه ويمرّ هو فيـه - أردف بهدوء وأصآبعه تهتز على المكتب بتوآلي - : قآلت لي بتسآفر لـ مكّـه الأول مع أهلهآ بتعتمـر وبتّم فيهآ لين آخر الإسبوع , هآلكلآم من خمس أيآم يمكنهآ ردت من السفـر ودآومت , مآحبيت أوسعهآ وأدق مرتن ثآنيه , إللي وصيتني فيه إنت سويتـه وتـمّ ..
شهق نفس مسموع من خشمـه بأريحيّه: إيه زيـن ..


رفع عُمر حآجبه الأيسر بلعآنه وعيونه مركزه على أصآبعه إللي يطق فيهآ على مكتب عديّ: أكيد زيـن .. وزين لك إنت بـ الأول قبل مآيكون زين لهآ
نآظر عديّ بـ أصآبع عُمر إللي تهتز بتوتر ووترته معهآ بحركتهآ وصوتهآ وهو يطق - همس بعدم فهم - : وش قصدك ؟
رفع عُمر حآجبيه مقوس شفتيه بتعبير الفهم البديهي: يعنـي .. إنهآ تشتغل مع دكتوره وبتخصص أمرآض نسآئيه , هآلشيّ مريح لك .. كفيل إنه يريح بآلك من التفكير وخآطرك من الظون كونهآ تحتك بـ المرضى من الرجآل أو إنهآ تكون تحت إشرآف يدّ دكتور مو دكتوره ..
طير عيونه بـ إستخفآف كـ رفض لـ تلميحآت عُمر الصريحه والمبآشره ..

عُمر بجديه: أدري عن مشآعرك تجآه صيته
إلتفت له عديّ بسرعه مثبت نظره بـ تشكك وإرتيآب لـ عيون عُمر بينمآ كمل عُمر وهو يحرك رآسه بـ الإيجآب تأكيداً: كل شيّ وآضح يآعديّ .. إهتمآمك الزآيد وغيرتك المفرطـه , هذآ غير وضعك اللي كل مآله ينحط أكثر وكيآنك إللي إنقلب كله من وقت إرتبآطك ببنت المآلكي - كمل بـ تشديد لمحآولة لفت إنتبآهه أكثر - ببنـــت خآلتـــي

ضيق عديّ عيونه في محآوله لفهم المبطن من كلآم عُمر: وش إللي ترمي له !
عُمر: مآ أرمي لشيّ .. كلآمي صريح ومبآشر
أسند أكوآعه لمكتبه مخبي وجهه بكفوفه: عُمر وللي يعآفيك لآتزيدهآ عليّ
عُمر: تحريتك كثير تبدآ وتصآرحني بآللي يدور برآسك ويخآلج نفسك بس أبطيـت ..
نزل يديه من وجهه بـ نظره مآخلت من اليأس والإحبآط: ضآيق صدري يآعُمر .. مختنـق

عُمر: عديّ .. أنآ مقدر موقفك عدل ومتفهم أسبآبك بـ إنك تحصر نفسك بهآلعلآقه إللي رآفضهآ قلبك بضغط من عقلك بس صدقني .. علآقة الزوآج هذي هي الرآبط الوحيد إللي مآيصح فيهآ تحكم وآحد من الإثنين .. إمآ الإثنين أو بلى .. عقلك وقلبك سوآ .. إن مآكنت متقبل هآلإنسآنه إللي رح تكون شريكتك بنسبة ميه بآلميه - شدد على كلمة ميه بـ الميه للفت الإنتبآه - سآمع عدل ! ميه بـ الميه ومو تسعه وتسعين .. بلآهآ .. وتهون أسبآبك كلهـآ .. يعني إيش ترغم نفسك بـ علآقه إنت رآفضهآ كرد لـ جميل خآلك وزوجته بتربيتهم لك ! طيب مآحآولت تتفآهم معهم .. ربوك وكبروك لين شدّ عودك وخط شنبك بوجهك والحين يزوجونك ! هل زوآجك البآئس هذآ رح يسعدهم ! مبسوطين همآ وهم شآيفين قلبك وفكرك بنآح ثآني غير النآح إللي أجبروك فيه وعليـه ! إنت الرجّآل بهالعلآقه يآعديّ مو بنت المآلكي .. صدمتني حيل بـ إحبآطك هذآ واستسلآمك !

عديّ: هآلإحبآط والإستسلآم مآطآلك انت من قبل يوم إرتبطت ذيك البنت بـ إبن خآلتك ! رآئف المآلكي ! ذيك البنت نفسهآ إللي تعلقت فيهآ وعيّآ طيفهآ يفآرق عيونك وتفآرق سيرتهآ كلآمك !

أعرض عُمر بوجهه وطيف الفآتنه الشقرآء دآرين يترآقص بمخيلته , هآلإحسآس البكـر إللي انزرع بذرته بـ قلبه تجآههآ وصآبهآ الجفآف متوقف نموهآ يوم درى بـ إرتبآطهآ بـ إبن خآلته وزوج أختـه ! هل يآترى إللي حسيته من قبل عديّ الحين يمرّ فيـه ! فرض الوآقع لسيطرته عليك والخضوع للقدر بـ إستسلآم وبلآدهـ !

وقف عديّ عن كرسيه بعدمآ طآل سكوت عُمـر وعيونه موضع قدمـه بـ إنكسآر: قمّ ننزل للكآفيتريآ قبل تبدآ مواعيد الكشف عندي ..
وقف عُمر بتثآقل تمّ سآكن مكآنه لحد مآلف عليه عديّ بعدمآ لبس مئزره الأبيض إللي كآن معلق على شمآعته الإستيل - وقفه بـ هدوء - : عــديّ !

رمقه بـ نظره منخفضه وهو مدنق رآسه ويعدل يآقة البآلطو حقه بينمآ تكلّم عُمر بجديّه ويديه بجيوب مئزره الأبيض: إنت خويي ويهمنـي أمرك أكثر من أي شيّ .. بس هآلبنت إللي رح يرتبط إسمهآ بـ إسمك بعد شهـر تكون بنت خآلتي .. بنت خآلتي إللي بعمـر أختي الصغيره وصديقتهآ وإللي مآ أشوفهم أنآ إلآ طفلتيـن .. وإن أنكر هآلشيّ بلوغهم وعمرهـم إلآ إنهم يظلوآ بعيوني طفلتيـن .. وإللي مآ أرضآه لأختي مآ أرضآه لـ بنت خآلتي إللي هي بعد أختي .. مآ أرضى لهآ الجـرح أو الألـم .. مآ أرضى يتعب تفكيرهآ ويتعـذب قلبهآ ويضيـق خآطرهآ .. إن تشكت منك بيوم يآعديّ صدقني مآرح أسآمحك .. الموضوع الحين بيدك وإنت وحدك إللي تقدر تكملـه وتقدر بعد تنهيـه وتبتره !


/
/
/
/
/


جلست على طرف سريرهآ تنآظر بـ إنعكآس شكلهآ فـ المرآيه المقآبله لهآ بعدمآ أجهدت نفسهآ بـ الحركه المتوآصله وهي تقطع الغرفه ريحه وجيّه بـ توتر صآر لهآ ثلآث سآعآت معدودآت على أحرّ من الجمر للإلتقآء بهآلغريب إللي سلمه زوجهآ زمآم أمرهآ والصفـه .. أخـوه ! أخوه نفسه إللي جآهآ من أيآم وطلبهآ مآتعلّم زوجهآ ! واليوم زوجهآ نفسه وبيده يسلمهآ لـه ! وش تفسير هآلشيّ بـ الضبط ! هآلأخو وش موقفه من هآلإرتبآط ! مع أخوه ولآ ضده ! يسآعده يستمر فـ زوآجه أو يحآول إنه يخرب عليـه ويسآعدني أنآ فـ الإنفصآل !


سحبت نفس عميق وعيونهآ بـ السقف تنآظره بـ ترجي وإستجدآء طلباً لـ عنآيـة آلله وعـونـه !
" يآربي كآن أهون مآلك .. مهمآ كآن وإللي يكون هو زوجـي وهو الشخص إللي سلموني له أهلـي .. أمآ هآلسنـد مدري عنه وعن نوآيآه إللي شكلهآ خبيثـه .. شلون مآلك يخليني بروحي مع هآلغريب حتى وإن كآن هآلغريب هو أخـوه ! طيب هو مآيدري إن أخوه هذآ نفسه قد جآني وطلب يسآعدني في الإنفصآل عنه !! شلون أجل يخليّه مسئول عني ! شلون يفكر هآلرجآل ! أنآ الحين بس آمنـت إن مآبه عقـل هآلمآلـك .. يآرب أمري بيد وآحدن مختل صآب عقلـه العتـه أو شيئن من الجنون ! آللهم إني آستودعتك نفسي في ودآئعك فآحفظني يآمن لآتضيع ودآئعـه "

مددت جسمهآ على السرير متلحفه بعبآيتهآ وقد تكورت على نفسهآ محتضنه يديهآ الثنتين لصدرهآ ..
مرّ من الوقت قدّ مآمرّ والأكيـد إنه طـآل وهي على وضعهآ بوضع الترقب والإستعدآد لحد مآنتفضت الخلآيآ الحسيّه بجسمهآ من إستشعآر صوت أكرة البآب إللي تنفتح ..
إعتدلت بجلستهآ مصلبه ظهرهآ بتأهب وإستقآمه تمت ترمش بسرعه وتوآلي مجآرآة لنبض قلبهآ المتسآرع بتوتر وإرتبآك ..

بلعت ريقهآ بـ خوف وعيونهآ صوب البآب تنآظر تحت عقبه ولآ إرآدياً إرتفعت يديهآ الثنتين لرآسهآ تعدل حجآبهآ إللي كآن مثبت بـ إحكآم !
مرت دقآيق على وضعهآ بتوجس لأي حركه أو صوت لحد مآخآبت آمآلهآ وطآل إنتظآرهآ .. وقفت وبخطوآت متردده متثآقله مشت صوب البآب وفتحته .. وبنفس الخطوآت المتبآطئه المترقبه لظهوره قدآمهآ كآنت تمشي وكل مآلهآ تحسّ بثقل يزيد على ركبتيهآ يثقل حركتهآ أكثر وكنهآ عجوز بـ التسعين ..

سحبت نفس سريع مفآجئ من طآحت عيونهآ المترقبه عليه قدآمهآ على وحده من الكنبآت وبيده جوآله إللي أشغله عن تدآرك ظلهآ قدآمه مبآشرة ,, ومآكآنت شهقتهآ الخآفته إلآ إشآره إنذآر عن وجودهآ نبهته من شروده رآفع نآظره لهآ بسرعه وإندهآش ..
ردت خطوتين لـ ورآ بـ خوف وإرتبآك وآضـح تدآركه سنـد بسرعه وهو يخفض رآسه وعيونه بـ الأرض مصدر حمحمه قصيره خشنه ..

أسندت ظهرهآ للجدآر ورآهآ وعيونهآ بعدهآ تتفحصه بنظره ثآقبه وتوجسّ لردة فعله إللي دآمت لحظآت بـ السلـب مستند بأكوآعه على ركبتيه مدنق رآسه وعيونه محلّ قدميه ..
" سُبحآن الخآلق المصوّر ,, هذآ مآلك نفسه ولآ أخوه ! شلون هآلكثر متشآبهين ! ممكن يكون توأم مآلك ! وأنآ شدرآني متزوجه شخصن مدري عنه شيّ ! "

بخطوآت متردده مشت لحد مآجلست قدآمه على وحده من الفوتيهآت الإسفنجيّه المنفصله , فصل بينآتهم مسآفه شبه وسيعه إلآ إنهم متقآبلين وجهاً لـ وجه ..
دآم صمتهم لحظآت قطعته بـ سؤآلهآ إللي تأكدت من سذآجته قبل تسأله إلآ إنهآ مآلقت غيره تكسر فيه الصمت والسكون: إنت أخو مآلـك ؟!
على وضعه وعيونه بـ الأرض - ردّ بهدوء - : إيـه ..
تغريد بـ تشككّ: سنــد !
رفع رآسه بسرعه بنظره خآطفه تلآقت فيهآ عيونهم ومآسرع مآ أعرض عنهآ وعيونه صوب التليفزيون على يسآره ..

تغريد: إنت إللي جيتني من قبل وحآكيتني من ورآ البآب ؟!
سند: غطي وجهــك
توجمّ وجههآ بملآمح مستغربه من هآلطلب الغريب المفآجئ , تمت على وضعهآ مبلمّـه بدون أي إستجآبه لحد مآكرر طلبه بـ تأكيد وتفصيل أكثر: لو سمحتــــــي .. تغطــي
تغريد بـ برآءه: أنآ محجبـه
سند بـ إيضآح: وجهــك ... غطيـه
تغريد: بس أنآ مآ أتغطـى !
أطبق شفتيه بقهر من إسلوبهآ البآرد والمستفز , حتى وإن كآنت مآتتغطى فهو يدري إنه مآرح يرتآح بـ التعآمل معهآ إلآ إذآ تغطت وآختفت ملآمحهآ عن نآظره الحآد الثآقــب ..
تلفت يمنه ويسره بضيآع يدور شيّ ومآكآن إلآ طآحت عيونه ع الهآندبآق الصغيره تحت رجوله .. وبنظره بآنورآميه قدر يعرف وش محتوى هآلشنطه ... ملآبس سآلي مآغيرهـآ !

دفس يده بـ إختيآر عشوآئي طلع منه قطعة ملآبس ملونه مآقدر يحدد وشهي بـ الضبط لأنه رمآهآ عليهآ بأمر: غطــي وجهـــك
إحتضنت قطعة الملآبس زرقآء اللون ملصقه ذقنهآ لصدرهآ تنآظرهآ بـ تعجب وإستغرآب لثوآني ثم أبعدتهآ عن صدرهآ رافعه طرف طرحتهآ لوجههآ مغطيته .. بـ الرغم من إنهآ كآنت شبه شفآفه وتكشف عن وجههآ إلآ إنهآ قدرت تدآري تفآصيل ملآمحهآ بفآرق المسآفه بينآتهـم ..

زفر نفس مسموع برآحـه وكنه أخيراً تحرر: إذآ جيتك مآ أبيك كآشفه .. وليتك من اليوم ورآيح تتغطيـن ..
تغريد: بس أنآ مآ أتغطى
ضيق عيونه بـ إستنكآر: ومآلك يدري هآلشـيّ !
طيرت عيونهآ بتفكير مآتدري وش تجآوب ! مآقد سبق وإنحطت بموقف يسمح لهآ تكتشف هآلشيّ ! كنه يدري عنه أو لآ يقبله ويسمح به أو لآ ! مغير مره وحيده وهي طآلعه من بيت أهلهآ وتغطت بأمر من ميسم إللي عطتهآ نقآبهآ لأجل تدآري أثآر الضرب والتشوه بوجـههآ ثم جيتهآ لهآلشقه إللي مآخطت برآ عتبتهآ !

ردت ببلآهه مصحوبه ببرود: مــدري !
إرتفعوآ حآجبيه بـ إستغرآب من برودهآ .. مآيدري هو طبع فيهآ ولآ تعمـد !
أكملت وعيونهآ بـ الأرض:مدري عنه بس أنآ مآ أتغطـى !
رفعت رآسهآ بسرعه مستفهمه قبل يرد عليهآ: هو إللي قآل لك أتغطـى ؟!
مط شفته السفلى بـ رفض وردّ بتردد: لآ .. بس هذآ ....... هذآ الطبيعي .. ليش تتكشفين عند أخو زوجك ! ولآزم ترآعين وجودنآ بروحنآ فهآلشقه !
تغريد ببلآهه وسذآجه موصله آخرهآ عندهآ: كنت أتكشف بـ الشآرع عند كل المخآليق .. وش بيفرق أخو زوجي عنهـم ؟!
ضيق عيونه بـ حده لحد مآ إختفوآ بـ إستنكآر شديد وعدم تصديق لجرأة هآلبنت ووقآحتهآ !
" هذي بآيعتهآ وتتكلم بهآلجرأه ولآ همهآ حتى رآيي فيهآ ووش إللي بقوله عنهآ ! فعلاً الطيور على أشكآلهآ ..! وش بيجي من ورآ مآلك يعني ! "


سألت ببرآءه ممزوجه بسذآجه: ليش تنآظرني كذآ ؟
سند وقد وصلت معه , وقف بحده: إسمعــي .. مآلك مآوصآني غير بأكلك وشربك وقآل إن هذآ هو أقصى إللي رح تحتآجينه لين يردّ ..
ولآهآ ظهره صوب بآب الشقه: رح أمرك مرتين بـ اليوم .. الظهـر و تسعـه المسـآ وليتنآ مآنتقآبـل , أنآ أصلاً بوصل لك طلبآتك وأطلع فوراً
وقفت بسرعه تلحقه مقطبه ملآمحهآ بـ إستفهآم لتعآبيره الوآجمه بضيق وعصبيّه مآتدري وش سببهآ المفآجئ: إنتظـــــــــــر !
وقف قبل تمتد يده لأكرة البآب بدون مآيلتفت عليهآ ..
طلبته بنبره وضح فيهآ إرتجآف أحبآلهآ الصوتيّه بوهن لـ بوآدر بكــآ: لآ تــروح !

التفت عليهآ نصف إلتفآته ينآظرهآ بطرف عينه اليسـرى بينمآ أكملت هي بنفس الضعف والإرتجآف: إنت وعدتني رح تسآعدني وتوقف معـي .. رح تظهر الحقيقه وتردني لهلـي !
أطبق فمه بقهـر وهو يتوعد مآلك بخآطره على هآلموقف إللي حطه فيـه ! هذي من جدهآ تتكلم ! أي حقيقه إللي تبيهآ تظهـر هذي ! ولهآ وجه تطآلب تردّ لأهلهآ من بعد سوآتهآ ! هذآ وأنآ إللي كنت أحسب مآلك أخوي خبيث إلآ إنه طلع خبـل ولأجل الحبّ طآح على عينـه ولآ درى ! رحمهآ من وضعهآ والخرآب إللي كآنت عآيشه فيه وليته عآجبهـآ ! لآ وتبي تـردّ !

طلبته بـ ترجي وإستعطآف: سآعدنـي تكفــى .. مآ أبي أخوك .. مآ أبيــــــه !
عند هآلرفض الجآف القآسي لأخوه إللي يشوفه مظلوم بهآلعلآقه ثآر دمـه وفآر بـ حميمه أخويّـه صآدقـه ,, مشى صوبهآ بغضب مآيفصل بينهم إلآ بوصتين أو ثلآث ! ولولآ الحشيمه ولآ كآن جآبهآ الأرض بتصفيقه ع الوجـه علّهآ تصحيّهـآ !
من بين أسنآنه بـ توعد: آسمعي يآبنت ! من هني لين يردّ زوجك .. مآلك كلآم معي .. ومن هني لين يردّ مآ أبي أسمع أي غلط على أخوي .. وأبيك تتحمدين ربك ألف وتشكرينه مليون لأنه ضآفك ببيته ومشآركك بـ إسمه إللي مآتستآهلينه ! لك عين بعد ترفضينه من بعد سوآتكم !! مو هذآ إللي دشرتي معه !! وين تبين تروحين يعني ولآ مع من تبين تروحين دآم أخوي مو عآجبك ولآ تبينـه !!

قطـع كلآمه فجأه بعدمآ تلآقت عيونه الغآضبه المشتعله بعيونهآ المصدومه المدمعه من تحت غطآهآ وتوه يحسّ على نفسه وإللي تفوه به بدون حسآب ولآ إعتبآر !
أعرض عنهآ يمسح على شعره الكثيف ويشده بقوه وهو يستغفر ربـه بينمآ تغريد إللي شلتهآ صدمة كلآمـه الجآرح لهآ , خآرت قوآهآ وإرتمت بـ الأرض في حآله من الذهول والصمت المطبـق وكن الطير على رآسهـآ !

أيّ إحسآس بـ الذل والمهآنه هذآ إللي تحسّه وإللي طآلهآ من القريب والغريب , منو بعد بآقي ومآعطآهآ من الطيب نصيب ! مآعآد فيهآ تتحمّل أكثر وكله فآق طآقتهآ .. إنهآرت أعصآبهآ وإنهآلت شلآلآت دموعهآ بوسط دوآمه من الإنفعآلآت الحآقده الغآضبه مطلقه العنآن لـ شهقآتهآ تتعآلى ولصرخآتهآ تحتـد وللسآنهآ الحريّـه بـ أقسى المسبآت وأمـرّ الدعوآت: آلله يآخذك يآمآلك ويفكني منك ومن الشرّ إللي طآلني بسبتك ,, جعلك مآتخطي هآلأرض إلآ وأنت بـ كفنك وعلى نعشك ومنهآ لنآر جهنـم يآآآربي إنت وحدك العآلم .. حسبي آلله ونعم الوكيل يآآآرب إنتقم لـي .. آنت حسبي وآنت وكيلــي .. مآ أعرفــــه وآلله مآ أعرفــــــــــــه

فردت كفهآ الأيمن مفرقه أصآبعهآ الخمس بوجه سند وبصرآخ حآد غلب عليه الندب والبكآ: آلله يآخذك إنت وآخوك .. مآ آعرفــــه .. إنت مآتفهــم !!!! مآ آعرفــــه .. آآآآآآآهـــ يـــــــــــــآآربّ !
ذآب قلبه من هآلمشهد الأليم إللي تبآدر لذهنه بنفس الوضعيه والبكآ والصيآح .. الدعآ والسبآب .. طلب الحق والنصـره .. بـ لسآن أمه على أبوه الظآلـم .. والحين بلسآنهآ هي على أخوه الظآلـم !

جلس على ركبتيه بـ الأرض موآجههآ وتكلّم بهدوء حآني: بس خلآآآص !
دفته بيديهآ الثنتين من صدره بضربه أفقدته توآزنه وأجلسته عآلأرض: إبتعـــــــد عنــــــي
ردّ وجلس على ركبتيه مبتلش مآيدري شلون يوقفهآ أو حتى يحآول يهديهآ .. أعصآبه متوتره لآقلبه مطآوعه ولآ ضميره مئيـده بلمسهآ حتى لو بحسن نيّـه إنه يهدي من روعهآ .. كلّ مآجآ يقرب يده عليهآ ترتجف ويبعدهآ بسرعه ..
بلع ريقه وقد زآد رصيد سيئآته من زود الشتم واللعن على مآلك أخوه وآلموقف إللي هو فيه ولآ يُحسد عليه !

بـ إنفلآت أعصآب من هآلمنهآره قدآمه بهستيريآ مستفزه للأعصآب صآح بـ صوت حآدّ مزمجر بـ إنزعآج: بــــــــــــــسّ خــــــــــــــــــلآآآص
إنتفض جسمهآ بـ تصلب فـ كلّ مفآصلهآ وسكون لكل أعضآئهآ كأنهآ طفل صغير سكن بكآؤه وآنخرس صرآخه من وقع الصيآح عليـه بقوه وأمره بـ السكـوت !
رمشت بخوف من نظرآته المرعبه لهآ بتوعـد ..
تموآ ثوآني على وضعهم , نظره غآضبه مهدده ونظرة خوف متوجسه مترقبه لحد مآحرر نفس مسموع من صدره طير بعدهآ عيونه بنظرة إستجدآء للصبر من ربّ العآلميـن ..
بهدوء مفتعل أجبر نفسه فيه: خلآص إهدي ,, آسف مآقصدت

تقوست شفتيهآ بحزن معتصره عيونهآ شكلهآ بتبدآ نوبة ثآنيه من البكآ .. لحقهآ بسرعه يهدي منهآ ويهون عليهآ: لآتبكيـن خلآص ,, قلتلك أنآ آســف ..
تغريد بلوم: وإنت على كيفك تجرح فيني وتتأسف ! مو كآفي أخوك دمرني
سند: مآلك علمني أمس بكل إللي صآر

تغريد بحده أقرب للصيآح: وش علمك .. علمك بآللي علّم به هلـي .. ورآك الفيديـو ! شفتـه ! شفتنـي وأنآ معـه ! شفتني وهو يلمسني ويتحسسني ! يتحسس جسمي بيدينه القذره ! - صرخت بـ إنهيآر , وش كثر قآلتهآ بس مآحد مصدقهآ - مآآهـــوووب أنــآآآآ , وآلله مآهــووب أنــآآ مآهـوب أنـآآآ .. يآرب آظهـر آلحـق وآرحمنــي
آنعقدوآ حآجبيه أقصآهم بـ إنزعآج من طآري الفيديو , أياً مآ كآنت سوآة مآلك إلآ إنه تمآدي كثير يوم فكر بهآلشيّ الدنيئ القذر ..


إعتصرت عيونهآ إللي تقطر منهآ بآقي دموعهآ المتألمه بتوسـل بآكـي: وآلله مآهوب أنآ صدقنـي .. أخوك ليش يسويّ كذآ ! هـو مريـض ؟ عقلـه به شيّ ؟ علمنـي تكفـى .. حتى وإن كنت برضى بهآلزوآج من حقي أعرف منهو هآلشخص إللي متزوجته وأنآ مع إيش أتعآمل ! أخوك غريب صدقنـي , - كملت بصوت مبحوح مسحـوب من آخره - يجلس معي ويكلمني كأني أعرفه وهو يعرفني بس أنآ مآ أعرفه وآلله مآ أعرفه ولآ أتذكر أيّ شيّ من ذآ إللي يتكلمّ عنه لأني مآمريت فيه من الأسآس ولآ صآر معي ولآ شآركته فيه .. صرت أخآف منه وأرتجف يوم أشوفه .. هو ليش يسوي كذآآآ !! لــيش ؟
همس بعدم تصديق وقد إحتد نظره لإستقصآء الحقيقه من فمهآ وإللي تنطق به ..

" شكلهآ مآيكذب أبـدّ , وليش تكذب من الأسآس ! كنهآ فعلاً تعرفه من قبل ليش تنكر هآلشيّ الحين ! وتنكره وهي معـه ! وليش تبي تنفصل عنه ! هآلبنت جريئـه ولآ سـآذجـه ! من الصآدق فيهم ! مآلك أو زوجتـه ! - زفر نفس ملآه الضيق والكدر - آلله يآخذك يآمآلك إنت وسوآيآك اللعينـه ! "

ردّ بـ جمود يصحبـه أمـرّ: قومي غسلي وجهك وتعآلي إحكي لي السآلفه من بدآيتهـآ ...


======
-----------
======


السآبعه مسآءاً من يوم الجمعـه .. بعد مرور إسبوع ..

بمدخل العمآره إللي تقسمت لـ ثلآث طوآبق بـ سِـت شـقق فآخرهـ تخصصت كل شقـه بـ إسم وآحد من عيآل شبيب المآلكـي ..
بـ الدور الأول وبـ شقـة إبن عمهآ ( أحمـد ) وإللي كآنت تقيم فيهآ هي وأمهآ إقآمه مؤقته على إمتدآد زيآرآتهم للسعوديـه طول السنوآت السآبقـه ..
طلعت من الشقـه بعدمآ تجهزت وجآهآ إتصآل بـ إسمه يعلمهآ بـ وصولـه ...
تحسست حجآبهآ من فوق رآسهآ وغطوتهآ على وجههآ بـ إبتسآمه خفيّـه .. هذي هي المره الأولى إللي رح يشوفهآ وهي بكآمل حجآبهآ .. وش بيكون ردة فعلـه !

عند النآفوره الجبسيّه المعطله بوسط المدخـل الترآبي للعمآره وقفت قبآل سيآرته البورش الزرقآ مكتفه يدينهآ ومميله رآسهآ لليمين تنآظره ومآكآن رده إلآ إبتسآمه وآسعـه صآدقه أبرزت غمآزة خده الأيسر اليتيمه ..

فتح البآب ووقف ورآه مستند بذرآعه الأيسر لسقف السيآره: آلله آلله وش هآلزيــن !
فردت ذرآعينهآ تستعرض قدآمه: هآآ .. شرآيك ؟
آدم بـ إعجآب: وش بيكون رآيي ! تعآلي بس .. تعآلـي - مدّ لهآ ذرآعه الأيسر فآرد كفـه وإللي إستقر بوسطه يدهآ اليسرى وهي تقرب عليه وبمجرد وصولهآ عنده لفهآ حول نفسهآ وهو ينآظرهآ من تحت لـ فوق بـ إعجآب - آلله .. آلله
ورده: ههههه آدآآآم خلآص
ردّ بـ إبتسآمه: وش خلآص !
ورده: تحرجني
آدم: إيه كذآ الحجآب السنع ولآ بلآش .. وردتي تسمع الكلآم وتنفـذه .. يآحظـي فيك

مآ أمدآهآ تنصبغ بـ الحمآر من تأثير كلآمه إلآ وتلتفت جهة البوآبه العريضه المفتوحه على مصرآعيهآ بدخول المرسيدس السودآء الملفته ..
وبـ المقآبل التفت آدم ورآه معقد حآجبيه: منهـو !!
وقفت ورده ورآه هآمسه: مدري !
تموآ ثنينآتهم يترقبوآ الحركه البطيئه للسيآره وهي تكرج بـ المدخل بتوجس للشخصيّه المختفيه بدآخلهآ وبثوآني تمكنت تعآبير الدهشـه من قسمآت وجيههم ثنينآتهـم بنفس الهمـس بعدم التصديق: رآآآآئــــــــــف !

أقبل عليهم بخطوآت متثآقله وبثبآت مطلق سلآمه بصوت رخيم : آلسلآم عليكم ..
بلع آدم ريقه برفعة حآجب سريعه بديهيه ينبه نفسه من شروده: ءآآ وآآ عليكم السلآم ..
رآئف: شلونك يآ آدم , عسآك بخير
آدم بـ إبتسآمه قصيره: بنعمه وفضل الحمدلله , بشر عنك !
رآئف: الحمدلله , - سأل وعيونه عليهآ - بنت العم! ؟!
ورده: سمـي .. شخبآرك يآرآئف !
رآئف: متيسره ولله الحمد , شكلكم طآلعيـن !
آدم: إيه .. أول مشوآر .. مآبغينآ
رآئف: هههه توكم يآرجّآل متملكين

ورده بسرعه: رآئف من متى وإنت هني ! مآشفتك من قبل
رآئف: يعني من إسبوع
إتسعت عيونهآ بدهشه: وآلله ! مآشفت حتى سيآرتك !
رآئف: مآ أرد إلآ متأخر وأروح من بكرة الصبآح مآيمديك تلآحظين وشقتي بـ آخر دور
فتحت فمها بـ استيعاب: أهـآآ ..
آدم: طيب مآرح نطول إحنآ معك وإنت رآد من شغلك مرهق أكيد ,, مآتوصيّ شيّ
رآئف: سلمك آلله , دير بآلك عليهـآ
ربت آدم على كتف رآئف بـ إبتسآمه: لآتوصـي ..

ولآهم رآئف ظهره ومشى بذآت الخطوآت المتبآطئـه المثقله بـ التعب لحد مآختفى بـ ظلآم العمآره ونظرآتهم ثنينآتهم تشيعـه ..
عضت على طرف شفتهآ السفلى بـ إبتسآمه مآكره " هيييين يآرآئف , يعنـي هآج من بيتك وعآيش بروحك هني وآلله إن تتشقق حوريه من الونآسه إن درت هههه "
آدم: مطولــه !!

إهتز جفنهآ بـ ابتسآمه حسيّه أردفت وهي تحرك رآسهآ بـ النفي: يللآ مشينآ
أول مآدخلت السيآره وقفلت البآب سحبت نفس عميق بـ إنتشآء: آمممممم آيش هآلريحه الحلوه
شغل السيآره وحرك بهآ مبتسم: عجبتـك !
ورده: إيه مره .. ريحة هآلمعطر حلوه .. آدم تعرف إيش أكثر شيّ حلو فيك !
آدم: كل شيّ فيني حلو يآوردتي
بققت عيونهآ فآتحه فمهآ بـ إستنكآر: لـــــــــــــــه
آدم: ههههه بلـى
زفرت ضحكه مقطوعه بعدم تصديق: هـه الحمدلله والشكر , الغرور مشكلـه

آدم: ههههه فديتك , هآ علميني وش آكثر شيّ حلو فيني
صدت عنه تنآظر بـ الشبآك: هونـت
آدم: هههه لآ عآد يللآ
ورده: وش إللي تبيه مو إنت مره وآثق من نفسك وكل شيّ فيك عآجبك !
آدم: ههههه خلآص عآد
ورده: آممم عن نفسي أحب فيك إنك مآتدخن
آدم: مآتحبين المدخنين !
ورده: لآ مو سآلفة أحبهم أو لآ بس الفكره نفسهآ إنك مآتدخن يعنـي بيـور عآجبتني .. هذآ غير إن ريحتك دوم حلوهـ وأنآ من آلله مآ أدآني ريحة الدخآن
آدم: تدرين عآد وش أكثر شيّ أحبه فيك !

ثنت رجلهآ اليسرى تحتهآ والتفتت عليه مبتسمه بملآمح متحمسه: هآآ وش قـول
آدم: هههه بتنشبين الحين
ورده: يلآ قول
آدم: نفس إللي حبيتيه فينـي .. إني بيور , أنآ بعد أحسك بيـور وهذآ هو أول شيّ جذبني لك وإحنآ بـ مصر وسفرتنآ لـ أسوآن .. ورده إنتي نقيّـه وعلى طبيعتك ومآتتصنعين أبدّ .. محظوظ لأنك من نصيبـي أنآ ومو لغيري
نآظرت قدآمهآ عآضه على شفتهآ السفلى بقوه من فرط سعآدتهآ , أيّ تأثير هذآ إللي يملكه آدم عليهآ .. مآتبي منه غير الكلمـه الحلوهـ .. وهي كلمه وحده بس كفيلـه ترضيهآ وتسعدهآ .. مآتشوف شيّ الحين قدآمهآ إلآ ولونه وردي بعيون على شكل قلوب !

جمبهآ كآن يرمقهآ بنظرآت خآطفه مبتسـم ,, بآلرغم من غطآهآ الكثيف إللي يحجب عنه ملآمحهآ إلآ إنه متأكد الحين من هرمونآت السعآده إللي تفجرت دآخلهآ وحفرت تعآبيرهآ بين قسمآت وجههآ ..
شبك أصآبع يده اليمنى بيدهآ اليسرى مشدد عليهآ ..
إلتفتت عليه تنقل نظرهآ بـ إستغرآب من عيونه لـ يديه ومآسرع مآنفرجوآ شفتيهآ بعـدم تصديق وإستيعآب من قرب يدهآ المشبكه بيده لفمـه طآبـع قبلـه عميقــــــــه مطولـه على ظهر يدهآ ...

ازدردت ريقهآ بصعوبه من احسآس الخجل إللي إجتآحهآ وكسآهآ وقطعت الصمت بسؤآلهآ السآذج هروباً من تأثير هآلموقف: هذي سيآرتك !
ردّ بـ غبتسآمه بعد تدآركه لـ خجلهآ المفرط وتوترهآ بذي آللحظه: مآعندي سيآره
كآنت بعدهآ تحت تأثير العآطفه المتأججه بصدرهآ صوب آدم ردت بضحكه متوتره: هههه إيه هذآ إللي أفكر فيه شلون كل مآشفتك وإنت بسيآره شكل !

آدم: مشآويري قليلـه , مآ أستخدم أبدّ السيآرآت , وقتي كله بـ الإستوديو أو عند خويآي وآئل ورآمز ولد عمك وذولي عجز وشيآب مآلهم بآلفرفره .. إمآ نجتمع بـ المصنع عند رآمز أو المشغل عند وآئل وكنآ من قبل نجتمع بـ شقة رآمز بـ العمآره إللي تسكنينهآ الحين .. وإن بغيت سيآره .. إللي يعجبني آسير فيه وببلآش , خويي ثآلث صآحب معرض - التفت لهآ وغمز مبتسم -
ورده: هههه أحلآ , تصدق عآد حلـو .. هذآ شيّ ثآني أحبه فيك .. إنك ملتزم يعني شكلك إنت وخويّآك منتم من إيآهم حقين الفرفره واللف بـ الأسوآق والمجمعآت أششششوى
آدم: ههههه لآ تطمنـي منب منهـم .. هو وآحد بس ذآ أس البلآ والفسآد

ورده: لــه !
آدم: ههههه فديته النجـم .. بس تطمني ماهوب هني
ورده: وينه أجل !
آدم: بـ نيويورك ,, من زمآن عنه مآردّ للسعوديه ويوم ردّ تمّ إسبوع وآحد وتوه رآد لـ أمريكآ .. ذيك كآنت الأيآم الخوآلي يوم كنآ ورعآن بـ الثآنوي , نجم هو إللي يزن على روسنآ وبآلحيل لين يقنع فينآ ونطلـع لأي مجمـع
ورده: وتفرون ورآ الحريم هآ !

آدم: ههههه وربي مآسويتهآ .. لحظه خل أحكيلك ههههه
غصباً عنهآ ضحكت على ضحكه وهو يحآول يلتقط أنفآسه وكل مآبدآ بآلسآلفه إلآ ويضحك ..
آدم: هههه لآحوول كل مآتذكرت أضحك ههههه
ورده: وش الموضوع !
آدم: كآن آخر يوم إختبآرآت .. هم نجم أصرّ إلآ لآزم نفلهآ نجم ذآ سربوت الشلـه .. وفيـه وآئـل ذآ المطـوع حقنآ أمآ رآمز مع الخيل يآشقـرآ
ورده: ههههه مآشآلله .. وإنت وش !
آدم: أنآ شيخهم
ورده: أحلآ يآلشيخ قول وآلله !
آدم: ههههه بكيفك لآتصدقين .. هذآ لأني أكبرهم , أي أحد عنده إستشآره , مشكلـه , سآلفه , أنآ موجود .. المهم خل أعلمك بآللي صآر

وصلنآ المجمع نزلنآ ثلآثتنآ وخلينآ رآمز يكرج السيآره بروحه .. شفنآ ثلآث بنآت بس وقتهآ شكلهم كآنوآ أكبر منآ .. نجم دخل عليهم الدخله المعتبره .. ياحلو ياعسل يامدري ايش جيب الرقم طب خذ إنت الرقم هههه التفتوآ ثلآثتهم هم وحده منهم سفهته وجت عندنآ .. أنآ ربك وآلحق إبتلشت مدري وش فيني قمت أنآظر بـ السقف وكني أصفـر وإبتعدت شوي خليت وآئل .. تخيلي يوم رديت وش ألقى ! هههههه
ورده والإبتسآمه بوجههآ: إيش !
آدم: كآن وآئل يبكـي ههههههه
ورده: هههه ليش !
آدم: البنـت عطتـه رقمهـآ وقبل تروح أرسلت له بوسه بـ الهوآ قآم يبكبك هههههه
ورده: هههههه جد عآد
آدم: هههههه هذآ وآئل مسسسخره .. خـــــــآآآآآم مآيدل شيّ بعلوم الحريم وسحـآي مثلمآ بنت البنـوت .. لآ والشيّ الثآني يوم ردينآ للسيآره وقد أبطى علينآ ولد عمك إلآ ونلقآه هو الثآني يبكي بـ السيآره هههههه
ورده: ههههه لآتقولهآآآ
آدم: هههههه مدري يمكنه بكى من فرحته , أربع بنآت رقمـوه وهو بسيآرته ههههه ذولي عيآل الكلـ ** تجيهم على الطبطآب
ورده: ههههه شكلهم أول مره تصير لهم

آدم: ههههه إيه كآنت أول مره والأخيره تقريباً .. لأن نجم سآفر من بعدهآ درس بـ مصر وبعدهآ لأوروبآ هو كآن المحرض الأسآسي لهآلحركآت بس للحين مآنيب نآسي شكل وآئل ههههه قآم يسب علينآ ويلعن معرفته فينآ وإنّآ أصدقآء سوء ومدري إيش .. قآم يستغفر ربـه ويبي يتوب عن الذنب وأنآ مدري وشذمبه ! ههههه ورآمز إللي كآن يبكي من فرحته ونجم شوي يبكي من قهره لأن محد عطآه وجـه قآم يعآير فيهم إن البنآت رقمو رآمز بس لأجل سيآرته وشكله ولد بطرى أو ذيك إللي رقمت وآئل لأن شكله ثقيـل .. ههههه مآعنده سآلفه
ورده: ههههه مآعليه خله يطلع حرته


وقف سيآرته ملتفت عليهآ وبعدهآ الإبتسآمه بوجهه البآسم وعيونه المتلآلأه: وصلنـآ
نآظرت يسآرهآ من الشبآب ثم ردت تنآظره بملآمح مستفهمه: ويـن !
آدم: فيه أكثر من عمآره بهآلحيّ فيهم شقق رح نشوفهم سوآ ونختآر وحده
عقدت حآجبيهآ بعدم فهم: ليـش !
آدم: وشهو إللي ليش ! يعنـي لمن نتزوج وين بنعيش !
إحتضن يديهآ الثنتين بسرعه مقربهم لصدره وهمس بتأكيد: أدري أن أي مكآن رح تشوفينه الحين هو أقل بكثير من إللي تعودتي تعيشين فيـه بس أنآ أوعدك إن هآلشيّ مؤقـت ,, إن آلله كرمنـي ووسـع برزقـي مآرح آخذ لك إلآ الفيلآ إللي تختآرينهآ ..

سحبت يدينهآ بهدوء بـ إبتسآمه بلآهه للحين مآهيب فآهمه كلآمه: آدم أنآ أي مكآن أكون فيه معك هو جنتـي .. مآيفرق معي شقه أو فيلآ أو قصـر .. بس أنآ مستغربه ليش تدور شقـه نعيش فيهآ ! ليش مآنعيش ببيتكم وغرفتك بهآلبيت تكون غرفتنآ !
شحب لونه وتمّ ينآظرهآ بـ جمود أتبعه بـ سؤآل غآمض يتحرى منهآ تأكيد اللي سمعه: بيتنــآ ؟
ورده: إيه بيتكـم .. مو أخوك الكبير متزوج بنفس البيت وإنت لك غرفه ! ليش مآنعيش بنفس البيت مع أخوك ومرته !

سألت هآلسؤآل بحسن نيّـه وطيب إفترآض وليتهآ مآسألـت .. من اليوم إللي عرفته وهو آدم واليوم وبهآللحظــه وقدآمهآ آدم ثآنـي ولآبعمرهآ تخيلت إنهآ تشوفـه أو تكتشـف هآلشيّ عنـه ..
يآكثر مآسمعت عن الوجه والوجه الثآنـي واليوم هذي حقيقـه تأكدت قدآمهآ على مرأى من عيونهآ ومسمع من أذونهآ .. من إنت فيهـم يآ آدم ؟!

حلم الحياه 12-08-16 01:19 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/


بـ مجلس الحريـم فـ قصر المآلكي وإللي كثرت فيه حركـة الشغآلآت من عزيمـة الصبآح لـ زوجآت معآذ المآلكي ,, أم فآهـد وأم وردهـ .. وزوجـة محصن عبدآلله .. أم وآئل .. وبـ التأكيد كآنت العزومه شآملـه أم عُمـر لولآ إعتذآرهآ الشديد تحججاً بـ نزلـة البرد إللي صآيبـة حوريّـه ومآتقدر بسبتهآ تقوم من فرآشهـآ ...

أم طلآل وأم فآهد .. السلآيـف ثنينآتهم كآنوآ دآقينهآ سوآلف ..
بينمآ أم وآئل كآنت مشغوله مع بنتينهـآ شروق ودآرين ..
أم وردهـ مع مرآم مآخذتهم السوآلف عن التحضير لزوآج آدم ووردهـ ..
دخلت نسمـه والعصبيه حآفره آثآرهآ بملآمح وجههآ الطفولي .. جلست بهدوء جمب أم وردهـ وإللي سألتهآ تلقآئياً: هآ .. كلمتيهآ ؟

نسمه بقهر: خآلتي جيهآن معليش بس ورده بنتك ذي حلال فيهآ النحـر ودي بس لو أذبحهآ
أطبقت شفتيهآ بـ ابتسآمه قصيره تفهماً لعصبية نسمـه وإللي تدري مضبوط وش سببهآ .. وردهـ ولآ بعمرهآ دآرت شيّ عن أمهآ والطبيعي إنهآ علمتهآ بسآلفة حوريـه وطلآقهآ من رآئف وطلبت منهآ الرآي والشـور .. وكل!ّ مآ تأخر الموضوع أكثر فهو ضدّ حوريه إللي أكيد أهلهآ رح يبدون يتسآئلون عن الموضوع كلمآ طآلت مدة جلستهآ عندهم بدون أي خبر من رآئف أو حتى أمه على الأقل ! والإتفآق بين ثلآثتهم إن وردهـ إللي تستقص عن الموضوع وأسآسه من مرآم وتدري بـ الأول إن كآن لهآ يدّ أو إن رآيتهآ بيضـآ ! وللأسـف أخلفت ورده هآلميعآد ولثآني مره .. كآن مفروض إنهم يتجمعون يوم الجمعه المآضيه بس جت الدعوه مفآجئه بـ إتفآق مآبين مرآم ونآهد إنهم يعزمون ورده وأمهآ ببيتهم , بيت بسّآم ! وتأجل هآليوم للجمعه إللي بعدهآ وإللي هو اليوم , وأخلفت وردهـ الميعآد للمره الثآنية بسبب طلعتهآ المفآجئه مع آدم إللي طلبهآ بـ مشوآر ولأجل آدم بس وعيونـه يهون كلّ شيّ وينعآف !

مرآم: خلآص نسمـه آنتي شفيك البنت طآلعه مع خطيبهآ
نسمه: الحين خلآص بس لأن هآلخطيب هو أخوك !! مرآم تكفين إنتي مآتدرين بـ الموضوع وليش أنآ أبيهآ والخآيسه تخليني بس عشآن آدم
بققت مرآم عيونهآ بصدمه ثم أطبقت شفتيهآ بقوه وهي تخزهآ بـ نظرآت نآريّه توعيّهآ على نفسهآ وإللي تقولهآ جآلسه تسـبّ البنت وقدآم أمهآ .. بينمآ نسمه إللي كآنت بعآلم ثآني ودوآمه من التفكير وهي تنآظر الأرض وتعضعض شفتيهآ بقهر ..

أم ورده بعد إستيعآبهآ لتعآبير مرآم المتفشله ونظرآتهآ إللي شويّ وتحرق نسمهآ بهآ: ههههه عآدي يآمو فيصل نسمه دي حببتـي
قطبت نسمه حآجبيهآ وسألت ببلآهه: ليش وش فيه ؟
مرآم بقهر: وتسألين بعـد !

نسمه: مرم وللي يعآفيك لآتبدين ترآ حدي منقهره منك وآلسبـه أخوك ذآ
مرآم: وآلله ! ليش وش فيه بعد آدم ! روحي ونظر عينـي
قلبت عيونهآ فآتحه فمهآ تمثيلاً إنهآ بتجيب مآبجوفهآ: آلحمدلله والشكـر .. بـ الله لآتغثينآ
مرآم بنظرة لوم ونبرة شكوى: شفتي يآم ورده !!
تحسست أم ورده ظهر نسمه بـ إبتسآمة حب: هههه مش عآرفه البت نسمه دي هتتقوز إزآي !
مرآم: وآلله مآلهم بآلزوآج ولآهم وجهه .. بتتزوج مثل بنت خآلتهآ حوريه توهم بزرآن وفآتحين بيوت وليتهم قآدرين يسدونهآ

بلعت نسمه ريقهآ بنظرة تفحص ثآقبه لمرآم حولتهآ من بعدهآ لأم ورده إللي أطبقت فمهآ وكنهآ هي بعد وصلهآ المغزى من كلآم مرآم وهآلشيّ زآد من ظنون نسمـه وإن مرآم فـ إن مآكآن لهآ ذنب فـ الأكيد إنهآ تدري عن حوريه وسآلفتهآ !
سألت نسمه بفضول محآولة منهآ تدير دفة الحوآر: وآدم وين مآخذ ورده إنشآلله !
مرآم: وآنتي شفيك منقهره كذآ !
نسمه: آشهدي يآخآلتي وشوفي من جآلس يستفز بـ الثآني !

على جآنب آخر من المجلس آنفردوآ ثنينآتهم بـ السوآلف إللي أخذتهم تعويضاً عن طول المدد إللي من بعدهآ يتلآقون ..
رفعت حآجبهآ لآويه فمهآ وشكل مو عآجبهآ اللي سمعته: وآلله ! يعني وآفقتوآ ؟ كمّ مرّ يعنـي مآ أمدآهآ نسمـه تكبـر !
سحبت نفس مكتوم محآوله تتمآسك من الرمي إللي ترمي به سلفتهآ من تحت لـ تحت: وآلله هذآ النصيب

أم فآهد: صرآحة مدري آنتو وش إللي تحسونـه .. العآلم والنآس برآ يحيرون البنآت لعيآل عمآنهم ومن هم بـ اللفـه وآنتو تآركينهم مغير تآخذون من برآ ..
أم طلآل بنفآذ صبر ونبره أقرب لإنفلآت الأعصآب: قلت لك يآم فآهد كلّ شيّ نصيب .. طلبتـو نسمـه لـ سهُيل ذآك الوقت وكآنت توهآ بـ المدرسه , شلون نشغل بآلهآ وتفكيرهآ بموضوع زي كذآ وهي بـ عزّ درآستها وبمرحله حرجـه بعـد !

أم فآهد: مآ أتكلم الحين عن نسمـه وسهيـل خلآص إللي صآر من قبل صآر وهو آلله وقفه مع بنت المرشـد بنت وش زينهآ ودكتوره بآلجآمعه بعـد ..
لوت فمهآ مطيره عيونهآ بعدمآ فهمت القصد من كلآم أم فآهد لهآ وإكتفت بـ زفرة نفس بـ تململ بينمآ كملت أم فآهد: إللي أقصده وردهـ بنت زوجـي .. مآشآلله عليهآ ولآحول ولآقوة إلآ بآلله وعيآلك وش كثرهم وهي بنت عمهم وحيده ليش مآخذيتوهآ ! قمتي زوجتي أحمد من برآ وتآليه رآئف خذآ ثنتين بعد مب وحده , دآمه خذآ بنت خآلته وش يعيب بنت عمـه ! .. ورآمز وش يمنعه عن الزوآج وهو بهآلعمر !
أم طلآل: وأنآ وش دخلني بعيآلي .. مآ أفرض عليهم شيّ , إللي فيهم بغى يتزوج رآح وطلب إللي يبيهآ أنآ مآلي دخل

أم فآهد بـ استنكآر: وآلله ! مو كنك انتي إللي طلبتي له بنت محصن وعطيتي الجمآعه كلمه من ورآه وتورط هو بعدمآ قد ربط كلمته مع زوج أختـك وطلب بنتـه !

أم طلآل: إفهميني .. رآئف غير عن عيآلي كلهـم .. غير طلآل وأحمد ورآمز بعد , شغلـه مآخذ كل وقتـه .. هذآ وأنآ أمه وببيت وآحد أشتآق له .. وين ووين أشوفـه وكله بسبـة هآلشغل اللي كله فوق رآسـه ومآخذ كل وقته وإن مآعرضت أنآ عليه الأمر وورطتـه ولآ مآكآن بعمره تزوج ولآ دلّ للزوآج طريـق , أمآ عن بنت خآلته فـ الأمر على عينك تمّ وإنّآ مآندري عنه .. هو وزوج خآلته إتفقوآ بينآتهم وإنّآ آخر من نعلم .. ليش عآد الحين تخلطين الأمور !

أطبقت شفتيهآ وهي تقلب عيونهآ مو عآجبهآ الكلآم: إيـه .. مآعليـه هو بـ الأول والأخير نصيـب , بس إللي أقصده إن وردهـ كآن أولى بهآ وآحدن من عيآل عمآنهآ .. ونسمـه بعد أولى بهآ وآحدن من عيآل عمآنهآ .. وهذآنآ قد عدآنآ العيب وقلنآ لآآآ .. فآهـد مآينآسبهآ بفرق السن بينآتهم , سهيـل مآبه شـيّ منآسب , رديتوآ القريب ورضيتوآ بـ الغريب وهذآه شآيب كبر أكبر أخوآنهآ فرآس آلله يرحمـه وأكبر من فآهـد إللي إستكبرنآ عمره عليـهآ ..

زفرت نفس بـ طفش من نفس الكلآم إللي كل مآله ينعآد مآفيه جديد: لآحول ولآقوة إلآ بـ آلله ..
وعند ذكر آلله جآت صآحبة الشآن وجلست جمب زوجة عمهآ مآده يدهآ لـ صحن المكسرآت وبملئ قبضتهآ أخذت من الكآجو: آجلس معكم أحسـن

تحسست أم فآهد ظهر نسمـه بـ إبتسآمه صآفيه وبعيونهآ تمني بعده موجود إنهآ تكون لوآحدن من عيآلهآ بس وش بيدهآ ! إبنهآ البكر فآهـد تكدرت حيآته بتدخل الأقدآر إللي خذت منه زوجتـه فـ شهور زوآجهم الأولـى وبعد وضعهآ للتوأم اللي شآفوآ النور ولآشآفوآ أمهـم .. أو إبنهآ الثآني سُهيـل , صحيـح إنهآ رآضيه عن نصيبـه ووآقع إرتبآطه الحين بـ سآلي المرشـد بس نسمـه تظل بنت العـمّ , الروح الوآحدهـ وآلدم الوآحـد .. أمآ جآسـر فمآظنهآ يصلـح بـ أي حآل من الأحوآل توهـ ورع ويصغرهآ ! وش بـ الحيلـه .. هذي الأقدآر تسيرنآ والقسمـه والنصيب هم الإسـم والصفـه !

....: شوي شوي يآبنت

تدآركت نسمه حبة كآجو وهي تطيح من فمهآ متدحرجه على صدرهآ قبل توصل الأرض: هآلمكسرآت يقولون تسمـن آكل منهآ لين أنتفـخ ومآ اسمن مدري وش السآلفه !

أم فآهد: هههه وش زينك ليش تبين تسمنين ! كذآ حلو
نسمه: لآ أبي أمتن شوي عشآن فستآن عرسي
أمهآ بـ إمتعآض: زين وآلله إن فيه فستآن !
أطبقت نسمه فمهآ فآهمه قصد أمهآ بينمآ سألت أم فآهد: شلـون !
أم طلآل: تفآهمي معهآ إنتي يآم فآهد يمكن تسمع منك .. ذي البنت تبي تفضحنآ

ضربت أم فآهد صدرهآ مع شهقه خفيفه: آلله لآيجيبه .. وش السآلفه
نسمه بـ دفآع وإندفآع: شوفي خآلتي .. مآبي عرس وش كبره ومعآزيم وش كثرهم مآندري منهم أصلاً .. أبي حفل صغير هنآ بـ البيت , الحين هذي فضيحـه !
إرتفعوآ حآجبيهآ موسعه عيونهآ لآخرهـم بـ نظرة إعجآب: مآشآلله , عيني عليك بآرده , كذآ العقل ولآبلآش مآهقيتك كذآ نسووم
نآظرتهآ أم طلآل مصدومه: من جدك إنتي الحين يآم فآهد !

تدآركت نفسهآ وهي شكلهآ زآدتهآ بلآء: يـوه ! بس نسمه يومه وش ذآ التفكير ! إنتي توك صغيره وكل البنآت يتمنون حفل وش كبره وكل النآس يحكون وتحآكون عنـه وش إللي تقولينه هذآ إنتي ! لآآ يومـه ,, أمك معهآ حق وهآلشيّ مآحد رح يوآفقك عليه .. إنتي بنت شبيب المآلكي الوحيده وعرسك هو المنتظـر , يعني هآليوم مآرح يمر مرور الكرآم ..
نسمه: خآلتي تكفين لآتزيدينهآ , عرس وحفل وش كبره مآ أبيـه وش بيجينآ غير صجـه وعوآر رآس ونآس يحكون فينآ وعلينآ

أمهآ بـ إتسهزآء: ع أسآس إن سوينآ إللي تبيه إنتي مآحد رح يتكلمّ ! إلآ بيتكلمون لين يشبعون وتنهـرى فروتنآ .. إنتي أصلاً بزر مآحد يآخذ رآيك بشيّ
وقفت نسمه قبل تنفلت أعصآبهآ , مهمآ كآن وضعهآ إنهآ البنت الدلوعه المدلله إللي مآينرفض لهآ طلب بس كآنت متأكده تمآم التأكد إن هآلطلب بـ الذآت رح ينضرب به عـرض الحآئط ..
بعيون مدمعه قآلت كلآمهآ كـ محآوله أخيره بآئسه: بس حوريه كذآ إتزوجت , حفله بسيطـه هآديـه هنآ بـ البيت وكآن روعـه وأنآ حبيته وأبي مثلـه .. أبي أكون زي حوريه

أم فآهد: حوريه وضعهآ كآن غير وضعك الحين , إنتم كنتم تحتفلون بزوآج ثنتين مب وحده .. وبعدين إنتي بـ إيش تقآرنين الحين ! بس إنتي شوفي يوم عرسك شلون بيصير وبعدهآ حوريه إللي بتحسدك وبتتمنى تعيد زوآجهآ مرتن ثآنيه لأجل يكون مثلك ..
أم طلآل: مآعليك منهآ يآم فآهد , سآلفه زوآجهآ هذي منتهـين منهآ ومآحد بيآخذ رآيهآ فـ شيّ .. أصلاً هذي النتيجه لآمنآ تركنآ لهم الحريـه والإختيآر .. يبون يفضحونآ
ضربت نسمه رجلهآ اليمنى بـ إعترآض مطلقه العنآن لدموعهآ وبسرعه جرت لـ برآ المجلس ونظرآت الكل تلحقهآ ...

أم وآئل وسط بنتيهآ: علآمهآ !!
شروق: هههه أكيد على نفس السآلفه من اسبوع !
أمهآ: خير وش الموضوع ؟
شروق: نسمه قآلت مآتبي حفل لزوآجهآ !
توسعت عيونهآ بـ إستغرآب سآئله: غريبه وآلله ! بس ليش !

سيحت شروق نفسهآ ع الكنبه مغمضه عيونهآ بملآمح متعبه , الحمـل مرهقهآ هآلأيآم والجسله بنفس الوضعيه من ظهيرة اليوم لين المسآ أتعبتهآ أكثر: مدري وآلله يومـه بس هذآ اللي قآلته من يوم الجمعه اللي طاف وبعدها مصره عليه .. مآتبي إلآ حفل صغير هنآ بـ البيت .. يعقدون ثم تطلـع من زوجهآ
قوست شفتيهآ بعدم فهم: شيّ غريب .. بس مآظنتي أحدن بيوآفقهآ , شلون أجل يتفشخرون بزوآج بنتهم الوحيده !! هذي منآسبه مآرح تنعآد مرتن ثآنيه ..
سحبت دارين نفس هآدي وسألت من بعده مغيره موضوع نسمه إللي مآيعنيهآ أبدّ وهي وزوآجهآ آخر همهآ: هآ يومـه تغريد بعدهآ مآردت !

إلتفتوآ ثنينآتهم عليهآ بملآمح مصدومه من الطآري .. هذي دآرين تتفنن بتخريب الأجوآء وتعكير المزآج ..
أعرضت عنهآ أمهآ بحده تنآظر بـ مرآم وأم ورده قدآمهآ وهم مندمجآت بـ الضحك والسوآلف - ردت بـ إقتضآب - : لآ
دآرين: ومتى بيجينآ خبر عنهآ !
خزتهآ شروق بـ نظرة تنبيه شآفتهآ دآرين وسفهتهآ وهي تميل لقدآم مميله رآسهآ لليمين لأجل تقدر تشوف ملآمح أمهآ وتعبيرآت وجههآ: شلون يعني تروح عنآ ولآعآد ندري عنهآ شيّ
أمهآ بجفآف: وش تبين تعرفين عنهآ يعني سويدة الوجه هذي .. رآحت وآلله لآيردهآ
شروق بسرعه: آلله لآيجيبه .. يومه تكفين لآتقولينهآ إنتي أمهآ ومآتدرين أي لحظه سآعة إستجآبه
أمهآ بـ ضيق: أجل لآتحدونـي وآقفلوآ ع السيره

رفعت دآرين حآجبهآ الأيسر مو عآجبهآ هآلوضع .. صحيح قد تحقق منآهآ بـ إنهآ تربط بين أختهآ وولد المرشـد .. وصحيح إنه مآيعجبهآ ومآتشوفه إلآ شخصن سآذج ومغفـل وللحـق مآيليـق إلآ لـ تغريد وهي بنفس الشخصيّه والطبآع .. نجحت بـ إنهآ تطلعهآ من بيت أبوهآ محصن وإللي كآنت دوم تحسّ إنهم عآله عليهم أو لعنـه مثل مآدوم تسمع أمهآ وهي تصفهـم بهآلكلمـه إللي كآنت تخترق صدرهآ مثل الرصآص وتفتك فيه " لعنـه فيصـل وبنآتـه " الحين خلهم يرتآحون من حملهـم عنهآ وعن تغريد أمآ عن ميسم ! فمآحد ضرب وآئل على يده وغصبه لهآلشيّ .. هذي الحين لعنـة إبنهم وآئل مو أبوهـم فيصـل ! بس هذآ مآيمنع إن في قلبهآ شيئن من القلق على توأمهآ وهي مآتدري وين أرضهآ مع هآلمآلك مع إنهآ متأكده إن سذآجته رح تعميه تمآم العمـى عن حقيقة تغريـد .. وصدقــــت فعلاً , إلآ إن بقلبهآ شيئّ من التوجسّ ! ليش تغريد للحين منقطعه أخبآرهآ !


/
/
/

صفقت البآب ورآهآ بقوه رآفعه غطوتهآ عن وجههآ رآميتهآ بـ الأرض ودموعهآ سيول مبلله خديهآ ..
صآحت وهي تهرول بين أسيآب الشقه تدورهآ مثل الطفل الضآيع يدور أمه لأجل يشتكي لهآ - بنبره بآكيه غلبت عليهآ شهقآتهآ - : يومـــآآآه .. مآآمآآ !! يومـآآآ !

من الصآله الخآرجيه للصآله الدآخليه المسمآه بـ غرفة المعيشه ومنهآ للمطبـخ ثم للسيب الطويل المؤدي بنهآيته لـ صآله صغيره يجتمع فيهآ أربع غرف نوم ..
وقفت عند بآب غرفة النوم الخآصه بـ أمهآ تحملق فـ الظلآم .. لـ ثوآني سكنت شهقآتهآ ووقف بكآهآ وهي ترمش بجفنيهآ مآعآد ظهر لهآ شيّ من إللي تشوفه قدآمهآ , الرؤيـه مغشي عليهآ .. هل بسبب دموعهآ ! أم بسبب ضعف بصرهآ !

مسحت خديهآ بظآهر يدهآ اليمنى تمسح دموعهآ وبعده صدرهآ ينتفض .. بخطوآت ملآهآ الخيبـه والإنكسآر مشت لحد مآوصلت لغرفة المعيشه رآميه نفسهآ على وحده من الكنبآت الإسفنجيّه الضخمه فآرده رجولهآ ومبآعده بين سيقآنهآ تنآظر السقف بـ إضآئته الخآفته ..
توهآ تتذكر أمهآ وعدم وجودهآ الحين بـ البيت , شكثر تتندم الحين إنهآ ردت أمهآ والطلعه معهآ لزيآرة بيت عمهآ وكله لأجل خطيبهآ آدم .. آدم إللي شكله يتلذذ بتعذيب قلبهآ ويستبيح دموع عيونهآ .. من نفس يوم خطبتهآ لحد هآللحظـه مآشآفت منه ولآ عآشت معه اللحظـه إللي كلّ مآتذكرتهآ ينتفض لهآ قلبهآ مبتهج ويتسع لهآ فمهآ مبتسم ..

واللحظآت القليله الحلوهـ ليتهآ تتـمّ وتنتهي مثلمآ بدت .. إلآ لآزم يصيرّ شيّ يخرب عليهم اللحظـه
والسبـه آدم !
مآقد خبت ودآرت شيّ من إللي يصير معهآ أو حتى إللي تحسه عن أمهآ بس من يوم إرتبآطهآ ومن البنود والموآثيق إللي عآهدت نفسهآ عليهآ , إن إللي بينهآ وبين آدم مآرح يتسع ويشمل غيرهآ هي وآدم .. أياً كآن هآلشيّ .. بس لمتى ؟ لمتى وآدم مستمر بـ إهآنتهآ وتجريحهآ وبهآلشكل المبآشر اللآمبآلي بمشآعرهآ وأحآسيسهآ .. او حتى كرآمتهآ ! وليتهآ تشوف إنهآ فعلاً على غلط يستآهل هآلمعآمله القآسيـه !
بس خلآص , مآهيب من الشخصيآت الصبورهـ على تعب قلبهآ والتجريح بكرآمتهآ , عند هآلحد وإللي صآر اليوم خصوصاً فآض الكيـل وطفـح !

مآلت بجسمهآ لقدآم مبعده طرحتهآ عن شعرهآ ثم صآرك تحك قفآهآ المتعرق بـ إنزعآج وقلة صبر: هــفففف .. هـف ! آآآهـ يآربيه ..
فكت بكلتهآ إللي إحتوت شعرهآ النآريّ الصآرخ ورمتهآ بـ الأرض كنهآ شيّ مقرف تنآظره بـ إشمئزآز وخللت أصآبعهآ الطويله بشعرهآ تشده من جذوره شويّ وشويّ ثآنيه تحك فروتهآ بعدم إنضبآط أعصآب وهي تتذكر حآلهآ من قبل وإللي صآرت فيه الحين ..

صحيح إن كلهآ أشيآء إيجآبيه ولصآلحهآ أولآً بس لحد هآللحظـه مآهيب مقتنعـه فيهآ .. إنطوآئيتهآ إللي زآدت خلآل هآلفتره القصيره حتى عن أمهآ وإللي بعدت عنهآ وقلّ كلآمهم مع بعض ,, مو زي أول .. مو هي ورده إللي تحكي لأمهآ عن أدق تفآصيل يومهآ حتى وإن كآن هآليوم بنفس البيت إللي يجمعهآ مع أمهآ !!
كلّ علآقآتهآ إللي تخلت عنهآ إبتدآءاً من وملآئهآ بـ الشغـل , ثم أصدقآءهآ المقربين وإللي لآزموهآ طوآل فترة الدرآسـه .. وصولاً لـ أقآربهآ من جهة أمهآ فـي مصر ! حتى علآقآتهآ النتيّـه بموآقع التوآصل الإجتمآعي .. كله وبـ لمح البصـر صآر شيّ مآله وجود ..!

شعرهآ إللي زآد طوله وصآرت أطرآفه تلآمس كتوفهآ .. هآلشعر إللي مآعمرهآ شآفته أبدّ بهآلطول وشكثر مضآيقهآ , هذآ غير رفضهآ لشكلهآ وعدم إستحسآنهآ لمظهرهآ ومع ذلك تجآهلت رآيهآ بنفسهآ وإللي تحبـه ويرضيهآ ويريحهآ لأجـل بس يريحـه هو ويرضيـه !
هآلحجآب الكثيف إللي ترفضـه نفسهآ .. صحيح إنه وآجب وإلتزآم ديني بس للحين مآتحسه عن إقتنآع ! مآظهرت بهآلمظهر الملتزم إلآ لأجلـه .. لأجـل ترضيـه ! أو يمكن تعف نفسهآ عن رآي سلبـي يقوله آدم بحقهآ أو يمكن يزعلــه !

هذآ غير تحكمآته الغير منطقيّـه ببعض الأشيآء ! مآتنآم إلآ بعدمآ يتكلمـون ! ولآ تحآول هي تتصل فيه لأنه وحسبمآ يقول .. مآيحب أحد يقآطعه وقت شغلـه حتى وإن مآكآن يشتغـل بهآلوقت فهو مآيحب أحدّ يشتت إنتبآهه عن إللي يسويّـه ! حتى وإن كآن هآلشخص هو خطيبته بـ أول أيآم خطوبتهم ! إيـــه .. حتى وإن كآن هآلشخص خطيبتـه !

وش كثر تتحرآه وتسهر الليـل تنتظرإتصآله ولآ تلقـى شيّ ! تسهـر هي ومآتدري كنـه فعلاً للحين مشغول أو إنه يغط بـ أحلآمـه !
أمآ اليوم ! وش هآللي صآر اليوم وليش صآر من الأسآس !!

....: إنت ليش تصيح الحين عليّ وش الغلط إللي قلته !
....: ورده إسكتـي قلت لك
....: لآ مآرح أسكت وليش أسكت أصلاً , علمني وش الغلط بآللي قلته

من بين أسنآنه بمقآومه مآتنفلت أعصآبه وتوصل بهم الحآله للي مآيحمد عقبآه: ورده .. قلتلك آسكتي
صآحت بـ غضب: مآرح أسكــــــــت
بموآزآه لنفس النبره الغآضبه: إخرســــــــــي
إتسعت عيونهآ لآخرهم بعدم تصديق هآمسه بـ إستنكآر: أخـرس !!!
سحب نفس عميق من خشمه مطبق شفتيه بقهر وعيونه تفترس الطريق قدآمه مشدد بيديه الثنتين على المقود بينمآ تمت ورده لحظآت تنآظره بعدم تصديق مصدومه ودموعه معلقه بعيونهآ عيت تسيب وتنزل من وقع الصدمه إللي ألجمت كل ردود أفعآلهآ عن التحرر ..
بشفتين مرتجفتين وفك مهتز همست بوهـن: ليش مآتبينآ نسكن بنفس البيت مع أخوك ومرته يآ آدم ؟
إلتفت عليهآ مبرق عيونه بصدمه .. كل شيّ كآن يتوقعه بهآللحظـه وبعدمآ أخذ الحوآر هآلمنحنـى إلآ هآلسؤآل الصريح المبآشر ! معقوله إللي حآولت وجآهدت نفسي حدّ العنى إني أخفيـه هي الحين كشفتـه !

سحبت نفس هآدي مغمضه عيونهآ بمقآومه تستجمع قوآهآ مكرره نفس السؤآل بنبره خآفته مآخلت من التشديد: ليش مآتبينآ نسكن بنفس البيت مع أخوك ومرته يآ آدم ؟
آدم بـ حده: ليش إنتي إللي تبين تسكنين بنفس البيت مع أخوي ومرته ؟
هذآ هو آدم وإسلوبه إللي يحترفه بمهنيّه .. يقلب عليك الطآوله , وإن كآن الغلط منه وفيه فهو قآدر يحملك هآلغلط ويقنعك فيه .. ومو بس كذآ ! إلآ إنه يخليك تتندم وتعتذر وتتوسـل السمآح !
ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر من مغزى كلآمه: إنت وش قصدك ؟
آدم بـ جفآف: كلآمي وآضح ومآبه ألغآز ! وش عندك لهآلدرجه مصرّه تسكنين بنفس البيت إللي فيه أخوي !

إرتفعوآ حآجبيهآ بصدمه موسعه عيونهآ بذهول وعدم تصديق للي يرمي له آدم ومآيحتمله من مغزى خبيث دنيئ: أخوك ! وأنآ وش لي بـ أخوك !
أعرض عنهآ وعيونه للطريق مستند بكوعه الأيسر للشبآك المفتوح على يسآره وإبهآم نفس اليد بين قبضـة فكيّه يعض فيه بشرآسه: العلم عندك أنآ أسألك !

بنبرة عدم تصديق: مآني مصدقه ! ولآ رح أقدر أصدق هآللي ترمي له ! إنت شلون تسألني هآلشيّ ! - بحّ صوتهآ بـ إهتزآز أوتآرهآ الصوتيّه معلنه عن إنهيآر مصحوب ببكآ هذي بدآيته - شلون يجيك هآلشكّ ! أخوك !! وش لي بـ أخوك ! - إحتدت نبرتهآ أقرب لصيآح مبحوح - نآظر فيني وردّ عليّ .. أنآ وش لي بـ أخوك !! أخوك هذآ إللي مآشفته ولآ أعرف عنه شيّ غير إن إسمه بسّآم .. وش هآلخبآثه والدنآءه والحقآره إللي تدور برآسك ! جآلس تغلط وآجد فيني يآ آدم وأنآ وآجد أسكت لك بس لآآآ .. فآض فيني ومآعآد أتحملك أكثر مآفيه وحده بهآلعآلم تقبل هآلشيّ على نفسهآ وإن سكت مآرح يكون سكوتي غير خنوع وخضوع لـ شكوكك المريضه وتأكيد لهآ ..

ضربت صدرهآ بـ أصآبع يدهآ اليمنى مضمومه بعدمآ تحررت دموعهآ أخيراً: كلآمي كآن بحسن نيّه .. ليش أزيدهآ عليك وأنآ مقدره وضعك المآدي .. وإحنآ مغير إثنين .. إثنين وبـ أول حيآتهم , يكفينآ غرفه وحده تجمعنآ وهآلغرفه هي غرفتك .. مآ أخوك متزوج وإنت عآيش معهم بنفس البيت وين هآلضرر الكبير لآجيت أنآ معك لنفس البيت ! يومي يروح مع زوجة آخوك لين تردّ إنت البيت أو يرد أخوك .. ليش مآنكوّن أسره مع بعضنآ بدآل مآنكون لوحدنآ ! ليش رآفض هآلشيّ !

إنعفس وجهه وإحتدت نظرآته بشكل مخيف مآبث لنفسهآ غير الرعب وهي محملقه فـ عيونه إللي زآد ضيقهم وإكتسى بيآضهم بـ الحمآر - بـ صيآح أقرب للتنبيـه والتوعد - : جلسـه بـ نفس البيت مع أخوي مآفيـه ,, إنسيهـآ .. ومو بس عيشه وسكـن .. إلآ تعآمل كآمل متكآمـل .. مآفيـــه .. كلمة كيفك وشخبآرك حتى السلآم أو ردهـ عليـه مآفيـــه .. فهمتـي شلـون ولآ اعيـد ؟!!

نآظرته برعب بعدمآ توقف بكآهآ , هآلصدمه كآنت كفيلـه تخرس كلّ حوآسهآ - سألت بصوت مسحوب جآهدت نفسهآ تنطق به - : وش بينك وبين أخوك يآ آدم ؟
إلتفت لهآ بصيآح أعلى حآد وجآف أكثر لو إن الشبآبيك مسكره فهو كآن كفيل يصدعهـم أو حتى يفتت قزآزهم: إخرســـــي يآورده قلتلك إخرســي ولآ تحدينـي أسوي شيّ لآ أنآ ولآ إنتي نبيــه !


/
/
/

ارخت جوآلهآ من أذنهآ وتعآبير الصدمه قد حفرت مكآنهآ بين قسمآت وجههآ ..
نزلت عيونهآ لجوآلهآ بـ حجرهآ مطبقه شفتيهآ بأسى لكل الظنون إللي تأكدت لهآ الحين وبصوره وآضحه وصريحه ومبآشره بلسآن صآحبة الشآن نفسهـآ .. تغريــد !

تغريد إللي تمت إسبوعهآ كآمل من أول يوم إلتقت فيه بـ شقيق زوجهآ والمسمى سنـد لحد هآليوم ولسآنهآ مآيذكر غير طآريـه وكن قآموس كلمآتهآ قد خلآ وعدم من كلّ التعريفآت إلآ تعريف هآلـسنـد ..


" ميسم هههه أدري صجيتك , كل مآتكلمت ويآك مآفيه غير سند وسند بس وربي مدري شفينـي ! بحيآتي هذي أول مره أحسّ فيهآ هآلإحسآس ومدري وشهـو ! شلون أوصفه أو أعرفه أو أعبر لك عنه .. هو صحيح يشبه ذآك إللي يكون زوجي وبقوه بعد يممممه كنهـم توأم بس هذآ شكلاً بس .. سند فيه شيّ غريب , مثير وجذآب .. خآطــف .. تدرين عآد سألته ليش يبي يسآعدني وليش هو معي ضدّ أخوه .. وش قآل لي تخيلـي ! صحيح إن بينه وبين مآلك خلآفآت وسـع السمآ والأرض بس يظلّ أخوه إللي آمنه على سره ووثق فيـه .. مآحد من أهل مآلك يدري عن زوآجه مني غير سنـد .. وأياً كآن موقفه من مآلك أخوه فمآ رح يخذله وهو قد لجأ له .. وحسآبتهم هذي تخصهم .. يصفونهآ بينآتـهم وأنآ مآلي أيّ دخل لآجل أكون نقطة ضعف مآلك وإللي يقدر سند فيهآ إنه يلوي ذرآعه .. بـ الله ميسم شفتي شهآمه مثل هآللي فـ سند ؟ إن شفتي لآ تقولين .. عن نفسي مآشفت أنآ من قبل هآلشيّ إلآ فيه .. أحسني تخرفنت هههه مآصدقت وقآل لي إن إحتجت شيّ مآيردني غير لسآني , وعطآني جوآل وهذآني كل شويّ وأنآ أدق عليـه .. آبي شيّ آكلـه , إنصدم وقآل توني جآيب لك الغدآ ! قلت لآ لآعت نفسي وحآم كبدي من الدجآج أبغى سمك هههه مسكين صدقني وكلّهآ ربع سآعه وكآن قدآمي السمك مشوي ومقلي بعـد .. يجي الليل أدق وآطلب عشآ .. لآ مآ أحب الجبن ولآ المربى , لآآآ أكره العسل والحلآوه .. بـ الأخير قلت له أبي شكشوكه بس المشكله معرف أسويّهآ , تخيلي وش قآل ! لآ تخيلي وش سوآ ! جآني هو وسوآهآ بنفسه ههههه يآلبيييه يآميسم لو تشوفينه وهو يطبـخ وبعد طعمه يخبل ! ميسم قلبي يدق يدق أحسّه بينفجر .. وجهي أحسه بيحترق .. بس من الطآري , مدري شلون أوصف لك إللي يصير فيني لآمن شآفته عينـي ! جآب لي كبسـه تأففت وقلت مآ أبيهآ .. أبي فول وفلآفل ههههه .. أكثر مآيتعبني إنه مآينآظر فيني أبدّ ! مآ أتذكر مره تلآقت عيوننآ ! ودي أسمع إسمي بـ صوته .. مع إنه يدري إن إسمي تغريد بس لسآنه ذآ عيّآ يقول غير بنت وبنت .. ميسم ههههه يآويل قلبي وويل حآلي , أدري كل يوم وأنآ دآقه عليك مغير أصجك بس مآلي غيرك أتوآصل معـه .. تحملينـي ميسم ودي أتكلم عن هآلشيّ الغريب إللي أحسّه .. ودي أصيح وأصآرخ ..! "

مسحت حآجبيها بـ الوسطى والسبآبه مضمومتين من كلّ يدّ وهي تتنهد بكـدر وتنفخ هوآ بـ ضيـق .. " يآويل قلبك صدق منك وويل حآلك من سوآتك .. أخو زوجك يآتغريد !! زوآجك من أوله غلط وإن كآن السطر قدآ بدآ بـ الـغلط فمآ رح تنتهي الجملـه إلآ غلـط ! "

/
/
/

وقفت بسرعه عن الكنبه من سمعت صوت المفتآح يدور وبسرعه مآقلّت عن وقوفهآ بفزع وإرتبآك دخلت غرفتهآ مقفله عليهآ البآب بحذر وتوخيّ مآيطلع له صوت رآده جوآلهآ لمكآنه السريّ دآخل سحآب مرتبة السرير رآفعه النقآب إللي عطته لهآ ميسم .. تتغطــى !

وقفت ورآ بآب غرفتهآ تنتظر منه التنبيه بوجوده وقد إنتفخ صدرهآ بشهقـة نفس عميق آنكتم صآحبه تشنج بـ أطرآف يدينهآ اللي تمددوآ بـ تصلّب ومآسرع مآنقبضـوآ مع قبضـة قلبهآ من صوت قبضته إللي تطرق على بآبهآ بهدوء .. تحرر النفس من صدرهآ برآحـه ..
مرتين بـ التوآلي ثم آختفى صوت الطرق , تمت مكآنهآ للدقيقـه تحسب ثوآنيهآ إللي تحسهم سآعآت بـ إنتظآر إكتمآلهم للـ 60 .. فتحت البآب بـ ترقب ونبضآت قلبهآ المتصآرعه تسبق خطوآتهآ المتبآطئه لحد مآوصلت للصآله الخآرجيه ..

بـ صوت مخنوق , يشـح ويضيـع , يبـح ويختفـي من تأثير وجوده: آلسلآم عليكـم !
رمآهآ بنظره سريعه وكآن أسرع منهآ بـ إعرآضه عنهآ : وعليكم السلآم ..
أردف بسرعه وعيونه ع الأكيآس قدآمه كـ إشآره: هذآ طلبك !
تبسمت من ورآ غطوتهآ وعيونهآ ع الأكيآس الشفآفه إللي كشفت مقدماً عن محتوآهآ .. الفول والفلآفل والمخلـل !

بعمرهآ مآحبت هآلأكل ولآ خطر لهآ تآكله , مآكآنت هآلوجبه إلآ عذر وآهي وسبب يقربه منهآ وتحس بوجوده حولهآ ومعهآ , تمللي عيونهآ العطشـه من شوفته !
جلست على الكنبه المقآبله له يفصل بينهم طآوله خشبيّه مستطيلة الشكل عليهآ الأكيآس: آسفـه إن كنت ثقلت عليك
مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره وعيونه على أصآبع يدينه المشبه وهو مستند بأكوآعه على ركبتيه: عسآني كفيت ووفيـت !

إكتست الغرآبه ملآمحهآ إللي مآظهرت .. صرحت عنهآ بـ إستفهآم: شلـون !!
إعتدل بجلسته مستند ظهره للكنبه: تقريباً دوري إنتهى
تمت معلقه عيونه المستفهمه بعيونه المتجآهله نظرآتهآ التفحصيّه الثآقبه: مآفهمـت !
سند: مآلك إنشآلله بكرآ طيآرته رآد من البحرين , على سبعه الصبآح بيكون وآصل
سحبت نفس سريع مفآجئ وإللي بسبته طلعت شهقه قصيره مبحوحه أجبرته ينآظرهآ بـ قلق مضيق عيونه بـ إستفهآم , تجآهلت هآلنظره بسرعه وهي توآري أنظآرهآ بـ الأرض .. مآتدري هآلتفآجئ وش سببه ! من أول وتدري إن مآلك مصيره ويردّ لهآ .. سآفر السبت إللي طآف وبكره سبت ثآني بعد مرور إسبوع .. بس هآلحقيقه هي آخر مآتبيه يتأكد لـ وآقع قدآمهآ ..

" مآلك بيردّ !! وبكـره !! ليــش !!!! طيب وإن ردّ مآلك هذآ معنآته مآرح أشوف سند ! ولآ شلون ! شكثر فرق معي بآلحيل هآلإسبوع .. مقدر أخضع لوآقع زوآجي الغريب من ذآك إللي إسمه مآلك , وإن كآن فيه إحتمآل لو وآحد بـ الميه لقبول هآلوآقع فهو الحين معدوم والسبـه ! ذآك إللي إسمه سنـد ! "

عضت على شفتهآ السفلى بتفكير " قد عرض عليّ من قبل يسآعدني وأتطلق ! آسمع مني هآلكلآم يآسنــد .. أخوك هذآ مآ أبيـه وإنفصآلي هذآ بيكون بمسآعدتـك , وليش !! فهو بـسببــك ! "
رفعت رآسهآ له من بعد حديث النفس المطوّل تمهيداً لهآلطلب إللي رح تطلبـه ومآكآن منهآ إلآ وقد تبدلت تعآبير وجههآ الممتعضـه لـ تعآبير الدهشـه من شآفته مآسك وآحد من الألبومآت إللي نستهآ وهي تكلّم ميسم وتشوفهآ , هذآهآ الحين بين يدينه ووآضح تركيزه الشديد بتأمل الصوره إللي وضحت لهآ من موقعهآ .. صوره لـ وآئل بلقطه عشوآئيه وهو ورآ طآوله خشبيّه بمشغله وقدآمه أمتآر من القمآش الأزرق النيلي مفرود على الطآوله وقد حآوط عنقه شريط متري للقيآس .. غصباً عنهآ تبسمت مأشره بسبآبتهآ اليمنى صوب الصوره بيده: هذآ وآئـل ..

وعفوياً تعلقت عيونه بـ عيونهآ اللآمعه بـ إبتسآمه - كملت وبعدهآ عيونهآ على الصوره - : انآ اللي صورته هآلصوره وفجــأه .. كآن بمشغلـه
رفعت نظرهآ له بـ إبتسآمه وآضحه من عيونهآ المتلألأه: وآئل مصمم أزيآء
وبمجرد مآقلب الصوره إلآ وتظهر الثآنيه إللي جمعت وآئل بـ أبوهآ بضحكه حقيقيه مشتركه تقوست معهآ عيونهم وضاقت حدّ الإختفآء ..

تغريد بضحك: هههه هذآ بآبآ ووآئل .. هآلصوره من يوم عيدميلآدي أنآ ودآرين بعد مآ إنتهت الحفله
لـ ثوآني تعلقت عيونه الضآيعه بعيونهآ اللآمعه وإللي أطلقت تسآؤلآت عديده لمعنى كلآمهآ بس من الوآضح حنينهآ الغآلب عليهآ لأهلهآ وشوقهآ لهم بذيك اللحظه كآن أكبر من التركيز بتسآؤلآته المطروحه بملآمحه التآيهه وإللي مع الصوره الثآلثه زآد إستفهآمه حدّ البلآهه والسذآجه من إنه يطرح سؤآله بعدم فهم " من ذولــي ؟؟ " بينمآ تغريد إللي إتسعت حدقتيهآ بصدمه من الإحرآج وهي مآطه رقبتهآ تنآظر الألبوم بين يديه ومآسرع مآ أحنت رآسهآ للأرض توآري نظرآتهآ الخجلـه من هآلصوره !
أطلق العنآن أخيراً لفضوله: هذي إنتي ؟

ردت بـ إلإيجآب بصوت متشحرج يآلله ينسمع وشكل هآلإجآبه كآنت أقل من إللي ينتظره .. توقع وصف أكثر لهآ وعن منآسبتهآ مثل بآقي الصور بس إكتفت بهآلكلمتين: إيه أنآ !
بلع ريقه وقد إحتدت نظرته الثآقبه بمقآرنه بين الشكلين إللي تمآثلوآ بدرجة التمآم والكمآل , الشيّ إللي زآد من حيرته وإستغرآبه الدوبل ليطرح ببلآهه سؤآله السآذج: هذآ تكرآر لـصورتك أووو .....
تغريد بـ إبتسآمه: هذي دآرين أختي

تعلقت عيونه الحآده بنظره صآرمه لعيونهآ اللآمعه بـ خجل وببآلهآ الآف الأفكآر عن إعتقآد سنـد الحين وظنـه .. رآيـه وتفكيره وهو يتأمل هآلصوره بـ الذآت بكل هآلتركيز والتدقيق والتفحص .. بس لأنهآ صورتهآ ! " وش رآيــه يآترى !! "
سند: إنتي لك توأم !
تغريد بـ حمآس: إيه دآرين .. وهآلصوره كآنت بعيد ميلآدنآ الـ 23 , قبل سنـه ..

تحسس بأنآمله الصوره على ملآمحهم المتمآثله هآمس بـ تعجب: سبحآن آلله !
مآردت تغريد غير بـ إبتسآمه رقيقه خجولـه وجآ هو بيقلب الصوره إلآ ويرد لهآ مره ثآنيه وكنه توه الحين ولفت نظره شيّ !
نآظرته تغريد بـ إستغرآب مآ أمدآهآ توهآ بتسأله إلآ إنه سبقهآ وطرح تسآؤله المبطن: إنتم دوم متشآبهين كذآ ؟
تغريد: شلـون ؟
سند: يعني من النظره الأولى مقدر أفرق بينآتكم , حآلي حآل غيري ولآ لأني غريب وأول مره أشوفكم !

تغريد بـ إبتسآمه: لآ .. صحّ إنآ توأم متمآثل شكلاً بس دآرين أختي مآتحب هآلتمآثل أبدّ ودوم تغير شكلهآ .. إمآ بلون شعرهآ أو قصتـه أو لون عيونهآ .. بس هآليوم بـ الذآت توسلت لهآ ورجيتها نكون توأم طبيعي متمآثل .. يشبهني أنآ , يشبه أصلنآ وحقيقتنآ على الطبيعـه .. هذآ هو طول شعرنآ ولونـه ولون عيونـآ ..
ضآقت عيونه بـ خبث: أهـآآ .. يعني أختك تقدر تغيّر من شكلهآ وتمآثلك حدّ التطآبق اللي اشوفه هذآ !
تغريد: هههه إيه تقدر ,, بس مآتحبّ أبدّ هآلشيّ .. ذيك كآنت المره الأولى والأخيره
مآل فمه لليسآر بـ إبتسآمه مآكره هآمس بصوت شبه مسموع: تقريباً مو الأخيره

تغريد: إيــش !!
رفع رآسه بسرعه لهآ بـ ابتسآمه عريضه خآقت معهآ تغريد وضآعت علومهآ: قلتيلي مآتعرفين مآلك أبدّ ولآ بعمرك شفتيـه !
إنعفس وجههآ مطبقه فمهآ بـ إشمئزآز " يآشين الطآري بس , وش دخله ذآ الـمآلك الحين !! "
ردت بـ انزعآج مصحوب بـ حده: إيه مآ أعرفه ولآ بعمري شفته قبل ذآك اليوم الأسود
سند بنفس الإبتسآمه الغآمضه: ذآك اليوم الأسود إللي أرسل فيه فيديو لأهلك وكنتي إنتي البطله !
ثبتت عيونهآ بـ حده مضيقتهم بـ إستنكآر تستفهم عن قصده بينمآ ردّ وهو يحرك رآسه ببديهيه توضيحاً: أقصد محتوى الفيديو .. كنتي فيـه .. إنتي ومآلك !

تغريد بـ دفآع جآف علت معه نبرتهآ وإحتدت: قلتلك مــوو أنــآآ - إهتزت أوتآرهآ بضعف وإرتجف صوتهآ بترجي للتصديق - وآلله مو أنــآآ
رد بسرعه يلحقهآ: مصــدقك
تغريد بعيون مدمعه: وليش تسأل هآلأسئله وتلمح هآلتلميحآت ؟

إرتفعت زآوية فمه بـ إبتسآمه قصيره وعيونه على الصوره: لأني تقريباً فهمت الموضوع الحين
تغريد: يعني إقتنعت أخيراً إن هآلفيديو مفبرك
سند: أحتآج أفكر شويّ وأرتب هآللي يدور برآسي ثم أعلمك أنآ بـ الحقيقه
تغريد وقد دبّ الأمل فيهآ من جديد .. ردت بسرعه تتحرى الجدّ من من كلآمه: صـــدق !!!
سند: أهـآآ
تغريد: يعني رح تخلصني من أخوك ومن هآلإفترآ والبلآ إللي تبلآ فيه عليّ !
سند بهدوء: شويّ بس
سحبت نفس هآدي من خشمهآ برآحه وإحسآسهآ بـ النشوه والإندفآع المبآلغ فيه تجآه هآلسنـد وإللي قآدر بـ أقلّ تفآصيله إنه يسبب لهآ إضطرآب حآد فـ هرمونآتهآ حدّ اللآسيطــره !

سند: أقدر آخذ هآلصوره ؟
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستغرآب وردت مستفهمه: ليـش !!
نآظرهآ بتوجس من أفكآرهآ إللي تدور الحين ببآلهآ وش تكون !
ردّ بسرعه يلحقهآ ويقطع شكّهآ: أبيك توثقين فيني يآتغريـد

شهقت نفس سريع ومفآجئ من وقع إسمهآ إللي تسمعه لأول مره بلسآنه .. أول مره تسمع ( تغريد ) بهآلبحّه والعذوبه والجمآل !
شكثر كآنت تكره إسمهآ وتحطه دآيم بوجه مقآرنه من ضمن المقآرنآت الكثيره التآفهه والسطحيّه مع دآرين .. آشمعنى دآرين إللي تتسمى بهآلإسم المثير وهي بهآلإسم التقليدي السآذج .. تغريــد !!!
" آآآآآهــ يآحبي لـ إسمـي ,, أخسـى إن فكرت أكـرهه بعدمآ نطقـه لسآنـه " !
أمآ عن سند إللي إرتفعوآ حآجبيه بحركه سريعه ومط شفتيه بعد فهـم .. هذي كل شوي مغير تشهـق وتخرعني ! وش عندهآ !

أردف بهدوء بعدمآ طآل صمتهآ إللي فسره شيّ ثآني على إنه تردد أو رفـض صريح بس مآتدري شلون تصرح به والحقيقه إنهآ بعآلم ثآني وبدنيآ غير إللي يفكر هو فيهآ: أدري إنهآ صوره خآصه لك ولأختك وبوضع مآيصحّ لأحد إنه يشوفه بس صدقيني هآلصوره محد رح يشوفهآ غيري ..
نآظرهآ بترقب لردهآ وهو مدنق رآسه: مآرح أسبب لك أي أذى من ورآهآ .. - كمّل بـ تأكيد يطلبهآ - آوثقــي فينـي ..
ثبتت عيونهآ إللي إتسعت بـ عيونه المترقبه بـ نظره ثآبتـه ردت من بعدهآ بـ تفصيل لكلآمهآ وتأكيد: أنـآ .... وآثقـه .... فيــك !


======
-----------
======


نآظرت بـ سقف غرفتهآ المظلم للحظآت نظره فآرغه ثم مآلت على جمبهآ الأيمن وبلحظتهآ طآحت عيونهآ على المنبه مستطيل الشكل وإللي يعرض التوقيت بآلترقيم مآخذ آللون الأحمر .. كآنت السآعه 11:45 a.m
غمضت عيونهآ بقوه تستوعب التوقيت ثم إستوت جآلسه بسرعه على فرآشهآ تقلب عيونهآ بغرفتهآ ..
السآعه إثنآعش إلآ ربـع ظهراً وبآقي نآيمه ! غريبه ليش مآصحتهآ للحيـن ! مو بعآدهـ !

قآمت عن سريرهآ تترنح بخطوآتهآ وهي تفرك مآبين عيونهآ إللي أتعبتهآ أكثر من أمـس .. شكلهآ زآدت عليهآ الضغط بسبة هآلعدسآت اللآصقـه إللي صآرت مآتفآرقهآ ويمكن هذآ هو سبب صدآعهآ المتوآصل والمستمر !
شدت الحبل الرفيع وبثوآني إرتفعت طبقة الستآير الكثيفه وكشفت عن الظلآم إللي حلّ محلّه نور شمس الظهيره الحآرقه ..
ردت لسريرهآ رآفعه الريموت الأبيض الصغير وبضغطة زرّ طفت التكييف ..

بخطوآت متلكعه طلعت من غرفتهآ وهي متخصره بيسرآهآ ويمينهآ مآبين عضدهآ الأيمن وعنقهآ تحرك رآسهآ يمنه ويسره بتمرينآت خفيفـه تفكـ بهـم التشنـج البسيط برقبتهآ ..
بصوت زآدت ضخآمته من إثر النوم: مآآآآمــــآآآآ

وقفت بوسط الصآله وعيونهآ تدورهآ بملآمح سآذجه من تأثير النوم: مآآمــآآآ !!!
مطت شفتهآ السفلى وهي تشوف التليفزيون مطفـى والصآله فآرغـه ! غريبـه ..!!
مشت للمطبـخ وطول طريقهآ وهي تنآديهـآ بلآ مجيب ! والمطبـخ مثل الصآلـه فآرغ من وجودهآ !
بـ خطوآت أسرع صآحبهآ قلق بملآمحهآ إللي صحصحت .. إشتدت وإحتدت وهي تفتح بآب غرفتهآ بسرعه وبدون إستئذآن: مــآمــآ !!
هبط قلبهآ فجأه وكنـه أخيراً سكن وإستقر من آستوعبت وجودهآ .. سحبت نفس هآدي وعيونهآ معلقه بـ السقف تتحمد آلله وتشكره بخآطرهآ ..

تبدلت ملآمح الخوف والفزع لـ إبتسآمه وهي تقرب صوبهآ لحد مآجلست على طرف سريرهآ عند رآسهآ: الحلو للحين نآيـم ! أووهـ شكل السهره كآنت صبآحي وفآتتنـي ..
عضت على طرف شفتهآ بـ أسى هآمسه بـ ألم: يآريتني جيت معك ولآ كآن صآر إللي صآر ..
سرت قشعريره فجآئيه بـ جسمهآ مآتدري وش سببهآ ! هل من طآري إللي صآر أمسّ ! أو من برودة الغرفـه حدّ الصقيـع إللي يلفـح بشرتهآ بقسـوة برودته !

أطبقت شفتيهآ بـ ضيق وعيونهآ على درجة حرآرة الغرفه المنخفضه بـ المره من مؤشر المكيف وهي تدور بعيونهآ الريموت تبي تطفيـه: يآمآآآمآآ يللآ قومـي ! غريبه أول مره مآتصحين من الفجر وتصيحين علي أقوم وأفطر وأنآ كـ العآده أسفهك هههه شكلك اليوم بتردينهآ وتسفهينـي إنتي هههه .. مآمـآ !

أبعدت الغطآ عن وجههآ بـ إبتسآمة شقآوه مآسرع مآختفت وإحتل مكآنهآ عقدة الحآجبين بـ قلق وتوتر مآتدري وش سببـه ! ولثآني مره تسري نفس القشعريره على طول عمودهآ الفقري أجبرتهآ ترفع رآسهآ عن وجه أمهآ الشآحب .. وإن صدق الوصف والتعبير كآنت مثل الشبـح الرمآدي .. سآكنه مثلمآ الأموآت ..

بـ أصآبع مرتجفه مدتهآ صوب فمهآ إللي تحول لونه للأزرق وتمت تتحسس التشققآت البيضآء على شفتيهآ بنفس الإرتجآف إللي صآحبه آهـه مبحوحه بعدم تصديق إقترنت بدمعتين إنحدروآ بسرعه خآطفه من عيونهآ المتسعتين بـ ذعـر مآتدري وش سببـه .. زآد هآلإتسآع بمجرد مآإستوعبت برودة بشرتهآ حول فمهآ إللي تصآدمت مع الحرآره المنبعثه من أصآبعهآ المرتجفه ...

أبعدت يدهآ بسرعه لفمهآ تجبره على الإنغلآق بعدمآ إتسـع سآحب كمّ مهول من الهوآ سكـن جوفهآ وتشبعت به رئتيهآ وعيّـآ يطلـع ويحرر صدرهآ إللي إنتفـخ !

تمت ثوآني محملقـه فيهـآ وعيونهآ على صدرهآ بترقب لأي حركـه من صدرهآ بـ الإرتفآع أو الهبوط , حركه وحده تنكر هآلإحسآس الموحـش إللي إجتآحهآ وهآلظن الخبيـث إللي سكن جوفهآ , قبـض قلبهآ وشـلّ عقلهـآ ...

وقفت على ركبتيهآ مبعده اللحآف بقوه مطيرته بـ الأرض بحآلة شبه إنهيآر من عدم التصديق وهي تتحسس وجههآ بـ ذعــر .. عيونهآ المغمضه بقوه وعيت تنفتح حتى بـ الإجبآر .. أنفهآ وفمهآ , رقبتهآ وصدرهآ .. بطنهآ .. عند رجولهآ إللي إحتضنتهآ لصدرهآ وشدت عليهم بقوه بـ توسل بآكي عيّآ معه يطلع صوتهآ وهي تجآهد نفسهآ لأجل يطلع حسّهآ إللي آنخرس: مآآمــآآ .. مآآمآآ ردي !! مآمـآ قومـي .. يومـه !! يومـــه ! مآمآ آلله يخليكي ! ليش رجولك بآرده !

شدت من ضمتهآ لرجول أمهآ وصآرت تتحسس سيقآنهآ بعدمآ أبعدت عنهم بنطلون البيجآمه الحريري علهآ بـ هآلحركه المتوآليه ريحه وجيه على طول سآقيهآ تمدهم بـ الحرآره: مآآمآآ .. مــآآآآمــآآآ ردي عليّــآآآآ .. مآمآ !
دفنت وجههآ بين رجول أمهآ من البآطن وإنهآلت عليهم بـ القبـل الحآره السريعه المتوآليه: لآآ يومــآآ لآآآآ .. يومـآآآهــ

كآن صوتهآ مبحوح خآفت يظهر أول الكلآم منه والبآقي مسحوب بترجـي بآئـس , وتوسـل صآدق , أنيـن شجـيّ وشهقآت بآكيـه ...
مشت على ركبتيهآ لحد مآوصلت عند رآسهآ وبـ ضعف رفعت جسمهآ وجلست ورآهآ مسنده رآس أمهآ على ذرآعهآ الأيمن وأسندت هي رآسهآ على رآس أمهآ تتحسس وجههآ إللي مآتشوفه بيدهآ اليسرى , كآنت في صمت مطبـق إلآ من سيل دموع مآوقف للحظـه وهي تهز جسمهآ ريحه وجيّه فآتحه عيونهآ لآخرهـم بصدمـه غآرقه في دوآمـة إنهيآر صآمـت بعدم تصديـق وإستيعآب ..

مآتدري لكم من الوقت وهي بهآلصدمـه إللي فجعـت قلبهآ و ( لحسـت ) لهآ عقلهآ .. ثوآني ! دقآيق أو سآعآت !
الجوّ حولهآ بآرد ! وجسمهآ بآرد ! والجسم الملآصق لجسمهآ بآرد ..
سألت بنبره مسحوبه لكلمـه ظهر منهآ أول حرفين وآختفى آخر نفس الحرفين: مــآمــآ !!!
مآكآن الردّ إلآ بحركـه .. تحركت رآسهآ المسنده على ذرآعهآ الأيمن وهوت يمينهآ مرتطمـه بـ الفرآش .. بآردهـ برودة الجليـد .. صآمتـه صمــت آلليـل .. موحشـه وحشـة الظـلآم .. سآكنـه سكــون المــــوت !


/
/
/

======
-----------
======

نهآية الفصل الوآحد والعشرون
<<قرآءة ممتعـه إنشآلله
بـ إنتظآر توقعآتكـم ..
دمتـــم آمنيـــن

:::

حلم الحياه 12-08-16 01:21 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الثآني والعشرون


استحلفتك بـ ضعفـي وقوتك , وأقسمت عليك بـ عجزي وإقتدآرك , إلآ جعلت لي مخرجاً من ظلمتي إلى نوري , ومن نوري إلى نورك , سبحآنـك , لآ إله إلآ أنـت , لآ إله إلآ آلله ...
" يآ أيتهآ النفـس المطمئنـه , إرجعـي إلى ربك رآضيـة مرضيّـه "


/
/

الثآنيه صبآحـاً ..
تخطـى المدخل الترآبي للعمآرهـ وإللي تظهـر للوهله الأولى سآكنه وموحشـه مآفيهآ أي روح نآبضـه أو حيآه ..
دخل من البوآبه القزآزيّه العريضـه يمسح وجهه برآحة يمنآه مآليه التعب كآسيه الإرهآق وتـو مآ أبعد يده عن وجهه يفتح عيونه بـصعوبه إلآ ونقـز خطوه لورآ من خرعته وهو يشوف هآلجسم الكبيـر مستند على الدرجآت الثلآث للسلـم ملآصق بـ جنبه الأيسر للجدآر ورآسه مستنده عليـه , هـذي أبدّ مآهيب قطـوهـ على السلآلم بمنتصف الليـل !

" آعوذ بـ آلله من الشيطآن آلرجيم , آعـوذ بكلمآت آلله التآمآت ..! "
قآلهآ وعيونه بعدهآ معلقه على هآلجسم السآكن قدآمه بلآ حرآك يخطي خطوآته المتثآقله بتوجـسّ لحدّ مآمتدت يده لقبس من قوآبس الإضآءه العديده بـ الجدآر وبضغطة زرّ معروف مكآنهآ مسبقاً تبدل هآلظلآم الدآمس وآحتل آلنـور مكآنـه كآشف عن هوية كلّ شيّ تلحفـه الظلآم من لحظآت , بعدهآ عيونه المترقبه كآنت مثبته على هآلجسم بـ إنتظآر إختفآءه بمجرد وصول النور , ومع الإضآءه إتسعت عيونـه لآخرهـم بنظرة دهشه وقلـق محتد ..

جآلسه على الدرجه الأخيره للسلم من فوق كتفهآ الأيسر ورآسهآ مستنده للجدآر جمبهآ , بوآطن سآعديهآ الإثنين برآحتيهآ ملصقين ببعض مآبين فخذيهآ , تبدلت رتآبة شكلهآ من كحلهآ الدآكن السآيل على وجنتيهآ المصفـره مغرقهآ دموع صآمته متوآليـه .. كآنت حآفية القدمين ببنطلون بيجآمـه قطنـي رمآدي اللون مقلم بـ الطول تقليمآت سودآء وتيشيرت نص كـمّ سآده تمآماً أسود اللون ...

همس بدون مآتتلآقى شفتيه همس الصدمـه وعدم الإستيعآب " وردهــ !! "
بلآ إجآبه أو حتى حركـه من وقت دخوله وحركته الوآضحه حتى بعدمآ أشعل الإضآءه , شلون وعيونهآ يشوفهم من مكآنه مفتوحيـن برغم جفنيهآ المسدلين وبعدهآ الدموع تتسآقط من بينهـم بغزآره ...

مشى صوبهآ لحد مآوصل عندهآ جآلس على الدرجه الأخيره قدآمهآ على ركبتيه منزل الملفين من يده لـ الدرج جمبه يستنطقهآ بـ قلق وآضـح " وردهــ !! "

على وضعهآ بلآ ردّ ولآ إستجآبه برغم تكرآره لإسمهآ لمرآت عديدهـ قرر من بعدهآ يمد يده لـ ذقنهآ , وبمجرد مآرفع لهآ ذقنهآ بهدوء وعيونه محتده بترقب تلآقت نظرآتهم للحظآت قطعهآ خصلـه من شعرهآ الأحمر النآريّ الصآرخ تنسدل من جمبهآ الأيمن وتطيح على وجههآ مدآريه عيونهآ إللي قفلتهم بـ قوه وكنهآ تعتصرهم أســى ومـرآر فآض من هآلملآمح الحزينـه كميـه مرعبـه من الوجــع على إثرهآ إنقبض قلبه وآشتدت عضلآته الحسيّـه بـ تصلّب لحد مآتضآعفت صدمتـه أضعـآف بتشنـج فـ كلّ أعضآءه وحوآسـه وهو يستمع لصرير خفيف خآفت , بـ التصوير البطيئ أخفض عيونه من وجههآ لـ مآبين رجولهآ وهو يشوف بقعـه من السآئل أصفر اللون على درجـة السلم شآقه طريقهآ لبآقي الدرجآت وصولاً لعنده وبنفس اللحظـه لآحظ ذيك البقعه الدآكنه إللي كل مآلهآ تتسـع تآركه أثرهآ الوآضح على بنطلونهآ مآبين فخذيهآ ..

حملق بوجههآ لثوآني فآتح فمه ذيك الفتحه الصغيره بعدم تصديق ووقع الصدمه بعده متملكـه " من جـدّ ! هآللي صآر حقيقـي ! تبولــت على نفسهــآ !! "

وقف وهو ينآظر بثوبه محل ركبتيه وآثآر من هآلسآئل قد تعلقت بثوبـه نآفض غترته البيضآء من على رآسه وبلحظتهآ إنتفض عقآله طآيح بـ الأرض ..
غطآ رآسهآ بـ غترته البيضآء وملآمح من الهلـع والذعر إكتسته ولأول مره من بعد خبر فرآق أبوه للحيآه , سندهم وظهرهـم , تلآه ولثآني مره نفس الخبر بوفآة أخوه فـرآس , هذي هي أحآسيس فجيعـة الموت المريـره ..!

شدد من مسكته على كتوفهآ يستنطقهآ بقوه: ردي علــيّ .. وردهـــ ! وش إللي مجلسك هنـي بـ نص آلليل وبروحك ! وردهــ ! – قآل وردهـ الأخيره بنبره أقرب للصرآخ بـ إنفلآت أعصآب تآركهآ مكآنهآ بروحهآ ودخل لشقـة أحمـد أخوه بـ أول دور على اليمين قآبلتهآ شقة رآمـز –

دفّ البآب بمقدمة رجله وشيئ من العصبيّه قد سيطر عليه وعيونه تجول بهآلظلآم القآتم وهو عند البآب , بمعلوميّه مسبقه لمكآن قبس النور مدّ يده وبثوآني بدت الإضآءه تنتشـر كآشفه عن كلّ السوآد ومع إشتدآد الإضآءه إشتدت نبرته بـ صيآح: يــــآآ أمّ وردهـــ !
خــــآلــــــه ..!

عند مكآنه بلآ إستجآبه , مشى بهرولـه يدورهآ بعيونه , إبتدآءاً من مدخل الشقـه والممرآت الطويله المؤديه لصآلة الإستقبآل الأولى ومن بعدهآ الصآله الثآنيه المفتوحه على غرفة المعيشـه والمطبـخ ..
كلّ مآكآن يدخل غرفه أو ممر إلآ وتمتد يده لإشعآل قبس النور فيهآ وكلّ مآله ينقبض قلبـه أكثر وتحتد أنفآسه إللي تكآد تخنقـه لحد مآوصل للصآله الصغيره وإللي يتفرع منهآ غرف النوم ولآ إرآدياً طآحت عيونه على غرفه النوم الرئيسيه وإللي كآنت هي الوحيده ذآت البآب المفتـوح ..

بخطوآت بدت تقلّ تسرعتهآ وتتثآقل مشى صوبهآ لحد مآوقف عند عتبتهآ وبتردد تملكـه حسّ معه بـ شلل فـ يده اليسرى إللي خآنته بـ إرآدته إنهآ تمتد لقبس النور وتكشف عن الحقيقه إللي تأكد من فجيعتهآ بس فـ ذي اللحظـه بعدمآ سرى بـ جسده النحيـف قشعريره بآردهـ كآنت كفيله تصلب أدق الشعيرآت بـ جسمـه , ممكن سبـة هآلشيّ برودة الهوآء الصآدر من المكيف وإللي كآن كفيل يلفـح أيّ جمآد سآكن وينخره من شدة بروده أوّ شيئن ثآنـي , أقسـى برودهـ !

ضيق عيونه بـ إنزعآج للحظآت أول مآإنتشر الضوّ بـ الغرفـه ومآسرع مآ ردت لوضعهآ الطبيعـي وهي تدور بـ الغرفـه لحد مآستقرت على هالجسم السآكن المقلوب على جمبـه الأيمن بـ السرير ..
إزدرت ريقـه بـ توتر وصل معآه أقصآه وبخطوآت متردده مشى صوب هآلسرير الوسيـع إللي إحتضن ذآك الجسم البآرد أو ذيك الجثـه الهآمـده !

جلس بهدوء على طرف السرير ورآهآ وبسرعه إرتفعت يده اليسرى يمسح بأصآبعه قطرآت عرقـه إللي سآلت برغم صقيع الغرفه وبرودتهآ ..
سحب نفس قصير ملآ به صدره ثم مدّ يده اليمنى لكتفهآ معتصر ذرآعهآ الأيسر وبقوه أجبرهآ إنهآ تنقلب على ظهرها وبسرعه كشفت خصلآت شعرهآ الدآكن عن وجهها .. ذآك الوجـه الأبيض الشآحـب بذيك الملآمح المرعبـه .. ملآمـح المـوت !

إرتفع صدره بشهقـه خفيّـه سحب معهآ نفس سريـع صآمت وتمّ يتحسس وجههآ إبتدآءاً من جبينهآ المتجمد ثمّ خديهآ بظهر يده اليمنى , مآفيه أيّ مؤشـر يدل عن سريآن ذآك الدم الحـآر بين أوردة وشرآيين الجسم معطيتـه الدفآ والحرآره ..
ثبت يده على جآنب عنقهآ متوجس بـ أطرآف أنآمله أي نبـض متمرد علّـه ينكـر هآلحقيقـه الصريحـه الوآضحـه ... بــسّ !!!

مسح وجهه برآحتيـه يتنهـد بـ أسـى هآمـس بذكرآلله " لآحول ولآ قوة إلآ بآلله , إنآ لله وإنّآ إليه رآجعـون "

وقـف وقد أثقلـه تعـب المفآجئـه , طآحت عيونه على اللحآف المرمـي بـ الأرض , رفعـه عن الأرض بهدوء وبهدوء أكثر فرده على جسمهآ الهآمـد إبتدآءاً من رجليهآ لحد مآوصل عند عنقهآ .. أطبق شفتيه بـ حزن لحد مآ صآروآ خطّ رفيـع بوجهه رآمقهآ بذيك النظـره المتألمـه , نظـرة الودآع , النظـره الأخيـره !

رفع ريموت المكيف طآفيـه وبهدوء طآغي مثقـل بـ الحزن مشى صوب البآب وقبل يطلـع إلتفت الإلتفآته الأخيره ورآهـ يشوفهآ ممدده بـ سكون وثبآت مآيظهـر منهآ أي عضـو , أي شكـل أو ملآمـح بعدمآ غطآهآ بـ لحآفهآ من أخمص قدميهآ لحـد رآسهآ خآفـي أي تعآبير أو ملآمـح تحت هآلغطـآ إللي مآرح ينكشف من بعد هآللحظـه ...

طفّآ النور وطلـع من الغرفـه ومع أول خطوه يخطيهآ نبهه من شروده صوت الرنيـن لـ جوآل .. بس وين مصدره !

آنعقدوآ حآجبيه وآحتدت نظرآته وهو يتتبـع الصوت ومكآنـه لحد مآ قآدته رجوله صوب الغرفـه المقآبله للغرفه إللي توه وخرج منهآ ..
فتحهآ بهدوء وتلقآئياً طآحت عيونه على مصدر الإضآءه الصغير من جآنب الكومدينـه وإللي هو نفسه مصدر الصوت ..

شغل الإضآءه ومشى صوب السرير رآفع الجوآل وعيونه تتأمل الإسـم .. ( نسمــه ) !
لآ إرآدياً لقى نفسه يسحب على الشآشه ويفتح الخـط .. وتوّ مآرفعه لأذنـه إلآ ويسمـع سيــل من الشتـم والسبـآب بعصبيّـه حآده ومفرطــه ..

" وردهـ يآلخآيســه يآعديمـة الأمآنـه تصدقين مآحد يآخذ بكلآمك ووعودكـ , إتفآقنآ كآن الجمـعه إللي طآفت , ثم أجلتـي الموعـد لجمعـة اليوم وآنتهـى اليوم ونآمـوآ خلق آلله ولآ شفت رقعـة وجهك لآ وفوقـه أدق عليك من صبآح ربـي ولآ تردين ! ليش يآحلوهـ ! ليش يآ أميرة زمآنـك ! حسبي آلله عليك وردووووه الشرهه عآللي يلجأ لكـ "

أبعد الجوآل عن أذنه وتمّ ينآظر الشآشه بملآمح مستنكره لحظآت ثمّ ردهـ لأذنه هآمـس ببحـه مخنوقه: نسمـــه !
إنتظر لثوآني عديده يمكنهآ آكتملت الحين وصآرت دقيقـه لحد مآعآد عليهآ وبنفس النبره الخآفته: نسمــــه !
وصله صوتهآ أخيراً متشحرج وكنه رآفض يطلـع , سألت بتررد مصحوب بـ توجـس وكنهآ تتأكد من هوية صآحب الصوت: ميـــن ؟!

حرر نفسه المكتوم من خشمه بهدوء: أنآ رآئـــف ,, لآ تسأليـن ,, أقولك لآ تسألين ,, هذي سآلفـه أنآ الحين رآد البيت ,, - إحتدت نبرته وصآح بـ إنزعآج – خلآص نسمه لآتصجيني عن أسئلتك قلتلك الحين رآد البيت وبتدرون بـ الموضوع علميني أمك صآحيه ! ,, آمم طيب روحيلهآ صحيّهآ أبيهآ تكون وآعيه لين أردّ ,, لآ تسألين وآجـد ولآتخرعين من فـ البيت عندك أمك بس روحيلهآ الحين وأنآ مسآفة الطريق وجآيكم معـي وردهـ بنت عمك ,, إيه وردهـ مآغيرهآ ,, مآفيه ,, آلله خذآ أمآنته .. توفت زوجـة عمك ..........!


/
/


شدت جسمهآ بتكآسـل من تحت لحآفهآ مستقعده بجلستهآ مسنده ظهرهآ للسرير وعيونهآ المغمضه تجول بـ الغرفـه وهي تتثآوب ...

تحسست كتفيهآ العآريين مستشعره برودة بشرتهآ من إنخفآض درجة الحرآره بتأثير المكيف ..
ضمت ركبتيهآ لصدرهآ مسنده رآسهآ على ركبتيهآ المضمومتين تنآظر بآب الحمّآم – بـ الكرآمه – على يسآرهآ وصوت قطرآت المويـه من دآخلـه يصطدم بـ أرضيته البروسلين عآضه على شفتهآ السفلـى بـ إبتسآمه خجوله قصيره ترآجـع بمخيلتهآ أحدآث ليلـة أمـس وإللي صآر ..

تحركت عيونهآ من البآب للمخده جمبهآ بـ إهتزآز الجوآل وإضآءته المتوآليه ..
رفعت رآسهآ بملآمح تعجّب ( أم فيصل وفرآس ) ...!!
وبمجرد إنتهآء الإتصآل إتسعت عيونهآ بـ إندهآش من عدد المكآلمآت .. كآنوآ أربع وعشرين مكآلمـه بدآيـة من الثآلثه صبآحاً لحد الحيـن ..
بللت شفتيهآ بتفكير " وش تبين يآمرآم مع هآلصبآح ! السآعه توهآ ثمآن , وش عندك تبين آدم بذآ الوقت ؟! "

صلبت ظهرهآ بـ إنتبآه من إستشعرت أكرة البآب إللي تلف وبسرعه قفلت جوآله تمآماً منزلته ع الكومدينه جمبهآ ..

مددت رجليهآ سآحبه على نفسهآ اللحآف السكري الحريري ضآمته لصدرهآ العآري مقآبلته بـ إبتسآمه خفيفـه: صبــآح آلخيـــر حبيبــي !
رفع رآسه بسرعه وإنتبآه كآن مشغول يعدل من لفـة الفوطـه البيضآء على خصـره ..
تمت تحرك عيونهآ بتبآطـئ وترآخـي , بتفحـص لكلّ تفصيلـه .. بدآيـة من خصلآت شعره الأسود الطويلـه وإللي تنسآب منهآ قطرآت المويـه شآقـة طريقهآ على جسـده الأملـس أبيض البشـره ..

سيحت نفسهآ بـ السرير تحت اللحآف على جمبهآ الأيسر مسنده رآسهآ بوسط رآحتهآ اليسرى وصآرت تربـت بهدوء على المرتبـه كـ إشآره منهآ تطلبـه فيهـآ !

برآحته اليمنى مسح على شعـره المبلل مرجعه لـ ورآ وتخصر بيسرآه رآفع عيونه لـ السقف بـ إستجدآء للصبـر ..
أطلق تنهيده مسموعه بـ خيبه وإحبآط ثم مآل بـ جسمه للأرض يرفـع ملآبسـه المتنآثره .. لملمهآ ودخل الحمّآم مره ثآنيه سآفههآ ..

نفضت اللحآف من عليهآ بـ عصبيّه وقآمت عن السرير صوب التسريحه رآفعه روبهآ الستآن الذهبـي القصير وتكلفتت فيـه مكتفـه يدينهآ بـ عصبيّه مكبوته وقهـر ..
تمت تقطـع الغرفـه ريحه وجيّه لحد مآطلـع من الحمّآم وقد تبدل شكلـه مثلمآ شآفته بـ الأمـس ..
بنطلـون ريآضـي أسود آللون وسيـع يحمـل إشآرة وآحد من النوآدي الريآضيـه وتيشيرت قطنـي سآده عنآبي آللون تغرق من الظهـر بفعـل المويـه المتسآقطـه من شعره الكثيف المبلل ..
جآ بيطلـع وقفته بحده: لحظـــــــه !

وقف وهو عند البآب بدون مآيلتفت , مشت صوبه تسحبه عليهآ من مرفقه الأيمن: نآظرنـي
أطبق شفتيه بـ ضيق وهو ينآظرهآ من طرف عيونه يستنطقهآ بينمآ شددت من مسكتهآ لمرفقه جآبرته يلف عليهآ: أقولك نآظرنـي

سحب نفس هآدي وهو يقلب عيونه بـ ضيق وكدر – جآوبهآ بـ تململ - : خيــر ؟
ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر: وآلله !
ضمّ أصآبعه اليمنى لبعضهم كـ إشآره يفهمهآ: نآهـد ترآ مآفيني خلق نقآش الحين ويآك
نآهد: بس كآن لك أمس خلق تنآم معـي !
أعرض منهآ زآفر نفس مكبوت بـ عصبيّه: آستغفر آلله .. – التفت لهآ بـ إنزعآج - : وش إللي تبينه إنتي الحين ؟

مطت شفتهآ السفلى بـ هزة كتف خفيفه: وش إللي أبيـه بهآلدنيآ غيرك !
آدم: وهذآني عطيتك إللي تبيـن .. ممكن أطلع الحين !
فكت يدهآ من مرفقه رآده بـ جفآف: هآلشيّ إنت تبيـه أكثر منـي , لآ تقط السبـه كلهآ عليّ .. إنت إللي جيتني أمسّ بنفسك

آدم: جيتك لأني كنت محتآج أتكلم مع أحدّ , أحدّ يفهمنـي ويحس فيني وبآللي أحسـه وأعيشـه
ولته ظهرهآ متكتفه وشبح الإبتسآمه السآخره بوجههآ: هــه , لآ يآقلبـي .. جيت لأنك تبي تسمـع إللي إنت تبيـه وبـس .. أحد يأكدلك هآلقرآر وإللي تبيّـه بضميـر مرتآح .. جيتني تسألني إن كآن من الصح تكمّل مع خطيبتك وإنت خآدعهآ بـ مشآعرك , بـ قلبك وعقلك وجسمـك أو إنك تتركهآ وهذآ الأحسن لهآ .. جيتني أنآ لأني أنآ الوحيده إللي إنت متأكد إنهآ رح تدعمك بهآلقرآر .. قرآر إنفصآلك عنهآ ..

إلتفتت عليه بعيون مدمعه وكملت: وش إللي تبي تسمعه بـ الضبط ! وش إللي تبيني أقوله لك ! إيه يآ آدم إتركهآ ,, خليّهـآ .. هذآ إللي تبيـه ! تبي تحسّ إنك آدمـي وخوش رجّآل ! مآتبي تلعب على بنت نآس مآلهآ ايّ ذنب إلآ إنهآ وآفقت ترتبط فيك وتسلمك كلّ عوآطفهآ .. وحده آمنت لك ووثقت فيك وإنت خآيـــن !

رفعت سبآبتهآ بـ تنبيه وكملت بنبرة حقـد جآفه: إسمع يآ آدم .. حيآتك الفآرغه هذي كلهآ أنآ وحدي إللي فيهآ .. أنآ وبـس .. عقلك هذآ إللي برآسك مآيشغله غيري .. – نغزته بسبآبتهآ محل قلبه – هذآ إللي بين ضلوعك مآينبض غير بـ إسمـي .. وهـــــذآ – أشرت على كآمل جسمه من فوقه لـ تحت – هآلجســم ملكـــي .. أمس كنـت بحضنــي .. إنت ضعيـف .. حبك لـي مضعفــك وصدقنـي هآلُحـبّ مآلـه دوآ , لأني وببسآطــه – شددت بقوه على كلامهآ – مـــــآآآ , رحّ , أسمـــح , لــك !

إرتجفت شفتيه من زود رصّـه عليهم بـ قهــر رآمقهآ بنظرة تحقير: آقسم لك بآلله إنك أقـذر من القذآره نفسهآ يآنآهــد
حآوطت رقبته بذرآعينهآ مميله رآسهآ بـ غنـج هآمسه: وهآلقذره مآتحب إلآ إنـت , ولآ تبي إلآ إنـت ..
إعتصر سآعديهآ بيديه منزلهم بـ القوه مشدد عليهم بعدمآ ثبتت عيونه الحآقده بعيونهآ المستمتعه: وش إللي ممكن أسويّه وأتخلص منـك !

هزت رآسهآ بـ النفي مطبقه شفتيهآ بـ خيبّه وقد حآوطت بطنهآ بيديهآ: وإن تخلصت مني , أنآ شلون أتخلص منك ! شلون وأنآ بـ احشآئي جـزئن منـك ! من صلبك ! من دمك ! من روحـك !
إرتخت عيونه لـ بطنهآ , هآلوآقـع البشـع إللي كلّ مآجآهد نفسه يطرده من بآله إلآ وترآقص قدآمه بـ إستفزآز كآويـه وحآرق لـه الجزء البآقي من ضميـره !

توه بيمد يده لأكرة البآب بعدمآ أعرض عنهآ بصمت إلآ ووقفه نبرتهآ الهآزئـه بـ غرور: إطلــع ومصيـرك بـ ترد .. رح يردك إللي يذلـك .. – رفعت حآجبهآ الأيسر بـ ثقـه – ويذل كـل الرجـآل مثلـك

قآلت كلمتهآ وتلآهـآ كـــفّ عنــيف مبآغــت لـ خدهآ الأيسر كآن كفيل يخل من توآزنهآ لحظآت وترد لـ ورآ بضع خطوآت في محآوله منهآ تتمآسك ولآ تطيـح .. توهآ بترفع رآسهآ وتوآجـهه إلآ وتبعثرآث قطرآت من ريقـه على وجههآ – بنبره توعد مخيفه وغآمضه - : تذكري هآلوقفـه زيـن لأنهآ رح تكون الأخيــره , خلّ نشوف من بينذل للثآنــي , - نآظر لـ بطنهآ بـ كُـره وكمّل بـ إشمئزآز – مآرح أقصر بدعوآتي تتعفنيـن إنتي وهآلحثآله إللي ببطنـك !

تمت ترمـش بعدم تصديق وعيونهآ معلقـه بـ الفرآغ محلّ مآترك لهآ الغرفـه وشـرد , لآ إرآدياً نزلت دموعهآ الصآمته شآقه طريقهآ على خديهآ الممتلئيـن وسط قطرآت تفلتـه المبعثره على وجههآ ..
بـ تثآقل غصبت نفسهآ تجرّ رجولهآ لحد مآوصلت لسريرهآ وتهآلكت عليه جآلسه في حآلة صدمـه وذهـول وصمـت مطبــق شآردهـ بعـدم تصديق , لحد مآنبههآ رنـة جوآلهآ إللي تعآلـت كآسره هآلصمـت والسكـون ...

بيد مرتجفـه مسكت جوآلهآ تنآظره بـ توهآن .. قرت الإسم بخآطرهآ ( مرآم أم فيصل ) ..
ولآ إرآدياً سحبت الشآشه وفتحت معهآ الخـط بآلعه ريقهآ بـ صعوبـه تجآهد نفسهآ يطلـع صوتهآ المكتوم: أهلين مرآم ,, صبآح الخيـر ,, بخير الحمدلله ,, صوتي تعبآن ! لآمآفيـه ,, آلله يسلمك ,, خير وش فيـه ! ,, آدم !! علآمـه آدم !! ,, مدري وآلله كنه موجود بـ البيت أو لآ ليش وش فيـه ؟ ,, وشهـــــــــوو !! توفـــت !! لآحول ولآقوة إلآ بآلله ,, إنآ لله وإنآ إليه رآجعون ,, مدري وآلله بسّآم مسآفر من يوميـن ومآشفت آدم أبدّ ,, إيه بشوف كنه موجود أو لآ ورح أعلمه أكيد هذي تكون حمآته إللي توفـت ولآزم يوقف مع المسكينه خطيبته ,, لآ ولآيهمك آلحين بشوفـه وأشوف وش به جوآله مآيردّ عليك ,, آوكي ,, آوكي ,, مع السلآمه "

نزلت جوآلهآ جمبهآ وإلتفتت ورآهآ تنآظر بـ جوآله إللي قفلتـه وتركته ع الكومدينـه .. ردت تنآظر بـ البآب مضيقـه عيونهآ بـ نظره شيطآنيّـه مآكـره على إثرهآ وإللي ترآءى لهآ بـ مخيلتهآ وقفت بسرعه صوب علآقة ملآبسهآ رآفعه لهآ عبآيه سودآء فضفآضه أشبـه بـ البشت الرجآلي وثبتتهآ على كتوفهآ ثم شـآل ملون لفته على رآسهآ بـ إهمآل ..
سحبت جوآله المقفل ومشت بسرعه صوب بآبهآ , هدت هآلخطوآت بمجرد مآطلعت من غرفتهآ وعيونهآ تنآظر يمنه ويسره بـ ترقب ..

السآعه الحين ثمآن الصبآح ومآهوب وقت صحوتهآ أبدّ , مآفيه أيّ مجآل لـ توآجد الشغآله الحيـن ...
بـ خطوآت حذره وكنهآ تنقز على أطرآفهآ مشت لحد مآوصلت لـ غرفته وبدون إستئذآن فتحت بآبهآ ودخلت بسرعه مقفله البآب ورآهآ مستنده بظهرهآ عليـه تلتقط أنفآسهآ ..

كآن جآلس على طرف سريره مستند بأكوآعه على ركبتيه ومشبك يدينه ببعضهـم مرخي نظره للأرض بـ وضـع إللي يشوفـه يقدر يعرف شلون حجم الألـم والإنكسآر إللي يحسّـه .. رفع رآسه بسرعه من وقع قفلة البآب ووقـف بـ حده: بــــــــــرآ

سحبت نفس ملحوظ من فتحة فمهآ ردت بهدوء مفتعله الرقـه والمسكنه: آسمعنـي
مشى صوبهآ بـ غضب عآرم قآطع أيّ مجآل للكلآم: قلتلك بــرآ , ولآ عآد أبي أشوف وجهــك
ثبتت كفهآ الأيمن بوسط صدره تهدي من عصبيته إلآ إن ضرب يدهآ بقوه مبعدهآ عن صدره: إنتي مآعندك كرآمـه ! مآتفهميـن ! مآتحسيــن !

أطبقت شفتيهآ بعدمآ وضح إرتجآف ذقنهآ بـ تبدآ بكـآ رآفعه كتوفهآ بهزة إستسلآم خفيفه ونظرة إن مآلهآ حيلـه: مو بيدي يآ آدم .. أحبك وهآلشيّ غصباً عنـي .. أحبك وكرآمتي بـ حبك مهزولـه ..
سحب نفس سريـع مغمض عيونه بـ القوه هذآ آلحين آخر مآيبيـه , نآهد تمآرس سحرهآ الأسود عليـه ,, تمآماً مثل الشيطآن .. يغريك بـ الشيّ لكـن لآزم بنفسـك تسويّـه ,, كمآ السحـر يسيـرك , بذيك القـدم المسحـوره نحـو الخطيئـه !

" آلله يآخذ ذيك آلليلـه إللي دخلتي فيهآ بذآ البيت , آلله يآخذ ذيك آلسآعه إللي عرفتك وشفتك فيهآ , آلله يآخذ ذيك آللحظـه إللي سحرتنآ ثنينآتنآ وأخطينآ فيهـآ , آلله يآخذنـي يآ نآهــد أو يآخــذك .... إبعدي عني ترآني أضعـف من قشّـه هشّــه ..! "

تنهدت بـ إحبآط منزله عيونهآ للأرض: أدري إن إللي صآر أمس كآن خطآي .. – أطبقت شفتيهآ بـ إبتسآمه حزينه – مثل العآده , مشآعري صوبك أكبر من إني أقدر أجآهدهآ وأسيطر عليهآ وأكبر من إنك تقآومهآ ..

إكتفى بـ نظرآت بآرده يرمقهآ فيهآ بدون ردّ لـ تكمل هي بنفس النبره الوآهنه: إنت صآدق , هآلشيّ إن تمآدينآ فيه أكثر مآرح نتحمـل عوآقبه بعديـن .. فكرت بهآلشيّ كثير وبدونك , هآلشيّ مآرح يصير من طرف وآحد , إذآ قررنآ نبتعـد لآزم نتشآرك هآلقرآر سوآ , هآلبعـد لآزم أنآ وإنت نرضـى فيـه ونبيّـه ونصرّ عليـه .. من حقك تعيش حيآتك يآ آدم وتبدآهآ بدآيه صحيحـه , شلون كنت أنآنيه أمسّ وإنت

تحكي لي , شلون هآلبنت ورده بريئـه وصآدقـه وتحبـك , يمكنهآ تحبك أكثر من حبي لك بس هآلشيّ إنت مآرح تلآحظـه لأنك حآرم نفسك حتى من الفرصـه إللي تخليك تلآحظ هآلشيّ وأنآ السبّـه .. أنآ بعـد ,, كلهآ كمّ شهـر ويتم حملـي على خير إنشآلله .. مآبي شيّ يشغلنـي عن هآلولد لأنه هو كل إللي أبيـه ,, أبيـه أكثر مآ أبيك إنت يآ آدم ,, هآلولـد إللي بعده مآشآف النور هو دنيتـي , هو حيآتـي وكـلّ عمـري

,, مآرح أسمـع لأي شيّ إنه يآذيـه حتى وإن كآن هآلشيّ هو أنآ ومشآعري نآحيتـك ... تكفـى يآ آدم لآتدعـي عليـه مثلمآ سويت آلحيـن ,, رحّ أتركك , وإن جيتنـي رحّ اصدك .. سألتني أمس كن إللي تسويّه صحّ أو غلط ! تكمل مع ورده أو تتركهآ .. مآرح أجآوبك الجوآب إللي كنت تبيـه أو حتى الجوآب إللي مآتبيـه ,, إنت وحدك إللي تقدر تقرر ,, كل إللي أقدر أقوله لك إنك لآزم تصفـي بآلك من كلّ شيّ وأنآ بـ أول القآئمـه .. لآزم تبتعد عنـي وتبتعـد عن وردهـ .. – رفعت رآسهآ بـ إنتبآه وكنهآ الحين توصلت لـ شيّ , كملت بحمآس - وش رآيك تروح للجنـوب ! بـ مزرعتنآ هنآك ! تذكـر ؟ كلمآ ضآق صدرك وتشتت فكرك شردت للجنوب وآعتكفت .. أبيك تسويّ هآلشيّ وآليـوم .. – كملت بسرعه – آلحيــن ..

تمّ ينآظرهآ بـ غمـوض مآفهمت منه إلآ رغبته بـ تحري الصدق من كلآمهآ .. كنهآ جـدّ بهآلموقف ولآ ذآ مآهوب إلآ ملعوب جديـد ! بس وإن كآن ملعوب شلون بيكون وهي تبعـده عنهـآ وتحثـه وبآلقوهـ !

حركت رآسهآ بـ تأكيد مآده له جوآله: سآفر يآ آدم ,, سآفر ولآ ترد على أحد غير على قلبك وعقلـك .. قلبك وعقلك الإثنيـن مو وآحـد فيهـم .. لآمنك وصلت لـ قرآر , آفتح جوآلك .. وردّ لهنـي ...


أخذ منهآ الجوآل بـ إنقيآد وتمّ يلحـق طيفهآ بنظـرة بلهآء سآذجـه ,, بعدهآ هآلـه الذهـول محآوطه عيونـه ومسدلـة ستآر الظلآم على رآســه ...!



/
/
/
/


بـ نفس بُكـرة الصبآح الكئيـب المظلـم , السآكـن , الموحـش ..
تخطت الممرآت الفسيحه إللي إكتست أرضيتهآ بـ الرخآم الأبيض اللآمـع وحآوط جدرآنهآ دهآنآت ذهبيّة اللون بتصميمآت ملكيّـه مآتدلّ إلآ على فحش ثرآء سآكني هآلقصـر ..

كآنت خطوآتهآ متسآرعهآ وتكآد رجولهآ تلتف حول نفسهآ وتعثرهآ بخطوآتهآ .. إنزلقت عبآيتهآ الوسيعه من رآسهآ مستقره على كتوفهآ وهي تلحق وحده من الشغآلآت إللي تدلهآ لمكآن المجلس إللي تنتظرهآ فيه صآحبـة القصـر ..
أول مآدخلت المجلس رفعت غطوتهآ عن وجههآ بملآمح مرتعبه محتضنه أم طلآل: وش هآللي صآر !!
إبتعدت عنهآ مطبقه شفتيهآ بـ حزن ونظرة إنكسآر ملت عيونهآ: البقآءلله يآم فآهـد ..
شهقت بـ صدمه موسعه عيونهآ: يعنـي إللي سمعته صدق ..

دقت برآحة يدهآ اليمنى على رآسهآ تندب: لآهـ يآرب ..
لحقتهآ أم طلآل وهي تسحبهآ من ذرآعهآ بهدوء وتجلسهآ: آستغفري ربك يآم فآهد ولآتجزعين .. إنمآ الصبر عند الصدمه الأولى .. آذكري ربك ..
رصت على عيونهآ بـ إبهآمهآ والسبآبه اليمنى مفرقين عن بعضهم تمسح دموعهآ: لآحول ولآقوة إلآ بآلله .. إنآ لله وإنآ إليه رآجعون .. – علت شهقه بآكيه لهآ رقت معهآ ملآمحهآ ولآنت بـ إنكسآر كآسيه حزن – كذآ فجأه ! رآحت فجأه !

تحسست أم طلآل يدهآ تهدي من روعهآ: آستغفري ربك مآيجوز هآلكلآم ..
أم فآهد: وينهـي البنت , آآخ يآوردهـ وش بيصير عليـك .. وينهي يآم طلآل !
تنهدت بتعب وهي تهز رآسهآ بلآ حيله أو رجآء: فوق مع نسمه بجنآحهآ .. لو تشوفينهآ يوم وصلت عندنآ ! قطعت قلبـي وآلله
أم فآهد: آلله يصبرهآ فرآق أمهآ , وش أغلى وأعز وأحبّ من الأم بهآلدنيآ .. أبو فآهد يبيهآ ببيتهآ , بيت أبوهآ

أم طلآل: خلهآ هني مع نسمـه وزوجآت عيآلي يتنآوبون عليهآ بدآل مآتتم بروحهآ , حآلتهآ صعبـه بآلقوه ومآ أبيهآ تجلس بروحهآ
أم فآهد: بس مآيصير يآم طلآل , البنت لآزم تحضر عزآء أمهآ بنفسهآ وإللي رح يصير ببيت أبوهآ , وبعدين شلون تقولين إنهآ بتجلس بروحهآ وأنآ وين ؟ ربي شآهدن على كلآمي مآرح أخليّهآ ثآنيـه وآحده ولآ رح أفآرقهآ .. وردهـ بنتـي من قبل , وآلحين هي بنتي آلوحيده إللي مآجآبتهآ بطنـي , مثلهآ مثل بآقي عيآلي وأعـزّ ..

سحبت نفس هآدي مغمضه عيونهآ بـ إستسلآم: لآحول ولآقوة إلآ بآلله ,, مثلمآ تبين ..
وجهت نظرهآ لوحده من الشغآلآت إللي كآنوآ عند البآب مطبقين يدينهم على بعض بوسط جسمهم وعيونهم بـ الأرض مدنقين روسهم – نبهتهآ بنبره عآليه – : إصعدي جنآح نسمـه خليهآ تتجهـز ..

أم فآهد: وش صآر على جيهــ ... – آنسحبت الكلمـه قبل تقولهآ أتبعتهآ بشهقـه مخنوقـه وهي تتحسس وسط صدرهآ وكنهآ تدلكـه - : آآخ يآربي ضآيق صدري مآنيب قآدره أتنفس عدل .. آكتبهآ يآربي من عبآدك الصآلحين , آغفر لهآ وآرحمهآ ,,
أم طلآل: طلآل وأحمد نقلوهآ للمستشفـى , لآزم من قبل يفحصونهآ ..
تقوست شفتيهآ بحزن: ومتى الدفنـه ؟
أم طلآل: بعد صلآة الظهـر إنشآلله .. شلونه أبو فآهد ؟

أم فآهد: تدرينه أبو فآهد من يوم يومه وهو جآمـد القلب وقآسي , مآتبينت فيه أيّ حـزن بس أدري إن قلبـه موجوع .. هذي جيهآن , زوجتـه وأم بنتـه .. شآركته وآجد أشيآء حتى وإن أبعد مآبينهم مسآفآت .. مو متعبنـي أحدن كثر المسكينـه وردهـ , مآكآنت قريبه من أبوهآ ذآك الزود مثل أمهآ .. شلون بتتقبل هآلشيّ ! – أطلقت تنهيده عميقـه بـ أسى ومرآر – آلله يجبـر قلبك يآبنيتي فـ مصآبك .. الهمهآ يآربي الصبـر وآلسلوآن , ثبت فؤآدهآ ولآتجزعـه ... آآآآخ , آستغفرك يآربي وآتوب إليك .. إغفر لنآ وآرحمنآ وآشملنآ بـ لطفك ..


/
/


توقيت متوآزي , متضآد الأجوآء ..
تعآلى صوت الأغآنـي في حآلـه حآلمـه آسـره للي تستمـع لهآ وتترآقـص على أنغآمهآ بـ خفّـه ..

قفل بآب الشقـه مقطب حآجبيه مآط رقبتـه بنظرة ترقب للي يصير من ورآ هآلممـر , وش هآللي يسمـعه ! وش هآلطيف المترآقص إللي يشوفـه !

نزل الأكيآس من يده بـ الأرض جمب البآب ومشى بخطوآت متوجسّـه لحد مآوصل عند بآب الصآله شبـه المفتـوح ..

مآل بكتفه مستند لإطآر البآب وبأطرآف أصآبعه دفـه بـ شويش وعيونـه تترقب خطوآتهآ المترآقصـه بـ سعآده وإستمتآع وآضح ..

بعدهآ بـ ملآبسـه إللي إحتوت جسمهآ الرقيق الضعيـف , لآبسـه بنطون من بنطلونآته القطنيـه الفضفآضـه , رمآدي اللون بـ خطين كحلـي من الجمبين وقميـص أبيض رسمـي بـ أكمآم طويله وسيعـه أخفت حتى أنآملهآ , كآشف عن الجزء العلوي من صدرهآ بسبـة أزرآره العلويّه المفتوحـه .. تنقـز على أطرآف رجولهآ مرجعه رآسهآ لـ ورآ رآفعه ذقنهآ ومغمضـه عيونهآ فآتحه ذرآعينهآ محتضنـه الهوآء بـ إبتسآمة إنتشآء من إللي تحسّه أو إللي تستمـع لـه ..

حُبّ جآمـد , إيه بيحصل لمآ وآحده تحب وآحد ..
حُبّ جآمـد .. حُبك إنت جـوآ قلـبي وربـي شآهـد ..

إرتفع حآجبه الأيسر بـ إبتسآمة إستنكآر وعيونه ينقلهآ مآبين شآشة البلآزمآ العريضه على الطآوله ومآبينهآ وهيّ تقلـدّ المغنيّـه بـ الكليب ..!

إتسعت إبتسآمته وإنخفض نظره للأرض عآض بـ أسنآنه العلويّه على شفته السُفلـى هآز رآسه بـ النفـي ثم تكتـف مرخي جسمه المسند على إطآر البآب بـ إستمتآع لهآلفرآشـه المترآقصـه قدآمـه وشكلهآ بـ دُنيآ ثآنيـه وعآلم آخـر خذآهآ لنقطـه مآقدرت فيهآ للحين تستوعب وجوده قبآلهآ !

قآربت الأغنيه على الإنتهآء ومعهآ وقفت قبآله مبآشرة وبعدهآ ملآمح السعآده والإنتشآء حآفره تعآبيرهآ بين قسمآت وجههآ الموردّ بسعآده ..

إرتفعوآ حآجبيه مآط شفته السفلى بـ إعجآب وهو يصفق بدون صوت وبلحظتهآ تمددت أطرآفهآ , إنكمش صدرهآ وإنقبض قلبهآ , تمت ترمش بسرعه وبعدهآ الصدمه متملكتهآ والذهول مسيطـر عليهآ ..

تقدم نحوهآ بخطوآت متبآطئـه كآسيه إبتسآمة إستمتآع شيطآنيّه مآكره وهو يحرك لسآنه دآخل فمـه ويديـه بـ جيوب بنطلونـه الجينز الدآكن ..
ومع كلّ خطوه كآن يقرب فيهآ كآنت تبتعد هي خطوه لـ ورآ لحد مآ إلتصقت بـ الكنبه من ورآهآ , إلتفتت تنآظر تحتهآ بـ توتر وصـلّ حده معهآ تشوف وش هآللي يمنعهآ من الحركـه ..

....: ليش خآيفـه ؟!

بلعت ريقهآ بصعوبه متمتمـه بنبره متشحرجه: مآآآ .. مآآنـي خآيفـه
إرتفعوآ حآجبيه بـعدم تصديق زآم شفتيه لقدآم: ليش تبتعدين أجـل !
رفعت القميص تعدله عليهآ بعدمآ كآن منسآب بـ إهمآل ويكشف عن كتفهآ الأيسر وعيونهآ تدور بـ الفرآغ هروباً من نظرآته: عــآآ .. عآآدي
تمّ يقرب عليهآ بنفس الخطوآت المتثآقله إللي تبث الخوف بـ النفس والقلق والترقب لردّ الفعل التآلي لحد مآوقف قبآلتهآ مبآشرة هآمس بـ عذوبه: مآفيه حمدآلله على السلآمه ؟
نآظرته بـ حده وهي منزله رآسهآ رآفعه عيونهآ له ثمّ ردت تنآظر الأرض بلآ جوآب ..
مآلك: فيه زوجـه تستقبل زوجهآ كذآ ؟
تغريد: ........
مآلك: شلون يعني ! مآوحشتـك ! مآشتقتي لي !

توسعت عيونهآ بذهول تنآظره ببلآهه فآتحه فمهآ بينمآ هو مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه بلل من بعدهآ شفتيه ..
تمت تنآظره ببلآهه سآحبتهآ لدنيآ ثآنيـه وهي تطآبق بين هآلصوره الأصليّه قدآمها وذيك الصوره المطبوعه بعقلهآ والمحفوره بقلبهآ .. هذآ المآلك وذآك السنـد ! " سُبحآنك يآربي وسبحآن خلقـك "

سألت بسذآجه: إنت وأخوك توأم ؟
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهـم مميل رآسه بـ إستفهآم: سنـد ؟
هزت رآسهآ بـ الإيجآب فآتحه فمهآ ببلآهه ..
هز رآسه بـ النفي هآمس: سند أكبر مني بـ سِــت سنـوآت ..

إرتفعوآ حآجبيهآ موسعه عيونهآ لآخرهم بعدم تصديـق بينمآ أكد هو بـ حركة رآسه معنآهآ ( بلـى ) ...
أخفضت بصرهآ للأرض بتفكير مآيدري عنه وشهـو إلآ إنه مدّ يديه الثنتين ليآقـة قميصهآ الأبيض إللي يخصـه سآحبهآ بشـده عليـه لحد مآ التصق صدرهآ بـ صدره .. تعلقت عيونهآ المرتعبه بعيونه المستمتعه لحظآت وهو يمسـح تعآبير الذعـر إللي تملكتهآ ..
أخفض نظره بـ التصوير البطيئ من عيونهآ لـ عنقهآ وحركته المتتآبعه وهي تبلـع ريقهآ ثم لـ صدرهآ إللي يرتفـع أقصآه ويهبـط بقوه ..

إرتفعت زآوية فمه اليمنى بـ إبتسآمه مآكره مقرر أخيراً يريحهآ من كل ذآ الخوف والتوتر إللي بيذبحهآ مرخـى من مسكته ليآقة القميص لحد مآفكّـه ثم بدآ يربت لهآ على كتفهآ يعدل لهآ القميـص بـ صمت ,, وبنفس الهدوء تسللت يده للأزرآر وبدآ يقفلهـم ...

....: لهآلدرجه عآجبتك ملآبسي يعني ؟

قطبت حآجبيهآ بعدم فهـم إستوعبـه مجآوبهآ وهو يخلل أصآبعه اليمنى بشعرهآ من الجآنب الأيسر مرجعه ورآ أذنهآ لحد مآستقرت يده أخيراً عند مؤخرة رآسهآ: جبت لك ملآبس تنآسبك أكثر من ملآبسي .. وينهآ ؟
طيرت عيونهآ بتفكير وهي تدورهآ يمنه ويسرى تدآركت من بعدهآ مقصد كلآمه وهي تتذكر ذيك القطعه الزرقآء من الملآبس إللي حذفهآ عليهآ سند بأول يوم قآبلهآ آمرهآ تتغطـى فيهآ .. كآنت بلوزه نسآئيـه ..

" صـحّ , فيه ملآبس نسآئي بس مآلفت نظري أدور وش بهآلشنطـه ! وش هآلذكآء إللي برآسك ؟ جآيب لي ملآبس ولآ علمتنـي ! تبيني أدور من ورآك وأشمشم على الشيّ إللي يخصنـي ؟ - تبدلت نظرة الإستنكآر والنفور بوجههآ المنعفس لـ بلآهه وهي فآتحه فمهآ وعيونه معلقه عليه – آآآخ وش هآلحـلآ يآسنــد ! سنـد ! لحظـه لحظـه .. هذآ مآلك مآهوب سنـد ! شكلي تخرفنت ! وش هآلمأسآه إللي أعيشهآ ! أخوين يشبهون بعـض , وآحدن زوجـي يبيني وأنآ مآ أبي غير أخوه ... جعلك بآللي يآخذك ولآ يردك يآتغريد , وش هآللي تقولينـه حسبي آلله على شيطآنك .."

بوسـط هآلمتآهآت إللي تخآلج صدرهآ وتعصف بمشآعرهآ , تشتت لهآ فكرهآ وتضرب بـ الصـح أو إللي مآيجوز عرض الحآئــط إنتفض صدرهآ بشهقه قصيره مفنجله عيونهآ بصدمـه من وقـع شفتيـه الرقيقـه بـ قبلتة الصغيره على خدهآ الأيمـن النآعـم هآمـس بـ حنو ودفـى: آشتقتلــــك ...



/
/


طلـع من غرفته محتضن كرتون لصدره وأول مآ إلتفت إلآ ويتلآقي بهآ مبتلشـه من عبآيتهآ إللي إرتخت من فوق رآسهآ وثبتت على كتوفهآ وغطوتهآ بيدهآ الثآنيه ..
إستوقفهآ بـ إهتمآم: أصآلــه !
رفعت رآسهآ له بملآمح متكدره: سمـي !

رفع الكرتون لصدره مشدد من مسكته له: شفيك مستعجلـه كذآ ! على ويـن !
رفعت غطوتهآ لوجههآ وصآرت تربطهآ من ورآ رآسهآ: جيرآنآ يآسند .. إنآ لله وإنآ إليه رآجعون .. بروح أنآ وأمي وسآلي نعزيهـم .. طلبتك سند
ظهر الوجوم بملآمحه بس مآهتم يسأل أكثر: آمري !
رفعت الغطآ عن وجههآ بعدمآ ربطته: مـرّ إسبوع وآليوم فيدو السآيق بيجيبهآ من بيت أبوهآ ومآحد بيكون موجود غيرك ولآ إنت طآلع للشركـه !

نزل الكرتون للأرض: لآ مآنيب رآيح لمكآن .. من بيجيب البنت ؟
أصآله: السآيق حقهـم .. وهي ترتعب إذآ مآلقت أحد فينآ موجود هني
سند: لآ مآعليه وين بروح يعني , بس شلون السآيق هو إللي يجيبهآ ! مآحد يرآفقهآ ؟
قوست شفتيهآ بـ خيبه بمعنـى للأسـف ,, قطب حآجبيه بـ إعترآض: شلون يعنـي ! يرسلون البنت مع السآيـق ! كذآ بروحهآ ! وآنتم شلون سآكتين على هآلشيّ ومآعندكم أي مآنع !
أصآله بنبره متعبه: خلآص سنـد

سند: وشهو إللي خلآص ! يبون البنت يجون يآخذونهآ بـ إحترآم ويردونهآ بـ إحترآم .. ليتهم هم إللي يجونهآ بعد إلآ إنّآ إللي نوصلهآ لين بيتهم .. مو مآلك إللي يوصلهآ كلّ مره ! والإسبوع إللي طآف أنآ صعدت مع السآيق ووصلتهآ بنفسي ! شلون هم يرسلونهآ بروحهآ ! هآلموضوع مآينسكت عليه وأنآ أبعرف شلون أتصرف معهـم .. هُـزلـت وآلله !

توهآ بترد عليه إلآ وجآهآ صوتهآ الرفيع الحآد من تحت تصيح عليهآ: أصآآلــــــــــه ! خير إنشآلله بنتحرآك وآجـــد !

ربتت أصآله على ذرآع سند بهدوء وأطبقت شفتيهآ بتفهم لعصبيته: طيب سند بعدين نتكلم بهآلموضوع , وأنآ مآرح أطول ممكن أرجع للبيت قبل توصل فيدو مشوآرنآ لبيت أستآذ معآذ قدآمنآ
آنعقدوآ حآجبيه أقصآهم بعدم إستيعآب للإسم إللي إنذكر قدآمه الحين .. أستآذ معآذ !!
" لحظـه ! أصآله والبقيّه رآيحين يعزون بـ جيرآنهـم , بيت معآذ المآلكـي قدآم بيتهـم ! هم جيرآننآ ! هآلعزآ بـ إسـم من ! "

إلتفت ورآه صوب الدرج يلحقهآ قبل تنزل: أصآلـــه !
التفتت عليه بدون ردّ , سألهآ بسرعه: منو إللي توفـى ؟
أطبقت فمهآ بـ حزن: زوجة أستآذ معآذ , المصريـه ..
....: أصآلــــه أمك تصيــــــــح علينآ خير وش تسوين عندك , بتنزلين ولآ نروح وتلحقينـآ !!

اشرت أصآله بيدهآ لـ سند تودعه: سند بنحكي لآمني رديت آوكـي ..
بلع ريقـه بعدم تصديق وعيونه بعدهآ معلقه بذآك المكآن إللي إختفت منه أختـه .. " زوجته المصريـه ! أم وردهـ !! "


/
/


على سرير عريـض بغرفـه فسيحـه مطمئنـه للنفـس ومريحـه للأعصآب من وسـع مسآحتهآ وقلـة أثآثهآ المودرن البسيـط وألوآن المفروشآت الفآتحـه ... ستآير شيفون صفرآء آللون , سجآجيد سآده رمآديّة اللون ..
قصريآت زرع طبيعيـه من الفخآر الدآكن موزعـه بكلّ ركـن إمتد منهآ فروع الورد والزروع الطبيعيّـه بـ ألوآنآت متعددهـ ..

إعتدلت بجلستهآ مبعده رآس وردهـ عن صدرهآ مسندتهآ للمخده وإستقآمت هـي في محآوله منهآ للتركيـز وهي تفتح عيونهآ لآخرهم وتقفلهـم , أهلكهـآ السهـر وأثقلهآ الهـمّ ..

....: تعآلـي خآلتـي

قربت صوبهم وجلست على طرف السرير بجآنب وردهـ وصآرت تتحسس سآقهآ المكشوفه من تنورتهآ الكآلوش سودآء آللون إللي تخصّ نسمـه – سألت بـ حزن وعيونهآ عليهآ - : شلونهآ الحين يآنسمـه ؟

نآظرتهآ نسمه بـ أسى مطلقه تنهيده متعبه: على نظـر عينك .. غآفيـه بس صدرهآ كل مآله ينتفـض وتشهـق شهقآت قصيره , ظنتـي إنهآ وآعيه وتبكـي بس كآتمه بكآهآ ..
تعلقت عيونهآ بعيون نسمه إللي أدمعت: لآتبكين إنتي بعد
خللت أصآبعهآ بشعر وردهـ وتمت تدلك لهآ بهدوء مقدمة رآسهآ بـ إبهآمهآ: هي بعدهآ مو وآعيه بآللي صآر وذآ حآلهآ , أجل شلون بعدمآ تستوعب , قلبي حيل يعورني عليهآ يآخآلتي ,, آآهـ يآرب ,,

إلتفتوآ ثنينآتهم صوب البآب إللي إنفتح ودخلت منه شغآله سآحبه عربه كبيرة الحجم بعجلآت مقربتهآ من أم فآهد إللي أشرت لهآ تروح ...
مطت نسمه رقبتهآ بـ فضول تشوف مآبدآخلهآ ومآسرع مآ إكتسى الذهول ملآمحهآ المتعبه هآمسه بعدم تصديق: ذولـي التوأم !!

رفعت أم فآهد المظله من فوق روسهم كآشفه عنهم لنسمه , كآنت العربـه دورين وبهآ طفليـن مآيتجآوز عمرهم بضع أشهـر فوق بعـض ..
أشرت أم فآهد على الطفل الأول إللي كآن فوق: هذي أنسآم يومـه .. وذآ إللي تحتهآ نمـر .. توأم فآهـد ولدي ..

وقفت نسمه عن السرير وبخطوآت مسحوره مشت صوبهم لحد مآمآلت بجسمهآ عليهم ولآ إرآدياً لآمست أنآملهآ الرقيقـه خدّ نمـر المنتفـخ وإللي بلمستهآ وضح عليه الإنزعآج يوم إنعفس وجهه وبوز بشفتيه التوتيه الصغيره محرك رآسه يمنه ويسره ..
غصباً عنهآ تبسمـت وبعدهآ مأخوذه من شكلهـم السآحر ..
سألت ببلآهه: خآلتي هم توأم مختلف صحّ !
أم فآهد: إيه يومـه ..
نسمه: بس أحسّ يشبهون بعـض .. ليش ؟

أم فآهد بـ إبتسآمه بآهته: توهم صغآر يومـه مآبينت ملآمحهم , بس مآهم متشآبهيـن ..
إلتفتوآ بسرعه ورآهم لـ وردهـ إللي إنتفض صدرهآ وتحركت رجولهآ ..
نآظرتهآ أم فآهد بـ حسره وهي تشوف هآلدموع الصآمته تنهآل على خديهآ مبلله مخدتهآ من تحتهآ , شلون وهي بهآلجمود والسكـون وعيونهآ مقفلـه تبكـي بهآلغزآره !

وقفت عن السرير بعدمآ حست إن إرآدتهآ رح تخونهآ وتفلت دموعهآ: نسمه يومـه أنآ بطلـع , شويّ وبردّ أجهز وردهـ لأن بيبدون الحريم يجون يعزون ..
مآردت نسمه إلآ بهزة رآس بـ الموآفقـه أردفت من بعدهآ أم فآهد بسرعه وكنهآ تذكرت مأشره بعيونهآ على عربة التوأم: ديري بآلك عليهم لين أردّ .. ترآ نومهم خفيـف ..

نآظرتهم نسمـه بـ حبّ مبتسمـه بهدوء إبتسآمه مطبقـه لمعت معهآ عيونهآ ...
جلست على طرف السرير مكآن أم فآهد إللي تركته ورآحت وبـ يـدّ متردده وأصآبع مرتجفـه مدتهآ لحد مآلآمسـت ذيك الرجل الصغيره .. رجـل نمـر " آآهـ يآحلــوك يآنمـر ,, وينهـي أمك تملّـي عيونهآ بحلآتـك ,, وش هآلموت إللي يآخذ من قطـع قلوبنآ ولآ يرحـم ! "


سآلت دموع هآديه على خديهآ الصآفيين بـ إنقيآد لعآطفتهآ الجيآشه وإللي سيطرت عليهآ بذي آللحظـه .. وقفت من مكآنهآ مدنقه جسمهآ عليهم , وبلآ أي إعتبآر مدت يدينهآ تحت جسـم الصغيره أنسآم رآفعتهآ بحذر , ضآمتهآ بحنآن لصدرهآ ..
إتسع فمهآ بـ إبتسآمه صآدقه , تحسّ بشيّ يدغدغهآ , يسعدهآ , إحسآس حلـو مآتدري وش مصـدره أو ليـش ! محتضن لصدرك قطعـة لحم طريّه وصغيـره , روح حيّـه , ينبـض قلبهآ , تعلى أنفآسهآ وتهبـط ..
مخدرهـ , منقـآده , مستسلمـه لضمـة يدك بحضنـك ..
رفعت ذرآعهآ الأيسر شويّ مسآفه تسمـح لهآ إنه تتحسس بخشمهآ الصغير هآلخدّ النآعـم ..
تنشقت نفس عميق من خدهآ , هآلريحـه إللي أثآرت حوآسهآ وزآدت من نبض قلبهـآ ...

" يآحلو ريحـة الأطفـآل , ريحتك حلوه يآ أنسـآم .. أنسـآم !! أوهـ توني أستوعب ! تدرين يآحلوه إنتي إن إسمك مشتق من إسمي ! لآ لآ لحظـه أنآ إللي إسمي مشتق من إسمك .. أنآ نسمـه , وإنتي أنسـآم .. إنتي شلون حلوهـ كذآ يآبنت ! كلّ الأطفآل معقوله مثلك كذآ حلويـن ؟ يعنـي أنآ لمآ أتزوج وأحمل بيكونون مثلك كذآ ؟ إنتي ونمـر ! – غمضت عيونهآ وبعده خشمهآ يدآعب خدّ الصغيره بهدوء – أكيد بيكونوآ حلويـن إذآ عـديّ أبوهـم , آخ يآقلبي إن صآروآ يشبهونـه , وش حلآتهـم .. وقتهآ رح أقهـر حوريّـه , لأن عيآل حوريه إن طلعوآ حلوين عليهآ أنآ عيآلي بيجون حلويـن لأبوهم .. الدكتـورعديّ , عيونهم ملونـه وتلمـع ههههه أحسن خلي حـور تموت بحرتهآ وآلله لأقهرهآ لين أشبـع ههههه , - تنهدت بسعآده عآرمـه وهي تهز رآسهآ بقوه موسعه عيونهآ بـ تنبيه تكلمهآ وكنهآ شخصن كبير يفهم عليهآ - أنســآآآآآآم .. أحُــبـِـك يآبنـــــت "


/
/


يوم عآنـي , طويـل , كئيـب , شـآق , مجهـد للمعنويآت ..
من بعد المستشفـى , للمغآسـل ثم للمقآبـر .. وآلحيـن بـ المجلـس يآخذون العـزآء ..

أحسن آلله عزآكم , تقبل آلله دعآكم
أحسن آلله عزآكم , تقبل آلله دعآكم

هذي هيّ الجملـه وردهآ وإللي مآكآن يصدح بـ المكآن غير صدآهآ ...
بـ مجلس الرجآل الفسيـح , كنبآت إسفنجيـه مرتفعه عن الأرض حآوطت المجلـس بلونهآ الأحمر القآنـي السآده يتخللهآ أزرآر ذهبيّـه ,, ستآير شآموآ أخذت نفس اللون الأحمـر المخفف بآلأصفر المذهـب وسجآد منقوش بـ نفس الألـوآن ..

بـ ركن من المجلس كآن المحآمي الشهيـر , رجـل القآنون " معآذ المآلكي " بـ الوسـط .. على يمينـه ولد أخوه طـلآل وجمبـه أحمـد .. وع اليسآر أولآده فآهـد وسهــيل وجآسـر ..
وبعيداً كآن رآئـف مع أبو مآلك " عآمر المُرشـد " ...

تنهد وهو يمسح وجهه برآحته اليمنى ضآيق ..

....: علآمـك !
جلس جمبه متكي بسآعده الأيسر على وآحد من المتكآت الصغيره الموزعه بـ المجلس: آدم وينـه ؟
أطبق شفتيه بـ خيبه: وذآ إللي كنت توني بسألك عنـه !
رآمز: طآح وجهـي وعيآل عمي يسألوني وينه خويي !

وآئل: أنآ بعد سمعت سُهيل وهو يتسآئل مع فآهد أخوه عن آدم وإنآ بـ المقآبر
نآظرهم رآمز من بعيد ,, فآهد مدنق رآسه بـ الأرض وسبحته الفضيّه بيده وعليهآ يذكر ربّـه , جمبـه سُهيل إللي كآن ممدد رجوله قدآمه مسند ظهره للمجلـس ومكتف يدينـه , شآرد النظـر بـ الأرض في صمــت ..

....: يحق لهـم يسألون .. مو خطيب أختهـم ! وينـه فيـه ؟ مو ذي أمهآ إللي مآتت ! ألآ سوّد آلله وجهك يآ آدم خلّ بس أشوف خشتك ..
وآئل: طيب دق عليـه
مآل فمه بـ إبتسآمه سآخره: على بآلك مآسويتهآ ؟ من وإنّآ بـ المغآسل وأنآ أكلمـه
وآئل: مآيرد ولآ جوآله مقفـل !
رآمز بقهر: الإثنيـن .. كنسل عليّ بـ الأول ثم قفلـه ..
إرتفعوآ حآجبيه مآط شفته السفلى بـ تعجـب: غريبـه !


/
/


بـ فيلآ معآذ المآلكـي إللي إكتست الحزن بذآ اليوم وتوشحت بلبآس السوآد ..

بوقت قآرب لـ مغربيّة اليـوم .. بـ مجلس الحريـم مستطيـل الشكــل , فسيـح المسآحــه ..
توزعوآ الحريم بين أركآنه , كلاً بملآمح موحده مشتركـه من الحزن والأسـى طآغي عليهـم صمـت مطبــق ..

برآس المجلس كآنت أم فآهـد وبحضنهآ وردهـ إللي كآنت مثل قطعـة الزبده السآيحـه , مآيلـه بجسمهآ على زوجـة أبوهآ إللي بدورهآ محآوطتهآ بذرآعينهآ ومسنده رآسهآ فوق رآس وردهـ فآض من ملآمحهآ عليهآ الكثيـر من الحنآن المريــر .. أمآ وردهـ فكآنت بـ دُنيآ ثآنيـه , على قيد الحيآه يسري دآخلهآ النبض وآلنفس إلآ إنهآ ظآهرياً جثـه مآلهآ حول ولآقوه .. حتى ردّ التعآزي مآتقدمـه على المعزيآت وتكتفي أم فآهد بهزة رآس مطبقه فمهآ علّهم يتفهمون وضعهآ وإللي تحسّـه ..!

قليل من الحريم كآنوآ متوآجدين , والكثير منهم يكتفي بـ أدآء الوآجب ويطلـع من فورهـ مآعدآ المعنييـن وإللي تمثلـوآ .. بـ جيرآن معآذ المآلكـي من الحريـم ..
أم طلآل وبجآنبهآ نسمـه بنتهآ إللي مآفآرقوهم من أول اليوم ومعهآ زوجآت عيآلهآ الثلآث , مرآم , شـروق , ودآرين ..

مقآبلهـم كآنت أم مآلـك وبصحبتهآ بنآتهآ ثنينآتهم , سآلـي وأصآلــه ..

كآنت نسمه تنقل نظرهآ كل لحظه والثآنيه من وإلى وردهـ وشكلهآ الحزيـن إللي بعده الصدمه مأثره عليـه ومآنعه من ظهور أيّ بوآدر لتقبل هآلوآقـع .. حتى إن دموعهآ جآفـه .. نظرتهآ للأرض مكسـوره , أعصآبهآ مرخآه بـ إستسلآم تآم على جسم زوجة أبوهآ جمبهآ .. لحد مآتصآدمت نظرآتهآ على من دخلوآ من بآب المجلـس وبـ التوآلي إرتفعت كلّ الأنظآر تطآلعهم بـ فضول وإفترآس لمعرفـة شخصيتهم ومن يكونون , بـ الأحرى ذيك القعيـده على ذآك الكرسي ..!

نزلت رآسهآ للأرض وقد ملآهآ إحرآج الكون كلّـه بعدمآ تجمعت أكوآم الدموع المكبوته من صبآح اليوم وإللي صآر بـ البيت مع وآئل وآمـه قبل يجون , كمّل عليهآ هآلنظرآت القآسيّـه إللي حملت الكثير من العوآطف الأليمـه الجآرحـه من الأسـف والشفقـه على وضعهآ وإللي هي فيـه ..

أمآ عن إللي وآقفه جمبهآ فـ هذآ هو بـ الضبط إللي حسبت حسآبـه , نظرآت الحريم وهرجهـم .. شلون الحين بتفتك من هآلفشيلـه على حدّ وصفهآ وبـ إيش تعرف عنهآ لآمن أحدن سألهآ ! من وين بتجيب الجرأه لتقول إنهآ زوجـة إبنهـآ , إبنهآ الوحيـد هذي الكسيحـه زوجتـه ..!

لوت فمهآ لليسآر بـ كُره وآضـح ثم مشت طريقهآ صوب أم فآهد ووردهـ بعدمآ ألقت سلآمهآ على الموجودين عآمـه تلحقهآ ميسـم على كرسيهآ مدنقه رآسهآ تدآري ملآمح الحرج إللي تملكتهآ ووصلتهآ للمرحلـه إللي فيهآ تدعي إنهآ تختفـي من المكآن , تنمحـي , مآيكون لهآ أي أثر أو وجود ..

أم طلآل وإللي بمجرد دخول أم وآئل وميسم جمبهآ مآنزلت عيونهآ من عليهـم لحد مآهمست نسمـه لهآ وكنهآ تذكرهآ: يومـه ميسم الحين زوجـة ولدهآ ..
سحبت أمهآ نفس هآدي من خشمهآ مغمضه عيونهآ إللي أدمعت بلحظتهآ هآمسه بخفوت: آلله يرحمـك يآفرآس يآولدي ..

أطبقت نسمه فمهآ بـ حزن وعيونهآ على ميسم إللي تسلم على أمّ فآهد وتقدم تعآزيهآ لهآ .. ميسـم نفسهآ الخطيبـه السآبقـه لأخوهآ المرحوم فــرآس ..!
تحمدت ربهآ بـ خآطر حزين " آلحمدلله آلذي عآفآنآ ممآ إبتلآهـم "

وقفت بهدوء وإللي مع وقوفهآ إرتفعت لهآ الأنظآر وهذآ هو إللي صآير بهآلمجلس والنآتج عن إنعدآم المحآدثآت , كلّ مآوقف أحدّ أو دخل أحد إلآ وتوجهت له كل الأنظآر ..
حركت نظرهآ عليهم بسرعه ثم وجهت كلآمهآ بهمس لأم طلآل: بسـويّ مكآلمـه وأردّ يومـه ..
مآردت أم طلآل إلآ بهزة رآس بـ الموآفقـه ..

طلعت من بعدهآ بخطوآت إزدآدت سرعتهآ بعدمآ تخطت المجلس رآفعه جوآلهآ لأذنهآ على نفس الرقم إللي تحآول تتصل فيه من سآعآت عديده طآفت ونفس الرد .. عدم الإجآبـه .. جوآلـه مقفـل !
ضغطت على زرّ إنهآء المكآلمه بغضـب رآصه على أسنآنهآ بتفكير أشغل لهآ بآلهآ بـ كومه من الأفكآر والظنون السيئـه " وينك فيـه يآدم ! وينك فيه يآختك ! ليش مآتردّ عليّ ! يآربي لآتفجعنـي فيـه , أسألك يآرب تطمن قلبي وتهدي سـريّ .. ردّ عليّ يآ آدم ردّ ...! "
تنهدت والقلق والخوف يفتك فيهآ للحد إللي أدمعت معه عيونهآ وودهآ تصآرخ وتعـديّ تدوره بنفسهـآ ..

طلبت الإتصآل بـ الرقم الثآني وإللي بعد كذآ دقـه جآهآ الردّ بصوت هآدي متوآزن: آلسلآم عليكـم ..
جآوبته بنبره مهزوه مبشره عن بدآية بكآ: علمنـي رآمـز , جآك آدم ؟ - إحتدت نظرتهآ بذعر بصيحة عدم تصديق – شلون !! يعني وينه للحيـن ! مآكلمك حتى ! رآمز وإللي يعآفيك إنت خويّه وتدري عنه وعن خبآيآه , تكفى علمني وينه أخوي .. أكلمه مآيرد علي لين تقفل جوآله ,, وشهـو ! وإنت بعد مآكآن يرد عليك !! ,, رآمز تصرف دور لي عليـه ,, شلون يغيب بهآلظرف ! مآيدري إن أم خطيبته مآتت ! وينه فيـه تآركهآ بروحهآ ! رآمز قلبي يعورني ومآنيب قآدره أتحمل أكثر أخآف صآير عليـه شيّ , تكفى يآرآمز دور وينـه , طمنـي وللي يعآفيك تكفـى ..

مسكت بلوزتهآ السودآء معفطتهآ بقبضتهآ محل قلبهآ وعيونهآ المدمعه تدور بـ الفرآغ بعدمآ أنهت المكآلمه بعد محآولآت رآمز البآئسـه إنه يهديهآ ويوعدهآ إنه رح يطمنهآ أكيد إذآ درى عن شيّ بخصوص آدم ..

رفعت عيونهآ للسقف بتوسل " يآرب لآتفجعنـي بأحبآبي , آحفظلـي آدم يآربي وآشملـه بلطفك ورعآيتك .. يــآرب ..."

/
/


بـ مجلس الحريـم ..
ومن أول مآدخلت هيّ وأمهآ وعيونهآ معلقـه عليهآ , أشرت لهآ مربتـه على الكنبـه جمبهآ لأجل تجلس جمبهآ بعدمآ قدمت تعآزيهآ لـ وردهـ ..
تركت أمهآ تجلس جمب خآلتهآ هيّـآ وهي جلست جمب بنتهآ نسمـه ..
ميلت نسمه رآسهآ هآمسه بـ أذن حور بعدمآ جلست جمبهآ: وآآآي حور قلبي يعورنـي
حوريه بنفس الهمس: أنآ ركبي بتترعـش وأعصآبي سآيبه , قلبـي مشدود ومش قآدره أتنفس .. شكلهآ يمـوت يآنسمـه صعبآنه عليّآ أوي

مسحت نسمه دمعه تسللت من طرف عينهآ اليمنى بعقلة سبآبتهآ: مسكينـه مآكآن لهآ غير أمهآ ومره متعلقـه فيهآ , عمـي معآذ من يومه وهو تآركهآ مع أمهآ بـ مصر وآلحين شوفي شلون حآلتهآ شلون بتتقبل هآلوآقع وهآلوضع الحين

تنهدت حوريه بأسى وقد ترقرت عيونهآ العسليّه بـ الدموع وهي تشوف وردهـ الحيويّـه البشوشه المرحه شلون هي الحين وردهـ جآفـه ذآبلـه , مسنده رآسهآ على كتـف زوجـة أبوهآ أم فآهـد إللي محآوطتهآ بذرآعهآ الأيسر تمسـح على شعرهآ والجآنب الأيسر من وجههآ بحنآن ... كآنت بـ دُنيآ ثآنيـه , عيونهآ مدمعـه مكسورهـ قد إمتلت بـ أكوآم من مشآعر الحزن والألـم ,,
حوريه: نسمه مش قآدره , هعيــط وآللهـي , مخنوئـه أوي فيه حآقه كآتمه على صدري تعآلي نطلـع برآ شويّه

وقفت نسمه بهدوء تعدل حجآبهآ أسود آللون على رآسهآ ومن بعدهآ وقفت حوريه بنفس الهدوء ..
سألت أم نسمه: ويـن ؟!
نسمه: بنروح للمغآسـل
هزت أمهآ رآسهآ بـ تفهّـم ومن بعدهآ إستأذت نسمه وحور من أمهآتهم وإللي كآن مجآلسهـم مرآم وجمبهآ أم وآئل وبنتيهآ شروق ودآرين وجمب دآرين .. كآنـــت ميســـم !

سألت دآرين بهدوء: متى بتتزوجــون ؟
نآظرتهآ ميسم بطرف عيونهآ هآمسه: أظن مآهوب وقته أبدّ ذي السوآلف
دآرين: ومن قآل إني أسولف ويّآك! مغير سؤآل .. أشوفكم طولتـو وآنتم قد عقدتم من زمـن !
ميسم بـ ضجـر , آخر مآتبيه منآقشه مع دآرين: ربك يسهـل الحآل ..
ردت بـ إستخفآف: هــه , إيه إنشآلله

رمقتهآ ميسم بـ نظره حآده بينمآ ردت عليهآ دآرين بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره وسآخـره ثم وقفت مستأذنـه موجهه كلآمهآ لأمهآ: بروح المغآسـل شـويّ وأردّ ..

مشت بهيبتهآ المعتآده وثقل خطوآتهآ ونظرآت ميسـم المنزعجـه تشيعهآ لحد مآختفت من قدآمهآ ومن بعدهآ أطلقت ميسم تنهيده قصيـره بـ رآحـه .. أيّ تأثير هذآ إللي تملكـه دآرين وقآدر إنه يعكـر صفو مزآج أيّ كآئـن ؟!

بـ المغآسـل إللي كآنت قريبه من مجلـس الحريـم .. كآنوآ ثنينآتهم وآقفين بـ الصآله الخآرجيّه قدآم الأحوآض العريضـه والحمآمآت – بـ الكرآمه – بـ آخر الممر من نفس الصآلـه ..
مسحت نسمه يدينهآ بـ المنآديل الورقيّه الملفوفه جمب الحوض تنآظر شكلهآ المرهق بـ المرآيه العريضه قبآلهآ: وش بتسوين يآحور ؟

أسندت حور وسطهآ لرخآمة الحوض معطيته ظهرهآ بحيث تتعآكس بوقفتهآ مع نسمه إللي تنآظر شكلهآ بـ المرآيه , مطلقـه تنهيـده محبطـه: آآآآآهـ , مش عآرفه .. كلّ إعتمآدنآ كآن على وردهـ إنهآ تعرف أي حآقه من مرآم , بس بعد إللي حصل دآ وردهـ شكلهآ هتخـش فـ غيبوبـه طويلـه ..
نسمه: حور أهلك لآزم يدرون بـ السآلفـه .. صدقيني إن عرفوآ هآلشيّ من أحدن غيرك مآحد بيتبهذل إلآ إنتـي ! علميهـم وهم وحدهم بيتفآهمون مع رآئـف خلآص الوضع مآينسكت عليـه .. إنتي الحين مطلقـه وجآلسه ببيت أهلك على إنهآ غضوبـه كم يوم ويردك زوجك لـ بيتـه !


إتسعت عيونهآ لآخرهـم قبل تمتد يدهآ وتدف البآب المفتوح فتحه صغيره وهآلجملـه تخترق مسآمعهآ " إنتي الحين مطلقـه وجآلسه ببيت أهلك على إنهآ غضوبـه كم يوم ويردك زوجك لـ بيتـه ! "

لآ إرآدياً إرتفعت يدهآ لفمهآ إللي إنفرجوآ شفتيه بـ صدمـه أنعشـت كلّ حوآسهـآ بدغدغـه حسيّـه كآنت كفيله تحفـر ملآمح الفرحـه بوجههآ الجآمـد .. " حوريـه مطلقـه ! شلون يعنـي ! رآئـف طلقهـآ ! وكل هآلمده وهي تكذب والغبيه الثآنيه نسمه بعد تكذب ! يكذبون ومآحدن دآري عنهـم ! مآظنيت أبدّ ذآ إللي بيصيـر ! حسبآلي فعلاً غضوبـه من بعد هوشـه , يآربي لهآلدرجـه رآئـف دمـه حآمـي ومآعنده تفآهـم !! كلّ حسآبآتي بخصوصك غلط يآرآئـف , مآنيب قآدره أفهمك يآرجّـآل ...! "

مسحت حآجبيهآ بيدينهآ الثنتين بنبرة خيبـه وإحبآط بآهته: كدآ كدآ هيعرفوآ .. مآمآ عمّآله تزن عليّآ وبتئول مش معئول كل دآ زعـل ورآئف سآيبني كل دآ ليـه .. لمآ أروح البيت هئـول لمآمآ على كل حآقـه , خلآص ..

دفت دآرين البآب بيدهآ بملآمح ضآيقـه ومتكدره مآسرع مآتحولت لـ دهشه مفتعلـه: أوهـ , إنتو هنـآ !
أطبقت نسمه فمهآ بقوه موسعه عيونهآ بصدمة خوف لـ حوريه إللي بـ المقآبل رمقتهآ بنفس النظره خوفاً من إن دآرين تكون إستمعت لشيّ !

دخلت دآرين المغآسل مقفله البآب ورآهآ ثم شرعت تفسخ حجآبهآ وهي تنفخ هوآ: هـوففف , أكره مآعندي المنآسبآت التعيسـه هذي ..

طيرت نسمه عيونهآ بـ إشمئزآز ثم ردت بتشديد كنهآ تخزهآ: هذآ وآجـب ..
نآظرتهآ دآرين بـ بلآهه مصحوبه بـ إستخفآف وهي تقلب عيونهآ: وأنآ قلت شـيّ ؟
أعرضت عنهآ نسمه بـ حده لـ حوريه: هآ حور خلصتـي ! نرد للمجلـس !
مآردت حوريه إلآ بهزة رآس تأكيداً وتوهآ بتمشي إلآ وآستوقفتهآ دآرين بنفس نبرتهآ السآخره المعتآده: طولتـي الغيبـه يآحوريـه .. كل ذآ يعنـي أهلك وآحشينـك وهآلكثر مشتآقه لهـم ! ترآ فيه نآس ثآنيين حيل مشتآقين لك !

كشرت نسمه بوجههآ: من بيشتآق لهآ غيري أنآ وزوجهآ ! وأنآ كل يوم وعندهآ , وزوجهآ من يوم مآفآرقت البيت وهو مآردّ لـه .. وين المشكلـه !
رفعت دآرين حآجبهآ الأيسر بـ غيـظ من القط إللي تقطـه نسمـه ومحآولتهآ الوآضحـه تذكر إن رآئف من يوم مآتركت حور البيت وهو بعـد تآركه !

تدآركت نفسهآ بـ إبتسآمه صفرآء قصيره مآسرع مآختفت وتحولت لـ جمود بـ نظره جآفه موجهتهآ لـ حور: ليش مين قآل إن محد يشتآق لحوريه غيرك إنتي ورآئـف ! أنآ بعـد أشتآق لـهآ , وغيآبهآ مأثر فينـي ..
رمشت بجفنيهآ متصنعه البرآءه بنبرة غنـج معبره عن الإستفزآز: متى بتردين البيت !

رفعت حوريه ذقنهآ بتكآبر وتصنع للقوه: قريــب إن شآء آلله ..
قآلتهآ ومشت صوب البآب هي ونسمه بينمآ إنتفض صدر دآرين بضحكـة إستخفآف وهي تهز رآسهآ بـ النفي مبتسمـه بنظـره شيطآنيّه خبيثـه – هآمسه من بين أسنآنهآ - : على جثتــــــــي !



/
/



مسـآءاً ..
وبـ جآنب آخر كآن أكثر حيـآه ..

بـ مجلسهـم المعتآد , كآنوآ ثلآثتهـم طآبـور ..
أم سلطآن وقدآمهآ ريتآج وبين رجول ريتآج صيتـه وكلاً مستلم شعر الثآنـي ..
قطرت شويّ من زيت جوز الهنـد برآحة يدهآ اليسرى ودلكتهآ بـ اليمنى وبدت تمآرس سحـر التدليك بفروة رآس بنتهآ ريتآج .. وبـ التوآلي أخذت ريتآج صفيحـة الزيت وبدت تدلك بشعـر صيتـه وفروتهآ ...

....: قآلبين المجلـس مشغـل , متى بتفكونآ عآد
قلبت له ريتآج عيونهآ بـ إحتقآر: وإنت شدخلك ؟
إرتمى على الكنبه الإسفنجيّه الأرضيه رآفع ريموت التليفزيون وبدآ يقلب بـ القنوآت: خلآص عآد شعوركم وش طولهآ وش زينهآ , مآتملون إنتم كل يوم زيوت وكريمآت وحنـآء !
فركت شعر ريتآج بين رآحتيهآ وهي تكلمه: ردّ القنآه نتآبع مسلسل

ركآن: تزيتون شعوركم ولآ تتفرجون بـ المسلسل ! كيفي أبغى أطآلع برنآمج دريفـن حق السيآرآت
ريتآج بـ توعد: روييييكــن جبّ المسلسل أبركلك والأحسن تفآرقنآ
سفههآ وتمّ يطآلع بـ البرنآمج: ولـيّ بـسّ ..
إنعفس وجههآ بـ ضيق من شدة ريتآج القويّه لشعرهآ: ريتآجـووه بشويش على شعـري
ريتآج: وش سويت بشعرك لآ تتبلين الحين
صيته: لآ تشدينـه بقوه

ريتآج: يمممه يآلحسّآسّه , شوي شوي حبيبتي إنتي وذآ الشعر
ركآن: ههههه فيه وحده محترّه
نآظرته بـ إشمئزآز: وليش إنشآلله أحترّ ! صلعآء ولآ شعري خيش وسلوك !
ركآن بـ إستفزآز يقهرهآ: شعر صيته غيـيييير
ضمت ركبتيهآ لصدرهآ محآوطتهم بذرآعينهآ مبتسمه له: فديتـك
ضربتهآ ريتآج بقوه من كتفهآ الأيمن: وجـع مآتنعطين وجـه , الشرهه عليّ أدلك لك ذآ الشعر المخنـز , إذلفـي يلآ

ركآن: ههههه فيه وحده بتحترق الحين متفحمـه
تحسست صيته كتفهآ من ورآ بـ ألـم: حسبي آلله عليك , وش ذي اليـدّ يآقوتهآ آنخلـع كتفـي
قلبت عيونهآ بـ إستخفآف: وآآآآي يآلحسّآسـه
....: وديّ بيوم أدخل عليكم ومآسمـع ذي المنآقره والصيآح !
إرتفعت الأنظآر كلهآ لهـم بمجرد دخوله المجلس ..
تبسمت صيته وهي تخلل أصآبعهآ مآبين شعرهآ المجمع كله على كتفهآ الأيسر: هـلآ يوبــه
ريتآج: لآ منآقره ولآ شيّ مغير رويكـن يتمآصل علينآ

وسع عيونه فآتح فمـه تمثيلاً للصدمه المفتعله: حشـى ! وش ذآ الكذب !
تربع بـ جلسته وأكمل: يوبـه هذي ريتآج محتره من صيته وشعرهآ , مآعليك منهآ سوآلف بنآت علومهم كلش مآلهآ دآعي
نفضت ريتآج شعرهآ من يدين أمهآ مكشره بـ إعترآض: وآلله ! وليش أحتـرّ ! شعـري وش زينـه , طويل ونآعـم ..

لعب لهآ ركآن حآجبيه بـ إستفزآز مضيق عيونه: صيته شعرهآ أطـول وأنعـم ..
حذفت عليه علبة المنآديل بـ عصبيّه: مآلك دآعي ..
أطبقت بعدهآ فمهآ بـ قهر وهي تقلب عيونهآ لـ صيته: إيه مآعليه أدري إن شعرهآ أطول وأنعـم عآدي , وش فيهآ ! ذآ أصلاً الشيّ الوحيـد الزين والعدل فيهآ

خزهآ أبوهآ بـ توعد من بين أسنآنه: ريتـــــــــــــآآج !
بلعت ريقهآ ومعه بلعت لسآنهآ قبل تتمآدى أكثر ويجيهآ إللي مآيرضيهآ بينمآ صيته هي بعـد إللي إبتعلت هآلإهآنه والتجريح العلنـي فيهآ ..
" وش فيهآ ؟ مآهيب جديده يآصيتـه ... عديّهـآ "

فرك ذقنه بـ إبهآمه وأردف بـ هدوء وجديّه: جآيكم خآطبــن ..
تعلقت الأنظآر الأنثويّه الثلآث عليه بـ تركيز وإهتمآم .. أكمل بنفس الهدوء: ولـد الرويلـي , - سكت لحظـه ثم أكمل – مطلـق الرويلـي ..

صدت ريتآج عن أبوهآ صوب التليفزيون تنآظره بينمآ أطبقت أمهآ فمهآ بـ إستيآء , مآبقى إلآ صيته إللي تمت تنآظر أبوهآ بنظره فآرغه شردت بهآ أفكآرهآ لذيك النقطـه إللي توصلـهآ عند الخآطب إللي تمنت بيوم ينذكر إسمـه قدآمهآ وبذي الطريقـه .. عـديّ .. " ليش مآيكون عديّ بدآل مطلـق ؟! حسبي آلله عليك يآذآ القلبّ , توك متعلق بمن جرحك وخآنك ؟! "

أطلق تنهيده عميقه أردف من بعدهآ بهدوء: يسألون ريتآج
إلتفتت ريتآج بسرعه مبرقه عيونهآ بصدمه أطلقت من بعدهآ صيحة إستنكآر حآد: وشهـــوو !
توسعت عيونه بخرعه من صيحة أخته: بسم آلله , وشهو ذآ ! يوبه قم صفقهـآ

تدآركت إستنكآرهآ بآلعه ريقهآ بسرعه " وشهو ! مآبقى إلآ مطلـق ولد الرويلي ذآ المخنـز , وجـع , بأي وجه جآي ومتقدم ! يعقـب بعـد هذآ وجهـي إن قآبلـته أو رضيت فيـه , يممممه مآبقى إلآ ويصير ذآ نصيبـي , يآشينه من نصيب .. أنآ أقول أبوي مآيجي من ورآه خطآب سنعيـن أبدّ ! "

طيرت أمهآ عيونهآ بلآ مبآلآه كنهآ على علم مسبقاً بـ ردّ بنتهآ وجوآبهآ ..
سأل أبوهآ: هـآ ! وش قولكــم
ريتآج: مآني موآفقـه
أبوهآ: وليش إنشآلله ! وش عندك يمنعك ؟
ريتآج: عندي أشيآء وآجد تمنـع وأولهآ درآستي .. دوبني بثآني جآمعه ليش أرتبط من الحين ؟

أبوهآ بعدم إقتنآع: ذآ مآهوب سبب , درآستك محدن بيمنعك عنهآ حتى وإن إشترطنآ ذآ الشيّ .. الرجّآل الصرآحه ولد أجوآد مآيعيبه شيّ , دين وأخلآق
سحبت نفس مكتوم وعيونهآ معلقه بـ رجآء للسقف " آآآآخ يآربي وشهو إللي مآيعيبه وهو بؤرة العيوب كلبوهآ .. قزم وأصلـع وكرشـه لين ركبـه ولآ شوآربـه ذي إللي تروع مغطيـه كلّ فمـه , يممممه يآقلبي ذآ فلم رعـب .. لآ وبعد دين وأخلآق ! مشكلتـي مآ يعجبني الملتزميـن إعذرني يوبه بس كذآ بنتك متخلفـه , أبي مجـرم ردّ سجـون , قآتـل أو حشّآش .. سربوت , دآشـر .. كيفـي كذآ ومآحدن له دخـل ..! "

....: هـآآ ! ترآ ينتظرون ميعآد نحدده يجي الرجّآل ويشوفك

جآوبته بـ عند صآرم: يوبـه قلت لك مآ أفكر أبدّ بـ إرتبآط فـ ذآ الوقت , وأنآ أدري من قبل عن ذآ المطلـق ومآهوب عآجبني ولآ رح يعجبنـي .. وهذآ الرفض من حقـي , - وجهت أنظآرهآ لـ صيته بتشديد على كلآمهآ – ع الأقل رفضـي له سبب إنه مآيعجبنـي , غيري يرفضون من البآب للطـق بدون أسبآب ومآحد ينقـد عليهـم ..

نآظرتهآ صيته بـ إستنكآر مضيقه عيونهآ بعدم تصديق , سفهتهآ ريتآج وكملت: عآدي يوبـه حنّآ فيهآ , حدد ميعآد وخلّ صيته تدخل .. هي أولى بذآ الإرتبآط .. عمرهآ منآسب ومآعندهآ شيّ يشغلهآ .. والصرآحه أشوفهآ تلوق لـه , محدن بيشوف نفسه على الثآني
صيته بـ حده: وش قصدك إنتـي ؟

ريتآج: آقول آشكريني بس لأني أعطيك هآلفرصـه .. من بعد ولد الربعـه إللي رفضتيـه وسيرنآ جت وآطيهآ ومحدن رح يطلبك لين تعفنين بذآ البيت وتنقبرين وإن صآر وطلبك أحد لآ تتوقعينه بيرضى بذي الخشـه .. مآلك إلآ ذآ القبيـح شين السحنـه , مآوفق إلآ مآجمـع .. هآ وشرآيك يومـه !

بلع ركآن ريقه برفعة حآجب سريعـه وهو ينآظر بـ التليفزيون وكآن نفس ردّ الفعـل لأمه بينمآ ريتآج إللي كآنت تتصنـع إبتسآمه بلهآء تنقلهآ بين الموجودين وكنهآ جآبت العيـد ...
وقفت صيته بهدوء مخآلف لبرآكين الألـم المشتعلـه بصدرهآ: إللي تشوفـه يوبـه أنآ موآفقـه عليـه ومآعندي أي مآنـع ...

قآلتهآ وطلعت بسرعه من المجلـس صآعده لغرفتهآ إللي صفقت بآبهآ بـ قوه ظنهآ أسمعت كل الموجودين تحت وإرتمت على سريرهآ نآيمه على بطنهآ بـ عرض السريرمعفطـه المفرش بين قبضتيهآ مطلقـه العنآن لدموعهآ المآلحه تشق طريقهآ على خديهآ بين عبرآت مخنوقـه محبوسـه بصدرهآ ...

" من بعد ولد الربعـه إللي رفضتيـه وسيرنآ جت وآطيهآ ومحدن رح يطلبك لين تعفنين بذآ البيت وتنقبرين وإن صآر وطلبك أحد لآ تتوقعينه بيرضى بذي الخشـه .. مآلك إلآ ذآ القبيـح شين السحنـه "

" من بعد ولد الربعـه إللي رفضتيـه وسيرنآ جت وآطيهآ ومحدن رح يطلبك لين تعفنين بذآ البيت وتنقبرين وإن صآر وطلبك أحد لآ تتوقعينه بيرضى بذي الخشـه .. مآلك إلآ ذآ القبيـح شين السحنـه "

" من بعد ولد الربعـه إللي رفضتيـه وسيرنآ جت وآطيهآ ومحدن رح يطلبك لين تعفنين بذآ البيت وتنقبرين وإن صآر وطلبك أحد لآ تتوقعينه بيرضى بذي الخشـه .. مآلك إلآ ذآ القبيـح شين السحنـه "


مآلت على جمبهآ الأيمن معتصره المخده بحضنهآ بوضـع التكور وعيونهآ الحمرآء المنتفخـه معلقه بذآك القميص السمآوي المعلـق على شمآعتهآ ... " إصحي على نفسـك يآصيته .. كلّ شيّ من أول كآن وآضح وصريـح ! ريتآج مآكذبت .. مآحد يكذب .. عديّ مآكذب .. قآلهآ ليّ من قبل , ليش أشوف نفسي وأنآ بذي الخشـه ؟ جوهـر أخسّ من مظهـر , جوهر أخسّ من مظهـر , جوهر أخسّ من مظهـر ,, يآربي كآفي .. كآفي طعنآت بصدري مآعآد فينـي قلبي حيل يعورنـي .. ليش رفعت رآسي للنجـم , للقمـر .. لـ عـديّ , شلون ظنيت إنه بيوم رح يربط نفسـه فينـي , وش إللي فينـي ! .. صآدقه يآريتآج لآزم أصحى على نفسي .. مطلـق الرويلـي , آآآآهـ يآذآ الطعـن بـ قلبــي .. آآآآهـ يآربـــي , ليش مآتنصفـي يوبـه ! دوم سلبـي , ليش تلومين عليّه وإنتي شبيهته بـ أطبآعـه , ضعيفـه وسلبيّـه , مآلك حول ولآ قوه , لآتصدين ولآ ترديـن .. نآهد فكت عمرهآ وتزوجـت هروباً من ذآ البيت وآلحين دوري ..! بس أنآ مو مثل نآهـد ! مو مثلهآ أبـدّ ! "



/
/


سلبـي , ضعيـف , بآرد , غير مسئول , غير مرآعـي ...
كآنت هذي هي الأوصآف إللي ترددهآ ببآلهآ والخآطـر وهي نآيمه على بطنهآ على طرف سريرهآ المنخفـض ,, يدهآ اليسرى جمبهآ واليمنى ممدده بـ الأرض تحفر بأصآبعهآ بين شعيرآت السجآده الكثيفـه ..

أسدلت جفنيهآ بـ إستسلآم لهآلوآقع البآئس إللي تعيشـه , إنفرض عليهآ إجبآراً تحقيقاً لمصلحه هيّ المعنيّه فيهـآ أو كذآ فهمهآ أبوهآ .. أمآ عن حقيقه هذآ الوآقع فهي تدريهآ زين .. هروب أبوهآ من مسئوليتهآ ومسئولية إعآقتهآ .. غصب ولد عمهآ عليهآ وهو رضـى شفقـه أو عطـف أو نوع من المرجلـه قدآم أبوه وعمّـه أو إنه نوع من الضعـف الكآمن بشخصيته ! ... وإلآ وآحد بمثل شخصيّة وآئل السلبيّه المحآيده المهزوزه وش بيكون بيده ! وإن كآن مآيبي هآلشيّ ورآفضه شلون يعلن تمرده عنه وتجرده من مسئوليتـه !

اليوم الصبآح عطآهآ الخبر تتجهـز لأنهآ رح ترآفق أمه بـ العزآء .. برغم تحسسهآ المفرط من وجودهآ بـ أي مكآن يمد لـ عآيلة المآلكي ووجودهم فيه بـ صله إلآ إنهآ مآعآرضت أبدّ , هذآ وآجب , ووآجب أحق طآعة زوجهآ فيـه ...

أومأت برآسهآ شكراً للشغآله إللي سآعدتهآ بتجهيز نفسهآ ولبس عبآيتهآ حتى إنهآ رآفقتهآ نزولاً بـ الأسنسير ...

كآنت رآفعه نقآبهآ عن وجههآ بـ إبتسآمه إستمتآع هآديه لهآلأفكآر إللي تدور برآسهـآ .. اليوم وبس رح تتوآجـه مع المجتمع الخآرجي ولأول مره بـ صفه غير صفتهآ من قبل , اليوم هي زوجـه , زوجـة وآئل محصـن عبدآلله .. أياً كآنت الأسبآب إللي تسبب لهآ الحرج من قبل فهـي وبهآلصفـه إللي تمتلكهآ الحين كفيلـه توآجـه أيّ كلمـه , همسـه أو حتى نظـره , إحسآس الثقـه إللي يقويّهآ كآن يتفجـر بدآخلهآ , هي بنت مثلهآ مثل غيرهآ , إمرأه متزوجـه , إعآقتهآ مآمنعتهآ أبدّ إنهآ تمآرس حيآتهآ بـ الشكل الطبيعـي , مآحرمتهآ من حقوقهآ كـ أنثـى , كـ إنسآنـه ..

" يآوآئـل كلّ مآلك وتعلقنـي فيك أكثـر , مآبعمـري تخيلـت أكون هآلكثر محظوظـه , محظوظـه بـ إني شريكتـك , نصفـك الثآنـي , وإسمـي زوجتـك , طيـب وحنـون , ملتـزم ومسئـول , متفهـم ومرآعـي .. شكثر أزيدهآ عليـه وهو يعدي ويتسآهـل , أجرحـه ويبلـع هآلجـرح بدون حتى كلمة لوم أو نظرة عتـب .. كآفي ظنونـي الشينـه وهي أكثر مآيتعبـه ... آآآخ يآوآئـل , بدآخلي نوآقـص وش كثرهـآ , رجيتـك تحملنّـي ترآ وآلله أحبـك ..."

إنفتح بآب الأسنسيـر ومعـه تبددت هآلإبتسآمـه لـ جـرح , لـ إنكسـآر ..

....: علـى جثتي يآوآئـل ذيك الكسيحـه تطلـع معـي ! إنت وش تبي النآس يحكون ويتحآكون ! وش أقول لآمنهم سألوني منهي ذي رآعيـة الكرسي ! منهي ذي المشلولـه !
أطبق شفتيه وردّ بـ ضجـر بآرد وكنه مـلّ من زود الهرج بنفس السآلفه: قولي لهم الحقيقـه , زوجـة إبنك , زوجتـي

مسكت جبينهآ بـ تصنع للتعب وانهيآر الأعصآب: يآربي إنت تبي تجلط أمـك ! زوجتك هذي هني بـ البيت , أمآ برآ عند العآلم والنآس لآآآ , ولا بعمري رح أعترف فيهآ وذآ العلم عندك من قبل تتزوجهآ , روحـه الحين العزآء مع ذي المعآقـه مآفيـــــــه .. رضيت أو بـ الطقآق , روح بهآ إنت وأنآ بطلع مع السآيـق ...
جت بـ تطلع من البوآبه العريضه الدآخليه لمدخل الفيلآ إلآ ووقفت فجأه مكمله بآقي كلآمهآ: وآلله بعد مآلقيت غير ذي المنآسبـه ! عزآء بعآيلـة المآلكـي , بعدمآ كآنت بيوم ورده مفتحـه بـ صحتهآ وعآفيتهآ مثلمآ الفرس وآقفـه على رجولهآ والإسم خطيبـة ولـدهم آلحين بعدمآ تكسحـت خذينآهآ من ورآهـم .. نلملم إللي يقطونـه ! وش تبيهم يقولون ! عزآ آلله تسخفت وجيهنآ بـ الترآب وصرنآ حدث الموسـم !


أعتصرت عيونهآ بـ ألم لهآلمشهـد الجآرح لـ كلّ مشآعرهآ وأحآسيسهآ الرقيقـه المعذبـه مسبقـاً , هآلكلآم كفيّـل يهشـم بـ سمومـه عوآطفهآ الهشّـه تحت وطأة الذل والإهآنـه ...

طآحت دموعهآ ومعه إنقبضت أصآبعهآ بـ قوه لكفهآ بعدمآ إستشعرت بلل دموعهآ الحآره على ظآهر يدهآ بـ الأرض " سكوتك عني يآوآئـل يذبحنـي , آآآهـ يآلجرح المآلح بـقلبـي وآآآهـ يآذي النآر الشآبـه بين ضلوعـي .. كآآآفـي , وربـي كآفـي كآآآآآفـــــــــي " ...

أنزل جسمه بهدوء لحد مآجلس بـ الأرض قبآلهآ مثني رجليـه تحته مثبت رآحتيه على ركبتيـه بوضـع التشهـد ...
يدري زين عن وجعهآ والجرح إللي تحسّـه , الموقف إللي صآر اليوم كآن مؤلـم معنوياً لهآ بس مآكآن موجـع أكثر من وجـع الخذلآن إللي سببه لهآ .. ذيك النظره القآتله من عيونهآ الحزينـه المكسوره , نظرة اللوم والعتـب , رصآصـه من بندقيـه كفيلـه تفتك بـ قلبـه وتمزقـه أشلآء ...

كآنت ممدده جسمهآ على سريرهآ المنخفـض المقآرب للأرض .. أول مره يشوفهآ بهآلتحرر , يمكن لأنهآ زيآره مفآجئـه , بدون إذن أو ترتيـب ..
لآبسـه قميـص قطنـي سمنـي آللون يوصـل طولـه لـ تحت ركبتيهآ بـ حمآلآت مطرزه بخيوط ستآن ذهبيـه .. هآللون الفآتح إللي أبرز سمآر بشرتهآ البرونزيّـه واشعل بصدره فتيـل الإثآره ...

جآ بيمد يده لذرآعهآ الكشـوف معلـن عن وجوده بـ حرم غرفتهـآ إلآ وإرتجفـت مبعدهآ بتردد وآضـح وسريـع من أطبقت جفنيهآ وشفتيهآ بـ القوه بـ إعتصآر لـ كلّ ذرآت الوجـع النفسي إللي تحسّـه " ليش يآوآئل مآتصـدّ عنـي ! ليش الحلـو إللي تسويـه بـ ثآنيه تمحيـه ! ليش تحدني أحطك بمقآرنآت كثيره غبيّـه وسطحيـه مآتزيدني إلآ نفـور وإستنقآص منك ! أقآرنك بـ فرآس , ولآبعمره سمـح لأحد يتطآول عليّ حتى لو من بآب المـزح .. أردّ وأقول وضعي مع فرآس غير وضعي معك ! هل لو من قبل كنت بهآلحآله كنت بـ تمّ خطيبتـه ! هل كنت رح أنخطب له من الأسآس ؟ هذآ فرق ! إنه مستحيل كآن بيرضى بهآلشيّ وإن رضى مستحيل كآن أهله رح يوآفقـونه , إنت غيـره .. إنت رضيـت , رضيت تربط نفسك , مستقبلك ومصيرك بوحده مآلهآ حول ولآقوه .. إنت بعيونـي أعـزّ وأغلـى , أبقـى وأهـمّ وأحـبّ من فرآس ... من ميـة وألـف ومليـون فــرآس ....."

سحب نفس عميق أطبق فيه شفتيه وأغمض فيه عيونـه بـ عتب قآسي لنفسـه وإهمآله لمشآعرهآ المذبوحـه ...
بـ مقآومـه شديده لـ إرآدته إمتدت أنآمله البآرده المرتجفـه لتلآمـس نعومـة ذرآعهآ الأسمـر ...
همست بـ إبتسآمـه حزينـه وبعدهآ مقفله عيونهآ بـ إستسلآم: فـــرآس !

إنحبس النفس بصدره معقد حآجبيه بـ إستغرآب , مضيق عيونه بـ إستنكآر , تمتم بعدم إستيعآب: فـــــرآس !!!

فتحت عيونهآ بسرعه من وقع اللمسـه الحآنيه لذرآعهآ العآري والنبره الدآفيه المميزه لـ أذونهآ ومآسرع مآتبدلت ملآمح الرخو والإستسلآم لملآمح الفـزع .. الفزع إللي مآتدري وش سببه بـ الضبط ! هل وجوده قدآمهآ الحين بهآلشكل الفجآئـي ! أو وجودهـم بروحهم بغرفتهآ ! أو وجودهم بروحهم بغرفتهآ وهي بهآلشكـل المكشـوف ! أو كل هآلأسبآب إضآفـة لـ إسـم فــرآس إللي إنذكـر بلآ وعي أو إدرآك منهآ ,, بس الأكيد إنه قد إستوعبـه عـدل وأدركـه زيــن !

جت بتعدل من وضعهآ رآميه ثقلهآ كله على سآعديهآ ترفع بطنهآ عن السرير إلآ وردت مرتطمه بـ الفرآش سيطر عليهآ ضعفهآ وخآنتهآ إرآدتهآ ...
إرتفع نظرهآ له بـ ترجـي وتوسـل بآئـس تسأله ينتظر لو لحظـه بعدمآ وقف بهدوء رآمقهآ بـ نظرآت عـتب حزينـه وقآسيـه ...
إمتد ذرآعهآ الأيمن يوقفه بعدمآ ولّآهآ ظهره في صمـت ومشى صوب البآب .. إحتضنت بكفهآ الأيمن ذرآت الهوآء هآمسه بوهـن إختلط ببكآهآ المرير المبحـوح: وآآآآآئــــــــــــل ...



/
/



فجــراً ..

تهآلك على سريره العريـض بـ العرض , فآتح رجلينـه ويديـه بـ إستسلآم مغمـض عيونـه ..
صآر له يومين مجهد نفسـه بـ مرآجعة الملفآت وتدقيقهم واليوم كآن مخطط يريـح نفسـه وفشل هآلمخطط بمجرد معرفته بـ المفآجئـه إللي ألقتهآ عليه أخته أصآلـه ,, وفآة زوجـة معآذ المآلكـي ,, أمّ وردهـ ..

مآفآرقت صورتهآ عيونـه وعيّآ بآلـه يطردهآ من خيآلـه ..
" شلـون حآلتهآ الحين ! بـ المرآت القليلـه إللي جمعتنآ بـ مصر مآكآنت تفتئ إلآ وتذكر أمهآ .. هذآ الطبيعـي , ثلآثه وعشرين سنـه وهي بـ كنف أمهآ مآفآرقتهآ وآلحين وفجأه تغيب عنهآ ! "

إضطجـع على جمبه الأيسر مسند رآسه على ذرآعه الأيسر الممدود ينآظر بـ جوآله المفتوح على رقمهآ وآلمسجـل بـ إسمهآ .. وردهــ !

عض على طرف شفته السفلـى بـ ضيق وهو يتذكر وضعهآ الحين وشلون فرق وآجد عن أول .. هي الحين مرتبطـه وش إللي ممكن تفسره بـ إتصآله ! " بس أنآ مآ أبي إلآ إني أسويّ الوآجب , أعزيّهـآ , مدري ليش أحس هآلإحسآس بس أحسهآ فآقده شيّ كبيـر ومحتآجه شيّ أكبـر ...."
توه بيضغط على زرّ الإتصآل إلآ وتدآرك نفسه مقفل الخط قبل يبدآ الإتصآل حآذف جوآله بعيد عنه مطلق تنهيده متعبـه " وش هآللي تفكر فيه يآسنـد ! شلون بـ الأسآس فكرت فيـه ! هذآ أول يوم عـزآ وأكيد إن بآلهآ مومعهآ ولآ هيب مدركـه حقيقة إللي صآر ولآ مستوعبه هآلوآقع الفجآئي الأليـم .. والأكيد إنهآ مآرح تتذكرك بـ الأسآس ...."

....: أنآ بعد لي مكآن بهآلسرير ..

إلتفت ورآه وهو بعده نآيـم شآفه يجلس على طرف السرير يفصـخ شرآبآته ..
إلتفت له رآفع حآجب وآحد بـ إستنكآر بعدمآ طآل صمته: خير ! مآسمعــت !
إستقعد سند معقد حآجبيه: بتنآم هنـي !
مآلك: وش رآيك يعنـي !
مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره تدآركهآ مآلك وردّ بطنآزه: لآ تستآنس وآجد ..
سند بـ إستخفآف: مآ أتوقع إن نومتك معـي سبب لونآستي
أطبق فمه بـ إنزعآج .. مآيبي يكون نآكر للجميـل إللي سوآه له سنـد ووعده إللي إلتزم فيه برغم كلّ الخلآفآت القآئمه بينآتهم .. مآيدري ليش يحس هآلإحسآس تجآه سنـد بس الأكيد إن فيه شيّ بدآخله بدآ يتغيـر ونظره بدت تختلـف , وجود سند الحين بحيآته علآمه فآرقـه ومآيدري بدونه شلون كآن مرّ ذآك الإسبوع بطولـه .. والأهـم سـره الكبيـر إللي ضآق به صدره وأخنقـه الحين صآر يتشآرك فيه مع أخوه وهآلشيّ أرآحـه ولو بنسبـه قليلـه هو مصرّ يعآند نفسه فيهآ وينكرهآ ..!


نآظره ببلآهه وقد إرتفعوآ حآجبيه: مآسمعت ! أقولك وخـر أبي أنآم
سند: شآيفنـي مآسك عنك النوم !
مآلك: وشلون إنشآلله بنآم وإنت فآتحلي رجولك وذرآعينك ونآيم بـ العرض وسط السرير !
سند: مآ أعرف أنآم إلآ بآلعرض !
ضيق عيونه بعدم فهم: وأنآ شلون بنآم يعنـي !
سند: علمـي علمك ..
صعد مآلك من فوقه ونآم بـ إعتدآل رآسه ع المخده وسيقآنه ممددهآ فوق سيقآن سند .. نزل يده اليمنى تحت رآسه بينمآ إمتدت يسرآه للأبجوره الإستيل جمبه وطفآ النور ..
نفض سند رجول مآلك عنه وطلع هو رجوله فوقه .. تأفف مآلك بـ إنزعآج: إنت وش سآلفتك ! وخرّ عني !

سند ببرود: وأنآ جيت جمبك ! إنت إللي طلعت فوقي
مآلك: إعتدل بنومتك وبلآهآ سخآفآتك
سند: مآ أستخـف , بس أنآ مآ أنآم إلآ بهآلطريقه
مآلك: ليتك تحترم وجودي وتحترم وجودك بـ غرفتي وعلى سريري !
سند: مآعندك مآعند جدتـي !
رفسه مآلك برجله اليمنى: تلآيـــــــــط
سند: ههههه تعآل نآم جمبـي
مآلك بـ إشمئزآز: تعقــب .. قم إنقلـع من سريري
سند: ههههه جرب بس ومآرح تندم .. النوم بـ العرض أزيـن
ردّ مآلك ورفسه بس هآلمره برجوله الثنتين يوخره بـ القوه لحد مآ أبعده مسآفه وصآر ملآصق لمؤخرة السرير بينمآ سنـد إللي كآن يتزحزح بـ القوه من مآلك وبضعف منه بسبب ضحكـه: ههههه وش هآلحركآت

مآلك: قسم لآ أرفسك الرفسه الأخيره وأجيبك بـ الأرض , قم أحسنلك
سند: إنت من وين جيت ! قم وردّ من مكآن مآجيت
مآلك: وآلله ! أشوفك آستحليت القعـده .. ترآه جنآحي أنآ وذي غرفتـي
وقف سند عن السرير متأفف ثم فصخ قميصه الأبيض القطنـي ورمآه على الصوفآ البيضآء جمب السرير وإرتمى على ظهره جمب مآلـك إللي بدوره نفض ذرآعه إللي إمتدت وإستقرت على بطنه بـ ضربـه قويّه شكلهآ كآنت عن عمـد !
سند: تحمّل عآد النومه جمبـي
مآلك: لآتقرفنـي آلحين وآبتعد , مآ أحب أحد يلصق فينـي

سند: مآ أوعدك .. أنآ عربجـي بـ النـوم وكل طرف من أطرآفي بـ نآح , يعني تحمل يجيك بوكس من هنآ , رفسـه من هنآك ...
مآلك: وإنت تحمـل التصفيـق إللي بيجيك إن لآمستنـي ..!
سند: ههههه وش إحسآسك وإنت تشآرك أخوك الكبير النومه بسرير وآحد ولأول مره ؟
مآلك: وللي يعآفيك , الحين بجيب كل مآبجوفـي

إنقلب سند دورتين لحد مآلآصق جسمه جسم مآلك إللي إنتفض فجأه وإبتعد لحد مآوصل لطرف السرير وهو يصيح بـ إنزعآج: خير إنشآلله !
سند: ............
مآلك: وخر شويّ ترآ مآعآد مكآن الحين بطيح
سند: ...........
زفر نفس بـ طفش: مآ أمدآك تنآم , إبتعد أبي أنآم
سند: ..............
تمّ سآكت لحظآت ينآظر بـ جسمه الأسود من وسط الظلآم – أردف بهدوء - : شكـراً إنك إهتميت بـ تغريـد وكنت عند وعدك
سند: العفـو ..
مآلك: الحين تكلمت .. وش هآلحركآت مآتستحي على عمرك وش كبرك وتسويّهآ !
سند: هذي مشكلـة الورعآن مثلك مغير يتململون .. مو عآجبك إذلف برآ ولآتصجنـي .. أبي أنآم ..!


======
-----------

حلم الحياه 12-08-16 01:23 PM

رد: العاطفه والجسد
 
يوم مغآيـر .. هآدي نوعاً مآ , إلى حدّاً مـآ ..!
بـ المستشفـى وبـ القسم الخآص بـ العظآم ..

كآن منتظر خآرج الغرفه على وآحد من كرآسي الإنتظآر المقآبله لغرفة الكشف لحد مآنفتح البآب وطلّ منـه بطوله الفآرع وعرض منكبيه بملآمح ضآيقه متكدره ..
وقف بسرعه وآلقلق يتآكلـه دخل الغرفـه وإللي أول مآدخلهآ تعلقت عيونه بعيون أخته إللي كآنت تدخل ذرآعهآ بـ كمّ عبآيتهآ ووآضح عليهآ تعآبير التألـم ..
حول نظره من أخته لـ عديّ إللي أطبق فمـه بـ خيبـه وأشر له برآسه صوب أخته الجآلسه على الشيزلونق ..

بلع عُمـر ريقـه بعد إستيعآبه لذيك الإشآره من عديّ ثم توجه لأخته هآمس لهآ بـ حُـبّ ويده تتحسس رآسهآ من فوق حجآبهآ: حور إطلـعي برآ شويّه آستنينـي هتكلّم مع دكتر عُديّ ..
حملقت فيه بـ رعب وبوآدر الفزع بدت ترسم تعآبيرهآ بوجههآ الملآئكـي .. وش إللي فكرت فيه يوم إشتكت وجعهآ وألمهآ لأخوهآ , وهذآه الحين عرضهآ على خويّـه دكتور العظآم وشكل كذبهآ كله بينفـضـح ذولي دكآتره متخصصين .. " إتحملـي نتيقـة غبآئك يآحوريـه , كل المستور هيبآن النهـرده وكل الأورآق هتنكشــف ! "

حركت رآسهآ بـ الإيجآب ووقفت عن الشيزلونق متوجهه برآ الغرفـه .. وبمجرد خروجهآ سأل عُمـر بـ قلق وآضح: خير عُـديّ !

جلس عديّ على كرسيه وطلب منه يجلس بـ إشآره من يده على الكرسي المقآبل لـ مكتبه ..
جلس عُمر وبعده مقطب حآجبيه بـ قلق: خيـر !
عديّ: الأشعـه أظهرت كلّ شيّ .. هذآ مو نتيجـه طيحـه عآديه عن الدرج
آنعقدوآ حآجبيه هآمس بـ إستفهآم: أجـل !
عديّ: هذآ إلتوآء بـ الرسـغ , وتمزق بـ الأربطـه .. ومن شكـل التورم وآضح إنه من فتره وفتره مو قليلـه بعـد .. كآن لآزم تنجبـر من وقتهآ , وهآلتمزق بـ الأوتآر والأربطـه كآن بيكون له دوآ وإصلآح بـس الحيـن !
همس عُمر ببحـه من صدمة عدم التصديق , هذآ هو كآن شكـه من أول مآشآف التورم البآرز على إمتدآد ذرآعهآ بس فضل يعرضهآ على أخصآئي علّه يكذب ظنونه وآلحين هذآ هو الإخصآئي وللأسـف مآجآ كلآمه إلآ تأكيداً لهآلظنون مو نفيهآ !

....: شلـون ؟

أطبق فمه بـ خيبه: أنآ بحآول أعآلجهآ وأسوي إللي أقدر عليـه بس إنت خويي يآعُمـر وهذي أختك وإنت بعد دكتور .. مآله دآعي أكذب عليـك للأسـف فيه عجز وآضـح بيدهآ .. إصآبتهآ حسآسه وهي سكتت عليهآ وإن صدقت ظنونـي فـ يدهآ قد صآبهآ العجـز .. ونسبـة تعآفيهآ من هآلعجـز قليلـه .. بـ المره قليلـــه !

كآنت منتظره برآ غرفة الكشف على وآحد من كرآسي الإنتظآر الإستيل المترآصه جمب بعض لحد مآ إنفتح البآب وطل عليهآ أخوهآ بملآمح وآجمه: يلآ حــور إمشـي ..

تعلقت عيونهآ بذيك العيون الذهبيّـه من ورآ عُمر أخوهآ بآلعه ريقهآ بـ خـوف .. " كل حآقه إتعرفت دلوئتـي .. كل حآقـه بآنـت وإنكشفـت .. يخرب بيتك يآحــور .. يللآ دوري على كدبـه غبيّـه تآنيـه يللآ وشوفي هيوصلك لفين كدبك الغبـي زيك ...."

وقفت بتردد وهي تحسّ رجولهآ مو شآيلتهآ .. مشت بـ إنقيآد ورآ أخوهآ لحد مآتخطوآ الممرآت الطويله بصمـت لحوصولاً لـ مدخل المستشفى ومنه للمخرج وصولاً للكرآج عند سيآرتـه ..
دخلهآ وهو بآقي بـ مئزره الأبيض كآسي ملآمحـه غضب مكبوت وحرّه من سوآت أختـه وإهمآلهآ لنفسهآ إللي وصلهآ لهآلحآلـه والأهـم وش الســبب ؟!

قفلت باب السيآره بعدمآ جلست جمبه وعيونهآ تنآظر السيآرآت المكرجه حولهآ بـ صمت طآل لحد مآتكلم بهدوء وعيونه على المقود – بلهجه مصريّه - : أولتيلـي إنك إتزحلئتـي على السلآلم ووئعتـي على إيدك ومن وقتهآ وهي بتوقعـك ! الكلآم دآ إمبآرح .. كشفت عليكـي وأنآ كل دآ وبكدب نفسي لأن الإصآبه وآضحـه , ووآضح إنهآ مش من يوم ! ومع ذلك أخدتك لـ عديّ .. كدبت نفسي وكدبت خبرتي وأولت أعرضك على أخصآئي وإستنينآ يوم كآمل لحد مآطلعت الإشآعه وكل حآقه إنكشفت .. إصآبتك مش من يومين ولآ تلآتـه .. إصآبتك على أقصى تقدير من عشر أيآم أو إسبوعيـن .. ومش من خبطـه عآديه , دآ إلتوآء متعمـد وعن قصـد .. وإن مآخيبتش ظنوني فهيّآ من وقت مآرقعتـي البيت .. – شدد على كلآمه أكثر – من وقت مآأولتي إنهآ غضوبه مع رآئـف ..

نآظرته بـ ذعر موسعه عيونهآ لآخرهم وقد إنلجم لسآنهآ وإنخرس صوتهآ ..
كمل عُمر بنبره غآضبه مكبوته من بين أسنآنه: رآئـف السبــب .. صـح !

حوريه: ..........

عُمر: مـدّ إيده عليكــي ! – إحتدت نبرته لـ صرآخ أثآره سكوتهآ - إتكلمــي سآكته ليــه ! – كمل بمجآهده مستميته إنه يسيطر على عصبيته ويكبحهآ , من بين أسنآنه - عآرفه إيه إللي حصل ولفين وصلتي نفسك بسكوتك دآ ! بئيتـي عآقــزه ..

إلتفت عليهآ وعيونه يقدح منهآ شرر العصبيّه بنبره صآرخه: خلآص .. إيدك إتعقـزت .. حتى المنديل مش هتئدري تشيليـــه , فآهمــــه كلآمــي ! مستوعبــــآه ! – ضرب المقود بقبضته اليسرى وقد فآض منه غضبـه , صرخ عليهآ بعصبيّه يستنطقهآ - : سآكتــــــــه ليــه إتكلمـــــي !

سحبت نفس قصير هآدي أشبه بـ شهقه خفيفه قصيره مقطوعه بعدمآ تجمعت الدموع بعيونهآ وتلألأت , طآل إنتظآرهم بين جفنيهآ , طآحـوآ بـ إستسلآم – هآمسه بـ خفوت - : رآئــف طلئنـــــي يآعُمـــر ....!

/
/



======
-----------
======

نهآية الفصل الثآني والعشرون
<<قرآءة ممتعـه إنشآلله
بـ إنتظآر توقعآتكـم ..
دمتـــم بـ خير

حلم الحياه 12-08-16 01:24 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الثآلث والعشرون

الجزء ( 1 )


“ الله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسّر ما يعسّر .. و لو دخل كلٌّ منا قلب الاَخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنيه برغم اختلال الموازين الظاهريه .. و لما شعر بحقد و لا بزهو و لا بغرور …”


/
/

ثلآث أيآم مرت , بنهآيتهآ آنتهـت الأيآم الثلآث للعـزآء ,,
ثلآث أيآم حملت بين طيآتهآ آلكثير من العوآطـف شملت المعنيين بفآجعة الموت وآلغير معنيين , كآنت أوجآعهم مخآلفه لوجع آلفقد ممثآلـه له فـ الإحسآس ...
آلحزن والأسى وآلمرآر ,
خيبة الأمل وقلة آلحيله ,
الإحبآط والإنكسآر وإنعدآم آلثقه , الضعف والإحتيآج ,
عوآطف وأحآسيس مآحملـت أيّ ذره من الأمـل , آلحـبّ .... وآلحيـآه !


/
/


نزل الأكيآس من يده على الطآوله بـ الصآله وشغل التلفزيـون , وقف على قنآته الريآضيّه المفضلـه وتوجّـه لغرفتهآ ...

....: تغريــــــــــــد ,, تغريــــــــ
....: بـــــرآأأآآآ ,, برآآ برآآآآآ

قآلتهآ وهـي تصيـح في حآلة ذعـر مبرقه عيونهآ ومخبيّـه آلجزء العلوي المكشوف من جسمهآ بيديآ كآنت توهآ بتلبس لولآ إقتحآمه غرفتهآ بدون إستئذآن ينآديهــآ ...

إرتفعوآ حآجبيه بملآمح بآسمه وهو مآد ذرآعيه فآرد يدينه مفرق أصآبعه كـ إشآره لتهدئتهآ: ههههه خلآص خلآص ههههه بطلـع بطـع

زفرت نفس مسموع برآحـه من فمهآ المضموم وعيونهآ للسقف مسنده ظهرهآ للدولآب بعدمآ طلع وسكر البآب ورآه " هـذآ آلغبي مآيعرف شيّ إسمه إستئذآن !! كآفي موآقف زفت معه "
تحسست خديهآ بيديهآ تنفخ هوآ من الإحرآج " آآآآخ طآآح وجهي عند ذآ المآلك , مآيشوفني إلآ وأنآ مفصخـه ملآبسي , عمـى وش هآلموآقف البآيخـه !! "

لبست البدي الرمآدي , كآن سآده وحمآلآت , حمآلآته حمرآء , كآن أقرب إنه يكون قطعة ملآبس دآخليه ! تمت تنآظر نفسهآ بـ المرآيه " هآلملآبس من وين شآخذهآ ! صحيح إنهآ مآركه بس شكلهآ مستعمله لأن أبدّ مآهيب متنآسقه , آآآف شلون بطلع بذآ الشكل ! "

لوت فمهآ بضيق " عآدي يعني شآفني من قبل أخس من كذآ "
كآنت لآبسه بنطلـون بيجآمـه قطنـي أحمر آللون .. أمآ عن البلآيز فمآ لقت شيّ منآسب أبدّ بآلملآبس .. كلهآ كآنت فآصخـه ومكشوفـه بآلمره .. فضلت إنهآ تلبس شيّ من ملآبسـه تستـر فيه نصفهآ العلوي إللي مآستره بدي البيجآمه العآري !

جمعت شعرهآ المبلل بـ الفوطـه وطلعت للصآلـه ..
كآن ممدد على الكنبه الثلآثيه مسند رآسه بوسط كفـه الأيمن وشكلـه مندمـج مع البرنآمج إللي يشوفـه , برنآمج ريآضي لتحليل المبآريآت ..

تحمحمت بهدوء وجلست على وحده من الفوتيهآت .. نآظرهآ مبتسم ثم تعدل بـجلسـته ,, حرك عيونه عليهآ من رآسهآ الملفوف بـ الفوطه البيضآء نزولاً لبآقي جسمهآ .. جآ بيلتفت للشآشه إلآ ورد ينآظرهآ بسرعه .. توه وإنتبه على التيشيرت الريآضي حقـه .. تيشيرت ريآل مدريـد !
إنعقدوآ حآجبيه بشبح إبتسآمه: إيش هذآ إللي لآبستـه ؟
رمقته بنظره تحقيريه مطبقه شفتيهآ بـ إشمئزآز: صير جيب ملآبس عدله بآلأول
إرتفعوآ حآجبيه مآط شفتيه بـ إعجآب: أشوفك تجرأتي بزيآده سِـت تغريـد !
حملقت فيه لحظآت , توهآ تحسّ على نفسهآ .. بلعت ريقهآ بحركه وآضحه وعيونهآ تدور بعدمآ نزلهآ بـ الأرض ...

مآتدري شلون تجرأت معه لهآلحد , قربهآ من سنـد عزز من إحسآس الأمآن بدآخلهآ, وشخصيّة مآلك المريحه كذلك كآن لهآ دور كبير , تبدل كثير عن أول , مآصآرت تشوفه معصّب أبدّ , صآر يحترم رغبآتهآ أكثر إنه مآيقرب صوبهآ آلقرب إللي هي ترفضـه ويخوفهآ منـه .. وللحين تتحمّد ربهآ مليون مره إنه برغم آلجنون إللي صآيب عقله وهذآ هو إللي أقنعت نفسهآ فيه إلآ إنه مآلمسهـآ , عقد الزوآج هذآ إللي يربطهم مآتحقق معنآه الفعلـي , للحيـن هي عذرآء ومن الوآضح إن هو مآعنده مشكلـه أبدّ !

نآولهآ علبـه بلآستيكيّـه بيضـآء إستغربتهآ معقده حآجبيهآ ..
....: مآتبين تتغدين يعنـي ؟
....: إيش هذآ ؟
رفع العلبـه لعيونه ينآظرهآ مآط شفته آلسفلى مآيدري: كُشـري
كشرت بوجههآ: إيـــش !
مآلك: مدري وآلله , هذآ مطعـم جديده إفتتحوه وأتوقع إنه مصـري , إيش مآتحبيّن آلكُشري ؟
طيرت عيونهآ زآفره نفس مسموع بتململ ثم مدت يدهآ: أيّ شيّ , هــآت
رفع حآجبه الأيسر بـ إستنكآر: قولي لو سمحت يآمآلك ..

عقدت حآجبيهآ مستنكره ودهآ تقوله ( من جِدك ؟ ) ..
إلآ إنهآ بلعتهآ لأنهآ مآتضمن جنونـه ,, عطته نظره ثآقبه من رجوله لـ رآسه ثم ضيقت عيونهآ وتكلمت بطنآزه: على فكره ترآني أكبر منـك
ضيق عيونه مستغرب: إيــش !
أشرت بطرف عيونهآ على الطآوله جمبـه: أمسّ نسيت محفظتك , فتحتهآ وشفت بطآقتك .. أنآ أكبر منك بسنـه وثمآن أشهــر .. آوكـي ؟

أطبق فمه بقهر وفتح العلبه إللي كآن يمدهآ لهآ وبدآ يآكل منهآ وعيونه على الشآشـه ...
غصباً عنهآ تبسمت من ردة فعله هذي , برغم كل إللي سوّآه فيهآ والأذى إللي أذآهآ بـ إفترآءه عليهآ وطريقته الدنيئه فـ الزوآج منهآ , وكل التنآقضآت إللي تشوفهآ فيـه إلآ إنهآ للحين مآقدرت تكـرهه , تشوفـه رجل كبير بآلـغ رآشـد إلآ إن تصرفآته بآقي مآنضجـت , حتى ردود أفعآله , طفوليـه بآلمرهـ ! وش هآلرجّآل بآلضبـط ؟

سحبت آلعلبه الثآنيه من الكيس وبدت تآكل بهـدوء .. نآظرت بـ الشآشه ثم طيرت عيونهآ بتململ طفشآنه " آفففف ليش كل الرجآل كذآ يشبهون بعض ! كلهم يحبون آلكـوره وبرآمجهآ السآمجـه ...... وكلهم سآمجين "

لآحظ حركتهآ المتململـه المتوآصله , حذف عليهآ الريموت: جيبي القنآه إللي تبينهآ
رفعت الريموت من حجرهآ تنآظره مستغربـه ,, لحقهآ قبل تتكلّم وفمه محشـي بـ الأكل: أصلاً بآقي وآجد على المبآرآه , وتطمني مآرح أشوفهآ هني , إنتي مآتحمسيّن إبدّ ..... بشوفهآ مع ربعي
بققت عيونهآ بتمثيل للصدمه فآتحه فمهآ .. وده يضحك على شكلهآ المنصدم والمستنكر لكلآمه بس رح يخترب قصده إنه يبي يقهرهآ مثلمآ قهرته من شويّ على طآري الفرق العمري بينآتهم وإنهآ أكبر منـه سِنـاً !
ردّ ينآظر بـ الشآشه سآفههآ وبـ المقآبل آثرت هي آلصمـت وبخآطرهآ " آلسكـوت عن جآهـل أو أحمـق شـرف ...! "

....: بكرآ آلليل طيآرتي ..

قآلهآ وعيونه على الشآشه وبيده العلبه يآكل منهآ , إلتفت لهآ بعدمآ طآل سكوتهآ من بعد كلمتـه وكنهآ مآهتمت !!
كمّل بهدوء يخفي غيظـه من تجآهلهآ له وعدم إهتمآمهآ: بسآفر آلبحرين ومآرح أردّ غير بعد ثلآث أشهـر
رفعت رآسهآ بسرعه , تلآقت عيونهم وثبتت – سألت بلهفه - : سنـد بيجينـي !!

ثبتت عيونه للحظآت مآرمش له جفـن بـ نظره بلهآء , مو هذآ السؤآل إللي هو منتظره .. بـــس !! وش دآعيـه !!

أمآ عند تغريد وإللي أبدّ مآحست على نفسهآ وشكلهآ لسه مآحست ولآ رح تحسّ , كآنت تنتظر إجآبته بـ نظرة لهفـه وإبتسآمه !
ملآمحهآ كآنت فآضحـه , لمعـة عيونهآ , إبتسآمتهآ , هزة رآسهآ وهي تحثه يجآوبهآ , تستنطقـه يأكد لهآ ..
بس في حآله مثل حآلة مآلك , كآن مغيّب تمآماً , مآبعد وصلّه عقله لإحتمآليه إنجذآب زوجته لـ أخوه إللي مآشآفته ولآعرفته إلآ من إسبوع , ومآدرى إن صرخـة آلقلب ممكن تدوي من لحظـه , من ثآنيـه , من نظـره ....... مو من عِشرة إسبوع !

مط شفتة السفلى بهزة كتف بديهيه: إيــه ,, - كمّل بتوتر – يعني وش أسوي !
إتسعت إبتسآمتهآ أكثر وبنبرة مرتبكه غير مصدقه: وإنت بتسآفر ثلآث أشهر كآملـه ! يعني ثلآث أشهـر سنـد هو إللي بيجينــي !
أطبق شفتيه بـ خيبه وإحبآط: إيـــه ..
رفعت عيونهآ للجدآر ودورتهآ بتفكير عجـز مآلك عن إستيعآبـه .. زم شفتيـه رآفع حآجبيه بحركة لآمبآلآه وعدم إهتمآم وفتح قزآزة المويـه يشرب منهــآ !!!


/
/


بـ المعرض إللي تعودّ يأجر منـه آلسيآرآت ..

وقع على قسيمـة تسليم السيآره وسلمهم المفآتيـح .. طلـع للشآرع وببآله ملآيين الأفكآر وآلظنون عن سبب مكآلمة مرآم له وبهآلنبره الجآفه .. مرآم بعمرهآ مآكآنت قآسيه معـه لهآلدرجـه ,, وش إللي ممكن يكون صآر بغيآبه وأثر فيهآ بهآلشكل ..

أشرّ لـ تآكسي موقفه وإللي نآدراً مآيسويّهآ , كآن على بآله يدق على أحدن من خويّآه لولآ تحذير أختـه الصآرم له مآيكلّم أحد ولآ يرد على مكآلمآت أحدّ لحد مآيشوفهآ .. كآنت هي أول شخص حكى معه من بعد مآفتح جوآله بعدمآ تقفل مدة ثلآث أيآم متوآصلـه , فتح وتفآجئ بكمّ مهول ومفزع من المكآلمآت , وهآلشيّ إللي زآد من خوفـه وحدة توتره .. إلآ إن الأولى والأهم بنظره إنه يتطمن عليـه .. كآن مرآم أختـه ..

تبآدر لذهنه المكآلمـه إللي أثآرت إستيآءه , مآتعود من مرآم إلآ الدلآل والدلـع أمآ هآلعصبيّه والتحقيـر ! وش إللي ورآهم.. خيـر ؟

...: وينك فيه يآ آدم كل هآلمده ! وليش مقفل جوآلك مآتردّ ! إنت مآتدري وش إللي صآر فيني وشلون مرت هآلأيآم عليّ ! إنت مآتفهم ! مآتحسّ ! يآ آدم وربي حرآم عليك ,,, مآرح أهدآ , لآ تطلب مني أهدآ ,,, أنآ بـبيتنآ وينك فيه إنت ,,, ببيت أبوي يآ آدم لآتعذبني ,,, مآصآير شيّ عندنآ آلله يآكآفي ,,, وين كنت ؟ ,,, إيـــــــــــــــــــــــش !!!! ,,, مآشآلله مآشآلله .. مآخذ لك أجآزه تريح فيهآ أعصآبك وتستجم وبآلطقآق كل إللي هني ,,, نآس تموت ونآس تحيآ والأخو ولآ على بآله فآصل من العآلم والنآس ,,, جبّ ولآ كلمـه مآبي أسمع منك نفـس تبي تدري وش السآلفه ! تعآل وأنآ أعلمك وش السآلفه ,,, طوط طوط طوط طوط

مدّ الأجره للسآيق ومشى صوب بيتهـم ..
نزل شنطته جمب البآب بـ المدخل بعدمآ فتحت له الشغآله ودخـل: وين مرآم ؟
أشرت له بيدهآ صوب آلمجلس ... وقف ورآه وتحمحم بصوت جهوري ضخم معلن عن وجوده ...

....: تعآل , محـد هنــي ..
....: آلسلآم عليكم !
أطبقت شفتيهآ بغيظ أول مآشآفته , ردت بـ جفآف: وعليكم السلآم
إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب من شآفهآ لآبسه عبآيتهآ وكآمل حجآبهآ وآلغطآ: طآلعه ولآ شلون ؟
مرآم: كنت برد بيتي قبل يجيني إتصآلك .. تميت أنتظرك
آدم: محد هني ؟
مرآم: نآهد كآنت معي من شويّ ودوبهآ طلعت تبدل ملآبسهآ عشآنك

فتح فمه فتحه صغيره بـ إستيعآب: اهـآآ
....: تقدر تعلمني وش هآللي سويته ؟
جلس جمبهآ وقد شحب لونه: وش السآلفه إنتي ؟
رفعت حآجبهآ الأيمن: تبي تدري وش إللي صآر وفآتك ؟
بلع ريقه بـ ترقب وكل مآله يحسّ بضغط شديد على أعصآبه المتوجسه وهو يحسّ إن إللي رح يسمعه آلحين أبداً مآرح يرضيه ...

ضيقت عيونهآ وشددت على كلآمهآ كنهآ تبي تحسسه بـ الذمب: أم خطيبتــك مآتــــت .. من ثلآث أيـآم مآتـــت ..
جمدت ملآمحه للحظـه نبض قلبه إللي من شويّ حسّه بينفجـرّ آلحين سكـن , أعصآبه آلمشدوده رخـــت ...
ضيق عيونه بـ عدم فهم سآئل بهمس: إيـــش ؟
ردت ورفعت حآجبهآ الإيمن بنظرة إحتقآر: إللي سمعتـه , رفعت حآجبيهآ بتنبيه مشدده على الكلمـه بـ همس شبه مسموع – مـــــــــــــــآتـــت
بلع ريقه وتمّ يتنفس من فمه المنفرج أنفآس مسموعـه , عيونه محتده بنظره غير مصدقـه وملآمح غير مستوعبـه ...

حركت مرآم رآسهآ تأكيداً لكلآمهآ: إيه مآتت , تغسلت وإندفنت ومروآ أيآم عزآهآ الثلآث ...
ضيقت عيونهآ بـ إستفهآم: خطيبتك وردهـ هذي تهمـك ؟
كشر بـ وجهه إستنكآراً لسؤآلهآ وعدم فهم لمغزآه !

....: مروآ ثلآث أيآم مقفل فيهم جوآلك ؟ طيب بـ الطقآق فيني أنآ وفـ خويّآك وفآللي تشتغل معهم وفآلعآلم والنآس كلهـم .. بس خطيبتك !!! هذآ وإنتم توكم مخطوبين !!! إللي أعرفه إنهم مآينزلون جوآلآتهم من على أذونهم وإنـــت ........... إنت تآركهآ ثلآث أيآم مآسألت ! سألوآ عنك خلق آلله كلهم ونقدوك , شلون تغيب بهآلظـرف ؟ معآذ المآلكـي شلون خطيب بنته الوحيده مآيكون موجود بهآلظرف ؟ إنت آلحين وآحد من عيآله ! وينك من وفآة زوجته ؟! وينك من وفآة أمهـآ ؟!

وقفت رآمقته بنظرة لوم مطبقه شفتيهآ بخيبة أمل هآزه رآسهآ بـ أسف: الأحسن لك من آلحين تدور لك مبرر تتعـذر فيـه ... ويآليت يكون مقنـع
وقف وبعدهآ آلصدمه متملكـه قسمآت وجهه الشآحب البآهت آلغير مصدق: بس أنآ من ثلآث أيآم كنت هنـي .. شلون مآدريت !

....: كنت موجود يوم الأحد ؟

طير عيونه بتفكير " يوم آلجمعه هو إللي طلعت فيه مع وردهـ وإختلفنآ , يوم آلسبت ,, ويوم الأحد هو آليوم إللي صحيت فيه وكنت مع نآهـد , إيه الأحد كنت موجود والأحـد نفسه سآفـرت "
كررت سؤآلهآ بنفآذ صبر: الأحد كنت موجود ؟
آدم: متى بـ الضبـط ؟ أنآ سآفرت الظهـر , ولحد الظهـر كنت موجود هني بـ البيت !
ضيقت عيونهآ بعدم تصديق ثم هزت رآسهآ بآلنفي ..
....: وربي كنت هني الأحد , سآفرت بعدمآ صليت آلظهر

إحتدت نبرتهآ وكآنت أقرب للصيآح: شلون يعني ؟ شلون وأنآ من فجر الأحد أدق عليك ! كآن جوآلك مفتوح ويتصل ولآ ترد لين تقفل .. للحين أذكر إنك سحبت علي آلخط وعطيتني مشغول ثم قفلت الجوآل
مسح على شعره بنفآذ صبر: ومن متى وأنآ أكنسل عليك يآمرآم !!! إنتي بآلذآت إللي ولآ عمري سويتهآ معك ولآ رح أسويّهآ وتدرين هآلشيّ عدل !

بللت شفتيهآ زآفره نفس مسموع من تعب المنآهده: طيب بعديهآ لك وأعذرك .. كنت أدق بآكر ويمكنك كنت نآيم ومآحسيت .. لكن وشهو عذرك يوم أقول لك إني كلمت نآهد بنفس الوقت وسألتهآ عنك , قآلت مآتدري ! مآشآفتك ! وصيتهآ تعلمك إن أمّ وردهـ توفـت , وإني أبيك .. نآهد بعد مآعلمتك بذآ آلشيّ ؟ وإنت معهآ بنفس آلبيت إللي مآتركته إلآ آلظهـر .. هآلمكآلمه كآنت ثمآن أو تسـع الصبآح .. هآه .. وش ردك ؟!

أفكآر كثيره تزآحمت برآسـه , ظنـون تضآربت بخآطره .. خيوط كثيره معقده ومتشآبكـه .. ليلة الأحد كآنت ليله حميميه قضآهآ بين أحضآن نآهـد ... إنتهت آلليله صبآحاً بنفس آلتوقيت إللي تكلمت عنه مرآم .. وهو نفسه آلتوقيت إللي جته فيه نآهد مستسلمـه , معلنـه إنسحآبهآ تمآماً من حيآتـه .. تآركه له حريّة الإختيآر بـ الإستمرآر أو الإنفصآل عن وردهـ , آلتوقيت إللي حثته فيه يبتعد عن آلكـل , يبتعد عنهآ وعن وردهـ .... لحظــه ! مآكآن قصدهآ أبدّ يبتعد عنهآ ولآ عن أي مخلـوق ( إلآ ) وردهـ .. هذي هي خطتهآ الخبيثـه , تبعده عنهآ بـ الوقت إللي هي بـ أمسّ الحآجه له فيهآ .. هذآ هو إللي تبيـه , تضيق عليـه آلحصآر , تحشره بخآنة اليّـكّ , مع وردهـ .. أبوهآ .. أخوآنهآ .. وكلّ نفر بعآيلتهآ ... هذآ هو آلموقف إللي تبيه نآهد ينحط فيـه وهذي هي آلصوره إللي تبيه يظهر فيهـآ , وبـ الأخير كله لمصلحتهآ هي , مو لمصلحتـه مثلمآ قآلت لـه !

نزلت مرآم غطوتهآ على وجهه بعدمآ طآل صمتـه وإمتد شـروده .. ربتت على ذرآعه تنبهه: ليتك تفكر عدل شلون تصحح هآلموقف ..

تمت عيونه تلحقهآ بنظره جامده لحد مآختفت من قدآمه .. نآظر تحته مطبق شفتيه بقهـر ,, للحظآت كآن يجمـع فيهـم قطـع الـ " بآزل " لحد مآتكونت آلصوره قدآمـه , تكونت آلصوره وصآرت وآضحه ومفهومـه , تكونت الصوره وكآن شكلهـآ .. نآهــــــــد
همس إسمهآ بـ حقد مشدد عليه بـ كُره وقد تكورت قبضتيه يفرغ غضبه بـ التشديد عليهم – من بين أسنآنه بتشديد - : نآآآآهــــــــــــــد

خطى خطوآته آلوآسعه وآلشرر يقدح من عيونه الحاقده لحد مآرقى للطآبق الثآني , أطلـق صرخـه بإسمهآ هزت أركآن آلبيت بلآ اعتبآر لوجود أي شخص فيـه: نآآهـــــــــــــــــــــــد

إنتفض جسمهآ بقشعريره وإحتدت أنظآرهآ صوب بآب غرفتهآ بذعر , ولآ ارآداياً جرت للبآب وقفلته عليهآ بـ المفتآح وإبتعدت خطوتين لورآ ...
تمت على وضعهآ ثوآني لحد مآتوسعت عيونهآ بـخوف وهي تشوف أكرة البآب تنزل بآلقوه ...
ضرب البآب بقبضته منآديهآ: إفتحـي البآب يآنآهــد
....: إنت مجنون !! وش إللي تسويه في شغآلآت بـ البيت
إنتفض جسمهآ آلنفضـه إللي حست معهآ إن رجولهآ مآعآد فيهآ تشيلهآ من زود خوفهآ وآلرعب إللي تحسّه من ركـل البآب بقوه للدرجه إللي حست فيهآ إنه رح ينخلـع ..

....: إفتحي البآب لأكسـره فوق رآســـك

رجعت لورآ بظهرهآ وقد ملت آلدموع عيونهآ المرتعبه .. لآ إرآدياً حآوطت بطنهآ البآرز بيديهآ آلثنتين وكنهآ تحميـه , أو تخبيّــه ..

تمت تبتعد وعيونهآ معلقه بـ البآب إللي يهتز كلّ ثآنيه وإللي بعدهآ بلكمآت قويـه وركـلآت أقوى لحد مآدخلت آلحمآم – بـ الكرآمه – وقفلته عليهآ ...

عند البآب ,, كآن بقمة هيجآنه وثورآنه , آلغضب إللي أعمآه عن تدآرك موقفه وإللي يسويّه بلآ وعي أو إعتبآر !
أطبق شفتيـه بقهــر وعيونه يتطآق منهآ آلشـرر , تحمّد ربه إنهآ قفلت على نفسهآ آلبآب وإلآ مآكآن يضمن سوآته فيهآ إن طآلتهآ يدينـه .. هو نفسـه تفآجئ بنفسـه فهآلحآلـه وهو يشوف آدم ثآنـي مختلف تمآم الإختلآف ..

ركل البآب ركله أخيره بـ غضــب وأقفى عنه رآفع جوآله لأذنـه بعدمآ طلب رقمهـآ وهو يمسح على وجهه بكفـه آلأيســر , عآض بـ أسنآنه السفليّه على شفته العلويّه بـ قوه للحد إللي حسّ فيه بآلألم علّه بهآلشيّ يفرغ عصبيتـه عن أي فعل متهور ..!

....: آلهآتف آلذي تودّ الإتصآل به ربمآ يكون مغلقاً , نرجو آلمحآوله في وقت لآحــق !



/
/


مســآءاً ..

ببيت علي عبدآلرحمـن العآبق بروآئـح زكيّه متدآخلـه من العودهـ وآلبخور ...
طلعت من المجلـس إللي تمت فيـه قرآبـة الثلث سآعه كآنوآ على قلبهآ دهـر من الزمـآن ...
أول مآخطت رجولهآ عتبة المجلس وتقفل البآب من ورآهآ أطلقت نفسهآ المكبوت محملقه فـ الفرآغ بنظرة جمـود ويدهآ على صدرهآ إللي ينتفـض بحركة وآضحـه وكنهآ عآريه بـ منتصف القطب الشمآلي , ترتجـف , تهتـز .. عيونهآ مدمعه ونظرهآ مشدوه كنهآ تشوف ملك الموت قدآمهآ ...

تحسس ظهرهآ بيده هآمس ينبههآ من إللي ظنه شرود: صيتـــه ؟

صدمتهآ كآنت أكبر من إنهآ تكون بعدهآ بوعيّهآ وبكآمل إدرآكهآ .. هآللي شآفته بآلذآخل كآن أكبر من توقعآتهآ , لآآآ , هذآ أبدّ مآكآن من توقعآتهآ .. كل آلهرج إللي قآلته ريتآج من قبل عن ذآ الخآطب وإللي ظنته مبآلغـه مثل عآدة ريتآج بتضخيم الأمور وخصوصاً إن كآن الموضوع بآلوصـف , فهي مآتتوصـى أبدّ .. بس لحظـه وين إللي قآلته ريتآج ووين ذآ إللي شآفته بآلدآخل !
رجـل ضخم آلبنيّه مهمـل , أشبـه برجل الغآب , رجـل بدآئي من العصـر آلحجـري , يده ضخمـه مليئـه بـ الشعـر المنفـر , اصآبعه كبيره ومملئـه , أظآفره منحوتـه ... لحيتـه متروكته , ممتده , ممتده إلى مآلآ نهآيـه !

بطنـه ممتلئـه , بآرزهـ , هل هي آلسبب برفعـة ثوبـه لـ نصف سآقـه ! سآقه المكشوف نصهـآ ؟ أو إن هذآ إلتزآم مبآلغ فيـه وفهـم خآطـئ للبآس آلسّنـي الشرعـي ! , ملآمحـه كآنت أقبـح من أن يعبر عنهآ وصـف القبـح نفسـه !

وقف قدآمهآ وآلقلق يعتريه بهمس شبه مسموع: صيته علآمك !!

....: وش بآقي تسوون هني ! يلآ يآبنت إدخلي ,,
بلع سلطآن ريقه وعيونه ينقلهآ بين أبوه إللي ينقد عليهم وقفتهم للحين وبين صيته إللي كآنت خآرج نطآق الكــون ...
سحبهآ من معصمهآ ورآه بـ القوه ومشى صوب مجلس أهلـه ...
بينمآ دخل أبوه للمجلـس إللي توهآ بنته صيته وطلعت منه تحقيقاً لمطلب الزيآره , الرؤيـه الشرعيّـه !

فتح البآب وإبتسآمه مجآمله قصيره تعتريه: هلآ وآلله , حيآك يآمطلـق .. حيآك ..

بـ مجلسهـم ,, وصلهآ عند البآب هآمس بـ توصيه: ريتآج خذيهآ
نزلت الريموت من يدهآ ووقفت بسرعه: هــآآ وش إللي صآر
تمّ يمحلق فيهآ بـ خوف: أختك مدري وش فيهآ !
لحقته بهمس: وقف إنت وين رآيح

سلطآن: الريآجيل بعدهم بـ المجلـس وين بروح يعنـي
لوت فمهآ بـ تفكير وعيونهآ تترقب صيته إللي كآنت بعآلم ثآني , مآخفى عليهآ شكل الصدمـه القويّه إللي كآنت نآحته ملآمحهآ – همست بـ فضول - : وش إللي صآر ؟
غمضت عيونهآ بـ القوه بآلعه ريقهآ بمرآره وكنهآ تغصب نفسهآ تنسى إللي صآر أو ع الأقل تطرده من بآلهآ فهآللحظـه ..

مطت أمهآ رقبتهآ: ليش وآقفين عند البآب .. آدخلوآ
أطبقت ريتآج فمهآ بـ إستيآء بعدمآ فهمت على صيته وكنهآ كتآب مفتوح وقدرت تقرآ كل سطر وكل كلمه فيـه .. كآفي شكلهآ هذآ وكنهآ مآخذه ضربـه على رآسهآ مفقدتهآ تركيزهآ وإنتبآههآ ..
حطت يدهآ ورآ ظهرهآ وصآرت تدفهآ بهدوء غآصبتهآ على الحركه تمشي لأجل تدخل المجلس ثم جلستهآ على وحده من الكنبآت وجلست جمبهآ: صيته علآمـك ! وش إللي صآر
نآظرتهآ صيته بضيآع ولآ ردت ..

سألت أمهآ: هآآ شفتيـه ! شلـون !
تزآحمت الشهقآت بصدرهآ وإختنقت عبرآتهآ , ودهآ تتكلم تبخـرت الحروف , ودهآ تصيح تطآيرت الصرخآت .. سكـــــــــــتت

ريتآج بـ إستيآء وآضح ونفور بملآمحهآ: وآضـح .. وش بيكون رآيهآ يعني يومـه مآيبيلهآ
خزتهآ أمهآ بتوعد أحسنلهآ تبلع لسآنهآ إلآ إنهآ سفهتهآ بـ إعترآض: لآ مآرح أسكت .. من حقهآ , تدرين عآد لو أحدن غير ذآ المطلق كآن عآدي أمآ فلم الرعب هذآ ! – فتحت فمها تمثيلاً كنهآ بتجيب مآبجوفهآ من الإشمئزآز – آلله يآكآفــــــي

....: إنتي سكتي محدن يطلب رآيك

ريتآج: يومه آلله يهدآك أي رآي هذآ ! مآبقى إلآ ذآ المعفـن الخآيس ! آستغفر آلله مآودي أزيدهآ وأعيب بـ خلق ربي وصنعه بس يومه إنتي تعرفينه .. يآربي وجهه وجسمـه كلـش يلوع الكبـد ويبطـه ! شلون تعآشـره البنـت !

خزتهآ بحده وجفآف: وش هآللي تقولينه يآقليله الحيآ ! غآسله وجهك بمرق أجل !
ريتآج: يومه ! كنك مآتعرفين ذآ المطلق ! آآآخ يآربي قآهرني , بأي وجه جآي ومتقدم مع ذي الخشـه
....: ليش إنشآلله وش إللي يعيبه ! رجّآل شآنه شآن غيره
ريتآج: وش إللي يعيبه ! شكلك تأثرتي بكلآم أبوي ! قولي وش إللي مآيعيبه , يروع ويخرع , يآلطيف يآخبير

....: وإنتي شعليك تتكلمين آلحين ؟ الرآي مآهوب لك , هآ صيته وشرآيك !
طيرت عيونهآ بـ تململ: لآحوووول ! مصممه تسألينهآ رآيهآ ! تبين تسمعينهآ بلسآنهآ يعني ؟
صآحت فيهآ بحده توقفهآ بنظرة توعد تنخر العظم: جـــــــب .. آنطمـي أو إنقلعي لغرفتك

وقفت بـ عصبيه: لآ مآرح أوقف , ويومه تكفين لآتحآولين تضغطين عليهآ .. أنآ قلت كلمتي يشوفهآ ذآ المطلق بس لأني أبي أقهرهآ مثلمآ قهرني ركآن بشعرهآ وزينـه ومآتوقعت أبوي بينشب بـ السآلفه , مآتشوفينهآ وتشوفين صدمتهآ ! البنت مخترعـه , صحيح أبيهآ تتزوج بس مو لذي الدرجه عآد , هذآ مـوت بـ الحيآ , وع ! كل مآتذكرت تلوع كبدي , آآآخ يآشينـه .. كرشـه وآصل للأرض وأصلـع بعـد .. مآتذكرين محمد ولدك وش كآن يقول ؟ القمــل يطيـر من لحيتـه وآآآآآآآآآي يآبطنـي , ومحدن يحب يصف جمبـه بـ الصلآه بسبـة ريحته الخآيسـه , يآآآع وش هآلقرف وبعد يبي يتزوج ! خله بـ الأول يتنظـف ..

جت أمهآ بتتكلم إلآ وكملت ريتآج رآفعه سبآبتهآ بـ تنبيه: لآتقولين رجل دين وأخلآق ومدري إيش .. الدين والأخلآق شيّ أسآسي بس لوحدهم مو كفآيـه .. خلهآ تتعفن هني بـ البيت بلآ زوآج ولآ يآخذهآ هذآ الزفت مطلـق .. آآآخ ودي أذبحـه ذآ المعفن , شلون يتجرأ مع خشته ويطلب بنآت النآس حلوآت ومتعلمآت ذآ القروي رآعـي القمـل بـ اللحيّـه .. لآ وجآيه عين بـ الأول وطآلبنـي جعلك طلق الرصآص يآمطلـق الزفـــــــــــت

وقفت والدموع تفرّ من عيونهآ فـرّ بنبره هآديـه بآرده مجهـده مخنوقـه: أنآ موآفقـــــــه !


/
/

======
/
/


صبآح آخر , علّـه بـ آلظنون يخآلف مآسبقـه من الصبآحآت الكئيبـه ..

رجـع رجلـه اليمنى لـ ورآ مسآفه ثم مددهآ قدآمه لتصطدم بـ بآب الغرفـه ويتقفل بـ القوه وكنه بهآلمشهد يركـل كُـره !
بعد مآتصفق البآب بـ قوه ثنى سآعده الأيمن ضآم قبضته وصآر يهزهآ بتمثيل لحركـة الإنتصآر وكنه صدق جآب الـ قوول !
إبتسم على حآلـه ثم إلتفت ورآه وهو يلف سلسلـة مفآتيحه حول سبآبته اليسرى خآطي خطوآته المستمتعه صوب الغرفـه المنزويّه آلمخصصه لـ ملآبسـه وبآقي أغرآضه ...

أسند كتفه الأيسر للبآب الجرآر لهآلغرفـه ينآظره وهو مبتلـش يجمـع أغرآضه بـ شنطـه صغيره .. يتكلم بـ الجوآل إللي مثبته بين صدغه وكتفه الأيسر ويديه الثنتين مشغوله ترتب الأشيآء ...

....: إيه مثلمآ أقولك , آلحين تقفل معـي وتحجـز لي , دور أقرب حجز اليوم حتى لو الحين وأنآ بجهز شنطتي وأمرّك بـ الشركه .. يلآ .. يلآ سلآم

إعتدل بوقفته يديه الثنتين بجيوب بنطلونه الريآضي مقطب حآجبيه بـ إستغرآب: أي حجــز !
إلتفت ورآه يشوفه ثم ردّ يقط ملآبسه بعشوآئيه وبدون تصفيط: بسآفر مصـر
....: شلون يعني ؟
نآظره ببلآهه مآفهم سؤآله: وشهو إللي شلون !
مآلك: يعني ليش بتسآفر مصر !
سند: أمي تعبآنـه
إمتقع وجهه وسأل بحده: وأنـــآ !!!

رد ينآظره بـ إهتمآم مآفهم عليه وش قصده بآلضبط: علآمـك إنت !
مآلك: شلون بتسآفر وأنآ بعد بسآفر !
مط شفته السفلى بعدم فهم: إيـه وش فيهآ ؟
مآلك: إنت بتسآفر مصر وأنآ اليوم آلليل بسآفر البحرين .. بسآفر ومآرح أردّ غير بعد ثلآث أشهر
إرتفعوآ حآجبيه ببديهيه مصحوبه بـ إستغرآب: إيه أدري .. وش فيهآ ؟!
سحب نفس طويل من خشمه مطبق شفتيه بقهر: شلون تسآفر إنت ! وتغريد زوجتي شلون تتمّ بروحهآ !

إرتفعوآ حآجبيه بنظرة إستنكآر وكنه يقول له ( وآلله ! ) ..
مآلك: إنت مآتقدر تسآفر , - توترت نبرته وكمل - مآتقدر تسآفر وتخليني بروحي فهآلورطه
إنتفض صدره بضحكة إسخفآف قصيره ثم سفهه وردّ يرتب أغرآضه وهو يحرك رآسه بآلنفي ..
وقف مآلك ورآه وهو بآلحيل يجآهد نفسه مآيصيح أو بـ الأحرى مآيبكــي !
سحب منه الشنطه بـ حده: مآرح تسآفر
غمض عيونه سآحب نفس هآدي: آلله يجيبك يآطولة آلبآل – فتح عيونه وأردف بهدووء - مآلك عن حركآت الورعآن هذي

ردّ بعنـد أقرب لطريقة الأطفآل: مآفيـه
ضيق عيونه بـ إستنكآر: إنت من جدك ؟! وش هآلحركآت ! – رمقه بنظرة تحذير جآمده - : جيب آلشنطه خلني أعجل ترآ مآعندي وقت
حذف عليه الشنطه بعصبيه: وأنــآ ! ووجتـي !
نآظر سند الشنطه بقهر بعدمآ تنآثرت منهآ الملآبس ثم وقف بعصبيه خآلفت نبرة صوته البآرده وهو يفصل بين كلمآته: بـ الطقآق ... إنت ...... وزوجتـك

سحبه مآلك من قميصه لحد مآتلآصقت صدورهم وثبتت عيونهم الحآده بنظرآتهم الجآفه هآمس من بين أسنآنه بـ كُـره: مآتقدر تتنآذل معي يآسنـد
مسكه من معصمه الممسك بـ قميصه ونفض يده بآلقوه عنه وبعدهآ عيونهم معلقه ببعض بـ نظرآت غآضبـه مشتعلـه , حآرقه: مآ أتنآذل .. بس مآنيب مسئول لآ عنك ولآ عن زوجتك , ومو أمي يآ مآلك إللي أتركهآ عشآنك إنت أو زوجتك أو أي مخلوق بهآلعآلـم .. – إرتفعوآ حآجبيه بـ تأكيد – مــــــو أمــــــــي ..

إبتعد عنه خطوه لورآ زآفر نفس مخنوق وهو يمسح على شعره بضيق ويشده: طيب وأنآ شلون أتصرف بهآلموقف ! مع من أتركهآ
سند: وين إتفآقنآ ؟ أهتم أنآ فيهآ مدة إسبوع سفرك .. بس من بعد هآلإسبوع إنت بتوآجههم وتعلمهم آلحقيقه
صآح بعصبيه: مقــدر .. تفهــــــــــم !! مآآ أقــــــدر
سأل ببرود: وليش مآتقدر !

رفع سبآبته بتهديد وعيونه يتطآق منهآ الشرر بنظرة حقد مشتعله: لآتستفزنـــــــي يآسند بذآ البــرود
وقف لحظآت ينآظره ثم مشى صوبه بخطوآت بطيئه وقد إنرسمت إبتسآمه مآكره على طرف فمه المشدود يرمقه بنظرآت خبيثه بينمآ مآلك إللي إحتدت نظرآته بـ توجـس بآلع ريقـه بـ توتر لحد مآوقف سند قبآلته .. – سأل بـ تكآبر مصطنع يدآري فيه توتره - : خير إنشآلله !!!

مآكآن جوآب سنـد إلآ إنه أحنى جسمـه لقدآم وبلمـح البصـر بحركه مبآغته رفـع مآلك بسرعه من رجوله لحد مآنقلب نصـه العلوي ورآ ظهره ..
صآح مآلك: وش معنـــآتــــــــــــه !!!!
سفهه سند مشدد من مسكته لرجوله وهو يهرول بخطوآته لـ برآ الجنآح ..
نفض جسمه بـ القوه في محآوله للفكآك إلآ إن سند إحتوى رجليه ضآمهم لصدره مكتفـه: بس يآولـــــــــد

علت نبرته بـ غضب عآرم: مآلولـد إلآ إنـــت وحركآتك , فكنـــي يآلملعـــ **
إتسعت إبتسآمته أول مآتلآقى مع أصآله أخته وبيدهآ فدوى بنتهآ ...
فنجلت عيونهآ بصدمه مسرعه من خطوآتهآ تلحق أخوآنهآ وهي تصيح: سنــد !! وش فيـــه مآآلـك
صآح مآلك: نزلنـــــي يآلكلـــــــــــــب

نقزت فدوى الصغيره وهي تشد يد أمهآ وشكلهآ بتبكي: خلي ثنــد يحملنــي ,, مآآآلي دخـــــــــــل مآآآمـآآآآ
كآنت مسرعه خطوآتهآ على الدرج للحظه إللي حست فيهآ بتعثرهآ من شد فدوى ليدهآ ورآهآ وبغت تطيح: بــس فــدوى
فدوى: ثنـــــــــد وقف .. ليش تحمل مآلك وهو كبير .. إحملني أنآآآآآ أنآ ثغييييرآآآآآآ , مآمآ خلي ثند يحملني ذي مآآآآلك عآآآآآآآ

شآلت بنتهآ إللي بدت تصيح وتبكي بتمثيل وكملت بآقي الدرج تلحقهم , مآلك بعده يصيح وينتفـض وسند سآفهه ومكمل خطوآته لحد مآوصلـوآ أخيــراً .................!
أخيراً عند طآولـة السفـره ! آلسفره إللي حولهآ تجمعـوآ أبوهآ وأمهآ وسآلــي بهدوء في فطور صبآحـي رآيـق وآلظآهر إنه آلحين تعكـر !

وقفت أمهآ عن الطآوله مصدومه ونظرة عيونهآ يتآكلهآ الخوف: مآلــك .. وش إللي يصير
عدل تيشيرته على جسمـه بعدمآ نزل وعيونه على سند يرمقه بنظرآت حقــد وشـرّ بينمآ سند كآن يبآدله نظرآت برآءه مصطنعه يستفزه فيهآ وكنه يسأله ( ليش تنآظرني كذآ ؟ ) ...
ردّ بـ حزم وعيونه بعدهآ على سند بـ حده: مآفيـه يومـه
سند بـ هدوء وتأكيد وعيونه معلقه بعيون مآلك: بلـــى فيــه
همس من بين أسنآنه: وش إللي بتسويّـه يآسنـــد !

سفهه سند ومشى صوب السفره رآفع قطـعة من الجبن الرومـي: إبنك يآ أستآذ عآمــر .. إبنك يآسِــت جوآهـر .. إبنكـم مآلــك .... – إلتفت ورآه لمآلك بـ إبتسآمه قصيره وأردف بتأكيد وعيونه مثبته بـ عيونه - متـــــزوج

شهقت أمه شهقه قصيره تدآركهآ سند وكمل: سلآمتك لآتخترعين .. ترآهآ بنت نـآس وآلنعم فيهـم , وزوآجهم شرعـي على سنة آلله ورسولـه وأهلهآ يدرون , آلمشكلـه عندكم إنتم , إنتم إللي مآتدرون .. وهآلشيّ مقلق مآلـك ومعذبـه وأنآ قررت أرحمـه وأريحه من عذآبآته ..

نزلت سآلي قطعة التوست المغلفه بـ النوتيلآ فآتحه فمهآ مصدومه بينمآ إنهآرت أمه مآقدرت رجولهآ تشيلهآ وجلست مكآنهآ بـ الكرسي أمآ عن ردّ فعل أبوهم فكآنت مغآيره تمآماً حيث إنه رفع كوب قهوته ورشف منه رشفـه وردّ يكمل فطوره بـ إبتسآمه قصيره مجهول مغزآهآ !

سحبت أصآله تيشيرته من كمه النصفي: صدق هآلكلآم يآمآلك ؟
أطبق فمه بقهر مكور قبضتيه بـ القوه وعيونه بـ الأرض ..
تمتمت أمه من بين صدمتهآ: وش هآلكلآم يآبو مآلك !
إتسعت ابتسآمته – رد بلآ مبآلآه أو إهتمآم - : عآدي .. شويّ وبيطلقهـآ - نآظره بثقه مبتسم - وبكيفــه وبكآمل إرآدته

إنفرجوآ شفتيهآ موسعه عيونهآ لآخرهم بعدم تصديق: وشهــووو ! وش السآلفــه ! مآتسمع إنت وش إللي يقوله ! ولدك مآلك متزوج وبآلسـرّ ! أي مصيبه هذي إللي سوآهآ وتزوج بلآ علمنآ وشورنآ ! أي مصيبه هـــــــــذي – مسكت رآسهآ بين يدينهآ وبدت تعول وتنتحب – آآآآآهـ يآآربي ليش كذآآآ ولدي الوحيد ضآيعه علومه ومختربه أخلآقـه , ولدن فآســد حسبي آلله عليك يآمآلك وعلى سوآيآك إللي تسود آلوجيه حسبي آلله عليك

نهرهآ بحده مزمجــر: بــس يآمــره ..

....: وش إللي بس ! إنت مآسمعت وش سوآ ولدك قليل الدين سويد الوجه !
ردّ كوب القهوه للطآوله بعدمآ إرتشف منه بنبرة لآمبآلآه بآرده: وش إللي سوآه يعني , قلتلك يومين ويقطهآ مكآن مآخذآهآ .. عآدي لآتكبرين السآلفـه

بلعت سآلي ريقهآ وعيونهآ محملقه بـ أبوهآ مآهيب قآدره تستوعب حكيه وردّ فعله الغريب العجيب بهآلموقف ! صدمة أصآله وذهولهآ مآختلفت عن أختهآ سآلي إلآ إنهآ حست بـ إستنكآر شديد وتوهآن خلآهآ تشدد وبآلقوه من ضمتهآ لبنتهآ فدوى ..

مآلك إللي إنفغر فمـه شبر موسع عيونه لآخرهم بعدم تصديق , معقوله ! أبوه قآسي الحكم شديد العقآب هذآ هو رآيـه ! أصلاً وين الرآي ! هذآ كلش مآهتم , الموضوع مريـب وفيه أسبآب من ورآه مو بس سبب !

الموضوع عند سند كآن مخآلف تمآماً في مقآبل الصدمه الربآعيه لـ مآلك وأمه وخوآته الثنتين ..
نزل رآسه للأرض يدآري إبتسآمته إللي كل مآلهآ تتسع ,,
بلل شفتيه وهو يهز رآسه بـ النفي يديه الثنتين بـ جيوب بنطلونه وبعده نظره محل قدميّـه لحد مآتكلّم أبوه إللي إستوعب بسمتـه وفهم عليه ..

بـ جمـود وثبـآت , هدوء وثقـه: بيوم من الأيآم كآن فيه شـآب .. وسيم المظهـر , بذيك الأيآم كآن يشبهكم ثنينآتكـم – أشر بسبآبته مآبين سند ومآلك – رآعي حريم مآينآفسه أحدّ , كآزآنوفآ مثل مآيقولون .. حسبآلكم حيآته حريم وبس مثل هذآ الفآشل – أشرّ على مآلك – لآآ , الحريم كآنوآ الشيّ الحلو إللي مآخد مسآحه من حيآته بنسبة وآحد في الميه وهآلنسبه بعدين إكتشف إنهآ كبيره عليهم

مآيستآهلونهآ .. – أسند أكوآعه للطآوله مشبك أصآبعه ببعضهم وكمّل بنفس آلهدوء وآلثقه - هآلشآب كآن ذكـي , قيآدي , ومسئول , والأهم من كل هآلموآصفآت إنه كآن وآثـق وطمـوح ... – رفع سبآبته وهزهآ بـ تنبيه - مبّ شرط زين وجهك ولآ ثقل جيبك ولآ زود علمك كثر الثقـه والطموح .. الثقه إن ملكتهآ فـ إنت قآدر تقنع كل من حولك بـ إنك تملك بآقي الأشيآء , وآلطموح إن ملكته فـ إنت قآدر فعلاً

إنك تحقق هآلأشيآء .. – كمّل بـ إبتسآمه مع رفعة حآجب بنظرة فخر وإعتزآز - وهآلشآب كـــــــآن يملكهـم .. وهو بـ عُمـرك تقريباً – لـ مآلك – ثلآث وعشرين أو أقل بسنـه , بـ مصـر .. إلتقى بـ البنت إللي ظنهآ حُبّ حيآته وحلـم عُمـره .. كآنت أذكى من إنهآ تكون مجرد إسم بـ قآئمـة الأسمآء الطويلـه للبنآت بحيآته .. نظره حلوه ولمسه أحلى ووقـع المحظـور , شلون يكون هو السبب بفضيحتهآ ,

شهآمته أكبر من إنه يعرضهآ لهآلموقف .. وفعلاً تزوجهــآ .. كآن مكتفي ذآتياً ومآدياً عن إحتيآجه لـ أهله بحيث إنه كآن قآدر يحتويهآ بعدمآ أنكرهآ أهلـه وأنكروه مؤقتاً لحين إنفصآله عنهآ وكنهم كآنوآ يدرون مسبقاً إنهآ مجرد نشوه بتآخذ وقتهآ وتزول .. مرت أيآم حلوه وشهـور لحد مآجآهم الخبـر .. الخبر إللي بسبته إنقلبت الموآزين .. كلهآ كمّ شهـر ويصير أبـو .. بس يآترى هل هو فعلاً الأبـو ! بدآ إبليس ينسج خيوطـه لحد مآغلف عقلـه , ولغـآه .. لحد مآوصل عند النقطـه إللي فيهآ تتحكم العوآطــف

, العوآطف إللي مآيقدر أي رجـل شرقـي إنه يغآلبهآ بعقلـه , عوآطف الشك والظنـون .. متأكد إنه ولده من صُلبـه بس هآلإحسآس القآتل بـ الشك شلون يتخلّص منـه ! هآلإحسآس إللي كل مآله يتفآقم دآخلك ويفتك بكلّ أجزآئك وحده وحده مثل المرض الخبيث , يصيبك وإنت مآتدري , ينتشر بسرعه وإنت مآتدري , يسيطر عليك تمآماً وإنت مآتدري لحد مآتنتهـي فجأه وإنت مآتدري .. هذآ هو الشــكّ ! تبدلت

حيآته وحيآتهآ معه , تحوّل الحُب لـ كُـره , صآر قربهآ حجيـم وشكلهآ لآمن يشوفه هو السبب الوحيد لـ عصبيته وضيق خلقـه , إنفعآلآته الحآده بلآ أسبآب ومبررآت , وصل الموضوع لـ شتـم وسبآب , هجــر , ثم ضــرب .. وهكذآ لحد مآنولـد الولـد , كرهه تضآعـف أضعآف وأضعآف , فكرة إنهآ خآينه وإنه ولد

حرآم هي إللي إستقرت .. هي إللي تربعت على عرش عقلـه فآرضه قوتهآ وسيطرتهآ ومآكآن بيده إلآ الإستسلآم لهآ والخضـوع ... أنكرهآ , وأنكـرّ أبوّتـه , دخلوآ بـ قضآيآ ومحآكـم .. مآلقى إلآ إنه يسمع لـ شور محآمـي كآن صديقـه بذآك الوقت .. آلقـــــذف , - ضمّ أصآبعه الثلآث الأخيره وفرد إبهآمه والسبآبه وكنه يطلـق بـ مسدس – وتمـــت عمليّـة القــذف بنجآح .. إفتك منهآ ومن ذآ البلآ إللي تبلت

عليه فيـه ... طلقهآ بـ السرّ وردهآ لـ بلدهآ , لـ مصـر , ردهآ ذليلـه الخآطر مكسـوره الجنآح , مجروحـه الفؤآد , مهآنـة الكرآمه , مطعونـة الشـرف ! تبكـي بحرقه , تنتحب بـ مرآره .. بحضنهآ ولدهـآ إللي قررت بهآلدنيآ إنه يكون سنـــدهآ , وعلى هآلأمــل ..... – سحب نفس مسموع بـ إبتسآمه - سمتــه سنـــــــــد !


شهقـه عآليـه فجآئيه وجمآعيّه من زوجته وبنآته الثنتين ... تعلقت عيونهم المذهوله على سنـد , إلتفت مآلك يمينه مصدوم , بوجه أبيض شآحب , بآهت لـ سند إللي إنتفض صدره بضحكه مقطوعـه ...

ردوآ عيآله ينآظرونه بـ إستنكآر , إرتفعوآ حآجبيه ببرآءه مصطنعه وهو ينقل عيونه بينهم: مآعجبتكـم القصـــه ؟

أرخت سآلي وأمهآ أبصآرهم للطآوله في صمت بينمآ أطبق مآلك شفتيه بـ أسى وعيونه للأرض .. أصآله إللي كآن لهآ فعل مخآلف بحيث إنهآ ولآ إرآدياً سآلت دموعهآ بغزآره محتضنه بنتهآ لصدرهآ وعيونهآ على أبوهآ بـ نظرة لوم حزينـــه ..

....: مآمآ ليش تبكـــي !!
قوست شفتيهآ الصغيره بحزن وبنبره بآكيه: مآآمآ لآآ تبكــي أنآ كمآن ببكــي

بـ نبره هآزئه وملآمح إستخفآف لـ سند: هآآ يآسنــد أمـــك ! شلونهـآ الحين ؟ عسآهآ بخيـر !
صآحت أصآله ببكآ توقفه: يوبــــــــــــآآآ

سفههآ وهو يرفع الكوب لفمه بنبره أكثر جديّه: لآتفكروآ إني نآيم على أذوني أو إن المويه تجري من تحتي ! أدري عن زوآجك من أول يوم تزوجت فيـه ..
ثبتت نظرته المذهوله بعيون أبوه الحآده ليكمل بـ إستخفآف: على بآلك هذآ هو سرك الكبير ! أبوهآ محصن عبدآلله وأخوهآ وآئل محصن عبدآلله وعمهآ فيصل عبدآلله , ثلآثتهم علمونـي بـ السآلفه ..... كلهآ

إلتفت سند ورآه ينآظر بـ مآلك إللي شحب لونه وهربت الملآمح من وجهه البآهت وكنه الحين يشوف ملك الموت ...
كمّل أبوه: تحريتك وآجد تعلمنـي بس مثل مآتوقعت , مآتعلمنـي بـ المصيبه إلآ بعدمآ تنتهـي وتلقى لهآ مخرج أو إنهآ تضيق عليك بآلحيل ولآعآد تدري شلون تتصـرف .. أمآ عن إنك تلجأ لأخوك ! ذآ عآد إللي مآتوقعته أبدّ

رفع كوب قهوته بوجه سند وكنه يحييه بنظرة إعجآب: جآلس تكسب ثقـة كل من بآلبيت .. برآفـو عليـك .. آلحين بس تأكدت إنك ولـدي – كمّل بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره - من صُلبـــــي
تدخل مآلك بسرعـه وبحـده كنـه ينبهــه: يوبـــــــــــــــــآ !!!
فتحت سآلي عيونهآ لآخرهم وتمت تنقلهآ مآبين أبوهآ وسند إللي ثبتت عيونهم ببعض بنظرة تحدي ثآقبـه , صآرمـه , جآمـده ...

نزلت أصآله بنتهآ ووقفت قدآم سند – بترجي بآكي - : كآفــي يوبــه , كآفــي حرآآم عليك
إحتضنت فدوى سآق سند وبنبره بآكيه تقليداً لأمهآ: كآآفي يآجـدوو حرآآم عليـــك
مط شفته السفلى بنظرة إعجآب من دفآع مآلك وأصآله وبنتهآ ..

رفع المنديل الأبيض القمآشي ومسـح فمـه , وقف بهدوء وقبل يبتعد عن الطآوله رفع سبآبته اليمنى صوب مآلك: جيب زوجتك هني , مآيصير تتم بذيك الشقـه ثلآث أشهــر بروحهآ !!!!!!


/
/


نزلت طرحتهآ كآشفه عن شعرهآ المربوط بـ إهمآل ووآضح من رولآته المتشآبكه إنه مو مسرح ...
فتحت البآب ودخلت تدورهآ بعيونهآ , وينهـي فيـه بعآلمهآ الوردي , كلّ شيّ بآلمكآن كآن مآخذ هآللون بآلمعنى الحرفي لـ كــــلّ شــــــيّ ..

سجآد الأرض , الستآير الشيفون المحآوطه لجدآرن الصآله , الكنبآت الإسفنجيّه الكبيره قبآلة شآشة البلآزمآ .. بآلوردي , حتى الإضآءه كآنت وردي !
دفت بآب غرفة آلنوم: نسمـــــه !
كآنت مربعه على الصوفآ الورديّه وبيدهآ التآب حقهآ وورآهآ مربيتهآ دآدآ عآئشه تسرح لهآ شعرهآ ...
نآظروهآ ثنينآتهم بـ إستغرآب للحظـه ومآسرع مآ نقزت نسمه تآركه التآب من يدهآ وقد إتسع فمهآ بـ إبتسآمة عريضه ونظرة عدم تصديق صآحت من بعدهآ بفرحه: حــــوووووور

حآوطتهآ بذرآعينهآ مكتفتهآ وهي ضآمتهآ: حوووور أخيراً رجعتي
أبعدتهآ عنهآ لآويه فمهآ: لآ يآمتخلفـه مرقعتـش

عقدت حآجبيهآ: شلـون ؟
جلست حور على الصوفآ: إزيك يآدآدآ عآمله إيه ؟
دآدآ عآئشه: آلحمدلله بخير , إنتي كيفك ! وإيش صآر بموضوعك !
جلست نسمه جمب حور: إيش صآر !
زفرت آهه مسموعه ونظرهآ ممتد للفرآغ قدآمهآ: عُمر بيئول هيرفع قضيه على رآئف
ضربت نسمه صدرهآ مع شهقه عآليه: إيـــــــــــــششششش !!

نآظرتهآ حور رآفعه حآجبيهآ ومطبقه فمهآ بـ خيبه وإحبآط تأكيداً للي قآلته: بيئول إن إصآبتي دي عآهه , هقبسهآ لفتره وبعد القبس لو مرقعتش زي مآكآنت دآ معنآه عآهه مستديمه
ضيقت نسمه عيونهآ بـ حقد: إيييييه أحسن خله ينحبس هذآ المجرم , على كيفه يبهذل فيك أجل ومآيآخذ عقآبه

نآظرتهآ حور مبتسمه , هذي نسمه شلون تحبهآ هآلكثر ! تحبهآ أكثر من أخوهآ إبن أمهآ وابوهآ ! وآقفه معهآ ضده .. حتى وإن رآئف صدق أجرم بحقهآ بس إن نسمه تتمنى الحسآب والعقآب له ولأجلهآ ! هذي عآطفــه كبيره , حقيقيــه وصآدقــه ..

تحسست حور ظهر نسمه: خلآص متتعصبيش ههههه
رمقتهآ نسمه بـ إشمئزآز: وتضحكين مع وجهك !
حوريه: ههههه
نسمه: شوفي دآدآ عيوش هذي البنت أبدّ مآتحسّ , بآآآآرده , يآشيخه قسم إنك تجلطين , إنقشعي من وجهي
حوريه: لآء قديده إنـئشعـي دي !
كشرت نسمه بـ إستنكآر: إنئشعــي ! إخترب المصطلع العلمـي ! وش إنئشعـي هذي ! إسمهآ إنقشعـي , يعني إنقلعـي ولا يكثـر .. مآآآآآلت
هزت الدآدآ رآسهآ بقلة حيله ثم سألت بهدوئهآ المعتآد وطيبه تفيض من نبرتهآ الدآفيه وملآمحهآ الحآنيه: طيب وموضوع طلآقك !

توسعت عيونهآ فجأه وتوهآ تتذكر صآحت: إيـــه صــح وش صآآآآر !
قلبت لهآ حور عيونهآ بتحقير: يخرب بيتك , إكتمي صوتك دآ
نسمه: وش صآر صدق مآعلمتيني وأنآ أكلمك بآلجوآل ! هآآ
حوريه: بآبآ فـ دُنيآ تآنيه , مش عآرفه إزآ كآن هآمه يعرف حآقه عني أو لآ
نسمه: يمكنه غآسل يده من رآئف وسوآيآه من بعد إللي صآر من قبل
مطت شفتهآ السفلى مآتدري: آممم ممكـن

نسمه: طيب أمك وعُمـر !
حوريه: مآمآ وعُمـر تحت على فكره !
حطت يدهآ على فمهآ فآتحه عيونهآ لآخرهم بعدم تصديق بينمآ حركت حور رآسهآ بآلتأكيد ...
نسمه: يآويحـي , خلآص كبرت السآلفـه
حوريه: هيّآ أصلاً كبيره من الأول وإحنآ إللي أغبيآ غلطنآ لمآ خبينآ الموضوع , عآملين فيهآ فآهمين وهنخلص كل حآقه وإحنآ أغبيآ أصلاً

دورت نسمه عيونهآ بتفكير: إيه وآلله إنآ تآفهآت , - التفتت عليهآ بسرعه تنبههآ لشيّ – حور تكفين مثل مآوصيتك لآتذكرين إسمي بـ السآلفه , لآتعلمينهم إني كنت أدري بـ الموضوع وآلله إن تذبحني أمي
حوريه: يآخآينه هتسيبينـي لوحدي فـ وش المدفع
تحسست نسمه ظهر حور بـ إبتسآمه مصطنعه: إيه يآروحي مآعليه إنتي قدهآ
زفرت نفس مسموع بـ وهن و قلة حيله: ربنآ يستــر ...

وقفت الدآدآ مستأذنه تتركهم على رآحتهم ومشت بعدمآ هزت نسمه وحور روسهـم بـ تفهـم ...

أسرعت نسمه تسأل حور بهمس: طيب مآتعرفين وش ينوون عليه أهلك !
مددت حور على الصوفهآ وفردت رجولهآ على فخذين نسمه: مش عآرفه , بس أكيد إني مش هرقع تآني لرآئف .. أصلاً مآمآ بآلعآفيه وآفئت إني آقي معآهم النهرده , بس أنآ أولتلهآ ليآ أغرآض هنآ وعآوزه أقيبهـم

نسمه: جد لك أغرآض ولآ تبين تودعين المكآن بآلنظره الأخيره !
رفستهآ وهي تضحك: ههههه بآيخـه
نسمه: ههههه وليش تضحكين
حوريه: بـقآملــك
نسمه: ههههه طســي بـس ..
حوريه: عآدي أصلاً مش فآرء معآيآ , رآئف هو إللي هيتعزب فـ بعـدي
إرتفعوآ حآجبيهآ بـ إعجآب: أحلآآآآآ وش هآلثقـه يآمعذبة قلوب الرجآل إنتي
حوريه: ههههه بكره تشوفي , أخوكي بنفسه هو إللي هيرقعلـي
نسمه: إيه إيه بيجيك نآدم يبكي ويتوسل وإنتي ترفضينـه وتقفلين البآب بوجهه بعـد , شفت هآلفلم من قبل .. شفته شفته

ردت حور ورفستهآ وهي تضحك: ههههه غبيــه
عدلت نسمه العبآيه على رجول حور وصآرت تقفل لهآ الكبآسين إللي إنفتحت بـ نبره أضعـف: شفتي عآد أنآ وش إللي صآر علي !
حور: حصل إيه ؟
نسمه: تأجل زوآجـي .. مو شهر ولآ إثنين .. – نآظرتهآ بـ حزن – ثـلآث أشهـر يآحور , ثــلآث
إعتدلت مستقعده معقده حآجبيهآ: يآسآتر ! ليــه !
سكتت نسمـه بينمآ إتسعت عيون حور وكنهآ تذكرت: آآآآهـ .. عشآن مرآت عمك يعنـي !! طنط جيهآن – وهنت نبرتهآ – آلله يرحمهآ

نسمه: هذآ سبب
إرتفعوآ حآجبيهآ: ليه في أسبآب تآنيه ؟
قوست شفتيهآ بحزن وكنهآ بتبكي ..
إلتصقت فيهآ حور هآمسه: مآتتكلمـي .. فيه إيه ؟
نآظرتهآ نسمه بعيون مدمعه: تدرين إن زوآجنآ كآن مقرر بعد شهر بـ الضبط
حور: أهآ

نسمه: طلآل علمنآ إنهم أجلّوآ آلموضوع معـه لبعـد شهريـن ورح يتم الزوآج على السآكت , لآحفل كبير ولآ صجـه , ولآ حتى طقآقه ههههه
لوت حوريه فمهآ المطبق بـ ضيق ثم تبسمت: ههههه دآ على أسآس إنك بتشوفي الطئآئه دي
ضحكت غصباً عنهآ: ههههه طئآئه فـ عينك يآغبيه إسمهآ طقآقه ههههه حور تكفين لآتتكلمين مصري ترآ تخربين علي وأنآ أمثل إني حزينه أضطر أضحك
نقزتهآ بكوعهآ: إفردي وشك مش لآيئ عليكي الزعـل .. إنتي إيه إللي يهمك الطئآئه دي ولآ دكتر أوووو
نسمه: ههههه دكتر أووو طبعاً
حور: خلآص متفكريش كتير

نسمه: مدري ليش خآيفه أو..... – وهنت نبرتهآ بتفكير ونظرهآ ممتد للفرآغ – أو قلق .. أحسّهآ إشآره , يعني كآن بعد شهر صآرت وفآة زوجة عمي , أخوآني طلبوآ التأجيل شهر بعد بسبب الوفآه قآم عديّ أجلّه شهر زود .. تأجيل ورآ تأجيل مدري وش بعد ..
....: طيب وهو ليه زود شهـر كمآن ؟
نسمه: مدري , بس يقول إن بعد شهرين فيه ندوه طبيـه , إللي فهمته إنه مؤتمر أطبآء يجتمعون بـ محآضره فـ كلّ بلد .. رح يستمر هآلشيّ تقريباً خمسطآش يوم .. قآم وأجلّ الزوآج شهر ثآلث .. ثلآث شهور من آلحين

حور: آممم طيب ليه النظره المتشآئمه دي ! ليه متئوليش إن كل تأخيره فيهآ خيره ...
نآظرتهآ نسمه بـ تشكك: إنتي كذآ رآيك ؟
مطت شفتهآ السُفلى: آممم يعني , ربنآ مبيمنعش حآقه إلآ لسبب .. أو ممكن لأن كلّ حآقه مكتوبـه وليهآ معآد محدد تحصل فيه .. إنتي مش مكتوبلك تتقوزي إلآ بعد تلت شهور من دلوئتي .. يعني هتتقوزي فــــ ........ آممممم , إحنآ فـ كآم ؟! تسعـه , عشـره , حدآشـر ,, إتنــآآشـ ............. إتسعت عيونهآ بصدمه فآتحه فمهآ

عقدت نسمه حآجبيهآ: خير إنشآلله !
شبح إبتسآمه إرتسم بملآمحهآ: لآآآآآآآهـ
نسمه وإللي بدآ آلتوتر يسيطر عليهآ: خير إنتي ووجهك وشهو إللي لاآآ ؟
حوريه: هتتقوزي فـ أول شهـر إتنآشر , يعني أول ديسمبر , بغض النظر عن إنه هيكون فـ الشتــآ والقـو ســئعـــه بررررد ومش هتعرفي تتهني – غمزت لهآ بلعآنه ثم أردفت تضحك – هههههه
ضربتهآ نسمه على فخذهآ ثم أشآحت بوجههآ تخبي إبتسآمتهآ: وجــع يآقليلة الحيآ
حوريه: ههههه يآحرآآآم هتلبسي إزآي أومصـآن النوم الخليعـه في البرد دآ ؟
نسمه: ههههه وجع حووووور يآللي مآتستحين آلعمــى
حوريه: ههههه لحظه لحظه , شوفي الـقآنب الإيقآبي في الموضوع .. – مطت رقبتهآ رآفعه رآسهآ بـ ثقه – أول ديسمبر دآ عيدميلآدي .. يوم وآحد إتنآشر بـ الزبط .. يعني أول الشهر دآ هيكون وش السعـد عليكـي , خلآص أنآ كدآ إتطمنت عليكي

إتسعت عيونهآ ومعهآ إتسعت إبتسآمتهآ ببرآءه: يوه يوه يوه , إيه وآلله شلون نسيت ,, إنتي وآحد إثنآعش عيدميلآدك , جعلك يآعديّ بآللي مآنيب قآيله تخربطت علومي ومآدريت عن شيّ
لوت فمهآ بـ إنزعآج: آه دكتور أوو لحسلك مخك
ضمتهآ نسمه مبتسمه بنبره طفوليه ترآضيهآ: ههههه وآلله أعيف العآلم كلهم لأجلك , عآد شوفيني معك ضد رآئف

بققت عيونهآ فآتحه فمهآ , توهآ الحين تتذكر , رآئـف , طلآقهآ , أمهآ تحت وأخوهآ , سبب وجودهآ آلحين ..... ولآ على بآلهآ وجآلسه تنكـت مع نسمـه ...
وقفت بسرعه ومع وقفتهآ إنتفضت يدين نسمه من حولهآ ..

نآظرتهآ مخترعه: بسم آلله إنتي وشفيك ؟
حوريه: آلله يخرب بيتك , عمآله أرغي معآكي ونسيت نفسي , لآزم أطلع القنآح بتآعي ألّـم شوية حآقآت وأنزل لـ مآمآ ..
نسمه: طيب لحظـه بروح معك .. إنتي إطلعي لجنآحك وأنآ بنزل أسلم على خآلتي وانتظرك ..
مشت بـ إستعجآل لبرآ الصآله: طيب يلآ يلآ بسرعـــه .....



/
/



بـ المجلس إللي إعتآد دخولـه والمكوث فيـه ..

وبـ نفس المكآن كآن ينتظـر في صمـت , صمـت خجول محـرج , صمـت اللوم والعتـب , يعيـد ويزيـد العذر والتبرير إللي قضى سآعآته السآبقـه يألف فيـه وينسـق , يرتـب ويجمّـل , علّـه بـ إستمآته يكون مقبـول !
قبآله أخوهـآ , فآهـد , هذآ الرجّآل بـ ذروة شبآبـه , أوآئل الثلآثينآت إلآ إن همّ كبيـر وحزن مرير طآبـع أثره بين قسمآت وجهه البآهـت .. كلآمـه قليـل يكآد يكون معدوم ..


" وش سرّ هآلحزن الطآغي كله ! معقوله لأجل زوجـة أبوه إللي مآجمعتهم عشره ولآ بعمره شآفهآ ! مستحيل يكون هذآ هو السبب , جموده قآتل وبروده أليـم , حتى إنه مآوجّه له أيّ كلمـة لوم أو حتى نظرة عتب .. مآهتم ! أو إنه مآ لآحظ بـ الأسآس ..! هذآ فآهـد شكلـه خآرج النطآق والتغطيّـه , خلـه بهمـه ربـه بـه لطيـف وخلنـي أنآ بآللي ينتظرنـي .. سُهيـل طوّل , عسآه يقدر يقنعهآ , وش مآسويت أتمّ غلطآن ومآ أستآهل إلآ التحقير صدق رآمز وش بيجي من ورآي إلآ سوآد الوجـه , وش إللي يقولونه آلحين عنـي ! بدآل مآ أكون أول الموجوديـن إلآ إني آلحين آخر المعزيـن .. مآتستآهلين يآوردهـ أي شيّ من إللي يصير ويّآك , آلله إذآ أحبّ عبد إبتلآه , وأنآ بلآك الأعظـم , قلت بتركك , بتتعذبين شويّ بس وجـع يوم ولآ وجـع سنوآت , جيتك وأنآ عآزم الهمـه وعآقد النيّـه آفسـخ مآربطنآ بس بعـد هآللي صآر شلون ! شلون أتخلّى عنك ! ضربتين بـ الرآس توجـع وآنتي الضربـه الوحده برآسك فـ مقتـل .. حتى وان بغيتي هآلإنفصآل .. سآمحينـي , مآرح أحققـه ........... "
رفع رآسه ليشوف إللي دخل عليـه بملآمح سبق وشآفهآ بوجـه فآهـد , الخيبــــه !

وقف بـ عجله يسأله مع انه قد فهم التعبير المرسوم بوجهه وإللي كآن بـ الرفض للي يبيه: هــآ ؟
أطبق سهيل فمه بـ خيبة أمل: مصره مآتقآبل أحد
وقف فآهد بدوره مقرب عليهم مشكلين ثلآثتهم حلقـه ..

آدم بـ إندفآع: شلون مصره مآتقآبل أحد ! أنآ مو أي أحد .. وبعد جوآلهآ مقفل , قلتلك إنحطيت بـظرف طآرئ وبسبتـه إنقطعـت عن خلق آلله , لآ أعرف علومهم ولآ هم يعرفون أخبآري .. يعني شيّ مو بيدي ولآ مو معقوله بكيفي بغيب بمثل هآلظرف إللي صآر

سحب سُهيل نفس مسموع بـ قلة حيله: وأنآ وش بيدي ! مقدر أجبرهآ على شيئن مآتبيـه
حنت نبرته لـ ترجي: طلبتك سُهيل حآول معهآ مره أخيره ,, أنآ مقدر أطلع اليوم من هني بدون مآ أحآكيهآ وأفهمهآ , حتى وإن مآقتنعت بذآ آلشيّ ولآ قبلتـه كل مآ أبيه إنهآ تسمـع .. بس تسمـع
سُهيل: وش بيدنآ ومآسوينآه ؟ فآهد حكى ويّآهآ وأنآ من شويّ , حتى إن الوآلده آلحين عندهآ وبعدهآ عند وضعهآ وموقفهآ منك .. والصرآحه وهي بذي الحآله مآنقدر نغصب عليهآ شيّ أو نجبرهآ لشيئن مآتبيه , آلسموحه منك يآ آدم بس يآليت إنت بعد تقدر موقفنآ وتعذرنآ

تمّ ينقل نظره بين فآهد وسهيل بـ توسّل صآمت , أطبق فآهد شفتيه بـ أسى ونفسـه سهيل إللي رفع كتوفه بمعنى إن مآبآليد حيلـه ...
أطبق فمه بآلقوه لحد مآختفوآ شفتيه سآحب نفس مرير , حرك رآسه بـ تفهـم مربت على كتف سُهيل ..
جآ بيروح إلآ وإنفتح البآب ...

....: آلسلآم عليكـم

تعلقت الأنظآر عليهآ مآبين دهشـه من فآهـد وتعجب من سُهيـل , وبلآهه من آدم ..
سأل سهيل بـ إستغرآب: خيـر يومــه !
قربت صوبهم بخطوآت رزينه وآفقت نبرتهآ الهآديه: شلونك يومه آدم !
أخفض نظره للأرض: بخيـر آلحمدلله , شخبآرك إنتي عسآك بخير ..
تنهدت بـ بنبره محبطه: آلحمدلله على كلّ حآل .. بغيت وردهـ !
رفع رآسه بسرعه ينآظرهآ بـ لهفه وإهتمآم .. كملت بنفس الهدوء: تعآل يومـه معـي , آلبنت تعبآنه ومآتقدر تنزل لك

إستوقفهآ سهيل بـ إستنكار: يومـــه !
هزت رآسهآ بـ الإيجآب: مآعليـه يومـه , آلبنت نفسيتهآ حيل تعبآنه وأكيد محتآجه خطيبهآ حتى وإن أنكرت هآلشيّ .. تعآل يآ آدم معـي ..
سحب نفس سريـع رآفع نظره يتحمدآلله بخآطره ويشكره ...

طول طريقهـم وهو يتبعهآ بـ صمت نظرآته صوب الأرض محل وقع قدميـه إللي يتسآبقون بـ الخطوآت ورآ أم فآهـد , مآكآن يدل شيّ ولآ يشوف شيّ إلآ إنه يتبعهآ بـ صمت بدآية من خروجهم من المجلس لحد مآرقـوآ للطآبق الثآنـي وأخيراً إستقرت خطوآتهم عند بآب غرفـه وقفت عندهآ أم فآهد ملتفته عليـه: تفضـل , هذي غرفتهآ
ثبت عيونه بوجههآ إللي مآيشوف منـه شيّ بسبـة غطآهآ الكثيف , مآردّ إلآ بهزة رآس مطبق فيهآ شفتيـه بـنظرة شكر وإمتنآن ..

تمّ ينآظرهآ بعدمآ أعرضت عنه وإختفت بـ الممرآت تآركته بروحه قبآل بآبهآ ..
سحب نفس عميق من خشمـه مغمض عيونه في محآوله منه للتأهـب والإستعدآد للموآجـهه ...

أطلق نفسـه بـ توتر من فمـه المضموم يفرك اصابع يده اليمنـى إللي يحسّ بـ تعرقهآ بوسط الكـفّ , أحآسيس كثيره مختلطـه بعدم رآحـه , خـوف , قلق , توجـس , ترقـب .. توتـر عصف بكيآنـه وأرجفـه .. لهآلدرجـه صعبـه الموآجهـه ! صعبـه الخيآنـه ! صعب الكذب وصعب النفآق .. صعب الخدآع .. بـ إيش يوآجههآ وهو خآينهآ ! وهو كذّآب .. كذب كذبـه وبعده يكذب وهآلكذب مآرح يوقف لأنه مآيصير يوقـف .. بعـده ينآفقهـآ وبعده يخدعهـآ .. بعده وبعده وبعده ... أشيآء كثيره غلط بدآهآ معهآ , بدآهآ وآستمر فيهآ ومن الصعب آلحين يوقفهآ .. أقحمهآ بـ أخطآءهـ وخطآيآهـ , شكوكـه وظنونـه , حيآته وإنحرآفـه ...


/
/

حلم الحياه 12-08-16 01:25 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/



بطرف سبآبتهآ مسحت دمعـه حزينـه بآئسـه تعلقت مآبين جفنيهآ لـطرف عينهآ اليمنى سآحبه نفس طويـل هآدي من فمهآ علّه يمدهآ بـ القوه والثبآت .. وبـ وهن وإهتزآز مشت خطوآتهآ المثقلـه برآ الأسنسيـر صوب جنآحهآ تلحقهآ وحده من الشغآلآت بـ نفس خطوآتهآ البطيئـه المجروره بـ عبئ وتثآقـل ...

كآن الدور مظلـمّ , سآكـن وكئيـب كعآدتـه .. بهآ أو بلآهآ , هآلطآبـع الموحـش إللي إنوصم بـه هآلقسم من القصـر شكلـه مآرح يفآرقه أبدّ ..
على الجزء الأيسر , الأكئـب , جنآح مريض العآيله , سيــف ..
أو بـ المنتصف الجنآح السآبق لـ فقيد العآيلـه , فرآس .. دبتّ الروح فيه إسماً فقـط بمن سكنـه وأشغـل الفرآغ بـ وجوده , دآريـن ..

" دآريــن ! " همست بـ إسمهآ وعيونهآ تلمـع بـ حُزن .. كسرت نظرتهآ بسرعه وهي توجه أنظآرهآ صوب الجزء المظلـم دوم برغم نورهـ , السآكن رغم وجود الحركه فيـه , الموحـش رغم صوت النفس وإحسآس النبـض , رآئـف !

بلعت ريقهآ بـ مرآره تخطي خطوآتهآ المعذبّـه صوب المكآن إللي كآن بيوم ملكهـآ ويخصّهآ ... جنآحهــآ , آلحين مآلهآ من الأحقيّه ذره إنهآ تخطآهـ , هذآ هو أولّ مكآن قآدتهآ له رجولهآ بهآلقصـر .. دخلتـه صدفـه ! أو لبـس ! أو خطـآ ! قآدهآ فضولهآ المتأجج تقتحم عآلم سيـف طريح الفرآش ومآدرت إنهآ بذآ الفضـول قصفـت أسوآر رآئـف .. صآر هآلقسم من القصـر ملكهآ بـ لحظـه , وبـ نفس اللحظـه تجردت من هآلملكيّـه ..

....: أووهـ حــور !
جمدت خطوآتهآ مثبته عيونهآ بـ العدم قدآمهآ بعدمآ سرت نبرتهآ بـ الفضآ حولهآ موقفتهآ .. وقفت ولآ إلتفتت عيهآ ..

كملت بـ نبره وضح منهآ الهـزء والإستخفآف: قلتي بتردين البيت قريب إنشآلله ومآطولتي فعلاً !
أطبقت شفتيهآ بـ ضيق مكبوت مآطولت فيه , سفهتهآ وكملت بنفس الهدوء طريقهآ لحد مآردت وقفتهآ دآرين بنفس النبره الهآزئه: رآئـف ردك ولآ بعدك مُطلقــــه !

إحتدت نظرآتهآ بـ تفآجئ ثم إلتفتت عليهآ بسرعه , تدآركت دآرين هآلملآمح المستفهمه طيرت عيونهآ بـ إبتسآمه قصيره مآسرع مآختفت وهي تثبت عيونهآ بنظره حآده صآرمه مع رفعـة حآجب بـ تحدي: مو قلت لك بأول يوم جمعنآ رح أعلمـك , هذآ يآحلوه أول دروسـك , أنآ مآحد يبدّد رغبآته على رغبآتـي ..

إنتفض صدرهآ بهزه قصيره مبتسمه بـ إستخفآف: هـــه , شبعـّي رغبآتك برآحتك وبكيفــك .. السآحـه أدآمك فآضيــــه – فتحت فمهآ الصغير بـ همس شبه مسموع – بـــــــــرآآآآآآآآآح

ضيقت دآرين عيونهآ تتآبع خطوآتهآ المثقله بعدمآ ولتهآ ظهرهآ .. كورت قبضتيهآ بغيظ رآصه على أسنآنهآ بقهر .. مو هذآ إللي تبيـه أبدّ , بدآخلهآ طآقـه رهيبـه من الغيـظ والقهـر مآخلتّهآ من أول يوم سكنت فيه بذآ القصـر والصفعـه القويه إللي وجهتهآ لهآ حور يوم حآصرت رآئف الثلآث أيآم بليآليهم بجنآحهآ ولآ سأل عنهآ هي تآركهآ وحيده بأول أيآم زوآجهآ .. هذآ كآن التحديّ إللي تحدوه ثنينآتهم ومو هي إللي إنتصرت فيـه , صحيح إن رآئف صحح هآلغلط بـ سفرة لندن لمدة إسبوع كآمل متكآمل إلآ إنه إسبوع تحت مسمى التعويــض , مو تحت إسم الحآجـه أو الرغبـه أو الحُـب مثل أيآمه الثلآث مع حوريّـه !

" آلحين مآيجيني منها غير هآلردّ البآردّ ! شلون يعني مآهيب منقهره ؟ رآئف طلقهآ ورح تهده وتهد البيت بكبره ولآ على بآلهآ ! هذآ غير فضيحتهآ بلسآن كل من بآلبيت ! عآدي ؟ هذي من جدهآ شكلهآ عآيفـه رآئف وللحين تحب ذآ مهآب مدري إيهآب وتبيـه .. – إتسعت عيونهآ بصدمــه – وشهــووو !! أمآ إن كآنت السآلفه كذآ صدق !! بتكونين بنفسك رميتي لهآ طوق النجآه يادارين لآ وسحبتيهآ للبـرّ من بعد غـرق .. فكيتيهآ من رآئف بسهوله وقدمتيهآ لـ مُهآب ! .. لحظه لحظه وش هآللي يصير ! مو هذآ إللي أبيّـه .. تكلمـي يآحور إعترضي وش هآلبرود ! هآلسلبيّه مآتزيديني إلآ غيظ وقهـر , مآتشعل فيني إلآ عصبيّه وغضـب ...

....: ميــــــن قـــدك , حدك الحين مستآنســه , صرتـي حُرّه ومآحدن بيمنعك عن حبيب القلـب
تصلبت مكآنهآ مفنجله عيونهآ تتدآرك إللي سمعته وتحآول تستوعبه بس شكل المبطن من كلآمهآ وقذآرته أغشوآ عقلهآ عن إدرآكه ..

كملت دآرين بنفس النبره البغيضه إللي من خلآلهآ تقط سمومهآ: حبيبـك آلمصري ذآك ... آآآآآآآ – مثلت التفكير – آآآ آسمـه مهـآب ظنتـي !
إلتفتت عليهآ مضيقه عيونهآ بـ إستنكآر بينمآ تبسمت دآرين ببرآءه مصطنعه ثم غمزت لهآ: أيــوآآ , منتيب سهلـه

سألت بهدوء سآفهه كل كلآمهآ وإللي تقطه: وإنتي عرفتي إزآي إنه مصـري ؟
ثبتت دآرين عيونهآ الفآرغه من أي نظره أو تعبير او تفكير بعيون حوريّه المحتده بـ إنتظآر إجآبـه ...
ردت وسألتهآ بتشديد: حبيبي المصـري ! إيش عرفك إنه مصـري ! ليه ميكونش سعودي !
بلعت دآرين ريقهآ وتوها تحسّ على زلة لسآنهآ , مآتدري ليش بهآللحظـه خآنتهآ كلّ الكلمآت والجمـل والمصطلحآت والتبريرآت , بـ لحظـه إختفت الكلمآت من قآموسهآ ومآعآد لقت شيّ تنطـق بـه .. آثرت الصمت إجبآراً وهي تترقب خطوآت حوريّه إللي خذت منحنى ثآني بعدمآ كآنت صوب جنآحهآ , صآرت الحين صوبهآ ..

سألت وشبح إبتسآمه عدم تصديق ظآهر بوجههآ: إنتي السبب صح ! إنتي ورآ كل إللي حصـل ..
رفعت ذقنهآ بـ تكآبر: أيّ سبب ! وش قصدك إنتي !
حوريه: البلآ إللي أنآ فيه دآ إنتي سببه !
طيرت عيونهآ بـ إستخفآف: هــه , إيه الصقي بلآك فيني الحين
حوريه: دي الحئيئـه وإلآ إزآي عرفتي إن مهآب مصري أصلاً ! وليه أولتي عنه إنه حبيبي ! الموبآيل كآن فـ إيد مرآم .. إنتي عرفتي إزآي ! إنتي إللي أخدتي موبآيلي وعملتي العملـه الوسخـه دي .. إنتــــي

أطبقت فمهآ بقهر لثوآني ثم حررت نفس مكبوت غآضب: إسمعي إنتي .. مو البلآء منك وفيك وتلصقينه بخلق آلله .. عشـتوو .. وآلله مآبقى إلآ هآلأشكآل تتكلّم وتقط الغلط علينآ بعـد ! حبيبتي إنتي وحده صآيعـه هذي مشكله عندك بـ الأخلآق ومشكلـه عند أهلك بـ الكفآءه , مآعرفوآ يربوك عـدل .. تزوجتـي ويمكن زوجك مآعرف يرضيك ومآ أعتقد إن المشكله فيه لأنه هو بعد زوجي ومكفينـي ومآلي عينـي , قمتي تقضينهآ شويّ مع مهآب وشويّ مع مدري منهو والحين تقطين الغلط والسبآيب علينآ ! لآ يآبعـدي

بعدهآ مكآنهآ مثبتهآ الذهـول , مجمدتهآ الصدمـه .. فوق الحقيقه إللي إكتشفتهآ تواً وسببهآ دآرين إلآ إنهآ وبكلّ جرأه جآلسـه تهيـن فيهآ وتتبلآ , تهـزأ وتسـب , تطعـن بـ أخلآقهـآ وتنقص من كفآءة أهلهـآ ...

" لآآآآ يآدآريــــن , لســه بدري عليكـي وعلى أي وحده غيرك إنهآ تكلمنـي كدآ .. لسـه مقتـش أصلاً , هو دآ درسـك ليّآ ! إنتي شكلك مش بتحرمـي ولآ بتتعلمـي .. أولتلك أبل كدآ أنآ دروسـي عملـي .. تتفهـم وتنطبـع فـ البآل متتنسيـش وإنتي النهرده هتآخدي درسك التآنــي وآستحملـي بئآ الوش التآني لـ ضُرتـك ....."

رمقتهآ دآرين النظره التحقيريه الأخيره من فوقهآ لـ تحتهآ وتوهآ بـتوليهآ ظهرهآ بـ غرور إلآ وتميـل بشكـل فجآئـي مبآغت لـ ورآ مطلقـه صرخـه حآده متألمـه من غرزت حوريه أصآبعهآ اليمنى بـ حجآب دآرين شآده شعرهآ بقوه وقسوه من تحت الحجآب جآرتهآ لعندهآ ...

....: فكينـــــــي يآغبيّـــــــــــه

شددت حوريه من مسكتهآ أكثر لشعرهآ وبدت تهز برآسهآ يمنه ويسره الشيّ إللي زآد من تألم دآرين وصآرت تتلوى تبي الفكه منهآ: إتركينــي أقوووولك .. إيش هآلهمجيّـــــه

سحبتهآ بقوه لحد مآ إلتصق رآس دآرين بصدرهآ ثم فلتتهآ بقوه أكبر وكنهآ تحذفهآ بعيد عنهآ ..
تعثرت دآرين خطوتين لقدآم بغت تطيح إلآ إنهآ إستندت على الجدآر ثم إلتفتت والشرر يقدح من عيونهآ المشتعله بغضب عآرم ومآسرع مآتبدلت هآلملآمح لـ جمود وهي تشوف حوريه تفصخ عبآيتهآ والحجآب وبـ إهمآل حذفتهم بـ الأرض " كويس إني أجلت تـقبير درآعي .. كدآ هعرف أضرب كويس "
إبتعدت دآرين خطوتين لـ ورآ بـ خوف وآضح قآبلتهآ حوريه بـ نظره حقـد وكره مرعبــه وبلآ مقدمآت سحبت دآرين من يآقة عبآيتهآ ثم ردتهآ بـ عنف ملصقتهآ بـ الجدآر .. – صآحت دآرين مآسكتهآ من يدينهآ تبعدهآ عنهآ – وش حركآت الأطفآل هذي , آبعدي عني

فكت حوريه يدينهآ من قبضة دآرين وردت من بين أسنآنهآ: أنآ هوريكــي الأطفآل دول بيعملوآ إيـــه ... وبسرعه إرتعفت يدهآ اليمنى بـ الهوآء موجهه صفعه قـويه لـ صدغ دآرين الأيسر على إثره مآل وجههآ مغمضه عيونهآ بقوه , توهآ بتبدآ تستوعب إلآ وتجرهآ حوريه من شعرهآ الأشقر وتوطـي رآسهآ بـ الغصب وكنهآ تغرقهآ , ولآ إرآدياً كآنت دآرين مستجيبه وبدت تنزل بـ الأرض لحد مآسلمت نفسهآ كليّاً لـ حوريه إللي نيمتهآ بـ الأرض وجلست فوقهآ وصآرت تعضعض بـ كلّ مكآن تطوله أسنآنهآ الؤلؤيه الصغيره بـ جسم دآرين ومآكآن من دآرين إلآ الصيآح والصرآخ والبكآ متوجعـه: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـ يآلغبيّــــــــــه آبعـــــــــــــدي آآآآآآآآآآآي آآآآآآآآآآآآهـــ آآآآآآآآآآآآ

....: أنآ إللي صآيعــه يآبنت الشوآرع يآللي ملكيــش أهــل ..

عند هآلجمله , هآلجمله إللي لآمستهآ وبقوه , عصفت بذآكرتهآ وظنونهآ طوآل أربع وعشرين سنه طآفوآ .. بنت شوآرع ومآلي أهـل ! إيه صح أنآ بنت شوآرع ومآلي أهـل .. مدري وشهي العلآقه إللي ربطت أمي بـ أبوي وكنآ حنآ ثمآرهآ .. أنآ وتغريد .. ثمآر خطيئـه أو ثمآر مشروعـه .. بس لو إنآ من علآقه شرعيّه معترف فيهآ شرعاً وقآنوناً ليش أبوي تبرآ منآ وأمنآ قطتنآ على أبونآ إللي بدوره أنكرنآ وقطنآ بـ الملجأ لحد مآ جآ أخيراً دور عمي إللي تكفلنآ ! إيه إنآ بنت الشوآرع إللي مآلي أهــل .. هــــذي أنـــآ .. بس هآلحقيقه بيني وبين نفسي مو بيني وبينك يآحــور .. فتحتي على نفسك بآب جهنـم بهآللي رميتينــي فيــــــه ...

أسدل الغضب ستآره الأسود على عيونهآ المتأججه بـ حقد وكره دفيـن تحت رفآت سنوآت كثيره عذبتهآ نفسياً مكونه دآخلهآ أكوآم وأكوآم من العقـد النفسيّـه صعبـة الفـك والإنحلآل ..

مدت يديهآ الثنتين ممسكه بـ أذون حوريه ومشدده من مسكتهآ للحد إللي أطلقت فيه حور صرخه مدويه على إثرهآ صآحت الشغآله وبدت دموعهآ تنهمر ولآ إرآدياً ركضـت بعيد عنهم وهي تصيح بـ إستجدآء لأي أحد يلحقهآ ويفك هآلثنتين إللي توهـم آلحين وبدأو المعركـه ...



/
/


بـ مجلس الرجآل ...
كآن الوضع مشحـون , متوتـر ..

نآظر بـ أخوه إللي مآختلفت ملآمحه عنـه من إستفهآم مصحوب بـ قلق وآضح , بلع ريقه بـ صعوبه وعيونه تتأمل ذيك الأصآبع إللي قآعده تهتز بتوتر على المتك الإسفنجي ووآضح إنهآ حركـه نآجمه عن غضب مكبوت وعصبيـه .. سأل بـ إهتمآم: خير يآعُمــر , وش الموضوع !

وقف عمر حركة أصآبعه ونآظره بحده: وينـه رآئف ؟
نآظروآ ببعضهم طلآل وأحمد مستغربين .. ردّ طلآل: كلمتـه وآهو آلحين بـ الطريق , شويّ ويوصل .. خيـر

أحمد: علمنآ وش الموضوع , ع الأقل نفهم السآلفه قبل يجي رآئف لأن وآضح إنهآ تخصّه
سحب عُمر نفس مخنوق من خشمه مطبق فمه بآلقوه: رآئف طلـق زوجتـه .. بنت خآلتـه .. أختــي .. حوريّــه
لحظـة صمـت كنهم للحين مآستوعبوآ إللي قآله عُمـر بهآلنبره الجآفه الحآقده غير نظرة عيونه الحآده يرمقهم بتحقير وكنهم حشرآت مقززه قدآمه ..
إتسعت عيونهم بنفس اللحظـه , توهـم وتدآركوآ حقيقة الموضوع وبنفس اللحظه ..
همس أحمد بـ إستنكآر شديد أقرب لعدم التصديق: إيـــــش !!!

طلآل: طلقهآ ! شلون يعنـي ! ومتـى ! طلقهآ طلقهآ ولآ مغير تهديـد وحلف بآلطلآق !
عُمر: طلقهآ طلآق حقيقي وأكيـد .. وصآرلهآ إسبوعين عندنآ بـ البيت وهي مطلقـه .. إسبوعين ومآندري
طلآل بـ خفوت , بعدهآ ملآمحه شآحبه للحين مآهوب مصدق: وإنآ بعد مآندري .. مآحد يدري !
لف أحمد عيونه بتفكير وبنفس نبرة طلآل الخآفته وكنه يحآكي نفسه: رآئف مآعلمنآ بشيّ , ولآ أمي ! حتى شروق ! – وجه سؤآله لـ طلآل – أم فيصل علمتك بشيّ !
أظلمت عيونه بتفكير , مرآم مآعلمته أبدّ بذي السآلفه .. شكلهآ مآتدري هيّ بعد وإلآ كآن عنده العلم من زمآن ...

مط شفته السفلى بـ آلنفي .. رد أحمد بـ إهتمآم: وإيش الموضوع بـ الضبط ؟ وش السبب !!
إعتدل عُمر بـ جلسته وبنبره جآده , حآزمه , صآرمه , أقرب للتنبيّه وآلتوعـد: مآنيب جآي أتنآقش عن الأسبآب لأن كلش مآهمتني ولآنيب طآلب ردتهآ له لأنهآ مآرح ترد وإن ترجيتوآ كلبوكم ذآ الشيّ
إحتدت نظرآت أحمد وطلآل لـ تسآؤل مصحوب بـ دهشه وإستغرآب من إسلوب عُمر إللي تبدل بلحظـه والسبب من ورآ هآللهجه الحآده ..

كمّل عمر: صدقوني مآكآن ودي أستخدم هآلإسلوب وخصوصاً وإحنآ أقآرب .. أولآد خآلـه .. بس دآم أستآذ رآئف مآهوب ببآله هآلشيّ ولآ سوآ له أي إعتبآر وبـ الطقآق ببنت خآلته قبل تكون زوجته فـ ليش أنآ أحترم هآلصله بينآتنآ وأحسب لهآ حسآب ! – أردف بتأكيد وبنظره جآمده – رح أرفع قضيـه على رآئـــف أخوكـــم

إتسعت عيونهم بذهــول فآتحين أفوآههم بصدمـه , قضيّـه ! آلموضوع وصل لقضيّه ! خير آللهم إجعله خير وش ذي السآلفـه ! وش أصلهآ ووشهي أسبآبهآ إللي بنهآيتهآ كآنت النتيجه طلآق وقضيّــه !

....: يآدآفــع البــلآ , خير إنشآلله أيّ قضيّـه !

تحولت الأنظآر كلهآ للي دخل وهيبته تسبقـه ,,
وقف أحمد بسرعه: رآئــــــف !

رآئف: أهلين دكتـور عُمـر , حيّــآك
نآظره بـ إشمئزآز: آلله لآيحييك ..
إرتفعوآ حآجبيه بدهشه مفتعله أتبعهآ بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره ..

طلآل بـ غضب: وش الموضوع يآرآئف !
توسعت عيونه بـ صدمه كآنت أقرب للتصنع: علمـي علمك !
- قآلهآ ثم جلس جمب عُمـر إللي كآن بـ زآوية المجلس وبـ الكنبه الثآنيه الملآصقه للزآويه المثلثه كآن طلآل وجمبه أحمد ,, جلوسهم كآن بوضع حرف الـ l -
أحمد بهدوء: خير يآعُمـر .. آذكر آلله وعلمنآ وش القصـه ! وأيّ قضيه هذي !

رمق رآئف الجآلس جمبه بنظره تحقيريه مكشر ملآمحه بـ إشمئزآز بينمآ قآبله رآئف بـ نفخـة دخآن أطلقهآ من فمه آلمضموم مضيق عيونه بـ نظرة إستمتآع هآديه من نظرآت عُمـر الغآضبـه ...
رفع عُمر ملف أبيض من جمبه ورمآه بـ حجر رآئف إللي بدوره رفعـه وبهدوء فتحـه .. إرتفع حآجبه الأيسر وعيونه تدور بين الأسطـر .. كلآم وآجد كله بلغـه غير آللي يفهمهآ !
مطّ شفته السفلى وهو يقلب بآقي الأورآق بعدم إهتمآم ثمّ ردّ وقفل الملف مقرب السيقآره من فمه سآحب منهآ نفس عميق بـ إنتشآء وقد أظلمت عيونه إللي تتفحص عُمـر ...

سأل ببرود: وشهـو ذآ ؟
عُمر: إللي قريتـه
رآئف: ومين قآل لك إني قريت شيّ ؟
ضيق عُمر عيونه بـ إستنكآر ورد بنبره تحقيريه مشمئزه: هذي تقآرير طبيه
حذف رآئف الملف بـ حجره وسفهه يسحب من سيقآرته: إقرأ وترجـم لآهنـت , مآحد هني يفهم إنقليـزي !

أطبق أحمد فمه بآلقوه منزل عيونه لحجره وإلآ شوي وتخونه ضحكته وآلوقت أبدّ مآهوب منآسب ...
رفع عُمر الملف رآص عليه بقبضته وصآر يهزه: هذي تقآرير طبيه عن حآلة حوريه .. عن إصآبتهآ .. عن عجز أعصآبهـآ .. عن ضعـف يدهآ .. هي الحين وبسبتك فقدت قدرة عضـو من أعضآئهآ .. تسألون عن القضيّه ؟ إيـــه .. قضيـة عنف جسـدي كآن نتيجتـه هذآ التشخيص بهآلملـف ...
إحتدت نظرآت طلآل لـ رآئف هآمس بعدم تصديق: صدق هآلكلآم ؟!
أحمد بنفس الحده فـ النظرآت: رآئف وش الموضوع !

سيح جسمه على الكنبه بـ أريحيه نآفخ دخآن سيقآرته بهدوء – ردّ ببرود مستفز - : زوجتي وأنآ حرّ بتصرفآتي معهآ ... عنف جسدي , عنف نفسـي , مآحد له فيـه
وقف عُمر رآمي الملف من يده بآلقوه فـ الأرض ووقف معه بنفس اللحظه طلآل وأحمد ...
مسكه طلآل من كتفه: لحظـه بس يآعُمـر خل نتفآهم

خزّ أحمد رآئف بنظرآته: هُزلت وآلله .. وشهو إللي زوجتك وإنت حرّ فيهآ ! هذي أمآنه ! العآلم آمنوك على بنتهم وسلموهآ لك وإنت على كيفك تتصرف فيهآ ! ليش وش شآيفهآ ! سرير تنآم فيه ولآ كرسي تجلس عليه ! هذي روح ودمّ

همس عُمر من بين أسنآنه بقهر: فك يدك يآطلآل وخلني أروح قبل أرتكب جريمه آلحين ومآحد بيمنعني
طلآل: آذكر آلله وصلي على آلنبي يآعُمـر .. إهدآ وانآ أخوك .. خل نتكلم بهدوء نبي نفهم وش السآلفه وش السبب من ورآ هآلسوآة كلبوهآ .. هآلإصآبه وهآلطلآق ! وش الموضوع !

جآ عُمر بيتكلم إلآ وأطبق فمه بآلقوه وكنّ الكلمآت تطآيرت أو تبخرت , مآيدري وش إللي يقوله .. بآلرغم من تصديقه لأختـه وإن هآلموضوع مآكآن إلآ إسفيـــن من حآقـد قصده يخرب بينآتهم بس شلون يثبت هآلشيّ قبآلة وآحد مصدق هآلكذب ! ووآحد بين أخويـن , شلون همّ بعد بيصدقونه , وليتهآ سآلفه عآديه إلآ إنهآ سآلفه تسود الوجيـه !

شدد طلآل من مسكته لـ ذرآع عُمر يحثّـه يتكلّم: خير يآعُمر وش السآلفه !
سحب نفس طويل مغمض عيونه في محآوله للإستعدآد والتأهب إنه يفرغ مآبجوفه ويعلن عن الموضوع صرآحتاً ...

....: السآلفـه ومآفيهآ بـ حوريه وجـ ....... – بـــــــــــس يآعُمـــــــــــــر –

قآلهآ رآئف بـ حــــده أقرب للتحذيــــر وهو يوقف .. تقطبت ملآمحه بغضب يظهر بـ عرقـه المنتفخ بوسط جبينه وفتحتي خشمـه إللي يتسعوآ ...

إلتفتوآ ثلآثتهم له مستغربين بينمآ كمّل من بين أسنآنه: طآري زوجتي لآحد يجيبه على لسآنـه ..
مآل فم عُمر بـ ابتسآمه هآزئه: زوجتك !! هــه الظآهر إنك نآسي هي الحين طليقتك
ضيق عيونه بـ تحدي هآمس: طليقتي وبكلمـه وحده آلحين وإنت قدآمي , عيونك بعيونـي , أقدر أردهآ لــي ..
عُمر بـ المقآبل إتسعت فتحتي خشمـه من زود قهـره وعصبيته إللي كآتمهآ من هذآ البآرد المستفز قدآمـه ...

كمل رآئف بنفس النبره الوآثقه: حتى وإن كآنت طليقتي ومآلي حلآلن فيهآ مآ أسمــــــــح .. مآ أسمــــح لأحد .. لسآنه يجيب طآريهآ .. وآضـح ؟!
قطب طلآل حآجبيه بـ إنزعآج وكن مو عآجبه الموضوع والطريقه إللي بتره رآئف فيهآ قبل يدرون: وش القصــه ؟ من حقنآ نعرف الموضوع دآمه وصل لهآلحد
إلتفت عليه رآئف نصف إلتفآته ينآظره بطرف عينه اليمنى: مآفيه شيّ يآبو فيصـل .. آلموضوع منتهـي , أنآ بعرف شلون أتصرف – شدد على كلمته الأخيره – وبــروحـــــــــــي

عُمر: إنسى إنك تردّ حوريه , وإن رديتهآ إنسى بآلمره إنهآ ممكن ترد لك .. عن إذنكم
قآل الأخيره بعصبيه ومشى بسرعـه لبرآ المجلـس قبل يسمع أي ردّ وإللي يدري إنه من بعد إللي قآله بجملتـه الأخيره المستفزه وش بيكون ردّ رآئف وإللي إن سمعه فمآ يضمن نفسه إنه يتمآلك ومآيتطآول عليـه لمرحله أبعد من التطآول اللفظــي !

أمآ بـ المجلس ..
تموآ طلآل وأحمد يتبآدلوآ النظرآت المستفهمـه مآبينهم , بينمآ أطبق رآئف شفتيـه بقهـر ولأول مره قدر عُمـر فعلاً يثير إستفزآزه ...
يحسّ بشيّ مطبق على صدره وكآتم له أنفآسه , معقوله تهديد عُمر الأخير له يمنعه عن حوريتـه ! أو إللي صآر لحوريتـه وبسببـه ! أي إصآبه هذي إللي تكلّم عنهآ عُمـر وأي عجـز !

تكورت قبضتيه بـ غضب تمثل بملآمحه الوآجمه وخطوآته المتسآرعه لبرآ المجلـس يلحقـه نبرآت إخوآنه الجهوريـه يستوقفونـه .. بس بهآللحظـه , مآيشـوف شيّ إلآ حـور ولآ يسمـع شيّ إلآ كلآم عُمـر عن حــور .. حور وحور وحور .. حور وبـــــــس !

بـ منتصف قصرهـم الفآصل مآبين الجآنب الشرقي للحريم والغربي للرجآل ..
بـ منتصف المدخـل الرخآمـي الفسيـح على جآنبيه وبشكل دورآني من الدور الأرضي للدور الثآني سلآلـم عريضـه يمين ويسآر منفصلين يتلآقوآ بـ الدور الثآني ...
أمــه وأخته , وإن مآ أخطت عيونـه فهذي إللي يشوفهآ هي خآلتـه ..! وثنتين من الحريم بـ حجآب كآمل , وحده فيهم دلهآ وهي أم فيصـل .. مرآم زوجة أخوه طلآل وآلثآنيه مآقدر يميزهآ .. ثنتين من الشغآلآت وحده فيهم بحآلة فزع وذعر وإنهيآر كآمـل .. كآنت هي إللي تتقدمهم وكنهآ ترشدهم للطريق ...

قطب حآجبيه بـ إستغرآب وبدآ القلق وحده وحده يرسم ملآمحه بتعآبير وجهه الوآجم ,, ولآ إرآدياً وبخطوآت أشبه بـ الهروله لحقهـم قبل يتسكر بآب الأسنسيــر ..........



/
/


قفل البآب ضآغط بـ القوه على الأكره لأجل مآيصدر لهآ صوت ..
رفع رآسه وعيونه تدور بـ المكآن الفسيـح , كآنت غرفـه مريحـه للنظـر , ينشرح لهآ الصدر وترتآح لهآ النفس ...

أرضيتهآ بورسليـن أبيض سآده مآيغطيهآ إلآ سجآدآت صغيره موزعه بـ ألوآن مختلفـه , كل سجآده بـ لون مختلف سآده , مآبين الفوشيآ والأصفر , الأخضر العشبي والسمآوي .. الستآير شيفون خفيفه بيضآء , أكثر شيّ كآن مُلفت هو قصريآت الزرع الطبيعيّـه ! وشلون موجوده بمكآن دآخل البيت ! والغريب إنهآ غرفة نوم ! شلون يسقون هآلزرعآت أجل ؟! زآدت ألوآنهآ آلطبيعيه المتعدده جمآليه للغرفـه , وريحـة زكيّـه تنشقهآ بـ إنتشآء مغمض عيونـه , إن مآكذب حآسة آلشم عنده فآلريحه الغآلبه بآلمكآن هي الريحــآن !

أثآث الغرفه قليـل بـ الخشبّ الأبيض , دولآب صغير أبيض آللون بدون أي تكلّف بشكلـه وتصميمه كآن سآده تمآماً , جمبـه قطعتين فوتيـه إسفنجيّه بآللون الوردي البآهت بينهم طآوله صغيره عليهآ حوض سمك صغير مدور بـه سمكتيـن ملونيّن ... تسريحه بسيطـه وقبآلهآ سرير .. السريـــر !
ثبتت عيونه على ذآك الجسم الهزيل الممدد على السرير كآسيه آلسوآد ..
بلع ريقه وكنه معه يبلع عبرآته المخنوقه وإحسآس الذنب إللي يسدد لكمآت قآسيه لضلوعـه , ضربآت عنيفـه لصدره , طعنآت متوآليه لقلبـه , لـ ضميــره !

مشى وهمّ آلخيآنه والخذلآن لهآ كل مآله يثقل خطوآته وكنه يمنعه يقرب عليهآ أكثر , شيّ بدآخله يتصآرع معه , يشتمـه , يلعنـه , يلـوم عليـه ويأنبـه , آبتعـد عنهآ .. لآ تآذيهــآ , لآ تجرحهـآ .. لآ تلوثّهــــآ !
نظرة عيونك لهآ جرح , لمسـة يدك لهآ عذآب .. آطلق سرآحهآ ,, آخلي سبيلهـآ ,, آعتقهــآ ..!

إمتدت يده إللي عآندت صوت الضمير بدآخله لتلآمس كتفهآ الأيسر من ورآهآ ...
كآنت مضطجعه على جمبهآ الأيمن , فآرده ذرآعهآ الأيمن ومسندهآ رآسهآ عليهآ , بينمآ الأيسر كآن ممتد على طول جمبهآ الأيسر من جسمهآ ..

همس بـ حنو مشدد من قبضة يدهآ لكتفهآ: وردهــ !
فتحت عيونهآ المتورمه محملقه بفرآشهآ من تحتهآ في حآلة من تكذيب النفس ومحاولة استيعآب لنبرة الصوت إللي تدآركتهآ أذنيهآ من وسط السكـون ..
تحسس بهدوء كتفهآ لحد المرفق هآمس بـ حنآن: وردتــي !
بتثآقل رفعت جسمهآ , كآنت بآلحيل تحرك جسمهآ وكنهآ تعرضت لصدمـة سيآره أو لـ طـق المـوت تكسـر فيـه كل عظآمهآ ...

خللت أصآبعهآ بشعرهآ من المنتصف ترفعه عن وجههآ ..
تمّ متنـحّ بوجههآ المتعب , ملآمحهآ ميتّـه , كآنت أشبـه بـ المريض في حآلة الإحتضآر ...
وجههآ مصفـر , شفتيهآ مشققـه , عيونهآ جآحظـه جحوظ منفـر وسط هآلتين من السوآد الدآكن , أنفهآ محمـر , عيونهآ حمرآء , جفنيهآ متورميـن بـ إحمرآر ..
كآنت تنآظره ببرود , نظرتهآ فآرغـه , تآيهـه , ألقت تسآؤل بنفسـه " هـي تشوفنـي ! حآسه بوجودي ! "
همس بنبره مسحوبـه كآنت أشبه بـ السؤآل النآتج عن دهشـه شديـده , إستنكآر , وعدم إستيعآب: وردهــ !!

رفوآ جفنيهآ بهزة كتف كآنت أشبه بـ رعشة سريعه سرت بجسمهآ مثل القشعريره ... أحنت رآسهآ لتحت ومع هآلحركه نزل شعرهآ على وجههآ حآجبه عن شوفتهآ ...

زحف خطوه على ركبتيه لحد مآلتصق فيهآ وشدد من مسكته لذرآعيهآ بيدينـه يهزهـآ , يوعيّهآ , ينبههآ لـه ولوجودهـ: وردهـ نآظرينـي .. أنآ آدم تشوفينـي !! وردهــ !!!
غرز أصآبعه بذرآعيهآ وصآر يهزهآ بهدوء: وردهـ نآظرينــي .. ردي علــيّ .. تكفيـن لآتسكيـن كذآ .. وردهـ !! وردتـي !! وردهـ تكفين لآتعذبينـي

فكّ ذرآعيهآ وإحتضن وجههآ النحيف بين كفيـه ... ثبتت عيونه بعيونهآ المرغرغه بـ الدموع وإللي مع أول رمشـه كآنت بمثآبة إذن الإنهمآر إللي من بعده إنهآلت شلآلآت دموعهآ المآلحـه بمرآرهـ ..
إزدآدت سرعة إبهآميه بمسح المنهمر من دموعهآ بس مآعآد فيه يلآحـق , هذي دموع معلقـه , محبوسـه , مكتومـه وآلحين هذي لحظـة الإفرآج وصعب انها توقف ..
بترجـي مرير: كآفي يآوردهـ , كآفي يآوردتي لآتبكيـن ...

أطبقت شفتيهآ بآلقوه ضآغطه على فكهآ السفلي مآنعته من الإرتجآف هآزه رآسهآ بآلنفي وقد فآض من نظرة عيونهآ البآكيه أكوآم من الأحزآن والعذآبآت , - همست بنبره مبحوحه مسحوبه حزينه - : مآمآ يآ آدم .. مآمــــآ

أعتصرت عيونهآ بآلقوه سآحبه نفس مسموع سريع مفآجئ أشبه بآلشهقـه إللي معهآ تجبر نفسك مآيطلع صوت بكآك ...
شدد من مسكته لوجههآ بيديه الثنتين للحظـه وكنه يبي يصفط لهآ وجههآ ثم سحبهآ من رآسهآ لحضنـه: يآبنــت لآتبكيــن وتعذبينـــي
بوسط شهقآههآ البآكيه ونحيبهآ المرير: مـــآآمـــآآ
....: آلله يرحمهــآ

زآدت حدة بكآهآ إللي على وملآ فرآغآت السكون بآلغرفـه , بكآ مصحوب بسعـآل خشن , كآن صدرهآ ينتفض كل ثآنيه وإللي بعدهآ .. مخآط أنفهآ سآل وغرق ثوبه من الصدر غير دموعهآ الغزيره ...
مآكآن بيده إلآ إنه شدد من ضمته لهآ .. كآنت منسدحه بصدره بلآ حول ولآ قوه ,,
ثبت ذقنه على رآسهآ وبدآ يحك ذرآعهآ الأيمن من الكتف للمرفق بحرآره في صمـــــــت ...
للحظـه , ثآنيـه , دقيقه .. دقآيــق ...

كآنت مستسلمـه , جسم هآمد إلآ من صوت البكآء الحزين والنحيب المرير ...
ملس على شعرهآ بحنآن بعدمآ إستشعر هدوئهـآ .. هو إللي كآن يظن إن نقطة ضعفه دموع الحريـم , وإن نآهد دوم تمسكـه من يده إللي تعوره بذيك الدمعتين ... وينهي دموع نآهد الخبيثـه المآكره من دموع ورده الحزينـه المريره .. دموع صآدقـه , تبث الحزن بصدرك والأسى بقلبك .. تأسـرك في عآلمهآ الأليــم المحبــط ..

" وش كنت أبي أبرر لهآ غيآبي وهي بعآلم ثآنـي مآحسّت فيه بهآلغيآب , مآفكرت بـ ألمهآ وآلوجع إللي تحسّ فيـه يوم دريت بآلخبر ولآهتميت هي شلونهآ الحين , مآهمني إلآ إني أبرر لهآ هآلغيآب وأسبآبه , مآهمني إلآ نفسي وشلون أصحح هآلموقف آلسلبي إللي إنحطيت فيه ومع الكل , مو بس وردهـ .. مو بس وردتـي ! "

....: آدم !
رفع ذقنه من على رآسهآ بـ انتبآه من سمع إسمه بهآلنبره آلمسحوبه إللي يآلله تنسمـع من حنجرتهآ المجروحـه ..
....: أنآ هنـآ .. معــك
....: مآمآ تركتني يآ آدم
سحب نفس هآدي مغمض فيه عيونه بـ حزن " لآحول ولآقوة إلآ بآلله , لطفك يآخبير "
همس بـ عذوبه ودفى: أنآ معك , مآرح أتركك

....: بس هي أمــي .. أبيهآ , وحشتنـي .. إشتقت لهآ .. لشكلهآ .. لـ صوتهآ .. مآمآ يآ آدم ...... مآمآ
أطبق فمه مقطب ملآمحه بضيق , عوره قلبه حيل من قآلت هآلكلمآت بهآلعذآب بنبرتهآ الخآفته المسحوبه وبدت ببكآء مكتوم مشدده من قبضتهآ لثوبه ...

ردّ وتحسس كتفهآ بـ حرآره وهي بـ حضنه وكنه يطمنهآ ويأكد وجوده بجنبهآ: أنآ أمك وأبوك , أخوك وأختك , زميلك وصديقتك , خطيبك وحبيبك ... إنتي حبيبتـي , إنتي وردتي , رح أهتم فيك وأحآفظ عليك مثل الورد ... – حآوطهآ بيديه الثنتين ضآمهآ بآلقوه وكنه يدفنهآ بين ضلوعـه وعيونه ممتده للمــدى قدآمـه بنظره جآمده , وآثقـه , – همس بتأكيــد – مــــآرح تذبليــــن أبـــــدّ !



/

/
/


غآبت دآرين عن وعيهآ ومعهآ غآبت حوريه مآبين لطمآت صدغيّـه , عضـآت وحشيّـه , لكمآت , ركلآت .. والرآعي الرسمي لـ طقآق الحريم وهوآشهـم .. شـــــــــدّ الشعـــــر ...

بدت آثآر العنف تظهر على حوريّه من اللكمـه المبآغته إللي سددتهآ دآرين لـ التجويف العظمـي حول العين اليسرى لـ حوريـه , الدم السآيــل من فتحآت أنفهآ اللوزي آلصغير مروراً بـ شفتيهآ الرقيقـه إللي إنفلقوآ بـ إنتصآف وسآل دمهـم الأحمـر القآني .. إنتفش شعرهآ الغجري الكثيـف وتشقق قميصهآ الوردي بعدمآ تقطعت كل أزرآره كآشف عن البدي القطنـي أبيض آللون من تحته ... كآنت معركه حآمية الوطيس نآلت فيهآ دآرين كذلك نصيبهآ من وحشيّة حور الكثيــــــر وبشكـل أعنف ...
حوريه إللي مآخلت مكآن بـ جسم دآرين إلآ وطبعت بصمتهآ عليـه .. شكـل أسنآنهآ إللي إنحفر بـ لحم دآرين بـ شكل الغرز وكنه حفر صغيره زرقآء آللون أو سودآء منتشره بجسمهآ كلّه تركيزاً على ذرآعينهآ وصدرهآ , رقبتهآ وخديّهـآ ..

من بين أنفآسهآ الهآئجـه المحتده – بـ كلمآت متقطعه تحآول مآبينهم تلتقط أنفآسهآ المهدره - : دآ أنآ هوريكي أيآم أسود من السوآآآآآد .. على بآلك هسيبلك الجمـل بمآ حمـل !! لآآآ بعينــــك
....: آآآآآآآآآآآآآآآهــــ يآنآآآآآآآس آلحقـــــــــــوووني
....: نآس مين إللي يلحئوكـــي إنتي موتك النهرده على إيدي
....: إتتتتتتترررركيييينــــــــــي آلله يآآآآخــــذك
....: ربنآ يخدك إنتــــــي , موتـــي بئـــــآ وريحينــــآ
....: آآآآآآآآآآآهــــ شـــرووووووق إلحقينــــــــــي .. يآنــــآآآآآآآس .. مرآآآآآآآآآآم .. يومــــــــــآآآآآآآآآآهـ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآييييي

كتمت حوريه فمهآ بيدهآ اليسرى إللي كآنت مهملتهآ ومآستخدمتهآ كلش بـ الهوشه , لأنهآ بـ الوآقع مثل عدمهآ , مآلهآ عليهآ أي سيطره أو قوه .. مآتحسّ فيهآ ..
ألجمت فمّ دآرين إللي عيّآ يتقفل وهي تصيح بصرخآت هزت الأرض من تحتهم والجدرآن من حولهم بـ إستجدآء من زود الألم إللي تحسه من عـضّ حوريّـه الوحشي لهآ وهي تغرز أسنآنهآ بقوه وبلآ رحمـه بـ لحمهآ .. وليتهآ تفكّ أسنآنهآ بشكل سلمـي ! إلآ إنهآ تسحب لحمهآ بفمهآ وهي تشده وهآلشيّ إللي يعذب دآرين ويزيد من أوجآعهآ مطلقـه العنآن لدموعهآ تنهآل بغزآره ...

....: مبسوطه عشآن رآئف طلئنـي ! بعينــك .. شوفي مين هيعمل إللي إنتي عآوزآه .. هفضل فـ البيت دآ وغصباً عنـك

....: حـــــــــــــــــــــور !!!

من بعيد وبـ أول الممر , رفعت رآسهآ لمصدر الصوت إللي يصيح بـ إسمهآ .. كآنت نسمــه ..
وأم نسمـه , وأمهـآ , وشروق , ومرآم , وعيآل مرآم الإثنين فيصل وفرآس والشغآلآت ......... ورآئـف !

صآحت دآرين بـ إستجدآء أليم بعدمآ إستوعبت صوت نسمه وإن أخيراً جآهآ المنقذ إللي بيفكهآ من يدّ هآلحوريّه ! أيّ حوريه هذي إللي يظنونهآ قطوه ! شلون قطوه ! هذي نمــر .. فهــد .. أسـدّ أو لبــؤه .. أيّ شيّ همجـي وحشـي شـرس ومفترس .. هذي بعيده كل البعـد عن الألفـه واللطآفــه ..

مسكتهآ دآرين من يدهآ اليسرى إللي كآنت لآجمه فيهآ فمهآ وتوّ مآمسكتهآ من المعصم تعتصره بقوه إلآ وأطلقت حور صرخه مدويه بـ مرآره آنفجعت معهآ دآرين: إنتي تمثلين عشآنهم الحين قدآمك يآلهمجيّه ..

طآحت دموعهآ بألم مآقد قست مثله من قبل ألجمهآ حتى عن الكلآم أو عن التصرف بمحآولة تحرير معصمهآ الأيسر من قبضة دآرين: آآآآآآآآآهـ
فكت دآرين يدهآ مطلقه صرخة إستجدآء: إلحقووووونـــــــــي
رفعت حوريه كفهآ الأيمن وقد ملآهآ كُـره وغيــظ الكون كله والمجرآت بعدمآ تغذى وتشبـع بكميـة الألـم إللي حسته من شوي ليستقر بـ قوه على صدغ دآرين: كلبــــــــــــــــــه

وقفت نسمه ورآ حور وتمت تسحبهآ في محآوله منهآ إنهآ توقفهآ وتبعدهآ عن دآرين بعدمآ نزلت يدينهآ تحت إبطي حور: فكيهآ حووووور

كآن ينآظرهم بـ ذهول أخرس كل ردود أفعآلـه , حصره بـ زآويه سآكن الحركـه ينآظر إللي يصير بدون أيّ تدخـل ...
دآرين ممده بـ الأرض قد إنكشفت أجزآء من جسدهآ الأبيض تبقعـت ألوآن , حمرآء , زرقآء , بنفسجيّـه وبعضهآ سـودآء !
دموعهآ أنهآر سآيلـه سآل معهآ كحلهآ الأسود مخرب من جمآليّـة وجههآ الفآتن ... كآنت مثل الضحيّـه إللي مآنجت من حآدث إغتصآب مأسآوي !

ممدده لآحول لهآ ولآقوة تحت أنقآض الإفترآس من حيوآن وحشي مفترس .. هآلحيوآن مآهو إلآ حوريته الصغيـره .. وإللي مآختلف وضعهآ كثير عن دآرين .. كآنت تلهث بـ تعب وآضـح , ينهآل من عيونهآ سآئل شفآف ومن أنفهآ سآئل أحمـر ...

أمه ونسمه أخته , خآلتـه أم حوريته , وزوجآت إخوآنه , الصغير فرآس إللي بدآ يبكي ويصيح .. صيآح متدآخـل , وكلآم كثير كثير بـ المره مآستوعب شيّ منـه غير صوتهآ .. صوتهآ الرجولي الضخـم المميز .. المثيـر لـ طبولـه بـ دغدغه وقشعره يحبهـآ , يعشقهـآ ..
زآدت بحة صوتهآ الضخم بسبة أنفآسهآ الهآئجـه اللآهثـه المقطوعه: رآآئـــــــــــف دآ بتآعـــــــــــــــي أنـــــــــــــآآآآ

إتسعت عيونه بـ إنتبآه لحركتهآ الدفآعيّه الغآضبه وهي ترفس دآرين برجولهآ بعدمآ نجحت أمهآ ونسمه في إبعآدهآ عن دآرين بينمآ شروق ومرآم كآنوآ عند رآس دآرين ويسحبونهآ لـ ورآ ..

كملت بـ نفس الصيآح المبحوح: رآئـــف دآ ليّــآ أنــآ , وبتآعـــــي أنــــآ

" رآئف دآ ليّآ أنآ وبتآعي أنآ "
" رآئف دآ ليّآ أنآ وبتآعي أنآ "

إنكمش صدره مطبق على قلبه بـ قوه , قلبـه إللي تمردت دقآته , زآد خفقآنه حدّ الإضطرآب , هآجت أنفآسه , أحتدت وإشتعلت ...

صآحت دآرين بغضب: وشذمبي تحملي غيرك خطآك , أخطيتـي وعقآبك الطلآق
نفضت حور ذرآعينهآ من قبضة نسمه ووجهت رفسه لـ دآرين مآصآبتهآ لأنهآ سحبت نفسهآ بسرعه لورآ بـ حضن شروق أختهآ إللي ضمتهآ لـ صدرهآ: إنتي السبب يآحقيــــــــــــــرآآآآآ .. - رفعت رآسهآ لأمهآ ونسمه والدموع مغرقه وجههآ – هيّآ يآمآمآ إللي بعتت لـ مهآب , هيّآ إللي إتكلمت معآه .. هيّآ السبب

خبت دآرين وجههآ بيديهآ: لحقي علي يآختي هذي تتبلى عليّ .. خربت حيآتهآ مع زوجهآ وتبي تخربهآ عــلي
ضمت نسمه وجه حور لـ صدرهآ وصآرت تربت على رآسهآ متحسسه شعرهآ المنتفش ترتبه: بس حور خلآص لآتردين
أبعدت رآسهآ بـ حده مقوسه شفتيهآ بتعبير طفولي وهي تبكي وتترجى: أوليلهم يآنسمه إني مظلومــه وإني معملتش حآقــه

فنجلت نسمه عيونهآ بصدمه " حوور يآلغبيّه هذآ إتفآقنآ ! جعلك بآللي مآنيب قآيلـه , آلله يعين عآلتكفيـخ آلحين دروآ إني كنت أدري بآلسآلفه "
نفضت حور يدين نسمه وأمهآ عنهآ ووقفت بـ تصنع للقوه , إختل توآزنهآ بـ الأول وبغت تطيح إلآ إنهآ ثبتت مكآنهآ ..
قميصهآ الوردي مفتوح بشقيّـه وجزء منه طآيح عن كتفهآ الأيسر كآشف عنه , يظهر من تحته بآدي أبيض اللون سآده تبقع بقطرآت حمرآء من دمهآ , آثآر الضرب كآنت علآمه وآضحـه بـ صدرهآ ورقبتهآ .. أظآفر دآرين تآركـه آثآرهآ بـ جلدهآ الأبيض .. شعرهآ منتفـش بـ إهمآل ..

برغم شكلهآ المبهذل إلآ إنهآ كآنت آسـره بجمآلهآ البريئ المخآلف تمآماً لأفعآلهآ الشرسـه – شآرت بسبآبتهآ صوب مرآم بنبره أشبه بـ الأمر الجآف - : مرآم إتكلمي وأولي الحئيئـه .. موبآيلي كآن ضآيع مني .. وإنتي بنفسك شوفتيني وأنآ بدور عليـه وإنتي بردو إللي بنفسك سلمتيهولي بـ إيدك .. حرآم عليكي يآمرآم لو كدبي أو أنكرتي إللي حصل دآ .. رآئـف طلئنـي عشآن فكـر إني خنتـه .. أولي الحئيئـه .. وحيآت أولآدك فيصل وفرآس أووولـــــــــي – صرخت بـ عصبيّه طفوليّه مع ضربة رجل بـ الأرض – سآكته ليه اتكلمــــــــــي .. – رقت نبرتهآ بـ ضعف وتوسل وبعدهآ تبكي بحرقه - أوليلهم إني مظلومـــه

تعلقت الأنظآر كلهآ على مرآم إللي إرخت نظرهآ للأرض بآلعه ريقهآ بـصعوبه .. وش بيدهآ وتسويّه .. وش الصح ! وش الغلط ! يبآلهآ وقت تفكر قبل تتكلم .. بس الحين حتى الثآنيه مو بيدهآ .. حور تستنطقهآ الحقيقه .. الحقيقه إللي الحين صآرت وآضحه وضوح الشمس ..

" البنت فعلاً مظلومـه .. بس لو أكدت على صدقهآ رح أظهر كذب دآرين .. رح أصلح الحآل لـ حور بس بنفس الوقت رح تخترب عند دآرين .. بس لحظـه ! دآرين عطتني الجوآل وقآلت إنهآ لقته مع بنآت .. وش ذآ الظن الشين ! يمكن هآللي صآر من سوآتهم .. بس شلون وحوريه تتهم دآرين هآلإتهآمآت الصريحه والمبآشره وبهآلجرأه .. هآلجرأه إللي مآتكون إلآ مع صآحب الحـق ... آآآخ يآربي وش هآلموقف , آلله يسآمحكن يآحور إنتي ودآرين .. كآن نآقصنآ حقد الضرآير وغلّهـم ! "

إحتدت أنظآر دآرين بـ توجس من صمت مرآم المطول .. وقفت بـ تعب متكيه على يدّ شروق أختهآ هآمسه بـ نبره مخنوقه متعبه: شروق تعآلي معي , تعبآنه بـروح
وقفتهآ حور بـ جفآف: إستنــي عندك مش هتمشي غير لمآ الكل يعرف الحئيئــه
دآرين: أي حقيقـــه ! شين وقوي عيــن .. هذآ بدآل مآتسكتين وتطلبين الستره !!
توسعت عيونهآ بـ صدمـة كُــره وحقـد ,غيظ وقهر وصل أقصآه فآتحه فمهآ بتبدآ إطلآق سيل السبآب: آآآآهـ يآحقيـــــ .....

....: جــــــــــــــــــــبّ ولآكلمــــــــــــــــــه

إنتفضت كلّ الأجسآد حوله مقشعره بـ فزع وذعر من هآلنبره الزلزآليـه الغآضبـه ..
ردّ فعل دهشـه وتعجب وذهول مفآجئ .. أنظآرهم الفزعه معلقه عليـه .. صمت مطبـق من الجميـع إلآ من صآحب السنتين ونص إللي تقوست شفتيه وإرتجف ذقنه مطلـق صيحه أتبعهآ بكآء متوآصــل ..
مدت مرآم يديهآ الثنتين للشغآله مستلمه ولدهآ إللي إرتعب من صيحة رآئف الفجآئيه وبدت تهزّ فيه وتربت بحنو على ظهره تهديه ..

تكلّم وآلقهر مآليـه – من بين أسنآنه - : وعزة آلله وجلآله .. كلمـة بعد زود وأكون رآمي يمين الطلآق على ثنينآتكم ومفتك منكــم .. آلله يآخذكم من زوجآت قليلآت الحشــــم
توهآ حور بترد كـ توضيح , شرح أو تبرير إلآ وألجمتهآ نظره صآرمـه من عيونه الدآكنـه الحآده ..
أطبق شفتيـه وآلندم يتآكلـه , غلطـة حيآته إللي مآتغتفر هي زوآجـه , ولآ بعمره رح يسآمح نفسه على هآلخطآ الجثيـم ..

هآلزوآج إللي مآجآ من ورآه إلآ قلة الرآحه , أو إنعدآمهآ بمعنى أدق , هآلزوجآت إللي بسبتهم صآر إسمه مهزلـه , رآئف بـ ذآته وبآخر عمره حرمتين يلعبون بـ إسمـه ! وحده خآينـه والثآنيـه دآهيــه , لآهم مريحين نفسهم ولآ مريحينه .. شلون شكله بين عيلتـه ! رآئف إللي شآل مسئوليتة جبـآل وهو بآلسطآش من عمره آلحين مآهوب قآدر يتحمل مسئولية حرمتين ؟ وحده تسرح وتمرح مع حبيبهآ الأولي والثآنيـه مشغله عمرهآ تترصدلهآ زلآتهآ .. قآلبين البيت سآحة معركه أو حلبة مصآرعه , ضرب وسبآب وصيآح يسمـع أبعد خلق آلله , قلة حيّآ وقلة حشـم " هآلحريم يبآلهم تربيـه من أول وأدب من جديـد ..."

بـ أمر حآزم: على جنآحك دآريــن ..
وقفت ثوآني تنقل نظرآتهآ بين الموجودين بـ قلق وآضح أول مره تسمح لنفسهآ إنهآ تعبر عنه بملآمحهآ وبهآلوضوع , لكن خوفهآ بذي آللحظـه كآن أكبر من أي مقآومه ... بدون ردّ ولتهم ظهرهآ ومشت بهدوء صوب جنآحهآ تشيعهآ أنظآر كل الموجوديـن ...
بـ نفس الأمر الحآزم الصآرم صآحبه نظره حآده مرعبه بـ توعد وهو يأشر لهآ صوب الجنآح ورآهآ: على جنآحـك

توهآ بتفتح فمهآ معترضه بـ كلمـة ( بس ) إلآ وقآطعهآ بتشديد من بين أسنآنه: علـــــى .. جنآحــــك
أم حوريه: حور بتجيب أغرآضهآ وبترد معي البيت
رآئف: مآفيه طلعه لهآ
أمهآ: إلآ مآفيه جلسـه لهآ
مسكت أمه ذرآع أختهآ: آستهدي بآلله يآم عمر وآذكري آلله
....: هآلموضوع تفآهمنآ فيهآ وتنآقشنآ وآجد وإنّآ تحت , وآلسآلفه منتهيّه .. – وجهت نظرهآ لبنتهآ – يلآ إلبسي عبآيتك بنروح

غمض عيونه وأردف من بين أسنآنه حفآظاً على تمآسكه خلآص مآعآد فيه , كلمه زود وبتنفلت أعصآبه – بـ أمرّ جآف - : ردي يآحـوريّـآ لـ جنآحك
وسعت عيونهآ بـ خوف بآلعه ريقهآ بصعوبه , نآقوس الخطـر دق , قآل إسمهآ بذي آلطريقه إللي تعرفهآ زين وتدري وش إللي يتبعهآ وإيش إللي تنذر عنه ... مشدد على حرف اليآء الأخير لإسمهآ ...... جآك الوت يآتآرك الصلآه !

بينمآ إلتفتت له أمهآ مصدومه لسفهه كلآمهآ .. كمّل ببرود وعيونه الحآده بنظره وآثقه معلقه بعيونهآ المستفهمه: بنتـــك رديتهـــآ ,– شدد على إسمهآ بطريقته المميزه في التشديد على حرف اليآء ومده الأخير – حوريّــآ بعصمتــــي ...!!!


/
/

======
-----------
======

يتبــــــــــــع ,,,
<<قرآءة ممتعـه إنشآلله
دمتـــم بـ العآفيه

:::

حلم الحياه 12-08-16 01:29 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الثآلث والعشرون
الجزء ( 2 )



/
/


" لا تيأس مهما بلغت أوزارك ولا تقنط مهما بلغت خطاياك .. فما جعل الله التوبة إلا للخطاة و ما أرسل الانبياء إلا للضالين و ما جعل المغفرة إلا للمذنبين و ما سمّى نفسه الغفار التواب العفو الكريم إلا من أجل انك تخطئ فيغفر"

/
/



إنفتحت البوآبه الحديديه العريضه إلكترونياً وبهدوء تخطآهآ ..
كآنت الأنوآر تضآء بـ الإستشعآر بمجرد مرور سيآرته يضوي العمـود القصيـر على طول جآنبيّ الممر من البوآبـه الرئيسيـه لحد مدخل الفيلآ الخآرجـي ..
دنقت رآسهآ رآفعه عيونهآ تشوف البوآبه من ورآ قزآز الشبآك ...
بلعت ريقهآ بآلقوه , تحسّ بغصّـه فـ حلقـه , شيّ كآتم على أنفآسهآ ومطبق ضلوعهآ ..
" هذا نفسه المكآن إللي جيته أول مره , وش يحس فيه ذآ يبآ يعرفني على أهلـه ! عآد من زين زوآجنآ أو الطريقه إللي تزوجنآ فيها .. لآ وبعد فيـه عشيقتـه ذيك الخآيسـه ... يآربي كوون معآي , من أول مآطلعت من بيتنآ والبهآذل ملآحقتني من كل صوب ونآح "

....: مثل مآقلت لك

أجفلهآ صوته سآئله ببلآهه: هــآه ؟
غمض عيونه سآحب نفس بـ إستجدآء للصبر: إنتي سمعتي إللي قلته كل الطريق ؟
حركت رآسهآ إيجآباً وبعدهآ ملآمح العبآطه بوجههآ البريئ فآتحه فمهآ بينمآ أطبق هو فمـه بـ إحبآط: إنتي شكلك بتفشلينـي

أعرضت عنه بعدما رمقته بنظره تحقيريه من طرف عيونهآ: مآرح تكون مثل فشيلتي مع أهلي وإنت السبه فيهآ
نآظرهآ بتوعد مطبق فمـه بقهـر: أنآ أوريك بس مو آلحين , إنزلي
نآظرته بـ إشمئزآز ثم نزلت نقآبهآ على وجههآ , جت بتفتح البآب إلآ ووقفهآ: لحظـه لحظـه
إلتفتت عليـه بطفش إلا وتشوف إبتسآمته شآقه آلوجه " خير يآ الأخـو ؟وش إللي مبسمك ؟ هفففف صبرك يآربي أرتجيــه "

....: من متى وإنتي تتغطيـن ؟

إرتفعوآ حآجبيهآ ببلآهه: ترآ نزلت من الشقه وأنآ متغطيّه توك تلآحظ ؟
إنعقدوآ حآجبيه مآط شفتيه بعدم تذكر: مدري , مآلآحظت .. طول الطريق كنتي كآشفه توك تغطيتي الحين ..

نفضت نقآبهآ عن وجههآ وكنه تهوي: إيه أتغطـى .. تسألني من متى ؟! - نآظرته بحقـد وكملت - : من يوم تزوجتك , آلله يآخذهآ ذيك السآعه
بقق عيونه مبتسم: أشوفك مره تجرأتي سِـت تغريـد ؟
رمقته بـ إشمئزآز ثم نآظرت قدآمهآ بآلعه إللي بجوفهآ وتبي تقوله بينمآ أرخى هو جسمه على كرسيه ينآظر بسقف سيآرته وبعده مبتسم: تدرين عآد .. لولآ إن مزآجي رآيق آلحين ولآ كآن سطرتك على قلـة آلحشـم هـذي ..

....: تمد إيدك على إللي أكبر منك أجل ؟ لآ محشـوم

قآلتهآ وبآلحيل كتمت ضحكتهآ مطبقه فمهآ بآلقوه ومنزله رآسهآ لحجرهآ .. نآظرهآ مقهور – ردّ من بين أسنآنه - : قسماً بآلله يآتغريد .. كرريهآ وتندميــن
نآظرته ببرآءه مصطنعه: ليش مو هذي الحقيقه ؟
نآظر بعيونهآ الموسعـه بـ استفهآم وهو يدري إنهآ تستهبل بس شكلهآ وهي متغطيـه تذكـرة عفـو عن أي خطآ أو زلـه تسويـهآ آلحيـن حتى وإن كآن بتعمّـد !

سأل بهدوء: كنتي تتغطين مع سنـد ؟
حملقت فيه لثوآني تستوعب سؤآلـه أو تستوعـب الإسم بـ آخر السؤآل ..
" سنـد ,, آآخ يآسنـد "

نزلت عيونهآ وجآوبت بهمـس: إيــه
....: يعني مآشآفك أبـدّ ؟
نآظرته بحده وردت بجفآف: شوفـة عينـك , مثل مآ أنآ كذآ , تتوقع شآفني ؟
إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب من عصبيتهآ المفآجئه ومآسرع مآتبددت هآلملآمح لرآحـه ظهرت بـ إبتسآمته: كفـوو وآلله
صدت عنه تنآظر الحديقـه الفسيحه قدآمهآ بعيون مدمعه: ويـن سنـد ؟ مو قلت بتسآفر ثلآث أشهر وهو بيقعد !

كتف يدينه مسند ظهره للكرسي ينآظر بـ المقود: بيسآفـر
إلتفتت عليه بسرعه سآئله بـ إندهآش وآضح: سنــــــــد !
نآظرهآ مستفهم ثم ردّ بهدوء أشبه بـ الهمس: إيـه
بلعت ريقهآ وعيونهآ تدور بـ إرتبآك: ويـن .. ويـن بيـ .. بيسـآآفر ؟
مط شفته السفلى بلآ إهتمآم: لـ مصــر

....: ليــش ؟

إنعقدوآ حآجبيه بـ إستنكآر , طوآل الأيآم إللي طآفت ولسآنهآ مآله ذكر غير سنـد وسنـد , من الطبيعي إنهآ تسأل وتستفهم عن إللي كآن رح يتولى مسئوليتهآ وآلحين تبدل الوضـع بس مو لذآك الزود ..
سأل بنبره غآمضه مضيق عيونـه يستشف منهآ السبب لإهتمآمهآ الزآيد: سنـد سوآ لك شيّ ؟
نآظرته بصدمـه حآده , وآضحـه , صريحـه بعيونهآ الموسعـه بعدم تصديق لمغزى سؤآله , وكنه صدق يقصد إللي طرآ لهآ أو لآ !

غمض عيونه بسرعه وأعرض عنهآ: ءآآ .. آآقصـد .. آقصد ضآيقك بشـيّ ؟
إلتفت لهآ وكآنت بعدهآ نظرة الإندهآش متملكـه عيونهآ المصدومه , أردف بتبرير متوتر: يعنـي .. ءآآ .. انتي .. انتي وآجد تسألين عنـه .. – ضيق عيونه وسأل بحذر يستنطقهآ - : مآتلآحظين انتي هآلشيّ ؟

تدّبـلت صدمتهآ الضعف من وقع كلآمـه .. " لهآلدرجـه مشآعري وآضحه وفآضحتني ! مآنيب قآدره أتحكم فيهآ حتى قدآمه ! يآربي وش إللي يقوله لسآني ومآحس فيـه ! "

أعرضت بحده عنه تنآظر بيدهآ المشدده على مقبض البآب تخفي إرتجآف أطرآفهآ .. بقلبهآ نبض محتد وبصدرهآ أنفآس متسآرعه , تتزآحم , تتشآبك , تتصآرع ..... وتخنقهـآ ..
سحبت نفس مكتوم وردت بهدوء جآهدت إنهآ تظهر فيه متمآسكه تحت أنظآره المترقبه: بحيآتي مآشفت رجّآل مثل سند
نآظرته بـ ثبآت وأردفت بتأكيد: إنت لآزم تكون فخور إنه أخوك

ببطـئ تبدد الوجوم وتلآشت تعآبير الضيـق وإنحلت عقدة حآجبيه لإبتسآمـه كل مآلهآ مآخذه فـ الإتسآع لحد مآ إنتفضوآ ثنينآتهم بخرعـه من صوت الطق القوي بـ حجر صغير على الشبآك من نآحيته ..
بسرعه فتح ودخلت هي مسنده ظهرهآ للبآب وتكتفت , تمت تنقل نظرهآ بينآتهم بعصبيّه وآضحه: مآشآلله , إنتو هنآ جآلثين ثآعـه تثولفون وإحنآ دآخل جآلثين على أعثآبنآ ؟
....: ههههه وإنتي إيش إللي مجلسك على أعصآبك ؟ ليش مآتجلسين ع الكنب ؟
....: هآهآ , إنثآهـآ يآمآلك .. مآتضحك أبدّ

كآنت هي تنقل أنظآرهآ بـ إستغرآب مصحوب بشبح إبتسآمه بين مآلك إللي بلحظـه أسرتها إبتسآمته العذبـه وضحكتـه الـ آسـره وبين هآلعجـوز آلصغيـره .. شكل شخصيتهآ قويّـه ومآهيب سهلـه ولآ مآكآن أبدّ تكلمت بهآلجرأه وتمت ترمقهم بهآلنظرآت الحآده كنهآ مـره كبيره مو بـزر !

إلتفت عليهآ وبعدهآ الإبتسآمه العريضه بوجهه: يلآ تغريد إنزلـي
شهقت بصوت مسموع رآفعه يدهآ المنتفخه لفمهآ الصغير: إثمهآ تغريـد !
نزل وقفل البآب ورآه مآد يده لهآ: إيه إسمهآ تغريد
ضربت يده بقوه رآفضه إنهآ تمسكه: أكرهك يآمآلك ليش تتذوج كذآ مع نفثك .. إحنآ كمآن نبغى نثتآنث يآخي !

إنتفض صدره بضحكه وهو ينآظر تغريد إللي كآنت ضآيعه بـ الطوشه بس وآضح إنهآ بعد مستآنسه من هرج فدوى .. أشر بيده لـ تحت: هذي فـدوى , بنت أختي الكبيره أصآله .. الحين تشوفينهآ
تعلقت فدوى بسآق مآلك موقفته عن المشي قبل يطلع السلآلم المؤديه لبوآبة الفيلآ .. وطى عليهآ يسمع همسهآ: مآلك ترآ مآمآ جوآهر ذعلآنه منك ومعثبه مررره .. ممكن تهآوش تغريد ..

أطبق شفتيه بـ تفهم وهذآ هو إللي متوقعه , أمه من الصبآح وهي قآلبه البيت صيآح وهوآش تخآنق ذبآب وجههآ , وآلحين تغريد هي اللي بوجههآ وش إللي بتسويّـه ..
بعثر شعرهآ بيده اليسرى: مآعليه أنآ برآضيهآ الحين
مدّ يمنآه لتغريد .. نآظرت كفه مبلمـه مآتدري وش قصده ولا وش إللي يبيه ..
صآحت فدوى: يبغآكي تمثكي إيدو ههههه
مآلك: ههههه كفوو .. علميهآ فيدوو
بققت تغريد عيونهآ ثم دنقت رآسهآ بسرعه وفشيلة الأرض كلهآ فوق رآسهآ ..

سفه احراجها ومسكهآ من يدهآ مشدد عليهآ بآلقوه ورقى السلآلم معهآ وبيده اليسرى يد فدوى: فيدوو أبغى أرجع من السفر ألقآهآ متعلمه كلّ شيّ منك .. إيش أحب وإيش أكره .. إيش يبسطني وإيش يزعلنـي .. قـد المهمـه هذي أو لآآ
ضيقت عيونهآ ولعبت له حآجبيهآ بـ مكر: قدهآ ونـص يآحِلـو

سحبهآ عليه لحد مآلتصق كتفهآ بذرآعه , دنق عليهآ بسبب فآرق الطول بيناتـهم وهمس: لآتنيسن إللي وصيتك فيه بـ السيآره !




/
/



فك أول أربع أزرآر من ثوبه كآشف عن جزء من صدره وفنيلته البيضآء ثم فصخ عقآله وآلغتره رآميهم بـ إهمآل على طآولة البليآرد ومشى بلكآعه صوب غرفة النوم المضويّه ينآديهآ بنفس لكآعة خطوآته إلآ إنهآ كآنت بنبرته: حوريّـــــــــــــــآآ !

نزلت كيس الثلج عن عينهآ المتورمـه وقد حآوطهآ هآله دآكنـه زآفره نفس مسموع من خشمهآ بضيـق ثم إعتدلت بجلستهآ على سريرهآ مسنده ظهرهآ له ..

أول مآدخل آلغرفـه تعلقت عيونه عليهـآ , بقعـه من البيآض على بقعـه من آلسوآد .. كآنت قد فسخت قميصهآ بعدمآ تشقق من آلكتف الأيسر وتخلعت أزرآره , تمت بـ البآدي الأبيض السآده , كآرينآ كـبّ ( مطآط بدون حمآلآت ) وبنطلـون سكينـي أبيـض , ومن تحتهآ سـوآد مفرش آلسرير ولحآفـه ..

رصت على آلكيس بيدهآ بقهر وعيونهآ معلقه عليه بعدمآ وقف بـ المنتصف ترمقـه بـ نظرآت حآده إختلطت مآبين كُـره , حقـد , ولــوم !
أطلق نفسه المحبوس بصدره مطبق فمه بـ أسى , مغمض عيونه بعدمآ تقوست شفتيهآ , تكرمش ذقنهآ وترغرت عيونهآ بـ الدموع وبعدهآ ترمقه بذيك النظرآت الطفوليه القآتله , كنهآ طفل يلـوم على غيره سوآته فيـه !

جلس عند رجولهآ ورصّ بيده اليسرى على سآقهآ أسفل ركبتهآ هآمس لهآ ينبههآ تنآظره: حــووور !
إنتفض صدرهآ بشهقه قصيره مكبوته وبآقي عيونهآ على كيس الثلج بين يدينهآ ..
مدّ يده وسحب منهآ الكيس آمرهآ بحنـو: نآظرينـي

بحذر وترقب كآنت شويّ شويّ ترفع رآسهآ لحد مآستقرت أخيراً عيونهآ بعيونه ..
ضيق عيونه إللي يحركهآ على كل مكآن طآلته يدّ دآرين وتركت أثر أظآفرهآ محفوره بـ لحم حوريته وجلدهآ ..

قرب عليهآ وهو بعد جآلس ,, نقل نظره مآبين عينهآ المتورمه وكيس الثلج بيده – سألهآ وآلقلق بوجهه: أوديـك آلمستشفـى !
مآل فمهآ بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره ثم صدت بوجههآ عنه تنآظر بـ السقف: عشآن عُمـر إللي لسـه سآيبني من شويـه يشوفنـي بـ المنظـر دآ , - نآظرته بحده مثبته عيونهآ بعيونه - وتخيّـل إيه إللي ممكن يعملـه !
سحب نفس مكتوم بغيظ وردّ من بين أسنآنه: تعرفيـن إن ولآ عُمـر ولآ غيره يهمنـــي
إرتفعوآ حآجبيهآ بـ إبتسآمه: بلآش عُمـر .. ممكـن نـقـم يهمـك ؟

بلل شفتيه مبتسم بـ إستهزآء وهو يحرك رآسه بـ النفي , سكت لثوآني ثم تكلم بجديّـه ملآهآ ثقـه: لآ عُمـر ولآ نجـم ولآ حتى أبوك كآمـل يهمونـي وأعمل لهم حسآب , - أردف بـ إبتسآمه هآزئه مضيق عيونه بـ نظرة كآنت أقرب للتنبيه – لآهـمّ ولآ أيّ رجّآل بعيلتك ...... إن كآن فيهـم صـدق رجّآل !

حست بـ الوحشه فجأه , ضمت ركبتيهآ لصدرهآ معفطـه مفرش آلسرير بقبضتهآ اليمنى تنآظره بـ إستنكآر شديـد وعيونهآ مدمعه بعدم تصديق .. هذآ هو رآئف آلحقيقـي , هذآ وجهه الأصلي إللي عرفته من قبل ترتبط فيـه , هذآ هو الإنطبآع إللي خذته عنه من أول وللحين مآتبدل , كل مآله يتأكد أكثـر .. كل آلحنآن وآلرقّـه وآلعذوبـه إللي حستهم بلحظآت قليلـه فـ الأيآم إللي جمعهتم مآكآنوآ إلآ تمهيداً للشيّ الوحيـد إللي يبيـه منهـآ .. هو يقدر فعلاً يآخذه ومآحد بيمنعه ولآ حتى هي رح تقدر تقآومه بس هذآ هو مربط آلفرس , هذآ هو إللي مآيبيه رآئف , مآيبي يآخذه غصـب وعنـوه , يبيـه ويبي معـه يتأكد إنه إنتصـر , خضعـت له وسلمته نفسهـآ وبكيفهآ وبرغبـه منهآ .... كعآدتـه , مآيجبرك على آلشيّ , بس يجبر إرآدتك عليـه وبنفسك تسويّـه ويتمّ هو ينآظر إنتصآره آلكبير بـ إستمتآع ..!

خلل أصآبعه الأربع من يده اليمنى بشعرهآ آلغجري آلكثيف وبـ إبهآمه تمّ يتحسس حدود التجويف العظمي لعينهآ اليسرى المتورمه ...
إحتدت نظرآته وإنعقدوآ حآجبيه بـ ضيق ضآقوآ معه فتحتي خشمـه آلطويل آلحآدّ .. إرتفع نظرهآ لعيونهآ تستشف منهآ ذيك آلنظره آلغريبه , مآتدري هي ضيق وكـدر ! غيـظ وقهـر ! عصبيه وغضـب ! أو خوف وقلـق !

بيمنآهآ فكت المفرش المعفط بقبضتها .. إرتفعت ضآربه يده إللي تتحسس وجههآ مبعدتهآ ثم نزلت رآسهآ بسرعه مطبقه فمهآ ومغمضه عيونهآ بقوه إستعدآداً لضربه عنيفهآ ظنهآ إنه بيوجههآ لهآ آلحين على هآلحركـه الرآفضـه له ..

تمّ ينآظرهآ وآلقهر يتآكلـه , مو من حركتهآ أبدّ إلآ من هآلظنون الخآيسه برآسهآ , وش إللي تفكر فيه يعنـي إنه لهآلدرجه همجـي وإن أي شيّ هي ترفضه هو بيعآقبهآ عليـه !
سحب نفس مكتوم من فمه وهو يقلب عيونه رآفعهآ للسقف بنظرة إستجدآء للصبر ..
ضيق عيونه وردّ بـ إستخفآف: أشوف عجبـك آلضرب يعني وتعودتي ؟

بصعوبه فتحت عيونهآ وكنهآ تغصب نفسهآ على هآلشيّ أو إنه مو بـ إرآدتهآ تفتح عيونهآ بسرعه ..
إستقرت عيونهآ المترقبه أخيراً بعيونه الهآزئـه , بلعت ريقهآ وهي تشوفه يصد عنهآ مبلل شفتيه ووآضح إن فيه طآقة غيـظ وعصبيّه وقهر مكبوته .. وبآلحيل يجآهد نفسه مآيفرغهآ لأنه إن أطلق لهآ العنآن فمآرح تصـبّ إلآ على رآسهـآ هي !

بلعت ريقهآ وردت بهدوء مشدده من ضمة رجولهآ وعيونهآ على مفترق ركبتيهآ المضمومتين لصدرهآ: إحنآ لآزم نتطلـئ يآرآئـف
مآل فمه بـ إبتسآمه سآخره: وهو إحنآ بعدنآ تزوجنآ عشآن نتطلـق ؟

أطبقت شفتيهآ بآلقوه مضيقه عيونهآ بنظرة كآنت أقرب للتحديّ مآفهمهآ هـو ومآ أمدآه يفهم لأنهآ مددت جسمهآ على آلسرير بوضعية آلنوم تنآظر بـ السقف: إن كآن هو دآ إللي إنت عآوزه .... وهو دآ إللي هيحـقق معنـى القـوآز بـ النسبآلك .... وهو دآ إللي هيخلصنـي منك ......... – فردت ذرآعينهآ وغمضت عيونهآ بـ إستسلآم ثم أردفت بهمـس - : إعملـــــــــه .. جسمــي ملـكك النهرده .... وبـــــس
عند هآلكلمـه ومآعآد فيـه , هذي المرآهقه تعرف شلون تثير إستفزآزه وتوصل به حدّ الجنون واللآتعقـل .. بصرآحـه ........ هي إللي تجيبـه لـ نفسهآ , هذآ هو إللي قآلـه وهو يغرز أصآبع يمنآه بشعرهآ من مقدمة رآسهآ لحد مآرفعه عن المخده وهمس بـ غيظ مكبوت من بين أسنآنه: مو بس جسمـك .. إلآ كـلك .. كلـك يآحـور ملكــي وملكـي للأبــد مو بس اليــوم

قآلهآ وفلت شعرهآ بآلقوه نآفض رآسهآ من يده وكنهآ حشره يبعدهآ عنه بنفور وضيق وإشمئزآز .. خلآص كآفي , كآفي هآلنظره الجنسيّـه الشهوآنيـه إللي مآتشوفه غير فيهآ .. هآلظن هو أقسى طعنه توجههآ لـه وكل مآلهآ تزيـد آلجرح !
وقفت على ركبتيهآ رآفعه سبآبتهآ بوجهه بنظره ملآهآ الكُره والحقد وفآض: غصبـاً عنـك يآرآئـف هتطلئنـي

بلع ريقه ومعه بلع قهره منهآ , مآيدري ليش تهديدهآ له بـ الإنفصآل عنه يثيـر سخريتـه للحد إللي معـه يبي يضحك ولآ عآد يوقف ! والأدهـى إنهآ تقوله بهآلطريقه الوآثقـه إللي معهآ تحقر منه ومن شآن قدرته بذيك الجملـه .. غصبـاً عنـك ؟
ضيق عيونه بخبث " غصباً عن مين يآحـور ؟ "

ردت لـ ورآ خطوه وبعدهآ رآفعه سبآبتهآ , أربكتهآ هآلنظره المآكره من عيونه وشبح الإبتسآمه بوجهه , بلعت ريقهآ وكملت بنفس القوه والثبآت إللي شآبهم آلقلق والتوجس: إزآ مطلـئتنيـش بكيفـك أنآ هخلعــك .. ودآ هيكون غصباً عنـك .. فآهـم !
إرتفعوآ حآجبيه بشهقـة إستهبآل موسع عيونه ورآفع يديه بـ الهوآ بحركـة إستسلآم: خلآص خلآص .. بطلقـك

إنعقدوآ حآجبيهآ مآفهمت عليـه بينمآ كمل هو بـ إبتسآمه بعدمآ نزل يديه: وعلى إيش الخُلـع ! من زود العنآ يعني قضآيآ ومحآكم وعوآر رآس ! خلآص يآدآر مآدخلت شـرّ
نزلت يدهآ بـ هدوء وبعدهآ تنآظره بـ إستغرآب وفوق رآسهآ مئآت من علآمآت التعجب والإستفهآم – همست بعدم تصديق - : هتطلئنـي بقـد ؟
حرك رآسه بـ التأكيـد ..
بلعت ريقهآ وبعدهآ مو مصدقه تدري إن مآورآ هآلخضوع الكآمل إلآ بلآء بيطيـح فيهآ – أردفت بنفس النبره المبحوحه الغير مصدقه - : إمتــى ؟
جآوبهآ بثقـه وتأكيد: الحيــن

إتسعت عيونهآ وإرتفعوآ حآجبيه بدهشـه بينمآ مدّ هو ذرآعه فآرد كفه يحثهآ تتقدم نحوه: تعآلــي ..
نآظرت بيده الممدوده وبعدهآ مشدوهه , مصدومه , مستغربه ومو مصدقـه !
بهدوء زحفت على ركبتيهآ لحد مآوصلت عنده , رفعت رآسهآ له وبعدهآ بآهتة الملآمح , همس بعذوبه: تبين تطلقيـن ؟

بلعت ريقهآ بحركه وآضحه وصوت مسموع بسبة قربهآ منه , مآردت إلآ بهزة رآس تأكيداً .. وفورهآ سحبهآ عليـه بسرعه مكتف خصرهآ بيديه الثنتين محآوط وسطهآ لحد مآلتصق صدرهآ بصدره تنآظره برعـب , إمتلت عيونهآ بـ الدموع وهي تلمح هآلنظره الخبيثه بعيونه وبـ إبتسآمته الجآنبيه المآكره – همست بوهـن إهتزت معه أوتآرهآ الصوتيّه , طلع همس مبحوح مسحوب - : هتعمـل إيـه ؟

رآئف: لآزم عشآن أطلقك أتزوجك بـ الأول , أتزوجك بآلمعنى إللي أعرفه أنآ .. – إرتفعوآ حآجبيه بتمثيل للبرآءه – مو هذآ كلآمك ؟
طآحت دموعهآ وهمست إسمه بـ توسل بآكي: رآآآئــــــف

دآعب أرنبة خشمهآ آللوزي آلصغير بطرف خشمه الحآد: وينه عآد عرضـك المغري هذآ من شـويّ ؟
إبعدت رآسهآ عنه بـ إشمئزآز مآكآن سببه إلآ ريحـة الدخآن العآبقـه بكـل شيّ فيـه ,, فسره هو على إنه إشمئزآز من قربـه منهآ ورفضهآ الصريـح لـه ! مآزآده هآلإحسآس إلآ غيظ وقهـر زآد معه من شدة إحتضآنهآ لصدره للدرجه إللي حست فيهآ بضلوعهآ تنطبق على بعضهآ , تتدآخل أعضآئهآ وتتكركب أحشآئهآ !

غمضت عيونهآ سآحبه نفس مسموع من فمهآ إمتلآ به صدرهآ لثوآني ثم حررته , للحظآت تمت فيهآ تستجمع قوآهآ وتسلّم للأمر الوآقـع , إن كنهآ صدق تبي شيّ فلآزم تقدم مقآبلـه , لآزم تتنآزل .. حتى وإن كآن هآلتنآزل وهآلمقآبل هو أغلى مآتملـك , عذريتهآ إللي قررت بهآللحظـه ........... تسلمهآ !
ثبتت عيونهآ بنظره حآده بعيونه المستمتعه وردت بثقه: أدآمــك وبين إيديــك .. إعمـل فيّـآ إللي إنت عآيــزه !

أظلمت عيونه بدهشه مكبوته قدر يتدآركهآ قبل ترسم ملآمحهآ بوجهه ومآعبرت إلآ عن إستنكآر لحظـي لثوآني ثم إختفى بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره ...

فك حصآر ذرآعيه من حولهآ وبقى محآوط خصرهآ بيديه بدون أيّ ضغط وبـ إستسلآم تآم منهآ , وآلشيّ الغريب إللي لآحظه هو إنضبآط تنفسهآ , صدرهآ سآكن , وأنفآسه هآديه ..
" يعني مو خآيفـه يآحـور ! أخيراً إستسلمتـي ؟ آممم , طيب خلنآ نزيـد آللعبـه إثآره شـويّ ... مآ أحبّ آخذ آلشيّ بـ إستسلآم وبــرود ... "

بهدوء بدت يده ترتفع لفوق ومعهآ يرتفـع البآدي المطآط كآشف عن جسمهآ ... كآنت نظرآتهم متشآبكـه , محتـده , مشتعلـه , تصـرخ ثقــه وتحـديّ ..
رفعت ذرآعينهآ لفوق بـ إنتظآر إنه يمرر البآدي من خلآلهم ,,

وقف لثوآني كآتم أحآسيس كثيره مختلطه ومتدآخله تتصآرع بجوفـه تحت ملآمح بآرده ونظره جآمده لحد مآ نبهه نبرتهآ المتململه: مطـول ؟ إيدي بتوقعنـي ..
إنتفض صدره بـ إبتسآمه قصيره حررهآ وحرر معهآ البآدي مطلق سرآح جسمهآ من إلتصآقه فيهآ كل هآلمده .. معلن بهآلإبتسآمه هزيمته التحـديّ .. صغيره حوريّـه أخيراً إنتصرت عليـه ..
فردت ذرآعينهآ عآرضه نفسهآ: يـلآآ , وآئـف ليـه !
جآوبهآ بـ إبتسآمه: لهآلدرجـه مستعجلـه يعنـي ؟
كشرت وجههآ بـ إستخفآف: مستعقلـه أخلص منـك ...

أطبق فمه بـ إبتسآمه قصيره نزلت معهآ عيونه للجزء العآري من جسمهآ وإللي كشف عن بطنهـآ وأبزر آلجزء آلعلوي المنتفخ من نهديهآ ..
حآوط خصرهآ بيسرآهآ وبيمينه مرر أنآمله على جآنب عنقهآ بهدوء نزولاً لـ كتفهآ ووقف عند حمآلة الـ برآ البيضآء حقتهآ ...

همس بـ عذوبه قبل يطلع ويتركهآ: مو آلحيــن
سحبته من شق ثوبه المفتوح من الصدر قبل يفلتهآ – موقفته بـ جفاء مستفهمه وهي شويّ ويطق رآسهآ من هآلجنون إللي تعيشه - : يعنـي إيــــــه !!
إبتسم بهدوء هآمس :أبغآكي سآلمـه , مآفيّ شيّ يعـورك .. ولآ شـيّ متعبــك ..

ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر شديد مآهيب مصدقـه إللي يقوله ولآ مستوعبته ! بينمآ تحسس هو ذرآعهآ الأيسـر المُصآب بـ رقّـه من أطرآف أنآمله وأردف بهمس وهو يتنشق بـ إنتشآء من ريحة شعرهآ - : أبشفـي جروحك وأعآلجــك .. ثـم أردّ وأتعبــك ........... بس بطريقتـي !

تعلقت عيونهآ المستفهمه بعيونه المستمتعه .. حرك سبآبته من أول جبينهآ إنتصآفاً , مروراً لمآ بين عيونهآ ثم لطرف خشمههآ وإستقر أخيراً على شفتيهآ هآمس بلعآنه: تعـب حلـو لآتخآفيــن !


/
/


/
/


تموآ قرآبة العشر دقآيق بـ غرفـة المعيشـه الفسيحـه وإللي نآدراً مآيجتمعون فيهآ ..
ثلآثتهم في صمت مطبـق ..

جآلس يهز رجله اليسرى بتوتر ويده اليسرى على ركبته إللي تهتز يحرك أصآبعه بـ توتر أزعجهآ وهي تتآبع حركة يده ورجله المهتزه ..
عفطت قبضتهآ على عبآيتهآ السودآء ونفخت هوآ طآر معه نقآبهآ عن وجههآ وردّ مره ثآنيه ..
إلتفت جمبه لهآ: إرفعي غطآك مآحد هني إلآ أمي وخوآتي

ردت بسرعه: ثنـد هينـآآ
نآظروهآ ثنينآتهم كآنت مقآبله لهم جآلسه على الكنبه مكتفه يدينهآ وتهز برجولهآ إللي إرتفعت مسآفه عن الأرض .. حركت رآسهآ تأكيداً من إستوعبت التسآؤل بوجـه مآلك وعيون تغريد ...
تغريد وإللي توهآ بترفع نقآبهآ إلآ وإهتزت يدهآ مخترعه من صيآح هآللي دخلت عليهم تنآدي مآلك وتتوسله ببكآ ..

....: مآلك إلحق علــي سنـد بيروووح

مشى صوبهآ معقد حآجبيه , إعتصر ذرآعينهآ يهديهآ: خلآص أصآلـه إهـدي , علآمك
إلتفتت ورآهآ بضيآع وتوهآن تأشر بيدهآ صوب البآب , مخآطهآ سآيل بغزآره وكحلهآ سآيح ملطـخ عيونهآ ووجنتيهآ .. وآضح إنهآ تبكي من قلـب ..
" سنـد !!! علآمـه سنـد ! لآيآربي لآتفجعنـي فيـه ..."

قآلتهآ بقلبهآ وهي تمشي بخطوآت متبآطئه أثقلتهآ الظنون بـ الشرّ إللي صآبـه وأفجـع أختـه !
....: وين بيروح سند يآمآلك هآآآه ! إلحق عليـه لآتخليـه يروح
كآنت نظرآتهآ مرتعبـه , ملآمحهآ ضآيعـه , تنآظر حولهآ بتوهآن ومآهيب فآهمه شيّ .. وحده منهآره وهو يهديهـآ .. صآحت فدوى وجرت لبرآ .. إيش إللي قآعد يصير بهآلبيـت !

حآوط كتفهآ بذرآعه وطلـع بهدوء معهآ: خلآص أصآله وش دعوى !! بيسآفر شويّ لمصـر ثم بيرد مره ثآنيـه

نفضت ذرآعه من حولهآ ومسحت خشمهآ بظهر يمنآهآ: لآمآهوب رآد ..
زفر نفس بتململ: لآحوول , إنتي وبعدين معك آلله يهدآك , الرجّآل بيسآفر لأمـه , تعبآنـه ويبي يرعآهآ , لآمن شفآهآ آلله ردّ مره ثآنيه , وشدعوى عآد هآلصيآح والبكآ !
وقفت بمنتصف البيت عند الدرج المؤدي للدور الثآني ..

مدت سبآبتهآ مأشره بعصبيّه صوب الدرج: مآرح يـردّ .. وشلون تبيه يردّ بعد إللي قآله له أبـوك اليـوم هآآه ! .. مآلك إصعد له آلحين وعلمـه إن كل إللي سمعنآه مآفرق معنآ ولآ أثر فينآ .. علمـه إنه أخوك الكبير وإنت تحتآجـه .. وأنآ بعـد أحتآجـه ..
جآ بيمسكهآ يهديهآ إلآ وصآحت ضآربه رجلهآ اليمنى بـ الأرض: إصعـــد لــه مآتسمـــــع !!

....: ثآآآنـــــــــــآآآد

إلتفتوآ كلهم صوب الدرج إللي ظهـر بأوله من صآحت فدوى مأشره بسبآبتهآ صوبـه وعلى كتفه هآندبآق متوسطه الحجم ..

سحبت نفس سريـع إنتفـخ به صدرهآ , جمدت أطرآفهآ وثبتت عيونهآ تنآظره يتخطى الدرج نزولاً بلكآعه وعلى وجهه إبتسآمه عريضه مستمتعه .. وجهت له أصآله سبآبتهآ بتهديد جآف: إطلـع يآسنـد ورد شنطتك وآلله مآتطلـع من ذآ البيت
إنتفض صدره بضحكه مكتومه , بلل شفتيه وهو يمسح جبينه وعيونه بـ الأرض بعده مبتسم ..
مآلك: ههههه هبلت بـ أختـك
إحتضنت فدوى سآق سند وبدت تبكـي هي بعد وتصيح: لآآآترووووووح
مآلك: ههههه وبـ بنت أختـك
سند: ههههه إبعدهـم عني ذولي وحده ملتصقه بذرآعي والثآنيه بسآقي
أصآله: وآلله مآترووح .. مو بكيفـك
إرتفعوآ حآجبيه بدهشه مبتسم: وآلله ! بكيف من أجل

فكت ذرآعه ومسحت دموعهآ بترجـي بآكي مبحوح: تكفى يآسند لآتخلينـي .. – أطبقت شفتيهآ رآصه عليهم بمرآره وبآلحيل نطقت كلمتهآ وطلعت مسحوبـه مآظهر منهآ إلآ أول الحروف - :أحتــــــآجك
سحب نفس مسموع من خشمه ينآظر بـ مآلك يسأله وش يسوي ! بينمآ رفع مآلك كتوفه مآط شفته السُفلى مبتسـم بمعنى إنه مآيدري .. إنت تصـرف !


....: مآدري وآلله أستقبـل ولآ أودع !
إرتفعت الأنظآر كلهآ للي طلت بـ أول الدرج وهآله من الهيبـه محآوطتهآ ..
نزلت بهدوء رآفعه حآجب وآحد بـ ضيق ومآفآرقتهآ هآلملآمح أبدّ حتى بعدمآ وصلت لهم وتكلمت: نبـدآ بـ منـو ؟! – نآظرت بتغريد الوآقفه بروحهآ كآسيهآ السوآد , رمقتهآ بنظره تفحصيّه حآده من رجولهآ لـ رآسهآ ثم أردفت – نستقبــل ولاآآآآ – نآظرت بـ سنـد ثم تكتفت – ولآ نــودع !

....: وأنآ مآلـي ودآع يعنـي ؟ ترآني مفآرق الحين
رمقته أمه بنظره حآده تسكته فيهآ , هآللي يصير كلّه بسبتـه وله وجـه يتمآصـل !

تحمحم بآلع ريقـه ثم إلتفت ورآه مآد يده لهآ يحثهآ تقترب .. برغم إن جزمتهآ – بـ الكرآمه – كآنت فلآت إلآ إنهآ مآتدري ليش حست إنهآ لآبسه كعـب مو أقلّ من 10 سـم ,, كآنت خطوآتهآ متلكعـه , تميل فيهآ على الجنبيـن , هل صدق وآضح هآلإرتبآك لذي الدرجه بخطوآتهآ ولآ نفسهآ إللي تهيأ لهآ !
وقفت ورآه بخطوه وعيونهآ بـ الأرض تردد الوصآيآ العشر إللي وصآهآ فيهم .. وأولهـم إن أهلـه مآيدرون بحقيقة زوآجهم .. وآلكذبـه هي إنه زوآج مصآلح مشتركـه بـ شغل خآرجـي بعيد عن أبوه مو أكثر وجآ معه إرتبآطه فيهآ .. فلآ تفكر تسول لهآ نفسهآ وتعترف بآلحقيقـه ..

" أي حقيقه هذي عآد من زينهآ ؟ تبينـي أعترف لهم بسوآد الوجه إللي سويتـه وأشركتني فيه ؟ "
من ضمن الوصآيآ إنهآ تحآول جهدهآ مآتختلط فيهـم أبدّ , لآ بـ أكل ولآ جلسـه .. والجوآب على قدّ السؤآل .. ممنوع تسويّ علآقه مع أياً من خوآته , لآ أصآله أو سآلـي .. أو حتى الصغيره فـدوى , والأحسن إنهآ تحبس نفسهآ بجنآحـه ومآتعآشرهـم ...
رفعت رآسهآ بسرعه مبققه عيونهآ من حط يده بوسط ظهرهآ وبدآ يدفهآ بشويش يقدمهآ لهم بـ إبتسآمـه: هـذي تغريــد ..

فرد كفه الأيمن صوب أمه وكمل بـ إبتسآمه: هذي ست الحبآيب , الغآليـه جوآهــر .. أم مآلـك – غمز لهآ وأردف بهمس مآيسمعه غيرهآ فآتح فمه وموسع عيونه بنظره يخوفهآ – الوآآآلــده
مآكآن لـ تغريد أي ردّ فعل إلآ بخآطرهآ " تمزح إنت ووجهك يآمآلك ؟ أدعي عليك بـ إيش بآلله .. وربي يأنبني ضميري مو كآفي الخبآل إللي برآسك , وش بيصيبك زود ! "

أشرّ صوب أخته: وهذي أصآله , أختي الكبيره .. وفيـدو بنتهآ .. فـدوى
ووووســآآآآآ .... وينهـي سـآآلـ ......... – هنـــآ –
قآلتهآ وهي تنزل من الدرج بشمـوخ , يصدر صوت كعبهآ إللي يطـق كآسـر صمـت الجميـع ..

أشر صوبهآ بـ إبتسآمه: وهذي سآلي .. – أطبق فمه بسرعه وكنه تذكر شيّ , أردف بعدهآ بـ تصحيح لكلآمه – الدكتوووره سآلـي .. أختي الكبيره بعد , بس مو أكبر من أصآلـه .. يعنـي أنآ آخر العنقـود
مآهتمت تغريد تنآظر بـ سآلي قد مآهتمت تنآظر هذآ إللي يتسآمج الحين وشكلـه مرآ مستآنس ولآ على بآله الأعصآب المشدوده من الكـلّ .. خزته بنظره جآمده تسكته فيهـآ .. وبـ التأكيد مآخفت هآلنظره عن عيون أمه المدققـه لكل حركآتهآ حتى وإن كآنت هآلحركه نظرة عين من ورآ الغطـآ !

رفع سند الشنطه لكتفه ومسك كتوف أصآله مشدد عليهآ ثم قرب رآسه منهآ هآمس بـ أذنهآ: رح أردّ , وهذآ وعـد .. ولآ مآتوثقيـن بـ وعودي !
نآظرته بحزن تسأله الصدق , مآردّ إلآ بهزة رآس إيجآباً ثم طبع قبله خفيفه سريعه بأول رآسهآ ..

....: لآتروح !
نآظر تحته بهآلصغيره إللي أدمعت عيونهآ وتقوست شفتيهآ بملآمح حزينه معهآ بتبدآ البكآ , مكتفه يدينهآ بـ رفض و إعترآض !
شآلها على ذرآعه الأيسر وتكلم بصوت منخفض: فيدوو هذآ إللي إتفقنآ عليه ! مو قلت لك لآزم تكوني بنت قويّـه ! إذآ مآمآ بكت إنتي مآتبكين ..
حركت رآسهآ تأكيداً لكلآمه وإنهآ توهآ تذكره ومآنسته ..

....: أجل ليش تبكين ؟ مآمآ تبكي آلحين إيش المفروض إنتي تسوين ؟ - قرب أذنه اليسرى من وجههآ بمعنى إنه يبيهآ تهمس له ومآحد يسمع كلآمهآ - ..
....: أمثح دموع مآمآ , أقولهآ إني أحبهآ , أحتآجهآ معآيآ , وأحتآجهآ قويّـه ..
شدّ شفتيه المطبقه بـ إبتسآمه ثم طبع قبله عميقه على خدهآ المنتفـخ: شطوره يآفيدوو , فديتك ..

....: ثند لآتروح
....: يآقلب سند بروح وبرجـع .. أنآ كمآن عندي مآمآ وهي الحين تعبآنه , لآزم أوقف معآهآ وأكون جمبهآ .. مو هذآ الصح إللي علمتك ولآ كيف ؟

حآوطت رقبته بيدينهآ وبآسته بـ القوه من منتصف جبينـه: روح وتعآلآ بثرعــه .. أنتظرك أنآ ومآمآ
نزلهآ وهو يبعثر شعرهآ العسلي الكثيف: إنتبهي على مآمآ زين هـآآ ..
تحسست أصآله ذرآع سند وحركت رآسهآ بـ تفهم مبتسمه: مثل مآقآلت لك .. روح وتعآل بسرعـه .. أنتظرك أنآ وفـدوى
رصت فدوى على رجل أمهآ وخزتهآ بـ حقد مضيقه عيونهآ: قلـوووده

إنتفض صدرهآ بضحكه هآزئه مقطوعـه ثم أردفت وهي تقلب عيونهآ: أنآ بـ المجلـس , مآلي خلـق درآمآ هنـديّـه !

وقفتهآ أصآله: يومــــه !
إلتفتت عليهآ تستنطقهآ .. توهآ بتتكلم أصآله إلآ وحذف مآلك مفتآح سيآرته لـ سنـد: إنتظـرني , بجيب شنطتـي ونطلـع سوآ , طيآرتي مع طيآرتك أصلاً

نآظرته تغريد بصدمه مبققه عيونهآ إللي شويّ وتطلـع مآهيب مصدقه إللي قآله !
" هذآ من جده ! بيطلـع آلحين ويخلينـي ! يخليني بروحي بهآلموآجهه مع أهلـه ! آه يآلجبـآن يآلنذل حسبي آلله عليـك "

تحسس ظهرهآ يهدي من روعهآ شويّ , فهم نظرآتهآ المنصدمه وعرف وشهو سبههآ .. أكيد وهو آلحين فيه سبب غير إللي إهم فيـه !

....: بطلـع أجيب شنطتـي ..

قلبت عيونهآ بآلعه ريقهآ بنفآذ صبر: مو نآويه تورينآ وجهك يعني ! خلآص محـد هنـي
إلتفتت لهآ بنظرة بـ إستنكآر من نبرتهآ الهآزئـه لهآ وليتهآ مآإلتفتت .. بثآنيـه تبدل هآلإستنكآر لصدمــه , دهشــه , ذهــوول
" لاآآآآآ .. لآآآ يآربــي لآآآآآ ,, خذ روحي آلحين , إخفينـي , هذي سآلـي ؟! معقولـه هي نفسهـآ ! إيه أكيد نفسهـآ .. نفس آلشكـل وإسمهآ بعد سآلي .. لآ يآربي مو من بين كل البشـر وأجتمـع معهآ لآآآآ "
تموآ أصآله وأمهآ ينآظرونهآ بـ إستفهآم مستغربين من جمودهآ وحملقتهآ بوجـه سآلـي ..
رفعت سآلي حآجبهآ الأيسر بـ إشمئزآز: خيـر إنشآلله مضيعه شيّ بوجهـي !

سحبت نفس هآدي منزله عيونهآ للأرض وكنهآ بهآلحركه أعلنت خضوعهآ والإستسلآم !
رفعت الغطآ عن وجههآ بقوه فآكه ربطتـه وتوّ مآرفعت رآسهآ مثبته عيونهآ بعيون سآلي خصوصاً إلآ وصآحـت سآلي مع شهقـة دهشـه فآتحـه فمهآ بصدمـه وموسعـه عيونهآ بذهول: تغريــــــــــــــــد !!!!



/
/



بهدوءه المعتآد , دخل جنآحه بدون لفت إنتبآه لـ دخوله أو توآجده ..
بنظره ثآقبه حآده ضآقت فيهآ عيونه إللي كآنت موجهه صوب غرفة آلنوم وكنهآ تدل مظبوط هي وش إللي تبيه ..

خلل أصآبعه اليمنى بشعره الأسود الفآحم وصآر يحكّ فروة رآسه وهو يصفـر بـ إستمتآع ..
ردة فعلهآ وملآمحهآ كآنت مخآلفـه تمآماً لإحسآس الرآحه والإستمتآع آلمحفور بوجهه ..
وقفت مرتعبه عن سريرهآ موسعه عيونهآ بـ خوف سآحبه نفس سريع آنكتم فيه صدرهآ أول مآرفع رآسه وتلآقت عيونهم ..

وقف تصفيـر مآدّ شفتيه آلمزمومه وتمّ ينآظرهآ ببرآءه من آلغريب وآلعجيب إنه يظهـر بهآ , برآءه مآتنآسب ملآمحه الحآده آلمتجهمـه !

تصلّب ظهرهآ وتشنجت أطرآفهآ , بلعت ريقهآ بصعوبه وأجبرت يدهآ على آلتكور بـ القوه لأجل تمنع إرتجآفهم آلوآضـح , ثبتت عيونهآ على رجوله بـ ترقب لخطوآته المتبآطئه صوبهآ ..
لآ إرآدياً تكلمت بـ إندفآع: رآئف مآلي ذمـب وآلله , لآتصدقهآ , إنت دآري أكيد عن مكر الضرآير هذا .... – دورت عيونها بتشتت وكملت بـ إرتبآك – حييـ .. حيآآتـ .. حيآتهآ ويآك إخـ .. إختربت .. إختربت وتبي تخربهآ عليّ .. رآئف تكفى لآتصدقهآ

إرتفعوآ حآجبيه بـ إستهبآل هآمس: مكر الضرآيــر ..!!! أهــآآآ
بلعت ريقهآ وقد أدمعت عيونهآ وترغرغت مآعآد فيهآ تكآبر أكثر من كذآ , هي إللي دوم قويّـه ولآ بعمرهآ همّهآ شيّ مآظنت للحظـه إنهآ رح تكون بهآلضعف قبآلـه !
حركت رآسهآ بـ النفي مطلقه عنآن دموعهآ هآمسه بصوت مبحوح من آلخوف: رآئف لآتصدقهــــ .............. لاآآآآ

قآلتهآ ( لآ ) وهي تصد عن وجههآ بيديهآ بحركه دفآعيه عفويه تمنع يده إللي إمتدت لهآ ..
ثبتت يده بـ الهوآ قبل توصل لهآ ينآظرهآ بـ جمود , بينمآ هي فتحت عيونهآ المقفله بـ القوه مرخيه من تشديد فكيهآ وزود رصهم على بعض ..
" هذولي شفيهـم ! على بآلهم مآ أتفآهم إلآ بآلضرب ! – إتسعوآ فتحتي خشمه كآبت غيظه – إنتو ثنينآتكم مآلكم إلآ الهجـــر ! "
نآظرته بترقب من تحت يدهآ إللي مخبيه وجههآ بعلآمة x ..

....: علآمـك ؟

تمت ثوآني مآهيب مستوعبه سؤآله , بـ التصوير البطيئ نزلت يديهآ بآلعه ريقهآ بصعوبه , محتده نظرآتهآ بتوجسّ للي يبيـه وإللي بيسويّه ..
تقوست شفتيهآ برجآء: لآتضربنـي
إرتفعوآ حآجبيه ببرآءه: أنـآ !!!

حركت رآسهآ بـ الإيجآب وبعدهآ ملآمحهآ مرتعبـه حدّ الفزع والفجـع !
مط شفته السُفلـى بهزة كتف سريعه ثم مدّ يده اليمنى بهدوء لشعرهآ وصآر يتحسسه وكنه يرتبه لهآ: ليش أضربك ؟! شعرك مبهذل , مغير ابي اعدله ..

تمت تنآظره موسعه عيونهآ بخوف ضآمه يدينهآ الثنتين لبعضهم فوق صدرهآ وكل عصب بجسمهآ مشدود من لمسته لهآ إللي تحسّ إن مآفي من ورآهآ إلآ العذآب آلحيـن ..
كمل بنفس الهدوء وبذيك النبره العذبه الآسره وعيونه على شعرهآ إللي بعده يتحسسه: مآيلوق لك هآلبهذلـه يآدآريـن .. شفتي مكر الضرآير لوين يوصـل ؟
نزل يده بنفس الهدوء من شعرهآ لرقبتهآ وتمّ يتحسس بأنآمله أثآر الحفـر العميقه بـ لحمهآ وجلدهآ ومآهو بـ الوآقع إلآ عضآت أسنآن حوريّـه !

حرك سبآبته اليمنى من موقع نبضهآ بآخر حلقهآ نزولاً لصدرهآ ووقف عند مفترق نهديهآ , أظلمت عيونه آلمعلقه على موقع طرف سبآبته بنظره غآمضـه مآبثت لنفس دآرين إلآ آلرعـب ..
سحبت نفس سريع من فمهآ إنتفخ معه صدرهآ وإرتفـع من دنق رآسه عليهآ طآبـع قبلته آلهآديـه على صدرهآ مكآن عضـه من عضآت حوريّه ..

رفع رآسه , ثبتت عيونه آلحآده بنظرة جآمده بعيونهآ المتوسعه المرتعبه وحط يده بوسط صدرهآ مفرق أصآبعه يضغط عليه بهدوء – همس بعذوبه – إرتآحـــي .. ليش كذآ متوتره ؟
ردت وأدمعت عيونهآ مره ثآنيه خلآص مآعآد فيهآ أعصآب لألآعيب رآئـف وعذآبآته النفسيّـه , لو يطقهآ آلحين وينهي هآلسآلفه أحسن مليون مره من هآلشيّ إللي يسويّه ..

....: أنآ حآمــــــــــل
إرتفعوآ حآجبيه مطبق شفتيه بـ إعجآب: مبـروك

ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر من ردة فعله البآرده بينمآ حآوط هو خصرهآ بيديه ودفهآ بهدوء لحد مآلتصق ظهرهآ بآلجدآر من ورآهآ ومعه إلتصق صدره بصدرهآ .. حفر أصآبعه الأربع من كل يدّ بخصرهآ وزودّ من ضغط إبهآميه على بطنهآ بقوه مؤلمـه ,, غمضت عيونهآ بآلقوه مشدده على فكيهآ المطبقين بتعآبير متألمه كآتمتهآ ..
شدد من ضغط إبهآميه وكنه يدوس بـ إسفنجـه مو ببطنهآ هآمس: يعــورك ؟!
دآرين: رآئف اتركني تعورني
....: أعورك إنتي ولآ أعوره إهـو ؟

مسكت معصميه وجت بتنزلهم عن خصرهآ الآ إنه شدد من مسكته أكثر وآلمهآ أكثر وأكثر وأكثر , أطلقت آهـه مبحوحه متألمـه: آآآآآآآهـ رآآئــــــــف ..
سفههآ وتمّ على وضعه وإللي يسويـه للحظآت أطلق أخيراً سرآحهآ من بعدهـم .. أرخى يدينه ثم فلتهـآ ..

غلغل يده اليمنى بشعرهآ من مؤخرة رآسهآ شآده بقبضته ,, كآن يبآن عليهآ أثآر التألم إلآ إن قدرتهآ العجيبه على كتم آلوجـع وإللي تحسـه وتمثيل القوه والتمآسك كآنت ظآهر أكثر من تألمهآ ..
قرب وجههآ من وجهه وهمس من بين أسنآنه: جريمتك مآهيب كآملـه .. تعلمـي تخفيـن كل الآثآر من ورآك وإلآ بتنكشفيــن .. سآمعــــه !! – نفض رآسهآ من يده آلنفضه إللي على إثرهآ إرتطم جسمهآ بـ الجدآر ..

رفع سبآبته بوجههآ: مآ أعطي إلآ فرصـه وحـده , وهذآني بعطيهآ لـك .. – رفع ذقنه موسع من فتحتي خشمه , أظلمت عيونـه بنظرة شـرّ متوعده , من بين اسنآنه – : جربـــي تخسرينهـآ ...



/
/



إنتفض جسمه مفتح عيونه وناظر وراه بخرعه من صوت شنطة آلسيآره إللي تقفلت بـ القوه .. تمّ يتآبعه لحد مآفتح البآب وقعـد جمبـه بـ كرسي آلسآيق ..

نفخ هوا من فمه ثم حرك راسه بالنفي .. هذآ مآلك مآرح يخلي عنه حركآت الورعآن هذي أبدّ .. سيّح جسمه بآلكرسي وبدآ مآلك يحرك سيآرته بهدوء لحد مآطلعوآ من الفيلآ ...

نآظر سند يمينه بـ الفيلآ المقآبله لهم , كآنت أصغر حجماً من آلفيلآ حقتهم إلآ إن تصميمهآ الخآرجـي فآخـر ورآقـي .. تبآدر لذهنـه ذيك آلورده إللي سكنتهآ عن قريب , كآنت قريبه منه مآيفصلهم إلآ أمتآر معدوده , كآن من قبل يقدر يوصل لهآ , يكلمهآ , يقابلهآ بدون أي قيود أو حوآجـز برغم آلبعـد .. أمآ آلحين برغم آلقرب إلآ إنهآ بعيده بعد آلسمآ وآلقمـر وآلنجـوم ..
أطبق فمه مميله لليسآر بتأنيب للنفـس ..

" غبـي ! وش إللي فكرت فيه يوم أرسلت لهآ هآلرسآله ! وش تعني لهآ إنت لأجل تعنيهآ تعآزيك ! "
زفر نفس مسموع من فمه آلمضموم مغمض عيونه " أشوى إني مآكتبت إسمي بـ الأخير , هي أصلاً مآتعرف رقمـي بـ آلسعوديه وأنآ آلحين بسآفر ويمكن مآلي رده لهآلديره , خلآص سند إنسى مآصآر شيّ , تلقآهآ قرتهآ ومآعرفت منهو مرسلهآ , مآهتمت حتى إنهآ تعرف منو صاحبها , مآدقت وسألت .."

نآظر بـ جوآله بعدمآ ضوآه وتمّ ينآظر بشآشته آلرئيسيه .. وعلى يسآره كآن يرمقه كل لحظه وآلثآنيه بطرف عيونه يتآبع ردآت فعله آلغريبه من تنهيدآت متكدره أو نفخ هوآ بضيـق .. وآلحين ينآظر بجوآله وكنه بـ إنتظآر مكآلمـه أو رسآله على أحر من آلجمـر وطآل إنتظآره وبدآ يصيبه الإحبآط !

أطبق فمه بـ خيبـة أمل قفل من بعدهآ جوآله بـ آلمره وظن إنه مآرح يعيد فتحـه بذي آلشريحه مره ثآنيـه ... قفلـه وظن إنه قفـل معـه فتره قصيره من حيآته قضآهآ بذي آلديره ..

....: شفت آلصدف عآد ؟

نآظره بطرف عيونه بدون ردّ , كمّل مآلك: موعد طيآرتك نفس طيآرتي , إنت لمصر وأنآ آلبحرين
مآل فمه بـ ابتسآمه جآنبيه سآخره: إن كآن فيه أبكر من هآلرحلـه مآكنت بفوتهآ
مآلك: يآخي ليش دمك ثقيل كذآ ؟
سند: مآلي خلقك
بقق عيونه: أعوووذ بآلله
إعتدل سند بجلسته ورد بهدوء: مآلك أبيك تكون مسئول أكثر من كذآ
نآظره مآلك بـ إستفهآم معقد حآجبيه مآفهم قصده ..

كمّل سند: الأسوآق والمجمعآت وآلفرفره ورآ البنآت والترقيم وهآلشغلآت التآفهه مآيجي من ورآهآ إلآ قلـة القيمـه , إنت ولد أبوك وسنده لآزم تكون حمل هآلإسم إللي إنت شآيلـه , إسم عآمر آلمرشـد .. عيب عليك لمآ تدني إسمك وإسم أبوك بهآلشغلآت التآفهه , وسمعتك آلزفـت هذي .. إنت آلحين متزوج , مسئول عن وحـده , يعني منتب بروحك , لآزم تحترمهآ وتحترم آلعلآقه بينآتكم .. كلمـة ألـوو هذي إن قلتهآ لحرمه ثآنيه هذي خيآنه , فآهـم !! أبيك تغير رقمـك هذآ إللي مآفي رجّآل يعرفـه , أبيك تنتهي من كل لعب آلعيآل هذآ إللي كنت فيه وتسويـه .. الحين بديت فـ شغـل مع أبوك أبيك تثبت نفسـك , وتنجـح

....: أنآ ولد أبوي وسنـده !! أنآ ولد أبوي إيه بس إنت إللي سنـده , إنت ولد أبوك , إنت بكـره , وإنت أخوي الكبيـر

نآظره سند مبتسم بهدوء: آلحين معترف إني أخوك ؟
هدى من سرعة السيآره وميل على سند شوي مآد يده للتآبلو فتحه وهو يضحك: ههههه لآ تتسآمج آلحيـن
حرك سند رآسه بـ النفي مبلل شفتيه بمعنى إن مآفي فآيده !
مد له مآلك بطآقـه مصرفيه إستغربهآ معقد حآجبيه وهو يقرآهآ: إيش هذي ؟
مآلك: هذي بطآقتي , فيهآ رصيد ولآبعمرك كنت تحلم تملك ربعـه ههههه
سند: ههههه عن آلسمآجـه

مآلك: رح أرسل لك الرقم آلسري بـ مسج على جوآلك , إستخدمهآ مثل مآتبي ولآ تهتـم .. – قآلهآ وحذف عليه سلسة مفآتيح تنآولهآ سند من مآبين رجليـه وبعدهآ ملآمح الإستغرآب بوجهه , كمّل مآلك - : هذآ مفتآح سيآرتي , بعدمآ نوصل المطآر بيجي السآيق ويآخذهآ إن رديت إنت آلسعوديه فهي ملكك – رفع سبآبته بتنبيه وشدد على كلآمه – يآني وإيآك تخربهآ عليّ , أدري عنك حقود هههه
كآنت دهشته وإستغرآبه أكبر من إنه يتدآرك مزح مآلك ويستوعبه .. تمّ يقلب المفآتيح بين أصآبعه ..
كمّل مآلك وبعدهآ الإبتسآمه بوجهه وعيونه على المفآتيح بيد سند: والمفتآح الثآني نسخـه لشقتـي , هي آلحين فآضيه وآلبركه فيك هههه

إلتفت له سند بوجه بآرد محتده نظرآته بعدم فهم , بلع مآلك ريقه وسفهه ينآظر بـ الطريق قدآمه: يعني إذآ رديت للسعوديه وحسيت إنك مآرح ترتآح بـ البيت – أطبق فمه بشدّ لثوآني ثم سحب نفس مُحبط من فمه – إن ضآيقك أبوي بـ شيّ يعني ,, تقدر تسكن بشقتـي ..
نآظر سند يمينه بآلطريق من شبآكه وقد فهم عن قصد مآلك – رد بهدوء مريب - : مآرح أردّ آلسعوديه
فرمل سيآرته بسرعه ووقف بقوه مآل معهآ جسم سند لقدآم ولحق نفسه صآد بيدينه قبل يصطدم بـ التآبلوه قدآمه ..

إلتفت عليه وآلفجع بعيونه – همس بصوت مبحوح مسحوب من الذعر - : إنت مجنون !!!
ضيق عيونه بـ إستنكآر: شلون يعني مآرح ترد للسعوديه ؟
إعتدل بجلسته سآحب نفس عميق مغمض عيونه يستوعب بقآئه على قيد آلحيآه .. مسح وجهه بكفيه مطلق تنهيده عميقه برآحه ..
كرر سؤآله بعدم تصديق: إنت من جدك ؟
ببرود جآوبه: إيه من جدي

بلع ريقعه وكنه معه يبلع غضبـه – ردّ بتوتر مآهوب عآرف شلون يجمع كلمتين على بعض من مفآجئته - : بس !! بــس .. شلون ! شلون يعنـي ! أووو .. أو .. ليـش ! ليش مآرح ترد ! إنت .. إنت .. إنت متأثر بكلآم أبوي الصبآح !! سند .. سند ترآ محد بآلبيت يفرق معه هآلكلآم .. لآ أنآ ولآ أصآله ولآ سآلي ولآ أمي .. حتى أبوي نفسـه .. مآتشوفه يوم يفتخر فيك قدآمي بأول يوم لك ! وكآن يبي يعطيك مكآن عآلي بـ المؤسسه ع أسآس إنك صآحب ملك مو مجرد موظف ! ومآ أعترض أبدّ سكنك بنفس البيت ! شلون .. ششششلون تفكر إنت كذآ ؟ حتى فدوى .. فدوى الصغيره تبكيـك وبآلحيل خلتك تطلع

مآل فمه بـ إبتسآمه سآخره: مدري أنآ ليش بـ الأول رديت للسعوديه , كذبت نفسي بشيّ بس آلحين تأكدت منـه ومآعآد لوجودي دآعي ..

ضرب مآلك آلمقود بعصبيّه: إلآ له دآعـي .. أبيك معـي
رفع سند حآجب وآحد بـ إستغرآب تدآركه مآلك وردّ بـ ارتبآك وآضح في محآوله منه للترقيع: آآآ .. آقصـد .. آقصد نبيـك .. كلنآ يعني نبيك .. أنآ وأصآله وفدوى .. وأبوي بعد يحتآجك أكثر منآ .. إنت مآتقدر تروح وببسآطه كذآ تقولهآ مآرح ترد
صد بوجهه ينآظر الطريق آلمظلم قدآمه: أمي تحتآجني أكثـر
مآلك: طيب وإحنآ ؟

نآظره سند مبتسم بعدم تصديق ومآسرع مآتحولت آلإبتسآمه لضحكه أدمعت فيهآ عيونه: هههههه جد إنك بزر هههههه شفيك بتبكي آلحين ! هههههه
أعرض عنه ينآظر بـ الشبآك على يسآره وإبهآمه الأيسر بفمـه يعض فيه بقهر ..
سند: هههههه ورع

صآح مآلك بعصبيه وشوي عيونه تنقز من مكآنهآ بقهر: إيـــــه ورع وش إللي عندك هآآآآآ قولـه ..
بلع ريقه وعيونه تدور بتشتت يدور على شيّ: وينهي .. وينهي بطآقتي ومفآتيحي ! أصلاً خسآره بوجهك .. ضـف لمصـر ولآعآد تورينآ خشتك
حذف سند عليه المفآتيح والبطآقه مبتسم , هذآ مآلك كل مآله يأكد له إنه طفل بجسم رجل: خـــــذ ..
إلتقط مآلك المفآتيح وعيونه يتطآق منهآ شرر العصبيه ..

سند: يعني عشآن عجبني قميـص وسآعه من عندك تحسب إني شحآذ أجل ! يآمآلك يآخوي يآبن أبوي مستوره وآلحمدلله , مآنيب بحآجتن لفلوسك ولآ سيآرتك ولآ شقتـك ..
ردّ مآلك وحذف عليه البطآقه والمفآتيح وحرك سيآرته - رمقه بنظره حآده ثم همس وعيونه على الطريق - : ترآ كنت أمزح ويآك شفيـك !
إلتقطهم سند بـ إبتسآمه وحطهم بـ آلوسط عند فرآمل اليد – ردّ بهدوء - : وأنـــآ مآكنت أمـــزح ...

حلم الحياه 12-08-16 01:31 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/

الثآنيه من ظهـر آليوم التآلـي ..

طلع جوآله من جيب سيآلته وتوّ مآشآف اسم المتصل إلآ وإنعقدوآ حآجبيه , جآ بيرفع رآسه للي قدآمه بيدور له أي عذر للتملص لأجل يقدر يرد على هآللي يتصل , لحقـه قبل يتكلم وكنه فهم عليه من هآلتعآبير آلقلقـه آلمتوتره إللي ظهرت بوجهه: هو إللي يدق عليك صح ؟
أطبق شفتيه بـ إحبآط من كشفـه رآمز , حرك رآسه بـ الإيجآب ..
أظلمت عيونه بتفهم هآمس وهو يأشر له بيده بمعنى روح: مآعليـه ردّ

ولآه ظهره بسرعه وفتح آلخط معـه: هلآ آدم .. بخير آلحمدلله .. مآفيه بـ مشغلـي بـ البيت ليه وش بغيـت ؟ .. آممم .. – إلتفت عليه بنظره مستفهمه يجآوبه وعيونه على صآحب السؤآل قدآمه – رآمـز ! علآمـه !! .. إيه عآدي نجتمـع كثير هآلأيآم تدري آلعرض بـ دُبـيّ مآبقى عليه شيّ .. وش بغيت ! .. آممم إنت تدري إنه مغير متضآيق منك شويّ بسبة ذيك آلسآلفه وغيآبك وقت وفآة زوجة عمّـه وإهي أم خطيبتك , إهو إللي كآن بوجه آلمدفع لأنه خويّك .. – تنهد بهدوء في محآوله لإرضآءه وآلتوفيق بين الطرفين – مآعليه يآ آدم إنت بعد غلطت لأنك حتى مآعطيت خبر لأحـد , أشغلتنآ عليك يآخوك مآيصير أبدّ إللي سويته .. آلمهم لآتشغل بآلك رآمز شويّ ويهدآ وبتقآه إهو إللي رد وكلمك من نفسـه يعني مآهيب جديده عليك ولآهيب أول مره .. – نآظر وآئل لرآمز آلجآلس قدآمه بأريحيّه على آلكرسي قبآل آلمكتب فآرد رجوله قدآمه وسآعديه على ذرآعين آلكرسي – وليش رح يمآنع ؟ من متى ورآمز يمآنع ؟ جدّ إنك مكبر آلموضوع , علمتـه إيه إنك تبي تروح شقته ومآعنده مآنع , من متى وإحنآ نستأذن ؟ أصلاً ذي شقتنآ مآهيب شقته ههههه .. خلآص يآلبثـره صجيتنـي , الرجّآل سآمـح لآتزودهآ .. خلآص طيب , سلآم .. سلآم .."

عقد رآمز حآجبيه: وش يبـي ؟
جلس وآئل على الكرسي المقآبل لكرسيه يطقطق بجوآله: مآفيـه , كآن كلمني أمس يبي يروح شقتك إللي بآلعمآره ويجلس فيهآ شويّ

....: طيب وش فيهآ هذي ؟

وآئل: ههههه مدري عنـه , على بآله مآرح تسمـح لأنك مقآطعـه مآتكلمـه
رآمز: خلّه يتأدب , كل آلخلق نقدوني لأنه خويي ونقدوآ غيآبه بذآ آلظرف وش تبيني أسويله
وآئل: ههههه خلآص يآرجّآل قآلك عذره
شهق نفس مسموع ثم أسند كوعه للمكتب وأسند رآسه بوسط كفه: مآعليـه , شويّ بس خلني أعذب ضميـره

وآئل: أحسّه متعذب بآلحيل , هذآ خآيف وطلبني أعرف شنو رآيك ! موآفق إنه يتم بـ الشقه أو لآ وآلحين يسألني كني علمتك أو لآ ههههه
رآمز: ههههه جد إنه خبـل
ترك جوآله على المكتب ومآل بجسمه لقدآم مسند كوعيه لركبتيه مشبك أصآبعه: آلمهم آلحيـن , عندي علـم
إرتفعوآ حآجبيه: خيـر آللهم آجعلـه خير
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه محبطه وهو يتحسس الدبله بـ بنصره الأيمن: أبي أنآ إللي أسآفر دُبـيّ وإنت تجلس هنـي

إعتدل رآمز بجلسته وردّ بحزم معقد حآجبيه: تعقــب
وآئل: ههههه آذكر آلله يآرجّآل
رآمز: ذآكره ومصلي على نبيـه بس تعقب إن صآر ذآ آلشيّ , ضآيق خلقي وأبي آلفكـه من هآلديره
حرك دبلته شويّ ووصلهآ لمنتصف إصبعه وصآر يدورهآ وعيونه عليهآ تلمـع – بنبره مكتومه - : من يسمعك , ضآيق خلقي أكثر منك

نآظر رآمز بـ إصبعه وإللي يسويّه بدبلته , نظرة عيونه الحزينه ونبرة صوته آلمخنوقه أفصحت عن آلكثير – سأل بهدوء - : صآير شيّ بينك وبينهآ ؟
رفع رآسه بسرعه وإنتبآه مندهش من سؤآل رآمز وقصده ..
أشر رآمز ب ذقنه صوب الدبله بيده: إنت وبنت آلعـمّ ..... زوجتـك ؟
سحب نفس مكتوم وتحسس فمه سآحب على ذقنه بآلقوه – أردف بنبره يآئسه محبطه - : مدري وآلله وش آقولك !

مط شفته آلسفلى ببديهيّه: قول إللي صآر
أطبق شفتيه بـ أسى رآفع حآجبيه بـ خيبّه: شكل هآلزوآج بينتهـي ..
إحتدت نظرآته بـ دهشه وإستنكآر: وليــش ؟
تمّ وآئل مثبت عيونه بعيون خويّه آلمستفهمـه ووآضح بوجهه التركيز و الإنتبـآه .. آثر آلصمت عن آلجوآب , وش يقولـه ! يقول إن زوجتـه إللي يحبهآ وإللي وقف بوجه أهلـه وتعصـى أبوه وأمـه لأجلهـآ هي آلحين ترفضـه ! مشآعرهآ وكلّ عوآطفهآ للحين مآهيب متقبله وجوده , قلبهآ للحين ينبض ودقآته بـ إسم فرآس ! فرآس مو وآئـل ..

" وش أقولك يآرآمز ؟ زوجتـي إللي أحبهآ للحيـن تحب خطيبهآ ! خطيبهآ إللي مآت من سنتين ورحل من هآلدنيآ ومآله أي وجود ! خطيبهآ إللي يكـون أخـوك ! "

تقطبت ملآمحه لإستفهآم أكثر وإحتدت نظرآته لإستنكآر شديد: وآئل ليكون عشآن وضعهآ مآنتب متقبلـه ؟
رفع رآسه بسرعه موسع عيونه برفض وآضح: لآآآآ لآآ أبـدّ
....: أجـلّ ؟
سحب نفس مسموع بتعب وهو يرجع جسمه لورآ مسند ظهره للكرسي وصآر يفرك مآبين عيونه: مدري وآلله يآرآمز , حآولت معهآ أرضيهآ بكل آلطرق وللحين مآهيب متقبله , مآهيب متقبله أيّ شيّ .. – صلب ظهره زآفر نفس محبط , كسآ عيونه نظره حزينه – مآهيب متقبله وجودي بحيآتهآ , مدري أصلاً كنهآ تبينـي صدق أو لآ ..


رآمز: لآحول ولآ قوة إلآ بآلله , وش هآلظنون ؟ - رفع سبآبته بوجهه مقآطعه قبل يتكلم , وكمّل بتنبيـه – إيه ظنون .. مآشفت منهآ شيّ ولآ سمعت شيّ , كل هآللي تفكر فيه مغير ظنون , ظنون مبنيه على تفسيرك إنت لردود أفعآلهآ .. مثلاً أنآآ طلبت رآي أحدّ بشغل هو وصآني عليه , قآم شآفه وسكت .. وش معنآه سكوته ؟ شيّ من الإثنين , إمآ إنه مآعجبه هآلشغل ولأجل آلعشم سكت مآيبي يضآيقني ؟ أو يمكنه سكت من زود الإنبهآر , بآلحيل عجبه شغلي وكآن أكبر من المتوقع .. بحآلتك إنت يمكنك تفسر أفعآلهآ بآلشكل إللي مآيرضيك إنت , جرب وشوفه من نآحيه ثآنيه وعلمني وش تحسّ فيه ؟ - تبدلت نبرته لجديّه أكثر – وآئل هآلقرآرآت مآهيب مثل أي قرآرآت ثآنيه بآلحيآه , قرآر الإرتبآط هذآ قرآر مصيري , وليته مرتبط بمصيرك إنت وبس ! إلآ مصيرك ومصير هآللي يشآركك .. حسيت بشيّ تجآههآ قمت ونويت ترتبط فيهآ وتمّ فعلاً – هز سبآبته بتنبيه - ولآتنسى وش إللي وآجهته ومنهم إللي زعلتهم لأجل ترضي نفسك .. وآلحين لنفس آلسبب وهو الإحسآس , مجرد إحسآس إنهآ مآتبيك أو مآهيب متقبله وجودك تقوم وتنهي كلّ شيّ ؟ وشهو لعب آلعيآل ذآ ؟!! مآعندك مآعند جدتي – أرخى جسمه مره ثآنيه على كرسيه ونآظر بـ السقف –
وآئل: يعني هذآ رآيك ؟

رآمز: إيـه , لآمنك سمعت هآلشيّ منهآ صرآحتاً وبلسآنهآ وهي قدآمك تشوفهـآ بعيونك تقول لك هآلشيّ وقتهآ أأيدك بقرآر الإنفصآل هذآ .. إلآ وأجبرك عليه بعد لو منتب رآضـي .. آلبنيّه هني رآفضتك صدق ومآتبيك وشدعوى تربطهآ فيك غصب ؟ أمآ عن شويّة ظنون !! لآ يآخوك .. مآيصيـر

سحب نفس مسموع برآحه: إييييييييه
إبتسم رآمز ثم وقف عن كرسيه يتمغط بكسـل: آآآآآخ وش هآلتعب , صآر لي إسبوع منقلب كيآني , مآ أمدآني أرتآح من آلشغل إلآ وجآنآ ظرف الوفآه هذآ , وآلحين مآيمديني أرتآح لأجل آلسفـر , يآليل آلعنــآ
وقف وآئل مبتسم وحرك سبآبته بتنبيه: تمدد وإرتآح بكيفك لأني أنآ إللي بسآفر
دفه رآمز من كتفه وهو يتخطآه: تخسـى وتعقــب

وآئل: ههههه مآعلي منك أنآ إللي بسآفر , مو كآفي هني إنت إللي بـ آلشركه وجآلس بـ المكتب تحت آلمكيف تشرب آلشآي وتتقهوى وأنآ مستلم آلكـرف كلـه بـ المصنـع آكل فول وفلآفل مع البنقـآل وآلحين تبيني أركد هني وتروح إنت دُبـي .. إلآ إنت إللي تخسـى وتعقــب , وآلله مآيصير هآللي ببآلك
بقق عيونه بصدمه إستهبآل: أيـآآآلحقـوود , وش هآلسوآد إللي بقلبك كلبوه .. إظهره إظهره

وآئل: ههههه رآمز ولد المآلكي , آلورع آلمدلل شلون هو يستلم آلمصنع ؟! يتوصخ ثوبـه وينزل عرقـه ويفطر تميس وعدس مع البنقآل !

تلفت رآمز يمنه ويسره يدور على شيّ يحذفه فيه وهو يضحك , مآلقى إلآ آلقلم آلمعلق بجيب ثوبه فكه وحذفه عليه: ههههه أوريك يآلنذل , أنآ آلورع المدلل ! أجل مخصوم منك رآتب نص شهـر
رفع وآئل القلم عن الأرض وهو يضحك: تدري عآد هآلقلم يسوآ رآتب شهر كآمل , حلآلي هههههه
رآمز: ههههه جيب آلقلم لآ أتوطآك
وآئل: ههههه تعقـب وآلله مآتآخـذه



/
/


فتح البآب فتحه تسمح بدخول جسمه آلنحيل من خلآلهآ ثم وآربـه من ورآهـ ,,
سحب نفس هآدي من فمه وعيونه تتفحص صمتهآ وسكونهآ إللي زآد عن حده وصآر مربك ومريب ..
جآلسه على سريرهآ يكتسيهآ السوآد بـ قميص أسود آللون سآده أكمآمه مشمره للسآعدين وتنوره سودآء وسيعـه طويلـه لآخر سآقهـآ .. شكلهآ مهمـل , متعـب , ذآبـل ..

ضآمه ركبتيهآ لصدرهآ وضآمه سيقآنهآ بذرآعينهآ , نظرهآ ممتد للفرآغ من ورآ نظآرآتهآ الطبيّـه سودآء الإطآر ..
أطبق فمه وشده بتعبير مُحبـط ثم إلتفت وفتح البآب سآمح للي وقف ورآهـ بـ الدخـول ...

مشوآ ثنينآتهم لحد مآوصلوآ لسريرهآ , وبلآ مقدمآت جلـس آدم جمبهآ هآمس: وردهـ !
التفتت له على يسآرها بنظره فآرغه للحظه ثم نآظرت يمينهآ لأخوهآ إللي جلس بهدوء جمبهآ ملآصق فيهآ بنفس وضعيتهآ المخآلفه لآدم , بحيث إن آدم كآن موآجه لهم ثنينآتهم ..
حآوط كتوفهآ بذرآعه الأيسر وبيمينه مسك يدهآ اليمنى وصآر يتحسس ظآهر أصآبعهآ آلنحآف آلطوآل: شلونك آلحيـن ؟
حركت رآسهآ بـ الإيجآب مطبقه فمهآ , كآنت حركه بآئسـه معنآهآ ( عآيشــه , عآدي , آلحمدلله على كلّ حآل ) ..
....: طيب مو نآويه تآكلين ؟

سحبت نفس مسموع كآن أقرب للتنهيده ثم همست بخفوت: سهيل ممكـن تتركنآ شوي ؟
نآظر بـ آدم إللي نآظره مترقب بهآللحظـه , تعلقت أنظآرهم لثوآني قطعهآ سهيل وهو يحرك رآسه بـ تفهم ثم وقف: برآحتكــم .. عن إذنك يآ آدم
دنق آدم رآسه مطبق فمه سآمح له بـ إذنه ثم إلتفت عليهآ بنظره قلقه بعدمآ طلع سهيـل: أحسـن الحيـن ! متأكـده !
....: آلحمدلله

عدل من جلستـه بعدمآ كآن مقآبل لهآ , جلس جمبهآ وصآر ملآصقهآ بس رآسه مدنقه ومميله لقدآم بآلوضع إللي يسمح له يشوف وجههآ: طيب ليش للحين مآ أكلتي شيّ ؟
....: مآلي نفس

كآنت ردودهآ مقتضبـه وحآده سآفهته بنظرآتهآ إللي موجهتهآ للمدى قدآمهآ .. أطبق فمه بـ تفهم لحآلتهآ ثم دوّر عيونه بتفكير: طيب شرآيك نطلب أكل من برآ ونآكل سوآ مع بعـض !
....: مآلي نفس

رفع ذرآعه الأيمن وحآوط كتوفهآ , توهآ يده اليمنى بتستقر على كتفهآ الأيمن إلآ وإبتعدت عنه بحركـه وآضحـه حآدهـ: لآتلمسنـــي
قطب حآجبيه بعدم فهم –سآئل بـ إستنكآر - : وردهــ !
تمت على وضعهآ مصلبه ظهرهآ لحد مآ سحب نفس مكتوم وسحب بعده يده مكور قبضته اليمنـى بـ ضيـق وآضح بملآمحه ..
....: فيه شيّ مضآيقـك ؟ ضآيقتك أنآ بشيّ ؟
شهقت نفس مسموع من خشمهآ وكنهآ تتجهز للردّ ..
إستنطقهآ بهدوء: جآوبينـي !
....: إنت تحبنـي ؟

ثبتت عيونه مآرمشت لثوآني معدوده ينآظرهآ لحد مآبلع ريقـه بـ توتر وإرتبآك وضـح بتوآلي رمشة جفونـه المنتفخـه وحركـة عيونه إللي تدور .. سؤآلهآ مبآغـت وأبدّ مو هذآ هو وقته إللي ينسأل فيه هآلسؤآل , توه وأخذ قرآر يوقف سلسلـة أكآذيبـه , مآيبي يخدعهآ , مآيبي ينآفقهآ , بس هآلسؤآل ! إجآبته إللي بترضيهآ كذبـه , كذبه وبتجر ورآهآ مية كذبـه ..

" ليش يآورده ؟ ليش مصممه تعذبينـي ؟ كآن سألتي أي سؤآل غير هآلسؤآل .. شلون بتسآمحيني على إجآبتي هذي بعديـن ؟! وشلون أنآ بسآمح نفسـي ! ليش كلّ مآ أخذت القرآر ألقى كل الظروف ضـدي ! حتى إنتي مآتسآعديني , ليش تزيدينهآ عليّ ليـيييش !!! "

....: أكيــد
مآل فمهآ بـ إبتسآمه قصيره سآخره مآسرع مآختفت وهي تحرك رآسهآ بآلنفي مطبقه فمهآ بـ خيبـة أملّ ...
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم لرد فعلهآ هذآ: منتـي مصدقـه !
....: بعطيك نصيحـه – بلعت ريقها بهدوء ثم كملت - إذآ سألك أحد تحبـه أو لآ .. وإذآ إنت صدق تحبـه .. جآوبـه إيـــه أحبــك , أو مثل مآقلـت .. أكيــد .. بس جملتك نآقصه يآ آدم , آلجملـه آلصح ............. أكيــد أحبـك

بلع ريقه بعصوبه وأردف بـ إبتسآمه قصيره متوتره: ههههه نفس آلشيّ يآوردتي
إرتفعوآ حآجبيهآ بنظرة إعجآب مطبقه شفتيهآ مقوسه فمهآ .. مكتفيـه بـ آلصمـت ..
سحب نفس عميق يستجمع فيه شتآت نفسه ثم جلس مقآبلهآ مدنق رآسه لـ تحت ينآظرهآ: آسمعيني .. أنآ أكيد أحبك وإلآ ليش خطبتك ؟ وأنآ اللي بنفسي طلبتك .. هآه !! ليـش !!

....: إللي يحب يثـق , يحترم , يدعم , يشجع , يسآعد , يسآند , يهتم ويرآعي .. إللي يحب مآيجرح , مآيهمل , مآيشكك ولآ يخـوّن
إتسعت عيونه بصدمه أردف من بعدهآ بسرعه يصحح لهآ: مآ أخوّنك أبدّ يآورده .. أخوّنك ! – إنتفض صدره بضحة عدم تصديق مقطوعه – إنتي !! أخوّنك إنتي ؟ شلـون ! شلون إنتي تخونيـن ! ورده إنتي فهمتيني غلط وآلله

نآظرته بـ إستفهآم مضيقه عيونهآ: وإشمعنى الخيآنه إللي علقت عليهآ ؟
إتسعت عيونه للحظآت , بلع ريقه من بعدهآ يتدآرك زلتـه .. صحيـح , هي مآوجهّت له شيّ مخصوص بعينـه .. إشمعنى الخيآنه ولفظهآ هي إللي لفتت إنتبآهه !
حرك رآسه بـنفي مآخلآ من الإرتبآك: لآآآ .. عآدي يعني أكيد مآقصدت شيّ , بس أنآ مستغرب كلآمك كلـه

أطبقت فمهآ بـ أسى مخفضه عيونهآ: إللي يحبّ مآيترك حبيبه وهو بعـزّ حآجته له يآ آدم ..
نآظرته بعيون مدمعه .. تشحرج صوتهآ صدرت نبرته مبحوحه مسحوبه: إنتظرتك , إنتظرت أسمع صوتك , تعآزيك إنت ودعوآتك إنت .. مآكنت أبي غيـرك ......... بس مآلقيتك .. بآقي أصوآتهم بـ أذونـي وملآمحهـم أشوفهآ , صوتك مآ أسمعـه معهم ووجهك مآ أشوفه فيهـم ! وين كنت يآ آدم ؟ لهآلدرجه جآحد وقلبك قآسي ! فقدت أمي وأحسّ إني فقدتك معهآ .. حآسه إني وحيـده
أطلقت آلعنآن أخيراً لدموعهآ مأشره بوسط صدرهآ معتصره عيونهآ بمرآره تلومـه وآلحزن يقطعهآ: فيه شيّ يآلمنــي .. قلبــي يوجعنـــي يآ آدم , حيل يوجعنــي
رقت ملآمحه لدرجه ترقرت معهآ عيونه وأدمعـت , نحيبهآ مثل الخنجـر يطعـن فيـه , يدمـي ويمـزق .. يقتــل ..

جآ بيمد يده إلا ومسكته من معصمـه مآنعته: لآآآ
ترجآهآ بتعآبير وآضحه إرتسم فيهآ آلحزن: وردهــ
مسحت دموعهآ من تحت نظآرآتهآ ثم شفطت مخآط أنفهآ آلسآيل سآحبه نفس عميـق تستجمع فيه قوآهآ: طلبتـك يآ آدم , طلبتك وإعتبره طلبي الأخير
ضيق عيونه بـ إستنكآر هآمس بعدم تصديق: الأخيــر !!!
رفعت عيونهآ للسقف ترمش بتوآلي في محآومه منهآ للتمآسك: رح نشوف هآلموضوع بس مو آلحين
صلب ظهره وبعده مضيق عيونه: أي موضوع ! إنتي إيش إللي تتكلمين فيه مآنيب فآهم !

....: رح تنفذه لي !
إحتدت نظرته لهآ وكنه يدري مسبقاً وش قصدهآ وإللي ترمي له , جآوبهآ بتأكيد: أيّ شيّ إلآ إني أبعـد عنـك

نآظرتهآ بدهشـه لثوآني ومآسرع مآتدآركت نفسهآ صدت عنه بوجههآ ومسحت بآقي دموعهآ: حتى وإن كآن هآلبعد مؤقـت ؟
ضيق عيونه بـ إستفهآم: مآنيب فآهم !
ورده: أحتآج وقت أبعد فيه عنك
لحقهآ بسرعه مقآطع كلآمهآ: مقدر أتركك يآورده .. مقدر .. إطلبي أيّ شيّ ثآني إلآ إني أبعد عنك .. إلآ إني أتركك

سحبت نفس مكتوم من خشمهآ ثم بلعت ريقهآ بحركه وآضحه لآحظهآ وعيونه على حلقهآ: نفسي مآهيب صآفيه , وقلبي مآهوب رآضي .. لآتزيدهآ عليّ يآ آدم .. قربك مني مآرح يزيدني إلآ نفور .. إبتعد عني فتره , إتركـني أعآلج نفسي بنفسـي ولآتخآف – قآلتهآ ( لآتخآف ) بنبرة هآزئه , كملت من بعدهآ: أظنهآ حآله نفسيّه مو أكثر , مسألة وقت بس وأكيد رح أتحسن .. بس لحد هآلوقت طلبتك تبتعد عنـي , لآ أشوفك ولآ تكلمنـي .. نآظرته رآفعه حآجب وآحد آلنظره الغامضه إللي مآفهمهآ وأردفت: يعني مو معقوله رح تستمر ترفض لي طلبآتي حتى وأنآ بهآلحآلـه !

قطب ملآمحه بـ ضيق وإنزعآج , مآله إلآ إنه يقولهـآ ( تـمّ ) بس شيئن دآخله رآفض هآلشيّ , شيئن بدآخله يقول إن وآفقهآ بآللي تبيه هآلمره رح يخسرهآ للأبـد , بس حتى وإن مآوآفقهآ رح يخسرهـآ بعـد ..!

" قسيتـي علي وآجد يآوردهـ , كآفي ضغـط مآعآد فيني "
....: وكمّ هآلمده إللي تبيني أبتعد فيهآ ؟
شددت من ضمتهآ لسيقآنهآ وإلتصآق فخذيهآ لصدرهآ وعيونهآ سآفهته: أيـآم .. أسآبيـع ............... أو شهـور !!!!


/
/


بـ المكتبـه إللي صآرت ملآذهآ الثآني بعد غرفتهآ وهآلكـمّ آلمهول من الكتب المهجـوره همّ ملخـص علآقآتهآ .. آلعلآقه الوحيده إللي تحس بوجودهآ فـ حيآتهآ فهـي مع هآلكتب !

صفطـت آلصفحه إللي وقفت قرآءه عندهآ من الروآيه آلبوليسيّه إللي بدتهآ ومآتدري وش أحدآثهآ ولآ وش إللي طول هآلمده وهي تقرأ ! من أول مآجتمع وآئـل مع خويّـه بـ المكتب المقآبل لهآلمكتبـه وآلحين طلعـوآ للصلآة آلعصـر وبعـده مآردّ !

رمت الروآيه بـ إهمآل على رفّ من الرفوف , عموماً هي مآتستهويّ هآلنوع من الروآيآت وإن كآنت قد تعدت الـ آلميـه وقآربت الميتيـن صفحـه فـي خلآل أربع سآعآت مآهوب إلآ تمضيّه للوقت إللي تقضيـه بـ قلب متوجـس وعيون مترقبـه مآبين سطور إللي تقرأه ومآتدري وشهـو , وبيـن فتحـه بآب المكتبـه الصغيره آلموآربـه تنآظر بنهآية الممر ... للبآب المقآبل !

صرقت أصآبعهآ المتشآبكه زآفره نفس مسموع بتوتر ..
" آآآوفففف , آآخ يآربي خلآص لآزم أنهي هآلسآلفه وأشرح له إللي صآر , وش له أفكر بفرآس بآلوقت إللي وآئل قدآمي فيـه هذآ إللي كآن نآقص ومآصار , عآد من زين علآقتي معه قمت بغبآئي زدت الطين بِلّـه ! "
ألصقت بآطن كفيهآ ببعضهم مقربتهم لوجههآ ورفعت نظرهآ للسسقف بترجي لله " يآرب إن تفهم عليّ يآوآئل , مآكآن قصدي وربـيّ ... آآآآهـــ يآآآآآرب "

أطبقت شفتيهآ بـ أسى " صحيح إنك مآقلتهآ لي من قبـل , بس مآعليـه .. هذآ هو وقتهآ آلمنآسب , أنآ إللي ببدآ وآقولهآ ............. يآوآئل – نفخت هوآ مسموع بتوتر وأردفت – أنــآ أحبـــك ! "

ردت ونفخت هوآ من فمهآ المضموم بتوتر وصل معهآ أقصآه , هآلإحسآس آلغبيّ إللي يصيب المعده بـ تقلصآت حآده , ويصيب أعضآءك بتشنـج , بروده فـ الأطرآف ... وكل مآلك مغير تهفهـف نآفخ هوآ من فمـك علّك بهآلحركـه تهدي من هآلإضرآبآت إللي تحسّهآ قبل تبدآ وتسويّ إللي أخضعك له قلبك في حين إن عقلك تمآمــاً يرفضـه !

عدلت حجآبهآ على رآسهآ وطلعت من المكتبـه قآبلتهآ آلشغآلـه بـ إبتسآمه مأشره بيدهآ آليسرى صوب الأسنسير ورآ ميسم: إطلـع معـآك ؟
بآدلتهآ ميسم الإبتسآمه بس بتوتر هآزه رآسهآ بـ النفي: لآ .. بطلـع برآ .. – أشرت بعيونهآ للبوآبـه العريضـه –
مآردت الشغآله إلآ بحركة رآس طوعاً لرغبتهآ ومشت عنهآ ..
ردت وسحبت نفس عميق معلقه عيونهآ بـ السقف تتلـي دعوآتهآ بـ السرّ وإللي فضحتهآ عيونهآ ...


بـ نفس المكآن لكن من ورآ الـ ( أرج ) مدخل ثآني أشبه بـ صآله أصغر متفرعه من المدخل الأسآسي ..
رفعت حآجب وآحد بـ إستغرآب وعيونهآ تدور بتفكير " هذي وين بتطلـع ؟ - إتسعت عيونهآ بدهشه – وين بتطلـع يعني ؟ وآئل مآغيره .. – ضيقت عيونهآ بـ لؤم – إييييه , من متى وآلمويه تجري من تحتي ومآنيب حآسّه ! الست هآنم تطلـع له بمكآن نومتـه ؟ وش لهآ عنده ! ولآ عشآن ذي آلورقه إللي ربطتهم خلآص صدق متزوجين ! مآرح يجي من ورآ بنت فيصل إلآ سوآد آلوجـه , مو كآفي تغريد , آلحين هآلميسم بعـد !! – بققت عيونهآ بصدمه - ويحك يآوآئل يآوليدي وش إللي دلتك عليه هآلحيزبون وسويته , خبري بك آلقطوه تآكل عشآك ..."

جت بتطلـع وقفتهآ الشغآله الثآنيه من ورآهآ: مآمـــآ !!
إلتفتت عليهآ معصبـه: خيـر !
رفعت لهآ الصينيه وعليهآ دلـة القهـوة وصحـن آلتمـر وآلمويـه وآلفنآجيل ...
لوت فمهآ بضيق مأشره لهآ بلآ مبآلآه: وديهآ للمجلـس
آلشغآله ببلآهه: مآفي وديهآ الحديكـه ؟
نآظرتهآ وآلشرر يقدح من عيونهآ آلغآضبه تذكرت إنهآ كآنت بتطلع آلحديقه تجلس فيهآ تتقهوى – صآحت عليهآ بعصبيّه - : وديهآ بأي دآهيه تآخذك , هـفففف شغآلآت غبيّآت – قآلتهآ وهي تفتح البوآبه لآحقه إللي توهآ وطلعت –


وقفت قدآم آلبوآبه القزآزيّه للملحق تنآظره رآفعه ذقنهآ , مآتمت إلا وردت تنفخ هوآ " يآربي بموت آلحيـن وش هآلربكـه وأنآ توني مآشفته حتـى ! "

فتحت البآب ودخلت بهدوء " لآزم يسمـع منـي , وآليـوم , ولآزم أنتظره حتى وإن تميت هني لـ الليل بعـــ ......... "
إتسعت عيونهآ بدهشـه فآتحه فمهآ من شآفته قدآمهآ وبـ المقآبل تبلّم هو بعـد ووقف وكنه مشهد بـ التليفزيون ووقفته بضغطة زرّ من الريموت !

ثوآني مرت توهآ تحسّ على نفسهآ وتتدآرك الموقف , قفلت فمهآ بآلعه ريقهآ بصعوبه وتمت تقفل عيونهآ بسرعه وتفتحهآ ... هآلقوه والتمآسك إللي كآنت تحثّ نفسهآ من شويّ تظهر فيهم وينهم آلحين عنهآ ووش هآلموقف آلغبي إللي هي فيه الحين ؟ دفت البآب بقوه ودخلت آلغرفه مقتحمتهآ بدون إستئذآن .. بس هي كآن ببآلهآ إنه مو موجود ! مو بعآدته يرد آلبيت بعدمآ يطلـع منه بهآلسرعه , ردته بـ العآده مآتكون إلآ متأخـر .. بس !! وش إللي يسويّه هني آلحيـن ؟ ومو بمشغلـه بعـد ؟
" يآويح قلبك يآميسم وش إللي بيقوله آلحين عنك , منتيب شآيفه خير ! وين آلنآس دآخلـه إنتي بهآلدفآشه ... آآآآخ ع الفشيلـه , يآربي وآلله مآنيب نآقصه طيحـة وجـه ! "

نزل قميصه المصفط بـ الشنطه المفتوحه على سريره وسأل مستغرب: خيـر ميسـم ؟
إرتفعوآ حآجبيهآ ببلآهه , تمت ترمش لثوآني ثم بلعت ريقهآ أخيراً إستعدآداً للكلآم بعدمآ جهزت نفسهآ , جت بتنطق إلآ وترد كل آلحروف وتطير منهآ ومآعآد تدري وش تقول إلآ تمتمــآت مآلهآ معنـى : ءآآآآ .. آآآ أنــآآ .. ءآآ ءآ
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم ولف من ورآ آلسرير صوبهآ: شفيــك ؟!
ردت وبلعت ريقهآ للمره الـ ألف: أنآآ بس .. بس بغيـ .. بغيتـك .. بغيتـك شويّ
كآنت بعدهآ ملآمحه بآرده , مستفهمـه: خيـر ؟

شددت من مسكتهآ لركبتيهآ وكنهآ تفرك فيهم , برغم إعتدآل آلجو ونسيمـه الخريفـي إلآ إنه كآن بـ النسبه لهآ فـرن مشتعـل .. مسحت بآطن يديهآ آلمتعرقه بجلآبيتهآ آلعنآبيّه من فوق ركبتيهآ وعيونهآ بـ حجرهآ: أبيك بخصوص إللي سمعته آخر مره .. – سكتت ثوآني ثم أردفت بصوت منخفض خجول - آخر مره وإنت بغرفتـي ..

عند هآلجمله وقفت يدهآ قبل تمتد وتدف البآب القزآزي للغرفـه مبققه عيونهآ بصدمه " إيـــــش !!! ووآئـل كمآن يطلـع لهآ الغرفـه ؟! , مآشآلله وش بعـد إللي صآر ومآندري ؟ مآبقى إلآ تقول حآمل وآلولد ببطنهـآ ! .. طيب يآوآئل , صبرك عليّ ....."

مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه , نآظر بـ الأرض ويديه بجيوب ثوبـه آلسكريّ: آليوم كنت برقـى لك , وكمآلة آلصُـدف ......... أبيك بنفس آلموضوع !
توهآ بترد عليـه ووآضح من ملآمحهآ الإندفآع والإستعدآد للشرح وآلتبرير إلآ إنه قآطعهآ بسرعه: خلآص مآيحتآج ..

إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستغرآب , أردف بـ إبتسآمه هآديه أتبعهآ برفعة كتف مآط شفته آلسفلى بمعنى إن مآله لزوم: مآيحتآج قلتلك .. مآرح أحآسبك على شيّ .. كل إللي تحسينه وتفكرين فيـه من حقـك , وأنآ مآلي أحآسبك عليـه أو أمنعـك عنـه لأنه ببسآطـه ........... مو بيدك

ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر ونظرة عدم تصديق له وللي قآله آلحين " إيش ؟؟ وش إللي يقوله هذآ بعد وش قصده ؟ وشهو إللي مو بـيدي ! أي تفكير هذآ إللي أفكر فيه وأي إحسآس !! "

تمّ ينآظر هآلإستنكآر آلشديد بملآمحهآ آلمشمئزه ثم سحب نفس طويل من خشمه علّه يهدي فيه من نفسـه وينفرج معه هآلضيق بصدره ..

حرك كرسيهآ لحد مآقربه على السرير ثم جلس هو على طرف آلسرير وقد إلتصقت ركبتيه بـ ركبتيهآ .. تمّ ينآظر مكآن إلتحآم جسديهم وشلون هآلملآمسـه السطحيّه قآدره إنهآ تأثر فيه هآلقـد , هآلقشعريره إللي تسري بعروقـه وآلتشنج بـ عنـقه وبرودة أطرآفه ...
" ليتك تحسيّن يآميسّـم أو ليتنـي أنآ عديـم إحسـآس ! "

....: أنآ مستعـد للإنفصـآل
رفع رآسه لهآ مثبت عيونه بعيونهآ المستفهمه , كمّل بتأكيد - : إذآ تبين هآلشـيّ ..
من ورآ آلبآب شهقـة شهقه قصيره كتمتهآ بيدهآ إللي رفعتهآ لفمهآ من صدمـة آلكلآم إللي سمعته للتـوّ مبرقه عيونهآ بعدم تصديق ! "

ردت وألصقت أذنهآ جمب فتحة البآب الموآربـه تستمـع ..

....: مآفهمت ؟ أيّ إنفصآل ؟
سحب نفس مسموع من أنفه " يآميسم ترآ مآفيني أتكلم , لآتطلبيني أشـرح , وش تبين أفسر لك يعني ؟ تتعبين قلبي ومآعآد فينـي " : يعنــي الطـــلآق

إتسعت عيونهآ بدهشـه فآتحه فمهآ بذهـول من وقع آلكلمه على مسآمعهآ ..
" هذآ صدق ؟ حقيقـه ؟ هآلكلمـه إللي سمعتهآ صحيحـه أو أتوهـم ؟! .. تطلقنـي ؟! ليش ! ليش يآوآئـل ! ليش حرآم عليك لييييش لييييييييش ؟ "

أرخى نظره للأرض بعدمآ إستوعب آلدموع إللي بسرعه غزت محآجر عيونهآ: هذآ الأحســن .. – أردف بـ همس شبه مسموع أقرب لنبرة آلخيبّه والإحبآط - : لـك ولـي

أخيراً تحررت دموعهآ بعدمآ ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر شديد من كلمته الأخيره .. لك ولي !

" شلون يعني لك ولي ؟ شلون يكون هذآ الأحسن لي بربك يآوآئل ! شلـووون ؟ إنت مآتبينـي وهذآ الأحسن لك قولـه , قولـه بس لآتشركنـي بآللي تبيـه لأجل تبعـد عنك إحسآس آلذنـب .. حرآم عليك أنآ وش إللي سويته ؟! ليش من أول أجل تعلقنتي فيك دآمك مآتبينـي !! ليش يآوآئل وإنآ إللي ظنيتك غيـر ! ظنيتك أمآني ! سندي وحمآيتي ! آلشخص إللي صدق حبني ورغم إعآقتي مآمنعه هآلشيّ إنه يرتبط فيني .. وآئل آلحنون إللي مآيتجرأ يضآيقنـي شلون آلحيـن يجرحنـي ! يآوآئل هذآ مو جـرح ......... هـذآ مــــوت ! "

ثبت يدينه على ركبتيهآ ودفهآ بهدوء لـ ورآ مبعدهآ عنه مسآفه قصيره أتبعهآ بهدوء: مآبي أسمع منك جوآب آلحيـن .. أنآ اليوم بسآفـر .. ومدري الصرآحه عن المده إللي بغيبهآ بس الأكيد إنه مو قبل شهر أو إثنين .. – أطبق فمه بـ إبتسآمه حزينه بآئسه – يمديك تفكرين برآحتك ..
رفع رآسه ونآظرهآ , بعدهآ مأخوذه من الصدمه إللي إستغربهآ , بس بخآطره كآن لهآ أكثر من تفسير غير التفسير الوحيد الحقيقي والصحيح !

....: إن أيدتي قرآر الإنفصآل هذآ مآبيك تفكرين بنفسك أبد أو بغيرك , مآبيك تفكرين بأي شيّ أبدّ .. أنآ بتحمل مسئولية كلّ شيّ صدقيني .. ومكآنك بـ البيت محفوظ , مآرح يتغير شيّ .. – قوس شفتيه بلآ إهتمآم وهو يشرح لهآ بيده مأشر على المكآن حوله – أنآ بنقل أغرآضي هنآ .. ومن زمآن أصلاً وأنآ على بآلي أوسع هآلملحـق وأضم مكتبـي ومشغلـي فيـه ..

حك شعره بضحكه: ههههه عآد هذآ أتفـه شيّ وفكرت فيـه .. آلله يعين على التكفيـخ إللي بآخذه من أبوي وعمّـي .. أبيك تدآوين جروحي , مو كآفي أنآ إللي بتحمّل كلّ شيّ

نآظرته بـ أسى وكوم من المرآره والأحزآن تفيض من نظرة عيونهآ المكسوره ..
ودهآ تصيـح , تبكـي , تســبه وتشتـــم , أو حتى تترجـآه .. تترجآه يعزل عن هآلقرآر القآسـيّ آلمدمّـر لهآ .. هو مآيدري أبدّ مآيدري أبدّ بهآللي يقوله وإن صدق نفذه وش إللي ممكن يصير فيهآ ..

أبوهآ إللي أخلآ مسئوليته تمآماً منهآ من بعد زوآجهآ , حتى من قبل وهو هآملهآ .. شلون آلحيـن ! سآكته وصآبره تتجرع آلمرآر من سموم أمـه ومعآملتهآ المهينه لهآ بس لأجلـه .. يبي بهآلسهوله يطلقهآ ؟ وتتمّ بـ بيبتـه بعدمآ يفض إرتبآطهم ؟ إيش يعني متصدق عليه بـ سُكنـه ومأوي ؟
" آلله يعين على التكفيخ من أبوك وأبوي ! وهآلجرح بقلبي يآوآئـل ....... آلله صدق يعيـن "


رفعت رآسهآ له وإبتسمت بـ ألم , إبتسمت بمرآره , إبتسمت وكيآنهآ كلّه يصيـح ويبكـي ..
مآردت إلآ بهزة رآس إيجآباً , مآلي آلدمع عيونهآ , مآيمديهآ الدمعه تطيـح إلآ وتلحقهآ الثآنيـه ... وبعدهآ مبتسمـه !


تهلل وجههآ بـ رضآ وسعآده , تشدقـت من فرحتهآ إللي مآقد حست بمثيلهآ من فتره طويلــه .. نكدّ عليهآ بيوم أعطآهآ آلعلم عن رغبته يتزوجهآ , تدبل نكدهآ من بعد سوآة تغريد بنتهـآ .. بس آلحيـن ؟ وش إللي ممكن يبدد هآلضيق إللي تحسـه وهآلنكد إللي تعيشـه غير إللي سمعته ؟!

ضيقت عيونهآ بمكر وبعدهآ الإبتسآمه بوجههآ " هـيـــــــن , أجل بتسآفر وتتركهآ تفكـر ! ههههه وهي بيمديهآ تفكر بعد إللي رح أسويّـه ؟ "

رفعت جلآبيتهآ بيمنآهآ ومشت على أطرآفهآ تنآقز بـ خطوآت سريعه مستمتعه " خـلّ أكلّم أمّ مشعــل , من آلحين يمديني أجهـز لزوآجـه من ريـوف ,, - كشرت بـ إشمئزآز – إي وآلله هذي البنآت مو يبيلي وحده كسيحـه معآقـه !!!



/
/




نزلت من غرفتهآ قآصده المطبـخ ..
مشت صوبه بخطوآت متلكعه تطوح يدينهآ ريحه وجيّه كآسي ملآمحهآ رآحه وهدوء هي نفسهآ مستغربتهآ من أول اليـوم !

صآدفهآ قبل تدخل المطبخ وهو طآلع منه , تبدلت إبتسآمتهآ لإستغرآب شآركهآ نفس الإستغرآب بس لأسبآب مختلفه – سألهآ بـ ريبه - : خير إنتي تتبسمين مع نفسك ؟
إحتدت نظرآته المتفحصه لهآ بـ إرتيآب: شكلي بصدق إللي يقولونه أمي وريتآج , إنتي شكلك فيك السُكـن أعووذ بآلله

قلبت عيونهآ لآويه فمهآ – سفهته بسؤآلهآ - : وش تسوي بـ البيت آلحين ؟ مو بعآده !
ولاّهآ ظهره ومشى: أبوي بآقي بـ البيت مدري عن أمي عيّت تفكـه .. ترآ تأخرنآ شويّ ويقيمون الصلآه

غيرت وجهتهآ ولحقت به معقده حآجبيهآ بـ إستغرآب ! مو بعآده أبوهآ يتمّ بـ البيت لوقت الإقآمه .. دوم يرآبط بـ المسجد من يسمع الأذآن ..
طق سلطآن بآب المجلس بكفه المفرود: يلآ يوبـآ آلحين يقيمـون
رفع سبآبته لهآ بتنبيه: علميـه إني سآبق للمسجد
مطت شفتهآ السفلى بلآ إهتمآم وهي تشوفه من ظهره لحد مآختفى ..
توهآ بتمد رجلهآ إلآ وتوقفت بتشنج مصلبتهآ معلقـه بـ الهوآ والأرض من تحتهآ على جملـه صمت أذونهآ وإخترقت صدرهآ ..

...: شلـون رفضهــــآآآ ؟!!!

جمله بـ المطلق مآتخصصت بـ إسم إلآ إن إحسآسهآ العميق كآن كفيل يأكد لهآ إنهآ المقصوده بهآلرفـض ..
سحبت رجلهآ وضمت قبضتهآ اليمنى لصدرهآ , شآحبة آللون , بآهتة الملآمـح ..

...: يآمره فكيني خلّ أطلع , مآبقى إلآ وتضيع صلآتي لهذرة حريم

....: وآلله مآتطلع قبل تعلمني .. شلون !! شلون هآلمطلق يرفض صيتـه !! مآيشوف خشتـه !! بأي وجه يرفض هذآ بعد !! لآآآ وأنآ إللي يدي على قلبي وخآيفتن من رفضهآ إللي كلنآ كنآ متأكدين منه حتى قبل تشوفه ومع تسذا صدمتنآ كلبونآ يوم وآفقت وآلحين إهو إللي يرفض !! على بآله بنآت النآس لعبـه للفرجـه مآيحترم حرمتهم ولآ يحشمّهآ ! دآمه مو نآوي خير وش عليه من الأول يدش بيتك ويطلب بنتك !!

- ضربت كف بـ كف بعدم تصديق تحآكي نفسهآ - : فرق السمآ والأرض بينآتهم ويرفـض !!! – صآحت بـ عصبيّه – هذآ وآلله إللي يقولون عنه رضينآ بـ الهـمّ والهـمّ مآرضـى فينآ

صوت ثآلث تدآخل بـ الحوآر المشحون ومآختلفت نبرة الغضب الحآده عن نبرة أمهآ: أنآ قلت لهآ من أول الغبيّه صيته مآتدخل له ولآ تشوفه , وقلت لك من أول يوبه لآتدخلـه بيتنآ .. عشنآ وشفنـآ وآلله يرفض مع وجهه .. هذآ مآله زوآج بـ الأسآس مع ذي السحنـه إللي تقطـع كل أبوآب الرزق .. هــه سبحآن آلله , وهذآه قطع رزق صيته لـه .. هذآ ولآ بعمره كآن يتحلّم توآفق عليه وحده مثل صيته .. ويرفــض !! يــرررفض !! آآآآخ يآحـرّة قلبي ..
أطبق شفتيه بقهر وردّ بنفآذ صبر: هــآآه .. خلصتـوآ ؟!!

نآظرت جوآلهآ إللي يهتز بيدهآ وبثآنيه هرب اللون من وجههآ وهي تقرآ اسم ( بــدور ) بـ الشآشه ..
نآظرت أبوهآ المعصب وأمهآ إللي بدت تشد شعرهآ وبدت أصوآتهم تعلآ وتحتد أكثر وأكثر وأكثر ...

وقفت بهدوء وعيونهآ تترقبهم بـ توتر وبـ إرتبآك وآضح مشت على أطرآف أصآبعهآ لحد مآوصلت عند البآب وفتحت الخـط هآمسه بصوت يآلله ينسمع: هــلآ بــدر .. لحـظـ ....... – إنتفض جسمهآ بخرعه بغى معهآ يطيح جوآلهآ سآحبه نفس سريع مفآجئ مصحوب بشهقه عآليه , موسعه عيونهآ بـ رُعـب ..
كآنت الثآنيه بعدهآ وآقفه ورآ البآب , دموعهآ سآيله مغرغره عيونهآ ومغرقه خديهآ .. ضآمه قبضتيهآ الثنتين لصدرهآ ...

ميلت رآسهآ وهمست بـ قلق: صيتــه !!!
نآظرتها بعيون أغشتهآ الدموع وحجبت عنهآ الرؤيـه , تقوس فمهآ وإرتجف ذقنهآ معتصره عيونهآ بـ إنكسآر وجـرح .. أدمى قلبهآ .. عذبهآ كتمآنـه .. مآعآد فيهآ .. وآلحيــن طفــح !
توهآ ريتآج بتمد يدهآ لكتفهآ إلآ وصدت عنهآ بخطوآت سريعه متبآعده أشبه بـ الجري ويدهآ على فمهآ تمنع صوت شهقآتهآ ..

نآظرت بـ جوآلهآ محتآسـه .. بآقي الخط مفتـوح ..
رفعته لأذنهآ ورقت السلآلم وأنظآرهآ مآبين ورآهآ وقدآمهآ بترقب .. همست بـ خفوت: آلـو بـدر .. معليش بس فيه مشكلـه مع أختي .. لآ عآدي .. خلآص بدر عآد يلآ أكلمك بعديـن .. بعديييييـن حُبـي .. بـآي

فتحت عليهآ البآب بدون إستئذآن وآلقلق يتآكلهآ , وآضح الخوف بعيونهآ وهي تشوفهآ متكومه على نفسهآ فوق سريرهآ مآتشوف إلآ ظهرهآ إللي ينتفـض كل ثآنيه وإللي بعدهآ بشهقـه قصيره مكتومه من الوآضح إنهآ تجآهد نفسهآ تمنع الصوت يطلـع عشآن كذآ تظهـر الشهقـه بهزة كتوفهآ أو إرتجآف نصفهآ العلوي لأنهآ بآلحيل تضغط على عضلآت بطنهآ والصدر !

جلست ورآهآ وشددت من مسكتهآ لذرآعهآ: صيتــه !
شدت فمهآ المطبق بـ زعل على حآل أختهآ , هي والموضوع مآيعنيهآ وهآلكثر إحترت .. حتى أمهآ إللي ظنت إنهآ مآتدآني صيته طآر عقلهآ من درت بـ الرفض .. أجل شلون صآحبة الشآن المعنيّه !
وش أقسى من إحسآس الرفض ؟ والأدهـى إن كآن هآلرفض من شخص غير مؤهـل بـ المره .. نسبـه القبول عنده عـدم !

أسندت ذقنهآ لكتفهآ إللي كل مآله وينتفض هآمسه بـ حُب: تكفين صيته لآتبكـين .. وآلله مآيستآهل

....: إذآ هو مآيستآهل أبكي عليه , أنآ مآ أستآهل أبكي على نفسي ؟
صدمهآ الردّ وألجمهآ السؤآل ..

عضت على طرف شفتهآ وغصباً عنهآ ترقرت عيونهآ بـ دموع شفقـه على حآل أختهآ وإللي تحسّـه ..
تحسست ظهرهآ بـ رقّـه وهمست بـ حنآن: صيته يآقلبي نآظرينـي

....: إتركيني ريتآج
....: بـس صيتــ ...... – تكفيــــــن إترررركينـــــــــي –
قآطعتهآ بـ ترجـي أقرب لـ صرآخ بآكي أنذر عن نوبة إنهيآر في مقدمآتـه .. مآلقت ريتآج أيّ ردّ فعل منآسب إلآ إنهآ تنصآع لرغبتهآ .. مآله دآعي تزيدهآ حتى وإن قصدت تهـون عليهآ ..

ميلت بجسمهآ على ظهرهآ وطبعت قبلتهآ العميقـه بوسـط شعرهآ من مؤخـره رآسهآ ..

لحظآت وإكتست الغرفـه بـ الظلآم .. والسكـون .. إلآ من أنآتهآ المريره وشهقآتهآ المكبـوتـه ...
ضمت المخده محتضنتهآ بـ شده وبقـوهـ ... بـ شدة العذآب إللي عصف بـ مشآعرهآ , أودآهآ للـ القآع .. للـ حضيـض .. للـ هآويـه , وبـ قـوه الألم إللي يعتصر قلبهـآ ........ يوجعهـآ ..

غمضـت عيونهآ لينسآب من بين جفنيهآ المبللين دمعتين بـ صمـت .. متمتمـه بـ منآجآه حزينـه ...
لقد ضعفت ولآ غيرك يقويني ..
لقد يئست ولم أفقد فيك يقيني ..
لقد ضللت ولآ سوآك يهديني ..
لقد غرقت وأنت وحدك مُنجيني ..

/
/


======
-----------
======

نهآية الفصل الثآلث والعشرون
<<قرآءة ممتعـه إنشآلله
بـ إنتظآر توقعآتكـم ..
دمتـــم بـ وِدّ

حلم الحياه 14-08-16 03:15 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الرآبع والعشرون



" أنت لآتعلم إلى أيّ درجه آلله رحيم بك .. لآتعلم كيف يُسِخر لك الأشخآص , الأروآح , الصُـدف والمفآجآت .. لآتعلم كيف يصرف عنك مآتُحِب لشـرّ لآتعلمه .. وكيف يُقرِب لك مآتكره لخير لآتعلمه .. الحمدلله على مآكآن وعلى مآسيكون , الحمدلله عدد الحركآت والسكون "


/
/


بغرفـة نوم أقرب للطرآز الملكـي المبآلـغ بـ فخآمتـه .. تعدد الأثآث وتنوعت المفروشآت بين اللونين الأسـود والفضـي ..
تمدد جسده النحيل متوسِطاً سريرهـ , نقشت آثآر الجلطـه تعآبيرهآ بوجـهه المشلول نصفـه الأيمـن !

إجتمـع حولـه الإنآث من أفرآد أسرتـه .. زوجتـه .. بنآته الثنتيـن .. حفيدته الصغيـره ... وزوجــة ولــده ..

وقفت بهـدوء أصبح سمتهآ الأسآسيّه من أول مآسكنت هآلبيت .. إرتفعت لهآ الأنظآر بـ ترقب .. بلعت ريقهآ وهي تنقل نظرهآ بينآتـهم بـ توتر , إستقرت على صآحبة الشآن والمكآنه بـ البيت .. زوجـة الرجـل إللي بآغتته الأيآم بـ أول طعنـه توجههآ له .. الطعنه إللي صآبته في مقتل .. شيّ مآكآن على البآل ولآ الخآطر ... أردته فرآشـه لآحول له ولآ قوه .. هآلإمبرآطوريـه العظيمـه إللي قضى عمره يبني فيهآ بتعب وجهـد سنوآت كثيره وتمّ بـ الأخير يتفآخر بـ إنتصآره الكبيـر على القمه وهو يستعرض نفسـه وين كآن ووين صـآر .. إمبرآطوريّة عآمر المرشـد .. وش مصيرهآ بعدمآ كآن شآنهآ وأمرهآ كله بيده , ونفس اليدّ آلحين ضعيفـه , مشلولـه , عآجـزه ...

أخفضت بصرهآ وهمست بهدوء: عليـه العآفيـه !
قآلتهآ وطلعت من فورهآ رآده لجنآحهآ الكئيـب ..
أطبقت فمهآ بضيق وآضح من بعد طلعتهآ ثم إحتضنت يد زوجهآ بين كفيهآ وتمت تتحسسه بعيون مدمعـه وهي تشوف رعشة جفنـه الأيمن بعدمآ أسدل على عينـه .. وإرتجآف فكه السفلي بعدمآ ترهلت شفتيه ومآل فمه لليمين !

وقفت أصآله مآده يدهآ كـ إشآره لبنتهآ تمسكهآ: يلآ فدوى بنطلـع
إحتضنت رجول جدهآ وحركت رآسهآ بـ الرفض: بجلث مع جـدو
برقت لهآ بتوعـد آمرتهآ تقوم .. اللحظه اللي تدخلت أمهآ من شآفت هآلنظره – تكلمت بهدوء - : خلآص أصآله خليهآ .. أنآ هنـي
وقفت سآلي ودنقت على رآس أبوهآ طآبعه قبله خفيفه بوسط جبينه ثم إلتفتت لأختهآ: بطلـع معك ...

فردت كفهآ الأيمن بوسط صدرهآ تتحسس نبضهآ وعيونهآ المدمعه معلقه بـ السقف: مآني مصدقـه ! توه كآن وآقف على رجولـه بشموخه وهيبتـه مثل الجبـل الرآسـخ وآلحيـن ... – إهتزت أوتآرهآ الصوتيه بـ وهن خآلطه بكآء – آلحين مآهوب قآدر يحرك إصبـع !

تحسست أصآله ظهر أختهآ بـ حُبّ وعيونهآ حزينه منكسره بـ الأرض .. وش هآلنكبه إللي صآبت البيت .. طآح أبوهآ فجأه وإنكسرت معـه سآلي .. سآلي شبيهـة أبوهآ بقوته وشموخه وجبروتـه آلحين دموعهآ سيـل .. دموعهآ إللي مآقد شآفتهآ من قبل آلحين تنهمـر وبلآ حسآب ...

وقفوآ بوسط الممر قبآل البآب إللي مآشآفوه إنفتح من يوم سكنته .. مرت ثلآث أشهـر وهي بمعزل تآم عنهـم ... وهم مآحد فيهم حآول يقتحم هآلعزلـه حتى لو من بآب الفضـول .. مو الترحيب أو التنقيـص !

تبآدلوآ النظرآت بينآتهم وكن كل وحده فهمت على الثآنيه وش إللي يدور ببآلهآ ...
تغريد أول مره تطلـع من غرفتهآ هي اليـوم .. اليوم إللي طلع فيه أبوهم من المستشفى بعد حجـز إسبوعين فيهـآ من وقت إصآبتـه ...

مسحت سآلي على شعرهآ مرجعته عن جبينهآ وأشرت بيدهآ صوب جلسـه بوسط الريسبشن الخآص بغرف النـوم ... جلسـه كآنت للديكور أكثر منهآ للإستخدآم ..

....: خلّ نجلـس هنـي
طآوعتهآ أصآله وجلسوآ ثنينآتهم على وحده من الكنبآت وعيونهآ مثبته ببآب جنآح مآلك: ودي أعرف ليش هي عآزله نفسهآ كذآ
سآلي: إنتي مصدقه إللي قآله أخوك لنآ ؟ زوآج مصآلح !
مطت أصآله شفتهآ السفلى مآتدري: يعني هذآ إللي قآله

مآل فمهآ بـ إبتسآمه سآخره: ولو مصآلح .. أي أهل ذولي إللي يرضون تزويج بنتهم بهآلشكل ! ترآ أبوك مآدرى غير بعد الزوآج .. يعني مآشهد عليـه .. أي أهل ذولي إللي يرضون بـ زوج لبنتهم من غير أهل ! هذآ وهم يدرون مآلك ولد من يكون ...
أظلمت عيونهآ بتفكير مصحوب بـ إستغرآب هآمسه: من جــد !!
تنهدت بعمـق: آآآآآآآهـ يآربي ...
نآظرتهآ بتفحص وملآمح عدم التصديق بوجههآ: سآلي أعوذ بآلله وش هآلظن الخآيس إللي جآ ببآلي .. حرآم نظلم البنت

سآلي: أنآ نفسي مآنيب مصدقه .. تغريد !! شلــووون ! تدرين هذي البنت كآنت معي بـ الصف يوم كنآ بثآنوي .. مره خبلـــه ومآتدري عن هوآ أرضهآ .. كآنت نكتـة المدرسـه كلهآ .. ملطشـه للي يسوآ وإللي مآيسوآ .. مره سآذجـه وغبيّـه .. عكـس تؤأمهآ دآرين
أصآله: ووين كآنت توأمهآ هذي والبنآت يلطشون فيهآ !
ضيقت عيونهآ بتفكير: دآرين هذي بعد كآنت بـ دُنيآ ثآنيه .. هذولي البنتين فيهم شيّ غريب .. دآرين مآكآن لهآ خلطـه أبدّ مع أي بنت .. كآنت بزآويه بروحهآ .. شخصيتهآ جآمده وقويّه .. كآنت تتجرأ أيّ بنت تقرب صوبهآ مثل تغريد !!! أتحــدى ..

أصآله: وش قصدك يعني ! يمكن أخوك مآلك لعب عليهآ وصآر إللي صآر أعوذ بآلله !
عقدت حآجبيهآ بـ إستنكآر ورفض لهآلفكره: لآآآ معتقـد .. تغريد مو من هآلنوع .. وآضح الإلتزآم عليهآ مع إن لبسهآ متحرر وشكلهآ
بققت أصآله عيونهآ مقطعتهآ: لـــــــه .. – نآظرتهآ سآلي مستغربه - .. أردفت أصآله: شكلهآ ملتزم بحجآبهآ .. مآشآلله يوم جآتنآ حجآبهآ كآمل ومآهوب ملفت أبدّ

مطت سآلي شفتيهآ بعدم فهم: وهذآ هو إللي مستغربته .. تغريد مآكآنت كذآ .. ومآلهآ أبدّ بسوآلف الشبآب والعلآقآت .. حتى إنهآ مآكملت درآسه من بعد الثآنوي ! تخيلـي ! صدقينـي تغريد مو من نوع البنآت هذآ .. خجوله وسحآيّه .. وسآذجـه مره .. مدري وش علآقتهآ بـ مآلك أو من وين عرفهآ .. أوقآت أقتنع بكلآم مآلك إنه زوآج مصآلح من جدّ بس من متى ومآلك يسويّ أشغآل من برآ ولآ له مصآلح غير مصآلحه مع البنآت !

إنتفض صدرهآ بضحكه خآفته غصباً عنهآ: هههه يقطع إبليسك لآتضحكيني ..
لوت فمهآ بـ ضيق مصحوب بتفكير وعيونهآ بـ الأرض: حتى إنهآ أكبر منه ! تغريد بعمـري أ،آ .. يعني أكبر من مآلك .. فيه شيّ غريب مدري وشهو
....: وللي يعآفيك سآللي إنتي إللي يجلس معك دقيقه تلعبين برآسه

سيحت سآلي جسمهآ على الكنبه مكتفه يدينهآ وعيونهآ بـ السقف: تتوقعين وش بيصير ! من بيدير شغـل المؤسسـه من بعد أبويّ !
تكتفت أصآله هي بعد هآمسه وعيونهآ ممتده للمدى: أخوك مآلك مآمنه رجـآ

....: ثآآلــــــــي

إعتدلت بجلستهآ تنآظر يمينهآ وتشوف هآلصغيره إللي مآده لهآ الجوال: نثيتي جوآلك بغرفة جدو وثهـيل كل شوي يتثـل فيك
أخذت منهآ الجوآل وحذفته جمبهآ .. بققت فدوى عيونهآ وصآحت: كلميـــــــــــــه
أسندت رآسهآ للجدآر من ورآهآ: خلّـه يولّــــي
إتسعت عيونهآ من ردّ أختهآ ثم نآظرت بنتهآ آمرتهآ بهدوء: فيدو روحي غرفتك
إرتفعوآ حآجبيهآ موسعه عيونهآ بصدمه: مآآمآ خليهـآ تكلّـم ثهيــل
أصآله: خلآص فيدو روحي الحين

ولتهم ظهرهآ معقده حآجبيهآ ومبوزه بتعبير طفولي تكلم نفسهـآ وتتحلطم ..

....: ليش مآتردين عليـه !
أشرت لهآ بلآ مبآلآه ..
إرتفعوآ حآجبيهآ بـ إستنكآر: هذآ خطيبك !
سآلي: أدري إنه زفت خطيبـي .. – كشرت بـ إشمئزآز ثم أردفت - خطيب الشـوم والندآمـه
إتسعوآ عيونهآ بصدمه هآمسه بعدم تصديق: سآلي إنتي من جدك ! ليش تتكلمين عنه كذآ ؟؟ هو مزعلك بشيّ !
رفعت جوآلهآ وجت بتمده لهآ إلآ وتبقق عيونهآ بذهـــول مآلآحظتـه سآلي إللي أردفت: مآ أحسّــه رجّــــآل

إرتجفت يدهآ إللي كآنت مآسكه الجوآل , بعدهآ ملآمح الدهشـه والصدمه متملكـه من ملآمحهآ المذهولـه وعيونهآ تتآبـع توآلي الثوآني والدقآيق إللي جآلسـه تحسـب من وقـت المكآلمـه المفتوحـه بـ إسم سُهيــــل !


/
/


رجّ الببرونه ثم سألهآ ونظره سآذجه بوجهه: كـذآ !
إنتفض صدرهآ بضحكه قصيره هآزه رآسهآ بآلنفي: ههههه آلله يصلحك
إبتسم وجهه ببلآهه من إبتسآمتهآ: صدق يومه شفيك
....: مدري عنك ترجهآ وكنك خآيف .. علآمك متردد ! رجهآ بقوه وعطـه يشرب شوفه إنعفس وجهه والحين بيفيق من نومه ويصجنآ

رجّ الببرونه وهآلمره بقوه ثم دفّهآ بهدوء بين شفتيه الصغيره: يومه عيّآ يفتح فمـه .. شكلي مآيبي
....: ههههه فآهد آلله يهدآك دخلهآ إنت بفمه ومآعليك
....: ههههه قلبي مآهوب مطآوعني أغصبه , يمكنه مآيبي شلون أعرف ؟
....: ويمكنه يبي .. شلون تعرف ؟
ثبتت عيونه النآعسه بعيونهآ البآسمه مآيدري وش يقول ..

نزلت أنسآم الصغيره من يدهآ على فرآشهآ الإسفنجي الطريّ بـ الأرض وزحفت عنده فآتحه يدينهآ بتآخذ الولد هآمسه بـ حب وهي تتنآوله بشويش: بسم آلله .. بسم آلله عليك يآنمـر
خذت الببرونه من فآهد ودخلتهآ بـ فمّ الصغير .. ردت تنآظره مره ثآنيه: هآلشيّ إللي مآرح تقدر إنت تفهمـه .. بعدك مآتبي الزوآج ؟

أطبق فمه بضيق صآد عنهآ بوجهه رفضاً وإعترآض .. تنهدت بـ قلة حيله وعيونهآ تتأمل وجه الصغير بحضنهآ .. توه صغير مآرح يفهـم هآلنقص بحيآته من فقـد أمه وهو بعده قطعـة لحـم طريّه .. لآ هو ولآ توأمـه ..
جت بتكلمـه إلآ ويقآطعهم بدخوله وآضح الضيق بوجهه ...

جلس جمبهـم بـ الأرض متكي بكوعه الأيمن على متك إسفنجي وعيونه بـ الأرض ... الوضع إللي إستغربه أخوه وأمـه متبآدلين ملآمح الإستغرآب ونظرآت التسآؤل .. توه كآن مجآلسهم ثم قآم يبي يريّح شويّ .. مآ أمدآه إلآ وردّ لهم !
مآل رآسهآ تنآظره من تحت: خير يومه ! شللي جآبك ؟ مو قلت تعبآن وتبي ترقد !

أطلق تنهيده عميقـه ثم التفت لهم وتمّ ينقل بصره مآبينهآ وبين أخوه إللي جآلس يمهآ وثنينآتهم القلق بعيونهـم ...
دنق رآسه بـ خيبة أملّ وإحبآط هآمس بـ حزن: بحـلّ إرتبآطـي ببنت عآمر المرشـد
شهقت بـ فزع ويدهآ على صدرهآ: بسم آلله وش إللي تقوله إنت ؟
نآظرهآ ببرود لثوآني ثم مآل فمه المشدود لليسآر: إللي قلته يومه وسمعتيـه

....: وش إللي طرآلك الحين ؟ مو تقفلت هآلسآلفه وإنتهينآ
نآظرته أمه بـ إندهآش: أي سآلفه ؟ إنت تدري من قبل عن إللي يقوله هذآ ؟

زفر نفس مسموع بـ ضيق مقفل عيونه: إيه يومه أدري
مآلت على يسآره تنآظره بحده: وش عندك إنت وأنآ مدري عنه !
....: مآنيب مرتآح معهآ .. مآ أبيهآ

بققت عيونهآ بـ دهشه صآحت من بعدهآ بـ إستنكآر: وشهـووو !! منتب مرتآح ؟ توك وتذكرت !! تدري من كم وإنت خآطبهآ ! تسع شهور أو عشـر والحين تبي تتركهآ ! كذآ بسهوله الوضع عندك عآدي !

نآظرت بـ فآهد على يمينهآ وخزته بـ توعد: وإنت من متى تدري !
نآظر بـ سهيل إللي أشر له برآسه يقول إللي يبيه وكنه خلآص مآعد فرقت معه ..
....: من أول ثلآث شهور خطبه لهم .. علمني وقلت له شيّ طبيعي يمكنه مآتعود عليهآ بعد .. بس مع الأيآم يمديه يتعود
مآل فمهآ بضحكه سآخره وإلتفتت له بحده الحركه إللي حسّ فيهآ الصغير نمر وهو نآيم بحجرهآ .. إنعفس وجهه وقآم يتمغط بكسـل

....: مآشآلله من أول يعني ! ومآ أمدآك من وقتهآ للحين تتعود عليهآ
جآ بيتكلم ووآضح الإندفآع بتعآبير وجهه .. شكلـه معـبي من السآلفه وقد طفـح فيه الكيـل إلآ وأطبق فمـه بـ الغصب ..

ضرب المتك بقبضته اليمنى وبيسرآه فصخ طآقيته البيضآ المخرمه و قطهآ بعيد بعصبيّه ...
رفعت سبآبتهآ بوجهه مهدده: إسمـع .. هآللي برآسك تنسآه .. إنت تبي تفضحنآ ؟ وش تبي الخلق يقولون ! مستحل حرمتهم طآلع ودآش بيتهم وبعـد سنـه توك تذكرت ومآتبيهآ ! هذآ جزآته الرجّآل إللي شآف فيك شيئن طيب وعطآك بنته .. إلآ وكل مآيملك بعد بين يديك وتحت مسئوليتك وهو طآيحن بفرآشـه ! تبي تترك بنته وبهآلوقت تبي تجلطـه زود ! هذآ جزآته !

عند هآلحد ومآعآد فيـه .. كل مآله يتذكر المكآلمه إللي فتحتهآ معه الصغيره وطلبته ينتظر ع الخط لين تعطـي خآلتهآ الجوآل .. خآلتهآ إللي هآنته وبقلب بآرد قبآل الكبير والصغيـر .. فعلاً رح يكون مثلمآ قآلت عنه .. مآهوب رجّآل فيه حآله وحده بسّ .. إن تمّ معهآ وكمـل بعدمآ سمع هآلكلمـه منهآ ...
....: يعني أرتبط بوحده مآبيهآ ولآ تبيني بس عشآن أبوهآ آمن لي وحط أملآكه بيديني ؟ وشهو يعني متصدق عليّ فيهآ ؟ ترآني مغير نآئب مسئول .. كذآ هو تكرم عليّ ومن وآجبي أردّ له آلجميل وأتزوج بنته !
شآلت الولد إللي صحآ وبدآ فمه يتقوس لتحت شكله بيبكي .. سلمته لـ فآهد بـ أمر جآف: خذ ولدك وعطـه الرضآعـه ..

إسمــع إنـــــت – قآلتهآ بتوعد وهي رآفعه سبآبتهآ بوجهه وعيونهآ يقدح منهم الشرر - : لآ مآهوب متصدق عليك ولآ شيّ .. هو مغير وآثق فيك الثقه إللي مآعطآهآ لحدن من عيآله .. وظنتي فآهـم .. يوم يكون عنده ولدين وش طولهم وش عرضهم ويسلّم أملآكه كلبوهآ ليدين رجّآل غريبن مثلك .. لو يدري بس إنت وش إللي تفكر فيه ! كآن تفل بوجهك وقطك برآ شركته وبيته .. الآ سود آلله وجهك يآقليل آلخآتمه ...

هزت سبآبتهآ بـ تنبيه: إسمـــع يآولــد – نآظرهآ بحده مستنكر كلمتهآ لتردف بـ تأكيد وعيونهآ مشتعله بغضب – إيه ولـد , صير تصرف مثل الريآجيل الأول قبل تنسب نفسك لهم .. كلمتن ثآنيه بهآلموضوع مآ أبي أسمـع .....


/
/



طرق البآب بهدوء لحد مآوصله صوتهآ الهآدي: تعآلى يآسنـد
أدخل رآسه بفتحة البآب الصغيره ينآظرها مبتسم وبآقي جسمه ورآ البآب .. بآدلته الإبتسآمه محركه رآسهآ بـ قلة حيله ..

وآرب البآب من ورآه ومشي صوبهآ لحد مآ إستقر على طرف سريرهآ العريض .. سألهآ بـ إبتسآمه عذبه: هآآ أخبآرك يآمُـزه ! أحسـن ؟
حركت سبآبته بـ الهوآ تحذيراً له وإبتسآمتهآ العريضـه بوجههآ: بكـآآش
مدد جسمه جمبهآ نآيم على ظهره ويدينه الثنتين على بطنه – بلهجـه مصريّه شبه متقنه - : مش بكـش .. دي الحئيئـه .. إنتي مُـزتـي
مآلت على جمبهآ الأيسر مسنده رآسهآ على يدهآ اليسرى وبيمنآهآ صآرت تدآعب خصلآت شعره الكثيف وتدلك له فروة رآسه بهدوء: قهـزت شنطتك ؟
فتح عيونه إللي بدت تنعـس من تأثير التدليك السحري لرآسه: أي شنطـه ؟
....: شنطة سفرك ..
إنعقدو حآجبيه: أي سفـر ؟
....: للسعوديه ..

جآ بيعتدل من نومته للجلوس إلآ وثبتت يدهآ بآلقوه على صدره مآنعته يقوم .. أردفت بـ إبتسآمه هآديه قصيره: سمعت كلآمك مع أخوك وعرفت إللي حصل لأبوك
ثبت عيونه المستنكره بعيونهآ المبتسمه يتحرى الجـدّ منهـم .. حركت رآسهآ تأكيداً على كلآمهآ وجوآباً لتسآؤلآت عيونـه ..

سأل بخفوت: وإنتي تبيني أروح السعوديه ؟
إرتفعوآ حآجبيهآ موسعه عيونهآ بتأكيد: إنت لآزم تروح السعوديه .. لآزم توئف جمب أبوك في الظرف دآ .. سند يآحبيبي مينفعش تسيبـو
احتدت نظرآته المستنكره هآمس بعدم تصديق: يومــآآآ !!
غمضت عيونهآ هآزه رآسهآ إيجآباً: لآزم يآحبيبي
دآرت عيونه بضيآع وتشتت مآهوب مصدق كلآم أمه وحثهآ له يردّ لأبوه ويوقف جمبـه بعد كل إللي سوّآه !

تسللت يدهآ من شعره لخده الأيسر وتمت تتحسسه بـ إبهآمهآ: إنت مفكـر إني بكره أبوك ؟ مفكر إن إللي حصلو دآ ممكن يسعدنـي ؟ أو إني دلوئتي شمتآنه ؟

نآظر بعيونهآ إللي إمتلت دموع ولمعـت بنظره فآرغه ممتده للعـدم بتفكير .. آثر الصمت والإنصآت لهمسهآ الحزين: أنآ عمري مآكرهت أبوك .. بـ العكـس حبيتـه ولسـه بحبـه وكل يوم بحبّـه أكتـر .. كل يوم بيعدي بشوفك فيه يآسند بحبه أكتـر .. إللي أبوك إدآهولي أكتر من إللي أخـده .. إنت يآسنـد .. إنت هديتـي الكبيـره والغآليـه من أبوك .. إزآي أكرهه وإنت منـه ؟ إنت كنت سنـدي فـ وقت حآقتي ليـك زمـآن .. وجآ الوئت دلوئتـي عشآن تكون سنـد أبوك فـ وقت حآقتـه هـوا ..

طآحت دمعه من عيونهآ عآنت كثير وهي معلقه بأهدآبهآ على خده ..
إستقعد بجلسته ومسك لهآ يدينهآ مشدد عليهم بـ قوه ..

سآلت دموعهآ .. أحنت رآسهآ بـ إنكسآر .. همسـت بـ حُـزن: مآفي شيّ كآن يوجعني إلآ إنت .. إنت وجعـي .. لمآ كنت أديك المصروف وأنآ عآرفه إنه قليل .. أقل من أي ولد ثآني بنفس سنك ومعك بنفس المدرسـه .. لمآ كآنت تمرّ سنه كآمله وإنت تبدل مآبين طقميـن إثنيـن .. لمآ يعدي عيد بدون شيّ جديد تفرح فيـه .. لمآ تنجح كل سنـه وتكون من الأوآئل المتفوقين ومآتآخـذ هديـة هآلنجآح والتفوق .. لمآ تكون تحسّ بكل هآلنقص وإنت طفـل ومآتعبر عنه ولآ تصرح فيـه .. كنت تقتلنـي يآسنـد .. يآحبيبي آلله لآيحرمني منـك
ضمته لصدرهآ مطلقه العنآن لشهقآتهآ يد تحت ذرآعه الأيمن ويدهآ الثآنيه تتحسس قفآه ..

تمّ على وضعه قد مآتمّ .. مآحبّ يقطع هآللحظـه منهآ .. مثل مآضمته هي بنفسهآ فكتـه ..
مسك يديهآ الثنتين وصآر يتحسس ظآهر كلّ يد بـ إبهآميه هآمس بـ حبّ مبتسم: شوفي .. مآكنت أشكي لأن مآكآن عندي شيّ أشكي منه ! الموضوع وببسآطه إن شوفتك كل يوم بآلنسبه ليّآ كآنت هيّ عيدي .. لمآ يتهلل وجهك برضآ وأشوف دموع فرحتك فيني هآللحظـه هي هديـة نجآحـي .. هآلطقميـن إللي مآكآن لي غيرهم لمآ تغسليهـم وتكويهـم , لمآ ألبسهـم وأنآ أشمّهـم أحسهم ملآبس جديده .. شيّ لأول مره ألبسـه .. كرهي لأبوي يومـه مو لجحده حقوقـي وإنكآره لـي .. لآآآآ .. وربي لآ .. أكرهه عشآنك , عشآنك وبـسّ .... هو سبب جرحك , هو سبب هآلحزن بعيونك , وهو سبب دموعك

غمضت عيونهآ بقوه رآصه على شفتيهآ تمنع إرتجآفهم وبآقي دموعهآ سآيلـه ...
نآظرته بـ إبتسآمه حزينه هآمسه: تبغـى تنتقـم لي ؟
تقدم خطوه تجآههآ ملصق ركبتيه بجسمهآ مشدد من مسكته ليديهآ إللي رفعهم وثبتهم بوسط صدره .. جآوبهآ بـ اندفآع: أي شيّ يومـه .. أي شيّ أسويه لك

مآل رآسهآ لليمين مبتسمه بـ حُب من وسط دموعهآ الحزينه: سآفر لأبوك .. وقـف جمبـه .. كل هآلحقوق والأملآك إللي حرمك منهآ حآفظ له إنت عليهـآ .. خلـه يشوف إن سنـد إللي أنكـره زمـآن هو الحيـن سنـده .. هذآ هو إنتقآمـي , شفـت شلون الأيآم دوآره ؟
شدد على يديهآ هآمس والإستغرآب بعيونه الحآده: متأكــده ؟

حركت رآسهآ بـ التأكيد ثم ضمته لصدرهآ وردت بآكيـه .. صوتهآ مكتوم , مخنـوق: لآتعآملـهم إلآ بـ الطيب .. هو أبوك إللي إنت شآيل إسمـه وهذآ فضل كبير عليك .. ومآلك أخوك الصغيـر .. والبنآت خوآتك .. لآتقصر معآهم .. حآفظ على إسم أبوك وأملآكـه وحآفظ على عيلتك الثآنيـه يآسنـد ...

إبتعد عنهآ موطي رآسه ليديهآ إللي رد ومسكهم , ألصقهم ببعض وألصق عليهم شفتيـه: إنتــــي كُــل سنـــد ......

/
/
/
/

نزلت صينية العشآ من يدهآ وجلست بـ الأرض .. نقلت نظرهآ مآبين التلفزيون المشغل على فيلم أجنبي والصوت عآلي وبين بنتهآ إللي سآفهه التلفزيون ممده جسمهآ على الكنبه نآيمه على ظهرهآ تطقطق بـ الجوآل ..

حرت رآسهآ بـ قلة حيلـه شآده فمهآ " آلله يهديك ويصلحـك " : يللآ مو نآويـه تتعشيـن ؟
....: كلي إنتي يآمآمآ أنآ مليش نفس
....: طيب ع الأقل نآظريني وإنتي تتكلمين .. يآذي الجوآلآت إللي كلت عقولكم حسبي الله ع العدو
مآلت على جمبهآ الأيمن مبتسمه: بس عشآن انا بعآآآآآآآني وأنآ بكتب .. مش عآرفه أكتب بـ اليمين
إرتفعوآ حآجبيهآ مستغربه: حتى بـ الجوآل تكتبين بيسرآك ؟
إستقعدت بجلسهآ مطبقه فمهآ بـ إحبآط هآزه رآسهآ بـ تأكيد ..
أطلقت تنهيده متعبه وعيونهآ على التجبيره الجبسيه الضخمه إللي حآوطت ذرآع بنتهآ مآيبين منهآ إلآ أطرآف أصآبعهآ: جعل ربي يعآفيـك وتفكينـه سآلمـه
بوزت بـ زعل: هو عُمـر هيفكو ليّآ إمتى !

رفعت رغيف صآمولي وبدت تشقـه من جمبه بتحشيه: وإنتي على إيش مستعجله .. يدك بعدهآ متعوره
....: يآمآمآ فـرح نسمـه آخر الإسبوع دآ .. إزآي هحضر وأنآ كدآ ..
....: عآدي يعني وش فيهآ .. هآآ نسمـه ردت ولآ بآقي !
رفعت جوآلهآ تنآظره مبتسمه: هي اللي كنت بكلمهآ حالن .. كآنت بتوريني صور الحآقآت اللي إشترتهآ .. زفته كل حآقه قآبتهآ حلوه بقـد وزوئها حلو اوي
مدت لهآ أمهآ السندويش: بكرآ تسآفرين مثلهآ وتجيبين أحسن منهآ

جلست بـ الأرض فآرده رجولهآ ومفرقتهم صآروآ رقم 7 .. تنآظر السندويش مبوزه: بس دي حآقآت القـوآز .. بئآلهآ شهـر مسآفره .. رآحت رومآ وبآريس إشترت كل حآقه من برآ .. أنآ عملت كل حآقه فـ يوم .. ومروحتش كوآفير كمان .. وهيآ كل يوم spa وعنآيه كآملـه .. يآحظهـآ بقـد
نآظرتهآ بـ ترقب من تحت لتحت .. وآضح الحزن بنبرتهآ المكتومه الحزينه ولمعـة عيونهآ وهي تنآظر الرغيف بيدهآ .. هم ثنتين صديقآت وبعمـر بعـض .. كلّ إللي قآلته الحين إحسآس طبيعي تحسّه .. وطبيعي تحط نفسهآ بمقآرنآت وتلـوم .. هي بـ إيش تفرق عن صديقتهآ وبنت خآلتهآ ؟ بـ إيش أصلاً تفرق عن أي بنت من حقهآ تعيش طقوس التحضير لليلـة زوآجهآ .. مآصآر لهآ عرس مثل مآحلمت فيـه .. حتى إنهآ مآلبست فستآنهآ الأبيض ! حتى وإن تأقلمت بحيآتهآ مع رآئف ورضت بوآقع إنهآ أصبحت زوجه لـه وإعتآدت على هآلحيآه الجديده .. إلآ إنهآ نآقصـه .. من بدآيتهآ كآنت نآقصـه .. ومن بدآيتهآ كآنت غلـط !

تحسست رجل بنتهآ بـ إبتسآمه حآنيه: وإنتي كمآن يآحظـك .. يآحظك أكثر منهآ .. هي الحين صآر لهآ شهر تلف أوروبآ كلهآ ومآرح تتكرر إلآ كل فين وفيـن .. أخوك عُمر بنفسه قآل إنه خويّه .. وهم بآلحيل يآخذون أجآزآت من المستشفى .. ووضعـه المآدي مو ذآك الزود .. أمآ إنتي شوفي مآشآلله ولد خآلتك .. تقدرين كل يوم تسآفرين بلد شكل .. مآتشوفين أبوك لفّ القآرآت مع رآئف عشآن بس شغلهم .. وبطيآره خآصه كمآن ههههه .. حظك ولآ مو حظك ؟

مآل فمهآ بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره " آه يآحظـي أوي .. إبن خآلتي إللي مشوفتش وشـه بئآلي تلـت شهـور .. آلله يخرب بيتك يآرآئف ويخرب بيت السآعه إللي شوفتك فيهآ " ..

قآلتهآ بخآطرهآ ومآردت إلآ بهزة رآس تأكيداً على كلآم أمهآ مبتسمه .. أياً يكن مآيصير تزيدهآ عليهآ .. تدري إن أمهآ تزعل لزعلهآ وأكثر بعد .. أي أم هذي إللي مآتتمنى تعيش مع بنتهآ هآللحظآت وهي تجهز نفسهآ لزوآجهآ .. وشلون وهي بنتهآ الوحيده وأول فرحتهآ بـ زوآج أحد من عيآلهآ !


إلتفتت ورآهآ على صوت مسج ... زفرت أمهآ نفس مسموع بطفش: يآذآ الجوآلآت ..
....: ههههه لحظه بـس .. – قآلتهآ وهي تآخذ جوآلهآ وتفتحه - ...
توّ مآقرت الرسآله وهي مبتسمه إلآ وتتسع إبتسآمتهآ من الأذن للأذن ..
قفلتهآ بسرعه وفتحت التقويم .. طآحت عيونهآ على التآريخ ..
وآحد ديسمبـر !
السآعـه 12 ودقيقـتين بعد منتصف آلليـل ..

شهقت بـ إبتسآمة عدم تصديق وعيونهآ البآسمه تلمع بسعآده .. بينمآ نآظرتهآ أمهآ مستغربه: خير !
بآست شآشة الجوآل بـ القوه ومع رد هآلفعل إحتدت نظرآت أمهآ لهآ: وش فيه يآبنـت !
قلبت لهآ الجوآل مآدته تشوف وش المكتوب: رسآلـه من الغآلـي ..
ضيقت عيونهآ لحد مآقآربوآ على الإختفآء تقرأ: مآنيب شآيفه زين ؟ وشهـو !

حوريه: نـقــم حبيبــي ..
إتسعت عيونهآ بسعآده: وآلله ! صدق ! دقي عليـه خل أكلمـه وأسمع صوته مشتآقه له حيل .. هذآ عيونـي ونظرهـم
قفلت حور الجوآل ونزلته جمبهآ: نعـــم !! عآوزآني أعمل مكآلمه دولي ! إنتي عآرفه تمن الدئيئـه كآم لأمريكآ !
حذفتهآ بـ خيآره صغيره: يآبنت كلميـه .. نجمـي وليـدي مشتآقه له
أخذت الخيآره من الأرض وقضمت منهآ قضمه وهي تضحك وتقلد أمهآ بآللهجه السعوديه: نجمـي وليـدي هههه

وعلى هآلضحكـه تقفل بآب الشقـه بصوت عآلي أنذر عن دخوله ..
إلتفتوآ ثنينآتهم له أول مآدخل للمجلـس وعلى كفه الأيسر كرتون أبيض كبير مربوط بشريطه حمرآء بلآستيكيّه .. وبيده اليمنى كيس صغير أحمر أشبه بـ أكيآس الهدآيآ ..
ألقى سلآمه بهدوء وهو يدخـل .. بآدلته بـ إبتسآمه وآسعه: حيآلله وليـدي عُمـر .. تعآل يآقلب أمك
كشرت حور بـ إعترآض طفولي: وليدي عُمر .. ومن شوي وليدي نجـم .. قلب أمك والتآني عيون أمك .. وأنآ إيه مآليش مكآن فـ أعضآئك ! مآمآ إنتي بتدلعي أولآدك أكتر مني .. وأنآ كمآن درآعي مكسور وتعبآنه

بققت عيونهآ بـ إبتسآمه رآفعه سبآبتهآ بـ الهوآء تهزهآ: إنتـي نصآبه ومجرمـه ..
حرك رآسه بـ النفي مبتسم .. طبع قبلته الهآديه على جبين أمه .. ثم جلس على ركبتيه بـ الأرض منزل الكرتون الأبيض من يده .. وبنفس الهدوء طبع قبلته الثآنيه برقـه بمنتصف جبين أخته: كـل سنـه وإنتي طيبـه .. عقبـآل الـ ميّـه !

نآظرته حور مبلمـه .. رآفعه حآجبيهآ وفآتحه فمهآ بدهشه فتحه صغيره .. ولآ بعمره عُمـر فوّت لهآ عيدميلآد إلآ عآيدهآ وأهدآهآ .. بس هآلمره ظنت إنه بيخلّي هآلعآده .. حتى وإن تذكر فـ رحّ يسفـه بـ العمـد .. صآر له شهرين وأكثر مقآطعهآ بعدمآ ضربت بكلآمه عرض الجدآر وطوعـاً إنقآدت لأوآمر رآئـف !

نآظرت أمهآ بنفس البلآهه إلآ وتلقآهآ تهز رآسهآ بـ الإيجآب مبتسمه ..
....: إنتي أخته وهو أخوك .. مآلكم غير بعـض
تربع عُمر بـ الأرض وفتح الكرتون الأبيض مبتسم: حظهآ بس يومه إن هآليوم عيدميلآدهآ وجآ قريب , ولآ كآن تميت مقآطعهآ
ضربته بخفه من كتفه: ههههه مآتقدر أصلاً تزعل حوريتك
قآلتهآ ونآظرت هي وبنتهآ بـ الكرتون أول مآ إنفتح ..
شهقت حور بتفآجئ موسعه عيونهآ بـ إبتسآمه: وآآآآآآآووو

....: هآآ حلـوه ؟
كيكتهآ كآنت كآكآو مثل مآتحبهآ , سطحهآ عليه شكل كرتوني لشخصيتهآ الكرتونيه المفضله على الإطلآق من صغرهآ .. الحوريّه ariel بـ شعرهآ الأحمر وبطنهآ المكشوف وذيل السمكـه الفيروزي .. رآفعه يدهآ , فآرده كفهآ كـ إشآره للـسلآم .. مكتوب فوقهآ
Hi Mermaid, HBD
( هآي حوريّه , عيدميلآد سعيد )
غرزت إصبعهآ بـ التورته وشآلت بطرف سبآبتهآ جزء من الكريمه الدآكنه ومصتـه: حلــــــــــــوه
....: هآلبنت دفشـه .. جآيب لهآ كيكه متعوب عليها والحين خربتهآ

وقفت على ركبتيهآ وإرتمت بحضنه محآوطه رقبته بذرآعهآ الأيمن: أنآ بحبــك يآعُمــر
أبعدهآ عنه بـ إبتسآمه حآنيه: وأنآ كمآن بحبك .. وكل إللي عملته بس من خوفـي عليكـي .. حور إنتي فآهمه يعني إيه حد يمـدّ إيده عليكي ؟ يعني إيه حـد يأذيكـي ؟ يوقعــك ؟ إزآي عوزآني أكون طبيعـي وأتصرف عآدي ! وإزآي عوزآني أآمـن إن دآ ميحصلش تآنـي !
ردت وضمته مره ثآنيه: أنآ عآرفه إن دآ كله من خوفك .. إنت بتئول دآيماً لآزم ندي فرصـه تآنيـه .. وهو دآ إللي أنآ عملتـه .. لو حسيت إن رآئف هييقـي عليّآ تآني أنآ بنفسي إللي هتحآمى فيـك وأئولـك تبعده عنـي ..

إبتعدت عنه وقبل تخليه الصقت فمهآ على خده الأيسـر بـ بوسـه قويّـه .. تحسسهآ عُمر بـ إبتسآمه مستغرب: هههه يومـه هذي شفيهآ !!

مدت يدهآ: هآت هآت .. وريني إللي فـ الكيس .. وريني هديتي ؟
....: ومين قآل إنهآ هديه ؟ ومين قآل إنهآ لك أصلاً ؟
مطت شفتيهآ لقدآم مبوزه وبعيونهآ تلومه .. عذبه شكلهآ البريئ مآقدر .. مدّ لهآ الكيس وهو يضحك: هههه هآآ خذي .. جمآيلنآ عليك كثرت .. أتحدي أحد عآيدك قبلي
كشرت وجههآ بطنآزه: فيه يآحبيبي فيـه
نآظر أمه بعدم تصديق: أمي ؟!! لآ مآظنتـي !
مسكت جوآلهآ وحذفته بحجر ثوبه: شوف آخر رسآله وهتعـرف ..

قآلتهآ وهي تفك تغليفـة الهديّه بنهـم وشــره مثل الأطفـآل ..
علت ضحكته وهو يقرأ المكتوب: ههههه آآه يآلنـذل .. هذآ نجـم إللي عآيدك , مآعليه سبقنـي بـ عشـر دقآيق
أمه: هههه آلمهم إنه سبقك .. لآعآد تشوف نفسك مره
شهقت بدهشـه ملت وجههآ الطفولـي وهي تتأمل السآعه الرولكس الذهبيـه تلمـع بـ ألمآسآت خطفت لهآ نظرهآ بـ إعجآب وإندهآش ...

نآظرته أمه بـ لوم: مو غآليه هذي يآعُمـر !
تحسس ظهر حور بـ حبّ إللي بعدهآ تتأمل السآعـه وشبح إبتسآمه بوجههآ مو مصدقـه .. - ردّ بـ إبتسآمه عذبه -: مآتغلـى على حوريتنـآ ...



/
/


ثبت جوآله ع الإستآند المخصص له وتركه على الطآوله بعدمآ فتح مكآلمة سكآيب ومشى صـوب البآر فآتح بآب الثلآجـه ..

....: يآهـوووه وينكـ !

تكلّم من مكآنه وهو يفتح قزآزة البيره: هنـآ .. تكلّم وش عندك !
إنعقدوآ حآجبيه وظهر الوجوم بوجهه من كآميرآ السكآيب: أعووذ بآلله وش هآلمقآبله !
إرتمى على الكنبـه الحمرآء الجلديّه بوسط صآلته ممدد رجولـه ومفرق بينآتهم .. بيده اليمنى مآسك قزآزة بيره من عنقهآ وبيسرآه سيقآره بين سبآبته والوسطى بعده مآشعلّهآ: آدم ترآ مآلي خلقك وآلله .. إختصر وش بغيت !
عض على شفته السفلى بـ لوم: أفـآآآ وأنآ إللي جآي أفضفضلك !
أشر له بلآ مبآلآه بيده إللي فيهآ السيقآره ورفع قزآزة البيره لفمـه يشـرب وعلى هآلتصرف إنفجع الثآني بدهشه وذهول تملكـوآ ملآمحـه بعدم تصديق: له له .. بيـره ! هذآ صدق إللي أشوفه ؟ وين رآح الحليب أجل !

إعتدل نجم بجلستـه منزل القزآزه من يده على الطآوله جمب إستآند الجوآل ورفع الولآعه أشعل بهآ السيقآره مضيق عيونه بـ حنق ينآظر آدم إللي رفع حآجب وآحد بـ إستغرآب: علآمك يآلنجــم ؟
زفر نفس شآبه دخآن أغشى ملآمحه بـ الكآميرآ – ردّ بـ إقتضآب وهو يفرك يدينه وعيونه بـ الأرض - : مآفيــه
...: بلى فيـه
نآظره ببرود: إنت وش إللي تبيه بـ الضبط !
حك آدم ذقنه ثم مط شفته السفلى: وآلله كلمتك أفضفض لك بس شكلك إنت إللي تبي تفضفض .. قول وش إللي عندك

نآظره نجم ببرود ثم حرك رآسه بآلنفي مطبق فمه ..
....: تكلّم لآ أجيك وربي وأتوطآك .. تدري إن مآفيه شيّ يمنعني
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره: هذآ زمآن أول كنت إنت إللي تتوطآنآ
قلب عيونه ورفعهآ لفوق بتعبير سآخر يهزأ فيه: وإنت عشآن هآلكم عضله إللي عندك قمت تشوف خشتك .. ترآ الركّ على الأعصآب
نجم: وإنت مآشآلله أعصآبك حديد ههههه
....: ههههه – نحف صوته بتقليد لصوت أنثوي بآللهجه المصريه – أنآ بـت قآمده أوي وأعقبك أوي أوي

قلده نجم بنفس النبره الأنثويه: يآسآفـل يآمُنحـط هههههه
صفق آدم وبعده ينتفض من الضحك على ذآك الموقف القديم إللي صآر مع وحده مصريه كآن نجم يكلمهآ .. حسبآله بريئه إلآ طلعت بنت سوء .. إنفجعو ثنينآتهم يوم فتح نجم الإسبيكر يسمّع آدم المكآلمه .. قآلت له نفس الجمله " أنآ بت قآمده أوي وأعقبك أوي أوي " ردّ نجم بلهجته المصريه " وأنآ قآمد أوي وإنتي هتتعبي أوي أوي " أطلقت من بعدهآ ضحكتهآ الخليعـه قآيله له بميآعه " يآسآفل يآمُنحـط " !

....: ههههه أبو جدك ..
....: هههههه ولآ بعمري شفته
إنعقدو حآجبيه وبعده مبتسم: منهو ذآ !
نجم: أبو جدي هههههه
آدم: هههههه إنت مب صآحي .. وش جوّك ؟! شكلهآ البيره بدت مفعولهآ
نجم: خلك مني آلحين وعلمني شلونك .. وشلون الربع !
آدم: إيه كلنآ بخير مآعليك منآ .. إنت شعلومك
....: شوفة عينـك .. هآ وش بغيت ! أدري مآتكلمني إلآ وفيه مصيبه
بقق عيونه بصدمه: يآدآفع البلآ
....: ههههه يآلطيـف

أشرّ آدم بـ سبآبته على قلبـه ثم على رآسه: متبهذل يآخوك بينآتهم
نجم: وآحد فيهم الصـحّ ,, - أشر على رآسه -
آدم: وهآلصح هذآ رآفضه – أشرّ على قلبه –
إنعقدوآ حآجبيه وسأل بـ إبتسآمه بآهته: إيش ! خطيبتك ؟

عضّ على طرف شفته السفلى وردّ بهدوء وعيونه بـ الأرض: نجم أنآ كنت أحبّ قبل أخطب
إحتدت نظرآته بتركيز لثوآني طآل فيهم الصمت ثم إرتفعوآ حآجبيه وإهتزت كتوفه بحركه بديهيه: كمّـل
نآظره آدم بتشكك: يعنـي عآدي ؟
إنعقدوآ حآجبيه بشبح إبتسآمه مستنكره: انت من جدك ؟ ليكون قلبك يعورك وضميرك يأنبك عشآن كنت تحب وحده قبل تخطب !
آدم: ........

نجم: ههههه مآني مصدق ! لآ شكلك إنت الشيخ مب وآئـل
آدم: نجم مآ أمزح
نجم: بلى تمزح .. يآرجّآل .. كلنآ كآن لنآ حُبّ أول سآمـج .. عآدي يعني وشفيهآ ..
آدم: بس حبي مآهوب سآمـج .. هذآ حُـب حقيقي
طير نجم عيونه بلآ مبآلآه: طيب , ولآ تزعل .. حبّ حقيقي .. ومآصآر نصيب .. وإنت الحين خآطب وخآطبهآ بنفسك .. وش السآلفه ! مآنيب فآهم ! إنت مو تحبهآ هذي إللي خطبتهآ .. خلآص شعليك بزمآن وسوآلفـه !

آدم: .........
أظلمت عيونه بعدم تصديق من صمت آدم المصحوب بخجـل ... رفع ذقنه مغمض عيونه بهمـس: لآآآآآآآ .. لآآآآ لآآآآ لآآآ.. لآتقوللي مآتحبهـآ ! لآتقوللي خطبتهآ تتهرب من حبك الأولـي هذآ !
حرك آدم رآسه بـ الإيجآب مطبق فمه بملآمح آسفـه .. بينمآ هزّ نجم رآسه بـ النفي: يآلغبــي ..
همس آدم بنبره أقرب لتأنيب النفس: أدري
نجم: وحيوآن كمآن
آدم: أدري
نجم: ودآمك تدري يآحيوآن ليش تدخل البنيّه بحيآتك الفآشله .. ليش تظلمهآ ويّآك ؟ إسمـع – رفع سبآبته بتنبيه – إذآ على بآلك هآلجديده رح تنسيك القديمه وتآخذ هي مكآنهآ أحبّ أبشرك .. مآرح يصير .. إيه ممكن تنسيك بس مو ممكن أبدّ تآخذ مكآنهآ .. لأن دورهآ بحيآتك دور البديلـه .. والبديل هذآ دوم مآيكون مؤقـت , وقتمآ يأدي الغرض خلآص إنتهـى .. شكـراً مع السلآمه ..

ضرب ركبته بقبضته: أدري .. وربي أدري
ردّ نجم ورفع سبآبته بتنبيه: إسمـع .. هآلإرتبآط لآزم تنهيه الحيـن .. – قآلهآ ثم بقق عيونه بصدمه , توه يستوعب , همس بعدم تصديق – ويلـك يآ آدم ! هذي بنت عمّ رآمـز ! بنت عمّ خويّك ! – مسح وجهه مطلق سبته بهمس – يآلنـــــــذل
آدم: مقدر أتركهآ
نجم: بلى تقـدر

آدم: إسمع إنت .. قصتي الأولى هذي كآنت غلط .. غلط كبير بكل المقآييس .. ولآزم هآلغلطـه أصححهآ
ضيق عيونه بعدم تصديق: وجآي تصححهآ ببنآت النآس !
آدم: هي إللي وآفقت عليّ
إتسعت عيونه بذهول: آدم مآني مصدقك !
آدم: أنآ أحكيلك أبي رآيك وشورك ولآ بتكسر لي مجآذيفي ! خلّ أنطم احسن
سحب نفس من خشمه يهدي فيه من عصبيته: إنت تبي خير بهآلبنيّـه ؟ نآوي تكمـل معآهآ .. ؟
آدم: أكيد

....: قد مسئولية نفسك وهوآهآ ؟
إنعقدوآ حآجبيه مضيق عيونه بعدم فهم: يعنـي ؟
نجم: إن صآرت لك مستقبلاً فرصـه وتوآجهت إنت وذيك الأولى .. فرصه إنهآ تجمعك ويآهآ بأي شكل حتى لو بشكل عآبر .. قد إنك تسيطر على نفسك ! قد إنك تمنع هوآك .. تكبح مشآعرك وإللي أكيد بتتأجج مره ثآنيه .. قد إنك تطفيهـآ !

غمض عيونه بهدوء سآحب نفس مسموع " قده ؟ شلون قــده ؟ إن صآرت فرصـه !! وبشكل عآبر !! شلون تكون فرصه وفرصه عآبره وهي معـي ببيتن وآحد ! شلـوون ؟ " : إيـــه قدهــآ
مآل رآسه لليمين مطبق فمه بـ إستسلآم: خلآص ع البركـه , هذي نفسك وإنت أدري بهآ بس أنآ شخصياً مآني موآفقك بهآلشيّ أبدّ .. بـ مصر يقولون , إقطع عرق وسيّـح دمّ .. يعني لآتخليّ شيّ للإحتمآلآت

حك رآسه بـ أصآبعه مبتسم بـ إرتبآك: هههه إيه مآعليـه .. قولي الحين شلون أتصرف , متزآعل ويّآهآ وأبي أرآضيهآ .. مدري شلون
نجم: ليكون الزعـل بسبـة نفس الموضوع !
حرك آدم رآسه بـ تأكيد وملآمح الخيبه بوجهه ..
نجم: ليكون البنت تدري عن علآقتك الفآشله هذي !
ردّ وحرك رآسه إيجآباً بنفس الملآمح البآئسه .. بقق نجم عيونه بعدم تصديق: سوّد آلله وجهك , عآد من زود الصرآحه ..

لحقه آدم بسرعه: بس مآتدري عن تفآصيل ..
كشر بـ ضحكة إستخفآف: هـه , وآلله , لآ غلطآن , رح وقلهآ بآقي التفآصيل
آدم: هآجرتني ثلآث أشهـر
توسعت عيونه بدهشه: وشهـوو !
آدم: مدري عنهآ شيّ , ومقفله جوآلهآ ..
....: روح لهآ البيت , تكلّم مع أهلهآ وتفآهم معهم
....: وشدعوى ندخل الأهل بينآتنآ .. وترآني أنآ الغلطآن

....: إيييه لأنك إنت الغلطآن مآلك وجـه .. بس ثلآث أشهر !! وش ذآ الزعل مآصآرت .. أقووول .. شكلهآ زعوله وقلبهآ أسود .. خلك منهآ وإنفذ بجلدك من الحين دآم الموضوع توه بيدك ههههه

....: تضحك إنت ووجهك , مهماً سوت عآذرهآ .. أصلاً هذآ أقلّ شيّ
نجم: وشهو إللي أقلّ شيّ ! عشآن صآرحتهآ بعلآقه قديمه تهجرك ثلآث أشهـر ! وش هآلنفسيآت .. أعووذ بآلله من هآلبنآت عشآن كذآ مآبي إرتبآط ولآ زوآج .. وش ذآ الهمّ , صدق مآينعطون وجـه .. الوآحد يكون صآدق وصريح معهم يزعلون .. أجل مآلهم إلآ الكذب .. – سكت شويّ ثم أكمل بنفس العصبيّه - والخيآنه بعد .. يستآهلونهآ

آدم: ههههه شوي شوي .. إنت شفيك محتـرّ .. ترآهآ خطيبتي أنآ مو إنت
نجم: عزّ آلله لو ذي خطيبتي , بـ النعآل وصكيتهآ ودبلتهآ بوجههآ
لطم آدم على خديه: وشششش أســــــــــــــوّي
شد شفتيه بـ إبتسآمه صفرآء: خذ لهآ بوكيه وردّ وعلبـة شوكلت وقطهآ بوجههآ , هآلبنآت يآحليلهم مسآكين ينلعب عليهم

آدم: ههههه لآآآ مآهيب من هآلنوع , مآتحب الورد أصلاً ولآ تآكل الشوكلآتآت
ضيق عيونه بخبث: إيه مآهيب سهلـه .. أجل تلقآهآ من نوع البنآت الثآني .. جب لهآ طقم ذهـب .. بس من رآيي لآتعبرهآ .. كذآ رح تدلل عليك وكل يوم تخترع ويآك هوشه ومآيصير ترآضيهآ إلآ بآلذهب .. يومين ثلآث ونسمع إشهآر إفلآسك

أسند رآسه بوسط كفه – ردّ بـ إحبآط - : نجم من جدك أكلمك وإنت تتسآمج ! وش هآلمصآله يآخي !
نجم: هههه وش أسويلك ؟ مستغربك يآخي .. هذآ وإنت وش كبرك .. الشيب برآسك ومآتعرف شلون ترضي بنـت ! وبعدين إنت توك تتذكر وتبي ترآضيهآ .. حبيبي إنسى إنهآ ترضى عليك .. وكلمه مني إن يتدبل هآلهجر لين يوصل سِـت شهـور مو بس ثلآث .. يآغبي البنت مآيصير أصلاً تزعلهآ وتتركهآ يوم وآحد وهي زعلآنه .. زعلهآ وبعدهآ بدقيقه رآضيهآ .. الحين تلقآهآ محمله لك بقلبهآ حقـد خلق الله كلبوهم

نآظر الفرآغ قدآمه بتفكير ثم أردف بضيآع: بس هي إللي طلبت مني مآ أكلمهآ أو أشوفهآ لين تهدآ نفسيتهآ وإهي إللي تكلمني بنفسهآ
نجم: وثلآث أشهر مآ أمدآهآ تهدآ نفسيتهآ ! حشـى .. وإنت يآغبـي قآلت لك تتركهآ مآصدقت خبر

....: أجـل !
مآل فمه بـ خيبه: مآرح أبطل أقول لك يآغبي ؟ يآغبي الحريم دوم يقولون إللي مآيقصدونه .. قآلت لك إتركهآ معنآته لآ تتركهـآ .. خليني ثلآث أشهر معنآتهآ لآتخليني حتى ثلآث دقآيق .. فهمـت !


/

حلم الحياه 14-08-16 03:18 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


نزل من سيآرته إللي كرجهآ على جآنب الحديقه وعيونه على الشغآلتين إللي يعدون قدآمه من البيت صوب الملحق القزآزي إللي على وضعـه من شهريـن من أول الصبآح لحد المغيب .. عمّآل من كل صوب ونآح وكلاً قد إختص بوظيفـه .. بس لمتـى ! المفترض ينتهـون قبل هآليـوم !

غير وجهته للملحق إللي دخله وعيونه تدور بـ المكآن يتفحصـه بـ إندهآش !
....: هلآ عمّــي !
نزلت عيونه من السقف لتستقر على وجههآ البآسم , بآدلهآ الإبتسآمه بـ حُـبّ: مآشآلله .. شلونك يآبنيتـي !

....: بخير دآمك طيب
أشرت للشغآله تنزل الكرتون من يدهآ بـ الممر: خليهآ شوي هنـي .. نزليهآ
رفعت نظرهآ لعمهآ إللي بعدهآ ملآمح الإعجآب والإنبهآر حآفره تعآبيرهآ بوجهه – إستنطقته بـ إبتسآمه مشآغبه - : هآآ عمـي شرآيـك !
مط شفتـه السفلى رآفع حآجبيه بـ إعجآب: وآلله كفـو .. إنتي إللي سويتي هآلتزبيطآت كلهآ بنفسك !!
هزت رآسهآ بـ النفي ضآحكه: هههه لاآآ عآد شلون أنآ بسويهآ
وسع عيونه بنظره تأكيديه: إنتي إللي إقترحتـي آلفكره وأشرفتي على تنفيذهآ

حركت كرسيهآ لحد مآوقفت عنده: أبيهآ مفآجأه لوآئـل .. أمآنه عمـي تغيـر المكآن عن أول أو لآ ؟
لفهآ ووقف ورآهآ صآر يحركهآ ببطـئ .. يكلمهآ وعيونه تدور بـ المكآن يتفحصّـه بنظرآت إعجآب وآضحـه: لي زمآن مآدخلت هآلملحق ومآذكر شلون كآن .. بس هآللي أشوفه الحين شيّ يفتح النفـس .. كآفي الريحـه الطيبـه هذي .. والأهم إنهآ طبيعيّـه .. إنتي شللي سويتيه بهآلشهرين ؟

فردت يدينهآ على جآنبيهآ وأطلقت عنآن كلمآتهآ بـ حمآسه وإندفآع تشرح له بـ التفصيل: شوف هذي الزرعآت شلون نظيفـه ! أول شيّ سويته طلبت شركـة النظآفه البيئيـه .. أرسلّوآ عمآلهم .. رشّـوآ كل النبآتآت وبآدوآ كل الحشرآت .. ثم بدلنآ الزرعآت إللي تلتم بسبتهآ الحشرآت بغيرهآ نباتآت للزينـه وبس .. والشيّ الحلو إنهآ كمآن طبيعيّـه وريحتهآ حلـوه .. وهآلأرضيّـه غيرنآهآ .. كآنت خشبيّه بـ الأول وفيهآ السوس .. بدلنآهآ بـ خشب الأبلكآج هذآ وإنتبه ترآه يزحلق ههههه .. هلآل السآيق طآح ثلآث مرآت ههههه

....: ههههه أشوى حذرتينـي .. وشخبآر التوسعـه ؟
دفت البآب السوكريت دآخله غرفـة النوم إللي تبدلت 180 درجـه بدآيـة من المسمـى وصولاً للمحتوى ..
....: هآآ شرآيــك ؟!
توسعت عيونه بـ إنبهآر: مآشآلله .. إيه وآلله ذآ المكآن إللي يفتح النفس للشغـل .. شكلـي بآخذه مكتب لي ونسحب على وآئل شرآيك !

....: ههههه فدآك ..
فتحت بآب ثآني مأشره بسبآبتهآ دآخله: وهذي هي التوسعه الجديده .. كآنت ضعف هآلغرفـه قمت قسمتهآ بـ التسآوي .. نصف مشغل لـ وآئل والثآني غرفـة نـوم ..
إرتفعوآ حآجبيه بـ دهشه: إيييييه .. ذآ المكتب كآن بـ الأول غرفـة نوم .. بدلتي بينهـم
حركت رآسهآ بـ الإيجآب مبتسمه ليبتسم هو وعيونه تدور بـ المكآن بـ تركيز وتدقيق لكل تفصيلـه .. كآنت نظره أقرب لتقييم جمآليّة التصميم ورتآبتـه ..

أرضيـه من الخشب الدآكن .. جدرآن قزآزيّه حجبهآ ستآئر ورقيّه رمآدية اللون فآتحـه .. إلآ جدآر وآحد تبدلت ستآيره برفوف أبلكآج مثبت عليهآ أتـوآب القمآش الملفوفـه والنصف الثآني كآن عبآره عن لـوح أبيض بلآستيكي أشبه بـ السبوره معلق عليهآ قطع مغنآطيسيّه صغيره يستخدمهآ وآئل لتثبيت تصآميمه الورقيه على اللوح ..
بـ الوسـط الطآولتين إللي يشتغل عليهم وإللي كآنوآ بمشغله القديـم وطآوله أصغر حجم مخصصه للكـوي .. وجمبهآ نوع ثآني من المكوآه .. مكوآه بخآريّه معلقه على عآمود .. بـ جآنب آخر طآولتين أصغر كل وحده عليهآ مآكينه خيآطـه ..

مسكت الريموت الأبيض الصغير وبضغطة زِرّ إرتفعت الستآئر الورقيّه كآشفه عن الطبيعه الخضرآء من ورآ القزآز .. إلآ من جدآرين .. وآحد فيهم إللي تثبتت عليه رفوف الأبلكآج والثآني إللي بنوآ ورآه جدآر إسمنتى دعآمـه للمكيـف إللي ركبوه ..

....: مدري شلون وآئل كآن ينآم هني ! مآفيه لآ مكيف ولآ حتى مروحـه ! توهم العمّآل طلعوآ من شوي .. شرآيك فينـي ! رحمـته المسكين .. هذآ عشآن مآيحتر بـ الصيف ولآ يبرد بـ الشتآ ههههه

تمت ثوآني مبتسمـه ثم أقفلت فمهآ ورمشت بعيونهآ مستغربه صمته إللي طآل وعيونه عليهآ بنظره غآمضـه مآفهمت مغزآهآ العميـق إللي بخآطره ..
تبسمت بـ توتر مطلقه ضحكه قصيره متقطعه من نظرته الغريبه والمطوله لهآ: هههه خير عمـي ! فيـه شيّ !
حرك رآسه بـ النفي مطبق فمـه بـ إبتسآمه قصيره .. أشرّ بيده صوب البآب الثآني بـ المشغل: هذي أكيد غرفة النـوم

إتسعت إبتسآمتهآ من جديد برآحه شآبكه يدهآ اليمنى بيده وبيسرآهآ حركت كرسيهآ بحمآس: إيــه .. تعآل شوفهـآ .. مآغيرت شيّ فيهآ نفس أثآثهآ الأولي .. مغير ركبت مكيف ثآنـي

إتسعت إبتسآمته وهو ينآظر بيدهآ الممسكه بيده وتجره ورآهآ بحمآسه: لآآ مآيحتآج
إلتفتت تنآظره بـ لوم: لآآآ عمـي عآدي وربي مآفيهآ شيّ
مشى قدآمهآ بيطلع من المشغل ويده ورآه مآسكه يدهآ .. صآر هو إللي يجرهآ الحين: أبيك تجهزين لي فآتوره بكل شيّ إنصرف .. رح أطلعهم من عيون وآئل هههه

فوقفت وفكت يدها ماسحه كفيهآ ببعضهم إشآره إنهآ إنتهت من كل شيّ: كلـه مسجـل ومنتهـي ..
ميل جسمه عليهآ الحركه إللي إستغربتهآ وتوسعت معهآ عيونهآ بنظره مترقبه .. إحتضن يدهآ اليمنى مفروده بين يديـه المفرودتين من تحت وفوق وبـ الوسط يدهآ .. – بـ إبتسآمه أبويّه , حنونـه - : هذي هديتي لكم ..

توسعت عيونهآ بإندهآش فآتحه فمهآ وبسرعه تدآركت نفسهآ هآزه رآسهآ بـ إعترآض: لآآآآآ – أطبقت فمهآ ثم ردت فتحته ولآ قآلت شيّ .. حطهآ عمهآ بـ الكلآم إللي قآله في وضع مربك مآعرفت شلون ترد عليه إلآ بـ كلمآت متقطعـه - : لآآآ .. للللــ لآآآ عمـي .. لآآ مآيصيـ .. مآيصير وآلله
إنعفس وجهه بـ إنزعآج مصطنع فآك يدينهآ: خلآص عآد بلآ هرجن مآله دآعي .. قلتلك هآلفآتوره كلش من حسآبي .. هدية زوآجكم إنتي ووآئل .. لآتحآتين عآد .. قولي شكراً وخلآص !
عضت على شفتهآ السفلى بـ إحرآج , هآمسه بخجل: آلله لآيحرمني منك عمـي

....: قولي يوبـآ
نآظرته بسذآجه تعيد على نفسهآ إللي سمعته بعدم تصديق فـ نظرة عيونهآ التآيهه ليردف هو بـ إبتسآمه هآديه قصيره مغمض عيونه برآحه مع حركة رآس لـ تحت تأكيداً: إيه يوبـه .. إنتي الحين بنيتي .. مثلك مثل شروق ودآرين وتغريد .. غلآك من غلآتهم .. وتعزين علي أكثر لأنك الحين زوجـة الغآلـي ..

أطبقت رآحتيهآ على بعضهم مشبكه أصآبعهآ مرخيه نظرهآ لـ تحت ومطبقه فمهآ بـ إبتسآمة إمتنآن , أردفت بصوت منخفض وقد ترقرقت عيونهآ: وأنآ وآلله مآلي غيركم .. آلله يعطيك العآفيه ويخليـك

تحسس بيده حجآبهآ مبتسم بـ حنآن أبوي فآض من عيونه ومن ملآمحه الهآدئه المريحه .. رفعت رآسهآ معلقه عيونهآ بعيونه بـ نظرة رجآء تستعطفه: ممكـن أطلب طلـب ؟
جآوبهآ بثقه مضخم صوته: ولـو .. آمـــري
بلعت ريقهآ بـ إبتسآمه مطبقه: مآيآمر عليك عـدو .. هو شيّ بسيط وصغير .. مو لـي

....: لمن أجل ؟
ردت وبلعت ريقهآ بـ توتر , جآوبته بصوت خجول منخفض وكنهآ مسويّه مصيبه وتعترف فيهآ: لـ الشغآلتيـن وهلآل السآيق
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم: علآمهـم

نآظرته والتوجس لردة فعله بملآمحهآ المتردده: مدري شلون سويت هآلشيّ بس أنآ وعدتهم .. – أخفضت بصرهآ وأكملت وهي تعفط بقبضتيهآ المتعرقتين جلآبيتهآ من ركبتيهآ – وعدتهم يآخذون إجآزه يوم كآمل من الشغـل .. يآخذهم هلآل ويتسوقون أو يروحون وين مآيبون ثم يتعشون بـرآ .. همّ تعبـوآ معـي كثيـر الصرآحه وأنآ أجهدتهم .. حتى هلآل السآيق سويته شغآله وصآر يسآعدهم ..
إنتفض صدره بضحكه حقيقيه أدمعت معهآ عيونه: ههههه يآحليلك يآميسم .. السآيق بيآخذ الشغآلتين ويتعشون برآ ههههه

شدت شفتها السفلى بـ إحرآج وتوهآ تحسّ بسذآجة تصرفهآ: مآحبيّت مكآفئتي لهم تكون مآديّه لأني أقدر على هآلشيّ بـ أي وقت .. حبيتهآ تكون معنويّه .. يحسون بـ الحريّه والرآحه الكآمله لو ليوم وآحد
طير عيونه بتفكير: آنآ مآعندي مآنع أبدّ , بس إن درت أمّ وآئل إن تذبحهم وتذبحك ويآهم ومو بعيد أنذبح معكم ههههه
ردت وشدت شفتهآ السفلى بس هآلمرهه بملآمه آسفه: آسفـه وآلله
تحسس رآسهآ بـ حنآن وردّ بنبره مطمئنه: إنتي الحين من أصحآب البيت وهم يشتغلون لك .. بكيفك تشغليهم وبكيفك تكآفئينهم وبكيفك بعد تختآرين نوع المكآفئه هذي .. سويّ إللي تبينه ومآحد بيعترض ..

....: أبو وآئـل هنـــي !
إلتفتوآ ثنينآتهم ومآكآن بوجههآ إلآ الإشمئزآز المعتآد , رآفعه حآجب وآحد بـ ضيـق – أكملـت بنفس النبره الجآفـه - : حيآلله
عطآهآآ وجهه موقف قدآمهآ .. وبهدوء تحسس كتفهآ الأيسر: حيآك .. يلآ انا سآبقكم للبيت
قآلهآ وأعرض عنهم وقبل يطلع إلتفت لهآ رآفع سبآبته بتأكيد: وآئل اليوم رآد من سفره .. أبي أشوفك جآلسه ع العشآ معنـآ

جت بتتكلم إلآ ويلحقهآ بسرعه قبل تبدآ الكلآم إللي يدري مسبقاً وشهو: مآبي أسمع حجج وأعذآر .. تجلسين يم زوجـك وتتعشين معنآ .. خلآص عآد مآبقى أحدن بـ البيت غيرنآ – قآلهآ وهو يأشر برآسه على زوجته إللي لوت فمهآ لليمين مو عآجبهآ الكلآم , الحركه إللي أكيد مآخفت عن ميسم إللي شدت فمهآ المطبق بـ إحبآط .. وش الجديد الحين ! صآر لهآ ثلآث شهور فـ عذآبآت نفسيّه وألم دآخلـي , مآ فيه كلمـة إهآنـه بـ قآموس هذي المرأه سليطـة اللسآن قدآمهآ إلآ وقآلتهآ .. بخلآف نظرآت التحقيـر والتنقيص .. هذآ كله كوم ومعآيرتهآ لهآ وبـ جلستهآ على هآلكرسي المتحرك كومن ثآنـي مآقصرت فيـه هآلحرمـه أبـدّ !

إلتفتت لهآ توّ مآطلع زوجهآ رآفعه حآجب وآحد بنظره مشمئزه وعيونهآ تدور بـ المكآن حولهآ تشوف التجديدآت: أشوفك خلصتـي ؟!!

سفهت كلآمهآ عن عمد وهي تسأل الشغآلتين إللي دخلو وكل وحده بيدهآ شنطه: هذي ملآبسي إللي بـ الشنطـه ؟!
ردت ونآظرت ذيك الوآقفه قدآمهآ بعدهآ رآفعه حآجب وآحد بس هآلمره بـ إستغرآب وعيونهآ على الشنآط: هـآه ؟! إيه خآلتي بس بآقي شويّ وأخلـص

....: ملآبس شنو هذي !
إرتفعوآ حآجبيهآ موسعه عيونهآ بنظره بلهآء مصطنعه: ملآبسـي خآلتي
نآظرتهآ بـ إحتقآر ووجههآ منعفس بتكشيره مشمئزه مصحوبه بـ إستغرآب وآضح: إيه سمعت إنهآ ملآبسك بس وشو لـه !!

بعدهآ ملآمح السذآجه المفتعله بوجههآ: شلون يعني ! ملآبسي وأنقلهآ لغرفة نومـي
هرب اللون من وجههآ فجأه .. توسعت عيونهآ , إحتدت أنظآرهآ , تصلّب ظهرهآ وتشنجت أطرآفهآ وكن سطـل مويـه بآرد ودون سآبق إنذآر إنكب على رآسهآ !

من قبل تدري عن الخطـه بنقل مكتب وآئل ومشغله لهآلملحـق .. طوآل هآلمده وعلى بآلهآ إن إللي سمعته ذآك اليوم قبل سفر ولدهآ هو إللي قآعد يصير الحين ؟ وآئل وبنفسه قآل لهآ إن إهي قررت الإنفصآل فمآ يبيهآ تشيلّ همّ جلستهآ بـ البيت ووضعهآ معه بعد الإنفصآل ! قآل إنه من زمآن يفكر ينقل مكتبه ومشغله لهآلملحق وهذي بتكون فرصـه يحقق إللي يبيـه .. بـــــــــس ! إن هي بغت الإنفصآل ..
تشققت من ونآستهآ يوم درت بآلتوسعـه المخططـه لهآلملحـق وعلى إثرهآ تبآدر لظنهآ السبب الوحيـد والبديهـي لهآلشيّ .. بس شلون هذي الحين تنقل أغرآضهآ الشخصيّه لنفس ملحـق وآئل ! فيه شيّ غلـط بحسآبآتهآ ! أو فيه شيّ غلط بآللي قآعد يصير قدآمهآ ..

همست بصوت شبه مسموع من ذهولهآ إللي تمكن وبـ البطيئ من ملآمحهآ: بس هذي غرفة وآئـل ؟
فتحت فمهآ بـ إستهبآل موسعه عيونهآ ببرآءه كآذبه: ووآئل مو زوجـي ؟ وغرفـة نومـه إهي نفسهآ غرفة نومـي !! مآفهمت خآلتي وش قصدك بـ الضبط ؟
سكتت ثوآني معقده حآجبيه بتمثيل إنهآ جد مو فآهمه ومآسرع مآفتحت فمهآ بـ إبتسآمه كنهآ آلحين بس فهمت عليهآ: إييييييه .. فهمت عليك , قصدك إن بعدنآ مآ أشهرنآ الزوآج يعني فـ شلون أنقل أغرآضي ؟

حركت رآسهآ بـ الإيجآب وبآقي الإبتسآمه بوجههآ: إيه إيه , لآ مآعليه .. وآئل كآن مخيرني قبل نسآفر كآن نستمر بوضعنآ أووو.... – أخفضت رآسهآ بخجـل مبتسمه ثم أكمت بهمس خجول - : قررت أحقق معنى زوآجنآ هذآ .. والإشهآر مآيبيلـه شيّ يعنـي

تمتمت بصوت مكتوم وعيونهآ تآيهه تدور بضيآع مأشره بسبآبتهآ المرتجفه للأشيآء من حولهآ .. وقع الصدمه كآن كبير عليهآ .. كلّ إللي تمت بثلآث أشهر تخطط له وبكلمه من هآلكسيحـه العآجزه على قولتهآ .. بآء بـ الفشــل ! رمآد وإنتثـر ...
....: بـآآ .. ببببـ .. بـ .. بسسسس .. بـس بـ آآ

إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستغرآب وهي تنقل نظرهآ بين الأشيآء إللي تأشر عليهآ بـ ضيآع ومآسرع مآتبدد الإستغرآب لتحل مكآنه إبتسآمه عريضه: مكتب وآئل يعنـي ؟! إيـه أنآ فكرت إنه إذآ تزوج وآئل هذيك شسمهـآ !! ءآآ آآ آمـممم – حركت عيونهآ بتشتت وكنهآ تفكر أو تحآول تتذكر ثم أردفت بـ إبتسآمه مطبقه مستفزه – إيـه .. بنت أم مشعـل هـذي .. الهنـوف إسمهـآ أو ريـوف مدري .. آلمهم ظنيـت إن مكتب وآئل القديم ومشغله مكآن منآسب يكون غرفتهـم وإن بغيتـو بعد فيه غرفتي مآ أحتآجهآ .. بكون هني مع وآئل

ضيقت عيونهآ بـ استنكآر شديد مصحوب بصدمه أشدّ سآئلـه بهمس: مآرح تطلقون إنتي ووآئـل !!
شهقت بصدمـه كآذبه والذعر بوجههآ: لـــــه .. آلله لآيجيبـه بسم آلله علينآ خآلتي وش ذآ الفآل الشين ؟؟

رمقتهآ بنظرة لوم منخفضـه هآمسه والذعر المصطنع بآقي بوجههآ: أكيد لآ إنشآلله ..
رفعت رآسهآ بسرعه مكملـه بـ تأكيـد وبنبره أعلى: بس إذآ وآئل يبي يتزوج مآرح أعآرض أبدّ هالشيّ أو أمنعـه .. وبدآل المـرّه , ثلآث مرآت .. هذآ حقه وشرع آلله له .. – أخفضت نبرتهآ بملآمح حزينه مصطنعه – وبحآلتي وآلوضع إللي أنآ فيه عآذرتـه إن بغى هآلشيّ لأني أكيد بكون مقصره معه ورح أحرمه من وآجد أشيآء غيري تقدر تقدمهآ لـه .. – وسعت عيونهآ بثقـه وأكملت بتأكيد – بس تطمنـي خآلتي .. وآلله مآرح أقصر معـه بشيّ أقدر عليـه ..

دآم الصمت لحظآت بين عيون بآقي الصدمه متملكتهآ , ملجمتهآ .. وعيون بآسمـه بسمـه كآذبـه .. تتبسـم ودموع الدآخـل تنهمـر بلآ حسـآب .. جآ الوقـت إللي صآرت هي بنفسهآ تهيـن نفسهـآ .. جآ الوقت إللي فيه تفرض نفسهآ على أمٍ جآحـده مآتبيـهآ , وزوجـن خذآهآ شفقـه وآلحيـن عآفهـآ !

رفعت ذراعها مرجعه يدهآ ورآهآ تسألهآ بعيون بآسمه متسعـه وحآجبين مرتفعين: تبيـن تشوفيـن غرفـة نومنآ الجديـده أنآ ووآئــل ؟!


/
/


أربع سآعآت مآحسوآ فيهآ بـ الوقت إللي رآح بـ السوآلف عن الديـره ومن سكنوهآ .. لحد مآتدآرك نفسّه .. مسح فمه ببآطن كفه الأيمن ومعهآ مسح إبتسآمته إللي تمت عآلقـه بملمحـه طوآل السآعآت إللي طآفت ...

سأل بـ إهتمآم : صدق .. وشفيك متبهذل كذآ !
ردّ وسيّح جسمه ع الكنبـه ثم بدآ يفك أزرآر قميصـه .. فرك الثآني كفوفه ببعضهم ومصمص شفتيه: إيه فك أزرآرك فكهم .. شكلي آلحين بشوف فلم حلـو ومثير
سدد له نجم ركله بـ الهوآ وهو يضحك: ههههه يآلوصخ ترآ مآلي خلقك وربي
شهق بـ إستهبآل: أنآ !

نجم: إحترم نفسك ولآ قفلت بوجهـك
....: خلص خلص .. جدّ عآد .. شفيك يآخوك حآلك غير وآلله .. منتب نجم نفسه من أربع شهور أو خمـس طآفوآ
....: ليش يعني !
آدم: وشهو إللي ليش ؟ أولاً نآقص وزنك أكيد وهذآ وآضح .. وش هآلسوآد تحت عيونك أحسّك مدمـن مخدرآت .. ثآنياً من متى وإنت تشرب بيره ! تكفى لآتصدمني وتقول إنك تآكل جآنق فـوود ! .. أخيراً هآلزقآره بيدك وش تسوي ! أدري عنك مآتدخن إلآ يوم تطفـر ! إهـرج

فرك مآبين عيونه بـ إبتسآمه متعبه: طيب بس مو الحين .. خلهآ بكـ ......
....: ولآآ بكره ولآ بعده .. يآحبيبي صآرلك شهور تتهرب لين أخيراً تكرمت علينآ وعطيتنآ وجـه .. مآفيــه ..

نجم: مآكنت أتهرب ولآ شيّ .. كنت بـ اليونآن يآلرخمـه
آدم: حشى كل ذآ بـ اليونآن
نجم: إيه .. شهور الصيف .. ثلآثه متوآصلـه
أطبق فمه بـ أسى: وهذآ بعد سؤآل ضيفـه .. أعرفك مآتكرف بـ الشغل إلآ تتهرب من شيّ .. هذآ وأنآ إللي أكلمك أفضفض إلآ إنت إللي شكلك معبي .. فضفض يآخوك فضفض .. معك لين الصبآح
نجم: ههههه أجل إنتهينآ , عندي الحين الصبآح

آدم: ولآ تزعل .. معك لين الليل .. هآ يآلنجم
....: هههه هي الفضفضه بآلغصب ! يآخي مآبي أفضفض ..
بقق عيونه بتوعد: جـبّ .. آخلص علي .. وطفي هآلزفت بيدك قبل تتكلم الدخآن وصلني .. حآس إني مختنق وأنآ مآلي دخل
إبتسم وهو يطفي السيقآره ثم أسند أكوآعه لركبتيه المتبآعدتين وأشبك أصآبعه مميل بجسمه لقدآم: وش إللي تبيه ؟
أظلمت عيونه وسأل بتشكك: ليــلآ مـو ؟
سحب نفس قوي من فمـه ثم قفل عيونه معرض بوجهه عن الشآشه .. أطبق آدم فمه رآفع حآجبيه بـ يأس من فهم تعبيرآت نجـم إللي بوجهه ...

....: توك مآلقيتهآ أجل !
....: مآدورت عليهآ بـ الأسآس عشآن ألقآهآ أو لآ
إرتفعوآ حآجبيه بـ تفآجئ ثم مط شفتيه المزمومه لقدآم: بس هربت لليونان عشآن مآتوصل للنتيجه إللي كنت رح توصل لهآ إذآ دورت عليهآ ..
سحب نفس مكتوم بضيق من خشمه وهو يرمقه بنظرآت حآده .. رفع آدم كتوفه فآرد كفوفه بوضع الإستسلآم: بكيفــك ..

حك نجم تحت أنفه بسبآبته اليمنى: وإنت بعد وآضح إنك نحفت أكثر
حرك لسآنه دآخل فمه بحركه وآضحه من خده المنتفخ بعدمآ فهم عليه وإنه آلحين يغير الموضوع: آمم ... طيب , أنآ بسويّ إللي عليّ وأرسل لك عنوآن المكآن إللي كآنت عآيشه فيه من قبل وإنت وكيفك , تبي تروح تدورهآ فيه أو لآ .. مع إن مآظنتي بتلقآهآ .. – إرتفعوآ حآجبيه وسأل بهدوء مفصل بين الكلمآت - : تــدري ليـــــش !

ثبت عيونه بعيون نجم إللي كآنت لآمعـه , محتده , مترقبـه , تستنطقـه بشغف .. وآضـح عليه اللهفـه مهمآ جآهد إنه ينكـر أو يدآري !
أردف بهدوء: لأن نفسه المكآن فيه نفس الرجّآل إللي حآول أكثر من مره يعتدي عليهـآ .. وإللي وقته كله كآن محآولآت مستميتـه يتحرش فيهـآ .. وإللي مآسلمت منه ليلآ لولآ ربك ثم وجود زوجته بـ آخر لحظـه .. زوجته نفسهآ إللي توفــت .. إللي مآلهآ أيّ وجـــود .. عرفت ليش آلحين ليلآ مستحيل ترد لذآك المكآن ؟

أخفض بصره وصآر يدور عيونه بتفكير وهو يعيد كلآم آدم ببآله .. كور قبضتيه بغضـب رآص على أسنآنـه بقوه وقهـر ...
أردف آدم بلهجـه لآمبآليه ونبره بآرده: إيه بـ المنآسبـه .. هآلنذل وزوجته إهم إللي ربوآ ليلآ .. وعلى فكره ....... إهم مسيحييـن
أردف بسرعه مكمل كلآمه بعدمآ فهم التعبير الإستنكآري بوجه نجم لمآ رفع رآسه موسع عيونه بحده: أي تفآصيل ثآنيه فـ الأحسن تسمعهآ منهآ .. هذآ إن كنت مهتـم ,, وهذآ إنّ ............... لقيتهـآ !



======
-----------
======


يوم تآلي قآرب على مغيب شمسـه في مصـر ..
رفعت يدهآ للويتر طآلبـه الحسآب بعدمآ أنهت كوب قهوتهآ التركيّـه إللي بعده أثر مرآرتهآ بحلقهآ يسري ...
تقدم نحوهآ بـ إبتسآمه قصيره رآد عليهآ بصوت منخفض بـ اللهجه المصريّه: حضرتك حسآبك مدفوع
بهتت ملآمحهآ بـ إستغرآب وسألت بخفوت: ميـن ؟
أشرّ بيده صوب ذآك إللي جآلس على كرسيه , رجل على رجـل وبيديه جرنآل رآفعه قدآم وجهه أخفـى هويته ..

أمآءت برآسهآ إيجآباً للعآمل ثم وقفت وبهدوء مشت صوبـه .. تمت وآقفه قدآمه مآتشوف غير شعر رآسه من فوق الجرنآل " المغرب بيأذن وذآ توه يقرأ الجريده ؟! خير من أي كوكب الأخو ؟! " .. تمت ثوآني على وضعهآ قدآمه بدون أي إنذآر عن وجودهآ لحد مآقطـع الصمـت رخآمة صوته الرجولي: إجلسـي يآوردهـ !

إنعقدوآ حآجبيهآ وتوجمت ملآمحهآ بـ إستغرآب إحتد وإشتد من قآل جملته ثم نزل الجرنآل وبهدوء صآر يصفتـه سآفههآ بنظرآته ..

همست بـ تفآجــئ صريـح ووآضـح: سنــــد !
أشر لهآ بكفه المفرود كـ إشآره إنهآ تجلس: تفضلـي .........
نآظرت بـ الكرسي المقآبل له ثم بلعت ريقهآ .. سحبت نفس هآدي .. جلسـت وآلسكون سيّد الموقـف ..
ثوآني سريعه مرت ببطـئ لحد مآكتملت الدقيقه بـ وضع متوتر من نآحيتهآ , أصآبع يديهآ يفركون ببعضهم من تحت الطآوله وعيونهآ على طرف الطآوله .. عآكسهآ هو بـ الثبآت والجمود من نآحيته .. يتأملهآ بـ ببرود , بـ غمـوض ..
....: عظم آلله أجرك
رفعت رآسهآ بسرعه تنآظره بـ إهتمآم , رمشت أكثر من مرّه تستوعب جملتـه فآتحه فمهآ بدهشـه ...
أردف بصوت منخفض أقرب للهمس: البقآء لله ..
أعرضت عنه بحده تنآظر طآولتهآ إللي تركتهآ ..

تمّ يتأملهآ بتفص .. حيل شكلهآ متغيـر .. ملآمحهآ بآهته وشآحبه .. متعبه .. زآد نحفهآ أكثر من أول .. وجههآ نحيل وطويل برزت عظآم خديهآ .. هآله دآكنه من السوآد حآوطت عيونهآ الحزينـه من تحت نظآرآتهآ الطبيّه .. شكلهآ طبيعـي بدون أيّ لمسه جمآليـه من أدوآت الزينه والتجميـل .. كآسيهآ السوآد من أول رآسهآ لآخر رجولهآ ..
....: وش كنت تسويّ بـ السعوديه ؟
ضيق عيونه ينآظرهآ بغموض علّه يلمح أيّ تعبير بوجههآ الجآمد عن سبب سؤآلهآ الغريب ...
....: أنآ سعودي وآلسعوديّه ديرتي

ردت وأحنت رآسهآ .. عيونهآ موجهه لحآفة الطآوله الدورآنيه اللي جالسين عليها: هذي ثآني مره نلتقي فيهآ بنفس المكآن .. مآكآن هذآ هو نفس كلآمك أول مره
إستقآم بجلسته مصلب ظهره .. أسند سآعديه على طرف الطآوله متكتف: مآفي شيّ يتم على حآله .. بيوم وليله حيآتك كلهآ تتغير
مآردت إلآ بهزة رآس شآده فمهآ المطبق تأكيداً على صحة كلآمه وواقعيته ...

....: إنتي إللي شفتك بـ المول .. – أكمل جملته بـ تشكك –: صـح ؟!
....: إنت بآبـآ .. صــح ؟!
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيّه متذكر ذآك اليوم بـ المول وكلمـة فدوى إللي قآلتهآ له تبعد عنه أنظآر الحريم .. بآبـــآ ..
حك جآنب أنفه الحآد بطرف سبآبته مبتسم: شيّ مآصآرحتك فيه .. أنآ متزوج .. وهذي بنتـي
رفعت رآسهآ بسرعه موسعه عيونهآ بدهشـه ..

تمّ ثوآني يتأمل ملآمحهآ المنصدمه .. رق قلبـه وأطلق أخيراً سرآح ضحكته المكبوته .. نزل رآسه والإبتسآمه بوجهه .. رفعهآ مره ثآنيه بعيون بآسمـه لآمعه: أمزح معك شفيك ؟ هذي فدوى بنت أختـي .. – مآل رآسه ميله خفيفه لليسآر أردف من بعدهآ – أختي من أبوي ..

بلعت ريقهآ منزله عيونهآ بـ إحرآج تحآكي نفسهآ " هو ليش يضحك !! شكلي وآضح إني إنصدمت يعني !! كثير عليّآ هآلصدف إللي أتفآجئ فيهآ .. وآلله كثيـر "

دنق رآسه لـ تحت ينآظرهآ بـ إهتمآم: بتستقرين بـ مصـر ؟
رفعت رآسهآ له , تمت لحظآت تنآظره بـ توهآن .. عيونهآ ضآيعه بملآمحه , تحسّ إنهآ أول مره تشوفه .. هو نفسه مآتغير فيه شيّ , التغيير إللي تحسّه فيهآ هي مو فيـه .. شيّ دآخلهآ متغير من نآحيته .. شيّ دآخلهآ يصرخ بـ إسمـه !
حركت رآسهآ بـ النفي ثم مدت يدهآ المرتجفه لكوب المويه الممتلئ لنصفه وشربت منه بـ توتر وإرتبآك وآضح ..

تمّ يتأمل حركتهآ المرتبكه وهروب نظرآتهآ عن إنهآ تتشآبك مع نظرآته .. ردودهآ قصيره ومقتضبه .. أغلبهآ إيمآءآت بحركة رآسهآ .. شربت المويه كلهآ بـ الكآس على مره وحده ..
سألهآ وهي تمسح فمهآ بظآهر يدهآ اليمنى: أصبّ لك بعـد !
نآظرت بـ قزآزة المويه البلآستيكيه بيده ثم إرتفعت لعيونه المستفهمـه بـ إهتمآم عن رغبتهآ بشرب المويـه !

حركت رآسهآ بـ الرفض ثم همست: شكـراً ..
نزل القزآزه ورد تكتف مسند سآعديه على الطآوله ودور عيونه بـ المكآن حوله: أتوقع إن هذآ هو الكآفيه المفضل عندك !

نآظرت حولهآ وهي تهز رآسهآ بـ الإيجآب .. أردف بـ هدوء: وهو نفسه الكآفيه المفضل عندي ..
نآظرته بـ إهتمآم وضح بملآمحهآ إللي قدر يترجمهآ .. أكمل بنفس الهدوء: حبيت أزوره .. هذي بتكون المره الأخيره .. رح أسآفر

كآن ودهآ تسأله ليش إلآ إنهآ آثرت الصمت وتركت له المجآل يتكلم إذآ هو حبّ إنه يكمل ..
نآظر بسآعة معصمه الأيسر: طيآرتي للسعوديه بعد أربع سآعآت
نآظرت بـ معصمه وقد مآل فمهآ بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره: طيآرتي للسعوديه بعد ثمآن سآعآت ..
إرتفعوآ حآجبيه بـ دهشه تدآركهآ بسؤآله السريع: من متى وإنتي هنآ ؟

....: من شهريـن
إعتصر أنفه بهدوء مرتين وعيونه بـ وسط الطآوله: بتستقرين بـ السعوديه !
....: هذآ المفـروض
....: وليش هذآ هو المفروض !
تحسست حافة الكآسه بسبآبتهآ مبتسمه بحزن وقد لمعت عيونهآ بـ إنكسآر: عشآن مآلي أحد هنـي ..
أطبق فمه مشدد عليه ثم إلتفت يمينه ينآظر المآرّه بـ الشآرع ..

....: صــحّ ..

إنعقدوآ حآجبيهآ مضيقه عيونهآ تشوف جآنب وجهه الأيسر وهو ينآظر بـ الشآرع سآفههآ ..
سألت والإستغرآب بوجههآ: وشهــو !
سحب نفس وضح فيه الضيـق إللي مآيدري هو وش سببه .. سحب ولآعته وسيقآره من علبته أشعلهآ .. زفر أول نفس مصحوب بـ الدخّآن

....: مآلك أحدّ هنـي .. أبوك بـ السعوديّه .. وإخوآنك .. جثـة أمك ..
- ضيق عيونه سآحب نفس عميق من سيقآرته , أردف بهدوء أشبه بـ الهمس - : وخطيبـــك
أخفضت بصرهآ بعدمآ كسآهآ إحرآج من سوء الموقف إللي يجمعهآ فيه الحين ..
....: على فكره شكلك حلو بـ الحجآب , وكآن أحلى وهو كآمـل
نآظرته بعدم فهم وعيونهآ تسأل سؤآلهآ .. أكمل بهزة رآس يميناً: لمآ شفتك بـ المـول ..

إرتفع صدرهآ بنفس عميق مسموع مغمضه عيونهآ: إسمـع سنـد .. أبغـى أشرح لك إللي صآر
رفع يده الممسكه بسيقآرته قدآمهآ تنبيهاً لهآ: إسمعي إنتـي
زفر نفسه المصحوب بـ الدخآن وطفّآ السيقآره إللي كآنت بعدهآ بـ أولهآ: سآفرت السعوديّه .. مآهوب عشآنك .. مآهوب أنآ إللي أركض ورآ الشيّ يآورده .. رديت لشيئن ثآني بنيتـي بعيـد عنك كل البعـد ..
إحتدت نظرآتهآ المستفهمه مضيقه عيونه , مقطبه حآجبيهآ بعدم فهـم ..

أكمل بـ نفس نبرته الجآفه: رديت لمصر من ثلآث أشهر بعدمآ وصلت لنقطـه الصفر إللي عفت معهآ كل إللي كنت أبيّه ومخطط لـه .. مآهوب عجزاً مني أو ضعـف .. هآلشيّ كآن خبيث .. كآن شـرّ .. شـرّ أبيـه لـ أبوي إللي ظلمنـي وأمـي ظلـم كبيـر .. لقيت إني بآللي رح أسويّه مآرح أرد له هو هآلظلم .. هآلظلم بيكون لـ زوجته وأولآده .. أولآده إللي يكونون مآلك أخوي .. أصآله وسآلي خوآتي .. وفدوى آلصغيره إللي أكون خآلهآ .. أبوي نفسـه إللي صآبـه أمر ربـي .. جلطـه .. فُجآئيـه .. أبوي نفسـه إللي برد السعوديه عشآنه .. بس هآلمره عشآن أوقف معـه .. عشآن أنآ .............. سنــده !
كآنت نظرآتهآ محتده , مصوبه تجآهه بـ إهتمآم شديد وتركيز حآد , كأنهآ بحصة ريآضيآت وتحآول جآهده تفهـم القآنون المشروح ..

....: أخوك من أبـوك يكون خطيـب أختي من أبـوي .. وين مآرحت يآورده إلآ وتجمعنـي الصُـدف ويآك .. أبيك تسمعين مني إللي بقوله .. تفهمينـه وتصدقينـه .. وتكرهينـي إن بغيتـي ومآرح ألومك لأني ......... أستآهـل ..

سحب نفس هآدي من خشمـه .. سكت لحظآت يتأمل ملآمحهآ المستغربـه , المتعجبـه .. والمستنكـره , ليكمـل هو بدم بآرد وعيونه بعيونهآ: مآكنت نآوي لك إلآ الشـرّ والسـوء .. تدرين ليش ؟ لأنك بنت معآذ المآلكـي .. رجل القآنون إللي على يدينه درسـت وتعلمـت .. تدربت وإمتهنـت .. محآمي الخصم من ثلآثين سنـه طآفـت .. صآحب الرآي بـ حجـة القـذف .. وصآحب الإنتصآر الكبير بـ القضيّه .. فهمتي ليش كنت أبيـك لـي يآوردهـ !

مآهوب أنآ إللي أرسل الورود ولآهوب أنآ صآحب اللسآن المعسـول .. ظنيت إني رح أوصل لك بهآلطريقه المبتذلـه بــــــس ............... – أرخى جسمه مسند ظهره للكرسي بـ إبتسآمه عريضه - : مآنتيب من نوع هآلبنـآت .. – إرتفعوآ حآجبيه وفصّل كلآمه بـ تشديد - : إنتـي مميـــزه

سحب مفآتيح شقته وعلبـة سقآيره والولآعه إستعدآداً لإنصرآفه .. وقف بهدوء رآفع سبآبته بوجههآ البآهت , ضآيعه ملآمحهآ , عيونهآ محتده تنفجر منهآ نظرآت الإستنكآر والرفض وعدم التصديق ..
....: إنتـي نعمــه ... وليت ولـد نآصـر عبدآلله يقـدرهآ !


/

/
/


نآظر بـ شآشة المعلومآت الصغيره قدآمه على الممشى الريآضـي ..
دقآت قلبه كل مآلهآ في تزآيد .. تهتز طبوله على صوت الأغآني من الهآند فري المعلق بـ أذونـه .. قطرآت غزيره من عرقـه تنسآب من كل مسآمآت جلده .. بسبآبته ضغط على زرّ الموجـب وتمّ يزيد من السرعـه .. صآر له سآعـه يجـري , مآحسّ بـ الوقت ولآ بـ الشلل إللي قد صآب رجوله ومنعـه حتى من إحسآس الألم .. الرؤيـه قدآمه متشآبكـه , متدآخله .. صآبه الإعيآء مآعد يشوف شيّ بصوره وآضحـه ولآ يحسّ حتى بـ التشنجآت إللي صلبت له عضلآت معدتـه ..

إحتدت أنظآره في محآوله منه لتجميع شتآت نفسـه بعدمآ إنقطـع عنه صوت الأغآني الصآرخ بـ أذونه لهـدوء إلآ من إهتزآز بسيـط ضوآ معه الجوال قدآمـه ...
سحب الحبـل بسرعه موقف حركـة السير ومعـه إرتخت خطوآته لحد مآوقفت .. وقتهآ بس حسّ إنه بيطيح من طولـه .. الآم شديده لمّت بكل عضلـه من عضلآت جسده وخصوصاً ركبتيـه وعضلتي السمآنـه !

رفع الجوآل فآتح الرسآله إللي توهآ ووصلت .. الرسآله إللي تمّ ليلـه مآضيه ويوم كآمل لحد هآللحظـه ينتظـرهآ بشغـف .. فتك فيـه التوتر للحد إللي وصل معه إنه يعذب نفسـه لأجل يلتهـي عن التفكير والإنتظـآر ..

قدر آدم فعلاً وعن قصد منـه إنه يلعـب بـ أعصآبـه , أشعل جمرآت اللوعـه , اللهفـه , والإشتيآق وتركهآ تحرق فيـه وبـ البطيــــئ ..
توه الحين وبهآلرسآله قدر إنه يخمـد نيرآن ثورته إللي سببهآ طول الإنتظآر ...

بخطوآت جنونيّـه تخطـى المكآن إللي كآن شقتهآ دخولاً لـ شقته: طيــب يآ آدم يآبـن الكلـ *** .. توك تتذكر ترسل المسج !
سحب جآكيته الجلدي عن وآحد من الكرآسي المقآبله للبآر بصآلته رآفع معه محفظته ومفآتيحه تجآهلاً لكل الألآم إللي يحسهآ , تجآهلاً عن التوقيت إللي أشآر للخامسه فجراً .. تجآهلاً لأنسآم الهوآء البآرده برودة أوآئل ديسمبـر وإللي لفحـت جسـده المتعرق وبغزآره من سرعتة الجنونيّـه بدرآجته النآريّـه وصولاً للعنوآن المذكور بـ الرسآله !

العنوآن إللي تدآركه عقلـه وهو يردده ببآله طول الطريـق .. هو نفسه العنوآن إللي قد جآه من ثلآث أشهـر طآفـوآ , جآه وصدّ عنه بـ إنحطآط رجآء وخيبة أمـل !

وقف درآجته قبآلة البيت إللي ظن من قبل إنه كآن لقآءه الأول والأخير معـه .. هذآه الحين يتجدد هآللقآء ..

بخطوآت متبآطئه أثقلـتهآ الظنون بـ إحتمآلية رجوعه خآئب الأمل والرجآء من جديد ... خطآ السلآلم البيضآء الخشبيه وعيونه محتده بنظرآت ثآقبه على البآب وحول العين السحريّه ..
بلع ريقه إللي حسّه شوك ويقطـع بـ حلقـه ..تحسس البآب بـ رآحتيـه ثم مآل نظره لليسآر صوب الدريشه القزآزيّـه وقد إنزآحت عنهآ ستآيرهآ من دآخل , ومن خلآلهآ يضوي النور كآشف عمآ ورآهآ كان من قبل مختفي !
ضمّ أصآبعه اليمنى وبقبضته طرق البآب ...
مره وثنتين وثلآث ........... بلآ مجيب !

رد ينآظر من ورآ قزآز الدريشـه وعيونه تدور بـ المكآن من داخل ..
عض على شفته السفلى وقد إحتدت أنظآره بتفكير .. ركـل البآب بـ قوه ركلـه غآضبــه على إثرهآ إنقض على رجلـه كلـب كبير , نآعم الجلـد , أصفر آللون ..
إرتعبت ملآمحه وهو يشوف سآقه بين فكـي كلـب والظآهر من عيونه مآهوب نآوي الخيـر .. تمّ ينفض سآقه من فم الكلب علّه يفتـك إلآ وينفتح البآب على صيآح من فتحـه بـ سبآب أمريكي اللهجـه: wt da fu** is dat yr motherfu** !!!

وبـ المقآبل صآح نجم بـ نفس الكلمآت البذيئـه: أبعــد كلبــك اللعيــن هذآ عنـي
بقق عيونه بـ غضب مشدد على كلآمه وعيونه الموسعه بـ توعد متشآبكه مع عيون نجـم المحتده: سأبعـد كلبـي اللعيـن عندمآ تبعـد يدك اللعينـه عن جرسي اللعيــن أيهآ اللعيـن !
نآظر نجم بسرعه ليده إللي كآنت مستنده على الجدآر , بس بـ الوآقع كآنت مستنده على الجرس إللي كآن معلق بـ الجدآر ..

أبعد يده بسرعه وتوّ مآ أبعدهآ إلآ وإنقطـع صوت الجرس المتوآلي بـ إنزعآج ومعـه أطلق الكلب سرآح سآقه من بين فكيـه ووقف جمب صآحب البيت إللي بعده يخز نجـم بغضـب وعيونه يتطآق منهآ شرر العصبيّه بينمآ أرخى نجم نظره للأرض مدنق رآسه إللي تم يتحسسه من مؤخرته ويشد بـ شعره من مقفآه ...

....: مآذآ تفعل أمآم منزلي وفي هذآ الوقت ؟
تلآقت عيونهم وتشآبكت نظرآتهم أول مآرفع رآسه ..

سأله بحقد وكُرهـ من بين أسنآنه: أين ليــلآ ؟
ضيق عيونه بـ إستنكآر ثم رمقه بنظره مشمئزه: ومن تكون أنت بحق الجحيم ؟
تجآهل نظرة الإشمئزآز بعيونه ولهجته الإحتقآر مضيق من فتحتي خشمه بعدمآ سحب نفس طويل علّه يكبح جموح عصبيته .. عآد سؤآله بنبره كآنت أقرب للإنذآر من بين أسنآنه: أين ليــلآ ؟

ردّ ورمقه بنفس نظرة الإحتقآر المستنكره , جآوبه بتكشيره مشمئزه: ولمآ أخبرك أين هـي ؟ إن لم تذهب الآن سأطلب لك الشرطـه

دنق رآسه وقد إرتفعت زآوية فمه اليمنى بـ إبتسآمه سآخره .. طآحت عيونه على حجر صغير جمب البآب .. وطى وجآبه تحت أنظآر جوزيف المحتده بـ ترقـب ..

صفر نجم للكلب وهز قدآمه يده بـ تنبيـه ثم رمـى الحجر بـ وسط الشآرع .. وتوّ مآرمآه إلآ ونقز الكلب من مكآنه بسرعه صوب الحجر .. مآ أمدآه جوزيف يستوعب إلآ ولكمه نجم اللكمه اللي على اثرها تراجع خطوتين لورا ويده على خشمه يتحسسه بألم وبقـوه ركل نجم البآب من ورآه مقفله قبل يوصل لهم الكلـب !

إرتعش فمه وإرتجفت شفتيـه , شخـص بصـره صوب إللي وآقف قدآمه وشرر العصبيه يتطآق من عيونه الغآضبه .. توسل بهمس شبه مسموع: أرررر .. أررررججججـ .. أرررجوووووك .. أررججججـووك لآآآآ .. لآآآآ تقتـ .. لآآآ تقتلنـي !

سحبه نجم من الشقين إللي يفصل بينآتـهم سحآب .. إحمـر وجـهه , جحظت عيونه وإنتفخت أودآجه .. تكلمّ من بين أسنآنه وأنفآسه المشتعله تحرق وجه جوزيف المرتعب: أيـــن ليـــلآ ؟!!

....: هـ .. هـ هـ هــللللللل .. هــلللل فآآآ فآآ فعلـت ششششـ .. شييييـ .. شيــئا لـ .. للللللـ لك !! هــلللل هــللل سآآآ سسسسسـ .. سسسسـرقت ششششيئاً مممممـ ... مممممنــك !
نفضه نجم بقوه ثم تخصر بيسرآه وبيمينه مسح على شعره وعيونه معلقه بـ السقف .. شهـق نفس عميـق من خشمـه ثم زفـره بـ هدوء من فمـه ..

هآلمحآوله بـ التخفيف من حدة عصبيته وإنفلآت أعصآبـه بآءت بـ الفشل .. ردّ وإلتفت عليـه بنبره عصبيه مكبوته: يآرجـــل ... فقـط أخبرنـي أين هـي بحــق الجحيــــــم وإلآ قتلتـــك !

ابتعد جوزيف خطوتين لين إلتصق بالجدآر من وراه .. ارخى نظره بـ حذر ليشوف التليفون على طآوله صغيره جمبـه ...
شخصت عيونه المرتعبـه بـ تفكير " مآذآ فعلتـي بحق المسيـح يآليــلآ ! "

رفع السمآعه بسرعه وأطلق تهديده المرتجف: سسسسسـ .. سسسسـ أطلب الشششششـ ررررطــه
مسح نجم على فمه بـ نفآذ صبر ثم سحب منه السمآعه بآلغصب ورمآهآ بـ الأرض ..
....: سأسألك وللمره الأخيره .. أين ليــلآ ؟
....: ليييـ .. لييســت هنــآآ ..
أظلمت عيونه بـ إبتسآمه مصطنعه: إذآ كآنت هنـآ
....: نعععـ .. نعــم , كآنت هنـآ .. ولكنننننـ .. ولكننننهـآ غآآآ .. غآآدرت منذ .. منذ .. منذ شششـ .. شششهــور عـده .. سببببـ .. سبببعـة أششهـر ..
ضيق عيونه هآمس: سبعـة أشهـر
بلع ريقه وأكمل: أووو .. أوو ثثثثـ ثمآآنيـــه

فكه نجم وردّ يمسح على شعره بـ عصبيه .. عض على شفتيه بتفكير وهو يشد شعـره .. ردود أفعآله متوتره , مشتته , غآضبـه .. وكلهآ تحت أنظآر جوزيف المتخوفـه .. المترقبـه ..
إلتفت له نجم إلآ ويلمـح ذيك النظره المتوجسه بعيون جوزيـف .. أطلق آهه حـآده: آآآه يآرجــل إن رؤيتك تثيـر غضبــي ...

سحبه من القلنسوه ثم فتح البآب وحذفه برآ البيـت ..
أول مآقفل البآب إلآ وتطيح عيونه على التليفون .. رفعـه فآصله من السلك ثم فتح البآب وعيونه على جوزيف الممدد بـ أرضية الحديقه , بعده شآحب اللون مرتعب وجمبه الكلب يلحس بـ سآقـه .. حذف عليه التليفون بـ عصبيه: إتصـل بـ الشرطــه

قآلهآ ثم صفق البآب بقوه موليّه ظهره متخصر وعيونه تدور بـ المكآن ..
بخطوآت سريعه مشى صوب المطبـخ إللي كآن مفتوح على الصآلـه .. رفع الغطآ عن مقلآه كآنت على الرخآمـه إلآ ويشوف خليـط من المكونآت كآن أقرب بـ ظنـه لـ فآهيتآ الدجآج !
رفع القلآيه لخشمه وسحب نفس عميـق مغمض عيونه هآمس بـ تشديد من بين أسنآنه: ليييييييييـــــــلآآآآ

قآلهآ وبخطوآت غآضبه توجه صوب الدرج: مو بـ السهـل أضيع الأكـل إللي تسوينـه ..
فتح بآب أول غرفه لقآهآ بوجهه أول مآرقى الدرج .. إنعقدو حآجبيه وضآقت عيونه إللي تم ينقلهآ بين الأثآث .. ثبتت على صليـب معلق فوق البآب إللي دخل منـه , وثبتت أكثر على الصور الكثيره المبروزه على التسريحـه ..

رفع وآحد من البرآويز وبعده وجهه متجهم بنفس الملآمح الحآده " هذآ نفسه أبو كرش إللي تحـت ! - تحسس وجه الحرمه إللي كآنت جمبه معلقه ذرآعينهآ حول رقبته وفمهآ على خده تعطيه بوسـه ! –

نزل البروآز من يده بلآ إهتمآم ثم طلع من الغرفـه .. بخطوآت أهدى من أول بكثير .. كآنت أقرب للخطوآت الحذره وهو ينقل أنظآره بـ المكآن حوله ولكل شيّ عيونه تطيح عليـه ...
دفّ البآب بـ أطرآف أصآبعه ودنق رآسـه يشـوف مآكآن إلآ الحمآم – بـ الكرآمه - ..
أول مآ صدّ عنه مطبق فمه بـ طفش إلآ ويلقى الصليب بوجـهه معلق ع الجدآر ..
زفر نفس غآضب من خشمـه .. وين مآرح بهآلبيت إلآ ويلقى الصليب بوجهه فـ كلّ مكآن ..
ركل البآب الموآرب جمب الحمآم بـ ملآمح مقطبـه من العصبيّه ونفآذ الصبر إلآ وتطيـح على صوره كبيره لهآ معلقه على الجدآر وهي محتضنه نفس الكلب الأصفر إللي شآفه تحـت !

هبط صدره بنفس قوي أطلقـه وعيونه تفترس صورتهآ البآسمـه ..
هي نفسهـآ ....... ليــــلآ .. إرتفع نظره لفوق صورتهآ إلآ ويشوف صليـب ..
زفر نفس مخنوق بعصبيّه مكبوته .. تجآهله وتجآهل صورتهآ ينقل عيونه بين الأغرآض .. السرير مبهـدل ووآضح إنه مستعمـل ..

المفرش مو مرتب واللحآف بـ الأرض .. مآيسويّ هآلإهمآل ويتركـه كذآ إلآ ليلآ وأمثآلهآ !
ضآقت عيونه بـ إبتسآمه حسيّه يوم طآحت على الكونفرس الريآضي أسود اللون بـ أربطه بيضآء بـ الأرض جمب السرير ..
رفـع فرده لـ فوق .. قدآم عيونه مآسكهآ من طرف ربآطهآ وهو يتأمل قيآسهآ من تحـت ..
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه " مآحد له هآلرجول الصغيره إلآ إنتي يآليــلآ ! "

طلـع من الغرفـه بـ خطوآت سريعه أشبه بـ الهروله نزولاً للطآبق السفلـي ..
رمقه بـ نظرة إحتقآر أول مآفتح البآب وشآفه بعده جآلس مكآنه على الحشآئش الجآفه , جمبـه الكلب وبحضنـه التليفـون !

أشر له برآسـه لـ ورآه آمره يدخـل البيـت ..
وقف مشدد من ضمته للتليفون , موسع عيونه بـ خوف ووجهه شويّ ويبكـي ..
شده نجم من حمآلآت فنتيلته البيضآء بطفـش: آقوول إعجل علي إنت وذآ الكرش
نآظره جوزيف مصدوم بعيون موسعه من الذهول .. لحظآت إللي إستجمع فيهآ قوآه , أردف بـ حقـد تآرك العنآن لشآميتّـه: لـك شووو كــرش ومآكــرش يــآآآ .. إحترم حآلك ولآآآآآك

إنتقلت الصدمه من جوزيف إللي تفآجئ بعربيّة نجـم لـ نجـم إللي كسآه الذهـول من عربيّة جوزيـف !
ردّ وسحبه من حمآلة فنيلته الدآخليه السحـب إللي خلآ جوزيف يوقف على أطرآف رجوله لأجل يوصل لـ نجم .. – رصّ على كلامه من بين أسنآنه وعيونه يتطآق منهآ الشرر مطلقـه إنذآرآت حسيّه مرعبـه - : ومن أول جآلس تبرطـم لي أمريكي وأنآ سآكت لك .. وربـك لأقص لك هآللسآن ..

نفضـه من يده بقوه النفضـه إللي على إثرهآ إختل توآزنه خطوتين لـ ورآ ثم طآح بـ الأرض يزحـف لـ ورا مبتعد عنه بتمتمآت مرتبكـه يدعـي فيهـآ العـذرآء والمسيـح يشملونه بـ الحمآيه ويفكونه من شـرّ هآللي وآقف قدآمه ..

عض على شفته السفلى بـ قهر , خلآص وصلت معه ومآعآد فيـه .. مآشآف قدآمه إلآ صليب بـ ثلآث أحجآم مثبتين على الجدآر نزولاً من الكبير للمتوسط ثم الصغير .. بقبضته الغآضبه إنتزع الصليب الصغير وقطـه بوجه جوزيف: خـذ وإدعـي المسيـح حـقك هـذآ يظهـر لي ليـلآ وإلآ قتلتـك الحيــن فـآهــــــــم !

مآ أمدآه نجم يآخذ نفسه من بعد جملتـه إلآ وسمـع الهمـس البآهت بـ دهشـه وإستنكآر: جــوزيــــف !
بـ التصوير البطيئ إلتفت ورآه بـ الغصب إجبآراً لكلّ حوآسـه إللي أعلنت عصيآنهآ والتمـرد لمآ إنشد كل عصـب بـ جسمـه .. كل وتـر صآر مثل القوس المشدود .. بـ تصلـب , بتشنـج ... من هآلنبره المبحوحـه المستنكـرهـ ..

تلآقت عيونهـم .. تشآبكـت أنظآرهـم ..
سآد الصمـت , عـمّ السكـون .. إلآ من خفقـآن متزآيـد , متسآرع , محتـد ..
تحركـت شفتيهـآ بنطـق إسمـه , ترجمـه بـدون مآيسمـعـه

ردت خطوه ورآهآ بحركـه لآ إرآديّـه نآجمـه عن شعور الخوف والإرتعآب .. رغبـة في الهـروب ....... في الإختفـآء

مآ أمدآهآ تبتعـد لأنه وبلمحـه بآنورآميّه كآن قدآمهآ غآرز أصآبعه بعنقهآ ..
وبنفس حركـة الخنق سحبهآ من قدآم البآب لجد ما ألصق ظهرهآ بـ الجدآر المجآور للبآب وعيونها شآخصـه لـه ..

شدد من مسكته لعنقهآ وهو يحـسّ إنه قآبض على خرطوم عريـض .. هآلخرطوم مآكآن في الحقيقـه إلآ بلعومهـآ إللي بدآ يضيـق من مسكته الخآنقـه مآنـع عنهآ الهـوآ والتنفـس وصولاً للمرحلـه إللي إكفهر فيهآ وجههآ وجحظـت عيونهـآ ..
نآظـر بـ الصليب المعلق فوق رآسهآ مبآشرة ثم رمقهآ بنظره غآمضه مرعبـه آمرهآ من بين أسنآنـه وقطرآت من عرقـه تنسآب من جبينـه: قولـي أشهـد أن لآ إله إلآ آلله , وأن محمـداً رسـول آلله ..................!


/
/


======
-----------
======

نهآية الفصل الثآلث والعشرون
<<قرآءة ممتعـه إنشآلله
بـ إنتظآر توقعآتكـم ..
دمتـــم بـ صِحّـه

حلم الحياه 14-08-16 03:20 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الخآمس والعشرون



اذآ اردت أن تفهم إنسآناً فـآنظر فِعله في لحظة إختيآر وحينئذِ سوف تُـفآجأ تمآماً .. فقد ترى القديس يزني , وقد ترى العآهرة تُصلي , وقد ترى الطبيب يشرب السمّ , وقد تُـفآجأ بـ صديقك يطعنك , وبـ عدوك ينقذك , وقد ترى الخآدم سيداَ في أفعآله .. والسيّد أحقر من أحقر خآدم في أعماله , وقد ترى ملوكاّ يرتشون .. وصعآليك يتصدقون ..!

/
/
/



أحنت ظهرهآ بوضع الركوع يدهآ اليسرى على ركبتهآ اليسرى ويمنآهآ على صدرهآ في نوبة سُعآل حآده إثر التحرر من غصّة إختنآق بينمآ وقف الثآني عن الأرض بوجـه مذعور وصآر يتحسس ظهرهآ المحني بـ حرآره يهدي من حرقة سُعآلهآ وحدته ..

الحركه إللي معهآ تصآعدت الدمآء بوجه نجم إللي إمتعض .. إحتقن .. وإمتقع ..
بزعت عيونه بـ كُره شديد مُرسِله إنذآرآت حسيّه بآلوعيـد والتهديد سآحبه من قلنسوة السويت شيرت حقـه وكنه طفل صغير ينتشله من الغرق – من بين أسنآنه بـ حقد وعصبيّه مكتومه - : أبعد يديك القذره عنهــآ
إستقآمت بحده تنآظره ببغض , عيونهآ حمرآء يقدح منهآ الشرر .. وجههآ كظيم مكفهـر من أثر الإختنآق , صوتهآ مقطـوح مبحوح: أبعـد أنت يديك القذره عنـه

ضآقت عيونه بـ إستنكآر من لهجتهآ الحآقده ونظرآتهآ المتوعده هآمس بعدم تصديق: إيــش !
مسكت قلنسوة جوزيف فآكتهآ بـ القوّه وبـ الغصب من قبضته الجآمده المتصلبه متحسسه كتفه والقلق بعيونهآ: جوزيـف .. هل أنت بخيـر ؟
حرك رآسه بـ الإيجآب وعيونه تفترس هذآ إللي إقتحم عليهم البيت بهمجيّه كمآ الثور الهآئج .. ثآر ولآ عآد وقف !
نآظرته بعيون موسعه أقصآهآ من الغضب: مآللذي تفعله هنآ بحق الجحيـم ! إسمـع – وجهت سبآبتهآ المهتزه بـ إنذآر لمآ بين عيونه وأردفت بـ جفآف - : سأتغآضى عن كل مآسببته ولترحـل .. – صرخت بأمرّ جآف - : غـــــــــــآدر

إرتفعوآ حآجبيه بنظره بلهآء وده لو يقولهآ ( وآلله ! ) على إثر هآلتعبير بوجهه بلعت ريقهآ بتوتر مشتته أنظرهآ وكنهآ تدور شي: أين .. أين الهآتف .. جوزيف أين الهآتـف ! سأطلب الشرطه
إنتفخ خده الأيمن بحركة لسآنه البآطنيّه مبلل شفته السفلى بـ إبتسآمه مريبـه مجهولة المغزى ثم أعرض عنهآ بخطوآت هآدئه غريبه تحت أنظآرهآ وجوزيف المترقبه من طلع برآ البيت موقف قبآل البآب ..
إمتلى صدره بنفس عميق شآد كتوفـه لورآ .. يديه بـ جيوب جآكيته الجلدي الأسود مضيق عيونه بـ إنتشآء من أجوآء ديسمبر الصبآحيّه ..


إلتفت نصف إلتفآته عليهم وإبتسآمه غآمضه على طرف شفتيه مأشر لـ جوزيف بـ سبآبته والوسطى مضمومتين يطلبه يقرب عليـه ! بينمآ تبآدل جوزيف وليلآ النظرآت المستفهمه والمستنكره اللي قطعهآ جوزيف ببلعة ريق متوتره وبخطوآت متردده مشى صوبه لحد مآوقف على عتبة البآب ومبآشره وبحركه خآطفه سريعه ومبآغته سحبه نجم من شق السويت شيرت المفتوح حقه وحذفه على أرضية الحديقه جمب الكلب إللي مدد جسمه بتكآسـل وكن كل إللي يصير مآيعنيـه ولآهوب مهتـم .. وبنفس السرعه دخل هو البيت وقفل البآب بآلقوه سآحب التربآس الحديدي محكم إغلآقه ملتفت عليهآ بوجه متجهم وعيون موسعه أقصآهآ بـ غضب وعصبيه , بـ تهديد وتوعد ..
شدّ ملآبسهآ الكثيفه من حول عظآم ترقوتهآ .. الحركه إللي خلتهآ إجبآراً توقف على أطرآفهآ تنآظره بذعر وإرتعآب ليهمس لهآ من بين أسنآنه: تطلبين لي الشرطه يآليلآ !! تطرديني من بيتك وأنآ إللي ببيتـي آويتك !! هذآ جزآتي !! هــآآه !!

تحركت عيونهآ البآزغه بـ إرتعآب من عيونه المحتده بـ حقد للبآب من ورآه إللي صآر يهتز وكنه بينخلع آلحين من مكآنه إثر الركلآت القويّه المسدده له وصوت الطرق العنيف بقبضـة اليدّ خآلطـه صوت جرس متوآصل: إفتــح البــآآب أيّهآ الحقيـر آللعيــــن .. إفتـح البــآآآب
أشر بطرف عيونه للبآب من وراه آمرهآ بحزم وصرآمه: قولي له يبلع لسآنه وينقلع ولآ قتلته الحيـن .. فآهمــه !!


إمتلآ وجههآ بصدمـه من لهجة التهديد الشآمله .. سوآ بـ نبرة صوته المكتومه أو عيونـه الحمرآء الغآضبه .. عقدة حآجبيه المجعدين .. نجم من الشخصيّآت إللي صبرهم قليل .. وأقل شيّ يخرجه عن شعوره ويعصبّه .. منديل بـ الأرض ! سرير غير مرتب ! ذرآت ترآب على طآوله قزآزيّه .. كآسه متسخـه .. أو حتى كآسه نظيفـه ولكنهآ غير مجففه ! كلّهآ أشيآء كفيله تثير جنونه بـ المعنى الفعلي لإثآرة الجنون .. إلآ إن شكلـه آلحيـن شيّ لأول مره تشهـده .. أووو لثآني مره إن صدق التذكـر ..
هآلموقف تمآماً تكرآر لموقف قديم جمعهم وبنفس الوضع , التصرف , الأحآسيس .. الملآمح والنظرآت ..
لمآ شدهآ من حمآلة التوب حقهآ مقآطعاً ريآضتهآ الصبآحيّه بغضب لفح وجههآ بعصبيته .. آمرهآ من بين أسنآنه توقف تمآرينهآ بهآلإسلوب الهمجيّ المستفز على صدى صوت الدي جي الصآرخ بـ قلة إحترآم وإنعدآم للذوق والحسآسه ! خآتماً تهديده بكلمـة ( فآهمــه ! )
لآ إرآدياً لقت نفسها تهزّ رآسهآ إيجآباً بعيونه موسعـه ذعراً وإرتعآباً ليفك هو ملآبسهآ من قبضتيه المطبقه وبقـدم مجبره سآرت صوب البآب بآسطه كفيها عليه ملصقه أذنهآ فوقه وكنهآ تتنصت لشيّ: جوزيــف !

جآهآ صوته سريع ملهوف: ليـلآآآ .. ليلآ هل أنتي بخير ! هل هو إرهآبي ؟ إفتحي البآب
شدت فمهآ بـ أسف وعيونهآ على ذآك إللي وآقف متكتف ينآظرهآ بجفآء مُريب مُخيف ..
أغمضت عيونهآ بـ همّ: أنآ بخير جوزيف
قآلتهآ ثم أبعدت رآسهآ بسرعه إثر هزة البآب من ضربته القويّه برآحتيه تسمع صرآخه: ليلآ إفتحـي البـآآآب .. مآللذي يفعلـه هذآ الوضيـع ؟!
....: جـو إرحل الآن .. إذهب لمخبزك وسألحق بك
....: مآللذي تقولينه ؟ إفتحي البآب ..... ليلآ ,, إفتحي ,, البآب
....: لآ بأس جوزيف أنآ أعرفه .. نحن أصدقآء
همس بـ إستنكآر شديد: مـآذآآ !!
....: جوزيف لآعليك .. فقط إذهب وأنآ سألحق بك .. إذهب للمخبز
....: ليلآ إني حآفي القدمين .. كيف أذهب ؟ ثم كيف أتركك مع هذآ الوضيع ؟

عضت شفتهآ السفلى وقد سألت عيونهآ السؤآل بقلبهآ ليصد عنهآ رآمي ثقل جسمهآ على الكرسيّ الإسفجي الضخم ممدد رجوله قدآمه: إفتحي له يآخذ حذيآنه وينقلـع
إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم فهم للي قآله إلآ إنهآ تجآهلته وفتحت له البآب بهدوء ليدخل جوزيف بـ إندفآع معتصر ذرآعيهآ بيديه: هل أنتي بخير ؟
وقبل ترد ليلآ أو حتى تؤمئ إيجآباً برآسهآ وقف هو عن الكرسي وشرر العصبيّه يتطآير من عيونه: لآتلمسهـــــــــآآ
جوزيف: ............
أشرّ له بسبآبته المتصلبه ينذره: أبعـد يديك عنهــآ

ليلآ إللي إنفغر فمهآ بفتحه صغيره موسعه عيونهآ ببلآهه مآختلفت فيهآ عن جوزيف لتقرر أخيراً تنهي الموقف العصيب المتوتر رآفعه يدينهآ فوق يدين جوزيف منزلتهم بهدوء عن ذرآعيهآ لتملآ صدمة إستغرآب وعدم إستيعآب وجه جوزيف البآهت سآئل بـ إستنكآر شديد: مـآذآ !! – نآظر نجم بـ إرتيآب وسأل بتشكك - هل هـو حبيبـك !!

إمتلآ وجههآ بدهشــه من وقع السؤآل لتلتفت على نجم بسرعه وتتفآجئ برفعة حآجبه الأيسر وفمه المطبق المآيل بزآويه قصيره لليمين يستنطقهآ الجـوآب على سؤآل جوزيف !
بلعت ريقهآ وعيونهآ تدور بـ الفرآغ .. بـ تشتت وتوتـر وإرتبآك مآختفى من كلمآتهآ المتقطعه: ءآآ .. آآ نعـم – وسعت عيونهآ بصدمه مردفه بسرعه مطلقه صرختهآ النآفيه – لآآآآآ .. لاآآآ لآآآ أقصد لآآآآ أعني .. ءآآ أعني إنـه .. إنه صديـق .. نعم .. مجرد .. مجرد صديق !

ردت وبلعت ريقهآ خآفضه رآسهآ تنآظره بـ نظره تحتيـه مترقبه لردة فعله إللي تفآجئت فيهآ وهو يقترب صوبهم بخطوآت هآدئه لحد مآوقف قبآل جوزيف وصآر يربت على كتوفه بهدوء وكنه ينفض عنهم الترآب: مآ رأيك أن ترتدي حذآئك الأن وتنصـرف ؟ هـآ ؟ أليست فكره جيده ؟
بلع ريقه بصعوبه وعيونه تسأل ليلآ ليثبت نجم أصآبعه على خد جوزيف بهدوء ويلف وجهه عليه لأجل ينآظره هو مو ليلآ بينمآ همست ليلآ بخفوت: لآبأس جوزيف .. إذهب
جوزيف: هل ستكونين بخير !

مآل فمهآ بـ ابتسآمه قصيره متوتره مآسرع مآختفت من وجههآ البآهت المُتعب: أجـل .. لآعليك
لحظآت مشحونـه , عصيبـه , متوتـره .. مرت من رفع جوزيف كونفيرسه الريآضي أبيض اللون بـ أربطـه محتضنه لصدره وبيمنآه حلقة مفآتيحه الكثيره متوجه للبآب وقبل يطلـع إلتفت لهآ بنظره متخوفّه لتبتسم هي برآحه كآذبه ظآهريه وإضطرآب عنيف دآخلي: لن أتأخر .. أعدك
رمق نجم بنظره حآقده حآده ثم طلع من البيت مقفل البآب ورآه لتلفت له بعيون محتده بترقب , وأنفآس مضطربه بـ توجسّ ...

شهق نفس مهمـوم قفل معه عيونه إللي فتحهم بنظرة عتآب إخترقت قلبهآ إللي أعلن لتوه صحـوه ..
خفقآن عنيف متسآرع وكن كلّ دقه تبي تسبق الثآنيه ليتزآحموآ بعدم إنتظآم مسببين إضطرآب عآطفـي حآد من نوعـه !
همس بـ لوم الهمس المذيب لكتلـة حقدهآ عليهآ ونقمهآ كمآ قطعـة الثلـج على رخآمه حآرّه .. سآحـت في عآلـم نجــم !

....: رآضيـه عن نفسك وإللي سويتيه ؟
إكتفت بـ الصمت موآريه أنظآرهآ إللي لو تمت مثبتتهآ عليه رح تفضحهآ , عيونهآ النآطقـه بـ إنجذآب وحشي شرس لهآلذكر المفعم بـ رجولـه صآرخـه ..
....: ردي علي جآوبينـي .. رآضيه عن نفسـك !

إقترب عليهآ القرب إللي سمح لنظرآتهآ المتخآذله إنهآ تستقر على قدميّه ليهمس لهآ بعذوبه: ليلآ نآظرينـي
ليلآ: ............
....: ليلآ إرفعـي رآسك ونآظريني
ليلآ: .............
زفر نفس حآنق من خشمـه إللي ضيق فتحتيهم بقهر مكتوم ثم مدّ يده لذقنهآ يرفع رآسهآ ومآسرع مآ أبعدت وجههآ عنه برفض حآد مبتعده خطوه لورآ ..
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم سآئل بـ تعجب من حركتها الرافضه له: ليــش ؟!!
أغمضت عيونهآ سآحبه نفس عميق قبل تفتحهم وتجآوبه بنبره جآهده لتصنع الثبآت , مثبته عيونهآ بعيونه الذآبله: مآذآ تريـد ؟

....: تكلمـي عربي
...: سأتكلم بـ اللغـه التي تعجبنـي وأنت لن تملي عليّ أفعآلي
عآد أمره بس هآلمره بتشديد من بين أسنآنه: قلت .. تكلمــي .. عربــي
....: وأنآ قلت سأتكلم بـ اللغـه التي أريدهآ أنآ وليس التي تريدهآ أنت
قآلتهآ ببرود عآكسه هو بحركته السريعه مآسك حنكهآ السفلي المسكـه الوحشيّه بعنـف ولآ مبآلآه لتأوههآ المتألم , مقرب وجههآ من وجههآ لآفحكهآ بـ أنفآسهآ الحآره المشتعله: بتتكلمين يآليلآ بـ اللغـه إللي أبيهآ وبـ اللهجـه إللي أبيهآ ,. وبـ الإسلوب والطريقـه إللي أبيهآ .. فهمتــي !
قآلهآ ( فهمتي ) مشدد على فكهآ السفلي بـ مسكته للحد إللي حسّ معه إن أصآبعه ممكن تنغرز بـ وجههآ وتفصـل فكيهآ عن بعضهم ..

بهدوء فك حنكهآ وتم يتحسس خدهآ بظآهر أصآبعه اليمنى هآمس بخفوت: فهمتــــي !
إبتعدت خطوتين عنه لحد مآلتصق ظهرهآ بـ الجدآر من ورآهآ .. تقوس فمهآ الرقيق لـ تحت بـ حآجبين مقطبيـن وعيون دآمعه مرغرغه توجـه له نظرآت لـوم وعـتب حزيـن مجروح: I hate U
( أكرهك )
خطى خطوته الغآضبه صوبهآ رآفعهآ من ملآبسهآ إللي شدهآ بقبضتيه – بـ حقد شديد من بين أسنآنه وعيونه يتطآق منهم شرر عصبيّه مكبوته - : كرهي لك يآليلآ أضعآآآف كرهك .. صدقيني إللي سويتيه فيني هذآ مآرح أعديه بـ السآهـل .. هآلعذآب إللي عشـت فيه لأربـع أشهـر بسبتك وربـك لأعيشـك فيـه .. فآهمــه !!

غصباً عنهآ طآحت دموعهآ بـ صمت مطبقه شفتيهآ بـ القوه تمنع إرتعآش ذقنهآ وإرتجآف فكهآ ليحتضن هو وجههآ الصغير بين يديه مدنق رآسه عليهآ ملصق جبينه بجبينهآ هآمس بـ حرآرة أنفآسه القريبه منهآ , تحرقهـآ: لآتبكيــــن
ليلآ: .........
ضغط على عنقهآ بيديه الثنتين إللي حآوطوه شآبكهم من قفآهآ بنفس الهمس الحآرّ , المشتعل: ليلآ لآتبكيــــن

....: أكرهك يآنجـم ,, أكرهـــك
أبعد وجهه عنهآ ينآظر بعيونهآ الحزينه البآكيه: لآتكذبيــن
حركت رآسهآ بـ النفي: بعمري مآعرفت الكره وبسبتك عرفتـه
نجم: عرفتي بسبتي الكُره , لأن بسبتي عرفتي الحُـبّ .. أدري إنك تحبينـي
مآل فمهآ بـ إبتسآمه سآخره مسحت من بعدهآ الدموع من خديهآ بـ ظآهر يمنآهآ: مآتستآهل حتى أتعنى وأردّ عليـك

....: لهآلدرجه ردك قآسي بتتعنين فيه ؟
سفهته ورقت الدرج بخطوآت إعتيآديّه ليعقد هو حآجبيه بـ إستغرآب لآحقهآ: على ويــن !
ليلآ: ..........
نجم: لمآ أكلمك تنآظريني وتردين .. فآهمه !
إرتفعت زآوية فمهآ بـ إبتسآمه قصيره , هذآ نجم مآفي شيّ يغيره .. كلمة ( فآهمه ) هذي لآزم تمحيهآ من قآموسـه

تمت سآفهته لحد مآوقفت عند بآب غرفتهآ وإلتفتت عليه رآفعه حآجبيهآ: خير إنشآلله !
نجم: خير إنتي وين رآيحه ؟
ليلآ: أبدل ملآبسي .. عندي شغـل
....: أي شغـل ؟
ليلآ: الشغـل إللي أرتزق منـه
...: شغل شنو ؟ ووين تشتغلين ؟
طيرت عيونهآ زآفره نفس مسموع بحنق ونفآذ صبر: وآلله مآيخصك هآلشيّ .. إتفضـ .........
....: وآلله !! مآيخصنـي ! – قآلهآ وهو مآسك حنكهآ بنفس الحركـه الوحشيّه لتدفه هي من صدره بعجز - : إتررركنـــــي

....: تعدلي معي يآليلآ ولآ قسم إن تندميـن
دفته هآلمره بـ قوه من صدره ليفكهآ هو فجأه مطلقـه صرخآتهآ المكتومـه بـ لهجه أمريكيّه: يآلك من حقيــر , وضيــع , منحـــط ! من تظن نفسـك ! من تكـون ! أنت لآتعنـي لي شيئاً إطلآقاً , وكل تهديدآتك السخيفه هذه لآتريبنـي .. إترك منزلي الآن وغآدر وإلآ قسماً سأطلب لك الشرطـه .. أيهآ الوغـد المنحــطّ
إرتفعوآ حآجبيه مآط شفتيه بـ إعجآب ثم فرق مآبين رجليه بوقفته متكتف بذرآعيه: لآ أعني لكِ شيئاً إطلآقـاً ؟ آمممم .. أجل فصخـي القميـص حقي هذآ إللي لآبستـه

إتسعوآ عيونهآ بـ صدمه منزله رآسهآ لجسمهآ تشوف قصده وليتهآ مآشآفـت ! من ردى حظهآ اليوم الوحيد ولأول مره إللي تقرر فيها تلبس هآلقميص إللي تفآجئت بوجوده بين ملآبسهآ وهي تطلعهم من الشنطه مرتبتهم بـ الدولآب !
القميص إللي قدّ فصخـه مره وهو ينظف لهآ شقتهآ بـ اليوم إللي مرضت فيه وغآبت عن الوعي إثر فقدهآ لأغلى شيئين بيوم وآحد .. وظيفتهـآ وكآريــن ! إنغسل قميصه مع ملآبسهآ ومن ذآك اليوم وهو عندهآ ..

نآظرته بـ إستنكآر كآذب وتمثيل لعدم فهم المغزى من كلآمه: أي قميــص ؟
أشر برفعة حآجبيه على جسمهآ: هذآ إللي لآبستـه .. قميصـي .. فصخيـه أبيـه
....: ومن قآل إنه قميصك !
....: ليكون قميصك أجل ! فصخيـه أقول .. هذآ قميصي أنآ متأكد , إيه وآضح جداً إني مآ أعني لك شيّ .. خزهآ بـ أمر جآف: فصخيـه

بلعت ريقهآ وعيونهآ تدور بكلّ مكآن إلآ إنهآ تثبت عليه: مآلآحظت هآلشيّ ! يمكنه صدق قميصك بس أنآ مآلآحظت .. ولآ إنتبهت ..
قآطعهآ بعدم إهتمآم: بس بس .. خلص بلآ زود كلآم مآله دآعي .. فصخي القميص
أطبقت شفتيهآ بغيظ مردفه بقهر: طيب إطلع برآ عشآن أفصخ
كشر بـ إشمئزآز: ليش وإنتي شللي عندك تخبينـه ! ليكون من جدك مفكره نفسك بنـت وعلى بآلك تثيرين شيّ فينـي ؟ أقوول إعجلي علي وفصخـي .. أبي القميص
ليلآ: تحلـم أفصخ قدآمك فآهـم ! مآرح تآخذه إلآ إن طلعت برآ وأنآ فصخته

مط شفتيه رآفع كتفيه بهزه خفيفه بمعنى إن مآعنده مآنع ثم مدد جسمه على السرير يديه الثنتين تحت رآسه , رجله اليمنى فوق اليسرى لتشهق هي نفس عميــــــق من خشمهآ إللي ضآقوآ فتحتيـه بـ حنق ثم ترد وتزفره بنفس العصبيـه ..
فصخت جآكيتهآ الأسـود السميك ثم فكت أزرآر قميصـه الزيتي كآروهآت لتتم وآقفه قدآمه بـ جينز أزرق وسيـع وبآدي كـتّ عريض فضفآض أبيض اللون ..

قطت القميص بوجهه وبنبره حآقده غآضبه صآحت فيه: خـذه قميصـك المعفـن زيـك
أبعد القميص عن وجهه بملآمح مشمئزه: إيش هذي الريحه !
إحتدت نظرآتهآ المترقبه له وهم يشمشم فيه بوجه منعفس: هذآ بنزيـن ؟ إيش هذي الريحـه !
تكتفت صآده بوجههآ رافعه نظرها للسقف بحركه منزعجه: ممكن تطلـع برآ الغرفه وبرآ البيت !
نزل القميص بهدوء وتم يرمقهآ بنظرآت غآمضـه , مدققه , متفحصّه مآبثت إلآ التوتر لنفسهآ والتوجس لقلبهآ ... تحسست الآيسكآب السودآء الصوفيّه على رآسهآ شآدتهآ أكثر لتخفـي قفآهآ بـ الكآمل وجزء كبير من جبينهآ إللي إختفى إلآ من حآجبيهآ ..

تحسست كتفيهآ العآريين علّهآ تمدهـم بـ القليل من الدفى إلآ إن حركتهآ سكنت , ثبتت وتيبست من وقف هو ببرود وبخطوآت متبآطئه أقبل صوبهآ وقد أظلمت عيونه بنظره غآمضـه , مُريبـه ...
ردت خطوه لورآ إلتصقت فيهآ بـ الدولآب من ورآهآ سآئله والرعب بعيونهآ: what ?

مد يده بهدوء ليفك تكتيفة ذرآعيهآ المتيبسين إجبآراً , وبهدوء إرتخت أنظآره الجآمده لبآطن سآعدهآ الأيسر وللتشوهآت البليغـه إللي أدمتـه ..
مسك يدهآ اليمنى بيده اليسرى فآرد ذرآعهآ .. إلتهآبآت دميمـه على شكـل شرط بـ عرض السآعد .. حمرآء ورديّه .. بعضهآ قد تشكـل فيـه فقآعآت إمتلت بسآئل أصفـر لزج ...

تكرمش وجهه بـ إشمئزآز من قبح المنظر ودمامته , نآظرها بعيون محتده: شنو هـذآ ؟؟
سحبت يديهآ من وردت متكتفه: مآيخصـك !
أطبق فمه بقهر لحد مآصآر خط مشدود: أقسم بآلله يآليلآ إن مـ ......
....: حـــرووق خــــــــــلآآآص !
إتسعت عيونه إثر صرختهآ العآليّه – رآد بهدوء مستميت - : لآ مو خلآص .. من وين لك هآلحروق ؟ وش سببهآ ؟

....: أشتغل مع جوزيف بـ المخبز , وطبيعي تصير حروق زي كذآ
إرتفعوآ حآجبيه بعدم تصديق هآمس بـ تعجب: طبيعـي تصير حروق زي كذآ !!! آمـممم , جوزيف هذآ زوج الحرمه إللي مآتت ؟
نآظرته بحده مضيقه عيونهآ بـ إستنكآر شديد لنبرته اللآمبآليـه وهو يتكلم عن أغلى إنسآنه بحيآتهآ بعدم إكترآث لوقـع كلمـة الموت في نفسهآ !

بلل شفتيه هآز رآسه إيجآباً وبوآدر العصبيّه بدت تشق طريقهآ بين قسمآت وجهه: آمممم .. إيه هـو نفسـه .. هو نفسّـه إللي مآرحمك من لمسآته الوصخـه ..
حرك لسآنه دآخل فمه الحركه البآطنيّه إللي أبرزت معهآ خديّه: آممم حلـوو .. لمي كل ملآبسك وأغرآضك
ليلآ: ...........
ثبت عيونه الغآضبه بعيونهآ المستفهمه: مآرح أخليك لو ثآنيه مع هذآ المُتحـرش المغتصـب .. وحسابه معي بعدين

أخفضت بصرهآ للأرض وإبتسآمة سآخره تعلو شفتيهآ المطبقـه: شللي بستفيــده ؟
ضيق عيونه أقصآهم في محاوله لفهم المغزى من كلآمهآ قبل يتسعوآ بصدمـه من وقع الظن السيئ إللي طرآله ..
مسكهآ من كتوفهآ وشدد المسكـه غآرز إبهآميه بـ الفرآغ لعظآم ترقوتهآ: سـوآ لك شــيّ ؟!! لمســــــك ؟!!
تعلقت عيونهآ السآخره بعيونه المفجوعـه لترتفع زآوية فمهآ اليمنى بـ إبتسآمه هآزئـه مبعده يدينه عن كتوفهآ بهدوء: وإن تحرش فيني ؟ وإن إعتدى علي ؟ بتفـرق !

أظلمت عيونه بعدم فهـم لكلآمهآ لتكمل هي بنفس النبره الهآدئه الغريبه: المفروض إني أتطمن لأنك بتبعدني عن جوزيف المُتحرش المغتصـب .. وإنت إيـش ؟ إنت إيش تكون لمآ تعرضنـي على صديقك ! ليتك حتى خذيت رآيي بـ الموضوع ! إلآ إنك قدمتني له وكني جآريه عندك أمري بيدك .. إيش قلت لـ آدم ذآك اليوم ؟ - ميلت رآسهآ مغمضه عيونهآ بتمثيل لمحآولة التذكر – ءآآآآ .. إيه ! إعتبرتني هديه تهآدي فيهآ صديقك .. أو ................. شيّ يطريّ القعـده !

بلحظـه إصفـر وجهه وشحـب , هربت منه الملآمـح وبهـت .. وجـه بآرد جآمـد , متحجـر ..
رفعت حآجبيهآ بـ إبتسآمه قصيره مطبقه تستنطقه: المفروض إنك الحين تفرق عن جوزيـف ؟
أطلق زفره مُرهقـه هبط معهآ صدره إللي إنتفـخ بصدمـة كبيره من وقع كلآمهآ بآلع ريقه مخفـض بصره بنظرة آسفـه مُتعذِره ....

....: لآتشيل همـي , مآبقى لي شيّ أخآف عليـه
إرتفع نظره لهآ بسرعه , بصرآمـه وحِـدّه ,, مستفهـم , مستفسـر لترفـع هي يدهآ لرآسهـآ كآشفـه عن رأسهآ المحلـوق وبوجههآ إبتسآمـه إعتـزآز سآحقـه معهآ صرخآت الدآخــل المنهآره ,, المتألمـه

كمآ الخيـآل ! الظـلّ ... سآكن , بلآ ملآمـح أو تعآبير , أسـود , قآتـم
هذآ هو وصف حآله وهو يشوف قدآمه ليلآ غير ليلآه من أربع أشهر ومآيزيد ... سمرآء بشوشـه , ملآمحهآ شقيّـه نآبضـه بـ الحيآه والصخب , صآحبـة رأس صغير بشعـر أجعـد كثيـف ... يشوفهآ الحين جسد بلآ روح .. وجههآ دآكن , ذآبـل , مُرهـق .. عيونهآ وآهنـه , حزينـه .. ذرآعيهآ مشوهيّـن ورأسهآ أصلـع !

إنفغر فمه بفتحة صغيره بآلع ريقـه بـ غصّـه , عيونـه ثآقبـه محتده تنآظرهآ بـ ضيآع , توهـآن , عـدم فهـم ! وعدم إستيعآب .. عدم إدرآك .. وعدم تصديـق ليطلع صوته مستنكر خآفـت , مصدوم مسحوب , شبـه مسموع: ليــــــلآ !!!

تحسست رآسهآ بـ حرآره مبتسمه بعيون مستفهمه: هـآآ , شــرآآيـك ؟
بعدهآ الصدمه متملكـه كلّ تقسيمه من قسمآت وجهه المذهـول هآمس بنفس النبره الشآحبـه البآهتـه: شعـــرك !!
رفعت كتوفهآ مآطه شفتهآ السفلـى , مبققـه عيونهآ , بـ إبتسآمـه شقيّـه مشآغبـه: رآح كلـــه
عآد نفس الكلمه بنفس الصدمه: شعـــرك !! لتحني هي ظهرهآ بعيون مدمعه مقفله من نوبة الضحك اللي انتابها: هههههه yr face هههههه – رفعت سبآبتهآ مأشره بـ شكل دآئري على وجهه وهي تضحك –

الضحك الهستيري المبآلغ فيـه والغير مفهومه أسبآبـه .. دمعت عيونهآ وتشنجت عضلآت بطنهآ لترفع يدهآ اليمنى بآسطتهآ على صدرهآ وبيسرآهآ تخصرت وهي تشهق أنفآس عميقـه مسموعه وعيونهآ بـ السقف علّهآ تهديّ من نوبـة ضحكهآ العآتيـه !
أول مآحست إنهآ هدت وبدت عضلآت بطنهآ تنبسـط وتتحرر أنفآسهآ المخنوقـه إلآ وردت تضحك مره ثآنيـه من طآحت عيونها عليـه بـ نفس الوجـه الشآحـب , بملآمـح وآهنـه يبستهآ الصدمـه إلآ من نظرآته الثآقبـه المحتده .. نظرآت إستنكآر شديـد ..

مآ أمدآهآ تكمـل ضحكهآ المستفـز لأنه وبـ غضب عآرم وعصبيّه ثآئـره مسكهآ من كتوفهآ المسكه العنيفـه إللي فيهآ غرز كلّ أصآبعه بـ كل لحمهآ والعظـآم ...
هزهآ بـ عنـف ووحشيّـه مطلـق من ثورة غضبـه الفحيــح من بين أسنآنه: شللي سويتيــه بعمـــرك !!
ليلآ: .........
إكفهر وجهه منتفخه أودآجـه: ردي علــــي ! شللي سويتيــه ! وينــه شعــرك !
من وسط ثورة غضبـه وصله صوتهآ الجآمد بـ نبره بآرده: حلقتـــه !
ضيق عيونه بـ إستنكآر حآد: إيــش !!
بظآهر سآعديهآ أبعدت بنفـور ذرآعيه المشددين عليهآ رآمقته بنظره مشمئزه: إللي سمعـته

....: شللي تخليتي عنـه بعـد يآليلآ ؟
ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر للمبطن من كلآمه وإللي وصلهآ عدل إلآ إنهآ رفعت ذقنهآ بـ تحدي ومعه إرتفع حآجب وآحد لهآ تكآبر: أي شيّ أتخلّى عنـه فهو ملك لـي .. وإللي أبيـه فيـه أسويّـه
قآلت كلمتهآ من هني وهو سحبهآ من حمآلآت التوب حقهآ من بين أسنآنه بـ حقد: مآيحق لك تتخلين عن شيّ إلآ بإذن مني وبـ أمر منـي فهمتــي !! مآتملكين شيّ لنفسك بـ نفسك لأن كلك ملـك لي يآليـلآ .. فهمتـــي !!

مآل فمهآ بـ إبتسآمه سآخره مردفه: الصرآحه كآن ودي .. بس للأسـف مآبقـى شيّ !
إتسعت عيونه بصدمـه إمتلت وجهه لتتوسـع فتحتي خشمه الحآد بـ غضـب: يآويلك يآليــلآآ .. يآويلـك إن صدق هآلظن إللي ببآلــي ..
لوت فمهآ بتفكير: آممم وشلون تتأكد ظنونــك ؟
أظلمت عيونه بـ نظره خبيثه هامس لهآ ويديه تعتصـر خصرهآ النحيل: متأكده تبين تعرفيـن شلـون أتأكــد ؟
أومأت رآسهآ إيجآباً وعيونهآ بعيونـه ثآبته مآرتخى لهآ جفـن ليفك هو يدينه من خصرهآ شآهق نفس عميق: أبآخذك الحين لصيدليه يدآوون جروحك وبعدين نشوف سآلفة الظنون هذي .. مع إن إللي ببآلي متأكد منـه ومنتهـي

شآل الآيسكآب حقهآ عن الأرض وحذفه بوجهه لتلقطه بسرعه قبل يطيح بـ الأرض: خبـي هذآ القرف إللي أشـوفه ! حسآبك معي بعدين على وآجد أشيآء
ولته ظهرهآ بـ تجآهل متكتفه بينمآ مآل هو برآسه سآئل: سمعتي إللي قلتـه !
ليلآ: ...........
نجم: غطـي رآسك وإلبسي ملآبسك بنطلـع
ليلآ: ..........
نجم: تسمعين إللي أقـوله !
ليلآ: ..........
مشى صوبهآ بغيظ معتصر مرفقهآ الأيسر بغضـب .. وبعصبيه لفهآ عليه بـ القوه – من بين أسنآنه - : سمعتي إللي قلتـه !

ردت ببرود: إن كنت أبي هآلشيّ كنت سويته قبل تقترحـه إنت علي
....: ومين قآل إني أقترح عليك ؟ أنآ أأمـرك
رفعت حاجبيها بـ استغراب: وأنآ مُلزمـه أنفذ أوآمرك ؟
شدد على كلامه بثقه من بين اسنانه: إنتي مُجبره تنفذين أوآمري
بللت شفتهآ السفلى بـ غيظ مكبوت هآزه رآسهآ بـ نفـيّ حآدّ ليسألهآ بـ إستخفآف هآزئ: ليكون مو عآجبـك ؟

نآظرته بـ جمود للحظآت , النظره إللي معهآ تكون كآبت فيهآ كلّ مشآعرك السلبيّه تجآه شخص متحجر القلب , عديم الإحسآس واللآمبآلآه وإنت تفكر بـ أبشع أنوآع الإنتقآم .. يآترى شلون تنهي حيآته ؟ برصآصـه مسدس ؟ أو بآرود بندقيّه ؟ سكيـن بآرد تَلِـم أو سآطـور حآد قآطـع ؟ مويـة نآرّ أو نآر غآز ؟ حبل مشنقـه أو قبضـه خآنقـه ؟ لتجفـل بـ الأخير من أفكآرك الغبيّـه وإنت مو بيدك تسويّ له شيّ فـ تسكـت !

نطقت أخيراً بهدوء وهي متكتفه صآده عنه بوجههآ لتقآبله بجمبهآ الأيسر: مو لآزم نروح الصيدليـه .. فيه صندوق إسعآفآت هنآ أقدر أستخدمه
ضيق عيونه بعدم تصديق ليردف بـ حنق: ولمآ فيه صندوق إسعآفآت ليش مخليـه جروحك كدآ ؟ ليش مآعقمتيهآ ؟ ليش مآضمدتيهآ ؟
ليلآ: ..........
سحب نفس مهموم أردف من بعده بهدوء: وينه الصندوق هذآ ؟
....: بـ مرآيـة الحوض فـ الحمآم

أقفى عنهآ صوب الحمّآم – بـ الكرآمه – إللي كآن ملآصق لغرفتهآ .. دخله وعيونه على مرآية الحوض إللي كآنت مثل البآب لهآ أكره صغيره مدورّه .. شدهآ ومع الشده إنفتحـت كآشفـه عنّ كميّة أدويّه كبيره .. وتوّ مآفتح البآب لآخره إلآ وطآحت علبه شكلهآ كآنت مثبته على طرف الرفّ أو إنهآ محشوره بـ الغصّب لأجل تطيح كذا أول مآنفتح البآب ..

رفعهآ من الحوض بعدم إهتمآم مآط شفته السُفلى وهو يقرآ الإسـم .. جآ بيردهآ مكآنهآ إلآ وتتسـع عيونه سآحبهآ مره ثآنيه بـ إهتمآم يعيد قرآءة الإســم وإللي تهجآه حرف حرف علّه يكـذب معرفتـه بـ الغرض من هذي آلحبوب إللي يعرفهآ عــدل ! شلون وهو زيـر النسآء , صآحب العلآقآت الحميمـيه اللآ معدوده ,, واللآ محصورهـ !

لفّ العلبـه إللي حسّهآ بتطيح من يديه من فرط إرتبآكـه وعيونه تدور تآريخ الإنتآج إللي معـه توسعت عيونه أقصآهــم للي خطر له وللي فتك بـه .. التآريخ ! توّه مُنتـج ! يعنـي توه مُشتـرى !
فتح بآب الحمّآم بـ عصبيه ليرتطم بـ الجدآر إللي تصفق فيـه دآخل غرفتهآ بخطوآت زلزآليـه غآضبـه وبنبره حآده مزمجـره ... فتحتي خشمـه موسعـه أقصآهم وعيونه حمرآء يقدح منهم شرر العصبيّـه , رآفع لهآ العلبـه بـ وجههآ: هــــذآآ شنــــــو ؟!
نآظرته بـ جمود مقوسه شفتيهآ بعدم إكترآث , رآده ببرود: حبـوب منـع الحمــل ......!


/
/
/




الحآدية عَــشر ... حُكُــمّ !

نزل من سيآرة الأجره سآحب بيسرآه شنطتـه العجـل وعلى كتفـه الأيمن هآندبآق كبيره , أثقلت كتفـه للحد إللي مآل معه على جمبه الأيمـن ...
تعدآ الممرّ التُرآبي من بعد البوآبّه الحديده العريضـه للفيلآ بـ خطوآت متبآطئه غير متزنـه بسبب الحمل الثقيل لكتفـه وحركة العجلآت المتعثره على الترآب !

زفر نفس مُرهق بعدمآ وصل للممرّ الحجري إللي معه إتزنت خطوآته شويّ وبدآ يجرّ شنطته بسهولـه أكثر بدون مآيخآلطهآ عآصفه ترآبيه مثل قبل يوصل للممرّ الحجري وهو على الترآب ...
إمتلآ وجهه بـ إبتسآمه وآهنه منزل الهآندبآق عن كتفه وهو يشوف سبب وجوده بـ الحيآه , أعزّ إثنين بحيآته .. أمـه وأبـوه ...

أمه إللي مآنتظرت الثآنيه إللي بيرقى فيهآ الثلآث درجآت ويكون قدآمهآ .. نزلت مهروله لعنده ضآمته بـ لهفـه شوق ولوعـة مشتآق: وليـدي نظر عينـي ونبض حشآشتي ...
أبعدهآ عن صدره وأحنى ظهره يحب يدينهآ: آلله لآيحرمني هآلشوفـه , لآعدمت ريحتك الغآليه يآلغلآ
نآظرته بـ لوم سآئله بنبره عآتبه: وش هآلغيبه الطويله يمّك ؟ أول وآخر مرّه .. وآلله مآخليك تعيدهآ
حآوط كتوفهآ بذرآعه الأيمن مبتسم: ههههه وأنآ عفت الفرقـى .. وآلله مآعيدهآ
وقف قبآل أبوه يحبّ خشمه ثم أحنى ظهره يحبّ يدينه بينمآ ربّت أبوه على ظهره حآثه يعتدل: جعلهآ الجنه دآرك وجعلهآ النآر مآتمسّك ...

توسطهم محآوط ذرآعيه الإثنين حول كلاً منهم .. أبوه على يمينه وأمه بيسآره مردف بـ لطآفه: ذآبحنـي التعـب , مآغيرهآ وآلله شوفتكـم تريح نفسي وتبرد قلبي ..
أنزل أبوه ذرآعه من عليه وتقدمهم صوب المقلط الإتجآه إللي إستغربه لسأل بحآجبين منعقدين: على ويــن ؟

أبوه: للعشـآ .. ولآ منتب جيعآن ! عآد الأكل مفآجأه وبتطب سآكت من تتفآجئ بآللي سوآه !
نآظر أمه وإبتسآمه عدم فهم بوجهه: شنو السآلفه ؟
ضربه أبوه من ظهره , الضربه القويّه المآزحه ليتقدم خطوتين بتعثر وتصيح أمه بنهر: بشويــش ع الولــد شفيــك !

....: إنتي بطلـي شويّ دلعك ذآ له
وقفوآ على بآب المقلـط ينآظرونه ثنينآتهم ليعقد هو حآجبيه بـ إبتسآمه قصيره جآنبيه وعيونه على المفرش البلآستيكـي الأبيض بـ الأرض وفوقـه صحـن كوزي بـ الوسط وحولـه أربع من كل نوع .. أربعه بيبسـي وحده منهم كآنت سِفـن أب .. أربعه مويه معدنيّه .. أربع ملآعـق .. أربع صحون سلطه صغيره .. وع الجمب صحن كبير فوآكه مشكلـه ..
نقل نظره بين أمه وأبوه رآفع حآجب وآحد وبآقي الإبتسآمه السآذجه بوجهه المستفهم: شنــو هذآ ؟ عزيمــه !

ردّ أبوه وضربه بقوه من وسط ظهره وتقدمه دآخل المقلط: إيه عزيمـة ردتك بـ السلآمه
وآئل: ههههه بآلله وهي أول مره أسآفر ؟
أمه بـ لوم: لآ مو أول مره تسآفر بس أول مره يكون سفرك ثلآث أشهـر .. – خزته بـ حده مكملـه بتشديـد – والأخيره إنشآلله
وآئل: ههههه إنشآلله
وقف على رآس السفره وهو ينقل نظره بين كلّ شيّ لتختفي بـ الأخير إبتسآمته سآئل بعدم فهم: منـو الرآبــع ؟
تربع أبوه بـ الأرض رآفع له رآسه بـ إستفهآم: أي رآبــع ؟

عدّ وآئل الأربع مجموعآت الموزعه: وآحد , إثنين , ثلآث , أربـع .. أنآ وإنت وأمـي .. شكـو هـذآ ؟! – أشر على صحن سلطه وجمبه معلقه وعلبة بيبسي وقزآزة مويه – ليضرب أبوه يدّ بيدّ وهو يضحك: ههههه لآحول ولآ قوة إلآ بآلله .. نسى الولــد
إتسع فمه بـ إبتسآمه بلهآء على ضحك أبوه سآئل بعدم فهم: وش نسيت ؟
أبوه: ههههه إنت نآسي إنك متزوج ؟ زوجتك وش وضعهآ يعنـي !
من قآل أبوه كلمته وختمهآ بـ الضحك وهو ينآظر زوجته إللي جلست جمبه مطبقـه فمهآ بـ إمتعآض مو عآجبهآ الكلآم إلآ وتتوسـع هو عيونــه بصدمــه وتوه يتذكــر .. شلون نسآهآ ؟ ميســـــــم !
سأل بلهفه سريعــه: وينهــي ميســم

خزه أبوه بـ جفآف مصطنع: توك تتذكر أجل هــآآآآه !!
حكّ مؤخرة رآسه يشد أطرآف شعره بـ إبتسآمه متفشله إستوعبهآ أبوه إللي أردف: أجل مآلك إلآ تعجل بـ إشهآر زوآجك – قآلهآ بـ إبتسآمه لعينه وهو يغمز لمرته إللي أطبقت فمهآ بـ قهر وبلهجه مغصوبه جآوبته – إيــه ..

وآئل إللي إمتقع وجهه وشحـب , إصفـر وبهـت ,, ثلآث أشهر صنفهـم من أسوء أوقآت عمرهـ .. هذي الثلآث أشهـر بـ السبعـه وعشرين سنه من عمرهـ كآمـل .. طويلـه , بطيئـه , كئيبـه وسودآويّه .. أثقلهآ الهمّ والظنـون .. مآيتذكر يوم نآمـه مرتآح خآوي الفكر والبآل .. حتى الأيآم إللي أجهد فيهآ نفسـه حد الهلآك لأجل بس مآيدري عن نفسي ولآ عن شيّ لآمن رآسه لآمست آلمخده إلآ إن الرآحه عيّت تسكن مضجعـه .. أتعبـه التفكيـر وأهلكته الوسآوس .. بترضـى تكمـل معآهـ أو بتصدمـه برغبتهآ الإنفصآل .. شغلـه إللي المفروض كآن ينتهي قبل شهـر إلآ إنه مدد إقآمته شهر ثآلث زيآده هروباً من وآقـع الـ ظـــن بـ قرآر الإنفصآل !

أجفلـه صوتهآ الدآفـي بـ سلآمهآ الهآدي الرقيق ليلتفت صوبهآ بنفس منقبضـه وعيون مترقبـه ..
خفقآن متزآيد متسآرع بكل خطوه يقربها كرسيهآ المتحرك للحظـه إللي سحب معهآ نفس مكتوم وعيّآ يطلـع من وقفت تحته مبآشره رآفعه رآسهآ له بـ إبتسآمه عذبه: حمدآلله على سلآمتـك
نآظر أمه وأبوه ثم هـي بـ الأخير وفتحة فمه الصغيره البلهآء وعيونه المرتبكـه فسرت وضعـه العصيـب بصدمـة تفآجئـه الوآضحـه وإللي أخيراً تدآركهآ وإبتلعهآ بـ ضحكه متوتره: آلله يسلمك .. – هزّ رآسه إيجآباً ثم أردف مره ثآنيه – آلله يسلمـك ...

رفع أبوه الغطآ عن الصحـن الكبيـر إللي كشـف عن وجبـه كآرثيّـه !
بقق عيونه متحسس بطنه: آآآآآآآآخخخخ الحُــــــــــبّ
أومأت رآسهآ بـ إبتسآمه لآحظهآ هو من طرف عيونه إللي تركزت على أمه إللي ضحكت غصباً عنهآ وأبوه إللي تكلم: آقعـد أجـل .. أبي آكل وأرقد .. دوآمآت من صبآح آلله
وآئل: وتلوم على أمي وأكلهآ ليش يسمن ويكرش وإنت تآكل وترقـد !

....: خلّ نشوفك بكرآ لآمن طلع لك الكرش , ترآ أمك وزوجتك هن من سون ذآ الأكل هااا ..
نقل عيونه بدهشـه مآبين أمه وميسم ليكمل أبوه: شغآلآتنآ والسآيق مأجزين .. تخيل إنهم طلعوآ برآ يتعشون وأمك وزوجتك هني هن إللي ينظفون ويطبخون هع هع .. اييييه وآلله زمآن أول عن سنع الزوجآت قبل سآلفة الشغآلآت هذي مدري منو إللي بلآنآ فيهـآ حسبي الله ع العدو


إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه بعدم تصديق بينمآ أمه إللي خزت ميسم بطرف عيونهآ لآويه فمهآ تقطّ كلآم: ندفـع لهم فلوس لأجل يستآنسون همّ ونشتغل إنّآ .. آليوم إجآزه وبكره مدري وش تآليــه !
حك وآئل جآنب ذقنه بـ إضفر سبآبته المقصوص: إييييه يوبه ثآريك تقول إن هلآل بـ إجآزه ومآرح يجيني المطآر .. ظنيت إن به شيّ أو إنه مريض .. إجآزة شنو هذي !
شدّ أبوه فمه بـ إبتسآمه مطبقـه وعيونه صوب ميسم إللي بققت له عيونهآ بـ تنبيـه إنه مآيتكلم لأنه إن شرح له بتخترب مفآجئتهآ له بـ الملحـق إللي تحـوّل وتبـدل ! تجآهل سؤآل وآئل عن عمد آمره بحزم: عن الهرج .. سآعد مرتك تجلس بـ الأرض وخلّ نتعشـى
نآظر أبوه ببلآهه وده لو يسأله " إيــــش قلت ؟ عيــد لو سمحت ! "

خزه أبوه بحده حآثه يعجل: شفيـك إنت .. سآعدهآ تجلس ..
ميسم إللي إحمّر وجههآ بـ خجل , أخفضت رآسهآ وعيونهآ لحجرهآ عآضه على شفتهآ السفلـى بينمآ تحمحم وآئل بخشونـه مشتت عيونه يمنه ويسره بـ إحرآج ممآثل .. من قبل بموآقف ثآنيه كآن أجرئ بكثير إلآ إن حضـرة أمه وأبوه لهآ هيبـه مآنعتـه حتى عن نظره مطولـه يشبـع فيهآ شوقـه لهآ وولهه عليهآ ...

أحنى جسمه لقدآم عليهآ منزل ذرآعه الأيمن تحت ركبتيهآ , رآفعه هي ذرآعهآ الأيمن حول رقبته متعلقه فيهآ ... وبلمحـه سريعه أنهى فيهآ توتر الموقف المشحون بـ خجل وإحرآج من طرفيهم وتحت أنظآر أمه وأبوه المترقبه أنزلهآ للأرض مميله جسمهآ إللي أسندته على رآحته المبسوطه بـ الأرض ثآنيه رجليهآ بـ تمدد , سآئل بـ صوت منخفض: كذآ مضبوط ؟
إكتفت بـ إيمآءة رأس إيجآباً بينمآ تكلم أبوه: وآئل يآبوك عدلهآ على الجمب الثآني .. هي مستنده بيدهآ اليمنى تبيهآ تآكل بيسرآهآ أجل ؟ مآيصير

بقق عيونه لثوآني مركزهآ على يدهآ اليمنى المبسوطه ثم بلع ريقه والإرتبآك موصل عنده حده .. ردّ وشآلهآ بنفس الطريقه معدلهآ على جآنبهآ الأيسر إللي مآلت عليه بثقلهآ كآمـل ...
سموآ بـ آلله جميعاً وتوهم بيبدون أكل إلآ وإنعقدوآ حآجبيه أقصآهم سآئل والإستغرآب بوجهه: وين الملآعــق ..

الكل: ...........
ضيق عيونه مرجع رقبته لـ ورآ يبي يستوعب ثم أردف والذعر الحسيّ بملآمحه الغير مستوعبه: بسم آلله الرحمن الرحيـم ! من شويّ وشفت الملآعق ! حتى إني عديتهم ! – سأل أمه بخفوت – خذيتيهآ ؟
إحتدت عيونهآ نآفيـه بحركة رآسهآ مشآركته نفس الإستغرآب بيمآ مطت ميسم شفتهآ السفلى رآده: أنآ تونـي دآخلـه !

تقلقل الجميع من مكآنه حتى ميسم إللي حآولت ترفع نفسهآ شوي بيدينهآ لأجل ينآظر وآئل من تحتهآ إلآ إنهم مآلقوآ شيّ .. وبوسـط إستغرآبهم وذكرهم لله وآلتعوذ به من شيطآنه إلآ وخشخش كبيرهم جيبـه مصدر صوت تصآك الملآعق المعدن ببعضهـم وعلى وجهه إبتسآمه مآكـره ...

سألت زوجته بـ إستغرآب: شللي تسويه الملآعق بجيبك ؟
نآظرهآ بجفآء: ليش ومن متى هآلأكل تآكلونه بـ الملعقه ! متى تسنعون إنتم ؟
رفعت عيونهآ للسقف بـ إستجدآء للصبر: يآبو وآئل مـ ....
....: لآ أبو وآئل ولآ أبو مدري منـو .. هآلأكل مآينأكل إلآ بـ اليـدّ , وقسـم إن مآيمس هآلرز واللحـم إلآ أصآبعكم

أحنى وآئل رآسه بـ إبتسآمه مطبقه كآتم فيهآ ضحكته بـ الحيـل بينمآ كآنت ميسم المجاوره له بـ الجلسه والمقابله لأمه فآتحه فمهآ ببلآهه تنآظر بـ أبوه إللي جآلس قباله ومجاور زوجتـه بـ نظره بلهــآء ... أمآ أمه إللي مآوقفت ثآنيه وهي تخز زوجهآ بـ خليط من النظرآت , الحآقده والمستنكره والمشمئزه لسفههــم جميعآ نآبش حفنه من الرز بين أصآبعه مربت عليهآ بـ إبهآمه الأيمن حآذفهآ دآخل فمـه ... وبنفس التجآهل المتعمـد مدّ يده وبدآ يقطـع اللحم من ورك الذبيحه , يخلطه بـ الرز ويآكــل بنهـم وشـره سآفههم هم وإستنكآرهم !
وآئل بضحكه: ههههه يوبه تكفى جيب الملعقـه

....: جــبّ , كذآ يآكلون آلعربآن , إنت تبي تفضحنآ ؟
وآئل: هههههه أي عربآن وللي يهدآك ترآ محد غيرنآ هني
رمقه بنظره تحقيريه ثم سفهه وردّ يآكل .. وبـ قلة حيله زوجته إللي سلمت أمرهآ وبدت تآكل بنفس الطريقـه ..

وآئل وميسم إللي تموآ ينآظرون بعض بـ جمود قطعته ميسم بـ رفعة كتف مستسلمه هي الثانيه مآده يدهآ للصحـن بغرفـة حفنه صغيره من الرز ...
تأملهآ وآئل وإبتسآمه عذبه على طرف شفته بينمآ تحمحمت هي خآزته بعيونهآ ينتبـه على نفسـه وإنه قآعد ينآظرهآ وهي تآكل ليصد عنهآ بـ إبتسآمه مبلل شفتيه وهو يشمر أكمآم ثوبـه الجملـي ...
سمآ بـ آلله وغرف أصآبعه الثلآث الوسطى وأول مآقفل فمـه إلآ وينتفض صدره بضحكـه إنتثر معهآ كل الرز من فمه وبغـى يشرق !

نآظرته أمه بحده مستنكره وبعده صدره ينتفض بـ الضحك: هههههه آآآخ يومـه .. الرز طلع من خشمـي هههههه
ضربت ميسم صدرهآ بضحكه أحنت فيهآ جسمهآ لقدآم مخبيه رآسهآ إللي نزلته بـ القوه مميلته ليتقآبل وجههآ هي ووآئل بنفس الوضعيّه وهم يحآولون جهدهم كاتمين الضحكه ...
أم وآئل: شنو يعني مآتحترمون الأكل إنتم ؟ شللي يضحك

حطت ميسم كفهآ الأيسر على فمهآ المطبق بقوه وسحبت عليه نزولآً بينمآ وآئل إللي تحمحم وبآقي الإبتسآمه بوجهه: آلسموحـه يومـ ههههههههه
ميسم إللي كآنت توهآ وقدرت تسيطر على نفسهآ وتكتم ضحكهآ , من ضحك وآئل إلآ وإنتفض جسمهآ بضحكـه مآتدري وش سببهآ ...
مطّ أبوه شفته السُفلى هآز رآسه بقلـة حيلـه وردّ يآكل مآعليـه منهـم .. فرد وآئل كفيه بوجه أمه كـ إشآره لطمئنتهآ: خلآص خلآص .. آسـف .. مآبعيدهآ .. آسف وآلله

لوت فمهآ لليمين ثم ردت تآكـل .. بينمآ وآئل وميسم إللي نآظروآ بعضهـم بردّ فعلّ موحدّ مطبقين أفوآههم بآلقوه وبـ الغصـب ..
مدوآ ثنينآتـهم يديهم للصحـن وغرفوآ منـه .. سبقته ميسم وكلـت وهو توه بيدخله فمه إلآ ويردّ يضحك الضحكه إللي طآح فيهآ الرز من يده امآ ميسـم فـ كآنت أسـوء ! إنتثر الرز من فمهآ متبعثر على السفره حولهآ .. بسطت كفهآ الأيسر تحت ذقنهآ تمنع بآقي الأكل إللي يطيح من فمهآ وهي تضحك ومعهآ وآئل إللي انسدح على ظهره: هههههه أنآ مدري ليش أضحك ههههههه

رمقتهآ بنظره جآفه مشمئزه: وش ذآ القرف ؟ تآكلون وترجعون !! والمفروض نآكل إنّآ منه كذآ عآدي ؟
تدخل زوجهآ بـ إيمآءه منفعله: الصحن وش كبره وش بيوصلك عندهم تآكلين الأكل إللي يرجعونه !
أطبقت فمهآ بغيظ من دفآع زوجهآ عنهم برغم سوء تصرفهم: المنظر نفسـه مقرف ويسد النفس .. ليش أصلاً يضحكون ؟ شللي يضحك ؟ ولآ هي قلة حيآ – قآلتهآ وعيونهآ على ميسم تخزهآ بـ حقد –
تعدل وآئل بجلسته ينفض الرز عن ثوبـه بـ فمّ مطبق إجبآراً .. أمآ عن نظرة أمّ وآئل الحآقده لميسم فـ كآنت كفيلـه إنهآ تكدرهآ وتسدّ نفسهآ عن أي إنفعآل حتى لو بـ الغصـبّ !

أكملوآ أربعتهم وجبتهم الدسمـه في صمـت إلآ من أسئلـة أبو وآئل لـ ولده عن سفرته وشغلـه وشللي نآوي عليـه بعد شهور العمل المكثف بـ الإمآرآت .. تحت أنظآر ميسم المركزه والمدققه وأنظآر أمه الآمبآليـه ليوقف أبوه عن السفره حآمد ربه وسآئله دوآم النعمـه ممدد أطرآفه يتمغط بكسـل: أجل أنآ بروح أرقـد

وآئل: ههههه يوبـه مآيصير وآلله , إقعـد شويّ لين ينهضم الأكل
أبوه: إيه بقعد شوي على سريري أشرب الببس حقـي
إرتفعوآ حآجبيه بدهشـه خآلطهآ بسمـه , هآز رآسهآ بـ قلّة حيله وإنعدآم رجآء ...

وقف من بعده وآئل و كـفّ يلآمس كـفّ يمسحهم: آلحمـدّلله ...
نآظر ميسم إللي أرجعت رآسهآ لورآ لأجل توصل طوله وتنآظره وكنه فهم عليهآ ووش إللي تبيه: أشيلــك !

قآلهآ ومآسرع مآنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم من بققت ميسم عيونهآ له بتنبيـه .. إلتفت ورآه ليتفآجئ بـ أمه إللي سمعت كلمته من هني وسخن وجههآ هنـي مرتفع عندهآ كل الأمرآض .. من حرآره وضغط وسكـري .. إلآ إنهآ تجآهلتهم عن عمد وهي تنظف الصحون ..
شد شفته السفلـى رآص على أسنآنه توّه يحسّ بزلة لسآنه إن صدق الوصف إنهآ زلـه ! بدآل مآيقول أسآعدك قآل أشيلـك !

....: مدري وآلله , عندنآ بدآل الشغآله ثنتين وأنآ إللي أنظف
رفعت ميسم بسرعه صحون السلطه , حقهآ وحق وآئل من جمبهآ مفرغتهم على السفره إللي بيلمونهآ بـ الأخير ويرمونهآ إلآ إن أمه رمقتهآ بنظره تحقيريه: لآ حبيبتـي .. لآ تتعبين بشيّ مآتقدرين عليـه .. خلـه يشيلــك ويغسلّـك يدينــك !


======
-----------
======



ضهيرة يوم ثآنـي , شمسهآ لطيفـه بآردهـ

نزل من السيآره إللي حملت شعآر المؤسسه آمر السآيق الآسيوي ينزل صنآديق الملفآت بمدخل الفيلآ من دآخل ثم طلب وحده من الشغآلآت توقف معـه لحد مآينزل كلّ الصنآديق .. سألهآ وقطرآت من عرقه تنسآب من عنقه الضخم: هـم فـوق ؟
أومأت إيجآباً هآمسه وبصرهآ بـ الأرض: كلـو فـوق
بلل شفته السفلى بلسآنه ثم رقى الدرج بخطوآت مزدوجـه وهو يفك أزرآر قميصه الكحلـي ..

فتح البآب بسرعه وبدون إستئذآن مسبق بآلطرق لتوقف هي بمنتصف الصآله للجنآح مبققه عيونهآ بتفاجئ من ذآك إللي إقتحم الغرفـه مفتوح شقي قميصه كآشف عن فنيله بيضآء دآخليّه .. وآضح آلتعب والإرهآق من عيونه الوآهنه الذآبله .. وبـ المقآبل تسمّـر هو مكآنه بصدمه مآقدر يتدآركهآ من شآفهآ قدآمه بتنوره رمآديّة اللون أسفل الركبه كآشفه عن سآقيهآ وسويت شيرت فوشآ يحمل الرقم 3 بـ الكتآبه الإنقليزيه على الجآنب الأيسر من الصدر .. تخصّ بـ الأصـل سآلـي , مآتخصّهـآ ! شعرهآ مجدل بضفيره سميكه على كتفهآ الأيمن .. وجههآ البريئ نآعم , صآفـي , فآتــن ..

مآيدري لكمّ من الوقت وقف مكآنه وعلى وضعـه المتيبس المتحجر وهي قدآمه بنفس الملآمح المصدومه المذهوله لحد مآتقفلت عيونه بقوه إجبآراً مخفض رآسه بـ إحرآج وبلمحه خآطفه طلع وصفق البآب وآقف قدآمه ..
بـ الرغم من لسعـة البروده بـ الجوّ إلآ إن كل مسآمآت جلده مفتحـه لآخرهآ مفرزه كميآت غزيره من قطرآت عرقـه المآلح .. ومن بعد هآلموقف مآيدري ليش تضآعف إحسآس الحرآره الدآخليه لدرجه قآربت على الإشتعآل !
" هذي منـو !! لآ سآلـي ولآ أصآلـ ...........!!! "

إنقطع صوت خآطره على صدمه ثآنيه من تذكر وجههآ وتقآسيمه .. هي نفسهآ بـ الصوره إللي معـه .. هي نفسهآ تغريـد .. زوجـة أخـوه !
أطبق فمـه وآلندم يتآكلـه ليعرض بحده وبسرعه عن البآب وتمّ يزرر قميصه مره ثآنيه مغيّر وجهته صوب الجنآح الرئيسـي بـ الدور .. جنآح عآمـر المرشـد ذآتـه !
" شلون رآح على بآلي هآلشي ؟ مآلك متزوج وطبيعي زوجته تكون بجنآحه ! كآن لآزم أفكر أبدل ملآبسي يعني ! هففففف يآذآ الموقف الزفــت ! "

رتب شعره الكثيف المبهذل على الجآنبين وطق البآب بهدوء نآفخ هوآ من فمه المضموم ..
كآنت ثوآني إللي إنتظرهآ لحد مآنفتح البآب ومعه تفتح وجههآ بـ إبتسآمه عدم تصديق وتفآجئ: سنـــــــــد !
جت بتضمه بسرعه وإندفآع إلآ وإبتعد عنهآ خطوه لورآ صآد بكفوفه المفروده قبآل صدره مآنعهآ تقرب صوبه: لآآآ .. مترب ومتعرق وريحتي قرف

سفهته وإرتمت بحضنه محآوصه عنقه بذرآعينهآ: ههههه يآزينهآ ريحتك .. هذي قـرف ؟!
فكته مبتعده عنه خطوه تنآظره بـ لوم مبتسمه: أجل لو مو قرف شلون بتكون ؟!
أرخى كتوفه بـ إحبآط ينآظرهآ بقلة حيلـه مبتسم إبتسآمه قصيره لتميل هي رآسهآ لليمين رآفعه يدينهآ لوجهه وعيونهآ تشـعّ حُـبّ وسعآده: ألف حمدآلله على سلآمتـك
أبعد يدينهآ إللي إحتضنت وجهه بهدوء هآمس بصوت مبحوح من التعب وبآقي الإبتسآمه الذآبله بوجهه المُرهق: آلله يسلمك .. هو دآخل !

....: إيه دآخل , بس لحظـه ! مآلك قآل إنك وآصل من أمسّ ! وين كنت ؟
أخفض بصره ومعه إنخفص صوته: بـ فندق .. لين تزبط أموري وأدور شقـه
بققت عيونها بـ إستنكار: لــه .. وشو له فندق وشقـه ! وهآلبيت بكبره ؟
زفر نفس مهموم متعب: أصآله تكفين نأجل كلآم بهالموضوع بعدين .. حـديّ تعبآآآن , أبي أشوفه وأطلع فوراً أتسبح وأنآم

أطبقت فمهآ بـ ضيق مو عآجبهآ كلآمه بس رحمتـه من شكلـه المرهـق , عيونه ذآبلـه , جفنيه مرخيين وكنـه نعسآن وبآلحيل يفتح عيونـه .. متعرق وشعـره مبهذل ..
....: طيب بعدين نحكـي ..
أومأ رآسه إيجآباً بينمآ وسعت هي عيونهآ بتنبيه: رح نحكـي
إنتفض صدره بضحكه قصيره طير معهآ عيونه بـ يأس .. هذول الحريم نفس الكلآم يقولونـه بـ مية طريقـه مختلفـه !

دخلوآ ثنينآتهم من البآب , وبدخولهـم تعددت ردآت الفعـل .. من إندهآش حآد لـ سآلي , جمـود ولآ مبآلآه من زوجـة أبوه .. إبتسآمه عريضـه من مآلـك .. وخليـط غير مفهـوم من أبوه إللي إهتزت أطرآف يده اليمنى برعشـه وآضحـه وتمّ يغمـز بعينـه اليمنى غمزآت متتآليـه , ترهلـت شفتـه للجهه اليمنـى وسآل معهآ لعآبـه .. شكلـه يبي يقول شيّ بس مآعنده الإرآده .. جزءه الأيمن مشلول مآنعـه إلآ من إصدآر أصوآت متكرره غير معلوم أو مفهوم القصـد منهآ .. ءآآآ ءآآآآ إييي ءآآآ !!!

مشى صوبه بحمآسه مبتسم: يآخي وينك , مآبغيت !
ربت على كتف أخوه الأيسر وهو مقآبله بـ إبتسآمه متعبه: هذآني جيت ..
أعرض عنه مآلك وردّ صوب سرير أبوه جآلس على طرفه: يوبـه شـف .. سنـد جآ أمسّ من مصر آلليل واليوم من بكرة الصبآح وهو مرآبط بـ المؤسسه , قلبهآ فوقآني تحتآني موقف كلّ العمّآل والموظفيـن على رجـل .. مسويّ حملـه تطهيـر , ومرآجعـه فجآئيـه .. جمـع كل الملفآت عن أشغآل حدآش شهـر طآفـوآ .. سنـه بكبرهآ

رفعت سآلي حآجب وآحد وردت بغـرور جآف وهي ترمقه بنظره مشمئزه من فوقه لـ تحته: وليش إنشآلله ؟ بـ الحدآش شهر أبوي طول آلله بعمره كآن إهو المسئول عن كلّ شيّ .. مغير إسبوعين إللي غآب فيهـم ..

خزهآ مآلك بـ حقد رآد من بين أسنآنه: أحدّ قآلك إنه يرآجع على أشغآل السنـه يعدل عليهـم ! إهو يبي يعرف شلون الشغـل عشآن يبدآ هـو ..
إرتفعوآ حآجبيهآ موسعه عيونهآ بـ إندهآش: وآلله ! ليش وإنت وين ؟ وسُهيـل ويـن ؟
مآلك: برآيك أقدر أنآ أستلم الشغـل كلّـه ! ترآني بآدي معه توني .. أو تبينآ نسلمـه لخطيبك سُهيـل طآل عمـره ؟

قوس حآجبيه رآفعهم مطبق شفتيه لحد مآختفوآ بـ إنتظآر هذرة هآلإثنين قدآمه تنتهـي ووآضـح إنهم نسـوآ وينهـم فيه ولآ وشهو إللي جآلسين يحكون ويتحآكون فيـه ...
تحمحـم بخشونـه كآنت كفيلـه لإسكآتهم عن المنآوشـه رآدتهم لأرض الوآقـع ... نآظروه ثنينآتـهم مبلميـن بينمآ تكلّم هـو بهـدوء وعيونه على ذآك الجسم النحيل الممدد بفرآشه لآحول له ولآقوه: ألف لآبآس عليك طآل عمـرك ...

نآظرته زوجـة أبوه بـ إستنكآر من كلمتـه الأخيره – طآل عمرك - .. أحنت من بعدهآ رآسهآ في حنق واضح .. مآخفى عن الجميـع ليردف مآلك بـ إبتسآمه متوتره لتغيير الجوّ إللي تكهرب مربتّ على ظهره بهدوء: إجلس إجلس
نآظره سند بغموض مضيق عيونه ثم زمّ شفتيه محوّل نظرته الغآمضه آلمخيفه من مآلك لـ أبوه إللي كآن يحآول جهده يثبت نظره عليـه ووآضح من حركة نصفه الأيمن المرتجفـه إنه يعآنـي ولآهوب قآدر !

....: برد للفندق , أبيك بكرآ بـ الشركه على ثمآن الصبآح
بقق مآلك عيونه بتفآجئ تجآهله سنـد إللي أخفض رآسه لـ زوجـة أبوه إستئذآناً منهآ للإنصرآف ومآسرع مآلحقه مآلك قبل يتلفت: لحظـه إنت ..
إلتفت لـه بدون رد ليكمل مآلك بـ إستفهآم: على وين ! ترآ مجهزينلك غرفـه هنـي ..
أصآله: إيه يآسند .. قد جهزنآ لك غرفـه بـ البيت ..

جآ بيتكلـم إلآ وإقتحم الغرفـه صغيـره مآليهآ الصخب والحمآسـه والإندفآع , وجههآ متوردّ بـ إبتسآمه طفوليّه بريئـه صآدقـه وهي تجري صوبـه بصوت جهوري: ثآنـــــــــــــــــآآآآد
إتسعت عيونه بـ دهشـه مصحوبه بـ إبتسآمه من إحتضنت سآقه مرجعـه رآسهآ لورآ لأجل تشوفـه: كل هذآ ثفـر .. مآبغيـت !
نآظر سند بـ أصآله مرخي كتوفه وبعيونه نظرة يأس .. نفس إللي قالته أصاله من شوي بنتها الحين تقوله: إقلب القدره على فمهآ
أصآله: ههههه تطلـع البنت لأمهآ
وقفت سآلي وبوجههآ عبوس وآضح: فيـدو منو جآبك ! – نقلت نظره لأختهآ وأكملت – بآقي مآكملت إسبوع عندهم !

توهآ أصآله وتستوعب إن بنتهآ مآ كملت بعدهآ إسبوع الإقآمه عند عآيلة أبوهآ .. إعترآهآ القلق , سألت بعيون محتده: مآمآ ليش جيتـي اليوم ! صآير شيّ ؟
فدوى: شفيييكـــم !! جلثت أثيح عليهم وأبكي أبغى أرجـع عشآن ثنـد ..
شدت فمهآ بـ إبتسآمه محبطـه: إنتي مآفي فآيده منك .. ليتني مآعلمتك
بوزت بتكشيره طفوليه إعترآضاً: يآويلك لو مآكنتي علمتيني إن ثنـد جآي من الثفـر

....: فيدو عيب , قولي خآلو ثنـد
أشرت بسبآبتهآ على جآنب رآسهآ بمعنى – كيفي كذآ - : عآدي أثلاً أقول ثنـد وبث ذي مآلك وبث وذي ثآلي وبـث ..
رجعت وتعلقت بسآقه تنآظره من تحت: جبت ليّآ هديّه من مثـر ؟ مآمتك شلونهآ الحين ؟ كويثـه ؟
أحنى جسمه للأرض وشآلهآ على ذرآعه الأيسر هآمس بتعب: إيه كويسـه .. تعآلي معآيآ نتكلم برآ
ألقى للجميـع نظره سريعـه شملتهم ثم إستأذن بهدوء وعيونه على أبوه: عليك العآفيـه ..
مشـى والأنظآر كلهآ تشيعـه وفدوى على ذرآعه .. دآعب خدهآ الممتلئ بطرف خشمه الحآد: مستعده تشتغلين معآي ؟

إتسعت عيونهآ بفرحه طفوليه: ذي قبـل ؟؟
سند: أهـآآ .. فيـه وآآآآآآآآجد ملفـآت وأبغآك ترتبينهآ .. قدهآ ؟
لعبت له حوآجبهآ بـ إبتسآمه مآكره مستمتعه وهي تفرك يدينهآ ببعض: قدهآ ونـث يآحِلـو
صوت من وراهم ضاحك: هههههه وإنتي كل مآ أحد قآلك قدهآ جآوبتيه بنفس الرد !
إلتفت سند ورآه ليشوف مآلك لآحقهم بينمآ رمقته فدوى بنظره تحقيريه ونفضت شعرهآ صآده عنه: إنت لآتكمنـي ..

مآلك: لآتسمـع منهآ , هذي وصيتهآ بشيّ ومآسوتـه , قآلك قدهآ ونـص !
برقت له عيونهآ بتهديد: إثمــع إنــت ,, أنآ ثويـت إللي عليّآ , بث هذي تغريد ذوجتك مدري إيش فيهآ .. مآتعطي لأحد وجـه .. مآطلعت ولآ كلمتنآ من يوم ثآفرت .. حتى إني دقيت عليهآ البآب ومآفتحت ليّآ .. – قلبت عيونهآ ثم أكملت بهمس شبه مسموع بنبره مشمئزه – وجــــع
....: وش وش ! شللي قلتيـه عيديه !
سند: ههههه خلآص عآد فكّ البنت

مآلك: سند إسمع , روح فندقك وجيب أشيآئك
جآ بيتكلم سند إلآ وقآطعه مآلك بجفآف: مآفيـه .. مو بترآجع الملفآت ! أنآ بعد أبي أرآجعهآ معك وأتعلـم ويّآك ..

حركت فدوى رآسهآ بالنفي مضيقه عيونهآ بـ مكـر: إيييييه منتب ثهـل
مآلك: ههههه وش ذي البنت أعوذ بآلله ..
بآسهآ سند برقه من خدهآ الممتلئ: ههههه فديتهآ
ردت له فدوى البوسه على خده محآوطه رقبته بذرآعينهآ القصآر: وأنآ كمآن فديتك
طيّر مآلك عيونه بتململ: لآحـوووول
نفضت شعرهآ بحركتهآ المعتآده: حثـود , حقـود , غيـرآن



/
/

حلم الحياه 14-08-16 03:28 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/



فتحت بآب اللآند كروزر البيضآء ونزلت من مكآنهآ بسرعه تحت أنظآره البآسمه .. وبنفس السرعه فتحت البآب الخلفي بعدمآ طقت عليـه بقبضتهآ منبهتـه لأجل يفتحه لهآ وإهو مكآنه ..

طلعت العربـه المطبقـه وفكتهآ فآتحه عجلآتهآ محركتهآ صوب البآب الثآني إللي فتحه هو وشآل ولده نمـر من كرسيه المخصص للأطفآل بعدمآ فك حزآم الأمآن من على صدره وإللي كآن بشكل حرف الـ x بينمآ لفت هي بسرعه من ورآ السيآره فآتحه البآب من الجآنب الثآني وفكت أنسآم شآيلتهآ بعجله وصآرت تعدي فيهآ لحد مآوصلت عنده منزلتهآ بمكآنهآ المخصص بـ العربه فوق وتحتهآ نمـر ..
....: ههههه شوي شوي شفيك إنتي !
خزته بتوعد شآده فمهآ المطبق: فهيييييييـــــد
أول مآ ربط أحزمة الأمآن عليهم إلآ وجرّت العربه بسرعه مبتعده عنه: يلآ بــآي

....: ههههه وقفي يآبنت خلّ أدخل معك وأسلّم ع الرجّآل !
جآه صوتهآ من بعيد مأشره له بيدهآ: خلص فآهد بعدين .. لمآتـمرني صير اقعـد معه شويّ
هزّ رآسه بقلة حيلـه مبتسم بـ إحبآط .. هذي البنت مآيندرى عن إللي تحسّه وإللي تسويّه .. وينهي من ثلآث أشهر كآنت مثل الشبـح .. كمآ الأموآت .. الغريب إنهآ برغبتهآ إبتعدت عن خطيبهآ وبدون علمـه سآفرت , خطيبهآ نفسه إللي من أول يوم وصولهآ للسعوديه صآجتهم وتبي تروح له , تبي تشوفه .. مآصدقت وطلعت شمـس الصبآح إلآ تجهزت ومعهآ التوأم تبـي تفآجئـه ! وكأنهم عذر يمنعـه من لومهآ ومعآتبهآ !

فتحت لهآ الشغآله الوحيده بـ البيت أول مآدقت الجرس وبلقآفه مطت رقبتهآ تشوف وشهو إللي ورآها: آدم بآقـي موجود ؟

أومأت رآسهآ بـ الإيجآب لتهمس مره ثآنيه وكنهآ تخطط لشيّ في السرّ: وبآقـي نآيــم ؟
ردت وأحنت رآسهآ بـ معنى ( نعم ) .. وعلى وقع الحركـه دفت ورده العربه موخرتها إجبآراً عن البآب موسعه لهآ وللعربه طريق ..
وقفت بـ المنتصف تمرر أنظآرهآ بـ المكآن حولهآ إلآ وتطيح على الشغآله المبلمـه مكآنهآ وتنآظرهآ بـ إستغرآب .. دنقت رآسهآ بـ الحيل لأجل توصل لطول الشغآله الآسيويّه آلقصيره وإللي كآنت كمآ القزم قدآم عملقـة وردهـ وطولهآ الفآرع ..

ضيقت عيونهآ هآمسه بـ أذنهآ: بسّـآم موجود ؟
حركت رآسهآ بـ النفي وبعدهآ مبرقه عيونهآ من تصرف ورده وإسلوبهآ وللحين مآتدري منهي ولآ وش إللي تبيه وشلون اقتحمت البيت بهآلعنـوه لتقآطـع الموقـف نآهـد بنبره متعجبـه , مستنكـره ومذهـوله: وردهـــــ !

إلتفتت لهآ بوجه ممتلئ بـ إبتسآمه صآفيه: نآهـــد !
إقتربت لهآ مميله جسمهآ عليهآ لأجل توصل لطولهآ الممآثل لطول شغآلتهآ , وسلمت عليهآ بـ حرآره: شلـونك آلحيـن ؟ - نآظرت ببطنهآ البآرز وميلت رآسهآ بشقآوه مبتسمه – وشلونـه النونو ؟
شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه بآهته مآسرع مآختفت: آلحمدلله ..

إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستغرآب توهآ تتدآرك هيئة نآهـد الجآهزه والمستعده للخروج بـ حجآب سآتر كآمل: إنتي طآلعــه ؟
بلعت نآهد ريقهآ بـ إمتعآض خفـي: إيه طآلعـه ,, بروح لهلـي أزورهم
فتحت فمهآ بـ إستيعآب: أهـآآآ ,, - عضت على شفتها السفلى بـ أسف – أخ , يآشين مفآجئتي .. كآن ودي تجلسين معي أنآ وآدم
شدت فمهآ الرقيق بـ إبتسآمه صفرآء حآنقه كآنت أقرب لتعبير الإشمئزآز عن إنهآ تكون إبتسآمه ثم سألت بعيون حآئره: مآقلتي لي بتجين يوم إنك دآقه علي !
....: ههههه إيه أنآ دقيت أسأل بس آدم موجود بـ البيت أو لآ .. مثل مآقلت لك بغيت أسويّهآ مفآجئـه ومآحبيت أعلمك إني بسكر معك آلخط ثم بجيـك هههه وشرآيك عآد !

نفثت زفره مسموعه مصحوبه بـ إبتسآمه قصيره بآهته وعيونهآ على عربة الأطفآل: منو ذولـي ؟
مآلت ورده على جمبهآ الأيمن تنآظرهم بـ حُبّ مبتسمه: عيآل فآهـد أخوي ..
أقبلت صوبهم نآهد بقدم مسيرّه إجبآراً بلآ إرآده ,, إمتلآ صدرهآ بنفس قويّ من إحسآس الرهبـه , وغصباً عن إرآدة تحكمّهآ أدمعت عيونهآ وهي تتحسس فمّ الصغيره هآمسه بنبره خآفته: مآشآلله ..
ورده: عقبآلك إنشآلله ,, آلله يتمم حملك على خير
نآظرتهآ بسرعه , وجههآ الممتلئ الصآفـي سآكنه ملآمحـه .. مآتتمنى شيّ غير دعوه صآدقه ومن قلب مثل إللي قآلتهآ وردهـ ..

ردت ونآظرت فيهـم سآئله بنفس النبره المسحوره: همّ توأم ؟
ورده: هههه أكيد .. هذي أنسآم – أشترت على الصغيره بملآبسهآ الورديـه وطآقيّه قطنيّه ورديه على رآسهآ الصغير ثم أرخت سبآبتهآ مشيره للي تحتهآ بنفس الملآبس المطآبقه بـ الشكل إلآ بـ إختلآف اللون .. كآن لونـه أزرق وعلى رآسه نفس الطآقيّه لكنهآ زرقآء – وهذآ نمــر ..

همست نآهد بـ إنبهآر وعيونهآ عليهم بـ ذهول: نمـر وأنسـآم ! مآشآلله ..
تحسست ورده ظهر نآهد بـ حُب: ممكن أطلبك شيّ
نآظرتهآ بـ ضيآع ونصف إنتبآه ,, عقلهآ وقلبهآ وكلّ كيآنهآ مع الملآكين الصغيرين بهآلعربـه ..

أكملت ورده بـ إبتسآمته الرقيقه: خليك وآقفه معهم شويّ لين تدلني الشغآله لغرفـة آدم .. ممكن ؟
بلحظـه إنحلّ السحـر , إنطفت لمعـت عيونهآ لتحتـد بـ دهشـه عميقه سآئله بعدم إستيعآب: غرفـة آدم !
بعدهآ الإبتسآمه بوجههآ: إيـه , أبي أصدمـه فينـي وأشوف ردة فعلـه
....: بس آدم نآيـم ؟
بققت عيونهآ بسعآده: جـــــدّ !! عآد ذآ عزّ الطلــب .. آلحين بيخترع ههههه
ولتهآ ظهرهآ بـ حماسه واندفآع مأشره للشغآله تقرب عليهآ: غرفـــــة آدم !

عيونهآ محتده بنظره ثآقبـه , حآقـده , مشتعلـه وحآرقـه ...

رصّت على أسنآنهآ بقهـر للحدّ إللي معـه أصدرت أسنآنه صـوت جــزّ مُزعـجّ وعيونهآ تلحقهآ هي والشغآله إللي إختفوآ ثنيناتهم مع آخر درجـه رقوهآ للطآبق الثآنـي إللي فيـه وقفت قبآل بآب غرفتـه ثم أومأت براسها شكرا للشغآله إللي دلتهآ للطريق مبتسمـه بـ امتنان .. بآدلتهآ الشغآله الإبتسآمه ثم مشت عنهآ تاركتهآ وهي تسحب نفس عميـق زفرته ببطـئ من فمهآ المضموم ثم طرقت البآب بهـدوء عآضه على شفتهآ السفلى بـ قوه علّهآ تكبـح جموح خليط المشآعر إللي إنتآبتهآ بهآللحظـه ...

فتح البآب مقآبلهآ بفتحـة فمـه وهو يتثآوب متخصر بيسرآه وبيمينه يمسـح على شعـره إللي زآد طوله موصل لأسفل شحمتـي أذنه ..

توّ مآفتح عيونه النآعسه إلآ ويلقآهآ بوجهه مطبقـه فمها بـ إبتسآمه مغصوبه ع الإختفآء ..
بـ التصوير البطيئ إرتخى جفنه الأيمن وإرتفع حآجبه الأيسر بـ إندهآش استنكاري !
وبنفس الحركـه البطيئه مسحته هي من رآسه لأطرآف رجولـه بنظره ثآقبـه متفحصـه لشكلـه إللي أول مره تشوفـه بـ سروآل أبيض لمنتصف سآقه وفنيلـه دآخليّه نـصّ كمّ !

....: يعني مو إحنآ بس إللي يتغير شكلنآ بـ المكيآج ؟
آدم: ..........
أحنت جسمهآ لقدآم ويدهآ على صدرهآ , مآعآد فيهآ تكتم ضحكهآ: ههههه مسسسخـره هههههه آآآآهـ ههههههه
....: وردهـ !
إلتفتت يمنه ويسره بترقـب ثم دفته من صدره بكفهآ المفرود جآبرته على الترآجع لـ ورآ وبعدهآ ملآمح البلآهه بوجهه الجآمد !
تمت وآقفه قبآله , وجهاً لوجـه .. عيناً بـ عيـن ..
إنعقدوآ حآجبيه وإحتدت نظرة عيونه الضيقـه , أطبق شفتيـه وشدّ فمـه مضيق من فتحتي خشمـه .. بآنت غمآزة خده اليُسـرى العميقـه !

مآل رآسهآ لليمين بـ إبتسآمه مطبقـه وعيونهآ على غمآزته البآرزه من شـدّ وجـهه بحنق وعبوس ... بللت شفتيهآ هآزه رآسهآ بـ النفي مبتسمه ثم رمقته بنظرة غآمضـه كآنت أقرب للإغرآء .. تمردت فيهآ على خجلهآ للمرحلـه إللي أوصلتهآ إنهآ تمدّ ذرآعيهآ ملفوفين حول عنقـه , وبـ جموع عوآطف ومشآعر متأججه ضمتـه وبكـلّ قوتهآ ...
كآن فعـل من طـرف وآحـد .. قآبل إندفآعهآ تجآهه ببرود , جمـود , وبلآهـه ..


....: إشتقت لك يآ آدم
تمّ على وضعـه المتيبسّ , المتحجـر تحت وقع الصدمه والمفآجأه ..
توّه أمسّ كآن ببيت أبوهآ يسأل عنهآ , إلآ وتفآجئ بـ الردّ من لسآن فآهـد المتعجـب ..
....: وردهـ بـ مصـر من شهريـن ؟!
وآلحين هي بغرفتـه ! قدآمـه ! وبحضنـه !

ثبت يدينه على كتوفهآ وأبعدهآ بهدوء عن صدره , تلآقت عيونهـم متضآدة النظرآت .. ليقطع الصمت بهمس مبحوح , غير مصدق , غير مستوعب: وردهـ !

....: ههههه شفيك إنت ! شكلك بآقي تحت تأثير النوم .. إيه وردهـ
بلع ريقه بصعوبه وبعدها عيونه محتده بعدم إستيعآب: شتسوين هنـي ؟
بوزت بـ تكشيره مصطنعه موجهه له نظرة لـوم: إيش هآلمقآبله !
إحتضن وجههآ بكفيه مشدد عليه: إنتي جدّ وردهـ !
ثبتت يديهآ فوق يدينه: ههههه إنت شفيك ! ههههه إيه وربي أنآ وردهـ

....: أمس كنت عندك بـ البيت , كنتي بـ مصـر ؟
بلعت ريقهآ خآفضه بصرهآ للأرض ثم أنزلت يدينه على وجههآ مردفه بصوت منخفض وبنبره أقرب للتبرير متأسفـه: كآن لآزم أعلمك قبل .. أنآ آسفـه
....: آسفـه ؟
نآظرته بـ توجـسّ من إستشعرت الإستنكآر بنبرته مبلله شفتيهآ ..

....: شنو شكلـي وأنآ مدري عن خطيبتي وينهي فيـه ! شنو شكلـي قدآم إخوآنك وأنآ أسأل عنك وأنآ مدري وينك فيـه !
إرتفعوآ حآجبيهآ بسذآجه: وإنت توك تذكرت تسأل عني هلـي أمـس ؟
ألجمـه سؤآلهآ مجبره على إلتزآم الصمت .. ولولآ نجم بـ الأسآس ولآ مآكآن بعمـره سأل !
زفرت نفس هآدي مسموع من خشمهآ ثم أكملت بنبره حآنيـه: نفسيتي كآنت حيل تعبآنه يآ آدم , مآكآن فيني أشآركك بآللي أحسّه لأني مآلقيت هالمبآدره منك إنت بـ الأسآس .. جرحتني ببعدك عني وقت إللي مآكنت أبيّ شيّ بهآلدنيآ إلا إنت ..

تعلقت أنظآرهم للحظآت قطعتهآ من أكملت بنفس النبره الهآدئه الدآفئه: من يوم خطبتنآ وإحنآ بـ توتر .. علآقتنآ متوتره , مآهيب مستقره .. فيهآ شيّ غلط , من نآحيتك ومن نآحيتي .. أحسّ إن مآحد فينآ فآهم الثآني مع إني إعتقدت بـ الأول إنآ حيل متشآبهين وبينآ قوآسم كثيره مشتركه .. بس الظآهر إني كنت غلطآنه .. – سحبت نفس من فتحة فمهآ الصغيره ثم أكملت – مآهوب عآجبني هآلتوتر , بس مقدر أنكر إني ممتنـه لهآلشيّ .. لأنه – شددت على كلمتهآ بـ تنبيه – وشخصياً .. قدرت أعرف آدم منو يكون بحيآتي .. أنآ أحبـك يآ آدم

إتسعت عيونه بذهول متبآطئ , مترآخي لتهزّ هي رآسهآ بـ التأكيد: إيه أحبـك .. برغم كلّ شيّ وكلّ إللي صآر أحبـك .. أدري إنك تبآدلني نفس الشعور بس مو بنفس الحجـم بس صدقني هالشيّ كآفينـي .. قليلك لي كثيـر يآ آدم .. لآ تخلينـي ترآ وآلله أحبـك !

إنبسط حجآبه الحآجز .. رخت أنفآسه .. أسدل جفنيه بهدوء مغمض عيونه بتعبير أقرب لليأس !
فتح عيونه بهدوء وبهدوء أكثر غزر أصآبعه بـ عظم كتفهآ الأيسر سآحبهآ عليـه لتستقر بـ حضنـه مغلفـهآ بـ ضمه حنونه ودآفئـه: قلتلك مآرح أخليّك حتى وإن بغيتي إنتي هآلشـيّ ..
قآلهآ ثم أبعدهآ بسرعه ينآظر بعيونهآ المتلألأه بـ إبتسآمه: شفتيني وأنآ أمثل إني قآسي !
ورده: ههههه مآيليق لك القسـوه
آدم: آلورد مآله إلآ الحنآن والرقّـه ......... – تحسس زآوية فمهآ من الطرف الأيسر وأردف بعذوبـه – يآوردتــــي

....: لآتزعـل مني تكفـى
شدّ فمه بـ إبتسآمه قصيره: هههه لآ تترجيـن .. إنتي بس آمري وتدللي
أقفلت عينهآ اليسرى رآفعه حآجبهآ الأيمن بـ مكر: وإنت بتنفذ يعني إذآ أنآ تدللت وأمرتك ؟
إنتفض صدره بضحكه خفيفـه سآحبهآ لصدره مره ثآنيـه لتكشف عن ذيك إللي ورآهـم ترآقبهم بعيون مشتعلـه من آلغيرهـ .. مصوبـه لعيونه إشآرآت حسيّه , غآضبـه , حآقـده , كريهه ولئيمـه ..
أظلمت عيونه بـ إبتسآمه شمآته حسيّه " شوفي يآنآهـد .. شوفي وملّـي عيونك .. عسى إنك تفهميـن .. مآلك بحيآتي مكآن "

قآلهآ بقلبـه ثم حآوطهآ بيدينه رآفعهآ عن الأرض مسآفه أطلقت من بعدهآ صرخة فرحـه بـ إندهآش: آدآآآآآآآآآم
رجع رآسه لورآ رآفع لهآ عيونه: لبيــه
ثبتت يدينهآ على كتوفه وبوجههآ إبتسآمه عريضه: شللي تسويه إنت ؟ نزلني
حرك رآسه إعترآضاً مقفل فمـه وبـ التزآمن مع هآلوضـع إرتفع صوت صرآخ بآكـي لطفـل صغيـر .. لآ إرآدياً نزلهآ لتستقر رجولهآ بـ الأرض مصدره شهقه تدآركتهآ ويدهآ على فمهآ: يــوه يـوه ! نمـر وأنسآآآم

إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم: منـو !!
ورده: توأم فآهد أخوي .. جبتهم معي ونسيتهم .. يللآ إمشّ معي
جت بتلف إلآ ويمسكهآ من معصمهآ موقفهآ: لحظـه شويّ
نآظرته والتشتت بوجههآ: العيآل تحت يآ آدم
آدم: هههه خلآص عآد سكتـوآ مآفيه صوت

ورده: ههههه وإنت شللي تبيه آلحين !
آدم: أبي نكمـل
إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم فهم: نكمل شنـو !
آدم: يعني .. آلحضـن , وكلآم الحُـب
ورده: ههههه زش ذآ التفكير .. ههههه وخر عني خلّ أنزل
آدم: بس إنتي ليش طويله كذآ ؟
رفعت حآجب وآحد وهي تخزه: ليش إنشآلله وش فيه طولي ؟
آدم: كنت أبيك قصيره ..
تكتفت وبعدهآ رآفعه حآجب وآحد وتهز برجلهآ اليمنى الأرض: عشـآآن ....!
رفع كتوفه مآط شفته السفلى لقدآم: عشآن لمآ أشيلك ألقآك توآجهيني وجهاً لوجه .. مو أشيلك وأضطر أرجع رآسي لورآ وأرفع عيوني لك أشوفك !

ورده: ههههه إنت مآعندك سآلفه .. إمش بسّ خل ننزل
جتّ بتصد عنه إلآ وردّ سحبهآ بسرعه من معصمهآ وبآلقوه إستقرت بحضنـه العنيـف ليهمس لهآ بنبره متوعده مثيره: آخــر مـره تسوينهآ يآورده وتبعديـن عنـي !



/
/
/



دخلت للمجلس وهي تطوح ذرآعيهآ ريحه وجيّه متأففه بـ تململ لتسألهآ ذيك إللي جآلسه قدآم التليفزيون وتنآظر بـ مسلسل كويتي: هآآ ! شلونهآ الحين ؟

جلست بـ الأرض متكيّه على متك بـ كوعهآ الأيمن: بخير آلحين .. أحسن من أول الحمدلله
لوت فمهآ بـ إمتعآض: أختك ذي معوره قلوبنآ .. هي بـ أي شهر !
أطبقت فمهآ زآفره نفس ضآيق من فتحتي خشمه رآده بـ حنق: بـ نص السآبـع
رفعت ذقنهآ بـ إستيعآب: إييييييه .. آلله يستر ويتم ذآ الحمل على خير
أشبكت أصآبعهآ ببعضهم شآده فمهآ بـ إستيآء: إنشآلله .. إدعي لهآ

....: مآنيب مقصره وآلله .. مآشفتيني يوم طآحت علينآ شسويت ؟
طيرت عيونهآ بتململ .. مفضلـه السكوت عن الكلآم .. ولآ وش إللي بتقوله رداً على زوجة أبوهآ ذي اللي مآعندهآ سآلفه ! ومآسرع مآتكفلت ريتآج بـ الرد: يومه أحسك كنتي تمثلين ههههه كنت مرتعبه على نآهد يوم طآحت ومن شفتيك تصيحين وتلطمين وجهك قمت أضحك ههههه !

....: لأنك قليلـة الحيآ والحشم تضحكين .. تكذبين أمتس أجل ؟
مطت شفتى السفلى وعيونهآ بـ الأورآق المدبسه تقرآهآ بتجآهل: مدري كذآ حسيت

سفهتهآ موجهه نظرهآ لـ صيته: طيب شللي عندهآ ؟ وليش طآحت !
صيته: مدري , جآهآ هبوط
تدخلت ريتآج بلقآفه: إنتي مو قلتي نتيجـة صدمه !
كشرت أمهآ بـ إستخفآف: أي صدمـه ؟ ومنو إنشآلله إللي بيصدمهآ !
ريتآج: هي أصلاً جآيه من بيت زوجهآ مصدومه جآهزه هههه
خزتهآ صيته بـ إحتقآر بينمآ وسعت ريتآج عيونهآ ببرآءه مزيفه: شفيـك تشمقيـن ؟
صيته: إنتبهي على كلآمك زين سِت ريتآج

إعتدلت من نومتهآ على ظهرهآ لتجلس متربعه منزله الأورآق من يدهآ مقلبه لهآ عيونهآ بـ إشمئزاز: خير إنشآلله ! وشبـه كلآمـي ؟ أنآ أقول من أول مآوصلت عندنآ وهي وجههآ مصفّـر وعيونهآ حمرآء ومفقعه وآضح إنهآ ميته بكـآء , ومن أول وهي تنكر ووآضح الكذب بوجههآ .. نسولف وهي شآرده لين طآحت .. وينه خطآي ؟ خلّ أبوي يدق على بسّآم زوجهآ ويعرف شنو السآلفه ! لآتغثينآ بـ أختك
صيته: مآ الغثـه إلآ إنتي ووجهك الغثيث .. عمـى إحترميهآ وهي أختك أكبر منك
مددت رجولهآ قدآمهآ رآفعه رجل فوق رجل بقلة إحترآم: مآلي خوآت أكبر منـي .. إخوآني سلطآن ومحمد وركآن .. فقــــــــــط .. أوكـي ؟
قوست فمهآ لتحت بتجعيدة قرف: وحدتن مآتحشم لآكبير ولآ صغير مآ أتشرف فيهآ أختن لي
تأففت بطفـش سآفهتهآ وهي ترفع ملزمتهآ الورقيّه: هذي سآلي بنت المرشد متى بنفتك من خشتهآ النحيسـه ؟

....: وإنتي مآعندتس سآلفه إلآ هآلسآلي ؟
غمضت عيونهآ فآتحه فمهآ بـ دعوه عميقه: جـــــــــــــــــعلهآ السّلآل
نآظرتهآ صيته بـ إستنكآر شديد تجعد معه وجههآ لتستوعب ريتآج هآلنظره وتسفههآ وهي تقلب الأورآق: يومه مدري شللي جآبهآ عندنآ ! المفروض إنهآ تدرس مآده لـ سنه ثآنيه , وش إللي طرآلهم وتغير الجدول .. صآرت تحآضرنآ بـ الشرآكه مع دكتوره ثآنيه فـ مآده وحده , مبثرتنآ مآل المرض جعلهآ المآحي
صيته: أعوذ بآلله منك ومن زفآرة لسآنك !
ريتآج: إنتي محد وجهلك كلآم .. خليك بنفسك ولآ تنحشرين أوكي ؟
لوت فمهآ بـ إستيآء وتجآهل رآفعه الكرت سكريّ اللون بيدهآ ..

تمت تنآظره بـ إعجآب .. ورقته كرتونيّه سميكـه .. غلآفه مطرز بـ للآلئ ذهبيّه مشغوله هآند ميـد ..
" ثقيل الكرت .. كل هذي مبآلغه بتصميم شيّ بينقرآ مآبدآخله ويركن على جمب !! "
سحبت الشريطه الستآن الذهبيّه المنعقده بشكل فيونكـه ثم رفعت الغطآ المطرز سآحبه الورقه المطبوعـه بدآخلـه ... دعوه لحضور حفل عقد قرآن وزفآف ...

إنشد فمهآ بـ إبتسآمه رقيقـه مطبقـه وهي تمرر عيونهآ اللآمعـه على كلّ كلمـه لحدّ مآستقرت أخيراً على إسم نجل الأول ...عُـديّ .. كذآ آن إسمه مكتوب وبتكلـف بـ كريستآلآت صغيره تلآصقت بحرفيّه لتشكـل إسمـه بشكـل لآمـع برّآق .. نجل الأول عُـديّ .. كريمـة الثآنـي نسمـه !
كسآهآ ذهول عآتي وعلآهآ صمـت عميــق ..
إندهش نظرهآ لحظـه قبل ان تدخل في دوآمة أفكآرهآ المشتته ومشآعـرهآ المضطربه .. لتجفل على صوتهآ الصآرخ بـ لهجه سآخره ونبره هآزئه: لآتحلميــن أحلآم بآريسيّـه وأنتي تعيشيـن وآقـع صومـآلـي !

تدخلت أمهآ بنفس النبره الهآزئه: وإنتي بعد لآتتحلمين .. ترآ وآقعهآ هو وآقعك
ريتآج: ومنو قآل إني أتحلّم .. الأحلآم السخيفه هذي لصيته وأمثآلهآ .. وعموماً الكرت مآعجبني .. من زود البطرى عآد مشغلين الكرت بـ اللولو المطرز ؟ سلآمآت وينآ فيه !

قلبت عيونهآ لآويه فمهآ بعدم إقتنآع لكلآم بنتهآ ثم أردفت بعقدة حآجبين توهآ تتذكر: وإنتي من وين لك هآلكرت ؟
ريتآج: شفته بشنطة نآهد وأنآ أدور جوآلهآ ,,
....: ونآهد بتحضر هآلزوآج ؟
مطت شفتهآ السفلى بعدم معرفه: مدري
....: ليش مآتروحين معهآ ؟ ذآ زوآج بيحضره كل العوآيل البطرى إمكن حرمتن تشوفك منآ ولآ منآك وتطلبك .. غيري ذآ الوآقع الصومآلي

إنعفس وجههآ بتجهم: تخســـى نسمـه بنت شبيب المآلكي أحضر زوآجهآ .. مآلت مآبقى إلآ هي وخشتهآ .. يآشين ميوعتهآ , مآصخـه وشآيفه نفسهآ على إيش مدري .. رحمته المسكين زوجهآ .. آلله يعينه , بتبثره وتغثـه لين تبط كبده

قآلتهآ ونآمت على ظهرهآ بلآ إهتمآم رآفعه الملزمه لوجههآ: جعلهآ تنتكـس !

حركت أمهآ رآسهآ بـ النفي مطبقه فمهآ بقلة حيله ثم نآظرت بـ صيته إللي بعده الكرت بيدهآ اليسرى وبيمنآهآ تتحسس بأنآملهآ إسمه البآرز بـ الكريستآلآت .. عـديّ , عـديّ الزوج المسكيـن على قولـة ريتآج .. مآ المسكين إللي إنتي يآصيتـه !
حآوطهآ السوآد ليحجب عنهآ الرؤيه كآمله بمحيطهآ إلآ من لون الكآرت السمنـي بيدهآ المرتجفـه ..
إبتلعت ريقهآ والمرآره بحلقهآ مطأطأه رآسهآ بـ حُزن عميـق وإنكسآر تأجج من نظرة عيونهآ المتألمه والممتلئه بقطرآت دموعهآ المآلحه ..

تزآحمت الشهقآت البآكيه دآخل صدرهآ المشتعل , كمّ النكبآت النفسيّه المتكآبله والمتوآليـه عليهآ أكبر من طآقتهآ على الإحتمآل وقدرتهآ على الصمود .. كلّ صدمه نفسيّه كآنت أشبه بـ دقة مسمآر مؤلمـه لقلبهآ .. كل مآله المسمآر يغوص أكثر بـ إخترآق مؤلم أكثر وأكثر ..
لتهمس في قلبهآ الممزق وهي في غمرة الحُزن والأسـى والإنكسآر بـ جزع وإعترآض لحكم القدير والقدر: لــــــيش يــــــآرب ؟


/
/
/

بـ عرض السرير نآيمه على بطنهآ محركـه رجولهآ بـ الهوآ ريحه وجيّه بيدهآ جوآلهآ إللي رمته بـ طفش متأففه: فففف يآحمآره يآنسمه .. أنآ بتطنشينـي !
مشت صوب شمآعتهآ العموديّه الإستيل السودآء رآفعه لهآ شيلـه عريضـه مغطيه بهآ رآسهآ وكتوفهآ بـ نصفهآ العلوي كآمل طآلعه برآ جنآحهآ بخطوآت إعتيآديّه لحد مآوقفت بـ أول الممر تنآظر ببآب جنآحهآ مضيقه عيونهآ بـ إستغرآب " الزفته دآرين دي بئآلهآ فتره مشوفتش وشهآ !! "

أطلقت آهه مهمومـه أرخت معهآ كتوفهآ بيأس وأغمضت عيونهآ بـ همّ " وكمآن الزفت رآئف مشوفتش وشـه .. دآ أكيد مش طبيعـي ! تلت شهور ميرقعش بيته !! وأمه عآدي عندهآ كدآ ! نفسي أعرف إيه العيلـه إللي أنآ عآيشه وسطهم دول ! دآ لو عُمـر فوّت يومين ورآ بعـض مزآرش مآمآ بتئلبهآ منآحـه ! "

أعرضت عن الممر الأوسط المؤدي بنهآيته لجنآحهآ صوب الأسنسير وصولاً لوجهتهآ .. جنآح نسمه إللي قلبت لهآ عيونهآ بتحقير من فوقهآ لتحتهآ ثم سفهتهآ بحركه وآضحه تكلم دآدآ عآئشه: دآدآ خذي هذآ معهم حطيـه ..

بنبره هآزته كلمتهآ: وشك ولآ وش الئـمـر !
طآلعتهآ نسمه من قآلت كلمتهآ ثم رمقتهآ بنظره تقييميه لشيّ مو عآجبهآ رآفعه حآجب وآحد ومآسرع مآسفهتهآ ترتب بـ أكوآم الملآبس الجديده المنتثره حولهآ وعلى سريرهآ , مقآبلهآ الدآدآ عآئشه على الطرف الثآني من السرير وبـ الوسط شنطه مفتوحه يصفطون فيهآ الملآبس ..

لوت فمهآ بـ إنزعآج ثم أبعدت الشيلـه عنهآ حآذفتهآ على الصوفّآ الورديّه مردفه بهدوء: دآدآ ممكن تسيبينآ شويّه ؟
نآظرت الدآدآ بـ نسمه بـ إنتظآر ردّ الفعل التأكيدي منهآ لتنفيذ طلب حور إلآ إنهآ تجآهلت وعن قصـد مآده لهآ بنطلون مصفط تحطه بـ الشنطـه ..
بسرعه وقبل تمتد يدّ الدآدآ له إلتقطته حور من يدّ نسمه ثم عآدت طلبهآ: مآشي يآ دآدآ سيبينآ دلوئتـي
رفعت نسمه بنطلون ثآني وتمت تصفته بسفـه متعمد لإثنينآتهم , حور والدآدآ وكنهآ بروحهآ إللي بـ الغرفـه وعلى إثر هآلحركه سلّمت الدآدآ أمرهآ لله وطلعـت بهدوء بينمآ سحبت حور البنطلون من يدّ نسمه بآلقوه: ممكن تفهمينـي دلوئتي إنتي لآويه بوزك ليـه ؟

نسمه: ...........
أطبقت حور فمهآ بغيـظ من سكوتهآ المستفـز إلآ إن فكره طرت لهآ وتدري إنهآ الشيّ إللي رح يثير عصبيتهآ مخرجهآ عن إرآدتهآ لأجل تفتح فمهآ وتكلمّهآ ..
رمت نفسهآ على السرير فوق الملآبس فآرده ذرآعينهآ وكنهآ تسبح مغمضه عيونهآ بـ إستمتآع: آللــــــــــــــــه , ريحـة الهدوم القديده حلــوه
بققت نسمـه عيونهآ بصدمه إستنكآريه ومآسرع مآسحبتهآ من صدر بلوزتهآ بـ القوه وهي تصيح: وجــــــع قـوومي عن ملآبــسي

....: ههههه مش هوسخهآ متخآفيش
جت بتفتح فمهآ على آخره وتتكلـم إلآ وردت مقفلتـه بـ القوّه مآعرفت وش تقول من عصبيتهآ المكبوتـه إللي مآقدرت بسبتهآ إلآ إنهآ تصدر نفحـه غآضبه مسموعه من خشمهآ بينمآ رفعت حور حآجبيهآ تستنطقها: كنتي هتئولي إيه وسكتي ؟ أولي أولي شكلك معبـي

تخصرت والشرر يتطآير من عيونهآ المحتده الغآضبه: إنتي إنسآنه بآرده .. مآعندك دمّ ولآ تحسين
تعدلت حور متربعه قدآمهآ: أولاً يآغبيّه الزمب مش زمبي .. إنتي معرفتينيـش إنك هترقعي إمبآرح ! وبعدين أنآ كنت بآيته يومين عند مآمآ ومحدش من إللي هنآ عرفني .. هــوف .. مش كفآيآ حآسه إني لوحدي في المكآن دآ وكمآن إنتي هتتنيلي وتتقوزي وتسيبيني لوحدي !

ترغرغت عيونهآ بـ جزء أقلّ من الثآنيه مقوسه فمهآ لتحت بتعبير طفولي بآكـي .. كثر مآهآلشيّ صعب على حور هو بعد صعب عليهآ , إلآ إن حور صآدقه بآللي قآلته .. جآلسه بييت قبل مآيكون بيت زوجهآ هو بيت خآلتهآ وكل الموجودين فيه هم أقآرب لهآ بـ الدرجه الاولى لَـزَم .. إلآ إنهآ وحيـده .. بجآنب منفصـل إنطوآئي بعيد عنهم وكأنهآ غريبـه , غير مقبولـه !
لفت حول السرير وجلست جمبهآ بهدوء سآكتـه ..

تموآ على وضعهم لحظآت في صمت وعيونهم بـ الأرض لحد مآحتضنت نسمه حور محآوطه رقبتهآ بذرآعيهآ: بتوحشيني ومدري شلون مآرح أكون قريبه منك بعد ثلآث أيآم بـس !
من قبل كلآ كآن ببيت بس هآلشيّ مآكآن يمنع نسمه أبدّ من المبيت عند حوريّه .. الكلمه إللي قآلتهآ لهآ أمهآ .. تنآمين ببيت خآلتك أكثر من نومتك ببيتك !
أكملت بنفس الهدوء والحيره: مدري لمآ بتزوج وش بيصير !

أبعدت حور ذرآعين نسمه عن رقبتهآ ومسكتهم بيديهآ مشدده عليهم بطمأنه .. تلآقت عيونهم بنظره حزينه من عيون نسمه اللآمعه وعيون حور البآسمه بـ خوف مآقدرت بسمتهآ الكآذبه تدآريه: بس يآكدآبه .. إنتي أصلاً هتموتي وتبعدي هههه بس تشوفي دكتـر أوو بتآعك دآ هتنسينـي وتنسي إللي قآبوني كمآن .. إنتي ممكن أصلاً تنسي نفسك ههههه
كشرت نسمه بوجههآ ضآربتهآ من جبينهآ بـ أطرآف أصآبعهآ الأربع مجمعين: بلآ فـ شكلــك
حوريه: ههههه مش عآرفه مين هيئوللي الكلمـه دي غيرك
....: ههههه حور عآآآآد بلآ سمآجـه

طآحت عيونهآ على شنطـه كبيره بـ الأرض مفتوحـه وآلظآهر من شكل الملآبس المصفته فيهآ برتآبه إنهم قد إنتهو منهآ ومآبقى إلآ ينشد السحآب وتتسكـر ..
نتشت قطعه من الملآبس المصفته بلقآفه وتوّ مآرفعتهآ إلآ وتنفك تصفيتهآ بسرعه وإنسيآبيّـه وآلسبب إنهآ كآنت من الستآن الحريري .. ومآكآنت ............ إلآ قميـص نـوم طوله لمنتصف الفخـذ ذهبـي آللون ..
برقت عيونهآ فآتحه فمهآ بـ إبتسآمه لعينـه: يخرب بيييييييتـك
صآحت نسمه وقد توردت وجنتيهآ بخجل طبيعـي: وجـع حووووور رديه مكآنه
حوريه: إش إش .. إيه يآبت الحلآوه دي ! يخرب بيتك هتموتي دكتور أوو ههههه

نتشت منهآ القميص وحذفته بـ الشنطه إللي قفلتهآ وجلست عليهآ: قسم إنك قليلة أدب ومآتستحين
حوريه: ههههه بزمتك مين فينآ إللي قليل الأدب !
خبت وجههآ بيدينهآ وقد وصل إحرآجهآ قمته: آآآآخ فشيييلـه .. حور مدري شلون بلبس هذي الأشيآء أوييييييييلـي
حوريه: ههههه عآدي يعني , مش دآ دكتور أوو حبيب الألـب ! لآزم تلبسي المسخره دي ههههه
رمقتهآ نسمه بنظرة إحتقآر: مآلت عليك .. يلآ طسي برآ غرفتي مآبيك
حوريه: ههههه طيب بزمتك إنتي متنرفزه ليه دلوئتي ؟ أنآ مآلي ؟ ههههه

قوست فمهآ بزعل تمثيلاً إنهآ بتبكي: حور كل مآتـذكرت إني ممكن ألبس هذي الأشيآء أحسّ مآبي أتزوج .. يومـه وش هآلسآلفه !! بطني يجيهآ تشنج حآسه أبي أرجـع .. إنتي شلون لبستي هذي الملآبس بآلله علمينـي ؟
إتسعت عيونهآ فآتحه فمهآ ببلآهه: هــآه ؟
نسمه: وجع شفيك ؟ وشهو إللي هآه ؟ أسألك شلون لبستي هآلملآبس ووش إللي حسيتيه ؟

بلعت ريقهآ متوهقه مآتدري وش تقول ! تقول إن ملآبسهآ الخآصه هذي مآقد لآمست جسمهآ من يوم زوآجهآ ؟ هآلإحسآس إللي نسمه تسأل عنه بآقي هي مآحستـه .. بس وش تقول !
نسمه: هآلـووو .. وين النآس .. مآهوب وقت فهآوتك صحصحي معآي
لوت فمهآ بطفش: هـآآآ
نسمه: إنتي بتتعدلين وتحكين معي عدل أو تنقلعين لغرفتك !
حور: خير عآوزه إيه ؟
نسمه: الحين تحكين لي كلّ شيّ عن الزوآج .. وإيش إللي المتزوجآت يسوونه
حوريه: هيعملو إيه يعنـي ؟ ولآ حآقـه ..

وقفت نسمه بعصبيه وجلست جمبهآ على السرير رآفعه سبآبتهآ بوجههآ بغت معهآ تفقع عيونهآ وهي تهزهم بتهديد: إسمعي إنتي .. هآلغبآء مآ أبيه .. ترآ حدي متوتره .. مآحكيتي لي وش سويتي إنتي ورآئف وشلون كآنت أول مره لكم .. وشلون لبستي له قميص زي هذي القمصآن الخليعـه ! مآستحيتي ! رآئف شنو ردة فعله يوم شآفك كذآ ! إيه مآعليه معذوره من قبل لأن مآيصحّ تكلميني فـ هآلشغلآت .. لكن الحين لآآآآآ خلآآآآص يآ مآمآ يومين وأصير مثلك وأحسنلك تتكلمين وتعلميني كلّ شيّ ولآ قسم مآتطلعين من هني إلآ وإنآ منتفتـك .. وبآلغصب بتتكلمين

طيرت عيونهآ لآويه فمهآ بـ تطنيش: مآعندك مآعند جدتي
كشلات منقرفـه وهي تضحك: ههههه يآشينك يوم تحكين سعودي
وقفت من مكآنهآ تدور بعيونهآ بين الأغرآض والشنآط الكثيره والصنآديق: فيـن فستآن الفرح يآزفته ! وريهولـي
نسمه: تتهربين هــآآه

حوريه: نسمه يآحببتي , إللي حصل بيني وبين رآئف حآقه تخصنآ إحنآ الإتنين وبس .. ومينفعش أتكلم فيهآ لآ معآكي ولآ مع أي حدّ , حتى لو إتقوزتـي .. إللي بيحصل فـ أوضـة النوم مينفعـش يتحكي برآهآ .. فآهمـه !
نآظرتهآ بـ لوم مبوزه بينمآ أكملت حور بعدمآ إرتخوآ كتفيهآ لقدآم زآفره نفس مهموم بقلة حيله: إحسآسك هيكون غير إحسآسي .. لأننآ مش زي بعـض ولأن عُديّ مش زي رآئـف .. وعموماً الموضوع فـ إيدّ الرآقل مش عندنآ إحنآ .. هو إللي ممكن يحسسك بـ الرآحـه ويخليكي متحسيش بنفسك وكل الكسـوف دآ هيروح ولآ هتحسي بيـه .. وممكن يكون حمـآر مبيفهمـش .. إنتي وحظـك بئـآ مع دكتور أوو بتآعك دآ

ضيقت عيونهآ بـ خبث: طيب ورآئف طلـع حمآر أوووووو .....
شآلت بلوزه من السرير وقطتهآ بوجهها وهي تضحك: ههههه إنتي إللي حمآره ..
نسمه: أحلآآآ أشوفك تدآفعين عن زوجك يعني
رمشـت بدلـع: طبعــاً .. دآ روووفـي حآآآآبيبــي
قلبت عيونهآ بـ إشمئزآز: إمحــق
خزتهآ بتهديد: إحترمي نفسك
لوت فمهآ بقرف رآفعه رجل على رجل: وجـع ببطنك إنتي وروفي حقـك
حوريه: هآآه فين فستآن الفرح
نسمه: بعينك .. مآرح تشوفينه ..
بوزت بتعبير طفولي: كدآ يعنـي ؟
قفلت عيونهآ مطلعه لسآنهآ بشقآوه: أمزح أمزح ههههه

جلست حور جمبهآ وإبتسآمه عريضه بوجههآ الملآئكي: يخرب بيتك بحبك
نسمه: وأنآ أعشقك
حوريه: وأنآ أعشقتس
نسمه: وأنآ أعشقش
طيرت عيونهآ بتفكير: وأنآآآآآآآ
نسمه: ههههه سكتي عآد وش ذآ الخبآل .. آآآآخ خلنـي أوفر شوية كلآم حُـب لـ دكتوري
كشرت بـ عبوس مصحوب بـ إشمئزآز: يـعّ .. مش عآرفه العقـوز دآ بتحبي فيه إيه
....: جـبّ يآلخآيسـه .. إلآ إنتي العجـوز ..
فتحت فمهآ مبرقه عيونهآ بـ إستهبآل: له له .. بتهـزأ من دلوئتـي !

نسمه: مآتشوفين نفسك من شويّ تدآفعين عن زوجك .. – قلدت نبرتهآ بدلـع – روووفي حآآآبيبي .. – قلبت عيونهآ بـ إحتقآر وأكملت: قآل روفي حبيبي قآل .. مآآآآآآلــــت
حوريه: وإنتي متغآظـه ليـه ؟
نسمه: يومـــه ! ومن إيش إنشآلله ! رآئف أخوي حبيبي ع العين وآلرآس بس مآفيه مقآرنـه طبعاً بينه وبين دكتوري لأجل أحتــرّ .. تلآيطي بس مآعندك سآلفه
حركت رآسهآ بـ النفي مطبقه فمهآ بـ يأس: بكره هيطلـع عينـك .. الرقآله الحلوه بتشوف نفسهآ على حريمهآ ..
نسمه: إنتي بس لو تنطميـن !
مطت شفتها السفلى هازه كتفها: برآحتك

نسمه: إيه مآعليّه موتي بحرتك .. عيون ذهبيّه , وشعـر عسلـي حريري .. خشم إيش , وفـمّ إيـش .. طول إيش وعرض إيـش .. أويـل قلبـي ويـلآآآآآآه .. يومـه أحبّـه يآنآس
إرتفعوآ حآجبيهآ بنظره سآذجـه ودهآ تقول لهآ – من جـدك ؟ -
نسمه: عمـى شفيك تنآظرين كذآ !

وقفت حور قدآمـها سآحبه نفس عميق مأشره لهآ بسبآبتهآ تركز معهآ: إسمعي إسمعي بيتيـن الشعـر دول
لوت فمهآ لليسآر بلآ إهتمآم وصآرت تهز رجلهآ اليمنى المرفوعه فوق فخذهآ الأيسر مجآوبتها بتململ: هــآآآآ !

شدت كتفيهآ للخلف نآفخـه صدرهآ , إستعدآداً لتضخيم صوتهآ , مُلقيـه مآعندهآ ...
لآ يآبنت لآيغـــرك ملـح الرجآجيـل
لآ تعشقيـن الرجـل أبدّ من وسومـه
بعـض الرجآجيل مثـل دلّـه بلآ هيـل
يعجبك شكلـه .. والبلآ في علومـه

توسعت عيونهآ رآفعه حآجبيهآ بـ إستغرآب من سكتت حور وقد إرتسمت إبتسآمه عريضه بوجههآ الطفولي وكنهآ جآبـت العيـد ..
كشرت بـ إشمئزآز مردفه: وش ذآ الشعـر الخآيس ؟
حوريه: علشآن مش على هوآكي هآآآ !
ردت ببرود وهي تنآظر أظآفرهآ اللآمعه: بـلآ فـ شكلـــك !


/
/
/



بـ الفرندآ الخآرجيّه المطلّه على حديقة الفيلآ .. وتحت ضوء خآفت بـ اللون البنفسجيّ مدد جسمـه على وآحد من الكرآسيّ الخوصيّه من تحتـه إسفنجـه طوليّه أشبه بـ كرآسي الشوآطئ ..
مرخي جسمه بيده ملف رقيق , على أذنه اليمنى قلم معلق وبين سبآبته والوسطى اليسرى سيقآره شآرفت على الإنتهآء ..

وعلى رجوله الممدده كآنت هي فوق ركبتيه معطيته ظهرهآ مشمره له البنطلون وجآلسه تدلك رجوله وسيقآنه ليطلق تنهيده متعبه مصحوبه برآحه عميقه: آآآآآآهـــ ,, فديتك فيدوو قبصـي لي رجولي تكفيـن

....: ترآ حثآبك ثقـل
نزل الملف مفتوح على صدره: هههه بعطيك إللي تبين بس قبصي رجولي
قدمت خطوه لتستقر بجلستهآ على سآقيه وتمت تقبص له رجوله من المشط , الكعوب .. والأصآبـع !
....: أي شيّ أي شيّ ؟
سند: إطلبينـي بـس
....: أبغى أدخن ثيقآره
سند: ...........

إلتفتت له نصف إلتفآته: أشوفك ثكت يعنـي ؟
....: وليش تبين تدخنين ؟
مطت شفتهآ السفلى رآفعه كتفيهآ بهزه خفيفه بديهيه: عآدي .. أبغى أجربهآ
سند: شللي طرآلك يعنـي ؟
فدوى: من ذمآن وأنآ أبغى أدخن .. قلت لمآلك هآوشني
إنعفس وجهه بـ استنكآر معقد حآجبيه ومبوز " من زمآن ؟ ليش كم عمرك إنتي الحين ؟ "
....: مآلك أصلاً مآيدخـن !

فدوى: إيه أدري .. قلت له بثرق وحده من علبة جدو هو يدخن .. قآم هآوشني
إرتفعوآ حآجبيه بدهشـه سريعه , أردف من بعدهآ بهدوء يجآريهآ: طيب وإنتي تدرين إن هآلشيّ غلط .. وعشآن كذآ مآلك هآوشك
فدوى: بث أنآ أبغى أجرب
سكت شويّ ينآظر بسيقآرته المشتعله ثم أطلق جوآبه بتأكيد: أبشـــري
إلتفتت عليه بكآمل جسمهآ مبرقه عيونهآ ليومئ هو برآسه إيجآباً ..
وجهت سبآبتهآ القصيره المنتفخه لوجهه: إنت ثــآدق ؟!
زفر نفس مصحوب بـ الدخآن ثم طلبهآ بهدوء: تعآلــي ..

قربت عليه زآحفه على جسمه لين إستقرت على بطنه مفرقه رجولهآ حول وسطه ..
نزل سيقآرته بـ الطفآيّه الكريستاليه جمبه على الطآوله ومسك يدينهآ الصغيره مشدد عليهم بهدوء: إسمعي فيدو .. لآ مآلك أو غيره يهآوشك على شيّ إلآ إن كآن غلط ومآيصير تسوينه .. لأنه رح يأذيك .. ومو كل شيّ يصـحّ تجربينـه .. لأنك إن جربتيه وطلع غلط ممكن مآتقدرين تصلحينـه
فدوى: طيب أنآ شلون أعرف إذآ أقدر أثلحه أو لآ ؟ لآذم أجرب

سحب نفس عميق بـ تعب , هالبنت برغم سنها الصغير الا ان بوادر ذكاء حاد وفرآسه واضحه: وبعدين معك يآبنت ؟ إسمعـي فيدو .. هذآ الكلآم لآزم تفهمينـه .. مو أي شيّ تجربينه وخصوصاً إن كآن غلط وإنتي تدرين إنه غلط .. إذآ تبين تعرفين كنك تقدرين تصححينه أو لآ بسيطـه .. علمـي مآمآ أول .. أو سآلي أو مآلك أو علميني أنآ وإحنآ بنشوف إذآ تقدرين تجربينه أو لآ .. مثل مآعلمتي مآلك إنك تبين تدخنين وهآوشك .. هآوشك عشآن غلط ومآيصير
فدوى: بث إنت وآفقت

سند: وآفقت لأنك صآرحتيني .. ولأني عآرف إني إذآ رفضت إنتي بتنفذين إللي تبينه وبآلغصـب .. تقدرين تسرقين سيقآره من علبـة جدو عآمر زي مآقلتي ومآحدن دآري .. وهذآ غلط .. بس أنآ مبسوط لأنك صآرحتيني وعشآن كذآ بخليك تجربين .. وأي شيّ تبينـه أبيك تعلمينـي ولآ تخآفين .. إتفقنآ ؟
هزت رآسهآ بـ الموآفقه ليهمس هـو بـ تشديد: وعــد !!
أحنت رآسهآ إيجآباً هآمسه بتأكيد: وعـد وآلله

....: شللي تتهآمسون فيـه !
إلتفتوآ له ثنينآتهم يوم قآطع همسهم بصوته المزعـج .. سفهته فدوى نآفضـه شعرهآ بحركتهآ المعتآده وبـ المقآبل إرتفع حآجبه الأيسر بـ إستنكآر مبتسم: وآلله !
سند: هههه يآذي الحركـه
مآلك: شفيك إنت بعد مشمـر بنطلونـك ! وإنتي شللي تسوينه فوقـه ؟
فدوى: عآدي كنت أدلك له رجوله

إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه بتعجب: مآتلآحظ إنك مزودهآ ؟ مسويّ البنت الفلبينيه حقتك
سند: شدخلك إنت ؟ هي إشتكت لك !
مآلك: إشمعنـى ! فيدو لآمني رديت أبيك تمسجينـي .. حيل ظهري يعورني , خآلك سند هذا مكرفني بـ الشغـل حسبي آللـــــــــــه

قلبت له عيونهآ من فوقه لتحته بـ إحتقآر وأردفت بنبره إستصغآر: وليش أنآ أمسجك ؟ وينهي زوجتـك عنك !
على وقع هآلكلمـه بققوآ ثنينآتهم عيونهـم من جرأة هآلبنت ! شلون وهي بعمر الثلآث سنوآت وقدرت تفهم هآلشيّ الخآص بين الرجل ومرتـه ! حتى إنهآ مآلهآ أبّ كآن بيكون لهآ العذر بمعرفة هآلشيّ إن شآفته بين أمهآ وأبوهآ ..
آثر مآلك الصمت مدنق رآسه يفرك بشعره من مؤخرة رآسـه بينمآ حرك سند رآسه بـ النفي مبتسم .. مثل مآ أطلق حكمه الأولي عليهآ بعده مآتغيّر .. هآلبنت عجـوزِ غبرآ !

ثبت وجهه بجمود من شآفهآ قدآمه تقرب صوبهم من ورآ مآلك إللي مآشآفهآ لآ هو ولآ فدوى ..
إستقآم بجلسته مآسكهآ من ركبتيهآ: فيدو قومي خلّ أتعدل ..
جتّ بتسأل إلآ وقآطعتهم بهمسهآ الخآفت: آلسلآم عليكـم ..
إلتفت لهآ مآلك ومآسرع مآنرسمت الإبتسآمه بوجهه: خلصتـي !
قآمت فدوى بسرعه عن سند ومن قآمت إلآ وتطيـح محفظته من جيبه الأيمن وهو يتعدل .. سبقته لهآ رآفعتهآ عن الأرض ..

سند: طآلعيـن !
مآلك: إيه .. للسوق .. تغريد تبي أغرآض حق منآسبة المآلكي بكـرآ ..
توه بيفتح فمه إلآ وينخرع من شهقتهآ وهي تنآظر بمحفظته المفتوحه بيدهآ ..
إنعقدوآ حآجبيه بـ استغرآب وعيونه على محفظته المفتوحه بيدها: شفيك !
ضيقت عيونهآ بـ مكر: مين هذي البنت هآآآ .. إعترف ! حبيبتك بـ الثـرّ ؟ شفتهآ بـ الثوق ؟ تكلمهآ بـ الجوآل ؟ تقآبلهآ فـ الكآفيه ؟

لعبت له حوآجبهآ بشقآوه: كشفـك
بقق عيونه وآلصدمه كلش مآخلت خليـه بجسمه إلآ وشلتهآ ..
مآغيرهآ صوره وحيده بـ محفظته .. صورة الوآقفه قدآمه آلحين تنآظره بتركيز وآضح من آلشيّ الوحيد آلمبين بوجههآ .. عيونهآ المستفهمـه , المستنكـره !
جآ بيمد يده ويلقف محفظته إلآ ورفعت هي يدهآ بـ الهوآ مبعدتهآ عنه: لآآآآآ
مآلك: هههه كفـوو إفضحيـه ..
فدوى: هههه مآهوب ثهـل , طلـع عنده خويّه

قرب مآلك صوبهآ: هههه إيه وآلله .. فيدو جيبي المحفظـه خلّ نشوف ذوقه , زين ولآ مخيس
وقف سند بسرعه ليشكل بوقفته قبآل مآلك وبـ الوسط فدوى نصف دآئره: فدوى جيبي المحفظـه
مآلك: عطيني المحفظه فيدو

ضمتهآ لصدرهآ وتمت تقلب رآسهآ يمنه ويسره بينآتهم محتاره !
سحب سند نفس عميق ملآ به صدره وهو يحسّ إن هرمون الأدرينآلين كل مآله يعلـى للدرجـه إللي وصلت به يحسّ رآسه سـخن , شويّ وبينفجـر ..
من بين أسنآنه رآص على كلآمه بكبح لـ غضبه: فدوى قلت لك .. جيبي ... المحفظـه

....: شنو إللي قآعد يصير هنـي ؟
إلتفتوآ كلهم صوب إللي دخلت .. العجب بوجههآ والإستغرآب بنبرتهآ .. جمبهآ سآلي إللي رفعت حآجب وآحد بنظرآت مستفهمـه ..
صآحت فدوى بشغب طفولي: مآمآ شوفي لقيت ثورة البنت إللي ثنـد يحبهآ بمحفظتـه ومآلك يبغـى يشوفهآ بث ثنـد مآيبغى يوريهآ لأحد

عفطت تغريد على عبآيتهآ من الجآنبين , بلحظـه حست بنفحـه من الجحيم تتصآعد من أحشآئهآ .. من صدرهآ وجوف قلبهآ , لوجههآ إللي سخن وإشتعـل ..
" حبيبـته ! شلون ! شلـون سنـد يحـبّ وحـده !!! "

بققت أصآله عيونهآ بتوعد: بنت عيـب .. عطـي المحفظـه لخآلك
إرتفعوآ حآجبيهآ مبتسمه بشقآوه: أيّ خآل فيهـم ؟
مآلك: أنآ طبعاً ههههه عطينـي المحفظـه
ضيق فتحتي خشمه بكبح لصبره إللي مآعآد فيه: فدوى لآخر مره .. جيبي المحفظـه
مآلك: وربي لآخذك معي السوق الحين بس عطيني أشوف

سند وإللي إتسعت عيونه من شآف الدهشـه بعيونهآ اللي لمعت بسعآده من طآري السـوق وشكلهآ بتسفهه الحيـن وتسلم لهآلمآلك الخبيث اللي عرف شلون يصيدهآ ..

....: عطينـي المحفظـه وأعطيك سيقآره الحين تدخنينهآ
على وقـع الكلمـه إتسعت جميـع العيـون وإنفغرت جميـع الأفـوآه !
بعدهآ الصغيره فآتحه فمهآ لآخره ومفنجلـه عيونهآ بعدم تصديـق ليميل هو برآسه صوت الطآوله إللي عليهآ جوآله وعلبـة سقآيره والولآعـه ...
همس مآلك إللي بعده مأخوذ بـ الصدمه: أيآلملعــون !

جت فدوى بتمشي صوبـه وكنهآ مغيبـه , مسحـوره , تمشـي على الهـوآ .. عيونهآ شآخصـه له بـ إبتسآمه بلهآء إلآ ويصيـح مآلك موقفهآ , منبههآ من شرودهآ: لآآآآآ .. فيدو وربي لأعطيك أنآ السيقآره
إنعفس وجههآ بـ إحتقآر: إنت أثلاً مآتدخـن !
مآلك: وربي لأشتري لك علبـة سقـآير كآملـه بس عطيني المحفظـه

ضيقت أصآله عيونها بإستنكار شديد حاد: وشهوووو !!
همست سآلي بصوت منخفـض والصدمه بآقي بوجههآ البآرد: إلحقـي على بنتك !
مشت أصآله وعيونهآ يتطآق منهم شرر العصبيّه وفتحتي خشمهآ يتصآعد منهم دخآن الغضـب باسطه كفها الايمن لبنتها بأمر حازم: عطينـي المحفظـه ..

قالتها ثم وقفت قدامها مأشره بسبآبتهآ يمنه ويسره صوب مآلك وسند: إنتم خوآل إنتم ! تبون تخربون لي البنت ! وآحد يعطيهآ سيقآره والثآني يشتريلهآ علبـة سقآير ! إنتم جنيتـو !
مآلك: سكتي أصآله وللي يعآفيك
بققت عيونهآ إللي إحمـرت وجحظت بتوعد: إنت مآبي أسمع حسك فآهـم .. وتحلف لهآ بربك إن تشتري لهآ علبة سقآير !!

وسـط صيآحهـم مـدّ سند يده لفدوى إللي بـ المقآبل سلّمت له , حاطه يدهآ اليسرى الصغيره بوسط كفه الأيمن الضخـم ...
شآلهآ على ذرآعه الأيسر بعدمآ دخل المحفظـه بـ جيبـه , إرتفعت زآوية فمه بـ إبتسآمة إنتصآر سآحقـه ...
بـ التصوير البطيئ كآن المشهـد يمرّ قدآم عيونهم المنصدمـه , المترقبـه ..
أحنى جسمـه على الطآوله وهي بآقي على ذرآعه .. رفع سيقآرته المنتهيـه إلآ من نفس أخير ...
هآمس لهآ بـ أذونهآ: غمـضي عيونك وإسحبي ...

طوعاً لأمره .. بـ نشوه عآرمه , وسعآده بآلغـه .. أطبقت شفتيهآ الرقيقـه على عقب السيقآره سآحبه منهآ النفس الأخيـر ...
سـآد الصمـت وعـمّ السكـون .. إحتدت أنظآر الجميـع بـ ذهـول وعدم تصـديق لتنفث الصغيـره فدوى بعدمآ أغمضت عيونهآ برآحـه ومطـت شفتيهآ المزمومتين مطلقه سرآح نفسهآ المصحوب بـ الدخآن اللي تعالى بـ الهوآ وتلآشـى من فمهآ الرقيـق وبـ حرفيّـه مثيره للعجــب والإندهآش !


======

حلم الحياه 14-08-16 03:30 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/
/

السآبعه مسآءاً من يوم تآلـي ..

قطعت ممرآت البيت أكملـه بهرولـه جزعـه ..
كل مآمرت على بآب غرفه إلآ وفتحتـه هم تقفي عنه بدون لآتسكره ..
وجههآ مرتعـب بحآجبين مقطبيـن وعيون محتده ..

يسمع تكرآر إسمـه من بعيـد , طآقة إحتمآله المقآربه للصفـر أدنى بكثير من إنه يجآوبهآ .. يدري إنهآ بلحظـه رح تفتح عليه البآب بنفس الحده والإندفآع , شوفته قدآمهآ رح تجدد الرآحه بنفسهآ وتبدد أي إحسآس سلبـي إنتآبهآ من بدت تنآديه وهو سآفـه ..

ثبتت عيونه عليها بـ المرآيه وهو يشوفهآ من ورآهآ من فتحـت البآب بقـوه بوجه شآحب مذعـور .. أطلقت تنهيـده مرهقه أغمضت فيهآ عيونهآ بـ رآحه من تملت عيونهآ بشوفتهآ قدآمـه ...
أكمل تعديل شمآغه السكري مطلق جملته الإستفزآزيه البآرده: تطمنـي بآقي مآشردت

نآظرته بـ لوم: ليش كذآ يآعديّ ؟ تدري إني إرتعبت
....: وليش ترتعبين ! شنو على بآلك يعني ! بهد البيت وأشرد ولآ تغصبوني على زوآج مآ أبيـه !
أخفضت بصرهآ للأرض مطبقه فمهآ بينمآ زفر هو نفس مسموع بقلـة حيله: يومـه إنتي لآزم تقللين من الأفلآم والمسلسلآت الهندي هذي إلي تشوفيهآ !

شدت شفتيهآ المطبقه بـ إبتسآمه بآئسـه ثم أقبلت صوبه: إرتعبت يوم مآلقيتك بغرفتك .. شللي تسويه هنـي ؟
عديّ: ذيك مو غرفتي .. قلتلك يومه لآتبدلينهآ , وعدتي واخلفتي الوعـد .. ليش الغرفـه لونهآ بنفسجـي ؟ وش ذآ اللون المخيس ؟

خزته بـ توعد زآفره نفس مسموع بغيظ من خشمهآ ليرخي هو كتوفه بـ قلة حيله مغمض عيونه بـ إحبآط: ضآيق صدري يومـه .. مختنـق
رفعت يدهآ لخده الأيسر إللي تحسسته بـ حُـب , رقت ملآمحهآ بحنآن غريزي فآض من عيونهآ اللآمعـه بـ الدموع: يآقلب أمك .. جعله الضيق فيني ولآ يصيبك همن أو كـدر .. البنيـه بلسم ع الجرح , مثل الأطفآل .. إن مآطبيت فيهآ وحبيتهآ ومت فيهآ بعـد تعآل وعآتبني

إنعفس وجهه بـ إستنكآر: مثل الأطفآل ! يومه إنتي تخففين عني أو تزيدين الهـم ؟ ترآني مستحرم هآلإرتبآط وربي .. هذي توهآ بزر ! شلون بتعآمل ويآهآ
مآل رآسهآ بخفه مبتسمه: وإنت مو طبيب ؟ شلون تتعآمل من البزرآن أجل !
كشر برفـض شديد للمقآرنه: وأنآ طبيب بـ المستشفـى وبـ بيتـي كمآن ؟ شنو يعني علآقتي مع زوجتي تبينهآ علآقة دكتور ومريض ؟ - نآظر السقف بـ إستجدآء وتوسل مطلق زفـره مُتعبـه مهمـومه لتشدد هي من نبرتهآ بجفآء: إسمـع يآعدي .. صآر لي شهور وأنآ أقنع فيك لين تعيجزت ويّآك .. وآلله مآ البزر إلآ إنت وش ذآ الدلـع ؟ كلمـه وحده بس بقولهآ ... إتقـي آلله فـ البنــت

جلس على طرف السرير الصغير .. السرير إللي كآن يخصّه من كآن عمرهـ عشـر.. قبل سنوآت كثيرهـ طويله كآنت هذي هي غرفته الخآصـه .. غرفته نفسهآ إللي تقفلت بعدمآ هدهآ وإنتقل لـ غرفـه أكبر نآسبت عمرهـ وإحتيآجآتـه ولوآزمـه إللي تعددت وتنوعـت ...

....: يعني آلحين أنآ الظآلـم ؟
....: مآقلت هآلشيّ
....: وشدعوى عآد توصيني أتقي آلله فيهآ ! شنو شآيفتني !
....: أستغفر آلله .. إنت تبي تذبحنـي ! هو لآزم عشآن أوصيك بـ التقوى أكون شآيفتن فيك شوفـه رديـّـه !
خبى وجهه بكفوفه: يآنآس إتقوآ آلله إنتم فينـــي .. – رقت ملآمحه بـ إنكسآر ليصدر صوته بـ توسل ورجآء حزيـن - : يومّـه تكفيـــن

وقفت قبآله محتضنه وجهه أسطوري الجمآل بين رآحتيهآ النآعمتين مدلكه له خديه مشذبي الذقن بـ حركة إبهآميهآ: يآقلـب أمـك .. وعسى أن تكرهوآ شيئاً وهو خيراً لكـم
....: أخآف أظلمهآ وأنآ نفسي مآهيب رآضيه .. شللي بستفيده ؟ خسرت دنيتي والآخره
....: شلون يآنظر عيني وإنت تربية يدينـي ؟

مسحت بـ إبهآميهآ على حآجبيه المرتبين بعنايه الهيه بهدوء رقيق إمتلآ وجههآ بـ إبتسآمة حُـبّ: مآشآلله ولآحول ولآقوة إلآ بآلله .. قلّ أعوذ برب آلفلق .. مش شرّ مآخلق ومن شـر غآسـ ...... – يومّممممممــــه ! هههههه –
بققت عيونهآ بتوعد آمرته يسكت: ششششش

ضم رآحتيه مطبقهـم وسط ركبتيه وتمت هي تقرأ عليـه وترقيـه .. حرك رآسه بآلنفي مبتسم: من جدك عآد !
....: لآتلومنـي بخوفي عليك من عيون آلنآس وإنت أجمل مآشآفته عينـي
....: ههههه ترآ أستحـي وآلله
شدته من أذنه بشقآوه: إنت وين والحيآ وين ! ادري عنك غآسل وجهك بمرق
عض شفته السفلى بـ لوم: أفـآآآ مآهقيتهآ منك وإنتي الحُـبّ والغلآ كلـه !
سفهته ومشت صوب العلآقه رآفعه بشته الأسود المعلق: يلآ عآد مآنبي نتأخـر ..


/
/
/


سكت شويّ مشدد من مسكته للمقود قبل يبدآ كلآمـه من ألقـت سلآمهآ البآرد , جآلسه جمبـه صآده عنه برآسهآ تنآظر بيتهـم من الشبآك على يمينهآ !

زفر نفس هآدي محرك السيآره بهدوء أصبح سمته الأسآسيّه ليقآبل كلّ عندهآ وجفآهآ .. كلّ غرورهآ وتكبرهآ .. كلّ جبروتهآ وقسوتهآ ...
....: وعليكم الســلآم

نآظرته بطرف عينهآ اليسرى ثم ردت تنآظر بـ الشبآك ليردف هو بمحآوله جآهده يطلـع صوته هآدي , ثآبـت ... ولآ مبآلي

....:بصرآحه فآجئتينــي
إكتفت بنظره جآنبيه كـ إستفهآم ليكمل هو وعيونه على الطريق قدآمه يسوق بـ أبطأ مآعنده: توقعتك تسفهين طلبـي كـ العآده ..
سآلي: .......
....: ليش مآتردين على إتصآلآتي !
....: مآسمعت الجوآل

إرتفعوآ حآجبيه مقوس فمه المطبق لـ تحت بـ إعجآب لكذبهآ الوآضح: آمممم .. مآسمعتي الجوآل بس قريتي المسـج إللي قلت لك فيهآ بمركّ واوصلك بيت المآلكي
سآلي: إنت توك مرسل المسـج .. ومن بعدهآ مآدقيت
سهيل: صح .. مآدقيت بعدهآ .. بس إنتي مسكتي جوآلك وقريتيهآ .. يعني شفتي كميّة المكآلمآت من رقمي إللي مآرديتي عليـه ...

أطبقت فمهآ بـ ضيق معرضه عنه بنظرآتهآ إللي وجهتهآ للطريق على يمينهآ: إنشغلت شويّ ومآقدرت أكلمك
....: من أربـع أيآم وإنتي مشغولـه ؟ عسى مآشـرّ !
سحبت نفس من فمهآ وهي تحسّ بـ خنقـه وبـ غصّـه .. سُهيل كل مآلـه يضيـق عليهآ لين حشرهآ بـ الزآويه ومآعد فيهآ .. آلغلط منهآ وفيهآ رآكبهآ من سآسهآ لـ رآسهآ .. وكـ العآده تحآول هي محآولآتهآ المستميته للتملـص منه إمآ هروباً بصمتهآ المطبـق .. أو تبرريرآتهآ الوآهيـه !
....: إنت تعرف إنآ بدينآ درآسـه , وجدولي هآلسنـه مكثـف ومضغوطـه بـ المحآضرآت ..
فتح فمه هآمس: أهــآآآ ..

نآظرته بحده: شفيك ليكون مو مصدق ؟
....: لآآآ شدعوى دكتوره سآلـي , أدري عن مشآغلك والضغط إللي عندك من ثمآن الصبآح ليـن ثنتين الظهـر .. الصرآحــــــه – مطّ شفته السُفلى بـ تعذر – آلله يكون بعونــك
رمقته بنظره حآده , جآفـه , صآرمـه من لهجة الإستخفآف إللي يكلمهآ فيهآ والقطّ المبطن بـ كلآمـه لتردّ عليه بنبره محتقره: وإن كآن دوآمي من ثمآن لـ إثنين , ترآي مآ أعآني إلآ يوم ينتهي الدوآم وأردّ البيت أبدآ أحسّ بـ الألم .. إنت بعمرك مآرح تفهم ولآ تحسّ بـ صعوبة وظيفتـي

....: هذآ ع أسآس إني جآلس بـ البيت ممدد قدآم التلفزيون ؟ يآسآلي منتيب بروحك إللي تشتغليـن ! مآفكرتي من قبل بـ طبيعة شغلي انآ ! وخصوصاً بهآلفتره ! تدرين إن وظيفتي الحين هي إني أحآفظ على وظيفة الآف العمّآل والموظفيـن إللي يشتغلون عند أبوك ؟ برآسي مليون شغلـه يآسآلي ومع ذلك ألقى الوقت إللي فيه أمسك جوآلي وأدور رقمك وأدق عليـك

بلعت ريقهآ بـ توتر مشتته أنظآرهآ بعيداً عنه بـ إرتبآك .. الإرتبآك إللي إستوعبه هو ليكمل بنفس الهدوء سآئل: إنتي تبين هآلإرتبـآط ؟
إلتفتت له بسرعه خآطفه موسعه عيونهآ بدهشـه من وقع سؤآله المُفآجئ .. تدري عن طبآيعهآ الشينـه وأفعآلهآ الرديّـه وتدري عن صبره إللي طــآل وللحين مآنفـذ .. إبتدآءاً من تأجيلهآ المتكرر المتوآلي للزوآج للمرحله إللي قآربوآ فيهآ على إتمآم الخطبـه سنـه كآملـه ولأعذآر غير منطقيّه وصولاً لمعآملتهآ السيئـه معه آلغير مقبوله إطلآقاً .. يآكثر مآطلبهآ أبوهآ تحنن من معآملتهآ وتليـن , سُهيل أبدّ مآيتشكـى , إلآ إنه مآيقدر يخفـي همـّه مهمآ جآهـد وحآول .. للحين تذكر سؤآل مآلك أخوهآ .. شلون هآلسُهيل متحملّهآ وصآبر ؟ بس شكلّه الحين صبره نفـذ , فآض منه الكـدر وطفح به الكيـل ليسأل سؤآله المبآغت عن رغبتهآ بـ إتمآم إرتبآطهم أو لآ !

عصف بـ أحشآئهآ إضطرآب عنيف مآتدري وشهي أسبآبه ؟ يمكن نبرة الإستسلآم إللي تكلم فيهآ معلن بهآ النهآيـه وهم توهم مآبتدوآ !
بلعت ريقهآ وعيونهآ موقع قدميهآ بوجه مصفـر , متوتر , مضطرب: أكيـد أبيــه
شهق نفس مهموم مغمض عيونه بـ يأس مردف بهدوء: أجل زوآجنآ بعد شهـر
إلتفتت عليه بحده موسعه عيونهآ بعدم تصديق ليرفع هو حآجبيه ببديهيه: أظن مآفي شيّ يمنـع !

رمشت بتوآلي بآلعه ريقهآ بـ تشتت وإرتبآك في محآوله منهآ للتجميـع .. إلآ إنهآ تعيجزت ! بلحظـه خآنتهآ كل كلمآتهآ والمرآدآفآت في موآجهة آلخبر المفآجئ إللي أطلقـه سُهيل وبهآلنبره الوآثقـه وكنه موضوع وإنتهـى نقآشـه ! قآله للعلـم بـ الشيئ مو لأخـذ الرآي !

إلآ إنهآ رفعت رآسهآ بحده بعيون ثآبته .. قدرت أخيراً توصل لعذر شآفت إن مآلهآ غيره .. هو الأصحّ والأنسـب , المقبول نسبياً
....: شلون نتزوج بهآلوقت وابوي طآيح بفرآشـه ؟

رفع حآجبه الأيمن بـ إبتسآمه غريبه مآفهمتهآ .. التعبير بوجهه مثل إللي كآن يظن شيّ وآلحين تأكـد ..
مآهوب لهآلدرجـه شخص أنآني غير مرآعي لظروف الرجل إللي صآبه أمر ربه وأرقده بفرآشـه لآحول له ولآ قوه .. فيه أصـول وحدود وإحترآمآت .. ورقدة هآلرجّآل مآهيب بآلشيّ الهين لأجل هو يهينهآ ..
كلآمه لهآ عن زوآجهم خلآل شهـر مآكآن إلآ طُعـم يبي معـه يتأكد إن كآن تصريحهآ المبآشر له اليوم ولأول مره برغبتهآ في إتمآم الإرتبآط بـ المعنى الفعلـي لإتمآته أو إنه فقــط ........ مجآرآه ومسآيره !

أطبق فمه بـ إبتسآمه قصيره زآفر نفس مسموع بـ قلة حيله: طيب يآسآلــي .. معك للنهآيـــه


/
/
/


دخل جنآحه ينفض مفآتيحه مطيرهآ بـ الهوآ لترد وتستقر بوسط كفّه: تغررريــــــــــد
مطّ رقبته يمرر أنظآره بين أركآن الجنآح وزوآيآه يدورهآ لحد مآوصله صوتهآ البعيد: لحظـه بــــسّ !
وقف قبآل مرآيته البيضآويّه القلآبه المثبته بـ الأرض وتمّ يعدل زآوية شمآغه متلفت يمنه ويسره ينآظر شكلـه ضآم شفتيه لقدآم .. آلحركـه إللي معهآ توسعت إبتسآمتهآ ضآربته بخفه من كتفـه: خلآص حلو مآيحتآج

إلتفت لهآ نصف إلتفآته مبتسم بعدم تركيز وتوّه بيرد ويناظر نفسه إلآ ويلتفت بـسرعه وبكآمل وجهه عليهآ ..
إرتفعوآ حآجبيهآ بـ تعجبّ من تيبس مكآنه وتيبست معه نظرآته آلغير مُفسِره لـ أفكآره ونوآيآه !
سألت بـ حآجبين منعقدين: شفيــك ؟

إبتلع ريقه مخفض بصره إللي إستقر عند رجليهآ الحآفيتين وبـ التصوير البطيئ إرتفعت أنظآره المدققه من قدميهآ لـ سآقيهآ المكشوفتين ثم ركبتيهآ إللي توآرو تحت قمآش فستآنهآ الأزرق الزهري بقمآشة البربرق اللآمعـه .. وصولاً لكتفيهآ المكشوفيـن بفعـل قصّـة الفستآن الكـبّ بدون حمآلآت ..
إنفغر فمـه بضيآع من آيـة الجمآل الفآتنه قدآمـه .. بلآ وعـي أو إدرك منهآ لـ مدى تأثير وجودهآ بمحيطـه ووقوفهآ قبآلـه بهآلشكـل والطريقـه !

تعلقت عيونهآ على حركـة بلعومه إللي تحرك ببطـى من إزدرت ريقه وبآقي الشرود بعيونه البنيّه النآعسـه يفترس ملآمحهآ النآطقـه بجمآل صآرخ أبرزه مكيآجهآ المبآلغ فيـه ,, إبتدآءاً من ظلّ عيونهآ الأزرق اللآمـع .. وجنتيهآ الورديّه البآرزه , أو شفتيهآ المكتنزتيـن إللي إنصبغـوآ بـ لون الفوشيآ الصآرخ .. لآمعيـن كمآ المرآه العآكسـه !
أطلق زفره حآره من صدره المشتعل بعنفوآن مآسح جبينه بـ جآنب إبهآمه الأيمن وعيونه بـ الأرض لـ تمطّ هي شفتهآ السفلى بلآ إهتمآم مقفيّه عنه صوب السرير إللي جلست على طرفـه تلبـس الهيلـز الفوشيآ حقتهآ ...
سآل شعرهآ العسلي المفرود على الجآنب الأيسر من وجههآ بسبب ميلة جسمهآ لقدآم وهي تلبس جزمتهآ – بـ الكرآمه – كآشف عن الجزء العلوي الصآفي من بشرتهآ وإللي شمل كتفيهآ وصدرها والجزء العلوي الخلفي من ظهرهآ ...

نفضت شعرهآ بإنزعآج متأففه إلآ وتشوفه قدآمهآ .. عيونهآ على جزمته البنيّه .. بتبآطئ رفعت أنظآرهآ المتوجسّه لحد مآستقرت على وجهه البآرد ..
بلعت ريقهآ وإضطرآب بدأ يتفآعل دآخلهآ , سألت بـ إرتبآك وآضح: شفيـك ؟
مآكآن رده إلآ جلوسه على ركبتيه قدآمهآ بصمت لتوسع هي عيونهآ بدهشه سآذجه إختفت من ملآمحهآ إللي تجعدت بـ ربكـه وإرتيآب: ترآك توترنـي !

....: والتوتر إللي تسببينه إنتي لـي ؟
بزغت عيونهآ بتفآجئ بينما اكمل هو بعذوبه: مو كآفــي ؟
ضيقت عيونهآ بـ إستفهآم تدآركه مكمل بنفس النبره المبحوحـه المثيره: متى بتسمحين لي أملكك ؟
أطبقت شفتيهآ بغيظ: ليش وإنت بعدك مآملكتني يآآآآآآ .... مآلك ؟
مطّ شفتيه المضمومتين بهمسه شبه مسموعه: تــــؤ !

مآل نظرهآ لليسآر وإرتفـع هروباً من نظرآته المفترسـه لهآ بـ جوع بدآئي ومآسرع مآردت تنآظره من قآل كلمته: إنتي ملكـي إسماً وصفـه
....: ومو كآفـي !

حرك رآسه بـ ( لآ ) ثم أردف وعيونه على سآقيهآ المكشوفتين .. بهدوء وعذوبـه , بـ لطـف ورقّـه .. إمتدت أطرآف أنآمله لتلآمس بشرتهآ النآعمه إبتدآءاً من ركبتيهآ نزولاً: إنتي كلك لآزم تكـونين ملكـــي !
أرجعت سآقيهآ لورآ المسآفه إللي إلتصقت فيهآ بـ جآنب السرير ولآقدرت تبتعد فيهآ عن ملآمسته لهآ بقشعريره سرت بكل خلآياهآ .. يبسّت أعضآءهآ , صلّبت أطرآفهآ ..

تحمحمت وآلغصّه بحلقهآ مشتته نظرهآ بكل صـوب ليسفههآ مسند ذقنه بين مفترق ركبتيهآ المضمومتين وعيونه بعيونهآ بنظره تحتيّه: شــرآيـك ؟!
آثرت الصمت بوجه محتقن كـ إجآبـه بليغـه عن رفضهآ القآطـع لرغبآته وإللي يبيـه صآده عنه بوجههآ ليكمـل هو بنبره خآفته آسره غلفهآ كميّه مرعبه من العآطفـه والنشوه والإحتيآج ..

....: أبيك يآتغريـد .. أبيك ومآعآد فينــي !
زفرت نفس مسموع من خشمهآ أوحى بكميـة الضيق دآخل صدرهآ ليرد ويسفههآ ضآم سآقيهآ بذرآعيه محتضنهم وبصلآبه وإستقآمه شدهآ عليـه .. الحركـه الثقيلـه إللي زحزحتهآ خطوه عن مكآنهآ لقدآم فآتحه فمهآ بنفس سحبته ولآ قدرت تطلقـه .. إنتفخ صدرهآ وإنشد ظهرهآ .. إنقبضت أحشآئهآ وتشنجت عضلآتهآ من ضغط أنآمله على عضلتي السمآنه .. دفس خشمـه بـ الخطّ الفآصل بين سآقيهآ المضمومتين سآحب نفس عميق مسموع بنشوه عآطفيّه متأججه فجرت كل هرمونآت الرغبه والإحتيآج العآطفي الخآمده .. نآفضـه عنهآ الغبآر ومشعلـه الفتيـل ..
أرجع رآسه لورآ مثبت عيونه إللي إحتدت بنظره ثآقبه لتعآنق نظرآتهآ المضطربـه , المتوتره والمتخوفّـه .. همس بثقـه قآطعـه شآبهآ بحّة رقـه: آلليلـه هي ليلـة زوآجنآ الأولـى ..!


قآلهآ بهدوء وبنفس الهدوء وقف وإنصرف تشيعـه نظرآتهآ المذهوله .. يصدح صدى كلمآته الأخيره بأذونهآ ملقـي الرعـبّ بعآلمهآ إللي تحسّه ينهآر من حولهآ طوبـه طوبـه ..
وقفت بسرعه وبلآ وعـي بدت تلبس عبآيتهآ والحجآب ..

رفعت البورتيفيـه الإكسسوآر حقهآ بلونه الفوشيآ عن تسريحتهآ وطلعت من جنآحهآ بخطوآت سريعه أشبه بـ الهرولـه .. وبلآ حسآب أو إعتبآر لأي حوآجز أو قيود فتحت بآب غرفتـه بـ إندفآع: سنــــــــــد !
مررت أنظآرهآ المرتعبه بـ الغرفـه شبه المظلمـه إلآ من إنآره خآفته للمبـه صغيره مثبته بـ الجدآر فوق سريره مبآشرة ..
كآنت غرفه صغيرة الحجم مقآرنة بـ أي جنآح ببآقي البيت .. أثآثهآ مودرن , بسيـط .. خآلي من أي مبآلغه وتكلـف ..

....: بتـدوري على إشــي ؟!
إنتفضت كتوفهآ مخترعه وبسرعه إلتفتت عليهآ والذعر بعيونهآ لتكمل الثآنيه: هآد غرفـة أستآز سنـد
أطبقت فمهآ بقهر لآويته لليسآر بـ إمتعآض شديد من شآفتهآ .. هي نفسهآ عشيقة المسمـى مآلك زوجهآ !
رمقتهآ بنظرة إحتقآر من رآسهآ لـ رجولهآ ثم سفهتهآ طآلعه برآ الغرفـه وبنفس الخطوآت الغآضبـه المتسآرعه طلعت من الفيلآ وبوجههآ تجعيـدة كـدرعيّت تفآرقـه ...

بلمحـه خآطفـه من طرف عيونهآ شآفته ..
ذآك إللي وآقف بـ الظلآم مستند على سور الفرندآ الجبسـي بسآعديه ..
يفرك إبهآمه الأيمن برآحته اليسرى .. وسيقآره مشعلـه بين إصبعيّه الوسطى والسبآبه .. نظره ممتد للفرآغ .. بلآ هـدف

....: سنــد !!
أجفله من سكونـه النبره الجآفه لنطق إسمـه ليلتفت صوبهآ والعجب بعيونه رآفع حآجب وآحد الرفعه إللي إرتخت من إستقرت عيونه عليهآ لتسكن كآمل حوآسه ظآهرياً .. تتصآرع , تضطرب وتتضآرب دآخلياً !

إقتربت تجآهه بعقدة حآجبين وعيون صآرمه محتده رآفعه سبآبتهآ إللي إهتزت بتهديد مآبين عيونه الوآهنتين: إسمــع .. إنت وعدتني من قبل ومآكنت عند وعدك .. بس اليوم رح أكشف كل شيّ وبطريقتـي .. أمآ عن أخوك هذآ إللي تشيل همّه ! ترآ هو آخر همّـي ..

سند: ..........
إبتلعت ريقهآ بتوتر من صمته المطبق ونظرآته المركزه عليهآ بشده ..
سحبت سبآبتهآ المتصلبه بتهديد موآريتهآ من ذآك الإرتعآش إللي صآبهآ بـ وهن ..
ميّل رآسه لليمين وقد إنتفخ خده الأيسر من حركة لسآنه لبآطن خده مضيق عينه اليمنى إللي إحتدت بتركيز وإفترآس .. بجرأه غير مسبوقـه وغير معهوده ..
إستنكرتهآ بخطوتهآ المرتبكه للخلف ونظرتها المتخوفـه المستفهمه: شفيـك ؟!

ولآهآ ظهره ورد مستند على السور بسآعديه وعيونه صوب سيآرة مآلك البعيده وقد ضوت أنوآر الإنتظآر الحمرآء ..
....: مآلـك ينتظــرك
أطبقت فمهآ بقهر مكوره قبضتيهآ بغضـب طلع معه صوتهآ مخنوق متشحرج منذر عن محاوله مستميته لكبت بدآيآت البكآ: أبغـى أتطلــق من مآلـــك .. – وهنت نبرتها بضعف وآضح – مآ أبيــه ..
إلتفت بكآمل جسمه عليهآ مسند وسطه للسور .. رجل تتقدم الثآنيه , مكتف ذرآعه الأيسر ويده اليمنى رآفعهآ لوجهه .. طرف إبهآمه بين فكيّـه والسيقآره بعدهآ بين إصبعيـه

....: إطلبي منه الطلآق
ضيقت عيونهآ بإستنكآر شديد هآمسه بعدم تصديق: إيــــش !!!
مطّ شفته السفلى بلآ مبآلآه: إللي سمعتيـه
تغريد: بس أنآ علمتك القصه كآمله .. وإنت وعدتني ! وعدتني توقف معآي وتسآعدني .. إنت بنفسك إللي عرضت علي تخلصني من أخوك .. مرت ثلآث أشهر شللي تغيّر !! – هبط صدرهآ لتصدر نبرتهآ رفيعه حزينـه .. وآهنه ومجروحه – شللي غيرك يآسنــد ؟!

ضيق عيونه لحد مآقآربوآ على الإختفآء في محآوله منه لتحديد هويّة ذآك المتلصص صآحب الظلّ الممتد من ورآ قزآز البآب الجرآر للفرنده ..
توهآ سآلي طلعت الحين قدآمـه مع خطيبهـآ وقد إسبقوهآ أمهآ وأصآله مع السآيـق ..!
إقترب صوبها خطوتين وعيونه بآقي مركزه على المدى من ورآهآ ..
إلتفتت نصف إلتفآته وراها بـ إستغرآب مستفهمه: شفيــه !

قآلتهآ ثم أرخت نظرهآ لإصبعه المقآرب لشفتيهآ مآيفصله إلآ ملليمترآت من رفعه كـ إشآره لهآ آمرهآ بـ السكـوت ضآم شفتيـه بهمس: آششششش
إنكمش صدرهآ مضيق على أنفآسهآ خآنقهآ .. مطبـق على قلبهآ إللي تمردت دقآته .. تسآرعت وتصآرعت ..
هآلقرب المحرم لهآ وعليهـآ أقسى عذآبآتهآ النفسيّه ..

أرخى نظره لهآ وآلتجهم بوجهه العآبس: روحي آلحين بعدين نتفآهم
جت بتفتح فمهآ إلآ ويخزهآ بنظره حآزمه صآرمه .. ألجمتهـآ
مآل برآسه صوب مآلك وسيآرته هآمس بتشديد قآسي من بين أسنآنه: قلـت ......... بعــديـــــن


/
/
/


نقزت دآخل السيآره بدفآشه وبسمتهآ من الأذن للأذن: أحلآآآ يآلكشخـه .. وش هآلبورش الحلـوه ؟
بقق عيونه مخترع من صفقت البآب بقوه: شوي شوي ع السيآره ترآهآ مأجره
رفعت غطآهآ عن وجههآ مطلعه له لسآنهآ بشقآوه: هههه فدآآي
آدم: قولي وآلله !

قوست شفتيهآ لتحت بتمثيل إنهآ زعلت وبتبكي ليردف هو بضحكه لآحقهآ بسرعه يرآضيهآ: هههه بلى بلى فدآك وآلله .. إنزلي كسريهآ يللآ
لوت فمهآ لليمين مطيره عيونهآ: مآلك دآعـي
حرك السيآره والضحكه بوجهه: هههه هآآ وينهـي العـدّه ؟!
ورده: شنو يعني بآخذهآ بنفسي ! جهزت كل شيّ من أمس
آدم: كل شيّ كل شيّ ؟ أرضيـه ! خلفيّـه ! إضآءه ! مظـلآت ! كآميـرآ ! مآتبين مسآعده ؟ ترآ حآضرين
ورده: هههه لآ مشكـور
آدم: هآلله هآلله بـ الصور أجـلّ

ورده: وآلله ! إن كنت نآسي أذكرك .. – إرتفعوآ حآجبيهآ بـ تنبيه ثم أكملت - أنآ المركز الأول وإنت الثآنـي
إتسع فمه بإبتسآمه عريضه وهو يتذكر يوم المعرض وهم بـ مصـر .. ثآني لقآء جمعهـم وعن طريق الصدفـه .. شلون كآن كلآً بـ صوب وشلون الحين صوبهـم وآحــد !
....: ليش مآتزينتي ؟
نآظرت بـ الطريق على يمينهآ من الشبآك: تدري عن أسبآبي
آدم: كمّ مرّ يآوردتـي ؟
ردت بـ إندفآع: جعله يمرّ عمري كآمـل .. بآقي قلبي حزين ونفسي منكسره .. شلون أتزين ؟

أطبق فمه بتفهـم سآكـت للحظآت ومآسرع مآرد وتكلّم مغير من دفّة الحوآر محآولاً تلطيف الجـوّ بنبره رقيقه مصطنعه: أقول وردتـي !
نآظرته بطرف عيونهآ .. تدري عن هآلنبره عدل ووشهو إللي ورآهآ .. جآوبته بتملمـل: هــآآآآ !
....: مآتبين تقولين لي شيّ حلـو ؟ فديتك يآ آدم ! إشتقت لك يآ آدم ! أحبك يآ آدم !
رمقته بنظره مشمئزه ونبره تسآوت معهآ بـ الإشمئزآز: تتميلـح إنت ووجهـك ؟
....: هههههه تحطييييييــــم

أرخت كتوفها مطبقه فمهآ بخيبة أمل وكن إللي قدآمهآ بزر مآمنه رجـآ ..
....: آآآخ يآقسوتك وجفـآك
ورده: إنت إللي حيـــل دلـوع
وسع عيونه فآتح فمه بـ إستهبآل: أنــآآآ !
ورده: إيه إنت .. دلوع وبقوّه بعد .. أحسك نونـو !
....: طيب وهذآ النونو مآيبآله معآمله خآصـه ؟

حطت يدهآ على بطنهآ قآلبه عيونهآ وفآتحه فمهآ كنآية عن إحسآس الغثيآن والترجيـع: لآتبط كبدي الحيـن !
....: ههههه جد ورده إنتي ليش قآسيه علي كذآ ؟ مآني متعود
ورده: إيه أدري .. متعود على الدلـع .. كل من حولك يدللونك .. مرآم أختك ونآهد مرت أخوك
إنربط لسآنه وإختفت بسمته بعقدة حآجبين من طآري المدعوه نآهـد .. مرت أخـوه !
نآظر الطريق قدآمه بآلع ريقه في محآوله لتخفيف إرتبآكه: وإنتي شدرآك عن نآهد ؟

مطت شفتهآ السفلى ببديهيه: مدري .. كذآ حسيت ذآك اليوم من جيتك البيت وصتني عليك قبل تطلـع هي
نآظرهآ بعدم فهم سآئل بـ إهتمآم: شلون ؟
ورده: كآنت طآلعه لهلهآ هم قآلت لي إنك من أمسّ نآيم ومآكليت شيّ .. طلبتني آكل ويّآك لأنك مآتحب تآكل بروحك .. وإنك تحب البيتزآ .. وتحب معهآ تشرب مشروبآت الطآقه هذي .. هههه وآجد توصيّآت مآ أذكرهآ .. أمآ مرآم أختك ! يومـه ! الدنيآ كلهآ كوم وآدم عندهآ كومن ثآنـي ! عآد من قدك الحريم حولك يهتمون فيك ويدللونك ..
مآل فمه بـ إبتسآمه متوتره مشدد من مسكته للمقود وعيونه على الطريق بـ صمت ثآر معه وبسببه إستغرآبهآ .. سألت وعلى وجههآ إبتسآمه بآهته: ليكون زعلت الحين يآدلـوع ؟

....: وإن زعلـت يعنـي ؟ بـ الطقآق .. إنتي مآتهتمين
بوزت بتعبير طفولي ومن تحت لـ تحت تمت تخطف أنظآرهآ من طرف عينهآ اليسرى وتشوفه سآكت مسند كوعه الأيسر للشبآك ينآظر الطريق قدآمه ..
....: إنت تدري إن عندي مشكله في التعبير عن مشآعري .. وإني مآ أعرف أصرح عنهآ .. ولآ أعرف أقول إللي أحسّه مهماً كآن حلـو .. بس انت تدري إني أحبـك .... صـحّ ؟!

شدت الطرف الأيمن لشفتهآ السفلى بعضّه رآمقته بنظره مترقبه , متوجسّـه ليقطع هو الصمت بـ لحن غنآئي شآمـي متمكن: هلآ يمّآ وهلآ يـوم .. هـبّ آلغربي وشآل هـدوم ,, يسلملـي الـ بتخبيّ آلحُـبّ , وألبـآ من جـوّآ مغـروم

إتسعت عيونهآ فآتحه فمهآ لآخره بصدمه مفتعله مآهيب مصدقه لينآظرهآ هو بـ إبتسآمه جآنبيّه سآحره: أشوفك خقيتـي ؟
....: وجــع يآ آدم .. مآعلمتنـي إنك تغنـي !
....: منو قآل إني أغني !
ورده: لآ تتسيمـج .. أقصد إن صوتك حلو وتعرف تغنـي .. ليش مآعلمتني !

آدم: يآحبيبة قلبـي هذآ إللي جمبك الحين شخص متعدد الموآهب .. كل يوم رح أفآجئك بشيّ بس صبري إنتي شوي وبتشوفين
ورده: ههههه آآخ يآحظـي
حك أسفل فتحتي خشمه بعقلة سبآبته رآفع حآجب وآحد بتصنع للتوآضح: أنفـع يعنـي ؟
ضربت ذرآعه بخفـه من ظآهر يدهآ اليسرى ثم مآلت بجسمها على الكرسي ليصير وجههآ مقآبل لجمبه الأيمن .. رآفعه رجولهآ عن الدوآسه ثآنيتهآ تحتهآ وإرتخت: غني غنـي
آدم: أشوف عجبك الوضع !
نآظرته بلوم وهي تضحك: ههههه آدآآآآآآآآآم !

ضرب جبينه مغمض عيونه بتكشيره متعذبه: قلب آدم يآنآس فديته إللي يترجآني كذآ
ورده: هههه طيب يللآ غنـي
آدم: شتبين تسمعين ؟
جآوبته بـ حمآسه وإندفآع: أي شيّ أي شيّ صوتك عذآآب .. كمل إللي قلتهآ من شوي

فرد كفه الأيمن مفرق أصآبعه لتشبك هي يدهآ بيده مبتسمه بـ خجـل عآضه على شفتهآ السفلى بـ القوه وبـ إبتسآمه جذآبه شدد من مسكته ليدهآ بهمس شجـيّ .. عـذب ومبحـوح ..
بتعآتب بالعتآبه وموآلآ شـروقي , سكآبآ يآدموعي سكآبآ , مرمر زمآنـي لآتدوئـي ...
ألبي عمّ يركض ليكـي , تآغنيلك وتغنيلـي
أومي رح جـن عليكـي , بـ الخصر الـ آتلنـي ميلـي

سآح جسمهآ مثل قطعة الزبده وعيونهآ يتفجر من خلآلهم الحُـبّ .. كل تفصيله فيـه جذآبه .. وجآذبيتهآ بـ إنفرآدهآ .. إبتدآءاً من شكله الآسيوي المميـز .. عيونه الصغيره , جفنيه المنتفخيـن , بيآض بشرته وصفوهآ من خشونـة أي جذور لشعيرآت الذقن أو العوآرض ! أنف لوزي صغير وشفتين رقيقتين مثل حبـة كرز صغيره حمرآء ! جزء من شعره الأسود السآيح ظآهر من ورآ أذونه ومن تحت طآقيته والغتره ..
غمآزة خده الأيسر العميقـه وإللي إختفت عنهآ مآتشوفهآ بهالوضع إلآ إنهآ تتم من صفآته المميزه .. المثيره والجذآبـه ...

إستقآمت بـ قعدتهآ سآئله بـ إهتمآم من بهتت نبرته شويّ شويّ لحد مآختفت وعيونه عآلمرآيه العلويّه ينآظر السيآره من ورآه – سآئلـه بـ إهتمآم مصحوب بـ قلق - : شفيــه !!
قوس شفتيه بعدم فهم ثم نآظر المرآيه على يسآره: مدري ذآ شقصتـه بـ الضبط ؟ من أول مزعجني وجآلس يقلب لي نور !

نآظرت ورآهآ بـ إهتمآم فآتحه فمهآ ليأمرهآ بحزم وصرآمه: نآظري قدآمك وغطي وجهـك
شدت شفتهآ السفلى بـ إعتذآر حسـيّ بينمآ عقد هو حآجبيه وعيونه ع المرآيه بيسآره: ذآ المخفّ شللي يبيـه ؟ شكله زآحف ويهآيط وأنآ مآلي خلقـه لأصدمه الحيـن
ورده: تكفى آدم لآتتهـور .. مآعليك منـه

أبطآ من سرعته شويّ ومآل ع الجهه اليمنى فآسح له الطريق ومن ثم رفع حآجبه الأيسر بـنظره حآده منتظـره لأجل يوآزيـه ومآسرع مآبهتت ملآمح الغضـب وتحل الدهشه مكآنهآ: منـو هذآ !
ورده: منـو !
آدم: هذآ مو أخـوك ؟
مطت رقبتهآ تبي تشوفه معقده حآجبيهآ: مآشــووف

إتسع فمه بـ ابتسآمه بعدمآ نزل الثآني وإللي كآن يلآحقه قزآز الشبآك ومال شوي لقدآم لأجل يشوفـه ..
....: ههههه هذآ سهيـل أخـوك
انحنت لقدآم شويّ مميله رآسهآ لأجل تشوفـه بينمآ ضرب آدم بوري متوآصل وصآح بنبره جآهره: بغيـــت أصدمــــك
عضّ على شفته السفلى بـ نظرة لوم: أفــآآآآ
قرب آدم من سيآرة سهيل الدرجه إللي بغى معهآ يصدم فيهآ ويحكهآ من الجنب إلآ إن سهيـل وبلمحه خآطفـه زآد من سرعته وتعدآه ضآرب بوري متوآصل ..

....: ههههه أيآآلجبــآآآن
ورده: ههههه مآلومـه خوفته
....: منو معـه ؟
....: خطيبتـه .. من جده عآد توهم مآوصلوآ ؟ من زمآن وهو طآلع قآل بيمرهآ
آدم: شكل خطيبته ذي مطلعه عيونه وبآطه كبده
ورده: إشمعنـى ؟

آدم: مدري ذآك اليوم جلس يسولف ويآي ويتشكى .. مآتبي الزوآج وكل مآلهآ تأخر ولأعذآر مآل أمهآ دآعي
ورده: آممم , صآدق .. بس مو لآزم يعجلـون .. هذآ عمر كآمل ومستقبل .. وآجب يقتنعون أول
إرتفعوآ حآجبيه مستنكر بنظره بلهآء لتضحك هي سآئله: ههههه خير إنشآلله !
....: ليكون على بآلك تسوين سوآتهآ ؟ لآآآآآآ وآلله مآسكــــت

ورده: ههههه وليش نتعجـل ؟
آدم: وليش نتأخـر ؟
توهآ بتفتح فمها وترد عليه إلآ ويقآطعهآ بسرعه: لآآآ يآعمري منتيب بدويـه , أنآ خآطب وحده حضريه .. يعني خطبتك اليوم أتزوجك بكره
ورده: ههههه مآعندك مآعند جدتي
آدم: إسمعي يآبنت .. أنآ بعذرك لأجل الظروف الحين .. مروّآ ثلآث أشهـر وثلآث مثلهـم ويتقفل علينآ بآبن وآحد .. فهمتـي شلـون !

توسعت عيونهآ بدهشـه مصطنعـه غلب عليهآ إبتسآمتهآ الحسيّه ليكمل هو: نبي نعجّل ونجيب نآصر وجيهـآن
هآلمره توسعت فتحـة فمهآ ببلآهه لينآظرهآ هو رآفع حآجب وآحد مصطنع عدم الفهم لسبب تفآجئهآ: شفيــك !
....: إنت شللي تقوله ؟
آدم: مو قلتي تبين توأم زي عيآل فآهد أخوك ؟ أجل عجلـي نبي نتزوج ونجيب حنآ بعـد نآصر سميّ أبوي وجيهآن سميّة أمك ولآ مآتبين ؟ ترآ أسميهآ بيضـآء على إسم أمي عآدي مآعندي مآنع
صدت عنه بوجههآ صوب الشبآك على يسآرهآ تدآري خجلهآ من تلميحه الجريئ المبآشر: ههههه بس يآسخيــف !



/
/
/
/
/


تحسست فستآنهآ من جآنبي جسمهآ نزولآً ...
الفستآن المصمم خصيصاً لهـآ .. مرسوم وفقاً لتصورهآ ومنفـذ وفقاً لإختيآرآتهآ من اللون والخآمآت ..
أوف وآيت ثقيــل .. قصـة صدر وآسعـه بـ كمّ حيرآن من الدآنتيل المطـرز , مطبق على جسمهآ مغلفـه بـ إحكآم أبرز تقآسيمـه إبتدآءاً من الصدر وصولاً لمنتصـف الفـخذ , ينتهـي عنده القصـّه الضيقـه والقمآشه الثقيلـه المطرزه ليحـلّ مكآنهآ من منتصف الفخذين نزولاً لآخر السآقين طبقـآت كثيفـه من التُــلّ المنفـوش ...
كآنت مثآل للعروس الخليجيّـه بزينتهآ الكثيفـه ...
سوآءاً بفستآنهآ الملوكـي , تسريحتهآ الضخمـه أو مكيآجهآ الثقيــل ..

إحتضنتهآ الثآنيه من ورآهآ محآوطه خصرهآ بذرآعهآ الأيمن بينمآ تعلق الأيسر بـ رقبتهآ محآوطـه كتلـه ضخمه من الجبس الأبيض !
همست بـ أذنهآ وهي تشوف إنعكآس صورتهم ثتينآتهم بـ المرآيه الطوليّه: زي القمــــر
نفخت هوآ من فمهآ المضموم بتوتر: بطنـي يآحور .. متشنـج
حور: يخرب بيتك .. كل المكيآج إللي فـ وشك دآ ولسـه لونك أصفـر
نسمه: قلت لك وآضح عليّ التوتر , حتى إني مآنيب قآدره أتبسم لو بآلغصب

إلتفتت لهآ حور لتصير معطيه ظهرهآ للمرآيه ومقآبله نسمه بوجههآ بنظره جآده: إنتي كنتي كويسه طول اليوم إيه إللي إتغير حآلن ؟
غمضت عيونهآ بخفـه سآحبه نفس عميق من فمهآ المضموم: أمـي كلمتني بشيّ
إتسعت عيونهآ مستفهمه: ليكون عن إللي بآلي بآلك ؟
هزت رآسهآ بتأكيد مطبقـه فمهآ إللي تقوس لـ تحت بـ إحبآط بينمآ رفعت حور عيونهآ للسقف شآهقه نفس غآضب من خشمهآ: هــفففف مش عآرفه أنآ إيه التخلف دآ !
نسمه: مآشفتيني وأنآ أسمع الكلآم قسم بغيت أطيح من طولي مآعآد فيني , أول مره أمي تكلمي بشيّ زي كذآ وبهآلجرأه

حوريه: وطبعاً قآلت لك كلّ الكلآم مره وحده كأنهآ بتسمع درس محفوظ وسآبتك ومشيت !
زمت شفتيهآ بـ يأس محركـة رآسهآ بـ ( نعم ) ..

تخصرت حور بيدهآ اليمنى عآضه على طرف شفتهآ الأيمن: مش بقوللك تخلف ! يسيبونآ كدآ عآدي لحد يوم القوآز وبعدهآ ييقـوآ يعرفونآ كأنه شريط تسقيـل وسَـفّ .. ومينفعش نسأل ولآ نستفهم عن أي حآقه .. زي مآ الموضوع حصل معآهم من خمسين سنه بيئولوه لينآ عشآن ننفذه بنفس طريئتهم .. إنتي إللي غبيّه كنتي أوليلهآ إنك عآرفه ومش محتآقه تسمعي حآقه

إتسعت عيونهآ بصدمه إستنكآر: وشهـوو ! من جدك إنتي ولآ تستهبلين ؟ إيه إنآ ندري عن هآلسوآلف من قبل بس مآيصير أبين إني أعرفهآ ..
ضيقت عيونهآ بـ إستخفآف وأكملت: بذمتك قلتي لأمك إنك تدرين عن الموضوع وشلون يصير ؟
قلبت حور عيونهآ وتجعيدة إستهزآء بوجههآ: هو أنآ متخلفه زيك ! وبعدين أنآ الطريئه إللي إتقوزت بيهآ غيرك .. مآمآ لمآ قت تعرفني أخدتني على جمب كدآ ولئيتهآ موطيّه صوتهآ مع إن مكنش فيه حد فـ البيت ههههه عرفت فوراً هي عآوزه تئول إيه روحت مسرخـه ووئفت متعصبـه رآفعه صآبعي بتهديد وأولتهآ محدش يكلمني عن الزفــــــت رآئــــــــف دآ .. سيبوونـــي فـ حآآآلــــــــي .. سرخـت وقريـت ع الحمآم بسرعه ههههه

نسمه: ههههه يآلخآيسه .. يعني هربتي
شدتهآ حور من خدهآ مبتسمه: أيوآ كدآ إدحكـي .. وسيبك من كلآم خآلتي , دآ تئريباً تقليـد فـ كل العوآئل العربيّه .. متشيليش همّ الموضوع دآ ولآ اللحظـه دي , هي بتيقي كدآ وآللهي سدئينـي من غير تخطيط ولآ ترتيب
ردت ونفخت هوآ بتوتر: هـففففف مـــــدري

....: شللـي تتهآمسون فيه هآآه !
إلتفتوآ ثنينآتـهم لمصدر الصوت الجهـوري المرح ...
كآنـت وردهـ إللي أقبلت صوبهم فآتحه ذرآعينهآ لـ نسمه بـ إبتسآمه عريضه: يآقـللللللللبــــــــــي , ألف ألف ألف مبروك
بآدلتهآ نسمه الإبتسآمه العريضه: آلله يبآرك فيك يآعمري , ليش إتأخرتي كذآ !

وسعت عيونهآ فآتحه فمهآ بدهشه مفتعله: أنآآ ! وين تأخرت هذآني هني وبآقي مآبديتو .. – إلتفتت لـ حور مطبقه فمهآ بعيون بآسمه - : إيش هآلجمآل ؟ يآختي إنتي كل يوم عن الثآني تزيدين حلآ !
ضمتهآ حور بذرآعهآ الأيمن: ههههه وحشتيني وآللهي
ورده: وآلله وإنتي ! خير إنشآلله سلآمآت ؟ - قآلتهآ وعيونهآ على ذرآعهآ المجبس لترفع حور كتفيهآ شآده شفتيهآ المطبقه بقلة حيله –

همست نسمه بحقد مضيقه عيونهآ: رآئف جعل يدينه بآللي مآنيب قآيله
ورده: ههههه يمـه عآد ! كسرلك يدك ؟
أقبلت مرآم ومعهآ دآدآ عآئشه وبيدهآ المبخـره لتهز حور رآسهآ بـ الإيجآب وبعيونهآ نظرة زعـل طفولي ...

....: كللللللللللللللووووش , ألف الصلآه والسلآم عليك يآحبيب آلله محمــد
ضحك الكلّ على مرآم إللي ظللت على فمهآ بيدهآ مطلقـه زغروده عآليه مجلله وبدت تذكر آلله وتصلي على نبيه !
....: شنو هذآ الطقآقـه هنـي ؟!
ردوآ الكلّ وضحكوآ على تعليـق شـروق السآخر ووصفهآ لـ مرآم بـ الطقآقه بينمآ قلبت مرآم عيونهآ بـ إحتقآر: تطنـزين إنتي وذآ البطـن ؟
شروق: ههههه عزّ آلله إن أطلقت زغروده زي هذي طآح الولـد
قآلتهآ سآفهه كل الضحك وضمت نسمـه بهدوء مبآركه لهـآ ...

مرآم: هآ نسووم خلص كلّ شيّ ؟
نسمه: إيه من قبل مخلصـه .. وينهـي أمي ؟
مرآم: صعـدت لـ سيـف جنآحـه تشوفه وتنزل ويّـآه
شروق: أجل مآبقى شيّ بروح أنآ أشوف دآرين وينهـي الحديقـه تحت إمتلت بـ الحريـم ..
مرآم: نسمـه تجهزيّ ترآ أبو فيصـل مرسلنـي أعلمـك , شويّ ويرقى لك الحيـن توقعيـن ..
إتسعت عيونهآ بصدمه: ليش هـم وصلـوآ !
مرآم: صبآح الخيـر , الجمآعه من أول وآصلين والتأخير كله بسبتـك .. يللآ بدق عليه أعلمه إنك جآهزه .. – نآظرت شروق وأكملت – مشينـآ !

سحبت نفـس عميــــــــــــــق دفعــه وحدهـ من فمهآ وعيونهآ معلقه بـ السقف من طلعت شروق ومرآم .. ومآتمّ إلآ حور ووردهـ ودآدآ عآئشـه إللي مدت ذرآعهآ رآفعه يدهآ فوقهآ وتمت تدور المبخره فوق رآسهآ متمتمـه بـ آيآت من الذكـر وأدعيّة رقيـه ...

همست ورده لـ حور: وشلونه رآئف ويّآك آلحين ؟ شللي صآر ! سآمحيني حور وآلله تدرين غصب عني والظروف إللي صآرت
لحقتهآ حوريه بسرعه هآزه رآسهآ بـ النفي: لآآآ لآآآ .. بس يآبنتي إيه إللي بتئوليه دآ ؟ طبعاً عزرآكـي هو إنتي كنتي فـ إيه ولآ إيه .. المهم إنك دلوئتي كويسه وأحسن !

....: الحمدلله على كلّ حآل , بس علميني شللي صآر ؟ وشلون ردك رآئف ؟ عرف الحقيقه !
مدت شفتيهآ المزمومتين لقدآم بزعل محركه رآسهآ بـ ( لآ ) بينمآ رفعت ورده حآجبهآ الأيسر بـ إستغرآب: شللي صآر أجل ؟
حور: مفيش .. مكلمتوش ولآ شفت وشـه من اليوم إللي ردني فيـه
ضيقت عيونهآ وبآقي الإستغرآب بوجههآ: وهو متى ردك !
حوريه: من تلت شهـور

حطت يدهآ على فمهآ بشهقـة ذهول خفيّه: من جدك عآد ؟ وثلآث أشهر مآشفتيه ؟ وينـه أجل ؟
رفعت كتوفهآ مآطه شفتهآ السفلى بمعنى إنهآ مآتدري لتسكت وردهـ ونظرهآ محتد ممتد للفرآغ .. لحظآت وإتسعت من بعدهآ عيونهآ بتفآجئ من وقع إللي طرآلهآ هآمسه بعدم تصديق: لـــــــه !
حوريه: مآلك ؟

كحت نسمه وقبضتهآ على يدهآ مضيقه عيونهآ بـ إنزعآج ليطلع صوتهآ مخنوق: بس دآدآ خلآآآص إختنقــت كـححح كــحح – مدت ذرآعهآ الأيمن صوب ورده وحور وكنهآ تحآول تمسك الهوآ – لحقـوآآ علي بمـووت كــححح
حوريه: ههههه بسّ يآهبلـه
ورده: ههههه سمعي حور
نآظرتهآ بـ إهتمآم والإبتسآمه بآقي بوجههآ: هـآه !
ورده: ظنتي أعرف رآئف وينـه فيـه !

أومأت بـ الإيجآب مطبقه فمهآ بتأكيد من شآفت الإستفهآم بعيون حور لتكمل بهمس: قد شفته من قبل بـ العمآره إللي نسكنهآ أنآ وأمي .. حنآ كنآ بشقـة أحمد ولد عمي ورآئـف بشقته بـ الدور الأخير .. شفته أنآ وآدم وآلله وقآل إنه يرد متأخر ..
ضيقت عيونهآ هآمسه بـ إستفهام: من إمتى الكلآم دآ ؟

طيرت عيونهآ بتفكير: آممم يعني وقت سآلفة الجوآل حقك يوم تزآعل ويّآك وهدّ البيت , قبل تتوفـى أمي
إعتصرت شفتهآ الرقيقه السفلى بين إبهآمهآ والسبآبه اليمنى مضيقه عيونهآ .. توهآ بتتكلّم إلآ وقطـع الصمـت صوت مرآم العآلي المجلل بـ الصلآة على النبـيّ ! نآظروهآ ومآكآنت بروحهآ هآلمره .. جمبهآ أم طلآل ممتلئ وجههآ بـ إبتسآمه عريضـه ...

مرآم: يللآ نسـووم طلآل بـ الصآله برآ
فجأه هبـط صدرهآ بقوه شحب وجههآ بـ إصفرآر .. تيبست مكآنهآ تنآظر بـ أمهآ إللي أقبلت عليهآ وبآقي الإبتسآمه بوجههآ لحد مآتحسست ذرآعهآ بـ حُـبّ: يللآ يومــه .. أخوك برآ يبآك توقعيـن
مسحت الدآدآ الدمعه من طرف عينهآ اليمنى , الحركـه إللي مآخفت عن نسمـه إللي قوست شفتيهآ لتحت , لمعـت عيونهآ ورقت ملآمحهآ بحـزن منذر عن بدآية بكـآ لتلحقهآ مرآم: لآآآآآ .. وشدعوى تبكين الحين بيخترب كل هآلمكيآج ..

مررت أنظآرهآ للكل: يآجمآعه عآد شفيكم بتبكـونهآ !
مآلت حوريه برآسهآ صوب البآب مبتسمه بعيون مرغرغه: إطلعي يـلآ
تقدمت خطوه بطيئه صوب أمهآ إللي مسكت يدهآ سآئله: وينـه سيـف ؟
جآوبتهآ بـ دفى: خذآه رآمز عند الرجآل ..
نسمه: يومه أبي أشوفه , لا أطلع وأنآ مآشفته !
ورده: وين تطلعين توّ النآس .. إنتي شكلك إللي مستعجله وتبي تروحين هههه خلآص كشفنآك
ضحكوآ الموجودين بخفـه إلآ نسمه إللي خزتهآ بتوعد بينما طلعت لها ورده لسآنهآ بشقآوه: ههههه إطلعي عآد

طلعت وعلى يسآرهآ أمهآ ومرآم ورآهم رآفعه يدهآ بـ المبخـره لـ طلآل إللي ثبتت عيونه بنظره بلهآء سآذجـه من أقبلت عليه بخطوآتهآ المتبآطئـه وكنهآ عآرضـة أزيآء على الممشـى ..
تحركت شفتيه بذكر آلله ومشئيتـه لتقطـع مرآم الصمت بنبره عفويّه مرحه: شفت عروستنآ الحلـوه يآبو فيصـل ؟
أطبق فمه إللي تمّ منفغر لـلحظآت بـ إنبهآر ثم أطلق ضحكـه متوتره: هههه شكيت لثآنيه إنهآ مو نسمه .. وش هآلحلآت يآبنت ؟

رفعت ذقنهآ بـ غرور: مو أول مره
طلآل: ههههه مشكلـه لسآنك هذآ لآتطولينـه وتفضحينآ عند الرجّآل
نسمه: جيب الكتآب جيبه .. وين أوقع !
بقق عيونه بدهشه شآبهآ الإبتسآمه: شف شف شلون مشفوحـه ! إثقلـي يآبنت
نسمه: ههههه يمـه شوفيه !

حركت أمهآ رآسهآ بقلة حيله وإحبآط: عطهآ الكتآب خلّ ننتهـي
طلآل: إلآ مو نسمـه بروحهآ إللي مشفوحـه .. شـ السآلفه بـ الضبط ؟
مرآم: ههههه طلآل إنت بتذلنآ .. إعجل علينآ
إتسعت عيونه بصدمه: بق بق بق ! خـذي وقعـي
شدت كتوفهآ لورآ مصلبـه ظهرهآ بـ إستقآمه سآحبه نفس مضطرب فـ الخفآء تحت إبتسآمتهآ المتوتره وإرتعآش يدهآ المرتجفـه مشدده من مسكتهآ للقلـم .. وبلآ تردد تركت بصمـة توقيعهآ إللي معـه تمّ عقـد قرآنهآ وربـط إسمهـآ بـ إسـم ........... دكتورهـآ !

أطلقت مرآم ودآدآ عآئشـه زغآريدهم المتوآصلــه بجـلل صآخــب بينمآ إحتضنتهآ أمهآ وبآستهآ بحرآره .. غصباً عنهآ إنهآلت دموعهآ لـ نسمتهآ الوحيده الغآليــه بينمآ أطبق طلآل فمه بـ إبتسآمه يآئسـه محبطـه: شفيك آلحين يآم طلآل تبكيـن ! بتبكيـن البنـت ويخترب كل ذآ الزيـن ..
قآلهآ ثم إحتضن أختـه الصغيره بـ حنآن ودفـآ غآمر .. أبعدهآ عن صدره طآبع قبلتـه العميقـه بوسط جبينهآ , هآمس لهآ بـ عذوبه: ألف مبـروك يآنسمتنـآ


/
/
/




بـ خطوآت متبآطئه أثقلهآ تعب الحمـل بـ شهوره الأخيـره , دخلت عليهآ غرفـة النوم لتشوفهآ وآقفه تستعرض نفسهآ قبآل مرآيتهآ البيضآويّه المثبته بـ الأرض ...
عيونهآ تتأمل نفسهآ بتوهآن , سرحآن .. وضيآع .. كأنهآ تشوف شيّ غير نفسهآ ...
تحسست ظهرهآ بهدوء لتجفـل الثآنيه من شرودهآ بـ إنتفآضه خفيفه: شــروق !

....: بـ إيش كنتي شآرده !
تحسست فستآنهآ آلليكـرآ الأسود على جآنبي جسمهآ رآده بـ إبتسآمه متوتره: لآآآ .. عآدي .. كنت أشوف نفسي
شدت فمهآ بـ إبتسآمه قصيره مطبقه: مآشآلله عليـك .. جميله يآدآرين ..
قآلتهآ بـ حُبّ , وآضح وصآدق .. مع إنهآ تدري بقرآرة نفسهآ إن دآرين في غنى عن كلمآت الإطرآء .. ثقتهآ الزآيده بنفسهآ وبجمآلها أوصلوهآ لمرحلـة التعفف عن إحسآس الفخر والإعتزآز بـ أيّ تعليق إيجآبي إشآده أو إطرآء بحـق فتنتهآ الصآرخـه .. إلآ إنهآ ومن فتره قصيره ملآحظـه تغيرهآ الوآضـح .. دآرين آلحين مآهيب نفسهآ دآرين القديمه إللي تعرفهآ .. لمعـة عيونهآ إللي تتفجر منهآ نظرآت الثقه بـ النفس .. آلشمـوخ .. والكبريآء .. مطفيّــه !
سألت بتشكك: بعدك تحسين بـ تعب ؟

ثبتت نظرآتهآ المندهشه على أختهآ بـ جمود لـ ثوآني تدآركته لمآ صدت عنهآ معطيتهآ جمبهآ الأيسر وتمت تنآظر شكلهآ بـ المرآيه: لآآآ آلحين أحسن .. آلحمدلله
....: سويتي إختبآر حمـل مثل مآقلت لك ؟
بلعت ريقهآ بـ إرتبآك وهي تمسح بطرف إصبعهآ الأوسط أسفل حآجبهآ الأيمن ترتبه: لآآ
لوت فمهآ بـ حنق مردفه بـ إنزعآج: وليـش !!

إلتفتت لهآ بـ إبتسآمه عريضه مصطنعه: إيش إللي ليش ؟ لو حمـل كنت أكيد بحـسّ .. مغير شويّة تعب ممكن من تبديل الفصـول .. تغيير الجوّ .. آلحين بـ أوآئل الشتآ وآلحمدلله تحسنـت

أطبقت فمهآ بقلة حيله هآزه رآسهآ بـ خيبه: إنتي مآرح تتغيرين أبدّ ! دوم تعآندين .. وتعآندين لأجل العند وبـسّ
إرتفعوآ حآجبيهآ بـ إستنكآر: وآلله !

....: إسمعي دآرين .. هآلوضع إللي إنتي فيه آلحين أبدّ مآيصحّ ومآيصير تسكتين عليـه ؟ من متى ورآئف هآجرك ؟
....: شتبين أسوّي يعني ؟ أركض ورآه !
....: إيه تركضين ورآه , تحبيـن وتحفيـن بعـد .. وإن كآن رآئف بيستمر على هآلوضع إنتي لآزم تسيطرين عليـه , تقيدينـه .. أنآ أصلاً للحين مآنيب مصدقه إنتي شلون سآكته كذآ والوضع عندك عآدي ! قلت أكيد تفكرين بشيّ بس حشى ! طآل تفكيرك

جلست على كرسي تسريحتهآ رآفعه فرشآة البلآشر وتمت تعيد توزيعه على عظآم خديهآ المنحوتين بـ حرفيّـه إلهيّـه: وش إللي تفكرين إنتي فيه ؟
شروق: مآفيه غير حلّ وحيد ..
...: إللي هـو ؟
....: تحملـيـن

وقفت حركة الفرشآه على خدهآ بـ صدمـه , تعلقت عيونهآ المشدوهه بـ إنعكآس صورتهآ قدآمهآ لتكمـل شروق بـ إندفآع: إيه هذآ هو الحـلّ .. تكلمـي معـه , خلـه يجيك .. ولآزم تحمليـن .. وآلله مآيجيب رآسهم إلآ الولـد وآسمعـي منّـي .. وإنتي بعد عندك ذيك المصريّه ضرتك .. لآزم تسبقين إنتي بهآلشيّ وتحمليـن أول ..
بلعت ريقهآ وكملت تزيين وجههآ بـ سفـه متعمد: إنشآلله

شروق: يآبنت لآتجلطينـي .. إسمعي مني وآلله إن تلقين رآئف عند رجولك
رمت الفرشآه من يدهآ بـ عصبيّه مآقدرت تسيطر عليهآ بينمآ عقدت شروق حآجبيهآ بـ إستغرآب من هآلحركه – سألت والتعجب بوجههآ - : شفيــك ؟
سحبت نفس مخنوق في محآوله مستميته إنهآ تسيطر على نفسهآ وردآت أفعآلها .. صآرلهآ فتره وهي تحسّ إن إرآدتهآ فـ الإنحطآط .. ردوآت أفعآلهآ دآيم متوتره , ومندفعـه .. قدرتهآ الأولى العجيبه بـ السيطره على مشآعرهآ فـ المطلـق مآخذه الحين المنحدر المآئل وإللي قآرب الوصول للصفـر ...

....: شروق ممكن تخلينـي .. أو تسكتيـن .. مآ أعرف أسويّ شيّ وأحدن يزن فوق رآسي
رمقتهآ بنظره مشمئزه: آلشرهه علـيّ .. بكيفـك ..
قآلتهآ وطلعت من الغرفـه ونظرة دآرين التحتيـه من طرف عينهآ اليسرى تلحقهآ لحد مآختفى طيفهآ .. زفرت نفس مكتوم برآحه من فمهآ المضموم ومآسرع مآختفت ملآمح الإرتيآح ليشق الحزن مكآنه بين قسمآت وجههآ المُرهق ...
إرتفعت زآوية فمهآ اليمنى بشبح إبتسآمه سآخره " أحمـل ويصير رآئف عند رجولي ! إنتي عن أيّ رآئف تحكين بـ الضبط يآشروق ! .. رآئف إللي مآهجر بيته إلآ يوم درآ إني حآمـل ! "

وقفت عن الكرسي تتأمل نفسهآ .. فتنـه بشريّه بـ أرض آلله ..
حددّ قوآمهآ المثآلي الممشوق فستآنهآ الليكـرآ الضيـق .. كـتّ عريـض , يوصل لركبتيهآ .. سآدهـ بآللون الأسود إللي أنطـق بيآض بشرتهآ الثلجيـه .. رآفعـه شعرهآ سيمبل شينيون .. وبدون أي مبآلغه بـ الإكسسوآر إلآ من حلـق دآئره كبيره مفرغـه من الكريستآلآت الفضيّه اللآمعه وسآعـه رولكـس فضيّـه .. عيونهآ الزرقآء محدده بـ أيلآينر سميك .. ورموش أسمك .. شفتيهآ المكتنزه مصبوغه بـ الأحمـر القآنـي ..

أخفضت بصرهآ بنظره حزينه منكسره لبطنهآ إللي تحسسته بـ يديهآ النآعمتيـن , مصبوغ أظآفرهآ بـ نفس لون روجهآ القآنـي .. وبعدهآ الدبلـه تلمـع ببنصرهآ الأيسـر ..
....: لو عندك فعلاً رغبـه حئيئيـه فـ الإقهـآض فـ الأحسن إنه يكون بدري .. أيّ تأخير مش لمصلحتك
....: لحد كمّ شهـر ؟
....: تلـت شهـور حدّ أقصـى وبيكون فيـه خطـر كبيرعليكـي .. بس ممكن .. أمآ بعد كدآ فـ للأسـف مينفعـش

لمعت عيونهآ بذكرى الحوآر إللي دآر بينها وبين ذيك الدكتوره المصريّه بـ جلسـة كشـف وبعدمآ تأكد حملهآ بـ اسابيعه الأولـى .. مرّ الحين ثلآث أشهـر بـ التمآم


....: مآ أبيـك .. مآ أبيك تعآني إللي عآنيتـه , بتنولـد وأبوك رآفضـك .. أبوك إللي مآهتم ولآ سأل حتى عنـي .. شلون بيهتم فيـك ! إذآ إنت من حوريّـه كآن بيتقبل وجودك ؟ أدري إنه يحـبّ حـور ويفضلهآ .. وإن جآبت له عيآل بيفضلهـم .. آلفيلم إللي عشتـه وعآنيت فيه أحسه بيتكرر .. أبوي إللي رفض أمي ورفضني .. فضـل زوجته الثآنيه وبنته ميسـم .. ممكن رآئف يسويّ كذآ ؟ ممكن يطلقنـي ويقطك بـ أقرب ملجـأ .. تعرف مين خذآنآ أنآ وخآلتك تغريد ؟ عمـي .. عمـي محصـن .. مآلنآ إلآ عمّ وآحد وإهو إللي تكفل فينآ .. إنت منو رح يتكفل فيك ويآخذك ؟ عمك طلآل أو عمك أحمـد ؟ أو رآمـز ؟

إنتفض صدرهآ بضحكه قصيره أسقطت معهآ دمعتين مجروحتيـن مطلقـه كلمآتهآ الحزينـه بنبره متألمه مبحوحـه , مسحوبـه: مقـدر .. مقدر أعيشك كلّ إللي عشتـه ..
مسحت تحت عيونهآ بطرف سبآبتهآ مجبره نفسهآ على تصنع وإفتعآل الشموخ , القوّه .. الجمـود والثبآت .. نآظرت نفسهآ بـ صرآمه , مطلقـه أمرهآ لنفسهآ .. بقلبهـآ ..

" اليوم هو يومك الأخير يآ رآئـف .. وآليوم هو يوم ولدك الأخيـر .. تبيـه ؟ تعــآل , مآتبيّـه ... ربّك كفيل فيـه ......."


/
/

بـ جآنب منفصل من القصـر مزدحم الحركـه بهآليوم المميز ..
الملحـق القزآزي المآثل لبيت النبآتآت .. وكأنه محميّه طبيعيّه ..
المكآن الخآص بـ نسمـه .. لجلسآت المسآج والعنآيه الطبيعيّـه , جآكـوزي ! وإللي خصصته وردهـ مكآن لجلسـة التصويـر !

إتسعت عيونهآ بذهول من دخلت المكآن إللي توّهآ وتركته من عشـر دقآيق بس .. فآرغ إلآ من وجودهآ وآلحين مآهيب محصلّه مكآن لنفسهآ توقف فيـه !

....: أفسحوآ أفسحوآ للمصوره .. تعآلي تعآلي ههههه شوفوهآ مخترعه
إرتفع نظرهآ ببلآهه لذآك إللي تكلم وهو يضحك عليهآ ...... رآمز مآغيره !
ضربه أحمد بـ ظآهر كفه من صدره: مآلومهـآ , تعآلي يآورده هههه

تعآلت أصوآت الضحك المحختلطه لكل من بـ المكآن على شكلهآ والسذآجه حآفره ملآمحهآ بين قسمآـ وجههآ المندهش ببلآهه .. فآتحه فمهآ فتحه صغيره وموسعه عيونهآ بنظره بلهآء مآتدل صوبهآ لتقفل أخيراً فمهآ ببلعـة ريق وبعده الضيآع بعيونهآ " حسبي آلله ع العدو ! وش هآلسآلفه الحين ؟ يآويلك يآورده إن درآ آدم ! ترجيته لين بغيت أحب رجوله وبـ الأخير وآفق أصوّر نسمه لأنهآ طآلبتني .. كآن زوج نسمه وبس هو المشكلـه والحين كل رجآل العآيله أشوفهم قدآمي !! يآويلي يآويلي يآويييييييلـــي ! "

صآحت مرآم: يآهووووه وردوووهـ .. وين وصلتـي !
إنتبهت من شرودهآ بـ إبتسآمه متوتره ترقع فيهآ البلآهه بوجههآ: هههه هآآه ! لآآآ هههه .. مآشآلله .. متجمعين بـ الفرح دوم
بآدلتهآ مرآم الإبتسآمه: آمين يآرب .. ويّآك
ورده: شنو هذآ يعني ؟ صوره جمآعيه !
مرآم: إيه وللي يعآفيك أبي أكون بـ الوسط .. طعيني حلوه ونحيفـه
رآمز: هههه شتبينهآ تسويّ يعني ! ترآ هذي أشكآلكم
خزته بنظره حآقده: إنت محد كلمك

صفق رآمز بيدينه وهو يضحك ويكلم أحمد: ههههه ذولي الحريم قسسسسم – جآ بيكمّل إلآ وقآطعته مرآم بنظره مهدده تستنطقه بجفآف – هــآآآه ..
آثر الصمت بآلع ريقـه: لآآ ولآ شيّ .. يآزينكم
فكت اللثمه على وجههآ " يلآ هي كذآ كذآ خربآنه" ..
كلمت مرآم وهي تعدل إرتفآع القآعده المخصصه لتثبيت الكآميرآ: شروق بتتصور ؟
تدخل أحمد بسرعه: إيه طبعاً .. أصلاً أبيك تنسين كل الموجودين وتركزين علي أنآ وزوجتي

كشرت مرآم عن أنيآبهآ: ليش إنشآلله ! ليكون إنت وزوجتك المعآريس وإنّآ مآندري ؟
أحمد: وإشمعنى من شويّ توصينهآ تركز عليك إنت ؟ لآ وتبين تكونين بـ الوسط بعد ؟ حسبآلي العروس وأنآ مدري ؟
ضرب فيصل ولد مرآم جبينه بملآمح بآئسه محبطه: لآحووووول
رآمز لفيصل: حآس بـ إحسآسك وآلله .. إصبـر تؤجــر

هزت ورده رآسهآ بـ قلة حيله مبتسمه لتصيح مرآم بولدهآ: فيصــل يمـه رح شـف أبوك وينه فيـه ! رآح يجيب المعرس ولآ ردّ ! ونسمه بعد وينهي للحين ! متجمعين كلبونهآ هني ومخلين معآزيمنآ برآ .. خير إنشآلله !
ورده: وينـه رآئـف ؟
رآمز: إنسي .. مآرح يجـي
ورده: آمممم .. دآرين وحور طيب !
مرآم: وهــ ! مآيبيلهآ .. حور نآشبه مع نسمه الحين تلقينهآ تبي تطلع مع نسمه بكل الصور
أطبقت فمهآ بـ إبتسآمه قصيره مردفه: طيب خلّ أرتبكـم .. نسمه وزوجهآ هني بـ الوسط .. جمب نسمه خآلتي أم طلآل .. تمآم ! تبون صفّ حريم وصف رجآل ولآ كلاً يوقف مع مرته ولآ شنو بـ الضبط ؟
مرآم: حلو وآلله .. نبي الإثنين عآدي
رآمز: ورده لآتقعدين تألفين وضعيآت آلحين ينشبون ويبونهآ كلهآ

ورده: ههههه طيب خلآص .. أول صوره مثل مآقلت .. نسمه وزوجهآ بـ الوسط .. جمبهآ خآلتي ثم أبو فيصل .. وأنتي جمبه – أشرت على مرآم – قدآمك فيصل ولدك وعلى ذرآعك سيوف الصغير .. تمآم !
مرآم: حلـوو
ورده: وإنت يآرآمز جمب أم فيصـل .. أحمد إنت بـ الجهه الثآنيه جمب المعرس إذآ مآجت أمـه أو أبوه طبعاً يوقفون جمبـه .. ومعك شروق وجمبهآ دآرين أختهآ إن بغت تتصور
فتح أحمد فمه بـ إستيعآب لتكمل ورده: الصوره الثآنيه عآد مآيبيلهآ .. خآلتي جمب نسمه ثم إنتي يآم فيصل ثم شروق .. دآرين .. وحور .. جمب المعرس دآيركت أبو فيصل وعلى ذرآعه سيوف .. ثم أحمد .. رآمز .. وإنت يآفيصل بـ الأخير

مرآم: سيف الحين بينزل يتصور معنآ
ورده: إيه مآعليه مثل مآقلت أبو فيصل بيشيله على ذرآعه
مرآم: أقصـد سيـف عـمّ ولدي مب ولـدي ههههه
ثبتت عيونهآ بنظره بلهآء: هــآه !!
وعلى هآلتسآؤل دخلت أم طلآل محآوطه سيف ولدهآ بـ ذرآعهآ اليسرى من كتوفه ونسمـه بنتهآ متعلقه بـ ذرآعهآ الأيمن ..

توّ مآدخلوآ إلآ وأطلقت مرآم زعروده عآليه مجلله .. طويلـه وصآرخـه .. كآنت السبب في حدوث طنين متوآصل مزعج بـ أذون كل الموجودين بعدمآ سكتت ليتكلم رآمز بـ الأخير وقد إصفر لونه مبرق عيونه بجزع هآمس بصوت مصدوم: حشــى ! طبولي تفجرت ! مآنيب سآمع شيّ ! أحد مثلـي !!!
همس فيصل لـ عمّه رآمز: ودي أقول والصمـخ .. المشكله إنهآ أمي خخخخ
قربت مرآم صوبهم بـ غبتسآمه عريضه محتضنه نسمه: كل مآشوفك أذكر آلله وأصلي على نبيّه .. قل أعوذ برب الفلق .. من شرّ مآخلق ..

أخفضت نسمه بصرهآ في خجـل مُريب وغير معهـود ليصرخ رآمز بلعآنه: مآيلوق لك السنع .. ندري عنك يآم لسآنين مآتستحيـن
خزته نسمه بـ توعد مطبقه فمهآ بغيـظ لتحثّهآ ورده بـ إبتسآمه: يلآ نسمـه إدخلي .. وإنتي خآلتي – نآظرت مرآم مردفه – أم فيصل رتبيهم مثل مآقلـت

....: السلآمو عليكــم !
نآظروهآ الكلّ بـ إستغرآب مصحوب تفآجئّ سكنت معه كلّ أصوآتهم لتقآبلهم هي بـ إحرآج منقله عيونهآ بين الموجودين جميعاً بنظره سريعه خآطفه وتستقر أخيراً على نسمـه بـ إبتسآمـه وآثقـه بتجآهل لكلّ نظرآت الدهشـه المطولـه ..

رفعت إبهآمهآ الأيمن بوجه رآمز علآمـة تمآم الشيئ وإكتمآله مردفه بصوتهآ الضخم المميز: تسلـم إيدك .. الفستآن ولآ كلمــه .. عشره على عشـره
نسمه: أيآآلخآيســـــه
رآمز: طلعـت عيونـي لين صممته لهآ مثل مآتبـي
حوريه: تعيـش وتصمم
رآمز: إذآ بصمم لكم شلون بعيش !
حوريه: ههههه أختك بس إللي مبيعقبآش العقـب .. أنآ غيرهآ خآلص
نسمه: حور تعرفين تنطمين الحين ؟
همس فيصل لـ رآمز: زوجة رآئف المصريه هذي عسوله
بقق رآمز عيونه: هههه جـب لآ أحد يسمعك

تحسست حور ظهر سيف بـ إبتسآمه جذآبه: إيه الشيآكه دي يآوآد ؟ بتئولو عنهآ إيه !! كشخـه !!
فيصل: آآآخ يآحظـه سيـف
رآمز: ههههه إنت وبعدين معك يآورع !
ورده: يلآ يآجمآعــه بسرعــه
حوريه: لآ أنآ هتصور مع نسمه بس لوحدنآ .. خدي الصوره القمآعيه الأول
ورده: أجل بصوركم بـ الأول قبل يجي زوجهآ .. وقفوآ هنـي – أشرت بسبآبتهآ صوب مكآن فآرغ جمب فيصل ورآمز ثم وجهت كلآمهآ لرآمز - : افسحـوآ شويّ لهـم ..

ثبتت حور حجآبهآ الأسود معدله عبآيتهآ الفضفآضه عليهآ .. كآنت بـ صف كبآسين من الوسـط .. بـ أكمآن وسيعـه أشبه بـ البشت الرجآلي لأجل تكون سهلة اللبـس والخلـع بسبب جبيرة ذرآعهـآ !

تمّوآ الكلّ ينآظرونهم بتركيز وكل مآجت ورده تصور إلآ وتضحك نسمـه أو تضحك حور .. أو يضحكون ثنينآتهم لتصرخ ورده بنفآذ صبر: وجع إنتي ويّآهآ شفيكـم !!
نسمه: ههههه رآمز لآتضحكنـي
شهق بـ إستنكآر موسع عيونه: شسـويت بآلله !
حوريّه: أيوه هو رآمز إللي بيدحكنـآ

إلتفتت له ورده وخزته بنظره حآده مطبقه فيهآ فمهآ بقهر ثن نآظرتهم: لآتنآظرونـه .. وين الكآميرآ ! بوجهي ولآ وجهه ؟
أم طلآل: رآمز بطـل هآلحركآت
لوى فمه بـ إستيآء: وربي مآسويت شيّ !
جت ورده بتصور إلآ وضحكت نسمه ومعهآ ضحكت حوريه ليردف رآمز بسرعه مصفق بيدينه: هـه .. شفتـوآ ! ذولي مخفآت يضحكون من لآ شيئ

ورده لـ نسمه: يآويلك إنتي لو تضحكين بذآ الخبآل وأنآ أصورك مع زوجك .. تعدلي يلآ إنتي ويّآهآ طفشتونـــي
شدت حور على فمهآ كأنه سحآب وتقفله كنآية عن إنهآ مآرح تضحك بينمآ أكدت نسمه على هآلحركه بـ إيمآءة رآسهآ الإيجآبيّه ..

سحبوآ ثنينآتهم نفس عميق وزفروه من أفوآههم المضمومه في محآوله جآهده مآيضحكون لحد مآنتهت ورده من تصويرهم بأكثر من وضعيّه موقفه على صيحة رآمز بـ إنزعآج: حشى عآد كل ذي صور .. سلآمـآت !!
فيصل: كفوو يآلعـمّ .. من أول وخآطري أقول نفس الشيّ !

طلعت نسمه لسآنهآ بشقآوه طفوليه متخصره: مآلكم دخـل .. ورده مآعليك منهم يلآ صورينــآ .. نآظرت بـ حور وأكملت – حور بوسيني من خدي خلهآ تصور هآلوضعيّه

قآلتهآ ثم برقت عيونهآ فآتحه فمهآ الصغير لآخره بـ إندهآش طفولي وحور مميله عليهآ ملصقه شفتيهآ على خدّ نسمه .. وكن نسمه متفآجئه بهآلبوسـه ! لتلتقط ورده لهم هآلوضعيّه وهي تضحك .. هآلثنتين مآمنهم رجآ ! بينمآ رفع رآمز رآحته اليمنى لوجهه مغطي عيونه بـ إحبآط .. أرخى فيصل كتوفـه بيأس .. وأطبق أحمد فمه هآزّ رآسه بـ قلة حيله وإبتسـم سيـف ببلآهــه !
مرآم: ههههه يآزينهـم

تحمحم بـ خشونه وقبضته على فمه لآفت كل الأنظآر تجآهه ثم تمتم بـ همس شبه مسموع بعدمآ مرر عيونه بنظره خآطفه للجميـع: مآشآلله
إستقرت عيونه أخيراً على صآحبة آلليله الكبيره مميل رآسه لليمين بـ إبتسآمه مطبقه مآقدرت هي بـ المقآبل تبآدله نفس الإبتسآمـه .. إنشد ظهرهآ وإنقبض قلبهآ .. تمسكت بـ يدّ حوريّه مشدده عليهآ بآلقوه وبآلشكل إللي أثآر إستغرآبهآ لتلتفت لهآ معقده حآجبيهآ هآمسه بـ إستفهآم: مآلـك !

من بين أسنآنه بهمس مآيسمه إلا حور إللي جمبهآ: حور إلحقي علي .. بطيح آلحين قسـم ..
دخل طلآل ومن ورآه الحرمـه بكآمل حجآبهآ متعلقه بذرآع ذآك إللي دخل وهآلـه من السحـر وآلجآذبيه المُفرطـه تسبق خطوآته ..

كآن ردّ فعل جمآعي موحد بـ ذكر آلله ومشيئتـه مقرونه بـ الصلآه على نبيّه !
هذي نسمـه اللي ذكروآ آلله عليهآ لآينظلونهآ .. آلعين هذي إن صآبت فمآرح تصيب إلآ هآلعُــديّ !
بصوت هآدي ألقت أم عُديّ " زوجة خآله " مبآركتهآ للجميـع لترد لهآ أم طلآل ومرآم المبآركـه ..
ربت طلآل على ظهر عُديّ بهدوء مبتسم وكفّه الأيسر مبسوط صوب نسمـه: عـروسك آلحلـوه .. نسمتنآ آلغآليـه .. مآوصيّــك !

مآردّ عديّ إلآ بـ إبتسآمه قصيره مطبقه مع إيمآءة رآس من بعدهآ همست حور بـ خفوت لـ نسمه: يخرب بيت سنينك ! دآ مززززز .. أحلآ من الصور كتير .. دآ أحلآ من أحلآ حآقه شفتهآ
نسمه: أنآ بـ إيش وإنتي بـ إيش آلله يآخذك
أحمد: يلآ نسمـه تعآلي خلّ نتصور ونطلع .. صآر لنآ مده هني تآركين ضيوفنآ والمعآزيم !
بلعت ريقهآ وبـ الغصب رفعت رجولهآ عن الأرض وقدرت تخطي خطوه متثآقله ومآسرع مآردت وتيبسّت مكآنهآ !
الشيّ إللي مآدآم كثير لأنه قرر ينهي هآلموقف بـ أسرع مآعنده ويفتـك ..

نآظرت بـ كفّـه الأيسر المفرود مبلمّه مآتدري وش قصده ولآ وش إللي يبيه لحد مآلكزتهآ حور بكوعهآ الأيمن من جمبهآ الحركه إللي خلتهآ تنقز من مكآنهآ بحركه وآضحه ويضحك من بعدهآ كلّ من بآلغرفه عليهآ أو يبتسـم إلآ إللي أطبق فمه بـ قهر هآمس من بين أسنآنه: يــدّك !

بلعت ريقهآ بتوتر وبـ يدّ مرتجفه مغصوبه على الإمتدآد وجهتهآ نآحيته لتستقر فوق رآحته الضخمـه ومعهآ يردّ ظهرهآ وينشد من هآلملآمسـه السطحيّـه ظآهرياً آلعميقــه جوهرياً !
من غير نفس وبصوت مآيسمعه إلآ هيّ: مبـروك
شدت شفتيهآ بـ إبتسآمه بآهته طلع معهآ صوتهآ بنبره مسموعه أوضح من نبرته: آلله يبآرك فيـك

رتبتهم ورده آلترتيب إللي كآن منظم وبشكل أسرع .. جت بتصور إلآ وتلآحظ حور إللي جآلسه جمبهآ بـ الزآويه ..
....: مآرح تتصورين ؟
سألتهآ بـ إهتمآم ليجآوبهآ رآمز بنبره جآهره: تكفييييـن ! مآتعبتي وإنتي تصورينهم !
ضحكوآ كلّ إللي كآنوآ شآهدين جلسـة تصوير نسمـه وحور بينمآ إبتسم آلنصف الآخر مجآملة لضحكهم بعدم فهم لقصد رآمـز !

وقفت حور عن آلكرسي بـ إبتسآمه مستأذنه الجميـع بنظرتهآ الشآملـه لهم ثم بطرف عيونهآ و بنظره غآمضـه أخيره رمقت فيهآ ورده إللي شيعتهآ بعيونهآ لحد مآطلعت , وعلى إثر هآلنظره المُريبه شدت بآطن شفتهآ بتفكير فللي قآلته لهآ حور قبل يبدون تصوير" قسـم إنك مجنونه يآحـور ! "

إنتهت من تصويرهـم بـ إبتسآمه خفيفـه مردفه: هآآ .. أستأذنكم كلكم آلحين تخلون لي آلمعآريس بروحهم أصورهـم ..
ومن بعد هآلطلب تشتتوآ متفرقيـن .. علت أصوآتهم وتدآخلت بمبآركآت ودعوآت معروفـه على وتيرة منك المآل ومنهآ العيآل ومآشآبههـآ ! وبـ التأكيد توصيّآت متكرره لـ عديّ على نسمـه ..
إنتهت بخروجهـم جميعاً إلآ من ثلآثتهم ..

صمت مطبـق وسكـون طآغــي قطعته بـ ميلة رآسهآ لليمين كـ إشآره لنسمه تقرب عليـه بـ إبتسآمه: يلّـلآ ..
نآظرهآ عديّ ببرود ثم رفع نظره للسقف بـ تجآهل متعمـد على إثره عقدت ورده حاجبيها بـ إستغرآب ثم طلبتهم بهدوء: آقربوآ على بعض شويّ شفيكـم !
قررت نسمـه أخيراً تكسر آلجمود والتبلّد: طيب إنتي قولي لنآ إيش نسوي !

ضيقت ورده عيونهآ بـ خبث وقد مآل فمهآ بـ ابتسآمه مآكره وهي تتذكر توصيّآت حور بغرفة نسمـه قبل ينزلون .. تبيهآ تعذب هآلدكتور بآلتصوير لين يطفـر ..
رفعت ذقنهآ بـ تحدي آمرته بعجرفه: شيـل عروسـك يآدكتـور
نآظرهآ ببلآهه توه مآستوعب إللي قآلته لتبآدله النظره بتصنع للسذآجه فآرده ذرآعيهآ وكنهآ بتشيل طفل رضيـع مردفه: شيلهـــآ
بققت نسمه عيونهآ بصدمه لـ ورده ثم نآظرت بذآك إللي جمبهآ وصدمته مآتقل شيّ عنهآ !

أمآ ورده إللي بآلحيل كآتمه ضحكهآ على أشكآلهـم , سفهـت هآلإندهآش والذهول بوجيههم معليّه من صوتهآ تنبيهاً لهم من شرودهم: شفيكــم يآلمعآريــــس !
قآلتهآ ثم زفرت نفس حآنق من فتحتي خشمهآ مطبقه فمهآ بـ إستيآء .. ذولي شكلهم بيطولون وهمّ مبلميـن !
....: شيلهآ على يدينك .. هذآ أول وضـع
نآظرت نسمه بـ جفآء: وإنتي يلآ آقربـي عليـه

أطبق فمه بغيـظ مكبوت .. وده آلحين لو يكفخ ثنينآتهم .. يتوطآهم ويهرب .. يشـردّ .. يهـجّ ولو لآخـر العآلم ولآ إنه يتمّ بهآلمكآن ومعهآ وبصفته زوجِ لهـآ !
أحنى جسمـه منزل يدينه تحت ركبتيهآ رآفعهآ على سآعديه بسرعه وعلى حين غُرّه .. آلحركه المفآجئـه اللي بسبتهآ أطلقت صرخـة ذُعر متمسكـه بشقيّ بشتّه الأسودّ إللي إنعفـس موسعـه عيونهآ بـ إرتعآب ..
آلملآمح إللي مآختلفت عن ملآمح وردهـ المنصدمـه من حركته آلسريعـه المفآجئـه ...

سأل بعصبيّه مكبوته مآخفت من نبرته المخنوقه: كذآ مضبــوط !
بعدهآ ورده مأخوذه بـ الصدمـه , وآقفه مكآنه , مبققه عيونهآ وفآتحه فمهآ شبر ببلآهـه لتصيـح نسمـه بنبره تبي إللي يلحقهآ من حست بـ إنزلآق جسمهآ من بين يديه إللي بدت ترتخـي: يمـه بطيــح بطيـــح بطيــح ..!
كشّر بوجهه نآفضهآ على سآعديه النفضـه إللي معهآ عدّل من رفعتهآ سآئل بوجـه مُحتقـن: كمّ وزنك إنتي !
وسعت عيونهآ مجآوبته بسرعه: وآلله ستيـن بـس
إرتفعت زآوية شفته العلويـه بتكشيره مشمئزه: ذآ الفستآن بكبره إميـه وستيـن

عضت ورده على شفتهآ السفلى بوجـه شويّ ويبكـي " جمآآآآلـــه يآنــآآآس ! ثآريك منتيب سهله يآنسووم .. عآد ذآ هو دكتور أوو حقـك ! عذرتك آلحين .. يحق لك تخقيـن مآلومـك , حشى ذآ مآهوب بشـر ! موديل مآهوب طبيب ! "
نسمه: ورده يلآ شفيــك !!
هزت رآسهآ بـ إنتبآه من شرودهآ: هـآآ !
قآلتهآ ثم نآظرت بـ كآميرتهآ مشتته أنظآرهآ بعيداً عنهم: إيـه .. يلآ يلآ ..

نآظرتهم بـ إبتسآمه مجبوره على الإختفآء غصباً لهآلأفكآر الشيطآنيّه اللعينه برآسهآ: ممكن ترفعهآ شويّ بعـد ! يعني قربهآ عليـك ..
نفخ هوآ من فمه بنفآذ صبر .. فحيح مكبوت غآضب طيّر خصلآت من غرتهآ العسليه لتخزّه بعيونهآ إنهآ إنتبهت على حركته وضيقـه الوآضـح !
عدي: شسآلفة التصوير هذي متى تنتهـي !علآمهآ هآلمصوره من وين جآيبينهآ !
نسمه بـ حقد: طيب نفذ كلآمهآ بـ الأول عشآن نخلـص ونفتك ! – أردفت بتأكيد قآصده تنبيهه – على فكرهـ هذي بنت عمّـي !
أطبق فمه بـ غيظ رآفعهآ المسآفه إللي قآرب فيهآ رآسهآ يلآمس أسفل ذقنه

جتّ ورده بتتكلم آمرتهم يثبتون على هآلوضـع إلآ وأبعد عديّ وجهه مرجعه لـ ورآ بـ نفور حآد وآضـح .. تآركهآ بدون تنبيـه مختل توآزنهآ .. جت بتطيـح الآ وتمسكت بشق البشت حقـه وآلذعر بوجههآ إللي شحـب لونه بـ إرتعآب وصدمـه وإستنكـآر !

....: وش ذي الريحـــــه !
قآلهآ ويده على خشمه بملآمح عآبسـه , نآفـره , مشمئـزه
سألت بسذآجه: أي ريحـه ؟
رمقهآ بنظره تحقيريه ثآقبه وده لو يحرقهآ: ريحتـــــك !
إتسعت عيونهم ثنينآتهم .. نسمـه ووردهـ ! ومآسرع مآتدآركت نسمـه كلمته وهي تشم كتوفهآ على الجآنبين – بوجـه مرتعب - : ريحتــي !! يمـه شفيهآ ريحتــي !

جآ بيتكلّم توه إلآ وأطلـق عطســه عآليـه قويّـه إنتفض معهآ وردهـ ونسمـه بـ خرعـه مبققين عيونهـم له وهو يعتصر أنفه بمنديله مغمض عيونه بقوه لتسأله نسمه بـ إهتمآم مصحوب بقلق: شفيــك !
جآوبهآ بصوت مخنوق مكتوم وكنـه مزكم: الريحـه قويّـه
نسمه: مآ أشمّ شيّ !
قآلتهآ ثم نآظرت ورده وبعيونهآ إستفهآم سآئلتهآ: ورده تشمين ريح خآيس هنـي !!
ردّ بسرعه مقآطعهآ قبل تجآوبهآ ورده: مآهيب خآيسـه .. أنآ بس .. بــس .. بــسسس آآآآآآآآتشــــــــــــــي
إرجعت صدرهآ لورآ بعيون محتده مستغربه من عطسـه المتوآلـي !
....: شفيــك ؟ إنت مزكـم !
سألته بنظره تحتيّـه تبي تشوفـه عدل من أحنى رآسه لقدآم مدمعـه عيونـه ويشدّ أنفه إللي أحمـرّ طرفـه وبدآ يسيل مخآطـه الشفآف ..

....: عندي حسآسيّه .. حسآسيه قويّه تجآه الروآئح وإنتي مغرقه نفسك عطـر .. عطــر .. عطـــ آآآآآآآآآتشـــــــــــــي .. آآآآآهــ ,, عطــر وبخــور !
ورده اللي توهآ تستوعب ,, بسرعه شآلت المبخره عن الأرض مطلعتهآ برآ وفصلت الكهرب عن الفوآحآت المشغلـه .. سألته بـ تحرّي: كذآ أحسـن !

إعتصر أنفه المحمّر بـ منديله المهتري: آعجلي بس لو سمحتي صورينآ بسرعه .. أحسّ مختنق من المكآن بكبره ..
هزت ورده رآسهآ إيجآباً ومآحطت ببآلهآ إعتبآراً لكلآمه إللي خذته نسمه من مأخذ ثآني فآهمته بطريقتهآ هي لمعنى إختنآقه الكآمل من المكآن بـ كبره .. ولأول مره تظلمـه بـ الظنــون !

قربت ورده صوبهم وصآرت تعدل من وضعيتهم للوضـع اللي خلتهم فيه متوآجهيـن رآفعه ذرآعي نسمـه حول رقبته مشبكه أصآبع يدينهآ ببعـض .. وبيديه هو حآوط خصرهآ ..

نآظرتهآ نسمه من ظهرهآ بعد مآ عدلتهم وأقفت عنهم صوب كآميرتهآ وقد إرتفعت زآوية فمهآ بـ إبتسآمه مآكـره .. برغم كمّ الإهآنآت المتوآلي إللي مآتوآني هآلعديّ عن توجيههآ لهآ , بشكل مبآشر وبدمّ بآردّ إلآ إن ألبوم زوآجهآ هذآ لآزم يكون مثآلـي , مخلّـداً ذكرى رومآنسيّه كآذبـه للي رح يشوفـه مستقبلاً !

بهمس مثير مسدده سهآم نظرآتهآ المغريّه لعيونه الذهبيّه الوسعيـه النآعسـه: وربي إنك تخــقق يآعُــديّ
ثبتت عيونه المتعجبـه بعدم فهم لجملتهآ وموقهآ من الحـدث ! هذي شللي تقولـه الحين دآخلـه عـرض ! بنظره مضآده تعلقت عيونهآ البآسمـه بـ خجـل مفتعـل بـ عيونـه الثآبته نظرتهآ .. النظـره المطوّله إللي دآمت لحظآت كآنت فرصـه لـ وردهـ إنهآ تلتقط فيهآ أفضـل صورهـ بـ أفضل وضـع .. لـ ثنآئـي عآشـق في حآله من السحـر والأسـرّ والعآطفـه ... ينآظرهآ مفهـي ظآهرياً إلا إن دآخلـه مستفهـم لسبب جملتهآ بينمآ هي مرخيـه جفنيهآ بـ إبتسآمه قصيره خجولـه !


/
/

حلم الحياه 14-08-16 03:31 PM

رد: العاطفه والجسد
 
من دآخل آلقصـر , ومن دآخل صآلة الإستقبآل الضخمـه إللي خصصوهآ مكآن ثآني للإحتفآل غير آلحديقـه آلخآرجيّه ...
آلمكآن إللي إجتمـع فيـه آلبنآت بكثرهـ عن آلحريـم على صـوت آلدي جيّ الصآخــبّ ..
طلعوآ منـه للهوآء الطلـق بـ الحديقـه إللي كآنت أهـدى بكثير من صخـب آلدآخـل ..
على طآوله من آلطآولآت آلدورآنيّـه آلمغلفـه بستآن ذهبـي آللون أقبلوآ ثنينآتهم بضحكه مجلله قآبلتهم هي بـ إبتسآمة حُبّ: جعلهآ دوم الضحكـه
أرخت جسمهآ على الكرسي ممدده رجولهآ مطلقه تنهيده مرهقه: آآآآآآخ يآلهوي هموووت
جلست بـ الكرسي جمبهآ: ههههه خآلتي بنتك مآرحمت نفسهآ من أول وهي ترقص .. عآد كل البنآت خقوآ عليهآ .. إرقيهآ يآخآله تكفين

مسكت ذقنهآ مضيقه عيونهآ بـ لؤم: له ! رقصتـي ؟
حطت يدهآ على صدرهآ تهدي من إنفعآل أنفآسهآ اللآهثه تحس نفسهآ كآنت بحلبة مصآرعه مآهيب قآدره تلتقط أنفآسهآ ليطلع صوتهآ الضخم مبحـوح مسحوب منهـك: كلـه عشآن نسمـه .. وعدتهآ أرقص لهآ , الغبيّه أطعـت نفسي خلآآص همـووووت
هزت أمهآ رآسهآ بخيبة أمل: وترقصين وغنتي ذرآعك مجبّر كذآ ؟!
طلعت لسآنهآ بشغب وشقآوه بمعنى ( عآدي ) بينمآ ضحكت ورده عليهآ مردفه: هههه حشى مآبغيتي توقفين .. يديني عورتني من التصفيق
أم عُمر: وإنتي مآتعرفين ترقصين يآورده ؟

بققت عيونهآ بدهشه: لـه ؟ تخيلي شكلي وأنآ أرقص مع ذآ الطول .. أهمّ شيّ محمـود ههههه
حوريه: ههههه لآ أهمّ حآقـه عبـدو
إنعقدوآ حآجبيهآ مبتسمه بعدم فهم: منو ذولـي ؟
ورده: ههههه وآلله مدري .. هذي الأغآني حور إختآرتهآ وقآمت ترقص عليهآ .. – ناظرت حور مبققه عيونها وهي تعيد كلمات الاغنيه - محمــووود إي دآ يآمحمـووود ..
حوريه: ههههه .. لآ وآلنبــي يآعبدوو لآ مش كدآ يآعبـدوو
إنشد فمهآ بـ إبتسآمه قصيره من شآفت وردهـ وضحكتهآ إللي شقت وجههآ الحزيـن بسعآدهـ حقيقيـه ... هآلبنت إللي كسرت خآطرهآ وشآلت همهآ من درت بوفآة أمهآ وشلون كآنت علآقتهآ فيهآ قويّه ومتينـه .. شلون كآنت وشلون أصبحـت .. تضحك ومن قلب إلآ إن بعيونهآ حزن كبيـر وعميـق منعكـس على شكلهآ ظآهرياً .. شكلهآ المُتعب المرهـق .. إللي يشوفهآ ينكر أبداً إنهآ بمنآسبة زوآج ومن طـرف لزمـي القرآبـه ..
سبحآنه من أسكن الوجـع بـ القلـوب لتحرمهآ اللذآت المؤقتـه ..

فستآنهآ شيفون سآده مزموم من الصدر ومنسآب بـ نعومـه لآخر سآقيهآ بـ حمآلآت عريضـه منسآبه عن الكتفيـن .. شعرهآ النآري مملس مفرود , وجههآ خآلي من أي لمسـة تجميـل إلآ مرطب شفآه شفآف .. إستغنت عن نظآرآتهآ الطبيّـه بـ عدسآت لآصقـه شفآفــه ...

قطعت تأملهآ بـ ترحيب مبتسمه: أهلين يآم فيصـل ..
دنقت عليهآ مرآم تحبهآ وتسلم عليهآ: أهلين خآلتي شلونك .. عقبآل عيآلك إنشآلله
ردت لهآ المبآركه مأشره لهآ تجلس: إقعدي إرتآحي شويّ
مرآم: لآ أنآ جآيه آخذ حـور , نسمـه مرسلتني بسرعـه تبي تسلم عليهآ قبل تطلـع
وقفت حور بوجه عآبس: خلآص هتمشي حآلن ؟
ميلت مرآم رآسهآ لليمين مبتسمه بـ أسف: إيه خلآص
ورده: الخآيسه مرسله لـ حور بس , وآلله مآ أروحلهآ أجل
مرآم: ههههه قومي قومي
حطت رجل على رجل وتكتفت: وآلله مآ أقوم .. حلفت
مرآم: بكيفك أجل .. يلآ حور مشينآ ...

خطت الحشآئش بخطوآت غير مستقره بسبب كعب جزمتهآ الذهبيّه لتقطـع مرآم الصمت: على فكره أنآ أدري إنك مظلومه بسآلفة الجوآل ذيك
وقفت فجأه وعيونهآ بـ الأرض لتكمل مرآم بنبره أهدى: ورآئف بعـد يدري .. أم طلآل وشروق وزوجهآ أحمد .. كلنآ ندري

ضيقت عيونهآ رآده بحقد: وعآرفين إن دآرين هيّآ السبب !
أخفضت مرآم بصرهآ ثم تنهدت بـ إحبآط: حور دآرين مآلهآ دخل ..
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستنكآر شديد بينمآ أكملت مرآم بـ كذب مآكآن بيدهآ إلآ هـو: صدقيني دآرين مآلهآ دخل .. أنآ بنفسي لقيت جوآلك مع بنآت ثآنيآت

لوت فمهآ المطبق لليسآر ومعه مآلت نظرتهآ بتفكير تقييماً للي تقوله مرآم ومدى صدقه لتكمل مرآم قآطعه لهآ أي مجآل للتفكير والتشكيك: على فكره .. أبو فيصل بنفسه قآل إن رآئف يدري إنك بريئه ولآ مآكآن سوآ سوآته .. مآكآن ردك لعصمته أبدّ يآحـور .. – أومأت برآسهآ تأكيداً لكلآمهآ هي ونفياً لنظرة عدم الإقتنآع بعيونهآ , هآمسه بـ ثقـه وتشديد - : صدقينــــي



/
/
/



بـ مكآن تزآمن من الأجوآء الإحتفآليّه الصآخبـه , عآكسهـآ بـ الجمود والبرود واللآمبآلآه !
الـ رويّآل سويـت المحجـوز خصيصاً لهـم بوآحد من أرقـى فنآدق المدينـه ..
أنزلت عبآيتهآ من كتوفهآ لتنسآب على جسمهآ وتستقر بـ الأرض .. فكت طرحتهآ الملفوفه حول رآسهآ الضخم بـ إهمآل وأردتهآ لموقع العبآيه ..

نفخـت هوآ بضيـق وعيونهآ تدور يمنـه ويسـره بـ أرجآء الصآلـه إللي تخطتهآ بخطوآت متثآقلهآ رآفعه فستآنهآ الثقيل المطرز من موقع فخذيهآ صوب غرفـة آلنـوم إللي وقفت عند بآبهآ بصدمه شلتهآ عن الحركـه ..
إنفغر فمهآ الصغير أقصآه وعيونهآ على السريـر خصوصاً بـ إنبهآر !
نقلت عيونهآ المذهوله بـين زوآيآ الغرفـه المجهـزه أتمّ تجهيـز ليـوم وصفـوه بـ انه يوم آلعُمـر !

شمـوع كثيره بـ أحجآم مختلفـه موزعـه بكل مكآن بـ الغرفـه .. ريحـه زكيه عبقـه تفوح من المكآن للحد إللي معه تأسر فيه كل حوآسك وتخدر كلّ أعضآئك .. بقدم مسحوره مشت للسرير إللي وقفت عنده وإنحنت رآفعه شويّ من وريقآت الورود الطبيعيـه إللي تشكلت برسم القلب على اللحـآف الستآنـي سمنـي آللـون ..
شمت الوريقآت الحمرآء مغمضه عيونهآ بـ سِحـر وأسـر وإنتشآء لينتفـض جسمهآ بـ أكمله مخترعـه من صوت الباب اللي تصفق بـ قوه !

تبعثرت الوريقآت من بين أصآبعهآ ملتفته ورآهآ بـ جزع وعيونهآ بآزغه صوب بآب غرفة آلنوم ...
ثآنيه , وثنتين , وثلآث .. مروآ بسرعـه أو ببطـئ ,, مآحسّـت بـ الوقت ولآ بـ السرعه إللي يمرّ فيهآ الوقت .. كنها خآطفه أو متبآطئـه ... وآقفه مكآنهآ , سآكنـه , جآمـده .. أطرآفهآ ممدده بترآخـي .. عيونهآ معلقـه بـ البآب وبـ الفرآغ من ورآه ...

ألمّ بدآ يسري من كعوب رجليهآ المعلقيـن على كـعب مسمآر طولـه 18 سـم !
الألم إللي معه إهتزت ركبتيهآ بوهـن ومآعآد حست رجولهآ تقدر تشيلهآ ..
إرتمت بطولهآ جآلسه على طرف السرير تنآظر شمعـه من الشمعآت وهي تحترق .. تسيـح .. ثم تختفـي وتنطفـي ...
مآتدري ليش إثر هآلخآطر الشين إللي طرآلهآ من شآفت هآلشمعه قدآمهآ وشبهتهآ بنفسهآ .. وقفت بسرعه مصلبه ظهرهآ ويدهآ على صدرهآ المتسآرعه أنفآسه محملقه في الفرآغ بـ خوف وإرتعـآب !

هزت رآسهآ بآلقوه وكنهآ تنفض عن بآلهآ هآلأفكآر والخوآطر " شفينـي ! وش هآلأفكآر أعوذ بآلله .. هذي توهآ البدآيـه ليش كذآ متشآئمـه ! – نفخت هوآ من فمهآ المضموم تهدي فيهآ من إنفعآلآتهآ الدآخليه المضطربه – هـــوففففف .. يآربــي "

نفضت يدينهآ مفرقة الأصآبع وكنهآ تنفض منهم المويه: يآربي شفينـــي وش هآلتوتـر .. بطنـي يمممـه أحسّ دآخلـه إختبآر هــوفففف ,, هـــوفففف ,, هــــوفففف

" هذآ وينه بعـد ؟ يآربي وأنآ نآقصني توتر ! ,, هـوففف معليش يآنسمـه .. آصبري شويّ .. عديهـآ لين ينتهـي هآليوم هم يقولون بس يمرّ هآليوم إلآ وتنتهي كل الربكـه ويزول التوتر ! "

بلعت ريقهآ ومشت لبرآ الغرفه بـ تردد رجل تقدم والثآنيه تأخر مآطه رقبتهآ لقدآم تسترق الأنظآر بـ إنتظآر تطيـح عيونهآ عليـه وتشوفـه ...
مسحت رآحتيهآ بفستآنهآ من الجآنبين بآلعه ريقهآ للمره إللي مآلهآ عدد ...
إنشد ظهرهآ وإنقبض قلبهآ , إحتدت عيونهآ من تيبسّت مكآنهآ وهو مكآنـه على كنبـة الصآلون الملوكـي المُذهـب , مفرق مآبين رجوله .. مسند أكوآعه لركبتيه .. جوآله بين يديه .. يعلو فمـه إبتسآمـه جآنبيه قصيره كآشفـه عن جزء من أسنآنه الرتيبـه البيضآء ...

غصباً عنهآ مآل فمهآ بنفس الإبتسآمـه ,, مرخيّه جفنيهآ لحد مآقآربت عيونهآ على الإختفآء .. هذي هي إللي خقّـت وطبّـت !
رفع عيونه فوق جوآله وبوجهه الإبتسآمه .. نآظر جوآله مآسرع مآردّ ينآظرهآ مره ثآنيه بسرعه خآطفه , بوجـه جآمـد مقطب الحآجبيـن , توّه يتآرك وجودهآ ..
وآقفه مكآنهآ وإبتسآمه غبيّه بوجههآ , فآهيـه وشكلّهآ كمآ المنوم مغنآطيسياً !

نزل جوآله جمبه مرخي جسمه ع الكنبه إللي أسند ظهره لهآ وتكتف رآفع حآجب وآحد ينآظرهآ !
وبـ التصوير البطيئ تبدل شكلهآ الأبلـه الفآهـي لصدمـه ملـت وجههآ المتفآجئ ..
عيونهآ مفنجلـه بدهشـه سآحقـه وفمهآ مفتوح بذهـول .. إنتفـخ صدرهآ وتمددت أطرآف يدينهآ .. إن سألوهآ آلحين وش أمنيتهآ الوحيده ومن بعدهآ تموت ,, قآلت أتمنى المـوت !

رفعت فستآنهآ عن فخذيهآ وجرت بسرعه للمكآن إللي طلعت منه ..
أسندت ظهرهآ للجدآر الملآصق لبآب غرفة آلنوم: آآآآخ ع الفشيلـه ,, يآربي وش إللي يقوله آلحين ؟ يعني مآقدرت أسيطر على نفسي وقمت أطآلعه كذآ !! يآربي طآآح وجهـي .. مآبقى شيّ عآآآآآآ أبي أرجع البيت مآ أبيــه .. مآ أبيــه وآلله مآ أبيـــه

ضربت الأرض برجلـهآ ثم مشت للصوفآ إللي مكآنهآ قدآم السرير مبآشره .. جلست بـ الأرض مسنده جبينهآ لطرفهآ ومكتفه يدينهآ فوق رآسهآ ,, كنهآ مخبيّه وجههآ عن قصـد وتمت تلوم بنفسهآ وتحقّر .. تسـب وتشتـم وتلعـن !

تمت على وضعهآ دقآيق , أربآع سآعآت وأنصآفهـآ ...
رفعت رآسهآ بعيون مدمعـه لتطيـح على السآعه الجدآريـه الضخمـه متوسطـه كرسيين وبينهم طآولـه ,, إتسعت عيونهآ بدهشـة عدم تصديـق " إيــــــش !! السآعه وحـده !! من جد ولآ السآعه هذي مخرفـه ولآ موقفـه ولآ وش قصتهآ !! صآرلي هني مكآني ثلآث سآعآت ! "

قوست شفتيهآ بـ حزن سآنده رآسهآ بوسط رآحتهآ اليسرى المرفوعه فوق الصوفآ وكنها تندب " آآآخ يآربي , هذآ شكلـه حمآر زي مآقآلت حـور .. نوع يريحّك ويعرف شلون يتصرف ونوع ثآني حمآر .. عندي حمآر برآ بـ الصآله يآحور ,, حتى إنه مآنهـق وسمعت صوته .. شسـوي ؟ شـ لحــل ؟ "

مرت لحظآت سآكنه فيهم إلآ من تكشيرة وجههآ العآبس لحد مآتوسعت عيونهآ من طآري إللي تبآدر لذهنهآ بوجـه حوريّه ...
....: أمآ بئآ إزآ طلـع حمآر فـ الموضوع كلو فـ إيدك
....: شلون ؟
....: يعني إنتي إللي تتصرفـي
....: حور لآتقهريني , علميني شلون أتصرف يآربي شوي وأبكي
....: وإنتي ليه حآطه فـ دمآغك وكأنك متأكده إنو هيطلـع حمآر .. مآ ممكـن يكـووون – نكزتهآ بكوعهآ وهي تغمز لهآ بلعآنه –
....: يآلزفته ! مآني حآطي شيّ برآسي بس أنآ جآلسه أعمل حسآب لكل الإفترآضآت ..

مطت شفتهآ السفلى بهزة كتف: عآدي , نآديه مثلاً وقوليلـه بدلع .. عووووودآآآآآآي .. تعآلآ إفتحلـي الفستآن
بققت عيونهآ بصدمه: وشهـوو !! جعلك بآللي مآنيب قآيله ! وش قلة الأدب هذي ؟ وش تبينه يظن عنـي ؟
كشرت بـ إستغبآء لهآ: وإنتي غبيه يعني هتئوليلو يفتحلك الفستآن كدآ عآدي ؟ لآ يآمتخلفـه .. إنتي تعملي إن الفستآن السوسته معلئـه , أو الزرآير صغيره , أو المشآبك مآسكـه .. لآزم حدّ يسآعدك .. وخلآص هو هيتكفل بـ البآئي

ضيقت عيونهآ بـ مكر هآمسه: حوور يآلخآيسه , رآئف فتح لك الفستآن ؟
شهقت بـ صدمه كآذبه: إيـــــــه !! لآ طبعاً مستحيـل
....: أجل شلون تعرفين إن خطتك الغبيه هذي بتنجـح ؟ ولآ تبين توهقينـي !
نفضت شعرهآ لورآ كتفهآ بلآ مبآلآه: بشوف كدآ كتير فـ التليفزيون , وبعدين كل العرآيس كدآ على فكره لآزم يسآعدهآ فـي فكّ الطرحـه أو الفستآن .. سدئينـي هتلآئي نفسك محتآسه وبتطلبي مسآعدته ومن غير ماتضطري للكـدب ..



إلتفتت ورآهآ تنآظر البآب عآضه على طرف شفتهآ السُفلى " وآلله يآحور إن تفشلت أو فشلني ذآ العُـديّ لآ أذبحـك إنتي وخططك الفآشلـه .. بس خلني أشوف بـ الأول وش بيصيـر .. هـــــوفففف "
وقفت بهدوء مفصخه جزمتهآ – بـ الكرآمه – ووقفت قبآل المرآيه من الجمب تنآظر بظهر فستآنهآ المخفي تحت طرحتهآ " فستآني أزرآر .. وش أقوله ؟ فك لي الأزرآر ! لآآآآآ وجع وش قلة هآلحيآ .. آحمم إيه .. دكتور عُدي ممكن تسـ .. لآآآآآ دكتور عُدي ! وش هآلسخآفه زوجي وأقوله دكتور .. آآآخ يآربي أنآ شكلي بتفشـل .. إحم إحم .. عُـدي ممكـن تسآعدني شوي ! مآني عآرفه شلون أفك أزرآر فستآني ! لآآآآآ بلآ فـ شكلي وش هآلجمله الغبيّه ..! شقــووول يآآآربي !! "

أطلقت زفره مهمـومه " بقول إللي أقوله وزي مآتطلـع عآد هـفف "

وقفت ورآ الجدآر مميله رآسهآ إللي مآيظهر غيره قدآمه بصوت منخفـض مخنوق شبه مسموع: عُـــديّ !
" بعده مآسك جوآله .. وش إللي يسويه بآلجوآل كلّ ذآ الوقت ؟ "
عدي: ...........
إنعقدوآ حآجبيهآ من سفهه لهآ وشكله مندمج بآللي يشوفه لترد وتنآديه بس هآلمـره بحده أكثر: عُـــــــــديّ
عدي: ...........

أطلقت زفره مقهوه مطبقه فمهآ بغيظ ثم طلعت من مكآنهآ موقفه فوق رآسه آلوقفه إللي حجبت عنه الإضآءه ليرفع رآسه لهآ بحآجبين مقطبين .. متكتفه بوجـه معصّـب ومقهـور ..
شآل السمآعه من أذنه اليمنى سآئل بـ إستغرآب: شفيـك ؟
....: صآر لي سآعه أنآديك

مط شفته السفلى مآد لهآ السمآعه كـ اشآره إنه مآسمعهآ بسبة الهآند فري بـ أذونه ..
نآظرت بيده رآفعه حآجب وآحد بـ إستنكآر: وآلله !
رفع هو بـ المقابل حآجبيه بتسآؤل: شفيــك إنتي ؟
زفرت نفسي عصبيّ مكبوت وعيونهآ ممتده لجوآله: وش إللي تشوفه كل ذآ الوقت

قوس شفتيه بعدم إهتمآم: مبآرآة الهلآل والنصـر
ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر شديد هآمسه: إيــــش ؟!
عدي: أشوف تسجيلهـآ .. فآتتنآ المبآرآه كلنآ بسبـة هآلزوآج مدري منو المفهي ذآ إللي إختآر هآليوم
رفعت حآجب وآحد مستفهمه: إنت من جدك ؟
فك السمآعه الثآنيه من أذنه مدخل خنصره الأيسر فيهآ وصآر يحركه بقوه وكنه يسلك مجرى أذنه من شيّ: إيه من جديّ .. ترآ مو بروحي .. تلقين الحين كل من حضروآ هآلزوآج الحين يشوفون هآلتسجيل .. – وقف عن الكنبه رآمقهآ بنظره مشمئزه من فوقهآ لتحتهآ – وجهك نحـس , وآحـد صفـر

نسمه: ليش إنت هلآلي ولآ نصرآوي ؟
عدي: إنتي إيـش ؟
رفعت حآجب وآحد بثقـه: هلآليه أكيد
لوى فمه المطبق يسآراً بـ إمتعآض: أجل أنآ من الحين نصـرآوي

بآلحيل كتمت ضحكتهآ تنآظره من ظهره العريض وهو مقفي عنهآ صوب الطآوله إللي عليهآ مشروبآت كثيره بـ قزآيز غريبة الشكل أشبه بـ قزآيز البيره والخمـور .. فكّ السدآده عن وحده من القزآيز مقربها من خشمه ثم مط شفته السفلى مقوس فمه: عصير تفآح ولآ بيره شعير هذي ومعبينهآ بذي القزآيز ! وآلمفروض نشربهآ يعني ونمثـل إنّآ سكرنآ ! – نزل القزآزه ورفع له مويّه معدنيّه مكمل قبل يشرب منهآ – مآعندهم سآلفـه ..

عضت شفتهآ السفلى تكبـح جموح مشآعرهآ المضطربـه دآخلهآ بلآ هوآده ...
هآللي تحسّه أبدّ مآهوب طبيعـي ,, شلون له كلّ هآلتأثير البدآئي العنيـف الشرس على عوآطفهآ العذرآء الرقيقـه !
" إرحمنــي يآعُــديّ ! "

نزل قزآزة المويّه مأشر لهآ فيهآ: شللي بغيتيــه ؟
فتحت فمهآ ببلآهه وعيونهآ على قزآزة المويه المفتوحه بيده .. جآهآ إحسآس غريب إنهآ الحين عطـشى , ريقهآ جآف وحلقهآ نآشف , همست بسذآجه: هـــآه ؟

فصخ عقآله والشمآخ والطآقيه حآذفهم مكآن جلوسه .. موقف قدآمهآ يخلل أصآبعه اليسرى بين خصلآت شعره البنـي المُذهـب مآد بيمنآه القزآزه إللي ثبت رآسهآ أسفل ذقنهآ .. وبهدوء دفّ القزآزه لفوق مجبر فمهآ المنفغـر على الإنغلآق !
....: شسآلفتك إنتي كلّ شويّ تشردين ؟
" أشرد ؟ لآتلومنـي ! أنآ مو بس أشرد .. إلآ أخـق وأفهـى وأتوه وأسـرح وأضيـع ! "

بلعت ريقهآ مطلقه كلمآتهآ السريعه بـ إندفآع وكنهم كلمتين توهآ حآفظتهم وتسمعهم بسرعه قبل تنسآهم: عديّ ممكن تسآعدني أفك فستآني لأني مآني موصله للأزرآر من ظهري ؟

إنعقدوآ حآجبيه بـ تخوف وإرتيآب هآمس بقلبه " هذي شفيهآ مجنونـه ؟ "
سألهآ بـ وجه منعفس: أي أزرآر ؟
عطته ظهرهآ مأشرهآ بـ إبهآمهآ الأيمن مكآن الأزرآر ليبعد هو طرحتهآ التٌـلّ الشفآفـه .. البسيطـه إلآ من تطريز على الحوآف ..

نآظر بـ صفّ الأزرآر المتوسطـه ظهرهآ بحآجبين معقودين وأصآبع ممتده ملآمسه لـ حبآت اللؤلـؤ على طول ظهرهآ: هذي الأزرآر ؟
نسمه: إيه .. إللي بـ الوسـط .. فكهآ
بلع ريقه وبعده وجهه متجهـم , أحنى ظهره مقرب وجهه من هآلأزرآر للحد إللي بغى معه طرف خشمه يلآمسهم: شلون هذي أزرآر ؟ شلون أفكهآ ؟
عطته وجههآ بحده: بتعرف تفكـه أو لآ ؟
رفع حآجب وآحد بـ إستفهآم: وانتي ليش متضآيقـه ؟ عرفت أفكه كآن بهآ مآعرفت قصينآهـم
إتسعت عيونهآ بدهشه إستنكآريه: إيــــــش !!
عدي: لفي لفي خلّ أشوف .. وإنتي يعني شبتسوين بآلفستآن , لبستيه مره وإنتهينآ

رفعت الفستآن ومشت بخطوآت غآضبه صوب غرفة النوم ليلحقهآ هو بوجه متعجـب مستغرب ردة فعلهآ لتحل الدهشـه محلّ العجب من دخل الغرفـه وشآفهآ مشتعلـه من كل صوب ونآح ..
....: وش هآلشموع كلهـآ ؟
رمقته بنظره حآقده متحسفـه على الشموع إللي إنطفـى نصهآ والبآقي منهآ المشعـل على وشك الإختفآء ..
....: هذي رومآنسيـه حضرتك مآتفهمهآ
نقل عيونه بضيآع بين الشمعآت: وش دخل الشموع بـ الرومآنسيه الحين ؟
تكتفت موليته ظهرهآ: هــــــه
عديّ: لآ بـ آلله .. جدّ نآظريني , وش دخل الشموع بـ الرومآنسيه ؟ وش ذي الرومآنسيه إن طآحت شمعه وإحترقنآ معهآ !

مشى صوب السرير وإبتسآمه هآزئه على طرف فمه وبقبضـه وحشيّه إعتصر كومة وريقآت حمرآء سآحقهآ: ههههه ليكون هذآ كمآن رومآنسيه ؟ عشآن حمرآء وعلى شكل قلب ؟ هههههه

عضت على شفتهآ السفلى بقوه موجعـه ,, مشدده من تكتيفة ذرآعيهآ .. عيونهآ مدمعـه وبآلحيل مآسكه نفسهآ ..
أي قلب بآرد هذآ إللي يملكـه ! مآعنده ذرة مرآعآه أو إحترآم ..عديـم الذوق والإحسآس ..
تصلب ظهرهآ من لفحته البروده يوم أبعد عنهآ الطرحه إللي كومهآ بيديه وأنزلهآ على كتفهآ الأيسر من قدآم ..
أزرآرهآ إللي كآنت على شكل حبآت لؤلؤ مترآص .. إبتدآءاً من ملتقى كتفيهآ نزولاً لآخر ظهرهآ ..

شدّ أول لؤلؤه بين سبآبته وإبهآمه الأيمن مقرب وجهه يشوفهآ بتفحص مضيق عيونه: هذي وش إللي منربط فيـ ......... قطع كلمته من شآف العروه الرقيقه المعلقة بـ حبة اللؤلؤه: يآآآليــــــــــل العنآآ .. ذي يبيلهآ وآحد فآضـي
....: وإنت إيش إللي مشغلـك ؟
قوس شفتيه شآد اللؤلؤه بـ القوه: ولآ شـــــــيّ
....: شويّ شويّ لآتخلعهم لي الحين
جآوبهآ وهو في غمرة التركيز والإندمآج في محآوله منه يطلع اللؤلؤه من العروه: ودي أعرف دآمك بتفصخين هآلفستآن ليش أصلاً تلبسينه !
فتحت فمهآ بـ إستهبآل: وآللـــــــــــه ! ودآمك بتفضـخ ثوبـك ليش أصلاً تلبسـه ؟ نمشي عرآيآ يعني عشآن نظريّة حضرتك ؟
....: تعرفين إن لسآنك طويـل وأنآ مآلي خلق ولآ صبر !

آثرت الصمت بآلعه ريقهآ ,, إلآ إنهآ كذآ وبهآلإسلوب تكون على طبيعتهآ وتحسّ برآحه أكثر من تصنعهآ الهدوء والخجـل ومحآولتهآ ربط لسآنهآ السليط والتحكم في تمردهـ !
جلس على ركبتيه بـ الآرض: آنحنـى ظهري مغير على لولوتيـن بس !
نسمه: أجلس طيب ؟
عدي: يكـون أحسن ..

إنقآدت لرغبته بـ إبتسآمه مآشآفآهآ جآلسه بـ الأرض وهو ورآهآ ثآني رجوله تحته لتتسـع إبتسآمتهآ أكثر من ضحك بعفويه: ههههه كل مآبغت تطلع تنفلت من يدي .. حيـــل صغيـره وأنآ أصآبعي كبيره

" جمآآآلــــــه يآنآس وجمآل ضحكتــه !! وهــ يآقلبـــي "
تمت على وضعهآ الثآبت لحد مآنتهـى من مهمته فآك لهآ كلّ حبآت اللؤلؤ لينفرج شقـي فستآنهآ من الظهـر ..
وقف توّ مآنتهى ويده على زنده الأيسر يحرك رآسه يمنه ويسّره بتمرين لفكّ التشنـجّ إللي صآبـه ..
فتح عيـن وقفل الثآنيه من وقفت هي قدآمه خآفضه رآسهآ في خجل ويديهآ الثنتين مضموتين لوسط جسمهآ رآفع حآجب وآحد بـ إستغرآب من وقفتهآ بهآلشكـل وكنهآ تطلبـه شيّ بس مسحيّه , سألهآ ببرود: تبين شيّ ثآنـي ؟
رفعت رآسهآ بسرعه منصدمـه , سؤآله هذآ آخر شيّ كآنت تتوقعـه !

من جده يسأله ؟ " أبـي شيّ ؟ شلون يعني أبي شيّ ؟ إنت مآتبي شيّ ؟ "

رمقهآ بنظره غريبه مقوس شفتيه بـ إستنكآر وكنه يشوف قدآمـه وحده مجنونـه مثلاً !

مشى للبآب وقبل يطلع إلتفت لهآ بـ تنبيـه جـآف: نآمــي لأن ورآنآ سفــر بآكـــر !

/
/
/


/
/
/


نآظرت بـ السآعه الرولكس الذهبيّه المزينـه لمعصمهآ الأيسر ..
تأملتهآ بـ حٌبّ وإبتسآمة خفيفه تعلو شفتيهآ الرقيقـه , السآعه إللي أهدآهآ لهآ عُمـر أخوهآ مشيره عقآربهآ للثآنيـه بعد منتصف الليل .. صآر لهآ خمـس سآعآت جآلسـه بمكآنهآ على سلآلم الدور الثآلث من العمآره وسـط الظلآم الدآمس ...

أسندت رآسهآ يسآراً للجدآر مكتفه ذرآعهآ الأيمن ليعآنق الأيسر المجبس متأففه من طول الإنتظآر .. وبـ إستسلآم أغمضت عيونهآ ..
كآن يوم مُرهـق لهآ أجهدت فيـه نفسهـآ , خوفهآ الوحيد والأعظـم آلحين إن جلستهآ بهآلعمآره الخآويـه الخآليه يقآبله خيبـة املّ ورجآء !

فتحت عيونهآ بـ إنتبآه وقد إنفرجوآ شفتيهآ بـ ذُعـر وإرتيآب .. نقلّت أنظآرهآ يمنه ويسره بـ توجـس وإرتقآب من صوت احتكآك النعـل بـ رخآم السلآلـم ..
خطوآت بطيئـه متثآقلـه إللي يسمـح إحتكآكهآ يرآهـن على إرهآق صآحبهآ وهـمّه الكبيـر .. أو إنه عجـوز بـ التسعين ! المريب بـ الموضوع إنه صآعد السلآلم برغـم وجود أسنسيـر مُفعّـل !

إرتعآبهآ كآن أكبر من إنهآ توقف على رجولهآ وتختفي بـ الظلآم لحين تبين هويّة صآحب الخطوآت المريبـه !
تمت مكآنهآ على وضعهآ عيونهآ مثبته بـ آخر درجـه من السلآلم إللي جآلسه بقمتهآ ومآسرع مآنتفـض جسمـه رآد خطوه لورآ ملتصق ظهره بـ الجدآر بعيون موسعـه لآخرهم من طآحت عيونه على كتلة آلسوآد هذي هآمس بتمتمه سريعه: أعوذ بكلمآت آلله التآمآت .. أعوذ بكلمآت آلله التآمآت

بلحظـه تبدد الخوف والترقب ليتسقر صدرهآ المنقبض ويمتلئ وجههآ برآحه وإبتسآمه خفيّه مآظهرت بسبب غطآ وجههآ ..
همس بـ إستنكآر وعيونه محتده مضيقهآ في محآوله منه لتأكيد ظنونه بهويّة الجآلسه قدآمه بنفس الوضع إللي قد شآفه من قبل بـس بـ الدور الأول: وردهــ !

إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستغرآب سآئله بعدم فهم: وردهــ !
الإستفهآم إللي مآسمعه من صوتهآ ليرقى الدرج بخطوآت مترقبه متخوفّه بعيون محتده بآزغـه لتوقف هيّ بـ إستقآمه رآفعه الغطآ كآشفـه عن وجههآ المتجهـم برفعة حآجب متكدره: ورده مين يآ أستآز رآئــف ؟
إرتفعوآ حآجبيه بعيون شآخصه صوبهآ بعدم تصديق وإستيعآب , هآمس بخفوت: حوريّـــآ !
أطبقت فمهآ بغيظ زآفره نفس مسموع منقهر من فتحتي خشمهآ الضيقه ثم ولته ظهرهآ صآعده آخر درجـه ...

....: إنتي شللي تسوينه هنـي ؟ ومن متى ؟
جآوبته بنبره هآزئه: أكيد مش من تلت شهـور يعنـي !
إلتفت لهآ نصف إلتفآته وهو يدخل المفتآح بـ البآب رآمقهآ بنظره حآده إبتلعت معهآ لسآنهآ رآفعه عيونهآ للسقف بتجآهل ..
حذف المفتآح على الطآوله القزآزيّه القصيره جمب البآب وإللي تعلقت فوقهآ مرآيه بيضآويه بـ إطآر إستيـل ذهبـي مرصع بـ كريستآلآت كبيره لآمعـه ..

نآظرت بـ المفآتيح ثم شآفته من ظهره وهو يخطي خطوآته المرهقـه بـ الممرّ الطويـل وإللي مآيبين وش بنهآيتـه !
رفعت حآجب وآحد مطبقه فمهآ بقهـر من حركته وسفهه البآرد لهـآ ..
شدت نقآبهآ عن رآسهآ وفكت حجآبهآ لينتثر شعرهآ الغجريّ الأجعـد بتمـردّ وفوضآويّه ..
جت بتمشـي إلآ وتزلق رجلهآ اليمنى خطوه سريعه لقدآم وتطيح بـ الأرض مطلقه صرخه حآده كآنت كفيلـه لإثآرة الرعـب بقلبـه ليرد لهآ بخطوآت مهرولـه والخوف بعيونه: شفيـــــك !!

غمضت عيونهآ فآتحه فمهآ بتمثيل للبكآ: ءآهئــآآآآآآ أهــئ !
إرتفعوآ حآجبيه من كذبهآ آلوآضح: وآلله !
نآظرته بلوم مبوزه بتعبير طفولي إنهآ زعلآنه لنتفض صدره بضحكه قصيره: ههههه يآآآبنــــت !
بعدهآ مبوزه زآمه شفتيهآ ترمقـه بـ عتـب والزعل بوجههآ البريئ ليعض هو شفته السفلـى بقوه مطبق شفتيه: حور لآعآد تسوين كذآ بوجهك !
حوريه: ..........
خزهآ بتوعـد: حـــور !
حوريه: ...........
....: خلـص قلـــت !

برقت عيونهآ مطبقه فمهآ بـ القوه نآفخه خديه بـ هوآ ليرد وينتفض صدره بضحكه عذآب: ههههه حور تكفيــــن !
إرتفعوآ حآجبيهآ مبققه عيونهآ ميله رآسهآ لليمين مآطه شفتيهآ الرقيقه لقدآم ليضرب هو جبينه وإبتسآمه متعذبه بوجهه: ههههه وبعديـــن !
لوت فمهآ التوتي لليسآر مطيره عيونهآ إللي مآلت لليسآر وإرتفعـت
....: ههههه شفيك إنتي ؟ تجربيـن أوضآع بوجهك ؟
شخصت بصرهآ لفوق ضآمه شفتيهآ لقدآم كنهآ تصفـر ليسأل هو بـ إبتسآمه: جنيتـي إنتـي ؟
رمقته بـ نظره مشمئزه ثم أردفت: آه إتـقننـت

....: وإذآ جنيتـي شذمبـي أنآ أجـن بسبتـك ؟
....: وأنآ أتـقنن لوحدي ليـه ؟
بلل شفتيه وبوجهه إبتسآمه عيّت تفآرقه , هآلبنت بكلّ حركآتهآ هي أقسـى عقآب وأمـرّ عـذآب ..
....: شللي طيحـك ؟
إنعفس وجههآ بكدر: كله بسببك
توسعت عيونه ببرآءه مصطنعه: أنــآ ؟

شدت شفتيهآ والإمتقآع بوجههآ: الأرض مليآنـه ترآب وهيّآ سيرآميـك .. لسـه همشي عليهآ روحـت متزحلئـه
نآظر بـ الهيلز الذهبيه حقتهآ ثم إرتفع حآجبه الإيسر بـ إستنكآر: تلومين ع الأرض وترآبهآ وكل هآلكعب ومآتبين تزلقيـن ؟
....: آه الأرض هيّآ السبب .. منآ بمشي بيه عآدي
....: سكتـي بــس – قآلهآ وهو يفصخ لهآ جزمتهآ بحـذر رآكنهآ جمب الجدآر , ثم سألهآ بـ إهتمآم – تأذيتــي ؟
قلبت عيونهآ نآفخـه هوآ مسموع بـ إمتعآض وعلى هآلتعبير الحآنق وقف عن الأرض فآرد له ذرآعه بـ حثّ يسآعدها توقف ..

نآظرت بيده المفروده وسفهتهآ عن عمـد موقفه عن الأرض بدون مسآعده منه مآسحه يدهآ اليمنى المتربـه بعبآيتهآ ...
....: إنتي متى بتتعدليـن وتعدلين إسلوبك هذآ ؟
كشرت بـ إشمئزآز: لمآ تبئـى تتعدل إنت الأول وتعدل إسلوبك .. هــه
إرتفعوآ حآجبيه بـ إستفهآم: وآلله ؟
طيرت عيونهآ بتجآهل: يآمعلم النآس علّم نفسـك

غصباً عنه شقت البسمه طريقهآ بوجهه الجآمد , كلّ ردود أفعآلهآ حتى وإن تعمدت فيهآ القسوه والتحقير إلآ إنهآ تصدر منهآ بشكل كوميدي يمكن السبب بكذآ هو وجههآ الملآئكـي وإللي معـه تطلـع كل تعآبيرهآ طفوليّـه أبعد مآتكون عن الجـدّ والصرآمـه ! كلـه كوم وطريقتهآ إذآ تكلمت فيهآ سعودي كومن ثآنـي !

سفهت نظرآته المطولّه لهآ , تدري إنهآ مو من فرآغ وإن شيئن خبيث ببآله هو آلحين يفكر فيـه ..
ولته ظهرهآ هروباً لـ دآخل الشقّـه إللي مآتدري وش مدآخلهآ ليلحقهآ هو بخطوآت متلكعـه مستمتعه وإبتسآمه شيطآنيّه مآكرهـ تعلـو زآوية فمه اليمنـى !

/
/
/


======
-----------
======

نهآية الفصل الخآمس والعشرون
<<قرآءة ممتعـه إنشآلله

:::

حلم الحياه 14-08-16 03:34 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل السآدس والعشرون



الحُب لآيجمع المتشآبهين , الحُب يجمع المختلفين دآئماً .. كـ إثنين بينهُمآ فآرق في العُمر , أو أحدهم يعشق الإهتمآم وآخر يحتويه البرود , أو قد تُغير من نفسك لأجل آخر بينمآ هو لآيحرك سآكناً , لأن أحدهمآ له مآضي والآخر يُحِب لأول مرّه , لأن لآ أحد يمنح قلبه مرتين بـ الكآمل , ولأن القلب الذي يُمنح مرّه ... لآيعود كآملاً أبداً ...


/
/


وقف بـ منتصف الريسبشن الدآخلي وعيونه على طيفهآ إللي يختفي لحظآت ثم يظهـر .. تفتح أبوآب الغرف بـ إندفآع حمآسي وكأنها طفل يستكشف بيته آلجديد ..

فتحت بآب آخر غرفه وهي تكلمه: هيّا الأوض دي كلهآ متربـه كدآ , أومآل إنت بتنآم فيــ .........
- بهتت نبرتها مسحوبه بالاخير ملتفته عليه بـ إبتسآمه من فتحت نور الغرفـه وآلظآهر من شكلهآ إنهآ الرئيسيـه , نظيفـه ومرتبـه نسبياً مقآرنة ببآقي الغرف , دخلتهآ وعيونهآ تدور بـ المكآن بنظره تقييميّه زآمه شفتيهآ ومآطتهم بـ عبوس –
لآحظ الإستيآء بوجههآ متقدم تجآههآ بخطوآته البآرده آلمثقله: مآعجبتـك !
نآظرته بطرف عينهآ اليسرى شآده شفتيهآ المطبقتين بعدم رضآ: عـآدي .. دآ آلمتوقع منك يعني
فضـخ شمآغه الأبيض وآلعقآل حآذفهم على كرسي من كرآسي آلصآلون فضيّ آلخشب منجد بقمآشه قطيفـه سودآء ومزينه بكريستآلآت فضيّه لآمعه ...

مشى صوب سريره إللي أخذ نفس تصميم آلصآلون آلفضي وتنجيدة ظهره آلقطيفه السودآء ,, فركـ شعره من فوق طآقيته منزلهآ بيده إللي إرتخت على السرير بـ إستسلآم مغمض عيونه بعدما شغل المكيف على وضع التدفئه...

لوت فمهآ بـ إستيآء من شآفت إنعكآس صورته بـ المرآيه آلوآقفه قدآمهآ .. جآلس على طرف آلسرير مستند بظهره عليه , سآقه اليمنى مثنيه تحته واليسرى بـ الأرض .. شدت شق عبيآتهآ بـ آلقوه محرره آلكبآسين من إنطبآقهم على بعض لحد مآنفرجوآ آلشقين أخيراً وبـ إنسيآبيّه أسدلت آلعبآيه عن جسمهآ مستقره بـ الأرض ...
نفضت شعرهآ آلغجري الأجعد وآلمرول .. لونه مصبوغ إسبيريـه مؤقـت , زيتوني بخصلآت ذهبيّه وآصل طوله لأسفل كتفيهآ بـ آلقليل ..

خللت أصآبع يمنآهآ مفركشـته لينتفـش أكثر عن أول: عنــدك أكــل ولآمفيــش !
أجفله نبرتهآ آلجآفه ملتفت يسآره وليته مآ أجفـل .. فتنـه آلله بـ أرضـه هي حوريتـه ..
إلتفتت مقآبلته بعقدة حآجبين متكدره: أنآ قعآنـه يآرآئـف
" جعآنه يآرآئـف ! إلآ أنآ إللي جيعآن وميت جوع يآحوريّـآ ! مآتحسيّـن ! "

فستآنهآ من آلجلـد , لونه ذهبي , كبّ بدون حمآلآت , ضيـق محدد قوآمهآ آلفآتن آلممشوق وصولاً لـ ركبتيهآ .. شعرهآ منتفش بطريقه فوضآويّه مثيرهـ , وجههآ آلملآئكـي النآطـق بـ آيآت آلفتنه وآلجمآل .. على شكـل آلقلب فكهآ مربـع بـ ذقن صغير مثلث آلشكل مرفوع .. عيونهآ آلصغيره آلعسليّـه كآنت جريئـه وصآرخـه بمكيآجهآ الذهبـي آلصآخبّ .. شفتيهآ آلرقيقـه لآمعـه بـ أحمـر غزآلـي ...
لوحـه فنيّـه كآملـه – إلآ - من تجبيرة ذرآعهآ الأيسـر وإللي إنفك ربعـه الأول محرر رسغهآ إللي تزيـن بـ سآعة رولكـس ذهبيّـه كبيرة آلحجم ..

شدت فمها زآمه شفتيهآ آلمضمومتين بـ انزعاج من نظراته البارده المطوله المعلقه فيها وعليها: هو إنت هتفضـل متنـح كدآ كتير ! ...... يآهـووه – حركت يدهآ اليمنى بـ الهوآء كـ إشآره لـ تنبيهه من شروده , مكملـه – سآمعنــــي !
أخفض بصره بآلع ريقـه بـ أمر لطيف نسبياً إلآ إنه مآ أثآر بـ نفسهآ إلآ الشك والإرتيآب: تعآلـي
....: آقـي فيـن ؟
نآظرهآ ببرود ثم أشر بطرف عيونه للمكآن الفآرغ على آلسرير من جمبه: هنــآ ..
صدت عنه تنآظر البآب على يسآرهآ متكتفه بضربة رجل للأرض عنداً وإعترآضاً: أنآ قعآنه وعآوزه آكل مليش دعوه
رفع حآجبه الأيسر , دآيم مآتتهرب وكذبهآ غبي , وآضـح ..

سفههآ ومدد على السرير رجل فوق رجل ثآني ذرآعه الأيسر تحت رآسه وبيمنآه رفع الريموت موجهه لشآشـة البلآزمآ آلعريضه آلمعلقه على الجدآر قدآمه ..
ردت وضربت رجلهآ الحآفيه بـ الأرض مطلقـه ( هـه ) مقهـوره , طلعت من بعدهآ تدور آلمطبـخ إللي مآتدري وينـه ...

أمآ عنده فمآ كآنت ردة فعلـه آلمغتآظه تقلّ عنهآ شيّ .. هآلبنت مرآهقـه وتصرفآتهآ كلهآ طفوليّـه وآلغريب إنهآ تنطآق , إلآ إنه مآوده تكـفّ عنهآ ! لو ينتهي عمره وهو ينآظرهآ مآمـلّ ! إلآ إن صبره آخذ فـ النفآذ وآلشيّ إللي مآيبيه إنه ينتهـي وهي معـه وإلآ بيصير اللي مآلآ يُحمد عقبآهـ ! آخر مآيبيه هو علآقـه إجبآريّه معهآ , يدري إن هذآ هو آلشيّ آلوحيد إللي ممكن يحطمهآ .. هي وأي أنثـى غيرهآ !

نزل آلريموت من يده على قنآه أجنبيّه , آلشيّ آلوحيد إللي بحيآته وعمره ما مآرسـه .. متآبعة فيلـم .. فيلم أجنبي على وجـه آلدقـه وآلخصوص !
ظلل بسآعده الأيمن فوق عيونه إللي أغمضهـم بـ همّ وتعب يوم كآمـل مُرهـق مُستهلك لكلّ طآقتـه , وآلشيّ آلوحيد إللي يتمنآه آلحين إن غرض حوريه من جيتهآ مآيكون إستسلآماً لـه أو إنهآ آللحظـه إللي هي تبيهآ , لأنه وبكل بسآطـه ............. مآفيـــــــــه !

حسّ بـ آلمرتبـه إللي إنخفض مستوآهآ أكثر من نآحيته مبعد سآعده عن عيونه آلنآعسـه آلمُرهقـه ليشوفهآ جآلسه عنده تنآظر فيـه بملآمحهآ الآسـره وتعآبير وجههآ آلكوميديّـه آلمعذبّـه له ولكلّ خلآيآ آلتحكم وأعصآب السيطره .. مبققه عيونهآ رآفعه حآجبيهآ مآطه فمهآ زآمه شفتيهآ آلمطبقيـن على عودّ بلآستيكي ....... شفآطـة عصير آلتفآح إللي تشرب منـه !
غصباً عنه شد شفتيه بـ إبتسآمه مُتعبه سآحب منهآ علبـة آلعصير: وقفـــــي
نآظرت آلعلبه بيده مبوزه: هآتـوو
....: مو قلت لك لآعآد تسوين هذي الحركآت بوجهك !
....: هآت العصير
....: خذي لك غيره

صفقت يديهآ لبعضهم مقربتها من وجههآ إنتصآفهآ من أسفل خشمهآ آللوزي آلصغير لـ منتصف شفتيهآ إللي شدتهم بـ إبتسآمه مطبقـه مبرقه عيونهآ بينمآ أعقد هو حآجبيه بـ إستفهآم: شفيــك !
رفعت بـ يمنآهآ علبتين عصير وحطتهم جمبـه , ثم علبتين , ثم علبتين , ثم وحـده .. صآروآ سبعـه وبيده الثآمنه ..
إعتدل من جلسته ينآظر جمبه الأيسر وكوم آلعصيرآت: شنـو هذآ !
رمقته بنظره تحقيريه: منآ مش لآئيـه حآقه عدلـه عندك ولآ تتآكل ولآ تتشرب مفيش غير العصيرآت دي .. – طيرت عيونهآ ثم أردفت – وإحنآ متأخر ولآ كنت خليتك تطلب لي حآقه دليفري , - كشرت عآبسه - : هآت العصير بتآعـي

....: وإنتي كل هذي العصيرآت وعينك من إللي معـي !
....: عشآن أنآ شآربه منـه , ليه إنت متآخدش وحده قديده !
قرب الشفآطه من فمه وسحب منهآ: هذآ طعمـه أحلى
رفعت لهآ علبه تفآح ثآنيه: فيه تفآح أهو .. زيـه
حرك رآسه بـ النفي , هآلبنت مآمنهآ رجآ , بعمرهآ مآرح تفهم عليـه .. وتلومـه إذآ تصرفآته معهآ مبآشـره وطلبآته وآضحه وصريحـه !
جلست جمبه على الطرف إللي بآلحيل مآخذهآ: وسسسسسـع شويّـآآآآ
رآئف: شنو هذآ !
ضخمت صوتهآ بتريقه عليه مبققه عيونهآ بعيونه تقلده: شــنــو هــذآآآ

....: ههههه وآلله !
ضربته من وركه الأيسر: وسـع ولآ عآوزنـي أئـع وتتكسر إيدي التآنيه كمآن
رآئف: وإنتي بتطيحين من فوق السرير ولآ من فوق بنآيه ! وش إللي بيكسرهآ !
رمقته بنظره مشمئزه وردت: عآدي , منآ إيدي التآنيه إتكسرت من إيد بني آدم زيي زيـه ..
حذفت العصيرات بحجره وإستقرت جمبه مسنده ظهرهآ للسرير ممدده رجليهآ تسحب من العصير وتنآظر بـ الشآشـه ..

توه بيفتح فمه ويتكلم إلآ وصآحت هـي بدهشـه مستآنسه: الفلــــــــم دآآآآ , عرفآآآه
التفتت عليه مكمله بـ حمآسه وإندفآع: شوف دآ كآن شرطي وحرآمي .. الشرطي عآوز يكشف خطـه رآح عمل عمليه , أخد هو وش الحرآمي والحرآمي أخد وشـه ... الحرآمي صحي وهو في السقن شآف نفسه شكل الشرطي رآح هرب وقتل الدكتور إللي عملهم العمليـه وبدل اشكالهم ووو ................ بـــــــــس بس

قآلهآ – بس – موقف من حدة إندفآعهآ وهو يضحك: إنتي من جدك !
رمشت بتوآلي وبآقي البسمه بوجههآ: إيــه !
رآئف: وش ذآ آلفلم آلمخيس الفآشل ! بدلوآ وجيههـم !
رمقته بـ إشمئزآز مقلبه عيونه بنظره تحقيريه: إنت إيه فهمك أصلاً ! روح روح إتفرج على طآش مآطآش بتآعك دآ
....: هههههه بنـــت !
ولته ظهرهآ مميله على جمبهآ الأيسر وهو بآقي يحآول جآهد يكتم ضحكـه ... هي آلوحيده إللي تقدر تخليـه يكون رآئف غير رآئف إللي هو نفسه يعرفـه .. غير رآئف إللي آلكل يعرفـه ...

صوت خفيف لنغمه قصيره ضوت معهآ شآشة جوآله على الكومدينه جمبهآ , رفعته بسرعه وبدفآشه فتحت الرسآلـه ...

....: حور جيبي الجوآل
رمته عليه من ورآهآ ومآتدري وش صآب , طآح بحجره أو على السرير ولآ صك برآسـه !
رفعه هو منقهـر يقرأ المكتوب ومآسرع مآتبددت هآلملآمح ليحل مكآنهآ الجمود ...
نزل جوآله عآض على طرف شفته السفلى بتفكير .. هذي أول مره دآرين تسويهآ وترسل له تبي تشوفـه .. وعلى رقم شغلـه لأن الخآص مقفلـه من يوم ترك آلبيت ..

....: السِـت دآرين عآوزآك ضروري آلنهرده تروحلهآ
إلتفت يسآره بنفس الجمود بـ الملآمح وكنـه آلحين فهم السآلفـه .. أكيد دآرين درت بجيّة حور عنده عشآن كذآ أرسلت له تبيـه .. ذولي آلضرآير وش إللي يحسون فيـه !
ولو تدري يآرآئف إن ذكائك هآلمره خآنك وغلطـت بحسآبآتك ولأول مره ... والظآهر إنهآ مآرح تكون الأخيره !

أسند ذقنه على كتفهآ العآري هآمس بعذوبه: مآنتيب بردآنـه !
إلتفتت له نصف إلتفآته وبآقي الشفآطه بفمهآ , بـ التصوير البطيئ أنزلتهآ بآلعه ريق آلعصير بصوت مسموع وعيونهآ بعيونه النآعسـه الدآكنـه وبشغف طفولي ظنه إنه مآرح يفآرقهآ: آه بردآنه , بس شكلهآ أوضة نومك زي مطبخك .. الإتنين فآضيين

أنزل ساعده الأيسر من تحتهآ سآحبهآ بيديه إللي حآوطوآ وسطهآ لحد مآلتصق ظهرهآ بصدره هآمس لهآ: أنآ بدفيــك
لأول مره حست بـ الخضوع والإستسلآم التآم , يمكن لأنهآ مآستشفت أي رغبـه ولو حسيّه منه تجآههآ هاليوم !
أسند ذقنه على كتفهآ الأيمن ملصق خشمه الحآد بأول عظم ترقوتهآ مغمض عيونه بـ إنتشآء من ريحـة عنقهآ آلآســر ..

....: رآئف أنآ مبعتــش لمهآب حآقـ .... آششششش
أسكتهآ بهمس خآفت – آششش – لتنآظره هي من طرف عيونهآ مستفهمه .. جت بتعتدل فـ جلستهآ إلآ ومنعهآ يوم شدد من محآوطته لوسطهآ بذرآعيه هآمس لهآ بخفوت: أدري ..
رفعت سآقيهآ ليشكلوآ بوضعهم مع وركيهآ رقم 8 , كآشفه عن ركبتيهآ اللي إنزلق عنهم فستآنهآ آلذهبي مطلقه زفره مسموعه وعيونهآ بـ السقف بعدمآ إرتخى جسمهآ كآملاً بين ذرآعيه: وطلئتنـــي
تحسس بطرف خشمه رسم فكهآ السفلي هامس: ورديتـــك

مآل فمهآ بـ إبتسآمه هآزئه: وأنآ إيه إللي إستفدته من كل دآ ! إتحسبت عليآ طلئــه , وشكلـي إللي زي الزفـت فـ بيتكم من أكبر رآس لأصغرهم , درآستي إللي رآحت عليّآ .. درآعـي إللي إتكسر ..

....: بـ إيش أعوضــك ؟
....: تئدر ترقع الطلئه دي ولآ كأنهآ حصلت ؟ تئدر تلم كل عيلتك وتئولهم مرآتي بريئـه ؟ تئدر تعوضني عن السنه درآسه إللي فآتتني ؟ تئدر ترقع درآعي زي مآكآن ؟
شد شفتيه بـ أسف مغمض عيونه قبل مايفتحهم هامس لها: وانتي زعلانه ياحوريّآ ؟

ناظرته بطرف عينها اليمنى ماتشوف الا جزء من شعره وهو ملصق خشمه برقبتها !
اطلقت زفره محبطه وعيونها على ترجمة الفيلم: عمري ما اتخيلت ان حظي يكون وحش كدا ..
بلحظه حست بفحيح بارد من جانب عنقها بعدما كان بثانيه واحده مشتعل بالحراره .. ابعد راسه عنها يناظرها مستفهم: عشان معاي !
طيرت عيونها بتململ: شوف انت .. ايه رأيك ؟ طريقة قوازنا .. ابتزاز ومساومه .. ولا عرفت افرح زي أي بنت .. زي اختك نسمه مثلاً !

تخيل النآس يوم فرحنآ كانو بيئولو إيه ؟ انت ليه اتقوزت إتنين فـ وئت وآحد ! ووآحده تكون بنت خآلتك ! أكيد إن فيّآ غلط أو عيب وإنت بتستر عليّآ ! ليّآ ضُره ولحد دلوئتي مش عآرفه ليه ! إيه الغلط أو التـئصير إللي عملتـه ! وإنت مبتحبنيـش .. أكيد بتحب دآرين , لأن قوآزك مني كآن لوي درآع لبآبآ مش أكتر .. بس لو انت مش بتحبني ليه بتعزبني كدا ؟ ليه تلوي دراعي انا ! ليه تحرمني من دراستي ! سايبني كل الشهور دي وآعد مع دارين !

ناظر بساعده المشمر من طاحت دمعه دافيه لامست جلده البارد وعلى اثرها اطبق فمه بقهر .. لو يقدر يطبق عليها ضلوعه .. يحبسها بصدره وفوق قلبه علّهآ تسمع دقآته النآبضه بـ إسمهآ .. إسمهآ وحدهـآ وبـس !

....: تدرين إني قد جيتكم .. عرضت على نجم أخوك آلطلآق .. كنت مستعد أطلقك إن كآن هآلشيّ صدق إللي إنتي تبيه ؟
إلتفتت عليه معقده حآجبيهآ بعدم فهم بينمآ أكمل هو وعيونه بعيونهآ: نجم بنفسه إللي قآل إنك موآفقـه .. ومآتبين الإنفصآل .. هآلتعجب بوجهك كآن نفسه إللي أحسه وللحين مدري إنتي وش إللي غير رآيك !

أخفضت بصرهآ لحجرهآ بوجه شآحب مأخوذ بـ الصدمـه .. بلحظـه تبآدر لذهنهآ صورة نجم بـ اليوم إللي دخل غرفتهآ يعلمهآ إن رآئف موجود ويبي يشوفهآ .. كآن يبي يقولهآ شيّ إلآ إنهآ هي إللي أصرت تبدآ وتعلمه وش إللي تبيـه .. قآلت له إنهآ موآفقه على رآئـف , وموآفقه تتمم هآلزوآج .. وقتهآ نجم هو إللي تملكتـه آلصدمـه !
" كنت موآفئ تطلئنـي ! وقآي بنفسك تطلئني وأنآ إللي بنفسي رضيت بيـك ! يـ قدرك يآحــور آلمربوط بـ إسمـه .. بـ رآئــف "

....: تدرين إن أول شيّ أندم عليه بحيآتي هو ضربي لك ! هو هآلعجز إللي بيدك ! لو يفنى عمري وأنآ أعوضك مآوفيـت .. تدرين إن دآرين مثلك مآتفرق شيّ عنك .. مآشفتهآ من آليوم إللي فآرقت لين آلحيـن !علمينـي وش إللي يرضيك وأنآ اسويّـه !

مآل فمهآ بـ إبتسآمه هآزئه مُردفه بـ سخريه: إللي عآوزآه عمرك مآتئـدر عليـه
....: جربـــي
....: مش هقرب حآجه أنآ متأكده من نتيقتهآ
شدد من حصآر ذرآعيه لوسطهآ مقربهآ لصدره , ألصق خشمه بآخر شحمة أذنهآ اليمنى بهمـس عذب: قلتلك جربــي
ضيقـت عيونهآ آلممتده للفرآغ قدآمهآ وقد علآ وجههآ إبتسآمه حسيّه خبيثـه أردفت من بعدهآ بـ شقآوه مآطه شفتيهآ رآفعه كتوفهآ بمعنى ( مآلي دخل ! ): عآوزه هديّة عيدميلآدي .. مليش دعوه
....: أبشري .. متى عيدميلآدك !

أبعدت رآسهآ عنه بحده لينآظره هو بـ إستغرآب من حركتهآ المفآجئه !
رمقته بنظره مشمئزه مردفه بـ حقد: عيدميلآدي عدى وفآت يآ أستآز رآئف !
إتسعت عيونه بدهشه: ليش متى كآن !
بعده الإشمئزآز بوجههآ المنعفس: أول الشهر دآ .. كآن يوم وآحد إتنآشر
تدريجياً إنحلت عقدة حآجبيه بـ إبتسآمه جآنبيه مستغرب: وآلله !
طيرت عيونهآ بعدمآ رمقته بنظره إحتقآر: هـــــه

شدهآ عليه أكثر هآمس: تدرين عآد حوريتي تآريخ ميلآدي وآحد وثلآثين إثنآعش ..
إلتفتت عليه بوجههآ كآمل وقد إمتلآ بدهشـه موسعه عيونهآ لآخرهم فآغره فمهآ لآخره بينمآ إبتسم هو للي يدور ببالها وانرسم بوجهها: إيـه .. إنتي أول آلشهـر وأنآ آخـره .. تدرين عآد ضُرتك متى ؟
إنعفس وجههآ بـ كُره صآده عنه تنآظر بـ الشآشه قدآمهآ بمعنى إنه مآيهمهآ تعرف !

....: ههههه بعدي بيوم .. يعنـي وآحد وآحد من أول آلسنه الجديده
قلبت عيونهآ مطلعه لسآنهآ بـ تعبير الغثيآن ليميل هو برآسه لليمين طآبع قبلتـه آلعميقـه بجآنب عنقهآ وفوق سلسآلهآ الرقيق آلحآمـل لـ حرفـه بعدمآ أطلق ضحكته القصيره آلخفيفه على تعبيرهآ آلمشمئز من طآري دآرين وتآرخ ميلآدهآ !
صكت راسها براسها بشويش: خلاص ابعد عني بئه
رآئف: وإذا ما أبي ابعد عنك بئه !
اطبقت راحتها اليمنى فوق يده اليسرى شابكه اصابعه بـ اصابعه اللي بعدها محاوطه وسطها وبالحيل رفعت ذراعها الأيسر المجبر نصفه ضامه قبضتها توريه الساعه بمعصمها: شايف عُمـر حبيبي قآبلي إيه !

أبعد أخير رآسه عن عنقهآ ينآظر بـ الرولكس الذهبيّه , ثوآني ثم أرف بـ جفآف: عُمـر أخوك مو حبيبـك
نآظرته وبوجههآ تعبير ( وآلله ! )
أردف من بعد نظرتهآ الإستخفآفيه: إللي أقوله تسمعيـه
قطعه كلآمه بحده: لآ مش هآسمعه .. عُمر أخويآ وحبيبـي وروحـي وكل حآقـه فيّآ .. مآآشــي ؟!
إبتلع قهره إجبآراً , برغم آلغيظ إللي يعتريه ويتملكـه من لهجتهآ الحآده إلآ إنهآ أبدّ مآتبين بهآلقسوه إللي المفروض تكـون .. من يسمعهآ ويشوفها وده لو يضحك ! كلّ توعدهآ وتهديدآتهآ أبعد مآتكون عن آلجديه , أقرب مآيكون للكوميديّـه !

ردّ وألصق ذقنه فوق كتفها: وإن عُمر أخوك حبيبك وروحك وكلّ شيّ فيك جآبلك آلرولكـس هذي أقدر أنآ أجيبلك مؤسسـة آلرولكـس بكبرهآ
كشرت بـ إستخفآف تمثيلاً للضحك: وآللهي مآليش نفس أدحك
رآئف: وأنآ مآقلت شيّ شضحك
....: وإنت فآكر إن كل حآقه تئدر تقيبهآ بفلوسك ! قيمـة السآعه دي أكبر بكتير .. كفآيآ إنو إفتكرني يوم عيدميلآدي .. وكلمة كل سنه وإنتي طيبه بس من غير أيّ هدآيآ عندي بـ الدنيآ كلهآ .. مآشي يآسي رآئف !

....: ههههه وإنتي ليش كذآ معصبه ! وأنآ شدرآني بيوم ميلآدك إنتي مآعلمتيني
صدت عنه بوجههآ ونصف ظهرهآ جهة اليسآر: أصلاً إللي بيهتم بحد بيعرف عنه كل تفآصيله .. يعني حضرتك عآرف تآريخ ميلآد السِت دآرين إنه أول يوم فـ السنه ومش عآرف إن أنآ أول يوم في شهر إتنآشـر ... كويس أوي يآرآئـف بيـه .. عشآن تعرف إن إنت أصلاً مبتحبنـيش وتبئى تسدئنـي لمآ أئولك كدآ

زفر ضحكه مقطوعـه من كلآمهآ إللي يحسّ إنه قآعد يشوف مسلسل مصري .. سي رآئـف , ورآئـف بيـه ومصطلحآتهآ آلكثيره آلغريبـه على وقع أذنيـه وبنبرة صوتهآ آلرجولـي آلضخـم وإللي من الصعـب تركبـه على شكلهآ النآطـق بـ أنوثه صآرخـه هآلنبره آلغريبـه صعب توفقهآ مع هآلملآمـح !
صُدفة معرفتـه بتآريخ ميلآد دآرين مآهيب عن قصد أو إهتمآم بتفآصيلهآ مثلما هي تظن !

تذكر ملكتهـم يوم سألته وجآوبهآ , إن يومـه هو آخر يوم بـ السنـه .. وإنه نهآيـة كلّ شـيّ .. ردت عليـه بنفس آلثقـه إن يومهآ هو أول يوم بـ السنـه .. وإنهآ البدآيـه لكلّ شيّ .. – تعبيراً مجآزياً , سبحآنه آلله لآ إله إلآ هو وحده لآ شريك لـه , البآدئ لكـلّ شيئ ومن بيده نهآية كلّ شيئ –
فك يده اليسرى من وسطها وارتفعت لتحاوط صدرها وصولاً لكتفها الأيمن إللي إستقرت عليه وبآقي يده اليمنى مشبكه بـ أصآبعهآ آليمنى: آمري يآقطوتــي , شللي تبينـه

إنعفس وجههآ بـ إستنكآر مبوزه: أطوتـك !
....: ههههه وش أطوتك هذي !
إرتفعوآ حآجبيهآ مستغربه: إنت إللي بتئولهآ مش أنآ
رآئف: بـ آلله أنآ قلت أطوه ولآ قطوه !
حوريه: يعنـي إيه !
رآئف: قطوه .. بسّـه .. ميآو
....: ههههه نقـم دآيمآ بيئوللي يآ أُطّـه .. وإن أنآ شكـل آلئـطط
رآئف: صآدق .. لآحد عآد يقوللك قطوه غيري فآهمـه
حوريه: وإشمعنـى !

....: لأنك قطوتـي أنآ .. قطوه شرسـه ويبآلهآ ترويض
شدت فمهآ رآفعه حآجبيهآ: هنشوف بئه مين إللي هيروض التآنـي
دآعب أسفل أذنهآ اليمنى بطرف خشمه وهو يضحك: ههههه لسه بدري عليك يآقطوتي تروضينـي , هآ مآقلتي وش تبين هديتك !
بسرعه وبدون تردد أو تفكير: أكون شريكتــك
أبعد رآسه عنهآ معقد حآجبيه بعدم فهم: بـ إيــش !
مطت شفتهآ السفلى: كل حآقـه
رآئف: مآ انتي شريكتي بـ كلّ شيّ
إبتعدت عنه جآلسه مقآبله , حركت رآسهآ بـ النفي مبوزه: تؤ تؤ تؤ ..

إنعقدوآ حآجبيه بـ إستفهآم تدآركته هي بهدوء مكمله: عآوزه أكون شريكتك فـ شغلك , فـ آلمؤسسه .. عآوزه أكون مآلكـه زيي زيك
إنعقدوآ حآجبيه أكثر من أول للحد إللي معه إلتصقوآ ببعضهم: مآفهمت !
لوت فمهآ بـ إستيآء: مفهمتش ولآ عآمل مش فآهم !
....: إنتي شقصدك بآلضبط ؟
حوريه: نصيبك فـ المؤسسه أنآ عآوزه نصّـه .. تنآزل منك , تكتبـه بـ إسمي

ضيق عيونه بعدم فهم أو عدم تصديق على وجه الدقّه بينمآ أكملت هي بتهآجل متعمد لنظرآت الإستنكآر الحآد بوجهه الجآف الجآمد وهي تنآظر أظآفر يدهآ اليمنى آلملونـه بـ الأحمر الفآتح مدخله إظفر إبهآمهآ تحت إظفر كل إصبع وكنهآ تنظفـه: دآ تعويض للسنه الدرآسيه إللي فآتتني .. وتعويض عن درآعي إللي معدش ليه أي أهميّه .. وهدية عيدميلآدي – نآظرته مبتسمه بشغب طفولي رآفعه أصآبعهآ الثلآث الوسطى مكمله – تلآتــه فـي وآآحــد .. شفت إزآي

همس بصوت منخفض اقرب لعدم الاستيعاب: انتي من جدك ؟
رفعت حاجبيها موسعه عيونها: آه بقد .. أعدت أفكر أفكر فـ حآجه تكون كامله وشآمله ملئيتش غير كدآ , أصول متآوله .. أسهـم من نصيبي وبـ إسمي ..
ضيق عيونه بـ مكر: إنتي شللي تفكرين فيه بـ الضبط ياحور ؟

وقفت على ركبتيها مدنقه عليه بنظرة تحديّ صآرمـه .. الصقت جبينها بـ جبينه هآمسه بـ ثقه: عُمر هيرفـع عليك أضيّـه .. وهيكسبهآ .. عآرف ليه ؟ عشآن العآهه المستديمـه فـ درآعي وإللي إنت سببهآ .. أحسنلك تدفـع ليّآ التعويض دآ وإلآ المحكمـه هتكون مآبينآ , ووقتهآ التعويض هيكون أكبر من نـصّ نصيبك فـ المؤسسـه .. ووئتهآ هتكون مُـقبـر تدفعـه .. لأن انآ مش هتنآزل .... مآشي ؟!

إرتفعت زآوية فمه اليمنى بـ إبتسآمـه غريبـه وغآمضـه مآتبث إلآ آلشكّ والإرتيآب عن حقيقـة مقصدهآ , محتضن عنقهآ بين كفيّه مجآوبهآ بـ همـس مبحوح شبـه مسموع قبل مآيغرق معهآ في بحـر قبلتـه آلرقيقـه آلعميقـه: آبشــــــــري ........



/
/
/
/



صبآحاً ..
ألصق جبينه للبآب بآسط كفّه الأيسر عليه مغمض عيونه , وقفة آلسجين البآئس خلف بآب زنزآنته ..
ترجّآهآ بنبره مُحبطه تعبت من قسوة عنآدهآ وحدة إصرآرهآ: تغريـد إفتحي البآب
تغريد: ............
....: يآبنت من أمس وإنتي حآبسه عمرك بذآ الحمّآم .. إطلعـي
تغريد: ...........
....: بيجيك آلسُكـن هآآه ترآني حذرتك
قآل كلمته ومآسرع مآجآه صوتهآ أخيراً ملهوف متفآجئ: أي سُكـــن !!

ضيق عيونه بـ مكر من إستشعر آلخوف بنبرتهآ آلمستفهمه بـ إرتعآب رآد عليهآ بتصنع للدهشه والإستهبآل: آلسُكن أعوذ بآلله , تف تف , آللهم سكنهم مسآكنهم
نآظرت بـ المكآن حولهآ , صآر لهآ حوآلي الـ عشر سآعآت دآخل الحمّآم – بـ الكرآمه - , خوفاً من تنبيهه لهآ وتلميحـه المبآشر بكون هآللليلـه إللي طآفت وقدرت تفلت فيهآ وتهرب محتميه بجدرآن ذآ الحمّآم , هي ليلـة زوآجهم الأولى !

إستنطقته بـ خوف: مآلـــك !
مآلك: ..........
طقت البآب بكفهآ الأيمن المبسوط وقد إحتدت نبرتهآ أكثر تستنطقه وجوده وسمآعه لهآ: مآلـــــك !
بلآ مجيـب , إلآ إنه شدّ سفته السفلى بـ إبتسآمه لعآنه ثم جرى على أطرآفه لحد مآبتعد عن البآب رآد عليهآ بصوت يظهر إنه بعيد: هـــآآآآه !

إلتصقت بـ البآب أكثر مشدده على الأكره , أطلقت من بعدهآ صرخـه بـ إسمـه تردد صدآهآ بـ المحيط من حولهآ: مآلــــــــــــــك
توّ مآقآلتهآ إلآ وينتفض جسمهآ بأكملـه مبتعده عن البآب بوجه مصفـر شآحب وعيون موسعه أقصآهآ إثر ركلّـه قويّه سددهآ للبآب إللي إهتز وإنصقع معه جبينهآ: وجـع إنتي تصآرخين بـ الحمّآم ! شفيـك جنيـي ولآ سكنـك السُكـن !
إهتزت أوتآرهآ الصوتيّه ورقت نبرتهآ بتوسلّ: مآلك تكفـى

طير عيونه بتململ: هــآآآآ
....: لآتقرب عليّ ولآتلمسني غصـب , سألتك بالله يآمآلك .. كآفي إللي بينآ , علآقتنآ خلقـه زي الزفـت , لآتسوي شيّ يخلينـي أكرهـك ..
زفر نفس مسموع بقلـة حيله أردف من بعده بنبره هآدئه مطمئنه: يآغبيّه وإن كنت أبآخذ منك شيّ بآلغصب كآن من أول , تغريد أنآ مو حيوآن عشآن أتعآمل معآك بهآلهمجيّه وبشيّ حسآس زي كذآ .. إفهمينـي يآبنت وإفهمـي كلآمـي

....: وآلله مآ أطلع قبل تقسم لي بربكـ وتوعدني بـ شرف مآتمسّ يدك شيئن مني
مسح على وجهه برآحته اليمنى زآفر نفس مُحبط مستآء يآئس: تغريد وبعدين معآك !
....: إقسم بآلله يآمآلك مآتمسنـي
....: أقسم بـ آلله , وعهـد آلله , ويميـن آلله , وعزة جلآل آلله .. مآ أمسّك يآتغريد يآبنت محصـن .. زين كذآ ! إرتحتي ؟

إبتلعت ريقهآ عآضه على شفتهآ آلسفلي بـ تردد .. بس شلون تآمن لـه وشلـون بعد تخونّـه ! هذآ مآلك إللي إجتمعت فيه كل تنآقضآت الكون , وهي بـ نظره هو وبآللي تسويّه المحور إللي حولـه تجتمع وتلتف كل التنآقضآت !
إرتفع نظرهآ للسقف بـ إستجدآء زآفره نفسهآ آلمصحوب بـ إستسلآم لآفه آلمفتآح آلمثبت تلقآئياً بـ الأكره الفضيّه المدوره ..
رأسهآ منخفض وبصرهآ موقع قدميهآ , إبهآمهآ الأيمن بين فكيّهآ ..

تنهد بـ قلة حيلـه من شكلهآ وإللي هي فيـه , كأنهآ طفل بـ إنتظآر آلعقوبـه توّه بيتكلّم إلآ ويرتفع حآجبه الأيسر بزآوية الـ 45 الحآده , أردف من بعدهآ بـ إستنكآر وآضح آللهجـه: شنو هذآ إللي لآبستـه ؟
من سمعت سؤآله آلمتعجب آلمستنكر وبآقي رآسهآ منخفض طآحت عيونهآ على طرف ثوبهآ ومآسرع مآتفنجلـت عيونها بصدمـــه .. صدق , هذآ شنو إللي إهي لآبستـه !
أقفلت عيونهآ بقوه عآضه على شفتهآ آلسفلى متفشلـه .. لو بس تنشق الأرض وتبلعهآ كان ارحم لها واهون !

تكتف وبآقي رفعة حآجبه الأيسر محتده: أشوف عجبك آلوضع بملآبسـي !
رفعت رآسهآ بسرعه مضيقه عيونهآ بحقد هآزه سبآبتهآ آلمصلبـه قدآم عيونه: مآهو كلـه بسبتـك أصلاً وش تبيني أسويّ وأنآ بـ الحمآم وكلّه سيرآميك بذآ آلبرد إللي نخر عظآمي وإنت حضرتك متدفي بسريرك
إرتفعوآ حآجبيه ببلآهه: وآلله !
طيرت عيونهآ متكتفه بتجآهل لسؤآله بينمآ أكمل هو: محد قآلك إحبسي نفسك بـ الحمّآم .. وش ذآ الغبآ ؟

رمقهآ بنظره تقييميّه متفحصّه إبتدآءاً من شعرهآ البنـي إللي بعده مسدول وسآيح من ليلـة أمس , بآقي بوجهها آثآر لمكيآجهآ الصآرخ مثمثل في ظلّ عيونهآ وآلكحـل ولون شفتيهآ البآهت بآللون الوردي بعدمآ كآن فوشي صآرخ ... توآرت فتنة جسدهآ تحت ثوبـه آلعمآني آلقطنـي بلونه الأبيض .. قد فصخـه من قبل وعلقـه بـ الحمّآم , وإهو آلشيّ آلوحيد إللي مآلقت غيره تتلحف بـه من صقيـع أرضيّة آلحمآم وجدرآنه البورسلينيّه !

....: تعآلي تغريد ....................... تعآلي – أشر لهآ بيده تقرب عليـه فآرد ذرآعه بمعنى إنه بيتأبطهآ –
رمقته بنظره متردده أومأ من بعدهآ رآسه إيجآبهآ: لآتخآفي , تعآلي
مشت صوبه خطوتين وبغت تطيح مع الثآلثه متعثره بـ أشبآر الثوب إللي تخطى طولهآ وتدلى بـ الأرض مجرجر , نآظرته شآده شفتهآ السفلى بـ إعتذآر حسي بينمآ أرخى هو كتوفه بيأس مقفل عيونه إللي رفعهآ للسقف هاز راسه نفياً بقلة حيله ..

رفعت الثوب عن سآقهآ اليمنى ووقفت جمبهآ ليحآوطهآ هو بذرآعه اليمنى آلممتده حول كتوفهآ ومن ورآ قفآهآ لحد مآ سبقهآ هو بخطوتين سريعه وجلس على كنبـة الصآلون آلإسفنجيّه الضخمـه بلونهآ الكحلـي مزينـه بمخدآت قطيفه ناعمه حمراء آللون ...

مدد رجوله قدآمه رآفع جوآله بسرعه ومعه إرتفعت سبآبته اليمنى ينبههآ: لحظه لحظه وقفـي شــــوي
ثبتت بمكآنهآ وكنهآ مجرم وطآحت بيد آلشرطـه آمرينهآ تسلم نفسهآ , إنحبس نفسهآ بصدرهآ رآفعه كتوفهآ مبققه عيونهآ , وبلمح آلبصـر إلتقط لهآ آلصوره آلكوميديّـه وملآمح الإرتعآب بوجههآ آلمخترع , كن أحد كبّ عليهآ سطل مويه بآرد ...

....: ههههه مصخــررره تعآل تعآل شوفي ههههه
للحين مآتدري وش إللي صآر بـ الضبط ! ليش وقفهآ فجأه بصرخه حاده ووش إللي سوآه بجوآله ! وليش آلحين يضحك !

جلست جمبه بوجه رمآدي شآحب , عيون موسعـه وشفتين منفرجتين .. حآوط كتوفهآ شآدها عليهآ بآلقوه لحد مآستقر رآسهآ على صدره تنآظر بجوآله .. تحديداً بصورتهــآ ..
توسعت عيونهآ بـ التصوير آلبطيئ , وحده وحده بشويش .. مصدومـــه .. مصخـره ! يقول مصخـره ! إي وآلله إنهآ آلمصخره بنفسهآ وبحد ذآتهآ .. إلآ إنهآ أكبر من آلمصخـره !
همست بـ إستنكآر بآهت: شنـو هذآ !
فك يده من حول كتفهآ ينآظر بـ الجوآل عآض على شفته السُفلى ممصمصهآ: آآآآخ .. هـذآ آلجــرح .. هذآ آلحُـبّ ..

إنعقدوآ حآجبيهآ أقصآهم موسعه عيونهآ ومآسرع مآتدآركت آلموضوع وخطورة هآلشيّ إللي يفشل بيده: إمسح آلقرف هذآ فوراً
خزهآ بنظره متوعده: جــبّ لآتقوليـن عنـه قرف , هذآ آلغلآ كلّـه ونبض الحشآشـه
فتحت فمهآ قآلبه عيونهآ وكنهآ منقرفه بترجع ليردف هو بعيون يتفجر منهآ آلحب وهو ينآظر بجوآله: آآآخ يآنآس , يآلبيّـه , وش حلآته آلثوب عليـه ! جعلنـي فـدوه

رفعت سبآبتهآ بتهديد مبرقه عيونهآ بتوعد: إمسـح يآمآلك آلصوره هذي آلحيــن
إنعفس وجهه رآمقهآ بنظره مشمئزه: وإنتي شدخلك ! أحد جآب طآريك ! هذآ آلحُبّ بحطـه خلفيــه
بققت عيونهآ بصدمه إستنكآريه صآحت من بعدهآ: إيـــــــــش !
قلب لهآ عيونه بـ إصطنآع لعدم فهم عصبيتهآ وبآقي تكشيرة الإشمئزآز بوجهه: شفيـك إنتي !
وقفت عن آلكنبه مغمضه عيونهآ متخصره بيسرآهآ ومآده يمنآهآ بـ أمرّ حآزم , صآرم , قآطع: عطنــي آلجــوآل

....: وآلله مآتآخذينـه
بعدهآ على وضعهآ مغمضه عيونه ومتخصره إلآ إنهآ بدت تهز رجلهآ اليمنى ضآربتهآ الأرض بنفآذ صبر: قلتلك عطنـي الجوآل يآمــآلــــك
إنعقدوآ حآجبيه بنظره إستنكآريّه محتده هآمس بنبره مستفهمه شبه مسموعه: شنـو هـذآ ؟

....: جيب الجوآل
....: وآلله مآجيبـه
جت بتمشي صوبه إلآ وتدوس على طرف آلثوب من تحتهآ وتطيـح على وجـهه .. وجهه هـو .. إنصقعت روسهم ببعـض مآبتعدت عنه إلآ يوم صآح متألم: وجـــع مآتشوفيـن !
حكت جبينهآ بوجه متجهم , على صوتهآ بنبره موآزيه لصرآخه: وجـــع إنت هذآ ثوبــك آلزفـت إللي طيحنـي
بترآخي إنحلت عقدة حآجبيه وإنفرد وجهه من بعد إنكمآش , مبتسـم بعذوبـه وتوه يتدآرك آلوضـع وآلموقـف ..

حآوط وسطهآ بذرآعيه رآفعهآ مسآفه قصيره لتستقر بـ الضبط على صدره .. إنعفس وجههآ بعبوس حآد , مسنده قبضتيهآ على صدره تسآعد نفسهآ توقف وتبتعد عنه إلآ إنه حآوط رجولهآ بسيقآنه إللي إلتفت حولهآ رآفعهآ كلياً عن الأرض ومآل هو بجسمه ليصير بوضع آلتمدد آلكلي على الكنبه بـ العرض وهي فوقـه محآصرهآ !
سآح شعرهآ نآزل على وجهه مدغدغ بأطرآفه المقصفـه بشرته ليبتسم بشقآوه مبعد وجهه عن وجههآ بينمآ خللت هي أصآبعهآ اليسرى بشعرهآ مرجعته لورآ – بـ أمر جآف من بين أسنآنها متأففه - : هففف وش هآلحركآت ! فكنـي أشـوف

قآلتهآ ثم زفرت نفس مخنوق بـ حنـق من جآوبهآ هو مطبق فمـه بـ آلقوه هآز رآسه بـ آلنفي !
....: فكنـي .. أقولك فكنــي , مآتفهـم !
حرك رآسه إيجآباً بمعنى إنه ( إيه مآيفهم ) ! نفخت هوآ بوجهه متأففه بنفآذ صبر ومآسرع مآغمض هو عيونه سآحب النفس اللي قد زفرته هي بـ عمق وإنتشآء: يآزينهآ ريحـة أنفآسك يآلجــرح
أطبقت فمهآ بقهر , بـ آلله هي بـ إيش وهذآ بـ إيش !
....: مآلك وش حركآت البزرآن هذي !
رفع حآجب وآحد بـ عند: إيه أنآ بزر , شعندك يلآ سويّـه !
....: مو هذآ إتفآقنآ من يومين ! أنآ آلكبيره وإنت وآجب تحترمنـي !
....: طيب وآلكبير هذآ مو وآجب عليه يعطف على آلصغير !

شدت شفتيهآ آلمطبقه مبرقـه عيونهآ تخزه بينمآ رقت هو ملآمحه بـ إستعطآف لهآ زفرت على إثره نفس مسموع بـ نفآذ صبر وإحتقآن: هـآآ شبغيــت !
أطبق عليها ذرآعيه بوضع التكتف , آلحركه إللي معهآ شدد من حصآره لهآ , هبط ظهرهآ , وإلتصق صدرهآ بصدره , هآمـس بـ حنآن: نآمـي ع صـدري
جآوبته بنبره جآفه حآده: مآلـــــــــــك
مآرد إلآ بنبره حآنيـه دآفيـه , هآمسـه يترجاها: بس شــويّ , تكفيــن

أطبقت فمهآ بـ ضيق , مآتدري وش إللي تقوله أو تسويّه .. إنقآدت لرغبته آلغريبـه مسنده خدهآ الأيسر على صدره وبهدوء حست بـ يدينه ترتخي من حول وسطهآ ..
خلل أصآبعه اليمنى بين خصلآت شعرهآ آلحريري , من منبته لحد طرفـه , تمتد معه آلخصلـه ثم تطيـح من يوصل لآخرهآ ويفلتهآ ...
وعلى هآلحآل لثوآني كثيره إمتدت لدقآيـق قآربت الـ ثلآثـه ..

رفعت رآسهآ تنآظره , مطبقـه كفيهآ فوق بعضهم عند ملتقى عظمتي آلترقوه عنده ثم أسندت ذقنهآ فوق ظهر يدهآ , عيونهآ بعيونه .. آلنظره المطولـه , بلآ معنـى أو سبـب .. قطعهآ أخيراً وهو يحرك بهدوء وتباطئ طرف سبآبته من منبت شعرهآ إنتصآفاً مروراً بجبينهآ ثم منتصف خشمهآ , شفتيهآ , وصولاً لآخر ذقنهآ تعلقت عيونه بموضع طرف سبابته بآخر ذقنها المزدوج هآمس ببحّه مشدده: جـــــــرح
....: بطل تقول لي جـرح
ناظرها مبتسم: ليش ؟

سفهته مسنده خدهآ الأيسر فوق كفيهآ آلمطبقين فوق بعضهم وثنينآتهم فوق صدره ليرد هو ويخلل أصآبعه آلطوآل آلنحيفـه بين خصلآت شعرهآ: وش صآر أمـس بـ الزوآج ؟
ردت تناظره مسنده ذقنهآ لظآهر يدهآ: وآجد أشيـآء
مطّ شفته السفلى مردف بهدوء: معـي وقـــت
لوت فمهآ مطيره عيونهآ بحركه سريعه ثم أردفت بهدوء أقرب للهمس: شفت مآمآ وخوآتي .. – عضت شفتهآ السفلى بـ إبتسآمه – وإتصآلحنــآ
إرتفعوآ حآجبيه بـ إبتسآمه: وآلله !

أومأت رآسهآ إيجآباً مبتسمه: محد كلمنـي بشيّ , مآحد فتح موضوعنآ , أول مآشفت أختك أصآله مع مآمآ وشروق أختي طآح قلبي مآبين رجولي , إنحبس نفسي مآعد قدرت أتنفس , إقتربت صوبهم وأنآ بآلحيل رجولي شآيلتني وتتحرك .. ضمتنـي أمي وهي تبكـي , تخيّـل !
مسح على حآجبيهآ بـ إبهآميه مبتسم: أهم شيّ إنك آلحين مبسوطه

إتسعت إبتسآمتهآ أكثر: إرتحــت , كن صخره كبيره وثقيلـه على صدري وإنزآحـت , تحررت أنفآسي .. مع اني نمت أمس بـ الحمّآم إلآ إني مآدريت , أول مره أنآم مرتآحه من بعد إللي صآر .. وتخيّل بعد عزمتنـي يوم ببيتنآ , أنآ وشروق ودآرين .. إنعقدوآ حآجبيهآ مطبقه فمهآ بترقب: بتسمح لي أروح !
توسعت عيونه بدهشه قصيره أردف من بعدهآ بتأكيد: أكيد أسمـح .. ليش أمنعك يعنـي !
ثبتت عيونهآ بعيونه تتحرى صدقه: جــد !
إنعقدوآ حآجبيه بـ إبتسآمه بآهته مستغربهآ: إيه جـد , شفيـك !

أطبقت شفتيهآ بآلقوه مآنعه إبتسآمتهآ من الإتسآع أكثر وأكثر وبوجههآ تعبير إمتنآن , أسدلت من بعدهآ ذرآعيهآ مطبقه سآعديهآ على بعضهم من تحت عنقـه ..
معلقه عيونها الباسمه بعيونه العسليه الداكنه الناعسه اللامعه .. يتهيأ لك من نظرة عيونه وشكلها إنه شخص حزيـن !

بوجهها المبتهج حسياً إبتسآمة إمتنآن .. عفويّه ..
وعفوياً هو إحتضن وجههآ بكفيه مخلل أصآبعه الأربع من كلّ يدّ بـ شعرهآ من مؤخرة رآسهآ .. وبهدوء إمتد إبهآمه الأيمن لشفتهآ السفلى شآدها بقوّه لطيفّـه وكأنه يمسحـهآ .. آلحركه إللي كشفت عن صف أسنآنهآ السفليّه الرتيبه , تعلقت عيونه بـ ضيآع على فمهآ , تملكته النشوّه وأجبرته الرغبـه ليحني رأسهآ إجبآراً بـ هدوء , أغمض عينيه بـ إستسلآم لحرآرة أنفآسهآ المشتعلـه .. وبآلمقآبل وللحظآت تجآوبت معه بـ خضوع كآمل إلآ إنهآ ولثآنيـه وحدهـ قبل أن تطبق شفتيه آلرقيقـه على شفتيهآ المكتنزه , أبعدت رآسهـآ بنفور حآد منتفضـه عن جسمه آلمدد وهي فوقـه مستقره بجلستهآ جمبـه خآفضه رآسهآ وبـ التبعيه انخفض بصرهآ لمآبين قدميهآ ...
وبهدوء مريب إستقعد هو مسند أكوآعه على ركبتيه شآبك يدينه ببعضهم وعيونه بـ الأرض ...

على يمينـه معفطـه آلثوب بقبضتيهآ آلمشدده عليهم محل ركبتيهآ وعيونهآ بـ الأرض .. آلوضع بينآتهم مشحـون ومتوتـر .. كلاً بجوفـه كلآم بس مآيدري شلون يبدآ لحد مآقررت أخيراً تبدآ بعد ثوآني قآربت على إكتمآلهآ آلدقيقه , بنبره هآديـه: وش إللي تبي تقولـه ..
على وضعـه , جآوبهآ بنفس نبرتهآ: إبدأي إنتـي
تغريد: إنت إبدآ
إلتفت لهآ نصف إلتفآته مبتسم: آلكبير أول , مو هذي كلمتك ! إبدأي يآلكبيره

تحسست بنصرهآ الأيسر من آخره مكآن لبس آلخوآتم إلآ إنه كآن فآرغ وعيونهآ محلّ حركتهآ – بنبره منخفضـه وعيون لآمعه - : إنـت تحبنـي يآمآلك ؟
نآظرهآ والإستغرآب الحآد بوجهه الجآمـد .. سآكن الحركـه .. جآمد الملآمـح .. طآل آلصمـت , نآظرتـه وإبتسآمه حسيّه بوجههآ آلحزين ..

تعلقت عيونهآ آلوسيعـه آلبآرزه بعيونـه الحآده الضيقـه ليردف بنبره بآهته مقطوعـه لآهثـه وكنـه بمآرآثون وتوه إنتهـى: أكيـد أحبـك .. هذآ سؤآل ؟
مآزآدهآ جوآبه إلآ بؤس , أبعدت عيونهآ آلمغرغره بـ الدموع رآفعتهآ للسقف تمنـع إنهمآرهم مطبقه فمهآ بآلقوه لحد مآختفى وصآر خطّ بوجههآ , تحآول جآهده مآتبكـي ..
إقترب عليهآ لحد مآتلآصق وركيهـم سآحب يده اليسرى بيمينـه مطبـق عليـه بتشديد: ليش يآتغريـد ! ليش هآلمعآملـه ! ليش تعذبينـي وتعذبين نفسـك ! ليش تسأليني أحبك وإنتي تدرين إني ميتن فيـك !
أحنت رآسهآ بـ ألم هآزته نفياً بعنف: لآآآ مـدري .. مدري .. وش بيدريني إن كنت تحبني أو لآ .. يآمآلك إنت إللي تعذبني , وآلله إنت إللي تعذبنـي وتعذب نفسـك .. ليش مو رآضي تفهـم .. ليـش !

إحتضن يدهآ آليسرى بين يديه مثبتهآ بوسط صدره: وآلله أحبك يآتغريـد .. إنتي مآتحسيّـن ! مآتشوفيـن طيب ؟ أنآ مو مآلك نفسـه من أربع أو خمس شهـور , ولآني مآلك نفسـه من سنـه , من سنـه عرفتك ومن عرفتك مآعرفت بعدك لأنك غير كل إللي قبلك .. ومن خمس شهور وإنتي مرتـي , أنآظر بوجهـي كل يوم ومآ أصدق ان هذآ أنآ , نفسـي .. رقمـي غيرتـه .. وحسآبآتي القديمه قفلتهآ ومآسويت غيرهآ .. أدآوم كل يوم من ثمآن آلصبآح .. أشتغـل .. وأتعـب ومآنيب كآره هآلشيّ .. رآضي عن نفسي بس مدري شلون أرضيك ؟ مدري شللي غيرك عليّ ! كنتي مثل عجين آلصلصآل بيدي .. مآتتمنعين عنـي , لآتصدين ولآترفضيـن .. شللي غيرك ! مآتذكرين بكآك لي تتشكين عمـك ! عمك فيصـل .. مو هذآ آلنذل إللي يتطآول عليك ويتحرش فيـك !
ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر مآقد حست مثيله هآمسه بعدم تصديق , فهم أو إستيعآب: إيــــــــــش !

....: إيش إنتـي .. مآتذكرين ! مآتذكرين مكآلمتك الأخيره يوم وفيت أنآ بوعدي لك وإنتقمت لك من عمك آلنذل , إفلآسـه كآن بسببـي .. وعشآنك , عشآنك إنتي .. وإنتي شللي قلتيـه !
هآله من آلذهول حآوطتهآ , وجه مشـدوه , مصدوم ,, عيون أقرب مآيكون للإختفآء من شدة الرفض والإستنكآر .. عدم آلفهـم والإدآرك لكل حرف قبل تتلآصق آلحروف وتكتمل كلمـه ثم جملـه خآرقـه لصميم قلبهآ ... هذآ الكآئن مو بس فآقد لـ عقلـه أو مجنـون ! هذآ مريض نفسـي , مسكـون , ملبــوس !
أكمل وآلحزن بعيونه آلدآكنه آلعآتبه: إنتهـى غرضـي منك يآمآلك وإنتهـيت إنت معـه ..

....: إيــــــش !
ثبتت عيونه بعيونهآ يستنطقهآ آلحقيقه آلوآضحـه , الصريحه , وآلمبآشره: كنتي تستغلينـي !
مسحت جبينهآ آلمتعرق برغم برودة آلجوّ إلآ إن كميآت غزيره من عرقهآ تفرز وبكثآفه .. مآتسمـع إلآ دقآت قلبهآ آلمتسآرعه , عيونهآ تدور بـ الفرآغ وتحسّ إنهآ معهآ تدور , أو إن الجدرآن من حولهآ تدور , قصرت أنفآسهآ لحد مآتوقفت , مآقدرت تشهق , تتنفـس , تدآخلت الكيآنآت من حولهآ , صوره ضبآبيـه آخذه فـ التلآشـي لحد مآختفت , لحد مآتعتمـت , أظلمـت .. إرتخوآ جفنيهآ وبلآ تحكم أو إرآدهـ , مآلت على جمبهآ الأيسر ليغلبهآ ثقل رأسهآ إللي إرتطم بـ أعلى فخـذه الأيمن ..
أطلـق صرختـه آلمرتعبـه: تغريــــــــــــــــــد !



/
/
/
/


سحبت نفسهآ بـ وهن من تحت فرآشهآ رآفعه جسمهآ بمقآومه ضعيفـه لحد مآستقعدت بجلستهآ سآنده ظهرهآ للسرير مبعده شعرهآ السآيـح على جآنبي وجههآ ..
أغمضت عيونهآ أكثر من مره وفتحتهآ بقوّه تستوعب المكآن من حولهآ ...

إضآءه زرقآء خآفتـه من نور آللمبـه السهّآره .. آلكيآنآت من حولهآ مألوفـه .. آلدولآب , آلتسريحـه , الستآئر والسجآد .. آلبرآويز آلمعلقّـه .. كلهآ أشيآء تحسّ إنهآ قد شآفتهآ لكن آلصوره بعيده عنهآ ..
رجت رآسهآ بقوّه غآصبه نفسهآ تصحصح شويّ وتركـز , إلآ إن آلآم دآخليـه عنيفـه ومؤلمـه مجبرتهآ على تأخير إقترآح محآولة التذكر , وآلتمدد مغمضه عيونهآ كفكره بديلـه أفضـل ...

/

كرج السيآره بهدوء ملتفت ورآه يشوفهآ ممدده جسمهآ بـ طول الكرسي الخلفي كآمل مغمضه عيونهآ بـ إستسلآم , غآفيـه ...

أطبق فمه وعيونه تدور بتشتت مايدري وش يسوي .. من اول وشكلها مرهق وتعبان .. أول مره تصير ويقترب فيهآ هآلقرب المبآشر اللزمـي لوحده من حريم هآلبيت .. وآلمثير للعجـب إنهآ دآريـن !
دآرين اللي رفعت ذرآعهآ الأيسر محآوطه كتوفه وهو بـ المقآبل رفع يسرآه شاد معصمهآ الأيسر المسند على كتفـه وبيده اليمنى حآوط خصرهآ مسآعدهآ على الثبآت والإرتكآز .... ومحآولـة المشـي !
من طلعت من البرج الضخم الشآهق , المخصص عيآدآت للأطبآء بجميع التخصصآت , مستنده على عآملـه من عآملآت النظآفه بـ البرج , كآنت محلـه وبنفس الوضع اللي اهو فيه سآندتهآ وهي تسير على غير هـدى متخبطـه يمنه ويسره , مترآجعـه خطوه ومتقدمـه !

لمحهآ بعيون مضيقه كآنت في الأول شفقـه على حآل هآلمريضـه إلآ إنهآ إتسعت مع إقترآبهآ ووضوح هيئتهآ قدآمه .. أسرع صوبهآ بهرولـه لآحقهآ من يدّ العآملـه قبل تطيـح بمدخل البرج الرخآمـي آلوسيـــع !

رفع علبة المنآديل بـ السيآره ونكزهآ من كتفهآ لأجل يوعيّهآ ..
بصعوبه فتحت عيونهآ وردت مغمضتهم محرره دمعه حزينه تعلقت مطولاً بـ أهدآبهآ .. – سألته بصوت مبحوح مقطوع من التعب - : وصلنــآ
جآوبهآ بلهجته العربيّه المكسره: أيـوآآ

بآقي تحت تأثير البنج وجسمهآ كلّه مخدر , مآهيب قآدره تتحرك , تفتح عيونهآ أو حتى تتكلـم ..
أجبرت نفسهآ يطلع صوتهآ بهمهمه متعبـه يآلله تنسمع وكأنهآ تهلوس: هـــلآآآآل .....
إلتفت عليهآ بسرعه والإهتمآم بوجهه مضيق عيونه بتركيز في محآوله لفهم همسآتهآ الخآفته: صآآفــــي .. نآآدي ,, صآآفــي
قآلتهآ بخفوت ثم إرتخى جفنيهآ مغمضه عيونهآ بـ إستسلآم بينمآ هو إللي إنقآد لأمرهآ فوراً طآلع من السيآره مسرع للفيلآ ...
لحظآت إللي غآبهآ ثم ردّ لهآ بنفس الهرولـه ومعه ثنتين يلحقونـه , وحده منهـم كآنت الشغآلـه الآسيويّـه صآفـي , والثآنيـه آلمذعوره اللي تلحقهم بخطوآت متعثره .. أمهـــآ !

فتح لهم بآب السيآره الخلفي من جهة رجولهآ وبـ اندفآع أبعدته مدخله نصفهآ العلوي بـ السيآره تنآظرهآ وآلهلع بعيونهآ قد تمكـن الجزع من كلّ ملآمحهـآ ..
بـ نبره حآده مرتعبه توعيّهآ من غفوتهآ: دآريـــــــن !! دآآآريـــــــــن !

بلآ مجيـب ... رصت على فخذهآ وصآرت تهزهآ بآلقوه , آلحركه إللي معهآ أجفلتهآ مطلقـه آهـــه متألمـــه فآغره فيهآ فمهآ لآخــره , بآزغـه عيونهآ شآخص بصرهآ وكأنهآ تشوف ملك آلموت قدآمهآ ..
بسرعه أبعدت أمهآ يدهآ من عليهآ إللي إرتجفت بـ إرتعآب من صرختهآ آلمتوجعه سآئلتهآ وآلرعب متملكهآ: دآريــن يمّـك شفيييـك .. تكلمــي , دآآريـــن

دآرين: ...........
طلعت من السيآره سآحبتهآ بآلقوه من رجولهآ إللي ضمتهم لبعض شآدتهآ إجبآراً ..
كلّ حركه تسويّهآ أمهآ بدآفع الخوف والإرتعآب مآكآن بآلنسبه لهآ إلآ القآضيــه ..
ألم فظيــع موجـع يقطـع بـ أحشآئهآ ومن أسفلـهآ ..
عمـق الوجـع ألجم كل ردود أفعآلهآ .. مآهيب قآدره تتكلـم , تطلبهآ ترفق بهآ وتهدى عليهآ , أو حتى تصيـح رآفضه اقترآبهآ منهآ ..
شيّ ثقيل جآثم على صدرهآ مآنعهآ الكلآم ... مآنعهآ التنفــس ..

/

كآن هذآ هو آخر شيّ أحسّت بـه , وكأن الروح تنتزع منهآ في محآولة أمهآ إنتزآعهآ من مقعدهآ !

نآظرت بـ السآعه المعلقه على الجدآر وآلمشيره لـ الثآمنه مسآءاً ..
آخر توقيت تتذكره كآن الثآمنه مسآءاً ! وش آلموضوع بـ الضبـط !

مآ أمدآهآ تتذكر أحدآث أكثر لأن البآب إنفتح عليهآ بهدوء ووجه يطل منه مختفي جسمه .. ومن تدآركت صحو إللي صآر لهآ يوم كآمل رآقده بفرآشها إلآ وفتحت البآب على آخره ودخلت بسرعه مآلي آلقلق عيونهآ: دآريــــن .. دآريـن يمّــك شفيــك ! شفيك يآبنيتـي !
جلست على طرف السرير محتضنه يدهآ إللي رفعتهآ لفمهآ وصآرت تبوسهآ بقوّهـ , وبحدهـ , وبعنـف ...

سحبت يدهآ من يدّ أمهآ بـ إبتسآمه متعبه: لآتبكيـن , أنآ بخير آلحمدلله
مسحت آلدموع من تحت جفنيهآ: شفيك ! وش إللي صآر عليك ! كلمت شروق أختك وحسيتهآ مآتدري شيّ عنك ! قآلت إنك معلمتهم بتجينآ وتبيتين عندنآ يوميـن .. وهلآل قآل إنه ودآك برج الأطبآء , طلعتي منه وإنتي تعبآنه ومنهاره ! وش إللي صآير عليك تكلمـي !
مسحت جبينهآ ببآطن يدهآ اليمنى مغمضه عيونهآ بوجه متألم من الذبذبآت إللي تحسّهآ تنبض برآسهآ .. صدآع عنيـف بآغتهآ , شوشّ آلرؤيّـه عندهآ .. أهدى صوت تسمعـه تحسّه صيآح مزعـج ..

....: كم لي وأنآ نآيمه يومـه !
حطت يدهآ على صدرهآ بعيون متخوفه: مآتدرين كم نمتـي !
نآظرتهآ دآرين مستفهمه مطبقه على شفتيهآ بآلقوه تحآول تبلع ريقهآ إلآ إنه مآيطلع معهآ , حلقهآ جآف ونآشـف , تحسّ فمهآ كله هوآ: أبي مويـه .. أبي أشرب
بسرعه قآمت أمهآ عن السرير رآفعه جيك المويه من على الكومدينه صآبه لهآ كآس: خذي , بسم آلله عليـك .. إشربي

تنآولته دآرين بيد مرتجفه بغى معهآ يطيح إلآ إن أمهآ لحقتهآ بآسطه يدهآ تحت قآعدة الكآس مميلته على فمهآ لأجل تشرب هي منه .. وتوّ مآ أنهته دآرين على آخره تحسست أمهآ شعرهآ البني من منبتـه مسآفة عقلتين إصبع ثم لونه الثلجـي آلبآهت لحد أطرآفه المقصفّـه .. كلّ شيّ فيهآ متغير , مُتعـبّ ومرهـق .. تحسهآ ذآبلـه .. وجههآ أبيـض , شفتيهآ زرقآء .. حآوط عيونهآ هآله دآكنه من السوآد .. شعرهآ جآف ومقصـف , حتى أظآفرهآ إللي دوم طويلـه وتلمـع بألوآن جذآبـه , آلحين مقصوصه لآخرهـم وبلآ طلآء ! نحفـت أكثر من أول , وصلت للوزن إللي به تتطآبق مع تؤأمهآ تغريـد آلنحيلـه ...
تحسست سآقهآ ريحه وجيّه من فوق لحآفهآ الثقيل – بنبره حنونه دآفيه - : شفيك يآدآرين ! وش إللي متعبـك ! تكلمي يمّك وعلمينـي

شدت شقي جآكيتهآ الصوفي على صدرهآ مكتفه يدينهآ مخفضه رآسهآ للحد إللي معه إختفى ذقنهآ دآخل اليآقه القلآبه الطويله والعريضه لـبلوزتهآ الصوفيّه السودآء ... بلآ جـوآب ...
مآ ألقى صمتهآ إلآ الخوف والتوجسّ بقلب أمهآ مشدده من مسكتهآ لركبتهآ اليسرى تستنطقهآ بـ هدوء مآخلآ من الريبه والإرتعآب: دآريـــن !!

رفعت رآسهآ أخيراً تنآظرهآ , ومآكآن صوتهآ من بعد الصمت إلآ إسمـه .. وآئـــل
إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم فهم مجآوبتهآ: بـ المجلس تحـت .. علآمـه !
طلع صوتهآ مبحوح مرهق بالحيل ينسمع: أبيــه .. أبي وآئـل

....: شفيك يآبنيتي ترآك تخوفيني , علميني وش بك , لآتقهريني عليك , طمنيني
تمآلكت نفسهآ شآهقه نفس عميق قبل تجآوبهآ بـ كذب إحترآفي: مآفيه يومـه .. صآرلي مده متعبتني معدتي وشروق تدري بس أنآ مآهتميت , آليوم وأنآ جآيتكم حسيت نفسي دخت ومآعد شفت شيّ قدآمي .. كنآ وقتهآ قريب من البرج طلبت السآيق يوقف لين أكشف وأشوف السآلفه , طلـع معي فايرس بالمعده والتهابات .. وزآدت لأني سكت عنهآ من أول .. بس شيّ عادي ماهوب خطير
ضيقت عيونهآ بـ تشكك: صدق إللي تقولينه !

ردت ومسحت جبينهآ ببآطن يدهآ: إيه يومه وآلله , تطمني مآفي شيّ .. أبي وآئل آلحين , أبيه هو إللي يجيب علآجآتي
وقفت أمهآ وقد إمتلى وجههآ بـ طمأنينه نسبيّه , تنهدت برآحه مبتسمه وقبل تطلـع إلتفتت عليهآ بتنبيه: بس ترآك مآطلعتي من بيتك اليوم ! إنتي طآلعه من أمسّ , ومن أمس وإنتي رآقده بـ الفرآش ...

قآلتهآ ثم أقفت عنهآ مبتسمه تآركتهآ معقده حآجبيهآ أقصآهم بعدم فهـم ! من فقدت وعيهآ بـ السيآره وهي نآيمـه ..! مآصحت الآ توها !
ردت تنآظر السآعه المعلقه وكنهآ آلحين فهمت معنى التوقيت آلمشير للـ ثآمنـه مسآءاً , نفس التوقيت اللي طآحت فيـه ولآعد درت عن شيّ , ثآريهآ من وقتهآ غآفيـه ومآقآمت إلآ على نفس التوقيت , صُدفـه ..

مسحت حآجبيهآ رآصّه عليهم بسبآبتهآ والوسطى المضمومتين من كل يدّ .. جتّ بترجع رآسهآ لورآ تسنده لظهر السرير إلآ وتشوفه قدآمهآ ..
يقرب صوبهآ والإبتسآمه الحآنيه بوجـهه آلمريـح ..
جلس على طرف سريرهآ بـ المكآن إللي قآمت عنه أمهآ وبآقي الإبتسآمه بوجهه: يعني يوم تجينآ تجينآ تعبآنـه ! , سلآمتـك مآتشوفين شرّ ..

دآرين: ........
إستغرب صمتهآ مدنق رآسه متفحص وجههآ المنخفض بنظره تحتيّه: وش تبين أجيبلك علآج .. ترآ بخلي الدفآ وأنزل خصوصي أشتريهآ لك بذآ البرد .. وينهـآ ؟

بـ القوّه رصت على شفتيهآ آلمرتجفتين لحد مآختفوآ وصآروآ خـطّ ,, ترقرقت عيونهآ بدموع حبيسـه ..
إنعقدوآ حآجبيهآ أقصآهم ... وضآقوآ فتحتي خشمهآ أقصآهم ... في محآوله جآهده تكتـم بكآهآ , تمنع دمـوعهآ .. إلآ إنه ومع إقترآبه خطوه منهآ , سآئلها وآلخوف بعيونـه: شفيـــــــك !
مآقدرت تقآوم , إنهآلت دموعهآ أنهآر .. أخفضت رآسهآ معفطه على لحآفهآ بقبضتهآ , مآيشوف إلآ إنتفآضة جسمهآ إثر كبتهآ لصوت شهقآتهآ ..
أبعد شعرهآ المسدول على وجههآ لورآ علّه يشوفه ومآسرع مآردّ وإنسدل مره ثآنيه ..
آلخوف أقصآه ببحة نبرته المذعوره: دآرين نآظريني , شفيــك ! بنـــــت !
رفعت رآسهآ تنآظر وجهه , بعدهآ ملآمح الإنكسآر بين قسمآت وجههآ آلحزين المُتعـب .. ذقنهآ آلمزدوج وكأن فيه خط بـ المنتصف , مرتجـف .. عيونهآ معتصـره , حمرآء , تنهآل منهم آلدموع بلآ توقف ..

فردت ذرآعهآ الأيسر صوبه كـ إشآره له تبي حضنـه إلآ إنه بلـع ريقـه بعيون محتده تنآظر ذرآعهآ الممدود بتردد .. تسأله آلشيّ إللي مآعمره سوّآه , ولآ ظنـه إنه بيسويّه .. برغـم نشأتهم ثنينآتهم سوياً بـ إسم أبوي وآحد , محصـن عبدآلله , وصفـة قرآبه وآحده .. الأخـوّه .. إلآ إن بينهم حآجز كبير .. شيّ دآخله يمنعـه دوم من التصرف بـ حريّه وأريحيّه .. إبتدآءاً من سكنـه خآرج بيتـه بـ ملحق منفصـل .. وإنعزآله التآم عن مجآلستهم إلآ بأوقآت قليلـه .. إنعزآله عن التؤآم دآرين وتغريد أدى بـ التبعيّه إنعزآله عن شقيقتـه شــروق .. الشيّ إللي إعتآدوه والشيّ إللي مآ أثآر أي شكّ بكون وآئل منعزل إجتمآعياً عن مخآلطة التؤآم .. فهو بعـد مآيخآلط شـروق !

هآلسرّ الكبير إللي مآيعرفه إلا هو وهـي .. كثر مآغلطت وتمآدت بـ أغلآطهآ إلآ إنه يلقى نفسّه قدآم وآقع آلضغط النفسي إللي تعيشـه وآلصرآع الدآخلي إللي تحسّـه ... مآيلقى نفسه بـ الأخير إلآ وهو عآذرهـــآ !

وش إللي تبيه آلحين ! تبي صدره ! تبي ضمتـه ! مو كآفي كل الحرمآت الأوليّه إللي تعدآهآ ومآيدري وش جزآه , تبيـه يخطـي زود , يتعدآ زود ..
هذآ خطآ من ! خطآ عمّـه آلنذل أبو زوجتـه آلحين ! أو خطآ أبوّه وأمه ! أو خطآهم هم !
بـ إستسلآم أرخى كفه الأيمن برآحتهآ اليسرى منزل ذرآعهآ الممدود .. مآد هو ذرآعه الأيسر لعنقهآ شآدهآ عليهآ بهـدوء , وبهدوء إستقرت بحضـه الدآفــي ...

فلت يده اليمنى من يسرآهآ وحآوط ظهرهآ لتميل هيّ برآسهآ على كتفه الأيمن محآوطه وسطه بذرآعيهآ في حآلة إنهيآر كآمـل ,, صآمـــــت
بـ صعوبه إخترق صوتهآ المبحوح شهقآتهآ المكتومه: أنآ تعبآنـــه ... حيل تعبآنــه يآوآآئـــل ..
آثر آلصمت عن الكلآم , هذي من أندر اللحظآت بحيآته , شيّ ظنه إنه مآرح يتكرر , ضعفهآ وإنكسآرهآ هذآ مو من فرآغ ... وأيّ كلمـه منه آلحين فآرغـه مآلهآ معنـى ..
تحسس ظهرهآ بـ حنآن ريحه وجيّه , يحثهآ تهدى , تطمئــن ..
إعتصرت عيونهآ بـ ألم مشدده من ضمتهآ لوسطـه وأحدآث سنوآت كثيره طآفت تدآخلـت مع أحدآث كثيره قريبـه ...

إبتدآءاً من آليوم إللي عرفت فيـه حقيقتهآ آلمرّه هي وأختهآ .. نبذ أبوهم لأمهم قبل نبذه لهـم وتفضيلـه لـ زوجـه ثآنيـه , وبنت ثآنيـه .. غيرهآ هي , وغير تغريـد .. قسوّة أمهم يوم رمتهـم على أبوهم الرآفض لوجودهـم .. وبدم بآرد وضمير ميّـت أخلآ مسئوليته منهـم .. تكفّل عمّهآ فيهم وآلحمل الثقيل إللي حملـه , آلحمل الثقيل إللي إهم حملوه لكلّ فرد بهآلعآيلـه .. لـ وآئل إللي حرموه من علآقـه طبيعيـه يعيشهآ ويمآرسهآ مع أهلـه .. وإنتهآءاً بـ زوآجهآ البآئـس .. تحسّ نفس المعآنآه تتكرر ! يآترى هل هذآ نفسه كآن إحسآس أمهآ ! أمهآ إللي حملت فيهم , رفضهآ أبوهآ وفضلّ زوجته الثآنيـه , وبنتـه الثآنيـه .. ليش ! ليش يوم علمت رآئف بـ حملهآ مآهتـم ! وليش بـ اليوم الوحيد إللي طلبته يرد .. ردّ فعلاً , بس مو لهآ .. لـ الثآنيـه .. لـ حوريّـه ...

شآفتهم ببكرة اليوم التآلي لزوآج نسمـه وهي طآلعه من جنآحهآ .. محآوط كتوفهآ بذرآعه الأيمن مبتسم وبـ المقآبل هي رآفعه له وجههآ لتوصل طولـه الفآرع بنظرة عيونها لـ عيونـه .. حآفيه وبيدهآ اليمنى جزمتهآ الذهبيّه , شقيّ عبآيتهآ منفرجيـن , يظهـر فستآنهآ الجلدي الذهبـي من حفلـة أمس .. مآتبدل شيّ فيهآ , وتوّهآ رآده معـه .. لأنهآ كآنت معـه , تركهآ وإهي طآلبتـه .. تركهآ لأجل يكون معهآ , مع حـور .. لأنه يحبهآ هـي , ويفضلهآ هـي .. ولأنه بخآطره قد تمنـى إن هآلطفـل يكون منهآ هـي ...

ولأجـل هآلتمنـي هي خلصتـه من هآلحمـل آلثقيل عليـه وعليهآ ..
طلعت من بيتهآ بنفس اليوم مستأذنه منه لزيآرة أهلهآ وآلمبيت عندهم بحجـة إن أمهآ مريضـه .. تغريد بـ أول زوآجهآ وشروق بـ أوآخر حملهآ , وزوجة وآئل معآقـه !
حتى إنه مآهتم يسألهآ عن حملهآ ! هو يتذكر بـ الأسآس إنهآ حآمـل !!
أجهضـت نفسهآ بعيآدهـ خآصـه , سحقـت قطعـه من آلدم قبل مآتكتمـل وتدب فيهآ آلروح .. سحقته ومعهآ سحقـت قطعـه من قلبهـآ ...

غرقت بحضنـه , بـ وسط صدره وبين شقي آلبلوفر حقـه ...
عيونهآ سآيلـه , وأنفهآ سآيـل , صدرهآ وكتفيهآ مآهدوآ للحظـه من إنتفآضتهم العنيفـه القويّه .. بـ غمرة صعفهآ وألمهـآ والإنكسـآر , تجآهـد , تقآوم , وتكبـــح ..
ترجتـه بـ توسل بآكـي: لآتخلينـــــي يآآوآآئــــــل .. لآتخلينــــــي تكفـــــــى !



/
/
/



بـ إيطآليــآ آلبديعــه آلسآحــرهـ ..

قبآل مرآيتهآ العريضـه آلمستطيلـه , تأملت شكلهآ بـ إعجآب غريب , وإنبهآر ذآتي .. كآنت في أقصى محآولآتهآ لأجل تطلع بـ أجمل منظر وأبهى حُلّه .. وشكلهآ أتمّت المهمـه ..
وجههآ الصغير الدآئري لوحه فنيّه مزينه بيدّ آرتيست متخصص بـ فنّ المآكيآج ..

إستعآنت بعدسآت رمآديّه زآدت من جحوظ حدقتيهآ ووسع عيونهآ آلمحدده بحرفيّة آيلآينر سميك مسحوب من طرف عيونهآ .. رموش لآصقـه كثيفـه وطويلـه إلتصقت بـ العظم البآرز لحآجبيهآ المرتبين آلمحددين بـ جآذبيّه ..
أبرزت عظآم وجنتيهآ ببلآش ذهبي دآكن , وقلوس لآمع لشفتيهآ الرقيقه بلون الفوشيآ الصآرخ ..

طرحتهآ قطنيّه روزيّه بآهته أقرب للون السيمون " البصلي " , ملفوفه بـ حرفيّه وإتقآن ...
جينز أزرق مشمر من آخره ظهر معه خلخآلهآ الذهبي الرقيق المزين لرجلهآ اليمنى , هيلـز قطيفـه بآللون الفوشيآ ..

نصفهآ العلويّ مخفي تمآمآ تحت بآلطـو زيتـي بيآقه رسميّه تشبـه البذلآت الرجآليـه , يوصل طوله لمنتصف الفخذ , مزموم من أسفل الصدر بحزآم من نفس اللون والقمآشه آخذ في الإتسآع نزولآً ..

....: هلــي لآتحرمونـي منّـه , هلـي لآتبعدونـي عنّـه , هلـ ........
تعآلت نغمـة آلرنين لجوآلهآ آلمخصصه بـ إسم إللي تتصل ومآسرع مآسحبت على الشآشه فآتحه الخطّ ويدهآ على فمهآ إعتبآراً إنهآ كذآ بتمنع صوتهآ يطلـع ويوصـله !
....: حـــوووور

نآظرت ببآب الغرفه المقفل إللي مشت صوبه على أطرآفهآ المخفيّه بـ الهيلز الفوشيآ حقتهآ متأكده إنه مقفل قبل ترد الجوآل على أذنهآ بنبره مكتومه إجبآراً: وجع إنتي لآتصيحين - مآلك دخل ليش أهمس - مآلك دخل قلت - كيفي كذآ أبي أتكلم وأنآ أهمس - وينك يآلزفت ! توك تذكرتي تدقين عليّ ! – جوالي مدري شفيه استقبال بس من يوم جيت ذا البلد اللي مدري عنه – وآلله مآطلعت ولآ شفتهآ , إسبوع
بطوله وأنآ بذآ السويت مآطلعت منه – هآهآ خِفـه , لآتعيدينهآ – إيه زي وجهك بآيخـه – ليش وإحنآ عشآن مآطلعنآ من إسبوع يعني الخيآس إللي ببآلك ذآ إهو إللي نسويه ؟ - وآلله مآصآر شيّ – هههه قسم بآلله وش تبيني أحلف بعد ! بلآ فـ شكلك على هآلأفكآر الزبآلـه , نظفي مخك – ولآ شي وش تبيني أقولك ! مآسوينآ شيّ , ولآآآآآ شـــــيّ – هذآ هو أول يوم يتكرم فيه الأخو ويطلعني برآ نتمشى شوي - شهر زفت مو شهر عسـل ويآآآآويلك يآحور إن علمتي أحد بذآ الكلآم حتى أمـي , ولاتعلمينهآ بعد إنك دقيتي علي وتكلمنآ فآهمــه ! مآنيب نآقصه تسألني عن شيّ من ذآ إللي بآلي بآلك وأتورط مدري وش أقول – إنتي غبيّه مآتفهمين ؟ أقولك وآلله مآصآر شيّ , ولا دآخل السويت ولآ حتى برآه , وشلون برآه يآحسآفه وأنا مآشفت من ذي الـ إيطآليآ غير المطآر حقهآ وذآ الفندق – تخيلي إنه مآينآم معي بـ الغرفه ! – إيه وربي – شوفي شوفي حتى إني سويتهآ مرّه يوم طلع هو برآ وقبل يجي قمت مثلت إني نآيمه وأنآ أتآبع فيلم على أم الكنبه الخآيسه هذي إللي ينآم هو عليهآ كل يوم وتخيلي وش سوّآ ؟ - آآآخ بسّ ليته هذآ إللي صآر – الغبي طفّى النور والتليفزيون ودخل هو ونآم على السرير , وليته كذآ وبس إلآ إنه حتى مآكلّف نفسه يغطيني مع ذآ البرد إللي نخر بعظآمي جعله بآللي مآنيب قآيله – على إيش تضحيكـــن يآلحمــــــــآر ! ضفي ضفي , ضفي وجهك بس

نست نفسهآ ونبرتهآ إللي صآرت بحريّ دآقتهآ سوآلف لحد مآنتفض جسمهآ وبغى الجوّآل يطيح من يدهآ مخترعـه من فتحة البآب السريعه المفآجئه وكنه عن قصد منه وتعمد يبي يشوف فجأه وش إللي يصير ..

سألهآ بـ جفآف: خلصتـــــي !!
بعدهآ عيونه متسعه بـ إرتعآب مخفضه يدهآ منزله الجوآل عن أذنهآ وهو كل مدى يقترب صوبهآ ..
رمقهآ بنظره سريعه خآطفه من فوقهآ لتحتهآ تقييماً لتمآمهآ وجهوزيتهآ ثم وقف قبآل المرآيه مميل رآسه شويّ لليسآر يعدل شعره المثبت بـ "الجِـل" وكأنه خيوط ذهبيّـه مضمومه لبعضهآ من تفريقة المشط لهـم , لآمع بفعل المثبت , يظهر وكأنه مبلل !

غصباً عنهآ رصّت على الزرآر مقفله بوجه إللي تصيح عليهآ بـ الخط ولآحيآة لمن تنآدي سآفهتهآ تنآظر قدامها آلفتنـه البشريّه الكآمله والمتكآملـه ظآهرياً ...
وكأنه لوحده بـ الغرفه بـلا إهتمآم أو مبآلآه لوجودهآ , حتى إنه مآ أبدى رآيه بشكلهآ ولآ أعطى تعليق بسيط حتى وإن كآن سلبي , أيّ شيّ يثبت إنهآ لفتت إنتبآهه !
معقوله لهآلدرجه مآتثير شيّ فيـه ! مآيلفته جمآلهآ ! أنآقتهآ ! أو حتى إعجآبهآ الشديد المُفرط تجآهــه .. كلّ شيّ فيهآ وتسويّه فآضحهآ قدآمه معقولـه مآيهمّـه ! أو إنه معتآد ! هذي هي لعنـة إللي مـنّ آلله عليهـم بنعمـة الجمآل الخَـلقـي والكمـآل الظآهـري .. مآعآد فرق معهم أي تعليق أو إشآده بمدى تأثيرهم آلمبهر على من حولهـم .. تتكرر كلمآت الإعجآب أو حتى النظرآت , يعتآدونهآ , يملونهآ , يقآبلونهآ ببرود وعدم إهتمآم , شيّ مآيفرق معهم وجوده من عدمـه .. غرورهـم مُوجـع وجمودهـم قآتـــل ...

شلون كلّ يوم تشوفه فيه تحسّ إنهآ تشوفه لأول مرّه .. نفس الإنبهآر إللي صآبهآ من أول مره , كلّ يوم يصيبهآ ..
قلبهآ إللي خفق من أول مرّه وإحتدت نبضآته بعدهـآ محتـده , مآهدت للحظـه ..
كلّ مآتشوفه كلّ مآطلبت بـ إستجدآء ربهآ آلخبير آلرحيم آللطيف , سآئله لطفـه ورحمتـه بـ قلبهآ آلضعيــف !

لآبس جينز بـ لون الهآفآن "الجملي" , تيشيرت أبيض سآده قطنـي ثقيل وفوقه بآلطو أسود بيآقه حول الرقبه مرفوعه , كونفيرس ريآضي أسود آللون يحمل إشآرة – نآيك - بيضآء ..

" إنت وش إللي قآعد تسويّه ! وش إللي تعدله ! بآلله نآظرني وقول وش إللي تعدله ! أويل قلبي يآخلــق , يآنــآآآس , يآهــوووهـ , لحقـو علـيّ وآلله مآهوب آدمـي وآلله "
لآحظ جمودهآ بمكآنهآ تنآظره بشرود وفهآوه وكنهآ تنآظر الفرآغ من ورآه ..
إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب مصحوب بـ إستنكآر خفيف .. هآلبنت فيه شيّ مريب من ورآهآ .. ردود أفعآلهآ في كثير من الأحيآن مريبـه , كثير من الأحيآن إللي تتحرر فيهآ من كـل تصنعــهآ وإفتعآلهآ لتصرفآت بعيده كل البعد عن حقيقتهآ ..

إرتفع حآجبه الأيسر بـ إستفهآم: خير فيه شــيّ ؟!
إنفغر فمهآ بتعبير سآذج هآمسه ببلآهه: هـــآه ؟!
أطبق فمه بـ قهر زآفر نفس مسموع بـ إحتقآن , إن كآنوآ كلّ من قآبلهم مخفآت طآيحين فيـه فـ هذي أكبر مخفّـه .. ليكون هذآ هو عقآبـه ؟!
عآد سؤآله بـ إمتعآض: خلصتــــي !!!

أخفضت بسرعه بصرهآ مشتته نظرهآ يمنه ويسره بآلعه ريقهآ بـتوتر معفطـه جآنبي البآلطو حقهآ بقبضتيهآ المتعرقتيـن رغم التجمد بـ أطرآفهآ الممتده بتشنج من شدة البروده !
أعآد سؤآله بنبره أحدّ وأجـفّ نآفذ معهآ صبره: خلصتــي أقوول ؟!
رمقته بنظره تحتيه هآمسه بخفوت: بس شـويّ
كشر بـ إستغرآب مضيق عيونه بعقدة حآجبين .. وش إللي تبيه بعـد وهو يشوفهآ كآملـه , جآهزه ومستعده !
مطّ شفته السفلى بلآ مبالآه مآيدري عن رغبتهآ مقفي عنهآ صوب البآب: بسرعــــــه
من طلـع وإختفى أثره وهآلة السحـر والجآذبيه المحآوطه محيط توآجده إلآ وحررت نفس الهوآ من صدرهآ آلمنفوخ الممتلي ..

جت تشهق بهدوء متخصره بيسرآهآ وبيمينهآ تمسح جبينهآ إللي حستّه متعرق , مآقدرت ! إضطرب تنفسهآ .. حسّت صدرهآ يعلى ثم يهبط , يحط بسرعـه ..
تحآول تشهق نفس طبيعي طويل إلآ إنهآ عآجزه .. يطلع معهآ قصير مقطوع مسبب لهآ خنقـه وضيـق .. شفيهآ وشللي صـآر ! هذآ هوآ إللي سألته لنفسهآ وهي تنآظر البآب ..
رفعت عيونهآ للسقف بنظرة إستجدآء متمتمه بهمس لجملتهآ إللي صآرت لَـزم بـ أكثر كلآمهآ إضآفة للجملتين القديمتيـن , صآرت – إرحمنـي يآعُــدي – الثآلثــــه !

مشت بسرعه صوب تسريحتهآ رآفعه قزآزة عطـر ..
وبلآ وعـي بدت ترش , ترش , وتـرش ..
بـ آلمعنى الفعلـي والحرفي لكلمـة – غرقت – نفسّهآ عطـر , بـ الوصف إللي معه إن عصروهآ بتقطـر عطـر ..

ضمت شفتيهآ الرقيقه نآفخه هوآ من خلآلهم , وبآلتوآلي شهقت ثآني عميق مغمضه عيونهآ بتوتر , لحظآت إللي تخللت فيهآ ذرآت عطـرهآ الثقيل الصآرخ فتحتي خشمهآ إبتدآءاً من دهليز الأنف مروراً للمنطقه الوسطى الشميّه وصولاً للمنطقه التنفسيّه الأخيرهـ ... وإللي معهآ تشبعت كل حويصلآتهآ الهوآئيه , تضخمت ثم بزفرة نفس .... تحررت

إتسعت عيونهآ بذهـــول تنآظر بـ إنعكآس شكلهآ آلمصدوم ..
رفعت جزء من حجآبهآ عن صدرهآ تشمـه إلآ وتخترق الريحـه أقصى جيوبهآ الأنفيّه .. كمـي البآلطـو .. آلبلوفر آلصوفي بلونه السكري .. كلّ شيّ فيهآ تفوح منه آلريحـه وبقوّه ...
بسرعه فصخت حجآبهآ عن شعرهآ ومن بعده البآلطو ثم آلبلوفـر .. ألصقت أسفل ذقنهآ بوسط صدرهآ إلآ إن جلدهآ نفسه كآن مشبـع بآلريحـه ...
فضحت بنطلونهآ وهي تركض صوب الحمآم ..
قفلت البآب برجلهآ ويدهآ ممتده للبونيه البلآستيكي إللي لمت شعرهآ بدآخله لأجل مآتوصل له مويـة آلدوش إللي فتحته وبسرعـه إمتلى آلمكآن بـ البخآر ...

بلآ تحكم افرغت من الشآور جِل بـ اللوفـه البلآستيكـه النآعمه وتمت تحك رقبتهآ بعنـف علّهآ تزيـح عنهآ هآلريحـه الطيبـه لنفسهآ الكريهه جداً لأنفآسـه هـو !
إمتلى جسمهآ كلّه بـ الرغوه وبعدهآ حركتهآ مضطربـه , سريعـه ومستعجلـه ..
غسلت نفسهآ وبلآ إنتبآه ملت كفيّهآ بـ المويّه طآسـه وجههآ , نآسيـه مجهـود سآعتين كآملـه في التزييـن وإن الوقت إللي معهآ آلحين مآيمديهآ حتى توزع فيه الكريم المُرطـب !
نطت من البآنيو مستغنيه عن البورنس لآفه الفوطه على جسمهآ بـ إهمآل ...

ألصقت أذنهآ اليمنى بـ البآب تستمـع إلآ إنهآ مآتسمع شيّ , مآفي صوت حتى وإن كآن التليفزيـون !
مشت على أطرآفهآ الحآفيهآ صوب دولآبهآ إللي فتحته عآضه على شفتهآ السفلى بتفكير , بضيآع وتشتت .. إن كآنت إستغرقت سآعتين في تزيين وجههآ فهي قد إستغرقت أضعـآف هذآ آلوقت فـ إختيآر لبسهآ إللي تشوفه الحين طآيح بـ الأرض وتتحسف عليه كل قطعه بـ صوب ..
الحجآب محذوف على طرف السرير , البآلطو بـ الأرض عند التسريحه والبلوزه بـ منتصف الطريق للحمّآم والبنطلـون على عتبـة بآب الحمّآم !

بقهـر سحبـت لهآ بنطلون جينز حجـري إختآرته لأجل مآيبين فيـه التكسير وحآجته للكوي .. بلوفـر سمنـي آللون مشعـر بقصـة صدر وآسعـه .. فضفآض يوصل طوله لمنتصف الفخذ وفوقـه سويتر بـ لون الفوشيآ الصآرخ بسحّآب معدني ذهبي ينتصف شقيّه المفتوحيـن كآشف عن البلوفر من تحته ...
حطت يدهآ على فمهآ بتفآجئ من شكل حجآبتهآ إللي كآنوآ كلهـم مكسريـن وبحآجه مآسّه للكوي ..
لطمت صدغهآ الأيمن بقهـر وعيونهآ محتده صوب البآب " يآربي وش هآلمصيبه .. آآآخ يآردى حظـي .."
....: بسمـــــــــــــه
إنتفضت كتوفهآ مبرقه عيونهآ من نبرته الضآيقه بنفآذ صبـر , إلآ إن إسـم بسمـه هو إللي صدق أنهـى صبرهآ !

سحبت لهآ طآقيه صوفيّه كحليّه أشبه بـ الآيس كآب .. جت بتحطهآ على رآسهآ إلآ وتتفآجئ بـ البونيـه .. سحبته بقهر من رآسهآ رآميته بـ الأرض قدآم الدولآب المفتوح بآبيـه على مصرآعيهم وجرت صوب التسريحه وهي تلم شعرهآ كلـه دآخل الطآقيـه .. أول مآستقرت عيونهآ بـ المرايـه إلآ وانفغر فمها لآخره مفنجله عيونهآ بعدم تصديق أو رغبه في عدم التصديق .. كحلهآ سآيل من عيونهآ شآق طريقه على خديهآ بعدمآ حآوط عيونهآ وخصوصاً من أسفلهم بهآله دآكنه من السوآد .. رموشهآ إللي بآلحيل ركبتهم تشوف نصفهآ مفكوك من على عينهآ اليسرى ..
شدتهآ بقوه من على عيونهآ سآحبه معهآ آلرمش الأيمن بعد ..

جمدت حركتهآ , وقفت يدهآ آلمآسكه بـ الرمش بـ الهوآء معلقـه , عيونهآ على طآولة التسريحه , وقفت أنفآسهآ فآغره فمهآ موسعه عيونها .. كأنه مشهد تلفيزيون وإنت بكيفك وقفتـه بضغطـة زرّ ...
....: إنتي وش إللي تسوينـــه كـل هـــــ .......... ــــذآآ
إنقطع صوته من طآحت عيونه آلغآضبه عليهآ ثم بـ البطيئ تنقلت لآثآر الفوضى وآلعبث بـ الغرفـه .. هذآ غير صوت آلمويـه آلمشغلـه على آخرهآ بـ الحمّآم !
إحتدت عيونه بنظره مستغربـه وهو يقرب صوبهآ بخطوآت بطيئـه متثآقله وكنه خآيف آلقرب مترقـب ..
وقف ورآهآ وعيونه على شكلهآ بـ المرآيه , سأل بنبره هآديه إنتقل لهآ إرتيآبه: شنو تسويـن !
أطبقت فمهآ بـ القوه ومعهآ أغمضت عيونهآ بنفس القوه ليرتفع هو حآجبه الأيسر بـ إستغرآب من صمتهآ وصدودهآ عنه بهآلشكل: نآظرينـي وتكلمي .. شنو إللي تسوينه !

....: أبدل ملآبسي
إنعقدوآ حآجبيه بـ إستنكآر حآد: وليش إنشآلله ! كنتي لآبسه ومتجهزه
بلعت ريقهآ بصعوبـه بآنت معه عظآم ترقوتهآ إللي برزوآ من أعصآبهآ آلمشدوده بـ قوه – طلع صوتهآ مخنوق متحشرج شوي ويبكي - : ملآبسي .. مآآ عجبتنـي .. بدلتهآ
ضيق عيونه بحده وقد حفرت تكشيرة إستنكآر ملآمحه بوجهه آلمنعفس – سأل بخفوت , مآهوب مصدق - : إنتي من جدك !

نسمه: ...........
عديّ: نآظريني أشوف , إنتي من جدك !
بلحظـة ندمت على هآلعذر الغبي إللي بررت به تصرفهآ وتحمّلت ذمب سهوها بـ مبرر غبي , ليش ببسآطه مآقآلت له السبب آلحقيقي وحملتـه هو آللوم بكونهآ شردت وبآلغت بتعطرهآ للحد إللي معه تدري إنه بيخنق أنفآسه وممكن يأذيـه , بـ الأخير إهو إللي معه حسآسيّه تجآه الروآئح مو هـي .. إهو إللي بيتضرر مو هي .. لكن وش تفيد الحقيقه الحين ! إن قالتها بتزيد الطين بله .. بيظنها كآذبه وترقع سوآتها مسببتها فيه !

....: إيه من جـدي
شهق نفس مسموع بـ حنـق ضآقت معه فتحتي خشمـه آلقصيـر آلحآد طرفه رآص على أسنآنه مطبق فمـه بغيـظ قبل مآيردف بعصبيّه مكبوته مآخفى منهآ آلضيق وإنعدآم آلصبر: أجل بدلـي ملآبسك برآحتك وطول آلليـل ..
ناظرته بـ استنكار للهجته الحاده واستغراب لمقصده , جاوبها ببرود مفصل كلامه بتشديد: مآفي طلعـه .... لآ آليوم ... ولآ ,,, أي يوم ... ليــــن نرد ,, آلسعوديه

/
/

حلم الحياه 14-08-16 03:35 PM

رد: العاطفه والجسد
 
بـ التصوير البطيئ ... إتسعت حدقتيهآ بذهـول , بصدمـه ..
تسمرت مكآنهآ متيبسـه ..
تشنجت أطرآف يدهآ اليمنى حول المحفظه الجلديّه بلون الهآفآن .. ولولآ هآلتشنـج ولآكآن طآحت من يدهآ ..
بـ التوآلـي بدت قطع البآزل المفككه تتجمع ببآلهآ لحد مآكتملت الصوره , وآضحـه وصريحـه ..
آلمحفظه بيد فـدوى وإثنين حولهآ يتصآرعون .. وآحد مآخذ الموضوع مزح والثآني منقلب لونـه ..
البنت إللي صورتهآ بـ محفظة سنـد , البنت إللي يحبهآ سند .. هي نفسهآ البنت ............. زوجـة مآلك !

الصوره الثآنيه ببآلهآ كآنت وقفتهم سوآ منفردين بفرندآ الفيلآ الخآليـه إلآ من وجودهم ثنينآتهم والثآلث بسيآرته على بُعـد !
تبـي الطلآق .. مآتبي مآلك .. تترجّآه , تسأله عونـه .. أو تطالبـه بعرض المسآعده اللي سبق وقدمه لهآ .. يقدم لهآ الخلآص , الطلآق ..

أقفلت المحفظه ويدهآ اليسرى مبسوطه على صدرهآ علّهآ تهدي من إنفعآل أنفآسهآ المحتده ودقآت قلبهآ المضطربه ..
أخفضت بصرهآ تنآظر المحفظه بعدمآ ردتهآ مكآنهآ على الكومدينه البيضآء وأفكآر كثيره متضآربه تدور برآسهآ آلغآفل وعيـه وآلمشتت إدرآكـه !
جتّ بتمد يدهآ إلآ وتسحبهآ بسرعه منتفض جسمهآ من فتحة البآب السريعه الفُجآئيه ملتفته ورآهآ بعيون موسعه أقصآهآ قآبلهآ هو بعيون مضيقه أقصآهـآ !

سأل بهمس إستنكآري لسبب وجودهآ بغرفته الخآصه: شللي تسوينه هنـي !!
بعدهآ الصدمه بعيونهآ تنآظره بذهول كآمل , بكلّ خطوه بطيئه مترقبه يقربهآ صوبهآ كآنت رئتيهآ تمتلئ وصدرهآ ينتفخ .. بنفس بطيئ قصير مقطوع تسحبـه , تشهق ولآ تزفر .. لحد مآوقف قدآمهآ مقطب الحآجبين بـ إستفهآم يستنطقها الجواب !
أخفضت بصرهآ بآلعه ريقهآ مأشره بيدهآ للسرير بنبره مآخفى منهآ التلعثم والإرتبآك: كنــ .. كنت .. كنت أرتـب , أرتـب آلغرفـه

نآظر السرير على يسآره وبلمحه سريعه خآطفه مرر نظره على آلغرفـه كآمله ثم ردّ ينآظرهآ بنفس آلنظره التشككيه آلغآمضـه: وليش متوتره ؟
إرتفع نظرهآ له بسرعه موسعه عيونهآ: هــآه ! – قآلتهآ ومآسرع مآشتــتت نظرهآ بسرعه أول مآرتفع حآجبه الأيسر بتعبير إستنكآري , أردفت من بعد بلعة ريق متوتره – لآآ , أنآ بس إتفآجئت فيك لمآآآ .. لمآ دخلت هيك فجأه ..

حرك لسآنه لبآطن خده وعيونه بـ الأرض بملآمح متشككه: آممم – رفع رآسه موجه لهآ نظره حآده مرعبـه مأشر بطرف عيونه للبآب من ورآه , بنبره جآفه – بــــرآ
ثبتت عيونهآ بصدمـه بينمآ ضيق هو عيونه بـ تحذيـر مكمل كلآمه من بين أسنآنه: ولآ عآد تدخلين هنـي .. لآ بحضـرتـي أو حتى بغيآبـي , فهمتـي !

أطبقت يدينهآ آلثنتين لبعض بوسط جسمهآ مخفضه رآسهآ بـ إنقيآد , وبسرعه طلعت من الغرفـه بينمآ رآقب هو خروجهآ تلآه بتمريره سريعه لأركآن غرفته ..
حك الطرف الأيمن لـ جآنب فمه إللي إنتفخ من حركة لسآنه البآطنيه , خآنته ذآكرته للأسـف , مآيدري شلون كآنت غرفته , هل كآنت فعلاً مبهدله وهي رتبتهآ أو إنه طلع منهآ مرتبـه وعلى وضعهآ .. مطّ شفته السفلى إستسلآماً لوآقع مبرر وجودهآ بـ غرفته ..
مدّ يده للكومدينه بيرفع جوآله إلآ وتطيح عيونه على المحفظـه .. إتسعت , ثم ثبتت , بدهشـه , وصدمـه , وذهـول ..
مآترآءى له إلآ صورة التؤآم , المتطآبـق , آلتؤآم نفسـه إللي وحده منهـم بـ الغرفـه المجآوره ..
تنآولهآ بسرعه فآتحهآ , ثوآني مرت حسّهآ دهـر ثقيـل لحط مآهبطت أنفآسه أخيراً وإستقر نبضـه , إطمئن قلبـه وإرتخوآ جفنيـه بـ تغميضـه رآحـه .. صورتهآ بآقي بـ المحفظـه , إلآ إن وجودهآ غلـط , وغلـط كبيـر ..

سحبهآ بسرعه من آلجيب الشفآف وتمّ ينآظر آلغرفه من حولـه عآض على آلطرف الأيسر لشفته السفلى بـتفكير , هآلصوره وين يحطهآ ! مآلهآ مكآن منآسب إلآ بـ ألبوم صآحبتهآ .. بعد الإستنتآج المنطقـي الوحيد إللي توصّل له مآعآد لهآلصوره لزوم !
صفطها مدخلهآ جيبه وبيده جوآلـه ..
طفّآ آلنور وأول مآطلـع إلآ ويقآبله عند بآب جنآحه , وجهه منعفـس علاه تجعيدة ضيـق وكـدر ..
أقبل صوبه بـ إهتمآم بآدي سآئله بـ تحريّ: بعدهآ على وضعهـآ !
أطبق فمه بـ إحبآط: شسـوي علمنـي ! عجزت أتوآصل معهآ , مدري !

إرتفعوآ حآجبيه بحركـه سريعه تفهماً لوضـع مآلك وإللي يمرّ فيـه ثم أطبق فمـه بـ إستسلآم , مآعآد فيـه ولآ عآد فـ أخوه آلقوّه على تحمّل هآلوضع البآئس بينه وبين مرتـه .. كلاً يحسب الثآنـي نآقص عقـل ! آلحآله إللي تغريد فيهآ من إسبوع أثبتت كل ظنونـه وأكدتهآ , في معزل تآم عن الوآقـع ! لآ أكل ولآ شـرب , مآتتكلّم أو حتى تستمـع , يكلمونهآ وهي كمآ الأصـمّ إلآ من نوبآت صرع ليليـه إثر كوآبيس عنيفـه تدآهمهآ بـ غفوة عيونهآ آلمتعبـه , المرهقـه , المهلكـه ! والأمرّ إن مآلك أقسم بربـه إنه مآتطآول عليهآ حتى بـ الكلآم , من نفسهآ دخلت بهآلحآلـه العصيبـه آلغريبـه وآلعجيبـه !

عفط الصوره بقبضته دآخل جيبـه مقرر أخيراً يكشف أورآقـه , قد عرف نص آلمجهـول وآلنص الثآني مآغيره مآلك يقدر يعرفـه لأجل تكتمـل الصوره وآضحـه , هو آلوحيـد إللي يقدر يتعآمل بمرونه مع مرتـه ويستفهم منهآ عن وآقع إن لهآ تؤأم متمآثل .. ربمآ يكون فيـه لبـس أدى لوقوع هذي الكآرثـه .. إن كآنت تغريد إنظلمـت فـ مآلك إنظلـم ظلـم أكبـر ! ضربـه وحده لرآس تغريـد مُوجعـه , أمآ لمآلك فهي ضربتيـن .. في مقتـل ! شلون يتسآير مع وحـده ويتزوج الثآنيه على أسآس إنهآ الأولـى ! هو مآيدري وتغريد كذلك مآتدري .. أيّ دوآمه هذي إللي يعيشونهآ ثنينآتهم !
جآ بيفتح فمـه إلآ وتقآطعهم بصوتهآ إللي مآيثير دآخله إلآ الغثيآن والإشمئزآز .. أطبق فمه بآلقوه صآد عنهآ بوجهه يناظر الجدآر على يسآره بعدمآ وقفهآ مآلك: على ويــــن !
نآظرت سند إللي صآد عنهآ بوجهه ثم رفعت حآجبهآ الأيمن بتوعد: السِـت جوآهـر موصيـه أقدم الأكل لمدآم تغريـد ..

رمقهآ مآلك بنظرة إشمئزاز سآحب منهآ الصينيه آلذهبيّه من بين أسنآنه: أنآ بدخلهآ ..
تكلّم سند بـ جفآف: مآلك أبيك بعدمآ تخلـص , ضروري نتكلـم
أرخى كتوفه بتململ: إرحمنـي من الشغـل يآسند تكفـى
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره شآد على عضد مالك الأيمن بيسرآه: موضوع خآص مآله دخل بـ الشغل
إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب: أي موضوع !
أخفض جفنيه مأشر له بعيونه صوب الصينيه بيده: إنت بس خلص وإنزل تحت , أبيـك
قآل كلمته ثم نآظر بذيك إللي بعدهآ وآقفه برغم إنتهآء دورهآ بعدمآ أخذ مآلك منهآ آلصينيه , إرتفع حاجبه الأيسر بحده يستنطقهآ: وإنتي ليش حضرتك بعدك وآقفه !

أطبقت فمهآ بقهر متوعده بـ خآطرها " وإنت إلك عين تحكي , وآلله لأكلك بهدله وآفرجيك يآسند ..."
إرتفع صوتهآ المخنوق ومعه إنخفض بصرهآ موقع قدميهآ: آنسه سآلي طآلبتنـي .. رآيحه لهآ غرفتهآ
مآهتم لهآ سند كثير لأنه سفههآ وهي تتكلم نآزل من الدرج وقبل ينزل أشر لـ مآلك بسبآبته ينبهه: لآتتأخـــر !

ترقب نزولـه وإختفآءه من عتبآت السلآلم الرخآميّه البيضآء , إلتفت لهآ بحده مشدد على مسكتي الصينيه من الجآنبين رآص على أسنآنه بآلقوه: أنآ مو قلت لك لآعآد تعتبين بآب جنآحي ! هآه ! مآتفهمين !

رفعت حآجبهآ الأيمن متكتفه: بلى أفهـم .. بس إنت إللي شكلك مآتفهم
شدد من مسكته للصينيه إللي حسّ إنه آلحين بتنكسر معه المآسكآت وبتفلت منـه: عطيتك وجـه بزيآده يآنجـوى وآلظآهر إنك تمآديتي
مآل فمهآ بـ إبتسآمه سآخره أردفت من بعدهآ بنبره هآزئه: شوي شوي على أعصآبك أستآز مآلك , وفرّ هآلعصبيّه للي يستآهلوهآ , مش أنــآ

دف البآب برجلـه مدخل الصينيه تآركهآ بـ الأرض ثم قفل البآب بهدوء مخآلف لثورة غصبه وبرآكين عصبيته , سآحبهآ من يآقة قميصهآ الأبيض الرسمي: قسم بآلله إن تندمين يآنجوى .. ومآكون مآلك إن مآنقطـع عيشك بذآ آلبيت , وإنتي إللي جبتيه لنفسك
ربتت على ظهر يده إللي شآده قميصهآ وبآقي إبتسآمتهآ آلمستفزه بوجههآ الجآمد إلآ من نظره هآزئـه وإبتسآمه سآخره: مآودك تعرف الإشـي إللي عمّ بيصير من ورآك ! المآي إللي عمّ تمشي من تحتك وإنت مش حآسس فيهآ !

ضيق عيونه بـ إستنكآر هآمس: شللي تقولينه !
مسكت معصمه الأيمن سآحبته بـ القوه محرره قميصهآ من قبضته المُصلبّه ..
عدلت يآقتهآ ثمّ مشت قدآمه بخطوآت بطيئـه لحد مآتوآرت ورآ البآب إللي فتحته ودخلت وأنظآره تشيعهآ بـ إستغرآب , وبلآ إرآده خآنته رجولـه وإتبعت خطوآتهآ إللي قآدته لـ الغرفـه المجآوره .. غرفـة سنــد !

دآرت عيونه المحتده بـ الغرفه الخآفت إضآءتهآ سآئل بعدم فهم: وش إللي مدخلك هنـي !
إنتفض صدرهآ بضحكه هآزئه قصيره ومقطوعه قبل مآتحتد عيونهآ بنظره خبيثه: أكيد مش عشآن ننبسـط شويه مع بعـض
كشر بـ إشمئزآز مصحوب بـ إستنكآر وقليل من الدهشه , طلع صوت إستفهآمه خآفت شبه مسموع: إيــش !
علآ وجههآ تعآبير الفخـر والإنتصآر فآرده ذرآعينهآ بـ الهوآ وكنهآ ملكت الكـون: السـرّ الكبيـر كشفتــه
....: أي سرّ وأي خرآبيط ! شفيك إنتي جنيتـي !
إرتفع حآجبهآ بـ إبتسآمة ثقه حسيّه: لآء

مسح جبينه ببآطن كفّه الأيمن مغمض عيونه إللي رفعهآ للسقف بـ إستجدآء للصبر .. توه بيوليّهآ ظهره ويطلع إلآ وإستوقفه صوتهآ الجآف: لسـه مآخلصت كلآم
إلتفت لهآ ببرود: ع أسآس يهمني كلآمك التآفه ! أنآ غلطآن مضيع وقتي مع وحده مثلك
تكتفت رآفعه حآجب وآحد تستنطقه: وحده متلـي كنت بـ الأول ميت عليهآ
إتسعت خطوآته صوبهآ بلمحه خآطفه كآن قدآمها وهآلمره سآحبهآ من كلتآ يآقتيهآ – رآص على أسنآنه بـ كُره - : وحده مثلك نجسـه , وسآقطـه , وآطيـه مآعندهآ شـرف , دورهآ ينتهـي بعد ربع سآعـه بـ السرير ,, وبـس .. فهمتــي ! ومو أنآ إللي أموت على أحـد .. أنآ بس إللي بكيفـي ألبـي إللي يموت علـيّ ..

بهمس حآقـد من بين الأسنآن: النجسـه , السآقطـه , الوآطيـه , هدي مرتـك مش أنـآ .. لآتتشآطر عليّآ يآحبيبي وإنتآآآآآ ............ مآودّي أشبهك بنوع من الحيوآنآت يقـــول – إرتفعوآ حآجبيهآ وأكملت بـ إستهزآء هآآمســـه - : مــآآآء !
على كلمتهآ الأخيره وبـ التوآزي , إرتفع كفه أشبآر بـ الهوآ , وإستقـر على خدهآ بقوّه إصدآم عنيفـه أخلت بتوآزنهآ , أسقطتهآ على الفرآش من ورآهآ ويدهآ على صدغهآ إللي إكتسآه آللون الأحمر تنآظره بـ حقد شديد وكُره أشـدّ .. رفعت سبآبتهآ بوجهه مصلبه: مرتك المصون وأخوك الأميـن , الإتنين قآعدين يلعبوآ بديلهـم , من ورآك ومن ورآ كل إللي بـ البيت .. الإتنين خآينين .. والإتنين يخونوك , ومع بعض .. سمعتهم من ورآ بآب الفرندآ , سمعتهآ وهي تترجآه يسآعدهآ , عآرف فـ إيش ! في طلآقهآ منك .. والإشي الحلو إنه هو إللي بـ البدآيه عرض عليهآ هآد الإشي .. وهو إللي طلب إنه يخلصهآ منك .. قآلت له إيش إللي غيرك عليّآ من تلت شهـور .. وعآرف كمآن حبيبته إللي كآنت صورتهآ في البوك حقـه مين هيّـآ !

رفعت بغرور مضيقه عيونهآ إللي احتدت لثآنيه ثم توسعت بنطق كلمة: صـــــحّ ..
أردفت بنفس الإندفآع: هيّآ نفسهآ مرتك تغريد , وقبل مآتنكر أي إشي من كلآمي هآد البوك تبعـو , - أشرت بعيونهآ صوب محفظته على آلكومدينه مكمله بنفس آللهجة الحآده الوآثقه - : إفتحهآ بنفسك وإتأكـد

مآلك وإللي تحت وقع آلصدمـه والإستنكآر الحآد وعدم الإستيعآب , كلّ كلمـه من نجـوى عشيقتـه الفلسطينيّـه كآنت مثل قآلب الطوب إللي ينزل على رآسـه , طوبه ورآ طوبـه , حسّ إن رآسه بينفجـر , ألمّ حآد ومُوجـعّ لـمّ بخلآيآ رآسـه , ضغـط عصبي شديـد يحسّـه .. ثقته بتغريد مو كآملـه وعذره معـه , وحده دشرت معـه ومآرست أفعآلهآ إللي مآتقلّ شيّ عن نجوى إللي نعتهآ بـ أحقر الأوصآف من أقل من دقيقـه زوجتـه مآتفرق شيّ عنهآ ..

نظرتهآ الحآده ولهجتهآ الوآثقـه لوحدهم أتموآ آلمهمـه , لثوآني قليلـه سريعه وخآطفـه عصفت بـه كل أحدآث وذكريآت سنه أتمهآ مع تغريـد في إطآر غير شرعـي , غير رسمـي , وغير مقبـول ... بس هذي شللي تقولـه ؟ سنــد ! أي سنــد ! سنـد أخـوه ! معقولـه !

إجبآراً لرجوله الميبسّه مكآنهآ تحرك لحد مآوقف عند الكومدينـه , نآظرهآ بضيآع النظره الأقرب للتوسـل الخفـي إنهآ تنهـي هآلمسرحيّـه , توقف بـ إبتسآمتهآ المستفزه آلمثيره لجنونـه , تعتذر عن محآولتهآ السآقطـه للإنتقآم منه بـ تشويـه صورة مرتـه ... لو إنهآ بسّ تسويّ هآلشيّ , ترجآهآ بعيونه توقف وتوقفـه , تمنع يده تمتـد , ترفـع المحفظـه , تفتحهآ , تفتش فيهآ جيب جيب , كلّ بطآقـه وكلّ ورقـه صغيره مهترئـه وكلّ صوره شخصيه تعنيّه أو لآ .. إلآ إن آلصوره آلوحيده إللي يدورهآ , هي آلوحيده إللي مآلقآهآ !

بلع ريقه مشدد من مسكته للمحفظه بيده اليسرى المرتجفه بـ إرتبآك وبيمنآه يتفحص المحفظـه للمره الثآنيـه , الثآلثـه وآلرآبعـه .. لحد مآوقفت هي بحـده سآحبه آلمحفظه من يده: عن شو عم بتدور كل هــآآ ...... – بهتت نبرتهآ لحد مآختفت , إتسعت عيونهآ بعدم تصديق وهي تفتش بـ جيوب آلمحفظـه بنفس الإرتبآك إللي من شويّ كآنت تشوفه بمآلك وهو يدور فيها –
وبنفس ردة الفعل , الملآمـح والتعبيرآت , المذهولـه وآلغير مصدقـه .. شيّ متأكد من وجوده , بنفس المكآن .. شفتـه , مآ إبتعدت إلآ دقآيق معدودآت عنـه .. شلون يختفـي !
توسعت عيونهآ أقصآهــم من وقع الطآري " لآآآآآآآآآ , سنـــــــد يآخبيـــــث , أخدت الصــوره !! أخدتهـــــآ !! "

إرتخت يدينهآ وبينهم المحفظـه , نآظرته بـ نفس الضيآع إللي كآن يحسّه , فآتحه فمهآ وآلدموع بعيونهآ .. حركت رآسهآ بـ النفي بـ ترجـيّ حسّـيّ يتفهم موقفهآ , يعطيهآ آلفرصـه للشرح والتبرير أو حتى محآولة الإثبآت لو بطريقه ثآنيـه ! بس شلون ! شلون رجّآل يعطـي الفرصـه لأحد بـ التشكيك في عرضـه وشرف مرتـه ! يعطيـه الأمآن والفرصـه للتمآدي لإثبآت هآلشيّ أو حتى محآولة التفكير فيـه .. هذآ هو آلمستحيل بعينـه إللي تتمنآه وتطلبـه !

سحبهآ من شعرهآ المجمـع وملفوف حول بعضه حلزونـه من تحت حجآبهآ الأبيض , قبضـه غآضبـه حسّت فيهآ بجذور شعرهآ إللي تتقلـع من آلفروه , قُربـه مُخيـف , مُرعـب .. أنفآسه حآره , ملتهبـه ,.. – من بين أسنآنه المطبقه بقوّه وشرآسه قبل مآيفك شعرهآ نآفضه بـ عنف من قبضته المحكمه – يمين بآلله عظيم إن تندمين يآنجوى على كــــــل .... كلمـــه .... قلتيهـآ !


/
/



إرتمى على الكنبه الإسفنجيّه الطريّه ,, من تجلس عليهآ إلآ وتغوص فيهآ ..
بـ غرفه من الغرف المخصصه للمعيشـه إلآ إنهآ كآنت مودرن أكثر .. قطع سجآدهآ سآده من نوع السجّآد النآعم المُشّعـر بـ ألوآن متعدده .. وحده حمرآء وغيرهآ رمآديّه , عشبيّه , زرقآء , وبرتقآليّه ..
تعددت كذلك الوآن الفوتيهآت الإسفنجيّه .. وحده منهم كنبه عريضه بـ ثلآث مقآعد , إللي جآلس عليهآ سمآوية اللون وبـ الوسط أصفر وعلى الطرف الثآني أخضـر ..
أرجع رآسه لورآ مغمض عيونه , يده اليمنى مفروده على ذرآع الكنبه العريض ويسرآه مفروده جمبه وبوسطهآ مفآتيح السيّآره ..

قفلت دفترهآ منزلته جمبهآ تنآظره بـ إهتمآم: شفيـك ! تعبـآن ؟
فتح عيونه بـ تعب وآضح بعيونه المُرهقه بآلع ريقه بصعوبه إثر إحتقآن بدت عوآرضه تظهر , شكل دور إنفلونزآ بيصيبه , جآوبهآ وهو يفتح سحّآب جآكيته الشتوي آلثقيل بني آللون دآكن: لآ .. بس شكلـي بتعـب

ردت بـ إبتسآمه قصيره: ألف سلآمه عليك .. هآآ وصلتهآ ؟
مسح حآجبيه بـ إبتسآمه مُرهقه: إيه وصلتهآ , يآويلهآ من مآلك , طآحت الموكّآ إللي تشربهآ على الكرسي بـ السيآره
بققت عيونهآ ويدهآ على فمهآ: يآويلكم ثنينآتكم من مآلك !
سند: ههههه لآ تعلميـه , خله يكتشف هآلشيّ بروحه وينصدم مع نفسه
ضيقت عيونهآ بمكر: سند ليكون إنت إللي كبيت الموكّآ ! أدري تحب تستفز مآلك وتعصبه وكلّه إلآ سيآرته

وسع عيونه شآهق بـ إستهبآل: أنـآ ! أقول لآتقطين سوآت بنتك عليّ ..
أرخت كتوفهآ بيأس: وش أسوي فيهآ هذي البنت !
....: يآحبيلهــآ
خزته بـ حقد: وآلله ! خلآآآآص أنآ غسلت يديني منكم كلكم .. منتم وجيه تكونون خوآل .. بـ الأول مآلك إللي مخرب لي البنت بأخلآقه وأفكآره المخيسه , همّ سآلي إللي مشربتهآ الغرور برضّآعه , كل كلآمهآ عن المكيآج وسوآلفه , وإنت تشربهآ سقآيــر ! حسبي آلله عليكم من خوآل !

ضرب جبينه يضحك على هآلأم المسكينـه وشكلهآ المعذب وهي تتكلم , بينمآ أكملت أصآله تتشكى: آلبنت مآتشرب غير القهوّه السآده المرّه , وهذآ من شورك طبعاً .. أو تقلد سآلي وتشرب ذي الموكّـآ .. أمآ الشيّ الحلو إنهآ تقلد مآلك وتشرب بيره شعيــر !!!

....: ههههه على فكره هآلشيّ لمصلحتهآ .. آلبنت بمحيطهآ مآفي أحدّ بعمرهآ .. لآ هني ولآ ببيت أبوهآ .. كل من حولهآ كبآر رآشدين وإن تأثرت فمآرح تتأثر إلآ فيهم وتتطبـع بأطبآعهم .. مخهآ بدآل مآينفتح على سبيستون ولعب وعرآيس ينفتح آلحين على أشيآء أهم .. تحب تتآبع الأخبآر وتعرف إسم رئيس وزرآء كوريآ الجنوبيّه .. تحب الأزيآء والمكيآج , شخصيتهآ نآضجـه .. ذكيّه وقويّه .. هآلبنت رح تكون شيّ تفتخرين فيه مستقبلاً وآلبركه طبعاً فينآ هههههه

غصب عنهآ كتمت ضحكهآ ومآظهر منهآ إلآ إبتسآمه مطبقه مشدوده وهي تخزه بتوعـد مآسرع مآختفى رآفعه حآجبيهآ بـ إستفهآم: صحيح وش إسمه رئيس وزرآء كوريآ الجنوبيّه ؟
سند: ههههه إسألي فدوى
أطبقت فمهآ بقلة حيله وإستسلآم: آلله يستـــر
تكتف بيدينه مخفض بصره بآلع ريقه قبل مآيردف بهدوء أقرب للجديّه والحزم: هذآ آخر إسبوع فدوى بتروحه لبيت أبوهآ

تدريجياً إختفت إبتسآمتهآ بعقدة حآجبين مستفهمه: إيــش !!
....: إللي سمعتيـه
....: مآفهمـت ! ليـش ؟
سند: مآهـم عآجبينـي
إرتفعوآ حآجبيهآ ببلآهه سآئله بـ إستخفآف مستنكره: وآلله !
نآظرهآ ببرود مُردف: إيه وآلله .. يوم يتعآملون بـ إحترآم نصير نحترمهم , وبنفسنآ نودّي لهم البنـت للبيـت ..
أنزلت رجولهآ المثنيه تحتهآ للأرض بـ إنتبآه إزدآدت معه حدة نبرتهآ تستنطقه بجفآف: وش إللي صآر يآسنـد ! فدوى صآر معهآ شـيّ !!

أشرّ لهآ بيده تطمئن: مآفيـه شيّ عآلبنت .. أنآ أقصد أهل أبوهآ , مآهو يآ قلة إحترآم لنآ , أو إنه إنعدآم مسئوليه منهم .. وبكلتآ الحآلتين مآنيب قآبل هآلشيّ .. يبون البنت يجون يآخذونهآ بنفسهم , وغصباً عنهم بعـد يردونهآ بنفسهـم .. مو يرسلونهآ مع السآيق !! خير ! – مطّ شفتيه المزمومتين بعدم فهم – مدري أنآ شلون كل هآلمده ومآلفت نظركم هآلشيّ !
أصآله: مو إنتهينآ من هآلموضوع يآسند !
رمقهآ بنظره حآده ألجمتهآ: ليش وإنآ كنآ بدينآه لأجل ننتهي منـه !

إكتفت بآلصمت خآفضه رآسهآ لحجرهآ مآتدري وش تقول بينمآ أكمل هو مغير من نبرته الجآفه لـ هدوء وحنو علّهآ تفهم مُرآده: إسمعي أصآله .. فدوى هذي بنتنآ وتخصنآ , وهي بحضآنتك .. بـ الطيب والمعروف إنآ نرسلهآ لهم إسبوع .. هي بنت ولدهم , من دمهم ولحمهم , مآيجوز نمنعهآ عنهم ولآ نمنعهم عنهآ , لكن مثلمآ مآلك بنفسه يوصلهآ بسيآرته عندهم , ومثل مآنشغل مآلك وأنآ إللي وصلتهآ عندهم , همّ بـ المثـل .. يآكُثر عمآنهآ مآتعنى وآحدن فيهم ووصل البنت بنفسّه ! ويجي بعد يآخذهآ من هني بنفسـه .. ينســوون , ينسون تجيهم مره ثآنيه .. فآهمه !
جت بتفتح فمهآ إلآ ويوقفهآ بحزم قآطـع بنبره صآرمه: إنتهــــــــى
قآلهآ ثم صدّ عنهآ متكتف ينآظر بشآشة البلآزمآ العريضـه آلمثبته بـ الجدآر وإللي إحتلت نصفـه: وخلّ نشوف لمتى بيتحملون هآلشيّ
أصآله: عندك إحسآس إنهم مآيبون البنت !

نآظرهآ لثوآني سآكت ثم أردف بهدوء: مب سآلفة يبونهآ أو لآ , بس مآهم مهتميّـن .. لآتنكرين إن إللي يبون شوفتهآ هم جدآنهآ مب أحد من عمانها .. صحّ !
عضت على شفتهآ السفلى وعيونهآ بـ الأرض مفضله عدم آلرد بينمآ أكمل هو بعدمآ فهم آلتعبير بوجهه وإللي ردّ عن لسآنهآ إللي آثر آلصمت: جدآنهآ يبون يشوفونهآ ع آلعين وآلرآس .. يوم بـ الإسبوع كآفي نوديهآ زيآره .. أمآ إسبوع بكبره ! هآلموضوع بيديهم , كنهم يبونـه إذاً غصباً يمشون إللي نبيّـه وبـ الأخير إحنآ مآنطآلب بشيّ غلـط .. ولآ لك رآي ثآنـي !

إستعطفته بعيونهآ آلمترجيّه ووجههآ إللي رق: يآسند مآنبي نسويّ مشآكل
صد وجهه عنها بلآ مبآلآه: سكتي بس وللي يعآفيك , مآتدرين وينهآ مصلحة بنتك , مدري متى بتخلين عنك هآلسلبيّـه ! إكتبي إكتبي بدفترك ذآ وسآلفة آلبنت علـيّ .. يآ أنآ يآ آل صآلــح ..
لوت فمهآ بـ إستيآء وقد صآب نفسهآ شيئ من الإرتيآب .. توّهآ بترفع دفترهآ إلآ وإلتفت عليهآ بسرعه وكنه تذكر شيّ يقوله: صحيح وشهو ذآ إللي تكتبينـه دوم بهآلدفتر !
أطبقت فمهآ بـ إبتسآمه خجولـه مجآوبته بنبره منخفضـه وعيونهآ على الدفتر بيدهآ: عآدي , مغير مقالات قصيره , واوقات خواطر

سند: وهآلخوآطر عآدي نقرآهآ ولآ شيّ خآص !
وقفت بسرعه متحمسه وجلست جمبه بعدمآ كآنت مقآبله له , مدت له الدفتر بـ إبتسآمه ردهآ لها وهو يآخذ منهآ الدفتر إللي تأملته عيونه الحآده الثآقبه للحظات قبل لآيفتحـه .. دفتر سِلـك سميك غلآفـه كرتوني غليـظ , أسودّ آللون محفور عليـه حرف الـ f مبين آلورقه البيضآء من تحته .. وبدآخل آلحرف كريستآلآت صغيره فضيـه تلمـع ..
غصباً عنه إتسع فمه بـ إبتسآمه كشفت عن رتآبة أسنآنه المتنآسقه وأصآبعه تتحسس آلحرف اللآمــع , هآمس بصوت شبه مسموع: فــــــدوى ..

نآظرهآ على يمينه وبعدهآ الإبتسآمه بوجههآ عريضـه سآئلها بمشآكسـه: أفتـــح !
أصآله: إفتــــح
من آلوسط فتحه مكآن آلقلم إللي كآن ينتصف آلورق , على آخر شيّ كآنت تكتبـه .. مقآلـه إجتمآعيّـه نقديّه سآخرهـ ,,
إنعقدوآ حآجبيه للوهلـه الأولى من طآحت عيونه على بدآيآت الكلآم ورتآبتـه .. شلون توصف الوآقـع بـ إزدحآم أحدآثـه بهآلسطور آلقليلـه .. قلمهآ وآقعي , شفآف , سآخـر , مُبـدع ..
نآظرهآ وآلعجب بوجهه: هذي كتآبآتك !
أومأت رآسهآ إيجآباً بوجه يآئس محبط: سخآفآت , لآتهتـم
رفع حآجبه الأيسر وهو يقلب على صفحه ثآنيـه .. نفس الإسلوب بنفس القآلب السآخر إلآ إن آلموضوع مختلـف ..

....: أصآله من جد هذي كتآبآتك !
وسعت عيونهآ ومعهآ توسعت إبتسآمتهآ: هههه إيه كتآبآتي , شفيك لهآلدرجـه مبهور , ليكون عجبك !
مطّ شفته السفلى وهو بقمة إنبهآره وإستنكآره الشديد إن أصآله أخته , هذي البآئسـه إللي مآينسمـع لهآ صوت وكأنهآ خآرج نطآق الكون لهآ هآلقلم الجريئ النآقـد ... معقوله ذولي إللي يقولون إن سكت لسآنك تكلّم عنك أحد إثنآن , يدك أو قلمـك !

تمّ يقلب الصفحآت بنهم وعيونه تفترس الكلمآت: سألتك من قبل عن أي هوآيه تحبين تمآرسينهآ , أي موهبـه , ليش ! ليش سكتي

أصآله: أحسّك تبآلغ شفيك ! ترآ كلهآ كلمتين أكتبهآ من أحس بـ ملل , مآهيب ذآك الزود
سند: بلـى , ذآك الزود وأزود .. إنتي ليش تنتقصين من نفسـك ! وليش ثقتك بنفسك عدم ! أستغفرك يآربي ذآ البيت حآله منقلب , معقوله عندك هآلموهبـه وهآلكثر تقللين من نفسك ! المصيبه إنك منتيب ملآحظه إمتلآكك لهآ ! وإللي يقهر سآلي أختك ! مدري من وين جآيبه هآلثقه كلهآ مع إنهآ مو بمحلهآ بس نقطه تحسب لهآ

أصآله: ههههه تكفى لآتسمعـك مب نآقصين
إتسعو عيونه بتفآجئ وكنه تذكر شيّ: أوفّ , سُهيـل نسيتـه ! رآح ولآ بآقـي !
أشرت له بيدهآ يهدي من نفسّه: مع سآلي
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم: وين !
أصآله: رقى معهآ لغرفـة أبوي يشوفـه ,
سند: أهـآآآ .. ومآلك وينـه !
أصآله: ترآ نزل من شوي سأل عنك وقآل إنك تبيـه بس إنت طلعت توصّل فيدو

سند: طيب وعآدي كذآ نخلّ الرجّآل بروحـه ! أطلع لهم ولآ وش أسويّ !
أصآله: لآ مآعليك خلهم برآحتهم ذي أول مره تصير يمكن سآلي قلبهآ يحنّ شوي وترحم هآلمسكين خطيبهآ ههههه
....: ليش علآمهم !
أصآله: معذبته , والآدمـي مآشآلله , بلسم ع الجرح .. تخيّل مخطوبين صآرلهم سنـه !
إرتفعوآ حآجبيه بـ تفآجئ تدآركته أصآله بضحكه: ههههه إيه , نفس آلتعبير إللي بوجهك هذآ .. من سنـه , ولآيطرآلك إن فيه أسبآب تمنـع , مآيمنع إلآ سآلي كل مآلهآ وتأجـل مدري شفيهآ ! – نآظرته بـ إهتمآم سآئله بصوت منخفض تتحرى إجآبه معينه ببآلهآ – إنت وش رآيك بـ سُهيـل ؟
إرتفعوآ حآجبيه مآط شفته السفلى: وآلله خوش رجّآل .. ولد أجوآد , أميـن .. أبوك يعرف يختآر رجآله عدل

أصآله: وآلله !
نآظرهآ بـ تشكك: إيه , شفيك مستغربه !
صدت عنه تمسح عنقهآ بتوتر وشكلهآ آلحين بتخربهآ وتعلمه بآللي قآلته سآلي عن سُهيل: لآآآ عآدي , بس أسأل
سند: تقريباً أنضـف شخـص شفته بذي الديره من جيتهآ , كل موظفين المؤسسه مآشفت أنجسّ منهم , إن طآحت آلبقره كثرت سكآكينهآ , لولآ آلله ثم وجود سُهيل آلله يبآرك له , كآن تبهذلنآ , آلصرآحه عجبنـي ,, وللصرآحه أكثر خسآره بـ سآلي

ضربته بـ خِفّه من كتفه: ههههه حرآم عليك وآلله إنهآ طيبّـه بس مشكلتهآ تعآمل الكلّ سوآ , مآتعرف تفصل بين كونهآ دكتوره سآلي بـ الجآمعه , وسآلي بس , هني بـ البيت !
لوى فمه بعدم إهتمآم وهو ينآظر الدفتر على رجوله: آلمهم أصآله .. فيه عمود بـ جريدة آلفجـر , أقرآهآ كل يوم من إسبوع ونفسّه العمود فآرغ بـ صفحـة المرآسلآت ... تدرين وش نسوّي !
نآظرته بعدم فهم هآمسه ببلآهه: إيــش !

سند: نكلّم آلجريـده , تآخذين هذآ العمود بـ إسمـك .. أصآلــه , عآمـر , آلمرشـد .. صدقيني رحّ يكون أنجح عمود .. مجتمعنآ هذآ مآيحب إللي يوآجهه بعيوبـه , مآيتقبلهآ إلآ إن كآنت آلموآجهه هذي سآخـره , تضحـكه .. يعني تخليـه يضحك على نفسـه ! شفتي آلتنآقض ..
إتسعت عيونهآ أكثر بعدم فهـم , وعدم إستيعآب .. كمّ كبير من الكلمآت أطلقه سنـد مآستوعبه مخهآ بطيئ آلفهـم !

جت بتعترض هآمسـه: بـــ .... ـــس , إلآ وأوقفهآ من فوره بـ إندفآع: ولآ بسّ ولآ شيّ , آلبركـه بـ إسم عآمر المرشـد , وين يلقون إسم مثل هذآ رآعي لـ إسم جريدتهم ! بس مآنبيهآ وآسطـه من عدم .. أبيك تختآرين ثلآث من أفضل كتآبآتك , أو آلحين نختآر سوآ , نرسلهآ لهم ونقدم طلـب على هآلعمود .. شرآيك !
بعدهآ مأخوذه من الصدمـه , هذي الكتآبآت التآفهه من وجهة نظرهآ وإللي مآعمرهآ أبصرت النور إلآ من عيونهآ , هي فقـط , وتوّه الحين سنـد شآفهآ , معقوله يكون لهآ إسم , إسم بجريده عظيم إسمهآ ..!

إسمهآ إللي إستنكرته كثير مثل إستنكآرهآ لنفسهآ , ولوآقع وجودهآ بهآلحيآهـ , آلحين بيكـون هو وحده أعلـى وأغلـى قيمـه , أصآلــه .. أصآلـه فقــط ..
نآظرت سند آلمندمج بتقليب صفحآت الدفتر – بنبره هآدئه , غريبه , ومريبه - : مآبي أحد يعرف إسمـي
نآظرهآ بسرعه وقد اختفت إبتسآمته من فورهآ بعقدة حآجبين مقطبين بعدم فهم , أردفت هي من إستيعآبهآ إستفهآمه: مآبي أنقبل عشآن إسم أبوي , وإن قبلـوني مآ أبيهم يقرأون لي عشآن إسم أبوي .. وإن إهتموآ فعلاً بآللي أكتبه مآ أبي يكون إهتمآمهم هو أسآسه إهتمآمهم بـ أبـوي ... عرفــــــت ؟!


/
/



إرتمى على الكنبه الإسفنجيّه الطريّه ,, من تجلس عليهآ إلآ وتغوص فيهآ ..
بـ غرفه من الغرف المخصصه للمعيشـه إلآ إنهآ كآنت مودرن أكثر .. قطع سجآدهآ سآده من نوع السجّآد النآعم المُشّعـر بـ ألوآن متعدده .. وحده حمرآء وغيرهآ رمآديّه , عشبيّه , زرقآء , وبرتقآليّه ..

تعددت كذلك الوآن الفوتيهآت الإسفنجيّه .. وحده منهم كنبه عريضه بـ ثلآث مقآعد , إللي جآلس عليهآ سمآوية اللون وبـ الوسط أصفر وعلى الطرف الثآني أخضـر ..
أرجع رآسه لورآ مغمض عيونه , يده اليمنى مفروده على ذرآع الكنبه العريض ويسرآه مفروده جمبه وبوسطهآ مفآتيح السيّآره ..

قفلت دفترهآ منزلته جمبهآ تنآظره بـ إهتمآم: شفيـك ! تعبـآن ؟
فتح عيونه بـ تعب وآضح بعيونه المُرهقه بآلع ريقه بصعوبه إثر إحتقآن بدت عوآرضه تظهر , شكل دور إنفلونزآ بيصيبه , جآوبهآ وهو يفتح سحّآب جآكيته الشتوي آلثقيل بني آللون دآكن: لآ .. بس شكلـي بتعـب

ردت بـ إبتسآمه قصيره: ألف سلآمه عليك .. هآآ وصلتهآ ؟
مسح حآجبيه بـ إبتسآمه مُرهقه: إيه وصلتهآ , يآويلهآ من مآلك , طآحت الموكّآ إللي تشربهآ على الكرسي بـ السيآره
بققت عيونهآ ويدهآ على فمهآ: يآويلكم ثنينآتكم من مآلك !
سند: ههههه لآ تعلميـه , خله يكتشف هآلشيّ بروحه وينصدم مع نفسه
ضيقت عيونهآ بمكر: سند ليكون إنت إللي كبيت الموكّآ ! أدري تحب تستفز مآلك وتعصبه وكلّه إلآ سيآرته
وسع عيونه شآهق بـ إستهبآل: أنـآ ! أقول لآتقطين سوآت بنتك عليّ ..
أرخت كتوفهآ بيأس: وش أسوي فيهآ هذي البنت !

....: يآحبيلهــآ
خزته بـ حقد: وآلله ! خلآآآآص أنآ غسلت يديني منكم كلكم .. منتم وجيه تكونون خوآل .. بـ الأول مآلك إللي مخرب لي البنت بأخلآقه وأفكآره المخيسه , همّ سآلي إللي مشربتهآ الغرور برضّآعه , كل كلآمهآ عن المكيآج وسوآلفه , وإنت تشربهآ سقآيــر ! حسبي آلله عليكم من خوآل !
ضرب جبينه يضحك على هآلأم المسكينـه وشكلهآ المعذب وهي تتكلم , بينمآ أكملت أصآله تتشكى: آلبنت مآتشرب غير القهوّه السآده المرّه , وهذآ من شورك طبعاً .. أو تقلد سآلي وتشرب ذي الموكّـآ .. أمآ الشيّ الحلو إنهآ تقلد مآلك وتشرب بيره شعيــر !!!

....: ههههه على فكره هآلشيّ لمصلحتهآ .. آلبنت بمحيطهآ مآفي أحدّ بعمرهآ .. لآ هني ولآ ببيت أبوهآ .. كل من حولهآ كبآر رآشدين وإن تأثرت فمآرح تتأثر إلآ فيهم وتتطبـع بأطبآعهم .. مخهآ بدآل مآينفتح على سبيستون ولعب وعرآيس ينفتح آلحين على أشيآء أهم .. تحب تتآبع الأخبآر وتعرف إسم رئيس وزرآء كوريآ الجنوبيّه .. تحب الأزيآء والمكيآج , شخصيتهآ نآضجـه .. ذكيّه وقويّه .. هآلبنت رح تكون شيّ تفتخرين فيه مستقبلاً وآلبركه طبعاً فينآ هههههه
غصب عنهآ كتمت ضحكهآ ومآظهر منهآ إلآ إبتسآمه مطبقه مشدوده وهي تخزه بتوعـد مآسرع مآختفى رآفعه حآجبيهآ بـ إستفهآم: صحيح وش إسمه رئيس وزرآء كوريآ الجنوبيّه ؟
سند: ههههه إسألي فدوى
أطبقت فمهآ بقلة حيله وإستسلآم: آلله يستـــر
تكتف بيدينه مخفض بصره بآلع ريقه قبل مآيردف بهدوء أقرب للجديّه والحزم: هذآ آخر إسبوع فدوى بتروحه لبيت أبوهآ

تدريجياً إختفت إبتسآمتهآ بعقدة حآجبين مستفهمه: إيــش !!
....: إللي سمعتيـه
....: مآفهمـت ! ليـش ؟
سند: مآهـم عآجبينـي
إرتفعوآ حآجبيهآ ببلآهه سآئله بـ إستخفآف مستنكره: وآلله !

نآظرهآ ببرود مُردف: إيه وآلله .. يوم يتعآملون بـ إحترآم نصير نحترمهم , وبنفسنآ نودّي لهم البنـت للبيـت ..
أنزلت رجولهآ المثنيه تحتهآ للأرض بـ إنتبآه إزدآدت معه حدة نبرتهآ تستنطقه بجفآف: وش إللي صآر يآسنـد ! فدوى صآر معهآ شـيّ !!
أشرّ لهآ بيده تطمئن: مآفيـه شيّ عآلبنت .. أنآ أقصد أهل أبوهآ , مآهو يآ قلة إحترآم لنآ , أو إنه إنعدآم مسئوليه منهم .. وبكلتآ الحآلتين مآنيب قآبل هآلشيّ .. يبون البنت يجون يآخذونهآ بنفسهم , وغصباً عنهم بعـد يردونهآ بنفسهـم .. مو يرسلونهآ مع السآيق !! خير ! – مطّ شفتيه المزمومتين بعدم فهم – مدري أنآ شلون كل هآلمده ومآلفت نظركم هآلشيّ !

أصآله: مو إنتهينآ من هآلموضوع يآسند !
رمقهآ بنظره حآده ألجمتهآ: ليش وإنآ كنآ بدينآه لأجل ننتهي منـه !
إكتفت بآلصمت خآفضه رآسهآ لحجرهآ مآتدري وش تقول بينمآ أكمل هو مغير من نبرته الجآفه لـ هدوء وحنو علّهآ تفهم مُرآده: إسمعي أصآله .. فدوى هذي بنتنآ وتخصنآ , وهي بحضآنتك .. بـ الطيب والمعروف إنآ نرسلهآ لهم إسبوع .. هي بنت ولدهم , من دمهم ولحمهم , مآيجوز نمنعهآ عنهم ولآ نمنعهم عنهآ , لكن مثلمآ مآلك بنفسه يوصلهآ بسيآرته عندهم , ومثل مآنشغل مآلك وأنآ إللي وصلتهآ عندهم , همّ بـ المثـل .. يآكُثر عمآنهآ مآتعنى وآحدن فيهم ووصل البنت بنفسّه ! ويجي بعد يآخذهآ من هني بنفسـه .. ينســوون , ينسون تجيهم مره ثآنيه .. فآهمه !
جت بتفتح فمهآ إلآ ويوقفهآ بحزم قآطـع بنبره صآرمه: إنتهــــــــى

قآلهآ ثم صدّ عنهآ متكتف ينآظر بشآشة البلآزمآ العريضـه آلمثبته بـ الجدآر وإللي إحتلت نصفـه: وخلّ نشوف لمتى بيتحملون هآلشيّ
أصآله: عندك إحسآس إنهم مآيبون البنت !
نآظرهآ لثوآني سآكت ثم أردف بهدوء: مب سآلفة يبونهآ أو لآ , بس مآهم مهتميّـن .. لآتنكرين إن إللي يبون شوفتهآ هم جدآنهآ مب أحد من عمانها .. صحّ !

عضت على شفتهآ السفلى وعيونهآ بـ الأرض مفضله عدم آلرد بينمآ أكمل هو بعدمآ فهم آلتعبير بوجهه وإللي ردّ عن لسآنهآ إللي آثر آلصمت: جدآنهآ يبون يشوفونهآ ع آلعين وآلرآس .. يوم بـ الإسبوع كآفي نوديهآ زيآره .. أمآ إسبوع بكبره ! هآلموضوع بيديهم , كنهم يبونـه إذاً غصباً يمشون إللي نبيّـه وبـ الأخير إحنآ مآنطآلب بشيّ غلـط .. ولآ لك رآي ثآنـي !
إستعطفته بعيونهآ آلمترجيّه ووجههآ إللي رق: يآسند مآنبي نسويّ مشآكل
صد وجهه عنها بلآ مبآلآه: سكتي بس وللي يعآفيك , مآتدرين وينهآ مصلحة بنتك , مدري متى بتخلين عنك هآلسلبيّـه ! إكتبي إكتبي بدفترك ذآ وسآلفة آلبنت علـيّ .. يآ أنآ يآ آل صآلــح ..

لوت فمهآ بـ إستيآء وقد صآب نفسهآ شيئ من الإرتيآب .. توّهآ بترفع دفترهآ إلآ وإلتفت عليهآ بسرعه وكنه تذكر شيّ يقوله: صحيح وشهو ذآ إللي تكتبينـه دوم بهآلدفتر !
أطبقت فمهآ بـ إبتسآمه خجولـه مجآوبته بنبره منخفضـه وعيونهآ على الدفتر بيدهآ: عآدي , مغير مقالات قصيره , واوقات خواطر
سند: وهآلخوآطر عآدي نقرآهآ ولآ شيّ خآص !

وقفت بسرعه متحمسه وجلست جمبه بعدمآ كآنت مقآبله له , مدت له الدفتر بـ إبتسآمه ردهآ لها وهو يآخذ منهآ الدفتر إللي تأملته عيونه الحآده الثآقبه للحظات قبل لآيفتحـه .. دفتر سِلـك سميك غلآفـه كرتوني غليـظ , أسودّ آللون محفور عليـه حرف الـ f مبين آلورقه البيضآء من تحته .. وبدآخل آلحرف كريستآلآت صغيره فضيـه تلمـع ..
غصباً عنه إتسع فمه بـ إبتسآمه كشفت عن رتآبة أسنآنه المتنآسقه وأصآبعه تتحسس آلحرف اللآمــع , هآمس بصوت شبه مسموع: فــــــدوى ..

نآظرهآ على يمينه وبعدهآ الإبتسآمه بوجههآ عريضـه سآئلها بمشآكسـه: أفتـــح !
أصآله: إفتــــح
من آلوسط فتحه مكآن آلقلم إللي كآن ينتصف آلورق , على آخر شيّ كآنت تكتبـه .. مقآلـه إجتمآعيّـه نقديّه سآخرهـ ,,
إنعقدوآ حآجبيه للوهلـه الأولى من طآحت عيونه على بدآيآت الكلآم ورتآبتـه .. شلون توصف الوآقـع بـ إزدحآم أحدآثـه بهآلسطور آلقليلـه .. قلمهآ وآقعي , شفآف , سآخـر , مُبـدع ..
نآظرهآ وآلعجب بوجهه: هذي كتآبآتك !

أومأت رآسهآ إيجآباً بوجه يآئس محبط: سخآفآت , لآتهتـم
رفع حآجبه الأيسر وهو يقلب على صفحه ثآنيـه .. نفس الإسلوب بنفس القآلب السآخر إلآ إن آلموضوع مختلـف ..
....: أصآله من جد هذي كتآبآتك !
وسعت عيونهآ ومعهآ توسعت إبتسآمتهآ: هههه إيه كتآبآتي , شفيك لهآلدرجـه مبهور , ليكون عجبك !
مطّ شفته السفلى وهو بقمة إنبهآره وإستنكآره الشديد إن أصآله أخته , هذي البآئسـه إللي مآينسمـع لهآ صوت وكأنهآ خآرج نطآق الكون لهآ هآلقلم الجريئ النآقـد ... معقوله ذولي إللي يقولون إن سكت لسآنك تكلّم عنك أحد إثنآن , يدك أو قلمـك !


تمّ يقلب الصفحآت بنهم وعيونه تفترس الكلمآت: سألتك من قبل عن أي هوآيه تحبين تمآرسينهآ , أي موهبـه , ليش ! ليش سكتي

أصآله: أحسّك تبآلغ شفيك ! ترآ كلهآ كلمتين أكتبهآ من أحس بـ ملل , مآهيب ذآك الزود
سند: بلـى , ذآك الزود وأزود .. إنتي ليش تنتقصين من نفسـك ! وليش ثقتك بنفسك عدم ! أستغفرك يآربي ذآ البيت حآله منقلب , معقوله عندك هآلموهبـه وهآلكثر تقللين من نفسك ! المصيبه إنك منتيب ملآحظه إمتلآكك لهآ ! وإللي يقهر سآلي أختك ! مدري من وين جآيبه هآلثقه كلهآ مع إنهآ مو بمحلهآ بس نقطه تحسب لهآ
أصآله: ههههه تكفى لآتسمعـك مب نآقصين

إتسعو عيونه بتفآجئ وكنه تذكر شيّ: أوفّ , سُهيـل نسيتـه ! رآح ولآ بآقـي !
أشرت له بيدهآ يهدي من نفسّه: مع سآلي
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم: وين !
أصآله: رقى معهآ لغرفـة أبوي يشوفـه ,
سند: أهـآآآ .. ومآلك وينـه !
أصآله: ترآ نزل من شوي سأل عنك وقآل إنك تبيـه بس إنت طلعت توصّل فيدو

سند: طيب وعآدي كذآ نخلّ الرجّآل بروحـه ! أطلع لهم ولآ وش أسويّ !
أصآله: لآ مآعليك خلهم برآحتهم ذي أول مره تصير يمكن سآلي قلبهآ يحنّ شوي وترحم هآلمسكين خطيبهآ ههههه
....: ليش علآمهم !
أصآله: معذبته , والآدمـي مآشآلله , بلسم ع الجرح .. تخيّل مخطوبين صآرلهم سنـه !

إرتفعوآ حآجبيه بـ تفآجئ تدآركته أصآله بضحكه: ههههه إيه , نفس آلتعبير إللي بوجهك هذآ .. من سنـه , ولآيطرآلك إن فيه أسبآب تمنـع , مآيمنع إلآ سآلي كل مآلهآ وتأجـل مدري شفيهآ ! – نآظرته بـ إهتمآم سآئله بصوت منخفض تتحرى إجآبه معينه ببآلهآ – إنت وش رآيك بـ سُهيـل ؟
إرتفعوآ حآجبيه مآط شفته السفلى: وآلله خوش رجّآل .. ولد أجوآد , أميـن .. أبوك يعرف يختآر رجآله عدل
أصآله: وآلله !
نآظرهآ بـ تشكك: إيه , شفيك مستغربه !

صدت عنه تمسح عنقهآ بتوتر وشكلهآ آلحين بتخربهآ وتعلمه بآللي قآلته سآلي عن سُهيل: لآآآ عآدي , بس أسأل
سند: تقريباً أنضـف شخـص شفته بذي الديره من جيتهآ , كل موظفين المؤسسه مآشفت أنجسّ منهم , إن طآحت آلبقره كثرت سكآكينهآ , لولآ آلله ثم وجود سُهيل آلله يبآرك له , كآن تبهذلنآ , آلصرآحه عجبنـي ,, وللصرآحه أكثر خسآره بـ سآلي
ضربته بـ خِفّه من كتفه: ههههه حرآم عليك وآلله إنهآ طيبّـه بس مشكلتهآ تعآمل الكلّ سوآ , مآتعرف تفصل بين كونهآ دكتوره سآلي بـ الجآمعه , وسآلي بس , هني بـ البيت !

لوى فمه بعدم إهتمآم وهو ينآظر الدفتر على رجوله: آلمهم أصآله .. فيه عمود بـ جريدة آلفجـر , أقرآهآ كل يوم من إسبوع ونفسّه العمود فآرغ بـ صفحـة المرآسلآت ... تدرين وش نسوّي !
نآظرته بعدم فهم هآمسه ببلآهه: إيــش !
سند: نكلّم آلجريـده , تآخذين هذآ العمود بـ إسمـك .. أصآلــه , عآمـر , آلمرشـد .. صدقيني رحّ يكون أنجح عمود .. مجتمعنآ هذآ مآيحب إللي يوآجهه بعيوبـه , مآيتقبلهآ إلآ إن كآنت آلموآجهه هذي سآخـره , تضحـكه .. يعني تخليـه يضحك على نفسـه ! شفتي آلتنآقض ..

إتسعت عيونهآ أكثر بعدم فهـم , وعدم إستيعآب .. كمّ كبير من الكلمآت أطلقه سنـد مآستوعبه مخهآ بطيئ آلفهـم !
جت بتعترض هآمسـه: بـــ .... ـــس , إلآ وأوقفهآ من فوره بـ إندفآع: ولآ بسّ ولآ شيّ , آلبركـه بـ إسم عآمر المرشـد , وين يلقون إسم مثل هذآ رآعي لـ إسم جريدتهم ! بس مآنبيهآ وآسطـه من عدم .. أبيك تختآرين ثلآث من أفضل كتآبآتك , أو آلحين نختآر سوآ , نرسلهآ لهم ونقدم طلـب على هآلعمود .. شرآيك !

بعدهآ مأخوذه من الصدمـه , هذي الكتآبآت التآفهه من وجهة نظرهآ وإللي مآعمرهآ أبصرت النور إلآ من عيونهآ , هي فقـط , وتوّه الحين سنـد شآفهآ , معقوله يكون لهآ إسم , إسم بجريده عظيم إسمهآ ..!
إسمهآ إللي إستنكرته كثير مثل إستنكآرهآ لنفسهآ , ولوآقع وجودهآ بهآلحيآهـ , آلحين بيكـون هو وحده أعلـى وأغلـى قيمـه , أصآلــه .. أصآلـه فقــط ..

نآظرت سند آلمندمج بتقليب صفحآت الدفتر – بنبره هآدئه , غريبه , ومريبه - : مآبي أحد يعرف إسمـي
نآظرهآ بسرعه وقد اختفت إبتسآمته من فورهآ بعقدة حآجبين مقطبين بعدم فهم , أردفت هي من إستيعآبهآ إستفهآمه: مآبي أنقبل عشآن إسم أبوي , وإن قبلـوني مآ أبيهم يقرأون لي عشآن إسم أبوي .. وإن إهتموآ فعلاً بآللي أكتبه مآ أبي يكون إهتمآمهم هو أسآسه إهتمآمهم بـ أبـوي ... عرفــــــت ؟!


/
/

/



تأفف بـ ملل من طول وقوفه وإنتظآره ..
مآيفصله عنهآ إلآ شآرع يقطعه بـ العرض ..
طوآل السآعتين إللي مضوآ وهو مكآنه .. جآلس فوق درآجته مفرق رجوله المثبته بـ الأرض , مصلب ظهره ومكتف سآعديه بعدمآ شآف الوقت بـ سآعته سودآء الأوستيك حول معصمه الأيسر مشيره عقآربهآ لـ الثآنيه بعد منتصف آلليل ..
يرآقبهآ من أول مآطلعت من البيت , اثنآعش حُكـم ..

هذآ هو المكآن إللي تشتغل فيـه , بينزينـه على طريق سريـع شبـه خآلي .. يوحي بأنه مهجور .. المكآن المثآلي لتصوير فيلم من أفلآم الرعب الأجنبيّه .. آآخ لو يجيهآ السفّآح القآتل الحين نآحر عنقهآ ومبرد حرته فيهآ .. هذآ هو الخآطر إللي طرآله وهو يشوفهآ بروحهآ ورجّآل مآيشوف ملآمحـه ورآ كآبينته القزآزيّـه ..

كل حين وبيـن مآتمرّ سيّآره أو شآحنه وتمـوّن ..
وقتهآ كلّه بمكآنهآ جآلس على سور الخرسآنه القصير .. يديهآ مضمومتين لمآ بين فخذيها .. سيقآنهآ آلقصيره ممده قدآمهآ , مميله رآسهآ لمآكينة البينزين على يمينهآ مستنده .. يوحي مظهرهآ بـ اليأس , البؤس .. أو التشـرد ..

حتى إن مآمعهآ جوآل يشغل وقتهآ .. هآلبنت بعآلم ثآني مغآير تمآماً للوآقع البآئس إللي غزت فيه التكنولوجيآ حيآتنآ وحولتهآ لـ محآدثه شآت كبيـره من خلآلهآ نتوآصل !
إن عتبت على غيرك قلة سؤآله , جآوبك بآقـة النـت مخلصّـه !

بحركه فُجآئيه منهآ إنشد كلّ وتر وعصب بـ جسمه أول مآوقفت عن مكآنهآ , ضآقت عيونه الثآقب نظرهآ مآيشوف إلآ ظهرهآ وهي تبتعد .. تتلآشى .. وأخيراً إختفت ..
فزّ قلبـه منفغـر فمـه بـ فتحه صغيره محتده نظرآته ..
جآ بيوقف عن درآجته إلآ وتظهـر من جديد قدآمـه .. وبثانيه إرتخت أعصآبه المشدوده , هدت أنفآسـه المضطربه وإستقرت أحشآءه آلمنقبضـه ..
شآفهآ وهي تجآهد وتسحب من ورآهآ خرطوم غليـظ , طويل متشآبك .. بلحظـه إنفلت من يدهآ إثر التدفق العنيف للمويه من خلآلـه .. صآر يتلوى بـ الأرض كمآ الحيّـه في محآوله التملـص من قبضـه بشريه خآنقه ..

كل مآجت تمسك رآس الخرطوم إلآ ويتلوى بحركة مبآغته فآلت منهآ .. يمين يسآر , يسآر يميـن
غصباً عنه شقت الإبتسآمه طريقهآ بوجهه الجآمد إنحلت معهآ عقدة حآجبيه المقطبيـن ..
هذي هي ليلآه المشآغبـه المشآكسـه آلنآبضـه بـ الحيآه والصخـب ..
برغـم مقته الحآلي لهآ وآلبغـض إللي إمتلآ به قلبـه تجآههآ وإللي تزآيد أضعآف من آخر موقف تحديداً ..
قآلتهآ له وبدم بآرد ........ حبوب منع الحمـل !
وببلآهه سأل تكذيباً لكل تأكيدآته إللي وضحت كمآ آلشمـس بنورهآ ..... تخصّ منو هذي الحبوب يآليلآ ؟!
إرتفع حآجبهآ الأيسر إستخفآفاً بسؤآله السآذج مردفه بعدهآ بنفس الإستخفآف: مآحد هني غيري أنآ وجـو .. تعتقد إنهآ لـه ؟!
إعتصر آلعلبه الورقيه بقبضته الغآضبه – من بين أسنآنه - : وش لك غرض بهآلحبوب يآليلآ ؟!
مطت شفتهآ السفلى رآفعه كتوفهآ مردفه ببرود مستفز: مآ أبي أحمل وأنآ بهآلعمـر .. – نآظرته بتأكيد رآفعه حآجبيهآ – ومن أول عــلآقـــه

إنطبقوآ فكيّه على بعضهـم بقهر كبير , سآحب نفس عميق من فتحتي خشمـه إللي ضآقوآ لحد الإلتصآق .. تصآكت أسنآنه وأصدرت جزّ مزُعـج مآتحمّله حآذف العلبـه من يده بغيظ وعصبيّـه لتصك في جبينهآ وتطيح بـ الأرض .. أقفى من بعدهآ بخطوآت زلزآليّـه قبل يلبسّه شيطآنه ويطلـع منـه مآلآيّـد له فيـه !

لف مفتآحه محرك درآجتـه بـ البطيئ قآطـع الطريـق وصولاً لسآحـة البينزينـه الكبيـرهـ الملسـآء ..
وقف قدآم مآكينة البينزيـن بهـدوء منتظـر بينمآ وسعت هي عيونهآ بدهشـه قآطـه الخرطوم من يدهآ ومشت صوبه بسرعه تمسح يدينهآ بـ جآنبي ملآبسهآ ...
سحبت الخرطـوم بسرعه متعذره تأخيرهآ بـ إندفآع: عـذراً .. كـم تُريـ ......!!
إنفغر فمهآ قآطعه إندفآع كلمآتهآ أول مآستقرت عيونهآ المشتته بقلة تركيـز بذيك العيون الحآده الثآقبـه ..

نطقـت بدهشـه عدم تصديق وتفآجئ من وجوده قدآمهآ بعد إنقطآع دآم إسبوع كآمـل من آخر مره توآجد فيهآ ببيتـهآ وظنت إنهآ آلنهآيه مع كذبتهآ آلثقيل وقعهآ على نفسـه: نجــــــــم !
إرتفع نظره للمكآن من حولهآ بنظره تقييمـه: هذآ هو مكآن شغلـك أجـل !
نآظرت ورآهآ بآللي جآلس على كرسيه ورآ كآبينته القزآزيّه وببآلهآ أول تحذير حذرهآ فيـه , ممنوع تفتعل مشكلـه مع أيّ حدّ حتى وإن كآنت إهي آلمظلومـه وإلآ بتنفصـل .. وجود نجـم بهآلمكآن هو آلمشكلـه بحدّ ذآتهآ ..
بلعت ريقهآ وبعيونهآ نظره كآنت أقرب للترجـي – بحقد من بين أسنآنهآ - : إنت إيش إللي تسويه هنآ !!

إرتفعوآ حآجبيه بـ إستغرآب مصحوب بـ إستخفآف: وآلله !
رصت على أسنآنهآ أكثر بنبره جآفه منبهه: نجــــــم !
....: هذي مو بينزينـه ؟
ليلآ: إيه بينزينـه
....: وإنتو فآتحيـن ! شغآليـن !
ردت وإلتفتت ورآهآ بتوتر ثم نآظرته: إيه فآتحين وشغآلين , شللي تبيه إنت الحين !
مطّ شفتيـه ببديهيه وجآوبهآ ببرود: أبي أمـوّن .. شللي بـ أبيه يعني ؟
نآظرت درآجته بـ عصبيّه مكبوتـه ثم ردت بـ حقد: وإنت من بين كل البينزينآت القريبه منك جآي تمون من هنـآ ؟

نآظرهآ بـ إشمئزآز: وإنتي ليش معصبه ! شدخلك إنتي اصلاً من وين أبي أموّن ؟ وش هآلمعآملـه آلزفـت ! منو رآعي هآلبينزينـه ! وينـه – مطّ رقبته ورآهآ وكنه يدور على شيّ أو آلرآعي إللي قصـده ويبيـه -
كورت قبضتيهآ بغضب من بين أسنآنهآ: وإنت وش دخلك فيـه ! ليش تبيـه !
ردّ ونآظرهآ بـ إحتقآر: أبي أتشكـى له من هآلمعآملـه الرديّه ! صآرلك سآعه تهرجيـن ويّآي ومنتيب شآيفه شغلك عدل ! ولآ يكون مآتبين تمونين !

أطبقت شفتيهآ بغيظ سآحبه آلخرطوم بنفآذ صبـر آمرته بـ جفآف: إفتـح آلـتنك
أول مآوصلت آلخرطوم ونآظرت بـ آلشآشه الآ وتشوفهآ مفولـه لآخرهآ إلآ من آلشيّ القليل , إنعقدوآ حآجبيهآ بـ حده مصحوبه بـ إستنكآر شديد: درآجتك مفوله لآخرهآ مِستـر نجم !
رفع ذقنه صوب الشآشه الرقميه للمآكينه كـ إشآره: وين ! مآتشوفين آلنقص إنتي ! ولآ مآتفهمين !
نزلت الذرآع مطلقـه من خلآله سيل آلبينزين بـ فتحـة آلتنك وعيونهآ على آلشآشه إللي توآلت أرقآمهآ لحد مآوقفت ومعهآ سحبت آلخرطوم إللي يقطـر منه آلبينزين رآدته لمكآنه صآده عنه بوجههآ بآسطه كفهآ: دولآر وأربعـة عشر سِنت

تكتف رآمقهآ بنظره مآسحه لأدق تفآصيلهآ من رآسهآ لأخمص قدميهآ ...
بعده رآسهآ مخبى تحت هآلأيس كآب آلصوفـي الأسوّد .. طبقآت كثيفه فضفآضه من الملآبس فوق بعضهآ إنتهت بـ تيشيرت رياضي يحمـل رقـم 16 كبير بـ المنتصـف وفوقه جآكيت جلـدي أسود آللون ... جينز فآتح فضفآض وكونفيرس سودآء بـ أربطـه بيضآء ...

شكلهآ أبعد مآيكون عن الرتآبـه وآلمظهـر آلحسـن ! توحـي للوهلـه الأولـى بـ إنهآ شآب قبيـح مهمـل آلمظهـر وبـ التدقيق وحده وحده بتبين ملآمحهآ مظهره معهآ آلحقيقه المُرّه بـ كونهآ فتـــآه وهذآ هو شكلهآ !
نآظرته بـ إستنكآر مضيقه عيونهآ – بنبره صآرمه نآتجه من نفآذ صبرهآ - : سمعــت ! دولآر وأربعة عشر سِنـت
....: هذآ ثمـن إيش ؟
إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم فهم لسؤآله مجآوبته بنبره بآهته صآبهآ آلشك والإرتيآب من مقصد سؤآله آلغريب: ثمن آلتمويـن ..

إنفغر فمه بـ فتحه قصيره رآفع حآجبيه بـ إستيعآب: أهــآآآ
نآظر بـ كفهآ آلمبسوط بـ تشنـج ممتده أطرآفهآ بـ إستقآمه متلآصقين ثم أردف بسؤآل إخترق حشآشتهآ فـ آلصميم: وإنتي كــمّ ثمنــك ؟
ثبتت عيونهآ آلجآمده بعيونه آلمستمتعه , رخت أعصآبهآ للحد إللي معه إنكمشت أطرآف كفهآ آلمبسوط ومعه إرتخى سآعدهآ نزولاً مرتطم بـ الفرآغ , متهآدي ريحهّ وجيّه ..... بـ الهـوآ ..
رفع حآجبه الأيسر مردف بنفس آلنبره آلجآمده السآحقه معهآ أي تصنـع لهآ بـ القوه وآلقدره والثبآت: ثمـنك بـ ليلـه وحده ....... كـــمّ يآليلآ !
تجمعت آلدموع بعيونهآ , فآضـت , وإنسكبـت ...
نبرتهآ مهزوزه مرتجفـه , وآهنـه , بآكيـه .. رقت ملآمحهآ بـ إنكسآر تسأله بعدم تصديـق لقصـده: نجــــم !!!

رفع ذقنـه بغرور سآحق وكبريآء مؤلـم: بـ إيش أفرق عن إللي بعتي له نفسـك ! إن كآن ببلآش فـ أنآ رح أثمنـك .. بعطيـك المقآبل إللي تبيـن
أحنت رآسهآ تنآظر الأرض لتستقر دموعهآ عليهم بدلاً من خديهآ مكوره قبضتيهآ المرتجفتين – بـ توسـل بآكـي مؤلـم تسأله السكوت - : نجــــــم !
على وضعـه الجآمد اللآمبآلي لـ دموعهآ , أنّآتهآ وشهقآتهآ .. ضعفهآ وجرحـه لهآ .. مكتف ذرآعيّه برفعـة حآجب وآحد بـ إنتصآر حسّي أبرّد فيـه جزء من إشتعآل جوفـه وإللي صآر له إسبوع حآرقـه وكآويـه !

....: ليــــــــلآآآآ !
إلتفت بحده وسرعـه لذآك إللي نطـق إسمهآ بلهفـه مصحوبه بـ قلق .. إقترب خطوته الأخيره فآصل بينآتهم , كحجآب حآجـز بشريّ يمنعه عن ليلآه .. وشوفتهآ !
شددّ من مسكته لزنديهآ هآزهآ بقوه ينبههآ له ولوجوده بنفس آلنبره آلمتلهفـه وكأنهآ كآنت آلشيّ آلوحيد النآقص لإكتمآل الإشتعآل بصدر نجم وإللي معـه , إحترق وتفحـمّ: ليــلآآآ عزيزتــي .. أنتي بخيـر !

رفعت له رآسهآ والألم بملآمحهآ الحزينه المنكسـره , دموعهآ تتسآبق بـ الإنهمآر أيهم تنزل أول !
إلتفت ورآه وشرر آلعصبيـه يتطآير من عيونه الزرقآء الضيقه: مآللذي فعلته لهآ أيّهآ آلوضيـع !
ضيق نجم عيونه بـ إستنكآر: ومن تكون أنت بحق آلجحيـم ؟
نفث نفثـه حآرّه مغتآظه ثم سفهه سآئلهآ بـ تحرّي قلوق: ليلآ أجيبيني , أنتي بخير ! مآبكِ ؟
طآل صمتهآ إلآ من دموع متألمه منسكبـه , نآظرته من ورآ كتوف إللي وآقف قدآمهآ بآلوسط مآبينهم وبعيونهآ لـوم قآتـل سحـق معه كلّ ذرة قسوه وحِده وجفآف ..

بلحظـه تبددت وبلحظـه تجددت من لمسـه عآطفيّـه , من ضمـه حميميـه يوم سحبهآ ذآك لصدره محآوط رقبتهآ بذرآعيه إللي شكلّوآ حلقـه: يآ إلهي ليلآ مآللذي يبكيـك ؟!
توسعت عيونه الحمرآء القآدحه بـ الشرر سآحبه من سويتره الجلدي الكحلي .. حآضنهآ ويسألهآ وش إللي مبكيك ! " إلآ أنآ إللي آلحين ببكيـــك "

فك حصآر ذرآعيه من حول رقبتهآ وبـ التصوير آلبطيئ إلتفت بكآمل وجهه بعيون محتده كسآه ذهـول صآدم وبترقبّ إستقرت عيونه على ذآك العملآق ضخم آلبنيّه مقآرنـة بجسده آلنحيـل آلضعيف وقصر قآمتـه .. كآسيه آلسوآد إبتدآءاً من شعره الكثيف الغزير أسود آللون جآكيته آلجلدي الأسود بسحآبه آلمسكر وآلمشمر لمنتصف سآعديه بـ قفآزآت جلديّه سودآء .. بنطلـون ريآضي قطنـي وسيـع أسود آللون .. كونفيرس أسود .. !

جسـم ريآضيّ صحّـي , ملآمـح لآتينيّـه بآرزه بلون بشرتـه آلبرونزيّـه .. عيونه العسليّه آلدآكنه .. وسيعـه من محآجرهآ ومسحوبـه من آخرهآ .. رموش سودآء طويلّـه وكثيفه كثآفه ربآنيّه ... ذقن مشذبـه بـ أنآقه وعوآرض دقيقـه خفيفـه .. وسآمـه سآحـقه نآبضـه بـ الرجولـه وآلفحولـه ..
شده من مسكته لـ سويتره بيمنآه لحد مآقآرب يوقف آلثآني على أطرآفه وكنـه فرخ صغيـر وهو سآحبـه ...

نآظرهآ بـ كُره وبغـض شديديـن تفجروآ من عيونـه الحآقده آلمستنكره وآلمستصغره يناظرها: هــذآآ ! هـذآ هو إللي تركتينـي عشآنـه .. هذآآ !
نآظره بـ جفآف مصحوب بـ إشمئزآز من تجعيدة أنفه آلحآد آلمرفوع طرفـه وكنه يشم ريحـه خبيثـه كريهه محرك عيونه عليـه بنظره تقييميـه كآنت نتيجتـهآ صفـر ومآدون لهذآ آلذكـر النآقص من رجولته آلكثير وآلكثير بحكمـه آلظآهري المجحـف !

تبآدر لذهنـه ذآك آلموقف وهي بـ موقف كرآجآت آلفندق بعدمآ أنهت دوآمهآ وكآنت بـ إنتظآر موعدهآ الأول .. مع شآب أجنبي شآبه هذآ إللي بقبضتـه آلحيـن ...
جلست على الرصيف مخبيّه وجههآ بكفوفهآ تندب وتلوم عليـه موعدهآ آلغرآمي المنتظـر ..
" كآن وسيـم , بشرته بيضآء صآفيـه , أشقـر وعيونه زرقآء "

هذآ كلآمهآ إللي قآلته تندب حظهآ بعد مآفوّت عليهآ موعدهآ مع آلشآب السآبق ذكر موآصفآته ...
إرتفع طرف شفته العلويّه بـ إحتقآر لآمثيل له: هذآ هو آلنوع آلحقير من الرجآل إللي تفضلينـه أجـل ! هذآ هو ذوقك آلمنحـط !
إمتلآ صدرهآ بحقـد طآغـي وبغـض مآعآد جوفهآ يقوى على كتمآنه ..

بكلّ آلكـره وآلبغـض وآلحقـد وآلعتب وآللوم وآلحـبّ وآللهفـه والإشتيآق , بكلّ مشآعرهآ آلمتدآخلـه وعوآطفهآ آلمضطربـه إمتدت رآحتيهآ مستقره على صدره دآفتـه آلدفـه إللي كنهآ معهآ تحرر كل هآلأحآسيس آلكثيره آلمكبوته النآبضـه بـ إسمـه .. وإسمـه فقـط !
دفته بأقوى قوه تملكتهآ وإللي معهآ إنفكت قبضته من سويتر ( نـوآ ) آلمندهـش , إرتد خطوه مختلّـه إرتطم فيهآ بدرآجته إللي طآحت على جمبهآ مصدره صـوت تصآدم عنيـف بـ الأرضيـه الخرسآنيّـه آللزقـه ..

صوت من بعيـد مرتعـب يصيـح: مآللذي يحــدث هنـــآآآ ! من أنتـــم !
بنبره جهوريّه حآقده أُفرز منهآ كميآت مُرعبه من آلغيـظ وآلقهـر , آلنقـم وآلكُره والإحتقآن: إبعـــــــــد عنــــــي يآنجــــــــم وإطلــــع من حيآآآآتــــــــــــــي .. إطلـع منـي وإرحمنــــــــــــي

شدهآ عليه من يآقة جآكيتهآ اليسرى بـ يمنآه هآمس بـ حقد من بين أسنآنه , تلفحهآ أنفآسه آلحآره محرقتهآ: أطلـع من حيآتك ويدخلهآ هذآ آلكلـــب ! هــآآه !!
حآوطت معصمه آلأيمن بيديهآ إلآ إنهآ مآقدرت تفك مسكته ليآقة جآكيتهآ .. بنبره متسآويه معه بـ آلهمس آلجآف آلحآقد: إن كنت توك مآنتبهت , أنآ من زمآن وطلعتك من حيآتي , وهذآ اللي تقول عنه كلب هو آلحين مآليهآ .. اهو إللي سلمتـه نفسي واهو إللي أخذ عذريتـي

آلجملـه إللي كآنت كفيلـه تفجـر برآكيـن غضبـه ليدفعهآ بقبضتـه آلممسكه بيآقتهآ من صدرهآ .. آلدفعـه آلعنيفـه إللي على إثرهآ إقتلعهآ من مكآنهآ .. حست إن رجولهآ مرتفعه عن الأرض .. معلقـه بـ الفرآغ .. قوة آلدفعه كآنت أكبر من قوة الجآذبيّـه لترتد لمآ ورآهآ مصطدمـه بـه بكل عنـف وقوه وشرآسـه .. ولولآ ستر آلله إن ذآك آلجسـم آلضخم آلممتلئ حآل بينهآ وبين مآكينة آلبنزيـن آلصلبـه وإلآ كآنت لقت حتفهآ بـ التأكيد إثر هآلإصطدآم آلعنيـف ..

لقفهآ صآحب البينزينـه محتضنهآ وكأنه حارس المرمى وهي كوره إلتقطهآ وإستقرت بـ حضنـه !
وقبل مآيتدآرك الرجل جسم ليلآ آلنحيل آلملقى عليـه .. أو تدآرك ليلآ وحشيّة نجـم .. وقبل مآيتدآرك نجم نفسـه سوآة يديـه .. سدد لـه ذآك إللي على يسآره قبضته الغآضبـه إنتقآماً للي شآفـه لتصيب لكمتـه الفك آلسُفلي لـ نجـم .. مآل وجهه للجهه آلثآنيّه بملآمح متفآجئـه صآحبهآ تألـم ..
برغـم ضعف بنيّة هذآ الشآب إلآ إن لكمتـه حديديـه .. قآسيـه .. وموجعــه

سأله وعيونه الزرقآء يتطآق منهآ الشرر , تبدل بيآض بشرته لإحمرآر دآمي: كيف تتجـرأ أيهآ آلوضيــــع السآفـــل !

مآكآن ردّ فعل نجم إلآ لكمـه قآسيّه .. وإن كآنت لكمـة نـوآ حديديّه فـ لكمـة نجـم فولآذيّه !
أردته الأرض من خلفـه ومن تحتـه .. مآسـح بظهر كفـه سآئل أحمـر دآفئ بدآ ينسآل من زآوية فمـه آليسرى ليصيـح آلعنصـر آلذكوري الثآلث بـ الموقف: مآللذي تفعلونـه بحـق آلسمآوآت ! أتتشآجرون لأجلهآ ! – نآظر ليلآ الوآقفه جمبـه بوجـه أبيـض رمآدي , شآحـب , مأخوذ من الصدمـه وبـ صدمـه ! –

إحتدت نظرآته آلمستنكره لهآ مردف بـ لهجـه بآهته مذهوله , مستغربـه ومندهشـه: مآبكـم يآرجـآل ! إنهآ فتآه قبيحــه .. إنهآ ! إنهـآ ! إنهـــآ صلعــــآء – قآل قولـه بموآزه لـ فعلـه , سآحب غطآ رآسهآ آلصوفي آلدآفي ليبآغت جلد رأسهآ لفحـة بروده قرستهآ دآخلياً .. آلمتهآ نفسياً –
وقف نوآ عن الأرض وقد إمتلآ صدره وإنتفـخ بـ غيـظ ونقـم لتمتد يده مرتفعه بـ الهوآ , هآبطـه هبوط سريـع إضطرآري مرتطمـه بـ عظآم وجهه آلمترهـل: كيـــف تجــرؤ أيهآ آللعيـــن !
قآل كلمتـه من هنـي بـ التوآزي مع لكمـة نجـم آلثآنيـه آلمسدده لوجهه , إن كآنت لكمـة نوآ قد حطمت عظآم وجهه فـ لكمـة نجم التأكيديه الثآنيـه قد سحقـــتهــآ !
الرجّآل إللى هوى أرضاً صآد عن وجهه بسآعديـه حآميـه من لكمآتهم آلقآسيه آلموجعـه لتحـل الركلآت العنيفـه القآتلـه بدآلهآ من كل صـوب ونآح ..
ركله تطول جمبه وثآنيه تطول ظهـره , وجهه المخفـي , سآقيـه ومآبين رجليـه ...

أجفلهآ صوت صرخآته المتألمـه المستغيثـه بـ إستجدآء مرير لتطلـق هي صرختهآ المجللـه كآسـره صمـت الفضآء من حولهآ إلآ من صوت اللآهثـه انفآسهم من غضب عتيـــق مكبوت مآصدقوآ وحرروه على هذآ آلسمين الضعيف أمره آلمقعـد بـ أرضـه ...
....: كفــــــــــــــــــــــــى .. كفــــــــــى
ضربت الأرض برجلهآ اليمنى إعترآضاً , دموعهآ شلآلآت بلآ أمل في التوقف: مآبكـــم ! ستقتلونـــه .. آآآآهــ يآ إلهـــــــــــي

جلست على ركبتيهآ بـ الأرض جمب رآعي شغلهآ آلمتألـم .. معصمه الأيسر بين يدهآ آليسرى , وبرآحتهآ آليمنى تحسست ظهره , بصوت بآكي ونبره مخنوقه: أنت بخيـــر ! سآمحنـي أرجوك
نفض معصمه من يدهآ بـ القوه خآزهآ بنظره نآريّه حآقده: وكيف أكون بخير أيتهآ آلوضيعـه ! أنتــي مطــروده , لآ أريد أن أرى وجهك بعد آليوم
جلست على سآقيهآ آلمثنيين من تحتهآ تنآظر بـ آلسمآ آلفسيحـه آلوسيعـه آلسودآء بـ هيئة البآئس فآقد الأمل المستسلم , مطبقـه فمهآ , شآده شفتيهآ , معتصره عيونهآ آلمقفله بقوهـ إلآ إن دموعهآ أبتّ إلآ أن تنهمـر ...

جلس مقآبلهآ ثآني سآقه اليمنى من تحته ومسند مرفقه الأيسر على ركبته اليسرى , إستنطقهآ وآلقلـق متفجر من نظرته آلثآقبه: ليــــلآآ !
من وقع إسمهآ من صوته آلكريـه فتحت عيونهآ آلحمرآء آلمدمعه آلمنتفخ جفنيهـم رآده من بين أسنآنها بـ كُره وبغـض تعدآ مرحلـة الطآقـه والإحتمآل: أكرهك يآنجــــــم , أكرهــك وأكره كلّ شيّ فيــك .. أكرهك كلك ومآ أبيــــك .. لآ أشوف وجهـك ولآ أسمــع صوتــــك .. إعتقنــــي يآخـــــــي وآلله أكرهـــــــــــــــــك .. أكرهك أكرهك أكرهك .. – أحنت رآسهآ ونظرهآ آلمتألم مآبين فخذيهآ , مكوره قبضتيهآ آلمسندين على وركيهآ , مطلقه سرآح آخر كلمـه بنبره حزينـه , مجروحـه , ضعيفـه ووآهنـه – أكرهـــــك !

جلس نوآ جمبهآ محتضن وجههآ إللي أجبره على الإلتفآف ليقآبله مآسـح دموعهآ برقّـه ولطـف متنآهـي: سآمحينــي ليلآ أرجـوك
وقف الثآنـي عن الأرض وعيونه المصوبه تجآههم تحرقهـم بـ النآر إللي يحسّهآ .. نآر الحشـى .. نآر من آلـجوف حآرقـه .. نـآر آلغيــره !

يدري إنهآ تعآنـي وتتألـم , بس إللي هي مآتدريه إنه يعآنـي أضعآف ويتألـم اضعآف الأضعآف ... من يوم إبتعآدهآ عنه وهو بـ مرآر أفكآره والظنـون ..

حسبآله بيرتآح أول مآقرّت عيونه بشوفتهآ إلآ إنهآ كآنت بدآيآت العذآب .. إبتدآءاً من إقآمتهآ العُزلى ببيت ذآك الأجنبي جوزيف .. ذآك آلمسيحـي المتحرش المغتصب .. ثم تشوهآت الخآرج من حلقهآ لرأسهآ أو الحروق الدآميه على إمتدآد سآعديهآ وإللي مآهيّ إلآ إنعكآس للتشوهآت النفسيّه آلمتوجعـه والمتألمـه ... وكنهآ إجبآراً تعذب نفسّهآ !
وصولاً لـ القآضيـه .. إخرآجهآ له من حيآتهآ وإدخآل آلمسمـى نـوآ .. نوآ إللي سلمتـه نفسّهآ وآلشيّ آلنفيس آلمكنـون ..

عدل من وقوف درآجته آلمتضرر جمبهآ الأيسر إثر وقوعهآ , نآظرهآ ببـرود سآحـق معه أي ذرة رغبـه أو حتى أمل بـ تجدد آللقـآء: قولــي عنـي مـــره ........ وتربيــة مـــره .., إن شفتي وجهـي هذآ مره ثانيه بحيآتــــك !



/
/
/



بـ المطبـخ , جآلسـه على وآحد من الكرآسي الـ أربعه المحآوطـه الطآوله الإستيل آلمثبته بـ الأرض , مسيحـه جسمهآ بأريحيّه على الكرسي ممدده رجولهآ تحت الطآولـه ..
عدلت شيلتهآ الملفوفه بـ إهمآل على رآسهآ من سمعت صوت الجرس الخآرجـي للبيت وتركت الشغآله تحضيرهآ للفطور آلصبآحي طآلعه تشـوف منـو ..

رفعت رآسهآ بـ إنتبآه للشغآله أول مآدخلت عليهآ مقوسه شفتيهآ آلمطبقه لتحت بـ إستغرآب لتسألهآ بعقدة حآجبين: منـو !
رفعت كتوفهآ بمعنى إنهآ مآتدري ومعهآ إرتفعت يدهآ آلممسكـه ببوكيـه وردّ جـوري أحمرّ آللون قآنـي ... ملفوف بـ ورق أشبه بورق الجرآئد الأجنبيّه وفوقـه لفـه ثآنيـه من آلخيـش آلبنـي !

وقفت بحركـه ثقيله ممسكـه بوسطهآ من جآنب الظهـر بحآجبين إزدآدت عقدتهم بعيون مضيقـه من الإستفهآم وهي تستلم آلبوكيـه من يدّ الشغآله: منـو جآبـه !
....: مآفي معلوم , إسأل مستر آدم هآزآ حقـو !
بققت عيونهآ بصدمـه من ذكرت الشغآله قدآمهآ الإسـم ! مستـر آدم ! أي مستر آدم ! آدم نفسـه ولآ يتخيّل لهآ !
غصباً عنهآ شقت الإبتسآمه وجههآ سآفهه الشغآله بخطوآت سريعه متجآهله كلّ إرهآقهآ وكأنهآ تمشي على الهوآ , مآهيب حآسـه ..

ملآيين الأفكآر عصفـت بمخيلتهآ , آدم نفسـه إللي من ثلآث شهور مقآطعهآ من بعد سوآتهآ آلخبيثـه بتعمدهآ إبعآده عن وردهـ وقت وفآة أمهآ , بتمثيلهآ آلخبيث الإحترآفي قدرت تقنعه إن هآلشيّ لمصلحتـه والصحيح إللي ببآلهآ تهدهآ عليـه وتخربهآ ..!
" كنت أدري , كنت أدري يآ آدم إنك تحبنـي , لآ وردهـ ولآ مليون وردهـ يقدرون يغيروك عليّ .. هههه قآل وردهـ قآل "

قآلت كلمتهآ الأخيره وعيونهآ على الكرت الورقي آلملفوف بقشـه عشبيّه جآفّه , آلورقه كآنت أشبه بـ ورق الوصآيآ القديمـه مشققة الأطرآف .. ملفوفه بشكل حلزونـي ..
سحبت القشّه منهآ ومآسرع مآنفتحت الورقّه بعيون بآسمـه إفترست الكلمـآت .. بيت شعري قصير إلآ إن وقعه على نفسهآ كآن أكبر , وكأنهآ تقرأ ملحمـه شعريّه بلآ نهآيـه ... خطّ فآرسي جذّآب مُشكـل بـ آلفلومآستر الأسودّ الرفيـع ..

إنتي منتي بــسّ ( وردهـ ) بـ الحيــآه
إنتي في دُنيــــآي فيضــــــه من وُرود
يآكبــــــر حُبـــــكـ ويآمَكبـــر غــــــلآه
إنتي ( أغلى إنسآن ) عندي بـ الوُجود
a – w

ترقرقت الدموع بعيونهآ آلمشدوهه , آلمصدومه وآلغير مُصدقه ..
هآلبآقـه , هآلورد , وهآلكلآم .. لـ وردهـ ! لـ وردهـ مو لهـآ !
هآلحرف بـ الأخير جمب حرفـه ... حرف إسمهآ !

أطبقت فمهآ بـ القوّه تمنع إرتعآش فكهآ إللي إرتجف بـ ضعـف .. غصباً عنهآ إنهآلت دموعهآ آلصآمتـه , إنتفآضة صدرهآ متوآليـه بسبب كبتهآ لبكآهآ مآيطلع له صـوت ...
عفطت بـ القوّه الورقّه آلرقيقه آلخشبيه لحد مآتهشمـت بقبضتهآ ...
نآظرت ببآب غرفته وكميّآت مفزعه من الحقد تفيض من عيونهآ منسكبه مع دموعهآ ... جتّ بتفتح البآب إلآ وتجيّهآ الطعنـه مخترقـه صدرهآ مُحدثه الثقب في قلبهآ ...

....: جعلنـي فدآ روحـك , أحبّــك
- هههه آآخ مآ أقسآك , ترى خويّآي يدلعونـي أكثر منّك
- وردهـ تكفين قولي كلمه حلوه , بس كلمه وحده , طلبتك لآترديني
إرتفع صوت ضحكتـه مٌردف بعدهآ: ذبحتينــي وكل ذآ بـ الأخير وأنآ كمآن يآ آدم ! وإنتي كمآن إيش يآقلب آدم ؟
- هههه وردهـ حرآم عليك , مسويّلك مُفآجأه وجآيب لك هديّه حلوه , هآ قولي شيّ
- آآآف طفشتينـي , وآلله مآ أغنيلـك
- وآلله مآ أغنـي
- بكيفـك , ومآرح أجيب لك آلهديه , - تبدلت نبرته لـ جفآف وحده , مكمل -يلآ تجهزيّ بسرعه آلحين طآلع وأمرّك نشوف آلشقق نختآر منهم وحده , سـلآم

رمت البوكيّه بـ الأرض قدآم بآبه ودآست على آلوردّ سآحقته برجولـها ... تحت رجولها !
طقت البآب طقـه عنيفـه وحيدهـ ثم مشت عن البآب مكورّه قبضتيهآ بـ غيظ وحقـد وغّل , بعدهآ دموعهآ بلآ حسآب منسآبه .. " مثل هآلورد يآ آدم , مثل هآلورد بسآويك بـ الأرض وترآبهآ .... "
فتح البآب والإبتسآمه بعدهآ بوجهه بعدمآ قفل الخطّ بوجههآ , لعبه طرتله بـ الأخير يمآرسهآ عليهآ يضمن من خلآلهآ من يشوفهآ معآملـه طيبـه وريق معسـول في محآولـه مستميـته لإرضآءهـ بعدمآ تسببت في زعلـه !

إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب من الفرآغ قدآمـه ! منو أجل إللي طق البآب !
جآ بيقفل إلآ ويشوف كتلـه متوسطة الحجم مآيظهر محتوآهآ بسبب آلخيش الملفوف حولهآ ..
إنحنى عليهآ بعقدة حآجبيه رآفعهآ مستغرب ومآسرع مآتسعت عيونه بصدمـه من شوفة آلورد إللي إنسحق وإنهرس !
رفع الوريقآت الحمرآء آلمقطعه عن الأرض ينآظرهآ بذهول لتنسآب من يده وبين أصآبعه رآده مكآنهآ بـ الأرض !

شوي شوي بدآ آلغضب يسري بعروقـه , أطبق فكيّه بآلقوّه , موسع من فتحتي خشمـه أقصآهـم , نفض البوكيّه من يده بعنف مرتطم بـ الأرض إللي طآح عليهآ ...
مشى وشرر عصبيته آلمتطآير يسبق خطوآته الزلزآليه الغآضبـه , بلآ حسآب أو إعتبآر فتح بآب غرفتهآ بـ إندفآع مستقره عيونه عليهآ وكنهآ تعرف مسبقاً طريقهآ !

بخطوتين وآسعتين وقف صوبهآ تآرك البآب مفتوح على آخرهـ ...
سحبهآ من جلآبيتهآ آلفضفآضه مطبق قبضته على القمآش من وسط صدرهآ غآصبهآ توقف قبآله بينما أرجعت هي رآسهآ رآفعه ذقنهآ لأجل تشوفه بسبب فرق الطول الشآسع بينآتهم , عيونهآ مغرغره ممتلئـه بآلدموع , طرف خشمهآ محمـر ومبلل من أسفلـه بفعل مخآطهآ الشفآف السآيل ...
رقت ملآمحهآ بـ إنكسآر مقوسه شفتيهآ آلمحمره بعيون حزينه بآكيه هآمسه بـ وهن: ليش كذآ يآ آدم ؟ ليش تجرحنـي ؟

إعتصر عنقهآ الممتلئ بين قبضتيه الخآنقه رآص بـ إبهآميه على بلعومهآ , هآزهآ بـ القوّه , من بين أسنآنه بـ غيظ وقهر: إنتي متي بتحلين عني وتفكيني منك ومن شرّك .. أبغضـك يآنآهـد , مآنيب طآيق أشوف وجهك ولآ أسمع صوتك .. حلينــي منـك مآعآد فينــــــــي آللـــــــــــــه يآخــــــــــــذك
قآل جملته الأخيره بصرآخ غآضب , إحمرت معه عيونه وإنتفخت أودآجـه , نفضهآ من قبضتيه بـ قوه ليرتطم جسدهآ الممتلئ بـ فرآشهآ طآيحه عليـه مطلقـه آهــــه مقطوعـه صآرخه متألمـه , محتضنه بطنهآ البآرز بيديهآ ,,

صآرت تشآهق وعيونهآ موسعه آخرهم على بطنهآ ... إحتدت أنفآسهآ وتسآرعت , يرتفع صدرهآ ومآسرع مآيهبط بقوه قبل مآ تتشبـع رئتيهآ بـ النفس إللي شهقته , بـ أسفل بطنهآ شيّ غريب تحسّـه , شيّ دآخلـي مؤلـم .. ألجمهآ حتى عن التأوهـ أو الأنيـن !

رفع سبآبته المحذره بوجههآ وعيونه يقدح منهم آلشرر: إنسي آدم القديـم يآنآهـد ولآتحدينـي أظهرلك وجهـي الثآنـي , لآتفكرين مجردّ تفكير تبتزينـي وتضغطين علي بهآلزفت إللي ببطنـك وإلآ وآلله ثم وآلله أذبحـه لـك فآهمــه ! مو هـو ولـدي ! من صُلبـي ! أجلّ أنآ حُرِ فيـه .. مآ أبيـــــــــــه !

/
/

حلم الحياه 14-08-16 03:37 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


أوقفت حركة كرسيهآ قدآم ملحقـه الشآهق بـ إرتفآعـه ..
إسبوع طآف من صبآحيّة ردته من آلسفـر وهي ببيت أبوهآ ..
صٌدفه , كآنت ردة أبوهآ للسعوديّه مع ردتـه هـو , مآشآفته من ذآك اليوم إللي حملهآ فيه من على آلسفره بـ الأرض ..

مآكلمّهآ أو حتى حآول مع إنه قد زآر أبوهآ هو وعمّهآ يتحمدون سلآمته من السفـر , ظنونهآ إللي كرهتهآ فـ نفسهآ تُرهق تفكيرهآ , تضيق خآطرهآ وتكسر نفسهآ .. آلسؤآل آلمؤذي لقلبهآ , شلون تقبّـل فرضهآ لنفسهآ عليـه ؟
نآظرت بـ إنعكآس صورتهآ في آلقزآز آلعآكس قدآمهآ , آلصوره لنفسهآ إللي غآبت عنهآ من سنتين ومآيزيد , آسترجعتهآ آليوم .. آليوم هي ميسم نفسهآ من سنتين , آلشآبه آلحيويّـه , المتفآئلـه , البآسمـه .. حتى وإن كآن هآلشيّ مجرد إدعآء ..
قدرتهآ على تمثيل هآلشيّ وإظهآره هو إنجآز بحدّ ذآتـه ...

إستغنت عن الجلآليب والعبآيآت الفضفآضه بـ نقوشهآ آلمملـه وألوآنهآ الدآكنـه , وجههآ آلمهمـل آلخآلي من أي نوع تزييـن ... آليوم بس تشوف نفسهآ ميسم آلقديمـه , مثل مآهي تحـبّ وتكـون !
بنطلون جينز رمآدي مزين بـ كريستآلآت صغيره لآمعه من جآنبي آلوركيـن , بلوفـر قطنـي ثقيـل برتقآلي آللون بيآقه طويلـه قلآبه رمآدية آللون .. بلآرينآ فلآت من آلشآموآ برتقآليّة مزينه بـ فيونكه فضيّه من مقدمة آلقدم .. شيلـه قطنيّه بـ ألوآن متدآخله من تدرجآت آللون الرمآدي والبرتقآلي ملفوفه بـ إهمآل حول شعرهآ المنسآب مغطي نصف ظهرهآ ..

وجه دآئري عريض ذو ملآمح لآتينيّه جذآبه وفآتنـه .. بشره قمحيّه لآمعه بفعل البلآشر البرونزآج , عيون دآكنه وسيعـه من محآجرهآ لأطرآفهآ .. خشـم قصير بـ أرنبـه مثلثـه .. فمّ وآسـه بشفتين مشدودتين آلسفلى منهم مكتنزه عن الثآنيه ومقلوبـه للأسفـل .. لآمعه بـ قلوس أورنج صآرخ ..
ضمت شفتيهآ وكأنهآ تسحب نفس من عقب سيقآره أطلقته مغمضه عيونهآ في محآوله منهآ للتخفيف من حدة توترهآ العآصـف ..

دفت البآب بأطرآف أنآملهآ آلمصبوغه بلون بنيّ قآتم مآئل للسوآد .. وتوّ مآدخلت إلآ ويرتفع نظرهآ للسقف آلمخرم ومن خلآله قد تسلل ضوء آلشمس البآرده تآرك أثره على شكل نقط ضوئيه صغيره بـ الأرضيه الخشبيّه الدآكنه ..
صوت زقزقة عصآفير يقآرب عددهم الـ خمـس يتنقلون بين أغصآن آلشجـر ..
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ ابتسآمه مستغربه .. " إنتو شللي مدخلكم هـني شكلكم محبوسيـن ! "
قآلتهآ ثم حركت كرسيهآ على الأرضيّه الأبلكآش وصولاً للبآب السوكريت بـ مقبضـه الألمونتآل الخآص
بـ مكتبـه أولاً ..

ومثل مآتوقعت هذي عآدته , سآهر طول الليل نآيم طول النهآر الآ من أوقآت الصلآه إللي يطلع يأديهآ ثم يرد ينآم , عنده قدره هآئلـه على موآصلة النوم حتى وإن إضطر يقطعه مية مره , السآعه آلحين مُشيره لـ حدآش صبآحاً , الأكيـد إنه نآيـم ..
من المكتب مروراً بـ المشغل وقفت قبآل غرفة آلنوم سآحبه نفس عميق متوتر قبل تمتد يدهآ لأكرة البآب الفضيّه المدوره وتلفهآ ..
ظلآم دآمـس ولآ كأنهم ببآكورة الصبآح .. أو كأنهآ جدرآن الغرفه قزآزيّه شفآفـه !
إلآ إن طبقه كثيفه من الستآئر القطيفه حآوطت الجدرآن كطبقـه ثآنيه ومن تحتهآ طبقة آلشيفون آلخفيفـه ..

آلغرفـه دآفيـه , للوهلـه الأولى تعطيك إحسآس الإسترخآء ورغبـه عنيفـه بـ التمدد , وآلنـوم !
نآظرت بـ الإضآءه الحمرآء للرقم المبيّن لدرجة التدفئـه بـ المكيف ودرجة حرآرة الغرفـه .. شكلـه آلمكيف مسوي وآجبـه وزيآده بهآلبردّ اللآســع ..
مدت يدها للكومدينه رآفعه الريموت وبضغطة زرّ إنقطع الصوت الهآدي آلخفيف وإختفى المؤشر الرقمي أحمر اللون ..

ميلت رآسهآ لليمين تنآظره بـ إبتسآمه عذبـه بعدمآ إتسعت حدقتيهآ وإعتآدت الظلآم .. صآرت تشوف الكيآنآت من حولهآ وأهمهم ذآك إللي نآيم على بطنه محتضن المخده لصدره ورآسه عليهآ , لحآفه مبعثر مآبين رجولـه .. لو إنه مو آلمكيف ومدفيـه ولآ كآن زمآنه لآف نفسه بـ آللحآف لفّة آلموميآء ..

غصباً عنهآ وبمشآكسه مدت يدهآ لتلآمس أطرآف أنآملهآ خده الدآفي وبسرعــه أبعدت يدهآ ضآمتهآ لصدرهآ بـ إبتسآمه مطبقـه قدرت معهآ وهي تنآظره تنسى خوفهآ من تعليقـه وردهـ المجهـول !

على وضعهآ لثوآني لحد مآعآدت الكرّه وآلظآهر عجبهآ الوضع يوم انعفس وجهه بـ إنزعآج متأفف , إنقلب على ظهره محآوط المخده إللي إستقرت على صدره مخبيه وجههآ ضآمهآ بذرآعيه .. على هآلحركه إللي قدر فيهآ يبعد وجهه عن ملآمسآتهآ آلمزعجه له بوزت بتكشيره طفوليه مآسرع مآحلّت مكآنهآ إبتسآمه مشآغبه وهي تمد يدهآ محركه أنآملهآ على طول سآعده بحركه نآعمه مدغدغـه إقشعر معهآ جسمه بحركـه لآ إرآديّه ركلـه من رجلـه اليمنى ارتفعت مسددها للهوآء , للفرآغ , وللعدم ..

مآل على جمبه الأيسر مشدد من إعتصآره للمخده بصدره وبين يديه , إنتفض هي صدرهآ بضحكه لآ إرآديّه على شكلـه وآلوضع إللي إهو فيـه .. برغم إنه بسآبع نومـه ولآدآري عن شيّ إلآ إن تجعيدة ضيق وإنزعآج بوجهه آلمكشر مقطب الحآجبيـن !

بـ إبتسآمه وآسعه إمتدت سبآبتهآ مستقره لمآ بين حآجبيه المقطبين ..
وبحركه دآئريه سآحره ومريحه فركت جلده بهدوء لحد مآنحلت آلعقده وإبتسآمه غريبه بلهآء وسآذجه ملت وجهه النآئـم ..

إنقلب فوق آلمخده محتضنهآ وبعدهآ الإبتسآمه بوجهه همهـم إسمهآ بنبره خآفته وكأنه يتكلم بـ الحلم او يهلوس .. آنعقدوآ حآجبيهآ سآئله نفسهآ بـ استنكآر تعيد إسمهآ إللي هذى به: ميســــم !!!
ردت تنآظره وآلعجب بوجههآ ومآسرع مآوسعت عيونهآ بصدمه من وقع إللي طرآلهآ .. " ميســـــم !! هذآ قآعد يتحلم فينـي ! وليش إنشآلله ضآم آلمخده بقوه ومبتسـم ! – ردت عيونهآ وتوسعت بصدمه ثآنيه – وآئــــل يآآســــــآآآفل ! أجل هذآ الوقت إللي تصحى فيه من أحلآمك المنحرفـه ..
حذفته بريموت المكيف ليصك برآسه بقوه مؤلمـه على إثرهآ فتح عيونه بسرعه ثم ضيقهآ بملآمح متوجعـه ..

إنقلب على ظهره فآرد ذرآعه الأيسر وبيده اليمنى صآر يتحسس جبهته من منبت شعره بوجه متألم بينمآ حركت هي كرسيهآ صوب الجدآر شآده آلحبل الرفيع إللي معه إرتفعت الطبقه القطيفه الثقيله للسآير ومعهآ تبدد آلظلآم واكتسح آلنور المسآحآت ..
إستقعد من فوره ملتفت يسآره وقد ظلل فوق عيونه بيمنآه مضيقهم لحد الإختفآء بـ إنزعآج من الإضآءه الربآنيّه لنور الشمس المبآغـت من بعد الظلآم الدآمـس ..
شوي شوي وبدأوآ جفنيه بالارتفآع وحدقتيه بآلتوسـع كلمآ إقتربت صوبه بوجـه صبوح مشـرق مبتهج !

ترآخت يده آلمظلله فوق عيونه سآئل بدهشه أعقدت حآجبيه وأحدت من نظرة عيونه بـ إستغرآب وإندهآش إستنكآري كآنت أقرب لعدم التصديق: ميســــم !!
أومأت رآسهآ تأكيداً: إيـه ميسـم .. – سكتت شويّ قبل تتكتف رآفعه حآجب وآحد بـ إحتقآن مكملـه – آلحقيقـه مو إللي بـ الحلـــم ..

إنتفض من قعدته منزل رجوله بـ الأرض يتحسس عنقه وكأنه مختنق .. إبتلع ريقه الجآف بصعوبه وبحركه وآضحه لآحظتهآ وبهدوء تحركت لحد مآوقفت جمب الكومدينه وصبت له كآس مويه مآدتهآ له بـ إبتسآمه رقيقه: صبـآح آلخير ..
ببلآهه إتسع فمه بـ إبتسآمه سآذجه رآد عليها بصوت ضخم مبحوح من النوم: صبآح آلنـور ..
....: صحصحت خلآص !

وقف بسرعه مأشر لهآ بسبآبته بمعنى تنتظره شويّ .. وقبل لآترد هي إختفى من فوره طآلع برآ الغرفه تآركهآ ملتفته صوبه معقده حآجبيهآ وبوجههآ إبتسآمة عدم فهـم !
بآلتبعيّه حركت كرسيهآ لبرآ الغرفه مآطه رقبتهآ تستبق نظرآتهآ خطوآت كرسيهآ ..
من المشغل طلعت للمكتب وعيونهآ صوب المرآيه الطوليّه الموآريه من خلفهآ الحمّآم وبآبـه .. تسمع صوت آلمويّه المتدفقه بغزآره .. وبلحظـه إنقطع صوت المويـه .. عطت البآب ظهرهآ بسرعه مخفضه رآسهآ وعيونهآ بحجرهآ ليوصلهآ صوته مستعجـل , مرتبـك: لحظـه لحظـه .. لحظـه ميسم
إلتفتت عليه نصف إلتفآته , تشوفه مهرول صوب المشغل وقد بلل شعره الكثيف تيشيرته الصيفي أبيض اللون من الظهر .. وقبل مآيخطي البآب خبط إصبع رجله الصغير بـ البآب مطلق تأويهه متألمه رآفع رجله اليسرى عن البآب مآسك ركبته: آآآه آآآآآ آآآهــ
إرتفعوآ حآجبيهآ مفنجله عيونهآ وهي تشوفه ينطنط من الوجع كما الاطفال مقفل عيونه عآض على شفته السفلى متألـم !

أطبقت فمهآ بـ القوّه مآنعه ضحكتهآ , قرر هو أخيراً بعدمآ تدآرك نفسه وحسّ بروحـه , إختفى من قدآمهآ عن هآلفشيله وشكله اللي مب شآيفن خير !
ثوآني سريعه مرت قبل تكتمل الدقيقه , ظهر لهآ من البآب متشدق يشدّ التيشيرت الأسود على جسمه يعدله بـ إرتبآك وآضــح بينمآ هزت هي رآسهآ بـ النفي مبتسمه وعيونهآ على التيشيرت رمآدي آللون إللي لبسـه , بـ كمّ إلآ إنه يظل شيّ خفيف في موآجهة هآلبروده القآرسه : مآتحس بـ البرد إنت !
جلس فوق زآوية مكتبه متكتف وبهزّه سريعه رفع كتوفه بمعنى إنه عآدي مآيهمّه !

إقتربت صوبه عيونهآ مركزه بوجهه بتدقيق وآضح أكمّل عليـه .. وبحركه وحده منهآ إنهـآر !
أمرته مأشره له بسبآبتهآ والوسطى من يدهآ اليمنى مضمومتين تطلبـه يقرب عليهآ ..
من ذي الحركـه وطـبّ الآدمــي , ضآعت علومـه ولآعآد درى بشيّ .. إنحنى ظهره لآ إرآدياً وكأنه مغيبّ أو منوم مغآطيسياً ...

مآقدرت تكبت إبتسآمتهآ وهي تشوف التوهآن بعيونه العسليّه النآعسه .. تشوفه وكأنهآ أول مرّه .. كلّ شيّ فيـه مختلـف عن صورته آلتقليديه المعتآده بذهنهآ ..

شعره الكثيف مسدول مغطي جزء كبير من جبينه الضيق , تتسآقط من أطرآفه السودآء قطرآت مويه بخلآف المعتآد بتسريحته السبآيكـي بصبيآنيّه شبآبيّه .. عيونه نآعسه وسيعه من محآجرهم ومطبقه من الأطرآف .. جفنيه مسدولين وكنـه نآعـس يبي آلنـوم .. رموشـه كثيفـه وحآجبيه طوآل بعقـدة شعيرآت خفيفه ربطت مآبينهم .. أول مرّه تلآحظ آلسحـر في جمآل عيونـه .. لعنـت بخآطرهآ نظآرتـه الطبيّه مليـون مــرّه قبل تمتد يدهآ لزآوية فمه اليسرى وتمسح بـ قوّه خفيفه الشيّ الأبيض الجآف وإللي مآعرفت وش يكون إلآ بعدمآ قربت عقلة سبآبتهآ أسفل خشمهآ وشمتـه ....... بقآيآ معجـون أسنآن !

رفعت حآجبيهآ شآده فمهآ المطبق موجهه سبآبتهآ بطرفهآ الأبيض لمآ بين عيونه تستنطقه بعيونهآ ( هذآ إيش ؟ )
طير عيونه بتفكير إلآ إنه مآكآن تفكير أكثر من إنه محآوله لتشتيت نظره وهو متفشل منهآ ..
لوت فمهآ بـ إستيآء مفتعل آمرته بـ دلآل طفولي: إمسحــه ..
إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب كآذب منزل عيونه لفمه مآط شفته السفلى يحآول يشوف وشهو إللي مسحته من جآنب فمه: شنـو هذآ !
ميسم: يعننك مآتدري !

طير عيونه زآم شفتيه المضمومتين وكنه يصفر بينمآ ضحكت هي على تعبيره المشآكس: هههه معجون أسنآنك .. إنت على شنو مستعجـل !
" مستعجـل ! ليش وآضح علـي ! , يآ إني أفشل بكل حركآتي , متى صدق أتمرجـل مثل مآنجم وآدم دوم يقولون ؟ "
أخفض رآسه يمسح جبينه ببآطن أصآبعه الأربع مضمومين , إبتسمت هي بهدوء متدآركه إحرآجه: هههه عآدي عآدي تصير كثيـر ..

نآظر الأرض بـ إحرآج وهو يحك مؤخرة رآسه وقد صآب يده آلمويّه من شعره المبلل .. بشغـب مدت إصبعهآ مآسحه طرفه ببنطلونه الرياضي الوسيع من موضع الركبه اليسرى , نآظرهآ بوجه مستفهم مستغرب حركتهآ بينمآ رفعت هي حآجبيهآ ببرآءه مصطنعه: وين تبيني أمسحه يعنـي ؟
سكت شويّ قبل يمسك يدهآ مثبت سبآبتهآ الوحيده المفروده من أصآبعهآ , تأمل عقلتهآ لثوآني وقف من بعدهآ عن مكتبه جآلس بـ الأرض على ركبتيه قدآمهآ ..

وجههآ جآمـد , عيونهآ مستفهمـه , جآوبهآ بحركتـه يوم أدخل طرف سبآبتهآ بفمه وأخرجه بـ البطيئ !
إنفغر فمهآ بفتحه صغيره , عيونهآ ثآبته بعيونه مآرمش لهآ جفن وبـ البطيئ إتسعت فتحة فمهآ بذهـول من أغمض عيونه بهدوء وبهدوء أكثر ورقه أكثر وأكثر ضم شفتيه لبنآنهآ طآبع عليه قبلته الحنونه الرقيقه الهآديـه ...
إرتفع صدرهآ بوضوح شآهقـه نفس سريـع عميق مُفآجـــئ ..
أعلنت كل حوآسهآ التأهبّ مطلقـه جرس الإنذآر .. إضطرآب عنيف غريب , عصف بكل خلآيآهآ والهرمونآت .. لو إنهآ وآقفه على رجولهآ كآن الحين طآيحه بـ الأرض ..

إحتضن يديهآ الثنتين مضمومتين بيديه قرب وسط صدره هآمس لهآ بنبره عذبه خآفته شبه مسموعه , عيونه تشّع وتلمع , نآطقـه بحبّ صآرخ: أحبـــك يآميســـم
لحظآت مرّت , مآتدري كثير أو قليل .. إحسآس إن الكون حولك وآقف , أو إحسآس جمودك إنت وكل الكيآنآت من حولك تتحرك , مثلمآ الأفلام الأجنبيّه , البطلين فيهآ على رصيف بـ الشآرع , نظرآتهم متعآنقـه .. تحكي عيونهم كلآم آلصمـت , آلسكون .. حولهم كمّ هآئل من البشر , المقبل عليهم والمقفي عنهم .. إللي يتكلم بجوآله أو إللي يتهآوش مع إللي جمبه , سيآرآت سريعه تمرّ وغيرهآ توقف .. وهم ثنينآتـهم مكآنهم , وكأنهم وحدهم محور الكون !

سحبت يديهآ من يدينه مشبكتهم ببعض من ورآ عنقـه إللي حآوطته مميله عليه – بهمس رقيق شبه مسموع دغدغ طبلته السمعيّه - : أحبّـــــــك
هبط صدره بقوهّ مغمض عيونه برآحه وكأنه بـ إنتظآر نتيجه وآلحين عرفهآ ..
بنفس الهمس الخآفت أطلق تنهيده عميقه أردف من بعدهآ: يآحلو مفآجـآتك يآميسـم
قآلهآ مغمض عيونه بهدوء منتشي من ريحة عطرهآ الرقيق الهآدي , لمسة خدهآ النآعم لخده المشعر بذقن خفيفه ..

لآ إرآدياً إلتفت يديه حول وسطهآ رآفع نفسه عن الأرض ورآفعهآ معه .. آلحركه إللي معهآ إبتعدت عنه بحده موسعه عيونهآ بـ إرتعآب ..
صدرهآ ملتصق ببطنه وهو بآلحيل يجآهد نفسه لأجل يرفعهآ إلآ إن ثقلهآ الكآمل عليه نتيجـة عجزهآ وعدم تحكمهآ في نفسهآ مآهوب مسآعده أبدّ ..
عفطت تيشيرته بقبضتيهآ الممسكه بكتفيه – بنبره مهزوزه ملآهآ آلخوف والهلـع-: وآئـــــــــــــل !
....: سآعديني شويّ بس

فردت قبضتهآ مشدده على زنديه رآفعه نفسهآ بآلقوّه .. آلحركـه إللي خففت من حملهآ الثقيل الكآمل عليـه وأعطآه الفرصه إنه يبسط سآعده الأيمن تحت ركبتيهآ والأيسر تحت ظهرهآ ..
سألته بـ إبتسآمه: وش إللي تسويه إنت بآلله !
مطّ شفته السفلى مآيدري: إشمعنى إنتي إللي تسوين مفآجآت !
ميسم: قول آلصدق حبيت المفآجأه !
دنق رآسه عليهآ مدآعب أرنبة خشمهآ بطرف خشمه مبتسم: إلآ مِـتّ عليهآ

صدت عنه بوجههآ وهي تضحك مستحيه بينمآ أردف هو: بس تدرين وش أحلى مفآجأه !
ردت تنآظره مقطبه حآجبيهآ مستفهمه ليكمل هو بـ إبتسآمه: لمآ فتحت الدولآب وشفت ملآبسـك فيـه
إرتفعوآ حآجبيهآ بـ استغراب , أومأ هو رآسه إيجآباً: تدرين هذآ وش معنآته !
مآل فمهآ بـ إبتسآمه جآنبيه مآسرع مآختفت نآتجه عن عدم فهمهآ سآئله: وش معنآتـه !

هزّ رآسه تأكيداً وهو يمشي بهآ لحد مآصل لبآب المشغل القزآزي إللي دفه بـرجلـه , مقرب وجهه من وجههآ إللي أخفضته بسرعـه بحركـة صدّ وهو يهمس لهآ بـ ثقـه: معنآه إن إشهآر زوآجنآ وتمآمـه يوم آلخميـس الجآي
إتسعت عيونهآ لآخرهم فآتحه فمهآ بتفآجـئ وآضـح بينمآ إبتسم هو بعذوبه: قولي إنشآلله
نآظرت المكآن حولهآ والإرتيآب بملآمحهآ الشآحبـه إللي تدآركهآ هو مبتسم بدآخله ع الأفكآر والظنون إللي تلعب آلحين برآسهآ لعـب ..

جلسهآ على طآولـه خشبيّه عريضـه هي إللي يشتغل عليهآ رآفع حآجبيه بـ تنبيـه: لآ تخآفيـن , قلت لك تمآم زوآجنآ الخميس الجآي , مو الحيـن

ردت عيونهآ وتوسعوآ لآخرهـم خآفضه رآسهآ بـ إحرآج متفشـله , هو شلون درآ وش إللي تفكر فيـه ! لهآلدرجـه ملآمحهآ فآضحـه ! وآضحه وصريحـه ومآتعرف آلخبـى !
شتـتت نظرهآ إللي إستقر على كلّ شيّ إلآ عليـه بعدمآ زفرت نفس متوتر ..
هزّ رآسه بـ قلة حيلـه مبتسم وهو يسحب له كرسـي من الطآوله الثآنيه وجلس قدآمهآ .. كآنت هي أعلى منه بسبب جلستهآ على الطآوله وهو قدآمهآ مبآشرة , يتوآجه مع ركبتيهآ المضمومتين قبال وجهه ..

إحتضن سآقيهآ بذرآعيه اللي إلتفوآ حولهم ثم أسند جآنبه الأيسر من وجهه عليهم مطلق تنهيدة مهمومـه: آآآآآآهـ يآميســم آآهـ
خللت أصآبعهآ بشعـره المبلل وتمت تفرك له فروته بمدآعبه خفيفه: سلآمتك من الآهـ ..
....: إنتـي كل آهــآتـي ..
....: أجل لآزم تستآنس أكثر من كذآ
إنتفض صدره بضحكه خفيفه مرجـع رآسه إللي إلتصق بـ قفآه مسند ذقنه للخط الفآصل مآبين سآقيهآ ينآظرهآ من موقعه رآفع لهآ عيونه: مآتدرين إنتي وش سويتي فينـي
فتحت فمهآ موسعه عيونهآ بـ برآءه مفتعله: أنـــــــآآآ !

أخفض بصره لقدميهآ المضمومتين مبتسم , مسكـ رجولهآ من أسفل النعل وبـ إبهآميه تحسس الفيونكـه آلفضيّه بـ جزمتهآ – أكرمكم آلله - : وش هآلفلآتـه الحلوهـ !
إتسعت إبتسآمتهآ بشقآوه: جـدّ حلـوه !
وآئل: كــلّ مآفيـك حلـو – قآلهآ بهدوء وهو يمشي طرف سبآبته اليمنى على الكريستآلآت الصغيره اللآمعـه بـ جآنب بنطلونهآ آلجينز وإنتهآءهآ عند آلركبتين ...
آلملآمسـه السطحيّه ظآهرياً ذآت التأثير آلعميـق دآخلياً , آثرت الصمـت علّه يكون سبب في كبح جموح مشآعرهآ المتأججه ليردف هو بهمـس عذب مبحوح , مُرهـق ..

....: عذبتينـي يآميســم , وآلله عذبتينـي
تحسست شعره بـ رقّه وحنآن هآمسه بـ حُب: وشلون أخفف عنك عذآبآتك !
شدد من ضمته لسآقيهآ مسند جبهته عليهم مجآوبهآ بـ نبره منخفضه مبطنـه بـ كميآت مُرعبـه من العوآطف المختلطـه بـ إحتيــآج عنيـف وتوسـلّ مٌرهـق: لآتبتعديـن عنـي يآميسـم , ولآتفكريـن بهآلشيّ ............ تكفيــن !



/
/
/



أجوآء مشحونـه , عآصفـه , متوترهـ ومرتبكـه ..
حملوهآ على نقآله مسرعين بهآ لغرفـة الإسعآفآت شآدين عليهآ الستآير ومآسرع مآطلعوآ بـ إنتفآضه جمآعيّه لغرفـة العمليآت !

توترهـم مآيوحـي أبدّ بشيّ بسيط أو إن الوضـع مطمئـن .. لحقهم بهروله .. للحين مآيدري إذآ كنه بـ الوآقع أو إنه مجرد حلـم , كآبوس إن صدق آلإحسآس وآلوصف ..
من الدقيقه إللي فتح فيهآ الخط على صرخـة إستجدآء بآكيّه , طآلبته يلحـق علـــى ........ " مآمآ نآهيــد " !

طرآله بـ الأول خدعـه , جرّ رجـل ترجعه عندهآ بعدمآ مرت الرُبع سآعه تقريباً من خروجه وهو في قمة غضبـه المستشيط , إلآ إن شيّ في دآخله رفض هآلفكره ومآتقبلت نفسّه هآلظن .. شلون تغآمر وتدخل شغآلتهآ بآلخط بينـهم ! وشلون الشغآله لهآ هآلقدره العجيبه الهآئله بتمثيل الفزع والجزع بهآلشكل الإحترآفي !

من وصل لهآ وهي على سريرهآ وردي المفرش إللي إنصبغ من تحتهآ ببقعـه حمرآء آخذه في الإتسآع مثيره للفزع والهلع والإرتعآب ..
متعرقه بـ غزآره ولآ كأنهم بـ أوآخر ديسمبر الثلجـي البآرد !
من شآفته مدت ذرآعه الأيمن فآرده كفهآ بترجي يلحـق عليهآ ..
الآمهآ الدآخليه كآنت كفيله بسحق كل قوتهآ .. إنهآ تحرر كلمآتهآ آلمخنوقه أو حتى دمعآتهآ المحبوسـه ..
مآغير أنفآسهآ الهآئجه هي إللي تعلى بسرعه وتهبط بقوّه ..
لفتهآ شغآلتهآ بـ العبآيه ورفعهآ هو على ذرآعيه .. بتجآهل لكل شيّ ولأي شيّ .. السيآره المؤجره إللي تلطخ مقعدهآ الخلفي بنزيف دمهآ الغزير السآيل .. وقبله ثوبه الأبيض إللي تبقّع كآملاً .. أصآبعه يتخللهم قطرآت دمّ لوثت المقود من مسكته له ..

بأقصى سرعه جنونيّه مصفر الطبلون .. بوري السيآره إللي مآرفع يدّه عنه طول طريقه وكنه إسعآف ومشغل إنذآرهآ تنبيهاً لكل السيآرآت من قدآمه تفسح له آلطريق وتزيح !
عيونه كآنت محتده تتنقل بتشتت مآبين الطريق قدآمه وبين المرآيه العلويّه يشوفهآ وقد غآبت عن الوعي رآسهآ مسند على رجل شغآلتهآ إللي تبكي وهي تمسح لهآ عرقهآ الغزير المتسآقطه قطرآته من جبينهآ لكآمل وجههآ !

دقآيق معدوده إللي قطعهآ بـ الطريق وصولاً للمستشفى رآفعهآ على يدينه بخطوآت سريعه مهروله صوب الطوآرئ إللي إستقبلوهآ بـ التروللي مستلمينهآ من بين يديـه ..

بخطوآت مضطربه على غير هدى مآتدل وين طريقهآ إلآ إنه تتبع خطوآتهم السريعه لحد مآختفت عنه بـ أمر وآحد من الممرضين يوقف مكآنه ممنوع دخولـه ..
بنفس العجله والسرعه المضطربه إللي دخلت بهآ غرفة الإسعآفآت طلعت منهآ بسرعه أكبر وبتوتر
أكثر .. يسمعهم يصيحون على بعـض بتجهيز غرفـة العمليآت !
تمت عيونه معلقه بـ الشبآك القزآزي الصغير الدآئري بـ أعلى البآب العريض إللي إختفت من ورآه منفغر فمه بـ ضيآع وتوهآن .. جآمد ثآبت ظآهرياً .. عآصف مضطرب دآخلياً ..

أجفله حركة الشغآله يوم تعلقت بذرآعه وآلدموع بعيونهآ: بآبآ بيسّآم , كلم هـوّا !
نآظرهآ بضيآع غير مستوعب لحد مآعآدت كلآمهآ: بآبآ بيسّآم , كلم بآبآ بيسّآم شوف مآمآ نآهيـد
إنعقدوآ حآجبيه بوجه جآمد .. بآبآ بسّآم ! بسّآم أخوه ! إيه , هذآ هو آلمفروض .. يكلّم بسّآم .. هذي المجهول وضعهآ وقدرهآ هي زوجته هو بـ الأول والأخير .. وهذآ هو آلمنطقـي .. وجود زوجهآ معهآ وهي بهآلوضع أبـدى من وجوده هـو ..

توّ مآرفع يده لوجهه يمسح جبينه المتعرق إلآ ويشوف الكمّ الأيسر لثوبه , من المعصم وعلى طول السآعد وقد تبدل لونه من الأبيض للأحمر القآنـي !
إنخفض بصره لصدر ثوبه بعيون محتده من فجـع مظهـره , وش كل هآلـدم ! من إيش ووش أسبآبـه ! وكأنهآ بآلونه معبأه بلون أحمر وإنفجرت عليـه !

طلّع جوآله من سيآلته بأصآبع مرتجفه طلب رقم أخوه إللي كآن خآرج نطآق التغطيه ! بلآ وعـي ولآ إرآدياً سحب على رقم الإتصآل المختصر وإللي كآن رقم – 1 – بـ إسم أخته , مرآم , أم فيصـل !
هذي هي إللي مآقد خيبت رجآه وأملـه , هذي هي إللي من طلب قآلت لبيـه ..

بعد ثآلث دقـه بـ التمآم وصله صوتهآ آلعذب بـ دلآل: قلـب أختــك !
غصباً عنه وبضعـف , وهنت نبرته ورقّت , طلعت وكأنه بآكـي بعدمآ تجمعت آلدموع بعيونه: مرآم إلحقي علـي .. تعآلي .. تعآلي بسرعه نآهــد .. نآهد مدري شفيهآ طآحت علينآ وكلهآ دمّ .. مآتتكلم ولآتصيـح .. دمّ كثير .. كثيــر .. تعآلي بسرعه تكفيـن أنآ بـ المستشفى التخصصي بطوآرئ العمليآت ..
قفل معهآ الخط فآتح المكآلمه المعلقه بـ إنتظآر وهو يكلّم أخته فآتح عليهآ آلخط بسرعه: ورده مقدر أجيك آليوم .. صآر شيّ ومقدر أجي .. مدري ورده مدري .. نآهد مرت أخوي بـ العمليآت الحين وأنآ بـ المستشفى .. خلآص ورده خلك ببيتك , ســلآم ..
قآلهآ بعصبيّه مرتبك مقفل الخطّ بوجههآ يوم طلبت إسم المستشفى وإنهآ آلحين بتجيـه !

مسح كفوفه بجآنبي ثوبه وعيونه على الشبآك القزآزي المدور بعيون محتده , متوجسّـه ومدمعـه ..
الممر من قدآمه فآضي وشبه مظلـم , مآيشوف شيّ ولآهوب سآمع شيّ ..
وقت قصير مرّ بهآلهدوء آلعصيب لحد مآزدحم آلممر بـ خطوآت كثيره متسآرعه وأصوآت متدآخله ..
كآن أبرزهم صوت أخته إللي صآحت بـ إسمه: أدآآآآآم
لآ إرآدياً إرتمى بـ حضنهآ مثلمآ الطفل الصغير بنبره بآكيه مرتجفه: نآآآهــــد
أبعدته عن حضنهآ مآهيب مصدقه إللي تشوفه وإللي صآر ! هذآ أخوهآ إللي يبكي الحين منهآر كمآ الأطفــآل ! على مرأى ومسمع من الجميــع !
قدآمهآ وقدآم بسّآم .. خطيبته وردهـ وأخوهآ آلمرآهق جآسـر .. أبوّ نآهد وزوجتـه , بنآته الثنتين صيته وريتآج وإبنه الأكبر , سلطـآن ..

إحتضنت وجهه وآلدموع بعيونهآ مذعوره ..
شكلـه لوحده كفيل يصيبهآ أو غيرهآ بـ الهلع والجزع ..
ترآخت يدهآ بآلبطيئ من وجهه لصدره وتمت تتحسس ثوبه بعيون جزعـه متوسعـه وشفتين مرتجفتين: هـذآآ .. هذآ دمّ ! كلّه دمّ !
شده بسّآم من مرفقه الأيمن وشكله مآيختلف عن غيره من الموجوديـن ظآهرياً أو بـ الإحسآس دآخلياً ..
....: وش إللي صآر يـ آدم !
حرك رآسه بـ النفي مطبق فمه بآلقوه بعيون منكسـره إزدآد ضيقهـم وإزذآد إنتفآخ جفنيه من حولهم .. يسأله وش إللي صآر ! هو ببسآطـه مآيدري حقيقي وش إللي صآر !
صدّ عن آدم إللي شكل مآمنه رجآ مميل على أخته إللي ضآمته لصدرهآ تملس بـ حنو على طول ذرآعه الأيسر آلمسدل ملتصق بـ جآنبه ..

هزّ الشغآله بـ القوه من كتوفهآ , مآعآد فيـه , جحظت عيونه صآحبها إحمرآر مُنفِـرّ بشكل مُخيف: وش إللي صــآآآر !! شفيهآ نآآهـــــــد !!
مآردت الشغآله إلآ بهزة رآس سلبيّه وقد إمتلت عيونهآ بـ الدموع , حآلهآ حآل آدم , مآتدري وش إللي صآر !

طآحت أم سلطآن من طولهآ على وآحد من كرآسي الإنتظآر بـ الممرّ وقد إنسدلت عبآيتهآ من على رآسهآ مستقره على كتفيهآ , شددّت من مسكتهآ لـ ركبتيهآ بـ هزّه حآده لـ جسمهآ ريحه وجيّه أقرب للنـدب !
....: آآآآخ يآبنيتــي يآنآآهـد .. مآهوب مقدر لك شيّ آآآآخ

بققت ريتآج عيونهآ بصدمـه من وقع الجمله على أذنهآ بـ لسآن أمهآ وبسرعه وقفت قبآلهآ حآجبه بطولهآ الفآرع منظر أمهآ عن كل إللي إلتفتوآ لهآ بوجه مصدوم مستنكر .. خزتهآ من بين أسنآنهآ بقهر علّهآ توعيهآ على كلآمهآ وإللي تقوله: يومممــــــــــــــه !!!

ارتمت صيته ع الكرسي جمب زوجة أبوهآ وعيونهآ محتده صوب البآب المغلق .. شويّ شويّ وبدت تحسّ بـ حموّ يبتدي من طرف خشمهآ تلآه رغرغه بعيونهآ ..
هبطت دموعهآ وسآل أنفهآ .. إنقبض صدرهآ وإختنقت أنفآسهآ ..
عفطت على عبآيتهآ من وسط صدرهآ بترجـي للطـف ربها , - آلرحيـم , القديـر – " سألتـك يآرب لآتفجعنــي بـ أختـي , لآتفجعنـي بنآهـد يآربـي , لآآآ "

شددت مرآم من مسكتهآ ليد آدم اليمنى بعدمآ تمآلك نفسه وصلب روحه وجسمـه بينمآ إحتضنت ورده ذرآعه الأيسر متعلقه فيـه ..
وقف سلطآن جمب أبوّه إللي مآبطل لسآنه لثآنيـه عن اللهـج بذكر آلله ودعآءه .. بيده سبحته الفضيّه خرزآتهآ يعدهم بـ توتر وإرتبآك أقصآه ..
آلسبحـه إللي طآحت من يده مرتطمـه بـ الأرض البيضآء الرخآميّه , على فتحة البآب آلعريض .. يظهر منهآ طبيـب عريض المنكبين ضخم البنيّـه , بوجه جآمـد وكأنه فآقد الإحسآس والتعبير .. أو إنه إعتآد هآلشيّ وصآر سِمـه ..

الجآلس وقف , والوآقف إقترب ..
حآوطوه كلهّم ولآ أحد قدر يتكلّم .. عيونهم جميعاً محتده , مترقبّه , تستنطقـه الجـوآب ..
قآلهآ بعدمآ مرر عيونه البآرده على الحلقـه البشريّه المحآوطه له ثم أطلق تنهيدة المُحبط قليل الحيله فآقد الأمل: للأســـــــــــــف ..............!


/
/

======
-----------
======

نهآية الفصل السآدس والعشرون
<<قرآءة ممتعـه إن شآءلله

حلم الحياه 14-08-16 03:38 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل السآبع والعشرون


خطّ أحمـر " مبتور النهآيـه "
جرأه كتآبيـه !

/
/


وقف سلطآن جمب أبوّه إللي مآبطل لسآنه لثآنيـه عن اللهـج بذكر آلله ودعآءه .. بيده سبحته الفضيّه خرزآتهآ يعدهم بـ توتر وإرتبآك أقصآه ..
آلسبحـه إللي طآحت من يده مرتطمـه بـ الأرض البيضآء الرخآميّه , على فتحة البآب آلعريض .. يظهر منهآ طبيـب عريض المنكبين ضخم البنيّـه , بوجه جآمـد وكأنه فآقد الإحسآس والتعبير .. أو إنه إعتآد هآلشيّ وصآر سِمـه ..
الجآلس وقف , والوآقف إقترب ..

حآوطوه كلهّم ولآ أحد قدر يتكلّم .. عيونهم جميعاً محتده , مترقبّه , تستنطقـه الجـوآب ..
قآلهآ بعدمآ مرر عيونه البآرده على الحلقـه البشريّه المحآوطه له ثم أطلق تنهيدة المُحبط قليل الحيله فآقد الأمل: للأســــف ... وضعهآ صعـب , حصل معهآ إنفجآر بـ الرحـم ومضطرين نستأصلـه ومنه نستخرج آلطفـل .. مآندري للحين هو إيش وضعـه بس هآلشيّ مآنقدر نكتشفه إلآ بعدمآ نستأصل رحمهآ ونطلعه منهآ .. آلموضوع لكـم , موآفقيـن ! يقدر المسؤول عنهآ يمضـي بموآفقته على إجرآء العمليـه , لكن رجآءاً بسرعـه

قآل كلمآته المحفوظـه مترآصـه , وكأنه درس ويسمعـه , وقد أجآده ..
وكأن ردّ الفعل جمآعـي موحـد , كلّ العيون محتده كلاً منهم يمرر أنظآره للي على جآنبيـه , أو للمقآبل له إلآ آدم إللي أردف بسرعه والذعر بوجهه: هي بخيـر !! هي سآلمـه !! وش وضعهآ
الدكتور بـ جمود: إنت زوجهـآ ! يآريت توقع لنآ فوراً بـ الموآفقه على العمليّه
بـ لمحه سريعه خآطفه , تعلقت كل الأنظآر لـ آدم آلمرتعب شآحب آلوجـه بعدم فهم وإستيعآب , قرر بسّآم أخيراً التدخل بـ جفآف: أنآ زوجهـآ .. سوو لهآ العمليـه

أشر آلدكتور صوب آلممرضه إللي كآنت ورآه: أجل تفضل معهآ وهي بترشدك للي بتسويّه .. – مرر نظره عليهم جميعاً مردف بطمأنه بآرده – خير إنشآلله , تطمنـوآ
إرتمت أم سلطآن من طولهآ على الكرسي بمسآعدة بنتهآ ريتآج وعيونهآ معلقه بـ السقف: يآرب , يآرب , لطفـك يآخبير , إستئصآل رحـم !! آآآخ عليك يآنآهد يآبنيتـي , جعلك سآلمه إنتي وولدك

مسح أبو سلطآن على وجهه برآحته اليمنى المرتجفه متمتم بـ آيآت من آلذكر علّهآ تهوّن عليـه وقع إللي سمعـه بينمآ وطى سلطآن للأرض رآفع سبحـة أبوه الفضيه وصآر هو يلهج بـ الذكر على تعدآد خرزآتهآ ...
آدم إللي تمآماً خآرت قوآه وإرتمى بطوله الفآرع جمب أم سلطآن وبنتهآ ريتآج بلآ أيّ مرآعآه لكونهم حريم لآيحلون لـه إلآ إن ورده تدآركت هآلشيّ وبسرعه حشرت نفسهآ بينه وبين ريتآج إللي كآنت ملتهيه تتحسس برآحتها اليمنى ظهر أمهآ ريحه وجيّه ....

مرآم إللي تمت عيونهآ معلقـه على زول أخوهآ بسّآم وصيته إللي رآفقوآ الممرضـه لإكمآل إجرآءآت السمآح بـ العمليّه الجرآحيّـه آلغير معروف للحين من نتيجتهآ إلآ إنعدآم الإنجآب تمآماً مره ثآنيـه إن كتب آلله لهآمصآبه بهآلغرفـه آلنجآه وفرصـة آلحيآهـ , هل مع طفلهآ ببدآيـة شهره السآبـع , أو بدونــه !



/
/



عصرية نفس اليوم زخِم الأحدآث من بدآيته ..

رفست برجليهآ موضع دوآسة قدميهآ من تحتهآ بـ إعترآض تمثيلـي: لآآآآآ
إرتفعوآ حآجبيه مبتسم على عبآطة شكلهآ: لآ بـقـــد !
نآظرته مبوزه تستعطفه بملآمحهآ إللي رقت بـ انكسآر كآذب: عُمـر آلله يخليـك خش قـوآ
أوقف السيآره تمماً فآصل محركهآ: لآء مش هخـش قوآ وإنتي هتنزلي حآلن وتخشـي لوحدك
تكتفت مبوزه بعند وإعترآض طفولي: إنت موئفنـي أودآم البيت من برآ وأنآ مش همشـي كل المسآفه دي لوحدي , دآ مشوآر طويل لحد أمآ أوصل للبيت , لآء مليش دعوه بئه هـه

زفر نفس طفشآن متململ: حور بطلـي دلع وإنزلي أنآ بـ العآفيه أخدت إزن سآعتين عشآن بس آقي معآكي المشوآر وربنآ يستر من عمآيلك إللي أنآ مش متطمن ليهآ أبداً دي
نآظرته بـ طرف عيونهآ ثم نآظرت البوآبه الحديديه الضخمـه الخآرجيه , وللقصـر شآهق البنآيه من خلفهآ تقدمـه كميـه مهولـه من النخيـل ظللت على الرؤيـه الوآضحه له من الخآرج: دونت ووري
أطبق فمه بيأس زآفر نفس مسموع بقلة حيله: طول عمرك وإنتي زي أبوكـي , عند ونشوفيّة دمآغ بـ غبآء وفـ الآخر إنتو إللي بتخسـروآ .. يآحور إنتي شوفتي إللي رآئف عملـه فـ أبوكي عشآن فكر بس يلعب بديلـه .. كنتي إنتي الضحيّه ,, شوفي نفسك بئه وإنتي إللي دلوئتي وبنفسك بتلعبي بديلك
إلتفتت له معصبه: فيـن دآ ! فين الغلط إللي أنآ عملتـه !

طير عيونه بـ إستخفآف مردف بنبره ثآبته وآثقه: وإنتي فكرآني مش عآرف إنتي بتفكري فـ إيه ! إنتي بنفسك إللي رفضتي تئدمي فيه شكوى وترفعي عليه أضيّـه .. دلوئتـي إتئآسمتـي معآه نصيبـه .. شآركتيه فـ ملكه إللي إتنآزلك فيه عن ربعـه وروحتي سقلتيـه فـ الشهر العقآري , كل شيئ قآنوني .. ممكن أفهم إيه إللي غير تفكيرك ميه وتمآنين درقـه كدآ إلآ إذآ كآن فيه حآقه مش مزبوطـه فـ دمآغك الغبي دآ إللي هيوديكي فـ دآهيـه !

حور: ............
أخفض من نبرته حتى مآيبين إنه قآسي عليهآ ولعلّهآ تفهم عليه وتستوعب كلآمه: حور إنتي أختي و فـ نفس الوئـت إنتي مرآتـه , يعني لو غلطتـي غلطه وحده فـ حئـه محدش هيئدر يئولـه تلت التلآته كآم لو هيدبحـك , محدش يئـدر يلومـه .. فهمتـي ! إعئلـي الكلآم دآ فـ دمآغك وإوزنيـه ...
سفهته لآويه فمهآ بـ انزعآج تنآظر بـ البوآبه على يمينهآ: مش هتيقـي معآيآ قـوآ !
أطبق شفتيـه بقلـة حيلـه , هذي هي أخته أم رآس حجـر , شبيهـة أبوهـ كآمل بـ كآمـل أوصآفـه ...

....: لآ إنزلي إنتي يلآ عشآن عندي دوآم فـ العيـآده ..
توهآ بترد عليـه إلآ وقآطعهآ بسرعه وكأنه دوبه وتذكر شيّ: حـور ......
إتسعت عيونهآ بـ تفآجئ من لهفتـه الغريبه بينما أظلمت هو عيونه في محآوله للتذكر سآئلـها بـ شك وإرتيآب: هيّآ دآريـن دي ليهآ أخت توأم ؟
لوهلـه إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم فهم موصله طرفي سبآبتيهآ ببعضهم هآمسه بشيّ من الغرآبه وكأنهآ تحآول تربط إللي ببآلهآ بحركة سبآبتيهآ: دآريـن ......... مرآت رآئـف !

أومأ رآسه إيجآباً تأكيداً قصده لنفس الشخـص , دآرين مآغيرهآ , زوجـة رآئـف .. ضُرتهآ ...
مطت شفتهآ السفلى بلآ مبآلآه: أيوآ ليهآ أخت توأم .. تغريـد
شهق نفس هآدي إنفرج معه شفتيـه وعيونه صوب الأسفلت الأسود النقـيّ قدآمه وكأنه للتوّ مرمم ومعبـد بينمآ أعقدت هي حآجبيهآ مستفهمه: وإنت عرفت إزآي ! وبتسأل ليـه !

إرتفعوآ حآجبيه منزلهم بسرعه بحركه بديهيّه: مفيش , دآ من كآم يوم كدآ لمحتهآ كآنت خآرقه من عيآده نسآئيـه وشكلهآ تعبآن أوي ومكنتـش مغطيّه وشهـآ ..
توسعت عيونهآ فآغره فمهآ بتفآجئ: لآآآ دآرين بتتغطـى , هي تئـدر !! دآ كآن رآئف موتهآ .. تغريد هيّآ إللي محقبـه بس من غير غطآ .. طيب فيهآ إيه دي لمآ شوفتهآ فـ عيآده يمكن تعبآنه عآدي !

إرتفعوآ حآجبيه صآد عنهآ بلآ مبآلآه: لآ مفيش أنآ بس في الأول بحسبهآ دآرين عشآن كدآ سألت صيتـه , دي كآنت ممرضه أخدت تدريب الإمتيآز بتآعهآ عندي في المستشفى وشغآله دلوئتـي فـ العيآده , آلت لي إن إسمهآ تغريد محصـن تقريباً وكآنت عندهـم لأن حملهآ سقـط فـ شهوره الأولى .. بس أي معلومآت تآنيه معرفتهآش لأن مينفعـش
قوست شفتيهآ لتحت بـ تفكير: آممم ممكـن , مآتغريد أصلاً متقـوزه
نآظر بسآعة معصمه: طيب يلآ انزلي إتأخرت على الشغـل

لوت فمهآ بـ استيآء: وإنت وآخد الإزن بس عشآن تيقي معآيآ الشهر العقآري ! مآتنزل معآيآ نتكلم شويّآ , مفيش حدّ فـ البيت خآلص ..
إتسعت عيونه مطبق فمه بغيظ مكبوت: يعني كمآن البيت مفيهوش رقآله وعآوزآني أدخل , أدخل أعمل إيه !!
هزت كتفهآ مآطه شفتيهآ بمعنـى ( بكيفـك ) .. شآلت شنطتهآ الكروس , جلديّه سودآء وحمآلآتهآ طويلـه من الجنزير الذهبي توصل لـ أول فخذهآ من عظم آلحوض .. قفلت البآب مأشره له بيدهآ من ورآ القزآز الشفآف تودعـه وبـ المقابل ردّ لهآ هو الحركه بيده مبتسـم بالوقت اللي زفرت فيه نفس متعب وهي تقفي عنه دآخله من البوآبه الضخمـه آلموآربـه ... ضيقت عيونهآ وكأنهآ تبي تجيب آخر مرأى عينهآ وهو بآب المدخل الرئيسي الثآني , إلآ إنهآ للأسـف مآتشوفــه بسبب مسآفة الكيلومترآت الفسيحـه قدآمهآ ..

أرخت كتوفهآ بـ عجز بتجعيدة ضيق وبوآدر بكآ تمثيلي: آآآآه لسآ همشي كل دآ .. لآزم يعملوآ موآصلآت دآخليـه هنآ .. اوووففف

قطعت طريقهآ بعد عنآء رآفعه نقآبهآ عن وجههآ بمجرد دخولهآ من البوآبه الحديديه بخلفيه فايبر اشبه بالقزاز الشفاف الخشن مستقبلتهآ وحده من سرب الشغآلآت بزيهم الرسمـي ..
أشرت لهآ الشغآله تبي تستلم منهآ عبآيتهآ إلآ إنهآ حركت يمنآهآ بـ الهوآء موليتهآ ظهرهآ بمعنى مآلـه دآعـي وبضغطـة زرّ صعـد بهآ الأسنسير للدور الأخير من القصـر السآكـن ...

رجآل العآيله نآدراً مآتلمح أحد فيهـم .. طلآل إللي تقريباً ملآمح وجهه غير مألوفه لهآ , وإن شآفته صدفه بتضيعه ولا تدري إنه هو نفسه أخو زوجهآ , وزوج مرآم .. أحمد كذلك مآقد حصل بينآتهم أي إحتكآك مباشر بخلآف سيرته إللي مآتمل شروق زوجته من ذكرهآ بمجآلسهـم , وكأنه أحمد زوجهآ هو محور الكـون , الرجل الوحيد واأوحد على وجه المجـره ..! يجي رآئف إللي بملكوت ثآنـي .. ذآ آلشغل إللي مآكل له رآسـه وكأنه بروحه إللي يشتغل , أوقآت تسأل نفسهآ وينه طلآل من القصّـه ! ذآ وهو الكبير .. إشمعنى رآئـف ! أمآ رآمز فتقريباً هو ملـح هآلعآيلـه , شخصيته مرحـه و مريـحه , جلستـه خفيفـه لطيفـه , مآتحسّ أبدّ بكلآفـه إذآ تكلمت معـه وهذآ من النوآدر إللي تحسب .. إلآ انه يظل الوحيد إللي من حين للثآني تقدر تلمحـه ...

خآلتهآ إللي دوم بـ أشغآلهآ من جمعيه خيريه للثآنيـه , أو شئون المرأه الخاصه بـ الدفآع عنها أو المطآلبه بحقوقهآ ... مرآم وشروق دآيم مع بعـض ,, ضُرتهآ إللي مآيندري عن هوآ أرضهآ .. تتخيل ببآلهآ إن جنآحهآ مثل آلمسلسل الكرتونـي – مختبر ديكستر – شيّ خفـيّ مآحد يدري عنه , طول وقتهآ وهي فيـه تفكر , تخطط , وتدبر المؤآمرآت .. مآكآن لهآ إلآ نسمـه إللي تركت البيت خآلي من بعد زوآجهآ , مآبقى إلآ صغير العآيلـه آلمريـض .. سيـف المنعزل بجنآحه إثر إصآبته بـ مرض عُضآل !

إرتمت على سريرهآ نآيمه بآلعرض على بطنهآ بعدمآ فصخت عبآيتهآ رآميتهآ ع الأرض بـ إهمآل ..
بوتهـآ – بـ الكرآمه – تآيقـر يوصل طوله لـ أسفل الركبـه بكعب طويل رفيـع وسحآب ذهبي على طول إمتدآده .. فرده منه على عتبة بآب غرفة آلنوم .. والثآني بعده بمسآفه .. بعدهم طرحتهآ والنقآب .. ثم شنطتهآ إللي بـ الأرض جمب الكومدينـه ومعهآ عبآيتهآ ...

نآيمه على بطنهآ مفرقه مآبين سآقيهآ أقصآهـم , فآرده ذرآعيهآ أقصآهم , وكأنهآ جثـه طآفيه فوق سطـح البحـر ...
بملآبسهآ إللي كآنت متأنقه فيهآ ولأسبآب مجهولـه ! يمكن فرحتهآ بـ إقترآب إكتمآل إنتصآرهآ بهآليوم وهو خروجهآ للشهر العقآري مع عُمر لـ تسجيل العقد الإبتدآئي إللي فيه تنآزل رآئف عن ربع ملكـيته مُسجـل بـ إسمهـآ !
بلوزه صوفيّه طويله والمسمّآه Vest سوداء آللون بـ أكمآم , قصّة سآبرينآ عريضـه بيآقه مقلوبـه بنقشـة التآيقـر كآشفه عن صفآء عنقهآ الأبيـض , ضيق على جسمهآ وصولاً لركبتيهآ .. من تحته شرآب استرتش أسودّ , خفيف وشفآف ...

على وضعهآ السآكن وكأنها قد غفـت لحد مآحست بثقـل كتلـه طريـه مبلله إرتمت بآلقوه فوق رآسهآ ..
من فورهآ تعدلت وآقفه على ركبتيهآ يدهآ اليمنى لرآسهآ تبعد هآلشيّ الغريب عنهآ وليتهآ جد مآ أبعدتـه .. توسعت عيونهآ لآخرهـم بلمحه خآطفـه من شآفت ذآك الجسـم آلطويـل قدآمهآ شبـه عآري ... مكشوف الصدر تمآماً , بـ رغم ضعف بنيتـه إلآ إن تقآسيم عضلآت بطنـه الـ ثمآنيه بآرزه ووآضحـه بشكل مكعبآت مترآصـه .. قطرآت من المويه تتخللهـم سقوطاً من شعره الأسـود المبلل لـ رقبتـه , منتصف صدره ثم تجسيم عضلآت بطنـه .. مآيغطيه إلآ فوطـه بيضآء إلتفت حول خصره سآتره مآتحتهآ وصولاً لركبتيـه .. والثآنيه إللي إرتمت على رآسهآ الظآهر إنهآ المنشفه الصغيره إللي كآن يجفف فيهآ شعره !

بلآ وعي صآحات مثل المجنونـه مرفسـه برجولهآ زحفاً على السرير لحد مآلتصق ظهرهآ بظهـره فآرده ذرآعهآ الأيمن بآسطـه كفّـها مفرقـه الأصآبع وكأنهآ تصد عن نفسها بدفاع مآنعته يقرب , وجه أبيض رمآدي , بآهت شآهـب , جـزع , مرتعـب ومذعور: يخرب بيتــك ,, يخــرب بيتــك , لآآآآء لآآآء إوعـى تئـرب .. إوعى تئـرب
قآلتهآ بصرآخ مرتعب حآد وهي بآقي ترفس الهوآء برجولهآ مغطيّه وجههآ بـ المنشفه الصغيره المبلله وبيدهآ اليمنى تتحسس مآحولهآ بـ عدم تركيز وتشتت تدور على شيّ معيـن وإللي مآكآن بـ النهآيه إلآ اللحـآف إللي شدته بقوّه مغطيـه كآمـل جسمهآ .. متلحفـه بـ قوّه وإحكآم !

للحظآت وآقف مكآنه كمآ لوح آلثلـج , للحين مآيدري وش إللي صآر بـ الضبـط ! هآلمنظر إللي شآفهآ فيه إمآ إنهآ ملبوسـه أو إنهآ بحآلـة صـرع !
إنعقدوآ حآجبيه أقصآهم بـ إستنكآر حآد وشديد يخطـي خطوآته المتبآطئه المتردده تجآههآ لحد مآجلس على طرف السرير ومن إنخفآض مستوى المرتبـه من نآحيتهآ ردت منتفضه عن مكانها نافضه اللحآف بسرعه مبتعده عنه بنفس الإرتعآب آلشديد وآلغير مبرره أسبآبـه , رآفعه سبآبتهآ مصلبتهآ لوجهه بعيون موسعه أقصآهآ ملقيـه تحذيرهآ حآد آللهجـه: أوعك تئـرب منـي , أوعك تلمسنـي .. فآهـم !!

أطبق فمه بآلقوه للحد إللي معه تقوس لأسفـل بعدم فهم ولآ إستيعآب , همس وآلذهول بآقي بملآمحه: شفيـك إنتي جنيتـي !
زحفت وهي جآلسه على السرير لحد مآبتعدت عنه موصله للطرف الثآني من السرير .. نزلت من عليـه ملصقـه ظهرهآ بـ الدولآب من ورآهآ بينمآ وقف هو وبآقي الإستفهآم بوجهه المستنكـر آلمستغرب: علآمـك يآبنــت !
ثبتت عيونهآ المحتده بنظرآت ثآقبه على صدره العآري: إنت آلـع هدومك ليـه !
ألصق ذقنه لصدره ينآظر جسمه من تحت ثم نآظرهآ مآط شفته السفلى بعدم فهم لمغزى سؤآلها: كنت أتسبـح وتوني طآلـع

أسندت يديهآ للدولآب من ورآهآ والرعب مآفآرق قسمآت وجههآ لثآنيه وحده: وإنت قآي دلوئتـي ليـه ؟ ليه مش في الشغـل ؟
رفع كتوفه مقوس فمـه ببديهيّه: عآدي , خلصت بدري ورديـت ! وش هآلأسئلـه !!
أشرت له بيدهآ بحركه مشتته وهي تدور عيونهآ اللي استقرت على كل شيّ من حولهآ إلآ هـو: طيب , طيب إلبـس .. إلــبـ ... إلبـس هدوو .. هدومــك

قآلتهآ ببلعـة ريق وآضحـه تنآظره بـ إرتيآب وترقب بينمآ هو إللي ضآقت عينه اليسرى لثآنيه ثم تفتحت وشبح إبتسآمه حسيـه قد إنرسم بوجهه , وكأنه آلحين يستوعب سبب ذعرهآ وجزعهآ !
" يآلبى قلبك يآقمـري , على بآلك قصدي إللي طرآلك !! "
بلل شفتيـه وإبتسآمه مآكره تعلو زآوية فمه اليمنى , هآلشيّ أبدّ مآكآن ببآله إلآ إن شكلهآ المرتعـب أثآره لحـد الإنفجـآر !

إقترب منهآ بخطوآت بطيئـه , عيونهآ على موقـع قدميـه إللي تحسهم يزلزلوآ الأرض من تحته , وكأنه عملآق وبخطوآته تتصدع الأرض من تحته .. لآ إرآدياً نطـت فوق السرير وآقفه عليه مفرقه مآبين رجليّهآ لأجل تثبـت بينمآ إحتل هو مكآنهآ الأول وآقف وظهره للدولآب ..
ردت رآفعه سبآبتهآ بوجهه إلآ إنهآ هآلمره كآنت مرتجفـه ووآضح إرتعآشهآ: وآللهي العظيـم لآ أصوّت وألم عليك كل النآس يآرآئـف , فآهـم !

إنشد صدره بضحكـه مآقدر يقآومهآ مغمض عيونه بآلقوّه .. فتحهـم رآمقهآ بنظره شيطآنيه خبيثه: وإنتي من بيلحـق عليك إذآ صآرختـي ! وليش بـ الأسآس تصآرخيـن ؟
بسط رآحته اليمنى فوق صدره يستعطفهآ بـ حنان ورقه – هآمس ببحّـه رقيقه عذبـه - : حـــووور
هزت سبآبتهآ المشنجه بـ الهوآء: إنت وآحد سآفل وأليـل الأدب ومـبتتكسفـش .. – خبت وجههآ بكفيهآ بـ إدعآء لصيآح وبكآ طفولي – ءآآآآآآآ يخرب بيتك يآرآئف

بحركه مبآغته سحبهآ من كلآ معصميهآ وهي مخبيه وجههآ , آلحركه إللي بسببهآ مآلت بكآمل ثقل جسمهآ عليه مرتميه بصدره وبدوره هو كتفهآ بذرآعيه إللي حآوطوهآ بقوّه هآمس بـ لعآنه: يخرب بيتك إنتي يآحـور
نآظرته بعيون ممتلئـه دموع , طلعت نبرتهآ مبحوحه مسحوبه مآختفى منهآ عمق الخوف والفزع: آلله يخليك يآرآئف , آلله يخليك , أوعى تغصبنـي

ضم شفتيه مآطهم لقدآم بوشوشه شبه مسموعه: آششششش , ليش كذآ خآيفه ؟ مآرح أئذيـك وآلله , إهـدي
حركت رآسهآ بـ النفي إعترآضاً وعيونهآ تتوسله وتترجآه ليهمس لهآ بهدوء مطمئنهآ: وآلله مآرح تحسين بشيّ , بس إنتي إهـدي وإسترخـي
تقوس فمهآ أقصآه للأسفل بذقن مكرمش وعيون مدمعه مصوبه لعيونه نظرآت طفوليه بريئـه جآبت آخـر ماعنده: مــشششش ... عآآآوزهــ

....: ليش مش عآوزه ؟
ألصقت جبينهآ بين مفترق عظمتي الترقوه بصدره هآمسه: أنآ مكسوفـه أوي يآرآئــف
دفس خشمه بشعرهآ إبتغآءاً ملآمسه بشرتهآ النآعمه لخدهآ الأيسر بهمس عذب سآحر وآسر: يآقلـب رآئـف لآتستحيـن , وآلله مآرح أحسسك بشيّ , مآيمديك حتى تستحين إلآ وإحنآ منتهيـن .. هآه !
هزت رآسهآ نفياً وبآقي جبينهآ ملصق لصدره بينمآ سحب هو نفس عميق هآدي من قسوة عنآدهآ , هآلبنت شلون يتفآهم معهآ ! لآ بالقوّه والغصـب ترضـى ولآ بـ الهدوء والرقّـه ترضـى !

شدد من إحتضآنه لهآ بنبره مبحوحه غلفهآ كمّ مهول من العآطفـه وآلنشـوه: متى عآد يآحـور , حرآم عليك وآلله
رفعت رآسهآ له تنآظره وآلخوف متملك عيونهآ متحكم بملآمحهآ: هو إحنآ لآزم نعمـل دآ ! مينفعـش نعيش مع بعض كدآ وخلآص ؟

غصباً عنه إنشدت شفتيه بـ إبتسآمه , عبآطتهآ وكميّة البرآءه إللي فيهآ تعذبـه , دآعب أرنبة أنفهآ اللوزيّه بطرف خشمه الطويل الحآد هآمس بخفوت: لآ مآيصيـر , لآزم شويّ كذآ وشويّ كذآ
أخفضت بصرهآ لـ تفآحة آدم البآرزه ببلعومه هآمسه وآلخجـل يتقطـر من وجههآ: بس أنآ مش قآهزه نفسياً للحآقه دي دلوئتـي , ولآ مستعده .. – نآظرته تستعطفه بوجههآ البريئ - : سيبني شويه آلله يخليك

....: لحـد متـى ! أبي موعـد !
طيرت عيونهآ يسآراً بتفكير مآستغرقت فيه كثير وهآلشيّ إللي رح تندم عليه بعديـن , لأول مره يخونهآ تفكيرهآ ويوصلهآ لنقطـه قريبه أبعد من المدى آلمطلـوب: يوم عيدميلآدك – إتسع فمهآ بـ إبتسآمه شقيّه مشآغبه ومشآكسه - : إعتبرهآ هديتـك , هآآ هديـه حلوه ؟

دنق رآسه عليهآ يتحسس بطرف خشمه رسم فكهآ السفلي وصولاً لآخر شحمة أذنهآ اليسرى بـ همس دآفي: أحلـى هديّـه
بـ دفآشه حررت ذرآعيها من تكتيفة يديه دآفته بهدوء من صدره تبعده عنهآ: طب يلآ إلبس هدومـك عشآن شكلك كدآ مش كويس
ردت الإبتسآمه وشقت وجهه الجآمد حآد الملآمح: ليش مش كويس ؟

دورت عيونهآ يمنه ويسره بآلعه ريقهآ وإحرآج صريح مرسوم بوجههآ: عشآن .... عششـ .. عشــآآن
إستنطقهآ بهمس حاثهآ تكمل كلآمهآ بـ إيمآءة رآس إيجآبيه: عشـــــــآآن ......!!!!
ردت وبلعت ريقهآ وعيونهآ تمرر بتفحـص على كآمل جسده إبتدآءاً من صدره العآري نزولاً لأسفلـه ومآسرع مآصدت وجههآ عنه بحده راكضه للجهه المقآبله من السرير وكأن المسآفه القصيره هذي كآنت كفيلـه تحسسهآ بـ الأمآن التآم لترد وترجع لهآ طولة اللسآن مضيقه عيونهآ بـ حقد: عشآن كدآ عيـب , وإلـت أدب ...

إرتفعوآ حآجبيه بتعبير ( وآلله ! ) الإستنكآري .. مآ طوّل لأنه تمدد على السرير يديه الثنتين مطبقه تحت رآسه ثآني سآقه اليمنى وإللي بثنيتهآ إنفرج معهآ شقي آلفوطـه البيضآء كآشفه عن وركـه كآملاً لتصيح هي ويدهآ اليمنى على عيونهآ: يآنهآآر إسوود .. يخربيـك ..... يآ أليـل الأدب , يآسآفـل , يآمنحـط
....: ههههه وبعدين مع طولة اللسآن هذي ؟

بآقي يدهآ على عيونهآ مخبيتهآ آمرته بـ حده وجفآء: إحترم نفسك يآرآئــف وأوم ألبس هدومك
مط شفته السفلى بـ إبتسآمه لعينه مستمتعه: جيبي لي إنتي الملآبس ..
بـ شغب فرقت مآبين أصآبعهآ إللي على وجههآ كآشفه لهآ عن وضعه إللي مآتبدل , هآلآدمـي أبدّ مآفيه ذرة خجـل أو حيآء .. ردت وألصقت بـ قوّه أصآبعهآ ببعضهـم عآضه على شفتهآ السفلى بـ قهر من تفكيره المنحـرف , مآقآل كلمتـه هذي إلآ والبلا من ورآهآ , شلون هي بنفسهآ تجيب له الملآبس وهو ممدد جهـة الدولآب !
ضربت الأرض برجلهآ بـ حركة إعترآض موليته ظهرهآ صوب بآب الغرفه: هآت هدومك بنفسك ..

تعلقت عيونه عليهآ بـ إبتسآمه مطبقه لحد مآختفت تمآماً ومن بعدهآ مآسمـع إلآ تصفيقـة بآب الحمّآم بـ القوّه ...
بسرعه قآم من على السرير متوجه للصآله مسند جبينه لبآب الحمآم – بـ الكرآمه - : يعني مآرح تجيبين لي الملآبس !
جآه صوتهآ صآرخ , حآد ومزمجـر: مش قيبآلـك زفـت هدوم , هآتهم بنفسـك
....: ترآ بروح لـ دآرين وهي بتسوي كل إللي أبيـه
كشرت بـ إشمئزآز مطلقه صرختهآ الغآضبه بضربة رجل قويّه للأرض مكوره قبضتيهآ بـ غضب: بــلآ فـ شكلــك إنــت وهيّــآ

طيرت عيونهآ بحده للمبـة الحمّآم وتوّهآ تستوعب إللي قآلتـه ...... سبّـة " نسمـه " الرسميّـه !
جآهآ صوته بآرد مبتعـد: بكيفـك أجـل
من قآل قلمتـه إلآ وتوسعت عيونهآ وبسرعه فتحت البآب .. بلمحه خآطفه إنتقلت عيونهآ من بآب غرفة النوم لبآب الجنآح ومآسرع مآمتلآ وجههآ كلّه بصدمـه عدم تصديق وإستيعآب ! هذآ من جده رآيح لـ دآرين ..!!
المشكلـه عندهآ مآكآنت بـ روحتـه لـ دآرين أو حتى روحته لجهنم أكثر مآكآنت شلون بـ الأسآس يروح لهآ بهآلشكـل !!!

جرت للبآب مطلعه كآمل جسمهآ تشوفه من ظهره شآق طريقه بـ الممر لحد مآختفى يميناً بـ الممر الأوسـط المؤدي بنهآيته لجنآحـه الثآنـي !

حطت يدهآ على فمهآ كاتمه صدمتهآ مبرقه عيونهآ " يخرب بيتك , دآ إنت مبتتكسـفش خآلص ولآ عندك نوئطـة دمّ ! يآنهآآر إسسسسسـود .. يآلهـوي ههههههه "

مآتدري ليش ضحكت إلآ إنهآ هوّت بيمنآهآ على وجههآ تبرده وهي تحسّ بكمية حرآره متأججه من دآخلهآ إتقدت من صدرهآ وإشتعلت من وجههآ !

بـ الجنآح المجآور دخلـه وعيونه تدور بـ المكآن .. لفحـة بردّ سرت بـ جسده المكشوف مدته بـ قشعريره سرت على طول عموده الفقـري .. أي شخص عآقل إللي يطلـع توّه من حمّآمه يتسآير بـ الأرجآء شبـه عآري بـهآلأجوآء الديسمبريّه !

....: دآريـــــــــــن !
من وقـع إسمـه بصـوته الحاد الجآف رفعـت رآسهآ إللي كآن مسند من وسط جبينهآ على ركبتيهآ المضمومتين لصدرهآ محآوطه سآقيهآ بذرآعيهآ مكتفتهـم ...
نآظرت الفرآغ من قدآمهآ بصوره ضبآبيّـه , البخآر مآلي أرجآء الحمّآم – بـ الكرآمه - , معتم المرآيآت والجدرآن البورسيلينـه بـ ألوآنهآ المتدآخلـه , بلآطآت من البورسليـن السآده بـ تدرجآت البرتقآلي والعسلـي , وغيرهآ منقوش برسمآت أورآق شجر خريفيّه صفرآء وخضرآء .. آلذوق إللي مآيدل إلآ على شخصيّه هآدئـه , دآفئـه متصآلـحه دآخلياً .... نفسياً .... فـ الأكيد إنهآ ميسـم .. لولآ الأقدآر إللي وهبتهآ هي هآلمكآن مو أختهآ ميسم , أو بنت عمّهآ ميسـم مثلمآ يظـن الجميـع !


آثرت الصمت عن الجوآب رآده رآسهآ من منتصف جبينهآ مسند لمآ بين ركبتيهآ .. لحظآت إللي إنقطـع فيهآ صوته تلآهآ فتحـة بآب سريعـه فُجآئيـه مباغته , على إثرهآ تيآر هوآئي كـدر صفـو جوّهآ الدآفـئ بـ حمآم البخآر آلمريـح وآلمرخـي لأدق عصب مشدود بجسدهآ ...

....: ليش مآتردين ؟
رفعت رآسهآ تنآظره إلآ إن الجمود كآن محفور بملآمحهآ , مآ أثآرت هيئتـه أي إندهآش أو غرآبه دآخلهآ لتجآوبه ببرود: مآسمعــت !
إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب من ردهآ البآرد وفعلهآ اللآمبآلـي , مآنرسم بوجههآ أي ملمـح يدلّ على أي إحسآس ...
تفآجئ مثلاً بدخلته المفآجئه عليهآ وهي بهآلوضـع ! أو إستغرآب من وجوده آلحين بآلأسآس ! أو إستنكآر من مثولـه قدآمهآ بآلشكل إللي هو عليـه !

أقفل البآب بهدوء مقبل صوبهآ , وبثبآت جلس على حآفة البآنيـو كبير الحجـم , مثلـث الشكـل , مشمشـيّ آللـون ..
مرر عيونه الصقريه الثاقبه على كآملهـآ , إبتدآءاً من شعرهآ الثلجـي إللي جآمعته كله رآفعته بشكل كعكـه دونآت مدورّه بـ مطآط إلآ من خصـل مبلله متدليـه من مقفآهآ ... عآريـه تمآماً مآيسترهآ إلآ رغـوة الصآبون بريحـة اللآفنـدر آلزكيّه ... بشرتهآ بيضآء صآفيـه نآعمـه , لآمعـه من تأثير المويـه آلمبلله لـ كتفيهآ على إمتدآد طول ذرآعيهآ آلمحتضنين لسآقيهآ إللي مآيظهر منهم إلآ ركبتيهآ المضمومتين ...

سألهآ بـ إهتمآم بآدي: تعبآنــه !
نآظرته ببرود مشدده من ضمتهآ لـ سآقيهآ وكأنهآ ترتجي آلدفـى من برودة الوحشّه وآلوحـده والألـم .. وجههآ صآفـي تمآماً خآلي من أي لمسـه تجميلـه , إلآ إنهآ بعدهآ بكآمل فتنتهآ إلآ من ذبول عيونهآ الغآئره المحآطه بهآله دآكنـه ...
نآظرت بـ الفقآعآت الطآفيه على سطح المويه هآمسه بخفوت بآرد , لآمبآلي: بخيـر آلحمدلله

مآيدري ليش هآلإحسآس آلموحش إللي إنتآبـه وتملكـه .. كلّ شيّ فيهآ مختلـف , يشوف فيهآ جـرح غميـق وإنكسـآر ..
إبتلع ريقه بهدوء وعيونه على الرغـوه البيضآء الطآفيه: وش أخبـآر الحمـل ؟
إرتفعت عيونهآ المرهقه له , لحظآت في سكون قبل مآتميل شفتيهآ المطبقه بـ إبتسآمه حزينه مشدوده مجآوبته بـ هدوء مريب عآتي وهي تسند جمب وجههآ الأيمن على ركبتيهآ: حمــل كـــآذب

إنعقدوآ حآجبيه لوهلـه بعيون متفحصـه ثآقبه ومترقبه أدق تعبير أو ملمـح علّه لآ إرآدياً ينرسم بوجههآ الميت: شلـون كآذب !
إرتفعوآ حآجبيهآ له رآده بنفس الهدوء آلغريب: أعرآضه كآنت أعرآض حمـل , إلآ إنه مو حمـل .. سويت إختبآر ومآطلع معي شيّ ...

أطبق فمـه بعدمآ بلل شفتيـه هآز رآسه إيجآباً بتفهم لكلآمهآ وإستيعآبه كآملاً .. مآطوّل في سكوته لأنه أرخى يده اليسرى منزلهآ بـ المويـه الدآفئـه , من هآلمسـه الطفيفـه إلآ وسرت الرآحه بـ كآمل جسمـه إلل حسّه تخدر وارتخى ..
مرر أصآبعه بهدوء في المويـه محرك الرغـوه من تجمعهآ كآشف عن صفآء آلمويّه إللي أظهرت له بعضاً من بآقي فتنـة جسدهآ ... – همس لهآ بـ نبره رقيقـه , لعـوب , هآدئـه - : وش رآيك نحآول مرّه ثآنيـه ! علّـه يطلـع هآلمره حمـل صآدق !




/
/
/
/

يوم آلخميـس , بـ التمآم والكمآل لـ مرور إسبوع ..

بـ ممرآت المستشفـى بـ القسم النسآئي الخآص بـ وقت الزيآرهـ ..
تشبثت بذرآعه كمآ آلطفـل , شقت إبتسآمتهآ آلعريضه كآمل وجههآ , خفيّه تحت نقآبهآ إللي مآ أخفى آلإنبسآط والفرحـه بعيونهآ بينمآ قآبلهآ هو بـ جفآء آمرهآ بحزم: خلآص وردهـ فكينـي

بوزت بـ تكشيره طفوليه مسدده له بعيونهآ الحآده نظرآت لوم إعترآضاً ليوقف هو بـ الممر هآمس لهآ من بين أسنآنه بـ تشديد وكأنه يفهم طفل: وردهـ إسمعـي .. هذي الحركآت بينآتنآ لوحدنآ ومآحب أحد من هلـي يشوفنآ كذآ , يعني لآ تلتصقين فيني ولآ تتعلقين بذرآعي أو حتى تمسكين يدي قدآمهم .. فهمتـي !!
ضيقت عيونهآ بلؤم نآكزته من كوعهآ بـ جمبه: أهــآآآآ تستحـي !

طير عيونه بـ طفش مطبق فمه بينمآ ضحكت هـي ويدهآ فوق نقآبهآ موقع فمهآ تمنع صوتهآ وإلآ آلحين بينحرهآ إن طلع لهآ صـوت وسمعه غيره ..
بلعت ريقهآ وبآقي الضحكه بوجههآ تنآظر كتوفـه وهو يتخطآهآ سآبقهآ ,, إرتفعوآ حآجبيهآ وتوّهآ تستوعب لحقته بسرعه لحد مآوآزته بخطوآته في صمت لحد مآوقفوآ ثنينآتهم قبآل بآب آلغرفه المسكره وأصوآت مختلطـه عآليه صآدره من دآخلهآ .. توه بتمتد يده ويطـق البآب إلآ وإستوقفـه صوت رفيـع حآد: لحظــــآآآآهـ

إلتفتوآ ثنينآتهم لمصدر آلصوت بـ إستغرآب قآبلتهم هي بـ إبتسآمه ويدهآ على صدرهآ في محآوله منهآ تلتقط أنفآسهآ اللآهثـه: أشششوى لحقت عليكم
قطب حآجبيه سآئلهآ بـ تفآجئ: مـرآم !
أقبلت صوب ورده تسلم عليهآ حآبتهآ من خديهآ: وردووش يآقلبي شلونك !
....: آلحمدلله بخيـر , شخبآرك إنتي !

جآوبتهآ مسرعه: بنعمه آلحمدلله .. وين كنآ ووين صرنآ – نقلت عيونهآ لـ آدم موجهه له الكلآم – من تحت وأنآ شآيفتكم ومآبي أصيح عليكم يطلع صوتي عند الرجآل قمت آلحقكم تعيجزت , علآمكم إنتم مسرعين !
أطبق فمه بغيظ: تبينآ نتمخطـر يعنـي بـ المشيّه ولآ شلون !
إستغربت رده الجآف رآفعه حآجب وآحد بـ إستنكآر صوب ورده إللي بالمقابل رفعت لهآ كتوفهآ مآطه شفتيهآ من تحت نقآبهآ بمعنى إنهآ مآتدري .. وبقلبهآ هي فعلاً مآتدري ومو هذي أول مره , تقريباً من إسبوع وهو حآلـه غير , عصبـي , وعلى شعـره يـجن جنونه ويثآر ولـ أسبآب غير مبرره , غير معروفـه وغير مفهومـه !

طق آدم البآب بحدهـ وبثوآني جآه الرد بـ فتحة البآب الصغيره على وجـه أخو نآهد المرآهق وآلمسمى ركآن إللي قآبله بـ إبتسآمه خفيفـه آمر من ورآهـ للحريم بـ أخذ آلحيطـه لدخول آدم ..
بسرعه وبدون تردد من أياً منهم رفعت أم سلطآن وريتآج برآقعهم لوجيههم ونزلت صيته نقآبهآ من على رآسهآ لوجههآ .. بينمآ نآهد إللي تعدلت بمجآهدة نفس من جلستهآ مسنده ظهرهآ برآحه للمخده الطريّه من ورآهآ رآبطه برقعهآ مغطيه وجههآ ..

بهدوء دخلوآ ثلآثتهـم .. إثنين بحجآب كآمل تمآماً سآتـر وغير ملفت بـ أي تفصيلـه وهو بمقدمتهـم ملقـي سلآمه الهآدي لكلّ الموجودين ...
ردوآ السلآم إللي أختلط بـ أصوآت متدآخلـه كلاً بنبرته مآبين خشونـه من أبو نآهد , آلشيخ علـي , أو بسّآم زوجهآ .. سلطآن وركآن .. أو صوت رفيـع حآد من أم سلطآن , ريتاج وصيته .. جآه صوتهآ الأخير هآدي , مآئل للحـزن واليأس والإحبآط: وعليكــم الســلآم .......

تقدمت لهآ مرآم بـ إندفآع حآبه رآسهآ مملسه عليه بـ حنآن: ألف لآبآس عليـك .. آلله يعوضـك خيـر إنشآلله بـ آلولـد ..
مآردت نآهد إلآ بـ إبتسآمه خفيّه من تحت برقعهآ بـ إيمآءة رآس إيجآبيّه وقت تدخل وردهـ وهي تسلم عليهآ حآبتهآ من خديهآ: حمدآلله على سلآمتك ..
قآلتهآ بـ هدوء حآني وهي تمد لهآ كيس صغير ورقـي مقوى دآل من شكله على مكنونه .. هديّـه ..
آلهديه إللي تنآولتهآ نآهد بيدهآ اليسرى .. علبـه قطيفـه عسلية اللون متوسطـة آلحجم , إرتفع نظرهآ للحظـه تنآظر بـ وردهـ بآلعه ريقهآ بـ تفآجئ قبل مآتفتحهآ وتشوف محتوآهآ آلثميـن الغآلـي ..

طقـم ذهـب رقيـق , سلسآل رفيـع دلآيتـه قلـب مآئل من اللآزوردي اللآمـع على جآنب آلقلب فرآشه معلقـه .. أنسيآل رقيـق مزدوج بدون أي تعليقه فيه .. وخآتم بنفـس شكـل دلآية السلسآل , آلقلب والفرآشـه ..
ردت تنآظرهآ والدهشه بعيونهآ: ليش أتعبتي نفسك , كثير وآلله
تحسست ورده كتفهآ بـ إبتسآمه خفيفه: تعب إيش بس , سلآمتك إنتي أغلى من كل شيّ وهآلهديه أبسط شيّ
إنتقل نظرهآ من ورده لذآك إللي جآورهآ موآزيهآ بنفس آلطول الممآثل , بنبره بآردهـ , هآدئـه وثآبتـه: حمدآلله على سلآمتك ..

قشعريره ثلجيّه بآرده سرت لـ كل أعصآبهآ وخلآيآهآ , أعضآءهآ وأطرآفهآ .. سكون مهـول موحـش حستـه بقلبهآ من نظرة عيونـه آلمنكسره بـ خيبـه وإحرآج .. بـ ترآخي تحررت عيونهآ من حزن عيونـه لـ ذرآعه الممتده تجآههآ بآسط كفـه وبوسطـه علبـه قطيفـه صغيرة آلحجم , سودآء آللون ملفوفه بـ شريطـه رفيعـه ستآنيّه ذهبيـه ..
بلآ وعي نزلت من يدهآ علبـة ورده وإستلمت علبته هو فآتحتهآ بلهفـه ...

لحظـة صمت غآمـر إنتآبت آلجميـع , عيونهم أجمـع مسدده صوبهآ والذهول إللي إعترآهآ , توسعت عيونهآ بعدم تصديق ... مآرمش لهآ جفـن ..
وقفت ريتآج من كرسيهآ ببطئ تجآه السرير موقفه تمآماً جمب بسّآم إللي وقف بدوره مآط رقبته للعلبـه بين يدين زوجته .. وش هآلشيّ المبهـر لهآلحد آلمخيـف !
وكأن الذهول إنتقل من نآهـد ليصيب الجميـع .. مرآم , وردهـ , ريتآج وبسّآم ..
وقفت أم سلطآن جمب زوجهآ من ورآهآ سلطآن وركآن وفوق رآس ناهد مبآشرة .. آدم ..

تحلقوآ حولهآ بـ أنظآر شغوفـه تجآه العلبه القطيفه السودآء ... شق آلصمت وقطـع آلسكون سؤآل نآهـد آلمستنكـر بشده: A !!!!
نآظرتهآ مرآم ببلعـة ريـق متوتره ثم نآظرت آدم تسترجيـه الإشآره بتأكيد ظنهآ أو نفيـه , الآ إنه خيبها ببروده كمآ القآلب الثلجـي , بلآ ملآمح أو تعآبير .. مجرد عيون لوآمه عآتبـه صوب نآهد المذهوله اللي حررت أنظآرهآ من حصآر نظراته آلمعذبه بقسوّه لـ حنآيآهآ .. رآفعه السلسآل الرقيق الخفيـف من دلآيتـه وإللي مآكآنت إلآ حـرف الـ a الإنقليزي مرصـع بـ ألمآسآت لآزورديّه !

وكأن ردّ الفعل جمآعـي لشيّ وحيد وأوحـد يدور بخآطرهم , شيئن دآخلي فسّر هآلحرف إللي مآيمسّ لأياً منهم بـ صلـه إلآ هـو .. آدم
نآظرته ورده بصدمـه متملكـه عيونهآ المذهولـه تستنطقـه نفي هآلشيّ آلخبيث إللي ببآلهآ وإللي أوقـح من إنه يكون حتى مجـرد مـزح !

قآبل نظرآتهآ التشكييه ببرود ممرر نظره على كل من بآلغرفـه وقد تحلقوآ حول سريرهآ والعجـب بعيونهم آلغير مستوعبه جميعاً ليقرر أخيراً ينتشلهم من حيرتهم برآحه من جوآبـه إللي أطلقه بشكل عفوي مرح موسـع عيونه بـ إدعآء لـ عدم فهم إستغرآبهم: شفيكـم يآجمآعـه ! هـذآ مو أول حـرف من إسـم علـوش ! – نآظر بـ بسّآم أخوه وإبتسآمه جآنبيه غآمضه علت زآوية فمه اليسرى مردف من بعدهآ بـ ريبـه –: ولآ إيـش يآبــو علـــــي !

قآلهآ ولـ ثوآني معدوده من بعدهآ والكلّ على وضعـه , وكأن الجميع صآبهم حآله وآحده موحـده من غفلـة الإدرآك , بـ البطيئ توضحـت السآلفـه لهـم .. حرف الـ a مآهوب إلآ رمـز للحرف الأول من إسم المولود .. علــي ..
ضحكـه قصيره مقطوعه أطلقتهآ مرآم بعدم تصديق من بعد ذهولهآ ضآربه صدرهآ بيدهآ ومن بعدهآ توآلت الأنفآس المخنوقه بآلتحرر إمآ بـ زفرآت مسموعه أو ضحكات قصيره متوتره .. إلآ منهآ هـي , آلمستقعده بفرآشهآ , عيونهآ صوب يدهآ والسلسآل الرقيق المنسآب بين أصآبعهآ الممتلئـه , يصدح بكيآنهآ نبرته الهآزئـه لـ زوجهآ بسّـآم .. – ولآ إيش يآبـو علـي - !!

ضربته مرآم من كتفه بعيون عآتبه: يآخي وش ذي الحركـه ! فآجئتنآ حسبآلنآ حرفك إنت قلنآ وش الدآعي !
قوس فمه للأسفل بعدم إستيعآب لعدم إستيعآبهم هم: إنتم إللي فآجئتوني , مب متفقين من قبل إن الولـد بيكون سمي آلشيخ علـي ! – نآظر بـ أبو نآهد آلمبتسم بـ رضآ وإطمئنآن سآئله بمرح -: ولآ ايش يآشيــخ !!

رفع يدينه بآسط كفيه بحركة المستسلم: وآلله مآلي فيـه , إللي يبيه بسّآم ونآهد إهو إللي بيتم
تدخل بسّآم بسرعه مجآوبه بلهفه بعدمآ جلس جمب نآهد محتضن يدهآ اليمنى بين يديه – بنبره تأكيديّه لحقيقه هآلشيّ وإلتزآمهم فيه -: علــي ......... إن شآءآلله

رصت على السلسآل بقوّه سآحقته بقبضتهآ اليسرى مفرغه فيـه شحنآت قهرهآ وغضبهآ , حزنهآ وحسرتهآ , كل آلآمهآ واوجآعهآ من بعد فقدهآ لـ سبب وجودهآ بـ نظرهآ المحدود الضيق , رحمهآ إللي بـ استئصآله تمّ الحكم عليهآ مؤبداً بعدم الإنجآب ... للحين تذكر أول مآوعت من تخديرهآ بـ العنآيه المركزه مآتدري متى ! هل بنفس يوم تمآم العمليّه , أو بعدهآ بـ سآعآت , أو حتى أيآم ... قآبلوهآ أولاً بـ الأخبآر السيئـه لعلّ المفرحه من بعدهآ تنسيهآ وقع الأولى عليهآ ... إستصآل رحمهآ بسبب إنفجآره , إلآ إنه وبعنآية آلله وشمولـه بعدهآ آلروح تسري بـ حشآشة قطعة قلبهآ , بـ ولدهـآ ...

تدخلت ورده بنبره مرحه: وينـه علوش أجـل !
أم سلطآن: بـ الحضآنـه , لأنه إنولـد مبكـر ..
أبو سلطآن: آلله يحفظـه ويبقيـه – نآظر بسآم ونآهد المجآوره له مردف بـ حنآن أبوي غآمر- : جعله ذريـه صآلحـه تقر بهآ عيونكم ..
إبتسم بسّآم برآحه مشدد من مسكته ليد نآهد بـ الوقت إللي سحبت مرآم ورده من معصمهآ: تعآلي معي نروح الحضآنآت أنآ بعد أبي أشوفه , صرت عمّـه يآنآس لآحد يلومنـي

وقفها آدم بجفاء الهارب المنسحب: أنآ لآزم أطلع آلحيـن .. – قآلهآ وهو ينآظر بسآعة معصمـه جلديّة الأوستيك بآللون البني , سألته مرآم مسرعه – توّ النآس , مآ أمدآك !
آدم: آليوم عزيمـة خويي لإشهآر زوآجـه ومآبي أتأخر
مرآم: قلب أختك , عقبآل يوم عزيمتك إنشآلله

أخفضت ورده رآسهآ بـ خجل للي تحتهآ مبآشرة , نآهد إللي كآنت تتآبع أدق تحركاتهم بعينـي صقـر , آلنظره المرعبـه المتوعـده إللي صآبت وردهـ بصميمهآ , شعور موحـش إجتآحهآ من هآلنظره الشيطآنيّه المشتعلـه الحآقـده ليقطـع هآلإحسآس طلب مرآم: بس شوي , تعآل معـي نشوف آلولد ثم روح
بلعت ورده ريقهآ بـ توتر مآتدري وش سببه بس الأكيد إن له علآقـه بنظرة عيون نآهـد وكأنهآ سآحـره ملقيه عليهآ لعنتهآ , وآلحين تبي تحرقهـآ ..

إبتعدت عن سريرهآ بسرعه وهي تحسّ بتشنج سرى بـ أطرآفهآ مجمدهآ , جآورت مرآم إللي طلعت من الغرفـه مستأذنـه ..

بـ التبعيّه من بعد خروج مرآم ووردهـ لحقهم آدم بخطوآت متثآقلـه وكأنهم يسحبونـه لمشنقـة الإعدآم , تآبعـه بسّآم ........... ثم ركـآن ..
بـ الحضآنآت رآفقتهم وحده من الممرضآت المشرفين على نآهـد ومتآبعة حآلتهآ ..
غرفه فسيحـه ممتلئـه بصنآديق زجآجيّه حآويه لعديد من قطـع آللحم آلبشريـه الصغيره .. بـ إبتهآج أسرعت وردهـ ومرآم بـ تبعيّه للممرضه صوب وآحد من الصنآديق القزآزيّه الشفآفّه .. بـ نفس الإبتسآمه إللي علت مرآم ووردهـ إكتست وجـه بسّآم آلمتهلل وآلمنشـرح لآحقه ركآن .. وقف هو بعيـد , ثآبت الحركـه بـ مكآنه وكأنه معزول منزوي , بعيداً عن نطآق البشـر , بعيداً عن نطآق الكـون ..

وكأن آلنبض بقلبـه توقف , والأكسجين من حولـه إنعـدم , تشوشت الرؤيـه .. ضبآبيّه بآهتـه , غير مفهومـه , عيونه وكأنهآ عدسآت الكآميرآ حقتـه وعليهـم من الرطوبـه القطرآت المسببه لـ تشوش آلرؤيه وبوهيمية الصوره .. هآلعدسآت مآكآنت إلآ حدقتيـه وبؤبؤ عينيـه آلممتلئـه بـ دموع محبوسـه قهراً ..
سكآكين حآده مؤلمـه تنغرز بصدره , بلآ توقف , وبلآ رحمـه .. أنيآب , مخآلب , أو حوآفـر .. تنهـش بلحمـه وكأنهآ تنبـش بين ضلوعـه بحثاً عن قلبـه ..

صوت دآخلـي مؤلـم مبعثـر لكـل مشآعره المتألمه وأحآسيسه المذبوحـه من وجـع تأنيب الضميـر ..
ترآخت عيونه الغآئره المرهقه لذرآعهآ الممتد بـ حثّ وعيونهآ تشـع سعاده وفرحه طآلبته يقترب .. وكآنه على الهوآ سآيـر , بلآ إحسآس , بلآ تحكم أو إرآده , قآدته رجوله اجباراً لموقعـهـم .. إنفرجوآ شفتيـه بنفس سريع مبآغت لرئتيه المتوقف عملهآ من لحظآت ..
دخلت ورده يدها من الدائره الصغيره المفتوحه بالصندوق ماسكه بـ اطرآف أصآبعهآ يده الصغيره الرقيقه والدآفئه: يآربيــــــه , شووف يآ آدم قد إيش هو صغيـر , علوووشي يآحبيلـه
تدخل ركآن بـ لقآفه: هآلولد يشبـه عمّه أكثر من أبـوه , شكله صينـي خخخخ
ضربه بسّآم من رآسه إللي يغطيهآ طآقيه بيضآء بلهجه محذره: ههههه ورع !!
ورده بـ إبتسآمه: توّه مآوضح شكله شلون عرفت إنه صيني !

حك مؤخرة رآسه بـ إحرآج من سؤآل ورده الغريبه عنه والظآهر إنه أخطآ يوم أطلق تشبيهه بكلمـة – صينـي – بينمآ تدآركت مرآم آلوضع بـ ضحكه: هههه صآدق , - نآظرت ورده ثم أكملت – هآلولد يشبـهني أنآ وآدم أكثر من بسّآم .. بسّآم شكله طبيعي أمآ أنآ وآدم ............. أششوى بس صآر لنآ شبيهـن ثآلث

بـ ضيآع وتوهآن , وكأنه بعآلم مخآلف للوآقع اللي هو فيـه , للمحيط إللي محصور فيـه وهمّ حولـه , نآظرهآ بـ صمت مهـول قطعـه بسّآم إللي توجه لهآ بـ الكلآم: عقبآلكم إنشآلله .. آلبركه عآد فيكم إنتم تجيبون لنآ نآصـر , مقدرت أزعل نآهـد وهي تبيه سمّي أبوهآ
أشبكت يدهآ الدآفئه بيده المتجمده شآده ذرآعه لتحت علّه ينتبه عليهآ: إنشآلله , وهذآ إتفآقنآ أنآ وآدم من قبل ههههه
رفع حآجب وآحد بـ إبتسآمه لـ آدم من كلآم ورده وحركتها إللي فيهآ تعلقت بذرآعه: أشوفكم من الحين تخططون وتدبرون أسمآء لعيآلكم !

ضربته مرآم من صدره وهي تضحك بعدمآ تدآركت إحرآج ورده إللي أخفضت رآسهآ بخجل: هههه مآلك دآعي بسّآم لآتحرجهـم
ردت ورده تنآظر بـ الصغيـر النآئم بـ سلآم آلله وأمآنتـه هآمسه بعيون مدمعه لسبب بقلبهآ هي مآتدريه: آلله يحفظــه ..
بسّآم: مبـروك يآدم , وآلله وصرت عـمّ
نآظره بـ جمود مخآلف للحمم البركآنيه المتقده دآخلياً , مذيبـه لقلبـه وصآهره كل أجزآءه , شد شفتيه بـ إبتسآمه متألمـه وعيونه لذآك الطفـل " صــرت أبّ يآ بسّـآم , صـرت أبّ مو عـمّ ........ "


/
/

/
/


بـ ظلآم ليل نفـس آليـوم وسكونـه ..
إعتصر أنفه المحمّر بمنديله المهتري ليمد له الثآني منديل جديد وهو يضحك: ههههه خذ خذ وإرحم إللي بيدك
إستلمه منه قآط إللي بيده بـ الأرض على دخله الثآلث عليهم ..
نآظر رآمز بـ المنديل المهتري اللي توه وقطه آدم بـ الأرض: آآآخ لو شآفك نجم مع ذي الحركه كآن رمآك إنت بـ الأرض ورفع المنديل ههههه

ضربه وآئل من وسط ظهره: ههههه صآدق – إلتفت لـ آدم خآزه بعيونه - : وإنت إرفع منديلك , خير جآي توصخ لنآ آلبيت
جآوبه آدم بصوت مكتوم محتقن من أثر دور الإنلفونزآ إللي عنده وإللي معه إحمر خشمه وإنسدت عيونه الصغآر بـ إنتفآخ جفنيـه , تلمـع بـ دموع من تأثير مرضه: لآ تقعد تطقطق لي إنت ويّآه ترآ مآلي خلقكم آلحين
رآمز: هههه يآعيني ع الحلو لمآ تبهدله الأيآم
رد آدم يعصر أنفه إللي مآبطّل سيلآن: جعلك ترقد بـفرآشك ولآتقوم منـه
بقق رآمز عيونه: لــه ! وش ذي الدعآ آلمخيس – كشر بـ إشمئزآز ثم سفهه يكلم وآئل – صدق يآلمعرس نجم كلمك !
وآئل: إيـه أمـسّ , بآرك لي .. أكيد درآ من آدم

آدم: إيه أنآ علمتـه
رآمز: مآشآلله , يعني يتوآصل معكم ! أجل الوآطي إبن الكلـ ** هذآ ليش سآفهني
ضحك آدم غصباً عنه: ههههه مب لوحدك بس أنآ نشبت له
وآئل: صدق آدم وش سآلفته , حسيته مختنق أو ضآيق صدره مدري بس أهم شيّ إنه مآكآن طبيعي مو هذآ نجم
آدم: آلحب وعمآيلـه , آلله لآيبلآنآ
رآمز بسرعه: ليش وانت مو خآطب ! مآتحب خطيبتك أجل
إرتفعوآ حآجبي وآئل بحركه سريعه مخفض رآسه للأرض , هذآ آدم مآينتبه أبدّ لكلآمه ورآمز حسآس جداً تجآه أي شيّ يخص عآيلتـه وآلحريم منهم خصوصاً ..

بلحظه تدآرك آدم إللي قآله مردف بسرعه: إفهم يآلدلخ , أنآ وبنت عملك آلله لآيغير علينآ إنشآلله .. كلآمي عن نجم وهآللي جآبت رآسه ومخليته يدور حول نفسه من سوآتهآ فيه
وآئل: من جد عآد !
رآمز: قول آلصدق
آدم: قسم بآلله , الرجّآل حآله منقلب وكله بسبة هآلبنت
ضيق رآمز عيونه بـ لؤم: آآخ منهم ذولي الأمريكيآت لبى قلوبهم مع هآلشعر الأشقر والعيون آلملونه
نآظره وآئل يضحك: ههههه مآعندك سآلفه
آدم: ولآ شعر أشقر ولآعيون ملونه ولآ شيّ .. بنت عآديه جداً وأقل من العآدي بعد
رآمز وللمره الثآنيه: قول الصدق
آدم: وربـي , هي بصوب والأمريكيآت بصوبن ثآني

وآئل: ودي أشوفهآ وآلله .. تحمست
بقق رآمز عيونه بـ إستنكآر: بـه به , آليوم زوآجك يآلنذل ومرتك تتحرآك وإنت تبي تشوف غيرهآ .. لا ومتحمس بعد
وسع آدم عيونه وكنه تذكر: يآبووي نسينآ , وإنت تهرج ويآنآ ونآسي مرتك – نآظر بـ رآمز مكمل – إمش إمش ذآ عنده ليله كبيره مُهمّـه
وعلى هآلكلمه طلع أحمد من مجلس الرجآل إللي كآن آخرهـم يتحرى شروق زوجته تطلـع , وبخروجـه مآبقى من ضيوف عزيمـة إشهآر زوآج وآئل إلآ خويآه الإثنين , آدم ورآمـز ..
ضرب أحمد ظهر وآئل بقوّه: شد حيلك يآبطــل , آلله يقويّك

قآلهآ أحمد بضحك مآشي عنهم قبل يسمع ردّ من أي أحد بينمآ بقق وآئل عيونه متفشـل ومُحرج من قصد أحمد وإللي يرمي له ..
آدم: ههههه نبيك اليوم ترفع رآسنآ وتشرفنآ
رآمز: ههههه حآس إن كل معآزيم اليوم مغير يفكرون بوآئل وشللي بيسويّه
أطبق شفتيه بقهر من ذولي الإثنين إللي يطقطقون حوله وإن مآوقفهم آلحين مآيضمن مدى تمآديهم: جــبّ يآلوصـخ انت ويّآه , مآيفكر بهآلخيآلآت المريضه إلآ إنتم مع وجيهكم .. يلآ إذلفـوآ كلاً على بيتـه
رمقه آدم بنظرة إحتقآر: على إيش مستعجل بكرآ تملّ

جآ رآمز يضحك إلآ وبلع لسآنه مخفي إبتسآمته من نظرة وآئل المحذره وآلمتوعده , أسكته وإللي رد موجه كلامه لـ آدم: بـ اليوم إللي رح تمـلّ إنت فيـه تعآل وتكلّـم
رآمز: وأنآ متى يجيني آليوم إللي أمِـلّ فيـه ! إنت تزوجـت – مأشر على وآئل - , وإنت خطبــت – لـ آدم – ونجـم ذآبحـه الحُـب .. وأنآ ايش موقعي من الأحدآث
ضربه وآئل من كتفه: ههههه إصبر تؤجـر
رآمز: لمتـى عآد .. ودي أنآسبك يآشريك , مآعندك عروس مزيونه

وآئل: مآتغلى عليك مزيونة آلمزآيين كلهم يآشريك , كآن وديّ , بس خوآتي الثنتين خذوهم إخوآنك أحمد ورآئف , والثآلثه متزوجـه ..
على إثر إللي قآله وآئل إنقلب وجه رآمز , مصفّـر من طآري خوآته .. وإللي ثآلثتهم بآقي متذكرهآ ومآفآرقت صورتهآ خيآلـه .. ذيك إللي بـ سديهآت مآلك المُرشـد .. – زفر نفس هآدي برآحـه , وبقلبـه ... أشوى إنه تخلص من هآلسديهآت علّه يرتآح بآلـه إلآ إن هآلشيّ ............... مآصــآر !

قطع حديث الصمت إللي بخآطره مقآطع كلآم آدم ووآئل بـ جديّه لـ آدم مميل رآسه لليسآر صوب سيآرآته المكرجـه: يلآ آدم مشينـــآ
إنتبـه آدم عليه مربت على كتف وآئل بـ إبتسآمه: مبروك يآلأخـو , نبي نسمع خبر إنك بتصير أبو في القريب العآجل
أخفض وآئل رآسه بـ إحرآج يحك جآنب أنفه بـ خجل: ههههه يآخي مآلك دآعي
رآمز: ههههه وإنت شلون تبيه يصير أبـو وإنت معطلـه عن المهمـه بهرجك إللي مآيخلص , يلآ مشينآ
آدم: ههههه سرينــآ


نآظرهم وآئل والإبتسآمه بوجهه لحد مآختفوآ ثنينآتهـم بـ الهمّـر الصفرآء لـ رآمـز وتوّه يلتفت وراه بعدما تحركوا خوياه إلآ ويتفآجأ بـ أبوه من ورآه مقبل صوبه مبتسم مآد له ذرآعه الأيمن بـ حثّ يقرب عليه يضمـه .. وبـ انقيآد إحتضن وآئل أبوه حآب رآسه وخشمـه بينمآ تحسس أبوه ظهره بـ هدوء هآمس له بـ حُـبّ: آلله يوفقـك ويتمّ لك دآيم على خيـر .. يـله يلـه روح لـ عروسك تتحراك

مآردّ وآئل إلآ بـ إبتسآمه قصيره مخفض فيهآ رآسه بـ خجـل إنصبغ بـه لونـه بـ حيآء متملكـه من رآسـه لـ سآسـه !


/
/


بـ المُلحـق القزآزي المُـشِعّ دفـآ ..
بـ غُرفـة آلنوم تحديداً .. كآنوآ ثنينآتهـم ,

وحده منهم على كرسيهآ المُتحرك قبآل مرآيتهآ آلطوليّة مستطيلة الشكـل , وورآهآ أغلى إنسآنه على قلبهآ ..
تمسكت بيدهآ المسنده على كتفهآ تنآظر بـ إنعكآس صورتهآ من خلفهآ: آلله لآيحرمنـي منكـ يآ دآدآ
سحبت الدآدآ يدهآ من يدّ ميسم الممسكه بهآ وبـ المقآبل أمسكت هي رآس ميسم بيديهآ الثنتين مدنقـه عليهآ من وراها طآبعـه قبلتهآ العميقـه , الدآفيه والحآنيه بوسط شعرهآ: آلله يسعدك يآبنيتي ويعوض لك بـ الخيـر

بـ ثآنيه سريعه وخاطفه أدمعت عيونهآ بـ إمتنآن , مآتدري لولآ – دآدآ زبيده – مربيتهآ منذ فقدهآ أمهآ وش كآنت بتسوّي , لحدّ آللحظـه إللي توفى فيهآ إبنهآ وقررت من بعدهآ تترك العمـل , هي نفسهآ آللحظـه إللي إنتقلت فيهآ ميسم ببيت عمهآ – محصـن – بدلاً من بيت أبوهآ وزوجته الثآنيه – أم متعب – نظراً لسوء العلآقه بينها وبين زوجتـه أم متعب المتنمره سليطـة اللسآن ...

زبيده هي آلوحيده إللي وقفت جمبهآ بـ إسبوع تحضيرهآ لليلـة زوآجهآ , آلمقرره بهآليـوم , هي بنفسهآ إللي تسوقت لهآ أغرآضهآ وحآجيتهآ , إعتنت بهآ وبكل لوآزم تحضيرهآ كـ عروس جآهـزه ومستعده لـ ليلـة زفآفهآ الأولـى ...
إلتفتت عليهآ محتضنه يدين زبيده لوسط صدرهآ بعيون إمتلت دموع لآخرهـم .. من نطقـت بـ شكـر كبير وإمتنآن عميق إلآ وطآحت دموعهآ: آلله لآيحرمنـي منك يآدآدآ

سحبت بسرعه يدينهآ من يدين ميسم وجلست على ركبتيهآ بـ الأرض ممسكه بيدينهآ إللي صآرت تبوسهم بـ قوّه وبنوآحي متفرقـه , إمآ لـ ظآهر الكفيـن أو بآطنهم أو بـ الأصآبع: يآعمري إنتي , جعلك سعيـده , آلله يتم لك على خيـر ويعوضـك .. إنتي بنيّه طيبـه ومآيستآهلك إلآ وآئـل .. أمنتك أمآنـه يمه
جآوبتهآ بـ لهفـه مسرعه: سمـــي دادا وأنآ كلي فدآك

شدت زبيده فمهآ المطبق بـ إبتسآمه دآفيه: شيّ وآحد بس أوصيك فيـه .. آلظنـون , آلظنون يآميسم لآتخلينهآ تلعب فيك , وآئل مآفي منـه وآلله , رجّآل .. طيب وحنـون .. مآيهمّك كلآم أمّـه ولآ دآرين ولآ أي أحد .. مآهوب مآخذك ولآ عطف ولآشفقه ولآ غيره .. مآفي شيّ بـ الأسآس يجبره .. مآجبره إلآ آلعشـق .. لآتظلمينـه بـ ظنونك أو تحملينـه كلآم غيره
أطبقت شفتيهآ مقوسه فمهآ بقلة حيله: مو بيدي يآ دآدآ , أحسّ بـ النقـص , وإني رح أحرمه من وآجد أشيآء وهآلشيّ أكيد , أخآف .. أخآف يستوعب هآلشيّ ويجرحنـي , أنآ أحبّه يآ دآدآ , وآلله أحبـه , وقسـم بآلله أحبــه

....: وقسـم بآلله أنآ بعــد أحبـك

إتسعت عيونهآ رآفعه كتوفهآ بتصلّب وتشنـج ثاب عمودهآ آلفقري إللي تأهبت فقرآته بـ إستقآمـه من نبرته آلدآفيّه يوم أقسم هو بعد بحبهآ .. يعنـي سمعهآ , وسمـع كلآمهآ , على وضعهآ آلجآمد إللي خآلفتها فيه زبيده ملتفته صوبه بـ إبتسآمه ويدهآ أسفل حجآبهآ تتأكد من ثبآته: آهليــن بـ المعـرس
أخفض بصره بـ إبتسآمه خجوله هآمس وعيونه بـ الأرض: أدخـل !
وقفت زبيده من فورهآ عن الأرض مقبله صوبه: أكيـد , هذي عروسك , حلآلـك .. ألف مبروك يآولدي , آلله يتمم لكم على خير ..

وآئل: آلله يبآرك فيك يآخآلـه .. مشكوره على تعبك هآلإسبوع مع ميسم .. مآبطلت وهي تدعي لك وتشكرك بخآطرهآ
نآظرتهآ زبيده بلوم مضيقه عيونهآ: أفآآ , وش ذآ الكلآم .. فيه بنتن تشكر أمهآ ؟ ولآ أنآ مب مثل أمك أجل !
أخفضت ميسم عيونهآ مخبيّه دمعآتهآ إللي طآحوآ إجبآراً هآمسه بـ نبره وآهنه مهتزه ضعيفه: إنتي أمـي يآدآدآ , مآعرفت أمّ غيرك

تعلقت أنظآرهم ثنينآتهم وآئل وزبيـده وكن كل وآحد فيهم حسّ بآللي حسّه الثآنـي ..
أسرعت صوبهآ محتضنه وجههآ آلحزين بين كفيهآ تمسح لهآ آثآر دموعهآ من خديهآ وتحت جفنيهآ هآمسه بـ حُب , آلهمس إللي مآيسمعه غير ميسم بـ إبتسآمه عذبه حنونه: لآتبكيـن وأنآ أمـك , لآتعذبين نفسك يآميسم كآفي إللي عشتيـه من قبـل , آليوم بدآية حيآتك مع رجّآل يحبك وإنتي تحبينـه , لآتقهرينـه عليـك بحُزنـك .. وأنآ أمنتك .. – نآظرتهآ بتأكيد مكمله – ها يمّـك !

مآردت ميسم إلآ بـ إيمآءة رآس موآفقتهآ بـ إبتسآمه حزينه مطبقه وبعيونهآ أكوآم من الدموع متجمعـه وبلحظتهآ مسحت زبيده على شعرهآ آلحريري آلمرول مدنقه عليها تحبهآ من خدينهآ ومنتصف جبينهآ آلعريـض بـ همس خآفت: لآتنسين مآوصيتـك .. وأنآ عندك , ومعـك , وحآضره , مآيردك إلآ لسآنك يآعمـري .. سمعتـي !
عآنقتهآ ميسم بذرآعيهآ إللي إلتفوآ حول رقبتهآ: آلله يخليك لي يآدآدآ و لآيحرمنـي منـك أبدّ ...
قآلتهآ فآكه ذرآعيهآ من معآنقتهآ الدآفيه مآسحه بـ أطرآفهآ اليمنى آلدمع من تحت عيونهآ مخفضه رآسهآ لحجرهآ بينمآ توجهت زبيده صوب وآئل مربته على كتفه بـ إبتسآمه موصيته بـ تقوّى آلله فيهآ تآركته مقفيّه عنه صوب البآب بهدوء وبهدوء ألقى هو نظرته الخآطفه على عروسه البآكيـه لآحق زبيـده يوصلهآ خآرجاً ..

لحظآت إللي غآبهآ ثم ردّ لهآ بـ إبتسآمه عريضـه , غآمضـه ومُريبـه .. على إثرهآ إبتلعت ريقهآ بـ إرتبآك وآضـح محتده نظرآتهآ الموجه صوبه بـ حِيطـه وحذر !
خطوآته صوبهآ بطيئـه متلكعـه وبعيونـه نظره مآكرهـ خبيثـه مُستمتعـه ..
فصخ شمآغـه الأحمـر إللي تطآبق مع أطرآف كمي ثوبـه الأبيض إلآ من أسآور المعصـم ويآقة الرقبـه , كآنوآ بنفس قمآشة آلشمآغ ولونه الأحمـر ...

حذفهم على الصوفّآ آلبيضآء بـ صآلون غرفـة آلنوم مقترب صوبهآ بنفس خطوآته المثيره للرعب لقلبهآ الضعيف محتده نبضآتـه , تسمعهم وكأنهم طبول , قنبله موقوته , شويّ وتنفجـر ..
تعلقت عيونهآ الموسعه أقصآهآ على ذرآعيه الممتده بآسط كفيه كـ إشآره عجز عقلهآ بهآللحظـه انه يفسر القصد والمغـزى ومآسرع مآتدآرك هو ضيآعهآ والتوهآن مآسك بيديه يديهآ البآرده المتجمده برغـم دفآ الغرفـه وإعتدآل جوّهآ ..

همست له بـ إستفهآم سآذج بآقي مآفهمت عليه: إيــش !
وآزآهآ هو بنفس الهمس آلعذب: إيش إنتي بـس ! وش هآلحـلآ كلـه والجمآل !
مع توسـع عيونهآ توسـع فمهآ منفرجه شفتيه لآخرهـم بتعبير أبلـه بوجههآ المتفآجئّ , المستفهـم وآلغير مستوعب لأي قصد يقصده بينمآ إبتسم هو هآز رآسه بـ النفي من تعبير البلآهه بوجههآ صآحب الملآمح الأنثويّه اللآتينيّـه الفآتنـه ...

بشرتهآ السمرآء لآمعه بفعل البلآش الموزع على كآمل وجههآ وعظمتي خدهآ البآرزتين خصوصاً بآلبرونزآج اللآمـع .. عيونهآ آلوسيعـه الجآحظـه إزآد وسعهم بفعل الآيلآينر السميك فوق جفنيهآ آلعلويين برموش سودآء كثيفـه متلآصقـه وطويلـه , فتنـه آلجمآل تجمعت وإكتملت بفمهآ آلوآسـع وشفتيهآ المكتنزه آلمقلوبـه بـ لون أحمـر صآرخ ...
شعرهآ مفرق من منتصف منبتـه بـ خط مستقيم مآئل على الجآنبين بـ إنسيآبيّه حريريّـه إلآ من رولآت بـ أطرآفـه آلمبكـره ..

إنسآب فستآنهآ على سمآر بشرة جسدهآ اللآمعـه بفعـل الإسبيريـه البرونزآج على جزئهآ آلعلوي كآمـل , كتفيهآ العآريين وصدرهآ النآفـر من فتحـة الصدر بقصته المثلثـه آلكبيـره آلوآصلـه إلي مآبين مفترق نهديهـآ ... أبيـض آللـون من جآنبه الأيمـن , أسود بجآنبه الأيسر ... آلفستآن آلمصمم بيد ذآك إللي وآقف قدآمهآ ينآظرهآ بـ عيون مشعّـه نآطقـه بـ حبّ عنيـف وصآرخ ..

إمتدت رجلـه بهدوء لطرف فستآنهآ مبعد بـ مقدمـة جزمته آلبنيّه إنطبآقة شقي الفستآن عن بعضهـم كآشف عن سآقهآ الأيمن كآمـلاً إللي زينـه نقش حنـآ إحترآفي من إسورة سآقهآ لحد ركبتهآ , آلفتحـه الطويله إلي ابتدت من منتصف فخذهآ نزولاً لآخر سآقهآ المنقوشه بـ الحنآء ومزينه بـ خلخآل ذهبي رقيـق من آخرهآ ..
شلون مآيدل عن آلفستآن وقصته وهو من صممـه !

ميسم إللي إنتفـخ صدرهآ بنفس عميق شهقته بـ إرتعآب من حركته الجريئه الكآشفه عن جزء كبير من جسدهآ العآري , مآكآن هذ هو أقصى توترهآ وإرتبآكـهآ , آلظآهر إن الجآيّ أكبــر وأعظــم لمآ أثنى سآقيه جآلس القرفصآء بـ الأرض .. وبهدوء خلـع لهآ فردتـي جزمتهآ آلعآلي كعبهآ بلونهآ الأحمـر شآمـوآ ..
ردّ ووقف على رجليـه بـ ابتسآمه مآفآرقت محيّآه .... توتر وإرتبآك مآفآرق محيآهآ هـيّ ليزدآد إضطرآب حوآسهآ الدآخليّه من ردّ هو بآسط لهآ يده اليسرى , وبلآ تفكير مآلقت نفسهآ إلآ وهي ترسي يمنآهآ بوسط يسرآه ...
وقبل مآتتدآرك أي شيّ أو تستوعب حآوط وسطهآ بذرآعه اليمنى شآدهآ عليـه وكمآ المسحوره المسيّره مآلقت نفسهآ إلآ وهي تسآعده رآفعه نصفهآ العلوي إللي مآستقر أخيراً إلآ على صدره , هآمس لهآ بـ سِحـر وعذوبه – : مبـروك عليّ إنتـي

أخفضت رآسهآ عليه بـ إبتسآمه خجولـه أخفتهآ بوجههآ إللي دفسته برقبتـه محآوطه عنقـه بذرآعيهآ الملتفين حوله ممسكه بسآعديهآ شآبكتهم ببعـض من وراه: أحبــك يآوآئــل ..
شدد من ضمته لهآ معتصر خصرهآ المقسّم بذرآعيـه هآمس بخفوت لأذنهآ اليمنى: ووآئــل مآيعشـق إلآ إنتــي
قآلهآ وهو شآيلهآ طآلع برآ غرفـة نومهـم موقف بوسط مشغلـه منزلهآ على الطآوله الخشبيّه تحت توجس شديد من عيونها المحتده نظرآتهآ بترقب دقيق ثآقب لكل تحركآته من تركهآ على الطآوله ودنق على الدي جيّ وبضغطـة زرّ تعآلى صوت آلموسيقى الرومآنسيّه الهآديـه على أنغآم أول أغنيّه تشآركوهآ بموقف مشآبه للي همّ فيـه ..
بـ مشغلـه آلقديـم , وهي بنفس الفستآن إلآ إنه كآن فوق كتلـة ملآبسهآ الكثيفـه وآلحين مآيلآمس الفستان إلآ بشرتهآ النآعمـه الصآفيـه ...

ردّ لهآ محتضن جسمهآ بذرآعيه الملتفين حول وسطهآ رآفعهآ عن الطآوله بـ إبتسآمه هآمس: وش يذكرك هآلموقف ؟
ميلت رآسهآ يميناً خآفضه بصرهآ بـ إبتسآمه خجولـه مُحرجه مآدآمت طويلاً لأنهآ رفعت رآسهآ , تعلقت عيونهآ اللآمعـه بـ عيونـه المشعـه , وكلآهمآ نآطقتين بـ عآطفـه قويّـه وإنجذآب سآحـر آسـر عميـق ..
حآوطت عنقه بذرآعيهآ منيمه رآسهآ على كتفه الأيسر بـ إستسلآم كآمـل وبـ ثقـه مآحستهآ إلآ بحضنـه وهي على صدرهـ ...

تنآسياً منهآ لـ ثقلهآ الملقـى كآملاً عليـه وصلآبتـه في تحملّهآ , محتضنهآ بذرآعيه رآفعهآ تمآماً عن الأرض , يمنـه ويسره تتهآدى خطوآته البطيئـه على إيقآع الموسيقـى الهآدئه وكلمآت الأغنيـه الرومآنسيه لـ محمد فؤآد ..

خبينـي , قـوآ حُضنـك يـوم ودفينـي
دآ فآتـو سنيـن , أنآ وعينـي , بنحلـم بيـك
ودينـي , دُنيآ تآنيـه وكفآيـآ .. أحسّ هوآك دآ قوآيـآ , وأعيـش حوآليـك

همس لهآ بعذوبه: أقسمـي بحبـك لـي يآميسـم , أبي أسمعـه مره ثآنيه
أبعدت رآسهآ عن كتفه تنآظر بعيونه النآعسـه , لـ ثوآني ثم سحبت يدهآ اليسرى من حول عنقه مبعده نظآرته الطبيّه مستطيلة الشكل سودآء الإطآر عن عيونـه السآحره آلمخفي جمآله ورآء عدسآتهآ آللعينـه بـ التزآمن مع كلمآت الأغنيه ..

دآ لو فكـرت ألآئـي كلآم , أئولـه حبيبـي فيـك
يفـوت آلعُمـر كلـه أوآآم , وأنآ بوصـف عينيـك

إقترب وجههآ لـ جآنب وجهه الأيمن , إحتكت بشرتيهم بمدآعبـه رقيقه لخديّ كلاً منهم , هآمسه بـ أذنـه بـ قسم مثيـر لكلّ حوآسه وعوآطفه الجيآشه المندفعه: قسـم بآلله إني أحبــك يآوآئــل

على وقع هآلقسـم ومع كلمآت الأغنيـه بهآللحظـه تحديداً ..

و آآآآآآهـ , مهمآ قطـر العمـر يفـوت
برضـوآ هفضـل أحبـك مـوت
وعمـره شوئـي مآ يـوم ينئـص

إعتصر جسدهآ بتكتيفتـه لهآ مفآرق المشغـل صوب غرفـة آلنـوم ...
وبهدوء ورقـه أنزلهآ على آلسرير المنخفـض جآلس بـ الأرض على ركبتيه ..
من عجزهآ مآقدرت ترفع نصفهآ السفلي وتستقعد , مآقدرت الآ إنهآ تميل برآسهآ تنآظره وهو يفكّ أزرآر ثوبـه , ينآظرهآ بـ غمـوض , ثآبت الوجـه والملمـح ..

دقت حوآسهـآ نآقوس آلخطـر , آللحظـه آلمنتظـره .. إبتلعت ريقهآ وآلرجفـه تسري بكآمـل جسدهآ المرتعـش ...
بحلقهآ غصّـه مآقدرت تطلقـهآ , وبصدرهآ نفس مآقدرت تحرره ...
وقف عن الأرض المقآربه للسرير جآلس على طرفه .. وبيده الدآفيه أبعد خصل من شعرهآ عن جآنب وجههآ لـ ورآ أذنهآ , ملآمس من بعدهآ بظهر أصآبعه خدهآ النآعم الأملـس هآمس بـ وشوشه خآفته: آشششش إهـدي ............. وإسترخــي

أمسكت معصم اليد الملآمسه لخدهآ منزلتهآ بـ نظرة إستجدآء وترجي: وآئل تكفـى , ترآ مقدر أتحرك , ولآ أقدر أسويّ شيّ
إنتفض صدره بضحكه عفويّه مردف من بعدهآ بهدوء وكأنه يهمس لهآ رآفع حآجبيه: وهذآ أحســن شــــيّ
إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم فهم صرحت عنه ملآمحهآ المستفهمه ليردف هو بلعآنـه ونصفه العلوي كل مآله يقترب عليـه بـ إنحنآءه ظهره: مآتقدرين تتحركيـن , ترفضيـن أو تمتنعيـن , يعنـي بسـويّ إللي أبــي , وبكيفـي
بسطت يمنآهآ على صدره مآنعته بوهـن محتده عيونهآ أقصآهـم , مقطبـه حآجبيهآ أقصآهم , قد حفر الخـوف ملآمحه بين قسمآت وجههآ المرتعب – سآئلـه بـ وهن وإرتجآف - : وش بتســوي !!!

مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه جذآبه مجآوبهآ ويده تتسلل لـ ظهرهآ , لـ موقع السحآب الرفيـع للفستآن من الخلف , شآده بهدوء منزله – بـ نبره خآفته عذبه , لعينـه ومآكره - : ههههه آلحيــن بتشوفيــن .............


/
/

حلم الحياه 14-08-16 03:39 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


أنزل كوب قهوته التركيّه , السآدهـ والمـرّه ..
تكتف بسآعديه على الدآبزين الجبسي العريض لسور الفرندآ الخارجيّه آلمطلّه على خُضره جآفـه , صفرآء آللون ,, رقيقـه , وهشّـه ..
صوت زقزقة عصآفير الثآمنه صبآحاً يصدح بفضآء آلجوّ آلشتوي آلمُحبب لقلبـه ..

نظرآته ثآقبـه مصوبّه تجآهـ حركـة – الأودي – سودآء آللون ..
بـ تأمل لحركتهآ البطيئه المتثآقله وكأنهآ تحرك بمجهود شخصـي مو إلكتروني آلـي ...
ضآقت عيونـه منفرجـه شفتيه مطلق زفرة هوآء دخآني بآرد وعيونه تفترس ذآكـ آلمُهيب بطولـه الفآرع ,, وجـهه جآمـد , حآد الملآمـح , مآيوحـي إلآ بـ القسوّه , آلعجرفـه , وآلغطرسـه .. إلآ إنه وآقعياً هآدئ الطبآع , سهـل المرآس تمآماً مثل إسمـه .. سُهيــل .. وتمآماً شآبهتـه أخته آلغير شقيقـه , آلرقيقـه إسماً , آلحآده , آلقآسيـه شكلاً وملمحاً ..
هذي هي سمآت آل مآلكـي جميعاً , وخصوصاً آلذئـب معآذ , مهيـب , شآمـخ , جآف وقآسـي .. طولـه فآرع , وكأنه ممتد إلآ مآلآنهآيـه , صفآت توآرثهآ كل أبنآءهـ إبتدآءاً من بِكـره فآهـد , سهيـل , وردهـ , وجآسـر .. وكذلك آلبقيّه من آل بيت المآلكـي للعـمّ الآخـر .. شبيـب وأولآدهـ أجمع دون إستثنآء , طلآل , أحمد , رآئف , ورآمـز ... تميزهـم سحنـة آلقسّـوه , الخشـونه , آلجمود والصلآبـه ...


وآجهه معتدل بوقفته بعدمآ كآن أولاً مصدر له جآنبه الأيسر , بـ إبتسآمه بآهته رآد عليه سلآمـه مردفـه بهدوء: صبآح آلخيـر ..
بآدله سهيل الإبتسآمه: صبآح آلنويّـر ..
رفع سند حآجبه الأيسر بتعبير غآمض: مآظنتي إنك هني لأجلـي !
أخفض رآسه بـ حرج يحك بـ طرف سبآبته اليمنى عآرضه آلخفيف المشذب بعنآيه: لآ مو عشآنك , بآقي على دوآم الشغـل سآعتين
....: أجل أفترض إن سبب وجودك هو بنت آلمُرشـد .............. دكتوره سآلي
أطبق فمه بيأس رآفع كتوفه بقلة حيله: مآغيرهـآ

نآظر سند بسآعة معصمّه برفعة حآجب شآمخه: موآعيدك بـ الثآنيه مظبوطه .. الحين تطلع سالي ,..
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره: أدري عن موآعيدهآ , وأشوفهآ كل يوم وهي طآلعـه
إرتفعوآ حآجبيه هآز رآسه إيجآباً بهدوء: هذي ميزة آلجيره بينآتنآ
سهيل: مآ أشوفهآ إلآ من غرفـه صرت مآ أقرب صوبهآ
إنعقدوآ حآجبيه بـ إستفهآم إستوعبه سهيل بـ إبتسآمه خفيفه مكمل: بلكون غرفـة أختـي , هي آلوحيده المُطلّه على بيتكمّ تمآماً

إرتفع نظر سند لمآ ورآء سُهيـل , لذيك الفيلآ الوآسعـه بمسآحتهآ آلعريضـه , قبآل نظره مبآشرة , بلكون عريض أشبـه بفرندآ وسيعه خآرجيـه تنتصف البيت , آلبلكون آلوحيد الخآص بـ أخته , أخته آلوحيده .............. وردهـ
رفع سهيل كتوفه وعلى وجهه تعبير محبط: من يوم سكنت أختي الغرفه مآعآد قدرت أدخلهآ وأطـلّ على بنـت آلُمرشـد وأشوفهآ

أظلمت عيونه بنظره حسيّه غآمضـه وصورة الخيآل الأسـود إللي يترآءى له كل يوم من الشرفـه تتبآدر لذهنـه ... ظنهآ أولاً إنعكآس لـ جمآد ثآبت بـ مكآنه مآيتغيّر , أو إنه طير , كآن لظنـه أقرب لـ غرآب أسود يظهر صغير آلحجم بسبب بُعـد المسآفـه , إلآ إنه الحين يفآجئ بكونهآ ............ وردهـ , الأكيد إنهآ وردهـ ...
يآترى وش آلظن إللي ترآءى لهآ هي من ظلـه الشآمـخ , الثآبت موقع قدميـه تمآماً , بمكآنـه آللزمـي جلوسه فيـه حتى بـ أوقآت آلصقيـع آلقآرصه برودته ... تخيّل لهآ شكله البعيـد إنه سنـد , أو إنه مجرد خيآل لـ شيّ ثآبت سآكن مآتبـدل موقعـه ..!


توّه بيفرد له ذرآعه صوب الجلسّه خوصيّة الكرآسي إلآ وتطـل من بآب آلفرندآ الجـرآر , يسبقهآ صوت كعبهآ آلرفيـع آلعآلـي , وكأنهآ بحآجـه له لإبرآز طولهآ الفآرع , والظآهر إنهآ سمه تشآركهآ آل آلمُرشـد مع آل المآلكـي بـ آلطول المُهيـب لذويهم !
إبتلع إللي كآن بيطلبـه منه يجلس يآخذ فطوره عندهم أو حتى قهوتـه , إلآ إن دخولهآ قآطـع هآلشيّ بـ إستغرآب شديـد تمكن من قسمآت وجههآ حآد الملآمـح ..
بـ تبآطئ ارتفع حآجبهآ الأيمن إستنكآراً: سُهيــل !!!

بـ وجه جآمـد لـ سهيل ثآبته ملآمحه ثآقبه نظرآته مآخفت عن سنـد وحآسته السآده بـ إستشعآر المريب وهو يأشر له برآسه صوب سيآرته آلمركونه: بوصلك الجآمعـه
إقتربت صوبهم وبآقي حآجبهآ الأيمن مرفوع بـ إستنكآر: وليش مآعلمتنـي قبـل ؟
بلع ريقه خآفض بصره لموقع قدميه بـ إمتعآض وآضح , شكل عنده كلآم بس وجود سند هو الحجآب الحآجـز للإنبسآط أو حتى الإنقبآض , تنتقل نظرآته لهآلزوجيـن المتشآركين كثير من الملآمـح القآسيّه آلجآمده والظآهر إنهآ السمـه الغآلبـه بعلآقتهـم إللي وضح فيهآ التوتر مقرر أخيراً ينسحب من الوقف بـ نبره هآدئه وهو يربت على ذرآع سهيل تآركهم بـ الفرندآ خآرجاً: أشوفك بـ الشركــه .....


قآلهآ وإختفى طيفـه تحت أنظآرهم ثنينآتـهم المُشيعـه لخطوآته الثآبتـه لحد ما ألقى لهآ نظره بلآ معنـى ثم توجـه لسيآرته بهدوء وهي ورآه مأشره للسآيق اللي كآن على أهبة إستعدآده لوظيفته الصبآحيّه اليوميّه وهي توصيل الدكتوره لـ جآمعتهآ !

أغلقت البآب من بعد دخولهآ بـ هدوء في صمت مُجبـر وعيونهآ تفترس كل الكيآنآت السآكنـه بـ مدخل آلفيلآ حقتهم وهي تبتعد عنهم من حركـة سيآرته للخآرج ...

....: ولك وجـه قدآم أخوك تسألين بعد ليش مآعلمتك من قبل ؟
سآلي: قصدك طبعاً إتصآلآتك آلكثير , آلمتكرره وآلمملـه , إللي أنآ أسفههآ – نآظرته بحده وآلشرر يتطآق من عيونهآ مكمله بنفس آللهجه الحآده – هذآ إللي تبي تقولـه , أسفههـآ .. إيـه يآسهــل , أسفههآ وبكيفــي
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره وهو يدري عن هآلشيّ مسبقاً ومآهوب بحآجة تكرمهآ عليه بـ الإعترآف , مردف بـ هدوء غريب عجيب مريب: لأني مآنيب مآلي عينـك , ولأن سيآدتك مآتحسين إني رجّآل ... عطآهآ نظره جآنبيه حآده مكمل من بعدهآ بـ نفس الهدوء التمثيلي: تبين أعتذر لك عن قصوري ؟ عن إني مآعرفت أكون الرجّآل إللي تبينـه ؟ قولي دكتوره سآلي , طلبآتك أوآمـر .. فدآك رآسي يآبنت آلمُرشـد طآل عمرك

شهقت نفس حآنق بـ إنزعآج كآتمه غيظهآ صآده عنه تنآظر الشبآك على يمينهآ بـلآوعـي وتمييز للأشيآء آلسآكنه إللي تمرّ عليّهآ بسرعة من حركـة السيآره لحد مآهدت السرعـه , وبـ البطيئ لحد مآتوقفت تمآماً إلآ إن المكآن كآن أبعد مآيكون عن الجآمعـه وحرمهآ الخآرجـي !
نآظرته والإستغرآب بوجههآ آلمتوجم: خيـر ! هذي مو الجآمعه
رفع لهآ حآجب وآحد بـ إستهزآء: ليش وأنآ سألتك كن هذي الجآمعه أو لآ ؟ إنزلـي

نآظرت قدآمهآ سآفهته: عندي محآضرآت ألقيهآ ومآبي أتأخر ,, مو على آخر الزمن يقل إلتزآمي وآلسبه إنت !
فتح لهآ بآب مقعدهآ بعدما نزل هو رآص على كلامه بنفاذ صبر من بين أسنآنه: ومو على آخر الزمن يقل إحترآمي وآلسبـه إنتـي ... إرتفعوآ حآجبيه بـ تنبيه صآرم حآزم , غريب ومريب على هذآ السهــل , لين المرآس , هآدئ الطبآع : إنزلــــي

وخزه بمكآن مجهول في قلبهآ صآبتهآ بـ إرتيآب من نظرته القآسيـه آلموجعـه ونبرته الشديده الجآفـه , بلآ إرآده إنقآدت لأمره نآزل من السيآره تآركـه الأقـلآسيـه الضخم حقهآ آلحآوي لـ كل أورآقهآ وملفآتهآ موآزيه له خطوته المتأنيـه صوب مدخـل المجمـع آلشآهـق , دخولاً للمقهى آلشهيـر , ستآربكـس ..

جلس على وحده من الطآولآت الدورآنيه وهي موآجهه له عيونهآ تدور بـ المكآن شبه الفآرغ إلآ من القليـل محبي إحتسآء آلمشروبآت السآخنه بـ هآلأجوآء الصقيعيّه البآردهـ قبل توجههم إمآ لمكآن عملهـم أو درآستهـم !

....: ممكن أفهم ليش جآيبني هنآ ؟
أظلمت عيونه بغموض , نظره مريبـه .. أردف من بعدهآ بهدوء زآفر نفس عميق مسموع برآحه: شيّ وديّ أسويـه من زمآن , سويته قبل ينتهي كل شيّ وأنآ بآقي مآحققته

ضآقت عيونهآ أقصآهم بعدم فهم هآمسه بـ تردد: وش قصدك ؟
إرتفع نظره للعآمل إللي أقبل صوبه بـ إبتسآمه قصيره مجآوبه: موكآ بـ الفآنيليآ ...

قآلهآ منزل عيونه عليهآ وبآقي نظرآت الإستنكآر مشعـه من عيونهآ الحآده اللي مآيظهر غيرهم من تحت نقآبهآ الكثيف الدآكن , مُردف بـ إبتسآمه وهو يصب له كآس مويه: تعرفين إنتي أنآ وش أحبّ ! مشروبي المفضـل أو أكلتـي , لونـي , وش أحبّ أسمـع وش مآ أحب , شللي عموماً أحبه وشللي مآ أدآنيـه ! تعرفيـن ؟
لوهلـه ثبتت عيونهآ المستفهمه بعيونه البآسمـه إبتسآمه سآخره هآزئـه مردفه بـ توتر خآفت: وليش آلحين تسألني هآلأسئلـه !

....: لأن هآلأسئلـه هي الأسئله إللي تنسأل ببدآية أي علآقـه , أسئلـه تآفهه , مآيكون غرضهآ إلآ هدم آلميآنـه ,, شيّ علّه يقصر المسآفآت , إلآ إن هآلشيّ مآصآر .............. أبدّ مآصآر
بلعت ريقهآ بعيون مترقبه متفحصه ومفترسـه لكل ملمـح ينرسم بوجهه , إسلوبـه غريب , مريـب , أول مرهـ تشهـده .. تشوف سهـل غير إللي تعرفـه .. تسمـع كلآم غير كل الكلآم إللي من قبل قد سمعتـه !

....: أعرف إنك تحبين الموكّآ , هذآ السآخن .. وإن تبين تبردين قلبك شربتي آيس ليمون بـ النعنآع ... لحوميّـه , تحبين آللحم الأبيـض , الأحمـر لآ , يأسرك صوت الكمآن , وعشقك آللون الأصفـر ... أكثر مآتكرهين هو العنآد وفرض الأمر عليـك لكن بـ المقآبل مآتتوآنين إنتي بـ إصدآر الأوآمـر ! لمآ تتوترين تصرقعين إبهآميك الإثنيـن , حتى وإن تحرروآ من أول طقـه إلآ إنك تستمرين تضغطين عليهم

بتـر كلآمـه على وقفة الويتر فوق روسهـم مقدم لـه الطلـب بهدوء ورُقـي ...
آثر آلصمت للحظآت بـ إنتظآر آلكلمـه آلخآنقه لهآ الآ إنهآ وبقدره عجيبه للحيـن كآتمتهآ !
صلب ظهره مقدم لهآ آلكوب آلورقـي الكبير بـ أطرآفه اليمنى زحفاً على الطآوله البلآستيكيّـه الصلبـه في صمت قآبلته هي بـ بصر منخفض للرغوه آلكثيفـه فوق كوبهآ إللي إستقر تمآماً تحت مرأى عيونهآ إللي إرتفعت بسرعه مثبته عليه يوم أكمل كلآمه وبنفس آلهدوء الغآمر: وش آلغلط إللي سويته بـ آخر مره تقآبلنآ ؟ وش الدآعي لصدك ورفضك وهجرك هذآ يآسآلـي !

شتـتت أنظآرهآ عنه بـ إرتبآك وآضح , يمنه ويسره , للكوب من تحت أو للسقف من فوق إلآ عليــه هــو ...
إستنطقهآ بـ لوم دفين بـ نبرته الحزينه البآئسه: وش آلغلـط , علمينـي !
نآظرته بحده وهي في أهبة إستعدآدهآ لإلقآء تبريرآتهآ الوآهيـه اللآمنطقيّه ومحآولة التملـص من خطآهآ وإلصآقـه فيه .... بعادتها: قلتلك لآ , لآ يآسهـل , أي إتصآل جسدي بينآتنآ قبل الزوآج لآ

أرجع رآسه شآهق نفس عميق بـ ضيق مغمض عيونه قبل مآيردّ وينآظرها بـ ثبآت إنفعآلي يجآهد إنه يحآفظ عليه: أي إتصآل جسدي ومآجسدي ! إسمعي , أنآ مب طآلب عندك بمحآضره , إهرجي معي زيـن ترآ صبري قسم بآلله مآعآد فيـه
صدت عنه بوجهها جهة طآوله جلس عليهآ بنتيـن يتنآولون مشروبهم الدآفئ: الغلـط منك إنت
سهيل: أي غلـط ! وأنآ قلت لك بنآم معك !
نآظرته بسرعه محتده عيونهآ: إنتقي ألفآظك زيـن ,,

مسح على كآمل وجهه برآحته اليمنى مستجدي آلصبر من آلإله الوآحد – بهمس من بين أسنآنه - : هذي كلهآ مسكـة يـد , تعرفين وش يعني مسكـة يدّ ! شيّ مآفيه من الشهـوه ذره , سويتيهآ إتصآل جسدي ورغبـه حيوانيه وعاطفه شهوانيه ومدري إيش !

....: إنت بكيفك تنقـي آلشيّ اللي تبي تعلق عليـه وتخلي البآقي , مآتذكر وش سويت بـ آخر مرّه !
قوس شفتيه لتحت بعدم فهم: وش إللي سويتـه ! آخر مره كنت عندكم بـ البيت , رقينآ لـ أبوك بـ غرفته , جلسنآ عنده شوي وطلعنآ , طلبت أشوف غرفتـك وإنتي بنفسك خذيتيني لهآ .. وش إللي صآر يوم إني مسكـت يدك ! وش هآلظنون المخيسـه إللي ببآلك ! وليش من الأسآس هآلشيّ طرآلك ! سآلي إنتي مستوعبه إنك زوجتـي ! من سنـه إلآ شهور قليلـه وإحنآ مخطوبيـن , تعرفين وش معنى زوجتـي وهذي أول مره أمسك يدهآ ! إنتي بدآخلك شيّ خبيـث , أعتقد إنه مرض , إنتي مريضه نفسياً يآسآلـي ... جآهدت كثير عشآن بس أوصل لـ نقطـه .. نقطه وحده بس أقدر فيهآ أمسك طرف آلخيط إللي بيوصلني بـ النهآيه لـك , إلآ إني عجـزت .. عجزت وربي ومآعآد فينـي ... أدري إني مو الرجّآل المنآسب لك بنظرك , وللأمآنـه هآلشيّ متبآدل .. أنا لآخر رمـق فيني كنت أغصب على نفسي أتقبل هآلإرتبآط إلآ إني مآقدرت , شيئن دآخلي عيّآ يتقبلـك ...

سكت لثوآني محرر نفس عميق هآدي من خشمـه , مطبق فمه ومغمض عيونه – مردف بنبره بآئسـه , صآبهآ من خيبة الأمل آلكثير وآلكثير , محبطـه - : ومثل مآتحبين دوم تتعآمليـن بـ رُقـي وتحضـر , بعآملك بـ المثل , رح أنتظر خبر رفضك لهآلإرتبآط وتمآمـه ,, إمآ من أستآذ عآمر بنفسه , أو أحد من إخوآنك , سند أو مآلك ... رح أدعي إني متفآجئ بس رح أحترم هآلشيّ وأنسحب من حيآتك بـ هدوء .... الأمر كله بـ النهآيـه بيدك إنتي , ومحد جآبرك على شيّ ... ويآبنت آلنآس من هآللحظـه أنآ أحلـك ..

إنفرجوآ شفتيهآ بفتحه صغيره مضيقه عيونهآ أقصآهم بـ إستنكآر شديد حآد من هول إللي تسمـعه وتحسّ بـ جديته ومصدآقيته !
بينمآ تجآهل هو صدمتهآ الصريحه الوآضحه تآرك دبلته الفضيّه إللي لآزمت بنصره الأيمن لـ شهور طويلـه بآئسـه ومحبطـه مربوطه بـ إسم خطيبته قآسيـة آلقلب , حآدة الطبآع , جآحده المشاعر وصعبـة آلمرآس .. وقف عن كرسيه بـ هدوء تآرك بضع ريآلآت ورقيّه على الطآوله كـ حسآب , مُردف بـ همس حزين مستسلم قبل مآيوليّهآ ظهره تآركهآ وسط دوآمآت صدمتهآ وأعآصير ذهولهآ ودهشتهآ: مآنتيب حلآلـي يآســآلي ...............





/
/

بـ توقيت موآزي ..
نآظرهآ معقد حآجبيه من دخلت السيآره مصفقه البآب بآلقوه مسنده ظهرهآ للكرسي مكتفه يدينهآ تهز رجولهآ القصيره إللي مآتوصل للأرضيـه ..
رفع حآجب وآحد وإبتسآمه عذبه بوجهه المستفهم: وآلله !
مطت شفتيهآ لقدآم مبوزه بعدمآ خزته بتوعد: لآتضحــك !
ضمّ قبضته لفوق شفتيه كآتم ضحكه والإبتسآمه من شكلهآ , كآنت مثل صغير دبّ البآندآ !
لآبسـه بذلـه صوفيّه مشعره على شكل دُبّ البآندآ .. تنلبس من الرجول بسحآب من الوسط .. أطرآف رجولهآ المخفيّه سودآء وأكمآمهآ سودآء .. بـ قلنسوه فوق رآسهآ لهآ أذنيـن !

تمّ سآكت بـ الطريق وعيونه قدآمه بدلاً من شوفتهآ وإللي معهآ مآرح تنكتم ضحكته لحد مآ إلتفتت هي عليـه بتفآجئ وكأنهآ تذكرت: ثـح , ليش جيت تآخذنـي !! أول مرّه
....: خآلك سند كذآ يبـي
توسعت عيونهآ ببرآءه مستفهمـه: ثنــــد !!

لوهله نآظرهآ بـ إستغرآب وكنه يفكر بشيّ ثم ردّ ينآظر بـ الطريق وهي تفرك يدينهآ الصغآر ببعضهم: آآآآآآخ بررررد , مآلك ليش جيت بدري كذآ , الجوّ برد يذبـح
توّه بيرد عليهآ إلآ وصآحت هي ملصقه وجههآ بـ الشبآك على يسآرهآ وبآسطه كفيهآ الصغآر عليه: وقــــــــــــــــــف , وقف وقف وقف وقف

هدى من سرعته شويّ ينآظرهآ بوجه متجهم: جنيتي إنتي ! خرعتيني
مدت ذرآعيهآ قدآمهآ شآبكه أصآبعهآ ببعضهم وكأنهآ تتمغط , ترمش له بعيونهآ تحن , أطبق فمه زآفر نفس حآنق من خشمه بنفآذ صبر بعدمآ وقف: هــآآآآه !
فدوى: ثتآر بوكث هينآ , أبغى موكّـآ
إتسعت عيونه لثانيه ثم حرّك سيآرته: أنآ كلب أصلاً إني أستمع لبزر مثلك , وكلب لأني أعطي سيآرتي لإثنين مثلكم إنتي وسنـد
أدمعت عيونهآ مبوزه: أبغى موكّآ يآمآلك

....: تخسيــن , تجيبينهآ وتكبينهآ بـ السيآره هآه
تكتفت بـ إعترآض تنآظر الأرض من تحتهآ: مآهوب ذمبي كنت أشربهآ وثند هوآ إللي اتفآجئ بـ مطب قدآمه رآح ومشى عليه بثرعه قآمت الموكّآ طآحت
نآظرهآ بصدمه: يعني أكـل المطــب !
نآظرته بحده مردفـه بنبرة الطفل الفتّآن وهو يفتن على شيّ ومآيبي غيره يسمعه: إيــه , وكمآن إنعفث وجهه وقآل شكل عفشة الثيآره من تحت إختربت ومآلك بيذبحنآ
وآزآهآ بنفس الهمس الخآفت: وسند إللي قآل لك لآتعلميني !

حركت رآسهآ نفياً: لآ مآقآل شيّ , لآ أقولك ولآ مآ أقولك , أنآ بث أعلمك من عندي
نآظر بـ الطريق قدآمه بـ إبتسآمه جآنبيه: أهـآآآ
كلّ مآبدآ يوسوس له الشيطآن برآسه صوب سند إلآ ويدحض هآلوسآوس وآلظنون , هو على تكّه لتخوين أخوه , إلآ إن ملف سند للحين أبيـض , بـ العكـس من يوم جآهم وهو شآيلهم وسآندهـم .. بس هآلشكوك إللي زرعتهآ بقلبه ذيك العشيقـه آلمنحطـه وش أسآسهآ ! وإشمعنى سند إللي دخلته بـ الموضوع ! كآن فيه مليون طريقه تقدر فيهآ تنخور مآبينه وبين مرته , أمآ انهآ تدخل سند بـ السآلفه هذآ هو إللي مُريب ! والمريب أكثر هآللهجـه الوآثقه إللي كآنت تتكلم فيهآ .. لهجة إللي ثقتة تعدت الإكتمآل المئوي وفآقتـه وإلآ ليش بتحط نفسهآ بمثل هالموقف ! فيه شيّ غريب ..

بلل شفتيه قبل يسألهآ بهدوء: أقول فيـدو ..
إلتفتت عليه بسرعه: هـآآ
عض على طرف شفته السُفلى بـ تردد إندفع من بعده وقتمآ استنطقته بـ تململ من سكوته: هــآآآآآه !
بلع ريقه بهدوء سآئل: إنتي شفتي تغريد زوجتي من قبل !
طيرت عيونهآ زآمه شفتيهآ الصغيره مآطتهم لقدآم بتفكير: آممم يعني كذآ مره , بس مآ امدآني أدقق فيهآ وأشوفهآ مذيونه ومملوحه ولآ لآ .. دآيم تتهرب , الثرآحه يآمآلك ذوجتك هذي غريبـه
رفع حآجبه الأيسر بـ مكر مبتسم لهآ: طيب وش رآيك أوريك شيّ بس سرّ بينآتنآ , هآآ
طبطبت على صدرهآ تطلبه الثقه: عيب عليك , أكيد ثِـر

هدى من سرعته تمآماً وكأنهم يمشون على رجولهم مطلع جوآله من سيآلة ثوبه عدسي آللون مآده لهآ بعدمآ فتح صورتهآ: هآه شوفـي
تنآولت جوآله بعيون موسعه بـ إستغرآب: مين هذي !
نآظرهآ بطرف عيونه في محآولة لإلتقآط كل ردآت فعلهآ على الصوره: تغريـد
بعده العجب بوجههآ إللي بدآ شوي شوي يهدآ ويترآخى وبهدوء اتسعت إبتسآمتها: وليش كذآ لآبثـه , لآبثـه ثوب وشكلهآ مخترعـه ههههه

مآلك: ههههه إيه , خذيتهآ لهآ فجأه وماتبي إلآ تمسحهآ عشآن كذا طلبت منك يكون الموضوع سِر , لآتعلمين أحد لأن تغريد بتزعل
نآظرته وبآقي الإبتسآمه البلهآء بوجههآ: ليش تذعل ؟
مط شفته السفلى تمثيلا لعدم الفهم: قآلك إن الصوره تفشل !
ردت تنآظر بـ الصوره مركزه مطلقه بعد لحظآت ضحكتهآ الطفوليه البريئه: ههههه ثآدقه وآلله شكلهآ يفشـل ههههه بث حلوه شكلهآ حبوب أجل ليش مآتعطي أحد وجـه !

مآلك: لآ مآعليه هي بس مستحيه شويّ لأنهآ مآتعرفكم زين , آلمهم آلحين علميني بـ من تذكرك ؟
نآظرته مستفهمه بينمآ غمز لهآ بـ إبتسآمه على إثرهآ إنعقدوآ حآجبيهآ أقصآهم رآده تنآظر بـ الجوآل مركزه: ميــن ؟
عضّ على شفته السفلى بـ لوم: أفــآآآ وأنآ أقول إنك ذكيه ولمآحه وآلحين تجيبينهآ , أنآ عن نفسي أدري هي تشبه من , آلحين خل نشوف بتجيبينهآ صح ولآ لآ
قربت الجوآل من وجههآ للحد إللي بغى معه طرف خشمهآ يلصق فيه – بنبره بآهته من زود التفكير - : مدري , مآعرفت ! وحده من المشآهير يعني ولآ كيف ؟

مآلك: أفآآآآ لآ لآ خلآص بسحب كلآمي الأولي عنك , جيبي الجوآل جيبيه
أبعدت يدهآ الممسكه بـ الجوآل عنه يوم مدّ لهآ ذرآعه فآرد يده يبي يآخذ الجوآل: لآآآآ لحظـه وآلله مآتآخذه إلآ لمآ أعرف ميـن
مآلك: صآرلك سآعه ومآعرفتي , هذآ وإنتي توك شآيفه مثيلتهآ مآ أمدآك تنسين الشكل , هآآآ فكري شوي وركزي
قآل جملته وتمّ ينآظرهآ بطرف عيونه مترقب , يتآبعها وهي في غمرة تركيزهآ وتدقيقهآ ... مآيسمع غير دقآت قلبـه المضطربـه , وده لو تستسلم فدوى ومايسمع منها إلا كلمه " مآعرفت " أو " مآتشبه أحد " .. هآللعبه إللي يلعبهآ عليهآ بقصد تأكيد كذبة نجـوى أو نفيهآ .. مآحد شآف الصوره بمحفظة سنـد إلآ فدوى , ونجوى تتدعي إنهآ شآفتهآ وشآفت الصوره إللي مآكآنت إلآ صورة تغريد .. وآلحين الجوآل بيد فدوى تنآظر بتغريد نفسهآ ,, هل بتقدر تربط الشبه بينآتهـم !


ضآقت عيونه محتده نظرآته من مدت فدوى شفتيهآ المزمومتين هآزه رآسهآ نفياً , غلبت وتعيجزت .. مآقدرت توصل لتطآبـق شكلي بين تغريد وبين أي مخلوقه ثآنيه حتى غير إللي صورتهآ بـ محفظة سنـد .. صد بوجهه عنهآ يعلو وجهه إبتسآمه رآحه حسيّه مآ أمدآهآ رآحته تكتمل الآ وبترتهآ فدوى بصيحــه فجآئيـــــه تفاجئيـه على قولة: لاآآآآآآآآآآآ
نآظرهآ بسرعه وقد إنشد كل عصب بـ جسمه , إحتدت عيونه بنظره ثآقبه لوجههآ البريئ وقد اتسعت إبتسآمتهآ تكلمه بنبره بآهته من وقع الدهشه وفرحتهآ بآللي توه وإكتشفته: مآرح تثدق هي تشبه مين !!

مآلك: ............
نآظرته والإبتسآمه بوجههآ: وآلله إني من أول وأنآ أقول وين شآيفتهآ ثآريني ثدق شآيفتهآ , تعرف هي تشبه مين !
غصباً عنه شد شفتيه المطبقه بـ إبتسآمه متوتره: إيه .. أنا من أول وعرفت هي تشبه من بس أسألك , هآ عرفتي ! قولي وإن صدق مثل إللي أشبه عليهآ أجل اسحب كل كلآمي
رمقته بنظره تحقيريه من طرف عيونهآ: هذي مو مكآفئه أثلاً , بس مآعليه بقولك عشآن تعرف إني ذكيّه ولمآحه
....: منو تشبـه ؟

حآوطت فمهآ بيدهآ وكأنهآ تهمس له بـ أذنه بنبره خآفته شبه مسموعه: تعرف البنت إللي يحبهآ ثنـد تشبه تغريد ذوجتك مررررره
قآلتهآ ثم صفقت يديها مبققه عيونهآ بـ إبتسآمه مطبقه بينمآ هو إللي إسودّ وجهه وإكفهر .. جملة فدوى إللي أطلقتهآ بـ إبتسآمة إنتصآر سحقته تمآمـــــاً ..
ليتكـ مآجآوبتي يآفدوى , وليـته هو مآسألـك ...

وقف السيآره ببطئ وعيونه لحجره خآفض رآسه بوجه متألم وملآمح منكسره , هآمس لهآ سؤآله التأكيدي الأخير علّهآ تكّذب أو تنفـي: يعني صدق تغريد تشبه صورة البنت إللي بـ محفظة سند .. صح !
عطته الجوآل بوجه مشآكس مبتسم: إيه وآلله مره تشبههآ , مآعرفت إلآ لمآ كبرت الصوره بجوآلك .. هآ عرفت الحين إني ذكيه ومآ أنثى شيّ !

شد فمه بـ إبتسآمه قصيره مُجبره لمسآيرتهآ مآسرع مآختفت من وجهه الجآمـد وآلمأخوذ بـ الصدمـه .. تغريد زوجته إللي تحدى نفسه بهآلعلآقه إنه بيقدر يكمل مع وحده قد تسآير ويّآهآ من قبل , أي ضمآن يضمن له إنه الأول بحيآتهآ والوحيـد ! قبل بهآلشيّ رآفض كل تخيلآته العآبثه عن أي صوره دنيئه منحطه لهآ .. من أول وقد جذبته ومن بعد إرتبآطهم بمسمى الزوآج إللي بعده مآتحقق فعلياً إلآ إنه وصل معهآ للمرحلـه إللي مآعآد فيه يتركهآ , او حتى يتخيل حيآته بدونهآ .. هآلخليـط المثير لشخصيآت متعدده بدآخل شخصيّه وآحده , هآلبنت على الأكيد إنهآ أنثى جوزآئيّـه متقلبـة الشخصيّه بـ أوجه متعدده , لولآ تآريخ ميلآدهآ المثبت بـ أنه أول السنـه الميلآديّه الجديدهـ , يعنـي هآلليلـه هي مآقبل آلليله الأخيره لـ آخر يوم من السنـه الميلآديه !

صدمته فيهآ كآنت مُخففه لأنه من قبل قد تصآرع مع أفكآره إللي غلبهآ وظنونه إللي دحضهآ وقبل فيهآ زوجه رآضي إكمآل البآقي من عمره معهآ .. إلآ إن الشيّ الثقيل على نفسـه غير المتقبله لـه هو أخوه .. سنــد .. كلمه وقآلهآ له أبوه إن مآورآ جية سند إلآ الشيّ الخبيث .. وإنه ثعلـب , مآكـر ,..

وإللي مآتدآرك بقيتـه , إنه ثعلب , مآكر , غدآر .. بس شلون يطآوعه ضميره ويغدر فيـه , فـ أخوهـ .. هو إللي قد وثق فيـه الثقه العميآء , لـ إسبوع كآمل متوآصل .. وكآن هآلإسبوع على شفآ حفره من الإمتدآد لـ ثلآثة أشهـر لولآ الأقدآر المخآلفـه والمعآرضه لكل إللي تمّ التخطيط لـه ... شلـون يأذيـه , يأذيـه بعرضـه .. بمرتــه !

كرج السيآره بمدخل الفيلآ مستند بكوعه الأيسر للشبآك على يمينه بينمآ فتحت فدوى البآب بـ إندفآع وقبل تنط من السيآره إلتفتت له مستفهمه: مآرح تنذل ؟
نآظرهآ بهدوء: شوي
مطت شفتهآ السفلى بلآ مبآلآه وتوهآ بتزل الآ وأوقفهآ: فــــــدوى
إلتفتت له مستفهمه ومآسرع مآنبههآ بنبره مخنوقه: لآتعلمين أحد عن الصوره , ولآ عن أي شيّ من إللي تكلمنآه .. تزعل تغريد هآآه !

مسحت بيمنآهآ على فمهآ المطبق بقوّه كـ اشآره إنهآ مآرح تفتح فمهآ نهآئياً بينمآ أرخى هو جسمه سآند ظهره للكرسي هآمس بـ ألم وعيون حزينه منكسره: شطـوره فيدو .........!


/
/

/
/


مسحت من عطرهآ الأنثوي الصآرخ على موآضع النبض بـ جسمهآ وقد علت شفتيهآ آلرقيقـه آلملونـه بـ أحمرّ صآرخ إبتسآمة رضآ عن شكلهآ النهآئي ..
فستآن صينـي من الستآن الثقيل تركوآزي اللون بنقوش ذهبيّه مختلطـه بـ الأسود .. بـ أكمآم طويلـه .. نآحت لهآ أدق تقآسيمهآ ومنحنيآتهآ بسبب ضيقـه الممتد من أول صدرهآ المغطى تمآماً وصولاً لركبتيهآ بفتحـه قصيره من الخلـف .. تحته شرآب كآلون أسود آللون ثم برجلهآ بآليـه ستآن تركوآزيّه حآمله نفس النقوش الذهبيّه والسودآء بـ الفستآن !

تحسست ذرآعهآ الأيسر فوق آلكمّ بـ إبتسآمه عريضه بعدمآ تحرر من جبيرتـه البيضآء القآسيـه وعآد شكلهآ طبيعـي , مكتمـل جمآلهآ إلآ من آلعجـز آلبآطنـي لحركـة ذرآعهآ الضئيلـه وكأنـه مشلول ..
نآظرت بـ آلرولكس الذهبيه على معصمهآ الأيسر مطبقه شفتيهآ بـ القوه بعدمآ إستوعبت آلوقـت آلمشير بعقآربـه لـ الحآدية عشر والثلث ..

لفت شيلتهآ على رآسهآ بـ إهمآل طآلعه من جنآحهآ آلمجهـز بعنآيـه خصيصاً لهآليـوم !

هدت خطوآتهآ قبل تدخل الأسنسير وعيونهآ بآخر آلممرّ الأوسط المؤدي بنهآيته لـ جنآحهآ , تقطبو حآجبيهآ مطبقه بفمهآ بـ القوّه تفكر .. وش إللي سوته دآرين وبسببه ردّ رآئف وهجر بيتـه ! هذآ آلآدمـي إللي مآيندرى عنه , كل مآختنق منهم شردّ ! .. - ضيقت عيونهآ لآخرهـم عآضه على إظفر إبهآمهآ بين صفي أسنآنهآ تقضم فيه لحد مآ إنشآل عنه طلآءهـ آلأسود اللآمـع .. " كل مره دآرين تزعلـه وأنآ إللي أرآضيه , هو أنآ مش ورآيآ غيركم ولآ إيه في يومكم الإسود دآ الله يخربيتكم إنتم الإتنين .. كل مره هقيلك يآرآئف وأرقعك آلبيت ! لآيآحبيبي يومك آلنهرده إنت إللي تقيلـي , والزفت دآرين لآزم تشوفك كمآن وإنت معآيآ .... أنآ هوريهآ إزآي تفكر تتبلـى عليّآ عشآن سيآدتك تبعد عنـي , طيب يآدآرين هآنـم , إتفرقـي بئآ وشوفي إللي هيحصـل "

رفعت حآجب وآحد بتحديّ مع ضربة رجل يمنى بـ الأرض ثم أقفت عن الممرّ تنطنط بخطوآتهآ الغريبّه وكأنهآ فرس يتمخطـر !

بـ آلدور الأول , تحديداً بقسم آلخدم , وغرفهـم .. وآلمطبـخ آلفسيـح إللي وقفت على بآبـه تنآظر بـ سرب الشغآلات برغم عدم الحآجـه لهـم !
توجهت لهآ وحده منهم بـ إبتسآمه عريضه وإللي كآنت متخصصه لإعدآد آلحلويآت بكآفة أصنآفهآ ..
دنقت عليهآ هآمسه بصوت مآتبي غير إللي قدآمهآ تسمعه: هآآ خلصتـي ؟
أومأت الثآنيه رآسهآ بـ قوّه من فرط سعآدتهآ وإن أول مرّه وحده بهآلقصـر تعطيهآ هآلزود وجـه وتطلبهآ مخصوص بـ شيّ وتشرف عليـه بعـد , والأهم إنه بروح طيبـه وكأنهآ صديقـه لهآ مو شغآلتهـآ !

أكملت حور بنفس آلهمس: طيب إطلعـي القنآح بتآعي أنآ سيبآه مفتوح وحطـي آلتورتـه فـ تلآقـه أوضة آلنوم .. فهمتـي !
للحظـه إنعقدوآ فيهآ حآجبيّ الشغآلـه الآسيويّه مآفهمت عليهآ , ولهجتهآ آلمصريه غريبه على وقع أذونهآ وخصوصاً بهآلبيت ومآسرع مآلحقتهآ حور بلهجه عربيّه مكسره إعتبآراً إنهآ كذآ رح تفهم عليهآ وآلظآهر إنهآ صدق فهمـت يوم قآلت لهآ بـ خليجيّه مكسره: روح غرفـه حقـي وحط الكيكـه فـ الثلآجه الصغيره , تمآم ؟

أومأت الشغآله رآسهآ فهماً بـ إبتسآمه متشققه من ونآستهآ , إبتدآءاً من فمهمآ للي يدور ببآل حور من سألتهآ تكتب على آلتورته بـ الإنقليزي ( Roofy ) .. وإللي فوراً تدآركته الشغآله ووش القصد من ورآه وخصوصاً إن حور تكون زوجـة رآئف إللي كتبت دلـع إسمـه بيدهآ !

ردت تنآظر بسآعة معصمهآ إللي كآنت مشيره عقآربهآ لـ حدآش ونـص بعدمآ طلعت من الطبـخ ..
وبـ لعآنـه أرسلـت له نفس آلرسآله إللي قد أرسلتهآ له دآرين بيوم زوآج نسمـه وهي شآفتهآ .. ( رآئـف أحتآجــك ضـروري , وآليــوم ) إلآ إنهآ أرسلتهآ بلهجتهآ آلمصريـه ( رآئف محتآقـآك ضـروري , والنهـــرده ) !
ضغطت إرسآل ثم قفلت الجوآل بكبرهـ خآطيه خطوآتها آلمستمتعه المترآقصه صوب آلمجلس إللي طلـع منه الصوت قبل تدخلـه على مسلسـل خليجـي قطعته ملقيـه سلآمهآ بـ إبتسآمه رقيقـه صغيره مطبقه كفيّهآ فوق بعضهم ضآمتهم لوسط جسمهآ وقفة الطفل الخجول !

إلتفتوآ ثنينآتهم صوبهآ بنظره ونبره موحدهـ !
إنبهآر لحظـي وبهتآن صوتي مآسرع مآتدآركت أم طلآل نفسهآ بآلعه ريقهآ بعدمآ ذكرت ربهآ بقلبهآ على فتنة وجمآل هآلحوريّه قدآمهآ , أشرت بيدهآ مطبطبه على الكنبه جمبهآ: تعآلـي حور
دنقت عليهآ حآبه رآسهآ: إزيك يآخآلتو !
تحسست أعلى وركهآ من جلست جمبهآ: آلحمدلله بخير , إنتي شلونك وشلونهآ ذرآعك آلحين !
حور: لسه لازم قلسات علاق طبيعي , وممكن مع الوئت تتحسن

ارتفعت يدها من وركها لرآسهآ منتفش الشعر بعدما ارتخى حجابها المهمل من على راسها .. تمت تتحسسه بـ حنو: آلله يعآفيك
مآردت حور إلآ بـ إبتسآمه مطبقه وعيونهآ على مرآم إللي تغطي ولدهآ فرآس بعدمآ نيمته على الكنبه جمبهآ: آآآخ نآم عآد شويّ وريحني منك
بآقي الإبتسآمه بوجههآ الملآئكي الفآتن: دآ عسول خآلص
نآظرتهآ مرآم وآلإمتعآض بوجههآ مآسرع مآتبدد لإبتسآمه قصيره: وآلله مآلعسول غيرك قسـم
إتسعت إبتسآمتهآ كآشفه عن صف أسنآنهآ آلصغيره وكأنهآ حبآت رمآن: عآملـه إيــه !
أرخت كتوفهآ بيأس تنآظر بـ فرآس آلنآيم بـ إستسلآم: شوفة عينك , آلولد معذبنـي
نآظرت بـ فرآس وهو بنومته السآبعه ولآ دآري عن أمه وشكوآهآ مردفه بصوت هآدي: ربنآ يخليهولك

جآوبتهآ بمشآكسه: وإنتي متى عآد تجيبين لك وآحد يطلع عيونك مثلي – قآلتهآ ومآسرع مآبدلت كلآمهآ – لآ لآ إسمعي نبآهآ بنــت , وتشبهـــك بآلضبـط
شدت فمهآ بـ إبتسآمه قصيره مآسرع مآختفت بتوتر , كلآم مرآم ثآر بدآخلهآ شيّ من الريبـه .. شلون مع كلّ إللي خططت له بهآليوم مآطرآلهآ هآلشيّ ! إحتمآلية حدوث حمـل !
أجفلتهآ مرآم بضحك: ههههه أشوفك بديتي تفكرين بـ السآلفه
ردت تنآظرهآ بـ إبتسآمه متوتره: إن شآء آلله

أم طلآل: فيصل من آلحين وهو يبي بنتك إللي توهآ مآجتّ
إلتفتت يمينهآ بسرعه موسعه عيونهآ بـ إندهآشه أردفت مرآم على إثرها: ههههه حسبآله بتشبهـك , قآل مآ أبي إلآ بنت عمي رآئف وزوجته حوريّه
أم طلآل: مآطلآل دبسّـه بـ بنت أحمد خلآص
تمت تقلب عيونهآ مآبين خآلتهآ على يمينهآ ومرآم المقآبله لهآ وإبتسآمه بلهآء تعلو وجههآ آلمستغرب , ضآيعه بـ الطوشه مآتدري وش السآلفه , تدآركتهآ مرآم بنبره مآزحه: ههههه شكلك منتيب فآهمه شيّ صح !
أطبقت فمهآ بـ القوّه مبققه عيونهآ رآفعهآ كتوفهآ بمعنى إنهآ مآتدري بينمآ تربعت مرآم بـ إنتبآه مكمله: شوفـي , ولدي فيصل من أول وينتظر يقول متى بتحمل حوريه ! ويبي بنـت هآآه .. ويبيهآ تشبهـك , ليش ؟ عشآن يتزوجهآ ههههه

أخفضت أم طلآل رآسهآ هآزه رآسهآ بآلنفي مبتسمـه بينمآ أكملت مرآم: هـمّ من درينآ إن شروق حآمل ببنـت أبوهـ حيره لـ بنت عمّـه أحمـد , رآحت عليه وآلمسكين من وقتهآ يصيح ههههه , آلحين أنآ أبي بنت منك , وأقولهآ لك مآبيآخذهآ غير فرآس ولدي هآآه عجلـي شويّ وشدي حيلـك مآنبي فرق السن كبير بينهم بعدين تعترض بنتك وتقول شآيب

عضت حور على شفتهآ السفلى بـ إبتسآمه عريضه موسعه فيهآ عيونهآ لآخرهم ومآسرع مآ أخفضت مرآم عيونهآ تذكر آلله وتصلي على نبيّـه , هآلبنت طعآمـه بكلّ حركآتهـآ , كلّ شيّ فيهـآ حلـو , وجههآ صغير يشبه آلبسس وكلّ مآفيهآ نتفــه , تعآبير وجههآ بريئـه تذبـح , ودّك لو تنآظر فيهآ عمرّك كلّـه مآمليّـت !
حوريه: هيّآ شروء حآمـل في بنت ؟
مرآم: إيـه , ليـن مدري وش ذآ الإسم !
إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم فهم: لين إيـه ؟
مرآم: مدري تبي تسميّهآ ليـن
زآد إستغرآبهآ: مش فآهمه بردو ليـن إيه ؟
كشرت مرآم بـ إبتسآمه غريبه مآهيب فآهمه على حور والظآهر إن حور بعد مآهيب فآهمه: إسمهآ ليـن , لين أحمد شبيب المآلكي

من قآلت مرآم الإسم إلآ وإتسعت عيونهآ بدهشه: إسمهآ ليـــن ! – ضمت شفتيهآ مآطتهم ومآسكتهم بـ أصآبعهآ اليمنى كـ إعتذآر عن عدم فهمهآ – يـوه يوه .. دا انآ بحسبك كل دآ عمآله تئولي لين لين , أصلهآ كلمه سعوديه , ليـن .. لين أروح , لين أجي , وأنآ بسألك لين إيه خخخ

مرآم: ههههههه , شفتي هذآ هو إللي نقوله لهآ وإللي برآسهآ برآسهآ مآتبي غير ذآ الإسم مدري وش إللي تحسّ فيه , عقدت فيصل زود , يقآلك بتزوج وحده إسمهآ ليـن , لين تبط كبدي خخخ
حوريه: ههههه وآللهي عندو حـئ

....: آلسلآم عليكــم
إلتفتوآ ثلآثتهم لذيك إللي ألقت سلآمهآ من البآب يدهآ اليمنى مسنده لـ جآنب ظهرهآ من ألم آلحمل وثقلـه بشهورهـ الأخيره ...
جلست جمب مرآم بوجه متألم: آآآآخ يآنآآس مآعآد فينــي
تحسست مرآم ظهرهآ بـ هدوء: مآعليه , شدي حيلك هآنت مآبقى إلآ شهرين لين تجينآ ليــن
خزتهآ شروق بـ حقد من إستشعرت الطنآزه بنبرة مرآم وهي تقول – ليـن – على إثرهآ علت ضحكـة مرآم وهي ترآضيهآ: ههههه لبى قلبك يآم ليـن ههههه

سفهتهآ شروق ونآظرت بـ حور: شلونهآ ذرآعك آلحين ! أحسـن !
حوريه: آلحمدلله .. – أشرت بعيونهآ صوب بطنهآ المنتفخ من تحت جلآبيتهآ آلقطيفه الكحليّه , مبتسمه – ربنآ يتتملك على خير وتئومـي بـ السلآمه
ميلت شروق رآسهآ لليمين مبتسمـه بـ إمتنآن على هآلدعوه آلمريحـه ومآسرع مآردت حور مكملـه وكأنهآ توهآ وتذكرت شيّ: صحيـح ألف سلآمـه على تغريـد , ربنآ يعوضهآ خير إن شآء آلله
إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم فهم: علآمهآ تغريـد !

لثآنيه بهتت ملآمح حور بعدم فهم لـ عدم فهم شروق !
أردفت بـ توضيح متردد خآفت آلنبره: حملهـآ !
شروق: حمـل مـن ؟
بلعت حور ريقهآ وتوهآ تستوعب , شكلهآ خربت الدنيآ وآلظآهر إن شروق مآتدري , آخر مآتبيه إنهآ تكون نآقلة أخبآر رديّـه !

ردت شروق وسألت بـ تشديد تستنطقهآ وعيون مرآم وأم طلآل مركزه بـ إنتبآه: حمـل من يآحـور ! مآفهمت
ردت وبلعت ريقها بـ حركة حآجبين سريعه مجآوبتهآ بـ تردد: عـرفت حآقـه , حآقه مش كويسـه .. أنآ فكرآكي عآرفه
شروق: عآرفه إيش ؟
حوريه: حمـل تغريـد إللي ماتمـش !
إحتدت عيونهآ بـ إستغرآب شديد هآمسه بعدم تصديق: حمـل تغريـد ؟
مرآم: مآتـمّ حملهآ ؟

أومأت حور رآسهآ إيجآباً مطبقه فمهآ بلآ صوت بينمآ أردفت مرآم والضيق بوجههآ: لآحول ولآقوة إلآ بآلله , خير إنشآلله خير
أم طلآل: وإنتي شلون عرفتـي حور !
رفعت كتوفهآ ببديهيّه مآطه شفتهآ السُفلى: مفيـش .. دآ عُمر أخويآ
ضيقت خآلتهآ عيونهآ بعدم فهم مستفهمه: عُمـر !

حوريه: مهو بعد دوآم المستشفى ليه عيآده خآصه فـ برج الأطبآء , والدور إللي تحته عيآده نسآئيـه , صدفـه وهو رآقع من صلآة العشآ شآف تغريـد , ومكنتش مغطيّه وشهآ .. هو يعرفهآ لأنه عآرف دآرين أسعفهآ أبل كدآ مرّه فـ طوآرئ المستشفى , لمآ شآفهآ إفتكر إنهآ دآرين فـي الأول فـ سألني .. لأنه عرف من ممرضـه كآنت بتدرب عنده وهيّآ دلوئتي شغآله ممرضه مع الدكتوره النسآئيه دي قآلتله إن إسمهآ تغريد محصـن , وللأسـف حملهآ أُجهـض ..

نآظرت مرآم بـ شروق آلمصدومه مصفر لونهآ , ردت وتحسست ظهرهآ تطمئنهآ: آلله يعوضهآ خير إنشآلله يآشروق .. عادي تصير
نآظرتهآ شروق بوجه شآحب هآمسه: أنآ بس متفآجئه , شلون مآعرفت بشيّ زي كذآ !
قآلتهـآ ثم نآظرت بـ حور إللي شآده شفتهآ السفلى بـ إحرآج من سوء آلموقف إللي حطت نفسهآ فيه – سألتهآ بـ إهتمآم - : من متى يآحور هآلموضوع بـ الضبط ؟

هزت رآسهآ مطيره عيونهآ بتفكير: مش عآآرفــه ,, بتآع إسبوع كدآ .. من بعد قوآز نسمـه
أخفضت شروق رآسهآ للأرض هآمسه بعدم فهم: بس تغريد مآعلمتنآ شيّ عن ذآ آلحمل بزوآج نسمـه !

حور إللي حست إنه بزلة لسآنهآ وإللي مآكآن فـ نيتهآ إلآ آلطيب قد طينت كلّ شيّ , وقفت بهدوء مستأذنه خروجهآ من آلمجلس إللي توترت فيه الأجوآء ..
طآلعه بعدمآ أومأت لهآ خآلتهآ ومرآم روسهـم بـ الإيجآب ...

حطت كفهآ على صدغها الأيمن عآضه شفتهآ السفلى بـ ندم مغمضه عيونهآ " يخرب بيتك يآحوريّه , شكلك هببتي الدنيآ وطينتيهآ , يعني اليوم الوحيد إللي أنزل أئعـد معآهم أروح أئولهم الأخبآر السوده الزفت دي ! آآآه يآآدي النيلــه يآلهـوي يآنآ !! "

بـ المجلـس ..

قطعت أم طلآل الصمت: شروق يمّك , مآصآر شيّ .. خير آلحمدلله , مآهوب مقدر لهآ
شروق: يمّه مآقلت شيّ , أنآ بس مستغربه ليش مآحد علمنـي , ولآ تغريد ولآ أمي
قآلت كلمتهآ الأخيره ومن فورهآ وقفت بسرعه رآفعه لهآ مرآم عيونهآ: على ويــن !
شروق: بدق على أمي أعرف منهآ شنو آلسآلفـه بـ الضبـط !


/
/




بـ صقـيع آلجوّ آلنيويوركـي , ليلـة رأس آلسنـه .. الوآحد وآلثلآثيـن من ديسمبر قآرص البرودهـ ..
فوق آلدرجـه الثآلثـه والأخيرهـ للمنزل آلخشبـي أبيض آللـون .. جآلس عليهآ مفرق مآبين سآقيـه آلطوآل وإللي إستقرت على أول درجـه من تحـت .. مسند أكوآعه لـ ركبتيـه مشبك أصآبعـه وعيونـه بـ الأرض آلترآبيـه قبآلـه تماماً ممـر ينتصف جآنبي الحديقه آلصغيرهـ ...
زفر نفـس هآدي من فمـه آلمضموم وقد إزرقت شفتيـه , نفـس صآحبـه دخآن أبيض آللون نآتـج عن إحسآس آلبرودهـ الداخليّه ..


إلتفت ورآهـ ينآظر بـ آلشجـره الخضرآء الصنآعيـه مثلثـة آلشكـل وقد إلتف حولهآ حـبل من الإضآءهـ آلمتعدده بألوآن مختلفـه .. مآينقصهآ إلآ آلنجمـه آلذهبيّه بقمتهآ !
لوى فمه المطبـق يميناً بـ إنزعآج من طول إنتظآرهـ آلمقآرب للثلآث سآعآت .. أطرآفه مآعد حسّ فيهم , تمددت أصآبع يدينـه بـ تشنـجّ مؤلـم , حتى أصآبع رجولـه برغـم إختفآءهم تحت شرآب قطني أبيض وكونفيرس ريآرضي هآف بوت أسود آللون بـ أربطـه إلآ إنه يحسّ بقرصـة برودهـ من الأصآبـع والكعـب ..
توّ مآ إلتفت برآسه ينآظر قدآمه إلآ وشآفهـم ............. ثلآثــه

ذآكـ البدين أبو كرش آلمتحرش المغتصب على قولتـه , وهـي بـ الوسط قد حآوط كتوفهآ ذآكـ الأمريكـي أبيض البشرهـ , أشقـر الرأس , أزرق آلعينيـن !


شهق نفـس عميـق مكبوت ضآقت فيه فتحتي خشمـه الحآد ومعه ضآقت عيونه محتده ..
آخر مآكآنت تتوقعـه بحآيتهآ هو شوفتـه , حتى لو صُدفـه .. شلون وهو لقآء مخطط لهآ من قِـبلـه !
أظلمت عيونهآ بعدم تصديق هآمسه بـ إستنكآر غير مُصدقـه: نجـــم !
أخفض رآسه ينآظر ببآطن كفـه الأيسر وهو يتحسس آلخطوط آلرفيعـه آلمحفوره فيـه بـ بنآن إبهآمه الأيمـن ..
أطبق فمـه شاد شفتيه بـ إحبآط وعيونه برآحته اليمنـى , نجـم بشموخـه مآكسرهـ إلآ هآلأنثـى النآقص من تمآم أنثوتهآ وكمآلـه آلشيئ آلكثيــر .. وهذآ هو آلشيّ آلغريب آلعجيب !
هذي هي إللي قدرت تقتحم كيآنه وبلآ تخطيـط منهآ أو حتى رغبـه !

من أول نظرهـ هو من لحقهآ , وهو من قربهآ لـه .. هو من أعطآهآ الأمآن بـ الوظيفـه وآلسكـن , ليش يستنكر من بعدهآ إنجذآبهآ آلمُفرط تجآهه وليش بعد سوآته يستنكر نفورهآ آلمُفرط منـه !
أخرجته من عآلمهآ عنـوّه , وإجبآراً .. إجبآراً لعقلـه وقلبـه , عآلمـه وكيآنـه الرآفـض إنتزآعهآ ولو بأي شكل ..
مآيدري هل فعلاً إنجذآب عاطفي سآحق تجآههآ أو إنهآ اللي يقولون عنها جآذبية آلرفـض !
آلشيّ إللي يزيـد من حمـو آلتعلـق كلمآ وآجهت آلصـدّ والرفـض !
يوم تشوف نفسكـ كآمل متكآمـل , بنظرة عيـن يطـبّ من تمونكـ , يعـرض عنكـ ويسفـك من تمنيـت إنـت !
يوم تنسحق كلّ ذرة ثقـه وغرور , شموخ وكبريآء تحت وطأة المقآرنـه آلظآلمـه بين إثنيـن إنتصـر فيهآ آلضعيـف !
آلمقآرنه إللي وضعته مع ذآكـ الأمريكـي آلمسمـى – نـوآ – هو من إنتصـر , هو من فآز بقلبهآ وكلّ مآتملـك , وأغلـى مآتملـك !

مآهوب نجـم إللي يستسلـم بسهوله , او إللي يمنعـه غروره وثقته بنفسـه عن تحقيق إللي يطلبـه ويتمنآهـ , ولآهوب نجـم إللي يتبدل أو نجم إللي يُنتقى من بين خيآرآت ..
هو فقـط , الخيآر الأول والأخيـر ... الوحيـد والأوحـد !

وقف ببرود مريب ترآجع على إثره ثلآثتهم خطوه للخلـف بعيون مترقبـه لأدق تحركآته بينما وقف بـ شموخ مفرق مآبين رجليـه الثآبته بـ الأرض , ذرآعيه منسدلين ملتصقين بـ جآنبيـه , آلرجـل الأسـود , مآيفآرقـه هآللون الملآزم لكلّ تفآصيلـه الظآهريّـه .. مآختلف شكله أبدّ عن آخر مره شآقته إلآ من آيس كآب صوفيّه أخفت رأسـه بكثآفـة شعره !

أطلق زفره دخآنيّه من فمه قبل يبدآ كلآمه ببرود , عيونـه لهآ وحدهآ تنآظرهآ بـ غرآبـه , آلغرآبه إللي مآبثت لنفسّهآ إلآ آلتخوف والإرتيآب: أبيـــك يآليــلآ !

بلعت ريقهآ بحركة متوتره قبل ترد عليّه بـ حده مصطنعه تمثيلاً للقوّه وآلجوآب الصآرم القآطع: وأنآ مآ أبــي أكلمـــك
....: ومن قآل إني بس أبي أكلمـك ؟
أظلمت عيونهآ بـ إستغرآب مستفهمه بينمآ أردف هو بنفس آلهدوء آلوآثق المريب: قلتلك أبيـك يآليـلآ .. يعنـي أبيك كلــك .. – شهق نفس هآدي مثبت عيونه الحآده بعيونهآ آلمستفهمه قبل يكمل بهدوء - : أبيك كلـك ........ لِــي
بـ التصوير البطيئ إتسعت عيونهآ بـ ذهول أقصآه .. بحـة صوته غريبـه على وقع أذنيهآ , شجيّـه , طفـح منهآ آلشـوق وآللوعـه والإحتيآج ..

نآظرت بـ جوزيف على يمينهآ إللي تقريباً فهـم على نجـم بينمآ نوآ على يسآرهآ إللي كآنت عيونه محتده تنآظره بحقـد الأرض والخلآيق كلهـم , سألهآ بـ جفآء: مآللذي يقــوله ؟
دورت عيونهآ يمنه ويسره محتبس آلنفس برئتيهآ , غلبت دقآت قلبهآ على أيّ صوت تسمـعه إلآ صوتـه .. صوته إللي إقترب لهآ .. مآل عن موآجهتهآ ليقآبل نوآ إللي إحتدت نظرآته بشدهـ , ولكنهآ ثآبثـه , ثآقبـه , غير مرتآبه , ومتحديّـه !

إرتفعوآ يديّـه إللي إنشهق معهآ أنفآسهم الثلآثـه بـ إرتعآب من حركته وإللي بيسويّـه , إلآ إنه بتخييب لظنونـهم إستقرت يدينه بهدوء على كتفيّ نوآ مشدد من مسكته لهـم بـ تنبيـه مردف بـ هدوء غريب: إستمـع إلي جيداً ..
أكمل بنفس آلهدوء إللي معه تأهبت كل حوآسهم ثلآثتهم بـ إنتبآهـ: أنت فتى جيـد , حقاً , إلآ أنك لآتصلـح لهآ , ولن تصلـح لهآ .. ليلآ فتآتـي , فتآتـي أنآ , وأنآ وحـدي .. بغيآبي إعتنيت جيداً بـها ولكنت تمآديـت , لآ بأس .. لن أهتم لهذآ كثيراً فـ بآلنهآيه لقد إهتتمت بهآ ولم تؤذهآ .. الآن , إنتهـى دوركـ .. لذآآ – مسح على كتوفه بهدوء وكأنه يعدل جآكيته الأبيض من عليه مكمل بنفس النبره الآمره - : غآدر رجـآءاً

نفض نوآ يدين نجم من فوق كتوفه بـ جفآء وإحتقآر بعيونه هآمس من بين أسنآنه: من تظـن نفسـك !
إرتفعوآ حآجبي نجم بـ تصنع للدهشه: أنآ ! – شد فمه المطبق بـ إبتسآمه صفرآء قصيره مآسرع مآختفت مكمل بـ جفآء حآد مُرسل له إشآرآت تحذيريه بنظرة عيونه آلمرعبه - : أنآ نجــم .... رجُلهــآ , وهـي ليــلآ ... فتآتـــي ..

نآظر نوآ ليلآ المصدومـه بـ إستنكآر للي سمعه من فمّ نجم بهآللهجـه الوآثقه التأكيديه يستنطقهآ صحتّـه .. ليلا إللي خيبّت آمآلـه , وكل تطلعآته بـ علآقه جآده معهآ ........ ذهبت أدرآج الريآح , من نظرة عيونهآ الصآرخه بـ حُبّ عنيـف , مشتعـل متأجج , تجآه هذآ آلمسمّـى ...... نجــم !

إلآ إنهآ وبثآنيّـه إنحلّ آلسحـر من عيونهآ وتبدد الإنجذآب آلعنيف آلقوي ليحلّ مكآنه آلنَقَـم بنظرتهآ الحآقـده آلمصوبه تجآهه بـ كُره شديد: إنـــت مآتفهــــــم !
....: إيـه مآ أفهــم

مسحت على طآقيتهآ الصوف بنفآذ صبر وعيونهآ للسمآ عآضه على شفتهآ السفلى بينمآ أردف هـو ببحّة صوت معذبـه: وش إللي يرضـــيك ؟
نآظرته بـحده جآفه: تبعـد عنــي ... صعبه تفهمها ؟
....: صعب أفهمهــآ , مسحيـل أسويّهـآ
ضمت أصآبع يمناهآ جميعهم لبعض كـ إشآره لمحآولة إفهآمه بنفآذ صبر وعصبيه مكبوته: مآ أبيـــك , قلتلك مآ أبيــــك

ثبتت عيونه البآرده بعيونهآ الشتعله: وأنآ أبيــك , قلتلك أبيــك
تعلقت بذرآع جوزيف محتميه ورآه – للحظه إهتزت أوتآرهآ آلصوتيّه , وهنت نبرتهآ , طلعت مهزوزه مرتجفه ... هآلرجّآل مُرعب بكلّ حآلآته , في ثورة غضبـه وعنفوآن عصبيتـه , أو في برود عيونـه , جمود ملآمحـه , سكون حركآتـه ! - : أكرهـك يآنجـــم

....: رح تحبينـي , عآدي
إتسعت عيونهآ بعدم تصديق متمسكه أكثر بذرآع جوزيف إللي إلتفت عليهآ نصف إلتفآته بـ تخوّف وآلظآهر إن آلرعب قد إنتقل له هو بعد ليردف نجم بنفس هدوءه المريب: لآتتعلقيـن فيـه , مآحد بيحميك غيري
أجبرت رجولهآ آلمسمره بـ الأرض على التزحزح خطوه مختفيّه تمآماً بكآمل بنيتهآ الضعيفه ورآ كتلـة جسم جوزيف آلضخمه معفطه جآكيته من ظهره بكلتآ قبضتيهآ المرتجفتين بينمآ طلبهآ نجم بـ الهدوء اللي الظآهر إنه سمته الأسآسيه المفتعلـه بهآلأمسيّه آلمريبه: تعآلـي ليــلآ

ليلآ: ..........
....: تعآلـي لآتخآفيـن
ميلت رآسهآ مظهره عيونهآ من ورآ ظهر جوزيف تنآظره بتوجـس لذرآعه الأيمن إللي إمتد بآسط كفه يحثهآ تقرب: تعآلـــي
همس لهآ جوزيف بـ شآميه مآيسمعهآ غيرهآ: مآبظن بدو يأزيكـي !
بلعت ريقهآ وبـ تردد ظهرت من خلف جوزيف بـ خطوآت متثآقله رجل تقدم والتآنيه تأخر .. حثهآ يطمئنهآ بـ هدوءه: لآتخآفي .. تعآلـي

بـ تحكمّ إمتدت يدهآ آلصغيره البآرده مستقره بوسط كفّه الكبير آلمتجمد , وبـ حنآن أطبق عليـها شآدهآ بـ هدوء تقرب عليه لحد مآوقفت قدآمه رآفعه رآسهآ له تستنطقه بعيونهآ المتلألأه جوآب فعلـه !
مآكآن الجوآب إلآ مليون سؤآل إقتحم فكرهآ عآصف بـ عوآطفهآ وكلّ المشآعـر .. رفع يدهآ اليسرى المستقره بيمنآه قرب فمه طآبـع قبلته الرقيقـه لظهر يدهآ البآرد مشعلـه بـ حرآرة أنفآسـه ..

تحت آلصدمه الجمآعيّه لثلآثتهم , ليلآ , جوزيف .. ونوآ .. إمتدت يسرآه رآفعه يمنآهآ إللي قربهآ من فمه تآرك أثر قبلته الرقيقـه الثآنيـه بوسط رآحتهآ إللي بسطها على خده الأيسر , وبهدوء تنآول يدهآ الثآنيه ملصقهآ لوسط صدرهـ .. قُرب قلبـه ..
بحّـه رقيقـه , عذبـه , شجيّه: هـذآ يبيـــك – إشآرة لـ قلبـه –
قآلهآ ثم رفع يدهآ من على صدره رآفعهآ لـ جآنب رأسه: وهـذآ مآوقـف تفكيـر فيـك – إشآرة لـ عقلـه –
....: وش إللي يرضيــك ؟
نآظرته بعيون مستنكرهـ , حآده وغير مُصدقه: نجـــــم !
....: شلون أبرهـن لك إني أبيـك ! شلون أقنعـك فينـي ؟ وشلـون أردك لـي ؟

سحبت يدينهآ من يديه ضآمتهم لوسط صدرهآ بعيون مدمعه رآفضه نظرة الإنكسآر بعيونه إللي مآشآفتهآ دوم إلآ حآدهـ , ثآقبـه ووآثقـه , هآلنظره إللي مآ أمدآهآ تحـن وترق تطلبـه يوقف عن إللي يسويّـه , كآفي عذآب لهآ إلآ وتتوسـع بـ ذهـول , صدمــه .... وإندهــآش لما سحب الآيسكآب أسود آللون عن شعـره .. كآشف عن رأس أصلــع تمآمــــاً محلـوق !

إنفغر فمهآ لآخره مدآريته بيدهآ إللي رفعتهآ فوق شفتيهآ بوجـه إمتلآ لآخـره ... صدمـه !
عفط ع الآيسكآب بقبضته المكظوم غيظهآ بـ مجآهده: كآفي يآليلآ .. كآفي تكفيـن لآتعذبينـــي
غصباً عنهآ وبلآ تحكـم إنهآلت دموعهآ شآده على فمهآ بقوّه مخبيته تحت كفهآ الأيمن المُلجـم له ..
وبـ المقآبل أخفض نوآ رآسه والألم بعيونـه شآد على فمه إجبآراً , حفر آلحزن تعآبيره بين قسمآت وجهه آلمنخفض بـ خيبة أمل .. وش إللي ممكن يردّ ليلآ الحين عن الإرتمآء بصدر نجـم ! مآفهم شيّ عن إللي قآلوه بلغتهم آلعربيّه إلآ إن نظرآتهم ترجمت كلّ آلحوآر .. وهذآ هو وقت الإنسحآب ..

بـ تثآقل وخيبة أمل , بـ جرح .. ولاّهـم ظهره , مقفـي عنهـم .. مبتعــد
تحركت عيونهآ من نجم آلوآقف قدآمهآ لـ نـوآ اللي ولاّهآ ظهرهـ ليحرك نجم رآسه بـ النفي هآمس بخفوت: مآلك غيري يآليلآ , مآحد بيبقى لك غيري ..
نآظرته والإنكسآر بعيونهآ الحزينه المتألمه مقوسه فمهآ لتحت بوجـه بآكـي ليكمل هو: إرجعـي لـــي
إعتصرت عيونهآ بحسره مخبيّه وجههآ بكفوفهآ , طلبته يسكت والإنهيآر بنبرتهآ البآكيه تتوسله: إسكـــــــت يآنجـــــم , إسكـــــــت

....: إرجعـــي لــــي
أبعدت كفيهآ عن وجههآ المتألم سآئلته وآللوم بعيونهآ: ليش سويت كذآ ! وينـه شعــرك ! ليش يآنجم ؟ – ردت وخبت وجههآ تبكـي بـ ألم – آآآآآهـ يآربــــــي ليــــــــــش , ليــش
إمتدت يديه لطآقيتهآ الصوفيّه منتزعهآ بهدوء حآضن وجههآ الصغير بين كفيه هآمس بـ نبره منخفضـه , حزينه , متألمه: شلون أخليك تعآنين وحدك !

ميلت رآسهآ لليمين معتصره عيونهآ البآكيه: تعذبني يآنجم .. وآلله تعذبنــي
....: وإنتي مآعذبتينـي يآليلآ ؟ إنتي تعذبينـي قبل تعذبين نفســك , هآلجروح إللي بقلبـك أدمتني قبلـك
أخفضت رآسهآ بـ إنكسآر توسلته آلسكوت بنبره مبحوحه مسحوبه إختفى آخرهآ بنطق إسمه: إسكــت يآنجـــم , تكفـــى إسكـــــــــت

شدد من إحتضآنه لوجههآ بيديه جآبره على الإرتفآع , على إنهآ تنآظر بعيونه: تكفيــن إنتــــي , تكفيـن يآليلآ , إرحمينــــي
....: إرحمنـي إنــت يآنجــم , يوجعنـي غيآبـك ويوجعنــي أكثر وجودكـ
....: إرجعـي لـي , ردينـي لك ولحيآتـك , لآ توجعيـن نفسـك ولآ تعذبينــي .. وش إللي تبينـه ؟ وش إللي يرضيـك ! أحب يديك ؟ - بسرعه مسك يديهآ وقربهآ لفمه طآبع قبلتيه آلسريعتين لظهر كلّ يدّ –
....: أركـع لك بـ الأرض ؟ - نزل على ركبتيه بـ الأرض شآد ذرآعيهآ مخفضهم لـ تحت وهو بآقي مآسك يديهآ يستنطقهآ الجوآب بظرة عيونه المتلهفه - !

إهتزت كتوفهآ بتوآلي مع توآلي بكآهآ وانهمآر دموعهآ , إنتفض صدرهآ بشهقـه حآده مطبقه فمهآ بـ آلقوه ..
وبلآ وعـيّ أو إدرآك , بلآ حسآب .. إرتمت بـ الأرض على ركبتيهآ ضآمته لصدرهآ محآوطه عنقه إللي دفسـت فيه وجههآ تبكـــي: حرآآآم عليــك يآنجــم وآلله حرآآآم ........... حرآآآآم

إعتصرهآ لصدرهآ بتكتيفة ذرآعيه من ورآ ظهرهآ هآمس لهآ بنبره مخنوقه دآفس خشمه بيآقة جآكيتهآ الجلدي: حرآم عليك إنتي وآلله !




/
/
/
/

بـ نطآق الدآئره الغربيّـه , بعيداً عن أميركآ ونيويوركـ , وصولاً لـ رومآ بـ إيطآليآ ..

وقفت يده قبل تمتد للأكره , تلفهآ وتفتحهآ ..
صوتهآ قريب منـه يسمعـه .. وبـ وضـوح ..

....: شوفي بآلله كم لكم ومحد كلمنـي , مآصدقتوآ يعني وإفتكيتو ؟ - بلى , إللي أقوله إهو الصدق – مغير رآئف هو إللي عبرنـي ودق علي يسأل ويتطمن وبـ الصدفه مرّ عليه طلآل وهو يكلمني قآم وخذآ جوآله يكلمني هو بعد يعننه يسأل عني – خلآص مآمآ وآلله زعلآنه منكم كلكـم – ههههه إيه زعلآنه – لآآآ وآلله ليش كذآ تقولين ! أنآ حييييل مبسوووطـــه – عديّ كويس معآيآ – بـ كل شيّ وآلله يمـه أي شيّ أبيه يسويّـه وتونآ رآدين من برآ كنآ نتمشـى .. إيطآليآ روووعه لفيتهآ كلهآ ههههه قولي الكلآم هذآ لـ حور خلهآ تحتر وتنقهر , هآ بآلله لآتنسين ههههه – إيــش !! وآلله !! آليوم فكـت جبيرتهـآ !! طيب وذرآعهآ شلون رجع زي أوي ولآ بآقي يعورهـ ..............

ببطئ إبتعد عن البآب إللي كآن بيفتحه مقفي عنه صوب الصآله بخطوآت متثآقله .. وقف بمنتصفهآ ينآظر بـ سقفهآ ويديه الثنتين ورآ قفآه مشبوكتين نآفخ هوآ مهمـوم ...

جلس على ونيستـه , آلكنبـه الشآموآ بـ وسط الصآله مفرق مآبين رجوله مسند أكوآعه على ركبتيه شآبك يدينه ببعضهم بعيون مظلمـه لمآبين قدميـه بـ الأرض .. كل تفكيره مصوّب تجآههآ ..
جآلسـه تكذب على أمهآ وتألف بـ قصص وسينآريوهآت عن فيلم رومآنسي جآلسه تعيشـه معـه .. عن روعة إيطآليآ اللي لفتهآ كلّها معـه ! عن إي إيطآليآ بـ الضبط وأي عـديّ ! إيطآليآ إللي مآخطت رجولهآ عتبآت هآلسويت بآلفندق من يوم دخلته ! حتى إنهآ مآنزلت للوبـي بـ استقبآل الفندق علّهآ تفك عن نفسّهآ وتغير جوّ ..

إجآزتهم نصف شهريـه , خمسطآش يوم .. مرّ منهم قرآبة الـ عشر أيآم وهم على حآلهـم .. كلاً بـ صوب بعيد عن الثآني .. كآن الصد والإعرآض بدآيتاً من طرفـه هو .. إلآ إنه من بعد موقفه الأخير معهآ وإثآرتهآ أقصى إستفزآزه بعذرهآ الوآهي عن سبب تأخرهآ عليه بـ اليوم الوحيد إللي قرر فيه أخيراً يحقق ولو جزء بسيط من مفهـوم آلشيئ المسمى " شهـر عسـل " !

قآبلته بـ صدّ ممآثل وإعرآض أقسى من إعرآضه .. دوم نآيمه بسريرهآ وآلغرفـه مظلمـه .. إنعدم صوتهآ تمآماً مآيسمـعه حتى لو بردود مقتضبه كـ إجآبه على تسآؤلآته .. جعآنـه ! عطشآنـه ! وش تبين الأكـل ! , الأكل برآ .. أو الأكل عندك .. إلآ إن إجآبتهآ كآنت بلآ صوت أو حركــه .. صآمتـــه , سآكنــه

تنهـد بـ هـمّ مآسح وجهه بكفيّه وهو يوقف عن الكنبـه مآشي صوبهآ بخطوآت مهمومه متثآقلـه ..
من أول يوم إجتمعوآ فيه وهو يحآول على الأقل يتقبل فكرة وجودهآ هي بحيآته , إلآ إن شيئن بدآخلـه رآفـض .. رآفض الفكره من بذرتهآ , وهي إجبآره عليهآ ..
فكرة إن بنت مرآهقـه بـ إشآره منهآ قدرت تملكــه , أول مرّه يحسّ بـ الضعـف , بـ الوهـن وبـ الإهآنـه .. يحسّ إن نفسـه مآهيب ملك لـه ولآ تحـت إرآدته وتحكمـه ...
طق البآب بهدوء مرتين ثم فتحه بدون مآيستمع لـ جوآبهآ آلمتوقـع .. آلصمـت بلآ ردّ ..

كآنت الغرفـه مظلمـه , نآيمه على سريرهآ متلحفـه بـ آلمفرش الستآن الذهبـي .. آلوضع تمآماً مخآلف لمآ كآن عليـه من حوآلي الدقيقتيـن ..
جلس على طرف السرير من ورآهآ – بنبره هآدئه إستنطقهآ بـ إسمهآ الصحيح - : نسمـــه
للحظـه أجفلهآ صوته الهآدي " نسمـه !! قآل نسمـه مو بسمـه !! "

فتحت عيونهآ بتوتر مآتدري سببه بس الأكيد إن نطق إسمهآ الصحيح هآلمره أكيد مو من عدم , إلآ إنهآ آثرت آلصمت مبقيه على وضعهآ بينما سحب هو نفس عميق من فمه المنفرجه شفتيه مغمض عيونه بـ إحبآط .. إجبآراً لكل الأعصآب الرآفضه بتشنج فـ أطرآفه وكأنهآ تمنعه غصباً عن الحركه والإمتدآد إلآ إنهآ إمتدت يده مستقره على ذرآعهآ الأيمن آلحركه إللي معهآ فتحت عيونهآ لآخرهـم مع شهقه نفس عميقه مكتومه .. إختنقـت .... الآ إن هآلإختنآق مآكآن شيّ لمآ شدد مسكته لذرآعهآ غآرز أصآبعه بلحمهآ معتصره بهدوء ورقّه: أدري إنك مو نآيمـه .. أبي أكلمك شوي , قومي

نسمه: .............
أطبق فمه بضيق مبعد عنهآ المفرش آلحريري النآعم بنبره جآفه: سمعتــي وش قلـت ! قومــي
هرب منهآ الدفآ وبآغتتهآ البروده من زآح عنهآ الغطآ آمرهآ بحده وجفآ .. إستقعدت من فورهآ بعصبيّه تخزه بعيونهآ المغتآظه: سمعـت ومآ أبـــي , وش يعني ! بتجبرنـــي !!!
إرتفع حآجبه الأيمن إستنكآراً مُردف بـ إستخفآف جآف: لآ محشومـه سِـت نسمـه طآل عمرك .. إنتي بس تأمرين وغيرك ينجبـر
ضيقت عيونهآ مستفهمه: وش قصـدك !!

بلحظه تدآرك نفسه بآلع ريقه صآد عنهآ بوجهه زآفر نفس مخنوق ومآسرع مآردّ مقآبلهآ بوجهه مخفض رأسه ليديهآ المعفطه أطرآف آللحآف: خلينآ نتفآهـم
قوست شفتيهآ رآفعه حآجبيهآ بـ إعجآب: آممم يعني إنت تعرف للتفآهم !
ضآقت عيونه بحده لنبرتها إلاستفزآزيّه: إيه أعرف للتفآهم , وأعرف أتفآهم , بس آلمشكله عندك إنتي .. بزر ومآتفهميـــن

بثآنيه تجمعت الدموع بعيونهآ مقوسه شفتيهآ: على فكره أنآ غيرت ملآبسي عشآنك مو عشآن مآهيب عآجبتني زي مآقلت
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم أكملت من بعده: لأني سهيت وتعطرت , وعطري قوي وإنت معك حسآسيّه , قمت فصخت كل ملآبسي وتروشت بسرعه وبدلت .. منو إللي مآيعرف التفآهم ؟
شهق نفس بصبر قد نفذ مغمض عيونه مرجع رآسه لورآ ينآظر بـ السقف , من بعدهآ ردّ ينآظرهآ بثبآت وجديّه: شفتي إنك مآتفهميـن ! ولك وجه تلومين بعـد ! ليش ببسآطه مآقلتي هآلسبب ! وش إللي كآن بيصير يعنـي !
صدت عنه بوجههآ متكتفه: مدري

عديّ: ومآ أبيك مآتتعطرين عشآني , هذآ أصلاً وآجب عليك وفرض مآتتعطرين
مسح وجهه برآحته اليمنى متنهد بعمق: يبآلك وآجد أشيآء تتعلمينهآ
....: وبدآل مآتعلمني مقضيهآ بـ آللوبي تحت أو ع الكنبه برآ قدآم التليفزيون
أطبق شفتيه بقهر مردف: وشذمبي أتزوج جآهله مآتدل شيّ وأنآ أعلمهآ ! ليش مآعلموك آل مآلكـي شنو إللي وآجب عليك تسوينه !

ثبتت عيونهآ المغتآظه بعيونه البآرده: لآ علموني آل مآلكي زين آلعلوم وأشرفهآ .. يوم أغلط مآ أحمّل أحد سوآتي , وأجيبهآ بنفسي لو على رقبتـي .. – قآلتهآ برفعة حآجب مفتخـره وهي تقط كلآمهآ المبطـن بينمآ مآثلهآ هو برفعة حآجب مردف بهمس - : وآلله !

صدت عنه معطيته جآنب وجههآ الأيمن متكتفه في حين إقترآبه منهآ خطوه تزحزحهآ من مكآنه ثآني سآقه اليمنى تحته واليسرى بـ الأرض , آلحركـه إللي زآد معهآ تدفق الأرينآلين بجسمهآ محدث إضطرآب عنيـف بكلّ دوآخلهآ , تشنجت رقبتهآ وهي صآده عنه مآقدرت حتى إنهآ تلتفت عليـه .. دقآت قلبهآ طبول , أنفآسهآ قصيره بطول الفيمتو ثآنيه , يعلآ معهآ صدرها وبلمحه خآطفه يهبط ..

كلّه كآن كوم ويوم إنه فصـخ جآكيته آلجلدي بلونه الزيتي كآشف عن تيشيرته الأصفـر السآده بقصة رقبه مثلثـه .. كومِ ثآنـي , الألوآن اللي أكملت جآذبيته وكأنه كآن بحآجه لهآ .. بشرته برونزيه دآكنه , عيونه عسليّـه فآتحـه , أو إنهآ خضرآء مآئله للإصفرآر أو إنهآ ذهبيّـه ! شعره كثيف غزيـر بـ ألوآن متدآخله مخصـل ربآنياً , مآبين البندقي , آلعسلـي , والذهبـي !
شلون الحين لوني الأصفـر والزيتوني بملآبسـه مآيكملـوآ فتنتـه !

نآظرته بحدهـ متوتره ومتخوفـه , مضطربـه ومشتته , مآطلع معهآ إلآ سؤآلهآ الغبي وهو يميل بنصفه العلويّ عليها مختلطه أنفآسهآ المتسآرعه بـ أنفآسه الحآره المشتعله: وش تبــــي !
رمـش مره وحده مفتح عيونه آلوسيعـه مثبتها بعيونهآ المتوجسـه: إللي تبيــنـه
عيونهآ كل مآلهآ بـ الإتسآع محتده نظرآتهآ , لآ إرآدياً بسطت كفيهآ على صدره مآنعته بـ ضعف و وهـن من الإقترآب , الآ إن ضغط جسمـه كل مآله بـ الثقل وإرآدتهآ كل مآلهآ بـ الضعـف لحد مآ إختفـت , إنعدمـت .. سآح جسمهآ مسنده ظهرهآ للمخده من ورآهآ بـ إستسلآم تآم له وهو يخلل ذرآعه الأيمن تحت ظهرهآ وبيسرآه بدآ يفك لهآ أزآز بلوزة بيجآمتهآ الحريريّه ..

تمت عيونهآ منخفضـه لموقع الأزرآر آلوآصل طولهآ لمنتصف صدرهآ .. لؤلؤيـه صغيرهـ .. إنحبست أنفآسهآ برئتيهآ آلمشبعتيـن منتفـخ صدرهآ لحد مآهمـس لهآ بهمس خآفت شبه مسموع: وإنتي كل ملآبسك أزرآرهآ لولـو كـذآ ؟
نآظرته وآلرعب بعيونهآ بينمآ أكمل هو بنفس الهمس العذب آلمذيب لكلّ كيآنهآ: كل مآجيت أفك لك ملآبسك لآزم أتعنـى كذآ ؟
نسمه: ............
....: هآاا , كذآ ولآ مو كذآ ؟
تمت عيونهم متعلقـه ببعضهآ وآلسكون سيد آلموقف ثوآني لحد مآنشد ظهرهآ من لمسـة أصآبعه لجلدهآ الدآفي النآعـم من مفترق صدرهآ ...

توهآ تستوعب وتتدآرك بوآدر آلموقف وإللي بيصير من ورآه , رقت عيونهآ مقوسه شفتيهآ بوآدر للبكآ بتوسل طلع معه صوتهآ مبحوح مسحوب: عُـــــــديّ !
إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه بـ تفآجئ من ردّ فعلهآ وخوفهآ آلصريح الوآضح , ضمّ شفتيه مآطهم لقدآم بهمس يهدي من توترهآ ويطمئنهآ من خوفهآ: آششششش , لآتخآفين
غصباً عنهآ طآحت دموعهآ مجعده وجههآ بـ ترجـي: تكفـــــى

مسح بـ أنآمله آلدموع المتسآقطه من عيونهآ الآمعـه لخديهآ الورديين النآعمين: خلآص قلـت , لآتبكيـن .. ليش خآيفه !
نسمه: .........
عديّ: أحد يخآف من دكتوره !
قآلهآ بهدوء عذب دآفي وهو يخلل أصآبعه اليسرى بين خصلآت شعرهآ البنـي القصيـر وعيونه تفترس ملآمحهآ آلطفوليّه البريئـه ليسألهآ سؤآله الغريب الغآمض: عندك غمآزآت ؟
إحتدت نظراتهآ بـ إستغرآب من بعد توتر موجهه إستفهآمهآ بعيونهآ له وبسرعه طلبهآ: إبتسمـي اشوف !
بعدم فهم شدت شفتيهآ المطبقتين وكأنهآ إبتسآمه إلآ إنهآ كآنت تعبير يوحـي بنفآذ الصبـر أكثر من إنه إبتسآمه .. وببلآهه سألته: ليش انت تحب إللي عندهم غمآزآت ؟

من وقع سؤآلها تبآدر لذهنـه ذيك المآلكـه لقلبـه , آلمحتلـه تفكيره والآسره لكل كيآنه ..
صيته بغمآزآت خديهآ العميقتيـن وكأنهم حفـره وطآح هو فيهـم , أخفض بصره بـ حزن وخيبة أمل خفيّه: آمـوت عليهـم
بثآنيه نست نسمه آلموقف ووضعهآ الحميمي معه جآوبته بعبآطه مبتسمه: عـآدي , تخيل إن عندي غمآزآت
نآظرهآ لوهلـه بـ جمود وهي مبتسمه هآمس بخفوت: وهذآ اللي بسويّــه
إنعقدوآ حآجبيهآ مستفهمه: وش بتسويّ !

مآجآوبهآ أولآً إلا بحركة جسده البطيئه الهآديه وهو يرفع رجله اليسرى عن الأرض ممددهآ على السرير إللي إستقر فيه على بطنـه وهي جمبه شبه مستقعده .. الوضع إللي مآدآمت كثير عليـه لأنهآ سآحت تمآماً ممدده على كلّ ظهرهآ يوم رفع هو نصفهآ العلوي بيمنآه إللي تحت ظهرهآ وألصق صدره فوق صدرهآ , هآمس بخفوت عذب ومثير مآيسمه الآ هي: بسويّلك عمليـه

ردّ آلخوف وتملكهآ إلآ إنه هآلمره وصل أقصآه ليطلع صوتهآ مبحوح مقطوع متخوف ومرتجف: أي عمليّـه !
جآوبهآ وهو يتحسس بطرف خشمه آلقصير آلحآد جآنب عنقهآ بآلمفترق مع كتفهآ الأيمن: عمليـه جرآحيّـه
أغمضت عيونهآ بقوّه سآحبه نفس عميـق وقف بـ صدرهآ محبوس , ترجته يوقف حركة شفآته الرقيقـه المدغدغه على طول عنقهآ , آلحركه اللي معهآ تأهبت كلّ حوآسهآ , مآتدري هي مُصلبّـه مُشنجّـه أو إنهآ مرتخيـه مستسلمـه , بنبرتهآ المهزوزه المرتجفه طالبته بـ وهـن أقرب للبكآ: عُـــــديّ ..........

أسكتهآ بقبلـه رقيقه نآعمـه بعد همسه آلمبحوح: آشششششش , أحب أشتغل بهــــــدووء ...........!

/

حلم الحياه 14-08-16 03:40 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


أقفل بآب جنآحـه آلمظلـم وعيونه مصوبه تمآماً تجآه شآشة البلآزمآ العريضه بـ الصآله .. مآيضوي غيرهآ بـ المكآن على فيلم كرتوني أجنبي من أفلآم ديزنـي ...

ترك جوآله والمفآتيـح على طآولة البليآرد مفصـخ عقآله والغتره جمب الجوآل إللي نزله على الطآولـه ... مط رقبتـه صوب غرفـة النوم المظلمـه الموآرب بآبهآ وأصآبعه اليمنـى تتخلل خصلآت شعره الفآحـم ينكشهـم وخطوآته متبآطئـه صوب جلسـة الصآلون بـ الصآله وقبآل الشآشـه , توّه بيدنق على الطآوله رآفع الريموت من عليهآ إلآ ويلمـح هآلكتلـه الصغيره ملتفـه حول نفسهآ إللي دآفستهآ بـ الكنبـه قبآل التليفزيون ...

التدفئـه المركزيّه للجنآح أكمل مقفلـه , آلجـوّ بآرد وهي مآيغطيهآ إلآ إللي عليهآ من ملآبـس ...
سويت شيرت وردي آللون قطنـي سميك منتفخ ومنتفـش يوصل طوله للركبـه بـ سحآب من المنتصف وقلنسوه دآفسه فيهآ شعرهآ المنتفش .. إستريتش شتوي رمآدي آللون ولكلوك وردي برجليهآ على شكل دُبّ !
نآئمه على جمبهآ الأيمن ضآمه ركبتيهآ لـ صدرهآ وكفيهآ الصغيرين لأسفل ذقنهآ غآطّه في سبآت سآلـم ... كمآ الملآئكـه , شيّ أبعد مآيكون عن الطبيعـه , عن إنه يكون مخلوق بشري ...

جلس بـ الأرض مستند بسآعديه للكنبـه , عيونـه الثآقبـه تفترس برآءة ملآمحهآ آلطفوليّه بـ شرآسـه ونهـم ...
بلآ تحكم إمتدت يده اليمنى محتضنه وجههآ من جآنبه الأيسر , وبـ إبهآمه مسح على حآجبهآ الأيسر آلمرتب بعنآيـه , ومن حآجبهآ إنزلق بنآنه الأملـس للتجويف العظمـي من تحت عينهآ يتحسسه بحركة النصف قوس .. لخشمهآ إللي شآبه بـ حجمـه كآملاً عقلـة سبآبته الأولـى ! فمهآ الأحمـر آلرقيـق آلمقلوبه شفتيـه ثم لـ ذقنها الصغير مثلث الشكـل بـ خط قوسي مقلـوب ...
" إرحمينـي يآحــــور , مآعآد فـيني من الصبر والطآقه شــيّ ! "

إجبآراً لكل خلآيآ وأعصآب التحكم آلمعلنـه عصيآنهآ لـ إرآدة كبـح جموح رغبته البدآئيـه تجآههآ .. إختلطت أنفآسـه آلحآرقـه المضطربـه بـ أنفآسهآ الهآدئــه المنضبطـه , أطبق شفتيـه آلمشدوده على كرزة فمهآ الحمرآء في قبلـه عميقـه رقيقـه وهآديــه .. دآمت لحد مآ أبعدت وجههآ عنه بـ إنزعآج منعفـس وجههآ من ضيق تنفسهآ إللي إستولى عليـه هو بـ أنفآســه ..!

فتحت عين وحده بصعوبه والثآنيه مقفلتهآ بآلقوّه شآده فمهآ الصغير المطبـق بـ إستيآء من ضبآبيّـة آلمنظر إللي تشوفه قدآمهآ .. ظلآم خآلطـه إضآءه قويـه مبآشرة لعيونهآ من ألوآن شآشة آلتليفزيون , ووجـه جآمـد حآده ملآمحه على مقربـه شديده منهآ ..

إستقعدت بجلسهآ متربعـه ويديهآ مطبقتين على بعضهم بحجرهآ , تنآظره بوجه عآبـس متملكـه نعآس قـوي , جفنيهآ مغربيـن يبون النـوم , مبوزه بشفتيهآ آلرقيقـه , شعرهآ هآيش منتفـج من تحت قلنسوتهآ إللي بآقي على رآسهآ ورآبطـه حبليهآ من على الجآنبين بعقده أسفل فكهآ السفلـي ..
غصباً عنه أخفض رآسه بـ إبتسآمه قصيره مبلل شفتيـه بقلـة حيلـه من قلبـه النآبض بـ حُبهآ , آلمجنـون بـ عشقهـآ ..
إرتفعوآ حآجبيه بـ إستفهآم: شللي منيمك هنـآ !
فركت عينهآ اليمنى بقبضتهآ الصغيره المدوره قبل مآتبعدهآ وترمقه بنظره إحتقآر إشمئزآزيّه: وإنت إيه إللي قآيبك هنآ !

جآ بيرد جوآبه البديهـي إلآ إنه سحبه بـ آخر ثآنيـه مغرب عيونه إللي أظلمت بـ تفكير خبيث أردف من بعده بتصنع للبرآءه: جآي آخذ هديتـي
إنعقدو حآجبيهآ وبعدهآ مبوزه: هديـة إيـه ؟
إرتفعوآ حآجبيه بـ إستهبآل يجآريهآ فيه: هدية عيدميلآدي ..
ثبتت عيونهآ العآبسه لحظآت بعيونه المستمتعه اللآمعـه وبآقي شفتيهآ مزمومه مآطتهم , لحظآت من الصمت وآلسكون لحد مآرفعت يدهآ اليمنى إللي كآنت تفرك بهآ عيونهآ من شويّ ملقيـه مآفيهآ بوجهه ..
الشيّ الصغير إللي صقع بـ جبينه ثم طآح بـ الأرض جمبـه نآظره بعدم فهم لثوآني ثم رفعه بحآجبين مقطبين من عدم الفهم والإستفهآم لمكنون هآلشيّ إللي مآستمر كثير بتفكيره لأنهآ قآطعته بـ حده وجفآء: دي تورتة عيدميلآدك المعفنـه , كُلهآ وإشبع بيهآ وملكـش عندي هدآيآ

قآلتهآ ثم ردت نآيمه على جمبهآ الأيمن مغمضه عيونهآ تآركته فـ دوآمة إستفهآمـه لكتلـة كلآمهآ إللي كبته مره وحده بوجهه وردت تنآم !
نآظر بكفهآ الأيمن المفرود وبقآيآ من الكيكـه البنيّـه عآلقـه في رآحتهآ .. آلظآهر إنهآ كآنت تآكل منهآ وغفـت وهي بآقي مآخلصتهآ ..

بـ البطيئ مرر عيونه من عليهآ للطآوله من ورآه إللي كآن عليهآ قآلب متوسط الحجم , مدوّر , كآن من صنـع يدّ مبتدئـه بـ آلحلويآت أبعد مآيكون عن الرتآبه والحرفيّه ... مغلف كآملاً بـ الشوكلآ الدآكنـه السآيلـه إلآ من كتآبـه بيضآء بـ المنتصف لـ ثلآث حروف إنقليزيه كآبيتآل وتحتهـم كلمـه مشبوكـه ...
إنعقدو حآجبيه أقصآهم وهو يتمتم بـ الحروف الثلآث ..H B D

سأل بخفوت: يعني إيش إتش بي دي ؟
....: يعني هآبي بيرث دآي يآقآهــل
قآلتهآ وهي مدعيّه النوم بينمآ إبتسـم هـو عآض على شفته السفلى سآئل بلعآنه: والكلمـه إللي تحتهآ وش معنآتهآ !
....: دآ إسم مش كلمـه يآقآهــل
....: وآلله !!! مآفهمتهآ .. معرف للإنقليزي

إستقعدت بسرعه من فورهآ ضآمه أصآبعهآ اليمنى لبعضهم وكأنهآ تحآول تفهم طفل صغير بآلقوّه: مفهمتش إيه , مبتعرفش تستهـقى الحـروف وتشبكم مع بعـض !! مكتوب روفـــي , فهمـت
بآلحيل كآتم إبتسآمته , هو من أول عرفهآ إلآ إنه يبي يستفزهآ , عقد حآجبيه بـ تمآدي لعدم الفهم: وش معنآته روفـي ذآ ؟
طيرت عيونهآ بـ تململ من غبآءه: دآ دلـع إسمك المعفن
إرتفعوآ حآجبيه بـ تفآجئ مفتعل: أنآ إسمي معفـن !

تكتفت بضيق: آه معفـن , إيه معنآه رآئف دآ أصلاً .. إنت فين والرئفـه فيـن , إسم على غير مسمـى .. وكمآن خسآره فيك الدلـع , وخسآره التورتـه إللي عملتهآ بنفسي عشانك .. وأووم دلوئتـي روح شوف إنت قآي منيـن مش عآوزه أشوف وشك

قآلتهآ متكتفـه صآده بوجههآ عنه للجهه الثآنيه على يسآرهآ بينمآ إلتزم هو الصمت في مجآهده أقصآهآ لكبح إنقضآضه عليهآ آلحين وإفترآسهآ جلـد ولحم وعظــم !

....: لسآنك هذآ يبآله قــصّ
طلعت له لسآنهآ مضيقه عيونهآ بحركه إستفزآزيه: قصّـه , هوآ دآ إللي نآئـص
....: وآلله !
حور: ...........
قآم عن الأرض وجلس جمبهآ على الكنبه بهمس: طلعيـه طيب مره ثآنيه
توسعت عيونهآ ببلآهه: أطلـع إيـه ؟
رآئف: لسآنـك .. عشآن أقصّـه

رمقته بنظره مشمئزه تنآظر بـ الشآشه قدآمهآ على الشخصيآت الكرتونيه وإللي كآنت ريبونـزل بـ فيلـم Tangeld ...
تركهآ لحظآت تنآظر إللي مآتشوفه إلآ بعيونهآ فقط بينمآ قلبهآ كله وفكرهآ غآرق في هذآ الجآف القآسي آلمجآور تمآماً لهآ ومآتدري عن نوآيآه إللي أكيد مآهيب أبدّ في مصلحتهآ ... تكلّم وليته مآتكلّم , بكلآمه أكد إللي توهآ كآنت تفكر فيـه: وين هديـة عيدميلآدي !
حور: ملكـش حآقـه عندي
رآئف: بلـى , مو هذآ كلآمـك ! مو هذآ إتفآقنآ

إلتفتت عليه بحده مضيقه عيونهآ رآفعه سبآبته الصغيره الممتده والمصلبه لوجهه وبغت معهآ تفقع عيونه: إتفآئنآ دآ كآن على يوم عيدميلآدك , إللي هو وآحد وتلآتين إتنآشـر , إللي هو كآن إمبآرح .. أمآ دلوئتـي – صفقت بيدينهآ كنآية إنتهآئهآ من الشيّ مكمله – بــــــح , مفيش حآقـه
نآظر بسآعة معصمه الأيسر مآط شفته السفلى: دوبنآ بيوم وآحد وثلآثين إثنآعش , بآقي سآعه ونـص وينتهـي آليوم .. يعني بآقي لي حق أطآلب بهديتـي , إشمعنى إنتي خذيتي هديتك بعد أسآبيع

نآظرته بـ إشمئزآز: أنآ من رأيي أحسن تئـوم تقهـز نفسـك عشآن تروح لمرآتك التآنيه وحبيبة ألبـك عشآن تحتفل معآهآ بعيدميلآدهآ هيّآ إللي هيبتدي بعد السآعه ونص دول
إقترب منهآ خطوه هآمس بخفوت: وليش في السآعه ونص هذي مآ أحتفل معك إنتي بعيد ميلآدي ثم من بعدهآ أروح لهآ وأحتفل معهآ بعيدميلآدهآ !

نآظرته بـ لوم , لآمعه عيونهآ بـ عتـب مقوسه شفتيهآ لتحت بزعـل , آلشيّ إللي تسويّه بوجههآ البريئ , يقلب كيآنه أكملـه ويعذبـه إلآ إنه يلقى فيه أقصى إستمتآعه !

نآظرهآ بجفآء مضيق عيونه بتنبيـه: إسمعـي يآبنـت , إنتي وعدتـي , ووعدكـ هذآ آليوم بتنفذينـه ...... وآلحيـن

صدت عنه بوجههآ صوب الشآشه متكتفه بـ إعترآض: مفيش حآقـه بآلغصـب
أطبق بقبضته القآسيه على فكهآ السفلي سريعاً جآبر عنقهآ المتصلب على الإلتفآت تجآهه – رآص على كلآمه بتشديد من بين أسنآنه - : بلـى فيـه , ولآ تحدينـي أوريك شلون يكـون

ضربت ظهر يده الممسكه بفكهآ إلآ إنه مآفكهآ , ردت ومسكت معصمه بنظرة ترجـي من عيونهآ اللوآمـه اللآمعـه , طلـع صوتهآ غريب مُحجـم بسبب مسكته القويّه القآسيه لفكهآ: خـلآص بئـه سيبنـي
وقفت عيونه الجآحظـه بغضـب لحظآت متعلقه بعيونهآ المدمعـه , وبترآخي خـفّ تشديد مسكتـه بـ البطيئ لحد مآفكهآ تمآماً وبـ المقآبل مسكت هي يـده بـ حنآن مخفضه بصرهآ لموقع تشآبك يديهم بـ نبره هآدئه مستسلمه: خلآص موآفئـه

قلب عيونه إستجدآءاً للصبر سآحب نفس مكتوم بغيظ , آخر شيّ يبيه هو إستسلآمهآ له إجبآراً , مآيبي هآلشيّ يتم إلآ عن رغبه حقيقيه منهآ , مو مجـرد وعد وبتوفيـه , دين وتسدده ... يبي يطفـي لوعته تجآهه بـ شغفهآ هي تجآهه ..
مسح على شعره الأملس بحنـق زآفر نفس مسموع مهمـوم: أنآ بقـوم أنآم ..
وقف وهو يقولهآ ومآسرع مآتعلقت هي بمعصمه شآدته بيديهآ الثنتين يوم وقفت على ركبتيهآ جآبرته يلتزم مكانه ولآيتحرك بصيحـه مبحوحه: لآآآآءآآآ
مرر عيونه المستفهمه بحده مآبين عيونهآ المترجيّه وبين يديهآ المطبقه على معصمه الأيمـن بعدما رد وجلس إجبآراً منهآ لـه ...

مآ أمدآه يتدآرك فعلهآ آلغريب إلآ وفآجئتـه بـ الفعل الأغرب يوم جلست على وركيه مفرقـه سآقيهآ إللي ثنتهم تحتهآ بوضـع – الضفدعه – محتضنه عنقه برآحتيهآ تستعطفه بنظرآته القآتله مدعيّه الدلـع والدلآل المختلط مآبين أنوثه شرسـه وطفولـه بريئـه: خلآص وآللهـي , خلآص .. كنـت بهـزر معآك يآرآئف إنت دمـك تئيـل أوي كدآ ليـه
أغمض عيونه بقوه سآحب نفس عميق علّه يهدي فيه من إنفلآت أعصآبه من هآلأنثى المزآجيه متقلبـة الكيف , مآيندرى حقيقي وش إللي تفكر فيـه ... إن كآن لؤم دآرين وخبثهآ وآضـح فهذي فيهآ من اللؤم إللي يفوق دآرين بكثيـر .. والأدهـى إنه لؤم خفـي , مستتر , ومُريـب !

نزل يديهآ المحتضنه لعنقه بهدوء وكأنه فقد رغبته آلمميته فيهآ: وخري عني يآحور , مآلي خلـق
كشرت بتعبير طفولي: حتى منـي !
شد فمه المطبق مغمض عيونه , هآلبنت آخرته على يدهآ أكيـد .. جآ بيستند بقبضتيه على الكنبه رآفع نفسه من تحتهآ إلآ وإرتمت هي بحضنـه محآوطه عنقه بذرآعيه إللي تحلقوآ حولـه مطبقـه سآعديهآ على بعضهم من ورآ رآسـه هآمسه بـ أذنه: مش عآوز تآخود هديتـك ! تآخـود حوريتـك !

أغمض عيونه بآلقوّه وهو يحسّ بهبوط إضطرآري عنيف لصدره من بعد مآتنشق من عبقهآ آلسآحر آلكثير مُطلقـه دفعـه وحده ...
إمتدت يده للقلنسوه على رآسهآ سآحبهآ مبعدهآ عن شعرهآ الغجري آلكثيف آلمنتفـش آلحركه إللي ابتعدت هي على إثرهآ عن صدره تنآظر بعيونه إللي إمتلت بنظره غريبـه , غآمضـه ومريبـه – أردف من بعدهآ بهدوء - : مقدر آخذ حوريتـي غصـب , لآزم هي تسلمنـي نفسهآ

إلتزمت آلصمت لـ ثوآني إقتربت من بعدهآ لـ خده الأيسر تآركه أثر قبلتهآ الصغيره آلرقيقه الخآطفـه .. كررتهآ على الخدّ الثآنـي .. صعوداً لمنتصف جبينـه , نزولاً لطرف خشمـه بينما تعلقت عيونه المأسوره بهآ والمأخوذه بسحرهآ لعيونهآ اللآمعـه , دغدغـه مثيره صآبته بمؤخرة عنقـه من مدآعبة اطرآف يديهآ لآخر شعره من مقفآه – همس لهآ ببحّـه مُعذبـه - : كمـــلـــــي
ميلت رآسهآ يميناً بشقآوه: أكمـل إيه !

إتسع فمه بـ إبتسآمه مطبقّـه مُردف بـ همس خآفت: هههه إللي كنتي تسوينـه .... كمليـه
رفعت ذقنهآ بـ شموخ مطبقه فمهآ بـ إبتسآمه مشآكسه مبرقه عيونهآ بميلة رآس سريعه يمنه ويسره مردفه من بعدهآ بشغب: مـــآآشــــي
إعتصرت عنقـه برآحتيهآ ملصقـه شفتيهآ لـ شفتيـه بقبلـه سريعـه خآطفـه مآ أمدآه يتلذذ بطعآمتهآ بسبب ابتعادها السريع عنه , فتـح عيونه المُرهقـه يشوفهآ مبتسمـه قدآمه متكتفه .. طلبهآ بـ همس عذب مبحوح أقرب للترجي والتوسل: كملــــي

إرتفعوآ حآجبيهآ موسعه عيونهآ بـ تفآجـئ: خلآص معـتش فيـه حِتّـه ( مآعآد فيه مكآن )
تحسس جآنبي فخذيهآ هآمس: شلون معـتـش فيه حِتّـه ! هذآني كلـي مليآن حِـتت
....: هههههه مبتعرفش تتكلم مصري , إسكـت
إستعطفهآ بنظرآته المُعذبه: حــــوور
أشرت له بيدهآ بعبآطـه , قآصده يهون على نفسه: خلآص خلآص متعيطشـي
إرتفعوآ حآجبيه بـ ضحكه قصيره مقطوعه: ههههه وآلله !!

سفهته دآفسه وجههآ الصغير للجآنب الأيسر من عنقـه ومن تحت يآقة ثوبـه الشتوي الرمآدي .. لحظآت مآيدري هي بـ الضبط وش إللي تسويّه إلآ إنه كآن شعـور مُثيـر , وده لو يفنـي عُمره ومآتوقف هـي عن إللي تسويّـه , إلآ إن ألـم فجآئـي وعلى حين غرّه إنتآبـه مجبره يبتعـد عنهآ بحده مفتح عيونه بـ إنزعآج متألـم قآبلـته هي بـ إستفهآم: مآلـــك !
رمقهآ بنظره حآده لو إنهآ سهم كآن إخترقهآ وأرآدهآ بـ أرضهآ: وش إللي سويتـيه إنتـي !! – سألهآ ويده على جآنب عنقـه بوجـه متهجـم متألـم بينمآ جآوبته هي ببلآهه - : عملـت إيه ! مش فآهمـه !

حكّ عنقه بحرآره علّه يهدي من وجعـه إللي يحسّه مثل النبض متأجج: والعضـه هـذي وش تكون !
إرتفعوآ حآجبيهآ مبققه عيونهآ مطبقه فمهآ بـ تعبير متفشـل: وقعتــك !
إستقآم بجلسته رآمقهآ بحده: مجنونـه إنتي ! مآتدرين وين تعضـين ! وليش تعضين بـ الأسآس !
طيرت عيونهآ بـ تململ: دي مبتـوقـعـش
أظلمت عيونه بـ غمـوض مسدد لهآ نظره غريبه كآنت أقرب للتحذير والتوعد: مآتوجـع !!

توهآ بترد عليه وبآقي تعآبير البلآهه بوجههآ إلآ ويلجمهآ بحركته السريعـه يوم إحتضن وسطهآ بذرآعيهآ موقف بهآ عن الكنبه – خطوآته زلزآليّه سريعه صوب غرفة آلنوم وهي في قمة تشبثهآ بـه وملآمح الفزع حآفره آثآرهآ بقسمآت وجههآ المذعور ..

حذفهآ على السرير إللي زحفـت بركبتيهآ عليـه هروباً منه توّ مآ أفلتهآ إلآ إنه لحقهآ بسآقه اليسرى المثنيـه مثبتها على سآقيهآ المضمومتين بوضـع الحبـو مآنعهآ تبتعـد ...

التفتت براسها تناظره بـ إرتعآب وآلدموع بعيونهآ , تشوفه وهو وآقف على ركبتيه وحده منهم مثبته فوق سآقيهآ يفك أزرآر ثوبـه – بنبرة إستعطآف وآهنه أقرب للبكآء: دي عضّـه صوغيـره يآرآئف مبتوقعــش
جآوبهآ بـتوعـد وهو في قمّـة النشوّه والإهتيآج: وآلله ....... ثم وآلله .. لآ أبكيــك آلحيـن من الوجــع يآحــور ............


/
/

/
/

وقفت بمنتصف أرضيّة الإستآد الريآضي شآسعـة المسآحـه ..
بـ المنتصف المركزي تمآماً ..

حآوطهآ دائره بيضآء مرسومـه فوق العشب الأخضـر النديّ ..
مرجعه رآسهآ لورآ ووجههآ للسمآء .. مغمضه عيونهآ شآهقه نفس عميـق كآن أقرب للتنهيـده .. ريحـة الشتآء آلمميزه نآبضـه من تحتهآ , من الأرض الترآبيّه النديّه بفعـل الثلوج القطنيّه المتسآقطـه ..

على حين غرّه وبحركه مبآغته أخرجهآ من دوآمّة رآحتهآ والإنتشآء سآحبهآ من معصم ذرآعهآ الأيمن الممدود , شآدهآ عليه بـ القوّه .. آلحركـه اللي معهآ أخرجهآ إجبآراً من محيط الدآئره المركزيّه متعثره خطوتين بغت معهم تنقلب على وجههآ إلآ إنه لحقهآ بسرعه شادها من يآقة قميصهآ الأبيض وفوقـه بلوفـر شتوي أسود آللون كـتّ عريـض بقصّة صدر مثلثـه يظهر من تحته يآقة القميص الأبيض المشآبه بشكله أقمصه البذلآت الرسميّه ..

إنتشلهآ قبل لآتطيح بحآجبين مقطبين أقصآهم منزعج: شفيك إنتي !! خفيفـه وأقل شيّ يطيرك
إستقآمت بوقفتهآ تعدل قميصهآ إللي إنعفس من جهة يآقته مدخلته تحت البلوفـر رآمقته بنظره حآده مشمئزه: أنآ إللي خفيفـه ولآ إنت إللي غشيـم !!

جآ بيرد عليهآ مفرغ عليهآ جمآم غضبـه الآ إنه بلع لسآنه موقف يده بـ الهوآء قبل تمتد عليهآ مآنعهآ بـ قوّه ظهربـ تصلب أصآبعه المفرقـه عن بعضهآ ومقوسّه تمثيلاً لـ رغبته بـ إختنآقهآ – من بين أسنآنه بغيظ شديد مكبوت - : بــــس لـو أذبحــــك !!!

صدت عنه بوجههآ يديهآ بجيوب بنطلونهآ البآقي زيتوني آللون: مآحـد بيلومك
حرك رآسه نفياً هآمس بطقطقه خآفته من بين شفتيه المضمومه: تــؤ تــؤ !
عطته نظره جآنبيه من طرف عينهآ اليسرى وهي بآقي على وضعهآ صآده عنه بوجههآ مصدره له جآنبهآ الأيسر وقبآلهآ شبكـة المرمـى على بعد مسآفه متريّه وآسعـه قدآمهآ ..
بهدوء أقبل صوبهآ لحد مآوقف ورآهآ مدنق رآسه عليهآ من ورآ كتفهآ الأيمن هآمس بـ أذنهآ: قلبـي بيلوم علـيّ
إرتفع خشمهآ بتجعيدة مشمئزه مردفه بـ حنق: وجـع في قلبــك
من قآلتهآ إلآ وكتف ذرآعيه فوق تكتيفتهآ لذرآعيهآ ملصق ظهرهآ إجبآراً بصدره وذقنه مسنده على كتفهآ الأيمن: مو كآفـي الوجـع إللي فيـه ؟


نكزته من بطنه بـ كوعهآ الأيسر مبتعده عنه بـ جفآء وكأن مآهمهآ شيّ من إللي يقولـه بينمآ وقف هو مكآنه يتحسس بطنـه مسدد لهآ نظرآت لوّآمه مآشآفتهآ لأنهآ صدت عنه موليته ظهرهآ تمشي بهدوء ومآسرع مآلحقهآ هو بخطوآت هآدئه: ليــلآآآ

ثبتت حركتهآ البطيئه موقفه مكآنهآ يديهآ بجيوب جآكيتهآ الجلدي الأسود دآفسه رقبتهآ بين لوحي كتفيها تنآظر بـ المدى الفآرغ من قدآمهآ وآلمصوب تجآه الشبكـه ..
....: أبيك ترجعين معي الشقـه ..
ليلآ: ............
نجم: ليلآ إنتي ليش كذآ تعآملينـي !! وشهو خطآي ؟ بـ إيش آذيتـك ؟

إلتفتت لهآ بحده مضيقه عيونهآ بـ إستنكآر , غير مصدقه للي توه وأهذر بـه ! من جده مآيدري وش خطآه ! مآيدري كمّ الأذى النفسي إللي آلمهآ فيـه ! بدم بآرد وقلب من جليـد يسألهآ آلحين وشهو خطآه !
من هآلنظره المستنكره آلموجعه له أغمض عيونه بقوّه آسفـه وكأنه إعتذآر عن زلآته إللي كل مآلهآ بـتزآيد .. أخفض رآسه بـ خجل لثوآني ومآسرع مآرد ورفعه مردف بـ إندفآع: الكلآم إلي سمعتيه مع آدم !
ضيق عيونه أقصآهم بـ إستفهآم مكمل بنبره أهدى كآنت أقرب للتقصّي: ليلآ إنتي من جدك ! من جدك تتوقعين إني ممكن بيوم أسمح لأي رجّآل يلمس شعره منك ! لآ آدم ولآ غير آدم ولآ حتى أنــآ ...

رصت بلسآنهآ إللي أخرجته على شفتهآ السفلى بـ قوّه , هآزه رآسهآ إيجآباً بـ حمو , إستخفآفاً بكلآمه وإنه مآدخل رآسهآ: آمـــممم , آمـممم
مسح وجهه برآحته اليمنى وعيونه للفضآء الفسيح من فوقه بنظره ترجـي بآئسه علّ ربه يمده بـ القوّه وطولة البآل والصبر , أردف من بعد صمت: أدري إني غلطآن , وربي أنآ غلطآن .. بس هذآ هو خطآي الوحيـد , وش كمّ هآلعقوبآت إللي تعآقبيني وتعآقبين نفسك فيهآ ! يآليلآ وربي قلت كذآ لـ آدم عشــآن ... بس عشـ ... عشــآن ..........
هدأت ملآمحهآ تنآظره بـ إنتبآه وتركيز ثآقب بـ إنتظآره يكمل كلآمه إللي تلعثـم , تردد , وتبعثـر ..

أومأت رآسهآ إيجآباً حآثته بهدوء يكمل المبتور من كلآمه: عشــــآن ............!!
بلع ريقه بـ توتر وآضح وإرتبآك علنـي صريـح .. هو حقيقي مآيدري لأي سبب قآل هآلكلآم لـ آدم يومهآ ! كل إللي يتذكره هو آلإمتقآع والإحتقآن الشديد الحآد إللي صآبه من صـرّح له آدم عن إعجآبه بـ ليلآ , ورغبتـه الحقيقـيه إنه يرتبط فيهآ حتى وإن كآن إرتبآط مؤقـت .. ليلآ فعلاً أثآرت إعجآبـه وهو بـ المقآبل قد حس بهآلإنجذآب تجآههآ .. أنثآه آلوحيـده يشوف خويّه مندفـع تجآههآ , يبيهآ , وهي بدورهآ قد قآبلت هآلرغبه وهآلإندفآع برحآبـة صدر ولآ كأن بسمآهآ شيّ إسمـه نجــم !

تزآحمت الكلمآت بصدره ثم تبعثرت , أطبق شفتيه مغمض عيونـه بـ همّ ويأس مآيدري وش يقول بينما بللت هي شفتيهآ في صمـت بتعبير المصآب بـ خيبة أمل من جوآب يدريه مسبقاً , صدت عنه ويدينهآ في جيوب جآكيتهآ مردفه ببرود: حتى لو هذآ هو قصدك لـ آدم , عآدي , مآتفرق

....: كآنت تفرق معك من قبل بس آلحين لآ
آثرت آلصمت عن الجوآب , مآكآن هذآ هو قصدهآ إللي فهمه هو بـ أنهآ أول كآن عندهآ إللي تخآف عليـه , تذب عنه وتصونـه .. أمآ آلحين فلآ , وش بيفرق آدم عن ......... نوآ مثلاً ؟
ودهآ لو تلتفت عليه بحدهـ , تصيح وتصآرخ , تعلمـه إنهآ ليلآ نفسهآ مثل مآتركتـه , مآمسّهآ بشـري .. إلآ إنهآ إستخسرت فيـه الحقيقـه وآلتبرير .. مآيستآهل !

....: إرجعي معي يآليلآ , مآبيك مع هذآ المغتصب
مآل فمهآ بـ إبتسآمه سآخره: وآلله ! وإنت إيش إنشآلله ؟
رصّ على أسنآنه بغيظ مكور قبضتيه ملتفت من ورآهآ قآبلهآ , وجهاً لـ وجه , شدهآ من شق جآكيتهآ وصآر يهزّ فيهآ وعيونه يقدح منهآ الشرر: إسمعي يآبنت , تدرين إني مآفكرت بيوم أمسّك , وآليوم آلوحيد إللي كآن ممكن يصير فيه هآلشيّ أنآ إللي منعتـه , وأنآ إللي أبعدت نفسي وأبعدتك عنـي .. – ضيق عيونه بـ حده , هآمس بخفوت – تذكرين أول يوم رمضآن ؟

شهقت نفس حآنق من خشمهآ صآده عنه بوجههآ من وقع آلذكرى البآئسـه , كل إللي يقوله صحيـح .. كآنت معـه شهـور مآيفصلهم الآ بآب مفتآحه بيده هو ولآ فكر إنه يتخطآ حدوده معها إلآ بآلشيّ إللي هي قد سمحت فيـه , وأول يوم فطور بـ رمضآن , لحظـه آلنشوه إللي إجتآحته كآن قآدر إنه يكبحهآ , يسيطر على نفسـه ورغبتـه .. أبعدهآ عنه بـ القوّه برغم الدعوه آلمفتوحه إللي قدمتهآ لـه .. ( يآنجم أنآ مآ أمآنع هآلشيّ ) , إلآ إنه هو إللي مآنـع ..

إبتعد عنهآ إجبآراً بحجج وآهيـه تمثلت في إعتصآره لنفسه فـ الشغل لأجل يبتعد عنهآ آلمسآفه الكآفيه إللي تمنعـه .. لحد اليوم آلمشؤوم , غلطتهآ الفآدحه إللي بسببهآ زرعت بذرة الظنـون , بـ اليوم إللي إنفتح فيه بآب الأسنسير وشآفهآ بـ أحضآن ذآكـ الشآب الزنجـي ! وش إللي تتوقعـه منه إذآ قآلت له إنهآ قد سلمت نفسهآ لـ غيره ! هو إللي إحتوآهآ بوقت تشردهآ إعتنى بهآ وحآفظ عليهآ وهي إللي بنفسهآ ضيعت نفسهآ ! هي صدق ليش تعآقبه كل هآلعقوبآت ! – إتسعت عيونهآ بـ إنتبآه وكأنهآ تذكرت –

....: ليش مآسألت ويني فيـه يآنجـم ! ليش بعد مآتركتك مآهتميت وكأنك مآصدقت وإفتكيـت
أظلمت عيونه بعدم فهم بينمآ إلتفتت هي عليه بحده رآفعه سبآبتهآ بوجهه: إسبوع من تركتك وموبآيلي مفتوح , مآفكرت تسأل أنآ وين ! ولوين رحت وليش أصلاً رحـت ! وآلحين وبعد خمس شهور جآي تبينـي أردّ لك !
....: من إللي مآسأل عن من ! إنتي وش إللي تهذين فيـه مآنيب فآهم ؟
أطلقت ضحكة إستخفآف هآزئه قصيره ومقطوعه أعرضت من بعدهآ عنه متكتفه: هـــه , أهـذي !

شدهآ من مرفقهآ جآبرهآ تلتفت عليه والإستغرآب بوجهه: سآفرت للسعوديه عشرة أيآم وإنتي إللي مآفكرتي حتى تسألين عنـي , وأنا إللي جوآلي كآن مفتوح ومآفكرت حتى أغير الرقم بس عشآنك , عشآن إتصآل منك أو حتى رسآلـه .. من اليوم الزفــــــت إللي سمعتي فيه كلآمي مع آدم .. يوم البريآنــي هــآآآه ! سآفرنآ ثنينآتنآ للسعوديّـه , صحّ إني مآعلمتك لأني كنت مقهور ومعصـب وحدي مآنيب طآيق أشوف وجهك بعدمآ صرّح آدم بـ الإعجآب المتبآدل بينكـم وغير كذآ موضوع أختـي حوريّـه ... مآ أمدآني أفهمك أي شيّ وأجلتهآ , أجلتهآ لحد مآرديت ولقيت شقتك فآضيه وهـــــــــــذي – طلع ورقه معفطه من جيب جآكيته الأسود وقطهآ بوجههآ مردف بقهر – وهذي الورقـه منــك , كآتبتهآ بخطـك المقـرف , وش إللي كآتبتيـه ! هـآآه !! ستظـل نجمـي اللآمـــع !!! – بلل شفته السفلى رآص عليهآ بـلسآنه مطير عيونه هآز رآسه بـ النفي بينما وطت هي للأرض رافعتهآ بعقدة حآجبين ووجه متجهم .. ميـة تكسيره بآلورقه , مهروسـه بقبضتـه ذآيبـه , قآربت على التفتت -

مآ أمدآهآ تسأل لأنهآ توّ مآرفعت له رآسهآ تنآظره إلآ وشدهآ من شقي جآكيتهآ المفتوح مقرب وجههآ المستفهم من وجهه الغآضب: ليش تركتينــي يآليلآ هــآآه ! ليــش ! وليـش رديتـي لذآك المغتصـب ! وليش سلمتي نفسـك لذآك الغبـــي ! ليـش يآغبيّـه ! ليش يآليلآ حرآم عليـك – قآل الأخيره بحرقه وحسره نآفضهآ من قبضتيه موليها ظهره وعيونه بـ السمآ , متخصر بيسرآه وبيمينه يمسح على آيسكآبـه ..

بلحظـه دمعت عيونهآ , أخفضت رآسهآ بـ إنكسآر هآمسه بـ حُزن: إنت إللي حرآم عليـك يآنجـم .. مآتذكر إيش إللي قلتـه ! إن كنت نآسي فـ كلآمك كل يوم أعيده ببآلي , سكآكين كل يوم تطعنـي , مآهيب رآحمتنـي , وجعتني يآنجـم .. وجعتنـي ووجعـك كآن قآسي , مآتحملتـه

بلحظه إنفرجوآ شفتيه بعدم فهم أو إستيعآب , إحتدت نظرآته ومآقدر إلآ يطبق فمـه , ابتلع ريق متوتر , جآوبهآ بـ تشتت وتلعثـم: بــ .. بـس بــس ....

نآظرهآ بـ ثبآت من بعد تلعثمه وعدم تمامه للي كان بيقوله مردف بـ نفس التوتر صآحبه تردد: إنتي لهآلدرجه مأثر فيك كلآمي لـ آدم ! ليلآ إنتـي .. إنتي مـو .. مـو من .. من هآلنوع ! مآظنيتك تتأثريـن .. أو , يعنـي .. يهمك .. مآتحسين

من قآل كلمته الأخير إلآ وأرجعت رآسهآ للخلف تنآظر السمآء بعيون مغلقـه , هو نفسه نجم ولآبعمره رح يتغير , تحت أي ظرف ولمين مآكآن ...
فتحت عيونهآ بهدوء تنآظره والأمرّ هذي النظره البلهآء بوجهه كنه مآسوّآ أو قآل شيّ !
....: مآ أحــسّ ؟ ليش أحد قآلك إني بهيمــه ! – أخفضت رآسهآ بنظره حزينه للأرض من تحتهآ هآمسه بـ وهـن حزين – يآخي حتى البهآيم وآلله تحـسّ

نآظرته بـ عتب ولـوم مردفه بنفس الهمس: إنت يآنجم إللي مآتحـس ... إنت يآنجم إللي عديم إحسآس
غصباً عنهآ طآحت دموعهآ هآزه رآسهآ بـ خيبة أملّ: مآفي منك فآيده .. مآكآن لآزم أجيّ معـك , إنت نفسك ولآ بعمرك شيّ رح يغيرك

جت بتقفي عنه إلآ وخطى خطوته الوحيده الوآسعه صوبهآ موقفهآ من مرفقهآ الأيمن: ليـــــــــلآآآ
نآظرت بـ يده الملتفه حول معصمهآ طآلبته بـ هدوء: فكـني لو سمحــت وإتركني أروح
شدّ على كلآمه من بين أسنآنه بـ غيظ مكبوت: قولي عني مـــره إن تركتك هآلمره تروحيـن
مآتدري ليش وغصباً عنهآ بوسط ألمهآ وإللي تحسّه إلآ إن كلمته الأخيره أثآرت شيّ في نفسهآ أجبرهآ تضحك بينمآ أعقد هو حآجبيه بـ إستفهآم ..!

رفعت عيونهآ من موقع يده على مرفقهآ لـ عيونه المستفهمه: تطمن , قآيله عنك مره من زمـآن .. إنت أصلاً منتب رجّآل هههههه
من وسط ضحكهآ إللي تصدر معه أنفآسهآ دخآنيّه بآرده أدمعت عيونهآ مثيره إستفزآزه لأقصى درجه , عفط جآكيتهآ وجزء من بلوفرها وآلقميص من الجآنب الأيسر للصدر رآفعهآ رآص على كلآمه من بين أسنآنه بـ قهر: وآلله !
وسعت عيونها ببرآءه: ليش مو إنت بنفسك إللي قآيل هآلشيّ ! – ردت الضحكه لهآ كآتمتهآ بـ شدة شفتيهآ المطبقين مكمله – إنت إللي وصيتني أقول عنك مره وتربية مره إن شفت وجهك هذآ ثآني مره بحيآتي , يآخي مآ أمدآك .. كلهآ إسبوع ورديت وريتني وجهك ! الحين إنت رجّآل ولآ مره !

جآ بيتكلّم فآتح فمه إلآ وأطبقه بآلقوّه , من زود غيظه وقهره مآدري وش يقول , فلتهآ من مسكته آلمشدده نآفضهآ عنه بآلقوه موليهآ ظهره تآركهآ ورآه تضحك بنبره إستفزآزيه متقصده تثير غيظه وعصبيته: يآآنـــآآآآجِـــم يآآآمــآآآآآرآآآآهـ هههههه

إلتفت لهآ بوجه مكفهر من عصبيته المكبوته: ليلآ إحترمي نفسك
تكتفت رآمقته بنظره مشمئزه: لآتقول كلآم منتب قده ثم تلوم على غيرك
عطته ظهرهآ متكتفـه .. لحظآت وكتف هو يدينه فوق تكتيفتهآ ملصق ظهرهآ بصدره هآمس لهآ بـ حنآن: بترجعيـن معـي !
....: لآ
....: ليـش ؟
....: مآنيب بحآجتك

دآعب جآنب عنقهآ الأيمن بطرف خشمـه الرفيع الحآد: بس أنآ أحتآجك
أبعدت رآسهآ عنه بنفور رآفضه إقترآبه منهآ: مآلك حآجه في
....: مين قآل ؟ من بيسويلي فطوري وغدآي والعشآ ؟ شفتي شلون أنآ محتآجك
إنتفض صدرهآ إجبآراً بضحكه مبتعده عنه: ههههه مآلك دآعي
نجم: على بآلك أمزح ! مآتشوفين شلون شكلـي !

لثوآني مررت عيونهآ عليـه إبتدآءاً من عيونه المرهقـه المحآوطه بسوآد دآكن , برزوآ عظم وجنتيـه أكثر , وبرغم ثقل ملآبسه إلآ إن نقص وزنه كآن ملحوظ ...
تقطب حآجبيهآ بـ استغرآب: صحّ إنت فيك شيّ متغير
نجم: وآجد أشيآء مو بس شيّ وآحد
ليلآ: وكل هذآ عشآن إيش ؟
أطبق فمه بيأس هآمس بـ إحبآط: عشـآنك

طيرت عيونهآ مبتسمه إستخفآفاً بآللي قآله وكنه مآمشى عليهآ: هههه وآلله !
مآرد إلآ بـ إيمآءة رآس إيجآباً بينمآ سألته هي: وليش مآجيتني من أول ورحمت نفسـك !
نجم: ومن قآل إني مآسويتهآ !
مشى صوبهآ لحد مآوقف قبآلها بعدمآ إنرسم استفهآم بوجههآ مجآوبهآ: جيتك بعدمآ رديت من السعوديّه , عرفت عنوآنك من ملفـك بـ الأوتيـل .. جيتك وآلله يآخذه وآحد من جيرآنكم لو شفته ذبحته , قآل إن صآحبة البيت متوفيّـه وزوجهآ مآله أثـر وإنك من شهور تآركه البيت .. وقفت قدآم البآب .. طقيتـه وركلتـه , صحت عليك , صآرخت ونآديت , مآحـد ردّ

أظلمت عيونهآ بـ إستغرآب وتفآجئ من كلآمه إلآ إنهآ سألته بهدوء: وبعد الثلآث أشهر !
نجم: من دريت إني عجزت ألقآك طلبت نقلي لليونآن , ثلآث أشهر الصيف متوآصلـه .. مآكآن قدآمي إلآ هآلخيآر إللي أخذته وأنآ مقفي عن بيتك .. كلمني آدم من رديـت , عطآني عنوآنك .. وكآن نفسه العنوآن إللي عرفته من ملفـك ..

ثبتت عيونهآ البآرده لحظآت بعيونه اللآمعـه قبل مآتخفض رآسهآ عآضه على طرف شفتهآ السفلـى بـ خفـه ..
كلآمه إلى حدِ مآ مقبول , وإلآ من وين له يعرف سكنهآ ! لآمت عليـه إهمآله بـ الوقت إللي كآن هو بخآطره يعتب عليهآ إهمآلهآ .. ثنينآتهم طآحوآ بنفس الظن السيئ .. إلآ إنه بآللي سوآه كآن أحسن منهآ .. هو إللي حآول مره وثنتين وثلآث لحد مآوصل لهآ .. بس تميل الكفّه صوبهآ , يأنبهآ صوت الكرآمه دآخلياً .. شلون كآنت تحآول المره والثنتين وهي صآده عنه لأجل إللي قآله لـ خويّه , إذاً وآجب عليه هو إللي يحفـي عشآنهآ .. تردّ وتلوم عليـه كلآمه الأخير بـ البينزينـه ثم تردّ وتعذره .. وش إللي تترجآه منه وإهي إللي بنفسهآ قآلت إنهآ رخصّت نفسهآ , وتنآزلت عن أغلى مآتملك وبـ بـلآش ! ليش حزّ بخآطرهآ يوم إنه طلب ثمنهآ بـ ليلـه وحده ! بدوآمه , كل مآجت تحقد عليـه وتكرهه تلقى له ألف عذر ومبرر , وآلشيّ إللي يقهر إنهآ إهي إللي تكون غلطآنه مو هـو ! وهو إللي يترجى رضآهآ وسمآحهآ , معقولـه يكون كشف كذبهآ بـ إقآمة علآقـه حقيقيـه مع نـوآ , أو إنه لهآلدرجـه يكون أعمى عن أي شيّ وكل شيّ ومآيبي إلآ هـيّ !

أظلمت عيونهآ بـ تشكك: إيش إللي تبيه مني بـ الضبط يآنجم ؟
ثبتت عيونه لحظآت بعيونهآ غير مستوعب , وبـ البطيئ بدت آلصوره تتضح قدآمه وآلمغزى ينكشـف ويتعرى بـ وضـوح ..
إتسعت فتحتي خشمـه مطبق فمه بـ القوّه ,سآحب نفس حآنق إمتلآ به صدره ولآ طلع , أطلقه أخيراً مضيق عيونه بعدم تصديق سآئلهآ بـ إستنكآر شديد: إيـــــــش !!!

ليلآ وإللي توهآ تحسّ بنفسهآ وإللي قآلته صدت عنه بجآنبهآ الأيسر إللي مآيشوف غيره , آمرهآ بـ حزم: نآظرينـي وقولي وش قصدك
ليلآ: ..........
....: سمعتــي ! أقول نآظرينـي
سفهته متكتفه إلآ إنهآ جآوبته ببرود: إللي سمعته وإللي فهمتـه ..

إعتصر ذرآعهآ الأيسر غآصبهآ تلتفت عليه: تدرين مظبوط إني لو بغيت هآلخيآس إللي ببآلك كآن من زمآن سويته ومآظنتي كآن فيه شيّ يمنع ! حتى وإن كآن هآلشيّ هو إنتي ! لآتنكرين إنك تمنيتينـي وأنآ إللي تمنعـت
عآدت ريمآ لعآدتهآ إللي مآ أمدآهآ تتركهآ لأجل تصير قديمـه !
" إهآنآتك متوآليـه يآنجـم وأنآ مآعآد فينـي حتى أتعذر لك "

ترغرغت عيونهآ بـ دموع حبيسـه مطبقه فمهآ إجبآراً كآتمه أول شهقـه وإللي تدري إن مآبعدهآ إلآ سيول دموع وأكوآم من آلشهقآت ..
أخفضت رآسهآ مغمضه عيونهآ بـ قوه مآثلت قوة عضتهآ لشفتهآ السفلى بـ أسنآنها العلويّه , تترجم وجعهآ النفسي بوجههآ الممتلى حزن وألم وإنكسآر , خيبـة أمل في المآثل قدآمهآ بطوله الفآرع إللي أرخى كتفيّه بـ همّ مقفل عيونـه وكأنه آلحين إستوعب وقع كلمآته الجآرحه لهآ ومدآهآ على نفسهآ مردف بـ نبره ملآهآ الندم: مو قصـدي وآلله ..

ليلآ: ..........
....: وربـي مآقصدت .. ليلآ ... نآظرينـي .. ليــلآ !
ليلآ: ...........
....: آآآآآآآآخ يـــــــآآآرب – قآلهآ بـ إحبآط وهو يمسح على آيسكآبه مرجع رآسه لـ ورآ ينآظر بـ السمآ الدآكنه من فوقـه بينمآ رفعت هي رآسهآ مسدده سهآم نظرآتهآ آللوآمه من عيونهآ اللآمعه المدمعه , آلنظرآت إللي إخترقت قلبـه بـ عتب مؤلـم ولوم قآسي , على إثره سحب نفس مخنوق مآسكهآ من كتفيهآ مشدد عليهم حثاُ لهآ على الإنتبآه , بنبره جآده هآديه - : مو هذآ إللي قصدته , مآ أنكر إن وقتهآ كآن فيه إنجذآب قوي من نآحيتي تجآهك وأنآ إللي بـه بديـت , يعني كله بسببي .. إللي قصدته أبرر لك إني ولآ بعمري نظرتي لك كآنت شهوآنيه , أو إني أبي منك هذآ إللي فكرتي فيـه والأدله عندي كثيره .. ليلآ صدقينـي أنآ بس خآني آلتعبير

فكت يدينه آلمثبته فوق كتفيهآ مبتعده عنه خطوه لـ ورآ هآمسه: عآدي يآنجـم
إقترب عليهآ بـ لهفه: لآ مو عآدي , مآفي شيّ عآدي .. ليلآ نآظرينـي
أول مآرفعت له رآسهآ بـ إستجآبه إلآ وإحتضن هو وجههآ الصغير مردف: جرحتيني يآليلآ , حيل جرحتيني .. أنآ إللي حآفظت عليك وإنتي بنفسك إللي ضيعتي نفسـك بس آللوم كلّه علـي .. أنآ إللي مآحآفظت عليكي زيـن , ولآ عرفت أحميك حتى من وسآوس نفسـك .. إنتي توك صغيره , وبريئـه .. إن مآسآمحتك على إللي صآر بعمري مآرح أسآمح نفسي
نآظرته بعدم تصديق من عيونهآ المدمعه: يعني إنت .. إنت عآدي عندك ........ إللي صآر ؟

طير عيونه إللي غربت شويّ ثم أظلمت بـ ضيق من الطآري زآفر نفس حآنق ثم ردّ ينآظرهآ بـ جمود وثبآت: لآ مآهوب عآدي , هآللي سويتيه طعنـه للحين أحس بوجعهآ فـ قلبـي .. ورح تتعآقبين عليهآ أشدّ وأقسى عقآب بس مو آلحيـن !
تحسس وجنتهآ اليسرى بـ بنآن إبهآمه: أبعدك بس بـ الأول عن ذآك المغتصب أبو كرش , وعن ذآك الحيوآن أبو عيون زرق ...
إتسعت عيونهآ بـ خوف هآمسه بصوت مخنوق: وش ...... بتسوي ؟

إرتفع نظره للسمآ من تعآلى صوت الصوآريخ والشمآريخ مخترقـه ظلآم آلسمـآ مشعلتهآ بـ ألـوآن آلفرح , فرحـة آلسنـه آلجديدهـ إللي دقت معهآ أجرآس الثآنيـة عشـر تمآمـاً ..

إنخفضت روسهم ثنينآتهم بوقت وآحد من السمآ لتستقر عيونهم ببعضهـآ .. لحظآت صآمته إلآ من أصوآت المفرقعآت النآريـه من فوقهم وهم بوسط الإستآد الريآضي آلمظلـم .. سآكـن آلحركـه فآرغ آلوجود إلآ منهـم ..

إقترب وجهه للحد إللي معه لآمس خده آلخشن خدهآ الأملس هآمس لهآ بـ أذنهآ اليسرى ويده اليمنى بـ البطيئ تتخلل من تحت جآكيتهآ وفوق بلوفرهآ مستقره لمنتصف ظهرهآ شآدهآ عليه بـ هدوء مقربهآ لصدره: أبسوي فيك إللي أبيـه ... ويآويلك منّي يآليــلآ !

/
/



======
-----------
======

نهآية الفصل السآبع والعشرون
<<قرآءة ممتعـه إن شآءلله

:::

حلم الحياه 14-08-16 03:41 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الثآمن والعشرون


الحقيقـه غآليـه , ذلك لأنه لآشيئ في معترك الحيآه يتحول إلى حقيقـه ثآبته إلآ بعد التجربـه . وعندمآ تقـع التجربـه .......... فـ إن ثمنهآ يكـون قـد دُفـع بـ الكآمـل !


/
/



بـ حيطـه وحذر فتحت بآب غرفتهآ المظلمـه بـ وقت مغآير لـ عتمـة آلليـل وسكونـه ..
كآن التوقيـت مشيـر للحآدية عشـر , ظُهـراً !
بهدوء سحبت حبل الستآير القطيفـه الثقيلـه مبدده الظلآم لـ نـور ..
أقبلت عليهآ بوجـه مستفهم من شآفتهآ رفعت رآسهآ عن المخده بثقـل , وجههآ مهمـوم , عيونهآ متورمـه وكأنهآ قد فهمت شكلهآ وآلحآله إللي هي عليهآ وإللي مآسببهآ إلآ بكآء متوآصـل ..

إنعقدوآ حآجبيهآ أقصآهم من سوء آلظن إللي طرآلهآ , سآلي ! وش إللي ممكن يبكيهآ ! هذي الجآفـه , الجآحـده , القآسيـه جداً ظآهرياً وش إللي مبكيهآ , وقبل مآيبكيهآ كآن هو السبب في تغيبهآ عن دوآمهآ آلوظيفـي في الجآمعـه , سآبقـــه .. شيّ لأول مره يصيـر !
سألتهآ بـ إهتمآم بآدي: سآلــي !! علآمـك !

خبت عيونهآ الحمرآء المنتفخ جفنيهم برآحتهآ اليمنى مآنعه عنهآ الإضآءه المزعجـه لعيونهآ وآلمسببة حرقـة لهم من بعد بكآهآ الحآد المتوآصـل .. بسرعـه ردت عيونهآ وترغرغت بـ دموع بسبب الإضآءه المؤلمـه لبصرهآ: نزلي الستآير أصآلـه وإطلعـي برآ
لوت فمهآ بـ إستيآء: إنتي علآمـك ! مآرح أطلـع لين أعرف وش إللي صآر ! ليش تغيبتي اليوم ! وليش عيونك مفقعـه !

وقفت على ركبتيهآ مأشره بسبتهآ اليمنى المصلبه صوب البآب بـ أمر جآف: إطلعــي برآ قلـــت ,, مآتفهميـــن !!
ردت أصآله خطوه لورآ بحآجبين معقودين أقصآهم بـ إستنكآر مصحوب بدهشـه من اللهجـه القآسيه إللي كلمتهآ فيهآ أختهآ , سألتهآ بـ خفوت مآخلآ من القلق: إنتي بخيـر !
جلست على سريرهآ مرخيه كتفيهآ مرجعه رآسهآ لورآ معتصره عيونهآ بـ قوه موجهتهآ للسقف بتعبير البآئس فآقد الحيله والأمل ..

أصآله إللي زآد قلقهآ على حآل أختهآ وآلوضع إللي تشوفهآ فيهآ .. وقفت قبآلهآ ملصقه ركبتيهآ المضمومتين بجآنب السرير مآده يدهآ لرآس أختهآ متحسسه شعرهآ: وش إللي صآير يآختــك !!

إرتمت على سريرهآ متكومه على نفسهآ: إتركيني لحآلي أصآله , مآبي أتكلم مع أحد
إستشعرت الوهن بنبرتهآ المنذره عن بدآيآت البكآ , أطبقت فمهآ بقلـة حيلـه .. تدري عن سآلي وعندهآ حتى مع نفسهآ , أطلقت زفره مهمومه قبل مآتكلمهآ: طيب بس جيت أعلمك .. تغريـد زوجة مآلك .. أمهآ وأختهآ تحـت , أمي مرسلتني لك تنزلين تسلمين عليهم وتقآبلينهم .. – سكتت شويّ ثم أردفت بـ ترقب لإجآبتهآ تستطقهآ - : هــآ !!
ومن سألتهآ إلآ وقآمت الثآنيه على ركبتيهآ وقد إمتلى وجههآ بنظره حآقده , تجعد وكأنهآ رجـل أربعينـي غآضـب !

أطلقت صرخآتهآ المتوآليه , عآليه ومجلله: إطلعــــــــي بـــــــــــرآآآ , مآبي أشوف وجــه أحـــد , ولآ أتكلـــــــم مع أحــــــــــد .. لآحــد يجينـــي ولآنيـب نآزلـــه لأحـــــــد .. بــــــــــــــرآآآآآآآ

أصآله إللي إنسحبت أنفآسهآ رجعت لورآ بصدرهآ بدون مآتتحرك من مكآنهآ , موسعه عيونهآ أقصآهم بذعـر من هآلوحـش الغآضب قدآمهآ .. عيونهآ جآحظـه بنظره مهدده مخيفــه , عقدة حآجبيهآ الطوآل إللي تلآصقـوآ .. فتحتي خشمهآ الطويل آلحآد آلموسعيــن , وشفتيهآ المنفرجـه مبتلعـه أكوآم من ذرآت الأكسجيـن , وجههآ وكأنهآ لآهثــه , هآربـــه , خليط غير مفهوم حقيقته مآبين آلخـوف الشديــد أو آلتخويـف الأشــد !

لآ إرآدياً لقت نفسهآ تنسحب بهدوء من الغرفـه لحد مآطلعت منهآ تمآماً مقفله البآب من ورآهآ بهدوء وبآقي تعآبير الذعر بوجههآ آلشآحب لونـه , المرتعبه تقآسيمـه !


/
/


بـ الدور الأول لنفـس الفيـلآ , وبـ مجلـس الحريـم إللي كآن جوّ الألفـه سآئـد برغـم توتر العلآقـه النآتجـه عن سـوء بدآيتهآ ...
جوآهـر , الأم .. النآقمـه على الموضوع من بذرتـه .. شلون إبنهآ الوحيـد آلمدلل يتزوج بدون علمهآ ! وبهآلطريقـه المبتذلـه !

هو الوحيد إللي كآنت تنتظـر يومـه على أحرّ من الجمـر , ببآلهآ مليون فكـره , ومليـون مخـطط عن آليوم المنتظـر وآلليلـه الكبيرهـ , لذكرهآ الوحيـد .. مآلــك ..
لحد اليوم وهي مقتنعـه إن سبب إرتبآطـه مآهوب الآ تصحيح خطأ مع هذي آلمسمّآه تغريـد .. بس آلشيّ المستنكر وإللي مآظنت أبدّ إنه ممكن يكون من أطبآع ولدهآ .. إنه على هآلقدر العآلي من المسئوليه , يسعي ويتستر على خطآه بنفسـه .. هذآ مآلك آلمُـدلل اللآمبآلـي , دورهـ بس هو إفتعآل المشآكـل وإحرآجهـم , وهم بدورهـم عليهـم تخليصـه من هآلمشكلـه وآلترقيع من ورآهـ !

أمآ هآللي صآر ! هو أغرب مآقد شهدت عليه ولدهآ .. والظآهر إنه مآكآن الشيّ آلوحيـد الغريب بسبب إللي تلآهـ .. إلتزآمه بـ الشغـل , وحمـل المسئوليـه من بعد رقدة أبوه بـ الفرآش ... هآللي تشوفـه مآله إلآ مسبب من إثنيـن وهمآ الإثنين إللي ظهروآ بنفس الوقت بحيآته .. إمآ أخــوه سنـد , أو زوجتـه تغريـد .. أو إثنينآتهم مع بعـض ومآلهـم ثآلــث !

مفآجئتهآ بـ أصل هآلزوجـه كآن كبير على نفسهآ , تمت ثلآث أشهر متوآصله من اليوم إللي دخلت فيه هآلزوجه بهآلبيت وهي مقآطعتهآ , مآتعنت حتى تسأل منهـي ولآ بنت مـن .. ع الأكيـد إنهآ وحـده بنـت شـ *** على حدّ وصفهآ .. ولآ هذآ هو مآلك مآيجي من ورآه إلآ البـلآء .. إلآ إنهآ سآلي هي إللي كشفت نـصف آلحقيقـه بكون هآلبنت أصلهآ طيب وبنت أجوآد .. عآئلتهآ معروفـه بـ السمعـه آلطيبـه , رجآلهم رجآل علم وديـن وسمعة جمآعتهم من ذهـب .. المفآجأه الأكبر هي بيوم زوآج بنت شبيب المآلكـي .. يوم تفآجئت إن زوجة ولدهآ أخـت لـ ثنتيـن من رجآل المآلكـي .. هآلعآئلـه المعروفـه المرموقـه , كونهـم نآسبوهم مرّهـ وعآدوآ الكرّه فـ الثآنيـه هذآ شيّ يُحسـب لـ آل محصـن عبدآلله ...

نفسياً إستقرت , هدآ بآلهآ وإطمأنت .. زيآرة أمهآ لهآ وبنتهآ سآهمت فـ الكثير من رفع الكلآفـه بينهـم .. شخصيآت متعلمـه , متحضـره , ورآقيـه ... الـشيّ إللي هي تتشرف فيـه وتقدر وقدآم المـلآ تصـرح بـ إسمهـم , وبصفتهـم , كونهـم آلحيـن أهـل ونسآيــب !
مآل فمهآ بـ إبتسآمه جآنبيه وهي تستمع لكلآم أم وآئل قدآمهآ وبنتهآ آلمسمآه شروق جمبهآ وبقلبهآ لـوم مصحوب بسعآده " طـول عمرك , مآتطيـح إلآ وآقـف يآمآلك يآبن بطنـي ! "

أم وآئل: وينهـي تغريـد فيـه !
نآظرتهم بـ إنتبآه أكثر وبوجههآ إبتسآمه قصيره: بغرفتهآ فوق
أطبقت أم وآئل فمهآ وبوجههآ ملآمح الندم والإعتذآر الحسّي: وآلله مدري شقـول , طآيح وجهنآ وإنّآ طآقين بآبكم مع هآلبكره مآنب شآيفين خير
بسرعه لحقتهآ أم مآلك فآتحه فمهآ: لآآآآآآ وشدعـوى عآد .. ذآ بيتكــم آلحيـن , مآلك ولدكـم مثل مآتغريد بنتنآ .. شقولك بس , هآلشيّ تونـي قآيله لـ مآلك عليـه يعطينآ رقمكم ندق عليكم ونعزمكم ... تدرين ظروف زوآجهم مآسمحت بهآلشيّ من قبل

نآظرت أم وآئل ببنتهآ شروق على يمينهآ كآسيهم الحرج من ذكرى زوآج تغريـد وشلون تمّ ولأي سبب تـمّ ! بس هآلبشآشه إللي يشوفونهآ بوجه هآلحرمه قدآمهم وهآللهجـه اللطيفـه إللي تكلمهم فيهآ مآلهآ إلآ تفسير وآحد , إنهآ صدق مآتدري عن الحقيقه الكآملـه .. ولآ هذآ أبدّ مب رد فعـل طبيعـي لحرمـه تزوج ولدهآ الوحيد من وحده قد دشـر معهآ ! تزوجهآ بـ إبتزآز ومسآومـه على تسجيلآت فيديو فآضحـه ! تزوجهآ وبنيتـه يوميـن ويقطهــآ !
مآبثت هآلنظرآت التحتيه بين الأم وبنتهآ إلا التوجس بقلبهآ سآئلتهم بـ قلق: خير يآم وآئل , فيه شيّ مآهوب مريحكم !
بسرعه لحقتهآ أم وآئل هي وبنتهآ رآفعين روسهم بـ إنتبآه , - مجآوبتهآ بـ تبرير كآذب - : لآآ أبـدّ وش هآلكلآم يآم مآلك , وآلله مآنحسّ إلآ مثل مآقلتي , كنآ ببيتنآ

شيّ من الرآحه بدآ يسرى بنفسهآ من جديد وبوجههآ إبتسآمه: إيــه , حيآكـم آلله .. آلغـدآ عندنآ اليـوم
وسعت شروق عيونهآ بـ ابتسآمه محرجه: لآآآآآ أي غــدآ بس – نآظرت أمهآ بـ لوم - : شفتي يمّه قلت لك نأجل هآلزيآره لين المغرب أو حتى العصـر يمديهـم هم يتغدون مغير صممتي نجيهم مع هآلصبآح , حتى الظهـر توّه مآ أذن
أم مالك : وش فيهآ يعنـي .. زين مآسوت , خلآص أصلاً وصيتهم يجهزون آلغدآ

قآلت كلمتهآ الأخيره وهي توقف بينمآ إرتفعت روسهم ثنينآتهم ينآظرونهآ وهي تكلمهم: أبشوف البنآت وينهـم , أصآله رآحت لـ سآلي ولآ جـت
وقفت أم وآئل بسرعه: طلبتك يآم مآلك , علميهـم ينآدون تغريـد أو حنآ نطلـع لهآ , نبيهآ
وقفت أم مآلك مكآنهآ مطبقه فمهآ بـ أسف: وآلله مدري شقولكم
وقفت شروق جمب أمهآ مآسكه ظهرهآ من الجآنب الأيمن وآلتعب بوجههآ آلمرهق من حملهآ الأول بـ شهوره الأخيره: ليش خيـر ؟

أم مآلك: وآلله آلبنيّـه تعبآنه صآرلهآ إسبوع , مآندري وش مصآبهآ .. جبنآ لهآ آلطبيبـه هني بـ البيت ولآريحـت لنآ قلوبنآ , مآتدري علآمهآ , يمكن هبوط حآد , أو سوء تغذيه , معنآ وآلله مآنب مقصرين أبدّ
لحقتهآ أم وآئل بسرعه: آلله يديم عزكـم , بس هي تغريد كذآ من يومهآ بنيتهآ نحيلـه ومنآعتهآ ضعيفـه , أقل شيّ يأثر فيهآ , يمكنه هآلجـوّ البآرد .. صآرت من قبل مآعليـك , نبي بس نشوفهآ وينهي غرفتهآ وحنآ بنطلع لهآ
حركت أم مآلك رآسهآ بتفهم لكلآم أم وآئل إللي تقريباً معقول ومآبه شيّ من الريبـه بينمآ نآظرت شروق بـ أمهآ إللي كآنت تحآول ترقـع وآلكذب بكل كلمـه قآلتهآ .. هآللي قآلته أم مآلك مآيأكد إلآ شيّ وآحـد .. تغريد طآيحـه عليهم من إسبوع , والأكيـد إنه بسبـة حملهآ إللي أُسقِـط !

رقـوآ ثنينآتهم للدور الثآني برفقة وحده من الشغآلآت إللي وصتهآ أم مآلك تدلهم لـ جنآح ولدهآ وزوجتـه بينمآ توجهت هي للمطبـخ تتأكـد من تحضيرهـم لعزيمة الغدآء المفآجئ ... على أتـمّ وجــه !

بـ طلوعهم ثنينآتهم دخـل هو ..
بـ آخـر الدرج , وهي فوقـه بـ أول الدرج ..
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إبتسآمه بآهته نآزله له: خيـر , توّ النآس .. أمدآك ينتهي دوآمك !
وآجههآ بـ صعوده , وجهه جآمـد , ملآمحـه ثآبتـه , إلآ إن عيونـه برغـم حدتهـم فيهـم من الحزن الكثير: مآدآومـت اليوم

وقفوآ ثنينآتهم بمنتصف الدرج: ليـش ! مو طلعت مع سند بـ الصبآح
أطلق زفره مهمومه مردف بهدوء من بعدهآ , طآري سنـد مآيبث إلآ آلضيـق وآلكدر بنفسـه: إيه بس مآدآومـت ..
وقفته قبل يتخطآهآ مآسكته من مرفقه الأيسر: علآمك يآختـك ؟ تعبـآن !
بلل شفتيه مجآوبهآ بـ همس خآفت مُرهق: لآ أصآلـه مآفينـي شيّ ..

أطبقت فمهآ بـ إستيآء , ذآ آلبيت أبدّ مآحد فيه يعطيهآ وجـه , وكلهـم تحسهـم غريبين اطوآر , هآلبيت حآله منقلب من أمـسّ .. سوآ سنـد , أو سآلـي من شويّ , أو مآلك الحيـن ..
تركت مرفقه سآمحه له يطلع وقبل تنزل هي درجة السلم إلتفتت له وكأنهآ تذكرت شيّ لحقته بسرعه: صـح مآلــك ..
وقف على الدرج رجل تتقدم الثآنيه بدون لآيلتفت لهآ لتكمل هي: علـم تغريـد إن أمهآ وأختهآ هني بـ المجلـس .. إذآ تقدر تنزل لهم خلهآ تنزل وإذآ لآ دق عليّ أعلمهـم هم يرقـون لهآ

قآلت أصآله جملتهآ وتركته نآزله بهدوء متوجهه للمجلـس بينمآ وقف هو مكآنه ثآبت للحظـه .. يعيد بخآطره كل إللي قآلته أختـه ..
أم تغريد وأختهآ هنـي , هذي أول مـرّه .. مآحد علمـه بهآلشيّ , لآتغريـد ولآ أمـه .. هذآ مآيوصلـه إلآ لشيّ وآحد وهو إن الزيآره مُفأجئـه ...

قوس فمه بعدم إهتمآم ومآسرع مآتوسعت عيونه وكأنه تدآرك شيّ توّه الحين ينتبه لـه .. غصباً عنه مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره وهو يرص على العلبـه الصغيـره اللي بـ جيب سيآلته , آلهديـه آلثمينـه إللي إختآرهآ لهآ وبعنآيه فآئقـه لأجل تكون أول هديـه يهآديهآ فيهآ بعدمآ تملكّهـآ .. آليوم هو أول آلسنـه الميلآديّه آلجديـده , هو يوم ميلآدهآ .. وهو آليوم إللي يبي فيـه يبدآ معهآ بدآيتهم آلحقيقـه .. على نـور , على بيـآض , وعلـى صفـآ ..
يمكن هآلزيآره من أمهآ وأختهآ لنفس السبـب !

صعد الدرج وكأنه رجـل في أوآخر السبعينآت مو في أوآئل العشرينآت ..
شيّ دآخلي مثقل خطوآته , كآتم على أنفآسـه .. آلحقيقـه الوآضحـه قدآمه كمآ الشمس بنورهآ إلآ إن صوت العآطفه بدآخله كآن هو الغآلـب , هو المتحكـم , صوت العآطفـه عنده كآن أعلى من صوت العقل المنطـق !
ضآرب بكل ظنونه إللي تأكدت عرض الحآئط , وإن كآن سنـد فعلاً عآشـق لـ تغريـد , فـ تغريـد بـ النهآيـه تكون زوجتـه هـو , ملكـه هـو .. ولـه في ملكـه حـق التصرف كمآ يشـآء !

فتح بآب جنآحه وعيونه مصوبه تجآه بآب غرفـة النـوم إللي كآن موآرب بفتحه صغيره ..
أطبق فمه بـ إحبآط يخطـي خطوآته آلمثقلـه , وقبل مآتمتد يده للبآب دآفـه .. تعلقــت بـ الهـوآء , وتعلّق معهآ كلّ شيّ ..
وكأن آلكون بهآللحظـه وقف ..
صدى آلجملـه يتردد بـ صخـب , بـ دويّ ..
قنبلـه وفجرت كيآنـه .... إنهآر عآلمـــه ...
" ليـش مآعلمتينـآ إنـك حآمـــل !! وليش بعـد مآعلمتينـآ إنك أجهضتـي هآلحمـل !! "

بلـع ريقـه ومع هآبلعـه تشنجـت رقبتـه , برزت عروقـه , رصّ على أسنآنه للحدّ إللي معـه إهتـزت رآسـه ..
آلجملـه إللي كآنت كفيلـه تصمّـه عن أيّ كلآم ثآنـي تلآهآ حتى وإن كآن صرآخهآ آلمستنكـر وبشـده هآلهـذي إللي تهـذي بـه أمهآ وأختهآ !

بـ سرعة بديهه , دفّ البآب ورآسـه موطـى للأرض , بنبره مرحـه مغصوبـه: تغــررررريـــ .....
مآ أكمل إسمهآ لأنه أعرض بوجهه عن شوفة آلحريم بـ الغرفـه وكأنه تفآجئ بوجودهـم , شآهق شهقـه تمثيليـه تحمحم من بعدهآ طآلع من البآب إللي مآ أمدآه يدخل منـه ..
وقف ورآه معتصر عيونـه بـ ألـم , وبيده رآص ع الأكره مفرغ فيهآ كلّ شحنـة مشآعره آلسلبيـه بهآللحظـه ..
مآكآن آلقصد من ورآ فعلتـه إلآ إنه يبتـر آلحوآر مآبين زوجته وأهلهآ .. آخر مآيبيـه إنه يظهـر بمظهـر الرجـل المغفـل ..
" كآفي يآتغريــد , تحملتـك وبزيــآده .... "

إنتقل لـ جآنب البآب مفسح لهم الطريق وعيونه موقع قدميـه ..
وحده منهم خطوآتهآ بطيئـه متعبـه , تجرّ رجولهآ جرّ بـ صعوبه صوب بآب الجنآح ... والثآنيه إللي إستشف من وقفتهآ جمبه وكلآمه معه إنهآ أمهآ: مآلـك يمّـه
بلع ريقه بمرآره هآمس بصوت منخفص: ســمـي ..
أطبقت فمهآ بقهر من شوفته قدآمهآ , برغم كل إللي صآر إلآ إن شيئن بنفسهآ مآهوب رآضي يتقبلـه , مآتشوف قدآمهآ إلآ الصوره الشنيعـه لبنتهآ في الفيديو وهذآ المآثل قدآمهآ يتحسسهآ وبـ إبتذآل ...

أجبرت نفسهآ على موآجهته طآلع صوتهآ مخنوق , مغصوب , حآنق وممتعض: شلونهآ تغريـد معـك !
بلمحه خآطفه إرتفع رآسه ينآظر يمينه إلآ إنه ردّ وأخفض بصره للأرض بعدمآ ثبتت عيونه على كتلـة السوآد جمبـه , إبتدآءاً من عبآءة الرآس فوق رآسهآ لأسفلهـآ .. مآيبين منهآ إلآ عيونهآ من تحت البرقع ..
وكأن سؤآلهآ , الملـح على الجــرح ..

نغزة بقلبـه , محسوسـه , هو صآدق بآللي يحسّه ولآ يترآءى لـه إن آلدموع على محجـر عيونـه , إن رفّ رفـّه طآحـوآ !
بلل شفتيه وبيمنآه سحب شمآغه الأبيض من الجآنب الأيمن وكأنه يعدلـه , إلآ إن نيتـه مآكآنت إلآ يحجب وجهه عن نظـر عينهـآ !

....: آلحمـدلله بخيـر , هي بس تعبآنه شويّ هآليوميـن
أطلقت زفره حآنقه مآستوعبهآ هو , مردفه بـ جفآف: سلآمتهـآ ..
علت نبرتهآ شويّ قآصده تسمع اللي بـ الغرفه: تغريـد يمّـي ننتظرك تحت لآتتأخريـن ..
قآلتهآ مُردفه بـ إستئذآنهآ وعيونه ترآقب خطوآتهآ المتأنيه لحد مآختفـت ..
إختفت الأم وظهـرت البنـت ..
طلعت لـه بخطوه متردده وآقفه على عتبة البآب , بلعت ريقهآ بـ توتر قبل تسأله بـ ترقب للإجآبه: من متى وإنت هنـآ !

رمقهآ بنظره تحتيّه , عيونه على آللكلوك الضخم الأبيـض المشعّـر برجليهآ ثم ردّ ينآظر موقع قدميه: تونـي وآصـل
تمت تنآظر الجآنب الأيمن من وجهه بملآمح متشككه فآغره فمهآ آلفتحه الصغيره بعيون محتده إلآ إنهآ بـ الأخير إستسلمت لوآقع كلآمـه وشيّ من الإطمئنآن سرى بنفسهآ يوم تذكرت دخلته المفآجئـه عليهـم , لو إنه سمـع شيّ كآن درآ إن فيه حريم بـ الغرفـه ومآدخـل عليهم هآلدخلـه ...
لوت فمهآ بـ إستيآء وعيونهآ تدور حولهآ " أشششـوى , ذآ اللي كآن نآقصـي يسـمـع هآلسخآفـه إللي مدري من وينهم يقولونهآ , حآمـل !! أي حمـل !! يآربـي أنآ بيصير فينـي شيّ .... "
قطعت حديث الصمت بنفسهآ رآفعه رآسهآ له بـ انتبآه من أقفى عنهآ بخطوآته المثقلـه وقفته بردّ فعل عفويّ وذرآعهآ الأيسر ممتد له من ورآ ظهره: لحظـــــه !

وقف مكآنه ولآ إلتفـت في حين انهآ مشت لـه والإستغرآب بوجههآ معقده حآجبيهآ: مآلك شفيــك !!
بلل شفتيه ثم أطبقهم بهدوء قبل مآيجآوبهآ ببرود غريب مريب: مآفيـه
إزدآدت عقدة حآجبيهآ للحد إللي معهآ تلآصقـوآ مقوسه فمهآ بعدم فهم: وين رآيح طيب ! مآ أمدآك تدخـل .. وليش أصلاً رآد بـدري !

ردّ وبلل شفتيـه إلآ إنه هآلمره رفع رآسه للسقف زآفر نفس مسموع وكأنه مهموم , أنفآسه قصيره , يحسّ نفسـه مختنـق , شيّ ثقيل كآتم على صدره وكل مآلـه يزيـد .. هآلصخره اللي تكلمت عنهآ تغريـد من قبل وحست انهآ إنزآحت يوم تصآفت مع أهلهآ يحسّهآ الحين على ضلوع صدره هـو , شيّ ضآغط عليـه وكأنه يبي يحطمـه ..... يهشمـــه .....

ولاّهـآ ظهـره فآتح بآب جنآحـه مجآوبهآ قبل يختفـي من قدآمهآ بآلشكل إللي مآ أثآر لنفسهآ إلآ آلتشكك والإرتيآب: مآفيــــــه ............


/
/


ظلل فوق عيونه بسآعده الأيمن حآجب ضوء آلشمس آلصبآحي عنـه تآرك لنفسـه المسآحـه للتفكير بـ أحدآث الليلـه الفآئتـه وإللي كآنت بـ النسبـه له كآرثيّـه ..

آلعمليـه الجرآحيّه إللي سوّآهآ كآنت أشبـه بـ المجزرهـ , كآن الجزّآر وهي ذبيحتـه .. كم من عمليّه جرآحيه دقيقـه أتمهآ أو كآن مشرف عليهآ مآحسّ فـ سنوآت إمتهآنه الطبّ والجرآحـه شيّ من الصعوبـه مثل إللي حسّـه أمـس !
مجهوده الذهنـي كآن أضعآف أضعآف مجهوده الجسمآنـي العضلـي , كآن يجآهـد ويضغط على نفسـه حدّ الإعتصآر لأجل إتمآمّ المرآد ... شلون هآلشيّ أصعب ممآ يكون لمآ يكون بلآ رغبـه وشلون آلجسـد يلتحـم بلآ عآطفـه !

مآل على جآنبه الأيسر يشوفهآ جمبـه مستسلمـه لـ نوم عميـق دآفئ , متأبطـه آللحآف الستآني الذهبـي بذرآعهآ الأملـس المكشـوف مقآبلـه له بوجههآ بسبب نومتهآ هي على جمبهآ الأيمن ..
بهدوء إمتدت يده لتلآمـس أطرآفه خصلآت شعرهآ العسلـي آلقصيره آلمبعثره على كآمل وجههآ مبعدهآ لـ ورآ كآشف عن برآءة ملآمحهآ آلرقيقـه .. وجههآ عريض مربـع .. حآجبيهآ طوآل , خشمهآ دقيق وفمهآ وآسـع بشفتيـن رقيقتيـن ..
هآلبنت بـ ظروف غير آلظروف كآنت بتكون الأنثى المنآسبـه وإللي مآيضآهيهآ أحـد , حظهآ آلعآثر إللي أوقعهآ قدآم أعظـم التحديّآت .. تحـديّ آلعآطفـه ..

شيئن دآخلـه مآهوب قآدر يتقبلهآ حتى بـ الإجبآر .. للحين يتبآدر ببآله كلآم خآلـه عن كون الحريم أجمـع كلهـم سوآ بـ - السرير - , وإن حآجة الرجـل فيهـم مآتختلـف , أجل وش إللي صآر معه أمـسّ ! لآ وهي بحقيقتهآ وبـ إسمهآ قدر يتقبلهآ ولآ يوم حطهآ بقآلب ثآني متخيلهآ شخصيه ثآنيـه بـ إسم أنثى ثآنيه قدر يتقبلهآ .. أجل شلون آلحريم كلهـم وآحـد ! يمكن آلغلـط عنده وآلعجـز فيـه !

بهدوء فتحت عيونهآ آلنآئمـه بعقدة حآجبين خفيفـه .. رمشت مره وثنتيـن وثلآث لحد مآستوعبـت آلشيّ أسطوري الجمآل إللي تعلقت عيونهآ عليـه ببدآية تفتحـهم .. يآ آلله , يآجميـل , يآبديع الجمآل , وش أجمل من هآلصبآح !
بـ حيآء صآرخ شدت آللحآف على وجههآ دآفسه نفسهآ تحتـه , آلشيّ إللي مآدآم إلآ ثوآني وأبعده هو عنهآ بهدوء هآمس بـ خفوت: صبآح آلخيـر ...
بلعت ريقهآ مجآوبته بصوت مخنوق من الحيآء: صبآح آلنور ...

تزحزح من مكآنه خطوه بطيئـه أحست فيهآ بدفئ أشعلهآ من جديـد , إلآ إن قوّه دآخليـه مآنعتهآ من آلتحكـم بنفسهآ .. من إنهآ حتى تبتعـد .. مآقدرت الآ ترفع عيونهآ لعيونه بعدمآ أرسى كفه الكبير على صدغهآ الأيسر يتحسس بـ بنآن إبهآمه حآجبهآ من رأسـه لـ آخره: آسف على إللي صـآر
أخفضت بصرهآ بـ خجل هآمسه بصوت مخنوق: عآدي

....: آلمتــك !
نسمـه وإللي كآنت غآرقـه تمآماً في محيط آلخجـل , مو كآفي إللي صآر أمس آلحين يكمل عليهآ بـ أسئلتـه .. جآوبته وعيونهآ بـ المفرش من تحتهآ: يعنـي شـويّ
إنقلب على بطنه وبآقي كفه مبسوط على خدهآ: أدري إني آلمتـك ..
عضت شفتهآ السفلى بقوّه مؤلمه هآمسه بتأكيد: عآدي وآلله
....: مآرح تتكـرر , أوعدك

بسرعه تعلقت عيونهآ بعيونه وكأنهآ رآفضه لهآلشيّ وبآلقوّه , آلرفض إللي مآكآن حسيّ فقط , إلآ إنه كآن فعلـي وصريـح يوم لحقته بسرعه: لآآآ ... مو لهآلدرجـه يعنـي .. هم يقولون إن هآلشيّ بس عشآنه لأول مره .. بس بعد كذآ عآدي .......... صح !

سحب نفس عميق مغمض فيه عيونه بـ همّ .. شلون بيطآوعه قلبـه يكررهآ مره ثآنيـه وبعدهآ صرخآتهآ المتألمـه تهـز طبولـه آلسمعيّـه .. بكآء حآد صآرخ بترجـي بآئس وتوسـل تطلبـه يهدى عليهآ .. يرفـق بهآ .. كل مآكآن ببآله إنه ينتهـي من هآلمهمـه الصعبـه , شبـه المتحيلـه , ويفتــك !
بتجآهـل لكل حوآسهآ آلبكريّـه آلعذرآء وهي تخوض معه هآلتجربـه ولأول مره .. على الأرجـح إنه مآخلّف لهآ بسوآته إلآ أبشـع ذكـرى عن مفهوم ليلـة آلعمـر !
جآوبهآ بـ هدوء وهو يعتدل مستقيم بجلستـه: صــحّ .. بس مآرح نكررهآ ليـن تطيبيـن بـ الأول

إرتفعت عيونهآ لهآ تنآظره يفرك شعره آلذهبـي صآد عنهآ بوجهه , ومن وجهه إرتخى نظرهآ لصدره آلعضلـي العآري مآيستره إلآ آللحآف آلمفرود على نصفـه السفلـي ... نبـض فوضوي عنيـف إجتآحهآ مشعلهـآ , بعدهآ أحآسيس ومشآعر مغآمرتهآ الحمآسيّـه متأججـه ..
شدت آللحآف عليهآ متوآريـه تحتـه بحرص مآيبيـن إنفعآل نشوتهآ آلحسيّـه في حين وصلهآ صوته البآرد: قومـي تسبحـي , وتجهـزي بنفطـر برآ آليـوم

أطبقت كفيهآ الصغيرين فوق صدرهآ مجآوبته بصوت أصهره الخجل وأذآبه الإحرآج: تسبـح إنت بـ الأول
إلتفت لهآ مآيشوف إلآ كتلة جسمهآ الصغير تحت آللحآف .. لآ إرآدياً مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيـه من تدآرك آلحيآء بـ نبرتهآ المخنوقه وعيونه على قطع الملآبس المتنآثره بـ الأرض من تحته هـو , ومن جآنبـه هو !
أبعد عنه اللحآف شآد بنطلونه من الأرض لآبسـه بـ إهمآل: طيب , أنآ سآبقـك ..

بحذر أبعدت اللحآف عن وجههآ آلمحترق وعيونهآ صوب بآب الحمآم – بـ الكرآمه بعدمآ وصلهآ صوت آلمويـه إللي على الأغلب قطرآتهآ الحين تلآمـس جسدهـ - ..

إستقعدت بجلستهآ تتحسس جآنب عنقهآ وهي تحسّ بـ إشتعآل غريب مآهدت حرآرته لثآنيـه ...
بسرعه زحفت على ركبتيهآ من فوق السرير مدنقه للأرض من الجآنب إللي كآن فيـه هـو رآفعه بنطلون بيجآمتهآ الحرير وآلبلوزه لآبستهم بـ آلمقلوب من حدة تشتتتهآ والإرتبآك ..

من وقفت بـ الأرض مبعده آللحآف إلآ وتطيـح عيونهآ على قطرآت حمرآء خفيفـه وبآهته مطبوعـه بـ مفرش آلسرير الأبيـض ,, آلحرآره إللي مآ أمدآهآ تهدى دآخلياً ردت وتأججت ليطلـع معهآ فعلهآ سريـع , مضطرب ومشتت وهي تشد المفرش بكبره عن السرير مكلفته بيديهآ دآفسته بين ملآبسهآ بـ الدولآب !
وبسرعه رفعت جوآلهآ عن الكومدينـه وإبتسآمه خجولـه شآقه وجههآ أرسلت رسآلتهآ " حـوووور بموووت , بموت وآلله بموت , فرحآنه وقلبي من فرحته يعورنـي " !


/
/


/


يوم صبآحـي ببدآيته مغآير تمآماً للصبآح الإيطآلـي ..

مددت أطرآفهآ بـتشنـج متمغطـه , جسمهآ مُتعـب , قوآهآ مُرهقـه وطآقتهآ مُستهلكـه ..
ردت غمضت عيونهآ إرتجآءاً للنوم إللي تحسّ إنهآ في جـوع لـه , للحين صدى أذآن الفجر يتردد بـ أذونهآ , تتذكر كلمآتهآ الأخيره قبل تغط في سبآت عميق من بعد ليلـه حمآسيّه صآخبـه ! , حثت نفسهآ بـ تشجيـع " يلآ حـور , أومـي , آلفـقر بيأزن , الفـقر , الصلآه .... شويّآ لحد مآ الأزآن بس يخلص , شويـه ... شويـه ... شويـ ................. "

هزت رآسهآ بقوه يمنه ويسرّه نآفضه عنهآ آلصور آلأخيره إللي مرت فيهآ قبل تنآم .. وبسرعه إستقعدت على سريرهآ , آلجلسـه الفجآئيـه إللي معها ترآخى لحآفهآ آلحريري الأسود عن نصفهآ آلعلوي .......... العآري !
وكأنهآ بعآلم ثآنـي , بـ مكآن غير المكآن , تنآظر الغرفه من حولهآ وهي تحكّ رآسهآ وتعبير الغبآء بوجههآ الطفولي آلمنعفـس .. شعرهآ منتفـش وكأنه قنبلـه وتفجرت فيـه أو كهـرب ونشب فيهآ .. تسللت يدهآ من رآسهآ لـ جآنب عنقهآ إللي توّهآ أخيراً بملمس بشرتهآ ...... من بشرتهآ !

إنخفض بصرهآ لصدرهآ بحآجبين معقدين بـ إنزعآج إلآ وتتسـع عيونــهآ بصدمـــه , وبسرعه شدت عيهآ اللحآف مخبيـه صدرهآ إللي مآنكشف تنآظر يمنه ويسره بترقب لوجود شخص وحيد وأوحـد كنه شآفهآ بهىلمنظر آلحين أو لآ !
مآترآءى لذهنهآ إلآ صورتـه هو وبـس .. وبـ التوآلي تبآدر لذهنهآ أحدآث سريعه متلآحقـه للي قد صــآر ...
حُمرة خجل كستهآ مقفله عيونهآ بـ القوه مسنده رآسهآ لركبتيهآ المضمومتين , وضعهآ على السرير إللي كشف عن ظهرهآ كآمــل ...

وكأنهآ أخيراً هدت من إنفعآل إحرآجهآ آلدآخلـي .. أسندت ظهرهآ للسرير تنآظر بـ السقف .. لحظآت ثم ردت وخبت وجههآ بيدينهآ وإبتسآمه خجوله بوجههآ " يخرب بيتك يآرآآآآئـــــــف يخرب بيتك , غبـي , وحمآآر ءآآآآآآآآء , يآآآلهـوي ع الإحـرآآآق هآبُـص فـ وشّـه تآآآني إزآآآي , عآآآآ يآآرب أموووت , لآآ يآرب هوآ إللي يمــووت ...."

رفعت جوآلهآ من ع الكومدينه تنآظر بـ آلوقت إللي كآن الثآنيـه ظهراً .. توسعت عيونهآ لآخرهـم , صحيح إنهآ مآنآمت إلآ بوقت الفجر تمآماً إلآ إن هآلمده إللي نآمتهآ طويلــه , تجعيدة مشمئزه علت وجههآ بـ حقد " الغبـي سآيبنـي نآيمه وأكيد رآح على شغلـه من زمآن , - طيرت عيونهآ مكمله حديث النفس بخآطرهآ – هــف أحسن , كنت هشوفه إزآي بعد إللي حصـل , يآرب مآيرقـع أو يرقـع ويروح لدآرين ... أنآ أروح أبآت يومين تلآته عند مآمآ لحد مآ أنسى إللي حصـل – أومأت رآسهآ إيجآباً تأكيداً لهآلفكره , وبسرعه طآحت عيونهآ على ملآبسهآ آلمنتثره بكلّ صوب ونآح , آلشيّ إللي تذكره آلحين وبقوّه , سحآب السويت شيرت حقهآ إللي إنخلـع بيدهـ , هآلرجآل بدآئـي الفعـل والتصرف .. مآيدل للتفآهـم طريـق ...
أرخت كتوفهآ بيأس وهي تنآظر ثوبـه آلملقى تحتهآ مبآشرة بـ الأرض ... للحين مآتدري لولآ هآلتدفئـه المركزيّه بـ الغرفـه ولآ شلون كآنت تمـت بعدهآ على قيد الحيآهـ ...

لبست ثوبه آلرمآدي وتعبير مشمئز بوجههآ وكأنه شيّ مقرف ..
توّ مآوقفت عن السرير إلآ وإنفرد كآمل الثوب على جسمهآ متدلي بـ الأرض إشبآر , إلآ إنه ومن منآطق معينه كآن ضيق لحد آلتجسيـم وآلسبّه بنيـة جسم رآئـف , طولـه فآرع إلآ إنه نحيـل آلجسـم ...
شمرت عن سآعديهآ متوجهه صوب الثلآجه آلسودآء آلصغيره " كل حآقـه ريحتهآ سقآير , حتى هدومـه , ريحـه موئـرفـه وهوآ موئـرف ...."

لوت فمهآ بـ إستيآء , هآلثلآجـه إللي تبدلت تمآماً عن أول يوم شآفتهآ فيه , وآلسبه هي !
بدآل البيره الشعير إللي مآكآن موجود غيرهآ إمتلت شوكلآتآت بـ أنوآع كثيره , عصآير أغلبهآ بنكهـة التُفـآح ... وعلـب بلآستيكيـه لفآكهـة الفرآولـه , عشقهآ الأزلي ... والأبدي .. هآلثلآجه مآفيهآ شيّ سنع يصلـح فطور ..
خذت لهآ قزآزة مويـة معدنيـه متأبطتهآ وعلبـة فرآولـه فتحتهآ بسرعه وبدت تآكل منهآ بـ نهم متوجهه لبآب الغرفـه بتطلـع منـه ..

إنلفت الأكره الفضيّه آلمدوره مرهـ , وثنتيـن ... ثلآث , وأربـع ... خمـس , وسِــت ..
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستغرآب , البآب مآيفتـح !
وقفت حركة مضغهآ لقطع الفرآوله آلكبيره الكآمله وإللي توّهآ كآنت مدخلتهم بـ فمهآ إللي كآن محشي لآخره !
ردت تلف الأكره إلآ إنه مآنفتح , بعصبيّه ضربت البآب برجلهآ علّه يكون معلق إلآ إنه مآفتــح !
بـ إرتعآب طفولي من فكرة آلحبـس , ضرب البآب بقبضتهآ اليمنى مطلقــه صرخـه حآدهـ بـ إسمــه كآنت أقرب للإستجدآء: رآئــــــــــف

قآلتهآ مبحوحـه مسحوبـه , مبتعده عن البآب خطوه تنآظره بعيون مدمعه , لحظآت على وضعهآ لحد مآقشعر جسمهآ كآملاً برعشـه سرت على طول عمودهآ الفقري بـ نفس محتبس دآخلياً من وقع آلصدمـه والتفآجئ بـ صوته آلمبحـوح بـ رقّـه عذبه: لبيــه يآكُــل رآئــف !

إرتفعوآ كتفيهآ موسعـه عيونهآ لآخرهـم مفرقه أصآبع يمنآهآ , وبيسرآهآ مشدده على علبـة الفرآوله , بتعبير آلمصبوب على رآسـه سطل مويـه فُجآئــي ...!
ودهآ لو تلتفت , تتأكد من حقيقـة وجودهـ , هآلصوت إللي سمعته وهم أو حقيقـه ! الأكيد إنه وهم ولآ هي توهآ صآحيه وبعدهآ بآلغرفـه , مآكآن فيه أحد , من ويـن طلـع !

مآ أمدآهآ تهدى ملآمحهآ والإطمئنآن لظن إنه مجرد وهم وشكلهآ بآقي مخرفنـه من أمسّ إلآ وإنكمش جسمهآ رآده لنفس آلوضـع وكأنهآ مصدومه من لسعة البروده إلي لفحتهآ ... بآب آلبلكـون من ورآهآ مفتـوح .. توسعت عيونهآ أقصآهـآ بـ ذهول هآمسه بشيّ من عدم آلتصديق ...... آلبلكـــــــــــون !!!

يدين مكشوفة السآعين , وكأنهآ تتسحب , تحركت على وسطهآ بـ هدوء وتبآطئ لحد مآطوقتهآ .. شيّ دآفئ إلتصق بظهرهآ , ونفس حآر على مقربـه من عنقهآ ..
همس بشيّ من اللعآنه فـ أذنهآ: صبآحيّه مبآركـه يآ أحلآ عروس
أغمضت عيونهآ بشويش عآضه على طرف شفتهآ السفلى وبوجههآ تعبير أقرب للندم ...
أخفضت بصرهآ لليدين المحآوطه لوسطهآ بعدمآ تخلل لأنفآسهآ رآئحـة دخآنه المميزهـ إلآ إنهآ كآنت قويّه بهاللحظـه , ليش لآ , وهو بين سبآبته اليمنى ووسطآه سيقـآره مشعلـه !

أخيراً حررت نفسهآ آلمخنوق من خشمهآ مبتعده عنه بهدوء أقرب للحذر وكأنهآ تتسلل ..
أسندت ظهرهآ لبآب الغرفه من ورآهآ مقآبلته وجهاً لـ وجـه .. آلوجـه آلطفولـي الآسـر لـ كيآنـه , يتعب وهو يقول إن نهآيته بـ التأكيد على يدّ هآلبنـت !
خديهآ منتفخيـن بـ فرآولـه محشوه بفمهآ , لآبلعتهآ ولآ حتى مضغطهآ , مطبقـه فمهآ الصغير بآلقوه إللي صآر وكأنه نقطـه في وجههآ آلمعذب له بـ كآمل تعآبير و أدق تفآصيلـه ..

ثبتت عيونه عليهآ بـ نظره إستمتآع خبيثـه مطبق بشفتيه المشدوده على عقب سيقآرته ينآظرهآ بتفحص إفترآسي ... بـ الترآخي إنحدرت عيونه من وجههآ إللي بآقي عل وضعه مآتبدل لـ كآمل جسمهاً وكأنه يقيّم هآلشيّ صآرخ الأنوثه قدآمه .. عيونه آلحآده المضيقـه لحد الإختفآء إللي إستقرت أخيراً على صدرهآ .. شقي ثوبـه منفرجيـن كآشف عن فتنة نهديهآ النآفرين , هآلأزرآر إللي من آلمستحيل تتقفـل إن كآن آلجسم الحآوي لهآلثوب هو جسم هآلحوريه ...
هآلنظرآت إللي جآبت آخر مآعندهآ , مآعندهآ من القوّه ذرهـ ولآ من التمآسكّ شيّ حتى وإن كآن مفتعـل , مآعآدت رجولهآ شآيلتهآ .. طآحت علبـة آلمويه إللي كآنت متأبطتهآ من الجآنب الأيسر متدحرجه شآقه طريقهآ بـ الأرض وعيونهآ مصوبه عليهآ تلحقهآ , تمنت بهآللحظه لو إنهآ علبـة مويـه تقدر وبهآلسهوله تبتعـد , ركض , أو دحرجـه , آلمهم بـ النهآيـه إنهآ تستقر بعيداً عنه ... تحت التسريحــه !

إنتقلت عيونهآ المرتعبه من قزآزة آلمويه لـ عيونـه , تسألـه بوجههآ آلمذعور وش إللي نآوي عليـه !
آلملآمح آلمستفهمه آلمستفسره عن طبيعة نوآيآه إللي هي تدري مسبقاً عن مكنونهآ صآحبهآ ملآمح متوسلـه , ترتجيـه ينفض عن بآله هآللي يفكر فيـه , مآ أمدآهآ من أمسّ يستريح جسمهآ أو حتى تهدآ إنفعآلآتهآ الدآخليّه .. الرحمـه يآرآئــف !

رآئف إللي قرر فعلاً يرحمهآ ............ بس بطريقتـه !
رمى آلسيقآره بـ الأرض دآيس عليهآ مطفيهآ بـ كعب قدمـه اليمنى الحآفيـه !
أدخل يديه بـ الجيب الأيمن لـ بنطلونه آلقطنـي آلوسيـع كحلي آللون بـ خط أبيض رفيع على الجآنبين , خصر وآطي بربآط مفتوح ..

طلع جوآله إللي مآأصدر من الصوت إلآ إهتزآز , سحب على الشآشه وبآقي عيونه عليهآ بنفس النظره المريبه: هـلآ بِشـر – ليش مآرديت من أول ! – أهـآآ – لآ مآفيـه , بس أعلمك إني مآبدآوم آليوم –
وكأنهآ نظرته هآللحظه أرسلت لهآ إشآره , وآضحه وصريحه , أكمل من بعدهآ: إيـه , ولآ بكـرهـ ..... ولآ بعـده – هههه إجآزه , ولآ مآيحق لي ؟! – آممم أجل أبيك تستلم إنت الشغـل وأبو فيصل معك أكيد ( قآصد أخوه طلآل ) , وإن فيه أي إجتمآعآت أجلهآ لبعد هآلثلآث أيآم – آممم , إيـه – تمـآم – سـلآم ........!

أرجع جوآله لـ جيبه مقبل صوبهآ بـ خطوآت شيطآنيّه متبآطئـه , متلكعـه , قآصد إثآرة هآلشيّ إللي يشوفه بوجههآ وبوضــوح ... آلخـوف , آلذعـر , والإرتعــآب !
مآكآن لها مفرّ , البآب من ورآهآ ملصق بظهرهآ ومقفـل , بآب البلكون قدآمهآ , وورآهـ !
طلع يديه من جيوبه محتضن وجههآ آلصغير بضغط خفيف من إبهآميه على خديهآ آلمنتفخيـن إلآ إنهم عيوّآ يهبطوآ , هآلإنتفآخ مو بسبب آلهوآء ..

بعقدة حآجبين دخل سبآبته اليمنى وإبهآمه لفمهآ المطبق بـ القوّه , جآبرهآ تفتحه بيده اليسرى إللي مسكت رآسهآ من مؤخرتـه .. وكأنه أخيراً قدر يمسك هآلشيّ آلكبير بفمهآ الصغيـر !
بهدوء طلع إصبعيه القآبضين على هآلكتله آلمجهوله وإللي إتضحت له توّ مآ أخرجهآ ... حبـة فرآوله كآمله من الحجم الكبيـر ..
نآظرهآ بوجه مستفهم وهو يشوف جآنب وجههآ الأيسر إللي ردّ لطبيعته بينمآ الأيمن بآقي منتفـخ والظآهر إن فيه حبة فرآوله ثآنيـه بـ الدآخـل !

هدت نفسهآ لحظآت من شآفت إبتسآمه جآنبيه قصيره وغريبه بوجهه ومآسرع مآتأهبت ملآمحهآ بـ ترقـب , عيونهآ ثآقبه محتـده مسدده تجآهه وهو يقرب يده بـ حبة الفرآوله إللي توّه وأخرجهآ من فمهآ , مدخلـهآ فمــه !
سيلآن شفآف إنسآب من زآوية فمهآ اليمنى بسبب آلحبه إللي طآلت وهي بفمهآ مآتحركـت بينمآ تعلقت هو عيونه عليهآ بـ نظره غريبـه , ومريبـه .. إمتدت يده بهدوء مآسح لهآ آللعآب إللي سآل من زآوية فمهآ وعيونهآ بآقي محتده على حركـة بلعومه البطيئـه وهو يبلـع .. وبـ إحتدآد أكثر توسعت عيونهآ مبعده رآسهآ في محآوله تفلت من يده إللي رصت بـ أصآبعه على خديهآ ضآغط على حبة الفرآوله بفمهآ , وإستجآبـة للتهديـد بعيونه , مضغضتهآ بـ صعوبه بآلعتها بـ صعوبه أكبر مصدره صـوت وآضـح وهي تبلع ليهمس لهآ بخفوت بعدمآ مسك معصمهآ الممسك بعلبة الفرآوله البلآستيكيّه الشفآفه رآفعتهآ لمنتصف صدرهآ كـ حجآب حآجز يمنـع ملآمسة صدره لصدرهآ , وبهدوء أنزل يدهآ سآئلهآ: مآرح نفطــر ؟

ردت وبلعت ريقهآ وهي ترمش بتوآلي ردت عليه بـ إرتبآك: إفففففــــ .. إفتــ , إفتــح .. البــآب
سألهآ بنفس الهمس الخآفت: ليــش ؟
شدت فمهآ المطبق ومعه إنشدت عروق رقبتهآ مدوره عيونهآ يمنه ويسره قبل تجآوبه بنفس التلعثم: عشششــآآن , عشـآآ , عشـآن .... نفطــر
هزّ رآسه نفياً بحركه بطيئه مردف: بنفطـــر ..... ونتغــــدآ ..... ونتعشــآ .............. هنــآ
نآظرته بسرعه وإنتبآه , وجهها مستفهـم مستفسر عن القصد ليجآوبهآ هو بميلـة رآسه الجآنبيه للشيّ إللي ورآه مكمل بهمس: هنـآ بـ الغرفــه ........ على السريـر

من قآلهآ وهي عيونهآ على السرير من ورآه إللي أشآره تجآهه بحركة رآسه إلآ ورد الإنقآبض لكآمل جسمهآ , تزحزحت خطوه من مكآنهآ يميناً وآلتعبير بوجههآ رآفــض ليحآوط وسطهآ بيديه آلممسكين بخصرهآ: مآرح تفطرينـي ! ترآني جيعآن

أبعدت نفسهآ عنه بسرعه يوم بسطت رآحتيهآ بوسط صدره مآنعته فآكه نفسهآ من حصآر يديه معطيته ظهرهآ مجآوبته بشيّ من آلقوّه آلمصطنعه: أنآ لآزم أستحمـى عشآن أصلـي الأول أبل أي حآقـه , مصليتـش الفـقر ولآ الضُـهر ..
قوس فمه مع إيمآءاً رآس خفيفه بـ إعجآب , جآوبهآ من بعدهآ ببرود وهو يمدد على السرير: تمـآم .. تسبحـي وصلـي وأنآ أنتظـرك

نآظرته بعيون موسعه إستنكآراً: إزآي وإنتآ حضـرتك آفـل البآب ! إفتحـه
رآئف: هذآ البآنيو قدآمك وفوقـه الدش , تسبحـي فيـه ...
نآظرت بـ الكآبينـه القزآزيـه آلمرتفعه عن الأرض ثلآث درجآت رخآميّه سودآء , آلمكآن إللي حبست فيه نفسهآ بـ أول يوم لهآ بهآلجنآح هروباً منـه ! الكآبينه القزآزيّه إللي يشف قزآزهآ أو يعتم بضغطـة زر من الريموت !
أطبقت فمهآ قهراً " أنآ عآرفه إللي فـ دمآغـك .. دآ بعينـك يآزفـــت "
ضربت الأرض برجلهآ إعترآضاً مكوره قبضتيهآ الصغيره: بلآش لعب عيآل يآرآئـف وإفتح البآب , عآوزه أعمـل حمّآم

....: إعملـي هنآ , فيـه بلآعـه وفيه صرف ... – رفع الريموت صوب شآشة البلآزمآ آلمثبته على الجدآر قدآمه مبآشرة مشغلهآ وهو يكمل كلآمه ببرود – كلّ شيّ تبينـه موجود بهآلغرفـه , فلآ تفكرين إنك تطلعيـن منهآ إلآ بعـد ثلآث أيـآم ... فهمتـي يآقطوتـي ؟
ضيقت عيونهآ أقصآهم بـ إستنكآر: إيــــــــه !!!
نآظرهآ وآلجمود بوجهه: مو حبستينـي عندك بـ أول ثلآث أيآم زوآجـي ! دورك يآقطوتـي أحبسك أول ثلآث أيآم زوآجـك
أطبقت فمهآ بقهر: النهرده أول يوم فـ السنـه , عيدميلآد دآرين مش هتروح ليهآ !! هتزعـل !
جآوبهآ وعيونه بـ الشآشه قدآمه: برآضيهــآ

ردت وضربت رجلهآ بـ الأرض إعترآضاً: أنآ كمآن قعآنـه , عآوزه آكــل
إرتفعوآ حآجبيه إستنكآراً لبلآهة عذرهآ , أول تبي تتحمم , همّ تصلـي , من بعدهآ تبي الحمّآم , هم الحين جيعآنه !
تحسس آلسرير من جمبه كـ إشآره ينآظرهآ بـ إبتسآمه: تعآلي يآقلبـي وأنآ أشبعــك
لآ إرآدياً تلألأت عيونهآ الصغآر بدموع سريعه , هذآ الرجّآل بدآئي بكل شيّ , جريئ , وجرأته خآدشـه , مآعنده ذرة مرآعآه حتى فـ إنتقآء كلمآته !
....: إنت سآفـــل ومش محترم
....: لسآنك هذآ يآقطوتـي طويل ويبآلـه قـصّ

للمره إللي مآتذكر عددهآ ضربت رجلهآ بـ الأرض موليته ظهرهآ بعدمآ أطلقت سبتهآ آلكوميديه بـ النسبه له: وآحــد أليـــل الأدب

أرجعت رآسهآ لـ ورآ تنآظر بـ السقف مآسحه دموعها بظهر يمنآهآ ومآسرع مآنتفض جسمهآ مخترعـه من حآوطهآ بيديه ..
جت بتبتعد إلآ وأحكم يديه آلثنتين ملتفه حولهآ مستقره على بطنهآ , ملصق صدره بظهرهآ هآمس بـ أذنهآ: لآتنكريـن إنهآ قلـة أدب حلـوه
أرخت كتوفهآ بيأس رآقه ملآمحهآ إدعآءاً للبكآء: وآللهـي العظيـم إنت أليـل الأدب يآرآئــف ءآآآآآآآآآ
طبع قبلته آلرقيقه على جآنب عنقهآ الأيمن: بذمتك مآحبيتي قلة الأدب هذي !

سددت ضربه من رجلهآ اليمنى لرجله اليمنى وكأنهآ تضرب الأرض نآفخه صدرهآ تبي تحرر نفسهآ: لآء محبيتهآش , إلـت أدب وحشـه وموئرفه زيــك
كتفهآ بذرآعيه وهو يضحك: ههههه كذآبـــه
وحده وحده حست إنهآ ترتفع عن الأرض , بدآ يرفعهآ وهو بآقي مكتفهآ: لآآء مبكدبـش , كآنت وحشــه , ومحبيتهــآش , ومش عآوزه أكررهـــــآآآآآآ
.....: كذآبه يآقطوتـي

رفست برجولهآ رآجيه الفكآك وهو يقرب بهآ للسرير: لآآ مش كدآبــــه , لآآآآآآ , سيبنــــي , سيبنـــي بئـولـــك مش عــآآآآآوزآآآآآآآآ
رآئف: هذآ أمس وإنتي تصيحيــن وتترجيـن مآ أفكك ولآ أخليـك , اليوم مش عآوزه ! وشهو إللي مش عآوزه !
خبت وجههآ بيدينهآ وقد صبغهآ الإحرآج , هذآ الآدمـي أبدّ مآيحسّ ! مآيفهم ! مآيرآعي وش إللي ينقآل ووش إللي لآ !

صآحت بنبره أقرب للإدعآء البآكي: ءآآآآآآآآآ بكرهـــك يآرآآآآئـــــف
أنزلهآ بهدوء على السرير إللي جلست على طرفه ورجولهآ بـ الأرض بينمآ ثنى هو سآقه الأيسر على وركيهآ مثبتهآ وهو يفتح درج الكومدينه يدور عالشيّ اللي ببآله: وأنآ لآزم كل مره أثبتك !
كآنت عيونه تتآبعه وهو يحوس بـ الدرج لحد مآحصل أخيراً إللي كآن يدوره .. وإللي مآكآن بـ الآخير إلآ ظفّآره – قصآصة أظآفر –
سألته ببرآءه: هتعمـل إيــه !!
رفعهآ لوجههآ مجآوبهى بهدوء: أبقص لك هآلأظآفــر .. مآخليتي مكآن بجسمي أمس إلآ وشخطينـي
توسعت عيونهآ فآتحه فمهآ بتعبير متفآجئ وهي تشوف جآنب عنقه وآثآر أظآفر مغروزه بجلده ومسحوبه للأخيـر , سألته ببلآهه: أنآ إللي عملـت كـدآ !!!

أطبق فمه بـ أسى مع إيمآءة رآس إيجآبيه: مو قلت لك قطوه شرسـه ويبآلهآ ترويض !
نآظرته بعيون مدمعه وفمّ مقوس , كآنت مستسلمـه هآلمرهـ لحد مآعلت نغمة جوآلهآ بوصول رسآلـه , بسرعه رفعته عن الكومدينه فآتحتهآ , حآجبين مقطبين أقصآهم وعيون موسعـه بنظره حآده وهي تقرأ مقربه الجوآل من وجههآ وبـ القوّه سحب منهآ الجوآل: وش إللي تقريــ ............ ــنــــه

قآل الأخيره بـ بهتآن شبه مسموع وعيونه تمرر على كلمآت الرسآله القصييره آلمرسلـه بـ إسـم Noosy , آلدلـع إللي مآ أشآر إلآ لـ أختـه , نسمـه ..
(( حـوووور بموووت , بموت وآلله بموت , فرحآنه وقلبي من فرحته يعورنـي ))
إرتفـع حآجبه الأيسر بزآويه حآده إستنكآراً للي قرآه بينمآ أخفضت هي رآسهآ عآضه على شفتهآ السفلى بـ إحرآج شديـد وخصوصاً بعدمآ شآفت تعبير الإندهآش الإستنكآري بوجهه , كأن هذآ هو إللي كآن نآقص مآصآر , وآلحين صآر ...

" يآلهــــــــوي ع الفضيحـــه , ربنآ يآخدك يآنسمــه يآغبيّـه هوآ دآ وئتـك تبعتـي الرسآله المنيله بستين نيله دي !! يآلهـوي رآئـف أكيد فهمهآ ! ههههههه يخرررررب بيتـــــك , يآرب تموتي بقـد عآآآآآ ....."
بـ نظره تحتيّه رآقبت آلجوآل بعدمآ أرجعه للكومدينه مخلل أصآبع يده اليسرى بشعرهآ المنتفش يحك لهآ فروتهآ بهدوء ومدآعبه , هآمس بـ لعآنه: هآ يآقطوتـي ,, مآتبيــن تموتيــن إنتي بعـد !!!



/
/

/
/


بجنآحهآ آلكئيب , آلمظلـم إلآ من إضآءة الأبآجوره الإستيل آلعموديـه مثبته بـ الأرض وعمودهآ مآئل يضوي بـ لمبتـه آلزرقآء الخآفته على جآنبهآ الأيسر وهي مقعده فوق سريرهآ ضآمه سآقيهآ لصدرهآ محآوطتهآ بذرآعيهآ وذقنهآ مسند لمآ بين ركبتيهآ ...

كل شيّ غريب , وكل شيّ حولهآ مريب , كل إللي يصير شيّ غير وآقعـي , ضرب من الخيـآل , أو الجنـون ...
معآنآتهآ كآنت أولاً من مآلـك وإعتقآدهآ إللي مآتزحزح بوصـه عن مكآنه بكون هآلرجّآل مريض نفسياً يعآني من الإنفصآم .. شخصيتين بـ جسم وآحد وعقل وآحـد .. إلآ إن آلمرض كل مآله يمتد ويتسـع ويشمل غيرهـ من النآس .. وصل لأهلهـآ , أمهآ وأختهآ .. شلون هآلكلآم يكون ! أو كآن !
كيف يعنـي كآنت حآمـل وأجهـض جنينهآ ! كيف يعنـي أحد شآفهآ ! وكيف سأل عنهآ وكيف طلعـت فعلاً هي نفسهآ تغريـد , تغريد بنت محصن عبدآلله !

أي حمـل ! متى حملـت ! ومن مين حملـت ! ليش هآلكلآم ! وليش كذآ يقولون ! ليش مآلك يظن إنه بيوم كآن يعرفنـي , إنه شآفنـي , قعد ويآي و ........
وليش أهلهآ آلحين كذآ يقولون ! شآفوني , وعرفونـي ...
عوآصف من الأفكآر تجيبهآ وتوديّهآ .. صدآع نصفـي حآد ومؤلـم يعتصر دمآغهآ آلمشتته أفكآره ...
جفنيهآ تحسّ بثقلهـم وكأنهم إجبآراً ينغلقوآ , إلآ إنهم مفتوحيـن , عتمـه تحسّهآ بـ البطيئ تغشآهآ ...

....: آلحيــن تعلمينــي آلموضــوع من أولــه ...

نآظرت ذآك إللي وقف فوق رآسهآ , شيئ من الغضب يعلوهـ إلآ إنه خفـي , مكبـوت ... يكلمهآ بجفآء والكلآم من بين أسنآنه طآلع قآسـي , منبـه ومتوعـد .. محـذر ومهدد: وإيآني وإيآك تكذبيــن يآتغريــــــــد
بلعت ريقهآ وهي تحسّ بـ إحتقآن في حلقهآ , شكلهآ بوآدر علآمآت دور إنفلونزآ شديد وقآسي .. رمشت بـ التوآلي علّهآ تقدر تميز شكلـه الضبآبي إلآ إن غشآءة عينهآ مآنعتهآ من التركيز ... أصوآت كثيره برآسهآ متدآخلـه , خفقآن سريـع لقلبهآ , وأنفآس بطئيــه لصدرهآ ..

....: أي حمل هذآ إللي تكلموآ عنه هلـك !
تغريد: ................
عآد سؤآله بتشديد من بين أسنآنه آلمطبقـه بـ جزّ مؤلم له: أي حمــل هذآ يآتغريـــــد ,,, تكلمـــــــــــــي
إعتصرت عيونهآ بآلقوّه مشدده من ضمتهآ لسآقيهآ إللي أسندت جبينهآ عليهم بلآ جوآب ... آلسفــه إللي أوصلـه لأقصـى مرآحـل جنونـــه , هو بآلحيل يجآهد نفسه ويبين متمآسـك ووآقف بنفسه يسألهآ عن حملهــآ .. حمل مرتـه إللي مآلمسهــآ !
وهي بكل برود تسفــهه !
بقوّة قهـر دآخلـي وألــم , وحسـره , غلغل أصآبع يده اليمنى معتصر شعيرآتهآ حد إقتلآعهم من جذورهم جآبرهآ ترفع رآسهآ عن ركبتيهآ المضمومتين تنآظره بوهـن وقد إمتلت عيونهآ بـ دموع صآمتـه: أي حمــل هذآ يآتغــريــــد هــآآآآه !! أي حمــــــــــل .. تكلمـــي يآسآآقطــــ **

نفض رآسهآ من قبضته آلعنيفـه يشوف بآقي شعيرآت من رآسهآ بين أصآبعه بعدمآ مآلت على السرير مرتميه عليه بجمبهآ الأيمن منتفض صدرهآ بشهقآت مكبوته ويدهآ على فمهآ: مـــ .... مآآآآآ أدري ... وآلله مآ أدري .. – طلعت الأخيره معهآ مبحوحه مسحوبه شبه مسموعه –

وبكـل وحشيّـه , وهمجيّـه وإفترآس , إنقـضّ فوقهآ , على ركبتيه , مفرق مآبين رجليـه حول وسطهآ مشمر عن سآعديـه , وبـ إنفعآل كآن أقرب للفوضويّـه , آلتشـتت والإغتصـآب .. بدآ يفك أزرآر ثوبـه البنـي الشتوي بعيون جآحظـه مطلقـه شرآرت آلقهـر , والجـرح .... وألم الخيآنـه: مآتدريـــــــــن !! شللي مآتدرينــــه !! تمنعينـي عنك وأنآ زوجـــك وتحمليـــــن من غيـــري !! أنآآ يآبنـــــت الكلــ ** يآعآهـــ ** أنآآآ !! أنآ تسويـــــن فينـــي كذآآآ
رفسـت برجليهآ آلرفسـه إللي أزآحتهآ من تحته خطوه إلآ إنهآ مآزآلت تحت حكمـه بعيون متورمـه من البكآ , ملآمـح جزعـه مذعوره أطلقت صرختهآ النآفيه تمنعه: لآآآآآآآآآآآآآ
- لآ – إللي مآمتد مدآهآ لأبعد من جدآن الغرفـه يوم قطعهآ بـ كـفّ قـويّ إستقر من يده اليمنى على صدغهآ الأيسر مخرسهآ ...

في قمّة ثورآنـه وغضبـه الأعمـى , ألجمهآ بكفّـه الأيسر إللي كتم بـه فمهآ وبينمآه آلوحشيّه شدّ سحآب آلسويتشيرت آلشتوي حقهآ بلونه الأسود كآشف عن آلتوب الرمآدي من تحته إللي كشف عن جزء كبير من صدرهآ بقصته الوآسعه – بـ أنفآس مقطوعه , لآهثـه ومبحوحه - : أبآخـذ منك حقي يآتغريـد كآمـل مكمـــل , وآللـــــــــــــــه إن تجربيـن العذآب وتعيشينـــه

أطبقت يديهآ على يده آلممتده لملآبسهآ مآنعتـهآ تمتد أكثر وتطول أكثـر .. بعيونهآ رعب الكون , مآهيب قآدره تتكلـم , تصيـح أو تصرخ , كفـه الأيسـر ملجمهآ , مآنعهآ حتى من التنفــس ...
بحركـه دفآعيـه مآتبي منهآ إلآ تحرر أنفآسهآ المخنوقه من تحت يسرآه الحآكمه لفمهآ سحبت رجليهآ المضمومتين من تحت مفرق سآقيّـه , وبقـوّه مكبوتـه أبعدتـه بعنـف ضربـه قويّه , قآسيـه وأليمـه .. سددتهآ لبطنـه من بآطن رجليهآ المضمومتين ...

كمآ الهآرب , فرت من تحت إيـده مرتميـه بـ الأرض , أولى خطوآتهآ كآنت حبـو لـحد مآتمآلكت نفسهآ ووقفت على رجولهآ هآربــه ركضاً , بلآ وعـي , أو إدرآك ... كل مآببآلهآ هـو آلهـروب والإبتعآد .. لأقصـى مسآفـه , ولأبعـد مكآن ...
الرؤيـه قدآمهآ مغشيّـه , دموعهآ منهآلـه ومنهآرهـ , مآوقفت , ولآهدت ..
شعرهآ فوضوضي , مبعثـر ... نصفهآ العلوي شبـه عآري .. آلسويشيرت مفتوح شقيـه .. مآئل عن كتفهآ الأيمن كآشفـه ... عنقهآ الأبيض محمــر , وآثآر أصآبـع أو أظآفـر محفورهـ بجلدهآ آلصآفــي ...

فتحــة بآب سريعـــه ومفآجئـــــه دخلــت ومعهآ دخـل نفحــة هوآء بآرد مبددهـ الدفـآ .... الرآحــه .... والإسترخـآء .. لـ تفآجتئ , ذهول , ودهشــه !

بـ ترآخي إنفك الجوآل من مسكته الهآدئـه البآردهـ ليستقر على السرير جمبـه , عيونـه موسعـه , وفمـه منفغـر .. مآ أمدآه حتى يجمـع شتآت نفسـه من هول إللي يشوفـه إلآ وأقبلـت صوبـه رآكضـه , ذرآعهآ الأيسر ممتد ورآهآ كـ إشآره للي يتبعهآ ... وجههآ مصفـر مرتعـب , عيونهآ بآكيـه متورمـه ... إجمآلاً مآكآن شكلهآ إلآ أوضـح صورهـ عن حآلـة إغتصآب بقدرة قآدر قد فلـتت منهـآ !
وقف عن سريره بسرعه بعيون مفجوعـه , توه يده اليمنى بتمتد لكتفهآ الأيسر إلآ وتشنجـت مصلبـه بـ الهوآء على صرخته آلمهــدده: لآتلمسهـــــــــــــــآآآآآ

مآ أمدآه يلتفت يمينه إلآ وحسّ بقوّه تشده للورآء .. شيّ محكم يجره من قميصـه مبتعد به للخلـف ... أصآبـع وكأنهآ تشنجت بمسكتهآ تسحبـه ... جسم كآن مقآبله وآلحيـن توآرى من خلفـه ...
نآظره بـ ذهول عآتي وشيئّ من الإستيعآب قد بدآ يشق طريقه لذهنه .. هذي المرتعبـه محتمـيه من ورآهـ زوجـة أخوه , أخوه نفسه إللي يشوفـه وكأنه يشوف شيطآنـه ...
إنفرجوآ شفتيـه بهمـس إستنكآري مآطلـع صوتـه بـ إسمـه .. – مآلــك – مآلك إللي أقبل صوبه وهآلـه من الإشتعآل محآوطته ... كلّ مآفيـه بآرز , جآحـظ , ومخيـف ..

....: لآتلمسهــــآآ .. لآتلمسهــــآ يآكلـــــــــــب
إتسعوآ عيونه أقصآهم من وقـع الشتيمـه ... مآ أمدآه حتى يرد الآ وإمتدت يدّ مآلك لكتف ذيك إللي ورآه تشآهق ببكآ مريــر: ورآ منـو محتميـــه !! ورآ عشيقـــك يآفآجـ ** , يآعآهـ ** يآبنـت الـ *****

كــفّ حديدي , فولآذي .. قآسي , عنيف , وأليــم .. إستقر على صدغه مصدر صوت صفقـه صآرخـه لآسعـه أتبعهآ بـ شده قويّـه من شقي ثوبـه المفتوح محذره من بين أسنآنه بغضب: إحفــظ لسآنـك يآمآلـــــك
غرغـره متلألأه بعيونـه .. دموع حبيسـه .. قهـر مكبوت وغيـظ مكبـوح .. سأله بـ حـزن أقرب للعتآب: ليـش يآسنــد !
سند: ............
....: ليـش تغريـد يآسنــد !! ليــش مرتــي !!
ضآقت عيونه بـ إستنكآر شديد , غير مصـدق الإنكسآر إللي بعيونه والجرح إللي بـ صوتـه .. يلوم عليـه ويعآتب .. لوم الغـدر وعتآب الخيآنـه .. شلون تجرأ !

....: مرتـي حملـت , وأجهضــت , مرتـي إللي مآلمستهـآ من يوم تزوجتهـآ .. مرتـي إللي تقـول عنهآ حبيبتـك .. مرتـي إللي صورتهآ بمحفظتــك ..... ليــــش !!!

بهدوء , وترآخـي , إنحلـت قبضتيه المشدده فآكـه شقي ثوبـه بتعبير أقرب للصدمـه , ذهـول إستنكآري .. رآفـض تصديق أو حتى إستيعآب إللي سمعـه ..
مآلك مآلمـس زوجتـه , مآلمسهـآ وحملـت , وأجهـض حملهآ .. شلون حملـت أجـل ! وشلـون طـرآلـ ................ – إتسعت عيونـه من وقـع الإستيعآب , لحظآت إلي إستغرقهآ لحد مآكتملت له الصورهـ , وللي يقصده مآلك ... صورة تغريد اللي بمحفظتـه , هو قآصدهآ .. وقآصـد بعـد إنه هو آلسبب في حملهــآ !! أي تفكير شآذ منحرف هذآ إللي يفكـر فيـه ! شلون طرآله يفكر بهآلشيّ الخبيـث ! شلون طآوعه عقلـه وقلبـه !

إلتفت ورآه ببلعـة ريق جآف من هول الصدمآت المتوآليه على وقع أذنيه – سألهآ بـ بهتآن شبه مسموع - : كنتـي حآمـــل ؟!!!

لآ إرآدياً فكت يديهآ من مسكة قميصـه مرتميه بـ الأرض على ركبتيهآ بوضع التشهـد , إنتقلت دموعهآ المتوآليه من خديهآ للأرض .. بـ نحيـب مرير وتوسل بآكي تترجآهم يصدقونهآ: وآلله مآحملـــــــت , وآلله مآحــد لمسنـــــي , أنآ لســه بنــــت – نآظرت مآلك بعيون منكسره تتوسلـه بصوت مبحوح مجروح – مآحـد لمسنـي يآمآلـــك , وربي مآحد لمسنـــي , لآ إنت ولآ غيــرك .. مآحــــــــــــــد لمسنـيــــــــــــــــه – قآلت الأخيره بصرخه مبحوحـه وهي تلطـم خديهآ في حآلـة إنهيآر تآم , بسرعـة بديهه تدآرك سند الموضوع رآكض صوب شمآعته الإستيل آلطوليّه جمب الدولآب شآد شمآغه الأحمر من عليهآ مرتمي بطوله على ركبتيه جمبهآ بـ الأرض ... غطآ رآسهآ والجزء الأمآمي المكشوف من صدرهآ ويديه على لوحي كتفيهآ شآد عليهم بآلقوّه حآثهآ تهدئ من ثورتهآ بينمآ مآلك على وضعـه .. سآكن الصوت والتصـرف ...

كلّ شيّ كآن يسويّه سند قدآم مآلك مآكآن يزيده إلآ جرح وعذآب ..
غصباً عنه طآحت دمعـه وحيده على خده الأيمـن تدآركهآ بمسحه من ظهر يده اليمنى .. الحركـه إللي بـ التأكيد مآخفت عن سنـد إللي وسـع عيونـه أقصآهم بذهول من ردى حآل أخوه وإللي يحسّـه .. وصلت به الموآصيـل يبكـي ؟ أي ظنون خبيثـه هذي إللي بعقلـه ! وأي عآطفـه جبآره هذي إللي بقلبـه !

....: وآلله كــــذب , يآنآآآس كــذب , آآآآآآآآهــــ يآآآرب

قآلت الـ آهـ بحرقــه , أحرقت قلبي الإثنيـن قدآمهآ .. إلآ إن وآحد فيهم وآسآهآ بشدة يده على كتفهآ الأيمن: أدري إنه كـذب .. وأدري إنك مآحملتـي .. وأدري إن مآحد لمســك حتى مآلـك .. لآ بزوآجك ولآ قبل زوآجــك
بسرعه رفعت رآسهآ له متعلقه عيونهآ البآكيه المتورمه بعيونه الحآده .. وجههآ محمـر , مبلل , مخآطهآ غزير سآيــل .. شفتيهآ متأججه بلون أحمر قآنـي .. سألته الصدق بعيونهآ وبعيون مآلك ميـة دمعـة حـزن , وألـف إنكسآر ..
وقف سند عن الأرض بهدوء متعلقه عيونه بذيك آلدخيلـه على بآب غرفته وصدمـة قآسيه متمكنه من تعآبير وجههآ البآهت .. المتسآئل وآلمستفهم , شكلهآ مآحضرت إلآ النهآيـه ...
أغمض عيونه بـ همّ شآد على اللوح الأيمن لـ كتف مآلك بـ هدوء: تعآل أبيــك
قآلهآ إلآ إن مآلك بعده بمكآنه , ثآبت مآتزحزح وكأنه مسمره رجوله بـ الأرض ..

....: وش إللي يصير !!
من قآلتهآ أصآله وهي على البآب , بلع مآلك ريقه مخفض بصره للي طآيحه بـ أرضهآ على وضعهآ ..
أقبلت صوبهم والإرتعآب بوجههآ وعيونهآ صوب تغريد مبآشرة: وش اللي صآر !! شفيهـــآ !!
سند: سآعديهآ تقوم تغسل وجههآ وترتآح هني بـ الغرفـه , ولآ تعلمين أحد
مررت عيونهآ مآبين تغريد ومآلك ثم إستقرت بـ الأخير على سند: سند وش إللي صآر ! – سألت بـ تشكك موسعه عيونه بـ تحري للإجآبه - : ضربهـــآ !!!

شد شفتيه بـ تململ من زود أسئلتهآ إللي مآهيب أبدّ بوقتهآ , مسك مرفق مآلك حآثه يتزحزح بآلقوّه عن مكآنه: بعديـن أعلمــك .. سآعديهآ آلحين وإتركيهآ بروحهآ تهدى .. لآ تضغطين عليهآ أصآله ولآتسألينهآ شيّ
بـ إستجآبه سريعه أومأت رآسهآ إيجآباً جآلسه بـ الأرض جمب تغريد تملس على ظهرهآ بـ حنآن ريحه وجيّه هآدئه بينمآ شدّ سند مآلك من مرفقـه مجبره بآلقوّه يتحرك معـه: تعــــآآآل ........


/
/



نيويوركـ آلبآردهـ ..

رفع عيونه للسآعه دآئريّة الشكل سودآء الإطآر آلمعلقه بـ الجدآر وبوسطها صورة صليب متوسط الحجـم مشيره عقآربهآ للـسآدسه مسآءاً .. لوى فمه بـ إنزعآج وعيونه تخزه بـ كُـره , ممدد وكأنه ببيت أبوه ولآ على كيفه !
مآلقى الآ إنه يسحب مخده صغيرة الحجم مربعة الشكـل ضآمهآ لصدره مرخي جسمـه بـ إستسلآم من بعد شقآء شغل اليوم بـ المخبـز إلآ إنه مآ أمدآه يتهنى بمجرد الفكره من جآه صوته هآدئ وهو مدعي آلغفوه: أنت تعلم أني لن أغفر لك , ولن أرحمك إن أصبتهآ بـ أي أذى !

قلب عيونه وشيئ من التوتر قد صآبـه: ولمآ أؤذيهآ !
نجم: لآ أعلم , فقط لآيمكنني آلوثوق بشخص سِكيّر , متحرش , مغتصـب
كور قبضتيه بقهر جآهد إنه مآيطلع بنبرة صوته المخنوقه جبراً: ومن تكون أنـت ! هآ !
....: قلت سآبقاً , أنآ رَجلهـآ
جوزيف: ليلآ لم تخبرني مسبقاً شيئاً عنك !
نجم: وكذلك لم تخبرني شيئاً عنك

سكـت لحظآت وبجوفه أعآصير من الأفكآر , برغم قسوته الظآهريّه إللي يشوفهآ إلآ إن مكنونه كآن مشع أكثر , وآضح أكثر , ظآهر أكثر وأكثر .. آللهجـه التحكميّه إللي يتكلم فيهآ مآتدل إلآ عن فرط العآطفـه , والغيـره والتملـك .. إهآنآته المتوآليه إللي يسببهآ لنفسـه مآهيب من عدم , وش إللي بيجبر رجـل مكتمل الرجوله على إذلآل نفسـه قبآل بنت نآقصـه الأنوثـه إلآ إن كآن قد شآف فيهآ إللي يفوق الأنوثه الظآهريه الكثيـر .. شيّ مكنونه سحره , أسـره , أجبـره ثم أخضعـه ..

....: إنهآ مُسلمـه , لطآلمآ كآنت مسلمـه
فتح نجم عيونه إللي ثبتهآ عليه بـ جمود ليكمل هو بنفس الهدوء: لم يكن هنآك من حآجه لتلقينهآ شهآدة الإسلآم .. أستغرب وضعكمآ , تبدوآن متقآربآن جداً إلآ أن فجوة كبيره تفصل بينكمآ .. من لكنتـك إتضح لي أنك شآب عربـي , من الخليـج

....: مصري آلجنسيـه , من وآلده سعوديه
فتح جوزيف فمه بـ إستيعآب: أهـآآ , هكذآ إذاً ..
قآلهآ مطلق تنهيده متعبه أردفهآ ببآقي كلآمه: أتعلم أن ليلآ من أصل سعودي .. كلآ وآلديهآ
على هآلمعلومـه إستقعد نجم بـ إنتبآه وظهره للكنبه من ورآه بـ إستقآمه معقد حآجبيه ليسأله جوزيف: أتعلم البقيّـه ؟
مطّ شفته السفلى بعدم معرفه: لآ أعلم شيئاً

أومأ رآسه بـ تفهم مكمل: أبوآهآ من السعوديّه , إرتبآطآ ببعضهمآ منذ كآنآ في الجآمعه , يبدو أنهمآ كآنآ متحررآن , الأمر الذي أدى إلى إنجآبهآ بطريق غير شرعي وغير مقبول في ديآنتكم ولآ مجتمعكم وهو الشيئ الذي أنكره وآلدهآ وأبرأ ذمته منهآ تآركاً فآطمـه وحدهآ من تتحمل المسئوليه
إنعقدوآ حآجبيه أكثر بتسآؤل: فآطمــه !!
جوزيف: وآلدة ليـلآ

رفع ذقنه بـ فهـم ليكمل جوزيف: أتمت درآستها لحين إنجآبهآ , أعطتهآ إسم أبوي لآوجود لـه , تركتهآ لـ كآرين .. وبـ المنآسبه كآرين زوجتـي , كآنت زميلـة لهآ في الدرآسه الجآمعيّه وكآنتآ مقربتآن للغآيـه .. تزوجنآ انآ وكآرين وليلآ تحت عنآيتنآ ورعآيتنآ .. أنهت فآطمه الدرآسه وعآدت لبلدهآ .. لآ أعلم إن علم أحد من عآئلتهآ بـ الأمر ولكننآ تفآجئنآ بخبر زوآجهآ من شخص آخر .. ثم إنجآبهآ .. آلطفل تلو الآخـر .. كآنت تأتي لأمريكآ إجآزة شهريّه كل عآم , ترى ليلآ وليلآ ترآهآ .. دآم هذآ الأمر لحين تجآوزت ليلآ الخآمسة عشـر .. إنقطعت فآطمه عنآ وإنقطعت أيضاً مكآلمآتهآ الهآتفيّه , لم تعد ترسل لهآ الأموآل .. لم نعلم مآللذي حدث , ولم نستطع الإتصآل بهآ أو الوصول إليهآ بـ أي شكـل ..
....: هذآ يعني أن ليلآ تعرف من هي وآلدتهآ .. وتعرف أصلهآ
جوزيف: لآ تعرف شيئاً سوى إسم فآطمه وشكلهآ .. لآ غيـر ..
سكت ثوآني وعيونه مصوبه بـ إنتبآه شديد وتركيز لـ جوزيـف , وخزه بقلبـه يحسهآ مثل النبض , موجـع .. شيّ ثقيل جآثم على أنفآسـه , خآنـق ..
بلع ريقه بـ مرآره سآئل بـ بهتآن: أكمــل ...

أرخى جوزيف ظهره للكنبه من ورآه: لم تكمل درآستهآ فقد آثرت تعلم شيئ حرفي لإعآلة نفسهآ .. سآعدتهآ كآرين في دخول مدرسه لتعلم الطهـي وفنونـه وقد أجآدت الإختيآر , فهي بآرعـه للغآيـه ..
نجم: هل كنت تؤذيهــآ !
نآظره جوزيف بـ جمود , عيون ثآبتـه مآرمش لهآ جفـن , أرخى من بعدهآ بصره للأرض وشيئ من الخجل قد إعترآه: أجـل .. كثيراً

شهق نجم نفس حآنق مغمض معه عيونه رآجي الصبر والثبآت بينمآ رد جوزيف ونآظره: أنآ حقاً نآدم .. ليلآ فتآه مسكينـه , عآنت الكثير ولم تكن تستحق البتـه أياً من تلك المعآملـه .. كنت شخصاً غير مبآلي سآبقاً , سكيـر , قعيـد وعآلـه .. بقدر معآنآة ليلآ مني فقد عآنت زوجتـي كآرين بآلقدر الممآثـل , لم يعد في صبرهم طآقة على إحتمآل أفعآلي المشينـه , يئست مني كآرين .. وهربت ليلآ , هربت ولم تعد إلآ بعدمآ غآدرت كآرين .. غآدرت بلآ رجعـه
أخفض نجم بصره شآد شفتيه المطبقـه بـ أسف إلآ إن جوزيف توسلـه بـ وهن حزين: لآتبعدهآ عني رجآءاً .. أشعر بـ الوحـده , وبـ الضعـف والعجـز .. ليلآ هي من أعآدتني إلى الحيآة من جديـد .. أقسم لك بـ أن لآ أؤذيهآ , فقط لآتبعدهآ عنـي ..

نآظره نجم ببرود ظآهري مطبق فمه بـ إعتذآر: لن أستطيـع , ليلآ فتآتـي , ولن أتركهآ أو أسمح لهآ بـ الإبتعآد
جوزيف: لآتبتعد أنت عنهآ ولآ تبعدهآ هي عنـي .. هل أنتمآ متحآبآن ؟ لمآ لآتنتقـل إلى هنـآ !
إحتدت نظرآته لوهلـه بـ تشتت وعدم إستيعآب الأخير من كلآم جوزيـف , آلفكره بـ مجملهآ رفضهآ عقلـه ولكن إستحسنهآ قلبه !

مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره وقف من بعدهآ شآد ظهره مرجع كتوفـه , بميلـة رآس يمنه ويسره يفك معهم التشنج بـ عنقـه الطويل الضخم: أنآ بغرفتهـآ .. أرسلهآ إليّ عند وصولهـآ

قآلهآ وأقفى بتجآهل لكل ملآمح الدهشـه إللي إنرسمت بوجه جوزيف ومآ أمدآه حتى يستفسـر !
رقى السلآلـم بخطوآت هآدئه وعيون مقيمّـه لكل تفصيـل صغير ودقيق يمر من عليـه وصولاً بـ النهآيـه لغرفتهآ إللي من على عتبتهآ وقبل يتخطآهآ تبددت الإبتسآمه وحل العبوس مكآنهآ بتعبير كآن أقرب للإشمئزآز ..

آلغرفـه طآفحـه بريحـة البينزيـن , تخيّل له لو أشعل آلحين سيقآره إحترق البيت بكبره ..
تخصر بيسرآه شآد على فمه بيده اليمنى مآسحه نزولاً لذقنه وعيونه تدور بـ زوآيآ الغرفـه المبهرجـه !
بآب دولآبهآ الصغير مفتوح على مصرآعيه وقد تدلى منه أكوآم من الملآبس ..
جزمآتهآ إللي كآنت أغلبهآ ريآضيّه بـ أربطـه مبعثره بكل مكآن من أرضيّة الغرفـه ..
كوفيآت منتثره وشرآبآت مرتميـه .. السرير منعفـس واللحآف بـ الأرض ..
شنطـة ملآبس للسفر مفتوحه بـ الأرض جمب الدولآب بـ أكوآم ملآبـس مبعثره !

أرجع رآسه أقصآه لورآ وهو يحسّ بتدفق أدرينآلين غريب إن مآلحق بنفسـه فـ الأكيد إنه بينفجـر ..
بسرعه فصـخ البآلطو الأسود من عليه والوآصل طوله لركبتيه معلقـه بـ أكرة البآب مشمر أكمآم بلوفره الشتوي رمآدي آللون فآتح ..

أول شيّ طآحت عليه عيونه هو الصليب العريض آلمعلق فوق صورتهآ , رفس جزآمتهآ المعترضه طريقه بـ الأرض مقبل صوبه وبقوّه شده من المسمآر فآكـه عن الجدآر .. دآرت عيونه بـ ترقب لوجود أي صليب إلآ إن إللي بيده كآن هو الوحيـد ..
ركنه ع الجدآر بـ الأرض برآ الغرفه إللي دخلهآ مره ثآنيه بنشآط متأجج .. صآر يلم جزمآتهآ من الأرض محتضنهم وبـ عصبيه ونفآذ صبر قطهم برآ الغرفـه ..

....: ليلآ الوصخـه , أحد يخلي حذيآنه بـ الغرفه إللي ينآم فيـهآ !!!
جمع المفرش واللحآف وأغطية المخدآت والملآبس المنتثره بـ الغرفـه صآرو قمم هرميّه على طول الممر الخآرجي للغرفـه ..

مسك وسطه بكلتآ يديه عآض على شفته السفلى وكأنه يفكر بشيّ ..
آلغرفـه صغيره إلآ إن ترتيب الأثآث فيهآ هو إللي معطيهآ هآلإنطبآع بضيقهآ .. السرير وقبآله الدولآب ..
الجدآر إللي فيه البآب هو نفسه إللي فيه التسريحـه ومقآبل له الشبآك المطل على الشآرع ..
وش بيصير لو نقل الدولآب مكآن التسريحـه والتسريحه هي إللي قبآل السرير ..
بهمّه مآقلّ إحتدآدهآ صآر يجر الأثآث محدث ضجـه كبيره بسبب زحزحتهآ عن الأرض الخشبيه ليرفـع الثآني بـ الدور الأول رآسه للسقف بعيون موسعه أقصآهآ متخوّف .. وش إللي قآعد يصير فـوق !
وقف عن كرسيه وآلرعب بعيونه " هل يحآول سرقتنآ !! وإن حآول من سيمنعـه ! يآ إله السمآوآت "

مآ أمدآه إلآ وشآفه مسرع قدآمه صوب المطبـخ المفتوح على الصآله يفتح بـ أدرآجـه العلويّه والسفليّـه سآحب منهآ كل إللي يبيـه وإللي مآكآن إلآ أدوآت تنظيـف وتعقيـم .. خذآ معآهم سطـل بلآسيكـي ومنشفـه صغيره ..
إنعقدوآ حآجبيه وبخطوآت بطيئه ثقيله ومتردده وقف عند السلآلم ينآظر بـ أعلآهآ من موقعـه ..

خطوآت متردده خطآهآ لدرجآت السلآلم لحد مآوصل آخره وعيونه معلقه بنهآية الممر لذآك إللي مندمـج يجمع أكوآم الملآبس بـ كيس من أكيآس الزبآله السودآء البلآستيكيّـه !
بلع ريقـه بـ تخوف مآيدري وش سببه إلآ إنه إستجمع قوى نفسـه وأقبل صوبه بنبره بآهته مستفهمه: مآللذي تفعلـه ؟

إلتفت له وهو حآني وسطه يلم الملآبس بعقدة حآجبين متكدره سأله بـ خليجيّه: عندكم غسّآلـه !!
قوس جوزيف شفتيه هآز رآسه بآلنفي آلحركه إللي معهآ أطبق فيهآ نجم فمه بقهر: مآشفت بحيآتي وصـخ زي هذآ إللي أشوفـه , هذي كيف عآيشـه ! تموت أحسـن ..
جوزيف: يوجد مغسلـه قريبه ..

رفع بقبضتيه كيسين من الأكيآس السودآء وقد إمتلوآ لآخرهم ملآبس: إيـه عرفتهآ .. بودي الملآبس وأجـي
قآلهآ مقفي عنه وعيون الثآني معلقـه بكتفيه العريضين وهو يختفي نزولاً بآخر آلممر ..
ردّ ينآظر بـ الغرفـه دآخلهآ بحذر في خطوآته وكأنه يمشي على طيـن وخآيف يزلق عليه ..
ذرآت من الترآب متطآيره , آلغرفـه مكتومـه , أكوآم من الترآب بـ الأرض يظهر بسببهآ طبعآت أقدآم إللي كآن يرتبهآ ..
قوس شفتيه بعدم فهم للي قآعد يصير إلآ إنه وبـ بديهيّه دخل غرفتـه مطلـع مفرش سرير مصفط بـ لحآفـه .. قطنـي نظيـف .. تآركـه بغرفـة ليلآ وعلى سريرهآ .. " يآ إلهـي سيرهق نفسه عبثاً , يآلحظك العآثـر أيهآ النجـم "

نزل الدور الأول بـ المطبـخ فآتح لـه علبـة عصيـر مشغـل مبآرآه قديمـه معآده , عشقـه الأزلـي .. الكنبـه الإسفنجيّه الضخمـه قدآم المبآريآت الريآضيه بمختلف أنوآعهآ !

دقآئق إللي إنفتح فيهآ البآب وتصفق بسرعه .. مآ أمدآه يتفت ورآه إلآ وشآف ظلـه يرقـى الدرج مكمـل بآقـي المهمـه بعدم إهتمآم " يآله من مغفـل .. ستخيب ليلآ كـل آمآلـــه خخخ "

كآن يشرب من العصير , أو يآكل من كيس البطآطس المقرمشـه وكل ثآنيه ترتفع عيونه للسقف من يسمـع صوت إرتطآم أو خبـط .. يقوس فمه بلآ مبآلآه ويرد ينآظر بـ الشآشـه ...
مرّ من الوقت قد مآمـرّ على نفس الحآل والمنوآل للحظـه إللي فتحت فيهآ البآب ومعهآ دخـل الكلـب الأصفـر يحك رآسه مآبين رجليهآ معثرهآ بخطوآتهآ وهي تضحك: شيكـــــس يآمشآآكـــس .. إبتعــد , آآآخ يآلك من كلب أحمـق
جوزيف: إصعـدي , للأحمـق الآخـر , فهو بـ إنتظآرك
إنعقدوآ حآجبيهآ فآكه كوفيتهآ الصوفيّه الكحليّه عن رقبتهآ والجآكيت منزلتهم على ذرآع الكنبه إللي جآلس عليهآ جوزيف: أي أحمـق !

رمقهآ بنظره مشمئزه من طرف عينه اليسرى: لآتجلبيـن سوى الحمقـى أمثآلك ..
أقفت عنه بلآ إهتمآم لكلآمه وعيونهآ صوب الدرج إللي رقته بوجـه منتبـه مترقـب ومعهآ الكلـب مسآيرهآ ..
مآطـه رقبتهآ تسبق نظرآتهآ خطوآتهآ لحد مآوصلت أخيراً لغرفتهآ وبعدهآ مآهيب فآهمـه شللي قآله جوزيف ووشهو قصده !

دفت بآبهآ بـ أطرآف يمنآهآ معقده حآجبيهآ , آلعقده إللي إنحلت فوراً موسعه معهآ عيونهآ لآخرهم فآغره فمهآ أقصآه من شآفته قدآمهآ ..
مصدر لهآ الجآنب الأيمن ركبتيه ملصقـه لمقدمة السرير يصفـط ملآبس كآنت أقرب لظنهآ إنهآ ملآبسهآ ...
قبل تدخل الغرفـه وقفهآ بـ أمر هآدئ وهو بآقي عيونه على الملآبس بيده يصفتهآ: إفصخـي إللي برجلك برآ
نآظرت موقع قدميهآ بـ إستغرآب مآسرع مآردت تنآظره: إنت وش تسوي هنآ !
رفع كتله من الملآبس المصفطه بعنآيه مدخلهم بـ رف من رفوف الدولآب إللي ترتبـوآ بـ عنآيئـه فآئقه: أنظـف لك الوصـخ

إرتفعوآ حآجبيهآ بـ بلآهه نآطقه إسمه بـ خفوت: نجــم !
أشر لهآ برآسه يسآراً: مدفي لك المويـه والملآبس بـ الحمّآم .. تروشي وبعدين نتفآهم
...: يعني إيش أتروش !
أغمض عيونه شآد فمه بقهر: يعني تسبحـي
رفعت حآجب وآحد بتعبير غبي: يعني إيش أتسبـح ؟
شهق نفس عصبي من خشمه إللي ضآقوآ فتحتيه مقبل صوبهآ بـ غضب: يعنـي تحممـي , يعني take a shower فهمتـي !

....: بس أنآ مآ أبغى أتحـمم !
ضآقت عيونه بـ إستنكآر رفضاً وكأنه مآسمعهآ ويبيهآ تعيد: إيــش !!
بلعت ريقهآ بتوتر: مآ أبي أتحمم قلــت
من منتصف صدرهآ شدهآ من قميصهآ الكآروهآت أبيض في كحلـي مآشي بهآ إجبآراً للحمآم المجآور لغرفتهآ تمآماً نآفضهآ من يده وكأنهآ شيئ قذر: مو بكيفـك , وصخـه وبعـد تنآفـخ ..

عدلت قميصهآ تخزه بنظرآت نآقمه: الجـوّ بردّ , مآ أبي أفصخ ملآبسي ولآ أبي أتحمم
ردّ وسحبهآ نفس السحبه من قميصهآ بتشديد من بين أسنآنه كآن أقرب للتحذير: بتفصخين ملآبسك بكيفك وتتحممين بكيفك ولآ أسويهآ أنآ لك غصـب !
ضربت ظهر يده الممسكه بقميصهآ مكشره بوجههآ المنعفس بـ إنزعآج: خلآص إطلـع برآ
فك يده وبآقي ملآمح الإشمئزآز بوجهه المتجهم هآمس بـ إمتعآض وهو موليهآ ظهره: وصخــه !

نآظرت بـ البآب بعدمآ تقفل عآضه على الطرف الأيمن لـ شفتهآ السفلى إبتسآمه غريبـه بوجههآ مآتدري وش سببهآ , شيّ دآخلهآ يدغدغهآ جآبرهآ على الإبتسآم والتشـدق !

طآحت عيونهآ على الملآبس المصفطـه بعنآيه فوق رخآمـة الحوض ..

شيّ صآر لهآ مده من الزمن مآقد لآمس بشرتهآ .. بجآمـه شتويّه بيضآء آللون .. إلآ إن إللي شآفته تحتهآ هو إللي أثآر دهشتهآ أكثر !
ملآبسهآ الدآخليّـه الكآملـه , كآنت وسط البيجآمـه .. لآ إرآدياً غمضت عيونهآ بقوّه تطرد عنهآ إحسآس الحرج إللي صآبها بمجرد فكرة إن هآلملآبس قد شآفهآ بعيونه ولآمسهآ بيده ! والأدهـى إنه بنفسه مجهزهآ لـها , فـ طبيعي رح تنطبـع ببآله صوره تخيليّه عن شكلهـآ ..... فيهـم !

نآظرت شكلهآ بمرآية الحوض زآفره نفس قوي سآحبه طآقيتهآ الصوف عن رآسهآ آلمنبـت وإللي كسآه اللون الدآكـن تفرك فـ فروتهآ بـ أظآفرهآ المنحوتـه , لـ ثوآني معدوده ثم إبتعدت عن الحوض منفـذه مهمة الإستحمآم المستحيله بهآلجو ثلجـي آلبروده !

بـ الغرفـه المجآوره كآن قد شآرف على تمآم مهمتـه آليسيرهـ آلمُجهـده !
رآئحـة النظآفـه عآبقـه بـ المكآن إللي تبدل شكلـه تمآماً وكأنهآ غرفـه غير إللي قد دخلهآ .. إزدآدت مسآحتهآ وسعاً .. آلسرير مرتـب ومفروش بـ المفرش إللي قدمـه جوزيف .. شنطة السفر مفرغه تمآماً تحت السرير , آلدولآب تقفلت أبوآبـه بعدمآ ترتبت فيه الملآبـس بدقـه ورتآبـه ..

آلتسريحـه منظمـه موزع عليهآ أنوآع من المرطبآت إللي كآنت مهملـه بـ أدرآج الكومدينـه غير مستخدمـه بتآتاً ..
دخـل آخر صف من الملآبس إللي صفتهآ بـ الرفّ آلعلوي مقفلـه بـ تنهيدة رآحـه ...
أسند رآسه لـ إطآر البآب يستمع لمويـة الدشّ من الحمآم المجآور وإبتسآمه قصيره بوجهه المرهـق .. هذي إللي كآنت مآتبي تتسبـح , دخلـت ولآطلعـت .. هذآ هو تأثير دفـى آلمويّـه بهآلأجوآء ...

جلس على طرف السرير بـ إنجنآءة جسم مرخي فيهآ ظهره إللي أسنده لظهر السرير .. جفنيّه بـ القوّه كل مآفتحهـم إجبآراً , إجبآراً ينغلقـوآ ..
هزّ رآسـه بحده علّـه يصحصـح إلآ إن آلنعآس عيّآ يفآرقه , بـ إستسلآم مآل رآسه مغمض عيونـه برآحـه إستسلآمـاً للنوم وسلطآنـه ..........



/
/

حلم الحياه 14-08-16 03:43 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


أجلسـه على الصوفآ الجلديّه بيضآء آللون بغرفـة النوم اللآحقـه بـ السرير من نهآيته ووقف هو قبآله مكتف ساعديه وعيونه على السرير المبعثر من قدآمـه ..
أغمض عيونه بـ إحبآط مطبق فمـه بـ خيبـة أمـل , هآللي صآر هو آخر مآكآن يبيـه , هو بـ الأسآس مآكآن يبيـه , لآ أولاً ولآ أخيراً ..
بـ موقف مجبر فيـه يوآجه أخوه بـ الحقيقـه العآريـه , آلحقيقـه إللي كآنت مُزيفـه , بـ الخدآع إللي إنرسـم عليـه , وبـ الوهم إللي عآشـه ..

أطلق نفس عميـق مقرر معه بدآية كلآمه من بعد صمت: أبيك تستمـع لي زيـن , وأبيك تفهـم كلآمي عـدل
خافض نصفه العلوي لقدآم , أكوآعه على ركبتيـه وعيونه لقدمـي ذآك إللي قدآمه وآقف متكتـف وإللي أكمل بنفس الهدوء والثبآت: زوجتـك بريئـه يآمآلـك ..

عطآه نظره بلآ معنـى أخفض من بعدهآ رآسه مره ثآنيه ليكمل الثآني: بريئـه من هآلحمل الكآذب وبريئـه من علآقتك السآبقـه معهآ , وبريئـه من أي شيّ إنت تصوّرت إنهآ سوتـه
وقف بـ عصبيه مطلق كلآمه بـ حده وإنفلآت أعصآب: أنآ مآ أتصور شــــيّ , أنآ فعلاً مآرست هآلشيّ , تفهـــــــــــــم !!
أرجع رآسه لورآ مغمض عيونه إللي رفعها للسقف بتعبير بآئس أردف من بعده بـ هــمّ: مو تغريـــد
حرك رآسه نفياً مطبق شفتيه على بعضهم للحد إللي إختفوآ فيه من وجهه تعبيراً عن عدم فهمـه !

سند: الصوره إللي كآنت بمحفظتـي
ثبتت عيونه بـ عيون سنـد منتبـه بـ تركيز للي بيقوله تآلي , آلشيّ إللي مآطوّل فيه سند مكمّـل: هي فعلاً صورة مرتـك ............. – سكت لحظآت مردف من بعد إستشعآره ثبآت مآلك وثبآت كل ردود أفعآله حتى وإن كآنت نظـره – بس مو بصفتهآ حبيبتـي مثلمآ تظـن , أو مثلمآ قآلت فـدوى .......... إسمع يآمآلــك – شدد على مسكته للوحي كتفيه ينبهه لأهميّة الكلآم إللي بيقوله تآلي: تغريـد زوجتـك , زوجتك إللي تحرم عليّ بحضرتك وبغيآبـك ... زوجتك إللي هي لو الأخيره بهآلعآلـم والوحيـده مآعطيتهآ نظره ولآ فكرت فيهــآ .. يآغبــــي , شلون تفكر بهآلشيّ ! إنت أخوي يآمآلك , عرضـك هو عرضــي , شلون أحـلّ هآلعرض وأهتك فيـه ! لو إني متزوج إنت تسويّهـآ ؟

بلآ إرآده وكأنه مغيب , حرك رآسه نفياً ليشدد سند من مسكته لكتفيه: أجل شلون أنآ أسويّهـآ ! أبيك رجّآل رآشـد , نآضـج , تعرف هآلمشكله إللي إنت فيهآ وبنفسك تحلهآ وبمنتهى الهدوء والعقلآنيـه .. أنآ مآرح أتدخل أبدّ لأن الموضوع يخصك إنت ,, إنت وبـس .. أنآ بس رح أكشف لك المستور , والبآقي عليـك

بلع مآلك ريقه , مشآعر مضطربـه , كثيرهـ وعديدهـ , مختلفـه , متضآربـه , دآخلياً يحسّهآ .. إلآ إنه ظآهرياً كآن ثآبت , بآرد , وكأنهآ الصدمـه بعدهآ مآنحلت من ملآمحه , وكأنه مقبـل على معرفة نتيجـة إختبآر مصيري ,
تحت أنظآره المترقبـه بـ إحتدآد , تعلقت عيونه على حركته بعدمآ أبعد يديه عن كتفيه ودخل وحده منهم بجيب بنطلونه الريآضي القطني كحلي اللون , ثوآني وكآن مخرج منهآ شيّ أبيض الخلفيّه , ورقـه بحجم كفّ آليد , مصفطه نصفيـن ..

فتحهآ لتبين كآملـه مآدهآ قدآم عيونه: تقدر تعرف لي منهـي زوجتك بين الثنتيـن ؟
عيون صقريـه , حآده وثآقبـه لو إنهآ تصيب , كآن إخترقت آلصوره محدثـه ثقـب .. نطـق بصوت خآفت شبه مسموع: تغـريــــد !!
قآلهآ بـ إستنكآر ومآسرع مآلحقـه سنـد بـ تشديـد ينبهه: وحــــــده منهـم تغريـد
للمره الثآنيه بلع ريقـه الجآف , عيونه محتده وحآجبيه مقطبيـن , إمتدت يده آلمتردده لحد مآمسك طرفهآ , وبهدوء إستلمهآ من سند ..

ثآنيه تبعتهآ ثوآنـي , إكتملوآ آلدقيقـه وأكثـر لحد مآرفع رآسه لأخوه بنفس آلملآمح إللي مآهدى إستنكآرهآ هآز رآسه بعدم فهم وقد سأل وجهه البآهت سؤآلـه آلمدفون ليجآوبه سند: وحده منهم تغريد مرتـك والثآنيـه توأمهآ ... توأمهآ المتطآبـــق ... توأمـهآ إللي إنت تعرفهآ حق المعرفـه – إرتفع حآجبه الأيمن بحده وكأنه رقم 8 مردف بـ لؤم – إستوعبــت آلحيــن آلموضــوع !
ردّ ينآظر بـ الصوره متملكـه الإذبهلآل , هآللي يقوله سنـد ضرب من الجنون واللآمنطــق , إلآ إنه ومع هآلوضع إللي يعيشـه بكل علآمآت الإستفهآم هذي هو آلمنطـق بـ عينــه ...
يسأل نفسه وش إللي غيره عليهـآ , ليش تتمنـع ! ليـش تخجــل ! وليش تستنكــر .. ترد على أسئلتـه بـ أسئلـه مضآدهـ في المحتوى مترآدفـه فـي عدم الفهم متوآزيـه في الإمتدآد إلآ مآلآنهآيـه من عدم الإستيعآب !

آلإفترآض بكون تغريد أنثى جوزآئيـه ذآت وجهيـن مآهوب من عدم , ثآريهم وجهيـن بآلمعنى آلفعلـي وآلحرفـي ... وشتآن مآبين ثنينآتهـم , تشآبهوآ ظآهرياً , تمآيزوآ جوهرياً ...
سند: الظآهر إن هآلتوأم شيطآن مستتـر , ورطت أختهآ بعلآقتهآ هي معـك , فرضاً إنك غدرت فيهآ وفضحتهآ .. من بيروح فيهآ غير أختهآ ؟! هم تآليـه سآلفـة الحمل هذي ! مصيبـه إن كآن لهآ بلآوي ثآنيـه بـ إسم تغريد مو بـ إسمهآ ...

ذهول عآتي كآسيـه , عيّآ يفكّـه , وقع المفآجأه عليـه كبير , أكبر من إن إدرآكه يستوعبه – همس بصوت خآفض مأخوذ بـ الصدمه - : مآنــي .......... مستوعـب !
سند: من أول يوم رحت فيه الشقه من بعد سفرك وأنآ دآري عن سآلفة توأمهآ هذي .. شكيت بـ الموضوع بس مآعطيته أهميّـه , مآطلبت هآلصوره إلآ لأجل تكون حآفز يحثني أهتم بـ الموضوع وأنبش فيـه .. وبدون لآ أتعنـى قآمت الحقآيق تنكشـف .. إسمــع يآمآلـــك

نآظره منفغر فمـه , لو بس سند يسكت شويّ , كآفي هول الصدمه إللي بعده عقلـه رآفض إستيعآبهآ – أكمل بـ هدوء يحثّه - : مآ أبيك تآخذ أي تصرف لين تتأكد من الموضـوع .. أبيك تجلس إنت ومرتك , بآلهدآوه تكلمهآ , وتفهمهآ كل هآللي قلته لك الحيـن يعني تسلمهآ آلموضوع وهي بنفسهآ بتكتشف إن كآن هآلشيّ إهو الصدق فعلاً أو بعدهآ فـ الأمور أمـور ... فهمــت !

مسح ببآطن رآحته اليمنى منتصف جبينه بتعبير الغير مُصدق ليلحقه سند بـ لفت إنتبآه: مآلـــك
نآظره بـ وجه شآحب , بآهت , مصفّـر .. شيّ دآخله مثآر , يحس بـ إشمئزآز , يبي يستفرغ مآفي جوفــه إلآ إن سنـد قطع عليـه تدفق أحآسيسـه السلبيه بنبرته الجآده الهآدئه: إسمعنـي يآخوك .. هآللي صآر مع مرتك مآ أبيـه يتكرر – نآظره مآلك بعيون موسعه رآفضه تدآركهآ سند مكمل – أدري إنهآ أول مره .. الأولى والأخيره يآمآلك .. أبيك تتحكم بـ إنفعآلآتك , وأياً كآن إللي تحسّه مآيصير أبداً تعبر عنه بهآلوحشيّـه .. إنت آدمــي , برآسك مخّ يميز الصح من الغلـط , وهآللي سويته أكبر غلـط .. شيّ مرفوض .. تمآمــــــــــــــاً , هذآ إغتصآب .. تدري يعني إيش إغتصآب ! فرغ مآبجوفك كله وبآلطريقه إللي تبي إلآ بهآلطريقه , هآلشيّ بيئذيك إنت نفسياً ويعذبك قبل يأذيهآ هـي .. هذي مو رجولـه إنك تستعرض نفسك وقوتك عليهآ بهآلهمجيّـه .. فآهـم علـيّ ! مستوعب كلآمـي !

أخفض بصره وقد كسآه آلخجـل من سوآته: إنقهـرت .. شلون أعرف إن مرتي حآمل وأنآ مآلمستهآ
سند: وين المنطـق فـ إجبآرك لهآ ! إن ظنيت إنهآ قذره وش على بآلك إنت إن سويّت هآلشيّ ! بـتقآبل القذآره بـ قذآره أخـسّ .. الشطآره مو إنك تلعب بوصآخـه .. الشطآره إنك تلعب بوصآخـه بس تتم نظيــف – غمز له بـ مكر مردف بشيّ من الغرور – هذآ أول درس لـك منـي ...

شد فمه آلمطبق وشبح إبتسآمه بوجهه البآرد في حين شد سند على عضده: أنآ بروح لهآ , بعلمهآ إنك هديـت , وإنك تبيهآ بكلآم بس إللي أطلبه منك الحين تنفذه , هآه !
إكتفى مآلك بنظرة عين ثآبته جوآباً على سؤآله ليكمل سند: تعتـذر منهآ قبل أي شيّ .. هآلشيّ بيعطيهآ الأمآن إللي إنعدم من بعد سوآتك الرديّه .. همّ تكلم معهآ بهدوء , ومهمآ إستنكرت وهذآ طبيعي إللي بيصير لآتفقد أعصآبك , لآ تعصب ولآ تنفعل .. والأهـم أبيك تتركهآ هآليوم بروحهآ .. خلهآ بغرفتي وإنت هني بغرفتـك , أنآ بنزل تحت أنآم بـ المجلـس ... فهمــت كلآمـــي !!

شهق نفس عميق هآدي .. سند يوصيّه بتغريد , وهو من يتوصّى فيـه , هو محتآج الرفق أكثر منهآ .. هو المخدوع , هو المغدور فيـه وهو الملعوب عليـه ...
ضمه سند لصدره متحسس ظهره بحرآره: حسآبك معي بعدين ترآ على هآلظنون الزفت إللي ظنيتهآ فينـي وعلى هآلسبّ إللي سبيتني فيـه , أجـل أنآ كلـب هـآآه !!
مآلك: أنآ آســــف
برآحته اليمنى سدد له ضربه لمنتصف ظهره: يآحمآر .. أنآ وأخوي على إبن عمّـي , وأنآ وإبن عمـي على الغريــب
مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره غصباً عنه مبتعد عن صدره بينمآ تحسس سند ذرآع مآلك الأيسر: إنتظر هنـي شوي وبعدين إطلـع لهـآ ...

مسح على فمـه بـ السحب عليه لآخر ذقنه هآز رآسه إيجآباً تآركـه من بعدهآ يختفي من قدآمـه لبرآ الجنآح مصطدم فيهآ بمجرد خروجـه: أصآلـــــه !
جآوبته بـ لهفـه وآلضيق بوجههآ: إلحــق علــــي يآسنــــد
إنعقدوآ حآجبيه أقصآهم وعيونه صوب الغرفه المجآوره للغرفه إللي طلع منهآ , غرفته إللي ترك فيهآ أنثى رقيقـه , نآعمـه , وفآتنـه , في حآلـه من الإنهيآر التآم , سأل وآلقلق بوجهه: صآر عليهآ شــيّ !!!
بسرعه حركت رآسهآ نفياً: لآآ مو تغريــد ,, هذي سآلــي

عطآهآ جآنب وجهه الأيسر مضيق عيونه مستفهم لتكمل هي بملآمح محبطـه: سهيـل حـلّ إرتبآطـه , فصـخ خطبتـه
أغمض عيونه بـ همّ مرجع رآسه لورآ ووجهه للسقف مآسح عليه برآحته وشيّ من العصبيّه بنبرته الجآفه: وأنآ مآيمديني أفتك من سآلفه ألقى الثآنيه بوجهــي ! – صآح بوجههآ وخطوآته تسبقهآ صوب غرفته أولاً - : علآمكــم إنتـــم !!! قصرتوآ عمـري


/
/


دفت الباب بـ أطرآف يسرآهآ مآطه رقبتهآ بـ حذر تترقب وجودهـ ..
إلآ إن إللي شآفته أنسآهآ إللي تبي تشوفـه ..

غرفـه فسيحـه , مرتبـه ومُنظمـه , مآيبث شكلهآ أو ريحتهآ إلآ الرآحـه والإسترخآء ..
في غمرة أسرهآ وإنبهآرهآ طآحت عيونهآ على ذيك الكتله السودآء الضخمـه بطرف السرير .. جآلس عليه مآئل الرأس , سآقه اليمنى ممدده واليسرى بـ الأرض متكتـف ...
تمت ترمـش بعيونهآ بآلعه ريقهآ بـ توتر من وضعـه وآلظآهر إنه في سُبـآت ..

بهدوء مشت على أطرآفهآ تآركه البآب من ورآهآ مفتوح .. وقفت عند رآسـه علّه يستوعب وجودهآ إلآ إنـه كآن بعآلم الأحلآم ..
غصباً عنهآ شدت شفتيهآ بـ إبتسآمـه مطبقـه من شكلـه الآسـر وعبآره وحده تترآقص ببآلهآ .. " أنآ رجُلهـآ , وهـي فتآتـي " .. هذآ هو إللي تشوفـه صدق هو رجلهآ , رجلهآ الأسمـر الفآتن بكـل حآلتـه , حتى وإن كآن فـ الإستسلآم منهآ وهو نآيـم ...

أحنت جسمهآ لرجله إللي بآلأرض رآفعتهآ بهدوء ممددتهآ جمب الثآنيه , آلحركه إللي معهآ تزحزح جسمه بـ البطيئ , مآلت رآسه بـ ثقل مصطدمه بـ الهوآء إلآ إنهآ لحقتهآ بـ رآحتهآ اليمنى إللي بسطتهآ على جآنب وجهه الأيسر معدله رآسه إللي ردتهآ مره ثآنيه مسنده لظهر السرير من ورآه ..

وبنفس الهدوء جلست على طرف السرير عند رجولـه تفصـخ لـه من رجوله كونفيرسـه الريآضي رمآدي اللون ...
لحظآت إللي أتمتهآ بنفس الوضع السآكن ويدهآ اليمنى فوق ركبته اليسرى , معطيته ظهرهآ تنآظر برجولـه سآكنة آلحركـه لحد مآنتفض جسمهآ مرتعبـه من حست بثقـل يميل على ظهرهآ جآبرهآ على الإنحنآء لقدآم .. يدين ضخمـه كتفتهآ , وخشـم حآد إندفـس برقبتهآ من الجآنب الأيمن ... همس خآفت شبه مسموع: نعيمـــــــاً

هبط صدرهآ آلمنقبض محرره نفس مكبوت برآحه من بعد إرتعآب: آآآهـــــ
....: سلآمتك من الآهـ
....: روعتنـي , ظنيتك نآيم
....: غفيـت شويّ , طولتـي بـ الحمّآم
إلتفتت له نصف إلتفآته مبتسمه: آلمويـه الدآفيـه يآخـــي , آآآآآهــ عذآب
ردّ ودفس وجهه بجآنب عنقهآ سآحب نفس عميق بـ إنتشآء: إيــش آلريحــه آلحلوهـ هـــذي
وكزته بكتفهآ مبعدته عنهآ وهي تحس بدغدغه من حركة خشمه الملآمسه لـ جلدهآ الدآفئ من جآنب عنقهآ: ههههه خلآص إبعــد

....: شفتـي النظآفـه شلـون حلـوه !
كشرت عآبسه: ليش أحد قآلك إني وصخـه يآنجـم !!
إعتصرهآ لصدره بتكتيفة ذرآعيه هآمس بـ أذنهآ: لآ يآقلــب نجــم ..... إنتـي الوصــخ بـِ ذآتــه
....: هههههه مآلك دآعي – قآلتهآ وهو توكزه بـ كوعهآ الأيمن ليكمل هو بضحك : وبعدين من إللي بيقول لي ! مآكل شيّ قدآمي أشوفه , على عينك يآتآجـر
ردت توكزه وهي تضحك: ههههه وآلله مآلك دآعي

فكهآ ممدد جسمه سآئلهآ بهدوء - : وين كنتي بعد مآنتهى شغلك مـع أبو كـرش !
عطته وجههآ جآلسه على مقربه منـه عند وسطـه ثآنيه رجلهآ اليسرى تحتهآ واليمنى بـ الأرض: أدور شغــل
إنعقدوآ حآجبيه بـ خفه: أي شغـل !
قلبت له عيونهآ بـ إشمئزآز: شغل بدآل إللي إنطردت منه بسبـة حضرتك

....: إنســي
ثبتت عيونهآ بعيونه مستفهمه: أنسى إيـش ؟
....: مآفـي شغـل
ضآقت عيونهآ بحده: كيف يعني مآفيش شغـل ! من وين بعيـش !
....: بتعيشيـن معـي , زي أول
طيرت عيونهآ سآفهته: إنســـى إنــت

بسرعه وبقوّه شدهآ من يآقة بيجآمتهآ القطنيـه بيضآء آللون بـ صف أزرآر نصفي , وبحـده مآل نصفهآ العلوي عليه هآمس من بين أسنآنه بـ غيظ: إنسي إنتي سـت ليلآ تمشين على كيفك وهوآك , كلآمي أنآ إهو إللي بيصيـر , وإهو إللي بتفذينـه .. وهذآ أولـه , مآفـي شغـــل .. وكلمـه ثآنيه زيآده بهآلموضوع وقسم لآ أحلـف عليـك مآتشتغليـن بعد مع ذآك أبو كرش .... فآهمــه !

كشرت بـ عبوس مقوسه شفتيهآ مسدده لعيونه نظرآت لوّآمـه بريئـه زفر بسببهآ نفس حآنـق شآدهآ من قفآهآ جآبر رآسهآ يستقر على صدره: ليلآ يآغبيّـــه .. كآفـي شقــى , مآ أبيك تتعذبيـن

....: هذآ أكل عيش , وين العذآب ؟
نجم: مآ أبيك تتعنيـن , ولآ تتعبيـن , مآ أبيك تشتغليـن أبدّ .. أنآ بعطيك إللي تبيـن
....: ليش شآيفنـي شحآذه متسولـه !
....: آلله يآخـذك , شآيفك غبيّـه - قآلهآ بقهـر وهو رآص على طآقيتهآ الصوف شآدهآ من مقفآهآ مردف من بعدهآ بنبره أكثر إنضبآط – ليلـوش يآقلبـي , شوفـي .. شغـل ! مآفي شغـل .. وبتآخذين منـي وإلآ عنك مآخذيتـي , بس شغل مره ثآنيـه بـ أنصآص الليآلـي ؟ بعينــك ..

....: هههههه
....: وش إللي يضحك سِت ليـلآ ؟
رفعت رآسهآ تنآظره مسنده ذقنهآ فوق ظهر يدهآ اليسرى إلي بسطتهآ فوق صدره: قول ليلـوش مره ثآنيـه
إرتفعوآ حآجبيه ببلآهه: عجبتـك ليلـوش ؟
بققت عيونهآ مبتسمه إبتسآمه مطبقـه هآزه رآسهآ بـ الإيجآب بينمآ إحتضن هو برآحتيه العملآقـه وجههآ الصغير وكأنه يبي يصفطـه: آآآآآآآخ منــــــــك , فيني قهـر , ودي لو أذبحــك

....: لآتخلينـي يآنجــم
هز رآسهآ المحآصر بين رآحتيه بـ تنبيه مجبر عيونهآ على الثبآت والتحديق بعيونه: تبينـــي يآليـــلآ ؟
بلآ حسآب , أو تفكيـر , أومأت رآسهآ إيجآباً ليسألهآ هو: شلـون تبينـي بحيآتـك ! حددي آلشكـل والقآلب إللي تبينـي فيـه وأنآ بكونـه
....: مآ أدري ... أنآ بس أبيـك , مع إنه وجودك يجرحنـي وإنت مآتتوصى , بس مآ أحسّ بـ أمآن إلآ وإنت معآي
....: يعني تبين منـي بس الأمــآن !

وكأنهآ مآفهمت قصـده .. ولآ فهمـت المغزى العميق من سؤآلـه ,, ولآ إللي تمنآه ولآ إللي بـ إيمآءة رآسهآ الإجآبيـه قد سوتـه فيـه .. مآتحتآج منه إلآ الأمآن في حيـن إنه كل إلي يبيـه منهآ , هو كـل شــيّ ......... وهي مآتبي إلآ هآلشيّ !
....: أجل لآزم ترجعيـن معـي آلشقـه .. هنآك أمآنـك .. معـي
....: مقدر أترك جوزيــف لوحـده , هو وحيـد من بعد كآرين .. وتوّه طآلع من مركز إعآدة تأهيـل .. نفسياً تعبآن ومُدمّـر , مقدر أخليـه

رصّ على أسنآنه بقهر خفي: وشلون أجل تبينـي وإنتي مآتقدرين تتخليـن عنـه !
....: مقدر أتخلى عنه هآلفتره ...
أطبق فمه بـ تفهم أردف من بعدهآ بهمس: متـى أجـل !
طيرت عينهآ اليسرى مقفله اليمنـى بتفكير مشآكس جآوبته بشقآوه: لمآ يطلـع شعـرك
إرتفعوآ حآجبيه ببلآهه وكأنه مآفهم لتكمل هي وإبتسآمه سآذجه بوجههآ: ههههه مقدر الصرآحه أرجع معك وإنت كذآ شكلك , وع .. منتآ وسيم أبداً أبداً أبداً , كنت مخدوعه فيك

....: وآلله !
رمقته بـ إشمئزآز: إي وآلله .. ليش مآشفت شكلك ؟
نجم: إنتي على أي أسآس تتكلمين ؟ لآ وبكل ثقـه عآدي مآتستحين مع هآلخشّـه برآس أصلـع

....: أنآ عآرفه نفسي , عآدي شكلي مآفرق وأنآ بـ شعر أو لآ , أمآ إنت !! ههههه فرق الصرآحـه .. بس أحسن عشآن مآتغثنـي وتغتر , إنت خلقـه شآيف نفسك
قآلتهآ بشيّ من المشآكسـه ووجههآ مبتسم إلآ إن هدوءه أثآر ريبتهآ متجمده ملآمحهآ , سآئلته بـ توتر من نظرآته الهآدئه المطوله: شفيـــك !!
مآجآوبهآ إلآ بسحبـه لطآقيتهآ الصوفيّه كآشـف عن رآسهآ الأسود بشعرآت غزيره كثيفـه مآيتجآوز طولهآ آلملليمتـر آلوآحـد ..

رفعت عيونهآ لفوق بتفآجئ وكأنهآ تبي تشوف رآسهآ مستنكره: نجـــــــم !
....: يآويلـك يآليلآ إن كررتيهـــآ
نآظرته والتفآجئ بعده متملك قسمآت وجههآ ليكمل هو بـ تنبيـه جآف: آخـر مـرّه تحلقين شعــرك , أو حتى تقصينه لمآ يطول ..... فآهمــه !
أطبقت فمهآ لآويته لليمين مع قفلة عين قويّه , هذآ النجـم وكلمتـه اللزميـه بـ آخر كل جملـه – فآهمــه - ! وكأنهآ صدق مآرح تفهـم إن مآلفت إنتبآههآ بهآلكلمـه !

بسفـه للهجتة الحآده مدت يدهآ لرآسه سآحبه آيسكآبه الأسود بسرعه مطلقه كلمتهآ وكأنهآ نغمـه: تــــرررررآآآآآآآآ
أغمض عيونه بتعبير إللي نآفذ صبره ويحذر: جيبيـــه
أرجعت ذرآعهآ الأيمن مآدته لآخره وبيدهآ الآيسكآب هآزه رآسهآ بـ النفي: لآآآآ
....: ليلآ جيبيــه
....: نتصـور بـ الأول
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم لتوضح له قصدهآ: نتصور وإحنآ كذآ ههههه ذكرى بشعـه , عشآن مآحد بيوم يفكر يشوف نفسه على الثآني
غصباً عنه إنتفض صدره بضحكه: ههههه مآعندك سآلفـه .. جيبيــه
إستعطفته بنظرآتهآ إللي حنت ورقت: نجــم تكفــى , بس صوره وحده

....: ليش وإنتي تبيـن ألبــوم !
ليلآ: ههههه طيب يلآ
شد شفتيه بقلـة حيله مدخل يمنآه بجيب البآلطو مطلـع جوآله إللي ضوآه آمرهآ: تعآلـي , إقربــي
جت بتقوم عن مكآنهآ وتجلس بـ الأرض إلآ وحآوط رقبتهآ بذرآعه الأيسر مآنعهآ: زي مآ إنتي .. لآ تتحركيــن
توسعت عيونهآ بعدم فهم: شلون بتصـور !
....: نآمي ليلآ , مددي جسمـك
أبعدت رآسهآ عنه بـ نفور في محآوله منهآ للفكآك بنبره مخنوقه: نــ .. جـــــم

....: تعآلي فوقـي
....: مآ أبـــي
....: يلآ ليلآ عشآن نتصور
....: وإحنآ مآيصير نتصور إلآ كذآ !
....: إيه مآيصير إلآ كذآ , يلآ إصعدي .. مددي فوقـي
دورت عيونهآ يمنه ويسره ثوآني مطبقه فمهآ بتفكير قآدهآ أخيراً للإستسلآم ممدده جسمهآ كلياً فوقه .. سآعدهآ الأيمن مبسوط تحت عنقـه بينمآ حآوط جآنب وسطهآ بيسرآه وبيمينه رفع جوآله بـ الهوآء مسآفـه: يلآ .. وآحــد , إثنيــن ثلآآ .......

....: هههههههه
ضغط على الزر ملتقط الصوره إللي بـ آخر ثآنيـه خربتهآ هي بضحكتهآ العريضـه دآفسه وجههآ برقبته: هههههه لآآآآآآآ
نجم: خير إنشآلله ! وآلله مآ أعيدهآ
بآقي جسمهآ ينتفض من الضحك فوق جسمه: هههههه من قآل إني أبي أعيدهآ ههههه وع إمســحهآ فوراً , أشكآلنآ غلــــــــط
نآظر بـ الصوره معقد حآجبيه بتسآؤل خآفت: جــد !
تمّ ثوآني مدقق بـ الصوره وهي بآقي ترتعش من ضحكهآ إللي مآهدى ليبتسم هو: ههههه إي وآلله صآدقـه ! وش هآلأشكآل أعوذ بآلله

ليلآ: هههههه إمسحهــــــــآآآآآ
نجم: ليـش ! مو قلتي ذكرى بشعـه عشآن محد يشوف سحنته على الثآني !
ليلآ: هههههه نجم لآآآآآ أشكآلنآ ترووع
نجم: أصلاً مآيبين إلآ نص وجهك .. مآعليـه خليهآ
رفعت رآسهآ عن صدره تمسح بـ أطرآفهآ الصغيره الدموع من تحت عيونهآ في محآوله منهآ لإلتقآط أنفآسهآ من نوبة ضحكهآ: هههههه آآآهـ يآربـيييييــه
أنزل جوآله جمبه رآفع طآقيتهآ آلصوفيّه ملبسّهآ لهــآ .. وبـ المقآبل ألبسته هي آيسكآبــه وإبتسآمه بريئه بوجههآ آلصغير: تدري متى برجع معـك !
حآوطهآ من منتصف ظهرهآ بهدوء: متـى !
أسندت ذقنهآ فوق قبضتهآ المدوره إللي إستقرت فوق صدره بملتقى عظمتي الترقوه له: لمآ يطلـع شعـرك وترجـع زي أول ..

إرفعوآ حآجبيه هآمس بـ لعآنه: ترآ شعري يطول بسرعــه
طيرت عيونهآ بعدم إهتمآم: يآريـت , أبي ألحـق ع التدفئـه بـ شقتـك , هنآ البرد ذآبحني
شدد من إحتضآنه لهآ سآحبهآ عليه خطوه لقدآم بـ إبتسآمه: مآتبين ترجعيـن إلآ عشآن الدفــآ
قلبت عيونهآ بـ دلآل مصطنع: أجل يعني برجـع عشآن سوآد عيونـك !
إتسع فمه بـ إبتسآمه جذآبه سآئلهآ بهمس: بردآنـــه ؟
شنجت رقبتهآ مبرزه عروقهآ كنآيـة عن تجمدهآ: بمــووت مـ البرد .. إنت مآتحـسّ !


مآجآوبهآ إلآ بحركتـه يوم فكّ يدينه من حولهآ لـ شقي البآلطو حقـه من تحتهآ وكأنه يبي يفصخـه – طآلبهآ بـ همس - : ضمينـي ليــلآ ..
لوهلـه تجمدت ملامحها بعدم فهم لطلبـه أو للي يبيه مجملاً ومآسرع مآفهم عليهآ بحكم فهمهآ البطيئ المتأخر: حآوطينـي بيديــك ..... نزليهم تحتـي ..... ضمينـــي .. hug me
عيونهآ موسعــه , وفمهآ منفغـر .. تعبير سآذج أبلـه مرسوم بوجههآ إلآ إنهآ وبلآ وعـي إستجآبت لطلبـه مغلغله يديهآ الثنتين من تحتـه وكأنه عمود وهي ملتفه حوله محتضنه لـه ... أرست رآسهآ على صدره من الجآنب الأيمن لوجههآ وأغلـق هو شقــي البآلطـو حقــه من فوقـــهآ !

ثوآني من الصمـت إمتدت لـ دقآئـق , قطعهآ بـ همسه الخآفت: بردآنــه !
....: شــوي
....: ههههه أقفل الأزرآر !
كآنت بعآلم ثآني ودُنيــآ غيــر .. رآحـه مآلهآ وصـف إلآ بـ الأسآطيـر , شيّ بعـده مآنوجـد , بعده مآحسّـه مخلـوق .. أو حسّـه إن كآن بوضـع مثل إللي هي فيـه الحيـن , بلحظـه مثل إللي تعيشهآ هي الحيـن ...
هذآ آلصدر آلدآفــئ محيــط أمآنهــآ , آلمكآن إللي مآتبـي إلآ بـس تكـون فيـه , وعليــه ...

حركـه ثقيلهآ تحسّهآ من تحتهآ في محآوله منه للتزحزح .. شيّ يبي يوصلـه أو يبي يسويّـه .. إلآ إن إرآدتهآ آلمتسآويـه مع الصفـر بـ القيمـه كآنت أدنـى من إنهآ تسآعـده .. من إنهآ حتى تسألـه , وش إللي يسويـه , آلشيّ إللي مآكآن بـ الأخير إلآ أزرآر البآلطـو إللي يقفلهـم من عليـه ....... وعليهـــآ !
هذآ القرب آلشديـد إللي ألصقهآ فيهآ حد الإلتحآم .. ألصقهآ وأحكم الإلتصآق بـ إحكآم الإغلآق ... إغلآق الأزرآر ...

....: إلى مآذآ تنظـر !!

من قآلهآ بهدوء مستفهم إلآ ورفعت رآسهآ بسرعه تنآظره وبـ التبعيّه لنظرآته المصوبه للشيّ من ورآهآ إلتفتت ومآسرع مآنقلب لونهآ وتبدلت ملآمحهآ لدهشـــه , تفآجــئ وذهــــول ... عيونهآ مفتوحه لآخرهــم وفمهآ كذلك مفتوح لآخـــره .. مآتدري هل من وقع المفآجأه أو وقع الإحــرآج !


بـ المقآبل , ثبته المشهـد مكآنه على عتبـة البآب , لأول مره يشهـد ليلآ بمثل هآلوضـع الحميمـي .. وآلمريب إنهآ مع هذا العملآق المخيـف .. ظآهرياً يستحيل توفق مآبينهــم ولو بأي شكل من الأشكآل ...
بلع ريقه الجآف سآئلهآ بـ وهن: هـــل أنتــــي ............ بخيــر .. ليلآ !
طير نجم عيونه بـ تململ بينمآ أغمضت هي عيونهآ عآضه على شفتهآ السفلى بوجه ملآه الحـرج وطفـح ليقرر نجم أخيراً يرد هو لأن شكل صوتهآ قد شـحّ وهرب منهآ الجوآب: أجـل بخيـر .. أغلـق البــآب رجآءاً

للمره الثآنيه بلع جوزيف ريقه وعيونه مصوبه تمآماً لـ ليلآ المختفيـه كآملااً مآيظهر إلآ رآسهآ وسآقيهآ من بنطلون بيجآمتهآ البيضآء , ردّ وسأل وقد حفر آلخوف ملآمحه بتعآبير وجهه: هـــل .. ستكونيــن .. بخيـــر !
ردت هي وعضت على شفتهآ يقطر منهآ الحرج , طلع صوتهآ مخنوق من الخجل تقول الكلمه وتسكت من بعدهآ لحظه: أجــل .. احــمم .. أجـل جوزيـف .. لآ عليـك .. غـــآدر
أكمل نجم عنهآ بسرعه طآلبـه: وأغلـــــق البــــــآب من خلفـــــك رجــآءاً ..............


/
/

/
/


إنقلبت على بطنهآ بآسطه كفيهآ منزلتهم بـ السحب والتسلل تحت آلمخده إللي فوقهآ رآسهآ ...
بـ إنتشآء دفست كآمل وجههآ بـ آلمخده العآبقـه برآئحـة عطره الأثيـري .. هذآ الرجّآل النآبض رجولـه , أدق وأصغر شيّ فيـه نآطق رجولـه , فخآمـه وإثآرهـ ..

مآتتخيلّ إنهآ الحين على سريره , رآسهآ على مخدته وغطآهآ لحآفـه ...
من قرآبة السآعه إقتحمت عليه غرفته , آلوضع إللي كآن فيه متوسط سريره , ممدد عليـه , وورآ ظهره هآلمخـده ...
" آآآآآهـــ يآسنــــد , ليتكـ بآللي أحسّــه تحــسّ ......."

صوت خآفت أجفلهآ بهمس دآفـي , - تغريــــــد - ! وكأنه صوت تمنيهآ الدآخلي قد إستجآب ...
إنقلبت على ظهرهآ مبعده اللحآف عن نصفهآ العلوي .. الإضآءه خآفته شبه معتمـه إلآ من آللمبـه السهآره فوق آلسرير مبآشرة ...
إرتفع نظرهآ للمهيب بطوله الفآرع قدآمـها .. غشآوه على عينهآ تعلوهآ .. هذآ إللي قدآمهآ مآلـك , أو مآلك قلبهآ سنـد !
شبـه كبير أوصلهم لمقربـة التطآبق إلآ إن شيئاً دآخلي رآفض إستيعآب هآلتطآبق , مآيشوفهم إلآ متمآيزين , متغآيرين ومختلفيـن .. وشتآن مآبينهـم ..

وش سر هآلإنجذآب السآحق تجآه سنـد , ووش سر هآلنفور الغريب تجآه مآلـك ...
يمكن فرق السن بينهآ وبين مآلك , وإحسآسهآ إنهآ المتحكمـه بـ العلآقـه أو الحلقـه الأقوى فيهآ , هل هذآ ذمبه إنه سمح لهآ بـ التمآدي , إنه أرخـى لهآ , كآن رجل سهـل المرآس هآدئ الطبآع ليـن التعآمـل .. هذآ هو فعلاً خطآه , لأنه وآقعياً مآهوب بهالشخصيّه الإنهزآميّه آلمستسلمـه .. إللي سوّآه اليوم أقوى برهآن على بدآئيتـه , عنفـه وشرآستـه .. بس بعد هي وش ذمبهآ !

إن كآن قلبهآ وكل جوآرحهآ بلآ إرآده , بـ الغصب وبـ الإجبآر تميل لـ سنـد .. قآلهآ آلرسـول بمنآجآه , " آللهـم هذآ قسمـي فيمآ أملـك فلآ تؤآخذنـي فيمآ تملـك ولآ أملـك " ..

شدت الشمآغ على ذرآعيها متكتفه فيه صآده عنه بوجههآ للجهه الثآنيه مخفضه رآسهآ .. آلحركـه الرآفضـه لوجودهـ ولقبولـه , أرخى بسببهآ كتفيه بـ إحبآط مطبق فمـه بـ أسـف حسي ..
جلس على طرف السرير مخفض رآسه لحجره , كآن الخجـل هو آلسمـه الوآضحه بوجهه .. كل إللي قعد يرتب لـه يبي يبدآ بـه ويقوله آلحين تبخـر , تطآيرت الكلمآت وتبعثرت .. مآيدري وش يقول , شلون يعتذر , وبأي وجـه يبـرر !

....: سند قآل إن فيه كلآم مهم بتقولـه ...
إرتفع رآسه لهآ بسرعه ينآظرهآ من بدت هي كلآم إلآ إنهآ بعدهآ معرضه عنه مصدره له الجآنب الأيسر من وجههآ ..
تزحزح خطوه لقدآم مقرب أكثر عليهآ بملآمـح حآنيـه تستعطفهآ: أنآ آســـف ..
تغريد: ..........
....: تغريد نآظرينــي ...... تكفيـن لآتعآملينـي كذآ !

أغمضت عيونهآ بآلقوّه وكأنهآ مآتبي تدرك آلضعف بشخصيته تجآههآ , تدري إن هآللي تشوفـه هو تأثير آلعآطفه إللي بقلبـه لهآ , هو حقيقـي يحبهآ , وضعيف في حبهـآ .. نبرتـه عذبه , وصوتـه حنـون .. يترجآهآ كمآ آلطفـل .. وهذي هي مشكلتهآ العظمـى .. مآتشوفـه الآ طفـل في جسم رجـل .. آللحظآت إللي يستقوى فيهآ عليهآ مآتكون إلآ بشكـل عِنـد , عِنـد مصحـوب بـ دلآل , تعوّد يملـك كل شيّ بيمينـه , كل مآيريدهـ بـ إشآره يلقآه .. هذآ هو مآلـك , الإبن الأصغـر المُـدلل إللي قدر فعلاً يملكهآ ... قآلبــاً , لآ قلبــاً !

نآظرته ببرود قآتل سآئله بنبره مآقلت عن برودة النظره شيّ: وش إللي تبي تقولـه !
زفر نفس حآنق بضيق مردف من بعدهآ بـ عند: مآرح أقول شيّ قبل أعتذر لك بـ الأول
رفعت حآجبهآ الأيسر بنفآذ صبر: وقد إعتذرت , خلآص إنتهينآ , وبعدين ؟
....: وإنتي قبلتي إعتذآري ؟
صدت عنه بكآمل وجههآ مآيشوف إلآ شعرهآ .. ثبت يسرآه على ركبتهآ اليسرى الممدوده جآنبه: تغريــــد !
إلتفتت عليه مضيقه عيونهآ بـ حقد: إبعد إيدك عنـي , فآهـم ! لآتلمسنــــي

تمّ لحظآت ينآظر الكره بعيونهآ الحآقده , شيّ دآخلـه ينبـض بـ ألـم , وكأنهآ وخزآت بـ سِن إبـره .. إرتخت عيونه من وجههآ لصدرهآ إللي إنكشف من إنفرجوآ شقي الشمآغ عنـه .. آثآر وحشيّـه لأكثر أنوآع العنف إبتذآلاً .. كدمآت حمرآء وكأنهآ كتل لتجمعآت الدم ! آلغريب بـ الموضوع إنه مآيتذكر عضّهآ مثلاً أو قرصهـآ ! يمكن بسبب البيآض النآصع لبشرتهآ النقيّة أو بسبب حسآسيّة جلدهآ الرقيق الأملـس !

أخفضت بصرهآ لموقع نظره وإللي مآإستقر الآ على صدرهآ والآثآر الوآضحـه فيـه .. بغضـب شدت عليهآ الشمآغ متكتفه ليهمس لهآ بنبره آسفه محرجه: آذيتــك !
طيرت عيونهآ بـ استخفآف مجآوبته: مآهيب جديـده
مآلك: هذي أول مره أتطآول فيهآ عليك يآتغريد !
رمقته بنظره حآده حآقده موجعه: ليش على بآلك هذآ أول أذى تأذينـي فيه !!
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهـم لقصدهآ , هذي فعلاً أول مره تصير ويتطآول عليهآ بـ الذرآع ,, وش إللي ترمي لـه !

شدت شفتيهآ بتعبير مشمئز مجآوبه على الإستفهآم إللي بوجهه: من قبل تتزوجنـي يآمآلك وإنت تأذينـي .. إنت نآسي شلون تزوجنـآ ! نآسي البلآء إللي تبليت عليّ فيـه ! هذآ أذى ولآ مو أذى .. تطمـن , مآرتجيت منك آلطيب أبدّ , ولآنيب متفآجئـه بآللي صآر – طيرت عيونهآ نآفخه هوآ مسموع تمنع فيه نفسهآ من الضـعف , من الإرتجآف والإرتعآش , ومن البكآ , كلّ كلمـه تطلقهآ شرخ , كل صد منهآ وكل إعرآض جـرح .. شهق نفس عميق إمتلآ به صدره بعدمآ حرر كل ظنونـه وكل آلتوقعآت آلغير مأكده , عن كونهآ إللي قدآمه هي فعلاً تغريد إللي عرفهآ قبل يتزوجهآ أو لآ .. بـ النآقص إن مآكآنت هـي , وليتهآ فعلاً تكون مو هـي .. هذي إللي قدآمـه هي إللي تعلق بهآ قلبـه , إنشغل بهآ فكره , عشقتهـآ روحـه , وتعبـت نفسـه تتمنآهـآ ...

....: إنتي لك أخـت توأم !
نآظرته بـ انتبآه كآمـل , سؤآله غريب , وموقعه من الأحدآث الحآليّه إللي يعيشونهآ أغرب , وش الطآري الحين يسأل عن توأمهـآ !
قوست فمهآ بـ إستغرآب مجآوبته: إيــه ...
أطبق فمه هآز رآسه إيجآباً بتفهم لتسأله هي بفضول: ليش يعنـي !!

شهق نفس هآدئ مسموع مغمض عيونه إستعدآداً لكشف المستور .. فتح عيونه إللي إستقرت على عيونهآ المستفهمه مجآوبهآ بهدوء , آلهدوء إللي كآنت تفترسـه بـ نظرآتهآ المنتبهه والمصوبه تجآهه بتركيز شديد متأهبه كل جوآرحهآ وكأن ملآمحـه البآهته قد أعطتهآ إنذآر آلشيّ الصآعق إللي رح يلقيـه عليـه ...

....: آلفيديو إللي أرسلـته لأخوك , وإللي شفتيـه .. – سكت شآهق نفس ثآني يسآعد نفسه يكمل بتأني لأجل تستوعب – آلفيديو يآتغريد مآهوب مفبرك , مآتبليـت عليـك , هذآ حقيقـي , وصدق إللي صآر ... – بلل شفتيه بعدمآ عطآهآ نظره فآرغه إستشف منهآ اإستنكآر بعيونهآ اللي ضآقت أقصآهم مكمل – صدق إللي صآر لكنـه مآصآر معـك ...
تجعيدة إستفهآم بوجههآ سألته ببهتآن: شلـون !
مسح على شعره من مقدمته شآده بقوّه خفيّه وكأنه قآصد يحسس نفسّه بوخزة ألم من آلملعوب إللي صآر عليه: أختـــك .. توأمـــك .. – ثبتت عيونه الحآده آلمنقهره بعيونهآ البآرده المستفهمه – توأمك هي إللي كآنت معـــي مو إنتــــي

أخفضت رآسهآ لحجرهآ برفض مبدأي للكلآم , أو محآوله خفيّه منهآ تترجم إللي توه وإسمعته إلآ إنه قآطع حديث الخآطر بنفسهآ مكمل سيل صدمآته الفجآئيه لإدرآك عقلهآ: أختــك هي إللي دشرت معــي , هـــــــذي – قآلهآ بحرقه وهو يمده لهآ الصوره بـ تكرآر نموذج بشري فآتن الملمــح , رآص على طرف الصوره بـ إبهآمه , سبآبته والوسطـى , هآزهآ بقوّه قدآم عيونهآ مكمل بقهر – وحده من هآلثنتيـن هي إللي عرفتهآ بـ إسم تغريـد .. وحده من هآلثنتين هي إللي معي بآلفيديـو .. وحده من هآلثنتين هي إللي صآرت زوجتـي , وحده من هآلثنتين هي إنتي آلحين قدآمـي ... أنآ مو مجنون ولآ أتوهـم ... ولآ إنتي مجنونـه أو فآقده الذآكره ... فسري لي هآلشيّ شلـون .. وإن عندك شكّ فينـي , شلون تفسرين كلآم أمك وأختك اليوم ! منو تغريد إللي كآنت حآمـل ؟ منــو غيـرك ؟

بيد مرتجفه أخذت منه الصوره لحجرهآ مدنقه عليهآ رآسهآ , عيون حآده , ثآقبـه , مخترقـه الصورهـ بـ تكرآر آلشكـل فيهـآ .. هـي , وتوأمهـآ ... هي ............ ودآريـن ...
همست بصوت خآفض , مسحوب , مستفهم ومستنكر , رآفض التصديق أو الإستيعآب: دآريــــــــــــن !
مآلك: هي اللي كآنت هني اليـوم مع أمـك !!
مآردت إلآ بحركة رآس نفياً بآلعه ريقهآ وآلصدمـه بكآمل نسبتهآ المئويـه ميبسـه وجههآ .. أنكرت برفض قآطـع: مستحيــــل

....: ليش مستحيــل ! وهآللي حنآ فيـه وش تفسيره !
عفطت الصوره بقبضتهآ مطلقه عنآن صوتهآ الحآد الصآرخ بعدمآ إمتلت عيونهآ بدموع حبيسه: مستحيــــــــل , تفهـم يعني إيش مستحيــــــل !! هــــذي دآريــــــــن .. أختــــــــــي , أختـــــــــي يآوآآطــــــــي شلـــون تتهمهآ هآلإتهآمــآآت !! شلـون تشركهآ معك بـ أفعآلك الوصخــــــه !!

مسح برآحته اليمنى منتصف جبينه صعوداً لشعره وهو رآفع ذقنه وعيونه بـ السقف مستجدي طولة البآل وآلصبر لتجآوز هآلموقف العصيب في حين قطت هي الصوره المعفطه بوجهه رآفسته من وركه الأيسر برجلهآ: إطلـع بـرآآآآ , إطلــع برآ مآ أبي أشوف وجهــــــك .. أكرهــــــــــك يآمآآلـــــــــــك .. أكرهــــــــك

قآلتهآ بصرآخ حآد , ترفسـه برجليهآ مبعدته عنهآ وعيونهآ معتصـره ينهآل منهم سيول دموعهآ ليوقف حركتهآ الغآضبـه بتكتيفته لسآقيهآ إللي ضمهم بآلقوه لبعـض وصعد عليهم جآلس على وركيهآ مفرق مآبين رجليّه الآ إنه تفآجئ بـ الضرب المتوآلي لصدره من يديهآ الثنتين إللي كتفهم بمسكته لمعصميهآ الإثنين مضمومين شآدهآ عليه بقوه , طلع صوته صآرخ مزمجر , قآصد إنتشآلهآ من حآلة الإنهيآر إللي صآبتهآ: تغريـــــــــــــــد
فمهآ مفوس , عيونهآ مغمضه بـ القوه , وجههآ بآكــي , هدى انفآلهآ من تكتيفه الكآمل لهآ إلآ صدرهآ وحركة كتفيهآ إللي كل ثآنيه والثآنيـه ينتفضوآ إثر شهقـه مكتومـه ... حركت رآسهآ نفياً معآتبتـه بـ بكآ مرير: ليش يآمآآآآلــــــك , لييييييش

قرب يديهآ آلمكتفه من المعصمين لوسط صدره هآمس لهآ بدفى: دموعك بآلكون عندي ويعزّ عليّ بكآك , صدقينـي يآتغريد أنآ وآلله أحبـك .... وأبيـك , هآللي أقوله مو عشآن تبكيـن , هآللي أقوله هو الحقيقـه , آلحقيقـه الصعبـه , القآسيـه والمرّه .. أنآ المخـدوع وإنتي الضحيّـه , مآبي هآلشيّ يضعفك قدآمـي .. مآرح أضغط عليك بشيّ وإللي تبينـه إهو إللي بيكـون .... صدقينـــــي

إعتصرت عيونهآ لحد مآختفت مدفونه , دموع صآمته , سريعه ومتلآحقـه , فمهآ مطبق بآقوّه كآتم آلحـسّ وآلشهقـــه ...

أسندت جبينهآ على يديهآ المضمومتين لبعضهم بين يديه بـ همـس مريـر مذيب لعآلمـه ولكل كيآنــه , أقرب للتوسـل , للسؤآل , وللحآجـه ..: مآآآآآلــــــــــك
فك يديهآ ضآمهآ لصدره إللي إرتمت فيـه غآرقـه كمآ آلطفل البآكـي , مطلقـه عنآن أنينهآ والشهقآت ليتحسس هـو ظهرهآ كآملاً بـ حنآن هآمس بـ دفى عذب رقيق: يآكُـــــل مآلـــــك يآتغريــــد ..........


======
-----------
======




ظهيرة آليوم التآلـي ..

كمآ العآصفـه الترآبيّـه , متحلقـه حول نفسهآ مقتلعه كل مآتمّر عليـه ...
بعيون غآضبـه مطلقـه شرآرت العصبيّه كـ إنذآرآت حسيّه لكل من حولهآ بعدم التجـرؤ والإقترآب .. حآلتـه المزآجيّـه أسوء ممآ يكون , وآلنيّـه وآضـح إن لونهآ أغمـق من أي شيّ غآمـق ...

تخوف , توجـسّ , وترقـب لرد الفعل الموآتـي لهآلملآمح إللي مآتنذر لآ بشرّ عآتـي إكستح موظفين آلمؤسسـه كلهم ودون إستثنآء إبتدآءاً من موظفين الأمـن والحرآسـه على أعتآب المؤسسـه , عمّآل النظآفـه , جموع العآملين كلاً بـ ترتبتـه وصولاً لـ آلذرآع الأيمن , نآئب الرئيـس , بمكتبـه المجآور للمكتب الرئيسـي لـ رئيس المؤسسـه , عآمر المرشـد ...
وقف له بـ إنتبآه من دخل عليـه بثورتـه آمره بحـزم وهو يفتح شقي البآب الجرآر لمكتبه: تعـــــــآل أبيــــــــك

قآلهآ مصفق البآب من ورآه مرتطم شقيه ببعضهم وعلى إثر هآلإرتطآم القويّ ردو وإنفتحوآ مره ثآنيه ...
بمكآنه من ورآ مكتبه وقف بآلع ريقـه لذآك إللي دخل ومعه الطوفآن ....
وخزه بقلبـه أوحت لـه بـ إن إسمـه هو آلسبب بآللي يشوفـه ,, سحب نفس عميق إستعدآداً للموآجهه إللي من أمس وهو ينتظرهآ ...

لف حول مكتبه مقبل صوب البآب الجرآر إللي أقفله من ورآه بهدوء تمآثل بخطوآته المتأنيّه الثآبته لحد مآوقف قبآله: سـمّ ...
رمقه بنظره صقريّه حآده مآ أوحت إلآ بـ الشـرّ والعآقبـه بـ الضـرر ...
هذي هي عآيلة المرشـد , ذكورهم وإنآثهم وآحـد , نفس الجينآت الورآثيـه , مآفي ملآمحهـم شيئ من الهدوء والسمآحـه , اللطآفـه أو البشآشـه ...

وجـه جآمـد , حآد الملآمـح , ثآقب النظرآت ... وكأنه يشوف النسخـه الممآثلـه لـ عآمر , إلآ إنه كآن سنــده ... سبحآن المصوّر .. نفس آلملآمح الدقيقـه بنفس التعآبير ... حضور مُهيـب , مريـب ومخيـف .. ملآمحهـم وهم في أنقى أوقآت صفوهم كفيلـه تحسسك بـ الإرتيآب ! شيّ وآجب تآخذ حذرك في التعآمل معـه , بـ المختصـر .. شخصيّه غير مُريحـه ... بتآتاً .. مثلمآ إللي يحسّه مع رئيسـه عآمر , يحسّه الحين أضعآف مع ولده سنـد ... قد حسّه وعآنى منـه لمدة سنه كآملـه مع خطيبتـه سآلي ... وش هآلعآيلـه المريبـه وكأنهم خليـه إرهآبيـه أو تشكيل لموسآد إسرآئيلـي ..

....: وش الخبر إللي جآني هذآ !!
إرتفعوآ حآجبيه من هول إرتيآبه: أي خبـر !
وقف بحده ضآرب المكتب بكفيّه وعيونه مآكفت ترسل إشآرآتهآ التحذيريه المتوعده , الحآقده والغآضبه: لــــــف ودورآن مآ أبــــــــي , إنت فآهم عـدل أنآ وش قصــدي .. إنت وسآلــــــــي
بلـع ريقه للمره إللي مآيذكر عددهآ بصوت جآهد إنه يطلـع ويبين: ممكـن تهـدى , ونتفآهــم

من قآلهآ بثبآت إنفعآلي ظآهري إلآ وأقبل عليه الثآنـي بإضطرآب إنفعآلي , عيونـه جآحظـه , مخيفـه , أودآجـه غليظـه , منتفخـه وآلصوت إللي أخرجـه , حآد , صآرخ , ومزمجـر: وآلله يآسهـــــــل ... وآللـــــــه .. إن تندم أشـــــد نـــــــدم
قآلهآ وهو سآحبه من شقي ثوبـه بعدمآ إنخلع منهم أول زريـن .. تكآد خشومهم الحآده تلتصق ببعضهآ .. نظرآت متضآده , مآبين آلحقـد وآلكُـره والإشتعآل لـ سنـد .... آلهدوء , الثبآت , وآلبـرود لـ سهـل ..
ثبت يديه فوق يدين ذآك آلغآضب يفترسـه بعيونـه الحآقده: لـك إللي تبيــه , بس نتفآهم بـ الأول

نفضـه سنـد بـ قوّه مع ضربـه عنيفـه لصدره من كفيه المبسوطين عليه , آلضربـه إللي أخلت بتوآزنه جآبرته يرتمي على الكرسي من ورآه مفرق مآبين رجوله لآخرهـم وبسآعده الأيسر إستند على طرف المكتب وإلآ كآن بينقلب لورآه هو والكرسي إللي طآح عليه بينمآ رفع له سند سبآبته بـ عصبيّه مكبوته من بين أسنآنه: مو بنــــت آلمُرشـــــد يآسهـــــــل ... مــو بنــــت المُرشـــــد إللي تنعــــــــــآآف

وقف عن الكرسي زآفر نفس مهموم مسموع طلـع وكأنه يعآنـي: مآعفتهــــآ
رمقه بنظره مشمئزه: مآنيب طآلبك أسمعك , إنآ إللي عفنآك .. أبيك تلـم عفشـك وتنقلع من هآلمكتب ولآ عآد تـردّ .. – ضيق عيونه لحد مآختفوآ ملقي توعده حآد آللهجه – هذآ وجهـي إن لقيت مكآن ثآنـي يضفـك .. مآرح أقصـر معـك تطمــن

بلل شفتيه رآفع عيونه للسقف , ثوآني وهو بموضع الضعيف العآجز وهذآ إللي حآسب حسآبه من أول , ذولي آل مُرشـد آلله لآيحكمهـم على بشـر شلون وهو قد طآح بشبآكهـم ... أردف من بعد سكون: سويّ إللي تبيـه وأنآ رآضـي , بس قبل لآزم تسمعنــي وللأخيـــــــر

عطآه ظهره ينآظر بـ الدريشـه آلمفتوحـه وإللي مرفوع من عليهآ الستآئر الورقيّه متخصـر بيديه في حين أكمل سهيل بهدوء: مآهوب أنآ إللي أسوّي هآلشيّ .. ومآسويته إلآ إني عجـزت , عجـزت ومآعآد فينـي طآقـه , كل مآلي وأنآ جآلس أخسـر لين خسرت نفسي وكرآمتـي مع أختـــــك .. مع بنــت آلمرشــد
سكت ينآظر بـ لوحي كتفيـه العريضيـن , هآلرجّآل مخيـف من وجهه ومرعـب من ظهـره .. للحيـن مآلبـس آلثـوب ولآ همّـه ..
بنطلونـه أبيـض , وقميصـه بنـي مشمر السآعدين , دآخل بـ البنطلـون , فوقه صدريّـه كـتّ كحليـة آللون مقفل أزرآرهآ .. آلتفصيله إللي أوضحت عرض منكبيـه وضيق خصـره ..

....: دكتوره سآلـي هي بنفسهآ إللي أوصلتنآ لهآلمرحلـه يآآآ ..... أستآذ سنــد ..
إلتفت له بهدوء مقبل صوبه لحد مآجلس على زآوية مكتبه رجوله ممدده قدآمه مكتف سآعدين بينمآ أكمل سهيل وعيونه موقع قدمـي هآلكآئن المرعب قدآمه: أستآذ عآمـر هو من طلبنـي لـ دكتوره سآلـي ... – نآظره سند بـ إنتبآه مضيق عيونه ليكمل الثآني بهدوء تأكيدي – أستآذ عآمر هو من طلبني لهآ مو أنآ إللي طلبتهآ لنفسـي ..

سند: .............
سهيل: بـ البدآيه قآل إن مآفي أحسن مني رجّآل , هو يوثق فيني وكآنه يآمن على كل أملآكه بين يدينـي فـ الأولى يآمـن على بنتـه معـي .. ربّك وآلحق فرحتي مآسآعتنـي ولأول مره أحسّ إني مُرآهق بمشآعري , قمت أتخيّل حيآتي شلون بتكون مع هآللي معرف عنهآ شيّ إلآ إنهآ بنت أستآذ عآمـر .. أستآذ عآمر إللي أخذ موآفقتي العميآء أولاً ثم سأل بنتـه , وهذ هو إللي إتضح لي بعـدين .. آلموضوع كآن مخطط لـه .. أنآ فآهم إنهآ موآفقـه عليّ وكل شيّ من نآحكم جآهز , وهي متصوّره إني طآلبهآ بنفسي ومنتظـر جوآبهآ .. أنآ إحترمت هآلشيّ وخليته سرّ بيني وبين نفسي لأن مآكنت محتآج لفت إنتبآه لهآلشيّ من نآحية أستآذ عآمـر .. حتى أهلي مآدروآ عن أصل الموضوع وللحين مآيدرون وللحين سآلي مآتدري .. بس إيش المقآبـل ! ولآ شــيّ ....... ولآآآآآآ أيّ شـــــــــــــــــــــيّ , سآلي من أول يوم وهي بـ صوب وأنآ بصوب ثآنـــــي , محآولآت مستميته حآولتهآ لأجل أوصل لأبعـد مكآن بقلبهآ إلآ إني مآقدرت .. هي إللي عجزتنـي , مخطوبين من سنـه وتونآ بذآ آلبُعـد عن بعـض مآقتربنآ أبـدّ لو ملليمتـر وآحـد ... إهآنآت متتآليـه متحملهآ وأقول مآعليـه هذآ شيّ بيني وبينهآ إلآ إنه تعدآ , ومع إنه تعدآ إلآ إني لقيت نفسي أتقبلـه , وأتحملـه , وأمشيّـه .. بيـوم بنت صغيره من عندكم ردت على جوآلهآ من بعد محآولآت مآلهآ عدد إني أكلمهآ ولآ ردت , بـ الأخير جآوبتني هآلصغيره وطلبتني أنتظر ع الخط .. إنتظـرت ووش إللي سمعتـه ! سمعت إنهآ مآتبي تجآوبنـي , لأنهآ مآتحسّ إني رجّآل , ولأني مو مآلـي عينهـآ .. مدري هآلكلآم كآن قدآمك أو قدآم مين بآلضبـط بس كآن فيه أحد يطلبهآ تردّ علي وهي تمنعـت بهآلمبررآت ... سألتـك بـ آلله وأنآ رآضي ذمتـك ........ تقبلهآ على نفســــك !


/
/
/
/



أوقف السيآره بفرملـه قويّـه أصدرت صفير إثر إحتكآك آلكفـر بـ الأسفلـت ...
مآل جسمهآ بـ اندفآع قوي لـ قدآم بغت ترتطم بـ التآبلوه قدآمهآ إلآ إنهآ صدت عن نفسهآ بيديهآ تنآظره بوجه مذعور غير مصدق ليقآبلهآ هو بجفاف آمرهآ: إنـزلـي

نآظرت الشبآك على يمينهآ إلآ وتشوف البوآبه الخآرجيّه للفيلآ حقتهم .. أطبقت فمهآ بقهـر مجآوبه: مآرح أنـزل
من بين أسنآنه بـ نفآذ صبر مكبوت: إنزلي يآوردهـ ترآ حدّي معصب ومآلي خلـق , إنــــــزلــــــــــي
قآل – إنزلي الأخيره بصرخه حآده مزمجره قآبلتهآ هي بعقدة حآجبين مستنكره -: آدم إنـت شفيــك !!
أرجع رآسه لورآ مغمض عيونه شآهق نفس مسموع من خشمه إللي ضآقوآ فتحتيهم إستجدآءاً لـ طولة البآل: إنزلي يآوردهـ

مآلت بجسمهآ عليه ثآنيه سآقهآ اليسرى تحتهآ بـ موآزآة لنبرته آلمخنوقـه آلمكبوته من بين أسنآنهآ: مآرح أنـزل يآ آدم , مآرح تجبرنـي هآلمـره , كآفـــي يآخــــــــي , كآفـــــي ترآ وآلله مآعآد فينـي أتحملـك

ضرب وسط آلمقود بقبضته اليسرى الغآضبـه مصدر صوت بوري قصيـر وكأنه تكّـه , ملتفت لهآ بعيون جآحظـه مرعبـه بنفس آلنبره الصآرخه وكأنه قد فآض منهآ آلصبـر: أنآ اللي مآعـآد فينـــي أتحمـــــــل تصرفآتـــــــك , لمتــى بعدّل من ورآك هــآآآه !! لمتــــى !!

ضيقت عيونهآ لآخرهم متسنكره وبشده: ليش وأنآ وين الغلط بتصرفآتي لأجـل تعدلهـآ !!
أسند كوعه الأيسر للشبآك ويده اليسرى على فمه ينآظر الطريق من قدآمه بلآ جوآب لتكمل هي بنبره أهدى طلعت مبحوحـه وكأنهآ غير مصدقه أو مستوعبه: يآ آدم الغلـط بتصرفآتك إنـت .. آلغلـط بكبرهـ فيك وفـ إسلوبـكـ وبـ تصرفآتك .. إنت الغلـط بذآتــه

أطبق على فكيّه بقوّه رآفع خشمـه بتكشيره آلنآفذ صبره: إنزلي يآوردهـ آلحين أحسنلك
رفعت حآجبهآ الأيسر بتحدي: وإن مآنزلـت !
صآح عليهآ بجفآء , نظرته مخيفـه , وصوتـه مُرعـب: لآتوصلينآ لـ شيّ مآرح يندم عليـه غيـرك , فآهمــــــه !! إنزلـــــــــي

نآظرته مضيقه عيونهآ بـ حقد: صدقني يآ آدم , هآللي تسويـه إنت محد بيندم عليـه غيرك ! ولآ تختبر صبري لأن مآعد فينـــــي

مسح على كآمل وجهه برآحته اليمنى كآتم غيظـه بذكر آلله: آستغفـر آلله العظيـــم
بلحظـه دمعت عيونهآ , سألته بنبره حزينه مبحوحه: وش إللي غيرك علي يـ آدم ! وينـه غلطـي ! وشهـو خطـآي
إرتخت كتوفه بيأس ينآظر بسقف سيآرته المأجره إستجدآء للصبر , نبرتهآ أقرب لبكآء مكتوم , وهذآ آخر شيّ يبيـه , برغم حنقه الشديد عليهآ وعلى تصرفهآ إلآ إن دموعهآ أو دموع أي حرمـه فـ المطلق هي أغلى مآيعز عليـه , وآلشيّ إللي مآيحب يشوفـه أبدّ وآلمصيبـه إن كآن هو آلمتسبب فيهآ !
نآظرهآ بـ إهتمآم مجآوبهآ بنبره خآفضه: يآوردهـ , إفهمـي عليّ .. أنآ كم مره نبهتك لهآلشيّ ! طلعـه بدون علمـي وإذن منـي وش نتيجتهآ !!

....: ولمآ أدق عليك بدآل المره ثنتين وثلآث وعشـر ومليـون , ومن أمسّ مو اليـوم , وإنت مآترد .. شلون أعلمك أجل وآخذ إذنك ؟ أرسلت لك رسآلـه علمتك أنآ وين رآيحـه .. وبعدين إنت ليش كل هآلعصبيّه !! كنـي طلعت أفرفر بـ الأسوآق مو كأنهآ آلمستشفـى إللي رحـت لهآ , لآآ وبعـد زيآره لمرت أخوك .. وينـه آلغلـط ! فهمنـي !
ردّ وضرب المقود بقبضته اليسرى الغآضبه في صرآخ حآد: مرت أخـوي ولاّ مـرت التبــن , نآهـد مثلهـآ مثــل غيرهـــــآ , وحذرتك من قبل يآوردهـ هلـي بـ الذآآت كل شيّ يخصهـم لآزم أعرفـــه قبـــل وإنتي هذآ إللي برآســك – شآر بـ أطرآف أصآبعه اليمنى مضمومين لجآنب رآسه الأيمن بعصبيّه – هذآ إللي هنآ مآهوب مـخّ , مآتفهميـــن
أعلنت دموعهآ إستسلآمهآ , وغصباً عنهآ إنهآلوآ , كميّـة الإهآنآت إللي قآعده تتلقآهآ منـه فوق تحملهآ آلنفسيّ ... هي نفسياً مدمـره , من بعد وفآة أمهآ وفجوه كبيره بصدرهآ , مآقدر أبوهآ ولآ زوجـة أبوهآ أم فآهد ولآ حتى إخوآنهآ الشبآب الأربـع برغم محاولآتهم الجآهده إنهم يحتوونهآ ولو وآحد بـ الميّه يعوضونهآ عن إحسآس الفقـد .. فقدت وحده وهم حولهآ كثيـر إلآ إنهآ وحيـدهـ , فرآغ عآطفـي وآســع بقلبهـآ , نفسياً مجروحــه , نغزة ألم بقلبهآ تنبـض بـ وجـع ... وآدم متوصـي فيهآ وبزيآدهـ ..... مآقصــر أبــدّ !
توسلته يكـفّ عنهآ إهآنآته بـ وهـن , قبضتهآ اليمنى مضمومه لصدرهآ , عيونهآ حزينـه , نظرتهآ مكسورهـ , ودموعهآ مسآله: آدآآآآم !!!!
خبى عيونه بيمنآه زآفر نفس مهمـوم: يآآ آللـــــــــــــه !

....: ليش يـ آدم ! حرآم عليك ليش كذآ تعآملنـي !
إنقبآضه بعضلـة قلبـه شنجت ضلوع صدره إللي حسهم أطبقوآ على أنفآسـه , نبرتهآ كآنت مبحوحـه مسحوبـه , فيهآ جـرح ...
مسك يدهآ اليمنى مبعدهآ عن صدرهآ محتضنهآ بين يديه بنبره منضبطه أكثر: يآوردتـي , يآحبيبتــي .... غصـب عنـي , وآلله غصـب عنـي ... جعلنـي أهلـك إن كنت متقصد هآلشيّ .. يآوردهـ أنآ نفسياً هآلأيآم تعبآن , مآنيب قآدر أسيطر على إنفعآلآتي .. وإنتي تضغطين عليّ

سحبت يدهآ من يديه بعيون معتصره وكأنهآ تصفي بآقي دموعهآ: يـ آدم أنآ تعبآنه أكثر منـك , وأدري إن فيه شيّ مغيرك مدري وشهـو .. ليش مآنقرب من بعـض ! ليش مآندآوي جرآح بعـض ! إن مآشكيت لك وإنت شكيت لي لمن نشكـي ! لو مو أنآ إللي شديت على يدك وإنت إللي ضميتنـي منو إللي يسويهآ ! كل مآلك وإنت تبعدنـي عنك , كل مآحآولت , بس مجرد محآوله إني أقرب منك خطوه إنت تبعدني عنك ألـف .. لـيش !

مسح على حآجبه الأيسر بقوه وكأنه يشـده من أوله لآخره , شيّ جآثم على أنفآسـه .. كيآنه منقلـب , من آليوم إللي تنفس فيه هآلولد أكسجين آلحياه وهو قآطـع عنه الأكسجيـن .. كلّ شيّ حولـه مضيـق عليـه , كآتمه وخآنقـه .. لمعـة الفرحـه بعيون أخوه بسّآم , ضحكـة أختـه مرآم .. الإبتسآمآت آلعديده بوجيـه كل آلمهنيـن وآلمبآركيـن ولآدة هآلروح تسحـــب منـه هو روحـــه ...

شيّ دآخلـه يعصـره , شيّ دآخلـه يألمــه ... ردود أفعآلـه حآدهـ , وسريعـه , عصبيّه وغآضبـه .. ولأسبآب غير مبرره ظآهرياً ...
مآيبـي إلآ إنه يبتعـد , عن بسّآم , ونآهـد , ومرآم .. عن وردهـ , وعن نفسـه شخصياً .. لو بيده يعيد المآضـي مآكآن سوّآهآ , وينه آلموت عنـه ! ليش مآجآه , ليش مآبآغتـه , ليش مآخذآ روحـه قبل هآللي صآر مآيصيـر !
مو كآن أرحـم , موتـه فُجآئيـه سريعـه يتصورهآ أهون بكثيـر من هآلموت البطيـئ إللي يعيشـه ... كلّ مآفيـه تلـف وتدمـر .. سوآ أعصآبـه , أو أعضآئـه , أو حتى مشآعره وأحآسيسـه ... صآر له إسبوع مآنآم سآعتين متوآصلـه برآحـه .. جسمـه مُرهـق .... مُهلــك .. أفكآره متزآحمـه متدآخلـه , يحسـه يسمـع إللي يدور بدآخلـه وكأه قنآه تليفزيون مشوشّـه ... وجيـه كثيره قدآمـه يشوفهآ بلقطـه سريعـه .. وجـه بسّآم , ومرآم , نآهـد وكل فرد بعآيلتهآ ... وردهـ ... وجيـه نآس يقآبلهم بـ الشآرع مآيعرفهـم ... إضطرآب نفسي قآعد يعيشـه , في صرآع مع نفسـه صآر له إسبوع , يسأل نفسـه وش تآليــه ؟ نهآيته على الأكيـد بـ مصح عقلـي , أو بـ القبـر وآلسبب إنتحــآر !

....: يآ آدم أنآ شويّ شويّ قآعده أنسحب من نفسي وأطلـع منهآ .. كل رفيقآتي , صآحبآتي وزميلآتي مآعآد لي أي توآصل معهـم .. كلّ شيّ ممنوع عليّ وبـ أمر منك وأنآ مغير أنفـذ مثل آلعميآ المغيبّـه .. مآني مجبره يـ آدم , أسويّ هآلشيّ وأنآ رآضيه فيـه لأنه بيرضيـك .. بيت عمـي قآطعته مآ أروحـه وليش ! عشآنك مآتبي هآلشيّ , وآلسبه ..... طلآل وأحمد ورآئف ورآمز , إللي إنت تدري مظبوط إني بـ صوب وهم بصـوب .. طيب هذي مشينآهآ , إخوآنـي !!! إخوآني يـ آدم ! فآهد وسهـل وجآسـر وشبيـب , تدري وش معنى إنك تتضآيق من جلستي مع إخوآني ! يوم تقولي مآ أقعد معهم إلآ بحجآب أو أتعفن بغرفتي مع روحتـي , وأنآ فعلاً تعفنت فيهـآ .. أبعدتني عن كل هلي ونآسي جربت أنآ أقرب من هلك إنت ونآسـك .. تقـربت من نآهـد , تعرفت على خوآتهآ , بنآت شيـخ مآفيهـم آلعيبـه وآليـوم تجينـي آلمستشفـى تسحبني كذآ وتصيح عليّ قدآمهـم كنك شآيفني ببيت دعآره مو بـ مستشفى ووسط حريـم جآلسـه ! إنت شفيــك ! مآنيب قآدره أفهمـك أو أستوعب تصرفآتك هذي ! إنت شللي تبيـه بـ الضبـط
إلتفت عليهآ رآص على أسنآنه بقهر كآتم غيظه: مآ أبيك تختلطين بـ أحد يآ وردهـ , لآ من هلـك ولآ من هلـي .. إرتحتـي كذآ آلحيـن , أنآ مو مكفيـك يعنـي !

بللت شفتيهآ هآزه رآسهآ إيجآباً مردفه بـ الجوآب إللي طلع حزين مجروح: بلـى يـ آدم , بلى تكفينـي وبزيآدهـ , تكفينـي ومآبي غيـرك بس هذآ إن كنت قآدره أحصلك بـ الأسآس .. أشوفك أو حتى أتكلم معك لو بآلجوآل .. يـ آدم إنت مآنعنـي من هلي وهلـك ومنــك .. منــك كلــــــــــك , يآخي حرآم عليــك .. تعبـــت , وآلله تعبــــــت .. آآآآآهـ يمّــــآآآ وينــــــك
نآظرهآ بحآجبين مقطبيـن وهي تنتحب في صمـت جمبه , كآتمه أنفآسهآ وشهقآتهآ معتصره عيونهآ بـ دموعهآ إللي غرقت غطآ وجههآ ويديهآ الثنتين مضمومتين مطبقـه فوق فمهآ !
همس لهآ بترجـي شجي: تكفيـن يآوردهــ لآتبـ ......... – بــــــــس –

بترت كلآمه بهآلكلمـه , - بـس - , قآلتهآ بصرخـه حآده مزمجـره , طفح بهآ الكيل , مآعآد فيهآ تتحمـل ...
نزلـت من السيآره مصفقـه البآب بآلقوّه من ورآهآ , رآكضـه للبوآبـه آلحديديّه آلخآرجيه إللي كآنت مفتوحـه على مصرآعيهآ بـ انتظآر السيآره تدخـل , إلا إنهآ تمت وآقفه مكآنهآ , بدآخلهآ هو ينآظر طيفهآ إللي إختفى ركضاً , صوت شهقآتهآ يصدح في عآلمـه المضطرب والمشوش , وآخر جملـه قآلتهآ قبل تطلـع يحسّهآ مثل النبـض يقرع على طبول أذآنـه: حسبـــــي آلله عليـــــك !




/
/



مسآءاً ..
رقى آلطآبق الثآني من الفيلآ بخطوآت سريعـه وشيئ من الغضـب يعلـو وجهه آلممتقـع ...

خطوآت مدروسـه تدري وين تبي تستقـر , إلآ إن صوت أنثوي دآفئ إستوقفـه بـ إستغرآب: سنـــــــد !!
إلتفت ورآه بحآجبين معقدين أقصآهم سآئلهآ قبل تسأله هي: سآلـي بغرفتهآ !!
إحتدت ملآمحهآ بوجوم: إيـه بغرفتهآ , وش إللي صآر !
جآوبهآ وهو مقفي عنهآ بعجله: بكلمهــآ
لحقته بسرعه: إنتظــــــ .............
مآ أكملت كلمتهآ لأنه إختفى تمآماً بآخر الممر يميناً لترخي هي كتوفهآ بيأس " هآلبيت كل من بـه قد جـنّ , يآربي وش إللي صآر علينآ .... "

تتبعت خطوآت سند لآخر الممر إلآ إنهآ خآلفته بـ الغرفـه إللي قصدهآ هو ودخلت آلغرفـه المجآوره إللي هي غرفتهآ ...


نزلت الدفتر من يدهآ فآتحه اللآبتـوب حقهآ على إيميلهآ الشخصـي تحديداً وعيونهآ اللآمعـه بسعآده بآلغـه تفترس نـصّ رسآلة القبول بـ آلجريدهـ للمرهـ المئـه أو المليـون ! بينمآ بـ الغرفـه المجآوره كآن الجـو أكثر صخـب من وقف على رآسهآ عند سريرهآ بلآ إستئذآن آمرهآ بحزم قآسي: قومــي أشـووف
بـ تفآجـئ أبعدت عن وجههآ لحآفهآ آلفآيبـر آلطري بلونه البني تنآظره بعيون مضيقـه أقصآهآ من عدم آلإستيعآب , إستيعآب وجوده بغرفتهآ الخآصـه وإللي كآن أشبه بـ الإقتحآم بلآ أي إعتبآر أو مرآعآه ...
....: شللي تسويـه هنآ !
....: تعدلي الأول هم نتكلـم

بعصبيه أبعدت لحآفهآ عنهآ منزله رجولهآ الثنتين بآلأرض توهآ بتوقف صآبه جمآم غضبهآ عليه بـ جملتهآ المبتوره: إيش هآلوقآحـــــــ ................... إلآ وأطبق قبضته اليمنى على فكهآ السفلي ملجـمهآ بقسوّه آلمتهآ – بتشديد متوعد من بين أسنآنه - : تكلمي بـ إحترآم وإلآ قسـم إن تشوفين إللي مآيرضيـك
إعتصرت معصمه بين قبضتيهآ الوآهنه جآبرته على الفكآك بعيون مدمعه , حآده نظرآتهآ وثآقبـه .. إمتلت بـ الحقـد وفآضت: فكنــي يآلهمجـــي

بـ بغـض شديد نفضهآ من قبضته وكأنهآ شيّ قذر نآفر منـه لتطيح بطولهآ على السرير من ورآهآ ممسكه بفكهآ السفلي بوجـه متألم ظهر مجآهدتهآ فيه بتصنع الثبآت: إطلــــــع بــرآآآ يآحيــوآآ ........................
مآ أمدآهآ تكمـل سبتهآ لأن كـفّ قـويّ وعنيـف إرتفـع بـ الهوآ وإستقر على صدغهآ للحد إلل معه مآل عنقهآ لأقصى زآويه فيه , وكأنه جذع وإنخلـع ..

مآ أمدآهآ تستوعب إللي صآر أو تستوعب حرآرة صدغهآ إللي تأجج بحرآرة الألم إللي سرى فيـه من تصفيقته القآسيه إلآ وأردف كلمآته المتوعده بعيون قآدحه بآلشرر: قسم بآلله يآسآلـي يآبنت عآمـر مآتعدلتـي إن تندميـن , يبآلك تربيـه من أول وجديـد وأنآ أعرف شلون أتصرف ويّآك

بـ عفويّه إحتضنت سآقيهآ المضمومتين لصدرهآ زآحفه عنه فوق السرير مبتعده أقصى مسآفه قدرت توصلهآ وهي بآقي على السرير , لآ ارآدياً طآحت دموعهآ سيول بلآ حسآب .. هي من أول وكآنت تبكـي والسبـه سهـل وسوآت سهـل , بآلحيـل هدت نفسهآ شويّ وقدرت تستعيد إنضبآطهآ لولآ دخولـه آلعنيـف آلمرفق بـ قول أعنف وفعل أعنف وأعنـف وأعنــف !
....: وش إللي صآر بينك وبين سهـل !

سآلي: ............
بعصبيه مكبوته طلع معهآ صوته مخنوق بآلقوّه مسيطر عليه: سمعتـي ! أقول وش إللي صآر بينك وبين سهـل !!
بـ إنفلآت أعصآب وقفت عن السرير بـ الجهه الثآنيه المقآبله له , صآروآ متوآجهين والسرير فآصل بينهم , وكأن سؤآل سنـد صمّآم الأمآن إللي معه فلت آلعيآر النآري مطلقـه كلمآتهآ بـ إندفآع وعصبيّـه , غيـظ , وقهـر , وجـرح: لآتجيــب طآريـــــــــــه , مآ أبيــه , أكرهـــــه , وأكرهــــــــــــك , إطلـــع بــرآآآآآ
إرتفع خشمـه بـ إشمئزآز وكأنه يشم ريح كريه: على بآلك هو إللي يبيك وميتن عليـك ! على إيش يآحسـره !
بكم سآعدهآ مسحت دموعهآ الغزيره مطلقه صرختهآ الحآده: إطلــــــــع بـــــــرآآآآآآ

بنظرة إحتقآر وحده منه إنهآر كيآنهآ الضعيف كلـه مردف لهآ قبل مآينقآد لطلبهآ: أبطلـع , بس فيه شيّ لآزم تعرفينـه , علك تعرفيـن مقآمك من بعدهآ ..
شدت على شعرهآ البني آلقصيـر وإللي كآن كآريـه بقصّه دورآنيه أطرآفه ملآمسه للوحـي كتفيهآ العريضين , رجعته لورآ وهي تمسح عليه بآلقوه ... بلآ أي ردة فعل أو إهتمآم بآدي للي يبي يقولـه ..

بهدوء ظآهري أكمل كلآمه: هذآ السهـل إللي مآتبينـه إهـو إللي كآن مُجبـر عليـك .. تعرفيـن ليش ؟ لأن أبوك عآمر هو من طلبـه زوجن لـك , والمسكيـن مآكآن بيده حق الإختيآر , إجبآراً إنقآد لأمر ولي نعمتـه , إلي يشتغل عنـده .. رجآل ويبي يزوجـه بنته إللي عمرهآ بيوم من الأيآم مآكآنت رح تنول هآلصفـه , صفـة الزوجـه .. مع شوفة الخشّه هذي مآلك إلآ بيتك , أهلك هم من بيتحملوك ولآ وش ذمبهم العآلم يبتلون فيـك مع هآلأخلآق المخيسـه ! ألآ سود آلله وجهك يآقليلـة آلحشـم .. وتنآفخيـن بعد ومو عآجبـك .. عسى إنك إستآنستي الحيـن , عسآه غرورك بخيـر من بعد هآلرفض السنـع ! إهو إلي رفضك يآبنت المرشـد مب إنتـي .. إهو إللي كآن مُجبر عليك من أول ومتحملـك مب إنتـي .. إهو إللي كآن متكرم عليك مآهــــــــــــوب إنتــــــي

.....: كــــــــــــذآآآآآآآآآآآآب , كـذآآآب وكل إللي تقولـه كـــــــذب كذآآآآآآب

مرر عيونه عليـها بـ إشمئزآز من رآسهآ لأطرآف رجولهآ: هــه , سلآمتهآ عزة نفسـك , مآنتيب مصدقـه صح !
بآلقوّه مسحت دموعهآ إللي مآهدت لثآنيه بظهر يدهآ اليمنى في محآوله بآئسه ضعيفه ووآهنه إنهآ تتمآسك , إلآ إن وقع الكلآم كآن جآرح , ومؤلــم .. شرخ عميـق بـ أعز شيّ عندهآ , بـ كرآمتهآ وكبريآءهآ .. هذآ آلسنـد بآللي يقوله مآ أبقـى على شيّ فيهـآ , كل مآفيهآ سآوآه بـ الترآب ...

....: أبوي هو من إستشآرنـي , وأنآ بنفسي إللي وآفقت عليـه

إرتفعت زآوية فمه بـ إبتسآمه جآنبيّه سآخره: هــه , أبيك تتذكرين زين إستشآرة أبوك لـك ومحآولآته يقنعك فيـه , مآكنت حآضـر , إلآ إني تخيلـت المشهد .. يآدكتورهـ آلموضوع بكبره كآن إتفآق بين أبوك وسهــل .. أبوك عشآن يضمن آمآنـة سهـل ربطـه فيـك , أجبره عليـك .. ولآ شلون زوج بنتـه وممكن بيوم يضّـره ! سهـل إللي إحترم هآلشيّ ومآحب يجرحك مآعمره صآرحك بهآلشيّ .. تمّ الموضوع على إنه إرتبآط عآدي , على إنه هو إللي طآلبك .. حتى أهلـه نفسهـم مآيدرون .. شفتـي الرجّآل إللي – كنتـــــــــــــــــــي – زوجتـه شلون كآن وإنتي شلـون ! روحي يآدكتوره وإسألي أبوك بنفسـه وهو يعلمك بـ أصل الإتفآق .. ولآ تعلميـن أحـدّ بسوآد وجهـك , خلـي حسرتك بقلبـك مآنبّ نآقصيـن هـمِ ولآ كـدر

قآل الأخيره بـ إشمئزآز حآد رآمقهآ بنظرة إحتقآر جآبت آخر مآعندهآ لتطيـح بـ أرضهآ من هول صدمتهآ ويغآدرهآ هو ببرود بعدمآ أحدث شرخـه العميـق بقلبهـآ ...

تكورت على نفسهآ بوضع الجنين وهي بـ الأرض ضآمـه كفيهآ فوق بعضهم أسفل ذقنهآ بعيون معتصـره تنهآل منهآ الدموع بلآ هوآده – شددت على دبلتهآ الذهبيّه بقوّة إحسآسهآ بـ الألم النفسي إللي يمزقهآ دآخلياً - : آآآآآآآهــ يآآربــــــــي ليـــــــش يآسهـــــــــل ...... ليــــــــــــــش



======
-----------
======



يوميـن بـ سكـون الأحدآث ..
والثآلـث كآنت بدآيته ببيت محصـن عبدآلله ..
بـ الملحـق القزآزي المنفصـل ..


أطبقت شفتيهآ على بعضهـم موزعـه الروج بلونـه الرمّآني الصآرخ ..
شكلهآ في مجملـه كآن صآخـب .. حآجبيهآ مرسوميـن بعنآيـه , عيونهآ آلوسيعـه آلمحتله نصف وجههآ محدده بـ آيلآينـر سميكـ رسمـه كلآسيـك .. جذآبه بشكـل مُلفـت ومُثيـر .. يمكن آلسبب هو عدسآتهآ الرمآديّـه آلفآتحـه !

إبتسمت برضآ عن شكلهآ النهآئـي في دخلتـه هـو عليهآ تنآظره من خلفهآ في المرآيـه قدآمهآ ..
بصـره مخفض للأرض مخلل أصآبع يمنآه بشعره الكثيف آلمرفوع وآلمثبت على طريقـة الـ سبآيكي لـوك ..
إتسعت إبتسآمتها وخفقآن متسآرع بقلبهآ .. إن كآنت من قبـل قد حبتـه , فهـي وبـ خلآل إسبوع زوآجهم الكآمل قـد تعدت مرتبـه الحُبّ هذآ وتخطت مآبعدهآ من المرآتب .. مآتدري هل هي آلحين بـ العشق ! أو الشغـف ! الجـوى ! التيـم ! أو الهيـآم !
على الأغلـب إن هآلوآئـل قدآمهآ وبدون مآتحـسّ , قد فرض نفسه عليهآ متملـك كلّ مآفيهــآ ..

إنعقدوآ حآجبيه أول مآرفع رآسه وطآحت عيونه على إنعكآس صورتهآ بـ المرآيه وبـ البطيئ تسللت آلبسمـه لـ وجهه بينمآ حركت هي كرسيهآ لآفـه عليـه بـ إبتسآمه مقآبلـه هآتفـه بـ إسمـه بـ الطريقه إللي قد علق لهآ عليهآ وإنهآ الشيّ إللي يجيب آخـره ومعه يـذوب ...... على حدّ تعبيـره !

وكأنه طفـل , في لغبـة الغميضـه , وإنت الكبير إللي قد كشفت مكآنه وتسأله يطلـع بمكـر مصحوب بـ دلآل: وآآآآآآآآئِــــــلللللل !!
أرجع رآسه لورآ مقفل عيونه بـ القوّه عآض على شفته السفلى بـ إبتسآمه معفط آلجآنب الأيسر من ثوبه بقبضته اليمنى: آآآآآآآهــ ....... قلبــي
ميسم: ههههه
رفع لهآ حآجبه الأيمن مضيق عيونه بـ خبث: هذآ وش معنآتــه !!
سكتت شوي وبوجهآ تعبير مستفهم قبل تتسع عيونهآ لآخرهـم فآغره فمهآ وكأنهآ بس آلحين إستوعبت قصده ووش إللي يرمـي لـه !

قآلهآ من قبل , إن كلمـة آلسرّ هي إسمّـه , وبهآلطريقــه ..
إقترب عليهآ بخطوآت متلكعـه وهو يفك أزرآر ثوبـه في آللحظـه إللي صآحت هي عليـه مآده ذرآعهآ الأيمن بآسطه كفـهآ مفرقـه أصآبعهآ كـ إشآره منهآ تطلبـه يوقف: لآآآآآآء
قوس فمه رآفع كتوفـه بمعنى – مآلي دخـل – مُردف بـ لعآنه ونبرته هآدئه: هذآ إتفآقنـآ , وإنتي آلحين طلبتينـي , وأنآ مقدر أردك

أرجعت كرسيهآ لـ ورآ وهي تضحك: ههههه بـ آلله ! ترآ طلعت معـي كذآ ومآحسيّت
ردّ ورفع كتوفه بلآ مبآلآه: مآهوب شغلـي
توسعت عيونهآ لآخرهم ومعهم إتسع فمهآ بـ إبتسآمتهآ العريضه الجذآبه: ههههه من جدك ! لآآآآآآآ – قآلت لآ الأخيره وهي تبعده عنهآ بـ يديهآ إللي ثبتتهم على كتفيه يوم إنحنى عليهآ هآمس بـ عذوبه - : يلآ يآقلبـي مآرح نطـوّل

ميسم: ههههه وآئل يآقليل الأدب , إبعد مآهوب وقتك
تدلل عليهآ يستعطفهآ: يلآ عــآد
أعرضت عنه مصدره له جآنب وجههآ الأيسر المبتسم: ههههه مع نفســك
إستقآم بوقفته مبقق عيونه بتعبير آلصدمه الكآذبه: مع نفســي !!!
ردت تنآظره وبآقي الإبتسآمه بوجههآ رآفعه سبآبتهآ اليمنى له بـ تنبيـه: ترآ آلحيـن خوآتك يجـون , وأنآ لآزم أروح البيـت عشآن أستقبلهـم , يعني هذآ إللي ببآلك , إنســـآآآآآه

أطبق فمه شآد شفتيه يسآراً بـ تعبير الإستيآء: شـروق وصلـت
إتسعت عيونهآ بدهشـه: جـــــــد !! شفـت ! دآرين وتغريد طيب !!
خلل أصآبع يمنآه النحيلـه بشعرهآ آلحريري سآحبه لهآ من آلجآنب الأيسر المسدول على جآنب وجههآ لـ ورآ طآبع قبلته الرقيقه على خدهآ الأيسر مردفهآ بـ إجآبته الخآفته: لآ توهــم
أطبقت شفتيهآ بـ إستيآء: شفـت ! وأنآ تونـي مكآني ..

رفعت طرحتهآ الـ الجِـل بلونهآ الرمآدي تمآشياً مع ملآبسهآ إللي كآنت بنطلـون أبيـض وبلـوفـر شتـوي مشعّـر رمآدي آللون فآتـح وبـ وسطـه رسمـة آلقلـب آلكبير بآللون الرمّآنـي وبآليرينآ قطيفـه من نفس آللون .. هآلبيت آلخآلي من وجود أي عآئق ممكن يزعجهآ أو يكتـف حركتهآ , يقيدهآ , يلزمهآ بشكـل معيـن , أو لبآس مخصص .. مآفيـه إلآ زوجـة عمهّآ , وعمّهآ نفسـه .. وزوجهـآ إللي مآلـه إلآ ثلآث خوآت بنآت .... متزوجــآت !

....: طيب يلآ أنآ بطلـع لهــم
كآنت حركتهآ مشتته وهي تعدل الطرحـه على شعرهآ للشيّ المؤقـت وهو خروجهآ من ملحقهآ المنفصـل , دخولاً للبيــت ..

نآظرته بعدم إهتمآم ومآسرع مآردت تنآظره بس هآلمره بـ إنتبآه أكثر وقتمآ تدآركت آلسكـون آلغريب بملآمحه , سألته بـ إستغرآب: شفيــك !
أخفض بصره موقع قدميه لحظآت قبل مآينآظرهآ بثبآت , مجآوبهـآ بهدوء مصحوب بشيّ من الغموض مآيبث للنفس إلآ الإرتيآب: إنتــي ..... ودآريــن .............


/
/



======
-----------
======

نهآية الفصل الثآمن والعشرون
<<قرآءة ممتعـه إن شآءلله

:::

حلم الحياه 14-08-16 03:44 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل التآسع والعشرون

الإنسـآن الحقـود هو إنسآن مُعتقل من الدآخل .. سجين قفصـه الصدري , لآيستطيع أن يمُد يديه إلى أحـد , لأن يديه مغلولتآن , وشرآيينه مسدوده , وقلبه يطفح بـ الغِـلّ ..
كيف يُمآرس الحُـب بـ حُريّه واختيآر وهو ذآته مُعتقـل ؟!
كيف يُدرك جمآل الكون وإنسجآمه وهو ذآته مُنقسِـم ؟!
يفتقر إلى الحُريّـه الدآخليـه , يفتقر إلى الإنسجآم ..
- مُقتبس -


/
/


رفعت طرحتهآ الـ الجِـل بلونهآ الرمآدي تمآشياً مع ملآبسهآ إللي كآنت بنطلـون أبيـض وبلـوفـر شتـوي مشعّـر رمآدي آللون فآتـح وبـ وسطـه رسمـة آلقلـب آلكبير بآللون الرمّآنـي وبآليرينآ قطيفـه من نفس آللون .. هآلبيت آلخآلي من وجود أي عآئق ممكن يزعجهآ أو يكتـف حركتهآ , يقيدهآ , يلزمهآ بشكـل معيـن , أو لبآس مخصص .. مآفيـه إلآ زوجـة عمهّآ , وعمّهآ نفسـه .. وزوجهـآ إللي مآلـه إلآ ثلآث خوآت بنآت .... متزوجــآت !

....: طيب يلآ أنآ بطلـع لهــم
كآنت حركتهآ مشتته وهي تعدل الطرحـه على شعرهآ للشيّ المؤقـت وهو خروجهآ من ملحقهآ المنفصـل , دخولاً للبيــت ..

نآظرته بعدم إهتمآم ومآسرع مآردت تنآظره بس هآلمره بـ إنتبآه أكثر وقتمآ تدآركت آلسكـون آلغريب بملآمحه , سألته بـ إستغرآب: شفيــك !
أخفض بصره موقع قدميه لحظآت قبل مآينآظرهآ بثبآت , مجآوبهـآ بهدوء مصحوب بشيّ من الغموض مآيبث للنفس إلآ الإرتيآب: إنتــي ..... ودآريــن ............
تأهبت كل حوآسهآ منتصبه بـ إهتمآم لمجرد ربط إسمهآ بـ الإسم إللي تلآه .. دآرين ! لطفـك يآرب العآلمين !
سألته والإنتبآه بوجههآ مخفضه رآسهآ بتحري: إيـه .. علآمنـآ !
شد شفتيه المطبقه بآلع ريقه مجآوبهآ بـ تلعثم كآن وآضح إنه يرقـع أو يدور إجآبه مخآلفه للشيّ إللي كآن يبيه: لآآآ يعنـي .. قصـدي .. إنتي ودآرين أدري العلآقه بينكم متوتره شويّ

فتحت فمهآ فتحه صغره رفعه ذقنهآ إستيعآباً: أهــآآ .. لآ عآدي
ضآقت عيونه بـ توجس: شلون عآدي !
شتــتت نظرها يمنه ويسره لآويه فمهآ المطبق بـ إمتعآض: عآدي يعنـي مآهيب مشكلـه , أنآ أتحآشآهآ وهي مآتحتك فيني كثير , يعني أصلاً من زودهآ مقآبلآتنآ .. كلهآ كم سآعه بتجلسهآ وتروح , لآتهتم كثير
تحسس عنقه بيمنآه وبيسآره تخصر وعيونه تدور بتشتت هآز رآسه إيجآباً بحركه متوتره: إيـه إيـه .. زيــن
ضيقت عيونهآ مستفهمه بنبره خآفته: إنت في شيّ تبي تقولـه !

بسرعه إلتفت عليهآ والتفآجئ بوجهه إللي شحب فجأه مجآوبهآ برد أبله: هــآه !
إنعقدوآ حآجبيهآ للحظـه حركت من بعدهآ كرسيهآ بهدوء مقبله صوبه: فيه شيّ تبي تقولـه .......... – سكتت لحظآت ثم أكملت بهدوء تتحرى إجآبته – عـن دآريـن !!
بلع ريقه بهدوء مبتسم ببهتآن وهو يمسح على شعره: لآآآ , دآرين ! – قطب حآجبيه مبوز – شفيهـآ دآرين يعنـي ؟
قوست شفتيهآ بعدم فهم: مدري .. أنآ اللي أسألك
وآئل: وليش تسألين يعنـي !

ميسم: حسيتك تبي تقول شيّ أول هم صرفت نظـر
مآلقى شيّ يتهرب فيه إلآ أزرآر ثوبه إللي توه كآن يفكهم ردّ الحين يزررهم: يآشيخـه , مآفيـه وآلله .. انآ بس شآيل همّك أخآف دآرين تحتك فيك وتضآيقك بشيّ يجرحك
تمت تنآظره ووآضح إنه مبتلش مع أزرآره الصغيره مو دآري شلون يقفلهم , او إنه دآري بس شيّ موتره ومربكـه ..
سألته بهدوء يبين فيه إهتمآمهآ: وآئل متأكد إن مآفيه شيّ تبي تقولـه لي ؟
ثبتت عيونه بعيونهآ للحظآت من بعد مآسكتت تتحرى إجآبته , الإجآبه إللي أخيراً صرح عنهآ واللي كآنت غير شآفيه تمآماً لإرضآء إستفهآمهآ , غير مريحـه وغير مقنعه بتآتاً .. الإجآبه عن سؤآل ..... بـ سؤآل !

....: إنتي حآسه إني مخبي عنك شيّ ؟
مطت شفتهآ السفلى مشدوده بمعنى إنهآ مآتعرف: مدري , أنآ أسألك .. إن كآن فيه شيّ قولـه الحيـن
وآئل: ............
رمشت بتوآلي تحثه بنظرآتهآ النآعمه للإطمئنآن لهآ: أنآ زوجتك الحين يآوآئل ... مو المفروض نخبي شيّ عن بعـض .. الأسرآر هذي دآيماً هي المشكلـه بين أي إثنين
مآل برآسه يمنـه شآد فمه بـ إبتسآمه بآئسه مطبقه: وطلعتـي فيهآ أسرآر بعـد , مشكلتك هذي الظنون إللي تلعب فيك لعب

ميسم: للمره الأخيره يآوآئل رح أطلبك تعلمني بآلشيّ إللي إنت مخبيّه ... إن كآن فيه شيّ
وآئل: هــااا , هذآك قلتيهآ بنفسك .. إن كآن فيه شيّ , وللصرآحه ......... مآفيـه
أخفضت بصرهآ لثوآني لآويه فمهآ المطبق بتفكير وشيئن بدآخلهآ غير مقتنع لترد وتنآظره بـ انتبآه: بس إنت أكيد تعرف سبب كره دآرين لـي .. هي ليش كذآ نآقمه عليّ !

أخذهآ إندفآعهآ بـ الكلآم لتصرفآت دآرين الغير مبرره إطلآقاً لهآ وهي تحرك يدينهآ بـ الهوآء شآرحه له الموآقف القليله إللي جمعتهآ بـ أخته إللي مآتوآنت لثآنيه إنهآ تحطمهآ نفسياً , الموضوع إللي تعدى النفسيآت ووصل لمحآولـة إنهآء حيآه , يوم رمتهآ قصداً بـ المسبح موليتهآ ظهرهآ بتجآهل لكل صرخآتهآ المستجديّـه وهي على علم كآمل بـ اعآقتهآ وعجزهآ عن إنقآذ نفسهآ ! وصلت بهآ الموآصيل تذبحهـآ ! ليـش ؟ وش هآلسبب الكبير إللي أوصلهآ لهآلمرحله من العنـف والقسوه معهآ ؟ وش هآلجرم إللي مآيغتفر إللي سوته هي وبسببه دآرين تعآقبهآ هآلعقوبـه ؟

شهق نفس عميق مسموع بتنهيدة تعـب وهو يشد شعره الكثيف من مقدمة رآسه مغمض عيونه بـ هـمّ لترد هي وتسأله: مآسألت نفسك من قبل هآلأسئلـه ! ليش دآرين تعآملني هآلمعآملـه ! من متى وأنآ كآن لي خلطـه فيهآ أو حتى بتغريد وشروق وخآلتي .. مآ أتذكر أبد أي موقف جمعني معهآ ... ولآ حتى بـ الدرآسـه .. دآرين وتغريد أكبر منـي بـ حول السنـه أو ثنتيـن .. مآ سألت نفسـك تبي تبرير لتصرفآتهآ ! هآلشيّ مآله الآ تفسير وآحد .. وهو إنك تدري مسبقاً السبب

جلس القرفصآء بـ الأرض قبآلهآ مشدد على يدهآ اليسرى بيمنآه: يآميسم , يآقلبـي .. صدقينـي دآرين من يومهآ وتصرفآتهآ كلش مآلهآ أي تبرير .. تحسبينهآ معك إنتي بس ! لآآآ , معي ومع تغريد وشروق .. حتى أمي وأبوي تخيلـي ! مآتعطـي أحد وجـه أبـدّ .. أبقولك على سرّ بس بينآتنآ هآه !
بسرعه حركت رآسهآ إيجآباً بـتأكيد ليكمل هو: وهي بـ المتوسط تقريباً .. حآلتهآ النفسيّه حيل كآنت مدمـره , بـ الأرض .. وصلت بـ أمي وأبوي يبون يودونهآ لـ مصح نفسي تتعآلج وش كآنت ردة فعلهآ ؟ شفتي بيتنآ هذآ إللي برآ ؟ شفتـي الطآبق الثآنـي ؟ تلقين درآيش عريضـه بـ الوآجهـه ... قآمت وقطـت نفسهآ .. بغت تذبح عمرهآ المجنونه .. مانقول الا الله يعينها على نفسها

وسعت عيونهآ ويدهآ على فمهآ بـ ذهول هآمسه بعدم تصديق: من جــد !
أومأ رآسه إيجآباً وقد حفر الإحبآط وخيبة الأمل تقآسيمهم بوجهه البآئس: مثل مآ أقولـك , من وقتهآ وصرفنآ نظر عن علآجهآ النفسي تآركينهآ بروحهآ ومع روحهآ .. وهي فضلت العُزلـه .. لآتحسبينهآ مجنونـه .. هي عآقلـه ومثقفـه وصدقيني بدآخلهآ شيّ طيب وآلله بس هي إنطوآئيـه , كلآمهآ قليل فـ طبيعي تصرفآتهآ تكون مُريبه بـ النسبه لكم بس وآلله إنهآ طيبـه , وحنونـه بعـد .. بس للي هي تطمـن له ولوجوده .. تظهر له هآلشيّ .. يعني القسوه هذي شكل خآرجي .. شيّ زي الدرع كذآ وهي محتميه ورآه .. من إيش ! مآ أدري الصرآحـه .. ممكن عزلتهآ كآنت السبب فهذآ الإضرآب إللي تعيشـه ؟ ممكـن , لآتكرهينهآ يآميسم تكفيـن

أخفضت نظرهآ ليدهآ اليسرى ويدّ وآئل فوقهآ مشدده عليهآ , نغزه بقلبهآ مآتدري وش سببهآ .. هل وآئل بآللي قآله قد إستعطفهآ , قدر إنه يحوّل شيّ من المشآعر السلبيّه وإللي كآن مسببهآ الأول , الوحيد والأسآسي هو دآرين بذآتهآ !
مآتدري وش إللي تحسّه تحديداً بهآللحظـه غير شعـور غريب , خليط غير مفهوم من الرحمـه , الإستعطآف ... والشفقـه

مآ أمدآهآ تستسلم لمشآعر الليـن الإنسآنيه ومآسرع مآبآغتتهآ صور من أحدآث سريعه متلآحقـه ربطتهآ بـ دآرين .. إبتدآءاً من يوم حفلـة شروق قبل زوآجهآ وقطها لها بالمسبح .. ثم بيوم ملكتهآ من رآئف ومعآيرتهآ لهآ بـ انهآ إحتلت الجنآح اللي كآن مخصص إنه بيوم من الأيآم يكون لهآ هي وفرآس ... مو لـ دآرين ورآئف .. واليوم إللي قآبلتهآ فيه بمدخل بيتهم وسحبتهآ جبراً من كرسيهآ موقفتهآ ورآ بآب المجلس إللي إحتوى مشآده كلآميه عنيفـه وجآفه رآفضـه من جميع الأطرآف .. وآئل , أبوه وأمـه .. وجدته .. أسمعتهآ رفضهم جميهـم لـ إرتبآط ولدهـم بوحـده معآقـه .. كسيحــه .. مثلهـآ ..
اليوم إللي قررت إنهآ تفرغ فيه كتلة مشآعرهآ السلبيه تجآه هآلدآرين الجآحده مطلقـه عليهآ سيل سبآبهآ , شتمهآ ولعنهآ بـ التزآمن مع حذفهآ لكل الكيآنآت إللي قدرت يدهآ إنهآ تمتد وتوصلـها قآذفتهآ بوجههآ بلآ مرآعآه أو إعتبآر ... إنتهى الموقف بـ تكتيف دآرين لحركتهآ يوم ثنت سآقهآ اليمنى فوق ركبتيهآ هـي ... الكرسي إللي مآتحمّل الضغط من ثنينآتهم وانقلب بهم ثنينآتهـم وفقدت هي من بعدهآ صوتهآ سوآ بـ الكلآم أو حتى الصرآخ ...
شيّ غريب حسته بذيك آللحظـه , رآسهآ إللي إستقر بـ حضن دآرين وهي تملس على شعرهآ بـ حنآن .. هآلنظره الغريبه إللي شافتهآ بعيونهآ , كآنت حقيقـي خـوف ! حقيقـي قلـق .... أو انه إدعـآء ؟ بس ليش تدعي والغرفه كآنت خآليه إلآ من وجودهم ثنينآتهم قبل تقطع هآلخلوه تغريـد بدخولهآ مصدومـه لحد مآهدتهآ دآرين آمرتهآ تقترب صوبهـم .. وبهدوء إقتربت تغريـد , بحضـن جمآعـي .. ثلآثــي !

....: هآه , بـ إيش سرحتـي !
بللت شفتيهآ بآلعه ريقهآ: لآآآ .. مآفيـه
تحسس ظهر يسرآهآ بـ بنآن إبهآمه مبتسم بعذوبه: مآحد يقدر يسويلك شيّ .. آلحين إنتي مرتي , أشوف دآرين أو غيرهآ يتجرأ يقرب صوبـك ! يئذيـك ! ذبحتـه .. فآهمـه يآخبلـــه !



/
/
/


إحتدت أنظآره المترقبه وجودهآ وهو يتلفت بـ الغرفـه المظلمـه إللي تفآجئ بعتمتهآ توّ دخولـه ..
إمتدت يده إللي تدري مسبقاً وين تبي تستقر منزل قبس الأنوآر ليتبدد الظلآم الدآمس وتحلّ الإضآءه الكلآسيكيّه الخآفته بـ أنوآرهآ الصفرآء آلذهبيّه ..

إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب , آلصآله فآرغـه من وجودهآ .. وكذلك غرفـة النـوم إللي كآنت مظلمـه كلياً بـ إستثنآء الإضآءه البيضآء من تحت عقب البآب الجرآر الخآص بـ غرفـة تبديل ملآبسـه !
بهدوء سحب البآب إللي إنزلق بـ إستجآبه سريعـه كآشف عمآ ورآهـ ..
فِتنـة آلبشر من الإنآث كآنت مآثلـه أمآم مرأى عيونـه ..
مصدره له الجآنب الأيسر من كآمل جسدهآ آلممشوق , عيونهآ مصوبه تمآماً تجآه المرآيه آلطوليـه آلمثبته على أحد جدرآن الغرفـه الصغيره مربعة آلشكل وإللي كآنت عبآره عن أرفف خشبيّه بيضآء حآويـه لـ جميع مستلزمآته هو الشخصيّه وركن وحيد وأوحـد , صغيـر .. خآص بـ ملآبسهآ هيّ وحآجيآتهآ ..
كمّآ آلمسحور , آلمغيّب .. آلمنوم مغنآطيسياً إبتلع ريقـه وملآمح الفهآوهـ , الضيآع والتوهآن بوجهه المأخوذ بـ فتنـة جمآلهآ ..

تبآدر لذهنـه كلمآت الإعجآب من قرآبة الـ خمس دقآئق قبل يرقـى لـهآلغرفـه وإللي صرحت فيهآ أمّـه وأختـه أصآله عن جمآلهآ وشكلهآ إللي تبدل كلياً .. كمّ من مرّه إذكروآ إسم آلله وصلوآ على نبيه .. لأجلـهآ ......... لأجـل تغريــد !

إلتفتت له ببرود وقد وآجهته , مآثلتـه بـ طوله الفآرع بسبـة كعـب البوت الشآهق إللي لبستـه ..
إستقرت عيونهآ البآرده بـ عيونه آلمسحوره من جمآلهآ منتشلته من ضيآعه بنبرتهآ البآهته: بلبـس العبآيـه وأطلـع
كمآ المنوم مغنآطيسياً , مآدرى عن إللي قآلته .. عيونه تلحق تحركآتهآ الهآدئـه في صمـت , متيبس مكآنـه ..
رفعهآ لعبآئتهآ آلمعلقه فوق شمآعه خشبيّه ورآ وآحد من أبوآب الدولآب الجرآره ..
أنثى كآملـه تمآم الكمآل الظآهـري .. جريئــه .. ومُثيـره ..

تنورتهآ - ميني جيب - جينـز ثلجـي قصيره , طولهآ لمنتصف فخذهآ شبـه المخفي تحت إستريتش أسوّد آللون شفّآف .. بـوت طويـل لركبتيهآ جِلد تمسآحـي عنآبي آللون .. بلوفـر شتوي عنآبي بقصـة سآبرينآ عريضـه كآشفه عن بيآض عنقهآ ونقآءهـ ..
يتهيأ له إن شعرهآ زآد طوله الأضعآف أو إنه مُستعآر !
إمتد طولـه ليلآمـس عظـم حوضهآ من آلوسـط , لونـه أشقـر ثلجـي ..
وجههآ فآتـن , نآطق بـ جمآل صآخـب .. مكيآجهآ ثقيـل .. عيونهآ جآحظـه , حدقتيهآ – زرقـآء - !

نفضت شعرهآ آلمفرود بـ طوله عن كتفيهآ لأجل تلبس عبآءتهآ .. آلحركه إللي تمآيل معهآ شعرهآ يمنه ويسره , وكأنهآ تنفضـه بـ طفش وتململ ..
إبتلع ريقه بـ صعوبه هآمس بـ خفوت شبه مسموع: تغريــــد !
نآظرته بلآ إهتمآم وهي تدخل كمهآ بـ العبآيه تستنطقه بـ نظرآتهآ منآدآته لهآ إلا إنه أخـرس آلكلمـه , سآكن آلملمـح ..
بـ تكشيره إستفهآميه عآبسه سألته: شفيــك !!
مآلك وإللي توّه يحسّ بعمـره أخفض بصره المشتت يمنه ويسره مآسح جبينه البآرد إللي ترآءه له بهآللحظـه إنه سآخـن , متعـرق !

ردّ بسرعه ينآظرهآ بعدمآ إهتدى للسؤآل إللي ظنـه بيعدل من موقفـه هذآ وهو مبتلش قدآمهآ: شكلـك حيـل متغيـر ...
ثبتت الطرحه على رآسهآ بعدمآ لفت شعرهآ حول نفسه مثبت ببنسه كبيره وبدت تلف حجآبهآ وإبتسآمه قصيره بآهته بوجههآ الجآمد: كذآ أحلى ولآ أول !
إبتلع كومة هوآء من فمه آلمنفغر , هذي أكيد تبي تذبحـه .. وش إللي مسويته بعمرهآ , بشكلهآ الطبيعي وهو متخرفن فيهآ , شلون وهي آلحين قدآمـه وبهآلزيـن آلمبآلغ فيـه !
جآوبها بـ إقتضآب وإبتسآمه متوتره بوجهه الشآحب: الإثنيـن
صدت عن المرآيه , وجههآ بوجهه ونقآبهآ بيدهآ: أنآ أحلى أو دآريـن !
بلحظـه إنحلت هآلـة السحـر آلمحيطه فيهآ , نآظرهآ بـ عدم فهم وخطين من إلإستفهآم بـ تجعيدة جبينه , مستنكر سؤآلهآ ..

الإستنكآر إللي تدآركته هي سآئلته بـ نبره مرحـه إصطنآعاً: تغريد , هذيك الأولـى .. – أشرت بـ سبآبتهآ النحيفه على وجههآ بشكل دآئري مُردفه بـ إبتسآمه كآذبه – وهـذي دآريــن .......... مين أحلـى ؟
أغمض عيونه بـ القوّه إلآ إن شكله كآن هآدئ , وكأنه على مشآرف نهآية صبره , يعد العد التنآزلي الأخير .. طلع صوته مخنوق من بين أسنآنه: وليـش مغيره شكلـك !
إرتفعوآ حآجبيهآ ببلآهه مفتعله: عآدي .. أغيـر .. ليش فيهآ شيّ ؟
إتسعت فتحتي خشمه بضيق من زود رصّه على أسنآنه: إنتي مو أختك .. إنتي مو دآرين .. لآ من شكلك , ولآ من دآخلك .... فهمتـــــي !!

أعرضت عنه بوجههآ: عآدي قلت .. إشمعنى هي تقلدنـي بشكلـي ! ليش أنآ مآ أقلدهآ !
ضيق عيونه بـ إستنكآر: إنتي وش قصدك ! ووش إللي نآويه عليه !
رفعت ذقنهآ بـ شموخ تكآبر فيه على نفسهآ , على كل ضعفهآ وكل هوآنهآ: مآنيب نآويه على شيّ .. بس حبيت أغير شكلي شويّ .. أجرمــــت ؟!
مآلك: لآ مآ أجرمتي ولآ شيّ , بس مو تستنسخين شكل أختك ! وإشمعنى اليوم هآ ! شمعنى بهآلزيآره ..
أطبقت فمهآ بـ القوّه تمنع إرتجآف ذقنهآ المرتعش بوضوع وقد أدمعت عيونهآ الزرقآء: مآلك خلآص هو تحقيــق !
زفر نفس مهموم بغمضة عين هآديه رآد عليهآ بنبره أحن وأدفى: مآبيك تنجرحين يآتغريـد .. أختك هذي , همّك إنتي هو آخر همّهآ .. إستغلتك وبعدهآ مستمره فـ إستغلآلهآ لك .. إنتي مو مثلهآ ...... – إمتدت يده اليمنى بآسط كفه على خدهآ الأيسر مدآعب بشرتهآ النآعمه بـ بنآن إبهآمه مُردف بـ همس رقيق – مو مثلهـآ أبـدّ

غصباً عنهآ طآحت دمعتهآ مصطدمه بـ إبهآمه وقد تجعد وجههآ بعقدة حآجبين , شفتين مطبقتين وفمّ مقوّس ..
وبلآ أي تمهيد جذبهآ لصدره ضآمهآ بـ هدوء يتملس ظهرهآ بـ حنآن: مو قلت لك دموعك غآليه عنـدي !
مآردت إلآ بتشديد أصآبعهآ آلمطبقه على ثوبه من الجآنبين بـ إنتفآضة جسد قويّه خلته يبعدهآ إجبآراً عن صدره محتضن وجههآ البآكي بين رآحتيه هآمس لهآ بـ وشوشه خآفته: آششششش , بــسسس .. بـسس خـلآآآآص , آشششش

تغريد: ............
مسح لهآ من تحت عيونهآ بـ بنآن إبهآميه مكمل بنفس الوشوشه: تبكين ويخترب كل هآلزيـن !! عآدي !
تغريد: .............
مآلك: عآدي عندك يعنـي !
تغريد: .............
سحبهآ لحضنه محآوط كتوفهآ بذرآعه الأيسر وبيده اليمنى تمّ يتحسس ظهرهآ بـ رقـه: إذآ عآدي عندك , عندي لآ ...
قالها بعذوبه ثم أبعد رآسه مسآفه قصيره عنهآ طآبع قبلته الرقيقه الهآدئه بمنتصف رآسهآ من منبت شعرهآ: بس آمـري .. قولي وش إللي يرضيـك وأنآ أسويّه ..

نآظرته بعيون مستفهمه متأججه بـ حزن بآلغ ليجآوبهآ هو بثقه: شفتي وش سويّت لأجل أختـك يوم إنهآ إنتي ! هذآ ومآكآن بينآ شيّ .. شلون آلحين وإنتي مرتـي , وحبيبتـي .. وقلبـي .. وكلّ شـــيّ .. بس آمري , عآد أنآ شرّآنـي وأموت بـ الإجرآم .. صآر لي فتره منقطـع بس برد لأجلك .. هآ وش تبين أسوّي بـ أختك هذي ! أخطفهآ وأذبحهآ ! أشقهآ وأبيع أعضآئهآ !
غصباً عنهآ مآل فمهآ بـ إبتسآمه قصيره مخفضه رآسهآ مجآوبته بـ همس: بتذبحني أنآ قبل تذبحهآ هي ..
بهدوء هزّ رآسهآ آلمحآصر بين كفيّه جآبرهآ تنآظر بعيونه: هـــآآآآه شفتي شلون إنتي غيرهآ .. وأنآ بذبح نفسي قبل أذبحك إنتي ....... أحبـــك يآبنــــت

جت بترد عليـه إلآ إنه أسكتهآ غصباً من شآف رفعة حآجبهآ الحآده وكنه درى مسبقاً وش إللي بتقوله: جـــــبّ .. لآتبدين آلحين , دآري إنك إنتي الكبيـره .. بتظليـن بنــت .. وصغيره .. ومآلك غيري .. وأنآ أحبك
تغريد: هههههه , وخر بـس – قآلتهآ وهي تبعد نفسهآ عنه بعدمآ ضربته بخفه على كتفه الأيسر , مُردفه وهي تعدل حجآبهآ إللي إنعفس - : يلآ عشآن مآنتأخـر
مآلك: متأكده إنك تبين تروحيـن !
نآظرته بلآ جوآب ليكمل هو بهدوء: توك مريضـه ومآرتحتي .. هذآ أول يوم تقومين فيه من فرآشك .. مآله دآعي تروحين وتقآبلينهآ .. مآنيب متطمن الصرآحه وخآيف عليك

رفعت النقآب لوجههآ تربطه على رآسهآ قبل يشوف تعآبير وجههآ الحزين , وجآ اليوم إللي زوجهآ يخآف عليهآ فيه من أختهـآ ! من توأمهـآ !
....: لآ تبآلـغ .. هذآ قمت من سريري ورحت المشغـل , لبست وتزينت .. وآلحيـــــــــن – ثبتت عيونهآ بـ عيونه مكمله بنبره مرحه مصطنعه – إنت بتودينـــي .. يــلآ – قآلت ( يلآ ) بضربه خفيفه لـ كتفه الأيمن وهي تسبقه طآلعه من غرفة التبديل ليلحقهآ هو موقفهآ من معصمهآ الأيسر: لحظــــه

إلتفتت بكآمل جسمهآ عليهآ مرتده خطوتين للخلف لحد مآقآبلته وجهاً لـ وجه تسأله بعيونهآ ..
السؤآل إللي جآوب هو عليـه فعلاً لآ قولاً يوم دخل يمينه بـ جيب سيآلته مطلـع منهآ علبـه قطيفـه سودآء صغيره مآدهآ لهآ بـ إبتسآمه قصيره: كل عآم وإنتي آلحُـبّ
....: ههههههه
أكمل بـ إبتسآمه عذبه: وإنتـي الجــرح

بققت له عيونهآ البآسمه بـ توعد ثم رفعت النقآب عن وجههآ سآحبه منه العلبه بـ دفآشه: وش هـــــ ........... ــذآآ !!
بهتت كلمتهآ فآغره فمهآ بـ إنبهآر من فتحت العلبه وطآحت عيونهآ على خآتـم السوليتير بـ ألمآسه لآمعه متوسطة آلحجم وكأن آلشعآع منهآ يبرق !
نآظرته بعيون موسعه أقصآهآ من آلذهول تستنطقه حقيقه آلشيّ آلثمين آلنفيس بيدهآ بـ الوقت إللي جذب هو رآسهآ من مؤخرته بيمناه طآبع قبلته الرقيقه بوسط جبينهآ: تميتي الـ الأربع وعشرين قبل ثلآث أيآم – تعلقت عيونه اللآمعه بـ إبتسآمه صآدقه لعيونهآ المذهوله مُردف بـ همس عذب مبحوح - : عقبآل الـ إميـه وإنتي معـي ..

مآ أمدآهآ تستوعب معآيدته لهآ , تذكره لـ يوم ميلآدهآ الفآئت من ثلآث أيآم .. هديته المُبهـره .. ورومآنسيتـه آلمثيـره .. زآد تشتتهآ وحدة إضرآبهآ من مسك يدهآ بنعومـه , وبرقـه متنآهيّه تحسس بنصـرهآ الأيسر مرآت متوآليـه , إنتهى أخيراً بوضـع الخآتم بنهآيته .. أتبعه برفعة يدهآ إللي طبع قبلته آلدآفئـه على ظهرهآ ..
عوآصف من المشآعر الدآخليـه تتصآرع , متخبطـه , متضآربـه .. خفقآن سريـع , أهـوج , أنفآس قصيره , متلآحقـه ..

بلعت ريقهآ مصدره صوت شبه مسموع لنفسهآ وعيونهآ على بنصرهآ وهو متلألأ بـ الخآتم .. ألمآسته كآنت جذآبـه , شفآفه ظآهرياً مآيندرى عن حقيقة لونهآ آلمتبدل بـ حركة اليدّ تبعاً للإضآءه .. إمآ إنهآ فسفوريّه ذهبيّه , زرقآء بنفسجيّه , أو حمرآء برتقآليّه !
أطبقت فمهآ بـ تعبير الإمتنآن تنآظره في حين حرك هو رآسه نفياً: مآ أبي منك هآلنظـره
أطبقت أصآبعه مكوره قبضتهآ اليسرى وعيونهآ مخفضه لمنتصف صدره بنبره خفيضه خجله: شكـراً يآمآلـك !
إرتفع حآجبه الأيسر إستنكآراً مطبق شفتيه بـ ضيق مآسرع مآختفى إجبآراً منـه وغصباً , مآيبي يكدر هآللحظـه إللي قربتهم من بعضهم , نوعاً مآ يحسّ بـ تقبل تغريد لوجودهـ , لقربـه منهآ وملآمسته لهآ .. بوآدر أمـل بدت تظهـر , دعى بـ قلبـه عسآهآ بدآيـة خيـر !

سحب النقآب عن رآسهآ مغطي به وجههآ رآفع حآجبيه بـ إبتسآمه مشآكسه يستنطقهآ: مشينـــآ !!


/
/
/



مستلقي على سريره , رجل فوق الثآنيـه شآبك أصآبعه ببعضهم على بطنـه وعيونه بـ السقـف ..
ملآيين من الأفكآر تعصف برآسـه مسببه له حآلـه من التشتت والإضطرآب الدآخلـي .. يبيـن ظآهرياً متمآسـك , قـوي وثآبت , إلآ إنه وبكل هآللي يعيشـه يحسّ نفسـه كبر عشرين سنـه ..
كآن يظن إن ردته للسعوديّه لسبب وحيد وهو مسآندة أبوه , حمل مسئوليه أملآكـه لحين تعآفيـه .. إلآ إنه وحده وحده صآر مستعمـر , مُحتـل .. من قبل كل فرد بهآلعآيلـه إلللي بدآيتاً مآكآنوآ بـ النسبـه لـه حتى قيمـه صفريّـه على اليسآر !

إبتدآ آلموضوع بـ أبـوه عآمـر .. ثم تغريد زوجـة مآلـك , وبـ التبعيّـه دخـل مآلك بـ الخـط .. أصآلـه ثم بنتهـآ فدوى .. وبـ الأخير سآلـي !

بـ الترآخي من الهآدي للصآخب تعآلى صوت نغمـة جوآله آلمملـه .. أطلق زفرته آلمُرهقـه وهو يميل على جآنبه وبوجهه شبح إبتسآمه لظنـه إن المتصل أمـه , السآعه آلحين مشيره للتآسعـه إلآ ربـع , ع الأغلـب هي المتصلـه ..
مآ أمدآهآ الإبتسآمه تشق وجهه إلآ وإنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب من شآف الرقم محلـي .. سعودي ولكنه غير مُسجّـل ..
إستقعد بـ إهتمآم وهو يسحب على الشآشه فـ آخر لحظـه قبل إنقطآع الإتصآل ..
بصوت رخيم هآدئ إبتدآ: آلسلآم عليكـم ....
....: ............
رفع حآجب وآحد بـ إستغرآب من صمت آلمتصل إلآ إنه أعآد الكلآم: من معــي !
....: سنـــد !

أبعد الجوآل عن أذنه ينآظر بشآشته وعيونه ثآقبه محتده , صوت أنثوي هآدئ إستنطقـه إسمه .. غريبـه ! منو إللي يعرفه بهآلديره !
ردّ الجوآل على أذنه مجآوبهآ بهدوء: هــلآ
وصله صوت أنفآسهآ العميقه المسموعه بتنهيدة قبل تسأله: ليش مو جآلس اليوم بـ الفرنـدآ ؟
بتفآجئ إتسعت عيونه لآخرهم , ولآ إردآياً إحتد نبضـه , خفقآن متزآيد ومتسآرع .. حرآره مبآغته يحسّ بدفآهآ تسري بـ أطرآفه آلمشنجه من شدة البروده .. ظن وحيد وأوحد للي ترآءى له عن حقيقة آلمتصلـه هـذي من ورآء سؤآلهآ الغريب .. مآغيرهآ إللي يشوفهآ كل يوم بعتمـة آلليل سآهرهـ بـ بلكونتهآ آلمطلـه مبآشرة على آلفيلآ حقتهـم ...

بلع ريقه بـ توتر مآيدري سببه سآئلها بـ خفوت رآغب قطع الشك بـ اليقين: وردهــ !
مآجآوبته إلآ بـ جملـه وحـده ومن بعدهآ أقفلت آلخـط وتمّ هو ينآظر بـ الرقم بعدمآ أقفلت وهي في قمة إستغرآبه , ولوقته مآستوعب بـ الضبط وش إللي صآر !
بعده التفآجئ بوجهه وشيّ من عدم آلفهم بنظرة عيونه إللي يمررهآ على الرقم إللي مسحـه من قرآبة الـ أربع شهـور بعدمآ أرسـل رسآلتـه لهآ يعزيهآ ..
بس آلغريبـه إنهآ مآتعرف رقمـه آلسعودي وبآلتآلي مآعرفت منهو صآحب الرسآله بس مكآلمتهآ له الحين بـ التأكيد أثبتت آلعكـس ...

إنحنى بـ جسمه لقدآم سآحب كونفيرسه الريآضي أبيض آللون من تحت سريره وبدآ يلبسـه .. هو من أول كآن لآبس شرآبـه ..
وقف عن السرير بـ همّـه وحمآسه سآحب جآكيته آلجلدي كحلـي آللون بسحآب وآقف قدآم مرآيته الطوليـه الملصقـه ببآب الدولآب ...
شكلـه غير رتيب بـ المرّه .. بنطلونه قطنـي وسيـع رمآدي آللون , خصر وآطي بربآط غير معقـود متدلي من تحت آلبلوفـر الأبيض , سآده بقصـة رقبه مثلثـه وفوقهآ الجآكيت آلجلدي كحلي آللون ..
شعره غير مصفف .. متروك بحريته .. خلل أصآبعه آلطوآل بشعره من مقدمة رآسه سآحبه على ورآ رآفع بيده الثآنيه جوآله وعلبـة سقآيره والولآعه من على الكومدينه ........


/
/
/
/
/
/


سلمت عبآيتهآ للشغآله إللي إستقبلتهآ بـ إبتسآمه مرحبه فيهآ بـ جملـة " أهلاً مدآم دآريـن ! "
إرتفعت زآويه فمهآ اليمنى وهي تحسّ بنشوه سعاده مآتدري وش سببهآ .. إحسآس إنك تطلـع من نفسك ولو لثوآني إحسآس مُثير , تزدآد إثآرته إذآ كآن خروجك هذآ صآحبه دخول لـ شخصيّه تمنيت كثير لو تمآثلهآ فعلاً بيوم من الأيآم ..

يآكثر مآكآنت نآقمه على نفسهآ بـ الخفآء , موضع مقآرنه دآئمه بينهآ وبين أختهآ فـ أعظم الأمور وأتفههآ ..
ليش دآرين شخصيّه وآثقـه , مُلفته إجتمآعياً , مثقفّـه وجريئـه , محطّ لفت الأنظآر والإعجآب .. ليش دآرين هي الأجمل ! هي الأفضـل ! دآرين هي آلنصف الملحوظ , البآرز .. والمرغـوب .. ليش دآرين إسمهآ دآرين وإهي إللي إسمهآ تغريـد !

يوم فكرت - هيّآ السوآط - تنآسبهم وللمره الثآنيه من بعد شروق كآن إختيآرهآ هو دآرين لولدهآ رآئف .. إشمعنى دآرين مو هـي ! وش الفرق بينآتـهـم !
مو بـس - هيّآ السوآط - .. قبلهآ كثيـر من الحريم , دآرين ودوناً عنهآ وعن شروق هي المحققه للرقم القيآسي من توآفد الخآطبين برغم رفضهآ هي لهآلشيّ وتفضيلهآ إكمآل درآستهآ وصولاً للدرآسآت العُليآ .. بـ خلآف شروق إللي فضلت الإنتهآء بعد الجآمعه , وخلآفهآ هي إللي فضلت الإنتهآء بعد الثآنويّـه !

بـ آلمجلس إللي كآن عبآره عن جلسّـه من الكنبآت الإسفنجيّه المتلآصقـه ذهبيّـة آلتنجيّـد بنقوش حمرآء , مرتفعـه عن الأرض بـ إرتفآع الكرآسي .. ستآئر قطيفه نآعمه حمرآء آللون بـ برآقع ذهبيّه حآوطت آلجدرآن .. سجآدهـ تركـي عريضـه بحجم آلمجلس كآمـل لونهآ بيج بنقوش متدآخله مآبين الأسود والأحمـر ..
أم وآئل وبيدهآ فنجآل قهوتهآ وحبّة تمر بعدمآ بللتهآ بـ صحن آلمويّه , جمبهآ شروق بنتهآ فآصل بينهم متك إسفنجـي .. مقآبلهم ميسـم على كرسيهآ المتحرك وبيدهآ فنجآل قهوتهآ ..

....: حلآك زآيد يآبنت العمّ , الزوآج لهآلدرجه حلو يعنـي !
أخفضت ميسم رآسهآ بـ خجل مبتسمه من كلآم شروق وقصدهآ الجريئ لتكمل أم وآئل من بعدهآ بـ إمتعآض: إيه لهآلدرجه حلـو .. إسبوع ومآطلعت من آلملحق إلآ توهآ الحين وش تبيـن !
بققت شروق عيونهآ شآده شفتهآ السفلى بتعبير أقرب للإحرآج من كلآم أمهآ وآلقط إللي تقطه على ميسم إللي إنصبغ لونهآ كلياً أحمـر قآنـي .. ودهآ لو تنشق الأرض آلحين تبلعهآ ولآ عآد طلعتهآ وبسرعه مآلقت إلآ هآلرد السريع كـ ترقيع لـ كلآم أمهآ ومحآولة لـ تخفيف حدة الحرج: إيه يمّه عآدي هم كذآ المعآريس دآيم هههه أذكر إني إنقهرت بغيت أنجلط يوم قطعنآ شهر عسلنآ أنآ وأحمد بعد عشرة أيآم وإضطرينآ نرد السعوديه .. ميسم مغير إسبوع وآحد , خلهآ تستآنس شويّ توهآ عروس

مآردت ميسم إلآ بـ إبتسآمه هآدئه وشيئ من الرآحه بوجههآ إللي هدى منه إنفعآل الحرج في حين ردت أمهآ بـ حنق لآويه فمهآ لليمين وكن الكلآم مو عآجبهآ: إيـه .. خلهآ تستآنس ووآئل هو المتعـذب , وليدي بعد قلبي آلله يعينـه
خزت شروق أمهآ بطرف عينهآ اليمنى تنبههآ لكلآمهآ الجآرح بمقصده الوآضح بينمآ تكلمت ميسم بمرح وإبتسآمه بآهته بوجههآ: ههههه إي وآلله آلله يعينـه , حيل يتعنـى معـي وأنآ أعذبـه بس إن شآلله نتأقلم مع بعض
شدت شروق فمهآ بـ إبتسآمه مطبقه , تدري عن إللي تحسّه ميسم وإللي حسته خصوصاً من بعد كلآم أمهآ إلآ إنهآ ومع ذلك تكآبر على جرحهآ وتبتسـم , تتكلم بـ عفويّه ولآ كنهآ مهتمه لشيّ , ردت عليهآ بنفس النبره المرحه مصحوبه بشيّ من المكر واللعآنه: إسبوع بعـد مثل هآلإسبوع وأنآ أضمن لكم تتأقلمون ههههه

خبت ميسم وجههآ بيدينهآ مبتسمه , شروق من جدهآ ! مو معقوله أبد جرئتهآ هذي !
بـ جآنب شروق كآنت الأم النآقمـه آلمتكدره بـ الحيل مآسكه نفسهآ , كآتمه غيظهآ .. وبخآطرهآ هذي الخبيثه ميسم قآعده تمآرس عليهآ طقوس البلآهه يعننهآ مآهمهآ شيّ من الكلآم مغير تبي تقهرهآ !
قلبت عيونهآ لهآ ممررتهآ عليهآ بنظرة إحتقآر من رآسهآ لرجليهآ وبقلبهآ تتوعد " هيـــن , إضحكـي برآحتك آلحيـن .. وآلحسآب بعديـن ! "

خآرج آلمجلس .. نفضت شعرهآ الأشقر بـ غرور مصطنـع وهي تخطي خطوآتهآ الوآثقـه تمثيلاً حتى يكتمل دورهآ بآلشكل المثآلي آلمطلـوب ...
وقفت على عتبـة بآب آلمجلس سآحبه نفس هآدئ قبل تدخل عليهم بـ وجـه جآمد خآلي من أي إبتسآمه ولو مصطنعه كحآل دآرين , مُلقيه سلآمهآ ببرود ليجيهآ الرد سريـع من ثلآثــه ... أمهـآ , شروق .... وميســم ..

وجهآن بنفس التعبير والملمـح .. إبتسآمه عريضـه .. لـ أمهآ وشـروق ..
وجه جآمد مآسرع مآتجآهلهآ .. ميسـم ..
إبتسمت بخآطرهآ للي طرآلهآ .. شكلهآ فعلاً هي بعد إنخدعت بمظهرهآ , تحسبهآ دآرين قآمت سفتهتهآ تنآظرت بفنجآل قهوتهآ !

أشرت لهآ شروق تدنق عليهآ: تعآلي تعآلي مآفيني حيل أقوم لك وأسلم .. مدري متى بولد وأفتك
تجآهلتهآ مؤقتاً بـ إبتسآمه وهي تسلم على أمهآ أول وتحبّ رآسهآ ثم إنحنت لهآ حآبتهآ من خديهآ: آلله يقومـك بـ السلآمـه ..
من قآلت هآلجمله إلآ وإحتدت الأنظآر أجمـع .. نبرة آلصوت مختلفـه .. تقريباً هي الشيّ آلوحيد إللي يميزهـم .. تغريد صوتهآ مبحـوح , وكأن حلقهآ مشروخ , مجروح , فيـه بحّـة يطلـع معه الكلآم مسحوب مآيبين آخره في حين نبرة دآرين حآده , وآضحـه , وجآفـه ..

أطبقت شفتيهآ بـ خيبة أمل وعيونهآ على أمهآ إلي تنآظرهآ بـ حِده .. سؤآل وحيد إللي يدور ببآلهآ .. هآلأم شلون للحين مآتفرق بين بنتيهآ ! لو إن العآلم كلهم إختلفوآ فيهم وعليهم .. هي الأم , هي أدري بآللي جآبته بطنهآ .. الأم هي الشخص الوحيد إللي من المستحيل يختلط عليه الأمر بين توأميـه .. هذآ هو الوآقع المفترض , إلآ إنهآ وبوآقعهآ هي ولآ عمرهآ حست هآلشيّ .. بطفولتهآ هي ودآرين كآنت أمهم في تشتت , مآتعرفهم إلآ إذآ سألتهم أول , من أنتـي !!
إستمر هآلشيّ لحين بلوغهـم .. آلوقت إللي معه إتخذت دآرين لنفسهآ شكل مخآلف تمآماً مغآير لهآ لأجل تتمآيز عنهآ , ومن هآلوقت مآصآر أحد يضيع بينآتهم ..

للحين أمهآ بعدهآ تضيع بين بنآتهآ , ليش مآعرفت آلحين إنهآ تغريد مع إنهآ مستنسخه شكل دآرين ؟ وليش من قبل بـ الفيديو إللي أرسله مآلك مآعرفت إنهآ دآرين مع إنهآ مستنسخه شكل تغريد ؟

إنحنت على ميسم إللي كآنت ملآمحهآ أهدى شوي عن أمهآ وشروق , وهذآ نآتج للفتره القصيره إللي عآشتهآ معهآ وعآشرتهآ فيهآ , هذي هي إللي يحق لهآ تضيع بينآتهم .. أمآ أمهآ وشروق أختهآ ! شـدعوى ؟ وآلغريب إن الشخص الوحيد إللي صدق التزوير بـ الفيديو هي ميسـم ! آلبعيده عنهـم , آلغريبه عليهـم !

....: شلونك يآعـروس !
إنعقدوآ حآجبيهآ أقصآهم هآمسه بـ إستنكآر شديد: تغريــــــد !!!
حبتهآ تغريد من خديهآ مبتسمـه ثم جلست جمب أمهآ: هـآآه , وش رآيكم بـ التغيير إللي سويتـه ! وينهآ دآرين ودي أشوفهآ وهي منقهـره ههههه
نآظرتهآ أمهآ وبآقي الإستغرآب بوجههآ: وش ذآ يمّـك ! ليـش !
جآوبتهآ وبوجههآ نفس التعآبير الإصطنآعيه الكآذبه , مدعيّه برآءة المقصد: أبي أقهر دآريـن .. صآرلنآ مده مآتنآقرنآ ويّآ بعض , آلحين بس تشوفني بتذبح نفسهآ أو تذبخني

كآنت تتكلم بعفويّه وإبتسآمه عريضه بوجههآ إلآ إن كلآمهآ المرح إصطنآعاً شكلـهم ثلآثتهم بعدهم مآستوعبوه إذ إن ملآمحهم كلهم كآنت مستنكره , غير مستوعبـه ...
سألتهآ شروق وإبتسآمه بآهته بوجههآ أقرب للبلآهه: إنتي من جـدك !!
أخذت لهآ فنجآل من الفآجيل المقلوبه فوق بعضهم على الصينيّه ورفعت ترمـس آلقهوه تصب لنفسهآ: إيـه من جدي وش فيهآ يعنـي
زفرت أمهآ نفس مسموع بقلة حيله: مدري متى بتكبرين وتخلين عنك هآلحركآت , ليش مآتكونين مثل دآرين بعقلهآ ؟ مو بس شكلهآ !!
تغريد: ههههه دآرين وعقلهآ !! آلله لآيبلآنـآ

قآلتهآ وهي تغمز لـ ميسم قدآمهآ آلغمزه إللي بسببهآ أخفضت ميسم رآسهآ تدآري بسمتهآ على قصد تغريد وإللي على الأكيد هذي الإبتسآمه إللي لو لآحظتهآ أم وآئل بتقوم عليهآ القيآمه وهي خلقه جآلسه لهآ على الوحده مغير تتصيد لهآ زلآتهآ .. هذي هي اللي تقول – شَكَـلْ – للبيـع ( خنآق , هوآش , للبيع ) !

رفعت شروق معصمهآ الأيسر تنآظر سآعتهآ الذهبيّه: وينهـي دآرين , دآيم آخر الوآصلين
....: وهذآنـي جيــت .....................
تعلقت عليهآ الأنظآر من دخلت ملقيـه جُملتهآ وبوجههآ شبح إبتسآمه هآزئـه ..
إنقبآضه قويّه بـ أحآشآئهآ شفطت معهآ كآمل بطنهآ إللي تحسّه إلتصق بظهرهآ بآلعه ريقهآ بـ تخوّف .. بـ النسبه لـ ميسم ..
ردّ الفعل كآن مغآير بـ النسبه لتغريد , للي إنقبضت أحشآئهآ بـ المثل مع ميسم إلآ إنهآ خآلفتهآ بـ السبب .. مآكآن تخوّف أو إرتيآب كثر مآكآن خيبـة أمـل ... حُـزن ... وإنكسـآر
إبتسآمه عريضه بوجهي الأم .. وشـروق ..

....: حيــآلله ..
دنقت دآرين على أمهآ إللي حيتهآ حآبتهآ من خديهآ: حيّآك آلله وأبقآك يمّـه , شلونـك !
تحسست أمهآ كتفهآ بـ حنآن مجآوبتهآ بـ إبتسآمه دآفئه: بخير آلحمدلله , إنتي شلونك الحين وشلونهآ صحتك .. أحسـن !
إستقآمت دآرين بسرعه مجآوبتهآ بـ إقتضآب لأجل مآتطول معآهآ بـ السآلفه: إيه أحسن ... آلحمدلله
شروق: مآدريت إن التوأم لآمنهم تعبـوآ يتعبون مع بعـض ..
قآلتهآ بنيّـة الربط بين تعب دآرين إللي درت عنه من أمهآ وعن مبيتهآ عندهم يومين كآملين رآقده بفرآشهآ , آلوقت نفسـه إللي كآنت تغريد ببيتهآ هي بعد طآيحه بفرآشهآ !

مآ أمدآهآ دآرين تستوعب القصد من كلآم شروق لأنهآ رفعت حآجبهآ الرفيع بزآويه حآده إستنكآراً منهآ لتغريـد وشكلهآ آلجديـد وإللي وآضح إنه عن قصـد وتعمـد !
الإستنكآر إللي قآبلته تغريد بـ حركه إستفزآزيّه وهي تنفض شعرهآ عن كتفهآ الأيسر لورآ ظهرهآ: وشرآيك بـ النيولـوك دآرين !
قلبت لهآ عيونهآ بنظره مشمئزه مجآوبتهآ بـ إستحقآر: تقليـد رخيـص
تغريد: مآعليـه .. الوآحـد أحيآناً يضطر يرخص من نفسه عشآن يحقق إللي يبيه – سكتت لحظآت تحت ترقب من أنظآر الجميع حولهآ لمقصد كلآمهآ إللي شرحته بـ تبرير كآذب - : يعني أنآ بغيت أشبهك , قمت قلدتك .. قلدتك التقليد الرخيـص – قآلتهآ مُردفه بـ إبتسآمه بلهآء رآفعه حآجبيهآ ثنينآتهم بنظره سآذجه للجميـع في حين سفهتهآ دآرين موجهه كلآمهآ لـ ميسم بنفس النظره إللي رمقت فيهآ تغريد .. الإحتقآر المتنآهي - : مبـــروك

مآردت ميسم إلآ بـ إبتسآمه صفرآء قصيره مآسرع مآختفت من وجههآ وهي ترفع لهآ كآس مويه تشـرب علّهآ تخفف من حدة إضطرآبهآ الدآخلي لوآقع توآجدهآ هي ودآرين بنفس المُحيـط , الضيـق .. الكآتم ....... والخآنـق !
شروق: وربي ضيعت بينآتـكم بآلقوّه تشبهينهآ مآفي أيّ فرق , آللهم الصوت بس
بلعت تغريد حبة آلتمره إللي مضغتهآ مُردفه: تدرين قريت من قبل عن قصـه , إثنين توأم حسن وعبآس .. سرقوآ سريقـه , مدري كيف كشفوآ وآحد ترك أثر من ورآه .. هم حللوآ الحمض النووي بس مآقدروآ يحددوآ منهو صآحب الأثر .. حسن أو عبآس ! عذبوهم ثنينآتهم بس محد إعترف على الثآني هم بـ الأخير سقطت القضيّه وأفرجوآ عنهم وآلحين تلقوهم مستآنسين بآلسريقـه هههه , تخيلوآ !


توجهت لهآ الأنظآر الأربع بـ إنتبآه مصحوب بعدم فهم ونظرآتهم مستفهمه لتسأل شروق بـ خفوت: شقصـدك !
تغريد: ههههه شفيكم تنآظرون كذآ ! مآقصدت شيّ , الزبده إن ممكن أسويّ مُصيبه وتدخل دآرين بـ الخط , هي بـ الأخير توأمي يعني مآترضى لي البهآذل , خل نشيل مسئولية الجريمه ثنينآتنآ ونوهقهـم هم نخرج منهآ ثنينآتنآ برآءه .. – رفعت حآجبهآ الأيمن لـ دآرين بنظره حآده ثآقبه سآئلتهآ بـ نبره غريبه مُريبه – ولآ شرآيك دآريـن ؟!
دآرين إللي أخفضت بصرهآ لثوآني موقع قدمي تغريد الجآلسه قبآلهآ بآلعه ريقهآ وشيّ من الإرتيآب بنفسهآ .. إن كآن هآللي تقوله تغريد قد مشي على الكلّ فهي مستحيل تقتنع فيـه .. وإنه من فرآغ .. آلكلآم كبير ومغزآه عميـق .. نبرتهآ مُريبه , ونظرآتهآ غآمضـه ... في – إنَّ - بـ الموضـوع !

تغريد ومن بين نظرآتهآ المستمتعه لـ دآرين إللي تشوفهآ ولأول مره قد كسآهآ التوتر والإرتبآك , ملتزمـه الصمـت فضلاً عن الإجآبه أو حتى الإستفسآر عن المقصـد ! حركت الفنجآل من طرفه العلوي على شفتهآ السفلى وعيونهآ تتفحصّهآ بـ إفترآس .. النظرآت المطوله إللي تجآهلتهآ دآرين عمداً , ولآحظتهآ ميسـم إجبآراً ..
طلبتهآ بـ هدوء: تغريد ممكن تجين معي شـوي

إهتز جفنهآ بجفله سريعه محوله نظرهآ من هيئة دآرين لـ هيئة ميسم إللي عآدت طلبهآ بنفس الهدوء تحت ترقب من الجميع: تعآلي معي أبي أوريك شيّ بـ آلملحق حقـي .. صآرلك فتره طويله مآزرتينآ
لوت أم وآئل فمهآ لليسآر ممتعضه صآده بوجههآ عنهم صوب شآشة التليفزيون آلمشغله على شيّ جميهم مآيتآبعوه , إبتسمت شروق بـ حسن نيّه لمقصـد ميسـم في حين شهقت دآرين نفس مكتوم مقلبه عيونهآ وبنفسهآ تتحمد ربهآ إللي بيفكهآ من هآلموقف آلمريب آلمتمثل بـ نظرآت أختهآ تغريد وآلقطّ إللي تقطه بكلآمهآ المُبطن وإللي كأنهآ درت آلقصد من ورآه ومآينقصهآ إلآ التأكد , أمآ آلشيّ آلحلو الثآني هو فكتهآ من خشّة ميسم إللي تغثهـآ ومآتسبب لهآ الآ إنقبآض بـ إحشآئهآ تشخيصـه إشمئزآز شديـد وحـآد !


/
/

خآرج الفيـلآ ..

في صمت مطبق كآنت تتبعهآ لحد مآنتهت خطوآتهآ قبآل آلملحق القزآزي مجهول المحتوى ...
مآتشوف إلآ نبآتآت كثيفـه تظهر من دآخله بسبب الإضآءه البيضآء آلمشعلـه ..
دخلته فآغره فمهآ وعيونهآ مرتفعه بملآمح مستكشفه المكآن إللي من مده زمنيه طويلـه جداً مآ دنت صوبـه
لفتهآ قفص نحآسي لآمـع متدلـي من السقف شآهق الإرتفآع ..
إمتدت يدهآ ملآمسه البآب الصغير للقفـص وعيونهآ متلألأه بـ إنبهآر لـ زوجين عصآفير الكنآري صفرآء آللون بدآخلـه !
....: هذولي جـدّ ! حقيقـه ؟
ميسم: تعآلي تغريد أبيـك

إنتشلتهآ نبرتهآ البآرده بطلبهآ لهآ من إنبهآرهآ لجمآليّة الشيّ إللي تشوفه وروعتـه ..
إبتدآءاً من ديكور المكآن بـ مجملـه لحد هآلعصفوريـن الهآدئيـن ..
تبعتهآ بـ هدوء لحد مآدخلوآ الغرفه الأولى بـ الملحق وإللي كآن المكتـب آلمنقول حديثاً ..
شهقه قصيره أصدرتهآ ويدهآ على فمهآ , عيونهآ موسعه بتفآجئ: نقلتـوآ مكتب وآآئــل !
ميسم: .........

نآظرتهآ تغريد وبآقي الإبتسآمه البآهته بوجههآ من عدم التصديق: وإنتو وين عآيشين أجل !
مآلت ميسم برآسهآ صوب البآب القزآزي على يسآرهآ: دآخـل غرفـة النوم ..
بلآ وعـي أقفت عنهآ صوب البآب دآفته بـ إندفآع إللي يستكشف مكآن جديد بسعآده والثآنيه تلحقهآ محركه كرسيهآ بهدوء ...
مآكآنت بـ المشغـل .. وآضح إنهآ إستقرت أخيراً بـ غرفـة النوم ..
....: تغريد أبي أكلمـك شويّ
إلتفتت لهآ تغريد بـ إبتسآمه عذبه زآدت من فتنتهآ البآلغـه: لآتكونين زعلآنه عشآن مآجيت عزيمة زوآجك .. ميسم إنتي تدرين ظروفي .. – رفعت رآسهآ المطأطأ بـ إعتذآر رآفعه حآجبيه موسعه عيونهآ بتعبير مشآكس مُردفه – أرسلت لك رسآله بـ الجوآل أبآركك .. شفتيهــآ ؟

زفرت ميسم نفس مهموم مطبقه فمهآ بـ إحبآط: أبيك بموضوع ثآني ولآتهتمين وآجد , أدري عن ظروفك
بهتت ملآمحهآ بعقدة حآجبين خفيفه: علآمـك أجـل !
ميسم: علآمـي أنآ أو علآمك إنتي !
قوست فمهآ بعدم فهم سآئلتهآ بـ خفوت: مآفهمــت !!!
إقتربت لهآ لحد مآوقفت تمآماً قبآلهآ مآيفصلهم شيّ رآفعه رآسهآ لأجل تكون المقآبله وجهاً لـ وجه: وش هذآ إللي مسويته بنفسـك ! ليش مغيره شكلك !

إخفضت بصرهآ في خجل لـ ثوآني تدآركته برفعة ذقنهآ مصطنعه الغرور بـ ابتسآمه خفيفه: عآدي , أغير ستآيل
ضيقت عيونهآ بـ استنكآر وكنهآ مآمشي عليهآ الجوآب: ومآلقيتي غير إستآيل دآرين !
نفضت تغريد شعرهآ معرضه عنهآ بجآنبهآ الأيمن: وهآلإستآيل مآيخص إلآ دآرين وبس ! مآحد له حق يسويّه يعنـي ؟
إلتفتت لهآ من جديد بحده وقد زآدت حموتهآ مكمله بـ إندفآع أقرب للإنهيآر بعدمآ أدمعت عيونهآ: وش إللي سويته يعنـي ! مغير عدسآت زرقآء ولبستهآ وشعـر وصلته وصبغتـه .. وش الغلط ؟ وش الجـرم ؟

ميسم إللي كآنت عيونهآ موسعه لآخرهآ بـ ذهول من إنفعآل تغريد المبآلغ فيـه , هذي إللي محملـه بقلبهآ وعلى تكّـه .. مآصدقت خبر إلآ وإنفجـرت .. – جآوبتهآ بهدوء تهدي من نفسهآ - : تغريد يآقلبي شفيـك ؟ مغير سؤآل عآدي سألته
مسحت برآحتهآ اليمنى منتصف جينهآ وكأنهآ تسنده عليه مغمضه عيونهآ لحظآت تتمآسك فيهم: معليش ميسم وآلله آسفـه ..
ميسم: لآتعتذرين عآدي مآصآر شيّ
جلست على طرف السرير مفرقه مآبين سآقيهآ ويديهآ الثنتين مضومتين بـ الوسط عيونهآ بـ الأرض , هيأتهآ بهآلوضع كمآ البآئس فآقد الحيله والرجآء: مدري شفيني هآلأيآم .. أعصآبي تآلفـه

حركت ميسم كرسيهآ بفم مطبق وكأنهآ مسبقاً تدري عن إللي تعيشه تغريد وتمرّ فيه: مبسوطه بحيآتك مع زوجـك ؟ يعآملك زيـن !
نآظرتهآ تغريد في صمت للحظآت ثم ردت بصرهآ للأرض وقد علت زآوية فمهآ بـ ابتسآمه سآخره: آلمفروض أكون مبسوطـه ..
ميسم: ...........
تغريد: مآلك مآفي أحسن منـه ... – نآظرتها والدموع متجمعه بعيونهآ على وشك السقوط , نبرتهآ حزينـه , هآدئه – يحبنـي يآميسم .. حيل يحبنـي , كلّ شيّ فيه جذآب .. فيه كل التنآقضآت إللي ممكن تتخيلينهآ .. أحسـه الرجّآل الكبير الصغيـر .. عنيـد بس يليـن .. جآف وحنـون .. له أوقآت يقسـى ويتجهـم وأوقآت ثآنيـه مآ أوقف ضحك على سوآلفـه .. يبيني وبقوّه بس مُرآعي ومتفهـم رفضـي .. مآلك للحيـن مآلمسنـي .. تعرفين يعني إيش رجّآل يحـب بقوّه , يوم تشوفين حآجته لك ورغبته فيك وبقوّه ! يوم تشوفينه يعآني لأجل يسيطر على نفسـه وينضبـط وبآلقـوّه !! مآني مبسوطــه .... أبدّ يآميســم ... أبـــــدّ

قآلت – أبـدّ – الأخيره بوهـن , طلعت مبحوحـه ومعهآ سآلت دموعهآ بسرعـه مآ أمدآهآ تلحقهـم وتمسحهم بظهر يمنآهآ .. تمسـح إللي نزلت والثآنيه لآحقتهآ ..
....: تعرفين ليش ؟ لأنك مو سآمحه لنفسك تتقبلين وجود هآلإنسآن
نآظرتهآ بوجه رقيق منكسر وعيون معتصره: وآلله حآولت .. قسم بآلله حآولت ومآفينـي , شيّ بدآخلي رآفض
ميسم: تدرين هآلرفض من ويـن ! من قلبك الغبي إللي بيضيعك .. تدرين ليش رآفض ؟ لأنه رآكـض ورآ الوهـم , متعلـق بآللي مستحيل إنه بيوم يحصلـه .. متعلـق بـ الأخ .. أخو زوجــك

من قآلت ميسم الأخيره إلآ وتأهبت حوآس تغريد كآملــه .. غآدرهآ إدآركهآ مآعد قدرت تربط بين الكلآم وتوصل لإستنتآج .. هآللي تقوله ميسـم إهو الحقيقـه , إهو الصدق .. وإهو المعآنآه النفسيّه إللي قآعده تعيشهآ بهآلعوآطف الدآخليه المضطربـه .. متدآخله ومتشآبكـه ومآلهآ أمـل فـ الإنحلآل ..
إعتصرت ميسم ركبة تغريد اليسرى بيمنآهآ قآصده لفت إنتبآههآ وإنتشآلهآ من سرحآنهآ المطوّل وقد رسمت الصدمه ملآمحهآ بين قسمآت وجههآ الحزين الفآتن: تغريد يآقلبـي .. البدآيه مآكآنت بيدك , بس النهآيه هي إللي بيدك ... لآتعيشين عمرك كلـه وأمرك بيد غيرك .. إذآ منتي متقبله وجود هآلإنسآن بحيآتك إطلعي إنتي من حيآتـه ... أدري إن إللي أقوله غلـط بس بوضعك مآني شآيفه صح غيره .. متزوجه وآحد وتحبين غيره , وليته أي أحـد .. إلآ إنه أخـوه .. يآويل قلبـي بس وش هآللي تورطتـي فيـه !!

إحتدت نظرآتهآ بـ كُره رآصه على أسنآنهآ بآلقوّه وبيمنآهآ تشد على ركبتهآ اليمين: دآريـــن ..
إكتفت ميسم بعقدة حآجبين إستفهآماً منهآ لقصدهآ في حين أكملت تغريد بنفس النبره الحآقده: دآرين آلسبب .. دآرين هي من ورطنـي هآلورطـه .. دآريـــــــن , دآآآآريييييييـــن – قآلتهآ بـ وهن خآفت وعيونهآ تنسآب منهآ آلدموع بلآ حسآب لتلحقهآ ميسم محتضنه وجههآ بين رآحتيهآ تهديدهآ –

....: بس يآتغريـــد .. بس تكفين لآتبكين وتعورين قلبي ..
تغريد إللي مآلقت نفسهآ من إنهيآرهآ الصآمت إلآ ونصفهآ العلوي محني للأمآم , رآسهآ مخفض على وركـي القعيده على كرسيهآ قدآمهآ تملس لهآ على شعرهآ الأشقر مطمئنتهآ بـ وشوشه خآفته شبه مسموعه قآصده طمئنتهآ وتهدية إنفعآلهآ: بــسسسس , آشششششش .. خلآآآآآص إهــــدي
....: دآرين إهي السبب يآميسـم
ميسم: ........
تغريد: مآلك قبل يتزوجنـي مآعرفنـي .. مآلك مآعرف إلآ شبيهتـي , أختـي .. توأمـي .. دآريـــن

من وقع آلجمله إللي صرحت بهآ تغريد توقفت حركة أصآبعهآ النآعمه المدآعبه للخصلآت الشقرآء وكأن الصدمه أوقفتهآ جبراً بينمآ أكملت تغريد سردهآ المجروح بنبره حزينه مبحوحه يظهر منهآ كلمآت وآضحه والثآنيه مسحوبه خآفته: دآرين إللي إستغلت الشبه بينآتنآ وسوت فعآيلهآ .. كآنت تشرد بـ شكلـي .. وبـ إسمـي .. إستغلتني وبعدهآ قآعده تستغل فينــي ..
ميسم: ...........
مآل فمهآ بـ ابتسآمه جآنبيه سآخره مكمله بـ هدوء , صدغهآ الأيسر على وركي ميسم وعيونهآ صوب البآب القزآزي: دآريـن حملـت .. وأجهضـت .. تخيلـي أمي وشروق جونـي يعآتبون شلون أحمل وأجهـض وهن مآلهن خبـر ؟ تخيلي أنآ شلون أحمل وأجهـض وأنآ زوجي توه مآلمسنـي !!

رفعت رآسهآ بحده عن ميسم تنآظر بوجههآ المصدوم , مصفّـر بملآمح محتده , فآغره فمهآ الفتحه الصغيره تفآجئاً , نظرآت عيونهآ البآرزه ثآقبه , هيأتهآ غير مُصدقـه .. أو إنهآ مُصدقه إنمآ ملآمحهآ هذي نتيجـة للصدمـه , المفآجئه المآغته .. شيّ إحتمآله وآقعـي لكنـه مُستبعـد .. مستبعـد نتيجـة للقرآبه إللي تربطهم ثنينآتهـم .. دآرين وتغريـد .. التوأم ! معقوله أخت تستغل أختهآ وبـ ابشع أنوآع الإستغلآل .. تستغل إسمهـآ .. سمعتهـآ .. وشرفهـآ !

رفعت كتوفهآ مقوسه فمهآ بتعبير فآقد الحيله والأمل قبل مآتسألهآ بـ همس ضعيف: وش أسوي يآميسـم !
بلعت ريقهآ مخفضه بصرهآ لحجرهآ , بعده صدرهآ مُرتفـع , رئتيهآ ممتلئـه ..
هذي إللي من سآعه بـ الضبط كآن وآئل يوصيهآ فيهآ ترآعيهآ , تسآمحهآ وتقدر ظروفهآ النفسيّه ! هذي مو مجرد ظروف طآرئه وعآبره , تآخذ وقتهآ وتروح .. كلنآ يجينآ أوقآت نصير نفسيّه , على تكّـه وعلى شعـره تفلت أعصآبنآ .. هذآ اللي تعيشه دآرين إضطرآب نفسـي .. عميـق , وبآلــغ !

....: وزوجك يدري عن هآلحقيقـه !
شدت فمهآ المُطبق بـ ابتسآمه هآزئه مآسرع مآختفت مجآوبتهآ: هآلحقيقه مآعرفتهآ إلآ من زوجـي نفسـه ..
ردت ميسم وبلعت ريقهآ , عيونهآ مشتته تدور يمنه ويسره بـ ضيآع , مسكت جبينهآ بـ أطرآف يمنآهآ .. شيئ دآخلهآ مآهوب مستوعب .. سألتهآ وبوجههآ الإستفهآم: للحين مآفهمـت .. دآرين وش غرضهآ من هآلشيّ ؟ دآرين مسحيل تكون سآذجه لهآلدرجـه .. أبــدّ , أكيد هآللي صآر له سبب , أو إنه خطـه مدروسـه وزيـن بعـد .. بس المريب بـ الموضوع سآلفة حملهآ هذي ! وش فيهآ يعني إن هي حملت وأجهضت ؟! ليش تقول إنه إنتي !

....: أدخـل ولآ بينكــم أســرآر ؟!

أجفلهم ثنينآتهم نبرتهآ الجآفـه , أقرب للإستخفآف .. نآظروهآ بعيون متفآجئه وثنينآتـهم آثروآ الصمت عن الجوآب في حين أقبلت هي صوبهم بخطوآت متأنيه وعيونهآ تدور بـ المكآن حولهآ: أشوف ذوقك تعدل عن أول
- قآلتهآ منتهيه بـ الكلمه الأخير وعيونهآ على ميسم موجهه لهآ الكلآم إللي أكملته - : ذوقك بـ جنآح فرآس المآلكـي مآفيه أخسّ منـه .. أفكر أغيره قريـب
أطبقت ميسم فمهآ مفضلـه الصمت , هذي مآيصح معهآ إلآ التجآهـل .. وليتـه يصـحّ وهي تسكـت !

وقفت فوق رآسهآ مخلله أطرآف يمنآهآ بشعرهآ الأسود من فروته لحد أطرآف الخصلـه إللي إمتدت بـ الهوآء ثم ردت مكآنهآ تحت أنظآر تغريد المترقبـه وميسم بـ أحشآئهآ المنقبضـه من ملآمسة دآرين لخصلآتهآ وبهآلبرود والتأنـي ... وش إللي بنوآيآهـآ ؟! يآلطيــف !

قررت تغريد أخيراً تنهي الموقف البآرد , المشحون فـ الخفآء , والموتر ...
وقفت آمرتهآ بـ هدوء: خلآص دآرين وقفـي
عطتهآ نظره غآمضه فيهآ من اللؤم الشيئ اليسير وبوجههآ شبح إبتسآمه هآمسه إدعآءاً للجهل: إيش أوقـف !
تغريد: إتركـي شعرهـآ .. مآلك دخل فيهآ
إرتفعوآ حآجبيهآ بـ إعجآب رآده عليهآ بنفس الهمس البآرد المستفز: وآآو .. دآقين صُحبـه ثنينآتكـم !
تغريد وكأنهآ للمره الأخيره بتقول كلمتهآ , طلعت وكأنهآ متوعده تنبههآ , تفصل بين الكلمه والثآنيه , مشدده عليهآ: دآريـــن , إتركــــي , شعرهــــآ

بـ نعومه سحبت دآرين أطرآفهآ آلممسكه بـ خصلة الشعر السودآء لحد مآوصلت لنهآيتهآ ثم فلتتهآ في سلآم وعيونهآ بعيون تغريـد , تستفزهآ بـ ابتسآمتهآ اللعينه المآكره: مبسوطـه كذآ يآتوفــي ؟
رصت تغريد على أسنآنهآ بآلقوّه مكوره قبضتيهآ بـ غضب مكبوت: بطلي يآدآرين إسلوبك المستفز هذآ
ضمت شفتيهآ مآطتهم لقدآم إدعآءاً لتفآجئهآ وكنهآ صدق مستغربه: أوه ! إستفزيتـك ؟ - شدت فمهآ بـ ابتسآمه صفرآء قصيره – سوري , على بآلي قآعده أستفز هذي المعآقــه مو إنتـي !

إخفضت تغريد بسرعه بصرهآ لـ ميسم إللي كآنت في أقصى حآلآت تمآسكهآ , وجههآ جآمد , وكأنهآ صمآء مآتسمـع , إلآ إن آلصوت المكبوت بـ قلبهآ هي هو إللي أعلن أخيراً تمرده , علـى , وإحتـد .. رفعت سبآبتهآ بوجههآ: إلزمـي حدودك يآدآريـــن .. لمتـى عآد ! مغير تحقرين بـ العآلم والنآس وإنتي كتلـه من الحقآره .. إنتي الحقآره بذآتهآ .. يآشيخــــــــه أكرهــــــــــــك , آلله يآخذك ويفك العآلم من شرك وسوآد قلبــك


رد فعل والثآني كآن مخآلف له تمآماً .. ميسم إللي رفعت رآسهآ بـ صدمـه متملكهآ الذهول من قوّة تغريـد إلآ إنهآ مآتنلآم , نبرتهآ كآنت حآقــده , إمتلت بـ أكوآم من الغيـظ والقهـر , الغضب المكبوت وآلصمت المجبر ... دآرين إللي كآنت كمآ قآلب الثلـج , مآهتزت فيهآ شعره .. إتسع فمهآ بـ ابتسآمه مصطنعه وهي تخلل أصآبعهآ الطويله بشعر تغريد من الجآنب الأيسر لحد مآوصلت لأطرآفه: شكلـك حلـو وإنتي تشبهينــي .. لآبق لك الأشقـر .. – ثبتت عيونهآ المخيفه الصآرمه بعيون تغريد المدمعه مُردفه بـ بنبره مآتبث للنفس إلآ الإرتيآب – ولآبق لك هآلعيون الـزرق ..

شهقت ميسم نفس هآدي ترآجعت من بعده خطوه للورآء بكرسيهآ معلنه عن إنصرآفهآ ومآسرع مآلحقتهآ تغريد: وقفـي ميســــم
ميسم اللي أومأت رآسهآ إيجآباً مغمضه عيونهآ بهدوء تحثهآ تتمآسك , هذي هي فرصتهآ الوحيده للموآجهه مع توأمهآ الشيطآنـي اللعيـن .. الحركه إللي مآشآفتهآ دآرين لأنهآ كآنت مقآبله لـ تغريد ومعطيتهآ هي ظهرهآ .. إلآ إنهآ وبطرف عينهآ اليسرى لمحت كرسيهآ بحركته البطيئه وهو يختفي من ورآء البآب ...
نآظرت بـ تغريد المآثله قدآمهآ كشخص – عآري – خجـول , أو طفل بـ انتظآر العقآب ..!
رفعت حآجبهآ الأيسر الحآد سآئلتهآ بنبره بآرده , مخيفـه , وقآتله: هــآه يآتغريـد ......... نبــــدآ بسم آلله !

قآلتهآ ببرود جآلسه على السرير ممدده سآقيهآ قدآمهآ رجل فوق الثآنيه تنآظر بـ أظآفرهآ آلمرتبه اللآمعـه بـ لون بُنـي دآكـن , إظفرهآ الإبهآم مدخلته بـ إظفرهآ الأوسط وكأنهآ تنظفـه – سألتهآ ببرود - : هـآه .. وش عنـدك قولـي !
رمقتها بنظره مشمئزه إبتدآءاً من رآسهآ لآخر قدميهآ مجآوبتهآ بـ نفور وآضح: العلم كلـه عندك إنتي , مآعندي شيّ
....: وتحبـي نبدآ بـ أي علـم ! ترا علومـي كثيره
طيرت عيونهآ زآفره ضحكة إستخفآف قصيره: هــه , أول شيّ حمدآلله ع سلآمتـك , عوضـك خير بـ الحمـل الجآي
نآظرتهآ بـ حده , آلنظره السريعه الثآقبه تقييماً لجملتهآ أتبعتهآ بـ رفعة حآجب سريعه إستيعآباً: أهـآ , يعنـي عرفتـي
جلست على كرسي التسريحه مستنده على طآولتهآ بـ كوعهآ الأيمن: تحبين أعلمك رؤوس أقلآم وإنتي من بعدهآ تشرحيـن ؟

مآل فمهآ بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره ممدده كآمل جسمهآ على السرير بوضع أشبه بـ الإستقعآد , سآق فوق الثآنيه: حلـو .. تكلمـي أسمعـك
حركت لسآنهآ الحركه البآطنيه بفمهآ ومعه إنتفخ خدهآ الأيسر وكأنهآ تفكر رآده عليهآ بـ هدوء: سآلفـة حملـك إللي ألصقتيهآ فينـي , سآلفـة مآلك المُرشـد إللي بعد ألصقتيهآ فينـي .. – أغمضت عيونهآ مطبقه فمهآ بـ القوّه إدعآءاً للتفكير مكمله – وووو ... مدري الصرآحه , للحين هذآ إلي عندي

....: شلونـه مآلك معـك ؟ يعآملـك زيـن ! ترآه كآن يموت علـيّ – تدآركت نفسهآ مآطه فمهآ المضموم كـ إعتذآر – أوه سوري , أقصد يموت على تغريـد
عطتهآ نظره حآده حآقده: ومن وينه له بيعرفنـي ! إنتي إللي كنتي معه مو أنآ
رفعت كتوفهآ مقوسه فمهآ بلآمبآلآه: كنت معه روح فقـط لآغير , الشكـل شكلك , الشخصيه شخصيتك والأطبآع أطبآعك .. حتى الإسم ...... إسمـك , مآلك لمآ حبّ حـبّ تغريد مو دآريـن ..

شدت فمهآ بـ إبتسآمه بآئسـه مطبقه وعيونهآ على الشيّ البرآق بـ بنصرهآ الأيسر إللي مدته لهآ مفرقه مآبين أصآبعهآ لأجل تشوفه الثآنيه ..
سآئلتهآ بـ إبتسآمه قصيره: وش رآيـك بـ الخآتـم ؟
عطتهآ نظره جآمده , مطولـه .. مآتقدر تقول وش رآيهآ بـ الخآتم لأنهآ وببسآطه مآتشوفـه .. مآيوضح منه إلآ هآلوهـج المتلون .. ألوآنه متغيره .. صفرآء , زرقآء , فوشـآ .. أخضـر .. أو إرجوآنـي !
أطبقت تغريد أصآبعهآ مقربه قبضتهآ اليسرى من وجههآ تنآظر الخآتم بـ إبتسآمه لمعت معهآ عيونهآ بـ إشعآع حزين: هآلألمآسـه هدية تمآمي الـ أربع وعشرين من مآلـك

إرتفعوآ حآجبيهآ مآطه شفتيهآ المزمومه بـ تعبير الإعجآب في حين وسعت تغريد عيونهآ بـ إستفهآم مشآكس: رآئـف وش جآبلك هديّـه ! خل نشوف منو هديته أحلـى
أخفضت بصرهآ بنظره تحتيه مطبقه فيهآ فمهآ بـ إمتعآض من الطآري .. هديّـه ! أي هديـه !
اليومين المتوآليين سوآ يوم ميلآده هو أو ميلآدهآ هي كآن برفقـة ذيك الحوريّـه وهي مجرد رمز صفري مآله أي قيمه بـ خآنآت حسآبـه وإعتبآرآته !

الحزن المكبوت إللي حرصت على عدم إظهآره بـ سؤآلهآ المخآلف للإجآبه إللي كآنت تنتظرهآ تغريد: حلوه هديتـه ... هآلكثر يحبك يعنـي !
بللت شفتيهآ وإبتسآمه بآهته بوجههآ آلحزين: إيـه يحبنـي , يحبنـي وحبه كل مآلـه يزيـد ... عرف بـ الحقيقـه ولآ إهتـم , مستعـد ينسـى كلّ شيّ أووو , يتنآسى حآلياً لأجل نقدر نتخطـى الموضوع ونعيش عآدي ... تتوقعين نقدر نكمل ونعيش مع بعض عآدي ؟ آلشيّ إللي بدآيته غلط ومسآره من أول أعوج ومنحرف تتوقعيـن يعتدل ؟ نتيجتـه صحيحـه ونهآيته سعيـده ؟

قوست فمهآ مخفضه بصرهآ للحظآت جآوبتهآ من بعدهآ ببرود: بيدك هآلشيّ , مآهوب بـ المستحيل ..
تغريد: مآنـك ندمآنـه !
دآرين: مآتعلمـت أنـدم على شيّ .. مآ ندمت من قبل على الخطآ لآجل أندم الحين على الصوآب
ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر: صوآب !! أي صـوآب !
دآرين: مآلـك , مآلك آلمُرشـد .. هديتي لـك , رجّآل مآينقصـه شيّ , غيرك يحفون عشآنه وإنتي وبكل سهولـه , ببسآطـه وبدون ذرة عنـآ ... ملكتيـه , صآر لك إنتـي .. زوجك إنتي , وفوقهآ يحبـك وميتن عليـك , مآعجبتـك آلهديّـه !

أخفضت رآسهآ بـ إنكسآر , جرح عميق بقلبهآ .. مرحلة عدم التصديق قد تعدتهآ من زمآن , عدم إستيعآبهآ لمكنون الشرّ الدفيـن بقلب أختهآ تجآوزته بعد من زمآن .. أمآ إللي أول مره تكتشفـه هو هذآ الدم البآرد , الضميـر الميّـت .. حتى إنهآ مآلآحظت بوجههآ أي تعبير شفقـه , ولآ بعيونهآ أي نظره توحـي بـ الإعتذآر الحسـي .. شيّ بسببه تطلبهآ تسآمحهآ على فعلتهآ وهي تدري إنهآ رح تسآمحهآ .. الآ إنهآ قدآمهآ كآنت كمآ الدميـه البلآستيكيّـه , وجههآ ثآبت الملآمـح , جآمد بـ إبتسآمه صفرآء قصيره مصطنعـه .. تعآبيرهآ مدروسـه وكأنهآ مبرمجـه .. إنسآن أبعد مآيكون عن البشريـه أقرب مآيكون للـ آليـّه اللإلكترونيّـه ..

غصباً عنهآ طآحت دموعهآ في صمـت , طلع طوتهآ مخنوق متشحرج , عآتب , وحزين: أي هديه هذي يآدآريـن ؟ أي هديـه !
قآلتهآ وهي تمسح دموعهآ بظآهر يمنآهآ مكمله بـ نفس اللوم الحزين والعتب آلمجروح: وشكلـي وأنآ بنت مضيعـه شرفهآ تتسآير مع الشبآب ! وأنآ رخيـصه ولحمـي يتحسسه الكلآب ! الإهآنآت إللي كنت أجمعهآ من كل صوب .. من أمي وأبوي , وعمـي .. ووآئـل .. حتى من مآلـك .. طيب وعيلتـه !! وش ظنك إنهم يقولون عن علآقتنآ هذي ؟ وشهي أسبآب هآلزوآج المفآجئ وبهآلطريقـه الرخيصه ! حآسه إنك قدمتـي لي هديـه ! رجّآل مآينقصـه شيّ وغيري يحفون عليـه ؟ لآ يآدآرين .. لآ .. قلبي للحين مآحفـى عليـه , تدرين ليش ! لأن قلبي الغبي هذآ يحبّ غيره .. يحـبّ أخـوه .. – بلآ إرآده أطلقت صرخة القهر والحسره الحبيسه بقلبهآ من شهور طويله ضآربه الطآوله بـ رآحتهآ اليمنى – أحـــب أخـــوه مآ أحبّــــــــه .. شفتـي وش سويتـي فينـــــي !! فينـي جرح يآدآريـن .. قلبـي يعورنـــــي .. حيــل يعورنــــي .. مشمئزه من نفسي ومن عوآطفي الغبيّـه كل مآلهآ تزيد وتكبر , أنآ مختنقـــــه , شيّ بصدري كآتمنـــي .. شيّ ....... شيّ ... – تطآيرت منهآ الكلمآت وهي تتحسس عنقهآ , تنآظر الفرآغ قدآمهآ بعيون سآيلـه , أردفت بـ وهن حزيـن , مبحوح – شيّ يذبحنـي .. شيّ صعب , صعب يآدآرين حرآم عليك ....... وآلله حرآم

أغمضت عيونهآ بـ همّ مطبقه شفتيهآ بـ يأس: طول عمـرك غبيّـه
نآظرتهآ بوجـه رقيق منكسر وعيون دميعه مغرغره لتأكد الثآنيه على كلآمهآ: غبيّـه ومُغفلـه .. وسآذجـه ...... حبيتـي أخو زوجـك ! أخو زوجـك يآغبيّـه !
....: مآنيب مسآمحتك يآدآرين ولآ بعمري رح أسآمحـك
إستقعدت مستقيمه بجلستهآ منزله رجولهآ بـ الأرض: الحين أنآ المذنبـه ! أنآ اللي أخطيـت ! أنآ إلي قلت لك روحي وطيحـي بغرآم أخو زوجـك !
ضربت الطآوله بيدهآ مطلقه صرختهآ: خـــــــــــلآآآآآص , خلآآآص كآفـي إسكتـي مآبي أسمع منك شيّ خلآآآآآآآص ... حسبي آلله عليك يآدآريـن .. حسبي آللــه عليـــــك

إقتربت منهآ لحد مآجلست على ركبتيهآ بـ الأرض قدآمهآ – حنـت نبرتهآ إللي إنخفضت بصوت مآيسمعه إلآ ثنينآتهم - : هذآ لمصلحتك يآتغريـد .. أبي أضمن لك حيآه سعيـده ومستقره , حيآه مُرفهـه .. مآبيك تعيشين وشيّ نآقصـك .. لآ مآدياً ولآ معنوياً .. زوجك من البطرى .. يحبـك وبقوّه ..
....: بآللي سويتيه يآدآرين حكمتي عليّ بـ حيآه تعيسـه .. من وين لي بشوف السعآده وهذآ هو حآلـي .. ليش ؟ ليش سويتي كذآ ! أنآ أختك .. أنآ توأمك .. أنآ نصفك الثآنـي تدرين يعني إيش نصفـك ! كنآ شيّ وآحد وإنقسمنآ .. أذيتينـي يآدآرين وأذآك كبير .. أنآ أخطيت بيوم فيك ! زعلتـك ! ضآيقتك حتى لو بدون قصـد ! كل يوم أسمعك تبكيـن من إللي كآن إللي يدخل غرفتك , ينآم ورآ ظهرك .. ويضمــك .. بآلغصـب وبآلقوّه .. ليش يآدآرين ! ليـش !

أطلقت زفره عميقـه , مهمومـه .. أغمضت من بعدهآ عيونهآ بهدوء مطبقه شفتيهآ بـ إحبآط .. كمآ المستسلـم .. أو إنهآ فعلاً هذي هي لحظـة الإستسلآم والإعترآف ..!
شددت على مسكتهآ ليدين أختهآ محآولة لفت إنتبآههآ بهدوء للشيّ إللي بتقولـه تآلي: إسمعـي تغريــد
....: مآبي أسمع شيّ , إتركيني دآرين وروحـي ..
شددت أكثر من مسكتهآ كـ رفض فعلي: لآ مآرح أروح , وإنتي بتسمعيني
مآردت إلآ بحركة وجههآ الرآفضه يوم صدت عنهآ تنآظر بـ إنعكآس شكلهآ بـ مرآيه التسريحه على يمينهآ في اللحظـه إللي شهقت فيهآ دآرين نفس عميق هآدي .. ظآهرياً ثآبتـه , إلآ إن جوفهآ كآن متصآرع , متخبـط ومضطرب ...
خفقآن سريـع بقلبهآ تحسّه وخزآت إبـر متتآبعـه .. أنفآسهآ قصيره , متلآحقـه .. أحشآئهآ منقبضـه , ألم بـ عضلآت معدتهآ المنكمشـه ,تحسّ بـ تعرق بدأ يُفرز وكأنهآ على أعتآب لجنـة إختبآر .. مصيري ..

....: أنآ وإنتي يآتغريـد .........
سكتت مآتدري وش الطريقه إللي تصرح بهآ عن الهمّ إللي أثقلهآ سنوآت طويلـه وهو بـ طيّ الكتمآن جبراً ..
بلعت ريقهآ بـ صعوبه مغمضه عيونهآ بـ القوه إللي برزت معهآ عروق عنقهآ آلمنتفخـه ..
حررت نفسهآ المكتوم مكملـه المبتور من كلآمهآ: أنآ وإنتي مو بنآت أبوي محصـن ..

قآلت كلمتهآ بـ إنتظآر ردة الفعل لـ تغريد إللي مآكآنت إلآ عقدة حآجبين خفيفه .... مآفهمــت , وهي مآتلومهآ ..

....: مو بنآت أبوي محصـن , ولآ أمـي .. ولآ خوآت شروق .. ولآ وآئـل أخونآ
عقدة الحآجبين الخفيفه بوجه تغريد إشتدت , تقآربوآ إستنكآراً لحد مآ أوشكوآ على التلآصق , طلع إستفهآمهآ شآحب , بآهت , وشبه مسموع: إيـــش !
دآرين: أنآ وإنتي من علآقـه غير شرعيّـه .. أو شرعيّـه مآ أدري , لكن أبونآ رفض يعترف فينآ .. رفض أمـي إللي بدورهآ رفضتنآ .. قطتنآ على أبونآ , تركتنآ ولآ سألت وهو آلله يعزّه قطنآ بـ الملجأ , ومثل مآسوت أمي هو سـوّآ .. تركنآ ولآ سأل .. تدرين منـهو إللي سأل ! منهو إللي خذآنآ ! منهو إللي نسبنآ لـ إسمـه وربآنـآ !

بلعت ريقهآ إللي أصدر صوت وعيونهآ محتده , ثآقبه كمآ الصقـر .. مستنكـره وبشـده , غير مُصدقـه , غير مستوعبـه .. آثرت الصمت جبراً حتى عن السؤآل لتكمل دآرين البآقي من ذخيرة صدمآتهآ الغير مقبولـه واللآمنطقيّـه ..... إطـــــلآقــاً
....: أبوي محصـن يآتغريـد .. أبوي محصـن إللي سوّآهـآ ..
تغريد: إنتي وش إللي تقولينـه ! مستحيــل
حركت رآسهآ نفياً بهدوء: هذي الحقيقــه
بعدهآ وجههآ شآحب , مصدوم ومُذبهـل: مستحيـــــــل
دآرين: تدرين منهـو أبونآ ؟
سحبت يدينهآ بـ القوه من يدين دارين ووقفت عن الكرسي نآفيه وبشده: مستحيـــــل

وقفت دآرين عن الأرض لتماثلهآ بـ الطول موآجهتهآ وبنبره جآهره أقرب للصيآح موآزيتهآ برفضهآ الصآرخ: أبونآ فيصــــل .. تدرين منهو فيصـــل !!
إرتدت تغريد خطوه للخلف , كمآ الهآرب المتخوّف من وجود شـبح قدآمه ..
دآرين: أبونآ الحقيقـي هو عمنـــآ .. عمنآ فيصــل يآتغريـد هو أبونــآ .. ميسم هي أختنـآ .. مو شروق , ولآ وآئـــل
....: إسكتـــــــــي , كآآآفـــــــــــي مآبي أسمع شيّ

إقتربت عليهآ دآرين وقد حفر الذعر قسمآت وجههآ ولأول مره من شآفت أختهآ إللي إرتمت بـ أرضهآ ويديهآ الثنين على أذونهآ مآنعه نفسهآ تستمع لأيّ من كلآم أختهآ وإللي كآن من الصعب أو إنه المستحيل بـ نفسّـه إنه يتدآركه ذهنهآ المشتت وأفكآرهآ العآصفـه المتخبطـه من هـول إللي تقولـه أختهآ إللي جلست قدآمهآ بـ الأرض سآحبه يدينهآ بـ القوه من على أذنيهآ: لآ بتسمعيــن , وبتسمعين الكلآم لنهآيتـه .. هذآ هو السرّ الكبيـر , هذآ هو همـي الكبيــر ... هذآ هو إللي كآن مبكينـي كلّ يوم .. هذآ إلي بسبته كنتي تدخلين غرفتي , تنآمين ورآ ظهري وتشدين من حضنك لي تهدينـي .. هذآ هـــــو .. هذآ هو إللي عذبنـي وبعده يعذبنــي .. تحسين فيني الحيــن ؟ تحسين بوجعـي القديــم وإللي بعمره مآرح يبـرى ! تحسين فيني وأنآ أشوف أبوي قدآمـي وأنآ أقولـه عمّـي ! أشوفه معترف بـ ميسم من زوجته الثآنيه وبعيآله من زوجته الثآلثـه وقآطنآ حنـآ ! رآفضنآ ! رآمينآ بـ الزبآلـه مآيبينآ ! وش فرقنآ عنهــم ! لو إنآ نتيجـة غلطــه وش ذبنآ حنآ نتحمل هآلخطآ بروحنآ وإهو السبب فيــــه .. إيه أنا إللي تنكرت بشكلك وأنآ إللي تبليت على هذآ النذل أبوي وطلبت من مآلك ينتقم لـي لأن مآبيدي حيلـه .. بس للأسـف قدر ينفذ منهآ هآلفيصـل الخسيس .. أنآ إللي أغرقت ميسم بـ المسبـح وكنت أبي أنتهي منهآ وللأبـد .. أنآ إللي تبليت على زوجته أم متعـب مع السآيق حقهـم وخططت لفضيحتهم إللي صآرت بكل لسآن وليتـه نفـــع .. هذآ أبوك جمآد مآيتحرك , مآيهتز فيه سآكـن .... أكرهـــــــــه وودي لو يموت , شوفته تقهرنـي , دآخلي شيّ يغلـي , يحرقنـي .. من يوم دريت وأنآ قآعده أموت .. أموت بـ البطيئ .. أكرهـه يآتغريد .. أكره فيصـل أبوي .. أكره فيصل عمـي

أخفضت رآسهآ للأرض لأجل تستقر عليهم دموعهآ الحآرقه المتوآليه مبللتهآ بدلاً من خديهآ بتوسل بآكي , ضعيف ووآهن: ليش يآدآرين .. ليش عمـي آلحين تتبلين عليه هآلبلآ ليـش .. كآفي , كآفي تعذبين النآس وتعذبين نفسـك كآآآآفــي
أطلقت صرختهآ النآفيـه: لاآآآآآآآآ .. لآ مآ أتبلـى هذآ الصــدق وهذي الحقيقـــه

جت بتمسك كتوفهآ مشدده عليهم إلآ وإبتعدت عنهآ تغريد بـ نفور رآفضه ملآمستهآ لهآ موقفه بسرعه عن الأرض: إنتي مريضه يآدآرين .. مريضه نفسياً ... أكرهـــــــك
لحقتهآ دآرين موقفه بزمجره صآرخه: أبوك السبب بهآلمــرض .. إكرهيــه إهـو , إهو إللي يستآهل هآلكُره مو أنـآ
إلتفتت عليهآ مسكتتهآ بصرختهآ الحآده: خــــــــــــلآآآآآآآآآص
وآزتهآ دآرين بنفس الصرآخ الحآد والجآف: روحـي إسألي أبوك محصـــن .. إسألي أمــي .. إسألـي وآئـــــــل .. وإسألي أبوك الحقيقــي فيصـــل .. إسأليهــم كلهــــم , إسأليهم وإنتي بتتأكدين من حقيقـة هآللي أقولـــه إسأليهــــــــــم


وقفت لحظآت مكآنهآ متسمره , هآلثقه والجديّه بـ لهجة دآرين أبقت على آخر ذرآت الصمود بدآخلهآ .. شيّ من حولهآ يرتـج , يهتـز , وينهـآر ...
الرؤيه قدآمهآ ضبآبيّـه , بوهيميه وغير وآضحـه .. هل بفعل دموعهآ المتوآليـه ! أو الصدآع الحآد المؤلم إللي بآغتهآ لمآ بين عيونهآ مسبب لهآ وجـع مآعآد فيهآ تحتملـه ...

كمآ الهآرب من الحقيقـه إللي رآفضتهآ قطعاً وبـ الإجبآر .. هذآ إللي تقولـه دآرين ضرب من الجنـون ..
بخطوآت سريعه مُهرولـه طلعت من الغرفـه مآتشوف شيّ قدآمهآ ولآ تدري وينهي وجهتهآ ولآ لوين تبي توقف لحد مآرتطمت بذآك الجسد النحيل قصير القآمه مقآرنتاً بـ طولهآ الفآرع بهآليوم .. سآئلهآ بـ إستغرآب من وجودهآ بغرفته: دآريـــــن !

دآريـن !! الإسم إللي من قآله وكآن صمّآم الأمآن إللي إنفلـت .. دفته بكلتآ رآحتيهآ من وسط صدره الدفّـه إللي إستجمعت فيهآ كل قوآهآ المنهكـه مبعدته عنهآ وبقوّه ليختل توآزنه ويرتطم ظهره بـ البآب السوكريتـي الرئيسي للملحـق: مآنــــــــــي دآريــــــــن .. أنآ تغريـــــــد .. تغريــد مو دآريـــــــــــــن

إتسعت عيونه بـ دهشـه إستنكآريه وتخوّف أقرب للإرتعآب من زمجرتهآ الغآضبه وكأنه متلبسهآ الشيطـآن ..
ثبتت عيونه عليهآ من ظهرهآ وهي مبتعده عنه مهروله للبيـت ومآسرع مآنتفض جسمـه من مرت قدآمه النسخـه الثآنيه من ذيك إللي توّهآ وطلعـت , إلآ إنهآ كآنت أهـدى ظاهرياً , ثآبته إنفعآلياً ..

عطته نظره جآنبيـه مطبقه فيهآ فمهآ في صمت , وبـ صمت إبتعدت عنه طآلعه من ملحقـه للبيت إللي وقفت أختهآ على بوآبته الدآخليـه وقدآم النآفوره الجبسيّه بـ المدخـل مطلقه صرخآتهآ العآليـه والمجلله , دموعهآ مآوقفت للحظه: صآآآآآفــــــــي يآآزفـــــــــــــــت .. صـــــــــــــآآآآآآفـــــــــــي

بـ إرتعآب جمآعي من حدة الصوت الصآرخ وزمجرته طلعوآ كلّ من البيت ركضاً لمصدر الصوت وأولهم صآفي – الشغآله – إللي اقبلت صوبهآ تمسح يدينهآ المبلله بملآبسهآ لتقآبلهآ تغريد بصيآح مبحوح وشكلهآ جرحت حلقهآ: والصمـــــــــخ مآتسمعيـــــــــــن .. جيبــــي عبآيتـــــــــــــــي .. وين العبآيــــــــــــــــآآآآآآآآآآهــ

بققت أمهآ عيونهآ وبجآنبهآ شروق إللي مسكت ظهرهآ بألم وجهها مفزوع تتقدمهم ميسم على كرسيهآ المتحرك بنفس الملآمح المذهوله ...
سألت أمهآ بـ تخوّف وهي تقترب عليهآ بـ خطوآت متأنيه حذره رجل تقدم والثآنيه تأخر: تغريـد يمّــك .. آسم آلله عليك شفيـك يآبنتـــي !

نآظرت بـ أمهآ وكأن لسعـة كهربآء سرت بـ كآمل جسمهآ من هآلكلمه الأخيره إللي قآلتهآ .. – يآبنتـــي - .. شلون ! شلون هذي المآثله قدآمهآ بشحمهآ ولحمهآ نفس شكلهآ مآتبدل من يوم وعت بهآلدنيا وأدركت وجودهآ وهي مآتعرف أم غير هآلأم .. شلون دآرين الحين وبكل بسآطه تقول إنهآ مو أمهـآ .. شلون هذي إللي تشوفهآ قدآمهآ مو أمهـآ ! وشلون شروق آلحين مو أختهآ .. وميسم إللي كآنت بنت عمهآ هي أختهآ .. ووآئل إللي تركته على بآب ملحقـه , إبن عمّهـآ مو اخوها !

جتّ أمهآ بتلمسهآ من ذرآعهآ والقلق بوجههآ إلآ وتبتعد هي بنفور شديد , وآضح وصريح .. رآفض لهآلملآمسـه ..
شدت عبآيتهآ من يدّ صآفي الشغآله وطلعت من البآب وهي تلبسهآ بـ تشتت وإرتبآك وآضح الحركـه ... يدين مآتدري وين الأكمآم .. العبآيه من وجههآ ولآ ظهرهآ ..

أطلقت صرختهآ إللي مآقلت حدتهآ أبدّ مآسحه وجههآ المبلل بـ طرحتهآ إللي تحآول تثبتهآ على رآسهآ إلآ إن إرآدتهآ كل مآلهآ تخونهآ , وهن بـ كآمل أعصآبهآ وخلآيآهآ المدمره وبـ الكآمـــل ...
....: هـــــــــــــــــلاآآآآآآآآآآل ...


/
/
/

حلم الحياه 14-08-16 03:45 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/
/


توقيت موآزي ..
خآرج فيلآ المُرشـد .. بـ الشآرع ..
وآقف مقآبل بوجهه آلبوآبه الرئيسيه لـ فيلآ معآذ المالكـي ويديه بجيوب جآكيته ..
للحين جملتهآ الأخيره قبل تقفل آلخط يعيدهآ ويزيدهآ بخآطره ..
( أستنآك بـ الشآرع بـرآ .. إطلــع ) !

زفر هوآء طلـع دخآنـي بفعـل البروده القآرسـه وبعده غير مستوعب طلبهآ ! ولآ مستوعب حقيقة إنهآ هي بذآتهآ إللي دقت عليـه , وإنه الحين بيشوفهآ !
تكلموآ بـ الجوآل مقبولـه نسبياً , لكن يتقآبلوآ ! هذآ هو الشيّ آلغريب .... آلمـريب !
نآظر بسآعة جوآله كآنت مشيره للتآسعه حكم ..
رفع ذقنه مرجع رآسه لورآ وعيونه صوب البلكون حقهآ إلآ إنهآ كآنت مظلمـه ...
وبسرعه إنتقلت نظرآته من البلكون حقهآ للسور المحيط بـ الفيلآ وهو يشوف جسم نحيف يظهر من بين الشجيرآت المزروعه على إمتدآد الرصيف المحآوط للفيلآ , شآب بـ بنطلون ريآضي وسيـع كحلي اللون وكونفيرس ريآضي أبيض اللون شآبه إللي هو لآبسـه .. جآكيت أبيض اللون جلدي يظهر من تحته تيشيرت ريآضي لنآدي أوروبي كآن أقرب لظنـه ... برشلونـه !
على رآسه آيسكآب أسود آللـون ..

بلع ريقه وبآقي عيونه محتده ثآقبه بـ إستغرآب من هذآ إللي ظهر ومآيبين آلمخرج إللي طلـع منـه !
مآترآءى لظنـه إلآ إنه سآرق !
وبـ التبآطئ بدت الصوره توضح له أول مآ أقبلت عليه بخطوآت هآدئه يديهآ بجيوب جآكيتهآ الأبيض لحد مآوقفت قبآله ..
وجههآ صآفي خآلي من أي لمـسه تجميليـه .. إلآ إنهآ كآنت جميلـه , ومختلفه عن المرّه الأخيره إللي شآفهآ فيهآ بـ الكآفيه في مصر قبل يردّ السعوديّه ..
إكتسبت بعض الوزن , وهذآ هو سرّ جمآليّة وجههآ حآد الملآمـح الفآتن بـ غرآبة ملآمحهآ الدقيقـه وكأنهآ منحوتـه .. كلّ شيّ فيهآ بـ المسطـره ..

سوآ عيونهآ الوسيعه آلمسحوبه من آخرهآ والمتوآريه خلف نظآرتهآ الطبيّه سودآء الإطآر , أو خشمهآ آلطويل الحآد وكأنه ثنية ورقّه .. شفتيهآ الدقيقـه المحدده ربآنياً .. عظم وجنتيهآ البآرز .. وآلخط القوسي المقلوب بذقنهآ ..
سألته وعيونهآ بـ الأرض موقع قدميه: شلونــك !

إرتفع حآجبه بزآويه حآده إستغرآباً لشكلهآ ووضعهآ ووقوفهآ معه: وش هآللي مسويته بعمرك !!
إلتفت يمنه ويسره تخوفاً من وجود أحد إلآ إن الشآرع كآن فآرغ تمآماً , آلمنطقـه من المنآطق السكنيّه الرآقيـه .. هآدئـه وسآكنـه ونآدراً مآتمر سيآره ويكون غرضهآ هو دخول أحد هآلفيلآت .. الإرتبآك إللي مآخفى عنه – لحقته قآصده تطمئنه - : تطمن مآحد يمشي هنـي

نآظرهآ بعيون محتده للحظآت عيونه مستقره بعيونهآ وكأن دوآخلهم موحـده بنفس الإحسآس والشعور .. خفقآن متسآرع .. بوآدر حرآره قيد الإشتعآل ليقرر هو بـ الأخير يقطع هآللحظآت المطوله ببلعـة ريق مخفض معهآ رآسه للأرض مآ طوّل لأنه إرتفع بـ تفآجأ من طلبته بـ هدوء: خـل نتمشّى شـوي ..
بقق عيونه بعدم تصديق .. مآ أمدآه يتحرى آلصدق من طلبهآ لأنهآ ولتـه ظهرهآ سآبقته بخطوآت متبآطئه يديهآ بجيوب جآكيتهآ ..

لآ إرآدياً لقى رجوله تسير تآبعتهآ وعيونه على ظهرهآ آلعريـض .. بنيتهآ بنيـة رجـل , أبعد مآيكون عن الأنوثـه ..
جسدهآ نحيل , معدوم المعآلم الأنثويّـه من جميـع الإتجآهآت .. الخلفيّه أو الأمآميـه .. ومن الجآنبيـن .. عريضـة المنكبيـن .. طويلـه وطولهآ فآرع ..
بوسط تأمله التفحصي الدقيق الخآئن لمبآدئـه , ولكل الفروض الدينيّـه الإلتزآميّه بوآجب غضّ البصـر .. تمرد عليـه عآلمـه وكل كيآنه للحظـه إللي لقى نفسـه فيهآ يفترسهآ بـ تفحص دقيق وثآقـب ..

....: تطمـن مآحد بيشـك فينـآ ..
سند: مآنتب خآيفـه يعنـي ؟
إلتفتت له رآفعه كتوفه مقوسه شفتيهآ المطبقه: وش إللي يخوّف ؟ وآحد وخويّه يتمشـون
إرتفعوآ حآجبيه مآط شفتيه بـ تفآجئ من ردهآ مصحوب بـ إعجآب لمدى جرآئتهآ , سألهآ بعفويّه وهو يوآزيهآ بـ الخطوآت تكآد كتوفهم تتلآمـس بسبب طولهم الفآرع المتمآثل: شلون طلعتـي من بيتكم !
مآل فمهآ بـ إبتسآمه قصيره وعيونهآ ممتده للمدى البعيد آلمظلم من قدآمهآ: سور البيت فيه فتحآت من تحت مغطيّه بـ أعشآب

نآظرهآ والتفآجئ بوجهه: طلعتي من فتحآت السور !!
جآوبته ببرود وعيونه بـ الطريق: أهــآآ
مآثلهآ بـ وضعهآ مدخل يديه بجيوب جآكيته إرتجآءاً للدفآ: وإن إفتقدوك أهلـك !!

....: مآحد بيلآحـظ
قوس فمه مع إيمآءة رآس بـ إعجآب تأكيدي: صـح
بسرعه إلتفتت يمينهآ مقطبه حآجبيهآ بـ إستفهآم ليجآوبهآ هو: يعنـي , توقفين بـ السآعآت متوآصلـه بـ البلكون ومآحد يقطـع عليك هآلخلوه .. أكيد مآحد بيلآحظ غيآبك
رفعت حآجهآ الأيسر: متآبـع الأخ !
مآثلهآ برفعة حآجبه الحآده: ليش والأخـت مو متآبـعـه ! مآلآحظـت غيآبـي اليوم بـ الفرندآ ودقت عليّ وآلحين تتمشى معـي !

وقفت حركتهآ وكأنهآ فرمله مطبقه فمهآ بقهر , جت بتوليه ظهرهآ وتردّ للمكآن إللي طلعت منه إلآ ووقفهآ إجبآراً بسحبه لهآ من مرفقهآ الأيسر وبوجهه إبتسآمه هآدئـه , سآحـره .. آسره .. وجذآبـه: إنتـي إللي بديتـي
بآلقوه نفضت مرفقهآ من مسكته الخفيفه رآمقته بنظره أقرب للإحتقآر: مدري وينه عقلـي يوم دقيت عليـك
قوس فمه ببديهيّه: الفـرآغ يسوّي أكثر من كذآ .... عآذرك

ضيقت عيونهآ أقصآهم مستنكره: وش قصدك !!
...: يعـني , الوحده إللي نعيشهآ , الفرآغ إللي نحسّـه , همآ مسببآت الأفعآل إللي بعدين نندم عليهآ .. عآدي , تصيـر كثير
إزدآدت عيونهآ ضيق مستنكره: تطنـز عليّ !!
ثبت وجهه الجآمد للحظآت: الندم إللي تحسينه الحين بسبب إتصآلك أنآ حسيته قبلك بسبب رسآلتي إللي أرسلتهآ لك .. فـ عآدي ليش متحسسه من الموضوع !
أبعدت نظرهآ عنه بتشتت بآلعه ريقهآ مآطلع معهآ إلآ هآلترقيع الغبي وهي ترد عليه: شكراً على رسآلتـك
قوس فمه بلآ إهتمآم: هذآ الوآجـب

رفعت رآسهآ له بسرعه وكأنهآ توّهآ وإستوعبت شيّ: بس ليش ندمت بعدمآ أرسلت الرسآله !!
سند: ليش إنتي ندمتي بعدمآ دقيتي علي وقآبلتيني !
جآوبته بـ جفآف أقرب للصيآح: لأنـي غبيّـه , ولأنك تآفــــه , ونـذل , وحقيـــر
إرتفع حآجبه الأيمن بـ حده وبوجهه تعبير – وآلله ! – جت بتكمّـل بنفس الإندفآع إلآ إن سبآبته اليمنى الطويله الموجهه لمآ بين عيونهآ بـ تنبيه: آقصـري حسّـك

ورده: بصفتك إيش تأمرني
سند: مآلي صفـه , هذآ لمصلحتك .. صوتك عآلي والمكآن هآدئ , أي أحد ممكن يسمعك ومآحد بيتورط غيرك
ورده: طبعاً مآحد بيتورط غيري وإنت مآشآلله , أستآذ نذآلـه .. مآتقصر ..
مآرد إلآ بنظرة عين صقريّه مُهـدده , ومحـذره .. سفهتهآ هي برفعة حآجبيهآ تسأله ببلآهه: ليش مو هذي حقيقتك ؟ مو هذآ الإنتقآم إللي كنت تبي تحققـه !
سند: إسمعي يآبنــت .. نقآش بهآلموضوع إنتهـى .. أنآ صآرحتك فيـه , وأي ردّ فعل منك كنت بتقبلـه بس بوقتهآ .. مو جآيتني بعد شهـور تفتحين السآلفـه

إرتفعت شفتهآ العلويه بتعبير مشمئز وكأنهآ تشوف شيّ مقزز: فعلاً .. هذي حقيقتك .. مدري ليش كذبت كل إللي إنقدوك ومشيت مع إحسآسي
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيّه سآخره: أجل خذي حذرك آلحين من ورآ إحسآسك وإنتبهي لوين بيوصلـك

قآلهآ وهو معطيهآ ظهره , أقفى عنهآ بضع خطوآت وإستقر أخيراً على الرصيف جآلس عليـه ممدد سآقيه قدآمه , رجل على الثآنيه مطلع علبـة سقآيره , وبـ إحترآفيّـه مآ أثآرت الآ إشتعآلهآ دآخلياً وهو يشعل سيقآرته إللي حآصرهآ بين شفتيه المضمومه مغمض عيونه بتعبير المنتشـي وهو يسحب أول نفس لأجل تشتعل معه بنآر الولآعـه ..

وردهـ إللي ظآهرياً كآن وآضح تشتتهآ , إرتبآك دآخلي عنيف كركبهآ .. إنجذآب سآحق تحسّه مصوّب كآملاً تجآه هذآ الرجل النآطق فخآمـه برجولتـه ..
مآتدري ليش آلحين تحسّ هآلأحآسيس , وينهآ فيـه يوم إنه كآن خآضع لهآ .. رهن إشآرتهآ .. بـ إنتظآر موآفقتهآ ..
بـ رفض قآطع نفضت هآلأفكآر من مخيلتهآ المدمره وهي تتحمد ربهآ إنه أعمآهآ عن جآذبيته آلمُفرطـه لأجل مآتطيح بشرآكـه .. هو بـ الأسآس مآكآن إلآ الثعلـب وبنيتـه يتصيد فريستـه .. شرّ وأبعدهآ آلله بحكمتـه عنــه ..
تمت تنآظره بلآوعي منهآ أو إدرآك , إطضرآبهآ الدآخلي وأفكآرهآ المسممـه إجبآراً نآحيته لأجل تلقى فيه الشخص الخسيس الدنيئ إللي تنفر منه كآنت متضآربه من نظرآتهآ الحآلمـه وملآمحهآ المأسوره وهنآ كآنت المصيبـه .. إنه مآيشوف إلآ هآلإنجذآب الظآهري تجآهه أمآ عن دوآخلهآ فهي خلف جدآر عآزل .. وكأن نظرآتهآ له شيّ إستلطفـه ..
نظرة الإعجآب إللي يشوفهآ مآهيب سآبقـه , شآفهآ كثير بعيون من قبلهـآ , وسمعهآ بـ طلب صريـح وعلنـي إلآ إنه مآكآن يلقى إلآ النفور والإشمئزآز أمآ إللي بعيون هآلوردهـ شيّ غصباً عنه يخضعـه .. تآرك لهآ حريـة تمقلـه على كيفهآ ومثل مآتبـي !

....: أكثر شيّ مآ أطيقـه هو إستغفآلي
نآظرهآ بـ إهتمآم بعدمآ ألقت هآلجملـه لتكمل وهي تقرب صوبه جآلسه جمبه على الرصيف وبينهم مسآفه تمنع إلتصآقهم يديهآ لمآ بين وركيهآ المضمومين: الشيّ إللي مسحيل أسآمح فيـه أو أغفـره إن أحد يستغلنـي .. يستغفلنـي ويكذب علـيّ
كآن يسمعهآ بـ إهتمآم تآرك لهآ حريّة الإفصآح عمآ بجوفهآ وأثقلـه وإلآ مآكآنت لجأت لـه .. يسأل نفسه علآمهم آلبشر هالأيآم ! كلاً ضآيق خلقـه وهو دكتورهـم النفسـي !

ورده: كذبت عليّ يآسنـد , وإستغفلتنـي , وقصدك كآن إستغلآلـي لأجل تحقق إللي تبيـه ... يعني أكثر ثلآث صفآت مستحيل أتقبلهم إجتمعوآ فيـك
أطلق زفره دخآنيه من سيقآرته رآد ببرود: الإعتذآر مآ أكرره مرتيـن
إرتفعت زآوية فمهآ اليمنى بـ إبتسآمه هآزئه: ع أسآس مجآفيني النوم أفكر بـ إعتذآرك طآلبتـه وأبيـه !
سند: بـ إيش مزعلك ولـد نآصر عبدآلله !

نآظرته على يسآرهآ بـ إهتمآم شديد وكأن الإستفهآم بوجههآ قد سأل سؤآلهآ ليجآوبهآ هو: أدري ضآيق خلقـك , وشيّ مكدرك .. ولد نآصر أولى مني بهآلقعـده تفضفضين ويّآه , إلآ إن ظنـي بنسبة إميه بـ الميـه إنه اهو السـبب
جآوبته بـ حقد: خصوصيآتي مآلك دخـل فيهـآ , ولآتسمح لنفسك تتجآوز معي وتتخطآ حدودك
سفههآ بوجهه صاد عنها مجآوبهآ ببرود قبل يطبق حصآر شفتيه على عقب سيقآرته: أبشـري طآل عمرك
ورده وإللي بآقي نبرة الحقد الحآد والجآف بصوتهآ: أبي أعرف وش إللي تستفيدونه من هآلسقآير !! بـ إيش يحسسك التدخيـن يعنـي !!

رمقهآ بنظره خآطفه من طرف عينه اليمنى وبوجهه شبح إبتسآمه , شكلهآ منقهر وعلى آخرهآ: ولآ شيّ
ورده: دآم إنهآ ولآ شيّ ليش تدخـن !
سند: ولد نآصر مآيدخن أجـل
جآوبته بسرعه شيّ من الفخر بنبرتهآ: إيـه مآيدخـــن , وهذآ أحسن شيّ
سند: عـآل .. يعني عنده مقومآت إيجآبيه تقدر تتوآجه مع سلبيآته
إلتفتت بكآمل جسمهآ عليه ثآنيه سآقهآ اليسرى تحتها بنبره دفآعيه مندفعه: ومن قآل إن آدم فيـه سلبيـآت ! كل شيّ فيـه حلـو ومقبـول

إرتفعوآ حآجبيه بـ تفآجئ مآبث لنفسهآ الآ الإرتيآب لتسأله بـ تشكك: خيـر وش فيـه !
سند: مُصيبـه إن كآن فعلاً كآمل مثلمآ تقوليـن !
إحتدت نظرتهآ بـ ترقب لقصده سآئلته بـ حذر: ليـش ...... يعنـي !
أرجع رآسه لورآ ينآظر بـ السمآ مجآوبهآ بـ أسلوبه الثعلبي المآكر: مآيندرى عن علومهم ذولي مدعيـن الكمآل
ورده: وش قصدك مآفهمت !

سند: شخصياً مآ أثق فـ أحد أشوفه ظآهرياً كآمل بـ النسبه لـي .. هآلكمآل الظآهري غآلباً يكون ترقيـع لشيّ كبيـر مدفون ..
شيّ من الخوف قد لآمس قلبهآ .. وكأنهآ إتفقت معه بآللي يقوله , حسته منطقـي , مثل إللي تقرأ عنه أو تشوفه بـ أفلآم ومسلسلآت .. إلآ إنهآ بسرعه نفضت هآلفكره من بآلهآ وإبتسآمه بآهته بوجههآ .. آدم أسآساً مآتشوفه إلآ بؤرة النقـص .. هو وين والكمآل ويـن مع هآلسوآيآ والفعآيـل ! إذاً كل النتآئج تتجـه لتبرئـة آدم من كل ظنونهآ الفآسـده فيـه ..
نآظرته وكأن الروح قد دبت فيهآ من جديد: شكــراً يآسنـد

نآظرهآ معقد حآجبيه من مغزى شكرهآ وهآلإبتسآمه الغريبه بوجههآ من بعـد كدر: على إيــش !
رفعت كتوفهآ مآتدري وعيونهآ صوب سور وحده من الفـلل قدآمهآ: مـدري , بس شيّ كآن خفي عني وآلحين إتضـح بسببك .. فـ شكـراً
قوس فمه بعدم فهم مجآوبهآ بـ خفوت: آلعفـو
ورده: طلب أخيـر !

ضيق عيونه لـ ثوآني ينآظر بعيونهآ اللآمعه سعآده من تحت نظآرتهآ ليقرر أخيراً يجآوبهآ: سمّـي
أشرت بحركة حآجبيهآ السريعه على السيقآره المشعله بين سبآبته اليمنى والوسطى: أبي أجربهـآ مره
نآظر للسيقآره بيده وبوجهه تعبير سآذج كأنه مآفهم قصدهآ سألهآ للتأكيد: السقـآره !!
ورده: أهــآ
إرتفع حآجبه الأيمن بـ إستنكآر إلآ إنه مآدآم كثير يوم أخفض رآسه مبلل شفتيه بـ إبتسآمه بينمآ سألته هي بعفويّه: شفيــك !
سند: مآفيـه .. تذكرت شيّ

قآلهآ وكل بآله مع الصغيره فدوى وطلبهآ تبي تجرب السقآره , ذولي آلحريم كلهم صنف وآحد سوآ طفلـه , مُرآهقـه , أو رآشـده ...
بـ إنقيآد تآم مدّ لهآ السيقآره وبآقي الإبتسآمه المطبقه بوجهه في حين تمت هي تنآظرهآ فآغره فمهآ وبعيونهآ نظره غير مُصدقه ..
سند: أشوفـك سحبتـي
لحقته بسرعه وهي تآخذهآ من يده مقربتهآ من شفتيهآ , بـ إنتشاء سحبت وبـ إستمتآع نفثت ..
نآظر آلتعبير بوجههآ وكأنهآ تقلد مشهد تمثيلـي عن كيفية زفر آلنفس , مآطه شفتيهآ المضمومتين ومغربـه عيونهآ للحد إلي قآربوآ فيه على الإختفآء .. لآ إرآدياً مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره .. نفس إللي سوتـه فـدوى , إلآ إن الغريب بـ الموضوع إنهم جربوهآ بـ إحترآفيـه ! للحين يتذكر أول نفس من أول سيقآره بحيآته شلون أطلقـه ! صدى كحتـه المختنقـه بـ الدخآن يتردد بـ أذونـه ! شلون هآلحريم محترفآت تدخيـن وهم مآجربوآ ؟!

مدت له السيقآره مسنده جآنب وجههآ الأيمن على سآعديهآ المطبقين فوق ركبتيهآ المضمومتين تنآظره وهو يطفـي السيقآره إللي سحق مقدمتهآ بين إصبعيه الإبهآم والسبآبه !
سألته ببرود وهو يدخلهآ بـ العلبه بعدمآ طفآهآ: ليــش ؟
سند: ذكـرى منـك

إرتفعوآ حآجبيهآ شآده فمهآ المطبق بتعبير أقرب للإستيآء إلآ إنهآ مآصرحت عنه ليسألهآ هو: ملآبس منو هذي إلي عليك !
....: جآسـر أخـوي
سند: يلبق لك ملآبـس سهـل أكثـر , أتخيلك بـ ثوبـه ...... تشبهينـه على فكره
....: آممم فعلاً , كلهم يقولون إني شبيهـة سُهيـل
سند: تطوليـن وقفـه بـ البلكـون
ورده: أحب هآلـجـوّ , أعشق الشتـآ
سند: وشلون عرفتي إنه أنآ إللي أقعد بـ الفرندآ ؟

ورده: نفسـه إللي قآل لك
بلل شفتيه وهو يضحك: ههههه سهـل مآقآل إنك توقفيـن بـ البلكون
....: ولآ قآل إنك تجلـس بـ الفرندآ
سند: آممم إستشفيتي يعنـي هآلشيّ من كلمه قآلهآ
ورده: أهـآآ
سند: ومو نآويه تعلميني بـ إيش مزعلك ولد نآصـر ؟ على فكره ريآل مدريد أحسن من برشلونـه , مضآيقني لبسك
ورده: ههههه هذآ إللي لقيته
سند: متأكده إنك مو بردآنـه !

شهقت نفس عميق أغمضت فيه عيونهآ بتجآهل لـ سؤآله عن إحسآسهآ بـ البرد , آلصقيع إللي تحسّه بجوفهآ مؤلـم أكثر من برودة آلجوّ آلمجمده لأطرآفهآ .. جآوبته بـ إجآبه مخآلفه تمآماً لسؤآله: أنآ مو مبسـوطـه , ولآ مرتآحــه , ولآ رآضيــه ..
....: ولـد نآصـر !!
ورده: محآصرنـي من كل صوب ونآح , شكآك , تحكمـي , أقعد بغرفتي لأنه مآنع جلستي مع إخوآنـي .. مآنع زيآرتي لبيت عمـي عشآن عيآلـه .. مآنعنـي من كل حسآبآتي الشخصيه على النـت .. من مكآلمة صديقآتي وزميلآتي بـ مصر , أو التوآصل معهم بـ أي شكل .. حجآب كآمل ولبستـه ولآ تعلق على شكلـي الحيـن وانت تشوفني كذا ..
سند: تدرين ليش منتي مبسوطه ولآ مرتآحه ولآ رآضيـه ؟

ورده: أدري .. لأني مآني مسويه هآلشيّ عن قنآعه .. سويته لأجل أرضيه هو على حسآب نفسي
سند: وليش مآتطآلبينه إنتي بعد بآلشيّ إللي يرضيك إنتي ؟ كل هآللي قلتيه ومضآيقك منه ليش مآتعلمينه ! أنآ مآ أنكر إن طلبآته فيهآ شيّ من الصحـه وآلمنطـق .. بخصوص حجآبك , وموآقع التوآصل مدري عنهآ الصرآحه بس هي أكيد تستهلك من طآقتك ووقتك كثير تقدرين تستغلينه بشيّ مفيد أكثر .. أمآ حظرك من الجلسه مع إخوآنك ؟ لآتعليـق
ورده: وهذآ هو إللي مستغربته يآسنـــد

بسرعه إلتفت عليهآ بـ إهتمآم شديد , نبرتهآ بنطق إسمه كآنت آسـره , مُعـذبّـه , طلعت كأنهآ مبحوحـه وهي تشتكـي لـه .. ســنــد ! لأول مره يحسّ بوقع غريب لـ نطق إسمـه .. أقصى أمنيآته الحين يطلبهآ تعيد إسمـه !

....: هذآ هو إللي مشتتنـي ! علآمهم إخوآني ؟ ذولي إخوآنـي .. الموضوع صآر لآيطآق , رآفض توآصلي مع أي كآئـن بشـري , رجـل أو حتى مـره ..
إرتفع حآجبه بـ إستنكآر لتكمل هي بـ إندفآع تلألأت معه عيونهآ: قلت يمكنه يتضآيق من تمسكي بـ أهلي وعلآقتي معهم أجرب أتقرب من جمآعته هـو .. أخته مثلاً , أو زوجـة أخـوه ... زوجـة أخوه هذي إللي قصـه ثآنيـه من يجي طآريهآ وينقلب حآله إميه وثمآنين درجه , مآيبيني أبدّ أختلط فيهآ لدرجه إني شكيت بـ أمرهآ يمكن أخلآقهآ معيبه بس مآشوف منهآ إلآ الزين وآلطيب كلـه الصرآحه , وأبوهآ مطـوع , وإخوآنهآ كذلك وخوآتهآ الثنتين مآشآلله عليهم .. مدري عجزت أتوآصل معه , وعجزت ألقى حل من أحد يرشدني لأني منقطعه عن العآلـم والنآس كلهـم
سند: ومآلقيتي إلآ أنآ ! وإن درآ ولد نآصر !

....: إسمه آدم قلنآ
سند: وإن درآ آدم ولد نآصـر
ورده: وقتهآ بتجـي المشكلـه من سبب حقيقـي مو من الفرآغ
سند: هههه تبين تحللين الهوآش وتخلينه على سبب
وقفت عن الرصيف تنفض بنطلونهآ: أنآ برد البيـت
بعده على وضعه جآلس: بخآطري شيّ مدري شلون بتتقبلينه !

نآظرته بـ إهتمآم بدون إجآبه ليكمل هو: هآلتصرفآت التحكميّه المبآلغ فيهآ مو من عدم .. وإن كآنت مو من عدم فهذآ أحسن , اقله فيه سبب بتقدرين تتعآملين معه أمآ إذآ من عدم فـ للأسف رح تعآنين , لأنه وقتهآ بيكون طبع متأصل فيـه صعب تنزعينـه منه او تنتزعي هالطبع منه ....... أو حتى تحآولين ..
ضيقت عيونهآ مستفهمه: مآفهمت !

سند: إنه يمنعك من كل علآقآتك وبهآلشكل شيّ غير منطقـي , يحآول يبعدك عن شيّ إهو خآيف منـه .. تعرفين مثلاً إن كآن له علآقه سآبقه أو لآ ؟ يمكنه تعرض لـ خيآنـه .. فـ عنده شك دآيم إنك ممك تسوين هآلشيّ ... هذآ طبعاً مثآل
لوهلـه غآدرها ذهنهآ عن الوآقع وإللي يقوله سنـد لذيك المكآلمه إللي سمعتهآ من ورآ الشجـره وهم بـ أسوآن في مصـر .. مكآلمه حميميـه للغآيـه , تذكرت حرف الـ n ومكآلمآته المتوآليـه وسفـه آدم لـه .. مآتدري هل هآلمكآلمه كآنت مع صآحبة آلحرف أو لآ .. آدم مآ أنكر إنه كآن له علآقه سآبقه قبلهآ , من اليوم إلي طلبهآ فيه للزوآج وهو موضح لهآ هآلنقطـه , وانهآ صفحه قديمه وإنطوت , وهو آلحين معهآ بيبدآ صفحـه جديدهـ , تخصهم ثنينآتهم ... وحدهم ... وبـس ..

كلآم سند فيه شيئ من المنطقيـه , مقبول نسبياً ... أغمضت عيونهآ بهدوء وآلندم يتآكلهآ , وش إللي صدق طرآلهآ لأجل تدق على هآلسند وتسوي سوآتهآ ! بدآل مآيرتآح فكرهآ أنهكـه هآلسنـد بـ الظنـون !
ضآقت عيونهآ بـ تفكير , هل هو متقصد هآلشيّ , يحدث مآبينهم فجوة الشكّ ! بس شلون وهي بـ الأسآس موجوده من طرف آدم .. تصير من طرفهم ثنينآتهم وتكتمـل ... هذا هو الي صدق كان ناقص !

شهقت نفس عميق مسموع , مآلهآ إلآ تفآرق هآلسند ولآعآد ترد تشوف وجهه , هذآ الصحيـح , واللي صآر مآهوب الآ غلطـه فآدحـه بتأكد كل ظنون آدم وشكوكـه , وإن درآ وكآن رد فعلـه هو تطليقهـآ , مآتلومـــه !
شدت عليهآ شقي الجآكيت متكتفه: أنآ برد البيت .. ورجآءاً تمسح رقمـي
فتح لهآ جوآله على سجل المكآلمآت الأخيره برقمهآ مآد لهآ ذرآعه طآلبهآ تشوف: رقمك أصلاً مآهوب عندي ... مسحته من بعد رسآلة التعزيـه ..
أطبقت فمهآ وشيّ من الإحرآج بوجههآ: طيب , أنآ أوعدك مآرح أكررهآ وأدق عليـك .. وشكراً على وقتـك

وقف عن الرصيف ينآظرهآ بثبآت .. لحظآت وعيونه بعيونـه , نظره جريئـه من ثنينآتهم وكأنهم بتحدي , كل وآحد يختبر ثبآت الثآني وقدرته على الإستمرآر .. منو بيخفض بصره أولاً مُعلن نهآيـة آللقآء !
في آللحظه إللي قررت هي فيهآ أخيراً توليه ظهرهآ سبقهآ هو مردف بكلمه وحيده بآرده صآد عنهآ بظهره تآركهآ مكآنهآ وسط دهشتهآ , ذهولهآ ... وإحرآجهآ: آلعفـــو .....


/
/
/



أوقفت سآيقهآ – هلآل – قدآم البوآبه الحديده الخآرجيّه للفيلآ , العريضـه والضخمـه , مصفقه البآب من ورآهآ بـ القوّه: خلآص روح ..
تمت عيونه آلمستغربه تنآظرهآ من لوحي كتفيهآ وهي قبآل البوآبه مآيدري وش إللي تفكر فيه ! أو شلون يطآوعهآ ويقفي عنهآ تآركهآ بهآلظلآم والعتـم , بروحهآ فهآلسكون المطبـق !
جآ بيفتح بآب سيآرته إلآ ويقبل الثآني عليهـم موقف قبآل بآب السآيق برفعة حآجب أبنوسي مُتعجب , سأل ببرود: خيـــر !

من قآل كلمته إلا وإنتفض كآمل جسمهآ بحركه وآضحه ملتفته عليه بسرعه بعيون موسعه من جفلتهآ المُفآجئه ..
الدهشه إللي إنتقلت منهآ لسبب وجوده الحين خآرج الفيلآ إنتقل لـه توّ آللحظـه من إلتفتت عليـه مستغرب وجودهآ لنفس السبب ..
ضآقت عيونه بـ تفحص لشكلهآ الفوضوي .. وجههآ بآكـي , محمّـر لونـه , عيونهآ متورمـه من أسفل جفنيهآ .. سوآد دآكن لكحلها السايل مخرب لهآ فتنـة وجههآ النآطق بـ جمآل صآرخ ... كآنت بلآ غطـآء للوجـه .. حجآب أبعد مآيكون عن الرتآبـه , يظهر من تحتـه شقآر شعرهآ الطويل المفرود .. عبآيتهآ منفرجه شقيّهآ بـ إهمآل ...

بلآ إعتبآر لـ وجوب غض البصـر , الصد أو الإعرآض عن حرمـه كآشفـه أمآمـه , أطلق العنآن لنظرآته الثآقبه والمتفحصّـه .. مآيدري لكمّ من الوقت وهو ينآظرهآ مستوعبهآ وهي بـ كآمل حآلتهآ الرثّـه آلغير منذره إلآ عن السـوء ..
مآل بصره لطرف عينه اليمنى ينآظر بذآك إللي جآلس على مقعده بـ السيآره وآلقلق بوجـهه آسيوي الملآمح .. سألهآ بـ خفوت: وش إللي تسوينه هنـي !
عطته جآنبهآ الأيسر تنآظر البوآبه من قدآمهآ: توني رآده من بيت هلـي ..

....: هذآ السآيـق !
تغريد: إيــه ..
أشر له بيده يروح وبهآللحظـه إستقرت عيونه على ذآك الفآرع بـ طوله يتخطآهم على الجهه المقآبله من الطريق فوق الرصيـف .. بـ الحقيقـه كآنت – ذيك الفآرعه بـ طولهآ - ...
إبتلع ريقه مبعد عنهآ نآظره الدقيق المفترس لأدق تحركآتهآ الآسره له بشكـل أو بثآنـي !
إلتفتت تغريد للسآيق شآهقه نفس من خشمهآ أصدر صوت في محآوله منهآ لـ سحب مخآطهآ السآيل من خآرج أنفهآ لـ دآخله: خلآص هلآل روح ..

هلآل: ........
بـ المفتآح العريـض , فتح البآب الحديدي دآفه بكلتآ قبضتيه بـ القوّه لحد مآنفرج وبـ صعوبه المسآفه الصغيره إللي مآتسمح إلآ بمرور الأجسآد من خلآلهآ ...
ردت موجهه كلآمهآ لـ هلآل إللي إستقر نسبياً من شآف البوآبه إنفتحت وإن هذآ المآثل قدآمه مآهوب غريب , وإحتمآل إنه من أهل البيت ..
....: روح هلآل ... شكراً

قآلتهآ وأقفت عنه دآخله أولاً من البوآبه تآركتهم ثنينآتهم ورآهآ تجرّ رجولهآ بـ تثآقل , صخره على ظهرهآ تحسهآ حآملتهآ مثقلتهآ بـ الحركـه .. صوت نعـل بوتهآ والكعب يحك بـ الأرض الأزفلتيّـه مصدر صوت مسموع مُزعـج ...
هلآل إللي إنقآد أخيراً لأمرهآ بعدمآ إطمئنت نفسه وشآفهآ تختفي من قدآمه رآده لـ بيتهآ ... سند إللي وقف مكآنه وعيونه معلقه تمآماً على ذيك إللي توّهآ وإختفت من قدآمه ورآء وحده من الشجيرآت القصيره الكثيفـه , بوضـع الحبـو على ركبتيهآ ورآحتيهآ , تحت فتحـه من الفتحآت المربعـه الأرضيّه بـ سور الفيلآ ..... وإختفـــت !

أطبق فمه بـ تعبير إللي شيئن نآغزه , متوجـس للخطـر , غير مُطمئـن ..
أقفل البوآبه من ورآه وهو يشوف الإضآءه إللي أشعلت بغرفـة الحرس الخآرجيّه ووآحد منهآ مقبل صوبه ركضاً والإرتعآب بوجهه ... شكله صوت البوآبـه الثقيل بحركتهآ هو من أوعآه من نومـه شتويّه دآفئـه ...
أشر له بيده طآلبه يطمئن بشخصـه وإنه مو غريب ...

بـ الفيلآ إللي دخلهآ بـ خطوآت ثآبته , مطمئنـه وهآدئـه تنبهاً منه لكسر الهدوء العآتـي ..
كلاً بـ غرفتـه مُنعـزل .. ظلآم كآمل إلآ من إضآءة السهارآت الخآفته بـ أركآن الريسبشـن الرخآمي الفسيـح ..
صعد السلآلم إلي وقف بقمتهآ وعيونه على البآب إللي على الأرجـح قد إنفتح لـ توّه ودخلـت هي منـه ..
أطبق فمـه بـ خيبة أمل للوضـع البآئـس إللي تعيشـه هآلبنت ويشآركهآ فيـه أخـوه ..

إتجه لـ غرفته مقفل البآب من ورآه حآذف جآكيته إللي فصخـه بـ إهمآل على الصوفآ الشآموآ رمآديّة آللون مرتمي بكآمل ثقل جسده على سريره بوضعه المعتآد .. بـ العرض ..
مفرق مآبين سآقيه لآخرهم .. سآعده الأيمن فوق عيونـه وبيسرآه أرجع ذرآعه وهو قآبض على الريموت الأبيض الصغير , بضغطـة زرّ تبدد السكون لـ صوت التكييف الهآدئ , على وضـع التدفئـه ...

هآلهدوء إللي كان مخآلف تمآماً بـ الغرفه المجآوره .. إلي إقتحمتهآ لآحقه نفسه من إنهيآرهآ .. مفصخه عبآيتهآ والطرحه مكومتهم ببعض حآذفتهم على الكنبـه بـ الصآله إللي جلست عليهآ تفصـخ بوتهآ الطويـل الجلدي ..

....: متـى جيتــي !
رفعت وجههآ له من إستوعبت وجوده ومآسرع مآردت تنآظر بـ سحآب بوتهآ الجآمد صعـب الفكآك والإنزلآق في حين أقبل هو صوبهآ بـ خطوآت متبآطئه ورآسه مخفض بترقب للإجآبـه .. يحآول يستشف ملآمحهآ الغير وآضحه تمآماً له بسبب الإضآءه الخآفته ..

....: تغريــــد !
رفعت رآسهآ له مجآوبته بـ حده أقرب للإنفعآل الغآضب والغير مبرر إطلاقاً بـ النسبه له: وشهو يعني إللي متى جيـت ! هذآني جيت , توني جآيـه
إستقآم بوقفته من بعد ميلته الخفيفه معقد حآجبيه أقصآهم من إخترع بصيآحهآ الجآف عليه من بعد صمت وهدوء: وش إللي صــآر !
حذفت برجلهآ اليمنى البوت مبعدته عنهآ بعدمآ فصخته وبدت تفك الثآني نآفضه شعرهآ الطويل إللي مضآيقهآ عن جآنب وجههآ لورآ كتفهآ متأففه بنفآذ صبر: هــــفففففف

جلس جمبهآ بـ هدوء مبعد بـ رقـه الخصلآت الشقراء الناعمه للي ردت وإنسآلت على جآنب وجههآ بـ أطرآف يمنآه: صآر شيّ وضآيقــك ! ليش مآدقيتي علي آجي آخذك !
أغمضت عيونهآ في محآوله منهآ للتمآسك , أخلآقهآ على شعـره .. بـ الحيل مآسكه نفسهآ , مآهيب حمـل تستمع لأي كلمـه .. شلون وهذآ المآلـك شكلـه نآوي على تحقيـق مآله أول من آخـر !
وقفت عن الكنبه عآضه على شفتهآ السفلى , مرجعه رآسهآ للخلف وعيونهآ للسقف مغمضـه بينمآ وقف هو والإستغرآب بكآمل وجهه: علآمــــك !

إلتفتت عليه بحده , مجآوبته بنبره أقرب للصيآح , فضحهآ وجههآ آلحزين بملآمحه المنكسره ولمعـة عيونهآ المغرغره: مــآلك وللي يعآفيــك إتركنـــــــــي .. ترآ قســم بآلله مآفينـــي حيــل حتى أتنفـس مو بس أتكلــم
....: تغريـ ............. قآطعته بـ صرخه حآده – خــــــــلآآآآآآص –
قآلتهآ مبتعده عنه ركضاً صوب غرفة النوم ومنهآ للحمآم إلي اقفلته على نفسهآ بـ المفتآح مستنده بظهرهآ لبآبه وهو من ورآه يطقه بـ القوّه: تغريــد إفتحـي

....: قلتلك إتركنـــي
مآلك: إفتحـــــي
ضربت البآب بقبضتهآ اليمنى رفضاً للي يبيه: قلتلـــك إتركنــــي .. مآتفهـــــــــم ! مآ أبي أتكلم مع أحــــد , ولآ أبــي أشـووف أحــــد
....: لآتصيحيـن طيب وإنتي بـ الحمّآم
تغريد: ...........
طلبها بنبره أرق وأهدى عله يطمأنهآ: تغريد إطلعـي لآتحبسين عمرك بذآ الحمّآم
تغريد: ...........
مآلك: إطلعـي وقسم بآلله مآ أسألك شيّ .. صيحي وإبكي بكيفـك بس مو بـ الحمـآم , إفتحـــي ...............



======
-----------
======
/
/

العآشرهـ من صبآح اليوم التآلـي ..
بـ الجآمعـه ..

وقفت ورآء بآب المكتب الخآص بـ المعيدآت طآلبتهآ بـ الإسم ليجيهآ الرد من وحده منهم بصوت خفيض وهي طآلعه من الغرفه: ريتآج حبيبتـي إذآ عندك أي إستفسآر أو منآقشه فـ الأحسن تأجليهآ لغير اليوم
أطبقت فمهآ بقهر وهي موصله معهآ: ليش وينهآ فيه دكتوره سآلي , توني شآيفتهآ !
....: موجوده دآخل , بس مآهي بـ الجوّ أبد , وأنآ أدري عن المشآحنآت مآبينكم وكلآمي هذآ لمصلحتك إنتي بـ الأخير .. يلآ وخري لي طريق أبي أطلع

أخفضت ريتآج بصرهآ لموقع قدمهآ وتوّهآ تحسّ بنفسهآ وإعترآضهآ الطريق بوقفتهآ المبآشره قبآل البآب بآلعه ريقهآ بـ حرج: أوهـ , سوري دكتـر ريـم .. تفضلـي
أطبقت المسمّآه دكتوره ريم فمهآ بـ إحبآط رآفعه حآجبيهآ بـ خيبة أمل من هذي الطآلبه العنيده قدآمهآ .. ريتآج بنت علي عبدآلرحمن المعروفه بلسآنهآ السليـط , مآتسكت عن ضيآع حقهآ لو بـ القليل .. كثيرة الأسئلـه والإستفسآرآت .. شلـون وهي متصدره الترتيب الأولي على دفعتهآ من أول سنه لهآ بهآلجآمعـه !

أقفت عنهآ صوب السيكشن الخآص فيهآ لأجل شرح المحآضره تآركتهآ وآقفه مكآنهآ على جآنب البآب برأس منخفض عآضه على شفتهآ السفلى بـ تفكير ..
التفكير إللي مآدآم طويل بسبب قرب إنتهآء فترة البريك الخآص فيهآ .. ردت وطقت البآب لتنحني لهآ وحده من المعيدآت بـ الغرفه عن كرسيهآ تنآظرهآ في حين طلبتهآ ريتآج بـ إبتسآمه خجله مصطنعه: ممكن دكتوره سآلي المُرشد لو سمحتـي !

مآردت الثآنيه إلآ بـ إيمآءة رآس إيجآبيّه وهي تنآدي على زميلتهآ المقآبله لهآ على مكتبهآ مآسكه رآسهآ من الجآنبين وعيونهآ على علبـة المويه البلآستيكيه قدآمهآ والمفتوح غطآهآ توّهآ قد شربت منهآ بآلعه حبّة بنآدول علّهآ تخفف من حدة صدآعهآ اللزمـي المؤلـم من ثلآث أيآم متوآصلـه !
أشرت بيسرآهآ لآمبآلآة بـ الطآلبه إللي تبيهآ لترد الثآنيه وتحني كرسيهآ للخلف لأجل تنآظر بـ ريتآج: دكتوره سآلي مشغولـه شويّ الحيـن

رصت على تنورتهآ السودآء الكآلوش بقهر " جعلك السلاّل يآسآلـي .. وآلله مآتحرك من مكآني قبل أعلمك شغلك " ..
تمآسكت أعصآبهآ متحمحمه بـ صوت خفيض وهي تطق على البآب: معليش ضروري لو سمحتـي آلحين أشوفهآ .. دقيقـه وحده بس أبيهآ

....: طيب تعآلي إدخلي لهآ
بسرعه بققت ريتاج عيونهآ كـ رفض قطعـي وحتمي لهآلإقترآح الغبـي ! هذي الثآنيه وش إللي تطلبـه بعـد ! تدخل لهآ بنفسهآ لأجل صدق سالي تتسلى عليهآ وتبهذلهآ على كيف كيفهآ قدآم كل المعيدآت ! من وين تلم سوآد وجههآ لآمنهآ صدق صآرت هآلفشيلـه ! تهبـى بنت المُرشـد تنولهآ ريتآج مُرآدهآ وعلى صحن من ذهب !

....: لآ معليش أبيهآ على إنفرآد , ضروري ومآرح أعطلهآ
لحظآت من بعد مآقوست المعيده فمهآ لأسفل من إصرآر هآلطآلبه وعندهآ لحد مآوصلهآ صوت أبغض مخلوقه بـ محيط حيآتهآ الصغير المغلق , رآفعه حآجب وآحد بـ ضيق ووجه كظيـم كمآ العآده , إلآ إنه هآلمره كآن بآهت أكثر , خآلي من أي لمسه تجميليـه .. كآنت طبيعيّه بملآمحهآ إللي برغم من قسوتهآ يظـل فيهآ شيئ من الجآذبيّـه , شيّ يجبرك تتأملـه بـ فهآوه وإنجذآب !

عيونهآ الوسيعـه البآرز حدقتهآ العسليّه كآنت محآطه بـ إنتفآخ أحمر اللون أشبه بـ الورم , التشخيص الوحيد , السريع والبديهي له هو بكآء حآد متوآصـل !
توّهآ المتجهمه بـ ملآمحهآ القآسيه تسألهآ بتأفف – خيـــ ....... ــــر – إلآ وقطعتهآ يوم تدآركت الشخصيه الوآقفه قدآمهآ .. إللي أصرت على مقآبلتهآ بهآلعند والتحجـر ..
أطبقت فمهآ إللي مآل يميناً بـ إمتعآض مسنده ظهرهآ للبآب من خلفهآ: خير ست هآنم ريتآج ! شعندك !

أغمضت عيونهآ بهدوء شآهقه نفس هآدئ قبل تفتح عيونهآ بـ التصوير البطيئ مجآوتهآ وشيّ من الحقد بنبرتهآ المخنوقه جبراً لأجل تطلع خفيضـه شبه مسموعه: إللي عندي تدرينه زين دكتوره سآلـي , ولآ وش لي حآجتن فيك أصلاً !

تكتفت سآلي رآفعه حآجبهآ بـ التعبير الإستنكآري بمعنآه – وآلله – في حين أكملت ريتآج وكميآت مُخيفـه من الكره والبغض تُفرز من نظرآتهآ الحآقده آلمثبته بـ جمود لعيون ذيك البآرده المقآبله لهآ: حقي منك ..
سآلي: علآمـه !
ريتآج: نآقـص ..
سآلي: وآلمطلـوب ؟
ريتآج: أبيـه كآمـل
رفعت حآجبهآ الأيسر بـ حده سآخره: وآلله ! أحد قآلك أوزع درجآت رأفه أنآ !

ضيقت عيونهآ أقصآهم بـ كُره: مآنيب طآلبه منك درجآت رأفه .. أنآ طآلبه درجآتي الحقيقيـه .. درجآتـي إللي أستحقهآ .. درجآتي إللي إنتي وبكيفك نقصتيهآ
سآلي: وليش يآبعدي بنقصك درجآت تسآهلينهآ ؟ إللي إنتي تسآهلينه بـ الضبط خذيتيه ..
ريتآج: لآ مو هذآ إللي أستآهله وإنتي تدرين .. درجآت أعمآل السنه لموآد الفصل الأول كلهآ كآملـه , إشمعنى مآدتـك إنتي ! أنآ متأكده إني مآقصرت بشيّ .. ولاآآآآ أي شيّ .. وخصوصاً بمآدتـك

سفهتهآ سآلي مصدره لهآ جآنب وجههآ الأيمن دآخله للغرفه: برآجع الدرجآت وإذآ فيه غلط بعدلـه .. عن إذنك
قبل تدخل لحقتهآ ريتآج بمسكتهآ الجآفه لمرفقهآ الأيمن جآبرتهآ توقف وتلتفت لهآ رآده عليهآ من بين أسنآنهآ: وآلله ! متى يمديك ترآجعينهآ وتعدلينهآ ! إختبآرآت الفصل الأول بعد إسبوعين .. وهآلدرجآت تفنشت وتم إعتمآدهآ
سألتهآ ببرود مُستفز: ودآمك تدرين هآلكلآم أجل ليش مضيعه وقتي ووقتك بهذرتن مآمنهآ رجـآ ؟

ريتآج وإللي خلآص وصلت معهآ من غطرسة هآلجآحده قدآمهآ عديمة الأمآنه للمسئوليه الملقآه عليهآ .. بكيفهآ تعطي الدرجآت كآملـه أو تنقصهآ .. بكيفهآ تعديك صآفي من السنه كآملـه وبكيفهآ تقعدك بـ السنه سنوآت متلآحقه !
أطلقت توعدهآ تنآسياً لمكآنة سآلي بـ الجآمعه وصفتهآ وقبل كل شيّ إسمهآ صآحب الصيت العالي والحيز الإجتمآعي الكبير .. والفخـم .. سآلـي عآمـر المُرشـد !

....: مضيعه وقتي ووقتك يآدكتوره عشآن أعلمك إن مآفيه شيّ بيردني عن المطآلبه بـ حقـي .. وإن وصل هآلموضوع للوزآره بكبرهآ مآهمنـي .. ولآ هميتيني إنتي بكل تفآصيلك الحقيره إبتدآءاً من إسمـك يآبنت المُرشـد .. فآهمـــه
فكت ذرآعهآ بقسوه وكأنهآ تنفض من يدهآ شيّ قذر رآمقتهآ بنظره مشمئزه فآض منهآ أكوآم من الإحتقآر والإستصغآر في حين كآنت الصدمه متملكـه كلّ خليّه من خلآيآ سآلـي إلي ثبتت مكآنهآ بلآ أي ردّ فعل أو جوآب ..

كميآت متتآليـه من الإهآنآت قآعده تتلقآهم وبدم بآرد من أشخآص أقل مآيقآل عنهم بحد تعبيرآتهآ الدونيّـه إنهـم – حثآلـه - !
إبتدآءاً من سُهيل خطيبهآ , إنتقآلاً لـ سنـد .. وطولاً لهذي المسمآه ريتآج !
والمريب هو ضعفهآ قبآل ثلآثتهم وهذآ آلشيّ إللي مآلقت له أي تفسير ..

سهيل إللي تركهآ بمكآنهآ على كرسيهآ بـ الكآفيه بعدمآ سمم لهآ بدنهآ بـ وآقع علآقتهم الفآشلـه من بدآيتهآ قآط بوجههآ دبلتـه رفضاً لهآ كلياً وللعلآقه الرآبطه لهـم .. تلآه سنـد إللي ألقى عليهآ اللعنـه بكلآمه الجآرح لهآ وفي الصميم تآركهآ مرتميـه بـ أرضهآ محتضنه لنفسهآ تلملم المتنآثر من كرآمتهآ بعدمآ سحقهآ .. وآلحين هذي آلطفره ريتآج , بلآ خوف أو حتى تخوّف إحتقرتهآ بـ النظره قبل الكلمـه , نآعتتهآ بـ الوصف الـ - الحقيـر – ولآ همّهآ ..
هي سآلي نفسهآ أو تبدلـت ! وش إللي قآعد يصير معهآ ! وليش هي بهآلكمّ من الضعف والرخو وآلهوآن !
....: ودي بس أعرف إنتي ليش حآطتني برآسك !

أطلقت زفره قصيره أقرب للإستخفآف وعدم التصديق: ليش يآعيني ! إنتي مين عشآن أحطك برآسي ؟
توّهآ ريتآج بتفتح فمهآ مطلقه سيل كلمآتهآ بلآ حسآب أو إعتبآر إلآ إن سآلي لحقتهآ مُرسله لهآ إشآرآت حسيّه من نظرتهآ المتوعده المُهدده: إلتزمي حدك يآبنت علـي .. وإصحي على كلآمك
أطبقت ريتآج فكيها بالقوه مانعه ارتجاف ذقنهآ من حركته المرتعشه بعدمآ إمتلت عيونهآ بدموع حبيسه قهراً لتكمل سآلي بنفس البرود القآتل وهي تأشر بسبآبتهآ للفرآغ الفآصل بينهآ وبين ريتآج: هآللي صآر الحين بتغآضى عنه وبكيفي .. ويآني ويآك .. يآني ويآك يآريتآج يتكرر , قسم بآلله إن مآتلومين إلآ نفسـك .... فآهمـــه !


/
/
/


ورآء آلمكتب آلكلآسيكي الفخـم بلونـه آلعسلي الدآكـن , جآلس على كرسي آلرئيـس بهيبـه مآتليـق إلآ فيـه وعليـه ..
الأورآق بيسآره والقلم بيمينـه , التركيز وآلتدقيق بملآمحـه الحآدهـ وعيونه آلمفترسـه لأدق كلمـه من الكلمآت المطبوعـه قدآمـه على آلورق إلآ إن هآلتركيز مآدآم بسبـة هآللي دخـل عليـه بعجلـه ومآهوب شآيف خير بنبره أقرب للتوسـل والترجي البآئس: يآسنــد يآولـدي دآخلــن على آلله ثـمّ عليـك

إرتفع حآجبه الأيمن بزآويه حآده إستنكآراً لهآلدخول ومآسرع مآنتقلت عيونه للي دخل من ورآه معتريه آلخجل بسبة هآللي نفذ من يديه ودخل بدون إستذآن ثم ردّ ينآظر بـ الشآيب وبآقي ملآمح الإستنكآر آلشديد بوجهه الممعتض جآوبه بشيّ من البرود المصحوب بـ إستحقآر وإستصغآر: تهبــى تكون أبـوي .. مآنـي بولــد
أطبق الشآيب فمـه بقهـر وعيونه بـ الأرض: تكفـى يآسنــد
ردّ وإنرفع حآجبه: سنـد حـآف كـذآ ؟

توّه بيرد الشآيب إلآ وسحبه ذآك إللي ورآه: أبو نآيف آلله يهدآك قلتلك أستآذ سند مشغول آلحين .. إطلـع وإن فرغت أشغآله بنآديك
قآطعه سند بـ حده: وإنت منو قآلك يآ أستآذ سهيل إني بقآبلـه آلحين أو بعدمآ أتفرغ من أشغآلـي !
لوى سُهيل فمه المطبق يسآراً ملتزم آلصمت إذ إن مآعنده نيـه ينحرج وقدآم آلموظفين بعـد , هذآ سنـد مآعنده ذره من الحشم او المرآعآه بينمآ تكلّم أبو نآيف وإللي شكله مب نآوي ينهي السآلفه على خير وبهدوء: تكفـى يآ أستآذ سنـد

أظلمت عيونه وهو يشد أول نفس من سيقآرته آلجديده إللي أشعلهآ لـ توّه رآد عليـه بـ تلذذ دنيئ: عمّـك سنــد
إتسعت عيون سهيـل بدهشه إلآ إنه فضل يتم خآفض رآسه وجمبه أبو نآيف إللي إسود وجهه من آلحرج , على آخرة آلزمن يجي وآحد أصغر من عيآله يكون هو عمّـه , إلآ إن جمله وآحده كآنت مرسومه قدآمه بهآللحظـه ... إن كآن لك عند الكلـب حآجـه ........... قلـه يآسيـدي !
جآوبه بدون نفس مبين غصبه على الكلآم يطلع: عمّـي سنـد وتآج رآسـي

بهدوء إرتسمت إبتسآمه رضآ على وجه سند الجآمد بينمآ بقق سهيل عيونه لآخرهم ينآظر أبو نآيف بـ دهشـه إستوعبهآ سند إللي أرخى جسمه مسيحه على كرسيه آلجلدي آلضخم: قول وش عنـدك , ترآ مآلي خلقـك

تحمحم سهيل معلن عن إستذآنه إلآ إن أمر سند الجآف له وقفه: وقــف إنــت !
كآن توه مآلتفت بكآمل جسمه , ردّ ووقف مكآنه بآلع ريقه مخفض رآسه ليكمل له سند بنبره هآدئه: تعآل يآسهـل .. إقعـد أبيـك
نآظر سهيل لمكآن إشآرة سند بعيونه للكرسي آلمقآبل من ورآ المكتب وإللي كآن موآجهه كرسي ثآني وبينهم طآوله قزآزيّه صغيره مدوره , وطوعاً لأمره , إنقآد .. جلس على الكرسي وطرف عيونه مصوب يسآره لذآك الشآيب إللي بعده وآقف مكآنه في صمت مقآطعه سند يوم وجه له كلآمه بنبره جآفه: وإنت موقلت لك إعجـل علـي ! آهرج وش عنـدك !

دور عيونه بتشتت بآلع ريقه قبل يجآوبه: طآل عمرك يآعمّ سنـد , دآخلن على آلله ثم عليك , تكفـى , طلبتك لآتردنـي
تثـآوب بـ ملل: هــآآآآ
أبو نآيف: رآضي بحكمك وإللي تبيـه بس لآتقلعني من المؤسسه , بآلحيل عآيش على رآتبي منكم , يآكثرهم عيآلي وآلحرمه مريضتن رآقده بفرآشهآ
لوى فمه بـ إنزعآج شآهق نفس حآنق بـ تململ: آلزبـده ..
أبو نآيف: لآتفصلني , مستعد أشتغل أي شيّ , عآمل بـ الأرشيف أو حتى عآمل نظآفه , إلي تبيـه .. بس بلآهآ هآلطرده

إرتفعوآ حآجبيه بـ دهشه كآذبه: وآلله ! أشوف خشتك واجد متفآئلـه ! إسمع يآبو زفـت , رزقك وإنقطـع بذآ المكآن , ومآبي أشوف رقعة وجهك , يلآ بـرآ وآلله وكيلـك
سهيل وإللي كل كلمه كآن يقولهآ هذآ آلسند آلجلمود القآسي , عديم آلحشـم كآنت صدمـه لوقع أذنيه , صدمآت متتآليـه .. هذآ أبدّ مآيقدر ولآ يرآعـي ! حتى إن أبوه عآمر آلمُلقب بـ إبليس آللعيـن بين الموظفيـن مآيجي شيّ بولـده , هو بشخصـه وعينـه آللعيـن ملـك الشيآطيـن ! رُبـع موظفين المؤسسه تمّ تصفيتهـم وبلآ رحمـه .. كلهـم تمت إنهآء خدمتهم وقطـع رزقهم بـ أمر من هآلمسمى سنـد , وآلسبب للحيـن مجهـول .. آليوم الظآهر إنه دور أبو نآيف يلحقهـم .. من التآلـي ؟ هذآ هو السؤآل إلي كآن يدور ببآلـه !

أبو نآيف وإللي شويّ ويبكـي: طلبتـك وأنآ مآلي غيرك بعد آلله .. عطنـي بس فرصـه , فرصـه وحده
نفث الدخآن من فمه المضموم بتعبير إستفزآزي بآرد هآمس بشيّ من الدهشه والتفآجئ: فرصـــــه !
لحقه أبو نآيف بسرعه يتوسله: إيه فرصـه .. فرصـه وحده بس تكفـى
سند: ليش مآكفآك إلي خذيتـه ؟
إرتفع نظر سهيل لـ سند ثم إنتقل بـ التبعيّه لـ أبو نآيف إللي إصفر لونـه وبهتت ملآمحه , مخفض رآسه بحرج وآضح سآئل ببرود شآبه التلعثم وكأنه يرقع على شيّ: وششش .. وش إللي خذيـ .. خذيتـه ؟!

ضيق سند عيونه المركزه تجآهه بـ مكر ودهآء: إللي خذيته فوق رآتبـك ! رآتبك إللي كنت تآخذ أضعآف أضعآفـه .. مآكفـآك ؟ مآهوب مكفـي عيآلك ؟ مآهوب مكفـي إللي طآيحه بفرآشهآ ؟
توسعت عيون سهيل ينآظر بـ أبو نآيف إللي صدمته كآنت أضعآف .. صآر له سنوآت وهو يختلس من أموآل المؤسسه كونه هو الأمين العآم للصندوق ولآحدن دآري عن فعآيلـه .. إمتهـن الإختلآس بحرفيّـه لدرجـه إن المرآجعين نفسهـم حتى وإن كآنوآ من خآرج المؤسسه مآقدروآ يلآحظوآ هآلشيّ أو يشكون فيـه .. شلون هذآ الحين عرف عن الموضـوع وهو مآله إلآ شهـر وحيد وأوحـد ! ومسئوليته بعيده كل البعد عن حسآبآت الخزينـه والصندوق ! ويـلآهــ !

سند: أتوقع هآلفلوس إللي سآرقهآ تعيشك ملـك لـ سنوآت ممكن إنت مآتعيشهـآ .. مآعليـه , عيآلك يعيشونهآ عنـك .. وأبشر بآللي يسّرك .. إن أفلست تعآل وأنآ أعطيـك .. ترآني ذرب وبكرمك .. أمآ الحيـن ... أبيك تنقلـع .. يلآ ضـف وجهـك ولآ تحدنـي أطلب لك الأمـن يقطوك بـرآ

تحسس سهيل عنقه من الجآنب الأيمن .. برغم برودة الجوّ إلآ إن حرآره يحسّهآ مشعلتـه للحد إلي حسّ معه انه يذوب .. وكأن هآلكلآم موجه له مو لـ أبو نآيف إللي مآعآد بوجـه قطرة مآء يحفظهـآ ..
بـ خنوع وإستسلآم أخفض أبو نآيف رآسه موليهم ظهره بـ إنكسآر يجر خذلآنـه معـه بخطوآته المهمومه المتثآقلـه لحد مآطلـع من المكتـب في اللحظه إللي إبتلع فيهآ سهيل ريقه بصعوبه وعيونه بـ الأرض .. وكل مآببآله إنه يقدر يتخطى هآلموقف بآلشكـل إللي يحفظ له مآء وجهه بخلآف أبو نآيف وكل من سبقوه ..

رفع رآسه بـ ثقه: سـمّ أستآذ سنـد
أظلمت عيونه وهو يسحب نفس من سيقآرته , نفثـه بـ هدوء وإنتشآء آمره بـ نبره خفيضه: الزبآلـه هـذي ..
نآظر سهيل مكآن إشآرة سند بعيونه صوب صندوق مخروطـي شكلـه ظآهرياً مآيدل إنه صندوق القمآمه – بـ الكرآمه – , مغلف تمآماً بـ طبقه نحآسيه مخرمـه ملفوفه بشريطـه ذهبيّه من النحآسّ المقوىّ ..
تحركت عيونه من صندوق القمآمه لـ وجه سند البآرد مستفسر عن قصده ومغزآه ليجآوبه سند بنفس الهدوء البآرد بصيغه آمره: فيه ورقـه معفطـه بدآخلـه .. دورهآ وجيبهآ


أطبق سهيل على أسنآنه بقهر مآيبين توسعت معه فتحتي خشمه , هذآ المتعجرف المتغطرس مين مفكر نفسـه .. قليل الذوق عديم الحـشم .. تحمّد ربـه إنه اليوم هو آخر يوم لـه بهآلمؤسسه , وبيفتك أخيراً من لعنـة آل المرشـد وحكمهم الجآئـر للأبـد , بس ببآله فكره وحده إستعصى عقله يتقبلهآ , وين مصدر رزقه التآلي ؟ وين بيلقى مثل هآلمستوى الوظيفي بـ أي مكآن ثآنـي !

بـ ثبآت إنفعآلي ظآهرياً وقف عن كرسيه متجه صوب صندوق القمآمه رآفعه من الأرض بيسرآه وبيمينه إلتقط الورقه الوحيده إللي كآنت بدآخله .. معفطــه ..
إستخرجهآ وإتجه صوبـه مآدهآ له بـ فمّ مقوس إستغرآباً في حين إعتدل سند بجلسته مصلب ظهره بـ إستقآمه وهو يسحق مقدمة سيقآرته المنتهيّه بـ الطفآيه الكريستآليه قدآمه: هـذي الورقه إللي بيدك ........
ناظرها سهيل بوجه مستفهم ليكمل سند ببرود: بلهـآ وإشرب مويتهـآ

وقف لحظآت سآكن القول والفعل وعيونه على الورقه بيده , توّه مآفهم قصده بينمآ أكمل سند بنفس النبره الهآدئه: وقبل مآتبلهآ وتشرب مويتهآ , أبيك تفتحهآ أول وتشوفهـآ
بلع ريقه بـ توتر وهو يفتح الورقه المكرمشه بـ حذر خوفاً من إنه يصيبهآ بـ قطـع , وبهدوء بدت عيونه تتحرك على الكلمـآت , ثمّ الجُمـل .. ثمّ لإقرآره الأخير آلمرفق بـ توقيعـه ..
حسّ النفس إنحبس بصدره , إختنـق .. ودهـ لو يكـحّ !

هـذي ورقـة إستقآلته إللي قدمهآ اليوم صبآحاً على مكتب الرئيس .. المكتب إللي تملكه هذآ السنـد جآلس عليـه بكلّ هيبتـه وجبروتـه .. يشوفهآ الحين بـيده بعدمآ كآنت بـ الزبآلـه !
تحآمل على نفسه حتى يطلع صوته وآضح: هذي إستقآلتـي
جآوبه بسرعه مصحوبه بـ جفآف: إستقآلـه مرفوضـه
سهيل وإللي بعده تحت وقع الصدمه , هو بنفسه إللي إختصر الطريق المؤدي بنهآيته لفصله من هآلمؤسسه بكبره من بعد سوآته , ومن بعد توعد سند الأخير له .. وش إللي يقصده الحين برفضه لإستقآلته وهو كذآ كذآ مآله عيش بهآلمكآن ! ولآ يمكن يبي هو بنفسه يمآرس عليـه طقوس الإهآنـه ويلحقـه بـ أبو نآيف ومن إسبقوه !

....: أنآ مصمم على الإستقآلـه
ضيق سند عيونه بـ حقد: إسمـع إنـت , ترآني دآري عن هآللي يدور ببآلك وأبشـرك إنه غلـط ..
أظلمت عيونه بعدم فهم طرح إستفهآمه ليجآوبه سند: هذولي إللي فصلتهم هذآ هو تمآمهـم , مثلهم مثل أبو زفت إللي كآن هنـي , مآنيب طآغيـه لأجل أقطع رزق أحد بلآ أسبآب .. وإن كآن أبوي عآمر مآوثق بـ أحد غيرك انت فهآلمؤسسه بكبرهآ فـ أنآ بعد مآ أثق إلآ فيـك .. أي شيّ خآرج المؤسسه مآلي فيـه .. حتى وإن كآن هآلشيّ هو إرتبآطك بـ أختي .. العلآقآت الشخصيّه إفصلهآ عن آلشغـل

إرتفعوآ حآجبيه بسرعه وإنزلوآ مطبق فمه وكأنه مآقتنع بـ الكلآم ليردف سند وهو يوقف عن كرسيه مستند بـ كفيه المبسوطين على مكتبه: أدري عن إللي يدور ببآلك آلحين .. تقول من وين له آلحين يبي يفصل الشغل عن العلآقآت الشخصيّه وهو بنفسه إللي أقسم بـ ربه يقطـع رزقه بهالمؤسسه وبـ أي مكآن ثآنـي يوم إنه قرر يحـلّ إرتبآطـه .. صــحّ !

تفآجئ عآتـي إكتسآه من حدة ذكآء هآلسند وفطنتـه للشيّ الدآخلي إللي يدور برآسه إلآ إنه آثر الصمت ولآ وش بيعلـق .. سند بنفسه قاعد يسأل وبنفسه يجآوب !
أمآ عن سند فـ مليون خآطر بقلبـه وصورة وردهـ إللي رآفقته أمسّ يشوف نسختهآ الحين قدآمـه , سبحآن المصوّر .. أخّ , وأخـتّ .. ذكـر , وأنثـى .. تكآد ملآمحهـم توصل لدرجـة التطآبـق ..
إبتسآمه حسيّه أعلنت تمردهآ لأجل تشق وجهه الجآمد وهو يتذكر سبآبهآ لـه آلليله المآضيه , بنظره حآقده ونبره جآفه ( لأنـي غبيّـه , ولأنك تآفــــه , ونـذل , وحقيـــر ) ..

بـ التصوير البطيئ تحركت عيونه الصقريه الحآده على ذآك إللي وآقف قدآمه مصدر له الجآنب الأيسر من وجهه آلمخفض أرضاً في صمـت وسكون ..
وخزه بـ قلبـه يحسّهآ مثل شكة الإبره , حآده , غير مؤلمـه لكنهآ مزعجـه , صآبته بـ قشعره حسيّه ... تفآجئّ من نفسـه ومن النبض المتسآرع إللي يحسّه في حشآه .. حرآره سرت بـ أطرآفـه , دفئ غريب , عجيب .. ومريب إكتسآهـ ..

جلس على كرسيه بآلع ريقه وهو يسحب له سيقآره جديده من علبته مشعلهآ بـ توتر مقرر أخيراً يصـرف صورة هآلأنثى من مخيلتـه وإللي صورتهآ آلذكوريّه مآثله آلحين قدآمه مسببه له حآلـه من التشتت والإرتبآك !
أسمآء كثيره تعرض نفسهآ عليه إجبآراً .. معآذ المآلكـي , جآرهـم فـ السُكنـى .. رفيـق أبوهـ عآمـر من زمـن بعيـد .. محآمي الشيطآن صآحب قضيّة أمّـه إللي قذفهآ زوراً .. إللي نسبه لعلآقه غير شرعيّه , طلع من بعدهآ ولد حرآم بدآل مآيكون ولـد عآمـر المرشـد !
معآذ أبو سُهيـل .. سُهيـل خطيب أختـه سآلـي من أبـوه عآمـر ..
سُهيـل أخـو وردهـ ... وردهـ معآذ المآلكـي !!!

مسح جبينه البآرد برآحته اليمنى , وسيقآرته بين إصبعيه , تخيّل له قطرآت عرق منسآبه إلآ إنه كآن جآف تمآماً وبآرد ..
حرآره متأججه دآخلياً يحسّ بـ إنصهآر نفسـه معهـآ , نبض قلبـه عنيف ومتمرد , أنفآس صدرهـ سريعه ومضطربـه ..
رصّ على أسنآنه بـ القوّه محذر نفسّه " لآ يآسنــد , ويلـك وآلعشـــق .. ويلـك وبنـت معــآذ !!! "
أطبق سهيل على الورقه معفطهآ أكثر بقبضته اليمنى المغتآظه سآئلـه قبل ينصرف: شيّ ثآنـــي ؟!
نآظره سند ببلعة ريق , وده لو يقوم الحين ويلكمـه , يشوّه له وجهه هذآ إللي مآيشوف فيه إلآ صورتهآ هـي !
جآوبـه بـ جفآف: إسمـع , أبيك تحدد لي ميعآد , جلسـة رجآل نحلّ فيهآ موضوع طلآقكـم بـ هدوء وتفآهـم .....


/
/
/

حلم الحياه 14-08-16 03:46 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/
/


بـ غرفة المعيشه .. سفره بلآستيكيّه بيضآء على الأرض تحلقوآ حولهآ في نهآيـة إتمآم وجبـة غدآهم آلدسمـه ..
مسحت فمهآ بطرف المنديل آلمثني مربع آلشكل في حين همّوآ ثنينآتهم في لمّ آلصحون وتفريغ بوآقي الأكل ..
بوجههآ تعبير سآذج وهي تنآظرهم فآغره فمهآ بفتحه صغيره ليجفلهآ نبرته الجآفه: خير إنشآلله ! بتتمقلينآ كثيـر ؟
خزته أمه بـ تنبيـه مطبقه فمهآ بآلقوّه ليجآوبهآ بـ برآءه كآذبه: شفيـك !

سفهته موجهه كلآمهآ لـ نسمه المقآبله لهآ بنبره حآنيه وإبتسآمه دآفئه: حبيبتي قومي إنتي غسلـي وإصعدي غرفتك تسبحـي وإرتآحي شويّ من عنـآ آلسفـر ..
قآلتهآ ثم وجهت كلآمهآ حآد آلنبره من بين أسنآنهآ للي جآلس على يمينهآ: وإنت خلي آلصحون أنآ بنظفهـآ .. إصعد مع زوجتك أرشدهآ لغرفتكم ..

بغيظ رمى آلصحن القزآزي من يده ووقف ينآظرهآ تحته بعدهآ جآلسه: مطولـه عندك ! مآسمعتي أمي وش قآلت
للمره الثآنيه إللي تخزه فيهآ أمه بس هآلمره التنبيه وآضح وصريح يوم نبهته بنبرتهآ الجآفـه: عُــــــــــديّ !!!

غصباً عنهآ ترغرغت عيونهآ بآلدموع ووقفت بسرعه قبل تحرج نفسهآ بسقوطهـم , مو كآفي الإحرآج إللي سببه لهآ زوجهآ وللمره الأولى إللي تجتمع فيهآ مع أمـه !
من صعدت الدرج إللي كآن بنفس الغرفـه ركضاً على غير هدى مآتـدل وين طريقهآ ووين غرفتهآ إلآ ووقفت أمه من فورهآ موسعه عيونهآ , مطبقه فمهآ بتعبير آلمنقهـر: إنت وش فيـك ! وش هآلتصرفآت !

عدي: وش إللي سويتـه يعني ! – سكت شويّ ثم أكمل بـ تنبيه هآدئ – إسمعي يومه , حركآت إنك توقفين ضدي وبصفهآ هذي مآ أبيهآ

....: مع مين وضد ميـن وإحنآ بمنآفسه هنـي .. عدي يآحبيبي , أنآ أمـك , إنت زوجهآ وهي مرتك .. طلع هآلأفكآر من رآسك عآد وإقبل الوآقع لآتقهر نفسك وتقهر البنت ويّآك هي وش ذمبهآ
توسعت فتحتي خشمـه مطبق فمه بآلقوّه مآنع سيل كلمآته آلمخنوقـه وإللي إن طلعت فمآرح تكون إلآ صيآح , صرآخ , وسبآب ! في حين تحسست هي ذرآعه بـ حنآن مُردفه بنبره دآفئه: إنت تدري إن إللي يضآيقك يضآيقني ! شوفتك بهآلحآله تتعبنـي يآعديّ

أبعد يدهآ عن ذرآعه مجآوبهآ بنبره مخنوقه مقهوره ومغتآظه: لآء .. لآء إللي يضآيقني مآيضآيقك ولآ يضآيق أي أحد .. إللي يضآيقني يضآيقني وحدي , وإللي أحسّه أحسّه وحدي .. وإللي أنآ فيه متعبنـي .. متعبنـي أنآ وحـدي .. وإنتي يمـه مآرح تحسين فينـي لأنك لو حسيتي فيني من أول مآكآن وقفتي ضدي .. مآكآن تممتي هآلزوآج غصباً عنـي وبـ الإجبآر .. وتكفين عآد لآتضغطين عليّ .. ترآ بآلحيل مسيطـر على أعصآبي وأحآول أتقبلهآ .. لآ تدخلين نفسك فينـي يمـه .. هآلبنت دلوعه ومدلله , متعوده على وضـع وآلحين كلش تبدل ولآزم تستوعب هآلشيّ .. وأنآ كل قصدي أعلمهآ تتأقلم مع هآلتغيير .. يعني تطمنـي مآنيب قآهرهآ

شدت شفتيهآ المطبقه بـ إستيآء إلآ إن مو بيدهآ حيله , بـ الأخير هم رجل وزوجته أحرآر في نفسهـم وبطبيعة العلآقه إللي تربطهم: طيب , بس حآول تهدي من إنفعآلآتك شويّ .. لهجتك معهآ عصبيّه وجآفـه .. مثل مآقلت هي دلوعه ومدلله يعني خذهآ بآلطيب والهدآوه .. طول بآلك عليهآ .. إنت طبيب وأكيد تقدر تتعآمل مع الموضوع بشكـل أرفـق وأحـن من كذآ ولآ إيش !

طير عيونه شآهق نفس حآنق مخنوق: يآذآ الطبيب , ليتنـي مآدخلت الطـب ولآ إمتهنتـه .. – هز رآسه بـ تشتت يبي آلفكّه من أمه وتوصيآته إللي يدري عنهآ مآلهآ حدّ أو نهآيه – يلآ أنآ طآلـع ..
وقفته بسرعه قبل يرقى الدرج قدآمهآ: لحظـــــه
إلتفت لهآ بعقدة حآجبين ليشوفهآ مقبله عليهآ وبيدهآ علبتيـن سفـن أب: مآشربتـوآ شيّ .. إشربه وعطيهآ حقتهآ
أخذهم منهآ بصبر نآفذ سآئلهآ: شيّ ثآنـي !

جآوبته بـ إبتسآمه هآدئه سآحبه بيدهآ اليمنى على فمهآ المضموم وكأنهآ بوسـه وألصقتهآ على خده الأيسر بـ أطرآف أصآبعهآ المضمومين: قلـب أمك إنت يآعُـدي
أرخى كتوفه بيأس لآوي فمه المطبق يميناً بـ إحبآط بينمآ أشرت هي برآسهآ يميناً صوب الدرج إللي هو وآقف عليه: يلآ إطلـع لهـآ ..

قآلتهآ مبتعده عنه صوب السفره بـ الأرض تجمعهآ تآركته يصعـد الدرج بخطى متثآقله وكأنه رآفض لهآلشيّ ومآيبيه !
من وصل لآخر الدرج وإلتفت يمينـه إلآ وشآفهآ وآقفه بـ الممر متكتفه مسنده ظهرهآ للجدآر من ورآهآ وعيونهآ على الجدآر من قدآمهآ ..
إرتفع حآجبه الأيمن إستنكآراً لوقفتهآ: ليش وآقفـه هنـي !
نسمه: مآ أدل وينهـي غرفتـي !
رمقهآ بنظره جآنبيه ممتعضه وهو يمر من قدآمهآ: غرفتنآ قصـدك

نآظرت بظهره العريض وهو يتخطآهآ سآبقهآ وبعدهآ الدموع متجمعه بعيونهآ لحد مآختفى من قدآمهآ بوحده من الغرف إللي فتح بآبهآ يسآراً بنفس الممر .. بهدوء لحقته دآخله الغرفـه إللي بدت تتأملتهآ من أول نظره .. فسيحـه , أثآثهآ قليـل جداً .. لونهآ خليط مآبين ألوآن مريحـه للنظـر وللأعصآب .. أبيـض , رمآدي فآتح , وبنفسجـي ..
بـ الجهه اليمنى من بآب الغرفـه كآن الصآلون إللي عبآره عن جلسـه , كنبه إسفنجيّه عريضه بـ المنتصف لونهآ رمآدي موزع عليهآ مخدآت صغيره منقوشه بـ ورود بيضآء وبنفسجيّه وعلى طرفيهآ من الجآنبين كرسيين ضخمين بآللون البنفسجي , على كلّ كرسي مخده بيضآء صغيره مربعة آلشكـل , بوسطهم طآوله قزآزيّه مستطيله ومقآبل الكنبه العريضه شآشة بلآزمـه عريضه معلقه بـ الجدآر ..

آلنصف الثآني من الغرفـه كآن السرير آلمودرن آلبسيط , بلونه الأبيض , مفرشـه بآللون آلمـوف الفآتح .. الدولآب على يسآر السرير , أبيض آللون , البآب الوسطي منه مرآيه طوليّـه .. وجمب الدولآب بآب أبيض رآهنت إنه بآب الحمآم – بـ الكرآمه - .. وجمب البآب الرئيسي للغرفه إللي وآقفه على أعتآبهآ كآنت التسريحـه ..

....: مطولـه عنـدك ؟
نآظرته وبوجههآ البلآهه فآغره فمهآ بسذآجه: هــآه !!
لوى فمه المطبق يميناً بـ حنق وهو يقعد على طرف سريره موصل جوآله بـ الشآحن في حين جلست هي جمبه بهدوء إلآ إن مسآفه وآسعه كآنت فآرقه بينهم حيث إنهآ كآنت جآلسه بـ آخر السرير وعيونهآ تدور حولهآ وفوقهآ: آلغرفـه ألوآنهآ مُريحـه
....: إلآ ألوآنهـآ مخيسـه

إلتفتت له يمينهآ مقطبه حآجبيهآ: ليـش ! هذي مو غرفتك الأسآسيّـه ولآ مغيرهآ !
جآوبهآ وبآقي عيونه على جوآله إللي يطقطق عليه: بلـى غرفتي بس غيروآ ألوآنهآ
نسمه: وش كآن لونهآ أول
....: أبيــض
رفعت حآجبيهآ ببلآهه: أبيض بـس !
نآظرهآ على يسآره ومآسرع مآرد يشوف شوآله: إيه أبيض بـس

تربعت على السرير وإبتسآمه بريئه بوجههآ: أنآ كمآن مآ أحبّ البنفسجي مـره , غرفتي كآن لونهآ وردي .. كل شيّ فيهآ فوشي ووردي , آلـــلـــــه مآحلآهـآ , إشتقت لهآ
إرتفع حآجبه الأيمن وهو ينآظرهآ بنـص عين يشوفهآ مبتسمه وهي تنآظر الغرفه من حولهآ , بلع ريقه بـ إمتعآض وردّ ينآظر بـ الجوآل لتسأله هي: نقـدر نغير لون هذي الغرفه دآمنآ ثنينآتنآ مآنحب لونهآ
مآل فمه بـ إبتسآمه هآزئه: وش تبين لونهآ سِـت بسمـه !
أطبقت فمهآ بقهر رآده عليه: نسمــه مو بسمـه

....: وش تبين لونهآ سِـت نسمـه !
جآوبتهآ وإبتسآمه عريضه بوجههآ: وردي , وش رآيـك ميكـس بين الوردي والأبيض ! – صفقت يدينهآ مستآنسه وهي تدور عيونهآ على جدرآن الغرفه مُردفه بـ إندفآع وحمآس طفولي – يآللــه تخيلت شكلهآ شكثر بتكون حلـوه ورآيقـه .. وردي وأبيض , حليب بـ الفرآولـه

عُديّ وإللي شويّ وينجلـط , بآلحيل مآسك أعصآبه , هذي أبعد ممآيكون عن الرشد والنضـج , توّهآ بزر , نظرتهآ , كلآمهآ , حتى تشبيهآتهآ طفوليّه .. حليب بـ الفرآولـه ؟ أي حليب بـ الفرآولـه !
إلتفتت له بوجه بآسم سآئلته ببرآءه: هآه , وش رآيك بـ اللون الوردي !
نآظرهآ مغتآظ ومنقهر: ومآتبين تعلقين ع الجدآر صورة بآربـي !
كشرت بـ عبوس طفولي مبوزه بينمآ ترك هو جوآله ع الكومدينه ووقف يفك أزرآر ثوبه سمني اللون: جهزي لي ملآبس , أبتسبـح

لحقته بسرعه موقفه قدآمه قآطعه طريقه لدخول الحمّآم لينآظرهآ منقرف سآئلهآ ببرود: خيـر !
نسمه: شنآطنآ بآقي تحـت
رفع حآجبه مستفسر: والمطلـوب ؟
إرتفعوآ حآجبيهآ ببلآهه من سذآجه سؤآله مجآوبتهآ: إنزل جيبهـم
....: ليش وإنتي مآتقدرين تطلعينهم ؟ الشنآط خفيفـه آللهم شنآطك , مآخذه كل ملآبسك ومآلبستي شيّ
رمقته بنظره مشمئزه: والبركـه فيك طبعاً

سفههآ وهو يتخطآهآ: إنزلي طلعي شنطتي , خفيفه ومآفيهآ شيّ
إرتمت على السرير محتضنه المخده لصدرهآ معطيته ظهرهآ بينمآ إلتفت هو عليهآ رآفع حآجبه الأيمن بـ إستنكآر حآد: سمعتي وش قلت !
نسمه: إيه سمعـت , عآدي بخلي الشغآله تطلعهـآ
إلتفت عليهآ هآلمره بكآمل جسده: أي شغآلـه !
إنقلبت على جمبهآ الأيسر لتقآبله بوجههآ وهي نآيمه بعرض السرير: شغآلتكـم
بعده ينآظرهآ مستنكر برفعة حآجبه الحآد: وإنتي مين قآل لحضرتك إن عندنآ شغآلـه ؟

تقطبوآ حآجبيهآ مستقعده والمخده بحجرهآ سآئله وشيّ من عدم التصديق بنبرتهآ المذهوله: مآعندكم شغـآلـه !!!
....: إيه مآعندنآ شغآلـه
وقفت وآلصدمه متملكتهآ: شلون يعني مآعندكم شغآله ! ولآ وحـده !!
أطبق فمه بقهر قبل يجآوبهآ بنبره إستفزآزيه مضيق فيهآ عيونه: شوفـي يآهآنم , دلع أول هذآ مآعآد فيـه .. إنسي غرفتك الورديه , وإنسي أحلآمك الورديه معآهآ .. طقم الخدم والحشم , الطبآخين والسوآقيـن هذآ مآفيـه .. مآعندنآ منــه .. هآلبيت مآفيه إلآ أربـع , خآلي وزوجتـه , وأنآ وإنتي .. أمي ميثآء هي إللي تنظـف , تغسـل , تكـوي , تطبـخ .. آلحين مثل إللي أمي ميثآء تسويّه لزوجهآ إنتي بتسوينه لـي .. وبتسآعدينهآ بكلّ شيّ .. فهمتـي يآدلوعـه ! يآللي شآيفتنآ وحنآ ننظف السفره ونلم الصحون وإنتي مغير ضيفـة شـرف تنآظرين ..

ذهول عآتي إكتسآهآ .. هآللي سمعته توهآ وهم أو حقيقـه !
هي إللي ولآ بعمرهآ رفعـت الريشـه من الأرض هذآ آلحين يأمرها تنظف وتغسل ... تكوي وتطبـخ !! اي طبـخ وأي نظآفـه ! هذآ من جـده ! آلمصيبه الأعظم كيف مآعندهم شغآلـه ؟ شلـون ! فيه بشر جدّ عآيشين من غير شغآلـه !
هذآ هو التسآؤل السطحـي السآذج إللي كآن يدور ببآلـهآ .. إلآ إنهآ معذوره , وحده ملتف حولهآ آلشغآلآت من كل صوب ونآح وكلاً بتخصص معيـن , آلحين مآتلقى منهم لو وحده بـس !

إنتشلهآ من دوّآمة أفكآرهآ إللي كنه يدري عنهآ وشيّ من الرآحه قد سرى بنفسـه: سمعـتي دلوعـه هآنـم ! يلآ إنزلي جيبي شنطتي وجهزي لي ملآبس , وإن كآنت مكرمشـه إكويهآ .. وإنتبهـي تعطرينهآ ..

تلألأت عيونهآ بدموع حبيسه لتجآوبه بـ همس خآفت وبآهت: مقـدر
ضيق عيونه مميل رآسه عليهآ بـ إدعآء لعدم سمآعه كلمتهآ: إيـش !! إيش قلتـي عيـدي !!
كررت كلمتهآ ووجههآ شآحب , بآهت , مصدوم: مقــدر
شد فمه يميناً بتعبير ممتعض: وش إللي مآتقدرين ! مآتقدرين تطلعين الشنطـه ! ولآ مآتقدرين تجهزين لي آلملآبس ! ولآ مآتقدرين تكوينهآ !

غصباً عنهآ طآحت دموعهآ في صمت مجآوبته بنفس الهمس البآهت: مقـدر أسويّ شيّ
رفع حآجبه بـ ضيـق: والشغآلـه بتقـدر !
بسرعه مسحت دموعهآ بظهر سبآبتهآ اليمنى: إيه تقـدر
عدي: وإنتي وش الفرق بينك وبين الشغآله !
من سأل هآلسؤآل إلآ ونآظرته بسرعه محتده نظرآتهآ بـ إستنكآر وعدم تصديق لقصده بينمآ لحقهآ هو بعدمآ فهم تعبيرهآ الإستنكآري ومغزآه: مو هآللي فهمتيه هو قصدي

نسمه: ............
عدي: ليش الشغآله تقدر على هآلشيّ وإنتي لآ ! إمآ إن قوآهآ خآرقه أو إنك إنتي إللي تدلعين .. وعموماً هآلشيّ مآيحتآج قوى خآرقه .. مآيحتآج إلآ إنك تخلين عنك هآلدلع والميآصـه وتشتغلين عدل .. مو كآفي ضيعتي عليك سنه درآسيه .. إستغليهآ أجل وتسنعي بـ علوم البيـت ..
نسمه: ..............
رمقهآ بنظره مشمئزه وهي على وضعهآ المذهول , فمهآ مفتوح فتحه صغيره وعيونهآ متلألأه بادموع , أكمل بنبره جآفه قبل مآيوليهآ ظهره صوب الحمّآم: بسرعـــه , أبي أطلـع وألقى كل شيّ جآهــز ............


/
/
/


الثآمنه مسآءاً ..
دخلت جنآحهآ بـ هدوء بعدمآ وصلهآ للتوّ خبر وصولـه من شغلـه وتوآجده بـ الجنآح الخآص فيهـآ !
أنزلت طرحتهآ آلسودآء وعبآيتهآ مفتوحة آلشقين الفضفآضه أشبه بـ عبآيآت الرأس لكنهآ كآنت فوق كتفيهآ وعيونهآ تدور بـ الصآلون الخآلي من وجودهـ ..

....: رآئـف !
إلتفت لهآ نصف إلتفآته وهو يقفل أزرآر ثوبـه الشتوي أسود آللون وشكلـه يتأهـب لـ طلعـه جديده من بعـد ردهـ !
وقفت جمبه وبـ جبينهآ تجعيدة خطي الإستفهآم: طـآلـع ؟!
مط رقبته يمنه ويسره يعدل اليآقه المقوآه لثوبه وعيونه على إنعكآس شكلـه بـ المرآيه قدامه: أهـآ .. عشـآء عمـل
أخفضت رآسهآ بـ إحبآط خفـي .. هذآ هو المفترض إنه زوجهآ إلآ إنهآ وبـ المعنى الفعلي والحرفـي مآتحسّ بهآلصفـه بهآلعلآقـه البآهتـه إللي تربطهـم ..
المرآت إللي إجتمعوآ فيهآ سويّه تكآد تكون معدودهـ , على أصآبعهآ الـ عشـر !
نآولتـه طآقيته البيضآء ثم شمآغـه الأبيـض إللي بدآ يعدل زآويته وهو على رآسـه في تجآهـل تآم لهآ حتى بـ السؤآل السطحـي عن أحوآلهآ !

....: أبيـك بـ موضـوع ..
نآظرهآ بطرف عينه مجآوبهآ بـ همس: سمّـي ..
ناولته العقآل بيمنآهآ وبيسرآهآ إمتدت رآفعة قزآزة عطره: حآول ترجـع بدري اليوم عشآن أكلمك فيـه ..
وآجههآ بوقفته رآفع يديه بحركة الإستسلآم في حين بدت هي ترش له من العطر على كآمل صدره ..
....: شكلـه موضوع مهـم
طلعت كبكآته الفضيّه من علبتهم القطيفه سودآء آللون مآسكه معصمه الأيمن وبهدوء بدت تركبه له: هو طلــب .. شيّ أبيـه ..
سحب معصمه من مسكتهآ الخفيفه بعدمآ علقت الكبك فيه مبعد بـ أطرآف يمنآه شعرهآ الأشقر المنسآب بـ حريريه على جآنب وجههآ الأيسر ورآ أذنهآ: وش ذآ الزيــن كلـه !

أخفضت بصرهآ بـ إبتسآمه خجوله .. وش تسوي مع هآلرجّآل إللي مآيندرى عن أفكآره ونوآيآه !
ثبتت عيونهآ الزرقآء اللآمعه بعيونه الدآكنه , نظره جريئـه ووآثقه: تتهرب يعنـي !
مآل برآسه عليهآ طآبع قبلته الرقيقه على خدهآ النآعم بـ عذوبه: مقـدر ..
مسكت معصمه الثآني وبوجههآ إبتسآمه قصيره مطبقه .. هآلمزآج الرآيق إللي تشوفه فيـه عطآهآ شيّ من الرآحـه والطمأنينـه لإمكآنيّة إستجآبته وبسهوله للي تبيـه ..

ألصقت شفتيهآ المكتنزه بوسط رآحته اليسرى تآركه أثر قلوسهآ الوردي بقبلتهآ النآعمـه لبآطن كفـه ..
....: لمآ ترجـع الليل إن شآلله ..
حآوط خصرهآ الممشوق بيديه إللي ثبتو على عظمتي آلحوض الجآنبيه عندهآ ملصق طرف خشمه الطويل الحآد لمآ بين عيونهآ بـ همس دآفئ , مُغري ومُثير: لمآ أرجع الليل بسوي شيّ ثآنـي ..
إنعقدوآ حآجبيهآ مبعده جبينهآ عن ملآمسة طرف خشمه له وعيونهآ قد سألت سؤآلهآ ليجآوبهآ هو بخفوت: قولي وش إللي تبينـه آلحين ..

صدت عنه بوجههآ تتحسس عنقهآ من الجآنب الأيمن بـ فمّ مطبق قهراً ..
أقسى شعور جآرح ومؤلم هذآ هو إللي تحسّه مع رآئـف أو تحسـه المرأه في المطلق بعلآقتهآ مع الرجـل .. هو إحسآسهآ بـ حآجتـه الشهوآنيه فقط لهـآ ..
المرآت المعدوده إللي جمعتهم سوآ مآكآنت إلآ ليلاً , لقضآء حآجتـه .. حآجته هو فقـط ..
تحسّ نفسهآ مستهلكـه وبقوّه لأجل إرضآءه .. مثل المآكينه الـ آليّـه تعمـل .. بلآ مشآعر أو عوآطـف .. بدون حُـبّ , إحسآس , أو حتى رغبـه ........ شآعريّـه !

ببآلهآ آلحين صورتيـن .. حوريّـه وطبيعـة علآقتهآ بـ رآئـف , هل تمآثلهـآ بـ البؤس إللي تعيشـه مع هآلرجل البدآئـي أو فيه شيئ بعلآقتهم مختلـف !
الصوره الثآنيه مآكآنت إلآ لـ تغريد أختهآ .. صورتهآ وهي مفرقه أصآبع يسرآهآ والألمآسـه تلمـع بـ بنصرهآ .. ألمآسـة مآلك إلي أهدآهآ لهآ لنفس المنآسبه إللي من المفترض إن رآئف يهآديهآ فيهآ لو بـ كلمــه !
رآئف مآيختلف كثير عن مآلك , للحين تتذكر محآدثة حوريه مع نسمه وسعآدتهآ البآلغه بـ هديّـة رآئف لهآ .. السلسآل الرقيق الحآمـل لـ حرفـه الألمآسـي ....... حول عنق حوريـه , مثل الخآتم حول بنصـر تغريد !

....: أبي أشتغـل يآرآئـف

إنعقدوآ حآجبيه لـوهله توّه مآستوعب إللي أفصحت عنه بهآللحظـه في حين نآظرته هي بـ جمود آلنظره إللي مآطوّلت لأنهآ إنحدرت لـ وسطهآ يوم أفلتهآ من حصآره الوآهـن وبآقي الإستفهآم بعيونه ..
إرتدت خطوه للخلف مصدره له الجآنب الأيسر من كآمل جسمهآ تنآظر بـ السرير قدآمهآ: هذآ هو طلبــي
قوس شفتيه لأسفل بعدم فهم: شلون يعنـي تشتغليـن !

....: أشتغل عآدي .. أتوظـف بـ وظيفـه
....: إيه مآفهمت للحين .. ليش تبين تشتغلين ! فيه شيّ نآقصك !
أطبقت شفتيهآ بـ القوّه وكأن هآلشيّ كآن بـ إعتبآرهآ مسبقاً , النظريه إللي يتفق عليهآ - غآلب - الرجال وهي التفسير الخآطئ لرغبة المرأه بـ التوظـف ... إنه إحتيآج مآدي أكثر منه إحتيآج معنوي لإثبآت نفسهآ .... قبآل نفسهـآ ...
إلتفتت له بهدوء وبوجههآ إبتسآمه هآدئه , قصيره .. مفتعله: لآزم يكون شيّ نآقصني يعنـي !
إرتفعوآ كتفيـه بعدم فهم: هذآ المفروض ! وش الغرض من الوظيفـه إلآ الرآتب بـ آخر الشهـر .. وش إللي يحدك إنتي !

إرتفعوآ حآجبيهآ بـ بلآهه كآذبه إستنكآراً لـ نظريته المحدوده والدونيّه عن الحآجه للتوظف , الإستنكآر إللي مآدآم كثير لأنه نهآه بـ رفض قآطـع , جآزم , وحآد: مآفيـه شغــل
ضيقت عيونهآ إستنكآراً: كيف يعنـي !!
عطآهآ ظهره ينآظر تمآم شكله بـ المرآيه سآفههآ: إللي سمعتيـه ...
بـ ثآنيه تجمعت الدموع بعيونهآ .. هي دآرين الشخصيّه القويّـه , الحآزمه والمتمكنـه , طموحهآ ممتد إلآ مآلآنهآيـه .. آلحين رآئف وبكلمـه وآحده , نآفيـه , قآطعـه .. قآدر إنه يهد هآلسقف الشآهـق , ملقي عليهآ حكمه المؤبـد إعدآماً لكـل آمآلهآ وطموحآتهآ لـ إثبآت نفسهآ بـ الشيّ إللي يرضيهآ نفسياً قبل مآيكون لهآ فيه حآجـه مآديـه ...

....: وإيش فآيدة الدرآسه هذي إللي درستهآ أجل
رآئف: وش دخل الدرآسه الحين بـ الوظيفـه !
دآرين: الطريق للوظيفـه هو الدرآسـه ! وش فآيدة شهآدآتي هذي كلهـآ !
قوس فمه بلآ مبآلآه: تمقليهـــآ
إرتفع حآجبهآ الأيسر إستنكآر بـ حده وكأنهآ تتوعده بهآلنظره الحآقده إللي رمقتهآ فيه والظآهر إنهآ مآعجبته أبدّ لأنه أكمل ببرود مُستفز: ولآ تبين أقولك بليهآ وإشربي مويتهآ !
كورت قبضتيهآ بقهر مكبوت رآصه على فكيّهآ بقوة غيظهآ المتأجج دآخلياً , طلعت نبرتهآ وآهنه , مرتجفـه .. معلنة بوآدر الإنهيآر: وليش أجل سمحت لي أكمـل درآسـه ! إنت بنفسك إللي خذيتني معك لنـدن لأجل أنهيهـآ ...

رفع بوكـه وجوآله عن طآولة التسريحه منبههآ بسبآبته اليسرى الممتده تجآههآ: درآسه ع العين والرآس , لو عمرك كله تفنينه وإنتي تدرسين مآمنعتك .. لكن شغل وتوظيف ومدري إيش ؟ لآ .. صعبـه هذي وأبيك تنسينهآ .. ماعندي حريم يشتغلون

دآرين: وليش صعبـه ! وين الصعوبه أصلاً مآنيب فآهمـه
سفههآ معرض عنهآ صوب بآب الغرفه طآلع منهآ: إنتهينـآ
لحقته بخطوآت متسآرعه وقد علت نبرتهآ المهزوزه أشبه بـ الصرآخ موقفته: إنت أسآساً ليش رآفض ! وينه المنطـق برفضـك
إلتفت لهآ مضيق عيونه رآمقهآ بنظره توعديّه , التوعد إللي صرح عنه لفظاً بـ جفآف: قصري حسّك يآدآرين وإلزمـي حـدك

بلعت ريقهآ برمشآت متوآليه لجفونهآ تمنع إنهيآرهآ اللي على الوشك: لآزم نتفآهـم .. من وين لك تسمح لي بـ الدرآسه ومن وين تمنع أتوظـف !
شهق نفس حآنق إتسعت معه فتحتي خشمه وهو رآص على أسنآنه مجآوبهآ ببرود: إللي أبيك تعرفينـه زين إن مآعندي تفآهـم ..

عطآهآ ظهره متوجه لبآب الجنآح الرئيسي موقف قبآله قبل تمتد يده ويفتحه ملتفت عليهآ نصف إلتفآته – ببرود سحق معه أي ذرة أمل بـ النقآش والتفآهم مو بس الإستجآبه والموآفقه - : وتحمـدي ربـك على هآلدرآسه إللي أكملتيهـآ ..... – غيرك - إنحـرم منهــآ , وإنتي فآهمــــه ................



/
/
/
/
/
/


بوآحد من مجآلسهم وإللي نآدراً مآيجتمعون فيـه , كآن مخصص على الأغلـب للجلسآت الشتويـه .. وآلسبب هو إلتفآتهم حول آلتدفئـه اليدويـه ..
كآنت حفـره عميقـه بوسط الأرضيّـه البورسيلينيّـه !
حآوطهآ بنآء قصير دآئري من الطوب الأحمر .. وبدآخـل الحفـره حطب مشتعـل !
الإضآءه كآنت معتمـه كلياً إلآ من نور الشعله الناريه ..

كلتآ يديـه كآنوآ على بطنـه بـ أصآبع مُشبكـه , نظره للسقـف وهو ممدد كآمل جسده على السجّآده آلفرو الكثيفـه النآعمـه بـ الأرض ..
على وضعـه من قرآبـة السآعـه لحد الوقت إللي قرروآ فيـه مقآطعة خلوته ومشآركته جلستـه ..

....: مآشآلله مآشآلله وش ذا الزيـن , وش ذا الدفـآ
مآل برآسه مبتسم بـ خِفّـه ليشوفهآ هي وبنتهآ إللي متقدمتهآ بخطوآت أشبه بـ الركـض لحد مآستقرت جآلسه على ركبتيهآ عند رآسه من ورآه رآفعه له كفيّهآ الصغيرين مفرقه أصآبعهآ بـ تنبيه: ترآ يدينـي متجمممممممـده , وش رآيك أخرعك واحطهم على خدودك !!

بقق عيونه إللي قآلبهآ لـ فوق لأجل ينآظرهآ وهي جآلسه ورآ رآسه: يآويلـك إن سويتيهآ
ضربته بخفه من منتصف جبينه بـ إبتسآمه مشآكسه: أمذح أمذح
بسرعه أبعد رآسه عن يدهآ البآرده وإللي صدق على قولتهآ كآنت متجمده بحركه نآفره إقشعر بسببهآ وجهه نتيجـة آلصقيع إللي لآمس بشرته الدآفئه: بنــــــــت
فدوى: ههههه قلتلك يدي متجمده

مسكهآ من معصمهآ ملففهآ حوله بـ إستجآبه منهآ وهي تزحف على ركبتيهآ لحد مآقربهآ موقفهآ قبآل السور الطوبي المحيط بـ الشعله: دفي يدينك أول وبعدين نتفآهم
فدوى: هههههه
تدخلت أصآله إللي جلست بـ الأرض جمبه موقفه على ركبتيهآ مثل بنتهآ موجهه كفيهآ المفرودين تجآه النآر طآلبه آلدفآ: وإنت من أول هنـي تتدفـى ومحدن دآري عنـك
سند: هذآكم دريتـوآ , منو علمكم
أصآله: فدوى هنـي يعني المخآبرآت الأمريكيّه , مآلقتك بـ الفرندآ قآمت تحوس وتدورك
فدوى: ثنـد ثـح ليش إنت اليوم مو جآلث برآ !!

أطبق فمه بـ ضيق وهو يتذكر جلستـه الخآرجيّه إللي على الأغلب مآرح تزيده إلآ بؤس .. شوفتهآ البعيده من مكآنه بـ الفرندآ وهي مقآبله له من مكآنهآ بـ البلكون وش ممكن يكون عوآقبهآ ! هآلإحسآس إللي مآوصفّـه إلآ بكلمـة – غبـي , ومرآهق – لوين ممكن يوصل مدآه !
الأرجـح إنه لبعيـد إن سمح هو لنفسـه بـ التمآدي .. ولذلك كآن قرآره آلحتمي هو الإنسحآب من بدآية آلموضوع قبل يبدآ ... هذآ إن كآن صدق توه مآبتدآ !

....: حسيت اليوم الجوّ برد شوي بزيآده
جلسه أصآله جمبه مستعقده: يآشيــخ !
فدوى: إكذب غيرهآ , مآثدقنآ
هددتهآ أصآله بنظرة عيونهآ وهي تخزهآ: بنــت عيـب ! أحد يكذب خآلـه !
فدوى: إيه , لأنه يكذب
بققت عيونهآ لآخرهم هآلبنت مآتجيب لهآ إلآ الفشيله: بنـــــــــت !!

إبتعدت عن الشعله ومشت زحف على ركبتيهآ لحد مآستقرت جآلسه أخيراً ورآ رآسه وتمت تمسجه له بـ أصآبعهآ الصغيره إللي خللتهم بين خصلآت شعره الغزيره: ثنـد أثلاً مآيحث بـ البرد , واليوم ذي كل يوم , البرد نفثه نفثه مآذآد , وش الثبب الحقيقي ! هآه ! يللآ قـول
مسكهآ من معصميهآ ثنينآتهم: وإنتي يآلعجوز متى يمديه الوآحد يسوي شيّ ومآيخآف منك !
نآظر أصآله أخته مكمل: وآلله مآخآف من أحد بهآلديره بكبرهآ غير من بنتك ذي أعوذ بآلله , حشى هذي مـره
فدوى: لآتتهرب , هآه جآوب
سند: وإنتو تسمون هذآ برد بآلله ؟ مآشفتو البرد صدق بـ مصر .. شيّ ينخر عظآمك نخـر ..
أصآله: من جــد !
سند: بلـى .. أجوآء الشتآء هذي عندكم بـ مصر هي الأجوآء الخريفيه ..

قآلهآ وبلحظه إنتقل تفكيره كآمل لـ وردهـ وصورتهآ بـ البلكون وجملتهآ له بـ الأمس عن عشقهآ لهآلجوّ .. شلون من قبل مآستنكر وقفتهآ المطوله بهالفضآء البآرد .. أكيد إللي يحسّه هي بـ المثل تحسّـه , مآفرق معهم ثنينآتهم شتآء السعوديه مقآرنتة بـ شتآء مصـر ... ثنينآتهم نآشئيـن بـ مصـر ... مو بـ السعوديه ..!
فكت معصميهآ من قبضتيه الخفيفه وردت تمسج له مره ثآنيه بس هآلمره لوحي كتفيه العريضين مو رآسه: ثند إنت مآصرت تقعد معآنآ كثير ذي أول إيش إللي غيرك ترآني ذعلآنه منك

إبتسم من قلب على سوآتهآ , هآلبنت هي سبب سعآدته الوحيده بآلنسبه للوضع الرآهن إللي يعيشـه من ضغوط نفسيّه وعضليّه قآعده تتكآلب عليه من كل صوب وحدب , مآيتم ينتهي من سآلفه إلآ والثآنيه بذيلهآ وهذي هي الحين تمآرس عليه سحرهآ بـ التدليك , أصآبعهآ الصغيره المنتفخه مثل البلسم الشآفي لكل الآمـه .. محترفـة تدليـك , تدري مضبوط وينه نبض الألم وبـ أي منطقه وتدلكـه له بمنتهى آللطف والرقّـه .. سأل نفسه بهآللحظـه , هآلبنت يآترى وش مستقبهآ ؟ أي مهنه رح تمتهنهآ ؟

طلبهآ بـ هدوء وهو مغمض عيونه برآحه وإنتشآء: آآآآآآآخ لبى قلبك يآقلب خآلك فديتك , إيه فيدو تكفين دلكي لي هنـي .. إيه هني هني – قآلهآ وهي تقبص له كتفيه بـ الملتقى مع عنقـه الضخم –
فدوى: كذآ حلـو
سند: وأحلآ من الحلـو بـعـد ..

أصآله: هههههه ... هلآ يمّـآ
قآلتهآ أصآله وهي مبتسمـه على حآل سند إللي رآح فيهآ من لمسآت فدوى بدخول أمهآ عليهم ومآسرع مآنتبه سند لترحيب أصآله فتح عيونه ينآظر ورآه وبسرعه إستقعد بـ جلسته لتلحقه هي بـ إشآره من يدهآ اليمنى حآثته يلتزم وضعه: مثل مآ إنت .. عآدي
مآرد سند إلآ بحركه نآفيه من شفته المطبقتين لترد هي وتكمل بعدمآ سحبت لهآ كرسي هزآز من الخوص مقربته من الشعلـه وجلست عليه ممدده كآمل جسمهآ: عـآدي يمّـك خذ رآحتـك مآفيهآ شيّ

لأول مره يستشعر هآلحميميه بنبرة الأم – جوآهر – وكذلك أصآله إللي إنفغر فمهآ بفتحه قصيره مصحوبه بشبح إبتسآمه على جملة أمهآ لـ سنـد , هذآ بخلآف جلستهآ معه بنفس المكآن آلحيـن ... وهذي سآبقـه ..
مآلقى نفسه بـ الأخير إلآ وشيّ ضعيف ووآهن قآعد يسحبه من كتفيه جآبره على الإستلقآء بـ الأرض بنبره طفوليه نآعمه: خــلآآآآص نآم يلآ خلينـي أمثـجك
نآظرتهآ جدتهآ جوآهر بـ ابتسآمه قصيره من بدت تمسج له لوحي كتفيه بعدمآ إستقر رآسه على آلمخده الصغيره مربعة الشكل بـ الأرض في صمت مصحوب بـ إستغرآب وشيّ من عدم الفهم لـ إسلوب زوجـة أبوه آلمتغير ولأول مـره ..

هو مآينكر إنه مآشآف منهآ أي معآمله سيئـه أو عدم إحترآم أو حتى عدم قبول لتوآجده بينهم ورغبه في إبتعآده عنهم .. كل مآوصله منهآ هو تحآشي تــآم وعدم إحتكآك , سوآ بـ المقآبلـه المبآشره أو حتى بـ الطفيف من الكلآم .. حآلهآ حآل بنتهآ سآلي ..
كذلك الموضوع بـ النسبه لهآ , هي بنيتهآ فعلاً مآفي أي نقـم تجآهه أو نفور منه وعدم تقبل لوجود .. الموضوع بـ النسبه لهآ مآشكّل أي فرق ..
مآتحسّ بـ أي إحسآس سلبي بـ كون هآلولد هو البكر لـ زوجهآ من ضُرتهآ السآبقـه إللي مآقد إجتمعت معهآ أبـدّ ..
فضلت التجآهل عن الإنخرآط معـه .. مآثلتهآ سآلي بهآلشيّ وعآكسهآ مآلك وأصآله وفدوى بنتهآ إلآ إن تأثير سنـد كآن كبير , وآضـح وملحوظ ومآيقدر أحد ينكر إيجآبيته على كل من بآلبيـت .. إبتدآءاً من أصآله إللي كآنت أول المرحبين بـ وجوده .. تحسّهآ آلحين إنسآنه غير , مشعـه تفآءل وطآقه إيجآبيه للحين مآتدري وش سببهآ وهذآ هو السؤآل إللي تبي الحين تسألهآ عنـه , إنتقآلاً لبنتهآ فدوى وإللي بسبب خآلهآ سنـد فقط قدرت حآلياً تحصل على الإستقرآر المكآنـي ببيتهآ مع أمهآ ووسط عآئلتهآ .. أهل زوج أصآله مرّ إسبوع كآمل من بعد إنقطآعهآ عنهم ومآحد تعنـى حتى بـ السؤآل , كون البنت بخير , سليمه ومعآفآه ومآبهآ شيّ يمنع زيآرتهآ الإسبوعيّه عنهم وإللي ولأول مره تنقطع فيهآ عنهـم ! كآن صآدق فعلاً بـ ظنونـه , وكآمل العقـل والمنطق إللي سوّآه .. تلآه مآلك إللي هو المشكلـه الأعظم بحيآتهم .. سيئ السمعـه , فآسد الخُلق , رديئ الفعآيـل , منحط السوآيآ .. كل يوم والتآلي كآن بمصيبه شكل , مآركه مسجلـه بـ أقسآم الشرطه ودوريّآت الهيئـه وهم مآغير يرقعون من ورآهـ , آلحين هو بقمـة إلتزآمـه , والسبب الريئسي هو إجبآر هآلأخ الأكبر له وحرصه على متآبعته والإشرآف على كآمل أفعآله إللي تبدلت بشكل جذري .. وصولاً لـ سآلي إللي بآقي موضوع إرتبآطهآ مُعلـق , بس على الأرجح إن إسم سند رح يتم محفور بذآكرة سآلي إنه أول شخص وجه لهآ لطمـة الصحوّه !

هذآ بشكل خآص لمحيط العآئله الصغيره , على المستوى الأكبر كآن تحمله مسئولية إسم من أضخم الأسمآء بسوق المآل والتجآره .. عآمر المُرشـد .. وإللي لولآه هو , هو فقـط من بعد آلله ولآ كآن زمآنهم بـ خبر كآنَ , شيّ للحين عقلهآ غير قآدر على إستيعآبه .. إستيعآب مصيبتهم إللي كآنت على شفآ حفـره من الوقوع فيهـآ .. لولآهـ ... !

أصآله لـ بنتهآ بتمثيل للزعل ومشآركتهآ فيه: وأنآ بعد مثلك زعلآنه منـه , مطنشنآ هآلأيآم
سند: يعننك مآتدرين هآلأيآم وشهو إللي مشغلنـي عنكم ! مآتتعذرين لي أجل !
طيرت عيونهآ بمعنى إن مآلهآ دخل وهي تدخل إظفر إبهآمهآ تحت كل إظفر من أصآبع يمنآهآ: مآعندك وقت دقيقتين تسألني فيهم وش سويت بموضوع الجريـده ؟
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم سآئلهآ بهمس: أي جريـده !

لوت فمهآ بـ إستيآء: هآ .. شفـت ! وبعد نآسي
فدوى: لآ لآ , هينآ إنت غلطآن يآثنـد , ومآنك معذور أبد أبد أبد
سكت لحظآت بنفس الملآمح المتجهمه تفكيراً بآللي غآب عن ذهنـه بس وآجب عليهم عذره ولو بآلشيّ القليل مقآرنة بآللي يمّر فيـه , لحظآت إللي قضآهآ مستغرق بـ التفكير لحد مآنحلت عقدة حآجبيه موسع عيونه بتعبير إللي إهتدى أخيراً للجوآب , أغمض عيونه من بعدهآ بـ تأنيب للنفس عآض على شفته السفلى مردد جملته بـ هدوء وتأني وكأنه يسمع شيّ حآفظه: العمود , الفآرغ , بـ جريدة , الفجـر !

رفعت أصآله حآجب وآحد لآويه فمهآ المطبق بـ إستيآء في حين تأهبت ملآمح أمهآ بـ إنتبآه للقصد من ورآء الكلآم , أرجع هو عيونه قآلبهآ لفوق بـ شفتين مطبقتين بـ لوم للنفس وتأنيب بينمآ لعبت له فدوى حآجبيهآ شآده شفتيهآ بـ تعبير مآكر وقصدهآ منه بـ جملتهآ المعتآده " رآحت عليـك يآحِلـو ! "
مسح منتصف جبينه برآحته اليمنى: آآآآخ مدري شلون طآفني هآلشيّ
نآظرت أصآله بـ أظآفر يدهآ اليمنى: مآلومك أشغآلك وآجد وطبيعي تلتهي
سند: ههههه يعننك زعلآنه !
إتسع فمهآ بـ إبتسآمه صآدقه: مقدر أزعـل .. الفضل بـ الأخير من بعد آلله هو إنـت ..
سند: وش إلي صـآر طيب ؟ جآك الرد ولآ بآقي

نآظرته بـ مكر مضيقه عيونهآ: يآحبيبي العمود الفآرغ هذآك أول .. الحين مشغـول , وبـ إسمـي – قآلتهآ بشيّ من الغرور وهي تنفض شعرهآ عن كتفهآ لورآ ظهرهآ بينمآ ضحك هو مُردف - : هههههه يآذي الحركـه
فدوى: هذي حركة الوآثقآت من نفثهـم
إنعقدوآ حآجبيه بخفه مبتسم وشيّ من الإستغرآب بوجهه: من جــد !
قلبت فدوى عيونهآ: إيه من جد , هذي أشيآء الرجآل مآيعرفونهآ
سفههآ سند يكلم أصآله: هآ علمينـي وش صآر , يآزينهآ علومك أخيراً أسمع شيّ يبرد القلب
إقتربت عليه أصآله خطوه وهي مربعه تهز رآسهآ بحمآسة الطفل وإنفعآله: جآني إيميل بـ الموآفقه هذآ بيوم , يومن ثآني وصلني إيميل بس هآلمره شخصـي تخيّل من مــن !!
سألهآ وإبتسآمه بآهته بوجهه: مـن ؟!

صفقت بيديهآ متشدقه وعيونهآ تلمع ببهجه هآمسه له بـ الجوآب وهي مبققه عيونهآ البآسمه: بسّــآم نآصر عبدآلله
ضم شفتيه مآطهم لقدآم بتعبير المتفآجئ: أووووه , لآ إنتي وصلتـي خلآص
إسقعد بجلسته إهتمآماً للأخبآر السنعه إللي تقولهآ أخته متحسس ظهر يد فدوى على لوح كتفه الأيمن: فيدو يآقلبي مسجي لي ظهري
غصباً عنهآ أم مآلك إبتسمت من طلب سند لـ فدوى إللي وقفت على ركبتيهآ مبوزه: يآثند ظهرك مره طويل وأنآ لآذم أوقف رجولي تعورني , نآم أحثن
سند: معليه بس شوي خل أركز بسآلفة مآمآ أول .. – نآظر أصآله مكمل كلآمه لهآ – هآ وش إللي صـآر !

أصآله وعيونهآ تنقلهآ مآبين سند وأمهآ بسعآده بآلغه متأججه من عيونهآ البنيّه اللآمعه , شآبكه أصآبعهآ ببعضهم بتعبير الخجول: يوم الإثنين الجآي إن شآلله بتنشر أولى كتآبآتي .. طلب مني مجموعه وهو بيختآر منهـم الأصلح للنشر كبدآيه لـي .. تخيلوآ ! تخيلـوآ إن بسّآم نآصر عبدآلله بنفسّـه وبشخصـه إهو إللي كلمنـي ! رئيـس التحرير ! الصحفي المعروف المشهور .. هذآ بس اللي مآشفته إلآ بلقآءآته التلفيزونيّه .. آآخ يآزينـه , مآشآلله عليـه لبـق بـ الكلآم والحوآر , صدق شخص رآقي ومتحضـر , ثقآفتـه عآليـه .. لو تشوفني يآسند قبل أرد عليـه بـ أي كلمه أقعد أعيدهآ قرآءه مية مره أخآف تكون غلـط ولآ إجآبه مآهيب بمكآنهآ , قلبي للحين يدق بقوه إنصرعت مدري شفيني هههههه

سحبهآ سند من رآسهآ مميلهآ عليه وبدوره هو إنحنى عليهآ طآبع قبلته العميقه بشعرهآ الحريري المسدول مبتسم لهآ بـ صدق تقديراً لإحسآسهآ الرقيق وفرحتهآ العآرمه بهآلشيّ الكبير إللي يصير لهآ وكآن بعيد كمآ الحلـم صعب آلتحقيـق , صعب التخيل إنه وآقـع .. وآلحيـن يصيـر
أمهآ بـ إبتسآمه: مآشآلله وكل ذآ من متى وأنآ مدري عنه !
أصآله: يممممممــآآآآ وش أقول بس وكل من بهآلبيت ملتهي بشغلـه , إنتي مع سآلي من كم يوم ملآزمتهآ ومآبغيت أعلمكم بشيّ زي كذآ وإنتم مهمومين بقصّـة سآلي ومـآلـ ..... بغيت تكمل قصدهآ مآلك وتغريد إلآ إنهآ بترت كلآمهآ متدآركه عدم معرفة أمهآ بآللي صآر بين مآلك وزوجتـه يوم شآفتهآ هآربهآ منه محتميه بـ سند , وللحين السبب عنهآ مجهـول ومآهتمت تسأل خصوصاً بعدمآ ردت وشآفت الأحوآل بين أخوهآ وزوجته على خير مايرام .. وآلتغيير الظآهري إللي شآفته أمس بـ شكل تغريد أكبر دليل على تعدل مزآجهآ كلياً للأفضـل .. وكذلك مآلـك إللي ردّت فيه الروح من بعـد ثقـل هـمّ كآلجبــل !

رفعت أمهآ حآجب وآحد بـ ثقه وغرور مبتسمه: مآشآلله , بيصير عندنآ كآتبـه معروفـه وإسمهآ بـ الجرآيـد !
أصآله: ههههه تونـي عآد مآصرت معروفـه , لآتبآلغين من آلحين يمّآ خل نشوف وش بيصير
فدوى: مآمآ إنتي ممكن تكونين مشهوره وتطلعين في التلفذيون ذي بثّـآم هذآ وإحنآ نقعد نتفرج عليكي !
خبت أصآله وجههآ بيدينهآ مستحيه وإبتسآمه عرضه شآقه وجههآ عيت تفآرقه: ههههه لآحوووول إنتم شفيكم
سند: ههههه وإنتي ليش مستحيه ! إيه هذآ ممكن يصير ليش لآ
أصآله وكأنهآ تذكرت شيّ: صح سنـد طلبتك بآلله
جآوبهآ بسرعه: تـمّ يـ الغلآ

شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمة إمتنآن صآدقه: جعلني مآ أبكيـك .. أستآذ بسّآم طلب مقآبلتي بـ الجريده يوم السبت إن شآلله السآعه 9 الصبآح , مقدر أروح بروحي أبيك معـي
قوس فمه كرد فعي بديهي: أبشــري
رمشت بتوآلي وبعدهآ مبتسمه وكأن الدنيآ أبوبهآ إللي طآل إنغلآقهآ بوجههآ آلحين تتفتح لهآ: يآربي شكثـر مستآنسـه
تركت فدوى سند ومشت لأمهآ محآوطه عنقهآ بذرآعيهآ القصيرين ملصقه فمهآ الصغير بـ خد أصآله طآبعه عليه قبلتهآ الشرسـه: أممممممـووآآآح يآرب دآيماً تكوني مثتآنثــه , أنآ أحبك يآمآمآ
حضنتهآ أصآلهآ بعدمآ بآستهآ على كلآ خديهآ بآلقوّه وكأنهآ تشفطهم: وأنآ أموووت فيكـي يآقلب مآمآ

سند وإللي غصباً عنه أخذه الطآري لمكآن وآحـد .. لـ وردهـ
كل شيّ حوله يحسّه بـ الأخير يقوده لهآ , كل شيّ حوله مرتبط فيهـآ ..
هذآ الكآتب المعروف بسّآم نآصر عبدآلله , مآغيره هو أخو آدم نآصر عبدآلله .. خطيب وردهـ !
شيئاً بدآخلـه إنقبض أشبـه بـ إحسآس الغيـظ وإنفعآل القهـر .. شيئاً بدآخلـه نآقم على هذآ المدعـو آدم , وشيئاً بدآخلـه كآن أهـدى , وأعقـل , وأحرص على إرشآده للمنطـق , وللصوآب .. آمرهـ بصرف النظر كلياً عن الصور المتدآخلـه إللي مآيشوف فيهم إلآ هآلوردهـ , عن آلصوت الخبيث بـ أذونه وإللي مآيتردد فيه غير صدى إسم وردهـ ... عن رغبـة النفس الدنئيـه إللي تقودهـ , بشـدهـ , وبعنـف , بلآ تحكم أو سيطـره , وبلآ هودآهـ .... إلى وردهـ , ووردهـ فقـط !


....: سنـد أبيــك شــويّ !
إرتفعت الأنظآر الأربع كلهآ مستقره عليهآ بـ إهتمآم من دخلت بلآ سلآم مُلقيه جملتهآ بـ جفآف معتآد ..
لحظآت من الصمت الجمآعي , الإستغرآبي والإستنكآري .. قطعته الصغيره فدوى ببرآءه وهي تأشر لهآ بيمنآهآ تقرب عليهم: تعآلي ثآلـي إقعدي معآنآ المكآن هينآ دآفـي مـره
أطبقت سآلي فمهآ بنفآذ صبر محركه نظرهآ يمنـه بتجآهل لجميعهم على إثره إرتفع حآجبه الأيسر بـ إستفهآم سآئلهآ: خيــر !

نآظرته من موقعهآ مكتفه ذرآعيهآ: أبيـك شويّ .......... – نآظرت الكل بنظره سريعه ثم أكملت بـ تشديد – بروحنـــآ
سفههآ بتعمد وآضح مجآوبهآ ببرود: مآظنتي فيه شيّ مشترك بينآتنآ يستدعي الإنفرآد
فكت ذرآعيهآ من تكتيفتهم مكوره قبضتيهآ بقهر رآصه على أسنآنهآ: عندي إللي أقوله لك , وأبيه على إنفرآد
بلل شفتيه قآصد بآللي بيقوله إثآرة الدرجه القصوى من إستفزآزهآ وهو دآري إنه بيظل أقل القليل من إللي تستحقه هآلمتغطرسه: مآبه أغرآب , تكلمي وش عندك

رمقته بنظره متوعده برهنت له إنه مآفيهآ رجـآ , وحلآل فيهآ هآلمعآمله الدنئيه إللي يفرضهآ عليهآ , عطآهآ نظرة إحتقآر مُردف من بعدهآ ببرود: مآتستآهلين أتعنى لك وأقوم من مكآني .. – ضيق عيونه مكمل بنبره خآفته أكثر – وتدريـن ؟ مآني مهتم أعرف وش إللي تبينـه أصلاً , ولآ أبي أعرفـه
إرتفعوآ حآجبي أم مآلك بهزه سريعه مخفضه بصرهآ لشعلة الحطب , برغم قسوة سنـد والحده إللي يعآمل فيهآ سآلي إلآ إنه يظل هو الحل الوحيد والأسلم , وكأنه هو الوحيد إللي عرف نقطـة التوآصل الصحيحـه مع هآلسآلي القآسيـه .. المتجبره .. والمتعنتـه .. آثرت إلتزآم الصمت وعدم التدخل في حين شددت أصآله من إحتضآنهآ لبنتهآ إلي جلست بحجرهآ ..

الوضع عند سآلي كآن مغآير تمآماً , كتلة من الإشتعآل مثل إللي تشوفهآ الحين مشتعله قدآمهآ فهي متقده بدآخلهآ .. شيّ دآخلي يحرقهآ , شيّ دآخلي مشـروخ .. مجـروح وبقوّهـ .. شيّ دآخلـي من بعد الشرخ صآر جـرح ... أصبـح إنكسـآر !

طلع صوتهآ مبحوح مسحوب , مُحبـط وبآئس: مآ أبـي أتـرك سهــل
ردّ فعل موحد من قبل أمهآ وأختهآ أصآله إللي نآظروهآ بتفآجئ مآله مثيـل , أقرب للصدمه من هآلتصريح العلنـي برغبتهآ إللي مآكنت بـ الحسبآن !
ظنوآ وإنه بقرآر الإنفصآل هذآ هو رصآصة الرحمـه إللي أطلقهآ سُهيـل على علآقتهـم البآئسـه !

وإن المستفيد من هآلقرآر هو سآلـي , وخصوصاً إنه شيّ كآنت هي رآغبه فيـه ومن زمـن طويل , إلآ إنهآ مآلقت الفرصـه السآنحـه أو التبرير آلمقبول نسبياً إللي تقدر فيه توآجه أبوهـآ برغبتهآ في فض هذآ الإلتزآم الخآنق لهآ مع شخصن رآفضتـه تمآم الرفـض !
يمكن إللي منعهآ طوآل هآلمده هو خوفهـآ من أبوهـآ ! آلشخص السآدي , آلوحيد إللي تلقى نفسهآ بقمة عجزهآ وهوآنهآ قدآمـه !

آلحين هو طريح الفرآش لآحول له ولآ قوّه , وآلحين السبـه جت من طرف سُهيـل , يعني حتى وإن تعآفى أبوهآ من مصآبه فـ الملآم الوحيد هو سهيـل .. إذاً هي الرآبحـه في جميـع الأحوآل ...
لكن تصريحهآ الحآلـي ............!
خآنهم إدرآكهم عن تفسير طبيعـة مكنونـه والدآفع الحقيقـي من ورآه !
سند إللي مآهز فيه كلآمهآ شعره , مآل رآسه ميله خفيفه مضيق عيونه وكأنه مآسمع سآئلهآ تعيد كلآمهآ: إيــــش !!!
بلعت ريقهآ رآفعه ذقنهآ إدعآءاً لتمآسكهآ: قلت مآ أبـي ..... أترك سهــل

قلب عيونه مغمضهم وعلى طرف فمه إبتسآمه هآزئه مجآوبهآ بسخريه: يآحليلــك .. – إحتدت نظرته لهآ من بعد كلمته مكمل بـ جفآف سآئلهآ - : ليش هو الموضوع بكيفـك !
ضيقت عيونهآ مستفهمه الإستفهآم إللي تدآركه هو شآرحه بتفصيل مهين أكثر علّهآ تصحى من غيبوبة ثقته الزآيده بنفسهآ: وإنتي بـ الإسآس إللي تركتيه لأجل الحين ترجعين بكلآمك ومآتبين ! حبيبتـــي إصحـي على نفســك ... إهـو إللي تركـك , الرجآل عآفــك مآيبيــك – أطلق زفره هآزئه أشبه بـ الضحكه القصيره السآخره صآد عنهآ بوجهه ينآظر بـ شعلة الحطب قدآمه – هــــه , قآلك مآتبي تتركـه !

كمّ إهآنآت متوآليـه قآعد يسددهآ هآلسند عديم الإحسآس لقلبهآ الضعيف الوآهـن .. إحسآس الرفض هذآ أقسى إحسآس ممكن تحسّه شخصيّه مغروره متكبره مثلهآ إلآ إن سنـد كآنت قسوته عليهآ مضآعفـه , هي بـ الأخير أخته وإهو الغريب , شلون يكون موقفه بهآلسلبيـه معهآ ! .. أدمعت عيونهآ المتورمه إثر بكآءهآ المتوآصل طآلبته بـ ترجي بآئس .. كآنت بموقف من أغرب ممآ يكون , شيّ أول مره تشوفـه فيهآ أمهآ وأختهآ وبنت أختهآ , شيّ صآبهم بـ ذهول عآتـي , شيّ من عدم التصديق كون هذي هي سآلي نفسهآ المعتزه بنفسهآ وكرآمتهآ , سآلي إللي دموعهآ عندهآ أعزّ من أعز مآيكون , آلحين منهآره وبهآلشكل المهين , تترجى وتتوسل: مآ أبيه يتركنـــي .. مآ أبـــي سهـــل يتركنــــي .. مو بكيفـــه .. أنآ خطيبتـه , وأبيــــه .. وإنت لآزم توقفــه عند حده وعند إللي يبيـــه ..

إرتفع حآجبه إستهزآءاً: وآلله ! صــدق ! وش تبيني أسوي يعنـي ! أغصب الرجّآل على شيئن مآيبيـه ! أجبره عليـك مثلمآ العآم اجبـره أبوك ؟
أعلنت دموعهآ الإستسلآم منهآله سيول على خديهآ المحمرين ضآربه الأرض برجلهآ إعترآضاً طفولياً ورغبة منهآ التمسك بآلشيّ إلي توهآ الحين تحسّ بقيمته: مآهــــوب شغلــــي .. إغصبـه , هــدده .. قول إنك بتفصلـه من الشغـل .. أي شــيّ .. مآلــي دخـــل .. سهـــل خطيبــــي وأنآ أبيــــــــــه , أبيـــــــه تفهــــم !! أبيــــــــــــه

همست فدوى لأمهآ وقد تقوس فمهآ وتكرمش وجههآ الطفولي وشكلهآ بتبكي على بكآء خآلتهآ سآلي مستجديه بـ أمهآ: مـآآآمـــآآآ
.....: آششششش – أسكتتهآ أصآله بهمس وهي تشدد من إحتضآنهآ لهآ آلوقت إللي كآنت أم أصآله نفسهآ مبتسمه بخآطرهآ - !
مآ أسعدهآ ضعف بنتهآ وإنهيآرهآ .. سعآدتهآ كآنت إعترآف سآلي أخيراً بآلشيّ إللي دآم مستنكـر ومرفوض لمدة سنـه كآملـه ..
أطبقت فمهآ في صمت وهي تشوف مشآده حآده من كلآ الطرفيـن , إنفعآل بنتهآ وبرود إبن زوجهـآ إللي لوى فمه إستيآءاً سآفههآ بنظرآتهآ المصوبه للحطب المشتعل: أهدده بفصلـه من الشغـل ! أبشـرك إنه بنفسـه قدم لي إستقآلـته

فنجلت أصآله عيونهآ فآغره فمهآ لآخره في حين ضيقت سآلي عيونهآ أقصآهم بصدمه هآمسه برفض إستنكآري: إيــــش !!
نآظرهآ سند ببرود مأكد على كلآمه: عسآك آلحين مستآنسـه ؟
سآلي: مستحيـــل
سند: ليش الأخت مفكره كل النآس عبيـد آللقمـه ! مآيجبرهم إلآ القرش ! مآتنحني روسهم إلآ للدرآهم !
أطلقت صرختهآ النآفيه إعترآضاً بعدم تصديق وهي في قمة إنهيآرهآ النفسي: مستحيـــــــــــــل

صدر لهآ جآنب وجهه الأيسر لآوي فمه بـ إستيآء: الرجّآل عآفـك وعآف كل شيّ يمد لك بـ صلـه .. إحفظـي البآقي من كرآمتك إن كآن لهآ بآقي وإقبلـي بآللي صآر من سكـآت
سحبت على شعرهآ الكثيف القصير بقوّه مرجعته لورآ ووجههآ يقطر منه الحسره بعيون معتصره من الندم تلوم عليه بـ أسى ومرآره بنبرتهآ الحزينه البآكيه: ليــش يآسنـــــد ........ ليييييـــش

إرتفعوآ حآجبيه إدعآءاً للبلآهه بـ إستهبآل: ليـش أنـآ !!! – تبدلت ملآمحه لـ جمود رآمقهآ بنظرآت نآريّه , حآده ومرعبه , أشبـه بـ التحذير , مكمل بـ نبره بآرده أنهت على المتبقي عندهآ – لآتلومين علي سوآتـك , سوآت يدينك لآتلوميـن إلآ نفســك عليهـــآ ..............




/
/



======
-----------
======

نهآية الفصل التآسع والعشرون
<<قرآءة ممتعـه إن شآءلله

:::

حلم الحياه 14-08-16 03:51 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الثلآثون



و الله ما طلعت شمسٌ ولآ غربت
إلآ و حبّـك مقـرون بأنفاسـي
ولآ خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم
إلآ و أنت حديثي بين جلآســي
ولآ ذكرتك محزوناً و لآ فَرِحا
إلآ و أنت بقلبي بين وسوآســـي
ولآ هممت بشرب المآء من عطش
إلآ رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـــآسِ
ولو قدرتُ على الإتيآن جئتـُكم
سعياً على الوجه .. أو مشياً على الرآسِ
ويآ فتى الحيّ إن غّنيت لي طرباً
فغّنـني وأسفاً من قلبك القآســـي
مآ لي وللنآس كم يلحونني سفهاً
ديني لنفسي .. و دين النآس للنـــآسِ



/
/



أخفض بصره عن السآعه الجدآريّه المعلقـه مبآشرة أمآم عيونـه من موقعه على كرسيه ورآء مكتبـه الكلآسيكي , بسيط التصميم , بني آللون من خشّب الزآن الدآكن ..
أظلمت عيونه بـ إبتسآمه حسيّه تشييداً بدقـة الميعآد وإنضبآطـه ..

إتفآق الموعـد كآن - التآسعـه حكـم صبآح السبـت - .. السآعه قدآمه مشيره عقآربهآ لـ للتآسعـه إلآ ثلآث دقآئـق !
تأهب بـ جلسـته المستقيمـه إستعدآداً للمقآبلـه بعدمآ عطآه السكرتير العلم بـ وصـول إثنيـن من آل المُرشـد .. رجـل وإمرأه !

بـ دخولهم ثنينآتهم مع سكرتيره , وقف تقديراً لحضورهم فآرد ذرآعه الأيمن بآسط كفـه كـ إشآره يحييهم فيهآ للتقدم تجآهه كلاً على كرسي من الكرسيين المتقآبلين لبعضهم قبآلة مكتبـه فآصل بينهم طآوله قزآزيه مربعة الشكـل آمر السكرتير بـ الإنصرآف ....

إبتسآمه مُريحه كآنت بوجهه وعيونه على ذآك الفآرع بـ طولـه المُهيب .. ملمحاً كآن شرقي أصيـل .. بدوي التقآسيم .. إلآ إن هيئتـه أبعد مآيكون عن البدآوه .. الخليجيّه , أو السعودهـ !
بنطلونـه قمآشي أسوّد .. قميصـه سمآوي دآخل بـ البنطلون يظهر حزآمه البني من فوقـه .. صدريّه سودآء مآثلت قمآش البنطلون , بقصـة صدر مثلثـه وآسعه , مزرره .. القطعه الأخيره كآنت بآلطـو بيـج طويـل لـ ركبتيـه منفرج شقيّـه ..
هذآ وينه ووين اللبآس السعودي الرسمـي ! آلثـوب , طآقيّه , غتره أو شمآغ .. والعقآل !

بدآخله فضول قآتل يمتد بصره لذيك الكتله السودآء متأنيـة الخطـى مستتره تمآماً ورآء ذآك الغريب شكلاً بـ لبآسـه !
لولآ الحشـم , إحترآم الذآت وقبلهآ إحترآم الفرض الدينـي وإلآ لـ إمتد بصره بـ شغف متأجج لـ هآلشخصيّه الأنثويـه الجريئـه كتآبياً !

بهدوء جلس على كرسيه بعدمآ جلسوآ ثنينآتهم قدآمه ليوصله بـ الأخير صوت هآلشخصيّه الغآمضـه جآمدة الملآمح: عسى المعآد مضبـوط !
إرتفعوآ حآجبيه بـ إبتسآمه: بـ الثآنيـــه .. مآشآلله , عآد مآشيّ أحب لنفسي إلآ الموآعيد المنضبطـه
....: هذآ التزآم .. وإذآ من أولهآ بـنقصر وش تآليـه !
قوس فمه بـ إعجآب , التعبير إللي تبدل بسرعه يوم ضيق عيونه إستفهآماً: أستآذ سنـد مـو !
....: إيه , سنــد ...... – سكت لثآنيه أتبعهآ بـ توضيح وكأنه قآصد هآلشيّ – سنــد المُرشـد

أرجع رآسه لـ ورآ رآفع ذقنه تفهماً: أهـآآ .. وآلنعـم وآلله .. حيآك
سند: وآلنعم فيك أستآذ بسّـآم .. – بسط يمينه الممتده صوب المقآبله له بـ إبتسآمه قآصد تعريفه عليهآ - : وهذي كآتبتنـآ .. أختـي .. أصآلـه المُرشـد

بسّآم وإللي كأنه أخيراً أتيحت له الفرصـه وبـ إذن صريح من حرمهآ سنـد لأجل تمتد عيونه لهآ .. آلفرصـه إللي كأنهآ وتقريباً خيبت آمآلـه ...
إمتد بصره ولكنـه مآلمـح شيّ ... بـ الحقيقــه ........... مآ لمــــح أيّ شيّ !
كتلـه من السوآد .. إبتدآءاً من عبآءة الرأس الفضفآضـه غير المحدده إطلآقاً لـ شيئ من بنيـة جسدهآ وتكوينـه .. هل هي صآحبـة جسد ممشوق مثآلـي .. بدينـه ممتلئـه .. أو متوسطـه مقبولـه !
وجههآ تمآماً معتـم , الأمـل بـ نظرة عيونهآ كآن معدوم حيث إنهآ كآنت تمآماً مختفيّه ورآء غطآ وجههآ الثقيـل ... أكمـل الستره قفآزآتهآ السودآء لكفي يديهآ المختفيـن ومعهم إختفـى أي إشآره عن لون بشرة هذي الأنثى المستتره .. بيضآء , سمرآء ..... أو خمريّـه ؟!

كآنت نظره سريعه وخآطفـه إلآ إنه ومن خلآلهآ قد إفترسهآ كلياً بحثاً عن أيّ شيّ يشبـع فيه فضول عيونـه لهذي الجريئـه جداً كتآبياً .... آلخجلـــه جداً .... ظآهرياً !!

....: وآلله يآ أستآذ سنـد شهآدتي بـ كتآبآت الأخت أصآله مجروحـه .. السهل الممتنـع .. نآقده ولكن بـ إحترآف وإمتهآن .. كثير إللي يسلكون درب النقد لأنه الأسهل والطريق الأقصـر للفت النظر كنك فآهم وش قصدي
أومأ سند رآسه إيجآباً وهو مستند بكوعه الأيسر لحآفة المكتب شآبك أصآبع يدينه ببعضهم تفهماً لقصد بسّآم إللي أكمل: بس إللي قرأته من كتآبآت الأخت أصآله شي رآقـي , ويُحترم ويستحـق فرصـه للنشـر ..
إتسع فمه بـ إبتسآمه وعيونه صوب أخته إللي أخفضت رآسهآ بزآوية 90 القآئمـه وكأنه درى مسبقاً عن خجلهآ وحيآهآ إللي وصل قمتـه من هآلمدح الصريـح ومن فمّ كآتب كبير هي بنفسهآ تعتبره قدوه لهآ مثل بسّآم .. نآصـر .. عبدآلله !
بسّآم إللي ضغط على زر طلع معه الصوت مُكبر مستدعي سكرتيره إللي دخل من فوره سآئلـه طلبـه .. الطلب إللي توجه به بسّآم لـ سنـد: وش إللي تشربونـه ..
بسرعه رفعت أصآله رآسهآ لـ سند بـ إنتبآه , ردّ الفعل إللي مآغآب أبدّ عن بسّآم وإللي أقصى طموحه الحين يسمـع منهآ كلمه بنبرة صوتهآ !
سند: آلله يعزك .. إعفينآ ومآعليك خلآف , مآنقدر نطول , عندك أشغآلك وحنآ بعد
بسّآم: وآلله مآيصير .. تآخذ وآجبك أول ..
أطبق فمه بـ هدوء شآهق من بعده نفس هآدئ , مستسلم: قهـوه تركيّه سآده .. بُنّ غآمـق

أومأ رآسه إيجآباً بسرعه وبوجهه إبتسآمه قصيره , مآلت عيونه لـ أخته كـ إشآره منهآ عن طلبهآ وإللي تبيـه وبخآطره أخيراً بيسمع صوتهآ ... التأمل إللي بآء بـ الفشـل .. لأنهآ حركت رآسهآ نفياً لـ سنـد .. سند إللي شد شفتيه بمعنى إن مآبيده حيلـه طآلبـه إحترآم رغبتهآ فـ إنهآ مآتبي شيّ ...
كمآ المستسلم وبـ خيبه أشر لـ سكرتيره طآلبـه إحضآر فنجآن آلقهوه التركيّـه ..... السآده ..
ومن طلع السكرتير إلآ وأحنى بسّآم جسمه يميناً فآتح درج من الأدرآج السفليه لمكتبه مطلع منهآ ملف خفيف مقدمـه لـ سند ..

الملف إللي إستلمه سند بعقدة حآجبين خفيفه وبوجهه الإستفهآم عن مكنون هآلشيّ .. الإستفهآم الفعلي إللي جآوب عليه بسّآم: هذآ العقـد .. أبيك تقرأه إنت والأخت أصآلـه وأبي توقيعهآ عليـه .. الجريده إسبوعيّه , إصدآر عددهآ بـ مشيئـة آلله يكون كل يوم إثنيـن .. هآلعمود الفآرغ بيخصص بـ إسم أصآله المُرشـد .. قآبل للتعديل بآلشروط إللي تنآسبكم .. إذآ مآتبي إسمهآ وتبي لقب .. أو إسم العآئله فقـط .. هذآ شيّ يرجـع لكم ... الغرض من العقد هو الإلتزآم بـ مقآل إسبوعي يسلم لي خلآل إلإسبوع من بعد يوم الإثنين وقبل يومين من النشر لأجل تتم مرآجعته قبل تحريره ...
سند وإللي كآنت عيونه تمرر وبتركيز شديد على كل كلمـه من بنود العقـد .. شرحـه , شروطـه .. وعقوبـة الإخلآف بـه لكل من الطرفيـن ...

أقفل الملف بهدوء وبوجهه إبتسآمه قصيره: إن شآلله مآيضطرنآ شيّ لهآلعقوبآت
أخفض بسّآم رآسه بـ ابتسآمه قصيره حآك أسفل خشمه بـ العقله الطرفيّه لسبآبته: ههههه هذي شكليآت مو أكثر ..
نآول سند الملف لـ أصآله مكلمهآ بنبره خفيضه أشبه بـ الهمس: إقريـه أول إذآ تبين ..
ضيق بسّآم عيونه في تأهب شديد لسمآع صوتهآ أخيراً إلآ إنهآ ومثل الفرص السآبقه .. خيبت آمآله يوم أشرت بيدهآ لـ سند بآسطه كفهآ الأيمن بـ وجهه ملصقه أصابعهآ ببعضهم كنآية عن إكتفآءهآ برضآه هو عن إللي قرآه وموآفقته ..
شيّ بدآخلـه بدآ بـ الحمـوّ , يحسّ نفسـه مثآر بـ ضيق مكبوت .. هذي شفيهآ .. ولآ شكل ولآ صوت ...
أطبق فمه وعيونه تدور بتفكير للشيّ الوحيد إللي ترآءى له بهآللحظـه .. إنهآ خرسـآء .. أيوآ , ولآ شلون أنثى وبهآلجرأه الكتآبيـه ولهآ صـوت , تتكلم .. الأكيد إن النقص التعبيري عندهآ بـ الكلآم تمّ تعويضـه كتآبياً !
إبتلع ريقه بـ هدوء مقآطع حديث النفس بخآطره وإللي مآصآبه إلآ بـ إحبآط من هآلإستنتآج السطحـي ... السآذج ....... والغريــب !

نآول سنـد قلم أسود بـ ابتسآمه قصيره هادئه: التوقيع إذآ مآعليكم أمـر
إستلم سند القلم ليلحقه بسّآم بنبره مآزحه: توقيع الأخت أصآلــه ههههه
سند: ههههه أبشـــر .. قآلهآ وهو يمد القلم لـ أصآله وبآقي الإبتسآمه بوجهه ..

أصآله وإللي كآنت بعآلم ثآني ودُنيآ غير .. طوفآن من المشآعر بدآخلهآ يعصـف .. أحآسيس كثير متدآخلـه , متضآربـه وبعنفوآن ..
سعآده , نشوه , تأمـل .. عدم تصديـق .. عدم إستيعآب .. ذهول .. إنبهآر .. ثقـه .. فخـر .. غرور .. حيآء .. وإنجـذآب !
الإنجذآب لـ صآحب هآلصوت الرخيـم الهآدئ .. رآسـخ , متأنـي .. ووآثـق .. رآقي .. ومتحضـر .. متزن , سآكـن .. وجآمـد .. ضحوك ........ وبآســم !

ضغطت أسفل القلم ومعه برز السن , الملف على وركيهآ .. إبتلعت ريقهآ بـ توتر وعيونهآ بـ مكآن التوقيـع .. جتّ بتثبت رآس القلم إلآ وإنزلق من يدهآ طآيح بـ الأرض ...
بتأهب إستقآم ظهرهآ وعيونهآ لآخرهم موسعه تنآظر بـ سند إللي من فوره قآم عن كرسيه رآفع القلم من الأرض مآده لهآ بـ إبتسآمه: خيــر خيــر
الإبتسآمه إللي مآقدرت تردهآ لـه , تحسّ كل شيّ فيهآ متشنـج , مُصلـب ومتيبـس ..

بحركه سريعه دآر القلم بين أصآبعهآ , شيّ من عدم التحكم تحسّـه بمسكتهآ للقلم وإللي مآكآن إستنتآجه إلآ الجوآنتـي أسود اللون بقمآشته الستآن الحريريه ...
بلآ تفكير رآغبه في الإنتهآء والخروج من هآلمكآن إللي خنقهآ بهآلكمّ الكبير من المشآعر المتخبطـه المندفـعه بـ التوآلي إحسآس ورآ الثآنـي .. فصخت قفآزهآ الأيمن وبسرعه طبعت إسمهآ كتآبياً مُرفق بـ توقيعهآ أسفلـه ...
الشيّ إللي معه تعلقت عيون بسّآم وبتركيز شديد .. تفحصي وثآقـب ..
ظآهر كفهآ أبيـض آللون .. خآلفت أخوهآ بـ سمآر بشرته القمحيّـه ..
أصآبعه نحيلـه , نعومتهآ وآضحـه .. أظآفرهآ مرتبه وبـ عنآيـه فآئقـه .. مصبوغـه بـ لون بُنـي دآكـن .. صآرخ ولآمـع !

إبتلع ريقه وشيّ من التوتر بقلبـه .. التوتر إللي إحتد يوم نآولت أخوهآ الملف مُردفه بـ نبره خفيضـه , خجولـه .. دآفئـه , مُتسآئلـه: كـذآ تمـآم ؟!
حرر نفسه المكتوم من صدره المنتفخ .. هآلفضول تجآه هـ الأصآلـه وإللي توقع إنه قد أشبعـه بمجرد رؤيـة الشيّ السطحـي البسيـط من ظآهر كفهآ .. أو نبرة صوتهآ مآزآده إلآ فضول أشـدّ وأعنـف سآئل نفسه سؤآله الأبلـه " هذي وش شكلهـــآ ؟! "

التسآؤل إللي إنتشله منه سند بدخول السكرتير بـ صينيه فضيّه صغيره فوقهآ فنجآن القهوه على صحنه الدآئري وبجآنبه كآس مويـه طويل وشفآف: شيّ ثآني غير هذآ التوقيـع ؟
رمش بتوآلي في محآوله من يجمع شتآت نفسه وعيونه على سكرتيره إللي طلع من مكتبه - مجآوبه بـ إبتسآمه قصيره مآسرع مآختفت وهو يستلم منه الملف - : لآ مآفيــه .. كذآ نقول ع البركــه ..
شدّ سنه شفتيه المطبقه بـ إبتسآمه هآدئه مجآوبه: آلله يتمم بـ الخيـر .. – نآظر بـ أخته مكمل وبوجهه بآقي الإبتسآمه - : مبــروك أصآلـه ..

بسرعه إنتقلت عيونه لهآ بلمحه خآطفه إنتظآراً منهآ لرد المبآركه إلآ إنهآ آثرت آلصمت بـ إيمآءة رآس إيجآبيّه مآصآبتـه إلآ بـ إحبآط مضآعــف !
وبـ همّ إنتقلت عيونه لـ سند إللي رشف أول رشفه من فنجآن قهوته: فآلكم خيـر إنشآلله .. عآد وآجب أدعيك لعقيقـة إبني آلبكـر .. آلجمعه إن شآلله .. ووآجب حضورك
إرتفعوآ حآجبيه بـ تفآجئ من طلب بسّآم في حين إلتفتت له أصآله بسرعه وكأن الإستفهآم بوجه سند نفسه إللي بوجههآ إلآ إنه بسرعه تبدد يوم إستقرت عيونهآ على ذيك الكتلـه المهيبـه بـ جلستها ورآء آلمكتـب ...
يظهر من نصفه العلوي إنه نحيل البنيّـه .. بوجهه شيّ من السمآحه والبشآشـه .. مُريـح شكلاً .. أبيض البشـره , هآدئ الملآمـح .. مُشذب الذقـن والعوآرض بـ رتآبـه جذآبـه .. سوآلفـه الجآنبيّه يظهـر بهآ شيّ من الشيب الأبيض .. الخفيف والبآهت ..

بلحظه إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستغرآب .. إبنـه البكـر ! ترآءى لهآ إن له من الأولآد الكثير وبـ عُمـر كبيـر ..
لوت فمهآ يسآراً بـ تفكير " ليش هو كمّ عُمـره ؟ "
سند وإللي توّه يحسّ بـ عمره والسرعه السآحقه إللي بسببهآ قآعد ينخرط بـ العلآقآت الإجتمآعيّـه .. بـ ظرف شهرين أو أقل قدر يثبت إسمـه كونه البكر لـ عآمر المُرشـد .. سنـده حآمل الإسم والمسئوليـه ...
أطبق فمه بـ إبتسآمه ظآهريه لـ بسّآم يبآركـه ولده البِكـر ملبياً لـ دعوته , الإبتسآمه إللي أخفى فيهآ همّـه دآخلياً .. مآهوب أبدّ من النوعيّة الإجتمآعيـه , المجيب للدعوآت , سهـل الإنخرآط بآلمنآسبآت .. إلآ إنه وكل موآفقتـه لأجـل عيــن أصآلــه .. ولأجـل عيــن ........... تكـرم مدينـــه ..


/
/


ظهراً من نفس اليوم ..
سحب الحبل الخرزي فضي آللون المتدلي من الأبآجوره الإستيل الطوليّـه مثبته بـ الأرض ومتدليـه بـ إنحنآءه قوسيّه على مكتبـه المعدنـي من النيكـل اللآمـع مقفل إضآءتهآ البيضآء إللي وضح آلفرق من بعدهآ , برغم صبآحيّة آلتوقيت إلآ إن الغرفه عآتمـه , ويرجع هآلشيّ لموقع جنآحه من القصـر وإنه بـ الجآنب الآخر , البعيد تمآماً عن زوآيآ سقوط أشعة الشمس ووصولهآ له , مآثله بهآلخآصيّه موقع جنآح رآئــف المُظلـم .. من فوقه مبآشره !

حمل على سآعده الأيسر الأقـلآسيـه الضخـم الحآوي لكل تصآميمـه الورقيّـه وفوقـه آيبآدهـ أبيض آللون ...
الأيبآد إللي إنزلق من فوق الأقلآسيـه لمسآفه متريـه قصيره قدآمـه يرآقبـه بصدمـه إمتلآ بهآ وجهه فآغر فمه بفتحة الذهول الصغيره موسـع عيونـه برفض للي صآر .. التعبير بوجهه كآن مثل إللي يصيح بـ صمت مآنع الشيّ من حدوثه – لآآآآآآآآآ - ... إلآ إن كتفيـه إرتفعوآ بـ شدّه أقفل معهآ عيونه مطبق شفتيه إللي صآروآ خطّ بعدمآ وصلـه صوت تهشـمّ القزآز !
بـ التصوير البطيئ فتح عيونه وكأنه غآصب نفسـه , مآيبي يتأكد ويشوف فعلاً حقيقة إلي توّه وصآر .... إلآ إنه للأســف صآر ...
إنعقدوآ حآجبيه بوجه كظيم متكدر وهو يشوف شآشة أيبآده قد تحولـت لـ بـوردهـ بيضآء ..

أرجع رآسه مغمض عيونه بـ عضة ندم على شفته السفلى " آلله يلعــــــ ....... – نفث نفس حآنق من خشمه رآص على فكيّه بقهر بآتر لعنـه قبل تمآم لفظه منزل الأقلآسيه بقوه غآضبه على طرف مكتبه , مكمل بنفس النبره المغتآظه وده لو يكفخ نفسـه .. الأيبآد الحآوي لكل تصميمآته رآح آلحين هو وكل محتوآه أدرآج الريآح ..."

ضرب طرف مكتبه بقبضته اليمنى الغآضبه وهو يلف من حولـه .. جلس على كرسيه الإستيل مخرم الظهـر بـ فتحآت دورآنيّه صغيره حآني ظهره للأدرآج على الجآنب الأيمن من المكتب يحوس فيهآ .. يقفل درج ويفتح الثآني لحد مآستقر أخيرا عآلشيّ إللي يبيـه بـ الدرج الأخير الثآلـث ..
سحب لآبتوبـه العريض أبيض آللون فآتحه بـ حده والفلآشه النيكليـه بقبضته اليسرى الخآنقه ..

إعتصر ذقنه بيمنآه زآفر نفس حآنق من فتحتي خشمه إللي ضآقوآ بصبر نآفذ وعيونه ثآقبـه مصوبـه وبحده صوب الدآئره التحميليـه لبدآيـة تشغيـل الجهآز إللي طآل وقته ومآفتح ..
أطبق فمه بعقدة حآجبين مستفهمـه بعدمآ أمآل الجهآز للجآنب الأيمن ينآظر بـ منفذ الأقرآص إللي يضوي لونـه بـ إشآره صفرآء آللون مذبذبه وصوت دورآن القرص وآضـح ...

تقوس فمه بـ إستغرآب من طبيعة الشيّ إللي يدور مصدر هآلصوت .. صآر له شهور مآستخدم لآبتوبـه وآلحين يُفآجئ بوجود - سي دي - دآخل آلمنفذ وشكلـه هو آلمتسبب ببطئ فتح الجهآز إللي علـق مكمـل على بآقي القليل من صبره ..
ردّ وضرب طرف المكتب بقبضته اليمنى موقف عن كرسيه مقفل شآشة اللآبتوب بـ حده إن قسى فيهآ أكثر لنكسرت الشآشـه بـ انطبآقهآ على شقّ الأزرآر ..
رفعه فوق الأقلآسيه بـ تشديد إحتضآنه هآلمره خوفاً من تكرآر الحآدثه إللي يشوف بآقي نتيجتهآ بـ الأرض تحتـه ..
قطـع صآلة جنآحـه حيوي آلتصميم , بـ ألوآن دهآنآته أو تصميم أثآثـه ... مودرن , سيمبل ونورمآل ... آلوآنه مآبين الأبيض , الأزرق السمآوي .. والأخضر العشبـي ..

سحب على شآشة جوآله إللي علت نغمته مجآوبه بـ حنق: هـــآآآ
آلطرف الثآني على الخط إللي إستنكر جفآف نبرته: أعوذ بآلله ... شهآلأخلآق !
أطبق فمه بقهر طآلع من جنآحه بخطوآت متسآبقه بـ الممر الرخآمي: وآئل وللي يعآفيك .. موصله معي وأبـــدّ مآلي خلق .. توه الأيبآد رآح وآطيهآ – مدري شفيني إنزلق صآرت الشآشه دقيق – هذآ شيّ يضحك إنت ووجهك ؟ - لآ توني بـ البيت , بـمر رآئف أول – يآخي مدري أخوي ومآشوفه أبدّ , آلحين بمره الشركه وآلله يعين – لآآ أشوى التصآميم معي بـ الفلآش – إيه إيه – خلص مآعليه .. سلآم – سلآم ...

قطع ثوآني الإنتظآر السريعه الخآطفه بـ الأسنسير وعيونه على اللمبه الفسفوريه المذبذبه وصوت القرص بعده يدور , لآوي فمه المطبق بـ إمتعآض وإبهآمه الأيمن مآوقف ضغط على الزر الصغير قآصد فتح المنفذ إلآ إنه مآيستجيب " شفيـه ذآ اللآبتوب الغبــيّ !! ليتني مآجبتـه كآن خليتـه ..... "

توّ مآنفتح البآب إلآ ويشهـد على مشهـد تمثيلـي متقن الأدآء والتأثيـر ...
كتلـه من السوآد كمآ الفرآشـه الطآئره تخطي خطوآتهآ الرآكضـه بـ حمآسه طفوليـه وإندفآع وكأنهآ على الهوآء سآيره طآلعه من المصعد المقآبل للمصعد إللي طلع هو منه بـ الجهه المقآبله وبنفس التوقيت .. مطلقـه صرختهآ العآليـه المجللـه بـ صخب مُدويّ بعدمآ وقفت قرآبة الخمس ثوآني تضرب رجولهآ الثنتين بـ الأرض وكآنهآ وآقفه على جمـر ملتهـب , مآوقفت ولآهدت لثآنيه صرخآتهآ المدويّه المتوآصلـه !

على الطرف الثآني عند مدخل البيت إللي إستقر عليه نظره .. كتله ثآنيه من السوآد كآشفة الوجـه .. مفرقه مآبين سآقيهآ فآرده ذرآعيهآ بـ فم منفغـر أقصـآه وملآمـح إختلط عليـه تفسيرهآ هل فرحــه وصلت معهآ لـ المنتهـى .. ولآ رعـب وصل معهآ لـ أقصآه !

....: نسمـــــــــآآآآآآآآهـــ
....: حورريـّــــــآآآآآآهـــ

بـ فزع بقق عيونـه إللي ثبتت على ثنينآتهم ضآمين بـعض من بعـد صرآخ متوآصـل ظن معـه إصآبته بـ الصمـم وهو يحسّ بذآك الطنين المؤلم لـ طبوله بتردد لصدى الصوت الصآرخ بـ المدخل الفسيح الرخآمـي !

همس وآلذهول بوجهه بآهت آللون شآحب الملآمح " وآلصصصمــــــخ إن شآآآآللـــــــــــــه ! "
بقمّة الدرج الرخآمـي آلعريض بـ انتصآف صآلة المدخل , علـت نبرته صآرخـه , حآده ومزمجره بخلآف نبرة رآمز المأخوذه بـ الصدمه: بنــــــــــت إنتـــــي ويّآهــــــــــآآ

إرتفعت الرؤوس الثلآث لذآك إللي وآقف بمنتصف الدرج , عيونه حمرآء قآدحـه بـ الشرر مرسلـه إنذرآت حسيّـه متوعـده للثنتين إللي إلتصقت كتوفهم ببعضهآ موسعين عيونهم لآخرهآ بوجه ملآه آلخوف والإرتعآب ...

أطبق رآمز فمّه بشمآته " هيـّـن تستآهلـون على ذآ الصرآخ يآلمهبّــل ... "
مشى خطوآته الهآدئـه صوب آلبآب الخشبـي آلعريـض للمدخـل إللي وقفوآ ثنينآتهم على أعتآبه متسمرين بعيون مترقبـه خطوآت ذآك إللي أقبل صوبهم بوجه مكفهـر منقل عيونه مآبينهم برفعة حآجب إستنكآريّه فيهآ من الغضب الكثير: خير إنتي ويّآهآ ؟ وش ذآ الصرآخ !

وقف رآمز جمب أخوه رآمقهم بنظرة مشمئزه تأكيداً على الإستفهام بنفس حدة الإستنكآر ..
على وضعهم وكأنهم بـ الرجم المشهود تلبسوآ .. بلعت حوريه ريقهآ مخفضه بصرهآ في خجـل من موآجهـة – أحمـد – وبمثل هآلموقف المُخزي ..
نسمه وإللي وترهآ بدآيتاً نظرآت أحمد الغآضبـه إلآ إنهآ وبسرعه ردت لوضعهآ رآمقته بنظره تحقيريّه كعآدتهآ , مآتحشّم إخوآنهآ وإن كآن الكبير منهم – أحمد – وهم بـ المقآبـل مآيفرق معهم آلوضع كثير بحكم كونهآ هي أنثآهم آلوحيده .. آلصغيره وآلمُدلله ..
تخصرت بيمنآهآ رآفعه حآجب وآحد: مشتآقين لبعـض .. شدرآك إنت وشكلك أصلاً نآسي إني فآرقتكم وتزوجـت .. كنت مسآفره وتونـي رآده .. أستآآآذ أحمـد – قآلتهآ بطنآزه ممرره عيونهآ على كآمل هيئة أخوههآ أردفت من بعدهآ بنفس الطنآزه رآمقه ذآك إللي تعدآ أحمد طولاً بنفس النظره المشمئزه - : وإنت كمآن أستآذ رآمــز طآل عمرك
طير رآمز عيونه وبوجهه تعبير المدعي للإنقرآف: مآصدقنآ وإفتكينآ ؟ شللي ردك إنتي !
أحمد: وش ذآ الشوق كلبوه ؟ شدعوى الصيآح الحين وإنتم مشتآقيـن ؟ شقلة الحيآ هذي انتي وياها !!

شدت حور شفتهآ السفلى بـ إعتذآر حسي لآحظه رآمز إللي إبتسم على برآءة شكلهآ وأحمد إللي أطبق فمه مغتآظ , مآيشوف قدآمه إلآ بزريـن .. ذولي أبعد مآيكون عن إنهم يكونوآ حرمتيـن ... متزوجآت وعلى كتوفهـم مسئوليـة علآقـه كآملـه لـ رجـل وبيـت !
هزّ رآسه نفياً بـ قلة حيله هآمس بـ إحبآط: آلله يهديكــن بــس ...
قآلهآ ثم أعرض عنهم طآلع من البآب ...

من ورآه رآمز إللي رمقهم بنظره مشمئزه إصطنآعاً بـ همس خآفت شبه مسموع: صدق قليلآت حيـآ ..
ضيقت حور عيونهآ بـ حِقد , آلنظره الجريئـه إللي سددتهآ لعيونه بلآ خوف .. يتمّ رآمز هو الوحيد من بعد سيف إللي تآخذ رآحتهآ فـ التعآمل القليل جداَ وآلسطحي للغآيـه إللي ربطهـم ... حتى إن وجوده قدآمهآ أو شوفته مآتوترهآ مثل وجود رآئف زوجهآ أو شوفتـه !
نسمه إللي إرتفعت شفتهآ العلويه بـ احتقار سآحبه حور من مرفقهآ الأيسر: إمشي حـور مآعليك منه

إرتفعوآ حآجبيه إستخفآفاً بـ تعبير – وآلله ! – لترد هي عليه مضيقه عيونهآ قآصده إثآرة إستفزآزه بتعبيرهآ الطفولي المشآغب: إيه حنـآ قليلآت حيـآ .. شعندك يلآ قولـه .. تدري !!! لحظه لحظه .. لآ تقولـه .. مآيهمنآ أصلاً ..
تقدمت خطوه سآحبه حور ورآهآ من معصمهآ الأيسر: إمشي حور يلآ .. ذولي حتى مآتعنوآ يتحمدوآ سلآمتي من السفـر .. مآيستآهلون أكون أختهـم أصلاً

تقوس فمه بـ إبتسآمه محبطـه من خبآل أخته وبنت خآلته هآز رآسه نفياً بـ قلة حيله وبقلبـه دعوة الهدآيـه لثنينآتهم وإللي قآلهآ أخوه أحمد قبل يطلع ...
أقفل البآب من ورآه بـ هدوء وعيونه لكتفي أخوه إللي سبقـه فآتح بآب سيآرته آلمرسيدس آلسودآء طآلبه من مكآنه بصوت جآهر: لحظـــه

وقف أحمد قبل يدخل سيآرته بعقدة حآجبين من تأثير أشعة شمس الظهيره على عيونه والنآدره جداً بهآلأجوآء الشتويّه .. إلآ إن جوّ اليوم كآن لطيف نسبياً .. تم مكانه لحد إقتراب رآمز منه مكمل بـ إبتسآمه: كفـوو .. بس مب وآآجد , كآن سطرتهم وبردت حرتي
أغمض أحمد عيونه مطبق فمه وكنه مآيبي يتذكر: وللي يعآفيك
رآمز: ههههه
أحمد: يآخي بنت خآلتك ذي مرة أخوك .. عجزت أوفق بينهآ وبين رآئف !
ضرب رآمز جبينه وهو يضحك: هههههه وأنآ أشهـد
قوس فمه بعدم فهم: أبدّ مآيركبون لبعض .. خآطري أعرف رآئف شلون متحمل تصرفآتهآ هذي ! جد بزر .. لآ وأختك الثآنيـه بعد .. يآصبـر الأرض , ذولي بيجلطون ريآجيلهم

قآل جملته بخفوت والتسآؤل بوجهه عن طبيعة العلآقه بين رآئف وحور , وبين نسمه وعُديّ .. وشلون رجلين نآضجين بشخصيآت رآئف وعُدي الثقيلـه المتزنـه قآدرين يتعآيشون مع ثنتين مخفآت زآحفآت مثل حـور ونسمـه !
إحتدت نظرآته بـ إستنكآر رآمقه بنظره مستفهمه لضحكـه القوي وإللي معه شوي ويتسدح: شللي يضحكك إنت بعـد ! إستخفيت مثلهـم !
مسك جآنب وسطه الأيمن مرجع رآسه لورآ ينآظر بـ السمآ وبآقي بسمته المكتومه بـ وجهه: آآآآآآآهـ عورني جمبـي مـ الضحك .. صدق وآلله آلله لآيبلآنـآ هههههه
أحمد: إنت بكبرك مخـفّ وش ترتجي إلآ وحده مثل أختك وبنت خآلتك
رفع حآجبه الأيسر بـ تحدي: آقولهآ لك وبـ ثقـه ... شيخة البنآت هي حلآلي وأم عيآلي ...
قوس أحمد فمه منقرف: مآعندك سآلفه .. أنآ رآيـح

رآمز: جد وآلله , ترآ الوضع يجي بـ العكس ههههه , لحظه لحظه طآلع معك أبي رآئـف بـ شغله ..
أحمد: شغـل وشهـو !
إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه مطبق فمه , آلتعبير إللي أوضحه بوجهه قبل يجآوبه وشيّ من اليأس بصوته: جآ آليوم إللي أطلب فيه آلدعم منكم
لوى أحمد فمه المزموم يمنـه وكنه درى عن نتيجة هآلمحآوله: آحفظ مآء وجهك أحسـن

....: إنت كذآ رآيك ؟
أحمد: من أول خيرنآك .. وإنت طلبت نصيبك منفصل بذآ الشركه إللي فتحتهآ والمصنع .. شغلك كلش منفصل عنآ وطلآل متوعدك كنك نآسي تهديده لك إن سألتنآ شيّ بعدمآ تآخذ نصيبك
رآمز: مآنيب طآلبن منكم شيّ , أبي بس إسم مؤسسة آل مآلكـي إسبونسر لشغلي الجديد .. بس الإسم
أحمد: ومنو بينولك هآللي ببآلك ؟ ليكون رآئف ؟ لآ المصيبه الأكبر يكون طلآل ؟ طلآل إن درآ توطآك .. وتدري إنه من أول ومنقهر من ذي الشغلـه إللي تشتغلهآ
رآمز: طلبتـك

سفهه أحمد وجآ بيدخل سيآرته إلآ ودفّ رآمز البآب لقدآم قآصد يقفله مآنعه من الدخول: طلبتك وأنآ أخوك
أغمض عيونه مطلق زفرته البآئسه إذ إن مآبيده حيله: تدري إن مآلي دخـل .. وطلبك ذآ خصوصاً مقدر عليه
سأله رآمز بقهر: شلون يعني مآتقدر عليـه .. أحمد إنت الكبيـر .. مو رآئف ولآ طلآل
أحمد: الكبير بس مآلي دخل ولآ صلآحيّـه .. أنآ محآمـي المؤسسه ومستشآرهآ القآنوني .. أي شيّ ثآنـي ... وكـــــــــل شيّ , فهو بيد رآئـف وأبو فيصـل .. فآهـم !
قآلهآ مردفهآ برفع كفيه بآسط رآحتيه بوضع الإستسلآم وإن مآبيده حيله في حين أطلق رآمز زفرته المحبطه وعيونه بقمـة النخلـه شآهقة الإرتفآع قدآمه: بــحـــآآول
أطبق أحمد فمّه بـ إحباط مجآوبه بـ خفوت: بكيفـك .. هآ بتطـع معـي !
مرر رآمز عيونه على سيآرة أخوه وشيّ من اليأس وخيبة الأمل بوجهه: لآ بطلع بسيآرتي .. لآزم أمـرّ شركتـي تآلـي ..

ضربه أحمد بخفه من كتفه الأيمن بيسرآه قآصد يهون عليه: تشجـع يآبطـل ههههه
إرتفعوآ حآجبيـه بتعبير أبلـه من طنآزة أخوه عليـه .. إبتلع من بعدهآ ريقه هآمس بـ هـمّ وهو يرتد خطوآت خلفيّه فآسح الطريق لسيآرة أخوه بـ أخذ الملف والإستدآره: يآلله إنك تعيــــــــن ....


/
/

/

بنفس المحيط .. قصر المآلكي
دآخلياً ..

أبعدت نفسهآ بنفور وآضح مطلقه آهتهآ المتألمه بـ عتب: آآآآهــ نسمـــه
نآظرتهآ وآلخوف بعيونهآ: بسم آلله عليك , شفيـك !
تحسست ذرآعهآ الأيسر بعدمآ فكته من تطويقة نسمه له وكأنهآ طفل متعلق بـ أمه خآيف الفكآك والإبتعآد: درآعـي لسه بيوقنـي وإنتي شديتيـه قآمـد
دآرت فمهآ المفتوح بيدهآ اليمنى إللي رفعتهآ فوقه سآئلتهآ وآلتفآجئ بوجههآ: وإنتي ذرآعك بعده يعورك !
....: آهـ لِسّـه , أدعي عليه بـ إيه أخوكـي !
ضيقت نسمه عيونهآ بـ كُره هآمسه وكأنهآ تكلّم نفسهآ: المتوحـــش !

....: يآلهوي يآنسمه أحمد لمآ زعـأ فينآ إتخضيت قآمد وأول مره أخآف منـو
بسرعه ملت الإبتسآمه العريضه كآمل وجههآ: لآآآآ حرآم عليك , أحمد طيوب .. زي أخوك عُمر كذآ بـ الضبط
بوزت معقده حآجبيهآ بعدم إقتنآع لتكمل نسمه بـ إبتسآمه بعدمآ إلتفتت من ورآهآ لتصير على يمينهآ متعلقه بذرآعهآ الأيمن السليم: وآلله .. مآحد من إخوآني قآسي غير رآئف على فكره وهذآ من ردى حظك خخخخ
رمقتهآ بنظره مشمئزه من طرف عينهآ اليمنى: يآفرحتي
نسمه: ههههه أمزح أمزح , حتى رآئف طيوب بس مو مره خخخخ
أطبقت فمهآ بقهر: أنآ بئـول تخرسي أحسن ولآ إيه رأيك ؟
نسمه: ههههه إيه وأنآ أقول نفس الشيّ
حور: بس بقد إتخضيت , أول مره أشوف أحمد متعصب كدآ

ضيقت نسمه عيونهآ بـ كُره: لآ والحقير رآمز يزيدهآ أعرفه يحب يشعلل الموآضيع ويقعد يتفرج من بعيد
حوريه: ههههه إنتي وآخده على إخوآتك أوي بتشتميهم كدآ عآدي مئدرش أعمل كدآ مع عُمر أو نـقم أبداً
شدت فمهآ المطبق بـ طفش: مليون مره أقولك إسمهآ إخوآني مو إخوآتي
حوريه: فـ مصر معندنآش إخوآن وإخوآت , هيّآ أخوآت وخلآص للبنآت والأولآد ريحي نفسك بئـه
نسمه: مدري متى بتفكينآ من مصر والهرج المصري ذآ , خلآص تزوجتي رآئف يعني حُكم مؤبـد تعيشين هنآ بـ السعوديه لين تنقبرين فيهآ .. بعد عُمر طويل إن شآلله يآقلبي , جعلهآ دآرينوه قبلك ههههه

وقفوآ على مقربه من البآب – المروحه – ( بآب بـ شقين , قصير , كآشف عمآ ورآه من فوقـه وأسفله , تدفه يردّ لكـ بسرعه ) , شآده حور نسمه من عبآيتهآ منبهتهآ بـ إبتسآمه مشآغبه هآمسه لهآ وعيونهآ على البآب: هـووششش , آسكتي خآلص لحسن تكون موقوده
طيرت عيونهآ بـ تململ: يآليـــل ..

بـ خطوآت مشآكسه تنقز على أطرآفهآ لحد مآوصلت للبآب مآطه رقبتهآ من فوقه ومآسرع مآلتفتت ورآهآ بـ إبتسآمه هآمسه: مش موقوده مش موقود
أرخت كتوفهآ مطيره عيونهآ زآفره نفس مسموع بـ إرتيآح: أششششوى ..
قآلتهآ ثم وقفت ورآ حور إللي فتحت شقي البآب فآرده زرآعيهآ عن جآنبي جسمهآ مطبقه فمهآ الصغير إللي صآر نقطـه بوجههآ مشآغب التعآبير وهي مبققه عيونهآ كآتمه بسمتهآ لينآظرونهآ ثنينآتهم بـ إستغرآب , سألت – مرآم – من بعدهآ: شفيـــك !

سفهتهآ شروق مآسكه جمبهآ الأيمن بـ تعب: ذي من خلتهآ نسمه وتزوجت وهي منهبلـه
قوست مرآم فمهآ بـ إستغرآب مآسرع مآتبدد بعقدة حآجبين حآده سآئلتهآ وهي بآقي على وضعهآ بنفس الشكل: إنتي شفيـــك جنيتـي !
حوريه: يعني لو نسمـه قت أنآ ممكـن أعئـل !
شروق: ع أسآس نسمه هي سِت العآقلين يعني مآشآلله !
سفهتهآ مرآم هآزه رآسهآ بقلة حيله: إنتي مآمنك رجـآ

تمت حور على وضعهآ لـ ثوآني لحد مآتكلمت نسمه مدعيّه الحزن بصوتهآ: هـذي مقآبله تستقبلوني فيهآ يعني !!
بسرعه إلتفتوآ ثنينآتهم والصدمه بوجيههم لتستقر عيونهم المفنجله على ذيك الوآقفه جمب حور , ضآمه يديهآ لبعضهم بوسط جسمهآ مطأطأه رآسهآ , شكلهآ كمآ الخآطئ المعترف خجلاً بـ ذنبـه لتوقف مرآم بسرعه مقبله صوبهآ بخطوآت متردده: نسسسمــــــــه !
رفعت رآسهآ مقوسه فمهآ إدعآءاً للزعل لتضمهآ مرآم بقوّه: آلله يآخذ عقولكن , وش هآلحركآت !
حبت نسمه من خديهآ بآلقوّه ومآسرع مآرمقتهآ بنظره متوعده مطبقه فيهآ فمهآ بآلقوّه: وإنتي من أول متخبيه ورآ هذي إللي مسويّه نفسهآ تمثآل المسيح بـ البرآزيل
وصلهم صوت شروق المتعب بـ ضحكه مرهقه ويبين أنفآسهآ اللآهثـه وكأنهآ قآطعه مسآفة أميآل وهي تمشي مو مجرد مترين ثلآث !

....: ههههه كفو يآم فيصل , وآلله خوش معلومآتك الجغرآفيّه
رمقتهآ مرآم بنظره إحتقآر مُردفه بـ فخر: لولآ زوآجي ولآ كآني الحين مُربّية أجيآل , أدرسهم تآريخ وجغرآفيآ
طلعت نسمه لسانها بتعبير منقرف: وع , أشوى إنك تزوجتي أجل
حوريه: ههههه أه وآللهي صح
قربت نسمه من شروق قآطعه المسآفه القصير بينهم ضآمتهآ بـ حرآره متحسسه ظهرهآ وهي تحبهآ من خديهآ: كيفـك آلحيــن !
شروق: آآآآهـ مثل مآتـشوفين مآعآد فينـي .. آنتي شلونك يآلعروس , وشلونه الزوآآج هــآآآ – قآلتهآ بغمزة عين مآكره مآتـسببت إلآ بتوتر نسمه , مجآوبتهآ بـ إبتسآمه قصيره خجله – آآآ حلـو .. مآشي حآله ههه
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إبتسآمه إستفهآميه تنآظر مرآم إللي خآلفتهآ الملآمح بـ إبتسآمه وآسعه مبققه عيونهآ البآسمه بـ تهديد لـ نسمه: إنتــــــي !!! آآآآآآخ منـك

مآردت نسمه إلآ فعلياً يوم طلعت لهآ لسآنهآ بشقآوه وبسرعه دخلته لتهز مرآم رآسهآ بـ قلة حيلـه سآنده شروق إللي تعلقت بذرآعهآ موآزيتهآ بـ الخطوآت البطيئـه المتثآقله لحد مآردوآ لمجلسهم جآلسيـن .. وبجآنبهم على مسآفه قصيره كآنت حور ونسمه إللي فكت طرحتهآ والعبآيه مآخذه رآحتهآ أكثر بخلآف مرآم وشروق إللي كآنوآ بـ جلآليب بيتيّـه مُطرزه وحجآب للرأس ملفوف بـ إحكآم .. حور إللي كآنت بعبآيتهآ – البشت – سودآء آللون فضفآضه وحجآب ..

مرآم: مآشآلله مآشآلله , شهآلزين هذآ ؟ هن إللي يتزوجن يزيد حلآهم كذآ
نسمه: ههههه يووووه – خبت وجههآ بيدينهآ مستحيه مُردفه بصوت مخنوق خجلاً – لآتحرجوني عـآآآآد
مرآم: ههههه يعنني تستحين
نسمه: إيه وآلله إني أستحي
هزت شروق رآسهآ نفياً مطبقه فمهآ بيأس في حين أردفت مرآم بسؤآلهآ من بعد إبتسآمه: عزيمتكم يوم الخميــس !!
لحقتهآ نسمه بـ إشآرة يدهآ وإنهآ فهمت قصدهآ: إيه إيه .. يوم الخميس بتجي خآلتي ميثآء وعديّ وأبوه .. أنآ بس مآصبرت لين الخميس , تونآ السبت
شروق: ههههه أتخيلك نآشبه عندنآ كل يوم
ضمتهآ حوريه بعبآطه مبتسمه: آللــــــــــــــه ,, يــآآآريت
مرآم: ههههه .. عآد تدرين نسوم بآلحيـل أقنعتهم يقدمون هىلأعزيمه يوم وآحد .. عقيقـة ولد أخوي بسّآم يوم الجمعه .. وهم يقولون لآ إجآزة زوجك وأبوه من دوآمهم يوم الجمعه , العزيمه الجمعه ... شـحّ صوتـي لين إقتنعـوآ وصآرت الخميس
شروق: هههه أم فيصل جبرتهم يآخذون إجآزه خصوصي يوم الخميس , إستنآنسي عآد نسووم , بنحآول نخلص العزيمه بدري بدري وتروحين مع زوجك ههههه
مرآم: ههههه أيآآلخبيثـــه

بققت نسمه عيونهآ بصدمه ملتفته بسرعه يمينهآ طآلبه حور تلحق عليهآ إلآ إن شكل حور كآنت هي إللي تبي أحد يلحق عليهآ .. مآطه رقبتهآ مفنجله عيونهآ ومقفله فمهآ والتعجبآـ تدور فوق رآسهـآ !
مرآم: بس حآسه إنك نحفتـي عن أول نسوم !!
بسرعه إلتفتت لهآ نسمه فآغره فمهآ لآخره بتفآجئ: لـــــــــــــه !
شروق: إي وآلله , نآحفـه عن أول ووآضح بعـد
وقفت نسمه عن المجلس مفرقه مآبين سآقيهآ تنآظر أسفل جسمهآ وخلفه: مغير خمسطآش يوم وإسبوع , كيف نزل وزنـي !

مررت مرآم عيونهآ بنظره تفحصيّه لكآمل نسمه إللي فعلاً وضح نزول وزنهآ , من بنطلونهآ الإسكينـي بلونه البيـج , وبلوزتهآ الشتويـه آلمُضفـره حمرآء آللون على الكمـر , سألتهآ بمدآعبه: ليكون مآيطعمك زين هآلدكتور
قوست شروق فمهآ مُردفه: شكلـه مطفـر
حور إللي شكل عجبهآ الحوآر وشكل نسمه المنقهر قررت تدخل بـ الخط مع سلآيفهآ: هو وآخدك لحم هيخليكي عضم ولآ إيه ! لآآآ يآحببتي إنتي لآزم تفوئيـه , كنتي عآيشه فـ بيت عـزّ , بتآكلي أحسن أكل وتشربي أحسن شـرب , هيآخدك هـو يـقوعـك ولآ إيه !
رفعت مرآم ذقنهآ بـ فخر معقبه على كلآم حور: كفــوو
نسمه: وآلله ! خلصتـو ؟!!
شروق: ههههه يآحليلك .. خلص خلص لآتزعلـي
نسمه: كلكم أصلاً سخيفآت ومآلكم دآعـي .. – جلست مكآنهآ حآطه رجل على رجل , ويديهآ الثنتين مطبقين فوق بعضهم , فوق ركبتهآ تنآظر السقف بـ غرور مُدعـيّ ليوصلهآ ضحك إللي جآلسه جمبهآ محآوطه وسطهآ بذرآعهآ الأيمن ملصقه شفتيهآ على خدهآ الأيسر طآبعه قبلتهآ العميقه من بين ضحكهآ: ههههه آممممممــوآآآح .. خلآص متزعليش إحنآ بنهزر

أبعدت نسمه نفسهآ رآمقتهآ بنظره إحتقآر: وآلله ! وش ذآ – الهزآر – السخيـف !
مسحت خدهآ الأيسر بآلقوّه ثم مسحت يدهآ اليسرى بعبآية حور من موضع الورك الأيمن مُردفه بقهر: وخذي بوستـك المعفنه هذي مآبيهآ
حوريه بـ إستهزآء: دلوئتـي بئـت البوسـه بتآعتي معفنه
شروق: طبعاً , من بعد دكتور عُديّ هههههه
مرآم: هههههه
بققت حور ونسمه عيونهم من قصد شروق الجريئ وكنه صدق إللي إفهموه ولآ مخربطين ومغير هآللي إفهموه هو خيآس تفكيرهم ..
مسكت شروق بطنهآ: هههههه آآآآهـــ يمّـــه .. شوفي كيف أشكآلهم

مرآم إللي تسدحت جمب شروق مآسحه بظهر سبآبتهآ اليمنى آلدموع من تحت عيونهآ: ههههههه مــــــــــــــــتت
بلعت حور ريقهآ بـ إبتسآمه مطبقه هآمسه لـ نسمه: يآنهآر إسود .. أنآ أسكت أحسنلي بدل مآيستلموني أنآ ورآئف , مش نآئصـه
رصّت نسمه على أسنآنهآ بقهر: أنآ غلطآنه جيت أزوركم
شروق: ههههه لبى قلبك نســوم
ردت عليهآ بقهر: يآرب تولــدين الحين وتتعذبين وإنتي تولديــن بعـد
مرآم: هههههه وش هآلدعوه يآزينهآ !
تكتفت نسمه صآده عنهآ بوجههآ لتكمل مرآم بضحك لـ شروق: يعننهآ آلحين منقهره وتدعي عليك
شروق: ههههه خلهآ تدعي من اليوم لـ بكرآ .. إن شآلله مآرح أولد إلآ قيصري , وبـ بنـــج كــآآآآآآمـــل
شهقت مرآم بـ تفآجئ: وآآآآآآآي يآلخبلآآآآآآآآهـ
شروق: ليــش !
مرآم: على بآلك الولآده القيصريّه سهله بتآخذين البنج ومآتحسين بشيّ ؟ أجل شوفي العذآب ألوآن بعدمآ تصحين من هآلبنج
إتسعت عيونهآ بـ خوف: يمّـــه !
مرآم: صدق وآلله .. الولآده الطبيعيّـه صحّ إنهآ صعبّه بس أهون بكثير , صعوبتهآ بس وقت الطلـق .. جربتهآ بـ فيصل ولـدي , أمآ فرآس وآآآآآآي وي وي وي بغيـت أموت من الوجع يوم صحيت من البنـج ..
أطبقت شروق على فمهآ بقهر: مآشآلله .. بكلآمك هذآ قمتي بـ الوآجب وزيآده
تحسست مرآم ورك شروق بـ إبتسآمه قآصده تهون عليهآ: ههههه آلله يقومك بآلسلآمه .. كل شيّ فيه تعب وإنشآلله إنك مآتحسين فيه

نآظرت شروق بـ الجدآر من قدآمهآ هآمسه بـ تأكيد: إن شآلله إنهآ ولآده قيصريّه
مرآم: وهو بكيفـك !
نسمه: إنتي بـ أي شهـر شروق ؟!
شروق: خلآص ذآ يومي الأخير بـ الثآمـن
نسمه: والولآده ممكن تصير بـ أي وقت فـ الشهر التآسـع
قوست شروق فمهآ مآتـدري: آلدكتوره تتآبع معـي أول بـ أول من بدآية الشهـر , بكرآ إنشآلله موعدي معهآ
مرآم بـ تأكيـد: هــه , والدكتوره إهي من بتحدد , ولآده طبيعي أو قيصري
خزتهآ شروق بـ توعد: لآ مو بكيفهآ .. أنآ أبيهآ قيصـري ومآحد لـه دخـل فينـي

حوريه بـ إبتسآمه: إن شآء آلله تئومـي بآلسلآمـه وتيقـي ليـن
ردت مرآم وتحسست ورك شروق بـ حُب: إيه شدي حيلـك يآم ليـن , فديتك إنتي وبنتك زوجـة ولـدي فيصل ههههه
رمقتهآ شروق بـ إشمئزآز رداً على طنآزتهآ لتكمل مرآم بـ تفآجئ مصطنع: آلله آكبر ... من آلحين بدت رفعة الخشم وشوفة الخشه , بس لأنهآ أم البنت ... – ربتت على فخذهآ تنبههآ مكمله – حبيبتـي , ترآ ولدي من الحين رآفض بس أبوه إللي غآصبه
رفعت شروق شفتهآ العلويّه بـ إستخفآف: وآلله ! ليش حبيبتـ ........... خلآآآآآآآآآآآآآآص
قآلتهآ نسمه بـ إنزعآج مقآطعه شروق وإللي تقوله رداً على مرآم موقفه ويديهآ الثنتين على أذونهآ: هـــف ,, وش هآلمبــزره ! – إلتفتت لـ حور الجآلسه وإبتسآمه بلهآء بوجههآ – حور قومـي أحسن خل نطلـع
ردت تنآظر بـ مرآم وشروق إللي إبتلعوآ ثنينآتهم لسآنهم في حرج بعدمآ نبهتهم نسمه – البزر – لمبزرتهم !

....: وينهـي أمـي ؟!
جآوبتهآ شروق بصوت خفيض وعيونهآ على الصينيه إللي إحتوت أطبآق المكسرآت المنوعّه بـ يدّ الشغآله إللي دخلت: فوق بـ جنآح ســيـــف
تعلقت نسمه عيونهآ بـ الشغآلـه إللي بدت تنزل الصحون من الصينيّه ذهبيّة اللون العريضه رآصتهم على الطآوله القزآزيّه المنخفضـه قدآم شروق ومرآم ... مآرآح فكرهآ وهي تشوف – الشغآلــه - قدآمهآ إلآ زآويـه مُظلمـه وحيـده , الزآويه إللي تحسّ نفسهآ محشوره فيهآ بعلآقتهآ البآئسـه .... مع دكتورهآ الوسيم شكلاً , القبيح فعلاً !
بلعت ريقهآ بـ هدوء مُردفه: تعآلي حـور
مرآم: آقعدي يآبنت , أمي شويّ وتنزل هي من أول عنده ..
نسمه: لآبطلع لهآ , أبي بعد أشوف سيـوف ..

حركت رآسهآ إيجآباً بتفهم لرغبتهآ مشيعتهآ بنظرآتهآ هي وشروق لحد مآختفت مع حور من ورآء البآب لتهمس لـ شروق بـ خفوت: بس صدق نسوم وآضح نحفآنــه وبزيـآده
شروق: كذآ بـ أول الزوآج , وبآلذآت إذآ مآكآن فيه فترة خطبه وتعآرف , تلقينهآ تستحي منه ومآتآكل زيـن .. آلمسكينـه مآ أمدآهآ تعرف هآلآدمي , بيوم وليله تزوجت
مرآم: آممم صآدقـه ..

بـ الطرف الثآنـي سألت حور بـ إهتمآم: بـتّ , إنتي فعلاً خسيتي أوي
زفرت نفس مسموع بـ طفش: حور خلص عآد لآتضيقين خلقي أكثر
حور: إنتي مش حآسه بنفسك ولآ إيه !
أطبقت فمهآ قهراً مجآوبتهآ بـ تبرير كآذب: مآني متعوده على الأكل عندهم , مآيعجبنـي .. شغآلتهم أكلهآ يلوع الكبـد , أفكر آخذ من هنآ وحده من الطبآخّآت متعوده على أكلهم وأحبّه , شرآيك !
إنعقدوآ حآجبيهآ مبوزه وعيونهآ تدور بتفكير: مشششش عآرفــه .. ممكن دكتور أوو ومآمتـو يزعلـوآ !
مآثلتهآ بنفس الملآمح , عآقده حآجبيهآ مبوزه: ليش يزعلـوآ ؟!!
حوريه: يعنـي , يئولوآ إنك مش بتآكلي كويس عشآن شغآلتهم أكلهآ وحش روحتي وآخده طبآخه من بيتك !! مش عآرفه بصرآحه يآنسمه ..

عضت شفتهآ السُفلى بتفكير موقفه قدآم الأسنسير بعدمآ وصلوآ له: تهقين فعلاً يزعلون !
حوريه: بُـصي , إنتي إسألي خآلتو أحسن ..... أولي لـ مآمتك يآهبلآ وشوفي هتئولك إيه !


/
/



بـ كآفيتريآ المستشفـى , بـ وقت البريـك الخآص فيـه ..
أسفل ذقنه بوسط رآحته اليسرى , مستند بكوعه الأيمن على الطآوله البلآستيكيه البيضآء دورآنيّة الشكل بـ إنتظآر كوب قهوته المعتآد ...
كوب القهوه إللي تقدم لـه بـ إبتسآمه قصيره هآدئـه من وجـه ذآك إللي وقف فوق رآسـه ..

شآب نحيل البُنيّه , متوسط الطول , قمحـي البشره .. ملآمحـه تحتمل شيئ من الوسآمـه .. عيونه سودآء وآسعـه , جآحظـه , خشمـه دقيق , طرفـه حآد , فمـه وآسع وشفتيه ممتلئـه .. شآربـه مشذب برتآبـه وذقنه خفيفـه ...
إنعقدوآ حآجبيه وبوجهه إبتسآمه بآهته من إستغرآبه لـ شخص إللي قدم له القهوه .. مآكآن العآمـل بـ الكآفيتريآ ... مآكآن إلآ وآحد من رؤسآء الممرضين بـ أقسآم الجرآحه بـ المستشفـى ... سعودي الجنسيّه , إسمـه – عآصــم - !

....: حيآلله عآصـم بآشـآ
بآدله الإبتسآمه الهآدئه رآد عليه بـ لطآفه النبره المتأنيه , مآتبث للنفس إلآ الإرتيآح: آلله يحييك دكتر عُمر , ممكـن أجلس معك شويّ
إرتفعوآ حآجبيه معدل من جلسته المآئله لإستقآمه بظهره حآثه يقعد وبـ إصرآر: أكيـد تفضــل .. وش له تستأذن
ضم على صدره شقي مئزره الأبيض جآلس على يسآره وعيونه مصوبه على الكوب الورقي الحآوي لقهوته: هذي قهوتك جبتهآ
رفع عُمر الكوب رآشف منه أول رشفه مجآوبه بعدمآ سرى الطعم المُرّ بريقه: أكيد ورآك شيّ
أخفض بصره مبلل شفتيه بـ إبتسآمه محرجه وهو يحك الجآنب الأيمن لأنفه بطرف سبآبته اليمنى: ههههه وآضح يعنـي !
مط شفته السُفلى مجآوبه: يعنـــي ..

أسند سآعديه على الطآوله شآبك أصآبعه ببعضهم ممرر عيونه بنظره سريعه وخآطفه على كل الموجودين من حوله قبل تستقر عيونه أخيراً على عُمـر .. طلع صوته وكأنه حذر , خآفت ومآيبي أحد يسمعه: الصرآحه إيه .. وموضوع خآص شويّ
قوس عُمر شفتيه لـ تحت رآفع حآجبيه بتأكيد وإهتمآم بآدي للي يبي يقوله عآصم: ســـمّ

أطبق فمه لثوآني وإبتسآمه وآضحه يجآهد بـ إخفآءهآ: نويت العزم إن شآلله وعقدت النيّه .. أبي أكمل نص دينـي ..
رفع عُمر حآجبه الأيسر بـ إستغرآب وبوجهه تعبير البلآهه ليكمل عآصم البآقي من كلآمه بـ توضيح أكثر: أبي أخطـب .. وأتزوج
سأله عُمر وبآقي ملآمح السذآجه بوجهه: وهآلموضوع يخصني بـ شيّ !
حرك رآسه إيجآباً بتأكيد في حين قوس عُمر شفتيه بعدم فهم: مآبقى بنآت بـ العآيله مآتزوجوآ الصرآحه ههههه
....: ههههه وآلله لي آلشرف أنآسبك بس أنآ قصدي شيّ ثآني
عُمر: ادخل بـ الموضوع دغري يآعآصم ..

أصدر حمحمه خآفته قبل مآيتكلم وشيّ من الخجل بملآمحه: الصرآحه أنآ قآصـد صيتـه
عُمر: ..............
أكمل بـ توضيح أكثر بعدمآ استوعب عدم الفهم المرسوم بوجه عُمر: صيتـه بنت علي عبدآلرحمن .. كآنت ممرضـه هنـي من قبل
عطآه الجآنب الأيسر من وجهه بميله خفيفه مضيق عيونه بـ إستفهآم: مآفهمت !! أنآ وش علآقتي بـ صيته ؟
إبتلع ريقه تخوفاً من وقع إللي بيقوله تآلي وشنو ردة فعل عُمر عليه: الحقيقه يآدكتر عُمر إني رآفض الإرتبآط بوحده مآعرفهآ ولآ قد شفتهآ من قبل .. فكرة إني أدش بيت أحد طآلبن بنته , رؤيه شرعيه وآلله العآلم بنتوفق أو لآ مآني محبذهآ .. مآنيب حآب أحط نفسي أو هآلإنسآنه إللي مآعرفهآ ولآ تعرفني بـ موضع تخير ..

عُمر: للحين مآوصلني قصدك ! بـ الحآلتين إنت بنفس وضع التخير .. سوآ مع وحده تعرفهآ من قبل أو لآ .. الموضوع مآهوب مقتصر على ثنينآتكم وبس .. فيه أهل بـ الموضوع ولهم رآي
عآصم: أدري .. أنآ قصدي على الشخصيّه نفسهآ .. مآنيب حآبب أرتبط بوحده مآعرفهآ , وشهي أطبآعهآ .. شخصيتهآ وأخلآقهآ .. إللي أبيهآ أبي إني أكون عآرف من قبل كل هآتفآصيل عنهآ ..
أومأ عُمر رآسه إيجآباً تفهماً وإستيعآباً لقصد عآصم .. أخفض بصره لكوب قهوته ثوآني ثم رد ينآظره بإبتسآمه قصيره سآئله: وطآح إختيآرك على صيتـه !

حك عآصم الجآنب الأيمن لـ عنقه من مؤخرة رآسه مجآوبه بـ حرج وإبتسآمه متوتره: هههه يعنـي ..
إرتفعوآ حآجبيه مقوس فمه بـ إعجآب: خوش إختيآر .. آلله يوفق إن شآلله
عآصم: بس أنآ توني مآعرفت منك إللي أبيه
عُمر: سـمّ وأنآ حآضـر بآللي أقدر عليـه
شهق نفس عميق مآبث لنفس عُمر إلآ القلق ليردف عآصم بـ تردد: مدري الصرآحه شلون أفآتحك بهآلشيّ
عُمر: مثل مآطلبتك أول .. قل إللي تبيـه دغـري
عآصم: صيته مآكآنت مقربه من أحد كثرك .. – سكت لحظآت ينآظر بـ عُمر إللي إنعقدوآ حآجبيه محتده نظرآته بـ تركيز شديد ثم أكمل البآقي من كلآمه بـ هدوء – إللي أقصده إن سنة الإمتيآز حقتهآ كآنت تتدرب معك إنت .. يعني علآقتكم وطيده شويّ
عُمر: أهـآ .. يعنـي
عآصم: أنآ أعرفهآ مآشآلله عليهآ , كآنت بحآلهآ وأخلآقهآ طيبه وسَمِحـه بس قبل تستقيل من المستشفى كآن صآر شيّ وتقريباً إهو سبب إستقآلتهآ ...... – بهتت نبرته , خآفته أكثر , حذره ومتردده أكثر – شيّ آلكل تكلـم فيـه ..
رفع عُمر ذقنه إستيعآباً للمبطن من كلآم عآصم مرجع ظهره للكرسي متكتف: آمممم .. فهمت
ضيق عآصم عيونه سآئله بـ حذر متحري الإجآبه: إنت وش رآيـك !

حرك عُمر لسآنه لبآطن خده الأيمن إللي إنتفخ وكأنه يفكر مجآوبه بهدوء: إنت طبعاً من حقك تسأل عن الشخصيه إللي حآب فعلاً إنك ترتبط فيهآ ... بس صدقني أنآ مو الشخص المنآسب إللي تسأله تحديـــــــــداً عن هذآ إللي تفكر فيه وشآغلك
لحقه عآصم بسرعه نآفي ظنون عُمر: لآآآ دكتر عُمر .. بآلله لآتفهمني غلط , صيته آلله وحده العآلم صدق نيتـي تجآههآ وإن مآني طآلب إلآ التوفيق لي ولهآ .. أنآ بس وآثق فيـك .. وأستشيرك رآيك .. والإستشآره محبذه مآهيب غلـط
عُمر: هههه أنآ فآهم قصدك عدل شفيك آخترعت ! إنت إللي شكلك مآفهمتني
إنعقدوآ حآجبيه لوهله وبوجهه التوهآن , شكل الأمور فعلاً إختلطت عليه ومآفهم الكلآم زين من عُمر ..
عُمر إللي أجآب على التسآؤل المرسوم بوجهه: إسمـع يآعآصـم .. إنت دآري عن إللي صآر بـ المستشفى هني ومـس صيتـه وبسبتـه هي إستقآلت
عآصم: ............
عُمر: صدقني مآ أتمنى لك إلآ صيته أو حده مثلهآ .. وصدقني أكثر صيته مآفي مثلهآ .. أنآ فآهم عدل ترددك والسبه فيهآ الظنون إللي ببآلك عن حقيقة إللي صآر .. الحقيقه هذي إللي مآحد بيكشفهآ لك كآملـه إلآ صآحب الشآن نفســه .. إهو الشخص المنآسب إللي تستشيره رآيك كنك فعلاً تبي الإستشآره ...

ضيق عآصم عيونه إللي أرسلت إستفهآمهآ المصحوب بـ إستغرآب وكأنه فهم قصد عُمر وعرف منو المقصود تحديدا بكلآمه إلآ إن شيّ بدآخلـه متشكك , أو مستنكر !
الشك إللي مآدآم كثير لأن عُمر قطعه بـ اليقين يوم أكد له عن مقصده – رآفع حآجبيه , فآصل بين الكلمه والثآنيه بـ تشديد هآدئ - : إســأل , دكتــور , عُـــــديّ ......


/
/


الطآبق الرآبع لـ قصر المآلكـي ..
وقفوآ ثنينآتهم بـ منتصف الدور , مقآبـل الممر المؤدي بنهآيته للجنآح الأوسط ..

نآظرتهآ مستفهمه وقوفهآ المفآجئ لتسألهآ الثآنيه بـ نظرة لؤم ضآقت معهآ عيونهآ بـ تشكك: وش مسويه مع دآرينـووه الزفتـه !
بوزت مطيره عيونهآ مآتدري: عآدي
أعقدت حآجبيهآ مستغربه: كيف عآدي ! مآفيه أي مصآيب جديده !
....: مش عآرفه وآللهي يآنسمه , بس هي اليومين إللي فآتو دول كآنت فـ حآلهآ .. مشوفتش وشهآ أصلاً بئآلـي فتره وهيّآ كمآن مبتطلعش أبداً ولآ بتنزل تئعـد معآنآ تحت
مسكت شفتهآ السفلى خآفضه بصرهآ بتفكير: يمكنهآ تخطط لشيّ هذي الثعلبه مآيندرى عنهآ

قوست فمهآ بعدم إهتمآم: سيبك منهآ .. تعآلي يللآ , مع إني لسه سآيبه سيف من شويّه , كل يوم بروح له – قآلتهآ وهي تسبقهآ بـ آلخطى إللي مآلت يسآراً صوب الجنآح الخآص بـ صغير العآيله .. سيــف –

وبـ الجنآح إللي دخلوهـ بـ خُطآ هآدئـه تنبهاً لعدم لفت الإنتبآه أو إثآرة الإزعآج ..
وقفوآ ثنينآتهم متلآصقه كتوفهم جمب البآب إللي دخلوهـ لغرفة نومـه ..
على فرآشه ممدد , لآحول لـه ولآ قوّه , يترآءى للنآظر إنه بغيبوبـه فآقد الوعـي والإدرآك ..
على يمينـه أمـه , بيسرآهآ حآوطت رأسه , وبيمينهآ مصحفهآ الصغير ,,
شفآهآ لآهثـه بقرآءة آيآت آلله ... وبعيونهآ دموع حبيسـه , مآقدرت الإضآءه الخآفته إنهآ تمنع تلألأهـم وبوضوح ..

تعلقت عيونهم ثنينآتـهم ببعض سآئلين بنظرآتهم آلمرتآبه نفس السؤآل .. أخفضت نسمه عيونهآ ببلعة ريق متوتره سآبقه حور إللي كآنت شآبكه يدهآ اليسرى بيد نسمه اليمنى لآحقتهآ من ورآهآ لتوقف نسمه جمب أمهآ إللي أخفضت مصحفهآ وبظهر سبآبتهآ اليمنى مسحت المسآل من دموعهآ قبل تسألهآ بعيون موسعه تفآجئاً: نسمــــه !
بسرعه فلتت نسمه يدهآ من يد حور بوجه حزين منكسر , تقوس فمهآ وترغرغت عيونهآ همست بـ وهن بآكي: مآآآمــــآآآآ

قآلتهآ فآتحه ذرآعيهآ لأمهآ محآوطه رقبتهآ , وبكآمل ثقلهآ جلست بحضن أمهآ الجآلسه جمب إبنهـآ ..
بـ إبتسآمه قصيره مجبره تحسست شعر بنتهآ مملسه على كآمل ذرآعهآ الأيمن: شفيـك يمّـك .. ليش تبكيـن
مآكآن ردّ نسمه إلآ شهقآت قصيره خآفته .. ومكتومه للحين مآتدري وش سببهآ .. بس على الأغلب لمحـة آلحزن بوجه أمهآ , والإنكسآر بعيونهآ , دموعهآ العزيزه إللي مآتنسآل بسهولـه كآنوآ أسبآب كآفيه لإسآلة دموعهآ هي وإللي بلمح البصر وبلآ إنذآر أو حتى أسبآب ..... ينسآلـوآ !
نآظرت بـ حور الوآقفه قدآمهآ بوجه جآمد صلبـه التفآجئ من ردّ فعل نسمه وبكآهآ لترد وتملس جسم بنتهآ بـ حرآره مدآعبتهآ بلطآفه: إنتي متى جيتي !!

تمت على وضعهآ لحظآت من بعد سؤآل أمهآ قدرت من بعدهآ تتمآسك وتبتعد عنهآ مآسحه دموعهآ من وجنتيهآ مرتده خطوه خلفيّه أبعدتهآ عن حجر أمهآ لتستقر على طرف السرير وبآقي الُحزن بعيونهآ – سألتهآ بـ خفوت - : ليش تبكيـن ؟
أعقدت أمهآ حآجبيهآ وإبتسآمة عدم فهم بوجههآ آلمستنكر: منو إللي بكى ! أنآ ولآ إنتي !
نسمه: إنتي كنتي تبكين أول .. ليش !!
أخفضت بصرهآ لـ سيف وإبتسآمه حزينه جآنبيه بوجههآ البآهت .. تحسست بـ أنآملهآ اليسرى جبينه العريض الأملس , كآن فعلهآ أوضح جوآب .. سألت من بعدهآ نسمه بـ قلق وآضح: سيـف فيه شيّ !!

لآشعورياً طآحت دمعتهآ كآتمه فمهآ برآحتهآ اليمنى إللي أحكمتهآ على شفآههآ تمنع صوت شهقتهآ المبآغته .. ردّ الفعل إللي معه توسعت عيون حوريّه وهي تشهد خآلتهآ ولأول مره وهي بهآلوهن والإنكسآر .. نسمه إللي عفطت ملآبسهآ من منتصف صدرهآ وقد ردت عيونهآ وترغرت بدموعهآ سريعة التكوين: مآمآ شفيه سيـــــف !!!
أخفضت رآسهآ مدآريه جبينهآ برآحتهآ اليمنى , مكتفه سآعدهآ الأيسر .. لحظآت تتمآلك فيهم ضعفهآ .. لحظآت من الترقب بعيون حور .. ولحظآت من البكآء الصآمت لـ عيون نسمـه ..

....: إدعي لأخوك يمّـه .. إدعي لأخوك يآنسمـه
نآظرته بعيون دميعه محتده نظرآتهآ: صآرله شيّ !!
شهقت مخآطهآ السآئل مآسحه وجنتيهآ ببآطن يمنآهآ مجآوبتهآ بـ نبره بآلغة الأسى: إدعي لـــه يمّه .. مآلنآ إلآ الدعــآ
قآلتهآ وهي توقف منزله مصحفهآ صغير الحجم على الكومدينه جمبهآ مآسكه يدّ نسمه اليسرى حآثتهآ توقف: قومـي يمّـك .. تعآلي
إرتفع نظرهآ المدمع لأمهآ سآئلتهآ آلتوضيح أكثر .. أو التأكيـد أكثر !
هل إللي وصلهآ حسياً إهو الصدق ؟! سيف لأول مره تشهد سبآته العميق قدآمهآ .. بـ العآده يستوعب وجودهم , حتى وإن كآن نآئـم فـ زيآرآتهم لـه تنعشـه , يستفيق ويحآكيهـم , وإن مآقوى على الكلآم فـ نظرآته وإبتسآمآته كآنت طريقة التوآصل بينهـم ..
وقفت بـ وهـن , تحسّ بعجـز مثقلهآ , مآهيب قآدره توقف وعيونهآ معلقه على جسد أخوهآ الهزيـل آلممدد بـ سلآم وإستسلآم ...

بظآهر يمنآهآ مسحت خديهآ سآئلتهآ ببحّه خآفته: مآمآ سيف بخيـر !!
طلعوآ ثلآثتهم من غرفة آلنوم إللي دخلتهآ ممرضتـه الفلسطينيّه آلملآزمه لـه والمشرفه على عنآيته والإهتمآم فيـه من بدآيآت إصآبته بـ الخبيث وسريآنه بدمـه تحت مسمى – اللوكيميـآ - ..
....: سيف تعبآن ... تعبآن يمّـك وحآلته متدهوره , إدعيلــه
مسكت حور يدّ خآلتهآ مشدده عليهآ بآلقوّه , آلفعل إللي أثآر إنتبآههآ لتبتسم لهآ بـ حزن: وإنتي يآحـور .. ادعيلــه يمّه
مآردت حور إلآ بهزة رآس إيجآبيّه وقويّه بينمآ سألت نسمه بعفويّه: بس مآرح يصيير عليه شيّ .. صـحّ ! يعني زي كل مره .. تعب زيآده شوي مو أكثر ............. ولآآ ؟
قآلت – ولآآ ؟ - الإستفهآميّه بـ تشكك ,,
التشكك إللي مآصآب قلب أمهآ إلآ بـ وخزه مؤلمـه .. ردت آلدموع وتعلقت بعيونهآ .. إلآ إنهآ أطبقت فمهآ إجبآراً بـ إبتسآمه قصيره مفتعله بعدمآ تخطوآ ثلآثتهم بآب الجنآح الرئيسي: إي يمّـه .. مغير تعب بس زيآده شويّ وإن شآلله خيـر ..

بسطت نسمه رآحتهآ بوسط صدرهآ نآفثه زفره مهمومه وكأنهآ آلحين إرتآحت: آلحمدلله ..
الإرتيآح بوجه بنتهآ وإللي مآصآبهآ هي إلآ بـ إبتهآس مبلله شفتيهآ المطبقه محكمه إنطبآقهم وبآلقوّه مآنعه إرتجآف ذقنهآ المرتعش , مآعآد فيهآ تكآبر أكثر على وجعهآ وقلبهآ إللي يتقطـع ألـم على حآل صغيرهآ .. كمّ الوجـع إللي يحسّـه ويفتك فيـه .. حآله من ردي لـ أردى .. آلخبر إللي وصلهم بـ كون هآلأيآم إللي يعيشهآ سيف آلحيـن هي أيآمه إللي تمكن فيهآ آلخبيث منه كآملاً ومآعآد فيه أيّ أمل بـ الشفآء إلآ بـ الدعـآء ..
الأعمآر بيـد آلله , يبقي مآيشآء ويبقبض مآيشآء .. إلآ إنه طبياً كآنت هذي هي النتيجـه متوقعة الإحتمآل !!

مآلقت إلآ يدهآ اليمنى ترتفع , أحست بنفس دافئ لبشرتهآ , رقّـه بآلغـه , بـ قبلـه حنونه , طبعتهآ حوريّـه لـ ظهر كفها الأيمن , مردفه بموآسآه: إن شآء آلله هيئـوم بـ السلآمه يآخآلتـو ويكون أحسـن ... متخآفيــش
مآلقت نفسهآ وبـوسط تمآسكهآ إللي شآرف على الإنهيآر إلآ إنهآ تبتسم ومن قلب على برآءة هآلحوريّه .. شددت من مسكتهآ ليدهآ بـ إيمآءة رآس إيجآبيّه وصلوآ معهآ لمنتصف الطآبق وتوقفت خطآهم ...

....: مآمآ إسبقينآ إنتي تحـت
نآظرتهآ حوريّه بـ إنتبآه في حين سألت أمهآ: مآرح تنزلـون !
نسمه: لآ بننزل – نآظرت حور بـ إبتسآمه عريضه مكمله – جبت هدآيآ من رومآآ ووصيت الشغآلآت يطلعونهآ لـ جنآح حور , بآقي مآشآفتهم بوريهآ أول
إتسعت عيونهآ بـ إبتهآج: بقــــــد !
لعبت حآجبيهآ بـ مشآكسه مبتسمه: إيه جِـد .. لك ولي – صفقت بيديهآ مبققه عيونهآ بتعبير البهجه الطفوليه - جبت من كل شيّ إثنين

حركت أمهآ رآسهآ نفياً مبتسمه بقلة حيله من خبآل بنتهآ وبنت أختهآ: إنتن متى بتعقلون هآه !
بوزت نسمه بتكشيره طفوليه: مآرح نتغير , لآزم أنآ وحور كل شيّ زي بعض .. – نآظرت حور سآئلتهآ بعبآطه – صــح ؟!
مآردت حور إلآ بـ إيمآءآت إيجآبيه متتآليـه تأكيداً لـ نسمه في حين ردت أمهآ هآزه رآسهآ نفياً بـ إحبآط مغمضه عيونهآ بـ خيبة أمل .. ذولي الثنتين صدق مآمنهم رجـآ !


/
/


توقيت موآزي ..
دخل المكتب بـ خطوآت متلكعـه .. عيونـه تُمرر بنظره تفحصيّه , تقييميـه لفخآمـة آلمكآن ورقيّه ..
فمـه مقوس أسفلاً بـ إعجآب ... أووو توقـع وصآب ..
هذآ هو فعلاً ذوق رآئـف , هذي هي بصمآته الأثيريه لأدق التفآصيـل ...

آللون الأسود الطآغي على أغلب الكيآنآت المحيطـه فيـه ...
المكتب الخشبي , الستآئر الورقيّه , السجآد .. بعض التآبلوهآت الجدآريّـه , إختلط لونهآ مآبين اللون الأسود ولون البيج الممل البآهـت ...
كل شيّ بآلمكآن مآ أوحى ولآ أشآر إلآ لـ إسم وآحـد , لـ شخص وآحـد ... لـ رآئف .. وحدهـ رآئـف ..

رآئف إللي إرتفعوآ حآجبيه بنظره تحتيّه ينآظره وهو يتمشى قدآمه .. قلب الورقه وعيونه تمرر سريعاً على السطور: حيآلله رآمـز بآشــآ !
أنزل رآمز الأقلآسيه من يده وفوقه لآبتوبه على المكتب إللي ألصق نصفه السفلي لطرفه: وآلله مآ البآشـآ إلآ إنت يآبآشــآ
لوى رآئف فمه المطبق , يدري عن رآمز وإسلوبه الملتوي لآمنه بغى شيّ: خيــر
جلس رآمز بسرعه على الكرسي الجلدي الضخم أسود اللون فآرد سآقه اليمنى بـ أريحيه بينمآ اليسرى ثآبته بـ انحنآءه قآئمه: كـل خيـر إن شآلله
من قآل كلمته إلآ وتلتفت رآسه يمنـه من إنفتح البآب السوكريتـي بمقبضيّـه النيكلييـن .. هآلوجه البآسم بلحظـه إنخطف لونـه , علته الدهشه وكسآه الذهول .. هذآ آلحين هو آخر مآيبيـــه ... وجود طــلآل !

طلآل إللي أعقد حآجبيه أقصآهم بـ إستغرآب مقبل صوبهم بخطوآته المتأنيه: رآمـــز !!
أخفض رآسه بسرعه بآلع ريقه وألآف من الأعذآر الوآهيه قآعد يفكر فيهآ كـ ترقيع لسبب زيآرته الغير معهوده ...... إطلآقاً ..
ترآءى لظنـه الرخو وآللين بـ رآئف تجآه إللي يبيـه ووجود نقطـه توآصل بـ الأفكآر يقدر فيهآ رآئف يلبيله إللي يبيـه .. بينمآ طلآل ! هذآ هو المستحل بـ عينـه ..
عضّ شفته السفلى وآلندم يتآكلـه , ليته سمع كلآم أحمـد ولآ كلف على عمـره وجآ .. شلون آلحين بيحفظ مآء وجـهه لآمنه طلآل درآ عن حقيقة هآلمقآبله وإللي يبيـه !

الأخ الرآبع إللي قطـع هدوئهـم آلمريب ثلآثتهم دآخل عليهم وبيده كوب النسكافيه ..
إرتفعوآ حآجبيه بفمّ منفغر إدعآءاً للتفآجئ بوجود رآمـز إللي أطبق له فمه شآد شفتيه يسأله بنظرآته الأزر وآلعـون !
أحمد إللي سفهه مقوس له فمه بلآ مبآلآه سآحب له كرسي بـ عجلآت من الكرآسي المحيطـه بـ طآوله سوكريتيـه شفآفّة القزآز والمخصصه للإجتمآعآت الصغيره المغلقـه لمآلكي المؤسسه فقـط ..

أنزل كوبه وجلس على كرسيه مسيح جسمه وبوجهه إبتسآمة شمآته لرآمز وللورطـه إللي يحسّه طآيح آلحين فيهآ ...

رفع طلآل ثوبه جآلس على الكرسي المقآبل لـ رآمز مفرق مآبين سآقيه مسند كوعه الأيمن لطرف المكتب مطوق ذقنه بقبضته اليمنى يخزه بنظرآت حآده: شللي ورآك إنت تكلّـم
بلع رآمز ريقه مجآوبه بـ هدوء: وأنآ ضروري يكون ورآي شيّ ؟
سكت من سأل سؤآله ممرر عيونه بنظره بريئه مآبين طلآل إللي ضآقت عيونه إستنكآراً وكنه مآمشي عليه جوآبه .. وبين رآئف إللي رفع بصره لثوآني خآطفه عن أورآقه ينآظره بـ إستغرآب .. – إرتفعوآ كتفيه موسع عيونه بـ تعبير البلآهه - : شفيكــــم !!

قوس رآئف شفتيه بلآ مبآلآه رآد ينآظر بـ أورآقه بينمآ تكلّم طلآل وشيّ من الإحتقآر بصوته: متى تترك عنك أشغآل الحريم وتسنـع بـ أشغآل الريآجيل أجل !
حكّ أحمد أسفل أنفه معتصره مرآت متوآليه وإبتسآمه مكبوته جبراً بوجهه إللي أخفضه للملف إللي فتحته يلهـي نفسـه فيـه قصداً ...
بينما ارتفعت الزاويه اليمنى لـ فمّ رآئف بـ إبتسآمه قصيره هآزئـه وعيونه مآرفعهآ عن الأورآق .. في حين أخفض رآمز بصره في حرج بآلع ريقه قبل يجآوبه بـ هدوء: وإنت كل مآشفت وجهي قلت نفس الكلآم !
إرتفعت شفته العلويه بتعبير مشمئز: وليتـه نفــع .. آلله يخلف على بطنن جآبتك ..

أطبق فمه بقهر ليكمل طلآل بآقي كلآمه المهين عمداً: مآمدنق روسنآ إلآ ملآبس آلحريم ذي إللي تقصقصهآ .. - رمقه بنظره متقززه خآطفه من رآسه لـ رجليه تقييماً لـ ملآبسه إللي أردف تعليقه عليهآ - ومتى إنشآلله بتسنـع بـ الثوب والعقآل .. وش هآلمـلآبس !! سوّد آلله وجهك يآ إنك خكري وتفشـل
أحمد إللي مآقدر يكبت ضحكه أكتر .. إنتفض صدره بـ هزآت متوآليه مقفل عيونه بآلقوه إثر الضحك إللي يجآهد بـ كبتـها في حين رفع رآئف رآسه وإبتسآمه عريضه بوجهه يمرر عيونه مآبين طلآل بـ وجهه المشمئـز المحتقـر .. ورآمز بوجـهه المحتقـن آلمنقهـر !

من ورآ ظهر طلآل إمتدت نظرآت رآمز لتوصل أحمد إللي دآر بكرسيه ليوآجهه وبآقي الإبتسآمه المكتومه جبراً آثآرهآ بوجهه .. أوصل له كلآمه تعبيرياً " هــــه .. هذآ كلآمـي وإللي قلــتــه .. تحمّـــل "
من قآلهآ أحمد تعبيرياً إلآ ويضيق عيونه بميلة رآس خفيفـه إستفهآماً للتوسـل بنظرآت رآمز وهو يأشر بعيونه صوب طلآل ...
لحظآت من البلآهه بوجه أحمد بغى معهآ رآمـز ينجلـط .. إنتهت أخيراً بـ فتحة فمّ أحمد القصيره .. توّه آلحين يستوعـب مرآدهـ ..

وقف عن كرسيه رآفع كوبه بنبره جآهره: آقول يآبــو فيصــــل ..
إلتفت له طلآل بوجهه نصف إلتفآته ليربت أحمد على لوح كتفه الأيسر: قمّ أبيـك .. توّ قريت معآملآت إنت إللي أتميتهآ وفيهم شيّ إستغربتـه ..
قوس طلآل فمه بعدم فهم: أي معآملآت !
شدد أحمد من مسكته لـ كتف طلآل بـ حـثّ: قم بس معـي لمكتبـي , الأورآق تآركهآ هنآك خل نتفآهم فيهم بروآقـه
ضيق رآئف عيونه إللي وجه نظرآتهآ الجآفـه لـ أحمد وكنـه درى عن قصد أحمد وإللي يبيـه .. وآضح التصريفـه إللي يبيهآ أحمد لـ طلآل ..

مطّ شفته السفلى بـعدم إهتمآم ثم ردّ يقلب الأورآق قدآمـه .. للحظآت معدوده لحد مآختفوآ ثنينآتهم طلآل وأحمـد من المكتب .. أردف هو بهدوء: آعجـل قول وش عندك قبل يكتشف طلآل التصريفــه
بتفآجئ بقق رآمز عيونه فآغر فمـه من دهآء رآئف إلآ إنه أطبق شفتيه بسرعه بآلع ريقه بـ توتر وأصآبع يمنآه تهتز على وركه: طلبتـك
ضمّ شفتيه مآطهم لـ قدآم إدعآءاً للتفآجئ بتعبير – أووو - : رآمـز بآشآ يطلبنـي !
أرخى كتوفه بيأس مجآوبه بـ إستسلآم بعدمآ أطلق زفرته المحبطه: لآتردنــي
إرتفعوآ حآجبيه مقوس فمه بـ إعجآب .. آثر الصمت تآرك له مسآحـه الإفصآح عن يبيـه وطآلبـه ليطلق رآمز زفرته المسموعه إستسلآماً , إذ إن مآعنده طآقه لتزيين الكلآم وتحويره , الشيّ إللي مآمنـه رجآ إن كآن المعني بـه هو رآئـف وإللي يدري مسبقاً إنه إهو الشخص إللي مستحيل يكسبـه بـ إسلوبـه آلحيوي ولسآنه المعسول ..
مآلقى نفسّه بـ الأخير إلآ قدآم وآقع الموآجهه المبآشره .. الصريحـه والوآضحـه .. بلآ لـفّ , أو دورآن ..

....: أبيّ مؤسسة المآلكي هي الدآعم الأسآسي للشغل الجديد إللي بقدمـه
وكأنه مآسمـع .. ضيق عيونه بـ ميلة رآس خفيفه طآلبه إعآدة إللي قآله بـ همس إستنكآري: إيــــش ؟!!
رمش بتوآلي بآلع ريقه في حرج أردفه بـآللي توّه وقآله إلآ إنه هآلمره كآن أهدى , وأوضـح , أبعد الكلمه عن إللي تلتهآ بخلآف السآبقه إللي رصّ كلمآت جملته بسرعه وبنفس وآحد وكأنه همّ على صدره ثقيل ويبي الفكّه: أبـي .. إسم .. مؤسسة المآلكي .. إسبونسـر لشغلـي

إرتفعوآ حآجبيه لوهله أردف من بعدهآ بـ جمود وعيونه على أورآقه: بــــرآ
أطبق فمه بقهر رآد عليه بسرعه: فيه شيّ إسمـه تفآهم
ضيق رآئف عيونه بـ إستفزآز هآمس له ببرود يقهر: وأنآ مآعندي تفآهـم
رآمز: على بآلك أنآ المستفيد الوحيد ! ترآ الدآعم يستفيد أكثر
رمقه بنظرة إستصغآر هآزئه: ع أسآس محتآجين هآلإستفآده ؟
طير عيونه شآهق نفس حآنق , مآل من بعدهآ بكآمل جسده قآصد لفت إنتبآه أخوه علّه يكسب رضآه وموآفقته: رآئف .. إسمـــع
سفهه وهو يشد توقيعـه أسفل آخر ورقه وصل لهآ بـ القرآءه في حين أكمل رآمز بقهر إلآ إنه مو من النوع إللي يستسلم بسهوله , ولآهوب إللي يخضعه رفـض قآطـع ..

....: إللي بسويه هذآ مغآمره , خطوه جريئه .. بس متأكد إذآ نجحت ممكن تفتح لي أبوآب كثيره .. تدري وش معنآته أقدم مجموعتي وهنآ بـ السعوديّه ! لآآ وبعد آلمجموعه الشتويّـه !
أرجع رآئف رآسه قآلب عيونه بنفآذ صبر حيث إن هآللي يقوله رآمز آخر إهتمآمته ... أي مجموعه شتويه وأي خرآبيط ! صدق طلآل بآللي يقوله له صآك بـه جنوبـه ومكدره ..
لحقه رآمز بسرعه قآصد تضييق الحصآر عليه مآنعه حتى من مجرد التفكير: رآئف إنت مو دوم تقول نجآحك مآيجي إلآ من مغآمره ! ليش آلحين مآتبي توقف معي وأنآ أقولك إنهآ مغآمره
رآئف: لأنهآ مغآمره فآشلـه
رآمز: وشدرآك إنت ؟ ليش حكمت بهآلشيّ
تجعيده هآزئه بوجهه أتبعهآ بـ إجآبه بديهيّه: لأنهآ لو كآنت مضمونه لو وآحد بـ الإميـه كآن لقيت بدآل الدآعم عشـر .. ولآ وش إللي يضطرك لنـآ آلحيـن .. هآآه !

ضرب وركه الأيمن بقبضته اليمنى منقهر , للأسف إللي يقوله رآئف إهو الحقيقه الكآملـه ..
بوسط تفكيره إللي إختلط بـ كومة إحبآطه وصله صوت أخوه البآرد ليلتفت له بحده ..
كآن مضيق عيونه بنظره خبيثـه مستمتعـه شآهق أول نفس من سيقآرته إللي توّه وأشعلهآ مأشر له بـ أصآبعه المطبقه على السيقآره: شـــوف
رآمز: ...........
رآئف: مستعد أغآمر معك ..
بـ تفآجئ إتسعت حدقيتيه إللي ثبتت بعيون رآئف حآدة النظره المريبه يستنطقه الصدق من كلآمه .. التأكيد إللي وصله ببرود: أهــآ .. – بـــــس - عشآن أحطك بـ تحديّ مع نفسك , بـ الغصب ينجح هذآ إللي مدري إيش .. ولآ تفكر توهقنآ لآمنك فشلـــت ...محد بينغبن غيرك ..... آوكـي ؟
تهلل وجـهه بسعآده آلغير مصدق للشيّ إللي كآن إحتمآله صفـري !
بـ تشتت من بهجته العآرمه إلتفت وجهه لذآك إللي دخل من البآب وإبتسآمة إستغرآب بآهته بمحيّآه مرحب به وشيّ من عدم الفهم بوجهه: حيآلله رآمــز
طقطق بـ أصآبع قبضته اليسرى المضمومه على آلمكتب متشدق: هلآ يآبـو آلنجــم ..
برغم إن بِكـره هو عُمـر , والأولى منآدته بِـه , إلآ إن الأقرب بآلنسبه لـ رآمز كآن خويّه نجـم .. ومآيتذكر بعمره منآدآته لزوج خآلته إلآ بـ - أبو آلنجـم - !

تقوس فمه برفعة حآجب تشييداً بـ حيوية وجهه البآسم سآئله بـ عفويّه وهو يقدم ملف ورقي رقيق لـ رآئف: خيـر إن شآلله ..
رفع يدينه بـ الهوآء مقوس قبضتيه بـ وضع إللي يبي يخنق شيّ وبآقي فمه مبتسم: آلخير على قدووم الوآرديـــــــــن يآوجــه آلخيـر
إرتفع حآجبه الأيسر إستنكآراً وبوجهه إبتسآمه بلهآء من قصد رآمز والسعآده البآلغه إللي يشوفه فيهآ .. قآبل رآئف سآئله بملآمح وجهه آلسؤآل إللي معنآه " هذآ شفيـه ! صآحـي ؟ "
مآجآه جوآب رآئف إلآ تعبيري بـ فمه إللي تقوس بـ إبتسآمه مطبقه هآز رآسه نفياً .. أتبعه رآمز بـ حمآسه مأشر له بيده حآثه يقعد قدآمه بـ الكرسي إللي من دقآئق معدوده تركه طلآل وطلع: آقعد آقعـد .. رح يصير بينآ تعآملآت وآجد
جلس مقآبله حآك أسفل ذقنه بطرف سبآبته مستفهم بنظرآته عن قصده ليجآوبه رآمز: معتقد رآئف بيفضى لي .. وهآلموضوع أبو فيصـل خصوصاً مآيدري عنـه .. وإنت بـ الأخير وآحد من مُلآك آلمؤسسه
قآطعه رآئف بـ حده تصحيصاً للي قآله: كــــــــــــآن ....... وآحد من مُلآك المؤسسه

بسرعه إلتفت له رآمز بتفآجئ موسع عيونه .. لحظآت من التجآهل من طرف رآئف وهو سآفهه ينآظر بـ الملف تدآركهآ رآمز أخيراً بـ حركة فمه إللي أطبقه بـ آلقوّه رآمق – أبو عُمر – الجآلس قدآمه بنظره تحتيـه قآصد يستشف ردّ فعله من قصد رآئف وإللي قآلـه إلآ إن وجهه كآن جآمــد , سآكن الملآمح والتعآبير .. نظره مصوب تمآماً بلآ معنى للطآوله القزآزيه مربعة الشكل والفآصله بينآتهم وهم متوآجهيـن ...

شد شفته السفلى بـ حرج بعدمآ تدآرك عقله آلقصد من كلآم رآئـف وكون – أبو عُمر – فعلاً كآن أحد الأفرآد المآلكين للمؤسسـه قبل مآيتنآزل عن هآلملك إجبآراً .. خضوعاً لإبتزآز رآئـف لـه ومسآومته على آلحوريـه ... بنتــه !
رفع رآئف عيونه لـ رآمز وكأنه بآقي مآتلذذ وأشبع أقصى إستمتآعه .. أكمل بنظرة عين ضيقه , هآمس بـ إستفزآز: آلحين كآمـل مجرد موظـف بـ المؤسسه ... لآ أكثـر ............ ولآ أقـل

بقق عيونه بصدمه من وقآحة أخوه إللي تعدت كل الخطوط والإعتبآرآت .. إبتدآءاً من نطقـه لـ إسمه صريح وبلآ أي تقدير .. قولـه – كآمل – بدلاً من أبو عُمر أو أبو نجـم .. تنآسياً للصلـه العميقـه الرآبطه بينهم وكون هآلرجل إللي أهآنه لتوه بقلـة حشـم وذوق عـدم .. هو زوج خآلتـه أولاً .. قبل يكون حمـآه أبـو زوجتـه ثآنياً .. بعيداً عن أي روآبط تخص الشغـل .. الرجل إللي بسببه صلب رآئف طولـه , إنشد عضـده وقـوى ظهره كآن – كآمـل - .. إهو إللي سآنده خطوه بـ خطوه من بعد وفآة أبوّه .. إهو إللي علمه أصول آلشغـل وآلخوض بعآلم المآل والتجآره .. مهمآ كآن خطآ – كآمل – فـ حُكم رآئـف كآن قآسي , مُجحـف ........ وجآئـر ..

الطرف الثآلث إللي بدآ ظآهرياً كمآ الجمآد السآكن , إلا إن دآخلـه كآن كمآ البركآن المتأجج , بقمّة ثورآنـه ..
مآترآءى لذهنه بهآللحظآت إلي مآتوآنى فيهآ رآئف عن ممآرسـة طقوس التقليل من شآنـه وإحطآطـه إلآ إصرآر آلحوريه بنتـه وليوميـن متوآصليـن عن رغبتهآ بـ التنآزل ... التنآزل عن ملكهآ لـه بعدمآ تنآزل عنه رآئـف ... لهــآ !
آلحين بس يتذكر رفضـه القآطـع ونهره العنيـف القآسي لهآ لمجرد فقط تفكيرهآ بهآلشيّ ووصفـه بـ الخيآنـه .. شلون تستغل رآئـف وتنتقـم منه هآلإنتقآم !
ربـع نصيبه إللي تنآزل به وبكآمل إرآده لـ زوجتـه , زوجته نفسهآ الحين تبي تتنآزل عن هآلملك لـ أبوهآ .. قآصـده ( المويـه ترجع لمجآريهآ ) ...
إن كآن كآمل خسـر ملكـه بـ مؤسسة المآلكـي فهذآ اللي تقدمه له بنتـه أضعآف أضعآف إللي كآن بيوم يملكـه .. وإللي على الأغلب إن تملكـه آلحين فـ رح يكون قوه عظمـى قآدره على الموآجهه وبـ قـوّه ...

حوريّه وإللي بعدهآ مُصرّه على موقفهآ تحت رفض قطعـي من ثلآثتهم .. أبوهآ , أمهآ .. وعُمر أخوهآ ...
هي بآللي فكرت فيه وإللي تبيه تسويّه قآعده تلعب بـ النآر , بكيفهآ وكآمل إرآدتهآ أدخلت نفسهآ بموآجهة الضـدّ مع رآئـف ........... مع زوجهـآ !
إكتملت صورة حوريته الصغيره قدآمه بوقفتهآ الوآثقه , ورفعة حآجبهآ المتحديّه .. صآحب الحق مآعنده إللي يخشّـآه ..
أطلقت جملتهآ الجآفه بلآ أدنى ذرة مبآلآه " دآ حــق رآئــف أخـذه بـ الغصــب , وأنآ رجعتــه بـ رضـآه .. زوآجنآ بدآيته غلطـه , وأنآ مآبي إلآ أصحح هآلغلطـه .. التنآزل إللي رآئف تنآزلـه ليّآ ... أنآ كمآن هتنآزلـه .......... ليــك "

وقف بهدوء آلوقفه إللي معهآ إرتفع نظر رآمز له بـ حرج سآئله السمآح بنظرآته آلخجلـه من سوء الموقف إللي تسبب به رآئف في حين أغمض أبو عُمر عيونه بـ إبتسآمه قصيره قآصد منهآ يهون عليـه حرجـه !

إلتفت لـ رآئف إللي كآن سآفهه سيقآرته مشعله بين وسطآه اليمنى وسبآبته وعيونه مخفضه للأورآق من قدآمه .. رمقه بنظره سريعه خآطفه أردف من بعدهآ بـ هدوء: عن إذنكــــم ...

شيعّه رآمز بنظرآته المثبته لمنكبيه الضيقيـن ببنية جسده آلنحيـل ومآسرع مآلتفت بـ حده لـ رآئف خآزه بنظرآت حآقده: إنت وش إللي قلتــه هذآ !
إرتفع حآجبه الأيسر بزآويه حآده إدعآءاً للإستغرآب: بديت تدخل نفسك بآللي مآيعنيك !
رآمز: يعنيني ولآ مآيعنيني , هذآ زوج خآلتك وحمآك بعـد , مآتحشـم أحد إنت أجل !
سفهه رآئف دآفس رأس سيقآرته المشعله بـ الطفآيّه الكريستآليه في حين شهق رآمز نفس حآنق: أحرجته يآخـي .. وقدآمـي بعــد
رآئف: مو كأنك طولـت الزيآره !

أطبق فمه بغيظ زآفر نفس حآنق من خشمه للحظآت تمّ فيهم يخزه وبـ حِده .. التعبير الممتقع بوجهه وإللي مآلقى رداً عليه من رآئف إلآ السفــه !
وقف عن كرسيه شآد قميصه الكآروهآت بلوني الأصفر والكحلي معدل جآكيته الجلدي كحلي اللون فوق القميص: إيه .. أروح أحسـن
رآئف: ............
شدد من رصّه على فكيّه بقهر أكبر من تجآهل رآئف لـه ليقرر أخيراً يصرف نفسـه قبل يرتفع ضغطـه .. توّ مآولاّه ظهره ردّ ينآظره بسرعه وكأنه تذكر شيّ: صـــحّ
رآئف: ...........
أدخل يمنآه بـ جيب جآكيته مطلع الفلآشه النيكليّه صغيرة الحجم مآدهآ له وهو بآقي سآفهه يقرآ بـ الأورآق: خذهــآ
نآظر الفلآشه بيده أول ثم إرفع نظره سآئله بعقدة حآجبين خفيفه: شنــو !
رآمز: هذي درآسة الجدوى .. أدرى مآتحب تدخل نفسك بشيّ إلآ وإنت تدري أسآسه
لوى فمه بغمضة عين هآزئ: مآله دآعـي
رآمز: إي مآعليـه .. خذلك فكره .. سحب الأقلآسيه من تحت اللآبتوب مقدمه له: وهنآ نسخه ورقيّه عن كل شيّ ..
قوس فمه إعجآباً وعيونه على الأقلآسيه: مآشآلله .. كنت وآثق يعني !
رفع ذقنه بـ فخر: لآمني بغيت شيّ لآزم أوصلـه

أمآل رآسه بـ إعجآب تأكيدي عن إصرآر أخوّه .. هذآ هو رآمـز من يومـه .. فعلاً إن بغى شيّ أصـرّ عليـه لين يحصلـه .. يحققـه أو يتملكـه .. يسآعده بهآلشيّ طولة بآلــه وصبره اللآنهآئـي .. إسلوبـه آلمعسول القآدر على خطفك وأسرك .. خآضعك بـ إستسلآم كآمل وإنقيآد تآم برغبـه لآشعوريّه ولآ إرآديّه منكـ إنت ... مو منـه !

أوقفه قبل تمتد يده للمقبض النيكلي للبآب السوكريتي: لحظـــه
إلتفت له رآمز نصف إلتفآته ليأشر هو برآسه صوب الشيّ إللي تركه رآمز من ورآه: اللآبـتــــوب !
إنعفس وجهه بتكشيره كآشف عن صفي أسنآنه الرتيبه المطبقه: آآآخخخ , مآعليه وصل الفلآش فيه وشوفه
إرتفعوآ حآجبيه بـ بلآهه: ليش وأنآ مآعندي إللي أوصل فيه فلآشك !

أرخى كتوفه مغمض عيونه بطفش: يآخي طلعت من البيت مبتلش توّه طآح أيبآدي وإنكسر , مدري ليش جبت ذآ اللآبتوب .. خليه عندك مآلي خلق أردّ أشيله ... يلآ سلآم
قآلهآ وأقفى تآرك البآب ثقيل الحركـه من ورآه يتقفل بهدوء وعلى مهـل في حين قوس رآئف فمه بعدم فهم وبطئ إستدرآك للي قآله رآمز بسرعه وطلع , طبيعة رآمز إنه سريع الكلآم , إن مآركزت كل إهتمآمك وبكآمل النسبه المئويه للشيّ إللي يقوله فمن المستحيل إنك تفهم وش إللي يقوله من أول مره , نآدراً مآتفهم من الإعآده للمره الثآنيه , فيه إحتمآل كبير إن أبطأ رآمز – قصداً - من سرعة كلآمه إنك تفهم بـ الإعآده الثآلثه .. رآئف إللي مآ أمدآه يفهم شيّ من كلآمه بآقي عيونه المستغربه على اللآبتوب قدآمه !

إرتفعوآ حآجبيه بهزة لآمبآلآه سريعه رآد لأورآقـه مكمل قرآءتهـم ..

خآرج آلمكتب كآنت خطآه هآدئـه , إنفعآلآته منضبطـه ظآهرياً ... بـ قمـة إضطرآبهآ وتصآرعهآ دآخلياً ...
مآلقى نفسّـه إلآ مطلع جوآله من جيب سيّآلته .. إهتز بنآن إبهآمه نقرآت متتآليـه .. إنتهـت بـ مكآلمـه , بدآهآ بـ حمّو وإندفآع: آلـوو ........ حوريـــــــــه ...!


/
/

حلم الحياه 14-08-16 03:53 PM

رد: العاطفه والجسد
 
حوريّه إللي أنهت المكآلمه بـ إبتسآمه عريضه مغتبطه من إللي توّهآ وسمعته .. إقتنآع أبوهآ عن طلبهآ وخضوعه للي تبيّـه ..
صحيح مآ أمدآهآ تستشف السبب ورآء التغير الجذري بقرآر أبوهآ الرآفض تمآم الرفض لهآلتهور إللي فكرت فيه وأقدمت عليه بسبب ترقب نسمه لهآ وإنتظآرهآ على بُعد مسآفه قصيره بـ الريسيبشن الرخآمي للطآبق الرآبـع آلخآص بـ جنآحهآ ..
الجنآح أقبلوآ ثنينآتهم للمرّ المؤدي بنهآيته لـه ..

سآئلتهآ وهي تشوفهآ فآرجه شقيّ بشتهآ مدخله جوآلهآ بـ جيب بنطلونهآ الإسكيني قطنـي الخآمه , رمآدي آللون دآكن: هذآ عمـي كآمـل ؟
حوريه: أهآآ بـآبآ
نسمه: غريبه دآق عليـك
بسرعه رفعت رآسهآ لهآ بـ إبتسآمه متوتره: هــآآ .. لآيآبنتي عآدي , دآ بيأكد عليّآ بسّ عشآن مآمآ عآزمآني عندهآ بكره بدل النهرده وأنآ مكنتش عآوزه أروح
توسعت عيونهآ بـ تفآجئ: يآلغبيّـه .. ليــش !
حوريه: عشآنك إنتي يآغبيّه , كآنت عآزمآني النهرده وإنتي قآيــه ..
ببرآءه إحتضنت ذرآع حوريه الأيمن مغمضه عيونهآ بـ إبتسآمه إنشرآح: حووووور أحبــــك
حوريه: ههههه خلآص يآهبـلآ ..
نسمه: بس تشوفين هدآيآي آلحين بستآنسين
قآلتهآ وهم على عتبآت الجنآح المُظلم إللي ضوته حـور بـ ضغطة زرّ مشعله الإضآءه كآملـه بـ الصآله لتوقف نسمه جمب طآولة البليآرد رآفعه الكره الحمرآء من عليهآ تنآظرهآ بوجه عآبس: وع مدري كيف متحمله ديكور ذآ المكآن وخصوصاً طآولة البليآرد الغبيّه هذي
حوريه: إسكتي رآئف مبيحبش يغير أيّ حآقه , حتى مفرش السرير لو ملئـهوش إسود يئلـب يومي أنآ إسود
أنزلت الكره للطآوله مبققه عيونهآ بتمثيل: يممممه إي وآلله صآدقه , - ضيقت عيونها اللي طيرتهم دآقه بطرف سبابتها على خدها الايمن مكمله كنآية عن تفكيرهآ - أتذكر شكله يوم إنه شآف جنآحه هذآ قبل يتزوجك , كآن المفرش فوشي .. والمخدات الصغيره على الصوفا فوشيّه وحطيت لك برآويز فيهآ ورد فوشي بغى ينجلط ههههه
أغمضت عيونهآ مأشره بيمنآهآ في الهوآء مآتبي تتذكر: يآآآآه , إسكتي
نسمه: وينهم الأغراض !! – سحبتهآ من معصمهآ الأيمن متقدمتهآ بخطوآت حمآسيه سريعه تجآه غرفة النوم مُردفه - : تعآلــي شكلهم دآخــل

بـ سعآده غير مصدقه شهقت وعيونهآ تُمرر بين الأكيآس الورقيّه والصنآديق المُعلبّـه آلكثيرهـ آلمصطفه على الصوفّآ سودآء آللون بغرفة نومهآ القآتمـه ...

....: ههههه شفيك يآلهبلآ إنصرعتي
سبقتهآ بـ الخطآ المتعجلـه بـ حمآسة آلطفل لـ هدآيآ كثيـره يشوفهآ قدآمهآ رآفعه صندوق أحمر آللون ملفوف بشريطه ذهبيّه .. آلشريطه إللي مآهتمت كثير بجمآليّة شكلهآ سآحبتهآ من عقدة آلفيونكه فآكه الغطآ عن الصندوق بعيون متأججه سعآده لينفغر فمهآ آلصغير لآخره بدهشه اغتباط: لاآآآآآآآ

إرتمت على السرير نآيمه على بطنهآ .. ذقنهآ مُسند بوسط رآحتهآ اليمنى ورجليهآ محركتهم بـ الهوآء: ههههه بلــى
نآظرتهآ بعدم تصديق منزله الصندوق من يدهآ وإللي كآن حآوي لـ شنطـه جلديّه بيضآء آللون حآملـه لـ شعآر وآحد من المآركآت العآلميّـه بتعليقه ذهبـيه مزينه بفصوص لامعه جآلسه على صوفيتهآ السودآء رآفعه من الأرض صندوق ثآني: ههههه يخرب بيتك يآنسمه إنتي روحتي تئضـي شهر عسل ولآ رآيحه تلفـي فـ المحلآت وتشتري
إنقلبت نسمه على ظهرهآ منزله رآسهآ عن طرف السرير صآرت تشوف حور جآلسه قدآمهآ بـ المقلوب: وللي يعآفيك لآتذكريني

صآحت بفرحه وهي رآفعه فردة آلبوت آلقطيفه بلونه الوردي: وآآآآآو
سألتهآ بـ إبتسآمه شقيه: حلـو صـح !!
حوريه: دآ يقـنن يخرب بيتك .. حلوو أوي – أنزلته من قدآم عيونهآ مبوزه سآئلتهآ مستغربه – وإنتي شكلك مش مبسوط ليه ؟ إيه إلي حصل هنآك
نفخت هوآ وعيونهآ بـ السقف لآفه خصله من شعرهآ العسلي القصير على طرف سبآبتهآ اليمنى: تسوقت كل هآلأغرآض بيومين بس .. أصلاً مآطلعت إلآ بهآليومين
....: شكلك معبيّـه وعلى آخرك .. إرررررغـــي
نسمه: حور مدري حآسه فيه شيّ مآهوب مظبوط
....: يآنهآآآآرك إسسسسسسود

بسرعه إنقلبت على بطنهآ تنآظرهآ بـ إرتعاب بعدمآ وصلها شهقتهآ الإستنكآريه الحآده آلمتوعده بسوآد نهآرهآ !
جت بسألهآ إلآ وتطيح عيونهآ على الشيّ إللي بيدهآ وإللي مآكآن إلآ قميص نـوم .. طغت جرأة تصميمه الصآرخ على لونه الصآرخ .. كآن ستآن حريري , فوشي آللون .. أقصر من إنه يكون سآتر لـ نصف الفخذ من الجزء العلوي ! بـ خآمه تُل شفآفه مُطرزه من بعض المنآطق !

....: هههههه
خزتهآ بنظره حآقده: وبتضحكي كمآن يآسآفله !
دفست نسمه وجههآ بـ آلمفرش الستآني أسود آللون كآتمه ضحكهآ على وجه حور المنقهر: هههههه آآآآه يمّآآآ بطني
حذفت عليهآ القميص بقهر: إيه الأرف إللي إنتي قيبآه دآ !
نسمه: هههههه ليش وآلله شكله حلو
حوريه: حلو فـ عينك يآحقيرآ – بققت عيونهآ بسرعه , توهآ وإهتدت لشيّ صدمهآ – يخرب بيتك إشتريتي الحـآقآت الزباله دي ودكتر أوو معآآكي !! شآآفهـــم !!
قلبت لهآ عيونهآ بـ إحتقآر: ليش وأنآ مثلك غبيه ! مآشآف شيّ
حوريه: وإنتي قبتي لنفسك الأرف دآ ؟

تربعت نسمه رآفعه القميص بـ الهوآء قدآم عيونهآ صآر حآجز بينهآ وبين حوريه: ليـش قرف .. وآلله إنه حلو ..
حوريه: دآ سآفل أوي يآنسمـه
نسمه: عجبني لونه .. عآد أنآ أضعف قدآم أي شيّ وردي أو فوشي
حوريه: وإشتريتي ليكي وآحد
أنزلت القميص مجآوبتهآ بسرعه تأكيديه: طببببعاً .. عآد شوفي كل أغرآضك هذي عندي منهآ نسخه ثآنيه ونفس الألوآن
رفعت حور كيس من الأرض سآئلتهآ: فيه هدوم زبآلـه تآنيـه ولآ دآ بس !
نسمه: ههههه لآ هذآ بس .. – قطته بوجههآ ضآحكه – خذي إلبسيه لـ رآئف وعلميني وش بيقول هههههه
بسرعه أبعدت القميص إللي لبس بوجههآ رآمقتهآ بنظره مشمئزه رآصه على أسنآنهآ بـ حِقد: لمآ تلبسيـه إنتي الأول لـ دكتر أووو يآحقيرآ

أطبقت فمهآ بـ إبتسآمه بآهته أخفضت معهآ بصرهآ بـ تخاذل إستغربته حور عآقده حآجبيهآ بـ إستفهآم: مآلك يآ بِـتّ !
إرتفعوآ كتفيهآ بهزه عفويّه مجآوبتهآ بـ همس: مآفيه
حوريه: إزآي مفيش ؟ إلآ فيـه .. إتكلمي دكتر أوو مزعلك فـ إيه !
بسرعه نآظرتهآ بـ إنتبآه مصحوب بـ دهشه لتجآوبهآ حور برفعة حآجبيهآ العفويّه: وحده لسه معدآش على قوآزهآ شهـر , ولسه رآقعه من شهر عسلهآ خآسـه النُـصّ ووشها مئلـوب .. وآضح .. هآآآ عمللك إيه !
نسمه: وآضح على شكلي !
حوريه: قــداً
لوت فمهآ مطلقه زفره مُحبطه: مدري حور بس مآني مبسوطه .. يعني مو مثل مآتخيلت
حور: إزآي يعني !
نسمه: مآني حآسه بتوآصل بينآتنآ .. أحسّ علآقتنآ رسميّه , يعني ....... مدري .. بس مآنيب مرتآحه , طول الوقت وأنآ متوتره , أحس نفسي أسوي مجهود كبير عشآن اطلع كآمله , مآفيني غلط , أعجبـه .. ينتبـه لي .. حتى بـ الكلآم , أحس نفسي أتكلم بـ القطآره .. أعيد الكلمه إمية مره قبل أقولهآ ولآمني قلتهآ قمت أفكر فيهآ .. هي صح ولآ غلط , سآمجـه وسخيفه ولآ عآدي ... تدرين وش إللي أقصده !
مآكآن ردّ فعل حور إلآ البلآهـه .. موسعه عيونهآ , رآفعه حآجبيهآ .. علآمآت الإستفهآم والتعجب تدور من فوق رآسهآ !!
أرخت نسمه كتوفهآ مرجعه راسهآ ومغمضه عيونهآ بتعبير يآئس محبط: آآآآآخ يآآرب

حوريه: وإنتي ليه بتعملي فـ نفسك كل دآ ! ليه ببسآطه متكونيش على طبيعتك , إنتي مرآتو وهو قوزك خلآص .. ليه كل دآ !!
جآوبتهآ نسمه بـ تبرير مندفع: أبيه ينآظرني يآحور .. يلتفت لي , يحسّ فيني
حوريه: إنتي غبيّه ؟ دآ قوزك .. عآرفآ يعني إيه قوزك ؟ يعني إيه يبص ليكي ويحس بيكي .. لآ ويلآحظك كمآن !! ليه وإنتي رقـل كنبـه !
نسمه: مآرح تفهمينـي .. إيه رجـل كنبـه
ضيقت حور عيونهآ بـ إستفهآم: إنتو حصل مآبينكم اللللللـ ............
نفثت بـ همّ مطيره عيونهآ بـ طفش: إيه حصل مآبينآ هذآ الللللللللــ .....
قوست فمهآ بعدم فهم: طيب المفروض إنكم إتخيطوآ الحآقه إللي بتكون العقبـه .. يعني المفروض تعآملكم مع بعض يكون عآدي , مفيهوش كلآفه ولآ رسميّه ولآ كل الحذر إللي إنتي بتتعآملي بيه دآ ! مش فهمآكي !
نسمه: ولآ حتى أنآ .. حور تصرفآتي هذي بسبب تصرفآته هـو .. إهو إللي بعيد عني , يعني مثلاً مآنقعد مع بعض .. مآنسولف .. شلون تبين ذي الميآنه تطيح وأنآ مآشوف زين خشته إلآ وأنآ أبي النوم
حوريه: ههههه والله إنتي مش قآيبك على وشك إلآ زين خشته دي
نسمه: إيييييه وآلله يآزينـه بس

حوريه: ههههه وآللهي المشكله فيكي إنتي .. إنتي إللي مش شآيفه فيه غير شكله الحلو وبس .. عشآن كدآ بتزآيدي على نفسك , عمآله تزوئي فـ شكلك وتزوئي فـ كلآمك وإنتي مش محتآقه كل دآ .. عديّ خلآص بئآ ملكك إنتي يآنسمه .. كله على بعضه مش بس شكله الحلو ..
لطمت خديهآ سآحبه عليهم بآلقوه لـ تحت: شسسسسوي يآلقهـــر مآهوب معطيني وجـه
حوريه: إديلـو على وشـو .. شكلو حمآر
نسمه: ههههه حور مآلي خلقك
حوريه: إنتي إللي غبيّه وتآفهه .. فرحآنه بشكله الحلو وعيونه الملونه وهتموتي وإنتي آهره نفسك عشآن ترضيه وبردو مش هيعبرك
تلألأت عيونهآ بآلدموع تنآظرهآ بـ لوم: حـووور !!

أرخت كتفيهآ مطيره عيونهآ بـ يأس: نوسي يآروحي .. حآولي تشوفي دكتر أوو بشكل تآني .. دوري على حآقه تآنيه تشدك ليه وتعقبك غير شكلو الحلو
نسمه: كيف !!
حور: هئولك حآقه غريبه كدآ وعبيطه بس بحبهآ أوي فـ رآئف .. بحبه لمآ بيئوللي يآ أطوتـي
أنعقدوآ حآجبيهآ مستفهمه: وش أطوتي هذي !!
أشرت لهآ بيدهآ ضآحكه: ههههه قطوتي قطوتي
بآقي الإستفهآم بوجههآ سآئله: مآفهمت
حوريه: رآئف دآيماً بيئوللي يآقطوتي .. قطوتي الشرسـه

بآلتصوير البطيئ على مآستوعبت , تبدد الإستفهآم وحل مكآنه إبتسآمه عريضه أردفت من بعدهآ بمشآكسه: حووور يآلخآآآيســـه , - ضيقت عيونهآ بـ مكر مكمله – رآئف يقولك قطوتي أجل !
حوريه: هههههه
تربعت على السرير هآزه رآسهآ بـ إهتمآم: كملي كملي ترآ تحمست
قآمت عن الصوفآ وجلست جمبها على السرير والإبتسآمه بعيونها اللامعه: مفيش .. أنآ بئوللك بس حآقه بسيطه .. مش لآزم تعملي حآقه كبيره عشآن تلفتي إنتبآهه أو تشديه أو حتى يحبك .. فيه حآقآت بتيقي عفويّه كدآ وبتكون أحلآ
نسمه: حور إنتي ورآئف كيف علآقتكم ؟ تخآفين من رآئف .. تعآملينه برسميّه كذآ ولآ كيف .. رآئف جآف شوي وقآسي مدري كيف تقعدون مع بعض

صفقت حور بيديهآ مبتسمه: أهـــه .. مش هتسدئـي بئآ لمآ أئولك
نسمه: وش !
حور: رآئف دآ بديلو على رآسو – ضربت قبضتهآ اليمنى بوسط رآحتهآ اليسرى –
نسمه: إيوه إيوه , بـ دليل ذرآعك إللي إنكسر وتعجـز .. اكذبي غيرها
حور: ههههه يآبـتّ لآآء سيبك من درآعي وعلئة الموت إللي أخدتهآ دي .. وآللهي بقـد .. شوفي ... شتمتو كل الشتآيم – فرقت أصآبع يدينهآ وبدت تعد عليهم بـ حمآسه وإندفآع - يآكلب , يآحمآر , يآغبي يآمتخلف يآوآطي يآحقير يآمعفن يآزفت يآموئرف يآقآهـل يآهمقـي يآمريض
إنفغر فمها بضحكه رجوليّه ضخمه , سآذجه وبلهآء من ردة الفعل لنسمه والمتمثله بفمهآ المنفغر لآخره وعيونهآ المبققه بتطلع من مكآنهآ ...
حوريه: هههههه أوقسم بآلله

بلعت ريقهآ الجآف من هول مفآجئتهآ بآللي تقولي حور وإللي ببآلهآ الحين إنه مغير – خــرط – هي وهي أخته ولآ بعمرهآ قدرت تتطآول عليه حتى بـ النظره , رآئف هو الوحيد إللي تحشمّه وتعمل له حسآب , خلآفاً لـ أخويهآ الأكبر أحمد وطلآل .. أو رآمـز: مستحيـــل
حوريه: وآللهي بقـد
نسمه: تخآفين من إخوآنك مآتسبينهم ومطلعـه كل كبتك على زوجك !
حوريه: ههههه تسدئـي أول مره آخد بآلـي !!
بلعت ريقهآ الجآف سآئله بـ بهوت: طيب ورآئف وش يسوي ؟
قوست فمهآ بلآ مبآلآه: مبيعملش حآقه .. بيضحـك الغبي وبيستفزني أكتر
نسمه: تسبينه ويضحك ؟ رآئــف !!!!
حوريه: شفتي علآقتنآ حلوه إزآي ! هههههه

نسمه: حور إنتي من جدك !
حوريه: أيوآ يآبنتي وآللهي .. وهي دي الحآقه الحلوه .. إنه فآهم إن الشتيمه دي مبيكونش أصدي منهآ أهينـه بيهآ , لآ بئولهآ كدآ عآدي .. وأنآ فعلاً بئولهآ عآدي ومبخفش منـه , مش شيفآه فرعون الطآغيـه .. مبعدش أفكر زيك ينفع أئولو كدآ ولآ مينفعش .. هيزعل ولآ دآ عيب ولآ غلط ولآ دي حآقه تكسـف ولآ سخيفه .. عآدي .. والحآقه الأحلى كمآن هو إحسآسي إن أنآ بملك حآقه خآصه من رآئف .. حآقه ليّآ أنآ لوحدي ومش لغيري .. إنو معآيآ أنآ بيكون رآئف تآني .. بعيد عن الشغل ورسميآته والنشوفيّه والجفآف إللي بيتعآمل بيهم مع الكل .. لآ .. معآيآ أنآ بيكون مختلف .. حد طبيعي قداً إنتي نفسك ممكن تستغربيه !


/
/



مسآءاً ..
بغرفتهآ صغيرة آلحجم آلمنظمـه بـ رتآبـه بآعثه للرآحـه والإستقرآر النفسي ..
مستقعده على سريرهآ الصغير ممدده سآقيهآ ورجل فوق الثآنيـه بحجرهآ ملزمـه ورقيـه .. بيدهآ اليمنى قلمهآ الأزرق إللي تشد به خطوط قصيره وكثيره متدآخله بـ الورقه المفتوحه قدآمهآ وبوجههآ إبتسآمه هآدئـه , جذآبـه .. مآتوحي إلآ بـ السحر والأسر إللي تعيشه بهآللحظـه .. بـ أذونهآ الهآندفري البيضآء ...

بوسط أسرهآ أجفلهآ الطرق الخفيف للبآب وإللي بسببه إنتفض كآمل جسمهآ موسعه عيونهآ بـ إرتعآب .. وبـ تشتت وآضح همست بصوت خآفت: بقفل الحين نتكلـم بعدين - بــدر - .. بآي بآي ... طيب آوكي , خلـص بــدر بعـديـن .. بآي
قآلتهآ ببلعة ريق متوتره منزله السمآعآت من أذونهآ: آيــــوهـ
فتحه صغيره للبآب إللي فتحته مدخله منهآ رآسهآ بنظرة تحرّي: تدرسيــن !
بللت شفتيهآ وبآقي آثآر توترهآ وآضحه: إي , فيه شيّ !

دخلت للغرفه مقفله البآب من ورآهآ برجلهآ مقتربه صوب سريرهآ وبيدهآ صينيه عريضه حملت أنوآع من الأصنآف تنوعت مآبين صحن قزآزي كبير يظهر منه سنآكس الدوريتوس مثلث الشكـل وجمبه صحن صغير سلطـة زبآدي بـ الخيآر ...
كوب شفآف فآرغ بـ مسكـة يدّ وترمس صغير آلحجم: طيب خذي بريك وكلي شيّ إنتي من أول تدرسين
نآظرتهآ بـ جمود النظره المطوّله إللي إنتقلت أخيراً من وجههآ للصينيه إللي بيدهآ موقفه على ركبتيهآ مستلمتهآ منهآ: طيب كلـي معآي

جلست بـ الطرف الثآني من السرير: مآلي نفـس , هذآ جآيبته لك إنتي .. هآ متـى إختبآرآتك !
رفعت قطعه من الشيبس مغمستهآ بـ الزبآدي مجآوبتهآ قبل تدخلهآ بـفمهآ: مآبقى إلآ إسبوع وثلآث أيآم .. آلله يعين
صيته: وذآبحه عمرك مذآكره , يمديك تلحقيـن لآتضغطين على نفسك وآجد
ريتآج: عقيقـة ولـد نآهـد أختـك بـ آخر ذآ الإسبوع .. وبننشغل معهآ أكيد , مآبي أضغط نفسي
فتحت فمهآ الفتحه الصغيره إستيعآباً رآفعه الملزمه وبدت تفر فيهآ بـ فمّ مطبق لآويته يسآراً يصعب عليهآ فهم آلمشروح: سهلـه موآدكم !

جآوبتهآ بصوت ضخم مخنوق من أثر الأكل بفمهآ: يعنـي .. موآد وموآد
تركت الملزمه من يدهآ بـ إهمآل إذ إنه إستصعب عليهآ فهم شيّ من المكتوب , الشيّ إللي مآيمس تخصصهآ .. مشت صوب التسريحه جآلسه على كرسيهآ تنآظر بشكلهآ فـ المرآيه: نآويـه تترتبين على الدفعـه هآلسنه بعد !
رفعت ذقنهآ بـ فخر مصحوب بشيئ من الغرور: إن شآلله الأولى على الدفعه هآلسنه بعد وكل سنـه
إلتفتت لهآ نصف إلتفآته مبتسمه: أحـلآ يآوآثــق
ريتآج: طبعاً حبيبتي إيش مفكره ..

لفتهآ كمّ مستحضرآت التجميل وأدوآتهآ المصفوفه على الطآوله إلي مآيبين خشبهآ من تحتهآ: كل ذآ مكيــآج !
ريتآج: عشقي الأول والأخير
رفعت لهآ قلوس علبته بلآستيكيّـه ويظهر شفآف من الخآرج مقوسه فمهآ بعدم فهم لطبيعة هآلشيّ فآتحته بـ هدوء وبـ حذر بدت توزعه على شفتيهآ الرقيقه: تشترينهم ومآتحطيـن
ريتآج: ووين بحط يآحسره , لآ طلعآت نطلعهآ ولآ منآسبآت أو حتى زيآرآت للبيوت .. عيشـه تقصر آلعمر
أطبقت شفتيهآ على بعضهم موزعه آللون إللي كآن أصلاً شفآف ملمع: عندك الجآمعه كل يوم تروحينهآ
لوت فمهآ بـ حنق: مكيآج الجآمعه سيمبل ونورمآل , مآيمديني صدق أتفنن .. – قآلتهآ متبعتهآ برمقه مشمئزه مردفه – وإنتي يوم تكرمتي على نفسك تحطين شيّ قمتي تحطين هآلشفآف !
صيته: مغير أجـرب

وقفت على ركبتيهآ فوق السرير بيسرآهآ الكوب القزآزي وبيمينهآ الترمس الصغير إللي صبت منه قهوتهآ المُحلاّه , مشروبهآ الإعتيآدي بـ أيآم الدرآسه للإختبآرآت لمسآعدتهآ على التركيز والإنتبآه وطول فترآت السهـر ...
مشت على السرير زحفاً بـ حمآسه لحد مآنزلت للأرض ووقفت قبآلهآ تآركه كوبهآ على التسريحه بآسطه يمنآهآ تحت ذقنهآ جآبره وجههآ على الإلتفآت يسره لهآ: ورينـي أشوف
أرجعت صيته رآسهآ لورآ مغمضه عيونهآ بـ تململ وكنهآ درت عن نوآيآ ريتآج بهآللحظه: لآتبديـن الحيـن
ريتآج: لحظـه لحظـه وآلله تونـي ألآحـظ ........ وش هآلتغييــــــــر !! كم لي مآشفتك أنآ
صيته: كل يوم تشوفينـي
ريتآج: وجـــــــــع صيتـــوووه بشرتك صآيره حلوه مآشآلله , نقيّه وصآفيـه ..
بققت عيونهآ بـ إرتعآب: قولي مآشآلله
قلبت لهآ عيونهآ بـ إحتقآر: أبسطرك وآلله , ترآ قلت مآشآلله !

نآظرت صيته وجههآ بـ المرآيه شويّ من الجآنب الأيمن وشوي من الأيسر وهي مآطه رقبتهآ: صــدق فيه تغيير !
ريتآج: عمى إنتي مآتشوفيـن ؟ وآلله وجهك صآر أنعم وجهـي .. كل الحبوب والبثور هذي وينهآ ! مآنيب شآيفه ولآ حُفره , يآلمخيسه مضيعـه رآتبك بعيآدآت التجميل أجل هــآآآه
صيته: وهذي مو شورتك إنتي ونآهد وأمي !

إحتضنت ريتآج وجه صيته بين رآحتيهآ مثبته عيونهآ بـ عيونهآ آمرتهآ بـ غرآبه: إبتسمـي كذآ أشوف !
إنعقدوآ حآجبيهآ محتدة نظرآتهآ بعدم فهم لطلب ريتآج آلمريب: شتبين إنتي !
ريتآج: إبتسمـي
لوت فمهآ آلمطبق يميناً أتبعته بـ شدة شفتيهآ غصباً لتطلع معهآ إبتسآمه مجبره مُعذبه وكأنهآ حآنقه أو ممتعضـه مو مبتسمـه ومآسرع مآتسعت إبتسآمة ريتآج قدآمهآ وطلعت لكنتهآ حجآزيّه مفتعله: يآوآد يآوآد إش دي الحلآوه
ضربت صيته ظهر اليد اليسرى لريتآج وهي فوق خدهآ: وخري أشوف
ريتآج: غمآزآتك بآنـوآ أكثر , يآلمخيسه شكلـك يخبـل .. أول مآكنت أشوفهم بسبـة آلحبوب وجهك كله كآن محفر , الحين برزوآ الغمآزآت آآآآخ يآحظك ليش مآعندي زيهـم

إرتفعت شفتهآ العلويه بـ تقزز: حتى الشيّ الحلو الوحيد فيني مستكثرته عليّ
ريتآج: من قآل إن غمآزآتك هي الشيّ الوحيد الحلو ؟ تدرين ليش مآتنعطين وجه ! لأنك غبيّـه وتقهرين بذي السلبيّه إللي فيك .. ليش مآتوثقين بنفسـك ! أولاً عندك غمآزآت عذآآآب .. عيونك صح إنهآ صغيره مقآرنتاً بعيوني الكبــآآآآآآآر الحلوين
قلبت صيته عيونهآ فآتحه فمهآ إدعآءاً للترجيـع من مصآلة ريتآج في حين سفهتهآ ريتآج مكمله: بس عيونك بعد حلوين فيهم رموش كثيييييره , يعني كحيلـه .. أمآ إللي يقهر أكثر هو شعـرك – خبت وجههآ بيدينهآ مرجعه رآسهآ لـ ورآ بـ ندب – آآآآآآخ شعري طويل ونآعم بس مو زيـك ..
بققت عيونهآ مُردفه: حسسسد يآلطيـــف

لوت ريتآج فمهآ لليسآر مطيره عيونهآ وكأنهآ تفكر بشيّ , آلتفكير إللي مآستمر كثير لأنهآ وبسرعه رفعت لهآ علبه بلآستيكيّـه ضغـط , وبضغطه خفيفه إنسآب منهآ سآئل كريمي بلون البشره ..
بـ فرشآه كبيره بدت تبلل أطرآفهآ بآلكريم إلي بوسط رآحتهآ اليمنى وتوزع منه على وجه صيته إللي كآنت مستسلمه هآلمره: إنتي جد مآعندك سآلفه
ريتآج: خلنـي أتسلى عليـك بهآلبريك , طفشت وأنآ أذآكر !
صيته: هذآ إيش إللي تحطينه ؟
ريتآج: هذآ فآونديشـن .. أول شيّ توزعينه على وجهـك وآلرقبـه هم بعدهآ البودر .. يخلي وجهك كله طبقه وحده مثل القزآز يلمـع ... بس تدرين وش إللي أبيـه !
صيته: إيــش !
ريتآج: أحطلك كنتور على ذآ الخشم
إنعقدوآ حآجبيهآ مرسله لهآ نظره توعديّه: وشبه خشمـي إنشآلله !
ريتآج: خشم معقـوق .. هذآ هو الشيّ إللي مآهوب تمآم مره بشكلك .. معقوف كذآ مدري كيف جآي .. مآحد خذآ ذآ آلخشم من أبوي إلآ إنتي وسلطـآن

جت صيته بتوقف عن الكرسي مطبقه فمهآ بـ حنق وإمتعآض: الشرهه علي عطيتك وجه بزيآده
وقفتهآ ريتآج معترضه طريقهآ بـ قبضتيهآ إللي ثبتتهم على جآنبي صدرهآ من الكتفين: ههههه خلآص خلآص أمزح وآلله
قلبت صيته عيونهآ بـ إحتقآر: مزحك مخيس ومآله دآعي
أنزلتهآ ريتآج بحركتهآ الهآدئه من يديهآ إللي ثبتتهم على لوحي كتفها نزولاً لترد وتقعد على كرسيهآ: ههههه لآزم تتقبلين النقد .. مثل مآقلت لك الشيّ الحلو فيك أقول بعد المو حلو
ضيقت صيته عيونهآ بتعبير إستفزآزي: مآلك دخل , خشمي وعآجبني
ريتآج: ههههه أشوى إنه مو خشمـي كآن إنتحرت

خزتهآ بعيونهآ وبوجههآ تعبير المنقهر آلموشك على نفآذ صبره في حين بدت ريتآج ترسم لهآ الخطوط التصحيحيه الدآكنه لقلم الكنتور على جآنبي خشمهآ وبسبآبتهآ تتحسس العظم البآرز عرضاً لمقدمة خشمهآ بـ المفترق مآبين عيونهآ: يبآلك عملية تجميل تشيلين هآلعظمـه
جت صيته توقف ووجههآ كظيم , محمر ومكفهر إلآ وضربتهآ ريتآج بخفه من جبينهآ مآزحهه: ههههه خلآص عآد نمزح قلنآ

صيته: سآمجه ومآصلـه ودمك ثقيـل
ريتآج: ههههه أحب أستفزك ليش مآدري
صيته: لأنك سخيفـه .. بس الشرهه علي معطيتك وجه ومخليتك تلعبين فيني بكيفك
أرسلت لهآ ريتآج بوسه بـ الهوآ من فمهآ المضموم مُردفه بـ إبتسآمه: يآخبلـه أنآ قآعده أزينـك ..
سكتت صيته شويّ مخفضه بصرهآ وكأنهآ تفكر بشيّ في حين مآلت ريتآج بجسمهآ للحد إللي معه إختلطت أنفآسهم الدآفئه في محآولة تركيز شديد من ريتآج إنهآ تعدل رسم حآجبي صيته بـ إحترآفيه: آلحين بس أخلص وتشوفين نفسك ملكة جمآل

صيته: جمآل صنآعي هذآ وش فآيدته
ريتآج: وآلله غبيّـه .. المكيآج صدق مآيصنع الجمآل بس هو وسيلـه لإظهآر هآلجمآل .. الأخذ بـ الأسبآب يعنـي .. أمآ إنك تهملين نفسك هم تدعين إنك كذآ بطبيعتك ؟ خير إنشآلله ! سلآمآت !
صيته: يعني خشمي لهآلدرجه شيـن !

إستقآمت ريتآج بوقفتهآ مطبقه فمهآ بـ إحبآط في حين رفعت صيته حآجبيهآ وبوجههآ إستفهآم سآذج: شفيــك ؟
ألصقت ريتآج سبآبتهآ والوسطى اليمنى ببعضهم موجهتهم لجآنب رآس صيته وكأنه – مسدس - مجآوبتهآ: الشين مآهوب خشمك ولآ شيّ بشكلك .. الشين كله ذآ إللي برآسك .. مخـك الغبـي
عقدت حآجبيهآ بعدم فهم مبوزه لتكمل ريتآج وهي تفك تلبيسـة قلم الكحل الفلومآستر إستعدآداً لرسم العين: أفكآرك الغبيّه عن الجمآل وظنونك الزفـت عن نفسك وشكلـك .. هذآ هو الشين إللي فيـك ..

أخفضت صيته رآسهآ في حزن مآخفى عن ريتآج: يعننك مآتدرين ! كلآمك هذآ لأنك أختي
أطلقت زفرة إستهزآء قصيره: هــه .. شفتي إنك متخلفـه ! لأني أختك يآلغبيه مآعندي شيّ أخفيـه عنك .. لو إنك شينه قلتهآ لك بوجهك عآدي وش له أجآملك وأمتدح فيـه ! – قلبت عيونهآ لهآ بـ إحتقآر مُردفـه – مــــــآآآآآلت
صيته: وليش مطلـق الرويلـي رفضنـي طيب !
قلبت ريتآج عيونهآ للسقف فآتحه فمهآ بتعبير آلمنقرف وشوي يجيب مآبجوفه: وآآآآآآآآآآآآع .. وللي يرحم أمك لآتذكريني
صيته: رجّآل زي أي رجّآل , شآفني ومآعجبتـه .. رفضنـي

كشرت وبوجههآ تعبير مشمئز وبقوّه: يخسـى رجل الكهـف ذآ أبو القمـل
صيته: ههههه حرآم عليك
ثنت سآقها اليمنى تحتهآ مثبته ركبتهآ على الكرسي مآبين فخذي صيته مدنقه عليهآ بتبدآ رسم الآيلآينر لعيونهآ: حرمة عليك عيشتك وعيشتـه , عآد ذآ أكثر آدمي قآهرني إن شفته توطيتـه .. آلله يآخذه مآل المرض .. قآل مطلق قآل ! جعلـه بطلق الرصآص من رشآش يفرغوه بـ خشتـه
صيته: ههههه أستغفرك يآربي , ريتآج وآلله حرآآآآم
ريتآج: آقوول إنطمـي بس .........


/
/
/


عصريّة اليوم التآلي ..

ثبتت خطآه المتبآطئه موقف بوسط غرفـة نومه إللي دخلهآ ..
توقيت عصـري بعدمآ توّه وأنهـى دوآمـه الوظيفـي بـ مؤسستـه ..
زفره مهمومه مغمومه أطلقهآ بيأس وهو يشوفهآ جآلسه على الكنبه الإسفنجيّه كحليـة آللون .. رجليهآ فوق الكنبـه , ضآمه سآقيهآ بوضع الـ x لصدرهآ محآوطتهم بسآعديهآ .. جآنب وجههآ الأيمن فوق إنتصآف ركبتيهآ ..
مآختلف شكلهآ الحزين بجلستهآ آلحين على الكنبـه أو بنومتهآ المتوآصله من ثلآث أيآم على السرير !

بـ هدوء جلس على يمينها مسيح جسمـه فآرد سآقيه قدآمه .. بدآ بصرقعة أصآبعه اليمنى قبل يسألهآ بـ خفوت: وبعديـن يآتغريــد !
بهدوء غيرت من وضعهآ لتقآبله وجهاً لـ وجه .. أسندت خدهآ الأيسر لركبتيهآ المضمومتين تنآظره في صمــت ..
النظره المطولـه إللي تشآبكت فيهآ نظرآتهم فآرغة المعنـى .. قطعهآ بـ شدة شفتيه المطبقه إحبآطاً من جمودهآ آلمريب ..
ثنى سآقه اليسرى تحته معدل من جلسـته لإستقآمه بـ ظهره .. شدد من قبضته لسآقهآ اليمنى المرفوعه والمضمومه لصدرهآ: عآجبك هآلوضع إللي إنتي فيـه !
تغريد: ...........
....: ثلآث أيآم مآطلـع صوتـك ! مآتكلمتـي كلمـه ... مآ أكلتـي أكلـه ...
تغريد: ..........
....: أمـي وخوآتي يسألون عن أحوآلك ؟ وليش إنك قآطعه عنهـم

شهقة نفس عميقه وهآدئه مسموعه من خشمهآ رآفقتهآ غمضة عين مستسلمـه تجآهلاً للي يقولـه .. قوآهآ النفسيّه أوهن من إنهآ تتوآجه معه حتى بـ حوآر سطحي مثل هآللي يحآول هو آلحين يفتحـه معهآ ...
تجآهلهآ المتعمد وإللي مآيصيبـه إلآ بـ اكتئاب متضاعف , قآسيـه عليـه وعلى قلبـه الضعيف بحبهآ .. هآلجفآء منهآ مآيزيدهآ إلآ قسوّه , ومآيزيده إلآ وهــن ..

قطع المسآفه القصيره الفآصله بينهم .. إلتصق جآنب جسده الأيسر بجآنبهآ الأيمن .. إمتدت ذرآعه اليسرى محآوطه كتوفهآ وبيمينه تحسس سآقهآ اليمنى بـ حرآره: لمتـــى يعنــي !
عطته نظره خآطفه , فآرغـه .. تهيأ له إنهآ سؤآلهآ السريع الخآطف .. بـ نظره , بـ همس دآفئ أوضح لهآ قصده: لمتـى هآلصدّ ! لمتـى وإنتي بروحك وأنآ بعيد عنك ! تغريد إنتي زوجتـي .. وهمّك هو أكبر همّـي .. ليش مآتشآركيني هآللي تحسينه وتفكرين فيـه .. جربــــي .. أبيك بس تجربين ............. – سكت لثوآني أردف من بعدهآ بـ ثقه - وآلله مآتندميـن
تغريد: وش إللي تبي تعرفـه !

قوس فمه مايدري مجآوبهآ بـ بهوت: أي شيّ .. هذآ إللي بقلبـك كلـه ليش مآتطلعينـه ! وش إللي مضيق لك خلقك ! وش إللي مكدرك ...
قآلهآ مشدد من قبضته الممسكه بعظم سآقهآ اليمنى إنتصآفاً .. مآل رآسه للحد إللي معه تدآخلت أنفآسهم الدآفئـه .. تشآبكت نظرآتهم البآرده !

....: أبي أروح لهلـي
فآجئـه آلطلب .. مو هذآ إللي كآن متأهب لسمآعـه .. إنعقدوآ حآجبيه بـ خفه مبعد رآسه عن وجههآ والإستفهآم بعيونه سألهآ: مآفهمـت !
تغريد: أبي أزورهـم
إرتفعوآ حآجبيه إستغرآباً مقوس فمه بعدم فهم: زوريهــم .. شفيهآ يعني
....: اليــوم
ضيق وآضح إعترآه .. أطبق فمه بـ قهر مكبوت مجآوبهآ بـ حنق: لآ مو اليـوم .. مو قبل أعرف أول وش صآر بآلزيآره الأولى
أبعدت وجههآ عنه مسنده منتصف جبينهآ لركبتيهآ كرد فعل رآفض لمجرد المنآقشـه !
....: وش إللي صآر علمينـي
....: مآصآر شيّ

أطبق فمه منقهر , الظن إللي ترآءى له بـ الخطوه إللي قآربت مآبينهم إنعدمت آلحين وهو يحسّ بـ مئآت الخطوآت فآصلـه !
....: شلون يعني مآصآر شيّ ؟ بلـى صآر .. رديتي تبكيـن , همّ حبستي عمرك بـ الحمّآم .. طلعتـي لآ أكل ولآ شرب ولآ كلآم .. على وضعك من ثلآث أيآم .. وش إللي سوته أختك هـآآه ! تكلمـي ولآ قسم آلحين أنآ بنفسي أروح لهلـك وأتفآهم معهـم
بسرعه رفعت رآسهآ تنآظره .. ثبتت عيونهآ المشدوهه بعيونه المتوعـده .. تدري عن مآلك وفعآيلـه .. إن قآل فعـل ولآ إهتم , كن هآلشيّ ذروة آلعقـل أو قمـة الطيـش ..
بـ قلة حيله أغمضت عيونهآ بتنهيدة إستسلآم قصيره , زفرتهآ من خشمهآ مسموعه .. الهدوء بملآمحهآ إللي أوحى له بـ خضوعهآ , إستنطقهآ بـ همس: هــآآ !

شهقت نفس عميق قبل تجآوبه بـ نفس الهمس الخآفت: إنت فعلاً عرفت دآرين وتزوجت تغريـد ..
بلل شفتيـه خآفض بصره لحجر ثوبه , ثوآني من الصمت إستغرقهآ بـ التفكير , انهآهآ بـ سؤآله: وش كآن غرضهآ من هآلموضوع بـ كبره ؟ ليش تورطـك ؟

بآلقوّه أقفلت عيونهآ إذ إن مآعندهآ من الطآقه شيّ لتحمل تسآؤلآته إللي بنظرهآ آلحين أتفـــه من أيّ شيّ تآفــه مقآرنتاً بـ الطآمـه العظمـى المدفونه من سنوآت كثيـره ..... طويلــه ..
أي شيّ آلحين مقآرنتاً بـ حقيقة كونهآ بنت غير شرعيّـه , من أم مآتدري منهـي , أبّ أنكرهآ .. وعمّ تكفـل بهآ .. هي المقآرنه إللي مآمنهآ رجآ ..
يهون كلّ شيّ .. إن أختهآ إستغلتهآ .. وبـ أسوء أشكآل الإستغلآل .. الطعن بـ أخلآقهآ .. بـ شرفهآ وعفتهآ .. كمّ الإهآنآت إللي إنصبت وإنكبت عليهآ إبتدآءاً من النظره وصولاً للضربـه .. يهون عليهآ تورطتهآ بعلآقـه شرعيّـه مع مآلـك .. في حين إن قلبهآ متورط بعلآقـه غير شرعيّه مع سنــد ! كلـه يهون وأكثر ... إلآ هآللي قآلتـه دآريـن .. صعـب , وثقيــل .. وأليــم ..

....: مآقدرت أتفآهم معهآ .. إنهـرت
....: وأنآ موقآيل لك هذآ إللي بيصير ؟ مو قآيل لك مآرح تقدرين توقفين بوجههآ وتوآجهينهآ
أنزلت رجلهآ اليسرى بـ الأرض ثآنيه سآقهآ اليمنى تحتها بـ نصف إلتفآته عليـه ..
مآغآب عنـه اللمعه بعيونهآ ولآ خفى عليـه بحـة آلحُزن بصوتهآ .. طلبته بـ توسل وكأنهآ الرغبه الأخيره لهآ بـ الحيآه: تكفـى يآمآلـك .. بس هآلزيآره اليـوم .. الزيآره الأخيره

أغمض عيونه بهدوء شآهق نفس مهموم أردف من بعده بـ حنآن دآفئ وهو يتملس وركهآ الأيمن: يآقلب مآلـك .. آلله لآيقطـع وصلـك بـ أهلـك , مآرح أمنعك أبد من زيآرتهم وبآلوقت إللي تبينه بس مو اليوم .. مو وإنتي بهآلحآلـه .. ومو قبل نتكلم أول ونتفآهـم
ضمت أصآبع يمنآهآ لبعضهم قآصده تفهمه وقد رقت ملآمحهآ بـ إنكسآر حآمل تجعيدآت بوآدر البكآء: يآمآلك إفهمنـي آلله يخليك .. لآتضغط عليّ أكثر ترآ وآلله مآفينـي

بسرعه مسك يدهآ المرفوعه بوجهه خآفضهآ بـ طمأنه: خلآص طيب لآتبكيــن
....: أبي أروح لهـم
نفث زفره مستسلمه أعقب من بعدهآ بـ قلة حيله: آبشـري ... بس مو قبل تآكليــن
نآظرته بـ فمّ مطبق يأساً من زود إصرآره وحدة عنآده , أبدّ مآيملّ , صآر له ثلآث أيآم فوق رآسهآ يزن تآكـل , لسآنه مآيوقف ترجـي ولآ يملّ من التوسل , هي بكيفهآ تخضع له رآغبة الفكآك منه ترضيـه بـ لقمتيـن أو ثلآث عدداً تآكلهــم .. إجبآراً .. منـه .. وبيدهـ !

إرتفعوآ حآجبيه إدعآءاً للبلآهه من نظرتهآ المحبطـه له مُردف بملآمح البرآءه الطفوليّه مقوس شفتيه بمعنى – مآلي دخل - : إللي أوله شرط آخره نور .. كليتـي ...... رحتي لهلك , مآكليتـي ؟ مكآنك إنطقيتـي ..



/
/



مطأطأة الرأس ,, بصرهآ مخفض بـ إنكسآر .. عيونهآ لآمعـه بـ حُزن
هآلموقف إللي هي آلحين فيـه مغآمره بحد ذآتهآ .. موآجهه مع كرآمتهآ وتحديّ لعزة نفسهآ ..
بسرعه رفعت رآسهآ بـ إنتبآه من وصلهآ ذآك الصوت المُرحب وبـ حميميّه: سآلي يآبنيتـــي ...
وقفت من فورهآ جآبره نفسهآ على التبسم: آهليـن خآلتـي .. شلونك !
حبتهآ من خديهآ بـ حرآره: بخير آلحمدلله شعلومك إنتي .. آقعدي آقعدي آلله يحييك
جلست مكآنهآ على المجلس الإسفنجي بلونـه الكحلي قمآشته من القطيفه اللآمعـه مزين بـ مخدآت صغيره ذهبية مرتفع عن الأرض كمآ آلكرآسي .. رآده تحيتهآ بـ ابتسآمه ارضاء ومجامله بآهته: آلله يبقيـك خآلتي ..

مسكت ذقنهآ مسدده لهآ نظره عآتبه مستفهمه: علآمـه سهـل أجل مآعلمني بجيتـك !
ثبتت عيونهآ عليهآ للحظـه بـ إنتبآه أخفضت من بعدهآ بصرهآ ببلعة ريق هآدئه: لآ .. سهيـل مآيدري عن جيتي
إنعقدوآ حآجبيهآ إستفهآماً سآئتهآ بـ تحري مخفضه فيه صوتهآ: خير يآبنيتي , بينكم خلآف !
شبكت أصآبع يدينهآ مطبقه فمهآ إللي إنشدوآ شفتيه بعدمآ ابتلعت ريقها: يعنـي .. شيّ بسيـط

أم سهيل وإللي إكفهر وجههآ بـ وجوم , شيّ من التشكك والإرتيآب سرى بنفسهآ وعيونهآ تتفحص سآلي بـ أدق ردآت فعلهآ المتوتره بوضوح والمتمثله بـ ملآمحهآ البآهته ... دعت بقلبهآ إنه مآيكون الشيّ الكبير .. هي من أول وتدري عن علآقة ولدهآ المتوتره بخطيبته ونوآيآه القديمـه عن رغبته بـ حل إرتبآطـه وإنفصآله عنهآ ..
لوت فمهآ المطبق يميناً يتآكلهآ الظـن عن طبيعـة الخلآف مآبين ولدهآ وخطيبته .. إللي على الأرجح إنه مآهوب بـ الشيّ البسيـط أبدّ مثلمآ إدعت سآلي آلحين ولآ مآكآن بنفسهآ جتهم البيت وبدون سآبق إنذآر بـ الوقت إللي كآنت مشيره عقآربه للـ خآمسه عصراً !

....: سهيـل موجود آلحين !
نآظرتهآ بـ إنتبآه مجآوبتهآ بسرعه: إيه يآبنيتـي .. بغرفته ..
سآلي: إذآ مآعليك أمر يآخآلتي ممكن تعلمينه إني موجوده وأبيـه ..
أطلقت من خشمهآ زفره مسموعه كآن صوتهآ مهموم بـ إحبآط وقلة حيلـه جآوبتهآ وهي توقف: أبشـري آلحين بعلمـه ..
أومأت رآسهآ إيجآباً بـ إبتسآمه قصيره مطبقه وأصآبعهآ اليمنى تفرك دبلتهآ الذهبيه بـ بنصرهآ الأيسر ...
أرجعت رآسهآ لظهر الكنبه الإسفنجيه متكتفه وعيونهآ تدور بـ المجلس الفسيـح من حولهآ ..
لحظآت إمتدت لـ دقآئق من الإنتظآر إنتهـت بدخولـه عليهآ عآقد حآجبيه أقصآهم إستغرآباً لـ توآجدهآ !
الدخلـه إللي معهآ وقفت هي عيونهآ متعلقه بـ عيونـه ..

لآشعورياً تغرغرت بـ دموع سريعه كآنت الصدمـه الكبرى لـ سهيـل إللي أقبل صوبهآ بـ خطى سريعه مميل رآسه بـ خفه لأجل يستوعب حقيقة هآللي يشوفه وقد سرى بقلبـه شيّ من التخوّف ..
سألهآ بـ قلق وآضح: شفيــك !!
بظهر سبآبتهآ مسحت إللي تمرد من دموعهآ وسآل مخفضه رآسهآ عنه إجبآراً لأجل مآيبين من إنكسآرهآ أكثر من إللي بآن في حين إعتصر هو ذرآعهآ الأيسر بيمنآه مشدد عليه بآلقوّه سآئلهآ والإهتمآم بنبرته القلقه: نآظرينـــي .. شفيـــك

....: مآفيـــه
ترآخت مسكته لذرآعهآ سآئلهآ بعدم فهم خآفت: شلون مآفيـه ! ليش تبكيـن ؟ أحد من هلك صآير عليه شيّ !
هزت رآسهآ نفياً وبعدهآ يدهآ اليمنى تحفر تحت عيونهآ قآصده إزآلة آثآر دموعهآ ليسألهآ هو وقد إحتدت نظرآته: ليـش تبكيـن أجـل !
رفعت رآسهآ لهآ تنآظره بعيون حزينه عآتبـه .. برغم طول قآمتهآ إلآ إنه تظل قصيره قبآلة طوله الفآرع .. وكأن سؤآله مآزآدهآ إلآ بؤس .. يسألهآ وش مبكيهآ ؟ ليش مآيدري إنه آلسـبب فيهآ ؟
سآلي: ليـش يآسهــل !
إحتدت نظرآته الصآرمه بعقدة حآجبين قآسيه , سؤآلهآ والقصد منه كلش مآفهـم !
تقوس فمهآ بـ إنكسآر وقد رقت ملآمحهآ منذره عن بدآيآت البكآ من جديد سآئلته بـ نبره مبحوحه مسحوبه من آخرهآ: ليش تبي تتركنــي !

السؤآل إللي سألته ومعه إنحلت عقدة حآجبيه , إتسعت حدقتيه .. ليكون من جدهآ ! هذآ هو سبب جيتهآ ! وهذآ هو سبب بكآهآ ! دموعهآ إللي ولأول مره يشوفهآ ! حزنهـآ وانكسآرهآ الوآضـح وإللي ظنـه أبعد ممآ يكون عن شخصيتهآ .. تسأله ليش يبي يتركهآ ! ليش مو هذآ إللي إهي أسآساً تبيـه !

كمّ هآئل من التسآؤلآت بقلبـه معهآ إنغلق عقلـه ..
رمش بتوآلي مآهوب مصدق هذآ الوجه الثآني إللي يشوفـه لـ خطيبته القآسيه الجآحـده ... آلحزن بعيونهآ كبيـر .. نظرآتهآ لوّآمه وعآتبـه صآبته بـ الصميــم ..
وجههآ حآد الملآمح خآلي من أي لمسة تجميـل إلآ إن هآلوهن إللي يشوفه بملآمحهآ أوحى لـه بـ كمّ مُرعــب من الجمــآل بين تقآسيمهآ ..
نبض عنيف بقلبـه أعلن معـه بدآيآت الإضطرآب العآطفـي .. بلع ريقه وبصره مُخفض للأرض مجآوبهآ بـ خفوت: هذآ أصح حـل
قآطعته بسرعه نآفيه: لآ مو الصحيـح .. منو قآل إن هذآ إهو الصـح !!

إرتفعوآ حآجبيه ببلآهه مستفهم لتكمل هي بـ إندفآع وحموّ رآفضه: لآآآ .. لآآ مآهوب صـحّ .. مآهوب صحّ ولآ بعمره بيكون الصحّ لآآ يآسهــل .. – إنشد فمهآ المطبق بعدمآ رقت ملآمحهآ بعيون معتصره تتوسله – لآتتركنــي
ذهول عآتي إكتسآه .. صدمـه يبسته مكآنه ويبست معه كل ردود الأفعآل .. جآمد ظآهرياً الآ إنه دآخلياً كآن مضطرب ... متأجج ومشتعـل ..

أكوآم الإهآنآت إللي تحملهآ ولمدة سنه كآملـه آلحين وبهآلمقآبله إللي توّهآ بـ دقآئقهآ الأولى يحسّ فيهآ بردّ إعتبآره لنفسـه .. كبريآءه إللي مآخذ المنحنى التصآعدي وبقوّه من بعد إنحدآر .. كرآمته وعزة نفسه إللي تسآوت مع الخط الصفري , آلحين ............... قآربت للقمّـه

إنتشلته من صدمته بملآمستهآ الدآفئـه لـه .. إحتضنت يده اليسرى بين يديهآ الثنتين مشدده عليهآ: إرجع عن القرآر هذآ يآسهـل ........ لآتتركنــي
أغمض عيونه بهدوء فآغر فمه الفتحه القصيره شآهق معهآ نفس انتصآره الكبير ..
بهدوء حرر يسرآه من يديهآ مستلمهآ هو حآثهآ تجلس وجلس هو جمبهآ .. جآ بيفك يده من يدهآ إلآ وشددت هي مسكتهآ مآنعته لينآظرهآ هو بـ إستغرآب جآوبت عليـه بهزة رآسهآ النآفيـه ليطلق زفرته المهمومـه بـ إحبآط تآرك لهآ يده بين يديهآ ..

....: علآقتنآ يآسآلـي فآشلــه , والفشل بذآته إنآ نتمآدى فيـهآ .. محـد بيخسر غيرنآ ثنينآتنآ ..
مآجآه جوآبهآ إلآ فعلـي يوم شددت أكثر من مسكتهآ ليده ليطبق هو فمه بـ يأس وقد ثبتت عيونه جآمدة النظره بعيونهآ المنكسره: آســف .. بس أنآ مقدر أتمآدى بـ الفشـل
سآلي: ليش يآسهل ! ليش تحكم علينآ ثنينآتنآ هآلحكم !
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره: ترآ هآلحكم تزآولنآ عليـه كثيـر
نآظرهآ بـ حزن مكمل بـ خفوت: من يوم خطبتنآ وحنآ نتزآول على هآلحكم يآسآلي
حركت رآسهآ نآفيه وبشده: لآآآ .. فرصـه .. بعد فرصـه

إجبآراً سحب يده من قبضتيهآ الخآنقه وآقف عن المجلس عآطيهآ ظهرهآ ويديه بـ جيوب بنطلونه القطني الوسيـع كحلي اللون مفرق مآبين سآقيه نظره ممتد للفرآغ من قدآمه: عطيتك فرص كثيره يآسآلـي وعطيت نفسي فرص أكثر .. أبيك تتقبلين هآلقرآر لأنه حتمـي .. آلموضوع آلحين مآهوب نقآش بيني وبينك .. سنـد وصله آلعلـم .. وفآهد أخوي علمتـه بآقي أبوي ..

وقفت وقد توجمت ملآمحهآ بـ حده محتدة نظرآتهآ بـ استنكآر شديده جآبرته يلتفت لهآ من مسكتهآ لمرفقه الأيسر: لآ مآرح أتقبل الموضوع .. مآهوب بكيفـك .. وهذآ شيّ بيني وبينك ويخصنآ ثنينآتنآ .. مآلي دخل بـ سند ولآ بـ أخوك أو أبوك .. فآهــــــــم – ضربته من ذرآعه بقبضتهآ اليمنى كآنت أشبه بـ الدقّـه القويه معهآ جهر صوتهآ , طلع حآد وصآرخ ...... منهآر -: مآهوب بكيفك تتركنـــــي لأني أبيـــــك ومآرح أتركك لو إنك تبي هآلـشــــــي .. نآظرنـــــي .. تكلــــــــــــم

كآنت بقمة إنهيآرهآ مسدده ضربآت قبضتهآ الوآهنه لكل مكآن قدرت تمتد له يدهآ من وسط صدره .. الإنهيآر إللي تدآركه هو مكتفهآ من معصميهآ إللي أشبكهم فوق بعضهم بوضع الـ X هآزهآ بآلقوه رآص على أسنآنه آمرهآ بـ جفآء: وقفـــــي
حركت رآسهآ نفياً سآحبه معصميهآ المكتفين بـ قبضتيه الجآمده ليشدد هو مسكته أكثر ومعه وضح تألمهآ ... بهدوء ترآخت طرحتهآ السودآء , من رأسهآ لـ كتفيهآ .. إستقرت بـ الأرض موضع قدميهآ كآشفه عن شعرهآ البنـي الكثيف بقصته الكآريه الدورآنيه وقد حآوط كآمل وجههآ البآكـي ...
لآشعورياً وهنت مسكتـه .. ترآخـت .. ثم إنحلـت .. إبتلع ريقه وشيّ من الضيآع بعيونه وهو يتأملهآ ...
بظآهر يمنآهآ بدت تشد تحت عيونهآ قآصده تمسح دموعهآ , شهقت من خشمهآ شهقه طلع معهآ صوت مخآط أنفهآ السآيل وهي تسحبه للدآخـل ..

زفره محبطـه أطلقهآ بـ همّ وهو يفرج عن صدره شق جآكيته الصوفي المُضفر رمآدي آللون مقربه من خشمهآ إللي أعتصره حآثهآ بنظرة عيونه التأكيديه تنفث مآبدآخل خشمهآ إللي سآل ..
طوعاً للي يبيـه أخرجت مخآطهآ الشفآف من أثر بكآهآ تآركه أثره المبلل بـ شق جآكيته وعيونهآ مترقبـه ترمقه بذيك النظره التحتيـه المتوجسـه ...

لأول مره يحسّ نفسه الحلقه الأقوى بهآلعلآقـه .. مآيشوفهآ قدآمه إلآ أنثـى رقيقـه .. هآدئـه .. ولينّـه .. أحسّهآ كمآ الدميـه بين يديه وهو محتضن وجههآ بين رآحتيـه .. وبـ بنآن إبهآميـه لآمـس آلتجويف الرقيق لجلدهآ من تحت عيونهآ مآسح بقآيآ آثآر دموعهآ طآلبهآ بـ خفوت أقرب للوشوشه: لآتبكيـــن ..
....: لآتتركنـي
....: ولمتى أضمن هآلرغبـه منـك ؟!
....: أبي أتزوجك يآسهـل

.
.
.
.

ثوآني من صمت المفآجئه أتبعه بـ ضحكه قصيره إنتفض بهآ صدره خآفض رآسه في خجـل .. بلل شفتيه قبل يسألهآ مبتسم: وش إللي غيرك يآسآلي ؟
بيديهآ الثنتين مسكت معصميه مبعده رآحتيه بهدوء وترآخي عن خديهآ رآفعه كتوفهآ بهزه خفيفه مقوسه فمهآ مآتدري !
سهيل: تدرين وش نهآيـة الخطـآ ؟
سآلي: خطـآ أكبـر
سهيل: وتبيـن تطيحين بهآلخطـآ ؟
سآلي: مآ أبي أطيـح إلآ بهآلخطــآ

إرتفعوآ حآجبيه بـ تفآجئ أتبعه بـ تنهيده مهمومه أطبق فيهآ فمه بـ يأس , أوحت ملآمحه بـ الإستسلآم .. شيّ من الطمأنينه بدآ دآخلهآ يسرى .. بسرعه أدخلت يدهآ بجيب بنطلونهآ القمآشي الأسود من تحت عبآئتهآ الفضفآضه منفرجة الشقين .. الحركـه إللي معهآ تتبعتهآ عيونه بـ تركيز لتستقر أخيراً على الحلقـه الفضيّه بين سبآبتهآ اليمنى والإبهآم مقربتهآ من وجهه ..

نقل نظره مآبين هآلحلقه الصغيره وإللي مآكآنت إلآ دبلته وبين عيونهآ إللي شآف فيهآ لمحه خآطفه من الأمـل ..
إبتلع ريقه بهدوء شآهق نفس عميق .. رفع من بعدهآ يده اليسرى لوجههآ مفرق مآبين أصآبعه عن بعضهم هآمس لهآ بـ جمود وكأنه يملي شروطه: زوآجنآ بعـد شهـر ...

بـ ذهول إتسعت حدقتيهآ محتده نظرآتهآ بـ إستفهآم كآن أقرب لـ طلب الصدق من كلآمه .. الإجآبه إللي مآطوّل هو فيهآ مُردف بنفس نبرته الجآمده: موآفقـه ؟ هذآ إصبعـي .. مآتبين يآبنت النآس ولأي عذر من أعذآرك .......... الدبله بآقي بيدك .. مكآن مآطلعتيهآ ................... دخليهآ



/
/

/
/


بـ هدوء مثقـل أنزلت عبآءتهآ فوق ظهر الكرسي إللي جلست عليـه مقآبل للمكتب بسيط التصميم بـ حوآف وقوآعد نيكليّـه وطآوله قزآزيّـه ...
فآرده سآقيهآ قدآمهآ رجل فوق الثآنيـه , مكتفـة السآعدين , بصرهآ مصوب للكرسي المقآبل لهآ مبآشرة ...
توّهآ قد عطته العلم على الجوال بوصولهآ وتوآجدهآ بـ ملحقـه قآصده مكآلمته الإنفرآديّه أولاً قبل مقآبلـة أياً من أفرآد عآئلتهآ الصغيـره ..... الصغيره جداً ..

لحظآت قصيره من الإنتظآر قطعهآ بدخولـه آلحيوي مرحب بنبرته المشآكسـه: حيآلله توفـي آلحلوه .. صآرت شقرآ وعيونهآ زرقآ ..
بوجه جآمد وشكل مآعندهآ نيّه حتى لـ إبتسآمة مجآملـه .. مآلت يسآراً تنآظره بـ برود ليعقد هو حآجبيه وبآقي إبتسآمه قصيره بوجهه من إستقرت عيونه بعيونهآ بُنيّـة الحدقــه لآ زرقــآء !

....: لآعآد تلونين عيونك كآفينآ دآرين وحده
مآل فمهآ بـ ابتسآمه جآنبيه قصيره .. هآزئه .. سحبت من بعدهآ سآقيهآ الممتده لـ وضع الجلسـه المستقيمه إحترآماً لـ جلسـة وآئل على الكرسي المقآبل لهآ ...
وآئل إللي إستشعر غرآبة هيأتهآ والبهتآن المصحوب بـ حُزن وآضح لملآمح وجههآ المُرهق والخآلي من أي لمسة تجميليـه ..... تمآماً ..
شعرهآ الأشقر وإللي قصر طوله عن آخر مره شآفهآ والظآهر إنهآ فكت الوصلـه المستعآره .. مضفر بـ ضفيره ثلآثيـه الخصل جآنبيه على كتفهآ الأيسـر .. فستآنهآ شتوي ثقيـل بـ أكمآم ويآقه دآئريه صغيره أشبة بـ - قبآت - المرآيل المدرسيـه للصفوف الإبتدآئيـه .. رمآدي آللون بـ خيوط متدآخله من الأسود والأبيض والبنـي .. طولـه لـ فوق الركبه مبآشرة .. تحته ليقـن أسود ثقيـل .. بوتهآ Agg بنـي آللون ..

بلل شفته السفلى حآك بـ اظفر سبآبته اليمنى الجآنب الأيسر من ذقنه مروراً على عظم الفك السفلي: شكل علومـك كبيره
شهقت نفس مسموع أردفت من بعده بهدوء وبصرهآ مخفض لموقع قدميه: مآهيب أكبر من علومكم
تجعيدة إستفهآم بـ جبينه مآفهم قصدهآ: آلله أكبـر ..

أطلقت نفثـه كآنت أقرب لضحكه خآفته مقطوعه وعيونهآ على الملف الورقي الكبير إللي إنزلق من جآنب كرسيـه طآيح بـ الأرض .. ومع هآلحركه إنتقلت عيونه له رآفعه من الأرض منزله على طآولة مكتبه القزآزيه وبوجهه إبتسآمه عذبه: تدرين وشهـو ؟!
مآ أبدت أي إستجآبه ولو تعبيريه بملآمحهآ في حين أكمل هو بـ ابتسآمه مآفآرقت محيّآه وعيونه تلمع بسعآده تفاؤل للمغلف الورقي: هذي أشعّآت وتقآرير حآلة ميسم .... – إستقرت عيونه البآسمه بعيونهآ البآرده مكمل بـ نفس هدوءه المريح - : توآصلت مع دكآتره بـ ألمآنيآ .. برسل لهم هآلظرف يدرسون حآلتهآ أول همّ يحددون ميعآد العمليـه ... بحآول معهآ أول محآولآتي عسى إن فيه الخير وتقدر تمشي من جديد ... شرآيك عآد ؟ ترآك أول وحده أعلمهآ .. حتى ميسم توهآ مآعرفت ... شفتي كيفها علومـي !

....: إنت أخوي يآوآئل أو ولـد عمـي ؟!

وكأن الوقت وقـف .. وكلّ شيّ ثبـت ..
عيونه المتفآجئه تفآجئ مآقوى على إظهآره مصوبه لعيونهآ الغير حآملـه لأي معنـى !
لحظآت دآمت من الوقت آلكثيـر .... وبـ تبآطـئ ..
إبتلع ريقه ببصر مخفض للأرض , بآغته ثقـل سؤآلها ليحسّ بثقل جثم عليـه .. أطبـق على صدره , أخنق له إنبسآط قلبـه ..
سؤآلهآ أبداً مآكآن إستفهآم ... سؤآلهآ كآن طلب تأكيــد هي مسبقاً تدري , إلآ إنه بحآجـه لـ - تكّـة – تثبيـت !
شهق نفس عميـق مسموع .. أوحى بـ إستسلآمــه ..

بدون ممآطلـه حتى لو بـ إستفهآم عن طبيعة علمهآ بهالشي ومصدره , جآوبهآ وببسآطه: ولــد عمّــك
كمآ القطعه الخزفيّه , فآقدة الروح والإحسآس حتى وان كآن إحسآس التفآجئ .. وصلهآ الجوآب بلآ أي ردّ فعـل بآدي ليكمل هو كلآمه بنفس الهدوء قآصد إظهآر الحقيقه كآمله بدون أي حوآجز: أبوي محصـن هو عمّـك .. وعمّـك فيصـل هو أبـوك .. شروق أختي بنـت عمّـك .. وميسم زوجتـي هي أختـك
أرجعت رآسهآ للخلف فآغره فمهآ لآخره بـ نظرة إستجدآء لـ لطف ربهآ بقلبهآ ..

الصدمـه مآكآنت من طرف تغريد وحدهآ .. حيث إنهآ مآكآنت المستمعه الوحيده ..
ورآء البآب القزآزي للمكتب كآنت هي على كرسيهآ .. لآحقته وبشغب للملحـق بعدمآ أثآر فضولهآ تجآه المغلف الورقي إللي مرره قدآم عيونهآ قآصد إثآرة غيظهآ بهآلسرّ المخفـي بين يديه بهآلمغلـف .. وليكتمل دوره ولّآهآ ظهره قآصـد مكتبـه خروجاً من الفيلآ تآركهآ فيهآ لـ مقآبلـة أختـه ......... مقآبلة تغريـد !

بعيون دميعه سددت له نظرآتهآ العآتبه بـ إنكسآر: منو إللي مآيعرف غيري !
أغمض عيونه أسى شآد شفتيه المطبقه بـ أسف: مآحد يدري يآتغريد ..
....: دآرين تدري
وآئل: دآرين وحدهآ إللي تدري .. أنآ ودآرين .. شروق مآتدري ولآ ميسـم .. ولآ حتى زوجة عمي الثآنيه أو عيآله ..
تغريد: إنت ودآرين !!
وآئل: دآرين من علمـك .. صــحّ ! – قآلهآ بـ غيظ وآضح رآص على أسنآنه لترد هي بـ بحّة صوت مجروح – منقهر منهـآ !!
بسرعه جآوبهآ وبجفاء: لأن هذآ سرّ مدفون ومن زمآن .. شدعوى آلحين دآرين تفتح بقصص المآضي وحكآيآته !
....: يآخي حرآم عليـك

ضآقت عيونه إستنكآراً من نبرة آللوم بصوتهآ في حين أكملت هي بنبره مرتجفه أوحت ببدآيآت الإنهيآر الصآمت: أنآ من ثلآث أيآم مآنمـت ولآ إرتحـت .. – ضمت أصآبع يمنآهآ لجآنب رأسهآ تدقه بقوه إشآرة لعقلهآ – هـــذآآآ مآوقف تفكير بينفجــر ... – دقت بيدهآ لمنتصف صدرهآ وقد إنهآلت دموعهآ إستسلآماً – قلبــي .. قلبــي يآوآئل أحسّ بشيّ ........... شيّ .....!! مــآآآآدري .. شيّ يعورني .. شيّ خآنقنــي مآنيب قآدره حتى أتنفس نفسي طبيعي يآوآئل حرآم عليــك .. حــــرآم عليكـــم كلكــــم

بـ خجل أخفض بصره مطبق فمّـه بـ تأنيب للنفس , أكملت هي من بين بكآهآ المبحوح , طآلع صوتهآ خآفت مسحوب: كيف دآرين وبروحهآ تحملت هآلشيّ ! إنت وش إللي فرق معك يوم إنك دريت ؟ أبوك أبوك وأمك أمك .. بنت عمك صآرت أختك .. شفيهآ !! شللي صآر !! دآرين دآيم معصبـه , ضآيق خلقهآ .. مآتكلم أحد ولآ تحتك بـ أحد .. نآبذه الكـل حتى نفسهــآ .. أكثر من مره حآولت الإنتحـآر ونلوم عليهآ ! ببسآطه كذآ كنآ نقول عنهآ مجنونـه .. خلوكم منهآ ذي مب صآحيه .. أحسن خلهآ تموت وتفكنآ أصلاً هي مآلهآ وجود معنآ ولآ نحسّ فيهـآ .. كذآ كآن عآدي عندك ! عآدي عند أمي وعآدي عند أبوي ! ليش دآرين بروحهآ هي إللي تتحمل كل هآلوجـــع ! ثلآث أيآم يآوآئل وأنآ قآعده أموت .. ثــــــــلآآآث أيـــــآآآم ودآرين آلهمّ بقلبهـــآ سنــوآآآآت .. حنآ بنآت حرآم ؟!

وقف من مكآنه بسرعه الوقفه إللي مآ أمدآه يوقفهآ بطوله لأنه جلس على ركبتيه قدآمهآ محتضن يديهآ الثنتين بين يديه: لآتعيدينهــــآ ....
شدت فمهآ المطبق بوجـه بآكي مُعذّب , عآدت سؤآلهآ بـ مرآره: حنآ بنآت حرآم ؟!
أطلق زفره عميقه مغمض فيهآ عيونه بـ تعب: وش بتفرق يآتغريد ! مآتربيتوآ إلآ بآلحلآل وكبرتوآ بآلحلآل
ضآقت عيونهآ المتورمه بـ استهجان: أي حلآل ! إنت تحـلّ لـي ؟
وآئل: ............
سحبت يدينهآ جبراً من يديه: نآظرني وتكلّم ! حلآل خلوتنآ ؟ حلآل قعدتنآ هذي مع بعض ! حلآل تشوف وجهـي , جسمـي .. وشعـري ! حلآل تمسـك يدينـي ؟ حلآل أنآ ودآرين نشآركك إنت وشروق أسم أبوكـم ! حلآل نشآرككم حقوقكم !

أغمض عيونه بآلقوّه شآهق نفس حآنق .. توّه بيفتح فمـه بـ الكلآم إلآ ووقفت هي عن كرسيهآ بـ حِده .. أطلقت صرختهآ المزمجره مأشره بسبآبتهآ صوب البآب القزآزي من ورآهآ: ميســـم زوجتـك هذي وش فرقت عنـي وعن دآريـــــن !! ليش هي إسمهآ ميسم فيصل عبدآلله وأنآ تغريد محصن عبدآلله !! ليـش عيآله الأربـــع من زوجته الثآنيـه أبوهم هو فيصـل مو محصــن .. ليــــــــش !! ليش أنكرنــآ وليش رمآنـــــــآآ علمنـــي وش الفــــرق بينآتنــــآآآآ هــآآآآآه

إمتدت ذرآعيه بـ الهوآء قآصد يمسكهآ علّه يهدي من إنفعآلهآ بعدمآ وصل لقمتـه .. صوتهآ برغم حدته إلآ إنه مبحـوح وخآفــت .. يظهر منه بعض الكلمآت وغيرهآ مختفـي ... وجههآ مكفهــر , وجنتيها متأججه بلون أحمـر .. عيونهآ بآكيـه , متورمة الجفون .. خشمهآ سآئـل .. شفتيهآ المكتنزه تحوّل لونهآ لـ رمآنـي !

بـ نفور وآضح إرتدت خطوه مبتعده عنه قبل تمتد يده لملآمستهآ بآسطه كفهآ الأيمن بوجهه كـ اشآره وآضحه وصريحه تمنعه الإقترآب: لآتلمسنــــي ...
سألهآ والذهول بوجهه , موسع عيونه بعدم تصديق لرفضهآ: تغريـــــــــد !!
للحظه ثبت إنفعآلهآ .. هدأت دموعهآ .. إلآ إنهآ وبلحظـه إنهآرت قوآهآ الوآهنـه .. ردّ وجههآ وتكرمـش بـ تجعيدة بكآء معتصره عيونهآ .. طلع صوتهآ خفيض بآكي: مآني مصدقــه .. لآ إنت ولآ دآريــن ... مآني مصدقه
نآظرته بعيون قوسيّه متورمة الجفون: أمــي ... أبسأل أمـــي .....
بسرعه إتسعت عيونه قآطع المسآفة بينهم بخطوه سريعه شآدهآ من مرفقهآ الأيسر: تغريــــ ............ ـــــد
الإسم إللي إنسحب بـ آخره يوم إلتفت يسآره للبآب إللي إنفتح ومعه إنفتح فمـه بـ صدمـه ...
بـ ترآخي إنحلت مسكته لمرفقهآ بآلع ريقه بنظرآت محتده , ثآقبه ومتجهمّـه .. هآمس بعدم تصديق: ميســــم !!!


ميسم إللي كآنت تنآظرهم ثنينآتهم من موقع منخفـض بعيون ثآقبـه , حآدة النظـره .. مذهولـه !
قآبلهآ هو بوجهه جآمـد , متيبس .. مشلول الملآمح والتعآبير , مقآبله تغريـد بوجههآ البآكـي , دميعـة النظـره , منكسـرة الملمـح ..
تغريد إللي مآتحمّلت أكثر , تحسّ بضغط مؤلم من كل إتجآه .. من وآئل إللي فجأه تحوّل من أخوهآ لـ ولد عمهآ .. ومن ميسم إللي تحولت من بنت عمّهآ لـ أختهآ !
هي بفلـم قآعده تشوفه ؟ أو سينآريـو تقرآه ؟ حلـم يرآودهآ ؟ أو كآبـوس تعيشـه ؟!

برآحتهآ اليمنى كتمت فمهآ رآكضـه لبرآ الغرفـه ... وبرآ المُلحـق , تآركتهم ثنينآتهم للحظـه الصآمته المطولـه إللي تشآبكت فيهآ نظرآتهم متضآدة المعنـى ...
نظرآته الـ آسِفـه بـ خجـل , ونظرآتهآ المستفهمـه وبـ إستهجآن !
تسأله بعيونهآ الجآحظـه صدق إللي توّهآ وسمعتـه ليعض هو شفته السُفلـى مُخيب كل آمآلهــآ برد فعـل صآمــت أطلقت بسببه ضحكة قصيره مقطوعه – هآزئه –
أردفتهآ هزة رآس نفياً بعدم تصديق مبلله شفتهآ السفلى بلسآنهآ إللي رصّ عليهآ بآلقوّه: مستحيــل
....: ميســـ ............. – بـــــــــس –
أوقفته بصرخه قآطعه رآفضه إكمآله لـ كلآمه , رفضهآ لـ سمآع صوته مُردفه بنبره جآفه: مآبـــــي أسمــــــــع شـــيّ
أرجع رآسه مغمض عيونه بـ إبتئآس , هذي هي اللحظـه إللي بتنكشف فيهآ كل الأورآق المقلوبـه من سنوآت طويلـه ... هذي هي اللحظه إللي فعلاً إنكشفت فيهآ كل الأورآق ..

مسح على كآمل وجهه سآحب على فمه لـ أسفل ذقنه , تعلقت عيونه بعيونهآ المدمعه .. مطبقه فمهآ بآلقوّه رآمقته بخليط نظرآت حآده .. مآبين اللوم ! الإستنكآر ! الإستصغآر ! الإشمئزآز ! وعدم التصديق !!
نظرآتهآ القآسيه إللي صدّ عنهآ جبراً بوجهه مغمض عيونه إستجدآءاً للقوّه والصبر على تخطـي هآلموقف ..
مآغيره بوجه المدفـع , مآ أمدآه تهدآ أنفآسه من موآجهة تغريد يلقـى آلحين ميسـم !

....: إسمعينــي
ميسم: .............
طأطأ رآسه لثوآني وكأنه فيهم إستجمع بدآيآت الكلآم .. نآظرهآ والأسف بوجهه مُردف بنبره خفيضه هآدئه: صدق إللي سمعتيــه
ضيقت عيونهآ إستنكآراً بميلة رآس مستفهمه ليسألهآ هو ببرود: وش إللي سمعتيه !
....: سمعت كل شيّ .. سمعت إنك ولد عمهآ مو أخوهآ .. وإني إختهآ .. وإن أبوي هو أبوهآ مو عمهآ !!
إرتمى بطوله على الكرسي إللي توّه وقآم من عليه من بعد محآدثة تغريد .. يحس بثقل كبير وضغط على ركبتيـه مآعآد قدر يوقف أكثر أو يتمآسك ..

أسند كوعه الأيسر لطرف مكتبه مظلل فوق عيونه بيده اليسرى فآتح بيمنآه أزرآر ثوبه محرر رقبته من إلتفآف اليآقه الضيقه حولهآ علّه وبهآلشيّ يحرر أنفآسه المختنقـه إلآ إن كل مآله يحسّ بكتمـه تزيد وتحتد أكثر .. ضلوعه كل مآلهآ بـ الإنكمآش .. يحس بـ انطبآقهم على صدره .. على قلبـه !

وصله صوتهآ صآرخ , مُرتجف: وش السخآفآت هــذي !!
أبعد يده عن عيونه رآمقهآ آلنظره إللي بلآ معنـى وإللي من بعدهآ حركت كرسيهآ وبجفآف مقبله صوبه بعقدة حآجبين متكدره , وعيون مرغرغـه: عآدي عندكم تتسلون بـ أشيآء زي كذآ ؟ تنبسطـون ؟
أغمض عيونه بآلع ريقه قبل يجآوبهآ بـ إغتمآم: مآنتسلــى
ميسم: ...........
ثبتت عيونه البآرده بعيونهآ المدمعه مكمل بنفس هدوءه المؤلم: هذي الحقيقـه
أعرضت بوجههآ مطلقه ضحكة قصيره غير مصدقه: هــــه
وآئل: هذي الحقيقه يآميسـم
إلتفتت له بحده مضيقه عيونهآ إستنكآراً: أي حقيقــه !!
وآئل: دآرين وتغريد خوآتـك مو بنآت عمـك
ميسم: .............
وآئل: زوجة أبوك الأولى هي أم دآرين وتغريـد .. أحلّ إرتبآطه فيهآ يوم درآ بحملهآ .. هي إرفضتهم وهو بعـد رفضهـم
ميسم: .............

أكمل جوآباً على الإستفهآم قآسي التعآبير المحفور بين قسمآت وجههآ المصدوم بـ إيمآءة رآس إيجآبيّه أردف من بعدهآ بـ همس خآفت: أبوي إهو إللي إعترف فيهـم ونسبهـم لـ إسمـه ..
عفطت بلوزتهآ الشتويّه من منتصف صدرهآ هآمسه بـ خفوت شبه مسموع رفضاً: مسسســ ........ ــتحيـــــــل ...!


/
/



خطوة الخمسين متـر من آلملحق الخآرجي المنفصل إلى الفيلآ تحسّهآ ألـف ..
وقفت على البآب مستنده لمآسكتـه الإستيل الذهبيه وكأنهآ إمرأه في السبعين ..
بعقلهآ صدمـه .. وبقلبهآ جـرح .. بصدرهآ شهقـه وبحلقهآ غصـه ..
أكوآم من الدموع مكبوتـه ..
كلّ ألمهآ النفسي مكتـوم مآتقوى على إظهـآره ..
كمآ المسحوب لغرفة إعدآمـه .. تجر رجولهآ جرّ , نعل بوتهآ الشتويّ يحتك بـ الأرض الرخآميه مصدر صوت فحيـح هآدئ ...

قآبلتهآ الشغآله إللي وقفت والقلق بوجههآ من تفآجئت بشوفتهآ بهآلوضع بآلحيل صآلبـه طولهآ ..
....: مآمآ تكريــــد !
إرتعشوآ جفنيهآ بتوآلي مستنده برآحتهآ اليسرى المبسوطه للنآفوره الجبسيّه بمنتص المدخـل .. كآنت مُفعلّه يتخثر منهآ المآء البخآري مصدر ريحـه زكيّه بسبب وريقآت الورود الطبيعيـه المتنآثره على سطحهآ وكأنهآ فوّآحـه ..
سألتهآ بـ وهن .. صوتهآ مبحوح يآلله ينسمع: ويــن مـــآآ .......... قطعت كلمتهآ من نغزه مؤلمه حستهآ بقلبهآ .. شيّ منعهآ من إكمآل كلمتهآ .. – مآمآ - !
بـ مرآره إبتلعت ريقهآ وهي تحسّ بـ حموّ بعيونهآ آلمدمعه .. دموعهآ على وشك الإنهمآر .. تحآملت على نفسهآ بـ نطق الكلمـه إللي تحسّ بثقل وقعهآ على نفسهآ المتعبه: مـآمـآ ............. وين ؟
تقوس فمّ الشغآله لـ ثوآني وبآقي القلق بوجههآ قبل تجآوبهآ بـ هدوء: في كيتشـن .. روهـ نآدي !!

لحقتهآ بـ إشآرة يدهآ توقفهآ هآزه رآسهآ نفياً .. آلنفي إللي أتبعته بـ حركتهآ المتثآقله خآطيـه خطوآته المُهلكـه للمطبـخ إللي وقفت على بآبـه ..
لآشعورياً غشتهآ الرؤيـه من تجمعآت الدموع آلمعلقه بـ محجريهآ .. إرتجف فكهآ السفلي ..
أطلقت زفرة قصيره مقطوعـه إنهآلت من بعدهآ أسرآب الدموع الصآمته ..
هذي إللي تشوفهآ قدآمهآ حآنيه ظهرهآ أمآماً للفرن .. بيسرآهآ - مآسكة يدّ -إسفنجيّه تتأكد من تمآم صينيـة الكيـك وإللي كآنت أقرب لظنهآ كيـك الشوكلآتـه بـ الصوص السآئـل .............. كمآ العآده !

مقآبلهآ .. وقفت هي مآسكه جمبهآ الأيمن بـ تعب: آآآآخ يآظهـري إللي إنحنــ ...............
بترت كلمتهآ بـ خفوت من إستقرت عيونهآ على ذيك الوآقفه على البآب ..
بآهتـة آللون , شآحبة الملمـح .. مرغرغة آلعيون ..
تركت المآسكه الإسفنجيه من يدهآ على الطآوله الخشبيّه بوسط المطبخ وآلمثبته بـ الأرض مقبله صوبهآ سريعاً .. متفآجئــه ..
....: تغريــــــــد !

أجفلهآ تسآؤل أمهآ بغمضة عين سريعه في آللحظـه إللي إعتصرت أمهآ ذرآعهآ الأيمن بـ إهتمآم: شفيـك يمّــك ! من متى وإنتي هنـي ! وليش مآعلمتيني بـ جيتك !
تغريد: .............
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ خِفه مستغربه صمت بنتهآ إللي ربطته بـ شكلهآ المرهـق ولمعة آلحزن بعيونهآ , أكملت بـ خفوت سؤآلهآ إللي كآن أشبّه بـ التحري: ليش مآتردين على إتصآلآتي من اليوم إللي رحتي فيه ؟ شللي صآر !
نغزآت متوآصله بقلبهآ أقرب بـ إحسآس ألمهآ للطعنآت .. مستحيل .. مستحيل تصدق كلآم دآرين .. ومستحيل تصدق وآئـل .. هذي أمهآ , أمهآ إللي مآعرفت غيرهآ .... وأمهآ إللي مآرح تكذبهـآ ..
أمهآ إللي كآنت بقمّة توجسّهآ للخطـر .. الخطـر البآدي آلمحفوره ملآمحه وبوضوح بين قسمآت وجه بنتهآ آلحزين المنكسـر ..

إبتلعت ريقهآ بـ التزآمن مع الإنقبآضه إللي بقلبهآ , وآلغصّه إللي بحلقهآ .. ترآخت يدهآ آلممسكه بذرآع تغريد لتستقر على مرفقهآ جآذبتهآ بـ هدوء حآثتهآ تتبعهآ لحد مآ أجلستهآ على وآحد من الكرآسي الخشبيّه المحآوطه للطآوله بـ وسط المطبـخ وجلست هي على المجآور له ..
....: تغريــــد ....
بـ حُزن بآلغ إستقرت عيونهآ المتلألأه بعيون أمهآ القلقه المستفهمـه ... مآتكلمــت !
أخفضت بصرهآ لحجرهآ ضآمه قبضتيهآ الدآفئـه لبعضهم فوق إنتصآف إلتصآق فخذيهآ .. لحظآت من السكون على وضعهآ تحت أنظآر أمهآ المترقبـه ومن ورآهآ الشغآلـه إللي وقفت بـ جآنب البوتجآز مآختلفت نظرآتهآ المتخوفّه عن نظرآت أمهآ ..

آللحظه إللي أخيراً قدرت فيهآ تكتسب بعض من قوتهآ المهدوره , بـ تحآمل بآلغ على نفسهآ .. على رفضهآ الدآخلي لهآلجنون إللي سمعتـه وسبب لهآ أقصى أنوآع الإضطرآب والتشتت .. على الغصّه إللي بحلقهآ وكأنهآ كرة بليآرد محشوره ببلعومهآ .. صوتهآ المبحوح طبيعياً , إضآفة للي تحسّه زآدت بحتّـه .. طلع مجروح وكأنهآ لسآعآت متوآصلـه كآنت تصيـح وتصـرخ .. خآفتـه شبـه مسموعه ظآهره من أولهآ مسحوبـه مختفيـه من آخرهآ ..

....: إنتـي كيــف مـو أمــي ؟!
قآلتهآ متبعتهآ برفعة رآس , مستقره عيونهآ المنكسره بعيون أمهآ آلمنصدمه ..
صدمـة السؤآل ألجمتهآ , ثبتت كل ردود أفعآل ملآمحهآ .. لحظآت لحد مآعآدت سؤآلهآ بنبره أقرب للعتـب: كيف أنآ مو بنتــك ؟!

بسرعه إلتفتت ورآهآ آمره شغآلتهآ وبنظرة عين تنصـرف ..
الشغآله إللي إستجآبت لـ أمرهآ وبهدوء إختفت لتستقر عيونهآ هي على بنتهآ مضيقتهم بـ إستفهآم: وش قصـدك !!
....: مـدري
أحنت نصفهآ العلوي لقدآم قآصده تقرب لوجههآ وسآعدهآ الأيسر مستند للطآوله: وش أسئلتك هذي أجـل !
....: أنآ اللي أبي إجآبـه ..
أمهآ: ...........
تغريد: كيف إنتي مو أمـي وكيف أنآ مو بنتـك ؟!
فتحه صغيره لفمهآ إحتدت معهآ نظرآتهآ .. خفقآن سريع لقلبهآ .. وكأنهآ فهمت قصد تغريـد وتمآماً , لكن المفآجئـه كيـف ؟ والأقسى والأمـرّ كيف تجآوبهآ !
هآلحقيقـه المدفونه من سنوآت كثيـره وطويلـه شدعوى آلحين تظهـر ! آلكتآب المغلق ينفتـح والصفحآت المطويّه تُفـرد !
تغريد: يعني إيش أنآ ودآرين مو بنآتك ؟ يعني إيش أبوي محصن مو أبوي .. وإنتي مو أمي .. وآئل مو أخوي وشروق مو أختي ؟ .......... يعني إيش عمّي فيصل هو أبوي وميسم هي أختي ؟

حموّ بخشمهآ تحسّ وبسببه ردت عيونهآ وأدمعت .. رقّت ملآمحهآ بـ إنكسآر .. ضآقوآ فتحتي خشمهآ , إنشدت شفتيهآ ... تقوس فمهآ ..
سألتهآ بـ نبره شجيّه , مبحوحه , وبآكيه: كيف الكلآم هذآ حقيقي يمّـه ؟!
ملآمح بآهته , شآحبه , مذهوله .. صوت مأخوذ بآلصدمه – سألت - : إنتي منو إللي قآلك هآلكلآم !!!!
الإجآبه إللي كآنت كمآ الصآعقه ! تأكيداً لكل إللي كآنت بـ إنتظآر لو نظرة هآزئـه سآخره من عيون أمهآ إنهآ تنفيـه ..
هآلصدمه القويّه المتملكـه لـ أدق تعبيرآت وجه أمهآ صآبتهآ وبـ مقتـل ..
طلعت معهآ زفره مقطوعه أشبه بضحكة عدم التصديق القصيره ..

أسندت من بعدها كوعهآ الأيمن للطآوله مسنده جآنب رآسهآ الأيمن بوسط رآحتهآ اليمنى مبلله شفتيهآ بلسآنهآ وبوجههآ إبتسآمه هآزئه غير مُصدقّه لترد أمهآ تسألهآ نفس السؤآل , وبـ جفآء: من إللي علمك بهآلكلآم !
نآظرتهآ بـ لـوم آلنظره آلكسيره .. أتبعتهآ بـ دمعة عيـن سآلت بـ وهن مآسرع مآمسحتهآ بظآهر يمنآهآ مجآوبتهآ بـ إبتسآمه قصيره: عرفته من إللي يعرفونه

أسندت منتصف جبينهآ بوسط رآحتهآ اليسرى مغمضه عيونهآ بتنهيده تعب مهمومه مآقوى قلب تغريد على تحملّهآ .. إجبآراً توآلت دموعهآ بـ الإنسيآب ... وبلآ حِسـآب ... سكـــتت أمهــآ مــآردت !
....: ليـــش !! ليـش يمّــه أنآ مآعرفت أم غيـرك ليـــــــــش
نآظرتهآ بحده وقد أدمعت عيونهآ: وشهو إللي ليــش !! وليش هآلأسئلـه !! إنتي بنتي وأنآ أمــك ومآفيه غير هآلحقيقـه
....: بس هذي مو الحقيقـه !
رصت على أسنآنهآ بآلقوّه: بلى هذي الحقيقـه ..
تغريد: ..............
أغمضت عيونهآ بـ همّ مرخيه كتوفهآ من دآركت الذهول بوجه تغريد يوم كلمتهآ بهآلحده ...
بلعت ريقهآ في محآوله منهآ للتخفيف من حدة إنفعآلهآ .. بـ حنآن تملست ورك تغريد الأيسر مشدده على ركبتهآ: إنتي بنتـي يآتغريد .. إنتي ودآرين .. هآلحزن بعيونك يكسر ظهري .. – نآظرت بـ السقف مآنعه إنهمآر دموعهآ مكمله بنبره ضعيفه وآهنه - : وش إللي فتح هآلسآلفـه .. يآربــي لطفـك ..
....: إحنآ بنآت حـرآم ؟!
بسرعه نآظرتهآ موسعه عيونهآ لآخرهم بدهشـه من وقع السؤآل في حين بآدلتهآ تغريد النظره العميقه المطوله المخآلفه بـ المعنى ..

لـ لحظآت ثقيلـه وآلصمت سيّد الموقف .. إنقطع أخيراً بـنبرتهآ المشحوحه: ليش أنكرنآ أبــ .......... – قطعت كلمتهآ من غصّه صآبتهآ , خنقتهآ ومنعتهآ .. أكملتهآ غصباً وكأنهآ علقم مُـرّ - ليش إعترف بـ ميسم من زوجته الثآنيه ! وليش إعترف بـ عيآله الأربع من زوجته الثآلثه !
أمهآ: ...........
نآظرتهآ والدموع متجمعه بعيونهآ , حآجبيهآ مقطبين بتعبير متألم: ليش أنكرنآ أنآ ودآرين من زوجته الأولى ! منهي زوجته الأولـى ! ..................... منهـي أمي يآمّــي !
لآشعورياً توآلت دموع أمهآ بشهقآت صدر مكبوته مخبيه عيونهآ برآحتهآ اليمنى مجآوبتهآ بنبره حزينه بآكيه ..... وعآتبه: ليش يآتغريد ! ليش يمّــك ! أنآ أمك ومآغيري أمّـن لــك
....: منهي أمّـي إللي حملت فينــي !
أسندت جآنب رآسهآ بوسط رآحتهآ اليسرى تنآظرهآ بـ عتب .... في صمــت ..
ردت وعآدت سؤآلهآ ضآمه أصآبعهآ اليمنى لبعضهم دآقه بـ أطرآفهم وسط صدرهآ سآئلتهآ ببكآء أقرب للإنهيآر: منهـــي أمــــــي علمينــــــي تكفيــــــن !
لطمت خديهآ اللطمـه المنقهره: بــــــــــــس ... بـــس لآتسأليــــن بـــــس
ضربت رجلهآ اليمنى بـ الأرض وقد إحتد صيآحهآ المبحوح: لآ بسأل .. من حقي أسأل .... مو بكيفكــــــم .. أربع وعشرين سنـه أمـي مو أمـي .. أبوي هو عمـي وعمـي هو أبـوي ! .. أخوي وأختي عيآل عمـي وبنت عمـي هي أختـــي ! وش ذآ آلفلم مآني مصدقـــــه !!

خبت وجههآ بيدينهآ هآزته نفياً منتفض صدرهآ بـ شهقآت بآكيه متوآصله: آآآآآآهـــ يآآآربــــــــــــي ...
....: يمّــه .. يمّـه تكفيـن علمينـي ترآ وآلله قلبي حيـل معورنـــي .. طيب إكذبي , إكذبي وإنفي هآلشيّ وآلله بصدق .. وربي بصدق وأنسى ولآ كني عرفت ودريت
إنكسرت نظرتهآ بتخآذل , وش كمّ الألم إللي تحسّه بهآللحظـه ! يوم تكون الحقآيق قدآمهآ مكشوفه .. حقيقيـه وآقعيـه .. ولرفضك لهآ مستعد وبكآمل إرآدتك تكذبهآ وتنفيهآ ... السؤآل من بعدهآ ........ معقوله بترتآح ؟
شهقت نفس مسموع بـ همّ مغمضه عيونهآ بتثآقل في حين كآنت الثآنيه تجآهد نفسهآ وبمقآومه مآتنهآر .. بقوّه وقسوّه جآبره إنفعآلآتهآ الدآخليّه على الكبـت .. الكتــم والخنـق .. رآحتهآ اليمنى ملجمـه فيهآ فمهآ المطبق بوضع الإختنآق الذآتي .. عيونهآ مآوقفت لثآنيه إنسكآب دموعهآ الحآرقـه ...

بـ ترآخي إنخفض بصرهآ لذيك اليد الدآفئـه , بلمستهآ الرقيقه الحآنيـه ..
شآده يديهآ بـ إحتضآن حنون وآزى حنآن صوتهآ: إنتي بنيتي يآتغريـد .. إنتي ودآرين بنآتي أنـــآ .. أنآ أمكـن ومحصـن أبوكـن
أرجعت رآسهآ لورآ رآصه على شفتيهآ المطبقين بقوّه معتصره عيونهآ مبعده يدهآ الكآتـمه لفمهآ بـ سؤآل بآئس طلع بتسآؤل مُحبط: وفيصـل هذآ إيش يكون !!
شددت على يديهآ قآصده تنبيههآ: مآهوب أبـوك .. إهو إللي إختآر وبـ إرآدته يكون عمّك مو أبـوك .. مآبه أبِ لك إنتي ودآرين إلآ محصـــن ..
....: ليش يمّـه ! ليش أنكرنآ !

رصت على فكيهآ بـ القوه , بعيونهآ نظره حآقده وبصوتهآ نبره حآده: لأنه مآقدر يتحمل خطـآه
فتحت فمهآ مقفله عيونهآ بتعبير المُعـذّب إللي مآزآده الجوآب إلآ بـؤس ... أنكرهم لأنه مآقدر يتحمّل خطآه .. إذاً هي ودآرين كآنوآ نتيجـة خطـأ !
بآلقوّه سحبت يدينهآ من يدين أمهآ مطبقتهم فوق بعضهم لمنتصف صدرهآ كمآ الخآئف مرتجي الأمآن: بنـآت حـرآم !
بسرعه لحقتهآ: لآآآ .. إنتن من صلبنآ .. من لحمنآ ودمنآ .. إنتن بنآتنآ يمّـه لآتقولينهآ تكفين وتقهرين قلبي عليـك
تغريد: من صلبكم بس بآلحرآم .......
....: مآندري .. وآلله مآندري .. أمكن حملت فيكم وحآفظت على هآلحمل لين وضعتكن وفيصل إهو إللي رفض هآلعلآقـه
....: منهي أمنـآ !!
سكتت لثوآني قطعتهآ بزفرة نفس عديمة آلحيله مهمومه: مآنعرفهـآ .. مآعرفنآهآ إلآ بآليوم إللي جآبتكن فيـه لبيت العيلـه طآلبه إعترآف فيصـل بـ أبوتكم ...
أخفضت بصرهآ من إستدركت آلحزن العآتي إللي كسآ بنتهآ بنظره كسيره مجروحه .. وخجلـه .. وكأنهآ إهي المُذنبـه ..
أكملت بنفس هدوء نبرتهآ الخفيضه: مآعرفنآ إلآ إنهآ كآنت ممرضـه بوآحد من المستشفيآت الخآصّـه ....................... مصريّـه

بتفآجئ ثبتت عيونهآ المدهوشه بعيون أمهآ ... صدمه مهولـه علتهآ ... هآلكمّ من الحقآئق الكبيره المتوآليـه بوقت قصير وقعه أكبر بكثير من قدرة نفسّهآ على التحمل وقدرة عقلهآ على الإدرآك أو الإستيعآب ..
بوسط صدمتهآ .. كلّ ذهولهآ .. دهشتهآ وعدم إستيعآبهآ .. مآلقت رآسهآ مطوّق بيدين امهآ الحآنيه إللي وقفت جمبهآ .. حآضنه رآسهآ ضآمته بصدرهآ مملسـه على شعرهآ بـ همس حميمي دآفئ: لآتفتحين أبوآب المآضي يآتغريـد وعيشي وآقعـك .. من حملت فيك وجآبتك بـ أرضن غير أرضـك .. تغريد محصـن هذآ إهو إسمــك ............... وفيصـل إهو عمّـك ..



/
/

حلم الحياه 14-08-16 03:54 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


بـ المجلس إللي كآن عبآره عن غرفة المعيشه الخآصه فيهم وإللي غآبت عن التوآجد فيه مده زمنيـه طويلـه ..
مآخذه وضع الحبو وقدآمهآ ثنينآتهـم مستقعدين مقوسين سيقآنهم ..

كشفت عن أسنآنهآ بتعبير المشآكسه والمدآعبه الطفوليّه إنهآ بتعضهـم .. الحركـه إللي معهآ صفق - الولـد - بيدينه والبهجـه تشع من نظرة عيونه البريئـه مصدر منآغآه طفوليّه وكأنه يكلمهآ .. ردّ الفعل كآن مغآير تمآماً لـ - البنت – إللي بدورهآ بسطت رآحتهآ اليمنى الصغيره المنتفخه على صدغهآ الأيسر ... مصفقتهآ ....... وبقوّه .. الصفقه للخد إللي أصدرت طرقعـه مسموعه بسببهآ إعتدلت ذيك إللي مآخذه وضع الحبو ويدهآ على صدغهآ إللي تسطر الحين والدموع بعيونهآ ...... آلمتهآ الصفقـه !
عبست والحقد المصطنع يُفرز من نظرتهآ الغآضبه لهآ مشدده من بين أسنآنهآ: أنســــآآآآم يآحقيــــــرآآآ

بكلمتهآ دخلت الثآنيه من المجلس موسعه عيونهآ بملآمح متفآجئه غير مصدقه وجودهآ: وردهـــــ !
إلتفتت لهآ بوجه عآبس لتقآبلهآ هي بوجه بآسم: حيآلله وردهـ ..
تربعت ويدينهآ الثنتين كل يدّ ممسكه بـ ركبه: هلآ يمّـآ ..
جلست جمبهآ متربعه بعدمآ أنزلت صينية آلقهوه وآلتمر: أشوفك بـ المجلس يعنـي
أطبقت فمهآ وعيونهآ صوب التوأم الصغير .. خذآهآ فكرهآ للجوآب على تفآجئ أمهآ .. لـ آدم .. آدم إللي بفترة إنفصآلهم هذي قدرت تتحرر من قيود كثيره كآن قد فرضهآ عليهآ , إجبآراً وبـ إحكآم شديد ..
إبتدآءاً من غلطتهآ الفآدحه إللي للحين نآيمه قآيمه مغير تفكر فيهآ , نآدمـه عليهآ .. مكآلمتهآ لـ سنـد , ومقآبلتهـم ..
جلستهآ المحظوره مع إخوآنهآ قد قطعتهآ آلحيـن بتوآجدهآ بهآلمجلـس .. التوآجد إللي مآتلوم زوجـة أبوهآ – أم فآهد – على إستغرآبـه , والإستفهآم عنـه !

....: طفشـت يمّـآ
تحسست ورك ورده الأيسر بـ إبتسآمه حآنيه: إنتي إللي منقطعه عنآ .. مآبيك تكررينهآ عآد .. خذي خذي – قآلتهآ بـ إبتسآمه مآده لهآ فنجآل القهوه مُردفه – آقعدي معنآ وتنوسـي بدآل حبستك بآلغرفه بـ روحك .. لو مآ إني خآيفه إني أضغط عليك وأجبرك بـ العقده معنـ ......... لاآآآآآآ – قآلت ورده الـ ( لآآ ) نآفيـه وبشده .. بسرعه لآحقتهآ إعترآضاً ..
....: لآ يمّـآ , وآلله مآهوب لـ سبب أو قصد , بس نفسيتي متعبتنـي ومآبي أكدركم معـي
أم فآهد: أي كدر يآبنيتـي ؟ أنآ أمك .. فآهد وسهيل , جآسر وشبيب إخوآنك .. وذولي الملآعين الصغآر .. أي همّـن بس ذآ إللي تفكرين فيـه .. تكفين لآتقهريني عليك وإنتي تفكرين هآلأفكآر الرديّه
ميلت الفنجآل يمنه ويسره وعيونهآ تتآبع حركة القهوه بدآخله , على طرف فمها إبتسآمه قصيره ..... خجِـلـه .... وبآئسـه !
أم فآهد أبدّ مو مقصره معهآ , شآيلتهآ من على الأرض شيـل , وكذلك إخوآنهآ .. برغم إنقطآعهآ الوآضح والملحوظ إلآ إنهم مآتوآنوآ لو ليوم عن زيآرته آلقصيره لهآ .. يومياً يمرونهآ أربعتهم بـ غرفتهآ .. سآئليـن عن أحوآلهآ وكونهآ بحآجـه شيّ .. مآلهآ إلآ الأمـر ومآلهم إلآ الإنصيآع !

أجفلهآ صيآح أم فآهد إللي زحفت على ركبتيهآ بـ عجز وقد تكدر وجههآ بـ ألم بآدي من حركتهآ الثقيله الصعبـه بـ حكم آلعُمـر ...
إنتبهت لهآ وهي تحآول تفك ملآبس – نمـر – من قبضـة – أنسآم - ..
آلولد إللي تكرمش وجـهه متقوس فمه والدموع منسآبه من عيونه في حين كآنت توأمه في قمـة شرهآ .. رآصه على لثتيهآ الطريه الخآليه من الأسنآن , بعقدة حآجبين قآسيـه !
بسرعه تدخلت هي الثآنيه محتضنه أنسآم ملصقه ظهرهآ بـ صدرهآ مكتفتهآ بينمآ شآلت أم فآهد نمر بحجرهآ وبيدينهآ تمسـح له وجهه المغرق بـ الدموع: بآآآآآس يآقلبــي أنآ .. بآآآس يآعُمـري .. مين إللي زعلـك ميــن ! أنسآم الشينـه ! بآآآس خلص لآتبكـي
شددت ورده من تكتيفتهآ لأنسآم إللي بدت ترفس برجولهآ إعترآضاً عن هآلقيد البشري الخآنق لهآ: هذي البنت أعوذ بآلله منهآ شرآنيّه توهآ مصفقتنـي كــفّ وربي للحين خدي يعورني
أم فآهد: صآدقـه , مدري هآلبنت علآمهآ ,غير نمـر بعد قلبي
ورده: نمر هذآ عسول طآلع لـ فآهـد .. هآدي ومسآلـم .. أمّآ هــــــــذي – شدت لهآ خدهآ المنتفخ ومعه إهتز رآسهآ يمنه ويسره , مكمله – هذي شيطوون صغير

....: لاآآآآ , لآآآ مآنيب مصدق

رفعوآ ثنينآتهم روسهم لذآك إللي دخـل والتفآجئ المفتعل بوجهه ..
مآيختلف عن ذكور آل مآلكـي بـ بنيّة جسده النحيـل , أو طولـه الفآرع .. شعره أسود فآحـم , غزير , كثيف وطويـل إختفى معه مقفآه , يظهر آخر شعره وكأنه ملفوف , مرول .. البدآوه بـ ملآمحـه القآسيه ملفتـه وجذآبـه ..!
أرخت ورده كتوفهآ بـ إحبآط: لآتبدآ آلحيـن

أخرج يديه من جيوب بنطلونه القطنـي جآلس مقآبلهآ بـ الأرض: يعني تدرين عن سوآيّآك , وطبعاً مآننلآم
شدت شفتيهآ المطبقه بـ أسف طآلبته بـ رجآء وآهن: فآهد وللي يعآفيك لآتبدآ
أشر لهآ بـ كفه الأيمن المبسوط مضموم الأصآبع: خلص خلص
تنآول إبنه من أمه مجلسه بحضنه مميل عليه رآسه شآفط خده الأيمن المنتفخ بـ فمه: آممممممموآآآآح وش هآلخدود فديتك

نآظر أمهآ وآللوم بـ وجهه: يومه هآلعيآل كل مآلهم تنتفخ خدودهم علآمهم ؟
ورده: هههههه يآزينهآ بس
فآهد: هذآ طبيعي يعني ولآ سمنـه زآيده !
ورده: يشبهون إللي يطلعون بـ التلفزيون بـ إعلآنآت البآمبرز
أمه: ذآ بسبة الحليب الصنآعي ينفـخ
ورده: جد ! طيب ومآله ضرر !
أرخت كتوفهآ مطبقه فمهآ بـ قلة حيله: مآبه أحسن من لبن صدر الأم , ذآ آلله وذي حكمته .... آلله يرحمـك يآ أشوآق يآبنيتي ويسكنك جنآته ..

أخفضت ورده رآسهآ بعدمآ ألقت نظرتهآ السريعه والخآطفه لـ فآهد ترقباً لـ وقع إسم زوجته المتوفآه – أشوآق - .. إلآ إن ملآمحه كآنت هآدئـه , تعآبيره سآكنه .. بـ أطرآف أنآمله اليمنى تحسس الشعرآت الخفيفـه لرأس إبنه نمر شبه الأصلـع ...
....: فهيييييييد ...... أبيك بسآلفه
فآهد وإللي كأنه درآ مسبقاً عن إللي تبيه أمه ..
أطبق فمه مغمض عيونه بـ هـمّ: دآري
أمه: أبيك تسمعني عـدل
قآطعهآ بـ حده وجفآء: أنآ إللي أبيك تسمعيني عدل يمّـه .. تكفين عآد مو كل مآشفتي وجهي قمتي وفتحتي هآلسيره
إحتدت نظرآتهآ بـ وجوم ومعه صدرت نبرتهآ جآفه , حآنقه ومغتآظه: وش بهآ السيره ! لمتى يعني ؟ عآجبك نفسك وإنت بهآلوضع ! وعيآلك ذولي ! أنآ اليوم عآيشه لهم بكرآ وش مصيرهم !

شهق نفس حآنق مغمض فيه عيونه بتعبير المستجدي للصبر: استغفرك يآربي ... – فتح عيونه مكمل بـ جفآف - : وشدعوى آلحين هآلطآري ! آلله يعطيك العآفيه ويمد بـ عمرك ويخليك لهم , تربينهم وتقر عينك فيهم , تزوجينهم وتزوجين عيآلهم بعد .. بس تكفين وللي يعآفيك سكري ع الطآري ترآ وآلله إنه يضيق خلقـي
لوت ورده فمهآ المطبق يميناً مفضلـه الصمت عن الإنخرآط معهم ... حآوطت بذرآعيهآ أنسآم إللي كآنت بحضنهآ , هدت حركتهآ المشآكسه والظآهر إنهآ بـ بوآدر غفـوه ..
أم فآهد: يآفآهـد , يآضي عينـي .. لمتى يمّـك ! آلله تخيرهآ وخذآهآ .. خذآهآ وعطآك إثنين بدآلهآ وإنت توّك بعز شبآبك .. وآحد وثلآثين سنـه وعيآلك محتآجين أمّ .. أنآ معهم ومآ أقصر بس الأم غيـر يآولدي .. الأم غيـر
فآهد: هــآآآ , هذآك قلتيهآ وبنفسك .. الأم .......... غيـر , والصرآحه مآنيب مستعد أبدّ أدخل بحيآة عيآلي أمن ثآنيـه .. بتهتم فيهم ؟ إيه , بترآعيهم ؟ إيه .. وبعدين ؟ مصيرهآ هي بعد تحمـل وتجيب عيآلهآ هي .. وقتهآ عيآلهآ عندهآ , بعيونهآ وبقلبهآ مثل نمر وأنسآم ؟ لآآ يمّـه .. مآنيب مستعد أجرح عيآلي أبدّ .. إنتي الخير والبركـه .. وأنآ معهم ومآنيب مقصـر .. وتكفين يّمـه وأنآ طآلبك لآعآد تفتحين لي هآلسآلفـه .. زوآج ؟ مآرح أتزوج .. بعد أشوآق ............ مآفيــه


أطبقت فمهآ بقهر وشكلهآ مآعندهآ أي نيّه بـ إنهآء الموضوع: مدري شهآلظنون الرديّه ؟ الحين كل خوفك من حرمتن ثآنيه تتزوجهآ وتجيب منهآ عيآلن ثآنيين هم تجرح يتيميـن هآلأم ؟ وش ذآ يمّـك ؟ أختك ورده قدآمك إسألهآ .. هذآهآ بنت ضُرتـي وآلله وحده شآهد إن غلآهآ من غلآكم إنتم الأربـع وأزود ..

نآظر فآهد بـ ورده إللي إستشف لمعة الحزن بعيونهآ المنكسره , لآنت ملآمحه , هدأت نبرته: لآحول ولآقوة إلآ بآلله .. يمـه فيه فرق .. وفرقن كبير بعـد .. تقآرنين ورده بـ هآلبزرين ؟ ورده لهآ وضع وهآلصغآر وضعن ثآنـي .. مستحيل أغآمر وأدخل نفسي بعلآقه ثآنيه فيه إحتمآل ولو وآحد بـ الإميـه إن عيآلي ينظلمون فيهآ .. ظنون شينه , ظنون رديّـه ... سميهآ إللي تبين ... زوآج ؟ ..... لآء
أمه: يآولدي هذي سآره بنت سعـد البقّــآلي

من طآري الإسم إلتفتت ورده بسرعه لأم فآهد موسعه عيونهآ بـ دهشـه إستنكآريه !
ليكون سآره هذي هي نفسهآ ومآغيرهآ ؟ هآلمقصوده سآره , أمهآ وثنتين من خوآتهآ قد زآروهم حول المرتين أو ثلآث وقد تعرفت عليهم وحصل بينهم علآقه معرفيـه مقبولـه نسبياً , عرفت من خلآلهآ عن المشآكل القآئمه بين سآره وزوجهآ وإنتهت أخيراً بـ إنفصآلهم طلآقاً ... بعيداً عن أي تفآصيل وبـ الوآقع المجتمعي المتعآرف إن رجل أرمـل .. أبّ لـ طفليـن مآيصح له إلآ إنثى تكآفئـه بـ الحآله الإجتمآعيّـه .. أرملـه أو مُطلقـه ..
أي أرمله أو أي مطلقـه كآنت بـ ظنهآ ممكن تكون مقبولـه – إلآ – هذي المسمآه سآره !
لحظآت من الصمت الظآهري والتشتت الدآخلي في محآولة ربط صورة أخوهآ فآهد بـ سآره إلآ إن شيئاً بدآخلهآ رآفض الفكره والتصور إجمآلاً ...
إبتدآءاً من فآرق العُمـر .. إن كآن فآهـد بـ أوآئل الثلآثينآت فـ سآره هذي تقريباً وحسب إللي تتذكره إنهآ بـ أوآخر الأربعينآت ! تفتقر وبدرجه كبيره جداً للجمآل الظآهري , دميمـه , قبيحـة الوجـه .. وللغآيـه ! وإحتمآلاً إن هذآ هو السبب الرئيسي في تأخر زوآجهآ إللي مآتم إلآ وهي بعمـر الـ خمسه وأربعيـن .. إستمر لـ سنتين .. وإنهآر .......

أم فآهد وإللي تقريباً لآحظت ذهول ورده وصدمتهآ العلنيّه الصريحه وكأنهآ قد قرت وبوضوح كل مآيدور بقلبهآ ...
بلعت ريقهآ بـ توتر مكمله بشيّ من التردد: مآفيه أنسب من سآره وربي يآفهيــد .. وبهآ كل إللي تبيـه , إحتمآل كبير إنهآ أصلاً مآتنجـب .. يعني تطمن مآبـه حمـل ولآ عيآل غير عيآلك نمر وأنسآم
إنعقدوآ حآجبيه إستغرآباً مستفهم ببهتآن: عقيـم يعنـي ؟
بللت شفتيهآ شآهقه نفس مكتوم من فتحتي خشمهآ إللي ضآقوآ مجآوبته بـ تردد طلع معه صوتهآ خآفت , متوجس ردّ الفعل التآلي من بعد قولهآ: لآآ .. بـ أوآخر الأربعينآت

من قآلت كلمتهآ إلآ وإتسعوآ عيون فآهد لـ آخرهم رآفع حآجبيه بـ دهشـه في حين أعرضت عنه هي بوجههآ مطبقه فمهآ بـ حرج تنآظر بـ صحن التمر والفنآجيل المقلوبه على الصينيه قدآمهآ ...
ورده إللي شدت شفتهآ السفلى كآشفه عن صف أسنآنهآ السفليّه بـ تعبير إللي معنآه بـ العآمي – أوووبــس ! –

شد شعره بقوه وكأنه يبي يقلعه , عيونه بآلسقف رآص بـ لسآنه على شفته السفلى مآهوب مصدق هرج أمّـه وإللي تبيـه !
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ نظره متوجسه سآئلته بـ تردد: وش رآيك !
رفع حآجبه الأيسر إستنكآراً سآئلهآ: بـ إيـــش إنشآلله ؟
أمه: بـ سآره بنت البقّـآلي
زمّ شفتيه بـ القوّه كآتم غيـظه إللي مآقدر يكبته كثير , طلع صوته مخنوق مكتوم رآص على أسنآنه: لآ بنت البقّــآلي ولآ البنــقآلــي .. طلعينـي من رآسك يمّـه وفكيني من ذآ الهرج عـــآآد ............


/
/


مسآءاً ..
حررت شهقتهآ البآكيّـه من بعد كتمآن مصفقه بآب غرفتهآ بآلقوّه بعدمآ فكت عبآيتهآ عن جسمهآ رآميتهآ بـ الأرض مرتميه هي على سريرهآ محتضنه المخده لصدرهآ دآفسـه فيهآ وجههآ وبـ أسنآنهآ عآضه وبآلقوّه على المخده مآنعه صوت شهقآتهآ تعلـى أكثر وتحتد أكثر ... الكتـم الجبري لحريّة بكآهآ وإللي مآسبب إلآ هزآت قويّه أشبه بـ النفضّـه لصدرهآ وكتفيهآ .. تشنجآت ببطنهآ , غصّه بحلقهآ ..

على وضعهآ إللي إستمر من دخولهآ قرآبة الدقآئق الثلآث لحد مآ أحست بـ ثقل معه تنزل مرتبة السرير .. يدّ قآبضـه لذرآعهآ بهدوء .. إستنطقهآ بـ قلق وآضح: تغريـــــد !!

بلحظه وقفت تشديد إحتضآنهآ العنيف للمخده ليشدد هو أكثر من إعتصآره لذرآعهآ حآثهآ تلتفت له وتقآبله وجهاً: تغريــد شفيــك !!
أبعدت المخده عنهآ مصدره له وجههآ بعدمآ كآن مقآبله ظهرهآ ..
ممدده على كآمل جآنبهآ الأيمن , ثآنيه سآقيهآ بوضع تكوّم آلجنين , ضآمه يديهآ لمآبين فخذيهآ .. وجههآ مُرهـق , أتعبـه البكآء ..

بهدوء إمتدت يده اليمنى مستقره على صدغهآ الأيسر .. بـ حنآن بآلغ تحرك بنان إبهآمه من تحت عيونهآ مآسح لهآ آثآر دموعهآ آلحزينـه وآلقلق بعيونه المحتده نظرآتهآ سآئلهآ بـ هدوء مُجبر: وش إللي صـآر !
أغمضت عيونهآ بآلقوّه بعدمآ تقوّس فمهآ وإرتجف ذقنهآ .. سؤاله اللي سأله أعآد لهآ الوآقع إللي غآدرهآ لـ لحظآت لترد معتصره عيونهآ بـ وجه مُجعـد , تجآهـد لتتمآسـك إلآ إنه لحقهآ بسرعه هآمس لهآ بـ وشوشه خآفته قآصد تهدئتهآ والتخفيف عنهآ: آششش آششش خلآص خلآص آهدي ...
همست بـ إسمه , آلهمس المبحوح , طلع وكأنهآ تترجآه أو تتوسـل ليرد هو ويتحسس شعرهآ بـ رقه بآلغه مجآوبهآ بـ نفس الهمس الخآفت: آششششش خلآآآص

....: أنــآآآآ ... ودآآريـــــن
....: آشششش خلآص سكتي الحين
مسكت معصمه الأيمن موقفه حركة أنآمه الهآدئه آلمخلله بين خصلآت شعرهآ رآفعه نفسهآ بـ وهن عن السرير مستقعده لينآظرهآ هو بعقدة حآجبين مستفهمه .. مآتحملــت , مآتحملت هآلقلق بعيونـه , وهآلحبّ بلمسآتـه .. أطبقت فمهآ مآنعه إرتجآف فكهآ السفلي بعيون معتصره حسـره وإنكسـآر !

أسندت ظهرهآ للسرير ضآمه سآقيهآ مطوقتهم بسآعديهآ ملصقه أعلى وركيهآ لصدرهآ دآفسه وجههآ لمآ بين ركبتيهآ ...
تحت أنظآره المستغربـه والمستفهمـه , مآخفى عليه إنتفآضة كتفيهآ الخفيفـه كل لحظـه وإللي تليهآ ..
لآشعورياً وقف على ركبتيه زآحف على السرير لحد مآستقر على يمينهآ محآوط بذرآعه الأيسر كتفيهآ وبيمينه هزّ ركبتهآ اليمنى قآصد إبعآد وجههآ لتناظره: بنـــــت
تغريد: ...........
....: نآظريني أشـوف
تغريد: تكفى يآمآلك إتركني الحين
....: تخسيـــن .. مو كل مره عآد مصختيهآ

قآلهآ مزحاً من ورى قلبـه علّه يخفف من بؤسهـآ وإللي تحسّه وهو بآقي مآيدري عنه ..
تحسس ظهرهآ المحني بيسرآه , التحسس الحآر بـ تكرآر ريحه وجيّه: نآظرينـي عآد
جآوبته بصوت مخنوق بآكي: وآلله يآمآلك مآفينـــي .. إتركنـي

....: يآلبيـــه بحّـة الصــوت ... جــــــــــرح
بسرعه رفعت رآسهآ تنآظره بعيون ممتلئه دموع , ملآمحهآ الفآتنه خليط مآبين آلعتـب والإبتسآم ليحتضن هو وجههآ بين رآحتيه ضآغط على خديهآ آلحركـه إللي معهآ إنفرجوآ شفتيهآ مبوزه وبلآ مقدمــآت أمآل رآسـه يمنـه بـ الوصف العآمي لمعنى – الشفــط – إلتهم شفتيهآ المكتنزه بقبلـه قويّـه , سريعـه , ومبآغتـه .. قبلتهـم الأولـى ..
غصباً وبـ الإجبآر .. قبل حتى تتدآركهآ أو تحسّ فيهـآ ..

أبعد رآسه عنهآ بـ إبتسآمه عريضه مآسح بـ بنآن إبهآميه التجويف العظمي تحت عيونهآ: آلحيـن أقدر أتفآهم معـك عدل .............. هآآآ , وش إللي مبكيــك ؟!!


/
/


جوّ حميمـي دآفـئ .. أُنسـه بآلغـه تحسّهآ وهي متربعه بـ الأرض بآسطـه ظهر كفيهآ على أعلى ركبتيهآ متخذه وضع ممآرسة اليوغـآ .. رأسهآ مرجـع لـ ورآ بـ - شـدّ – خفيف من ذيك إللي قآعده ورآهآ مآثلتهآ بوضع التربـع .. بيدهآ آلمشـط دبوسي الطرف مخصص لفرق الشعـر وإبتسآمه رقيقـه بوجههآ مريح التقآسيم , بشوش الملآمح ..

....: تدرين هآلشيّ من زمآن وأنآ نفسي أسويـه
مطت شفتيهآ بعقدة حآجبين خفيفه إستفهآماً: وشهـو ؟
أنهت الضفيره الأولى رآبطه آخرهآ بـ أستك بلآستيكـي وردي آللون وبدت تضفر لهآ النص الثآني من شعرهآ ..
كآنت تسريحتهآ بسيطـه , مفرقـه شعرهآ من الوسـط بـ ضفيريتين ربآعيّـه من الجآنبين .. – جآوبتهآ بـ إبتسآمه - : يكون عندي بنـت وأضفر لهآ شعرهآ ..

إلتفتت لهآ نصف إلتفآته وشيّ من آلحزن بقلبهآ من إستشعرت هآلنبره البآئسه بـ آلشيّ إللي طآل تمنيهآ له .. سألتهآ بـ عفويّه: مشكلـة العقم هذي منك يمّـه ؟
إتسعت عيونهآ بـ دهشـه من وقع الكلمه إللي لفظتهآ عفوياً ( يمّـه ) , وبعفويّه بآلغـه تركت الضفيره مطوقه وسطهآ بذرآعيهآ إللي إلتفوآ حولهآ – أسندت خدهآ الأيمن لظهرهآ ..
آلوضع إللي إستغربته نسمـه وبشده لينعقدوآ حآجبيهآ أقصآهم وهي تحسّ بـ إنحنآءة جسمهآ لقدآم بسبب ثقل الجسم إللي ورآهآ عليهآ .. الإستغرآب إللي قطعته الثآنيه بـ همسهآ الدآفئ: يآ آلله يآنسمـــه .. شحلوهآ كلمـة يمّه هذي
إنفغر فمهآ بفتحه صغيره .. لآ إرآدياً تلألأت عيونهآ كعآدتهآ .. أسرع مآعندهآ هو تجمع دموعهآ .. أطبقت شفتيهآ بـ لوم دآخلي وتأنيب لنفسهآ .. هل أخطـت يوم قآلت لهآ هآلكمـه ! يمّـه ! هي لآ إرآدياً وعفوياً وبلآ حسآب طلعت معهآ ومآنتبهـت .. بس ردّ الفعل آلغريب هذآ من أم عديّ كآن مؤثـر .. لآمسهآ وبقوّه ..

حست بظهرهآ ينشد من جديد والثقل من عليـه خفّ .. شعرهآ بدآ ينسحب .. أنآمل رقيقه بحركـه هآدئـه تدآعب فروتهآ النآعمه .. وصلتهآ صوتهآ الدآفئ: آلعقـم من مهيف زوجـي ..
بهتت ملآمحهآ بـ تفآجئ مآطع معهآ إلآ السكوت في حين أكملت أم عديّ: تعذبت نفسياً كثير .. شكثر تمنيت أعيش وأحس وأمر بآللي يمرونه الحريم ويحسون فيه .. يحملون , يولدون .. يرضعون .. يربون ويكبرون .. أحبّ شكل ملآبس الأطفآل وللحين أتمنى إني أطلع وأتسوق هآلملآبس لمين عآد مدري ههههه , البركه فيك إنتي وعديّ .. طلبتك حققي لي هآلأمنيّـه

إنقبآضه قويّه بـ أحشآئهآ بآغتتهآ .. شيّ من الضيق بصدرهآ , همّ كسآهآ وكدر إعترآهآ .. مآتدري صدق أسبآبه ! هل نبرة الحزن الشجيّة بصوت أمّ عدي ! أو الرغبـه العميقـه , الصآدقه والحقيقيه إللي فقدتهآ هآلحرمه وللحين تتمنآهآ وكل رجآهآ من بعد آلله معلق عليهـآ ....... عليهآ وعلى عـديّ !
إبتلعت ريقهآ بمرآره سآئلتهآ بـ خفوت: ومآفكرتي بـ الإنفصآل أبدّ !
جآهآ الرد سريع , بلآ تفكير: لآآ .. أبداً
نسمه: تضحيتك كبيــره يمّـه
....: حسبآلك آلله مآعوضنـي ؟
نسمه: ..........

....: على قد مآتضحيتي كبيره كآن العوض أكبر .. آلله رزقنـي بـ عُديّ بعد كلي , بآلله علمينـي وين ألقى مثيلـه ؟ حتى وإن كآن ولدن من حشآي ؟
غصباً عنهآ إنشدوآ شفتيهآ بـ ابتسآمه مطبقه وقد إرتخوآ كتفيهآ إستسلآماً لمصدآقية هآللي تقوله هآلحرمه .. صدق وين تلقى مثيلـه وبعيونهآ مآتشوف بهآلبشـر لهآلعـديّ مثيـل !
نسمه: من متى وهو عندكـم ؟
....: تقريباً وهو عشـر سنوآت .. للحين أتذكر جيته لأول مره بهآلبيت جعلنـي مآ أبكيـه
نسمه: شكلك تحبينـه كثيـر

إرتفعوآ حآجبيهآ موسعه عيونهآ لآخرهم وهي تربط لهآ آخر الضفيره: عُديّ هذآ قلبـي .. روحـي ونظـر عينـي
ردت عليهآ بشغب بعدمآ إلتفتت لهآ بـ جلستهآ مقآبلتهآ وجهاً لـ وجه وفمهآ متسع بـ إبتسآمه شقيّه: وقلبي أنآ كمآن وروحي ونظر عينـي ههههه
بـ ابتسآمه وآسعه تحسست فخذ نسمه الأيسر برآحتهآ اليمنى سآئلتهآ بـ وديّه: صدق تحبينه هآلكثر ؟
بـ حيآء صآرخ أخفضت بصرهآ مدوره عيونهآ يمنه ويسره بـ فمّ مطبق خجلاً , آللحظـه إللي ضربتهآ أم عديّ على وركهآ قآصده تخفف من حيآهآ: ههههه تستحين أجل وهو زوجـك

توهآ بترد نسمه إلآ ويرتفع نظرهآ لذيك إللي وقفت فوق روسهم ثنينآتهم , آسيويّة الملآمح وبيدهآ صينيه صغيره عليهآ كوبيـن – مـق – وكأنهم ثنينآتـهم قد دروآ عن هآلشيّ إللي إطلبـوه .. هوت شوكليت دآفـئ ...
بـ هدوء أنزلت الشغآله الصينيه سآئله نسمه بـ عربيّه مكسره: ســيئ سآنـي مآمآ ؟ ( شيّ ثآني مآمآ ؟ )
مآردت إلآ بهزة رآس نآفيه وبوجههآ إبتسآمه قصيره شآركتهآ فيهآ أم عديّ مردفه: يآزينهآ .. لو إني دآريه عن هآلرآحه كآن من أول وجبتهآ
نسمه: أيوآ الشغآله أكيد مُريحـه , على إيش نتعنى يعنـي وهي تقدر تسوي كل شيّ

....: شيئن بخآطري مآهوب مستريح , عديّ وش رآيـه بسآلفة الشغآله هذي ؟ إنتي معلمته من قبل إنهآ بتجيك من بيتكم !
نسمه وإللي فآجئهآ سؤآل أم عديّ , توهآ آلحين تستوعب سوآتهآ .. طلبهآ للشغآله وحضورهآ الفعلـي .. كلـه تمّ بدون علم منه أو درآيـه ؟
هيأ لهآ فكرهآ العفوي بسآطة سوآتهآ , وش إللي صآر يعني ؟ شغآله وحده من طقم شغآلآتهم إللي مآلهم عدد وخذتهآ .. وين المشكلـه !

شيّ من الرآحه سرى بقلبهآ من برآءة ظنونهآ وتخيلآتهآ بـ ردّ الفعل لـ زوجهآ من بعد فعلتهآ ... سألتهآ بـ إبتسآمه هآدئه: صحيح يمّه عديّ مو كأنه طوّل برآ اليوم ! والحين السآعه حدآش , أول مره يتأخر
أنزلت – مق الكآكآو – من شفتيهآ بعدمآ إرتشفت منه بـ تأني: إيه هذي عآدته يوم الأحد .. يقضيه كله برآ مع ربعه وخويّآه .. تعودي عآد على روتينـه .. يوم الجمعه من بعد الصلآه مآيرد إلآ بآخر آلليل .. ويوم الأحد والثلآثآء لأنه أجآزه من دوآمه بآلعيآده ..
نسمه: حتى إنه مآتغدى هنآ !
....: إيه .. يآكـل برآ مع ربعه وخويّآه

بـ التزآمن مع هآلجملـه , إنصرآف الشغآلـه .. ودخولــه ...
إنتفـض جسده مخترع , برد فعل تلقآئـي أعرض عنهآ صآد بـ ظهره ظهره وعيونه موسعـه لـ آخرهـم خآفضهآ بـ الأرض , حسبآله حرمـه غريبه إنهآ ضيفـه وهو دخل فجأه بلآ إستئذآن !

ردّ الفعل إللي إستغربته – الشغآله – محتده نظرآتهآ بـ إستفهآم موجـه لـ نسمـه الفآهيـه في حين أطلقت أمـه ضحكـه خفيفه: ههههه تعآل يآعديّ , مآبه أغرآب .. هذي الشغآلـه
بـ التصوير البطيئ إلتفت وكأنه جآبر نفسه على هآلشيّ لحد مآستقرت عيونه المتفآجئه على كآملهآ .. أنثى ثلآثينيـه , محجبـه , قصيرة القآمه , آسيويـة الملآمح ...
إبتلع ريقه بـ صعوبـه وكأن وقع التفآجئ للحين مآغآدره ..
الشغآله إللي قوست فمهآ بلآ مبآلآه وبهدوء أقفت عنه رآده لـ مطبخهآ !

عيونه ثآقبـه تترقب خطوآتهآ الهآدئه لحد مآختفت تمآماً من قدآمه , وبـ إستفهآم نآظرهم ثنينآتهم معقد حآجبيه سآئلهم: شغآلـة من هـذي ؟
بسرعه أخفضت نسمه بصرهآ لـ حجرهآ , ردّ الفعل إللي لآحظته أم عديّ مقرره إنهآ هي إللي تجآوب: شغآلتنآ الجديده ..
إرتفع حآجبه الأيمن إستنكآراً , لحظآت ثم إقترب عليهم بخطوآته المتأنيه وبآقي التسآؤل بـ وجهه: وليـش ؟ - قآلهآ وعيونه على ذيك إللي مخفضه رآسه لآخره وكأنه جذع مقسوم .. مآيشوف إلآ الفرق النصفـي , خط فآصل بين شعرهآ البنـي آلقصير , طولـه يلآمس لوحي كتفيهآ , مضفر على الجآنبين ..

التسآؤل إللي جآوبته عليه أمه بـ إبتسآمه: عشآن نسـوم .. وتبي الصدق عآد ؟ عجبتني السآلفه , لو إني دآريه كآن من أول جبتهآ .. مآغسلـت اليوم لآصحن ولآ كآس .. وإللي أبيه ألقآه عندي , مآتعنيـت
أطبق فمـه قهراً رآمق ذيك إللي كنهآ درت عن سوآتهآ وللحين مارفع عيونها بعيونه بنظره مغتآظه مآشآفتهآ .. إلآ إنهآ وبسرعه رفعت رآسهآ تنآظره من وصلهآ صوت أمه مستفهم تسأله: وين رآيــح !!
تشآبكت عيونهم متعلقه نظرآتهم أول مآلتفت وهو بـ أول الدرج قدآمهم قبل يرقآه مفصخ عقآلـه , غترته البيضآء والطآقيه بيمنآه .. النظره إللي كسرتهآ هي بسرعه تحآشياً للتوعد إللي أرسله لهآ بـ النظره .. مجآوب أمـه بـ جفآف: تعبــآن .. بنــــآم !

الكلمتين إللي قآلهم وإختفى .. قوست هي فمهآ بعدم فهم مآسرع مآتبدل وهي تطلبهآ بـ إبتسآمه حآنيه: نسوم إطلعـي له شوفي محتآج شيّ
نسمه وإللي شويّ وتبكـي , ودهآ لو تتعذر بـ أي عذر يمنعهآ عن موآجهته .. ليش بكل بسآطه مآتقول لهآ .. مآبي أرقى لـه وأبي أقعد معـك إنتـي !
إلآ إنهآ مآلقت إلآ الإستسلآم والخضوع .. أطبقت فمهآ في حرج موقفه عن الأرض: مآتحتآجين شيّ يمّـه ؟
تهلل وجههآ بـ رضآ مجآوبتهآ بـ إبتسآمه: آلله يرضـى عليـك جعلني مآ أبكيـك ..

شهقت نفس عميق دآقه رجليهآ بـ الأرض قآصده تفك ثنية بنطلون بيجآمتهآ وردي آللون عن سآقيهآ تفرده ..
شدت شقي بلوفرهآ الصوفي أبيض آللون على صدرهآ متكتفه بـ إستئذآن هآدئ لـ إنصرآفهآ: تصبحيـن على خيـر ..
أومأت برآسهآ إيجآباً والبسمه بوجههآ المريح: وإنتي من هلـه ..


بـ غرفتهآ الخآصه إللي صعدهآ مقفله البآب من ورآهآ ..
بخطوآت متبآطئـه , مطأطأه رآسهآ , يديهآ الثنتين مطبقتين فوق بعضهم مضمومتين لوسط جسمهآ ...
الغرفه دآفئـه والإضآءه خآفتـه .. لمبـه سهآره بآللون البنفسجي الرآيـق ..
جآلس على طرف سريره مستند بـ أكوآعه على ركبتيه شآبك أصآبع يديه نظره مخفض ثآبت على قآعدة الدولآب .. شكلـه أوحى بـ إنتظآره ..
وشكلهآ أوحى بـ المذنب آلمقبل بـ خجل لـ تلقي عقآبه !

قطعت الصمت بـ نبره خفيضه سآئلته: تبي العشـآ !
تحسس بـ أطرآفه اليمنى العقله الأخيره لوسطآه اليسرى وكأن حولهآ خآتم وهو يلفه سآئلهآ بـ إستخفآف: ومنو بيجيب لي العشـآ ؟
نسمه: ..........
نآظرهآ ببرود مكمل: منو أصلاً إللي سوآ العشـآ !
دورت عيونهآ يمنه ويسره بآلعه ريقهآ بـ إرتبآك بعدمآ فهمت المبطن من كلآمه , آللحظـه إللي إستنطقهآ فيهآ الجوآب بـ هدوء: هــآآ !
....: أمي ميثآء هي إللي سوّت العشـآ .. وإذآ تبيـه أنآ إللي بجيبـه
إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه إدعآءاً لإعجآبه: مآشآلله مآشآلله .. فيه تطوّر .. نسمـه هآنم بنفسهآ إهي إللي بتجيب لي عشآي !
نسمه: ...........

....: وليش العنآ ! الشغآله هذي وش شغلتهآ ؟ إنتي الهآنم الدلوعـه لآآآآآ مآيصير .. آقعدي رجل على رجل والشغآله بنفسهآ بتوصل لي عشآي

بثآنيه ترقرت عيونهآ بآلدموع .. أهون عندهآ يصيح عليهآ , يكفخهآ أو حتى يتوطآهآ ولآ إنه ينخر عظآمهآ ويسمّ بدنهآ بهآلقـط إللي يقطـه ...
تكرمش وجههآ كمآ الأطفآل مقوسه فمهآ المطبق بعيون متلألأه: إنت ليش تعآملني كـذآ !
سؤآلهآ البآرد هذآ مآكآن بمكآنه أبدّ وهو بقمـة غيظـه منهآ ومن سوآتهآ .. وقف بعصبيّه رآص على أسنآنه بقهر: لأنك مآتستآهلين إلآ هآلمعآملـه وليتهآ تنفـع وإنتي تتعدليـن .. إلآ من ردي لأردى

لآشعورياً طآحت دموعهآ مسدده له سهآم نظرآتهآ العآتبه من عيونهآ المدمعه بتوسل طآلبته السكوت: عُــــدآآآآآي !
بـ عنف سحبهآ من شق بلوفرها الأبيض المخرم بـ فتحآت دآئريه صغيره .. كآنت مثل الدميّه البلآستيكه بـ شكلهآ الطفولي البريئ , وشعرهآ القصير المضفر على الجآنبين , أكملـه صغر حجمهآ بقبضته العملآقه مآلهآ حول ولآقوه .. إحترق وجههآ من أنفآسه المستشيطه الغآضبه: إنتي وشهو ذآ إللي سويتيه ؟

إرتعش ذقنهآ بـ إرتجآفه وآضحه سآئلته ببرآءه: وش سويـت !
شدد من قبضته المآسكه لملآبسهآ: هذي الشغآلـه تحت .. من ويـن !!
رمشت بتوآلي قبل تجآوبه بـ تردد: مــممـ ... من .. من بيتنــآ
قآلت كلمتهآ بـ حسن نيّه جواباً لسؤآله وليتهآ مآقآلتهآ ... بثآنيه إكفهر وجهه إللي إمتلآ بصدمـه عدم تصديق للي قآلته توهآ ..
جحظت عيونه آلذهبيّه إللي تبدل بيآضهآ لـ حمآر .. إحتدت نظرته بـ توعد مخيـف .. عرق غليـظ منتفـخ برز بمنتصف جبينـه الضيق .. توسعت فتحتي خشمـه .. عضلـه بفكـه السفلي تشوف نبضهآ وآضـح !
كمآ الطفل المرتجف من خوفـه .. عيونهآ متلألأه بآلدموع المتجمعه , طلع صوتهآ رقيق وآهن قآصده تهدي من إنفعآله: أنـآآ ..... آآآآسفــــــــه

عديّ وإللي سُبحآن من ألهمـه الصبر والتمآسك بهآللحظـه ومآتطآول عليهآ بـ الذرآع وإلآ كآنت بتروح وآطيهآ ولآ وش إللي بيرحم ضعفهآ من قبضـة هآلعملآق قدآمهآ ..
عطآهآ ظهره متخصر بيسرآه وبيمينه شد على شعره بآلقوه وكأنه يبي يقلعه من جذوره عآض بـ أسنآنه العلويه على شفته السفلى بقهر وصل معه للآخــر إلآ إنه شهقـه قصيره أنبأت عن بدآيآت بكـآء مكتوم أنبهته ليلتفت لهآ مطبق فمه بآلقوّه يشوفهآ مطأطأه رآسهآ بـ خنوع .. قبضتهآ مكوره فوق فمهآ كمآ إللي كآتم كحته .. بلورآت لآمعه يلمحهآ منسآبه من عيونهآ ...

عآدت له تأسفهآ المهزوز المُرتجـف , بـه من النـدم الشيّ الكثيـر: وآلله يآعـديّ آآآسفـــــه
بـ تحكمّ أكثر قدر يضبط فيه نفسه , طلع صوته مخنوق جبراً: إنتي تدرين وش إللي سويتيـه ! تدرين أي غلط هذآ إللي غلطتيـه !
رفعت له وجههآ البآكي وقد تأجج بـ إحمرآر صآرخ: هذي من الشغآلآت إللي ببيتنآ .. طلبتهآ ومآمآ مآرفضـت .. أدري إني غلطت عشآن مآقلت لك

الخطوه الوحيده الفآصله بينهم قطعهآ بـ حده موقف تمآماً قدآمهآ: غلطك يآهآنم مو بس لأنك مآعلمتيني .. غلطك الكبير تصرفك الغبي والسخيف والموقف إللي حطيتينآ كلنآ فيـه ..
نآظرته بـ إستفهآم ليكمل هو مجآوبهآ: وشهو شكلنآ عند هلك وإنتي تشحذين منهم شغآله ؟ ليش مآنيب قآدر على هآلشيّ يعنـي ؟ قلتلك من قبل إن بغينآ جبنآ بدآل الشغآله ثنتين وثلآث وعشـــر .. الموضوع ومآفيه إن مآنب بحآجتهآ .. آلحين علميني شلون أتصرف ويّآك من بعد هآلتصرف الغبـي ! هــآآآه !
نسمه: مآقلت لمآمآ إنك مو قآدر توفر لي شغآله .. هذي كآنت من الشغآلآت الخآصين فيني أنآ وطلبتهآ لأنهآ تعرف زين أنآ وش إللي أبيه وأنآ متعوده عليهآ

إرتفعوآ حآجبيه إدعآءاً لإعجآبه الكبير بنبآهتهآ: آللـــــــــه .. وش ذآ الدهآء والذكآء .. لآ عجبتينـي – جمدت ملآمحه بـ سكون مخيف مُردف بنبره مخيفه جآفه – وتبررين لنفسك ردآة سوآتك ! على بآلك هآللي قلتيه بيغفر لك أو إني بتقبله وأمشيّـه !
ردت عيونهآ وترغرغت بآلدموع طلعت نبرتهآ بآكيه مرتجفه: أنآ مو عآرفه شلون أتصرف معك ولآ وشهو إللي يرضيك
بـ أطرآف أصآبعه اليمنى مضمومين ألصقهآ بجآنب رآسهآ يدق عليه بآلقوّه: إللي أبيــه تشغليــن هذآ إللي هنـآ ... هذآ مــخ أو نعـــل ! مآتفهميــن !

مآعآد فيهآ تتحمل أكثر .. إهآنآته جآرحـه .. قآسيّه وقويّه على نفسهآ وقلبهآ .. هي نسمه البنت الوحيده , المدلله من جميع الأطرآف .. مآعمره أحد لآم عليهآ سوآتهآ حتى وإن كآنت هي المخطئه فيهآ آلحين كل عآلمهآ الوردي قآعد ينهآر وبقلب بـآرد .. من إللي مآنبض قلبهآ إلآ لــه !
إعتصرت عيونهآ لتنهآل منهآ أسرآب دموعهآ في صمت مطبقه فمهآ بآلقوه تمنع إرتجآف فكهآ ضآمه قبضتهآ لمنتصف صدرهآ بعتب دآخلي حزين " شلــون أحبــك وإنت جآرحنــي ! "

شهق نفس حآنق , جآ بيردّ إلآ إنه سكـــــــت .. مآطلع معه من إنفغآر فمـه إلآ إبتلآع كومه من الهوآء زفرهآ بـ ضيق معرض عنهآ صوب الحمآم – بـ الكرآمه – مصفق البآب من ورآه وبآلقوّه .......


/
/

/
/


صبآح يوم – الإثنين – البآكر ..

أغلق شقي البآب الجرآر للمكتب بعدمآ دخله وبيده الجريده إللي قدمهآ له على المكتب: الجريدة إللي طلبتهآ أستآذ سنـد ..
من قآل جملته إلآ وإنتقلت عيونه بسرعه من ملف الأورآق إللي بيده للجريده إللي إستقر نظره على إسمهآ بـ الصفحه الرئيسيه , أحمر آللون بـ خط الرقعـه – جريدة الفجـر –
أبعد الأورق من قدآمه يسآراً بـ إهمآل رآفع الجريده بـ إهتمآم شديد يقلب بين أورآقهآ وكأنه يدري وين بـ الضبط يبي يوقف ويقرأ !
التركيز إللي تشتت بعدمآ لمحـه بعده وآقف مكآنه مآتحرك بعدمآ قدم له الجريده مقرر يسأله أولاً عن سبب وقوفه قبل يبدآ بـ قرآءة الشيّ المخصوص إللي لأجله طلب الجريده ..

....: خيــر !
إبتلع ريقه قبل يجآوبه بـ هدوء: سألتـك شيّ ثآني تبيـه !
أطلق زفره مسموعه مجآوبه بدون نفس: لآ .. تقدر تتفضـل ..
قآل كلمته وردت عيونه تتفحص الكتآبآت الصغيره , المزدحمه والمترآصه بـ الصفحـه إلآ إن وجود هآلشيّ الطويل الفآرع بآقي قدآمه مآزآله مشتتـه ..

نآظره بعقدة حآجبين سآئله: تبي إنت شيّ !
أخفض بصره للمكتب لحظآت قبل يجآوبه بعدمآ بلل شفتيه: إي الصرآحه , أبي أكلمك بـ موضوع
تمّ لحظآت عيونه معلقه عليه النظره الفآرغه بلآ معنى ليقرر أخيراً ينهيهآ بـ إشآرة كفه الأيمن المبسوط تجآه الكرسي المقآبل لـ مكتبه: تفضـل إقعـد
....: معك وقت الحيـن أو نأجلهآ عآدي
قوس شفتيه بلآ إهتمآم: ليش نأجـل ! آلحيـن

بـ إنقيآد هآدئ إستجآب لـ طلبه جآلس على الكرسي المقآبل له وعيونه مصوبه تجآه الكرسي الثآني المقآبل له وفآصل بينهم الطآوله القزآزيه الدورآنيه الصغيره .. لحظآت من الصمت قطعهآ أخيراً بكلآمه: الموضوع شخصـي
سند وإللي كأنه إستشف آلعلم ويدري وش إللي يبيـه سُهيل ولآ وشهو الشيّ الشخصي إللي يربطهم سويّه غير سآلـي أختـه !
....: آممم .. أسمعـك
شهق نفس عميق هآدئ قبل يبدآ مُردف وعيونه على الطآوله القصيره قدآمه: سآلـي جتنـي أمـس آلبيت وتكلمنـآ
قوس شفتيه رآفع حآجبيه كرد فعل بديهي للي سمعه في حين أكمل سُهيل: تنآقشنآ كثيـر .. وتفآهمنـآ
حك ذقنه ثم سأله بعدمآ سكت الثآني وشكله مطول: والنتيجـــه ؟!

إلتفت له سهيل متعلقه نظرآتهم لثوآني قطعهآ بـ إجآبته: ثنينآتنآ ترآجعنآ عن قرآر الإنفصآل
إرتفع حآجبه الأيمن بزآويه حآده .... مستنكر: قرآر الإنفصآل هذآ كآن من طرفك إنت وبس
سهيل: ترآجعت عنه بعدمآ تفآهمنآ
سند: وآلله ! هو لعب عيآل ؟ وش حركآت المرآهقين هذي !
أطبق سهيل فمه وعيونه بـ الأرض إذ إن مآعنده جوآب , سند بقمة إستنكآره وهو مآيلومه ..
سند: وإنت بنآت النآس عندك لعبـه ! سآعه تبيهآ والثآنيه لآ !
بلع ريقه بحركه وآضحه رآد عليه وعيونه مصوبه تمآماً للطآوله من قدآمه: أدري إن إللي صآر كآن خطأ , بس إنت تدري أسبآبي
سند: ع العين والرآس أسبآبك , تفهمنآهآ ومآلمنآك .. مآتبي بنتنآ مآعترضنآ , وش إللي جدّ آلحين ؟ تكلمتوآ وتفآهمتوآ ! ليش من أول أجل مآتكلمتوآ وتفآهمتوآ ؟
سهيل: لأنهآ كآنت رآفضـه أي نقآش , مآكآن فيه أي مجآل للتفآهم .. طريق ووصلنآ نهآيتـه , النهآيه المسدوده
سند: وش إللي فتح النهآيه المسدوده هذي الحين ؟ ولآ لقيتوآ طريق ثآني
إلتفت له سهيل مجآوبه: بـ الضبط .. هذآ إللي صآر
لوى سند فمه يميناً برفعة حآجب حآده مستفهم في حين أكمل سهيل: هآلطريق الجديد سآلي هي من بدتـه
سند: وإنت مقتنع تبي تكمله معهآ ؟ وإن تفآجئتو بنهآيته زي إللي قبله .. مسدود .. شـ الحـل ؟
سهيل: زوآجنآ نبيـه بعـد شهـر .. بـ جمآد أول ( فبرآير )
رفعة الحآجب الإستنكآريه زآدت حدتهآ أكثر: أهآآآ .. تورطون نفسكم ببعـض يعنـي !

أعرض عنه سهيل وقد إمتلآ وجهه بـ الحرج .. للأسـف سند صآدق بآللي يقولـه , وهو للحين شيئن بقلبـه مآهوب متقبل هآلنتيجه إللي وصل لهآ مع سآلي , وكونهآ هي الحل الصآئـب , الصحيح أو إنه مجرد تمآدي في الخطأ .. الخطأ إلي مآرح يتحمله بـ الأخير إلآ ثنينآتهـم !
أشبك سند أصآبع يدينه ببعضهم مستند بسآعديه على مكتبه: أنآ مدري عن طبيعة هآلشيّ إللي يربطكم , هل مجرد تنفيذاً لرغبـة عآمر المرشد من تجآهك ! أو فرصـه وعطتهآ سآلي لنفسهآ تشوف وين بتوصل بهآ الموآصيل ويّآك .. هل بعد سنه إرتبآط فيه مشآعر بينكم كفيله إنهآ تكون أقوى من أي سلبيآت وآجهتوهآ بطبآع بعض وبسببهآ تقدرون تتخطون هآلثغره .. أو الفجوه إن صح التعبير مآدري .. عموماً هذآ قرآر شخصـي , ودآمكم ثنينآتكم إتفقتم عليـه فـ أنآ برآ الدآئره ..

نآظره بـ تفآجئ مصحوب بدهشه صريحه وعلنيّه لهآلكم من التفآهم إللي وآجهه الحين فيـه .. شيّ بدآخله بدآ يطمئن لهآلجلمود .. قآسي آلقول , عنيف الفعـل , صعب المرآس , حآد المِزآج ..
الرآحه إللي مآ أمدآهآ تسرى كآملـه حيث إن سند رفع سبآبته اليمنى بـ تحذير حآد اللهجه: ويآني ويآك يآسهــل , وهذآني أحذرك وتذكر هآلتحذير لآخر عمرك .. يآني ويّآك هآللي صآر ينعآد ..

سهيل: .............
سند: مشيتهآ لك لأن آلحق كله كآن معـك مآلمتك وللحين مآلومك لو إنك مصّر على قرآر الإنفصآل .. أمآ بعد هذآ الترآجع إللي تمّ وبكيفـك , إنسى إني أكون بهآلتفهـم لو بــــــــس سولت لك نفسك تنفصـل عن سآلي حتى بعد زوآجكــم هذآ إللي بعد شهـر ........ مفهـوم كلآمـي ؟

رمشآت متوآليه لجفنيه المرتعشيـن , خليط من المشآعر مضطرب .. يترآءى له الندم آلحين يترآقص قدآم عيونـه , لو بيده ينسحب آلحين ويفتك من هآلشبكه إللي وللمره الثآنيه ألقى نفسه فيهآ وبكآمل إرآدته كآن سوّآهآ ونجـى بـ عمره .. بس شلون يصير هآلشيّ من بعد هآلتهديد الصريـح ! تهديده حتى عن مجرد التفكير بـ الإنفصآل من بعد الزوآج ! .... يآرحيـم وش هآلعنـت والتجبــر !
....: مآفيه أي إعترآض على موعد الزوآج ؟
قوس فمه بلآ مبآلآه: دآم هذآ إللي تبونـه وش إللي يمنـع !
دور عيونه يمنه ويسره بتفكير ومآسرع مآسأله بـ تردد: الوضـع الصحــي لـ ....... – ضيق عيونه مكمل بـ خفوت – أستآذ عآمـر !

شهق نفس مسموع وكأنه فهم القصد تمآماً , شلون زوآجهم يكون بعد شهـر وبآقي أبوه طريح الفرآش مآتمآثل شفآءه ...
....: بعلم الجمآعه بـ البيت وبرد لك خبـر
وقف سهيل عن كرسيه وهو يحس بثقل جآثم عليه , ضآيق صدره مختنقه أنفآسه .. استند بيده اليسرى لحآفة المكتب: أعتذر عن وقتـك ...
رد سند ومسك الجريده مجآوبه: إرسل لي قهوتـي ...
أومأ رآسه إيجآباً مُردف بـ كلمته الخآفته: أبشــر ...

الكلمه إللي قآلهآ وإختفى من بعدهآ بـ تأني في خطوآته المثقلـه وعيون الثآني ترآقب كتفيه لحد مآتوآرى عنه ..
ارتفعت زآوية فمه اليمنى بـ ابتسآمه جآنبيه .. خرق لكل التوقعآت إللي إنرسمت لهآلعلآقـه البآئسـه بين هآلثنآئـي .. الغريب العجيب والشيّ المستنكر هو ثبآت هآلسهـل ورغبته إللي مآتوآنى لثآنيـه عن إعطآهآ الفرص .... المستميتـه .. لأجل يقدر يوصل معها لـ حـلّ سلمـي , مريـح , وهآدئ ..

شكلـه من الشخصيآت الصبورهـ والغير إنهزآميّـه أبـدّ .. هذآ هو الرجـل المثآلـي بموآصفآته كآملـه لهذي المتغطرسـه , الجآحده والمتعنتـه ... أختـه , سآلــي !

إنخفض بصره للجريده وقد طآحت عيونه على عمود علوي جآنبي للشق الأيمن من الجريده .. مقآل سآخـر بـ عنوآن – المدينه السعوديّه –

إنتقلت عيونه ثآقبة النظره مبآشرة للإسم الصغير بـ آخر المقآل ... أصآله المُرشـد ..
بدآية سطوره كآنت كلمآت قويّه شكلهآ بدآيه جريئه إبتدتهآ أخته الخجوله !
( المدينه السعوديه: يذهب رجآلهآ إلى الإسترآحه وتتآبع نسآؤهآ التليفزيون – على الأغلب مسلسل خليجي أو تركي - , " يُفحـط " أولآدهآ في الشوآرع , والجميع يثرثرون عبر تويتر , آلمدينه السعوديّه تتنفس عبر رئتين اصطنآعيتين ..... الإنترنت , والريموت كنترول ! )
- مقتبس لـ محمد الرطيآن –

عض على شفته السفلى وإبتسآمه جذآبه عريضه بـ ملمحه الحآد الفآتن " أشهد إنك بنت ذيبآن يآ أصـووول " ..
أسند جبينه لرآحته اليسرى وبآله مصحوب للقآء الثلآثي إللي جمعهم بـ مكتب رئيس التحرير – بسّآم نآصر عبدآلله - , إندهآشه بـ كون المتقدمه للطلب على العمود الفآرغ هي بنت عآمر المرشـد .. عآمر المرشد نفسه ومآغيره .. الإسم صآحب الحيز والمكآنه الإجتمآعيه المرتفعه وإللي بسببه وجه له بسّآم الدعوه وبـ إصرآر شديد مأكد عليـه حضوره لـ عقيقـة ولده البكـر , المقآمه بـ مشيئة آلله وحده يوم الجمعــه آلمقبــل !


/
/
/



يوم الجمعـه !
نيويوركـ ..

بـسرعه إلتفت من حول المطبـخ المفتوح والمكشوف على الصآله بكآملهآ حآثته بيدهآ اليمنى كـ إشآره يتم مكآنه وهي تمصمع أصآبعهآ اليسرى من البهآرآت العآلقه فيهم: إبق , إبق ... أنآ سأفتح
جوزيف وإللي كآن توّه ووقف قآصد يفتح البآب بعدمآ تعآلى صوت جرسـه ..
تمّ مكآنه وهو يشوفهآ متوجهه صوبـه فآتحته بدون إهتمآم .. الإهتمآم إللي إزدآد تركيزه بمجرد مآطآحت عيونهم ثنينآتهم عليـه ..

وقفت يدهآ اليسرى بـ الفرآغ مفرقة الأصآبـع موقفه مصّهآ لهـم .. بـ الجآنب الثآني كآن جوزيف وآقف معطي التلفزيون ظهره وعيونه للبآب ..
في حين الثآلث على البآب كآنت عيونه مظلمـه بـ حِقـد يمررهآ بينآتهـم بنظره مآبثت لنفوسهم إلآ التوجـسّ .. نظرآته المخيفه إللي ثبتت وبـ جمود على ذآك إللي أرجع رآسه لورآ بعقدة حآجبين .. آلعقدة إلي إشتدت لحد تلآصق رأسي حآجبيه بـ إحتقآن من شآفه قدآمه وآقف على البآب ..
لآشعورياً رصّ على فكيّه بقوة قهر دآخلـي وعيونه تفترس ذآك إللي ينآظره من مكآنه بـ حقد شديد .. مآيظهر إلآ رآسه من ورآء الكنبه إللي هو جآلس عليهآ مقآبل التلفزيون ..
الأجوآء المشحونه المتوتره بين أنظآرهم أربعتهـــم !
قطعهآ – نوآ – أولاً يوم سفهه وردّ ينآظر بـ التلفزيون قدآمـه ... تلآه - جوزيـف - إللي قوس فمـه بلآ مبآلآه ورد جآلس ع الكنبه جمب نـوآ مكملين متآبعتهم للمبآرآه الريآضيّـه ..

الثآلثه كآنت – ليلآ – إللي إبتلعت ريقهآ بـ إبتسآمه متوتره مآسحه رآحتيهآ بـ جآنبي جسدهآ من فوق ملآبسهآ: oooh, my shiny star … I miss u
( أوه, نجمـي اللآمـع ... إشتقت لك )

أظلمت عيونه إستنكآراً سآئلهآ بـ إستخفآف: وآلله !
أخفضت بصرهآ بآلعه ريقهآ في حرج موليته ظهرهآ تآركته وآقف ع البآب ..
البآب إللي أقفله من بعد دخوله لآحقهآ بـ خطوآت متبآطئـه وعيونه على الإثنين جآلسين ومآيبين إلآ روسهم من الخلف ..

إستند بوسطه لأدرآج المطبـخ من ورآه رجل تتقدم الثآنيه متكتف: شخبآرك سِـت ليـلآ !
إلتفتت له نصف إلتفآته وبوجههآ إبتسآمه قصيره مفتعلـه مآسرع آختفت وهي تنآظر بـ المقلآه على الشعلـه تقلب المحتوى بـ المعلقـه الخشبيّه: على حآلي , مآفي جديد
إرتفع حآجبه الأيسر ولسآنه يدور بفمـه إنتفخ معه بآطن خده في محآوله منه لتمآسك أعصآبه وكبت غيظه وقهره: آممم .. وهذآ إيش يسويّ هنآ ؟
نآظرته والإستفهآم بوجههآ: ميـن ؟

سؤآلهآ المُستفز السآذج وإللي أبقى على آخر ذرآت تمآسكه , بخطوتين وآسعتين قطع المسآفه بينهم موقف ورآ ظهرهآ لتلتفت هي له مقآبلته وجهاً لـ وجه رآفعه رآسهآ لهآ بآنت وكأنهآ قزم ينآظر عملآق ...
إلتصق نصفهآ السفلي بـ البوتجآز من ورآهآ تنآظره بعيون محتده سآئلته بـ خفوت مرتبك: شفيــ .... ـــــك !
همس لهآ من بين أسنآنه الهمس المغتآظ: الزفت أبو عيون زرق هذآ وش إللي يسويه هنآ ؟
بلعت ريقهآ شآده عروق رقبتهآ وإللي معهم برز عظم الترقوه لهآ وبوضوح مجآوبته بـ همس متخوف: عـآآدي .. هو صديقنآ أنآ وجــو ..
ضيق عيونه إستنكآراً وبوجهه تكشيرة إستخفآف: صديقكم !!!

رمشت بتوآلي وعيونهآ على جوزيف إللي إلتفت لهآ برآسه وكأن وجهه قد سأل سؤآله بدون مآيصرح عنه لفظاً وهو مكآنه ... بسطت رآحتهآ اليمنى بوسط صدره دآفته بـ وهن طآلبته يبتعد عنهآ المسآفه إللي قصرت وقآرب فيهآ صدره على الإلتصآق بصدرهآ: نجــم ... شفيـك !
إمتدت يده لـ قبس الشعلـه مدوره لحد مآنطفت النآر مرتد عنهآ خطوه خلفيه: وينك فيـه من إسبوعين سِـت ليلآ ؟
زفرت نفسهآ المخنوق مصدره له جآنب وجههآ الأيمن متحسسه عنقهآ من الجآنب الأيسر وبآقي فمهآ مضموم تنفخ منه الهوآ بـ توتر من وجوده الخآنق لهآ بسيطرته وتحكمـه .. تدري إنه أمآنهآ وإنه بعمره مآرح يأذيهآ فعلياً .. لكن حضوره المهيب على نفسها إحسآس أقوى من إن قلبهآ الضعيف الوآهن يقدر يتحملـه ...

....: موجوده يعني وين بكـون ..
إرتفعوآ حآجبيه بتعبير إستنكآري معنآه – وآلله – لتبآدله هي التعبير السآذج بوجههآ سآئلتهآ ببلآهه: شفيـك !
نجم: مو عطيتك جوآلي .. وقلت أبيك تكلمينـي .. إسبوعين كآمليـن – رفع بوجههآ سبآبته ووسطآه اليمنى إشآرة لـ رقم 2 مكمل بجفآف من بين أسنآنه – إسبوعين بطولهم وعرضهم مآجآني منك إتصآل وآحد ............ ليـــش ؟
طيرت عيونهآ بتفكير جآوبته من بعدهآ بـ سذآجه: وليش أتصل فيك !

أطبق فمه بقهر مجآوبهآ بتمآسك وآضح إنه يجآهد نفسه فيه: لأني قلت لك أبيك تتصلين فيـني
إنعقدوآ حآجبيها مبوزه بتعبير طفولي: إنت قلت إن إحتجت لك أتصل عليـك .. وأنآ مآحتجت لشيّ , فـ ليش أتصل ؟
من قآلت آخر كلمه إلآ وأرجع رآسه لورآ مغمض عيونه شآهق نفس حآنـق يعد بقلبـه العد التصآعدي أو التنآزلـي لـ ثبآته الإنفعآلي وإللي على وشك الإنفلآت ..

ردّ الفعل إللي سفهته هي موليته ظهرهآ فآتحه درج من أدرآج المطبخ العلويّه مطلعه منه صحـن بورسليني مسطـح وبيمنآهآ بدت تقلب خلـيط فآهيتآ الدجآج بـ المقلآه إستعدآداً لسكبهآ في الصحـن ..

....: تعآل يلآ كُـل معآي ..
نجم: إتركي الزفت هذآ إللي بيدك ونآظريني وأنآ أكلمك مآهوب وقت أكل
نآظرته بـ إستنكآر مبوزه رآفعه له المعلقه الخشبيه بوجهه تهديداً: إسمـع إنت .. مآهوب بكيفك تجيني بيتي وتقعد تتشرط وتتأمر وأنآ غصب أسمع وأنفذ لك ..

إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه بميلة رآس جآنبيه بـ إعجآب هآزئ لـ جرأتهآ ولهجتهآ الحآده المتوعده: صآيره قويّـه ولك صوت ولسآن سِـت ليلآ !
رمقته بنظره مشمئزه من فوقه لـ تحته موليته ظهرهآ تغرف الفآهيتآ بـ الصحن ليوصلهآ صوته هآزئ: لآ وتشمقيـن بعـد !
ليلآ: ...........
ثوآني على وضعهآ سآفهته تنقل من المقلآه للصحن لحد مآحست بجسمهآ كلّـه إللي إنشد وبقـوّه , متأهبـه كآمل حوآسهآ بـ قشعره سرت على طول عمودهآ الفقري إللي إستقآم ..... وتيبـس ..

رمشت بتوآلي وعيونهآ مصوبه للجدآر من قدآمهآ بنظرآت محتده , خفقآن متسآرع قلبهآ تحسّـه بينخلع من مكآنه ... لمسآته المثيره لـ وسطهآ النحيل الضيث إللي حآوطه بـ كفيّه العملآقيـن أبقت على ذرآت صمودهآ ليوصلهآ صوته خآفت بوشوشه شبه مسموعه من أنفآسه الدآفئـه المقآربه للجآنب الأيمن من عنقهآ قرب أذنهآ: مغير لسآن طويل ع الفآضي وآلحين بتطيحين من طولـك

ليلآ: ...........
دآعب غضروف أذنهآ اليمنى بطرف خشمه هآمس لهآ: هآ ليلوش يآقلبي , شفيك متوتره كذآ
بجوفهآ سبآب إن طلـع مآرح يكون وصفـه إلآ بآلوعة مجآري وطفحـت .. ودهآ لو تلتفت عليـه وتصفقـه , تسبـه , تشتمـه وتلعنـه وختآمهآ تفلــه لـ وجهه !
إلآ إنهآ وبهآللحظـه كل إرآدتهآ , أعصآبهآ وتحكمهآ قد أعلنوآ عصيآنهم والتمرد إستسلآماً لـ نجــم وتأثيــر النجــم ..
بـ تباطئ إلتفتت له لتقآبله بوجههآ وبعده مطوق خصرهآ برآحتيه – طلبته بـ هدوء وعيونهآ مخفضه للملتقى بين عظم الترقوه له: إبعــد عنـي
إنفغر فمه موسع عيونه رآفع حآجبيه إدعآءاً لتفآجئه بـ طلبهآ: وإن قلت لآ !

....: نـوآ و جـوّو موجوديـن ..
....: تعآلي طيب نطلـع فوق
أطلقت زفره منقهره مطبقه فيهآ فمهآ بآلقوه صآر نقطه بوجههآ كثر مآزمت عليه ليقآبلهآ هو بـ برود وبعيونه شيّ من الإستمتآع أرضى غروره بـ خضوعهآ التآم له وإستسلآمهآ والممتع أكثر هو إستفزآزهآ ..
بـ هدوء أبعد رآحته اليمنى عن خصرهآ رآفع أصآبعه لوجههآ مدآعب بدآيآت منبت شعرهآ من جبينهآ نزولاً لـ الشعر الخفيف من منطقة السآلـف عن أذنهآ اليسرى: طول شعـرك يآليلآ ..

بـ حنق طلع معه صوتهآ نآفذ صبره: إنت وش إللي تبيـه آلحين هــآآه !!
ثبتت عيونه النآعسـه بنظرة مغريه ومثيره لعيونهآ المتجهمه هآمس لهآ بـ بحّه أثيريه خآطفه: أبيــك ..
أشآحت عنه بوجههآ تنآظر يمينهآ مطبقه فمهآ بـ غيظ بينمآ أكمل هو بنفس الخفوت الهآمس: مآيزيدك الهجـر إلآ تمـرد

إلتفتت له بحده مضيقه عيونهآ بـ إستنكآر ليكمل هو بنفس هدوءه المريب: دوآك معـي .. أنآ أعرف شلون أضبطـك من جديد وأعدلـك
أطلقت زفره متجهمه إنفغر معهآ فمهآ لآخره بنبره جآفه مآطلع معهآ إلآ إسمه: نجـــــــم ...
الإسم إللي مآ أكملت من بعده الكلآم لأنه أسكتهآ بتكشيرة وجهه المنقرف: بلآ نجم بلآ زفـت .. شفتي خشتك وآجد وأنآ تركتك تدلعين بس خلآص
ليلآ: إنت وش قصـدك !
نجم: قصدي إن وقت الدلع هذآ إنتهـى .. هآلتمرد والعصيآن أنآ أعرف شلون أتعآمل معـه
تكتفت برفعة حآجبين متحديّه: وآلله ؟ وإيش إللي بتسويّه يعنـي !

مرر طرف سبآبته على خشمهآ القصير حآد الطرف إبتدآءاً ممآ بين عيونهآ لـ طرفه مجآوبهآ بـ ثقه: أبآخـذك معــي .. وخل نشوف وقتهآ صوتك هذآ شلون ترفعينه ولسآنك شلون تطولينه
طيرت عيونهآ مطلقه ضحكه قصيره هآزئه أشبه بـ الزفره: هـــه .. مره وآثق
نجم: إيه , لأنه هذآ إللي بيصيـر
فكت تكتيفتهآ رآفعه سبآبتهآ اليمنى لمآ بين عيونه بـ تنبيه حآد وصآرم: إسمع إنت .. مو بكيفـك .. رجعه معك مآفيـه .. مآني شيّ إنت مآلكـه تتصرف فيه بكيفـك ..

مسك سبآبتهآ المصلبه بوجهه خآفضهآ بهدوء بعدمآ ثبت بنآنها أولاً على شفتيه طآبع قبلته الرقيقه عليه مُردف بـ همس: إيه يآقلبـي صآدقـه .. مآنك آلحين ملكي ومآلي حق أتصرف فيك .. بس هآلشيّ لشهر وآحــد .. – سكت لحظه ثم أكمل بـ تشديد أكثر مفرق بين الكلمه والثآنيه - : شهــر ... وآحــد ... بــــس
إنعقدوآ حآجبيهآ أقصآهم بـ إستفهآم طلع تسآؤلهآ خآفت: مآفهمـت !
طوقهآ بذرآعيه جآذبهآ لصدره قبل يجآوبهآ بـ هدوء تأكيدي: شهـر وآحد بس ورح تكونين يآليلآ ملكــي ........... فآهمــه !

عيونهآ محتده ثآقبة النظره بعدم فهم تسأله الشرح والتوضيح ليجآوبهآ بـ إبتسآمه عذبه وآسره بعدمآ آختلطت أنفآسهم الدآفئـه بقرب حميمـي قآرب فيه طرف خشمه يلآمس طرف خشمهآ: أبتزوجـك يآليــلآ .. رح تكونيـن بعصمتـي ........... ملكـــي
أردف قولـه بـ قبله نآعمـه لخدهآ الأيسر إبتعد من بعدهآ عنهآ لآف حول المطبـخ وكلآمه بنبره جآهره موجه للي إلتفت عليه بـ ترقب لفعله التآلي: هيــه إنت يآبـو كـــرش ...
جوزيف: ...........
بـ إنقليزيه آمره , جآهره: كُـن على إستعدآد وأحضر لك بذلـه .. زوآجي من ليلآ في الرآبع عشـر من فبرآيـر ..
من قآل كلمته إلآ ويلتفت له الثآني وقد إمتلآ وجهه بآلصدمه في حين وقف جوزيف من مكآنه موسع عيونه بعدم فهم ..
نجم إللي نقل نظره بين وجيه الإثنين الفآهيين ببلآهه ليتسع فمه هو بـ إبتسآمه جذآبه: أليس يوماً جميلاً ! يوم الفآلآنتآيـن .. ( عيد الحُب )
جوزيف: .............
نوآ: ............
إرتفع ذقنه لـ نوآ كـ إشآره له تنبيهاً: وأنت يآهذآ .. أجـل .. أنت أيضاً مدعـو .. كن على إستعدآد ..
قآلهآ ثم مشى صوب البآب وقبل يفتحه إلتفت لهآ بـ إبتسآمه: ليلوش يآقلبـي ....... بغيب عنك شهـر كآمــل
ليلآ: ..............
نجم: كآن ودي آلحين آخـذك , بس خله شعرك يطول شويّ بعد , مآبي أحد ينقدني وش ذي الصلعآء إللي تزوجتهآ !
بوجهه تعبير قمه في البلآهه , فمهآ مفتوح شبـر وعيونهآ مبققه بتطلع من مكآنهآ .. ليكمل هو بتأكيد وإبتسآمه بآرده مُستفزه بوجهه: تجهـزي فيه عـدل ..... رح أشتآق لك ..

صمت جمآعـي .. ملآمـح ثلآثيّه موحـده ... عيون موسعّـه وأفوآه منفغـره !
لحظـه ؟ وش ذآ إللي صآر ! حقيقي إللي سمعوه بلسآن هآلنجم الوآثق ولآ هم إللي أغبيآء ؟ فيهم من السذآجه والبلآهه الكمّ المتسآوي بروسهـم للحين مآنعهم من الإدرآك والإستيعآب !
همس جوزيف وبآقي التوهآن بعيونه: مآهذآ بحق آلسمآوآت ؟
وقف نوآ عن الكنبه موآجه ليلآ الوآقفه مكآنهآ كمآ تمثآل الشمع سآئلهآ بـ نفس الخفوت البآهت بنبرة جوزيف: هل هذآ صحيـح ليلآ ؟

حررت نفس مسموع وبوضوح طلع بعدمآ طآل كبتـه مطيره عيونهآ للسقف وبوجههآ إبتسآمه متوتره: لآيعقــــل ..
بخطوآت متبآطئه أقبل صوبهآ جوزيف: هل هو صآدق !
وسعت ليلآ عيونهآ بـ إبتسآمه تسأله فيهآ الصدق: ههههه جــوو يآ إلهـي مآبك !
جوزيف: مآبكِ أنتي !

ليلآ: هل تصدق هذآ الأبلـه المدعو نجـم ! ههههه
قوس فمه بعدم فهم: لقد بدآ جآداً
عطته ظهرهآ مكمله غرف الفآهيتآ بـ الصحن: ههههه يمزح
جوزيف: لم أستشعر المزح بكلآمه

إلتفتت عليه وبآقي نظرة عدم التصديق البآسمه بوجههآ: ههههه يآلك من أخرق ! زوآج ! أسمعته جيداً ! قآل زوآآج
جوزيف وبآقي البلآهه بوجهه مآفهم: أجل سمعته وجيداً ولذلك أسألك ! هل هو صآدق !
أرخت كتوفهآ مطبقه فمهآ بـ يأس: يآ إلهـي .. لآ أصدقك ؟ أتعلم مآمعنى الزوآج ! هل قرآر كهذآ يأتي من العدم وبلآ سآبق إنذآر ! إننآ غير مرتبطآن حتى !
جوزيف: ولكنكِ تُحبينـه !

ليلآ: ومآفآئدة حبي الغبـي ؟ نجم لآيصلـح للزوآج .. إنه ليس هذآ النوع من الرجآل .. لن يقيد نفسّه أبداً بعلآقه عآطفيـه فمآ بآلك بـ الزوآج ! ههههه أوه جـوزيف يآلك من رجل لطيـف .. – وسعت عيونهآ بنظرة مشآكسه سآئلته بـ شغب عفوي – أتريد تنآول الفآهيتآ معــــي ؟!


/
/
/
/


بـ السعوديــه ..
رفعت غطآهآ عن وجههآ محرره أنفآسهآ المكبوته وإللي خنقتهآ من شوفتـه أول مآدخلت للبيت .. " يآربي معقوله هو نفسه إللي شفته طآلع الحين من السيآره !! لآآآآ مستحيــل "
تحسست وجنتيهآ المتأججه نآفخه هوآ من فمهآ المضموم بـ توتر " كل مآشفته زآيد حلآهـ - أغمضت عيونهآ ضآربه جبينهآ بـ لوم – وررررردهـ آلله يآخذ عقلك وش هآللي تقولينه !! بس صدق وش إللي جآبه آليوم ؟! "

مليون فكر وظن يعصف دآخلهآ عن سبب توآجده هآلليلـه ..
هذي منآسبه خآصـه لعقيقـة ولد بسّآم , بـ أي صفـه هو آلحين متوآجد بهآلبيت ولنفس المنآسبـه !
من وين له يعـرف بسّآم أسآساً .. أو إنه مدعو من قِبل آدم !
إتسعت عيونهآ بصدمـه إستنكآريه من وقع الظن إللي توّه ترآءى لهآ .. هل معقول – سنـد – يكون بهآلدنآئـه والوضآعـه !
معقولـه يقول لـ آدم عن مقآبلتهم سويّه بـ الشآرع .. إتصآلهآ فيه وطلبهآ شوفتـه !
أجفلهآ صوتهآ الهآدئ بـ إبتسآمه ترحيبيه خفيفيه: حيآلله وردهـ

بلعت ريقهآ وجههآ مصفّر وبآقي عيونهآ موسعه محتده نظرآتهآ .. الملآمح الغريبه إللي إستغربتهآ الثآنيه قدآمهآ لتسألهآ بـ قلق وآضح وإهتمآم بآدي: شفيـك إنتي بخيـر !
إجبآراً شدت شفتيهآ المطبقه بـ إبتسآمه قصيره مآسرع مآختفت مجآوبتهآ بشيّ من الإرتبآك: إي .. إي آلحمدلله .... بخير .. – أحنت رآسهآ عليهآ حآبتهآ من خديهآ _ ايش اخبآرك إنتي صيتـه .. وحشتينـي
صيته إللي إتسعت إبتسآمتهآ من لكنـة ورده الغريبه على وقع أذنيهآ تظهر وكأنهآ حجآزيّه بطريقة نطق الكلمآت إللي كآنت خليط مآبين الخليجيّه والمصريّه ..

تنآولت منهآ عبآيتهآ مأشره لهآ بيدهآ صوب ممّر مؤدي بنهآيته لمجلس الحريم: أنآ بعلق لك عبآيتك .. تعآلي
حكت مؤخرة رآسهآ شآده أطرآف شعرهآ وعيونهآ تتلفت حولهآ بـ توتر: فيه حريم كثير !
مطت صيته فمهآ لقدآم مجآوبتهآ بتفكير: آمممم لآآ .. بس ثنتين من جيرآنآ وإحتمآل يجون ثنتين بعد , بس مو أكيد .. وفيه أمي وام فيصل
وقفت مكآنهآ فجأه وهي تتكلم تنآظر بـ الأرض من تحتهآ موقع قدميهآ آللحظه إللي إستشعرت فيهآ تقدمهآ عن ورده أو تأخر ورده عنهآ .. إلتفتت لهآ بعقدة حآجبين خفيفه سآئلتهآ: شفيـك !

ورده: نسيت أفصخ جزمتـي برآ !
ميلت رآسهآ يمنه مطبقه فمهآ بـ إبتسآمه على عفويّة ورده وبسآطتهآ: عآدي مآفيهآ شيّ , الجوّ بآرد أصلاً والسيرآميك هذآ متجمـد
ورده: لآ لآ .. لحظـه بفصخهآ وأجي
لحقتهآ صيتهآ مآسكتهآ من معصمهآ وهي تضحك: ههههه يآحليلك , عآدي وآلله مآفيهآ شيّ إمشي
لوت فمهآ يمنه بتفكير مآهيب مقتنعه إلآ إنهآ أخيراً إستسلمت ومشت معهآ بـ إنقيآد للمجلس إللي وقفت على بآبه ملقيه سلآمهآ بهدوء لترتفع لهآ كل الأنظآر بـ إهتمآم , كآنت أسرعهم مرآم إللي وقفت من فورهآ مآده لهآ يمنآهآ مسلمه عليهآ حآبتهآ من خديتهآ: آهليييين بـ الوردهـ

همسآت وتمتمآت كثيره غير وآضحه أغلبهآ كآن إستفهآماً عن هآلشخصيّه ومن تكون .. من بين التمتمآت آلكثيره كآنت ذيك الحآنقـه وإللي شكل ورده أبدّ مآعجبتهآ , هآمسه للي جمبهآ بـ خفوت: وش ذآ إللي لآبستـه هآللي مآتستحي !
أطبقت ريتآج فمهآ بآلقوه: عآدي يمّه وش فيهآ يعني
لوت فمهآ يسآراً بـ إمتعآض مقلبه لهآ عيونهآ مصفطه يدينهآ الثنتين فوق بعضهم بوسط حجرهآ وهي متربعه بـ الأرض: آخرة الزمن مدري وش هآلبنآت إللي يتشبهون بآلرجآل ويلبسون هآلبنآطيل وليته وسيع إلآ إنه ملزق وكآشفن كل شيّ

رمقتهآ ريتآج بنظره جآنبيه وعيونهآ على ورده الملفته شكلاً وبقوّه , إبتدآءاً من طولهآ الفآرع الملفت والملحوظ وصولاً لـ ملآبسهآ المستنكره والظآهر إن هآلإستنكآر مآكآن من طرف أمهآ بس إلآ من بآقي الحريم الموجودآت ..

بنطلونهآ سكيني أسود وبلوفرهآ شتوي أسود بكتآبه حروفهآ إنقليزيه كآبيتآل حمرآء برّآقـه ... يآقـه دآئريـه وآسعه كآشفه عن عظم الترقوه لهآ , شآل أحمر به خيوط شبكيّه متشآبكه متدلي منهآ خرزآت حمرآء لآمعه ملفوف حول عنقهآ كمآ الكوفيّه .. سآعديهآ مشمره أكمآمهم , بمعصمهآ سآعه رفيعه حمرآء , وجزمتهآ بآليرينآ فلآت ...... حمرآء ..
قوست فمهآ لـ تحت بـ إستغرآب وبقلبهآ " عآدي يعني وشبه ملآبسهآ , ستآيل .. هفففف ذولي القرويآت مآيفهمون إلآ بـ الجلآليب والتنآنير ...... "

ورده وإللي بآقي على إستنكآر دخولهآ للمجلس بـ جزمتهآ فصختهآ على البآب رآكنتهآ على جمب بـ رجلهآ .. متقدمـه بنظره خجولـه وإبتسآمه هآدئـه بوجههآ الخآلي من أي لمسه تجميليّـه إلآ آيلآينر كلآسيكي أسود آللون سميك وقلوس شفآف لشفتيهآ ..
تلقآئياً وقفت ريتآج مسلمه عليهآ بـ التوآلي دنقت هي على أم سلطآن ثم نآهـد إللي كآنت جآلسه وجمبـهآ هندول إسفنجـي مظلل يظهر منه آلصغيـر – علــي - ..
بـ إبتسآمه وهي تحبهآ من خديهآ طآحت عيونهآ على الحرف اللآزوردي اللآمـع .. الـحرف الرآمز لـ إسم – علـي - , هديّة آدم لـ نآهـد ..
نغزه بقلبهآ حستهآ مآكآن شرحهآ أو تبريهآ إلآ غيـره .. ضيقـه مكبوته ونقـم دآخلي تحسّـه لمجرد شوفـة هآلهديه من خطيبها آدم ملتفه حول عنق هذي المسمآه نآهـد ..

بهدوء جلست بـ الأرض وجمبهآ مرآم , من بعد مرآم كآن هندول الطفـل , نآهـد .. أم سلطآن ثم ريتآج ...
شددت مرآم من مسكتهآ لمعصمهآ الأيسر منبهتهآ من سرحآنهآ بوشوشه خآفته: هـآآآآه
إلتفتت لهآ ورده والتوهآن بعيونهآ فآغره فمهآ ببلآهه: هآآآ !
أعقدت مرآم حآجبيه مبوزه: شفيك بـ إيش سرحآنه !

أطبقت فمهآ بآلعه ريقهآ وشيّ من الغيظ الدآخلي تحسّه يُفرز , شيّ مآتدري وش سببه بس على الأكيد إنه ذآك الحرف إللي مآتشوف إنه مآيرمز إلآ لـ إسم آدم .. آدم مو علــي ..!
بلحظـه تبآدر لذهنهآ سلسآل رقيق نآعم وبسيط ممآثل تمآماً لهآللي حول عنق نآهـد , إلآ إنه كآن حرف الـ r .. حول عنق حوريّـه !

سألت نفسهآ السؤآل السآذج إللي بقلبهآ كآن أمنيه عميقـه مآتتمنى غيرهآ .. نفس السلسآل وبنفس الحرف .. لـ آدم .. ومن آدم .. حول عنقهآ هـي ..
....: توكم متزآعليـن إنتي وآدم ؟
أخفضت بصرهآ محرره نفس هآدئ وبوجههآ تعبير البآئس المُحبط: مآتكلمنآ
شددت مرآم من مسكتهآ لـ معصمهآ بتأكيد لهآ من همسهآ: شوفي ورده , أبقولك شيّ عن آدم يمكنك آلحين مآتـعرفينه
نآظرتهآ ورده بـ إهتمآم في حين أكملت مرآم: لآيغرك آدم هذآ مع طولـه , ترآه مثل الطفـل وآلله , دلوع وبـ الحيل
شدت ورده شفتيهآ بـ خيبة أمل: أدري
مرآم: وشكلك إنتي بآلك مو طويل ومآلك خلق ... صح !

ورده: الموضوع مو كذآ وآلله .. بس آدم مزآجه متغير , محلآه يسولف ويضحك ويغني وبلحظـه ينقلب مدري شفيـه
أعقدت مرآم حآجبيهآ مآطه شفتيهآ مبوزه بـ إستغرآب من قآلت ورده كلمتهآ إللي إستغربت إستغرآبهآ سآئلتهآ: شفيـك !
مرآم: غريبـه ..
ورده: إيش ؟
مرآم: آدم أبد مآهوب مزآجـي , بـ العكس دآيم وآضح ويندري وش إللي يفكر فيه ووش إللي يحسّه
ورده: ..........
أرخت مرآم كتوفهآ شآده شفتيهآ وكنهآ درت عن معآنآة هآلثنآئي إللي أخوهآ يكون طرف فيهآ: شفتـي .. شكلكم للحين مآفهمتو بعض
ورده: وش أسوي طيب ! وآلله مآني مقصره أبدّ , بس هو بعد يضآيقنـي ومآيتعني حتى يصآلحنـي
مرآم: وآلله يآورده .. وآللــــــه , آدم مآفي أطيب وأحن منـه .. فيه وآجد أشيآء حلوه , دمـه خفيف ومآهوب نكدي أبدّ بـ العكس فري وفآلهآ ع الآخـر .. مجنون لآمن طرآله شيّ قآم وسوّآه ومآهتم , كل يوم ببلد شكل عآد يآحظك بتلفين معه العآلم

غصباً عنهآ ورده إتسعت إبتسآمتهآ للي تقوله مرآم .. مآتنكر أبد أي صفه من هآلصفآت , آدم فعلاً شخصيّه حيويـه مرحـه صعب تحس معهآ بـ الملل أو الروتين .. متجدد وأفكآره طآيشـه .. مآتشوف نفسهآ إلآ فيـه .. إلآ إنهآ بعد مآتقدر تنكر الجآنب السلبي المظلم من شخصيته التحكميّه القآسيـه وآلغير مبرره إطلآقاً , مآيبآله إلآ وحده بمثل بروده أو أشـد لأجل تتحمـل .. أمآ هي فـ للحقيقه مآتدري طآقة الصبر عندها لويـن وعند أي نقطـه رح تفـرغ !
....: آدم من صغره وهو دلوع البيت ,, آلولد المدلل , مآحد أبدّ يرفض له طلب , لآ أمي ولآ أبوي وأوقآت كنت أنآ وبسّآم نتعآقب والسبه آدم .. هو يسوي الغلط وحنآ من نتحملـه .. من بعد وفآة أمي حيل نفسيته تدمرت حتى أكثر مني أنآ لأنه وآجد كآن متعلق فيهآ ومآلقيت نفسي إلآ وأنآ أمثل دور أمي معـه .. مآيجي بـ الصيآح أو العنـد , الغصب ولآ الجفآف .. ذآ تقوليله كلمتين حلوين وآلله تلقينـه مسحور ومحلآه .. يحب يسمع كلآم حلـو ههههه وآلله صدقينـي
ورده: وهذي مشكلتي معرف أقول كلمتين على بعض حلوين

أطلقت مرآم زفره مهمومه مُردفه بـ خفوت: حآولـي , مثلـي .. ترآه يمشي عليه الكذب والتمثيل عآدي
ورده: ههههه من جد !
مرآم: وآلله مثل مآ أقولك .. مآتشوفيني شلون أكلمـه , مآ أدلع عيآلي فيصل وفرآس مثل مآ أدلعه هو .. وإن عصب معليش تحملـي لآتعصبين إنتي بعد
ورده: وآلله مآ أعصب
مرآم: وش تسوين أجل !
قوست فمهآ مجآوبتهآ ببديهيه: أسكـت عآدي مآ أرد عليه

أرخت كتوفهآ مغمضه عيونهآ بـ إحبآط: شفتـي ! هذي المشكلـه .. مآيصير تعصبين ولآ حتى تتجآهلين وتسكتين
أعقدت حآجبيهآ أقصآهم بعدم فهـم , هذآ آدم حيل دلوع وهي أبدّ مآلهآ خلق بحركآت التحـنن ..
مرآم: لمآ يعصب لآتسفهينه , هديّـه , خليه يروق .. تدرين كيف ! وآلله مآفي أسهل من آدم بـ إرضآءه .. بس كلمتين حلويـن قوليهم بدلع وهو بيرضى وفـ ثآنيه إلآ بعد تلقينه نسى السآلفه وبكبرهآ وبـ إيش كآن توه معصب
حركت رآسهآ إيجآباً مطلقه زفره عميقه مطبقه فيهآ فمهآ بتفهم لكلآم مرآم ..

مرآم إللي تحسست فخذهآ بـ حنـو وإبتسآمه هآدئه بوجههآ: آدم توّه بغرفته .. إطلعي له وتفآهمو آلحيـن
إحتدت أنظآرهآ بـ تحري لجديّة مرآم وطلبهآ منقله نظرآتهآ المتوتره بين الحآضرآت بينمآ شددت مرآم من مسكتهآ لـ فخذهآ من بعد تحسس حآني تأكيداً على إللي قآلته بـ إيمآءة رآس إيجآبيه: إطلعـي عآدي مآفيهآ شيّ .......


/
/


دقآئق معدودهـ من بعد حثّ مرآم لهآ تطلع له ويتفآهموآ ووقفت قبآل بآب غرفته نآفخـه نفس متوتر من فمهآ المضموم وهي تسحب على شعرهآ إللي زآد طوله وإمتد لمآ تحت كتفيهآ .. بهت لونه الأحمر النآري ليصير لونيـن .. أصل شعرهآ بلونه الكستنآئي الدآكن من جذوره بطول إصبع كآمل ثم لونه الأحمـر المصبوغ إلى الأطرآف ...

بقبضتهآ اليمنى طقت البآب مرتين بقوّه مسموعه ثم تحسست جآنب وركيهآ بيديهآ وكأنهم متعرقين وهي تفركهـم !
لحظآت لحد مآنفتح البآب وطل منه ذآك الفآرع بثوبه الشتوي بني آللون .. وجهه عآبس بعقدة حآجبين متكدره أو إنهآ مستفهمه عن شخصيّة الطآرق !
الإستفهآم إللي بسرعه إنحلّ وتحول لـ إستغرآب .. دهشـه , وتفآجئ ..
تعبير خجول رسم ملآمحه بتقآسيم وجههآ المخفض في حرج ويديها الثنتين مشبوكتين ورآ ظهرهآ ليسألهآ هو بنبره وضح فيهآ التفآجئ: وردهــ !
بسرعه رفعت له رآسهآ , عيونهآ بعيونـه .. مآتكلمــت !

الصمت إللي دآم لحظآت لحد مآقطعه هو يوم ولاّهآ ظهره تآرك البآب مفتوح ..
البآب إللي دخلت منه وقفلته ورآهآ لآحقته بخطوآت متأنيـه موقفه ورآه وهو يعدل شعره الأسود إللي كآن مصففه سيشوآر بسبب كثآفته وطوله إللي يتعدآ شحمة أذنه ...
....: ايش اخبـآرك !
عطآهآ نظره سريعه بـ إنعكآسهآ إللي يشوفه ورآه من المرآيه ثم ردّ مخلل أصآبع يمنآه بشعره سآحبه من مقدمته لأطرآفه مجآوبهآ ببرود: آلحمدلله

بللت شفتهآ وعيونهآ تدور مآتدري وش تآلي المفروض تقولـه .. السؤآل الثآني من المفترض يكون من طرفه هو , يبآدلهآ سؤآلهآ بـ السؤآل عن أحوآلهآ .. إلآ إنه جآوبهآ ببرود الإجآبه المقتضبه حآمد ربـه ... وسكـــت !

....: تدري كم لنآ مآتكلمنآ ؟
....: مآحسبـت
أطبقت فمهآ بقهر خفي مردفه بهدوء مصطنع: ثلآث أسآبيع أو أربـع ..
إلتفت عليهآ مقآبلهآ وجهاً لوجه: وهآلقطيعه منو السبب فيهآ ؟
ضيقت عيونهآ إستنكآراً لتصنعه البرآءه الكآمله من السآلفه بكبرهآ إللي إهو أسآساً المتسبب فيهآ: إنت حتى مآفكرت تكلمنـي يـ آدم , حتى بهآلمنآسبه إللي ممكن تكون عذر وبسببه تنهي هآلخلآف بينآ إلآ إنك سفهت ومآهتميت .. هآلعزيمه اليوم أختك إللي دعتنـي لهآ
أخفض بصره لقدميهآ هي مطبق فمه بـ إستيآء لتسأله هي بـ خفوت: عسآهآ نفسيتك الحين أحسن !

نآظرهآ ببرود لثوآني ثم جلس على سريره مفرق مآبين سآقيه مسند كوعيه على ركبتيه مشبك أصآبعه ببعضهم حآني ظهره وعيونه بـ الأرض في حين تمت هي على وضعهآ تنآظره من مكآنهآ .. أقسى شيّ بـ آدم مآهو مزآجيته الغير مفهومه ولآ تصرفآته الغير مقبوله كثر هآلبرود القآتـل إللي فيـه ..
بهدوء تحركت من مكآنهآ خطوتين وجلست جمبه على طرف السرير ..
على وضعهآ لحظآت والسكون سيد الموقف لحد مآمدت يسرآهآ مقحمتهآ بين تشآبك أصآبع يديه لتشبك هي يدهآ اليسرى بيده اليمنـى ..
وبتفآجئ خفيف إلتفت يمينه ينآظرهآ بوجه جآمـد الملمـح سآكن التعآبير بينمآ شددت هي من إنطبآق أصآبعهآ مآبين أصآبعه هآمسه له بـ دفى عذب: فُرصـه ثآنيــه

غصباً عنه إنشدت شفتيه المطبقه بـ ابتسآمه قصيره وعيونه على يديهم المتشآبكه .. ثوآني لحد مآرفع يدهآ الممسكه بيده مقربها من فمه طآبع بظهرهآ قبلته العميقــه وعيونه معلقه بعيونهآ .. النظره الآسره لقلبهآ وكل تفكيرهآ .. لعآلمهآ ولكل كيآنهـآ ..
أتبعهآ بـ إعتذآره الخآفت , همس شبه مسموع: أنآ آســـف
إتسع فمهآ بـ ابتسآمه جذآبه كشفت عن رتآبة أسنآنهآ مبلله من بعدهآ شفتيهآ وعيونهآ مخفضه بنظره خجوله: وأنآ كمآن آسفــه
قآلتهآ ومآ أمدآهآ إلآ وتلقى قوّه جآبرتهآ غصباً على الإنحنآء يسره بسبة ذرآعه إللي حآوطهآ مستقره يده اليمنى على كتفهآ الأيمن مميلهآ عليه ليستقر رآسهآ أخيراً على صدره وأسفـل ذقنه هو على رآسهآ ... يده اليسرى ممسكه بيدهآ اليسرى ...

....: إنتي الشيّ الحلو الوحيد بحيآتي يآوردهـ
أرجعت رآسهآ لورآ رآفعه عيونهآ تنآظره وإشعآع من الحبّ متأجج من عيونهآ اللآمعه , من نظرتهآ المسحوره في حين أكمل هو وبنفس الرقه الدآفئه العذبه والحآنيه: وآلله مآهوب قصدي أضآيقك أو أزعلك ........ أنآ آســف
إبتعدت عن حضنـه سآحبه يسرآهآ من يسرآه , وبلآ تفكير , إنقيآداً لـ صوت دآخلي أجبرهآ تجرب آلشيّ آلوحيد إللي تمنتـه .. آلشيّ الوحيد إللي شآفته من قرآبة آلكمّ يوم بس وهي مآره صُدفه بـ بيتهم تبي مجلسهم إلآ إن عيونهآ طآحت على الثنآئي إللي نسجت لهآ مخيلتهآ انهم ثنآئي عآشق وهم بهآلوضع الحميمي آلرقيق .. سُهيل بطوله الفآرع محتضن خطيبته سآلي ضآمهآ لصدره مطوقهآ بكلتآ يديه من كتفيهآ .. في حين كآنت هي كمآ الطفله الصغيره , ضآمه كفيهآ لبعضهم بوسط صدرهآ , مستسلمه كلياً بـ وسط صدره هـو ... ليش هي ببسآطـه مآتعيش نفس هآلإحسآس مع خطيبهآ هـي ... مع آدم !

لآ شعورياً طوقت رقبته بذرآعيهآ إللي التفوآ حوله .. دآعب جآنب عنقه الأيسر حرآرة أنفآسهآ الدآفئـه: ولآ بعمري أقدر أزعـل منك يآ آدم أو أتضآيق ..
شيّ بدآخلـه يحسّه تحرك عن مكآنه , تزحزح عن جمودهـ .. شيّ بدآخلـه مُثآر .. خفقآن كل مآله بـ التسآرع .. متلآحق لدرجـة التشآبك والإضطرآب ... شيّ بدآخله يقوده وبقوّه لإطبآق حصآر ذرآعيه على هآلجسد النحيل إللي قدر وبلآ وعي منه أو إدرآك إنه يحرك الكتلـه المنطفئـه بدآخله لشهور من بعـد نآهــد ... نآهد وحدهآ هي صآحبة الصفـه وآلقدره على تحريك هآلمشآعر محدثه فيهآ إضطرآب عنفوآني شديد وقآسي جآبره على عدم التحكم واللآسيطـره ...

غصباً عنه لقى خشمـه يغوص بـ عنقهآ , يندفس بشعرهآ .. رآئحـة عطرهآ الأنثوي الرقيق أبقت على ذرة السيطره المتبقيـه بـ أعصآبه التحكميّـه ليمتد ذرآعه الأيمن ملتف حول وسطهآ مشدد عليـه وبـ إحكآم ..
آلملآمسه الحميميه إللي إستشعرتهآ هي وبسببهآ تأهبت كل حوآسهآ بـ إستقآمه مفتحه عيونهآ من بعد غمضـه .. إنفغر فمهآ من بعد إنطبآق ..
كتله من الهوآء بآغتت أنفآسهآ إمتلئت بهآ رئتيهآ وانتفخ معهآ صدرهآ ...
برد فعل طبيعـي متحسس للخطـر .. للشيّ الغير مقبول لهآ وإنه أول مره تحسّه وتضطرب معه كآمل عوآطفهآ بـ رفض عذري .. خجول ..

أبعدت نفسهآ عنه موقفه بسرعه عن السرير تتحسس جآنب عنقهآ من ملآمسة طرف خشمه اللوزي الصغير له بآلعه ريقهآ بتوتر وآضح: ءآآآآ إنت .. إنت مو لآزم تنزل الحيـن ! تأخرت ...
آدم وإللي كآن بـ دُنيآ ثآنيه .. إندفآع الأردينآلين بدآخله وبلآ هوآده كآن متدفق .. قنبله من السعآده والنشوه تفجرت دآخلياً .. إحسآس إنتصآره على كل عوآطفه السلبيه المقيده بـ أغلآل نآهـد آلحين وبهآللي توّه وحسّه مع ورده أعلن تحرره الكآمـل من قيد نآهـد المحرم والغير مشروع .. لقيـد وردهـ .......... آلمشـروع !

بلل شفتيه وإبتسآمه مآكره بوجهه مآبثت لنفسهآ إلآ التشتت والإرتبآك أقصآه , لولآ الحرج بآللي رح يظنه وإلآ كآن ركضت هآربه من هآلغرفـه ومنـه ..
....: بآقي مآتجهـزت
ردت بآلعه ريقه بصعوبه وآضحه: طيب أنآ بنزل الحين وآخليك تتجهـز
وقف عن السرير ضآم شفتيه مصدر – طقـه – نآفيـه خآفته وشبه مسمومه: تـــؤ
رمشت بتوآلي والإرتبآك كل مآله بـ تزايد .. دقآت قلبهآ تسمعهم طبول .. حرآره متأججه دآخلياً تحسهآ تصهرهآ .... وبسرعه مُريبـه ..

فرقت أصآبع يدينهآ مآسكه وركيهآ من الجآنبين وعيونهآ محتده تترقب خطوآته المتبآطئه نحوهآ لحد مآوقف قبآلهآ منتشلهآ من نوبة صرآعهآ الدآخلي: سآعديني أتجهـز طيب
ثبتت عيونهآ المتوسعه تخوفاً وإرتبآكاً بعيونه البآسمه إبتسآمه لعينه مآكره وبسرعه إنتقلت نظرآتهآ من عيونه لمعصميه إللي رفعهم لوجههآ: أبي كبكآت أركبهـم

دورت عيونهآ يمنه ويسره لثوآني ثم سألته وبآقي التوتر بملآمحهآ المخطوفه البآهته وهآلشيّ إللي زآد من إثآرته هو أضعآف .. عوآطفهآ العذرآء وبرآءة مشآعرهآ .. هآلكثر خوف وإرتبآك لمجرد الظنون إللي تدور ببآلهآ آلحين بهآلخلوه الحميميه إللي جآمعتهم ... وبـ الحلآل .. فرق السمآ والأرض بين هذي البتـول الخجولـه ...... وردهـ ,, وبين ذيك آلخبيثـه آللعينـه ...... نآهـد
....: وينهم طيب الكبكآت !

ولاهآ ظهره موقف قبآل مرآيته الطوليه بيضآوية الشكل قلآبه يعيد ترتيب شعره: بـ أدرآج الدولآب .. إختآري لي وآحد
أطبقت فمهآ وبآقي عيونهآ تدور بـ توتر الآ إنهآ مالقت الآ الإستجآبه وكأن إعرآضه عنهآ الحين ينآظر شكله قد سبب لهآ شيّ من الرآحـه بسببهآ قدرت تجر رجولهآ المتثآقله لحد مآوصلت للدولآب ووصلهآ صوته: إللي بـ الوسط يآوردتـي
لآ إرآدياً شدت شفتيهآ بـ ابتسآمه خجوله مطبقه من كلمـة – وردتي - , شيّ دآخلهآ ومن نطقه لهآلكلمه تدغدغ وبمشآكسه ..

أطلقت زفرتهآ المسموعه برآحه .. الزفره إللي وصلته وسمعهآ متسع معه فمه بـ إبتسآمه أجبرهآ على الإختفآء وهو يلتفت لهآ نصف إلتفآته قآصد إرشآدهآ بعدمآ فتحت البآب النصفي إللي كشف عن رفين خشبيين بـ العرض .. الرف الثآني من تحته كآن أدرآج ثنآئيه مقسمه من منتصف الدولآب نزولاً لنهآيته ..

....: إفتحي الأدرآج الأولى هذي تلقينهآ .. إختآري وآحد
فتحت الدرج الأول وإبتسآمه بوجههآ , عيونهآ تشع وتلمع بسعآده بآلغه: أي وآحد أختآره عآدي
آدم: إيه عـآدي

سحبت الدرج لآخره رآفعه أول علبه وإلي كآنت قطيفه كحليه صغيره .. فتحتهآ وعيونهآ تتأمل الكبك الذهبي بدآخلهآ إلآ إنهآ بوزت بعدم رضآ مقفله العلبه رآدتهآ مكآنهآ رآفعه بدآلهآ علبـه كآنت أكبر حجماً مستطيلـة الشكـل حآويـه لأكثر من نوع وشكل ...
على وضعهآ وعيونهآ تتأمل أزوآج الكبكآت المختلفه محتآره مآبينهم لحد مآ أجفلهآ بحركة يديه آلمتسلله برخو وتبآطئ محآصره خصرهآ النحيل ليرتفع صدرهآ بنفس عميق شهقتـه وإحتبــس !

حرآرة دآخليه مشتعله متضآده مع برودة أطرآفهآ الخآرجيّه المتجمده .. آلعلبه القطيفه بين يديهآ مآتحسّ فيهآ .. هي بآقي بيدهآ ولآ طآحت بـ الدرج !
بـ التصوير البطيئ أجبرت كآمل جسدهآ على الألتفآف وهو بعده محآصر بذرآعي ذآك إللي وآقف قبآلهآ على مقربه شديده منهآ ...
سألتهآ وعيونهآ نآطق منهآ التخوّف والإرتبآك , نبرتهآ متقطعه متلعثمه , شبه مسموعه ووآهنه: ووووشششش .. وششش فيييـ ..... ـــــك !

خطوه قصيره خطآهآ قطع بهآ المتبقي من المسآفه الفآصله بينهم .. إلتفوآ ذرآعيه بكآملهم حول وسطهآ وتشآبكوآ سآعديه من ورآء ظهرهآ هآمس لهآ الهمس العذب الخآفت والمثير: قوليهآ يآورده
رمشآت متوآليه , متسآرعه ومتلآحقه لجفنيهآ وعيونهآ مخفضه لمنتصف صدره مشدده على العلبه بقبضتهآ اليمنى: وششش آقـوو .. آقوول !

للمره الأولى إللي يحس فيهآ بفرق الطول بينهم .. كآنت أقصر منه وآلسبب هو إنحنآءة ظهرهآ للخلف ووقوفه هو بشكل مستقيم .. الوضع إلي أجبره يدنق رآسه عليهآ لتختلط أنفآسهآ المشتعله المضطربه بـ أنفآسه الهآدئه المنضبطه , - بنفس الهمس الخآفت مآيسمعه إلآ هي - : قولي إنك تحبينـي
إرتفع نظرهآ له موسعه عيونهآ فآغره فمهآ بتعبير البلآهه مآفهمت قصده ليكمل هو بنفس الخفوت طآلبهآ بـ إستعطآف رقيق مبحوح: قولي أحبـك يَ آدم .. أبي أسمعهآ

أطبقت فمهآ بـ القوّه بآلعه ريقهآ بصعوبه , حلقهآ تحسّه جآف من كثر مآبلعت ريقهآ وبتوآلي .. صدره تحسّه منكمش , أحشآئهآ منقبضـه , بطنهآ تحسه التصق بظهرهآ من زود ضغطهآ العصبـي آلمتشنج , بآلحيل طلع صوتهآ مخنوق شبه مسموع: إنت تدري ...
إقترب وجهه منهآ للحد إللي معه لآمس طرف خشمه خدهآ الأيسر بمدآعبه رقيقه هآمس لهآ: أبس أسمعهآ يآورده ......... تكفيـــن

لآ إرآدياً حست جسمهآ يرتد للخلف .. ثقل وآهن يميل عليهآ جآبرهآ على الإرتدآد .. ظهرهآ قد إلتصق بـ الدرج المفتوح من ورآهآ جآبره على الإنغلآق ..
إنقفل الدرج ومعه إنتهت المسآفه اللي ممكن تفصلهآ عنه .. وفعلاً إنعدمت هآلمسآفه وإلتصق صدره بصدرهآ بثقل ضعيف ووآهـن ...
بـ حركه بطيئـه , متأنيه ومتثآقله إمتدت يده لنظآرتهآ الطبيّه سودآء الإطآر مبعدهآ عن فتنـة عيونهآ الوسيعـه الجآحظـه .. العسليّـه الدآكنـه ..

أعلنت أعصآبهآ الإستسلآم .. إرتخت أعضآئهآ المتصلبـه , إنغلقوآ جفنيهآ بـ رخو وإستجآبـه ...
لمسآت رقيقـه , متوآليـه .. قبلآت صغيره نآعمـه من شفتيه كآنت تدآعب جآنب عنقهآ الأيسر أسفل شحمـة أذنهآ ...
همس دآفئ مآزآدهآ إلآ حمو وإثآره: قولي إنك تحبينــي
كمآ المغيب , آلمنوم مغنآطيسياً .. أطلقت كلمتهآ النآعمه بمنتهى الرقه: آحبـــــك
آلكلمـه إللي مآزآدت الثآني إلآ سِحـر .. آللعنـه إللي ألقتهآ عليـه ورده .. كآن خآرج نطآق السيطـره والتحكـم ...
مبعد جآنب وجهه بشفتيه الرقيقه عن عنقهآ النآعم ليستقروآ على شفتيهآ الوآسعه في حصآر حميمـي لـ قبلـه دآفئـه وعميقـه أنهتهآ وردهـ بـ قسوّه يوم دفته بكلتآ يديهآ من صدره مبعدته عنهآ يوم وصلهآ صوت الشغآله الحآد من خآرج الغرفـه ..

مآكآنت تقصدهم أبدّ , ولآ ندآئهآ كآن موجه لهـم .. إلآ إنه كآن هو الصوت الصآرخ إللي أيقظهآ من حموة غفوتهآ العآطفيـه متحسسه جآنب عنقهآ تفركه وبقوّه في حين ضحك هو سآحب على شعره شآده من المنتصف متخصر بيسرآه وعيونه بـ الأرض: ههههه الشغآله الغبيّه , أطلع وأتوطآهآ ؟
نآظرته بعيون محتده .. ودهآ الحين لو تنشق الأرض وتبلعهآ .. إنحدرت يدهآ من جآنب عنقها لمنتصف صدرهآ إللي كآنت حركته وآضحه بـ العلو والهبوط .. أنفآسهآ متسآرعـه غير منضبطـه مسببه لهآ خنقـه ...

جآ بيقرب صوبهآ مآد يمينه قآصد تهدئتهآ وبوجهه إبتسآمه عذبه إلآ وإبتعدت عنه مرتده خطوه مرسله لهآ التنبيه بعيونهآ ليرد ويضحك من قلب الضحكه إللي برزت معهآ غمآزة خده اليتيمه: يآلبى قلبك ههههه تعآلي بس
ورده: ........
بلل شفته السفلى كآتم ضحكته إللي طلعت بحركه فعليه لصدره إللي يهتز من أثر الضحكه الكبوته: ههههه عآدي يآوردتي .. إنتي حلآلي
ثبتت علبة الكبكآت على صدره خآزته بنظره حآده متوعده: جهز نفسك بنفسك ..... يآنـــذل

جآ بيحط يده على يدهآ الممسكه بالعلبه فوق صدره إلآ وسحبتهآ بسرعه لتستقر يده هو على العلبه فوق صدره قبل تطيح بـ الأرض وبعدهآ الضحكه بوجهه: ههههه آســف
رمقته بنظره مشمئزه متقززه من فوقه لـ تحته ثم أقفت عنه بخطوآت سريعه صوب البآب: نـــــذل
إمتدت ذرآعه بـ الهوآء وبيده نظآرتهآ يسوقفهآ بضحك: ههههه طيب نظآرتـــــك خذيهـــآآ

قآلهآ وصدره ينتفض بضحكه قويّه بعدمآ طلعت من الغرفه مصفقه البآب من ورآهآ بغت تخلعـه من مكآنه منقهره في حين نآظر هو بـ نظآرتهآ الطبيه وسط كفه مبتسم -: ههههه يآزينهــآآ .. وش هآلجمــآل !!!


/
/

حلم الحياه 14-08-16 03:59 PM

رد: العاطفه والجسد
 
بـ تشتت مضطرب .. كآن يصفق أبوآب الخآليه من وجودهآ ..
بـ خطوآت مهروله تخطى الممر الحجري الفآصل مآبين ملحقـه وبين بيته إللي دخله جآهر منآدآته لهآ: ميســــــــــــم
الإسم إللي تمّ يكرره بدون ملل من سلبيّة الجوآب لحد مآوقف أخيراً على بآب آلمجلس الدآفئ محتده نظرآته صوب وآلديـه الجآلسين بـ أرضهم قرب المدفئـه اليدويّه من الحطب المشتعل بوسط بنآء حجري بمنتصف الجدآر مسيّج بـ حديد أسود , فوقـه قبّه مخروطيّة الشكل منهآ تنسحبّ الدخنـه للأعلـى ..

القلق بملآمحه إللي تدآركه أبوه خآفض رآسه إبتئآساً , ردّ الفعل السلبي إللي خآلفته فيه زوجته من لوت فمهآ إمتعآضاً: هـــه .. مآيدري وينهي فيه زوجته !
....: وينهي ميسم يمّـه !
قلبت عيونهآ لهآ رآمقته بنظرة إستصغآر من فوقه لـ تحته ثم تكتفت صآده عنه بوجههآ صوب المدفئه: رح دورهآ وشوف وين شردت من ورآك وإنت مآتدري
خزهآ زوجهآ توعد – من بين أسنآنه - : تعدلــي بآلكلآم يآمــره

طيرت عيونهآ لآويه فمهآ بـ إحتقآن بآللحظه إللي تكلم فيهآ زوجهآ قآصد طمأنة إبنه: تعآل يآوآئـل .. آقعــد
إقترب صوبهم بخطوآت متبآطئه والإستفهآم بعيونه ليجآوبه أبوه بهدوء: رآحـت لعمك فيصـل
وآئل: ............
التفآجئ بعيونه وإللي مآستوعب أبوه سببه ليكمل كلآمه بـ توضيح أكثر: شفيـك يبـه ! مغير طلعت لأبوهـآ ..

أخفض بصره المشتت بتفكير بآلع ريقه بصعوبه من سوء الظن إللي طرآله مكور قبضته اليمنى بـ قهر .. مآيدور ببآله الحين إلآ غضوبـه .. تركت له البيت وردت لأبوهآ .. والأكيد إنه لنفـس السبب إللي وبلحظـه قلب لهم كيآن حيآتهم الروتينيّـه من سنوآت طويلـه , عآديّه , وإعتيآديّـه ! قلب له كيآن حيآته مع زوجته بـ شهر زوآجهم الأول !
جآ بيوليهم ظهره ويطلع إلآ ويوقفه أبوه بـ حزم: لحظـــه ..

ثبت مكآنه بـ نصف إلتفآته مطبق فمه بغيظ مكبوت , بدآخله طآقه سلبيّه قويّه مآهوب حمل أي كلمه إستفزآزيّـه ...
لآمته وإتهمتهـه , خيبّ ظنهآ فيـه .. مآتدري إن سبب إخفآءه هآلسرّ عنهآ وهي زوجته هو أمآنـه .. شيّ أؤتمن عليـه يحرّم نشـره وإفصآحـه ...

شيّ بدآخله مُثآر برفض قآطع لفكرة إبتعآد ميسم عنـه ولو للحظآت .. شلون وهي آلحين بمكآن ثآني بعيد ومنفصـل عنه تمآم الإنفصآل .. من إسبوع وهي معذبته بـ أقسى أنوآع الهجر رآفضـه أي توآصل بينهم حتى لو للتفآهـم .. عرفت منه آلحقيقه من بعد تغريـد وإنزوت بنفسهآ عنه برفض قآطـع .. لمقآبلتـه , شوفته أو حتى سمآع صوتـه ! وآلحين وبدون علمـه أو حتى أخذ إذنـه طلعت من بيتهآ , لـ بيت أبوهآ !
بتفآجئ إتسعت عيونه من وقع الشيّ إللي توّه وإستقر بعقله .. – بيت أبوهآ –
نآظر أبوه بعيون مترقبة النظره سآئله بـ خفوت: ليـــش !
ضحكة قصيره هآزئه , أطلقتهآ أمه مطيره عيونهآ بـ هزة رآس إستخفآفيّه غير مُصدقه: ومآيدري بعد وش لهآ مرته ببيت أبوهآ

عطآهآ نظره إستفهآميّه مضيق فيهآ عيونه في حين أطبق أبوه فمه بـ قهر , هذي زوجتـه آلملسونـه ولآبعمرهآ بينعدل وضعهآ أو ينصلح حآلهآ: آقعـد يآوآئــل
بهدوء تربع بـ الأرض وبآقي تجعيدة الإستفهآم بـ خطي جبينه آلمقطب ليكمل أبوه بـ هدوء: تبي تتفآهـم مع أبوهـآ .. علمتني قبل تطلـع وخذت الإذن يبـه مآعليـه
....: على إيش تتفآهـم معه !
ردت أمه بـ غيظ بعدمآ أصدرت صوت طرقعه من رآحتيهآ إللي ضربتهم بـ أعلى وركيهآ قهراً: على علومك إللي نشرتهآ .. على خوآتهآ التـوم إللي إظهروآ من العدم على إيش بيكون التفآهم يعنـي !
ردّ عليهآ بـ غيظ مكبوت إنتفخت معه أودآجه: وآللوم الحيـن علي !! آلحين أنآ الغلطآن !
أمه: إيه الغلـط منـك .. ذآ إهو السرّ , هذي هي الأمآنه ؟
وآئل: وش تبيني أقول ؟ تغريد جآيتني تسأل والعلم عندهآ من قبل ! أكذب وهي تدري !
مآل فمهآ بـ إبتسآمه هآزئه: لآآ .. أكـد لهآ صدق إللي عندهآ .. وفوقهآ بعد نآدي مرتك وعلمهآ ..
وآئل: ميسم إهي إللي سمعتنآ مآحد علمهآ بشيّ
....: هـه , زينهآ التربيـه والأخلآق تتجسس وتتصنـت

....: بسكــــــم عــــــــآآآد
إلتفتوآ ثنيناهم لذآك إللي صآح عليهم بصبر نآفذ وقد إحمرت عيونه عصبيّه وجحظت غضـب ...
لوت فمهآ حنقاً , وأخفض وآئل رآسه حرجاً بينمآ أردف هو من بين أسنآنه: وحنآ بهآلبـلآء وإنتم تنآقرون .. هذآ ليش عرف وهذآ شلون درى ! مآنتم مستوعبين إللي صآر !
مسكت رآسهآ إدعآءاً لدوختهآ: حسبي آلله عليك يآدآريـــــن , آلسبّه منك وفيك
وآئل: لآحول ولآقوة إلآ بآلله .. تحسبين على بنتك يمّـه !!
نآظرته بقهر: ولمتى بتنصرهآ إنت ؟ شف لوين وصلنآ بسبتهآ ! هذآهآ فضحتنآ , مآبقى إلآ شروق إللي مآدرت .. خل دآرين تكمـل جميلهآ وتعلمهآ ..

جآ بيردّ إلآ إنه أطبق فمه بغيظ مآعرف وش يقول لتكمل أمه بنبره أقرب للندب: شبيصيــر علينّآ الحيـن !! هذي دآرين إللي كنآ وآثقين بسكوتهآ مآقدرت على السر , الخوف بكبره من تغريد إللي مآتعرف تكتم شيّ ,, لطفــك يآرب تلقآهآ علمت زوجهآ وهلـه وش السوآة الحيــــــــن !!
أغمض أبو وآئل عيونه بـ همّ مآسح على وجهه برآحته اليمنى مطلق زفرته المُحبطه: آستغفـــر آللـــــــه
وآئل: عمـي فيصل درآ ؟!
نآظره أبوه بـ فمّ مطبق يأساً: علمتـه ..
إنعقدوآ حآجبيه بنظره مترقبه سآئله بـ تردد: درآ إن تغريد عرفت بـ الموضوع ! وإن دآرين من أول وهي تدري بـ الموضوع !
صدت أمه بـ حده تنآظر المدفأه بينمآ شد أبوه شفتيه كـ جوآب سلبي .... تأكيدي !
الجوآب إللي معه إرتفعوآ حآجبيه رآص على فكيّه معرض بوجهه صوب شعلة الحطب المتآكله وهو يحسّ بـ شعله ثآنيـه دآخلـه متأججه ...

هذآ عمّه آلمدعو فيصل رجل قلبـه من حجـر , صآحب ضمير ميّـت , مآعنده أي نزعـة رأفـه , أو شفقـه ..
إنقبآضة قهر حسهآ بقلبـه على زوجتـه ميسم وإللي على الأرجـح مآرح يصيبهآ من هآلمقآبله البآرده إلآ الجــرح ...
يخآف على قلبهآ من الحزن يهتـمّ وينغـمّ ... الجرح إللي بقلب دآرين من سنوآت للحين دآمي , نفس الجرح آلحين بقلب تغريد ينزف ... وبقلب ميسـم توّه بــآدي .....


/
/


رفعت غطآهآ عن وجههآ بضيق أول مآدخلت للبيت وتقفل البآب من ورآهآ وكأنه شيّ كآن كآتمهآ وخآنق أنفآسهآ , أخيراً تحررت .. سألت الشغآله بنبره حآده نآفذ صبرهآ: وين بآبـــآ ؟

....: موجـــــود
بـ حِده إلتفتت يسآرهآ من وصلهآ الإجآبه بلهجـه عربيّه متقنـه مخآلفه للهجـه المكسره إللي توقعتهآ بلسآن الشغآله الآسيويـه آلوآقفه قدآمهآ مطأطأة الرأس ..
أطبقت فمهآ زآفره من خشمهآ إللي ضآقوآ فتحتيّه نفس حآنق مسموع بنفآذ صبر إذ إنهآ آلحين مآعندهآ من الطآقه الشيّ إللي يمكنهآ تخوض مشآده كلآميّه مع زوجة أبوهآ المتنمره سليطة آللسآن !
ردت وإسألت الشغآله: ويـن بآبـآ !
رفعت حآجبهآ مكتفه سآعديهآ: قلنآلك موجود !

رمقتهآ بنظره جآنبيّه من طرف عيونهآ النظره المشمئزه: وظنتـي سمعت إللي قلتيـه .. بس ظنتي بعد إنهآ مو إجآبة سؤآلي – نآظرتهآ مضيقه عيونهآ بـ حقد مُردفه بـ تفصيل لكلآمهآ جاف النبره – أدري إنه موجود .. – فتحت عيونهآ بنظره ثآبته وثآقبه لعيون زوجة أبوهآ – ولآ وش بيجيبنـي عندك ! وش حآجتي فيـك !
سفهتهآ من بعد كلمتهآ سآئله الشغآله بنبره أقرب للصيآح نآفذ صبرهآ: قلتلك ويــن بآبــــآ !
بـ تلعثم جآوبتهآ الشغآله وبصرهآ مخفض للأرض: فففففـــ ... فــ فــي مكتـب هـوآآ ...

إرتفعت شفتهآ العلويّه بتعبير أقرب للإشمئزآز إلآ إن فمهآ بعده مطبق .. بضيق وآضح حركت كرسيهآ مبتعده عنهم للمكآن إللي تدلـه عدل .... مكتــب أبوهـآ ..
أبوهآ إللي يدري مُسبقاً عن نيتهآ لزيآرته ... الزيآره إللي ظنه إنه يدري مظبوط عن مكنونهـآ وآلسبب من ورآهآ !
بهدوء طقت البآب المغلق مرتين ليجيهآ صوته مثل مآعهدته , جــآف , وقآسي , حتى بلحظآت هدوءه وإسترخآئه: إدخــــــــــل ..
إستجدآءاً للقوّه .. أغمضت عيونهآ بهدوء شآهقـه نفس عميق هآدئ ..
زفرته بنفس الهدوء إللي شهقته قبل تمتد يدهآ منزله الأكره النحآسيه للبآب الخشبيّ ..
البآب إللي بـ توّ فتحهآ له إستقرت عيونهآ على ذآك المُهيب بـ جلسته المستقيمـه , مُصلب الظهر بـ ذقن مآشآفته أبدّ إلآ مرفوع بـ ثِقـه وكبريآء ..
على طرف خشمـه الحآد نظآرته الطبيّه خآليّة الإطآر بـ عدسـه شفآفه رفيعه مستطليـه ..

نآظرهآ من فوق نظآرته ومآسرع مآرد ينآظر الأورآق آلكثيره بيده والمتنآثره على مكتبـه طآلبهآ بـ جفآف وكأنهآ مُذنب خآضع للإستجوآب: تعآلــــــــي
مآتـدري ليش أحست بهآلحموّ , الحموّ إللي معه بدآ يسيل مخآط أنفهآ الشفآف , تجمعت بمحآجرهآ كتلـه من الدمــوع !
وقبل توصل لهآلنقطـه الضعيفـه بشخصيتهآ الإنهزآميّه وتنهآر مستسلمه قبل حتى تبدآ آلموآجهه , تدري من قبل إن جيتهآ مآرح تسبب لهآ إلآ أذى نفسي مُضأعف , عدم معرفهآ هذآ إقترن بعدم معرفتهآ للسبب إللي خلآهآ تظن إنه فيه إحتمآل لو وآحد بـ الميّه إنهآ تشوف أبوهآ آليوم بشكل ثآني مختلف تمآم الإختلآف عن أبوهآ إللي تعرفه من إثنين وعشرين سنـه .. عند هآلحد , وهآلنقطـه , أخرجهآ صوت زوجة أبوهآ الرفيع الهآزئ: جيـــت أســأل .. بتقعدين معنآ لين العشآ أوصيهم يجهزونه بآللي تبينـه ولآ مفآرقــه بـدري !!!

أطبقت شفتيهآ على بعضهم لحد مآختفوآ من وجههآ ..
أتمت خآفضه بصرهآ لحجرهآ ثوآني قدرت فيهم تبتلـع إهآنة زوجة أبوهآ الوآضحه لهآ بـ - طرده – صريحـه وعلنيّـه ..
إرتفع نظرهآ لـ أبوهآ علّهآ بعدمآ خآب سمعهآ عن سمآع صوته لو بكلمـه نآهره لـ زوجته , مُحذره أو حتى طآلبـه بـ أخذ الحذر والتنبـه ..
سمعهآ إللي خآب , خآب معه نظرهآ إللي إرتجت فيهآ – تبريقة – تنبيـه لـ زوجته , نظره حآده يخزهآ فيهآ موقفهآ عند حدهآ وتمآديهآ .. إلآ إنهآ هي إللي شكلهآ تمآدت بـ ظنونهآ وإللي تبيه وترتجيـه !
مآشآفته إلآ وعيونه على الأورآق وكأنه حتى مآسمع وش إللي قآلته زوجتـه !

مآترآءى لخآطرهآ بهآللحظه إلآ عمهآ وهو طآلبهآ توفر هآلزيآره إللي مآمنهآ رجـآ .. تشوف آلحين ملآمحه إللي رقت إستعطآفا لهآ علّهآ تترآجع عن هذآ إللي تبيـه ولـ آخر لحظـه تمـت مُصره عليـه ... آلشيّ إللي آلحين ولأول مره بحيآتهآ تندم أشـد الندم عليـه !
جآوبتهآ بـ هدوء ظآهري جبراً: لآ مشكـوره .. بقول الكلمتيـن وأرد دآري
إرتفعوآ حآجبيهآ ضآمه شفتيهآ مآطتهم لقدآم: أووو .. دآآآرك .... أهـآآآ , قلتيلــي ..
ميسم: ............

....: طيــب
قآلتهآ – طيب – وتمت وآقفه مكآنه , على وضعهآ ..
الوقفه إللي إستغربتهآ ميسم لتنآظرهآ بعقدة حآجبين خفيفه مُردفه بهدوء: هآلكلمتين أبي أبوي فيهم على إنفرآد .............. لو سمحتي !
بقهر أطبقت فمهآ سآفهتهآ تنآظر زوجهآ إللي رفع لهآ عيونه آمرهآ بـ برود: إطلعي يآم مِتعــب آلحيــن
شددت من رصهآ على فكهآ بآلقوّه مكوره قبضتيهآ بغيظ مكبوت وقهر .. إلآ إنهآ مو هي إللي يردعهآ هآلأمر اللفظـي من آلشيّ إللي تبيّـه !

ولتهم ظهرهآ سآحبه البآب من الأكره وقبل يتقفل جمدهآ مكآنهآ بكلمته الصآرمه بـ حزم: لآتقفليــــــــــــه
نآظرت زوجهآ بعيون موسعه أقصآهآ إرتعآباً .. هل من المعقول يكون درآ بآللي فكرت فيـه !
تفكيرهآ إللي مآ أوصلهآ إلآ لأنهآ توقف ورآ البآب من بعد إغلآقـه وتستمــع !
هذآ الرجـل أبدّ مآهـوب سهــل !

بـ أطرآفهآ اليمنى دفّت البآب بقوّه ليرد وينفرج على آخره رآمقته بنظره ممتعضـه مررتهآ من زوجهآ اللئيـم لـ بنتـه إللي مآتشوف إلآ ظهرهآ من كرسيهآ المتحرك ...
لتوليهم بآلنهآيه ظهرهآ هي وعيونه تلحقهآ لحد مآختفت بـ آخر الممرّ الطويل من قدآمـه ..
رتب الأورآق فوق بعضهم ضآمهم لملف أطبق غلآفه الشفآف عليهم بهدوء مصفط سآعديه فوق بعضهم مُردف بـ جمود: نبـدأ من أول خوآتك التوأم ولآ من ويـن ؟
إرتفع نظرهآ له بسرعه مضيقه عيونهآ للحد إللي معه قآربوآ على الإختفآء هآمسه بـ إستنكآر شديد: إيـــــش !!!
قوّس فمه رآفع حآجبيه مجآوبهآ ببرود: أتوقع إن هذآ هو سبب زيآرتك آلحين ..
ميسم: ................

....: أبو وآئـل علمنـي بآللي صآر .. وإنك وتغريد قد دريتوآ بـ الموضوع
أحسّت وكأن الكيآنآت من حولهآ تدور , جدرآن هآلمكتب وهالرفوف .. كلّ الكتب والمجلدآت , التحف والأثآث .. الإضآءه المتدآخلـه .. حتى أبوهآ نفسهآ المآثل قدآمهآ تحسّه يدور ... تشوف لمحه خآطفه منه بشكل دورآني تلف من حولهآ وبلمحـه ..
ضآقت أنفآسهآ مآقدرت تطلـع إلآ قصيره , مقطوعـه .. ومتلآحقـه ..
تعآبير الصدمه الإستنكآريّه تمكنت من ملآمحهآ متمثله بفتحة فمهآ الوآسع آلفتحه الصغيره محتده نظرآتهآ الإستفهآميّـه , تسألـه آلصــدق ... – من جِـــده ! –

شيّ دآخلهآ مُثآر وبـ تقـــزز ..
الإشمئزآز إللي بترآخي بدآ يظهـر بوجههآ آلمشدوده تعآبيره , أطلقت لومهآ بلآ حِسآب .. بلآ تحكـم ولآ شعورياً نطق لسآنهآ بآلشيّ الحقيقي والوحيد إللي حسته: إنـــت إيـــش ! وينـه ضميــرك موليـه ! مآشي إحسآس ! مآعندك قلب ! إنـت صدق أبّ !
....: إلزمــــــي حدودك يآميســـم

أطلقت زفرتهآ آلغير مُصدقه من فتحة فمهآ رآمشه بتوآلي لعيونهآ المدمعه: وإنت حدودك ليش مآتلزمهــآ !
مآكآن جوآبه إلآ نظــره لو إنهآ تصيب كآن أردتهآ بـ أرضهآ ..
أي شيّ كآن ممكن يفرق معهآ من قبل , أي شيّ يخص هآلآدمي عديم الصفآت الآدميه كآن ممكن تحسب حسآبه , لكن إللي يقـط بنآته ضآرب بـ حسآب ربـه عرض الجدآر , فهو أقل بكثير من إنه ينعمل له قدر وحسآب ..
....: دآرين وتغريد بنآتك إنت !!
....: إيه بنآتـي أنآ وخوآتك إنتي

هنآ إنفغر فمهآ لآخره , أحست إنهآ بتجيب كل مآبجوفهآ , آلكتله البلوريه المعلقه بـ أهدآبهآ أعلنت سقوطهآ ..
أخفضت رآسهآ ويدهآ آليمنى مبسوطه على صدرهآ ... لحظآت من الصمت قدرت من بعدهم تتمآسك ....... نسبياّ !
نآظرته بـ حُزن النظره المنكسره , لو إن له من الصفآت الإنسآنيّه شيّ لنفطر قلبه لهآ: دآمك تدري إنهم بنآتك إنت .... وخوآتي أنآ .... ليش أنكرتهـم !

....: لأن مو أنآ إللي تنلوي ذرآعي .. من أول ومتفق مع أمهم .. عيآل لآآآ , ليش تتمرد علي ! ليش تحمـل وتصرّ تكمل هآلحمـل ! تتحدآني وتعآند !!
توسلتـه الصدق بكلآمه القآسي , هذآ هو العذر إللي أقبح من الذنب .. سألته بـ نظرتهآ الكسيره ودموعهآ المُسآلـه: يوبـــــآآآآ .. ذولـي بنآآآآتــــــــك

ضرب المكتبه بيده اليمنى رآص على أسنآنه: ومآ أبيهــــم .. مآ أبيهــم لأنهم من أمهــم إللي عفتهــآ .. أمهم إللي فكرت إنهآ بسوآتهآ بتجبرني أعترف بعلآقتي معهآ وأصرح عن زوآجي منهآ .. هذآني بآلزبآله قطيتهآ هي وبنآتهآ
كتمت فمهآ بيدهآ اليمنى سآحبه على ذقنهآ وبآلقوّه .. كآنت متوقعه تشوف أبو غير الأبو إللي عرفته وفعلاً ... كآن غيــر ............. تمآماً غير ..
ولكنه غير آلشيّ إللي توقعته .. توقعت إنهآ تشوف إنكسآر وهو يعترف بـ خطيئته , تمنيـه لو بيده يصحح هآلخطيئه ...
لكنهآ مآشآفت إلآ شخص جآحـد , جلمود قآسي .. متحجر القلب , منعدم الضميـر ..
أعتصرت عيونهآ بـ مرآره ولأول مره تحسّ بآلنقم وإن هآلرجآل آلمسمى فيصـل هو إللي إسمهآ مرتبط فيـه ..
" كنكم يآدآرين وتغريد مآتدرون فـ إنتم في نعيم كبيــر .. ومآ النآقـص الفآقــد .. إلآ أنآ "

....: أمهـم مصريـه .. يشبهونهآ على فكـره .. كآنت مُمـرضـه .. أتذكر وأنآ بـ نُص العشرين صآر علي حآدث سيآره .. كآنت هي ممرضتـي ههههه جمآلهآ كآن فِتنـه , بس عآد آلشكوى لله , مآفي شيّ كآمل ..

ميسم: .............
....: مآندمت لأني قطيتهم بـ الملجأ , وإن تموآ فيه لحد هآللحظه مآندمـــت لولآ عمّك .. بس تدرين حتى عمك كآن عنده شك .. مآ خذآهم إلآ بعدمآ سوآ لهم كشف الحمض وتأكد من أصلهم .. لا تتوقعين انهم بيورثوه لااااا .. عمك عاطهم بس اسمه
ضيقت عيونها استنكآراً , سألت عيونهآ السؤآل بقلبهآ – بس إسمه - , والأربع وعشرين سنـه إللي طآفت من عمرهم كآنوآ بحسآب ميـن !
والسنوآت الجآيه لـ حسآب ميـن ! , إن كآنت سنوآت عمرهم السآبقه بـ حسآب عمهم محصـن , فـ الأكيد إن سنوآتهم القآدمـه للفــرآغ .. وللعــدم ..

شرعاً مآلهم حق التورث بمآل محصـن وأملآكـه .. وهذآ هو الشيّ إللي أكده أبوهآ توّه ..
وبـ المقآبل مآفيه أي أورآق ثبوتيه تثبت أبوّة فيصـل لهـم .. وإن صآر هآلشيّ فعلياً منو بيغآمر ويتسبب بـ فضيحـه تمـس أطرآف وعوآئــل بـ حقيقة هآلنسـب والخلـط فيـه ! مع الأخذ بـ الإعتبآر كون دآرين وتغريد الحين متزوجآت .. وحقيقه هآلشيّ خآضعـه لإفترآض القبول أو عدمــه من أزوآجهـم , وعآئلآت أزوآجهم !
هذآ أي أبّ جآحـد إللي بيحرم قطـع من صلبـه حقهـم بـ حيآتـه , وحقهـم من بعد ممآتــه !

....: كنت دآري إن دآرين تدري ؟!
....: إيـــه دآري
أغمضت عيونهآ بسرعه كرد فعل رآفض لهآلجوآب الموجـع , هي تتوهم إنه صدق هآللي إستشعرتـه ! نبرة آلفخـر بـ صوته وكأنه شيّ مُشرف .. جوآبه سريـع , مآبه شيّ من التردد ........... مآبه شيّ من الخجــل !
إللي يسآعد الوآحد يتجآوز خطيئتـه , يتعدآ معصيتـه هو كونهآ ذنب بـ الخفآء .. شيّ بينك وبين ربّك ,,
عآدة الخطآه , المتعآليـن فوق خطآيآهم , هو حسآب البشر إللي يحسبونـه قبل حسآب الــرب ..
فـ شلون هذآ الخآطي آلحين قدآمهآ قآدر إنه يعيش ويتعآيش مع حقيقـة إن خطيئته هذي عآريــه , مكشوفــه ... وآضحـه ومعروفــه ..

الأدهـى والأمـرّ هآلذنب الكبير إللي إرتكبـه بـ حق بنآته , بنآته إللي وحده منهم كآنت تدري وهو يدري إنهآ تدري ..!
كآن قآدر يوآجههآ , عيونه تستقر بعيونهآ , يسمعهآ وهي تقولـه عمّـي مع إنه دآري إنهآ تدري إنه أبوهآ مو عمّهآ ..... ولآهتـم , مآهتزت فيـه الشعـره !
بتغآضي عن بنآته إللي هن آخر همّه , شكلـه قدآم أخوهـ وزوجتـه ! قدآم وآئل ولد أخوه .. وهو رجـل عآصـي , خآطــي , مُذنـب متمآدي بـ ذنبـه ومفتخـر فيـه !
رجـل .......... جِــبلّـــه !

أخفضت رأسهآ مسنده جبينهآ بوسط رآحتهآ اليمنى مغمضه عيونهآ البآكيّه بآلقوه رآفضه آلتصديق بـ همس وآهن ... بـ خفوت , وبهوت: مآآآآآنـــــي مصدِقـــه


/
/
/
/


بـ الدور الأول وبعدمآ نزلت من غرفته بهروله قآصده الإبتعآد .. لو بيدهآ الموضوع يمتد ويوصل للي أبعد من البعـد ويقآرب الخفآء مآكآنت توآنت لثآنيه إنهآ تسويّه ...
يدهآ اليسرى على عنقهآ المتأجج بحرآره فعليّه وبيدهآ كآس المويه تشرب منه وبعجـل آلشرب إللي يطلـع معه صوت إبتلآع آلمويه وآضـح ...

من ملآمسه سطحيـه بضربة كتف خفيفه إنهآرت كلياً .. إنتفض كآمل جسدهآ النفضه المخيفه المريبه للثآنيه إللي كآنت ورآهآ موسعه عيونهآ أقصآهم بـ ارتعآب من طآح كآس المويه بـ أرضيّة المطبـخ منكسـر !
زوجآن من العيون بنفس النظره المرتآبـه .. مفجوعه ومذعوره ...
ورده من ملآمسة ريتآج الفجآئيه لهآ واللي طرآلهآ إنهآ من شخصن ثآني لآحقهآ للمطبـخ ! وريتآج من خرعـة ورده القويـه يوم لآمستهآ وبسببهآ إرتعبت وطآح منهآ الكآس ..

لحظآت من الصمت المشحون قطعته ورده بزفره مسموعه كآنت مخنوقه طويلاً وآلحين تحررت .. يدهآ بوسط صدرهآ وعيونهآ للسقف مبلله شفتهآ السفلى رآصّه عليهآ بلسآنهآ: آآآهـ يآربي
ريتآج: بسم آلله عليك لهآلدرجه خرعتك !
أطبقت ورده شفتيهآ بآلقوه وبوجههآ إعتذآر حسّي طلع صوتهآ مُجهـد وكأنهآ في محآوله لإلتقآط أنفآسهآ: معليش ريتآج وآلله آسفه
ريتآج: عآدي مآصآر شيّ .. بس انتي قلبك رهيـف وبقوّه

شدت فمهآ المطبق وكأنه خط بـ إبتسآمه قصيره مجبره: بس كنت أفكر بشيّ ومسرحه
قآلتهآ ثم وطت للأرض جآلسه على ركبتيهآ تلم بقآيآ القزآز المكسور وكأنه حبآت رز أو مكرونه مو قطع قزآز .. وآضح ان بآلهآ أبدّ مو معهآ آلسبب إللي إنغرزت معه وبسببه قطع مفتته أشبه بـ البودره القزآزيه بـ أطرآف أنآملهآ مصدره آهــه مقطوعه وخآفته بوجه متألم لتلحقهآ ريتآج جآلسه ع الأرض مآسكه يدهآ: يآربي إنتي وش إللي تسوينـه
ورده: مدري شفينـي
نآظرتهآ ريتآج بعيون محتده ثآقبة النظره تقييماً لإرتبآكهآ الوآضح سآئلتهآ بـ تشكك: إنتي صآير معك شيّ مربكك !
بسرعه تعلقت عيون ورده المتسعه بتفآجئ من سؤآل ريتآج , ليكون صدق فآضحتهآ ملآمحهآ !

بلعت ريقهآ مصدره صوت وآضح طلع معه توترهآ مبآشر وعلنـي أفصح ممآ يكون: ليش وآضـح علي !
إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم فهم مقوسه فمهآ بتفكير: يعنـي وآضح إنك مرتبكـه .. صآير شيّ !
نآظرت ورده بتجمعآت الدم في بدآية إفرآزهآ على شكل نقط صغيره من جلد بنآنهآ مجآوبتهآ بنبره خفيضـه , خآفته وخجوله: أنآ وآدم ....
ميلت ريتآج رآسهآ بعيون محتده وقد حفر التركيز ملآمحه بين قسمآت وجههآ سآئلتهآ بنفس الهمس الخآفت: وش صـآر
رمشت ورده بتوآلي وكأنهآ طفل متخوّف .. لحظآت من الصمت قطعته بصوتهآ الخفيض المحرج وعيونهآ بـ الأرض: بآسنـــي

من قآلت ورده كلمتهآ إلآ وتبققت عيون ريتآج بدهشــه .. الدهشه إللي زآدت من حرج ورده عآضه على شفتهآ السفلى بلوم لنفسها وتأنيب: مدري شلون صآر هآلشيّ .. غصب عني وآلله مآدريت
جلست ريتآج بـ الأرض مربعه وكن السآلفه عجبتهآ: وين صآر هآلشيّ
سكتت ورده لحظآت وهي تنآظرهآ ثم أطبقت من بعدهآ فمهآ بـ حرج قبل تجآوبهآ بـ بهوت خجول: بـ غرفتـه
ريتآج: آلحيـن !
أومأت ورده رآسهآ إيجآباً لتسألهآ ريتآج بـ إهتمآم: بوسـه بس ولآ فيه شيّ ثآني !

إتسعت عيونهآ لآخرهم فآغره فمهآ شبـر في حين عضت ريتآج على شفتهآ السفلى بعدمآ إتسع فمهآ بضحكه عريضه كتمتهآ غصباً الآ إن صدرها وآضح إنتفآضته وهزة كتوفهآ المتوآليه من الضحكه المكبوته: هههههه ويلي ويـــلآآآآآآه
ورده: ليش تضحكين !
ريتآج: هههههه يآربي ههههههه
ورده: ..........
ريتآج: يآحليلك بس , وآلله إني حبيتـك .. هذي أول مره تصير صح
لحقتهآ ورده بسرعه مأكده: إيه وآلله .. وآلله أول مره .. ومآصآر شيّ زود , بس بوسـه
قربت ريتآج وجههآ من وجه ورده هآمسه لهآ بلعآنه: بـ فمـك !
ردت ورده موسعه عيونهآ بصدمه كآمله في حين ضربت ريتآج جبينهآ وشويّ وتتسدح من الضحك: هههههه آآآآآه قلبي بيوقف هههههه
سألتهآ ببلآهه: وش إللي يضحك !
ريتآج: هههههه شكلك

أطبقت ورده فمهآ بـ غيظ في حين شددت ريتآج على عضدها تهدي من إنفعآل الحرج إللي تحسّه: زينـك بس .. شوفي بقولك شيّ
قربت ورده وجههآ منهآ إستعدآداً لسمآع الهمس من ريتآج وإللي مآكآن إلآ تنبيه يوم حذرتهآ: إسمعي ورده هآللي صآر لآتعلمينه أحد فآهمــه .. وآلله إني مستغربتك شلون علمتيني بهآلشيّ وإنتي مآتعرفيني مره .. شكلك بريئـه
ورده: مآيصير أعلم أحد !
بققت ريتآج عيونهآ بـ تحذير: يآويلــك .. بنــــــت وش هآلخبآل إنتي من جدك ! لآ تعلمين أحد أبد .. آدم خطيبك , عآقد عليـك .. بس إللي صآر هذآ شيّ خآص مآيصير تعلمينه أحد .. إنتبهي هآه ترآني حذرتك
قآلتهآ متبعتهآ بضربة كتف خفيفه مع غمزه مآكره: وإستآنسي عآد مآصآر شيّ .. آآآخ يآحظك بس
ورده: هههههه

وقفت ريتآج ومعهآ وقفت ورده عن الأرض نآفضه أصآبعهآ من فتآت بودرة القزآز لتنبههآ ريتآج: لآتلمين شيّ أنا برسل الشغآله تنظفهآ .. غسلي إنتي يدك وآطلعي للمجلـس إقعدي مع الحريم ...
قآلت ريتآج جملتهآ بدخول صيته عليهم المطبخ ومآسرع مآعلت الإبتسآمه العريضه وجههآ المصوب تجآه ورده: ورده بـ المطبــخ
أطبقت فمهآ بـ أسف وعيونهآ بـ الأرض تحتهآ على الكآس المنكسر: بـ المطبخ وهذآ إللي صآر

نآظرت صيته الأرض بحآجبين معقودين في حين تحسست ريتآج ظهر ورده بـ حُبّ: عآدي مغير كآس وإنكسر مآفيهآ شيّ .. إطلعي إنتي للمجلس ولآ تهتمين
أكدت صيته على كلآم ريتآج بـ إبتسآمه مريحه: إيه عآدي مآصآر شيّ
ورده وإللي نفسياً إطمأنت .. إحسآس مريح تحسّه تجآه هآلبنتين , بمنتهى اللطـف والتوآضـع .. جميلآت خَلقــاً و خُلُقـاً ...

شدت فمهآ المطبق بـ ابتسآمه خجوله قصيره وهي مبتعده عن ريتآج موقفه قبآل صيته عند البآب: رح أنتظركم بـ المجلس لآ تتأخروآ
مآردت صيته إلآ بـ إيمآءة رآس إيجآبيه مبتسمه مفسحه الطريق لمرور ورده إللي طلعت من المطبخ تآركتهم ثنينآتهم فيه لتهمس صيته وهي مقتربه على ريتآج: يآزين هآلورده .. فيهآ شيّ جذآب
أشرت ريتآج بـ أصآبعهآ لهآ حآثتهآ تقرب بسرعه صوبهآ: صيتوووه تعآلي تعآلي
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ استفهآم سآئلتهآ بـ إرتيآب: شفيـك !

أخفضت صوتهآ بـ همس مآيسمعه إلآ ثنينآتهم: ههههه مآرح تصدقين وش صآر
بآقي الإستغرآب بوجههآ سألتهآ بـ تكشيره مستفهمه: شللي صآر ؟
ردت ريتآج وأطبقت فمهآ مآنعه صوت ضحكهآ , طلع وجههآ مُعذب وهي مغمضه عيونهآ مطبقه شفتيهآ بآلقوه: ههههه هذي البنت مره بريئـه
صيته: ليـش علآمهآ !
ريتآج: دخلت المطبخ هم إخترعت هي وطآح منهآ الكآس .. مرتبكـــه وكلش رآيحه بخبر إللي صآر
قوست فمهآ بعدم فهم سآئلتهآ: ليش وش إللي صآر
ريتآج: آدم خطيبهآ بآسهــآ بغرفتـه هههههه

بققت صيته عيونهآ بـ تفآجئ بينمآ ريتآج مستمره بآلضحك: ههههه وتخيلي علمتني بآلموضوع كذآ عآدي .. سألتهآ ليش متوتره ومرتبكه قآلت إللي صآر .. وإنه أول مره يصير يآحرآم إن تشوفينهآ , وجههآ أحمر طمــآآآط من الحيآ
أطبقت صيته فمهآ بقهر: وإنتي مآبه وجهك قطره من الحيآ
إرتفعت شفتهآ العلويه بتعبير مشمئز: وليش يعني
صيته: البنت شكلهآ بريئ , غصباً عنهآ إللي صآر وإبتلشت فيه صآرحتك بـ حُسن نيه وإنتي آلحين تفضحينهآ حسبي آلله عليك

ريتآج: الحين أنآ أفضحهآ ! ترآني حذرتهآ تعلم أحد بآللي صآر
طيرت عيونهآ بـ إستخفآف: مآشآلله .. تنبهينهـآ مآتعلم أحد وإنتي قآيمه بـ الوآجب
رمقتهآ بنظره إستحقآريه: مآتنعطين وجـه .. مآرح أعلم أحد , هذآ بيني وبينك إنتي
صيته: هذآ بينك وبينهآ هي وبــــس ..
ريتآج: وإنتي ليش محتره كذآ
صيته: لأن هآللي سويتيه شيّ مخيس ومآبه أخلآق .. هآللي صآر بينهآ وبين خطيبهآ شيّ خآص , آلبنت مسكينه شكلهآ طيبه وعلى نيآتهآ فضفضت معك وإنتي مآشآلله , مآتتوصيـن أبدّ .. حرآم عليك تفضحينهآ حتى لو قدآمي
وسعت ريتآج عيونهآ خآزتهآ بـ تنبيه لصوتهآ إللي على وإحتد: وجـع إنتي ! شرآيك أجيب لك مكرفون تتكلمين فيه أحسن ! آلحين بآلله منو بيفضحهآ أنآ أو إنتي !

كورت قبضتيهآ بـ غضب رآصه على فكيهآ بـ القوّه: تطلعين الوآحد عن شعوره مدري متى تخلين عنك هآلحركآت
ولتهآ ريتآج ظهرهآ رآفعه لهآ كآس قزآزي مآليته من مويـة الفلتـر المثبت بـ الجدآر: خلآص بنطـم وبآكـل تبـن .. الشرهه علـي قصدي أونسك أقوم وأنغبـن
صيته: نتونس على حسآب النآس يعني !
قوست فمهآ بلآ مبآلآه مسنده نصفهآ السفلي لأدرآج المطبخ من ورآهآ: أحسّ إللي سوته ورده هذآ غلط .. حتى وإن كآنوآ عآقدين مآيصير هآلشيّ .. آلرجآل كلهم صنف وآحد ومآحد يأمنهم على شيّ
ضيقت صيته عيونهآ بـ تحري: صآر شيّ غير البوسه هذي ؟
طيرت ريتآج عيونهآ بـ سفه متعمد: هذي خصوصيآت ومآيصير أفضح البنت

أطبقت صيته فمهآ بـ مقـت في حين إبتسمت ريتآج لآحقتهآ بسرعه: ههههه لآ مآصآر .. أنآ بس أتكلم عموماً آلمفروض مآيصير شيّ .. لآ حضن ولآ بوسـه ولآ غيره .. خطيبي على عيني وعلى رآسي , لآمنه تقفل علينآ بآب وآحد صير سويّ إللي تبيـه .. غير كذآ شكراً .. مآلنآ حآجتن فيـه

شيّ من كلآم ريتآج صحى بدآخلهآ جرح قديم تهيأ لهآ إنهآ قد تخطتـه .. ذيك الخطيئـه اللعينـه إللي مآرستهآ وبكآمل إرآدتهآ مع ذآك الخسيس – على حدّ نعتهآ له - .. القبلـه الحميميـه , العميقه والدآفئه إللي ربطتهم سويّه في حين مآكآن فيه أيّ شيّ مشروع رآبط بينهـم .. مجرد طلـب .. طلبهآ الزوآج وهي وآفقـت .. لأجل هآلطلب سمحت لنفسهآ بـ المآدي , التمآدي على أكثر شيّ هي نآدمـه وأشـد الندم عليــه .. لو بيدهآ بس تكرر لحظـه وحده من حيآتهآ كآنت رجعت لهآلنقطـه .. لهآللحظـه ولهآلموقف ومآسوتهــآ ...

نآظرت بـ ريتآج إللي كآنت تنآظر أظآفرهآ الطويله المبروده وبعنآيـه وبقلبهآ شيّ من الحسره .. غصباً عنهآ تلألأت الدموع بعيونهآ ..
" ليش يآريتآج تفتحين علي جرآحــي .. ليش تعذبينــي وأنآ بآقي إللي بقلبي بعده مآندمــل ..... ! "

الدموع المتلألأه بعيون صيته كآنت نفسهآ بعيون ذيك الوآقفه ورآ بآب المطبـخ .. مفرملـه خطوآتهآ قبل تمتد وتدخـل على الجملـه المخترقـه لصميم قلبهآ محدثـه ذآك الجرح إللي مآينذر إلآ عن سـوء العآقبـه ...

(آدم خطيبهآ بآسهــآ بغرفتـه )
بلعت ريقهآ بصعوبه من هول المحآدثه إللي سمعتهآ بين أختيهآ وبآقي مستمره ..
إمتلآ وجههآ بصدمـه يبستهآ مكآنهآ مآقدرت حتى إنهآ تقتحم عليهم إنفرآدهم أو حتى تنسحب رآحمه نفسهآ من وقـع إللي سمعته ومآسبب لهآ إلآ الوجــع .. آلجـرح .. آلغيـره .. وآلحقـــــد !

كورت قبضتيهآ بتوعد بعدمآ إنهآلت دموعهآ في صمت مضيقه عيونهآ بـ غيظ , وغِـلّ , وغليـل " لآ يآ آدم .. منتــب لهــآ .. مآيحق لك تسوي هآلشيّ معهآ .. هآلشيّ لي أنآ .. لي أنآ مو لهـــآ ......... "


/
/
/
/


صعد الدرج بخطوآت حمآسيّه مزدوجـه قآصد يسبقـه لحد مآوصل للقمـه ملتفت له بـ إبـتسآمه قآصد معآيرته: رآحت عليك يآلشآيـب
نآظره من موقعه يحسّ نفسّه كهـل بـ التسعين ...
بآلحيل كآن يرفع يرجوله عن السلآلم وهو مستند للدرآبزين بيمنآه , رمقه بنظره حآقده متوعده مردف بقهر من بين أسنآنه: هذآ وجهي إن طآوعتك بشيّ ثآني

....: ههههه هذآ بدآل مآتشكرني !
....: مآلــك !!
إلتفت بسرعه ورآه وبآقي الإبتسآمه بوجهه: هلآ يمّـآآ
إنتقل نظرهآ من مآلك لـ سند إللي شكله يعآني وهو يرقى الدرج , وجهه مُرهق , جبينه مُتعرق !
إحتدت نظرآتهآ إستفهآماً مآبين ولدهآ مآلـك وأخوه سنـد بـ إستغرآب من تمآثل ملآبسهم الريآضيّه وردتهم المتأخره بهآلوقت من الليل ..
ثنينـهم بنآطيلهم ريآضيّه قطنيّه رمآديّة آللون فضفآضه بـ أسوره ضيقه من آخر السآق , تيشيرت مآلك أصفر آللون وفوقه سويتشيرت كحلي سحآبه مفتوح بينمآ سند كآن مقفل سحآبه حآمل على ظهره شنطه ريآضيّه خفيفه بـ حبل رفيع على كتفه الأيسر .. كونفرسين ريآضيين حآملين لـ إشآرة – نآيك - , حق مآلك لونه أصفر .. وسنـد أبيـض ..

....: وين كنتـم ؟!
مآلك: بـ الجيـم , صآر لي فتره مآرحت وخذيته معه حسبي آلله عليه فشلني
نآظرت بسند إللي توّه وآقف بمنتصف الدرج يلتقط أنفآسه سآئله مآلك بعدم فهم: ليش !
مآلك: مآقدر يسويّ أي تمرين .. حتى الضغـط طآح على بطنـه بعد الخآمس ههههه آلله يفشلك آخر مره بروح معك
سند: إلآ أنآ إللي آخر مره بروح معك

أطبقت فمهآ بـ إبتسآمه قصيره تنآظر مآلك بـ لوم: سند يتعب بـ المؤسسـه , مو كآفي الضغط إللي إهو فيـه
سند: علميـه بـ آلله
مآلك: ليش وأنآ مآشتغل معك يعني ؟
رقت ملآمح سند بـ إستهزآء يتوسله يسكت: تكفــــــى
مآلك: هههههه آلبركه فيك إنت وسُهيل
نآظرت إبنهآ بدهشه مبققه عيونهآ في حين رفع هو حآجبيه إدعآءاً للبرآءه: شفيـك ! توني جديد بـ الشغل ومآعندي خبره

أطلقت زفره مُحبطه أطبقت من بعدها فمهآ بـ قلة حيله بآللحظه إللي وصل لهم فيهآ سند مآسك وسطه: آآآهـ يآخـي .. كل عضل فيني مشدود
أم مآلك: آدخل تسبح بمويه دآفيه
سند: وهذآ إللي بسويّه
أم مآلك: تعآل مآلك أبيك شويّ
أرخى كتوفه بـ تعب: يمّـه أجليهآ حدي تعبآن اليوم
أطبقت فمهآ بقهر رآده بـ إصرآر: لآء مآفيّه , آلحين نقعد ونتكلم ولآ عآجبك وضع مرتك يعنـي !
زوجين من العيون إحتدت نظرآتهم بـ إنتبآه لتكمل هي بـ شكوى: صآر لهآ إسبوع منقطعه عنّآ , خير ! وش الصآير !
أطبق سند فمه تفهماً برفعة حآجب سريعه أخفض من بعدهآ رأسه مستأذن: رآيح لغرفتـي .. عن إذنكم

تمت عيونهم تتبعه لحد مآختفى قدآمهم بغرفته إللي أقفل بآبهآ بهدوء منزل الشنطه القمآشيه عن كتفه ممدد أطرآفه يتمغـط بـ تعـب .. حرك رآسه يمنه ويسره قآصد يفك الشـد والتشنـج بـ عنقـه آلمتيبـس بينمآ كآن مآلك توّه مكآنه مع أمه إللي ردت تسأله بجفآف: إنت مضآيقهآ بشيّ !
مآلك: لآ تطمني .. مآنيب مضآيقهآ بشيّ

....: أجـل !
أرخى كتوفه مطير عيونه بتململ من أسئلة أمـه , تسألهآ وش بهآ وهو أسآساً للحين مآيدري وش بهآ !
....: متزآعلـه مع أختهآ , بس .. هذآ هو الموضوع
ضيقت عيونهآ إستنكآراً وكن كلآمه مآمشي عليهآ: وهي عشآن متزآعله ويّآ أختهآ تنقطـع عنّآ ! أختك أصآله اليوم دخلت لهـآ
بسرعه إتسعت عيونهآ تفآجئاً في حين ضيقت أمه عيونهآ بتشكك: شفيـك تفآجئت !

شتت نظره المندهش بعيد عنهآ رآد بـ توتر: لآآآ .. مآفيـه – ردّ ينآظرهآ بـ ثبآت بآلع ريقه – وش صآر !
قوست فمهآ مآتدري: مآصآر شيّ .. مآعلمتهآ شيّ , ردودهآ كلهآ قصيره وبآرده
أطلق زفره محبطه مغمض فيهآ عيونه بـ همّ: يمّـه .. مآقلت لكم لآحد يكلمهآ
....: شلون يعني محد يكلمهآ ! إنت وين عآيش ! منتم بروحكم .. إحنآ هنآ كلنآ عيلـه وحده .. ومرتك آلحين جزء من هآلعيلـه .. تبي تفصلهآ عنآ ومآتبينآ نحتك فيهآ خذهآ وإطلعوآ برآ عيشوآ بروحكم بعيد عنّآ .. غير كذآ مآعندي شيّ أقوله

بسرعه مسك يدهآ اليمنى رآفعهآ لفمه طآبع قبلته القويّه على ظهرهآ بـ إبتسآمه جذآبه: يآلحبيبه هذآ مو قصدي وإنتي عآرفه
بجفاء سحبت يدهآ من يديه هآزه رآسهآ نفياً بـ فمّ مطبق يأساً: إنت محد يآخذ منك حق ولآ بآطل
قآلتهآ ثم ولته ظهرهآ قبل تسمع كلآمه صوب جنآحهآ في حين مسح هو على رآسه شآد شعره الكثيف عآض على شفته السفلى وإبتسآمه حسيّه بوجهه إللي لفّه ورآه ينآظر بآب جنآحـه ..

البآب إللي فتحه بهدوء مآط رقبته يترقب وجودهآ بـ أي ركـن .. الترقب إللي صآبه بـ إحبآط يوم تدآرك عدم وجودهآ بـ الصآله ..
بخطوآت هآدئـه دخل غرفة النوم خآفتة الإضآءه وعيونه صوب المكآن إللي توقع وجودهآ فيـه .. على سريرهآ .. إمآ محتضنه نفسهآ ممدده , أو متكومه على نفسهآ مستقعده .. إلآ إنه وهآلمره خآلفته توقعآته ..
إحتدت نظرآته بـ تخوّف من عدم وجودهآ قآطع خطوآته الوآسعه تجآه غرفة تبديل ملآبسه بشده للبآب الجرآر بقوّه بتوقع أكيد إنه بيلقآهآ إلآ إنه ............ مآلقآهآ !

....: تغريــــــــد !
أطلقهآ بصرخـه حآدهـ مرتآعـه ليجيـه صوتهآ من ورآهـ هآدئ: أيــوآ !
بسرعه إلتفت عليهآ بكآمل جسده وآلرعب بعيونه الجآحظـه سآئلهآ بلهفه: وين كنتــي !!
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستغرآب مأشره بـ إبهآمهآ للبآب من ورآهآ مجآوبته بـ تردد بآهـت: بـــ ........ الحمّآم !

تحوّل نظره من عليهآ للبآب من ورآهآ وبآقي الشحوب بملآمحه الجَزِعَه , نآظر كآمل شكلهآ إبتدآءاً من شعرهآ المبلل آلمجمع كآمله على كتفهآ الأيسر .. بشرتهآ صآفيه ووجههآ نقي .. مرتديّه ترنج شتوي أسود آلبنطآل وآلسويتشرت , بخطين صٌفر من جآنبي البنطلون والذرآعين , يظهر تيشيرت دآخلي أصفـر اللون ..
إبتلع ريقه وشيّ من الرآحه بدآ يسرى لقلبّـه ولأول مره يخآف من نفسـه , من الشعور إللي إنتآبه لمجرد فكرة فقدهآ .. إبتعآدهآ عنه , أو إنفصآلـه عنهآ !

فرك جبينه بـ إصبعيه السبآبه والوسطى اليمنى مضمومين خآفض رآسه بـ إبتسآمه قصيره – متفشله - : مـدري شفينــي !!
تمت تطآلعه النظره بلآ معنـى لثوآنـي أعرضت من بعدهآ في صمت تجآه طآولة التسريحه رآفعه مشطهآ الخشبـي وبدت تسرح شعرهآ آلنـديّ بهـدوء ..
لحظآت من السكون تحت أنظآره المأسوره بفتنتهآ السآحقـه , تحت أي وضـع وبـ أي شكـل !
أبعدت المشط عن شعرهآ تنآظر بـ إنعكآسه من خلفهآ ..

أحست بـ جبينـه يُسنـد لمؤخرة عنقهآ , منتصف إلتقآء لوحي كتفيهآ مآتشوف إلآ سآعديه إللي حآصروآ خصرهآ مُطلقه زفره عميقـه هآدئــه إبتلعت من بعدهآ ريقـهآ بـ غمضـة عين قويّه , إستجدآءاً للقوّه ... للصبر ... وللثبآت
....: مآلــك
....: لبيـه يآلجـرح
ردت وأغمضت عيونهآ إللي بلمحه خآطفه ترقرقوآ بدموع حبيسه , أطبقت فمهآ بآلقوه لحظآت قبل مآتفتحه محرره نفسهآ المخنوق: أبيــ .. أبيــك ........... أبيك بـ شيّ
أجبرهآ بـ إلتفآف سآعديه من حولهآ على الإلتفآت له ومقآبلته , صآر ظهرهآ هو إللي للمرآيه مجآوبهآ بنبره هآمسـه , خآفته .. رقيقه وعذبه: سمّــي يآبعـد كلــي

أخفضت رآسهآ مشدده من إنطبآق فمهآ للحد إللي معه جحظت أودآجهآ في حين إنعقدوآ حآجبيه هو بـ خِفّه من صمتهآ ليشدد من قبضتيه الممسكه بـ جآنبي خصرهآ جآذبهآ له بـ همس مثير: آلتيشيرت حقي أصفـر
نآظرته بعدم فهم ليكمل هو بـ إبتسآمه قصيره هآمس بـ خفوت: والتيشيرت حقك بعد أصفـر ..
تغريد: ...........
....: تدرين عآد أنآ أعشق آللون الأصفـر .. ولأجل الأصفـر ... إللي تبينـه بتلقينــه .. هآآه , آمـر يآلجرح وتدلل

إنقبآضه قويّه بقلبهآ , تحسّ أنفآسهآ مختنقـه .. شلون بيطآوعهآ قلبهآ وتوآجهه بآللي تبيـه .. مآيقولهآ إلآ – آلجرح - , هو مآدرى فعلاً إنهآ جرحـه !

....: أبي أتطلـــق !
ارجع صدره للخلف كرد فعل تفآجئي بـ حآجبين مقطبين لتقآبل هي دهشته بـ تمآسك وثبآت تأكيداً للي توّهآ وأفصحت عنه , عآدت كلآمهآ فآصله بين الكلمه وتآليهآ - : أبـي ... أتطلــق .. يآمآلـك ...................... طلقنــــــي
بـ ترآخي إنهآر حصآر يديّه لخصرهآ وإبتسآمه بآهته غير مستوعبه بملآمحه آلمستفهمه: مآفهمـــت !
ثبتت عيونهآ صآرمة النظره بعيونه مستفهمة النظره , للمره الثآلثـه ..... الأخيره , التأكيديّه .. أعآدت كلمتهآ الجآرحه وبـ جفآء , وكأنهآ عن عمد قآصده تكون بهآلقسوّه: طلقنـــــي
إنعقدوآ حآجبيه أقصآهم إلآ إن إستفهآم سآذج بعده بوجهه غير مستوعب: مآفهمـ ..... كيــ .. كيف يعنـي !!

أبعدته عنهآ بـ ضربة يدّ وآهنه لـ وسط صدره مرتده هي خطوه خلفيّه بنبره جآهره غضباً: وش إللي كيــف !! وش إللي مآفهمتـه !! أقولــك طلقنـــــي .. أبي أتطلـــق .. مآتفهـــم !!
إرتفعت شفته العلويّه بـ إبتسآمه إستنكآريّه سآئلهآ والذهول بوجهه إللي عيت ملآمحه تخضـع للحقيقه الصريحه الوآضحه: تمزحيـن إنتـي !!
ألصقت رآحتهآ اليمنى لوسط جبينهآ بصبر نآفذ مغمضه عيونهآ لثوآني قبل تفتحهم رآده عليه بـ جفآف: وين المزح ! ليش أمزح ! – أشرت بسبآبتهآ على كآمل وجههآ بشكل دآئري مُردفه بـ عصبيّه – هذآ شكـل أحد يمزح ! هـآآ .. ولآ إنت إللي كل شيّ عندك مـزح .. مآتفرق بين الجـد من عدمـه !

....: إنتي شفيـك !!!
إحتد صيآحهآ مُعلـن عن بدآية نوبة إنهيآر: أنآ إللي شفينـــــــي ولآ إنت إللي شفيــــــــك .. شفيكــم كلكـــــــــم
إنشد صدره مرتعب من صُرآخهآ الحآد ودموعهآ إللي بدت تسيـل بلآ تحكـم مآ أمدآه يقترب خطوته البطيئه تجآههآ لأنهآ إرتدت خطوآت قآربت فيهآ توصل لبآب الغرفه المفتوح بنفس صيآحهآ المبحـوح: شفيكـــــــــم إنتــــــم ! مو كآآآآفــــــــــي !! مو كآآفـــــي إللي صــــــــآآر

....: علآمـك يآبنت ! منو تقصديــن !!
....: طلقنــــــــــــــي
بلحظـه إختفى القلق إللي بملآمحه , وآلخوف إللي بعيونه , لتحل نظره غآمضـه , مُخيفــه , أصدر من بعدهآ تنبيهه الجـآف الحآزم: تعدلي يآتغريـد وآصحي للي تقوليــن

ضربت الأرض برجلهآ اليمنى رآفعه سبآبتهآ بوجهه وآلحقد بعيونهآ: هذآ إللي عنـدي .. وهذآ إللي أبيــه
....: إللي عندك هذآ وإللي تبينـه ... أنآ أبيـك تنسينــه
قآلهآ ببرود مقترب صوبهآ إلآ إنه خآلفهآ بيطلع من البآب بخطوآت هآدئه أوقفته وبآلقوّه من شدتهآ لذرآعه , آلشده إللي معهآ مآل جآكيته وبغى ينفصخ من عليه: وقــــــــف هنـــآآآآ
نفض يده من مسكتهآ مآسكهآ هو من رسغهآ الأيمن مشدد عليه بعيون جآحظه متوعده: آقصري آلشرّ يآتغريد وولـي عني آلحيـن
جآوبته بـ وهـن صوتهآ المجروح المبحوح: طلقنـي يآمآلـــك .. مآآآ أبيــــــك
أنهت كلمتهآ على بآقي صبره .. مآتبيـه ! هآلكلمـه الرآفضـه الجآرحـه إخترقت صميم قلبـه كمآ الطعنـه , القآسيه بلآ رحمـه , والسريعـه بلآ تـردد ..

أطبق قبضته اليمنى على فكهآ السفلي بعدمآ ألصق ظهرهآ بـ الجدآر من ورآهآ هآمس بغيظ مكبوت قهراً من بين أسنآنه: مآتبينـــي !! تبين من أجــل !! هــآآه .. تكلمــي .. منو إللي تبينـــه !!
بقوّة كلّ مشآعرهآ الداخليّه المكبوته ..وجعهآ , وألمهآ , وقهرهآ , وغضبهآ .. دفته من صدره بكلتآ يديهآ محرره صرخآتهآ المتألمه: مآ أبيـــــــــك ولآ أبـــــي غيــــــــــرك .. طلقنـــــــــي .. غصبــاً عنــــــك بتطلقنـــــــــــي
جآ بيثبتهآ لمكآنهآ بـ الجدآر إلآ وإبتعدت بخطوه وآسعه مستقره جمب البآب بعيون مترقبه لخطوآته المتبآطئه تجآهه وإبتسآمه هآزئه بوجهه مآ أثآرت لنفسهآ إلآ التوجس: وآلله ؟ وإيش إللي بيغصبني إن شآلله ؟ - إختفت إبتسآمته الهآزئه ليرد الجمود بملآمحه القآسيه مكمل بـ تنبيه جآف , بآرد ... ووآثق - : هذآ إللي تبينـه نجوم السمآ أقرب لك منـه ... فآهمه !

تكورت قبضتيهآ بقهر , مآلهآ سلآح إلآ الإصرآر .. تدري إن إحتمآل حدوثه شبه معدوم مع هآلرجل العآشق لهآ وحد الثمآلـه .. إلآ إنه يظل هو الحـل المنطقـي , والمثآلي .. هو جرعة الدوآء المُـرّ .. شيّ لآبد منه جبراً .. هو العلآج الشآفـي لعلآقه بآئسـه غير متكآفئـه بينهآ وبين مآلك .. شيّ إستمرآره ظُلم لإثنينآتهم .. شيّ إستمرآره تمآدي في الخطأ !

....: طلقنـــي
أرجع رآسه لورآ شآهق نفس حآنق أتبعهآ بـ النظره الصقريّه الحآده رآص على أسنآنه .. وبقوّه , كآبت إنفعآله ..
هذآ هو الوجـه الآخـر لـ مآلـك .. بـ ظروف غير الظروف إللي تعيشهآ حآلياً كآن ممكن يوصل رعبهآ أقصآه من هآلنظره وهآلملآمح .. إلآ إن وقع صدمتهآ بـ أشيآء كثيره كآن أكبر من إن مجرد نظرة تهديد ترعبهآ .. شيّ بدآخلـهآ صآبـه الجمود واللآمبآلآه .. ضآربه التوعد بملآمحه عرض الجدآر ..
....: من حقي أعيش الحيآه إللي أبيهآ .. إللي أختآرهآ .. ومع الشخص إللي أبيه وبنفسي أوآفق عليـه .. أنآ مآ أخطيت بشيّ لأجل أتعآقب هآلعقآب

ضيق عيونه أقصآهم إستنكآراً هآمس بعدم تصديق: إيــــش !!
تغريد: ...........
مآلك: زوآجنآ عقــآب !!
رفعت ذقنهآ بتحدي مدعيّه التمآسك: إيه عقآب .. لمآ أنجبر على علآقة زوآج مآ أبيهآ تصحيحاً لغلط أنآ أصلاً مآسويته عقآب ولآ مو عقآب !
مآلك: .............
دقت وسط صدرهآ بـ أصآبعهآ اليمنى المضمومه مكمله ببحة صوت معذبه: من حقـي .. من حقـي أكون مخيره مو مُجبره .. وإنــــــت – أشآرت بسبآبتهآ تجآهه مكمله – وإنـــــــت أجبرت نفسك عليّ وأجبرتني عليــك
أطلق تحذيره الجاف طآلبهآ السكوت: تغريــــــــــــد !

التحذير إللي سفهته عمداً مكمله: مو ذمبـــي .. مو ذمبـــي أتحمـــل وصخـــك إنت ودآرين مو ذمبـــــــــي
....: تغريــــــــــــــــــد !!!
بقوّه فتحت بآب الغرفه الموآرب لينفتح بسرعه ويتصفق بآلجدآر من ورآه مطلقه صرختهآ الإعترآضيّه البآكيه: إيه أنآ تغريــــــــــــــد ... تغريد مو دآريــــــــــن – دقت بقبضته اليمنى صدرهآ مشدده على كلآمهآ تفصيلاً - : أنــــــــــآ .......... تغريــــــــــــــد

مسح على كآمل وجهه برآحته اليمنى وعيونه معلقه بـ السقف إرتجآءاً للطف اللطيف , آللحظه إللي وصله فيهآ صوتهآ , خآفت , مبحوح .. يظهر منه كلآم والبآقي هآمس: إنت وش إللي فرق معك ؟ وش إللي فرق مع دآرين ؟ جآوبنـي ! كيف تبيني أتقبلك وأرضى بهآلعلآقـه وأنآ كل مآشفت وجهك تخيلتك وإنت مع أختي .. أشوفك بآلفيديو وإنت مع أختي حآضنهآ .. أختي إللي ممكن آلحين بهآلوقت وبهآللحظه يكون زوجهآ حآضنهآ ...... إيش هآلوصـــخ !! إنتو كيف عآيشيــن كذآ ! هذآ إيش – أشرت على قلبهآ وآلدموع من عيونهآ متوآليه – هذآ مآيحـسّ ! مآيتعــب ! مآيلـوم , مآيأنــب ! وش إللي فرق معك إنت !! – فتحت فمها لآخره بـ إبتسآمه نصـر – آآآآآآهــ عرفـت .. فـرق كبيــــر .. وآآآآو .. فعلاً يآحظـك .. دشرت وتسآيرت مع وحده وتزوجت الثآنيـه .. تسليت مع الرخيصه وتزوجت البرئيـه .. بآلله علمني , أحد بهآلعآلم عنده حظـك ؟! آلحين بتعيش حيآتك وإنت مرتآح بعدمآ كآنت آلظنون بتذبحك .. صحّ إنك تزوجت وحده بس عقلك كآن مدمـر مآهوب نآسي إنهآ قد رخصت لك نفسهآ وجسمهآ .. من وين لك الثقه الكآمله فيهآ ! بس بعد مآعرفت إن دآرين غير تغريد .. وإن إللي عرفتهآ دآرين وإللي تزوجتهآ تغريد يآسعدك ويآهنآك .. والهآنم دآرين وش إللي فرق معهآ ! تسلت وإستآنست ويّآك .. مع وآحد غبي ميت فيهآ وينفذ لهآ كل الحقآره إللي تبيهآ وبـ الأخير تزوجـت وآحـد مآختلف كثير عنـك .. هو بعد ميت فيهآ وقآدر ينفذ لهآ كل إللي تبيــه .. وأنــآ !! إللي إللي بـ الوسط وبين الرجول .. أنآ إللي بليله وضحآهآ ألقى نفسي بشريط فيديو بسيآرتك الوصخه , صدري هذآ إللي ولآ بعمرك شفته قآعد تتحسسه بيدينك الوصخـــه .. أنآ إللي غصباً عنـي أنجبر على زوآج بوآحـــد وصــــــــــــخ زيـــــــــــــــك ليـــــــــــــــــــــش هــــآآآآآآه ليـــــــــش !!!

هذي إللي حآملـه بقلبهآ وسآكته , هذي إللي صرخت , زمجرت , وطفحـت ..
وهذآ هو إللي تلقـى كل غضبهآ ونقمهآ ومقتهآ بـ صدمـه كآنت أقوى من قدرته على الإستيعآب قبل قدرته على التحمّل !
تمّ يرمقهآ بنظرآت مذبهلـه مذهولـه , مستنكره ...... وغير مُصدقه !
أطلقت كلمتهآ الأخيره وإللي كآنت طلقـة البآرود لقلبه: طـــــ ........... ــــلقنـــي !
هروباً من الوآقـع , من الحقيقـه .. ومن الموآجهه .. من الألــم ..... ومن الجـــرح !

تخطآهآ بخطوآت متسآرعه خآرج من الغرفـه , قآصد خروجه النهآئي من الجنآح بـ أكمله .. ومن البيــت بـ كبــرهـ ..
....: وقـــــــــف
نآظر بيدهآ الممسكه بسآعده الأيمن الممتد لأكرة البآب الرئيسي للجنآح مآنعته يفتحه بتشديد من بين أسنآنهآ: مآرح تطلــع قبل تنهـي كل شيّ
....: ولّـي عني هآلسآعه يآتغريد أحسنلك
....: طلقنـــي ..... والحيـــــــن

أطبق على فكهآ السفلي ملصق رآسهآ بـ البآب من ورآهآ مجآوبهآ بـ جفآف حآزم .. وقآطع: طـــــلآق ! ........ مآفيـــــــــه
ردت عيونهآ وتلألأت بآلدموع دآفته من صدره إلآ إنه مآتزحزح , أكمل بنفس نبرته الجآفه من بين أسنآنه: زرتي هلك مرتين ورديتي فآقده عقدك .. أنآ أعرف شلون أتفآهم مع هلك ذولي عدل
على طآري الأهل .. آلــجرح المفتــوح ..

بكلّ قوتهآ الكآمنه , من رآحتيهآ المبسوطه لصدره , أبعدته وبآلقوه ليرتد عنهآ بعيون مرتآعه من قوتهآ , أردفتهآ بـ صرخآتهآ المُدويه , وكأنهآ من الجن ممسوسه , أو بـ الشيطآن ملبوسه: رووووووح لهـــــــــــــــم .. روح وإسألهـــــــــــم ولآمنك دريــــــت !! بآلجــدآر إللي يعجبـك وتبيـــه .. طــق رآســــك فيـــــــــــه , أنآ أصـــــــلاً مآآآلــــــــــي أهـــــــــــــــل .. طلقنـــــــــــــي .. طلقنــــــــــي مآآآآ أبيــــــــــك .. مآآآ أبـــي أعيــش معـــك .. مآ أبــي أشوف وجهـــك ولآ أسمـــــع صوتــــ ......................
آلصوت إللي آنكتمّ فجأه , سكن من بعـد صيآح ..

بـ التصوير البطيئ رفعت رآسهآ المآيل يمنـه بعيون موسعه أقصآهآ بصدمــه .. يدهآ على صدغهآ الأيسر إللي تصفــق وبلآرحمـــه .. الصفقـه القويّه إللي أسكتتهآ جبراً تنآظره بعيون مدمعـه .. مأنبــه .. التأنيب إللي مآتحملّه قلبـه .. هو للحين مآهوب مصدق إللي صآر وسوّآه .. هذي يده إللي إرتفعت وإمتدت .. يده إللي لآمست حرآرتهآ برودة خدهآ .. يده إللي صفقتهآ ..... آلمتهـآ ؟!
أغمض عيونه بآلقوّه وبقلبـه ليته إنشلت أطرآفه ولآ إمتدت لهآ وطآلتهآ ..

فتح البآب بـ حده وآلضيق بوجهه إللي تيبـس من إرتفع نظره عن الأرض من تحته وإستقر على الوجيـه قدآمـه ...
ثلآثه من الملآمـح المتمآثلـه مآثلـه قدآمـه حآفره الصدمه تعآبيرهآ بين قسمات وجيههم ثلآثتهم ...
أصآله وسآلـي جمب بعـض , تتقدمهم أمــه على مقربه شديده منـه !
إبتلع ريقـه بصعوبـه مو هول مفآجئتـه .. المفآجئه إللي زآدت أضعآف من إنفتح البآب لآخره من ورآه بصيحه جآهره .... بآكيـه: أقولـــــــــك طلقــــــ ............... ـــنـي !

بهتت آخر كلمآتهآ من إستقرت عيونهآ المتورمه تمآماً بعيون أم مآلك المصدومـه ..
شهقــه تفآجئ مقطوعه أصدرتهآ أصآله بعيون رآفضـه موسعه أقصآهم تفآجئاً في حين ضمت سآلي قبضتهآ اليمنى لصدرهآ بوجـه مُصفـر .. مرتآع !

بنفس المُحيط , كآن ورآ بآبه مبآشرة .. رآحتيه مبسوطه للبآب ملصق جبينه لـه بـ فمّ مُطبق أسفـاً ... ويأســاً !
من أول وهو سآمع صيآحهم بسبب قرب غرفتـه من غرفتهم وشيّ من كلآم تغريـد قد وصلـه إلآ إنه مآقدر يربطـه ببعضـه بسبب بحّة صوتهآ إللي يختفي معهآ نصّ الكلآم .. توضحت له نسبياً أسبآب هآلحوآر القآسي .. درآ إنه شيّ مو بيده ومآله الحق بـ التدخـل .. مآلك الحيـن هو وحده بطـل قصتـه ...

مآلك إللي طأطأ رأسه بـ إنكسآر .. ألــم .. وحرج !
تسآؤلآت ثلآثيّة الطرف بـ إنتظآر الإجآبه إلآ إنه نفسياً كآن محطم كلياً مُدمّـر القـوى ..
بـ خطوآت سريعـه .. إنحنـى يسآراً نآزل الدرج ... كعآدتـه في الموآجهه ............... الهــروب !
آلهروب إللي كآنت هي رآفضـه له تمآم الرفض .. رآغبه بوضع حدّ نهآئي لعذآبهآ النفسي .. قرآر قطعـي إيجآبي لرغبتهآ إللي أعلنتهآ صرآحتاً وبصرآخ مُدوي , تجآهلاً للأروآح البشريّه المآثله قدآمهآ .. بـ صدمـه .. وذهـول .. وإستفهآم !

أحنت نصفهآ العلوي مستنده بيديهآ للدرآبزين يبين وكأنه سُور مُطل على الدور الأرضي: إرجـــــــــــــــع يآمآلــــــــــــــــك .. خليّـــــــك رجّــــــآل لو لمـــــره وحــــــــده بحيآتــــــــــــــك .. طلقنــــــــــــــــــــــــي


/
/

حلم الحياه 14-08-16 04:01 PM

رد: العاطفه والجسد
 
تدآركت نفسهآ قبل تطيح متعثره بـ ثنية السجآده الفرو آلكثيفـه بـ المجلس إللي دخلته لآحقـه أختهآ فيـه ..
....: آلله يآخذ عقلك بغيت أطيح وتنكسر رجلي مره ثآنيه
سفهتهآ وهي تفرد عبآيتهآ الفضفآضه إستعدآداً لـ إرتدآئهآ موليتهآ ظهرهآ لتسحبهآ منهآ الثآنيه وبقوّه: شفيك إنتـي جنيتـي !
نآظرتهآ بـ كُره مضيقه عيونها , مجآوبتهآ بـ رصّ على أسنآنهآ يبين فيه الكلآم تحآول تسيطر على إنضبآطه ومآيعلى فيه صوتهآ: أنـآ إللي جنيت ولآ أختـك ! – أشرت بعيونهآ على العبآيه إللي بيدهآ آمرتهآ بـ حزم - : عطينـي العبآيـه

أرجعت يدهآ الممسكه بـ العبآيه ورآ ظهرهآ كرد فعل رآفض أتبعته بـ هدوء: معليـه يآريتآج إعذريهـآ
ردت ورصت على أسنآنهآ بآلقوه: وآلله ! ليش إنشآلله ؟ إنتي وش رآيك بآللي سوته أختك وقدآم كل الحريم برآ !! – قلبت عيونهآ رآمقتهآ بنظره إحتقآر مكمله – هــه , وش بيكون رآيك يعني وإهي أختـك
حذفت العبآيه من يدهآ بقهر: وإنتي بعد أختـي .. وهذآني أقولهآ لك نآهـد فعلاً إهي إللي غلطت بحقك هآلمره بس وشدعوى تكبرينهآ إنتي الحين ! آذكري آلله وآطلعي آلحريم برآ وش بيقولون

ريتآج: زين وآلله تدرين إن الحريم برآ ؟ وهآللي سوته أختك ! ليش مآحسبت حسآب ضيفآتهآ وأنآ أختهآ قآمت تصيح فيني وتبهذلنـي ! وش يحدني أقبل هآلإهآنه وأتمّ ببيتهآ لو دقيقه وحده ! – رفعت سبآبتهآ منبهه – دقيت على سلطآن وإهو الحين ينتظرني ..
مسكت صيته جآنبي رآسهآ بـ طرفي إبهآمهآ والوسطى اليمنى تحسّ بصدآع موجعهآ: آآآآآآآه

بلحظه تلألأت عيونهآ سآئلتهآ بـ ضعف وقد إرتجفت أحبآلهآ الصوتيه: بآلله أنآ وش أخطيـت لأجل تبهذلني كذآ قدآم الحريم ! قآمت من على الأكل يدينهآ موصخه وش إللي سويته أنآ ! مغير خذيت علي من جمبهآ لين تغسل يدينهآ وترد
أطبقت صيته فمهآ بـ إحبآط: أدري وآلله

ريتآج: طيب وينه خطآي ! وش قصدهآ يعني تسألي ليش أبي ولدهآ ووش إللي أبي أسويه فيه ! وش بسوي فيه يعنـي !! نآهد قآلت كلآم أبداً مآيصـح وشوفي بكرآ هذيل الحريم وش بيقولون .. أختن خآيفه من أختهآ على ولدهآ , ليش يعني وش إللي بسويّه أنآ ؟ أنآ بعد خآلته
صيته: أكيد ومآبه زود على هآلكلآم .. – نفخت هوآ بـ يأس من سوء الموقف إلآ إن ريتآج معذوره وصآدقه بلومهآ عآللي صآر .. مآكآن قصدهآ إلآ تشيل الولد لين ترد نآهد , إلآ إن تصرف نآهد كآن مبآلغ فيـه وغير مقبول إطلآقاً - : ريتآجووه لآتسوين آلحين حسّآسّـه ويهمك كلآم نويهـد , من متى عآد ؟
ريتآج: بـ الطقآق أختك ذي ولآ همتني , حز بخآطري بس نفسي تهيني وأنآ أختهآ ببيتهآ وقدآم ضيفآتهآ .. قسم بآلله آخر مره تخطى رجولي دآرهآ ..

....: آستغفر آلله , آذكري ربك
ريتآج: أختك هذي إنهبلـت .. قسم بآلله .. خير إنشآلله محد جآب الولد إلآ هـي ! – نحفت صوتها تقليداً لنآهد وطريقتهآ بـ الكلآم – علـي , علي , علي , علي ... إنصرعنآ بذآ الـ علـي .. ولآهيب مخليتن أحد يلمسه أو حتى يشوف رقعة وجهه ..
صيته: ههههههه
ريتآج: يمين بآلله مآشفتـه , سلآمآت يآبوي !!
صيته: تدرين إنهآ تخآف عليـه , الولد توّه طآلع من الحضّآنه وقعد فيهآ فتره ..

ريتآج: الموضوع مآهوب خوف , ذآ مرض آلله لآيبلآنآ .. يآآآ إني مآ أدآني ذآ النوع من الحريم , لآمنه جآهآ الولد قآمت ودستـه ,, آستغفرك يآربي واتووب إليك
صيته: هههههه تدرين إنه مآرح يجيهآ غير هآلولد !
ريتآج: وإذآ ؟ بنذبحه لهآ يعنـي ؟ صيته حبيبتي مو معنآته أنآ وأمي نتنآقر معك إنتي وأختك إنآ نكرهكم ولآ نبآلكم الشرّ والسوء .. إنتن وش إللي تظنونه هآآه !
طيرت عيونهآ هآزه رآسهآ إستجدآءاً للصبر: آستغفر آلله ... وآلله يحق لهآ نآهد
ريتآج: هآآه شفتـي !

شددت صيته على عضدهآ الأيسر بـ همس تأكيدي: ريتآج يآلخبلآ , أمك مآ أقولهآ إلآ أمي لأنهآ أمـي .. حنآ خوآت .. يعني إنتي بعد خآلة علـوش .. وبعدين ترآك شفتيهآ بنفسك يوم قلت لهآ أبي أشيله شويّ يوم فتح عيونه وش قآلت !! وعيّت حتى أفك السحآب وأكشف عن وجهه ! يعني مو سآلفة أختي ومو أختي .. إللي تسويه نآهد معك تسويه معي .. إعذريهآ معليش
صدت عنهآ بوجههآ مجآوبتهآ بـ جفآء: أبدّ مآلهآ عُــذر

صيته: خلص عــ ............... – نفضه فجآئيه لإثنينآتهم إخترعوآ وعيونهم صوب البآب إللي هرولت له صيته قآطعه كلمتهآ لـ ريتآج إللي لحقتهآ بدورهآ والرعب بعيونهآ المحتده نظرآتهآ بقلق تحول لصدمـه من دخلت المجلـس إللي وقف كل من كآن بـه جآلـس –

صيحآت مدويّـه , صآرخـه وجزعــه ..
نوبـة إنهيآر جزِع بآكـي لـ نآهـد الجآلسه على ركبتيهآ لآطمـه خديهـآ بعيون سآئلــه دموعهآ بلآ هوآده !
حلقه من الحريم ملتفه حول هندول الطفل الصغيره ...
تمتمآت بـ ذكر آلله , تمتمآت مغآيره حآثتهآ تهدي من روعهآ وحدة جزعهآ ..
يدين ورده الممتده ليديهآ مآنعتهآ غصباً من لطم خديهآ ..
بـ الزآويه , وحده من بنات ضيفآتهم , مُرآهقـه , يبين عمرهآ بـ الخمسطآعش .. بآسطه رآحتهآ اليمنى لصدرهآ بعيون مذهوله من ردّ فعل نآهد وإنهيآرهآ المُريب ...
ثبتت ريتآج مكآنهآ وعيونهآ على صيته أختها إللي إرتمت بـ الأرض على ركبتيهآ جمب أمهآ اللي كآنت محتضنه الولد لصدرهآ لآطمه خده الرقيق بـ سبآبتهآ اليمنى والوسطى مضمومتين قآصده إفآقته !

....: علـــــــــــي ... علـــــــــــي يمــآآآآآآآآه ... علــي يبـــآآآآآآآ .. علـــي .. علــي ولــــــــــــــــدي
كتفت وردهـ معصميهآ جآبرتهآ توقف لطم خديهآ إللي تأجج لونهم موقفه حركتهآ المضطربه بـ إنهيآر تآم وكآمـل .. كآنت توقف على ركبتيهآ وترد وتقعد بآلقوّه .. توقف ثم تقعـد .. لآطمه خديهآ , أو مغلغه اصابع يديها سآحبه شعرهآ بشد قوي وعنيف من الجآنبين ... بلسآنهـآ مغير علـــي ... وعلـــي !

تنآولت صيته الولد من أمهآ بنظرآت محتده , متخوفـه , بلحمه خآطفـه إرتآعــت !
لونـه كآن أزرق بنفسجـي , مكتوم النفـس .. أو إنه متوقـف !
بسرعه كشفت عن بطنـه إلآ وتشوف ذآك الإنتفآخ الوآضـح اللي معه إتسعت عيونهآ لآخرهـم كآشفه عن سآقيه إللي تمآثلوآ إنتفآخاً ..

صيته: خير خير ... وينه بسّـــآآآم دقـوّآ عليـــــه .. أبوي , سلطآآن .. أي أحــد بسررعـــــــه
رصت وردهـ على أسنآنهآ طلع صوتهآ مخنوق يبين لآهـث وكأنه طوّل وهو يجآهد في محآولة كبت إنفعآل نآهد المنهآره: بــــسسسسس يآنآآهــــد خلـــــــــص

إرتفع نظرهآ المصدوم لأختهآ إللي توستلتهآ بمرآره بآكيـه بـ بهوت مستسلمه أخيراً لتكتيفة وردهـ إللي مآوقفت تمليس على شعرهآ وذرآعيهآ قآصده تهدئة روعهآ من بعد مآ اسندت لها ناهد كآمل ظهرهآ ملتصق بصدرهآ وهي ورآهآ ضآمتهآ من بعد نوبة إنهيآرهآ الحآد : خليــه يصحـــآآآآآآ , صحيّـه يآصيتـــآآآآآآآه .. ولـــــــدي .. ولدي يآصيتــآآآآآآآه ...... مآلـي غيـــــــــــره آآآآآآآآهــــ !


/


وكأنهآ – جُمعـة الجـزع - ...
مثل مآتعآلت صرخآت تغريـد قهـراً .. وصرخآت نآهـد ذعـراً ...
تعآلـت صرخآت شـروق ألمــاً ..

الطلق الفُجآئي الغريب والعجيب .. لولآدهـ طبيعيّـه , مآتعدآ من شهرهآ التآسـع إلآ إسبوعه الأول !
الطلق إللي بآغتهآ بعد إنصرآفهآ من مجلس الحريم مرآفقتهآ مرآم إللي توّهآ وردت من عزيمة آلعقيقه ببيت أخوهآ بسّآم غير شآهده على الأحدآث الأخيره ...... تآبعهم حوريّه ودآريـن !

بـ الطآبق الرآبع وقفوآ ثنينآتهم بصدمـه من صوت الصرخ المُدوي لتلتفت دآرين بحده على حور بعدمآ كآنت سآبقتهآ ببضع خطوآت صوب جنآحهآ .. النظرآت المتجهمه بوجه دآرين وإللي قآبلتهآ حور بـ جمـود ميبستهآ صدمـة الصرآخ الحآد والمتوآلـي مصحوب بـ إستجدآء مرير , بآكـي ومتألـم ..

تعدتهآ دآرين بضربة قآسيه طآحت بسببهآ شيلة حور الملفوفه بـ إهمآل على رآسهآ .. توّهآ بتلتفت لآحقتهآ للدرج إلآ وتُصــــدر الصرخــه الثآنيـــه ..
صآرخـه أكثـر , حآدهـ أكثـر , جزعــه أكثــر !
برعب إلتفتت دآرين ورآهآ لحوريه إللي إرتفع صدرهآ بشهقه مكتومـه منفغر فمهآ بذهول مرتآب من وقع الصيحـه الجزعـه ...... مختلفــة المصــدر !

تصوير الموقف مآكآن إلآ دآرين بـ قمة الدرج , رجل متقدمه والثآنيه مؤخره تنآظر حور بـ إستهجـآن شـديد وحآد .. حور إللي كآنت ملتفته لهآ نصف إلتفآته بكآمل جسدهآ آلمشدود مرتفعه كتوفهآ كمآ المأخوذ بـ الصدمه ...
صيحآت صآرخه من كلآ الطرفيـن ..

بصوت شروق المتألمـه ببكـآء صآرخ , ومرآم بصرخآت مستجديـه بـ الطآبق إللي تحتهم مبآشرة .. أمآ عن طآبقهـم فكآنت الصيحآت مدويّـه .. جزعـه ونآفـره للسبب إللي مآدآم مجهول كثير إذآ إن طآقم الممرضآت بدأوو بـ الظهور في حآله من التشتت والإنهيآر , أطلقت وحده منهم صرختهآ وسيل من الدموع على خديهآ مأشره بذرآعهآ الممدود صوب الممر آلمؤدي بنهآيته لـ جنآح – ســيــف - !

قبضه قويّه بقلبهآ إنكمش معهآ صدرهآ , لوهله حست بـ العجـز .. ثقل بركبتيهآ كل مآله يضغط عليهآ مآهيب قآدره توقـف .. تحركت رآسهآ بـ تشتت مآبين صيآح الممرضآت قدآمهآ وصيآح شروق ومرآم من تحتهــم ولآ شعورياً لقت نفسهآ صآعده خطوتين الدرج بخطوه وحده كمآ السآئره على الهوآء مآتدري ركضت بلآ وعـي صوب جنآحــه ..
الجنآح المظلـم إللي مآتدل دوآخلـه بدقّه إلآ إن الإضآءه البآهته بـ الغرفه المفتوح بآبهآ وصوت أنين بآكـي مرير خآفت تسمعه بوضوح من الممرضه الفلسطينيّه آلجآلسه على السرير مآتشوف إلآ ظهرهآ وهي محنيّه ضآمـه ذآك الجسد الهزيل لصدرهآ .. رأسهآ مدفون بـ بطنـه المغطآه بمفرشـه الأبيض , الحآوي لـ جسده الأبيض ... في سلآم ... وإستسلآم ....

....: سيــــــف !!
همس خآفت , شبه مسمـوع .. بـ إسمـه ..
إلتفتت وكآمل الصدمه بوجههآ الشآحب لتشوفهآ وملآمحهآ مآتختلف بشيّ عنهآ إلآ إن عيونهآ كآنت مرغرغـه بدموع حبيسـه ..
تمت عيون دآرين تتآبع حور بنفس الصدمه الحآده , تشوفهآ كمآ المنوم مغنآطيسياً تخطي خطوآتهآ المتأنيـه تجآهه لحد مآوقفت على رآسه وبتردد إرتفعت يدهآ اليمنى لتلامس وجهه البآرد سآكن الملآمح إلآ إنهآ وقفت بـ الهوآء بـ إرتعآشـة قلبهآ إللي إنخلـع بـ جزع أطلقت من بعدهآ صرختهآ البآكيه , النآفيه: لآآآآآآآآآآآء ... سيـــــــــــف !!!!

بـ إنهيآر تآم , أعلنت إرآدتهآ الإستسلآم .. جتّ بتطيـح إلآ وتلحقهآ دآرين قبل تستقر بكآمل طولهآ بـ الأرض متأبطتهآ بذرآعيهآ رآفعهآ وبمجآهده بآلغــه ..
إلآ إنهآ كآنت تمآماً خآرج تحكم أعصآبهآ وسيطرتهآ على نفسهآ إلآ من تمتمه خآفته بكلمـة – لآآآ - !
....: قوووومــــــــي
....: لآآآآآ

رصت على فكيّهآ بـ القوّه تعبت وهي تقآوم نفسهآ لأجل ترفعهآ بينمآ الثآنيه كآنت رآفضـه , مستسلمه: لآآآآآ
....: حــوور .. قوومـــي
إنتفض صدرهآ بشهقآت بآكيه متوآليه مصدره همسهآ المبحوح , الشآحب , والبآهت , وآلغير مُصدق: سيــف !! سيف مآآت !!
مآعآد فيهآ تقآوم أكثر , أطلقت صيحتهآ المنهآره رآفعتهآ تمآماً عن الأرض أخيراً وقد كتفت سآعديهآ حول بطن حور ملصقه ظهرهآ بصدرهآ: خلــــــــــــــص

بـ إرتعآب نآظرتهآ حور والدموع منسآله من عيونهآ , شفتيهآ مرتجفه وجفنيهآ مرتعشين .. – همست دآرين بـ وهن وقد ترقرقت عيونهآ بآلدموع - : خــلآص
....: سيـف مــآت !!

أخفضت رآسهآ مطبقه فمهآ بـ أسى تحت أنظآر حور آلمصدومه , بسرعه رفعت يدهآ اليمنى مظلله جبينهآ بعدمآ إنهآلت دمعتيـن !
تنآسياً لـ كلّ قسوتهآ وجفآءهآ , شموخهآ وكبريآءهآ .. إلآ إن قلبهآ يظل قطعـة من الدم وآللحم .. نآبـضّ .. حسّآس ..
ولتّهآ ظهرهآ بخطوآت مهرولـه إبتعدت فيـه عن كل الوحشـه إللي حستهآ بذآك الجنآح الكئيب النآبض برآئحه العجـز .. والضعف .. والمرض ... ورآئحـة آلمــوت ..

مسحت المتمرد من دموعهآ بظآهر سبآبتهآ اليمنى وصوت أنين متألم يجآهـد وبآلقـوّه وصلتهآ لتتسع عيونهآ لآخرهم قآطعه درجآت السلآلم نزولاً بـ الركـض !
قبضتهآ اليمنى عآفطه عبآيتهآ من منتصف صدرهآ وعوآصف الظنون تفتك بقلبهآ وإللي صآب أختهآ إللي تصآرع ألمهآ بـ شهقآت مكبوته و أنّآت مريره متعذبه ...

وقفت بعيون موسعه أقصآهآ من الذهول وهي تشوف طآقم من الشغآلآت بزيهم الرسمي ملتفآت حول مرآم إللي مآتشوف إلآ مقفآهآ وقدآمهآ أختهآ شروق منسدحه على ظهرهآ منفرجـة السآقيـن !
زآد إتسآع حدقتيهآ بنظره حآده ... مستفهمـه !
من تدآرك الشغآلآت وجود دآرين إلآ وأفسحوآ لهآ الطريق لتمرّ هي بخطوآت حذره , متردده .. مميله رآسهآ يمنه ونظر ممتد بفضول سآحق للي قآعد يصيـر ...
وإللي مآكآن إلآ عمليّـة ولآده .. طبيعيّـه !

....: يلآ شــرووووق آخر مرّه
....: خلآآآآآآآآآآآآآآآآآص ,, خلآآآآآص مو قآآآدره وآللــــــــــــــه
مرآم: بس شويّ وآلله خلآآآص خلآآص طلـع رآسهـآ
من قآلتهآ بوجه منعفـس مكدره ملآمحه إلآ وتلمح طيف دآرين الوآقفه فوق رآسهآ بعيون موسعه وفمّ منفغـر .. لآشعورياً تبسمت: آلحقي على أختك يآدآرين ههههه
دآرين: .............
شروق: آآآآآآآآآآآآآآآهـــــــــ
مرآم: مآأمدآهآ تصبر شويّ قآمت تولد لآ وبوسط البيـت بعـد ههههه .. كيف وهي بـ أول التآســع !!! لطفــك يـــآآرب .. هذي هي الولآده القيصريّه إللي تبينهآ ؟!!! دفــــــي يآمــــــــررره
شروق: بمـــوووووووت
تأهبت مرآم بسرعه موقفه على ركبتيهآ وكميّآت من السآئل اللزج قآعده تسيل: خلآص شروق وآلله خلآآآص خـــلآآآ .................. ءآآآآآآآآآآآآء

بسرعه إنتفض جسم دآرين شآده كتفيهآ للخلف من طآحت عيونهآ على ذآك الشيّ الصغير دآكن اللون نسبياً , لـزج موصـل بـ حبل طويل رآبطـه بـ شروق أختهآ ... صوت – وأوأه - متوآصله , رفيعه وبآكيه ...

تمت ترمش بتوآلي مآستوعبت , عيونهآ تدور بين الشغآلآت إللي يتهآمسون بـ ضحك وإبتسآمآت .. نفس الملآمح الآسيويّه للممرضآت إللي توهآ وتركتهم فوق في أسى وحزن بآلـغ .. ذولـي الحيـن في بهجـه وسعآده بآلغــه !
إبتلعت ريقهآ بصعوبه من جفآف حلقهآ , رؤيـه متدآخلـه مآعآد قدرت تميز فيهآ ردود الفعـل والوجوهـ لينتشلهآ من دوآمـة تشتتهآ صوتهآ الهآدئ بتفآجئ وملآمح من الدهشّـه بوجههآ مصحوبه بـ إبتسآمه حِسيّه: شللــي يصيـــر هنــآ !

رمشآتهآ إللي مآقفوآ , بـ توآلي وعيونهآ مذهوله لـ أم طـلآل إللي إقتربت وفرحة عدم التصديق بعيونهآ جآلسه على ركبتيهآ بـ الأرض جمب مرآم إللي دثرت الطفلـه الصغيره البآكيـه بـ اللحآف القطني الصغير إللي نآولتهآ له وحده من الشغآلآت ..
نآولتهآ مرآم الطفله بـ إبتسآمه: خذي يمّـه وسمي بآلله ... ليــن بنــت أحمــد
أم طلآل إللي تهلل وجههآ بـ سعآده وإنشرآح متنآوله الصفله الصغيره من ذرآعي مرآم لذرآعيهآ هي بـ عيون متلألأه بهجه: بسم آلله وآلله آكبــر ... آللهم صلي عليك يآنبــي ..

أغمضت عيونهآ بـ أسى , وشجــى .. فآغره فمهآ آلفتحه القصيره إللي معهآ إبتلعت أكوآم من ذرآت الأكسجين علّهآ تمد رئتيهآ بحآجتهم من الهوآء إللي تحسّه مكتوم من حولهآ , تشهقه ويكتمهآ أكثر بدلاً من إرآحتهآ ...

فتحت عيونهآ المدمعه لهآلمشهـد النآدر حدوثـه , وإللي ظنهآ مآرح ينعآد أبداً وآقعياً قدآمهـآ .. غصّه بحلقهآ خآنقتهآ ..

فرحـة آلوليــده في مقآبـل حُــزن الفقيـــد ..
شددت من عفطتهآ القآبضه لملآبسهآ من منتصف صدرهآ وآلدموع حبيسـة محآجرهآ ...

يآ آلله , يآبآعـث الأروآح وقآبضهــآ .. سُبحآنـك لآ إله إلآ أنــت , وحدك لآشريك لك ..

أخـذ - سـيف - , وأعطـى - ليــن -



/
/

======
-----------
======

نهآية الفصل الثلآثون

:::

حلم الحياه 14-08-16 04:02 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الوآحد والثلآثون



/
/


وقف قبآل علآقة ملآبسه النيكليّه الثآبته بـ الأرض فآكّ أول زرين من أزرآر قميصه أبيض آللون خآفض بصره للقآعده دورآنيّة الشكل للعلآقه متأفف بـ تعب مصحوب بـ كومه من المشآعر السلبيّه .. ملل , إرهآق , تكآسل ورغبه في الوحده والإنعزآل .. الهـرب .... والإختفآء ..
السآعه مشيره للثآنيه عشر منتصف آلليل , توّه رآد من الخآرج وتفآجئ بكونهآ وآعيـه تنتظـره مآنآمـت .. أفضل حلّ قدر يتوصل له هو تحآشيهآ وتجآهلهآ تمآماً ..
الأسلـم لهـم ثنينآتهـم ..

الإحتكآك بهآ مآيولد بدآخله إلآ طآقه من الغضـب والعصبيه نآتجه من إحسآسه بـ الذل والخضـوع .. آخر أوآمرهآ إللي جبراً إنقآد لهآ منغـص الفكر والإرآده هو جلبـه لـ ثنتين من الشغآلآت بدلاً من وآحده بعدمآ أمرهآ هو ترد شغآلتهآ لبيتهم ..
هذي المُرآهقه المدلله مآتصيبه بـ أوآمرهآ وآجبة الطآعه والنفآذ إلآ بـ الجنـون !

في غمرة إنشغآله بـ التفكير وإنبهآره بـ الحلّ السطحـي إللي توصل له وإللي ترآءى له إنه بسببه يقدر يحصل بعض من رآحة البآل وطمأنينة النفس إن إجتنبهآ وكأنهآ قدآمه شبـح مآيشـوفه , إلآ إن هذي المدلله بكل أفعآلهآ غصباً عنه وجبراً تجره لـهآ غصباً فآقد السيطره على كل إنفعآلآته وتحكمآته فآتح بآب غرفته بآلقوّه منآديهآ من موقعه بصوت جآهـر غآضب , مستشيــط: نسمـــــــــــــــــــــــــآآآآآآآهــــ

من وقع إسمهآ بصوته الجآهر إللي صمّ أذونهآ إنتفض جسدهآ الصغير موسعه عيونهآ لآخرهم وشريط يومهآ كآمل يمرّ قدآم عيونهآ بآحثه فيه عن أي خطأ إرتكبته يستدعي هآلصيآح المتوعـد !
وقفت عن الكنبه بـ إرتبآك تلم المكسرآت إللي طآحت من الصحن إثر فزعهآ وعيونهآ تدور بـ المكآن تدور أحد تستنجده يسآندهآ إلآ إنهآ مآلقت إلآ الشغآله إللي توهآ متوظفه عندهم هآليوم !

مشت للدرج رجل تقدم والثآنيه تأخر , لآ خآله ولآ زوجته بـ البيت , من فجر آليوم وهم مسآفرين قآصدين مكّـه لأدآء العمره بيوم الجمعـه وردتهم مآرح تكون قبل ثآني يوم الصبآح .. يمكنه إستغل هآلشيّ وببآله يمآرس عليهآ طقوس عذآبآته إنتقآماً ! هذآ هو الظن إللي ترآءى لهآ وهي رآقيه الدرج قآضمه أضآفرهآ بـ أسنآنهآ لحد مآوصلت للغرفه المنفرج بآبهآ تشوف ظهره العريض قدآمهآ متخصر ينآظر الجدآر قدآمه ..

لفظت إسمه إللي ظهر خآفت شبـه مسموع ليلتفت لهآ بسرعه وآلشرر يتطآير من عيونه مآد ذرآعه مأشر بسبآبته صوب العلآقه الإستيل للملآبس جمب الدولآب: وين القميـص إللي كآن هنـآ !!!

القميص إللي يمثل له ذكرآه الوحيـده للي شغفت قلبه بـ حبهآ , لـ صيتـه .. القميص الحآوي على موآفقتهآ – رمزيّـاً - مسآمحته , والإرتبآط بـه !

أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً وعيونهآ صوب العلآقه همست متسآئله بعدم فهم: أي قميـص !!!
إتسعت فتحتي خشمه رآص على فكيّه بآلقوّه كآبت غضبه قبل ينفجـر فيه وفيهآ: القميــــص السمـــــآوي .. كآن معلـق ......... ويـــــــن ؟!!
بلعت ريقهآ بصعوبه رآمشه بتوآلي مرتبك قبل تجآوبه بـ تلعثم: مُمممـ .. مُمــ .. مُمكـن الششششــ ,, الشغآلـه
ميل رآسه يمنه مضيق عيونه كنآية عن عدم سمآعه للي قآلته لترد هي بكلآمهآ إللي طلع مخنوق: الشغآلـه ....
....: شفيهآ الشغآله !!
ردت وبلعت ريقهآ قبل تجآوبه بـ تخوّف: الششششغآلـه مُمكـن .. مُمكن خذتـه
ضيق عيونه إستنكآراً هآمس: مُمكــــن !!

بللت شفتيهآ رآصه على قبضتيهآ تسمع دقآت قلبهآ إللي بينخلع من مكآنه: مممــ .. مممممـــــــدري !
بصبر نآفذ , لآشعورياً قطع المسآفه مآبينهم بخطوه سريعه غآضبه مطبق على شِقيّ جآكيتهآ القطني رآفعهآ جذباً لتوقف على أطرآفهآ فآغره فمهآ شآخصه بصرهآ وكأنهآ تشوف عذرآئيل قدآمهآ بينمآ هو رصّ على أسنآنه بـ عصبيّه مكبوته وقد أفرز جبينه الضيق قطرآت عرق كآنت المنفذ الوحيد لإفرآز غيظـه: ويـن القميـــــص يآنسمـــــــــــه , تكلمــي ولآ يمين بآلله سآويتك بـ الأرض من تحتك

إنكمشت ملآمحهآ بـ تجعيدة بوآدر بكآء طفوليّه وقد إرتجف ذقنهآ وتقوس فمهآ , هآمسه ببحّـه خآفته , مهزوزه وآهنه: عُـــــــــــدي
على وضعه محتده نظرآته الغآضبه وصل به بغضهآ ومقتهـآ أقصـآه إلآ إن الكتله البلوريّه اللآمعه بعيونهآ المرتآعه أخرجته لآشعورياً عن حصآر غضبه الدآخلي لترتخي قبضتيه فآك يديـه عنهآ منزلهم بـ بصر مُخفض للأرض رآص عل شفتيه إللي إختفوآ من وجهه مكور قبضتيه المرتجفـه من قوّة ضغطـه ..

بدآخله طآقه سلبيّه كبيره عآجز عن إفرآغهآ وإللي على الأكيد إن أفرغهآ على هذي الضعيفـه فمآرح يزيده هآلشيّ إلآ عصبيّه وغضــبّ .. ليش مآيفرغهآ بـ نفسّه .. ليش مآيأذي نفسـه هو .. ليش مآينتهي ويفتك .... ينتهـي ويرتآح !
كآنت هذي هي تسآولآته إللي أنهآهآ بـ سؤآله المخنوق وآضح مجآهدته كبح ثورة عصبيته بأقصى طآقآته المستنفذه معها: الشغآله وين ودت القميــص !!

مآوقفت حركة رموشهآ المتوآليه بآلعه ريقهآ قآبضه أصآبع يديهآ المتجمده خوفاً من ردود أفعآله الغير منطقيه لسبب بنظرهآ أتفه من إنه يكون موضع شَـكَل !
....: وصيتهآ اليوم تجيب ملآبسنآ الوصخه من الغرفه وتغسلهـم
شد شعره من مقدمة رآسه يبي يقلعه عآض بـ أسنانه السفلى على شفته العليّآ قبل يردف بقهر مكتوم: وأنآ مو قلت الزفت الشغآله هذي بجيبهآ لك بشرط !
نسمه: ...........

اقترب لهآ خطوه لترتدهآ هي رآمقته بنظره متوجسّه رآمشه بعيونهآ إللي إستقرت على حركة يمنآه إللي ضم أصآبعهآ لبعض كـ إشآره لـ تنبيههآ أو محآولة إفهآمهآ: مو قلت لك هذي الشغآله مآتمسّ شيّ من أغرآضي ! مآتدخل غرفتي ! مآتسويلي شيّ ! أي شــــــــــــــــــيّ .. قلتهآ ولآ مآقلت ؟
....: قلت
....: مو قلت أكلي إنتي تسوينه ! ملآبسي إنتي تغسلينهآ وتكوينهآ ! غرفتي هذي إنتي ترتبينهآ ! قلت ولآ لآ ؟
....: قلت
....: مو قلت هآلشغآله مآبيهآ بـ أي شيّ يخصني ! قلت هآلشغآله لك إنتي وأمي وأبوي بـــــــــــــــس .. قلت ولآ مآقلت ؟
إلتصق أخيراً ظهرهآ بآلجدآر من ورآهآ بعدمآ كآنت تخطي خطوآتهآ المرتده بتبآطئ وعيونهآ موقع قدميه بحركته المتبآطئه تجآههآ مقآبل لهآ , مجآوبته بـ تلعثم بعدمآ إنتهت خطوآت إبتعآدهآ عنه: قــ قققققـــ .. قلـ .. قلــــت

جآ بيرفع يده قآصد إمسآكهآ من ملآبسهآ مسكته المعتآده لهآ من شِقي صدرهآ إلآ إنهآ ترآءى لهآ ردّ فعل آخر أطلقت بسببه صرختهآ الجزعه مبتعده عنه ركضاً نآقزه فوق السرير وصولاً للجهه الثآنيه المقآبله له وآلسرير فآصل مآبينهم , رفعت له سبآبتهآ القصيره المحذره: وآلله .. وآلله يآعُـدي لو رفعت يدك عليّ وضربتني لأعلـم أمـي وكـل إخوآنـــــي وآلله

إرتفع حآجبه الأيسر إستنكآراً سآئلهآ بـ إستهزآء: وأمك وإخوآنك وش بيسوون !
بقوّه مآتدري من وين احآطت بهآ بس على الأغلب إن إحتمآئهآ ورآء عزوة إخوآنهآ الذكور كآن سبب كفيل يمدهآ بـ القوّه , بـ الثقـه وبـ الثبآت لتخوض معه هآلموآجهه بهآلتحدي: جرب بس تطآول عليّ وإنت بتشوف بنفسك وش بيسوون

هنآ وقد وصل به الغضــب أقصآه , هذي أي إهآنه إللي سددتهآ له آلحين وبدم بآرد .. هذي هي مشكلته العظمـى معها , المشكله إللي كونت سدّ منيـع بينه وبينهآ يحول دون تقبل وآقع وجودهآ بحيآته على أي نحو وأي شكـل ...
إحسآسه بـ إنهآ إمتكلته جبراً , غصباً عن إرآدته .. قيدته برغبتهآ , رغبة أمهآ .. ورغبة إخوآنهآ مستغلين سلطتهم المآديّه ومكآنتهم الإجتمآعيّه لـ جبره وإخضآعه ..
هذآها آلحين تهدد وبكـل ثقـه , وكأنهآ أكيده من ضعفـه تجآه هآلنقطه تحديداً ............. تلعب على الوتر الحسّآس ...

لآ شعورياً إستطرد من رآسه صوت العقل والمنطـق قآطع المسآفه الفآصله إلتفآفاً حول السرير وقد أعلنت ملآمحه المستشيطـه التنبيـه بـ الخطــر ...
لآ إردآياً هيّ وبهروب دفآعي عن نفسهآ طلعت على السرير نآزله الأرض ليتبآدلوآ بوضعهم الأمكنـه ...
....: وعزة آلله وجلآلــــه يآبنت شبيــــــب إن مآوقفتي الحين قدآمي هنآ إن تندميـــن
....: مآرح أجيــك

أطبق على فمه بآلقوّه وقد إتسعت فتحتي خشمه وإنتفخت أودآجـه , العرق البآرز بـ جبينه إللي يطق ويبرز في حآلآت غضبـه أعلن ظهـوره وبوضــوح في حين إرتدت هي خطوه ليلتصق ظهرهآ بـ الدولآب من ورآهآ توّ مآ هزت رآسهآ له نفياً تأكيداً عن عدم إنصيآعهآ له إلآ وتعآلى صوت الرنين لـ جوآلهآ بـ نغمه خآصه تعرف صآحبهآ ...

لآ إرآدياً إمتدت يدهآ لـ جيب جآكيتهآ وردي آللون وعيونهآ المتحديّه معلقه بعيونه الحمرآء الغآضبه .. أطلق توعده الأخير بصبر نآفذ: تعآلــي
رفعت جوآلهآ إللي يضويّ قدآم وجهه برفعة حآجب متحديّه: هلـي دآقيـن علــيّ .. وبفتـح الخـــطّ الحيـــن

كور قبضتيه بـ غضب مآعآد فيه القدره على كبته أكثر .. زفر بـ قوّه مهرول تجآه الحمآم – بـ الكرآمه - , آلشيّ الوحيد القآدر على إخرآجه من حآلته هو الإستحمآم !

....: يآ إن شوفة وجهك تغث وتجيب المرض , آلله يآخذك أو يآخــــــــذنـي
قآلهآ مصفق البآب بآلقوه من ورآه لترد عليه بسرعه جآهره بصوتهآ: آلله يآخذنــــــــي أنآ وأفتك من هآلعيشـــه
قآلتهآ ثم فتحت الخطّ ليرد هو بسرعه فآتـح البآب بصيآح صمّ أذونهآ: يآشيخــــــــه آميــــــــــــن .. آلله يآخذك وأفتك أنآ منك ومن آلعيشـه معــك آآميـــــــــــن

إرتمت على السرير مقوسه فمهآ المرتجف سآمحه لدموعهآ سريعة التكوين وإللي طآل حبسهم جبراً على الإنهمآر بـ صمت وعيونهآ معلقه بـ البآب المغلق وهو من ورآهـ ..
لهآلدرجه وصل به مقتهــآ يدعي عليهآ وقدآمهآ بلآ أي حسآسه أو مرآعآه !

....: أيوآ يآدآدآ ...................... إيـــــــــــــــــــش !!!!




/
/



شددت على عضدهآ الأيسر من ورآء ظهرهآ موقفه حركتهآ السريعه بـ ترجي بآئس: تكفيـن يآوردهـ
....: وين غطوتـي ! وينهآ !!
شدت يدهآ بآلقوّه جآبرتهآ تلتفت عليهآ مستعطفتهآ بنظرآتهآ المنكسره بـ توسل: سألتك بآلله لآتزعليـن .. امحيهآ فيني , أنآ آسفـه , وربي آسفـه

سحبت يدهآ من بين يديهآ مآسحه دموعهآ بآلقوّه وكأنهآ تنحت وجههآ: ريتآج إنتي مآلك دخل ليش تعتذريـن !
....: بلى لي دخل لأن نآهد أختي وإللي سوته معك أكبر غلط ويحق لك تسوين إللي تبين بس بآلله عليك لآتطلعين وإنتي زعلآنه , وش أسوي لأجل ترضين

تكرمش وجههآ في مقآومه منهآ تتمآسك إلآ إنهآ مآقدرت , إنهآرت بطولهآ الفآرع على أقرب كرسي مشدده من قبضتيهآ على لحم وركيهآ بنظره كسيره للأرض من عيون مدمعه بآكيه: أختك يآريتآج أهآنتني اليوم أكبر إهآنه بحيآتي .. صفقتنـي , صفقتنـي وقدآم كل ضيفآتهآ .. تدرين إنتي أنآ بحيآتي كلهآ مآحد تطآول عليّ .. أمي وأبوي نفسهم مآحد مدّ إيده عليّ .. أنآ وش إلل سويته !!
جلست قدآمهآ بـ الأرض على ركبتيهآ مهماً قآلت وردهـ فـ معهآ كآمل الحق حتى وإن قآمت وصفقتهآ هي الحين رداً للإهآنه إللي تلقتهآ من أختهآ وبلآ سبب , معهآ حق ...

إحتضنت يديهآ الثنتين بـ تشديد هآمسه بصوت خفيض علّهآ بكلآمهآ تلآمس شيّ دآخل ورده وتقدر تتعذر لهم: حبيبتي يآورده صدقيني غصباً عنهآ , مآشفتيهآ شلون كآنت منهآره ! قبل تصفقك هي صفقت نفسهآ إمية كـف .. تصيح وتصآرخ وتلطم .. مآكآنت بوعيهآ أبـدّ , نآهد حسآسّه شويّ وحيل عصبيّه , مآتقدر تتحكم بـ إنفعآلآتهآ وذآ من زمآن .. مآبآلك آلحين ومع كل الضغوط إللي تعيشهآ .. توّهآ وخسرت رحمهآ مآتقدر تنجب أبدّ همّ إللي صآر اليوم بـ ولدهآ , تخآف عليه من نسمة الهوآ , عندهآ وسوآس تفقـده .. مآشفتيهآ أصلاً كيف فشلتني قدآم الحريم يوم قلت أبي أشيله لين تروح هي وتغسل يدينهآ ! حسبي آلله طآح وجهـي ههههه بغيت أبكي من الفشيله

محآولة ريتاج البآئسه في التخفيف عن ورده مآبآءت إلآ بآلفشل , إذ إن ورده بآقي على وضعهآ , تمسح دموعهآ إللي أبتّ إنهآ توقف أو حتى تهدآ , تكلمت بتقطع من إثر بكآهآ وشهقآتهآ القصيره المتلآحقه: وين غطآي يآريتآج .. بطلع .. سهيـل أخوي ينتظرني

رفضت تفك يديهآ مُردفه بهدوء: تدرين من شوي كنت بنفس موقفك , دقيت على سلطآن أخوي ينتظرني برآ وكنت أبي أرد البيت لين لحقتني صيته وقآلت كل الكلآم إللي قلته لك الحين عن نآهد ووضعهآ ونفسيتهآ ... أنآ وربي عآذرتك بس مآبيك تزعلين ولآ تشيلين منّآ .. أنآ وصيته وربي نحبك .. ونآهد بعـد بس إعذريهآ تكفيـن مآكآنت بوعيهآ صدقيني

بآلقوه سحبت يديهآ من ريتآج مجآوبتهآ بحده: بلـى كآنت بوعيهآ .. نآظرتني حآطه عيونهآ بعيوني خآزتني بنظره ودهآ لو تحرقنـي , قآلت لي بـ كُره مدري وش سببه .. إنتــــي السبـــب يآوردهـ .. قآلت إسمي يآريتآج .. قآلت وردهـ , يعني كآنت بوعيهآ , صآحيه , تدري هي منو تكلم ولمين وجهـت هآلصفقـه .. بس علميني إنتي الحين هي وش قصدهآ !! أنآ السبب بـ إيـش ؟!!!

أطبقت فمهآ بقهر من تصرفآت أختهآ الغير مقبوله إطلآقاً , كل إلي قآلته الحين لـ ورده من ورآء قلبهآ , تحسّ بنفس حرتهآ .. نفس الإهآنه صآبتهآ قبل وردهـ , إلآ إن إهآنة ورده كآنت أضعآف .. كـفّ قويّ من نآهد إستقر على صدغهآ الأيسر آثآره بآقي معلمـه على خدهآ رقيق الجلـد , نظرتهآ حآقـد إمتلت حقـد وفآضـت مدعيّـه مسئوليـة وردهـ لكل إللي صآر بـ إبنهآ ... الشيّ الغيـر مفهـوم ...... بتآتاً !

وقفت عن الأرض رآفعه رآسهآ لأجل توصل بنظرآتهآ لمستوى نظرآت ورده إللي فآقتهآ طولاً: طيب لآتزعليـن مني , ولآ من صيته
تحسست ذرآعهآ بـ إبتسآمه مطبقه: لآ إنتي ولآ صيته لكم دخـل , إحنآ صآحبآت
وسعت عيونهآ بمشآكسه هآمسه بصوت خفيض , برغم خلـوّ البيـت إلآ من وجود ثنينآتهم والشغآلـه: يعني بتعلمينـي إذآ آدم سوّآ لك شيّ ثآني زي البوسـه !!

....: هههههه ريتآج مآلك دآعي , أووف لآتذكرينـي
....: ههههه إيييييه , زينك وانتي تضحكين , أشوى كذآ تطمـنت
ورده: طيب إتصرفي لي الحين في غطآ , مآنيب لآقيه غطوتي
ريتآج: أبشـــري , الحين أعطيك نقآبي .. لحظـه بـسّ ..



/
/


على الجآنب الأقرب كآن الوضـع أكثر إنضبآط ..
مآنسحب من الرجآل إلآ آدم والأخ الأكبر لـ نآهد من أبوهآ .. سلطآن
إضطر بسّآم وأبوهآ البقآء لحيـن إنتهآء العزيمـه وإنصرآف آخر فـرد ! وهذآ كآن رأي بسّآم برغم علمه بمصآب ولدهـ , إلآ إن جموع الرجآل كآنت كبيره , وإنصرآفه مآرح يثير إلآ شوشره وإضطرآب !
من المقلـط الوآسـع خرج بعدمآ وصله صوتهآ بآكـي من سمآعة جوّآله حآثتـه يطلـع رغبـة منهآ في الإنصرآف ..

وبـ خروجـه إللي تمّ ينتظره لفتره طويلـه وقف الثآني من فوره مستأذن ليسأله هو بـ إستغرآب: خير أستآذ سنـد !
....: خذني معك يآسهـل , وش بيقعـدني
لآ إرآدياً مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره هآمس: شكلي اليوم أنآ إللي أنقذتك
رفع يديه بآسط رآحتيه لوجه سهيل مستسلم: صـــآدق
مآل سهيل برآسه لـ سند هآمس بـ أذنه: للأمآنـه , إنت بعد أنقذتنـي .. مآجآبني إلآ الدعوه من طرفهم لأجل أختـي

إمتد بصره للأفق بتفكير , فعلاً سهيل مآله أي علآقه بآلشخصيآت الحآضره إلآ معرفه سطحيّه ترجع لمكآنتهم الإجتمآعيّه وسيط إسمهم ونسبهم مو أكثر .. حضوره كآن لأجـل أختـه .. وردهـ , وحضورهآ هي بعد على الأغلب كآن بسبب خطيبهآ آدم .. إللي يكون أخ لـ بسّـآم .. المسئول عن هآلمنآسبه , على شرف إبنه البكـر ....... علـــي ..
الظآهر إنه وسهيل بنفس الموقف , لأنه هو بعد جيتـه مآكآنت إلآ إكرآماً للدعوه وإستجآبتهآ .. لأجـل أصآلـه أختـه , المتسبب الرئيسي في دعوة بسّآم له وإصرآره على الحضور !

وقف ورآء سهيـل بـ إنتظآر دوره للسلآم على صآحب المكآن قبل المغآدره يتأمل ضيق ظهره وتوسط منكبيـه وبقلبـه إمتنآن مآ أفصح عنـه , لولآ وجوده بمنآسبة العقيقه هذي وعلى هآلوليمـه إللي إمتدت وطآلت ولآ مآكآن دري شلون يتصرف , أغلب الحضور على معرفـه بحقيقة شخصيته , وإنه ولد عآمر المُرشـد .. لكن بـ المقآبل معرفتـه هو بـ جموع الحآضريـن كآنت صفـر , ولولآ وجود سهيـل إللي لمحـه صدفـه بين الحضور ولآ كآن هآليوم على قلبـه مرّ بشكل مأسآوي كآرثـي .. أبداً مآلـه بـ أجوآء المنآسبآت المزدحمـه والمجآملآت ..

وجود سهيـل هوّن عليـه الكثيـر , وقتهم إللي مرّ في الكلآم مآبينهم عن الشغـل أو محآولة سهيل بتعريفه على الرجآل إلي يعرفهم إسماً مُردفه بـ أعمآلهم وأملآكهـم ..
وبـ إنصرآف سهيـل , حآن إنصـرآفـه ..
تتبعـه بـ خطوآت هآدئـه بعدمآ ودّع بسّآم وأعآد عليه مبآركته ودعوآته يكون هآلولد ذخـر له تقر به عينـه ويفخـر هو فيـه ..

بـ جآنب سيآرته السودآء إستندت بظهرهآ على البآب المجآور لبآب السآئق الأمآمي نآفضه النقآب عن وجههآ إللي تبلل من جديد ..
كل مآتذكرت إللي صآر لآ إرآدياً تنهآل دموعهآ كرد فعل طبيعي عن إحسآسهآ بـ العجز تجآه تصرف نآهد المُهين لهآ وإللي أمرغت فيه كرآمتهآ بـ الأرض !
هوت على وجههآ بـ النقآب إللي عطته لهآ ريتآج بتأفف تهدي من حدة إنفعآلهآ المكبوت مكتفه سآعدهآ الأيسر بـ إنتظآره إللي دآم قرآبة الـ خمس دقآيق لحد مآوصلهآ صوته لتلتفت عليه بـ عصبيّه مطلقـه تذمرهآ إللي قررت إنه يطلع عليه : كـــــل هـــذآ أنتظــــــــــــــ ...................

بهتت نبرتهآ وكأنهآ إختنقت بآلحروف مع شهقه مكبوته يوم إستقرت عيونهآ على ذآك المبتسم قدآمهآ ...
برغم وجود صآحب الشآن المعني بهآلصيآح إلآ إنه مآتشوفـه .. ولآ تشوف الأنفآر المتفرقه من الرجآل بـ أثوآبهم البيضآء الرسميّـه ..

خلآ المكآن إلآ من وجوده وحده قدآمهآ بنفس جآذبيته المفرطـه , تميزه الدآئم بـ إختلآفه عن غيره من رجآل هآلمجتمع بـ زيهم الرسمـي ...
كعآدته .. بـ نطلـون قمآشي رسمي أسود آللون وقميـص عسلـي فآتح مشمر السآعدين ..
بـ ترآخي تقلصت إبتسآمته الوآسعه لحد مآختفت من إستقرت عيونه حآدة النظره بعيونهآ المحمره البآكيـه ..

فتحتـي النقآب كآنت وآسعـه , وكآن أقرب للبرقع من إنه يكون نقآب ..
بـ خط نصفـي مآبين عينيهآ كآشف بفتحته الواسعه عن عظمتـي خديهآ البآرزيـن ... كتلـه دمعيّه متلألأه وآضحـه بعيونهآ المرغرغـه ..
كآنت لحظة تشآبك نظرآتهم خآطفـه , لثآنيـه أو أقلّ .. إلآ إنهآ على وقع نفوسهم ثنينآتهم كآنت دهـر ..
أعرض عنه بنصف إلتفآته خآفض بصره متحمحم: أشوفك يآسهـل ..
....: إن شآلله ..

من قآلهآ سهيل فآتح بآب سيآرته إلآ وإبتلعت هي كومه من الهوآء أخنقتهآ من إقتراب ذآك المهيب بكآمل جآذبيته السآحقه مقبل صوبهآ بخطوات مريبه هادئه لحد مآوقف قبآلهآ مصدر لهآ جآنبه الأيمن ينآظر الفرآغ من قدآمه , يديه بجيب بنطلونـه ..
آللحظـه إللي دآمت وهي بـ دنيآ ثآنيه مآتشوف فيهآ غيره , ولآ تستمع فيهآ إلآ لصوت نبضهآ العنيـف القآسي إللي مآخفق بهآلقوه والتسآرع لأحد غيره !

آللحظـه إللي أجفلهآ فيهآ سهيل ينآظرهآ من فتحة شبآكهآ مستغرب: شفيـك إنتي .. اطلعـي يللآ
جآوبته ببلآهه بعدما إنتفض كآمل جسدهآ بقشعره قويّه مستجيبه لأمره وعيونهآ بآقي معلقه على ذآك إللي وآقف مكآنه , سألت بـ بهوت مستفهمه: ليش وآقف كذآ ؟!!
أطبق فمه بـ ضيق من بلآهة سؤآلهآ بعدمآ إمتد بصره للموقع إللي هي بعدهآ معلقه عيونهآ عليـه مجآوبهآ ببديهيّه وهو يشغل السيآره: يتحرآنآ نتحـرك
نآظرته بعدم فهم سآئله: ليــش ؟

....: لأن حضرتك وآقفه برآ سآعه معطلتنآ .. سيآرته إللي جمبنـآ
بسرعه إلتفتت يمينهآ تنآظر بـ الكمآرو الريآضيّه رمآديّة اللون المكرجه جمبهم وبلحظتهآ توسعت عيونهآ لآخرهم شآهقه نفس قصير سريع بـ إستيعآب فوري لوقوفه بهآلطريقه قبآلها معرض عنهآ .. ينتظرهآ هي تركب ثم يتحركوآ أول لأجل يفسحوآ له المجآل يطلع هو سيآرته ويحرك ..

سألت بنفس بلآهتهآ بآهتة النبره: هذي سيآرتـه ؟
جآوبهآ بعدم إهتمآم وعيونه على الطريق قدآمه: لآ , سيآرة أخوه مآلـك .. هذآ مو ذوق سنـد – نآظرهآ مستغرب أسئلتهآ بعقدة حآجبين – ليش تسألين ؟!

ردت تنآظر على يمينهآ معلقه عيونهآ الحزينه على ذيك الكمآرو الرمآديّه إللي تخطتهم بسرعه جنونيّـه مجآوبته بـ وهـن أقرب للندم والتحسف: أعرفـه من زمـآن
إحتدت عقدة حآجبيه إلي قآربوآ على التلآصق سآئلهآ بـ إهتمآم: شلـون ؟!!!!
....: هو مو محآمـي ! عرفته بـ مصـر , كآن يتدرب المحآمآه بـ مكتب بآبآ
....: أهــآآآ , مع إنه قآسي ومآ أرتآح له كثير , بس الصرآحه .......... رجّآل كفــو



/
/



طلع من الحمّآم – بـ الكرآمه – وبشكيره الأبيض ملتف حول خصره الضيق مخلل أصآبعه بين خصلآت شعره آلمبلله نآفض عنه قطرآت آلمويّه لتستقر عيونه على ذيك الكتله الورديه آلمنكمشه على نفسهآ ممده بـ الأرض !

أعقد حآجبيه بتفآجئ من إستيعآبه وجودهآ بـ الغرفـه , آلخطوه التآليه كآنت لآبد تصير من طرفهآ هيّ على الأقل تحآشياً للموآجهه إلآ إنهآ بمكآنهآ مثل مآتـركهآ قبل يدخل الحمّآم .. أطبق على فمه بصبر نآفذ , هآلبنت مو نآويه تجيبهآ لـ برّ , وش قصدهآ من جلستهآ للحين بنفس الغرفـه ! مستمره بـ تحديهآ الغبي لـه ! قآصده إثآرة استفزآزه للحد إللي مآرح يندم عليـه غيرهآ وحدهآ !

إرتفعت زآوية فمه اليمنى بـ إشمئزآز آمرهآ بـ سخط: قومـي قآمت قيآمتك
....: ..............
إنعقدوآ حآجبيه بـ تجهم وهو يشوفهآ على وضعهآ مآتحرك فيهآ سآكن إلآ إنه يلمح حركه خفيفه لكتفيهآ آلمنتفضين كل ثآنيه وإللي تليهآ ..
رفسهآ بِـ خِفه قآصد تنبيههآ حيث إنهآ بوضعهآ هذآ كآنت عآئق لوصوله الدولآب وفتحه إذآ إنهآ كآنت ممدده بـ الطرقه الضيقه مآبين جآنب السرير والدولآب وهو على حآله مآيستره إلآ بشكيره ... دخل الحمآم بدون تجهيـز ..

....: تسمعيـــــــــن ! آقول قومـــي أبي ملآبـــس
....: ..............

تأفف بنفآذ صبر بعدمآ وصله صوت شهقه مكتومه تمردت لتلفظ بهآ صريحه , مشحوحـه على اشرها أطبق فمـه بـ غيظ نآزل لمستوآهآ بـ الأرض وآقف على ركبتيه مبعد بـ يده خصلآت شعرهآ البني القصير المتنآثره على جآنب وجههآ ..
مآتبآدر لظنه إلآ إنه هو وحده سبب هآلبكآء , هآلبنت حيـل دلوعـه وهو أبدّ مآله خلـق ! تستفزه ثم تبكـي !
....: قومـي يآبنت
....: ..............

طوق معصميهآ المتلآصقين بقبضته اليمنى مبعد يديهآ عن وجههآ البآكي ليفآجئ بـ تحول لون وجههآ كآملاً للوردي ... شفتيهآ متأججه ووآضح إنحبآس الدمّ ... دموعهآ صآمته , مُسآله دون توقف !
بـ غريزه فطريّه دآفعهآ الجآنب الإنسآني كونه طبيـب , أنزل يده اليسرى تحت جآنب وجههآ الأيمن بآسط رآحته العملآقه وإللي إحتوت كآمل وجههآ رآفعه عن الأرض وبـ أطرآف سبآبته ووسطآه اليمنى مضمومتين تحسس النبض على الجآنب الأيسر أسفل أذنهآ إلآ إنه كآن مُنضبط !
سألهآ بـ قلق وآضح: شفيــك إنتــي !
....: ..............

شكّ بـ كونهآ مآتسمعه لأن نظرآتهآ كآنت مصوبه تمآماً للفرآغ تحت السرير بتجآهل تآم له ..
مآحسّ إلآ وسآعده الأيسر يتسلل تحت جسدهآ النحيل جآبرهآ على الإستقعآد ومآسرع مآنحنت بلآ تحكم ليرتطم رآسهآ بوسط صدره العآري , آلشيّ إللي زآد من خوفه أقصآه .. مآيشوفهآ إلآ بحآلة خُدر كآمـل , فآقده إدرآكهآ في غير وعيهآ ...
طوقهآ بذرآعه الأيسر محتضنهآ وبيمينه تمّ يتحسس وجههآ بآرد الملآمح والتعآبير إلآ من دموع صآمته مآوقفت !

عآصفـه هوجآء إجتآحت دوآخلـه مُحدثه إضطرآب فُجآئي عنيـف , غريب ... وغير مُتوقـــع !
أجفله عن صوت نبضآت قلبه القويّه همسهآ آلمشحوح وكأنهآ تحآكي نفسهآ بعدم تصديق: سيـــــــــف .... سيـــــــــف أخـــــوي .... سيـــف أخـــوي مـــــــــآت !


/
/

/
/



بـ إستقبآل المستشفى الهآدئ بهآلوقت المتأخر من الليل قطعوآ الممرآت بهرولـه وملآمح الذعـر بوجه ثنينهـم لحد مآوصلوآ عندهم وبسرعه وقف عن مكآنه بكرسي من كرآسي الإنتظآر لإستقبآلهم , آللحظه إللي وقف فيهآ أبوه قدآمه مشدد على عضده بآلقوّه سآئله بلهفه يلهث أنفآسه: سلطــآن .. شللي صآر يآبوك ! آلولد به شيّ !!
تحسس سلطآن ظآهر يد أبوه بـ طمأنه: لآ يبه آلحمدلله
تجآهلهم بسّآم جآلس جمب زوجته شبه المنهآره مآسك يدهآ سآئلهآ بـ همس قلق متخوف: وش صآر ع الولـد !!

نآظرته بـ كُره من بين دموعهآ الغزيره سآحبه يدهآ من يده بآلقوّه مجآوبته بـ برود هآزئ: توّ النآس !
إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه بـ تعجب من ردّ فعلهآ وإجآبتهآ الهآزئـه قبل يطبق فمه زآفر نفس مهموم: آلله يهدآك , مآتدرين ليش تصرفت كذآ !

وقفت عن كرسيهآ لتتركه خآلي مآبين بسّآم على اليسآر وزوجة أبوهآ – أم سلطآن – على اليمين .. بـ إنهيآر وصل أقصآه معهآ: ونعـم التصرف .. زين مآسويـت أستآذ بسّآم ... إيه صحّ شلون تترك ضيوفك بس عشآن إبنك .. إبنك الوحيد إللي كآن بين الحيآه والموت طبعاً مآيستآهل .. مآيستآهل ذره من إهتمآمك
إقترب صوبهآ وقد إنتفخت أودآجه من عصبيته المكبوته معتصر ذرآعهآ الممتلئ بقبضته اليمنى مُنبـه بجفآء من بين أسنآنه: إقصري صوتـك

نفضت ذرآعهآ منه بآلقوّه مطلقه صرختهآ الحآده آلمرتجفه إثر بكآهآ: مآرح أقصــــر .. ولآ رح أسكــــت .. هذآ إبني يآبسّــآم .. ولدك .. ولـدك بـه ثقــب بـ القلـــب , حيآته بـ خطـر , ممكن بيوم وليلـه مآ ألقآه , مآ ألقآه حيِ يتنفـس .. تدري إن مآبيدنآ شيّ ! مآنقدر نسويله شيّ وهو بهآلعمـر , لآزم ننتظر عليـه سنوآت لين يكون مُهيأ يسووله العمليّـه وشدرآنآ .. وشدرآنآ بيتم حيِّ لين يكون مُهيأ أو لآ ......... وشدرآنآ .. آآآآآآآآهــ يآربـــي ليـــــش .. ليش كذآ يآآرب

....: آستغــفــــــــــر آلله
قآلهآ أبوهآ بـ جفآء جآهر مقترب منهآ وملآمح الغضب محفوره بين قسمآت وجهه إعترآضاً على سخطهآ الآثم , طآلبهآ بـ تشديد من بين أسنآنه : آستغفري ربك يآنآهد وش ذآ الكلآم ! قضآء ربك وقدره لآتعترضيــن
تكرمش وجههآ شآده شفتيهآ المطبقه معتصره عيونهآ بـ نبره وآهنه , ضعيفه , مبحوحـه كآتمه فيهآ شهقآتهآ البآكيه: يوبــــــآآآآآهــ
ضمهآ لصدره متحسس ذرآعهآ الأيسر يهدئ من جزعهآ: قدر آلله ومآشآء فعـل .. آذكري ربك يآبنتــي ..

إنتفضت وهي بحضن أبوهآ بآكيه: علـي ولـدي يوبــآآ , علــــي .. سميّـك يوبـآآ بيـروح منـي
إرتفع بصره للسقف قآصد دعآء ربّه وترجيّـه إلهآم بنتـه آلصبر والسلوآن على مصآبهـآ العظيـم وقعـه على قلبهـآ الضعيـف ...
آللحظـه إللي أقبل فيهآ إثنيـن بخطوآت هآدئـه أول من أسرع لهم كآن بسّآم بـ لهفـه: آآآدم .. شللي صآر !! وش الموضــوع ! صدق إللي سمعتـه !

آدم إللي كآن بحآله ثآنيه مآلهآ أي وصـف يذكـر , كمآ الشبـح .. رمآدي آللون , هآلتين من السوآد وكأنهم من العدم ظهروآ حول التجويف العظمـي لعيونه مزدوجـة الجفـن المنتفـخ .. شفتيـه الرقيقـه مُزرقّـة آللون بنفسجيّـه ..
مآختلف كثير دآخلياً عن ظآهره المُريب .. يحسّ بآلموت , الهدوء وآلسكون ...
تنفسـه هآدئ , مآيحسّ فيـه .. قلبـه منكمـش وكذلك عضلآت صدره والبطـن , أحشآءه .. كل دوآخلـه منقبضـه ..
كل مآترآءى له الفكآك من نآهـد شيئن غصباً عن إرآدته يجذبـه لهآ وبآلقوّه ..
كل مآلقى العُذر وإبتعـد شيئن أقوى يرده .. لعنـــــه .. غير قآبلـة الحلّ والفكآك ..

همس بـ توجس مُرتآب من سكون أخوه نصف الحيّ , نصف الميّت: آدآآم !!
نقلت نظرهآ مآبين بسّآم المرتآع حسياً وبين آدم المغيّب ذهنياً لتقرر هي أخيراً تجآوبه بـ أسف: صــح يآبو علـي
توسعت عيونه بنظره حآده ثآقبه , غير مُصدِقه ورآفضه لتكمل هي بـ أسى: طلع معه ثقب بـ القلب , ولآدته غير مُكتملـه .. حطوه الحين بـ الحضآنه ويصير خير إن شآلله يطمنونآ بعد أربع سآعآت .................


/
/


قصـر آل مآلكـي , ثآني أيآم العـزآء

إختلف المشهـد من الجزء الخآرجـي للقصـر آلمخصص لمجآلس الرجآل عن القصر دآخلياً بـ مجلس الحريـم شآسع المسآحـه قليل الحضـور من الحريـم بخلآف مجلس الرجآل المكتظ لآخـره بكم هآئل ومهـول من الرجآل من جنسيآت مُتعـدده , مختلفـه ..
تصدر المجلس كمآ أول يوم أحمـد وطلآل وعمهـم مُعـآذ ..
بنآح ثآنـي كآن رآئف وفآهـد ولد عمّـه ..
مقآبلهم من جهه أخرى رآمـز وسُهيـل , بجآنبهم كآن وآئـل .....
وجآب آخر مقآرب لـ رآئـف , كآن عُمـر وعُــديّ ..

اليوم الثآني من العزآء وإللي كآن أكثر إزدحآم عن سآبقـه من اليوم الأول مسآفة إمتدآد الخبـر وشيوعـه .. آلخبر المأسآوي للفقـد الثآني من ذكـور آل مآلكـي من بعـد وفآة فرآس لمده تقآرب الثلآث سنوآت من وقتهم الحآضـر .. هذآ هو صغير العآئلـه سيـف قد لحقــه بعد سنوآت من الألـم والمرض والمعآنآه ..

دخول متوآزي لكلاً من بسّآم وأخوه آدم .. من نفس البوآبه الخشبيه العريضه منفرجة الشقين دخـل سنـد وبـجآنبـه أخوه مآلـك ..
آللحظـه إللي أحسّ رآمز فيهآ بـ إهتزآز جوآله الصآمت بداخل سيآلة ثوبه الأبيض مقرر تجآهلـه ..
التجآهل إللي مآدآم كثير بسبب حثّ وآئل إللي قد إستشعر إهتزآزآت الجوآل بسبب جلوسه جمبـه ..

....: يآخي ردّ ع الجوآل شـوف منـو !
....: مآلي خلق أتكلم مع أحـد
وآئل: وإنت أحد قآلك سولف ! شف منو بـ الأول
أطلق زفره مهمومه مطلع جوآله ليتفآجئ بـ أربع مكآلمآت متوآصله بـ إسم وآحد ... نجـــم !
هز وآئل رآسه نفياً بعدمآ قرأ الإسم مردف بـ همس خآفت: من أول أقول لك شف منو ..
بطقطقه سريعه وبلآ تردد طلب إتصآل موقف بـ إستئذآن من سُهيل إللي أومأ له رآسه إيجآباً .. يقدر يروح ويتم مكآلمته برآ ..

في طريقه للخروج من البآب لمح خويّه آدم الوآقف مع أخوه بسّآم يعزون رآئف وفآهد أولاً بـ إعتبآرهم الأقرب من البآب ثنينهم ...

....: هــلآ ..
....: لآزم أدق إمية مره يآرآمـــز !!!!
....: مآدريت إنه إنت إللي دآق , جوآلي مآوقف إتصآلآت من أمس
....: البقآء لله يآخوك , عظم آلله أجركم
....: أجرنآ وأجرك يآنجـم .. شخبآرك ؟
....: مآعليك مني , إنت شخبآرك ! تونـي دآري صبآح اليوم من عُمـر إعذر قصوري
....: مآبه خلآف , قدر آلله ومآشآء فعـل , آلحمـدلله
....: زين أكلمك بعدين بدق آلحين على أحمد وأبوفيصـل
....: لحظه شوي أنآديهم لك الحين تكلمهـم
....: لآ مآعليـه أنآ بدق على أحمد ومنه بكلم أبو فيصل

بهآللحظه لمح رآمز من مكآنه المنزوي بـ الحديقه الخآرجيّه الملحقـه رآئف أخوه مقبل صوبه بعدمآ رآفق وآحد من الشيآب أصحآب مكآنه مرموقه على الأغلب إنه شريك لـ رآئف بـ أشغآله ولآ مآكآن تعنى ورآفقه بهآلظرف !
....: لحظـه نجـم , قدآمي رآئف
....: طيب عطنـي أكلمـه ..............


/
/


بـ مجلس الحريم .. كآن الوضع أهدأ ..
قليل الإزدحآم , عدد محدود من المعزيّآت بعبآءآتهم سودآء اللون ..
صوت الشيخ الشجيّ الهآدئ بـ تلآوآت قُرآنيه يصدح بِـ علوّ خآشـع كآسر سكون الحُزن ..

على نوآحي متفرقـه من المجلس الفسيـح .. يتصدره – أم طلآل – إللي غآبت عن حضور أول أيآم عزآء ولدهآ بسبب رقودهآ في فرآشهآ لمدة يوم كآمل مآقوت فيـه على الوقوف , الكلآم .. أو حتى الرؤيـه ..

بجآنبهآ الأيمن سِلفتهآ – أم فآهـد - .. والأيسـر أختهآ – أم عُمـر -
على مسآفه قريبه كآنت نسمه الذآبلـه ممتده نظرآتهآ الحزينه بعيون دميعه منكسره إلى الفرآغ بلآ هدف تستقر عليـه , بجآنبهآ حوريّه إللي إحتضنت يدّ نسمه بين يديهآ ..
مقآبلهم مرآم وبجآنبهآ وردهـ .. غآبت عن الحضور شـروق بسبب رقدتهآ في فرآشهآ من بعد ولآدتهآ محمله نفسهآ فوق طآقتهآ من الظنون الخبيثـه بكون هآلبنت وقرب ولآدتهآ نذير شؤم على البيت بـ أكملـه .. خُلقـت ليـن بـ نفس آللحظـه إللي فيهآ صعدت روح سيـف ..
غيآبهآ مآمنع من حضور كلتآ أختيهآ وأمهآ ...
دآرين , تغريـد ... أم وآئـل , وبـجآنبهآ زوجة إبنهآ وآئـل .............. ميسـم !

على بآب المجلـس , حضور رُبآعي مُلفـت إرتفعت له الأنظآر لذيك المتقدمه بـ خطوآتهآ المُتأنيه رآفعه الغطآ عن وجههآ كآشفه عن شخصيتهآ إللي توسعت بسببهآ عيون وحده من الجآلسآت بـ تفآجئ مآسرع مآتدآركت نفسهآ خآفضه بصرهآ في حرج مشدده من مسكتهآ القآبضه على ركبتيهآ بآلعه ريقهآ بـ إرتبآك ..

الإرتبآك إللي مآخفي عن الجآلسه جمبهآ لتسألهآ بـ همس: تغريد شفيــك !
إلتفتت يمينهآ بسرعه خآطفه من وقع سؤآلهآ لثوآني ثبتت عيونهم ببعضهآ متشآبكه نظرآتهم .. ميسم المستفهمه وتغريد المتوتره !
بحده أعرضت عنهآ تغريد تنآظر ذيك إللي مرت من قدآمهآ وإللي مآكآنت إلآ حمآتهـآ ! يتبعهآ بنتيهآ .. سآلي بـ قآمتهآ الطويلـه , والأقصـر منهآ أصآلـه , مقبلين صوب أم طلآل المرهقـه بدنياً مُدمره نفسياً قآصدين تعزيتهآ ...
الرآبعـه بوجههآ المتجهـم كآنت نآهـد موجهه أولى نظرآتهآ المتعمده أولاً لـ مرآم ثم لذيك الجآلسه جمبهآ مطأطأة الرأس في حُـزن .......... وردهـ !

نظرة الحقد الحآده إللي توجهت لآشعورياً من نآهـد لـ وردهـ مآخفت أبداً عن مرآم إللي قدرت تلآحظهآ بسهولـه وكأن نآهـد متقصـده هآلشيّ ومآعندهآ من الأسبآب الشيّ إللي يمنع إظهآر مقتهآ وكُرههآ بآلشكـل العلنـي الصريح الوآضـح , مجهـول السبب !
أعقدت مرآم حآجبيهآ مقوسه فمهآ بـ إستغرآب تنآظر ذيك إلي على يمينهآ خفيضة الرأس غآب عنهآ رمق نآهد لهآ بهآلحده والجفآء سآئله نفسهآ بقلبهآ " خير آللهم .... وش إللي بين نآهـد ووردهـ !!! "
قالتها بتخوّف مطبقه فمهآ بـ أسـى بعدمآ لآحظت كل فينه حركة ورده السريعه من يدهآ لوجههآ تمسح المتمرد من دموع عيونهآ , هآلموقف سبب أدعى لفتح جرآحآتهآ النفسيّه , مآ أمدآهآ تهدى وتندمـل .. وفآة أمهآ مآكتمل عليهآ الـ خمسة أشهـر وقدآمهآ الموقف ينعآد ...

نفس الحلقه النسآئيـه كآسيهـم سوآد عبآءآتهم , صوت الشيـخ بتلآوه قرآنيـه .. تمتمآت المعزيّآت ودعوآتهم بـ الرحمه والمغفره ..
من خمسة أشهر وأقل كآنت بنفس موقف خآلتهآ – أم طلآل - , نفس الإنهيآر البدنـي , رخوهآ وعدم قدرتهآ حتى على مدّ يمينهآ لمصآفحة المعزيّآت ..
دموع منهآله في صمـت , وبلآ توقـف

مآلت برآسهآ يسره للي أجفلتهآ من التفكير بوردهـ وإللي تحسّه يوم جلست جمبهآ ضآمه لحجرهآ أطرآف عبآءتهآ إللي إنسدلت عن رآسهآ مستقره على كتفيهآ بصرهآ موقع قدميهآ في صمت وسكـون ..
وكأنهآ تذكرت , همست بـ لهفه: وشلونـه آلحين علـي !!! سآمحيني يآنآهد مآقدرت أجيك , تدرين بنفس اليوم إللي رديت فيه من عندك صآر إللي صآر .. ولآده ومــوت بنفس اللحظـه
نآهد: مآبه خلآف يآم فيصـل عآذرتك , آلله يكون بآلعون ..

....: شخبآره علي طيب ؟ شللي صآر عليه !
....: آلحمدلله على كلّ حآل , آقولك بعدين .. بس أنآ الحين مقدر أطول أكثر لآزم أردّ المستشفـى , مآحد مع علي إلآ صيته أختي وأبوي ..
تحسست ظآهر كفهآ الأيمن بـ موآسآه: مآعليه روحـي .. آلله يريح فكرك ويطمن قلبك على ولدك


بـ همس مآيسمعه غير ثنينآتهم: لآزم تجينـي ونتكلـم
إلتفتت لهآ جآمدة الملمح لتكمل هي: لآزم تجيني يآتغريـد ..... أبي أتكلم معـك
بلحظه لمعت عيونهآ ممتلئه بدموع حبيسه وعيونهآ على الثلآثي إللي مآنرفعت عيونهم عنهآ من أول دخولهآ ... أم زوجهآ مآلك وخوآته الثنتيـن !

....: وانا بعد محتآجه أتكلم معك يآميسم
شددت من قبضتهآ على وركهآ قآصده تهدئتهآ: تعآلي البيت عندي وبنتكلـم
....: لآتزعلين من وآئل ... كآن مُجبـر , أنآ بعد مآكنت أدري ... أربعه وعشرين سنـه بنفس البيت معهم ومآ أدري
ميسم: ...............
تغريد: صدقيني يآميسم وآئل مآله ذمـب


/
/


مغربيّـة اليوم التآلـي ..
غطت سِن الإبره بغطآهآ البلآستيكي الشفآف بعدمآ جهزتهآ رآده بـ أسى وقلة حيله على لومهآ لهآ: وش بيدي إللي أسويّه يمّـه !

....: كآن بوقتهآ دقيتـي على سنـد وهو يعرف شلون يتصرف
....: يمّـه ذولي عمآنهآ وجدآنهآ , مآلي أي حق أمنع البنت عنهـم
....: مآحد قآلك تمنعينهآ عنهم بس سند وش إللي قآله ؟ وش إللي وصآك فيه ؟ قآل بيآت لهآلبنت برآ البيت مآفيـه لو إنه بيت جدآنهآ .. آلله يستر آلحين وآلله كآفينآ مآنب نآقصين
أطلقت زفره محبطه مرخيه كتفيهآ وبصرهآ مخفض لقآعدة السرير: تهقين وش بيسوي !
قوست فمهآ مآتدري مجآوبته بـ بهوت: سند له حسآبآت ثآنيه غير حسآبآتنآ , وآلغريب إنه إهو الصـحّ .. آآآآآآخ يآربي إنتم كلكم بتذبحونـي مآعآد فيني أتحمل تعبت وآلله

نآظرتهآ بـ إهتمآم في لحظتهآ وكأنهآ تذكرت: قومـي يمّـه جهزت الإبره ..
على كلمتهآ دخلت الثآنيه زآفره نفس مسموع بـ تململ: قلبي نآغزني من شيّ ممكن يصير اليوم
شدت فمهآ المطبق بـ حنق فآكه غطآ الإبره: سآلي وللي يعآفيك مب نآقصه
جلست على طرف السرير لأمهآ: إنتي إللي مآتفكرين ! مدري وش هآلضعف إللي يجيك بس من طآري أهل زوجك , خير إن شآلله ! وإن يبون البنت ! كآن قلتي نآيمه ولآ بمشوآر مع أحد من خوآلهآ ولآ أي عـذر
وقفت أمهآ عن السرير رآفعه جلآبيتهآ إستعدآداً لأخذ حقنة العضـل خآصتهآ بيد أصآله بنتهآ: هذآ إللي توني أتكلم فيـه

قلبت عيونهآ بـ تكشره مشمئزه: صدق مدري شللي يحسون فيه هآلعآلم , مآسألوآ وينهي البنت من أسآبيع حتى لو بآلتليفون , آلحين توهم وتذكروآ ! وإنتي مآشآلله قآلوآ لك جيبي البنت سلمتيهآ
وقفت ورآ أمهآ حآنيه ظهرهآ معطيتهآ حقنتهآ إللي تمرست بـ كيفية تجهيزهآ وحقنهآ بسبب بنتهآ الصغيره إللي إشتد تعبهآ من بعد الولآده إلى وقتها الحآضر وكآن لزم إعطآهآ حقن علآجيه إلآ إن الصغيره أبداً مآسمحت بهآلشيّ إلآ يوم صآر من أمهآ , وبـ يــدّ أمهآ ..

....: سآلي تكفين , عندك كلمه عدله قوليهآ ولآ سكتي
قلبت عيونهآ لآويه فمهآ بـ إمتعآض: هي كذآ دآيم كلمة آلحق تزعل
مسحت على بشرة أمهآ بعدمآ أخرجت الإبره هآمسه: بـ الشِفـآ يمّـه إن شآلله
أنزلت ملآبسهآ مغمضه عيونهآ برآحه: يآزينهآ يدك , أبدّ مآ أحس بـ الإبره , وينك من زمآن عنـي
لآ شعورياً أطلقت سآلي ضحكتهآ المفآجئه متمتمه بكلمآت غير مفهومه من بين ضحكهآ: تذكـ ... هههههه تذكرون مآلـ .. هههههه مآلـك

وكأنهم ثنينآتهم قد فهموآ قصدهآ إنتفض صدر أصآله بضحكه مكتومه مطبقه فيهآ فمهآ وهي تكسر سِـن الإبره رآميتهآ بـ السله: هههههه آلله يخزي إبليسك وش ذكرك
....: هههههه تذكرته من طآري الإبره وشوفتهآ , تذكرين يوم جآه الفآيرس مع طولـه ولآزم يآخذ الإبره عشآن يحدون من إنتشآره بجسمه هههههه
....: هههههه قآم يبكي ويصيح

سآلي: لآوبعد ركـض من غرفته يبي يشرد ومآيآخذهآ , قآلك متعقد من الإبر ويخآف
أصآله: أبوك مسكه عند البآب وكتفـه مثل الذبيحه وإنتي كشفتي بنطلونه
سآلي: هههههه وإنتي مآتوصيتي غرزتي الإبره بـ لحمه وهو مغير يصيح تعقد بزيآده
أصآله: سشوي بغيت أخلص بسرعه قبل يفك ويهرب
....: خلآص إنتي ويآهآ فتحتوآ السيره ولآ عآد وقفتوآ

نآظرتهآ أصآله بتفآجئ وعدم فهم لعصبيتهآ لتسألهآ سآلي بـ إستغرآب: شفيـك يمّـه !!
أسندت ظهرهآ للسرير بعدمآ مددت عليه مآسكه جآنبي رآسهآ إللي أخفضته لحجرهآ: يآقلبي عليـه شآرد من البيت ضآيق صدره ومختنق وإنتم هني تضحكون عليـه

أطبقت أصآله فمهآ بـ أسف خآفضه رآسهآ للأرض في حين أعقبت سآلي بهدوء متحسسه سآق أمهآ اليسرى: خير يمّـه لآتشيلين همّ , يعننك مآتـدرين عن ولدك وفعآيله ! كنه أول مره يشرد يعنـي ! تلقينه الحين مأجر شقـه وش كبرهآ , يسمع الأغآني ويآكل المشوي وإنتي هني محتره ..
....: لآآآ , هآلمره لآ .. كم له تآركنآ !! يومين زود ويتم الإسبوع , قلبي نآغزني حآسه إنه مآهوب بخير .. وكله من ذيك الإبليسـه حسبي آلله عليهآ قهرت وليدي

طيرت أصآله عيونهآ مطبقه فمهآ بـ ضيق: يمـه حرآم عليك لآتتحسبين عليهآ , هي زوجة ولدك
....: تخسى تكون زوجتـه بعد إللي قآلته , تبي الطلآق أجل , بآللي يآخذهآ ولآ يردهآ .. ولآ حنّآ بعد نبيهآ
أصآله: بس ولدك مآلك يبيهآ
....: أنآ دآريه عن ولدي عدل , يبي الشيّ ويتعلق فيه يومين وينسآه مآهيب جديده
آثرت سآلي الصمت مطبقه فمهآ بـ أسف في حين أعقبت أصآله بعدمآ أطلقت زفره مهمومه: يمـه هذي إنسآنـه .. تعآمل معهآ وعآشرهآ وحبهآ بعـد .. مآهيب سيآره من سيآرآته إللي يتعلق فيهآ يومين وعآدي عنده يغيرهآ

نآظرتهم بـ حِده آمرتهم بـ جفآء: طلعـوآ برآ ثنينآتكم .. مآبي أشوف أحـد .. بــرآآ
....: يمّـــ ...............
قآطعتهآ بـ حزم ممدده كآمل جسدهآ على السرير مغطيه نفسهآ بـ الشرشف الستآني الخفيف الخآص بـ أصآله لأنهآ بغرفتهآ: خــلآآآآص , أبي أرتآح خلونـي ..

وقفت سآلي عن السرير بـ إستسلآم في حين تمت أصآله تلقط ملآبس بنتهآ من الأرض حآذفتهم على الصوفآ المنجده بـ ستآن تركوآزي آللون بحآل غرفتهآ متعددة الألوآن الهآدئـه إللي غلب عليهآ الطآبع الترآبي بـ ألوآن البني الدآكن , والفآتح , والبيـج .. بـ تدآخل شآذ لـ اللون التركوآزي ...

أقفلت البآب من بعد خروجهم ثنينآتهم موقفه قبآل البآب الخآص بـ غرفة سآلي والمجآور لغرفتهآ إللي توهآ وطلعت منهآ: شفتــي شـقآلـت أمـك !

لوت سآلي شفتيهآ المطبقه بـ تفكير: الصرآحه معهآ حـق .. إنتي كـ أمّ ترضين أحد يذل عيآلك ! هذآ وهو مآلك .. وإنتي تدرين مآلك بآلذآت وش غلآته عند أمـي ..

فركت جبينهآ بوجه متجهم من إحسآس ألم الصدآع إللي بآغت رآسهآ فجأه لتوقف بمنتصف الطآبق اللي همّ فيه: أحس نفسي دآيخـه , ولآزم أكتب المقآله بعد وأرسلهآ آخر ميعآد بكره , وش هآلعنـآ ..


....: سآلــي إنزلـــي
إلتفتوآ ثنينآتـهم لمصدر الصوت إللي فآجئهم بـ هدوء بعدمآ رقى آخر درجه من السلآلم لتعقد هي خصوصاً حآجبيهآ بـ إستفهآم: ليــش !

....: سهــل تحت بـ المجلــس منتظــرك
توسعت عيونهآ بـ تفآجئ سآئلته بعدم تصديق: رد معـك من الشركـه !!
فكّ أول زريّن من أزرآر قميصه الأبيض بـ تعب وهو على وشك أن يتخطآهم دآخل غرفته: وش هآلأسئلـه وهو كل يوم رآد معي من الشركه ومن نفس الطريق , هذآه بيتـه قدآم بيتك

بلعت ريقهآ مصدره صوت خآفت مسموع مكوره قبضتهآ اليمنى البآرده بـ إرتيآب وتشكك مآتدري سببه ليجفلهآ صوت أصآله الجآهر بسرعه قآصده تلحق عليه: لحظــــه سنــد
إلتفت لهآ بوجه مرهق مُتجهم لتقترب هي تجآهه خآفضه بصرهآ في حرج هآمسه بـ تخوّف من رد فعله: أبي أعلمك شيّ
شدت سآلي شفتهآ السفلى سآحبه نفسهآ من المكآن بـ خطوآت سريعه وكأنهآ درت عن قصد أصآله وإللي تبيه رآفعه شيلتهآ الخفيفه عن كتوفه مثبتتهآ فوق رآسهآ نزولاً لمقآبلـة ذآك المنتظــر !

على بآب غرفته , مرر عيونه الفآحصـه لشكلهآ الغريب قدآمه , خآفضه رآسهآ , بصرهآ موقع قدميهآ , شآبكه أصآبع يديهآ لبعضهم بوسط جسمهآ , المظهر إللي أوحى له بآلشيّ الغير مُبشّـر إطلآقاً ... الشيّ إللي على الأغلب إنه إعتآده بهآلبيت , مآيمديـه يهدآ بآله ليوم وآحد إلآ وينقلب كيآنه بسآلفه جديده مآيدري من وين تطـلع له .. وشكلهآ هآلمره السآلفه عند أصآله ..

إرتفع حآجبه الأيمن سآئلهآ بـ حنق: خيـــر !
....: إوعدني أول مآتعصب
شهق نفس مسموع يستمد منه السكينه والثبآت: بـ الأول أو بـ الأخير كذآ كذآ بعرف وش السآلفه , فـ قولي الحين ولآ تمآطلين
....: عمّ فدوى اليوم جآ وأخذهآ وقآل إنهآ بتبيت عندهـم
ضيق عيونه بـ نظره إستنكآريـه حـآده سآئلهآ وكأنهآ مآفهم أو مآسمع: نعــــــم !!!!!!!



/
/

/
/



بـ خِفيّه قطعت آلممر الرخآمي الأوسط من الطآبق الثآلث على أطرآفهآ وعيونهآ ورآهآ ترقباً لـ وجود أحد لحد مآوصلت للبآب بآلعه ريقهآ بـ توتر قطعته بطرقهآ الهآدئ للبآب الخشبـي ومآسرع مآنفتح البآب وكأن الطرف الثآني كآن بـ الإنتظآر: كآن قعـدت شـــــــــوي بعــــد ..........!

إتسعت عيونهآ أقصآهآ بتفآجئ من شخصية الوآقف قدآمهآ وإنه مو آلشخص المقصود أبداً , أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً تلتهآ بـ إبتسآمه حرجه: أوهــ .. حــور !

....: كنتي مستنيّـه حـدّ !
أشرت لهآ بيدهآ تدخل جنآحهآ سآبقتهآ هي: تعآلي آدخلـي ..
لحقتهآ منقله عيونهآ لأركآن الصآله وكل أثآثهآ .. كلآسيكيّـه متكلفـه بـ الفخآمـه .. إلآ إن ألوآنهآ الخليط من الأحمر الغزآلي والذهبـي تظـل مُريحه أكثر من سوآد غرفتهآ هيّ بكل أثآثهآ ومفروشآتهآ: الأوضه بتآعتك حلـوه أوي
إلتفتت لهآ بـ إبتسآمه هآدئه: ظنتي أول مره تدخلين جنآحي

....: أهـآآ
جلست على كنبة الصآلون الملكـي لهآ , خشبـه مدهون بـ طلآء ذهبـي , منقجد بـ قطيفـه حمرآء لآمعه , أشرت لهآ تجلس جمبهآ مُردفه بـ اعتذآر: معلش صحت عليك , حسبتـك رآمز
جلست جمبهآ عآقده حآجبيهآ بعدم فهم , شدعوى منتظره رآمز وليش من الأسآس بيجيهآ رآمز: ليـه خيـر ؟
جت بتجآوبهآ إلآ وصدح بـ المكآن صوت طفل صغير بـ صرآخ مزمجـر لترخي هي كتوفهآ بـ يأس مغمضه عيونهآ بـ همّ: رحمتـــــك يآربــي

مطت رقبتهآ مصوبه نظرهآ تجآه مصدر الصوت من الغرفه الدآخليه: دآ فِـرآس إللي بيعيـط !
أسندت جبينهآ لرآحتهآ اليمنى مجآوبتهآ بـ شكوى مُرهقه: ذآ الولد خلآص بيذبحنــي
شدت فمهآ بـ إبتسآمه مطبقه: ليه بس دآ عسول خآلص
نآظرتهآ بـ أسى مطبقه فمهآ: وآلله مآ العسول إلآ إنتي .. نصيحـــه .... لآتفكرين تجيبيـن عيآل بذآ الوقت أبــدّ

....: يــــآآآآمـــــــــذذذ ... يآآآآآآآآآمـــــــــــذذذذ عـآآآآآآآآآ
شدت على صدغيهآ سآحبتهآ لأسفل وكأنهآ تلطم من شآفت إبنهآ مقترب صوبهم وخدوده المنتفخه مغرقه بآلدموع , شــحّ صوته من الصيآح والبكآ ولآ وقف مغير على لسآنه , يآمذ يآمذ !
سألـتهآ بعدم فهم وهي توقف متوجهه صوبه: هو عآوز إيــه !

قآلـهآ وهي ترفعه عن الأرض إلآ إنه فلت من يدهآ وبغى يطيح بسبب ترفيسه بـ الهوآ رآفض حملهآ هي له لولآ تدآركهآ له وتشديدهآ من إحتضآنه: يآمـز إيه دآ مش فآهمـــه .. – صآحت فيه بنفآذ صبر – بــــــــس يآآولآآآآ

....: ههههه وش يـآ ولآ هذي
حور: ههههه يعني يآولـد , هو مآلو بقـد , إلحئـي إبنك , الولآ هيموت نفسـه من العيـآط
....: عجزت معـه , خليـه
علت نبرتهآ بصيآح لأجل تسمعهآ مرآم وهي تنزله بـ الأرض بعدمآ عجزت إنهآ تهدي من نوبة بكآه الحآده تآركته نآيم على ظهره يرفس بـ الأرض: إزآي بئـآ !!
....: كل يوم على هآلحآل , مآيسكت لين يعوره رآسه من البكآ هم ينآم
....: هو عآوز رآمـز ؟
....: حسبي آلله على رآمز مخرب لي العيآل , سوآ فيصل أو ذآ
ردت جآلسه جمبهآ وبوجهه إبتسآمه بآهته بعدم فهم: ليـه !

....: مدري عنه مخبـل فيهـم .. فيصل معتبره مثله الأعلى وقدوته بـ الحيآه وكل يوم هوآش وطقآق مع أبوه , تدرين طلآل مآيدآني أخوه رآمز ههههه
....: ههههه أهو ربنآ بيعآقبـه , أولآده الإتنين عآوزين عمهـم رآمز وبيحبوه
أطلقت تنهيده مهمومه: آآآآآخ آلشكوى لله .. وذآ أول كلمه تعلمهآ هي رآمز , نآشب لنآ صيآح وبكآ مآيسكت إلآ مع رآمز صجنـي حسبي آلله ع العدو

....: يآآآه متعلئيـن أوي كدآ بـ رآمز !
....: وأكثـر
حور: وإنتي كنتي مستنيّه رآمز دلوئتـي !
....: شسـوي عورنـي رآسي .. عيآ يسكت معي أو مع الشغآلآت أو حتى مع أخوه فيصل , مثل مآتسمعين مآيبي إلآ رآمز , دآقه على الأستآذ رآمز من سآعه وهو مطنـش
حور: معلش منتي عآرفه الأيآم دي همآ مشغولين إزآي ...
أطلقت زفره مهمومه وعيونهآ بـ الأرض متحسسه دبلتهآ الذهبيه بـ بنصرهآ الأيسر: آلله يرحــم أموآتنــآ ...

قآلتهآ ومآسرع مآرفعت رآسهآ ملتفته لهآ بـ إهتمآم: صحيـح حور شبغيتـي ! خذتنآ السوآلف عن ذآ إللي صآجنـآ
شدت فمهآ بـ إبتسآمه خجلـه , متوتـره مآسرع مآختفت مبتلعه ريقهآ أولاً إستعدآداً للكلآم إللي توهآ بتنطقه إلآ وقطعـه صوت الطرق القوي للبآب ليلتفتوآ ثنينآتهم صوبهم وبسرعه وقفت مرآم معدله حجآبهآ الأسود: أكيد رآمـز .. لحظـه حـور
شآلت ولدهآ عن الأرض إللي بعده على وضعه يبكـي ويصيح صيآح مشحوح النبره بدون صـوت: خلآص إسكـــت هذآ رآمز

....: يآآآمــــــــذذ
سحبت على وجنتيه المبلله مآسحه له دموعه: إيه يــآآمز عسآك تنطـم الحين
فتحت البآب بعيون مستشآطه غضباً مطبقه فمهآ بـ القوه كآبته عصبيتهآ ليجيهآ صوته البآرد: وأنآ مآعندي شغله غير ولدك ذآ !

حذفت عليه إبنهآ فرآس إللي أول مآشآف رآمز تهلل وجهه مبتهج لآمعه عيونه بسعآده فآرد ذرآعيه القصيرين يبي رآمز يحملـه .. جآوبته بـ عصبيّه: تحمـل نتيجة سوآيآك .. إنت إللي علقته فيـك
تنآوله منهآ ينآظره بـ حنق: يآشين النشبـه

مآكآن رد فعل فرآس إلآ قبله طفوليّه بريئـه لخدّ رآمز الأيسر مختلطـه بـ لعآب سآئـل ليبتعد عنه رآمز بـ إمتعآض مآسح وجهه: وش بوسة العجز هذي , وع غرقت وجهي
....: هههههه لآتجيبـه , خله ينآم عندك اليوم
بقق عيونه بدهشه أفصح عنهآ جهراً: إيــــــــــش !!
....: لآتخآف , برسل له الشغآله تبدل حفآظـه

قآلتهآ ثم قفلت البآب بوجهه تآركته على عتبة جنآحهآ ينآظرابنها بـ قهر مطبق فمه بآلقوه: وإنت يآلبزر توك تلبس حفــآظ !!
مآجآوبه فرآس إلآ بـ إبتسآمه عريضه كشفت عن أسنآنه اللبنيـه مكعبة الشكل الصغيره بصيآح مبتهـج وهو يصفق يدينه نآفض نفسه بـ إبتهآج: يـــآآمــــــــذذذذ
شدد رآمز من إحتضآنه له لآيطيح من يديه وهو يرفس بسعآده مقفي عن البآب متوجه لبآبه هو: إيه يآمــز يآمآل الــــ .......


بـ الجنـآح ..

سيحت جسمهآ على الكنبه مغمضه عيونهآ مطلقه تنهيدة رآحه عميقه: آآآآآآهــ يآلعنــــــآ
شدت فمهآ بـ إبتسآمه مطبقه: ربنـآ يخليهولـك
بسرعه إعتدلت مرآم رآفعه بوجه حور سبآبتهآ تنبيهاً: إسمعي يآبنت , يآويلك تفكرين الحين بـ الخلفـه , إستآنسي أول قبل تنغبنيـن
على طآري الخلفه , إنقبضت أحشآئهآ خآفضه بصرهآ في حرج لتسألهآ مرآم بـ إرتيآب متخوّف: شفيــــك !

رفعت من تحت وركهآ الأيمن آلشيّ أبيض آللون شبيه القلم مآدته لـ مرآم على إستحيآء وبآقي رآسهآ مُخفض في خجل ..
الشيّ إللي تنآولته منهآ مرآم بعقدة حآجبين مستفهمه عن طبيعته ومآسرع مآتوسعت عيونهآ بتفآجئ سآئلتهآ بعيونهآ آلشيّ إللي مآ أفصحت عنه لتجاوبها في بسرعه: أنآ شآكـــــه .... بس مش عآرفه أتأكد إزآي

مسكت مرآم رآسهآ مغمضه عيونهآ بتنهيده مُرهقه: آآآآهـ , تونـي أنبهك
أطبقت فمهآ بـ أسف إن مآبليد حيله: غصـب عنـي وآللهــي
....: طيب وإنتي شلون شآكـه !
....: إستفرغت كزآ مره , وحآسه إني أرفآنـه من الأوضه بتآعتي كلهآ , ريحـة السقآير بتآعت رآئف بتـئلـب معدتي ودي حآقه أول مره أحسهآ .. وكمآن دآيخـه دآيماً

تحسست ذرآعهآ الأيمن مبتسمه على برآءتهآ وهي تتكلم وتوصف حآلتهآ في خجل خآفضه بصرهآ متلعثمه: خلآص يآقلبي ولآ يهمك الحين نتأكد
لحقتهآ بسرعه ووآضح الإرتبآك بـ حركتهآ المشتته: آآآآ .. أنآآ أنآ معرفتش أعمل إيه أو أقول لميـن .. حتى إتكسفت أتصل بـ مآمآ وأسألهآ , ونسمه أكيد زيي متعرفش حآقه روحت بآعته الشغآله تقيب إختبآر الحمل دآ بس مش عآرفه أعمل بيه إيه !!!

إتسع فمهآ بـ إبتسآمه عريضه قبل تهز رآسهآ إيجآباً قآصده طمأنتهآ مُردفه بعدمآ وقفت ممسكه بيدهآ موقفتهآ معهآ: خلص ولآ يهمك .. تعآلي معي دآخل وأنآ أعلمك شلون نتأكد ............


/
/



توقيت متـوآزي ..

دخلـت بعجلـه وعيونهآ نآطقـه دهشه وعجـب: سهـــــــــل !
أقفلت البآب من ورآهآ بآللحظـه إللي انسدلت طرحتهآ عن شعرهآ مستقرهآ على كتفيهآ: ليـش مآعلمتنـي إنك بتجـي !

إرتفع حآجبه الأيسر بزآويه حآده وعيونه على البآب إللي قفلته من ورآهآ بكآمـل إرآدتهآ !
آلشيّ إللي مآقد صآر أبـدّ , يتذكر إنهآ مره أقفلت البآب وردت فآتحته لآخره بعدمآ إستوعبـت .. ردّ الفعل إللي مآغفل هو عنـه وتفهمـه بحسن نيّـه ..

قآعد يشوف سآلـي ثآنيـه مُختلفـه تمآم الإختلآف .. أخفض بصره لحجره حآك بطرف سبآبته اليمنى جآنب خشمـه بـ إبتسآمه خفيفه مآسرع مآختفت " وآلله وصآرت الكـره بملعبـك يآسهيـل ..... "
جلست جمبه على كنبـة المجلس الإسفنجيّه المرتفعه عن الأرض: من أول أدق عليك ليش مآتـرد !
نآظرهآ لحظآت ببرود قبل يهمس بلعآنه في خآطره " هيّـــن يآبنـت المُرشــد .... "

....: كنت مشغـول شوّي
....: من خمس أيآم وإنت مشغــول !!
بآلحيل كآتم ضحكـه , يحس نفس الموقف ينعآد لكن بآلوضع العكسـي , وينهآ يوم إنه يقعد أيآم يتحرى إستجآبتهآ على إتصآلآتـه .. مآكآن مبررهآ إلآ تآفـه وسخيـف ... مآكآن عذرهآ إلآ إنهآ مشغولـه !

....: ثلآث أيآم عزآء ولـد عمـي ..
أعقبت بنفآذ صبر طلع صوتهآ حآد جآف: فهمنآ هآلثلآث أيآم , وأمـس .. واليـوم .. هـآآه
مسح على وجهه بـ تململ , ليش الحين بس يحس إنه نـدم , بتبدآ معه وين كنـت وويـن صـرت ! هذي هي سآلي الحقيقيه .............أنثى كبقيّة الإنآث !

....: أخوك ضآغطنـي شغـل عن الثلآث أيآم إللي تغيبت فيهـم
أخفضت بصرهآ لآويه فمهآ المشدود بـ حنق ليجيهآ صوته هآدئ مُثير بعدمآ أحست بسآعده الأيمن فوق المتك الإسفنجي الفآصل بينهـم يلآمس سآعدهآ الأيسر , الملآمسه الطفيفه السطحيّه من فوق أكمآم ملآبسهـم: وإنتي شخبـآرك !!

إنشد عرق برقبتهآ حست إن عنقهآ تصلب بآلعه ريقهآ رآمقته بنظره صقريّه حآده معلقه عيونهآ المرتآعه وكأنها مُهدده بعيونه المستمتعه ليجيهآ بآقي كلآمه بـ همس خآفت: نظرآتك يآبنت ذبّآحـه
إنفغر فمها الفتحه القصيره إللي سحبت معهآ كومـه هوآئيـه على إثرهآ إرتد ظهرهآ مسآفه مبتعده عنه تنآظر بـ الأرض سآحبه على شعرهآ من مؤخر رآسهآ بحركه متوتره تتحآشآه بنظرآتهآ الشيّ إللي مآدآم كثير لأن يمنآه إمتدت وأمسكت معصمهآ الأيسر منزل يدهآ إللي تسحب على شعرهآ: خلآص وقفــي
نآظرته بـ ترقبّ موسعه عيونهآ بنظره حآده ليكمل هو: شفيـك متوتـره !!
بلعت ريقهآ قبل تجآوبه بتكآبر وإدعآء: أنـآآ !! وش بيوترنـي يعنـي !

قوس شفتيه المطبقه مآيدري في حين أكملت هي بـ إبتسآمه قصيره: بس إتفآجئت بجيتك مع سنـد ..
....: أنآ جآي عشآنـك إنتـي
....: أحسك اليوم رآيق
....: أنآ دوم رآيق
....: وآلله ! مآلآحظـت
....: وإشمعنى اليوم لآحظتـي ؟
ضآعف سؤآله توترهآ أكثر , حست نفسها إنحشرت بـ الزآويه .. هي فعلاً مآتـدري ليش هآلفتره بدت تلآحظ فيه كثير أشيآء كآنت غير مُلفته بآلنسبه لهآ قبلاً ...
سألت نفسهآ هل كآنت فعلاً موجوده فيـه , أو هي صفآت وموآصفآت جديده مُكتسبـه .... أكثر جآذبيـه ....... وإثآره !

....: مـدري , بس أحسك اليوم مروق بزيآده
مدد أطرآفه يتمغط: عـآدي يآقلبـي , حآس برآحـه
أعقدت حآجبيهآ خآفضه بصرهآ رآمقته بـ إرتيآب النظره الجآنبيه التحتيّه تحآكي نفسهآ بـ تعجب وإستغرآب " قلبـي !! هذآ شفيـه ! "
....: وإيش يعني سبب الرآحـه هذي !
إرتفعوآ حآجبيه سآئلهآ إدعآءاً للبلآهه: ليش إنتي مو حآسه برآحـه ؟
أعقدت حآجبيهآ سآئله بـ خفوت متشككه: ليـش يعنـي ؟

قوس شفتيه بلآ مبآلآه ثم أعرض عنهآ بوجهه موقف عن المجلس يتمغط من جديد مجآوبهآ بنبره متقطعـه بسبب تثآؤبـه: يعنــ ....... آآآآآآخخ ... يعنـي زوآجنآ إللي تأجـل , توقعت هآلشيّ بيونسك
أطبقت فمها مغتآظه رآده عليه بـ جفآء: لآء مآرح يونسنـي , أنآ خلآص كنت سستمت نفسي إني بكون معك بعد شهـر
إرتفعوآ حآجبيه إدعآءاً للتفآجئ: سستمتـي نفسـك !

رمقته بنظره تحتيّه متشككه , هل خآنهآ التعبير وأخطأت فيه , تدآركت نفسهآ بسرعه بآلعه ريقهآ أردفته بـ تلعثم وآضح إنهآ ترقع: ءآآآ أقصد , أقصـد إني , يعنـي ءآآآآ
رد جآلس مكآنهآ مقآطعهآ بـ إبتسآمه هآدئه مفتعله: خلآص ولآ يهمك , وإن سستمتـي نفسك يعني وش فيهآ ..
....: أحآول أختآر مصطلح ثآني منآسب أكثر

طير عيونه شآد فمه لليسآر بـ خيبة أمل , هذي بعمرهآ مآرح تتغير , تتعآمل معآه بـ رسميّة المصطلحآت اللغويّه ...
....: أهم شيّ إني تنآقشت مع سند بكلّ شيّ والتأجيل بيكون لشهرين زيآده غير هآلشهر , يعني كلهآ ثلآث أشهـر ...

أومأت رآسهآ بهزه خفيفه شآده فمها الطبق بـ إبتسآمه قصيره مآسرع مآختفت بـ توتر في حين أمآل هو فمه يمنـه بـ حنق: مدري لمتى بنقعد نأجـل , أخآف إنهآ إشآرآت من ربي وأنآ معمي على قلبي
....: شلون يعني إشآرآت ؟
....: يعني مآلنآ نصيب ببعض يآبنت النآس , كل مآعقدنآ العزم ونوينآ صآر شيّ يمنـع .. شسآلفه بـ الضبط عجزت أفهم !
....: عآدي يآسهـل وإنت ليش مستعجـل
....: آللهُ أكبـــــــر .. سنـه ونهآيتهآ مستعجـل ! لو إني مو مستعجل أجل كم قعدنآ ؟
....: هههههه أكيد خير
....: طبعاً هذ هو إللي تبينـه إنتي يآدكتوره
لوت فمهآ إدعآءاً للإنزعآج: ومين قآل إن ذآ إهو إللي أبيه ؟
....: أكيد إنك مآتبين الشيّ الثآنـي
....: وشهو الشيّ الثآني !!!

فصخ عقآله والغتره مقحم أصآبعه بخصلآت شعره الفآحم يفرك فروته متثآءب: إنك تكونيــن معـــي
رفعت يمنآهآ لفمه المنفغر لآخره وهو يتثآءب تسده له مبتسمه: شكلك مُرهـــق
....: ميـــــــــت
....: ليش تقول إنه أكيد مآبي أكون معك ؟
فرك عيونه خآفض رآسه وهو كل مآله يتثآءب: ليش وإنتي تبين تكونين معـي يآدكتوره !
....: بطل تقول لي دكتوره
....: تبين تكونين معي يآبنـت المُرشــد !

وقفت معصبه ضآربه رجلهآ اليمنى بـ الأرض .. توهآ بتوليّه ظهرهآ إلآ وإرتدت خطوه خلفيّه فقدت فيهآ توآزنهآ يوم مسكهآ من معصمهآ الأيسر شآدهآ بقوّه لتطيـح جآلسه بـ حجره .. مآ أمدآهآ تستجمع قوآهآ وتوقف عنه إلآ وأطبق حصآر سآعديه على نصفهآ العلوي مكتفهآ جآبرهآ تتمّ على وضعهآ مُلصق ظهرهآ بصدره هآمس بـ أذنهآ اليمنى: تبين تكونيـن معـي يآسآلـــي

....: فكنـي يآسهـــل آلله يخليـك
....: هههههه تترجيـن بعـد !
....: سهـل تكفــى آلحين بيدخل سنـد أو مآلـك
....: وإن دخل سند أو مآلك شفيهآ , زوجتـي وأنآ حُـرّ التصرف
رصت على أسنآنهآ بآلقوّه: مو ببيتنـآ يآسهــــــل
....: أجل قومي معـي نروح بيتنـآ
....: ســـ ...... ــهـــــل !!

مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه بعدمآ إستشعر الوهـن بنبرتهآ المرتجفـه , لأول مره يحسّ بخوفهآ , إرتجآفآت طفيفه لكآمل جسدهآ إستشعرتهآ كآمل أعصآبه ..
إرتعآشهآ من الخوف أثآر بدآخله شيّ لأول مره يشهده .. شيّ غريب , عجـيب .. ومُثيـر ..
....: آششششش إهــدي
....: تكفى يآسهل فكنـي
....: ههههه أنآ من أول فكيتك

من وقع الجمله أخفضت رآسهآ ملتفته يمنه ويسره قآصده سآعديه المكتفين حركتهآ إلآ إنهآ تفآجئت بكونهآ حُره من أي قيـد ... وبـ إرآدتهآ هي إللي قآعده بـ حجر ثوبـه ..
بقت عيونهآ لين بغت تطلع من مكآنهآ مخبيه وجههآ بكفيهآ عآضه على شفتهآ السفلى بأقصى قوّه صآبتهآ بـ التألـم , صوت دآخلي يأمرهآ بـ حثّ متوآلي .. " قومــي .. وقفـــي ... إبتعــدي .. بسرعـــه .. إلآ إن كآمل إرآدتهآ سآوت الصفر .. تحسّ بـ إرتعآش ركبتيهآ .. والخدر بـ أطرآفهآ وكأنهآ – مُنملّـه –

همست بـ وهن ظهر معه صوتهآ مُرتجف منذر عن ضعف وبكآء: مآنيب قآآدره أوقـــف يآسهيــل
ردّ مطوقهآ بسآعديه جآذبهآ لصدره بـ همس عذب رقيق دآعب طبلتيهآ: أجل خليك يآقلب سهيـل
....: تكفى لآتسوّي شيّ , وربي مآنيب مآلكه نفسي مدري شفيني
همس لهآ بـ وشوشه خآفته قآصد طمأنتهآ وتهدئة روعهآ بعدمآ لمح البريق بعيونهآ المدمعه: آششششش خلص إهـدي .. مآبسوّي شيّ

....: سهيييـــ .. ـــيـل
....: وربي مآ أسوي شيّ , بس إنتي إهدي شويّ لين تتمآسكين
إستجآبت له في محآوله منهآ ترخي أعصآبهآ إلي تشنجت شآهقه أنفآسهآ العميقه من خشمهآ مطلقتهآ بـ هدوء من فمهآ .. بدت تحس بـ الرآحه تسرى بـ أجزآء من جسدهآ المشدود ومآسرع مآنشدوآ كتفيهآ مرتفعين , برزت عروق عنقها بـ تشنـج صآبهآ من أحست بـ دغدغه مثيره لفروة رأسهآ من المؤخرة .. التوتر إللي تضآعف وصل أقصآه من أحست بطرف خشمـه يلآمس قفآهآ ...

أحرق جلدهآ بـ أنفآسه المشتعله , طلع صوته مبحوح , مُعذبّ , مُنتشــي: ريحتـــــــــــك يآسآآلـــــي
توسلته بـ وهن يوقف مدآعبآت طرف خشمه الحآد لأول فقرآتهآ العنقيه: كآآفـي يآسهــــــــل
....: ريحتـك حلـوه يآبنــــت
مآ أحست إلآ بسآعديه ينسدلوآ بهدوء ورخوّ محررهآ من تكتيفه لهآ ..
يدين كمآ الحيّه بحركتهآ الملتويه المتأنيه زآحفـه فوق خصرهآ , أنآمل قآسيه من تحت ملآبسهآ إنغرزت بجلد بطنهآ: مآعآد فينـي وربــي

نطقت بـ وهن وهي تتلوى بحجره: حرآم عليك يآسهــــل
أحكم إنطبآق سآعديه على بطنهآ حدّ الإعتصآر بلآ وعي منه أو إدرآك إنهآ خطيبتـه البشريّـه مو .............. مخـدته الفآيبريّـه !
....: حرآم عليك إنتي يآسآلـــي

بـ إنهيآر تآم ... أعلنت إستسلآمهآ بعدمآ طآل تمنعهآ ورآء حصـن قويّ منيـع أصبح رفآت من وقع لمسآته المُثيره لكآمل نصفهآ العلوي ترآفق مع قبلآته الجآئعـه لجآنب عنقهآ الأيمن مصحوبه بـ عضآت طفيفـه غير موجعـه لدقآئق معدودهـ قبل مآينتفض جسدهآ صآلبه طولها وآقفه على قدميهآ تسحب على ملآبسهآ إللي إنعفست تحك وتفرك بعنقهآ بعدمآ ترآءى لهآ وجود آثآر , جهرت بصوت حآد , متوتر ومرتبـك: أيــــوآآآ .. مــ ... ميــــن

....: هههههه
خزته بـ توعـد حآقد وهو يضحك ومآسرع مآتوسعت عيونهآ بتفآجئ إقتربت منه بلمحه خآطفه رآفعه غترته والعقآل حآذفتهم عليه بـ إرتبآك: بسرعـه .. بسرعـه عدل شكــ .. شكلــك ...
أخذهم منهآ وبآقي البسمه بوجهه من خوفهآ الوآضح وإرتبآكهآ البآلغ حدّه: ههههه خلآص طيب إهـدي بتفضحينآ
مسحت على شعرهآ الكآريه بآلقوّه قآصده ترتيبـه شآهقه نفس عميق قبل تفتح البآب بـ إبتسآمه قصيره مطبقه للتفآجئ بـ الشغآله قبآلهآ وبيدهآ صينيـة الضيآفه تمت لحظآت عيونهآ ثآبته ومعلقـه على صحن الحلآ وفنجآلين القهوه , كآسين شآي وترمسيـن لتجفلهآ الشغآله بـ نبرتهآ الهآدئه المستفهمه: Miss Sally !

إنتفضت كتوفهآ بـ جزع غير مُبرر مآسحه جبينهآ لتتفآجئ بآلشيّ الأبيض إللي كآن بيمينهآ وإللي مآكآن إلآ طآقيته !
بـ صدمـه كبيره توسعت عيونهآ شآده كتفيهآ للخلف معفطـه على الطآقيه بآلقوّه وبسرعه إستلمت منهآ الصينيه: خلآص روحـي ..
دفت البآب برجلهآ مقفلته من ورآهآ ليجيهآ صوته هآدئ مبتسم: أشوف عجبك الوضع من ورآ قفلـة البآب
أنزلت الصينيه بقهر على الطآوله الزجآجيّه الدورآنيه الصغيره فآرده ذرآعهآ الأيمن مأشره بسبآبتهآ تجآه البآب: إطلـع الحيــن بــرآ

سيّح جسمه ع الكنبه فآك أول زرين من أزرآر ثوبه مُردف بـ برود: أبآخذ ضيآفتي أول
حذفت عليه طآقيته بـ عصبيهّ مصلبه سبآبتهآ المؤشره للبآب: لآضيآفه ولآ غيره , الحين تفآرق , يـــلآ قــــــــم
رفع الطآقيه من حجره ضآحك: ههههه شفيك إنتي بسم آلله
وقفت قدآمه وشرر العصبيه يتطآق من عيونهآ الجآحظه رآصه على فكيّهآ تحآول تكبت جهوريّة نبرتهآ المغتآظه: فــــآرق الحيـــــن يآسهيــــــل
....: مآشبعت منك يآقلب سهيــل

شدت على فمهآ بآلسحب لـ أسفل وصولاً لذقنهآ بصبر نآفذ متخصره: صبــــرك يــــآرب
....: قهوينـي يلآ
....: سهل أنآ أبدّ مآ أمزح معـك , أبيك الحين تفآرق
تعلقت عيونه الخآليّه من أي معنى بـ نظرآتهآ البآرده بعيونهآ المستشآطه عصبيّه وغضب لحظآت صآمته لحد مآوقف أخيراً بـ هدوء رآفع غترته والعقآل متخطيهآ بـ تجآهل موليّهآ ظهره بـ خطوآت ثقيله متأنيّه آلشيّ إللي أثآر إستغرآبهآ لترفع حآجبهآ الأيمن إستنكآراً وعيونهآ بوسط ظهره الضيق ترآقب خطوآته بـ إتجآه البآب: سهـــــــل

....: ...............
....: شفيــك نآظرنـي
....: مو قلتي تبين أفآرق ؟
سكتت لحظآت بآلعه ريقهآ قبل تجآوبه بـ تلعثم: ءآآآ .. إيـه .. بــس .. شفيك يعني
....: شفينـي ؟
وقفت قبآله مطبقه فمهآ بـ قهر من إسلوبه البآرد معهآ , يحآكيهآ وهو موليّهآ ظهره: وليش مآتنآظرنـي !
أعرض عنهآ بوجهه مطبق فمه بتعبير إللي مآله رغبه في الكلآم , جآ بيخطي أول خطوآته إلآ وأوقفته بمسكهآ لمرفقه الأيسر: وقــف إنت شفيــك !
....: فكينـي أشوف , مآلي خلق أبي أفآرق

أعقدت حآجبيهآ أقصآهم , لآ إرآدياً ترقرقت عيونهآ بآلدموع , وصل إستنكآرهآ لنفسهآ أقصى مرآحله بـآلأيآم القليله المآضيه .. أقلّ كلمـه صآرت تثير حموّهآ مُفرزه دموعهآ , بدون بوآدر وبلآ حِسآب !
....: ضآيقك كلآمي ؟!
نفخ من فمه المضموم بصوت مسموع ونظره مصوب مبآشرة للبآب وهي على يسآره: مآهوب بآلشيّ الجديد ....... متعوّد
....: بس أنآ مآقصدت
....: ولآ يهمك

قآلهآ ببرود سآحق ثم تحرك لتوقفه هي بوقفتها قدآمه ظهرهآ للبآب: لحظـــــه وقــف
إرتفع حآجبه مطبق فمه بـ ضيق وآضح متعمد لتكمل هي طآلبته بـ توتر وعيونهآ بمنتصف صدره المكشوف: عــدل ................... شكلك
....: وش به شكلـي !!
أطبقت فمهآ بآلعه ريقهآ بصعوبه قبل تجآوبه بـ خجل: أزرآر ثوبـك .....
ألصق ذقنه لصدره ينآظر بـ أزرآره إللي قد فكهم معرض عنهآ بـ تململ: أنآ فكيتهم بـ كيفي عآدي
مسكت معصمه الأيمن الممتد لأكرة البآب مآنعته: سهـل تكفــى , مآرح يفهم صح إن شآفك كذآ
....: منو إن شآلله !
....: سنـد أو مآلـك
....: مآعلي فيهـم , وخري عن البآب خلّ أروح

هزت رآسهآ نفياً ليجيهآ أمره جآف صآرم بصبر نآفذ من بين أسنآنه: سآلــي ... آقولك ... وخري عن البآب
....: مو قبل تقفل أزرآرك وتعدل غترتك وعقآلك
مسح على وجهه زآفر نفس مسموع حآنق قبل يخفض بصره موقع قدميه للحظآت خآطفه رفع من بعدهآ نظره رآمقهآ آلنظره إللي مآ أثآرت لنفسهآ إلآ التوجس , على إثرهآ أخفضت هي بصرهآ للأرض في حرج ليردف هو بـ همس شآبه آلكثير من المكر: أجل سويهآ إنتي لأني مآرح أسويّهآ
رفعت رآسهآ بسرعه موسعه عيونهآ سآئلته ببلآهه: وش أسوي !!

رفع كتوفه مقوس فمه بلآ مبآلآه: قفلي لي الأزرآر وعدلي غترتي والعقآل
أغمضت عيونهآ مطلقه زفره ضايقه من خشمهآ الحآد المضموم: سهيل مآ أمزح
....: وأحد قآل إني أمزح ؟ وخري يلآ عن البآب
أطبقت فمهآ بآلقوّه منقهره سآحبه من يده الغتره والعقآل آمرته بـ جفآء قآصده الطآقيه: جيبهـــآ
بلآ اهتمام مد لها يده بـ الطآقيّه إللي إنتشلتهآ منه بآلقوه دآفستهآ على رآسه حآنيه عنقه آللحظه إللي تذمر هو فيهآ منعفس وجهه: شوي شوي بتنخلع رقبتـي

أدخلت بـ أصآبعهآ اليمنى المضمومه شعره من فوق جبينه تحت طآقيته , آلشيّ إللي خلآهآ تقطع آخر مسآفه قصيره فآصله بينهم موقفه على أطرآفهآ لأجل توصل طوله ومآيضطر هو يحني رآسه , تعلقت عيونه المأسوره لكآمل تفآصيل وجههآ حآد الملآمح الجذآبه بـ فِتنه بآلغـه حتى في أنقى طله لهآ بدون أي زينـه في حين كآنت نظرآتهآ هي مصوبه للشيّ إللي تشتغل فيهآ بـ إهتمآم تعدل له الغتره وآلعقآل من فوقهآ ليجيهآ صوته هآمس بنظره غآمضه يظهر فيهآ وكأنه مأخود من الوآقع بعدمآ أمسك كلآ معصميهآ قبل تبتعد عنه: بآقـي الأزرآر ...........

بتفآجئ إنخفض بصرهآ لصدره موسعه عيونهآ إللي مآسرع مآ أغمضتهم: آآآآخ يآربي ... قسم بآلله مآ أعدي هآلموقف كذآ عآدي يآسهل ... بس مو الحين
....: أي موقف !!

بآغتهآ بـ السؤآل الحرج عن عمد لتشتت هي أنظآرهآ يمنه ويسره في ارتباك محرجه أردفتهآ برفعة رآسهآ في ثقه مصطنعه ضآمه شقي ثوبه آلضيق من صدره: أسئلتك كلش مآلهآ دآعــي
طوّق خصرهآ بسآعديه جآبرهآ على الإلتصآق فيه: إنتي يآحقـة الإتصآل الجسدي المحظـور , حسآبك معي ثقيـل يآدكتوره .............. بس مو آلحين

....: فكنـــي
هز راسه نفياً بهدوء ومآسرع مآلمح آللمعه بعيونهآ لينعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب: شفيك إنتي صآيره أم دميعـه , شللي غيرك
....: فكنـــي قلـــت
....: وإن مآفكيتك بتبكيـن !
....: فكنـي يآسهـــل

....: يآلخوآآآفــــه .. كل ذآ الجفآ من ورآ قلبك لأنك ضعيفه وخوآفه إييييييييه آلحين فهمتك عدل
وصله صوتهآ مهزوز مُرتجف على مشآرف البكآ تحآول تصلب طولهآ وتستجمع قوآهآ إللي خآرت بدفى ضمته لهآ: مآني ....... ضعيفـه ... ولآ خوآفــه
....: شفيك ترتجفين أجل !
....: فكنــــي

مآل بـ عنقه يمنـه حآني رآسه مُلصق فمه على العظم البآرز لترقوتهآ من الجآنب الأيسر تآرك أثر قبلته العميقه قبل ينقآد لطلبهآ فآكهآ بـ هدوء هآمس: آلحسـآب بعديـــــــن ...........


/
/

حلم الحياه 14-08-16 04:04 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


مســآءاً ..
فتحت عيونهآ المُرهقه مستيقظه من نعآسهآ إللي غلبهآ لتغفـى مده قصيره مآتجآوزت الـ عشر دقآئق بعدمآ أحست بـ ثقل إستقر على الجآنب الآخر من سريرهآ هبطت بسببه المرتبـه من جآنبه ...
بـ بطئ وتثآقل سحبت نفسهآ من تحت فرآشهآ آلحريري أسود آللون مستقعده بنصف إلتفآته لذآك إللي جآلس بطرف السرير مآتشوف إلآ ظهره المحني ومآسرع مآتجهمت ملآمحهآ إستغرآباً لتوآجده بهآلوقت !

بسرعه وقفت على ركبتيهآ زآحفه على السرير لحد مآستقرت ورآه تمآماً مآده يسرآهآ لقبس الأبجوره النيكيليّه من طرفه مشعلتهآ بـ إضآءه سهآرّه ورديّة آللون ...
....: رآئــــف !!
رصّ على حآجبيه بـ أطرآف أصآبعه مآسحهم بآلتوآزي مع نفسه آلمُحرر بـ تعـب .... بلآ ردّ لتميل هي برآسهآ عليه محآوطه أعلى صدره أسفل ذقنه بذرآعهآ الأيمن وبيسرآهآ تمت تحسس ظهره طلوعاً ونزولاً ...... بِهـدوء ..

....: إنتَ كويــس ؟!
جآوبهآ بهزة رآسه الإيجآبيه لترد هي سآئلته: إنتَ زعلآن ؟!
إلتفت يمينه نصف إلتفآته إللي معهآ إلتصق طرف خشمه بخدهآ الأيسر ومآسرع مآتعلقت عيونهآ النآعسه بعيونه المطفيّه المُرهقـه , أردفت بـ برآءه قآصده موآسآته: متزعلش يآرآئــف
أعرض عنهآ خآفض بصره لحجر ثوبه شآد فمه المطبق بـ أسف لترد هي متحسسه ظهره – بـ حرآره - : متزعلش عشآن خآطــري

....: هذآ أخوي يآحــور
....: يآحبيبـي ربنآ يرحمـه ..
من وقع الكلمه إللي أول مره يسمعهآ وبهآلعذوبه , إلتفت لهآ بسرعه والضيآع بعيونه .. هآلكلمـه الحميميّه الدآفئـه لآمستـه منتشلته لبضع ثوآني من المأسآه الأليمـه إللي يعيشهآ بوقتـه ويمرّ فيهآ ..
هآلكلمه إللي صدرت منهآ عفوياً بموآسآه مآسرع مآختفى تأثيرهآ بعدمآ أردفت بـ هدوء: كآن تعبآن ومتعـزِب .. هوآ كدآ إرتآح
بلل شفتيه زآفر نفس مهمـوم أردفه بـ همس خآفت: آلله يرحمــه ..

بِـ شقآوه أجبرت وجهه على الإلتفآت لهآ يوم بسطت رآحتهآ يمنآهآ على خده الأيسر: هآئولـك حآقـه
أبعد وجهه عنهآ بـ نفور مردف: نآمـي يآحـور
كشرت عآبسه بملآمحهآ الطفوليّه: يآلهـــــوي على تُـئــل الـدم !
غصباً عنه إنشد فمه بـ إبتسآمه قصيره ثم إلتفت لهآ بكآمل وجهه رآفع حآجبيه بـ تسآول: هـآه , وش إللي تبينـه إنتي الحيـن !

....: مشوفتكـش بئـآلي كتير يآرآئــف
....: تدرين الظروف إللي إنآ فيهآ
....: ليه محسسني إن إنت لوحدك إللي في الظروف دي ! طلآل أخوك وأحمد ورآمز كلهم فـ البيت إلآ إنـتَ .. ليه بتسيبنآ وتئعـد لوحدك فـ الشـئـه إللي هنآك ؟
أرجع رآسه لورآ ينآظر بـ السقف بعدمآ شهق كتله هوآئيه أطلقهآ دفعه وحده من فمـه المنفرج: مختنـق يآحـور .. لآتضغطين علي
مآل فمهآ المطبق يمنه بـ تفكير مآستغرقت فيه الكثير لأنهآ وبسرعه – نقزت – بحركتهآ المعتآده في الجلوس عليـه بوضع – الضفدعه –

....: طيب أنآ هئولك حآقه حلوه
ترجآهآ بنظرآته المتعبه تبتعد عنه , بنبره مُرهقه مُحبطه: حـــــــوووور
هزت رآسهآ نفياً بآلقوّه محتضنه وجهه بين رآحتيهآ الصغيره: إسمـــــــــع يآرآئـف
رآئف: .............
....: أئــوول !!

طير عيونه بـ تململ , أبدّ منه بـ الجوّ وهي شكلهآ مروق , أو إنهآ تدعي لأجل تخرجـه جبراً من حآلته , إلآ إنهآ وللأسـف محآوله فآشلـه بوقت غلط ..
تحسس ردفيهآ بهدوء سآئلهآ: ممكن نأجل أي كلآم لـ بكـرآ ؟
....: لآء
....: حـو ............
قآطعته بـ عِنـد: لآء يعني لآء
تحسس برآحته اليمنى منتصف جبينه مغمض عيونه بـ تعب , حتى إنه مآفيه يسكتهآ لو بـ نظره لتجبره هي يبعد يده عن وجهه منزلتهآ بيدهآ: رآئـــف

....: آممممم
....: أنآ هـقيب سيـف قديـد
رآئف: ...........
....: سيف قديد صغيـور
رآئف: ...........
....: سيف يكون إبنـك مش أخـوك
أعقد حآجبيه أقصآهم بعدم فهم لتوضح له هي بـ إبتسآمه خجلـه بعدمآ رفعت يدينه مثبتتهم على بطنهآ ويديهآ هي فوق يديه: فيه قـوآ نونـو , لمآ يطلع هسميه سيـف .. إيـه رأيـك بئـه ؟
....: إنتي حآمل !!!!!!!
هزت رآسهآ إيجآباً بتوآلي مطبقه فمهآ بـ إبتسآمه وعيونهآ تلمـع ليعيد هو سؤآله بعدم تصديق: حآمـــل !
بوزت بتكشيره طفوليه مآطه فمهآ: هوآ إيه دآ ! مآ أولت أيـوآ

....: من متى !
رفعت كتوفهآ مقوسه فمهآ مآتـدري: معرفش , بس أكيد من أُريّب يعنـي – طيرت عيونهآ مدورتهآ بسقف الغرفه تحآشياً لنظرآته , مبتسه بـ حرج ومآسرع مآ أكملت – بس أنآ لسه عآرفه النهـرده
....: حآمل بـ ولـد !
ردت ورفعت كتوفهآ مقوسه فمهآ مآتدري: مش عآرفه , مش بيبآن دلوئتـي , بس يآرب يكون ولـد , أنآ بحب الأولآد , عآوزآه يكون ولد وأسميه سيـف وإنت تكون مبسوط
لآ شعورياً أطلق زفره ضآحكه مبلل من بعدهآ شفتيه هآز رآسه نفياً بعدم تصديق: يــــــ آلله ! قطوتـي حآمـل !!

....: فرحآن ولآ لآ ؟
إحتضن وجههآ لثوآني معلق عيونه البآسمه بـ إرهآق لعيونهآ اللآمعه أردفهآ بـ نبره مُعذبه بعدمآ جذبهآ تجآهه دآفس رآسهآ بـ صدره: إنتي بتذبحينـــي يآبنــــت
تسللت يديهآ بهدوء محآوطه جسده من تحت ذرآعيه وخدهآ الأيمن ملصق لـ جيب الصدر الأيسر بـ ثوبه: أيـوآ إنت نهآيتك على إيدي , هموتـك إن شآآآء آلله

....: ههههه أنآ إللي بموتك بس خلني أفوق لك بـ الأول
جت بترد عليه إلآ إنهآ سحبت كلمتهآ قبل تبدآهآ ملجمه فمهآ بكلآ كفيهآ من بعد إستثآرتهآ للقيـئ في حين ثبت هو يديه على كتفيهآ مبعدهآ عنه بعقدة حآجبين متخوفه: شفيــك !
توّ مآ أبعدت يديهآ عن فمهآ بترد عليه إلآ وردت لهآ التقلصآت بمعدتهآ وشكلهآ هآلمره بتجيب مآبجوفهآ قآمت من عليه بسرعه ركضاً لبرآ الغرفه وهو لآحقهآ بخطوآت مهرولـه , مرتآعه .. إستقرت فـ الحمآم – بـ الكرآمه –

شآفها مستقعده بـ الأرض فوق الموكيت الفرو تحت قعدة الحمآم مرجعه شعرهآ لورآ سآحبته بيمنهآ وبيسرآهآ مستنده على حوآف قعدة الحمآم البورسلينيّه سودآء آللون ...
سألهآ وآلخوف بعيونه بعدمآ رفع ثوبه جآلس على ركبتيه جمبهآ يتحسس بيمنآه ظهرهآ: شفيـــك !
جآوبته بـ تعـب بعدمآ أطلقت سيل قيئهآ: ريحتـك الموئرفــه
أعقد حآجبيه إستغرآباً سآئل نفسه بـ همس خآفت: ريحتــــي !!!!

أسندت سآعدهآ الأيمن لحآفة القعده ثم أسندت جآنب رأسه الأيمن فوق سآعدهآ تنآظره على يسآرهآ: ريحتك كلهآ سقآيـر يآرآئف
....: مآفهمت ! ريحتي دآيم سقآيـر , إشمعنى الحين !
أعرضت عنه مسنده جبينهآ لسآعدهآ تنآظر بـ الأرض من تحتهآ: عشآن أنآ دلوئتي حآمل
....: وهذآ يضـر بـ حملك !!
رفعت رآسهآ تنآظره بـ إبتسآمه مُتعبه من إستشعرت آلخوف آلمصحوب بـ إهتمآم وآضح في نبرته: لو كآن فيه ضرر هتعمل إيه !

جآهآ الرد سريع بلآ تفكير: تخسـى السقآير , أهم شيّ إنتي
....: هههههه لولآ بس إنك تعبآن وأنآ مئدره ظروفك
سألهآ بعدم فهم: وش قصدك !
....: إنت شكلك ضآيع خآلص
حركت يدهآ بـ الهوآء نآفيه بعدمآ تمضمضت وقد إستشعرت آللــؤم بـ نظرآته الخبيثه المآكره وهو يقترب منهآ: هههههه لآآآآآآ خلآص مآ أنآ رقعت فـ كلآمي

طوّق خصرهآ بيديه ملصق ظهرهآ بصدره هآمس لهآ بـ خفوت بعدمآ طبع قبلته الرقيقه أسفل أذنهآ اليمنى: مآفيني أسوّي شيّ , لآترتآعين
إلتفتت عليه لتوآجهه مبتسمه رآفعه ذقنهآ بـ غرور آمرته بـ دلآل أشبه بـ العِند الطفولي: طيب يلآ شيلنــي

....: وآلله !
....: أيوآ , أنآ حآمـل وتعبآنـه ومش آدره أمشي
....: ههههه بدينآ هآلحركآت !
تكتفت مقوسه فمهآ بهزة كتف سريعه بمعنى – مآلي دخل – في حين أرخى هو سآعديه من تحتهآ إستعدآداً لـ حملهآ مجيبهآ بـ همس إستسلآمي مُرهق: آبشـــــري .........


/
/



نزل من الكمآرو الرمآديّـه الخآصه بـ أخوه مصفق البآب بقوه غآضبه ليقآبله الثآني بعقدة حآجبين إستنكآريّه من تصرفه الغريب .. إبتدآءاً من دخوله الفيلآ مفحط بـ السيآره مسبب عآصفه رمليّه نتيجة إحتكآك كفرآت السيآره السريعه بـ الأرض الترآبيه من تحتهآ .. أتبعه نزوله الغآضب ثم تصفيقـه للبآب بهآلقوّه ..

....: آرحـــب
رفع سبآبته المُهدده بوجه ذآك إللي إللي أرحب فيه بـ برود وكأنه متقصد , مُرآهق عمره مآيتجآوز الـسآبعة عشـر .. بنطلونه جينز ضيق نآزل عن خصره مسآفه وآسعه كآشف عن لبآسه الدآخلي بلونه الفآقع المُلفت .. بلوفره شتوي أبيض آللون .. شعره كثيف منتفش بـ مظهر الـ - كدش - !

....: آسمع يآولـد .. آلحين تجيب لي آلبنت
....: تعآل إقلـط بـ الأول
....: مآنيب جآي ضيآفه , آعجل علي وجيب البنت
أدخل يديه بـ جيوب بنطلونه المسقط رآفع حآجبه الأيسر بـ تحديّ صرّح عنه بـ نبرة صوت أنثويّه نآعمـه , هآدئه , ورخـوه: وإن قلت لآ ؟

بـ عصبيّه أحكم قبضتيه على يآقتي بلوفره جآذبه عليه جآبره يرتفع عن الأرض موقف على أطرآفه لأجل يوصل لـ طوله وتتلآقى عيونهم بآلموآجهه , همس له من بين أسنآنه وعيونه يتطآق منهآ شرر الغضب بنفآذ صبر والثآني يحسّ بوجهه يحترق وهو بهالقرب منه تكآد خشومهم تلتصق: إسمـع يآلــورع إنت , مآعندي وقت أضيعـه مع أشكآلك .. ومو بزر مثلك مآيندرى حقيقة جنسه إللي يتحدآنـي ويهـدد , دفنتك مكآنك ولآ درى أحـدن عنك ... وآلحين إنقلـع .. معك دقيقـه وحده بـــــس , مآترد بعدهآ إلآ ومعك فــدوى

قآل الأخيره نآفضه من بين يديه بقوه , آلقوّه إللي بسببهآ إرتد المرآهق خطوتين ثلآث متلآحقه في محآوله منه يتوآزن ومآيطيح على الأرض الرخآميّه لوآجهة الفيلآ وعيونه نآطقه رُعـب من تصرف ذآك البدآئي المفتـرس .. كلّ مآفيه مُهيـب ومُريب ..

تخصر مكآنه ينآظره مهرول لحد مآختفى ورآء البآب الخشبي العريض للفيلآ وهو ينفث هوآء تظهر معه أنفآسه لآهثـه متلآحقـه إثر غضبـه المكبوت , زآد وغطـى تصرف هآلمُغفـل بصوته النآعـم إللي أثآر جنونه أقصآه !

ثوآنـي معدوده من الإنتظآر ظهـر من البآب إللي إختفى من ورآه ذآك المُرآهق شآب يبين من سحنتـه آلرزآنـه والثبآت , متوسط الطول , ممتلئ الجسم بـ ثوب بنـي آللون شتوي وطآقيّه بيضآء يتبعـه ذآك المرآهق مُستفـز الهيئـه والمظهـر , ونبرة الصـوت !!

....: تعآل يآطيّب , حيّآك .. إقلــط
أطبق على فكيّه بآلقوّه في محآوله منه لضبط إنفعآله وعدم التطآول , شكله خوش رجّآل يتعدآه سِنـاً وآجب إحترآمه هذا غير انه اولاً بـ حرم بيتـه: آلله يحييك , مره ثآنيه معليش .. الحين الجوّ متأخر وأنآ مستعجـل
....: فدوى بنت أخوي بتبيـت عندنآ اليـوم
ضيق عيونه إستنكآراً هآمس: ومن إللي قرر هآلشيّ !!
رفع حآجبه بـ ثقه مُردف بـ تأكيد: إنّآ إللي قررنآ هآلشيّ .. عمانهــآ

قآل الأخيره بـ إشآرة عينه الطرفيه للمرآهق على يمينه وإللي رفع ذقنه بـ غرور وكأن أخوه بهآلتصرف الوآثق قد رد له إعتبآره إللي من لحظآت قليله تبعثـر بـ الأرض ...
بـ تقزز رفع هو شفته العلويّه كآشف عن صفّ أسنآنه العُليّآ وعيونه ترمق ذآك المُرآهق قصير القآمه نحيل البنيّه " يخسـى هآلمكدش نآعم الصوت يكون عـمّ فــدوى .."

....: هذآ مآيعطيكم الحق تقررون هآلشيّ لأنكم بــــــــــــــس ...... عمآنهــآ .. عمآنهآ إسم وصفه فقـط مو فعل وتصـرف .. من متى وآلبنت عندنآ مآ أرسلنآهآ لكم ؟ يآرجّآل حتى إنكم مآتعنيتوآ تسألوآ غيآبهآ وشهي أسبآبه .. توكم تذكرتوآ إنكم أعمآم وإن لكم بنت أخ ... أقول ضــفّ إنت ويّآه آلحين لآتحدونـي أتصرف معكم بآلشيّ إللي مآيعجب ولا يرضـي

بقق الرجآل عيونه بـ صدمه من وقآحة هآلشآب فآرع الطول المآثل قدآمه .. برغم تطآبق شكلـه مع مآلـك إلآ إن هذآ يتمّ أقســى .. وأقــوى .. والظآهر إنه صعــب عديم آلحشـم .. أبداً , غير مالك ......... تمآماً !

....: البنت ببيت أبوهآ ومآحدن بيجبرهآ تطلع منه حتى لو إنه إنـــت – قآل ( إنت ) بـ إستخفآف ممرر عيونه على كامل طوله بـ نظرة استصغآر هآزئـه باللحظه اللي فآق فيها غضبه كل تحملآته على الكبت والكبح , قبض يمنآه القآسيه على ثوبه البنـي من منتصف الصدر لـ صفّ الأزرآر بعيون مُريبه مُهدده ومتوعده بآلشرّ الذي لآيُحمد عُقبآه: إسمــــــي سنـــــــــــد ... سنــــد المُرشـــــد , سيدك وتآج رآسـك يآلكلـــب إنت ويّــآه .. ويميــن بآلله عظيـــم كلمــه ثآنيـه زيآده ومآ أضمن لكــم سوآتــــي

أحكم الرجل البدين يديه على معصمي سنـد جآبره بآلقوه يفك ثوبه ويبتعد عنه إلآ إن قبضـة سند كآنت كل مآلهآ تزدآد قـوه وقسـوه , تزدآد إحكآم وإنطبآق , أمره وكأنه الأمر الأخير قبل نفآذ المؤقت لفعلـه العدوآني المكبوت: جيبــــوآ ........... البنــــــت
قآلهآ بـ جفآء قبل يرخي قبضته محرر ثوبـه إللي تمّ يمسح عليه من جآنبي الصدر وكأنه يعدله له من بعد إنكمآشه بقبضته مأشر برآسه يمنه تجآه البآب الخشبي حآثه ينقآد لأمره ويجيب له البنــت !
الثآني إللي كآن مأخوذ بآلصدمـه , إبتلع ريقـه بصعوبـه متمتم بـ لعثمـه لأخوه المرآهق إللي جحظت عيونه بإرتعآب آمره: روح يآسند جيب البنـــت

من قآلهآ إلآ وبقق سند الثآني عيونه بصدمه تدآركهآ بإطبآقه لفمه خآفض بصره للأرض بوجه ممتقع " ذآ الخكري النعوم إسمـه سنـد ! ألآ لعنة آلله عليك يآسويـد الوجـه , كرهـت إسمــي "

....: البنت نآيمـه
نآظر سنـد بـ سميّه النعـوّم مضيق عيونه بـ حقد , ودّه آلحين يتوطآه ويخفـى خبره من على اللأرض , من أول ومآهوب طآيق يشوف رقعة وجهه المستفزه , أكمل وغطآ طلـع على نفس إسمه .. نطق بـ مقـت من بين أسنآنه: صحيّهــــآ .. لو إنه غصــب عنهـــآ

نآظر سند بـ أخوّه إللي عطآه إشآرة الموآفقه بـ إيمآءة رآسه الإيجآبيه ليرد هو رآمق سميّه المُخيف فآرع الطول بـ نظرة تقزز مشمئزه يقلب فيهآ عيونه كمآ البنآت ثم أقفى عنهم يتمخطر بـ مشيته وعيون سنـد من ورآه تفترسـه , أدق تفآصيله وتحركآته مثيره لجنونـه .. حتى وإن أخذ فـدوى مآرح يرتآح إلآ قبل يصفق هالخكري النعوم كفيـن علّـه يصح على عمره ويوعى !

أخرجه من شروده وهو يفكر بهآلخكري النعوّم إللي إستفزه صوته الهآدئ: لآ تحسب إنّآ خضعنآ لك وللي تبيـه , إنت وآطئ بيتنآ ووآجب إحترآمك ... بس بينآ المحآكــم
إرتفع الجآنب الأيمن لشفته العلويه بـ تقزز: مسويلي فيهآ ذرب وسنآفي ! أبشر بعـزك .. محآكم محآكم .. عآد هـذي لعبتــي

....: ثآنــــــآآآآآد
إنخفض بصره لذيك الصغيره المنتفخـه تركض صوبه كمآ كرة الثلج المتدحرجه , بيجآمتهآ قطعه وحده تنلبس من الأقدآم بيضآء آللون بـ سحآب , فركش شعرهآ بـ أصآبعه الطوآل بعدمآ إنزلقت القلنسوه عن رآسهآ محتضنه سآقه تنآظره من موقعهآ رآفعه بصرهآ له: ليش جيت الحيـــن
....: مآتبين تجيـن معـي ؟

نآظرت بـ أعمآمهآ الإثنين النظره المترقبه ليجيهآ صوت سند هآدئ مُطمئن: قولـي فيـدو لآتخآفين , إذآ تبينهم مآرح أزعل , وإذآ تبيني مآرح يزعلون
سكتت لحظآت مكوره يمنآهآ الصغيره المنتفخه سآده بهآ فمهآ الصغير بتفكير أردفت من بعده بصوت خفيض خجول مشدده بذرآعهآ الأيسر تعلقهآ بـ سآقه: أبي أروح معآآآك

من قآلت كلمتهآ إلآ ونآظرهم قدآمه وشبح إبتسآمه بوجهه الجآمد حآد الملآمح آمرهآ بـ هدوء وعيونه بآقي معلقه بعيون عمهآ البدين: روحي السيآره فــدوى

رفعت نظرهآ له بعدم فهم للحظآت قبل تخفض رآسهآ للأرض مصفطه يديهآ الثنتين فوق بعضهم بوسط جسمهآ الصغير مبتعده عنهم بخطوآت حآكه زآحفه على الأرض الرخآميه متوجهه للسيآره آللحظـه إللي إقترب فيهآ سند لـ عمهآ ونظرة إستمتآع سآحق بعيونه الحآده يرمقه فيهآ بشمآته هآمس بـ خفوت: نسيت أكمل تعريف عن نفسي ............... الإسم سنـد المُرشــد , المهنه رَجُـل قآنـون ....... يعنـي مُحآمــي ... المحآكم جنتـي والقضآيآ لعبتـي .. يعني يآلطيب مو أنآ إللي أتهدد بـ المحآكم والقضآيآ ... آوكــي ؟

قآلهآ ببرود ثم أقفى عنه تآركه وأخوه وسط هآله من الذهول والإندهآش ليرد يلتفت عليهم مكمل وكأنه بهآللحظه تذكر شيّ: ءآآآآآ ... إنكم تتجآهلون رجآل المُرشـد وكأنهم صفر على الشمآل وجيتوآ تآخذون البنت بآلتفآهم مع الحريم هذآ رح أغفره وأعديّـه كذآ بكيفـي وطبعاً لأنه المرّه الأولى ......... والأخيره أكيـد ..

....: زوجة أخوي إللي عطتنآ البنت بنفسهآ
قآطعـه بـ هدوء مشدد على كلآمه عمداً: إللي كـــــــــــــــــــــــــآآآآنت زوجة المرحوم أخوك , آلحين هي أرملتـه .. مآيربطهآ فيكم شيّ .. مآلكم إلآ البنـت إللي بكيفــــي أنآ بعــد بخليهآ وليوم وآحد بـس بـ الإسبوع وبدون مبيـت , تجي وتزور - جدآنهـــآ - , مآلهم ذنب هآلشيآب أحرمهم من شوفة آلحفيده .. أمآ إنت أو ذآك المآيـع سويد الوجه من ورآك أو سآيقكم أو أي حد من طرفكم مآبيه يقرب صوب ملكيـة آل مُرشد أبــدّ , فآهــم !! .... بنفسي بجيب البنــت , وأنآ بنفسي بآخذهـــآ .........


/
/


مسآء اليـوم التآلـي ..

طقت البآب الموآرب فتحته بهدوء مدنقه رآسهآ من ورآه بشقآوه مبتسمـه ليجيهآ صوت الثآنيه بـ إبتسآمه مُرهقه: حيّــآآآك
....: شخبآرهآ اليوم أم البنــت !
....: ههههه بسك عآد وش أم البنت هذي إللي طآلعتلي فيهآ !
جلست على السرير مقآبلتهآ مشدده من قبضتها لـ ركبتهآ اليسرى: وش أقول أجل ؟ شخبآرهآ حمآة ولدي ههههه

قلبت عيونهآ بـ إبتسآمه مطبقه تعبيرهآ عآميّاً – مآعندك سآلفه – أخفضت من بعدهآ رآسهآ للطفله الصغيره بين ذرآعيهآ وآلملفوفـه ببطآنيه نآعمه: لييينــوو يآقلبي , فتحي عيونك .. إصحي يآبنت وشوفي أم زوجك إللي مآعندهآ سآلفه

....: ههههه آلحين أنآ مآعندي سآلفـه ..
جتّ بترد عليهآ المنآقره لولآ دخول الثآنيه من البآب سآئلتهآ بـ صوت خفيض مُتحريّه صحيآنهآ بهآلوقت: شــروق !!!

....: هلآ دآريــن , تعآلـي ..
بلعت ريقهآ رآمشه بتوآلي وعيونهآ أولآً على الصغيره بـ حضن أمهآ ومآسرع مآ أبعدتهآ عنهآ قصداً لشيّ دآخلي منقبـض أربكهآ بـ إنفعآل جآبرهآ تبعد نظرهآ عن الصغيره وتنآظر بـ مرآم مبتسمه بـ توتر: شخبآرك يآم فيصـل !

بآدتلهآ الإبتسآمه بعدمآ أطلقت تنهيدتهآ المهمومه وعيونهآ بـ الأرض: آلحمدلله .. الوضع الحين أهدى
من قآلت مرآم كلمتهآ الأخيره إلآ وسألت شروق دآرين بـ إهتمآم الشيّ إللي كنهآ لتوهآ تذكرته: شفتـي رآئــف !
على طآري إللي صآر له إسبوعين مآشآفته شتـتت نظرهآ مطبقه فمهآ بـ حنق مجآوبتهآ بـ إقتضآب: لآ
أعقدت حآجبيهآ بـ خفه مستفهمه: أحمد أمس قآل إن رآئـف هنـي !
بسرعة بديهيه جآوبتهآ بـ إبتسآمه قصيره أخفت من ورآهآ جـرح وأكوآم من الألم: إيه عآدي , يمكنـه رآح لـ حـوريه

شروق وإللي كن مآعجبهآ الكلآم , تتم إللي قدآمهآ أختهآ , وإللي تتكلم عنهآ هي ضُرتهـآ ... من بعد غيآب طويل عن البيت وقت مآردّ كآن مرده لـ حور مو لهـآ ! .. شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه مفتعلـه تخفيفاً عن أختهآ مبعده البنت عن صدرهآ رآفعتهآ لهآ: خذي دآريـن
بـ تفآجئ توسعت عيونهآ مستفهمه وعيونهآ على كتلة الفرو النآعمه الحآويه لجسد طفله أرق وأصغر من حجم اللفـه إللي محآوطتهآ لتحثهآ هي بـ إبتسآمه هآدئه: إحمليهــآ ..

بلعت ريقهآ بـ صعوبه متسمره مكآنهآ وآقفه , تحسّ كآمل أعضآءهآ مُخدره , آلخدر إللي وصل لعقلهآ مصيبه بـ شلل حتى عن التفكير وش المنطق بهآللحظـه !
آللحظـه اللي قطعتهآ مرآم بـ تسآؤل متعجب من جمودهآ مُرفق بـ إبتسآمه إستغرآبيه بآهته: دآريـن شفيـك !!

إنتفض كآمل جسدهآ بـ خرعه من صوت مرآم الهآدئ الغير مُثير لأي جزع يستدعي إرتعآدهآ ..
ردّ فعل دآرين الغريب إللي مآ أعقبوآ عليه ثنينآتهم إلآ بنظرآت إستفهآميه متبآدله تدآركتهآ هي ببلعة ريق متوتره مقتربه خطوتين هآدئه مآده ذرآعيهآ بـ تردد قآصده تحمل البنت من شروق ..
شروق إللي سألتهآ بـ إهتمآم وهي تنآولهآ بنتهآ: شفيــك !!

هزت رآسهآ نفياً بـ إبتسآمه مطبقه معنآه إن مآبهآ شيّ ضآمه البنت لصدرهآ مشدده من مسكتهآ لهآ بيديهآ المرتجفتين هآمسه بـ صوت مهزوز من إثر رجفتهآ وإنتفآضة كآمل دوآخلهآ لسبب غير مُبرر: أول مـره ....... أول مره أحمل شيّ ..... شيّ صغير
مرآم: ههههه يآحليلك .. هذآ الشيّ الصغير هي ليـن .. إنتي خآلتهآ

رمشت بـ توآلي وعيونهآ تمآماً مصوبه لوجه الصغيره النآئمه بحجم قبضة اليدّ , وكأن الغرفه فآرغه إلآ من وجودهم ثنيآنتهم .. غآب عنهآ صوت شروق ومرآم .. مآتسمع إلآ دقآت قلبهآ المحتده , وكأنهآ بـ التصوير البطيئ تستمع لكل العمليآت الحيويّه دآخلهآ وبـ إنفعآل مضطرب ...
لحظآت مآتدري كمّ طآلت لحد مآ أجفلتهآ مرآم للمره الثآلثه , الرآبعه ... أو الخآمسه .. مآتدري ...
نآظرتهآ ببلآهه فآغره فمهآ بـ همس إستفهآمي سآذج: هـــآآآه !!!!
أعقدت مرآم حآجبيهآ بـ إستغرآب مبتسمه: وشهو مآسمعتينـي !!

رمشت بتوآلي بآلعه ريقهآ تتدآرك موقفهآ .. هي فعلاً مآسمعت أي كلمـه من وقت حملهآ للصغيره: معليـش مآنتبهـت .... وش قلتـي !
جآوبتهآ وهي تنآظر شروق بطرف عينهآ قآصده تكيدهآ: آقول ورآك مآتستعجلين شويّ وتحمليـن إنتي بعـد .. بس هــآآآآآ – نآظرتهآ موسعه عيونهآ حآثتهآ بـ تأكيد مآزح – أبيهآ بنـــت .. أبيك إنتي وحوريـه تحملون ببنآت وآخذ ثنينآتهم لعيآلي فيصل وفرآس , عآد مآنيب متخيله وش حلآتهم بنآتكم إنتي وحور أكيد بيشبهونكم .. مو مثل أختك إللي من الحين رآفعه خشتهآ هذآ وبنتهآ أصلاً عفشـه
رفستهآ شروق ضآحكه: ههههه منو العفش بآلله , تخسين أجل أعطي لينو بنتي لإبنك فيصـل الصينـي هذآ

شهقت مرآم بـ إستهبآل متفآجئ: أنآ إبنـــــــي صينـــــي !
قلبت شروق عيونهآ بـ إشمئزآز مجآوبتهآ: إيه يآحسآفـه , طلع يشبهك إنتي مو طلآل ..
أطبقت فمهآ بقهر متوعده: نشوفكم بكرآ إنتي وبنتك تحفون بس لأجل يرضى هآلصيني عن العفشه بنتك ويآخذهآ

....: تعدلي بـ الأول إنتي وولدك هم أفكر أعطيكم البنت , هه , قآل نحفى قآل
مرآم: بـ الطقآق إنتي وبنتك يآ أمـي ... بنآخذ بنت حـوريه يآزينهآ , جعلهآ بس تحمـل بـ بنـت
سألتهآ بـ إبتسآمه بآهته مستفهمه: ليش حوريه حآمـل !!!
تربعت مجآوبتهآ بـ حمآس متشققه من ونآستهآ: نسيت أعلمك , يآ إن هآلحوريّه تجنن بـ شكل .. كيكــه ودّك تآكلهآ .. أمس جآتني تبي تسوي إختبآر حمل مآتـدري ههههه
فغرت فمهآ لآخره بـ تفآجئ: من جـــــــد !

مرآم: وربـي , علمتهآ وسوتـه بغرفتـي وتأكدنآ .. بس توهآ بـ الأول
لآشعورياً إتسع فم شروق بـ إبتسآمه تظهر بآهته بعدمآ امتد بصرهآ للفرآغ من قدآمهآ تفكر فين حين إلتفتت مرآم لـ دآرين الثآبته مكآنهآ بلآ أي إنفعآل , سآكنه كمآ الجمآد , حآثتهآ بـ مرح: شدي حيلك إنتي بعـد يآدآرين وآلله يرزقـك

بسرعه إلتفتت شروق لأختهآ وكأنهآ توّهآ تستوعب وجودهآ معهم , بلحظتهآ إختفت إبتسآمتهآ من تدآركت سكون دآرين المُريب .. شيئن بدآخلهآ نآغزهآ , إهي إللي تطمنت لزوآج دآرين من رآئـف وإستبشآرهآ لهآ بحيآه هآنئـه مُرفهه مع رجل كآمله أوصآفه مثل رآئـف إنه يقدر ينتشلهآ من دوآمآت عذآبتهآ النفسيّه اللآنهآئيـه .. آلغير مفهوم مكنونهآ ولآ طبيعتهآ ولآ أصل منشأهآ بتآتاً .. آلغير مُبرره إطلآقاً !

إلآ إنهآ وللأسـف تفآجئت بكون إن أختهآ هي الزوجـه الثآنيـه لـ رآئـف .. تشآركهآ ضُره مآنقصت عنهآ مثقآل ذره في الفتنـه والكمآل .. أي بؤس هذآ إللي مصمم يفتك بـ دآرين ولآ يرحمهآ !
آلخبر الجديد الموجـع , هو أسبقيّـة حوريه بـ الحمـل .. ومآ أدآرك مآ معنـى أن تنآل الضُـره صفـة الأسبقيـه !


/
/


إنتهت من تدليك سآعديهآ بآللوشن المُرطب معدله بأنملة وسطآهآ اليمنى حآجبهآ الأيمن الطويل مخآطبه نفسهآ وهي قدآم مرآيتهآ إن فيه زوآئد من شعر حآجبيهآ وآجب إزآلتهآ لتقآطعهآ ذيك بدخولهآ لغرفة نومهآ وآقفه على البآب متكتفـه رآفعه حآجهآ الأيمن الرفيع: حوريتنـآ الحلـوه !

بلمحه خآطفه إلتفتت يمينهآ والدهشـه الكبيره متمكنه تمآماً من عيونهآ الصغيره , مفآجئتهآ بوجودهآ بجنآحهآ وبغرفـة نومهآ مُريبـه إستبعدت من وجودهآ آلحين أي عآقبه حميدهـ , إلتقآئهم ولو صُدفه عآبره غصباً عن إثنينآتهم مآينذر إلآ عن العوآقب الوخيمـه ..

....: نعــــم !!
....: إيش نعم هذي ؟ هذآ وأنآ أول مره أزورك .. مآفي حيّآآآآك , آرحبـي , تفضلـي
كشرت بـ إشمئزآز وهي بآقي بموقعهآ مآتحركت: مش أي حدّ إللي أرحـب بيـه , وبآلزآت الزيآرآت إللي على سهوه دي ومن ضيوف مش مرغوبيـن ..

أطلقت زفره مسموعه بتجآهل لطردهآ الصريح دآخله غرفتهآ إللي بدت تتمشى فيهآ بـ خطوآت متأنيه وعيونهآ تدور بـ المكآن تقييماً لـ ديكوره في حين كآنت الثآنيه تخزهآ بنظرآتهآ الغآضبه المكبوت إستفزآزهآ تشوف إنعكآسهآ المتمخطر بـ المرآيه رآصّه على فروتهآ بأسنآن مشطهآ الخشبي تسرح شعرهآ الملبك ليجيهآ صوت الثآنيه هآدئ مُستفز: آمممم , حلـو المكآن عجبنـي .. أشوف فيه نص رآئف ونصك الثآني .. هو الأسود وإنتي الفوشيـآ .. بس التدآخل بين اللونين حلـو .. فيـه ترآبـط , وآضح الترآبط بينك وبين رآئف حتى بألوآن غرفتكم وأثآثهآ ...

شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه صفرآء مآسرع مآختفت: ملآحظـه قميلـه ..
قآلتهآ شآده بآب دولآبهآ الجرآر بلونه الأسود قآصده تطلع لهآ روب لتتفآجئ بفتحهآ القسم من الدولآب الخآص بـ ملآبسه هو , ببديهيّه إبتسمت إبتسآمتهآ الجآنبيه المآكره قبل تلتفت لهآ مقطبه حآجبيهآ إدعآءاً للمسكنه: صحيح يآ ديدي بئولك إيـه

من وقع الكلمـه بـ طريقتهآ المستفزه بـ نطق – ديدي - , آلشيّ الجديد على وقع أذنيهآ , إرتفع حآجبهآ الأيمن بـ حِده إستنآريه مكتفه سآعديهآ لتكمل الثآنيه بـ دلع منفر مُثير للإستفزآز: إبئـى خُـدي معآكي غيآرين من غيآرآت رآئف لحسن دآ بيصعب عليّآ أوي وهو رآقع ليّآ هنآ بعد مآبيكون عندك عشآن يستحمـى ويغيّر هدومـه

أخفضت بصرهآ بـ وجه ممتقع مآسرع مآتعدل بعد إستيعآبهآ لمحآولة حوريّه في كيدهآ , فغرت فمهآ تمثيلاً لتفآجئهآ: أوه من جِـدّ !! رآئف يتسبـح مرتين أجـل ؟ كيف وإحنآ نتسبح مع بعض بـ نفس الحمآم ................... حمآمـي
أطبقت فمهآ بـ القوه مكوره قبضتيهآ برفعة حآجب مُتحديّه: أصلـو بييقـي هنآ وهو لآفف على وسطـه الفوطـه ومبلول بحسبه مستحمـي هنآ .. أصل حمآمي زي منتي شآيفه برآ الأوضـه وأنآ بكون نآيمه هنآ
مآل نظرهآ بِخفه تجآه بآب الغرفه مُردفه بـ همس: أهــآآآآ

بسرعه لحقتهآ حور قبل تسلمهآ زمآم المبآدره: يآشيخـه حرآم عليكي , إزآي يقيلـك ألب تسيبي رووفـي يطلع كدآ من عندك فـ السئعـه دي ! مبيصعبش عليكـي !

....: بلى يصعب عليّ بس شسوي أنآ أصعب على رآئف أكثر , مآيطلع من عندي إلآ لأجلـي , خوفاً يردّ مره ثآنيه لدفى السرير وآآآآآآآ ................... يتعبني من جديد
إنفغر فمهآ بـ تفآجئ مصطنع: إيه دآ بقـــد !! ههههه دآ إنتي شكلك غلبآنه أوي يآديدي , أو فآهمه الموضوع غلط , أصل رآئف عندي معندوش مآنع لو أموت من التعب وأنآ بين إيديه ... مبيهموش مره تآنيه ولآ تآلته ولآ رآبعه

رصت على شفتيهآ بآلقوّه مغتآظه , وآضح إن هذي الحوريّه مو نآويه تقصر شرّ وتجيبهآ لـ برّ !

....: إيه , وآضح إن رآئف قآيم معك بآلوآجب وزيآده أكثر منـي بدليل حملـك قبلـي
شهقت بتفآجئ مفتعل: يـوه , صحييييييح .. دنآ نسيت أئولك بس شكلك عرفتي بئآ أهو .. – تحسست بطنهآ المسطح بشكل دآئري مُردفه بـ إبتسآمه – عُئبآلك إنتي كمآن
قلبت عيونهآ بمسكنه إدعآءاً لتعآطفهآ: دي حآقه بـ إيد ربنآ يآديــدي ... آآآهـــ - تأوهت بـ إصطنآع وآضح بآسطه يمنآهآ على بطنهآ بملآمح مفتعله بـ تجهم – من دلوئتـي وهوآ تآعبنـي , دآ شكلـو هيطلـع شقـي أوي زي بآبآه

طيرت عيونهآ مطلقه ضحكه هآزئه كآنت أقرب للزفره القصيره المسموعه مبلله شفتيهآ هآزه رآسهآ نفياً بـ إبتسآمه غير مُصدقه لكلآم حور وإسلوبهآ ..
ردّ الفعل الهآزئ من دآرين إللي مآ أثآر دآخلهآ إلآ الغيظ والإستشآطه لتشد على جسمهآ شِقيّ روبهآ الستآني القصير بلونه العسلي مقرره تزيد من الجرعه علّهآ تشفي غلّهآ الدفين تجآه هآلمتجبره سليطـة القـول والفعـل !

أعقبت متمخطره بخطوآتهآ الهآدئه حول سريرهآ: بس إنتي يآديدي طلعتـي كويسه أنآ إبتديت أرتآح ليكي شكلنآ هنتصآحـب
ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر إندهآشي من إللي سمعته بعدم فهم لتجيبهآ الثآنيه بعدمآ جلست على سريرهآ: آآه , إمبآرح .. إمبآرح سِبتي رووفـي ييقـي عندي أنآ وينآم معآيآ أنآ , جمبي أنآ , وفـ حوضنـي أنآ يآلهوي يآلهوي دآ كآن وآحشنـي خآآآآلص

رفعت حآجبهآ لآويه فمهآ بـ إمتعآض: إيــه .. عسآك الحين إستآنستـي بس !
....: آه طبعاً , بئآلي كتير مشوفتوش كآن وآحشني موت .. ليه هو مش وآحشك يآديدي ؟
....: بلى وآحشنـي , بس إنتي إللي شكل الشوق ذآبحك , وبعدين إنتي الأصغر , إنّآ مآعليه نتحمـل بس إنتي مآيندرى عنك

....: آه طبعاً دنآ مئدرش خآلص خآلص , دآ لو رووفي كآن رآحلك إنتي إمبآرح وسآبني كنت نتفت شعرك وشعـره , آه يآحببتـي معلشــي , الحآقـه دي مفيهآش كلآم ومآتزعليش مني يآديــدي
شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه صفرآء تقوست معهآ عيونهآ: لآء يآروحي عآدي , إنتي لك الأسبقيّه بكل شيّ , مو إنتي الزوجه الأولى ؟

طيرت عيونهآ لآويه فمهآ ثم مددت سآقيهآ على سريرهآ مستقعده: هو إنتي كنتي عآوزه حآقـه منـي ؟
قطبت حآجبيهآ إستفهآماً بعدم فهم لتسألهآ الثآنيه ببلآهه: يعنـي قآيه الأوضه بتآعتي أول مره .. خير فيه حآقـه !!
إستوعبت السؤآل من فورهآ معرضه عنهآ بوجههآ برفعة حآجبين سريعه: لآآآ .. عآدي .. يعني صآرلي مُده مآشفتك قلت أمر أشوف وينك , أسأل عنك

أطبقت فمهآ الملوي يسآراً مآمشى عليهآ الجوآب: آممم , طيب .. سألت عليكي العآفيه يآحببتـي
أعقبتهآ بـ صوت تثآؤبهآ وهي تسيح بفرآشهآ الحريري أسود آللون: معلشي بئه يآديدي أصلي الأيآم دي تعبآنه أوي وكل شويه حآسه إني عآوزه أنآم .. إنتي عآرفه الحمـل بئـه والحآقآت دي , شكل النونو دآ هيموتنـي هو وأبـوه

إنشدت عضلة فكهآ السفلي بـ حنق من تلميح حور المبآشر ورغبتهآ لهآ بـ المفآرقه .. الإمتقآع إللي قدرت تخفيه ورآء إبتسآمتهآ القصيره المطبقه " مآرح يسويهآ غيري يآحــــور ... موتك على إيدي أنآ "
....: إيـه طيــب , معليش على وقتـك ...
قآلتهآ بهدوء مُردفه بِـ جفآء وهي عند البآب الغرفه: تصبحي على خير ..
جآهآ الجوآب سريـع جآهـــر بنفس نبرة الدلآل المصطنع: وإنتي من أهلـو .... آآآآهـ إبئي إئـفلـي البآب ورآكي يآديدي معلـــــش !


/


عصريّة اليـوم التآلـي ..

أنزلت عبآءتهآ مسلمتهآ لشغآلتهم الوحيده إللي إستقبلتهآ بـ إبتسآمه ترحيبيّه عريضه مأشره بيدهآ صوب الممرّ المؤدي إلى غُرف النوم لتهز هي رآسهآ بـ تفهم بعدمآ قآلت لهآ: غورفـه دُكتر أومـآر

شدت بلوزتهآ القطنيه سودآء آللون سآده آلوآصل طولتهآ لمنتصف وركهآ , تحتهآ ليغـن أسود , إحترآماً لظرف الوفآه القآئم بـ العآئله , وأخيراً البوت الـ safety وردي آللون , وآحد من هدآيآ نسمه لهآ ..
زفرت نفسهآ بـ توتر بعدمآ وصلت لبآب غرفـة أخوهآ على وضعهآ لحظآت تشهق بهدوء وتزفر بتوتر مسموع وكأنهآ على بُعد لحظآت من صعودهآ المنصه وإلقآءهآ كلمه أمآم الحشـد !

....: إزززيكُــــــــــــم !

بـ إبتسآمه بآهته شآبهآ التفآجئ إلتفت لهآ وهي دآخله عليهم تفرك رآحتيهآ الملتصقتين ببعضهم في حين أنزل هو سآقيه الممدده على سريره للأرض: أهــــلاً
لحقته بسرعه مأشره بيدهآ قآصده بقآءه على وضعه: خليك خليك , عآدي يآعُمــر
قآلتهآ مدنقه على أمهآ إللي مسنده خدهآ لوسط رآحتهآ وعيونهآ بـ الأرض: سِت الحلوين زعلآنه ليـه !

....: تعآلـــي
نآظرت بأخوهآ إللي طلبهآ تجلس جمبه بعدمآ إستقآمت بوقفتهآ معقده حآجبيه بـ إستفهآم عن وضع أمهآ ليحثهآ هو بـ إيمآءة رآسه إنهآ تقعد جمبه , وبلآ فهـم والإستغرآب بآقي بوجههآ جلست جمبه شآبكه أصآبع يديهآ مآبين فخذيهآ هآمسه له بوشوشه خآفته: هو فيـه إيـه ؟!!
شدّ فمه المطبـق بـ أسف مجآوبهآ بـ بصوت خفيض عمداً: أخـوك نجـم

مآ أمدآهآ تسأله وش به نجم إلآ وإنتفض كآمل جسدهآ مخترعه من صآحت أمهآ مبققه عيونهآ بقهر رآفعه سبآبتهآ اليمنى مهدده: لآتجيــــــــــب طآري هآلنذل مآبي أسمع إسمـــــه فآهــــــــم
دآرت عيونهآ آلموسعه لآخرهم بعدم تصديق لأمهآ إلي تسب نجـم ثم نآظرت بـ عُمر إلي أخفض بصره لحجره مطبق فمـه بـ أسى لترد هي سآئله بعدم فهم: مآلـه نقـم يآمآمآ !!!

خزتهآ بـ توعد وقد إحمرت عيونهآ بوجه مغتآظ منقهر: مو قلت مآبي أسمع طآريـه !! مآتفهمون إنتم ولآ تبون تقهرونــي ولآ إيــــــــــــــــش
بذهول نآظروهآ ثنينآتهم والذعر بوجيههم الشآحبه من أطلقت صرختهآ أشبه بـ النــدب مظلله فوق عيونهآ البآكيه بيمنآهآ ومآسرع مآوقف هو عن مكآنه جآلس يمينهآ محآوط كتوفهآ بذرآعه الأيسر وبيمينه سحب يدهآ آلمظلله منزلها عن وجهها: خلآص يآســت الكُـلّ بنسكـت , ولآ عآد بنجيب طآريه أبدّ ... لآ تزعلين نفسـك إنتي وتبكين وتقهرينآ إنّآ عليك
نآظرته بعيون كسيره مدمعه: يرضيك يآعُمر إللي قآله أخوك وإللي يبيـه !

آثرت هي آلصمت جآلسه مكانها على سرير عُمر قبآلهم متآبعه كلآمهم بـ إهتمآم وتركيز علّهآ تفهم شيّ بآللحظه إللي جآوبهآ عُمر وهو يشدهآ لحضنه مسند ذقنه على رآسهآ: لآ يآلغلآ مآيرضينـي بس إنتي بعد أدرى آلخلق عن نجم ولدك وسوآته , من متى وهو يستمع لأحد أو يهمه رآي أحد ! دآيم صوته من رآسه

إبتعدت عن صدره بـ جفآء مآسحه بظهر يدهآ خديهآ آلمبللين: كلّ شيّ بكيفه إلآ هآلشيّ , هو قآصد يقهرنـي يعنـي ! وش معنآته يتزوج وحدتن مآندرى منهي , وشهو أصلهآ ولآ فصلهآ , من بين كل البنآت مآلقى إلآ ذي الأمريكيّه الفآسقه !
أرخى كتوفه بـ إحبآط مُعقب بـ هدوء بعدمآ بققت حور عيونهآ بدهشه ويدهآ على فمهآ بتفآجئ من وقع إللي سمعته توّهآ: يمّـه لله يهدآك , أيّ أمريكيه بس , نجم قآل إنهآ عربيّه ومُسلمـه

....: كل ذآ الكلآم مآيهمنـي , يتزوج إللي يبيهآ بس مو بهآلطريقه , هو ولدي ومن حقي أفرح فيه بنفسي , من حقي أشوفه قدآمي وأشهد يوم عرسـه , مو تقولي بيتزوج كذآ مع نفسـه وهو مكآنه ولآ درينآ على شيّ , هآلولد قسم بآلله لو نفذ إللي برآسه لآهوب ولدي ولآ أعرفـــه , وقلّـه هآلشيّ , يمين بآلله إن غضبي وآقع عليـه ليوم الديــــن

مسح على وجهه وهو يزفر بـ هـمّ , من نآحيه يدري عن نجم وسوآيّآه , من يوم يومه ومآيهمّه كلآم أحدّ وإن كآنوآ أبويـه , إللي إعترضوآ أولاً على تخصص الدرآسه الجآمعيه إللي هو إختآرهآ رآفض إجبآرهم له يتخصص بآلعلوم التجآريّه وسوق المآل والأعمآل دآم إنه هو إختآر آلطب مآبقى إلآ نجم إللي يكون خليفة أبوه إلآ إنه عآرضهم ضآرب بـ كلآمهم وإللي يبونه عرض الجدآر متخصص في درآسة اللغآت بـ كُليّـة الـ - ألسـون - , الإعترآض الثآني كآن من بعد تخرجـه وقرآره السفر خآرجاً , آلشيّ إللي لآقي فيه رفض أقوى من أول إلآ إنهم جميعاً صحوآ بيـوم مآلقوه بآلبيـت , مآوصلهم إلآ رسآله من – رآمز – يعلمهم فيهآ إنه هآجـر لـ أوروبآ ... ثلآثيـة قرآرآته هي زوآجـه من هذي إللي مآيدرون عنهآ شيّ , وإللي على الأغلـب بيتـمّ , وإن تهديد مثل هآللي تلفظت به أمه آلحين هو آخر همّـه , وإن زوآجه لآمحآلـه ........... وآقع , وآقع !



/
/


إنفتح البآب بهدوء وبلآ إستئذآن ليتفآجئوآ ثلآثتهم بوقفتهآ قدآمهـم ..
المفآجئـه إللي تضآعفت من ظهـرت الثآنيه من ورآء ظهرهآ ..

بدهشـه إستنكآريّه من جرأتهآ ضيق عيونه مستفهم وجودهآ بعدم تصديق: إنتــــي !!
كمآ الصخـر , ثآبته بلآ أي إنفعآل , عيونهآ تمآماً مصوبه تجآه إنعكآسهآ البشري المشدوه , آللحظـه إللي إلتفتت لهآ أمهآ بعقدة حآجبين مستفهمه قصد إبنهآ لهآ: شفيكــم إنتــو !!!
بـ جنون ثآئر قطع المسآفه من مكآنه لبآب مكتبـه الزجآجي لتعترضه أمه فآصله بينه وبين أخته قبل يوصل لهآ فآرده ذرآعيهآ حمآيةَ لهآ وقد إمتلآ وجههآ بصدمه من ملآمحه المتجهمه ووجهه المكفهر: وآئــــــــــل !!!

شدد على كلآمه من بين أسنآنه ينآظرهآ بـ كُره آخذ بـ التصآعد والإرتفآع: هــذي وش إللي تسويـــه هنـــــــآ !!!
دفته من صدره بيديهآ رآدته خطوتين للخلف: وش قصدك إنت ! هذآ بيتهآ
....: تخســى هذي الفآسقه تكون من أهل البيــت .. إنقلعــــي برآ يآسويدة الوجـه مآلك مكآن بينـــآ
...: وآئــــــــــــــل !!!

نآظر أمه بـ حده طآلبهآ بـ جفآء: يمّـــــه .. إطلعـي إنتي من الموضوع
....: لآ مآرح أطلـع ! دآرين بنتـي , وهذآ بيتهآ مثل مآهو بيتك ..
....: لآ مآهيب بنتـــك , ولآ هذآ إهـو بيتهــــآ
صدمه جمآعيـه نآلت من ثلآثتهـم دونهآ .. أمـه , تغريـد .. وميسـم .. إلآهـآ !
أخفض بصره للأرض مكور قبضتيه بـ غضب , قآلهآ عن عمـد لشيئن بقلبـه .. علّهآ هآلجآحـده تحسّ بنفسهآ , تثمن أفعآلهآ وتقدر النآس من حولهآ ..

إرتفع نظره بـ البطيئ لـ أول من وصلت عيونه لمستوآهآ المنخفض وهي على كرسيهآ المتحرك يدهآ على فمهآ المنفغر تنآظره بـ صدمه إستنكآريّه غير مصدقه للي توّه وقآلـه .. تلتهآ تغريد إللي مآشآف إلآ الوجـع بعيونهآ .. الوجـع إللي أرجعه لصوآبـه , وإنه بهآلإهآنه المتعمده أذآهآ مآوصل مدآه بس لصآحبة الشآن المعنيّه دآريـن ... الأذى وصل دآريـن وتوأمهآ تغريـد إللي حملت نظرآتهآ الكسيره أكوآم من الألـم واللـوم والعتـب !
أمه إللي همست بـ ذهول من جرأته بـ الإفصآح عن هآلشيّ سآئلته بـ إستنكآر وآهن , خآفت وبآهت: وآئــل !!

إبتلع ريقه مغمض عيونه لثوآني خآطفه قبل يفتحهم بنظره جآمـده صآرمه مشدد على كلآمه إللي مآحمل أي ذره من الندم أو حتى محآوله لتصحيح قولـه على سبيل الإعتذآر أو حتى تجميل القصد والمعنى !

....: إيه يمّـه مآهيب بنتـك .. ولآ هآلبيت بيتهـآ .. هي بنفسهآ عآرفه هآلشيّ من زمآن أول .. وآلحين تغريد وميسم بعد عندهم العلـم .. بس الشيّ الجديد إللي مآتدرينه إنتي هو سوآة هآلخبيثـه قليلة الربآ جعلهآ الموت , جعلهآ تفكنآ ونرتآح عسآهآ هي بعد ترتآح
ضربت صدرهآ جزعه: بسم آلله عليهآ .. وآئــل شهآلكــــلآآآم !!!

صدّ عن أمه وإقترب صوبهآ موقف قبآلهآ سآئلهآ بـ لعآنه وكأنه مآيدري: ولآ لك رآي ثآنـي يآهآنـم ؟ مو هذآ إللي تبينه من زمآن ! إنتحرتي مره وثنتيـن لو إنّآ دآريين عن سوآد وجهك كآن خلينآك وإفتكينآ ... وشهو ذآ إللي سويتيـه بـ أختك !!! وشهو ذآ إللي سويتيـه بـ تغريـد ووشهـو إلي سويتيـه مع مآلك المُرشـد !!!!

بسرعه وحِده إلتفتت أمهآ لتوآجههآ بحآجبين مرفوعين دهشـه وإستغرآب .. آللحظـه إللي إنتقلت فيهآ أنظآر دآرين الفآرغه من أيّ معنى لتغريـد ثم ميسم بـ التبعيّـه .. ثم لـ وآئل إللي كآن غضبه الكبير وآضـح .. متمكن من أدق تعبيرآت وجهه , كآمل ملآمحه .. ونظرة عيونه ..
أخفضت رآسهآ بتخآذل موقع قدميهآ وتسآؤل وحيد بقلبهآ .. وش اللي ممكن تخآف منه من بعد هآللحظـه .. آلخوف من الفعـل أو الخوف من إفتضآح هآلفعـل .. الخوف إللي تأكد لهآ بهآللحظـه هو خوف الفقـد .. فقـد الشخص الوحيد بحيآتهآ إللي عنى لهآ الكثيـر , الشخص إللي معـه أمآنهآ , سكينتهآ ورآحـة بآلهآ ..

تذكر أول مره تعدى فيهآ عليهآ .. من قرآبـة العآم كآمـل وهم بـ طوآرئ المستشفـى ..
أبركهآ بـ الأرض منهآل عليهآ بركلآته العنيفـه القآسيـه والموجعـه ..
الألم العضوي إللي سببه لهآ وإللي مآكآن إلآ حموّ وحرقـه على إللي صفتهآ الحين زوجـه لـه ...
من يومهآ وهي تحسّ بـ السلب , من إللي سلبتهآ أولاً أبوهآ .. سلبتهآ ثآنياً أخوهآ ..
ليش أبوهآ إعترف بـ ميسم وآثرهآ دوناً عنهآ .. ليش وآئل دآئماً مُنحآز لميسـم دفآعاً وخوفاً ..... وإهتمآماً !

جرحهآ الدآمي نفسياً سببه كآن رجـل إسمه فيصـل وصفته أب لهآ .. ترآءى إن دوآهآ لآبد أن يكون رجـل .. إعتقدت إنه وآئـل بـ إسمـه , أخوهآ بـ صفتـه .. أو إبن عمهآ .. مآيهـم ..
لحظـة خذلآن وآئل لهآ تبدل هآلإعتقآد إن الرجل الوحيد القآدر على إحتوآءهآ بـ تعويض كتلة النقـص وسدّ فجوة الإحتيآج العآطفي هو أيضاً رجـل .. أقرب مآيكون لهآ من رجع أنفآسهآ ... رآئف بـ إسمـه , زوجهآ بـ صفتـه .. إلآ إن الخذلآن مآزآل مستمر وكل مرّه أقوى من سآبقتهآ مع كل الذكور إلي تجرأت إنهآ تأمل فيهم دوآء دآءهآ ...

....: مآسويّت شيّ
ردهآ البآهت الخآفت وكأنهآ تكلم نفسه , ردهآ البآرد إللي أعقب عليـه بـ كفّ قآسي , قوي , عنيـف , ومؤلـم ..
بعيون لوّآمه مدمعه نآظرته بـ ألم ويمنآهآ على صدغهآ الأيسر ..
ردّ الفعل إللي مآقدرت أمه تتم على سلبيتهآ أكثر ..
شدته من ظهره معفطه ثوبه: وآآئـــــــــــل , شللـي سويتــــه إنـــــــــت !!!

إمتدت سبآبته اليمنى المُشنجه تجآههآ وعيونه الغآضبه يقدح منهآ الشرر مثبته لعيون أمه المشدوهه المتفآجئه: هذي إللي تقوليـن عنهآ بنتك .. العآقلـه المحترمـه المتربيـه , هذي هي نفسهآ إللي شفتيهآ بـ الفيديو إلي أرسلـه لنآ ولد المُرشـد .. دآريـــــــــــن يآ أمـــي إللي كآنت بـ الفيديو مــــو تغريــــــد
بصدمه توسعت عيونهآ لآخرهم شآهقه شهقه سريعه مبآغته بتفآجئ إستنكآري رآفض للي توهآ وسمعته , يدهآ على فمهآ تنآظر بـ دآرين إلي تجعد وجههآ بمقآومه مآتنهآر وتبكـي أمآم كل نظرآتهم المختلطـه ..
نظرآت تغريد العآتبـه , نظرآت ميسم الـ آسِفـه , نظرآت وآئل الإحتقآريّه المشمئزه .. ونظرآت أمهآ المذهولـه الرآفضـه !

لآشعورياً إنهآلت دموعهآ في صمـت بعدمآ أبقت أمهآ على آخر ذرآت صمودهآ وتمآسكهآ , سؤآل بآهـت , تسألهآ التأكيد وهي غير مُصدقه: هذآ صـدق يمّــك ؟

إمتد ذرآعهآ الأيمن مأشره بسبآبتهآ المرتجفه تجآه تغريد الوآقفه جمب مكتب أخوهآ بـ ملحقـه الخآرجـي , إنهآرت تمآماً بآكيـه , تصيـح بـ سخـط محآوله تبرير فعلتهآ من وجهة نظرهآ: أيـــه أنــــآ , أنآ إللي سويتهآ مو تغريــد بس كلـه عشآنهــآ .. عشآن تغريـــــــــــد , كنت خلآص قد تخيرت لـ رآئــف , تغريد إللي لهآ سنوآت بآلبيت قآعده مخلصه ثآنويتهآ مآحد طلبهآ ولآ كآن أحد بيطلبهآ لأنهآ غبيـه .. غبيـه ومغفلــه وأنآ مقدر أتركهآ وحدهآ , مقدر أتركهآ معـك .. أدري إنك أمنآ , بس هذآ لأنآ كبرنآ وإنآ مآنعرف أم غيرك .. بـ النسبه لنآ إنتي أمنآ الوحيده بس أنآ وتغريد لآآآآآآ , عندك لآ ... مآكآن لك إلآ بنت وحده هي شروق وولد وآحد هو وآئـــل .. تقولينهآ دآيم وإنتي مآتدرين كل مآضآق خلقك من أي تصرف أنآ أسويه أو حتى تغريد تسويه لو مو بقصدهآ قلتي هذي لعنة بنآت فيصــل ... لمآ قطيت نفسي من الشبآك قلتي لعنة بنآت فيصل .. يوم جآني تسمم بـ الأدويه قتي لعنة بنآت فيصل لدرجة إني عزلت نفسي عنكم عشآن مآتبين أخطآئي , مآ أسوي أي شيّ يزعجك عشآن مآ أسمع أكثر كلمة توجعني منك وهي لعنة بنآت الزفـــــــــــــت فيصـــــــــل , بس عشآن مآ أبي تغريد تسمع هآلكلمـه , تهمسين فيهآ وهي مآتسمع بس أنآ أسمع .. تذكرين يوم طآح الكآس من يد تغريد وإنكسر إنتي وش قلتي ؟ تذكرين

يوم إلتوت رجلهآ وطآح منهآ صحن الرز وإنتثر بـ الأرض وش قلتي ؟ حتى يوم طآحت منهآ فرشة المآنكير وهي تلون أظآفرهآ وبقعت بنطلونهآ وش قلتي ؟ قلتي لعنة بنآت فيصـل .. هذي وهي كلهآ أشيآء تآفهه , وش يعني كسرت صحن ولآ كآس ولآ لطخت ملآبسهآ !!! تذكرين يوم وآئل قآل يبي يتزوج ميسم وش صحتي فيـــــه ! لطمتـي وجهـك وصحتـــي يــــــــــــــآآآرب متى نفتك من لعنـة فيصــل وبنآتـــــــــــه !!! إفتكيتي مني يوم تزوجت رآئف بس جت ميسـم .. بتتحملين إنتي ميسم ؟

لآتنكريـــن إنك رآفضه هآلزوآج , ورآفضه هآلعلآقه مو عشآن ميسم معآقــه لآآآآآآ , أنآ أدري من زمآن .. أدري عن رغبة أبوي يطلب ميسم لوآئل قبل حتى هي تنخطب لفرآس المآلكي .. قبل يموت وهي تنشـــل ... قبل حتى يفكر فيهآ وآئل إبنك وهذآ بس لأنك مآتبين زود من فيصـل وإللي من نآحـه , إكتفيتـي .. أنآ وتغريـد ضغطنآ عليك كثير مآنتيب حمـل بنت جديده ثآلثه من بنآت فيصل

إنتقل نظرهآ من أمهآ المصدومه يترآءى لهآ إنهآ بللت نفسهآ من صدمتهآ بـ تصريحآت دآرين العلنيّه بهآلكم من الحسـره والقهـر , نآظرت بـ تغريد السآكنه مكآنهآ مغرغرة العيون , لآنت نبرتهآ بـ وهن: شفتي يآلـغبيّه ؟ شفتـي وعرفتـي , عرفتي الحقيقــه !! أنآ مآقصدت أجرحك ولآ أئذيك أبداً يآتغريـد .. إنتي أختي وأنآ أحبـك , أدري بسوآتي إنك بتتعذبين شويّ بس أرحم , أرحم من عذآبآتي إللي عشتهآ بهآلبيت .. مآسويتهآ إلآ لأني دآريه بزوآجك من مآلك بتكونين مرتآحه .. مآدياً ونفسياً , هذآ كآن قصدي .............. تغريــــــد

ضآقت عيونه أقصآهآ إستنكآراً سآئلهآ بعدم تصديق خآفت: عذآبآتك إللي عشتيهآ بهآلبيت !!!!

....: خلآص يآوآئـــــل
إلتفت ورآه لذيك البآكيه إللي طلبته بـ بحّـة صوتهآ الطبيعيّه المُعذبه إلآ إنه تجآهلهآ رآد ينآظر بـ إنعكآسهآ الظآلم قولاً: خلصت كل فُرصـك معي يآدآرين .. يشهد ربي إنهآ كآنت فُرص بلآ نهآيـه , وإنتي دآريه إني كنت معك غيـر , إنتي وحدك غير , غير حتى عن شقيقتي شـروق بس إنتي نآكــره .. مآتسآهليـن , مآيطمـر فيك الطيـب أبــدّ .. إنتي يآدآرين إللي كنتي معيشتنآ كلنآ بآلعذآب , مدري شقــول ...... آلله يعينك على نفسـك

قآلهآ بـ خيبة أمل لتفآجئه تغريد إللي إقتربت تجآههم قآصده دآرين فآتحه لهآ كفهآ الأيسر ... الطبيعي إنهآ تنحآز لـ تؤآمهآ مهمآ كآن ظآلـم , قآسي عليهآ , ظآلمهآ ... وجآرحهـآ .. هي بـ الأخير أختهآ ونصفهآ الثآنـي ..
بس تتم تغريد مثلمآ قآلت عنهآ توأمهآ , سآذجـه , مغفلـه ...... وغبيّـه

إمتدت يده سريعـه قآبضه على معصمهآ الأيسر جآبرهآ بقسوه تبتعد عن دآرين قبل تنطبق يديهم على بعض رآدهآ ورآه وهو يحول بينهآ وبين دآرين إللي أمرهآ بِـ جفآء قآسي: بـــــــــرآ
إعتصرت ثوبه بقبضتهآ اليمنى من ورآ ظهره بـ توسل وآهن , مبحوح: لآ يآوآئــل تكفــــى

....: بطلـع ومعـي تغريـــد
رصّ على فكيّه بآلقوه مآيدري صبره لوين بيوصل , على الأرجح إنه قآرب على النفآذ .. برغم ضعف موقفهآ بهآللحظـه إلآ إنهآ مآزآلت صآمده , مُدعيّه الثبآت والقوه ............. واللآمبآلآه !
....: بتطلعيـن برآ بروحـك , وهذي هي طلعتك الأخيـره لأن دخولك اليوم هآلبيت كآن الدخول الأخير ..
....: بطلـع ومآنيب رآده بس معي تغريـد أختـي
....: تغريد أختك طلبـت الطلآق , الشيّ المفروغ منـه وإللي رح يصير إن شآلله ... تغريد أختك مردهآ لبيت أبوهآ

بصدمه إرتفع نظرهآ لمآ ورآء كتوفه بـ صدمه في محآولة الوصول لوجه تغريـد وفحص ملآمحهآ , مآتبي تشوف إلآ شيّ وآحد , شيّ رآفض رفض قطعـي , علنـي , وآضح وصريح للي توّه وآئـل وأعلن عنـه ...
إلآ إنهآ مآقدرت , مآقدرت حتى توصل لوجه تغريد وتقرأ تعبيرآته حتى وإن كآنت فآرغه من أي إيحآء وتعبيـر ومعنـى ..
همست بـ بهوت غير مستوعبه رآفضه التصديق: صدق يآتغريـــد ؟!

....: صدق يآدآريــن
بلمحه خآطفه إلتفتت لذيك إلي جآوبتهآ بـ هدوء هآزه رآسهآ إيجآباً بتأكيد ... ميسم بملآمحهآ الخآنعه , مفرزه كميآت غزيره من الأسف والشفقـه , الشيّ إللي زآد من تأججهآ دآخلياً .... كيف لهذي الكسيحـه ترمقهآ بهذي النظرآت الآسفـه ... هي دآرين بذآتهآ أبعد مآتكون حآجتهآ عن شيئ من العطف , الموآسآه أو المآزره من ........................ من هذي المقعده عديمة الحيلـه !

تجآهلتهآ عن عمد مكرره سؤآلهآ بـ جفآء مفتعل يظهر فيه صوتهآ مهزوز مرتجف: صدق هآلكـــلآم يآتغريــــــــــد

لحظآت من السكون حآملـه كثير من المشآعر متضآربة المكنون .. أسف ميسم وشفقتهآ , صدمـة أمهآ ... خنوع أختهـآ .... وجمود أخوهآ إللي يظهر بنظرآته وكأنه ............. شآمـــت !
مُستلذ بـ الموقف , مُستلذ بـ إنهيآر شموخهآ في صمــــت ...

....: إيـه صــدق
توسعت عيونهآ بصدمه رآفضه التصديق تآظر بـ أختهآ إللي ظهرت من ورآء ظهره مطبقه كفيهآ لبعضهم بوسط جسمهآ رافعه كتفيهآ مقوسه فمهآ بتعبير البآئس عديم الحيله تأكيداً على صحـة إللي هي سمعتـه ورغبتهآ الحقيقيـه فعلاً بـ الطلآق !

الجوآب التأكيدي إللي من بعده مآل فمه يسآراً بـ إبتسآمه هآزئه آمرهآ بـ إشآرة حآجبيه للبآب من ورآهآ: بـــرآآ
تعلقت بمرفقه الأيسر شآدته متوسله بـ بحّه بآكيه شبه مسموعه: لآآآ يآوآئــل , لآتقولهآ .. أنآ مسآمحتهآ , وربي مسآمحتهآ

....: إذآ إنتي مسآمحتهآ أنآ لآآ .. ولآ أبوي ولآ أمـي , هذي مآلهآ أمآن .. أذآهآ وشرّهآ وصل لـ ميسم ووصلـك .. وش تآليـه !

تغريد: تكفـى يآوآئــل .. آلله يخليــ ........
....: إطلعـي برآ يآدآريــن
بذهول قطعت ترجيهآ لـ وآئل تنآظر بصدمه – ذيــك - إللي أمـرت بـ جفآء ...
بذهول مآقلّ عن إللي قد تملك تغريد , تملك ميسم رآفعه رآسهآ لمستوآهآ وهي على كرسيهآ رآغبه في تأكيد حقيقـة إللي سمعتـه !
نطقت تغريد بـ وهن مسحوب غير مصدقه: يمّـــــه !!!

أعآدت أمرهآ الجآف إلآ إن هآلكرّه كآنت بـ هدوء مُريب مغمضه عيونهآ: إطلعـي برآ يآدآريــن ........................ إطلعي ولآ عآد ترديــن !



/
/



قآمت عن مكآنهآ بسرعه قآعده جمبه بآلمكآن إللي تركته أمهآ غآضبه مغآدرتهم لتسأله بـ تحري موسعه عيونهآ هآمسه: الكلآم دآ بقـد يآعُمــر !!!
إرتفعوآ حآجبيه مقوس فمه المطبق بمعنى إنه – للأسـف صحيـح –

....: وإمتى عرفتـوآ !!
....: دق علي أنآ الأول علمني بـ السآلفه بس قلت له يبلع لسآنه ولآ يعلم أحد , كنّآ بـ أول أيآم عزآء سيف
ضمت فمهآ لقدآم بـ تعبير التفآجئ – أووووو – ليكمل هو: الأخ منّه بـ الجوّ أبدّ , ولد خآلته ميّـت وهو يفكر بآلزوآج
....: بس هو مكنش يعرف , إنت إللي أولتلـه صـح !
....: أهـآ
....: ومآمآ عرفت إزآي ؟
....: أنآ اليوم علمتهآ قآصد هآلشيّ عشآن أعرف أخفف عنهآ الخبر , نجم جلـف مآعنده إسلوب
تمتمت هآمسه وعدم التصديق بنظرتهآ البآسمه الممتده للفرآغ من قدآمهآ: يخربيـت عئلـك يآنقـم
سيّح جسمه ع الكنبه الإسفنجيّه الضخمه مصفط يدينه تحت رآسه ينآظر بـ السقف مبتسم: ههههه يعجبني هآلولد
....: بتهـزر إنت كمـآن صح !

....: لآء بس الفكره نفسهآ , كذآ بين يوم وليلـه عجبته بنـت ويقرر إنه يتزوجهآ , زوآج سهـل ويسير بدون أي تعقيدآت أو شروط .. مآحد عآيش حيآته صدق إلآ هآلنجـم
....: ههههه طب إسكت لحسن مآمآ تسمعك وتسود عيشتك دلوئتي
....: ومين قآل إنهآ بآقي مآسودتهآ

أرخت ظهرهآ جمبه ممدده سآقيهآ قدآمهآ يديهآ على بطنهآ تنآظر بـ السقف: ليه عملتلك إيـه !!
....: قآمت تصيح وتندب وتلطم وجههآ , آلله مخيبهآ بـ عيآلهآ , مآعرفت تربي ولآ تجيب رجآل هههههه
....: هههههه أووووهـ شكل فيه وآحد إتهــزأ قآمد
....: ههههه أخوك النذل , هو يبي يتزوج شذمبي أنآ أمك تعآيرني قآل إيش أنآ عآنـس !!
....: عآنـــس !! هههههه
....: مدري عن أمك ذي , قآلك كيف الصغير يتزوج قبل الكبير , وأنآ لمتى بتمّ قآعد بدون زوج لين صآر عمري أربعين
بققت عيونهآ بدهشه والإبتسآمه بوجههآ: أربعيـــــــــن !!!
....: هههههه أمك الظآلمه

....: بس على فكره مآمآ عندهآ حـئ , هي فعلاً من حئهآ تفرح بيكـم .. فرحة الأم لمآ بتقـوز أولآدهآ أكبر من فرحتهآ بكتير من قوآز بنآتهآ .. وإنت فعلاً سنك منآسب للقوآز ومفيش أي حآقه تمنعك بصرآحه محدش فينآ فآهم سبب رفضك وفوء دآ كلـه الأستآز إللي ضآرب الدنيآ طنآش , آل إيه رآيح يتقـوز ...... كدآ منو لـ نفسو ! دآ عبيـط ولآ أهبل ولآ إيـه ! يآعُمـر مآمآ نفسهآ تفرح بيكـم
إعتدل بجلسته لآوي فمه بـ تململ: إيه إيه تزوجنآ وتفرح فينآ وتشيل عيآلنآ إنتم كذآ يآلحريم كل كلآمكم وآحد

من فورهآ إستقعدت تنآظر بـ العدم قدآمها موسعه عيونهآ , شلون سهت عن هآلشيّ , آلشيّ إللي هو أسآساً سبب زيآرتهآ آلحيـن ... على طآري شيل العيآل .. وقفت والإبتسآمه بوجههآ لينآظرهآ هو معقد حآجبيه بـ إستغرآب: شفيـك !!
أشبكت يمنآهآ بيسرآهآ جآبرته يوقف سآحبته ورآهآ بآلقوّه خطوآته ثقيله متلكعه والإستفهآم بوجهه: تعآلــــــــى هئولــك إنت ومآمـــآآ , هتبئــى خآلــوو يآعُمــــر .... مآمــــــــــــــآآآآ , يآمآآمــــــــآآآ


/
/

حلم الحياه 14-08-16 04:05 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


إمتد بصرهآ للجدآر البورسليني الأبيض المقآبل لهآ ليستقر نظرهآ على التقويم الورقي المثبت بـ الجدآر قدآمهآ مشير لمنتصف شهر فبرآير .. اليوم الرآبع عَشـر ..

أنزت عيونهآ للصينيّه إللي تسحبهآ من الفرن يظهر فيهآ آلبسكويت متراص برتابه على شكل قلوب مطبقه فمهآ بـ خيبة أمل " الغبيّ , قآل إيش يوم زوآجنآ بـ عيد الحُبّ .. وش إللي أرتجيّه منـه .. آآآآه مآ أغبآنــ ................."

قطعت كلمتهآ بـ إنتفآضه قويّه لجسدهآ إللي تأهبّ من لمسـه مفآجئـه ومآسرع مآ أطلقت تأويهه فركت من بعدها بآطن سآعدهآ الأيمن بسرعه وبقوّه من إلصقت فيه حآفة الصينيّه السآخنه محدثـه حرق جديـد جمب بآقي الحروق القديمه ...

....: وأن مو قلت مآعآد لك وقفه عند الفرن ؟
رمقته بنظره حآقده رآصه على فكيهآ بآلقوه وهي تحك جلدهآ إللي إحمر لونه قبل تسفهه مطلعه الصينيه من الفرن منزلتهآ على الرخآمه العريضه متوجهه صوب الحوض الإستآنلس مبلله سآعدهآ بمويّة الحنفيّه البارده تهدي من حرآرة الإحترآق ليلحقهآ هو بـ فمّ مطبق قهراً إنفرج بـ صوت مخنوق من الغيظ لتجآهلهآ: سِـت ليـلآ , أكلمك أنآ !

....: مآيجي من شوفة وجهك إلآ المصآيب , لو إني مفكره بـ دولآر وآحد مآكآن حصلته !
تمّ على وضعه لثوآني معقد حآجبيه إنحلوآ أخيراً بـ إبتسآمه وآسعه كآشفه على رتآبة أسنآنه بنبره خفيضه أشبه بـ - التميلح - : يعني كنتي تفكرين فينـي ؟
إنعفس وجههآ بتقزز مقلبه له عيونهآ بـ إشمئزآز رآميه الفوطه الصغيره بعدمآ جففت يدهآ من المويّه مجآوبته بـ جفآء: للأســــــــف
سحبهآ من معصمهآ الأيسر قبل تبتعد عنه جآذبهآ تجآهه بـ القوّه: ويـن رآيحــه
أغمضت عيونهآ طآلبته بـ نفآذ صبر: نجــم خلينــي الحيــن

....: وإذآ مآخليتك ؟
فتحت عيونهآ مجآوبته من بين أسنآنهآ: عندنآ شغل كثير اليوم , مآني فآضيتلك أبدّ
إرتفعوآ حآجبيه ببلآهه مفتعله: وآلله !
طيرت عيونهآ مطبقه فمهآ بلآ ردّ ليكمل هوّ قاصد اثارة إستفزآزها مضيق عيونه بـ ثقه: إن بغيت الحين أفضيك لـي غصـب سويتهآ
نآظرته بـ حقد: إنت على أي أسآس تكلمني كذآ وبـ أي صفـه ..! فك يدي آشوف
شدد من قبضته اليمنى على معصمهآ جآذبهآ أكثر له محآوط خصرهآ النحيل بيسرآه: بصفتـي زوجك يآهآنـم

شهقت نفس حآنق بنفآذ صبر: آستغفر آلله
....: مآشآلله , تعرفين للإستغفآر سِت ليلآ !
ضيقت عيونهآ بـ مقت مجآوبته بـ جفآف: تعلمتـه مخصوص عشآنك
....: أشوى أجل , تآخذين حسنآت بسبتـي
....: يآخي آلله يآخذك وتفكنــي
....: آلله يآخذنــي إن صدق فكيتــك
أطلقت زفره مغتآظه سآئلته بـ حنق: الحين إنت وش تبي هآآه !

فك معصمهآ متحسس خدهآ الأيسر بظآهر أصآبعه اليمنى: وليلوشـي ليش معصبه ؟ روقـي يآقلبـي اليوم الـ Valentine
دفته من صدره بآلقوّه مرتده عنه خطوتين: فآلنتآيـن بـ عينك , إطلع برآ يللآ لأعلم جوزيف عنك
إرتفعوآ حآجبيه إدعآءاً للتفآجئ هآمـس: أبـــــو كــــــــرش !
أرخت كتوفهآ مغمضه عيونهآ بـ يأس , هذآ مهمآ تهين فيه مآفيه فآيده , جِبلّه مآيحسّ ..
وصلهآ صوته هآزئ: وش بتعلميه إن شآلله أبو كرش ؟
ولته ظهرهآ تنآظر بـ الأفرآن المشعله من خلف زجآجهآ: إنك معطلنـي وإحنآ عندنآ شغل كثير

أسند نصفه السفلي للمطبخ من ورآه رآفع لعيونه بسكوته من الصينيه على شكل قلب ..
البسكوته إللي تمّ يقلبهآ مقوس فمه: القلوب هذي يعني لعيد الحُـبّ !
سحبتهآ منه بغيظ منزلتهآ بـ الصينيه آمرته بـ جفآء مآده ذرآعهآ الأيمن مأشره بـ سبآبتهآ تجآه البآب: إطــــــــلــــع .. بـــــــــــرآ
كتف سآعديه رآفع حآجبه الأيسر بـ تحدي: وإن مآطلعـت ؟
....: يآخي إنت مآتفهم ؟ مآتحــس ؟ وشهـو ذآ مآعندك دمّ ؟
....: يعني مآشتقتيلي ليلآ !

ضربت جبينهآ برآحتهآ اليمنى مخبيه عيونهآ إللي أغمضتهم بـ يأس في حين إستقرت يديه هو على كتفيهآ , ترآخت لـ تعتصر ذرآعيهآ: شهـر بـ كبره يآظآلمه مآشفتك
لوت فمهآ إستخفآفاً: إيـه .. وهذآك شفتني .. – أردفت هآزئه - بيوم زوآجنآ
طير عيونه مبتسم بعدمآ بلل شفتيه هآز رآسه نفياً في حين أكملت هي بـ رفعة حآجب: أقدر أشوف شغلي الحين مِستـر نجـم ؟

....: بتشوفينه طبعاً , بس مو قبل تشوفين شغلك معي أول مِسـز نجـم
ضيقت عيونهآ مستفهمه من وقع الكلمه – مِسـز نجـم – إلآ إنهآ زفرت بصبر نآفذ وقبل تنطق طآحت عيونهآ على ذآك أصهب الرأس واللحيه إللي أظهر رآسه من ورآء البآب سآئلهآ: إنتهيـــتِ ؟
بتفآجئ توسعت عيونهآ وكأنه تذكرت شيّ من سألهآ جوزيف لتبتعد عنه بسرعه صوب الأفرآن إللي بدت تلف أبكآر الإشتعآل لهم فآصلتهم متأففه وهي تسحب الصينيه الوحيده إللي قآربت على الإحترآق: هــــــــــــففف , وإحترقت بسبتك

رفع نفسه على طآولة المطبخ الرخآميه جآلس عليهآ وعيونه تتآبع حركتهآ المشتته وهي تطلع الصوآني بـ عجله رآصتهم متلآصقين على رخآم المطبخ بوجه عآبس متكدر ليرفع هو قطعة بسكوت قآضم منهآ قضمته الأولى: إنتي هنآ قآعده تتعنين وهم برآ يآخذون آلطلب ويهآدونه
أطبقت فمهآ بضيق مجآوبته بـ إقتضآب: أكل العيـــش
....: طيب هم يتهآدون هآلبسكوت إنتي من بيهآديك ؟

أطلقت زفره هآزئه مطيره عيونهآ بـ إستخفآف: قليل البخــت , مآلي بـ الطيب نصيب
شدهآ من عضدهآ الأيسر قبل توليه ظهرهآ إللي مآل للخلف بسبب جذبه لهآ: آآآآهـ نجــــم ............... وش ذآ ؟
حآوط وسطهآ بـ سآقيه إللي إلتفوآ حولهآ مشبكهم من خلف ظهرهآ مقربهآ برجليه خطوه تجآهه ..
آلخطوه إللي بسببهآ إلتصق بطنهآ بـ الرخآمه إللي هو جآلس عليهآ تنآظره بـ حده ..
النظره إللي تجآهلهآ هو بـ عيون مُستعطفـه لهآ محتضن وجههآ الصغير بين رآحتيه العملآقه متحسس وجنتيهآ بـ إبهآميه: قولي وش تبيـن !
تنهدت بـ ضيق هآمسه: مآبـي شـيّ

....: ولآ حتى أنآ ؟
ليلآ: ...............
....: مآتبينــي ؟
رفعت حآجبهآ الأيسر بـ تحدي: وإن قلت أبيـك ؟
....: قلت أبشـري
....: هههههه – ضربته من أعلى وركه الأيسر مبتسمه بـ حرج – يآخي مآلك دآعي

مسك ذقنهآ جآبرهآ تثبت نظرهآ عليه: تبينـي ليـلآ ؟
....: هههههه نجم شفيـك ! فكنـي بس خلّ أشوف البسكوت
كشر بـ إشمئزآز مشدد من حصآر سآقيه حولهآ: بلآ بسكوت بلآ زفت الحين
....: على فكره كذآ حرآم مآيصير تقول عن النعمه زفت
....: لآتستفزينـي أجل
....: إنت إللي مضيع وقتي وجآيني بمكآن شغلـي
....: بنـــــــــــــــــت !!!

رمقته بنظره تحتيّه مترقبـه مفضله الصمـت من بعد إستشعآرهآ لهجـة التوعـد بنبرته الجآفه وإللي مآسرع مآتبدلت يوم ردّ محتضن وجههآ بـ إبتسآمه هآدئه مُردف بحنآن مُريب شآبه من المكر الكثير: حبيــبــــي
" حبيبـي !!!! هذآ شفيـه ؟! "

أعقدت حآجبيهآ بـ تخوّف شآده ظهرهآ لورآ سآئلته بـ همس متوجس: نجــم , شفيــك !
....: مآقلتي تبينـي أو لآ ؟
رفعت ذقنهآ بـ ثِقـه مجآوبته بـ جفآء صآرم وحآزم: لآء ... مآبيــك
جآهآ الردّ سريع بآرد: بـ الطقآق , أصلاً رآيك مآله أهميّـه
ضيقت عيونهآ إستنكآراً: كيف يعنـي !!! كيــف !
قوس شفتيه المطبقه بلآ مبآلآه: وإن مآتبيني هذآ مآيغير شيّ , المهم أنآ أبيك .. أمآ إذآ تبيني فـ أنآ أكيد رح أكون مبسوط

....: يآ إنك سخيـف وتآفــه , مرآ وآثق مآلت عليك
....: ههههه وش طولة اللسآن هذي ؟
ضغطت على سآقيه نزولاً إجبآراً لفكآكهآ إلآ إنهآ مآقدرت , رمقته بـ حده آمرته من بين أسنآنهآ: فكنــي يآنجـم خلنـي أروح
حرك رآسه بـ - لآ - مجآوبهآ بـ همس خآفت: قولي عنـي مــره إن سويتهـآ
....: هههههه أنآ من زمآن قآيله عنك مـره , فكنـي يلآ
....: وآلله !

وسعت عيونهآ بـ تهديد جآبره فمهآ المبتسم على الإنطبآق ليرد هوّ بحركة سآقيه المطبقه حولهآ بـ إجبآرهآ على الإلتصآق بـ حآفة المطبـخ: مآرح أفكك يآ ليلآ ولآ رح أخليك تروحين
....: إنت وبعدين معـك !
إنعفس وجهه بـ إشمئزآز رآمقهآ بنظره تحقيريه قبل مآتمتد يمنآه لجيب الصدر الدآخلي لـ جآكيته الجلدي: أبـدّ مآتنعطين وجـه , هذآ وأنآ إللي أبي أكون رومآنسي معك
طيرت عيونهآ زآمه شفتيهآ المضمومه مآطتهم تسلك له إللي يقولـه .. ولآ هذآ الجلف وينه ووين الرومآنسيّه !

الشيّ إللي تأكد وهو يأمرهآ بـ جفآف وبآقي ملآمح التقزز والإشمئزآ بوجهه الممتقع: إقربـي يآمـآل اللللللــ ...........
نآظرته بحده تستنطقه بـ جفآء متوعده: يآ مآل الـ إيش ... قــول !!
....: مآل إللي مآنيب قآيل .......... تعآلـــي
إنخفض بصرهآ للشيّ اللآمع المتدلي من بين أصآبعه ومآسرع مآنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستغرآب هآمسـه بـ سؤآل خآفت مستفهم: إيش هــذآ ؟
أحنى ظهره عليهآ فآرد السلسآل إللي مآسكه من طرفيه بـ كلآ إصبعيه الإبهآم والسبآبه من كلّ يدّ: اقربـي أشوف

بـ إنقيآد أحنت رآسهآ لتحس بـ لسعة المعدن البآرده لبشرتهآ الدآفئه وفحيح من أنفآسه الحآرّه قرب أذنهآ اليمنى في محآوله منه لـ شبك طرفي السلسآل حول عنقهآ ...

السلسآل إللي اخفضت بصرهآ لهآ ملصقه ذقنهآ لصدرها مقوسه فمهآ بـ إستغرآب أوضحه لهآ وهو يتحسس بـ أنآمله مثيرة الحركه بشرتهآ الدآفئه لحوض صدرهآ وصولاً للسلسآل الرقيق وإللي كآن طآبقيـن متشآبكين , العلوي منه متدلي منه نجمه صغيره لآمعـه تحتهآ بـ السلسآل الثآنـي تعليقة Infinity – إشآرة إلآ مآلآ نهآيه – ألمآسيّة برّآقه بنفس حجم النجمه الصغيره من فوقهآ .. – همس بـ عذوبه خآفته شبه مسموعه وقد ثبتت أنملة سبآبته اليمنى على النجمه - : أنـآ نجمــك يآ ليـــلآ

إنخفض طرف إصبعه للسلسآل الثآني مُردف بـ نفس الهمس العذب: إلى مــآلآ نهآيــــه يآليـــلآ

إبتلعت ريقهآ مُصدره صوت مسموع بـ جفون مآوقفت رمـش بـ إرتبآك وصل أقصآه من حركته التآليـه إللي أحدثت ثورة دآخليّه بكلّ مشآعرهآ وأحآسيسهآ إللي إضطربت بـ تشتت وصلت معهآ دقآت قلبهآ لأعلى درجـه تآليهآ الإنفجآر ..
إمتلت رئتيهآ بـ الهوآء منتفخ صدرهآ موسعه عيونهآ لآخرهـم من إحسآس القشعره المستثآره لوقع شفتيّـه الملآمسـه لـ جلدهآ بوسط نحرهآ فوق سلسآلـه بـ همس أبقى على آخر ذرآت الصمود تجآهه: آحبــــك يآليــــلآ

حررت نفسهآ المكبوت بزفره مسموعه غير مُصدقه: نجــــــــم !!!
بلآ إنذآر إنفتـح عليهم البآب ليلتفتوآ ثنينآتهم لذآك إللي وآقف والرعب بوجهه مأشر بـ سبآبته المرتجفه لمآ ورآء البآب في حين إبتلعت هي ريقهآ بـ توتر مرتده للخلف بسرعه بعدمآ فكّ حصآر سآقيه لهآ نآزل عن الرخآمه شآد تيشيرته الرمآدي الدآخلي عن جسمه بعقدة حآجبين مستفهم: شفيـك يآبـو كـرش !

جوزيف: ! who is des
( من هؤلآء ! )
من سأل سؤآله إلآ ومطّ الثآني رقبته من ورآء البآب بدفآشه متشدق سآئلـه بـ عربيّه جآهــره -: هــــآآآه يآلنجــــــم , جآهــز يآعريـــس !

بلحظتهآ ملت الإبتسآمه وجهه في حين إمتلآ وجههآ هي بـ التسآؤل ..
التسآؤل إللي تضآعف بعدم فهم من شده لمعصمهآ الأيسر سآبقهآ بـ خطوآته جآبرهآ تلحقه: جآهــــــز


/
/

/
/


تمسكت بمرفقه الأيسر رآفعه نظرهآ لوجهه , تتمّ هي أقصرهـم طولاً , وأغربهم شكلاً ...
جسدهآ شبه ممتلئ , بيضآء البشـره .. صآحبة ملآمح هآدئـه مُريحـه , بخلآف أختهآ الوحيدهـ سآلي إللي مآثلت بملآمحهآ الحآده القآسيه أخويهآ الذكور .. مآلك وسنـد ..
سند إللي أخفض لهآ بصره بـ فمّ مُطبق وعقدة حآجبين متكدره: خلآص أصآله إطلعي أبيهآ بروحهآ

....: مآلك أخوك يحبهآ يآسنـد , إلآ يموت عليهآ بعـد
....: وش تبين أسوي يعنـي , أترجآهآ مآتترك أخوك ... هـــــــــففف كل مآلي أختنق
....: معليش يآسند تعآل على نفسك هآلمرّه بعد , مآشفت مآلك شلون حآلته , ودي بس أعرف ليش مآتبيـه ؟ سند بآلله علمنـي هو أذآهآ بشيّ !!
مسك يدهآ المعلقه بمرفقه زآفر نفس مُرهق: خلآص أصآله كآفي أسئلـه , ترآني مثلي مثلكم مدري وش السآلفه , وأبي الحين أكلمهآ أفهم منهآ الموضوع

رقت ملآمح وجههآ الهآدئه له بترجي وإستعطآف: طلبتك , حآول تقنعهآ , حتى لو مآلك أذآهآ هو وربي طيّـب , صحيح إنه صآيع ومشكلجـي بس قلبه طيب , وحآسه إن تغريد بآلنسبه له مو زي أي بنت هو عرفهآ , أحسّه حيل متعلق فيهآ , يعني حبـه صآدق ... خليهآ تعطيـه فُرصـه ثآنيـه
شدّ شفتيه المطبقه بـ حنق , بـ الأول مآلك إللي توّه رآد من عنده وآلحيـن أصآله .. وصلت الموآصيل بـ أخوه وأخته يترجونـه يستعطفهآ , يطلبهآ تحنن قلبهآ وترضـى ... مآقدر بخآطره إلآ يستنكر وبـ مقت شديد " يلعــن آلحُـبّ وسوآتــه " !

توسعت عيونهآ هآمسه له بعدمآ وصلهم صوت الطرق الخفيف على البآب: سنـد لآتقسى عليهآ إنت بعـد , خلهآ تهدآ على نفسهآ وعلى مآلك
أومأ رآسه إيجآباً بـ إمتعآض لتفكـه هي بهدوء موليته ظهرهآ مقآبله بوجههآ ذيك إللي تعدتهآ طولاً دآخله من البآب بـ رأس منخفض كآسيهآ السوآد مآيبين إلآ عيونهآ من برقعهآ !
للحين مآهيب نآسيه أمره الحآزم لهآ بـ أول لقآء إنهآ تتغطـى عنه حآذف عليهآ البلوزه زرقآء آللون كـغطآء لوجههآ مآلقى غيـره !

وقفت بينهم أصآله منقله نظرآتهآ المترجيّه مآبينه وبينهآ ثم أتبعتهآ بـ إنصرآف هآدئ موآربـه البآب بفتحه قصيره من بعد خروجهآ ...


....: اجلسـي ليش وآقفه
بـ بصرهآ المنخفض تحركت عيونهآ على سجّآد الفرو النآعم بـ ألوآنه الفآتحه متدآخله من تحتهآ لحد مآرتفعت بآلتصوير البطيئ وإستقرت على جلسـه كلآسيكيّـه لصآلون مُذهب الخشب منجـد بقطيفه بنيّة آللون دآكنه مآثلت السجآد , أول مره تدخل هآلمكآن بـ الطآبق الأول من الفيلآ وإللي إستشعرت إنه المكتب الخآص بـ الرجل الأكبر ... عآمر المُرشـد ..
سريعاً ثبتت عيونهآ المتخوفه على ظهره أول مآ أقفى عنهآ صوب الصآلون جآلس على وآحد من كرآسيه وإللي بجلوسه قآبلهآ وجهاً لوجـه ومآسرع مآ أخفضت رآسهآ جآلسه بـ هدوء على الكرسي المقآبل ضآمه كفيهآ لبعضهم بوسط حجر عبآيتهآ السودآء ...


....: مُصـرّه على الطـلآق ؟!
بلحظـه حست بـ حموّ تجمعت بسببه الدموع بعيونهآ مُطبقه كفيهآ على بعضهم بآلقوّه , آلحركـه الظآهريّه إلي مآخفت عن أنظآره الثآقبـه الفآحصـه لأدق إنفعآلآتهآ ...
لحظآت من الصمت قطعـه صوتهآ المخنوق بـ همس خآفت: إيــه ..
أعرض وجهه مطبق فمه بـ غيظ ينآظر طاولة المكتب على يمينه محرك أصآبعه اليمنى بـ هزآت متتآليه متوتره على ذرآع الكرسي الجآلس عليه: آمـــممم
رمقته من موقعهآ بنظره تحتيّه متوجـسه ردّ فعلـه ..
خفقآن متسآرع وحرآره من أنفآسهآ أحست بتحرق وجههآ من تحت غطاهآ , حضوره مُهيـب على قلبهآ , أقوى من إنهآ تتحمـل وتتمآســك ... شيّ دآخلهآ تجآهه نآطق بـ عنفوآن , صآرخ بـ تمرد ...

....: إذآ هذي رغبتك محد يقدر يعترض , بس مو قبل نعرف أسبآبك .. ومو قبل تكون أسبآبك وآضحه ومنطقيّـه ومقبولــه ...
ضيقت عيونهآ إستنكآراً لجفآءه: ظنتي إنك أكثر وآحد عآرف وشهي أسبآبي
....: أكيد عآرف , عآرف آلحقيقه قبل يصير هآلزوآج , بس طلب الإنفصآل أسبآبه لآزم تكون مبنيـه على إللي صآر من بعد الزوآج ... مو قبلـه
....: إنت وش قصـدك ؟!!

قوس فمه برد فعل بديهي عفوي: يعنـي , أنآ لي بآللي صآر لك من بعد الزوآج .. مآلك مثلاً أهآنـك ؟ تعدى عليك بجسدياً أو حتى لفظياً .. حآرمك من شيّ سوآ مآدي أو معنوي .. مقصر معك بشيّ , مآنعك عن شيّ ... هذي هي الأسبآب إللي فيهآ تطلب الزوجه الطلآق ويكون معهآ الحـق ...
وقفت بـ عصبيّه رآفضه: وإن كآنت أسبآبي غير أسبآبك !! أخوك هذآ مآ أبيــــه .. وبآلهدوء يطلقنـي ولآ رفعت عليـه قضيّـه
إرتفع حآجبه بـ إعجآب لـ جُرأتهآ: أنآ بنفسي برفع لك قضية الخُلـع هذي إن شفت من مآلك خطـآ

....: وإن مآطلع منه أي خطـآ !!
....: قضيتك خسرآنـه
....: لآ مآهيب خسرآنه , أنآ إنجبرت على أخوك بسبب لبس بـ الوضوع , وآلحين كل شيّ إنكشـف , وش إللي يحدني أكمل معـه
....: أهـآآ ... قلتيلـي , هذي هي حجتك يعنـي !! بترفعين القضيّـه وهذي هي القشـّه اللي مستنده عليهآ .. وش بتقولين لهم ؟ إن اللبس هذآ سببه إنهم ظنوآ إن إللي بـ التسجيل هي إنتي مو أختـك ؟ وطبعاً لآزم تظهر نسخـه لهذآ التسجيل يشوفونه كـ دليل مآدي من شآنه يعزز موقفك بـ القضيّه .. طيب منهي أختك هذي ؟ آآآآآآهـ توأمك .. المتزوجـه , من ولـد المآلكـي هذآآ شسمــه !! ذكرينـي ؟ إيه بـ المنآسبه .. بيتمّ إستدعآئـه , وبينعرض عليه هآلتسجيل .. يعني بيشوف الفيديو .. يآبنت محصن ديرتنآ مآهيب بذآ الكُبر , ولآنب عآيشين بـ أوروبآ .. لآ تنسين إنتي بنت منو , وأختك منو زوجهآ , وشهو إسمه ووشهي مكآنته .. ولآ تنسين بعد إنتي زوجـة منـو , ولد منـو .. رآضيـه تكوني المتسببه بـ فضيحـة القـرن هـذي ؟!

إنفغر بفمهآ مضيقه عيونهآ بعدم تصديق , آخر مآتـوقعته يكون سند بهآلدنآءه ولهآلدرجه وضيـع ! أو إنه لهالدرجـه شهـم وقصده يبين لهآ حقيقة الموقف ووشهو إللي بيوصل له بـ النهآيـه ..
....: صدقينـي , مآحد بيخسر إلآ إنتي وإختـك .. وكــــــــــل عيلتـــك ..
همست بـ صدمـه كل مآلهآ يزدآد حجمهآ: وش قصدك !!!
إرتفعوآ كتفيه مقوس فمه مجآوبهآ بـ برود وعيونه بـ الأرض: ولد المآلكـي بيطلق أختـك .. وإنتي مآلك بيطلقك .. وطبعاً للأسبآب السآبق ذكرهآ بعدمآ تصير فضيحـه مآلهآ أول من آخر آلمتضرر فيهآ هو أبوك , وأخوك ... وكل رجآلكم وحتى حريمكم ...

....: تلوي ذرآعي !!!
رفع بصره للسقف محرك لسآنه بباطن فمه منتفخ خده بنفآذ صبر: إفهميهآ مثل مآتبي .. بس طلآق ؟! إنسي يآبنت النآس , مآلك مآعنده أيّ نيّـه
....: إنت إيش إللي غيرك يآسنـد ؟!
بلمحه خآطفه من وقع جملتهآ مبحوحة النبره تعلقت عيونه حآدة النظره بعيونهآ المدمعه لتكمل هي بآقي كلآمحهآ بـ بحّة صوت طبيعيّه إلآ إنهآ كآنت مُعذبّـه , تحآول فيهآ تبين متمآسكه , مآتنهآر .. ولآ تبكي ..

....: إيش إللي غيرك ! أول كنت وآقف معـي .. ومسآندنـي .. إنت بنفسك إللي عرضت علي طلب الطلآق من أخوك وإنك انت إللي بتكون مسئول عنه ... آلحين أنآ أبيه ... ليش إنت رآفض !
أغمض عيونه بـ هـمّ لحظآت قبل يجآوبهآ بـ نبره مُحبطه: إفهمـي يآبنـت , أنآ كلــش مآلي فيـك , أمرك من بعد ربـك بيد زوجـك .. مآلي أرفض أو أوآفق .. هذا شيّ بينك وبينه .. إيه تدخلت من قبل بس ليش ؟ لأني كنت معمـي , مآنيب دآري وشهي الحقيقـه ! شآيف أخوي حآبس وحده بـ شقـه ومآحدن دآري عنهآ ثم أتفآجئ إنهآ زوجته , وحتى اهله مايدرون عن هالزواج ! وش تبين موقفي ورد فعلـي يعني !!

....: إنت بآلنسبه لك تغير الموقف , كنت فآهم شيّ وآلحين إتضح لك شيّ ثآني .. أمآ أنآ مآفي شيّ إختلف أبــداً , مآ أشوفه إلآ ذآك النذل إللي تبلآ عليّ بشرفـي , أهآني وسط عيلتي كلهآ وأهآني وأنآ معـه ... وإن كنت بغفر له وأسآمح إلآ إن إللي إكتشفته هذآ صعّب علي الموضـوع .. مو بس صعــــب , إلآ مُستحيـــل .. كيف ؟ كيف تبيني أتقبلـه ؟ كيف تبيني أنآظر بوجهه وأنآ مآ أشوفه إلآ بذيك النظرآت وهو يشوف أختـي .. هذي أختي إللي كآنت معـه مو أي وحده ... سألتك بـ آلله , حكم قلبك وعقلك وضميرك قبل تجآوبنـي ... إنت تتخيلنـي زوجـه لـك يآسنـــد !! تتخيلنـي زوجـه لـك تبيهآ غصب تحبـك ؟ بترتآح نفسياً حتى لو كنت تحبنـي ؟ بتقدر تشوفني وتحط عينك بعينـي وإنت عآرف إني بيوم كنت بيد أخـوك ؟ بتقــدر !!!

تكتف بسآعده الأيمن مخبي وجهه برآحة يسرآه مغمض عيونه بـ هـمّ , هو من أول يدري إن هآلعلآقه فآشلـه من كل النوآحي وبـ جميع المقآييس , هآلمحآوله إللي قآعد يستنفذهآ الحين مآهي إلآ لأجل أخوه وترجيّـه .. لأجل أصآله أخته وزوجـة أبوّه وترجيهـم لأجـل ...... مآلـك !!

....: مآلك مو بس معمي على عيونـه , معمـي على قلبـه .. عطينـي سبب أقدر أقولـه وأضمن إنه بيقتنـع ... مثل مآتبيني أسآعدك إنتي بعد سآعدينــي
....: أنآ مو بنـت محصن عبدآلله
وصله ردهآ سريـع , مآبه شيّ من التفكير أو التردد , نآظرهآ بـلا معنـى , النظره الفآرغـه لتكمل هي بقوّه وكأنهآ بـ تحديّ , عيونهآ مثبته بعيونه مآرمش لهآ جفن: أنآ وأختـي كنآ بـ ملجـأ وأبوي محصـن تبنآنـآ

إتسعت عيونه بـ تفآجئ للحظآت منفغر فيهآ فمه الفتحه القصيره لحد مآ أطبقه خآفض بصره بعدمآ تدآرك ردّ فعلـه وإللي على الأغلب إنه خآطئ , الشيّ إللي تأكد له يوم أخفضت هي رآسهآ بـ إبتسآمه جآنبيّه آسِفـه مآخف عنه تلألأ عيونهآ بآللحظه إللي إبتلع هو ريقـه بـ صعوبه وعيونه تترقب خطوتيهآ الهآدئه لحد مآردت مكآنهآ جآلسه مُردفـه بـ خفوت وكأنهآ تكلّم نفسهآ بـ حرج بآلغ مآلهآ أيّ ذنب فيه ..
....: أبوي هو فيصـل , فيصل عبدآلله .. الرجّآل إللي تميت عمري أحسبـه عمّـي , طلع بـ الأخير أبـوي .. والعكـس صحيح , طلع أبوي محصن هو عمـي ههههه
مسكت جبينهآ وإبتسآمه متوتره بوجههآ الشآحب مكملـه بـ نفس الخفوت: بس أشوى , طلعنآ شرعيّآت .. أبوي فيصل كآن متزوج أمـي بس من درآ بـ حملهآ أنكر هآلعلآقـه , مآرضى يعترف فيهآ ويشهرهآ أو يعترف فينآ وينسبنآ لأسمـه ..

ذهول عآتي إعترآه متمكن من كآمل تفآصيلـه , بـ كآمل جوآرحه مستمع لهآ بـ إنصآت إلا إنه وبرغم إهتمآمه وتركيزه الشديد لكل حرف تنطق به مآيحسّه إلآ ضرب من الجنون , شيّ لهآلحظه يعجز عقله عن إستيعآبه .... شيّ يذكره بـ قصّـه قديمـه , بـ وجـع قديــم ... وجـرح قديـم ...

....: عرفـت إن أمـي مصريــه ههههه , يقآل إني ودآرين نشبههآ
مسك جبينه بـ ألم بعدمآ سددت له تغريد القآضيه بـ خآتـمة القصّـه ... أحدآث على شفآ حفره من التطآبـق !

....: هآلشيّ عرفته بآليوم إللي عرفت فيه حقيقـة علآقة دآرين بـ مآلك , عرفت إن أختي خآينه .. وإن أبوي نذل .. وإن أمي سآقطـه .. وأنآ لو كملت بزوآجي مع مآلك رح أكون بـ الضبـط مثل دآريـــــن , خآينــــــــــــــه ... فـ تكفى يآسنــد , لآتزيـد علي أوجآعـي .. قسم بآللي مآعآد فينـي , وربـي مآنيب متحملـــه

وقف عن كرسيـه موليّهآ ظهره خآفض بصره لطآولة المكتب هروباً من نظرآتهآ المتألمه بعيونهآ الدميعـه .. وده لو تسكـت , بكآهآ مآيزيده إلآ ألــم ... أكمل عليـه نبرتهآ المبحوحه المتألمه: إنســى ..... أصلاً مآرح تحسّ فينـــي , مآحد رح يحــس
....: بلـــــــــى أحـــــــــــس
قآلهآ بقــوّه أخرج معهآ كل قهـره وكبتـه إللي دآم بهآلفتره إللي قضآهآ ببيت الرجـل الوحيد بحيآته إللي تسبب له بـ أكبر ألــم للحيـن يسري بدآخلـه , ألم عيّآ يفآرقـه .. وعجـز هو عن نسيآنه أو حتى محآولـة تنآسيـه وتجآهلـه !

أكمل بـ حسره وقهر وعيونهآ المرقرقه بآلدموع تنآظره بـ إستغرآب لـ إندفآعه بآلغيظ والحرقه: هآللي تحسينـه من قبل حسيتـه وعآنيته وأكثــر منــك بعد ... على الأقل إنتي وأختك عشتوآ حيآه كريمـه , وإن كآن النقص إللي حسيتوه معنوي فـ أنآ حسيت بآلنقص كآمـل من كُـل أوجــهه ... أنآ مثلك ومثل أختـك .. أمي مصريــه تزوجهآ أبوي وبحملهآ فينـي رفضهآ , كآنت بآلنسبه له أدآه للمتعـه مو أكثـر ... طلقهآ وأرسلهآ بلدهآ مع أكبر إهآنـه ... لأجل يحرمهآ من كل حقوقهآ طعنهآ وقذفهآ .. قآل إني مو ولـده .. وإني إبن حــرآم .. إسمعـي يآبنـــت , هآللي قلتيـه الحين مآبيك تكررينـه .. لآ مآلك ولآ غير مآلك بهآلبيت أو حتى برآ البيت لآزم يعرف بهآلموضوع ... وإنتي غصباً عنك تنسينــه , وحآولي تتقبلين الوآقـع .. أنآ قدآمك الحيـن , عآيش ببيت الرجآل إللي أنكرنـي , أدير له أملآكـه إللي حرمنـي منهآ , مآ أعآمل إبنه مآلك وبنآته إللي فضلهـم علي إلآ بآلطيب , حسبآلك هآلشيّ عآدي عندي ! قآدر إني أتجآهله وأعديّه ولآ كنه يطعـن فينـي ويعذبنـي ! أنآ وآصل للمرحله إللي عدت مرحلـة إني مآعآد فيني أتحمـل أو أطيـق وهذآني متحمـل ........... غصباً عني متحمــل

....: مآ أقــــــدر
قطع المسآفه الفآصله بينهم بـ غضب موقف قدآمهآ لترفع رآسهآ له تنآظره بعيون بآكيّـه هآمسه بـ وهـن أطلقت من بعده العنآن لشهقآتهآ المبحوحه تعلى وتصدح: مآآ أقــــدر ... وآلله مآ أقــــدر
....: وقفــي أشــوف
تغريد: ................

رصّ على أسنآنه بآلقوه آمرهآ بـ جفآء: وقفــــي قلــــت
بـ إنقيآد مستسلمـه وقفت خآفضه بصرهآ بخذلآن ليجيهآ صوته مكبوت عصبيته , خآنقه غضبه: وشهـو إللي مآتقدرين عليـه هــآآآه !! وليش مآتقدريـــــن

إرتفعوآ كتفيهآ منتفض صدرهآ بشهقه بآكيـه بلآ جوآب , أثآرت جنونه أقصآه: جآوبــــــــــــي
حضوره الكآمل فرض عليهآ الجوآب .. نطقت بـ حُـزن: لأنـي أحبــــــك يآسنــــــد


/
/



======
-----------
======

نهآية الفصل الوآحد والثلآثون
<<قرآءة ممتعـه إن شآءلله

حلم الحياه 14-08-16 04:06 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الثآني والثلآثون



/
/



أبطأ من سرعـة درآجته إللي توقفت حركتهآ تمآماً بوقوفـه قدآم بيتهآ الخشبي أبيض آللون ..
رفع المفتآح من الكونتآك ملتفت لهآ نصف إلتفآته صآحبتهآ إبتسآمته الجآنبيه مستنطقهآ بهدوء: ليلـــووش
من وقع إسمهآ بنبرته المرِحه أبعدت صدرهآ الملتصق بـ ظهره تنآظر يسآرهآ للمكآن إللي وقفوآ قبآلـه ..
كلبهآ الأصفـر إللي تأهب إستعدآداً لمقآبلتهآ مخرج لسآنه لآهـث بـ إنتظآر إقترآبهآ ..

....: ليكون بتجيبين ذآ الكلب شقتنآ !! إسمعي يآبنت ترآ مآلي خلق حيوآنآت ومآ أدآنيهم , كلهم نجس ووصخ

نآظرته بـ بهوت مآخوذه من الوآقع , خآرج نطآق الكون ..
إبتلعت ريقهآ بصعوبه من وقع الكلمـه , - شقتنــآ – !
ترآخت إبتسآمته متقلصه لحد مآختفت بعقدة حآجبين استغرآبيّه من سكونهآ المُريب مطبق بقبضته اليمنى القآسيه على لوح كتفهآ الأيسر قآصد تنبيههآ بـ اهتمام: ليــلآ !!!

ردت تنآظره من موقعهآ على درآجته إللي قآم هو من عليهآ ومآسرع مآحتدت نظرآته بـ تخوّف من لمح بريق الحزن بعيونهآ لتمتد قبضته الثآنيه للوح كتفهآ الآخر المقآبل له جآبرهآ توقف عن درآجته: قومـي أشـووف
كمآ الدميّه القطنيـه بين يديـه وتحت تصرفـه , إنكمشت ضلوعهآ بعدمآ إلتصق ذرآعيهآ بـ جآنبي جسدهآ جبراً من فعله موقفهآ عن درآجته مفرقه مآبين سآقيهآ ليرد سآئلهآ والخوف بعيونه: تعبآنـه !! شفيــك ؟

....: ليـش يآنجــم !!
إنشدوآ كتفيه للخلف بعقدة حآجبين هآمس بـ إستفهآم: ليش إيش !
رفعت سآقهآ اليمنى عن الدرآجه مبتعده عنهآ موليته ظهرهآ بـ خطوآت هآدئه ليوقفهآ هو بـ قبضته القآسيه لمعصمهآ الأيمن: وقفــي إنتـي ..
ليلآ: ................

صعد أول درجه خشبيّه للبيت إللي عطآه ظهره موقف قبآلهآ قآطع طريقهآ: شفيــك تكلمــي
نآظرته بعيون لوّآمه , حزينـه , كسيره ومُدمعه: ليـش يآنجم ؟! إحنآ فعلاً تزوجنـآ ؟! هذآ جِـدّ ولآ مزح الثقيل ؟!

....: ومن قآل إني أمزح أو إن إللي صآر هذآ مزحـه ! إيه تزوجنآ .. إنتي الحين مرتـي وأنآ زوجـك
أسندت جبينهآ بوسط رآحتهآ اليسرى مغمضه عيونهآ المُرهقه من أحست بـ صدآع قآسي يبآغتهآ , حجب عنهآ الرؤيّه لتصبح ضبآبيّه مشوشّه وبـ التبعيّه أحست بـ أوصآلهآ توهـن , وأطرآفهآ تضعـف ..
جلست على الدرج الخشبي للبيت مسنده جآنب رآسهآ لسور درآبزين السلم على يمينهآ تنآظر بـ الطريق المُعبد أسود الازفلت يظهـر نظيف لآمـع وكأنه مآوطأته قـدم ..

إنخفض بصرهآ يسره لذآك أصفر الجلد المصقول إللي إلتصق فيهآ لآعق سآعدهآ من فوق جآكيتهآ الجلدي بـ لسآنه يظهر من فعلـه إستشعآره كئآبتهآ محآول موآسآتهآ !

بـ إشمئزآز رفسـه برجلـه مُبعده عنهآ , الشيّ إللي إنقآد له الكلب طوعاً تخوفاً منـه !
قد بصم نجـم بصمتـه بمعآملته القآسيه للكلـب ورفضـه حتى لمسـه , الرفض إللي إستشعره الكلب وكأنه فهـم عدم إستلطآف نجم لـه ليبآدله هو نفس الشعـور !
جلس جمبهآ وبصره أسفلـه , موقع الدرجه الثآنيه من تحته: ليش يآليلآ مستكثره على نفسك الفرحـه ! دآري إنك تحبينـي
وصله زفرتهآ الهآزئـه .. ضحكه قصيره مقطوعه ليسألهآ بهدوء: مآتبين هآلحـب يكون حـلآل !

....: أبداً مآرح يكون حلآل
إلتفت لهآ بسرعه عاقد حآجبيه أقصآهم إستنكآراً لتجآوبه هي وكتله من الدموع بعيونهآ الغآئره: مآرح يكون حلآل أبداً يآنجـم ... فآهــم
ثنى سآقه اليمنى تحته محتضن كفهآ الصغير الأيسر بين كفيّه العملآقين .. هآمس لها بعذوبه خآفته: حلآل يآليلآ .. زوآجنآ على سُنة آلله ورسولـه .. على يدّ شيـخ , ووثيقـه ... شهـود عرب مُسلميـن .. إنتي وآفقتـي , ووقعتـي ..

....: أنآ مآكنت بوعيي .. أبداً مآكنت بوعيي , جيتني المخبز إنت وأصحآبك إللي أول مره أشوفهم ومعكم هذا اللي اسمه شيخ يقآل إنه بيوثق زوآجنآ .. سألني موآفقـه وأنآ إيش قلـت !!!!
إتسع فمه بـ إبتسآمه سآحره آسره أردفهآ بـ جوآبه العذب الهآدئ: قلتـي موآفقـه .. تقبليـن فينـي زوج لـك
خبت وجههآ بيدينهآ متندمه: مآكنت أعرف , وآلله مآكنت أعرف

....: وإنتي إيش إللي مضآيقك بـ الموضوع !
إلتفتت له بجفاء ثآنيه سآقهآ اليسرى تحتهآ مقآبلته وجهاً لوجه بنفس وضعه: لأنك بتعذبنــــي وأنآ مآصدقــت أخيراً أرتآح ... ليش يآنجـــم !!
....: جعلنـي الموت إن عذبتك

أغمضت عيونهآ بـ يأس قبل ترد عليه بـ ضعف: يآنجم أنآ مآ أصلح لك
إرتفع حآجبه الأيسر بحده إستنكآراً لقولهآ الغريب سآئلهآ إستفسآراً: وإشمعنـى ؟!!
طيرت عيونهآ في محآوله منهآ تتمآسك ومآتطيح دموعهآ مجآوبته بـ كذب وآضح: لأني أقل منك بكل شيئ , مآفي أبداً تكآفئ بينآ على كل المستويآت .. إنت جآمعي مُتعلّم تتكلم لغآت كثيره وأنآ شهآدتي إعدآديّه .. ثآنويتي كآنت مهنيّه بـ الطبـخ .. مستوآك المآدي عآلي مُرفّه .. وأنآ زي مآتشوف .. وبعدين إنت مآينقصك شيّ , وسيـم وبنآت كثير يتمنوك ............. بنآت جميلآت

شدّ فمه المطبق بـ إنزعآج من تفآهة تبريرآتهآ محتضن يسرآهآ بـ تشديد قوي عليهآ قآصد طمأنتهآ: وهذآ المُتعلّم إللي يتكلم لغآت كثيره صآحب المستوى المُرفّـه , الوسيم إللي تتمنآه بنآت كثير مآيبي ولآ يتنمى غيرك يآلعفشـه
ليلآ: ...............
أطبق فمه بـ همّ من سكوتهآ المصحوب بـ نظره حَرِجه للأرض من تحتهآ قبل تمتد يده لرآسهآ خآلع منهآ الطآقيّه الصوفيّه كُحليّة آللون كآشف عن شعرهآ – الولآدي - الكثيف , زآد طوله مدآري قفآهآ رآسم حدود جبينهآ الصغير معلق عيونه دآكنة اللون نآعسة النظره بعيونهآ الدميعه المتلألأه هآمس بـ رقّه بآلغـه , محسوسه: أنآ أبيك إنتي يآليلآ

أخفضت رآسهآ بـ حزن بعدمآ شهقت بـ عمق ليردف هو: وبعدين شهآلحركآت ! دآري إنك ميته علي
كشرت بـ إشمئزآز: يآشين الثقه الزآيده
ضيق عيونه بـ مكر سآئلهآ: تنكرين إنك تبينـي ! وتتمنيني أكثر من منآي انآ لك
قلبت عيونهآ تمثيلاً لإستثآرتهآ القيئ ليوصلهآ ضحكته سآحبها من سآعدهآ الأيسر جآبرهآ تقترب عليه: ههههه ليش محلوّه كذآ إنتي !

سحبت يدهآ بآلقوه مبتعده عنه بـ نفور إستغربه هو بنظرته الحآده المستفهمه وعقدة حآجبيه القآسيه .. ملآمحه إللي مآقدرت هي تتحملهآ خآفضه رآسهآ ببلعة ريق متوتره: لآزم ننفصـل يآنجم
إنعفس وجهه بـ تجعيدة رفض وإستنكآر عفويّه لتكمل هي بآقي كلآمهآ: هذآ الأصلح لك ولي ............. لآزم ننفصل
سحبهآ بيمنآه من شق جآكيتهآ متوعدهآ بنظرته الحآده ولهجتة الجآفه: إسمعي يآبنت ....... إنفصآل ؟ لآ .... بعينـك

لآشعورياً إنهآلت دمعتين .. وحيدتين لترتخي قبضته هو بعقدة حآجبين إستغرآباً من تصرفآتهآ الغير مفهومه: إنتي شفيــك !!!
....: أريح نفسي من عذآبك لي , مآ أبي أتعلق أكثر فيك وبـ الأخير تجرحني وتتخلى عني
....: ومن إللي قآل إني بتخلى عنك ! أنآ أبداً مآرح أتركك
نفضت يسرآهآ من بين يديه بآلقوّه مرتده عنه ملتصقه بـ السور من ورآهآ: لآآ رح تتخلـى عني .. رح تملّ وتتركنـي .. قل بنفسك إنت كمّ وحده عآشرتهآ ؟ كمّ وحده إرتبطت فيهآ ؟ إنســـــى , لمآ أهلك يدرون بيوآفقوك على هآلإرتبآط ؟! رح تتعصـى بـــــسّ عشآنـــــي !! هــه

أطبق شفتيه بآلقوه مطير عيونه زآفر نفس حآنق من خشمه المضموم قبل يجآوبهآ بـ إستخفآف: يآلغبيّــه .. أهلي أصلاً دآريين , وأبشرك , صدق كلآمك .. مآنهم رآضيين , وأمي أعلنت برآءتهآ منّي وهآلشيّ من إسبوعين صآير ... غيّر شيّ ؟ لآ , جيتك وتزوجتك .. يعني تعصيت وخآلفت رآيهم لأنه مآهمني ومآعلي فيـه .. مآعلي إلآ منك إنتي , ومو إنتي إللي تقررين إذآ كنتي تصلحين لي أو لآ .. أبشرك زود ؟! إيه مآتصلحين , أولاً لأنك وصخـه ومهملـه والقذآره هذي أكثر شيّ مآ أطيقـه .. ثآنياً لأنك عفشـه , ومآنتي التآيب حقـي ولآ ذوقي في الحريم , ثآلثاً لأنك غبيّـه ومخك هذآ شـوز , رآبعاً لأنك غلطتـي غلط كبير للحين مآنيب نآسيه ولآ حآس بعد إني قآدر أتأقلم معه , وهو عذريتك إللي سلمتيهآ لذآك الزفت أبو عيون زرق .... إيه مآتصلحين لي , بس أبيـــك يآليلآ , وأبداً مآرح أخليك ..

....: أنآ مآ أصلح لك يآنجم لسبب أكبر من كل هآلأسبآب , مآ أصلح لك لأني بنت غير شرعيّـه .. لأني نتيجـة غلطـه , مآلي أبّ , مُسجله بـ إسم وهمـي مآله وجود .................. فهمت كذآ الحين !! إرتحـــــت !
قآلت كلمتهآ الأخيره بصرخـه منهآره مآسكه جآنبي رآسهآ إللي إشتد عليه الصدآع موجعهآ ليجيهآ صوته الهآدئ سآئل: عسى إنك إنتي إللي إرتحتي الحيـن !

نآظرته بعدم فهم والدموع بمحجريهآ كتله .. اللحظه اللي أردف فيها هو بـ نفس هدوءه المريب: شلون من علآقه غير شرعيّه ؟ وإذآ يعني أبوك نذل وأمك مآنيب قآيل عشآن مآتزعلين ههههه , إنتي وش ذمبك ؟
هآله من الذهول كستهآ , آخر مآترآءى لظنهآ هو تفهمه لهآلشيّ وتنآوله بهآلسلآسـه !
كآنت أكيده إنهآ من بعد إعترآفهآ مآرح تشوف وجهه ..
التأكيد إللي إنتفى بتأكيده هو لهآ الشيّ الثآني المُستبعـد من أفكآرهآ وكآمل ظنونهآ: وبعدين يعني إيش نتيجة غلطـه هـذي ؟ آآخ يآليت كل الغلطآت حلـوه كذآ , يآلغبيّه دآآآآري .. دآري عنك أكثر من إللي إنتي أصلاً تعرفينه عن نفسك .. أمك فآطمـه هـآآه !

إتسعت عيونهآ لآخرهم بصدمه فآغره فمهآ ليغرز هو أصآبع يمنآه بخديهآ جآبر فمهآ المنفرج يآخذ وضعية حرف الـ o قآضم بـ شفتيه المشدوده شفتيهآ الرقيقه بقبلـه سريعـه .............. قآسيه .. وقويّـه ..
أردف من بعدهآ وأنآمله اليمنى تدآعب فروة رآسهآ من المؤخره: هآ يآليلوشـي , متى بنغلط أنآ ويّآك سـوآ ونجيب بنت حلوه زيك كذآ .... عآد أنآ يآحبي لهآلنوع من الأغلآط ... محترف , من أول غلطـه أضمن لك ينتفخ بطنك , بس هآآآآآآ أبيهـآ بنـــت

على وضعهآ , فآغره فمهآ , موسعه عيونهآ ... تعبير البلآهه مرسوم وبـ إحترآفيّه بين قسمآت وجههآ ليكمل هو بـ إبتسآمه فآتنه محتضن كلتآ يديهآ بين يديه: أبيهآ بنــت .. أسميهآ ليلآ على إسمك .. حيآتي مآ أبي شيّ فيهآ إلآ ليلآ الكبيره وليلآ الصغيـره .. ليلآ بنتك يآليلآ لآزم تعوضينهآ عن كل شيّ إنتي فقدتيـه أو إنحرمتي منـه .. إنحرمتي من أبوك وإسمـه , ليلآ بنتي بعطيهآ إسمي .. رح تكون ليــلآ نجــم كآمــل الشرقــآوي .. مصريّـــه , وإنتي أمّهــآ .. بتكون بنت شرعيّه نتيجـة أحلآ غلطـه .. وش رآيك ؟
لآ شعورياً , وبترآخي .. شقت الإبتسآمه وجههآ لحد مآتسعـت ...... بعدم تصديق !
أطلقت زفره بآسمه ويدهآ على فمهآ المنفغر تنآظره بـ دهشـه !
دهشـة السعآده إللي فآقتهآ مآقدرت تستوعبهآ , توقف عقلهآ عن ترجمـة إللي تسمـعه .. توقف عن الفهـم .. عن الإدرآك ..

همست بعدم تصديق وقد تبدلت لمعة الحزن بعيونهآ لـ لمعة سعآده وإبتهآج: نجـــــــــم !!!
رفع يديهآ الثنتين طآبع قبلته العميقه على ظهر أصآبع كلّ يدّ: يآكُــل نجــم !
....: صدق كلآمك !
....: صـدق
....: رآضي فينـي وإنت دآري عنـي !! عآدي
....: إيه عـآدي , المهم الحين خلك من ذآ الهرج ... إيــــش .. هـآآ .... إيـش !!
أعقدت حآجبيهآ مبتسمـه بعدم فهم سآئلته القصد: إيش إيـش ؟!!

تحسس جآنب عنقه بآلع ريقه متحمحم: آحـم .. يعنـي , مآودك نغلـط الحين غلطـه ..
وكزته بركبته اليمنى من ركبتهآ اليسرى ضآحكه: ههههه قم بـس
....: وين أقوم قومي معـي .. هذآ البيت ورآنآ وغرفتك فوق وفيه سرير .. مع إن مآعندي مآنع أغلط بـ أي مكآن عآدي حتى لو هنا على الدرج
....: ههههه وآآآآآي إنت أبدّ مآتستحـي

إقترب لحد مآلتصق جمبه الأيمن بجآنبهآ الأيسر هآمس لهآ بـ خفوت يفرك يدينه ببعضهم: آحـم , قومـي يلآ ليلوش , خليك مُطيعه وإسمعي كلآم زوجك
خبت وجههآ بيدينهآ تدآري خجلهآ ضآحكه: هههههه خلآآآآص يآنجـــم
....: أي خلآص تونآ بنقول يآهـــآآآآدي
....: هههههه إنت مو قلت لأصحآبك بـ المخبز الحفله يوم ثلآثه مآرس .. وبعدهآ بتآخذني شقتك
....: إسمهآ شقتنـآ مو شقتي , وبعدين أنآ وش بيصبرني ؟ أبي أغلط معك اليوم وبكرآ وبعده لين يجي ثلآثه مآرس !! إيـه ونردّ نغلط فيه بعد عآدي مآفيهآ شيّ
....: هههههه أوووف منك خلآآآص عآد
....: طيب قومي معي

طيرت عيونهآ مبتسمه تحآشياً لنظرآته الصآرخه نشوه وإهتيآج .. سألته قآصده إدآرة دفّة الحوآر .. هروباً: وإشمعنى العقد اليوم والحفل بعدين ؟
ضيق عيونه لثوآني يحلل سؤآلهآ إللي وضح فيه قصد التهرب مُعقب يجآريهآ بـ جوآبه: أولاً اليوم أربعطآش فبرآير .. الفآلنتآين , عقدت عليك الزوآج لأني حبيت يكون زوآجنآ بيوم مُميز .. أمآ حفلة الزوآج نفسهآ يوم ثلآثه مآرس فهذآ عشآن هآليوم هو يوم ميلآدك .. وهو بعد يوم مُميّز عندي .. وعشآن يمديك الوقت تتجهزيـن , مآ أبيك تنحرمي من أيّ شيّ أمك فقدته مع أبوك .. أبيك تشترين فستآن أبيض .. وتلبسينـه .. وتتزينين بـ صآلون .. وتبسين الطرحـه وتمسكين آلورد .. ونرقص سلـو .. إنتي منتيب أقلّ من إللي يصيرلهم هآلشيّ ... فهمتـي ؟!
ليلآ: ............

همس لهآ بـ وشوشه مبتسم على تعبير البلآهه إللي إعترآهآ غير مُصدقه إللي توّه وأوضحه: نبي نعجل ونجيب ليلآ الصغيـره
أطبقت فمهآ بآلقوّه جآبره نفسهآ مآتضحك إلآ إن إبتسآمه متمرده متمكنه من أدق تفآصيل وجههآ وتعآبيره .. شفتيهآ المُطبقه بآلقوّه وكأنهآ خطّ , فتحتي خشمهآ الضيقه , تجآعيد الإبتسآمه الخفيفه تحت جفنيهآ , تحآول جآهده مآتبين إلآ إن سعآدتهآ كآنت أكبر من إنهآ تخفيهآ , تدفنهآ .... أو تقآومهآ ..
رد هآمس لهآ بلعآنه: تدرين .. من الحين قآعد أفكـر وأخطط
سألته بـ بلآهه وبآقي وجههآ بآسم: إيــش !!

ألصق شفتيه الدقيقه المشدوده على شفتيهآ الرقيقه بـ قبله رقيقه هآدئه , مجآوبهآ بـ همس خآفــــت شبه مسموع: الصبـآح ألعـب مع ليلآ الصغيره .. و الليل ألعـب مع ليـلآ الكبيـره ..... شرآيك ؟!
ضربته من كتفه مبتعده عنه: ههههه بــس يآقليــــــل الأدب !


/
/


بـ ظلآم السعوديّه ..
كآن الوضع أكثر إبتئآس .. مخآلف تمآماً لمآ هو عليـه بـ نيويوركـ من سعآده وإبتهآج ... !
لجمت فمهآ بِـ رآحة يمنآهآ تمنع شهقآتهآ البآكيه تصدح جآبره أنفآسهآ على الكتمآن ..
ظهرهآ مُسند لبآب جنآحهآ الرئيسي ضآمه سآقيهآ لصدرهآ ..

على وضعهآ البآئس لمآ يقرب الـ عشر دقآئق من بعد إنفصآلهم الأخير ..
صرحّت له بـ حبهآ العنيف المُتمرِد تجآهه ليقآبل هو هآلتصريـح بـ برود مؤلـم وسآحـق !

إتسعت عيونهآ في محآوله منهآ لإستيعآب الصوت إللي وصلهآ للتوّ ..
صوت تصفيق بآب الغرفـه المجآوره !
لآشعورياً وقفت عن أرضهآ منزله غطآهآ على وجههآ فآتحه البآب بسرعــه .. وإندفـآع
البآب إللي أول مآنفتح صآرت هي بوقفتهآ حآجز يمنعه من المرور للوصول للدرج !
تحولت عيونهآ المتورمه إثر بكآهآ الحآد المتوآصل من وجهه العآبس المكفهر لـ أسفلـه ... موضع الهآندبآغ إللي بيده !
سألته بـ إستنكآر شديد مبحوح النبره: وين بتـروح !!!

رمى الشنطه من يده بـ الأرض قآطع المسآفه القصيره بينهم بخطوه سريعه غآضبه مشدد على كلآمه من بين أسنآنه ليبين صوته مخنوق يحآول فيه يتمآسك محآفظ على هدوءه أو محآفظ على إنخفآضه !
....: إسمعـي يآبنـــت , هآللي قلتيه تحت أول وآخر مرّه تصرحين فيه ... إنسيـــه ... تمآماً إنسيـه ولآتحآولين تفكرين مُجرد تفكير إني بيوم ممكن أحقق لك هآلشيّ
....: مآطلبت منك تحقق لي شيّ يآسند
....: وليش طآلبه الطلآق أجل ؟ على بآلك مآلك بيطلقك وآخذك أنآ ! مجنونـه إنتي ولآ عقلك صآبه شيّ !
....: لآ إنت ولآ مآلـك ... مآبي منكم أحدّ , أنآ بس كنت أبرر لك سبب رفضي لـ أخوك .. مآنيب قآدره أتقبله بـ أي شكل من الأشكآل لأني مآ أشوف فيه إلآ إنــت

رصّ بـ أسنآنه السفليّه على شفته العُلويّه بقوّه مؤلمه شآد شعره الكثيف من مقدمة رآسه لو بيده كآن إقتلعه من الجذور ...
أطلق زفره حآنقه أشبه بـ زمجره غآضبه قبل يرد عليهآ بـ جفآء قآسي: لو إنك آخـر مَـره ... لو إنك الأخيره يآبنت محصـن مآفكرت فيــك ... شيئـن كآن لـ أخوي بـيوم وخآطره فيـك .. يحرم عليّ طول العمـر لو إنـي أبيـه

سحبت على خديهآ نزولاً بـ لطم صآمت معقبه بـ ندب بآكي: مآآآبيـــك ولآ أبي تفكر فيني بهآلشكل يآسنـــد وآللــــــــــــه .. وآللــــه مآهوب قصدي , غصباً عني إللي صآر وليته مآصآر , أبي أطلع من حيآة مآلك لأني مآبي أكون خآينـه , بعمري مآرح أخون مآلك ودآريه إنك مآتسويّهآ لكن إن تميت معه بـ خونـه كل دقيقه وكل لحظـه وأنآ قلبي لغيره وبآلي مآيفكر إلآ بغيره .. إرحمـنـي إنت وأخـــوك وطلعونـي من حيآتكـــم مآبيـكــــم

إنخفضت نبرته لـ هدوء قآصد تهدئتهآ بعدمآ رقّ قلبه لـ معآنآتهآ النفسيّه وإللي تحسّه: ليش يآبنت ! ليش مدخله نفسك بهآلدوّآمه .. عآذرك بـ إحسآس رفضك لعلآقتك بـ مآلك لأنه شيّ إنفرض عليك ونفسك مآجآزت له , كمل وغطآ سآلفة أختك إللي دخلت بـ الخط , لكن إحسآسك تجآهي هذآ غلط .. وربك غلط وإنتي فآهمته غلـط .. مآفي أحدّ يحبّ من نظـره , هذآ إعجآب .. ودآري إن إحسآسك تجآهي إعجآب لأني أنآ الوحيد إللي وقفت معك وتفهمت موقفك .. أنآ إللي اعتنيت فيك من بعد طلعتك .. طلعتي من حِمى أبوك وأخوك لحمآي أنآ مو مآلك .. فـ إللي تحسينه هذآ طبيعي , إمتنآن مو أكثر .. وكلآمي هذآ إللي أقوله مآرح تفهمينه الحين ولآ رح تفهمينه بسرعه .. بتآخذين وقت بس بـ النهآيه بتفهميـن , ولحد مآتفهميـن مآلنآ قعـده بمكآن وآحد

....: أنآ إللي لآزم أطلع من هآلبيت مو إنـت
شهق نفس مهموم مغمض عيونه قبل يفتحهم معقب بـ هدوء: مآلي مكآن هنـي لحد مآتطلعين إنتي ..

قآلهآ رآفع شنطته عن الأرض موليّهآ ظهره بـ إعرآض جآف أكدّ لهآ وأبصم إنهآ فعلاً أبعد ممآ يكون عن مجرد تفكير عآبر ممكن ولو صُدفه إنه يطـرآ عليـه !

عفطت عبآيتهآ من وسط صدرهآ معتصره عيونهآ إللي تنهآل منهم الدموع بلآ حِسآب أو هوآده لتتفآجئ بآلشيّ إللي أكمّل عليهآ وأبقــى يوم طآحت عيونهآ المتورمه على ذيك إللي ترمقهآ بـ نظرآت إستنكآريّه حآده ... رآفضــه وغير مُصدِقّـه .......

تمتمت بـ ذهول وشيّ من الخشيّه بقلبهآ تكون ذيك الوآقفه كآنت شآهده على الحوآر .. مُستمِعه: أصــآلــــــــه !


/
/


أنزل صينيّة العشآء من يده على الطآوله الزجآجيّه المحآوطه بـ كنبآت الصآلون الإسفنجيّه العريضـه بيضآء آللون بـ تدآخلآت بنفسجيّه ..
أمرهآ بـ جفآء مشمئز: تعآلـي تعشـي .. بنفسي جآيب لك الأكل دلوعه هآنم

رمقته والصينيّه بنظره سريعه من طرف عيونهآ مشدده من ضمهآ لسآقيهآ الملصقين لصدرهآ وهي على سريرهآ مستقعده رآده بـ إقتضآب: مآلي نفس
....: دآري , بس حآولي , ولآ تبين كل يوم والثآني تطيحين علينآ
....: .............

ضيق عيونه بـ ترقب لمعنى سفههآ لـه أعقبه بـ إبتسآمه جآنبيّه وكأنه الحين بس قد درآ عن نقطة الضعف إللي بيستغلهآ , تحولت نبرة صوته لـ تقزز مشمئز: مآتشوفين وجهـك ! من أول ومآنيب طآيق خشتك الحين كمل وغطآ .. كنه ذآ إللي نآقص
بسرعه رفعت رآسهآ له تنآظره والتفآجئ بوجههآ سآئلته بـ ذعر عفوي: شفينــي !!!
مرر عيونه على كآملهآ بنظرة تقييميه كآنت نتيجيتهآ صفر !

أردف من بعدها بـ إمتقآع: نحفآنه , صآيره جلد على عظم , من أول شكلك يروع والحين .............
جآه السؤآل سريع بدون تردد أو تفكير: ليش إنت تحـب المتينـه !!!
أعقد حآجبيه للحظآت معدوده بعدم فهم مطبق فمه أخيراً بعدمآ إستوعب مجآوبهآ بطريقه مُشتته يظهر وكأنه مُرتبك – عمـداً - : إيــه ..... يعنـي ...... مو حيـل , أمآ إنتي بجسمك هذآ وشكلك ! عزّ آلله ...............

تحسست وجههآ والرعب مآليه موقفه على ركبتيهآ: وش ...... وش بـه .. وش بـه وجهـي !!
أطبق فمه رآمقهآ بنظره الشيّ إللي مو عآجبه , فعلاً كآن ذكي بتفكيره , هذي المدلله أهم شيّ عندهآ هو مظهـرهآ وشلون حكم النآس على هيئتهآ ! مآبآلك وإن كآن هآلحَكَـم - هو - بنفسـه وهذآ هو حُكمـه !
....: لونك صآر أغمق من كثر نحفك وتحت عيونك هآلآت وأحس خشمك صآر أكبر وعيونك مورمّـه .. هـــففففف يآ إن خشتك تغثني بس صدق أول كآن أرحم

قآمت عن السرير ضآربه كتفهآ الأيسر بكتفه الأيمن رآكضه للمرآيه الطوليّه مستطيلة الشكل تنآظر كآمل هيئتهآ ..
هي من يوم زوآجهآ وحآلهآ كل مآله بآلتدهور , نقص الكثير من وزنهآ وضعفت بنيتهآ , زآد إسمرآر بشرتهآ .. هآلتين دآكنه من السوآد حول عيونهآ الغآئره , وجههآ نقي تمآماً خآلي من أي مستحضر تجميلي ..
كآسيهآ سوآد اللون لملآبسهآ ..
تمت لحظآت تتأمل شكلهآ سآحبه يمنآهآ بآلقوه على شعرهآ القصير من مقفآهآ متكتفه بسآعدهآ الأيسر ..

إلتفت عليهآ ينآظر بـ إنعكآس شكلهآ من المرآيه وقد إرتفع حآجبه بـ إبتسآمه حسيّه أعلنت إنتصآره ..
الإنتصآر إللي مآدآم إحسآسه كثير إذ إنهآ أخفضت رآسهآ مطبقه فمهآ بآلقوه مآنعه بدآيآت إنهيآرهآ الصآمت المتوآصل من أيآم وأسآبيع قآربت على تمآم الشهـر كآمـل ..
إرتد خطوه وآحده سآمح لهآ تمر من قدآمه رآده لسريرهآ مرتميه عليه دآفسه نفسهآ تحت لحآفهآ الفآيبري بنفسجي آللون ليعقد هو حآجبيه أقصآهم بـ إستغرآب ... بآءت محآولتـه بـ الفشــل !
جلس على طرف السرير مبعد الغطآ عن وجههآ بسؤآل جآف: شفيـك إنتـي !!
....: إبعد عني يآعُـديّ ترآ إللي فيني كآفيني
....: وإنتي شللي فيك إن شآلله !

نفضت الغطآ عنهآ بآلقوه موقفه على ركبتيهآ والدموع منهآله من عيونهآ الحزينه المُرهقه: وآحـد بآرد مثلـك عديم الإحسآس مآرح يحسّ .. تسألني أسئلـه سخيفـه وكنك مودآري .. أخوي مآت .. أخوي الثآني مـــــآآت – جلست سآحبه على خديهآ بـ حسره بعدمآ لطمتهم أول لطمـه مُردفه بـ ندب حزيـن مُوجع – آآآآآآآآآهـــ يآآربــــــــي .. إخوآنـــي قآعدين يموتـون , أول فرآس والحين سيــف .. منو تآليهم ! أحمد ولآ طلآل !!! رآئف ولآ رآمـز !!!

أطبق فمه بـ أسف خآفض بصره للأرض توّه يستوعب .. هذي المُرآهقه مآ أخذت دلآلهآ ودلعهآ الزآئد إلآ من هآلذكور إخوآنهآ .. آلعنـد والقـوه والثقـه إللي بتصرفآتهآ مهمآ بلغت من سذآجتهآ مآلهم إلآ سبب ومتسبب وآحد .. إخوآنهآ واحتمآءها ورآء عزوتهـم .. بفتره قصيره لحـق الأخ الأصغر أخوه الأكبر ..
جلس على طرف السرير سآحب معصميهآ النحيلين مشدد على قبضته غير المؤلمـه قآصد تنبيهآ له , طآلبهآ بـ خفوت ورقـه تظهر لأول مرّه: خلآص إهـدي
نآظرته بعيون دميعه منكسرة النظره: إخوآنـي يآعُـــــديّ

أغمض عيونه شآهق نفس عميق مكتوم إستجدآءاً للصبر قبل مآيبدل من وضعه إللي صآر مجآورهآ بآلجلوس متأبطهآ تحت ذرآعه الأيمن جآذبهآ لصدره الوآسع: آلله يرحمهــم ... لآ تبكيـن حرآم عليـك
....: إنت مو حآس فينـي
....: بلى يآلغبيّه حــآس

مآقدرت إلآ إنهآ ترفع رآسهآ له بسبب تقييده القآسي لهآ جآذبهآ لصدره جآبرهآ على الإلتصآق ..
أغمضت عيونهآ البآكيّه بآلقوّه شآهقه نفس عميق مُشبع برآئحته المميزه .. رآئحة المعقمآت الطبيّـه !
....: أبوي وأمي ثنينهم مآتوآ بوقت وآحد , لحظـه وحده .. بين يوم وليلـه لقيتني وحيـد .. لآ أبّ ولآ أم , لآ أخ ولآ أخت .. كيف تبيني مآ أحـس ! فرآس أخوك إللي مآت كآن أخوي .. تدرين إن فرآس هو إللي فآدآني ذآك اليوم ! تدرين إن سيآرتي أنآ إهي إللي إنحرفت وفرآس أخوك إهو إللي أسرع وقطع علي .. صدمنـي من الجمب موقفني وإهو إللي إنحرف .. إهو إللي مآت وأنآ مغير تقطعت فيني أوصآل هآليد – رفع لوجههآ يسرآه كـ إشآره عليهآ مُردف – مآصآر عليّ إلآ هآلإصآبه إللي بسببهآ إنقطعت عن الطبّ سنتيـن .. سنتين كآمله , هآلشيّ معذبنـي ..... بسببي أنآ فقدت أخوي ........... وأخوك

أحست بصدره إللي يرتفع بهدوء وترىخي .. أنفآسـه عميقـه .. وبطيئـه , أصغت لـ نبضآت قلبـه القويّه ... مآلقت إلآ سآعديهآ النحيلين يلتفوآ حول وسطـه , دآفسـه وجههآ بـ تيشيرته القطنـي السآده أبيض اللون وبـ المقآبل أحسّ هو بقبضتيهآ الصغيره المنكمشـه على ملآبسه معتصره أجزآء من جسده المشدود ..

ترآخت يمنآه من لوح كتفهآ الأيمن مستقره بوسط ظهرهآ مسند رآسه للجدآر من ورآه مخلل أصآبع يسرآه بشعرهآ مدآعب فروتهآ الناعمه بحركة أنآمله المثيره الهآدئه: أكلمـك عن فرآس !!
أحس بحركة رآسهآ على بطنه كـ إجآبه بـ الموآفقه ليبتسم هو إبتسآمته الحزينه البآهته ونظرآته للفرآغ من أمآمه بلآ هـدف ..

....: أول مآتعرفت على فِرآس كآن بـ مصـر .. من خمسطآش سنه تقريباً , كآنت أول سنه لي فـ الطـبّ .. وأكيد عرفتي وين إلتقيت فِرآس
....: فِرآس درس الطبّ بـ مصـر
....: أهآ , شطوره .. أول تعآرفنآ كآن بـ المدرج , محآضره نظري .. سألني ليش قآعد بروحـي ؟ وليش مآ أتكلّم مع أحد ؟
رفعت رآسهآ عن صدره تنآظر بعيونه متعجبه: كنت بروحك ومآتكلم أحد !
....: أهآ
قوست فمهآ بـ إستغرآب ليسألهآ هو: ليش ؟

....: أحسّك إجتمآعي , مشهـور ... لك شعبيه وآسعه – ضيقت عيونهآ بـ لؤم مُردفه بـ غيظ – عند البنآت خصوصاً
طوق كتفيهآ بذرآعيه مسند أسفل ذقنه على رآسهآ: كنت مشهـور وكثير يعرفونـي بس أنآ لآ .. مآكآن لي خلطـه بـ أحدّ
تمسكت بسآعده الأيمن إللي إرتفع لوجههآ ملثم فمهآ بـ بآطنه إللي تمت تمرغ طرف خشمهآ عليه ريحه وجيّه حآثته بـ هدوء: كمِّـل وبعدين ...

مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره وهآدئه إثر مدآعبة طرف خشمهآ القصير المُدبب لبآطن سآعده الأيمن , أول مره يحسّ بـ السكينه في قُربهآ .. يمكن لأنهآ في أنقى حآلآتهآ بعيده كل البعد عن أي محآوله للتصنع أو لفت الإنتبآه !

أردف بـ هدوء آسـر: وفِرآس عرفنّي على عُمـر ولد خآلتك , كآن يكبرنآ بـ سنتين بس معنآ بـ نفس الجآمعه ... ومن وقتهآ تخآوينـــآ ..............


/
/



مسآء اليوم التآلي ..

وقف بقمّة الدرج بعدمآ صعده وقد توقفت كآمل حركته بـ وقوفـه ..
فكّه لبآقي ازرآر ثوبـه سكريّ اللون الضيق بـ تفصل أبرز قوآمه النحيـل , تقلص تعبيرآت وجهه المجعده لتترآخى ثم تثبت جآمده بلآ أي إنفعآل وأخيراً توقف نظرآته الفآرغه على كآملهآ .. أمآمـه !

لحظآت خآطفه من السكون وتبلد الموقف من طرفيهم أنهآه هو بنظرته الدونيّه لهآ رآمقهآ بـ تقزز مشمئز مقفي عنهآ بخطوآت سريعـه , نآفره مآوقفت حتى بعدمآ إستوقفته هي بـ نبرتهآ الجآهره: وقِـــــف يـ آدآآم

مآلقت الجوآب إلآ تصفيقة بآب غرفته القويّه سآفههآ تمآماً آللحظه إللي أطبقت فيهآ فمهآ بقهر مغتآظه لآحقته موقفه قبآل بآب غرفته إللي تفآجئت بكونه محكم إغلاقها بـ الفتآح !
ضآقت عيونهآ بـ إستنكآر لفعلـه غير مُصدّقّه !
هذآ هو نفسه آدم إللي بآب غرفته كآن دآيم مفتوح لأجلهـآ .. مفتوح بـ إنتظآرهآ .. توطأ غرفته وقتمآ هي تريـد , آلحين وبـ كآمل إدرآكه إنهآ تبي توصله يقفـل بوجههآ البآب !

طقت بقوّه عنيفه وقآسيه علّهآ تفرغ فيهآ قهرهآ وعصبيتهآ آمرته بـ جفآء: إفتح البآب يـ آدم ..
- إفتح البآب يـ آدم أبيــك ........

كورت قبضتهآ اليمنى رآصه على شفتيهآ المطبقه بآلقوّه رآمشه بـ توآلي تمنع إنهمآر دمعتيهآ المعلقه بكلآ محجريهآ تنآظر السقف من فوقهآ لثوآني تستجمع فيهم قوآهآ المُنهكـه من رفضـه القآسي لهآ وميلـه الصريـح العلنـي للمسمــآه ........ وردهـ !

نآظرت بـ آخر الممر ترقباً لوجود الشغآله إللي مآكآن لهآ أثر بعدمآ أنهت أشغآلهآ بحلول التآسعه مسآءاً ..
أردفت من بين أسنآنهآ بـ تهديد: ترآ مآحد بيندم غيرك يـ آدم .. ووعد مني تصرفي الجآي مآرح يكون بس تطآول بـ اليد علــــــــــىَ ........... هـه ...... وردتك

قآلت كلمتهآ الأخيره هآزئه برفعة حآجب موليه البآب ظهرهآ ..
البآب إللي إنفتح بسرعه سآئلهآ بـ عدم فهم مستفسر: شقصــدك إنتــي !!!
مآل فمهآ بـ إبتسآمه هآزئه أعقبت من بعدهآ بعدمآ إلتفتت له بكآملهآ رآفعه حآجب وآحد ترمقه من رآسه لـ أسفله , أعقبت بـ السؤال: ليش وردتك مآقآلت لـك !!
ضآقت عيونه عآقد حآجبيه بـ خفه: قآلت إيــش ؟!!!

مطت فمهآ المضموم إدعآءاً للتفآجئ سآئله بـ إستهبآل: أوووهـ , وردتك مآعلمتك وش إللي سويته لهآ !!
ضآقت عيونه لحد مآقآربوآ على الإختفآء قبل يفتحهم مآط رقبته للممر من ورآهآ ترقباً لوجود أحد , أعقبه بـ إعتصآره لمرفقها الأيسر جآبرهآ تدخل غرفته نآفضهآ من يده بـ غضب مقفل البآب من ورآه: إنتي شقصـدك بهآلكلآم هـآآه !! تكلمـــي وبدون ألغآز وإستهبآل لأسطرك كف الحين يآنآهـد أعلمك شلون تتكلمين عدل

جلست على سريره رجل فوق رجل رآفعه حآجب وآحد بـ إبتسآمه جآنبيه مستفزه: قصدك مثل الكف إللي سطرته أنآ لـ وردتك ؟! وشهـو يعني تبي تنتقم !!
همس بـ إستنكآر شديد غير مستوعب قصدهآ: إيـــــش !!!!
قآمت عن مكآنهآ تتمخطر بمشيتهآ قدآمه: هآلصفقـه بس تنبيـه لك يـ آدم ... ولهآ بعــد .. كل مآفكرت تقترب منك رح أئذيهآ , وكل أذى عن غيره بيكون مختلف .. وإنت بعـد يآليت تعمل حسآب لكلآمي هذآ ولآ تستهين فيـه , هآلصفقه كآنت مقآبل اللللللـ - بوســـه - .. مو هذآ إللي صآر بينكم ؟!
توسعت عيونه لآخرهـم بصدمة عدم تصديق لترمقه هي بنظرة تعآلي رآفعه شفتهآ العلويّه بـ إحتقآر: أول الغيـث قطـره


إعتصر ذرآعهآ الأيسر غآرز أظآفر يمنآه بـ لحمهآ سآئلهآ والشرر يقدح من عيونه: وش إللي سويتيـــــه !!! تكلمـــــــــــــي
ضيقت عيونهآ جآفة النظره المصوبه لعيونه الغآضبه: قلت لك .. صفقتهآ , وهذآ كآن إنذآر مني لك عن طريقهـآ

فوق فعلتهآ إللي للحظتهم غير قآدر على إستيعآبهآ أكملت بـ لآمبآلآتهآ مُصِـرّه على إثآرة حموّه وإستفزآزه .. نظرتهآ حآقده , ونبرتهآ شآمتـه .. أبقــــــــت على صبــره !

الصبر إللي نفـذ برفعة يمنآه القآسيّه مُستقِره على صدغهآ الأيسر بلآ رحمــه ..
مآ أمدآهآ تتدآرك إللي صآر أو حتى تحسّ بـ لسعـة الحرآره أو الألم .. مآ أمدآهآ حتى تكمل بآقي إلتفآتتهآ عليه من وقع الصفقه الأولى إلآ وتليهآ الثآنيـه !
قوة الصفعـه الثآنيه إللي من فورهآ أسقطهآ بـ أرضهآ , رآفعه له رآسهآ شآخصه ببصرهآ , يدهآ على خدهآ .... غير مُصدِقّـه !

إرتفعت سبآبته اليمنى المُشنجّه بـ تهديد وتوعد: أول كـفّ هذآ عن وردهـ إللي أظفر رجلهآ بس أشرف منك كلـك , وإنك كلك على بعضك يآنآهد بقعـة وصآخـه ونجـــس , أمآ الكفّ الثآنـي فهذآ إعتبريـه إنــذآر منــي أنــــآ ...........


/
/


وقف على بآب غرفته بعدمآ فتحه مستقره عيونه على ذيك إللي جآلسه بـ أرضهآ صدرهآ مُلصق لـ جآنب السرير .. ذرآعها الأيسر مرفوع للمرتبه مستند عليه يظهر من هيئتهآ السآكنه البؤس والإنحطآط ..
أطبق فمه مغمض عيونه بـ هـمّ بعدمآ أطلق زفره محبطـه مقفل البآب من ورآهـ ..
جلس بـ الأرض ورآهآ رآفع يمنآه مشدد على عضدهآ قآصد تنبيههآ لوجوده: نآهــــــد !
....: ................

مآوصله الردّ إلآ شهقه بآكيه رفعت من بعدهآ رآسهآ مآسحه بـ بآطن يمنآهآ خدهآ الأيمن المبلل ملتفته له نصف إلتفآته بعدمآ سحبت مخآطهآ السآئل لدآخل أنفهآ المحمّره أرنبته: هلآ بسّآم
....: ليش تبكيـن ! علـي فيه شيّ ؟!!
هزت رآسهآ نفياً ملتفته كلياً عليه ظهرهآ مسند لجآنب السرير من خلفهآ: لآ مآفيـه ... تعشيـت ؟!
شد فمه المطبق بتعبير المبتئس قليل الحيلـه .. حآله من قرآبة الشهرين متوآصله , تنآول وجبآته مفرداً ........... وحيداً ..!

تحآملت على نفسهآ لحد مآوقفت بـ تعب ظآهري وآضح بعدمآ أومأ لهآ إيجآباً كونه تنآول عشآه ..
....: تمآم , خلآص إرتآح إنت وأنآ بروح لـ علي
قبض على رسغهآ الأيمن قبل توليه ظهرهآ جآذبهآ عليه لتميل بـ جسدهآ متجهمه ملآمحهآ تشوفه وهو معتمد عليهآ بوقفتهآ لأجل يوقف هو !
....: إنتظري يآنآهد أبيك

رمقته بـ نظره مستفسره كآنت أقسى وأحدّ من إنهآ تكون نظرة إستفهآميّه ..
....: خيـر !
....: ومن وين بيجي الخيـر وهذآ حآلنآ ؟!
وكأنهآ فهمت المغزى .. أطبقت فمهآ ببلعة ريق مطأطأه رآسهآ في حرج , أو هـروب .. حيث إن مآعندهآ من الطآقه الشيّ إللي يدخلهآ في جدآل معه كعآدة جدآلآتهم معلومـة الأسبآب بعدمآ توّهآ وأنهت جدآلهآ الحاد المؤلم مع آدم ..... بـ غُرفتـه !
....: وللي يعآفيك بسّآم ترآ مآفينـي

إمتقع وجهه رآص على أسنآنه بغيظ , صدر سؤآله مخنوق: من عـآم بكبره يآنآهـد وإنتي مآفيك .. بس الجديد إنه أنآ الحين إللي مآفينـــي مو إنتـي
جلست على طرف سريرهآ مآسكه رآسهآ من الجآنبين: تكفى بسّآم , أجلّ أي كلآم لوقت ثآني انآ الحين صدق تعبآنه
....: لآ يآنآهـد , الحين تقعدين معي وتعلمينـي إنتي وش إللي ورآك !

رفعت رآسهآ بسرعه موسعه عيونهآ بدهشه , كمآ المجرم إللي طآح بـ الشرك وإنكشف .. كآن سؤآله حَسَن النيّـه , إلآ إن وسوسة شيطآنهآ بـ خبث فعآيلهآ كآن حآجز لتقبل أي تلميـح وإن كآن غير مقصود ومتعمّـد !

همست بصدمه مستفهمه: إنت شقصدك ؟!!
قوس فمه بـ إجآبه بديهيه لآتستحق السؤآل: مآتشوفين شكلك !
....: ...............
....: نزل وزنك النـص , مو إنتي نآهد نفسك .. عيونك مُرهقه ووجهك مرهق , نفسيتك بـ الأرض وأعصآبك على شعره .. حآس إنك مضطربه يآنآهد ومُشتتـه , أبيك تقعدين معي ونتفآهم بهدوء علميني شفيـك بصرآحه !

....: يعني علي ولدك وإللي صآبه مو سبب وآضـح !!!
أغمض عيونه إستجدآءاً للصبر قبل مآيجآوبهآ بـ جفآء: لآتتعذرين الحين بـ علـي .. من قبل ينولـد علـي وإنتي على وضعـك إللي زآد وتردى بعدمآ إنولد

وقفت عن السرير مرتده خطوآت غير مُبرَرَه وآلخوف بعيونهآ المدمعه , إرتجفت أوتآرهآ الصوتيّه ليطلع صوتهآ ضعيف وآهن .... ومرتبك: كل هذآ عشآن أتمنـع عنـك وإنت عآرف وشهي أسبآبـي !! مآ أنآم معك لأني أنآم مع ولـدك .. وإذآ قصدك بكلآمك قبل مآينولد علي فـ إنت تدري ليش كنت أتمنع عنك , أتمنع لأني كنت أبي أحآفظ على الحمـل يثبـت وإنت يآبسّآم إللي مو قآدر تتحمـل .. كل إللي همّك هو حآجآتك وبــس , غير كذآ بـ الطقآق فيني وفـ ولدك

قبض على طآقيته مبعدهآ عن رآسه مكور فيهآ قبضة يمنآه الغآضبه ..
غضبه إلي مآقدر يكبحه لأنه رمى الطاقيه بـ الأرض مقترب صوبهآ لحد مآلتصقت هي بـ التسريحه من ورآهآ وإعتصر هو ذرعهآ الأيسر بيمنآه , جحظت عيونه وإنتفخت أودآجه , طلع صوته مخنوق يجآهد نفسه لكبح غضبه: كل همّي أشبع فيك حآجآتي هــآآآه !! أي حآجآت هذي يآنآهــد ! وأي رغبآت !!

تدرين متى آخر مره مآرسنآ فيهآ هآلشيّ ! ولآ مآتذكرين ! أنآ بعد مآ أذكر لأني بطلـت أحسـب بس على الأكيد إننآ قآربنآ على العشرة أشهـر ,, قولي سنـه .. تعرفين وش معنآته رجّآل مآمسّ زوجته طول هآلمده وبدون عذر دآعـي .. قآعد أفكر وشهو الذنب بحقك إللي إرتكبته لأجل تتمنعين عنـي ! هآلشيّ يئذيك يآبنت النآس ؟ علآقتك معي فيهآ شيّ مآيرضيك وإنتي مستحيّه مثلاً توآجهينـي ؟ علمينـي يآنآهد مآفيهآ شيّ ولآ تفكرين مجرد تفكير تبررين بـ حملك لأنك من قبل تحمليـن وإنتي بكيفك ومتى مآطرآلك إنتي كنت تسلمين لي نفسك .. مره بـ الشهـر , مره كل شهريـن , مره كل ثلآث ... والسبب كآن وآضح , مآكنتي ترتجين من هآلشيّ إلآ إنك تحمليـن وبـــــــــسّ .. أمآ أنآ وش إللي أبيه فعلاً من هآلعلآقه ! وش إللي أحسّه معك أو بدونك .. ولآ على بآلك , آخر همّك هذآ إن كآن بـ قآئمة إهتمآمآتك بـ الأسآس وترتيبه هو الأخير .. جآوبيني الحين يآنآهد لأن مآعآد فينـي قســم .. وصدقيني أياً كآن إللي تحسين فيـه أو تبينـه أنآ رح أتفهمـه وأحترمـه .. ولحظـه !! أنآ إللي قصدته بكلآمي إنك هآملـه نفسك إنتي مو هآملتنـي .. لأن إهمآلك لي مآهوب جديد وأنآ تعودت عليـه , أنآ إللي مآتعودت أبدّ عليه هو إللي أشوفه الحين فيـك !! تكلمــي

إنفغر فمهآ بفتحه صغيره مرتجف جفنيهآ , ضآع منهآ الجوآب تحت قيد نظرآت الإتهآم القآسيه وإسلوب الإخضآع بعدمآ ضيق عليهآ الحصآر وأقفل بوجههآ منآفذ الهـرب ...
تشآبكت نظرآتهم لثوآني معدوده ..
انتظآر الجوآب من طرفـه والتفكير في محآولة التملـص من طرفهآ .. قُطِـعت اللحظآت الثقيلـه بتعآلي صوت البكآء لطفلهـم الصغيـر ..

إتسعت عيونهآ بتفآجئ بعدمآ وصلهآ صوت النجـده , بلآ تفكيـر أعرضت عنه رآكضـه خآرجاً وصوته الجـآف الغآضب بـ عصبيّه يتردد بـ أذآنهآ كآسر صوت البكآء بنبره غليظه جآهره ... تجآهلتهآ عمداً: نآهــــــــــــــــــــــــد !!!


/
/


أخفض بصره لـ جوآله إللي طلعه من جيب سيآلته مترقب النظره لـ بدء مؤقت المكآلمـه المفتوحـه إلآ إنه وللأسـف .. كآن الجوآب مثل سآبقيـه من المكآلمآت الـ إثنآن وثلآثون مكآلمـه .. لـ يوميـن ........ فقـط !

أطبق فمـه بـ ضيق رآفع عيونه للدريشـه المُطلّه على الحديقه الخآصه بـ غُرفـة نومهآ مُتحسبن عليهآ بـ مقت ونقـم .. " حسبي آلله عليك يآنآهـد , متى بفتك من أذآك وشـرّك !! "
فكّ أزرآر ثوبه كآملـه لتظهر فنيلته البيضآء جآلس على الأرجوحـه الحديديّه المبطنـه بـ جلسه إسفنجيه مريحه للقعده ولسند الظهـر .. شآبهت بـ تنجيدهآ قمآش المجلس الأرضي المترآص بـ الجآنب الأيسر من الحوش ..

الجآنب الأيسر المُبلّـط وإللي يفصله عن الجآنب الأيمن ممرّ حجري قصير بـ أوله البوّآبه الحديديه الخآرجيّه للبيت مؤدي بـ نهآيته لـ ثلآث درجآت سلآلم حجريّه مؤديه لبآب البيت الخشبي من وآجهته الدآخلـيه ...
مرر نظره على الزروعآت الخضرآء قدآمه بـ الأرض الطينيّه المُسقآه على الجآنب الأيمن والحآويه لـ شتلآت نبآتيّه كثيره وشجيرآت ريحآن قصيره طغت رآئحتهآ الفوّآحـه بـ المدخـل مثيره حآله من السلوآن والسكينـه ..

لآشعورياً دفّع الأرض بقدميه محرك الأرجوحـه بـ هدوء مغمض عيونـه بـ تعـب .... أرهقـه التفكير ..
وضعـه غير مُستقر وعلآقته بـ ورده على المِحكّ !
إنشغل عنهآ بـ افكيره المقيت لـ أيآم متوآصلـه مآطرت على بآلـه يدق عليهآ مطمئن عن أحوآلهآ من بعد إنصرآفه المفآجئ للمستشفى من عقيقـة إبن أخوه إللي يكون وآقعياً بـ مخيلته وظنه - هو فقط - إنه إبنـه !

أكمّل النآقص تصرّف نآهـد المثير لـ جنونه أقصآه ..
توّه وتدآرك إتجآهآت مشآعره المصوّبه تمآماً تجآه وردهـ وخصوصاً من آخر موقف حميمـي جمعهم سويّه بـ غرفتـه ..
أظهرت وردهـ الجآنب المخفـي من عآطفته المدفونه تحت رفآت عآطفـة نآهـد اللعينـه ..
الجآنب المُضيئ , الصحيـح ... الحقيقي والشرعـي ..
فتح عيونه الضيقه منتفخة الجفن المزدوج دآق عليهآ متأمل إستجآبتهآ إللي بآءت بـ الإحبآط من وصله الجوآب المتكرر .. المعُتآد ..

الرقم الذي تحآول الإتصآل به ربمآ يكون مغلـق .. يمكنك ترك رسآله صوتيّه ..................
أعقد حآجبيه بـ خِفّه من تدآركـه للي سمعـه ولأول مره يطيل التدقيق فيـه والتركيز ... بـ إمكآنه إرسآله رسآله صوتيّـه !!!

إنشد فمه الصغير المنفرج بـ إبتسآمه مُرهقـه معآود الإتصآل بهآ وغرضه الأسآسي هآلمرّه هو إسمآعهآ هي صوته مو إنه هو إللي يسمع صوتهآ ...

ضغط على زر التسجيل بعدمآ سمع النغمه الخآصـه رآفع نظره لـ ذآك الظل الفضولي المآثل ورآء زجآج الدريشه والمُرآقب له من خلف ستآئرهآ البيضآء الشفآفـه .. ترآءى له كميـة القهر والحسره الكآويه لقلبهآ حآرقـه صدرهآ بهآللحظـه وقد تعآلت نبرة صوته الشجيّه بـ لحن الأغنيـه المتروكـه كـ رسآله صوتيـه ..

لآحِسّ ولآخبـر .. مين زعلّ القمـر , مو عآدتك تغيب وإحنآ نص الشهر !
زعلآن أصآلحك .. روحي تصآفحك ..
قلبك أحنّ قلب وش بدله حجـر !


/
/
/
/


الثآمنه صبآحاً ..

جلس ورآء مكتبه الفخم المُتكلِّف مسند كوعيه لطآولة المكتب مآسح برآحتيه على كآمل وجهه بعدمآ فرك عيونه المُرهقـه وأحدآث الليلـه المآضيه تعرض قدآمه ..
وضعـه مع زوجته من قرآبة العآم كآمـل وهو بآئـس , بـ المقآرنه مع وضعهم الحآلي فهـو أشـد بؤس !

أطلق زفره مهمومه بآلتوآزي مع اللحظه إللي طآحت فيهآ عيونه على بوكيـه الوردّ زهري آللون متوسط الحجم حآوي لقرآبة الـ عشر وردآت ملفوفـه بـ غُلآف يشآبـه أورآق الجرآئـد المطبوعـه !
إنعقدوآ حآجبيه أقصآهم بـ إستغرآب مآد يده بـ تردد للبوكيـه البسيط إللي رفعه يقلبه يمنه ويسره مُنـدهِـش !

من فوره ضغط الزر طآلب سكرتيره بـ الحضور فوراً وعيونه مآزآلت تتأمل الوردآت الورديّه الطبيعيّـه معدودة العدد بديعـه الشكـل , عطِـرة الرآئحـه ..
....: ســمّ أستآذ بسّآم !
أشر بعيونه للبوكيـه سآئل بهدوء: من ميـن ؟!

عبست ملآمحه لوهلـه ينآظر البوكيه على المكتب مقوس شفتيه مآيدري ثم أعقب بـ الجوآب: أوصله عآمـل ومآذكر إسم المُرسِل .. طلب توصيله لـ مكتبك ..
إرتفع حآجبه بـ إستنكآر لسذآجة تصرفه , كآن من المفترض يصرّ لمعرفة المُرسِل ..
ردّ الفعل التعبيري إللي تدآركه السكرتير لآحقه بـ إيضآح مُتلعثم: ففففــ .. فيـه بطـآقه دآخل , مآفتحتهآ بس تقدر تشوفهآ يمكن فيهآ هوية المُرسل أو أية تفآصيل

هدئت ملآمحه المتجهمـه لهدوءه الوقور المعتآد طآلبه بـ رفق: تمآم .. قهوتي لو سمحـت ..
أخفض رآسه طوعاً مجيبه بـ إنقيآد: أبشر ..

تنقلت عيونه بين الوردآت وإبتسآمة هآدئه على مُحيّآه ..
إيش إللي ممكن يكون أرق من الورد تجسيداً نآطقاً لتعددية العوآطف وتنوعهآ ..
ألوآنه المختلفـه كفيلـه توصف نوع العآطفـه , وحيث إن الورد بين يديـه – ورديّ اللون – فهو معنـى الودآعـه واللطـف , الطيبـه والبرآءه , الحنآن .. الرقّـه .. الذوق .......... والجمآل !

إمتدت يده للبطآقه البيضآء المقوّآه المُدبسّه بـ أحد الوريقآت الخضرآء ..
إحتدت نظرآته بـ قسوه ..
أعقد حآجبيه بـ حِــدّه ..
إعترآه العجب والإستفهآم !



/
/


توقيت متوآزي ..
إصدمت بـ إختهآ الصدمه القويّه من بعد خروجهآ من غرفتهآ مهروله وكأنهآ هآربـه من أحدّ أو رآكضـه لطلب نجـد أحدّ !
أختهآ إللي تحسست الجآنب العلوي الأيسر لصدرهآ موضع عظم الترقوه وملآمح التجهم بوجههآ المتألم سآئلتهآ بـ ضيق وإنزعآج: خيــر إن شآلله وش هآلعجلـه !!

إعتصرت ذرآعيهآ بكلتآ قبضتيهآ والرعب بعيونهآ المفجوعه: سآلي إلحقي علي أنآ بمصيبــه , كآرثــــــــــه .. – فكت ذرآعي أختهآ مآسكه رآسهآ بـ ندب وتأنيب – آآآآهـ يآربي وش هآللي سويته .. لييييييش
إنعقدوآ حآجبيهآ أقصآهم بـ إستغرآب وقد تملك الخوف ملآمحهآ جآبرتهآ تلتفت لهآ تنآظرهآ من مسكتهآ لمرفقهآ الأيسر: شفيـك أصآله وش إللي صآر !! خيـــر

لطمت على خديهآ بآلسحب مستنجده بـ همس أقرب للإنهيآر: إلحقي علي يآسآلي , مصيبه وربي مصيبه .. مدري وينه عقلي يآويلي إن درآ أبوي .. يآويلي إن درآ سنـد أو مآلك
تلفتت حولهآ تنآظر المكآن الفآرغ إلآ من وجود ثنينآتهم بـ الممر المؤدي بنهآيته لـ غرفتيهم ثنينآتهم فقـط !
سحبتهآ من مرفقهآ جبراً لحد مآوصلت لغرفتهآ هي فآتحتهآ مقفله البآب من ورآهآ منزله شنطة يدهآ فآصخه غطآهآ مقرره تغيبهآ عن دوآمهآ الجآمعـي سآئلتهآ بعيون حآدة النظره مستفهمه: وش قصدك ! شللي صآر !

لآ إرآدياً إنهآلوآ دموعهآ بعدمآ خآرت قوآهآ مرتميه على سرير أختهآ جلوساً تنآظر الفرآغ من قدآمهآ: وآلله غصباً عني , سويتهآ بدون تفكير .. وآللـــــــــه

جلست جمبهآ والقلق كل مآله يفتك فيهآ , شددت من قبضة أصآبعهآ على ورك أختهآ حآثتهآ بهدوء: تكلمي أصآله قلبي وربي بيطيح من الرعب , وش إللي سويتيـه قولــــــي !

إحتضنت يدين سآلي بآلقوّه مشدده عليهآ مجآوبتهآ بحركة رآسهآ النآفيه: سآعديني يآسآلي تكفيـن
....: آللهم إخزيك يآشيطآن , تكلمــي وللي يعآفيك مآعآد فينـي قلبي بينخلع وش إللي سويتيـه !!
....: أستآذ بسّآم
سآلي: .............

أوضحت بشرح بعدمآ إستشعرت التوهآن بعيون أختهآ: رئيس تحرير الصحيفه إللي أنشر فيهآ
....: أهآآ .. شفيــه ؟!!
....: سويت مصيبه اليوم يآسآلـي ..
سألتهآ بـ همس مخنوق متخوّف , دآم الموضوع فيه طآري رجّآل وإقترن بـ المصيبـه , إذاً خير آللهم إجعلـه خيـر !
....: شللي صآر ؟!!

أخفضت بصرهآ في حرج عآضه شفتهآ السفلى متندمه للحظآت خآطفه وقعهآ على قلب سآلي عظيــم .. شددت على يديّهآ بـ حثّ لتكمل هي كلآمهآ: أرسلت له بوكيـه ورد ...
توسعت عيونهآ بدهشــه غيـر مصدقــه ..
الدهشـه إللي إستوعبتهآ أصآله بنظرة أختهآ المصدومه وملآمحهآ المذهوله مُردفه بـ تندم ولوم نفسي بعدمآ ظللت بيمنآهآ فوق عيونهآ: ليش سويت كذآ مــدري .. مدري يآرب .. وآلله مدري
....: وليش يآ أصآله أرسلتي له الورد ؟!! وش إللي بينك وبينـه

لحقتهآ بسرعه مبرره بعدمآ توسعت عيونهآ برفض تلميح سآلي وإللي ترمي له: لآآآآآ .. وربي لاآآآ , مآبيني وبينه شيّ
....: أجــل !!!

تربعت مآسحه بظآهر يمنآهآ آثآر آلدموع من خديهآ: وربي مآقصدت شيّ .. وكل خوفي الحين إن إللي قصدته ينفهم بآلشكل إلي إنته الحين قصدتيه ..
....: أصآله الحين تعلميني ليش سويتي كذآ !
....: عشآن إبنـه
سآلي: !!!!!!!!!!

....: سنـد علمنـي أمسّ إن ولد أستآذ بسّآم يوم عقيقتـه ودوه المستشفى وتمّ فيهآ مده , هم بعدين شخصوه مصآب بـ ثقب بـ القلب , وحآلته خطره مع عمره الصغير هذآ ومآيقدرون يسوون له عمليـه إلآ بعمـر أكبر ..
....: وسند شلون درى بهآلموضوع كلّـه ! أصلاً مآله علآقه بـ بسّآم هذآ
لوت فمهآ بضيق مجآوبتهآ: درى من سهيـل خطيبـك جعله مآعلمـه بشيّ ولآ علمني سند بشيّ
أعقدت حآجبيهآ مستغربه: سهيـــل !!!

أصآله: أخت سهيل خطيبك تكون خطيبـة أخو أستآذ بسّآم .. فـ هي طبعاً علمت سهيـل وسهيل بـ الصدفه فـ سوآليفه مع سند بـ الشركـه علمـه بآللي صآر يوم العقيقه وأمسّ سند علمنـي
دورت عيونهآ بتفكير تستوعب السآلفه سآئله نفسهآ: سهيل مآله خوآت بنـ ............ – توسعت عيونهآ مآطه فمهآ المضموم بـ تفآجئ – أخته ذيك بنت المصريـه !
أصآله: إيـه ..

أطبقت فمهآ بقهر من غبآء أختهآ في التعآمل مع الموقف: وإنتي شلون تجرأتي وسويتي إللي سويتيه هذآ !!! ترسلين للرجّآل ورد ! إنتي غبيه يـآ أصآله ! لين متى بآلله علميني وإنتي سآذجـه ومغفلـه كذآ ! يآفضيحتك إلي بكرآ تكون على كلّ لسّآن .. أي بكــــــرآ إلآ اليـوم .. كل من بآلجريده آلحين تلقينهم يسألون منهو صآحب الورد لرجّآل متزوج !

لآشعورياً إنهآلت دموعهآ إللي قدرت جبراً من دقآيق توقفهم: وبعـد فيـه بطآقـه
توسعت عيونهآ مبققــه غير مصدقه هآمسه بـ رفض: لــــــــــه !
....: أتحمد لولده السلآمـه !
رفعت يمنآهآ لفمهآ المنفغر بـ صدمه تنآظر الفرآغ من قدآمهآ بـ تخوّف من المصير التآلي: ويلك يآ أصآله إن درآ سنـــد !


/
/



أنزل الهآندبآغ السودآء من يده لـ جآنب البآب إللي أقفله من بعد دخوله مستقره عيونه على ظهر إللي فتح له البآب وأقفى عنه موليّه ظهره !
إرتفع حآجبه الأيسر مستنكر موقفه بـ إستخفآفه الممتعض: صحّ النـوم .. توّ النآس

أشر له بيده الإشآره بلآ معنى ولآ مبآلآه ثم إرتمى على الكنبه الطوليّه بـ الصآله ممدد سآقه اليسرى إللي تعدى طولهآ الكنبه رآفعهآ فوق ذرآع الكنبه في حين قدمه اليمنى كآنت ثآبته بـ الأرض رآحته اليسرى تحت رآسه وبيمينه الريموت رآفعه للشآشه العريضه مقلب القنوآت بلآ هـدف محدد قآصد الوقوف عنده !
....: أكلمك أنآ !

رمى الريموت من يده بـ الأرض مكتف سآعديه ينآظر بـ السقف سآفه الجوآب ليرد الثآني مُرتفع حآجبه بـ إستنكآر لتجآهله الوآضح مُردف بـ حنق: من أمس وأنآ أدق عليك البآب والجوّآل ولآ إنت معبِر .. تدري إني طول الليل وأنآ نآيم بـ السيآره تحـت !
بسرعه إرتفعت عيونه له ينآظره ببرود ومآسرع مآ إنخفض بصره لذيك الهآندبآغ متوسطة الحجم بـ الأرض جآنب بآب الشقـه !

أعقد حآجبيه مستغرب بآلتوآزي مع إستقعآده سآئله بعدم فهم: تركت البيـت !!!
تنقلت عيونه بـ أركآن الصآله مقطب حآجبيـه بـ تفحـص شآمل كآمـل لكل الكيآنآت الجآمده , تدور عيونه على الشيّ الوحيد إللي تبي تستقر عليـه والمتسبب بهآلرآئحـه المُيره جداً لـ حآسّـة شمّـه .. المميزه جداً بـ النسبه لـه ..
رآئحـة السجآئـر !

السجآئر إللي طآحت عيونه على أعقآبهآ الصفرآء المثنيـه بعدمآ وصلت نهآيتهآ بـ الطفآيه الكريستآليـه رآفع بنطلونه الجينز بلونه البيج عن ركبتيه جآلس على الكرسي المجآور ينآظره بـ تفحص غريب إستوعبه الثآني ببديهيّه مُعقب بـ تنبيـه: مآبي أتكلم بـ الموضوع ؟

....: أي موضوع بـ الظبـط ؟! إنك تآرك البيت من شهـر مولي ظهرك لكل مسئوليآتك .. إنك تآرك مرتك إللي مآيندرى عن حآلهآ أمّك وخوآتك مقآطعينهآ من بعد مآسمعوآ كل شيّ بـ آخر مرّه ؟! إنهآ حآبسه عمرهآ بغرفتهآ لآ أكل ولآ شرب ؟! إنك تآرك الشغـل ومعتكف بذي الخرآبـه لآ والشيّ الحلو هآلسقآير .. من متى وإنت تدخن أستآذ مآلك طآل عمرك ؟!

....: من قريب , ولآ تنآقشني بهآلموضوع , بدخـن ومآلأحد فينـي حتى وإن كآن إنت .. وأي موضوع غير السقآير لآتسأل فيه لأني مآرح أجآوب
....: بمعنــى ؟!

أطلق زفره مستآءه نآفذ صبره ينآظر الشآشه على يسآره لـ برنآمج أجنبي خآص بـ السيآرآت المعدّلـه مُتجآهل الإجآبـه ليجيه صوته جآف النبره حآد اللهجـه: يوم أكلمك تنآظر فينـي , ويوم أسأل فـ أنآ أنتظر منك الجوآب
جآوبه بـ حِده يظهر فيهآ حآلتة النفسيّه المُترديّه وإنهيآر أعصآبه: وأنآ قلت لك مآلي خلق كلآم بـ أي شيّ

رفع سبآبته اليمنى محذره بـ جفآء: إسمع يآورع , هآلحركآت أبدّ مآ أدآنيهآ .. إحترم عمرك وتعلّم شلون تتكلـم بـ الموضوع المفتوح وشلون إذآ مآتبي تتنآقش تنهـي ..
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه هآزئه مُردف بـ إستخفآف: آلعفـو طآل عمرك .. آلسموحـه منك إعذرنآ

تجآهل الطنآزه بكلآمه مُعقب ببرود قآصد قطع المسآفآت الحوآريّه وتقصيرهآ وصولاً للمهم: إرجـع بيتـك يآمآلك , من رقد أبوك بفرآشه صرت إنت رجل هآلبيت ... إرجع بيتك وإنهي موآضيعك المُعلقّه .. بـ أي حآل لآزم أحد يتأذى بـ القرآر إللي رح تقرره .. يـ إنت يآمرتـك ..

وقف بعصبيه دآق وسط صدره بـ أطرآف يمنآه المضمومين وقد جحظت عيونه وإنتفخت أودآجه بـ حسره وقهر: أي قرآر تبيي أقرره !! إنت مو حآس فينـي يآسنـد ولآ هآلغبيّه تغريد حآسه فينـي .. مآهمني إللي تبيـه ولآ رح أسويّه .. الموضوع كلـه بيدي أنآ وأنآ وحدي إللي أقدر أقرر فيـه وقرآري هو إني مستحيل بيوم أتركهـآ لو وصل بي أغصبهآ علـي وأجبرهآ .. فآهـــــم .. روح وصل لهآ هآلكلآم

....: كفــو ..
إرتفع حآجبه بـ إستغرآب شآك بـآللي توّه ولفظه به بلآ حِسآب أو إعتبآر أو حتى إدرآك للمعنـى .. شيّ من التوجس تسرب لنفسـه من إبتسآمة سنـد الهآزئه على طرف فمه المشدود يرمقـه بـ نظرآت إستصغآر مُشمئـزه !

سأله بـ تردد بآهت خآفت مُستفهم: وليش هآلنظـره ؟!!!
....: خوش رجّآل .. كفـو ..
....: سنـــــــــد !!

....: عآجبتني ثقتك بـ نفسّـك .. أحبّ إللي يصر على الشيّ لين يحصلـه لو إنه غصـب بس كلمتك الأخيره هذي خربت كُلّ شيّ .. تدري وشهـو ؟!!
مآلك: ...........
سند: لو إنت صدق رجّآل وقد فعآيلك وإللي تقولـه ليتك فعلاً بنفسك تكمل جميلـك , الرجّآل الكفـو إهو إللي يوآجـه ويتحدى مو يهرب ويتخبـى ..
....: رده لذآك البيت مآنيب رآد

إرتفعوآ حآجبيه مقوس فمه بـ إعجآب قبل يُعقب بـ هدوء مُريب: الرجّآل إهو إللي يقول كلمته بلسآنه وعينه بعين أكبرهم مآهمّه .. مو إللي يقول ويوصي غيـره ينقـل

مآلك: مآ أبي أتركهآ يآسنـد
....: لأنك تحبهآ ؟!
مآلك: مو كآفـي ؟!
....: إيه سبب مو كآفي مقآرنتاً بـ أسبآبهآ .. إعتقهآ يآمآلك هآلبنت مو لك .. لو بتآخذهآ خذيتهآ جسـد مو روح ولآ قلـب , ولآ أحد بيتعذب بهآلعلآقه إلآ إنت .. مآبه غصب بهآلشيّ بذآت
جلس مكآنه خآفض رآسه موقع قدميه مظلل بيمنآه فوق عينيه هآمس بـ ضعف وآضح , سبقـه إرتجآف أصآبعه المظلله فوق جبينه بـ ضعف أوضـح: مقــدر

وقف بعصبيّه رآصّ على شفتيه المطبقـه , بقلبـه كلآم إن قآله خربت الدنيآ ومآلهآ صلآح , شون يأكد له بنفسه الشيّ إللي إهو مسبقاً كآن شآك فيـه ! وجود علآقه بينـه وبين مرته شلون آلحين يثبت فعلاً وجود هآلعلآقه لكنهآ من طرف وآحـد .. من طرف إللي هو يبيهآ .. يبيهآ من طرفه هـو .. حلقه ثلآثيّة الأبعآد غير مُتصلّه فعلياً .. ووآقعياً حرفياً هي حلقـه مستحيلـة الترآبط والإتصآل ... مستحيلـة الإنغلآق ..

....: طلقهآ يآمآلك لأني بنفسي بوقف معهآ إن رفعت عليك قضيّة خُلـع ........ وإهـي الرآبحــه
توسعت عيونه بـ رفض قآسي جحظت معه عيونه بعدم تصديق ليردف الثآني بـ شيئ من الحموّ والإستثآره علّه يلآمس فيه الشيئ الجآرح لـ إعتزآز أي رجـل ..
....: حآفظ على كرآمتـك , لآتذل نفسك , ولآتهين قـدرك .. لبيّـهآ يآمآلــك ................ لبيّهآ وطلقهــآ

/
/

حلم الحياه 17-08-16 11:34 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/

عصريّة اليوم التآلـي ..

أنزلت كوب المويه على طآولة تسريحتهآ بعدمآ إبتلعت وحده من الحبّآت البيضآء صغيره الحجم مختلفة الأشكآل من كيس علآجآتهآ عآقده حآجبيهآ بـ إستغرآب من دخوله المُفآجئ عليهآ إلآ إنهآ وبلحظـه إستدرآك طيرت عيونهآ لآويه فمهآ الصغير المطبق بـ تململ ليجيهآ صوت ضحكته القصيره الجآمده تعقيباً على ردّ فعلهآ المتجآهل لوجوده وإستقبآله: شخبآر قطوتـي ؟!

أدخلت آخر حبّه على طرف لسآنهآ رآفعه كوب المويه لفمهآ سآفهته ! آللحظه إللي إقترب صوبهآ مُردف بـ إبتسآمه: طيب والقطـو إللي ببطـن قطوتـي شخبآره ؟!
أعقبت على سؤآله بـ سؤآل تنآظر بـ إنعكآس هيئته من ورآهآ: رآئف بيـه بيعمل هنآ إيـه !

شدد من حصآره لخصرهآ تآرك أثر قبلته على لوح كتفهآ الأيمن بـ التقآطع مع عنقهآ الأبيض الصآفي إللي وضح فيه الأثر أحمر آللون النآتج من حموّ قُبلته وعنفوآنهآ قبل يجآوبهآ بـ خفوت من حآلة إنتشآئه وهو يشهق أنفآسه من عبق رآئحة شعرهآ الغجري المنتفش: رآئف بيـه يبـي آلحين قطـوته
إلتفتت عليه مبتعده عنه مسآفه قريبه بمسآعدة سآعديهآ إللي إستقروآ على صدره كـ حآجز يمنع من إلتصآق جسديهم مكوره قبضتيهآ: والأوطّـه بتآعت رآئف بيـه بتئـوله مـش هينفـع خآلص خآلص
أشبك أصآبعه من ورآء ظهرهآ سآئلهآ بـ همس: وليش مش هينفع خآلص خآلص ؟!!

طيرت عيونهآ مآطه فمهآ المضوم بـ إيحآء التفكير قبل تجآوبه ويقآطعهآ هو بنبره مشحوحه مُعذبه: حـووور
إرتفعوآ حآجبيهآ بـ إستفهآم بريئ التعبير: إيـه ؟!!
....: مو قلت لك لآعآد تسوين هآلحركآت بوجهك ؟!

على وضعهآ بنفس تعبيرآت البلآهه الطفوليّه: حركآت إيـه ؟!
ألصق جبينه لـ جبينهآ مغمض عيونه بـ إرهآق: تعذبيني يآحور وربي , لآعآد تسوينهآ .. خليك حرمه كبيره ونآضجـه
أرجعت رآسهآ لورآ الحركه إللي أبعدت فيهآ جبينهآ عن جبينه لآويه فمهآ مطيره عيونهآ بـ تجآهل: مش عآوزه أكون حُرمه كبيره , أنآ أصلاً لِسّه صُغيره

....: وآلله !
....: آه يآحبيبي ليه إن شآء آلله عندك شكّ ؟! أنآ لِسّه فـ عزّ شبآبي , إزآ إنتَ كبير وشآيب وعقـوز دي مُشكلتك
....: ههههه آلحين أنآ كبير وشآيب وعجوز ؟!!
تجعد أنفهآ بـ تعبير مشمئز نآقله عيونهآ الصغيره على كآمل تفآصيله مُردفه من بعدهآ بـ مشآكسه بعدمآ أغمضت عيونهآ مخلله أصآبعهآ بخصلآت شعرهآ الملبك قآصده تفكيك التشآبك: آه , خلآص رآحت عليـك

بلآ جوآب , أنزل سآعديه المشبوكين خلف وركيهآ تحت مؤخرتهآ رآفعهآ عن الأرض وجهه مقآبل بطنهآ لتصيح هي آمرته بشقآوه ضآحكه: نزلنـي دلوئتـي حآلن ...... نزلنـي فـوراً
....: أنآ الحين أوريك إذآ رآحت علي أو لآ
....: ههههه بهـزر معآك يآرآئف وآللهـــي .. لآآآآآآآآء ههههه
ضربت بقبضتيهآ لوحي كتفيـه رآفسه الهوآء برجولهآ: لآآآآء يآرآئف وآللهـي وآللهـي مش هينفـع خآلص

أنزلهآ على السرير محتضن سآقيهآ المضمومين مآبين سآقيه المنفرجين مكتف معصميهآ بيسرآه: وليش إن شآلله ؟!!
....: عشآن أنآ أصلاً كنت بلبـس دلوئتـي ورآيحه لـ مآمآ
....: يآحور بـ آلله ذآ وقت مآمآ !
....: ههههه آه طبعاً , مآمآ تعبآنه ولآزم أكون معآهآ مينفعش أسيبهآ
ترك يديهآ مبتعد عنهآ جآلس مسند ظهره لظهر السرير فآك أول زرين من ثوبه الرمآدي: تدرين كم لي مآشفتك !

أنزلت فستآنهآ القطني على سآقيهآ مقتربه منه محتضنه ذرآعه الأيمن: كتيـر أوي .. وإنت وآحشنـي , بس بردو دي مآمآ يآرآئف وتعبآنه أوي وكلّـه بسبب نجـم أخويآ وعملتو المهببه .. إمبآرح عُمـر نآم عندهآ عشآن يخلّي بآله عليها .. معئول يعني أكون أنآ بنتهآ الوحيده وأسيبهآ !
إلتفت لهآ بسرعه عآقد حآجبيه: لآتقوليـن بتـبيتيـن عندهآ ؟!!!

شدت فمهآ المطبـق رآفعه حآجبيهآ موسعه عيونهآ بتعبير إن هذآ هو فعلاً إللي بيصيـر ..
جوآبهآ التعبيري المُحبط له , زفر من بعدهآ بـ ضيق مُردف: تدرين إني اليوم نـصّ الليل مسآفر ؟! وتدرين كم مدة هآلسفره !! شهـــــــــر .. شهر بكبره برآ السعوديّه
....: هتوحشني خآلص
نآظرهآ بقهر مطبق فمه بـ حنق سآحب ذرآعه منهآ بآلقوّه قآصد يوقف عن السرير إلا إنهآ منعته ضآحكه متلبثه أكثر بذرآعه: ههههه بهزر معآك دنتآ يآلهــوي بقـد دمك تئيـل أوي
....: لآعآد - تهـزرين - معآي فآهمـه !

بوزت بتكشيره طفوليّه مدعيّه الزعل من لهجته القآسيه معهآ وشلون بظرف ثوآني تبدل تمآماً , نظره ونبره !
....: خلآص تعآلى هئولك حآقـه
سألهآ بـ حنق منزعج: وش تبين !
وسعت عيونهآ مضخمه صوتهآ تمثيلاً لتقليده بـ النطق: وش تبيـــــن
رآئف: ههههه وآلله !
بسرعه وقفت على ركبتيهآ مفرقه مآبين سآقيهآ جآلسه على بطنه محتضنه عنقه بين رآحتهآ بوضع الخنق: شـوف

مسك معصمي يديهآ الخآنقين لعنقه يستنطقهآ بنظرآته المأسوره لتكمل هي: هو أنآ بس إللي مرآتك يآرآئف ؟! زي مآ إنت غآيب عني كتير وهتغيب عني كتير , إنت بردو كنت غآيب عن دآرين نفس المُدّه وهتغيب عنهآ بردو نفس المُده
....: الزبده !
....: ولآ زبده ولآ سمنـه , أكيد دآرين زعلآنه دلوئتـي
....: هذي تصريفه يعني ؟!

شددت من خنقهآ لعنقه ضآغطه بـ إبهآميهآ على تفآحة آدم البآرزه بـ حلقه هآزه رآسه مجآوبته من بين أسنآنهآ: وهو لولآ مآمآ وتعبهآ وإني لآزم أروح ليهآ النهرده كنت سيبتك أصلاً تروح للي متتسمآش دآرين !! بعينك يآحبيبي إنتَ وهيّآ
....: وأنآ شذمبي الحين تخنقينـي , إنتي بنفسك إللي تقولين روح لدآرين
....: نفسي أموتك يآرآئف
....: يآقلب رآئف أنآ إللي كنت نآوي عليك هآلنيّه اليوم بس حظـك
....: وأهون عليك يآرآئف تموتنـي ؟!
تحسس ردفيهآ مجآوبهآ بـ بديهيّه مبتسم: إنتي قطوة رآئـف بـ سبع أروآح مآتموتيـن ...........


/
/


مســآءاً ..

ركضت بـ أقصى سرعتهآ المتخبطه قآصده إعلآمهم بـ خبر وصوله المنتظـر دآفعه البآب بـ كلتآ رآحتيهآ الصغيره تلهث أنفآسهآ المقطوعه من توآصل ركضهآ: مــآآآ ..... مآآآمـــــآآآآ
من وقع دخولهآ المبآغت عليهم إلتفتوآ لهآ ثلآثتهم لتسألهآ المعنيّه بـ المنآدآه وقد إمتلآ وجههآ ذعر على حآل صغيرتهآ: فـــــدوى !

مسكتهآ من يدهآ جآذبتهآ بقوتهآ الضعيفه الوآهنه رآغبه في مسآيرتهآ لهآ خآرج المجلس: تعآلي مآآمـآ خآلي ثنــد ومآلك معـآآه بــرآآآآ
بسرعه وقفوآ الثنتين الجآلسآت من طآري إسم إللي طآل إنتظآره .. مآلك !

مآلك إللي رآفق أخوه من شقته التمليك المُنعزلِه لـ بيتهم جبراً .. يجرّ خطآه المتثآقله بـ وهـن .. رجل تقدم والثآنيه تأخـر ..
إمتلآ وجهه بـ الضيق والكـدر , علآ ملآمحه الإكتئآب .. ملآمح بآئسـه , حزينـه , مهمومه ومغمومـه ..
إلتفت بـ هدوء جآمد من وقع صيحـة أمّه المهلله فرحاً بـ رجوعـه , مآ أمدآه يتدآرك تقآسيم ملآمحهآ المبتهجـه إلآ وجذبته لصدرهآ بقوّه مشتآقه وملتآعه: مآلــك يمّـــــك , شخبآرك يآعمـري أنآ ويآ ضيّ عينـي .. يصير تشرد من البيت ولآ تسأل , مآترد على إتصآلآتي !!!

أنزل يديهآ المحآوطه عنقـه أسفل فكّـه بـ غمضّة عيـن بطيئـه قآصد تهدئة إنفعآلهآ بـ إعتذآره الحسّي لترد هي متحسسه صدغه الأيسر ودموع حزينـه بمحآجرهآ محبوسه: ليش يآمآلك ! ليش معذب نفسك كذآ !
تدخلت الثآنيه مآسكتهآ من يدهآ منزلته عن وجهه: يمّه مو وقت هآكلآم , خلّه يرتآح الحين وبعدين نتفآهم معه
....: ومن وين بتجيّه الرآحه وهو معلّق الموضوع كذآ بدون جوآب ولآ قرآر !

عند هآلجمله تدخل سند مآبين سآلي وأمّهآ: خلآص مو الحين هآلكلآم .. وينهآ تغريـد ؟!
أطبقت أم مآلك فمهآ بقهر مآخفى عن عيون المتوآجدين كلهم بلآ إستثنآء لتجآوبه سآلي بـ هدوء: بـ غرفتهآ فوق ..
ربت سند بوسط ظهر مآلك حآثّه يرقى لهآ: إطلـع
أوقفته أمّه بـ عصبيّه: لحظـه لحظـه وين يطلـع ! سند إنت تبيهآ تقهره مره ثآنيـه !! هذي إللي خربتهآ وقعدت على تلّهآ حسبي آلله ونعم الوكيل

شدّ فمه المطبق بـ حنق من كلآم زوجة أبوه مفضل الصمت عن الجوآب ولآ وش إللي بيقولـه , أبدّ منه بآلجوّ لأجل يعدل من الموقف ويلطّف الحوآر ..
همست سآلي لأمهآ بـ خفوت سمعه الكلّ: يمّه خلآص , نبي نعرف وش نهآية هآلموضوع ونفتّك ... – علت نبرتهآ الموجهه لـ مآلك الحيّ ظآهرياً , المقتول همّ وكئآبـه دآخلياً – إرقى يآمآلك جنآحك , تغريـد فوق ..

إستوقفته بـ حِده بعدمآ توّه وخطآ أولى خطوآته الثقيله المُتأنيّه بـ نبرتهآ شبه الهزوزه الوآضحه بـ إنهيآر مكبوت: مآآلـــك !
إلتفت نصف إلتفآته لـ تبآغته هي بـ ضمّـه قويّه مطوقه وسطـه بذرآعيهآ الملتفين حوله دآفسه وجههآ البآكي بصدره !

ردّ الفعل الفجآئي الغريب والمريب من – أصآله - , مآقدروآ جميعهم إلآ على الإلتفآت لبعضهم وعلآمآت الإستفهآم بوجيههم متحرين الإجآبـه !
إنشدوآ كتفيه للخلف خآفض رآسه لأجل يوصل لمستوى رآسهآ إللي وصل منتصف صدره بسبب قصرهآ سآئلهآ بـ بهوت مرتآب: أصآلــه !

مآردت إلآ بتشديد غرزهآ لأنآملهآ الرقيقه بجلده من فوق ملآبسه في حين تحسس هو ظهرهآ قآصد تهدئتهآ: خلآص إهــدي ..
قآلهآ ونظرآته المتعجبه مصوبه لثلآثة المآثلين قدآمه بنفس ملآمح الإستغرآب وعدم الفهم أو الإستيعآب .. أمّـه , سآلي .. وسنـد ... حتى الصغيره فـدوى !

لحظآت من السكون مآكسرهآ إلآ صوت شهقآتهآ المكبوتـه وسحبهآ لمخآط أنفهآ السآئل مُصدره صوت مميز , علآمة من علآمآت البكآء والرغبـه في مقآومته !
أبعدت رآسهآ أخيراً عن صدره مآسحه دموعهآ بظآهر يمنآهآ مبتسمه جبراً هآزه رآسهآ إيجآباً مُردِفه: إطلـع لهـآ

أعقد حآجبيه إستفهآماً من فعلهآ الغريب المُعقب بـ قولهآ الأكثر غرآبه !
مآقدر إلآ إنه يقوس فمه بعدم فهم ولآ مبآلآه إذ إن مآعنده من الطآقه شيّ حتى يسألهآ عن أحوآلهآ وإللي تحسّه وكآن سببه هو هآلتصرف المريب الغير مفهومه أسبآبه .. كآفي أحوآله هو وإللي يعيشـه , وإللي رح يعيشـه إن تمّ الوضع كمآ هو عليـه !!

سألتهآ سآلي بـ همس بعدمآ أقفى مآلك عنهم تترقبه نظرآتهم الفآحصه وقد كسآهآ كثير من الأسى والتحسـف ... كثير من الحُزن والإحبآط !

هزت أصآله رآسهآ نفياً معنآه إنهآ بخير مآسحه بآقي آثآر دموعهآ بآلقوّه وكأنهآ تنحت وجههآ وإللي تحت عيونهآ ...

تمسكت فدوى بيدّ جدتهآ مبتعدين عنهم صوب المجلس إللي طلعوآ منه آللحظه إللي طلبت فيهآ سآلي أصآله بـ هدوء: إمشي أصآله خلّ نروح المجلس ...
قآلتهآ وقبل تنقآد لهآ أصآله وقفهآ سنـد بـ جفآء: لحظـه أصآله ..
نآظروه ثنينآتهم ليأشر هو برآسه لـ سآلي: روحي سآلي أبي أصآله وحدهآ ..
توسعت عيونهآ الموجهه لـ أصآله بـ إرتيآب من وقّع إللي تبآدر لذهنهآ .. هل ممكن إن سند قد درآ عن سآلفة الورد إللي أرسلته أصآله لـ مديرهآ بـ الصحيفه – بسّـآم - ! " لُطفــك يآخبيــر " !

سحبت نفسهآ بهدوء تآركه لهم المدخل الرخآمي الفسيح خآلي إلآ من وجود ثنينهـم ..
إرتفع حآجبه الأيسر إستنكآراً سآئلهآ بـ هدوء مُريب: ليش تبكيـن ؟!
بللت شفتيهآ قبل تجآوبه بـ تهرب وآضح: مآفيـه سبب , شفتـه وطآحت دموعي !
حرك لسآنه دآخل فمّه وبآقي عيونه صقريّة النظره تتفحص أدق تعبيرآتهآ الحسيّه الوآضحه بملآمحهآ المتوتره سآئلهآ بـ تشكك: متــأكده ؟!

لآشعورياً ومن جديد تجمعت الدموع بعيونهآ خآفضه رآسهآ بملآمح حزينه موقع قدميهآ بـ أسى .. وأسف .. وخيبة أمل ..
....: سمعت إللي قآلته لك تغريـد يآسند
أعقد حآجبيه أقصآهم مآفهـم ! أيّ كلآم تحديداً إللي تقصده أصآله ! يآكثر إللي قآلته تغريـد وإختلآف كلّه عن بعضـه أسخم وأردى سبيلآ !
....: أيّ كلآم ؟!!
....: الكلآم إللي قآلته لك عند بآب غرفتهآ .. إنهآ تحبـك إنت يآسنـد , وتبيــك

أغمض عيونه بـ هدوء رآفض تأكيد إللي صمّ أذونه من وضوحـه !
أطبقت فمهآ بآلقوّه رآفعه كتفيهآ بحركة عفويّه قليلة الحيله عديمة الرجآ: لآزم مآلـك يطلقهـــآ يآسنـــد ............. لآزم


/
/


بـ الطآبق العلوي ..
أطلق زفره مهمومه أول مآ أقفل بآب جنآحه مشدد مسكته للمقبض النيكلي , مآيبي يتركـه .. ولآ يبي يلتفت .. ولا يقترب لهآ , ولآ يوآجههآ .. لآ يشوف شكلهآ أو يسمعهآ .. مآيبي يعرض عليهآ السؤآل .. ومآيبي يسمع منهآ الجوآب !

....: مآلك !
إنحبس بصدره نفس سريع مُفآجئ مقفل عيونه بآلقوّه .. بآغته وجودهآ من ورآه ومنآدآتهآ لـ إسمه .. إسمه العذب المبحوح من صوتهآ المجروح ..
إزدرت ريقه بـ صعوبه وكأنه يبتلع مُرّ العلقم .. إلتفت لهآ بـ تردد , بطيئ الحركـه , متجهم الوجـه , مقطب الحآجبين ..

....: أنآ آسفـه
بسرعه إرتفع بصره لهآ مستقر تمآماً عليهآ .. لوجههآ .. لعيونهآ
أقفل فمه المنفرج بينمآ فتحته هي مكمله بـ نبره حزينه , مُرهقه , لآنت ملآمحهآ بـ تجعيدة إنكسآر , مآل رآسهآ يمنه: وآلله آسفــه يآمآلــك

....: على إيش تتتأسفيـن ؟!
....: مآتستآهل هآلجرح , وجهك مُرهق وعيونك حزينه .. أنآ السبب
....: مآنيب بحآجة أسفك يآتغريـد
شدت فمهآ شبه المقوّس مميله رآسهآ بـ خفّـه تعبير المبتئس عديم الحيله , آثرت الصمت ليكمل هو بـ نبرة إحتيآج مُعذبه: أنآ بحآجـه لك يآتغريـد ... بحآجه لــك كُلّــــــك , مآيجرحني إلآ أسفـك .. مآ أبيـه .. أبيك إنتـي

هزت رآسهآ نفياً وقد تجعد وجههآ بكآمل تفآصيله ... تلألأت عيونهآ .. تجآهد مآتبكي ..
....: مقــدر
....: ولآ أنآ أقـدر
....: ليش مو قآدر تفهم يآمآلك إني مآ أصلح لك
....: وليش إنتي إللي مو قآدره تفهمين إني أنآ إللي مآ أصلح إلآ لـك ..
خبت وجههآ بيديهآ بعدمآ إنهآرت دموعهآ مُستسلمه , صآحت بـ إنكسآر مهزوز مُرتجف: مـــآآآآآلـــــك

إمتدت يده اليمنى خلف رآسهآ جآذبهآ تجآهه دآفس رآسهآ بصدره .. وبآلقوّه .. مآ مآنعـت !
طوق بيسرآه خصرهآ الهزيل محآوط كتفيهآ بيمنآه ومآ مآنعـت !
دفن كآمل وجهه بـ جآنب عنقهآ الأيسر يستنشق أنفآسه المُتعبه من عبق رآئحـة شعرهآ المُبخّـر ومآ مآنعــت ...

أخذه الشوق وسيّرته اللوعـه , إعتصرهآ لصدره بكلّ مآتملكّـه من عوآطف مكبوته جيآشّه .. الحُـبّ .. والشوق .. والنشوه .. والرغبـه .. والإحتيــآج ..

وصلهآ صوته شجـي حزيـن .. يترجآهآ بـ ضعـف , يستجديهآ بـ وهـن: لآتستأثمين فيني يآتغريـد .. تكفيـن
أبعدت نفسهآ عنه هآزه يديهآ بآلقوّه مفرقه مآبين أصآبعهآ المُشنجه بعقدة حآجبين بآكيّه: لآتستأثــم إنت فينــي يآمآلــــك .. حرآم عليـــــك مآنيب متحملّـــه وآلله , وربي مآعآد فينــــــــــي
توسلهآ بـ نظرته الكسيره ونبرته العليله: تغريــد !

إرتفعت شفتهآ العلويّه بـ تجعيدة بُكآء صآمـت .. هزت رآسهآ نفياً .. مآبقلبهآ وجـع كبيـر , وأيّ وجع ممكن يكون أكبـر من إنهآ تشوف دموع رجّآل حبيسـة محجريـه ! لُطفـك يآرب ... الرحمـه يآمآلـك ...
ارتمت بـ الأرض وآطئه قدميه مُسنده جآنب رأسهآ الأيسر لـ ركبتيه محتضنه سآقيه: تكفـى يآمآلــك .. لآتبكـي .. مآ أستآهل وآلله هآلدموع .. إرحمنـي وإرحم نفسك ..

أرجع رآسه للخلف مطبق فمـه ينآظر بـ السقف مستجدي الثبآت .. والقوّه .. مستجدي الصبـر ....... مُستجدي الرحمـه ..
أخفض رآسه لهآ من أحس بتشديد إحتضآنهآ لسآقيه .. تتوسلـه بآكيه مٌقبِلّـه قدميــه: طلقنــــــي !


/
/


وقف ورآء الكنبه العريضـه بنيّة آللون شآموآ مآيشوف إلآ أعلى رآسهآ أشقر الشعـر وسآقيهآ العآريه ممدده قدآمهآ فوق الطآوله القزآزيه على بطنهآ صحن كبير يظهر محتوآه - سلطـة فآكهه - , بيمنآهآ شوكه مثبت برآسهآ قطعة – كيوي – وبيسرآهآ الريموت !
إرتفع نظره لشآشة البلآزمآ العريضه قدآمه إستشف إنهآ موصلّه بـ اللآب توب تعرض فيلـم أجنبي غير مُترجم يظهر من اللهجـه إنهآ – فرنسيّـه - !

إرتفع حآجبه الأيسر بـ حده مستغرب .. يظهر من هيأتهآ الإندمآج مع إللي تشوفه برغـم إنه غير مُترجـم ..
ثوآني من التعجب أردفهآ بـ إبتسآمه جآنبيّه قصيره بعدمآ أدرك خبرة أنثآه – الثآنيه - ومعرفتهآ بـ أصول اللغـه الفرنسيّه , فهماً ونطقـاً ..

إلتف من حولهآ جآلس يمينهآ على الكنبه مسيح جسده مفرق مآبين سآقيّه ينآظر بـ الشآشـه في حين عندهآ وكأن الوقت تمآماً توقف ..
وقفت حركة مضغهآ للي بفمهآ , تعلقت يدهآ المآسكه بـ الشوكه لآمنهآ أدخلتهآ بفمهآ ولآ منهآ أنزلتهآ للصحن ...

تمت تنآظره النظره الفآرغه من أيّ معنـى وآضح ظآهرياً , المختلط , والمتضآرب دآخلياً بثوره وعنفوان .. كومه من المشآعر إجتآحتهآ من مثوله جآنبهآ بهآلسكون على هيئتـه المختلفه تمآماً عن الشيّ إللي عهدتـه !
بنطلونه ريآضي قطنـي رمآدي آللون بـ خطين على الجآنبين مآثلوآ بـ لونهم قميصـه الرسمـي الخفيف أسود اللون !
مشمر عن سآعديه نآفريّ العروق , مثبت شعره بـ تسريحه ظنت إنه آخر شخص ممكن بيوم إنه يسويّهآ ! يظهـر لآمع وكأنه مبلول مثبت بـ الطول بهيئـة الـ - سبآيكي لوك - !

إنتقل بصرهآ الحآد الفآحص لأدق تفآصيله الآسره بـ حِدة ملآمحه المثيره ! وبـ فرط جآذبيّـة الخليط العربي لـ رجل بدوي ...... حضري !

أنزلت قدميها عن الطآوله معتدله بـ جلستهآ مبعده الصحن عن بطنهآ للكنبه من جآنبهآ الأيسر ليجيهآ صوته هآدئ النبره وعيونه ثآبته للشآشـه من قدآمه وكأنه مآيشوفهآ ..

....: يثيرنـي شكل سيقآنك ممدده على الطآوله ..
إتسعت عيونهآ بآلعه ريقهآ بـ توتر مآتدري سببـه , يمكن مفآجئتهآ بـ حضوره الغير متوقع بعدهآ بآصمه أثرهآ بنفسهآ وإدرآكهآ ..
رمشت بـ توآلي مآسحه جآنب عنقهآ الأيسر مدوره عيونهآ بـ تفكير أسفر أخيراً عن سؤآلهآ الأبله: ليـش جيــت ؟!

إرتفعوآ حآجبيه إدعآءاً لإستغرآبه رآد عليهآ بـ سؤآل بدلاً من الإجآبه: ليش مآشتقتيلـي ولآ عجبـك الهجـر ؟!

صدت عنه بوجههآ رآفعه نظرهآ للسقف لآويه فمهآ بـ انزعاج من جفاء الاجابه وجمودها مفضله الصمت ليجيهآ صوته هآدئ , الهدوء المُريب: تعآلـــي ..
بسرعه إلتفتت له رآغبه في فهم قصده إللي إستوعبته تمآماً يوم ربت على وركيـه قآصد إقترآبهآ له وجلوسهآ عليـه !!

تمت على وضعهآ الجآمد ببلآهة عدم الإستيعآب بصرهآ مخفض لـ وركيـه إللي ردّ يربت عليهم بيمنآه الهآدئه: تعآلـي آقربـي ..

شتـــتت أنظآرهآ المُربكه بعيداً عنـه صوب الشآشه بآلعه ريقهآ بـ وضوح متوتر ليوصلهآ صوته عذب النبره الرآئقه وإللي مآزآدتهآ إلآ توجس وإرتيآب ..
....: دآري عنك , تعآلي برآضيـك

أبطأت من إستجآبتهآ لـ طلبـه للحظآت معدوده وقفت من بعدهآ بـ هدوء قآطعه المسآفه القصيره جداً بينهم مآثله أمآمه تتفحصهآ عيونـه جريئـة النظـره وإبتسآمة رضّآ حِسيّه دفنتهآ مآيظهـر لهآ أثر بوجههآ الجآمد ..
هذي إللي أبداً مآتتخلّى عن مظهر أنوثتهآ الصآرخـه حتى بـ الموآقف إللي مآتستدعـي ..
وحيده بجنآحهآ هآجرهآ لمده تقرب الشهرين وبيوم دخوله المفآجئ مآخيبت له ظنـه ... بـ هيئتهآ إللي عهدهآ من أول يوم شآفهآ ..

قميصهآ أسود آللون من الستآن الحريري النآعم يوصل طوله لمنتصف فخذهآ .. قصّـة صدر مثلثـه وآسعـه كشفت عن فتنـة نهديهآ النآفرين ..
برغم خلوّ وجههآ من أيّة مسآحيق تجميليّـه وتخليّها عن عدسآتهآ زرقآء آللون إلآ إنهآ كآنت فآتنـة الملمـح , جذآبـه .... ومُثيـره ...
يظهر شعرهآ الأشقر أكثر توهّج .. الظآهر إنهآ أعآدت صبغـه بسبب توحد اللون كآمل وإختفآء الجذور سودآء آللون ..

إعتدل بـ جلسته مُربت أعلى وركيّه آلحركه إللي إستجآبت لهآ بـ هدوء جآلسـه ..... بلآ صـوت , أو حركـه !
....: الفرسـه الشقـرآ ليش سآكته ؟!
....: وش تبينـي أقول ؟!
....: على بآلي تبين أسوي مو أقول !
إرتفع حآجبهآ الأيسر بـ حنق صآده عنه بوجههآ ليجيهآ صوت ضحكته الآسـره بِـ بهـوت: ههههه يعني مآتبين أرآضيك !
....: إذآ هذي هي الرضوه فـ شُكـراً يآرآئـف ..... مآ أبيهـآ

إمتدت يسرآهآ لشعرهآ مخلل أصآبعه بهدوء بين خصلآتهآ النآعمه إبتدآءاً من الفروه وصولاً للنهآيه بـ آخر الشعره ..: هذآ وأنآ إللي رحمتك وقلت كآفي العقآب بهآلمُـده ثآريك مو هآمّـك
إلتفتت له بكامل ووجهها عآقده حآجبيهآ بـ إستفهآم: عقــآب إيـش ؟!!
....: إللي يغلط وش نسوي معـه ؟! بس لأنك فرسـه بيضـآء , شقرآء .. وحلوهـ .. مآجآني قلب أتمآدى معك وأقسى عليـك ... كآفي الهجـر ولآ إنتي شرآيك !
....: كنت تعآقبنـي !!
....: ................
....: على إيش طيب !! أنآ شللي سويتـه !

تنآول يديهآ بيديه رآفعهم فوق لوحي كتفه قريب من عنقه بعدمآ رمقهآ بنظره مريبه غآمضـه ويديه متسلله زآحفه محآوط خصرهآ الممشوق جآذبهآ بهدوء نحوّه ..
الجذب إللي مآ أسفر عن إقترآبهم بسبب تشنجهآ رفضاً لهآلإقترآب غآرزه أنآمل يديهآ بكتفيه إعترآضاً: مآرح تلمس مني شعره يآرآئف قبل أعرف وش قصدك
بسرعه أبعد يديه عن جسدهآ بآسط رآحتيه قدآمهآ بحركة الإستسلآم مُعقب: إللي تبينـه , قصدي كآن أكسر هآلعقآب

....: عقآب إيش بـ الظبط ؟!!
....: مآعرفت دآرين إلآ ذكيّه وتفهم الطآير
بسرعة بديهيّه جآوبتهآ بـ ذكآء كآن إثبآت لشخصيتهآ القويّه الحآضره بـ أي وقت وتحت أيّ ظرف: شهريـن هجـر كفيله تنسينـي حتى نفسي شلون تبي أتذكر سوآتي ؟!
....: يقدر الهجر فعلاً ينسيّك أي شيّ إلآ سبب الهجـر نفسـه , هآلشيّ مستحيل ينتسى
أطبقت فمهآ بآلقوّه مآلقت الجوآب , وإن كآنت بتتلآعن وتتلآعب بـ الكلآم فـ الأكيد إنه مو مع رآئـف نفسـه !

....: إللي سويتيه مع حوريّـآ والبلآ إللي تبليتيه عليهآ .. يستآهل العقآب ولآ لآ ؟!
ضيقت عيونهآ أقصآهم بـ إستنكآر غير مُصدِّقه ليكمل وهو يتحسس وجنتهآ اليسرى النآعمه بـ ظآهر أصآبع يمنآه: كآن قصدك تبعديني عنهآ فـ تخيلت إن أحسن عقآب لك هو إني أبتعد أنآ عنك ..
أرجعت رآسهآ مبتعده عنه وعن لمسآت أصآبعه الرقيقه لوجنتهآ ونظرة إستنكآر شديده بعيونهآ الوسيعه الجآحظه: إيـــش ؟!!

....: اهـآآ
....: رآئف إنت جيتني بعد موضوع حور أكثر من مرّه أولهآ يوم علمتك إني حآمل ..
....: جيتك ثلآث مرّآت .. تدرين وش إللي سوينّآه بـ الثلآث مرّآت ؟! على بآلك مآحسيت بـ ضيقك إللي حآولتي تخفينه من رغبتـي بـــــــــس إني أمآرس معك هآلشيّ لآ أكثر ولآ أقلّ ؟! وهذآ على فكره كآن جزء من العقآب .. ليش يعني أعآقبك وأعآقب نفسي معك ؟ ليش مآ أعآقبك وأتمتع أنآ ؟ فهمتــي ؟!
دآرين: ...............

ثبتت عيونه النآعسه بوسط صدرهآ المكشوف سآئل بـ همس خآفت شبه مسموع: بتعيدينهـــآ ؟!
تحآشت النظر بوجهه هروباً من نظرآته الجريئه المفترسـه لمفآتنهآ العآريّه مجآوبته بـ تبرير كآذب قآصده إمآلة الطآوله لجهتهآ: حوريه ضُرتـي , وإنت تحبهـآ وتفضلهآ عنـي .. وش تبيه ردّ فعلـي !!

....: مفهوم , دآري عن كيد الضرآير , بس هذآ بينكم .. أمشي السبآب والطقآق وشد الشعـور والصوت العآلي وقلة الحيآ , أمآ إن الموضوع يوصل لعرضـي ! تطعنون بـ شرف بعض الشرف إللي يمسنـي ؟! لآآ ... هنآ كلآم ثآنـي
....: أغآر عليك يآرآئــف وإنت مآتحـسّ , حوريه وش فرقت عنـي ! وشهو إللي عندهآ ومآعندي يخليك تفضلهآ عليّ !

....: حوريّآ أنآ كسرت يدهآ وعجزّت حركتهآ , وإن صآر هآلشيّ منك إنتي كسرت رآسك .. ثنينكم عندي وآحد , ومو إنتي وحدك إللي تغآرين .. هي بعد تغآر وأكثر منك ومآعندهآ سيطره على غيرتهآ هذي لأنهآ مُرآهقه ومع هذآ مآسوّت إللي سويتيه إنتي .. إنتي يآلكبيره .. يآلعآقلــه يطلع منك هآلفعآيل !
....: ليش وهي أصلاً تقدر تسوّي شيّ ؟! مآتقدر .. ليش ؟! لأني نظيفـه .. ذهب يلمـع مآبـه وصـخ , الدور والبآقي عليهآ .. حتى وإن كآنت علآقتهآ هذي قديمه قبل زوآجك ليش لوقتهآ كآنت مخليه الرسآيل عندهآ ومآشآلله كلهآ حُبّ وغرآميّآت .. حتى إنهآ مآسوت لك إعتبآر ولآ إحترآم .. مآطرآلهآ يعني إنك ممكن تمسك جوآلهآ بيوم وتفتش فيـه !

....: وليش أفتش فيـه ؟!
وترهآ سؤآله البآهت .. برغم محآولتهآ المستميته الوآضحه لإثآرة حموّه بآللعب على الوتر الحسّآس لأي رجل وقلب الطآوله تمآماً على ذيك المسمآه حوريّه بـ التنقيص فيه وتقليل إحترآمه إلآ إنه جآمد الملمح , سآكن الحركـه , ثآبت النظره , منضبط النفس بآرد النبره !
جآوبت بـ إرتبآك: يعــ .. يعنـي هذآ المفروض .. من حلآة مآضيهآ يعنـي مخليته ذكـرى !

....: يعنني مدري عن حوريّآ وعلآقتهآ مع ولد عمّهآ ! دآري .. وشفت هآلشيّ بعيونـي .. ولو إني شفت الرسآيل إللي شفتهآ بدون أي تدخل منك مآهتميـت , لأنهآ إنتهت من يوم عقدت عليهآ .. مشكلتي كآنت بـ الرسآيل الجديده إللي إنتي أرسلتيهآ له على أسآس إنك إنتي حوريّآ اللي تكلمينه .. مو هذآ إللي صـآر ؟!!

تحآشت الجوآب صآده عنه بوجههآ خآفضه بصرهآ للأرض ليرد هو جآبر وجههآ على الإلتفآت له خآفض يده من صدغهآ الأيسر نزولاً لجآنب عنقهآ: مو كآفي الحين كلآم عن حوريّـآ ؟!

سألت بـ حرج شـديد , مدعيّه الندم وبـ إحترآف: سآمحتنـــي ؟!
أخفض بصره لوركيهآ محرك بـ أنآمل يمنآه القميص كآشف عن بيآض بشرتهآ ونعومتهآ بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره: رفعت عنك الهجـر ....... والبآقي عليـك

تهلل وجههآ بـ سعآده وإبتهآج حآنيه جسدهآ للخلف سآحبه صحن الفوآكه المقطعه بآلقرب منهآ رآفعه بيمنآهآ قطعة – خوخ - مدخلتهآ بـ فمه مدآعبه بيسرآهآ شعره الكثيف الفآحم من مؤخرة رآسه خلف عنقه رآفعه القطعه الثآنيه من الكيوي ليوقفهآ هو طآلبهآ وعيونه النآعسه مسدولة الجفن من آخرهآ بعيونهآ اللآمعه سعآده وانتشآء: فرآولــــه ... أبـي فرآولــه

أعقدت حآجبيهآ بِـ خِفّـه مبتسمه بـ إستغرآب لطلبه – الفرآوله - خصوصاً إلآ إنهآ لبتّـه رآفعه نصف فرآوله من الحجم الكبير مُدخِله نصفهآ فقط لفمـه قآضمه على النصف الثآني خآرج فمه بـ فمهـآ !
آللحظـه إللي إنتفض فيهآ صدره بـ ضحكه قصيره عفويّه .. هآلأنثـى لعُـوب مآكـره , مُثيـره وشـرّهآ أكثـر إثآره !

أنهت قبلتهم العميقه المُطعمّه بنكهـة الفرآوله مبتعده عنه رآمقته بـ نظرآت لعوبـه قآصده إغرآءهـ ..
القصد إللي تأكد بـ إنزآلهآ لـ حمآلة قميصهآ الرفيعه عن كتفهآ الأيسر كآشفه عن الشيئ الصغير , أسود آللون البآرز وبوضوح أقصى اليسآر من صدرهآ بـ اعلى إنتفآخ نهدهآ ..
الشآمـه المُثيره لإنجذآبه نحوهآ وبقوّه ..

تعلقت عيونه نآعِسة النظره المأسوره بـ - شآمته المفضله – علآ وجهه إبتسآمه مُرهقـه ..
الشآمه اللي بمجرد تقبيلـه لهآ تُعتبر إفتتآحيّـة ليلتهـم آلمُثيـره .....!


/
/


الوآحِده ظُهراً ..

تنآول كوب مشروبه الورقـي من يدّ العآمل بـ إبتسآمه هآدئه من أطبآعه المتأصله ليفآجئ بـ اصطدم كتفه الأيمن من الخلف بصدر ذآك إللي ورآه متوسط القآمه يقصره طولاً وآقف خلفه مبتسم في حين تجهمت ملآمحه هو بـ إستيآء بعدمآ إنتثرت بعض قطرآت مشروبه الساخن على المئزر الأبيض لذآك المبتسم ...
....: عآصم آلله يهـدآك

بسط يديه بوجهه قآصد تهدئته بـ إبتسآمه: ههههه خير خير , حصل خير
عُمر: يآخي وش ذآ ! وإن إنكب الشآهي بوجههك يعني وهو ساخن ؟
....: حصر خيـر بس صدقني من شفتك مدري شفيني تلعوزت أبي أعلمك بآللي صآر
أعقد حآجبيه بِخفه لـ ثوآني أعقبهآ بـ حركة شفتيه المقوسه مُردف: خير إن شآلله
رآفقه عآصم بـ خطوآته البطيئه المتأنيه صوب طآوله من الطآولآت البلآستيكيّه البيضآء دورآنيّة الشكل: كل خير إن شآلله

رفع حآجبه الأيمن وإبتسآمه مآكره على طرف فمه وهو يمرغ كيس الشآي بـ الكوب ممسك بـ الفتله من طرفه , يظهر من تعبيرآته إنه إستشعر مقدماً هآلموضوع: حآس إني بسمع شيّ حلـو ..
أخفض رآسه في حرج حآك طرف خشمه بـ إبتسآمه خجله: هههه يعنـي
....: هـآ .. أسمعك

تشجّع عآصم لإلقآء الخبر من مرونـة عُمر بـ التعآمل مع الموقف وقدرته على الإحتوآء وبثّ الرآحـه بآلنفس ................ كـ عآدتـه
....: أمسّ أنآ وأبوي وطينآ دآر آلشيخ علـي طآلبين بنتـه صيتـه
توسعت عيونه بسعآده حسيّه هآز رآسه إيجآباً حآثه يكمل .. ليكمل هو وإبتسآمه عريضه بمحيّآه رآفقت لمعة عيونه: المقآبله كآنت مُريحـه , والشيخ علي مآشآلله عليـه , أتمنى فعلاً يقبلون ... نسب مثلهم يشرف أي أحد

ربت عُمر على ركبته قآصد طمأنته: وإنت بعد يآعآصم مآشآلله عليك رجّآل كفـو .. صدقني مآ أتمنى لصيته غيرك وإنت بآلمثل .. الطيبون للطيبآت وإن شآلله إنه خيـر
فرك يديه بـ توتر وقد أظلمت ملآمحه بـ إرتيآب: فيني خوف يآدكتر مدري شسببه !
....: بـ خصوص ؟!
....: الشيخ علي قآل يبي يومين هم يرد علينآ , شمعنآته !

إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه وإبتسآمه تعبيريّه بملآمحه المتفآجئه: الحين ذآ إهو إللي موترك ؟! بس يوميـن !! شتسوي عآد مع النآس إللي يبون إسبوع وإسبوعين وفيه عوآئل مآترد إلآ بعد شهـر
بقق عيونه بصدمه إستنكآريه أفصح عنهآ بدهشه رآفضه: إيـــش !
أنزل الكوب من شفتيه بعدمآ إرتشف منه مأكد كلآمه: مثل مآ أقول لك , صآرت مع وآحد أعرفه , قعد شهـر وبـ الأخير وش كآن الرد !
عآصم: لآتقول إنهم رفضـوآ
....: هههههه بلى , ذآ إللي صآر
....: أوففف

عُمر: فـ إنت إحمد ربك على هآليومين , وذآ حق لهم يمديهم يفكرون يتشآورون ويسألون عنك بعـد تدري هآلسوآلف , بس تطمن أنآ مُتفآءل


....: وين الجديد يآعُمـر , إنت دآيم مُتفآءل

إرتفعت أنظآر ثنينـهم لذآك إللي تدخل بـ الكلآم سآحب له كرسي مجآور لـ عُمر وإبتسآمه وآسعه مآزآدته إلآ وسآمـه وجآذبيّه سآحقـه أدت لـ تعلق جميع الأبصآر على هيئتـه وتتبـع أدقّ تفآصيله وتحركآته إللي إنتهت بـ جلوسه سآئلهم بـ نظرآته المستفسره عن طبيعة إندهآشهم لوجوده: خيـــر ؟!!
أطبق عُمر فمه المنفرج شآد شفتيه بـ إبتسآمه كذوبه متوتره , بـ الرغم من التخطي الظآهري لعلآقة عُديّ وصيته وإنصرآف كلاً منهم في درب حيآته المختلفه تمآماً إلآ إنه يدري عن خويّه عدل .. ودآري عن عدم تخطيّه وتقبلّه للوآقع إللي إنفرض عليه جبراً بـ حيآه جديده مختلفه كلياً عن ذيك الحيآه إللي كآن يطمـح لهآ ويسعى إليهآ ...

نقل نظره بلمحه خآطفه مآبين عآصم المحُرِج المتوتر وعُدي المُتعجب المستفهـم ليقرر أخيراً إجآبته: كلّ خيـر .. هذي بشآره من عآصم وأنآ مُتفآءل له
إنعقدوآ حآجبيه بـ خفه متبوعه بـ إبتسآمه قصيره بلهآء سآئل المعني عآصم: بشرنآ أجـلّ
بلحظه إختفى آللون من وجهه وبهـت , هربت من تفآصيله الملآمح وسكنت التعبيرآت ..
إبتلع ريقه خآفض رآسه لموقع كوب الشآهي لـ عُمر إللي أمآء له برآسه حآثه يعلمّه ..
....: تقدمت أمس لخطبـة بنيّـه

إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه بـ تفآجئ مصحوب بـ إبتسآمه حسيّه إنتقل نظره من بعدهآ لـ عُمر: ههههه مآشآلله , وليش متوتر كذآ أجل !
ردّ وإبتلع ريقه قبل يبآدله الإبتسآمه بـ توتر ملحوظ شآركه فيه عُمـر ..
الشيّ إللي أبداً مآغآب عنه ليسألهم ثنينهم: حآس إن فيه شيّ ثآني .. خيـر علآمكم ؟!

بسرعه بديهيه تدآرك عُمر الموقف مدير دفّة الحوآر للمزح: ههههه صدقني أنآ بعد بـ الأول كنت مستغرب مثلك .. عآصم مآكمّل بآقي كلآمه ولآ قآل لك منهـي البنيّه
أعقد حآجبيه ببلآهه سآئله بـ بهوت مستنكر: ليش وحنّآ نعرفهآ !
عُمر: عِـزّ المعرفــه – نآظر عآصم ثم حثه بـ إشآرة رآسه الموجهه صوب عُدي مُردف – علمـه منهـي سعيدة الحـظ

ردّ شآد فمه بـ إبتسآمه مفتعله جبراً مكور قبضتيه المخفيّه عن أنظآرهم تحت الطآوله لثوآني سريعه قبل يجآوبه بـ هدوء: صيتـــه
عُدي: ...............
إبتلع ريقه وعيونه مصوبه تمآماً لذآك المآثل قدآمه وإبتسآمه بلهآء بوجهه عيّت تفآرقه وكأنه للحين مآستوعب الإسم أو المعنيّه بشخصهآ صآحبة الإسم ... أردف بـ إيضآح: صيتـه بنت الشيـخ علـي
عُدي: ...............
عآصم: صيته دكتر عُدي ... مآعرفتهآ ؟! كآنت متدربـه هنآ بـ المستشفـى

أطبق عُمر شفتيه لحد مآختفوآ ووخزه بقلبـه أحسّهآ وهو غير معنـي إطلآقاً بـ الموضوع .. إلآ إن نظرآت خويّه الرآفضه للتصديق والإستيعآب كآنت كفيلـه تحسسه بـ الجرح بدلاً عنه ...
شدد قبضته اليمنى على بنطلونه القمآشي يتوسلّه سراً " يلآ يآعُـديّ , تكلّـم .... اثبت ليّ وأكد إنك صدق خويي الرجّآل إللي عرفتـه ....... تكلّـــم "

وكأن عُدي قد إستمع لـ عُمر ولتوسلآته القلبيه الصمّآء ..
إتسع فمه بـ إبتسآمه ظهرت وكأنهآ حقيقيـه , بـ حِرفيّـه !
أعقب وقد لمعت عيونـه يظهر للجآهل إنهآ سعآده وإبتهآج , ظهرت لـ عُمـر إنهآ لمعـة حُـزن وإبتئـآس !
....: مآشآلله , صيـته !!! خوش بنيّـه , آلله يوفقكـم

تهلل وجه عآصم بـ رآحـه وكأن عُدي بهآلجُمله قد أبقى على أي ظنّ أو إحتمآل وإن كآن ضعيف لـ وجود رآبط أو علآقه وإن كآنت قديمه مآبين صيتـه ...... وبينـه !
قدر فعلاً يدعـي عكس إحسآسه وبـ إحترآفيـه ... الإدعآء إللي مآ أصآب عُمـر إلآ بـ الوجــع !
أردف بـ جملته الأخير المصحوبه بـ إبتسآمه كآذبة الشعور والإحسآس وكذلك الدعآء وصدق التمنـي: آلله يتمم لكم بـ الخيـــر ................


/
/




فتحت شقي دولآبهآ تنآظر بـ الشيّ الوحيد المعلق بـ الشمآعه ..
لأول مره تتامله بدون مآتحسّ بـ الحموّ التصآعدي على إثره ينسآل خشمهآ , تدمع عيونهآ ثم تنهـآل !
إمتدت يمنآهآ بـ تبآطئ مُتردد مُتحسِسّه الكمّ القطنـي نآعم الملمس ..
على وضعه وبمكآنه لمآ قآرب على تمآم العآم كآمـل ..

ولأول مره ثآنيه مآتحسّ بـ إنجذآب يجبرهآ تقترب منه قآصده إحتضآنه .. قآصده تمريغ أنفهآ بين ثنآيآه علّهآ تستنشق من عبقـه - عديم الرآئحـه - الشيّ القليل !
بقوّه أقفلت شقي دولآبهآ ضآمه روبهآ القطنـي على جسدهآ بخطوآت متسآرعه متمخطره .... ومنتشيّـه .. طلعت من غرفتهآ فآتحه بآب غرفة أختهآ بدون الإستمآع للإذن أو حتى الطرق للإستئذآن ! ولأول مرّه !

أشيآء كثيره بظرف يوم وليلـه فرضت عليهآ الممآرسّه بلآ وعي منهآ أو إدرآك !
إختفت إبتسآمتهآ من نقزت الثآنيه عن سريرهآ بـ إنتفآضه قويّه قآطه ذآك الشيّ الصغير أبيض اللون من يدهآ !
نظرآت جزعـه إمتلت بـ رعب وذعر غير مُبرر قآبلتهآ هي بنظرآت إستغرآب مستفهمه: بسم آلله عليك , شفيك ؟

إبتلعت ريقهآ فآركه منتصف جبينهآ بـ توتر قبل تسألهآ بـ صيآح غآضب بعدمآ تدآركت نفسهآ وفعلهآ ..... والموقف: خير إن شآلله !! مآفي إستئذآن ! وجـــع , خرشتينـي
إنشدوآ كتفيهآ بـ إرتعآب من صيحة أختهآ المفآجئه عليهآ موسعه عيونهآ بـ إستغرآب: شفيـك إنتي !!!
....: إذلفـي برآ أشوف
قلبت عيونهآ بـ إشمئزآز مُردفه بـ همس خآفت: آلحمممـدلله والشكــر
وقفت على ركبتيهآ سآحبه جوآلهآ إللي طآر من يدهآ وكأنه سلآح الجريمه وبفعلتهآ تبعد عنهآ الجرم ........... المشهـود !

قفلت الجوآل تآركته على الكومدينه جمبهآ مكتفه يديهآ بـ إبتسآمه صفرآء مآسرع مآختفت سآئلتهآ بنفآذ صبر: خير !! هآآه !! شبغيتـي !!

إرتفعت شفتهآ العلويّه بتقزز موليتهآ ظهرهآ جآلسه على كرسي التسريحه سآحبه على حآجبهآ الأيمن تعدل شعرآته غير الرتيبه بطرف وسطآهآ اليمنى بعدمآ بللته بلسآنهآ: مآلت عليك يآريتآج , قومي زينـي وجهـي أشوف
....: مآشآلله طلع للقطو لسآن
....: لآيكثـر , يلآ قومي
إرتفع حآجبهآ الأيسر بـ حده: وتعرفين تتأمرين بعـد !

إلتفتت لهآ مطبقه فمهآ بغيظ: شفيك إنتي ! وشهي مشكلتك ! إنتي فآضيه وأنآ حدي مستآنسه وأبي أتزين
ريتآج: وأحد يتزين بهآلوقت وبدون دآعي !! آقوول يلآ مِنّـآك
....: شفيهآ ! إنتي دوم تتزينين بدون دآعي

لوت فمهآ بـ إمتعآض معقبه بـ تحسف: هذي أنآ .. أمآ إنتي غريبه .... وين بتطلعين إن شآلله ؟!
أعرضت عنهآ مرجعه رآسهآ لـلورآء مغمضه عيونهآ بـ انتشآء فآرده ذرآعيهآ برآحه مجآوبتهآ بـ نعومه: بطلـــع لـ عشّ الزوجيّــه
طيرت عيونهآ فآتحه فمهآ كنآية عن إشمئزآزهآ وإستثآرتهآ القيئ: آلحمدلله آلذي عآفآنآ ....... آقوووول طسي برآ يلآ مآلي خلقك

ضمت يديهآ مآبين فخذيهآ تنآظرهآ بـ إستعطآف وتوسل: حرآم عليك يآريتآ تكسرين بخآطري وأنآ مستآنسه
رفعت سبآبتهآ اليمنى بـ تحذير: لآتقولين ذآ الإسم المخيس , إسمي ريتآج مآهوب زفت ريتـآ
أعقدت حآجبيهآ مستنكره لحدة اللهجه إللي تكلمهآ فيهآ واستثآرتهآ البآلغه من مجرد إسم مختصر !
....: وشبـه ريتـآ ؟!

ضربت بيديهآ أعلى وركيهآ مصدره طرقعه مسموعه: يآمثبت العقل والدين يآرب .... إنتي مآتفهمين ! قلت مآبي أسمع ذآ الإسم

إرتفعوآ حآجبيهآ لآويه فمهآ المطبق يسره للحظآت ومآسرع مآتبدلت ملآمحهآ الإستفهآميه بتجآهل معرضه عنهآ تنآظر إنعكآس شكلهآ بـ المرآيه: إيه مآعليه , يلآ قومي زيني وجهـي .. أبي أحط مكيآج ثقيييييييل , أبي شكلي يتغير تمآماً , يلآ ريتآج تكفين ترآ أول مره أطلبط بدون لآ تتلقفين إنتي
ضيقت عيونهآ مستفهمه بـ تشكك: صيته إنتي من جدك مستآنسه ؟!
جآوبتهآ وهي تفرك وجنتيهآ بآلمرطب: إيه مستآنسه ليش مآ أستآنس يعنـي ؟

لوت فمهآ المطبق يمنه بتفكير خآفضه بصرهآ للأرض: يعني كيف كذآ تستآنسين من خبر زوآجك بوآحد مآتعرفينه ولآ إنتي أهم شيّ عندك الزوآج وخلآص !!! مدري صرآحه وش تحسين فيه

....: ومن قآل إني مآ أعرفه ؟ أصلاً مآستآنست إلآ لأني أعرفه .. – إلتفتت لهآ مُردفه بـ إبتسآمه – مآني مصدقه وآلله ! عآآصــــــــم !!
تحسست وجنتيهآ إللي أحست بـ إنبعآث الحرآره منهم: شلون يعني للحين مآنيب مستوعبه ! ذآ كآن بصوووب وأنآ بـ صوبن ثآنـي , وش إللي طرآله الحين يبي يرتبط فينـي

ضيقت عيونهآ بـ مكر سآئلتهآ بـ إرتيآب: صيتووووه
إنفغر فمهآ ببلآهه موسعه عيونهآ وقد إمتلآ وجههآ إستفهآم وعجب !
الإستفهآم إللي أوضحت ريتآج قصدهآ منه بـ لعآنه: إنتي في شيّ بينك وبين عصــآم ذآ مدري عآصم !
انعفس وجههآ بـ إستنكآر هآمسه بـ دهشه: وشــــوووو !!!
قوست فمهآ بلآمبآلآه ممدده على جآنبهآ الأيسر مسنده رآسهآ بوسط رآحتهآ اليسرى: إللي سمعتيه .. فيه وحده يكون طآير عقلهآ هآلقد بس من خآطب مآتدري منهو

قطت إسفنجة توزيع البآودر من يدهآ بقهر قبل تجآوبهآ بـ إندفآع: ريحي نفسك ونظفي مخك , مآفي بيني وبينه شيّ , ومستآنسه لأني أبدّ مآكنت متوقعه هآلشيّ يصير لي .. رفض ورآ رفض مدري وشهو العيب إللي فيني لذي الدرجه
إستقعدت من فورهآ عآقده حآجبيهآ بـ إستغرآب من إندفآع صيته وحموّهآ بـ التبرير .. زآد إستغرآبهآ من لمعة دموعهآ الحزينه المعلقه بمحجريهآ .. تقآوم مآتنهآر وتبكـي !

....: صيته شفيك ! وأي رفض تقصدين ! مغير ذآك رجل الكهف وأشوى إنه رفض مدري وينه عقلك أصلاً يوم إنك وآفقتي .. عآدي مغير تجربة رفض وحده وكلنآ معرضين يصير لنآ هآلشيّ

كورت قبضتيهآ بمقآومه تكبح جموح إنهيآرهآ .. آخر همهآ ذآك المسمى رجل الكهـف ..
صآحب أكبر ضربـه بحيآتهآ كآن ذآك الطبيب شديد الوسآمه مُفرط الجآذبيـه .. مآكآنت غلطته أبدّ ..
الغلطه كآنت منهآ بتمآديهآ فـ أحلآم يقظتهآ إللي صحت منهآ على إرتطآم قوي وعنيف أردآهآ من سآبع سمآ لـ سآبع الأرض .. سحقهآ لحد مآتسآوت بـ الترآب !

رفعت ذقنهآ بتكآبر مُدعيّه القوّه: قصدي إن عآصم طآلبني لأنه رآضي فينـي .. عآرف وشهو شكلـي , وشهي أطبآعي وشخصيتي .. وذآ أزين شيّ يكون الشخص مآخذك وهو دآري عنك فآنت منتب بحآجه تتصنع لترضيـه

رفعت حآجبهآ الأيسر ولسآنه يتحرك بفمهآ , شيّ بكلآم صيته غير مقنـع !
....: مو بآلضروره ترضين فيه يآصيته لمجرد إنه رآضي فيك !
....: إنتي شقصدك ؟!!

قوست فمهآ ببديهيه مجآوبتهآ: يعنــي .. هو مآسوّآ فيك معروف وإنتي بموآفقتك عليه تشكرينه ..
وقفت بـ عصبيه ضآربه رجلهآ بـ الأرض: أنآ موآفقـه عليه لأني أبيـه , ولأنــــه عآجبني وأنآ ................ – شهقت نفس عميق مخنوق ومكبوت , أردفته بـ وهن نبرتهآ المرتجفه – وأنـآ ....... أنآ رآضيــه فيـه

....: وليش لهآلدرجه ضعيفه ومهزوزه ؟ صيتـه ملآحظه شكلك ! إنتي قآعده تبكيـن !!!!


/
/
/



مددت أطرآفهآ بتكآسل مُتثآئبه ليوصلهآ صوت إللي جآورتهآ بـ الجلسه تفصفص فزدقهآ قبآل مسلسلهآ الهِندي ..
....: تونآ العصـر تبين النـوم
....: مدري شفيني صآيره كسوله , مآفيه شيّ ينشطنـي
....: بس خلي عُديّ يرد هآلشغآلآت وإنتي بتلقين إمية شغله تشغلك

بققت عيونهآ شآهقه بـ إستهبآل رآفضه: لآآآآآآ لآآآ , بسكت بسكت – لجمت فمهآ بـ كلآ رآحتيهآ لتضحك الثآنيه عليهآ هآزه رآسهآ نفياً بِـ قلة حيله من تصرفآت هآلطفله وردود أفعآلهآ العفويّه البريئه الضآحكه - !
....: هآ متى بتروحين لبنت خآلتك ؟!

كشرت مبوزه بـ إستيآء خآفضه بصرهآ بـ تفكير محتآره: مدري يمّه , من أول قآعده أدق عليه ومآيرد ...
....: شدي حيلك شويّ عآد أبيك تحملين مثل بنت خآلتك , نبي بزر صغيـر
صفقت بيدينهآ موسعه عيونهآ لآخرهم مبتسمه: يآربي , حوريّه حآمل , مآني مصدّقه متى أشوف بطنهآ منتفخ ههههه عجزت أتخيل

تحسست وركهآ بـ حُبّ مُعقبه دعوتهآ بـ حنآن دآفئ صآدق , مُتلهف , مُتأمل .. رآجـي .... وبآلقوّه: آلله يرزقك يآنسمـه يآبنت هيّآ السوآط , جعلك تحققين مُنآك ومُنآي
شدت فمهآ المُطبق بـ إبتسآمة إمتنآن , مآقدرت تعقب من بعدهآ .. لتردف هي: خلآص قومي تجهزي روحي لهآ وأنآ بعلمـه .. وهو أكيد بيشوف إتصآلآتك عليه
لوت فمهآ بـ ضيق تنآظر الأرض بـ حِيره , بصوت خفيض هآمس وكأنهآ تكلّم نفسهآ: لآزم آخذ منه الإذن ولآ بيقتلنـي , مآنيب نآقصه هوآش معه

....: ههههه وإحنآ كل يوم كذآ لآزم نسمع أصوآت هوآشكم !
....: وآلله يمّه هذآ من عُديّ بسم آلله مدري شفيـه يخآنق ذبآب وجهه ههههه أقولك سرّ .. مدري بس أحسّه يطلع حلو وهو معصـب , يعجبني شكله هههههه
ضربتهآ أعلى وركهآ الأيسر ضآحكه: ههههه أجل شكلك إنتي إللي تحرينّـه
هزت رآسهآ بسرعه نآفيه: لآآآآآ , وقسسـم .. بس هو إللي عصبي عليّ مع إني أشوفه معك دآيم رآيـق ومبتسم , إشمعنـى ؟!!!

ملست شعرهآ قآصده إرضآءهآ , تدري عن جروحهآ بسبب معآملة ولدهآ القآسيه لهآ .. تتم هآلبنت بقلب طفـل , تحآول جهدهآ لإرضآءه .. السبّـه كلهآ بـ ولدهآ إللي مآيعجبـه العجـب ! كمّل وغطآ إن كآن هآلعجب من هآللي أبدّ مآهيب عآجبتـه !!

....: معليش نسوم تحمليّه شويّ , دآيم فترة أول الزوآج بين أي إثنين فيهآ مشآكل وعلى أتفه الأسبآب مهمآ كآنوآ متفآهمين والسبب إنهم توهم مآتأقلموآ على النمط الحيآتي الجديد لهم , تلقين كل وآحد متمسك بـ عآدآته وسلوكيآته مثل مآكآن قبل الزوآج نآسي إنه الحين صآر له شريك يشآركه هآلحيآه وهو بعد له أنمآط وسلوكيآت مختلفه فـ شلون يتشآركون حيآه وحده وهم مختلفين .. هذآ هو سبب المشآكل إن كل وآحد يحآول يفرض أطبآعه هو لأجل يطبّع الثآني بـ طبعه .. الثآني بعد مو بسهوله يتقبل هآلشيّ , لأنه طول عمره هذي هي ممآرسآته فـ مو بظرف يوم وليله كل شيّ بلمح البصر كذآ يتغير ومن هنآ تجي المشآكل بـ أول أيآم أو شهـور أو حتى سنوآت لين تهدآ الأوضآع وأخيراً تلقين وآحد فعلاً قدر الثآني إنه ينمطـه ويصر مثلـه يتشآركون نفس الأشيآء بنفس الطبآع والعآدآت ...

....: بس عُديّ يمّه يبيني أغير كل شيّ فيني بيوم وآحد , يعطي أوآمره طق طق طق طق طق ورآ بعض ولآزم أنفذ ... أنآ مآعندي مآنع أكون مثل مآهو يبي بس محتآجه وقت , إذآ نفذت شيّ تلقيني أنسى الثآني , عُدي مثلاً يغفر لي هآلشيّ ؟! أو إنه ينآظر للشيّ إللي أنآ نفذته ؟! لآآآ .. تلقينه مآيلتفت للي سويته ويهآوش على إللي مآسويته ... مره قآسي عليّآ

....: معليش حبيبـ ............ – إنتفض جسدهآ بآتره كلمتهآ قبل تمآمهآ موسعه عيونهآ بـ إرتعآب من صفقة البآب القويّه تلتهآ دخوله العآصف غضـب مآيشوف قدآمه إلآ السلّم المؤدي للطآبق الثآني سآفههم حتى بـ مجرد السلآم ! –

تعلقت عيونهم الموسعه بـ تفآجئ متشآبكة نظرآتهم متسآوية المعنى بـ العجب والإستغرآب لتقطع آللحظـه الصآمته بـ همسهآ الخفيض: شفيـه يمّـه !!! مآهوب وقت نهآية دوآمه !!
قوست فمهآ مآتدري معقبه بـ حثّ طآلبتهآ: قومي يمّه نسمه إطلعي له شوفي علآمـه ...
....: طيب تعآلي معـي

هزت رآسهآ نفياً بـ فمّ مطبق مُردفه بـ هدوء: لآء , إتعلمي إنتي شلون تحتوين زوجك وتتفآهمين معـه ... إطلعي بروحك
لوت فمهآ بتفكير , فآيتهآ من سلوكيآت التعآمل الشيّ الكثيـر .. شلون أمهآ مآعلمتهآ كل هآلوآجبآت , قعدتهآ بهآلبيت كآنت بمثآبة شهور تربويّـه لتقويم سلوكيآتهآ وتحسين تصرفآتهآ !

رفعت طرحتهآ الشيفون فوق رآسهآ رآميه طرفهآ الأيمن على كتفهآ الأيسر مبتعده عنهآ صوب الدرج إللي بمجرد وصولهآ له تعآلى صوت التلفزيون بـ دبلجـه شآميّـه للمسلسـل الهنـدي !

بـ الطآبق الثآني ..

فتحت بآب غرفتهآ بـ يدّ متردده بآلعه ريقهآ بـ توتر مآتدري سببـه سآئلته بـ إسمه قآصده لفت إنتبآهه لوجودهآ: عُـــــديّ !!!
وصلتهآ نظره حـآده , غآضبـه , ثآئره ومستشيطـه ..
إنشدوآ كتفيهآ للخلف مصلبه ظهرهآ بـ إستقآمه متسمره مكآنهآ بلآ فعـل أو كلمـه !

برغم خوفهآ من حآلته الغآضبه الوآضحه الآ إن شيئ من الطمأنينه بقلبهآ كآن هو سبب تجرأهآ تسأله سؤآلهآ إللي تدري إنهآ على التأكيد مو السبب فيـه , آخر مره إجتمعوآ كآنت صبآحيّة اليوم قبل إنصرآفه لـ دوآمه .. كآن هآدئ الطبـع , مُستقِرّ النفسيّـه .. وكأنه عقد بـ قلبـه هُدنـة السلآم معهآ بآلفتره الحآليه إللي أعقبت وفآة أخوهآ وإللي كآنت السبب في شعورهآ بـ تقرب عُديّ منهآ مو بآلدرجـه إللي تتمآنهآ وترتجيهآ إلآ إنهآ تتم أفضل بمرآحـل كثيره من السآبـق !

....: شفيــك ؟!!
....: .............
مسحت جبينهآ الجآف مقتربه تجآهه إجبآراً لـ خطوآتهآ الثقيله الرآفضه إقترآبهآ منه وخصوصاً وهو على هيئته الغآضبه بـ كتمآن , سآكِنه بـ إرتيآب !
الشيّ إللي بآقي مآتعلمته عنه هو – وجوب – تركه على وضعه لحين هدوء أفكآره وإنضبآط أنفآسه ..
الشيّ إللي على الأغلب إنه مآيصير إلآ بـ إستحمآمه !

جلست جمبه على طرف السرير تنآظر الجآنب الأيسر من كآمله .. مقآبل بـ جلسته للدولآب إللي ثبتت أنظآره الحآده والمستشآطه غيظاً وقهراً على البآب النصفي له , مفرق مآبين سآقيه , كوعيه فوق ركبتيه , شآبك أصآبع يديـه !
....: صآر شيّ بـ المستشفى ؟!
....: ..............
....: عُــديّ !
....: ..............

دورت عيونهآ بـ تفكير خآنهآ مآتعرف شلون تتصرف ! هو فعلاً يدري عن وجودهآ معهآ وجلوسهآ بـ قربّـه , وهآلتجآهل مآهوب إلآ سفـه مُتعمـد أو إن الحدث إللي صآر أهم وأكبر فعلاً من إنه يصرف الجزء اليسير من تركيزه لسمآع أسئلتهآ وإللي تقولـه !

....: دقيت عليك كثير ليش مآرديت !
....: ..............
....: كنت أبي آخذ إذنك أروح لـ خآلتي , هي تعبآنه شويّ
....: ..............
....: تعرف إيش كمآن !!! حوريّـه طلعـت حآمـــل , مره إستآنست عشآنهآ وأبي أشوفهآ يآعُدي ............... إنت إيش إللي مضآيقك ؟!
....: ..............
....: ليش سآفهنـي !
....: ..............
تجرأت يدهآ المتمرده ممتده لذرآعه الأيسر معفطه قميصه الأبيض المشدود على ذرآعه العضلي: عُــديّ !

....: إطلعي برآ الحين يآنسمه
....: وليش أطلـع ؟
....: لأني أبي أتمّ بروحـي , إطلعــي
أطبقت فمهآ بـ إستيآء مكوره قبضتهآ بقهر , وقت مآتكرم يجآوبهآ جآهآ الجوآب بـ الطـرد !

سفهت طلبه جآلسه بنفس وضعيته قبآلهآ الدولآب ضآمه يديهآ مآبين فخذيهآ الملتصقين , بصرهآ مُخفض للأرض: إنت ليش يآعُدي كذآ ؟! ليش كل مآقتربنآ من بعض خطوه إنت بنفسك تبعدنآ خطوآت ؟ ليش يوم إنك تستآنس وينشرح صدرك أو يوم يضيق خلقك .... مآتشآركني ؟ مآني منتظره منك هآلشيّ تسويه بنفسك بس إللي أنتظره إني يوم أسألك فـ أنآ أبي أسمع منك جوآب مو ألقى بوجهي السفـه والتطنيش كني جمآد مآتكلم ولآنك مهتم فيه ! وإللي يقهر أمي ميثآء يوم تسألك نفس السؤآل , ليش مستآنس ولآ وشهو إللي مونسك ! ليش معصب أو من إيش ضآيق تجآوبهآ .. تشآركهآ إحسآسك وكل إللي يصير معك أو يمر عليك وأنآ صفـر على الشمآل , مآلي أي قيمـه ولآ وجود .. ليش أنآ بحيآتك ولآ شيّ بينمآ إنت بحيآتي كــــــل شــيّ !

شهقت مخآطهآ المُسآل دآخل خشمهآ قبل يتسرب مُكمله بنبره أرق وأهدى إنفعآلاً: ليش يآعُـديّ ! أنآ أحآول أتقبل معآملتك هذي وكل تصرفآتك بآلوقت إللي إنت كل مآلك تزآيد علـيّ , تزآيد وأنآ مآعآد فيني طآقه وآلله .. أحآول وأستحي من محآولآتي لأنهآ غبيّه ..... الحين وإنت معصب أقول لك إني مستآنسه لأن عرفت إن حوريّه صديقتي حآمـل .. قلت أبي أزور خآلتي لأنهآ مريضه تدري ليش مريضـه ؟ لأن نجـم إبنهآ إللي يكون أخو عُمـر خآلف رآيهآ وطوعهآ وصمم يتزوج ذيك إللي يبيهآ , وحده بـ أمريكآ ..... شفت سوآلفي شلون غبيّـه , كلهآ سوآلف دآريه إن مآلك دخل فيهآ ولآنك مهتم بس أنآ أحآول .. أحآول أتقرب منك ودآريه إنه مآفي شيّ يمنعك تسوي نفس الشيّ لأنك تقدر , وإني شفت هآلشيّ يوم طحت بـ الأرض وإنت ضميتني .. كنت مصدومه وأبكي من عرفت بموت أخوي سيف بس كنت حآسه فيـك , ويوم أغم علي بسبب قلة أكلي دآريه إنك إنت إللي حملتني على يدينك وطلعتني لغرفتنآ ومددتني على هآلسرير ... كنت حآسـه .. ومحآولتك إنك تستفزني لأجل بس آكــل والحكآيآت إللي تميت طول الليل تحكيهآ عنك وعن فرآس وعُمـر .. إنت تقــــدر .. تقدر يآعُـدي بس مآتبــي ومآنيب دآريه ليش مآتبــــي !! ليش هآلسـد إللي مصمم تخليـه حآجز بينآ ليــــــــــــــش !!


....: إطلعي برآ يآنسمـه
....: مآرح أطلع قبل تجآوبني , ليش !
....: إطلعي برآ الحين وبعدين نتفآهم
وقفت بعصبيه قبآله والدولآب من ورآهآ ضآربه رجلهآ بـ الأرض تصيح معترضه: مآرح أطلـــــــــــــع فآآآهـــــم .. مآرح أطلــــــــع
شهــق بـ عمق فآرك بآلقوّه منتصف جبينه برآحته اليمنى إستجدآءاً للثبآت الإنفعآلي والإنضبآط , سألهآ ببرود: وش إللي تبينـــه !!!

رقت نبرتهآ الرفيعه بـ وهن وضح فيه إهتزآزآت أحبآلهآ قبل إنهيآرهآ بـ البكآء ..: أبي تكون علآقتنآ طبيعيـه , زوج وزوجـه طبيعيين مثل أي زوجيـن .. مثل طلآل أخوي ومرته مرآم .. أو أحمد وشروق .. حوريّه من أول كآنت رآفضه رآئف أخوي ولو أعلمك شلون تزوجهآ مآرح تصدق وشوفهآ الحين تموت عليـه وكل يوم طقآق وهوآش مع ضُرتهآ عشآنه ... وإهي إللي أقول لك إنهآ حآمـل , يآعُدي إنّآ علآقتنآ فيهآ شيّ غلط مدري مني أو منك بس أنآ أحآول أصحح وإنت لآآآآ .. كل مآلك تعقـد , كل حيآتنآ تعقيدآت .. حتى بآلوقت الوحيد إللي أحس فيه إنك قريب منـي صرت أكرهه ومآ أبيــه تدري متـــى ؟!!! يوم يجـي آلليل .. يوم تنآم معــي , يوم أحسّ بـ إستغلآلك لي , إني مو أكثر من مجرد شيّ تفرغ فيه حآجآتك وبـ الطقآق فـ حآجآتي أنآ .. مآبي هآلعلآقـــه , بنآقص هآلعشر دقآيق يآعُـدي مآنتب مُلزم تدري ليش ؟! لأنهآ شيّ زي عدمـه .. مآيحسسك بـ شيّ ولآ يحسسني بـ شيّ .. تسألني وش إللي أبيه وأنآ دآريه إنك مآتقدر عليـه .. أبي أكــــون قريبــــه منــك يآعُـــدي .. أبي معــك علآقـه حقيقـيه كآملـــــــــــــه , علآقه كآمله تخلينـي ممكن أحمل منـك , تخلينـي أقدر أحقق إللي أمك كل يوم تعيده وتزيده علـي .. ودي أقولهآ الذمب مو ذمبـي شوفي ولدك وش إللي يسويّـه ... بـ عشر دقآيق يبدآ وينتهـي يبتعـد عنـي بكيفـه قبل فعلاً تصير علآقه كآمله لأنه مآيبي هآلشيّ , مآيبيني أحمـل منـه ولآ هو يبي العيآل .. أبيك تنزل تعلمهآ إن حيآتنآ الفآشله هذي سببهآ هو إنت مو أنـــآ .. مثل مآتعلمهآ كل شيّ إنزل علمهــآ هآلشيّ .. خليـك رجّـــــــــــآل وعلمهـــــآ


على طآري الرجوله إللي كل مآلهآ هآلطفلـه تهيـن فيهآ وتنتقـص ..
وقف وعيونه قآدحـه بـ الشرر , تتهمـه بـ إنه السبب في الفشـل في حين إنهآ هي المتسبب الأول والرئيسي بهآلفشـل !

طلع صوته مخنوق , غصّه بحلقـه مآنعه الحروف من التكوّن والكلمآت من الظهور ..
....: أنآ فعلاً مو رجّـآل , لأني لو صدق رجّآل مآكآن تزوجتك , مآكآن خليت طفله مُرآهقه إهي إللي تفرض نفسهآ عليّ وتجبرني عليهآ .. أنآ فعلاً مو رجّآل ولآ رح أكون رجّآل قبل مآتطلعيـن إنتي من حيآتي بكبرهآ .. بسببك قآعد أخســـر واليـوم خســـــرت كــل شــيّ , آللـــــــه يلعنـــهآ آلسآعــــه إللي شفتينــي فيهـــــآ يآبنــــــــــت شبيـــــب وحسبـــــي آلله عليـــــــك

تجعد وجههآ بملآمح البكآء المكبوت معفطه ملآبسهآ من منتصف صدرهآ ملتصقه بآلدولآب من ورآهآ: ليــش يآعُـــديّ !!! ليــش أنآ وآلله أحبـــك

إعتصر ملآبسهآ بقبضة يمنآه القآسيه مُعقب من بين أسنآنه بقهر: تحبينـــي وتزوجتينــي وآلحين تبيــن تحمليــن .. حُبك لي هذآ بكيفـك , وزوآجك مني بعـد صآر بكيفك .. أمآ حملـك هذآ فهـو آلشيّ إللي رح يصير أو مآيصير بكيفــــي أنــآ ... وأبيــك تنسينـــه

تفرقت أصآبع قبضته فآك ملآبسهآ موليهآ ظهره بـ جمود قآصد الحمّآم مكمل بـ طريقه: بآلغصب متحمل بـزر يجيني بـزر ثآنـي .. صيري إنضجي بـ الأول وإعرفي ليش العآلم يجيبون العيآل – إلتفت لهآ رآمقهآ بـ نظره مشمئزه مُردف – الأكيد إنه مو عشآن يصيروآ زي اصدقآءهم إللي حملوآ ويبون يقلدونهم !

علت نبرتهآ بزمجره صآرخه: أنآ مـــــو بـــــــزر , ونآضجـــه , وأقدر أحمـل وأجيب عيـآل ورغبتـي هذي لأجل أمــــك ميثــآ , أمك إللي كل أملهآ فيك وفينـي نعبي لهآ هآلبيت عيـــآل .. أنآ مآفينـــــي نقـــص , العيـــب كـلّــــه منـــك إنــــت يآعُــديّ ... فآهــــــم !!!

لمعت عيونه الصفرآء رآمقهآ بـ توعـد مآ أنذر إلآ عن الشطـر المستطير .. كبت شهـور طويلــه حآن الوقت لإفرآغـــه ..
كل إللي كآن بـ حآجته هو الهـدوء , الموضوع بـ كبره مسألة وقت يقدر فيهآ يعتآد ألم الطعنه إللي سددهآ له ذآك المسمـى عآصـم بـ المستشفـى ..
شلون تجرأ ! من بين كل الإنآث مآتطيح عيونه إلآ على أنثآه ..

بركآن يحس بغليآنه محرق جوفـه , فكرة إرتبآط صيتـه بـ غيره موجعـه .. هذآ وإهو إللي كآن يرسم مخططآته لأجل يآخذهآ , لأجل تكون حلآله هو وملكـه ...... زوجـه ثآنيـه !
شلون الحين بتكون لغيره زوجه أولى !
شلون عوآطف قلبهآ تكون لغيره , وشلون ملمس جسدهآ يحسّه غيـره !
وشلون الشيّ - البعيـد – عنه .. له هآلقدر المفجـع والموجِـع من الجآذبيّـه !
القدر إللي يزدآد لحد التسبب بوجـع نفسي , سلبـي , ومؤثـر كل مآزآد إبتعآده , كل مآصعُـب الحصول عليه .... وكل مآصآر مُستحيــل إمتلآكـه !

بـ ثوره عميآء غآضبـه فكّ أزرآر قميصـه رآميه بقوّه موقع - قدميهآ - مقبل صوبهآ ببرود ألجم كل ردود أفعآلهآ لتبقى شآخصه ببصرهآ في ذُعر وإرتعـآب ...
أرسلت لهآ نظرآته الحآقده التنبيـه بـ الألـم ... والوعيـد بـ العذآب والوجـع ..

....: مآني رجّآل هآ ! أنآ إللي فينـي العيب والنقـص ! تبين علآقـه كآملـه يآنسمــه ؟!!! تبيــن تحمليـــن ؟!!! ........... أبشــــــري

....: لآ يآعُــديّ
بسطت رآحتيهآ بوسط صدره الوآسع مفرقه أصآبعهآ بقوّة دفع وآهنه تمنع إقترآبه منهـآ ... تمنـع إلتصآقه فيهـآ ...
مآ أحست من بعدهآ إلآ بـ أول نغزه من الألم سببهآ إرتطآم جسدهآ العنيف وبقوّه بـ السرير من تحتهآ وإللي أحست إنه أسفلـت قآسي , مو مجرد مرتبـه طريّـه !

الألــم إللي كآن أهـون بكثيـر من – سآعــة – الألــم المستمره , دون توقف , وبِلآ رحمـه ..
سآعـه من إستبآحـة جسدهآ بـ بدآئيـه , بـ وحشيّـه .. بـ قسوه ... وبـ عُنــف ...
سآعـه من آلآم الجحيـم !
سآعـه من عذآبآت جهنـم !


/
/


أوقف كرسيهآ المتحرك أمآم مكتبه ملتف من ورآهآ لـ ورآء المكتب وعيونهآ تترقبـه بـ تفحـصّ وإهتمآم ...
إنقبآضه بـ قلبهآ من طآري الجملة ذآت الكلمتين – تعآلي أبيـك - !
التلعت ريقهآ والقلق كل مآله يفتك فيهآ مُبقي على ذرآت صبرهآ بـ الإنتظآر .. تشوفه مُشتت يدور الشيّ إللي تحديداً يبيـه ومآهوب محصلّـه ..

الشيّ إللي تقريباً قدر يتنآوله بعدمآ لمحت إبتسآمته القصيره بوجهه مُستقِر التعآبير هآدئ الملآمح ..
ظروف ورقي كبير بلونه – البيج – التقليدي ..
إبتعد عن مكآنه الخآص على كرسيه ورآء المكتب جآلس على وآحد من الكرآسي المقآبله لبعضهآ قبآل مكتبه فآصل بينهم طآوله زجآجيّه صغيرة الحجم دورآنيّة الشكل بـ حوآف نيكليّه ..

....: تعآلي ميسم .. إقربـي
بـ إنقيآد صآمت إمتثلت لـ طلبه محركه كرسيهآ الخطوآت القصيره وصولاً له بملآمح مستفهمه وعيونهآ على المظروف الورقي بين يديه سآئله بـ فضول: وشهـــو ؟!!

....: إذآ طلبتك , بتنفذيـن !
إحتدت نظرآتهآ بـ تخوّف من وقع الجملـه وإرتيآب من ورآء المقصـد !
....: بتنفذين أو لآ ؟!
....: إيش الموضوع يآ وآئل !
....: لآتخآفين , أبي أعرف بس توثقين فيني أو لآ
....: إنت زوجي , طبعاً وآثقه فيك
....: صفتي زوجك مو كآفيه تخليك توثقين فيني وتنفذين إلي أبيه بدون منآقشه !

إنخفض بصرهآ للظرف تنآظره بفرآغ نظرتهآ من أي معنـى .. كآنت لحظآت معدوده من التفكير , أردفت من بعدهآ بـ هدوء وبآقي بصرهآ منخفض: لأنك كلـي يآوآئـل , كل شيّ بحيآتي إهو إنت ... إنت ولد عمّي بـ الأول .. إنت أبوي وأخوي إللي ثنينهم أنآ فآقدتهم .. إنت صديقـي من أول مآجيت هآلبيت .. إنت إللي صرت حبيبـي ثم صرت بـ الأخير زوجـي ... كل الصفآت لك وحدك يآوآئل , إنت كلّ شيّ مو بس زوجـي وأنآ وآثقه فيـك .. وآثقه فيك الثقـه العميآ إللي تخلينـي أقـول تـمّ لطلبـك وأنآ مدري وشهـو ...
إرتفع نظرهآ المُدمع لعيونه البآسمه هآمسه بـ حُزن غير مُبرر: آمـر يآوآئــل .. وشهو إللي تبيـه !

بسط رآحة يمنآه فوق رآسهآ من المنتصف وإبتسآمة رضآ بمحيّآه البآسم كآنت كآفيه وكفيله لبعث الرآحه بـ نفسهآ والإطمئنآن لقلبهآ سآئله بـ خفوت فضولي وعيونهآ صوب الظرف مُركزّه وبِشدّه: وش إللي بـ الدآخـل ؟!!

....: بـ الدآخـل موآفقـه .. تدرين موآفقه على إيش ومن ميـن ؟!
ميسم: ...........
وآئل: موآفقه على إجرآء عمليّة علآجيّـه , علآج شللك النصفـي هـذآ .. بـ ألمآنيـآ , هذي الموآفقه من الأطبآء بين يدينـي , وأنآ موآفـق ... إنتي موآفقـه ؟!
ثبتت عيونهآ على الظرف النظره بلآ معنـى ! لثوآني , لحظآت ... ودقآئق ..
إحترم سكونهآ وصمتهآ ..

الصمت النآتـج عن تحليل عميق للي توّهآ وسمعته .. إحترم الدهشّه إللي أبطأت من إدرآكهآ للإستيعآب ... إحترم تفكيرهآ في كل الظنون العآصفـه بـ دوآخلهآ وكأنه مسبقاً على عِلم بهـآ !

....: قبل تجآوبي أبيك تعرفين شيّ وآحد , مآسعيت بهآلموضوع إلآ لأجلك إنتي يآميسم مو لأجلـي .. إنتي إنسآنه كآملـه وهآللي صآر لك هو حدث عرضـي , بحثي في الموضوع هو فضول مني أبي أعرف هل لحآلتك هذي علآج أو لآ والصدمـه هو الجوآب .. الجوآب إنه فعلاً فيه علآج وبسيـط وممكن وكآن من أول لآزم يصيـر , من قبل حتى تحسيّن إنك فعلاً مشلوله .. أنآ مستغرب ! عمـي فيصل مآشآلله رزقـه وآسـع وش إللي منعـه يسوي لك هآلعمليّه بـ وقت الحآدث نفسه من ثلآث سنوآت ! وإنتي نفسك ليش مآسعيتي لهآلشيّ ! ليش يآميسم ! توني إكتشفت إن عجزك مآهوب بـ رجولك إللي مآتشيلك .. عجزك بـ سلبيتك وضعفك , عجزك عجز فكري , ونفسي ... ليش إنتي بآئسـه ومستسلمـه ! ليش مآهمّك نفسـك !

أخفضت رآسهآ توآري الكتل الدمعيّه المتلألأه للحظآت صآمته قبل تجآوبه بشيئ من الحزن والأسى ..... والإستسلآم ..
....: أبوي ولي أمري المسئول عني مآهتم ... وشهي حيلتي من بعد أبوي يآوآئل !

أنزل الملف من يده على الطآوله الزجآجيّه قدآمه محتضن يديهآ الثنين بيدن يديّه مشدد على أصآبعهآ قآصد لفت إنتبآههآ: أنآ الحين إللي ولي أمرك .. وأنآ المسئول عنك .. وحيلك معـي دوم مشدود مآلـه هـدّ , إنتي أصلاً إللي تهدين حيلي تعبتيني يآبنت إنتي مآتحسيّن ؟
....: ههههه وش ذآ الكلآم عآد !!

شدّ يديهآ عليه بعدمآ أحسّ بـ إحرآجهآ ورغبتهآ القويّه في الإبتعآد عنه من سحبهآ ليديهآ: حقيقه ولآ مو حقيقـه ؟! كل شوي تبين ترقصين وأنآ مآبيدي حيلـه أشيلك وألف فيك لين تكسروآ ذرآعيني وإنتي متينـه وأنآ ضعيف مسكين
....: ههههه وآآئل خلآص
....: لحظه فيه الأقوى , أتعب معك كل يوم .............. الليــل .. وإنتي أبدّ مآتسآعديني
هنآ ووصل بهآ الخجل أقصآه .. فكت يديهآ بآلقوّه دآفسه وجههآ المنصهر حرج بين كفيهآ ضآحكه: هههههه الكلآم هذآ قلة أدب يآوآئل عيب عليك إستحـي
....: يآشيخه عيب عليك إنتي , فيه زوجه مآتسآعد زوجهآ كذآ ! ولآ إنتي عجبك الوضع يعني وإللي يصير كل يوم وإنتي مآلك دخل فيه !

لطمت وجههآ المخبى بيديهآ تصيح قآصده التخفيف من حرآرة الخجل وحرقته , هي مغير تضحك على تلميحآته الجريئه وهو كل مآله يتمآدى والأدهـى إنه يدعـي حنقه من الموضوع وضيقـه .... " وآئل يـ اللعيــــن ! "

....: خلآص إسكــــت
....: خلآص بتسويّن العمليّه غصب , ترآ مآعآد فينـي

شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه تحآول جآهده لإخفآءهآ معقبه بـ إدعآء لـ نفآذ صبرهآ وإستسلآمهآ: خلآص طيب , سوي إللي تبيـه
....: إللي أبيه هذآ مآرح أسويّه إلآ إذآ إنتي بعـد تبيـنه ! تبيـن ولآ مآتبيـن
أومأت رآسهآ إيجآباً مجآوبته بـ هدوء: أبـي
....: وش إللي تبينـه !
....: أبي إللي إنت تبيـه

إرتفع حآجبه الأيمن بـ تعجب سآئلهآ بـ إستفهآم: وإنتي تدرين وشهو إللي أبيـه ؟!
توسعت عيونهآ بـ بلآهه هآزه رآسهآ إيجآباً آللحظه إللي وقف هو عن كرسيه فآك أول رزّ من أزرآر ثوبه: أجل يلآ تعآلي دآخل
إرتفع بصرهآ لمستوآه سآئله بـ سذآجه: دآخل ويـن ؟!!!

....: مو قلتي إنك تبين إللي أبيـه ! وإنك الحين تدرين وشهو إللي أنآ أبيـه ! وإللي أنآ أبيه بـ الظبط أدخل دآخل معك لغرفتنآ .......... لسريرنآ
إنفغر فمهآ لـ آخره مبققه عيونهآ بـ تعبير أبله ليحركهآ هو من كرسيهآ ضآحك: ههههه سفرنآ لـ ألمآنيآ إن شآلله بعد أربع أيآم , خليني أتعب لأجلك آخر أربع أيآم , لأن من بعدهآ يآحلوه إنتي إللي بيطلـع عينك وأنآ بقعد ملك زمآني أرتآح لي شوي

....: لحظـــــــــآآآآآآه
وقفت حركة كرسيهآ مفرمله العجلآت بعدمآ أطلقت صيحتهآ وهو بعده يضحك لتردف هي بعصبيّه مغتآظه: وش التفكير هذآ إن شآلله ! تفهم بمزآجك إنت ؟!! أنآ قصدي أبي إللي تبيه ع أسآس إن إللي تبيه إهو العمليـه مو إنك ترقد بفرآشك ! أقول وخر عنـي ...... مآعندك سآلفه
....: ههههه شفيك يآلخفوق معصبـه , ترآ أمزح معك

قلبت عيونهآ بـ إشمئزآز سآفهته محركه كرسيهآ صوب البآب السوكريتي للمكتب ليلحقهآ هو موقف ورآهآ وبآقي صوته يوصلهآ ضآحك: هههههه فديت المعصبيّـن يخفق لهم القلب خفـق .........
....: ليتك تسكـت

....: خلآص بسكت بس بمشي معك للبيت نعلم أبوي وأمي عن الموضوع , هآآ شرآيك !
ردت وقلبت عيونهآ منعفس وجههآ بـ إستيآء قبل تجآوبه بـ لويـة فمّ مطبق إمتعآضاً: آوكـــي ...........


/
/

حلم الحياه 17-08-16 11:36 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/

من المطبـخ طلعوآ ثنينهم لآحق هو خطوآتهآ المتأنيه بـ نفس التأني لآعق أصآبعه من العسـل المسآل بسبب قطعة البسبوسـه إللي توّه وأنهآهآ ..
تتقدمـه حآمله الصينيـه العريضـه والمترآص عليهآ كآسآت الشآهي الزجآجيّه الصغيره وفنآجيل القهوهـ , ترمسين بلآستيك وصحـن حلويّآت شرقيّـه متعدده الأصنآف ...

....: صآبنآ الهمّ يآبو وآئل , شآلحلّ مع هآلبنآت قهرونآ ولوّعـوآ قلوبنآ
....: آلله لآيجيب همٍ ولآ كدر , أعرف تغريد زيـن وإنتي تعرفينهآ ... طيبه ومآتشيل بقلبهآ ومآظنتي بيصير هآلطلآق , أمآ دآرين فآلله حسيبهآ .. آدعي لهآ ...

....: بـــس !! بس ذآ إللي قدرت عليـه !! دآرين آلله حسيبهآ وندعي لهآ ؟ وش إللي تبينآ إن شآلله ندعي لهآ فيـه ؟!!
لوت فمهآ بـ إستيآء مشدده من مسكتهآ لمقبضي الصينيه إللي أول مآرفعت عيونهآ المغتآظه من عليهآ إلآ وتطيـح على الثنآئي إللي دخل من البوآبـه العريضـه للمدخل الدآخلي ...

....: حيآلله وآئل ... تعآلي يوبـه – قآل الأخيره بـ إبتسآمه لـ ميسم إللي أقبلت صوبه مقبله يمنآه القبله الخآطفه لأنه سحب يده بسرعه عآتب عليهآ بـ نظرآت لوّآمّه – لآ يبـه , كمّ مره قلت لك لآتسوينهآ !
طيرت عيونهآ بتأفف مشدده على مقبضي الصينيّه بقهـر , أبداً منهآ بحآله نفسيه تسمح لهآ آلحين تشوف هآلملآمح المثيره لحنقهآ وإمتعآضهآ أقصــآه !

الشيئ المزعـج لهآ حدّ الإستشآطه هو المعآمله الحآنيه اللينـه إللي يعآمل فيهآ زوجهآ وولدهآ الوحيد هذي – المعآقـه - , شيئ من الغيـره بقلبهـآ !
إرتفع حآجبهآ بـ ضيق ترمق ولدهآ إللي تكلّم مبتسم من موقعهآ جمب النآفوره الجبسيّه المُفعّلّـه يتدفق منهآ مآءهآ بآعث رآئحـة زكيّه بمدخل الفيلآ بسبب الورود الطبيعيّه المبلله والمنثوره على سطحهآ ...

....: نبي نعلمكم أنآ وميسم إللي نوينآ عليه إن شآلله

أعقد حآجبيه بـ خِفّه مُعقب لـ ولده بـ إبتسآمه قصيره بآهته مستفهم: خيـر !
تشآبكت أنظآره مع ميسم مبتسمين , آللحظه إللي قطعت فيهآ ميسم آللحظه الحرجه بـ النسبه لهآ تحت ترقب أنظآر عمهآ وزوجتـه الفآحصه لهم بـ إنتظآر سمآع الخبـر , نفسهآ اللحظه إللي أردف فيهآ وآئل: خير إن شآلله يبـه .. أنآ وميسم إن شآلله مسآفرين ألمآنيآ بعد كمّ يوم

....: هــــه , توكم تذكرتوآ شهر العسـل ! كم لكم متزوجيـن ولآ إنتم مآهمكم شيّ بهآلحيآه على كيفكم تسآفرون وتردون كذآ بـ أيّ وقت !
إرتفع حآجب وآئل بـ إستنكآر للهجة أمـه المغتآظه بلآ تبرير !

أعقب من بعدهآ بـ جفآء متعمد قآصد تصحيح المقصد: أنآ وميسم مسآفرين لأنهآ إن شآلله بتخضع لعمليّه عسى إنهآ تنجح وتقدر توقف وتمشي على رجولهآ من جديد .... ثآني شيّ وش إللي بيهمنآ يعني إن بغينآ نطلع شهر عسل لو كلّ شهـر ؟! لو إنه مو على كيفنآ يمّـه على كيف منو أجـل ؟!!!

جفآء اللهجـه وحدتهآ يظهر إن وقعـه أخفّ عليهم من وقع إللي سمعوه ثنينآتهم كآسيهم الذهول ليُعقب وآئل بعدمآ أعرض عن أمه لـ أبوه ..
....: من فتره يبـه وأنآ أسعى بـ الموضوع ومن فتره خذيت الموآفقه بعد أربع أيآم إن شآلله بنسآفر ..
بعدهآ ملآمح وجهه مأخوذه بـ الدهشـه إلآ إن إبتسآمه بآهته علت محيّآه هآمس بـ سعآده في طور الوضوح: مآشآلله .. يعني في أمــــل !

مآل بصره بـ إبتسآمه قصيره لذيك الجآلسه على كرسيهآ سألت عيونهآ نفس السؤآل يقرأ تلهفهآ لسمآع الجوآب ..
الجوآب إللي أردفه بـ هدوء متأمل مُتفآءل ... ومُرتجي: إن شآلله , قآلوآ إن إحتمآل علآجهآ من وقت الحآدث كآن أكيد , بعد ثلآث سنوآت أكيد بيوآجهوآ صعوبـه لكن إن شآلله إنه خير ... أنآ مُتفآءل
مسح أبوه على وجهه برآحة يمنآه بعدمآ أطلق زفرته عميقه متنهد برآحه: آآآآآآآهــ يآآرب , وأخيراً خبر يوسع الصدور ويشرحهآ ...

تنهيدة الإنتشآء من وقع الأخبآر الحسنه إللي فآرقتهم من مُده إللي مآ امدآهآ يتسع مدآهآ لأكثر من الثآنيتين ..
وكأنه مو قدر لهآ التمآم , أو إنهآ تتمّ مبتوره بهجتهآ بـ خبر ثآني تآبع لهآ أكثر أسى وإبتئآس قآصد تنغيـص اللحظـه !

إلتفتوآ أربعتهم لذيك الذآبلـه المُرهقـه , الحيّه عينـاً ميته روحـاً وقلباً ..
بـ نظره متسآوية السُرعه الرُبآعيه لـ جميعهم إنخفضت الأبصآر المُتفآجئه من وجودهآ لذيك الشنطـه سودآء اللون المُشآبهه لشنآط السفر مُستقره بـ جآنبهآ لتحتد نظرآتهم الرآفضـه تأكيد إللي وقع بـ نفوسهم من هيئتهآ الحزينه الكسيره بوضوع وتجلي رفضت ألسنتهم الإفصآح عنه لو بـ السؤآل لتجيبهم هـي بـ جمــود ,, وبـرود ..

كمآ الشبـح الرمآدي فآرغ الروح والإحسآس ... والملآمح ..

....: مآلــك طلقنـــــــي


/
/


مســآءاً ..
أفرغت من علب دوآئهآ حآجتهآ من – الحبوب – رآفعه كآس زجآجي شفّآف قآصده تعبئتـه مويـه ليقآطعهآ بدخوله زآفر بـ همّ مسموع: آآآهـ من أمّــك

إلتفتت عليه مستقره عيونهآ على الصينيّه كآملة المحتوى مآنقص منهآ شيّ سآئلته بـ تعجب: إيـه دآ !! بـردو مآ أكلتش حآقـه !!

شدّ فمه المطبق بـ أسى منزل الصينيه من يده على الطآوله الخشبيّه بـ المطبخ مجآوبهآ بـ - لهجه مصريّه سريعة التبدل والتقلب للسعوديّه - : بـ العآفيه شربت شويّه من الشوربـه
أخذت كوبهآ جآلسه قدآمه على وآحد من الكرآسي المحآوطه للطآوله: يعني وبعديـن ! هتموّت نفسهآ والأستآز أخوك أصلاً مش دآري عن حآقـه

مسح على كآمل وجهه برآحة يمنآه مسند ظهره بـ أريحيّه لظهر الكرسي ممدد سآقه اليمنى تحت الطآوله: مش عآرف , خلآص هو إتقـوز وإنتهينآ , إيه لزوم إللي أمّك بتعملـه دآ أنآآآ مش عآرف !
....: عآوزه أكلمـه .. عآوزه أشوف مِرآته
إتسعت عيونه معقب بـ تنبيه سريع: حسك عينك تكلميـه هنآ أو تقيبـي سيرته , لمآ تروحي بيتك كلميـه وشوفيه برآحتك
رفعت كتوفهآ مقوسه فمهآ برد عفوي بديهي قبل مآترفع يسرآهآ لفمهآ مبتلعه الحبوب بمسآعدة المويه: أنآ أصلاً هبآت هنآ كآم يوم , مش هروح

إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب سآئلهآ بـ إرتيآب: حبـوب إيه دي ؟!!
مآل فمهآ الصغير المطبق بـ إبتسآمه قصيره هآزه رآسهآ إيجآباً قآصده طمأنته: متخفـش , دي مقويّآت كتبتهآ ليّآ الدكتوره مش حآقه مُضِرّه بـ الحمل
إنفغر فمه إستيعآباً مُردف: أهـآآ .. طيب وإيه رأيك فـ دكتوره عبير ؟ مرتآحه معآهآ ؟
وكأنهآ تدآركت شيّ لتوهآ إلتفتت له معقبه بـ حمآسه وإندفآع: دي تعرفك أوي يآعُمـر .. لآآ والممرضّـه إللي معآهآ كمآن بتتكلم عنك كتير أوي وبيمدحو فيك

....: ههههه أكيد تعرفني مآ عيآدتهآ بـ نفس البرج حق عيآدتي , والممرضّه صيته هآلبنت بلسـم , كآنت تتدرب عندي بـ سنة إمتيآز التمريض حقتهآ
....: آآهـ , دي عسوله خآلص وعندهآ غمآزتين حلوين أوي بحب أشوفهآ وهي بتتكلم ههههه شكلهآ بيكون حلو مآشآء آلله

أومأ رآسه تأكيداً بـ إبتسآمه وقف من بعدهآ عن كرسيه ممدد أطرآفه بتثآؤب مُرهق: آآآآآخخ
....: بآبآ مسآفر طبعاً مع رآئف
إرتفعوآ حآجبيه توّه يستوعب: آآآآهـ إنتي قصدك بتبيتـي هنآ عشآن رآئف مسآفر !
....: أيوه , إنت لسه وآخد بآلك ؟ لآ إنت شكلك مش فـ الدنيآ خآلص

نفض رآسه بهزه قويّه قآصد إعآدة تركيزه مدلك منتصف جبينه بـ وسطآه والسبآبه اليمنى مضمومتين: تعبآن وآلله ... آلمُهم روحي إنتي شوفي أمّك وأنآ هآخد دوشّ أفك فيه جسمـي المكسـر
وقفت عن كرسيهآ ومآسرع مآردت عليه جآلسه متمسكه بـ حوآف الطآوله وبآلقوّه ... إنشدت عروق عنقهآ منقبضه عضلآت بطنهآ ..

مآقوت إلآ إنهآ تركز بنظرآتهآ المحتده ألماً ألجمهآ ترآقب إختفآءه من أمآمهآ عآجزه توقفـه !
إبتلعت ريقهآ بـ صعوبـه تنآظر بـ قعدة الكرسي من تحتهآ وللعجـب مآكآنت جآلسه عليـه !
وضعهآ كآن شبه القعود لكنهآ وآقفه .. حآنيه صدرهآ على الطآوله متمسكه فيهآ بآلقوّه ... إنفغر فمهآ آلفتحه القصيره مبتلعه أكوآم من ذرآت الهوآء موسعه عيونهآ لآخرهآ شآده على كل أعصآبهآ .. أوتآرهآ وأوصآلهـآ ..

إنقبآضآت قويّه متتآليه ومتتآبعـه ... دآخليّـه !
شيّ وكأنه على إستعدآد للقذف .. للخــروج !
إحتدت نظرآتهآ المذعوره المخفضه لسآقيهآ بعدمآ أحست بـ البلل تتآبعه بنظرآتهآ المُرتآعه يمتد وبقعـه من أسفلهآ تتسـع ... سآئل شبه لزِج .. خليط مآبين الأصفر والوردي ..
تبعـه كتلـه جآمـده .. حمـرآء آللون قآنيـه ..

كتلـه من الدمّ المتجمـع تلتهآ كُتل للحين عقلهآ مشلول غير قآدر على إستيعآب هآلتسربآت أو إستيعآب مصدر تسربهآ برغم إرتدآئهآ لملآبسهآ الدآخليّـه إلآ إن تدفق قويّ مندفـع من تحت فستآنهآ الميدي أسوّد آللون ممتد ممآ بين فخذيهآ , على إمتدآد سآقيهآ ..

توآلت الرمشآت لجفنيهآ المهتزين , , شحب اللون من وجههآ وكأنه إنحبس عنه تدفق الدم ليصير أبيض آللون ثلجـي !

دمعـت عيونهآ المرتآعـه , مُطلقـه صرختهآ الجزِعـه , الهلِعـه ... والمستجديـه .. صرخـه هزت الأركآن من حولهآ .. صرخـه أسقطتهآ على كرسيهآ فآرجـه سآقيهآ تشهق ببكآء مرتآع وتلهث بـ أنفآس منقطعـه ...

....: عُــــــــــــــمـــــــــــــــآآآآآآآآآآر


/
/

======
-----------
======

نهآية الفصل الثآني والثلآثون
<<قرآءة ممتعـه إن شآءلله

:::

حلم الحياه 19-08-16 01:41 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الثآلث والثلآثون



/
/


تحآملت على نفسهآ للإستقعآد بمسآعدة أمهآ إللي أسندت مخده فآيبريّه بيضآء اللون خلف ظهرهآ ممسده شعرهآ الكثيف الهآئج والمنتفش بـ حنآن قآصده موآسآتهآ والتخفيف عنهآ من عبئ الشعور بـ الذنب أو وسوسة النفس بـ إرتكآب أي خطأ بحق نفسهآ أو تقصير أدى للي صآر: ألف سلآمه عليك يآعمري .. آلله يعوضك خير إن شآلله

....: أنآ عآوزه أروّح يآ مآمآ تعبآنه بقـد ومش مرتآحه نفسياً أبداً هنآ
سحبت لهآ كرسي جآلسه عليه بـ القرب من سرير بنتهآ الجلدي وآلمفروش بـ غطآء قطني أبيض اللون: آصبري يآحـور , توك تعبآنه يُمّه مآ أمدآك ..
خبت وجههآ بكفيّهآ نآفثه زفره مُرهقه بتأفف: مش عآوزه أفضل في المستشفـى دي .. حآسه إني مخنوئـه أوي , مش طآيئـه نفسي

تحسست سآقهآ اليمنى بـ موآسآه مردفه بـ حبّ وإبتسآمه هآدئه حنونه بـ وجههآ سَمِـح الملمح: عُمـر الحين يعلمنآ متى تطلعيـن
تجعدت ملآمحهآ بـ بوآدر البكآء مقوسه فمهآ الصغير بتعبير طفولي بآكي هآمسه بـ بحّـة صوتهآ الرجولي المميز: رآئف هيزعل أوي يآمآمآ .. دآ كآن فرحآن ومبسوط خآلص

شددت من قبضتهآ على ركبتهآ اليمنى رآده بـ تأكيد مطمئن: يآعمري مآعليه كلنآ معرضين لهآلشيّ .. حآلآت كثيره مآيثبت الحمل بشهوره الأولى ويسقـط .. مآشفتي الفرق بينك وبين نجـم أخوك ؟! عشـر سنوآت .. تدرين كم مره حملـت ؟! حملت بـ أربع من بعد نجم وقبلك .. ثلآث سقط حملي بأول الشهور ووآحد تمّ لين التآسـع ولين ولـدت .. مآخذآ من هآلحيآه إلآ أول نفس ومآت .. ثم آلله بآرك لنآ ورزقنآ فيـك .. شفتي شلون ؟! لآيضيق صدرك يمّه .. وآلحمدلله إنك صحيحه ومعآفآه وتقدرين تحمليـن وتجيبين العيآل .. ذآ إهو المهم .. وإللي صآر قضآء ربك وقدره .. قولي الحمدلله ..

أطرقت رآسهآ في حُزن تنآظر وسط رآحتيهآ بعدمآ شآبكت أصآبع يديهآ لوسط حجرهآ هآمسه بـ وهن حزين مُحبط: مش عآوزه حدّ يعرف إللي حصل يآ مآمآ .. مآتعّرفيّش خآلتـو هيّـآ
شدت فمهآ المطبق في أسى مُعقبه: مصيرهم بيعرفون يآحور .. ليش تبين تخفين ؟! هذ مآهوب خطآك .. ولآ هوب شيئن كبير .. عآدي يمّـك ..
....: معلش يآمآمآ .. مش عآوزه حدّ يعرف قبل رآئف الله يخليكي .. أنآ عآوزه أئولـه بنفسي


....: هــآآ .. وعيتـي !!
إرتفع له زوجين من العيـون الحزينـه ليجيه الجوآب من إللي تبسمت له بـ إرهآق: هآ يآعمر يمّـك .. شـ الأخبآر ؟!
أومأ رآسه إيجآباً بـ طمأنه مُعقب بـ هدوء: اليوم إن شآلله بعد المغرب إذن الخروج ..
بسطت يمنآهآ على صدرهآ مغمضه عيونهآ برآحه هآمسه: إي .. أشـوى ..

إنتقلت عيونه البآسمه من أمّـه وردّ فعلهآ لـ أخته سآئلهآ بـ حيويّه مصريّة اللهجـه علّه يبدل نظرة الحزن بعيونهآ والإكتئآب إللي بتقآسيم وجههآ: هآآ .. حوريتنآ الحلوه حآسه بـ إيه دلوئتـي ؟!
قآلهآ وهو يرفع يسرآهآ متحسس بـ بنآن إبهآمه الأيمن القطنه البيضآء المثبته فوق ظآهر يدهآ بشريط لآصق سميك أبيض آللون لتجآوبه هي بهزة رأس إستسلآميّه مصحوبه بزفره مسموعه ظهرت خآئبـه .. بآئسـه .. ومُحبطه: الحمـــدُلله ..


/
/


قوست فمهآ المُطبق بـ إستغرآب عآقده حآجبيهآ من ذيك إللي طآل شرودهآ بدُنيآ ثآنيه جآلسه على كرسيهآ خلف مكتبهآ تنآظر شآشة جهآزهآ اللآبتوب المعتمه بـ إيقآف مؤقت نآتج من طول التشغيل وعدم الإستخدآم مصفطه سآعديهآ متلآصقين فوق طآولة المكتب وذقنهآ فوق خط إنتصآف إلتصآق سآعديهآ ..
بـ تحيّر من أمرهآ , إلتفت من ورآء المكتب منتقله من مقآبلتهآ لمجآورتهآ هآزتهآ من كتفهآ بآلقوّه صآئحه: أصــــــــــآآآلــــه
أصآله إللي انتفضت مخترعـه ..
نآظرتهآ بعيون موسعّه ذعر وإرتعآب سآئله بصوت مشحوح خآفت مأخوذ بـ الدهشه: إيـش !!!!
إرتفع حآجبهآ الأيسر إمتعآضاً متكتفه مدوره لسآنهآ دآخل فمهآ نآقله عيونهآ على أكملهآ بنظرة تشككيّه مُردفه: إيش إنتـي !

توجمت ملآمحهآ بعدمآ هدأ إنفعآل الدهشه وتدآركت الموقف منزعجه: إيش إللي إيش !!! مآفي إستئذآن ! مآفي صوت هآدي تنبهـي فيـه !
ردّ حآجبهآ الأيسر وإرتفع لآويه فمهآ المطبق يمنه قبل تعقب ببرود مسنده نصفهآ السفلي لحآفة المكتب من ورآهآ تنآظر الجدآر من قدآمهآ: وآلله طقيّت البآب لين بغى ينخلـع , دخلت وصآر لي سآعه بهدوء أصآله , أصآله .. أصآله .. أصآله ومنك بـ الأرض اسآساً .. إللي مآخذ عقلـك .....!

من فورهآ أخفضت بصرهآ لشآشة اللآب توب المظلمه بـ توتر جليّ بآدي مشتته أنظآرهآ بـ إرتبآك يمنه ويسره بآلعه ريقهآ قبل مآتسكر شآشة اللآب توب مجآوبهآ بنبره يظهر فيهآ عدم الإهتمآم التمثيلي الكآذب .. وبـ وضوح !

....: وش إللي بيآخذ عقلي يعني ! هآ شفتـي أبوي ! بدآ يتحسـن .. اليوم تحركت إيـده ..
قوست فمهآ إعجآباً بـ إيمآءة رآس لتدآركهآ قصد الهروب الوآضح ومحآولة تغيير مسآر الحوآر من إنهآ تكون بطلته لـ أبـوهآ .. ضآقت عيونهآ معقبه بـ توجس السؤآل المتشكك بـ إرتيآب: شعندك أصآلـه ومخبيتـه ؟!
جآوبتها بدون مآتلتقي عيونهم مشغله نفسهآ بترتيب أورآقهآ المبعثره على المكتب وهو الشيّ إللي أضعف من موقفهآ لو إنهآ صآدقه كآن صدر منهآ ردّ فعل مختلف كـ الدهشه مثلاً والتفآجئ .. أو إستنكآر سؤآل سآلي على أقلّ تقدير وخصوصاً من لفظة – مخبيتـه - ! إلا إن جوآبهآ كآن بآرد , لآمُبآلي .. فآضــح !

....: وش إللي عندي يعني !! مآعندي شيّ
بقوّه ضربت سآلي المكتب برآحتهآ اليسرى قآصده تثبيتهآ على الورقه تحت يدهآ قبل ترفعهآ أصآله وكأنهآ بهآلفعل تعيق حركتهآ مآنعتهآ من إكمآل الشيّ إللي تسويّه هروباً من الموآجهه مردفه بـ جفآء: بلــى عنــدك .. والحيـن تتكلميــن
خزتهآ متوعده معقبه بـ بنبره أحدّ من النظره: سآلـي إنتي شقصـتك !!!

قوست فمهآ ببديهيّه مردفه: مآلي قصّه , القصص والحكآوي كلهآ عندك .. يلآ تفضلي إحكي .. أسمعـك
أصآله: ومن قآل إني بتكلم أسآساً لأجل تسمعين إنتي أو لآ ؟!
صدت عنهآ تنآظر الجدآرالموآجه لهآ متكتفه .. ردّ الفعل العنيـد إللي أفصح عن ثبآتهآ على موقفهآ وإصرآرهآ لمعرفة الشيّ الخفي المستتر لتزفر هي بيأس مرخيه كتفيهآ بغمضة عين مستسلمه: ســـآآآآآلــــــي
سآلي: تكلمـي
أصآله: أستآذ بسّـآم

بسرعه إلتفتت لهآ مضيقه عيونهآ نآطقه بـ جفآء حآد خفيض النبره المخنوقه من بين أسنآنهآ: وقسم دآريه إن ورآك بلآ .. وش قصة أستآذ بسّآم هذآ الحين .. من وين طلع لنآ إن شآلله !!!
....: تورطت ومدري شلون أتصرف !
طيرت عيونهآ بطفش لآويه فمهآ معقبه بـ إستهزآء: إي ومن متى أصلاً وإنتي تعرفين تتصرفين !

....: ســـآلـــــي !!!
نآظرت سآلي بعيوهآ الدميعه لثوآني قبل ترخي كتوفهآ بـ إحبآط مبلله شفتيهآ تنآظر السقف هآزه رآسهآ بقلّة حيله هآمسه: تكلمي طيب .. لوين وصل الموضوع من بعد حركتك الغبيّه والورد إللي أرسلتيـه !
أخفضت بصرهآ بـ حرج لموقع تشآبك أصآبع يديهآ ببعضهم مآبين فخذيهآ يظهر من هيأتهآ إحسآسهآ بـ الذنب والندم أكثر من إنه مجرد إحسآس بـ الحـرج هآمسه بصوت مخنوق مُجبـر: طلـب .......... يقآبلنــي !

....: آلله آلله
بسرعه رفعت رآسهآ تنآظرهآ بوجه رقيق مُستعطِـف مُتوسِله بـ وهن: شسوي سآلي علمينـي تكفيـن
جآوبتهآ بـ برود وهي تنآظر أظآفر يسرآهآ الطويله والمُرتبّه بـ عنآيه دون طلآء: مثل مآطلب .. قآبليـه عآدي
إتسعت عيونهآ بدهشه إستنكآريه رآفضه: إيــش !!!

....: مثل مآسمعتي
....: سآلي من جدك إنتـي !!!
سآلي: انتي اللي شفيك ! نآسيه إنه رئيس تحرير الصحيفه إللي تكتبين فيهآ حضرتك ! شفيهآ إذآ قآبلتيه ؟ وطبعاً هآلمقآبله في مقـرّ الشغل نفسـه .. وين المشكلـه ؟!
مسكت جآنبي رآسهآ على وشد تشد بشعرهآ , سآلي أبداً منّهآ فآهمه الشيّ إللي ممعض أفكآرهآ ومنغص خوآطرهآ , أعقبت بـ إحبآط يآئسـه: منّـك فآهمه أبدّ ... فيه مشكلتيـن

....: الأولـــى !
أطبقت فمهآ بقهر من جمود أختهآ وبرودهآ اللآمتنآهي في تنآول الموضوع إللي تحسّه أضخم ممآ يكون .. أكبر , وأعظـم !
رفعت سبآبتهآ والوسطـى من يدهآ اليسرى كـ إشآره لـ رقم إثنين مجآوبتهآ بثوره وإندفآع صآئحه بـ عصبيّه ونفآذ صبر: الأولـى هي السبب الأسآسي لطلبه هآلشيّ والحين تحديداً وإللي على الأكيد إنه الورد إللي أرسلته جعلني بآللي مآيردني .. وش إللي طرآله عني ! وليش انآ مآفكرت بـ حسآسية ردّ الفعل على الفعل نفسه ! شلون الحين أتعآمل معه وبـ أيّ وجـه !!

إحتدت نظرآتهآ بـ إستغرآب وتعجبّ مقوسه فمهآ بعدم فهم لرد الفعل المبآلغ فيه من قِبـل أختهآ إللي مآكفّت عن تهويل الموقف وتضخيمه لترد أصآله سآئلتهآ بـ إستنكآر جآف النبره وحآدّ: وليــش بعــد تنآظرينــي كذآ !!
سآلي: أستغربك الصرآحـه !
أصآله: ........

.....: قصدك كآن وآضح ومكتوب بعد على بطآقه تتحمدين فيهآ سلآمة ولده من مصآبـه .. شدعوى الحين كل هآلصجّه كنّك مغآزلتـه !! أصآله حبيبتي إهدي على عمرك ترآ الموضوع أبسط من كل ذآ إللي ببآلك
صدت عنهآ مسنده جآنب رآسهآ الأيسر بوسط رآحتهآ اليسرى تنآظر الورق على مكتبهآ بقلة حيله لترد سآلي مكمله بقصد تبسيط إللي أصآله بنفسهآ ودآخل نفسهآ هولتـه لحد مآتعآظم ووصل بهآ لحد التفكير بـ أفكآر سلبيّه وفرض إفترآضآت لآمنطقيّه ..

....: شوفي .. شيّ من إثنين – نآظرتهآ أصآله بوجه مبتئس لترد مكمله – أولاً وهذآ الأكيد , إنه بيستفسر منك شلون دريتي بسآلفة ولده وإللي صآبه ثم يشكرك على هآلشيّ اللطيف وهو الورد طبعاً .. ثآنياً وهذآ إللي أستبعده تمآماً ومآظنتي بيصير إنه ينتقدك وبشدّه مستنكر تصرفك .. شلوووون ترسلين له ورد لو إنه لولده ! هآلشيّ مآيجوز وهو مآيقبله ولآ يسمح به ولآ يرضآه وذآ كله طبعاً إن كآنت شخصيته من النآس إللي دآيم عآقدين حوآجبهم معصبين من إيش مآيندرى عنهم ! عآيشين بس لأجل يحبطوآ بـ العآلم والنآس ويكدروآ عيشتهم , متغطرس جآف , مآله بـ المجآملآت .. عديم الذوق والمرآعآه .. ومن كلآمك عنه من قبل مآ أعتقد إن فيه أي من هذي الخصآل .. ولآ كيف ؟!

نآظرتهآ بذهول قآسي النظره الجآفه المستنكره ثم مآلت بنظرهآ يمنه بتفكير مُتحيّر للحظآت أنهتهآ بـ نفي بآهت متردد: لآآ ...... مممــ .. مــدري !
لوت فمهآ المطبق يسره مطيره عيونهآ بتعبير الخآئب أمله في شيّ مآمنه رجآ قبل تسألهآ بـ تململ: طيب والمشكلـه الثآنيـه ؟!

صفطت أصآله يديهآ فوق بعض بميلة رآس للجآنب الأيمن مطبقة الفمّ بـ قلة حيله وإنهزآم يظهر من هيأتهآ التعبيريّه سؤآلهآ المدفون طآلبه إيجآد الحـلّ ...

سآلي: شفيــك !!!
أصآله: فرضاً وآفقت على هآلشيّ , شلون أطلع من البيت ! عطيني مُبرر وآحد أقوله لأمي والأهم لـ سنـد .. طآلعه تسـع الصبآح لوين بروح إن شآلله !!
إرتفعوآ كتفيهآ بهزه سريعه عفويّه عآقده حآجبيهآ بنظرة تفكير جآنبيّه مستنكره السؤآل بـ المقآبل مع بديهيّة الجوآب: للجريده عآدي

سألت بـ عدم تصديق: من جدك ؟!
سآلي: هآلمكآن تشتغلين فيـه .. مستوعبه إنتي !
أصآله: بس المعتآد إني أرسل هآلشغل إلكتروني .. وش بيوديني هنآك الحين ؟ سنـد مفتح عيونـه ع الأخير ويسأل عن الصغيره قبل الكبيره إللي تصير بهآلبيت وإن درآ إني بروح بيطلـب وبحسـن نيّـه إنه يجـي معـي ووقتهآ فعلاً بجيب العيـد .. بيدري عن الموضوع كلـش .. تتوقعين سنـد بيستوعب تصرفي وبيشوفه مثل مآتشوفينه إنتي ؟! مو قآدره أتخيل ردة فعلـه وأكيد إنهآ مو مجرد تصفيقتيـن ثلآث مثلك ههههه

خزتهآ بتوعد مُحذره بـ جفآء: هيييه انتـــي .. إنتبهي لكلآمك
وسعت عيونهآ بـ دهشه مفتعله سآئله بـ برآءه كآذبه: وأنآ سبيتـك حآشآ لله !
سآلي: تدرين , فعلاً مآيكفي لك تصفيقتين أو ثلآث مثلي , إن درآ سند إن يبركك بـ الأرض هم يتوطآك لين يطلع حشآك , قليلة حيآ ترسلين ورد للرجّآل , ومآنبي نلعب على بعض , إنتي منجذبـه له ومعجبه فيه وبقوّه بعد وغصباً عنك مآدريتي إلآ وإنتي مرسله هآلورد كأن ولده وإللي صآر له حجّـه من السمآ وطآحت ..

....: سآلــــــــــــــي
أشرت بيدهآ بلآ مبآلآه صآده عنهآ بوجههآ الضآئقه ملآمحه: بسـك حجج فآرغه
أصآله: اطلعي برآ .. مآنيب بحآجة مسآعدتك
....: إيه أبشـري , تصرفي بروحك مثل مآكنتي بتتصرفين
ردت ترتب أورآقهآ المبعثره مردفه بعدم إهتمآم: برسل له أعتدزر عن هآلمقآبله وإنتهينآ .. هذآ هو تصرفي

هزت رآسهآ نفياً بفمّ مقوس بـ خيبة أمل: أبدّ مآرح تتغيرين
التفتت لهآ بعقدة حآجبين سآئله بـ إهتمآم: شقصـدك !
سآلي: شخصيّه ضعيفـه مُقـآده , عشآن كذآ دآيم غيرك يفرض عليك رآيه ولأنك تخآفين الموآجهه أو حتى طرح رآيك لمجرد المنآقشه تخضعين لرآيه وللي يبيـه لو إنك مآتبينـه .. نآسيه ولآ أذكـرّك !
صدت عنهآ مطأطأه رآسهآ هآمسه بصوت مخنوق لآئمه عليهآ تفتيح جرآحآتهآ القديمه: شدعوى الطآري الحين يآسآلي ! ليـش !

هدأت نبرتهآ منخفضـه .. رقيقـه ولينّـه , متمنيّـه: أبيك تتغيرين يآ أصآله وذآ لمصلحتك – أكملت بـ جديّه فآرضه أمرهآ وآجب التنفيذ بـ حزم صآرم – وبتقبلين هآلمقآبله , وبتروحين له المكتب , وبتشوفينه , وبتسمعين وش إللي عنده .. كلآمك معه مآلي فيه مقدر أسآعدك , هذي علآقة رئيس تحرير بـ كآتبه عنده , شلون بتتصرفين فهآلمقآبله ........ , إعتمدي على نفسك .. أمآ شلون أسآساً بتروحين هآلمقآبله فـ هذي عليّ أنآ .. وبسيطـه .. تعرفيـن الكذب ؟! لآ طبعاً مآتعرفين وبتفضحين عمرك .. أنآ إللي رح أكذب

لحظآت من الصمت تجمع بين نظرآت سآلي المتحمسه إستنطآق أصآله لهآ تستشعر إهتمآمهآ أو حتى إستفهآمهآ عن المقصود وإللي تقصده وشلون بيتم لتقآبلهآ أصآله مخيبـه كل آمآلهـآ بـ نظرتهآ المتبلده وملآمحهآ الجآمده ..

بيأس من هآللي قدآمهآ خـآم الشخصيّـه والتفكير زفرت بـ هـمّ مغمضه عيونهآ مسلمه أمرهآ لله: بقول إن عندنآ بـ الجآمعه حفل وإنتي بتحضرين معي تشوفين شلون الأجوآء وتبدلين نفسيتك شويّ .. عآدي عُـذر حلـو ومقبـول
....: من جِـدّ !!
إتسعت إبتسآمتهآ مُردفه بـ الإجآبه: إيه من جـد ..
....: تهقيـن سنـد بتمشـي عليـه !!!


/
/


أنزل جوآله على آلكمودينه بـ جآنب سريره رآفع نظره بتبآطئ عن السآعه بـ شآشته وإللي كآنت مشيره للرآبعه عصراً ...
تمآماً بـ التوقيت المعتآد لإنهآء دوآم المؤسسـه ورجوعه البيـت ..

رفع بصره للسقف بـ إرهآق فآك أزرآر قميصـه الفورمآل بلونه الكحلـي كآشف عن فنيله دآخليّه رمآديّة اللون مخرج القميص بـ أكمله من بنطلونه فآصخـه قآذفه على طرف السرير وبـ التبعيّه فتح الدولآب بقصد إعدآد ملآبسـه للإستحمآم عآقد حآجبيه بوجه عآبس وملآمح ضآئقه مُتكدّره , مُهلكـه مُرهقـه ..
سحب له بنطلون ريآضي نآعم الملمس وبسحبه إلآ ويطيح بـ الأرض تيشيرت مصفـط إزدآدوآ عقدة حآجبيه لحد التلآصق من إستوعب كون هآلتيشرت لـ نآدي برشلونه الأوروبّي في حين إنه غير مُشجّع لهآلنآدي وهآلتيشيرت مآيخصّه !

شدّ فمه لمطبق بـ إمتعآض رآمي البنطلون على كتفه الأيسر .. رآفع التيشيرت عن الأرض معفطه بقبضـة يمنآه , التيشيرت إللي على الأغلب إنه يخـصّ مآلك أخـوه ووصل لدولآبه عن طريق الخطأ !
توه بيقذفه بـ الدولآب إلا وتتوقف حركة يده بـ الهوآء من تبآدر لذهنـه صورة هالتيشيرت على جسـد نحيل البُنيّه فآرع الطول مُضمـر المعآلـم والتضآريس .. أبعد مآيكون عن جسد أنثى نآضجة حتى بقصّة شعرهآ الصبيآنيّه إلآ إنه وبلآ إرآده أو تحكـم يوماً عن يوم يزدآد إنجذآبه لهآ ورغبته القويّه المُقآده تجآههآ دون رؤيتهـآ ..
مو كفيـل رؤيـة شبيههآ من الذكور على مرأى عينه ويومياً !

الشبيه إللي بدون قصد كآن هو المتسبب في تعلقّـه بهآ وتكوّن هآلمشآعر والعوآطف تجآههآ وتعآظمهآ دون رؤيتهآ فعلياً ...
لآم نفسـه كثير من ترآءى لظنـه السوء بنفسـه , وكونـه – شآذ جنسياً – يميل للذكور , ومآكآن المتسبب الرئيسي في تعآظم هآلإحسآس دآخله إلآ ذكر وآحـد بـ إسم – سهيـل - ..
لآشعورياً يلقى عيونه تتبعـه متفحصّـه أدق تحركآته وتفآصيلـه , وبـ حجج وآهيـه يطلبـه البقآء معه بـ نفس المكتـب إدعآءاً لجهله بـ أمور الشغل طآلبـه الشرح والتوضيـح ...

إعتصر التيشيرت بقبضة يمنآه مقربه لصدره محل قلبه مغمض عيونه بـ عمق شآهق نفس أعمـق ..
هـ الإجذآب بـ حقيقتـه مآكآن إلآ لـ أنثـى شآبهت بـ هيأتهآ وآحد من الذكـور ..

عآود لـ ذهنه ذكرى يوم إلتقآئهم سراً وبجرأه بآلغه منهآ خروجهآ متلصصه من تحت سور بيتهم المقآبل لـ بيته بملآبس ريآضيّه نصفهآ العلوي مآكآن إلآ تيشيرت يشبه تمآماً التيشرت إللي بين قبضته الحين .. صرحّت إنهآ ملآبس خآصـه بـ أخوهآ المدعـو – جآسـر – وأعقب هو برأيـه أن ملآبس سهيـل كآنت لتكون منآسبـه أكثـر عليهآ ..

بلآ بوآدر تعآلى صوت جوآله بنغمـه تقليديّه رتيبـه منتشله له من دوآمّة أفكآره وتخيلآته العنفوآنيّه المضطربـه فآتح عيونه إستيعآباً لصوت النغمـه ومن فوره أعرض عن الدولآب قآطع الغرفه بخطوآت متسآرعه صوب السرير رآفع جوآله إللي أضوى بـ إسم إللي يأس وخآب رجآه وأمله من الإتصآل به على مدآر يوم كآمل بلآ مُجيب !

بلآ تردد فتح الخط متلهف: مآآلـــــك ّ !!
....: هلآ سنــد
....: ليش مآترد عليّ من أول ! شفت كم مكآلمـه ! وينك فيـه !!!
....: يآخي تدق وأنآ نآيم بنص الليـل ؟ رآعي فرق التوقيـت

إحتدت أنظآره المصوبه للأرض بعدم إستيعآب لثوآني تدآرك أخيراً من بعدهآ قصد مآلك وإللي يعنيـه .. إهم الحين بـ بلدين مختلفين فرق التوقيت مآبينهم قرآبة الـ سبع سآعآت !
تخصّر بيمنآه مغمض عيونه نآفض رآسه نفضّه قويّه قآصد إستحضآر كآمل تركيزه أردف من بعدهآ بـ بهوت: إيـه .. صـح , معليـش

....: خير يآسند ؟!
سند: لآزم ترد الحين للسعوديـه
....: ليش صآير شيّ ؟!
....: إيه فيـه , أنآ لآزم أرجع لمصـر وفوراً , وإنت فوراً ترجع للسعوديّه .. فهمت !
....: وش إللي صآير ! وليش بتردّ لمصـر ؟!
....: البلـد مولعّـه , شكلهـم بيعيدوآ مظآهرآت وهآلمرّه أقوى , البلطجيّه بكل مكآن , الإخوآن مآرح يسكتـون أبداً بيقلبونهآ حريقـه .. من يوميـن والدنيآ مقلوبـه .. أُمّـي بروحهآ هنآك وأنآ مقدر أخليّهآ .. إرجـع لأهلك هنآ وأنآ برجع لـ أُمّـي
....: مقـدر

شد شعره من المقدمه صآئح بـ غضب: وشهـو إللي مآتقـدر ؟ متى بتتمرجل انت وتصير مسئول ؟ أقولك لآزم أرد لأمّـي , وأبوك هنآ طآيح بفرآشه مآيدري عن شيّ .. بتخليّ أمك وخوآتك البنآت !! طيب وأشغآل أبـوك !! قسم بآلله يآمآلك إن مآشفتك هني بكره أو بعده بـ الكثير إن مآيصير خير .. فآهـم !

....: أصآله قآلت إن أبوي تحسّـن
شدد على كلآمه بـ توضيح أكثر: قآآآآعــــــــد يتحسّـن .. ولحد مآيتحسّن تمآماً إنت رح تكون هني
....: مقدر أرجع الحين يآسند , ضآيق خلقـي من كل شيّ ومن الديره مآبي أرجع ..مختنـــق يآخــــــي مختنـــق ليش مآتفهـم !
شهق بعمض مغمض عيونه بـ هـمّ مستجدي الصبـر .. هآلإختنآق إللي يحسّه مآلك وصلـه ليحس هو بعد بنفس الهمّ والكئآبه والإختنآق .. شيئن دآخله يؤلمـه لحآل أخوه الآخذ فـ التردي والإنحدآر والإضمحلآل يوماً بعد يوم ..
يظهر بنبرة صوته الضيق والكبت والإنهزآم ..

أردف بـ ليـن هآمس علّه يفهم مآلك عليه ويقدر هو بكلآمه يلآمس شيئاً فيه: سآعدني يآمآلك , يدك بيدي نتخطـى إللي إحنآ فيـه .. أنآ بروحي مآ أقدر .. ليّ أمّ بعيده عني بروحهآ وبخطـر لآزم أرآعيهآ .. و ليّ هنآ أبوك المريض وأمك وخوآتك البنآت والصغيره فدوى .. أشغآل أبوك وأملآكـه ..
وصله زفره عميقـه بآئسه أعقب من بعدهآ بـ تسليم هآدئ النبره: خلك عندك وأنآ بروح لـ أمّـك .. بسآفر لهآ مصـر أقعـد معهآ .. عطني بس العنوآن ..

إتسعت عيونه بدهشـه مآقدر من بعدهآ يلفظ ولو بـ الإستفهآم ليجيه صوت مآلك متعجب يستنطقـه كونه يسمعه أو لآ .. بآقي معه ع الخطّ أو فصـل !
إهتز رآسه منتبـه من شروده مغمض عيونه بـ شِدّه هآمس بـ وهن بآهت مأخوذ بـ الدهشه شبه مسموع: إيش قلــت ؟!

....: عطني عنوآن أمّك بـ مصر وإنت خليك مكآنك .. رآعي إللي عندك وأنآ برآعي أمّك .. مثل مآ أبوي وأُمّـي وخوآتي بعيونـك وأنآ متطمن عليهم أُمّـك رح تكون بعيـوني ... لآ تقلق عليهآ ولآ تخـآف


/
/
/
/

إقتحم خلوتهم الهآدئه لأول مرّه على غير العآده بدخوله الحيويّ عليهم شمآغه أحمر اللون بيده ملفوف على يمينه مثل حلقة العمّه على الرأس مُلقي سلآمه بـ بشآشه ..
السلآم إللي مآلقى عليـه ردّ ليتم نآقل عيونه مآبين إثنينهم رآمقهم بـ نظرة إستنكآر أقرب للإحتقآر مُعقب: السلآم لله يآمسلميـن و رده وآجـب

قلبت – أمّـه – عيونهآ لآويه فمهآ بـ إمتعآض مُردفه بـ حنق: وعليكم السلآم
نآظر بـ أخوه من بعد جوآب أمّه يتحرآه يردّ السلآم إللي وصلـه بآرد بعد لحظآت معدوده من الصمت والجمود: وعليكم السلآم

تهلل وجهه بـ إبتهآج جآلس على المجلس الأرضي مقآبلهم .. ثنينهم قدآمه يفصل بينهم مسآفه ..
....: أيوآآآه , كذآ نعرف نتفآهم .. إنتم شفيكم بآلله ! مآتزهقون من الهذره بنفس السآلفه ! شآلقصّه بـ الضبط !
جآه الرد سريع من أمه بنبره حآده قآسيه خلته يعض أصآبعه ندم على تدخله بآللي مآيعنيه وبهآلعربجـه بـ الإسلوب ..

....: ليتك تسكت أو تفآرق أحسـن .. مآبقى إلآ الورعآن بعد وينسمع لهم صـوت !
حكّ مؤخرة رآسه شآد شعيرآته الأخيره بـ إبتسآمه يرقع فيهآ إحسآس الحرج مُردف بـ حيويّه علّه يخفف من حدة إحسآسه بـ الفشيله وطيحة الوجه إللي معتآد عليهآ: عطينـي موزه يمّه تكفيـن
بقوّه حذفت عليه خوخـه رفعهآ من حجر ثوبه بعقدة حآجبين مقلبهآ فـ إيده بـ إستغرآب أتبعهآ بقضمه كبيره مردف بصوت مخنوق من أثر مضغه وبلعه: يمّه اقولك موزه مب خوخه

من قآل كلمته إلآ وصآحت غآضبه بـ نبره خآنقه ضآئقه يظهر فيهآ الحده والعصبيّه ونفآذ الصبر: وإنت مغير جآي تطلب وتأمر .. قــم وخــــذ بفســك إللي تبيـه لآبــآرك الله فيكــم كلكــم معورين قلبــي ولآ أحدن منكــم نآصفنـي

إتسعت عيونه بـ إرتعآب من صيآح أمه الفُجآئي صآبه عليه جمآم غضبهآ بلآ مبرر دآعي من وجهة نظره نآقل بصره لأخوه ممتقع الوجه مطبق الفمّ الملوي يمنه بـ إستيآء ليوجه له الكلآم بـ لوم غآضب: علآمــك إنت على أمك ؟! كل مآقعدت ويآهآ عصبتهآ .. ليش مآترآضيهآ يآخي وتسوي إللي تبيـه .. وبعدين يعني صدق إنت تبي تجلطهآ ولآ تسبب لهآ ضغط ولآ تجيب لهآ السكري ! فوق مآعيآلك متعبينهآ وصآجين رآسهآ بصيآحهم ليل نهآر إنت بعد تزيدهآ عليهآ .. تلقآهآ منك ولآ من عيآلك !! لآ وبعـد ندخل حنّآ بـ السبّه وإنّآ مآلنآ دخل

كبر قلبهآ منتفخ صدرهآ بفخر من كلآم ولدهآ إللي أيدهآ مأكده على كلآمه بـ إعتزآز: إيه يآجــآسري .. جعل عيني مآتبكيـك .. علم أخوك يلـدّ .. قله يزيح عني ويريح لي قلبـي
جآسر: إسمع كلآم أمك يآفآهد يآخوي وريح لهآ قلبهآ ...
قآلهآ ثم إلتفت لـ أمه مكمل بـ إبتسآمه: وإنتي يآلخفوق , سلآمة قلبك .. ليش تصرين عليه وإنتي تدرين إن مآمنّه رجآ ! خلآص خله بكيفـه
تربعت بـ إستقآمه تأهباً لإلقآء إسطوآنتهآ المحفوظه وإللي ملّ منهآ كل من بـ البيت دون ملل منهآ هي أو كلل !

....: جآسر يمّك .. أبقولك العلم وإنت قرر بنفسك كني غلطت بشيّ
مآثلهآ بـ الجلسه متربع تمثيلاً لـ إهتمآمه الشديد وتركيزه: قولي يـ الغلآ وأنآ كلي آذآن صآغيه .. بس إحذفي لي موزه بـ الأول لأجل أركز عدل
بـ حمآسه إقتلعت له إصبعين موز متلآصقين حآذفتهم عليه ليلتقطهم هو من الهوآء بين كفيّه فآرك رآحتيه ببعضهم ممصمص شفتيه ينآظر فآكهته الفُضلى بـ نظرة عآشق ونشوة مُغـرم ..

....: شف يآولـد .. أخوك يقول مآيبي يتزوج وعذره إنه مآيبي مره قآدره تحمل وتنجب وتجيب عيآل فيه إحتمآل وآحد بـ الإميه إنهآ تفضلهم على عيآله نمـر وأنسـآم .. زيـن !
جآسر: زين زين .. ندري عن ذآ الموضوع , وش التطورآت ؟!
....: فيه وحدتن منآسبه منآسبه منآسبه .. وبهآ أهم صفـه
إتسعت عيونه لآحقهآ بسرعه مندفع وهو حآشر فمه بقضمتين كبيره من الموز إنتفخوآ معهم وجنتيه: عقيـــــــــــم !!!
أرخت كتوفهآ بـ إحبآط نآفثه بـ أسى قبل تجآوبه بـ حنق لآويه فمهآ: لآآء

تقاربوآ حآجبيه بعدم فهم ينآظر فآهد أخوه إللي إعتصر ذقنه بقبضة يمنآه يفرك فيهآ بضيق ونفآذ صبر .. هآلرجّآل الهآدئ المنضبـط , صبره ممتد إلآ مآلآنهآيـه , مآيدري عند أي نقطه فعلاً رح يفلت منه زمآم هآلتحكم ويضع حدّ قآطع ينهي فيه سآلفته المعلقه بينه وبين أمّه إللي شكل مآعندهآ نيّه أبدّ تنهي موضوع فآهد إلآ بـ إنهزآمه وخضوعـه , إستسلآمـه ثمّ إنقيآده .. للي تبيــه !
ردّ بصره لـ أمه سآئلهآ بـ إهتمآم: أجل وشهـو ؟!
....: بـ أوآخر الأربعينآت .. يعني إحتمآل كبير إنهآ بـ سِن اليأس وإنقطع حيضهآ

تبققت عيونه مبتلع ريقه بـ إحرآج من صرآحة لفظ أمه بلآ مرآعآه كونه مُرآهق بـ صفّه الثآني من المرحله الثآنويّه !
قضم آخر جزء من موزته الأولى عآتب عليهآ بـ لوم: بس يمه عمرهآ أبدّ مآينآسب .. أوآخر الأربعينآت من جدك !! ذآ كلآم من برآ برآ .. تلقينهآ بـ الخمسينآت ونصّهآ وفآهد حرآم توه رجّآل ثلآثيني بعز شبآبـه

صآحت فيه بـ حِده وجفآء: هو مآيبي حرمتن يستمتع بهآ لنفسه .. يعني مآيهمه عمرهآ ولآ شكلهآ , هو يبي وحده ترعى له عيآله وتهتم فيهم .. يآولد أنآ اليوم عآيشه لكم ولهم بكره مدري
جآسر: آلله يطول بعمرك ويمدك بـ الصحه والعآفيه .. هونيهآ يآلحبيبه وتهون .. بس علميني صدق شلون عندك هآلمعلومآت ومنهي ذي المره إللي تبي تتزوج بعد مآشآب شعرهآ .. وش قلة هآلحيـآ ؟!
خزته بنظرآت نآريّه تتوعده قآصده إسكآته .. فآهد أسآساً رآفض الفكره من منبت رأسهآ والحين هو قآعد يزآيد عليـه .. ليته صدق يسكت أو يفآرق ..

توسعت عيونه لوهله من إستوعب زلة لسآنه مأشر لهآ بيسرآه فيمآ معنآه إنه بيسكت لتكمل هي بـ إستعطآف رقيق النبره بآللحظه إللي بدآ هو فيهآ يفك قشور موزته الثآنيه ..
....: سآره بنت البقّآلـي يآولـد .. هذي هي .. هآآ , وش إللي يعيبهآ إلآ عمرهآ الكبير وذآ إهو عزّ الطلـب وإللي نبيـه ..

أعقد حآجبيه مستفهم: منهي بنت البقّآلي ذي ؟!!
قآلهآ مدور عيونه يمنه ويسره بتفكير مُتحيّر لتتسع من بعده عيونه مبققه لين بغت تطلع من مكآنهآ مطلق غصته بـ بلعة الموز يكـح بـ حـده متحسس حلقـه ومآسرع مآوقفت أمه على ركبتيهآ مآده له كوب المويه الممتلئ نصفه: خذ يآولد بســم آلله عليــك شفيــك !!

إبتلع الكوب كآمـل بشربه وحده يمسح جبينه إللي ترآءى له إنه تعرق سآئلهآ بـ خفوت متحري صدق الكلآم أو تأكيد المقصد بـ المعنيّه من الإسم: بنت البقّآلي مآغيرهــآ !! العمّـه سآره !! السآحـره أم الدمآمـل ؟!
إتسعت عيونهآ بصدمه آمرته بـ جفآء حآد: تحشّــــم يلــد
جآسر: يمّه ليكون صدق هي نفسهآ ذيك إللي أخوآنهآ صقر وعبيـد !
وأخيراً تدخل فآهـد من بعد صمت مصفق بيديه: أيـوآآه .. هي بنفسهآ وهم إخوآنهـآ

ضرب جاسر جبينه متحسف: آآآآخ .. وآلله مآ أصدق – نآظر بـ أمه مكمل بـ إندفآع – يمه تدرين العيآل وش كآنوآ يقولون ؟! أصلاً معروفه عند العربآن .. السآحره أم الدمآمل .. يوووووه عليهآ قصص وحكآوي .. يقولون خشمهآ طويل حيل مثل السآحرآت بـ أفلآم الكرتون , وفتحة كل خشم يدخل فيهآ أصآبع اليدّ الخمس .. وبعد وجههآ كله دمآمل وش كبرهآ , لو إنفقعـت وحدهآ سآل منهآ كيس دم ..... أو كيس مويه , وآلله مآ أذكـر

بزغت عيونهآ لآخرهم مبققه تخزه يبلع لسآنه وينطم إنمآ لآحيآة لمن تنآدي .. شرد بعيونه متذكر الحكآوي القديمـه والظآهر إنه إستأنس بسردهآ لين صآح فآهـد وبوجهه تعبير إشمئزآز قويّ: بـــس خــــــــــلآآآآآآص
جآسر إللي توّه وينتبـه , أجفله فآهد من شروده وسرده لينآظره بوجه مرتعد: بســم آلله خرعتنــي , شفيك إنــت ؟!!!
فآهد: شهآلكلآم مآتخآف ربّك إنت ؟!! وش لك بحريم النآس ووش إللي درآك أصلاً عنهم تهذر فيهم يآقليل الدسـم ؟!!

قوس شفتيه مقلب عيونه مجآوبه بـ برود: مدري عنهم بس ذآ إللي سمعته من زمآن يوم إنّآ بزرآن .. كآنوآ العيآل يخآفونهآ ويعآيرون صقر وعبيد بـ أختهم سآره هـذي , يقولون السآحره أم الدمآمل .. شدخلني أنآ !
سأله فآهد بوجه شآحب اللون بآهت الملآمح مأخوذ بـ الصدمـه والذهول وعدم التصديق: صدق وجههآ فيه دمآمـل ؟!

جآسر: الصرآحه مدري مآشفـت .. بس معروفه إنهآ شينـه , مآحد يقدر ينآظر بوجههآ .. تخوف تخوف , إلآ تـروّع .. يقولون بس تشوفهآ مرّه ينقلب حآلك ويتبدل كيآنك , تخترع أو تنهبـل .. يروح عقلـك وتجيك كوآبيس تشوف وجههآ وفيه الدمآمل .. كبيره وفيهآ مويه صفرآء لزجـه أو فيهآ دمّآن ورديّـه ...... ولزجـه هي بعـد .. اي والله

وقف فآهد بسرعه يسرآه مبسوطه على بطنه ضآم قبضة يمنآه فوق فمه بعدمآ إستشعر التقزز وإستثآرة القيئ .. لحظآت ويجيب مآبجوفه ..
منعه عن الخروج السريع مآيشوف إلآ خطى قدميه المتسآرعه على الأرض بعيونه المخفضه إصطدآمه القوي بـ جسد نحيل البنيه مآثله طولاً مرتده خطوه مختلة التوآزن للخلف ليلحقهآ هو مشدد من مسكته للوحي كتفيهآ العريضين ثم نزولاً لذرآعيهآ معتصرهم وبقوّه .. يظهر الهلع بملآمحه والفجع بنظرآت عيونه هآمس بـ ذعر مبحوح مشحوح: ورر .. وردهـــ

إحتدت نظرآتهآ بـ إرتعآب هآمسه بـ لهفه مرتآعه: اسم آلله عليك يآفآهـد .. شفيــك !!
إحتضن وجههآ برآحتيه المتجمده والمرتجفه متحسس وجنتيهآ بـ بنآن إبهآميه قد كسآه الذعر متمكن من كآمل تعآبيره وتقآسيم وجهه ..
الذعر إللي إنتقل لهآ بـ التبعيّه تنآظره بعيون موسعـه محتدة النظرآت ..
على وضعهم الغريب .. هي شآده كتفيهآ للخلف مشنجـه متصلبّه مستسلمه للمسآت أخوهآ بـ أنآمله المرتجفه لوجنتيهآ النآعمه الصآفيـه خآليه تمآماً من أيّ بثـره .. جلدهآ رقيـق للغآيه وطـريّ ..
تمتم بـ كلمآت متقطعّه غير مترآبطه وغير مفهومه: وجـ .. وجـهك .. سآره .. وججججــ .. وردهـ
سألته بعدم فهم أو إستيعآب للموقف وللي قآعد يصير السؤآل بآهت النبره المتخوفه: شفيـه وجهـي !!
...: وجـجججـ .. وجهــك

على وشك الإنهيآر .. صآحت مآعآد فيهآ شويّ وتبكـي من الخوف وهول الموقف: شفيك فآهـد ترآك تخوفنـي .. شفيـه وجهـــي
تلآ صيحتهآ صيحـة أمهآ: فآهـد شفيــك ع البنــت خرعتهـآ .. إتركهـآ
....: وجهــك ... دمآمـــل .. وجهك فيه دمآمـل .. كبيـره
بـ هلـع وفجـع وصل معآهآ لآخره وأقصآه دفعته من صدره دآخله المجلس متحسسه وجههآ في حآلة شبه إنهيآر مفرقه مآبين سآقيهآ منقله نظرآتهآ المرتآعه مآبين أمهآ وبين جآسر المنسدح على ظهره يديه فوق بطنه ويظهـر إنه في نوبة ضحـك عآتي !

سألتهم بـ إنهيآر صآئحـه صآرخـه بـ إنهيآر أعصآب كآمل بآسطه رآحتيهآ على خديهآ: وجهــي يمّـه .. شفيـه وجهــي !! دمآمـــل إيـــش !!
قآلتهآ بـ اللحظـه إللي إرتجف فيهآ كآمل جسدهآ بـ نفضه وإرتعآشه قويّه من لمسـة فآهد إللي يظهر وكأنه إسترد وعيـه وأفآق ..
هدأت ملآمحه المرتآعه إلآ من عقدة حآجبيه القآسيه مآسح على شعرهآ بـ حنـوّ ضآمهآ لصدره مربت على ظهرهآ بـ هدوء: خـلص إهـدي ..
ضمت قبضتيهآ لصدرهآ هآمسه بـ وهن مرتجف: فآهد إنت شفيـك ؟!!

أبعدهآ مسآفه قصيره عن صدره محتضن وجههآ هآمس برقه متنآهيه: معليش سآمحينـي .. أنآ بس إرتعت شوي وشرد عقلـي
سألته بعيون دميعه لآئمه: وش هآللي قلته أجـل !
إبتسم جبراً بـ أسف مردف: وجهك زين وصآفي مآشآلله .. آلله يحفـظـك ......... آلله يحفظك

قآل تكرآر الأخيره بـ بهوت وخفوت شبه مسموع وكأن الروح قد فآرقت جسده بعدمآ فآرق اللون وجهه مبتعد عنهم هآدئ الخطـى المتثآقله لحد مآختفى طيفه تمآماً من المجلس لترد هي سآئلتهم بعيون محتده وعقدة حآجبين قآسيه مستفهمه سآئله أمهآ بعدمآ تعلقت عيونهآ لحظآت مطولّه على جآسر إللي كآن منتهي على الآخر يشآهق أنفآسه المنقطعه .. تآره ينسدح على ظهره رآفس الهوآ برجوله وتآره ينقلب على بطنه دآق الأرض بقبضتيـه في نوبـة ضحك عآتـي غير مبررة الأسبآب !

....: إنتـو شفيكــم ؟!!!!
أطبقت أمهآ فمهآ بآلقوّه منقهره تنآظر جآسر بـ حقـد لو بيدهآ وتقدر قآمت وتوطتـه ..
مآقدرت إلآ إنهآ ترفع ربطـة الموز المتمآسكه وتمت تقلعه منهآ وتحذفه بآلقوّه عليـه مفرغـه جمآم عصبيتهآ وكومة غيظهآ وغضبهآ بآلموز إللي تحذفه وحده ورآ الثآنيه صآئحـه بـ قهر: آلله يآخــذك يآكلـــب .. لآبآرك آلله فيك يآجآسـر .. حسبي آلله عليــك .. أشوف فيك يوم يشرد فيه عقلك وتنهبـل يآقليل الخآتمـه هو أخوك نآقص !! مو كآفي البلآ إللي إهو فيـه جعلـك بآللــي آآآآآآخ .. آستغفرك يآربي
ورده: يمّه شفيكم ! وش الموضوع خرعتونـي !!

إمتدت سبآبتهآ المشنجـه صوب إللي إنبطح يشآهق أنفآسه مجآوبتهآ بـ صيحـه صآرخه موجة القصد لـ جآسر: سويد الوجـه هذآ تخيلي وش إللي قآله عن سآره البقّآلـي .. مدري من وين له هآلكلآم ... حسبـــي آلله ع العــدو
تحسبنت بـ ندب مآسكه جآنبي رأسهآ المخفض لحجرهآ إدعآءاً لإحسآسهآ بـ ألم الرأس المبآغـت لتسأل هي بـ بهوت مستفهمه: وش إللي قآلـه ؟!

سألت ثم أرخت كتوفهآ بيأس مطلقه زفره بآئسه مكمله بـ نبره يظهر فيهآ الخيبـه والإحبآط: يمّه الله يهدآك مو إنتهينآ من سآلفة سآره هذي !! صدقيني وآلله حرآم عليك تظلمين فآهد ولدك مع سآره هذي .. مستحيـــل .. مــرررره .. أبــدّ .. ذي مآتصلح لآ له ولآ لأي رجّآل ثآنـي .. ريحي نفسك عآد وريحيـه ولآ عآد تفتحين طآري هآلموضوع يمّه تكفيـن ..

صفقت أعلى وركيهآ بقوّه مصدره طرقعه مسموعه هآزه ظهرهآ بـ ندب ريحه وجيّه سريعه: إي خلآص .. فعلاً إنتهينآ .. مو هذآ الكلــب قآم بـ الوآجـب مشكـور !! قآل إيش خشمهآ طويل يدخل بفتحته خمس أصآبـع ووجههآ كله دمآمل يسيل منهآ المويه والدمآن !

بققت عيونهآ بصدمه لـ جآسر إللي ردت له نوبة الضحك وشكلهآ بتجيب آخرته ..
إنقطعت أنفآسه وصآر يلهث لآثم فمه بكلتآ رآحتيه في حين هزت هي رآسهآ نفياً بنفضه قويّه للأفكآر التخيليّه إللي بآغتتهآ متصوره هيئة سآره كمآ وصفهآ جآسر بآلعه ريقهآ بصعوبه من سوء التخيّل وبشآعة الهيئه والمنظر: آستغفـر آلله .. جآسر إنت من وين لك هآلكلآم عيب عليـك
بصعوبه إلتقط أنفآسه رآد بنبره مخنوقه: بآلله إنتي أكدي لي هآلكلآم .. خشمهآ طويل حيل ولآ لآ ؟! وجههآ معبى بثور ودمآمل ولآ لآ ؟!

إنعقدوآ حآجبيهآ أقصآهم إستنكآراً ليكمل هو: بنت البقّآلي هذي أسطوره من أسآطير الرعب .. أشهر من النآر على العلـم
أطلقت زفرة ضيق مسموعه وكأنهآ تقول له – مآعندك سآلفه –
سفهته موجهه كلآمهآ لأمهآ: آلله يهديـك .. شوفـي يمّـه ..
نآظرتهآ من مكآنهآ وبآقي على وضعهآ مآسكه جآنبي رآسهآ بـ إصبعي يمنآهآ الوسطى والإبهآم مظلله فوق عيونهآ لتكمل ورده: آدم من شويّ كلمني وقآل سآعتين ويجيني .. يبي يشوفني ضروري
إحتدت نظرآتهآ بـ إنتبآه شآبه شيّ من القلق: خير عسى مآشـرّ !
قوست فمهآ مآتدري رآده: مدري وآلله مآقآل شيّ ..

....: صآر شيّ على زوجـة أخوه أو ولـدهآ ؟!!
ورده: مدري يمّه وآلله .. بس قآل يبي يشوفني ضروري وبعد سآعتين .. يعني بعد صلآة العشآء ..
أومأت رآسهآ بـ هدوء مغمضه عيونهآ بـ همّ هآمسه بـ خفوت: إي يمّه حيآه .. يجي بـ أي وقت
ورده: طيب يمه أنآ برقى غرفتي أبدّل ملآبسي .. مريت بس أعلمك إنه بيجـي
...: إي يمّه مآعليـه .. لحظـه بـس

قآلت الأخيره طآلبتهآ الإنتظآر متكأه على رآحتهآ اليمنى المبسوطه على الأرض متحآمله على نفسهآ لأجل توقف ومآسرع مآتدآركتهآ ورده ثآنيه نصفهآ العلوي عليهآ قآصده مسآعدتهآ على الوقوف: تعآلي يمه وقفـي .. إيه .. مآعليـه

أشبكت ذرآعهآ الأيسر بذرآع ورده الأيمن متعلقه فيه متخصره بيمنآهآ شآده على جآنبهآ بملآمح يظهر فيهآ التعـب عآضه بـ أسنآنهآ العلويه على شفتهآ السفلى المطبقّه مردفه بـ نبره مُرهقه: بروح المطبخ أوصيهم يجهزون ضيآفة آدم ..

قآلتهآ بـ التزآمن مع سقوط عيونهآ على ذآك إللي تمآلك نفسه أخيراً مربع الجلسـه بـ ظهر مستقيم مطبق فمه إللي إختفى تمآماً من وجهه وقد إمتى حجر ثوبه بـ الموز إللي إلتقطه من أمه خآفض بصره ينآظر الأرض بخشوع تحآشياً لأي كلمة ممكن تصك بـ جنوبه أو تنخر له عظآمـه ..
مآقدرت هي إلآ إنهآ تقلب عيونهآ بعدمآ خزته بـ حقد رآمقته بـ نظرة إحتقآر مشمئزه هآمسه بـ نبره شبه مسموعه: لآبآرك آلله فيــك يآجآسـر يآولـد مُعـآذ المآلكـي .......


/
/

إقتحمت غرفتهآ بدون طلب الإذن أو حتى مجرد الطرق لتقآبلهآ هي بوجه ممتعض رآمقتهآ بـ إحتقآر مُردفه – القـطّ – المُبطن بـ الكلآم: وينك من أدآب الدخول والإستئذآن سِت ريتآج ؟
....: مآلك دآعي , أنآ مآحب أحد يقتحم خصوصيآتي , انآ غيرك
....: وشهو الفرق إن شآلله ؟!

نقزت فوق سريرهآ جآلسه ثآنيه ركبتيهآ تحتهآ مفرقه مآبينهم بوضع الضفدعه وعيونهآ تبرق بهجه: مو وقته , عندي لك خبر حلـو !
إحتدت نظرآتهآ لثوآني معدوده قبل تنزل جوآلهآ من يدهآ مبعده السمآعه اليمنى عن أذنهآ سائلتهآ بـ اهتمآم: خيـر !
حركت لهآ حآجبيهآ الحركه السريعه مجآوبتهآ بـ مكر: أبوي يبيـك .. طآلبك بـ الإسم , أظنك عرفتي السآلفه الحين !
من فور إستمآعهآ وقفت على ركبتيهآ موسعه عيونهآ المتفآجئه تسألهآ الصدق: بـ آللـــــــــــه !
أدخلت إظفر إبهآمهآ الأيمن تحت إظفر الوسطى وكأنهآ تنظفه نآفخه عليه من هوآ أنفآسهآ إدعآءاً لـ اللآمبآلآه: أهــآآ .. يبيك بـ المجلس تحت بس بعد صلآة العشـآء مو الحين
بلعت ريقهآ مصدره صوت مسموع سآئله وعيونهآ تدور بـ الفرآغ: تتوقعين وش بيقول ؟!
رمقتهآ بنظرة إستخفآف هآزئه مُردفه بـ لؤم: يعننك مآتدريـن ؟!

....: إيش ؟!
....: يمديك من الحين تفكرين بشكل فستآن الزوآج والتسريحـه وشكل الكوشه وووو .............. – ضيقت عيونهآ ملعبّه لهآ حآجبيهآ بـ خبث ولعآنه مكمله - وأول يوم مع عآصم الممرض ! هههههه
رفعت مخده صغيره مربعة الشكل من جمبهآ حآذفتهآ بوجههآ مدعيّة الضيق والعصبيّه: يلآ منّآك .. مآلت على أشكآلك
....: ههههه أحلآ صيتـوووه بتتزوجيـن

تحسست وجنتيهآ قآصده تهدئة إنفعآل إشتعآلهم أو ..... إحترآقهم , رآفعه بصرهآ للسقف نآفخه هوآء أنفآسهآ مستجدية سكون نبضآت قلبهآ القويّه وتوترآت أعصآبهآ العنفوآنيّه: أوووووف وش ذآ .. قلبي يمّـه

وقفت عن السرير مُعقبه بـ تحذيـر: بس هــآآآ
....: إيش ؟!
....: أبوي قبل أجيك قآل مآيبي أحد بـ المجلس إلآ إنتي , حتى أمي كرشهآ برآ .. يآويلك صيتووه تقفلين البآب ورآك .. أنآ وأمي بنوقف ورآ البآب ونتصنت نبي نسمع حنّآ بعد وشهو اللي بيقوله أبوي
....: هههههه ريتــآآآآآآج

تجعد أنفهآ بـ اشمئزآز رآمقتهآ بنظره إحتقآر من رآسهآ لقدميهآ بلآ أي سبب يُذكر قبل توليهآ ظهرهآ رآفعه لهآ سبآبتهآ اليمنى بـ توعد: يآني ويّآك أشوف البآب مقفـل ..........


/
/


مآبعد العِشـآء ..

توقفت حركة فرشآتهآ الدآئريه موقفه معهآ توزيع البلآشر على عظم وجنتيهآ البآرز بـ إبتسآمه قصيره منصته لصوت الطرق على بابها يظهر وكأنه ايقاع – الدفّ – صاحبه لحن صوتي من حنجرة اصغر اخوانها: يـــآآوردآآآ , إفـتآآحــي , يــآآوردوووش , إفتآآآحــــي .. يــآروزآآ .. آدم تآآحــــت , ينتظــرك .. إفتـآآحـي , يآروزآآ .. إطلعـــي

بقوّه .. وبسرعه , فتحت البآب لآخره مُدّعيـه العصبيّه والإنزعآج بملآمحهآ الوآجمه المتكدره صآحت: بــــــــسس ! وش ذآ الصــــوت !
رمش بتوآلي وبتسآرع بعدمآ إتسعت عيونه وتوقفت حركة شفآهه فآغر فمه بتعبير أبلـه مصدوم من عصبيتهآ , ومذهـول !
لفظ بـ بهوت شبه مسموع: آدم تحـت

عذبهآ برآءة شكله وصدمته إللي بآقي محتله وجهه مقرره أخيراً تبديل قنآع الغضب لإبتسآمه وآسعه متحسسه رآسه مقحمه أصآبعهآ بفروته غزيرة الشعيرآت مدآعبته بمشآكسه: ههههه خلآص خلآص ترآ أمزح .. صوتك حلو
كشر بـ بعبوس عآقد حآجبيه: وش ذآ المزح ! وأنآ اللي طآح وجهي
ولته ظهرهآ رآده لمرآيتهآ: هههه إيه كذآ حسيت فـ قررت أرحمك

تبعهآ بخطوآته الصبيآنيه مأرجح ذرآعيه بـ الهوآء على جآنبي جسده لحد مآوقف على مقربه منهآ لآوي فمه بـ عدم إعجآب طآلبهآ: ورده غيري ملآبسك
بسرعه إلتفتت له سآئلته بعيونهآ الموسعه تفآجئ من طلبه: مو حلـو !!
أومأ رآسه إيجآباً مُردف: تشبهين العيآل .. تشبهين سهيـل .. من الظهـر ومن الوجه حتى من الجمب .. لآ عآد تلبسين بنآطيل مب حلوه للبنآت .. تطلعين أحلى بـ الفسآتين والتنآنير وبعد بتقآبلين آدم !! ليش مآتلبسين تيور بدآل ذآ البنطلون ؟!

أخفضت بصرهآ لأسفلهآ تنآظر بنطلونهآ الإسكيني بلونه الأسود , ضيقـه إللي أبرز نحآلة سآقيهآ وطولهـم .. الشيّ المُلفـت غير الحَـسَـن !
بـ خلآف أسفلهآ كآن مقبول نصفهآ العلوي بـ بلوزه قطنيّه سودآء كمر عريض مطّآط مآثله كميهآ المشمرين عن السآعد وقصـه سآبرينآ وآسعه كآشفه عن عظم ترقوتهآ البآرز بـ بروش فيونكه حمـرآء كبيره على الجآنب الأيسر من البلوزه متدلي منهآ شرآئط ستآنيّه ودلآيآت ذهبيّه وفضيّه ...
سآئلته متعجبّه: وآلله مو حلـو !!

....: إي وآلله مو حلو , أقول الصدق .. البلوزه حلوه بس البنطلون لآآ أبد , فصخيـه وإلبسي تنوره .. وبعد وش ذآ الضفيره ؟ فكيهآ وفلي شعرك تطلعين أحلى
عضت الجآنب الأيسر لشفتهآ السفلى محتآره: صدق شبيــب ؟!
جاوبها بهزة كتفيه السريعه مقوس شفتيه: علمتك وبكيفـك
....: يعني البس تنوره كذا رآيك ؟!

ملآ الإبتهآج وجهه متلألأه عيونه بـ الحمآسه مجآوبهآ بـ إندفآع تأكيدي: إيه إيـه
صفقت مره وحده بيديهآ مضيقه عيونهآ بلؤم: إفتح طيب الدولآب وإختآر لي على ذوقك
إنفغر فمه لآخره سآئلهآ ببلآهه مآستوعب إللي قآلته: إيــش !!!
أشرت بذقنهآ صوب ضلف البآب الأيسر للدولآب مردفه: هنآك فيه تنآنير معلقه , إختآر لي وحده وأنآ بعدل شعري لين تختآر

شبيب: ............
إرتفعوآ حآجبيهآ موسعه عيونهآ بـ إبتسآمه آمره تحثه: يــــلآ ....... لآتستحـي

قآلتهآ موليته ظهرهآ فآكه ضفيرتهآ النحيله إللي وصل طولهآ أسفل كتفيهآ بـ قليل تتآبع بعيونهآ شكل أخوهآ بوقوفه متخصر يتأمل ملآبسهآ المعلقّه دآخل الدولآب عآض على شفته السفلى بتعبير المستغرق في التفكير محتآر !

لآشعورياً ومن هيئته إتسعت إبتسآمتهآ هآزه رآسهآ نفياً منزله عيونهآ عن إنعكآسه بـ المرآيه مخلله أصآبعهآ الطوآل النحيله بشعيرآتهآ الخفيفه النآعمه مزدوجة اللونين مآبين الأحمر إللي إنطفى نآريّة لونه من الأطرآف والبني الدآكن بطبيعته من الجذور ..

عفوياً طآحت عيونهآ على الصوره بـ البروآز المثبت على طآولة تسريحتهآ اللحظه إللي بآغتهآ سريعاً حموّ بقنوآتهآ الدمعيّه مفرزه بلورآت متلألأه تعلقت بمحجريهآ بآلعه ريقها بـ صعوبّه من غصّه حست بهآ كتلـه خآنقه بمجرى الحلـق ..
نفس الموقف ينعآد بـ إختلآف الأشخآص ...

وآقفه قبل مرآيتهآ تتآبع حركة – أمهآ – المشتته وهي تختآر لهآ الملآبس بنفسهآ ..
تتعب تحوس بملآبسهآ لحد مآتختآر لهآ وتنسق وبـ الأخير إهي ترفـض !
هي نفسهآ أمهآ جيهآن جميلة الوجه البشوش سمح الملآمح , مريح التقآسيم والتعآبير الهآدئه بـ إبتسآمتهآ المُطمئنـه المؤطـره ورآء زجآج هآلبروآز على طآولة تسريحتهآ ..
لو يرجع بهآ الزمن كآن لبست كل لبس إختآرته لهآ بنفسهآ لو إنه مو على ذوقهآ .. كآن أكلت كل طبخه من يدهآ لو إنهآ مآستسآغت طعمهآ .. لو بس يرجع بهآ الزمن للحظـه عآشتهآ قد تضآعف بهآ الشوق الحين لتعيدهآ ..
ترجع لحضن أمهآ إللي فقدت إحسآسه ..

رآئحة أمهآ إللي غآبت عنهآ .. تحس بلوعـه الفقد يوم تمرغ أنفهآ بـ ملآبس أمهآ ولآتلقى ريحتهـآ ..
في أمسّ الحآجه إنهآ تحآوط وسطهآ وتشدّ عليـه , تدفن نفسهآ بهآلصدر الوآسع الحآنـي , تمرغ خشمهآ بـ عنق أمهآ .. المكآن الوحيد العآبق برآئحتهآ الأثيريّه علّهآ فيهآ وبسببهآ تهدى نفسهآ وترتآح .. تستقر وتستكيـن ..

....: شوفــي هذي !
إنتفض جسدهآ بقشعره هآدئه ملتفته له بـ إرتبآك معلقه نظرآتهآ الضآئعه والحآئره على الشيّ الفضفآض جوري اللون والمنسآب بـ نعومة خآمته الشيفون الخفيفه ليرد سآئلهآ: وش رآيـك ؟!
إبتلعت ريقهآ رآمشه بـ توآلي متكرر أتبعته بـ هزة رآس قويّه قآصده ضبط شتات نفسهآ معقبه بـ إستغرآب شآبه شيّ من الإستنكآر: لونهآ أحمـر يآشبيـب !

....: لآ مو أحمر فآصـخ , لونه غآمق .. احسها حلوه , غيري عاد ذآ اللون الأسود
سكتت تتأمل التنوره وبوجههآ تعبير عدم الإقتنآع ليرد هو مكمل بـ حثّ صبيآني مزعج: يلآ يآورده , جربيهآ بس وشوفي .. خلآص لآتفكرين .. وآلله إنهآ حلوه .. عشآن خآطري .. إلبسيهآ .. ترآ أول مره أختآر لك شيّ على ذوقي وأطلبك بعد لآ تفشليني هآآ بيطيح وجهـي .. وآلله أزعل

أشرت بيدهآ قآصده إسكآته مبتسمه: خلآآآآآآص خلآآص .. يآكثر هرجك , هآت هآت
تهلل وجهه بسعآده موسع عيونه البآسمه بعدم تصديق سآئلهآ: صدق بتلبسينهــآ ؟!!
تنآولتهآ من يده هآزه رآسهآ إيجآباً بـ حرآره: إي بلبسهـآ .. وفليّـت شعري بعـد .. هآ شرآيـك !
مطّ شفتيه المزمومه بـ تصفير اعجآب خآفت أعقب من بعده: أيـوآآه .. كذآ إنتي روزه مو سهـل .. يمه وآلله أرتآع يجيني الوهم , تشبهينه آللهم الشنـب هـع

ورده: ههههه أشوى أجل إن سهيل حلـو ولآ صدق كآن انغبنت
شبيب: ههههه بس إنتي أحلآ طبعـاً
ضيقت عيونهآ بـ لؤم إستيعآباً منهآ لمغآزلته لهآ أو مجآملتهآ !
....: يآولــــــد !
طلع لهآ لسآنه وبسرعه أدخله بـ شقآوه مبتسم ثم مردف قبل تقآطعه هي: يلآ أنآ بطلع وإنتي أسرعي , آدم تحت بـ المجلس مع جآسـر
تبققت عيونهآ بصدمه صآئحه: جآســــر !!!
جآوبهآ بـ برآءه مستغرب تفآجئهآ: إي , شفيهـآ ؟!

أطبقت فمهآ بقهر متذكره سوآة جآسر من قرآبة السآعه بـ فآهد وإللي صآبـه ..
الحين قآعد مع آدم , آلله يستر ومآيهبّل فيـه ..
يهذر بلآ حسآب وكل سوآليفه سآمجه مآيندرى عن علومه وسلومه !

....: شبـوب حبيبي انزل اقعد معهم لين أنتهي لآتخلي الأهبل جآسر بروحه مع آدم ..
إنتفض صدره بضحكة عربجـه وكنه فهم عن قصدهآ تمآماً وأكدّ عليـه ..
....: هــــع , صآدقه .. خلآص أنآ تحت , لآتتأخريـن


/
/
/

ترقبت حركة تمدده المُرهق على السرير بعدمآ إنتهت صلآة العشآء رآد من المسجـد وبرفق إعتصرت الفوطه البيضآء الصغيره فآردتهآ بـ هدوء وبـ حذر عى جبينه ومآسرع مآرفعتهآ من إنتفضت كتوفه وإنكمشت تقآسيم وجهه بـ قشعره وآضحه عآقد حآجبيه بـ وجه عآبس مُتجهّم ..

لحظآت من الصمت موسعه فيهآ عيونهآ بـ إرتعآب بريئ وهو ينآظرهآ بـ وجوم لحد مآ أغمض عيونه زآفر نفس حآر تدآركته هي بسرعه واللهفه بعيونهآ النآطقه خوف وقلق: حرآرتك مثل مآهي مآنخفضت .. أمي ميثآ قآلت أسويّ لك كمآدآت بآرده
أطبقت فمهآ بـ إنتظآر جوآبه إللي مآلفظه .. لآ بـ الرفض أو الموآفقه لترد هي سآئلته بـ تردد حذِر متخوّف: أحطهـآ ؟!!

....: حطـي
شيّ من الرآحه سكن ملآمحهآ الشآحبه خوف كونهآ إرتكبت الخطأ من عدمه لتحلّ إبتسآمه هآدئه بدلاً من الرهبه مبلله المنشفـه معتصرتهآ بهدوء , وبـ رفق فردتهآ على جبينه ثم تمت تمسح من على خديّه المويّه المقطّرّه من المنشفه مردفه بـ قلق بآدي: عُـديّ مرآ حرآرتك مرتفعه !
....: شويّ وتنخفـض عآدي
....: من الصبآح للحين مآنخفضت .. وش أسوي لك علمني .. إنت الدكتور

لآ إرآدياً مآل فمه بـ إبتسآمه مرهقه مجآوبهآ بـ همس مُتعب: لآتسوين شيّ
إقتربت خطوه وآحده من جلوسهآ جمبه مقآبل له على طرف السرير بآسطه رآحتهآ اليسرى فوق بطنه: مُتأكـد ؟!
....: إيـه
....: ليش مرضت فجأه كذآ ؟! – توسعت عيونهآ وكأنهآ لتوّهآ تذكرت شيّ فجأه مكملـه بـ إندفآع – تعرف لمن كنت أمرض فجأه كذآ زمآن فرآس أخوي آلله يرحمه كآن يسألني أول شيّ وشهـو إللي مزعلنـي ؟! مدري وش علآقة الزعل بـ المرض بس كآن يقوّل إنه إذآ صآبني زعل شديد وقويّ فجأه ممكن أمرض فجأه هم ترتفع حرآرتي .. إنت وش إللي مزعلـك الحين هـآآ !!

أغمض عيونه بـ القوّه نآفض عن فكره صورتهآ وتخيّل إنهآ آلحين خآرج دآئرة أملآكـه , ملك غيـره .. صيتـه بـ عصمـة عآصــم !
تحليل فرآس غير منطقـي وأبداً غير علمـي مآيدري ليش الحين يحسّه منتهـى العقـل والمنطق !
غصباً عنه وجبراً شدّ فمه المطبق بـ إبتسآمه ظهرت حزينـه عديمة الحيلـه معقب: أخوك فآهـم الطـبّ غلـط

....: ههههه قلت له نفس الشيّ
....: صآر لي سنوآت مآمرضت .. سنوآت كثيره هذي أول مرّه .. فآلك طيّب يآبنت شبيـب المآلكي
....: ههههه المرض طهـور يآدكتـور
رفع سآعده فوق عيونه مظلل عليهم بـ إنزعآج مردف: هذي الإضآءه .. زآعجتني ومعوره عيوني
بـ سرعة بديهه وإنقيآد سريع أطفأت ضوّ الأبجوره المتعآمده عليه مقفله كل الأنوآر إلآ إضآءة سهّآره خآفته بنفسجيّة اللون فوق بآب الغرفه رآده جآلسه جمبه وقبآله مبدله له الكمآده حآثته على الصبر والمقآومه: تحمّل شـويّ .. ذآ أكيد من تغيير جوّ الشتآ للصيـف

ردّ عفوياً مبتسم بتعب لتعقد هي حآجبيهآ بـ خفّه مستغربه سآئلته بعدم فهم: ليش تبتسـم !
بـ ارهاق فتح عيونه الغائره تعب مجآوبهآ بـ همس مبحوح: كلمتك إللي قلتيهآ ....... أتحمّـل شويّ
دورت عيونهآ بتفكير سآئلته ببلآهه: إيه وشفيهـآ ؟!!
عُديّ: يعني على بآلك إني دلوع مثلك والتعب ذآبحني ! ترآ كله دور برد عآدي
لوت فمهآ بـ حنق سآفهته بوضعهآ للمنشفه على جبينه لحظآت من الصمت المطبق إلآ من صوت أنفآسه القصيره المسموعه بـ إحتدآد وإهتيآج وحرآره ليقرر هو قطع الصمت بطريقه كآنت أغرب ممآ يكون: أبي حآلنآ ينصلـح يآنسمـه
نسمه: ..........

عُديّ: أبي لنآ عيشه طبيعيّه وحيآه مستقره .. أبي أفهمك وأبيك تفهمينـي
رمشت بتوآلي فآغره فمهآ بعدم إستيعآب .. فآجئهآ الكلآم وبـ قـوّه !
عُديّ: دآري إن الغلط مني والتقصير من صوبي بس أبيك تسآعديني .. توّك بزر وبعد دلوعه وهآلشيّ صعب عليك دآري بس أبيك تتحمليّن شويّ ........ بتقدريـن ؟!!
لفظت بعدم تصديق مصدومه: عُــــــديّ !!!!
....: بتحآوليـن ؟!

بفرحة الطفل وإبتهآجه اللآمتنآهي من أبسط مسببآت السعآده إرتمت عليه .. جآنب رأسهآ ووجههآ الأيمن فوق بطنه عآفطه تيشيرته القطني رمآدي اللون بقبضتهآ اليسرى قد شقت إبتسآمه عريضه
وآسعه طريقهآ بوجههآ المتهلل رضآ وحبور مجآوبته بتأكيد حتمي قطعي: أكيـــد يآعُديّ .. أكيـــد .. من أول وأنآ أحآول ومآرح أتعب أبداً أو أمـلّ

قآلتهآ شآهقه نفس عميق من عبقه عديم الرآئحه ممرغه خشمهآ بملآبسه في حين تم هو يدآعب هو فروتهآ النآعمه خفيفة الشعر بـ أنآمل يمنآه اللحظه إللي رفعت فيهآ نظرهآ له مبتسمه لآمعه عيونهآ بسعآده لآمتنآهيه مسنده أسفل ذقنهآ فوق بطنه مردفه بـ نبره متحديّه .. وآثقه ومُشآكسه: غصـب أخليك إنت بعد تحبنـي مثل مآ أحبـك
إرتفع حآجبه الأيسر المخفي تحت منشفة الكمّآده فآرض تحديّه عليهآ بـ القبول: آلله يقويّك أجــل
أعقبت بـ ثقـه مُتحديّه: بتشــوف

....: وش إللي تحبينـه فينـي ؟!
ثبتت عيونهآ المتسعـه بنظرة تفآجئ من وقع السؤآل المبآغت مآقدرت للحين تستوعبه .. إن كآن عفوي أو إنه سؤآل ذآ مغـزى !!
توّهآ وأخفضت بصرهآ مدوره عيونهآ بتفكير متحيّر إلآ ويلحقهآ بـ تنبيـه: لآتفكـري
نآظرته بسرعه النظره البلهآء ليكمل هو بهدوء: لآتفكري بـ الإجآبه ..قولي وش إللي تحبينه فينـي لو إنه شيّ تآفه وسخيـف .. مآبي منك إجآبه نموذجيّه منسقـه ومنمقـه .. مآبيك تتكلفيّن .. لآتقعدين تفكرين بشيّ تظهرين فيه مثقفه أو ذكيه لأنك عبيطـه يآنسمه وغبيّـه

توّهآ بتفتح فمهآ بـ هجوم دفآعي عن النفس إلآ ويسكتهآ بضحكته المتعبه لآحقهآ بسرعه: هههه وترآني أحبّ العبيطآت الغبيّآت .. لآتشيلين هـمّ هآلنقطـه
إرتفعوآ حآجبيهآ بسذآجه التعبير إللي كل مآله يزدآد بلآهه وغبآء فآغره فمهآ وموسعه عيونهآ ليكمل هو بهدوء رآيق شآد على يدهآ اليسرى بيمنآه حآثهآ الإجآبه: هـآآ .. قولـي

بـ عفويّه مطلقه كمآ المنوم مغنآطيسياً أو السآرح في ملكوت آلله جآوبت بـ فهآوه: ضحكتـك يـ آللــــــــــه !!!!
أقفل عيونه بآلقوّه كآتم ضحكه على فهآوة شكلهآ وكميّة البلآهه والسذآجه المحفوره بين قسمآت وجههآ بـ إنبهآر لآمتنآهي سآرحه بشكلـه لتكمل هي بنفس النبره المأسوره والملآمح المبهوره: ضحكتك حلـوه .. خــقق .. حتى صوت الضحكه نفسـه يـآربـآه ! وشكل إبتسآمتك .. أسنآنك وفمّـك .. لمآ تضحك بقوّه أو تبتسم تظهر غمّآزه بـ الذقن عندك يآآآآحلــوهآ يآعُديّ ويآحلـوك .. إنت مـرآ حلو مآشآلله .. إنت أحلى من أي شيّ حلـو قسم بآلله ..

....: مآتحبين إلآ شكلـي الحلـو ؟!

....: أحبّ فيك كل شيّ لأني أشوف كل شيّ فيك حلـو .. يوم كنت تعصب عليّ وتجرحني بكلآمك أقعد أفكر وشهو الشين إللي فيك .. شيّ مقدر أتقبله أبداً يعنني أبي أكرهك بسبتـه بس مآ ألقـى .. وآلله مآفيك الغلـط .. حتى يوم تعصب تطلـع حلو .. شتمك وسبآبك واللعن يطلـع منك حلـو هههه .. ولمن تعصب بآلقوه مرآ مرآ أحسّ لونك يطلع أحمر ودي وقتهآ ألمسك أشوفك حآر سآخن ولآ عآدي .. وفيه عرق مرآ كبير وغليظ يصير وآضح بـ نص جبينك ودي بس لحظتهآ أتحسسه بـ أصآبعي أشوفه طري ولآ جآمد ولآ وش إحسآسه .. أحبّ وإنت نآيم أدخل أصآبعي بشعرك .. تدري إن شعرك أكثف من شعري وآآآآآي يآلقهـر .. وعندك بعد خصلآت ذهبيّه كأنهآ مصبوغه بس دآريه إنهآ طبيعيّه .. وعيونك الخُضر أو الصُفـر مدري عنهم بس يجننوآ مآشآلله وأذونك صغيـره هههه .. أحبّ إحسآسي بآلفخـر إني ملكت شيّ غيري كثير يتمنونه ..

ترآ أدخل حسآبآتك وأشوف تعليقآت ذولي إللي مآيستحون وخآقين عليك .. أحب تطنيشك لهم وهم بس يتمنون لو كلمه وحده .. ولآ الهبلـه إللي تترجـى تكفى يآعُديّ شوف الخآص هههه وإنت معـي أنآ بآلشيّ إللي أخصّ من الخآص .. حآسه إني مميزه فيك .. حآسه إن محد مثلي ولآ أحد بيكون مثلي لأن إنت يآعُـديّ مآحد مثلـك .. إنت وحيد وفريد وخآص فينـي .. أحب هآلإحسآس إللي إنت سببه ومستعده أتعب وأتعب وأتعب بس أوصل للي أبيه معـك .. أبيك بس تحس فيني لو هآلقد – أشرت لـ طرف أنملتهآ السبآبه مكمله – لو هآلقد بس من إحسآسي أنآ تجآهك .. أبيك تشوف فيني لو شيّ وآحد بس حلـو .. أدري إني مو مثلك .. مآفيني من الحلآ الكثير ولآ من الجمآل الشيّ الجذّآب المُلفت ورآسي خآوي وصدق بزر وأهتم بـ أشيآء تآفهه بس أقدر أعطيك كثير وأكثر من إللي ممكن تتخيلـه ويرضيـك بس إنــت إسمـح لي يآعُــديّ .......... بـتسمــح ؟!

سآد صمت مطبـق .. مشحون , متوتر من تجآههآ يفتك بهآ الإنتظآر وترقب الجـوآب ..
بآئس , مُحبط , خآئب وحزين من تجآهـه .. وإن كآنت حبيبتـه صيتـه خطّت بدآيتهآ بـ صفحة جديـده بعيداً عنـه .. قريب من غيره فمآله إلآ إنه يقفل صفحتهآ هي من كتآبـه هـو ..
لفظ بـ منتهى الأسـى والمرآره هآمـس: أسمـــــح ...


/
/


وقفت عند بآب المجلس مُطرقة الرأس في خجـل مطبقـه فمهآ مآنعه إتسآع إبتسآمتهآ لتجيهآ – قرصـه – قآسيه من كوعهآ الأيمن إنتفضت بسببهآ متوجعـه تنآظر ذيك المتسببه بهآلقرصـه نظرة إستنكآر لآئمـه لفعلهآ ومتألمه ..
النظره إللي سفهتهآ هي مبآدرتهآ بـ إبتسآمه ذآت مغزى أتبعتهآ بـ غمزه لئيمه مآكره مردفه: ادخلي يلآ وإحنآ بنوقف هنآ نتصنّـت

تجعد أنفهآ بـ إشمئزآز لآويه فمهآ يمنه متحسسه كوعهآ الأيمن مكآن القرصه الموجعه قبل تشهق نفس عميق من فتحة فمهآ المنفرج زفرتهآ بـ هدوء متوتر تنآظر البآب ثم إلتفتت اللفتـه الأخيره يمينهآ للثنتين إللي وآقفآت وعلى محيّآهم إبتسآمه عريضه وآسعـه .. ريتآج , وأمّهـآ ..
وبـ التبعيّه إمتد بصرهآ للي رمقهم ثلآثتهم بنظرة إحتقآر مقلّب عيونه مقوّس فمه قبل يردف سآخر: الحمممممدلله والشُكـر

بسرعه التفتت ريتآج ورآهآ رآده له نظرة الإحتقآر وبـ إحترآفيّه ثم صدت عنه مأشره برآسهآ صوب البآب هآمسه: ادخلي يلآ صيته حشـى ! سآعه وآقفـه
....: ريتآج مره متوتره مدري ليش !!
قآلتهآ ومآدرت بنفسهآ إلآ وجبينهآ منصقع بـ البآب متقدمّه خطوآت متتآليه متتآبعه مختلّه ومتعثره ,, على وشك أن تهوي وتسقـط .. وعلى وجههآ .. إثر دفعـه قويّه .. خلفيّـه !

الدفعه إللي كآنت بفعل فآعل وإللي مآكآن إلآ أخوهآ الأصغر متلآعن معهآ بهآلحركه دآفعهآ مبآغته من منتصف ظهرهآ بكلتآ رآحتيه لينفتح البآب بسبب دفعهآ هي لـه , اللحظـه اللي إنتفض فيهآ جسـد الجآلس بـ المجلس عآقد حآجبيه أقصآهم محتده نظرآته الوآجمه إللي خزهآ فيهآ وبـ إستنكآر لطريقة دخولهآ لتتدآرك هي نفسهآ ببلعة ريق مدوره عيونهآ المذعوره من هول مآصآبهآ من مفآجئـه ..
برآ المجلس ريتآج إللي إنشد ظهرهآ مبتعده عن البآب ملصقه ظهرهآ بصدر أمهآ شآده شفتهآ السفلى بتعبير متأسف لوضع صيته من لعآنة أخوهآ إللي تمت أمهآ تخزّه بتوعد ليبتعد هو موليهم ظهره بحركة لسآنه إللي أخرجه لهم سريعاً ثم أدخله بـ إستفزآز رآقي الدرج !

....: تعآلي يبـه , بس قفلي البآب أول
إنسيآقاً لـ طلبه سحبت البآب مقآربه على إغلآقه لتظهر لهآ يـدّ ريتآج من ورآه مستلمه الأكره قبل يتقفل تمآماً مطمأنتهآ بـ إبتسآمه مطبقـه مع إيمآءة رآس إيجآبيّه .. أن لآ تتوتـر !
إلتفتت هي من بعدهآ لأبوهآ الجآلس بـ أرضه ثآني سآقه اليمنى تحته مسند كوعه الأيسر بـ التعآمد على ركبته اليسرى المرفوعه يعد خرزآت سبحته الفضيّه بتوآلي سريع لآهج بـ الذكر والتسبيـح ...

بهدوء مُبآلغ فيه يظهر وكأنه حَـذِر .. جلست على يمينـه ثآنيه سآقيهآ تحتهآ مفروده مسنده كوعهآ الأيسر على المتك الإسفنجي بـ الأرض بآدئه الحوآر: سـمّ يبـه
شهـق بـ عُمق مسموع مُطأطأ الرأس وعيونه على خرزآت سبحته إللي بدلهآ من يسرآه لليمنى .. الحركه إللي معهآ إنتقلت عيونهآ للسبحـه في ترقبّ .. شيئ من التوجـس وعدم الإستبشآر سرى بنفسهآ ومآسرع مآستعآذت بـ الله فـ خنث شيطآنهآ بوسآوسـه ..

الترقب إللي قطعه هو أخيراً بـ نبره يظهر فيهآ التردد: صيته يبــه
بسرعه جآوبته: أسمعك يبـه .. خيــر !!
....: ظنتي تدرين ليش أبيك الحين !
كتله هوآئيه إبتلعتهآ مبآغته مصدره صوت شهقه أشبه بـ الشرقه تدآركتهآ من فورهآ بـ حرج خآفضه رآسهآ لحجرهآ ببلعة ريق مرتبكه: ءآآ .. احـم .. إي .. يعنــي .....
....: اسمعي يبـه .. أبيك تفهمين كلآمي عدل , وتدرين إني مآبي بهآلدنيآ شيّ غير سعآدتك والشيّ إللي به مصلحتك ..

إحتدت نظرآتهآ بـ إنتبآه مستحضره كآمل تركيزهآ , اذ إن هآلمقدمـه مآتنذر إلآ بـ الشـؤم وإن كآنت كلمآتهآ مآده بـ الثقه والأمآن بآعثه لرآحه والإطمئنآن !
آثرت الصمت بدلاً من الإستفهآم عن المقصد ليكمل هو بهدوء خآفض رآسه متحآشيهآ بنظرآته المصوبه لسبحته من الجلّيّ انه نفسياً رآفض هآلشيّ إلآ إنه جبراً وحتماً إنه يقولـه ..

....: إنتي خوش بنيّـه .. والولـد طيّـب , لكن يبه مآلكم نصيب ببعـض ..

شهقة صدمه ثنآئيه مع ضربة صدر من ورآء البآب .. ملآمح مذهولـه , رآفضـه , وغير مُصدِقّه !
نآظرت ريتآج أمهآ بعيون موسعه وقد تلآصقوآ حآجبيهآ إستنكآراً ودهشـه لتقآبلهآ أمهآ بنفس الملآمح !
بـ المجلس مآختلف الوضع الكثير إلآ إن تعبير التفآجئ المصرّح عنـه من ريتآج وأمّهآ كآن لـ صيته صآمت بلآ أيّ تعبير أو إنفعآل , وإن كآن لحظياً !
التعبير بوجههآ بليـد بآهت , غير مُترجـم ..

ضآقت عيونهآ مستفهمه , إستفهآماً حسياً أتبعته بـ رمشآت متوآليه مبلله شفتيهآ قبل تسأله بـ وهن مهزوز مرتجـف .. ومُتردد في لفظ السؤآل خوفاً من تأكيد الجوآب: يعـ ... يعنـي ........ رفضنــي ؟!

أغمض عيونه بـ هـمّ مجآوبهآ بزفره مُرهقه: كيف يبـه بيرفضونك وإهم بنفسهم طآلبينك ! الرجّآل أسآساً يعرفك .. مو كآن معك بـ المستشفى وممرض مثله مثلك !
إبتلعت ريقهآ بـ صعوبه غير مستوعبه .. عآصم مآطلبهآ إلآ لأنه يبيهآ , ويبيهآ لأنه من قبل يدري عنهآ وعآرفهآ .. إذاً خيآر القبول أو الرفض كآن بيدهآ هي وأهلهآ .. فـ وش معنآته إللي ينقآل الحين وإللي تسمعه وإللي عجزت للحظتهآ تفهمـه !

هزت رآسهآ نفياً هآمسه بـ صوت مخنوق: مآفهمت يبه ! شقصـدك
مسح برآحته اليمنى كآمل وجهه بـ السحب لـ أسفل يظهر من ملآمحه الهمّ والإبتئآس صآمت لتعيد هي سؤآلهآ بـ إصرآر: وش اللي قصدتـه إن مآلنآ نصيب ببعـض ؟!!
جآوبهآ بـ نفآذ صبر إللي يقط عذر بآلـي يبي ينتهي ويفتك: مآهوب منآسب لـك ولا لنـآ .. خلآص كل شيّ قسمــه ونصيــب

....: كيف مآهوب منآسب لي ؟! يبـه أنآ موآفقه عليـه .. استخرت ربي ومرتآحـه , وإهو بعد يبيني .. شلون كلآمك ! مآفهمـت !!
تربّع بـ جلسته موقف حركة العدّ لسبحته بعدمآ إهتزت أصآبعه مرتجفـه مآقدر يتمآلك أعصآبـه , شيّ من الخور والخدر إنتآبه .. جآهد للمقآومـه متبدله نبرته لـ حزم وصرآمه قآصد إنهآء الحوآر إللي مآعآد فيه شيّ من الطآقه لإستكمآله .. وخزه دآخليـه يحسّ بـ نبضهآ .. وخزه مآكآنت إلآ تأنيب ضميـره الرآفض لـ قرآره المبني على أسآس وآهي وحُجّه بآليـه !

....: الولد طيب ومآبه شيّ ينعآب , والجمآعه مآعليهم غبآر آللهم أصلهـم .. وذآ إللي مستحيل أقبله لآ أنآ ولآ أحدن من جمآعة عربنآ والقبيلـه
ضآقت عيونهآ لحد مآقآربوآ على الإختفآء بـ إستنكآر شديد هآمسه بعدم إستيعآب أو تصديق على وجه الدقّه للي توهآ وسمعته: إيــــش !!!!!

....: الولد مآهوب قبيلي , مآلهم أصل ولآ فصـل .. تبين تزوجين وآحدن بلآ إسم ولآ نســب !
صآحت بـ إعترآض نآفي , مبحوح من الدهشـه مأخوذ بـ الصدمه: يبـــــــــه !!!!!!
....: ترضين تكونين بنت شيخ ونسبك للقبيلـه وزوجك بلآ أصـل ! شتبين العآلم يقولـون ؟!
صدى جملته الأخيره يصدح بـ أذونهآ مسبب لهآ طنين مؤلـم .. شتبين العآلم يقولون , شتبين العآلم يقولون ... بس بهآللحظـه إستوعبت مشكلتهآ العظمـى , هي العآلـم نفسهـم وإللي يقولونـه .. متى تفتك من هآلعآلم ومن إللي يقولونه ؟!

أكمل أبوهآ كلمآته بتعآقب سريـع على شآكلة , أنآ الشيخ علي , وإنتي بنت الشيخ علي .. قبيلتنآ لـ فلآن وأصلنآ لـ علاّن .. وهو رجـل حضري بلآ إسم أو هويّه .....
كلمآته توصلهآ بصدى خفيف يتلآشـى بمجرد وصوله لـ أذنيهآ .. تنآولته بـ إحسآس بليـد ..
إحسآس الشخص إللي سُدّت نفسـه وعآف ..

مآعآد فيهآ قدره على الإحتمآل , مآ آلمهآ الرفض الغير منطقي بنظرهآ إطلآقاً كثر مآ آلمهآ صدمتهآ بـ أبوهآ نفسّه وبـ تبريرآته العنصريّه القآسيـه .. يتفآخر بكونه شيخ رجل دين من أصل قبيلـه وكل مآلفظ به لتوّه كـ حُجّة لرفضـه أبعـد مآيكون عن سمآت الديـن .. والأصـل !

هزت رآسهآ نفياً بـ تحسف بآللحظه إللي طآحت فيهآ دموعهاً بـ خيبة أمـل هآمسه بـ عتب: إنــت يبــه !!!!
شحّ صوتهآ وإنقطـع مآسحه خديهآ بظآهر يمنآهآ مطأطأه رآسهآ في حُزن بآلغ وإنكسآر ..

....: آلله بمشيئته بيعوضك خير , ويعوضـه عنك خيـر ..
نآظرته بعيون دميعـه , فآض بهآ الأسى والكمـد .. سألت بـ همس مخنوق لآئمه عليه وعآتبه: ليش يبـه ؟! إنت الشيـ ..... الشيخ علـي ... هذآ اهو كلآمـك ؟! – شهقت مخآط أنفهآ السآئل مكمله بـ نبره مهزوزه مرتجفه يظهر فيهآ جهد المقآومه والتمآسك وتظهر هي على شفى الإنهيآر – إنت إللي تقول دآيم مآفي فرق بين الإسم والنسب .. الأصل والفصل .. الجنس , والعرق واللون .. غني , فقير .. متعلّم أو جآهـل مآنيب مصدقـه .. مآنيب قآدره أستوعـــــب !! يبـه .... يبـه إنت بنفسك قلت إنه طيّب وجمآعته جود وطيب وأخلآق وش عآد هآلكلآم !! وش يعني قبيلي ولآ حضري , ولد شيخ ولآ علم ولآ دين ولآ حتى ولـد حــــرآآم ليـــــــــــش !!!!

....: تحشمــــــــي يآصيتــــــــه

صآح فيهآ بـ زمجره صآرخه غآضبه رداً على صرختهآ البآكيه معلنه عن خنس الكبـت والمقآومـه وإشهـآر الإنهـيآر ..
إرتجفت شفتيهآ المتأججه تآركه لدموعهآ العنآن .. مُطأطأة الرأس في أسـى وحُزن وإنكسآر بعدمآ ألجمهآ بنظرآته القآسيه المُحذره على التمآدي آمرهآ الحشـم وإنخفآض الصـوت ..

ضمت كفيهآ لبعضهم فوق صدرهآ منتحبـه في سكون موجـع .. تحسّ بـ الظلـم .. شيّ في أقدآرهآ غير مُنصـف .. حلقتهآ المستحكمه كل مآلهآ تضيـق وتستحكم أكثـر , بآت الأمل في إنهآ تفرج مُظلـم مُعتـم ..
آلمه حُزنهآ البآلـغ , طعنتـه دموعهآ ليحسّ بـ نغزآت متوآليـه في قلبـه موجعـه .. يعـزّ عليـه بكآهآ , صيتـه ودوناً عن بقية خوآتهآ وإخوآنهآ لهآ شيئ بقلبـه خآص .. وإن تمنى وفرة الرضآ والسعآده مآتمنآهآ لغيرهآ , إلآ إنهآ الوحيده إللي كل مآ اوشك حآلهآ للإعتدآل ردّ ومـآل ..

وقف على ركبتيه مقترب صوبهآ زحفاً ممتده يمنآه الأبويّه الحآنيه مستقره فوق رآسهآ يمسد شعرهآ بموآسآه هآمس: لآتحزنـي يآبنتي .. آلله إن شآلله بيعوضك خيـر .. دموعك غآليه يآلغآليـه .. لآتبكيــن

....: ليــش يبـــه !!
ضمهآ لصدره من لفظت سؤآلهآ بـ مرآره , مبحوح من أوله , شبه مسموع , مسحوب من آخره يذوب له القلب مشدد من إحتضآنه لنصفهآ العلوي المرتعش بـ بكآء مكتوم وأنين صآمت: بس يبـه حرآم عليك نفســك .. بس يآصيتــه

بـ كلتآ يديهآ تعلقت بسآعده الأيمن الملثم لفمهآ كمآ الغريق المستجدي , وصل بهآ الإنهيآر أقصآه ..
توآلت إنتفآضآت صدرهآ بشهقآت بآكيـه محتده , أعلنت خروجهآ من غمد الكتمآن متوسِّلـه بـ مرآره تقطـر أسـاً وكمـد ..
....: حــرر .. حــ .. حــرآآم عليــك يبــه ...... ليـــ .... ليـــش !


/

حلم الحياه 19-08-16 01:47 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/

بـ جآنب بآب المجلس وآقفه مكآنهآ لقرآبة العشرة ثوآني نآفخه زفرآت هوآئيّه متتآبعه مفرغه فيهآ شحنآت توترهآ الآخذ في التصآعد بمجرد ربط صورته بـ آخر موقف جمعهم وإللي كآن أول موقف حميمي كذلك يجمعهم .. الشيّ إللي أول مره تعيشه وتحسّه ..
إضطرآبآت دآخليّه مُثآره , نبض قوي متصآرع لقلبهآ وإنكمآش بـ أحشآئهآ وتصلّب بـ عضلآت بطنهآ ..
تحسّ بـ إنبعآج حرآره دآخليّه .. أوشكت على الإحترآق !

مسحت رآحتيهآ المُتعرّقه بـ السحب على جآنبي تنورتهآ الشيفون جوريّة اللون ..
فضفآضه طويله لآخر السآق بـ طبقه كثيفه يوصل طولهآ لـ منتصف السآق ولآخر السآق طبقة الشيفون العلويّه الخفيفه الكآشفه لسآقهآ من أسفلهآ .. أبقت على بلوزتهآ السودآء وكذلك شعرهآ المفرود بـ انسيآبيّه ..

أطبقت فمهآ بآلعه ريق أخير قبل مآتقآطع حيويّة جلستهم وصخبهآ بضحكآت عآليّه مجلله من ثلآثة الجآلسين ..
قآربوآ بوضعهم السآئح على الكنب المرتفع للإنسدآح على ظهورهم من شدة إهتيآج ضحكهم المعلوم مسبقاً من المتسبب فيـه .. جآسر مآغيره , وسوآلفه المعروفه مآغيرهآ !

....: السلآم عليكــم
سكون جمآعي مآقدرت فيه الإبتسآمه تختفي من ملآمح ثلآثتهم إللي ردوآ سلآمهآ بـ أصوآت متفرقه بآللحظه إللي تقدمت هي فيهآ بخطوآتهآ صوب إللي إستقآم بجلسته معتدل مآده له يمينهآ بـ السلآم ليبآدلهآ هو بمدّ يمينه إللي إستقرت مُلآمِسه لهآ مشدد بـ أصآبعه المُطبقه على ظهر يدهآ كرسآلة شوق مُبطنّه ترجمتهآ مُلآمسة سلآم سطحيّه .. على إثرهآ إبتلعت ريقهآ بـ إبتسآمه متوتره تدآري فيهآ حرج إحسآسهآ من حركته ليدهآ سآئله بـ همس خآفت: كيفك يـ آدم !

....: وآلله الحمدلله بخير , شخبآرك إنتي !
وقبل ترد هي تدخل هو بعربجـه عفويّه: يعننكم مآتدرون شخبآر بعض ! توكم مقفلين تلفون – قلّب عيونه مقوس فمّه بتعبير إللي مو عآجبه شيّ مكمل كلآمه إللي وجهه لأخوه – : جآسـر , يلآ قــمّ
خزته بنظرآتهآ الحآده تعليقاً تعبيرياً على تلميحه المبآشر لهم وبقلبهآ تتوعد " طيب يآشبيـب , أوريك بعدين "

وكنه درآ عن إللي بخآطرهآ وإللي تهدد فيه , مآرد عليهآ إلآ بـ السفه موقف عن مكآنه بميلة رآس صوب البآب لأخوه جآسر إللي وقف معه كـ إشآره لـ وجوب إنصرآفهم ..
جآسر: إيه يلآ .. – التفت ورآه إلتفآته أخيره لـ آدم مبتسم – حيّآك يـ آدم , خذ رآحتك وحنّآ كلنآ برآ إن بغيت شيّ ..

مآردّ آدم إلآ بـ إيمآءة رآس إيجآبيّه ملحقه بـ إبتسآمه هآدئه تترقب عيونه إنصرآف ثنينهم من المجلس إللي خلآ أخيراً إلآ من وجودهم سآئلهآ بنبره لعوب ونظره لئيمه مآكره: أهليـن يآلوردهـ
شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه قصيره متوتره مآسرع مآختفت شآده أطرآف شعرهآ المفرود كـ حركه إعتيآديّه عفويّه بمجرد إستشعآرهآ الحرج , إحسآسهآ بـ التوتر , الإرتبآك , الخجل .. أو في محآولآتهآ للتحآشي والهرب !

بلآ جوآب لفظـي , جلست جمبه فآصل بينهم متك إسفنجي بحركه سريعه مقصوده منه رفعه من الوسط منزله على يسآره مقترب منهآ الخطوه الوحيده الفآصله محل المتك إللي أزآحه بآللحظه إللي من فورهآ وقفت هي عن مكآنهآ بـ إرتبآك وصل أقصآه تنآظر البآب المفتوح لآخره بعيون موسعه نآقلتهآ مآبين البآب ومآبينه هآمسه بـ صوت حِذر متوخي من بين أسنآنهآ: إنت وش إللي تسويّه !

....: مشتآق لك
بزغت عيونهآ بعدم تصديق للي يقوله , من جده هذآ مو وقته يتميلـح , ردت مُنبهه له بـ همسهآ المخنوق من بين أسنآنهآ: مآسمعت جآسر وش قآل ؟! كلهـم برآ .. فآهد وسهيـل وجآسر وشبيب ..
....: شفيهآ يعني , وشفيك إنتي مو على بعضـك !
ثبتت عيونهآ المتفآجئه بعيونه الثآبته يشوبهآ بسمه حسيّه قبل مآتوترهآ نظرآته المأسوره المعلقّه عليهآ رآمشه بتوتر مدوره عيونهآ يمنه ويسره بـ تشتت تحآشياً لنظرآته المطولّه شآده أطرآف شعرهآ بـ أصآبعهآ المغلغله فيه بآلعه ريقهآ بـ إرتبآك قبل تسأله الشيّ إللي عفوياً انحدر من طرف لسآنهآ ويظهر إنه أبلـه سخيـف: إيـه وإنت شخبآرك الحيـن !!

تقآربوآ حآجبيه لوهله بـ إستغرآب يستوعب السؤآل إللي جآوبه بـ إبتسآمه عريضه ظهرت معهآ غمّآزة خده العميقه والوحيده: طمنيني عنك إنتي الحين .. وليش قآطعه عنّي ومآتردين على جوآلك ؟ .. مسآكين إخوآنك يحسبون كلآمنآ مآينقطع بـ التليفون , مآيدرون إني جآيك اليوم معطيك العلم بـ رسآلـه !
جت بترد إلآ ويسكتهآ بحركته الهآدئه يوم ربّت على الكنب جمبه طآلبهآ الجلوس مكآنهآ أولاً قبل تبدآ وتتكلّم ..
المكآن إللي تمت مثبته عيونهآ عليه وملآمح البلآهه محفوره بوجههآ متردده , ومحتآره ..
التردد والتحيّر إللي إنتهى بـ إستسلآمهآ جآلسه جمبه ضآمه رآحتيهآ لمآ بين فخذيهآ خآفضه بصرهآ في حرج , مآتلومه في لومه لهآ وإهي المخطئـه , ردت متعذره: مآفيه سبب .. بس كآن ضآيق صدري وحبيت أبتعد شوي

....: حتى إنك تبتعدين عنّـي !
ورده: .........
مسح على شعره ينآظر السقف بـ هـمّ مكمل: أحس الأدوآر تبدلـت , أول إنتي تترجين أعلمك كل شيّ يصير معي وتتشكين من جفآي وبرودي والحين أنآ .. أحس إني تعلقت فيك أكثر من تعلقك إنتي فينـي
عضت شفتهآ السفلى بحرج مآتدري الجوآب !
لحظآت من الصمت لحد مآكسر السكون صوته الشجـيّ إللي صدح بـ المكآن ..
لحن رقيق نآعم , هآدئ , ومُريـح .. شآمي آللهجّه , لبنآني اللكنـه .. بـ التأكيد صوت إليسـآ السآحـر الآسـر ..

....: مآعآش الـ بدّو يزعلك , بمحيـه بلغيـه من هآلحيـآت ( ة )
يآحبيبي إضحكلـي مآ أجملك .. تسلملـي هآلضحكـآت
يآحبيبي إتركني أتأملك , ولآ اشبع منك بـ السآعآت
تبئى إلي وآنـآآ إلـك , يآ قمري بهـ الليـلآت

إنفغر فمهآ بـ إبتسآمه حسيّه مُتفآجئه لآمعه عيونهآ بـ حُبّ صآرخ مُتأجج متفحصّه أدق تفآصيله وهو بعده يدندن لهآ لحد مآنتهى أخيراً وقد مآل فمه الصغير رقيق الشفتين بـ إبتسآمه عذبه آسره في حين إرتفع حآجبهآ الأيسر معقبه بـ مُشآكسه: أحـلآ يآ إليسـآ
جآوبهآ بـ مشهد تمثيلي مُتقن الأدآء: ولك لعيونك بدّي صير هيفآ وهبي

تعآلت ضحكتهآ إللي كتمتهآ بمجآهده مطبقه فمهآ معتصره عيونهآ من طريقته في التقليد الإحترآفي لـ هيفآ وهبي , إبتدآءاً من نبرة الصوت وصولاً حركآتهآ وإيمآءآتهآ المعتآده في المُبآلغه بمآ يسمى بـ الدلآل والدلع والمرفقه بـ الحركه الأشهر في رمشة عيونهآ وتقليب جفونهآ مع سحب خصله من الشعر لمآ ورآء الأذن !!

....: ههههه حسبـي آلله عليك يـ آدم .. وقّـــف
إعتدل أخيراً رآد لوضعه الطبيعي بصوته الرجولي: أهم شيّ تضحك وردتي وتستآنس
....: غنّي شيّ لهيفآ وهبي

إنعقدوآ حآجبيه والجمود بوجهه بـ تعبير – وآلله !! – , اللحظه إللي رقّت فيهآ ملآمحهآ بـ إستعطآف متوسله , ضآربه الأرض برجولهآ الحركه الطفوليّه لـ طلب الشيّ واستجدآئه: آدآآآآآآآم .. تكفــى
بـ تبآطئ , إتسعت إبتسآمته مردف بـ همس: أروح فدوه لـ آدم هذي إللي طلعت منك الحيـن
أشآحت عنه بوجههآ مبلله شفتيهآ بـ حرج مبتسمه: طيب يلآ غني شيّ لهيفآ وهبي

....: ليك الوآوآ , بوس الوآوآ , خلّي الوآوآ يصـحّ ! لمآ بِستوآ الوآوآ شِلتوآ , صآر الوآوآ بـحّ
تمت تضرب الأرض برجولهآ لآثمه فمهآ برآحتهآ اليمنى محركه يدهآ اليسرى بـ الهوآء وكأنهآ ملسوعـه بـ النآر , محترقـه ...
من فرط ضحكهآ , دمعت عيونهآ !
آدم فعلاً ومن ضمن موآهبه المتعدده كآن محترف تقليد , وعند تقليد هيفآ فهو قد توصّـى وبزيآده .. سوآءاً بـ الصوت , أو طريقة الأدآء التمثيلي بـ نظرة العين الملآوعه , أو هزة الكتف الأيمن المُتدلله .. مطّ الشفتيـن وتقليب الجفنين !
أشرت له بيسرآهآ طآلبته يوقف: ههههه أدآم خــلآآآآص تكفــى .. خلآآآص وآلله رضيت وإستآنسـت ههههه

آدم: صــدق !
هزت رآسهآ بـ - نعـم – مرّآت متوآليّه بـ ابتسآمه مُطبقّه ليردف هو ببرآءه: أعرف لـ ميريآم فآرس بعـد
صآحت مقفله عيونهآ فآغره فمهآ لآخره ضآحكه: ههههه لآآآآآآآآآ
اعقب بهدوء مُطلق زفره مُطمئنه: إيه , خلآص طيب
....: ههههه آآخ منك يـ آدم
حكّ أسفل ذقنه بتفكير هآمس: آآخ من الوآوآ هذي إللي ضيعت نصّ الشعب

ورده: هههه ليش يعني ؟!
آدم: كلنآ نبي نعرف وين مكآن هآلوآوآ بـ الضبـط !
بيسرآهآ ضربت أعلى وركه الأيمن ضآحكه: ههههه وش ذآ التفكير صفّـي النيّـه
آدم: ههههه عجـزت هههه
هزت رآسهآ نفياً بقلة حيله مبتسمه قبل تردف مغيّره الموضوع: على فكره شكلك حلو .. أحبّ هآلإستآيل عليك أكثر من الثوب .. أو مدري يمكن بسبب عيشتي بـ مصرّ مآكنت أشوف أحدّ يلبس هآلأثوآب ..

مرر سريعاً نظره شامله لنفسه ابتداءاً من اسفله .. حذاءه سبور أبيض اللون من لآكوست بنطلونه جينز فآتح مُشبّح بـ لون أبيض بآهت إبتدآءاً من أعلى الوركين وصولاً لمآ تحت الركبتين , قميصه كآروهآت وآسعه أبيض في أحمر مُشمّر السآعدين ..
أغمض عيونه هآز رآسه نفياً: مآعليك من شكلي الحين , أبعـرف ليش مآعلمتيني بآللي سوته نآهد مرت أخوي معـك !!

أشآحت عنه بوجههآ تنآظر يمينهآ بلآ جوآب معلنه بهآلتصرف عدم رغبتهآ في خوض هآلحوآر ليرد مستنطقهآ بـ إصرآر بعدمآ أطبق يمنآه فوق يسرآهآ: هآ يآوردتـي .. تكلمّـي
إبتلعت ريقهآ بتوتر من ملآمسته الدآفئه لهآ مبلله شفتيهآ برأس مطأطأ هآمسه بـ خفوت: عآدي يـ آدم مآصآر شيّ , هي وقتهآ كآنت مُنهآره بسبة ولدهآ وأنآ كنت أحآول أهديهآ وصآر إللي صآر

آدم: وشهو إللي صـآر !
نآظرته بـ جمود متعجبّـه من قصد سؤآله وإن كآن فعلاً مآيدري ولآ قآعـد يدّعـي ! شلون أول يسألهآ عن إللي صآر مع نآهد تحديداً وآلحين يستفهم عن طبيعة إللي صآر ؟!

رمشت بتوآلي تجمع شتآت أفكآرهآ قبل تصدّ عنه هآمسه: عآدي يـ آدم قلـت
تمّت على وضعهآ للحظآت من الصمت معدوده قبل يوصلهآ صوته
رقيق هآدئ طآلبهآ بعدمآ شدد من مسكه ليدهآ: نآظريني أشـوف بـ تردد إلتفتت نصف إلتفآته له لتحس بـ أنفآسه الحآرّه القريبه منهآ تشعل صدغهآ الأيسر .. صوّت مؤقـت رتيب آخذ فـ التصآعد هآلصوت مآكآن إلآ نبضآتهآ القويّه المُنفعلـه ..

وبـ ذهول خدر كآمل إرآدتهآ وتحكمآتهآ , يبسـت حركتهآ من لفـظ جملته المبحوحه شبه المسموعه بـ التزآمن مع ملآمسة ظآهر أصآبعه اليمنى الرقيقه لخدهآ الأيسر النآعم: هآلخـد بس ينبـآس .... مو يتصفـق
ختم جملته بـ قبله رقيقه هآدئه لوجنتهآ اليسرى إللي تأججت بـ حيآء صآرخ .. وتوّ مآفعل فعلته شهقت بـ تفآجئ شهقه سريعه مسموعه سحبتهآ ولآ قدرت تُطلقهآ , إنتفخ صدرهآ محتبس النفس دآخلهآ لتحس بغصّه في حلقهآ مخنوقـه ..

آدم: هي فعلاً كآنت مُنهآره مآدرت وقتهآ ولآ حست , إعتذرت مني عن إللي سوته ومآتبي إلآ رضآك
بسرعه لحقته بـ نفي سريع جآهر النبره: لآآآآ , لآ وآلله يـ آدم عآدي .. أبدّ مآفي شيّ ومنّي متضآيقه منهآ أبداً .. أنآ بكره بكلمهآ وأعلمهآ إنه مآفي شيّ وصآر خيـر ..

أطبق فمه بـ إبتسآمة أسى مُطبقه قبل يخفض بصره للأرض في حُزن على حآلـه وسوآة نفسـه الضعيفـه , بيده جنى على نفسـه بعلآقته مع نآهـد إللي أُقحِم فيهآ جبراً .. شِتآن مآبين وبين .. ذيك اللعينه شلون تهدد وتتوعد وهذي البريئه شلون تسآمح وتعـذر !

....: مآيحتآج تكلمينهآ , إهي بس إعتذرت وطلبت مني أوصل إعتذآرهآ لأنهآ مُحرجه منك , فـ لآتكلمينهآ وتزيدين عليهآ الحرج .. مثل مآقلتي , صآر خير
إنفغر فمهآ ببلآهه تنآظره بـ جمود للحظآت يترجم فيهآ عقلهآ الكلآم إللي إستوعبت أخيراً منطقيته وإن أي مبآلغه بـ ردّ فعلهآ وإن كآن بـ حُسن نيّه وعن طيب مقصـد ممكن فعلاً تزيد من إحسآس نآهد بـ الحرج .. هي أولاً وأخيراً كآنت منهآره مو بوعيهآ غير مدركه لأفعآلهآ وإللي بدر منهآ من تصرفآت , والأكيد إنهآ إستوعبت بعدمآ هدأت أعصآبهآ وإستقرت نفسهآ فمآله دآعي الحين هي تزآيد عليهآ لو بقصد التهوين عنهآ والتخفيـف !

شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه هآدئه مآثلت هدوء نبرتهآ: خلآص أوكي .. مثل مآتشوف إنت وتبـي
....: آلله ! وش هآلطآعه وش هآلزين .. محلآك
طيرت عيونهآ صآده عنه بوجههآ تنآظر السقف مقلبه عيونهآ هآزه رآسهآ نفياً بتعبير المتململ – مآعندك سآلفـه - !
....: وردووش , نآظريني شوفي ستآيلي الجديد
بسرعه إلتفتت له إلآ وتفآجئ بشيّ مو غريب عليهآ , شيئ إستفقدته طيلة أيآمهآ الفآئته الحين تشوفـه !

إتسعت عيونهآ فآغره فمهآ بـ إبتسآمة عدم تصديق صآئحه بـ بهجه طفوليّه: نظـآآآآآرتـــــــي
أنزل بـ طرف سبآبته اليمنى النظآره الطبيّه مستطيلة العدسه سودآء الإطآر عن عيونه لطرف خشمه الصغير اللوزي رآمقهآ بنظره تحتيّه: شـرآيـك !
....: ههههه جيب النظآره اشوف .. نظآرتـي
قلّب عيونه رآمقهآ بنظرآت ممتعضه مقوس فمه: توّ النآس الحين تذكرتي ان لك نظآره عندي ! وبعدين بـ آخر مرّه مآقدمتي لي أي مسآعده ولآ إخترتي لي الكبـك ولآ حتى كملنـآ اللللللللــــ ........
إتسعت عيونهآ لآخرهآ فآتحه فمهآ لآخره بذهول صآحبه إبتسآمه عدم تصديق حسيّه مُطلقه زفره قصيره مسموعه: هـه ... مآ أصـــــدق !

أشآحت عنه بوجههآ هروباً من نظرآته الخبيثه المآكره وللقصد اللعين إللي يرمي له بكلآمه الأخير .. نظآرتهآ إللي كآنت بيده تآركتهآ له بعدمآ إبتعدت عنه بـ جفآء قآذفه عليه سبتّهآ حآدة النبره والملخصّه بكلمه وحده ... كلمـة – نــــــــذل - !
بسطت يسرآهآ آمرته بنفآذ صبر وهي على وضعهآ معرضه عنه بوجههآ: هــآت النظــآره
....: نكمل أول إللي قطعنآه وبعدين تآخذين نظآرتك ..
وقفت بسرعه عن مكآنهآ موسعه عيونهآ بصدمه مستنكره ليرد ممسك يديهآ الثنتين ضآحك: ههههه لبى قلبك أمزح معك شفيك .. اقعدي اقعدي ههههه

....: وش ذآ المزح السآمج ! آدم ترآ مآ أحب هآلكلآم فيآليت مآتعيده
....: ههههه آسف آسف , خلآص وآلله مآ أعيده – شدّ على فمه المقفل وكأنه سحآب ويقفلـه ! – لترد هي شآده فمهآ المطبق بـ حنق هآزه رآسهآ نفياً .. مآلهآ معـه حيلـه وهو معهآ مآنه رجـآ ..
....: أهم شيّ مآبيك تزعلين .. الورد الرقيق الحلو مآيلوق له الزعـل .. يذبــل

قآلهآ بـ صوت خفيض هآدئ مردفه بـ قبله رقيقه طبعهآ على ظآهر كفّهآ الأيسر مُتحسسه بـ حنوّ ورقّه قبل يشبك أصآبعه اليمنى بـ أصآبعهآ اليسرى هآمس: بس آمري يآوردي .. شللي تبيـن ؟!
أقفلت عينهآ اليمنى فآتحه اليسرى برفعة حآجب أيسر ... لئيمـه ومآكـره ..
إستنطقته بـ خبث ودهآء مستشعره الفرصـه المنآسبه لطلب الشيّ إللي أشغل فكرهآ من فتره: وإذآ أمـــرت ؟!
جآهآ الرد سريع بلآ تردد: قلــت تـــمّ
طيرت عيونهآ لآويه فمهآ المطبق مُدعيّه التفكير: آممممم .. أبي شـيّ

....: أبشري ... وشهو !
رقّت ملآمحهآ لهآ بـ استعطآف رآجيه: مره حآسه بـ ملل وروتين مآني متعوده عليـه , وتآعبني نفسياً يـ آدم .. ضآيق صدري
....: الزبـده !!
عضت الطرف الأيمن لشفتهآ الشفلى بـ تردد وكأنهآ مسبقاً تدري عن الجوآب .. همست بـ حذر خآفت النبره: أبي أشتغــل ...
أمآل رآسه بـ خِفّـه مضيق عيونه تعبيراً عن عدم سمآعه يبيهآ تعيد: إيش ! مآسمعـت !
....: لآ سمعـت
....: معليش عيدي
....: أبي أشتغـــل ........... أتوظف

هزّ رآسه إيجآباً مرّآت متتآليه محرك لسآنه بـ بآطن فمه الحركه إللي معهآ إنتفخ بآطن خده الأيسر ثم الأيمن ينآظر بـ السقف تعبير الموشك صبره على النفآذ: آممم آممم
شدت شفتهآ السفلى كآشفه عن صفّ أسنآنهآ التحتيّه مستفهمه بـ حذر وتوخي: آممم إيـش !!
وبـ عآدة آدم وعآدة أجوبته غير النمطيّـه .. شدّ فمه المطبق بـ إبتسآمه صفرآء مآسرع مآختفت متحولّه ملآمحه لـ جديّه مخيفه رآفع سبآبته بوجههآ فآغر فمه الصغير على وسعه بصوت جهوري جبلي اللهجـه الشآميّه بكلمآت أغنيـة - محمد اسكندر - كـ جوآب صريح .. شآفـي ..
بـ العآمي ...... جآب من الآخـر !

....: ونحنـآ مآعنّآ بنآت , تتوظـف بشهآدتهآ .. عِـنّآ البنت بتدلل , وكل شيّ بييجـي لـ خدمتهآ ..
شغلك ألبي , وعآطفتي , وحنآنـي .. مِش رح تفضـي لـ أيّآ شِـي تآنـي


إرتفعوآ حآجبيهآ , وإنفتح فمهآ موسعه عيونهآ بـ بلآهه سآئله بـ بهوت: وآلله !
أومأ إيجآباً برآسه مغمض عيونه: إي وآلله
....: وإنت كل جوآب عندك بـ أغنيه !
....: عآد صوتي حلو وضروري أستغلـه
....: ههههه آدآآآآآآآآآم

أغمض عيونه عآض شفته السفلى بتعبير المُعذّب من شيّ يحبّـه: وش هآلطريقه إللي تقولين فيهآ آدم ! آآآآخ ... قلبــــي
ضربت بخفـه أعلى وركه الأيمن ضآحكه: هههه صدق يـ آدم , وآلله إني طفشت مآفي شيّ أسويّه .. كل وقتي بـ البيت وش هآلحيـآه !
أنزل يمنآه تحت يدهآ اليسرى ويسرآه فوقهآ مطبق عليهآ مآبين يديه بـ ضغطه تنبيهيّه معقب: خلآص أبشري .. الحلّ عندي
تهلل وجههآ بـ إبتهآج سآئله بـ إنفآع: صـــــدق !!!
....: أهـــآ
....: شلـون !
....: شوفي يآوردتي , أنآ شريت لنآ شقـه ..

من قآلهآ وعيونهآ لآمعه بسعآده مُركزّه بعيونه ..... وبـ شِـدّه إلآ وتحتد نظرآتهآ مستفهمـه وكذلك بـ شِـدّه, لحد مآنحدرت لـ أسفله مترقبه حركة إدخآله ليده بجيب بنطلونه مطلع منه ميدآليّه متدلي منهآ حرفين أبجديّه إنقليزيّه كآبيتل .. الـ a والـ w بـ حجم متوسط مرصعين بـ كريستآلآت لآمعه معلّق فيهم أربعة مفآتيح ...
تعلقت عيونهآ بـ الميدآليه المرفوعه قبآل وجههآ سآئله بـ بهوت مأخوذ بـ الدهشه: شريـت شقـــه !!!
آدم: وهذي المفآتيح

بسرعه إلتقطتهآ من بين أصآبعه متحسسه حرفهآ البرّآق وقد برقت معه عيونهآ بفرحة عدم التصديق: كيف شكلهآ وويـــــن !!
....: وسيعـه وبعمآره رآقيه توّهآ جديده .. بـ الدور الخآمس بس أشوى فيه أسنسيـر .. ثلآث غُرف وصآلـه ومطبخ وحمّآميـن ..
بوّزت مكشره عآتبه عليه: وليش مآعلمتني ! مو المفروض نختآرهآ مع بعض يـ آدم ؟!
حآوط كتفيهآ بذرآعه الأيمن جآذبهآ له مقربهآ من جسده هآمس: يآقلب آدم , تذّكري كذآ .. كل مآطلعنآ نبي نفرفر على الشقق يصير شيّ مدري اسغفر الله .. عآد مآيبيلهآ رحت أنآ وإخترت وحده ومتأكد إنهآ بتعجبك

إبتعدت عنه تنآظر بعيونه بآسمه: أي مكآن معك أكيد بيعجبني
اقحم أصآبع يمنآه الأربع بشعرهآ من مؤخرة رآسهآ وتمّ يتحسس بـ بنآن إبهآمه عظم فكهآ السفلي: متى عآد صدق بنكون مع بعض ؟!
أخفضت رآسهآ بـ حيـآ متحمحمه ببلعة ريق في خجل: شوي بعـد
آدم: شوفي يآبنت النآس , ثلآث أشهر وبعده بنكون بـبيت وآحد , ولآحظي إن هذي مو أول ثلآث أشهر تأجيل .. مدري متى بنفتك وتنحل عقدة هآلثلاث أشهر صآر لنآ سنـه ..

....: هههه إنت إللي كلّ مره تقول ثلآث أشهـر ويصير شيّ يعطلنآ
آدم: كنت أتطنز على أخوك سهيـل وآلله عآقبنـي , صرنآ مثله إهو وخطيبته
....: ههههه إي وآلله صآدق
آدم: آلمهم .. من بكرآ تبدين شغـل , بستأذن من الدوآم وأمرك إن شآلله الظهر اوريك الشقه وبنتغدآ برآ بمطعـم ..
....: صدق إنت وين تشتغل ؟

طير عيونه لآوي فمه المطبق يمنه بضيق: وبعد مآتدرين وين أشتغل !
دورت عيونهآ بتفكير مبوزه: إنت مآعلمتني ! مآ أدري غير إنّك مصوّر !
....: التصوير هذآ مآهوب مهنـه , شيّ تفآريحي كذآ .. أنآ أسآساً خريّج آدآب لغه عربيّه , وأشتغل مُدقق إملآئي بـ الجريـده مع بسّآم أخويّ .. شفتـي ؟! كُلّـي موآهـب .. وربـي مآيمـر يوم إلآ وأفآجئـك ههههه
تمتمت بـ بهوت مذهوله: يمّـه منـك !
آدم: لآتشيلين هـمّ , ترآ آخذ رآتب حلـو .. بسّآم متوصي فيني

هزت رآسهآ نفياً بقلّة حيله مبتسمه ليكمل هـو بـ جديّه: خلينآ فـ المهم , هآلشقه وتجهيزهآ مسئوليتك , تفرشينهآ بكيف كيفك طوآل هآلثلآث أشهر ولآمنهم إنتهوآ نكون إنتهينآ ونتزوج عآد ونفتك
....: ههههه إنت ليش مستعجل
أرخى كتوفه بيأس مغمض عيونه بـ همّ مُردف: وين الإستعجآل بـ الله .. هـآآ ؟! – أكمل بعصبيه مكبوته نآفذ صبره – ورده تكفيـن , كل مآقلنآ يآزوآج أحد يموت ولآ يطيح بفرآشه ولآ مدري وش يصير ونأجـل , كآفي عآد .. يمين آلله بعد هآلثلآث أشهر لو مين مآ مآت وآلله ثم وآلله لآخذك معي ولآ أحد بينآقشني .. ولآ عرس ولآ يحزنون

....: ههههه إن شآلله محد يموت , وبعدين حلو ثلآث أشهر بيكون بـ إجآزه هم فيه شهـر زود هم رمضآن دآيركت ,, يعني شهر عسلنآ بيكون شعبآن .. بـ إجآزة الصيف .. حلــوو , أحب هآلوقت
....: وأنآ أحبـك
أخفضت بصرهآ في خجل عآفطه بقبضتيهآ تنورتهآ من فوق ركبتيهآ عآضه شفتهآ السفلى بـ إبتسآمة حيآء أنثويّ فآتن ..

جتّ بترد عليه إلآ وينتفض جسدهآ كآمل وهو معهآ من طآح شبيب على وجهه قدآم البآب متوسعه عيونهم بـ إرتعآب من فُجآئية الحركه والربكه إللي يحسونهآ صآرت خآرجاً بـ اللحظه اللي تسآند فيهآ شبيب على رآحتيه المبسوطه بـ الأرض رآفع نفسه بوجه عآبس متجهم ومتوعد: جآسـر يآلكلـب .. قسم لـ أوريـك

قآلهآ وهو يعدل ثوبه بلونه البيج نآفضه عن صدره بملآمح مقطبّه كدر إلآ وتسقط عيونه على زوجين العيون المبققه .. النظرآت النآريّه الحآده لـ ورده والمصدومه لـ آدم وإللي كآنت سبب بتصآعد الدمآء لوجهه في حرج بآلغ من سوء الموقف بآلع ريقه بـ توتر مبتسم وهو يفرك قفآه: ههههه ءآآآ , آآآ طحــت !

ورده: ........
آدم: ...........
أكمل بـ تلعثم حِرِج: ججـ .. جآسر .... جآسر إهو إللي مآل علي بثقلـه وطيحنـي
وقفت بعصبيّه والشرر يتطآير من عيونهآ الجآحظه غضب صآئحه: وإنت وجآسر وش اللي تسوونه عندكم !!!!!

إتسعت عيونه بدهشه متفشـل , مآلقى مهرب إلآ بآللي أعقب به زآيد الطين بلّه: وسهيـل بعد معنـآ
من قآل قوله إلآ وبقق سهيل عيونه من ورآء البآب حآلف اليمين بوعيد شديد مقتحم عليهم المجلس وبيده الصينيّه بـ إبتسآمه هآدئه ... وآثقـه ...
....: إيش يعني مآتبين تضآيفين خطيبـك ؟!
تضآعفت بهآ الصدمه رآمشه بـ توآلي لحد مآطآحت عيونهآ على الصينيه العريضه بيده وقد إرتص عليهآ أصنآف الضيآفه بآلعه ريقهآ بـ حرج متدآركه شتآت نفسهآ: ءآآآ .. إيه .. إي , معليـش
جآسر: ليش ظنك شين كـذآ ؟!

بزغت عيونهآ رآمقته بـ حقد من أردف بـ عربجه يلوم عليهآ سوء الظن مُعقبه من بين أسنآنهآ: سُهيل إللي أنقذكـم ولآ كآن لي تصرف ثآني
جآسر: أحسني الظـن
ضآقت عيونهآ بـ تشكك رآده عليه: مو دآش مخي وقفتكم كلكم برآ .. سهيل ومعه الضيآفه , إنت وشبيب وش دآعيكـم ؟!
شبيب: وفآهـد بعد بس رآح بعد بوس الـوآوآ هـــع

أنزل سهيل الصينيه مبقق عيونه بصدمـه ! ذآ الخبل فضحهـم وإنكشف وقوفهـم جميعاً خآرجاً وتصنتهـم !
جآسر: صدق لآبسه تنوره ! توني ألآحظ ! تسنعتي مآشآلله
قآلهآ في محآوله لـ تضييع السآلفه وترقيع إللي توّه ولفظـه شبيب بـ غبآء متنآهي كآشف أمرهـم ..... كلهـــم !
الشيّ إللي مآغآب عن وردهـ ولآ قدرت فعلاً إنهآ تتجآوزه حتى بعد محآولة جآسر الخآئبه للتمويـه !
إبتلعت ريقهآ بصعوبه , تحسّ بـ جفآف حلقهـآ ..
كميّة حرج بآلع تحسّه ودهآ تنشق الأرض وتبتلعهـآ ..

وآقفين من أول مآبدآ آدم يغنـي مقلد هيفـآ لحد سقوط شبيب .. إذآ معنآه سمعـوآ كآمل حوآرهـم وتفصيلياً ..
أجبرت ملآمحهآ على الثبآت وعدم الإنفعآل ولو حسياً .. دفنت عصبيتهآ من سوء تصرفهم وإنتهآكهم خصوصيّتهآ مع خطيبهآ ... أبداً هآلشيّ غير مُسلّـي , ونفسهآ إطلآقاً غير قآبـله لـه ..
أخفضت بصرهآ مكوره قبضتيهآ المتجمده متذكره الحوآر إللي توّه ودآر بينهآ وبين آدم .. تحسسه لخذهآ والقبله إللي طبعهآ عليـه .. كلآم الحُبّ والغزل الصريـح العلنـي ...... O m g , وآآآفشيلتـــــآهـ ... وعلى مسمـع من إخوآنهآ الأربـع !

أغمضت عيونهآ عآضه طرف شفتهآ السفلى برفض لمجرد استيعآب حدوث هآلشيّ فعلياً .. يآحيطـه دآرينـي أو يآ أرض إنشقـي وابلعينـي !

شدّ سهيل شفته المطبقه بـ ابتسآمه قصيره مفتعله لـ آدم إللي مآقلّ حرجـه وشعوره بـ الخجل اللآمتنآهي ولو مثقآل ذرّه عن وردهـ ليردف سهيل مُرحِبّ: حيّـآك يـ آدم .. تفضّـل
قآلهآ ومآسرع مآنصرف بعدمآ أومأ له آدم رآسهآ إيجآباً بـ بهوت وبقلبه شيّ وآحد وهو يغآدر المجلس الحين وفوراً ثم يتوطـى الإثنين المهبل إخوآنه .. جآسر وبـ الأخصّ شبيب .. حتى فآهد إللي عآب عليهم فعلهم وإنصرف مآسلم منهم وإفضحـوه !

أول مآطلع من البآب شدّ شبيب من ذرآعه جآبره بـ القوّه يطلـع ..
شبيب إللي أبى إلآ إنه يزيد من حِدّة الحرج بلآ قصـد جآهر بصوته إللي يظهر بعيـد من سحب سهيل له وابتعآدهم عن المجلس: تـــرآ صوتـــــك حلــــــوو يـ آدآآآآآآآآآآم
قآلهآ شبيب رآفس برجوله يبي الفكّه: يآخي خلينـي أبي أخآويــه
سهيل: تخآوي من يآلورع ! أنآ أوريك الحين يآكلب وأعلمك شلون تنسحب من لسآنك ذآ إللي يبآله قـصّ

على بآب المجلس مآبقى إلآ جآسر إللي أكدّ على كلآم شبيب الأخير قبل يوليّهم ظهره تآركهم وسط حآلـه من الحـرج الشديــد والخجـل !

....: إي وآلله إنه صآدق وأنآ أشهـد , صوتك مآشآلله .. وحلوه الأغنيه الأخيره .. كفـو يآرجّـآل – إنكمش وجهه بتعبير مشمئز رآمق ورده بنظرة إحتقآر مكمل – قآل شغـل قـآل , هـــه .. بنآت آخـر زمــن !


/
/
/
/


صبآحـاً بـ نيويوركـ ...

نقزت آخر درجه من السلآلم نآقله عيونهآ بـ أركآن الصآله الفآرغه وصولاً للمطبخ المفتوح عليهآ خآفضه بصرهآ للأرضيّه الأبلكآج البنيّه بعقدة حآجبين متحيّره ..
أخذهآ التفكير بـ استغرآب عن سبب إختفآءه ومكآن توآجده !
جرت العآده من بعد فصلهآ من شغل البينزينه طلوعهم من البيت مترآفقين للشغل بـ المخبز في تمآم السآبعه صبآحـاً !

مطت شفتهآ السفلى بتجآهل لتعآظم الظنون نآفيتهآ عن مخيلتهآ بخطوآتهآ الممخطره صوب البآب فآتحته سآحبه منه ميدآليّة المفآتيح الحآويه لمفتآحين للبيت وصليب حديدي متوسط الحجم ..
بمجرد خروجهآ وقف الكلب بتأهب مخرج لسآنه من فمـه , آللحظـه اللي قآبلته هي رآفعه حآجبيهآ فآغره فمهآ بـ إبتسآمه دهشـه مفتعله مآئله عليه بوضع الركوع , يسرآهآ فوق ركبتهآ اليسرى ويمنآهآ مبسوطه تجآهه قآصده إقترآبه مردفه: Shexyy, come
( شيكســي , تعــآل )

بـ إنقيآد تآم , ركض صوبهآ مدآعب سآقهآ برآسه إلي تمّ يمسحه فيهآ وكأنه يفرك بـ أذونه لتركله هيّ بخفه مبعدته عنهآ بضحك نآزله الثلآث درجآت خشبيّه آمرته من ورآهآ بـ إشآرة يدهآ صآئحه: come on, come
( هيّــــآآآ , تعــآآل )
تمّ يتبعهآ بـ خطوآته المهروله لحد مآجآورهآ جمباً لـ جنب مسآفة العشر دقآئق ومآيزيدّ مشياً قطعوهآ وصولاً لوجهتهم اللحظـه إللي تبدلت فيهآ ملآمحهآ مختفيه إبتسآمتهآ بسبب مدآعبتهآ الكلآميّه لكلبهآ الضخم أصفر اللون من تفآجئت بـ إغلآق المحـلّ !

نآظرت كلبهآ فآغره فمهآ الفتحه القصيره بتعبير إستفهآمي وكأنهآ تسأله السؤآل – تشوف إللي أشـوفه ؟ -
إبتلعت ريقهآ متقدمه بـ خطوآتهآ المتردده رآقيه الرصيف متحسسه وآجهة المحلّ المغلق ثم إلتفتت بـ كآمل جسدهآ تنآظر يمين الطريق ويسآره مظلله فوق عيونهآ بيمنآهآ حآجبه عنها ضوء الشمس الدآفئه ببدآيآت الصبآح : where is he at des early time, where are you Joseph !!
( أين ذهب في هذآ الوقت البآكر , جوزيف أين أنت !! )

إنعقدوآ حآجبيهآ بـ خفّه رآفضه الرفض التعبيري القآطع للي طرآلهآ وإحتمآل شروده من البيت مثلمآ فعل من بعد وفآة كآرين لولآ عثور الجيرآن عليه في وضع مُزريّ وهو على مشآرف الهلآك ..
هزت رآسهآ بآلقوّه نآفضه عنهآ سوء الظنون وسلبيتهآ , عزآءهآ الوحيد إيش إللي يحده الحين على هآلشيّ ! شرب الكحوليآت وأقلع عنهآ .. هدأ نفسياً وإستقر حيآتياً .. مدآوم على الزيآره الإسبوعيّه للكشف بمركز إعآدة التأهيل وكل فحوصآته إيجآبيّه .. شغلـه بـ المخبز اللي أعآد فتحـه وإلتزآمـه , تفننه بـ اعدآد المخبوزآت وهي الشيّ الوحيد اللي يبرع فيـه مهنياً وقد أخذ مسآحه كبيره من وقته قدر فيهآ يشغل نفسـه ويبتعد عن أي عآدآت أو ممآرسآت سلبيه كآنت شآغله حيزّ كبير من حيآته سآبقاً .. والبآقي من وقته الليلي يمآرس فيه الشيّ الثآني إللي يهوآه وهو متآبعة المبآريآت الريآضيّه وإن كآنت قديمه ومسجلّه !

جلست على الرصيف ضآمه سآقيهآ لبعضهم محآوطتهم بحلقة ذرآعيهآ الملفوفين حولهم شآبكه أصآبع يديهآ تنآظر المآرّه القِلّـه من النآس بمثل هآلوقت البآكر إللي مرّ منه ربع سآعه زيآده قطعتهم بـ الإنتظآر المصحوب بـ زفرآت هوآئيّه متوتره قُطعـت أخيراً بـ توقّف الدرآجه النآريّه برتقآليّة اللون إللي ترقبتهآ بأنظآر بآسمه من أول الطريق لحد مآتبآطئت وصولاً لعندهآ ومعهآ إختفت ابتسامتها تمآماً موقفه عن الرصيف وورآهآ كلبهآ متوآري خيفة وخشيه من إللي ترك بصمه سيئة الطآبع بـ نفس الكلب وخلته بمجرد مآيلمح وجوده يتحآشآه !

شدت على جسمهآ قميصهآ الجينز الخفيف مفتوح الأزرآر كآشف عن توبّ أبيض اللون , بنطلونهآ سكيني أسود وكونفيرس ريآضي فلآت أبيض ..
بدأ مظهرهآ يتبدل مآخذ المنحنى الأنثوي وإن كآن توّه مآكتمل إلآ إنه تبدل عمآ كآنت عليـه إنقيآداً لرغبآته وإمتثآلاً لأوآمره .. زوج الغفلـه مثل مآ أطلقت عليـه !
زوج الغفله نفسه الوآقف قدآمهآ ومعه رفقـه !

الرفقـه إللي من الوآضح إنهآ غير مُرحبّ بهآ إطلآقاً وإللي بسببهآ كشفت عن كومة الأسئلـه والظنون إللي تدور بخلدهآ رآمقتهآ بـ نظرآت حآقـده ودّهآ تسأل السؤآل الوحيد إللي لو مآوصلهآ عليه الحين جوآب ذبحتهم ثنينآتهم وذبحت نفسهآ من بعدهآ ..
" وش إللي تسوينـه معـه وليـش رآكبـه ورآه ؟!!! "

آثرت الصمت دآفنه سؤآلهآ بقلبهآ بآللحظه إللي ضآقت فيهآ عيونهآ لحد مآقآربوآ على الإختفآء في محآوله جآهده لترجمة وفهم اللغه الغريبه إللي تكلمت بهآ البنت بعدمآ نزلت عن الدرآجه هي أولاً في حين تمّ هو وآقف فوق درآجته مبآعد مبآين سآقيه ..

....: يآ إلهي نجـم , تبدو غآضبه للغآيه إنظر إليهآ .. يآلهآ من إمرأةٍ غيور هـآآآآ – قآلت الأخيره بضربه خفيفه من ظآهر يمنآهآ لصدره غآمزه له بـ إبتسآمه –
الحركه إللي معهآ زآدت غيرة الثآنيه لحد الإشتعآل , ودهآ بس تطولهآ بيدهآ وهي بروحهآ بتحترق !
شلون تتجرأ هآلبنت هي أو غيرهآ وتلمسـه ! لو إنهآ مجرد ملآمسه سطحيّه عآبره خآليه من أي مشآعر وأحآسيس .... غير مسـموح ! هو الحيـن ملك لهآ ... ولهآ فقـط !

فتآه ثلآثينيّه بهآ من الجمآل الشيئ المُلفت .. بيضآء البشره النقيّه الصآفيه , عسليّة العيون الفآتحه والوآسعـه .. لهآ شعر كستنآئي فآتح خفيف للغآيـه , حريري مسدول على كتفيهآ .. قوآمهآ شبه ممتلئ وطويلـه ..
كلّ مآفيهآ كآن على خلآفهآ , متضآدتين بآلمعنى الحرفي للتضآد حيث إن بشرتهآ هي برغم نعومتهآ إلآ إنهآ منمشّـه النمش الخفيف على وجنتيهآ من تحت عيونهآ مروراً بـ انفهآ القصير الرفيع .. عيونهآ دآكنـة اللون متوسطة الإتسآع مُلفته بسبب كثآفة رموشهآ وطولهم كحآل شعرهآ الغزير .. خصلآته غجريّه مموجّه ومرولّه , فقد هآلخآصيّه بسبب قصـره الحآلي الممآثل للذكور .. جسدهآ نحيل البنيّـه وقصيـره ...

....: أجـل , وبفضلك علمت هذا الشيئ توّاً .. بدآ لي وآضحاً الأن غيرتهآ عليّ من وجودك .. هذه الفتآه ذآت قلب متحجّر لآتُظهر لِي أيّـاً من مشآعرهآ .. تدعي البرود والجفآء
من أعقب قولـه غير مفهوم اللغه على ذيك إللي ورآه إلآ ورمقته بنظرّه سُميّـه حآقده .. هآلإثنين أكيد قآصدين إغآظتهآ بنظرآتهم المُتحديّه لهآ وإبتسآمتهم الصفرآء الإستفزآزيّه مستمتعين بـ اثآرة غيظهآ وإثبآت انهآ غبيّـه قدآمهم مآتفهم لغتهـم ولآتدري أسآساً هي أيّة لغـه !!

أرخت كتوفهآ مستسلمه مُردفه بـ إبتسآمة ونظرة شفقه: أوووه نجـم كفـى , يآلهآ من فتآه مسكينه إنهآ حتى لم تنطق بـ حرف ! أرى الدموع بعينيهآ يآلك من وغـد .. أنت هو الجآف مُتحجّر القلب وليس هـي .. كفـى أُعلـن إنسحآبي

كآنت آخر جُمله لفظتهآ بـ لُغتهآ المجهوله قبل تقترب صوب ذيك المشتعله في صمـت ضآمتهآ بقوّه ودون سآبق إنذآر مردفه بـ عربيّه مصريّه: مبـروك يآعروســـه
إبتعت عنهآ مدآعبه لهآ أسفل فكهآ مكمله بـ ابتسآمه: إيه العسـلآيـه دي .. لآء عنـدو حـئ نقـم بآشآ يموت عليكـي .. انتي إللي أخيراً عرفتـي تربيـه وقبتيـه على وشّـه ودخل الـئفـص , إئفلـي عليه كويس بئه .. أنآ دينــآ

أخفضت عيونهآ جآمدة النظره بـ بلآهه غير مستوعبه الفيلم إللي غصباً عنهآ أخذت دور فيـه .. للحين مآتدري منهي هذي متبدلّة اللغآت واللهجآت إللي مآده لهآ يمينهآ بـ السلآم !
إبتلعت ريقهآ بآلقوّه بعد ثوآني معدوده ظهرت مطولّه أنهتهآ بيدهآ المفروده إللي إمتدت مستقره بيدهآ مبآدلتهآ السلآم بـ نبره مخنوقه شبه مسموعه: Heyy

قآلتهآ بـ خفوت نآقله نظرآتهآ المستفهمه لذآك النآبض وسآمه سآحقه فوق درآجته السودآء برتقآليّه .. تيشيرته قطني سآده أسود اللون نصّ كمّ مزموم على عضلآت ذرآعيّه البآرزه بـ قصّة رقبه مثلثه يظهر لون بشرته برونزيّه مآئله للإحمرآر .. بنطلونه جينز بيج , حذآءه ريآضي أبيض اللون .. شآربه خفيف مُشذّب , ذقنه دوغلآس خفيف مآيظهر إلآ نقطه من الشعر أسفل شفته السفلى .. غزير شعر الرأس إللي نمى مآخذ شكله المعتآد بـ كثآفه مُفرِطه الشيّ إللي يزيد من ضيق جبينه .. خديّه بهم شيّ من التجويف يظهر معه وجهه نحيل شيئاً مآ , توآرت عيونه ورآء نظآرته الري.بآن الشمسيّه ..

إستجآبة لنظرآتهآ المثآره بـ دهشه وإستغرآب , تعجب وعدم فهـم .. والكثير من البلآهه المصحوبه بـ نفور وإمتعآض .. قآم عن درآجته مقترب صوبهم ضآمهآ تحت جنآحه ليصير متأبطهآ بذرآعه الأيسر مستقره يده اليسرى على كتفهآ الأيسر ..
وضح فرق الطول الشآسع بينهم وتبآين حجم بنيتيهم .. مآبين طوله الفآرع وقزآمتهآ وبين ضخآمة جسده الريآضي وهزآلة جسدهآ الرقيق الصغير ..

....: كآليميـــرآ يآعمـري
قآلهآ بـ إبتسآمه بعدمآ رفع نظآرته الشمسيّه لرآسه إللي أخفضه تآرك الأثر الحسّي لقبلته العميقه فوق خدهآ الأيمن ومآكآن جوآبهآ إلآ تعبيري بـ نظرة الإحتقآر الحآقده إللي رمقته بهآ بلآ جوآب لفظـي ليعقب هو بعدمآ ثبت يديه فوق لوحي كتفيهآ محركهآ جبراً لتصير مقآبله له وجهاً لوجه وبهدوء ترآخت يديه من كتفيهآ لأزرآر قميصهآ المفتوح عن جيب صدرهآ مقفل لهآ أول ثلآث أزرآر من فوق وصولاً للزر بمنتصف البطن مُرسل لهآ إنذآرآت حسيّه بعيونه حآدة النظرّه المحذره بعدم تكرآر هآلشيّ وكشف شيّ من جسدهآ وإن كآن عفوياً !

أردف بـ هدوء هآمس: كآليميرآ يعني صبآح الخير بـ اليونآنيّه
بقوّه ضربت ظآهر يده الممسكه بـ الزر الأخير لقميصهآ مبعدتهآ عنهآ بـ جفآء: صبآح الزفت عليك وعلى عيونك يآنجم
أعقب عليهآ بـ نبره مآهتز من هدوءهآ وثبآتهآ الشعره: يآعيون نجـم صبآح الخير جوآبهآ صبآح النور ... يعني أقولك كآليميـرآ , تردين علي - إي كآليميـرآ -

أغمضت عيونهآ شآهقه بنفآذ صبر قبل ترص على أسنآنهآ بآلقوه مشدده على كلماتها إللي ظهرت بـ انقليزيّه: who is she ?!
( من تكـون هي ؟! )

توّه بيجآوبهآ الإجآبه الشآفيه إللي أسبقهآ بـ ابتسآمه عذبه إلآ وتسفهه هي تمآماً مبتعده عنه بلهفه صوب ذآك إللي أقبل بوجه مُرهق وملآمح مُجهده , مُجعّـد التقاسيم بـ تعبير منزعج من إنعكآس ضوء الشمس على عيونه إللي ظلل فوقهآ بـ الظرف الورقي أبيض اللون , لحقته سآئله بـ اندفآع: أوه جوزيف .. أين كنت يآرجل !! كدت أموت قلقاً عليك

بـ إعجآب – استنكآري - إرتفع حآجب ذآك إللي إمتقع وجهه من سفههآ له ثم أكمل وغطّـآ الحميميّه إللي تتكلم فيهآ مع ذآك الأصهب مُصّرِحّه بكونهآ قآربت على الموت , قلقاً عليه ! على رجل ثآني غيـره ! كيف تجـرأت !!
كوّر قبضة يمنآه بـ غضب مكبوت الإنفعآل بـ انصآت وترقب للحوآر القآئم بينهم ..
....: مآ الذي أتى بكِ ؟! ألم أُخبِرِكِ ألآ تأتي اليوم ؟!
أعقدت حآجبيهآ مستفهمه: متى أخبرتني ذلك ؟!

طير عيونه يفكر بسؤآلهآ مستغرب , جآوبهآ من بعد التفكير القصير بـ تردد: بـ الأمـس .... أخبرتك !
زآدت عقدة حآجبيهآ ثم قوست فمهآ هي بعد متحيّره أو إنهآ مآتذكر: لم تخبرني مُطلقاً أيّ شيئ بـ الأمس ! .... أو .... لآ أذكـر ! – هزت رآسهآ نفياً بلآ مُبالآه مكمله - : لآ عليك , أخبرني الأن أين كنت ولمَ أردت ألآ آتي اليوم ؟ مآذآ هُنآك ؟!
إمتد بصره لذآك إللي وآقف ورآهآ وآلغيره تآكل قلبه , نظرآته حآده ثآقبه مُشتعله غيـظ .. بـ إستكبآر وآرآهآ بـ نظآرته الشمسيّه السودآء إللي أنزلهآ من رأسه لـ عيونـه ..

....: زوجك هو من أرآد ذلك
إلتفتت برآسهآ لـ نجم من ورآهآ ثم ردت تنآظره هو سآئله بـ بهوت: أرآد مآذآ ؟!
....: أرآد منحك إجآزه مفتوحه من العمل منذ اليوم
بـ تفآجئ نآظرت نجم سآئلته مستفهمه: ليــش ؟!!
إرتفع حآجبه الأيسر إدعآءاً لتفآجئه من سذآجة سؤآلهآ مجآوبهآ بنبره هآزئه: ليش يآمدآم ليلآ مو ملآحظه وضعك إللي تبدّل ! إنتي الحين - مِسـز نجـم – يعني لو أبي منعتك أبداً من نزول هآلشغل بس هذي مجرد إجآزه
أطبقت فمهآ مغتآظه سآئلته من بين أسنآنهآ:طيب فهمنآ .. إيش لزومهآ الإجآزه هذي الحين !!

مآل رآسه بـ إشآرة حآجبيه للي على يسآره .. وإللي فهمت هي قصده وأسرعت في الشرح والتوضيح مُتحسسه ظهر ليلآ بـ ابتسآمه هآدئه مردفه بـ إنقليزيّه حآنية النبره وكأنهآ في محآوله لإقنآعهآ بشيّ هي رآفضته: عزيزتي أنتِ الأن عروس وينبغي عليكِ الإستعدآد جيداً .. أمآمكِ فقط خمسة عَشَرَ يوماً .. طلبني نجـم القدوم إليكِ ومسآعدتك في التسوّق وإعدآدكِ ليومك الكبير .. مآرأيك ؟!
إحتدت نظرآتهآ بـ وجوم عآقده حآجبيهآ يظهر من إنكمآش جسدهآ الصغير رفض الفكره أو إستنكآرهآ على أقل تقدير ليكمل جوزيف من بعدهآ مآد لهآ الظرف الأبيض السميك: أجل ليلآ هي مُحِقّه .. هيّآ لآعليكِ , بعد قليل سيآتي آخر للتنآوب بدلاً عنكِ وتولّي مسئوليآتك في العمل

إنفغر فمهآ بـ إعترآض سريع وحآد قٌطِـع قبل لفظـه من جوزيف إللي أغمض عيونه بـ ايمآءة رآس إيجآبيّه هآدئه: لآعليكِ ليـلآ .. فقط إذهبي معهآ .. أنتِ الأن عروس وينبغي عليكِ أخذ قليل من الرآحه والإستمتآع .. هيّآ خذي النقود
إنخفض بصرهآ بنظرآتهآ الوآجمه للظرف الأبيض سآئله بـ إستغرآب خآفت النبره: أيّة نقـود ؟!!
إتسع فمه بـ إبتسآمه معقب بـ مزح: ليست نقودي بـ التأكيد .. مآكُنت لأصرف عليكِ سِنتـاً وآحداً من أموآلي أيتهآ القبيحـه

مآ أضحكهآ مزحه ولآ حتى بـ إبتسآمه , سألت بـ تشكك: من أين لهآ بهآ ! ولم تعطيني !
جوزيف: أعطيك لهآ من أجل التسوق وشرآء مآتحتآجينه .. إنهآ من وآلدتك
إتسعت عيونهآ بـ تفآجئ غير مصدِقّه ليرد جوزيف مكمل بتأكيد: أجل .. كآنت وديعه في المصرف وقمت بكسرهآ اليوم وسحب النقود .. كآنت هذه آخر وصآيآ وآلدتك لكآرين قبل أن تنقطع عنآ .. كسر الوديعه وقت زوآجك .. والأن هو الوقت المنآسب .. هيّآ خُذيهآ ..

لحظات من السكون والصمت الجمآعي إللي تشآركوه وإختلفوآ في التعبير عنـه ..
نظرآت دينآ البآسمه المعلقّه على جوزيف .. ونظرآت جوزيف المُشجِعّه لـ ليلآ أخذ الظرف من إيده .. ونظرآت ليلآ الجآمده بدهشـه للظرف ..
وعلى مسآفه قريبه نجم بوجهه المكفهر غيظ وغضب ..
نجم إللي قرر أخيراً قطع سكون الموقف بـ اللحظه إلي إمتدت فيهآ يدّ ليلآ بـ تردد تجآه جوزيف ليمسكهآ هو بيده موقفهآ قبل تمسك الظرف ..
الحركه إللي إنتشلتهآ من غيبوبتهآ اللحظيّه رآدتهآ للوآقع تنآظره بـ حِده مستنكره !
النظرآت إللي تجآهلهآ هو عن عمد سآحب الظرف من يد جوزيف فآتحه مقربه لوجهه يظهر وكأنه - يعد - إللي بدآخلـه قبل مآيقوّس فمه بـ تعبير إللي مآعجبه الشيّ مآده لجوزيف بـ أمر جآف: خــذّه ..
جوزيف: مآذآ تقصـد !!

نجم: أقصِد مآسمعـت .. – تبدلت إنقليزيته لعربيّه خليجيّه دآق بـ الظرف إللي بيده منتصف الصدر لجوزيف - إسمع إنت يآبو كرش .. ليلآ مآهيب بحآجة دولآرآتك .. خذهآ إنت وفلّهآ فيهآ
أعقب من بين أسنآنه بـ حنق: ليست دولآرآتي .. إنهآ من وآلدتهآ
نجم: ومآنبيهآ مخصوص لأنهآ من أمهآ .. كآن فيهآ خير كآن بنفسهآ ربتهآ وصرفت عليهآ فلوسهآ مو قآطتهآ ببيت نصآرى .. أقول إذلـف
توسعت عيونهآ بصدمه ألجمتهآ الرد ولو بتأنيب لـ صرآحة لفظه وفظآظة قوله خلآفاً لـ جوزيف إللي رمقه بـ احتقآر مُردف بـ تقزز: يآلـك من عنصـري وغــد

طير نجم عيونه بـ طفش مردف بـ برود: لم أقصد مآفهمته .. لآيهمني أي ديآنة تدينهآ .. صديقتي دينـآ هذه , مصريّه مسيحيّه .. أرأيت , لآمشكلـه عندي .. مآعنيته هو كونك سِكّيـر , مُتحرِشّ , مُغتصِبّ .. – شهق نفس مقلب فيه عيونه للسمآ , أكثر مآيثيره هو تذكر حيآتهآ سآبقاً وشلون عآشت .. أكمل بـ خليجيته السآخره – لو انهآ صدق مهتمه هآلأم مآكآن خلتهآ تلفلف بـ الشوآرع تدور سكن ووظيفه بدون دولآر وآحد بجيبهآ وهي مخبيه هآلدولآت قآلك إيش لـ زوآجهآ ! بـ الله لآ تضحكنـي .. وديعه مآتنكسر إلآ بشرط الزوآج ! الزوآج إللي إحتمآله كآن شبه مستحيل ولآ وين بتلقى مُسلـم بين هآلأمريكآن ؟! ولآ على بآلهآ تتزوج نصرآني مثلك ! أقووول .. خذ دولآرآت فآطمـه وجبلك قزآزة مشروب معتّـق فآخـر وتكيّـف ..

رمقه جوزيف بنظره حآقده مردف بـ حنق من بين أسنآنه: أقلعت عن تنآول المشروب ..
نجم: أجل روح وأجِرّ لك وحده سآقطه ولآ ثنتيـن ومآرس معهم جدد شبآبك وحيويتك
ردّ له جوزيف النظره الأولى إلآ إنهآ هآلمره كآنت أكثر حِدّه وشرآسه: لن أضآجع بعد كآرين زوجتي أيّ إمرأه .. وانتبه لكلآمك أيهآ الأحمق .. يآلك من فـضِ وقـح

إرتفعوآ حآجبيه مقوس شفتيه بـ اعجآب مُردف بـ إنقليزيّه هآدئة النبره تظهر وكأنهآ بآرده , لآمباليه: جيـد .. إذاً خُـذ النقود واحشرهآ بمؤخرتك .. أو تصدق بهآ على الفقآرى والمسآكين .. لآ أهتـم .. ليلآ فتآتي , ومُـذ عرفتهآ وهي من مسئوليآتي والأن هي إمرأتـي .. أتتوقع مني أن لآ أوفر لهآ مآتحتآجه الأن ؟! آآآآخ يآرجـل , إن رؤيتك تُثير غضبـي .. اغرب عن وجهـي

ليلآ: نجـــــــــــــم !!!
قآبلهآ بوجه متجهـم مآسرع مآ هدأ واستكآن بمجرد مآطآحت عيونه المثاره بـ عصبيّه وغضب بعيونهآ الدآمعه تستوقفه تطآوله على جوزيف بنبره ضعيفه وآهنه مخنوقه تجآهد فيهآ التمآسك ليرخي هو كتفيه بيأس رآفع نظآرته عن عيونه لفوق رآسه قآبض على ذرآعيهآ بـ خِفّه وقد لآنت نبرته ورقّـت وكأنه يكلّم طفل صغير في محآوله لإفهآمه: ليش زعلآنه ؟! علميني تبين فلوس أمـك ؟! تبينهآ تركتك تآخذينهآ عآدي , هي من أمك يعني حقك , أمآ إذآ عن هذآ أبو كرش لآتلوميني .. تدرين إنه يقهرني ..

....: لآترفع صوتك عليه .. جوزيف إتغير وصآر أحسن وأنآ وآثقه فيه
....: أبشـري , وش تبين بعـد .. فلوس أمك ؟!
نآظرت جوزيف لثوآني قبل ينخفض بصرهآ للظرف الأبيض اللي تنآوله من نجم مغمضه عيونهآ بـ همّ مطلقه زفره مسموعه بآئسه: لآ مآ أبيهـــآ

كوّر قبضة يمنآه مرجع ذرآعه بـ التعبير العآميّ عن أيّ إنتصآر – yesss –
أعقبه بـ إبتسآمه قصيره مُردف: des is ma girl
( هذه فتآتـي )

شدت فمهآ المطبق بقلة حيله سآفهته تنآظر جوزيف: لست بحآجة لهآ جُـو , ولن أحتآج إليهآ .. بـ امكآنك أخذهآ أتنآزل لك عنهآ .. إستثمرهآ أو إصرفهآ بأي شيئٍ تُريد ..
أطلق زفره مهمومه محبطه طآلبهآ بـ وهن مُرهق: ليـــلآآآآآآ
هزت رآسهآ سريعاً بـ نفي قآطع: لآآ .. صدقاً لآ أحتآج إليهآ .. لآ تنآقش كثيراً جُـو ..

نجم: وليش الحين تبكيـن ؟!
بسرعه مسحت تحت عيونه بظآهر سبآبتهآ مجآوبته بـ عِند وتكآبر: عـآدي , مآلك دخـل فينـي
جذبهآ بيمنآه تجآهه من قفآهآ دآفس وجههآ بوسط صدره متحسس بيسرآه كآمل ظهرهآ بحرآره: لآتخليني الحين اتوطآلك أبو كرش
ليلآ: وهو إيش دخلـه !
نجم: مآله دخـل , أبفرغ فيه حرتـي .. بسبته تبكيـن
ليلآ: تذكرت مآمآ
نجم: مآعليك منهآ ذي المره


....: لآآآآآآ لاآآآآ
قآل الـ - لآ – مبحوحه بـ حنـوّ رقيق قآصد تهدئتهآ بعدمآ أحسّ بـ إنتفآضة كتوفهآ إثر شهقة بكآء ظهرت مسموعه وبـ حِده بسبب المجآهده في كتمآنهآ لحد مآتمردت جآهره ..
أبعدهآ عن صدره مشدد على لوحي كتفيهآ بيديه الثآبته فوقهم هآمس لهآ بـ حنوّ: ليــلآ
ليلآ: .........
....: ليلوشــي ..... بنــــت !
بسرعه مسحت دموعهآ كمآ الأطفآل بكآمل بآطن يمنآهآ ليلحقهآ هو بنبره في منتهى الهدوء والرقّه: خلآص أنآ أمسحهم لك واخليك بعد توقفين بكـآ ..

نآظرته بـ حُزن مآفهمت ليوضح لهآ قصده فعلياً يوم مآل برآسه خآفضه لمستوآهآ طآبع قبلته الرقيقه على عينهآ اليمنى ومثلهآ على اليسرى لينحدر بشفتيه لخدهآ الأيسر ثم الأيمن بـ التبعيّه .. وقف لحظآت خآطفه جمعت بين أنفآسهم الدآفئـه قبل يقترب من فمهآ اللحظـه إللي صآحت فيهآ دينآ مفرقه مآبينهم بيديهآ ..
يدهآ اليمنى على كتف ليلآ الأيسر ويدهآ اليسرى وسط صدر نجم صآئحه بلهجتهآ المصريّه: إييييييه .. إيه دآ يآ استـآز إنت فآكر نفسك فيـن !! لآء وآخد رآحتك أوي مآ نقيـب ليك سرير هنآ بـ المرّه !!
نجم: هههه يآليت , وديّ وآلله

أطبقت فمهآ مآنعه إبتسآمتهآ تنآظر ليلآ بـ قلة حيله وموآسآه: إنتي متقـوزه وآحد صآيع وأليـل الأدب
مآردت ليلآ الآ بـ ابتسآمه قصيره هآزه رآسهآ إيجآباً تأكيداً على كلآمهآ اللحظـه اللي جذبهآ نجم تجآهه بـ القوّه سآحبهآ من عضدهآ محآوط كتوفهآ بذرآعه الأيمن متأبطهآ صآرت مجآوره له بـ الوقفه متلآصقين , يوصل أعلى رآسهآ تمآماً لأسفل صدره مبآشرة مدآعب ذقنهآ من أسفل الفك بـ أنآمل يسرآه موجه كلآمه لـ دينآ بـ نبره مرحه: قولي بـ الله , هآلبسكـوته شلون أقآومهـآ ؟! تنأكـل أكل سُبحآن إللي مصبرنـي

بسرعه شدتهآ دينآ من معصمهآ الأيمن موقفتهآ ورآهآ ضآحكه: تعآلي هنآ يآبنتـي , دآ وآحد مش مضمـون ويطلـع منّه أيّ حآقـه .. – إلتفتت لهآ بكآمل جسدهآ مكمله – هـآ .. قآهـزه نطلـع سـوآ !!
من فورهآ ولآ إرآدياُ نآظرت نجم تسأله بعيونهآ المستفهمه ليجآوبهآ بـ إيمآءة رآس هآدئه مغمض عيونه بـ الموآفقه ..

دينآ: هو أصلاً إلي طآلبنـي آقي معآكي .. وعآوزآكي تسيبي ليّآ نفسك خآآآلص الخمسطآشر يوم القآيين دول .. هآ إتفئنـآ ؟!
هزت ليلآ رآسهآ بـ الموآفقه مبتسمه لترد تنآظره بدهشه موسعه عيونهآ من نآدآهآ: تعآلــي ليـلآ
رمشت بـ توآلي فآتحه فمهآ الفتحه القصيره ببلآهه ليرد طآلبهآ بـ إشآرة أصآبع يمنآه حآثهآ تجيه: تعآلــي

رآقب إقترآبهآ المتخوّف بلآ مبرر رآمقته بـ نظره تحتيّه كمآ الطفل المذنب شآبكه يديهآ ورآء ظهرهآ ليبلل هو شفتيه بـ إبتسآمه مُعذبّه متعبه هآمس بقلة حيله: سُبحآن إللي مصبرني عليـك ..
قآلهآ مطلّع من جيب محفظته بطآقه مصرفيه مآدهآ لهآ مردف: ثلآثه ثلآثه سِته سِته

لآ إرآدياً إمتدت يدهآ مستلمه منه البطآقه إللي تمت تقلبهآ على وجهيهآ سآئله بعدم فهم: إيش ثلآثه ثلآثه سِته سِته
نجم: da password
( الرقم السري )

فتحت فمهآ بـ إستيعآب معقبه: ahaaa, U mean thirty three, sixty six
( أهآآ , تعنـي ثلآثه وثلآثون , سِته وسِتون )
هز رآسه نفياً هآمس: No, I mean three three, six six . and dats mean yr birthday date ana ma birthday date also
( لآ , أنآ أعني ثلآثه ثلآثه , سِته سِته . وهذآ يعني تآريخ مولدك , وكذلك تآريخ مولدي )

أخفضت بصرهآ مائله عيونهآ لليمين بتفكير للحظآت إرتفعوآ من بعدهآ حآجبيهآ موسعه عيونهآ من إستوعبت قصده وتدآركت المُرآد من كلآمـه ... تآريخ ميلآدهآ فعلاً يوم ثلآثه شهر مآرس .. الشهر الثآلث .. وهو تآريخ ميلآده في اليوم السآدس من شهر يونيـو , الشهر السآدس ..

إنتقل نظره بعدمآ تأكد من وصول المعنى لهآ لـ دينآ المبتسمه مقآبلهآ بنفس الإبتسآمه إللي كآن المتسبب فيهآ شخص وآحد وهو ليلآ والدهشـه إللي أحآطتهآ منبـه عليهآ بتأكيد: دينآ لآتخلين شيّ بخآطرهآ .. إللي تبيه إشتريه .... مدري حآس إفلآسي على يدّك .. تعقلوآ بـ الصرف
بسرعه شدّت دينآ ليلآ مجآوبته بـ رفعة حآجب متحديّه , نصف جملتهآ إنقليزيّه والبآقي منهآ عربي: أنت من جلبـه لنفسـك ...... آل نتعئـل آل هــه , تعآلي ليـلآ يلآ ..

كـ نظره أخيره من عيونهآ المتأججه سعآده فآقت إحتمآلهآ وتصديق أنهآ هي الوحيده المعنيّه بهآ إستقرت على جوزيف إللي إنشدوآ شفتيه المطبقه بـ إبتسآمه حنونه هآدئه مومئ رآسه إيجآباً بـ حـثّ: go & get some fun


/
/
/
/

وقف عن كرسيه بمجرد دخولهآ مُطرقة الرأس متأنيّة الخُطى يتقدمهآ سكرتيره إللي صرفه بـ ذوق وتأدب ليومئ هو برآسه إيجآباً مُنسحب من الغرفـه زجآجيّة البآب السوكريتي الكآشف عمآ بدآخله ومآ ورآءه ..

إلتف حول مكتبه مؤشر لهآ بيسرآه المبسوطه تجآه الصآلون الإسفنجيّ الضخم بنـيّ اللون الدآكن مُرحب بهآ بـ إبتسآمه هآدئه سمِحه: تفضلي أخت أصآلـه , حيّـآك ..
بـ إنقيآد هآدئ إنسآقت له ولإشآرة رآحته اليسرى المبسوطه تجآه الصآلون جآلسه على وآحده من كنبآته إللي أحست إنهآ إبتلعتهآ بمجرد جلوسهآ عليهآ بسبب ضحآمة حجمهآ مقآرنتاً بضئآلة حجمهآ هي معقبه بـ صوت خفيض هآدئ شبه مسموع: آلله يحييك ..

....: هآ , إيش تحبين تشربيـن ؟!
بسرعه رفعت له نظرهآ هآزه رآسهآ جوآباً بـ النفي ليردف هو بـ رفض قطعي حآني النبره: لآ مآيصير .. لآبُـد تشربين شيّ ..
لآ ارآدياً إتسع فمهآ بـ إبتسآمه عذبه مآتدري سببهآ تحديداً بس على الأغلب إنهآ كلمة – لآبُـدّ – إللي
لفظهآ لتوّه ..
عآدته بـ الحديث خلط كلمآت من الفصحـى في حوآره العآميّ المُطلق يعطيـه لكنه جذآبه مميزه جبراً تنشد لهآ الآذآن منتبهه ..
همست بصوت مخنوق خجلاً: أيّ شيّ ..

....: يعني مآ أظن كآتبه قويّه مثلك غيرك يملى عليهآ رغبآته !
بللت شفتيهآ المبتسمه من تحت غطآهآ الكثيف تجآهد نفسهآ يظهر صوتهآ وآضح مسموع: عصيـر برتقـآل .... إذآ ممكن
....: أكيـد ممكــن ..
قآلهآ بتأكيد مبتسم ثم إختفـى لحد إستشعآرهآ خلوّ الغرفه بخروجه مرجعه رآسهآ ورآءهآ عآقده حآجبيهآ بـ إستغرآب لخروجه ..
التوتر إللي كل مآله يفتك فيهآ وهي تقطعه عآبثه بـ خيوط قفآزيهآ القصيره إللي تمت تنبش وتنتـش فيهم لمآ يقرب دقيقتين من الوقت مآتستمع فيهم إلآ لصوت دقّآت قلبهآ المحتده بـ قلق الترقب وتوتر الإنتظآر ..

الصوت إللي توقف فجأه وكأن معه توقف النبض .. والنفـس .. والإستشعآر , وفآعليّة كل الحوآس من طآحت عيونهآ موسعّه على كوب العصير برتقآلي المحتوى قبآلهآ على صينيّه فضيّه صغيره وبجآنبه كوب شفآف يظهر إنه مـآء !
بـ التبآطئ المتردد إرتفع بصرهآ المصوب تمآماً إليه ليستقر أخيراً على حقيقة شخصية المآثل أمآمهآ ..
هو بنفسـه إللي أحضر لهآ المشروب وهو بنفسه إللي قدمه لهآ ..
إبتلعت ريقهآ مصدره الصوت إللي ترآءى لظنهآ إنه قد وصله وسمعه خآفضه رآسهآ للكوب في حرج بآلـغ رآمشه بتوآلي الحركه السريعه المتوتره وإللي مآوقفت لحد مآتكلّم هو : تفضلي عصيـرك ..
نآظرته بـ ترقب , نظرآتهآ عميقه .. ثآقبه وتحتيّه .. لحد مآجلس مقآبلهآ الجلسـه الوقوره محآوطه هآله من الخشيّه والخشوع فرضاً على من هم بـ حضرتـه !

يلعو وجهه إبتسآمه هآدئه مُريحه , وهبه آلله الوجه البشوش والملآمح السمحـه .. شيّ من السكينـه يُبـثّ من محيآه بآعث للرآحه , جآلب للطمأنينه ..
بـ إنقيآد لآإرآدي .. إمتدت يمنآهآ المرتجفه للكوب إللي أحكمت قبضتهآ الوآهنه على قآعدته ممسكه بـ عود – الشآليموه – البلآستيكي بـ أطرآف يسرآهآ مدخلته لفمهآ من تحت غطآ وجههآ ..
تحمدت ربهآ مليون على نبآهتهم في تجهيز المشروب المرفق بـ - الشآليموه – أو نبآهته هو تحديداً , ولآ شلون كآن تشرب من الكآس بدونه في وجود غطآء الوجـه !

أردف بـ رخآمة صوته كآسر سكون الموقف: مآ أعتقد إنك مستغربه طلبي مقآبلتك شخصياً
أخفضت الكآس فوق فخذهآ الأيمن معقبه بنبره خفيضه إنخفض معهآ بصرهآ لموقع قدميه: أتمنى مآيكون لدآفع شخصي رداً على الورد إللي أرسلته !
إرتفعوآ حآجبيه إعجآباً بصرآحتهآ ورغبتهآ في اختصآر الحوآر وتقصير المسآفآت برغم الخجل الكآسح بنبرتهآ الضعيفه الخآفته لدرجه قآربت الهمس معقب بـ أسف: اعذرينـي ... مقـدر
بـ تفآجئ سريع رفعت له رآسهآ لثوآني خآطفه ومآسرع مآردت تنآظر بـ الأرض بعدمآ إستوعبت ردّ فعلهآ المدهوش والمتفآجئ ليرد الخجل ويعتريهآ هآربه من موآجهته بـ بصرهآ المصوب أسفلهآ ويرد هو مكمل بـ هدوءه: أي شيّ مآيخص الشغل طبيعي أعتبره شخصي , إرسآلك للورد كآن لسبب بعيد تمآماً عن الشغل .. فـ اعذريني إنتي , أنآ قبلت الورد منك على محمل شخصي ..

....: أعتذر منك أستآذ بسّآم
كمآ الطفل الخآطئ , الخَجِل من إحسآسه بـ اقتراف الخطأ , لفظت إعتذآرهآ لـه بطريقه طفوليّه بريئـه آسره .. لآشعورياً إتسعت إبتسآمته حـدّ تحولهآ لضحكه قصيره خفيفه مرحه: هههه شدعوى الإعتذآر ! وآجب عليّ أنآ أشكرك .. الصرآحه لفته لطيفه منك مآصدرت من غيرك .. فـ ضروري يكون شكري لك شخصي وهذآ هو سبب طلبي مقآبلتك ..

لأول مره تثبت نظرآتهآ المتوآريه عن أنظآره ورآء غطآء وجههآ النظره الثآبتـه والمطوّله إللي فآجئته أولاً .. إستغربهآ ثآنياً .. ثم أصآبته بـ ربكه وتوتر ثآلثاُ وسريعاً تحآشآهآ غآض بصره لتسأله هي ببلآهه: يعني بس تبي تشكرنـي ؟!
أومأ رآسه إيجآباً مجآوبهآ بـ هدوء تأكيدي: أيّ نعـم .. بس أبي أشكرك
إستشعرب حرج الموقف من سذآجة سؤآلهآ وبديهيّة جوآبه بآلعه ريقهآ مشتته أنظآرهآ يمنه ويسره كل مآله إحسآس الحرج يتضآعف دآخلياً ..

أنظآرهآ المُشتته إللي إستقرت أخيراً على كوب العصير أعلى فخذهآ الأيمن رآفعته شآفطه من الشآليموه الشفطـه المطولّه كمآ الضمآن مبتلعه نصف الكوب معقبه بنبره سريعه وضح فيهآ الإرتبآك: طيب والحين شخبآره ؟! عسآه طيب !

....: الحمدلله على كل حآل
إستشعرت الهمّ والأسى بنبرته سآئلته بـ إهتمآم بآدي: صوتك حزين أستآذ بسّآم ومُحبط , فيه شيّ عليــه ؟! وش حآلته عسى مآشـرّ !
خليط متنآقـض , غآمض وغير مفهوم كآن هو تشخيصه السريع لهآلأنثى الكآمنه قبآله ..
أوقآت يضيع منهآ الصوت غآرقه في الخجل وأوقآت يندفع منهآ الكلآم بلآ حوآجز ولآ حسآب أو إعتبآر .. على الأغلب إنهآ شخصيّه جذآبه ومثيره للإهتمآم !

....: شخصّوآ حآلته ثقب في القلب .. وضعه غير مستقر وفـ خطر دآئم لحين موعد العمليه
....: ومتى موعد العمليه ؟!
....: مو قبل يتم سِـت سنوآت
إتسعت عيونهآ بـ تفآجئ لوهله قبل مآتخفض بصرهآ لحجرهآ شآده فمهآ المطبق بـ أسف هآمسه: لآحول ولآقوة إلآ بـ آلله .. اقدآر الله وله الحمد ..
أومأ إيجآباً بـ إبتسآمه قصيره مُطبقه: الحمـدلله
لآشعورياً دفعهآ فضول الأنثى للإستكشآف والبتّ في أدق التفآصيل دآم الإشآره قدآمهآ خضرآء والإذن مسموح ..

....: هو إبنك الوحيـد ؟!
....: إيه , علـي .. سميّ جده لأمـه ..
إتسعت إبتسآمتهآ برآحه من بعد جوآبه إللي يظهر فيه تجآوبه ومحآولتة تجآذب اطراف الحديث معهآ , حيث إنهآ إجآبه أبعد مآيكون عن الإقتضآب ..
أعقبت بآسمه: عقبآل مآتخآويـه ..
على عكس الجوآب المتوقع لدعوآت العقبى جآء رده مخيب للظن بعدمآ زفر بـ همّ خآئب الرجآ , منعدم الأمل , مُسلّـم ومستسلم: معتقد بيصير هآلشيّ .. قضآء آلله وآللهم لآ إعترآض ..... آلحمـدلله
سألته وبفضول سريع مندفع: ليــــش !!
سآد الصمت وعمّ السكون للحظآت تجمع مآبين نظرآته المتعجبه إندفآعهآ الرآفض جوآبه ونظرآتهآ المستنكره للجوآب ..

نظرآتهآ إللي أخفضتهآ بحركه وآضحه وبعدمآ تدآركت اندفاعهآ والموقف إللي أقحمت فيه نفسهآ وتمآديهآ في الفضول للحد الحَرِج بآلعه ريقهآ مردفه بـ تلعثم في محآوله منهآ – للترقيع - : ءآآقـ .. اقصـد .. يعنــي ..... إنت إللي رآفض هآلشيّ مآتبيه أو .. أو فيه أسبآب تمنـع .. عمــ .. عمـوماً أعتذر عن السؤآل .. هو شيّ شخصي و ..... وأنآ .. تمآديت .. حقيقي أعتذر

إنشد فمه المطبق بـ ابتسآمه قصيره مُطمئِنه قآصد تهدئة إنفعآل الحرج إللي تحسّه: لآتعتذري , مآصآر شيّ .. حنّآ نتكلّم عآدي حتى لو الكلآم يمسّ موآضيع شخصيّه فـ أنآ سآمح بهآلشيّ .... وعلى فكره هذي أول مرّه تصير
بـ تفآجئ تعلقت عيونهآ المذهوله من مرونته في التعآمل على سبآبته المهتزه بـ تنبيه مشيراً إليهآ كونهآ هي أول من يسمح لهآ بـ التدخل في حيآته الشخصيّه !
نبض متمرّد أعلن إنفلآتـه .. حرآره سآريـة المفعـول آخذه طريقهآ في الإنتشآر إبتدآءاً من وجنتيهآ المشتعلـه إلى مآتلآهـآ ..

....: الولآده صآرت مُبكرّه وأعتقد هآلشيّ سبب في عدم إكتمآل نموّه .. أسآساً كآن عندهآ مشآكل من قبل في عدم إستقرآر أي حمل لهآ لأكثر من مرّه وبـ الحمل الأخير صآر معهآ إنفجآر بـ الرحم وإضطروآ يستأصلونه لهآ , آلحمدلله إللي رزقنآ بـ علـي وحـده , مومُقدّر لنآ غيره ..

إعترآهآ ذهول من بؤس إللي يقولـه , سكتت للحظآت من بعد سكوته قبل تعقب عليه بـ نبره خفيضه بآهته: آلله يبآرك لكـم فيـه ..
....: آللهم آميــن

شتــتت أنظآرهآ يمنه ويسره مآتدري وش تقول بعدمآ سآد الصمت .. هل تتجرأ وتتمآدى فآتحه أيّ موضوع وإن كآن شخصي وهو الشيّ إللي يحثّهآ عليه قلبهآ مستنكره عقلهآ أو توقف مستأذنه للإنصرآف وهو الشيّ إللي إستحسنه عقلهآ ورفضّه شيّ دآخلهآ مضطربّ النبضآت .. كآن قلبهآ !
عفوياً وبلآ تفكير أو تردد وسط الصرآع مآبين حكم العاطفه والعقل , أردفت بـ فضول عيّآ يفآرقهآ: توقعت إن لك عزوه من الأولآد , تفآجئت بـ أول زيآره دعوتك سند أخوي لـ عقيقة بِكـرك ..

....: هههه هذآ معنآه إني شآيب لكن بطريقه لِبِقـه ومنمّقه شوي !
....: لآآآآآ لآآ .. وآلله لآآ .. مآقصـدت , يعنـي .... ءآآآ
....: هههه تتحسسين بزيآده .. أعتقد إنك من الشخصيآت المُرآعيه وبقوّه .. تخآفين تجرحين أحدّ ولو بمجرد الظن الخآطئ ... أعتقد إنك تعآنين كثير بسبب إنك مآتقدرين تقولين – لآ – لأحد

إتسعت عيونهآ بدهشـه من تحليله الصآئب تمآماً لشخصيتهآ .. شيّ من التوجس سرى بنفسهآ ..
هل هي فعلاً كتآب مفتوح لأي قآرئ ! أو فقط لقآرئ نَهِـم مهنتـه كآتـب !

إستشعر تفآجئهآ ومنه تأكد من إصآبة تحليله مكمـل كلآمه في إتجآه بعيد عنهآ , إتجآه يخصـه هـو ..
....: هي بـ الأول والأخير أقدآر وآللهم لآ إعترآض بس أنآ فعلاً كآن ممكن يكون لي عزوه من الأولآد لولآ إللي صـآر ..
بـ إندفآع سريع سألت متلهفه: إيش صــآر ؟!!

نآظرهآ بـ تفآجئ , جآمد الملآمح والتعآبير لتمآثلـه هي بـ الجمـود ولكـن ..... منتظره الجـوآب ..
أوحى له صمتهآ إستحضآر كآمل إنتبآههآ منصته لكل كلمـه من إللي يقـول , الشيّ إللي أربكـه لوهله حآك بـ سبآبته اليسرى أرنبة خشمه مدبب الطرف خآفض بصره للأرض بـ إبتسآمه مجهولة السبب وكأنه قد إستسآع لهفتهآ , رآق له إندفآعهآ , وحبذ فضولهآ !

....: زوآجي الأول كآن من إثنآعش سنه تقريباً
تأهبت كل حوآسهآ من إستشعآر بدآية القصّـه , دهشّه حسيّه صآبتهآ أفقدتهآ التركيز للحظآت مكرره كلمتيـه بتعجّـب وإستغرآب ... زوآجـه الأول !!!!
آثرت الصمت ليكمل هو بهدوءه الأثيري وإيجآده للرويّ وسرد الحكآيآ: كآن لي من الأولآد – نآصر - , سميّ أبوي آلله يرحمه , آخر ذكرى لـ نآصر ولدي ببآلي كآنت وهو بعمر السنتين ... صآبني الإبتلآء يوم شبّ حريق بـ البيت بسبب إنفجآر أنبوب الغآز , شبّت النآر بـ البيت وأفنـت كل شيّ .. كــل شيّ بمعنـى كـل شيّ .. حتى الأروآح .. الشغآلـه , زوجتـي ... ونآصــر , وشيئـن منيّ يوم حآولت أقتحمهآ عسى إني ألحق عليهـم بس مآلحقـت ..

رآقبت حركة عيونه البآسمه رغم مأسآة الحكآيه ..
عيونه المتلألأه بـ أسى وحُزن بآلـغ إنخفضت بـ إنكسآر ليده اليمنى النآئمه على وركه الأيمن وبدهشــه مآقدرت تضبط إنفعآلهآ شهقت بصوت مسموع شهقة التفآجئ القصيره السريعه وهو الشيّ إللي لآمت نفسهآ عليـه وندمت أشـدّ نــدم !
عيونهآ مذهوله , موسعه لآخرهم على شكل يمنآه منكمشـة الجلـد بـ آثر بآلـغ الحريق قد ترك بصمته وبوضـوح ..

مآكآنت الدهشـه من شكل ظآهر الكـفّ إطلآقاً بـ حجم دهشتهآ إللي تضآعفت بسبب مآتوارى تحت كُـمّ الثوب إللي يظهر وكأنه فآرغ , يتهآوى في العدم ..
تسأل نفسك هآلكـفّ بـ إيش موصول أو معلّـق !


....: خذت النآر يمينـي ..
إرتفعت نبرته تبين مآزحه رغم لمحة الحُزن البآدي فيهآ مكمل: إقترحوآ عليّ خوش إقترآح .. يبترون هآلذرآع إللي مغير عظم بدون جلد أو لحم ويستبدلونهآ بغيرهآ صنآعيّه , وقتهآ يمكن صدق أقدر استفيد منهآ والصرآحه مآطآوعني قلبي أبتر جزء مني لو إنه عآجز ومآله أيّ قيمـه .. كآفي إحسآس إنك كآمل لو هآلكمآل ظآهري بدون معنى فعلـي أو قدره على الإستنفآع ... مع إني نآقص ونآقص كثير ... لكن الحمدلله ..

....: مآتقدر تستخدم يدّك !
....: أبــداً .. مآفيه أوتآر ولآ أعصآب .. لآلحم ولآ جلـد .. بس ترآ أهون من يدّ بلآستيكيّه مدري وش أسآسهآ هــه ..

مآتدري ترد ضحكته القصيره بـ إبتسآمه مجآمله مآرح يشوفهآ بس أكيده إنهآ بتوصله حسياً , أو إنهآ بهآلإبتسآمه مآرح تزيده إلآ بـؤس !

وكأنه قد فهم صمتهآ وإللي تفكر فيهآ , أكمل قآطع أحآبيل أفكآرهآ: مرت تقريباً سِت سنوآت خضعت فيهآ لمحآولآت أختي المستميته إني أعيد تجربة الزوآج للمره الثآنيه وفعلاً رضخت وصآر الزوآج بعدمآ أكرمني آلله بآللي صآرت زوجتي الحين .. كنت أنآ أول نصيبهآ وكآنت هي بآلنسبه لي العـوض .. زوجه صآلحه بنت شيوخ أجوآد ولآ بعمرهآ تذمرت أو حسستني لو بمجرد تلميح لو عن غير قصـد إنهآ فآقده شيّ سببه هآلعجـز إللي عندي ..

قشعره تشنج سرت بعظامها , تسارعت انفاسها حد الاهتياج وزادت حرارتها حد الاشتعال .. انتابها وبـ جموح خليط من المشاعر السلبيّه غير مفهومة المكنون وغير واضحة الاسباب !
شيئ من النقم اللامُبرر بقلبهآ شآبه شيئ من الضيق والتبرم أو ..... الغيره !
رصت على أسنانها بالقوه ومعه ازداد رصّها على كوب العصير بيدهآ ..
احساسه بالفخر والامتنان وهو يتكلم .. ازعجهآ لحد إحسآسهآ بـ العصبيّه والإهتيآج ورغبتهآ في الصيـآح عليه وإسكآته !
شيئ من الغيره صآبهآ ... في مقتل !

أعقبت بـ جفآء منمق: المؤمن مُصاب استاذ بسّآم ..
....: الحمدلله
وقفت بـ حده الوقوف المفاجئ بلآ بوآدر مردفه بـ رسميّه خالفت حميمية الحديث من قرآبة الثوآني معدوده ..
....: أعتذر عن الوقت اللي تعطلته بسببي ..
أعقب حاجبيه بـ خفّه إستغراباّ لرد فعلهآ وجفآء النبره من بعد حنوّ ورِقّـه , أردف إعتذآرهآ بـ توضيح لبق: أنآ إللي طآلبك بنفسي , عسى بس مآكون أنآ إللي عطلتك عن شيّ ؟!

بللت شفتيهآ رآصّه عليهم بآلقوّه بعدمآ أطبقتهم مستجديّه الثبآت لمجرد لحظآت قليلـه معدوده تقدر فيهم تنهي المقآبله كمآ بدأتهآ بدون مآتُذرف دموعهآ لأسبآب مجهولة المُصدر لهآ ....... حآلياً !
جآوبته بـ نبره مخنوقه وضح فيهآ الإجتهآد والمقآومه لتبيـن وتظهـر: لآ أبـداً .... – إبتلعت ريقهآ مكملـه بـ صوّت إزدآد خنقـه , تحسّ الكلمآت وكأنهآ شكوك بـ الحلـق - !

....: شُكراً على الإستضآفه أستآذ بسّآم .. حقيقي أسعدنـي هآلشيّ ......


/
/


تتبعت خطوآتهآ الهآدئه بـ كرآهه وتجهم , أكثر مآيزعجهآ شعور الإطآعه المُكرهه .. مُطلقاً , وإن كآن إللي تمرّ فيه الحين من شعور الإسآقه والإنقيآد على وجه الخصوص تبعاً لـ للي أبداً مآتدآنيهآ فهو أكثر مآيثقلهآ هماً وغماً ..... إنقبآض , وتشآؤم !

لوت فمهآ المطبق بـ حنق توّ مآتوقفت أخيراً قبآل بآب وآحد من سكآشن الكُليّه عآقده حآجبيهآ إستغرآباً .. إبتدآءاً من سبب الإستدعآء وصولاً للإنفرآد بآلقآعه الفآرغه إلآ من وجود ثنينآتهم ..
إنتشلتهآ من خوآطرهآ بهدوء صوتهآ ورخآمته: تعآلي ريتآج .. إدخلي

إبتلعت ريقهآ بـ توتر خفي مطبقه فمهآ المشدود بـ إنزعآج مآخفى عن الثآنيه إللي سبقتهآ بآلدخول متخذه مكآنهآ خلف مكتب المُحآضر مستنده لطآولته بكوعيهآ مسنده ذقنهآ فوق تشآبك أصآبع يديهآ معلقه عيونهآ عليهآ بـ نظرآت هآدئه .. سمِحـه .. على غير العآده .... مُريبـه !

بـ هدوء سحبت لهآ كرسي من ورآء طآولته متقدمه به صوب طآولة المُحآضر جآلسه عليه مصفطه يديهآ فوق بعضهم وثنينآتـهم فوق إنتصآف إلتصآق فخذيهآ سآئلتهآ بنبره يظهر فيهآ الحنق والانزعاج: خير دكتوره سآلي ؟! عسى مآشرّ !

....: خير إن شآلله ..
سكتت لثوآني ثم أكملت بـ هدوء: النتآئج ظهرت بـ الكنترول .. ثلآث أيآم ثم تظهر لكم ..
أعقدت حآجبيهآ بـ خِفه لوهلـه بعدم فهم مقوسه فمهآ سآئله بـ بهوت: طيـــب !!!!
قآلتهآ مستفهمه عن القصد ثم أخفضت بصرهآ للورقه البيضآء إللي إمتدت لهآ بـ بنآن سآلي الأوسط من يدهآ اليمنى زحفاً على الطآوله وصولاً لهآ: هذي نتيجتـك

بدهشه تعبيريه كآمله متملكه كآفة ملآمحهآ وتقآسيم وجههآ ثبتت أنظآرهآ المحتده للورقه البيضآء لحظآت لحد مآبتلعت ريقهآ بـ توتر رآفعتهآ عن الطآوله خآفضتهآ لحجرهآ وخآفضه معهآ بصرهآ إللي إزدآدت حدة نظرتـه بـ شِـدّه إستنكآريه رآفضـه وغيره مُصدِقّه لحد مآقآطعت الثآنيه سكونهآ المذهول بـ نبره خآئبه: فعلا صدمـه !

من فورهآ نآظرتهآ بنفس الحدّه إللي عيّت تفآرق ملمحهآ المصدوم المندهش والغير مصدق لتكمل سآلي برفعة حآجب أيمن ثآبته عيونهآ على ورقة المُعدّل بـ يدّ ريتآج: كآن من المتوقع الأولى على دُفعة السنه الأولى هي نفسهآ الأولى على دُفعة السنه الثآنيه أو تنزل شويّ عآدي للترتيب الثآني .. أو الثآلث .. الرآبع أو الخآمس .. لكن تنحدر من القمه للقآع .. لترتيب مآبعد العآشر وأكثر !!! شيّ فعلاً مُخيّب لـ الآمآل والتوقعآت !

أنهت كلآمهآ بـ ضيق عيونهآ إللي إنحدرت لصدر ريتآج اللآفـت بحركتة السريعـه المحتده .. يعلـى بقوّه ويهبـط بنفس القوّه .. تظهر أنفآسهآ قصيره مُتسآرعه ومهتآجـه ..
أطبقت فمهآ لثوآني خآفضه بصرهآ لطآولة المكتب يظهر من هيئتهآ تفكيرهآ بآلتآلي إللي تبي تقولـه وإللي مآكآن إلآ سؤآلهآ الهآدئ مُبطن القصد والمغزى: فيه أسبآب معينه كآنت السبب بتدهور مستوآك لهآدرجه !! ظروف بـ البيت مثلاً ؟!!

سألت بـ بهوت , بعدهآ غير مُصدقه .. رآفض عقلهآ تصديق إللي تشوفه عيونهآ أو يستوعبه: كيف كذآ ؟!! شلـــون ؟!!
مطت شفتهآ السفلى ببديهيه معقبه: إستدعيتك لأجل أسألك أنآ نفس السؤآل !

نآظرتهآ ريتآج بحده إستنكآريه ضآقت معهآ عيونهآ لتكمل سآلي بسرعه قآصده تضييق الحصآر عليهآ مآده لهآ الورقه الثآنيه مردفه: هذي كُرآسة إجآبتك بـ إختبآر مآدتـي .. رآجعي إجآباتك .. شوفي نفسك شلون مجآوبه .. إجآبآت مُكرره .. آخرهآ مثل أولهآ .. وآضح إنك تكتبين وإنتي شآرده .. مسرّحـه .. وهآلموضوع مو بس في مآدتي .. هذآ بـ أكثر من مآده والإدآره طآلبه إستدعآئك تستفسر عن ظروفك بس أنآ تكفلّت بـ الموضوع وإنه يتم بشكل شخصي بيني وبينك بدآل مآيكون على الملأ واحتمال انه يسبب لك الحرج ..

رصت على أسنآنهآ بـ القوّه مغتآظه .. الكبت الجبري لـ إنفعآل غضبهآ المكظوم وعصبيتهآ المكتومه وإللي معهم زآد الرصّ على فكيّهآ وإتسعت فتحتي خشمهآ .. تكورت قبضة يسرآهآ حآفره بـ أظآفرهآ بآطن كفّهآ خآفضه بصرهآ لـ الأرض معقبه بـ نبره يظهر فيهآ الكبت والإختنآق: وإنتي شللي طرآلك إني ممكن أعلمك إنتي تحديداً بـ أي شيّ يصير معـي ؟!!!

إرتفعوآ حآجبيهآ بحركه سريعه مبتسمه بـ هدوء إبتسآمتهآ القصيره النآتجه عن حدوث المُحتمل .. رد الفعل المتوقع من ريتآج أصبح أكيـد ..
صفطت سآعديهآ بتكتيفه فوق طآولة المكتب تنآظر الجانب الأيمن لوجه ريتآج وهي مآزآلت على وضعهآ مطرقة الرأس خآفضة البصر ..
بشرتهآ بيضآء صآفيـه ونقيّه .. وجنتيهآ مُشربّه بـ حُمره طبيعيّه .. لهآ أكثر عيون سآحرة الشكل والنظـره .. وسيعـة المحجـر والمنتهـى بهآ شيّ من البروز كثيفـة الرموش .. عسليّه بلون الكهرمآن ..
أنفهآ يظهر من الجآنب دقيق مُدبب الطرف .. فمهآ متوسط الإتسآع بشفتين نآعمه ممتلئـه .. شعرهآ حريري دآكن آللون الكستنآئي مسدول بـ إنسيآبيّه ..

....: ريتــآج !!
....: إستدعيتينـي على إنفرآد تتشمتيـن فيني يآدكتوره !
سآلي: .........
إلتفتت لهآ رآمقتهآ بـ نظره حآقده مُردفه بـ نبره قآسيه جآفه: عآجبك الوضع صـحّ !! مستآنسـه !!
....: وليش أستآنـس ؟! ليش المفروض يعجبني وضعـك ؟! مآني طآلبه أتنآفس معـك لأجل أنقهر وأحتر من مستوآك إذآ إرتفع أو أتشمت وأستآنس لآمنه تدهور وإنحـدر ..
ريتآج: ..........

سآلي: أنآ أسآساً منّـي فآهمه أصل الخلآف إللي نشأ بينآ من العدم بس مآعليه .. إنتي مآتتقبليني .. شيّ دآخلك مآيستسيغني لأسبآب أقدر أقول إنهآ مفهومه .. عآدي , كلنآ كنّآ طآلبآت أول ويصير مآنتقبل أحد من مُحآضرينآ ولأسبآب مآلهآ وجود .. عآدي تصير .. لآتنسين تطآولك عليّ من قبل وشلون أنآ تجآهلت الموضوع ولآ كنّه صآر.. ليش ؟!! صدق مدري .. آلله حآط بوجهك قبول غريب مآقدرت أنقم عليك أو أنزعج .. وشهو سبب ترآجع مستوآك ؟! علميني وأوعدك أوقف معك وأسآعدك إن كنت أقدر .. إنتي طآلبه مُجتهده وذكيّه وفعلاً شيّ مُحبِط تدهور مستوآك بهآلدرجه الملحوظه ومرّه وحـده بدون تدرج !!!

شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمة شُكر مفتعله إختفت معهآ عيونهآ معقبه: شُكراً يآدكتوره .. منّي بحآجة مسآعده .. لآ مِنّك ولآ من غيرك .. ومآفي شيّ يحدني أعلمك إنتي أو غيرك وشهو إللي قآعد يصير معي وبسببه تخلّف مستوآي .. وإن كآن هآلشيّ من بآب الفضفضـه فـ كوني على عِلم رجآءاً إنه مو إنتي إللي رح ألجأ لهآ يوم أحب أفضفض ....

بسرعه إرتفعوآ حآجبيهآ وإنفغر فمهآ بفتحه قصيره تعبير إللي توّه تدآرك شيّ غفل عنه: إي صـح ...... وإن كآن آلله رزقني القبول بـ وجهـي فهو لـ الأسف إنتزع من وجهك هآلقبول وبـ المــــــره .. بـ بسآطه منتي شخصيّه مُريحه وكلّ لحظـه تمرّ وأنآ معك تخنقنـي أكثر فـ تكفين لآتزيدينهآ وتحآولين تظهرين بمظهر مآهوب لآيق عليك .. لآتتصنعين وجود شيّ أصلاً مآهوب فيك ..

وقفت عآفطه ورقة مُعدلهآ بقبضة يمينهآ مكمله قبل مآتقفي عنهآ موليتهآ ظهرهآ بـ خُطى مُتسآرعه .. إمآ تحآشياً لإمتدآد الحوآر وإتسآعه .. أو هرباً من حرج الموقف بعدمآ أحست بـ قٌرب نفآذ طآقة تكآبرهآ وإدعآئهآ للثبآت والقوّه والتمآسك وهي على شفيـر الإنهيآر .. إنسحبــت بعدمآ لفظت آخر كلمآتهآ بـ نبره مخنوقه مآقدرت فيهآ تخفي كبت البكآء ومقآومته: وعموماً شُكراً على إهتمآمك ............. عن إذنك ....


/
/

حلم الحياه 19-08-16 01:49 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/

مسـآءاً من بعد التعآقب لأيآم إمتدت لـ خمسة عشر يوماً ..

بسطت رآحتهآ اليمنى طآقه البآب بكل عزم وقوّه أظهرت فيه غيظهآ وقهرهآ بنفآذ صبر وطآقـه لترتعد الثآنيه من جلستهآ الهآدئه المستقره ملتفته بكآمل جسدهآ المنكمش على كنبتهآ الوثيره سودآء اللون بـ الصآله قبآل شآشة البلآزمآ المعلقّه على الجدآر تنآظر البآب الخشبي الخآرجي لجنآحهآ المغلق مستفهمـه بـ نبره متردده مأخوذه بـ الدهشـه والتفآجئ: ميـــن ؟!!

....: فآضيه الحين سِـت حـور ولآ نمـر جلآلتك وقـت ثآنـي ؟!!
أعقدت حآجبيهآ بـ وجوم غير مستوعبه الصوت إللي وصلهآ وشخصيّة صآحبته موقفه عن كنبتهآ ضآمه على صدرهآ شقي روبهآ الستآني وردي اللون مشجّر بفروع خضرآء وآصل طوله لركبتيهآ كآشف عن سآقيهآ من تحته قميص بيتي قطني أبيض اللون قصير موآزي لـ طول الروب من فوقه فآتحه البآب والإستغرآب بملآمحهآ إللي تبدلت لإبتسآمه بآهته نآطقه إسمهآ بـ إبتهآج متفآجئ: نِسمــه !!

تجعّد أنفهآ بـ إشمئزآز رآمقتهآ بـ إحتقآر النظره السريعه من رآسهآ الأشعث لقدميهآ الحآفيتين إلآ من – شرآب – قطنـي ورديّ اللون ..
وقبل تفتح فمهآ مطلقه سيل سبآبهآ والشتآئم طوقتهآ حـور بذرآعيهآ جآذبتهآ لصدرهآ بـ القوّه دآفسه خشمهآ بـ جآنب عنقهآ هآمسه بـ شوق محتدّ ملتآع: وحشششتييينــــــي
بـ الحيل أبعدتهآ عن صدرهآ ضآربه كتفهآ الأيمن بـ كتف حور الأيسر متخطيتهآ لدآخل الجنآح مردفه بـ إستخفآف: آلله الغني عنك وعن كل شيّ منك يآلحقيرآ

أقفلت البآب من ورآهآ بـ إبتسآمه مطبقه محبطـه متعذره ردّ الفعل الجآف من نسمـه وإللي مآتلومهآ أبدّ فيه: عنـدك حـئ عآرفـه ..
ضغطت الزر الصغير بـ عآمود الأبآجوره النيكليّه ليتبدد بلحظتهآ ظلآم الغرفه الدآمس إلآ من إضآءة شآشة البلآزمآ العآرضه لفيلم ديزنـي مشعلـه إضآءة خآفته صفرآء اللون بـ المحيط الضيق للصآلـون وكنبآتـه إللي جلست على العريضـه منهم رآفعه الريموت من جمبهآ خآفضه الصوت سآئلتهآ بـ حنق وإنزعآج يظهر فيه غيظهآ وكبت انفعالها: ليش مآترديّن على جوآلك حوريّه هآنـم !

إرتمت جمبهآ على الكنبه مسيحه جسمهآ الوضع إللي تمددوآ فيه سآقيهآ قدآمهآ وإلتصق فيه أسفل ذقنهآ لجيب صدرهآ رآده بـ همّ مُحبط: حصل معآيآ حآقآت كتيره أوي يآنسمه
بقهر أنزلت الريموت من يدهآ مُردفه بـ نبره مخنوقه عآتبه عليهآ ولآئمه: وأنا صآر معي أكثر من إللي صآر معك وإختنقت ومآعآد فيني وإحتجت لك .. إحتجت أتكلم معك وأشوفك بس مآلقيتك .. جوآلك دآيم مقفّل وجيت هنآ مرتين قبل وحضرتك مبيته عند خآلتي .. تبيتين عند أمّك بـ الأيآم والأسآبيع لآمنه رآئـف هـدّ البيت ورآح ومخليتنـي .. أنآ أصلاً آخر همّك .. حور إنتي ليش مآتزورينـي ؟! ليش حتى مآتدقين علـيّ ؟! وش إللي غيرك !

....: نسمـه أنآ حملـي سقـط
نسمه: ...........
....: حملـي نِزل تآني يوم رآئف سآفر فيـه , بئآلـي خمستآشر يوم مسئطّـه ودآ حصل عند مآمآ ومحدش هنآ يعرف خآلص حتى رآئف .. إنتي أول وحده
إتسعت عيونهآ كآتمه برآحة يمنآهآ فتحة فمهآ المنفرج بشهقة تفآجئ صآمته غير مُصدِّقّه: حـــووور !!!
شدت فمهآ المطبق بـ أسى هآزه رآسهآ إيجآباً بـ تأكيد محبط النظره والتعآبير مردفه: هو عآدي وبيحصل لـ سِتآت كتير بس مأثر فيّآ أوي مش عآرفه ليـه ! أول مرّه أحسّ الإحسآس دآ يآنسمه .. كنت خآيفه أوي ونفسيتـي بعدهآ كآنت وحشـه وأعصآبي تعبت فعلاً .. مكنش ليّآ نفس أعمل أي حآقه ولآ أشوف أي حـدّ ولآ أتكلّم مع حـدّ .. متزعليش منّـي

من فورهآ وقفت على ركبتيهآ محتضنه وجه حور الصغير الدآئري بين كفيّهآ الصغيرين هآمسه بـ نبرة رقيقه مُثآره بـ إستعطآف لآئمه عليهآ: حـووري يآعُمري .. ليش مآعلمتيني من أول !!
أمسكت معصميهآ المحتضنين لوجههآ مقآبلتهآ بـ إبتسآمة قصيره حزينه: متزعليـش
ضمتهآ بـ القوّه متحسسه ظهرهآ بحرآره رآده بـ إندفآع: لآ يآلغبيّه .. أنا بس كنت منقهره لأني حسيت إنك أهملتيني .. ذآبحه عمري عليك وإنتي سآفهتني .. ليش مآتعلميني بآللي يصير معـك هـآآ !!

ولتّهآ حور ظهرهآ ثم مددت على الكنبه سآقيهآ متدليّه فوق ذرآع الكنبه منيمه رآسهآ بـ حجر نسمه شآبكه أصآبع يدينهآ على بطنهآ تنآظر السقف من فوقهآ: مش عآرفه يآنسمه .. حسيت وئتهآ إني كنت عآوزه أبعد عن كل حآقه حتى عنّك .. حآقآت كتيره أوي حصلتلـي ومش آدره أستوعبهآ لحد دلوئتي .. كل دآ حصل في سنـه وحده بس وأقل كمآن .. أنآ مكنتش زيّك يآنسمه .. إنتي كنت عآوزه تخلصيّ مدرسه وتتقوزي إللي بتحبيـه وخلآص .. أنآ كنت عآوزه أسآفر مصر وأعيش هنآك .. أكمّل درآسه وأشتغل وبعدين أفكر في القوآز والخلفـه وشوفي دلوئتي إيه إللي حصـل !!

إتقوزت السعودي إللي طول عمري كنت بئول لآ دآ مش هيحصل أبداً .. مش هرتبط غير برآقل مصـري وأعيش فـ بلدي .. إتقوزت رآئف ومش هطلع عمري من السعوديّه دي .. ومكملتش درآسه .. وحملت وسئطـت ومش عآرفه إيه تآني ممكن يحصل وكل دآ وأنآ طمنطآشر سنه يآنسمه بس حآسه إن إللي بيحصللي دآ كتير مش عآرفه أستوعبه ولآ آدره أستحملـه ..

أقحمت أصآبعهآ الرقيقه بـ خصلآت حور الملبكه والمتشآبكه مدلكه لهآ فروة رآسهآ بـ رفق معقبه: ولآ أنآ بعد يآحـور ..
قلبت حور عيونهآ للخلف قآصده تشوفهآ في حين أكملت نسمه بهمس خآفت يظهر به شيّ من الهم والكآبـه: ولآ أنآ قآعده أستوعب إللي يصير معي ومو عآرفه بعد شلون أتصـرف ! .. أقصى إللي فكرت فيه إني أتزوج إللي أحبه أمآ شلون عآد بتكون حيآتي بعد مآيتم هآلزوآج مدري !!! مآفكــرت
حور: مبسوطـه ؟!
نسمه: إنتي مبسوطـه ؟!

قوست فمهآ مآتدري قبل تجآوبهآ بـ هدوء مصحوب بـ تفكير: مش عآرفه .. حآسه إن مفيش قديد فـ حيآتي غير إني بدلّت مكآن النومـه ! رآئف فين وفين لمآ بييقـي هنآ .. بنئـرب لبعـض بـ الليل وبئوم الصُبح مش بلآئيـه بس حآسه إني إتعودت عليه .. ومشدوده ليه .. بفرح لمآ بشوفه ونفسي يفضل معآيآ وقت أكبر وأكتر بس دآ مبيحصلـش .. حيآتي عموماً هآديه ومستقرّه .. وإنتي ؟!!
نسمه: مو قآدره أبدّ يآحور أتأقلم .. كل شيّ متغيّر وبشكل مآهوب عآجبني ومنّي رآضيه فيـه .. قبل كنت أطفش أمرّك وأبيت عندك .. نطلع السوق .. نروح المشغل .. أقص شعري أو أصبغه .. الحين شوفي حتى أضآفري شلون منحوته !

بسرعه مسكت حور يدّ نسمه تتأكد من مصدآقية هآلشيّ وفعلاً صدمهآ إللي شآفته .. كآنت أظآفرهآ مُقلمّه خآليه من أيّ لون مصبوغ وبـ حرفيّه كـ عآدة نسمـه , أهمّ شيّ بنفسكهآ كآن يحوز على نسبه كبيره من عنآيتهآ إهتمآمهآ كآن أظآفرهـآ !
أعقدت حآجبيهآ بـ خِفّه مستفهمه تعبيرياً في اللحظه إللي سحبت فيهآ نسمه يدهآ مدخلتهآ مره ثآنيه بشعرهآ تمسج لهآ رآسهآ بحنو وهدوء: مدري بس مآلي نفس أسويّ شيّ لو إنه لنفسي .. مآبي أتزيّن .. مآبي أسويّ شيّ .. مآلي خلق أي شيّ .. طول اليوم قدآم التليفزيون مع أمي ميثآ لحد مآيرجع عُديّ ولمن يرجع مدري يآحور مآ أحس مثل هآللي تحسينه مع رآئف .. أبيه يطلع من البيت .. مآبي أشوفه .. أو إني أتحآشآه .. أتجنب معه أيّ حوآر .. أشغل نفسي بـ أيّ شيّ يبعدني عنه .. أحسّ في نظرآته شيّ غريب يآحور .. شيّ يوجعنـي ويتعبني نفسياً .. أحسّه حزين .. يلوم عليّ ويأنبنـي .. مدري فيه شيّ غريب عجزت أفهمـه

حور: إنتو كويسين مع بعض ولآ لسه بتتخآنـئـوآ كتير زيّ الأول ؟!
....: لآ الحين أحسن من أول .. ومع إنه أحسن إلآ إني كآرهه الوضع .. أحسّ أول أحسن !
....: هههه إزآآي !!

....: مآيرفض لي شيّ الحين .. كل إللي أبيه ألقآه عندي وبدون نقآش ينفـذه .. أبي أطلع السوق يوصلني أو إنه يطلع معي بعـد .. أبي أكل جآهز أوكي .. لو إنه طرآلي أطلع وأتمشى بـ نصّ الليل عآدي يطلعني مآعنده مآنع .. أطلبه يقعد معي نتآبع سوآ مسلسلي الهندي جـــددددداً عآدي يقعد ويتفرج .. يوقف معي بـ المطبخ وأنآ أجرب أي حـلآ جديد وإهو بنفسه إللي يقرآ لي المقآدير والطريقه بعـد ! صآر سآكت وهآدي مآيعصب على شيّ وأوقآت أنآ اعآند وأزودهآ وأسوق فيهآ بعد بس أبي أستفزه ألقآه يسكت .. صآر مثل الشبـح مدري شفيـه ! وفوق ذآ كلّه أمّـه .. يآحور مآنيب متحملّه أحسّ بضغـط شويّ وأنفجـر ..

قوست فمهآ للحظآت مستغرقه في التفكير قبل تأكد على غرآبة الوضع: فعلاً حآقـه تحيّر .. مش هو دآ دكتـر أوو إللي هتموتي عليه وعلى قمآلـو ؟! إشربي بئـه يآهآنـم أخدنآ إيه إحنآ دلوئتي من شكلـو الحلـو غير وجـع القلب .. بس مآلهآ أمّـه ؟!! إوعى تكون عئربـه وأرشآنـه !
....: هههه لآ يآحليلهآ وآلله إنهآ طيبـه وأحبهآ بس دوم مآفي بلسآنهآ إلآ تبي تفرح وتشوف عيآلنآ .. مآفي يوم يمرّ إلآ وتقط تلميح بخصوص هآلشيّ

....: مسكينـه .. صعبآنه عليّآ وآللهي .. منتي عآرفه يآنسمه إن قوزهآ عقيم وهي بسببه إنحرمت من الخلفه ونفسهآ تشوف أولآد منك إنتي وعُديّ .. إعذريهـآ
....: وآلله عآذرتهآ بس أنآ بعد وشهو إللي بـ إيدي ؟!
ضيقت عيونهآ بـ لؤم سآئلتهآ بـ مكر: هو دكتر أوو مش قآيم بـ الوآقـب ولآ إيـه ؟!!
ضربتهآ من وسط جبينهآ ضآحكه: ههههه بلى قآيم بـ الوآجب وبزيآده .. كل يـوم بعـد
ضمت شفتيهآ مطلقه الـ - أووووه – الحمآسيّه أردفتهآ بـ إبتسآمه عريضه مستفهمه: أومآل فيه إيه بئـه ؟!

قوست فمهآ بهزة كتف سريعه: مدري وآلله .. إنتي شلون حملتـي ؟!
....: هههه مش عآرفه
....: شسوي يآحور علمينـي .. وآلله أبي أحمـل وأفتـك
من فورهآ إستقعدت جآلسه مربعه على الكنبه بـ إهتمآم تنآظر الشآشه المضيئه قبآلهآ بلآ مبآلآه للي يعرض عليهآ مضيقه عيونهآ لآخرهم إدعآءاً لتفكيرهآ العميق بآحثه عن حلّ لتسألهآ نسمه بـ ترقب: بـ إيش تفكريـن ؟!!

ضربت قبضتهآ اليمنى بوسط رآحتهآ اليسرى معقبه بـ حمآسه وإندفآع: إيه رأيك تروحي للدكتوره إللي كنت بتآبع معآهآ
توسعت عيونهآ لآخرهم بـ دهشه سآئله بـ بهوت: من جِــدّ !
حور: أهآ .. روحي إكشفي الأول يمكن فيه حآقه مش مزبوطه أو مش منتظمـه هي سبب العطلـه والتأخير دآ ..
أعقدت حآجبيهآ قآضمه طرف إبهآمهآ الأيمن بين صفي أسنآنهآ مضيقه عيونهآ بتفكير هآمسه: تهقيـــن ؟!
قوست فمهآ مجآوبتهآ بـ بديهيّه خآفته: معرفش .. بس عآدي كلّ الـ سِتآت بيروحوآ مفيهآش حآقـه .. هآروح معآكي متخآفيش .. هـآ , إيه رأيـك ؟!!

/
/


أعلن النصف الآخر من الشهـر عن إنتهآءهـ بمجرد مآطآحت عيونهآ على التقويم الورقـي المُشير لـ يوم ثلآثين من شهر مآرس بعدمآ جلسوآ ثنينآتهم متقآبلين يفصل بينهم طآوله نيكليّة القوآم زجآجية السطـح دورآنيّة الشكل فوقهآ نبتـة صبّآر خضرآء طبيعيّة صغيرة الحجم ..
تأملت الإسم المكتوب بـ اللون الأسود , خطّ نسخ عريض فوق اللوح الذهبي كـ إشآرة تعريف بإسم الدكتوره صآحبة العيآده .. د/ عبير السمّـآن ..

نفختهوآء نفسهآ مسموع طآر معه الغطآ عن وجههآ ثم إرتد مردفه بـ همس: حـور مره متوتـره
....: ليه يآهبـلآ ! عآدي .. الدكتوره سِتّ زيهآ زينآ
....: مو كذآ .. بس متوتره وخآيفه لأني مآعلمت عُديّ .. ولآ أمي ميثآ بعـد ولآ أحد .. بس إنتي
....: دآ كشف عآدي يآنسمه إنتي مكبره الموضوع كدآ ليه ! لمآ تروحي إبئـي أولي لـ عُديّ عآدي , مهو دكتور برضُه وأكيد فآهم الحآقآت دي

....: السـلآم عليكـم ..
إرتفع لها زوجين من العيون رآدين السلآم .. وحده منهم كآنت بآسمه , أعقبت بـ مصريتهآ المعتآده: إزيـك يآدُكتـر !
جآوبتهآ بـ بشآشه وإبتسآمه مُريحه هآدئه: الحوريّه الحلوه .. كيفك إنتي !
....: الحمدُلله أحسن

نآظرت الدكتوره بـ نسمه إللي رفعت الغطآ عن وجههآ بـ اللحظه إللي عرفّت عنهآ حور بـ إبتسآمه: دي نسمه يآدُكتر ... بنت خآلتي وأعزّ صآحبـه عندي .. أكبر منّي بسنه وحده بس ..
....: مآشآلله .. أهليـن نسمـه
مآردت نسمه إلآ بـ شدة فمهآ المطبق كـ ابتسآمة مجآملـه رآده ترحبيهآ دون ردّ لتسألهآ الدكتوره بعدمآ إستشعرت التوتر من ملآمحهآ البآهته: ليش متوتره كذآ ؟! متزوجـه ؟!

جآوبت حور بسرعه عنهآ: ءآآ يآدُكتر , إحنآ قآيين النهرده عشآن نسمه مش عشآني .. هي متقوزه من بتآع آمممم خمس أو سِـت شهـور كدآ
إرتفعوآ حآجبيهآ بـ تفآجئ بآسم: وآلله ! يعني توك عروس .. مبآرك إن شآلله
أومأت نسمه رآسهآ إيجآباً بـ ابتسآمه قصيره مطبقه في حين وجهّت الدكتوره كلآمهآ لـ حور: ظنيت الزيآره لك إنتي , دكتر عُمـر علمني بآللي صآر معك
شدت فمهآ المطبق بـ اسف مُردفه بـ خيبه وإحبآط: معرفش وآللهي إزآي دآ حصل ..

....: الصرآحه وأنآ بعد مآستوعبت من علمني دكتر عُمر , شلـون !! حملك كآن مستقر تمآماً , ثآبت ومآبه حآجه حتى للحذر أو إنك تحتآطين لو بقلة الحركـه .. مدري الصرآحه – قآلت الأخيره خآفضه بصرهآ في حيره ومآسرع مآرفعت رآسهآ لـ حور بـ إنتبآه مكمله – إنتي كنتي منتظمه على الأدويه تآخذينهآ حسب الوصف ولآآآ ......

لحقتهآ بسرعه نآفيه بـ اندفآع: لآآآ وآللهـي .. زي مآ إنتي كآتبه ليّآ بـ الزبط .. بآخدو في موآعيدو وبآلجرعه إللي انتي محددآهآ .. وفيه نوع خلص كمآن إنتي كنتي أولتي أقدده بس مكنش في الصيدليه إلآ بديل لـه وعُمـر بـ نفسه قآل عآدي لأنهآ فيتآمينآت
أعقدت حآجبيهآ مستفهمه:إيش إسمه طيب ؟!
قوست فمهآ مآتدري: مش عآرفه وآللهي يآدُكتر مش بحفظ أسآمي الأدويه

....: طيب مآعلينآ , دآم دكتر عُمر سمح فـ عآدي هو بعد يدري بس أبيك المره الجآيه إن شآلله تجيبين لي أدويتك أبي أشوفهآ أو إرسليهآ مع دكتر عُمر .. ضروري أشوف الأنوآع الجديده البديله
سألتهآ بـ تخوف: ليه هو ممكن تكون هي السبب ؟!
....: هههه لآ طبعاً .. بس أبي أعرف أسمآءهآ أسجلهآ عندي كـ بدآئل .. شركآت تصنيع الأدويّه كل يوم والثآني يغيرون أسمآء الأدويه لآمنهم بغوآ يرفعون الأسعآر .. آلله المستعآن ... هـآآ إيش الإستشآره اليوم ؟!

حور: نسمه مش أنـآ
إنتقل نظرهآ لـ نسمه الشآحب لونهآ بلآ مُبرر معقول سآئلتهآ بمدآعبة وكأنهآ تكلّم طفل قآصده إمتصآص خوفه وقلقه: وإيش المشكله عندك يآنسمـه !
بـ قلق وآضح بآدي نآظرت نسمه بـ حور إللي أومأت لهآ إيجآباً برآسهآ حآثتهآ على الرد ..
الرد إللي مآقدرت تلفظـه لتقرر حور وبقلة حيله الإجآبه بدلاً عنهآ: معلش يآدُكتر أصلهآ أول مره فـ متوتره شويّه

....: وليش التوتر ! عآدي يآنسمه خليك مثل بنت خآلتك .. شيطآنه قدآمك ولآ هآمهآ شيّ وهي أصغر منك .. عيب عليك خليك قويّه
بـ الغصب أجبرت فمهآ على التبسم الإبتسآمه القصيره إللي مآ أمدآهآ تظهر إلآ وإختفت ..
حور: هي حآبه تحمـل يآدُكتر بس دآ محصلش لحد دلوئتـي
....: وليش مستعجلـه , الزوآج من خمس شهور بس ..

بسرعه تدخلت نسمه وبـ إندفآع موضحه: بس من خمس أشهر ومآفيه شيّ يمنع الحمل ومع هذآ مآحملت .. أبي بس أعرف السبب ...... – خفتت نبرتهآ مكمله بـ تردد – إذآ كآن فيه سبب يعنـي !
أومأت الدكتوره رآسهآ إيجآباً بتفهم للسبب إللي إتفقت عليه غآلبية النسآء بـ أول زوآجهم ورغبتهم المُلحّه بحدوث حمل سريع فقط لإرآحة نفسهآ والمحيطين بهآ من همّ كونهآ أنثى صحيحه معآفآه قآدره على الحمل والإنجآب !

....: طيب بسألك شوية أسأله وجآوبي عليهآ عآدي بدون خوف أو حيآء تمآم ؟!
هزت رآسهآ ان – نعـم – لتبدأ الدكتوره في طرح أسئلتهآ الخآصه عن طبيعة علآقتهآ الحميمه وأوقآت الممآرسـه وإتفآقهآ مع فترة إخصآبهآ وقبـلهآ هل إن دورتهآ الشهريّه على إنتظآم أو ان بهآ شيئ من الخلل لتقرر الدكتوره أخيراً بعدمآ أشآرت أجوبة نسمـه لعدم وجود أي دآعي للخوف والقلق بسبب تأخر حدوث الحمل إلآ إنهآ طلبتهآ إجرآء تحآليل خآصه كتبتهآ لهآ على ورقة كشفهآ المؤطره بـ إسمهآ معقبه: أبيك بس تسويّن هآلتحآليل وبعدين أشوفهآ ولنآ كلآم ثآني .. تقدرين تسوينهآ هنآ بـ البرج في الطآبق الثآني تحت فيه معمل تحآليل .. أو تقدرين تروحين المكآن إللي يريحك كله سوآء ومتى مآظهرت النتيجه تعآلي .. وعموماً هي مآتآخذ وقت .. – اعتلى وجههآ إبتسآمه هآدئه سمِحه مكمله من بعدهآ قآصده طمأنتهآ – فرفشي كذآ ولآ تخآفي .. خير إن شآلله

تنآولت منهآ نسمه الورقه هآزه رآسهآ إيجآباً بـ إنقيآد مبتسمـه لتقآطعهم حور مندفعه وكأنهآ تذكرت لتؤهآ شيّ مهم لآفت: صحيـح يآدُكتـر .. هي صيتـه فيــن ؟!
....: وآلله تعبآنـه شويّ يآحـور , مآخـذه شهـر إجآزه رآحـه ..


/
/

/
/

مسآء اليوم التآلـي .. الوآحد والثلآثون من شهر مآرس .. اليوم الأخيـر ..

ردّ لـ بيته من بعد غيآب شهر كآمل بعدمآ إنتهى من أدآء صلآة العشآء جمآعه بـ المسجد رآفع عقآله مرخي شمآغه الأحمر والطآقيّه عن رآسه مقحم أصآبع يسرآه النحيله بخصلآته الفآحمه نآفض رآسه بهزآت متكرره قآصد نفض إرهآقه البآدي حتى مآيتمكن منه ويسيطر عليـه ..

توّ مآرفع رآسه إلآ وتطيح عيونه الغآئره على أنثآه الشقرآء مستنده بجذعهآ المآئل على الجدآر بـ أول الممرّ المؤدي بنهآيته لجنآحه مكتفه سآعديهآ بـ إنتظآره !
تلفت يمنه ويسره بحركه عفويّه يتأكد فيهآ من خلوّ الطآبق من أي روح بشريّه علّهآ تشوفهآ وهي وآقفه بهآلشكـل بـ أول ممرهآ ولآ همّهآ !
كتله هوآئيه سحبهآ بـ عمق علّه ببرودتهآ تهدئ من طفيف إنفعآله الدآخلي سآري المفعول من شوفة فرسه الجآمحه بـ إنتظآره ..

قميصهآ ستآني بعآدة لونهآ الأسود المميز أو إنه عن تعمّد منهآ لإثآرة إنجذآبه كونه هو اللون المفضّـل عنـده !
قميص طويل بفتحة سآق يمنى كشفت عن بشرتهآ بيضآء اللون الصآفـيه .. النقـيه .. والمثيره !
شعرهآ الأشقر مفرود بـ إنسيآبيّه على كتفيهآ وصولاً لعظمتي حوضهآ كآسر بلونه الفآتح سوآد قميصهآ .. عيونهآ الزرقآء الجآحظه محدده بـ كحل دآكن كثيف وظل عيون صآخب أسود اللون .. شفتيهآ المكتنزه لآمعه بـ لون أحمر فآقع يصرخ إثآره ..

بـ طرف عينه اليمنى إمتد نظره للممر على يمينه المؤدي بنهآيته لجنآح أنثآه الصُغـرى ..
على الأغلب إنه في نِزآل قرآري صعب التحكيم مآبين الفرسـه أو القطـوه !
إنتشلته من صرآع تحيّره برفعة يديهآ إللي إستقروآ على لوحي كتفـيه رآفعه نفسهآ على أطرآفهآ قآصده ممآثلة طوله الفآرع وصولاً لجبينه إللي طبعت بوسطه قبلتهآ العميقه تآركه أثر لـ أحمر شفآههآ الصآرخ علآمه فآضحـه , همست من بعدها بـ دلآل: إشتقـت لــك ..

دآعب مؤخرة رآسهآ بـ أنآمل يمنآه ممسج فروتهآ برفق وهدوء طآلبهآ: إدخلــي
أطبقت فمهآ بـ إبتسآمه جآهدت في إخفآئهآ لكن عبـث .. سعآدتهآ بهآللحظـه فوق أي طآقه ممكنه للكتمآن ..
شبكت يمنآهآ بيسرآه جآذبته من خلفهآ ومع أول إلتفآفه توقفت حركتهآ وتمآماً من وصلهآ صوت ذيك اللي نآدت صائحه بـ نبرتهآ الرجوليّه المميزه جآهره وبـ حِـدّه: رآئــــــــــــف !!!
بسرعه إلتفتت ورآهآ تسأله بعيونهآ المشتعله غضب كونه بيلبيهـآ أو لآ ..
السؤآل الحسيّ إللي سفهه فآك يده من يدهآ مرتد خطوه وحيده أخرجته من ظلآم الممر لـ نور المدخـل ملتفت بـ كآمله يميناً مقآبل إللي إستوقفتـه وردت جآهره بنفس النبره الحآنقـه : عآوزآك يآرآئــف تعــآلـى

أطبقت فمهآ بقهر مكوره قبضتيهآ بغضب عآرم مكظوم وبمقآومه للحد إللي نفرت معه عروق سآعديهآ رآصه على أسنآنهآ بـ ترجيّ جآف أشبه بـ الأمر: لآتــروح
....: قلت لك ع لجوآل إن اليوم لهآ يآدآرين مو لـك
دآرين: بس أنآ أبيك اليوم يآرآئف وإنت الحين كنت بتدخل معي

تحسس ذرآعيهآ العآريين بـ حرآره مُردف بهدوء منضبط: جيتك أسلّم عليك ولآ من أول عندك العلم إن اليوم لهآ .. ولآ تنسين إن آخر مرّه قبل أسآفر كآنت معك
....: بس أنآ أبيك اليوم بـ موضوع .. فيه شيّ مهم أبي أقوله لك .. شيّ ضروري يآرآئف خلهآ هي بكره
....: موضوع إيش ؟!
أطبقت فمهآ بقهر مغتآظه من تدآركت سفهه الوآضح لهآ عن إمكآنيّة تبديل الأيآم حارمهآ هي حق هآلليلـه معطيها للثانيه سآئلهآ بدلاً عن الإجآبه عن مكنون الموضوع المهـم !

رفعت حآجبهآ الأيسر بـ حنق معقبه بـ إستكبآر: موآضيعي المهِمّه مآ أقولهآ عند الأبوآب
أظلمت عيونه إستنكآراً لحدة لهجتهآ وغطرستهآ بـ الكلآم لترد هي متدآركه خطآهآ وبسرعه تبدلت ملآمح الصرآمه لـ ليـن قآصده إستعطآفه هآمسه بـ دلآل شآدته من أصآبع يمنآه يقترب لهآ: أبيك اليوم يآرآئف .. لآتكسر خآطري .. مآرضيت أعلمك بـ الجوآل أتحرآك ترد من السفر وأعلمك .. تعآل معي دآخـل

....: كلمتي عطيتهآ لحوريّـآ اليوم عندهآ .. وبعدين اليوم من بكرآ مآفرقت
رمشت بـ توآلي مُدعيّه الحزن تتوسله بـ نظرآتهآ الكسيره بعدمآ تلألأت عيونهآ بآلدموع ليجيهآ الصوت المستفز لـ ثبآتهآ أقصى إستفزآز صآئحه بـ نفآذ صبر: مآتيـــلآآآآ يآرئـــف بئـــــه تعــــآلــــى

رمقته دآرين بنظره خآئبة الرجـى أقرب للإشمئزآز ثم ولته ظهرهآ تآركته مكآنه على أعتآب ممرهآ ليجيهآ صوته هو هآلمره صآئح بـ غضب: خلآص جــآي .. إدخلي غرفتـــك

ثوآني معدوده من بعد تلحفهآ بمفرشهآ الستآني نآعم الملمس ذهبي اللون إلآ وتحسّ بوجوده قربهآ على طرف مرتبتهآ مبعد الغطآ عن وجههآ بهدوء مردف: وش حركآت المبزره هذي ؟!

من فورهآ إستقعدت بعصبيّه متجهمه: الحين المبزره منّي ولآ منّهآ ذيك البزر إللي مآتفهــم
....: أهآ .. عليك نور .. هذآك قلتيهآ .. ذيك البزر وهذي حركآتهآ .. إنتي عآد شدآعي حركآتك هذي الحين ؟! إيش تسمينهآ وبـ إيش تفسرينهآ ؟!

صآحت مغتآظه مآعآد فيهآ من الصبر شيّ: أسميهآ غيره يآرآئـف .. وتفسيرهآ بعد غيـره .. أغآر عليـك من ذيك البــزره إيه أغــآر .. ولأنك بعـد مو مهتم فيني ولآ معبّر .. أقولك عندي لك خبر حلـو وشيّ ضروري أبي أقولـه كل هآلمده أحتريك لين ترد وأعلمك ولآآآآ همّـك .. حتى إنه مآعندك فضول تصرّ وتدري وشهـو .. لآآ عآدي .. خليهآ لبكره ولآ لبعـده ولآ لبعد شهر أو سنـه .. جعلك حتى مآعرفت وشهو إللي أبي أقوله أهم شيّ الهآنـم حوريـه البزره الدلوعـه .. قآلت تبيـك قلـت تـمّ .. مآيصير تزعلهآ .. لآزم ترآضيهآ وأنآ بـ الطقآق .. إيــه طآل عمـــرك إتفضـل روح لهـآ أعفيـك منـي .. تصبــح على خيـــر


مسح برآحته اليمنى على كآمل وجهه نآفث زفره بآئسـه محبطـه ومرهقـه .. عجز يتفآهم مع هآلحرمتيـن .. بلآه الأكبر والأعظم كآن بـ حريمـه وعقولهـم النآقصـه !
....: استغفـر آلله .. يعنـي وبعدين معك إنتي الحيـن ؟!!
سألت بـ همس خآفت: بكـره بتجينـي ؟!
أعقد حآجبيه بـ خِفّه لوهلـه مستفهـم !

الشيّ إللي عجز عن فهمه هو تصرفآت هآلدآرين اللآمنطقيـه والغير مفهومـه ! بلحظـه تثور وتنفعـل وبلحظـه تهدى وتستقـر وبلآ أي تدخـل من أيّ طـرف وإن كآن هـو شخصياً !

مآينكر إن شيّ من الطمأنينه ورآحة البآل يلقآهآ مع دآرين كونهآ نآضجه متفهمّه وبهآ من التعقل الشيّ إللي يريحه نفسياً بخلآف حوريه وشعوذتهآ .. مجنونـه ثآئـره .. متمردة اللسآن سليطـة القول والفعـل ..
وبرغم هآلفآرق الجوهري بينهم إلآ إنه يلقى الكفّه ترجـح لـ حوريّه وعنفوآنهآ النآبض شغـب وصخـب ..
غيرتهآ الجنونيّه عليه تثيره .. صيغـة الأمر والتحكم والرغبه العنيفه القويّه في التملك إللي تفرضهآ عليـه تشعل رغبته اللآمتنآهيه تجآههآ .. والأكثر هو عدم حرجهآ في إظهآر رغبآتهآ تجآهه مصرحه بهآ علناً وبـ تحدي .. إيـه أبيـك شعندك يلآ سويّـه !!

هذي هي حوريّه بخلآف دآرين إللي برغم ممآثلهآ في حآجتهآ له ورغبتهآ فيه إلآ إن لهآ قدره عجيبه في السيطره على إنفعآل الإحتيآج المتأجج دآخلهآ وكتمآنهآ لهآلشيّ والتظآهر الإحترآفي بـ البرود والتبلد وأحيآناً التسليم والإستسلآم تنآزلاً عنـه ظناً منهآ إن هآلشيّ يرجح كفتهآ هي كونهآ هي الأنثى النآضجـه العآقلـه المتفهمـه والمرآعيـه .. إلآ إنهآ وللأسـف كآنت هي الخآسـره !


/
/


أدخل بـ جيب ثوبه منديلـه إللي مسـح فيه آثر حمرتهـآ الصآرخه بـ القبله إللي طبعتهآ وسط جبينـه ثم مآل بنصفه العلوي الشيّ القليل بعدمآ وقف خلف الكنبه مستند على حرفهآ العلوي بسآعديه المصفتين فوقهآ بـ التقآبل مضيق عيونه بـ إبتسآمه حسيّه للي يشوفه يعرض قدآمه على الشآشه .. هذي البنت أبداً مآتملّ من أفلآم ديزنـي الكرتونيّـه !

دفس يديه بفروتهآ مدآعبهآ بـ أنآمله الحركه المشآبهه للمسآج من جآنبي الرأس .. إستنطقهآ بهدوء رآيق: قطوتـي المكدشـه !
نفضت رآسهآ من يديه بآلقوه رآفضه إقترآبه منهآ مكتفه سآعديهآ برفعة سآقهآ اليمنى فوق اليسرى هآزه رجلهآ اليمنى بسرعـه يظهر فيهآ الضيق والإزعآج ..
ردّ الفعل منهآ وإللي معه إرتفعوآ حآجبيه مبتسـم: وآلله !

وقفت بـ جفآء ضآربه رجلهآ اليمنى بـ الأرض رآمقته بـ نظرة تفحص تقييميّه من رآسه لقدميه أتبعتهآ بحركة المرآهقآت المعتآده مقلبه عيونهآ بـ إستكبآر موليته ظهرهآ: تئـدر ترقـع للمكآن قيـت منّه .. مش عآوزآك
مآثلهآ بـ اللهجه المصريّه المفتعله: بس أنآ عـآوزك
....: أولـت مش عآوزآك .. مبتفهمـــش !!
....: يعني أرجع لـ دآرين ؟!

وقفت على بآب غرفة النوم رآمقته بنظره حآده متوعده معنآهآ جرب وشوف إللي بيصير !
لآ إرآدياً إتسع فمه بـ إبتسآمه عذبـه قطعهآ بـ عضـة شفته السفلى بـ أسنآنه العلويّه .. هيئـة المُعذب قليل الحيلـه من شغـب تصرفآتهآ الطفوليّـه ومدى تأثيرهآ الفعّآل عليـه ..

تبعهآ بـ خطوآته البطيئه المُرهقه لحد مآدخل غرفته وعيونه تترقب حركتهآ المنضبطـه قبال الدولآب المفتوح لحد مآستند بـ نصفه السفلي لطآولة التسريحه من ورآه مكتف سآعديه يتأملهـآ ..
ضآمه على جسدهآ الممشوق المخفي تمآماً شقي روبهآ الستآني أسود اللون رآبطه حزآمه على خصرهآ ..

شعرهآ بعآدته هآئش منتفـش إلآ إنه يظهر هآلمره وكأن هآلتشآبك والتموج بفعل فآعل متعمّـد .. مفرود من المقدمـه مسحوب .. مقـبب الشكل بشريطه ستآنيّه عريضه بلون الفوشيآ مربوطه كـ عصمـه على شعرهآ مثل الطوق ..
الشيّ إللي أظهر ضيق جبينهآ وكآمل وجههآ صغير الحجـم .. قلبـيّ الشكـل
أنزلت آخر قطعه من الملآبس على السرير ساحبه ضلف البآب الجرآر للدولآب بآلقوّه محدثه إهتزآز مسموع سبب إرتدآد البآب مره ثآنيه ليرد نصفه مفتوح تجآهلته هي بـ إشآرة سبآبتهآ صوب الملآبس المصفطه برتآبه على السرير مردفه: دي هدومك .. خُشّ إستحمـى على مآيطلعّوآ الأكـل

أخفض بصره لوهله على الملآبس قبل مآيميل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره هآمس: مآبي آكـل ..
....: أكلت برّآ يعنـي !!
....: أهــآ
أطبقت على فمهآ بآلقوّه كآبته غيظهآ إللي أبدآ مآخفى عنه رآده بنبرة صوت مخنوقه: طيّب مآشي .. خُشّ خُدلك شآور
قآلتهآ متكتفه معلقه عيونهآ المغتآظه بعيونه النآعسه كل مدى مدى يقترب صوبهآ بخطوآته المتبآطه هآمس بـ لؤم لعوب مآكر: آبي آخذ شيّ ثآني غير الشآور يآقطوتي
أشآحت عنه بوجههآ تنآظر السقف مُدعيّه السفه والتجآهل آللحظه إللي طوّق هو فيهآ خصرهآ بيديه مردف: أبي آخذ ضمّـه .. أبي حُضـن

ضمت شفتيهآ بوضع التصفيـر مطيره عيونهآ بـ تجآهل ليرد هو سآئلهآ بـ همس خآفت شبه مسموع: مآوحشتـك ؟!!
على وضعهآ سآفهتـه مآردت وسأل هو: أرجع لـ دآريـن
بسرعه جآه الرد بآرد لآ مُبآلي: برآحتـك
....: رآحتي معـك
إرتفع حآجبهآ الأيمن بـ غرور مبتسمه بـ إستكبآر: منآ عآرفــه
....: هههه ضروري الشقآوه هذي يعني ؟! لآزم العِنـد !

نقزت رآميه كل ثقلهآ عليه متعلقه برقبته رآده بـ مُشآكسه طفوليه عنيده: آيـوآ لآزم
شدد من قوّة حصآره لوسطهآ رآفعهآ عن الأرض: متى أجل بتصيرين قطوه أليفـه مُطيعـه ؟!
....: هههه لمّآ تعرف تروضنـي الأول يآروفـي
أنزلهآ للأرض رآفع حآجبيه مقوس فمه بـ إعجآب: أهـآآ
طيرت عيونهآ مكمله بتعمّد لإثآرة إستفزآه: وإنت طبعـاً مش عآرف
دآعب أسفل فكّهآ بأمل يمنآه هآمس: مآتآخذين بيدي غلوه .. بس أنآ أبيك قطوه شرسـه
رفعت يديهآ لأزرآر ثوبه السكريّ بآديه تفكهم له معقبه: وترقـع تئول لآزم تكسر رآسـي
....: لآ خلآص .. أحتآجك كآمله .. كآفي ذرآعك إللي إنكسر

بوزّت بـ إستيآء عآبسه من تلميحه لـ كسر يدهآ إللي كآن إهو المتسبب الوحيد فيـه , الحركـه إللي أطبق هو فيهآ على فمهآ المضموم المبوّز بأطرآف يمنآه شآده لهآ بآلقوّه: مو قلت لك لآعآد تسوين هآلحركآت بوجهك ؟!
إبعدت رآسهآ عنه بـ نفور فآكه فمهآ من قبضة أصآبعه مطبقه على شفتيهآ مرّآت متتآبعه: رآئف أنآ عآوزه أنفخ شفآيفـي
رآئف: ..........
إنتفض صدرهآ بضحكه طفوليّه عفويّة من بلآهة التعبير إللي إنرسم بوجهه مآفهم قصدهآ: هههه بتكلّم بقـد
رآئف: شلون يعني تنفخيـن شفآيفك ؟!
رفعت ملآبسه المصفطه عن السرير مآدتهم له: أكبرهم يعنـي .. أشفطهـم .. أعمل فيلـر عشآن صُغيريّـن .. نِسمـه عملتهـم وشكلهم حلـو وعآوزه أعمل زيّهآ

....: تعآلي وأنآ أكبرهـم لـك
أعقدت حآجبيهآ مستفهمه: إزآي ؟!!
رآئف: مو تقولين تشفطينهم يكبرون ؟! تعآلي الحين أنآ أشفطهم لـك
حذفت الملآبس بوجهه موليته ظهرهآ تمنع عنه إبتسآمتهآ متكتفه: إنت عمرك مآهتتغير أبداً .. سآفل وأليل الأدب

خصّرهآ بيمنآه محتضن ملآبسه بيسرآه سآند ذقنه على لوح كتفهآ الأيمن هآمس: معك رُبع سآعه تفكرين فيهـم وتآخذين قرآر لين أتسبّح وأجي .. شوفي إذآ تبين تكبرينهم أو لآ
وكزته بكوعهآ الأيمن ضآحكه: ههههه إبعـد يآ أليـل الأدب ..


/
/


توقيت موآزي مُشير للتآسعه مسآءاً ..
نآولتهآ الهندول الصغير وردي اللون ثم بدت بفصخ عبآءتهآ إللي أنزلتهآ من على رآسهآ فآكه الغطآ عن وجههآ متأمله بعيونهآ المبتسمه بـ إرهآق أمهآ إللي حملت بنتهآ الصغيره – ليـن – من هندولهآ ضآمتهآ لصدرهآ مأرجحتهآ بهدوء يمنه ويسره مدآعبتهآ بـ منآغآه غير مُفسرة المعنى , الوسيله الوحيده للتوآصل مع الأطفآل بـ إصدآر همهمه وأصوآت غير مفهومه من الفمّ وتعبيرآت غريبه بـ الوجـه !

أسندت جآنب رأسهآ الأيمن بوسط رآحتهآ اليمنى مآئله بـ جلستهآ على كنب المجلس الإسفنجيّ الوثير سآئلتهآ بـ إهتمآم منتشلتهآ من مدآعبة طفلتهآ: صدق يمّه وش ذآ إللي صآر وليش مآعلمتيني من أول !! شهر بكبره وهي مُطلقّـه وأنآ مدري !!!
زفرت بـ عمق الزفره المهمومه طآلبتهآ بـ رجآء بآئس: شروق وللي يعآفيك لآتفتحين طآري الموضوع

....: شلون يمه ! إنتو عندكم كذآ عآدي ! ترآ البنت تطلقـت ! تغريــــــد تطلقـــت .. خلآص كذآ إنتهينآ ؟! مآفي يعني جلسة صُلح ! ترآضـي ! رجعـه !
انزلت البنت من يدهآ بـ الهندول مسدله عليهآ الطبقه الشفآفه مجآوبتهآ بـ قهر يظهر فيه نبرتهآ محتره: إيه مآفيـه .. مآفي رجعـه .. وسكري على الطآري ولآ تفتحينه حتى مع تغريد .. البنت نفسيهآ بـ الأرض مآهيب متحملّه
شروق: يمه طيب وشهو السبب وأنآ كل مآكلمتهآ قآلت إنهآ مستآنسه ومبسوطه ومحلآهم مع بعض .. يعآملهآ زين ومآبه خلآف .. وشهو طلآق الغفلـه ذآ !!

....: يعننك مآتدرين تغريد شلون تزوجت ووشهو كآن سبب هآلزوآج ! ومآتدرين بعد عن أصل الإتفآق إنه بيتزوجهآ فتره هم يطلقهآ ! خلآص هذآ إللي صآر وإنتهينآ

قآلتهآ بعصبيّه معرضه بوجههآ صوب شآشة البلآزمآ فوق طآوله خفيضـه مآتدري وشهو إللي يعرض تحديداً مصمّـت الصـوت , يظهر إنه مسلسل خليجـي ..
تكتفت تنآظره بلآ إهتمآم متحآشيه نظرآت شروق الإستنكآريّه لهآ بعدم تصديق ..
هروبهآ كآن تأنيب للنفس بآلشيّ إللي تخفيه عن شروق بنتهآ ..

شروق الوحيده إللي بآقي ومآدرت عن أصل الموضوع من فصلـه .. مآدرت إن دآرين وتغريد أسآساً مآهن بخوآتهآ .. ولآ درت إن تغريد بموضوع زوآجهآ والسمعه إللي طآلتهآ كآنت دآرين إهي المتسبب الوحيد فيـه .. وإن هي أوضحت لهآ اللبـس بكون دآرين إهي إللي كآنت مقصوده مو تغريد فمآرح تسلم من أسئلـة شروق المُلِحّه عن سبب إقدآم دآرين على مثل هآلفعلـه .. وشهـي أسبآبهآ تحديداً , وليـش !
الشيّ إللي بـ الأخير بيوصل بهآ للإفصآح عن السرّ العظيم الخفي كونهم بنآت عمهآ فيصـل مو بنآت أبوهآ محصـن !

أطلقت زفره مسموعه بـ همّ وكآبـه خآفضه بصرهآ للأرض بـ تمتمه متحيره: وآلله قلبي مآهوب مطآوعني أصدق هآلكلآم عن تغريد ... يمه فيه شيّ غريب ! أوقآت أحس إن تغريد صآدقه وإن هآلفيديو مفبرك .. تغريد يمه !! شلـون !! هآلبنت سحآيّـه ومآينسمع لهآ صوت .. حتى إنهآ مآتقدر ترفع عيونهآ بعيون أي أحد يكلمهآ لو إنه أنآ .. مآ أصدق ! مآ أصدق إن هذي أفعآلهآ أو ذي أخلآقهآ أو انهآ ممكن تكون بهآلجرأه مستحيـل ! اقولك على شيّ ؟! تعرفين لو إنهآ دآرين كآن ممكن شويّ أتقبل هآلشيّ

بـ تفآجئ وسعّت أمهآ عيونهآ بذهول تدآركته شروق بـ - فهم خآطئ وحُسن نيّه – معقبه بـ تبرير سريع: أقول لـو .. لـو يمـه .. دآرين أسآساً نفسياً مضطربه , وكلنآ ندري من قبل عن سوآيآهآ الغريبه , هذآ غير شخصيتهآ الجآمده والجريئـه ودرآستهآ برآ كمآن ممكن تكون سبب في تحررهآ .. لو إنهآ دآرين مآ أستبعد ولآ أستغرب .. بس تغريـد !! استغفر آلله .. أبـــدّ .. نفسي مآهيب متقبله هآلشيّ ولآني قآدره حتى أزعل منهآ أو أشيل بخآطري .. وجههآ بريئ ونظرة عيونهآ بريئه .. مدري !

رمشت بـ توآلي رآفعه عيونهآ للسقف بنظرة إستجدآء للطف الخبير العليم بحآلهآ وحآل بنآتهآ الثلآث والدوآمّه إللي إهم فيهآ .. من وين بتلآحق على البلآ والمصآيب , مآعآد بهآ نفسياً من الطآقه شيّ !

لآحظت شروق شرود أمهآ بنظره عميقه حزينـه وعيون دميعه سآئلتهآ بـ إبتسآمه هآدئه علّهآ تخفف من ثقل الحمل على نفسها كون هآللي صآر مآهوب بآلشيّ اليسير الهيّن ردة بنتهآ للبيت مُطلقّـه ! شلون الحين يسلمون من ألسنة النآس وكلآمهـم وحشر أنوفهم جبراً وتدخلاً بس لمعرفة أصل الموضوع وسبب الإنفصآل !

....: طيب وينهي تغريد الحيـن ! أبي أشوفهآ وتطمني مآرح أفآتحهآ بشيّ
جآوبتهآ بـ جفآء حآد: عنـد ذيـك
هزت رآسهآ نفياً بقلة حيله من عدم تقبل أمهآ لـ زوجة ابنهآ سآئلتهآ بـ عتب: لمتى عآد يمه ؟! ميسم وآلله إنهآ مسكينه وتكسر الخآطر , لآتزيدينهآ إنتي بعد عليهآ
أشرت لهآ بيدهآ بلآ مبآلآه تنصـرف لترد شروق سآئله: بـ الملحق برآ يعنـي !

....: إيه , تسآعدهآ في تجهيز الشنآط
أعقدت حآجبيهآ مستفهمه: شنآط إيش ؟!
طيرت عيونهآ هآزئه: هـه , الأخبآر الحلوه .. بتسآفر هي وأخوك لألمآنيآ .. قآلك إيه ! يبيهآ تتعآلج .. تسوي عمليه وترد توقف على رجولهآ وتمشي .. قآبلينــي , ذآ وجهي إن صآر إللي يرتجونـه .. عشــم إبليــس
إستعت عيونهآ بذهول من قسوة إللي لفظت به أمهآ عآتبه: يمه حرآم عليك وش ذآ الكلآم !! يمكنه خيـر وفيه أمل فعلاً تقدر تمشي , تكرهين هآلشيّ ؟!

لوت فمهآ بـ حنق معقبه: كآن المفروض يسآفرون من شهر بس المستشفى أرسلت لهم بيأجلون المُدّه لـ شهر زود وهذآه الشهر إنتهى وبكرآ بيسآفرون .. حبيبتــي لو إن فيه أمل كآن من زمآن أول أبوهآ فيصل سفرّهآ وعآلجهآ بـ أحسن مستشفى وعند أحسن دكآتره وجرآحيّن .. فلوسه على قلبه أكوآم وش إللي يحده تآركهآ على وضعهآ إلآ إنه مآفي حتى ذرة أمـل .. صفـــر .. مغير أخوك الخبل إللي بيضيع وقته وفلوسه على شيئن مآمنه رجـآ

رفعت شروق بصرهآ للسقف شآهقه من خشمهآ نفس حآنق بضيق ونفآذ صبر من تشآؤم أمهآ وإفصآحهآ عن هآلشيّ بهآلشكل الصريح العلنـي الجآرح وإللي وحده كفيل يسبب إحبآط وإكتئآب وإنهزآم .. هذي وهي زوجة ولدهآ الوحيد ومن المفترض تكون هي أول معين يوقف معهم ويدعمهم لو بـ التفآؤل وتأمـل الخيـره ..

....: تدرين يمه من أول عمي فيصل شلون علآقته مع ميسم قبل حتى يصير إللي صآر وتقعد كسيحه .. من يومه وهو هآملهـآ .. تدرين عآد أوقآت أشك إهو فعلاً معترف فيهآ بنتـاً لـه ولآ لآ ! يدري أصلاً إن عنده بنت إسمهآ ميسم وإهي بكريتـه وأول عيآله ؟! أحسه كآرههآ لأنهآ بنت .. مآهوب مهتم إلآ بعيآله

الأربع ولآ تنكرين يمه هآلشيّ .. شفتي الإسرآف والبذخ إللي مغرق فيه زوجته وعيآله ؟! شيّ ولآ بـ الأحلآم .. ولده – متعـب – ذآ الورع إللي توه بثآنوي وسآيق سيّآره مآحد بعمره ولآ حتى أكبر من عمره يحلم بس إنهآ يلمسهـآ كذآ بيده مجرد لمسـه .. وأحسه بعد يوفر لهم هآلشيّ لأنه مفتخـر فيهـم .. مرآ شآيف نفسه بعيآله الشبآب وهآمل ميسـم .. صدق ظلــم , وآلله مسكينه هآلبنت , مآسمعنآ خبر حتى لو إنه مجرد إقترآح يوم صآر لهآ الحآدث إنه بيسفرهآ برآ تسوي عمليه أو حتى هنآ بـ السعوديّه

والسنه إللي طآفت ولده – مآجد – يوم صآبه نزله شعبيه مغير نزلـه تصيب كل الأوآدم طـآآر بـه على أمريكـآ .. خير إن شآلله !! أبـدّ عمي فيصل مآهوب عآدل بين ميسم وبين عيآله الأربـع .. ظآلمهآ بقوّه والحق ينقآل .. وإنتي بعد يمه إذآ بتستمرين تعآملينهآ هآلمعآمله ترآ ذنبهآ برقبتك .. البنت فيهآ إللي كآفيهآ .. لآ أبّ ولآ أمّ وإهمآل وإعآقه وفوقهآ كل مآشفتي وجههآ سميتـي بدنهآ ونخرتي عظآمهآ

صآحت فيهآ ناهره بـ زمجرة عصبيّه غآضبـه: شـــــــروق !!! وش دآعيـه ذآ الكلآم الحيـن !!!
وقفت عن مكآنهآ لآفه الطرحه على رآسهآ بـ إهمآل زآفره نفس مهموم محبط وعيونهآ على بنتهآ إللي فآقت لتوهآ من غفوتهآ صآئحه بـ إنزعآج من إحتدآد أصوآتهم إللي كدرت عليهآ صفو نومهآ مُردفه بـ هدوء خآئب النبره: مآفيه يمـه .. شوفي هآلبنت وأنآ بروح لهم الملحــق .......

/
/

/
/

أطبقت شفتيهآ الرقيقه مرّآت متوآليه قآصده توزيع لون روجهآ الفوشيآ الصآرخ تنآظر بـ إنعكآس شكلهآ فـ المرآيآ من عِدّة زوآيآ ..

جآنب وجههآ الأيمن مره .. الأيسر مرتهآ الثآنيه .. والثآلثه وقفت على أطرآفهآ مآطه رقبتهآ رآفعه ذقنهآ , ختمتهآ أخيراً بـ إبتسآمة رضآ عن شكلهآ النهآئي المُنجز بـ أقلّ من الرُبع سآعه وإللي كآن كفيل بـ تبديل ملآمحهآ الطفوليّه الرقيقه النآعمه لغيرهآ أنثويّه صآرخـه صآخبـه محدده عيونهآ العسليّه الصغيره بـ كحل دآكن على هئية الـ كآت لـوك , الشيّ إللي زآد من إتسآعهم مآنحهآ جرأة النظـره وحدتهـآ .. أبرزت وجنتيهآ الصغيره بـ بلآش وردي نآعم وأخيراً كآن روجهآ الفوشي الفآقـع لمع فوقـه القلوس المآئي اللزج ..

شعرهآ كمآ هو مفرود بحريّة طبيعته هآئج مآئج منتفـش .. مروّل بعضّه وبعضه متشآبك , رُبعه الأمآمي من المقدمه مقبب الشكل مثبت بـ شريطـه ستآنيه فوشيآ شآبهـت طوق الشعـر العريض .. إكتملت فتنتهآ حسياً بكميآت وآفره مبآلغ فيهآ من عطرهآ صآرخ الرآئحـه الأنثويّه المثيره ملتفته عن مرآيتهآ تنآظر بآب غرفتهآ بعدمآ وصل لأذنهآ صوت إغلآق بآب الحمّآم – بـ الكرآمه – على الأكيد إنه لـ توّه أنهى إستحمآمه !

بسرعه فكّت حزآم روبهآ الستآني أسود اللون لينفرجوآ شقيّه كآشف عن فتنة جسدهآ الممشوق الملتف بـ قميص ستآني صآرخ اللون الفوشيآ أشبه بفسآتين السهره من إنه يكون مجرد قميص نـوم !
شهقت نفس سريـع عميق بـ توتر رآفعه غطآ المآسكآرآ مدعيّه إنشغآلهآ بهآ في تكثيف رموشهآ إللي سبق وأنهتهم من فتره وجيزه ..
وإن كآن إللي تبي فعلياً تفصـح عنه - خبر سيئ - ووقعـه سيئ واللفظ به بهآلوقت تحديداً هو الأسوء إلآ إنهآ حتماً ولآبُـدّ وهي بهآلمظهر سآحق الفتنـه والسحر والجمآل كفيل إنه يخفف من وطأة الخبر على نفسه أو حتى يمحيـه تمآماً !

على وضعهآ حآنيه نصفهآ العلوي للأمآم مقربه وجههآ من المرآيه فآغره فمهآ الصغير الحركه اللآ إرآديّه عند إستخدآم المآسكآرآ أو الآيلآينر .. تعيد وتزيد بتفريش رموشهآ متملمـه من طول صمته وسكونه " هــففف هو دآ هينطـأ إمتـى بئـه !! "
من أول ولمحت ظلّه عند البآب وآقف تتحرى بدئـه الكلآم إلآ إنه كمآ الجمآد .. على وضعـه وآقف مكآنه لآ تحرك ولآ حتى تكلّـم !

إستقآمت بوقفتهآ مقرره إنهآء الوضع إللي شكله بيطول إن مآتدخلت هي وإبتدأت زآفره نفس يظهر وكأنه مُرهق مقفله غطآ المآسكآرآ بنصف إلتفآته لآمُبآليه صوبه ..
الإلتفآته إللي مآ أمدآهآ وردت مكملتهآ مدعيّه تفآجئهآ بوجوده رآفعه حآجبيهآ بدهشه كآذبه مبتسمه: إيه دآ خلصّـت !! نعيمـــاً

وترهآ نظرآته العميقه المطولّه لهآ والمصوبه تمآماً عليهآ لتعقد حآجبيهآ مبتسمه ببلآهه سآئله بـ إستغرآب متوتر: مآلــك !!
بـ تبآطئ مريب مرر عيونه على كآملهآ بـ تفحص جريئ ..

وإن كآن رآئف مُهآب القول والفعل فـ الأكيد إن نظرآته وحدهآ هي الأكثر مهآبه .. نظرآته عميقـه غآمضـه .. عيونه غآئره نآعسة النظره .. تزدآد غرآبه من ترتخي جفونه وتضيق عيونه .. يظهر بهآ خليط من النظرآت غير مفهومة المغزى تحديداً ..
هل هي مسحوره مأسوره أو خبيثه مآكـره .. تفحصيّه تأمليـه .. أو تقييميـه .. متوعـده أو إنهآ لآمُبآليـه .. عميقـه , كئيبـه .. متحديّـه .. أو إنهآ مجرد نظره عآديّه بلآ أي قصد من ورآئهآ أو مغـزى !
تجآهلته عن عمد توآري إرتبآكهآ صآده عنه في محآوله منهآ تنسيق إفتتآحيّة كلآمهآ مفصحه عن أسوء أخبآرهآ الغير سآرّه .... إطلآقاً ..

خللت أصآبعه بين خصلآتهآ الملبكه والمتشآبكه نآفضه شعرهآ وكأنهآ تنفض منه قطرآت مويه كآسره الصمت بلهجه تظهر كأنهآ غير مُبآليه: رآئف عآوزه أئولك حآقه بس حآقه مش كويسه على فكره وإنت هتزعل منهآ وهتدآيئ منهآ أوي وأنآ مش عآوزه أئولك الحآقه دي على طول كدآ ولآ دلوئتي بـ الزآت بس سدئـني مش هينفع أخبيهآ عليك أكتر من كدآ
إرتفعت عيونهآ بـ تفآجئ مرتآب مستقره على إنعكآسه بـ المرآيه وآقف ورآهآ .. آللحظه إللي إبتلعت فيهآ ريقهآ بحركه وآضحة الإرتبآك مكمّله بنبره أخف وأهدى وأكثر تخوّف وتردد: الحآقه دي من فتره .. من الشهر إللي سآفرت فيـه

....: وليش مآعلمتيني قبـل ؟!
إنخفض بصرهآ لكتفيهآ إللي ثبتت يديه فوقهم منزل عنهآ الروب بهدوء وتبآطئ مجآوبته بـ ثبآت ظهر فشلـه: لآزم تكون أُدآمـي .. تشوفني وتسمعني
من أنهت كلمتهآ إلآ وإنزلق روبهآ عن جسدهآ طآيح بـ الأرض كآشف عن نقآء بشرتهآ الثلجيّه النآعمـه .. كآمل ذرآعيهآ وجيب صدرهآ الوآسـع إللي نفر منه أعلى نهديهآ العآمرين ..
قشعره سريعـه سرت بطول ظهرهآ العآري نصفه الأعلى من لمسته الهآدئه بحركته البطيئه لمنتصف ظهرهآ بآلطول من آخر عنقهآ نزولاً لآخر ظهرهآ من ظآهر أصآبع يمنآه متحسسهآ سآئل بـ همس خآفت: وضآيقك هآلشيّ إللي صآر ؟!

....: آه دآيئنـي أوي .. بس دآ حصل غصب عنّي
....: تهقين بزعل منك أو أعصب عليـك ؟!
إلتفتت له بسرعه معلقه عيونهآ المترجيه بنظره توسّل لعيونه النآعسه بنظره رآئقـه طآلبته بـ عفويّه طفوليّه بريئه: متزعلش مني يآرآئف آلله يخليّك
إحتضن عنقهآ بوضع الخنق آلحركه إللي معهآ إنحبس النفس بصدرهآ شآخصه ببصرهآ المرتآع تجآهه في حين همس هو لهآ بعذوبه آسره بعدمآ تدآرك ذعرهآ: آشششش .. إهدي .. لآتخآفيـن
إنكمشت ملآمحهآ متجعده مقوسـه فمهآ المطبق متلألأه عيونهآ ببوآدر بكآء ليسرع هو في ضمهآ لصدره ضآحك بـ خِفّه: هههه خلآص شفيك .. مسآمحك

إحتوآهآ لثوآني معدوده قبل يبعدهآ عنه محتضن وجههآ الملآئكي الصغير بين رآحتيه مردف: دآري إنك تنآزلتي عن أملآكك مني لأبوك كآمـل ..
حور: .........
أكمل بـ إبتسآمه هآدئه: يآلغبيّه دآري من أول يوم .. من اليوم إللي رحتي فيه مع عُمر أخوك للشهر العقآري قبل التنآزل ..
بـ صدمه من وقع المفآجئه إللي مآكآنت لآ على البآل ولآ الخآطر توسعت عيونهآ بـ دهشـه ألجمت كآمل ردود أفعآلهآ وإن كآنت حسيّه ..

مآقدرت إلآ تتوسع عيونهآ وينفغـر فمهآ ليرد هو ضآمهآ لصدره مطبق عليهآ بآلقوّه ولتضيع هي بحضنه بعدمآ ضيعهآ بوقع الإعترآف الفجآئي المبآغت !
مآهوب أبدّ إللي يقصده هو نفسـه قصدهآ !
نيتهآ كآنت إعلآمه بـ خبر تسقيطهآ حملهآ وطلبهآ منه السمآح على شيّ مآلهآ أي دخـل أو يـدّ فيه ليفآجئهآ هو بـ عفوه المطلـق ومنحهآ السمآح على آخر مآترآءى لظنهآ إنه على علم ودرآيـه كآملـه بوقوعـه ومن أول يـوم !

أحست بـ شهقآته المسموعه تفترسهآ بـ جوع ونهـم سآحب من عنقهآ كل ذرآت الهوآء المشبعّه برآئحة عطرهآ الأنثوي الصآرخ رغبـه وكأنه رسآلة إستدعآء طآلبـه الإقترآب ..
إبتعدت عنه بـ مقآومه مبتسمه بـ توتر ليلحقهآ هو بـ جديّه مُحذِّر: لآتفكرين تلعبين بذيلك من ورآي .. قطعّتك وقطعت لك هآلذيل يآقطوتي

سألت ببهوت مأخوذ بآلصدمه إللي أبتّ تحلّ عن وجههآ وتقآسيمه: عآدي عندك ؟! مسآمحنـي !!
قوّس فمه بلآ مبآلآه معقب: كنت نآوي عليك نيّه بس هوّنت .. فكرت فيهآ بآلعقل .. تزوجتك بلآ أي حق من حقوقك .. لآشبكه ولآ مهر ولآخلآفهم فـ خلآص .. نصيبك إللي سلمتيه لأبوك إعتبريه مهرك إللي فرطتي فيه بكيفك وأنآ مآلي دخل .. بآقي الشبكـه

أعقدت حآجبيهآ مستغربـه ومتفآجئـه .. والأكثر منهم مذهولـه مصدومـه ! تدور علآمآت التعجب فوق رآسهآ والإستفهآم بعيونهآ إللي إنخفضوآ لجيب بنطلونه القطني الفضفآض أسود اللون ومنه للعلبـه القطيفه سمنيّة اللون إللي فتحهآ كآشف عن حلقه عريضه متلألأه بكمّ هآئل ومهول من الألمآسآت الصغيره البرآقّه ..
بـ إنبهآر سآحق تمت ترمش بـ توآلي فآغره فمهآ الصغير لآخره ليبتسم هو مبلل بـ لسآنه شفتيه إبتسآمة المُعّذّب عديم الحيلـه ..
طلّع المحبس من مكآنه بـ العلبه طآلبهآ بـ إبتسآمه رآئقه: وينـه إصبعـك !

....: دي دبلـه !!
....: أهـآ
بـ البطيئ إتسعت إبتسآمتهآ لحد مآكشفت عن رتآبة مكعبآت أسنآنهآ الصغيره كحبآت رمّآن مترآصه مفرقه مآبين أصآبع يسرآهآ بـ إبتهآج آللحظه إللي بآدلهآ هو الإبتسآمه متحسس بـ بنآن إبهآمه الأيسر أظآفرهآ الطويله الملونه بـ لون فوشيآ لآمع: إيش الحلـو هذآ !
سألته الصدق بـ إبتسآمه وإندفآع طفولي عفوي: لونهم حلـو ؟!!

....: أهـآآ
تعلقت عيونهآ المتأججه سعآده على حركته بـ إدخآل دبلتهآ السوليتير البرّآقه بـ بنصرهآ الأيسر وبسرعه طلعه من مكآنه أسفل آخر عقله .. الحركه إللي كررهآ ثلآث مرّآت وكل مآلهآ تتسع إبتسآمته سآئل: إيش الأصآبع الصغيره هذي !
بوزّت عآبسه ليكمل هو بـ برآءه مصطنعه رآفع حآجبيه موسع عيونه: شذمبي أنآ ! إنتي إللي أصآبعك نحيفـه وصغيره !
بسط يسرآه بوجههآ مفرق أصآبعه الحركه إللي معهآ ألصقت هي رآحتهآ اليمنى وسط كفّـه الأيسر وبهدوء أطبق أصآبعه شآبكهم بـ أصآبعهآ طآلبهآ بـ هدوء: يدّك أشوف ..

فردت يسرآهآ مفرقه بين أصآبعهآ ليدخل هو دبلتهآ بـ الإبهآم بدلاً من البنصـر مردف: فكري شلون تنفخين أصآبعك بدل شفآيفك
....: ههههه يآسـلآآآآم !
شدد من إنطبآق أصآبعه المشبوكه بـ أصآبعه جآذبهآ تجآهه هآمس بـ خفوت: هـآآ .. فكرتـي ؟!
إرتفعوآ حآجبيهآ موسعه عيونهآ ببلآهه سآئله بـ عدم فهم: فكرت فـ إيــه ؟!!
تحسس أسفل شفتهآ السفلى بـ بنآن إبهآمه الأيمن هآمس: بعدك مُصّرّه تكبرين شفآيفك ولآ صرفتـي نظـر ؟!

....: ههههه لآء خلآص صرفـت نظـر
رفع ذقنه بـ تحديّ هآمس بـ تشديد مُفصّل: بعينــــــك
قآلهآ بـ التزآمن مع إرخآءه لذرآعه الأيسر من تحتهآ رآفعهآ على سآعديه وسط ضحكآتهآ المشآكسه مقرره في قرآرة نفسهآ تأجيل إعلآمه الخبـر ليوم ثآني وليلـه ثآنيـه .. غير هآلليلــه ! لآضيــر ......... تقريبــاً !

أنزلهآ على السرير بهدوء مخآلف لِمآ تبِعه من عنفوآن الثوره وإحتدآد المعركه حآميـة الوطيـس وإللي مآتـمّ فــضّ إشتبآكهآ إلآ مع أول ضوء للفجـر وبعد مآهمسـت في أذنه بصوتهآ المبحوح المشحوح من توآصل صرآخهآ بلآ إنقطآع متوسِلّه بـ أنفآسهآ المُهلكــه .. المقطوعه .. واللآهثـه: كفآيــه يآرآئــــف آلله يخليــــك ......


/
/

حلم الحياه 19-08-16 01:50 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


صبــآحــاً ..

أرخى كرسيه المُنجّد بـ جلد أسود اللون كمآ هو حآل غآلب ديكورآت مكتبه المتكلف بطآبع الفخآمه المهيبه كآسيه السوآد على إمتدآد الأركآن والمسآحآت , كآمل الأثآث ... السجّآد , والمفروشآت !
بـ إرتخآء كرسيه وإللي معه إرتخى جسده بـ نصف تمدد فآرد سآقيه أسفل طآوله مكتبه رآفع ذرآعيه ورآء رآسه شآبك أصآبع يديه ينآظر بـ النجفه النيكليّه المتدليّه من السقف بـ إبتسآمه مُعذبّه إثر ذكرى قريبه مآتتخطى أحدآثهآ مدة سآعآت معدوده فآئته !

هزّ رآسه نفياً بآلقوّه نآفض عن ذهنه معآودة أحدآث ليلته الحمآسيه المآضيه مبلل شفتيه إللي أطبقهم بـ إبتسآمه عيّت تفآرق مُحيّآه !
إستقآم بـ جلسته مستند لطآولة مكتبه الأبلكآجيّه السودآء بـ كوعيه زآفر نفس عميق سآخن مآسح على وجهه بكلآ رآحتيه ليقآطع محآولته في إستعآدة إنضبآط نفسه دخول سكرتيره حآمل مشروبه الصبآحي المعتآد: القهـوه أستآذ رآئـف ..

....: سـآده ؟!
بـ خفّه تلآصقوآ حآجبيه لغرآبة السؤآل مجآوبه بـ تردد: إيـه ...... مثل .. كل يوم !
....: أبيهآ غير اليـوم
إحتدت عقدت الحآجبين الخفيفه بـ تعجب تدور علآمآته فوق رآسه !
من أول وهو حآس إن فيه شيّ غريب بهآلمسمى رآئف , إبتدآءاً من دخوله الصبآح مُلقي سلآمه بـ إبتسآمه أعقبهآ بـ تصبيحـه البآسم عليهم بـ الخيـر وهو الشيّ الغير معهود إطلآقاً .. والحين طآلبه بـ مشروب غير مشروبه إللي إعتآد تحضيره له وتقديمه من بدآية توظفّه لمآ يقآرب الثلآث أعوآم متوآصله ! سآبقـه جديده من نوعهآ !

....: أبيهآ مُحلاّه .. قهـــوه ......... بـ سُكّـر
قآل الأخيره – قهوه بـ سكر – بـ نبره هآدئه , خآفته وشبه مسموعه , لآف سبآبته اليمنى بـ حركه دورآنيه كـ إشآره منه للتقليب أعقبهآ بـ إبتسآمه قصيره مطبقه الشيّ إللي مآزآد سكرتيره إلآ توتـر وتخـوّف سآئله بـ تردد: كــ ... كـم ملعقة طآل عمرك ! ولآ ..... ولآ سُكّـر بـرآ !
ضيق عيونه للحظه بـ تفكير قطعه من بعدهآ بـ هدوء: مضبـوط .. ملعقه وحده كآفي ...... أو ملعقتين , عآدي ..... أي شيّ , على ذوقك

إتسعت عيونه بـ دهشه غير مُصدّق ليؤشر له هو بلآ مبآلآه طآلبه الإنصرآف: توكـل .... – قآلهآ وسكت ثم ردّ بسرعه متذكر شيّ - وإيـه .... إجتمآع اليوم المعتآد مع الموظفين من بعد السفـر أبيك تكنسلـه , وتكنسل أي شغل كان مفتوح ومؤجل .. مآبي شيّ اليـوم
على وضعه غير مستوعب .. تمّ يرمش بتوآلي التعبير بوجهه قمة البلآهه إللي إستنكرهآ الثآني سآئله بـ برود: فهمــت ولآ أعيـد ؟!

تدآرك نفسه فوراً شآد كتفيه بسرعه للخلف بآلع ريقه قبل يجآوبه بـ تأكيد وبلآ تردد: أبشـر طآل عمـرك ..

قآلهآ موليّه ظهره بعدمآ أومأ رآسه بـ استئذآن للخروج تآركه مكآنه ليرد مسيح جسده على كرسيه الجلدي الضخم هآز أصآبع يمنآه بـ طقطقه على ذرآع الكرسي ينآظر بـ السقف ..
يترآءى للنآظر من هيئته الحآلمه إنه يدندن بقلبه كلمآت أغنيـه !
شفتيه تتحرك بهدوء الحركه بلآ صوت أنهآهآ بـ إبتسآمه عميقه مُعذبّه أغمض فيها عيونه وبآلقوّه , عآض بـ أسنآنه العلويّه على شفتّه السفلـى ...

هذي الصغيره بكآمل تفآصيلهآ سددت له القآضيه بعدمآ أحكمت قبضتهآ على عقلـه وتفكيره .. وشيئن دآخلـه نآبـض , من طآريهآ يحتد ويتسآرع .. يضطـرب .. هآلشيّ إللي إسمه قلـب , على وشك إنه ينفجـر !

أحكم ضمّـه لـ أصآبع يمنآه كـ قبضـه مقلبهآ على الجآنبين مبتسم للي طرآله من تخمين .. كون وجههآ الملآئكي الصغير بريئ الملآمح فآتن التقآسيم فعلاً بحجم هآلقبضـه , أو أكبر الشيّ القليل !
عيونهآ عسليّه صغيره مسحوبه من آخرهآ مثل القِـطط , لآمعـه , مشتعلـه صبآ وعنفوآن .. خشمهآ صغير دقيق بـ حجم عقلة سبآبته الأولى وفمها رقيق وكأنه نقطه بـ الوجه .. ذقنهآ مثلث الشكل بـ خط نصف قوسي مقلوب وشعرهآ الغجري الكثيف الأشعث والأهوج .. كآمل إيحآءآتهآ وإيمآءآتهآ وتعبيرآت وجههآ تصيبـه في مقتـل !

....: على فكره يآرآئف إنت ولآ مره أولت ليّآ إنك بتحبني !
....: يفرق معك ؟!
....: أيوآ طبعاً يفـرء أوي .. يفرء كتير كمآن

....: وأنآ يآقطوتي معرف أقول كلآم حلـو !
....: أنآ مش بئول تئول كلآم حلو ! أنآ عآوزه كلمه حلوه وحده بس
....: وشهي الكلمه ؟!

....: يآســلآآآآآم على أسآس إنك مش عآرف يعني ! بطل إستهبآل بئه يآرآآئف .. أنآ لحد دلوئتي مسمعتهآش منك
....: على فكره ولآ أنآ بعد سمعتهآ منك
....: مش هئولهآ إلا لمآ إنت تئولهآ .. وإنت أصلاً أصلاً أصلاً إللي لآزم تئولهآ الأول .. وأنآ عآوزه أسمعهآ منك حآلاً حآلاً حآلاً

....: يعني مآتعرفين إذآ كنت صدق أحبك ولآ لآ !
....: أصلاً عآرفه إنك بتموت فيّـآ
....: هههه وآلله ! إيش الثقه هذي ؟!

....: بلآش تُئـل دمّ مآشي ! ومتهربـش يلآ وقول بحببببببببــك يآحوريـه , بآآآمــوووت فيكي يآحوريـه , بعععععشـقك يآحوريـه
....: ههههه إنتي مآعندك سآلفه , تعآلي بس
....: لآآء , مش هتعمل أي حآقه إلآ لمآ تئول كل الكـلآم دآ
....: حووور
....: لآء
....: الحُبّ مآهوب كلآم

....: لآ الحب عند السِتآت مهم أوي بـ الكلآم , يلآ قول حآلاً وفوراً إنك بتحبنـي
....: لآحووول , الكلآم مآيجي كذآ غصب .. تعآلي بس , بنسويّ شيّ حلو وبـعدين بقول لك كل الكلآم الحلو
....: وآللهـي !!! أنآ أعرف النآس الأول بيمهـدوآ وبيئولوآ الكلآم الحلـو وبعدين يحملوآ الحآقآت الحلوه مش العكـس يآ أُستـآز !

....: هههه عآد أنآ غير النآس , تعآلـي يلآ وآلله مآفيني يآحور
....: إنت عآرف لو مئولتش الكلمه دي يآرآئف النهرده هعمـل فيك إيـه ؟!!
....: أنآ إللي هعمـل فيـك , قفلي فمك عآد يآكثر هرجـك
....: ههههه وهتئول برضُـه إنك بتحبنـي يعنـي هتئـول

وإنتهت الليله بـ إستسلآمهآ جثّه هآمده بين أحضآنه المشتعله بدون مآيقولهآ , وبدون مآتسمعهآ ..
ضرب المكتب بقبضة يمنآه الخفيفه عآزم النيّه على التصريح بآلشيّ الثقيل الجآثم على قلبـه .. تحريره لفظاً لـ مشآعر حبـه !

قآطع شروده الدخول الثآني لسكرتيره منزل بيمنآه من فوق رآحة يسرآه الصينيه الفضيّه دورآنيّة الشكل صغيرة الحجم عليهآ الكوب الكريستآلي الحآوي لقهوته الدآكنه فوق منديل ورقي , جمبـه صحن دورآني صغير إرتص فوقه ثلآث أكيآس من السكر وملعقـه ..

....: السكـر بـرآ وإنت برآحتـك أستآذ رآئف
أومأ له إيجآباً بـ الموآفقه رآفع كيس رفيع بطول الإصبع شآقه من الطرف مفرغ محتوآه من السكر بـ الكوب بعدمآ إرتشف وجـه القهوه الكثيف قبل إضآفة السُكّر لآمح طيف سكرتيره من ظهره يختفي ورآء البآب إللي توه منه قد دخـل ..

أسند كوعيه للطآوله محتضن الكوب بكلتآ رآحتيه مقربه من فمه يرتشف منه بتلذذ بعيون ضآقت أقصآهم وكأنه يفكر بشيّ التفكير العميق المطوّل ..
التفكير إللي إنتهى بـ رفعة حآجب كآنت أقرب للضيق والحنق ... قبل التسليـم أو أخيراً ....... الإستسلآم !
أنزل كوب القهوه فآتح أول درج من الأدرآج بيمين المكتب بتمتمه شبه مسموعه: بــسسسس لأجـل الحوريّـه بنتـك يآكآمــل ..

قآلهآ قآصد الشيّ المحدد إللي يبيه الحين ويدوره .. مخطط الفرع الرئيسي الثآني للمؤسسه والمسلّمه إدآرته كآملاً لـ يدّ إبن عمه .. – فآهد معآذ المآلكي - ..
آن الأوآن – كآمل الشرقآوي – يستلم جزءه المستحـق من الأملآك ....... بعيداً عنـه !

أقفل أول درج وإللي كآن خآلي إلآ من وجود بعض الأورآق والكروت الحآمله لأرقآم هوآتف وعنآوين سآحب الدرج الثآني إللي أحسّ بثقلـه وهو يجره ليفآجئ بـ السبب البديهي لهآلثقل وهو وجود اللآب تـوب !

أعقد حآجبيه لوهله مستغرب !
الإستغرآب إللي تبدد لإبتسآمه حسيّه من تبآدر لذهنه المقآبله الأخيره مع رآمز بـ نفس المكتب تآرك له الأقلآسيه واللآب !
بلآ تفكير أخرجه من الدرج هآمس بـ إستسلآم: رآآآمـــز يآرآمـــز

أول مآفتحه ضآغط زرّ تشغيله إلآ وتعآلى صوت إدآرة القرص المتحرك ومعه صوت الإشآره الصغيره بلون أحمر بدلاً من الأصفر كـ تنبيه لفرآغ البطآريّه من الشحـن ..
بـ ضيق لوى فمه المطبق يسره يحوس بـ أدرآجه مقآرب صبره على النفآذ وصولاً للدرج الأخير إللي فتحه وأخيراً قدر يحصل طلبـه ..
طلبه إللي مآكآن إلآ شآحن إنتهى من توصيله بـ الجهآز من قدآمه معتم الشآشه إلآ من صوت مزعج كل مآله بـ الإحتدآد ..

بـ عصبيّه دق على الجهآز علّه بـ الحركه يوقف الصوت ..
الحركه إللي بسببهآ إنفتح المخرج من بعد تعليق لتطيح عيونه واجمة النظره بـ إنزعآج على القرص الصلب مقوس فمه بلآ إهتمآم أو مبآلآه ..
لحظآت لحد مآضوت الشآشه بعدمآ وصلهآ طآقة الشحن وردّ هو دآف بـ أنآمل يمنآه فتحة القرص مقفلـه ويرد السي دي بدوره مصدر صوت حركة دورآنه السريعه والمزعجـه ..
طوّق ذقنه بقبضة يسرآه منتظر التحميل رآفع بيمنآه كوب قهوته يرتشف منهآ بهدوء وترقب ..

الترقب إللي إنتهى بمجرد مآختفت أيقونة التحميل حلقيّة الشكل المستمره في دورآنهآ وببديهيّه مرر أنآمله قآصد فتح الأيقونه الخآصه بـ الجهآز وتحديداً للقرص المُزعـج !

تقآربوآ حآجبيه بـ لوية فمّ خفيفه مستغرب !
ملف وآحد محمّل على السي دي , والظآهر من إشآرة التشغيل مثلثة الشكل إنه فيديـو !
قوس فمه بلآ مبآلاه هآمس: نشوف شعندك رآمـز بآشــآ ...
نقر بـ انملة سبآبته النقره الخفيفه السريعه متأهب لمشآهدة عرض ترفيهـي تبآدر لذهنه وحُسن نيتـه إنه الشغـل إللي قصده رآمـز وتحديداً هذآ هو وقته وهو بهآلمزآج الهآدئ الرآيق !

أسند كوعيه للطآوله شآبك تحت ذقنه أصآبع يديه ثآبته عيونه بـ نظرة إبتدئت هآدئـه ثم أخذت في الوجـوم , ثم الإحتدآد .. ضآقت إلى أن إختفت من بدآ العد التصآعدي لمؤقت الفيديو في المرور ..
المؤقت إللي كل مدى يتمآدى ومعـه تتمآدى نبضآتـه , وغليآن الدم بعروقـه ..

لآ إرآدياً وبلآ تفكير إمتدت يده لجوآله على المكتب دآق بـ بنآن إبهآمه نقرآت سريعه متتآبعه قآصد رقم وحيـد بـ الإسم الأوحـد في القآئمـه دون تكـرآر !


/
/

مطت شفتيهآ الرقيقه المطبقه مستغربـه إتصآله بمثل هآلوقت وبلآ تفكير مطوّل قطعت تحيرها فاتحه الخط ..
....: ءآآ يآعُمـر !
....: أنآ فـ البيت حآلاً .. وحآلاً تكوني عندي
أبعدت الجوآل عن أذنهآ تنآظر شآشته بـ تعجب !
تقوس فمهآ بعدم فهم لقصده وإللي يعنيه ..
....: إزآي يعني مش فآهمه ؟!
....: إلي سمعتيه يآحور .. أنآ فـ البيت وعآوزك فوراً .. تعآلــي
....: عُمر إنت عآرف السآعه كآم ؟! إحنآ عشره الصُبح .. أنآ أصلاً لسه مئومتش من السرير
قآلت كلمتهآ الأخيره منصته لصوت أنفآسه المهتآجه يتضح لهآ محآولته كبت عصبيته آلغير مبرره إطلآقاً بـ النسبه لهآ ...

لحظآت من الصمت لحد مآتوسعت عيونهآ لآخرهم بذعر ممآ طرآلهآ سآئله بـ إندفآع مرتآع: مآمآ حصل لهآ حآقــه !!!!
....: لآ أمك بخير .. أنآ اللي عآوزك .. من إمبآرح وحضرتك فآصله الموبايل .. لآزم نتكلم
....: فيه إيه طيب يآعُمر .. قلقتنـي
....: موضوع الحمل إللي سيآدتك أجهضتيه وبمزآجـك .. تمآم ؟!
تقآربوآ حآجبيهآ إستنكآراً وضآقت عيونهآ .. تحديداً ....... مآفهمت !
سألت بـ بهوت: حملـي ؟!! إزآآي ؟!!
....: هتيقـي البيت ولآ آقيلـك أنـآ !!!

عفوياً وبلآ إرآده او شعور طآحت دمعتين سريعـه مسحتهم بحركه أسرع متعذره بـ حجتهآ البآليه: أنا تعبآنه دلوئتي يآعُمـر معلش نتكلم بعديـن ..
....: حــوو ........... طوط طوط طوط

أقفلت الخط بسرعه متجآهله وعن قصد لندآءه الأخير إللي قطعته قبل تسمع آخره مآنعهآ من الهروب فآرض عليهآ الإمتثآل !



/
/

/
/

تخطى ممرآت المؤسسه بـ توتر جليّ وآضح وصولاً للقسم الأعلى الخآص بـ الإدآره فآرك رآحتيه بـ حرآره ملتفت يمنه ويسره بـ ترقب ليُفآجئ بآليد القآبضه على كتفه الأيسر من خلف ظهره: حيآلله رآمـز
بـ إرتعآب إنتفضوآ كتفيه ملتفت لذآك إللي أجفله بـ حده وسرعه عآقد الحآجبين مُحتدّ النظره إللي هدأت نسبياً مطلق زفره عميقه مغمض فيهآ عيونه برآحه ليرد الثآني سآئله بـ إستغرآب من ردّ فعله: خيـر ؟!!

رآمز: وآلله أنآ إللي أبي أسأل
قوس فمه بعدم فهم مُردف: تعآل معي المكتب طيب
....: مستعجل يآبو النجـم , رآئف طآلبني ضروري وشكل الموضوع مآهوب خير أبدّ
إنعقدوآ حآجبيه مقوس فمه المشدود بـ إستغرآب: اشمعنـى !

....: دق عليّ طآلبني أجيه المكتب وهذي غريبه أول مره تصير , وكنت نآيم بعـد , أصرّ إني اقوم واصحى وأجيـه وفوراً .. هذآ غير إن صوته أبدّ مآريحنّـي وشكله حيل معصب , شـ السآلفه مآتدري ؟!
طير عيونه بـ تفكير مستغرب: غريبه ! اليوم المؤسسه كلهآ تشهد إنه متغير إيه بس للأحسن وكلهم حآسين برآحه لأنه من الصبآح هآدي ورآيق بشكل وآضح وملحوظ ........ وغريب بعـد

إنشدوآ كتفيه للخلف عآقد حآجبيه الطوآل لحد مآتلآصقوآ بنظره تشككيّه مرتآبه هآمس بقلق وعيونه مصوبّه تجآه البآب السوكريتي المعتم لمكتب صآحب الشآن المعني بـ الحوآر: وآلله مآزآدني كلآمك يآبو النجم إلآ خوف وقلق
....: إهدى بس إنت وادخل شف وش السآلفه

رقت ملآمحه بـ توسل وإستعطآف طآلبه: تعآل معي تكفـى
هزّ رآسه نفياً مبتسم بقلّة حيله: هههه وبعدين معك ؟! تمرجل شويّ وقويّ قلبك .. بـ الأول والأخير هو أخوك يعني مآصآير شيّ
....: وآلله يآبو النجم كل البلآ والسبآيب في إنه أخوي .. لو إنه غريب كآن بـ الطرآق والطقآق

....: يمكن يبيك بخصوص شغلك الخآرجي ذآك إللي كنت تبيله دعم
....: أي شغل خلآآآص إنتهينآ وتكنسل الموضوع بكبره , طآف عليه شهرين .. خلآص خلآص أنآ بدخل الحين أشوف وآلله يستر , مآنيب متفآءل
أومأ له – أبو عُمر – رآسه بـ الموآفقه مبتسم بهدوء الإبتسآمه المُطمئِنه قآصد تشجيعه بـ ضربه خفيفه من الملف المبروم بيد اليمنى لذرآع رآمز الأيسر ..

رآمز إللي أطلق زفره متوتره من فمه المضموم دآف البآب من مقبضه النيكلي مُلقي سلآمه الهآدئ بـ تصبيحه جآهد إنهآ تظهر رآئقـه: صبحك آلله بآلخير رآئف بآشـآ .. طآلبني بنفسك طآل عُمرك .. عسى مآشــرّ !
من وقع النظره السُميّه الحآده إللي رمقهآ رآئف من عيونه صقريّة النظره الثآقبه المُظلمه بـ غموض مُريب مستند بكوعيه لطرف مكتبه مكور قبضتيه واحده منهم محتضنه الثانيه ضآمهم فوق فمه قبآله لآبتوب عريض الشآشه أبيض اللون مفتوح .. شكله أبدّ مآهوب غريب والسبب هو الإستيكرآت اللآصقـه بـ حروف إنقليزيّه ملونه بتكوين إسمه مُلصقه بظهر الشآشه r a m i z ..

سريعاً , السرعـه البآنورآميّه .. إنقبضت أحشآءه متقلصّه مُحدثه ألم لحظـي مؤقت إثر التشنج من سوء الظن والخوآطر إللي بدت تمآرس عليه طقوسهآ بـ التعذيب ..
أول مآترآءى لبرآءة ظنّه هو وجود أفلآم إبآحيّه محفوظه على جهآزه المفتوح الحين قبآل رآئف !
همس بخآطر لآعن خير وشرّ خويّآه .. آدم منهم تحديداً " يلعن إبليسك يـ آدم الكلب , أكيد إنه وآحد من أفلآمك الوصخه وشآفهآ رآئف ........ بس لحظه , شعليـه معصب يعني ؟! هو شدخلـه ! "

جلس قبآله مُصدّر له الجآنب الأيسر من وجهه مطقطق بـ أصآبع يسرآه فوق المكتب بـ تصفيره هآدئه من بين شفتيه المزمومه يلف ويدور بعيونه بين الكيآنآت الجآمده بـ المكتب الفسيح تحآشياً الموآجهه مع نظرآت رآئف الثآقبه بـ غموض مخيف مآيبث للنفس إلآ التوجـس والتوتر قبل مآيصيبه فعلياً بـ الخوف من المجهـول ..
لحظآت معدوده إمتدت كمآ الدهر من الزمآن أحسّ معهآ بـ إختنآق رئتيه وإنقبآض مثآنته .. مآيبي الحين إلآ العـدو لأقرب دورة ميآه وإفرآفهآ وإلآ بيسويهآ على نفسـه !

بـ نفآذ صبر إلتفت له بـ حده سآئله بـ جرأه قآصد إنهآء توتره: وش الموضوع !! ليش طآلبني وسآكت !
حرر أخيراً قبضتيه المكوّره من فوق شفتيه للجهآز من قبآله مدوره بـ أصآبع يمنآه ليصير موآجه بـ شآشته المفتوحه لـ رآمز إللي أعقد حآجبيه مستفهم ينآظر بـ الملف الوحيد والأوحد بوسط شآشه بيضآء .. ومن الأيقونه مثلثة الشكل إتضح له المحتوى وإن مآهو إلآ مقطع فيديو أو فيلــم !
الشيّ إللي فعلاً هو أول مآتبآدر لذهنه .. فيلم إبآحي متروك سهواً دون حذف !
" يلعنـك يـ آدم يآبن الكلب يآوآطـي , وش ذآ الموقف الزفت , وصخ وأفلآمك وصخـه , يآليل الحـرج .."

....: إفتحــــه
ببلآهه تعلقت عيونه بـ إستفهآم سآذج لعيون رآئف المُظلمه أبت إلآ إنهآ توقف سهآم النظرآت المتوعده في صمت وسكون .. وغموض ..
....: هـــآه !!!!!
رآئف: إفتحـــه قلـــت
إدعآءاً للسذآجه , سأله سؤآله الأبله: وشهـو ذآ ؟!
....: أنآ اللي أسأل .. إفتحـه وعلمني إنت وشهـو ذآ !
إنفغر فمه لآخره موسع عيونه بـ تفآجئ كآذب مُفتعل: ذآ مب جهــآزي !!! لآب توبّـي وش جآبـه عنــدك ؟


....: إفتح الفيــديو
أطبق فمه سريعاً بآلع ريقه خآفض بصره في حرج مآسرع مآتبدد بمجرد مآمرر بنآن سبآبته اليمنى فوق شآشة اللمس نآقر نقرته السريعه والخآطفه بـ انتظآر تحميل الفيديو وتشغيلـه ..
الفيديو إللي إنفتح ومن هول مفآجئته بـه إنفتح فمه لآخـره وإنفتحوآ عيونه لآخرهــم ..
مشهد حميمي شآفه لأكثر من مرّه يكآد يكون محفوظ بـ الذآكره لكن المُفآجئ لحد الذهول وعدم التصديق هو شلون هآلتسجيل محفوظ بجهآزه ! مآيذكر إنه نسخه نسخه خآصه , ومآكآن ليسويهآ بـ الأسآس .. هذآ غير كل النسخ إللي كآنت بـ سيديهآت هو بنفسه جمعهآ وأحرقهآ بلآ تردد ومن شهور طويله لآتُذكـر ..

إرتجفت أطرآف يمنآه مبعدهآ عن الجهآز منزلهآ بقبضّه قويّه علّه يدآري فيهآ ويخفي توتره المهتآج خآفض بصره موقع قدميه ليجيه السؤآل من رآئف جآمـد يظهر وكأنه يستنطقـه الإعترآف بـ الخطأ: وشهـو ذآ !

بـ عآدته المرضيّه إذآ توتر أو صآبه شيئ من الإرتبآك ولو لحظياً , الإسرآع في الكلآم ليظهر سريع سرعه خآطفـه بشكل متلاصق متشآبك غير مفهوم وغير مُفسّـر ..
....: الموضوع قديم يآرآئف ومن فتره طويله وأنا بنفسي حرقت كل النسخ ومدري هذي شلون بآقيه

أمره بـ جفآء حآد اللهجـه , يظهر مُهـدد متوعد: تكلّـم كـلآم ينفهـــم
بسرعه إبتلع ريقه بحركه وآضحه , لو بيده كآن سوّآهآ بدون لفت نظر من رآئـف الغير مُرآعي أبداً إنهآ حآله مرضيّه ومنذ الصِغـر .. إسرآعه في الكلآم لآإرآدياً , الشيّ إللي يتضآعف أضعآف مضآعفه في حآلة إحسآسه بـ الضغط والتوتـر ...

شهق بـ عمق قآصد تهدئة إنفعآله الدآخلي قبل يلفظ كلمآته مُقطّـره , كلمه كلمـه: الموضوع .. قديم .. صآر له .. فتره .. حرقت .. كل .. النسخ ......... إلآ .. هذي .. النسخه .. غصباً .. عني .. نسيتها ........... صدقني

لآشعورياً إرتفعوآ حآجبيه بـ تعبير التفآجئ الإستنكآري – الله الله – الموضوع فيه نُسـخ مُتعدده .... السهـره صبّآحـي !

....: إنت تدري منهم إللي بـ الفيديو ؟!
سكت لحظآت ينآظر قآعدة الكرسي الموآجه له قبل يجآوبه بعدمآ زفر بـ هـمّ: إيه أعـرف
أرخى جسده لـ ظهر كرسيه بـ أريحيّه سآئل بـ خفوت شبه مسموع: منهــم ؟!
نآظره بعدم فهم مضيق عيونه إستنكآراً لمغزى سؤآله ومدى أهميته: وليش تسأل ؟! رآئف الموضوع منتهي من زمآن صدقنـي

....: منهــم إللي بـ الفيديـو ؟!
أرخى كتفيه بـ إحبآط مغمض عيونه بـ إستسلآم من إصرآر أخوه بـ جمود يدري إنه مآرح يعزل عنه وأبداً ..
....: ولد عآمر المُرشـد وبنت محصن عبدآلله

....: مآلك المرشـد !
رآمز: مظبـوط
رآئف: بنت محصن عبدآلله !!!
أطبق فمه بآلقوّه مكوّر قبضتيه بـ حرج سآحق , مآيدري شلون يأكدهآ وهذي إللي شآفوهآ ثنينتهم وبهآلوضع المخزي تكون أخت لـ زوجة رآئف نفسـه وأخت لـ زوجة أخوهم الثآلث .. أحمـد ..
....: إيه بنتـه
رآئف: بنته إللي تكون زوجتي !!! دآريـــن !!!

بـ تفآجئ سريع إلتفت عليه عآقد حآجبيه بعدم فهم قد سألت عيونه السؤآل بقلبه ليجآوبه رآئف بـ هدوء مُريب بعدمآ وقف عن كرسيه ملتف حول مكتبه شآبك يديه ورآء ظهره ينآظر الأرض موقع خطوآته المتبآطئه: شلون زوجتي دآرين مع ولد المُرشـد بهآلفيديو ؟! وشلون إنت أسآساً معك هآلفيديو ؟!
سأل بـ بهوت مأخوذ بـ الصدمه والترقب لخطوآت رآئف المتأنيه تجآهه , بآزغه عيونه شآخص له بصره في إرتعآب , مآقوت رجوله تشيله يوقف عن كرسيه: إنت وشهو إللي تقولـه !! ززز .. زوو .. زوجتـك !! لحححـ .. لحظــه إنت فآهـم غلـط هــذ .....

مآ أكمل كلآمه إذ إن رآئف ألجمه من أحكم قبضتيه لوسط تيشيرته القطني أحمر اللون سآده مثلث الرقبه بـ كمّ مشمّر السآعدين سآحبه ليوقف جبراً جآذبه للحد إللي معه تلآصقت خشومهم المتمآثله طولاً , دِقّـه , وحِدّه .. آمره من بين أسنآنه: تكلّم الحين وعلمنـي الموضوع من أسآسه وإلآ قسـم بآلله دفنتـك يآرآمـز مكآنـك
أحكم قبضتيه الوآهنه فوق قبضة أخوه القآسيه قآصد إبعآده عنه بعيون مرتآعه هآمس: إهدى يآخوك شفيـك أبعلمـك

مآزآده هدوء رآمز إللي ظهر له وكأنه رآيق .. ويلك يآرآمز , تسخـر من رآئـف ! متعمّد إستفزآزه ! قآصد إثآرة غيظه بهآلبرود !
الهدوء إللي ظهر لـ رآئف إنه برود وعن عمد مآزآده إلآ ثوره وإهتيآج .. مآقدر أكثر على كبت إنفعآل الحموّ والتأجج .. شيّ دآخله يفور ويغلـي ..

إرتفعت قبضته الجآمده مسآفه وآسعه ضآربه بـ كلّ قسوه وعنـف عظم الفـكّ السفلي للجآنب الأيسر من وجه رآمز إللي إرتد بقوّه مآ أمدآه يعتدل إلآ و – ثنّـى - رآئف قبضته إللي كآنت أسرع , أقوى وأعنف , سددهآ لخشم رآمز إللي تدفق منه الدمّ بكميآت غزيره وآفره يرمقه بنظرآت إستنكآريـه لرد فعلـه وهمجيتـه إللي وصلت للتطآول .. للحين يسأل نفسه , رآئف شدخلـه بـ الموضوع من أصلـه ! هآلإنفعآل وش سببـه وأخيراً هو شذمبـه ينضـرب !

الموقف المريب اللي قطعه عليهم أبو عُمر بـ إقتحآمه للمكتب من تصآعد صوت رآئف بـ صيآحه المزمجر حآد النبره المنفعله الصآرخه ومآسرع مآتوسعت عيونه بـ جحوظ من هول إلي شآفه ومآقدر يستوعبـه ..
رآمز مُلقى بـ الأرض على جمبه الأيمن بعدمآ إنقلب به الكرسي من بعد دفّة رآئف القويّه له من صدره وإللي بسببهآ إرتمى وبقوّه على الكرسي من ورآه ..

الكرسي إللي أخذه وإنقلبوآ ثنينآتهم بـ الأرض .. متحآمل على سآعده الأيمن رآفع نصفه العلويّ , لآثم فمه وأنفه برآحة يسرآه يظهر من بين أصآبعه سيل الدم المتدفق بلآ هوآده موآجه له رآئف فآضخ شماغه والعقآل والطآقيّه رآميهم بـ الأرض متخصر بيسرآه وبيمينه شآد شعره من مقدمة الرأس عآض بـ أسنآنه العلويّه شفته السفلى ينآظر السقف مغمض العينين , يظهر من هيئته معآنآته في محآولة كبت إنفعآل ثورة غضبه العآرم وعنفوآن عصبيته المتأججه وإللي على الأغلب ذآك الممدد بـ أرضه إهو المتسبب الوحيد فيهآ !!


....: وش الصآيــر !!!
قآلهآ بـ غضب خآطي خطوآته المتسآرعه صوب رآمز قآصد مسآندته ومسآعدته يوقف عن أرضه متحسس له خشمه سآئله بـ إهتمآم وقلق بآدي: رآمـز !! شفيــك .. شللي صـآر !!


....: إطلـــع بـــرآ يآكـــآمـــل
أعقب بـ حزم بعدمآ رمقه بـ نظره حآده , قآسيه ومُتحديّه: مآنيب طآلـع .. وش الموضـوع وليش تطآولت على أخوك ضآربـه !!

رآئف: إطلـع برآ يآكآمـل وخلّـي هآليـوم يمـر
....: لهجـة الأمر هذي أبيك تنسآهآ تمآماً مفهـوم !! مو أنآ إللي ترفع عليه صوتك وتطآول .. أنآ هنآ مثلي مثلك وأكثر بعـد ينصفني فرق السن .. مآنيب موظف عندك طآل عمرك أنآ صآحب ملـك .. اللي تنآزلته لـ حوريّـه هي تنآزلت لِـي عنـه , وإن كنت سكت لك من قبل فهو إحترآماً لك , إنت إبن الرجّآل إللي كآن يعزّ عليّ مثل أخِ لـي .. ولأنك ثآنياً إبن لـ أخت زوجتـي , وثآلثاُ تكون زوج بنتـي .. لكنك مآتستآهل , كل شيّ عندك عدم .. لآ إحترآم ولآ تقدير ولآ أخلآق ولآ حشـم .. تمآديت إنت ومآحدن رآدك !!

وكأن الموقف كآن ينقص كآمل لأجل يكملـه وفعلاً أتمّه وعلى أكمل وجـه ... قولاً وفعلاً
زآد العيآر وإنفلت صمّآم الأمآن ..
رآمز إللي لآحظ تشكل عضلآت الصدر والذرآعين لأخوه من تحت ثوبه إللي إزدآد ضيقه بسبب إنتفآخ عضلآته منتفخه أودآجـه .. إكفهر وجهه وأظلـم .. نظرآته مآوقفت إرسآل إنذآرآتهآ الحسيّه بـ سوء العقبـى والشـر والدمآر ..
الشيّ إللي تدآركه رآمز قبل يصبح وآقع من بعد إنـذآر ..

بسرعه إلتفت بكآمل جسده وآقف على ركبتيه ليصير موآجه لـ كآمل وجهاً لوجه فآصل بينه وبين رآئف معتصر ذرآعيه متمتم بـ كلمآت سريعه متقطعه صعبة الفهم: مممممـ .. مآعليـه , مآعليه يآبو نجـم إطلـع إنت .. إطلع وبعدين نتفآهم كلنآ سوآ

نظرآت كآمل إللي مآتزحزحت عن رآئف بـ حِده وتحديّ وكذلك رآئف بـ المثـل .. ليرد رآمز مشدد من إعتصآره لذرآعي كآمل قآصد تنبيهه عليه: عـم كـآمـل !!
وأخيراً قرر كآمل إنهآء تحديّ النظرآت منزل عيونه عن رآئف لـ رآمز إللي أومأ له رآسه مرآت متكرره ايجآباً بـ توسل صآمت همس من بعده بـ خفوت شبه مسموع علّه يخفف من حدة الموقف المشحون أقصآه: مآعليه .. موضوع شخصي بيني وبينـه وأنآ المخطـي

مآرد كآمل الآ بنظره حآقده رمق بهآ رآئف قبل تنخفض عيونه لـ رآمز رآمقه بـ نظره تشكييّه غير مُصدق ليعقب رآمز بـ هدوء مغمض العينين تأكيداً قآصد طمأنته: روح الحين ولآ تشيل هـمّ

مآقدر إلآ إنه يستجيب نآفث زفره حآنقه رآفع حآجبه الأيسر بـ وجه ممتقع و ملآمح ضائقه متكدره ..
وقف معلن إنسحآبه دآمه موقف شخصي بين أخوين شآنهم لبعض ومع بعض يصطفوآ بينهم وبين بعض !

ولاّهم ظهره سآحب من ورآه البآب اللي دخل منه تآركهم في جوّ عصيب مشحون متوتر قطعه رآمز بنبرته المغتآظه مكوّر قبضتيه بآلقوّه كآتم غيظه وإهتيآجه موقف قبآله: إنت شفيك هـآآ !! وشهو بـ الأسآس إللي يعنيك بكل إللي شفته !!
رمقه بنظره متوعده , إسكــت وإلآآآ ...............

التوعد الحسيّ إللي ضرب به رآمز عرض الحآئط مكمل بـ إندفآع: من قبلك شفته وأكلت تبن وسكت لأن هآللي بآلفيديو أولاً تكون أخت خويي وشريكي وآئل .. ثآنياً هي أخت لـ ثنتين من خوآت إخوآني .. إنت وأحمـد .. ثآلثاُ انهآ بنت في المطلـق , وهذي أعرآض يتولآهآ ربي ويستر عليهآ مآلنآ دخـل .. إنت شكو الحين تفتح موآضيع قلت لك إنتهـت !!!

....: اقولك زوجتي .. إللي بـ الفيديو تكون زوجتـي
....: لآ مآهيب زوجتـك تدري ليش ؟!! لأن ببسآطه هآللي بـ الفيديو متزوجـه .. تدري منو زوجهآ !! هذآ إللي معهآ إهو زوجهـآ .. بنت محصـــن هـذي مآهيب دآرين زوجتـك .. هي زوجـة مآلـك المُرشـــد .. فهمــــــت !!!

ضيق عيونه أقصآهم لحد الإختفآء بـ ميلة رآس خفيفه مستفهمه الإستفهآم إللي أسهب رآمز في شرحـه بـ نبره متغيّره مآبين الهدوء والرخـو إلى الحِده والحمـو ..

....: أنآ معرف تفآصيل وآجد لأني مآتنآقشت مع وآئل بشيّ وإهو أسآساً مآيدري إني أدري .. كل السآلفه إن نُسخ هآلفيديو طآحت بيدي صُدفه بيوم زوآجك إنـت .. شفت هآلبنت بـ الفيديو مع مآلك المرشد بـ كرآج بيتنآ وشكله كآن يتوعدهآ ويهددهآ بهآلسيديهآت يبتزهآ فيهآ .. تدخلّت أنآ وقتهآ فكيتهآ منه وتضآربت ويّآه , بعدهآ بفتره تفآجئت بـ خبر وآئل يعلمني إن آخر خوآته تزوجت ولد المرشد

وزوآجهم تمّ ع السكـت لظروف مآتكلّم عنهآ وأنآ مآسألت , هذآ وش معنآته هآآ ! وشهو تبريره المنطقـي بآلله عليك ! أبزيدك من الشعر بيت .. صُدفه من قبل صدمت بزوجتك هذي دارين بنت محصن وطآح الغطآ عن وجههآ وشفتـه ! لك أن تتخيّـل .. إنخلع قلبي لأنها تشبه إللي بـ الفيديو وإللي بلحظتهآ طرت عليّ .. بعدهآ أم فيصل عرفت منهآ وصُدفه بعد إن زوجتك لهآ أخت توأم تمآثلهآ شكلاً .. خلآص

إنتهينآ , إستوعبت من بعدهآ السآلفه كلهآ عدل وهذي إهي الحقيقه .. لآتظلم زوجتك يآرآئف وتآخذهآ بذنب أختهآ لمجرد إنهآ بس تشبههآ .. ولآ تفتح بموآضيع سبق وتقفلت يآرآئف وللي يعآفيك .. البنت تزوجت وآلله ستر عليهآ , مع إن هآلمآلك ولد المُرشد داشر وسمعته زفـت إلآ إنه رجّآل كفـو , تزوجهآ مع هآلسوآيآ والفعآيـل ... استفغـرك يآربـــي ... صدقنـي وآلله هذي الحقيقـه ومآغيرهــآ .......


/
/


أسند كوعه الأيمن لـ رآحة المجلس الإسفنجي الجآلس عليه بوآحد من مجآلس الرجآل بقسمهم الخآص من القصر ثآني سآعده قآضم العقله الأخيره أسفل سبآبته اليمنى بين فكيه ينآظر المدى الفسيح للمجلس من قدآمه على وضع الإنتظآر من قرآبة العشر دقآئق قبل تقطع عليه خلوته بدخولهآ الوقور الهآدئ مُلقيه سلآمهآ برخآمه صآحبه إبتسآمه حآنيه مُرحِبّه بـ لين وودآعه: هلآ وآلله .. حيّآلله دكتور عُمـر
من فوره إلتفت يسآره موقف قبآلهآ مبآدلهآ الإبتسآمه إللي خآلفتهآ ظآهرياً لتبين أقصـر وأبهـت .. وأسرع في التقلص ثم الإختفآء: حيآك خآلتي شخبآرك ..

قآلهآ بآلتزآمن مع قبلة الرأس إللي طبعهآ بمنتصف جبينهآ تقديراً لتبآدله هي بآلمسح على رآسه المكشوف مربته بيمنآهآ فوق لوح كتفه الأيسر: آلله يرضى عليك .. آجلس يمـه
....: لآ يآخآله مستعجل معليش .. أبي بس أشوف حوريه أختي ..

قطبت جبينهآ بـ تخوّف سآئله بـ إهتمآم شآبه الكثير من القلق: صآير شيّ ! حملهآ به شيّ !! مآدرينآ !
زفر بـ عمق كعآدته بكبت إنفعآلآته ليبين بـ ثبآت مطلق ممتد إلى مآلآ نهآيه ..
....: يعني .. كآنت تعبآنه شويّ وطلبتني أجيهآ ..
أرجعت رآسهآ بـ خفه رآفعه ذقنهآ بـ إستيعآب هآمسه : أهـآآ .. تعآل طيب برقـى معك لغرفتهآ أتطمن عليهآ ..
إبتلع ريقه بهدوء مومئ رآسه بـ ايجآب لترد هي سآئلته وهم بطريقهم لبرآ المجلس متمآثلين الخطى الرزينه الهآدئه: وشلونهآ أختي مروه ؟ عسآهآ طيبه

....: بخير الحمدلله وسلآمهآ موصلته معي ..
....: جعلهآ دوم سآلمه .. مكلمتني من ثلآث أيآم تعبآنه وتتشكى من نجم وسوآيآه .. وآلله هآلعيآل مدري علآمهم .. عندنآ رآمز نفس الطينـه
مآقدر إلآ إنه يشد فمه المطبق بـ ابتسآمه مهمومه معقب بـ تمني هآدئ النبره المحبطه بعدمآ دخلوآ للمصعد ترآقب عيونه ضغطة سبآبتهآ لشآشة اللمس المشير رقمهآ للطآبق الرآبع: آلله يهديهم ويصلح لهم الحآل ....


/
/

/
/

فتح البآب الرئيسي لجنآحه مبآغتة بوضع الإقتحآم نآقل عيونه المحتده ثآقبه النظره الغآضبه غضب عآرم بنظره بانوراميّه شآمله يترآءى للنآظر له من هيئته المهتآجه نفث دخآن العصبيّه من فتحتي خشمه وتطآير شرر الغضب من مقلتي عيونـه ..

إبتلع ريقه بقوّه خآطي خطوآته الزلزآليّه الثائره لغرفة نومه بعدمآ شهد فرآغ الصآله من وجودهآ ليفآجئ بـ خلو الجنآح بـ أكمله مقحم أصآبع يسرآه بخصلآت شعره عآض بـ أسنآنه السفليه على شفته العلويّه ينآظر بشآشة جوآله إللي نقر عليهآ بـ بنآن إبهآمه الأيمن ثم رفعه لأذنه المده القصيره لثوآني خآطفه قبل يوصله صوتهآ هآدئ متعجب: رآئـف !!!

....: وينك فيه ؟!
....: بـ البيت
....: أنآ الحين بـ البيت
....: مع شروق أختي بغرفتهآ
....: إطلعي أبيك
قآلهآ بـ جمود مقفل جوآله حآذفه بوسط السرير مُتخصِّر مرجع رآسه للخلف رآفع عيونه للسقف شآهق نفس عميق برجآء دآخلي يصدق رآمز بآللي قآله وتكون هآللي شآفهآ بهآلوضع وهآلتسجيل مآهي إلآ نسخه طبق الأصل من زوجتـه ... ومآهيب فعلاً زوجتـه !

تحسس برآحته اليمنى الجآنب الأيسر من عنقه ..
يحس بـ خنقه كل مآلهآ تقبض على مجرى تنفسه .. ثقل جآثم على صدره وتشنج بـ عضلآت بطنـه ..
مآعآد فيـه ... إنقطـع تنفسـه , لاشهـق ولآ نفـث ..... إختنـق !

طلع من الغرفه ومن الجنآح كآمله مغير مسآره للممر المؤدي بنهآيته لجنآحه الثآني من نفس الطآبق ..

الجنآح إللي أول مآدخله وكأن شيئاً من السكينه قد وقع بنفسه وقليل من الرآحه بدأ يسري بـ جسده ... إتسعت تشعبآته الهوآئيـه .. إمتلت رئتيـه ثم إرتخـت ..... إنتظم تنفسـه ..

إمتدت خطآه لحد مآوقفت فجأه بعقدة حآجبين متعجبـه من إستقر بـ اذنيه صوت رجولي وآضح النبره الصآئحـه بـ مصريّه حآدة اللهجه المؤنبـه: إنتي إزآي تعملـي كدآ هـآآ !! فهمينــي !

....: أعمل إيه يآعُمـر .. واللهـي مآحصــل
ضآقت عيونه أقصآهم وتلآصقوآ حآجبيه إستنكآراً من إستشعر الضعف والخنق بـ نبرة حوريته المآئله للبكآء ..

أمآل رآسه بـ ترقب من فتحة البآب الموآربه علّه يلمح شيّ من إللي قآعد يصير إلآ إنه مآشآف إلآ ظهر وآسع وآقف بطوله بـ ثوب سكريّ اللون مكشوف الرأس كثيف الشعـر .. في قمّة الثوره والإهتيآج: من غير حلفآن يآحور أنآ مش عيّل صغيـر ولآ أنآ مغفـل عشان تضحكي عليه .. أنآ دكتور .. دكتور وفآهم كويس أوي العلبه دي علبة إيه بـ الزبط وعآرف كويس برضُـه الحبوب إللي قوآ العلبه دي إيه .. الحبوب إللي فيهآ غير حبوب العلبه نفسهآ .. دي مش فيتآمينآت يآهآنم ولآ مقويّآت زي مآحضرتك أولتـي .. دي منشطآت قآبضـه .. يعني بـ البلدي كدآ وظيفتهآ قبض الرحم عشآن تطرد الجنيـن في شهوره الأولى .. يعني إنتي وخدآهآ قصـد .. إنتي إللي أجهضتي نفسك بنفسك .. ليـه هــآآ !! ليــه ؟!!

لطمت على وجنتيهآ وقد سآلت أكوآم من دموعهآ غير مستوعبه قول عُمر وإصرآره .. صآحت منهآره: بس يآعُمـــــــــر .. بس كفآيـــــــه .. كفآيــه وآللهـــي مآحصـــــل

إستفزه إصرآرهآ على الإنكآر وحلفهآ الكآذب بنظره .. حذف العلبه من يده بقوّه مثآره وغآضبه مرتطمه بـ الكومدينه ومن ثم بـ الأرض معتصر ذرآعهآ الأيسر بقبضة يمنآه القآسيه هآزهآ بـ عنف لآئم عليهآ وعآتب من بين أسنآنه: أولتلك يآحور لو مش عآوزه العلآقه دي أنآ معآكي .. إطلبي الطلآق ولو رفض الخٌلع من حئك وإنتي الكسبآنـه لأن دآ من حئك وئت مآ مـدّ إيده عليكي وكآن هو السبب فـ عـجز حركتهآ .. ليه !! ليه عملتي إللي عملتيه !! كل دآ عشآن تآخدي حـئ أبوكي منه !! أهو عمللـك إللي إنتي عآوزآه وإتنآزلك عن الحئ إللي أخده وأكتر كمآن .. لمآ إنتي مش عآوزه الرآقل دآ مستمره معآه ومكمله ليـه ؟! ليه تحملي منه وترقعـي تسئطـي نفسك ليـه !!

لفظت بـ إنهيآر .. شُـحّ صوتهآ المختلط بـ البكآء عآجزه عن إقنآعه بـ الحقيقه: لآآء يآعُمـر محصلــش
....: رآئف عآرف إنك أجهضتـي حملـك ؟!! إنتي مسئطـه من شهر بـ الزبط .. أولتيلـه ؟!

صآحت بـ إنهيآر كآمل ضآربه رجلهآ اليمنى بـ الأرض مخبيه وجههآ البآكي بكلتآ رآحتيهآ صآرخه: لاآآء مئولتـــش حــآقــه ورآئــف ميعرفـــش حآقـــه وأنآ معرفــش إيه إللي إنت بتئولـــــه معــــررررفــــــش .... معرفــــش حآقـــــه

من ورآء البآب ..
وكأن الروح فآرقت الجسد ..
جثّه هآمده .. سآكنـة الإنفعآل .. دآخلياً وظآهرياً ..
إنفتح فمه الفتحه الصغيره بـ صدمـه أصآبته بـ كآمل الشـلل مبتلع أكوآم من ذرآت الهوآء إللي جففت له بآطن فمه مآحس فيـه إلآ بعدمآ حآول إبتلآع ريقه ووآجه صعوبه بـ سريآن الريق وجريآنه ..

أخفض بصره المذهول للحظآت يجمع شتآت نفسـه ..
لآشعورياً إرتدت خطوآته المتثآقله رغبـة في هروب مآيقوى عليـه ..
بآغته ثقـل ألّم بـه وكأنه رجل تسعيني فآرقته كآمل الحوآس .. الرؤيه ضبآبيه مشوشّه لهآ جآنب من العتم .. تلآشت أصوآتهم برخو وتبآطئ إللى أن أصبحت حآسة السمع كمآ العدم ..
إرتجآف ركبتيـه ووهن بـ سآقيه .. ضعف كآمل أحآط بـه .. أثقلـه وأعجـزه ...
إنحسر سريآن الدم عن أطرآفه .. تكورت قبضتيه المرتجفـه إثر برودة أطرآفهآ حدّ التجمـدّ ..

أطلق زفرته المكبوته بمجرد خروجه من الجنآح محرر غصة حلقه وإنقبآض رئتيه من نفسه المحصور المكتوم ... رآد من حيثُ أتــى !


المكآن إللي تركه خآلي من وجودهآ مبتعد من إحسآس بـ الضيق , جآثم على قلبـه ثقــل أهلكـه ردّ لهـآ من الجنآح الثآني بثقـل أكبـر على قلبـه ... سحقـه وأعدمـه !

أنزلت زجآجة عطرهآ صآرخ الرآئحه الأنثويّه المثيره بعدمآ أفرغت الرُبع على كآملهآ مفركشـه خصلآت شعرهآ الأشقر بـ أصآبع كلتآ يديهآ مطبقه على شفتيهآ المكتنزه مرآت متوآليه موزعه قلوسهآ اللآمع ورديّ اللون بحركه سريعه متعجلّه لـ تمآم جهوزيتهآ لإستقبآله من تدآركت صوت إغلآق بآب الجنآح الرئيسي ممسده جآنبي جسدهآ ترتيبا لهيئتهآ الخآرجيّه بـ لبآس بنجآبي .. بنطلون فسكوزي الخآمه سآده وردي اللون فضفآض بـ أسوره ضيقه من آخر السآق وفلآت بآليرينآ سودآء منقوشه بـ خيوط ورديه مطرزه .. بلوزتهآ طويله سودآء آللون بـ صفّ أزرآر ورديّه لآمعه من الصدر إلى البطـن .. كُـمّ حيرآن دآنتيل شفآف مطـرز وفتحتين من جآنبي الوسط وصولاً للركبـه ..

إلتفتت يسآرهآ مقآبلته بـ إبتسآمه وآسعـه مآزآدت محيآهآ الفتن إلآ صخـب وسِحـر .. جمآل وجآذبيّـه ..

الإبتسآمه إللي مآدآمت لوقت أطول .. بـ رخـو وتبآطئ تقلصت لحد مآتلآشت ..
جمود سكن تقآسيم وجههآ إللي بهتت تعآبيره إلآ من عقدة حآجبين توّ مآستشعرت هآلة السكون الموحش المحيطه بـ محيّآه شآحب الملآمح بآهت التعآبير ..
رمشت بتوآلي مقبله تجآهه بـ إبتسآمه ظآهريّه أخفت كثير من مشآعر التوتر والتوجـس .. الخيفـه والإرتبآك ..

على جآنبي جسدهآ بآعدت مآبين أصآبع يدهآ إللي أحست بـ جمودهآ من بروده بآغتت أطرآفهآ صآبتهآ بـ التشنـجّ والتصلـب ..
سألت بـ نبره حآولت فيهآ إصطنآع اللطف مآزحه بـ تعجب كآذب مفتعل: رآد بدري .. وجآيني كمآن !! إيش المفآجئآت الحلوه هذي ؟!

جبراً وبآلقوّه إنشد فمه المطبق بـ إبتسآمه مغصوبه مُعقب بـ هدوء خآفت النبره: تعبآن شويّ
بـ إهتمآم سريع بآدي تحسست بحرآره ذرآعه الأيسر: خير حبيبـي .. وش إللي تحس فيه ؟!!
أطبق رآحة يمينه فوق ظآهر يمنآهآ موقف حركة يدهآ الحآنيه فوق ذرآعه: خليك شوي معـي ... أبيــك

من طلبه المفآجئ بنبرته الخآفته المُعذبّه بـ إستجدآء حميمي مُثير أكمل عليهآ بـ نظرته المُرهقه من عيونه الغآئره المُجهده ..
إتسع فمهآ المطبق بـ إبتسآمه رضآ محآوطه عنقه بذرآعيهآ هآمسه: أنآ إللي أبيك يآرآئــف .... أبيك وأحتآجــك
أبعدهآ عنه بـ إرهآق غآصب نفسه على التبسم محتضن وجههآ بين رآحتيه هآمس بـ نبره مشحوحه شبه مسموعه وضح فيهآ الكبت والإختنآق , بآلحيل يلفظ كلمآته لتبين متقطعه منفصله عن بعضهآ: أبي شيّ بـ الأول ..

أمسكت معصميه مشدده عليهم هآزه رآسهآ بآلقّوه موآفقته الموآفقه العميآء: آمـر يآرآئـف .. وشهو إللي تبيـه وأنآ بسويـه
ردت الإبتسآمه القآسيه المجبره لوجهه المرهق جآذبهآ لصدره محآوط جآنبي وسطهآ بيديه ينآظر المدى من قبآله بنظره شرسـه .. متوعـده .. نظره أفرزت كميآت مهوله من الشرّ الدفيـن المستطـر ..

....: افصخـي العدسآت الزرقآ هذي .. أبيك طبيعيـه
بسرعه إبتعدت عنه مبتسمه بـ بهوت من غرآبة الطلب عآقده حآجبيهآ بـ خفه سآئلته بعدم فهم: بــس ؟!!
....: اهـآ
قوست فمهآ رآفعه كتفيهآ بـ إستسلآم: إي أبشــر .. الحين افصخهآ
قآلتهآ مبتعده عنه صوب تسريحتهآ موسعه عيونهآ لآخرهم منتزعه منهم العدسآت رآدتهم لعلبتهم البلآستيكيـه تنآظر بـ إنعكآسه قدآمهآ بـ المرآيه وهو خلفهآ قد تعدآهآ طولاً وآضحاً سآئلته بـ إبتسآمه مشآكسه: هـآ .. وش بعد إللي تبيـه .. آمــر

ضآقت عيونه بنظره مُريبه ..
تمت تضيق لحد مآ ختفـت .. أغلقهآ لآصق فتحتي خشمه الحآد فوق مركز رآسهآ مستنشق من رآئحة بخور شعرهآ المُعطّر هآمس بـ نبره يظهر فيهآ الإنتشآء: أبي منك وآجد أشيآء يآدآريـن
إلتفتت مقآبلته جآذبته صوبهآ بشدهآ له من جيب الصدر لثوبه رآفعه حآجبهآ الأيسر رآمقته بنظره لعوب مآكره: ودآرين كلهآ ملك لك يآرآئـف
جمع كآمل شعرهآ على كتفهآ الأيمن معقب سؤآلـه بهدوء وهو – يجـدّل - لهآ شعرهآ بعدمآ قسمه لـ فلقتين إثنتين فقط !
....: أمس وش بغيتي تعلمينـي ؟!

ألصقت ذقنهآ فوق العظم الأيمن لترقوتهآ تنآظر شعرهآ وإللي يسويه فيه عآقده حآجبيهآ إستغرآباً لفعلـه مبتسمه بـ بلآهه: ليش تضفر شعـري !!
....: أبيـك بـ الشكـل إللي ببآلـي .. هآ مآعلمتيني وش إللي بغيتيه أمس
....: آممم يعني تذكر إني أمس كنت أبيك بشيّ مهـم
....: أهـآآ
طيرت عيونهآ إللي تمت تقلبهم دآقه بـ طرف سبآبتهآ على الطرف الأيمن أسفل فمهآ إدعآءاً لتفكيرهآ وتحيرّهآ تعلمـه أو لآ !!

التحيّر إللي إنتهى أخيراً بـ إبتسآمه هآدئـه تظهر وكأنهآ خجلـه مُردفه بـ دلآل: هو خبر المفروض إنه حلو .. والمفروض إنك تنبسط فيـه ..
....: صحيح إنتي عندك أخت توأم ؟!

تبدلت ملآمحهآ لوجوم مستغربه سؤآله المفآجئ عآقده حآجبيهآ بـ إرتيآب مجآوبه بـ تردد: إيـه
إرتفعوآ حآجبيه إدعآءاً لتفآجئـه: وآلله ! توني أدري اليوم صدفـه .. تشبهـك أجـل ؟!!
بعدهآ ملآمح الإرتيآب حآفره آثآرهآ بين قسمآت وجههآ جآوبته بـ تردد متخوف مرتآب: إيـه
إستشعر توترهآ متدآركه بـ اسلوبه اللعوب الخبيث .... الآسـر !

أخفض رآسه بـ ميله خفيفه لـ جآنب وجههآ الأيسر مشدد على جآنبي خصرهآ بيديه هآمس بـ أذنهآ بعدمآ طبع قبلته الرقيقه على وجنتهآ المتورده نآعمة الملمس لشفتيه زكيّة الرآئحه لـ أنفـه ..
....: حلوه أجل تشبهـك
عضت جآنب شفتهآ السفلى مبتسمه بـ خجل: إيه نشبه بعـض
كرر قبلته الرقيقه النآعمه لنفس الخدّ أعقبهآ بقبلآت خفيفه متتآليه على كآمل جآنب وجههآ الأيسر نزولاً لعنقهآ: تشبهون بعض بـ كُلّ شيّ !

إرتدت عنه خطوه متخوّفه سآئلته بـ إبتسآمه بآهته مستفهمه: إيه نشبه بعض .. وش هآلأسئلـه ؟!!
إرتفعوآ كتفيه مقوس فمه ببديهيه: مدري .. من دريت وأنآ أفكر شلون توأم يكون حقيقي وفعلاً متطآبقين .. خآطري أكون أبّ لـ توأم
تهلل وجههآ بسعآده بآلغه مآقدرت تكبت إنفعآلهآ أكثر ..
إتسع فمهآ كآشف عن رتآبة اسنانها البيضآء المتلآصقه لآمعه عيونهآ بـ إبتهآج معقبه بـ خجـل أنثوي صآرخ: أنآ حآمـل يآرآئــف

أظلمت عيونه مرسله نظره غآمضه مآتبث للنفس إلآ التوجس والإرتيآب ..
على طآري الحمل .. توّه بحآلة الصدمه المسيطره على كآمل عقله وتفكيره ..
خبر إجهآض حوريته لحملهآ وبكآمل إرآدتهآ لأجل يجيه الخبر الثآني وإللي مآهو إلآ الطآمه الكُبرى بمثل هآلموقف إلي مآيحتمل فيـه سمآع شيّ مثل هآللي سمعـه ..
ترى هآلحمل إهو فعلاً المتسبب فيه ؟! قطعة هآللحم في طور التكوين فعلاً من صُلبـه ؟! هآلنطفـه من دمه ولحمـه أو من .......... مآلك المُرشـد .. أو رجل غيره مآيعرفـه ؟!

كآنت هذي الأسئلـه هي محور تفكيره بهآللحظـه ..
شلون فعلاً توأم توصل درجة التطآبق والتمآثل لهم حتى بـ النظره !
نظرة الإغرآء إللي يشوفهآ بعيونهآ الحين هي نفسهآ إللي شآفهآ بـ التسجـل لـ - مآلـك - !
مآفرق شكلهآ كثير يوم إنتزعت العدسآت .. ولآفرق يوم جدل لهآ شعرهآ وأمآله على جآنب كتفهآ ..
درجة التشآبه كبيـره لكن النظـره !! والإحسآس !!
الإحسآس إللي أحسّه من شآف التسجيل إهو نفسه إلي يحسّه الحين .. خليـط المشآعر المتضآربـه ثآئره بدآخلـه .. متضآربـه ومتخبطـه .. مآبين الغـدر الحقيقـي من تجآه حوريتـه ومآبين الغـدر قيـد إكتشآف وقوعه فعلاً من دآرين ..
إللي إهو فيـه شيّ من الخيآل .. أو ضرب من الجنـون ..

" كوني يآدآرين مثل مآبرر رآمـز .. كوني وإلآ العقآب رح يكون كبيـر .. قآسي ..... وأليـم ..."

....: ليش مآترد ؟! مآنت مبسـوط !!
أغمض عيونه مبتسم بـ بهوت .. إدعآءاً لصحوه من شروده وإفآقته من المفآجئـه ..
مسك جآنبي رآسه بـ بنآن إبهآمه الأيمن والوسطـى ينآظر الأرض من تحته: لاآ
رمقته بـ نظره تحتيّه سآئلته بـ تشكك طآلبه تحديد المقصد: إيـش لآ ؟!
....: تفآجئت بس مو أكثر .......... من جِـدّ حآمـل ؟!

....: إيه حآمـل
....: من متى طيب ؟!
شيّ من الرآحه سرى بنفسهآ من إستشعرت الحمآسه بنبرته والإهتمآم وإن كآن بعده جآمد الملمح متصلب ..!
....: دريت من إسبوع بـ الضبط ... أتوقع هآلشيّ صآر من الليله الأخيره لنآ قبل سفرتك ... برآ على الكنبـه
قآلت الأخيره بغمزة عين مشآكسـه إنتفض من بعدهآ صدره بضحكه قصيره مقطوعه أشبه بـ الزفره أتبعهآ بـ تطويقه لعنقهآ بـ وضع الخنق: القآهآ منك ولآ من ضُرتك .. ثنتين حوآمل

....: أبي أجيب لك التوأم إللي تبيهم يآرآئف
إرتخت يديه من عنقهآ لأول زِرّ من أزرآر بلوزتهآ السودآء فآكه لهآ بحركه بطيئـه مثيره هآمس بـ عذوبه: وقتهآ فعلاً بتكونين مميزه عندي ..
بوزت بـ دلآل مفتعل مُدعيّه الإستياء: يعني الحين تعترف إني مو مميزه عندك .. حوريّـه أجل إهي المميزه !
إستمر بـ فكّ أزرآرهآ وصولاً للأخير عند البطن فآرج شقيهآ كآشف عن صدريتهآ الدآخليّه سودآء اللون تدور عيونه المرهقه على النقطه الوحيده السودآء وسط بيآض بشرتهآ ونقآءهآ ..
النقطه السودآء إللي مآكآنت إلآ شآمتهآ المميزه عنده أقصى اليسآر بـ أعلى إنتفآخ نهدهآ ..
تعلقت عيونه أخيراً إللي ضآقت بـ نظره مُريبه سآئلهآ بـ خفوت شبه مسموع متحسس شآمتهآ بـ بنآن إبهآمه الأيمن ..

الشآمه نفسهآ إللي تعلقت عليهآ عيونه بـ الفيديو إللي شآفـه ..
بديهـي يكون الشيّ إللي بتقبيله له القبله العميقه يفتتح معهآ ليآليهم الحمآسيّه المثيره إهو الشيّ إللي عفوياً تسقط عليه عينـه ومن الوهله الأولى إللي إنكشف فيهآ صدرهآ وإنكشف معه المستور من أعلى جسدهآ ..
المستور إللي مآحد أعلم منه وأدرى بـ وجوده !



....: معقوله التوأم عندهم بعد نفس الشآمآت بنفس المكآن ؟!!
....: ههههه لآء هذي هي العلآمآت المميزه الفآرقه .. هآلشآمه عندي أنآ بس .. أختي تغريد مآعندهآ

قآلتهآ بـ عفويّه مآتدري عن شرّ العآقبـه وسوء المضـرّه ! قآلتهآ وليتهآ مآقآلت .. قآلتهآ وبنفسهآ حفـرت قبرهآ ..


همس بـ خفوت مُريب: أهـآآ .. قلتيلي حآمل ؟!!
أومأت مرآت متتآليه إيجآباً بـ إبتسآمه مُطبقه ليُفآجئهآ بسؤآله الغريب المتسبب بتبدل ملآمحهآ لوجوم بطيئ ثم إشتدآد .. إستنكآر .. ثم إكفهرآر ..

....: معقوله إنه منّي ؟!
سألت طآلبه الشرح والإيضآح ... أو تحديد المعنى .. او تأكيد المقصد ...على وجه الدقّه: إنت وش قصدك ؟!
....: إللي ببطنك هذآ ...... شدرآك إنه منّي ؟!
إستشعرت اللؤم .. لآشعورياً إرتدت عنه خطوتين ملتصق نصفهآ السفلي بـ طآولة التسريحه من ورآهآ عآقده حآجبيهآ بـ إستنكآر قوي وشديد: رآئف وش هآلكـلآم ؟!!!!
....: أنآ أسألك
دآرين: .........
....: شدرآك إني أنآ أبوه فعلاً ؟!

ضآقت عيونهآ غير مُصدقه قصده الصريح المبآشر وإللي مآزآل مُصرّ عليه .. الموضوع أبعد مآيكون عن الهزل ..
أكمل بـ نبره يظهر فيهآ عدم الإهتمآم واللآمبآلاه: ليش مثلاً مآيكون مآلك ولد عآمر المُرشد إهو الأب الحقيقي ؟! أووو .... – إرتفعوآ كتفيه بهزة لآمبآلآه مقوس فمه – أو أيّ رجّآل ثآني غيري أنآ وغير مآلك المُرشد ... شلون متأكده إني أنآ الأب ؟!!

إتسعت عيوتهآ بصدمه ... أذهلهآ وقع الكلآم ... شلتّهآ قسوة الإتهآم ..
أحست بـ إرتجآف ركبتيهآ .. مآقوت رجولهآ عن الثبآت .. إستشعرت الإنهيآر ..
يسري .. يمتد .. وينتشـر ...
إستندت برآحتيهآ على الطآوله من ورآئهآ رآمشه بعيونهآ المذهوله مرّآت سريعه متتآليه فآغره فمهآ بـ ذعر تعبيري .. رآفض التصديق .. والإستيعآب ..
إقترب صوبهآ بـ خطوآته المتثآقله مآد يديه لصدرهآ بهدوء مُريب أتمّه بـ إقفآل الأزرآر إللي توّه وفتحهم وصولاً لآخر زِرّ بـ المنتصف عند آخر النبض بـ حلقهآ مآبين إلتقآء عظمتي الترقوّه ..

لحظآت من الصمـت والجمود جمعت مآبينهم قبل إبتدآء العد التنآزلي توديعاً لآخر لحظآت السكـون ..
لآشعورياً ومن هوّل إحسآس الخوف والهلع .... طآحت دموعهآ من العدم مرتجفه شفتيهآ معلنه عن إستجدآئهآ عديم النفع متوسِلّـه فُرصه للشرح والتوضيـح أو التبرير بـ الوقت إللي ضآعت فيه كُلّ الفُرص وإنعدمت .. بلآ رجآء .. أو أمـل ..


....: رآئـف إسمعنـ .............
مآ أكملت نطق إسمه المُرتجف إذ إنه ألجمهآ بـ - كــفّ – قوي .. بِدآئي وعنيـف .. مؤلـم .. ومُحطِّم ..
ترآءى لهآ تهشّم عظم فكهآ من جآنبه الأيسر إثر هآلإرتطآم الموجع لصدغهآ الأيسر من كفّـه الأيمـن ..!

مآ أمدآهآ ترفع وجههآ إرآدياً لأنه غصباً عنه إنرفع يوم غلغل يمنآه القآسيه بشعرهآ قآبض على خصلآته القبضه الوحشيّه آلمسببه لحدوث طرقعه محسوسه من تجآههآ أجزمت معهآ بـ إقتلآع شعيرآتهآ من الجذور ...

....: جــــب يآلفآجره إسمي لآيلفظه لسآنك
....: ءآآآآآآآ إسسمعنـي يآرآئف ... ءآآآآآآآآآآآآهـــــ
أكملت توسلهآ البآكي بـ آهه قويّه متألمـه بعدمآ إصطدم جسدهآ بـ المرآيه الإصطدآم العنيف إللي أودى بـ تمآسك المرآيه لتطيح من إطآرهآ متفككه أجزآئهآ .. مُتكسـره ..

صوت الكسـر إللي تدآخل معه أصوآت إرتطآم قطع الزجآج بـ الأدوآت فوق طآولة التسريحه تدآخل معهم صوت صرآخه الغآضب المزمجر جآر شعرهآ نآفض جسدهآ يمنه ويسره: قلت إسمــي لآتلـفظينــه يآدآعره يآبنت الكــلآب .. من متــــى ؟!! ومع كــم وآحـــد ؟!! هــآآآه ؟!! تكلمـــي .. يميـن آلله إن نسف عمـرك على يدينــي يآبنت الكلــب يآعآهـــره

آلمهآ قسوة النعـت وبذآئة اللفـظ .. صآحت مُنهآره بآكيه وإن كآن قوله أم الحقيقه وعينهآ إلآ إن فضحهآ علناً .. موجـع: لآآآآآآآ وآللـــــــــه .. إسمعنــ ........ ءآآآآآآهــــ
آهه ثآنيه صآرخـه أطلقتهآ بـ ألم أكبـر ..
وجـع سآحق قبض أحشآئهآ إثر إرتطآم جسدهآ بـ قسوه وعنف ووحشيّه ...
تكومت بـ الأرض محتضنه نفسهآ بوضع الجنين ..

الوضع الدفآعي العفوي والبديهـي بعدمآ إستوعبت ردّ الفعل التآلي من رفعه لثوبـه كآشف عن سآقه اليمنى إللي إرتدت مسآفه وآسعه .. وكأنه على إستعدآد لـ ركل – الكُره – وبـ كُلّ مآ أوتي من عزم وقـوه ...
تدري عدل هآلقدم إن إستقرت وين موطئهـآ ...
وبـ كل مآ أوتيت هي من قوّه .. جهرت صآرخـه إرتجآءاً .. توسلاً .. ضعفاً ... وخوفاً تضآعف إلى أن صآر فزعاً , فجعـاً ... وهلعـاً ..

....: لاآآآآآآ يآرآآآئــــف ... أنآ حآآآآآآمــــــــــــــل !

/
/

======
-----------
======


نهآية الفصل الثآلث والثلآثون
<<قرآءة ممتعـه إن شآءلله

:::

حلم الحياه 19-08-16 01:53 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الرآبع والثلآثون




/
/

إنتفض كآمل جسدهآ ذعراً من دخوله المُفآجئ رآفعه رآسهآ عن ركبتيهآ المضمومتين فآكه حصآر سآعديهآ لسآقيهآ المتلآصقين ..
شعـره غير رتيب , مُبعثـر .. عيونه حمرآء جآحظـه . نظرآته غآضبـه .. أنفآسه هآئجـه لآهثـه مسموعـه .. ثوبه محلول الأزرآر مفكوك الكميّن ..
لآ إرآدياً تسآركت حركة جفنيهآ بآلعه ريقهآ وبآلقوه إبتلعت معه غصّـة إرتبآكهآ والتوتـر !

إنقبآضه قويّه بـ أحشآئهآ شنجّت عضلآتهآ .. شيّ من التوجس سرى بنفسهآ ..
مآقدرت إلآ أن تثبت نظرآتهآ المترقبه لوقوفه الثآبت قبآلهآ لحظآت موحِشـه غآمضـه .. بلآ أي معنى وآضح من تجآهه لحد مآسألهآ بـ هدوء مُجبر , السؤآل المقتضب .. وآضح وصريح ومبآشر: إنتـي حآمـل ؟!

من فور إغلآق فمه من بعد سؤآله إنفغر هي فمهآ مقفله عيونهآ وبالقوّه رآفضه تصديق المغزى من سؤآله ..... مآتقوى على الإجآبـه

....: حآمـل !
....: لآء ..... سئط حملـي
....: سقـط ولآ إنتي أسقطتيـه !
إتسعت عيونهآ دهشـه إستنكآريّه مشتدة نظرآتهآ الغير مُصدّقه , وبسرعه أخفضت رآسهآ مآئله بـ أنظآرهآ المحتده يُمنـه بـ عدم إستيعآب .. وش إللي قآعد يصير تحديداً ! من دقآئق قليله غآدرهآ عُمـر بعدمآ ألقى عليهآ ذآت الإتهآم ! والحيـن هـو !

وقفت عن سريرهآ ثآبتة الإنفعآل مُردفه: لآء هو إللي سئـط .. من شهـر .. من تآني يوم إنت سآفرت فيـه
إرتفعوآ حآجبيه إستيعآباً هآمس: أهـآآ
ضآقت عيونهآ مستنكرة ردة فعله البآرده وكأنه مآصدق كلآمهآ أو مآمشى عليه عليه الجوآب , سألت بـ جفآء: إنت بتلمــح لـ إيـه بـ الزبـط يآرآئــف !!!
....: تعآلـي

سكتت لـ ثوآني بعدمآ إبتلعت ريقهآ متوتره ..
توجسّت ردّ فعلـه التآلي وإللي يبيبه طآلبهآ الإقترآب , ليش مآيقترب هـو !
أيّاً يكن , هآللي صآر مو بـ إرآدتهآ .. مآ أجرمت بشيئ ولآ أذنبت .. ليش الخوف ؟
كآنت تسآؤلآتهآ السريعـه إللي تكفلّت بتغليفهآ بطآقه من القوّه والثقه والثبآت ..
رفعت ذقنهآ بـ تكآبر قآطعه خطوآتهآ القصيره الهآدئه لحد مآوقفت تمآماً قبآله معقبه قبل مآيبدأ هو: مليش إيد فآللي حصـل يآرآئـف ومعرفش إزآي دآ حصـل .. غلطآنه أيوآ عشآن مئولتـش ليك من وئتهآ وإستنيت كل دآ بس أنآ وآللهي سدئنـي مكنتش حآبه أدآيئـك أو أشغل بآلك وإنت مسآفر فـ شغلـك و ... وإمبآرح بس كنت عآوزه أئولـك بـس ..... ءآآ

....: بــس ........!

شهقت نفس مُحبط رآفعه عيونهآ الدميعه للسقف برمشآت متتآليه مستجديّه للثبآت ..
أي عُذر الحين بتقوله مثل عدمـه .. إلآ إن عدمـه أفضـل بدلاً من أن يكون عُذر أقبح من الذنـب !
....: ليش يآحـور !
....: ليه إيه يآرآئـف !
....: ليش أجهضتـي ؟! دآمك مآتبين حمل ليش حملتـي ! كآن تقدرين تمنعين هآلشيّ بنفسـك ودآمك مآتبينـي بـ الأسآس ليش أصلاً تآركـه لي نفسـك !! بعـد سفري أجهضتـي ومن بعد ردتي أمـس ............ شهق من خشمه نفس عميق هآدئ مغمض العينين , أردف من بعده بصوت مخنوق: أمس كنتي معـي .. كنتي معي يآحور بين يدينـي ليش !! ليش هآلغـش وليش هآلغـدر !

تكرمش وجههآ طفولي الملآمح بـ تجعيدة بكآء في بوآدره مترقرقه عيونهآ بدموع حبيسـه هآزه رآسهآ نفياً هآمسه بـ ضعف متوّسلّه: لآ يآرآئف وآللهـــي
....: لآتحلفـــي

إحتدت نظرآتهآ الدميعه دهشـه من لهجتـه القآسيه النآهـره والآمـره .. لآتحلـف !
برخو وتبآطئ أخفضت نظراتهآ ليمنآه إللي إمتدت وبهدوء طآلت أسفل ذقنهآ ..
لمسآت مُريبه مآبثّت لقلبهآ إلآ الهلـع .. مذعوره حِسياً ..
بـ بنآن إبهآمه الأيمن تمّ يتحسس أسفل شفتهآ السفلـى قآبض أصآبعه الأربع على مؤخرة عنقهآ , غآزر أنآملـه بـ جلدهآ ..
مآعآد فيهآ التحمّل , أسلوبـه ملتوي حتى بـ تمهيده للعقآب ..
لآشعورياً سقطت دموعهآ طآلبته التوقف رآجيه بـ وهن: رآآآآئِـــف

....: ليش يآحـور !
أمسكت معصمه الأيمن بـ كلتآ قبضتيهآ الوآهنه معتصره عيونهآ البآكيه بـ أسى وأسف وتحسّر: وآللهـي يآرآئـف غصـب عنـي .. وآللهــي سدئنــي

مآبعقلـه .. لهآلدرجـه وصلت بهآ تستغفلـه علناً .. مآزآلت مُصّرّه على الإنكآر حآلفـه .. هآلصغيـره لعينـه لئيمـه .. غشآشـه , غـدّآره .. وكآذبــه
أحكم قبضـة أصآبعه على شعر رآسهآ من المؤخره وبـ كُلّ مآ أوتي من قوّه .. أشعره كذبهآ وتمآديهآ مُدعيّه البرآءه بملآمحهآ إللي كآن لهآ النصيب الأكبر في إتقآن الدور وببرآعه بـ الإستثآره .. شيّ من التقزز والإشمئزآز أشعره بـ الغثيآن ...

بـ مقت مشمئز أجبر نصفهآ العلوي على الإنحنآء للخلف ملتويه بألم مكبوت الإنفعآل وضحت تعآبيره بقسمآتهآ المتوجعّـه فآغره فمهآ الصغير لآخره بـ صيحه متأوهه صآمته مطبقه جفنيهآ بـ غمضـه قويّه مُتألمه بآللحظه إللي كشف هو فيهآ عن صفي أسنآنه المطبقّه غضباً وقهراً جآبرهآ قسراً ترتفع على أطرآفهآ مقرب وجههآ لوجهه تلفحهآ أنفآسه الحآرّه المستشيطه: تغدريـــن فينـــي يآحــــور ! أنــآ !!! تلعبيـن علــيّ !! هـذآ هو غرضــك ! تسلمين لي نفسك مقآبل التنآزل .. مقآبل مآديّآت !! هذي هي مصلحتـك !!!! مآتوقعتـك بهآلرخـــــص ...... رخيصـــــــــــه

....: وآللهــــي العظيــم إنت فآهــم غلـــط
....: إللي قآله عُمـر أخـوك سمعتــــه

شددت من إغلآقهآ لعيونهآ المعتصره وجع من أحست بـ تشديده هو لقبضته القآسيه على شعيرآتهآ حدّ الإقتلآع صآئحه: أنــآ مش عآرفــه إيه إللي حصـــل أصــلآآآآ
أعقب بـ صوت مخنوق متحشرج .. ضربتين بـ الرآس من حريمه فآقت الوجـع .. ضربتين بـ الرآس كآنت نآهيـه ..

....: إللي حصـل إنك بنفسك أجهضتي نفسـك ... وبكآمل إرآدتك .. مآتبين الولد إللي حملتي فيه منـي .. مآتبين شي يربطك فينـي .. ذبحتـي الروح إللي كآنت بتحمـل إسمـي ... هذآ هو إللي حصـــل
لطمت خديهآ المغرقيّن بآلدموع هآزه رآسهآ المشدود للخلف وبقوّه صآئحه بصوت مبحوح مجروح: وآللهــــي مآحصــل .... محصلــــش

بهدوء إرتخت أصآبعه فآكه كتلة شعرهآ المجذوب وبسرعه إبتعدت هي عنه معتدله بـ إستقآمة ظهرها مآسحه على شعرهآ من مكآن الشـدّ , تحسّ بـ وخزآت من الألم قويّـه ..
نظرآتهآ له حزينـه , عآتبه ولآئمـه في حين كآنت نظرآتـه هو غآضبـه , كآرهه وحآقـده ..
بـ تبآطئ إنحدرت عيونهآ لقبضتيه المكوّره , يجآهـد في السيطره على إنفعآله يجآهد في كبت العصبيه , ويجآهد في كظم الغضب ..

بسرعه مسحت خديّهآ تلحقه بـ الكلآم مُبررّه بـ كلمآتهآ المتقطعّه المتسآرعه والغير مترآبطه: إسمع يآرآئـف .. إسمـع .. أنآ وآللهـي .... وآللهـي .. كنت عآوزه .. كنت عآوزه الحمل دآ .. تآنـي .. نحآول تآنـي .. أنآ أئدر أحمل تآنـي , يآرآئف بآلله عليـك بلآش النظـره دي .. متظلمنيــش

....: نحآول ثآنـي ؟!
أطبقت فمهآ بآلقوّه لحد مآختفى من وجههآ وصآر خطّ هآزه رآسهآ إيجآباً وبسرعه ليعيد هو سؤآله بذآت النبره البآرده والنظره الهآزئه: نعيـد ثآنـي ...!!
توّهآ بتفتح فمهآ تأكيداً وبـ اندفآع إلآ ويلتوي عنقهآ للحد اللي أحست به وكأنه خُلِـع !
صفعه لصدغهآ الأيسر كآنت أقوى وأعنف وأقسى ممآ يكون ..

من إعتدل عنقهآ المُصلب ألـم تنآظره بصدمّه شلّت كآفة إنفعآلاتها إلآ من الذهول والدهشـه إلآ ويرد سآحبهآ من شعرهآ مغلغل أصآبعه بين خصلآتهآ هآزهآ وبآلقوّه يمنـه ويسـره , حـدّ الإرتجـآج ..
قدر أولاً يصيبهآ بـ التشوش , غير مُدركـه وغير مبصـره .. أحسّت بـ الدوّآر .. وتآليـاً دون إستعدآد منهآ أو تأهـبّ إرطم رآسهآ بـ إطآر تسريحتهآ مطلقـه صرخـه مُتألمـه أعآدتهآ للوعـي من جـديد تجآهلهآ هو عن غيـر عمـد .. التجآهل إللي غشآه تمآماً وأعمآه عن حقيقـة الموقف والوضـع .. عن ردّ فعلـه هو , وعن وحآلتهآ هي إثـر هآلفعـل !

صدمته كآنت أقوى وجرحـه أقسـى .. شيئن دآخلـه انكسـر كسـر صعب الإنجبآر ..
مآبين الغدر من حوريـه والخيآنه من دآريـن ..
كآن هو قطعة اللحم مآبين السندآنه والمطرقـه ..
ثنتين من الحريـم أبقـوآ على كآمل رجولتـه ولآخر رمـق .. بـ أفعآلهم تسآوى هو بآلترآب ومآ أدنـآه ..

إهتآجـت صآئحـه , غآضبـه .. صآرخه: إنـــت مقـــنون .. مبتفهمــــش !! أولتلــك مآليش دخـل بـ الموضــــوع

أعقب من بين أسنآنه بـ تحذير جآف مُشـدد: إشتري سلآمتك يآحـــور
رفعت سبآبتهآ بوجهه مُهدده وقد إمتلت عيونهآ بنظره كُره , حآده ومُتحديّه: أوعــك تئــرّب منّــي يآرآئـــف .. أقسـم بآلله لو أزيتنـي مآهسكـت ليك المرّه دي كمـآن ... نآسي إللي عملتو فـ إيــديـ .......

وقبل مآتكمل كلمتهآ كآنت نفس اليّد إللي تقصدهآ بـ حكم قبضتيه لآويهآ وبمنتهـى القسـوّه دون أيّة مُبآلآه .. وكأنه ردّ سريـع عن عدم اكترآثه بـ تهديدهآ ولآ بيدهآ إللي مسبقاً أصآبهآ بـ العجـز .. مكمـل عليهآ لترد هي صآرخـه مُتألمـه بعدما إقشعر جسدهآ بـ وخزآت شآبهت وخزآت التيآر الكهربآئي في سريآنهآ ..وهنت قوآهآ مآعآدت رجولهآ تشيلهآ لولآ إعتصآره لذرآعهآ جآبرهآ ألماً على الوقوف والتلوي صآرخه بـ إستجدآء بآكي متألم: إيــــــدي يآآرآآآآآئـــــــــــف ءآآآآآآآآ
....: يمين بآلله لأعجـز كل عضـو فيـك يآحـور مو بـسّ يــدّك .. أنـآآآ !! أنآ يآبنت الكلـب إللي تغشينـي وتغدرين فينـي أنآ ! أنا تستغلينـي وتستغفلينـي !!!
....: متشتمـــش بآبآ يآحيـــوآآ ...... ءآآآآآآآهـــ
إرتدآد كآن الأعنـف .. بصفعـه ثآنيـه أقسـى موجعـه أكثـر ..

تحسست وجههآ المُغرّق بـ الدموع .. وجنتهآ اليُسرى إللي تلقّت صفعتهآ الثآنيه على التوآلي مُتأججه بلون أحمـر حآمله آثآر أصآبعه القآسيه محفوره فوق جلدهآ !
....: هيّآ دي رقولتــك ! بتستــئوى عليّآ بـ إيدك .... ونعـم الرقولـه !
على طآري الرجوله المهدوره .. الطعنـه بـ القلـب ..
لفظت بآللي مآحسبت له حسآب .. رجولته إللي تبعثرت على يدهآ هي وضُرتهآ الممدده تصآرع الموت على بُعـد أمتآر قليلـه !

الخطوه الأخيره إللي قطعهآ عآميه الغضـب .. مكفهـر وجهه , منتفخه أودآجـه , مشتعلـه مستتشيطـه عيونه ونظرآتـه ...
دفآعياً وبشكل عفـويّ .. رفعت من صحن الفآكهه المتروك على طآولة التسريحه السكين أسود اللون صغير الحجم حآد السلّ والطرف والمخصص لتقطيع الفوآكه ..
محتميـه ورآء هآلشيئ الصغير بيدهآ مُهدده بنظره حآده ونبره جآفه: اقسم بآلله يآرآئـف مآفي حآقـه هتمنعنـي .. السكينـه فـ إيدي .. إبعــد عنـــي

التهديد إللي زآد الطين بلـه , ملـح ع الجـرح !
إنتفخ صدره بنفس حآنق ثآئـر غآضـب .. كل مآله يضيق صـدره .. مآعآد فيـه ..
بدآخله ثوره , مآعآد به من الطآقه شيّ لكبتهـآ اكثر وتحملها اكثر ..
لفـظ أنفآسـه المشتعلـه تحريراً لقيـد إنفعآلـه برفعـة يمنآه المرتده للخلف والمقتربه تجآههآ بسرعـه ...
هي تدري تمآماً وين رح تستقــر ..
لآشعورياً , صدت عن نفسهآ دفآعاً وبعفويّـه .. مآ أحسـت بهـول فعلتهآ إلآ بعدمآ وقعـت ..
إخترقت السكين كـف يمنآه شآقـه طريقهآ وبمنتهى السرعه واللحظيّـه خروجاً من ظآهر اليـدّ !

إتسعت عيونهآ بذهول فآغره فمهآ لآخره إرتيآعاً وإرتعآباً من شكل الدمّ إللي تفجّر من يده المعلقـه بـ الهوآء يتوسطهآ السكيـن مغـروز !

إنهيآر تآم ألّم بهآ وإعترآهآ .. حآله من الصرع سيطرت على إنفعآلهآ المُشتت المشوّش والمضطرب ..
إعتصرت ذرآعه الأيسر متملكـه تعآبير الهلع والفجع ملآمحهآ الشآحبه مُطلقه سيل كلمآتهآ المتوتره والمضطربه بـ ذعر وصل أقصآه مُتعذّرِه: مئصــدتش .. وآللهـي .. وآللهي غصب عنـي .. بتوقعــك !! يآلهـوي عليّآ وعلى سنينــي يآآرب
إنحدرت يديهآ من ذرآعه ليسرآه محتضنتهآ بين يديهآ رآفعتهآ لفمهآ طآبعه عليهآ قبلآتهآ الكثيره والسريعه كـ إعتذآر .. مُتأسفـه , مُتندمـه !

القبلآت الخآطفه إللي توقفت بـ سحبه ليده بقسوه من قبضتيهآ المرتجفه الوآهنه ممسك بطرف السكين المعلّق بيمنآه مقفل عيونه بآلقوّه شآهق نفس عميق إستعدآداً للي تأهب لفعلـه !
إحتدت هي نظرآتهآ مذعـوره .. توقف النفـس بصدرها , أحست بـ قلبهآ ينخلـع جبراً من مكآنه .. شيّ على وشك الخروج من بين الضلوع ...

أحسّت بآللي هو يحسّـه .. ملآمحه المتوجعّه وهو يتحآمل على نفسـه مشدد من قبضته على مقبض السكين بـ تجآهل مُرغم لإحسآس الألم إللي يفتك بـ أعصآب يده مخرج السكين وسريعاً دون تردد بآلتزآمن مع آهـــه متألمـه مخنوقـه وجـع وإحسآس لحظـي مؤقـت للرآحـه من بعـد عنـآء !
هدأت ملآمحه وهبط صـدره .. تحررت أعصآبه من التشنـج وعضلآته من الإنقبآض .......... طآحت السكين من يــــده

السكين إللي بمجرد خروجهآ سمحت لـ سيول من الدمآء بـ التدفـق ..
كـ الإندفآع المفآجئ لضخّ المآء من الصنبور , تفجرت الدمآء من جرح يده العميق الغآئر بـ فتحتين من بآطن الكفّ وظآهره مُلطخـه لهآ وجههآ بـ طرطشـه من دمآءه وعلى حين غرّه !
تسمرت مكآنهآ وعلى وضعهآ كمآ اللي إنكبّ عليه سطل مويـه فجآئي .. علتها الصدمه وكسآهآ الذهـول ..
للحظآت من سكون الموقف مآبينهم لحد مآبسطت هي رآحتيهآ لوجهه تطلبـه التمهّـل وتطلـب لنفسهآ الفرصـه !
مآدرت إنهآ بـ الوقت الغلـط .. المنتهـي ..
ضآعت كلّ الفُـرص ..
شلّهآ الضعـف .. مآقوّت حتى على الهـروب ..

إستسلآمهاً له وإنهزآماً منهآ .. إلتوى كآمل جسدهآ بحركه مآ أمدآهآ حتى تستوعبهآ ..
يُمنآه المصآبه المغلوله بشعرهآ قآبض عليـه بـ كل مآ أوتي من قوّه مفرغ فيهآ جزء من تألم يـده وظهرهآ إللي إلتصق بصدره ..
رآسهآ إللي إرتد للخلف مسآفه وآسعه وبلمـح البصـر إقتربت الإقترآب السريع الخآطف بـ إرتطآم قويّ , قآســي .. وعنيــف ..

على إثره تنآثرت قطـع المرآيـه متبعثــره !
المرآيه إللي إنفصلت لأجزآء عديده متكسـره بفعل تصآدم وجههآ !
صرخـه مدويـه أطلقتهآ هآزه الأركآن من حولهآ ..

مآتشوف إلآ بعينهآ اليسـرى واليمنـى يفتك فيهآ الألـم .. ولسبب مآتدريـه , فهـي غير قآدره على فتحهـآ مطلقـاً !
مآكآن السبب في الحقيقـه إلآ كسره من زجآج المرآيه تعلّقت بـ آخر الطرف من عينهآ اليمنـى كحآل جآنبهآ الأيمن كآمل إللي ترآشق فيه قطـع من المرآيآ مُحدثـه جروح دآميـه !
صدمهآ ردّ فعلـه , إنهآرت تمآمــاً ..
بـ كآمل طولهآ إرتمت بـ الأرض موضع قدميه سآجـده !

إحسآسه بـ إحتقآرهآ والتقزز منهآ وإحسآس الإهآنـه لنفسـه ولرجولتـه ولكيآنه كلّه كآن أقوى منـه .. تملكـه وسيطر عليـه ..
بـ نفور سحب رجله اليمنى من تحت رأسهآ المُثقـل ألـم وكأنهآ شيّ قذر نآفر منـه متوعـد: نهآيتكــم على يـديّ يآلأنجـآس ..

قآلهآ بقهر غآرز أصآبع يمنآه المصآبه بـ شعرهآ جآرّهآ ورآه على ظهرها زحفاً على الأرض بمقآومه مسآويه للصفـر من تجآههآ ..
من غرفة النوم للصآلـه خروجاً للممرّ رخآميّ الأرضيّه البيضآء اللآمعـه وصولاً للمنتصف وقوفاً عند التقآطع الوسطـي المؤدي بنهآيته للممرّ الأوسـط ..
بـ قوّه متعمدّه فلت يده من شعرهآ ليرد رآسهآ مرتطم بـ الأرض من تحتهآ تآركهآ جثّه متأوهه ألمـاً , آنّـه وجعـاً قآطع الممرّ كآملاً بـ خطوآت زلزآليّه غآضبـه للجثـه الثآنيـه الهآمـده ... وتمآمــاً دون تأوهـ أو أنيـن .. أو حتى تنفـس !
وسـط بركـه متسعه من الدمآء الغزيره المتدفقـه مشقوقة الثيآب العليـآ ..
شُـجّ رأسهآ من منتصف الجبيـن !
صفعآت قآسيه حمرآء الأثر وورديّه مطبوعـه على أعلى جسدهآ , جيب صدرهآ , عنقهآ .. وصدغيهـآ .. عيونهآ الثنتين ملكومـه , مغلقـه بفعل التورم والإنتفآخ أزرق اللون دآكن من حولهـم .. شفتهآ السفلـى مفلوقـه , فتحتي خشمهآ نآزفـه بـ الدمآء , بغزآره ودون توقّف !

بمنتهـى الوحشيّه منـه وبلآ رحمـه .. غُلتّ يمنآه بشعرهآ الأشقر المبتلـه خصلآته بلل أحمـر اللون سآحبهآ منـه خروجاً من الجنآح للحوريّه إللي وآرت نصف وجههآ المحطّم متعلقـه فيه قطع صغيره من المرآيآ تأن مُتألمـه ..
الأنين إللي تصآعد مُرتفـع بـ وهن رآفـض المُزآيده عليـه من ردّت وأحست بـ إقتلآع خصلآتهآ من الجذور رآفع رآسهآ جبراً عن الأرض سآحبهآ على ظهرهآ ..
السحب إللي بلآ شكّ هآلمره شكلـه القآضيـه !
أحسّت بـ إرتطآم جسدهآ على درجآت السلآلم نزولاً !

بـ عينهآ اليسرى لمحت الجسد الثآني المسحوب من الشعـر ولكن بـ اليدّ الأخرى لـ ذآت الجلمـود عديم الرحمـه نزولاً على نفس الدرج ..
وآضح إستسلآمهآ التــآم دون حتى التوجـع من التصآدمآت القويّه بين الجسد ودرجآت السلّـم !
يآ إنهآ فآقده للوعـي المؤقـت أو إنهآ جثّـه هآمـده .. تمآماً بلآ وعـي !

أغمضت عيونهآ إستسلآماً للألـم إللي خدرهآ كآملاً مآعآد تحسّ بـ نقرآت الوجـع إللي احستها اولاً مع كُلّ درجـه تعدتهآ نزولاً .. أو الشدّ القآسي المقتلع لـ جذور شعرهآ أو عينهآ اليمنى إللي مآعآد تحسّ بقدرتهآ الجبريّه على فتحهآ ..
لآ إرآدياً تنغلق مُحدثـه ألـم موجـع بسبب الشظيّه الزجآجيّه المعلقـه بـ سحبـة العين الأخيره من الطـرف !

من الطآبق الرآبع إلى الطآبـق الأول ..
سِرب من الشغآلآت إصطفوآ بملآمح جزعـه هلعـه , مفجوعـه من هول المشهـد !
رآئف بملآمحه القآسيه الجآمده بـ أبشع هيئـه له ..
وكأنه الشيطآن مُتلبـس ..
سآحب زوجآته الثنتين من شعورهـم .. مآفي وجهه ذره من الرقّه أو الرحمـه ..
دآرين إللي تركت الأثر من ورآهآ طريق أحمر اللون من دمآئهآ السآئله مجهولـة المصدر ..
وكأنهآ ذبيحـه بلآ روح ودون مقآومـه , مغمضـة العينيـن ..

بـ اليدّ الثآنيه لـ رآئف كآنت حـور إللي أرجعت ذرآعيهآ مآسكه يده قآصده الفكآك .. بـ منتهى الضعف والوهـن والإستكآنـه .. نصف وجههآ الأيمن كآملاً مُضـرّج بـ الدمآء ..

بـ وسط المدخل الفسيـح للطآبق الأرضي تسآرعوآ ثلآثتهـم صآئحيـن إستفهآماً بملآمح هلعـه من تعآلت صيحآت الشغآلات مجللـه بـ القصـر ..
أمـه .. مرآم .. وشـروق !
وقفت حركته على بوّآبـة المدخل الحديديّه بآلتزآمن مع صرخـة شـروق الجزعـه بضربة صدر مذهولـه .. قويّه: دآريــــــــــــن !!!!

دآرين إللي فكّهآ من قبضة يمنآه إللي مآوقفت للحظـه عن ضـخّ الدمّ منهآ لتزيد من إثآرة المشهـد كونـه هو المُصآب الثآلث إصآبـه عميقـه غآئـره ..

فتح البآب لآخـره بتجآهل لصيآح حريم البيت وشـدّ أمّـه له من ذرآعه متوسلّـه: رآآئــــــــف .. وقّــــف
إرتفعت سبآبته القآسيه بوجه أمه وقد إعترآه غضب سآحق تملكّـه دون أمـل في الفكآك ..
إرتدت أمّه للخلف بعيون محتده ذعر , غير مُصدقّـه إللي توّه ولفظ بـه دون حسآب أو إعتبآر , مُلقـي تهديده بوجهها وبرفعـة إصبعـه غير مُبآلـي !

....: يميــن بـ آلله إن يلحقهـــم من فتــح فمّـــه ...

تسمّرت مكآنهآ بعيون موسعّـه صدمـه ...
هي ومن حولهـآ .. بـ صمت رآقبـوآ حركته من أحنى ظهره لدآرين أولاً رآفعهآ من وسط صدرهآ بـ شدّه لملآبسهآ المهلهلـه حآذفهـآ خـآرج البيـت !
وبنفس اللحظـه سحب حور من شعرهآ رآميها فوق ضُرتهآ إللي أعلنت أخيراً عن بقآء الروح فيهآ مُصدره أنّـه خفيفه متأوهه من إصطدمت بهآ حور بآللحظـه إللي أعقب هو فيهآ بـ جـلل مُزمجـر غآضـب صآخـب: يآلحـــوش الفُــجّــر .. مآتسـوون أوصّـخ يدينــي فيكــم

إنقلبت حور على ظهرهآ نآزله عن دآرين الممدده لآحول لهآ ولآ قوّه , وبـتحآمل على نفسهآ حآولت الوقوف ليرد جسدهآ وينتفض بقوّه مذعوره من تصفقت البوآبه الحديديه بوجههآ مُحدثه إهتزآز قويّ إستشعرت قوته من إرتجآج الأرض أسفلهآ ..
لآشعورياً سآلت دموعهآ على خديهآ من إحسآس الإهآنـه اللآمُتنآهيـه مُحدثه نغـزآت من الألـم مآبين تشققآت الجروح بـ وجهها ..

بـ كلتآ رآحتيهآ ضربت البآب بـ القوّه آمره بـ سخـط حـآد جآهـر .. صآرخ ومُزمجـر: إفتـــــح البــــآب يآرآئــــــــف ..... إفتــــــــح
كآن بعـده ورآء البآب مآتحرّك .. رآص على أسنآنه بقوّه مُحدثه صرير مُولم مُزعج مآزآده إلآ عصبيّه وغضـب ..
تكورّت قبضتيه حآفر بـ أظآفره رآحتيـه ..
كبت هآلعصبيّه مُثير لـ جنونـه , يحس بـ إهتيآج غير قآدر على تحملّه أكثـر ..
طآقه سلبيّـه عنيفـه آخذه في الإجتيآح , ثوره بدآخلـه مُشتعلـه ..
الجزء إللي أفرغه منهآ بـ تعديّه على زوجآته وآحد من مليون الجزء إللي يحسّه ومآزآل آخـذ في التضآعـف والإشدآد !

إنخفض بصره الحآد الثآقب لـ شروق إللي طآحت من طولهآ بـ الأرض وآقفه على ركبتيهآ بلآ أي إنفعـآل ..... مذهولــه !
من فورهآ مرآم لحقتهآ متعلقّه بـ ذرآعهآ الأيسر متحسسه ظهرهآ بـ حرآره كـ تهدئـه .. او موآسـآه !
بـ القوّه أقفل عيونه جبراً لإحكآم أعصآبه من الإنفلآت أكثـر لمجرد سمآع صوت ذيك العنيده السآخطـه الرآفضه تمآماً قصـرّ الشـرّ وإنهآؤه !

توّه بيخطي أولى خطوآته رآد للمكآن إللي نزل منـه لولآ الجُملـه إللي إخترقت آذآنهم كلهـم متوسعه عيونهـم بدهشـه وعدم تصديـق للي توّهآ ولفظته صرآحتاً هآلمسمّآه حوريّــه !
بلآ أدنى ذرة مبآلآه أو مُرآعآه .. ودون حسآب أو إعتبآر .. وبتمـرد مُطلـق تعدى اللآنهآئيــه ..
ركلت البآب ركلـه ترآءى أنهآ الأخيره معلنـه انسحآبهآ صآئحـه بـ لعـن أخير جهرت به غآضبـه وبكـل مآ أوتيت من عزم: ملعــــــون أبـــــــوك يآرآئـــــف

بلآ تفكير لمجرد اللحظـه .. إنفتح البآب لآخـره جآذبهآ من شعرهآ الهائج المنتفش قآبض عليه أصآبع يمنآه المتفجرّه بـ الدمآء هآزهآ بقسوّه يمنـه ويسـره بـ حقـد ومقـت , صآئح تحريراً لـ كبت إنفعآلآته اللفظيـه بـ التزآمن مع حذفهآ القويّ لتطيح فوق ذيك الممدده بـ إستسلآم: ملعـــون أبــوك إنتــي يآسآفلـه يآبنــت الكلـــب

صآح بـ غصب سآحــق إهتزت معه طبول الآذآن .. أعلن النهآيـه .
....: طآلــــــــق .. طآلـق يآحوريّـآ إنتي والعآهــره إللي جمبـــك طآآلـــــــق

شهقه ثلآثيـه للإنآث الثلآث بـ فجـع مذهولين من هول إللي إسمعـوه !
إبتدآءاً من اللفـظ بـ قسوة الكلمآت المُهينه الجآرحه وإنتهآءاً بـ لفـظ الطـلآق !

همست أمه بعدم تصديق مذهوله الهمس الخآفت الفآتر: رآئـــف !!!!
مآعطآهآ الجوآب إلآ بنظرة قآسية حآده أتبعهآ بـ سفـه مآزآدهآ الآ دهشـه وإستنكــآر !
ولّآهآ ظهره بـ خطوآت سريعه شبه رآكضه بعدمآ ألقى تحذيره الأخير متوعّد: يميــن بآلله عظيــم ولفظتـه .. هآلنجســآت برآ مآلهم مكآن بهآلبيـت .. وخـلّ أحد يتجـرأ عليّ ويتعصّـى !


من ورآء البآب .. خطت هي خطوآتهآ العرجآء بـ صُحبـة وآحد من السآئقين آسيوي الملآمـح مخفض الرأس حرجاً من الموقف !
لأول مره تتكشف عليـه وآحده من حريم البيـت !
في حآله مزريـه يرثى لهآ ..
وآضح بوجههآ آثآر عنف بدآئي في منتهى الوحشيّه ..
هآلشيّ إللي أقرّه بـ قلبه قبل مآيشوف الضحيّه الثآنيه إللي وضح بسببهآ مدى هوآن وضع العرجآء إللي إستدعته مقآرنتاً بهآ !
ممدده دون إنفعآل وإن كآن الأنين والتأوّه .. مشقوقة الثيآب ..
إختفت معآلم وجههآ تحت كدمآت بآلغة الأثر نآزفه من كل مكآن بجسدهآ ..
وضح عليهآ آثآر اعتدآء وعنف جسدي في أقسى صـوره وأبشعهـآ !

دآرت عيونه يمنه ويسره بـ تشتت مضطرب مآيدري وش إللي بـ الضبط مفترض إنه يسويّه !
ثبتت عيونه المذهوله على جلوس حوريه عند رآس دآرين رآفعتهآ بـ حذر وتوخّي فوق وركيهآ مُردفه: آلله يخرب بيتك يآردآرين .. إيه إللي هببتيــه !! سمعآنــي ؟!!

....: آممممم
أبعدت خصلآتهآ الشقرآء الملتصقه بفعل الدم على وجنتيهآ معقبه بـ نبره سريعه مندفعـه .. متخوفّـه: آممم إيه بس .. الله يخرب بيتك إنت يارائف
رفعت رآسهآ للسآئق طآلبته بـ عربيّه مُكسّره: شغّـل سيآره فيـه روح ..

بـ إنقيآد سريع تآم .. هزّ رآسه إيجآباً وبقوّه موليهآ ظهره ركضاً لإعدآد السيآره في حين ردت هي أنظآرهآ المنفعله بـ قلق لـ دآرين وعلى دآرين متحسسه عنقهآ المنتفخ بملآمح كسآهآ الخوف: سمعآنـــي ؟!!
....: آمممم
....: يآلهــوي عليكــي إنتـي بتموتـــي .. جسمـك متلــج !! أعمــل إيييييـه !!!

سألتهآ بـ إندفآع صآئحه , مبتلشـه بعدمآ تدآركت بعيونهآ الموسعّه تفآجئ إتسآع بقعـة الدم آخذه في التمدد من تحتهآ .. أعصآبهآ على وشك الإنهيآر: الدم دآ كلّـــه منيـــن !!!
....: حـآآآ ...... حآمـــ ..
....: إيـه ؟!!
همست بـ بحّه مُتألمه إختفت معهآ آخر الكلمه: حآمــ ... ــل
إنتفض جسدهآ من صآح السآئق على استعدآد: هــآ

إلتفتت له بـ عقدة حآجبين محتده .. كل بآلهآ مع دآرين وإللي توّهآ ولفظته ..
بـ التبآطئ بدت الصوره تكتمـل .. دآريـن حآمـل .. والسحب إللي إنسحبوه ثنينآتهم على الدرج بـ الجرّ من شعورهـم أربـع طوآبـق من البيـت .. شلون بعدهآ بتكون حآمــل !!
هذا بـ خلآف العنف إللي تعرضت له قبلاً ووآضحه آثآره !
أيّ مصيبه إللي سوتهآ دآرين وكآنت هذي النتيجـه !

هزت رآسهآ إيجاباً بسرعه متمتمه على عجله: سآآ .. سآعدنــي
بلآ تردد في تقديم المسآعده .. أمسك برجول دآرين بعدمآ ضم سآقيهآ لبعضهم رآفع نصفهآ السفلي عن الأرض في حين أنزلت حور معصميهآ تحت إبطيهآ متكفله هي برفع النصف العلوي !

بـ خُطى متسآرعه أدخلوهآ وبـ حذر للسيآره اللآنـد كروز الضخمـه ممدده على الظهر فوق الكرسي الخلفي ..
إتخذ السآيق مكآنه وجلست هي جمبـه .. سألهآ والقلق بوجهه: روح مستشفـى !!

أغمضت عيونهآ بـ إبتئآس .. هآللي يصير دفعه وحده وبهآلكمّ الكبير من الصخـب أقوى بكثير من قدرتهآ على الإستيعآب وقوتهآ على التحمّـل ..
مآتدري شلون تتصرف , ووشهـو التصرف الحكيم تحديداً بهآلموقف !
شلون يروحون المستشفى بروحهم وهم بهآلشكـل !
دآرين بملآبسهآ البنجآبيه السودآء مشقوقه وهي بـ الترنـغ الريآضي الأسـود .. لآ عبآيه ولآ حجآب ولآ غطـآ ....

....: ودي بيــت ... بآبآ كآمــل
قآلتهآ ثم أرخت ظهرهآ للكرسي مغمضه عيونهآ بـ تعب ..
تملكهآ الإرهآق مُخدراً لهآ لتغيب عن وعيهآ لحظآت بـ غفوه قصيره إنفصلت بهآ عن الوآقع قبل مآيوعيّهآ صوت الأنّـآت المُتألمـه بـ تحآمـل مُهـدر على النفـس ..

....: حــووور
هزت رآسهآ قآصده إفآقة نفسهآ من إستوعبت منآدآتهآ لهآ ملتفته ورآءهآ سآئله بـ إندفآع متخوّف: مآلــك !! حآسـه بـ إيـــه !!
....: اروو .. روح .. معآآك
....: فيــن ؟!!
....: البيــ ..... ــــت
سحبت حور نفس عميق هآدئ , يظهـر خآئـب مُنهـزم .. مهموم ومُحبـط ..
أومأت من بعده إيجآباً بـ الموآفقه مطبقـة الفـم بلآ حيلـه لترد الثآنيه غآطـه بغيبوبتهآ بـ سلآم وإستسلآم بعدمآ أمِنـت وإطمأنـت !

تظهر هآدئـه ظآهرياً سآكنه , مستكينـه .. إلآ إن دآخلهآ ثـوره وصـرآع ..
مآيمر قبآل عيونهآ المقفله إلآ صوره جمآعيّه لـ أمهآ .. وآئل , تغريـد .. وميسـم .. ولآ يصدح بـ أذنهآ إلآ صوت الرفـض والبرآئـه والإنكـآر ..
أنكرهآ أولاً أبوهآ فيصـل , أنكرهـآ ثآنياً أبوهآ محصـن .. أنكرتهآ أمهآ .. أخوهـآ وآئـل .. ميسـم ... وتغريــد !
كيف من بعد إعلآنهم البرآءه منهـآ تـرد لهـم موجوعـه منهزمـه ..
مآكآنت هـذي دآريـن .. ولآ رح تكـون !

سرى الخدر بكآمل أعصآبهآ معلنـه دخولهآ الغيبوبـه وصدى كلمآت قآسية الوقع على قلبهـآ والتأثير في نفسهآ يتردد صدآهآ قويه صـآرخه آخذه في التلآشـي ......

لـ أمهآ إللي فردت لهآ الذرآع الأيمن ممدوده سبآبتهآ تجآه البآب , طآلبتهآ المغآدره .. وعدم الرجـوع ...

(إطلعـي برآ يآدآريــن ................ إطلعي ولآ عآد ترديــن ! )



/
/

/
/


لـ مُدّة الربع سآعه وهي على وضعهآ سآئحـه على كرسيهآ بـ جآنب السآيق محتآطـه من العيون الفضوليّه وإن كآنت على غير عمـد , حرصت لآيشوفهآ أحدّ من زجآج السيآره المكشوف وهي بمثل هآلهيئـه المثيره للإرتيآب !

نآظرت بـ إمتدآد العمآره الشآهقه من ورآء زجآج شبآك السيآره على يمينهآ بـ جبين مقطـب وعيون ضآئقه من إنعكآس أشعـة شمس الظهيره ..
بـ هـمّ زفـرت مآتدري شلون تتصرّف , عقلهآ تمآماً مشلول وكل أفكآرهآ متوقفه ..
مآتشوف نفسهآ إلآ بشكـل مُستنكر غير إعتآدي بهيئـه غير مقبولـه بملآبس بيتيّه مكشوفـة الوجه والرأس مع سآئق أجنبي قبآل عمآرتهـم !

أغمضت عيونهآ بتفكير عقيـم الإجآبه عن إمكآنية خروجهآ من السيآره وصعودهآ لشقتهـم وهي على هيئتهآ والأنكـى هو ذيك الممدده ورآهآ مُغيبـّه , شلون تتصرّف معهآ !
إلتفتت يسآرهآ للسآئق مُطرق الرأس أنظآره موطئ قدميه طآلبته بـ هدوء: خليـك هنآ شويّـه
مآرد إلآ بـ إيمآءة رآس إيجآبيه آللحظـه إللي دآرت هي فيهآ برآسهآ للخلف مطبقـة الفمّ بـ أسـف وشفقـه على حآلهآ أليم المنظـر موجـع الهيئـه وبلآ تردد فتحت البآب ملتفته يمنه ويسره بـ ترقب لمرور أحد ومآسرع مآطلعت من مكآنهآ رآكضه للمدخل حآفية القدميـن تآركه البآب من ورآهآ مفتوح ..

كمآ الهآرب مآتبي إلآ الخفيـه والإحتمآء .. نقرآت سريعه متوتره وقويّه لشآشة اللمس خارج المصعـد ضغطتهآ بنفآذ صبـر في إنتظآر وصوله سآحبه على شعرهآ المنتفش بآلقوّه في محآوله لـ ترتيبه بعيون مُشتتة النظـره مُتخوّفـه .. قلقـه ومرتبكـه ..

لـ ثوآني كآن الحظ حليفهـآ من بعدهآ .. إذ إن المصعد وصلهآ فآرغ لتنقز هي دآخله ضآغطه زر الطآبق الخآص بشقتهـم لـ لحظآت خآطفـه كمآ البرق مرّت على قلبهآ مثل الهمّ ثقيلـه مآتدري شلون تتعآمل مع الموقف وحآلة الهلع إللي على الأغلب بتصيب أمّهآ لآمنهآ شآفتهآ بمثل هآلوضع والهيئـه ! والأهم الحين هو شلون ثنينآتـهم يتصرفون مع ذيك الممدده خآرج النطآق وإنقآذهآ من موت محتـم مع كل هآلنزيف إللي مآوقف للحظـه ولآ هـدأ !

بقوّه إنفتح بآب الشقه لآخره ومعه إنفتح فمهآ هي الفتحه الصغيره بـ تفآجئ ..
آخر شيّ ظنته هو وجوده الحين قبآلهآ ..
توّه من وقت قريب كآن معهآ بـ جنآحهآ غآضب لآئم وعآتب .. إتهمهآ بفعل الإجهآض العمـد , غآدرهآ بـ لحظـه كآن دخول رآئف عليهآ بـ اللحظـه إللي تلتهـآ .. وحدث مآحـدث ..
ضآقت عيونه أقصآهم إستنكآراً وإندهآشاً غير مصدق لـ هيأتهآ بملآبسهآ البيتيّه حآفية القدمين بـ شعر هآئج منتفش ووجـه مُضـرجّ بـ الدمآء !

....: حوريـــــه !!!!
عفوياً , بلآ تحكم وإنضبآط إرآده .. تجعّد وجههآ بكرمشه طفوليّه مقآومه للإنهيآر وللبكآء هآمسه بـ حشرجه مخنوقه مهزوزة النبره , شبه بآكيه: عُمــــــر
قبض على لوحي كتفيهآ هآزهآ بآلقوّه وقد إتسعت عيونه محتده نظرآته فتـك به الخـوف .. والهلـع: إيه إللي حصــــــل ! مين إللي عمل فيكــي كـدآ !!!
هزت رآسهآ نفياً مُردفه: مش مهم دلوئتـي يآعمـر .. دآرين .. دآرين تحت فـ العربيّـه حآلتهآ صعبه أوي ومش عآوزه تروح بيتهـآ

تقآربوآ حآجبيه حدّ التلآصـق هآمس إستغرآباً بدون صوت: دآريــن !
تخطه لدآخل الشقه طآلبته وهي في طريقهآ لغرفتهآ بخطوآت سريعه مهروله: إنزل تحت طلعهآ وأنآ هقيب عبآيـــه
بعدم فهـم وإستدآرك بطيئ , إحتدت عقدة حآجبيه وإشتدت نظرآته الخفيضه للأرض من تحته .. ثبت موقعه للحظآت شآرد الذهن تفكيراً في صآحبة الإسم إللي لفظت به أخته وإن كآنت هي فعلاً نفسهآ المعنيّه أو إنه تشآبه أسمآء مع إختلآف شخصيآت !

نفض رآسه من تشوش خواطره متجآهل المصعد إللي سهـى عن وجوده وسط تشتت ذهنه وإضطرآب أفكآره نآزل الدرج بـ خطوآت رآكضه مزدوجه وصولاً للسيآره مقآبله السآئق المستند إليهآ بـ نصفه السفلي من الظهر لبآبهآ الأمآمي مطرق الرأس مكتف السآعدين ..
سأل بـ لهفـة متعجّل: ويــــن ؟!!!

من فوره السآئق إنتبه وبلآ تردد فتح له البآب الخلفي إللي طلّ منه عُمـر ومآسرع مآتجهمـت تقآسيمـه بـ فجـع وإرتعآب من هيئـة هآلمدده كمآ الأموآت ليجفلـه من ذعـره الحسيّ صوت أختـه من ورآه: طلعهآ يآعُمـر دي متبهدلــه قآمــد

بلآ تفكيـر .. سحبهآ من قدميهآ الحآفيتين مخرج نصفهآ السفلي بـ السحب من المقعد الخلفي للسيآره وبحركه سريعه أنزل سآعده الأيمن تحت ظهرهآ والأيسر تحت مفصلي ركبتيهآ بآللحظـه إللي فآجئته فيهآ حـور برميهآ للعبآءه السودآء على جسدهآ مغطيه لهآ وجههآ ليمرر هو أنظآره المشتده والمحتده بعقدة حآجبين قآسيه على كآمل أخته من بعد إرتدآءهآ هي الثآنيه عبآءه مفتوحة الشقين وحجآب ملفوف بـ إهمآل !
ملآيين من الأسئله تفتك بعقلـه يحسّه بينفجـر من لآمنطقيّة إللي يشوفـه وإستحآلة وقوعه فعلياً تحت اي ظرف من الظروف !
وش إللي صآر على ثنينآتهم وأصآبهم بهآلحآلـه ! ووين البقيّـه عنهـم ! وشلون طلعوآ من ملكيّـة آل مآلكـي بهآلشكـل !

شهقـة جزعـه هَلِعَـه مع ضربـة صدر من أمّـه إللي إستقبلتهم على بآب الشقّـه المفتوح لآخره مرتآعه نظرآتهآ المذهولـه شآده حور من مرفقهآ الأيمن بآزغه عيونهآ بـ إرتعآب: يمّــــك ! شفـيـك !! شللي صــآآر !!
بلحظتهآ طآحت العبآءه عن جسد دآرين كآشفه عن فجيعتهآ مدلدلـة الرأس للخلف مفرودة الذرآعين كمآ الغريق المُنتشـل على ذرآعي عُمـر ..
عُمـر إللي مآدلّ إلآ الطريق لغرفتـه رآفس بآبهآ برجله اليمنى ممددهآ بـ حيطـه وحـذر على سريره الأبيض ..

سألته حور بـ إندفآع قلقـه: مآلهآ يآعُمـر ! هي كويسه ولآ فيهآ حآقـه ولآ فيـه ايه !
سحبتهآ أمهآ بـ القوّه من مرفقهآ الأيسر قآطعه سيل تسآؤلآتهآ عن دآرين لـ عُمر صآئحه بـ أعصآب موشكه على الإنهيآر: وقفــي وعلمينـي شللـي صــآآر .. شفيكــــم إنتـــــو !!
قآلت الأخيره بـ شهقـة تفآجئ سريعه من إستقرت عيونهآ بـ وجه حور بنتهآ رآفعه أطرآف يمنآهآ لفمهآ المنفرج بـ صدمـه من هيأة الوجـه الدآمي لـ بنتهآ وجروحهآ الكثيره الممتده على كآمل الصدغ الأيمن والعآلق في البعض منهآ قطع من الزجـآج !

توهآ بتمتد اطرآفهآ اليمنى المرتجفه لـ وجه حور ملآمسه لـ جروحهآ إلآ وترتد هي برآسهآ رآفضـه: لآآ يآمـآآمآ
همست بـ بهوت مأخوذ بـ الصدمه: وش .. بــه ......... وجهـــك !!

إعتدل بوقوفه من بعد إنحنآء توّ مآ أنهى إجرآءآته الطبيّه الأوليّه عن معدل نبضهآ والتنفس سآئلهآ بـ غضب وثوره وتبرم إنتفخ معه أودآجه وعرق الجبين: مين إللي عمـل فيكـــم كــدآ وليـــه !! إتكلمـــي
طأطأت رآسهآ بـ خنوع هآمسه بصوت مخنوق مُجبر على اللفـظ: رآ ...... رآئـــف
بسطت أمهآ يدهآ فوق صدرهآ بـ رفض حِسّي غير مُصدّقِه في حين أقبل صوبهآ عُمر بخطوتين سريعه غآضبـه .. جن جنونـه وثآرت ثورتـه ..

هذي هي المره الثآنيه إللي تمتد فيهآ يدّ المسمى رآئف وتطآل أختـه .. وإن درى إنهآ مو الثآنيه وأن أولتهآ كآنت بـ مصـر قبل مآيربطهـم أي رآبط يعطيـه الحق والصفـه بـ التطآول عليهآ وتعنيفهآ العنف الجسدي الأليـم القآسي ..
كآنت هذي فرصـة رآئف الأخير وبيده خسرهآ بعدمآ كررهـآ ..!

الفرصـه إللي كآنت ثلآثيّة الطرف بعدمآ شآركتهم دآرين والظآهـر إنهآ المتأذي صآحب النصيب الأكبـر !
قبض على مرفقهآ الأيسر هآزهآ بآلقوّه سآئل من بين أسنآنه بغضب مكظوم جبراً: وإيـه الســـبب !!!
....: سمع كلآمك لمّآ كنت عندي .. فآكر إن أنآ إللي سئطـت نفسي بنفسـي .. مسمعش مني حآقـه , متكلمتـش .. ملحئتـش أقول حآجـه .. ولآآآآ أي حآقـــــــه

أغمض عيونه زآفر بـ قهـر , مآعآد فيه من الطآقه شيّ لكبت الإنفعآل .. أعصآبه على شفـى الإنفلآت ..
أكملت بـ صوت مُرتجف مهتزه أحبآلهآ بتأثير المقآومه في كبت البكآء: ومعرفش عمل كدآ فـ دآرين ليـه ! ضربهآ أبل مآيضربنـي و رمآنآ إحنآ الإتنين برآ البيت
لفظت أمهآ بـ بهـوت رآفضه التصديق مستنكره: إيـــــش !
رمقتهآ حور بنظره تحتيّه أشبه بـ النظره الخجِله الحرجـه من قول التآلي .. أو الحذِره المُتحريّه من ردّ الفعـل على القول !

لفظت بـ تردد بطيئ .. بآهـت , خآفــت: ورمـى علينآ ............. يمين الطلآق
من وقع الكلمـه أرجعت أمهآ رآسهآ للخلف شآخصه ببصرهآ للأعلى فآغره فمهآ بـ شهقة رفـض سريعـه .. مآقوت رجولهآ على حملهآ ومن فورهآ إرتمت بطولهآ جآلسه على الصوفآ البيضآء من ورآهآ سآئح جسمهآ بوضع التمدد المترآخـي المُخـدر لتلحقهآ حور بسرعه جآلسه جمبهآ محتضنه يسرآهآ بين كفيهآ الصغيرين ضآمتهآ لصدرهآ صآئحه بـ هلـع: مآمـــــآآآ .. مآمآ إنتي كويســــه ردّي عليـــآ .. مآمـــآآآ .. يآلهـــــوي يآعُمـــــر إلحئنــــآ

عُمر إللي كآن بـ دُنيآ ثآنيـه محآط بـ ثلآث من الإنآث في حآلـه يرثى لهآ .. أمّه إللي إنخفض ضغطهآ ممدده قدآمـه تدور عيونهآ بـ تشتت غير مُستقرّه كمآ المحتضرين مُزرّق لونهآ , وأختـه مهشمّة النصف الأيمن من الوجـه مُغلقـة العيـن المحآطـه بـ تورّم أحمـر اللون دآكن مآكآن إلآ تجمـع كتلـه دمويّه مُتخثّـره والأخيـره إللي قبضـت له قلبـه إذ إنهآ كآنت الأسوء بينهـم .. فـ الحقيقـه كآنت أسوء من السـوء بذآتـه !
إنخفضت نظرآته التآئهه من أمّـه المغيبّه وأخته الصآئحـه لـ لصدره ثم لأسفلـه ليفآجـئ ببقعـه وآسعه من الدمآء لطّخت له نقآء ثوبـه وبيضآه ..

بـ ذهـول بطيئ تقآربوآ حآجبيه محتده نظرآته بـ هلـع ينآظر سآعديه إللي مددهم قبآله مرتآع من لـون الـدم .... ومصـــدره !
من فوره إلتفت ورآه بعيون ثآقبـة النظـره الجزعـه على وضعهآ ممدده بلآ حول ولآ قوّه .. جروحهآ مو بس سطحيّه بكدمآت الوجـه والعنـق وجيب الصـدر مثل مآيشـوف ... فيه شيّ أكبـر وأعظــم ..
صآح بـ أمر صآرخ جَـزِع: لفيهـآ بـ العبآيـــه فــــــوراً

نآظرته حور البآكيـه وأمه المنهآره مغربه عيونهآ ترمش بتوآلي فآغره فمهآ الفتحه القصيره تشآهق أنفآسهآ المقطوعه في محآوله لسحب دفعآت هوآئيه لرئتيهآ المنكمشـه بآللحظـه اللي صآح فيهآ هو على حـور بآزغه عيونه: الـــدم دآ كلّـــه منيــــن ؟!!!!
مثل عُمـر .. هي وأمهآ , توسعّت عيونهـم بصدمـه توهم وتدآركوآ هيأته ولـون الدم إلأحمر إللي صبـغ بيآض ثوبـه , سريعاً ... تحولت أنظآرهم المذهوله للممدده من ورآه كمآ هيّ سآكنة الإنفعآل , غآئبـه عن الوعـي وعن الحيـآهـ ..

من فورهآ وبدهشـه , توّهآ وتذكـرت .. إرتفعت يدهآ لفمهآ المنفغر هآمسه: بتئـول إنهآ حآمـــل !
قآلتهآ بـ همس إتسعت من بعده عيونهآ مصدومه لآطمه خدهآ الأيمن بـ خِفّه مآثلت خِفّة نبرتهآ الغير مسموعه بعدم تصديق: رآئف ضربهآ وهيّآ حآمـل !!!!!
تكورت قبضتيه بـ غضب مآعآد فيه من القوّه شيّ لإحتمآله .. شُحـن عصبيّـه وإمتلى مقــت , فآض به الغضــب .. صآح بـ زمجـره صآرخـه طفحـت حقـد , شـرّ ... وكرآهه: لفيهـــآ بـ العبآيـــــــــه

تحآملت أمّه على نفسهآ وآقفه والدموع بعيونهآ سآئله بـ وهن خآفت مختلط بـ أنفآسهآ المشحوحه: ويـن بتــ ... روح !

....: بوديهـم المستشفــى وبعدين نتفآهــم
أوقفته حور بـ صوت مهزوز مُرتجف خآلطه بكآهآ بعدمآ تدفقت الدموع: عُمـــــر
رفع سبآبته اليمنى المُشنجـه بوجههآ رآمقهآ بـ نظرة وعيـد حآقده جحظت فيهآ عيونه لحـد مُرعب لآفض حلفه القآسـي من بين أسنآنه: وقسمــاً بـ آلله ليكـون حسآبــه معآيـآ عسيـــر رآئــــف الكلــــــب !


/
/


بـ المستشفى ..
إنتهى من تقطيب جروحهآ بقطع الخيط البلآسيكي المعقود بـ آخر الطرف لعينهآ اليمنى بـ حذر وقد إمتلآ وجهه بـ الإمتقآع مُتوعد بـ مصريّه: هئـدم فيه شكوى عنف وتعدّي
زفرت بيأس مغمضه عيونهآ بـ همّ معقبه: مش مستآهله يآعُمـر
....: نعـم ؟! يعني إيه مش فآهم ؟! إيه هو إللي مش مستآهله ؟!

أكمل بـ حموّ وإندفآع بعدمآ رمقته بنظره فآرغه إذ إن مآعندهآ جوآب أو تبرير لرد الفعل إللي كآن متسبب في كل مآطآلهآ ونآلهآ .. آثرت الصمت خآفضه رآسهآ بـ خيبة من سلبيّة ردّ فعلهآ هي وإللي بـ التأكيد إنهآ مخطئـه فيـه بـ حق نفسهآ أولاً قبل أي شيئ !

....: دي تآني مرّه يآحـور .. تآنـــي مـــرّه ! الأولى عـجز فيهآ إيدك إللي مبتئـدريش ترفعي بيهآ قلـم ولآ تكتبـي , دآ وإنتـي عُسـرى ولآ نآسيـه ؟! وحآلاً !!! بُصّـي لـ وشِّـك وشوفي نفسـك .. شوفي الغُرز .. عآرفه إنهآ هتسيب أثـر ! عآرفه إن فيه إحتمآل عينك اليمين دي تفضـل مسحوبه من آخرهآ كدآ ومئفـوله ؟! دآ تشـوّه .. وعـن عمـد .. يعني عآهه مستديمـه وللمرّه التآنيه .. غصـــب عنك يآحـور ومش بمـزآقك المرّه دي
....: رآئف طلئنـي يآعُمر .. طلئنـي للمرّه التآنيه
أعقب بـ تشديد قآسي وجآف: والأخيــره

أخفضت بصرهآ في إنكسآر لموقع تشآبك أصآبع يديهآ بوسط حجرهآ متألمـه ..
للحين مآهيب مستوعبه الوضع أو إللي صآر بـ مُجملـه !
وآقع إنهآ مطلقـه هآلمرّه مختلف تمآماً عن مرتّهآ الأولى .. تحسّ بثقـل جآثم على صدرهآ مآتدري سببه .. تحت هآلثقل فجـوّه وآسعــه فآرغـة إلآ من مشآعر سلبيّه .. مآتحسّ بـ الحُزن على نفسهآ إن كآن عجزاً بيدهآ أو تشوه بـ وجههآ .. مآتحسّ بـ عظم الحدث وإستفحآله كونهآ مُطلقـه .. مآتحس بـ الكُره تجآه المتسبب بكل هآلأشيآء .. مآتحس بـ نقـم , مآعندهآ أيّ نيّه بـ الشـرّ أو الإنتقآم أو رغبـه في إدفآعـه الثمـن .. إحسآسهآ الدآخلي بلآ قيمـه ولآ معنـى !

....: دآرين عآمله إيـه ؟!
....: في العمليّآت
بسرعه رفعت له رآسهآ مستقره عيونهآ الموسعه بنظرة تفآجئ لعيونه بآردة النظره بلآ معنى سآئله بـ تردد , التردد المتخوّف من الإجآبه: إيـه إللي حصلهآ ؟!
فرك بـ بنآن إبهآمه الأيمن مآبين حآجبيه خآفض بصره لعجلآت السرير الحديدي الممدده هي عليه مردف بـ ضيق مآقدر يخفيه لتبين نبرته محتـره , كلمآته مشتدّه سريعه ومتلآحقه: حآلتهآ صعبـه .. وإدآرة المستشفى طآلبه الشرطه للتحقيق

إتسعت عيونهآ بدهشـه غير مصدقه ليكمل وهو يمسح حول الغرز بوجههآ بقآيآ الدم المتخثر بـ المعقّم الطبّي وقد هدأ إنفعآل نبرته نسبياً مستحضر كآمل تركيزه حتى مآيصيبهآ بـ أيّ ألم غير متعمد منه إن لآمس جروحهآ: وآضح جداً الإعتدآء عليهآ ودآ الإجـرآء الطبيعـي ..
....: كآنت بتئـول إنهآ حآمـل
....: أجهضــت
بدهشـه إستنكآريّه وكـرد فعل عفوي رآفض , شهقت من فتحة فمهآ نفس سريع مصدومه دآرت من بعده عيونهآ يمنه ويسره بـ إحتدآد ليجيهآ صوته هآدئ النبره مكمل: تعرفي إن بسبب إللي حصل دآ إحتمآل متئدرش تحمـل تآنـي !

بـ تبآطئ أخذت عيونهآ بـ الإتسآع وفمهآ بـ الإنفغآر ليأكد لهآ بـ ملآمح خآئبه بعدمآ قوس فمه بـ أسف ثم أردف: كلّ الضرب كآن لـ بطنهآ وللرحـم .. كآن عآرف إنهآ حآمـل يآحـور .. يعنـي مُتعمّد يجهضهـآ .. أيّاً كآنت أسبآبه متوصلش لـ كدآ .. إيه مفيش عئـل يميّـز ؟! مفيش إنضبآط أعصآب مفيش تحكّم ! فعلاً إتأذت كتيـر .. مش بس الرحم إللي إحتمآل إنه حصل فيه ضمور كمان عظـم المنآخيـر عندهآ إتكسـر وحصلهآ نزيف دآخلـي .. هي فـ العمليّآت حآلاً وربنآ معآهآ .. وآحد زي دآ إزآي أآمـن على أختي معآه ؟ إزآي يآحـور ؟! ....... مستحيـل

بـ منتهى البرآءه والعفويّه والطفوله , سألت بعيون دميعـه مآفآرقتهآ الدهشه والذهول: هتعيـــش ؟!
لآشعورياً ورغماً عنه .. إنشد فمّه المطبق بـ إبتسآمه قصيره من عفويّة سؤآلهآ مـومئ لهآ رآسه إيجآباً بـ طمأنـه مُردف بـ نبره خفيضـه يظهر فيهآ المرآره , والحُـزن ... والإنهزآم ..
....: حآقآت كتيـر ميتـه فينآ يآحـور مع إننآ عآيشيـن !


/
/

/
/


نيويوركـ ..
عصـراً ..
كآن الوضع أكثر إختلآف .. وهدوء وإئتـلآف ..

ألصق رآحتيه لبعضهم فآركهم بـ حرآره مبتسم ليجية ضربه بـ وسط ظهره من ذآك إللي صآح مُبآرك بـ لكآعه وإستلعآن: أيآآلعريـــس مبـروك , تحمّل شـوّي هدّيلنآ نفسـك
رفع بوجهه قبضته كـ إشآره لـ رغبته في لكمه مطبق الفم بـ إبتسآمه بآللحظه إللي تدخل فيهآ الثآلث بـ شآميّه: لك إتركوآ الزلمه بـ حآلو , إتجوّز ومبسوط

ردّ بـ خليجيّه نآمّه عن أصله الكويتي: بلآ زلمه بلآ مو زلمـه .. تحتشى عدّل وقول الصج , ذآ يدري عن كل علوم الزوآج رآحت حلآته
....: لآ حبيبي الحلآوه مع يلي بيحبـو ألبك غير إللي عمّآ تئضيّآ معـو هيك
....: وآلله ؟ خلصتـوآ إنتو الإثنيـن ؟
....: ولك يآنجم افندي أنآ بِـ صفّـك
....: أكـل تبن إنت ويّآه صجيتونآ .. أنآ غلطآن محضّـر أشكآل مثل أشكآلكم عندي

تدخلت الرآبعه بـ لهجتهآ المصريه ضآحكه: وإنت يعنـي محضّرهم في بيتك ! يآرآجـل دنتآ قآيبنـآ الإستآد
....: هههه لك يسلملي تمّك , هآد كيف عمّآ بيفكر مآبعرف .. وإزآ حدآ لئطنـآ ونحنآ هـون بـ الإستآد ! شـو ؟!
طير عيونه مُتأفف , أخفضهآ لسآعة معصمه سآئلهآ بـ ضيق: ليـه إتأخـروآ ؟!!
....: هيّآ العروسـه , لآزم تدلل عليـك وتخليك تستنآهآ
....: دينــآ !

بوزت مُدعيّه الإستيآء من خزهآ وبـِ حـدّه لتعقب: إهدى صحيح شويـه مآلك مُنفعل كـدآ !
....: إنتي مو قلتي إنهآ جهـزت وإنتهت خلآص .. وين ! هآ ! صآرلنآ سآعه هنآ سآبقين وهي مآجت

توّهآ بترد عليـه إلآ وينفغر فمهآ مبتسمـه متحوّله عيونهآ من عليه مصوّبه لمآ ورآءهـ !
وتِبآعاً لـ نظرآتهآ إلتفت ورآءهـ ليفآجئ بـ نزولهآ من فوق المُدرجآت الخآليـه ..
تظهـر من بعيـد بـ فستآنهآ الأبيض رآفعته عن قدميهآ بيسرآهآ شآبكه ذرآعهآ الأيمن بـ ذرآع البديـن أصهـب الشعـر على يمينهآ مُرتدي بدلـه رسميّـه رمآديّة اللون بـ ربطـة عنـق كُحليّـه ..

من ورآءهم شآب نحيـل بـ بدله سودآء وقميص أبيض دون ربطـه .. لآحظ بمجرد نزولهم للأرض الخضرآء النديّه ودنوهـم الشيّ الأبيض إللي كآن ذآك ممسكـه وإللي إنخفض على ركبتيه لأجلـه ..!
ضآقت عيونه أقصآهم إستنكآراً وهو يشوفهآ وذآك على وضعه وآقف على ركبته اليمنى فقط مآد لهآ – حذآءهآ – الأبيض وبنفسـه مُلبسـه لهآ !
رص على أسنآنه بآلقوّه غآضب لآفظ إسمـه بـ مقـت شديـد مغتآظ " ننننننننــــــــوآآآ "

غيظـه وإستفزآزه المُثآر لأقصى حدّ إللي تبددوآ تمآماً وكأن شيئاً لم يكـن بمجرد وقوفهآ أمآمه مبآشرةً مآئله برآسهآ يمنه بتعبير شقّـي مُشآكس مُطبقة الفمّ الصغير المبتسـم !

تبدلت تمآماً عن آخر إسبوع إنقطع فيه عن زيآتهآ اليوميّه ملآزماً لهآ طوآل فترة مرضهآ إللي دآمت قرآبة الخمسطآش يـوم .. إبتدآءاً من أول – مآرس – إلى منتصفـه , السبب إللي على إثره تمّ تأجيل حفلتهم المتوآضعه لـ أول يوم من – ابريـل - !

تملكـه الإنبهآر من هيأتهآ الفآتنـه وجمآلهآ اللآفـت ..
حوّلتهآ دينآ تمآماً للشكـل إللي هو يفضّـل .. قآصده الإطآحه بـه للهلآك !

فستآنهآ أبيض اللون هآدئ التصميـم , نآعم ورقيـق بـ قصة Sheath دون حمآلآت كتف رآفعه , الشيّ إللي كشف عن مسآحه وآسعه من جيب صدرهآ .. يظهـر تبدّل لونهآ .. إكتسبت بشرتهآ سُمره بلون البرونزآج اللآمـع إللي عآكس لون فستآنهآ ليظهرهآ بـ هيئـه مكتملـة الصخـب والفتنـه ...
يبرق حول عنقهآ الرفيع سلسآله المزدوج لآمعـه نجمتـه فوق صدرهآ موضع النبض بـ آخر حلقهآ ...
وآرت سآعديهآ بـ معـصميـن من الدآنتيـل الشفّآف الُمطرز .. إبتدآءاً من المعصم على إمتدآد السآعد وصولاً للمرفقيـن ..

وكأنه إستشف السبب من ورآءه ورغبتهآ في مُدآرآة الحروق بآلغة الأثر المحفوره بـ بآطن سآعديهـآ ! وإن كآنت مكشوفـه مآكآنت لـ تنقص من فتنتهآ مثقآل ذرّه ...
بيسرآهآ عدد محدود من الورد مشمشـيّ اللون بـ وريقآت خضرآء دآكنه وفروع طويلـه .. كآنوآ خمـس ..

ضآقت عيونه لوهلـه يربط فيهآ مآبين الأجزآء المُبعثـره !
توّه بـ بكرة الصبآح صآح مُنزعج ممتقع الوجـه .. مآلقـت دينآ إلآ ربطـة العنق المخيسه هذي بلونها الخآيس هذآ !
اللـون المشمشـي !
الحين تدآرك السبب , لون ليـلآه المُفضـل .. ولون وردآتهآ الخمـس .. هو ذآته لون ربطـة عنـقه !

إمتلآ صدره بـ نفس هآدئ , سكنـت نفسـه وإطمأنت .. بعيونهآ البريئـه اللآمعـه رآحتـه والسكـون ..

مكيآجهآ هآدئ جداً غير متكلف يكآد يكون غير مرئي ..
وجنتيهآ السمرآء لآمعه بـ بلآشر ورديّ اللون بآهت مآثل لون شفتيهآ اللآمعه ..
رموشهآ كثيفـه طبيعيـه , عيونهآ عسليّـه مُحدده بـ كُحـل أخضـر دآخل العيـن ... وفقـــط !
إزدآدت كثآفة شعرهآ دآكن اللون إللي تمّ على طبيعته دون صبـغ لكن يظهـر إنه عمداً أخذ شكـل قصّه جديده وإللي كآنت مشآبهه لقصـة شعـر – حنآن تُرك , بـ فيلم " حُبّ البنآت " - ..... إجمآلاً كآنت تشبههآ ولـ حدّ كبيـر ...
فوق رآسهآ تآج نآعم من اللآلـئ والورود صغيرة الحجم رقيقة الشكل مختلطة اللونين ...., بيضآء ومشمشيّـه ... دون طرحـه ..

تعلقت عليهآ أنظآر الحضـور ..
وإللي كآنوآ قِلّـه وجميعاً كآنوآ تِبآعاً لـه .. أصدقآءه المقربيّن وإللي كآنوآ جميعاً من العرب .. وزملآء العمـل ... يقرب عددهم مجملاً لـ الثمآنيـه ..
كآنت هي وحدهآ برفقـة جوزيـف .. ونـوآ !

إلتفتت لـ جوزيف مبتسمه ليبآدلهآ الإبتسآمه وإللي كآنت لذآت المغزى المتسبب فيهآ نجـم وبلآهة شكلـه .. فآهـي تحت تأثيـرهآ فتنتهـآ إللي أحسهآ ودوناً عن الكل بآلغـة التكلّف صآخبـه .. قلبـه ضعيف .. مآيقـوى !

فكت ذرآعهآ من جوزيف مقتربه تجآهه ودون سآبق إنذآر .. رفعت ذرآعيهآ حول عنقـه .. ضآمتـه !
بـ حمآسه وتشجيـع تعآلت أصوآت التصفيق والتصفيـر وكذلك الضحكآت ..
إنتشلـه صخب الصوت من شروده مخصرهآ بـ مسكة يديه الوآهنه مُبعدهآ عنه متأملهآ لـ لحظآت قبل مآيُردف بـ فتور شآحب النبره مأخوذ بـ الدهشه: شكلك متغيــر !
....: للأحســن ؟!

إنخفض بصره مصوب تمآماً لصدرهآ وبمنتهى الجُرأه , سأل بـ عقدة حآجبين: من وين طلع هآلصدر !
إتسعت عيونهآ بصدمـه تلفتت من بعدهآ يمنه ويسره متخوّفه سمآع أحد غيرهآ هآلحمآقه إللي أردف بهآ !
رمقته بـ كُره رآصه على أسنآنهآ ليبين صوتهآ مخنوق: وش أسئلتك الغبيه هذي !
تقدمت دينآ لـ جوزيف مُرحِبّه به هو وإللي رآفقه ليرد جوزيف تحيتهآ مقدم لـها التعريف بـ نـوآ على انه صديق لهـم أردف من بعده بـ تقديمهآ هي لـ نوآ ..
يظهـر إستلطآف وحميميّـه بآلغـه بـ المقآبلـه من قِبل دينـآ .. شخصيّه لطيفـه عفويّـه .. غير مُتكلفـه ولهآ قدره عجيبه على بعث الرآحه وإزآلة التكلّف !

على مقربه منهم كآنوآ ثنينهم على وضعهم , متفحصّهآ بـ تدقيق جريئ خآدش وهي ترمقه بـ حِدّه وإحتقآر !
....: أحد يشوف عروسته ويسألهآ أول شيّ عن صدرهآ !
....: إنتي تكلمي فوراً هآلصدر من وين طلع ؟! أعرفك فـلآت .. عـدم .. nothing .. مآعندك شيّ والحين وش كبره !

طيرت عيونهآ مستغفره , أردفت بـ إمتعآض: لآ يآحبيبي من زمآن وأنآ عندي صدر ملآبسي هي إللي فضفآضه مآتبيّن .. والحين شكله أكبر لأن فيه شيّ إسمـه ......... بــرآ , بوش أب .. هي إللي ترفع الصدر كذآ ويظهر بآرز .. والحين شيل عينك عن صدري وبلآش قلة أدب
....: يعني هآلصدر طبيعي أكيـد ؟
....: أستغفرك يــآرب وأتوووب إليك
....: هههه ياحبيبي أبي أتطمـن بس
....: تطمن على ايش ان شالله ؟ يآ إنك جلـف يآخي , خربت علي .. مآتوقعت أول شيّ تقوله إذآ شفتني هو هآلكلآم الزفت .. آلله يآخذك يآنجم
جذبهآ تجآهه غآرز أنآمله بـ جآنبي وسطهآ بآسم: يآقلب نجـم

....: أووووووووهــــ

كآنت جمآعيّه حمآسيّـه بآلتزآمن مع كلمة نـجم لـ ليلآ وفتـح دينـآ لـ أول زجآجـة شآمبآنيـآ فآرت بيدهآ بعدمآ رجتهآ وطآر غطاها محدث اولاً صوت طرقعه مسموعه وسط صيحآت حمآسيّه مُتعآليـه ..
إبتسم لهآ مُنبّـه بـ تشديد: U are allowed to have only one glass
( مسموح لكِ فقـط بـ كأس وآحــد )


/
/



كآنت مُدّة الـ رُبع سآعه إنتظرهآ مترقباً بعد إنتهآء دوآمـه لحيـن مُغآدرة أهلهآ وإنصرآفهـم ..
بـ العنآيه المُركـزّه .. سُمِـح لـ فرد وآحد من عآئلتهآ بـ الدخول عليهآ ... كآن أبوهـآ ..

وجوده بـ القسم من المستشفى والغير خآص فيه وحده كفيل بـ إثآرة الشكوك حول أمـره !
عِنآداً وإستكبآراً على حكم عقلـه وطوعاً لأمر قلبـه .. أقفل البآب من ورآءه مبتلع ريقـه خآطي خطوآته المُتردده صوب سريرهآ ..

مُمدده بـ سلآم وفي أمآن غآئبـه عن وعيهآ تحت تأثير المُخدّر المُسكِّن ..
يومهآ كآن حآفـل , وعلى الأغلب إنه يوم للذكـرى .... المأسآويّـه ..
وضعه كآن متدهور , على شفى الهلآك ..
خضعت لـعملية إجهآضهآ وعملية ردّ عظم أنفهآ ووقف النزيف الدآخلـي من أعلآهآ برأسهآ ومن أسفلهآ بـ رَحِمهـآ ...

وُضعت فـ العنآيـه لحين تجآوزهآ الـ أربعه وعشرين سآعه بـ وضع مُستقـر منضبـط ...
وجههآ مُتورم , كدمآته زرقآء بنفسجيّـه ونتيجـة لبيآض بشرتهآ الشديد وضحت عروقهآ الدمويّه الحمرآء الدقيقه بين كدمآتهآ المُتسعّـه ..
شعرهآ مغطـى بـ البونيه الطبي وكذلك جسدهآ بـ اللبآس الطبّي المعتآد أخضر اللون ...
شهـق بـ عمـق وزفـر بـ حرآره ...
تسآرعت نبضآته .. يكآد قلبـه ينفجـر ..
إمتلت رئتيـه بـ الهوآء , إنتفـخ صـدره وإرتفـع ..

برآحته اليمنى لثـم فمه سآحب عليه متحسس بيسرآه جآنب عنقه الأيسر .. إعترآه التشتت والإضطرآب ..
في صرآع لحظـي مآبين إحسآس مُرآهق لإطفآء رغبـه جآمحـه بملآمستهآ سطحياً ومآبين تعنيـف رجل نآضـج من الإنقيآد لمجرد الإستمآع لذآك الصوت الجآمح ..
كآنت بـ النسبه لـ إلحآح المُرآهق بدآخله فرصته الوحيـده , الأولى والأخيـره ..
قدّر وبلمحة بصـر يستفحـل هآلشعور غآلب صوت العقل والمنطـق , غآلب حُكم الإبآحـه والإجـآزه والشرعيّه .. ضآرب بمآ يجب ومآلآ يجـب عـرض أضخـم حآئـط ..

فقد تركيزه وغآب عن وعيه .. ترآخوآ جفنيـه وبـ ضعـف أُسدلوآ على عيونه لتبين وكأنهآ نآعسـه .. مأسورة النظـره مسحـوره بقدر جآذبيتهآ الهآئلـه وإن كآنت بـ أسوء حآلآتهآ من عيونهآ المتورمّه المغمضـه لـ أنفهآ الدقيق المُغلّف بـ الشآش الطبي أبيض اللون , وجنتيهآ البيضآء المُشربّه بـ حُمره أعلى الخديّن .. شفتيهآ المكتنـزه وإللي إنحصر فيهم وحدهم نـصف الجمآل ..

تملكتـه الدهشـه , كمّ هآئل من الجمآل الصآرخ الصآخب , همس بـ خفـوت مُنبهر: يـ آلله !
كوّر قبضتيه مقفل عيونه بآلقوّه ذآكراً بـ قلبه " أعوذ بك يآربي من مُثيرآت الفتـن "
توّ مآفتح عيونه وإستقرت على أعظم فِتنـه بشريـه تدآركتهآ عينـه إلآ ولفظ بآلذكـر: سبحـــآن آلله !
أحس وكأنه رغماً عنـه مٌقيّـد , كلّ مآفيّـه مُشنّـج مُصلّب مُنقبض .. ممتلـئ ومنتفـخ ...... على وشـك الإنفجآر !
إمتدت يده بـ تمـرد جآمـح , رآغبـه فقـط في مُلآمسه سطحيّـه علّهآ تُفـرغ كبتـه وتُحّـررّ قيـده ...



بـ إرتبآك مُرتآع .... إبتعدت يمنآه المرتجفه قبل مآتمتد لبشرتهآ ملآمسه وجنتهآ مُلتفت وبسرعه للبآب من ورآه بعيون موسعـه ذعر وإرتعآب ...
البآب من خلفه مغلـق والغرفـه خآليـه إلآ من وجودهـ وهي بعدهآ نآئمـه مُغيبّـه ..
إبتلع ريقه خآفض أنظآره المذعوره للأرض .. لثوآني إستشعر من بعدهآ المتسبب في إجفآلـه وإللي مآكآن إللي حركة جوآله المُهتز بـ جيب بنطلونه الجينز بيـج اللون ..

إحتدت ملآمحه لـ وجوم من بعد شحوب مبآعد مآبين شقي مئزره الأبيض رآفع جوآله الصامت المهتز ..
تأمل الرقم للحظآت إنتهوآ فيهم الإتصآل ليطبق هو فمـه بـ أسـى ..
أخفض يده الممسكه بـ الجوّآل رآمقهآ بـ نظره أخيره كآنت النظره المحُبطـه يظهـر فيهآ من الإنجذآب والإندفآع واللوعـه الشيّ الكثيـر ..

من فوره ولّآهآ ظهره عمداً متسآرعه خطوآته هروباً خآرج الغرفه سآحب على جوآله طلباً للرقم في محآوله لإخرآج نفسـه من قيد تفكيره بهآ ولإنعآش مخيلتـه المأسوره بشأنهآ ولوضعهآ حآلياً .... ولمآ سوف يكـون !

....: نجـــم ! , إي معليـش كنت عند مريـض , بخير الحمدلله كيفك إنت , آلحمدلله .. يستآهل الحمد , أبآرك على إيــش ؟! , إيــــــــــش !!!

سحب على كآمل وجهه رآفع بصره لمآ فوق مستغفـر .. سبحآن مقلّب الأحوآل .. بـ الصبآح يجيه خبر طلآق أختـه وبـ المسآ خبر زوآج أخـوه !

أردف بـ هدوء يظهر فيه كبت الإنفعآل معقب بـ اقتضآب: مبـروك يآخوك .. آلله يتمم لك بـ الخيـر , وش به صوتي يعني ! لآ مآفيه شيّ , تطمن أمك بخير بس لآتكلمهآ , نجـــم قلت لك لآتكلمهــآ , إيه لآتكلمهآ .. إنت تدري عدل موقفهآ من زوآجك وللحين على وضعهآ ومآهيب متقبله الفكره من أسآسهآ شلون إن درت أنهآ صآرت فعلاً وآقع مو مجرد فكره وأختك حوريه عندهآ لأنهآ تعبآنه شويّ فـ لاتفكر بعد تكلم حـور , إنت صآحــــي ! وش إللي تبيه بـ الضبط ! تبي تقهرهآ يعنـي ! تبي تذبحهآ بـ أخبآرك السعيده ! أبشرك مآهيب سعيده لأمك أبـدّ .. نجم هذآني حذرتـك وعلمتك إن أمّك تعبآنه صآر لهآ يومين رآقده بـ الفرآش ضغطهآ جآيب آخره فـ تكفى لآتزيد الطين بله وتكلمهآ .. لآتكلمهآ لين أنآ أعلمك .. فآهــم ! , كلمت أبوي !! متى ذآ الكلآم ؟! , من شوي ! أهآ .. وإيش قآل ! , هــه طبعاً لآزم يبآرك لإبنه تلقآه بعد مفتخر فيك .. ذآك الشبل من ذآك الأسد , إيه منقهر ومحتر من سوآيآك .. يآخي إرضي أمّك إنت لمتى بتعيش على ذآ الوضع مستهتر مآيهمّك إلآ نفسـك ! , خلآص خلآص أنآ أقول أقفل معك الحين ضآيق صدري ومآبي أكدرك يآلعريــس روح إنبسـط ومآيحتآج أوصيّك ترفع رآسنآ هآلشيّ أكيد مآهوب جديد عليك , ههههه إي إنشآلله بـ يومي بجيك تعلمني شسوي يآلمحترف ههههه , يآخي آلله يهديـك , خذ بآلك من البنيّـه ورآعيهآ .. ذي زوجتك على إسمك يآنجم مو وحده من إيآهـم , إن شآلله .. إن شآلله , لآ تشغل بآلك على إللي هنـي كلهم بخيـر تطمّـن , إن شآلله , مع السلآمـه .. فـمآن آلله ... مع السلآمـه .. سلآم ..


أخفض جوآله مآسح بـ وسطآه اليسرى والسبآبه مضمومتين مآبين حآجبيه بآلقوّه زآفر بـ إحبـآط .. زآدت عليه الأعبآء وإمتلـى .. ثقـل الهم بـ صدره وإكتفـى .. يحس بـ الخنقـه .. كذب ومآيدري هل إنه تصرف حكيم أو خآطـئ .. مدآرآة موضوع كبير مثل إصآبة أخته وطلآقهآ وتردّي حآلـة أمّـه أو إنه وآجب عليه يعلمـه كونه وآحد من أفرآد الأسره ووآجب عليه تحمل جزء من المسئوليـه !
مآطآوعه قلبـه يكدّر عليه سعآدته بيوم زوآجـه .. وآضح من صوته الفرحـه والإبتهآج .. شلون يوآجهه بمثل هآلأخبآر !

نجم من يومه مُندفع بـ قرآرآته سريـع التنفيذ دون تفكير أو تردد , من بكت له حوريـه سآبقاً مُتشكيّه بـ مكآلمه هآتفيـه رآفضه الإرتبآط بـ رآئف من فوره لمّ أغرآضه وقطع أول تذكرة سفـر رآد للسعوديّه من بعد غُربـة ثمآن سنوآت متوآصلـه دون زيآره وآحده !
عجز عن مجرد التخيل في ردّ فعل نجم على إللي صآب حور إبتدآءاً من كسر يدهآ وتعجيزهآ وصولاً لـ تشويه فتنـة وجههآ ثم طلآقهـآ ! وللمرّه الثآنيـه !

موآزين كثيره بتنقلـب , نجم غير حكيم في تصرفآتـه .. ويظهـر إن مع رآئـف مآيمشـي إلآ هآلنجــم !
زفر من فمه المضموم رآفع عيونه لمآ فوق إستجدآءاً للثبآت .. وللقـوّه .. وللحكمـــه !



/
/

حلم الحياه 19-08-16 01:55 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


أقلقهآ وقوفه المطوّل مُستند بـ ظآهر سآعديّه لـ سور العبّآره السآبحه في ميآه جزيرة استيتـن ينآظر الأفـق سآرح بعدمآ أنهى مكآلمته الأخيره وإللي كآنت من المفترض تكون لـ أهلـه !

وكأنهآ فهمـت هآلملآمح بوجهه وسكوتـه وكذلك عدم منآدآته لهآ تكلّم أهلـه مثلمآ فعل مع خويّآه الثـلآث !
وقفت عن مكآنهآ رآفعه فستآنهآ عن قدميهآ وعيون الجميع معلقّه عليهآ بـ إبتسآمه مُتسِعـه كونهآ عروس بينهـم بفستآنهآ الأبيض ..
وكـ إبتسآمة مجآمله شدت فمهآ المطبق لهم بـ إيمآءة رآس خفيفه صآده عنهم متوجهه له بخطوآت هآدئه وقفت ورآء ظهره العريض على جآنبه الأيسر عآفطه جآكيت بدلته الأسود الرسمـي من المرفق بـ شدّ خفيف قآصده تنبيهه لوجودهآ هآمسه: نجــــم !

من فوره إلتفت لهآ ومآسرع مآحلّت إبتسآمه بآهته بوجهه من بعد وجوم ..
شبكت ذرآعه الأيمن بذرآعه الأيسر متعلقه فيه مسنده رآسهآ على جآنب ذرآعه ..
برغم إردآئهآ للكعب العآلي إلآ إنهآ مآزآلت عآجزه عن ممآثلة طولـه والوصول وإن كآن لـ لوح كتفـه !
لفظت بـ صوت خفيض هآدئ ممتد بصرهآ للمياه الهآدئـه من أمآمهآ والمنعكس عليهآ إضآءة العبّآره المتحركـه مكسبهآ منظـر جمآلي بديـع ..

....: تضآيقت من مكآلمتك لأهلـك صـح !
....: وإشمعنـى !
....: عشآن مآعطيتني أكلمهم زي مآكلمت آدم ووآئل ورآمـز .. وعشآن وجهـك منقلب , وآضح إنك تضآيقت
....: مآتضآيقت
....: أهلك مو رآضيين عن زوآجك ؟! ولآ رآضيين فيني كمآن صـح ؟!
فكّ ذرآعه من ذرآعهآ رآفع يديه للوحي كتفيهآ جآبرهآ على التحرك لتصير مقآبله له بدلاً من مجآورته سآند ظهرهآ لـ السور الحديدي للعبّآره وهو مقآبل لهآ بـ وجهه ..

شدد من مسكته لكتفيهآ ثآبته عيونه بـ عيونها مُردف بـ جديّه: لو كل العآلم مآيبونك يآليـلآ .... أنآ أبيـك , إيـه أمي مآهيب رآضيه عن هآلزوآج بس مصيرهآ ترضـى أمي مآهيب قآسيه .. أبوي بآركنـي , وعُمـر أخوي الكبير بعـد .. مآبقى إلآ حوريّه أختي مآعرفت أكلمهآ لأنهآ مع أمـي
....: طيب ليش أحسّك متضآيق !

أبعد يديه عن كتفيهآ عآض شفته السفلى زآفر بعدم رآحه ينآظر الشجيرآت على طرف الميآه: حآس في شيّ غـريب .. أبوي وعُمـر , صوتهم مآهوب مريحنـي وبعـد رآمـز حسيته متوتر , مو هذآ رآمز خويي إللي أعرفـه .. فيه شيّ غلـط
....: مو لمآ سألت رآمز شفيه متوتر كذآ قآل إنك فآجئته بـ زوآجك
....: لآآ أنآ حآس إن فيه شيّ .. وخصوصاً مع رآمز لأنه خبل ويبين عليـه , مآيعرف يكذب ولآ يدآري .. كآن متوتر .. وبعدين هم يدرون من قبل إني تزوجتك أصلاً
....: بس مآيدرون إن حفلتنآ كآنت اليوم , وشكلك بـ الفورمـآل أصلاً غريب حتى أنآ تفآجئت
ضآقت عيونه عآقد حآجبيه بـ إبتسآمه حسيّه سآئل: حلو يعني الفورمآل علي ؟!
شدت شقي جآكيته على بعضهم بصرهآ مصوب تمآماً لمنتصف صدره مبتسمه: أيـوآ حلـو
خصرّهآ بيديه مآئل عليهآ حدّ التلآصق هآمس: وآلله إنتَ إللي حلـو

أشآحت عنه بوجهه عآضه شفتهآ السفلى بـ إبتسآمه خجله دقّت صدره بقبضة يمنآهآ ليرد هو جآبر وجههآ للإلتفآت له بيده اليمنى الممسكه بـ فكّهآ السفلي مُردف: ليلآ إنتي ليش حلـوه كذآ ؟!
ذآبحهآ الحيّآ خآنق صوتهآ إللي تشحرج بآلحيل تلفظ كلمآتهآ وينسمع صوتهآ: وإنت كمآن حلـو
....: إي دآري , من زمآن وأنآ حلو بس إنتي أول مره تكونين حلـوه هههه
شهقت من خشمهآ محتره دآفته من صدره رآمقته بـ إحتقآر: جلف جلف جلف .. يآشين الثقه الزآيده
إرتفع حآجبه الأيسر غروراً رآد بـ ثقه: على حـق

تجعد وجههآ إستخفآفاً صآده عنه بوجههآ ومآسرع مآردت تنظآره بعدمآ تلألأت فكرة الإطآحه بغروره والطعـن في وسآمته المفرطـه بـ التنقيـص ..
ومن وين يجي التنقيـص إلآ إذآ تمت المقآرنـه !
تكتفت رآفعه حآجبه بـ ثقـه مردفه: بشويش على نفسـك بس .. إيه أول كنت أشوفك أحلآ وآحد لحد مآشفت أصحآبك اليوم .. آآخ يآحسآفه علي وعلي حظـي
إرتفع حآجبه الأيسر بـ حِده وقسوه .. مستنكر , سآئل بـ برود: ليش إنشآلله شفيـه حظـك سِـت ليلآ ليكون مو عآجبك ؟
رمقته بـ إزدراء رآده: بعد إللي شفته اليوم ! إيه مو عآجبني .. وش به حظـي ؟ حظ ردي

إرتفعوآ حآجبيه دهشـه لترد هي مكمله والإستيآء بوجههآ متحسره: رآمز إبن خآلتك أحلآ منّـك .. مره مره حلـو وإنت تقول إنه بعد من الأثرياء .. شآب حلـو وغنـي , هذآ حلم كلّ فتآه .. – ردت مقلبه عيونه بـ إحتقآر له مكمله – ولك عين تسألني وش به حظي إللي طيحنـي فيك !
....: مآديّــه
رفعت سبآبتهآ بوجهه مُحذّره: هيه إنت لآتغلـط .. مو كل شيّ المآديآت .. إي مآعليه مو شرط رآمز الوسيم الغنـي .. فيـه وآئـل الخجول الرومآنسي – رفعت عيونهآ للسمآ يديهآ فوق صدرهآ متمنيّه – آآآآخ عوّر قلبـي حيآه وخجلـه ... رومآنسيته تذبح ذبـح

تجعد أنفه بـ اشمئزآز لطريقتهآ التعبيريّه في التمثيل عن التمنى سآئل بـ إستخفآف هآزئ: يعجبك ذآ السحّـآي البلشـه ؟ آدم يقول عنه بنت بنـوت .. وبعدين تعآلي هنآ .. شدرآك إنه رومآنسي سِت ليلآ !
طيرت عيونهآ سآفهه بـ لوية فمّ مجآوبه: متزوج بنت عمّه هذي إللي تشبه الهنديآت يآحلوهآ مــــــــع إنهــــــآ .. ركز مظبوط .. مع إنهآ معآقـه .. ايش فيه تضحيـه أكثر من كذآ .. هذآ الحُبّ ولآ بلآش – تحسست وجنتيهآ مغمضه عيونهآ هآزه رآسهآ بآلقوه مكمله – آآآآخ يآزينـه وآئــل حبيته حبيته إحسآسه مُرهـف وحنـوون يآحظهآ فيـه زوجته

أطبق فمـه منقهـر , خلآص وصلت معه .. بـ الأول تتغزل بـ رآمز والحين وآئل ..
أعقب بـ برود جآهد في إجترآره من بين غيظـه: أصلاً وآئل ذآ أقصر منك إنتي يآلقزمـه .. يجي عند أكوآعـي
إنعفس وجههآ مرتفع خشمهآ بـ تجعيدة إستنكآر هآمسه: سخيييييف
تحرّك لسآنه ببآطن فمّه الحركه إللي أبرزت خديّه هآز رآسه إيجآباً بـ نفآذ صبر: هـآآ . ومين بعـد أعجبـك .. آدم .. مآتبين تقولين شيّ عن ذآ الصينـي بعـد
أرجعت رآسهآ للخلف بتصفيقـه يدّ مبتسمه: أوهــوووه آدم هذآ حبيبـي من زمـآن .. وأظنـك تذكر ! – قآلت الأخيره برفع حآجبين مُدعيّه البرآءه –
قولهآ وفعلهآ إللي أثآر جنونه , قدرت توصله لأقصى مرآحل الإستفزآز بوضعه موضع المقآرنه مع خويّآه إللي جميعهم بنظرهآ فآقـوه لينحطّ هو للمنزلـه الأخيره ومآدون ..

أطبق قبضته على ذرآعهآ الأيسر معتصره جآذبهآ وبقوّه خآفض لهآ رآسه بآزغه عيونه يتطآق منهم الشرر لآفظ من بين أسنآنه: رآمز ووآئل وآدم هــآ !
تمآسكت قبل أن تنهآر ضآحكـه .. إستمرت بتمثيلهآ مُدعيّه اللآمبآلآه وإن كآنت خوفاً منه من بعد إثآرته المتعمّده ..
إلتوى فمهآ بـ ضيق رآده بـ برود وكأنهآ تقط الكلآم مُبطن: كلمـة الحق دآيم تزعـل
فك ذرآعهآ شآد على شعره من منتصف الرأس وبآلقوّه , ثآئر غيـظ ومهتآج غيـره ..
أعقب بـ صوت مخنوق يبين فيه كبت إنفعآله: أصلاً مآفي وجه مقآرنه بيني وبينهم كلهـم

إرتفعوآ حآجبيهآ إعجآباً بـ ثقته المفرطه مقرره زيآدة الجرعه إذ إن هذآ النجم شكله هو إللي مو نآوي يجيبهآ لـ برّ .. أو هـي إللي على الأرجح إللي مو نآويه تجيبهآ لـ برّ ..
سألت بـ برود: عشــآن ؟!

زفره بقوّه من فتحتي خشمه إللي إتسعوآ غضباً وقهراً رآد: رآمز ذآ الأهبل إللي مآيعرف ينطق كلمتين عدله .. وغير العربي مآيدل شيّ , شوفيني أنآ خمس لغآت أتكلم
طيرت عيونهآ هآزه رآسهآ نفياً هآزئه: وش ذآ السخآفـه ! نجم إنت مره سخيـف .. تعيب فـ الولـد عشآن تثبت كفآئتك .. أقولك زي مآتقول إنت ؟ إذلف بـس , إيه وعلى فكره يآحق الخمس لغآت إنت إللي مآيتكلمهم هو .. رآمز بـ فلوسه يقدر يجيب خمس مترجمين لهآللغآت وإهم يتكلمون بدآله وإهو جآلس متكيّف ورجل على رجـل .. آوكـي ؟

....: كلكم يآلحريم صنف وآحد
ربتت على كتفه بـ موآسآه مآزآدته إلآ إستفزآزاً: طيب لآتزعل خلآص نصيبي معك وبحآول أرضى فيك .. U R not bad that much
( أنت لست سيئ لهذآ الحـدّ )
إرتفعوآ حآجبيه دهشـه قآصد يلفظ إستنكآراً – وآلله ! –
رفعت كتوفهآ بهزه سريعه مقوسه فمهآ رآده بـ برود: أهـآ

هز رآسه ايجاباً مرآت متوآليه مطبق الفمّ .. يظهر من هيأته التوعـد .. نآوي لهآ على نيّـه ....... مُبطنـه ..
توّهآ تستوعب إنه مو من صآلحهآ أبدّ تستفزه بيوم مصيري يجمعهم ولأول مرّه سويّـه منفرديـن !
تدآركت حجم غبآءهآ وغلطتهآ الفآدحـه .. من فورهآ قررت تصيح الموقف او – ترقيعه - !
بـ خفه مآزحه ضربته من الكتف ضآحكه: هههه يآخي أمزح معآك .. إنت أحلآ وآحد في أصحآبك يآنجم .. تعرف إني مو مآديّه بس إنت استفزيتني لمآ تكلمت كذآ عن رآمز , يآخي مو لآزم تعيب فـ الآدمي عشآن تبين إنك وآآآو سوبـر .. أنآ أحسن منـو .. أف منك , ووآئل كمآن .. شدخل تقول إنه قصير ع أسآس كذآ يعني وع طلع قصير يآآآي .. ولآ تقول عن آدم مره ثآنيه إنو صينـي .. آوكـي ؟

....: أنآ إبن كلب أسآساً خليتك تشوفينهـم .. قولي عني مره إن عدتهآ مره ثآنيه
....: هههه يآذ الكلمه إللي نآشب فيهآ .. يآحبيبي إهدآ مآرح أقول عنك مـره ههههه
....: ليـــلآ !
قآلهآ بـ نظره حآده قآسيه ونبره جآفه متوعـده آمرهآ تبتلع لسآنهآ قآصره الشـرّ لتقرر هي فعلاً قصـره بوقفتهآ على أطرآفهآ رآفهه ذرآعيهآ إللي حآوطوآ عنقه مرتميه على صدره: U are ma shiny Star
( أنت نجمـي اللآمــع )
عند هآلحركه تعآلت أصوآت التصفيق والتصفير من المتوآجدين ...
إتسع فمهآ هي بـ إبتسآمه في حين أطبق هو فمه مغتآظ ..

غرز أنآمله بـ جسدهآ من جآنبي وسطهآ لآفظ يمينـه من بين أسنآنه متوعـد: يمين بآلله لأندمــك اليـوم يآليـلآ .........


/
/


إلتفت لهآ والإبتسآمه بوجهه بعدمآ أوصل جوآله بـ الشآحن تآركه على طآوله رخآمية القآعده بـ أربعة أرجل خشبيه مُذهبة اللون خلفيتهآ مرآيه .. وبمرد إستقرآر أنظآره عليهآ إلآ وتقآربوآ حآجبيه إستغرآباً لهيتهآ !
يظهـر الإمتقآع بوجههآ مطبقة الفم الملتوي يمنه إمتعآضاً رآفعه حآجبهآ الأيمن إستنكآراً مكتفة السآعدين رجلهآ اليمنى تتقدم اليسرى ضآربه الأرض بهزآت سريعه متتآبعه يظهر فيهآ الكدر ونفآذ الصبـر !

مرر عيونه منتفخة الجفون المزدوجه على كآملهآ بـ فمّ مقوس سآئلهآ مستفهم: شفيــك !
....: وآلله ! يعننك مو دآري ؟
دآرت عيونه يمنه ويسرى مآط شفته اليسرى المقوسه بـ تفكير أعقب من خلآله بـ فتور: مـدري !!!
....: وش قصتهآ سِـت ليـلآ هذي بعـد ؟
ثبتت عيونه لوهله بـ دهشـه مُتسعـه عيونه رآفع حآجبيه مآط للأمآم رقبته !
رفعت سبآبتهآ بوجهه غآضبه: لآتسويلي فيهآ نفسـك متفآجئ كنك مآتدري
أغلق عينه اليمنى رآفع حآجبه الأيسر بـ لؤم مُردف: شآم ريحـة غيـره !

قلّبت عيونهآ فآتحه فمهآ لآخره إدعآءاً لإستثآرتهآ القيئ ليرد هو ضآحك: ههههه ليش شفيهآ ليلآ ؟ البنـت عسـل ولا لك كلآم ثآني !
أطبقت فمهآ بآلقوّه خآزته بنظرآت الوعيد والتهديـد بآللحظه إللي تجآهلهآ هو نآقل عيونه بين أسطـل البويـه والدهآنآت بـ صآلة شقتهم الجديده الفآرغـه: وإنتهينآ أخيراً من الدهآن , حشى شهـر بكبره ضآع في الدهآنآت
....: هيه إنــت , لآتتهـّرب نآظرنـي

بسرعه إلتفت لهآ فآغر فمه وكنه مآسمع .. تمثيلاً
إدعآءاً للبلآهه سأل: هــآه !!
أعصآبهآ على وشك الإنفلآت .. يمآرس عليهآ طقوس الإستفزآز وهي شيّ من ضمن موآهبه الإحترآفيه المتعدده .. كآن إحترآفه للبرود وإثآرة الإستفزآز هو متصدر القآئمه .. سألت من بين أسنآنهآ: وش قصتهـآ ليـلآ هـذي ؟!
قوس فمه ببديهيه رآد بلآمبآلآه: صديقـه
ضآقت عيونهآ بـ حقد معقبه بـ استهزآء: وش ذي الصدآقه إن شآلله وهي زوجة خويّك ! مآشآلله دآقين ميآنه مع بعض

صفق بيديه لآحقهآ: هــه , هذآك قلتيهآ .. زوجـة خويي , وش يعني بيكون بيني وبينهآ وهي زوجة خويي ؟
دقّ بـ إصبعيه الوسطى والسبابه من يده اليمنى جآنب رآسهآ الأيسر مكمل: شيلي الافكآر الغبيّه هذي من رآسك ..
ضربت بآطن سآعده مبعده أصآبعه عن رآسهآ رآده بـ حنق جآف النبره: أفكآر إيش وأنا سآمعه الكلآم كله بـ اذني وشآيفه بسمتك مآشآلله شآقه الوجه من الأذن للأذن
مسح على وجهه ينآظر بـ السقف حآث نفسه بآلصبر مستغفر: بذمتك رآضيه عن هآلكلآم ؟! يآبنــت نجــم خويي إللي يكون زوجهـــآ كآن وآقف جمبهآ وهي تكلمنــي .. وش إللي قلته يعنـي ؟! قلت إني مشتآق لهآ وإهـي ردت علي نفس الكلمـه .. وبعدين تعآلي , إنتي من وين لك تكلمينهآ من شوي زين وآآآو فستآنها روعه وشعرها حبيتيـه ذكرتك بنفسك يوم كآن شعرك ولآدي قصير .. ويآليلآ إنتي مره جميله وكيوت ومبـروك ومدري إيش والحين كآرهتهآ وشكلك بهذلتيهآ سـبّ بقلبك .. يآآ إنكم يالبنآت نفسيآت

بسطت رآحتهآ اليمنى بوجهه كـ اشآره لـ إيقآفه المؤقت: لحظـه , أولاً مآسبيتهآ بقلبي لأنه مو من طبعي .. والبنت مآجآملتهآ , هي فعلاً عسـل وشكلهآ مره بريئ ومآنيب معصبّه منهآ .. وحده عآيشه عمرهآ كله بـ أمريكآ عآدي عندهآ علآقآتهآ تكون مفتوحه بهآلشكـل وعآدي بعد يكون زوجهآ متقبل هآلشيّ ورآضي فيه كونه بعد عآيش بنفس ظروفهآ .. مآعندي مشكله معهم .. مشكلتـي معك إنت , إنهبلت يوم شغلوآ مكآلمة الفيديو .. وآآآآو ليلـو إيش دآ الجمآل يآبت وإيش دي الحلاوه يآبت وقلبت على واحد مكّآوي .. لفي لفي خليني أشوف الفستآن وخليني أشوف مدري إيش ! مآشآلله مآخذ رآحته الأخو ومنبسط ع الأخير كأني سطـل بويـه مثل هذآ قدّآمك ولآ همّـك .. لآ وإللي يضحك أكثر يوم تبي تعرفهآ علّي قآل إيش إذلـف يآنجـم بعيـد خل مرتي تشوف مرتـك .. مآتبي خويّك يشوفني وإنت عيني عينك قآعد تقـزّ بمرتـه

قآلتهآ بميلة جسد متكتفه مبلله شفتيهآ بـ نصف إبتسآمه هآدئه بـ اللحظه إللي إكتملت فيهآ هو إبتسآمته مُردف: تقولين الكلآم وتنآقضينه بنفسـك .. يآوردتي , يآحبيبتـي .. بنفسك قلتيهآ , فيه فرق بيني وبين نجم .. إنتي متفهمه تصرفه وكل مشكلتك معي .. إيه صآدقه , يتجرأ نجم بس يرفع عيونه لك ! فقعتهآ لـه و إيه مآ أسمح بهآلشيّ لأني غير نجـم ولأنك غير ليـلآ .. إهم لهم وضع وحنّآ وضع ثآني مختلف .. وهو بعد مرآعي هآلشيّ .. ولو إني مآطلبت إنه يذلف إهو بنفسـه كآن بيغض عنك بصـره .. خويي وأعرفـه عـدل .. كبري مخّـك هذآ .. ليلآ بنت طيبـه ومسكينـه وعآنت كثير ونجـم طلّع عيونهآ لين إهي جآبت رآسه بـ الأخير .. تعرفت عليهآ يوم سآفرت لأمريكآ .. صدقيني مآفي أبدّ دآعي لغيرتك هذي

تجعّد أنفهآ بـ اشمئزآز مرتفعه شفتهآ العلويّه كآشفه عن أسنآنهآ رآده هآزئه: غيرة ؟ هــه .. غيرة إيش هذي بـ آلله
ضآقت عيونه وتقآربوآ حآجبيه .. رمقهآ بـ نظره قويّـه أشبه بـ التحديّ مُردف: على إيش نترآهن إنهآ غيـره ؟!
رفعت حآجبهآ الأيسر قآبله التحديّ: إللي تبيـه ..
إرتفعوآ حآجبيه إعجآباً مقوس فمه أعقبه بـ بصر خفيض ينآظر الأرض بـ تفكير يدور لسآنه دآخل فمـه: آمممم .. حلــو

توجسّت مرتآبـه .. حيث إن صوته يظهر فيه الثقـه وهو أبداً مآيكـذب .. هي غــآرت , وهـو صآدق ..!
بـ خطوآت بطيئـه , إقترب تجآههآ رآبط يديه ورآء ظهره تدور عيونه بـ أركآن الصآله وسقفهآ تقييماً مُردف: زينهـآ شقتنــآ .... فآضيـــه .... وفيه رهـآن .... وأنآ وإنتـي ....
إرتدت خطوآت متخوّفه متوسعه عيونهآ أقصآهم بـ إرتعآب هآمسه: أنآ وإنت إيـش !!
....: إنتي محلـوّه بزيآده ..... وأنآ مآفينـي صبــر
رفعت سبآبتهآ الطويله لوجهه مُنبهه: يآويلــك إن قربت علـــي
إرتفعوآ حآجبيه فآغر فمهآ تمثيلاً مُدعي الدهشه: يآويلــي !!!

إلتصق ظهرهآ بـ الجدآر من ورآهآ اللحظه إللي إنتفض فيهآ جسدهآ ملتفته ورآهآ متحسسه الجدآر المآنع من إرتدآدهآ عنه وإبتعآدهآ لترد صآئحه بـ تهديد جآف النبره: إسمع إنت ..... صــدق يآويلك
....: يعننك كذآ تهدديـن ؟ وش ذآ التهديد الفآشل
....: ههههه مدري عنك , المهم إبعد وخلآص
....: وإن قلـت لآ !
....: قسم بآلله يـ آدم إن تمآديت لتكون هذي آخر مرّه أطلع فيهآ معـك ونختلـي
....: اشوى , حسبت بتطلبين الإنفصـآل
....: ههههه وجـــع , تخرب علي جـوّ العصبيّه
ثبتت يديه على جآنبي وسطهآ هآمس: لآتعصبيـن

إنخفض بصرهآ ليديه على جسدهآ ثم إرتفع ليستقر بعيونه: إحـذر يـ آدم تتمآدى
....: أنآ زوجك يآوردتـي
....: مآرح يصير شيّ قبل الإشهـآر .. إنسى يـ آدم ..... إنســى
....: وإن كنت أبيـك وصدق محتآجك وبآلقوّه !
....: أي شيّ قبل الإشهـآر ....... NO

قآلت NO الأخيره بـ إبتسآمه تمثيليّه مطبقـه مآسرع مآختفت مكمله: يكفينآ قٌبـلآت أخويّـه سريعه خآطفـه .. آمممممممآآآه
تجهمّت ملآمحه محتدّه نظرآته ومشتده بعقدة حآجبين مستفهمه متحسس خده الأيسر وشي من الضيآع بوجهه ملتفت لهآ متعلقه عيونه بظهرهآ وآقفه قبآل المرآيه تعدل من لفة حجآبهآ على رآسهآ والغطآ هآمس ببلآهه كلمآتهآ الأخيره المُرفقـه بـ قبلـه على خدّه سريعه ..: قُبـــلآت أخويّـــه !!


/
/



بلل شفتيه هآز رآسه المخفض مُردف بـ إبتسآمة عدم تصديق ينآظر جوآله المتروك فوق الط’وله النيكليّه بـ جآنب السرير: آآآآخ .. دِنيــآ
إبتسآمه بآهته بوجههآ عآقده حآجبيهآ إستفهآماً سآئله: وإشمعنـى !
جلس على طرف السرير مقآبلهآ رآد وبآقي الإبتسآمه بوجهه مآفآرقته: تدرين إللي تونآ مسكرين معه الخط هذآ

....: إيه .. شفيـه !
....: ذآ كآن أكبر دآشر بشلتنآ .. سربوت وصآيع .. رآيح في أُمّهـآ
....: هههه مو مبيّن , سمعتـه معك .. شكله هآدي ورزيـن
....: وقسم بآلله إنه سربوت .. إهو صديق السوء إللي فينآ هههه
....: شكلك تتبلى عليـه
....: ههههه ترآني حلفـت .. أي شيّ سوينآه من قبل وندمنآ عليـه كآن السبـه فيـه نجـم .. يقطـع سوآلفـه هههه إبن كلب دآشر , وآلله وحشنـي
....: هذآ آلله هدآه وتزوّج إستر عليه ههههه

فرك ذقنه خآفض بصره بتفكير متحيّر مبتسم: وذآ إللي مستغربه .. شلون ذآ السربوت يتزوج ! إهو وين والزوآج وين ؟ أبدّ مآني قآدر أتخيلـه معرس ! وإن صدق آلله هدآه .. ذآ إنتهى من الثآنوي وهدّ السعوديه وطآر على مصر درس الجآمعه همّ طآر على أمريكآ لين وقتنآ هذآ .. كلنآ كنآ نفكر بـ الزوآج إلآ هـو لآ وكآم يقول عمره كلـه بيتمّـه عزآبي , وشو له بـ الزوآج وعوآر الرآس .. سبحآنك يآربّـي

....: كفـو أجل ذي إللي جآبت رآسـه
....: إي وآلله كفـو بنت رجّـآل .. صدق علميني إنتي شفتيهآ هآ .. أمريكيه بيضآ وشقرآ وعيونهآ زرقآ !
خزته بـ حِده متوعـده: وآئــــــــــــل !
....: هههه لبى قلبك , أمزح معك يآلحـبّ , وش بحلآة السمرآوآت الدآعجآت إللي عيونهن سودآوآت
قلّبت عيونهآ بـ إشمئزآز صآده عنه بوجههآ: يآشين البـدوي
....: هههه حُبّي يآميسـم , أمزح وآلله هههه , عآد أنآ أول وآحد من الشلّه تزوجـت .. إنتي إللي جبتي رآسي
....: وش لك أجل تسأل عن زوجة خويّك ! وعلى فكره منّهآ بيضآ ولآ شقرآ ولآ عيونهآ زرقآ .. ريّح عمرّك يآوآئل
....: هههه ع أسآس إني ذآبح عمـري ! إنتي عمري

زفرت من خشمهآ بـ حنق لاآويه فمهآ المطبق متكتفه بآللحظه إللي تحسس هو فيهآ سآقهآ اليمنى مشدد على ركبتهآ هامس: لآتدلعيـن عآد , تدرين إنه مـزح .. وتدرين إنك عندي أحلآ من أحلآ بيضآ وأحلآ شقرآ وأحلآ من إللي عيونهآ زرقآ .. ولآ إيش ؟! بُكرآ إن شآلله العمليّـه .. أبي نفسيتك زينـه .. أبي أشوفك صحيحـه سليمـه تمشيـن
أغمضت عيونهآ بـ هدوء زآفره بـ هـمّ منقبضـة النفس: مآنيب مرتآحه مدري ليـش ! إنت ليش أصريّت عليّ .. أنآ رآضيه بحآلي وآلله
أطبق فمه بآلقوّه منزعج: وأنآ مو رآضي عن هآلخيآس إللي بـ مخّك .. وآلله إنه هو إللي مشلـول مو رجولـك

....: الدكآتره كآنوآ متفآئليـن ومن شآفوآ الأشعـه الجديده جآتهم ذي المخآوف وترددوآ
....: أنآ مآنيب متردد , وش بنخسـر ! صدقيني إن مآحآولتـي فعلاً مع إنه فيه أمـل أياً كآنت النتيجه عآد فـ ندمـك وخسآرتك بيكونوآ أكبـر .. تفآئلـي وإستبشري خيـر .. مو كآفي رح أعيش متعذب طول العمـر وأنآ أشوفك قدآمي أطوّل منّـي .. آآآآخ ذآ أشين شيّ بيصير لآمنّك وقفتي على رجولك ومشيتـي .. بتكونين أطوّل منـي .. فينـي حرّه
....: ههههه يآلطيـف , وش ذآ الحسد يآقصيـر !
....: ههههه قصير هــآ !
طيرت عيونهآ سآفهه مُدخله إظفر سبآبتهآ اليمنى تحت إظفر البُنصر: قــزم
إقترب عليهآ مآئل بـ نصفه العلوي وبـ تفآجئ لآشعوري إرتدت للخلف ملتصق ظهرهآ بـ المخدّه الفآيبريّه من ورآءها هآمسه والذعر بعيونهآ من إقترابه المفآجئ وميلـه عليه: شفيــك !

جآوبهآ بذآت الهمس الآ إنه يظهـر لئيـم , لعـوب , ومآكـر .. يكآد طرف خشمه يلآصق خشمهآ: بس إنتي قومي على رجولك وهآلقزّم يردك متكسحّه ....
إتسعت عيونهآ المدهوشه للحظآت أقفلتهآ بـ زفرة نفس ضآحكـه هزوئاً , الضحكه القصيره المقطوعه مقلبه عيونهآ سآخره: هـــه .. مآ أصــدق, أقول ولّـي بـس
....: بكرآ قريب , والأيآم تثبتلك
....: ههههه يلآ منّــآك
....: مو بكيفك , بنآم معك اليـوم
ضآقت عيونهآ عآقده حآجبيهآ إستنكآراً سآئله وبسرعه: إيش إيش !!

إعتدل من جلوسه المقآبل لهآ ليجآورهآ دآفهآ بكتفه الأيمن لتبتعد رآفع رجوله عن الأرض ممدده على السرير ضآغط على كلمآته إللي تظهر مخنوقه نتيجة إجهآده بآلشيّ إللي يسويّه وإللي مآكآن إلآ إزآحة سآقيهآ بسآقيه موسع له مكآن: وخخخخخــري
بكتفهآ الأيسر دفته من كتفه الأيمن ضآحكه: ههههه إنت وخـر .. وش هآلتلآزيـق على المسآ
قُبله سريعه خآطفه طبعهآ على خدهآ الأيسر مُردف: تلآزيق على الصبآح والمسآ .. إيه أحبّ أتلزّق فيـك شعنـدك !

....: ههههه أوف من الملزقيـن مآ أحبهـم
حآوط وسطهآ بذرآعه الأيمن جآذبهآ لصدره هآمس بـ أذنهآ مبتسم: والملزقيـن يموتون عليـك
برآحتهآ اليمنى دفته من صدره الدفعه الوآهنه دون تأثير قآصده إبعآده عنه هآمسه بصوت ذآب من الخجل: وآئل إحنآ بـ المستشفــى ــآآآآآ
....: بـ المستشفــى ــآآآآآآ
بقبضة يمنآهآ ضربته من كتفه ضآحكه بـ حيآء صآرخ على تقليـده لصوتهآ الخجول بـ لفظ كلمـة المستشفى الممدود آخرهآ: هههه مآلك دآعـي

....: طيب أحبـك
....: وأنآ لآ
....: كذآبـه
....: مآ أكذب
....: طيب قوليهآ
....: وشهـي ؟!
....: إنك مآتحبينـي ..
....: بس أنآ أحبـك
....: ههههه قسم إني دآري
....: ههههه يآخـي قلبي مآيطآوعني
....: يختـي فديته قلبـك

أرجعت يسرآهآ ورآء ظهره قآبضه بـ أصآبعهآ على الجنب الأيسر لقميصه مسنده رآسهآ على صدره: تهقـى العمليـه بـ تنجح وأقدر من جديد أتحـرك !
أسند ذقنه فوق رآسهآ بعدمآ حآوط بذرآعه الأيمن كتفهآ: يـآرب .. يآرب إنهآ تنجـح .. على نـآر , أبي أنآ أكسّحـك يآميسـم

....: ههههه يآخي قسم إنك قليل أدبّ
....: يختـي قسـم إني أحبــك !


/


/
/


دفع البآب برجله الدفعه القويّه مُحدِثه إهتزآز للبآب وإرتجآجه , ردّ فعله إللي يظهر فيه عصبيتّه النآتجه عن إرهآقه المتسبب فيه إحسآسه بـ قرب أنفآسه للإختنآق .. أنفآسه السريعـه المحتدهـ والـ لآهثـه ..
صآحت فيه بـ لوم غآضبه: شويّ شوي بينخلـع البـآب
أنزلهآ من فوق سآعديه بـ وجـوم مكفهرّ الوجـه محمّر اللون .. أودآجه غليظـه منتفخـه وقطرآت من عرق جبينه متخذه مجرآهآ على جآنبي وجهه رآمقهآ بنظره حآقده مُردف بـ صوت مخنوق: إنقطــع نفســـي

عدّلت فستآنهآ الأبيض على جآنبي جسدهآ مقلبه له عيونهآ إستخفآفاً معقبه: محد قآلك تشطّر وتشيلني .. لآ وفوقـه طآلع بـ السلآلم بعـد .. على فكره فيه elevator وشغّآل كمآن ..

إرتفع حآجبه الأيمن بوجه جآمد سآئل بـ برود: أشوف مو عآجبك سِـت ليلآ ؟!
لوت فمهآ يمنه مطيره عيونهآ بتجآهل تنآظر الأثآث من حولهآ: إنت أصلاً تحب تستعرض عضلآتك .. تحمّــ ............ وآآآآآآآآآآآآ
إنفغر فمهآ بشهقـة تفآجئ لفظتهآ بذهول يدهآ على فمهآ المنفغر وعيونهآ بآزغه ممتدة البصر تجآه الصآلون بـ وسط الصآلـه !

إلتفتت ورآهآ سآئلته بـ إبتسآمة عدم تصديق متفآجئه: غيرت الصآلـــون !!
سفههآ بـ خطوآته إللي تعدتهآ مرتمي بـ إرهآق بآدي عى الكنبه العريضه فآرد سآقيه بـ الأرض شآد ربطـة عنقـه مرحرحهآ: عجبــك ؟!

....: إيــه مـرآ حلــو .. – قآلتهآ بـ إبتسآمه عفويّه طفوليه شآبكه أصآبع يديهآ لبعضهم بوسط جسمهآ نآقله أنظآرهآ على الكيآنآت الجآمده من حولهآ ..
مآختلف المكآن كثير , مآتذكر تحديداً إيش إللي تمّ تبديله , إضآفته جديد أو إللي تمّ الإستغنآء عنـه ..
فرق معهآ شكل الصآلون المُبدّل بـ إعتبآره الشيّ الأكثر بروزاً , بعدمآ كآن دآئريّ الشكل أحمر اللون جلديّ الخآمـه , أصبـح رمآدي اللون الفآتح إسفنجـي , قطنـي التنجيـد مـزيّن بـ خُدآديآت حمرآء آللون وسودآء وغيرهآ رمآديّه .. إتخذ الصآلون شكـل حـرف الـ L
يظهـر إنه مريـح أكثر من سآبقـه !

....: بس الأول كمآن حلـو .. وجديـد .. إنت أصلاً مُحآفظ ومآتخرّب شيّ ليش غيرته ؟!
....: هذآ مُريح أكثر
جلست فوق رآحة الكنبـه إللي جآلس عليهآ تنآظر السقف سآئله بعدم إهتمآم بآدي: والثآني يعني مآكآن مُريح !
....: عشآن يوم أطردك يآقبي من الغرفـه تلقين مكآن مُريح تنآمين فيه .. هذآ مُريح أكثر من الأول
ضآقت عيونهآ مُتجعد أنفهآ سآئله: إيش إيش ؟!
....: هههه إللي سمعتيه , نومك زي الزفـت .. بوكسآت وشلآليـت وقلة حيـآ
طيرت عيونهآ بلوية فمّ حآنقه رآده بـ برود: وآلله إللي مو عآجبه هو إللي يلم عفشـه .. وزين الكنبه جبتهآ على ذوقك لأن شكل رح تخآويهآ
....: هههه مآ أستغنى عن سريري .. بتنآمين بـ أدب وإحترآم حيآلله , سفآله وقلة أدب تنقلعين برآ
تمتمت متحلطمـه الهمس شبه المسموع تنآظر الأثآث حولهآ: مآغيرك وآلله اللي سآفل وقليل أدب
....: ليــلآ هآنــــم !
....: مآقلــت شــــيّ

رمى ربطة عنقه بعصبيّه متأفف بـ إنزعآج: إبن قحـ *** ملعـون إللي إخترع هآلربطـآت
....: يعني إيش قحـ **** يآنجم ؟
لآ شعورياً بـ عفويّة سؤآلهآ وبرآءتهآ أخرجته من إحسآس الحنق والإنزعآج مدخلته بـ نوبـة ضحك دمعت فيهآ عيونه متحسس صدره: ههههه آآآآآآهــــ
....: ليش تضحك ؟!
....: لآعآد تقولين هآلكلمه ههههه فآهمه !
....: إنت تقولهـآ
....: إي عآدي أنآ وصخ أقولهآ , البنآت الحلوين الكيوت زيك مآيقولونهآ
....: طيب إيش معنآهآ ؟!
....: ههههه إنتي وبعدين معـك ؟!

....: خلآص لآعآد تقول كلآم غريب مآ أفهمه, يجيني فضول غصـب , أفف منـك
ربت على وركه الأيمن بهدوء كـ إشآره يطبهآ فيهآ الإنحدآر من مكآنهآ أعلى الكنبـه لـ أعلى وركـه ..
وبـ إنقيآد رفعت سآقيهآ مُبدله من وضع جلوسهآ فوق رآحة الكنبـه لـ فوقـه متدليّه سآقيهآ المضمومتين عن يدّ الكنبه الأيمن ضآمه له شقّي قميصه الأبيض بعدمآ إنفرجوآ من تحرر ربطـة العنق هآمسه: وليش معصـب من الـ Necktie ؟ لآزم عشآن يطلع شكلك حلـو
....: يعني شكلي مآيجي حلو إلآ فيهآ !

مطت شفتهآ السفلى مآتدري مردفه بـ نفس الهمس المثير الخآفت: يعنـي .. زي مآ البنآت يلبسوآ هيلـز عشآن يطلع شكلهم فورمآل , كلآآآسيك , إليغآنـت .. مع إنه مو مريح أبدّ أبدّ أبدّ ويعوّر الرجـل والظهـر .. بس لآزم
كآنت عيونه معلقه على شفتيهآ الرقيقه اللآمعه مأسوره نظرآته بـ إصغآء تآم لكل كلمـه تقولهآ معقب من بعدهآ بـ خفوت هآمس إستيعآباً: أهــآآآ
قآلهآ بـ التزآمن مع حركة أنآمله إللي تسللت لـ أسفل فستآنهآ وصولاً لـ قدميهآ إللي إنحدر بصره لهـم بـ نظره غآمضـه شآبهآ شيئ من اللؤم !

وبـ هدوء إنتزع فردة جزمتهآ البيضآء اليمنى رآفعهآ لوجهه ثوآني معدوده متأملهآ بـ ترقب من أنظآرهآ هيّ المستغربـه وإللي زآدت إستغرآباً بمجرد إسقآطـه لهآ من يده بـ الأرض مقوس فمه بلآ مبآلآه مردف: لآعآد تلبسيـن كعـب
بوزت بـ تكشيره طفوليّه رآده بـ وجوم: أصلاً الأولى والأخيـره هــه
....: وش بعد إللي أتعبـك ؟!
سأل وهو يعيد الكرّه للفرده الثآنيه فآصخهآ بهدوء من رجلهآ اليسرى وجآوبته هي بـ شكوى مُدعيه التألم بملآمحهآ المنعفسه وكأنهآ بـ تبكي مُتدلله ..
أشآرت بـ إصبعيهآ الوسطى والسبآبه مضمومتين لـ ظآهر سآعدهآ الأيسر معقبه: الشمـع إللي شآلوآ فيه الشعـر يآنـجم مره يعوّر .. أكثر شيّ أتعبنـي

إرتفعوآ حآجبيه بتفآجئ موسع عيونه ..!
شيّ من البلآهه إعترى ملآمحه .. سأل بسذآجه: من إللي شآلـه ؟!
رفعت كتوفهآ مآطه شفتهآ السفلى بـ فمّ مقوس رآده: لمآ طلعت مع دينـآ صآحبتـك
....: اهـآ .. كملـي
....: إيش أكمل ؟ بس .. رحنآ صآلون تجميـل
....: وإيش سويتي بصآلون التجميل ؟!
....: قلت لك .. سوينآ شمـع .. قعدت أصيح وأبكي ولآ سألوآ فيني .. تخيل إنهـم قيدوني وكتفونـي !!!
توسعت عيونه مستنكر بـ بهوت: إيـش !!
....: دينآ قآلت بـ الغصب أسويه .. لأن كل البنآت يسووه .. ولأني عروس .. ولأن لآزم أي شعره تطلـع فوراً أشيلهآ
....: وهذي أول مره تسوينهـآ !

ثبتت عيونهآ بنظره بلهآء .. للحظآت قبل أن تتدآرك تمآماً قصد السؤآل ومعنآه هآزه رآسهآ نفياً وبآلقوّه رآده وبـ سرعه: لآآآآ .. لآآآ أنآ .. يعنـي .. أقصــد ... إي .. لآ لآآآ
أعقد حآجبيهآ إستغرآباً لـ لعثمتهآ وحدة إرتبآكهآ سآئل: شفيــك ؟!
ليلآ: أول مرّه بـ الشمع نفسـه .. ودينآ قآلت لآزم دآيم .. بس هو يعور
....: خلآص لآعآد تسوين بـ الشمـع
....: يعني عآدي ؟
....: إيه عآدي .. مو يعـور ؟! خلآص لآتسوينـه

أعقبت بـ إندفآع سريع جآهر النبره: بس دينآ قآلت لآزم عشــآن .............. لتوّهآ وإستوعبت ! إبتلعت ريقهآ ومعه إبتلعت لسآنهآ بـ اللحظه إللي أخفض فيهآ هو رآسه بنظره تحتيّه مترقبّه إكمآل المبتور من كلآمهآ حرجاً مستنطقهآ بـ هدوء: عشــــآن ...!!
أكملت بـ نبره مخنوقه خجلاً حآفره بـ أظآفرهآ بآطن كفيهآ: عشآن إنت نظيف ... نظيف بزيآده وعندك وسآوس ولآزم تلقآني مثل قطعة السيرآميك ....... ألمــع !
إنشدوآ كتفيه بـ قشعرة تفآجئ من غرآبة اللفظ والتشبيـه !
يدري تمآماً إنه خآرج نطآق قآموسهآ اللغـوي !

أعقد حآجبيه سآئل بـ إبتسآمه إستنكآريّه جآنبيّه بآهته: ومن إللي قآل هآلكـلآم ؟!
همست بـ حرج همس خآفت شبه مسموع يظهر وكأنه حذر , متردد ..
....: دينـــآ
أغمض عيونه بـ همّ مطبق فمـه إحبآطاً قبل مآيعقب بهدوء بعدمآ مسك بيديه كلتآ يديهآ: ودينآ شدرآهآ عنّـي ؟!
ليلآ: ..........
نجم: إيه أنآ نظيف وأحب النظآفـه بس أحب وصخـك أكثـر .. ومآعندي أي مشكله تكونين بطبيعتك دآم إنك مآرح تتألميـن .. مآبيك أبداً تتوجعيـن .. فآهمـــه !
....: يعني عآدي !
....: إيه عآدي
بـ تبآطـئ .. أخذ فمهآ بـ الإتسآع ..
إبتسآمه أظهرت كآمل صفي أسنآنهآ مكعبّة الشكل الصغيره ..
وبـ القوّه دفعت نفسهآ عليه ضآمته محآوطه عنقه بذرآعيهآ ..

ردّ الفعل الفجآئي .. اللطيـف ..
بعآدة تصرفآتهآ العفويّه ..
شدّ على خصرهآ الضيق بيديه مُردف: لآ دينآ ولآ غيرهآ .. لآتسمعين كلآم من أحد غيري
....: نسيت تقول كلمـة - فآهمـه –
....: هههه وآضح إنك مركزّه
مقآبل لوجههآ , فتحـة البآب إللي تدري عدل وشهو إللي ورآه !
بـسرعه إبتعدت عنه عآقده حآجبيهآ إستفهآماً مستفسره: بآب شقتي مفتوح !!
إلتفت ورآه نصف إلتفآته مبتسم: أهـآ .. مو خلآص شقتي وشقتك وآحـد !
رمشت بتوآلي تنآظره فآغره فمهآ بـ إستفهآم غبي أبله: كيـف !!

كـ إجآبه ..... أنزل يمنآه تحت مفصلي ركبتيهآ جآبرهآ على التمدد ليستقيم ظهرهآ على سآعده الأيسر موقف بهآ عن الكنبه خآطي خطوآته الهآدئه بعدمآ قبضت بيمينهآ قميصه الأبيض من منتصف الصدر وصولاً للبآب الفآصل مُنزلهآ بـ تأني ....... على العتبــه !
من موقعهآ .. دآرت عيونهآ المذهوله والمأخوذه بـ الدهشـه .. مُنبهــره .. بين زوآيآ صآلتهآ وجدرآنهآ المتبدله تمآم التبدّل عن آخر هئيـه تذكرهآ قبل مغآدرتهآ !

بـ هلع إنتفض جسدهآ من أجفلهآ هو من شرودهآ بثقله الآخذ في الإشتدآد عليهآ من ورآء ظهرهآ مطوّق وسطهآ بتكتيفة سآعديه حول بطنهآ مسند ذقنه فوق اللوح الأيمن لكتفهآ هآمس بـ أذنهآ: هـآ .. شرآيـك !
زفرت ضحكه قصيره غير مُصدّقه .. مآزآلت تقآسيمهآ مُنبهـره ..
فكّت يديه عن وسطهآ مبتعده عنه ناقله خطوآتهآ المتأنيّه بين الأجهزه الريآضيّه المتنوعّه بـ الصآله إللي إكتست جدرانهآ بـ المرآيآ الطوليّه والعرضيّه .. تمآماً مثل صآلآت النوآدي الريآضيّه !
سألت وإبتسآمة إنبهآر حسيّه بعيونهآ المدهوشـه بهجه غير مستوعبه: إيش هذآ يآنجــم !!!

....: هذآ الفيتنـس حقنـآ
رفعت يدهآ لفمهآ المنفغر ضآحكه وشيّ من عدم التصديق بملآمحهآ المنبهره متحسسه الممشى الرياضي: هههه وآلله مآني مصدقـه !
....: مو تحبيّن تسوين ريآضـه .. وأنآ بعـد أحـبّ .. خلآص نسويهآ مع بعـض
قالها ثم تسآند برآحتيه على طآولة المشرب الرخآميّه من ورآه رآفع نفسه جآلسه عليهآ مأشر بـ إبهآمه الأيمن للشيّ إللي ورآه مُردف: وهذآ هو مطبخـك سِت ليلآ جهزته لك كآمـل .. وأي طبـخ تسوينه مآيصير إلآ هنآ دخونك ودهونك كلهآ هنـآ .. المطبخ الثآني عندي تيك اوآي , يآويلك إن شغلتي غآز فيه فآهمـه !

مثل الطفل إللي يستكشف شيّ جديد , بمنتهـى الإنبهآر ومنتهى السعآده والفرحه والإبتهآج .. كآنت تتحسس الأوآني المعلقه والمتدليّه من السقف على طآولة البآر .. البولآت البورسلينيّه .. والأدوآت الخشبيّه , برطمآنآت البهآرآت .. وشعــلآت البوتجغــآز !

تحسست وجنتيهآ المشتعلتيـن وهي تشوف نفسهآ بـ المكآن الوحيد إللي تلقى فيه نفسهآ , مُعدّ وعلى أتمّ دقّـه وجهوزيّـه .. تمآماً مثل المطآبخ إللي تشوفهآ بـ برآمج الطبخ التليفزيونيّـه .. حلمهآ القديم بـ إمتلآك وآحـد .. أصبـح وآقـع !
....: مآني مصدقه يآنجـم ...... وآلله مآني مصدقه !
أشر لهآ بيده تآخذ الملف من ورآء الطآوله وتقآبله وبـ إنقيآد سريع بكلتآ يديهآ رفعت فستآنهآ ملتفه من ورآءه مسرعه تجآهه وآقفه قبآله ..
سآكنة الحركه إلآ من تعبيـر الإمتنآن بوجههآ المُشـعّ البآسـم ..

لثوآني مسح فيهم بعيونه حآدة النظره ملآمح الشُكر والعرفآن مُطبق فمه بـ قلّة حيله من عفويتهآ المتنآهيه قبل مآيحآوط خصرهآ بسآقيه إللي إلتفوآ حولهآ وبقدميه المتشآبكه وراء ظهرهآ دفعهآ تجآهه لحد مآلتصق بـ البآر الجآلس هو عليـه ... بطنهـآ
أرجعت رآسهآ مسآفه قصيره رآفعه ذقنهآ لأجل تشوفـه ..
تلآقت عيونهـم , تشآبكت نظرآتهـم ..
مآتدري إنهآ ببرآءة نظرآتها وعفويتهآ المتنآهيّه برقـة ملآمحهآ وطبيعتهآ أبقت على آخر ذرآت الصمود والمقآومه عنـده ..
أثآرت حموّه .. أشعلت فيـه الرغبـه .. إندفــع .... وإهتآج !
أطبق يديه على لوحي كتفيهآ بِقوه مؤلـمه إستشعرتها فـ توجمت ملآمحهآ ..

إنخفض بصرهآ مآئل يمنه ليسرآه إللي ترآخت من قبض لوح كتفهآ لتعتصر ذرآعهآ بنفس ذآت القوّه سآئله بـ عقدة حآجبين مرتآبه شوي وتبكـي: شفيـك يآنجـم !!
أطلق زفره حآره من فتحه فمه مقفل عيونه بآلقوّه في محآوله بآئسه منه للسيطره على جموح إثآرته وإنفعآلـه ........... محآوله فآشلـه
تدآرك فشلهآ من فتح عيونه وإستقرت بعيونهآ الممتئله خـوف بـ إستفهآم بريئ النظره الطفوليّـه ..

كل مآفيـه تأهـب وإنتصـب ..
نقز عن الرخآمه شآدهآ من معصمهآ الأيسر سآحبهآ ورآه تلحقه جبراً بـ خطوآت متعثره بسبب خطوآته هو السريعه وطول فستآنهآ هي وطبقآته الكثيفـه ..
خطوه مزدوجه خطتهآ متعثره بغت تطيح على ركبتيهآ صآئحه بـ عصبيّه نآفذة الصبر: وقـــــف إنـــــــــــــت .. شفيـــــــــك
نآظرها مرتآع متوسعه عيونه بتفآجئ مستنكر صيآحهآ وحدته ..
نظرة الإندهآش إللي جآوبت عنهآ بسؤآل حآد اللهجه جآف النبره: ليش سآحبنـــي كـــذآ !
إنعقدوآ حآجبيه أقصآهم بـ إستغرآب رآد السؤآل بـ سؤآل: وإنتي ليش تصآرخين كذآ !
شتـتت أنظىرهآ يمنه ويسره مكوره قبضتيهآ بآلقوّه بآلعه ريقهآ البلعه إللي تتبعهآ هو بعيونه إللي ضآقت تفحصاً وتدقيقاً على حركة بلعومهآ وتشنج أعصآبهآ التصلّب إللي برزت معه عظآم ترقوتهآ سآئلهآ بـ تشكك: شفيــك !

بسرعه ثبتت عيونهآ المرتآعه حسياً بعيونه إللي إمتلت بـ التعجب والاستغراب !
خطوتين هآدئه إقتربهم تجآههآ هآمس: ليــ ......
قبل إكمآله لفظ إسمهآ إرتفع حآجبه الأيمن إستنكآراً من إرتدت عنه خطوه وآسعه كحركه عفويّه رآفضه الإقترآب رآغبه في الإبتعآد !
وبـ ضيق من طفوليّة تصرفآتهآ أطبق أصآبع يمنآه القآسيه على ذرآعهآ الأيسر جآذبهآ تجآهه رآص على أسنانه بنفآذ صبر: شفيـك إنتي تكلمــي !!

هزت رآسهآ نفياً هآمسه بـ خفوت مرتجف النبره مهزوز: مآبــي
ردّ حآجبه الأيمن وإرتفع إستغرآباً , مآفهـم !
....: وشهو إللي مآتبينـه !
....: مآبي أنـآم
تقآربوآ حآجبيه محتدة نظرآته بعدم فهـم , تعبير الإستنكآر المصحوب بـ إستفهام رآد بـ برود: ومن جآب طآري النـوم أصلاً ؟!
أخفضت بصرهآ في خجل هآمسه بصوت مخنوق من الحرج يكآد يكون مسموع: مآبي أدخـل
....: وين تدخليـن !!!
بعصبيّه ونفآذ صبر من سذآجة أسئلتـه , كل مآله يزآيد عليهآ ..

رفعت رآسهآ له صآئحه بعدمآ نفضت ذرآعهآ من قبضته مبتعده: غرفتك دآخــل .. مآبي أجـي معــك .. ومآبي أسوي شيّ معـك وإتركنـي الحيــن
تمكنت تعآبير البلآهه من تقآسيمه بآهتة الملآمح سآكن الحركه جآمد ردّ الفعـل وإن كآن تعبيرياً .. للحظآت قصيرة المدى ثقيلة التأثير على نفسهآ المنقبضـه .. مآتسمع إلآ صوت دقآتهآ القويّه ولآ زآدهآ بروده وجمود موقفه إلآ توتر وإرتبآك ..
زفرت بقوّه دآقه رجلهآ اليمنى بـ الأرض مُدعيه اللآمبآلاه وعدم الإكترآث بأمره موليته ظهرهآ صوب شآشة البلآزمآ المعلقه على جدآر تجريدي مُصمم بـ الطوب الأحمر مشغلته بعدمآ رفعت الريموت وتمت تقلّب بـ القنوآت مآتدري وشهو بـ الضبط إللي تبيه !

مآكآن تصرفاهآ حقيقه إلآ هروباً من موآجهته وإن كآنت تدري تمآماً إنه مجرد هروب مؤقـت ..
مآعليـه .. لو ليوم وآحد بـس , أهم شيّ إنه مآيصير هآليوم .. مآعندهآ أدنى إستعدآد بحمآقآتهآ تخرب على نفسهآ ليلـة عمرهآ إللي كآنت مثآليـه .. وشيّ مثل إللي أخفته طوآل المده السآبقه كفيـل بقلب الموآزين .. الشيّ إللي مآرح تسمح بـه خصوصاً بهآليـوم !

أطلقت هفهفه متملمـله بعدمآ إستقرت أخيراً على قنآه تعرض برنآمج كوميدي مسآئي من بعد تقليب دام قرآبة الدقيقه كآملـه إنتهت توّ مآ أنزلت يدهآ الممسكه بـ الريموت ملتفته نصف إلتفآته بملآمح عآبسه إلآ ويصطدم كتفهآ الأيمن بصدره من ورآهآ رآفعه له رآسهآ بعيون محتده كـدر ..
فرق الطول بينهم شآسع وتبآين بنيتي أجسآدهم كبير ووآضح ..
بسرعه أخفضت رآسهآ ردّ الفعل التأكيدي لمحآولتهآ تحآشيه وتجنبـه ..

بـ إنزعآج , لوى فمه المطبق يمنه بتفكير عن سبب تبدلهآ والإرتبآك إللي صآبهآ ينآظر بـ هيئتهآ الوجلـه منـه مُطرقة الرأس محتضنه الريموت بيديهآ ضآمته لصدرهآ ..
زفر بهدوء قبل مآيسحب منهآ الريموت وبآلغصب من بين قبضتيهآ المحكمه عليه عيّت تفكه .. وبلآ مبآلآه حذفه يمينه على الكنبه محتضن وجههآ الصغير بين رآحتيه رآفعـه رغماً عنهآ بـ ضغط إبهآميه أسفل فكهآ جآبر عيونهآ لموآجهة عيونه معقب بـ حنـو دآفئ النبره: ليش تتهربيـن !

....: مآ أتهرب
....: بلى تتهربيـن .. متوتره وخآيفـه
رفعت ذقنهآ بـ استكبآر رآده بـ ثقه مُدعيّه القوّه: مآني خآيفه يآنجــم
....: عز الطلـب .. تعآلي يلآ
بلحظه إنهآرت قوتهآ المفتعله وإمتلت عيونهآ بـ الذعر سآئله بـ توجس خفيض النبره المتردده: ويـــن !!!
مآل رآسه كـ إشآره على يسآره من ورآه مردف: لغرفتنـآ
....: مآبـي

إبتلعت ريقهآ قبل مآتشهق من بعد رفضهآ الوآهن نفس هآدئ حرصت فيه على عدم إظهآر توترهآ إللي وصل حده وأقصآه قدرت ورغماً عنهآ ان تشد فمهآ المطبق بـ إبتسآمه مفتعلـه أعقبت من بعدهآ بـ شقآوه بعآدة إسلوبهآ المشاكس .. الدآئم معه: تبي تنآم يآنجـم ؟ روح نآم .. أنآ مآ أنآم بهآلوقت .. ومو تقول مغيّر الصآلون عشآن أنآم فيه ؟ أبشر أجل اليوم بنآم فيه
تقآربوآ حآجبيهآ ثم إرتفعوآ بتعبير أبلـه سآذج تبدل من إبتلع ريقه لآوي فمه حآث نفسه بـ الصبر متأفف: آللهم طولـك يآروح

علت نبرته بعدمآ غلفهآ بـ حنآن جآهد في إجترآره من بين حنقـه وإمتعآضه وصبره الموشك على النفآذ ..
ثبتت يديه على لوحي كتفيهآ مكمل: ليش يآقلبي ؟ متزوجك عشآن أنآم بروحي ؟ وبعدين أبشري إنتي بتنآمين على الكنب بس مو اليوم ليش مستعجلـه ؟!
تكتفت بعدمآ أشآحت عنه بوجههآ معترضه: مآبـي
....: يلآ ليلـو خليكـي شآطره وإسمعـي الكلآم لآتتعبينـي معـك
....: مآبي يآنجـم .. مآآآآ .. أبـــي

لـ لحظآت , ثبتت عيونه جآمده النظره بعيونهآ اللآمعـه إشتدآداً وإحتدآداً .. إختلط عليه الأمر كونهآ مُتحديّه أو مستجديّـه !
ترآخت يديه من كتفيهآ بـ الملآمسه لـ كآمل ذرآعيهآ وصولاً لأصآبع يديهآ إللي رفعهم لشفتيه طآبع عليهم قبلتيـه الهآدئـه علّه يهدئ من حدّة توترهآ الوآضـح أو خوفهآ على أدق تعبير إللي وضع قدآمه مئآت من علآمآت التعجب والإستفهآم !
المفترض إنهآ مو سآبقـه لهآ .. فـ ليش كُلّ هآلذعـر بنظرآتهآ وهالإرتيآع بين قسمآتهآ !
أعقب بـ رقّه متنآهيّه دآفئة النبره وهآدئه بعدمآ خصرّهآ بيديه: إحنآ مو تزوجنآ ليلآ ؟

تصآعدت الدمآء لوجههآ الشآحب خوفاً تحسّه مشتعـل , قآرب على الإحترآق ..
هذآ نجمهآ الوحيد القآدر على إذآبتهآ مثل قطعه من الثلج فوق لوح رخآمي سآخن ..
تحسّ نفسهآ معه كمآ الإسفنجـه , يعتصرهآ بقبضته مفرغ كُلّ مآفيهآ .. أو قطعه من العجين سهلة التشكيـل .. وبلآ أدنى مقآومه !
همست بـ حيآء خآفضة الرأس: أيـوآ

أحست بـ أنآمله تغرز بـ جآنبي ردفيهآ جآذبهآ تجآهه الجذب إللي إنتهى بـ إلتصآق صدرهآ لـ أعلى بطنـه مُكمِل أسئلته بـ ذآت طريقته الملتويّه , خفيض النبره الهآمسه مُدآعب بهآ طبلتيهآ بـ التزآمن مع مدآعبة طرف خشمه لجبينهآ نزولاً لـ جآنب وجههآ بـ القرب من أذنهآ هآمس: وسوينآ حفلـه ؟
....: أيـوآ
....: ورقصنآ سلـو ؟
....: أهـآ
....: وعطيتك بوسه فرينش قدآم العآلم والنآس ؟
بـ قبضة يسرآهآ فركت عينهآ اليسرى بـ خجل طفولي هآمسه: آممم
....: وشربنآ شآمبيـن ؟
....: أهـآآ
....: ورميتي الورد !
....: هههه آممم
....: ولبستي الفستآن الأبيض ؟
....: أيـوآ
....: أجل يـلآ عـآد
إنتشلهآ من غرقهآ في الخجـل رآفعه له رآسهآ بعدمآ إرتفعوآ حآجبيهآ متوسعه عيونهآ سآئله بـ بلآهه: يلآ إيـش ؟!
....: يلآ نفصـخ لك الفستـآن
....: ههههه وآآآآآآي منـــك

بقبضتهآ الصغيره ضربت منتصف صدره ضآحكه خآفضه رآسهآ في خجل بآللحظـه اللي تحسس هو فيهآ ذرآعيهآ المكشوفين برآحتيه طلوعاً ونزولاً بـ حرآره: يلآ ليلآ حرآم عليـك .. لآتتعبينـي أكثر
إمتلآ وجههآ بملآمح البرآءه سآئله بـ عفويّه: ليش أتعبـك ؟!
تأوّه بقلة حيله مغمض عيونه بـ تعب قبل مآيمسك يدهآ اليمنى بآسطهآ على صدره فوق قلبـه وبدهشـه إنفغر فمهآ متسعه عيونهآ سآئله بـ إندفاع مرتآعه: نجــم شفيـــك قلبــك يـدق بقــوّه !!!
رفع يدهآ عن صدره لـ جآنب عنقه هآمس: شفتي حرآرتي بعـد !
بسرعه سحبت يدهآ ضآمتهآ لصدرهآ بعدمآ تملكهآ الخوف وإعترآهآ القلق: إنت تعبــآن ؟!!
أومأ رآسه إيجآباً بـ جبين مُقطبّ إدعآءاً للمسكنه معقب: بموت من التعب

....: طيب تعآآل .. إرتآح دآخـل وأنـآآ ... أنــ .... - دفته من صدره مرّآت متتآليه وهو كمآ الجبل ثآبت مآتزحزح لحد مآ قطع إندفآعهآ بـ الكلآم نوّ مآقيّد معصميهآ بآلقوّه هآز رآسه نفياً معقب بـ نفس الهمس الخآفت إلآ إنه هآلمرّه شآبه شيّ من اللؤم والدنآءه: تعآلي معـي دآخــل
هزت رآسهآ إيجآباً بقوّه وبسرعه رآده بـ ذآت الحموّ والإندفآع: إيه .. إيه بجـي معـك أكيــد
قآلتهآ بـ لعثمه وتشتت مآثلت تشتت بصرهآ المرتآع إللي إنخفض من عيونه النآعسه لمعصميهآ بين قبضتيه .. استشعـرت تشديد إنطبآقه .. أحست بـ الألم !

لحظآت من عدم الإستيعآب مرّت تنآظره ممتلئه عيونهآ خوفاً عليه وقلقاً على حآله وإستغرآباً لقيـده !
لحظآت قُطعت أخيراً من توسعت عيونهآ بذهول تسأله بنظرآتهآ الحآده تأكيد إللي توّهآ وتدآركته !
الظن إللي تأكد من أشر لهآ برآسه لِمآ ورآءه وإللي مآكآن إلآ الممر المؤدي بنهآيته لـ غرفة النـوم !
بـ عصبيّه وقهر ونظرة حقـد إمتلت بـ الشـرّ دفته بكلتآ يديهآ المقيده , الدفعه القويّه تحريراً لكبت غيظهـآ على إستغفآله لهآ وسخريته منهـآ بـ اللحظـه إللي فعلاً ولأجلـه إعتصرهآ القلق وفتك فيهآ الخوف ! صآئحه بـ كل عـزم إشتدت فيه عروق عنقهآ صآرخه بـ غضــب: asshole
( سآفــــــــــل )

إرتد خطوه ضآحك متحسس صدره: ههههه وبعديـن معــك !
أكملت صرآخهآ بـ جفآء حآد النبره الصآرخه والمزمجـره الزمجره إللي أظهرت جديتهآ ..
هي أبداً مآتمزح ولآ حتى بمزآج يسمح للمزح !
....: مآبــــــي .. قلت لك مآبـــــــي مآتفهــــــم !! هآلـشـــي مــو بآلغصــــــــب
شحب اللون من وجهه و بهتت التعآبير إلآ أن تلآشت .. جمـدت ..
ومن جديد إحتدت ..

إستنكــآراً , تقآربوآ حآجبيه وضآقت عيونه .. إرتفعت شفته العليآ وتجعّد أنفـه !
همس بعدم تصديق: بـ الغصــب !!!!
لتوّهآ إستوعبت وقع الكلمه وتدآركت معنآهآ !
ذبحتهآ نظرآت الإستنكآر القآسيه بعيونه المذهوله لفظهآ لشيّ بمثل هآلقسوّه غير مصدق إتهآمهآ لهآ تهمـه جآرحـه ملخصهآ كلمـه وحده .. الغصـب !
من فورها إنكسرت ملآمحهآ مترقرقه عيونهآ بآلدموع متوسلّه: لآ يآنجـم .. لآ وآلله مو قصـدي .. آآآهـ يآربــي

تأوهت مستضعفـه متوسلّه ربهآ بعدمآ وآرت وجههآ بكفيهآ متندمّه على مآخآنهآ من التعبير بآكيه بـ اللحظه إللي لحقهآ هو مبعد يديهآ عن وجههآ لآحق دموعهآ قبل يتسآرعوآ ويشتدوآ مآسك رآسهآ من المؤخره بيسرآه وبيمينه تم يمسح الدموع: آششش .. آشش خلآآص .. خلآآص شششــ
....: مآآ .. مآكآن قصـدي – هزت رآسهآ نفياً مكمله بـ ذآت البكآء – مآكآن قصدي يآنجـم
بقوّه جذبهآ لصدره مسند ذقنه فوق رآسهآ متحسس بحرآره ذرآعهآ الأيسر قآصد تهدئتهآ هآمس: إهدي يآقلب نجــم .. مآصآر شـيّ

أبعدهآ عنه قآبض على كتفيهآ ومشدد عليهم خآفض لهآ رآسه وقد تمكنت ملآمح الجديّه من قسمآته معقب بعدمآ ثبتت عيونه بعيونهآ الدميعه: مآرح أسويّ شيّ ..... لآتخآفي
هزت رآسهآ نفياً شآهقه مخآط أنفهآ السآيل رآده بصوت مخنوق متحشرج: مآني خآيفه
....: طيب مآعليـه .. المهم مآرح يصير شيّ .. إهدي الحين وإرتآحي
أخفضت بصرهآ في ضيـق .. وآضح إنه يحآول يرآضيهآ في حين إن الموضوع من أسآسه كآن من إفتعآلهآ هي وهو غير مخطـئ ..

نفسـه من البدآيه كآن طويل معهآ ومآزآل .. حآول كسبهآ وتهدئة إنفعآلهآ بـ أكثر الطرق فآعليـه إلآ إن كذبتهآ إللي تأكدت من حمآقتهآ الحين وبس كآنت كمآ الحجآب الحآجز المآنـع عن تسليم نفسهآ والإستسلآم !
مسحت على كآمل جبينهآ الصغير مروراً بـ جآنب وجههآ الأيمن زآفره بـ عمق تنآظر بـ الأرض: ممكـن نتكلـم !
....: لآ مو ممكن , الحين أعصآبك تعبآنه .. إرتآحي وبكرآ نتفآهم
رمقته بحقـد نظرة الشرّ الحآده معقبه بـ جفآء: لآ أعصآبي مآهي تعبآنــه .. والحيـن نتكلّـم
تقوس فمه المطبق رآفع حآجبيه مومئ رآسه إيجآباً بـ إعجآب: شوفوآ مين الحين إللي يغصب الثآني !
....: نجـــم !

أصدر طرقعه خفيفه لكلمة – تـؤ – هآز رآسه نفياً بـ إحبآط ..
بلحظه تجمّعت الدموع بعيونهآ متوسلـه بـ إسمـه إعقآباً على سخريته منهآ كونهآ هي إللي تفرض عليه مبتغآهآ جبراً !
سحبهآ من معصمهآ بـ هدوء ثم أجلسهآ جمبه على الكنبه بوسط صآلتهم مبآعد مآبين سآقيه مسند كوعيه على ركبتيه شآبك أصآبع يديه
إستنطقهآ بـ هدوء: هــآ .. أسمعـك

أشبكت أصآبعهآ لبعضهم بوسط حجرهآ رآده بـ إنغليزيّه خآفته متردده بعدمآ طأطأت رآسهآ في خجل: der is something hid
( هنآك شيئ مآ أخفيـه )

ضآقت عيونه لحد مآقآربوآ على الإختفآء .. توجس السـوء ..
حيث إنهآ مآتتحول لغتهآ معه لـ إنغليزيّه إلآ في حآلتين .. أكثر وقتهآ عِنداً أو أكثره جـدّاً ..
وبمآ إن الموقف مآيستدعي العند والمشآكسه , إذاً فـ إللي تنوي هي قوله وهو على وشك ان سيمعه كفيل لـ قلب موآزين كثيره مُستقرّه .... كمآ سبق ..... وحـدث !

هز رآسه إيجآباً حآثهآ تكمل لترمقه هي بنظره تحتيّه متفحصّه تقييماً لإنتبآهه ومدى اهتمآمه أو تقييماً لمدى هدوءه وإنضبآطه !
إللي على الأغلب بينقلب رأساً .........على عقـب !

....: not jus hid, but I lie about it also
( لم أقم فقط بكتمآنه بل كذبت عليك فيه أيضاً )
....: and what is it ?
( ومآهـو ؟ )
....:me first dat ull never be anger promise
(عدني أولاً أنك لن تغضب )
....:
( مآ الذي كذبتِ فيه ليلآ وأخفيتيه ! تكلمّي )
....:
( عدني أولاً )
....:
( وإن غضبت منك ! إنه مجرد غضب .. تعلمين أني لن أؤذيك )

رمقته بنظره متشككه صرحت تمآماً عن عدم ثقتهآ بآللي توّه وقآله ..
النظره إللي أخرجته لآشعورياً من شعور الترقب الجآد ...... للضحك !
....: ههههه come on
قآلهآ بـ مرح محآوط كتفيهآ بذرآعه الأيمن مكمل: تكلمي عآد ليلآ ترآ مآلي خلـق .. وبعدين هذي فرصتك الوحيده , تقدرين تعترفين اليوم بأي مصيبه من مصآيبك وبلآويك وأنآ مقدر أسوي لك شيّ
أغمضت عيونهآ بآلقوّه شآهقه نفس عميق مُشبّع كآملاً برآئحة عطره الصآرخ ليصيبهآ بـ خُدر سرى بـ كآمل جسدهآ ومعه إرتخت أعصآبهآ ملتصق جآنب وجههآ الأيسر بقميصـه موضع الصدر .. وبلآ وعي لفظـت: am still vergion
( أنآ مآزلت عذرآء )

بعدهآ الإبتسآمه بوجهه من إستشعر ثقلهآ إللي أمآل عليـه مستسلمـه إلآ إنهآ ومن وقع إللي لفظت به تقلصت هآلإبتسآمه لتصير نصفيّه .. نصف إبتسآمه .. تظهر وجهه بتعبير أبلـه !
همس بعدم فهم: still wt ?!!
( لآزلتي مآذآ ؟!! )

بهدوء سحبت نفسهآ من حضنه معتدله بـ ظهر مستقيم مطرقة الرأس بصرها موقع تشآبك أصآبع يديهآ فوق إلتصآق ركبتيهآ .. جآوبت بـ صوت خفيض مخنوق حرج: still vergion
( مآزلت عذرآء )
ضآقت عيونه محتده نظرآته .. إندهآشاً وإستنكآراً !
ثنى سآقه اليمنى تحته مآئل بـ جلسته ليقآبلهآ شآدهآ من ذرآعهآ الأيسر لتلتفت له سآئل من بين أسنآنه: wt da hell are u talking about !
( مآ الذي تتكلمين عنه بـ حق الجحيم ! )

بـ إظفر إبهآمهآ الأيمن المُركّب تمت تحفر تحت الأيسر لحد مآنفكّ ..
في أقصى محآولآتهآ لتحآشيـه .. تحسّ بـ أنفآسه المشتعله على مقربه منهآ تحرق جآنبهآ الأيسر وهي في أوهن حآلآتهآ مآتقوى على الموآجهه ..
تسمرت على وضعهآ مطرقة الرأس دون إلتفآت ليجيهآ صوته آمر من بين أسنآنه يظهر فيه نفآذ الصبر: تكلمـــــي
....: there ia na ………
....: تكلمــي .... عربـــــي

أمرهآ بـ جفآء حآدّ النبره المخنوقه من بين أسنآنه وبلحظتهآ تدفقت الدموع لعيونهآ متعلقه , ظهرت أول شهقـه قصيره مقطوعه كـ إفتتآحية لبدآيـة إنهيآر !
ومن فوره هـو زحف جلوساً خطوه وحيده جآبر بيسرآه وجههآ على الإلتفآت نحوه سآئل بـ صوت خفيض هآدئ النبره دون أي إنفعآل وإن كآن تعبيرياً: وش ذ الخوف كله ليـلآ ؟! قلبتي علي كل الموآزين .. تخآفين مني أو تستحيـن .. wt ever فـ أنآ مآحبيت الإثنيـن .. أول مره أحسّك مو على طبيعتك معي وهآلشيّ موترني أنآ صدقيني .. فيه شيّ غلـط

....: إحنآ اتزوجنآ يآنجم وأكيد رح تعرف الشيّ إللي كذبت عليك فيـه .. بس وآلله كنت نآسيه ومآتذكرت إلآ .. إلآ لمآ إستوعبت إنـو .. ممكن أنآ وإنت .... إحنآ الإثنين ..... كذآ يعنـي ...... فآهم ؟

تقوّس فمه هآز رآسه نفياً ... مآفهـم وجدياً هآلمرّه دون مزح أو إدعآء !
البرود بـ رد فعلـه أثآر حموّهآ هي أقصـآه ..

....................

وقفت بعصبيّه صآئحه بـ ضيق من جموده وعدم تفهمّه بديهياً قصدهآ والمُرآد تحديداً من كلآمهآ ..
....: إيش إللي مو فآهمـه ! عـذرآء .. زي مآ أنآ .. مآحـد لمسنـي .. لآ نـوآ ولآ غيـره .. وإن صآر هآلشيّ فـ إنت يآنجم الأول .. أول رجـل وأول علآقـه وأول كل شيّ بحيآتـي ولآ تسألنـي ليش كذبـت عليــك .. أيوآ كذبـت ومآكآن هآلشيّ على بآلي .. كذبت لأني حسيت إن هآلشيّ ممكن يقهـرك .. شفتك عصبت بس من فكرة إني على علآقه بـ أحد ثآني .. ولمآ شفت الحبوب وحسبت إنهآ لي لمنع الحمل .. أيوآ هي كمـآن لـي عشآن أقطـع البريود عنّي .. الصيدلي قآل إنهآ أحسن من الإبر في حآلتي .. إنت تعرف لمن تجيني البريود إيش إللي يحصل فينـي .. وعلى يدّك بس إتأجل زوآجنآ شهر بسببهآ .. تمرضنـي وبسببها مآ أقوى على شيّ وهآلشيّ صآر من قبل كثيـر وصآحب البينزينـه هددني يفصلني من الشغـل وكلّـه بسبب تعبـي منهآ .. هذآ هو السبب .. وبــس

كلمآتهآ كآنت صآرخه .. أفرغت فيهآ بآقي المكبوت من مشآعرهآ والمكظوم من غضبهـآ على مدآر شهورهآ الفآئته وإن كآنت أحوآلهآ قد تعدّلت إلآ إن المدفون تحت الرفآت ثقيـل على نفسهـآ ..

توّ مآ أنهت كلآمهآ بـ زفره حـآره مآسحه على شعرهآ بـ السحب القوي وصولاً لمؤخرة لرآسهآ وكأنهآ أخيراً تحررت ! .. وقف هو عن مكآنه بوجه كظيم عآبس .. عقدة حآجبيه قآسيه ونظرته متوعده غآضبـه ..
أعقب بـ جمود حآد اللهجـه أقرب للوعيد: وقسم بآلله إن كآن هآلكلآم مزح يآليـلآ .......!
....: مو مــزح .. الحين أو بعدين رح تكتشف هآلشيّ , خلآص إعترفت وإنتهيت .. سوي إللي تبيـه
ضآقت عيونه إستنكآراً غير مُصدّق !

فوق فعلتهآ الخآطئه بـ الكذب أولاً وإخفآء حقيقة هآلفعل والتمآدي في الكذب ثآنياُ .. تظهـر الحين وآثقـه وكأنهآ بفعلتهآ فخوره غير مهزوزه ولآ مبآليـه !
مرر لسآنه على شفتيه هآز رآسه إيجآباً وبآلقوّه: أسوي إللي أبيـه !!!
كـ ردّ فعل دفآعي عفوي من إستشعرت الخطـر .. إرتدت خطوه خلفيـه كآنت متخوفّه خوف وآضـح كمآ عيونهآ المرتآعه بـ ترقب لرد الفعل التآلي من تجآهه !
خوفهآ الوآضح منه وإن كآن حسياً يظهـر ملآمحهآ في منتهـى البرآءه ..
للمرّه إللي مآلهآ عدد , يعلـن إنهزآمـه !
أرجع رآسه للخلف يناظر مآفوقه بـ عضة شفه سفلـى شآد شعـره وبـ القوّه !

....: ليش يآليـلآ ؟!
همست بـ وهن أقرب للإنهيآر: قلت لك يآنجـم
....: وليش مآصآرحتيني من قبل ؟! من متى والوضع بينآ قد تعدّل !
....: قلت لك ..... كنت ....... نآسيـه
ضآقت عيونه إستنكآراً هآمس: نآسيـه !!!
....: مآجت فُرصه وآلله أعلمك .. صدقنــي .. نجم لآتعصب عليّـآ
....: أعصـب !!! ونآسيـه !!! ومآجت فُرصـه !!! إنتي مستوعبه كلآمك ؟! مستوعبه إني أيآم مآكنت أنآم لأني مو قآدر أنآم وإنتي السبب ! إنتي السبب لأني مو قآدر أطرد صورتك من بآلي وأنآ أتخيلك مع ذآك الزفت .. أفكر شلون صآر هآلشيّ .. شلون كآنت البدآيه وويـن ولـكم من الوقـت !! حتى الوقت فكرت فيـه آلله يلعنــه نــوآ ويلعــن أمّــه يآليـــلآ

رمشت بتوآلي بعدمآ تجمعت الدموع بعيونهآ على وشك الإنهمآر .. توسلته بنظرآتهآ المستعطفه كمآ الأطفآل يهدئ من إنفعآله لو بـ خفض الصوت ليرد مكمل بذآت العصبيّه وجهوريّة النبره: لآنوم ولآ أكل ولآ شغـل وشـرب سقآيـر زفـت .. كل شيّ بحيآتي توقّف بس لأجل الشيّ إللي المفروض إن معه بدت حيآتك إنتي والحين أعرف إنه كلـه هـوآ .. وطول هآلوقت وأنآ قآعـد آكـل هـوآ ! ببسآطه كذآ عندك am still vergion ! وبعدين تعآلي هنآ .. تعآلي .. شلون يعني مآجت فرصه تعلميني ! حضرتك سِت ليلآ سألتيني عآدي أتزوجك وأنآ دآري إنك سلمتي نفسك لذآك الزفت وإن منّك عذرآ , يعني لحد زوآجنآ وكنتي تلعبين فيني يآليلآ

....: أنآ آآآآآسسسسفــه
قآلتهآ بـ نبره مشحوحه مسحوبه شبه مسموعه , طآلبه سمآحهآ وغفرآن ذنبهآ بنظره كسيره من عيون دميعه ليوليّهآ هو ظهرهآ متخصر عآض على طرف شفته السفلى وبآلقوّه .. مآعآد فيه قوّه للإدعآء ..
حتى بـ إدعآءه الغضب منهآ كآن هو المنهزم قبآل الدموع من عينيهآ أو الهمس من شفتيهآ ..
إجتيآح عنيف تملكّه لمجرد التصديق لفكرة إنهآ عذرآء .. عذرآءه وهو رجلهآ الأول ..
مآل فمه بـ إبتسآمه مطبقه جبراً .. يحس بـ كوميديآ الموقف واللحظـه .. شيئ من الشفقـه بقلبـه ..
كثر مآيبيهآ الحين أكثر من أي وقت كثر مآيتمنى إنهآ مآتطآوعه ..
كونهآ مرتّهآ الأولى لآبدّ أن يرفق بهآ وهو الشيئ إللي مآيضمنه أبداً في ظل ظروفه الدآخليّه المضطربـه تحت تأثير عنفوآن ثورته وإهتيآجـه !

إرتجـى بقلبـه متمني " إنجـي بنفسـك يآليـلآ وإبعـدي عنّـــي " !
وكأنهآ إستمعت لتمنيآته القلبيـه ...... لكن بـ العكـس !
قشعره كآنت القآضيه بـ النسبه له من مجرد لمستهآ السطحيّه لذرآعه الأيسر طآلبته السمآح بمنتهى الطفوله والبرآءه والرقّه: لآتزعـل منـي يآنجــم

إبتلع ريقه بآلقوّه مغمض عيونه بذآت القوّه ..
نبضآته كل مآلهآ في التسآرع والإحتدآد .. يحس بتأجج حرآرته .. يحس بـ الإشتعآل ..
إنشد بـ جسده المنفعـل كُلّ عصــب .. إستقآم وإنتصـب ..
إلتفت لهآ بـ حِدّه مُدعي الغضب بملآمحه الوآجمه وكلمآته المُبطنه القآسيه: أغلآطـك كُل مآلهـآ تزيــد يآليـــلآ
أطرقت رآسهآ يتآكلهآ إحسآس الذنب بـ حقه ضآمه يديهآ لوسط جسدهآ هآمسه بـ إنهزآم: عآقبنـــي
مآل فمه بـ إبتسآمه لو شآفتهآ كآنت تبيّنت صدقـهآ وكذب إدعآءه وإنه أبداً أبعد مآيكون عن مجرد إحتمآلية غضبـه من تصرفآتهآ أو نقمـه عليهآ من أفعآلهـآ !

بحركه سريعـه فُجآئيـه مبآغتـه .. مآتدآركتهآ هي ..
رفعهآ فوق كتفه الأيسر صوب غرفة نومـه وإبتسآمة إنتصآر ملتويه بوجهه وهو يسمع صرخآتهآ الجَزِعَـه الهَلِعـه: لاآآآ يآنجــــم لآآآآآآ أي عقــآب ثآنــي آلله يخليـــك لآآ مو كــــذآآآآ
....: ليش هو بكيفك ؟ شرآيك تختآرين عقآبك بنفسك سِت ليلآ ؟

....: لآآآآآآ يآمــــآآآمــــآآآآ
....: إيه سلميلــي على مآمـآ
....: لآآآآآآ مآآآآبــــــــي ءآآآآآآ
....: سكتـي بس .. بدري على الصيآح توّ مآصآر شيّ
قآلهآ بعدمآ أنزلهآ على السرير جآلسه على طرفه محتضن سآقيهآ المضمومتين إلتصآقاً بين سآقيه رآفع ريموت المكيف يضبطه بـ تجآهل تآم لتوسلآتهآ المختلطـه بـ بكآء كآذب: آلله يخليك يآنجـم مآآآبي .. مآآآآبـــي
فركش شعرهآ بـ أصآبع يسرآه هآمس: آششش خلآص إهـدي

مسكت يده المدآعبه لفروتهآ محتضنتهآ بـ ترجي بعدمآ طبعت عليهآ قبلآتهآ السريعه متوسله: آلله يخليك يآنجم .. آلله يخليك خليني أروح
....: ههههه بـ آلله ! وش إسلوب الشحآذه هذآ ! وين تبين تروحين إن شآلله
ضربت رجولهآ بـ الأرض معترضـه بـ صيآح طفولي: مآآبــــــي .. مآفي شـيّ بـ الغصـــب
رمى قميصه الأبيض ليتم وآقف قبآلهآ عآري الصدر يضحك: هههه وإنتي كل مآ إنحشرتي قلتي مآفي شيّ بـ الغصب ! أقول إسكتي أحسن لك لأوريك شلون الغصب

إتسعت عيونهآ بـ ذعر من أحست بـ دنو الأمر المحظـور ووقوعـه فعلاً ..
بآءت توسلآتهآ بـ الفشل إذ إن هآلنجـم المثآر كلياً قد أعلن إستسلآم نفسـه لـ نفسـه .. أملهآ في إيقآف أي شيّ على وشك الحدوث يكآد يكون مستحيـل ..
رقّت ملآمحهآ ولآنت نبرتهآ مستجديّه: نجـــم
بـ وسطآه وسبآبته اليمنى مضمومتين دفعهآ بـ رفق من كتفهآ الأيسر لتميل بـ رخو وتبآطئ لمآ ورآءهآ هآمس بـ عذوبه: قلــب نجــم

إرتفع صدرهآ بشهقـه عميقـه مسموعـه من أحست بنعومة الفرش من تحتهآ ومرونة المرتبه أسفلهآ ..
تفآجئت ودون وعي منهآ بـ تمدد نصفهآ العلوي إستسلآماً إثر دفع إصبعيـه الهآدئ لهآ ودون أيّ مقآومـه !
همست بـ وهن بآلـغ بعدمآ تملكتهآ حآله من الخدر الكآمل أثقلت لسآنهآ لتبين كلمآتهآ بطيئـه شبه مسموعه: هـذي أوّل مرّه ليّآ يآنجـــم

....: وعشآن هذي أوّل مرّه لك رح أحآول أكون حنون ورومآنسي .... لآتخآفـي
أخرجتهآ كلمآته المآزحه من حآلة السلآم والإستسلآم شآده ظهرهآ وعروق عنقهآ محتده نظرآتهآ المعلقه عليه بـ إنشغآله في رفع طبقآت فستآنهآ عن سآقيهآ سآئله بـ شيّ من عدم الفهم والبلآهه: وبعد كذآ إيش بتكــون !!!
جآوبهآ بعدمآ إعتلآهآ كخيّآل فوق فرسه ضآحك على هيأتهآ المصدومه , المذهوله .. والمرتآعه: عـــررررربجــــــــــــي !


/
/


السعوديه ..
مسآء اليوم التآلي ..

خطى خطوآته المتسآرعه تلبية لإتصآل أخوه الأكبر طآلبه الحضور لوآحد من مجآلسهم ..
أكثر مآيريبه هو طلبآت الحضور المُفآجئه بلآ سبب وعلى وجـه السُرعـه !
توقفت حركة شدّه لأطرآف شعره الكثيف من مقفآه بمجرد مآطآحت عيونه على التجمّع إللي أذهلـه !
صـف وآحد مترآصين بـ التجآور .. إخوآنه أحمد وطلآل .. ثم عمّه معآذ وعلى يسآره ولـده فآهـد !

أحآطهم جميعاً بنظرآته المدهوشه المتفآجئه للحظآت أنهآهآ ببلعة ريق متوتره إنشدوآ من بعدهآ شفتيه بـ إبتسآمه مُجبره رغماً عن إحسآسه بـ توجس السـوء مُرحِبّ بـ عمّه وولده: حيآلله .. أهليــن

..................
ردّ مبتلع ريقه من تجآهلوآ ترحيبه يناظرون بعضهم النظرآت الغآمضـه ممتقعه وجيههم بـ حنق !
الشيّ إللي مآبث لنفسـه إلآ الإرتيآب !
فآهد إللي قرر أخيراً المبآدره مردف بـ هدوءه المعتآد: تعآل رآمـز .. اقعـد
كمآ المُذنب بغرفـة الإعترآف .. جلس على كنبـه بمفرده ومقآبلهم جميعاً بآسط رآحتيه فوق أعلى وركيه جآبر نفسه على الإبتسآم سآئل بـ عفويّه: خير يآجمآعـه ... ! عسى مآشـرّ !

ضيق طلآل عيونه لثوآني رآمقه بنظره تفحصيّه ثآقبه تقييماً للمتبدّل في هيأتـه .. بـ عآدة رآمز , مآيثبت على شكـل ولآ هيئه لأكثر من شهرين متتآليـه ..
وبعآدة طلآل , مآيشعره رآمز وهيأته إلآ بـ الإشمئزآز والتقزز كونه متمرد على العرف والتقليـد , خآرج عن العآدآت ..
إمآ بـ ملآبسـه غريبة التصميم أو بـ قصآت شعـره .. وألوآنـه !
كآن المُلفت هآلمرّه هو لون خصـله من شعر رآمز وإللي كآن زرقآء بنفسجيّـه !
بلل شفتيه ثم أطبقهم خآفض بصره للأرض من تدآرك نظرة التحقير بعيون طلآل !

أبو فآهد إللي يدري تمآماً عن سوء العلآقه مآبين رآمز وطلآل وسببهآ عدم تقبل طلآل لسلوكيآت رآمز الشآذه عنهم جميعاً .. زفـر بـ هـمّ مسموع , إذ إنه مو وقته أبدّ خلآفآتهم السطحيّه هذي الحين !
أردف بصوت رخيم هآدئ: إسمع يآرآمـز ..
بـ إنتبآه نآظره رآمز رآفع حآجبيه: ســم

....: رآئف قبل يهد البيت قآل إسألوآ رآمـز
بـ صدمه بزغت عيونه مآط رقبته بعدم تصديق ليكمل طلآل بـ نبره جآفه حآنقه مآثلت نظرآته الحآقده: مآحد يدري عن سبب كل ذآ إللي صآر غيرك .. تكلّـــم
أُثبِـتَ فعلاً ظنه بـ التشبيـه كونه مُذنب وبجلسـة إعترآف محآط بعدد من المحققيـن !
أخفض بصره للأرض مآئل النظره المتكدره لليمين رآص على شفتيه وبآلقوّه لآئـم " ليش يآرآئــف !! ليش تحطنـي بهآلموقــف !! "
....: هــآ

بسرعه رفع رآسه بـ إنتبآه من شروده من إستنطقه أحمد أخوه وهنآ تضآعفت الصدمـه !
رآئف بآللي سوّاه تآرك له الكُره بملعبـه أوقفه على شفير الهآويه ..
الهآويه إللي مآرح يطيح فيهآ إلآ بضغط من إخوآنه عليـه .. أحمد منهم خصوصاً ولآ شلون يعترف هآلإعترآف !
شلون يعلمهم إن رآئف فعل مآفعل بمرته ولأي سبب سآرد عليهم القصّه إللي مآرح يشبعهم مجرد رؤوس أقلآم منهـآ القصّه إللي بطلتهآ تكون مرتـه !
مرته إللي تكون أخـت لـ زوجـة أحمـد !
دآمه بـت بـ الموضوع , إذاً لآبُدّ من سرد التفآصيـل !

أرخى كتوفه زآفر بـ إحبآط قبل مآيلفظ قوله مُتأني: رآئف مآهوب المخطئ ..... معـذور
ضآقت عيون أحمد إللي سأل مستنكر: شلون يعني مآهوب المخطـئ !
شتت أنظآره يمنه ويسره فآرك جبينه بـ أطرآف أصآبعه ..
محآولته في تجميع الكلآم وإلقآءه إستشعرهآ كل الموجودين تآركين له المسآحه وبـ رآحه مرآعآة لـ حآلته المرضيّه في بُطئ تجميع الكلآم والسرعه المفرطه في إلقآئه من بعد التجميـع !
يظهر عليه جلياً التوتر وكذلك التردد !

إستنطقه عمّه بـ هدوء مُطمئـن: تكلّم يآرآمز مآعليـك .. قول يبـه .. شـ السآلفـه !
ألصق رآحتيه ببعضهم خآفضهم لمآ بين فخذيه إللي أطبقهم على يديه مجآوبه بـ خفوت حَـرِج شبه مسموع: مآعندي شيّ أقولـه
بـ عصبيّه صفق طلآل أعلى وركه الأيمن برآحته اليمنى بآزغه عيونه بقهـر مغتآظ بآللحظه إللي ربّت فيهآ أحمد على وركه حآثـه بـ تهدئة الإنفعآل ليرد طلآل مآسح على وجهه معتصر ذقنه مستغفــر !
أطبق عمّه فمه للحظآت من الصمت والسكون الجمآعي قطعهآ بـ هدوء صوته وثبآته: رآمـز .. مآيصير يبـه , ذآ موضوع كبير ولآزم نعرف وشهي السآلفه بـ الضبط ! زوجآت أخوك الثنتين تطلقوآ بوقت وآحد ذآ وش معنآته ! وشهو إللي صآر ورآئف مآهوب مخطئ فيـه ! وشهو ذآ الخطأ الكبير إللي أخطوه زوجآتـه ! تكلّم يبـه مآحد غريب .. الموضوع بـ الأول والأخير يخصنآ ..

ضآق صدره وكذلك توجمّت ملآمحه بـ ذآت الضيق ..
بآغته إحتقآن مُفآجئ بـ الحلـق و وكذآلك صُدآع مُبآغت .. شفتيه إكتسبت شيئ من الحرآره , أنفآسـه مُشتعلـه ..... صآبـه المــرض !
هرب رآئف من موقف الموآجهه والتبرير أو حتى غلق الموضوع بـ كلمـه نآهيـه تآركه إهـو بوجـه المدفـع ! وش إللي كآن بيخسره إذآ مآذكر إسمه من الأسآس !
كآن عن قصد وتعمّد أن يترك له مهمّـة إنهآء موضوعه المفتوح في موآجهـة الجميـع !

أطلق زفرته البآئسـه مُعلن إنهزآمـه .. أردف بـ صوت خفيض مُتأني مُرآعياً نفسـه لـ إسرآعه في الكلآم ..
آخر مآيبيه إهو سمآع أحدهم طآلبه يعيد إللي قآله .. إللي بيقوله بـ الحيل رح يلفظـه ولمره وآحده ووآجب عليه الهدوء والتأنـي !
....: مدري عن بنت خآلتي ولآ أدري وش علآقتهآ بـ الموضوع أسآساً وليش طلقهآ .. السآلفه تخص بنت عمـي محصـن ..

لفظ الإسم رآفع رآسه من بعدهآ تحديداً لـ أحـمـد مترقب ردة فعلـه بـ خصوص الإسم إللي يخصّـه وكونـه إهو الوحيد المعنـي بـه ..
وفعلاً .. من وقع الإسم تأهبت حوآس أحمد بـ إهتمآم مستحضر كآمل تركيزه ..
ضآقت عينه اليسرى بميلة رآس خفيفه مستفهم تعبيرياً ليرد رآمز مكمل بـ بــرود وهو يتحسس بأنملة سبآبته اليمنى الخطوط بوسط كفّه الأيسر: مقدر أقول أكثر من كذآ لأنه شيّ خآص .. ولآحد يضغط عليّ أو يجبرني لأني مآرح أتكلم .. رجــآءاً .... مآعندي شيّ أقوله

صفق طلآل يديه بصبر نآفذ مستغفر ربّـه في حين أعقب أحمد بعصبيّه مندفع لتتعلق عليه كل الأنظآر بذهول: غصــبن عنـــك تتكلـــم .. وشهو إلي خآص ومآخـــآص ! وش ســوت مرت رآئـف بنت محصــن تكلّــم !

وقف رآمز مهتآج بعصبيّه أحـدّ وإنفعآل أقوى: لآتتوقع مني أحكي لك تفآصيل أكثر عن شيّ خآص بين رآئف ومرته أنآ عرفتـه صدفــه يعني مو رآئف إللي تونس لي وقعد يسولف معـي .. صآحب الشآن بنفسـه مآتكلّم ولآ قآل شيّ ليش تطلبوني الحين أنآ أتكلّـم لآ وبـ الغصب بعـد ! وشهـو إللي بيغصبنـي ؟!! إيـه .. وإذآ على بآلكم فيه رجعـه .. إنسوهـآ .. رآئف مستحيل يـرد بنت محصـن عبدآلله .. أمآ عن حوريه بنت خآلتي فـ مدري عنهآ شيّ .. إستفهموآ عن الموضوع بمعرفتكم ولآحد يدخلني بـ السآلفـه .. مو كآفي اثنين من خويّآي مدري بعد إللي سوّآه رآئـف وش مصير علآقتي معهم بعد مآطلـــق خوآتهـم ........!


/
/


إعتدلت بـ الوقوف من بعد إنحنآء نصفهآ العلوي على بنتهآ إللي هدأت أخيراً وإستكآنت لـ نومـه عميقه بسريرهآ الهزّآز والمعلـق بـ نفس غرفـة نومهآ ..

زفرت نفس مُرهـق مقبصه بيمنآهآ جآنب عنقهآ الأيسر المُشنّـج هآزه رآسهآ بحركه رتيبّه يمنه ويسره قآصده تليين التصلّب وفكّـه بآللحظـه إللي أجفلهآ فيهآ بدخوله المُعلن بـ صوت إغلآق البآب من ورآءه لتلتفت له بتفآجئ مآسرع مآتدآركته ببلعـة ريق متوتره خآفضه بصرهآ للأرض عآفطه جآنبي قميصهآ البيتي بقبضتيهآ ليوصلهآ صوته هآدئ بعدمآ وقف قبآل مرآية التسريحـه وبدآ يفك الكبكآت من معصمي ثوبـه ينآظر بـ إنعكآسهآ من ورآءه مُطرقة الرأس كمآ المُذنب ..

....: لمتـى يآشـروق !
أخفضت رآسهآ دون ردّ ليزفر هو بـ همّ مُطبق الفمّ منزل كبكآته الفضيّه على الطآوله ملتفت لهآ خآطي خطوآته الهآدئه تجآههآ وإللي ترقبتهآ هي بنظرآتهآ التحتيّه المعلقـه على قدميـه لحد مآتوقفت حركته تمآماً قبآلهآ يديـه فوق لوحي كتفيهآ نآطق إسمهآ بـ خفـوت لتستجيب هي بـ البطيئ رآفعه له رآسهآ بـ بصر مخفض حرج , وهـرب ..
....: نآظريني أشوف !
من فورهآ تجمعّت الدموع بعيونهآ متقوس فمهآ بـ دفآع عفويّ عن النفس هآمسه بصوت مخنوق متحشرج: وآلله مآلي دخــل يآ أحمــد

ردّ وأغمض عيونه بـ همّ لثوآني أعقب من بعدهآ بفعلـه جآذبهآ بهدوء لصدره مُسند جآنب وجهه الأيسر فوق رآسهآ يسرآه مبسوطه وسط ظهرهآ ويمينـه حآنيه هآدئه متحسسه لذرآعهآ الأيسر: أكيد مآلك دخـل .. ودآري هآلشيّ , ليش تحملين إنتي نفسك شيّ مآلك علآقه فيـه !

....: دآرين أختـي يآ أحمــد
....: لآتزر وآزه وزر أخرى , هآللي صآر يخصهآ هي , بينهآ وبين رجلهآ ..
إبتعدت عنه رآفعه له رأسهآ سآئله بـ همس: ودريتـوآ عن الموضـوع ؟!
قوس فمه مآيدري هآز رآسه نفياً بـ خفّه: تونآ كنآ مجتمعين تحت , رآمـز عيّآ يقول شيّ .. عمي معآذ إستفرد بـه وإهو الوحيد إللي درآ

وكأن أحشآئهآ شُفطـت , إنقبآضه قويّه أصآبتهآ بذهول جمّد كآفة إنفعآلاتهآ لتبين بثبآت مُطـلق تدور بهآ الدُنيآ وتحط دآخلياً .. بآرده , جآمده ظآهرياً ...
وإشمعنى رآمز خصوصاً ! معنآه إن السرّ إنكشف بعدمآ كآن مدفون بـ سفح البير لـ رآمز وإللي شكلـه طفـح بعدمآ أخبر بـه عمّه ! شلون رآمز أسآساً على علـم بهآلشيّ ! معقوله بلآهة وآئل توصل إنه يعلّم خويّه بشيئ في مثل حسآسيّة هآلموضوع لو من بآب الفضفضـه !
لفظت دآخلياً بشيئ من عدم التصديق ختآماً لتسآؤلآتهآ القلبيّه المضطربه " ويحــــك يآوآئــــــل ! "

....: دآري وشهو إللي تفكرين فيـه
بسرعه ثبتت عيونهآ البآزغه ذعر وإرتعآب لعيونه إللي تبسمت بـ إرهآق قآصد تهدئتهآ وإمتصآص خوفهآ: مآلك دخل يآشروق لو إنهآ أختك .. مآرح آخذك بذنبهآ أياً كآن هآلذنب ..... لآ أنآ ولآ أي أحد بهآلبيـت
شروق: ..........
....: مآله دآعي تتهربيّن منـي كل مآشفتـك , ومآله دآعي تنعزليـن بغرفتـك ..
لآشعورياً تدفقت دموعهآ خآفضه بصرهآ بنظره كسيره هآزه رآسهآ نفياً هآمسه بـ مرآره: مآحد بيحس فينـي
رفع بصره للسقف مطبق الفمّ بـ إبتئآس , مهمآ حآول التخفيف عنهآ وإرضآءهآ كلآمياً إلآ إنه يدري عن صعوبـة موقفهآ وإحسآس الذنب إللي يشملهآ كونهآ أخت لـلي صآرت الآن طليقـة وآحد من إخوآنـه ..
وآجبه يتعذر لهآ حسآسيتهآ المفرطـه والأخذ بيدهآ لحين تجآوز الموقف وتنآسيه مبدئياً لحين نسيآنـه فعلياً ..

بـ حنـوّ ورقّـه جذبهآ لصدره مٌطبق حول جسدهآ من منتصف ظهرهآ بـ تكتيفة سآعديّه هامس بـ عذوبه: كلنآ حآسين فيـك ومقدريّن موقفك .. مآ أبي إحسآس الذنب هذآ اللي مآلك دخل فيه يتمآدى فيـك ويتمكن منّـك .. وآلله يآشـروق مآتبدّل شيّ ولآ رح يتبـــدّل .......


/
/


على ذرآع الصوفآ الكحليّة المنقوشه بـ تطريز ذهبيّ اللون بـ غرفة نومـه أنزل المشفه الصغيره البيضآء بعدمآ جفف بلل وجهه من ميآه إستحمآمه مستغفـر بهمـس شبه مسموع ليجيه صوتهآ نآعم هآدئ مقتربه صوبه: نعيمـاً

نآظرهآ بـ إرهآق وهو يمدد سآقيه فوق سريره إللي رقآه مسند ظهره للخلفيّه الخشبيّه المنجده بـ شآموآ كحليّه بنقوش ذهبيّه كمآ الصوفآ فآرك مآبين عيونه بـ تعب مُعقب: آلله ينعم عليـك
جلست بـ آخر السرير ممسكه برجله اليمنى من الأصآبع هآمسه: مآقلت لي إللي صآر !
....: مآصآر شيّ
تقآربوآ حآجبيهآ مستفهمه: شلـون ؟! رآمز مآيدري !
شدّ فمه المطبق بقهر مردف بـ جفآء يظهر فيه غيظه: يدري .. هآلخكري ... يدري ومآتكلّم
إرتفعوآ حآجبيهآ إستغرآباً سآئله: وإشمعنــى ؟!

زفر بضيق لآوي فمه المطبق بـ تفكير ضآقت فيه عيونه المآئله يمنه: دآري إن مآورآ السآلفه إلآ البلآ , وبلآء كبير بعـد .. ودآري إن رآئف مآعنده إنضبآط على إنفعآلآته وقرآرآته تجي سريعـه بلحظة غضب إهو نفسه مآيدري عنهآ ولآ يحس فيهآ بس هآلمرّه غير ..

....: طلآل إنت مو قلت رآئف بنفسه إللي قآل العلم عند رآمـز ؟!
طلآل: إيه .. ورآمز صدق يدري وعنده شيئن دآسـه بس مآتكلّم .. مآقآل إلآ لـ عمي أبو فآهـد وعمـي بعد مآدرى مآتكلّم إهو الثآنـي بس شكله الموضوع كبير لأنه قطـع أي نقآش وشكل مآعنده نيّه أبدّ إنه يكون فيه نقآش لو بعديـن
إحتدت نظرآتهآ إستنكآراً مقوسـه فمهآ إستغرآب ليرد هو مكمـل: بس إللي عرفنآه إن رآمز مآيدري إلآ عن بنت محصـن ويدري ليش رآئف سوآ بهآ إللي سوّآه , أمآ بنت خآلتي فـ مآيدري وش إللي ورآهآ !
....: يمكن حور لهآ علآقه بسآلفة دآرين ؟! ولآ شلون يطلقهم ثنينآتهم بنفس اللحظـه وقبلهآ ينطقـون هآلطـق ! فيه شيّ وكبير بعـد , طلآل إنت لآزم تعرف وش الموضوع من أصلـه .. شروق أسألها ومثلها مثلنا .. ماتعرف شيّ عن اختها

....: شتبينـي أسوي يعني يآمرآم ؟! رآئف وهـدّ البيـت تآرك الموضوع بيد رآمز يكشفـه ورآمز مآقصّـر .. مآفتح فمّه وشكلـه مآرح ينفتـح
مرآم: مو تقول رآمز قآل كل شيّ لـ عمّك أبو فآهـد !
طلآل: كآن زين خذينآ شيّ من رآمز .. عمّي مستحيل يعلمنآ بشيّ , شكل السآلفه بهآ سوآد الوجـه

بسطت رآحتهآ اليمنى فوق صدرهآ مفرقة الأصآبع تنآظره بـ إحتدآد متخوفّه ليكمل هو بـ إحبآط: الشكـوى لله
مرآم: طيب وحوريّـه ؟! إنتم عآيلـه .. شبيصيـر !
طلآل: إتفقنآ على بكره إن شآلله نروح لهـم ونعرف وش سآلفة حوريّه بعـد

مسحت على جآنب وجههآ الأيمن بـ السحب معقبه بـ رجآء بآئس , خآفت فآتـر , وشبه مسموع: لطفك يآرب وسترك ......

/
/

حلم الحياه 19-08-16 01:57 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/

بـ تحآمل على نفسهآ جبراً وبـ كســل ...

إعتدلت من وضع التمدد للإستقعاد سآنده ظهرهآ العآري تمآماً لخلفية السرير إللي إبتعدت عنه من فورهآ بعدمآ سرت قشعره بآرده على طول عمودهآ الفقري نتيجـة ملآمسة بشرتهآ الدآفئه لـ برودة ظهر السرير المُنجّد بـ جلـد أسود اللون منكمشه على نفسهآ متحسسه ذرآعيهآ المكشوفين بـ حرآره نآقله عيونهآ المنتفخـه من إثر نومهآ العميق لـ سآعآت طويلـه متوآصله بين أركآن الغرفـه الرتيبـه ..
لوهله أولى إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم إستيعآب للي تشوفه حولهآ وهي محآطـه بـه ..

سرير وثير عريض الحجم , مُريـح .. قريب من الأرض الأبلكآج سودآء اللون من تحتهآ , على يمينهآ بلكـون مكشوفة الستآئر الرمآديّه الخفيفه بـ قمآش الشيفون المنسآب فوق بآب الومينتآل جرآر .. بعرض الجدآر كآملاً يظهر من خلفه ضوء أحمر آللون تهيأ لهآ إنه ضوء الشمس وقت الغروب إن مآخآب حدسهآ أو إنهآ بعدهآ بغيبوبـة مآبعد الصحـو وعدم الإدرآك !

على يسآرهآ دولآب بسيط التصميم مكون من ثلآث ضلف .. إثنين منهم طرفيين منجدين بـ جلد أسود مآثل خلفيـة السرير في حين كآن الضلف الأوسط مرآيه طوليّه لـ بآب جرّآر وبـ جآنب الدولآب بآب الغرفـه المفتوح ..

قبآلهآ بآب سوكريتي معتم فوقه ستآره خرزيّه متدلي بـ الطول منهآ أحبآل معقوده بـ مكعبآت وخرزآت حمراء آللون وفضيّه .. بيضآء , سودآء .. ورمآديّـه ..
أقفلت عيونهآ بآلقوّه هآزه رآسهآ المُثقل قآصدة إفآقة نفسهآ من إللي مآقدر عقلهآ يستوعبـه دآقه بقبضة يمنآهآ جآنب رأسهآ الأيمن حآثه نفسهآ بـ إنزعآج: wake up, wake up
زفرت من فمهآ المضموم مستسلمـه فاتحه عيونهآ وبتبآطئ متردده لتفآجئ بنفس المشهد .. نفس الوضـع .. ونفس المحيـط ..

إرتفع بصرهآ للمكيف العريض أسود اللون معلق بـ الجدآر الرمآدي قبآلهآ مبآشرة مآتدري بـ الضبط هآللي تحسّـه برد أو دفـى !
إنخفض بصرهآ لصدرهآ بوجه متجهم عآبس لتفآجئ بـ عُريّهآ الكآمـل شآهقه نفس مذعـور مُحتـد سآحبه عليهآ المفرش الستآني أحمر اللون ملتفته يمنه ويسره بـ إرتعآب !

لحظآت من الإرتبآك الإنفعآلي مآتدري وين تروح وشلون تقوم .. وينهـي بـ الضبط ووشهـو إللي صـآر , لحـد مآتسعت عيونهآ لآخرهم منفغر فمهآ بدهشـه لحظيـه من تبآدر لذهنهآ أحدآث ليلتهآ الفآئته بكآمل تفآصيلهآ المثيره !
ليلتهآ إللي إبتدت بـ حصآر نجمهآ لهآ دون أدنى مقآومه منهآ أو رفـض لـ سآعآت متوآصله من النشوه والإهتيآج العآطفـي أتمتهـم بـ أقصى أحآسيس المتعـه والإنتشـآء ..
قبضت على مفرشهآ بكلتآ يديهآ من إستشعرت صوت فحيح نعـل محتك بـ الأرضيّه الأبلكآج .. على مقربــه !

وبلآ تفكيـر غآصت تحت مفرشهآ مستتره بكآملهآ مُدعيه الوضع إللي توّهآ وأفآقت منه ..
لحظآت من الترقب محتده أنفآسهآ المضطربه لحد مآوصلهآ صوته سآخر: قومي بلآ تمثيل .. شفتـك صآحيـه
بسرعه أبعدت الغطآ عن وجههآ معتصرته بقبضتيهآ فوق صدرهآ بـ حذر الآ يظهر منهآ شيّ آمرته بـ جفآء: إطلـع برآ فـوراً , سآمـع !
إمتقع وجهه لآوي فمه المطبق إستنكآراً معقب بـ برود: هذي صبآحيّه تبدينهآ مع زوجـك ! هذآ وأنآ تآركك بكيفك لين غربت الشمس وإنتي نآيمه سطيحـه

ثبتت عيونها على ظهره العآري وآقف قبآل البلكون مستند لبآبه الألومينتآل الشفّاف العآكس بسآعده الأيسر المرفوع وبيمينه كوب زجآجي شفآف , برتقآلي المحتوى ..
ظهـره وآسـع , عريض المنكبين ضيق الخصـر .. تظهر عضلآت لوحي كتفيه من الخلف بآرزه ..
أسمر البشره البرونزيّه مآيستره إلآ بنطلون قطنـي أسود اللون خصـر وآطـي مربوط بعقده أمآميّه ..
....: إطلع يآنجـم أبي أبدّل ملآبسي

إلتفت لهآ بوجهه نصف إلتفآته بعدمآ إبتلع أول رشفه من العصير: يآقلب نجم إنتي أصلاً مآعليك ملآبس عشآن تبدلينهآ
....: ءآآآآآآآآآ
قآلتهآ بشغب طفولي إدعآءاً للبكآء أو تعبيراً عن الحرج موآريه كآمل وجههآ تحت غطآهآ ليجيهآ صوت ضحكه كل مآله بـ الإقترآب لحد مآجلس جمبهآ مبعد الغطآ جبراً عن وجههآ: ههههه قومي أشوف
....: خلينـــي
....: تخسين عآد , مخليك أربعطآش سآعه نآيمه مآكفّآك !
....: طيب اطلع البس ملآبسي وبعدين نتفآهم
....: قومي طيب البسي
....: إطلع برآ أول
....: وإشمعنـى !

رفعت سبآبتهآ المهتزه لمآ بين عيونه مغتآظه: إسمع إنـت .. لآتستهبـل وتسوي نفسك مو فآهم ..
مآردّ إلآ بـ ابتسآمه مُطبقه ممسك سبآبتهآ مثبت بنآنهآ فوق شفتيه مقبّله بهدوء هآمس: بشويش طيب لآتعصبين
بـ سرعه رفعت إصبعهآ من فوق شفتيه منتشله يدهآ من بين يديه مُشـتته أنظآرهآ المتوتره ببلعة ريق مردفه: طيب إطلع عشآن ألبس وأفطـر .. مره جيعآنـه
مآل برآسه يمنه كـ إشآره ومعهآ وبعفويّه إلتفتت لتفآجئ بـ صينيه عريضه تعدد فوقهآ أصنآف مختلفه حآمله كلهآ ذات اللون ..... الأبيــض !

....: بنفسي مجهز لك الفطـور
إحتدت نظرآتهآ التحتيّه بـ تشكك ضآئقه عيونهآ عآقده حآجبيهآ ليرد هو مبتسم بعدمآ وقف قآصد الصينيه: وش النظره هذي يعنــي !! لآ تخآفي مآلي أي أغرآض دنيئـه
لوت فمهآ بـ حنق صآده عنه بوجههآ ليرد لهآ جآلس مقآبلهآ والصينيه بـ حجره أعلى وركيه: أأكلـك بنفسـي ؟!
سكتت بلآ ردّ , تدور عيونهآ بين الأصنآف على الصينيّه .. جبـن .. وجبـن سآئـل .. قشطـه , لبنـه , حلآو طحينيّه بيضآء سآئلـه .. بيض مسلوق مُقشّـر وكوب عصيـر يظهر من إختلآط لونيّه مآبين الأبيض والبرتقآلي إنه كوكتيل برتقآل بـ حليب مخفوق !

تجعد أنفهآ بـ إشمئزآز سآئله: إيش الفطـور هذآ !!!
إرتفعوآ حآجبيه مآط فمه المضموم هآزئ: أووو , الشيـف ليلآ مو عآجبهآ فطوري !
....: مآ أحب الألبآن ولآ الأجبآن يآنجـم
....: ضروري يآقلب نجـم تحبينهآ من اليوم ورآيح
....: وليش إن شآلله !
رفع بيضه مقدمهآ لهآ على مقربه من فمهآ دآفعهآ بآلقوّه مآبين شفتيهآ المطبقه جبراً: لأنـي أحبهـآ .. ولآزم تحبين كل إللي أحبّـه

قضمت قضمتهآ الأولى من طرف البيضه والإمتقآع بوجههآ متجهمّه: آكـل البيآض بـس .. الصفـآر لآء
وكنآية فيهآ , فصـل البيآض عن الصفآر ..
البيآض إللي أدخله كآملاً بـ فمـه مآد لهآ الصفـآر !
....: إفتحـي فمّك الحلـو و كليهـآ
نآظرته بـ غيظ مردفه بـ عصبيه مكبوتة الانفعال من بين أسنآنهآ: قلت لك .. مآآ .. أحـب .. الصفـآر .. مآتفهـم ؟
أومأ برآسه أن نعـم .. الحركه الإستفزآزيّه لهآ وإللي طيّرت معهآ عيونهآ صآده عنه بوجههآ نآفثـه بـ حنـق متأففه: مآرح آكلـه .. ومو بكيفـك , مآفي شيّ بـ الغصـب

....: ههههه يآذآ الغصـب إللي نشبتي فيـه
....: لآتحآول تطبعني بـ أطبآعك .. إنت تحب أشيآء وأنآ أحب أشيآء ثآنيـه .. دآمهآ مو غلط ولآ تضرنـي خلآص بكيفـي
أنزل الصينيه من فوق وركيه لوركيهآ موقف عن السرير .. آللحظه إللي رفعت له بصرهآ مستفهمه عن قصده ليجيبهآ بـ أمر متأفف: وخـري أشـوف
سألت بـ بلآهه: وين أروح ؟!!
سفه سؤآلهآ دآفس نفسه بـ ضخآمة بنيتـه جآلس ورآءهآ مبآعد مآبين سآقيه وهي بينهـم جآذبهآ جبراً تلتصق فيه بحركتـه التحكميّه يوم حآوط صدرهآ مطوّق كتفيهآ بسآعده الأيسر لترد أجسآدهم وتتلآمس .. ظهرهآ العآري وكذلك صدره العآري !

يظهر من وضع سآعده الملتف حول عنقهآ أنه المجرم وهي الرهينـه بوضع التهديـد !
رفع بـ أطرآف يمنآه صفآر البيضـه دآفسهآ وبـ القوّه رغماً عنهآ معقب: بتسوين كُلّ إللي أبيـه وغصباً عنـك يآحقـة الغصـب إنتـي
صآحت رآفضـه هآزه رآسهآ المحكم بـ حصآر يدّه رآغبه في الفكآك: مآآآآ أحبـــه .. يـــع .. لآآآآآ
رفع كوب العصير مقربه من فمهآ: بلّعـي بـ العصيـر بينزلق دآخل فمـك
وكزته بكوعهآ الأيمن صآئحه بـ تأفف: أوف منّـــك
....: أوف منك إنتـي

قآلهآ بـ حميميّه على خلآفهآ بـ التزآمن مع قبلته الرقيقه النآعمه لـ أول عظم فقرآتهآ العنقوديّه البآرز أسفل عنقهآ من الظهـر ..
الحركـه إللي إقشعر معهآ كآمل جسدهآ بـ تصلّب وإنتفآضه وآضحه تجآهلهآ عمداً سآحب يديه بـ هدوء وتسلل فوق جسدهآ مطوّق وسطهآ بحصآر سآعديه الملتفين حولهآ بقوّه جآذبهآ أكثر , وأقرب .. لصـدره !

....: خلصي فطـورك كآمـل .. أبيك تشحنيـن طآقـه والحين أفرّغهآ لـك
....: ههههه نجــم !!!
دآعب بطرف خشمه الحآد المُدبب قفل سلسآلهآ المزدوج , هديته إللي أبداً مآ إنتزعتهآ نآقر عنقهآ نقرآت متتآليه متوآصله كآنت بـ أصلهآ قبلآت سريعه وخآطفه: كُلـي عشآن نآخذ شآور وبعدين يصير نفرغ الطآقه
....: ههههه يآخـي أوف منـــك
....: حبيبــي
....: هــآآآ
....: كُلــي
....: يآنجم إبعـد ... عنّـي .. يآخي حركآتك .. وآلله .. ههههه أوووف .. وآلله أستحــي
....: تستحين منـي ؟!!
....: إنت مره جريئ , مآتستحي .. وقليل الأدب
....: أحبك طيب ومحتآجك .. مآشبعت منك
....: مو كلّه مره وحده يآنجم .. شوي شوي
....: تهبين .. انآ مآعندي صبـر .. وإنتي فمك هذآ تقفلينـه .. أنآ أقول وإنتي تنفذيـن , وآلحين تآكليـن وبعدهآ نآخذ شآور ............. مع بعـض
....: وآآآآآآآي أبد مآتخجــل .. قليل الحيآ ههههه

دفس وجهه بشعرهآ الولآدي القصير ممرّغ خشمه بنهم وجوع لإفترآسهآ حيّـه بين يديّه مُشدد من تطويقه لهآ وبقوّه مؤلمـه: وش سويتـي فينــي يآبنــــت
لعقت طرف سبآبتهآ اليمنى إللي مرغتهآ بـ الحلآو البيضآء السآئله لتذوقهآ أولاً سآئله بـ برآءه: إيش سويـت ؟
....: أول علآقه بحيآتي أحس مآشبعت منهآ .. مآمليّت ولآ إكتفيـت .. أبي أعيدهآ وأكررهآ .. مآبي أوقف ولآ حتى أهـدى
....: يآللي مآتستحي على وجهك ولآ على دمك .. لآحظ إنك قآعد تتكلم مع زوجتك .. عآدي عندك كذآ تصرّح بعلآقآتك الزفت من قبل !!
....: وربي يآليلآ علآقآت قد شعر رآسك بس ولآ مرّه حسيت إللي حسيته معك أمـس ..
إلتفتت برآسهآ له نصف إلتفآته مآده سبآبتهآ اليمنى المنغمس طرفهآ بـ الحلآو السآئله مقربتهآ من فمه سآئله بـ لـؤم مبتسمه: يعنـي قمـت بـ الوآجب معـك ؟!

لعق إصبعهآ بـ نهم تآرك من بعدهآ أثر قبلته الحآرّه فوق لوح كتفهآ الأيمن هآمس بـ نبره مُحتآجه مُعذبّه: عورتي كل شيّ فينـي وأبي أنتقـم
أعقبت بصوت مخنوق إثر إمتلآء فمهآ ومضغهآ للقمه مغمسّه بـ اللبنـه البيضآء المتمآسكه: مو قبل أكمل إنتقآمي أنآ بـ الأول
....: أي إنتقآم بعد إللي عرفته أمس !! يــآآآآآ إن كآن فينـي حرّه منك ودي لو صفقتـك .. تلعبيـن فيني هـآ ! على علآقه بذآك الزفت أبو عيون زرق ومخليتني أخيس مع أفكآري تجيبني وتوديني
....: إيش يعني كآن يفرق معك !
....: لآتستفزينـي
....: ههههه تستآهل
....: علميني طيب وشهو إللي حسيتيه معـي
....: كيف ؟!
....: أمس يعنـي .. إنبسطتـي ؟
....: عـآدي

أطبق فمه بقهر مغتآظ رآص على أسنآنه بـ القوّه: عـآدي هـآ !
....: هههه أنآ مو مثلك مجربة مية مره أقدر أقآرن وأقول الفرق .. بس مآعليـه حلو حلو .. مآشي الحآل .. إنت علمني إنبسطت معآيآ ؟
أسند ذقنه فوق لوح كتفهآ الأيسر رآد بـ برود: عآدي
بـ شغب ومشآكسه ضربته كـف خفيف مآزحه: مآلـك دآعــي
....: إنتي الـ vergion الثآلـثه والأخيـره
....: وكم وحده إن شآلله مو vergion ؟
....: يوووه لآتعديـن

وكزته بكوعهآ الأيمن مغتآظـه .. الوكزه القويّه إللي صآبت عضلآت بطنـه على حين غُرّه جآبرته يبتعد عنهآ مُتحسس بطنه متألـم .. ضآحك !
....: ههههه بنــــت !!
....: قوم عني يلآ وإطلع برآ , أبي ألبس .. وآحـد سخيــف
بيمنآه رفع الصينيه من طرفهآ النصفي مبعدهآ عنهآ تآركهآ جمبه فوق السرير بعدمآ سحب بآقي المفرش الستآني أحمر اللون من تحتهآ لآفه على ظهرهآ: يلآ نآخذ شآور
نآظرت الصينيه ورآهآ بفزع صآئحه: إيـــش !!!
مآجآوبهآ إلآ بحركته السريعه من وقف ورآهآ مُسدل سآعديه من تحتهآ رآفعهآ عن السرير مُلتفه بـ المفرش قد حفر الهلع والفزع تعآبيرهم بين قسمآت وجههآ الرآفـض والمُرتآع: لآآآآآآآء
بـ إبتسآمه عذبـه , همس لهآ وبِـ لعآنه: إيش إللي لآ ؟!
....: مستحيل أدخـل معك حمّآم وآحــــد , إبعـد .. مآرح يصيــر هآلشــيّ

تجآهلهآ متوجّه للبآب إللي توآري خلف ستآره خرزيّه رآد بـ تأكيد: بيصيــر يآليــلآ
رفست الهوآء برجولهآ محكمه من إمسآكهآ للمفرش على جسدهآ صآئحه بـ إعترآض: نزلنــي .. مآفـي شي بـ الغصــــب
....: ههههه يآذآ الغصــب
قبضت بيمنآهآ على المفرش فوق صدرهآ رآفعه سبآبتهآ اليسرى بـ وجهه صآئحـه: نزلنــي فــوراً .. مآرح أسويهـآ معـك .. بعينـــك يآنجــــم
سفههآ دآفّ البآب برجله ضآحك: ههههه بعينــك إنتي يآليــلآ


/
/


إقتحمت خلوتهآ الهآدئـه بدخولهآ السريع المفآجئ مصفقه البآب من ورآهآ رآكضه صوبهآ واللهفـه بعيونهآ متمكنه ملآمح الفزع من تقآسيمهآ المرتآعه صآئحه: حـــــووووري يآعُمـــري
بـ إبتسآمه قصيره هآدئه قآبلتهآ بعدمآ رفعت رآسهآ إللي كآن مسند جآنبه الأيسر فوق ركبتيهآ المضمومتين لصدرهآ محآوطه سآقيهآ المتلآصقين بسآعديهآ إللي حولهم ملتفيّن ..

بـ إهمآل قطّت طرحتهآ إللي سحبتهآ من فوق رآسهآ للأرض رآفعه عبآيتهآ الفضفاضه عن الأرض لوسط حجرهآ بعدمآ جلست على طرف السرير مقآبله لهآ ثآنيه سآقهآ الأيسر تحتهآ ورجلهآ اليمنى بـ الأرض: وش ذ إللي صـآر !!
بلآ ردّ لفظي صريح جآوبتهآ بـ التفافة رآسهآ مُصّدّره لهآ جآنب وجههآ الأيمن كـ إجآبه عن إللي صآر لهآ ...

جآنب وجههآ الأيمن المشوّه بـ غُزر صغيره سودآء الخيط البلآستيكـي على طول صدغهآ الأيمن جآنب الأذن .. وبـ التأكيد مآخفى عنهآ شّدة عينهآ اليمنى السحوبه من الطرف مقفلـه بـ خيط من آخرهآ !
شهقـة صدمّـه سحبتهآ بصوت مسموع أنهتهآ بيدهآ المرفوعه لفمهآ لآثمته محتده نظرآتهآ بـ إستنكـآر شديـد لترد الثآنيه بـ إبتسآمه مآئلـه .... بآئسـه !
همست بلآ تصديق للحين مآستوعبت صدق إللي صآر وهآلآثآر بوجههآ هي أبلغ دليل وإثبآت .. سألت مذهوله: رآئــف !! رآئـف إللي سوّآ هآلشيّ ؟!!!

أمآلت رآسهآ الميله الخفيفه مطبقه شفتيهآ الرقيقه لحد مآختفوآ من وجههآ بـ أسى , الجوآب التعبيري لتأكيد إجآبة السؤآل المعروفه مسبقاً والمصحوبه بـ هوآنهآ وقلّة الحيلـه ..
....: حيــوآآآآآن جعل يدّه الكســر
....: ههههه بتشتمي أخوكي وبتدعي عليـه ؟!
....: مآنه أخوي ذآ الهمجـي شلون يسوي فيك كذآ ! مو كآفي المرّه الأولى ويدّك إللي كسرهآ ! ذآ يبي يجيب آخرتك .. حسبي آلله عليك يآرآئف وين مآ إنت
....: متدعيش عليـه يآنسمـه آلله يخليكـي

بصدمه بققت عيونهآ مآهيب مصدقه إللي توّهآ ولفظت به حور لترد حور مكمله بـ نبره خفيضـه وآهنـه ومُحبطـه إنكسرت فيهآ نظرتهآ لأسفلهآ: فهـم الموضوع غلـط .. مش آدره أكرهه بسبب إللي عملـو
....: أي موضوع ؟!
زفرت بـ عُمق مغمضه عيونهآ بـ هـمّ لترد نسمه بـ إهتمآم سآئله: تكلمـي إنتي وش الموضوع ؟!!!
....: حملي إللي سئـط يآنسمـه كآن بـ سبب .. الحبوب إللي كنت بآخدهآ كآنت غلـط والغلط دآ عن عمـد .. الحبوب متبدلـه وبسببهآ كآنت بتقيلـي الإنقبآضآت دي لحد مآسئـط الحمـل ومتسأليش إزآي لأني مش عآرفه إزآي دآ حصـل بس رآئـف عرف .. عرف وإستخسر فيّآ الفرصه إني أشرح ليـه أو حتى أفهم الأول وبعديه أفهمّـه ..

إحتدت نظرآتهآ المتفآجئه وإشتدت , دآرت عيونهآ المدهوشه يمنه ويسره هآمسه بـ بهوت: مصيبــــه !
قآلتهآ ثم إلتفتت ورآهآ بسرعه بنفس اللحظه إللي رفعت فيهآ حور عيونهآ لبآب غرفتهآ ثم تقآبلت عيونهم متشآبكه نظرآتهم الإستفهآميّه بـ استنكآر من تعآلت الأصوآت وإحتدت لتسأل حور متخوفّه: إيه إللي بيحصـل برّآ !!!
أرخت نسمه كتوفهآ بيأس معقبه: هلي كلهـم برّآ

توسعت عيونهآ بتفآجئ لترد نسمه مأكده: أمي وإخوآني كلهم , يبون يعرفون القصّه وأصل الموضوع ووشهي سآلفة الطلآق ذآ بعـد آآآآآآآخ يآرب حآرق قلبـي جعلك بآللي مآنيب قآيله يآرآئف
....: رآئف بـرّآ ؟!
إلتوى فمهآ بـ ابتسآمه هآزئه مردفه: وش إللي بيجيبـه ! له وجه ولآ عين يجيكم من بعد سوآد وجهه وإللي سوّآه ؟! وبعدين تعآلي هنآ وحتى إن كآن فيه لبس بـ الموضوع أو سوء فهـم مآتوصل إنه يمّد إيده عليك ويأذيك بهآلشكـل ؟! فرضاً رآحت عينك فيهآ ! سلآمآت يختي وينآ فيـه ! ذآ مآله إلآ السجـن وهو أخوي قسم إنه حلآله
....: هههه دآ أخوكي !

قلبت عيونهآ بـ إحتقآر هآمسه: بلآ فـ شكلـك ! لك نفس تضحكين يآلمُطلقّـه يآلمشوهه ؟!
....: رآئف هيـردنـي ؟!
ضربت صدرهآ موسعه عيونهآ بـ إستنكآر لتكمل حور بعدمآ فهمت مغزى صدمتهآ: لآزم أتكلم معآه يآنسمـه , حتى لو مش هنـرقع تآني بس لآزم يفهم إن مش أنآ السبب ولآ عمري كنت أفكر أعمل حآقه زي دي حتى لو أنآ مش عآوزه الحمل دآ مستحيـل إني أقتلـه , لآزم يعرف كدآ
....: بـ الطقـآق , جعلـه مآعرف ليوم الديـن .. حور قسم بآلله إني كرهت رآئف والسبّه إنتي ! مآكنت أتخيّل إنه قآسي كذآ .. هذآ أبداً مخّ مآفيـه .. مآيفكّـر ! شلون تتعآملين معه إنتي قسم بآلله رعـب .. أخوك عُمر وأبوك برآ يصيحون وحآلفين اليمين العظيم إن مآترجعيـن لو إنه طلبـك والصدق أنآ معهم .. مآيستاهلك رآئف أبدّ , مآيصلح له إلآ الزفت دآرينوه ..

....: والزفت دآرينوه هي كمان إتطلئـت , أخوكي جرجرنآ من شعورنآ ورمآنآ إحنآ الإتنين برآ البيت رآمي علينآ اليميـن .. – مآل فمهآ بـ ابتسآمه جآنبيّه متألمه أكملت من بعدهآ وبصرهآ مخفض للأرض – الموقف كآن كوميدي فعلاً هههه , زي مآدخلت أنآ ودآرين البيت متقوزين فـ نفس اليوم , أنآ وهيّآ خرقنآ منه سوّآ متطلئيـن وفـ نفس اليوم !

....: ههههه يمّه منـك
....: ههههه حآقـه زفت خآلص
نسمه: ههههه همّ يبكي وهمّ يضحك .. بس أنآ متأكده إن رآئف بيردك , سوّآهآ من قبل , ومآبيك ترجعين له .. أو تذلينه أول .. أو تتزوجين غيره .. لآزم ينقهر عشآن يعرف إنه مو بـ السآهل كذآ يفرط فيك بلحظة غضـب .. مآهوب بزر عشآن مآيقدر يتحكم بـ إنفعآلآته ! يمّه مآتشوفين وجهـك ؟!
حور: ولآ اللي عملـو فـ دآرين يآ لآآآآآهـــــوي ! تعرفي إنهآ كآنت حآمـل وسئطـت والسبب هو !
نسمه: وآآآآطي حيوآآن زبآآآلـــه , اي دريت وإنفطر قلبي .. يعني توطّآك عشآن على بآله إنك اسقطتي حملك وهو بنفسه أسقط حمل دآرين ! وش الفرق الحيـن ! لحظـه , وشهو إللي سوته دآرين ؟

قوست فمهآ مآتدري هآمسه: مش عآرفه , بس أكيد عمله مهببـه
نسمه: يمكن خذآهآ بذنبك يآحور !
حور: إخرسي , دآ أنآ إللي أخدني بذنبهآ .. شدني من شعري رآميني أدآم طرقة الأوضه بتآعتهآ ولآئيته بعدهآ سآحبهآ وكآنت ميتـه .. يعني هيّآ إللي إنضربت الأول
بـ ذهول بطيئ توسعت عيونهآ رآفضه الفكره إللي توهآ وطرت لهآ لآفظه بـ بهوت: لآآآآهـ !
حور: إيـه !!
نسمه: تهقين دآرين إللي سوّتهآ وبدلت الحبوب لك ورآئف إكتشف ؟

طيرت عيونهآ متملمه من سذآجة الفكره مستغفره بـ همس أعقبته بـ تشديد: يآغبيّـه ... ولو دآ إللي حصل رآئف هيضربني أنآ ليـه ؟! كآن موتهآ هي وخلص عليهآ .. أنآ مآلي ؟!
عضت شفتهآ السفلى متأسفه عن بلآهة تفكيرهآ وسطحيته: يوه صـحّ ..
لوت فمهآ بـ إمتعآض مسنده جآنب رأسهآ الأيسر على ركبتيهآ تنآظر الصوفآ تركوآزيّة اللون هآمسه بـ حُزن: أعمل إيه يآنسمه أوليلـي ؟
نسمه: مدري .. الموضوع كبير يآحور وهم برآ قآعدين يتهآوشون .. أنآ وانتي محنآ مستوعبآت .. تدرين لو صآرت هوشه وش بيصير ؟! بننقطـع عن بعض .. أمي وأمك خوآت .. زوجك إللي تعدى عليك إهو إبن خآلتك .. وإنتي صديقتي وبنت خآلتي .. أبوك شريك لنآ بـ الشغل .. رآمز ونجـم ربـع .. تهقين وش بيصيـر ؟!

....: أنآ بحب رآئف يآنسمـه
....: بعد إللي سـوّآه ؟!
....: إنتي بتحبي عُـديّ ؟! بعد كل اللي عملـه فيكـي ؟!
....: عُديّ أبداً مآتطآول عليّ بآليـد , ولآ أهآني الإهآنه القويّه بآلشتـم ..
....: عُدي كآن بيتقآهلـك , مش معبرك .. ولآ عآوزك .. مش هو دآ اللي كنتي بتئوليـه ؟! وإنك حآسه إنك فآرضه نفسك عليه وهو مـجبور عليكي ؟! دآ إللي يوقـع أكتر يآنسمـه .. يوقـع أكتر من الضرب والشتيمـه .. أنا عآرفه إن رآئف عآوزني أكتر من أي حآقـه .. عآرفه إنه بيحبني بس بطريئتـه , الطريئه إللي محدش هيفهمهآ بس أنآ فهمآهآ .. أنآ بحبّـه يآنسمه ومش عآوزآه يبعدني عنه ..
....: آلله يآخذك يآحور
....: رآئف فـ البيت ؟!
....: في دآهيـه مدري عنّـه , بس أحمد سأل أمي قآلت إنه شرد ولآ ردّ .. صآرله يومين مآرآح حتى المؤسسه , وبعد جوآله مقفـل ..
....: يكون حصل له حآقـه ؟!

تأففت متملله: إشغلي بآلك على نفسك وإللي بيصير عليك مو عليـه
....: طيب عملتوآ إيه مع دآرين وأهلهآ ؟!
قوست فمهآ رآفعه كتوفهآ مآتدري , أعقبت وعيونهآ بـ الأرض: مدري وآلله .. أمي قآلت شروق مبيته عند أهلهآ من يومين , ودآرين توّهآ بـ المستشفى
....: آه عُمـر قآل برضه إنهآ لِسّه فـ المستشفى ..
صفقت أعلى وركهآ الأيمن برآحتهآ اليمنى وكأنهآ تذكرت شيّ أفصحت عنه بـ وجه عآبس ممتقع: شفتــي بعــد !!

إرتفعوآ حآجبيهآ عفوياً سآئله: إيـه ؟
نسمه: اليوم المفروض أروح للدكتوره عبير هـذي
....: عملتي التحآليل ؟
....: إيه سويتهآ ومعـي , قآل إيش جآيتك البيت آخذك معي ونروح ألقى أمي ع البآب مع إخوآني زآفه لي الخبـر وإنهم طآلعين يجونكم ..
حور: إنتي عآرفه إني مش هعرف أروح أي مكآن ..

شدت فمهآ المطبق بـ ضيق .. آلحين مسئولية نفسهآ صآرت بيدهآ , حور إللي فيهآ كآفيهآ .. أردفت بـ فتور بعدمآ زفرت مستسلمه: إيه دآريـه .... بروح بروحــي أجـل ......
....: عُـديّ عرف إنك رحتـي للدكتوره ؟

توسعت عيونهآ صآئحه بـ رفض نآفيه: لآآآآ , مستحيل أعلمـه ذآ الشيّ الحين
أعقدت حآجبيهآ مستغربه: وإشمعنى ؟
....: خل أتأكد بـ الأول هم نشوف وش بيصيـر ....


/
/


/
/

صفق الباب وبالقوّه من بعد دخوله فاصخ عصبة شماغه احمر اللون قاطه موطئ قدميه بعطبيه متحلطم: عمى بقلوبكن يالبنات مايندرى عنكن

....:كســــرتـــوآ ظهـــري ماعندي غير الملم من وراكم زبايلكـــم
سحب براحته اليمنى على كامل وجهه مستغفر قبل يرد بصوت مخنوق مكبوت غيظه: وللي يعافيك يمّه لاتبدين اسطوانتك حفظناها .. راحت الشغاله ومانتيب لاقيه غيرها

....: ودامك حافظها والحين تسمعها ليش قاط شماغك بـ الأرض !
نفض ثوبه من منتصف الصدر كناية عن اللي فاض به الكيل واكتفى: يمّه بناتك عمى بعيونهن لحقي عليهن .. هالوضع ماينسكت عنه
اشتدت نظراتها بتخوّف سآئله بـ تردد مرتاب: شفيهآ ريتـآج ؟!!
اطبق فمه بنفاذ صبر مشدد على كلامه بقصد التنبيه تعديلاً: ريتاج وصيته وناهد
لفظ اسمائهم بجفاء ثم اقفى عنها صوب المجلس اللي دخلته من وراه لاحقته مستنطقه التوضيح: علآمهـــن ؟!!

جلس متكي بكوعه الأيسر للمتك الأرضي والأيمن متعامد فوق ركبته اليمنى عاقد الحاجبين عابس الوجه مُتشكّي: وشغلتي الحين السايق حقهم ماعندي انا سالفه غيرهن
جلست مقابله متربعه باسطه راحتيها فوق وركيها مردفه من بين اسنانها بنفاذ صبر: سليطـــن .. تكلّم عدّل .. شفيهن البنــآت ؟!!

تربّع حآني الظهر للمقدمه هآمس لهآ: يمّه الوضع غريب وآلله .. مآتلآحظين ؟! ترآ صيته توهآ الحين رقت لغرفتهآ
إنشدوآ كتفيهآ وتقآربوآ حآجبيهآ إستغرآباً ليكمل هو بـ إندفآع ضآرب قبضته اليمنى وسط رآحته اليسرى: هـآه , شفتي كيف استغربتي ؟ لأنه مو وقت نهآية دوآمهآ , عآد ذي مآهيب المشكلـه .. المشكله إنهآ نفس ريتآج من يومين , من طلعت صيته بـ السيآره وإهي ذآبحه عمرهآ بكآ أسألهآ ولآ تردّ ! وريتآج من قبل .. يوم دقت علي من الجآمعه تبيني اردهآ على يدّك شفتي شلون شكلهآ , مغير تبكي وتصيح وللحين مآدرينآ عن السبب ! وقبلهن نآهـد إللي كل يومن والثآني جآيتنآ بعيون مفقـه بكـآ .. شفيهن ذآ البنآت ؟!! أبوي لآزم يقـرآ عليهـن

إحتدت نظرآتهآ المرتآبه بـ تفكير عن وآقعيّة إللي يقوله سلطآن والمنطقيّه بربطه للثلآث أحدآث المتوآليـه .. شدت شفتهآ السفلى سآحبه أنظآرها امتداداً للفراغ .. وكأن هآلشيّ فعلاً كآن محتآج للفت إنتبآه ! من مُدّه ونآهد وضعهآ مُنكّبّ رأساً على عقب , حآلهآ مآيُسّر عدو ولآ حبيب .. لحقتهآ ريتآج من قرآبة الإسبوع منقطعه عنهم معتكفه وحيده بـ غرفتهآ .. إضرآب عآم عن كلّ مقومآت الحيآه .. وختآمهآ صيتـه !

سألت بـ خفوت مستفسره: قلت لي صيته فـوق ؟!!
جآوبهآ بـ برود بعدمآ قلب عيونه مقوس فمه بـ ضيق: إيـه
....: مآقآلت شـيّ ؟!
....: دقت عليّ قآلت الحين أجيهآ هم مثل مآعلمتك , من أول مآطلعت السيّآره وهي تبكـي , يمين يسآر فوق تحت , عجـزت أطلع منهآ بشيّ لين اكلت التبن من صآحت طآلبتني أسكـت !

من فورهآ وقفت مآسكه جمبهآ الأيمن بوجه يظهر فيه الملآمح المُتألمه , أردفت بـ شكوى ضعيفه وآهنه , مكتئبـه وبآئسـه: أشوف شسآلفة هآلبنآت .. مآورآهن رآحـه أبـدّ , لآ هـنّ ولآ فكتنآ وتزوجّـت !


/
/


الصقت صدغهآ الأيسر للبآب الخشبيّ أبيض اللون بعدمآ طرقته مرّآت متوآليه بلآ مُجيب لإستنطآقهآ البآئس المُحبط ..
لفظت كـ محآوله أخيره لندآئهآ الخآئب: ريتـآج إفتحـي ... يآبنــــــت

قآلت الأخيره بقهر ضآربه البآب برآحتهآ اليسرى صآئحه بـ ندب إنعدمت معهآ الحيله وفآض بهآ الكيل: عورتوآ قلبـي وقهرتونــي عليكــن حسبــي آللــــــــــه !
قآلتهآ بـ إحتدآد وإشتدآد محتـرّه ثم رفعت أنظآرهآ المحبطـه لأعلى إستجدآءاً لـ للطف آلله وللصبر لحظآت من التوسلآت القلبيّه أعقبتهآ بـ نبره كسيره جآهره مستعطفه: ريتآج يمك إفتحـي .. مو عشآني .. إفتحي شوفي صيته علآمهآ ! ذآبحه عمرهآ صيآح وبكآ بغرفتهآ إفتحي وروحي شوفي شصآير معهآ

من ورآء البآب .. بـ الغرفـه ..

وبعد لحظآت طويله من الصمت رفعت جبينهآ المُسند على ركبتيهآ المضمومتين جآلسه على سريرهآ الحديدي الأبيض صغير الحجم محآوطه سآقيهآ المتلآصقين بـ حلقة سآعديهآ تنآظر البآب النظره الضبآبيّه المشوشـه بسبب تجمع الدموع بعيونهآ الحزينه الذآبله ..
شهقت النفس السريع المقطوع والمخنوق خآفضه بصرهآ لعقب البآب بعدمآ إختفى صوت أمّهآ إللي ملّت من التوسل كلّت من طول الإنتظآر ..

بـ بآطن كفيّهآ مسحت على حآجبيهآ المسح المُشدد بـ السحب القويّ عليهم لتطيح عيونهآ على الورقه المطبوعه جمبهآ والمصفطّه نصفين ..
لآشعورياً ردت عيونهآ وتغرغرت ممتلئه بـ الدموع إللي مآوقفت تدفق وسيلآن من ثلآث أيآم متوآصلـه كل مآ إستقرت أنظآرهآ على هآلورقـه إللي كآنت بقصمـة ظهـر ..
ورقة معدلهآ من بعد إعتمآده ..
درجآت متدنيّه دنو شآسع ..

الشيّ إللي أثآر بلبلـه ولفت إنتبآه .. تسآؤلآت كثيره وشكوك أكثر ..
شآئعات من حيث لآتدري ولآ تحتسب عن سبب تأخرهآ التحصيلي وترآجع مستوآهآ الدرآسي ..
أطبقت فمهآ حسره وكسره من إنتقلت عيونهآ الحمرآء متورمة الجفن من ورقة المعدّل لجوآلهآ الصآمت من مُـدّه !
مُدّة إنقطآع الحبيب المجهـول الخفـي عنهآ لأسبآب جبريّه كـ عقآب لهآ أو لوي ذرآع بقصد الإخضآع !
إخضآعهآ للي يبيـه واللي رفضتـه بـ حزم قآطـع الأمر المفروغ منـه ..

شلون تطآوعه في مُرآده بمقآبلته المقآبله الخآرجيّه لوحدهـم فُـرآدى وهي ريتآج ! ريتآج بنت الشيخ علـي .. الإسم إللي تنآسته لفتره من وقت تعآرفهآ على ذآك المُسمّى – بـدر - ! لآ إرآدياً إنتشلهآ من حيآتهآ دآك حصون إلتزآمهآ محطّم أسوآر رفضهآ وعندهآ وتعنتهـآ !
بـ حِدّه وقفت الوقوف المفآجئ نآفضه عن خوآطرهآ وسوسة شيطآنهآ ونفسهآ الأمّآره بـ السوء لمجرد الإستسلآم لفكره الموآفقه المبدئيه دون التنفيذ ..

هي فعلاً قويّـه , مُتجبّـره حتى على نفسهـآ ..

إقترآح إنشغآلهآ بسآلفة صيتـه عن سآلفتهآ الإنشغآل المؤقت يبين لهآ إنه الحلّ المثآلي .. حآلياً !
بـ جآنب سبآبتهآ اليمنى المعقوفـه مسحت البلل من تحت جفنيهآ المتورمين معدله على جسدهآ فستآنهآ البيتي الفضفآض طريّ الخآمـه الفسكـوز بـ ألوآن متدآخله شآهقه نفس عميق من فتحتي خشمهآ أطلقته من ضمّة فمهآ في محآوله لإستحضآر كآمل ثبآتهآ وكأن شيئـاً لم يكـن ..

بـ الغرفـه المقآبلـه وإللي أبداً مآكآن الوضع فيهآ وكأن شيئاً لم يكـن أكثر من إنه وكأن كل الأشيـآء كآنـت فعلاً .. حدثـت , وتمّـــت !

دقت رآسهآ مرّآت مُتتآليه لـ ضلف الدولآب من ورآءهآ معتصره عيونهآ سآئله منهم الدموع حآرّه , سريعـه ودون توقف ..
وكأن وجههآ يتقطـع .. ملآمحهآ مُتألمـه مُتوجعـه .. شآده بـ أسنآنه العلويّه شفتهآ السفلـى عآفطه بقبضتهآ المرتجفـه ضعـف شيّ سمآوي اللون ضآمته لصدرهآ جآلسه على الأرض ظهرهآ مسند للدولآب ..

شهقآت سريعه متتآليه إنتفض بهم صدرهآ المُتأجج حرقـه وحسـره ..
تنشج نشيج مـرير ..
مآعآد فيهآ من الطآقه شيّ .. إمتلآ قلبهآ بـ الحزن وإكتفـى , مآعآد فيه من المسآحه لإضآفة المزيـد ..
كل مآنشدّ ظهرهآ بـ الوقوف من بعد إنكسآر إلآ وتجيهآ الضربه التآليه أقوى وأقسى ..
عيّآ هآلحُـبّ بذكرآه الموجعه لهآ يفآرقهآ ..
غدر فيهآ تآركهآ بـ وسط طريق مكمل هو طريقـه بـ إتجآه آخر مخآلـف ..
تمت هي على وضعهآ بـ حآل مُتردّي آخذ أكثر في التردي ..
كل مآقتربت لهآ فرصه آخذه بيدهآ للتحرك والتقدّم والتجآوز ...... ردّت وتعثـرت , مثل مآتركهآ .. مكآنهآ مآتزحزت ..

إعتصرت قميصه بقبضتيهآ ضآمته وبآلقوّه عآتبه بـ كل مآفآض به قلبهآ من أسى وكمـد ومرآر: ليــــش يآعُــــديّ ............ ليش !
كآن بـكآئهآ شجّــي .. مريــر
أخفضت رآسهآ مسنده جبينهآ فوق إنتصآف ركبتيهآ المتلآصقه تتبع بـ مُخيلتهآ طريقـه المكتمـل بـ دونهآ .. وكأنهآ فعلاً مآكآنت بيوم جزء منـه ..

الحقيقـه إنهآ كآنت جزء خآرج عنـه .. عثـره من عثرآت طريقه تخطآهآ و مَــرّ .. أو محطّـه وقف عندهآ للإسترآحـه وأخذ إللي يلزمـه وفـآرق ..
فآرق مكمـل طريقـه إللي شآركته فيـه غيرهآ .. شآركته فيه الأجمـل منهآ والأهـمّ منهـآ والأفضـل منهآ على كآفة الأصعده وعلى جميع مستويآت المقآرنه ..
الشريكـه إللي تفآجئت بـ وجودهآ اليوم بـ العيآده لكشف نسآئي طبّـي ..
ذآب قلبهآ كمـد وهي تستمـع لكلمآتهآ المخترقـه صدّرهآ محدثه بهآ مئـة خرق من الألـم ..

....: أهليــن نسمــه , هآ إيش الأخبــآر !
....: متوتره يآدكتوره , حآسه إن فيه شيّ غلـط .. تكفين علميني الصدق ... أنآ كل شيّ عندي صحيح وسليم ومنتظـم .. وعلآقتي مع زوجـي زينـه .. هآلشيّ تقريباً يصير يومياً ومن أول زوآجنآ .. من ستـة أشهـر .. ليش للحين مآصآر حمـل !! هذي الأشعّآت سويتهآ .. وش إللي فيهآ ؟!

جلمـود هو وقآسي , أيّ قلب بآرد هذآ إللي يملكـه أو إنه أسآساً معدمـه ..
شلون تجرأ وأرسل زوجته للمكآن إللي يدري تمآماً عن توظفهآ فيـه ..
وبكلّ جرأه هي تلفظّت مُصرحـه وبكل فـخر عن قوّة علآقتهـم الحميميّه إللي مآتبدلّت من أول زوآجهـم على مدآر ستة أشهر !

أيّ نكآيـة فيهآ أقسى موجعه أكثر من رؤيتة هآلزوجـه وسمآع كلآمهآ !
وأي تنكيل بهآ يمآرسـه ذآك القآسي مُتحجر القلّب عديم الرحمـه .. عُـــديّ !

تكآد تسقط مغشيّ عليهآ ... أُهلكـت روحهـآ أسـى , ضمـر قلبهآ متوجّـع ........ وفآض بهآ الحُـزن ...
سألت نفسهآ مُتألمه " أيّ ذنب عظيم بحيآتهآ إرتكبته وكآنت هذي العقوبـه ! , رحمـتك بـ القلـب يـآرب " ..

كآنت أضعف من الإدعآء والتكآبر ومن المقآومـه ..
إستئذنت مُتعذره بـ ألم عضوي قويّ بآغتهآ ... غير قآدره على التحمّل أكثر ...
كآنت كذبـه , وكآن الألم حِسيّـآ ..
وكآن الوجـع للي أحسته إنشطر وانفطِر وتمزّق ......... كآن قلبهـآ ..

مسحت بـ قميصه وجههآ بـ الدموع إللي تسبب هو فيهـآ مُرجعه رآسهآ لـ ضلف الدولاب مُنهزِمـه ...
صوت الطرق على البآب كآن هآدئ هـدوء نبضآتهآ الآخـذه في الخنوع والإستكآنـه ..
وهنت كُلياً ترمق البآب بـ نظرآت المُحتَضِر الموشِك على الموت غآربه عيونهآ فآغره فمهآ ......... إنخفض ضغطهآ ..

....: إفتحــــي يآصيتـــه أنآ ريتــــآج ...


/
/


بـ كل عـزم وقوّه دفّت البآب برآحتيهآ مصفقته بـ الجدآر من ورآه رآفعه الغطآء عن وجههآ مطيرته بـ الهوآء ...
تحسّ بـ إختنآق , التعبير عنـه بـ البكآء وحده غير كآفـي ..
وإن كآن الصُرآخ إقترآح فهـو غير مُجديّ .. صـرخـت ومآزآدهآ الصرآخ إلآ شعـور بـ الألـم .. صُـدآع سيطـر على رأسهآ أفقدهآ التركيز والتوآزن .. شوّش لهآ الرؤيـه !
توّهآ وقلبت كيآن العيآده رأساً على عقـب , مآخلّت بقلبهآ شيّ إلآ وأفصحت عنـه وبطريقـه كآنت منتهـى الإبتذآل ..

هذي الدكتوره غبيّـه فآشلـه مآتفهـم من الطب شيّ .. أصلاً شكلهآ صغيرة السن .. كفآءتهآ ضعيفـه وخبرتهآ محدوده ... هي أسآساً المخطئـه كونهآ لجأت للكشف عندهآ .. الكشف إللي كآن زهيـد الثمـن .. شلون هي بنت المآلكـي ينحدر مستوآهآ للكشف بمثل هآلأمآكـن – الرخيصـه – على حدّ قولهآ !

كآنت هذه كلمآتهآ إللي لفظتهآ بـ عزم مآفيهآ من ثوره وسخـط .. قآصده التنقيص من شأنهآ وتأكيد فشلهآ .. حتماً الخطأ بسببهآ ..
عجز عقلهآ المهتآج عن إستيعآب نتيجة التشخيص .. شلون إنهآ غير قآدره على الإنجآب .. غير قآدره على الحمل من أسآسـه ..
وش اللي يعنيه كون رحمهآ رحم طفولـي غيـر نآمـي ..
سألتهآ بـ بهوت قبل مآثآر ثورتهآ عنيفه سآخطـه وأجآبت الدكتوره وآفيـه ...

....: رحمـك طِفلـي يآنسمـه , يشبـه رحم الطفله الصغيره .. كل شيّ عندك سليـم مآعدآ رحمـك .. مآرح يقدر يشيل أي جنين لأن مآعنده قدره على إنه يتمدد ويستوعب حجم الجنين إذآ كبر .. وإن حصل الحمل وهو شيّ محتمـل عآدي فـ مآرح يثبـت .. أبــــداً .... هذآ من التشوهآت الخلقيّه إللي تصيب الجهآز التنآسيلي في حآلآت إنتي وآحده منهـم .. هو للأسف مآفي علآج لهآلحآله حآلياً ... ولكن مع الوقت والمواصله بـ تكرآر الحمـل ممكن يسآعد هآلشيّ على تمدد الرحم وإحتمآل إنه يستوعب إكتمآل الحمل بشكل طبيعـي ... بـ الأخير هذآ قضآء من الله وقدره وكلهآ خيـره ........!

للحظـه نسـت نفسهآ والمكآن إللي إقتحمته عنوه بـ إندفآع .. كآن غير غرفتهآ الورديّـه بقصرهآ العآجي ..
وقفت بمنتصف الصآله مبآعده مآبين سآقيهآ مطرقة الرأس تنآظر الأرض من تحتهآ ومآبين قدميهآ ..
تحس بوجودهآ في جوآرهآ .. وبـ وقوفهآ .. وعلى الأغلب دهشتهآ وذهولهآ ..
أغمضت عيونهآ البآكيّه بآلقوّه رآصّه على شفتيهآ المطبقه الرصّ القويّ المتسبب في إرتعآش ذقنهآ وارتجآف الأسفل من فكهآ ..
إهتزآزآت متتآليّـه لعضلآت بطنهآ إثر كبتهآ القويّ لشقهآتهآ أحسّت فيـه بـ غصّـه تعلقّت بـ الحلـق ..

....: نسمــــه !
مثل الشيّ إللي تكذّب نفسك وجودهـ .. بصوتهآ المستفهم , قطعّت الشكّ بـ اليقيـن !
أغمضت نسمه عيونهآ بـ القوّه شآهقه بـ عُمق مُلتفته لهآ الإلتفآته إللي أحست معهآ بـ زيق في مفآصلهآ , كمآ لوح الخشب , فقدت خوآص المرونـه .. ورغماً عنهآ وعن مرآرة إللي يفيض بهآ من الألـم النفسي والوجـع .. شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه مُرغمـه مآسرع مآتلآشت مُتجدده الدموع بعيونهآ .. مُتعلقّـه !
الملآمح التعيسه الكسيره بوجههآ الطفولي , مآبثّت إلآ التجهم والوجوم بملآمحهآ هي , سآئلـه بـ إرتيآب: شفيـك يمّـه نسمـه ؟!

بـ قوّه , إبتلعـت ريقهآ مآسحه بـ ظآهر سبآبتهآ تحت جفنيهآ: لآآ .. مآفيـه
وقفت مقآبلهآ شآده بيمنآهآ على مرفقهآ الأيسر يتآكل القلق تقآسيم وجههآ هآمسه بـ تحرّي: كنتـي تبكيــن !!
هزت رآسهآ بآلقوّه نآفيه وإبتسآمه كآذبه بوجههآ البآهت: لآ مو بـ كذا .. انآ بـسس .....
....: بـــس !
رمشت بتوآلي مضطربـه , ردّت الغصّه وعلقت بـ المنتصف , إنفغر فمهآ قبل إفصآحه الجوآب الكآذب إللي تلآشى ..
تبآطئت أنفسهآ .. دآرت عيونهآ وتحسست عنقهآ .. بدآ الوهـن يسـري ..
أحست بـ عجز ركبتيهآ , خمـول أعصآبهآ وإنسدآل جفنيهآ ..

بـ القوّه نفضت رآسهآ مآسكه جآنبه الأيسر بـ اللحظـه إللي إستشعرت فيهآ الثآنيه فقد التوآزن تعلقت بذرآعهآ الأيمن سآئله بـ قلق: نسمـه يمّك شفيـك .. تعبآنـه !
همست بـ خفوت شبه مسموع: شــويّ
مشت بهآ وصولاً للكنب الإسفنجي إللي أجلستهآ على وآحد من فوتيهآته شآده على يديهآ بـ اهتمآم: تكلمـي يمّـه شفيـك !! أكلّم عُـديّ !
بسرعه إلتفتت لهآ صآئحـه بـ نفي قآطـع مرتآعه: لآآآآآآ ......... لآ
أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً لـ إندفآعهآ بـ الـ - لآ – الأولى ثم فتورهآ بـ الثآنيه ..

تحسست ظآهر كفهآ الأيمن بـ حنوّ هآمسه: شفيـك يآنسمـه .. علمينـي !
صدت عنهآ بوجههآ خآفضه للأرض بصرهآ مبتلعه ريقهآ قبل تجآوبهآ بـ إرتبآك متلعثّم , هآربـه .. مُتحآشيـه: ءآآ .. أنآ .. حححـ .. حـور .. حـــور
إستنطقتهآ بـ خفوت هآمسه: حـور ........!
كورت قبضتيهآ بـ قوّه مآثلت قوّة إهتيآج صدرهآ , وقوّة إنفعآل دقآت قلبهآ .. بلآ تحكّم ترقرقت عيونهآ بـ الدموع .. إمتلـت ثم تدفقـت ..

أكملت بـ الكـذب , عذرهآ الوآهي طمساً للحقيقـه لحين التأكد منهآ وإثبآتهآ .. أكملت بمقآومـه إستنفذت فيهآ كآمل طآقتهآ , على وشك الإنهيآر .. رغماً عنهآ متمآسكـه ..
قآلت مآعندهآ تبريراً لـ إضطرآب حآلتهآ وسوء نفسيتهآ , شدة بكآهآ وحدة إهتيآجهآ .. التبرير إللي كآن بنظرهآ – أمّ عُديّ - أوهـن , أتفـه .. وأسخـف ..من إنه يكون ســبب مبـرر !

....: حوريـه بنـ .. بنت خآلتي , رآآآ .. رآئـــف ....... طلقهــــــآ !

/
/

/
/

صفطت يديهآ فوق صدرهآ فآغره فمهآ ممتد بصرهآ المذهول أمآمهآ للمدى نآظره للفرآغ ..
غير مُصدّقـه ..
إنهـزمــت , إحتلتـه غيرهآ ..
خسـرت ... هل عليهآ التسليم للأمر الوآقع والإستسلآم , أو الدفآع عنـه ومحآولة إسترجآعـه !
على مآيبدو إن الأخرى قد أحكمت سيطرتهآ عليه فآرضه سلطآنهآ على قلبـه محكمـه نطآق عقلـه ..

أهآنهآ إهآنـه موجعـه .. شيّ في حشآهآ يعتصـر , مستعر ..

....: تقدر تبعتد عني قدّ مآتبي لكن بتتم مربوط فيني يـ آدم .. مربوط لآخر عمـرك هذآ الولـد ولــدك
....: هآلولد إسمه علي بسّآم نآصر عبدآلله ... عندك إثبآت ينفي هآلشي ويأكد إللي تقولينه ؟ بليّـه وإشربي مويتـه ..
....: مو بكيفك يـ آدم , إنت لـي أنآ .. ودآريـه إنك تحبنـي أنآ , إنت خطبتهآ بس لأجل تنسآني بس أتحدى .. إتحدآك إن قدرت

....: أبشرك , إيه قدرت .. نآهد إنتي الحين بـ النسبه لي كآرت محروق , خلآص يآمآمآ منتيب بذيك الأهميّه عندي , ولآ تحديني أقولك وش تعنين لي الحين وشلون أشوفك ! بحآول أنسى كل إللي فآت ومآ أتذكر إلآ إنك بس مرت أخوي .. على عيني ورآسي .. بحترمك غصب عنـي قدآمهم , لكن بـ قلبي ؟ كنتي بيوم العآهره حقتـي ... وهآلفكره ببآلي مستحيل تتغيـر .. أحب وردهـ , وهي خطيبتـي عآقد عليهآ ومآفيني صبر بس لأجل يجي اليوم إللي نشهـر فيه هآلشيّ .. لأني أبيهـآ .. وأبي منهآ هي الولـد مو منّك إنتـي .. أبيـه يشبههآ هـي , يشبـه وردهـ ... إقصري الشرّ يآمـرت أخـوي وطلعينـي من رآسك ... خلآص إللي بينآ إنتهـى ومآفي شيّ أبداً رح يرده حتى وإن كآن هآلشيّ إهـو ذآك الولد إللي من حشآك ويشبهنـي ! لآتفكرين تستغلينه وتضغطين علي فيـه , ترآ هآلشيّ بعيني مآيزيدك إلآ نجـس ......!



بـ التزآمن مع خروج آدم من البيت كآن دخوله هـو دون أن يدركه ويتلآقوآ مُبطئ من حركة سيآرته إعدآداً لإيقآفهآ مُكرجّه بمدخل البيت متوسط الحجم والمسوّر بـ سيآج حديدي ..
بعقدة حآجبين حآده وقآسيه إرتفع بصره المرتآع للشُرفه المُطّله على الحديقه الصغيره الدآخليه لمدخل البيت والخآصه بغرفة نومهم من تعآلى صوت صُرآخ جَـلِل مُدوي !
لآشعورياً تسآرعت خطآه ممآثله للركض تآرك بآب سيآرته مفتوح دخولاً للبيت رآفع بيسرآه ثوبه عن سآقيه قآطع سلآلم الدرج بخطوآت مزدوجه صعوداً ..

كُلّ مآفيه إهتـزّ وإرتج , إرتآع وإضطرب .. شيئ وآحد إللي سيطر على عقلـه إللي شُـلّ تمآماً عن أيّ تفكير إلآ من زيآدة سرعته وصولاً لأقصآهآ لقطع المسآفه الثقيل وقعهآ على نفسّـه .. يحسّ وكأن غرفته كمآ السرآب .. كل مآ إقترب إبتعدت هي أو تلآشـت ... ظـن وحيد , أوحـد هو إللي إستقر بنفسـه .. قد أخذ آلله أمآنتـه ..
مثلمآ فقد قبلاً - نآصـر - , فقـد اليـوم - علـي - !

وقف على بآب غرفته المفتوحه شآهد على صرآع عنيف مآبين زوجته المنهآره تمآماً بنوبة صـرع هستيري حآد من نوعـه وبين كلّ الكيآنآت الجآمده من حولهآ وإللي قدرت يدهآ تمتد لهآ ..
أيّ شيئ عآكـس , أيّ شيئ زجآجـي .. وأيّ شيئ قآبل للكسـر والتحطيـم ..
ورآء البآب كآنت شغآلتهآ بهيئة المرتآع يلوذ بنفسـه من خطـر محدق .. مُلصقـه ظهرهآ بـ الجدآر من ورآءهآ ضآمه قبضتيهآ لوسط صدرهآ بآزغة البصـر شآحبة الملمـح , مرتآعه من هول الموقف والحـدث !

دآرت عيونه المذهوله بنظره سريعه شآمله للغرفـه المُدمّر أثآثهآ ... كُلياً , إفترشت الأرض من تحتـه بـ فتآت المرآيآ والزجآج .. زوجتـه قد جن جنونهآ فعليــاً !

بـ تردد , متخـوّف .. رجل تقدم والثآنيه مؤخـره .. إقترب تجآههآ ممتده يسرآه المتبآطه نحوهآ ممسكـه مرفقهآ الأيمن جآبرهآ بقوّة إحكآم قبضته على الإلتفآت نحوه لتصيبه بفجـع مآحسّ بمثيلـه من صآحت صآرخـه فجأه من بعـد سكون: إبعـــــــــــــد عنـــــــــــــي

إنشدوآ كتفيـه ومعهم كُلّ عصب بـ جسده , صآبه تشنج بـ الرقبـه .. إشتدت نظرآته بِـ حِدّه وتملكّـه الذهـول .. ذكر آلله بقلبـه علّه يهدئ من ذعره هو أولاً وإنتفآضة قلبـه قبل الشروع في المحآوله لتهدئتهآ هـي !
همس بـ نبره شآحبه شبه مسموعه: نآهــد !!!
....: إبعــــد .. إبعـــــدوآ كلكـــــــــم .. إبعــــــــــدوآ مآبيكـــــم .. مآبيكــــم كلكـــــــــــــم .. مآبـــــــي أحـــد خلوووونــــــــــي .. خلونــــي مآآآبيكــــــــم

كل مآلهآ نظرآته في الإشتدآد والإحتدآد .. إلتفت ورآه لشغآلتهآ سآئل بـ بهـوت: وش إللي صــآر ؟!!
هزت له رآسهآ بـ النفي الحركه السريعه القويّه متلألأه عيونهآ بكومه من الدموع الحبيسّه المُعلقّه .. مآتـــــدري !
بسرعه إنخفض بصره بـ إرتعآب من إرتمت بطولهآ وفجأه مرتطمـه بـ الأرض من تحتهآ وآقفه على ركبتيهآ إللي إندقوآ بـ الأرض مغلغلـه أصآبع يديهآ بشعرهآ شآدته وبآلقوّه على جآنبي وجههآ وكأنهآ جبراً وعن عمـد تقتلـع فيـه ..

وجنتيهآ محمّـره وشفتيهآ محتقنـه , عيونهآ غآئره تحت بروز من التورم تنهآل منهم الدموع متدفقـه وبلآ هوآده ..
تنشـج مُنتحبـه بـ ألـم ومرآره مُذيبه لنيآط القلـب .. سآخطـه على ربّهآ وحكمـه !!
....: ليـــش يــآآآآربي ..... ليييييــــــــش
مآثلهآ بـ وقوفه على ركبتيه عديم الحيلـه ..
لأول مرّه معهآ يحسّ بـ العجز الفعلـي .. مآهوب قآدر يحآوطهآ بذرآعيه .. عآجز عن مدّهآ بـ الأمآن الحِسـّي .. بـ الدعــم .. وبـ الإحتوآء ..

إنخفض بصره عآقد الحآجبين بـ إنكسـآر .. لعـن بـ قلبـه نفسـه , عجـزه .. وهوآنـه .. أطبق فمه بـ أسى وإنهـزآم ...
....: ليش يآبسّــــآآآآم !!! لييييــــش !
حآوط كتفيهآ بذرآعه الأيسر ضآمهآ لصدره مسند ذقنه فوق رآسهآ هآمس بـ حنـوّ دآفئ , عذب ومريح: بـس يآعُمــــري .. أنآ معــك .. إهــــدي ..
....: بــآآآ .. بــ ... بسسسسآآآ .. بسّسسسآآم
....: آششششش
أسكتهآ بهمسـه الخآفت متحسس برآحته اليسرى ذرآعهآ الأيمن حآثهآ بـ رفق وهدوء: آذكــري آلله يآنآهــد ... اذكريـــه

بـ حِدّه أبعدت نفسهآ عنه لآطمه خديّهآ مصدره صوت صفعه أعقبتهآ بـ السحب القويّ عليهم مُنتحبه: ليش يصيــر معــي كذآآآ لييييييييش .. مآنيب متحملّــــه خلآآآآآآآآص مآنيب متحمــلآآآآآآآآآهــ
بـ مقآومه بآئسه أوقف حركة سحبهآ على خديّهآ وشدّ الجلد لوجنتيهآ بقبضـة يسرآه إللي كآنت أضعف وأوهن بدون مسآعدة اليمنى العآجزه صآرخ بـ غضب فآق إحتمآله: خـــــــــلآآآص إهــــــــــــدي
بـ كلتآ يديهآ دفته من صدره ليرتد عنهآ مضطجع من بعد وقوفه على ركبتيه ينآظرهآ بعيون موسعـه دهشّـه وإستنكآر لـ حدّة وجفآء ردّ فعلهآ في إبعآده عنهـآ وهو القآصد تهدئتهآ ..

تعآلى صوت صغيرهـم - علي - بـ البكآء من الغرفـه المجآوره تمآماً لغرفتهـم وكأنه ندآء الإستغآثه إللي بـه فرّت الشغآله من الغرفـه تآركه ثنينهم على وضعهم بعدمآ تكومت نآهد على نفسهآ بوضع الجنين ضآمه قبضتيهآ لموضع آخر النبض بحلقهآ تنشج نشيج كآن في منتهى الشجـى والأسـى والمرآرهـ ..

عآجز ومُحبط .. مُنكسِـر ومُنهـزِم .. قليل الحيلـه , أو عديمهآ ..
كآن هـو ... في موآجهـة ضعفهـآ الكآمـل وإنهيآرهـآ التـآم ..
رفع رآسهآ عن الأرض لـ حجر ثوبـه متحسس رأسهآ ممسد شعرهآ بـ هدوء هآمس: شفيـك يآنآهــد .. علمينــي آلله يرضــى عليــك
نآهد: ..........
....: يمين بآلله حرآم إللي تسوينـه فيك وفينـي
....: مآبي هآلبيـت .. ولآ أبيــك .. مآبـي أحــد .. اتركنــي
....: شلون أتركك !
....: أبـي أرووووح
....: وين تبين تروحيــن !

إبتعدت عنه بـ حِـدّه معتدله بـ الجلوس , صآحت صآرخه بآكيـه , منهآره تمآم الإنهيآر: إتركنـــــي مآبيـــــــــك .. مآبــي أكـــــون معـــــك .. مآنيــــب متحملّـــــــه خــــلآآآآآآآآآص يــــــــآآآربـــــــــــي خــلآآآآآآآآص
قآلت الأخيره سآحبه على عنقهآ بـ أضآفرهآ القصيره المغروزه بـ جلدهآ .. شيئن دآخلهآ كآتمهآ خآنقهـآ .. جآثم على نفسهآ قآبض قلبهآ , مثقل صدرهآ .. شيئ أكبر من طآقتهآ على الإحتمآل ..
بقوّه إصطدم ظهرهآ بـ الأرض من تحتهآ مُمـدده شآخصه ببصرهآ البآزع لفوقهآ رآفسه الهوآء برجولهآ مقتلعه شعيرآتهآ بآلشد العنيف القوي .. هيأتهآ كآنت أدّق وصـف لـ حآلـة إلتبآس !
جزم بـ قلبـه أنهآ أصيبت بـ المسّ الشيطآنـي !

بيسرآه المُحكمه قبض على معصميهآ بوضع التكتيف مآنعهآ من شدّ شعرهآ وإقتلآعه لآهث بـ طمأنه سريعه علّهآ تستكين: خـلآص إهـدي بسوّي اللي تبينـه .. وآلله مآيصير إلآ إللي يرضيــك بس إهـدي حرآم عليك نفســك .. آستغفـري آلله يآنآهـد .. استغفريــه تكفيـــن

من بعد قوله وتمتمآته الخآفته لآهـج بذكـر آلله وإستغفآره , مآيدري كمّ من الثوآني أو الدقآئق إللي مرّت لحد مآ أحسّ أخيراً بـ الخُـدر إللي سرى فيهآ من هدأت حركتهآ بـ التدرج لحد مآستكآنت وإستقرت ..
أغمضت عيونهآ بـ إستسلآم تآركه رآسهآ وسط حجـره طآلبته متوسلـه بـصوت شجـيّ مخنـوق .. كلمآت متدآخله متقطعّه إثر شهقآتهآ المريره البآكيـه ..
....: أبـ .. أبــي .. أروووح ... بيــ .. بيــت .. أبـــوي !


/
/


أسندت كوعهآ الأيمن فوق ذرآع الكرسي الجآلسه عليه مظلله فوق عيونهآ برآحتهآ اليمنى لآهجه بـ الذكر والإستغفآر علّهآ به نفسهآ تهدأ وتستقـر ..
ألم بـ رآسهآ مآفآرقهآ من يوم إللي صآر قدآم عيونهآ وهي عليه شآهد عيآن من جرّ أختهآ وطردهآ من البيت شرّ طرده بمشهد وصل لمنتهآه من الإهآنه والتحقيـر .. على الحآدثـه , مضـى إسبــوع !

....: رآسي يمّه مآعآد فيني أتحمّل
....: متى بترجعين بيتك يآشروق ؟ مبيته عندنآ من ثلآث أيآم , مآيصير يمّك تهدين بيتك وتخلين زوجك ..
صآحت منفعلـه , أعصآبهآ تآلفـه .. على شعـره: وللي يعآفيك يمّه كآفي طآري البيت مآعندك سآلفه غير ردتي للبيت ! خلآص قعدتي صآرت على قلبك ثقيلـه !
ثبتت عيونهآ المذهوله مرقرقه بـ الدموع بعيونهآ الغآضبه للحظآت من الدهشـه ..
صدمهآ وقع الكلآم الجآرح وسوء الفهـم .. ضآقت عيونهآ الدميعه سآئله بـ إستنكآر خآفت النبره: قعدتك ثقيلـه !!!!!

طيرت عيونهآ رآمشه بـ توآلي بعدمآ أطبقت فمهآ بـ القوّه تمنع البآقي منهآ من الثبآت قبل الإنهيآر .. مآخفى على أمهآ محآولتهآ المستميته بـ منع تدفق دموعهآ من شدهآ على شفتيهآ المطبـقه ورمشآتهآ السريعه المتتآبعه .. تنآظر السقـف !
أردفت بـ حُزن مرير كسير النبره البآئسه المحبطه: وربك يآشروق ترآ أنآ إللي مآعآد فينـي يآبنت .. حشآي مستعـر .. نآرِ تحرقني حرق , خوآتك الثنتين من ردي لـ أردى , تغريد وحآلتهآ النفسيّه إللي بـ الأرض تطلقّـت والحين دآرين لحقتهآ وهذآهآ رآقده بفرآشهآ مآيندرى عنهآ .. تكسرت عظآمهآ وسقط حملهآ ....... وتطلقّـت

شهقت شروق من خشمهآ النفس المسموع بضيق وكـدر .. مآتظن إن بيصيبهم إبتلآء أعظم من إللي إهم فيـه الحين ولآ كُربـه أشـدّ !
إبتلعت ريقهآ مغمضه عيونهآ إستحضآراً للثبآت الإنفعآلي والإنضبآط .. فتحت من بعدهآ عيونهآ مُردفه بـ هدوء خفيض النبره: مو قصدي يمّـه .. صدقينـي .. وآلله من همّي وإللي أحس فيـه شكيـت لك ودآريّه إن إللي فيك كآفيك بس مآعندي غيرك .. مآبي أردّ البيت وكل مآتذكرت يضيق صدري من الطآري , مآلي وجه أقآبل أي أحد هنآك .. أحس أي موآجهه معهم الكلآم فيهآ بيكون عن نفس السآلفه .. يمّـه حتى أحمـد زوجي صرت أتهرب منه .. أمثل إني نآيمه من قبله لآمنه وصـل أو أشغل نفسي بـ أي سآلفه مـع ليـن بنتـي .. خلآص مآنيب متحملّه أكثر

....: وإنتي شذمبك يمك ! مو تقولين أحمد صآرحك وبنفسه قآل إن مآلك دخـل , وإنك برآ الموضوع كلـش .. إنتي بصوب ودآرين بصوبن ثآنـي
....: على بآلك الموضوع بيمر مرور الكرآم كذآ ؟! هآلكلآم يقوله الحين لأني أتهرب من موآجهته وهو يبي يحسسني بـ الأمآن وإني منّي طرف بـ الموضوع بس شوفي شبيصيـر لآمنّي إعتدلت معـه .. أكيد بيصرّ ويعرف السبب , مو معقوله أخت مآتدري شسوت أختهآ وكآنت النتيجه الطلآق .. وقتهآ علميني بـ أي عين وأي وجـه بعلمـه الصدق وإللي صآر ؟!

زفرت بـ أسى خآفضه عيونهآ الحزينـه لحجرهآ إللي أطبقت بوسطه كفيّهآ إذ إن مآعندهآ تعقيب منآسب لحقيقة إللي تقوله شروق ونظرتهآ للموضوع من الزآويه الخآصه بهآ , هآمسه: رآئف أمس حضرنـآ
من فورهآ وبدهشـه , توسعت عيونهآ لآخرهم صآئحه: إيـــــش !!
....: إيـه .. جآنـآ
....: وينه فيه من بعد إللي صآر ! توّ تذكر من بعد إسبـوع !!! وش قآل عن الطلآق ! مُصِـرّ عليـه ؟!
أطلقت زفره هآزئـه كآنت ضحكه قصيره مقطوعه معقبه بـ حسره ونظرآتهآ السآخره ممتده للفرآغ: ليته يصرّ على الطلآق فعلاً وينتهي الموضوع عند هآلحدّ

ضآقت عيونهآ إستنكآراً عآقده حآجبيهآ بعدم فهـم وإستيعآب هآمسـه: يمّـــــه !!!
بـ حِدّه إلتفتت لهآ راصه على أسنآنهآ بقهر مكبوت: رآئف أمس جآنآ وقعد خمس دقآيــق .. بـــس خمــس دقآيق .. تدرين وش إللي صآر ؟! عطـى أبوك ذآك الفيديـو الملعون .. عطآه الفضيحـه .. آآآهـ يآفضيحتنــآ وســوآد وجيهنـــآ , حسبي آلله عليـك يآلعــدو

قآلت الأخيره بـ حسره مريره حآرقه مآسكه جآنب رأسهآ الأيمن بآللحظه إللي شهقت فيهآ شروق شهقه تفآجئ قصيره نهتهآ بيدهآ إللي رفعتها فوق فمهآ موسعه عيونهآ صدمه لآفظـه بـ نفي مستنكر: لآآآ
ضربت أمهآ أعلى وركيهآ مصدره صوت طرقعه , هآزه نصفهآ العلويّ بـ حركه رتيبه , للأمآم ثم للخلـف .. أبلغ فعـل لـ معنـى النـدب والتحسّـر , مُأكِدّه بـ جفآء: بلــــى
همست وعيونهآ تدور بتفكير رآفضه التصديق: شلـون ؟!! معقوله زوج تغريد إهو إللي سوّآهآ وعطآه هآلتسجيـل !!! لآ مستحيــل

....: درى من وين مآدرى بـ النهآيه شآفـه وعرف إنهآ دآرين مو تغريد وبدون أي إثبآت ومهمآ أنكرت دآرين .. درى لأنهآ زوجته , ولأنهآ مآرح تكون بهآلوضع إللي شآفه إلآ معـه وإهو أدرى الخلق فيهـآ .. جُــرس وفضآيــح عند آل مرشــد والحين عند آل مآلكــي .. وين نقــط وجيهنــآ وشلون نرفع روسنــآ ... درى ولد المآلكي مثل مآدرى ولد المرشد وثنينهـم قطوّآ البنـآت وذآ حقهـم ويتمـون محقوقيـن بعـد ..

....: يآويلي يمّـه .. ليكون فعلاً رآمز يدري عن هآلشيّ ؟! أحمد قآل إن مآغيره رآمز إللي يدري عن سبب إللي صآر بين رآئف ودآرين شلــون ؟! أنآ شكيت بـ وآئل أول يكون علمـه
....: جنيتـي إنتي ؟! أخوك بنفسه بيفضح خوآته عند خويّـه ! وترآ وآئـل للحيـن مآيدري شيّ عن إللي صآر مع دآريـن .. سآفر هو وذيك وجـه النحـس الكسيحـه وجآنآ شـوم الخبر لـ دآرين

أسندت منتصف جبينهآ بوسط رآحتهآ اليمنى , كل إللي قآعد يصير فوق طآقتهآ على الإحتمال .. إستغفرت هآمسه ليجيهآ صوت أمّهآ جآف النبره مُنبهـه: حـــذآري يآشروق .. حذآري تجيبين طآري حتى لزوجك دآمه صدق مآيدري .. ولآ حتى لـ أم فيصـل .. إن درت بتعلّم زوجهآ .. رآئف أمس علّم أبوك إن السآلفه كلهآ بتنتهي بـ طلآق وِدّي وعلى السكـت .. مآيبي أحدّ من أهله يدرون عن السبب وإهو مآرح يجيب طآري وأبوك وش إللي بيده يعنـي ؟! وآفق ورآسه مدنق .. طاح وجهه وأظلم .. قصمتوآ ظهره بسوآيآكم حسبي آلله من أمس وإهو رآقد بفرآشـه صآبه المـرض

....: شدخـل يمّه ! شهآلكلآم !!!
....: يوم يجيه الرجّآل بنفسه يعلمه بوصـخ بنتـه ومعه الدليل ! قويّه يمّك .. قويّه على أبـوك .. وقويّه علينآ كلنآ ثنتين من بنآتنآ وبوقت وآحد يتطلقـون .. إسمعي بكرآ الحكآوي من كل صوب وحدب .. وش بيفكنآ الحين من الهرج والمرج ! وش بيرحمنآ الحين من ألسنتهم وتلسينهـم !
نفضت جلآبيتهآ البيتي القطنيّه من الحجر ضآمه أطرآف أصآبع يمنآهآ لبعض كـ إشآره جآهده لمحآولة الإفهآم , مشتده ومحتده .... محتـرّه !

....: علميني الحين يمّه شلون بعد بتكون علآقتي مع حمآتي وولدهآ مطلـق أختي لأسبآب مآيعرفونهآ .. قلبي نآغزنـي لشيّ كبير بيصيـر .. أنآ إللي بوجـه المدفـع .. مآحد بيهدى له بآل لين يعرف أصل الموضوع وأسآسه .. منهو الطرف الأقرب الحين غيري !

صآحت منفعله نآفذ صبرهآ: قولي إنهآ مآتبي تجيب عيآل , رفضت هآلحمل وكآنت تبي تجهضـه , أو إنهآ تبي تتوظـف وإهـو رآفض .. أو إنهآ تطآولت عليـه .. أي سبــب , أي شــيّ .. خلــص كآآفـــــــي
من فورهآ شروق قآمت عن مكآنهآ فور إعلآن أمهآ للإنهيآر منتفض صدرهآ بـ شهقه قويّه مكبوتـه كآنت البدآيه لتوآلي البآقي من بعدهآ تنشـج بـ شجـى معتصره عيونهآ حسره وأسـى بآللحظـه اللي ضمتهآ فيها شروق لصدرهآ متحسسه كآمل ظهرهآ بـ حرآره قآصده تهدئة إنفعآلهآ والتخفيف من حِدة نشيجهآ هآمسه بـ رِفـق: خلـص يمّـه إهـدي .. إهـدي بسم آلله عليــك ..

....: خوآتك الثنتين يآشـروووق .. خوآتك تطلقـوّآ وبـ الفضيحـه آآآآآآهـــ حآرقنـي قلبـــي
شددت من إحتضآنهآ لهـآ لآصقه صدغهآ الأيسر بـ رأس أمهآ متحسسه ظهرهآ بهدوء مُربتـه عليـه بـ حنـوّ بآئـس , إنهزآمي مستسلـم: نصيــب يمّـه ....... نصيبهـــــم


/
/

حلم الحياه 19-08-16 01:59 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


أخفضت الأكره فآتحه البآب بعدمآ وصلهآ الإذن بـ الدخول من بعد الطرق ..
دخولهآ إللي توقف على عتبة البآب بوجه متجهم عآبس رآفعه ظآهر يدهآ لأنفهآ مآنعه نفسهآ من تنشق رآئحه دخآن السجآئر الخبيثه ..

ترآءى لهآ نفحآت دخآنيّه مآئله مترآقصه قدآمهآ .. الغرفـه عآبقـه بـ الدخآن والرآئحـه معششه ..
غرفـه كئيبـه كل مآفيهآ بآللون الرمآدي الإنهزآمي لشخصيّة أبعد مآيكون عن الإنهزآم ..
أحسّت بـ حموّ دمعت بسببه عيونهآ مقتربه تجآهه لآئمه: سنـد وش ذآ ! حريق بـ الغرفـه !
مآرد إلآ بـ إبتسآمه جآنبيه ثبتت مآتلآشت ولآ إختفت خآفض رآسه لجوآله ممدد سآقيه على سريره مسند ظهره للخلفيّه ..

على طرف السرير من المؤخره , جلست مقآبله مطبقة الفمّ بـ إحبآط: يآحبيبي غلط عليك وآلله كثرة التدخيـن .. لـ جسمك عليك حق وإنت قآعد تفتك فيه بذي السقآير
أقفل جوآله تآركه جمبه رآفع ذرآعه الأيمن مثني ورآء رآسه إللي أسنده للخلفيه مبتسم: حيآلله أم فدوى
طيرت عيونهآ مطبقة الفمّ إذ إن مآلهآ حيلـه لآ مع سنـد ولآ غيرهـ , من متى وكلآمهآ له إعتبآر أو حسآب بهآلبيت !

هزت رآسهآ خآئبة الرجآء قآبضه يسرآهآ على سآقه من المنتصف مردفه: علمني شخبـآرك ! لنآ زمآن مآقعدنآ وتكلمنـآ .. صآير مشغول عنّآ يآسنـد , مآتهتم فينآ زي أول ولآ تسأل !

....: مقآلتك اليوم كآنت نآقده للإستخدآم المفرط وبغبآء وتفآهه للسوشيآل ميديآ , فدوى أمس كآنت مريضه وتسعـل شخبآرهآ اليوم ؟! سآلي متهآوشه مع سهيـل وتشكى لي اليوم , كـ العآده .. يبي يتزوج وإهي رآفضه لين يشفـى عآمر ويتعآفى , ضآيق خلقهآ مآدآومت اليوم بـ الجآمعه .. أمّـك اليوم طلعت للجمعيّه حقتهآ وإنسرق جوآلهآ هنآك أو ضآع .. آللهُ أعلـم , الدكتور أمس عآين عآمـر وكشف عليـه قآل إن صحته في تحسّن ملحوظ , مآلك توّه وصل لـ أمّي بـ مصر .. الشغآله الأفريقيّه متطآقـه مع الآسيويّـه , أبركتهآ بـ الأرض وتوطتهآ شلون إنتقمت الآسيويه اليوم ؟! قصت شعـر الأفريقيّـه وهي نآيمه صلّعتهآ .. هذآ ملخص أحدآث البيت أمس واليوم .. فيه شيّ فآتنـي ؟!

إعترآهآ الذهول مبققه عيونهآ بعدم تصديق !
على وضعهآ المنصدم لحين مآتجآهلهآ هو رآفع سيقآره من علبته محآصرهآ بين شفتيه .. ضآقت عيونه مع أول نفس سحبه منهآ لإشعآلهآ محرره بنفثة الدخآن إللي تصآعد مآبين عيونه وعيونهآ ..
زفرت بعدم تصديق يعلو وجههآ إبتسآمه مذهوله شآحبه هآمسه بـ فتور: يمّـــه
أشر لهآ بـ إصبعيه الممسكين بـ السيقآره معقب: هآتي مآعندك أشوف , وشهو إللي شآغلك إنتي هآلفتره ؟

علتهآ الدهشـه وتضآعف بهآ الذهول .. للحظآت من السكون جمعت مآبين نظرآتهآ المتفآجئه هرب اللون من وجههآ وسكن الإرتعآب قسمآتهآ ومآبين نظرآته الدقيقه المتفحصّـه .. ضآئقه عيونه بـ لـؤم , وكأنه يدري تمآماً أسبآبهآ كآشفهآ قآصد من سؤآله تعريتهآ أمآم نفسهآ !
دآرت عيونهآ بـ تشتت مآسحه بيمينهآ جآنب عنقهآ الأيسر مبتلعه ريقهآ بـ ارتبآك أثآر إستغرآبـه ..
كآن سؤآله حسن النيّه دون أي مغزى مُبطن من ورآءهـ , إنمآ نظرآته المعتآده بـ حدّتهآ وكأنهآ تدينك موجهه لك أصآبع الإتهآم هي مآ أثآر تشككهآ حول مآ إذآ كآن يدري فعلاً وحقيقـة إللي تملكهآ وسيطـر عليهآ متغلغل فيهآ بـ قيـد وتحكّـم دون ارآده منهآ أو شعـور ..... أو لآ !

توّه بيسأل سؤآله بـ اهتمآم إستغرآباً لـ ردّ فعلهآ المُشتت وإنفعآلهآ المضطرب إلآ وأتآهآ المُنقـذ دون حِسـآب ..
إقتحمت خلوتهـم دآفعه البآب الموآرب بـ كلتآ رآحتيهآ الصغيره المبسوطـه صآئحـه ..
....: إلحقـــــــووووووآ

تعلقت أنظآرهم ببعضهتم مُشتدّه بـ تفآجـئ إذ إن هآلصيحـه الصآرخـه وهآلملآمـح المدهوشـه المتفآجئـه مآتنـذر أبداً إلآ عن السـوء .. توجسـوآ الشـؤم قبل مآتعقـب الصغيـره جملتهآ عآكسـه الوضـع قآلبـه الموآزيـن , مبدّله أحآسيسهـم المترقبـه بـ إرتيآب تمآم التبدّل والإختلآف ..

لفظـت بـ صوّت طفولـي مُضخّـم بـ المفآجأه ...
....: جــدو عآمــر قآل إثمـــي ...... وآلله وآلله ..... قآل فــــدوى ــآآآآآ !!!!


/
/


رفعت كوعيهآ فوق طآولة السفره مُربعّة الشكل بـ أربعة كرآسي مُسنده ذقنهآ فوق تشآبك أصآبع يدهآ للحظآت على وضعهآ ترمقه بنظرآت مطوّله ذآت ملآمح هآدئـه .. وجههآ بشوش مُحيّآهآ بآسم ..
على عكس هدوئهآ المتنآهي كآن هو في أقصى حآلآت التشتت والإضطرآب ..
أخفض بصره لطبق – المكرونه الحمرآء – مطبق الفم في إرتبآك بآلغ من إستشعآره الدقّه والتأمل بنظرآتهآ المطوله , الثآبته والمعلقّه .. عليـه !

إرتبآكه المضطرب بـ حركة عيونه المشتته يمنه ويسره رآفقهآ رمشآت جفنيه المتوآليـه وحركة لسآنه المتكرره بـ تمريره سريعه على الشفتين .. الشيّ إللي كآن لهآ وآضح وجلّي .. إتسعت إبتسآمتهآ مسنده صدغهآ الأيسر بوسط رآحتهآ اليسرى دآرت فوق حآفة صحن الشوربه قبآلهآ بطرف سبآبتهآ مردفه: متتكسفــش

من فوره نآظرهآ بـ تفآجئ من قولهآ جآمد الملمح والنظـره ومآسرع مآرد وأخفض بصره في حرج لترد هي مكمله بنفس الإبتسآمه: فيك شبـه كبير أوي من سنـد إبنـي
أرغم نفسه جبراً على التبسم إبتسآمة مجآمله قصيره مآسرع مآختفت ليرد وجهه لوضع الجمـود معقب بـ إقتضآب: كثير قآلوآ نفس الشيّ
....: كل حآقه فيكم تئريباً نفس بعـض ... أنآ مش متخيله إنك مآلـك مش سنـد سُبحآن آلله !

ردّ وإنشد فمه جبراً بـ ابتسآمه تعبيريّه إن مآبيد حيلـه مردف: شكلاً بس .. غير كذآ صدقينـي مختلفين تمآماً
....: سند زي أبوه .. شخصيته بتفكرني بيـه .. إزآ إنت مش زي سند فـ الشخصيّه والأطبآع فـ إنت طيب وألبـك طيب
....: ذآ يعني إن سند مو طيب .. متأكده إنك أمّـه ؟!
....: ههههه إنت شكلك شئـي خآلص

بـ حرج أخفض بصره للسفره شآد شعره من مؤخرة رآسه مبلل شفته السفلى بـ إبتسآمه ظهر صدقهآ هآلمرّه لترد هي مكمله: إبني سند وأنآ عرفآه .. طيـب بس قسـآوته أكتر , مشآعره جآفـه .. جآمـده .. بيعرف يدآريهآ كويس وإن حكمت يئدر يمحيهآ تمآماً وبدون مآيظهر ليهآ أي تأثير عليـه .. إنت فعلاً شكلك غير أخوك وأبوك
ثبتت عيونه الحآمله لـ أكوآم من الحزن والتعآسه مآقدرت أيآمه الفآئته تمحي منهآ مثقآل الذره بعيونهآ اللآمعه عطف وحنآن ترآءى له إنه شفقـه وأسـف !
سألهآ بـ تشكك خآفت النبره: سنـد قآل لك شيّ عنّـي ؟!!

صفطت سآعديهآ فوق بعضهم متأهبة الجلسه بـ ظهر مستقيم رآده على سؤآله بـ جديّه مآلهآ منفذ أو هروب: إنت إللي هتـئوللي كل حآقه عنّك بنفسـك .. بس بعد مآتخلّص كل الأكل إللي أودّآمـك دآ .. شكلك خآسس وعدمـآن ووشك مخطوف وتحت عينيك إسود .. أجمل حآقه فيك إنك مش بتدخن سنـد معرفني دآ عنّك .. علبة السقآير إللي أدآمك دي بتعمل إيه ؟! - بسرعه إمتدت يدهآ لعلبة سجآئره عآفطتهآ بقبضة يمينهآ وبآلقوّه , رآميتهآ بـ الأرض من تحتهآ دون إهتمآم -
ردّ الفعل إللي توسعت معه عيونه بدهشـه غير مستوعب لترد هي مكمله بـ إبتسآمه: برآفوو .. أول حآقه هي إنك ترقع زي مآكنت .. مش كفآيآ سنـد حريئـة تدخيـن ! خليك إنت شطـور يآمآلك
مآلك: ............

مآل رأسهآ يمنه بـ إبتسآمه مشاكسه رداً على تعبير البلآهه المحفور بين قسمآت وجهه مكمله بـ عفويّه: إنت فـ أقآزه معآيآ شهريـن .. أنآ وإنت لوحدنــآ .. هنعمـل إيه يعنـي غير إننآ نحكـي ونتكلـم ؟!
قآلتهآ مآده بيمينهآ وحده من – الحمآمآت المحشيّه – منزلتهآ بـ الصحن قدآمه: أيوه متستغربـش كدآ .. بس كُـل الأول .. عملآلك حمآم محشي بالفريك وفيه محشي بالرزّ ومكرونه , الأكل دآ مش بآكلـه , عآملآهولك مخصوص .. وقولي بئـه الأكل المصري ولآ الكبسـه بتآعتكم هههه

رمش بتوآلي ينآظر صحنه بـ الحمآمتين المقليّه المنتفخ صدرهآ بـ حشو الـ رُزّ المبعثر بـ الصحـن ..
شيّ من البلآهه بوجـهه .. بآقي مآ إستوعـب ..
هآلحرمه فيهآ من الدفئ والحميميّه القدر الكبير .. عفويّه وتلقآئيـه .. فيهآ شيئ من السحـر يشعرك بـ الرآحـه , يبث لك السكينه ... ويمدك بـ الأمآن ..
يبدو إنه إستلطفهآ .. وإستلطف كذلك الإهتمآم والرعآيه المفرطه من قبلهآ تجآهه !
تحديداً هذآ هو إللي كآن بحآجه لـه .. جوّ غريب وجديد لكنـه دآفئ وحميمي ..
شخص يمده بـ الثقـه والقوّه ويشعره بـ الرآحه والألفـه ..
مآيبي يكون مع أحد من إللي يعرفهم وبنفس الوقت مآيبي يكـون وحيــد !
أم أخوه الأكبـر كآنت هي فعلاً الخيآر الأمثـل ..

أغمض عيونه بـ القوّه لثوآني سريعه يجمع شتآت نفسـه قبل يفتحهم مطلق زفره عميقه هآدئه يظهر فيهآ كثير من ثقل همّه وتعب قلبه: صدقينـي مآلي نفـس .. مآني مشتهـي شيّ

رفعت سبآبتهآ اليمنى بوجهه مُنبهه بنبره جآفه مفتعلة الجديّه والصرآمه: إسمـع يآولــد .. إوعك تفكـر إنك ضيـف هنـآ وأنآ هئعـد أدللك وأدلعـك .. إنت زيّك زي سنـد , وإللي كآن سند بيعملـه إنت هتعملـه ... هتآكـل وهتخلص كل أكلك لأن معنديش حدّ بيسيـب حآقه فـ الطبق بتآعـه .. وبعـد مآتخلّص أكل هتشيل معآيآ الطوآبق للمطبـخ وهتغسـل أطبآقـك بنفسـك ... تمآم ؟

إرتفعوآ حآجبيه ببلآهه فآغر فمه لآشعورياً تدور فوق رآسه علآمآت التعجب !
التعجب إللي جآوبته هي بـ إيمآءة رآس إيجآبيه مكمله بـ تأكيد: أيـوآآ .. أيـوآ .. سنـد كآن بيعمل كل حآقه بنفسـه .. وبيسآعدني كمآن فـ كل حآقـه .. وإنت دلوئتـي مكآنـه , ومفيـش نقآش .. إنتهــى .. يـلآ .. كُــل .......!


/
/


خآرت قوآهآ مآعآدت رجولهآ تشيلهآ , إنحدرت من الوقوف للإستقعآد بـ وهـن مآسحه ظهرهآ بـ البآب من ورآهآ ...

تمددت رجولهآ لحد مآلآمست أطرآفهآ القآعده البورسلينيّه لمقعـد الحمّآم – بـ الكرآمه - ...
شخصت بـ بصرهآ للسقـف رآمشـه بـ توآلي مآنعه إنهمآر دموعهآ إللي أبتّ إلآ وتنهمـر ...
لآ إرآدياً تسآقطت وآحده تلو الأخرى قآبضـه على إختبآر الحمل بيمنآهآ حدّ الإعتصآر ..
وخزآت متتآليـه بقلبهآ موجعه حِسياً , مآعآد لهآ من الطآقه شيّ لإحتمآل نبضآتهآ الرتيبـه المؤلمـه ...
مـرّت ثلآث أشهـر ومعهـم قدّ تكون بحشآهآ جنينهآ الثآنـي من صُلبـه ..

قآربت الإختبآر لصدرهآ ضآمته بـ القوّه معتصره عيونهآ بـ إنتحآب صآمت .. كآتمه شهقآتهآ جبراً لتحس معهم بـ غصّه في حلقهآ .. هي أضعف بكثير من إحتمآل كل مآصآبهآ وألّـم بهـآ .. إبتدآءاً من طلآقهآ الثآني أوشكت عدّتهآ على الإنتهآء , أيآم قليلـه تفصلهآ نهآيئاً عن الخروج من عصمتـه ...
أيآم ثقيلـه مرّت عليهآ بغيآبه آملـه رجوعـه الأمل شبـه المستحيـل ..
تركهآ وكأنه متقصـد ربطهآ معه وفيـه كآمـل حيآتهآ والبآقي من عمرهآ , تركهآ وبـ حشآهآ قطعـه منـه ...

تمت مكآنهآ وعلى وضعهآ لمآ يقآرب السآعـه مُتذكره ورديّة حيآتهآ قبل تنقلب لـ كآبوس أسود مُظلـم ..
لعيونهآ رفعت إبهآمهآ الأيسر وقد تطوق أسفلـه بـ دبلـه ألمآسيّه برّآقـه .. ربطهآ بـ دبلـه في يوم وفآرقهآ فـ اليوم التآلـي !

زفرت بـ أسـى مآسحه وجنتيهآ من دموع عيونهآ الذآبلـه بعدمآ أجفلتهآ أمّهآ بـ الطرق القوّي على البآب من خلفهآ تستنطقهآ غيآبهآ ولمدّه طويلـه بـ الحمّآم !
شهقت نفس إختلط بمخآطهآ مجآوبتهآ بـ نبره مخنوقه وضح فيهآ آثآر البكآء والمقآومه في كبته: أيـوآ يآمآمـآ .. شويّه وهطـلع

....: حور يآعينـي فيـك شيّ ؟!
....: لآء بس بطنـي بتوقعنـي , هطلـع أهـو ..
....: طيب يآعمري حنّآ بـ المطبـخ , عُمـر أخوك توّه وصـل .. سويّـت الحـلآ إللي تحبينـه
إبتسمت رغماً عنهآ تنآظر بـ الأرضيّـه النظره الحزينه الكسيره , جآوبتهآ بـ فتور على الأغلب مآوصلهآ: حآضــر !


/
/

/
/


جلس بـ أريحيّه سآند ظهره لظهر الكنبـه الإسفنجـيّ المُريـح فآرد سآقيـه ينآظر السقف من فوقه بعيون مُغلقـه !
بـ غمزه مُشآكسـه أعلنت عن مبآدرتهآ بـ تصرفهآ الطفولي التآلي ليبتسم هو لهآ هآز رآسه نفياً بعدمآ جلس مجآور لذآك إللي تمـدد بـ إرهآق مغمض العينين ..
وبـ إنزعآج مُتألـم صآح مُعتدل وعيونه يتطآق منهآ الشرر سآئلهآ بـ غضــب: خيـــــــــررر !!

....: هههه إي خيـر , شفيـك ؟!
رفع الثآني كفيّه بوضع الإستسلآم معقب: مآلي دخـل
تمّ ينقل عيونه الضآئقه مآبينهم , هي على يمينه مطبقة الفمّ المشدود جبراً بـ ابتسآمه فشلت في إخفآءهآ والثآني على يساره بـ تجآهل مُتعمّد ينآظر شآشة التليفزيون قبآله عآقد حآجبيه إدعآءاً لإنجذآبه ولإهتمآمه بمآ يُعـرض !
مسح على شآربه إللي توّه وتمّ – نتفــه – وبآلقوّه ..

الشيّ إللي يدري إنه عن إتفآق مآبين الإثنين على يمينه ويسآره لقصـد إفآقته من نعآسه إللي غلـب !
قلّب عيونه بـ ازدرآء مردف: آلله يخلف ....
....: هههه تتعشى ولآ تتسبّـح أول ؟!
جاوبهآ بـ إرهآق وهو يفصـخ غترته والطآقيّه منزلهآ جمبه: مآلي نفس أكـل .. ولآ حتى فيني حيـل أتسبـح , أبي النـوم
....: صآرلك يومين على هآلوضع شفيـك ! وش الجديد بـ المستشفـى مرهقـك هآلكثـر !
فرك مآبين عيونه زآفر بـ تعب: النظآم إنقلب , دخلنآ بـ الصيف وصجّـة إللي يبون إجآزآتهم ..
....: أبي إجآزه لـ عُـديّ

نآظروهآ ثنينآتهم مستغربين لتكمل هي فآرضه كلمتهآ بلآ نقآش: مثل مآسمعتـوآ .. عُديّ ابيله إجآزه
سفههآ بـ لوية فمّ رآد ببرود: عُدّيـك خذآ إجآزته من يوم تزوّج
رصّت على شفتيهآ بآلقوّه منقهره: والحين أبيله إجآزه ثآنيـه
نآظر بـ عُدي الفآهي على يسآره مُردف: ولد أمك المدلـع .. ردّ عليهآ ترآ مآلي خلـق
....: وإشمعنـى يمّـه !

ثنت ساقهآ اليمنى تحتهآ دآقه بـ قبضتهآ اليمنى المكوّره فوق وركهآ الأيمن: يعنـي عآجبك وضع مـرتك ! ثــلآث اشهــر والبنـت بـ دنيآ ثآنيـه
أطبق فمه منقهر: وأنآ شذمبـي الحين ! مآ كلّ شيّ على يدّك
وكأنه لتوّه يلآحظ , أعقد حآجبيه شآد شعيرآت ذقنه من تحت شفته السفلى بعدمآ أبرزهآ بحركة لسآنه البآطنيّه: إي صـدق .. وين ذي البنت مآ أشوفهآ !
لوت فمهآ مقلبّه عيونهآ بـ إمتعآض: تـوّ النآس
إلتفت يسآره سآئله بـ إهتمآم: شفيهـآ مرتـك ؟!
أعرض بوجهه ينآظر الشآشه ضآيق خلقه: لآتبـدآ الحين وللي يعآفيك
زآدت عقدة حىجبيه إستنكآراً مقوّس شفتيه بعدم فهـم تحولّت من بعدهآ عيونه لـ زوجته على يمينه سآئل: علآمكم ! وشهـو الموضـوع

تربعت فوق الكنبه حآنيه ظهرهآ للمقدمه يديهآ ممسكه بركبتيهآ: مآنـــدري
إنشدوآ كتفيه للخلف إستنكآراً مستفهمه ملآمحه سآئل بـ بهوت: شلون مآتدرون !!
...: إي مآندري .. البنت من شهرين وأزود وحآلهآ منقلـب , ودآيم تبي تروح بيت أهلهآ واليوم إللي تقعده هنـي تتمّـه بغرفتهآ .. مآتكلمنـي عجزت أتفآهم معهآ .. أسألهآ وإجآبآتهآ بآرده , تقول مآفي شيّ
مسك ذقنه ينآظر عُديّ بـ حِدّه النظره الإتهآميّه إللي جبّهآ هو عن نفسه موسع عيونه بـ برآءه: شفيـــك ! لآتنآظـرني ترا مآلي دخـل
....: وش بيزعل البنت غيرك يعنـي تكلّـم !

أغمض عيونه بآلقوّه مستغفر حاث نفسه بالصبر قبل يفتحهم نآطق بـ سأم وتبرم: وإنتم شللي يرضيكم , قسم بآلله مآتعجز أحد بهآلبيت غيري .. يمّـــــه تكلمّــي !
زفرت بـ همّ معقبه بـ هدوء: لآ يآمهيف , هآلمرّه صدق عُديّ مآله دخـل .. حبيبي جعل عيني مآتبكيـه يرآضيهآ وإهي إللي معصيّـه .. عُديّ تغيّر وإهي إللي تبدّل حآلهآ
إرتفعوآ حآجبيه تفآجئ معقب بـ برود بعدمآ إنخفض بصره للأرض بـ تفكير: يمكنهآ تنتقـم الحين .. دآري عن سوآلف الحريم

نآظرهم على طرفيـه كآسي ملآمحهم التبلد والجمود وشيّ من السخريّه ليرد هو مكمل بتأكيد: صدق وآلله .. إنت أول كنت صآد عنهآ ويوم تعدلت إهي إعوجّت .. وش تفسيره ! ترد لك الصآع يآدكتور ..
فك أول زرين من ثوبه ينآظر الشآشه بـ تجعيدة إشمئزآز بوجهه الممتقع هآمس بـ خفوت: يعنني ذآبح عمري عليهآ !
....: وش تقـول !
عدي: ولآ شــيّ
نآظر بـ زوجته متجهم الوجه صآئح بـ حنق: شوفي ولدك وسوآيآه .. وين إللي تعدّل وهو من ردي لأردى ! وإن تشكّت البنت لأهلهآ من فعآيلـه وين نقط وجيهنآ !
وقف بعصبيه نآفض ثوبه من الصدر صآئح: إنتوآ وبعدين معكـم ! وبعدين معهآ بعد هذي إللي فوق ؟! لآ يرضيكم ولآ يرضيهآ شيّ ترآ مآعآد فينـــي قســــم

من فورهآ وقفت متعلقه بذرآعه متحسسه ظهره العريض قآصده تهدئته: بس يآعُمـري .. دآريه وآلله .. – نآظرت زوجهآ مطبقة الفمّ بـ حنق لآئمه عليه , اللوم إللي أعقبته بـ صوت خفيض هآدئ الإنفعآل – عُديّ مآهوب غلطآن .. ولو إنه غلطآن مثل أول وهي صآده عنه أنآ شذمبي تقآطعني ؟!
قلّب عيونه لـ عُديّ رآد بـ إحتقآر: إسألي حبيبك دلوعك

طير عدي عيونه شآد على شعره بآلقوّه مستغفر مفضّل الصمت عن أيّ جدآل لترد أمّه عنه بـ نبره مهمومه خآئبه ومحبطه: لو إنه يـدري كآن سألت .. أسمعه كل يوم الليل وهو يسألهآ لين يجف حلقـه وإهي أذن من طين والثآنيه من عجين .. عورّت قلبه مآترد عليـه
بدهشّـه بزغت عيون عُديّ غير مُصدق , إلتفت لهآ مصدوم الصدمه الإستنكآريّه لفضآضة فعلهآ ..
النظره إللي أحرجتهآ لتخفض بصرهآ للأرض كمآ المُذنب مُتعذِره بـ همس خآنع: موب قصدي أتجسس !
عُديّ: وصلت يمّه تتصنتيـن علـيّ !

إنفغر فمهآ عفوياً رآفضه المغزى الآخر من الكلمه هآزه رآسهآ نفياً وبآلقوّه: لآتفهــم غلـط
رفع بصره لمآ فوق شآدّ شعره من المقدمّه عآض بـ أسنآنه السفلى على شفته العليآ مغتآظ لترد هي بـ تبرير سريع مُندفع: عآد وش أسوي , من تزوجتهآ وحنّآ كل يوم نسمع صيآحكم وهوآشكم والشهآده لله إنقطع هآلصيآح فجأه ومن وقتهآ والبنت منعزلـه .. إيه أتسمع على كلآمكم من الحرّه إللي بقلبـي مآهوب عآجبني حآلكم , أبي أعرف وش الموضوع .. أسألهآ وهي مآترد وأسألك وإنت مآتدري

عدي: عسآهآ الحين بردت حرتـك وإرتحتـي !
مسحت على جبينهآ بـ السحب للخلف على كآمل رأسهآ جآلسه جمب زوجهآ بـ إستسلآم مردفه بـ نبره إنهزآميّه خآئبه: مآعليه يآعُدي .. حآول بعد مـرّه
....: وش تبين أسوّي يعنـي !
....: تآخذ إجآزه , تروحون أول مكّـه تعتمرون يمكنهآ بعد قلبي ضآيق صدرهآ من شيّ وحنّآ مآندري .. مآعليه يآعُـديّ رآضيني يمّك هآلمرّه

إرتمى على الكنبه الإسفنجيّه الضخمه إللي إبتلعته بمجرد جلوسه فآرد سآقيه مآسح على كآمل وجهه بنفآذ صبر متحلطم: آلله يلعـن الزوآج وإللي يبونــه .. آستغفــــرك يــآرب
أطبقت فمهآ بـ أسف تنآظر زوجهآ إللي مآثلهآ بـ الملآمح المتأسفه , قليلـة الحيبـه خآئبـة الرجـآ !

بسط كفّه الأيسر قبآلهم مُردف بـ جفآء حآنق متبرّم: بسوي إللي تبونه بس عشآن مآحد يلوم علـي .. وهذآني أبريت ذمتـي
....: إي يآحبيبي مآعليـه .. آلله يبآرك لك ويرضى عنك , تحمّل شويّ
....: صدق يآميثآ , شلون حآلهآ من العدم تبدل دآم هآلنذل مآله دخل !
عُديّ: أبي أعرف بس ليش إنت قآرش ملحتـي !
رمقه بـ إحتقآر من رآسه لـ قدميه معقب: من ردآة سوآيآك وشين فعآيلك

لوى فمه يمنه بـ إمتعآض مطير عيونـه ليرد هو مكمل بـ صوت خفيض لـ زوجته: يمكن عندهآ شي خآص , ليش مآتتكلمين معهآ بـ السرّ
أعقدت حآجبيهآ بـ خفه مستفهمه: شلون شيّ خآص ؟!
قوس فمه ببديهيّه مجآوبهآ بنفس الهمس: مدري عنكن يآلحريم .. يجيكن وقت تنهبلون بلآ أسبآب !
إعتصرت شفتهآ السفلى بين إبهآمهآ الأيمن والسبآبه مآطتهآ بـ تفكير ممتده عيونهآ للفرآغ ...
تترقبهآ زوجين من العيون في صمـت ..
الصمت إللي إنكسـر برفضهـآ تصديق إللي حضـر لذهنهآ وتبآدر لظنهآ !
إنفغر فمهآ بـ دهشـه مبتسمه الإبتسآمه الحسيّه .. غير مُصدِّقّـه !
سأل عُديّ بـ إرتيآب بعدمآ تعلقت عيونه بعيون خآله إللي مآثله الإرتيآب ..

....: شفيـــك ؟!
أطلقت زفره قصيره مسموعه , كآنت ضحكـه بآهتـه مدهوشـه ومذهولـه !
مررت عيونهآ المُشعّه سعآده لآمُتنآهيـه لعيونهـم المشتده تعجـب وإستغرآب !
لفظت بـ تلعثـم , كلمآت من فرط السعآده غير مُترآبطـه ..
....: حآمـــل .. شكـ ... شششكــلهآ ..... شكلهآ حآمــل
إقشعرّ وجهه بتفآجئ شنّج عنقـه للحظآت محتده نظرآته لـ أمه إللي بعدهآ متوسعه عيونهآ مُشِعّـه , لآمعـه , ومتأججه ..

خآله إللي قوّس فمه رآفع حآجبيه ينآظر الأرض تفكيراً بمنطقيّة هآلشيّ وعلآقته بـ تبدّل حآلتهآ فجأه ودون مبررآت خلآفاً لـ عُـديّ إللي مررّ لسآنه على فمه مبتلع ريقه بـ عقدة حآجبين إزدآدت ربط لتبين ملآمحه قآسيه متجهمّـه رآفضـه لإمكآنية حدوث هآلشيّ أو بُعـد إحتمآله على أقصى تقدير !
صآر له قرآبة الـ ثلآث أشهـر ...... لم يمّسهــآ ...
فـ الحقيقـه , هي إللي مآسمحـت لـه بـِ مسّهــآ !

رفعت يدهآ لفمهآ المبتسم مآئله بنظرهآ شروداّ هآمسه: شلون مآفكرت بهآلشيّ ! إيـه حآمـــل .. كذآ نفسيتهم تتبدل بـ أول الحمل ويطفشون ودآيم يحسون بآلخمول والكسل ويحبون النوم .. هذي نفسهآ أعرآضهآ .......
نآظر عُدي بـ خآله ليفآجئ بذآت النظرآت البلهآء بوجهه هو بعـد ...
لفظت بـ بهوت غُير مُصدقـه , بتأكيد بآسمـه: أكيـد حآمـــــل


/
/


على تسريحتهآ أنزلت جوآلهآ زآفره بـ هـمّ خآئب مُحبـط بعدمآ وصلهآ الإجآبه المعتآده المتكرره كل مآحآولت تتصل فيهآ ... " الرقم الذي تحآول الإتصآل به ربمآ يكون مغلـق ! "
صآر لهآ شهرين مآدرت عن علومهآ شيّ !
نسمـه مآكآنت أبداً لتقآطعهآ بسبب إنفصآل أخوهآ عنهآ ... وشهو أجل إللي صآر وبسببه إنقطعت عنهآ بـ الزيآره وبـ الإتصآل وحتى الإجآبه على الإتصآل !

طلعت من غرفتهآ بعدمآ أبدلت ملآبسهآ لـ فستآن بيتـي فضفآض .. مزموم من تحت الصدر , وكآلوش وآسع لـ آخر السآق ..
يكفيهآ إلي يجيهآ من نظرآت أخوهآ عُمـر المتفحصّه لأدق تفآصيلهآ تقييماً لحآلتهآ وإن كآنت النفسيه مو العضويّه .. إهتمآمه المُفرط بهآ يشعرهآ بـ الإختنآق .. وآخر إللي تبيـه الحين هو إكتشآفـه لحملهآ وخصوصاً بعد خوضهآ في ثلآثة أشهـر .. سهـل جداً عليه كـ طبيب معرفـة هآلشيئ ...
على بآب المطبـخ شهقت بـ عمق وزفرت بـ هدوء , حآولت إصطنآع البسمـه إلآ إنهآ سرعآن مآتلآشت .. أحشآئهآ مضطربـه وقلبهآ مُنقبـض ..

عجزت عن مجرد التخمين لرد فعلهـم من بعد تصريحهآ عن إللي أقدمت عليه ونوّت فعلاً إنهآ تسويّـه .. الشيّ إللي مآفكرت فيه كثيـر فهو كآن وليـد اللحظـه إللي إكتشفت فيهآ حملهآ , بـ التزآمن مع هآلإكتشآف نقطـه من الضوء سطعت في فكرهآ , إستحسنتهآ وعزمـت على فعلهآ !

....: عُمــر
بـ إبتسآمه نآظرهآ مُرحِّبّ: أهلاً أهلاً ..
مررت لسآنهآ على شفتيهآ فآركه رآحتيهآ تنآظر حلآهآ المُفضل بـ إفترآس: تشيز كييييييييك
هزت أمهآ رآسهآ بقلّة حيله معقبه بـ إبتسآمه: وبـ جلـي كولآ بعـد
سحبت لهآ كرسي من تحت طآولة المطبخ جآلسه عليه: طب نآوليني طبـق بسرعـه خلآآص أنآ بنهــآآآر
عُمر لـ أمّه ضآحك: هههه كآن من أول سويتي هآلحلآ دآمك تدرين إنهآ بتنبسـط كذآ

بدلاً عن أمهآ أردفت هي وفمهآ محشور بـ القضمه تعمدت هآلشيّ ليبين قولهآ التآلي لآمُبآلي مآهوب بـ الشيّ الكبير , أمر مفروغ منـه: صحيح هئول لكـم حآقـه قررتهآ
بـ إنتبآه ثبتت عيون ثنينهم عليهآ لتكمل هي بعدمآ إبتلعت رافعه سآعديهآ بـ التقآبل فوق الطآوله رآحتهآ اليمنى فوق اليسرى مصفطـه , أعقبت بعدمآ إنشد فمهآ المطبق أولاً بـ إبتسآمه قصيره مفتعلـه كـ إفتتحآيه للحديث: أنآ هسآفـر مصــر

وكمآ توقعّـت , بهوت ردّ الفعل وفتوره أولاً ثم الإستفسآر عنه ثآنياً وإحتمآل رفضـه ثآلثاً إلآ إنها كانت مسبقاً عازمه النيّه للثبآت على موقفهآ مهمآ كلفهآ مُتخّذة وضعهآ الحآلي وإللي وصلت لـه كـ حُجّـه وسبب ..
لفظت أمّهآ بـ خفوت مستفهمـه: إنتي بشهـور العدّه يآحـور !
رفعت كتوفهآ بهزّه سريعه معقبه بنبره يظهر فيهآ اللآمُبآلآه: مش لوئـت كتيـر ..
عُمر: وليـه القرآر دآ ؟ فهمينـآ !
....: أنآ ضآعت مني سنه كآملـه والجآيه دي آخر فُرصـه , وأنآ حآلياً مُطلقّه , وإنتو عآرفين إني مش هرقع لـ رآئف تآني حتى لو أنآ عآوزه
قآطعهآ عُمر بـ حِدّه قآصد التوضيح: ودآ لمصلحتــك

أرخت كتوفهآ بهم مغمضه عيونهآ نآفثـه بـ أسى: مآشي ... لمصلحتـي .. – أكملت بـ جديّه – ولمصلحتي برضُـه إني أبعد عن كل دآ وكل إللي أنآ فيـه .. مش طآيئـه نفسي هنآ , عآوزه أنزل مصـر , عآوزه أكمل درآسـه .. الفصل إللي فآت من حيآتي دآ كآم يوم وهيخلص مش عآوزه أي حآقه ممكن تفكرني بيـه .. ودآ مش هيحصل إلآ لمآ أبعد خآلص عن هنـآ ... خلآص يآعُمـر , وإنتي يآ مآمآ .. دآ قرآري وأنآ مُصِّرّه عليـه .. هسآفـر

أعقبت أمهآ بـ إحتدآد رآفضه: إنتي وضعك الحين غير أول
ضربت الطآوله برآحتهآ اليمنى ثآئره والدموع بعيونهآ: أيوآ وضعي دلوئتي غير الأول .. وعشآن هو غير الأول محدش هينآقشنـي فـ إللي أنآ عآوزآه .. أصدك تئولي إيه يآ مآمآ ! إني دلوئتي مُطلقـه ومينفعش أكون لوحدي وأعمل إللي عآوزآه وبكيفـي ! وأنآ إيه ذنبـي فـ الطلآق دآ ولآ كآن إيه ذنبي أسآساً فـ القـوآز من أوله .. ولآ نآسيـه إنه كلّـه كآن بسبب بآبآ .. إرحمونـــــــي بئـه أنآ معنتـش مستحملـه !!!

إنشدوآ كتفيهآ متوسعه عيونهآ بتفآجئ من إنهيآر بنتهآ صآئحه ثم بآكيـه !
آخر مآكآنت تتخيلّه هو كبت بنتهآ لكل هآلمشآعر بدآخلهآ حتى بعد مرور كل هآلوقت ! يظهـر إنهآ وإلى الآن غير متقبلّـه فكرة إرتبآطهآ وزوآجهآ من المنبـت .. والسبب هو البذره .. توريـط أبوهآ , آلشيّ إللي إستغلّـه ولد خآلتهـآ !

زفر عُمر بـ عمق خآفض بصره لوهلـه قبل يوقف عن كرسيه من مقآبلهآ مجآور لـ أمهآ , جآلس على الكرسي المجآور لهآ .. بـ حنـوّ تحسس ظهرهآ بيسرآه مشدد من إحكآم أصآبعه على معصمهآ الأيمن المرفوع بوضع إستنآدهآ على الطآوله بكوعيهآ مآسكه جآنبي رآسهآ تنآظر طرف الطاوله بعيونهآ الدميعه المخفضـه: خلآص إهــدي ...
همست بـ وهن مبحوح شآكي: تعبآنه أوي يآعُمـر

أطبق فمه بـ تأسف على حآلهآ وإللي تعيشـه , ضغط نفسي أكبر من طآقتهآ على الإحتمآل .. وإن كآنوآ من قِبلهـم متخذين قرآرهم القطعـي بعدم رجوعهآ وردتهآ في حين طلب رآئف هآلشيّ إلآ إن الموجـع هو إنه إلى وقتهم الحآلـي مآطلــب .. الشيّ إللي أعلن وبمنتهى الصرآحه عن رفضـه هو لهـآ .. وش أقسى على قلبهآ من إحسآس المهآنـه بـ الرفـض !

جذبهآ بيسرآه من مؤخرة رآسهآ لصدره متحسس بيمنآه الحآنيه وبدفئ إمتدآد ذرآعهآ الأيسر هآمسّ بـ هدوء مُريح قآصد طمأنتهآ: خلآص إللي إنتي عآوزآه .. هتسآفـري .. أنآ كمآن أصلاً بفكّر أسآفر .. عآوز أعمل دبلومـه أتخصص في الطبّ النفسي ..
وسعّت أمّه عيونهآ بصدمـه من لفظـه إلي أعلن بـه الدعـم والمسآنده: مآشآلله .. هي بتسآفر وإنت بتسآفر ونجيّـم النذل لآبآرك الله فيـه مسآفـر .. ذآ جزآتـــي حملت فيكم وتعبت عليكم وبـ الأخيـر تخلونـــي !! يآخســآرة كل تعبــي وتربيتــي .. رآحـــــت هــوآ .. حسبي آلله عليكم يآعيآل كآمـــل ..

إلتوى فمه يمنـه سآئـم , إسطوآنة كُـل أمّ !
رد بهدوء منضبط قآصد طمأنتهآ: مآ أخذت قرآر يمّه , ذآ مغير شيّ أفكر فيـه .. أمآ عن حور فـ أسآساً كنت بقترح نفس الإقترآح .. مآفي شيّ ممكن يغيّر من نفسيتهآ إ السفـر وإنهآ تنشغل بـ الدرآسه بعـد .. وإن صآر إن شآلله هآلشيّ أنآ بجـي أقعـد معـك .. ولآ تزعلـي يآلغلآ

قلبت أمّه عيونهآ إللي رفعتهآ لمآ فوقهآ مطبقه فمهآ شآهقه من فتحتي خشمهآ النفس الحآنق المسموع في حين إبتعدت حور عن عُمر تسأله الصدق بعيونهآ الحزينه الذآبله ويرد هو تأكيداً بـ بنآن إبهآميّه مآسح وبمنتهى الرقّـه البلل من تحت عيونهآ مبتسم: أيـوآ بقـد .. بس تخلصـي من العِـدّه وتطيـري على مصـــر .....

/
/

/
/


أوقف حركتهآ قسوة بـ إعتصآره لذرآعهآ الأيمن سآحبه للخلف مآنع يدهآ من الإمتدآد للأكره وفتـح البآب رآص على أسنآنه بآلقوّه ليبين صوته كظيم مخنوق: بسّــك يآمــره
خزته بـ حِدّه رآصه على أسنآنها لتمآثله بذآت نبرة الصوت المخنوق: شلون سمحت له يدخل للبنـآت بروحه !!!

....: إهو أبوهم بـ الأول والأخير , وش بيصير يعنـي !!
تجعد وجههآ بتعبير إستنكآري هآزئ معقبه: عشتـوو .. الحين تذكّر إنه أبـو ! – أكملت برفعة سبآبتهآ اليمنى المهتزّه بـ تنبيه جآف النبره ووعيد حآد اللهجه – إن صآر شيّ على وحدتن من البنآت ترآ برقبتـك إنت .. تغريد ضعيفه ونفسيتهآ محطمّـه بـ الأرض ودآرين شوفـة عينك وهآلرجّآل دآخل إن صآر بسبته شيّ على بنآتـي مآحد بيوقف له إلآ أنـآ .. هـــه , قآلك أبوهـم !

قآلت الأخيره سآخره بـ نظرة إحتقآر للبآب المغلق موليه زوجهآ ظهرهآ بخطوآت سريعه غآضبه مختفيه بـ آخر الممر تآركته ينآظر البآب بـ نظره مهمومـه حزينـه مُطبق الفمّ بـ أسى وإبتئآس !
البآب إللي توآرى من خلفه ثلآثتهم ..

وحده مستقعـده بسريرهآ ممددة السآقين يغطي نصفهآ السفلي غطآء قطنـي خفيف سمنـيّ اللون ..
نسختهآ إللي فآقتهآ على المستوى الصحـي المتدهور مآثلتهآ على المستوى النفسي المُدمّـر !
جآلسه على الصوفآ بُنيّة اللون ضآمه سآقيهآ لبعضهم ويديهآ مُصفطه فوق إنتصآف إلتصآق فخذيهآ خفيضة النظره بـ ترقب لبدء الحوآر من الطرف الثآلث !

الرجل الجلمـود السآدي .. فيصـل العـمّ , أو الأب .. مآعنـت ولآفرقت صفته تحديداً الشيّ الكثير بـ النسبه لثنينآتهم ..
لحظآت إنتظآر بآرده بروده الثلج بقلبهآ يكآد يكون مُتجمّد .. ميّـت ..
تنآظره من مكآنهآ فوق سريرهآ بلآ أدني ذرة إهتمآم أو مُبآلآه ..
نفس اللحظآت كآنت أشدّ توتر وإرتبآك مشحونه بـ الترقب والتوجـس .. والخوف اللآمُبـرر .. من مكآنهـآ ... على الصوفـآ !

اللحظآت إللي قطعهآ هو أخيراً من مكآنه وقوفاً بوسط الغرفه مآبين السرير والصوفـآ بـ نبرة صوت سآخره هآزئه رآفع بـ الهوآء مآبين أصآبع يمنآه ورقتين بيضآء اللون بكتآبه غير وآضحه بـ النسبه لهم مُردف: نبـدآ بـ منـو ؟! الهآنـم دآرين ! أو إنتـي تغريد هآنــم !!
من فورهآ تغريد رفعت رآسهآ فآغره فمهآ الفتحه القصيره بـ إرتعآب تملك قسمآت وجههآ بـ تأهب شُدت فيه رقبتهآ وإستقآم معه ظهرهآ, كمآ الجنـدي .. إنقبضت أحشآئهآ متوجسـه السـوء .. إذ إن لهجة الهُزء بـ كلآمه أبداً غير مُريحـه .. غير مُبشـره !

توأمهآ اللآمُبآلي على وضعهآ جآمدة الملمح سآكنة الحركه والإنفعآل إلآ من نصف إبتسآمه سآخره مآل فيهآ فمهآ المطبق يمنـه !
السخريه بوجههآ أدلت بـ الجوآب ليعقب هو برفعة حآجبين مُدعي الإعجآب: أهـآآ .. سنيوره دآريــن .. كآلعآده .. إنتي الأولى والسآبقه بكـل شيّ ..
إقترب خطوتين هآدئه معهم أحست تغريد بقلبهآ كل مآله ينتفخ , يتمدد .. تحس بـ إقترآب خروجه من بين الضلوع .. الخوف أقصآه تملكهآ على توأمهـآ من إقترآبه متبآطئ الخُطى , غآمض النظره , مُريب الملمـح !

تعلقت عيون تغريد الموسعّه لآخرهآ بـ الورقه إللي إمتدت لعيون دآرين ..
لحظآت معدوده من سكون الموقف وصمت الجوآب قطعه هو بـ جمود صوته القآسي ..
بآلرغم من هدوءه الظآهري إلآ إن نبرته مشحونه غضب , يظهر بهآ من الجفآء والقسوه أكـوآم ..
....: ورقة طلآقك من ولد المآلكـي سِـت دآريــن ....... مُبآرك
إبتلعت تغريد ريقهآ من إستلمت دآرين الورقه بـ إحسآس بليـد .. على طرف فمهآ إبتسآمه هآزئـه .. أبداً غير مُبآليــه ومن فورها هي إبتلعت ريقهآ شآخصه ببصرهآ في إرتعآب من وآجههآ أبوهآ بملمحه الجآمد المهيب رآفع لوجههآ الورقه الثآنيه معقب: وهذي ورقة طلآقك من ولد المرشد سِت تغريـد ..
إنحبس النفس بصدرهآ المنتفخ , مآقوت حتى على رمشة جفـن ..

أعقب كلآمه بـ برود سآحق وبوجهه شبح إبتسآمه شآمتـه: مٌبـــآرك
أطلقت أنفآسهآ بـ تبآطئ مفرغه رئتيهآ إللي إرتخوآ وهبـط صدرهآ متعلقه عيونهآ بـ الورقه الممتده تجآههآ ببلعة ريق .. خآنتهآ إرآدتهآ وكآمل تحكمهآ .. أعصآبهآ تمآماً مُخدّره .. مآقوت يدهآ على الإمتدآد وتنآول الورقـه ..
الورقه إللي تطآيرت بـ الهوآء قبآلهآ لحد مآستقرت أخيراً بـ الأرض .. أسفلهآ ..
أردف بـ هدوء سآخر يظهر بوضـوح إنه شآمـت: توأم المُطلقـــآت ..

من فورها تغريد ترقرقت عيونهآ بـ الدموع مطرقة الرأس في حين بللت دآرين بـ لسآنهآ شفتيهآ مكتفيـه بـ إبتسآمه قصيره هآزئه ليكمل هـو بذآت الجفآء والقسوه: جآوبي إنتي ويآهآ أشوف .. كآن معي حق يوم إني تبريت منكن وأنكرت نسبكن يآسويدآت الوجـه !! وش إللي أرتجيه منكن وإنتن بنآت العآهـره – مُنـى - ! صدق من قآل .. إقلب القدره على فمهآ , تطلع البنت لأمهـآ

بـ حمّو غريزي فطري .. وقفت تغريد بقوّه دفآعيه مآتدري شلون إجتآحتهآ مسيطره عليهآ متملكتهآ .. صآحت صآرخه بـ لهجـه جآفـه حآقـده: لآتقــول عن أمــي عآهـــره .. إنت تزوجتهآ بـ الحــلآل .. وحنّآ بنآت شرعيّــآت .. بنآتـــك إنـــت رضيــت أو أبيـــت

....: تخسين يآبنت العآهره تكونين بنتـن لي على إسمـي
....: إلآ تخسى إنت نكون بنآتـك مآنتشـرف بـ إسمك خلـه لك
بـدهشـه إستنكآريه لفضآضة القول إلتفت ورآه للي تبجحت بـ حقـد فآض بهآ بعدمآ إمتلى رآده عليه الخسـى بـ نظرة مقـت وإزرآء .. محتقـره إيآه وبلآ أدني ذرة إحترآم .. أو حشـم !
لـ دآرين إللي سحبت الرد من لسآن تغريد إللي ولآ بعمرهآ كآن من الممكن أن تتجرأ وتلفـظ بمثلـه !

رمقهآ بنظرة تحقير دونيّه معقب بـ كلمآت التنقيص والمعآيره: وإنتي يآلوآطيه رآعية الطلعآت من حضن رجّآل للثآني بأي حق وأي وجـه وأي عين تتكلميـن ! لآ وتتبجحيـن بعـد ؟! كمّ رجّآل غير ولد المرشد تحسس لحمك الرخيص يآسآفلـه ! يآ أرذل وأوطـى من بنآت الليل والشوآرع ! كم يدن نجسـه مسّـت جسمك النجـس يآرخيصـه كــم !!!
....: كــــــــــــآآآآفــــــــــي .. كآآآفي حرآم عليـك كآآفـــي

توسلتـه التوقف بنبره كسيره بآكيـه .. ضعيفه ووآهنـه .. متوسله بـ خنوع .. موجوعــه ... ومُتألمــه .. وآرت وجههآ البآكي بكفيهآ هآزه رآسهآ نفيآ طآلبتـه بـ الإكتفـآء !
الدموع إللي كآنت من المستحيل إنهآ تنهمـر من عيون صآحبة الشآن المعنيّـه بهآلكم الهآئل من الإهآنه والتنقيـص ولو إنه بكل كلمـه كآنت كمآ الطعنـه , تخترقهآ بـ إحسآر قويّ وتتنآولهآ هي بـ إحسآس بليـد !

مآصدرت هالتوسلآت البآكيه من قلب موجوع متألم إلآ من تغريد إللي مآقوّت على التحمّل صآئحه بدلاً من أختهآ الجآمده جمود الكيآنآت بلآ روح أو إحسآس .. يعلو وجههآ البآرد نصف إبتسآمـه ....... سآخــره !

....: تصدين عنهآ بعد سوآتهآ فيك !! يآلضعيفـه .. من يومك وإنتي عديمة الشخصيّه مآلك وجود ولآ قيمه .. غبيّه ومغفلـه .. انتــن بــلآء .. مآنيب نآدم على انكآركن بـ العكـس صفت نفسي الحين وارتآح قلبي .. اثبتن استحقاقكن هآلنكران .. خيســوآ مكآنكــن وتعفنـوآ بسوآد وجيكــن فضحتونــآ لعنة الله عليكــن .. لآ انتن بنآتـي ولآ بنـآت محصـن .. انتـن بنــآت حــرآم .. وبنــآت الحـرآم مآلهن حـق الحيآه ولآ الترف .. ولآ الإحترآم ولآ الشـرف

....: حرآم عليـك ....... حرآم عليك يبـه
....: جـــــــــبّ , تهبيــن أكون أبــوك
قآلتهآ تغريد بـ بحّة صوتهآ الشجّي المجروح البآكي ونهرهآ هو بـ حزم أليـم قآسي .. تهبـى يكون أبوهآ !

رفع سبآبته المهتزّه بوجههآ وقد إنتفخت أودآجه بغض ومقـت .. بزغت عيونه بـ حِقـد وشـرّ ..
....: مآلي بنآت على إسمــي إلآ ميســم .. ووجودهآ بعد مثل عدمـه مآيعنينــي ... انتن يآلبنآت كلكــن عــآر .. مآيجـي من ورآكن إلآ البـلآ وقصـم الظهـر .. مآلـي إلآ أربـع عيــآل ... أربــــع وبـــــس

رفع لوجيههم ثنينآتهم أصآبعه الأربع من يده اليمنى قآبض الإبهآم ..
أصآبعه الأربع إللي كآنوآ إشآره لـ عدد أولآده الأربـع معقب بـ تشديد قآسي اللفـظ يظهـر وكأنه فخــور ... وبـ شِــدّه !

....: متعـــب , مِسفــر , مآجــد ..... ومِشــآري

دقّت تغريد وسط صدرهآ بـ أصآبع يمنآهآ مضمومين .. أبت دموعهآ توقف .. سيـول منهمره بلآ هوآده .. عيونهآ مُعتصرَه .. حزينـه , وكسيـره .. وعآتبه , سألت بـ بحّة صوت شجي مسحوب: وأنـــآآآ ........ ودآريــــن !!!

إرتفع خشمـه بـ تجعيدة تقزز وإشمئزآز .. أردفهآ بـ بصقـه قويّه إستقرت أرضاً كـ جوآب بليـغ .... صريــح , لـ سؤآلهآ عن مآهيّة وجودهآ هي ودآرين !
وجودهم إللي سآوآه ومآثلـه بـ بصقـه حقيـره وضيعـه ..

رغـوه بيضـآء تطآيرت من بين شفتيـه وإستقرت بـ الأرض موطئ قدميـه !

/
/

حلم الحياه 19-08-16 02:00 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


فتحت البآب بهدوء مآطه رقبتهآ بـ توخّي مترقبه لوجودهآ بـ العتمـه مُطلقه زفره مبتئسـه ومحبطـه من أقفلت البآب ورآهآ مآده يسرآهآ لقبس الإضآءه السهّآره صفرآء آللون مستقره عيونهآ على المكآن الوحيد إللي تدل تمآماً وجودهآ فيه .. وعليـه !

جلست ورآء إضطجآعهآ على جمبهآ الأيمن مآئله بنصفهآ العلوي من فوقهآ هآمسه بـ حنو خفيض هآدئ النبره قآصده تحريّ صحوهآ أو غفوتهآ: نآهـــد
نآهد: ........
قبضت على ذرآعهآ مشدده عليه برفق بقصد إفآقتهآ معآوده تنبيههآ بذآت النبره الهآدئه ومآسرع مآنشدوآ كتفيهآ للخلـف مذعوره من صحوهآ المفآجئ مُطلقه صرخه جزعـه هَلِعَـه لآفظـه إسمه: علـــــــي

على وضعهآ المذهول المرتآع بـ تفآجئ من حِدّة الإفآقه وصخب الصرخـه المجللـه , بسطت عفوياً رآحتهآ اليمنى فوق صدرهآ متمتمه بـ همس خآفت مأخوذ بـ الدهشه: بسم آلله عليـك .. نآهد شفيـك !!
نآهد: ...........

تحسست ظهرهآ بـ حنآن وطمأنه في محآوله لتهدئة روعهآ مردفه: اهدي يآعُمري ذي أنآ .. صيتــه
ضمت نآهد كفيّهآ لوسط صدرهآ إللي يعلى بسرعه ويهبط بقوّه خآفضه بصرهآ المرتآع متوسعه عيونهآ لآخرهآ جآحظـه بوسط حجر جلآبيتهآ الرمآديّه الدآكنه بآللحظه إللي تمت صيته فيها متحسسه ظهرهآ بـ حرآره خآفضه رآسهآ قآصده رؤية وجه أختهآ المغرق بدموع صآمته: شفيـك يآنآهد وأنآ أختك ...وآلله حرآم ذآ إللي تسوينه بعمرك .. تكلمي يآقلبي وعلميني .. وشهو إللي تحسين فيـه ؟!

....: صيتــه !
من فورها صيته ضمتهآ لصدرهآ وبآلقوّه عآفطه جلآبيتهآ من منتصف الظهر بقبضتيهآ قآصده إعلآمهآ إنهآ موجوده بجآنبهآ ومسآنده لهآ .. أعقبت بـ إندفآع مُغلّف بـ الحنآن: موجوده يآعمـري .. موجوده يآعينـي أسمعـك .. تكلمــي يآنآهـد وإرتآحي
إحتدت نشيجهآ المرير هآمسه بصوت شجي مُتألم: خآيفـــه يآصيتــــه
شددت من إحتضآنهآ لهآ سآئله بـ نبره رقيقه وآهنه: من إيش يآقلبي .. كلنآ موجودين حولك وحآضرين لأجلك .. كلنآ معـك
....: أنآآ مــو ... مع .. نفســي .. قلبــي يآصيــته .. قلبـي يعورنـــي .. كل شيّ فينـــي يعورنـي مآنيب متحمممملـــــه

أقفلت صيتهآ عيونهآ بهدوء .. صآبهآ الأسـى والإحبآط .. حآل أختهآ كل مآله بـ التردي والإنحدآر , مآلهم معهآ حيلـه أو رجـآ .. محطّـم .. نفسيتهآ إللي إنعكست عليهآ صحيـاً .. كل مآلهآ يفتك بهآ وسوآسهآ القهـري .. تمكـن منهآ المـرض .. آخـذ فـ الإستفحـآل !
نحل جسدهآ من بعـد إمتلآء , برزت عظآمهآ كلياً بشكـل مُخيف ..
شعرهآ الخفيف آخذ في التسآقـط بشكل مُضآعـف , بالشكل إللي نُحِـل فيه الشعر من المقدمّـه وبرز الصلـع !

تهآلكـت صحتّهآ , ضعفـت منآعتهآ .. ألمّ بهآ الجفآف تآركه بحآلهآ كآرثيـه من السـوء ومآ أدنى منـه ...
....: آلله يشرح لك صدرك ويزيح عنّك همّك ويفرج كربـك .. أنآ معـك يآعمـري .. لآتخآفي .. أبوي من أمس يطلبك تنزلين يقرآ عليك ويرقيـك ..
شهقـت بـ حِده بآكيه آخذه في إلتقآط أنفآسهآ المقطوعه من كبت بكآهآ , شهقه تتبعهآ أخرى ..: صيــ .... صيتـــه
إعتصرت عيونهآ بـ حُزن متوجعّه .. رقّت ملآمحآ لـ إنكسآر من المأسآه إللي ألمت بـ أختهآ متمكنـه منهآ متملكـه لهـآ !

....: قومي يآعينـي .. قومي غسلـي وجهك وإنزلي تحـت .. بسّآم مع أبوي بـ المجلس ويبونـك
بسرعه أبعدت نفسهآ عن حضن أختهآ هآمسه بـ فتـور مستفهمه: بسّـآم ؟!
أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً من دهشتهآ الغير مبرره , يظهـر وكأنهآ نست أصلاً إن لهآ زوج وإسمـه بسّـآم !
....: إيه بسّـآم .. تحــت ويبيـك
أقفلت عيونهآ رغماً عنهآ زآفره من فمهآ بـ عُمق , يظهـر الوجوم بملآمحهآ الضآئقه المتكدره لتردف صيته متحسسه وركهآ الأيمن بـ حنو مكمله: حآلك يآنآهد شآغلنآ كلنآ .. بسّآم مآيدري وش بِك ولآ وشهو إللي صآبك ولآ يدري شلون يرضيك أو حتى يفهمـك .. إنتي هآجرته صآر لك ثلآث أشهـر وهو مآ أخطـى فيـك , مآحد أخطى فيك يآنآهد , علمينآ يآعمري وش بِـك وريحينآ

مسحت وجنتيهآ المبلله من أثر دموعهآ هآزه رآسهآ نفياً هآمسه بصوت مبحوح مُتألم: مآبي أشوف أحـد .. مآبي أتكلّم مع أحــد
....: هذآ بسّآم زوجك يآنآهـد مو أي أحد .. حرآم عليك وآلله كل هآللي تسوينه .. من حقنآ ندري وشهو إللي يصير معك لأنك وحدتن منّـآ .. تآعبنآ تعبـك , كثر مآهو معذبّك فهو معذبنآ معـك ..

طأطأت رآسهآ بـ إنكسآر معتصره عيونهآ إللي تقطر منهآ الدموع بمرآره هآمسه بنبره مخنوقـه متحشرجه: مآآ ... مآبــي
إحتضنت صيته وجههآ الدآئري إللي فقد هآلصفـه من بعد نحولـه بآرزه عظآم وجنتيهآ بـ تجويف عميق لخديهآ .. يظهر خشمهآ أكبر من حجمـه .. عيونهآ غآئره متألمـة النظره حزينـه .. وكسيـره , تظهر وكأنهآ سآقطـه في حفرتين عميقـه من السوآد بسبب بروز عظم تجويفهآ , إزدآد وسع جبينهآ بسبب نحول شعرهآ من المقدمـه مسحوباً للخلـف ..
إجمآلاً , إكتسبت شكـل جديـد , مختلف تمآم الإختلآف .. شكل معدوم الجآذبيّه ... شكل غريب مُنفِّـر .. أكثر بشآعـه !

....: نآهـــد
نآهد: ..........
....: نآظرينـي أشـوف ... نآهـــد
نآهد: ..........
....: حطي عينك بعينـي .... نآظرينـي
رقّت ملآمحهآ بـ تجعيدة إنكسآر متوجعّه , يظهر صوتهآ شجّـي .. مخنوق .. ومُعـذّب: قلبي حيل يعورني يآصيتـه .... قآعده أتقطّـــع مآنيب متحملـه , خسـرت كل شيّ .. أحبّـه يآصيتـه .. أحبـه وخسرتـه
كمآ المغيبّـه فآقدة الإتزآن والوعي والإدرآك لكلمآتهآ إللي إنحدرت من لسآنهآ بلآ حسآب ...

كآنت قآصده آدم , وعلى إستعدآد لسرد القصّـه وبآقي تفآصيلهآ دون وعـي لولآ تدخـل صيتـه المندفـع نآهـره: لآآآآآ .. لآتقولينهـآ .. مآخسرتي شيّ يآنآهـد .. كلنآ حولك ونحبّـك .. علي ولـدك هذآه نآيم جمبـك مآبه شيّ وآلله يحفظـه لـك .. وبسّآم زوجك تحـت منتظـرك يبيــك .. وكل يوم وهو يبيـك وأبوك إللي يأجـل .. بسّآم يبيك لأنه محتآجك ولأنه يحبـك .. وأنآ يآنآهد أحبـك .. أحبك وأحتآجك قويّـه .. إنتي مو بس أختي الكبيره , إنتي أمـي .. دوم كنتي أمـي , مآعرفت أمّ غيرك .. إنتي كل شيّ بحيآتـي وآلله أنآ إللي قلبي يعورنـي .. أنآ إللي شيئن دآخلي ينفطـر من بكآك .. أنآ إللي أتوجـع يآنآهـد وآلله كآفــي .. كآفي آلله يرضـى عليك كآفــي ..

شهقت نفس خشن مصحوب بسحب مخاط انفها السائل من حموّ بكاها المكبوت جبراً هازه راسها ايجاباً بـ الموافقه: حآضـــر
رغماً عنهآ شدت فمهآ المطبق أسى بـ إبتسآمه بآهته سآئلتهآ الصدق بنظرآتهآ المهمومه المُبتئسه: صــدق !
مسحت وجنتيهآ بآلشد عليهم والسحب من ظآهر يمنآهآ معقبه: بغسـل وجهـي وأنزل ..
تهلل وجههآ بـ رضآ وإرتيآح ضآمتهآ بآلقوّه لصدرهآ بعدمآ وقفت على ركبتيهآ صآئحه بسعآده دآعيه: آلله يريح قلبك يآبعـدي جعلك تسعدين وجعلـه همّك ينـزآح ..

ابتعدت عنهآ محتضنه وجههآ بـ أصآبعهآ الأربع من كل يد مآسحه التجويف العظمي البآرز تحت عيونهآ بـ كلآ بنآن إبهآميهآ , المسـح الحنون الهآدئ مكملـه بـ إبتسآمه: لآتتأخـري .. بسرعه غسلي وجهك وإنزلي وأنآ سآبقتك ولآ أنتظـرك ؟!
هزت رآسهآ نفياً معقبه بـ رفض شبه مسموع: لآآ .. إسبقينـي
دنقت عليهآ صيته طآبعه قبلـه أخويّه عميقـه وصآدقه بمنتصف جبينهآ هآمسه: لآتتأخــري

قآلتهآ بـ ابتسآمه رضآ مطمئنـه واقفه عن السرير موليتهآ ظهرهآ بـ خُطى هآدئه وصولاً للبآب إللي وقفت عنده قبل تمتد يدهآ للأكره فآتحته ملتفته لهآ بنظره أخيره شآبهآ من الهم والحزن الشيّ الكثيـر ..
شيئ بـ نفسهآ قُبـض .. تبدد الإرتيآح وتوجسّـت .. غير مُطمأنـه ولآ تدري ليـش !
أرخت كتفيهآ إستسلآماً مُحبطـه فآتحه البآب تآركتهآ مكآنهآ على السرير مُطرقّة الرأس لإبنهآ النآئـم بهيئتـه الملآئكيّـه الطآهـره ..

لآشعورياً تدفقت دموعهآ في صمت ولآ تـدري !
بـ هدوء رفعته بين سآعديهآ ضآمته لصدرهآ مُتحسسه بـ بنآن سبآبتهآ اليمنى شُعيرآته الحريريّه المسدوله على جبينه وجآنبي وجهه ..
تسآرعت دموعهآ متسآقطـه من عيونهآ مستقرة على وجهه .. السرعه إللي مآ أمدآهآ تتدآركهآ مآسحـه قطراتها المالحه من فوق جبينه ووجنتيـه .. عيونـه , أنفـه .. وشفتيـه !
كـ حركـة رتيبـه متكرره آخذه في الإحتدآد والإشتدآد آخذه في التسآرع ..
ظهرهآ مهتـز للأمآم ثم للخلـف ..

حآله من السكينه غشتهآ إعترآهآ الهدوء والإستسلآم .. هآدئـة الإنفعآل إلآ من حركة نصفهآ العلوي الرتيبـه بصرهآ ممتد للفرآغ قبآلهآ دون معنـى للنظـرآت !
للحظآت هآدئـه , سآكنـه .. قصيرة المدى .. تمّـت لحد مآرتعـش جسدهآ بـ إرتجآفه وآضحـه خآفضه بصرهآ البآرد لوجه إبنهآ وكأنهآ قد فقدت إحسآسهآ وقدرتهآ على التعبير .. ثآبته الملمـح دون إنفعآل ..
بـ تردد .. إمتدت أطرآفهآ اليمنى المرتعشـه لوجنتيـه البآرده كمآ الصقيـع المُتجمـد !

زآدت حركة نصفهآ العلوي المهتز ريحه وجيّه مشدده من ضمهآ لإبنهآ حدّ الإختنآق والإعتصآر ..
إبنهآ – علـي - السآكن دون شكوى من قوة ضمهآ وقسوتـه .. سآكن تمآماً سكون الليل وظلآمه بعيونهآ .. سكون العتمـه بقلبهآ .. سكون الثوآبت والجمآدآت ............ سكــون الموتــى ...

وكأنه كآئن جيلآتيني إعتصرتـه رآغبه إقحآمه في جوفهآ وبين الضلـوع ..
بـ إنهيآر تــآم مآقوّت على التعبيـر عنـه وإن كآنت صآرخـه ... بآكيـه .. أو حتى مستجديــه ..
إستوعبت تمآماً وقع المأسـآه على قلبهـآ الضآمـر .. كيآنهآ الآخـد في الإنهيـآر .. إنهـآر فعـلاً ..

أرجعت رآسهآ للخلف رآفعه نظرهآ لمآ فوق بعيون مُتألمـة النظـره متوجعّــه .. لآئمـه , عآتبـه .. لفظـت هآمسه بمنتهـى الأسـى والمـرآر: فجعتنــــــي يـــــــآآرب ............... فجعتنــــــي


/
/

بـ الممر الرخآمي أبيض اللون , خآرج غرفـة الطبيب ألمآني الجنسيّـه ..
ثبتت عيونه على شفتـي مُترجم اللغـه عربي الأصـل .. كمآ الأصمّ الأبكـم ..
مآيسمـع شيّ , عيونـه ثآبته بليـدة النظره التآئهه الضآئعـه تتآبع حركـة شفتيـه السريعـه .. مآيسمـع !
ولآ قوى على الجوآب .. مآتكلّــم !

إنصرف المترجـم وبقـي هو مكآنـه .. وآقف بـ منتصف الممرّ الفآرغ .. ثآبته عيونه على بآب الغرفـه فآغر فمـه الفتحـه القصيره بـ تبلّـد ..
شُلت أطرآفـه , مآقوى على جبر حركـة قدميّـه والتحرك أو حتى قبض يديّـه وتحريرهآ من التشنـّج !
لآشعورياً تدآفعت الدموع متعلقـه بعيونـه .. وبـ ضعـف , إنهمـرت ..

آلمـه قلبـه لمجـردّ تخيـل إحسآس الألـم بـ قلبهـآ ..
على إنتظآر مُترقبّ مُتأملـه وهو بكلمـة على وشـك سحـق تمآماً هـ الأمـل !
بـ طولـه وبعدمآ وهنت أعصآبـه .. إرتمى قآعـد على وآحد من كرآسي الإنتظآر النيكليّـه ..
بـ ضيق كآتم أنفآسـه , زفـر بقـوه من فتحـة فمّـه الوآسعه مقفل عيونـه قآبض بـ أصآبعه على حوآف الكرسي الجآلس عليه خآفض رأسـه !

بـ الأرض .. تسآقطت دمعتيـن من عيونـه بـ خيبـة أمـل , وإحبـآط ..... وإنهـزآم ..
من قرآبـة الدقيقتيـن فآئتـه تلقـى خبر تعآسته العظمـى بقلب بآرد .. ودمّ أبـرد ..
غلـى دمـه هـوّ وإشتعـل قلبـه .. توجّـع , وبمجرد التفكير برد فعلهآ يوشـك على التمـزّق !

....: الحآدث اللذي أصآب زوجتك منذ الثلآث أعوآم أدى إلى إصآبـة الفقرتيـن السآبعه والتآسعـه ممآ أدى إلى تلف بـ النخآع الشوكـي وشلل الأطرآف السفليـه .. ترآءى لنآ أنه يمكنهآ التشآفي تمآماً عن طريق زرآعة الخلآيآ الجذعيّه .. ولكن المؤسف هو أن نخآعهآ الشوكـي منفصـل بـ الكآمـــل .. للأســف ........... لم تنجــح العمليّـه !



/
/

======
-----------
======

نهآية الفصل الرآبع والثلآثون
<<قرآءة ممتعـه إن شآءلله

:::

حلم الحياه 19-08-16 02:02 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل الخآمس والثلآثون



/
/



تهآلكت على وآحد من كرآسي الإنتظآر الخآرجيّـه والبعيده بمسآفه شبه وآسعه عن غرف العنآيآت المركزّه نآفضه غطآء وجههآ بـ صعوبه تشهق أنفآسهآ وبقوّه تزفـر ..
تحس بـ الإختنآق ..

على يسآرهآ جلست بنتهآ محتضنه كفهآ الأيمن مشدده عليه هآمسه: مو قلت لك يمّه لآتجيـن , هه كنك مآتعرفين نفسك تتعبين من أجوآء المستشفيآت
وكأن روحهآ تصعـد , تصآرع في التنفـس , يظهر صوتهآ مشحوح غير قآدره على إكمآل الكلمـه إلآ وتنقطـع في المنتصف أو تسحب من الآخر ولآ تنسمـع: مآني .... قآدره ....أتـ ..... أتنفّـس

إقتربت الأخيره منهم بخطى متسآرعه رآفقهآ أخوهآ الأكبر إللي تقدمهآ بخطوآت متسعّـه أكثر مقترب من أمه المهلكـه وأخته: يلآ يمّـه قومـي .. يلآ ريتآج

لفظت بنبره مشحوحه مُرهقه طآلبته التروّي والإنتظآر بحركة أصآبع يمنآهآ المضمومه: شوي بـس ..
لوى فمه يمنه بـ حنق ضآغط على أسنآنه ليبين صوته مخنوق مكبوت: قلت لآتجون مآله دآعـي , هي أصلاً منومّـه ولآ دآريه عن أحـد
من قآل قولـه والإمتقآع بوجهه إلآ وتعآلى صوت أمّه بعدمآ دبّت فيهآ الروح من جديد وعلى حين غُرّه: علآمـك إنت تبينآ نخلّي أختك وهي بحآلتهآ بروحهـآ , دآمك مآتبي تجي كآن خليت رويكن إهو إللي يجيبنآ وخلك مرتز بآلبيت

مسح على وجهه مستغفر ربـه حآث نفسه بآلصبر: يآم سلطآن شدعوى وأنآ ولدك .... مآتشكيّت , بس جيتكم مآتقدم ولآ تأخر , هي بغيبوبه مآتدري عن أحدّ وش بتفيد جيتكـم وبعدين تدرين إني لآزم الحين أروح وأكون موجود مع أبوي وبسّآم وخصوصاً بعد مآ أصّروآ يقيمون العزآ

نفضت ريتآج عبآيتهآ الفضفآضه عن حجرهآ لتمتد أشبآر بـ الأرض بعدمآ سقطت من فوق رآسهآ: وآلله حآله صدق الحين مدري شدعوى يسوون عزآ وهو بـزر

إرتفع صوت الأخيره الصآمته وبِـ حدّه: ذآ البزر آنسه ريتآج عمره شهور معدوده , مخلوق فيـه الروح ويجوز له العـزآ ... يآريت يكون عندك شويّة حسآسـه وتقدرين ظروف النآس ولآتتكلمين بهآلآمبآلآه ولآتنسين إن ذآ البزر إللي مو دآش مخك إهو نفسه ولد أختك الوحيد وإللي مآرح تجيب غيره

نفخت بـ ضجر وسأم متململـه النفخ إللي إرتفعت معه غطاهآ تأثراً بـ الهوآء ثم رد لوجههآ مردفه وبـ نبره تظهر متغطرسه لآمبآليه: وللي يعآفيك شيختنآ صيته إرحمينآ من موآعظك الحين ترآ فينآ إللي كآفينآ .... أقول خلّ نمش أحسن .. يلآ يمّه قومـي

....: لحظه يآبنت مآ أمدآني أستريح بعده صدري يحرقنـي
وقفت ريتآج رآفعه فوق رآسهآ عبآءتهآ كثيفة الطبقـه السودآء الثقيله: مآعلي فيكم إختبآرآتي الفآينل بعد إسبوعين ومآذآكرت شيّ , أبي أعوض عن معدلي بـ الفصل الأول ... يلآ سلطآن إمش ودنـي البيت

سلطآن: لآ وآلله , سآيق عندكم أنآ أروح وأجي .. كلكم بتردون البيت مع بعض مآنيب فآضيلكم أنآ أشتغل نبطشيّآت

زفرت صيته بـ ضيق وآضح مسموع معقبه بـ جفآء: إنتظر شويّ وإنتي بعد آنسه ريتآج يعني مآرح تجيبين العيد بـ الكم دقيقه إللي بتقضينهآ هني يعنـي ...

قآلتهآ ثم أقفت عنهم بخطوآت متسآرعه ليجيهآ صوت أمهآ جآهر: ويـــــن مخليتنــــآ
مآثلتهآ صيته بنفس جهوريّة الصوت: إنزلوآ للحديقـه تحت عشـر دقآيق وأجـي

ردت ريتآج جآلسه وبعصبيّه: ذآ إللي نآقصنآ نبي نروح وهي تسآير بآلمستشفـى
سلطآن: ذي المستشفى إللي كآنت تشتغل فيهآ قبل !
ريتآج: مآ أمدآهآ تشتغل أصلاً كآن توهآ بآلتكليـف مغير متدربـه

طير سلطآن عيونه بلوية فمّ متجآهل إنفعآل الغيره بنبرة ريتآج الكآرهه جآلس على يمين أمّه إللي توسطته هو وريتآج مسند رآسه للجدآر من ورآه متكتف: يآآآآآهـ يآلدنيــآ
أكملت أمه بذآت النبره العميقه: دنيآ ظآلمـه جآئره ع العدو والحبيب

سلطآن: الدكتور قآل إن إستجآبة نآهد بطيئـه يمّه وإحتمآل تمتد غيبوبتهآ لأنهآ فآقده رغبتهآ بـ الحيآه وهآلشيّ له أثر كبير ممكن بسببه تمتد هآلغيبوبه ولآقدّر آلله إحتمآل بعد مآتفيـق منهآ
ريتآج: يووو عآد لآتبآلغ ترآ كله مغير إنهيآر عصبـي نتيجة صدمـه مآحد يذبحـه الحزن
سلطآن: وللللل عليك , يآقو قلبك وقسآته
ريتآج: أقول الصدق

سلطآن: الصدق إن فيه نآس فعلاً يموتون من الحزن , توترهم العآطفي يسبب كبت أجزآء من جهآز المنآعه وفقدهم للمقآومه ... مآتسمعين إنتي عن الأزوآج إللي يموتون بعد مآ أحد فيهم يموت طوّآلي !
ريتآج: أووووه يآلمثقف وش جديدك إنت هآ ! لحقي يمّه سليطن ولدك يتثقف من ورآنآ وحنّآ مآندري
إرتفع خشمه بـ تعبير مشمئز صآد عنهآ دون تعليق لتعقب أمّه متجآهله صرآع الهزئ السآخر القآئم مآبينهم: وين رآحت ذي إللي مآيندرى عنهآ مخليتنآ ببلآنآ وهي تدوج

سلطآن: وش ذآ الكلآم يمّه , مآلقيتي إلآ صيته وتلزقين فيهآ هآلكلآم ... قطّيّـه أحسن على إللي يستآهلوه صدق
تدخلت ريتآج بحده: وش قصدك إنت !
رمقهآ بـ إحتقآر من طرف عينه مردف: محد جآب طآريك ... عآد إللي على رآسه بطحـه !

صآحت أمهم مستغفره قآطعه هذرتهم الممتده بلآ نهآيه: خلآآآص عآآد إنت ويّآهآ شسآلفتكم الحين !! ريتآج دقي على ذي المغضوب عليهآ خل ننقشـع من ذآ المكآن إللي كدرنـي

سحبت ريتآج على الشآشه وبقوّه بعدمآ وصلهآ الإجآبه بـ إغلآق الإتصآل برسآلـة الإنشغآل رآصه على أسنآنهآ بـ عصبيّه مغتآظـه: ذي الغبيـه تكنسل بوجهـي .. أقول أحسن شيّ خل نقوم ونخليهآ بروحهآ لين تعرف آلله على حق وشلون تخلينآ كذآ نحتريهآ وأسآساً مآبقى إلآ دقآيق وتنتهي الزيآره

سلطآن: خل نقوم من هنآ ننتظر بـ الحديقـه الخآرجيّـه
وقفت ريتآج فجأه صآئحه بصوت مخنوق تجآهد إنه مآيعلى ولآ يحتد: أنآ بنقلع للسيّآره وإنتظروهآ إنتم برآحتكـم

قآلتهآ وولّت دون أي فرصـه منهآ لسمآع تعليقهم وإن كآن قولاً في صآلحهآ ويهمّهآ أردف به سلطآن في همس: إيه إنقلعـي آلله يآخذك وإنتظرينآ برآحتك
رفعت أمهآ يدهآ طآلبه منه المسآعده بـ الوقوف والمسآنده بـ المشي: خذ بيدي يآوليدي , آآآخ منهم ذآ البنآت

سلطآن: الغبيه بنتك ريتآج السيّآره أصلاً مقفله والمفتآح معي خلهآ تحترق بـ الشمس برآ قليلة الحيآ ذي
....: آستغفرك يآرب وأتوب إليك لآ إله إلآ أنــت ... دق يـلـد على صيته خل نروح أعصآبي مرتعشـه مآنيب قآدره أوقف على رجولـي


بذآت محيط المستشفـى ولكن خآرجهآ ..
بـ مكآن توآجده الطبيعـي كـ طبيب عآم , طوآرئ المستشفـى ..

طلعت من بآب الإستقبآل العآم وهو بجوآرهآ يديه في جيوب مئزره: لآتشيليـن هـمّ , إن شآلله بتتحسـن .. يجينآ حآلآت كثيره من نفس النوع وإنتي أعلم يآصيته يعني مآهيب حآله جديده عليك

صيته: أدري وآلله يآدكتر عُمـر بس طولت , اليوم بتكمّل ثلآث أيآم بـ غيبوبه
عُمر: طيب والدكتور المشرف وش قآل ! إنهآ طبيعيه آلحمدلله أمآ تأخرهآ هو بفعل نفسهآ , إستجابتهآ بطيئـه , هي بعقلهآ البآطن مآتبي الحيآه
تنهدت بـ عمق يظهر من صوت نفثهآ المهموم إحبآطهآ القويّ ليرد هو مكمل بـ نبره هآدئـه مطمئنه حآنيه ومريحه: صيتـــه .. نآظريني

تعلقت نظرآتهآ البآئسه اليآئسه من ورآء غطآهآ الكآشف لعيونهآ فقط بعيونه الدآكنـه الوسيعـه ليكمل بذآت الهدوء الرقيق: أبيك تتوآصلين معهآ ولآ تنقطّعين , إنتي وأقرب أحد لهآ .. شوفي هي بمين متعلقه أكثر شيّ ووصيّه يلآزمهآ , يتكلّم معهآ حتى وإن مآكآنت تسمـع .. إمسكـي يدهآ , ترآ يستشعرون هآلشيّ وتقوى إستجآبتهم .. وأنآ بنفسي بوصيّ عليك يفتحون لك الزيآره وقت مآتبي بس لآتعلمي أحد .. هآلشيّ مسموح لك إنتي بـس ... إتفقنآ !

إنشد فمهآ المطبق بـ إبتسآمة إمتنآن قصيره وقد أرسلت له الشكر بنظرآتهآ الحزينه من عيونهآ المتلألأه .. وتوّ مآبآدرت بـ الكلآم إلآ وتطيح عيونهآ على ذآك الفآتـن صآخب الجآذبيّـه مقبل وتجآههم .. خطوآته وآسعـه , سريعـه .. كل مآله يقترب أكثر وكل مآل قلبهآ تحتد نبضآته أكثـر ...
أحست بـ إهتيآج عآطفـي وحمـوّ , أنفآسهآ مضطربـه .. صآبهآ الإختنآق ..
بقلبهآ من اللوعـه والولـه الشيئ الكبيـر , ظنت أنه أخمـد إلآ أنه بهآللحظـه تأجج وبدأ بـ الإشتعآل ... زآد اللهيــب ..

إبتلعت ريقهآ ومعه أحست بـ الإحتقآن , هل أصآبتهآ حمّـى فوريّه !
رمشت بـ سرعه وتوآلي , كل مآفيهآ ثآئر ومضطرب ..
لفظت والإرتبآك يفتك بهآ أعقد لسآنهآ: أنـ .. أنآ .. أنآ بروو .. بروح دكتـر .... عُمـر

....: لحظه مآسألت , وش صآر مع عآصـم بشرينـي
مآزآلت عيونهآ متسعـه سآفهه بنظرآتهآ عُمر الوآقف موآجهاً لهآ , ومآزآل جفنيهآ مرتعشآن ..
إلتفت ورآءه بعقدة حآجبين ليفآجئ بآللي أقبل صوبهم يظهر الوجوم سآكن تقآسيمـه وإللي يظهر إنه إعتآده بآلفتره الأخيره .. حيآته الخآصّـه مضطـربه وفي أوج تشتتهآ وكذلك تفككهآ ..

من فورهآ أخفضت رآسهآ رآصه كلآمهآ رصّ وبسرعه: بكلمك بعدين دكتـر عُمـر لآزم أروح الحين أخوي ينتظرني برآ ... عن إذنـك

قآلتهآ وإختفت ومآلمح الآخر المُقبل إلآ طيفهآ يغآدر ..
وقف بـ جآنب عُمر وعيونه معلقّه بظهرهآ إلآ إنه غير مهتم , سأل والإمتقآع بوجهه: بـ إيش مشغـول
نفخ عُمر من فمه بـ إحبآط مآسح على حآجبيه متوسطي الكثآفه ثم أردف: لآ ولآ شيّ ..
حكّ أسفل ذقنه وعيونه ترقب المكآن إللي طلعت منه مآلمح إلآ سوآد عبآءتهآ الفضفآضه من الظهر , سائل بـ فضول: منهـي ذي !

هز رآسه نفياً وكأنه غير مهتم ضآرب أعلى كتفه بـ خفّه متقدمه بـ الخطوآت: وحده تستفسر عن حآلة مريض
....: وحده هآآ !
توقفت حركته مغمض عيونه وإبتسآمه فآتره بوجهه , إلتفت يمينه وبآقي الإبتسآمه بوجهه: إيـه وحـده .. وحده يآعُـديّ مآتعرفهآ

قوس فمه بلآ إهتمآم مستغرب ردّ عُمر: ومن وين لي بعرفهآ ..
....: أجل ليش الفضول ذآبحك وتسأل
عديّ: شكل منّك بـ الجـوّ
سبقه عُمر بـ خطوآته المسرعه في الممرآت النآبضه حركـه كعآدة الطوآرئ: إمش نلحـق على كوب قهوه نشربـه قبل ينتهـي البريـك

مآل برآسه يمنـه وبـ خفّه , كرد فعل عفوي للموآفقه , لحقـه ويديه بـ جيوب بنطلون بدلتـه الزرقآء المميزه للأطبآء رؤسآء الأقسآم هآمس بـ خفوت: مشينـــآ


/
/



بـ ذآت الوقت ..
وقفت لـ بآب غرفته شآبكه أصآبع يديهآ لبعضهم بمنتصف جسدهآ نآفخه هوآء من فمهآ البآسم وعيونهآ معلقّه بآلسقـف ..
طآقة سعآدتهآ المُشعّـه أكبر من قدرتهآ على التحكم والسيطّره ..

طرقت البآب ثلآث متفرقّـه هآدئـه ولكنّهآ قويّه .. وآضحـه , ومسموعـه ..
وصلهآ صوته إللي يظهر وكأنه بعيـد صآئح: أيــوآآآ
زآد إتسآع إبتسآمتهآ سآئله بغنـج: أنآ أصآلـــه .. أدخـــل ولآآآآ ؟!!

مآنتظرت حتى اللحظه من بعد قولهآ إذ تفآجئت بـ البآب يُفتـح وهو قبآلهآ نصف صدره مكشوف وبيدّه يغلق الأزرآر ..
ولاهآ ظهره مسرع تجآه المرآيّه الطوليّه المثبته بـ وآحد من جدرآن الغرفـه رآد بنبره يظهر فيهآ شيئ من العجلـه والإسرآع: أكيد أصآله مآيبيلهآ إستئذآن
جلست على طرف سريره مدآعبه بـ أنآمل يمنآهآ نعومـة مفرشـه المُرتب وبعنآيه يعلو وجههآ إبتسآمه هآدئـه ..

سنـد شخصيّـه مُنضبطّـه نظآميّـه رتيبـه ودقيقـه ..
شخصيّه عصآميّه مسئولـه حتى عن أدق تفآصيلهآ الخآصـه وإن كآنت تآفـهه دون قيمـه فعليـه ..
بنفسـه يرتب غرفتـه , يبدل مفآرش السرير .. بوقت معين على فترآت متبآعده ينفضهآ من الغبآر ويكنسهآ كذلك ..
ملآبسـه يغسلهآ ويكويهـآ , برغم وجود بآلبيت طقم من الخدم مسئولين تحديداً عن هآلشيّ , وإن كآن قصده دون ذلك بـ عدم إلزآم فروضـه لغيره كآن من الممكن مثًلاً إرسآل هآلملآبس للمغسلـه وهي تتولّى مهمّة الغسيل والكـيّ ..
فنآجيـن قهوتـه اللي مآيوقفّهآ هو بنفسّـه إللي يعدهآ ..
في وآقع الأمر هو شخصيّه مثيره للإعجآب والإستغرآب كذلـك !

....: طآلع ولآ إيش !
جآوبهآ وهو مشغول بـ إدخآل قميصـه أبيض اللون رقيق الخآمـه دآخل بنطلونـه القمآشيّ أسود اللون: أهآ , شيئ لآبد منـه
إنحدر بصرهآ لـ جزمته الشآموآ بلون الهآفآن – الجملـي – وهو يرفعهآ عن الأرض متقدم بهآ تجآه سريره مجآورهآ جلوساً حآني نصفه الأعلى للبسهآ ..
رجـل كلآسيكـي يظهر وكأنه من زمـن أثيري قديم ولّى وهو الذكرى الوحيده الحيّه المتبقيّه منـه ..
تفآصيل ملآمحـه قديمـه , تبدو جآده وللغآيـه .. حآدهـ وفيهآ من الحزم والصرآمه الشيّ الكثيـر ..
شعره غزير مرفوع رجوعاً للخلف , أرق نسمـه صيفيّه قآدره على بعثرته ..
ذقنه خفيفـه وكذلك شآربه مُشذّب وبطريقـه تظهره أكثر حِدّه وجديّه ..
ملآبسـه كآن لهآ النصيب الأكبر في إظهآر كلآسيكيتـه ورقيّـه ..

إلى وقته هذآ مآتنآزل وإرتدى زيهّم الرسمـي .. مآشآفته بيوم كآسيه بيآض الثوب وتوآبعـه من الرأس لأخمص القدميـن ..
في غآلب الأمر هذآ في مصلحـة الرآئـي , إذ إنه ودون تكليف منه يظهر رجـل مكتمـل الرجولـه العربيّه الشرقيّـه وبصخـب .. عجزت تتخيلـه بآلشيّ إللي رح يبرز هآلشيّ وبدقّـه إن توآضـع ولو لمرّه وإرتدى رسمياً لبآسـه الخآص !

إبتلعت ريقهآ سآئلـه وبذآت الغنج , تظهر اليوم هآدئـه نفسياً .. مستقره وسعيده: طيب وإن طلبتك تأجل هآلطلعـه ؟!
....: إنتي بعيني يآ أصآله وطلبآتك أوآمر على رآسي بس مقدر
....: وتردني اليوم يآسنـد !
وقف عن سريره ويده مغلوله بخصلآته الكثيفه فآئقة النعومه معدل قميصه من المنتصف دآق الأرض برجوله بقصد إنزآل بنطلونـه المرتفع من إثر جلوسه: لآتحنيـن , قلت مشوآر ضروري مستعجل
إحتدت نظرآتهآ متوجمـه بعقدة حآجبين – مبوزّه - : يمّـه منك مآعندك تفآهم

....: ههههه طلبتك أنآ تأجلين موضوعك
....: مآهوب موضوع , هو بس مجرد طلب .. الدكتور توّه طلع من عند أبوي وبشرنآ الحمدلله , أبيك تكون موجود معنآ يآسنـد ... أبيـه أول مآيفتح عيونـه يشوفك

إرتفعوآ حآجبيه ضآم شفتيه إللي مدهآ لفظاً بحرف الـ o إدعآءاً لتفآجئه مردف بسخريه: يمديني أجل أروح أحجز للسفـر
وقفت بسرعه ضآربه الأرض برجلهآ اليمنى إعترآضاً مكوره قبضتيهآ بغضب: سنـــــد !!
إقترب صوبهآ بآسم متحسس كآمل ذرآعهآ الأيمن بيسرآه , رآفع بيمنآه محفظته وجوآله وكذلك مفتآح السيآره من فوق الكومدينه: أمزح أكيد وين بروح لين يرد مآلك

....: يعني إنتي معلّق سفرك برجعـة مآلك
جآوبهآ ببرود لآمبآلي: أهـآ
....: إنت ليش كذآ يآسنــد !!!
ثبتت عيونه الحآده دآكنة اللون مريبـة النظره بعيونهآ بريئة النظره الدميعـه ثم زفر بـ هـمّ مبتئس: إنتي وبعدين مع ذي الدموع إللي مآتوقف من عيونك !

....: شوف كلآمك يستآهل بسببه تنزل هآلدموع ولآ لآ
أدخل محفظته بجيبه الخلفي وجوآله بجيبه الأمآمي الأيسر ومفآتيحه بيسرآه بينمآ بيمينه رفع يدهآ اليسرى مشدد عليهآ هآمس بجديّه وعيونه ثآبته معلقّـه بعيونهآ: تدرين إنه الحين أو بعدين بردّ للمكآن إللي جيت منه
قآطعته بـ إندفآع: إنت مكآنك هنآ , هذآ بلدك
سنـد: مكآني مع أمـي ....... دآيم مكآني كآن مع أمي , والبلد إللي فيه أمي هي بلدي ... مصــر يآ أصآله مو السعوديـه


إرتجف فكّهآ السفلي وتخبطت شفآههآ غير قآدره على النطق إللي ظهر متلعثّم غير مترآبط: بــ آآآ بــس ... ءآآ
....: لآ بس ولآ غيره , إنتي وكل من فـ البيت على علم إن قعدتي مشروطـه .. توّ مآتحسّن عآمـر وإسترد عآفيته وقدر يستلم أملآكه أنآ برجـع ..... لـ أملآكـي
....: أولاً إسمـه أبوك عآمر , مو عآمر كذآ وبس .. ثآنياً هآلأملآك إللي تديرهآ الحين ومسئول عنهآ هي أملآكك وثآلثـ ....

....: ششششششـــ
أسكتهآ بـ سبآبته اليمنى إللي إستقرت فوق إنتصآف شفتيهآ المرتعشـه .. خديّهآ النآعميـن مبلليـن وبشرتهآ البيضآء النآصعه محمـرّه .. يظهر عليهآ محتقنـه كآبته وبمجآهده قويّه لـ حموّ إنفعآلهآ ..

أكمل بذآت الهمس: عآمر متبري مني من قبل لآ أتنفس هوآء هآلدنيـآ ... عآمر يآ أصآله قآل إني ولد حرآم , قذف أمي بآلفآحشـه .. طلقهآ وبحشآهآ قطعـه منه وهو يدري ... أنآ صح إسمي سند عآمر المرشـد لكنـه يظل إسم على ورق , مآحسيت بمعنى هآلإسم ولآ بصفتـه بـ ولآ لحظـه عشتهآ من حيآتي ... فـ لآ تجين الحين يآ أصآله وتعدليـن أشيآء أبوك من زمآن وزمآن طويل هو بنفسـه عدّلهآ ... عدّلهآ مثل مآهو يبـي ... فـ إسمعي مني إنتي أولاً وثآنياً وثآلثاً , دآري إن عآمر تشآفى فـ لين مآيوقف فعلياً على رجوله ويترك هآلكرسي المتحرّك .. ولين مآيرد لمؤسستـه ويستلم كرسيـه ويجلس عليـه أنــآ ............. بختفــي

تعلّقت بذرآعه متشبثـه تتوسلّـه بدموعهآ المريره المحبوسه هآمسه بصوت مخنوق مُجهد: تكفـى يآسنـــد
أدخل أصآبع يمنآه النحيله بخصلآت شعرهآ من جآنب وجههآ الأيسر مرجعه للورآء هآمس: إنتي وسآلي خوآتـي ومآلك العصلوك هذآ روحـي ... وإنتم في قلبـي , لكن الوآقع وآقـع وصدقيني هذآ الأحسن للكــل
....: مو الأحسن لـي يآسنـد
....: لآتكونين أنآنيّـه
....: أنآنيّـه لأجلـك إيه أنآنيّـه

غصباً عنه ودون شعور زفر ضحكـه مرهقـه وكأنهآ نفث من أنفـه بآسم: ههه طيب يـ الأنآنيّـه ممكن تأجلين شويّ هآلأنآنيّه لين أرجـع ؟! مشوآر عـزآء مستعجـل وسهيل الحين تلقينـه إكتوى من الإنتظآر

بسرعه إبتعدت مفجوعه , أكثر مآيثير إهتيآجهآ ذعراً هو ذكر المـوت وطآري العزآء ..
إبتلعت ريقهآ سآئله بـ بهوت: خيـ .... خير , ميـن !
....: مآتدرين !
إتسعت عيونهآ ممتلئـه رُعـب , وش إحتمآليـة معرفتهآ بـ المعني شخصياً لأجل تدري عن عزآه !!

أكمل هو بعدمآ ولآهآ ظهره يرمق نفسه بنظره أخيره تأكيديّه لتمآم جهوزيته: ظنتي تدريـن ... ولـد رئيس التحرير بـ الجريده إللي تكتبين فيهـآ
ضآقت عيونهآ أقصآهم إستنكآراً غير مستوعبه هآمسه: إيــــش !!

....: ولـد بسّــآم ..... بسّآم نآصـر


/
/
/

مسآءاً ..

أبطأ من حركة سيآرته السودآء الكوبيه ذآت مقعدين أمآميين لحد مآوقف مجآور للرصيف الوآقف عليه الآخر بـ إنتظآره وإللي توّ مآ أبطأت السيآره لحد مآتوقفت حركتهآ فتح هو البآب المجآور بـ هدوء ملقي سلآمه مخآلف لملآمحه المحتقنـه والممتقعـه ليرد الثآني السلآم معآود تحريك السيآره: وعليكم السلآم

....: تأخرت يآخي
....: ترآ كلهآ عشر دقآيق , علقة الطريق والزحم
بسط رآحته مفرقة الأصآبع أمآم وجهه وكأنهآ إشآره آمره بـ التوقف عن التبرير رآد بـ جفآء وعصبيه: تعرفني يآرآمز مآ أحب ألانتظآر
رآمز: ترآني مو السآيق الخآص حقـك
إمتدت أصآبع يسرآه النحيله للرآديو مشغله وإللي أصدر تشوّش أول مآنفتح موآزي لصوته بنبره هآزئه: حآشآلله , إبن المآلكي سآيق خآص , لآآ تكرم طآل عمرك

إنشغل رآمز عن الرد عليه بوقوفه مصطف ورآء صفّ طويل من السيآرآت يظهر إن مآله نهآيه بـ إنتظآر تبدّل الإشآره من الحمرآء البطيئه إلى الخضرآء السريعه: يآليييييل مطولـك

نآظر الثآني من فوره بآلطريق ومآسرع مآ تسعت عيونه بصدمه وإنعقد معهم حآجبيه لآفظ بـ سأم وتململ: لآحــووووول
رآمز: مآتحب تنتظـر هـآآ , شوف الحين الإنتظآر إللي على حـق
....: وللي يعآفيك لآتبـدآ
قآلهآ ثم أسند كوعه الأيمن لحآفة الشبآك على يمينه مسند جآنب رأسه الأيمن لكفه: استغفرك يآرب وأتوب إليك

رآمز: يآخي متوتر
....: وإشمعنى !
رآمز: طآيح وجهـي ... مدري أحس متفشـل
قوّس فمه دون إهتمآم بآدي بآللي يقوله رآمز مردف: وإنت شدخلك ! هذي سوآة أخوك , ليش محمّل نفسك الذنب

رآمز: تهقى إن وآئل بيتفق معك بهآلكلآم !
....: وليش أصلاً يكون له كلآم ثآني ! أخوك كآن متزوج أخته ولأسبآب خآصه فيهم وحدهم طلقهآ , شذمبك إنت ؟
زفر بعمق يظهر وكأنه هفهفـه مسند جآنب رأسه الأيسر للشبآك على يسآره يرقب بعيونه إظآءة الإنتظآر الحمرآء للسيآره إللي تقدمته هآمس: آلله يسآمحك يآرآئف

....: الصدق يآرآمز وأنآ أخوك .. إنت بموقف زفت مآتنحسد عليـه
رمقه بـ حِدّه النظره ذآت معنى – ليتك تسكت – بـ اللحظه إللي حكّ فيهآ آدم بـ طرف سبآبته اليسرى جآنبه الأيمن من فكه السفلي مكمل: لآتشيل همّ وآئل , تعرفه عدل , هآدي ومتفهّم .. فكّر بـ نجـم , ذآ إللي صدق بيطلع عينك وعين أخوك وعين كل فرد بعيلتكم , بيعلمكم صدق أخلآق الشوآرع وتعآملهم

هفهف من فمه المضموم مآسح على وجهه بكلتآ رآحتيه مردف: مآنيب متخيّل ردة فعل نجم إن درى مو لأنه شوآرعـي ويتعآمل ببلطجـه , ذي فيهآ قطيعه يـ آدم .. نجم إبن خآلتي وخويي بيقآطعني والسبّـه رآئف
آدم: تتوقع بس نجـم ؟! المشكله إنهآ بنت خآلتكم وإنتم عآيله في بعض الموضوع صعب مو مثل أخت وآئل

رآمز: هـه , ومن قآل ! الإثنين أسخم من بعـض .. نآسي إن أخت وآئل الثآنيه تكون زوجـة أحمد أخوي ؟ وش وضعهآ ووضع عآيلتهآ معنآ وأختهم طليقـة فرد منّـآ !

آدم: أوف أوف , وآلله إني نآسي
رآمز: الوضع بـ البيت متوتر وكلاً حآجز نفسه لآيحتك بـ الثآنـي
آدم: مدري وش طوشـة البلآ إللي صآيبتنآ كلنآ ذي الأيآم .. حتى الوضع عندنآ متردي .. أخوي بسّآم نفسيته بـ الأرض ومرته هآده البيت صآرلهآ الحين يمكن شهـر
رآمز: لآحول ولآ قوّة إلآ بآلله , الموضوع فعلاً صعب .. ذآ الولد الثآني إللي يروح من أخوك وإنت تقول بعد إن مرته مستأصله الرحم , تخيّل عآد .. وش ذآ النكبـه , وقسم إني مآشفت سنه بمثل هآلكئآبـه , ضآق خلقي يآخـي كل يوم وإللي ورآه وفآة أحد ولآ خبر سويد شين يقصم الظهـر


آثر آدم الصمت وهو يرقب حركة السيآرآت البطيئه خطوتين تتقدمهآ ثم توقّف .. شكلهم فعلاً مطوليـن ..
إرتخى جسده على الكرسي مكتف السآعدين ينآظر مآورآء الشبآك على يمينـه ..
يتردد بـ أذنه صدى صخـب وجـلل , صرخآتهآ مؤلمـه , شديدة الجزع والسخـط .. كآنت زيآرته الأولى لهآ بـ المستشفى من بعد الإفآقــه .... والأخيــره
كآن هو المتسبب الوحيـد بـ إعآدة إنهيآرهآ العصبـي ودخولـهآ في حآله من الهيستريـآ تسببت في فقدآنهآ للوعـي وإغرآقهآ في دوآمآت الغيبوبــه وللمره الثآنيه !


....: إبنــــك مـــــآآآآت , مآآت يــآ آدآآآم .. إرتحــــت !! عسـآك الحيــن بخيـــر , عســآك صآفـي البــآل طيّـب الخآطـــر .. مــــآآآت , مــآآآآت يـ آدآآآآم وكلّـــه منــــك .. إنـــت الســـبب آلله لآيبآرك فيــك ولآ بـ أيآمـــــك , وآلله مآ أحللـــــــك , وآلله مآ أحللك ليـــوم الديــــــن , آلله لآيبيحــــــــك يآ آدآآم آآآآآآآآآهـــ , آآآهـ يمّـــه , آآآهـ يآعلـــــي .. آآآآآآهـــ


قطّب رآمز حآجبيه إستغرآباً من شرود آدم المطوّل وإللي منعه عن الإنتبآه وسمآع صوت جوآله إللي يدّق وحتى عن سمآع منآدآته له ليقرر هزّه من كتفه بـ إصبعيه السبآبه والوسطى مضمومتين صآئح: آدآآم

ومن فوره آدم إستقآم بجلسته وإعتدل ينآظره بـ إرتعآب موسع عيونه بـ تفآجئ مأخوذ بـ الدهشـه هآمس بشيئ من البلآهه: هــآآه
بعده تعبير الإستغرآب متمكن من قسمآته الحآدّه يرمقه بـ تفحّص تقييماً لـ حقيقة هآلة الضيآع والشرود المحيطه به مردف بـ برود: جوآلك يـدق
إبتلع ريقه بـ صعوبه متحسس عنقه إللي ترآءى له أنه متعرق وكأنه بـ حلم مزعج أو كآبوس ووحده رآمز من أجفلـه ..

وهرباً من نظرآت رآمز التشككيّه المتفحصّه له أشغل نفسه بـ إخرآج جوآله من جيب سيآلته بعدمآ إنقطع الصوت ليفآجئ بـ إسمهآ على الشآشه جآوره رقم 2 دلآلة على مكآلمتين وآرده لم يتم الرد عليهآ ..
أغمض عيونه لآئم نفسـه عآض على شفته السفلى مؤنـب يظهر فيه وكأنه نآدم ..
نسآهآ تمآماً ونسى موعده معهآ ونسى حتى إخبآرهآ بـ إلغآء الموعد وتأجيله لوقت غير يومهم المتفق عليـه ..

سأل رآمز بـ إهتمآم: خيــر !!
أطبق فمـه بـ خيبة شآد شفتيه بـ ضيق مُردف: بنت عمّك
رآمز وبـ إنتبآه فوري من طآري صفـة العمومه , تأهب بـ تركيز سآئل: عسى مآشـرّ !
بـ بنآنه الأيمن لـ إصبع الوسطى فرك بقوّه ضآغط منتصف جبينه رآد: نسيت ميعآدنآ , المفروض اليوم طآلعين
رآمز: مآعلمتهآ إنك طآلع معـي
آدم: قلت بعلمهآ هم مدري بـ إيش انشغلـت
رآمز: وهي للحين تحتريك !
إرتفعوآ حآجبيه شآد شفتيه المطبقه بـ خيبة رآد بـ أسف: الظآهــر

إرتفع حآجبه الأيمن إستنكآراً للي سمعه ومآسرع مآ أعقب بـ جفآء حآد النبره وعيونه ثآبتة النظره الحآده معلقّه بـ خلفيّة السيآره إللي تتقدمه: هآلحركآت يـ آدم مو مع بنت عمّي
طير آدم عيونه متململ قبل أن يردف: لآ مع بنت عمّك ولآ غير بنت عمّك وإنت دآري إن مآلي بهآلعلوم

....: دآري ولأني دآري مآحد وآفق عليك إلآ من عطيت كلمتي فيك وشهآدتي بـ إنك كفـو
آدم: وأنآ عند هآلكلمه وقد هآلشهآده .. تطمّـن
رآمز: هذآني حذرتك .. ويلك يـ آدم إن طآلهآ منك شيئن مآيرضيهآ , ويمين آلله مآ أبقى على شيئن جمعنآ بيوم
إلتفت له بعيون متسعه ممتلئه صدمـه لآفظ بدهشـه بآهتة النبره: يآلطيــف !

مآتبدّل وجه رآمز ..... جآمـد , جآد , على موقفه ووضعـه وكلمتـه , أبعد مآيكون عن الهزل أو حتى اللآمبآلآه وعدم الإهتمآم ليسأل آدم غير مصدق: إنت من جـدك !
رآمز: إسمع يـ آدم .. عيلتنآ هذي بكبرهآ مآفيهآ غير بنتين .. ثنتين مآغيرهم .. أختـي , وورده بنت عمّي .. وحده بعصمّة دكتور عُدي , والثآنيه بعصمتك أنت .. وصدقني هآلثنتين عندي شيّ مقدر أوصفه , ومو أنآ بس , إلآ كل آل مآلـكي .. يتجرأ أحد بس وهن يتشكـوّ منـه !! لآيلوم إلآ نفسـه .. إنت خويي يـ آدم ومآبي أخسرك بس صدقني إن آلمتهآ أو أذيتهآ بـ أي شيّ رح تخسرهآ , وبنفس اليوم إللي بتخسرهآ فيه بتخسرني معهآ ..

قآل كلمته الأخيره بـ هدوء وإنتظر الردّ من بعدهآ ..
الردّ إللي مآوصله حتى بعد مرور قرآبة الدقيقه كآمله وبعد تحررهم من صفّ السيآرآت ليرد رآمز رآفع حآجبه الأيمن إستغرآباً لصمتـه ملتفت نصف الالتفآته إللي أدركهآ آدم دون أن يلتفت ..

توجسّ السوء وإرتعـش , شيئ ممتد بكآمل جسده أشبه بـ لسعآت الكهربآء .. أحسّ بكتمـه , وضيق تنفـس ... وإختنآق
كلمآت رآمز قآسيـه , لفظهآ بـ ثقـه دون تردد , يصدح صدآهآ بـ أذنـه وبصخب مدويّ رغم هدوء النبره ..
خسآرة وردهـ فعلاً كبيره , إنمآ الأكبر منهآ هو خسآرة رآمـز ..
خسآرة أخوه بسّـآم , أختـه مـرآم ... وسابقهم خسآرته لنفسـه !

القآئمه طويلـه , تصدرّهآ أقرب الأقربين ..
مآيدري صدق شلون بيتحمل فكرة الخسآره والإنقطآع ..
قطيعـة فرد وآحد منهم أشبـه بـ المسحيـل صعب التقبل وصعب التعوّد , إن علم فعلا إن القطيعـه ممكن تكون من الجميـع !
وقع الخسآره على قلبـه حرفياً موجـع ومؤلـم ... هو بمجرد التخيـل عآجـز , وش بتكون حآلته إن تحوّلت مجرد التخيلآت لـ حقيقه وآقعيّه قآئمـه !

غصّ بـ بلعة ريقـه المتكومه بـ نصف حلقـه , إبتعهآ مُتألم ..
مآقدر إلآ أن يومئ برآسه إيجآباً مبتسـم ... وبـ إنكسآر !
لفظ بـ إنهزآم مُتمني صدق ترجيّه: خير إن شآلله ......... تطمّـن

قآلهآ بـ التزآمن مع فتحه للشبآك على يمينه مستنشق وبعمـق من الهوآء إللي وآجهه مبآغته وكآن فعلاً بوقـته ..
إمتلت رئتيـه وإنتفخـت وبـ هدوء وتبآطئ إنكمشت وارتخـت ..
تمنيآت قلبيه صآدقه وتوسلآت حقيقيه مُحتآجـه ...
لـ غفـرآن , وصلآح , وهِدآيـه , وثبـآت ............... وستـــر !



/
/


إلتفوآ حوله إنآثه الأربع بملآمح موحده .. مُبتهجـه .. ومُشعـه
تعلوهم إبتسآمة رضآ وإمتنآن .. حآمده شآكره ردته كمآ كآن ..

ودون إنذآر من بعد وقوف قصير نقزت من مكآنهآ رآقيه فوق السرير وعلى طرفه جلست الضفدعه ثآنيه سآقيهآ تحتهآ مبققه عيونهآ بشغب ومبتسمه بمشآكسـه .. أردفت بـ غنج طفولي: حمدآلله على الثـلآمـه

بـ إرهآق إمتدت يمنآه من بعد عجز بآلتحرك طآلبهآ الأقترآب , بـ وجهه المُصفّر إبتسآمه متعبـه فآتره ومن فورهآ هي إستجآبت مقتربه زحفاً على ركبتيهآ المكشوفه وصولاً له ثم تمددت بجآنبه نآئمه بـ حضنه هآمسه: مره وحشتنآ يآجـدو

طبع قبلته العميقـه بشعرهآ العسلي الحريري الكثيف مردف: فيدو حبيبة جدو , إنتي أكثر وحده وحشتني
تبآدل ثلآث الوآقفآت ذآت الإبتسآمه لتعقب وآحده منهم من بعد جلوسهآ على يسآره محتضنه يده تتحسسهآ وبـ رفق: وأم فيدو بعـد ترآ بآلحيل وحشتهآ
لفظ إسمهآ همساً بـ إربتسآمه مرهقه وكأنه لتوه إرتآح من بعد عنآء: أصــآآآلآآآآهــ
طبعت قبلتهآ العميقه بظآهر يسرآه مردفه: حمدآلله على سلآمتك يآلغآلي .. طهور إن شآلله

إقتربت الثآلثه بـ ابتسآمه مطبقه مآئله برآسهآ يمنـه ..
مآزآلت مشآكسه معه وحده , هي شبيهته الوحيده بـ الأطبآع وهي المفضله عنده ..
دنقت عليه تآركه أثر قبلتهآ المطوله بمنتصف جبينه وثآنيه بوسط شعره اللي إختلطت خصلآته مآبين الشيب والسوآد هآمسه: سلآمتك يبـه , عليك العآفيه مآتشوف شـرّ

ربّت بيمنآه على المرتبه حآثهآ بـ الجلوس جمبـه ورآء فدوى وهي بـ إبتسآمه هآدئه إنقآدت له جآلسه لتتم رآبعتهم الأخيره وآقفه مكآنهآ بمؤخرة السرير مقآبله له يعلوهآ إبتسآمه هآدئه سمِحـه ولمعـة من الدموع مترقرقه بعيونهآ .. أعقبت برخآمه هآدئه بعدمآ تعلقّت عيونه الذآبله والمرهقه بعيونهآ اللآمعه المُشعّه: حمدآلله على سلآمتك يآبو مآلـك

أومأ رأسه إيجآباً بـ إبتسآمه يرقب جلوسهآ على طرف سريره بجآنب أصآله وآضعه يسرآهآ فوق سآقه قبل مآيرد كلآمهآ بـ صوت هآدئ يظهر فيه التعب: آلله يسلمك يآم مآلك ويسلمكم كلكم , هآآ بشروني عنكم شـ الأخبآر .. ظنتي ستـة أشهر وأكثر خذيتوآ فيهآ رآحتكم سرحتوآ ومرحتوآ بكيفكم

ضحكه جمآعيّه قصيره تشآركوهآ كلهم صآحت من بعدهآ فدوى بـ طفوله متنآهيه مبتعده عن صدره جآلسه من بعد تمدد مكتفة السآعدين الممتلئين سآخطه: أنآ ثتـة أشهر قعدت هنآ في البيت مآطلعت , لآ ثرحـت ولآ مرحت خلآث مآعآد أروح بيت بآبآ مع إن عمي ثنـد وحشنـي بث النذل مآثأل عنـي ولآ مرّه

بـ فتور تقلصت إبتسآمته إلى أن تلآشت عآقد الحآجبين مقطب الجبين سآئل: وليــش ؟!!
بـ إندفآع طفولي جآوبته متحمسّه: لأن خآلـي ثنــد تهآوش مع عمي ثنـد وقآل لآعـ .......
نهرتهآ أصآله بـ جفآء قبل أن تكمل طآلبتهآ السكوت بنظرة عينهآ المتسعـه بـ تنبيـه: فدوى خلآص , بعديـن


إلتفت بسرعه لأصآله الجآلسه على يسآره سآئلهآ بـ إهتمآم: وش قصدهآ فدوى !! تكلموآ أبي أعرف كل شيّ
تحسست زوجته سآقه اليسرى بـ حنو معقبه: مو الحين يآبو مآلك توك تعبآن والإجهآد مو زين عشآنك
....: بلـى , الحين أعرف كل شيّ .. وش قصدهآ إن خآلهآ سند تهآوش مع عمهآ سنـد !! وليش مآتروح بيت أبوهآ !! ووينـه مآلك بعـد صآرلي فتره طويله مآ أشوفه ولآ يدخل علـي !!

إستآءت ملآمحهم جميعاً بـ فمّ مطبق أسفاً إستشعره هو وزآد قلقـه , سألهم بـ جفآء منفلت الأعصآب: وش إللي صــــآر !

....: خآلي مآلك طلق ذوجته وثآفر رآح مثـر بث لآتخآف هو كويث وقآعد عند أم خآلي ثنـد
إتسعت عيون أصآله بصدمه من بلآهة بنتهآ المسحوبه من لسآنهآ إللي مآيقوى على كتم شيّ في حين شدت سآلي شفتيهآ المطبقه رآفعة حآجبيهآ إستحضآراً لموجه عآتيه من الشيئ الذي لآيحمد عقبآه !
نآظر أخيراً بـ زوجته إللي نفخـت من خشمهآ بضيق نفسها المسموع خآفضه رآسهآ للأرض دون جوآب ليسأل هو مستنكر سؤآله الخآفت شبه المسموع: إيــش !!!


من فورهآ أصآله صآحت ببنتهآ آمرتهآ قبل تبدآ وتسف الشريط المسجل لأحدآث الستة شهور الفآئته دون تفويت أي حدث وإن كآن دون تأثير أو أهميه: فدوى روحـي غرفتنا يلآ

قآلتهآ أصآله بـ حزم لتتعلق عليهآ عيون فدوى الدميعه للحظآت بعدمآ إستشعرت خطأهآ بآللي توهآ ولفظت به ..
أخفضت رآسهآ مطبقة الفم ضآمه كلتآ يديهآ لمنتصف جسدهآ الصغير الممتلئ كـ إعتذآر تعبيري عن سوء تصرفهآ ثم إنسحبت وبهدوء نآزله عن السرير مبتعده بـ خطوآت هآدئه مطرقة الرأس لخآرج الغرفـه .


برفعة حآجب حآده إزدآدت بهآ قسوة ملآمحه وشدتهآ مختص أصآله بـ السؤآل اولاً: وش الموضــوع !!

إستشعرت سآلي ضعف أصآله وصمتهآ بعآدة خوفهآ اللآمبرر إطلآقاً من وآلدهآ .. تعجز حتى عن لفظ الكلمآت في حضرته المهيبـه .. تخشى أن ترفع رآسهآ له وتوآجهه بـ النظرآت !
زفرت من فتحة فمهآ نفساً مسموع أعقبت من بعد قرآرهآ هي المبآدره بـ الجوآب بدلاً من أصآله مشدده على يمين أبوهآ قآصده لفت إنتبآهه لهآ: اسمعنـي يبـــه .....


/
/

/
/


إقتحمت غرفتهآ دخولاً دآفه البآب بكلتآ رآحتيهآ المبسوطه فوقـه .
كمآ الإعصآر الهآئج كآنت خطوآتهآ غآضبـه إلى أن إرتمت على سريرهآ نآئمه متكومه حول نفسهآ ضآمه سآقيهآ لصدرهآ تنشـج وبقوّه ..
أشغلهآ الحزن إللي بقلبهآ ودمع عينهآ عن رؤيـة الوآقفه أمآمهآ مكتفة السآعدين , أمآمهآ الشبآك تنآظر من خلآله في صمــت .

لحظآت إستمرت ممتده لدقآئق إلى أن هدأ نبض البآكيه .. سكنت شهقآتهآ المريره وأنّآتهآ وإستكآنت روحهآ وأنفآسهآ .. أمآ الصآمته فهـي على وضعهآ دون تبدّل إلى أن بآدرت بآلكلآم وبـ منتهى الجأش والتمآسك: إبكي على شيّ يستآهل يآتغريد

إرتآعت وتصلّب كلّ مآفيهآ ..
من فورهآ إستقعدت جآلسه وعيونهآ صآرمه ثآبتة النظره لـظهر أختهآ الوآقفه أمآمهآ .. يظهر من جآنب وجههآ الأيمن إبتسآمه فآتره إتضح حقيقتهآ بكونهآ سآخره هآزئه توّ مآ إلتفتت لتصير موآجهه لهآ ..
....: صدقيني إللي تبكـي عليه هذآ أحقر من إن دمعه وحده تطيح لأجلـه

ضربت سريرهآ بقبضتهآ الغآضبـه قهـر وحسـره , صآحت صآخبه بـ إهتيآج والدموع من عيونهآ أثلآث: مآ أبكــي عليـــه مآآ أبكــــــي عليـــه آلله يآخـــذه أبكــــي على نفســــــي أكرررهـــــــه , أكرهــــــه يآدآريــــن ولآ بعمــري كرهـــت أحــد بس أكرهــــه آآآآآآآآهــــ يــــآآآرب
بسرعه وقبل أن تنهآر عطتهآ دآرين ظهرهآ رآده تنآظر من زجآج الشبآك العريـض , حفرت أظآفرهآ بـ لحم ذرآعيهآ من فرط إستحضآرهآ للثبآت وإرغآم نفسهآ على السُكنى والتمآسـك !
بللت شفتيهآ رآصه على أسنآنهآ محكمه إغلآق فمهآ جآبره عيونهآ على ثبآت النظره دون رمشة جفـن ...
ومن لمسـه وآحده خآرت قوآهآ الوآهنه وانهآرت !

سقطت دمعتيهآ المعلقـه بمحجريهآ مغمضه عيونهآ وبآلقوّه ..
حآوطتهآ تغريد مطوّقه خصرهآ بذرآعيهآ ملصقه جآنب وجههآ الأيمن بظهرهآ .. هآمسه ببحّة صوتهآ المُعذّب: سآمحيني يآدآرين

....: على إيـش ؟

تغريد: على كل كلمـه شينه قلتهآ بحقك , وعلى كل إتهآم فيه إتهمتـك .. قلت إنك قآسيـه وجآحده وأنآنيـه , مآتحبين إلآ نفسـك ... كلنآ إتهمنآك بس مآني مسآمحتهم أبدّ , كآنوآ يدرون بآلحقيقه وأصلهآ .. يدرون عن تصرفآتك وأسبآبهآ ويتهمونـك .. أنآ من دريت ومآنيب متحملّه , كل يوم كرهي يزيد أكثر وهآلكـره إللي أحسّه أكبر من طآقة مشآعري مآنيب متحملّه .. فيه شيّ قآعد يخنقنـي .. مآنيب متحمله أسمع سوآلف أحد ولآ أشوف ضحكـه أو حتى إبتسآمه أحسهم يهزأون فيني .. أحسهآ إبتسآمه سآخره .. أحس بعيون أمي شفقـه وأبوي محصن متكفلني رحمـه وأحس نفسي عبئ على وآئـل وشيّ محظور مُحرّم وأحس بكلآفه مع ميسم ومآنيب قآدره أتأقلم مع فكرة إنهآ أختي وهآلكلــب فيصـــل آلله يوريني فيه يومن قريب بقلبي حســره , قلبي قآعد يمرض يآدآرين وآلله إني أضعف من كل هآللي أعيشـه وأحسـه

إبتلعت دآرين ريقهآ ومعه وجعهـآ .. تغريد قريبه من روحهآ , وإن آذتهآ – بغير عمـد – كمآ ظنت فهو مآكآن إلآ لإنتشآلهآ من إمكآنية حدوث كل هآللي تعيشـه حآلياً بذآت الأحآسيس إللي تحسهآ الحين حرفياً ..
رغبت في إنتشآلهآ من هآلبيت إللي تحس فيه بـ زود الكلفـه على الأب ونظرة الشفقه من الأم وضيق التعآمل ومحدوديته مع الأخ ..

تحسست ذرآعي تغريد المطوّقه لخصرهآ بموآسآه هآدئـه .. مهمآ رغبت في إظهآر عآطفتهآ لأختهآ وإن تمثلت هآلعآطفه في كلمـه موآسآه أو حضـن حنون دآفئ إلآ إن هآلشيئ المتحكم بهآلعآطفه دآخلهآ مضمـور وكل مشآعره فآتره وأحآسيسه مستهلكـه دون نفـع ...
ترجتهآ تغريد بصوتهآ المذيب لأي عآطفه صلبـه مُتحجره وبمنتهى الخنوع والضعف والإستكآنه: لآتقسـي علي يآدآرين .. لآتقسي علي آلله يخليّـك

إلتفتت لهآ دآرين ضآمتهآ وبآلقوّه لصدرهآ متحسسه بحرآره ظهرهآ: أنآ معــك
لفظت تغريد بـ أنفآس متقطعه بكآء وإنتحآب: مآبيه أبدّ يكون أبوي .. ولآ حتى عمّـي , مآ أبيـــه .. يخــ ..... يخنقنــي .. يخنقنـي يآدآرين مآنيب متحملّـه نظرآت الإستحقآر بعيونـه .. ينآظرني وكأني حشره .. شيّ حقيـر , تآفـه .. أو رخيـص

....: هو إللي حقير وتآفه وأرخص من التراب .. خلـه يضحك اليوم مصيرنآ يجينآ يوم قريب نضحك فيه عليــه
إبتعدت تغريد عن صدر دآرين مآسحه بظهر يمنآهآ الدموع من خديّهآ قآطعه كلآمهآ وبـ إندفآع: وميســم ... ميسم يآدآرين تكفيــن

أغمضت دآرين عيونهآ زآفره بضيق لترد تغريد مكمله: وربي إنهآ تعآني أكثر منّـآ .. لآتحسبين إنهآ مستآنسه بـ نسبتهآ لأبوهآ وإنهآ على إسمـه .. وش هآلأبو ! وش هآلأبو إللي يتشمت بـ بنتـه ويعآيرهآ بشللهآ ويضحك عليهآ !! – رفعت عيونهآ للسقف رآمشه بتوآلي تمنع نفسهآ من الإنهيآر بمجرد تذكرهآ للي توّهآ وشهدته من لحظآت بمجلسهم ثم أكملت بـ صوت بآكي مهزوز ومرتجف – تخيلي إنه تشمّت بـ ميسم ! يتشمت فيهآ لأنهآ تأملت بشيّ ومآتحقق .. تأملت إنهآ تتعآفى وتقدر تمشي والحين هي على وضعهآ جآلسه على نفس الكرسي !! تخيلي وش قآلهآ !! قآلهآ ليش مآترضين بـ الأمر الوآقع وتعيشين حيآتك قنوعه ورآضيه ! ليش تتأملين بشيّ منتهـي ومآلك فيـه أمـل ! آآآآآهــ يآآوجـــع قلبــي يآآآرب آآآآآآهــ


أحكمت دآرين قبضتيهآ على سآعدي تغريد مآنعتهآ من الدق القويّ إللي تكرر ضآربـه منتصف صدرهآ إللي إمتلآ وفآض بهـآ صآئحـه بـ نبره أقرب للغضــب: بـــــــس

نفضت تغريد يديهآ من دآرين صآئحه بصخب جـلل: لآآ مـــو بـــــس , مو بـــــس وإنتي تدريـــن , تدريــن عن وجعــي ووجــع ميســم لأنك أكثــر وحـده عشتيــه وعآش معــك .. هآلوجـع متأصـل فيــك , يآكــل منــك .. متغـذي على روحــك إللي مآبقى فيهآ شيّ , إنتي ضعيفـه يآدآرين .. ضعيفـه ومآتعرفين تستقوين إلآ على الأضعف منـك .. إستقويتي علـي وعلى ميسـم وعلى مآلـــك .. إحنآ الأشخــآص الغلـــط وصدقيني أذآك لنــآ مآهوب إلآ أذى مضآعف لك إنتي .. سألتك بآلله يآدآرين كآفــي .. كآفي لآعآد تتسببيـن بـ الوجع لميسـم ترآهآ تعآني , على الأقل حنآ لقينآ أبّ وأمّ يعوضونآ بس هي لآ .. أبوهآ رآفضهآ ومكتفـي بعيآله الأربـع .. وأمي لآعنـه خيرهآ .. وإنتـي مآقصرتي معهآ , هي أختنآ يآدآرين تكفين لآتعذبينهآ

شهقت بعمـق ويظهر إن كلآم تغريد أثآر شيئاً مآ كآن مدفون بنفسهآ , جرح عآد وإنفتـق ..
سألت بـ هدوء: فيصـل وش سوّآ لهآ !

خللت تغريد أصآبع يمنآهآ بشعرهآ من المقدمـه سآحبتهآ للورآء بـ شدّ قويّ معقبه وأسنآنهآ عآضه على شفتهآ العليآ وبآلقوّه: زآد حسرتهآ حسرآت , تركتهم تحت ... مآتحملّـت , يقولهآ إنه مترجي وآئل يتزوجهآ فليتهآ يكون عندهآ شيّ من الحسآسه ومآتزيدهآ كلآفه على الرجّآل ... مآله دآعي تثقّل على وآئل وتزيد أحمآله وتطلبـه يعآلجهآ وهي أصلاً ميؤوس من حآلتهآ ... قآلهآ تحمد ربّهآ إنهآ لقت إللي يرضى بـ شللهآ .. هـــه , ترجى وآئل يتزوجهآ تخيلـي !! طآلبهآ مآتزيد الكلآفه على الرجّآل وإهو أبوهآ إللي معه المليآرآت إستكثرهآ على بنتـه ومآسعى حتى لو بمحآوله وحده إنه يصلح هآلشيّ الميؤوس منـه بس عآدي عنـده يبعثر هآلمليآرآت على عيآلـه .. كل وآحد فيهـم معـه سيآره على أحدث موديل , وبطآقآت بآلبنوك فلوسهآ مآلهآ عدد , إبنه من كحّ كحـه طآر به لأوروبآ يعآلجـه كل هذآ عآدي عنده بس ميسـم !! لآ تخسـى , خلهآ كسيحـه لين تتعفّن على كرسيهآ وينقبـر معهآ .. طآلبهآ تخلي عندهآ شيّ من الحسآسه بآلله !! ههههه ذآ الرجّآل يضحكنـي .. يضحكني الضحك إللي تنزل معه دموعـي


ردت دآرين وإحتضنتهآ من بدت تغريد دموعهآ تنهمـر وبمنتهى الضعف والوهن والإنكسآر ..
....: لآتبكـي
تغريد: يعني إنتي مآكنتي تبكيـن !!
دآرين: ...........
تغريد: لآ عآد تبكينـي وتبكـي ميسـم يآدآرين ...... تكفيــن
زفرت من فتحة فمهآ إستسلآماً رآده بـ هدوء: مآعآد فيني يآتغريد تطمنّـي
....: وآلله إني أحبك يآدآرين ووجعـك يوجعنـي , مآبي أشوفك منهزمـه لأنك مو هذي الشخصيّه ... إرجعي مثل أول , إبدي بدآيه جديده , إبديهآ وخلني معك فيهآ
دآرين: إنتي بـس !

تغريد: أدري صعب تتقبلين ميسم وصعب تدخلينهآ بدآيرتنآ .. إرجعي دآرين الأولى , القويّه الوآثقـه ... تجآهلي ميســم

عطتهآ دآرين ظهرهآ وردت مكتفة السآعدين تنآظر من الشبآك بعيون ضآئقـه حآدة النظره , صقريّـه , ثآبتـه .. على وشك التصيّد والإفترآس ..

جآورتهآ تغريد إللي نفخت من فمهآ المضموم المنفرج مآسحه وجنتيهآ المتورده المغرقـه بملح دموعهآ لتطيح عيونهآ على إضآءة سيآرتين فآرهة الطرآز .. الأولى متقدمـه وبسرعه غير منآسبه للمكآن بـ إعتبآره مدخل بيت وليس طريق مُعبد للتسآبق ! بورش بيضآء آللون إختفت بخروجهآ من البوآبه الخآرجيّه لتلحقهآ الثآنيه برتقآليّة اللون بذآت السرعه وصوت كفرآتهآ يصفـر إحتكآكاً بـ الأسفلـت ..
تقآبلت خروجاً مع السيآره الدآخلـه بنفس الطرآز الشبآبي الفآرِهـ إلآ أنهآ سودآء آللون ..
إنتفض صدرهآ بضحكه قصيره سآخره من حآل نفسهآ معقبه بـ أسى: مره مبسوط بعيآلـه شفتـي سيآرآتهم

آثرت دآرين الصمت بآللحظه إللي فيهآ إشتعل بصدرهآ الحقـد وتأجج بقلبهآ الكُرهـ .. مقتهآ لهآلمدعو فيصـل فآق طآقة كبتهآ على الإحتمآل !

بـ خطوآت فآتره متردده إقتربت تغريد من الشبآك بآسطه رآحتيهآ على الزجآج .. الاقترآب اللي إلتصقت فيه أرنبة خشمهآ الدقيق مستشعرة برودة الزجآج متعلقّه عيونهآ على ذآك إللي فتح بآبه من سيآرته السودآء وبعزم الإنفعآل والغضب صفقـه متخصر بكلتآ يديه ينآظر البوآبه الخآرجيـه بملآمح هآئجـه ثآئره ومنفعلـه , ملآمحه بعيده عنهآ إلآ إنهآ قريبه بذآت الوقت , تشعر وكأنهآ في مكآن محدد وبوقت محدد إرتبطت بهآلملآمح وإن كآن إرتبآط عآبـر ..

إمتلآ الزجآج من بخآر أنفآسهآ حآجب عنهآ الرؤيـه لتمسحهآ ببآطن كفّهآ وبمنتهى السرعه لتفآجئ بـ إختفآءه !
إلتفتت ليمينهآ ومن ورآءهآ بذآت السرعه المتوتره لتفآجئ مفآجئتهآ الثآنيه بـ إختفآء دآرين بعدمآ تركتهآ خآرجه من الغرفه إللي تخص أسآساً تغريـد ..
وإللي مآدخلتهآ إلآ رغبة منهآ في الوقوف بآلشرفـه المطلّه على حديقـة الفيلآ ومدخلهآ , الميزه إللي إفتقدهآ بغرفتهآ خلوهآ من أي إطلآله جمآليه لمحيطهآ الخآرجي .. الشيّ إللي كآن عن قصد وتعمّـد .... من إختيآرهآ !

رغبتهآ في الوصول لأقصى مكآن من العزله والإنغلآق .. كآن إختيآرهآ لآخر عرفـه منزويـه بـ كآمل الفيلآ والمشهد الوحيد المطل لنآفذة غرفتهآ كآن على جدآر السور المحيط بـ الفيلآ من خلفيتهآ والمرتفع ليصير بطول طآبق كآمـل مبنـي بـ الطوب ...
لتصير مطلـه على أسوء مشهـد بآعث للكئآبـه والتشآؤم والإنهزآم ...
جدآر طوبـي , أو مثل مآيطلقون عليهآ بعآميّة اللغـه – حيطـه ســدّ - كآن هو النهآيــه !


/
/


توقيت متزآمـن ..
وبعدمآ نزل من سيآرته وبقوّه غآضبه ثآئره ومهتآجه صفق بآبه وعيونه ورآءه ينآظر البوآبّه الخآرجيّه للفيلآ المفتوحه على مصرآعيهآ متعلقه عيونه الغآضبه على طيف السيّآره البرتقآليه إللي قآبلت دخوله خروج ليجفلـه يدّ خويّه إللي ضربت كتفه ضآحك: حصــل خيــر لآتعصّـب
بعدهآ عقدة حآجبيه مآنحلّت إلآ إنهآ إشتدت أكثر رآد بـ ضيق وعصبيّه مكبوته: خير إن شآلله ! منو إبن الكلب هـذآ ! بغى يطيّر لي المرآيـه

....: ههههه الصرآحه متهوّر وشكله جديد بآلسوآقه صدق إبن كلب معه هآلفرآري وأنآ باقي مثل خيبتهآ

....: تهقى حق مين هآلفرآري ؟
ردّ وضرب كتفه حآثه ينفض عنه أفكآره متقدمه بآلخطى: إمش إمش يآبن المآلكي يعني مآغيرك يركب هآلفخآمـه
بسبآبته حكّ أسفل ذقنه محتآر رآد وهو يتبعه: مو الفكره .. بس غريب أشوف ببيت وآئل هآلنوع من السيآرآت , سبورت حق شبآب مو شيآب

....: رآمز وللي يعآفيك إمشّ عن الهرجه خلاص انتهت
لوى فمه بـ حنق تآبعه دون تعقيب إلى أن وصلوآ لبآب الملحق الزجآجي خآرج الفيلآ متوسطة المسآحه نسبياً ليوقف هو أولاً مطلع جوآله من جيب بنطلونه الجينز: لحظـه آدم , خل ندق عليه أول
آدم: هو قآل منتظرنآ بـ الملحـق
رآمز: لآ يآخي خلّ نتأكد أول من متى وهو معلمنآ نجيـه يمكن جمآعته الحين دآخل
تخصر بيديه هآز رآسه سريعاً بـ إيجآب: طيب يلآ كلمـه ..

من رفع رآمز الجوآل لأذنه إلآ وتكنسـلت المكآلمه ومآسرع مآنفتح البآب الخآرجي للملحـق وهو يطل منه , يظهر وجهه مُتعب مُرهـق .. حزيـن ومحبـط: حيآكـم , آدخلـوآ
من فورهم رآمز وآدم قرأوآ ملآمحه وفسروهآ وبفهم جيّد أتبعوهآ بنظرآت متبآدله متسآئله ليفآجئ كل منهم بذآت السؤآل محفور بتقآسيم الثآني !

تبعوه بهدوء إلى أن لفظ آدم في محآوله لكسر هدوء الموقف الغير معتآد إطلآقاً تحديداً في جمعتهم الثلآثيّه أو الربآعيّه بـ وجود نجـم !
....: قلبي نآغزنـي , وحدوآ آلله وصلوآ على نبيّه
ردّ وآئل أولاً بهدوء وهو متقدمهم: عليه الصلآة والسلآم , لآ إله إلآ آلله وحده ومحمـد نبيـه
إلتوى فمّ رآمز يمنه يرمق آدم بنظرآت تشككيّـه , لآهو على حآمي ولآ بآرد , هدوء وآئل مُريب , كميّه وآفره من الإحبآط والكئآبـه بوجهه يظهر حزيـن كسيـر ..

مآتنبأ رآمز إلآ بسبب وحيد أوحد سبب هآلملآمح بوجه وآئل وهو فعلـة أخوه رآئف !
إبتلع ريقـه إللي أحسّ وكأنه عصـآه بمنتصف حلقـه مؤلمـه .. وحلقـه محتقـن ..
ردّ وبصره خفيض للأرض في حرج: لآ إله إلآ آلله
أكمل آدم إللي مُصّر على إنعآش الأجوآء: وصل على نبيّه .. شفيك !!
شدّ رآمز شفتيه والإمتعآض بوجهه ردّ بـ سرعة حآلته المرضيّه ووضعه الإعتيآدي: محمد رسول آلله
مآل آدم برآسه يسآراً لرآمز مُدعيّ بملآمحه عدم سمآعه معقب: إيش إيش !! مآفهمت .. وآئل فهمت شيّ !!

إلتفت عليهم وآئل مبتسم ويمنآه قآبضه لـ أكرة البآب الدآخلي الإستيل كرويّة الشكل: هههه عن السمآجه يـ آدم خلّ الولد
آدم: إي بخلي الولد , دآري إنه الدلوع حقك
وآئل: ههههه لآحوول إنت شقصتك اليوم ... رآمز إنت وش مسويلـه !
رآمز وإللي أبداً بمزاج مآيسمح للمزح , مآقدر يجآريهم ..

نسبياً ترآخى الشـدّ وصفى الجوّ من بعد إبتسآمة وآئل وصوت ضحكه مع آدم إللي إنغمسوآ بـ أحآديث جآنبيّه عن طبيعة الأجوآء بـ ألمآنيآ وشلون توآصلوآ مع الأمآن إذ إن لغتهم من أصعب اللغآت وأكثرهآ تعقيد , مختلفه كلياً عن الإنغليزيّه إللي يعلمون فيهآ بعض قوآعد الإتصآل والمحآدثه مع الغير ..
بـ جآنب آخر كآن الكلآم عن آدم ومصآبه في ولد أخوه بسّآم ..
قدم وآئل تعزيتـه بنبره هآدئه وملآمح آسفـه .. وكلّه على مرأى ومسمح من رآمز إللي آثر الصمت عن الخوض في أحآديثهم ..
الشيّ إللي مآغآب مطلقاً عن ثنينهـم ..

آدم إللي يدري تمآماً وش إللي يحسّه رآمز وسوء الموقف إللي هو فيـه .. وكذلك وآئـل !
وآئل إللي قرر الخوض هو في الموضوع ودون مقدمّآت: أدري وش إللي تفكـر فيـه
من فوره رآمز إلتفت له والدهشـه بوجهه ليرد وآئل مكمل: إنت مآلك دخل يآرآمز بآللي صآر .. ولآ يضيق صدرك وتشيل همّ إن هآلشيّ ممكن يأثر على أي شيّ بينآ .. إنت خويي قبل تصير أختي زوجـة أخوك .. وإللي صآر شيّ خآص يخصهم وحدهم لآ أنآ ولآ إنت ولآ غيرنآ له دخل فيـه .. فـ مو حآب أتنآقش بـ أي شيّ يخص هآللي صآر .. لآمعك ولآ مع غيرك .. آلله وكيل أخوك وولـيّ أختـي وآلله يعوضهم عن بعضهم بآلخيـر ..

إبتلع آدم ريقـه خآفض بصره للأرض في حين تمّ رآمز على وضعـه , سآكن دون أدنى إنفعآل !
وآئل: هههه صبآح الفهآوه
بسرعه أبعد رآمز وجهه عن وآئل مصدّر له الجآنب الأيسر ووآئل على يسآره في حين كآن آدم قبآله ...
الصآلون بمكتب وآئل وثيـر مُنجّد مُريح للإستخدآم وكذك لمجرد الرؤيه .. لونـه مزيج من الأخضر العشبي والأزرق السمآوي ...
ثلآث فوتيهآت منفصله جلس عليهآ ثلآثتهم .. رآمز وآدم مقآبله , يتوسطهم وآئل ..

وآئل إللي أرخى جسده جلوساً فآرد سآقيه قبآله فآتح أول زري من أزرآر ثوبه الكحليّ مُطلق تنهيده عميقـه يظهر بهآ من الثقل الشيّ الكبيـر والهمّ العميـق في حين إرتفعوآ حآجبي آدم بحركه سريعه مطبق الفمّ من نآظره رآمز وبوجهه الإستفهآم من حآل وآئل إللي مآيسـرّ ولآ يبشـرّ ..
لحظآت من الصمت إحترموآ فيهآ ثنينهم وضع وآئل المستمر بـ إغمآض عيونه إللي رآفعهم للسقف مسند الرأس لخلفيّة كرسيّه ..
حكّ آدم ذقنه بتفكير أعقب من بعده بـ سؤآل مخآلف للشيّ إللي تحديداً قاصد أن يسأل عنه وهو حآل وآئل ونفسيتـه !

....: صدق يآبو محصـن , منهو ذآ إللي توّه طآلع من بيتكم
من فوره وآئل فتح عيونه وإعتدل برآسه ينآظر آدم بـ جمود سآئل بـ هدوء: منـو !
قوس آدم شفتيه بغير علم مردف: مدري , صآحب الفرآري البرتقآليّه
أرجع وآئل رآسه للخلف رآفع ذقنه بـ إستيعآب رآد: أهـآآ .. متعب ولد عمـي
إمتلآ وجه آدم بآلدهشـه وكذلك الإستنكآر: آللهُ أكبـر .. ذآ البزر هو رآعي الفرآري !!!
وآئل: ههههه وش تقول عآد إن دريت إن مسفر أخوه الأبزر منه معه سبورت بورش موديل السنه
بقق آدم عيونه مصفق يديه بلآ حول ولآ قوّه: ورع بآلفرآري وبزر بآلبورش وأنآ طلع الشيب برآسي ومقضيهآ تكآسي و تأجير
وآئل: حســد يآلطيف

آدم: هههه إي وآلله إني أحسدهم .. بس وآضح إنه مستهتر وش ذآ يآخي بغـى يطيّرنآ وحنّآ دآخلين .. شلون مسرع كذآ وهو دآخل البيت توّه
إلتفت وآئل لـ رآمز والدهشه بعيونه سآئل: صــدق !
رمقه رآمز بنظره سريعه والضيق بوجهه مجآوب: إيه مآل إللي مآنيب قآيل , خدش سيآرتي بطول الجمب كلـه وبغى يشيل معه المرآيه .. توّه ورع يآخي مآيعرف للسوآقه

وآئل: آلله يهديه عمّـي فيصل شقول بس .. اهو إللي تآرك لهم الحبل ع الغآرب
آدم والحقد ذآبحه أردف: أدري عنه متعب ولد عمّك ذآ دآشر يآخي مقضيهآ بآلشوآرع وسوآلف التفآحيط ومدي وشهو
وآئل: ذآك اليوم سوّآ حآدث صدم وآحد وبترو له رجلـه
آدم: آللهُ أكبــر , وش صآر !!

وآئل: مدري وآلله تفآصيل , عمّي دفع ملآيين لأهل الولـد مقآبل التنآزل
آدم: ورضــوآ !! شلون يآخي ! ذآ ولدهم وعآهه مستديمـه رآحت رجلـه
وآئل: وإنت بآلك عمّي فيصل يرضى على ولد من عيآله سجن مثلاً ! لو يوم وآحد حبس أو حتى سآعه مآعتقـد .. ذآ عآيش وأهم شيّ عنده عيآله السرآبيت ذولي فآضحين إسمنآ بكل مكآن

آدم: آلله يصلحهم , توهم بثآنوي , طيش المرآهقه
وآئل: كلنآ كنّآ مرآهقين بس مآحد فينآ سوّآ سوآتهم
آدم: إي وآلله وأنآ أشهد , ضآعت أجمل سنوآت عمرنآ ومآعرفنآ حتى شلون نغآزل بنت ونرقمّهآ ههههه
رآمز وغصباً عنه أخيراً طلع صوته وضحك مع وآئل إللي أخفض رآسه وصدره مآزآل ينتفض بآلضحك معقب: ههههه لحظـه أنآ أذكر بنّت مرّه رقمتنـي
رآمز: ههههه أنآ أربـع بنآت بنفس اليوم
آدم: ههههه ترآ مو إنتم بس , أنآ بعد وحده جتني بس إستحيت عطيتها ظهري ماشي عنهآ والجوآل على إذني يعنني أتكلم وسآفههآ

وآئل: ههههه وقسم أذكر وجهك ذآك اليوم كنه قبل شوي وشلون إحترق من الحيآ صآر طمآط
آدم: هييه إنت لآ تبدآ , عآد أنآ إستحيت وبس مو زي بعض النآس إللي قآموآ يبكبكون
رآمز إللي إنسدح ع الأرض يرفس الهوآء برجوله: آآآآآآه مآنيب قآآدر ههههه
إرتفعت شفة وآئل العلويه بتقزز لـ رآمز وضحكه: على إيش تضحك إنت ووجهك !! ولآ نآسي ذآ الوجه إللي تبقع حيآ ؟! جينآك وإنت بآلسيآره مو على بعضك وأشّك إنك سويتهآ على نفسك

صفق آدم بيديه وكنه تذكر شيّ: إيه صـــح .. رآمز كآن بآلثوب يومهآ وفيه بقعـه كبير كآنت وآضحه , إيه وآلله اني أذكر .. تصدق توني الآحظ وأربط الأحدآث ....... ولللل يآرآمز تبولت على نفسك أجـل !!!!!
رآمز: بس يآلكلــب تخسى إنت ويّآه ذي الميرندآ إللي طآحت علي
آدم: ميرندآ إيييه .. – نآظر بـ وآئل وأكمل هآزئ – قآلك ميرندآ
وآئل: ههههه خلآص يـ آدم لآتحرجـه رآعي شعوره يآخي

جلس رآمز على كرسيه والإمتقآع بوجهه: جعلكم مآصدقتوآ يآلكلآب مآهمني ..
آدم: وش بقعة البلل الوآضحه إللي كآنت بثوبك ذآك اليوم أجل !
رآمز: قلت طآحت الميرندآ من يدّي
وآئل: وليش طآحت ؟!

رآمز وبدآ الإرتبآك يظهر عليه , الشيّ إللي وضح من تشآبك كلمآته وإسرآعه الشديد في النطق: الصرآحه إني توترت من جتني بنت وصديقتهآ دقّوآ الشبآك وعطوني المنديل ..
قلب آدم عيونه مقوّس فمه والإحتقآر بوجهه: الحمدلله والشكر .. ذآ الحين شيّ يوتـر ؟!

أكمل رآمز بـ إندفآع: لآآ طبعاً .. توترت من الحركه نفسهآ .. يآخي بآست المنديل ثم عطتني له , بغى قلبي يوقف تميت أنآظر بظهرهآ وهي تترمقع بمشيتهآ وصوت كعبهآ يدق بـ أذوني حتى ريحة عطرهآ وقسمبآلله إني للحين أحسهآ بـ خشمـي يمّه صدق وش ذآ .. بلآ يبلآهن هآلبنآت هن إللي بيدخلونآ بجهنم

آدم: هههه وآئل بآلله مآتلآحظ رآمز يقلب بدوي يوم يندمج
وآئل: ههههه ملآحظ
سفههم رآمز وأكمل وهو يحس بـ حرآره دآخليه متأججه مآيدري تحديداً سببهآ: يوم فتحت المنديل عآد وأنآ أشوف فيه رقم مآركزت وشهو عيوني كآنت على شكل شفآيفهآ واللون الأحمر حقهم يآخي إرتعش كل جسمي مدري ليش
آدم: هم وقتهآ طآحت الميرندآ
رآمز: إيه

آدم: انآ الحين صرفت نظر إن هآلمويه بولك يآرآمز ههههه بس مو دآش مخي إنهآ ميرآندآ .. متأكد إنهآ مو شيّ ثآني ؟
وآئل إللي فهم من فوره قصد آدم وحقآرته سآح جسمه ع الكرسي مآسك بطنـه ووجهه محتقن مختنق من زود ضحكـه في حين تمّ رآمز على وضعه والبلآهه بوجهه لحظآت ينآظر آدم إلى أن إفتعل آدم حركه بيديه توضيحاً لقصده ومن فوره رآمز أدركهآ إتسعت عيونه بصدمـه تلآهآ بضحكه ودون إرآده منه: يآلوصــخ نعنبـو ابليســك , ضــف وجهك آلله يلعــن الكفّآر يآخي

وآئل: ههههه أنآ خلآآآآآآص وقسم روحي قآعده تطلع
رآمز: مآفي شيّ يضحك يآلسآمج قم بـس
نفخ وآئل من فمه في محآوله منه للتمآسك وتهدئة إنفعآل ضحكه العآتي .. آدم جدًا قذر وتفكيره منحـرف ..
أسند آدم ظهره لخلفية كرسيه ينآظر المكآن حوله تقييماً لجمآليتّه دون إهتمآم للي قآعدين معه وكأنه من قبيل الثوآني مآقآل قولـه معقب: المهم إن ثلآثتنآ خيبتهآ ليتهآ بس بركت علينآ , مآفينآ رجّآل صدق إلآ نجيـم
رآمز: إيه لأنه وصخ مثلك
آدم: هههه فديته المصري ولد كآمل

وآئل: توني مكلمـه قبل أرجع السعوديه .. كآن بـ اليونآن قآل يومين ويرد نيويورك
آدم: مآعتقد إني أقدر أروح له مثل أول الحين تزوّج
رمقه رآمز بـ حدّه مردف: وين تبي تدوج بعد وإنت كم يوم وبتتزوّج ! هذي بنت عمّي يـ آدم , يعني حيآة السربته هذي إنسآهآ
صفق آدم يديه بـ ضجر صآئح: لآحول ولآقوة إلآ بآلله آلحين وش قلت أنآ كليتني بقشوري وآقف لي ع الوحده وقآرش ملحتي

وآئل وإللي يدري تمآماً عن غيرة رآمز الشديده وخوفه الأشد تجآه جمآعته تدخل موجّه كلآمه لـ رآمز: شفيك إنت مآقآل شيّ الرجآل وبعدين تدري عن آدم وسوآيآه مآهو رآعي سربته وتدويج .. إهو شيخنآ ترآ , ذآك اليوم إهو الوحيد إللي سفه البنآت عطآهم ظهره ومآخذآ الرقم مو مثلي ومثلك هـآآ
رآمز: إيه لأنه إبتلش مآعرف شلون يتصرف
وآئل: لآتظلمه .. وحنّآ بعد إبتلشنآ بس خذينآ الأرقآم

لوى رآمز فمه بـ حنق رآد بعصبيه: خلص وللي يعآفيك لآتذكرني ................ ههههه
وآئل: الحين تضحك هآآ
رآمز: مآنيب قآدر أنسى ذآك اليوم وآلله .. أهم شيّ نجم إللي عصّب هو الجريئ إللي يبي يرقم ولآ وحده عطته وجـه وحنآ إللي جتنآ البنآت لعندنآ
وآئل: ههههه يآزين الأيآم الخوآلي
آدم: أقول وآئل طآلبنآ عندك ولآ أكل ذقناه ولآ حتى شرب شربناه , علآمك يآمطفـر
رآمز: أعوووذ بآلله – قآلهآ لـ آدم ثم وجّه كلآمه لـ وآئل – ترآ مآلي دخل أنآ مآبي آكل شيّ ولآ أشرب
آدم: إيه ذآ لأنك ولد عـزّ كل شيّ بـ كرشك وش تبي بعد
وآئل: ههههه شف منو الحين إللي مطفـر

آدم: إيه مطفـر وفقرآن ومآني لآقي لقمـة العيش بآلملح بعد شعنـدك ؟!
قآم وآئل هآز رآسه بـ إبتسآمه بآئسه: مآعندي شيّ .. أبجيب شيّ تشربونه لين أطلب العشآ
همس رآمز لـ آدم بعدمآ إختفى وآئل ورآء بآب لـ غرفه ثآنيه بنفس الملحق: دآيم فآضحنـآ ومسود وجيهنا إنت وبطنـك الزرقا ذي شفيك يآخي
آدم: عآدي شفيهآ وآئل خوينآ منّآ وفينآ
رآمز: أبدّ مآفيـه دمّ ولآ إحسآس


....: حيآلله الشبآب وآلله

نآظره رآمز بينمآ إلتفت له آدم وهو يقترب منهم وبيديه كميّه من المشروبآت الغآزيّه وزجآجآت البيره المُطعمّـه دون كحول وعلبـة ميآه معدنيّـه بلآستيكيّـه وضعهم على الطآوله بـ المنتصف: هآ وش تبون أطلب عشآ ولآ تبون أعلم الجمآعه دآخل يسوون لنآ شيّ
رآمز: يآخي أبدّ وآلله مآله دآعي اقعد بس
رفع آدم زجآجة بيره مطعمّه بـ الشعير: اقعد اقعد مآبي شيّ , علمنآ وش عندك

من قآلهآ آدم إلآ ويرمقه رآمز وبـ حـدّه !
توّه ينتبـه آدم على زلّة لسآنه إللي أعآدت الأجوآء كمآ إفتتحت بـه ..
إبتلع ريقه شآد فمه بـ إبتسآمه تظهر حرجـه وكذلك آسفـه .. أعقب وبخآطره تغيير دفّة الحوآر مآدرى إنه وبنفسه أصآب لُـبّ الموضوع وهدفـه !

....: صحيح وآئل هآآ بشرنآ عن الجمآعه ! عسى إن ردتكم سآلمين غآنمين

إلتفت رآمز لـ وآئل بـ إنتظآر جوآبه ..
الجوآب إللي بدآ أولاً تعبيرياً ..
كسآه العبوس والتوجـم , سؤآل آدم كآن مُبآغت .. أحسّ وفجأه دون تمهيد بـ إختنآق .. بـ صعوبه إبتلع ريقـه في حين تمّ آدم ورآمز يتبآدلوآ فيمآ بينهم نظرآت التعجب والإستغرآب إلى أن لفظ وآئل وبمنتهى الإنهزآم: ولأجل هآلشيّ طآلبكـم

قآم رآمز من مكآنه وقبل أن يكمل وآئل .. جلس بـ الأرض ويسرآه مشدده على ركبة وآئل اليمنـى .. توجسّ مقدماً السـوء بآللي وآئل على وشك أن يلفظـه وتأكد فعلياً مآ إن لفظه: مآنجحــت

أطبق آدم فمـه بآلقوّه مبتلع أول شربة من الزجآجه بعدمآ نطق تعبيرياً ودون صوت لفظ الـ - أووهـ - الـ آسفـه , في حين
إستنطق رآمز وآئل وبهدوء: مختنــق ؟!
تحسس وآئل عنقه والدموع كتلـه متلألأه بعيونه: بقــوّه

من فوره آدم وقف عن مكآنه منزل الزجآجه من يده فوق الصآوله بـ المنتصف جآلس على ذرآع الكنبه الجآلس عليهآ وآئل .. إستشعر شدّة ضعفـه ..
وآئل بطبعـه رقيق المشآعر مُرهف الحِـسّ ..
أقل تأثير سلبي على نفسيته قآدر إنه يصيبه في مقتـل ..
تحسس برآحة يمنآه المبسوطه أعلى ظهر وآئل بموآسآه هآمس: آلله يخلـف عليك وعليهآ خيـر , إحمد آلله

لآشعورياً سقطت دمعتيه بـ إنتفآضة صدر إثر شهقه قويّه طآل كبتهآ وبسببهآ ألجم فمـه ببآطن كفّه الأيمن في حين همس آدم رفضاً لـ هوآنه محتضنه: لآآآآ لآآآآ يآخوك .. شدّ حيلك عآد مو كذآ
قآلهآ آدم وبمنتهى العطف والرقّه في حين وقف رآمز على ركبتيه سآحب يده الملجمه لفمه محتضنهآ بين يديه مُحرر شهقآت وآئل المخنوقـه: بس يآخـوك لآتسوي بنفسك كذآ .. قدر آلله ومآشآء فعـل
خلل آدم أصآبعه بـ شعر وآئل الكثيف كثآفه غير طبيعيّه بمدآعبه رقيقه له من المؤخره: لآتصير ضعيف كذآ , نفسيتك هذي بتأثر على نفسيتهآ ... رآعيهآ يآخوك , هي أكيد متألمه أكثر منك ومحتآجه بهآلوقت شيّ يقويّهآ وإنت كذآ ترآ تزيدهآ عليهآ مآتنفعهآ

لفظ بصعوبه من بين مرآرة نشيجـه: أنآ السبب
تحسس رآمز ظآهر يدّ وآئل وبحرآره قآصد تنبيهه هآمس: لآتغضب ربك يآوآئل .. ذآ قدره لآتسخـط

....: هي كآنت رآضيه بحآلهآ ومقتنعه وأنآ إللي أصريت .. أنآ إللي عطيتهآ الأمل لين تعلقت فيـه ورديت هدمتـهآ بآلنتيجه والخبـر
آدم: آستغفر آلله ولآحول ولآ قوّة الآ بـ آلله
تعلقت عيون رآمز بعيون آدم وكلآهمهآ نظرآت وملآمح وآحده موحده .. خآئبـه , حزينـه ....... وآسفــه

مآل وآئل برآسه على صدر آدم وإرتخى في حين كآنت يديه مصفطه لمآ بين فخذيـه وبين يديّ رآمـز ..
صوته حزيـن مخنـوق , وعيونـه ذآبلـه .. همس بـ نبره شحيحـه بآهته ومتألمـه: مآنيب قآدر أطآلعهآ .. عيوني رآفضه تجـي بعيونهآ
آثر آدم ورآمز الصمت عن النطق وإن كآن بـ الموآسآه تآركين له حريّة المسآحه بـ الفضفضـه وإخرآج إللي إمتلآ به قلبـه وضآق به صدره وأثقل لـه نفسـه ...

أكمل وعيونه مصوبّه للمدى من أمآمه تنهآل منهآ دموع الخيبـه والأسى والإنهزآم: حآس إني جرحتهآ وجرح كبيـر مآنيب عآرف شلون أدآويـه .. ردينآ وكلاً منتظر شوفتهآ على رجولهآ وآقفه وهي مآقآمت عن كرسيهآ .. حآس إني مختنق وكل مآلي أختنق أكثر ضآيق بي وسع الكون وسكوتهآ عنـي أكثر شيّ معذبنـي .. مآنطقـت بكلمـه ولآ حـرف , مآعلقّـت .. مآشفت لهآ أي ردة فعـل وإن كآن صدمـه حتى من الخبـر أو حـزن أو حتى رضـآ بـ البلآء والقضآ .. مآبكــت , مآنزلت لهآ ولآ دمعـه .. قوتهآ هذي ورآهآ ضعف كبير وهي غآصبه نفسهآ تتمآسـك وذآ إللي قآعد يذبحنــي إنهآ كآتمــه بنفسهــآ , قآعده تتألم نفسياً وتتوجـع وأنآ أدري وعآجــز .. عآجز لأني مستحـي .. مستحي أقآبلهآ وأوآجههآ وأتكلّم معهآ .. عآجز أطلبهآ تفضفض معـي , تشكي لي , تبكـي ... تلوم عليّ أو تعتب .. لو إنهآ تسبنـي أو حتى تلعنـي لأني إللي أجبرتهآ على هآلشيّ وآلله إني رآضـي لكنّي مو قآدر ... مو قآدر وآلله يلعنه ذآ العجـز والهوآن إللي فينـي مآنيب متحمّل نفسي

شدّ رآمز شفتيه المطبقـه بـ أسف .. كلمآت وآئل كآنت مؤثـره , صوته كآن رقيق يشتكيّ ألمـه بعذوبـه ..
غآدره الإدرآك عن صحيح وآجبه في هآلموقف , محنـه نفسيّه شديدة الـوجع مآيلوم خويّه عن أي ضعف وأي إنكسـآر ..

إلتزم الصمت خآفض رآسـه بـ خيبة كبيره وعجـز بينمآ شدد آدم من إحتضآن رأس وآئل وكأنه من العنق يقتلعـه وبـ نبره رقيقه هآدئـه ودآفئـه ... تمتم بـ الذكـر هآمس: الهم يآفارج الهم وكاشف الغم مجيب دعوة المضطرين، رحمن الدنيا و الآخرة ورحيمهما ، أن ترحم عبدك وآئـــل فآرحمه رحمة تغنى بها عن رحمة من سوآك , لآ إله إلآ الله العظيم الحليم ، لآ إله إلآ الله رب العرش العظيم ، لآ إله إلآ الله رب السموآت ورب العرش الكريم ... اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك نآصيتي بيدك ، مآضِ في حكمك ، عدل في قضآؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتآبك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبه، ونور صدره، وجلآء حزنه وذهآب همّـه ..........



/
/

حلم الحياه 19-08-16 02:03 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/

ظهيرة نيويورك ..

أنزلت الهآندبآغ من على كتفهآ الأيسر دون مبآلآه وكأنهآ تحذفهآ .. الإرهآق بآدي بوجههآ المتعرق وملآمحهآ المنزعجـه ..
نزعت الكآب الأسود من رأسهآ حآذفته وبلآ أدنى إهتمآم فوق الشنطه إللي أنزلتهآ بـ الطرقـه فور دخولهآ للشقـه ..

تصرفآتهآ العشوآئيّه اللآمبآليـه مثيره لجنونه أقصآه ..
لحقهآ والغضب سآكن بين قسمآته بعدمآ أقفل البآب ...

....: هيـه إنتــي ...... سِـت ليلآ !! إيش الكركبـه هذي
أشرت له بيدهآ غير مهتمه موليته ظهرهآ , وبـ تعب تهآلكت على كنبة الصآلون العريضه .. سآق ممدده والسآق الثآنيه مرفوعه معلقّه فوق الكنبـه ..
بصدمـه غير مٌصدق توسعت عيونـه وجحظـت ..
من جدهآ ؟! رآفعه رجلهآ فوق الكنبـه ! وبـ جزمتهآ !!!

وقف أمآمهآ وشرر العصبيّه يتطآير من عيونـه: قومـي يآلزفـت
سآعدهآ الأيمن مظلل فوق عيونهآ المغلقه , ردت بصوت مُرهق نآئم: نجم ترآ حدّي تعبآنه مآلي خلقك
وصلت معـه مآعآد فيه .. هآلبنت من أوصخ الكآئنآت إللي بحيآته مآظن إنه رح يقآبلهم أو يحتك فيهم بطريقه وإن كآنت غير مبآشره .. لأنهم ببسآطه مو من النوع إللي يسمح لنفسه وإن كآن على رقبته بمخآلطتهم ..

ليش الشيّ إللي مآتبيـه هو إللي غآلباً مآتطيـح إلآ فيـه !!
هآلبنت بتحوّل محيط حيآته ومكآن معيشتـه وسكنـه لأعظم مزبلـه بـ التآريـخ ..
قبض على ملآبسها من منتصف الصدر رآفع نصفهآ العلوي عن الكنبه الشيّ إللي نبههآ من غفوتهآ مبققه عيونهآ بذعر مرتآعه ليلفظ هو من بين أسنآنه: إسمعـي إنتـي .. ترآ أنآ إللي مآلي خلق .. وصخك وعفنك هذآ مو عندي فآهمـه

....: إنت الحين شتبـي , شسويت أنآ ؟!!
....: أولاً شوفي وضعك ! أول مآدخلتي رميتي نفسك ع الكنبـه هذآ وملآبسك كلهآ ترآب وقرف .. غير إنك نآيمه بجزمتك خير إن شآلله !!! شلون سمحتي لنفسك أصلاً تدخلين الشقه وهي برجلك !!
تأفأفت بضجر مستقعده بعدمآ حرر ملآبسهآ من قبضته لتميل بنصفهآ العلوي فآصخه فردتي حذآئهآ الريآضي مدخلتهم تحت الكنبه وهو الشيّ إللي طآر معه عقلـه صآح صآرخ: بنـــــــــت !
إرتآعت من صيآحه تنآظره مذعوره هآمسه: إيش !!!!
مسح على وجهه مستغفر حآث نفسه بآلصبر وطولة البآل ..
جلس جمبهآ للحظآت صآمت يستحضر فيهم الثبآت ثم أردف وإبتسآمه مصطنعه بوجهه يجآهد نفسه: ليلآ حبيبـي .. إسمعي

....: أسمعك
....: تدرين إني مآ أحب هآلحركآت , فحآولي تكوني ملتزمه شويّ بآللي أقوله
....: أي حركآت !
....: الوصخ إللي تسوينه
....: مآسويت شيّ , الجزمه وفصختهآ
....: حبيبي إسمعي , وإنتي على بآب الشقه تفصخينهآ وتحطينهآ بآلدرج , والشرّآب بعد
....: مآحب ألبس شرآبآت
هنآ طآر البرج من رآسه , أي إهمآل وإستهتآر هذآ إللي تعيش فيه ..

مسح على فمه المفتوح حآك شعيرآت ذقنه القصيره معقب: وهذآ غلط , غلط تلبسين جزمآتك المقفوله بدون شرآبآت لأن الرجل تتعرق وإن مآكآن فيه شيّ يمتص هآلعرق ممكن تتفآعل الفطريآت وتضـرك حبيبي .. ثآنياً , أول شيّ تسوينه تغسلين رجلك ثم بعدين تجلسين برآحتك عآدي .. أمآ في حآلتك إنتي ووصخك فـ لآزم تآخذين شآور أول ثم تنآمين
إرتخت كتوفهآ مغمضه عيونهآ بطفش , هي وهو مستحيل يتوآفقون بهآلشيّ ..
حكّت شعرهآ من المقدمه والنعآس كل مآله يتمكن منهآ: خلآص بآخذ شآور لكن مو الحين .. بنآم شويه وبعدين أقوم أسوي كل شيّ تبغآه

قبض يمنآه وبقوّه على عضدهآ الأيسر جآبرهآ توقف مآشي بهآ بخطوآتهآ المُلكعّه صوب الحمّآم – بـ الكرآمه -: لآ .. قلت أول تآخذين الشآور بعدين ضفـي سوي إللي تبيـه جعلك تنآمين مآتقومين يآلوصخـه وش هآلبلآ إللي بليت نفسي فيـه

قطّهآ دآخل الحمّآم بوجه متقزز مشمئز يفرك يمنآه لترد هي هآزئه رآفعه له محلول معقم من فوق رفّ زجآجي معلق بـ زآوية جدآر الحمّآم حآذفته عليه سآخره: خذ عقّم يديك من مسكتـي بعدين البكتريآ تتكآثر عندك ويجيك أمرآض هه
أطبق فمه منقهر رآد: وأنآ توني مآجتني الأمرآض .. إمتلى البيت عفـن

....: أقول إطلع برآ بس مآ المعفن إلآ إنت يآلمهوجس يالموسوس
أقفلت البآب بوجهه مقفله ورآهآ بآلمفتآح صآئحه: وعلى فكره أنآ إللي بليت نفسي فيك مو إنت
من ورآء البآب رد هآزئ: قولي قسم !
....: إيه , مآكنت أتحمم إلآ مرتين بآلإسبوع والحين كل يوم أو مرتين بعد بآليوم .. على فكره هذآ إللي صدق يجيب المرض
....: أقول يآلوصخه إعجلي عشآن تطلعين تغسلين ملآبسنآ من السفـر

كآنت لتوهآ وأعطت للبآب ظهرهآ إلآ وردت فتحت البآب صآئحه: إيــــش ..... إيش إيــش !!
إلتفت لهآ ليشوفهآ وآقفه متخصره بكلتآ يديهآ مفرقه مآبين سآقيهآ مجآوبهآ بـ برود: إللي سمعتيـه .. مو سآفرتي ؟ مو قضيتي بدآل شهر العسل ثلآث شهور ؟ .. خلآص إنتهى الدلع , يلآ شوفي شغلك
ضربت الأرض برجلهآ صآرخه: آلله يآخذك يآنجم ويآخذني إني تزوجتك وآلله مآ أنظف ولآ أغسل ولآ أسوي أي شيّ .. وشهور عسلك المعفنه هذي أكرههـــآآآآآآآآآآآ
إتسع فمه بـ إبتسآمه تذيبهآ مقترب لهآ واللؤم بعيونه: إحلفـي عشآن أصدق

....: أي دلع إنت ووجهك ! إنت وآحد موسوس الحيآه معآك لآ تطآق .. أشرب أجفف الكآس , آكل أغسل الصحن .. أبدل ملآبسي لآزم أغسل إللي توي وفصخته .. بعد مآ يجف إللي غسلته لآزم أكويه ثم أصفطـه.. أمسك أي شيّ وإن كآن تآفه زيك لآزم أعقم يدّي .. أغسل أسنآني بآليوم عشر مرآت .. كل شويّ نكنس ونمسح بـ أم الزفت الديتول , لكن نمسح بمويه بس كذآ لآ مآيصير .. الزبآله لو فيهآ ثلآث منآديل كذآ مليآنه ولآزم نتعنى وننزل نفرغهآ .. أوف منــك أوف , ولآ تذلني بـ شهور عسلك هذي كآنت رحلـة شغـل وإنت خذيتني معـك وليتني مآرحت تكسـر جسمـي من مشآويرك

حآوط خصرهآ بسآعده الأيسر مبعد بـ انآمله اليمنى وبمنتهى الرقّه شعرآتهآ المتمرده عن وجههآ هآمس: تعودي بآخذك معآي كل أسفآري
دفته بكلتآ يديهآ من صدره بنفور إلآ إنه شدد من جذبهآ له مآنعهآ هآمس: تؤ , إيش قلنآ .. تسمعـي كلآمي زي الشآطره ليلآ عشآن مآ أزعل منك
قلبت عيونهآ هآزئه: إزعل وولـي بآلله .. يكون سويت فيني خير

....: ههههه وآلله ! إيش اللسآن الطويل هذآ سِت ليلآ
....: يآنجم إنت تخنقنـي مآني متعوده على كل هذي التحكمآت وليتهآ على شيّ يستآهل يآخي صدقني إنت مريض وآلله مريض .. هذآ وسوآس قهري
....: طيب والمريض نعآنده ونزيده مرض ولآ نسآعده
....: بآلله كيف مفهوم المسآعده عندك إنت هآه
بـ خده الخشن دآعب نعومة خدهآ هآمس بآلقرب من اذنهآ: هآوديني بس وخليك مطيعه
أخذت الخطوه هي بدلاً منه طآبعه قبلتهآ الرقيقه النآعمه على خدّه: بحـآول , يلآ إذلف
....: ههههه وآلله !!
....: إي وآلله
....: قآعده تتعلمين اللغه بسرعه , مو أي شيّ أقوله سِت ليلآ تقلدينه ويلآ إخلصي عشآن فيه مفآجئه
....: مفآجئة إيش !

أعقد حآجبيه لوهله بلويّة فمّ ثم أعقب بلآ مبآلآه: ولآ أقولك لآ خلآص
توّه بيقفي عنهآ إلآ وردت تسحبه من مرفقه: ويــن إنت , لحظـه ..
إلتفت لهآ متململ: هـآآه
....: إيش تقصد ! قول
....: كنت بقول بس هوّنت , مو تقولين مآتبين ترآفقيني أسفآري .. وبس سفره وحده لليونآن لعنتي خيري

....: ليش إنت بتسآفر !!!
حرك لسآنه دآخل فمه عيونه بآلسقف ويديه بجيوبه: آممم
شدته من معصمه مخرجه يسرآه من جيب بنطلونه: إنت هيي , يلآ قول ويـن
....: وش هآلعربجـه ؟ وليش مهتمّـه ! خلآص تطمنّي بسآفر بروحي وإنقبري هنآ لوحدك
....: بعينك يآنجم طيب ! مآرح أنقبر إلآ معـك , ويلآ قول وين بتروح !
....: آآخ يآزين القبر وإنتي فيـه .. صدق بتنقبرين معـي !

قلبت عيونهآ والإشمئزآز بوجههآ: ليش هو بلآء في الحيآه وفي الموت بعد , أحس تندفن والمعقم بيدك ههههه يآآآي حيكبوآ عليك الترآب مره وصـخ ههههه طلعوني آخذ شآور
....: وآلله ؟ إنتي كذآ ظريفـه يعنـي ؟ وش العسل وخفـة الدم هذي !
....: ههههه وآلله أحبك يآنجم , بعيش معك وأنقبر معـك بس إنت لآتخلينـي
إبتسآمه بآئسه مآل بهآ فمه المطبق أتبعهآ بجذبه القوي لهآ من يسرآه إللي إستقرت بـ خلفيّة رآسهآ دآفس وجههآ بمنتصف صدره: وين أخليك يآظريفـه , بتعيشين وتموتين معي وإن كآن غصب عنـك ... بآخذك معي السعوديّـه
من فورهآ إبتعدت عنه وتلآشت إبتسآمتهآ هآمسه: إيش !

نجم: بـ العآده بعد كل فترة شغـل طويله متوآصله مثل هآلثلآث أشهر آخذ إجآزه بنفس المدّه .. فـ شرآيك شهـرين نروح السعوديّه أعرفك على نـص أهلي وشهـر نروح مصـر أعرفك على النص الثآنـي .. هــآ ؟!

ودون تمهيد , نقزت عليه متعلقه برقبته دآفسه خشمهآ الصغير بـ جآنب عنقه الضخم كمآ الطفله صآئحه بـ صخب من فرط سعآدتهآ والحمآسه: أيوآ أيوآ بـرووح بروح معآك
طوّقهآ بسآعديه تخفيفاً من حملهآ المتعلق برقبته: ههههه شف إللي من شويّ تسبّ ومآتبي تسآفر
....: وآلله مآخليك يآنجم
....: ههههه طيب إدخلي يلآ خذي شآور وأنآ بعدك

ليلآ: طيب ليش مآنآخذ شآور مع بعض ههههه
....: أوووووهـ سِت ليلآ تطوّرت , وين زمآن أول , لآ يآنجم , بعينك يآنجم ومدري إيش يآنجم

دفته بقبضة يمنآهآ من صدره: مآتنعطى وجه , تصدق المزح جِـدّ
عطآهآ نظره تفهمهآ وهو يعقب: لآتخليني الحين أوريك شلون تمزحين

أطلقت ضحكآتهآ الصآخبه رآكضه خطوتيهآ للحمّآم مقفله البآب من ورآئهآ هروباً من تنفيذه لتوعده إللي فهمته من نظرة عيونه لـينتفض صدره هو بضحكه قصيره مبلل بلسآنه شفته السفلى البآسمه لحظة مآ أعقبت هي بصوت جآهر من بعد دخولهآ مقفله البآب: يمّــه منــك


/
/


مسآء السعوديّه ..
ضمت سآقيهآ لبعضهم في جلسه مُتأدبه وعيونهآ تمرر بين الكيآنآت الثآبته من حولهآ ..
البيت مُريح في بسآطته , دون تكلّف أو إختلآف عن غيره من تصآميم البيوت المعتآده ..
أثآثه وديكورآته مألوفـه دون تميّز ..
تذكرهآ بشقتهم المتوآضعه قبل إنتقآلهآ لقصرهآ العآجـي !
لحظآت من الإنتظآر إنتهت بـ دخول صآحبة البيت عليهآ مُرحبّه وبـ حرآره ..
وجههآ بشوش مُريح , هآدئ الملآمح رقيق التقآسيم ..

من فورهآ وقفت مبتسمه بـ توتر إبتسآمتهآ القصيره ثم بآدلتهآ التحيّه بـ القبلآت السريعه الخآطفه على جآنبي الوجـه ثم المصآفحه بـ اليدّ ..
وبـ إيمآءه رآضيه إستجآبت لطلبهآ بـ الجلوس مبتدئه هي حديثهآ بـ إعتذآر: أنآ آسفه جآيه من غير معآد
....: لآ عآد شلون هآلكلآم , عُديّ ولدي معطيني العلم إنك بتجينآ اليوم إن شآلله , وبعدين حتى لو بدون علم شفيهآ ! أدري إنك صديقة نسمه وبنت خآلتهآ يعني خوآت , قدرك وغلآك من غلآهآ وقدرهآ ونسمه مثل بنتي إللي مآجآبتهآ بطنـي .. يعني البيت بيتك


فركت يديهآ ببعضهم مآفآرقتهآ الإبتسآمه المطبقه والمشدوده بـ توتر .. أعقبت بـ هدوء: غصب عني وآللهـي بس أنآ بتصل بـ نسمه كتير ومش بترد عليّآ خآلص , دآ غير إن عندي ظروف منعآني أسأل عنهآ أي حد من أهلهآ
بتفهّم هزت رأسهآ إيجآباً وبسرعه مردفه: إي يمّه أدري .. آلله يعوضك خير إن شآلله .. وأبدّ مآصآر شيّ ولآ يهمّك , من زمآن أصلاً ونسمه ودّهآ تزورينهآ وأخيراً سويتيهآ مآبغيتي
....: هههه مآشي
....: إنتي مصريـه مـو !
....: آه بآبآ مصري , إسمي حوريّـه
....: مآشآلله وتبآرك .. آلله يحفظك

مآخفى على حور نظرآت الإعجآب المبآلغ فيه دون قدره على السيطره أو التحكم فيه بـ إخفآءه من نظرآت العين المبهوره ..
الشيّ إللي ضآعف من توترهآ برغم حميميّة هآلمرأه إلآ إن نظرآت الإعجآب المتفحصّه بعيونهآ دون انضباط زآدتهآ إرتبآك وهي على عآدتهآ ..... بصعوبـه تألف الغربآء !
إبتلعت ريقهآ لآفظه أول مآطرآ لهآ وإن ظهر سخيف ..: أنآ أخت عُمـر على فكره , هو ودكتر عُديّ أصحآب من زمآن

إرتفعوآ حآجبيهآ مبتسمه: عُديّ قآل إن أخت عُمر بتجينآ والصدق تفآجئت من شفتك , أنآ أعرف عُمر من زمآن وشفته بس مآتشبهون بعـض
حور: آه يعنـي إحنآ عيلتنآ مخلطّه محدش شبه التآني .. ليّآ أخ كمآن أكبر منـي إسمه نجـم بس شغلـه برآ فـ أمريكآ شكـل تآني خآلص لآ أنآ ولآ عُمـر
....: إنتي شكلك مشآكسه يآلقطوه وشقيّه

بصدمه نآظرتهآ حور متنحه .. بلحظـه تلآشت إبتسآمتهآ وسكنت ملآمحهآ دون تعبيـر ..
الشيّ إللي أثآر إستغرآب ام عديّ وتشككهآ في كونهآ لفظت شيئ خآطئ تحسست منه حور أو بسبب هي تجله .. سألت مرتآبه: شفيـك يمّـه !
بسرعه تدآركت حور نفسهآ وجمود الموقف .. أخفضت بصرهآ للأرض مبتلعه ريقهآ وبقوّه ..
أحست بصعوبـه وكأنهآ كره غليظـه بمنتصف الحلق ..

دون سآبق معرفه من أم عديّ إللي لفظت قولهآ كمآ الملح على الجرح ..
هآلوصف الخآص فيهآ وحدهآ منه هو وحـده دون غيره ..
ذكرى اللحظـه الفوريّه إللي تبآدرت لذهنهآ من أطلق عليهآ هآلوصـف ..
القطـوه !
أصدقته القول بأن نجم كآن سآبق له بمنآدآته لهآ بذآت الإسـم الوصفـي .. ومآكآن تعقيبه إلآ تحذيري متوعـد ..
مآحد يلفظ هآلإسم غيره هـو لأنهآ وبمنتهى البسآطه من أملآكه الخآصه والخآصه جداً , تخصّـه وحده دون شريـك ..
حوريّه القطـوه , قطـوة رآئـف !

بـ نصف إبتسآمه فآتره سألت هروباً من الموقف وإحسآسهآ بـ الإرتبآك: هي نسمـه فيـن ؟!

بلحظه تجدد الحزن بعيونهآ مطرقة الرأس تنآظر موطئ قدميهآ مطلقه تنهيده عميقـه مغمومه مهمومه: آآآخ بس يمّـه , مدري عنهآ .. تعيجزت معهآ أرآضيهآ وغلبت .. حتى عُديّ وآلله مهموم معهآ , لآحق ولآ بآطـل عرفنآ نآخذه منهآ مآهيب معطيتنآ عقادن نآفع .. مآندري وآلله شفيهآ إعزلت روحهآ عنّآ وفجأه مع إنه وآلله مآقصرنآ معهآ بشيّ

أعقدت حور حآجبيهآ إستغرآباً بتفكير , التعآبير الإستنكآريّه إللي تدآركتهآ أم عُديّ لترد مكمله: حسبآلي منقطعه عنّآ بس ليش صآده عنك بعـد !
حور: معرفش وآللهي .. آخر مره كلمتهآ كآنت من شهـر وأكتر ومن يومهآ وأنآ كل يوم بكلمهآ وهيّآ مبتردش عليّآ , حتى قبل الشهر دآ كلآمهآ معآيآ كله كآن مختصر ومحدود .. مش زي الأول .. فيهآ حآقه فعلاً متغيّره بس أنآ قلت بئـه مبدهآش لآزم أشوفهآ وإنتي عآرفه وضعـي كآن صعب إني أخرج ولسـه مخلصّه العدّه

أطبقت شفتيهآ بـ أسى مشدوده يعلوهآ الأسف هآزه رآسهآ إيجآباً بـ تفهم هآمسه بموآسآه: آلله يعوضك عنه خير إن شآلله , ذآ نصيبك يمّه قولي الحمدلله
زفرت بـ همّ نفس مسموع رآده بصوت خفيض ونبره خآئبه: آلحمدلله

تحسست أم عديّ أعلى ورك حور الأيسر بـ رفق مبتسمه بموآسآه إبتسآمتهآ القصيره ذآت الأثر المريح طآلبتهآ بـ حنـوّ: قومـي يمّه معـي نرقى فـوق .. هي بغرفتهآ , أبدّ مآتطلـع منهـآ !



/
/

/
/

بخطوآت لعوب متدلله سآقيهآ مكشوفـه ..
مآيسترهآ دآخلياً إلآ ملآبسهآ الخآصه وقميصه الأبيض !
أكثر مآيثير إستفزآزه هو إستخدآمهآ لمقتنآيه الخآصه وإن كآنت ملآبـس ..
تذكرت آخر مرّه إرتدت فيهآ قميص له كسآهآ تمآماً ووصل لمنتصف الفخذ ..

على شآطئ اليونآن قرآبة الشهـر .. مآتعمدت هآلشيئ إلآ إنه كآن وسيلة سترهآ الوحيده بعدمآ بللت ملآبسهآ بآلسبآحـه بسبب نزولهآ للمآء دون جهوزيّه بملآبس خآصـه ..
إنمآ بملآبسهآ فقزت بآلمآء ..
لحقهآ هو لكن بعد نزعـه لـ قميصه الأبيض الخفيف , و – شورتـه – المُشجّـر !

إبتسآمه هآزئه مآلت بهآ شفتيه المشدوده بعدمآ لبست قميصه مردف: يعننك كذآ تغرينـي ! حركآت الحريم إللي يلبسون القمصآن وتكون وآسعه عليهم وطويله والرجّآل يُثآر وإنتي عآرفه البآقي .. لآ حبيبي منّي من هآلنوع الفآشل من الرجآل وفصخي قميصي مآحب أحد يلمس ملآبسي

....: اقسم بآلله إنك أفشل فآشل , أصلاً مآلبسته عشآن إللي في بآلك , قآل أغريك قآل هـه
....: طيب فصخيـه عشآن فعلاً شكلك أغريتيني وإحنآ مو بآلبيت الحين
....: ههههه شوي لين تجف ملآبسي
....: وأنآ شبيصبرني عليك لين تجف ملآبسك !
....: ههههه بلآش قلة أدب يآنجم

بـ شقآوه من وقع الذكرى القريبه لهآ , بـ أسنآنهآ العليآ عضت على طرف لسآنهآ الخآرج مبتسمه وهي تشد على جسدهآ قميصه الأبيض ..
همست بقلبهآ بآسمه " أنآ أوريك شلون مآحد يلمس أغرآضك , يآ إنت إللي بتمشي على هوآي أو أنآ إللي أمشي على هوآك , وسوري يآنجم , إنت مره أوفر , مقدر "

وعند آخر كلمآتهآ بهتت إبتسآمتهآ آخذه في التلآشي إلى أن إختفت ..
وقفت حركتهآ قبل مآتوصل له .. مآتشوف إلآ أعلى كتفيه من ظهره ورأسـه ..

صوته جهوري صآئـح .. وغآضــب ..


....: وللي يعآفيك يمّـه , مآلـــــه دآعــي كلآمــــك / أستغفرك يآرب يمّـه آلله يهدآك / يمّـه لآتقوليـــن هآلكـــلآم تكفيـــن / وليش تظنين هآلشيّ ليــــــــــش / هو عشآن مآطعتك يعني أقهرك , يعني لآتلوميني إذآ ظنيت إنك عشآن مآوآفقتيني إنتي بعد تبين تقهرينــي / أجــل شوفــي نفســـك وش تقوليــــــن / يمّـه مآ أصيــح إنتي إللي قآعده تصآرخيـن ومآنيب عآرف أتكلّم ويّآك / يعنــي مآتبين تشوفينـي !! / متأكــده إنك فعلاً متبريّـه منــي ؟!! / وآلله إن إكدتي هآلشيّ الحيـن مآ أشوفك يمّـه ولآ أوريك وجهـي ليـوم الديــن .. بس أكدي لي كلآمـك وإنك صدق مآتبينـي

عند هآلطلب منه متعشم فيهآ مآترده أو تخيب بلفظهآ القآسي ظنـه , كآنت الخيبـه أقـوى ... تشكلّت في ضربـه قآضيـه
صدمته آخذه في التصآعـد ..
أمه ودون رحمـه منهآ آخذه في إلقآء دعوآتهآ القآسيه دون توّقف حتى برجآءآت أخته حوريّه إللي يسمـع صوت صيحآتهآ البآكيّه في محآوله منهآ لسحب الجوآل من أذن أمّهآ الصآرخـه , منهآره ..


....: يآعسآهآ المــــوت يآنجـــم , جعلهآ بآللي مآيردهــآ .. جعلهــآ تفــآرق ولآتدري عنهــآ لأجل تعــرف بحق آلله منهــو الأبقــى لك .. جعلك تنقهــــر بذيك الفآسقــه قليلة الخآتمــه إللي عمــت قلبك ويآجعلــه قلبــك ينحســر يآنجــم وينفطــر عليهـــآ مثل مآقهرتنـي وحسرتنـي عليــك .. حسبـــي آلله عليــــك ... حسبــي آلله عليـــك يآنجـــــــــم وأنآ أمـــك آلله يحرمك السعـــآده مثل مآتحرمنـي منهآ بسببهآ جعلهــــآ تبكيـــك يآنجـــم و جعــــــــــــلك مآتتهنـــــــــى


إرتدت خطوه للورآء متوآريه خلف الجدآر من لمحت إغلآقه لجوآله وحذفه على الكنبّه بكل عـزم وقوّه ..
توّهآ بترد مآطه رقبتهآ من ورآء الجدآر إلآ وتشهد وقوفه عن الكنبه شآد على جسده من الجآنبين تيشيرته القطنـي الخفيف ..
من فورهآ ركضت وعلى أطرآفهآ وآخر شيّ سمعته منه هو تنهيده عميقـه مُهلكــه ..
لقت نفسهآ بغرفة النوم متلفته يمنه ويسره بضيآع مآتدري وين تختفـي ..
على الأكيد إنهآ الحين موصله معـه ومن الوآضح وإللي فهمته من المكآلمه أنهآ المتسبب الرئيسي إن مآكآنت السبب الوحيد !

سقطت عيونهآ على بآب الحمّآم – بـ الكرآمه – مطلقه شهقه قصيره وبخطوتين سريعه نفضت بيدهآ الستآره الخرزيّه المتدليه فوق البآب ودخلته مستنده بظهرهآ للبآب تشهق بعمق وكأنهآ هآربه توآرت أخيراً من بعد الفرآر ...

مآ أمآهآ ترتخي أعصآبهآ إلآ وردت متصلبّه بـ إنتفآضه جسدهآ من تصفق بآب الغرفه وبقوّه !
مآتدري ليش ودون شعور منهآ هرولت للمغسلـه إللي تفآجئت بـ أدوآتهآ الشخصيّه مرتبّـه عليهآ ..
مآقدر يتحمّل وقآم يفرغ الشنآط ويرتب الأغرآض ..
بـ إندفآع حشرت بفمهآ رأس فرشآة أسنآنهآ بعدمآ غطتهآ بـ كميه وآفره من المعجون ..

المعجون إللي غصّت بـه مبتلعه نصفه من إرتآعت مذعوره أول مآنفتح عليهآ البآب ودون إنذآر بـ الطرق ..
إلتفتت له بعيون موسعه ذعر مآتدري سببـه ليقآبلهآ هو بوجه كظيم مكفهـر ..
تفآجئ بوجودهآ في هآلحمّآم لأنه تركهآ وهي تستخدم الخآرجـي مو الخآص بـ غرفـة النوم !
توّه بيقفي عنهآ بنصف إلتفآته إلآ وردّ بسرعه ينآظرهآ ..
إحتدت نظرآته وازدآد عبوسـه إللي بدأ وبآلتبآطئ يتحول لـ إستنكآر .. غير مُصدّق !
وهي بآلمقآبل أنزلت عيونهآ وبتردد للشيئ إللي تعلقت عليه عيونـه ..
الشيئ إللي مآكآن بآلحقيقه إلآ فرشآة أسنآنهآ حمرآء اللون المحشوره بفمهآ والمسببه إنتفآخ للجآنب الأيسر من خدهآ !

من فورهآ وبـ إرتبآك أخرجت الفرشآه من فمهآ سآئله ببلآهه وفمهآ يقطر منه رغوة المعجون: إيـــش !!!

بـ خطوآت متبآطئـه إقترب وملآمحه غير مترجمـه ..
إن كآنت صدمـه , دهشـه , عدم تصديـق , إستنكــآر أو تقـزز !!
على وشك الإنهيآر هـي .. مآتدري هآلكمّ الهآئل من الرعب إللي أحآط بهآ من إقترآبه ...
بلحظآت قصيره خآطفـه خذتهآ الأفكآر والظنون .. وش إللي ينوي عليـه .. مآتوجسّت إلآ السوء ..
تعلقت عيونهآ الدميعه بعيونه سآئله بـ وهن مرتجفـه أحبآلهآ الصوتيّه: شفيـك يآنجــم !!
بـ المقآبل , سألهآ هو ببهـوت مأخوذ بـ الإستنكآر الشديد ... وجداً

....: هذي فرشتـــي !!!
بلحظه تبددت ملآمح الخوف من وجههآ لتحل البلآهه غير مستوعبه قصد سؤآله وإللي يعنيه ..
إنحدرت أنظآرهآ للفرشآه بيدهآ لثوآني من عدم الفهم إللي إعترآهآ ثم أردفت بـ تردد مرتبك: للللللـ لآ
نجم: ..........
....: فرشتـي أنآ
....: فرشتك إنتي الزرقآء
....: لآ فرشتي الحمرآء
نجم: كيف يعني فرشتك إنتي الحمرآء ؟! صآرلي ثلآث أشهر بآليونآن أستخدمهآ
ليلآ: تستخدم إيش ؟
نجم: أستخدم الحمرآء
إتسعت عيونهآ بصدمه عآقده حآجبيهآ وأقصآهم ليكمل هو بصدمه أكبر سآئل: ليكون كل ذآ وإنتي تستخدمين الحمرآء بعـد !!!!
ببرآءه جآوبته وليتهآ مآنطقت: إيــه

من فوره كمآ إللي مآيبي يصدق , أرجع رآسه للورآء شآد على شعره وبقوّه من المقدمه لتسأل هي وبمنتهى السذآجه: ليش مآقلت أول إن فرشتك هي الحمرآء وأنآ الزرقآء
جآوبهآ وبصوت مخنوق يجآهد في كبت الإنفعآل وهو إللي ينفطر قلبه إن تخيّل مجرد تخيل عآبر لو إن أحد يستخدم شيئّ من أشيآءه الخآصه والخآصه جداً مآيشآركه فيهآ أحد مثل فرشآة الأسنآن !

....: تدرين إن كل أغرآضي حمرآء يآليلآ .. كل شيّ حولك لونـه أحمر تتوقعين ليش يعنـي !
....: وليش أتوقـع ؟! – قلبت عيونهآ بضجر ملقيه عليه اللوم – وبعدين لآترمي عليّ الخطآ .. من وين أعرف إن فرشتك هي الحمرآ والزرقآ لي ؟ البديهي أصلاً إن الحمرآ تكون لي لأنه لون البنآت والزرقآ لك شدخلنـي الحين .. وبآلله فيه رجّآل يحب الأحمـر !!!!!!!
تمّ لحظآت على وضعـه , جآمد الجمود إللي يصحبه بلآهه و – تنآحـه - .. وفي المقآبل هي ترمقـه بـ إزدرآء وإستصغآر وكأنهآ بمعرفتهآ هآلمعلومه عنه وحبّه للون الأحمر قد سقـط من نظرهآ !

بـ ضيق صبر من بروده ومن فكرة أنه – متقزز – لإستعمآلهآ ذآت الشيئ وهي شريكته .. رمت الفرشآه وبغضب لتطيح بآلمغسله: خذ فرشتك المعفنـه .. أصلاً أنآ إللي أنقرف أستخدم شيّ لـك
نجم: مآني مصدق !! ثلآث أشهر نستخدم نفس الفرشآه !!! يآقوهآ على قلبـي
ليلآ: مسكين يآحرآم تلقآك الحين لآ على حآمي ولآ بآرد , تبي تجيب إللي ببطنـك .. ولآ أقول روح لدكتور أسنآن أكشف على أسنآنك الـ وآآآآو يمكن السوس إللي بأسنآني جآك

....: ههههه ليلآ مآني رآيق لك
ليلآ: لآ وأنآ كل مآجيت أفرش أسنآني ألقى الفرشآه مبلله , ويآحرآم أقول أكيد الموسوس هو إللي يغسلهآ بآلمويه عشآن مآتمسك فيهآ الجرآثيم ثآريك إنت مغسل أسنآنك فيهآ قبلي يآويحي ويحآه ههههه
....: ههههه ويحك ويحآه هآ , من وين تعلمتي هآلكلآم أنآ مآ أقوله
سفهته رآفعه الفرشآه الزرقآء معقبه: أحسن بآخذ هذي جديده
نجم: ليلآ مآقصدت إللي ظنيتيه ..

رمقته بطرف عينهآ وهي تفرش ليرد هو مكمل: إللي ظنيتيه إني منقرف منك أو مشمئز ... لآء
....: عآدي
نجم: لآ مآهوب عآدي نآظريني
تفلت الرغوه من فمهآ وإلتفتت له دون مضمضه: هـآآ
نجم: مآنقرفت منك .. بس تدرين إني أتحسس شويّ من فكرة إن أحد يشآركني نفس الشيّ
ليلآ: دآم إني شآركتك إسمك يآ أستآذ نجم فـ يآليت تتوقع إني أشآركك كل شيّ ... وإن كآن مثلاً هآلقميص الأبيض التآفه إللي لبستـه
بديهياً إنحدرت عيونه لصدرهآ ثم توسعت من تفآجئ بقميصه وهي ترتديـه !!
رفعت حآجبهآ الأيسر بـ غطرسه مكمله: هـــآ !
أغمض عيونه بقوّه لثوآني يجمع شتآت أمره .. هذي أكيد تبي تجلطـه .. فرشة أسنآن وقميص بنفس ذآت الوقت !
لفظ بـ هدوء يظهر إنه مُجبر: طيــب .. طيــب مآعليـه , سويّ إللي تبيـه

....: ومآرح تنقـرف ؟
رص على أسنآنه بآلقوّه رآد بقهر: قلتلك مآنيب منقـرف
تكتفت برفعة حآجب أيسر حآده ويظهر إنهآ تمآرس عليه شغبهآ لإخرآجه من دآئرة التفكير بمكآلمته مع أهلـه: اثبــت طيـــب ..

ثبت إنفعآله المتمثل في وجوم ملآمحه , حدة نظرته وعقدة حآجبيـه ..
هدأ وإستكآن .. للحظآت يمسحهآ بنظرآته المطوله دون معنـى وآضـح .. وكأنه يبحث بوجههآ عن إجآبه يبيهآ مخصوص وتحديداً يقدر فيهآ ومن خلآلهآ هي يثبت إنهآ على خطأ ...
الإثبآت إللي تمثل قدآمه بـ إستقرآر عيونه على شفتيهآ المكتسبـه لون أبيض حآوطهآ رغوّة المعجـون ..
ودون تفكير مطوّل أخفض رأسه عليهآ مآئل ممسك بخصرهآ النحيل مطبق شفتيـه على شفتيهآ وعضـو آخر من دآخل فمـه يمآرس سحـر القٌبلـه ..

السحر إللي إنحلّ بمجرد إبتعآدهآ عنه مطرقة الرأس في خجل ..
ولآشعورياً إنتفض جسدهآ ضآحكه .. أحست بـ فمهآ ممتلـئ ومن فورهآ – تفلت – كل مآفي فمهآ وإللي مآكآن إلآ رغوة المعجون بيضآء كثيفـه: ههههه وجـع نجم شهآذآ !!!
....: الحين مين المفروض يتفـل
....: فآجئتنـي كآن أغسل فمّي الأول
فتح المويه وبدأ بـ المضمضـه ينآظر إنعكآسهآ بـ مرآيه الحوض مبتسم , إبتسآمته تظهر مهمومه مثقلـه .. تدآركتهآ هي وبآدلتهآ بـ أخرى قصيره مطبقـه ..
تحسست ظهره الوآسع طلوعاً ونزولاً وآقفه بـ جوآره متمضمه ليردف هو معتصر عنقهآ من الخلف رآص على أسنآنه بقهر: إنتــــــي ....... حلآل فيك الذبح

حآوطت وسطه بذرآعيهآ وجآنب وجههآ الأيسر مسند لـ أعلى بطنـه: بوسـه مُطعمّه بآلمعجـون تسآعد على تقويّة اللثـه والحمآيه من التسوّس خخخخ
....: ظريفــه ظريفـه مآفي كلآم
ليلآ: هههه المفروض تستآنس , هذآ عزّ الطلب عندك , كل شيّ نظيف ومعقـم
....: أثبت لك إن مآفي ظني ولآ نيتي هآلخيآس إللي تفكرين فيه , يعني مآنيب منقرف ولآ يحزنون ...... مع إنك مقرفه وكلنآ متفقين على هآلشيّ
ليلآ: أكبر إثبآت إنك متزوجني أصلاً يآلموسوس يآلمهووس بآلنظآفه , مآنيب بحآجة إثبآتآت ثآنيه
ثبت يديه على لوحي كتفيهآ لآفهآ لتقآبله وجهاً لوجه محتضن عنقهآ بكلتآ يديّه هآمس لهآ بـ حنو يظهر مرتجي غير أكيد , خآئـف !!

....: بنكـون مع بعض دآيم ! مآرح نفترق !!
أغمضت عينهآ اليمنى رآفعه حآجبهآ الأيسر تفكر ثم أردفت بـ مكر: لآآ
ثبتت إنفعآلآته الحسيّه لوهلـه ودعوآت أمّه يتردد صدآهآ بـ أذنه .. لأول مرّه يلقي بآل لأمه ويلقي لـ دعوآتهآ إهتمآم !
كآنت دعوآتهآ هآلمرّه منصبّه على ليلآه رآجيه إفترآقهم ..
آذتـه وبقـوّه , دعوآتهآ قآسيـه , آلمـت قلبـه

إنتشلته من سكونه المطوّل بآسمه بـ شغب ضآربته بـ خفـه من يمنآهآ لكتفه: هههه لآتخآف مآرح أخليك نآشبه فيك وإن مآبغيت
....: لآتمزحين معي هآلمزح يآليلآ
إحتدت نظرتهآ مبوزه بـ تكشيره طفوليه هآمسه: شفيـك إنــت
أبعد يديه صآد عنهآ بوجهه ينآظر البآب مبتلع ريقه بصوت مسموع بعدمآ مرر لسآنه على شفتيه ..

تعرفه تمآم المعرفـه , وتعرف ان نفسيته بهآلوقت تحديداً غير منضبطـه والسبب على الأغلب هو المكآلمه إللي توّه أنهآهآ ..


تذكر ثورته وإهتيآجه قبيل الدقآئق المعدوده , صآرخ وبصخـب: لآتدعيــن عليهــآ يمّــــه مآلهآ دخـــل .. لآتدعيـــــن

إبتلعت ريقهآ هي الأخرى متحسسه وبـ حرآره طول ذرآعه الأيسر: رح أفترق عنك يآنجم وأخليـك
وصلهآ صوته دون أن يلتف: قلت لآتمزحي معي يآليلآ هآلمزح

....: مآ أمزح
إلتفت لهآ وبسرعه .. تظهر نظرته غآضبـه ولكنه لوقته محآفظ على إنضبآطه .. إكتسب وجهه اللون الأحمر بسبب بشرته السمرآء برونزيّة آللون , أودآجه غليظـه منتفخـه , تخيّل لهآ زيآده ضخآمـة عنقـه , وكذلـك وسـع صدره ..
أخفضت بصرهآ للأرض لثوآني ثم أردفت: بخليـك بس لفتره مؤقتـه , بعينك عآد يآنجم أخليك للأبـد
نجم: ...........
ليلآ: فرآق مؤقـت , سآفر إنت لأهلك شوفهم وأنآ بخليني هنآ بصرآحه تعبآنه

ضيق عيونه أقصآهم إستنكآراً لحد مآختفوآ لترد هي مكمله بـ إرتبآك من نظرآته: مآني مثلك متعوده على الأسفآر , بس رحت اليونآن شوف وش صآر معـي بآلطيّآره والبآصآت حتى العبّآره .. لآ لآ مآني متخيلـه الفكره نفسهآ أسآفر كل ذآ المشوآر , روح إنت وأنآ هنآ بقعد مع جوزيف

....: يعني أنآ متزوجك عشآن أخليك مع جوزيف !
ضربت الأرض برجلهآ رآفضه: مآرح أسآفر معـك , قلت مآبي , مآفي شيّ بآلغصب
...: هههه غصب بعـد !
طيرت عيونهآ متكتفه وإبتسآمة شغب بوجههآ ..

تحسّ بـ إقترآبه البطيئ منهآ لحد مآوآجههآ محآوط خصرهآ جآذبهآ لتلآمس بـ صدرهآ أعلى بطنه هآمس: إسمعي إنتي يآحقة الغصب , مآعآد لك جلسه لوحدك بدونـي لو إنه صدق بآلغصـب .. وكل أسفآري لأي بلد لو إنه شغـل بآخذك معـي لو تموتين بـ الطريق عآدي بس أهم شيّ إنك معـي

....: مآبي أتوآجه مع أهلك الحين يآنجم , بصرآحه مآني مستعده , إحنآ مو تزوجنآ خلآص ومآرح تعتقني أبدّ
....: أبـــــدّ
....: ههههه خلآص أنآ معك وين بروح يعني , نأجل هآلسفره لوقت ثآني لأن وآلله جسمي تآعبني ومآبي أتعب نفسياً بعد
ألصق خدّه الأيسر لخدهآ الأيمن مدآعب شحمة أذنهآ الصغيره بـ طرف أنفه الحآد هآمس: كنت أبي نقضّي رمضآن بـ السعوديـه

لآمست شفتيهآ الرقيقه خشونة خدّه بـ قبله في منتهى الرقّه هآمسه بـ خفوت: رمضآن الجآي إن شآلله


/
/
/
/



خآرج غرفتهآ وعلى مقربه من البآب .. وقفوآ ثنينآهم لتزفر وآحده بـ عمق إستحضآراً للمقآبله ..
تأملتهآ الثآنيه وهي تنفث ثم بآدرتهآ بعدمآ علقت عليهآ الأمل: هذي غرفتهآ يمّه حور

....: وإنتي مش هتدخلي معآيآ ؟
ربتت فوق كتفهآ الأيسر بـ حنو مردفه: لآ معليش .. أخليكم برآحتكم بس طلبتك وإنتي صديقتهآ وهي مآتحب أحد كثرك , حآولي تطلعينهآ من حآلتهآ , ترآ وآلله العظيم مثل مآحكيت لك تحت مآحد فينآ أخطآ عليهآ الخطآ ولا منّا القصور

مآقدرت حور إلآ إنهآ تطبق شفتيهآ بـ أسف مومئه بـ الموآفقه , جت تدور الرآحه عند نسمه وتشكي لهآ الهم وآضح إن نسمه اهي اللي فيهآ من الهمّ إللي طفح عندهآ ونآل غيرهآ ..
قبل تتقدم بخطوآتهآ لحقتهآ الثآنيه مسرعه بهمس حرصت مآيطلع فيه الصوت: شوفـــي
بـ إنتبآه أنصتت لهآ حور لترد هي مكمله: سألتك بآلله تعرفين وش سبب ضيقهآ , يمكنه شيّ سوينآه ولآ عُديّ ومآدرينآ .. إعرفي منهآ يمّه عشآن مآيتكرر , ترآ وآلله قلبي معورني عليهآ وحآز بنفسي قطيعتهآ
بـ ملآمح متأثره , إبتسمت رغمًآ عنهآ هآزه رآسهآ إيجآباً قآصده موآستهآ والتأكيد على إنقيآدهآ لمآ طلبت ..

قبآل البآب وبعدمآ غآدرتهآ أمّ عديّ بدعوه رآجيه متأمله .. " آلله يرضى عليك يآبنتي " .. فرقت أصآبع يديهآ على جآنبي جسدهآ نآفخه من فمهآ الصغير المضموم كتله هوآئيه متوتره أعقبتهآ بـ الطرق الهآدئ من قبضتهآ اليمنى على البآب ....... بلآ جوآب

بللت شفتيهآ بـ أسى هآمسه بـ هدوء: إفتحي يآنسمـه أنآ حـور ..
وكأنهآ وآقفه ورآء البآب , وقبل أن تقفل حور فمهآ انفُتِح البآب ولآخره لتفآجئ حور من سرعة الإستجآبه وبآلطريقه القويّه إللي إنفتح فيهآ البآب لتتوسع عيونهآ دهشـه ألجمتهآ لثوآني معدوده متأمله نسمه الوآقفه أمآمهآ بحآله لم تشهدهآ هي يومًا !

ملآبس سودآء من قطعتين فضفآضـه بنطلون قمآشي وبلوزه بـ أكمآم , غير أنيقه على الإطلآق .. شعرهآ القصير مُجدل بـ جديله قصيره رفيعـه خرج منهآ بعض الشعيرآت متشعبّه .. وجههآ خآلي من أيّة مسآحيق تجميليّه بخلآف مآ إعتآدت .. بآهت , مُتعب , وحزيـن .. زآد نحول بنيتهآ الشيّ الغير وآضح بـ جسدهآ بسبب الملآبس إنمآ كآن ملحوظ وجدًا بروز عظمي ترقوتهآ والعظم بـ وجههآ البآرز .. تجويف خديهآ وعيونهآ المُرهقه الغآئره ذكروهآ بـ هيئـه رآئفيّـه تعشقهآ , إلآ أنهآ كآنت بـ نسمه مُريبـه , وغير جذّآبه على الإطلآق ..

مآتمّت نسمه على وضعهآ كثير إذ بآدرت هيّ أولاً بـ ارتمآئهآ على حور ضآمتهآ بـ كلتآ ذرآعيهآ ومُشدده مآتبي الفكآك ..
حور إللي إرتدت خطوه خلفيّه بلآ إتزآن ولولآ تمآسكهآ لسقطوآ ثنينآتهم من قوّة دفع جسد نسمه عليهآ ...
لقآء صآمـت .. حُضن عميـق , حميمـي , دآفئ .. به ملآيين من المشآعر كآن أهمّهآ الشوق .... والإحتيآج .

تنشقت حور نفسهآ العميق من عنق نسمه الخآلي من أيّة روآئح مبتعده عنهآ محتضنه وجههآ الذآبل بين رآحتيهآ مشدده عليه قآصده نظرآت نسمه الكسيره أن تستقر لعيونهآ .. وبمجرد مآ إن تلآقت العيون حتى ترغرغت عيون نسمه المحمّره والمتورمّه مسبقًا ..
لفظت حور بهمس خآفت: تعآلي ندخـل ..
بمجرد دخولهم وإغلآقهم البآب من ورآءهم طآحت عيون حور على الشنطه المفتوح غطآئهآ والمتوسطه للسرير ..

يظهر بعض من الملآبس – الملوّنه – مصفطه دآخل الشنطه وخآرجهآ على السرير ..
أعقدت حآجبيهآ إستغرآبهآ سآئله بـ بهوت: إيه دآ يآنسمـه ؟
شهقت مخآط أنفهآ السآئل مآسحه أسفل عيونهآ وكأنهآ تنحت وجههآ: مآعليك .. تعآلي إقعدي , و ............ وحشتينـي

قآلت الأخيره بـ وجه رقيق وملآمح منكسره , شِح في اللفظ صوتهآ تظهر الكلمه مسحوبـه مُرفقه بـ البكآء !
من فورهآ حور جذبتهآ تجآههآ دآفسه رأس نسمه بصدرهآ محتضنه لهآ: بس يآروحـي .. إهدي يآنسمه ..
مآكآن ردّ نسمه إلآ شهقآت مريره بآكيه وأنّآت مُعذبّه ..

مآزآلت حور متألمة الملمح الحزين على حآل صديقتهآ الوحيده ممسده شعرهآ النآعم برآحتهآ اليمنى وبيسرآهآ متلمسه ظهرهآ: وإنتي كمآن وآللهي وحشتينـي يآنسمـه .. حآسه إني مخنوئـه أوي , ولوحدي .. إنتي سبتينـي وأنآ محتآجـه ليكي .. أخوكي إللي بحبّه سآبنـي , وإنتي سبتينـي
إبتعدت عنهآ نسمه هآزه رآسهآ نفياً وبآلقوّه: غصب عنـي .. غصب عني يآحور وآلله
كآن صوتهآ مشحوح مبحوح بآكي .. أطبقت حور فمهآ بـ حزن مطبقه على معصم نسمه الأيمن جآذبتهآ تجآه الصآلون بنفس الغرفـه وإللي أخذ اللون الأبيض النآصع مزين بـ خدآديّآت صغيره بنفسجيّة اللون متدرجّـه ..

أجلستهآ وجلست مقآبلهآ مشدده من إحتضآنهآ لـ يمين نسمه الصغيره النحيله: مآلك يآروحي .. إيه إللي مغيّر حآلك ومغيرك عليّآ .. تلت شهور ونص يآنسمـه .. تلت شهور لآشفتك ولآ إتكلمّت معآكي ومبترديش عليّآ وإنتي عآرفه ظروفـي ..
أخفضت رأسهآ في حزن متألمه .. شكلهآ مؤلـم .. مُحبط ومنكسـر ..
زفرت حور من فتحة فمهآ الصغيره بـ هـمّ مكمله بـ هدوء: أنآ بُكره مسآفره يآنسمـه
من فورهآ إرتفع رأسهآ متوسعه عيونهآ بدهشه لترد حور مكمله: مسآفره مصـر .. ومش هرجـع ..................... أو هرجـع , بس مش قريب

سحبت نسمه يدهآ من يدّ حور وإحتضنتهآ هي جآذبتهآ لمنتصف صدرهآ بترجي عيونهآ ينهآل منهم الدموع: لآتتركيني يآحور .. لآتخليني لوحدي آلله يخليــك
أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً وخوفاً ... نسمـه مُريبه .. خوفهآ مريب وإحتيآجهآ عميـق ...
....: مآلك يآنسمه ؟
....: لآتخلينـي

أغمضت عيونهآ بآلقوه مبلله شفتهآ الرقيقه حآثه نفسهآ بـ الثبآت .. لحظآت من إستحضآر القوّه في صمت أعقبت من بعد فتحهآ لعيونهآ وتركيزهآ بعيون نسمه الذآبله: مش بـ إيدي ... أنآ مجروحه يآنسمه .. قلبي وآجعنـي وحآجآت كتيـر .. أخوكي كسرني يآنسمـه , حتى الأمل الوحيد ليّآ إني أرد ولو جزء بسيط من كل حآجه هو قضى عليهآ ونهآهآ حرمني منـه .. كنت مستنيه رآئف يرجع ليّآ .. كنت هرجع آه لأني غبيّه وبحبّه بس بعد مآ أعذبه شويّه مع إني عآرفه إنه ولآ هيفرق معآه ... كآن نفسي أحس إحسآس إنه فعلاً

ندمآن .. ندمآن على إللي عمله فيّآ مش إنه ضربني لآء .. إنه إستغنى عني وبسهوله كدآ فرّط فيّآ .. كآن نفسي أحس كدآ لأن دآ كآن هيأكدلي أدّ إيه هو بيحبنـي بس هو معملش كدآ لأنه عمره أصلاً مآحبنـي .. رآئف مبيعرفش يحـبّ .. كسرني بجد برفضه ليّآ وكسر أهلـي .. أهلي إللي حسّوآ إني فعلاً مليش أي قيمه عنده لأنه محآولش مجرد محآوله يرجـع .... طول الـ تلت شهور دول مآسكه الموبآيل في إيدي يآنسمه لو هزّ هزه قلبي بيقـف بفتكر إنه هو رآئـف وفي الآخر ....... هه , كآن عندي أمل حتى إنه يحآول يكلمني أنآ

وميتحطش في موآجهه مع أهلي بس معملهآش ... ولآ مرّه إتصل .. ولآ مرّه بعت رسآلـه .. مفيش يآنسمه .... يآريت مشآعري ليه كآنت زي الأول , يكون معآيآ أو يغيب عنّي مش فآرق , أحس بـ إهتمآم منه أو لآ مش فآرق .. يآريت ........ مسآفره عشآن فيه إحتمآل إني أقدر أعدّي كل دآ وأتخطآه .. أبعد عنّـه .. مسآفره عشآن بحبّه .. بحبّـه يآنسمـــه وبحبّـــه أوي !

لآشعورياً أغمضت نسمه عيونهآ بآلقوّه والدموع من عيونهآ أثلآث .. قرآر إنك تفترق عن حبيبك أو عن أي شيّ يمسّه , أي شيّ يذكرك مجرد ذكرى ولو عآبره فيـه لأجل ترحم عذآبآت قلبك وضيق نفسـك من أصعب القرآرآت ... تمآماً مثل قرآرهآ بـ الإبتعآد .. قرآرهآ إللي أفآض أخيراً لأعدآد شنطتهآ على السرير من ورآءهآ !

حوريّه مقرره تبتعد عن ذكرى نفس البلد إللي جمعتهآ بـ حبيبهآ رآئـف .. ذكرى أي طآري له بـ الإسم من المحيطين لهآ ..رح تبتعد لأن هآلخيآر متآح قدآمهآ لكن هي شلون تبتعـد .. شلون رح تسآعدهآ هي الظروف !
مسحت حور برآحتهآ اليمنى منتصف جبينهآ بآلقوّه وقد توترت .. نفخت هوآء فمهآ محآوطه بطنهآ بيسرآهآ مطرقة الرأس متردده ...
قرآرهآ متخبـط مآبين الإفصآح أو الإستمرآر في الكتمآن ..
كتمآن الشيئ إللي إحترفته طوآل شهر كآمل من بعد علمهآ ...

أخذ وزنهآ في التزآيد إلآ إنهآ أتمت ستر كآمل جسدهآ بـ الملآبس الفضفآضه .. بـ آخر شهرهآ الرآبع إلآ إن شهيتهآ مفتوحـه ولآخرهآ ..
تشتهي الحلـو من الأكـل وتأكل دون شبـع ... إزدآد وزنهآ بشكـل أتمّ كآمل فتنتهآ ... وكأنهآ أنثى ثلآثينيّه كآملـة الفتنـه دون نقص ..

شددت من إعتصآرهآ لعبآيتهآ فوق البطن وهي على وشك الإفصآح لـ نسمه دون غيرهآ عن حقيقـة مآتحمله بـ أحشآئهآ المتقلبّه .. جنينهآ الصغير والصغير جداً , أنهآ حآمـل , حآمـل بـ طفل ......... من رآئـف

همست بصوتِ خفيض متردد: نسمه عآوزه أقولك حآجـه ...
....: أنآ مقدر أحمل يآحور ........ مقدر أحمل بـ طفل من عُديّ

ارتخت قسمآتهآ وبردت ملآمحهآ إلى أن تجمدّت .. مآتعي قصد نسمـه الحقيقي حرفياً .. آثرت الصمت مُرغمه .. أدهشهآ مآوصلهآ .. كآنت على وشك إخبآرهآ بـ أنهآ حآمل من رآئف لتقآطعهآ هي بعدم قدرتهآ على الحمل من عُديّ !!

أكملت همسهآ الحزين الموجع بـ إبتسآمه كسيره على نفسهآ شفقـه .. مطرقة الرأس تستقر دموعهآ على وركيهآ بدلاً من التسلل فوق خديّهآ ..
....: بصرآحه مقدر أحمل لآ من عديّ ولآ غير عديّ .... – رفعت رأسهآ لـ حور مكمله بـ بحّة صوت إنهزآمي مستسلم – مآقدر أحمل أبدًا يآحور ولآ أجيب عيآل
حور: ...........

....: تذكرين لمن كنت أقول لك ودي أول شيّ أجيب بنت , أبي أحط لهآ كل يوم لون مآنيكير مختلف .. أبي أزينهآ , أمكيجهآ .. أبي أسوي شعرهآ مربعآت زي الأفريقيين وأحط بكل خصلة شعر من المربعآت هذي – بكله – ملونه ؟ أبي ألبسهآ التنآنير القصيره والشورتآت والجينزآت ... أبيهآ بنت .. أبيهآ تشبهه .. أبي عيونهآ ملونـه .. صح كنت أبي أتدلع شوي بروحي ثم بعدين أفكر بآلعيآل بس أنآ ودي الحين أجيب عيآل .. لو ولد عآدي مو لآزم بنت .. لو وآحد بس مو لآزم إثنين أو ثلآث ... أبي أحمل يآحور أبي أكون أم بس مآرح أكون أم لأن بعمري أبداً مآرح أحمــــل ... أبـــــــــــداً
بسطت حور يمنآهآ فوق صدرهآ متوسعة العين غير مصدقة النظره !

جسدهآ مقشعر منكمـش .. نسمه منهآره وإنهيآرهآ صآمـت ..
تأن أنين مكتوم , وبكآهآ مقيد ..
تحسّ بـ ألم الكتمآن والضغط على النفس .. تحس بخنقتهآ الموجعـه ..
إرتفعت يدهآ من فوق صدرهآ لفمهآ الآخذ بـ الإتسآع صدمـه ..
دون ردّ ... في الحقيقه مآتدري وش تقول أو شلون بـ الضبط تتصرف !
تحثهآ بـ التهدئـه .. الصمت .. موآسآه .. تطلب الإستزآده .. تخوض في تفآصيل .. تبكي معهآ .. تحتضنهآ .. أو تصمـت !

وقفت نسمه وعيون حور المذهوله تترقبهآ وهي ترفع بمجآهده مرتبة السرير عن طرفهآ سآحبه من تحتهآ ظرف كبير الحجم أنزلته بجآنب حـور مردفه وهي تشد على شعرهآ بالقوه للخلف: هذي كل التحآليل يآحور ... سبعـه وعشريـن تحليــل بـ أمآكن مختلفـه ولدكآتره مختلفين وسبعـه وعشريـن نتيجــه متمآثليـــن ........ مقدر أحمل يآحــور .. الرحم عندي مآيقدر يحمل الجنين .... قلبــــــي ... قلبي يآآآآآرب – قآلتهآ بحرقه عآفطه بقبضتهآ الضعيفه وبآلقوّه ملآبسهآ محلّ وخزآتهآ المؤلمـه .... محل قلبهآ !

همست بـ وهن .. فكهآ مرتجف , أسنآنهآ متصآكه .. شآخصه ببصرهآ لهآ غير قآدره على النطق .. لفظت مرتجفه: إنـ ... إزآآ .. إزآي !

إرتمت على الكنبه بـ إنهزآم تنآظر السقف برؤيه دميعه مغشيّه غير صآفيـه .. عيونهآ وقفت للحظه بكآهآ الصآمت ..
شهقت بقوّه قآبضه بيمنآهآ على عنقهآ بوضع الخنق أو ربمآ رغبه منهآ في تحرير عقدة إختنآقهآ !

....: أحبّ عديّ يآحور , أحبه قبل مآتحبين إنتي رآئـف .. أعشقـه وعشقي موجعنـي .. ومثلك بتركـه .. بتركه لأني أحبّه .. لأني مقدر أخليّه أبّ .. أبّ لولد من حشآي .. بتركه لأني أحبّه ومقدر أعيش لحظـه وأنآ بس أفكر إنه بيكون لغيري .. أو غيري تشآركني فيـه .. أمّه يآحور تنآم وتقوم تحلّم بآليوم إللي تشوف فيه عيآل عديّ .. مختنقــــه , هآلبيت خآنقنـــــي يآربي مآعد فينــي أتحمّـــــــل وآللـــــــــــــــه مآعآآآآد


/
/


تهآلك على سريره الخآلي من غطآءه والمفرش بعدمآ حذف ظرف الأشعـه بـ الأرض أسفله موطئ قدمـه ...
بـ عرض السرير مدد نصفه العلوي وسآقيه بـ الأرض ...
فوق بطنـه يمنآه الملفوفـه بـ شآش أبيض آللون مُحكم يظهر وكأنه جبيره قمآشيّه .. أنظآره متعلقّـه بـ سقف الغرفـه إللي إعتآدهآ من قرآبة الـ أربعة أشهـر !
قبض أصآبعه المكشوفه من جبيرة يمناه قبضه واهنه مغمض عيونه بـ ضيق من الإضاءه المسلطه عليه بمنتصف السقف ..

....: متأكد !
....: هذي نتيجة الإشآعه , من ثلآث شهور مآتبدلت .. وإذآ تبي تعيد كشف بـ أيّ مكآن ثآني طبعاً هذي حريتك لكن صدقني نفس النتيجـه بتسمعهآ ..
....: بس إنت قلت إني أقدر أحركهآ بعد فتره , وش إللي تغيّر الحين !
...: إللي تغيرّ إنه فعلاً مرت فتره , تقريباً أربعة أشهر .. هل إنت تلآحظ أيّ تحسّن ؟ يدك مثل مآهي , مآنت قآدر تستخدمهآ .. الأعصآب حصل فيهآ قطع وتمزّق وإنت تأخرت .. كآن لآزم من وقتهآ تروح أي طوآرئ حتى يمكن يسعفوهآ ويقدرون يخيطونهآ لكن إنت أهملتهآ فتره لحد مآضمرت

....: حسبتهآ جرح عآدي
....: يآ أخ رآئف , مآفيه شيّ إسمه جرح عآدي أو إصآبه خفيفه .. تهآونكم بآلشيّ اللي بنظركم انه بسيط هو إللي بآلأخير يؤدي لنتيجه عظيمـه , عموماً مع العلآج الطبيعي المكثف إن شآلله بتتحسن تدريجياً , صحيح ببطئ ولكنهآ بتتحسن بـ أمر آلله

فتح عيونه بآلتزآمن مع زفره عميقه هآدئه أطلقهآ وإبتسآمه غريبه آخذه في الإتسآع !

بلسآنه بلل شفتيه وإستقر على الشفه السفلـى .. للحظآت ثم عآود الإبتسآم ..
....: يآقو حوبتك يآحور ههههه وش ذآ الجزآء إللي من جنس العمل !

كآن على وشك أن يُعجّز فيهآ كل عضـو متوعداً مثلمآ فعـل مسبقاً بيسرآهآ إلآ إنه وقبل إكمآل الحلـف , عجّـزت هـي يمينـه !

عضّ طرف شفته السفلـى , مآفآرقته الإبتسآمـه ..
إعتدل جلوساً كوعيـه أعلى ركبتيه ينآظر ببآطن كفّه الأيمن ثم زفر ضآحك بفرك مآبين عيونه المُرهقـه ..
بكل تفآصيلهآ الدقيقه مآغآدرته ولو لحظـه .. محتلّه تفكيره إحتلآل مآفيه منه أمل للتحرر ..
صوتهآ الرجولي الضخم المخآلف لرقّـة ملآمحهآ الطفوليّه ..
كل شيئ فيهآ دآعي للتأمـل ..

إشتآق لشغبهآ وعنفوآن صبآهآ المرآهق .. غير نآضجـه .. ويعشقهآ لعدم نضج أفعآلهآ ..
لسآنهآ السليـط الغير مبآلي .. عنيده ومتمرده ..
صآخبـه بمشآكستهآ ودلآلهآ وطرقهآ الملتويّه لجذبهآ له دون ضرتهآ ..
تذكر جرأتهآ بأول يوم قآبلهآ .. دون أدنى مبآلآه إقتحمت مجلسهم وبوجهه حذفت الفستآن ... على مآيبدو إنهآ بهآليوم مآكآن في نيتهآ أبدّ تجيبهآ لـ برّ .. إنتظرته لحين إنتهآءه وعلى مرأى منه فصلت الفستآن لـ نصفيـن ..
يتذكر وقتهآ إبتسآمة النصر إللي علتهآ .. أدآرت ظهرهآ وإختفت ..

يتذكر أول مره تشرد منه أنفآسه .. إختنق بحضرتهآ ..
تعلقت عيونه دون إرآده منه بتحريكهآ عنهآ .. ببسآطـه صآبه السحـر ...
كآنت سآحره كمآ الحوريآت بفستآنهآ الأخضر الفيروزي , كآنت متلألأه , حمرتهآ صآرخـه .. كآنت فِتنـه وهو المفتون بهآ ..
كآنت هآلذكرى وقت خروجه من مصعد قصرهم يوم زوآج أحمد أخوه ...

كل شيئ معهآ كآن للذكرى الأولى .. وهي المعنيّه بهآ ..
أول أنثى تشآركه رحلـه من رحلآت عملـه .. تأففهآ في الطآئره وضربة رجلهآ اليمنى المهتزه ... لفهآ العبآءه على سآعدهآ في المطآر كنآية فيـه عن عدم إمتثآلهآ لأمره ...
أول جمرة من جمرآت الغيره تشتعل فيه كآن لأجلهآ .. صورتهآ وهي تدور حول نفسهآ بـ المطآر ونظرآت الإعجآب بعيون إبن عمهآ مآترحمهآ ..

أول غضب بحيآته كآن لأجلهآ .. أول إنهيآر وإنفلآت أحسّه كآن بسببهآ .. تطآول عليهآ دون وعيّ منه , أردآهآ قتيله في يومهآ وإحتضنهآ لصدره في ذآت اليوم !
صوتهآ إللي سمعه أول مره على هآتفه .. كآنت متشكيّه سوء تصرفـه ... متعنتـه , غير خآضعـه ..
شلون يلوي ذرآع أبوهآ فيهآ !

يتذكر قسوته وهو متلذذ , ويتذكر خضوعهآ بـ إتصآل آخر ..
أول ذكرى له بربط إسمه كصآحب صفـه تحت مسمى زوج , كآن إسمهآ هي المقترن بـ إسمه ..
يتذكر أول إحسآس له بـ التخبط والإضطرآب في قرآر أقدم عليـه ..


قرآر الإنفصآل عنهآ , وقرآرهآ هي بـ الإستمرآر !
أول إحسآس بـ الخوف , والذعـر ... والتخبـط .. كآن لهآ ... يوم إغمآءهآ وغيآبهآ عن الوعي من فرط حرآرتهآ والحمّى مآئله دون تحكم منه مرتميّه بـ حضنـه ... تذكر تشتته وسيقآرته مشتعله بين يديـه ... بـ غضب غرزهآ في – صوفتهآ - !
أول عذآبآت النشوهـ والشهوهـ كآن بقبلتهآ ... بغرفتهآ , وعلى سريرهآ ... إنتهت بـ الطرق القوي لـ أمهآ على البآب !
تنهمر ذكريآته دون فقد أبسط التفآصيل .. وكأنهآ للتوّ حدثـت ..

هيأتهآ وهي هآربه منه بـ هلع بـ أول يوم زوآج لهم وإحتمآئهآ دآخل الكآبينه الزجآجيّه بغرفتـه , مآدرت إنه قآدر على إقتحآمهآ بـ ضغطـة زر !
شغبهآ وهي تجبره في المكوث عندهآ لـ ثلآثة أيآم متوآصله كيـداً ونكآيـه في ضُرتهـآ !

ذكرآه الأكثر مرآره بـ ليلـة ميلآده .. الوآحد والثلآثين من ديسمبر ..
ليلـة تخليّهآ عن بكورتهآ ومنحهآ صفـة – إمرأه –

إمرأه خدّآعه لعوب .. تفعل فعلتهآ وببرآءة ملآمحهآ وطفوليتهآ تجبرك على الغفرآن والمسآمحه ... وبملئ إرآدتك دون مقآومه أو حتى محآوله للعتآب دون العقآب !

شقيّه وكلّ مآفيّه إشتآق لشقآوتهآ ..
بـ إبتسآمه معذبّه من هجوم ذكريآته معهآ بلسآنه ضغط على شفته السفلى شآد شعره غزير المنبت من مقدمّة الرآس ..
تمآثل بـ - طعآمتهآ – حلآو – الجلـي – الصغيره المطآطيّه .. لذيذه , تآكلهآ ولآ تشبـع !

كآنت ملك من أملآكه , ولآ يحق لغيره إقتنآءه من بعده .. هذآ طبعاً في – عُرفـه – وحده ..
بين سبآبته اليسرى والإبهآم , أمسك بدآية أنفه الحآد مآبين عيونه إلي أغمضهآ بملآمح يظهر فيهآ التألم ...
مبآغتة الصدآع القويّ له كمآ إعتآد .. إلآ إن الشيئ إللي مآ أعتآده برغم تكرآره هو الصبر على هآلألم وتحمّله ...

ألم رآسه النآتج عن سوء التغذيّه وإعتمآده على كل مآهو مٌضّـر بـ الصحـه ..
صحته ضريره وللغآيـه ..
غذآءه معتمد على كميّه كبيره من السوآئل وإن كآن غآلبهآ من الكآفيين مآيزيده إلآ سـوء ..
أعقآب السجآئر المتوآليّـه وآحده تلو الأخرى حبيسه بين شفتيّه ..

ممآرسته تمرين الضغط المنزلـي ولمرآت لآمعدوده وعلى ذرآع وآحد وآهن .. ذرآعه الأيسر .. بتوآلي إلى أن يصيبه إرهآق السآعد .. يخدره الألم ثم ينـآم !

يحس بغثيآن متكرر وإستثآره للقيئ موجعـه إذ إن معدته أسآساً خآليـه .... وش إللي بيستفرغـه !
إنقبآضآت البطـن وتقلصآتهآ رغبـه في إخرآج مآبدآخلهآ شعور مؤلم يزدآد ألمـه في حين عدم وجود مآيمكن إخرآجـه !

إزدآد نحول بنيتـه , شحوب لونـه , ذبول عيونـه وبهوت ملآمحه ..
عقآبه لنفسـه قآسـي ..
عقآب للنفس وللبدن ..... مضآعـف

برآحة يسرآه فرك منتصف جبينه علّه يخفف من حدة ألم رآسه بآلتزآمن مع صوت إهتزآز جوآله دون تصآعد لنغمه رنين فعليّه ..
بطرف عينه الذآبله لمح إسمـه .. للمرّه ذآت العدد البعيد عن رقم وآحد وهو يحآول التوآصل معه دون كلل أو ملل ...

وكأنه قرر أخيراً مهآدآته بشيئ من صفة إسمه ويمنحه بعض الرأفـه ..
رفع جوآله قبل إنتهآء الإتصآل معلن عن بدآيته ..

....: السلآم عليكم / هذآني موجود / مآلي خلق أحد هآلفتره
قآلهآ ويدري تمآماً عن سوء الأدب فيهآ وتقليل الإحترآم وهو في محآدثه مع أخوه الأكبر ..... طلآل
زفر دون صوت ووده لو يمسح على وجهه إلآ أن يمنآه عآجزه ويسرآه حآمله الجوال ..

....: بخير الحمدلله / إيه صدق , الحمدلله / وليش تسأل وإنت دآري ؟ إيه غآيب أربع أشهر وأبشرك مآعندي نيّه بـ الرجوع / وش فيه الشغـل ؟!! البركـه فيكم .. إنت موجود وأحمد ........ – سكت لحظآت قبل أن يكمل بنبره مخنوقه جآهد في عدم ظهورهآ – وكـــآمـل بعـد / كآمل موجود توكلوآ عليه من بعد آلله

على الطرف الآخر .. ضرب طلآل طآولة مكتبه بقبضة يسرآه الغآضبه وبقوّه صآئح: شلون نتوكّل عليـه .. وإنت وين ! وش هآلمبزره يآرآئف

مسح على وجهه مستغفر حآث نفسه وبقلبه على الثبآت والتحكم بـ إنفلآت الأعصآب: مآهوب قصدي .. بس يآخي مو منك هآلحركآت .. شآرد من شهور تآرك الدنيآ ورآك شدعوى .. علمني يآخوك وش إللي صآير معك وليش كل هآلشقى إللي تشقيه بعمرك .. هذي بحيآتك أول مرّه تسوّي سوآتك .. وش ذآ الشيّ العظيم يآرآئف .. مآسويّته لأجل أبوك وهو أبوك يومنه توفّـى .. وفرآس أخوك إللي لحقـه .. وسيـف ثآلثهم .. الحين عشآن هذرة حريم يبهذلونك هآلبهذله , بقلعتهـم بس إرجـع وأنآ أخوك .. ترآ أمك ذآبحه عمرهآ عليك منعزله بغرفتهآ مآتطلع .. ورآمز الكلـب مآعلمنّآ بشيئ وإهو بعد منعزل مآيبي يحتك فينآ .. وزوجـة أحمد بنت محصن معتزله هي بعد وإنت تدري ليش وأحمد مبتلش معهآ ومع عآيلتهآ .. ومرتـي بروحهآ أكيد مين بقى .. البيت منقلب حآله .. حتى الشغل , أنآ وأحمد تدري إن مآلنآ بـ الإدآره , كل شيئّ متوقف لأنك المسئول الوحيد وكآمل هو النآئب بس كآمل بروحه مآيقدر ... يعني مو معقوله الرجّآل إللي إنت أخطيت في بنته وبهذلتهآ هآلبهذله وطلقتهآ بعد وهي بنت خآلتك أولى ترآعيهآ مآ أثر عليه شيّ من سوآتك في بنته وبعده شآيل إسم المآلكي إللي مآيعنيّه بشيئّ على كتوفـه .. وإنت يآصآحب الملك هآد كل شيّ ورآك وشآرد !


وكأن كل إللي قآله مآ أثر في ذآك المتبلّد مثقآل ذرّه .. وكأن الأمر لآيعنيـه .. وكأن كل من ذكرهم طلآل بسوء الحآل وتردي الأوضآع مو أهلـه .. وهو السبــب ..
مآكآن ردّه إلآ مقتضب , مآيشفي العلّه إلآ يزيدهآ ردى .. بآرد دون تأثر: إن شآلله
بعد كل مآقآله مآجآه الرد إلآ بـ المشيئـه ؟!
والمشيئه بعرفنآ شيئ محتمل الحدوث معلّق بـ أمر إلهـي ..
أطبق شفتيه مغلقـه رآص على أسنآنه وبقوّه إلى أن إهتز رآسه .. يجآهد وبكل مآ أوتي من قوّه للسيطره على إنفعآله أن لآ يثـور ..

....: أبي جوآب قآطع يآرآئف والحين .. متى بترد ؟ / شويّ بعد لين متى يعني , أربع أشهر مآكفوّك ؟ / طيب وينك فيه علمنـي , فتحنآ كل الشقق إللي بعقآرآتنآ ومنتب بوآحده منهم , وين قآعد ؟ / شلون يعني مآهوب مهم !! إلآ مهم وأبي أعرف / استغفر آلله العظيـم , الصبر من عندك يآرب رآئف وللي يعآفيك لآتستفز فآللي خلفونـي ترآ قسم بآلله موصله معـي / خلآص أنآ بقفل الحين ضآق صدري أكثر حسبي آلله ولآ دقيت عليك ردّ ولآ تذل فآللي جآبونآ وللي يرحم أبوك .. فآهم ؟!!

....: إن شآلله !


/
/

حلم الحياه 19-08-16 02:19 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


إقتحمت البيت كمآ العآصفه الهوجآء بتجآهل لكل الندآءآت المطآلبه بـ وقوفهآ من خلفهآ ..
سيل من الدموع بلآ هوآده ينهال ..
أقفلت عليهآ بآب غرفتهآ دون إنتبآه منهآ أنهآ مآ أحكمته بـ المفتآح ..

إرتمت على سريرهآ نآئمه على بطنهآ دآفسه وجههآ بمخدتهآ دون أن تنزع عنهآ عبآئتهآ و الحجآب ..
بـ فتور وهنت قبضتهآ اليمنى على نقآبهآ ليطيح بـ الأرض جآنب سريرهآ وبـ إندفآع إنفتح بآب غرفتهآ وقبل مآيدخلوآ إثنينهم طلبهآ بهدوء هآمس: معليش يمّه خلينآ
تقطب جبينهآ رفضاً وإستنكآر صآئحه: نعم ! يعني إيش يآعُمـر .. ترآهآ بنتـي علمني وش سويت لهآ رآده تبكي

....: مآسويت شيّ , خذيتهآ من بيت عديّ وهي بهآلحآله .. حتى مآقعدت جمبي بـ السيآره طلعت ورآ
...: حور يمّـه .. شفيـــك
تحسس ذرآعهآ الأيسر بـ حنو هآمس: معليش بسمع منهآ أول وبعدين أعلمك .. إنتي تتحسسين بزيآده , تقعدين تبكين معآهآ وتصيحين

شدت شفتيهآ المطبقه بـ حنق زآفره من فتحتي خشمهآ بـ ضيق مستسلمه: طيب .. بس لآتتأخر
أومأ إيجآباً ثم أقفل البآب من ورآءه بعدمآ ابتعدت عنه أمّه رآده لمجلسهآ , وبنظره خآئبه تعلقت عيونه على ذيك الممدده تجهش بـ البكآء وتـشهق !
من ورآءهآ على طرف السرير جلس متحسس بيسرآه ظهرهآ هآمس: حــور
حور: ..........

....: قومـي كلمينــي
من بين بكآهآ , يظهر صوتهآ أضخم من حقيقتـه ..: إطلع برآ يآعُمر وسيبنـي
توسعت عيونه مندهش , ظهرت بصوته المفآجئه: أطلـع بــرآ !!

من فورهآ إنقلبت على ظهرهآ مستقعده .. مآتعودت التطآول على إخوآنهآ وإن كآن من بآب المزآح .. شخص وآحد هو إللي معه إنكسرت قوآعدهآ وإللي نشأت عليـه .. كل شيّ حولهآ ويصير لهآ يذكرهآ فيـه .. أول قبله لهم كآنت على نفس السرير الجآلسه هي عليـه ..
صوفتهآ التركوآزيه تحمل أثر الحرق من سيقآرته إلي إبتلش فيهآ يوم صآبتهآ الحمى وطآحت على صدره غآئبه عن الوعي ..
تطآولهآ عليه الغير معهود من قبلـه وإللي مآتجرأ أحد من قبلهآ عليـه .. تشتآقـه .. وتشتآق لأدق تفآصيلهآ معه , أصغرهآ وأتفههآ ..
وإن إبتعدت عن الكون بكآملـه مو بس بلـد معيّـن رح يظل يذكرهآ فيـه .. شلون وقطعـه منه بحشآهآ آخذه في النمـو .. تحسّ بنبضهآ وتوجعهآ .. شلون وإن خلقت فعلاً .. إن بـ أنآملهآ لمستهآ وبعيونهآ شآفتهآ .. ويآآه على مرآرهآ والعذآبآت إن كآن يحمل من جينآته الكثيـر ......... إن كآن يشبهه !

....: أنآ آسفه يآعُمـر .... مئصدتـش
....: سيبك منّي , عآدي ... مآلك يآحور !
على وشك النطق .. إلآ أن إنقبآضه قويّه أسفل بطنهآ ألجمت كآمل ردود أفعآلهآ إلآ من التشنّج ..
إنفغر فمهآ لآخره وإتسعت حدقتآهآ .. ملآمحهآ تظهر مُتألمه ..
إستشعر هيأتهآ ومن فوره إقترب لهآ كفه الأيمن فوق خدهآ الأيسر سآئل بـ تخوّف: مآلك فيه إيـه !! حآسـه بـ إيه إتكلمــي !!
ذعر أصآبهآ .. هل إن رحمهآ رآفض هآلجنيـن .. هل إنه على وشك أن يُقـذف !

أحست نفس هآلأحآسيس المنقبضه المؤلمـه قبلاً .. كثر مآهي رآفضه هآلشيّ إللي رح يعلقهآ فيه ويربطهآ بـ اسمه أنهآ أم لـ طفل منه كثر مآهي على أتم إستعدآد تفدآ بحيآتهآ كآمله وتحآفظ عليه ...

دعت من قلبهآ بصدق متوسلـه .. " إنجينـي يآرب وإنجيــه "
لحظآت غآبت فيهآ عن الوعي صآحيه مآوقف عقلهآ وقلبهآ عن التوسّل والترجـي مفرزه قطرآت عرق غزيره من شدة تحآملهآ على النفس والمقآومه ...
لحظآت مرت على عُمر في إهتيآج مآبين محآولآته السريعه المضطربـه أن يمددهآ على سريرهآ وفك حجآبهآ عنهآ .. تدليك سآعدهآ وظآهر كفّهآ .. مسح قطرآت تعرّقهآ من جبينهآ .. وأخيراً قيآس نبضهآ ...
يظهر قويّ متسآرع ... إلى أن هدأت ..

نفثت بقوّه بعد أن هبط صدرهآ بذآت القوّه ..
سأل والرعب بين قسمآته: مآلــــك !! حآسه بـ إيـه !
أغمضت عينهآ فآركه جبينهآ .. إلى متى بتستمر في التوآري والإختفآء .. مضـوآ أربعة أشهر من حملهآ دون مرآجعه طبيّه أو كشـف .. سفرهآ مقرر في الرآبعه فجراً .. أي بعد سآعآت قليله معدوده ..
أعقدت حآجبيهآ والسؤآل بقلبهآ " الطيآره مش ممكن تكون خطر عليّآ ؟! "
حتى لـ نسمه مآتجرأت للبوح لهآ ..

شلون تكون بهآلقسوه وتخبرهآ بـ حملهآ وللمره الثآنيه وهي توآجههآ بعظيم الخبر على قلبهآ ونفسهآ .. وكل كيآنهآ ...
مآتقدر تحمـل وتنجـب ... هي أبداً مآرح تكون أم !
ردّت دموعهآ دون سآبق تمهيد بـ الإنهمآر ...
ثآر عُمـر مهتآج صآئح: إنتي مآلك فيه إيـه .. إتكلمــي
....: نسمه مش هتئـدر تحمـل ولآتخلــف .. أبـــداً .. أبــداً يآعُمـــــر
بدهشـه غير مستوعب ..! يسألهآ عن حآلهآ وهي تشكي بآكيه حآل نسمـه ! للحظـه غآب عنه تركيزه وفقده .. من تكون نسمـه !!!

إبتلع ريقه بصعوبه ثم عآود الإمسآك بكفهآ الصغير الأيسر هآمس: إتكلمـي
من بين شهقآتهآ المتسآرعه .. تلفظ كلمه وتتقطـع .. تشهق , تلفظ ثم تزفـر ..
رفعت أصآبع يمنآهآ الثلآث إشآرة لنفس الرقم: تلت سآعآت يآعُمـر .... تلت سآعآت نسمه بتعيّط .. مقهوره .. ومحسوره .. مش هتعرف تخلّف أبداً يآعُمر

....: إهدي بس .. متعيطيـش , إزآي الكلآم دآ وإزآي عرفت ومن إمتى ؟!
بقوّه , وبظآهر يمنآهآ .. مسحت الدموع من تحت عيونهآ رآده: سبعه وعشرين كشف وتحليل ... سبعه وعشرين يآعُمـر .. كلهم بيقولوآ أن الرحم بتآعهآ طفولـي .. طفولي ومش هيئدر يشيل أي جنين .. نسمه متدمره على الآخر .. عآرفه الموضوع من أربع شهور وكآتمه فـ نفسهآ .. كل مره تعمل تحليل على أمل إنه يكون غير إللي قبله لكن النتيجـه وحده .. أنآ أول وحده أعرف النهرده .......... نسمه عآوزه تنفصـل

عُمر: .........
إنتظرت حور تلمح أي تعبير بوجه عُمر تأثراُ بمآ قآلت وخصوصاً الأخير من كلآمهآ إلآ أن عُمر جآمد .. سآكن .. دون أي تعقيب , وإن كآن تعبيرياً بوجهه ..
أكملت بـ هدوء تفصيلي حزين: نسمه عآوزه تنفصـل .......... عن عُــديّ !

غآب عنه الإدرآك وفقد التركيز وبلحظـه من وقع الإسم ولفظـه بآغته الإستيعآب ...
عُــــديّ !
إحتدت ملآمحه غير مُصدقـه ... بدأت الخيوط تتصل وتتشآبك ...
نسمه إبنة خآلته تكون زوجـه لـ صديقـه العزيز الوحيـد ..
صديقه عديّ إللي نشأ أسآساً في بيت عقيـم أملـه الوحيد بـ إنجآب من الأبنآء مآليس له حصر ولآ عدد .. شلون وبعد هآلسبعه وعشرين نتيجة كشف متمآثلـه يكون فيه أمـل ...

قآدر يآرب على كلّ شيئ بـ أمرك إلآ إنه حدث مؤلـم ..
مآيتخيّل قلب الصغيره نسمـه شلون صآمد في وجـه حقيقه مثل هآللي تعيشهآ حآليّا وتفتك بنفسيتهآ حدّ الدمآر ..
أبداً مآرح تتحمل .. لآ عديّ ولآ أبويّه ..

نسمه المرآهقه العآشقـه لـ عُديّ حـدّ الإدمآن والـلآتعقّـل والجنون .. بكآمل عقلهآ وإرآدتهآ .. تطلـب عنه الإنفصـآل !


/
/


أقفل البآب من ورآءه بـ هدوء مشعـل الأضآءه السهّآره بنفسجيّـة اللون وعيونه معلقـه على جسدهآ الهزيل الممدد بـ طرف السرير ..
شديدة الإنضبآط بوضعيّة نومهآ الغير قآبله للتبدل .. على جآنبهآ الأيمن تنآم منكمشـه متكومّـه سآقيهآ ملتصقين ببعضهم مضمومه ركبتيهآ لأسفل بطنهآ محتضنه يديهآ لفوق صدرهآ أسفل ذقنهآ ..

شدّ فمه المطبق أسفاً لحآلهآ البآئـس ووضعهآ الآخذ فـ التردّي ..
وهو إللي ينكر من يومّه الإعتقآد بـ الروحآنيّآت إلآ إنه وبسببهآ شيئ من الشكّ تمكن منه بكونهآ أصيبت بـ حآله من المـسّ !

زفر بـ عمـق غير مسموع , فتح عيونه المُرهقـه من بعد إغلآق لترد مسقره على ظهرهآ ..
أحسّ بـ هزّآت متتآليـه لكتفيهآ شبه مرئيـه ... إذاً هي تبكـي !
إبتلع ريقـه فآك أزرآر ثوبـه لحد مآنكشف كآمل صدره وكلمآت أمـه يعيدهآ عقلـه ..
أخت عُمـر الصديقه المقربـه لهآ توّهآ وغآدرتهآ وعلى ألأغلب أنهآ قد سآعدت ولو بآلشيّ القليل في تحسّن نفسيهآ أو حتى معرفـة سبب مصآبهـآ ... قرر وبـ جديّه يسأل عُمـر في صبآحه البآكر عن أي شيّ ممكن أخته تكون عرفتـه عن حآلة هآلبآئسه الميؤوس منهآ !

ثنى سآقه اليمنى تحته واليسرى ممدده حآني نصفه العلوي عليهآ من ورآء ظهرهآ هآمس ويسرآه قآبضـه على بروز عظم الحوض لهآ سآئل: نسمــــه
شهقـه قويّه تمردت من حلقهآ صآدحـه بـ سكون الغرفـه لجمتهآ بوضع كفيّهآ ضغطاً وبـ القوّه فوق فمهآ ومآسرع مآعتدل هو متربـع منزل كلآ سآعديه من تحت جسدهآ جآبرهآ على تمديد نصفهآ العلوي بوسط حجـره ...

قوتهآ مسآويـه للصفـر .. دون مقآومة منهآ إنفردت بـين سآقيـه .. رآسهآ بوسط حجره .. جفنيهآ منتفخيـن تورمهـم أحمر اللون غرقت بينهم عيونهآ إللي إختفت مآيظر منهآ إلآ شيئ من بيآض العين وشيئ من سوآدهآ ... تنتفت رموشهآ إللي قلّت كثآفتهم أقرب للإنعدآم ..
أصبح شكلهآ مُهمـل , متعبـه وتعبهآ شديــد لكنّه مجهول السبب وهي رآفضه عن الإفصآح !

رفع كآس المويه المتتلئ نصفه عن الكومدينه صآب بـعضه بـ كفّ يمنآه وبدأ يتحسس وجههآ علّه يبرد عليهآ بـ المآء من حرآرة الخنـق والكبت ...
لونهآ كآن أحمـر , وجههآ محتقن إثر كبت البكآء وخنقهآ لعبرآتهآ وجبراً ...
مسـح على حآجبيهآ نزولاً لوجنتيهآ .. ذقنهآ ثم العنـق ..
سأل وبـ منتهى الرقّـه الغير معهوده منه معهآ: شفيـك يآنسمــه ! تكلمـي آلله يرضـى عليـك .. ريحينـي وريحـي نفســك

هزت رآسهآ نفياً مغمضه عيونهآ وبقوّه تعتصرهم .. تكرمش ذقنهآ وكذلك كآمل تقآسيمهآ إنذآراً لإعآدة نوبـة البكآء المتوقفه من لحظآت ..

من فوره وتدآركاً لهآ قبل البكآء همس بـ خفوت عذب: آشششش , آششش خلآص .. خلآص لآتبكيــن .... عشآن خآطـري
وآرت وجههآ بكلآ كفيّهآ والألم يعتصر قلبهآ ..
كآن حرفياً مُذآب , إنصهـر من الأسـى والكمـد ..

ليته يعآملهآ بذآت الجفآء والقسوّه .. ليته مآطآوعهآ ولآ تبدّل حآله معهآ ..
قلبهآ يتمزق من شعوره بـ الحبّ الآخذ في النمآء تجآهه دون إكتفآء أو سأم .. وحنوه هو تجآههآ ورقته كمآ الطعـن بـ ذآت القلب المهترئ ...

لفظت إسمه وبعزم مآفيهآ من الوجـع والمرآره .. كآن في نطقهآ شيئّ غريب , غير معهـود ... نبرتهآ مبحوحـه مشحوحـه .. ذآئبـه ورقيقـه

....:عُـــــدّي

تحسس بظآهر يمنآه بروز العظم لفكّهآ السفلي وجبراً لنفسه ولعآطفة قلبـه أرغم نفسه على الجوآب بطريقه ربمّآ تسآعدهآ في الإفصآح عن إللي أهلكهآ: عيــون عُــديّ ... أنآ معــك .. أسمعــك

....: يآآآآآآرب ... يآربـــــــــــي لييييييش ليييييش
قآلتهآ بحرقـه وحسره , وكأن شيئاّ بدآخلهآ إنفتـق .. كل مآفيهآ يتمزق ..
شدت وجههآ بـ أظآفرهآ المنحوتـه المغروزه بوجنتيهآ الشدّ القويّ وكأنهآ قآصده تقطيع جلدهآ إللي كآن أرق من التحمّل , من فورهآ علآمآت الشخوط الحمرآء ظهرت بـ خديهآ فآغره فمهآ لآخره وكأن الروح منهآ تنتزع ...

عجز معهآ وهو الطبيب أن يعلم مصآبهآ وإللي تحسّه ...
أنزل سآعديه من تحتهآ رآفعهآ ودون عنآء بسبب خفّة وزنهآ لتستقر بـ تمديده عرضيه فوق سآقيه محتضن رأسهآ الصغيره لمنتصف صدره الوآسع ...
تمّ يتمرجح بظهره وبحركه رتيبه إلى أن هدأت وإستكآنت ...

أصآبع يمنآه مدآعبه وبمنتهى الرفق والرقّه مؤخرة رآسهآ بين خصلآتهآ إلى أن أحسّ بثقل رأسهآ يميل عن صدره ...
أدرك غفوتهآ هآدئـه ومستسلمـه إلآ من إنتفآضآت كل لحظه والتآليـه من إثر توآصل بكآءهآ ...
وجنتيهآ الورديّه مبلله وكذلك رموشهآ القليلـه ...

مآيدري ليش ودون شعور منـه مآل برأسه عليهآ إلى أن إستقرت شفتيـه مآبين عيونهآ طآبع قبلـه حنون دآفئـه ... إستشعرتهـآ وإزدآدت توجــع !

توّ مآرفع عنهآ رأسه إلآ وتسقط عيونه على شنطـة سفـر متوسطة الحجم بـ لونهآ الوردي مفتوحه بجوآر البآب تظهر منهآ ملآبس مصفطـه وغيرهآ منكب بـ إهمآل ...
إحتدت نظرآته المستنكره وإزدآدت عقدة حآجبيه دون تصديــق !

أحسّ بـ غصّه تنتصف حلقـه ..
أخفض بصره لعيونهآ النآئمـه مطبق الفمّ قهراً .. لآفظ يميـنه بغيـظ ودون حسآب ..: وآلله مآ أخليــــك !


/
/


/
/

طآل بهم الإنتظآر في موقف السيآرآت الخآص بـ المستشفـى ..
سأمت ونفذ صبرهآ مهويّه على وجههآ بغطآهآ متأففه بـ إنزعآج من الحرّ ورطوبة الجوّ نآقزه من المقعد الثآني لتستقر بـ آخر مقعد من سيآرتهم الجمـس: آفففف أبي أعرف إنتهت الزيآره من سآعه وهن بآقي دآخـل .. صبرك يآرب

....: وينهـي أمّك ؟!
....: تهذر مع أم عبدالعزيز قآبلتهآ بآلقسم , بنتهآ توّهآ مولده وجتّهآ حمىّ النفآس رآقده بـ المستشفى
....: وشهي حمّى النفآس ذي ؟!

....: ركآن وللي يعآفيك لآتسأل , شيّ مآلك دخل فيه
سفههآ ركآن موجّه كلآمه لأبوه الجآلس جمبه ورآء المقود: صدق يبه وش بيصير على نآهـد ؟! قآل الدكتور بتطلـع بعد بكره وهي على وضعهآ متعنته مآتبي ترجع لبسّآم ولآ ترد بيتهآ , ذي من جد إنلحس مخهآ وطآر عقلهآ وش ذنبه الرجآل

....: ذنبه إنه متزوج وحده معقده مثل نآهد أختك
....: ريتــــــــآج !
إنتفض جسدهآ بلحظة مانهرهآ أبوهآ مزمجـر ..
مآتدري شلون غفلت عن وجود أبوهآ قآطه ذمّهآ على أختهآ في حضرتـه !
إبتلعت ريقهآ عآضه على شفتهآ السفلى وبآلقوّه بآللحظه إللي رمقهآ فيهآ ركآن بـ إزدرآء مقلب عيونه رآد كلآمه لأبوه: من رآيي ودّهآ المركز الديني يبـه يعآلجونهآ الشيوخ , ترآ ذآ إللي فيهآ أعوذ بآلله شيئن مآهوب زين
....: إن شآلله

أومأ رآسه إيجآباً من بعد موآفقة أبوه ينآظر الشبآك على يمينه متكدر: ودي أعرف بس ذآ الحريم وشهو إللي يهرجون فيـه ؟! مستشفى والنآس مرضى وحآلتهم حآله وذولي لهم نفس يقرقرون

تحسس أبوه أسفل ذقنه حآك شعيرآتهآ الكثيفه وملآمح الإنزعآج من طول الإنتظآر متمكنه من تقآسيمه ...
لفظ بـ ضيق وهو يرآقب السيآرآت من حوله آخذه في تقلّص أعدآدهآ من بعد إنتهآء الوقت المخصص للزيآره: ريتآج وينهـي أمّك وأختـك ؟!
ريتآج: قلت يبـه , قآبلوآ أم عبدالعزيز يهرجون معهآ

....: طيب هي حرمه ومبيته مع بنتهآ ذولي وش إللي بآقي يسوونه دآخل والزيآره قد إنتهت !
تدخل ركآن بـ العرض قآطع الحديث: بآقي أخت بسّآم هي إللي تبيت مع نآهـد ؟!
ريتآج: إيه , مرآم أم فيـصل وآلله إنهآ كفـو هآده بيتهآ والبزر إللي عندهآ وتبيت معهآ
ركآن: علمي نفسك هآلكلآم , مخليتن الغريبه ترآفقهآ وهي أختك
ريتآج: لآ وآلله ! وأخلي درآستي وأضيع مستقبلي عشآن ست نآهد إللي أصلاً مآتدآنيني لآ بـ أرض ولآ سمآ ! أنآ قآعده أختبر هآلأيآم الفآينل ليش صيته هآنم مآتبيت عندهآ ؟!

ركآن: تدرين إنهآ متعقدّه من ذي المستشفى إللي كآنت تشتغل فيهآ ومآتبي تتوآجه مع أحد
طيرت عيونهآ لآويه فمها بـ إمتعآض رآده بـ همس وعيونهآ على الزجآج من جآنبهآ الأيسر: أمي سوّت معهآ الوآجب ورآفقتهآ .. يوم إهي ويوم أم فيصل , لآتقعد تشب فـ الحطـب

زفر أبوهآ بـ قلّة صبر حآث نفسه بـ طولة البآل مستغفر: آستغفرك يآرب وأتوب إليه .. لآ إله إلآ أنت وحدك لآشريك لك

....: السلآم عليكـــم
ريتآج: حشـى مآبغيتـوآ ! كآن جلستوآ شوي بعـد
....: طيب ردي السلآم الأول !

قلبت ريتآج عيونهآ ثم تكتفّت تنآظر من الشبآك المغلق على يسآرهآ بـ المقعد الخلفي بعدمآ تقدمتهآ أمهآ وصيته بـ الجلوس في المقعد النصفي وهي بـ الأخير منفرده ..
صآح ركآن ضآئق: شوفوآ حولكم آخر نآس تحرك سيآرتهـم مآبقى غيرنآ وش ذي السوآلف إللي مآتنتهي عندكن يآلحريم !
صيته: خلآص ركآآآآن عآد

ركآن: قآبلنآ ثنين من الرجآل وقفّوآ أبوي وحنّآ طآلعين قآلوآ سآلفتهم بثلآث دقآيق وإنتهوآ وإنتو دآخل تهرجون من ثلآث سآعآت !

لآحظ الجميـع كلهم إنخفآض السرعه للسيآره وسيرهآ المتبآطئ عن عمد بعدمآ أنهى ركآن جملته إللي نبهت أبوه للشيئ إللي غآدره رغماً عنه دون تذكّر ..
همست صيته بـ تخوّف: خير يبـه !!
....: ذكرتني يآركآن آلله يذكرك بـ الشهآده .. أقول صيتـه .. يآم سلطـآن
صيته: خيـر !
....: هللي قآله ركآن الحين , هم أبو سعـد وولده سعـد قآبلتهم من شويّ وسولفوآ معي يقآل إنهم كآنوآ بيجونآ زيآره بـ البيت إلآ وجمعتنآ الصدفه


أعقدت صيته حآجبيهآ بعدم فهـم في حين سألت أم سلطآن بـ إهتمآم: إيه علآمهــم .. عسى مآشرّ
نآظر بـ المرآيه الوسطيّه قآصد رؤية صيته تحديداً الجآلسه ورآءه مردف بـ هدوء: خير إن شآلله .... الجمآعه طآلبين صيته لولدهـم

لوت ريتآج فمهآ وردت تنآظر من الشبآك ... الموضوع إطلآقاً لآيعنيهآ ...

للحظآت والوضع سآكـن ..
صيته في حرج وريتآج بلآ أدنى إهتمآم .. أمهآ خآفضه بصرهآ المحتد تدور بعيونهآ في محآوله جآهده للتذكر وربط الأسمآء ... ركآن كحآل ريتآج , غير مُبآلي ..

أمآ عن أبوهآ فكآن كل لحظه واللي تليهآ يرمقهآ من المرآيه في إنتظآر سمآع تعقيب منهآ على قولـه .. إلآ إن هآلتعقيب المنتظر صدر من زوجته إللي صآحت غير مُصدقّه مستنكره: منهو أبو سعـد ذآ ؟ ليكون آل عبيـد جآبـر !!!
صفق ركآن بيديه رآد بـ حمآسه وإندفآع: إيـــه عليـك نــور , إهم بذآتهـم

بـ حموّ غير مبرر مبدئياً وإهتيآج .. صفقت أعلى وركيهآ برآحتيهآ صآئحه برفض قآطع حآد النبره صآخب: علـــى جثتـــــــي
بدهشه تعلّقت عليهآ الأبصآر مذهوله لترد رآفعه سبآبتهآ اليمنى مهتزّه: إسمع يآبو سلطآن .. ذآ العآيله بـ الذآت مآعندنآ لهم بنآتن للزوآج .. هه هُزلــت , مآبقى إلآ تتزوج ذآ المطلّق سعـــد
طير عيونه مستغفر مرغم نفسهآ على الهدوء وإستحضآر الصبر: لو إنك أول تسمعين الكلآم لـ آخره .. الجمآعه يآمره طآلبين البنت لولدهم سطّـآم مو سعد .. وبعدين لو إنه سعد شفيهآ يعني إنه مطلـق , الطلآق مآيعيب أحـدّ , لآرجل ولآ مـره

نفخت بـ ضيق وقلّة صبر , صوتهآ غير قآبل إلآ للنشآز والصرآخ: جيتك يآعبدالمعين تعيـن , لآ سعـد ولآ شسمه ذآ سطّآم .. مآعدنآ بنآت للزوآج , قُضـي الأمـر

....: شلون يعنـي ! يآمره وإنتي شدخلك .. النآس طيب وأجوآد أصل وقبيلـه والولد رآعي دين وأخلآق مآينسمـع صوته

....: هـه , مآشآلله , وهو مآجآب أصلاً عيآل هآلعآيله وكبهم على وجيههم إلآ ذآ الصوت إللي مآينسمـع .. أمر ريآجيلهم بيدين حريمهم

شهق بعمق ذآكر ربّه , قلّب عيونه ثم سأل: الموضوع يخصّك يآصيته , أنآ موآفق .. شرآيك إنتي ؟

بـ قسوّه إعتصرت أمهآ ذرآعهآ الأيمن جآذبتهآ بـ قوّه غآرزه أصآبعهآ بـ لحمهآ مُنبـهه: وقسم بآلله يآصيته إن وآفقتي لآ إنتي بنتي ولآ أعرفك وقلبي غآضبن عليك

بقوّه وعلى وجه السرعه فرمت أبوهآ السيّآره موقفهآ بـ حركه فجآئيه صآئح بزوجته غآضب: إنتي وبعدين معك يآمــره شسآلفتـك !! تبينهآ تقعد جمبك يعني ذآ بيونسك !
....: إيه بيونسني , يآزوآجه سنعـه لهآلبنيـت ولآ بـلآ , إنت أصلاً مآتدري إبنه سعـد ليش طلّق مرته ! اكفروهآ حسبي آلله عليهم .. خذوآ البنيه ورده من بيت أهلهآ مفتحّه ومآشآفت عندهم يوم عِـزّ ولآ هنآ .. مغير كرف وعنـآ .. أربع وعشرين سآعه جآلسه عند الفرن وبـ الأخير يبيعون شقاها للعآلم والنآس

....: الحرمه وتشتغل ببيت زوجهآ شفيهآ !!
....: لو إنهآ صدق تشتغل لزوجهآ ولأهلـه مآعليـه , مآحد يقدر يقول شيّ , أمآ إنهآ تشتغل للعآلم تعجن لهم وتخبز , منّآ معجنآت ومنّآك حلويآت ومآتذوق منه اللقمـه ! حتى لو قريشآت حسآب لشغلهآ ! إلآ يآخذون كل الدرآهم والقروش دآخل البحلـوش .. هُزلـــت !

مسح على وجهه مستغفر لترد هي مكمله بنبره أكثر إنضبآط وأهدى: مآعلمنآ البنآت وشقينآ عليهم طلعنآهم من الأوآئل لأجل نقطهـم هآلقطآه إللي مآتسوى القرش .. يقعدوآ إيه معي بـ البيت عوآنس يخدمون ببيت أبوهم ولآ إنهم يخدمون غيرهم .. ذآ العلم إللي عندي وإنتهيت وصيته رآيهآ من رآيي , قل لهم آلله وكيلهم مآفي نصيب ..

نآظر بـ صيته من المرآيه سآئلهآ بـ هدوء وكأن كل كلآم زوجته لآيعنيه: هآ يبـه , شرآيك إنتي أبي أسمعـك

من تحت غطآهآ مآل فمهآ بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره من حآل نفسهآ ..
لآشعورياً تلألأت عيونهآ بدموع حبيسه .. يسألهآ وكأنهآ مسبقاً قبل الإجآبه وحتى السؤآل مأخوذ برآيهآ أو لهآ الشأن بـاللي ذاتاً يخصّها !
أبوهآ وأمهآ كلآهمآ مآقرروآ هآلشيّ , سوآءاً بـ القبول من أبوهآ أو الرفض من أمهآ إلآ من بعد إقتنآعهم هم أولاً ... تأتي موآفقتهآ هي ثآنياً إرضاءاً للذمـه وإرآحة للضمير ..

إبتلعت ريقهآ بـ مرآره هآمسه بـ صوت مخنوق مٌرغم: إللي تشوفـه يبــه

بققت أمهآ عيونهآ بصدمه تنآظرهآ غير مصدقّه في حين شدّت ريتآج شفتيها المطبقه متحلطمه بهمس خآفت: عديمة الشخصيّه , صدق آلله يآخذك ويفكنآ من سلبيتك .. وحده وآفقت من قبل على رجل الكهف أبو القمـل وش يمنعهآ الحين توآفق تشتغل خدّآمه وبيآعة معجنآت وزوجـه لوآحد إسمـه سطّــآم ! بقلعـتـك , وجـــع
أمسكت أمهآ رآسهآ من الجآنبين إدعآءاً للإنهيآر: لآآآآآ .. لآ خلآص مآعآد فينـي

أكملت بعدمآ إستجمعت قوآهآ ثآرت ثورتهآ وإشتعل إهتيآجهآ ...... إزدآدت حدّة نبرتهآ صآرخه وبـ جفآء: وقسم بآللـــه يآبو سلطــآن إن مآيتـمّ هآلموضــوع

بقق عيونه بصدمه ملتفت عليهآ بـ حدّه لآفظ بـ غضب إنفلت منه التحكم والسيطره: وقسماً بآلله على قسمــك طــلآآآ .............
- بــــــــــــــــسسسسس , بــس تعوذوآ بآلله من الشيطآن .

كآن صيآح ريتآج جهوري جـلل , صرخت بـه قآطعه يمين أبوهآ وحلفـه بـ الطلآق !

هدأ الجميع ظآهرياً إلآ من وجوم سكن قسمآتهم الغآضبه المكفهّـره وأخرى مصدومـه مُذبهِلّــه !

بـ هدوء وتسلل إمتدت يسرآهآ لجآنب صيته الجآلسه أمآمهآ مطبقه أنآملهآ القآسيه على جلدهآ بقرصـه موجعــه مؤلمـه !

القرصه إللي على إثرهآ إنتفضت صيته صآئحه متألمه جآذبه نحوهآ الأبصآر ..
ريتآج: آذكروآ آلله وصلو على النبــي , شدعوى الشيطآن يدخل بينآ على سآلفه مآتسـوى , خلآص يمّـه سكتي الحين لنآ بيت نتكلّم فيه .. وإنت بعد يآشيـخ علـي , هدي أعصآبك آلله يرضى عليك إنت قآعد تسـوق
....: يعني مآتشوفين أمّك وتسمعين كلآمهآ ! إستخفت المره تحلـف علـي ... ذآ إللي نآقص بعـد

ريتآج: معليش يبه , والأم يعني وش تبي إلآ رضآ بنآتهآ وسعآدتهم وأمي صآدقه .. حنّآ الحريم ندري أكثر منكم يآلريآجيل ودرينآ قبل إن سبب الطلآق من شين سوآتهم , المره مآتحملت , هدّت البيت وشردت لجمآعتهآ ولآ ردّت .. تخيل مغير زوآجهآ قعـد بس ستـة أشهـر .. وعلى فكره توّ طلآقهم قريب إمكن من إسبوعين تتوقع ليش بهآلسرعه يبون يزوجون ولدهم الثآني والأول توّه مطلق مآ أمدآه ! وهم مآغير ولدين وثلآث بنآت متزوجآت والحرمه أمهم شيبـه و بخـلآ بُـــخـــــل .... كـــــذآ – عضت على طرف إبهآمهآ الأيمن سآحبته بآلقوّه من بين صفي أسنآنهآ كنآية عن شدّة البخل مكمله – مآيبون حتى يوظفون شغّآله ولآ طبآخه , لآآ .. يزوجون عيآلهم وحريمهم هن إللي يكرفون ويبيعون للنآس


بعفويّه ودون إرآدة منهآ إنشدوآ شفتيهآ المطبقه بـ إبتسآمه حزينه كسيره .. ولكنهآ صآدقه ...... وللغآيـه

على الرغم من سوء علآقتهآ مع زوجة أبوهآ أم سلطآن وفتور العلآقه بينهآ وبين ريتآج إلآ إنهآ وبهآللحظـه فقط تبددت لهآ كل هآلظنون .. تأكدت من وجود اللبـس وسوء الفهـم في تفهّم العلآقه اللزميّه القريبه إللي تربطهم من سنوآت طوآل ..

نآهد تبغض زوجة أبوهآ وبـ تكبّر , مشآعرهآ جداً جآحده تجآههآ ... وكذلك تمقـت ريتآج ..
حآولت نآهد محآولآت عديده تنقل لهآ هآلأحآسيس السلبيه إلآ إنهآ مآقدرت ...
هي مختلفه عن نآهـد أختهآ , هي ببسآطـه غير نآكــره ولو لـ أتفه جميــل !
وبـ الرغم الآخر من حقيقة شخصيّة زوجـة أبوهآ المتسلطـه المتنمـرّه سليطـة اللسآن وكذلك أختهآ ريتآج جآفة الأطبآع قآسية المرآس زفرة القـول متمردة الفعـل إلآ إنهآ ولأول مرّه تشهـد الحميميـه بـ دفآعهم عنهآ ..

أحست بـ السند الأنثوي إللي إفتقدته منذ النشأه برغم محآولآت نآهد بـ إحتضآنهآ إلآ إنهآ مآقدرت تنقل لهآ شيّ من صدق العآطفـه ...
أحست بـ الأمومه الحقيقيه لأم مآترضى الذل والمهآنه لإبنتهآ ..
أحست بـ التفهّم والمسآنده من أخت ولآ بعمرهآ كآنت قريبه منهآ القرب إللي معه تلغـى الحوآجز وبـه ترتآح وتستقـر .... وكذلك تطمئـن

أكملت ريتآج بعدمآ حرّك أبوهآ السيآره في هدوء منضبط: وبعدين يبه لآتنسى نآهد والأزمه النفسيّه إللي إهي فيهآ .. توّ ولدهآ متوفي وصآرلهآ شهر منّهآ بآلوآقع ولآ على الأرض .. عآجزه ومدمره صحياً ونفسياً فـ شلون تبينآ نقرر الحين بموضوع المفروض إنه يونسنآ وحنّآ كلنآ عآيشين بهآلظرف العصيب مع نآهـد ؟!

أعقب ركآن بـ عربجه سآخر من بعد صمت مطوّل: متعوب عليه ذآ الظرف العصيب يآلمثقفـه هـــع

عفوياً وبآلرغم من الجميع تبدّل الوجوم بملآمهم لإبتسآمه فآتره مُرهقه ..
آثروآ جميعهم الصمت إلآ ريتآج إللي إنعفس وجههآ لأخوهآ معقبه بـ تقزز: ثقيـل دمّ
....: طيب خففيـه هــع

أرخت جسدهآ تنآظر من الشبآك على يسآرهآ هآمسه بـ ضيق: نعنبـو المصآلـه بــس
صيته: ههههه
إقتربت ريتآج مآئله بنصفهآ العلوي ملصقه جآنب رأسهآ الأيسر للقزآز هآمسه لصيته بعدمآ وصلهآ صوت ضحكهآ الخآفت: عـدّي الجمآيل صيتـووه , يجيك يوم تردينهآ
مآثلتهآ صيته بـ الهمس هآزئه: قولي وآلله !
ريتآج: أنقذتك أنآ وأمي من زيجـه تغـث وخشّه تلوع الكبـد لآ وإسمه سطّآم بعـد !
....: ههههه آستغفر آلله وشفيه سطّآم بعـد !
قلبت عيونهآ مشمئزه: قرويه مآمنك رجـآ ذوقك مخيس

قآلتهآ بـ تقزز ثم أرجعت ظهرهآ مسند لخلفية المقعـد ومآسرع مآردت لوضعهآ الأول مقتربه من صيته وكأنهآ تذكرت شيّ هآمسه بـ لعآنه: يعني بـ الله وآحـد إسمه سطّآم ولآ وآحـد مثلاً إسمه يبدأ بـ حرف الـ - عيـن - !

بصدمه بققت عيونهآ متسعه حدقتيهآ غير مصدقّه إللي لفظت به ريتآج لتوهآ ملتفته لهآ الإلتفآت السريع تنآظرهآ بدهشـه بينمآ سيحت ريتآج جسدهآ برآحه وإرتخآء ترمقهآ بنظرآت لعآنه وإنتصـآر !

ذهول صيته إللي إعترآهآ وكسآهآ هو ذآته إللي أكد الظنون لـ ريتآج ..
طيرت عيونهآ زآمه شفتيهآ بشكل ملتوي يسآراً من تحت غطآءهآ مقتربه من صيته المفجوعه ذعراً هآمسه: لآترتآعين هآلقدّ .. أدري من زمن جدّك عن سرّك الصغيـر مع حبيب القلب بـ المستشفــى حـرف العيـن


كآنت الكلمآت من ريتآج خآفتة النبره مترآبطه إلآ إنهآ على مسآمع صيته كمآ الطبول بوقعهآ الصآخب المدوي ... بطيئة الإيقآع بذآت اللحظـه متبآعدة الكلمآت وكأنهآ تلفظ كلمـه كلمـه مفصلّه دون إتصآل لترد ريتآج مكمله بذآت الهمس والإستلعآن: كنت أحسب بـ الأول إنه هو ذآك الممرض حرف العيـن عآصـم لكن الحين ظهر بـ الصوره أوضح دكتـور عيــن .. دكتـــــررررر ...............

أحسّت صيته بـ توقّف النبض عندهآ كلياً وكأن قلبهآ مُعلّق .. توقف النفس وتوقفت كل عمليآتهآ الحيويّه الدآخليـه ... وكذلك إنفعآلآتهآ الخآرجيّه ..
ثبتت عيونهآ المفجوعـه وتوقفت الحركـه لـ جفنيهآ مستحضـره كآمل إنتبآههآ بـ إنتظآر لفظ الإسم من بين شفتي ريتآج .... دكتـور عُـــديّ

أحست الروح فآرقتهآ وهي على وضع إنتظآرهآ المميت الفآتك بـ كآمل أعصآبهآ حدّ التلف والتدميــر ..
نطقت ريتآج أخيراً ضآئقه عيونهآ الزآهيه بـ تفآخر لآفظـه بـ تبآهي لحقيقة إكتشآفهآ العظيم ..
....: دكتـر عُــــــمـــــــــر !



/
/


رفعت عيونهآ عن شآشة اللآبتوب نآفخه هوآء بنفآذ صبر ثآبته عيونهآ للجدآر من قبآلهآ ..
كآنت محآوله بآئسـه لجمع شتآت نفسهآ وإستحضآر تركيزهآ من بعد الشتآت ..

إلتفتت بنصفهآ العلوي ورآهآ صآئحه بـ إنزعآج: خيـر إنتـو وبعدين يعنـي !! مآنيب عآرفه أركـز
ببرآءه إتسعت عيون صغيرتهآ زآمه شفتيهآ الرقيقه مآطه فمهآ مرتعبه من صيآح أمهآ المفآجئ في حين سحبت الثآنيه جسدهآ الممدد على السرير رآفعه نفسهآ على كوعيهآ المغروزين فـ المرتبه الإسفنجيّه من تحتهآ تنآظرهآ بـ ببرود مآثل نبرتهآ: شفيـك بعـد !

....: سوآليفكم التآفهه مزعجتنـي , مآنيب قآدره أركز ولآ أكتب شيّ
....: وإنتي قآعده تكتبين ولآ تنقلين إللي كتبتيـه ؟!
قلبت عيونهآ مستغفره: مآنيب قآدره أركز وخلآص .. يآتسكتوآ أو تطلعوآ برّآ

لوت فمهآ مطيره عيونهآ بـ تململ سآفهتهآ بضربتهآ لورك الصغيره على يمينهآ: مآعليك منهآ فيدو يلآ كمـلي , مكيجينـي زين الحين سهيل يجـي
علآ صوتهآ منزعجه: سآلــي إنتي وبعدين معــك !!
فدوى: مآمآ خلّي الكتآبه وقت ثآني تعآلي خليني أحط لك مكيآج
أصآله: حسبي آلله عليك يآسآلي , خربتي لي البنت مآفي عقلهآ إلآ ذآ المكيآج وخرآبيطه
مددت سآلي مغمضه عيونهآ هآمسه: كملي كملي فدوى , إذآ عرفتي هآلمره ترسمي الآيلآينر زين واليمين مظبوط زي الشمآل لك مُفآجئـه
صفقت بيديهآ الثنين مبققه عيونهآ بـ إبتهآج: ثــدق !!
سآلي: إي وآلله صـدق ..

أسندت أصآله جبينهآ بوسط رآحة يمنآهآ زآفره بيأس وأسى: يــآرب ..
إلتفتت فدوى لأمهآ اليآئسـه ثم قوست فمهآ بلآ مبآلآه وتوّ مآردت عيونهآ للصندوق المتروس أدوآت زينه وتجميل إلآ وتطيح عيونهآ على علبـه سودآء آللون صغيره وبـ تبآطئ من وقع تدآركهآ مكنون هآلشيّ أخذت إبتسآمتهآ في الإتسآع هآمسه بعدم تصديق: لآآآآآ
فتحت سآلي عيونهآ مآئله بهآ يسره لـ فدوى عآقده حآجبيهآ بـ إستفهآم: إيــش !!

....: هذي الأروآج يوه نثيتهـآ مررره
سآلي: أروآج إيش ؟
فدوى: شوفي ثآلي كيف حلوين لونهم مرره روعه جبتهآ لك من ذمآن ذمآآآآن ونثيت أعطيك إيآهم
رفعت نفسهآ بـ التحآمل على كوعهآ الأيسر تنآظر بـ لونين الروج دآخل العلبـه وإللي كآنوآ من مآركه هي تفضلّهآ وبـ نفس الوآن الـ نود إللي مآتستخدم غيرهم سآئله بـ إستغرآب: من وين لك هآلأروآج ؟!
فدوى: يوم طلعت مع ثنـد للثوق ودخلنآ محل مكيآج شريت لك هذي هديّه
سآلي: سنـد طلع معك للسوق ؟! متى ذآ
فدوى: يوووه من ذمآن مررره يآذينـو ثنـد أحثن من مآلك , بث الحين هو مشغول ومآثرت أشوفه .. متى يرجع ذي أول ؟!


إستسلمت أصآله مقفله شآشة جهآزهآ مقرره تأجيل نقل مقآلتهآ كتآبتاً إذ إن شكل هآلثرثآرتين ورآهآ مآعندهم نيّه أبداً لآ بـ الطلوع من غرفتهآ أو السكوت عن سوآليفهم الغير منتهيّه أو حتى خفض أصوآتهم بهآ !

إقتربت منهم مرتميه على سريرهآ بـ العرض من آخره نآئمه على بطنهآ رآسهآ عند رجول سآلي , مسنده جآنب رآسهآ الأيمن بوسط رآحتهآ اليمنى محركه رجولهآ بـ الهوآء سآئله بـ فتور: وش رآيكم بآللي قآله أبوي بخصوص مآلك ؟!
فدوى: وآلله يآمآمآ مآني مثدقـه كيف جدو يفكر في شيئ ذي كذآ ؟
أشبكت سآلي أصآبع يديهآ فوق بطنهآ تنآظر أصآله من مكآنهآ: مدري عن أبوك وآلله شلون يفكر
فدوى: ثآلي غمضي عيونك يلآ برسم الآيلآينر
بـ إنقيآد أغمضت سآلي عيونهآ بـ هدوء وبدت فدوى برسم خط الطرف للعين وبـ إحترآفيّه مآرتعش لهآ إصبع في حين أردفت أصآله: مستحيل مآلك يقبل بهآلشيّ !
سآلي: وإشمعنى ؟

أصآله: أخوك كآن يموت على مرته , بذمتك شوفتيه من قبل دخل بمثل حآلة هآلحزن والكئآبه ! وآضح إنه كآن يحبهآ وشكله حبّ صآدق وبعدين مآ أمدآه , مغير أربع أشهر مطلقهآ الحين أبوك يبي يورطه بزوآج وهو مآيدري ؟! متى تتغير هآلأفكآر , كل مآنحشر الأهل مع ولدهم قآلوآ زوجوّه يعقـل !
سآلي: ههههه أسآساً وين بنلقى مثل هآلبنت بهآلموآصفآت إللي قآلهآ أبوك ؟ يآآ إن أبوي ذآ كآن زير نسآء
أصآله: طلع الولد لـ أبوه
سآلي: منــو ؟!! مآلـك ! هـه وين مآلك من أبوك .. يحليلـه ملوكّي بس وآلله إنه مسكين .. سند إهو إللي ثعلـب مآيندرى عنه , إهو شبيه أبوك مو مآلك
فدوى: بث خآلي ثنـد مآيكلّم بنآت ولآ يطلع معهم !
نهرتهآ أصآله بـ جفآء: فــدوى مآلك دخل بهآلسوآلف إنتـي
قوست فمهآ المطبق بلآ مبآلآه مقلبه عيونهآ بـ سفه لكلآم أمهآ ..


أمهآ إللي إستقعدت بـ استقآمه ظهر خآزتهآ بنظره مُحذرّه لسوء ردّ فعلهآ لترد فدوى خآفضه رآسهآ معتذره بـ وهن وفتور: آثفـــه
رآقبت سآلي نظرآت أختهآ وبنتهآ في صمت لثوآني قطعتهآ بـ هدوء سآئله: ومآلك متى بيرد أجل
ضمت أصآله لصدرهآ مخده مربعه الشكل صغيره مسنده فوقهآ ذقنهآ: قآل سند يوم الخميس إن شآلله ..
إعقدت فدوى حآجبيهآ مطيره عيونهآ بتفكير أنهته سريعاً لآفظه: يعني بعد ثلآث أيـآم
أصآله: أحس بيصير كوآرث .. مآلك مع إنه عنيد بس ولآ بعمره رفض شيّ لأبوي .. مدري شلون بيقبل قرآر أبوك ذآ يبي يزوجـه
فدوى: ليش مآلك يتذوج مرتين وثنـد ولآ مرّه ؟ ثند هو الكبيـر .. خلو ثند هو إللي يتذوج
أصآله: بنــت ! قلت لك إسكتي ولآ تدخلين بهآلكلآم

ضيقت سآلي عيونهآ بـ تفكير أثآر فضول أصآله إللي سألت بـ إهتمآم: وش إللي تفكرين فيـه ؟!
سآلي: يعجبني تفكير أبوك .. أحسّـه منطقـي
أصآله: بـ آلله ؟! وين المنطق ؟! أسآساً من سمعت إللي قآله وأنآ قلت عزّ آلله أبوي رآح عقلـه مع هآلجلطـه شكلّهآ وقفت مخّه .. قآل إيش مآينسّـي المـره إلآ مرتـن ثآنيـه .. زوجـوّه ! أبوي هذآ بعمره مآرح يتغيّر .. من قبل زوجنّي غصب والحيـن مآلك المسكيـن
سآلي: وضعك مختلف .. يمكن مآلك فعلاً محتآج هآلشيّ .. يدخل بعلآقه ثآنيه تكون هي المخرج
إتسعت عيونهآ بذهول غير مُصدّقه هآمسه: مآنيب مصدقتكــم !!!
سآلي: واشمعنى يعني !


أصآله: قسماً بآلله كلكم وآحد يـ آل مُرشـد .. إنتو من جدّ ؟ مآتفكرون إلآ بـ أنفسكم وبس ؟ مآتفكرون بغيركم ! وش هآلأنآنيّه ! يعني عشآن مآلك يلقى المخرج من علآقه أولى فآشله يورط وحده ثآنيه معه بعلآقه مآيندرى على إيش بترسى ! ليش تقحمون العآلم بـ فشلكم وتحملونّه عليهم ! أخوك مآلك متأكده مليون بـ الإميه إنه مآنسى تغريد ودآريه إنه مآرح يرفض هآلطلب لـ أبوي وخصوصاً بعد إللي قآله .. شفتي !! حتى من بعد قومته من المرض إللي شكله مآ أثر فيـه لسّه فيه طآبع الإستغلآل .. بيستغل مرضّه في الضغط على مآلك لأجل يخضع له وللي يبيـه .. الحين فهميني هذي البنت إللي بتكون زوجه جديده شذمبهآ تتورط بعلآقه مع مآلك وهو كل بآله وتفكيره مع الأولى , وفوقهآ متزوجهآ إرضآءاً لـ أبوه مو عن رغبه حقيقيّه منّـه ! غآسله يديني منكـم كلكـم , حسبي آلله

فدوى: خلآث يآ مآمآ لآ تعثبيّـن , ليش كذآ متشآئمـه ؟ أقولكم على ثِـرّ ؟!
أطبقت أصآله فمهآ بـ حنق مقلبه عيونهآ مستغفره , والحين إنحشر أنف أصغرهم بـ أكبر مشآكلهم ...
سآلي: ههههه سِـرّ إيش بعـد أتحفينـآ !
فدوى: الثرآحه الثرآحه مع إن ذوجة مآلك تغريد هذي كآنت مرررره حلوه وتجنن بث مآبلعتهآ .. أحث كآنت شآيفه نفثهآ , مآتعطي أحد وجـه ولآ تثولف ويآنآ ودوم قآعده بـ غرفتهآ .. وكمآن مآكآنت تحب مآلك ! ليش إن شآلله ! مرره كرهتهآ لمن ثآحت على مآلك وقآلت إنه جبآن .. هيّآ إللي جبآنه وحيوآنه كمآن أحثن إنو طلقهآ .. على فكره يآ مآمآ أنآ كمآن مع جدو لآذم نشوف له عروث ثآنيه يتذوجهآ ويقهر فيهآ هذيك .. ولآذم تكون أحلآ منهآ , لآذم مآلك ينفتن فيهآ ويحبّهآ وينثى تغريد هذي

بعيون مذهوله مبققه بعدم تصديق نآظروهآ ثنينآتهم غير مستوعبين إللي توهآ ولفظت به وتوهم وإسمعوه !
أطلقت سآلي زفره مقطوعه كآنت الـ - هـــه - مصحوبه بـ إبتسآمه عدم تصديق مدهوشـه في حين إحتدت ملآمح أصآله وإشتدت سآئله بـ إستنكآر: بنـــت وش هآلكــلآم !!
رفعت كتوفهآ مقوسه فمهآ بلآ إهتمآم مردفه: أقول الثـدق
إلتفتت أصآله لـ سآلي خآزتهآ بـ حقد مطبقه فمهآ بـ قهر للحظآت أعقبت من بعدهآ بنبره مخنوقه من بين أسنآنهآ: شوفـي البنـت وكلآمهآ !

سآلي: هههه كفـو .. أشوى إنهآ مآطلعت لك مآكل القطو لسآنهآ .. – نآظرت فدوى مكمله بعدمآ غمزت لهآ مبتسمه – مآعليك منهآ فيدو يآعمري وأنآ خآلتك
إحتضنت أصآله رآسهآ بيديهآ دآفسه وجههآ بآلمخده إللي بوسط صدرهآ مستسلمـه إذ إنهآ بلآ حيلـه , وُجدت كـ نعجـه وسط الذئـآب !
فدوى: بث ثدق وين بنلقى وحده ذي مآقآل جدّو .. حلوه ومتعلمّه , أثل وفثـل وشخصيّه قويّه وذكيّه وعنيده .. قآل لآذم تكون أقوى من مآلك ... إيش الموآثفآت التعجيذيه هذي ؟!!!
لوت سآلي فمهآ المطبق يمنه بعدمآ وجهّت لهآ نفس سؤآلهآ حسيّاً بنظره عيونهآ لترد أصآله تعبيرياً متعجـزّه عن الإجآبه ...

ضآقت عيون سآلي مستغرقه في التفكير .. تتقآفز لعيونهآ الموآصفآت وآحده تلو الأخرى ... جميله ومتعلمّه , ذكيّـه .. بنت شيخ , ذآت ديـن وخلـق .. شخصيّه مُكآفحه غير إنهزآميّه , قويّه وعنيده ...
تمت على وضعهآ بهيأتهآ المنغمسه في التفكير ضآئقه عيونهآ ممتدة النظر للفرآغ عآفطه شفتهآ السفلى مآطتهآ بين إبهآم يمنآهآ والسبّآبه وزوجين من العيون معلقّه عليهآ بـ ترقب .. يدرون إن مآورآ هآلتفكير العميق المطوّل إلآ حـلّ العقـده والجوآب الشآفـي ..

الجوآب إللي لفظت به بـ صدمه .. بنفسهآ تفآجئت مذهوله بآلشيّ إللي أوصلهآ لـه تفكيرهآ أخيراً وإللي مآكآن إلآ إسم وآحـده إنطبقت عليهآ كآمل هآلموآصفآت وتفصيليــاً !
خرجت الحروف من بين شفتيهآ بـ همس خآفت شبه مسموع , أبتّ الدهشّه إنهآ تحلّ عن قسمآت وجههآ المذهوله , لآفظـه بـ إستنكآر: ريتـــــآج !!!!!!

إلتفتت لهآ فدوى القريبه منهآ سآئله بـ عفويّه طفوليّه: مين ريتـآج ؟!!


/
/

/
/


وقف بـ إستقآمـه يعلو وجهه إبتسآمه قصيره متوتره ..
يتم ذآك الرجل وإن أقعده المرض ذآ حضور قوي مهيب , فآرض على من حوله الخنوع والخشوع ..
أقبل تجآه الوآقف أمآمه بعدمآ حرّك كرسيه المتحرّك , برغم تعآفيه إلآ إنه مآ إستعآد كآمل قوآه إللي تمكنه من الوقوف على قدميـه ..

يرقب الوآقف إقترآب القآعد وابتسآمته المتوتره بوجهه مآتلآشت ليقآبله الآخر بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره علت وجهه المُرهق مُرحب به بنبره يظهر فيهآ الكثير من الإجهآد: حيآلله سهيـل
بعدهآ إبتسآمته المتوتره بوجهه مآفآرقت , أومأ برآسه إيجآباً معقب: آلله يحييك أستآذ عآمر ويبقيـك , حمدآلله على سلآمتك طهور إن شآلله

أشر له بيمنآه أن يجلس دون تعليق وبـ إنقيآد له جلس الثآني حآك بـ طرف سبآبته اليمنى جآنب عنقه الأيمن أسفل شحمة الأذن سآئله بـ هدوء لكسر برود الموقف: متى إن شآلله بترد للمؤسسه

....: أشوفك مستعجل
أطلق ضحكه قصيره أشبه بـ زفرة الهوآء المقطوعه مردف: أشوفك إنت أستآذ عآمر إللي حبيّت الرآحه وتونسّت لقعدة البيت
بلل شفتيه المبتسمه إبتسآمه مُرهقه قبل أن يعقب .. سهيل ومن بين كل العآملين كآن هو المتفرّد المحظـي بـ ثقة عآمر النآدره شبه المستحيلـه ..
وهآلرآحه والإطمئنآن تنعكس آثآرهآ على تعآمله معـه بـ إعطآءه الحريّه في تجآذب أطرآف الحديث معه بـ أريحيّه ودون تكلّف مشقّة الرسميّآت وعنآءهآ ..
ثقته إللي إمتدت لتشمله أن يكون صآحب الشأن في التصرف بـ كآمل أملآكه دون رقآبه أو حسآب .. الثقـه إللي إتسعت ليسلمـه أمرّ ابنتـه الحآملـه إسمـه ... سآلي عآمر المُرشـد


....: مآعلينآ من الشغل الحين , دريت عنك إنت وسنـد , مآقصّرتوآ
....: أنآ مآسويّت شيّ , أستآذ سنـد إهو إللي تولّى الإدآره والإشرآف .. مآشآلله عليـه ذكي وفطـن
....: وهو لولآك من بعد آلله سنـد كآن بيفقـه شيّ عن أشغآلنآ وعلومهآ ! لآتتوآضـع

أخفض سهيل بصره في حرج مبلل شفتيه بـ إبتسآمه قصيره خجلـه ليرد هو مكمل: مآبقى شي على رمضآن
سهيل: إيه , أقل من شهـر .. ثلآث أسآبيع تقريباً
....: ومتى نآوي إنت وسآلي يجمعكم إن شآلله بيتن وآحد ؟!
قوّس فمه المطبق بـ خيبه وقلّة حيله ..
السلبيّه إللي على مآيبدو إنهآ مآرآقت له ليضطر إنه يقرر بنبره تظهر وكأنه أمرّ قطعـي لآ مجآل للنقآش فيـه ..: بعد رمضآن إن شآلله الزوآج

إتسعت عيونه ينآظره بدهشـه ليأكد الثآني كلآمه بـ حزم وصرآمه: تبيني بعد أحدد لكم اليـوم !
تسآرعت حركة جفنيه والبلآهه بتقآسيمه غير مستوعب لحد مآبتلع ريقه مطرق الرأس لثوآني معدوده أعقب من بعدهآ بهدوء مستسمح: تقدر تعفيني هآلمرّه من تنفيذ قرآرك ؟!
سأله برفق ثم رفع رآسه مترقب ردّة الفعل وإللي مآكآنت إلآ عبوس وإمتقآع !
عآمر المرشد برغم الإرهآق البآدي والمتمكن من أدق تفآصيل وجهه إلآ إن قسمآته الحآدّه ونظرته الصقريّه الثآقبه مآقدر عليهآ مرضـه .. بعده رجـل قآسي حآد الطبـع جآف الملمح والنظره ..

أغمض سهيل عيونه بـ همّ مكمل بصوت مبتئس مُحبط: أبي هآلشيّ أنآ وهي إللي نقرره
....: كم لكم أجل على وضعكم مآقررتوآ !
سهيل: فعلاً كنآ نآويين لولآ مصآبك
....: وهذآني الحمدلله تعآفيت , وشهو إللي يمنع ؟! إسمـع إنت .. متى بيكون لك كلمـه قطعيّه نآهيـه ! من أول وأنآ دآري إنه مآيأجـل إلآ سآلي وإنت مهآودهآ .. مصخــت عـآد

إبتلع ريقه خآفض رآسه في حرج أردف من بعده طلبـه مستسمح وبصبر وآسع ممتـد: معليـش .. خلي هآلشيّ حنّآ إللي نقرره .. إنت تدري سآلي مآتحب إلآ تحس إنهآ المسئوله الوحيده عن قرآرآتهآ إللي تخصّهآ خصوصاً ومآتحب تحسّ إنهآ مجبره عليه أو حتى مخيّره مآبينه وغيـره .. الحين مآفي شيّ يمنع زوآجنآ , بس متى عآد ! بنفكر فيـه ونقرره ونعلمكم إن شآلله بس رجآءاً استآذ عآمر لآتضغـط علينآ

إلتوى فمه بـ إمتعآض زفر من بعده بـ ضيق مجآوبه بـ إقتضآب: إيه مآعليـه

إرتخت قسمآت سهيل المنكمشـه لتبين الرآحه بملآمحه ومآسرع مآلحقه أبو مآلك مكمّل بـ جفآء مُنبّه: ولعلمك , أي تأخير ولأي عذر مآهوب مقبول .. الوقت بين العيدين أبيكم ببيتـن وآحد
مآرد سهيل إلآ بـ إبتسآمه قصيره متوتره هآمس: إن شآلله

قآلهآ بـ إبتسآمه ظآهريّه فآتره وبقلبـه يتوعد هآلخطيبـه إللي طآل صبره عليهآ مآينوله من عندهآ وتعنتهآ إلآ البهآذل ! " هيّـن دكتـوره سآلـي "

سآلي إللي ذكرهآ بقلبه وشآفتهآ عينـه ..
قآطعت سكون محيطهم بدخولهآ عليهم وإلقآءهآ للسلآم الهآدئ بـ إبتسآمه ليرد أبوهآ بنظره سريعه حآده لسهيل أوصلت له الرسآله وإللي ينبغي عليـه وحتمياً فعلـه ثم أعقب بـ الجوآب: وعليكم السلآم
إكتفى سهيل بـ إيمآءة رآس هآدئه أتبعهآ بنظره سريعه خآطفه لـ أبو مآلك إللي ردّ فمه المطبق وإلتوى بـ حنـق محرك كرسيه صوب بنته مردف: تعآلـي .. سهيـل يبيـك

عدّلت من تمآسك طرحتهآ الملفوفه بـ إهمآل على رأسهآ عآقده حآجبيهآ بـ خفّه مستغربـه ..
الإستغرآب إللي سفهه أبوهآ مقفي عنهآ تآرك لهم الخلـوه بـ المكآن لتتم هي وآقفه مكآنهآ ترمق الجآلس بنظرآت غريبه ذآت مغزى عميـق إلآ إنه مآفهمـهآ ..

زفر بـ همّ طآلبهآ بـ صوت خفيض هآزئ: ارحبــي ...!


/
/


قبآل بآب غرفتهآ المغلق , طرقـه بهدوء قبل أن يكمل الطرقه الثآلثه إنفتح البآب بسرعه والقلق بعيونهآ همست بـ إرتعآب: شبيــب
بوّز للحظه إستغرآباً من تفآجئهآ ثم أعقب: تعآلي يلآ آدم تحت

كآنت على إنتظآر مطوّل يفتك فيهآ القلق .. إبتلعت ريقهآ مغلقه البآب من بعد خروجهآ مجآوره له بـ الخطوآت كل مآلهآ تمسح على جآنبي فستآنهآ الفسكوزي أسوّد آللون بنقوش بيضآء متدآخله ..
توترهآ إللي لآحظه هو آخذه خطوآتهآ في التبآطئ متأخره ..
إلتفت عليهآ بجبين مقطب سآئل: شفيك إنتي !!

إندفعت بـ الإجآبه صآحئه: شبيب مدري رجولي مو شآيلتني , آدم قآل إن عنده شيّ ويبيكم كلكم متجمعيّن
أردف بـ شيئ من اللآمبآلآه نآتج من عدم فهمه قصدهآ: إي وشفيهآ يعني ! كلنآ تحت متجمعين
إتسعت عيونهآ سآئله: مين تحت !! تكلّم
....: بسم آلله عليك إنتي شفيك .. كلنآ .. فآهد وجآسر وأمي وآدم .. سهيل عند خطيبته مدري بيحضر أو لآ
....: أمي قآعده مع آدم !!!
....: إيه توّهآ دخلت وسلمت عليـه وجآلسين كلهم .. حتى البزرين الملآعين نمـر وأنسآم

تعلقت بـ ذرآعه مآئله عليـه , فرق الطول بينهم شآسع وهو أصغر إخوآنهآ: قلبي نآغزني شبوب , أحس فيه شيّ
....: وش بيكون يعنـي , إيه صح ترآ آدم معآه صندوق خشبـي وش كبــره
....: صندوق إيش ! وش فيه !!
طير عيونه متململ: يآكثر هرجك , أكيد لك إنتي خلّ ننزل ونشوف ..

زفرت من فمهآ المضموم بـ توتر .. أثقل مآعلى نفسهآ هو المفآجئآت .. وإن كآنت سعيده إلآ إنهآ مآتحبّهآ ..
وضع الإنتظآر وحآلة التعلق والتفكيـر أكثر مآيرهقهآ .. دعت آلله تكمـل فرحتهآ على خيـر دون كـدر ..
هي وآثقه بـ حب آدم وإلتزآمه تجآهه , إلآ إن شيئ بنفسهآ غير مطمئن ومآتدري السبب !

ألقت سلآمهآ ببهوت ويدهآ على صدرهآ .. إستقرت عيونهآ على أمّهآ الجآلسه وبحجرهآ نمـر الهآدئ السآكن ..
أصوآت متفرقـه برد السلآم وصلتهآ دون أن تعيهآ ..
إنخفض بصرهآ للي حبت على ركبتيهآ وصولاً لهآ ..
لآشعورياً إتسع فمهآ بـ الإبتسآمه: تبين أشيلك عشآن تصفقيني ولآ شرآيك جآسر ؟
الجميع عدآه – هو - فهم قصدهآ ومن فورهم تعآلت ضحكآتهم ..

إذ إن الصغيره أنسآم مآتهدأ ولآ تسكن إلآ مع ورده أو جآسـر .. وإن جآورتهم بدأت فيهم تصفيق ..
مختلفـة الأطبآع تمآماً عن تؤأمهآ الهآدئ نمـر .. سآكن الحركه والإنفعآل بجميع الأحوآل ومع مين مآكآن .. قريب أو غريب ..
سفهت ورده الطفلـه وجآورت آدم بـ الجلوس يفصل بينهم مسآفه شبه قريبه: شلونـك يـ آدم !

....: بخير الحمدلله
تحمحمت متوتره نآقله نظرهآ للجميع من بعد آدم .. جآسر إللي جآوره ثم شبيب
مقآبل لهم بـ الجلوس على الطرف الآخر من المجلس المرتفع عن الأرض أمهآ وبحجرهآ نمـر .. جآورهآ فآهـد ..
وصلت لهآ أنسآم وبدت تشد في فستآنهآ بشغب قآصده لفت إنتبآههآ رآغبه في رفعهآ عن الأرض ..
ورده: وخري وآلله مآ أشيلـك روحي لأبوك

قآم جآسر عن مكآنه بجوآر آدم رآفع أنسآم عن الأرض ضآمهآ لصدره طآبع قبلته العميقه بخدهآ الأبيض المنتفخ: حبيبة عمـو نسـووم لبى قلبـ ........ طخخخ
مآ أكمل دلآله لهآ إذ إن تصفيقـه علآ صوت طرقعتهآ على خدّه ... وبقوّه
هآلبنت برغم صغر كفهآ ولينـه إلآ إن ضربآتهآ عنيفـه ..

بـ إنفلآت أعصآب شتمهآ: يآلكلبــه تمدين إيدك على عمّك أجل إنقلعـي لأبوك .. – ودون إهتمآم حذفهآ على فآهد مستقره بـ حجر ثوبه الوآسع مكمل – خذ بلآويك عنّـآ
قآلهآ بنظره كآرهه حآقده لـ أنسآم إللي بلحظه تبدلت ملآمح الشرآسه بوجههآ لبرآءه دآمعه عيونهآ الوآسعه مآده ذرآعيه له ليردف: لو تموتين مآنيب مآخذك .... بنت قليلة الحيآ
من فورهآ أمّه أعقبت وبـ إندفآع: بسم آلله عليهآ جعلك إنت والعدو وش تموتين ذي
نفض جآسر ثوبه من الصدر بـ إنزعآج: لآحول , تدعين على ولدك عشآن هآلحفيده البزر قليلة الحيا مغيّر تسطّـر
أمه: ومآعزّ من الولد إلآ ولد الولـد

إرتفع خشمه بـ إشمئزآز لـ أنسآم ثم ردّ لمكآنه جآلس: لولآ آدم ولآ كآن لي تصرف ثآني
شبيب بـ جآنبه: مآعندك مآعند جدتي
ضحك الكلّ دون جآسر إللي تمّ يرمق شبيب بـ إزدرآء دون ردّ لتقآطع وردهـ حيويّة الأجوآء بـ سؤآلهآ إللي منغص عليهآ صفآء الجوّ مآهيب مرتآحه ..: خير يـ آدم ! قلت فيه شيّ مهم تبيني أعرفه وقدآم الكل
قآلتهآ بـ إبتسآمه عكست أعآصير مشآعرهآ الدآخليّه المضطربـه بـ سلبيّه وتشآؤم ليرد عليهآ هو برفعة سبآبته اليمنى بوجههآ قآصد التصحيح: قلت شيّ مهم أبيك تشوفينـه مو تعرفينـه

زآد توترهآ ووضح بـ بهوت إبتسآمتهآ: إي وشهـو !
برفعة حآجبيه تجآه الصندوق الخشبي كبير الحجم محكم الإغلآق بـ قفل معدنـي زآد إستغرآبهآ هي عآقده حآجبيهآ بعدم فهم هآمسه وعيونهآ على الصندوق: وشهو !!

رفع لوجههآ مفتآح صغير مآئل برآسه تجآه الصندوق بـ حثّ: إفتحيه وشوفي ..

ببلعة ريق متوتره مآتدري السبب .. تنآولت المفتآح من يده خآطيه بـ تبآطئ متردد تجآه الصندوق وعيون الكل تتبعهآ بـ شغف وإهتمآم ...

على ركبتيهآ جلست مدخله المفتآح وأول مآنفتح الغطآ مطّ شبيب رقبته بفضول لمعرفة المحتوى ..
المحتوى إللي صآبهآ مؤقتاً بذهول غير مُصدقّـه ..

هل إللي تشوفه فعلاً هو إللي بظنهآ ولآآ ...... مآتركت للإحتمآلآت وقت إذ إنهآ سحبت البطآقه المقوّآه بيضآء آللون والملفوفه بشريطه ستآنيّه عريضه بيضآء آللون كذلك ..
بـ حمآسه فكت الشريطه عن البطآقه لتطيح بـ الأرض وعيونهآ تفترس الكلمآت ...

لـ وردة آل مآلكــي ... مُبآرك يآوردتنآ ...

إتسعت إبتسآمتهآ كآشفه عن صفة أسنآنهآ العلويّه لآمعه عيونهآ بفرحـه وآسعة المدى بآسطه رآحتهآ اليسرى فوق صدرهآ للحظآت ...
أعآدت القرآءه لأكثر من مرّه على التوآلي إلى أن وقف شبيب غير قآدر أكثر على التحمّل ..

بـ - دفآشه – سحب منهآ البطآقه وبدأ يقرأ بطريقه مفصلّه للكلمآت القليلـه .. على مسمـع من الجميـع ..
توّ مآ أنهى القرآءه مطّ رقبته لذآك الشيئّ إللي يظهر عدم نقآء بيضآءه ونصآعه ..
كآن بلون – الأوف وآيت - , يظهر لآمـع .. مآيدري بـ الظبط وشهو !
سأل بـ فضول: وش ذآ يآورده طلعيــه ..

وقفت عن ركبتيهآ حآنيه نصفهآ العلوي رآفعه الكيس البلآسيكي الشفّآف بـ سحّآب ذهبـي ..
من فورهآ وجهت نظرآتهآ وكلآمهآ لأمهآ بـ إبتسآمه بعدهآ مآسعتهآ: يمّـه ذآ فستآنـي .. فستآن الزوآج

قآلتهآ وبحمآس مآقدرت أكثر تكبته فكت السحآب مستخرجـه فستآنهآ من غطآئه البلآستيكـي ...
إنسآب على سآعدهآ الأيسـر متحسسه كريستآلآته اللآمعه بـ أنآمل يمنآهآ غير مصدقـه ...
من بين الصمت شق إبتسآمآت الجميـع – زغروده – صآخبـه جللــه تردد صدآهآ بـ المكآن

إرتفعت عيونهآ عن الفستآن لأمهآ مآئله برآسهآ يمنه مبتسمـه ..
وبآلتبعيّه مررت أنظآرهآ للكل إللي كآنوآ كذلك مبتسميـن , تظهر لمعة السعآده والتأثر بعيونهـم ........ وبصــدق

توّ مآ أرخت عيونهآ للفستآن من جديد إلآ ومطت شفتيهآ المضمومه إدعآءاً لعدم الرضى: أنآ مو قلت لرآمز أبغآه أبيض أبيض !! ليش أوف وآيت .. وآلله لأذبحـه
جآسر: يمكن خلص قمآشهم الأبيض هــع
قلّب شبيب الصغيرعيونه لـ جآسر هآزئ: آلحمدلله والشكر يآلسآمـج

توّ مآفردت ورده الفستآن إلآ وشهقت بصدمه: لآآآآآآآآ
آدم وكنه فهم عليهآ ضحك من فوره: ههههه بس خلّ اشرح بـ الأول

ضيقت عيونهآ بـ كره له رآده: أقص يدي إن مآكنت إنت السبب
آدم: ههههه بس إسمعي
ضربت الأرض برجلهآ غير رآضيه: ليش يآ آدم كــــذآآآ
وقف عن مكآنه متوجه لهآ يضحك في حين سأل جآسر وحآله حآل البقيّه مآيدرون عن الهذره: وش الموضوع ! شفيه الفستآن !

جآورهآ آدم بـ الوقوف موجه كلآمه للكل وإبتسآمه عذبه بوجهه زينتهآ غمّآزة خدّه: أولاً ورده كآنت تبي الفستآن أبيض صآفي صآر لونه مثل مآتشوفون , أوف وآيت .. ثآني شيّ كآنت تبيه بـ دون أكمآم وظهر عآري .. صآر بـ أكمآم لكنهآ دآنتيل شفآفه مطرزه ومآفيه ظهر عآري طبعاً ..

ردت وضربت رجلهآ بـ الأرض معترضه وبقهر صآحت: هذآ إللي كنت أبيه وهو فستآني ليش على كيفك يـ آدم تغيره
آدم: ههههه وآلله إنه نفس التصميم إللي وصفتيه لـ رآمز بـ الضبط شوفيـه بس هذآ التعديل إللي وصيّت رآمز فيه ومآختلف الشكل

ورده: كنت أبيه أبيض وبدون أكمآم مآلي دخل , كل هآلإنتظآر وبآلأخير مو طلبي , طيب يآرآمز وآلله لأوريك
آدم: ههههه رآمز مآله دخل أنآ إللي غصبتـه وبعدين مآتسمعين كلآم زوجك أجل
صفق جآسر بـ إعجآب صآئح: كفــــووو وقسم إنك ذيبآن , - قلب عيونه بـ نظرة إحتقآر لـ ورده مكمل – تبين تتفصخين وتتعرين أجل , وش هآلمصخره

ورده والدموع متجمعه بعيونهآ: مآلكم دخل , يعنني بطلع للرياجيل , مآحد بيشوفني أصلاً
جآسر: ودآمه محد بيشوفك وش هآلصجّه أجل
نآظرت ورده لأمهآ بعيون دميعه طآلبتهآ: يمّــــــه !!!!
أمهآ ومن فورهآ صآحت بـ جآسر: إنت إسكــت شدخلك بآلكلآم !

بسرعه تدخل آدم شآرح: إسمعي ورده .. اللون الأوف وآيت على لون بشرتك أحلى وربي من الأبيض .. إنتي بشرتك سمرآ ومو تقولين بتسوينهآ برونز مُذهب .. يجي الأوف وآيت فخم .. ثآني شيّ أنآ مآ أرضى إنك تتعريّن , الأكمآم هذي أصلاً شوفيهآ شفّآفه بس من المعصم مطرزّه فخمه أكثر أمآ بصرآحه الظهر العآري من أوله لآخره حق التصميم الأول كآن أوفر مآقدرت أتحمل وأنآ بس أتخيّل .. ترآ جسمك له حُرمه بعد لو إنك مع الحريم , التفصخ الزآيد مو زين .. وبعدين لمصلحتك , أنآ أدري عن سوآلف الحريم إذآ شآفوك قآموآ قآلوآ مآتستحي , متعريّه ومتفصخّه والكلآم بيطولني ويطول أهلك بعد .. ترضين هآلشيّ ؟

جآسر وإللي مآعنده أي قدرة على التحمل والسيطره على إنفعآلآته قآم يصفّر ويصيح: كفــــــــوووو يآذآ الرجّآل السنع ولآ بلآش
ورده: تآكل بعقلي حلآو هآ
إرتفعوآ كتفيه مقوس فمه رآد: إسأليهم بنفسك , إذآ غلطآن خلآص أنآ أعتذر ويمدينآ نعدّل الفستآن لين الزوآج .. أهم شيّ إنتي ترضين

فآهد إللي أخيراً خرج عن صمته .. آدم مآحد يقدر يحط فيه كلمـه غلط وكلآمه صحيـح ...
قدر بـ آلتبرير يكسب ثقتهم أكثر , كونه رجـل مثقف متعلّم وغيـور ... والأهم هو إهتمآمه بتفآصيل دقيقه تخص أخته مآتطرى على بآل أي رجّآل غآلباً إذ إنه تدّخل وبدّل لون الفستآن بآلطريقه إللي يشوفهآ ملآئمـه للون بشرتهآ !

فآهد: الصرآحه يآوردهـ ولآتزعلين مني , أنآ مع آدم
رفع جآسر ذرآعه الأيمن وكأنه في حلقة تصويت: وأنآ مع آدم منذ مبطـي
نآظرت وردهـ بـ شبيب إللي لوى فمه يمنه خآفض بصره للأرض في حرج معقب بهمس: إللي تبينه إنتي , أهم شيّ إنه فستآن مو بنطلون

ضحكوآ كلهم إلآ ورده إللي نآظرت أمهآ وهي تهزّ بـ نمر الصغير إللي غفآ بحضنهآ ونآم: شوفيـه يمّـه بـ الأول .. إطلعي قيسيـه وشوفي شكلك .. حبيتي نفسك فيه خليـه , مآحبيتي غيريه , أهم شيئ رضـآك

دورت عيونهآ يمنه ويسره متردده ليأكد عليهآ آدم بـ قبضته المشدده على كتفهآ: روحـي جربيـه

أومأت أمهآ رآسهآ إيجآباً وكذلك فآهـد ...
أعقب جآسر: جربيـه يآوردهـ
شبيب: جربيـه ....


/
/

حلم الحياه 19-08-16 02:21 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


ترقبت خروج أبوهآ بـ حركته المتبآطئه على كرسيه المتحرك ثم إلتفتت له وبسرعه بآسمه إبتسآمه مطبقه تظهر ممتنّـه صآدقه ..!
نظرآتهآ له مطوّله ترمقه بـ خليط غير مفسّر .. نظرآت عآطفيّه مآبين الحُبّ والشكـر والإمتنآن .. وكذلك الفخـر ..

أعقد حآجبيه إستنكآراً من بعد جلوسهآ وبجوآره سآئلهآ بـ إستغرآب: علآمك إنتي ؟!
أخفضت رأسهآ وبصرهآ للأرض الحركه إللي معهآ ترآخت طرحتهآ عن رأسهآ وإنسدل شعرهآ بلونه البنيّ الدآكن وقصّته الكآريه الدورآنيّه يوصل طوله أسفل شحمتي إذنيهآ .. سقط على الجآنبين حآجب وجههآ عنه إلآ إبتسآمتهآ قبل مآتبعد خصلآتهآ عن جآنب وجههآ الأيسر ورآء اذنهآ مجآوبته وبصوت خفيض شبه مسموع: سمعت كلآمك الأخير مع أبوي

إزدآدت عقدة حآجبيه بعدم فهم القصد تحديداً من كلآمهآ سآئل ببرود: أي كلآم ؟!

....: إللي قلته لأبوي يوم حدد وقت لزوآجنآ وإنك تبينآ بنفسنآ إللي نحدد هآلشيّ لأنه أسآساً شي خآص فينآ .. وإنك بعد تدري عدل إني مآ أحب أحد يقرر عني بأي شي يخصني
إزدآدت لمعة عيونهآ وإشعآعهآ بـ حُبّ نآطق , صآرخ صآخب .. وآضح وبيّـن ...
لأول مره يشهـده .. يشوفـه .. وكذلك يحسّـه

أكملت بـ هدوء عـذب رقيق: أول مره يآسهـل أحسّك فعلاً فهمت علي , صدقني حتى وإن مآبينت لك هآلشيّ أو أظهرته بس أنآ صدق أبيك وأبي علآقتنآ تكمل وإن تأخر هآلشيّ .. لآتظن فيني السوء يآسهل

إنتفض صدره لمره وآحده ضآحك وبـ خفّـه ممرر لسآنه على شفته السفلى هآز رآسه نفياً !
ردّ فعلـه إللي تقطّب على إثره جبينهآ بعدمآ تبين لهآ أنه هآزئ سآخـر !
وبعآدة حموّ إنفعآلآتهآ وسرعتهآ دون تروّي أو تحكم سألت بصوت جآهر تبدّل تمآم التبدل وعلى وجه السرعه واللحظيّه من هدوء ورقّه لـ جفآء وحِدّه ..

...: فيه شــيّ يضحــك بكلآمــي ؟!

مآل ثغره البآسم يمنـه بـ هُزئ .. عآدت ريمآ لعآدتهآ القديمـه ..
هي فعلاً صآدقه بقولهآ إنه وأخيراً فهم عليهآ وتفهمّهآ وإن كآن هآلفهم متأخر لكنه مو المُلآم الوحيـد ..
هي إللي مآ أعطه من قبل الفرصـه ولنفسهآ كذلك ولآ سمحت بحدوث هآلشيّ ..
جدآر حآجز منيع كآن دآيم قآئم بينهم ولمده تقآرب السنـه ومآيزيد ..
الكُره أخيراً أصبحت بـ ملعبه هو ولآ يلوم غير نفسّه إن فرّط فيهآ ..

إرتفع حآجبه الأيسر سآخر مردف بـ برود: ليش من قآل إن تبريري بـ الرفض كآن لسوآد عيونك دكتوره سآلي ؟
تجمـدت ملآمحهآ بصدمـه , ثآبتـه الملمـح والإنفعآل .. وصلـه تمآمًا إللي أرآده ..
إبتسآمه متمردّه كبتهآ ببلعة ريق متحمحم ..
أكمل بصوت أظهر فيهآ الخشونـه والجديّه: لأجل ورده أختـي
أتبعهآ بـ زفره كآن حقيقتهآ تنهيده رآحه وإستمتآع مرتخي بـ كآمل جسده مسند ظهره لخلفيّة الكنب ينآظر بـ السقف مكمل: زوآجهآ كآن المفروض من حول شهـر .. جهزوّآ كل شيّ وبـ الأخير تكنسّـل .. الولد الوحيد لأخو خطيبهآ توفّـى ..

رفعت أصآبع يمنآهآ الأربع مضمومه فوق شفتيهآ بنظرة دهشه وتفآجئ في حين أكمل هو وعلى طرف شفتيه شبه إبتسآمه فآتره: أختي وخطيبهآ يشبهونآ على فكره .. كل مآقلنآ يآزوآج طلع لنآ خآبور بـ الوسط يمنـع , مدري شآلسآلفه بـ الضبط

سآلي: معنآته زوآجهآ بيتأجل ولآ شلون الرجّآل يتزوج وولد أخوه متوفي
سهيل: ذي ثآلث مرّه يتأجل .. بـ الأول أمهآ توفت , هم سيف ولد عمـي شبيب وآلحين هآلولد ... آلله يرحم الجميـع
أخفضت بصرهآ للأرض هآمسه: آلله يرحمهم
سهيل: تونسي .. جآك التأجيل من آلله

أطبقت فمهآ بقهر رآده من بين أسنآنهآ بغيظ مكبوت من تلميحآته السآخره: على فكره هآلمرّه بـ الذآت مآكآن عندي أي نيّه للتأجيل وإن قلت نتزوج الحين وآفقت
قلب عيونه مرّه وآحده لآوي فمه هآزئ .. تتكلّم بمنتهى الثقـه ودون تردد لأنهآ تدري عن إستحآله الحدوث ..
صآحت بـ جفآء مغتآظه: أتكلم جد على فكـره

....: وليش معصبـه ! خلآص قلت لك مآفي زوآج الحين ولآ بوقت قريب , مآرح أتزوج قبل أختي
....: وفرضًا طولت أختك ؟!
إرتفع حآجبه الأيسر إستنكآراً غير مصدّق إنفعآلهآ الغير معهود المصحوب بـ لهفـه وإندفآع لترد هي بلعثمه متدآركه شدّة ثورآنهآ وإهتيآجهآ السآخط: ءآآ .. أقصـد .. أقصد إن إحنآ مخطوبين قبلهم ومن وقت طويل بعـد وكل شي عندنآ جآهز .. هآلظروف إللي صآرت قهريّه تخصهم هـم , شدخلنآ !
صفق كفيّه غير مصدق: سبحآنك يآربيّ .. منو إللي يتكلم الحيـن !

....: بدون طنآزه يآسهـل لو سمحـت
سهيل: ذآ وأنآ مآخليت شيّ إلآ وسويته مآبقى إلآ أجي وأحب رجولك بعد لأجل نتزوج وإنتي مغير تأجلين ولحجج مآل أمهآ دآعي , أبشرى الحين جآك التأجيل ولسبب دآعي .. ليش رآفضه !
أغمضت عيونهآ بآلقوّه مستغفره بآللحظـه إللي سمح هو لإبتسآمته بـ الإتسآع ومآسرع مآتلآشت وحلّ الإمتقعآع بوجهه مصطنـع يوم تكلمّت تفصيلاً وبهدوء وهي على وضعه مقفله عيونهآ تلفظ بـ تقطيعاً بـ الكلمآت: بــــلآ هآلإسلـــوب معـــي يآسهــل

....: إي بلآهــآ
من فورهآ فتحت عيونهآ من إستشعرت البرود واللآمبآلآه بصوته لتفآجئ بوقوفه معدّل شمآغه .. لحقته بسرعه سآئله: ويــن !!
....: بـروح

وقفت مقطبة الجبين معقودة الحآجبين سآئله بـ بهوت: وين بتروح ؟!
....: البيت .. بلآهآ حكـي وبلآهآ قعـده وبلآهآ كل شيّ .. مآفي دآعي ولآ لزوم لأي شيّ

أحكمت كلتآ يديهآ على يسرآه مآنعته من الخطـو والإنصرآف: وقف لحظــه
سهيل: ..........
....: مآقصدت يآسهل إنت شفيـك !
....: مآفيني شيّ وآلله , خلآص عآدي .. حصل خير , بـروح
....: وليش أحسهآ عكـس كذآ
....: عآد بكيفـك حِسّـي إللي تبيـن عآدي
....: لآ مو عآدي , اقعـد خلّ نتكلم ونتفآهم

إلتفتّ مقآبلاً لهآ وجهاً لوجـه مردف وبصوت خفيض منضبط: اسمعـي يآسآلي .. إيه مآفي شيّ يمنع زوآجنآ ورغبتي في إتمآمه أكثر من رغبتك لكن مو قبل وردهـ أختـي .. لو زوآجهآ يتأخر للسنه الجآيه بعـد , رضيتي إنتي وأبوك أو أبيتـوآ .. ذآ العلم إللي عندي وانتهيـت
إحتدت نظرآتهآ بصدمه غير مُصدقـه قسوة لهجته وبرودهآ بذآت اللحظـه لآمبآليـه .. والأهم هو ثقتـه وعدم إكترآثـه .. لآ برأيهآ أو أبوهآ !

جآ دوره هو بـ لوي الذرآع وإملآء الأحكآم ..
قآصد ينتقـم ووردهـ أختـه هي البطآقه الرآبحـه لقوّة حجتـه وتبريره ..
إلآ إنهآ تحسّ بشيئ من المصدآقيـه .. إختلط عليهآ حقيقة الأمر ..

هل هو موقف رجولي منـه وشهآمه في رغبته بعدم إستبآقه للزوآج قبل أخته تقديراً لظروفهآ القهريّه المآنعه لإتمآم زوآجهآ إللي كآن مقرر أولاً أو إنه مجـرد فرض تحكمآت وآهيـه بقصد اشفآء ولو القليل من فيض غيظه منهآ وحموّ غلّــه وغليلـه !

زفرت بـ إستسلآم هآمسه: خلآص أوكي .. اللي تبيـه أنآ موآفقه
ردّ حآجبه الأيسر وإرتفع إلآ إنه هآلمره كآن إنتصآراً وبغطرسـه " هيّن يآبنت المرشـد يآلعنيـده إنتـي ! "

أجفله من حديث نفسه المتبآهي شدهآ ليده طآلبه: إتعشـّى معآي اليوم
أخفض بصره ليده المحصوره بين يديهآ بعقدة حآجبين .. " هذي شفيهآ اليوم طآلبتني القرب وبزيآده ! "
جآوبهآ بـ برود رآفض: لآ .. بروح البيت

نفضت يديهآ من يده بقوّه ثآئره وبعصبيّه يقهرهآ بروده: أبي بس أعرف إنت وشهو إللي مغيرك عليّ ومكدرك كذآ !! وأنآ قلت لك كل إللي تبيه أنآ موآفقه عليه
....: ليش وإنتي على بآلك إنك السبب الوحيد إللي يكدرنـي ! ترآ بآلي مزحوم بمليون شغلـه

صآحت فيه لآئمـه: سهــــــل !!
نفخ من فمه زفره مهمومه خآئبه لآفظ وبهدوء: مره ثآنيـه
....: وليش مو اليوم ! أنآ أبيك اليوم
بنفسه ضحكه إن أطلقهآ مآقدر يوقفهآ .. يحسّهآ طفلـه بعنآدهآ رغم حدّة ملآمحهآ وجديتهآ القآسيـه .. شكلـه وأخيراً قدر يفهمهآ .. أنثى عنيده شرسـه , وهو بيده يروضهآ ..

قبض بيمنآه على اللوح الأيسر لكتفهآ رآد وبـ جديّه: وردهـ تبينـي اليـوم
....: كل شيّ ورده ورده آفففف
مآزآل غير مصدق , كل كلمـه تلفظهآ بـ إنفعآل ثآئر مهتآج تكشف جزء خفي من حقيقة شخصيتهآ وأطبآعهآ كآن عنـه مستتر ... هي فعلاً عليـه تغآر .... من أختـــه !!!
....: إسمعـي يآدكتوره , خطيب أختي طآلبنآ كلنآ نجتمـع , يمديه الحين وصل البيت وأنآ قآعد أهذر معـك ... أي شي بخآطرك أجليـه لبعدين

....: لآتقول دكتوره ...... إسمـي سآلـي !



/
/


فآقت فرحتهآ حدّ التحمّل .. من فرط السعآده تحس بـ الإختنآق ..
نبضآت قلبهآ طبول , دقـه تلو الأخرى وبقوّه .. متسآرعه حدّ الإضطرآب ..
مسحت بـ بآطن كفهآ الأيمن دموع سعآدتهآ متأملـة نفسهآ بأبهى حُلّة لهـآ ..
حُلّـه زفآفهآ على حبيب قلبهـآ ..
فستآنهآ الأبيض ..
كآن ملكّي التصميـم , نآطـق جمآل وفخآمـه

مزيج من أنوآع متعدده من الأقمشـه , الستآن الثقيـل والتُـلّ , الدآنتيل المخرم وآخر مُطـرز ..
كآن كلآسيكـي بـ قصّة الحوريآت .. ضيقّ مفصلاً للقوآم بذيل دآئري طويل .. ومن منآطق الفتنـه الأنثويـه كآن بآهـر ..
إذ أنهآ بـ حآل بنيتهآ الجسديّه كآنت ضآمرة المفآتن ..
إزدآد إنتفآخ نهديهآ الصغيرين الضآمرين والشق بينهم ثم توآروآ تحت قمآش التل الشفآف المُطرز ..
كريستآلآت برّآقـه عآكسـه للإضآءه وكأنهآ قطع مرآيآ ..
إزدآد بروز ردفيهآ والجآنبين بسبب ضيق الفستآن وتفصيلـه لجسدهآ ... وضـح طولهآ الفآرع ..
كآن قوآمهآ مثآلـي فآتـن ..

ودون صبر منهآ ونفآذ لطآقة التحمّل والسيطره .. رفعت الفستآن عن سآقيهآ وركضت خآرج الغرفـه حآفية القدميـن ..
إزدآد طول شعرهآ وصولاً لـ أسفل الكتفيـن أعلى منتصف الظهـر ..
توقفت بمنتصف المدخـل الفآصل بين مجلسي الرجآل والحريم تلتقط أنفآسهآ اللآهثـه بآسطه يمنآهآ فوق صدرهآ المرتفـع لأقصآه والهآبـط بسرعـه كذلك لأقصآه ..
تعلقت عليهآ زوجين من عيون الشغآلآت البآسمـه ..

إفترستهآ نظرآت إعجآبهم السآحـق ودون تحكم وبلآ شعور صآحت وآحده منهم بـ إنبهآر: شكلـــــك مـــــرآآآآ هلـــــووو
إتسعت إبتسآمتهآ مآئله برآسهآ أقصآه تعبيراً مشآكساً للعآملـه ثم أطبقت رآحتيهآ لبعضهم أسفل ذقنهآ بـ إيمآءه إيجآبيّه وكأنهآ تحيّه آسيويّه أو طريقـه تعبيريّه عن الشكر والإمتنآن !

هوّت بيمنآهآ المتأرجحه بـ الهوآء على وجههآ المشتعل نآفخه من فمهآ الممتلئ دفعآت هوآئيه متوتره .. مآزآلت عيون الشغآلتين ترقبهآ دون تحوّل عنهآ إلى أن دخلت المجلـس الخآص بـ إستقبآل الرجآل قآطعـه صخـب حديثـهم بوقوفهآ أمآمهم متخصـرّه رآفعه رآسهآ وذقنهآ بـ تعآلي مستعرضـه نفسهآ بـ تبآهي مختآلـه إعجآباً كذلك بنفسهآ ...

إنبهآر جمآعي مأخوذ بـ الصدمـه والدهشـه والذهـول ..
دخلت عليهم إقتحآماً دون تمهيـد .. ودون تنبيـه ,,
من فوره آدم وقف كمّآ المسحور المغيّب .. وكذلك شبيـب منفرج الفمّ مذهول النظـره ..
مررت عيونهآ على جميعهم إبتدآءاً من أول الوآقفين .. آدم وشبيب ثم جآسـر , فآهـد وإبنه نمـر النآئم بـ حجره جآورته أمه حآمله الصغيره أنسآم النآئمه ... والحآضر أخيراً ....... سهيـل
إتسعت عيونهآ شآهقه بـ تفآجئ ويدهآ على فمهآ صآئحه: جيـــــت

من قآلتهآ موجهه لـ سهيل إلآ ويوقف والإنبهآر بعيونه مبتسم غير مُصدّق ...
توّه وبتنفرج شفتيـه نآطق إلآ ويتعآلى صوت الزغرده من لسآن أمهآ وبـ جلل صآخـب أفآق منه الصغيرين النآئميـن فزعاً ...
إنتهت سيمفونية زغرودتهآ مهلله ذآكرة النبي والصلآة عليـه تحت مرأى ومسمع من الكـل إللي توجهت أنظآرهم لهآ بـ إبتسآمـه حقيقيـه ... وصآدقــه
ولآ شعورياً إقتربت ورده مآئله بنصفهآ العلوي عليهآ لتسرع هي بآلوقوف منزله الصغيره أنسآم ضآمه بجلاً منهآ ورده وبـ القوّه ..

....: صلآة النبي عليك يمّـه , آلله يحفظـك , آلله يسعدك
دون مقآومه إنفلتت دموعهآ منهآره تجهش بـ البكآء .. حفرت أظآفرهآ بـ ظهر أمهآ دآفسه خشمهآ بـ عنقهآ تنتفض ...
وبصيآح تعآلى من الصغيره أنسآم إللي تربعت بـ الأرض تشد شعرآتهآ الخفيفـه إدعآءاً للبكآء دون دموع ..

تحسس جآسر ظهر ورده بـ حموّ قآصد تهدئتهآ مآزح: لآحووول وش ذآ العآطفه الجيآشّه
دفّه شبيب بكتفه يوسع له مكآن ورآء ظهر ورده شآده من مرفقهآ طآلبهآ وبـ رقّه: لآتبكيــن
وقف فآهد منزل إبنه هآدئ الإنفعآل حتى بعد إرتعآبه وصحوه مرتآع من صوت أمه ... بـ رفق غرز أصآبع يمنآه بكتفهآ جآبرهآ تبتعد عن أمه وتلتفت له ..
ومآ إن إلتفتت حتى إرتمت بـ حضنـه هو .. وبـ إبتسآمه طوق كتفيهآ بذرآعه الأيمن هآمس: وليش البكآ الحيـن

ردت بنبره مخنوقه متحشرجه وصوت قطعّه البكآ: مآآ.. مممـ مدري
فآهد: هههه خلآص طيب وقفـي , كل ذآ دموع الفرح يعنـي
إبتعدت عنه دآقه منتصف صدره بـ قبضتهآ الوآهنه ضآحكه ليستلمهآ سهيل من بعد فآهد مخلل أصآبع يمنآه بـ خصلآتهآ الملتصقه بخديهآ إثر الدموع لـ ورآء اذنهآ محتضن وجههآ بكفيّه مآسح دموعهآ بـ إبهآميه هآمس: يآحلــــوك ... وش هآلحــلآ !!

تحسس شبيب ذرآع ورده متلمس الألمآسآت المطرزه بـ أعلى الكمّ التُلّ الشفآف من الكتف مآخوذ بـ الإنبهآر هآمس دون وعي وكأنه مسحور: يخبـــل الفستــآآآن
ورده: ههههه لآتنخبـل علي الحيـن

قآلتهآ ضآحكه ثم إنتفضت من مكآنهآ مرتده خطوه للخلف والإرتيآع بوجههآ مذعورة الملمـح ..
دقّت صدرهآ بيمنآهآ مغمضه عيونهآ تشهق نفس عميق من بعد روعهآ في حين أطلق جآسر ضحكه قويّه مأشر بيده صوب الصغيره الحآبيه: ههههه الشيطآنه نسووم خرعتهآ
ورده: يمّه دخلت من تحتي خرشتني قآعده تتحسس رجولي

حملهآ جآسر بـ العكس ملصق ظهرهآ لبطنه الرفعه إللي أزعجتهآ وعلى إثرهآ تمت تلطم خديهآ الممتلئين وتصيح بتوآصل دون إنقطآع محدثه إزعآج ...
إقترب آدم أخيراً بعدمآ إنفكت عنه عقدة السحـر وعآد لوآقع أنهآ حوريته الحقيقيـه أمآمـه ..
تعلقت عيونهآ المتلألأه بعيونه المبهوره لثوآني تنحنح من بعدهآ جآسر ضآم قبضة يمنآه فوق شفتيه مستأذن: أقول .. ذي اللحظآت تحرجني , بطلع أحسـن

قآلهآ ومآسرع مآختفى من المجلس حآمل أنسآم الصآئحه الرآفضـه ليتبعه شبيب إللي مآختفت إبتسآمته البلهآء من وجهه لدرجه أنه صك جآنب وجهه الأيمن بـ إطآر البآب عند خروجـه وعيونه معلقـه على ورده دون إنتبآه ..

الحركـه إللي علت فيهآ أصوآت البقيّه ضآحكيـن عليـه , الضحك إللي بسببه إنحآش عنهـم لبرآ المجلس منحـرج !

فآهد: مآشآلله ,, شهآذآ الزيـن يآورده !
....: فآهد خلآآآص تحرجنـــــيييييي
إتسعت إبتسآمة سهيل على طريقتهآ بلـفظ كلمتهآ الأخيره ممدوده بـ حيآء صآخب معقب: أويلــــــــي
طيرت عيونهآ شآكيه لأمهآ والخجل ذآبحهآ: يمّـه شوفيهـــم
ردت أمهآ وضمتهآ ولآشعورياً سقطت دموعهآ هي هآلمرّه متذكره ضُرتهآ – جيهآن – وآلدة وردهـ , تخيلت مدى سعآدهآ بلحظـه مثل إللي يشهدونهآ الحيـن .. سعآدتهآ بـ بنتهآ الوحيده مرتديه فستآن زفآفهآ إللي تمنت من أول لحظـه تنشقت فيهآ هآلبنت أنفآسهآ إنهآ تعيشهآ ... لحظـة شوفتهآ عروس بفستآنهآ الأبيض ..

تمتمت بقلبهآ مترحمـة عليهآ سآئلـة لهآ الغفرآن والجنّـه ..
آدم كآن مُرآعي .. شخصيّه مميزه فريده , مآغآب عنه إحتمآلية إحسآسهآ بـ الفقد بـ لحظـه من أشدّ لحظآت حيآتهآ تميّز ..
اللحظه إللي تحب كل بنت مشآركتهآ مع أقرب حبيبـه لهآ ..
غيآب أمهآ بهآللحظـه كآن رح يكون موجـع .. وعلى الأغلب كآنت رح تسجّل من ضمن لحظآت حيآتهآ الأكثر تعآسه .. إلآ إنه وبرغبته المُلحّه إللي تسألوآ عنه جميعاً وبـ إرتيآب قبل قدومـه طآلبهم التجمـع ... كلهـم ودون غيآب ..

أرآد أن يشملهآ بـ أفرآد عآئلتهآ ومشآركتهآ ذآت اللحظـه الحمآسيّه السعيده دون إحسآس منهآ بـ الفقـد والوحـده ..... أو الإنكسـآر
إبتعدت عنهآ أم فآهد متحسسه بيمينهآ كآمل وجه ورده بعيون دميعـه نآطقـه سعآده ورِضـآ وإبتهآج ...

....: أسألك اللهم بـ إسمك الحبيب الكآفي أن تكفيهآ كل أمورهآ مع زوجهآ ممآ يشوّش خآطرهآ ويسهر نآظرهآ , اللهم ألِّف بين قلبيهم كمآ ألفّت بين قلوب عبآدك , آللهم إجعله لهآ أبـاً فـ الحنآن وأخاً فـ الطآعه وحبيباً في الفرآش , آللهم إجعله لهآ كمآ تُحِب وإجعلهآ له كمآ يحـب , إجعلهم قّرّة عين بعضهم واقسم لهم من خشيتك مآتحول به بينهم وبين معصيتك ومن طآعتك مآتبلغه به جنتـك , آللهم أصلح لهآ زوجهآ وثبته على الإيمآن , اجعله اللهم رجلاً صآدقاً صدوقاً جوآداً كريماً زده آللهم حُبّاً لهآ وصرآحتاً معهآ وتعلقاً بهآ , وفقهم آللهم وآجمع بينهـم على خيـر ....

بـ ظآهر سبآبتهآ مسحت ورده سحبة عينهآ اليمنى من دمعـه مُتأثره تعلقّت بـ الطرف ..
أردفت بـ إبتسآمه هآدئـه مسلمّه نفسهآ لصدر سهيل إللي إحتضنهآ هآمس: آللهم آميــــن
إبتعدت عنه ويد فآهد متحسسه ذرآعهآ الأيمن بـ حنوّ لآفظ بذآت الهمس: آميـــــن

رفعت أمهآ نمـر الصغيـر الهآدئ لصدرهآ طآبعه قبلتهآ برآسه هآمسه لولديهآ: يلآ يمّـه سهـل .. يلآ يآفآهـد , خلوهـم برآحتهـم

ترقبت ورده خروج الجميـع وموآربـة البآب لترد تنآظره بنظره تحتيّه خجلـه ... شآبكه أصآبع يديهآ بمنتصف جسدهآ ..

التشآبك إللي إنفضّ أول مآ أمسك هو يديهآ رآفعهآ لشفتيـه تآرك أثر قبلته العميقـه وجداً بظآهر كفيهآ ..
ولآ شعورياً ردّت عيونهآ مترقرقه متلألأه .. مآقوت على التحكم , سقطت دون سيطـره ..

جذبهآ ودون تمهيد لصدره يسرآه ممسكه بمؤخرة عنقهآ ويمنآه متحسسه آخر ظهرهآ: ليــش البكـآ !
من بين نشيجهآ الآخذ في الإحتدآد نطقت بصوت متقطـع , نبره مبحوحه مشحوحـه ... كلمآتهآ بآلغـة الصـدق والإخلآص: أنآ وآلله أحبـــــك يـ آدم !


/
/

/
/


دخلوآ ثلآثـه ..
هي تتقدمهم وكأنهآ مُرشده تخبرهم بمعآلم غرفتهآ ..

خلفهآ اثنينآتهم .. هي ببنيتهآ الهزيلـه للغآيـه , جسدهآ مُرهـق .. متكئـه بـ مشيتهآ المتبآطئـه وخطوآتهآ المتثآقلـه تسندهآ أختهآ بمنتهى الرفق والعنآيـه إلى أن أوصلتهآ للسرير المنخفض نسبياً ..
الغرفـه نوعاً مآ مُريحـه بسبب مسآحتهآ الفسيحـه وقلّة أثآثهآ وبسآطته وهو الشيئّ إللي تمّ إقترآحه بدلاً من غرفتهآ الضيقـه المتكلفّـه ..

تمردت مرشدتهم بشغب غير مستحب في وقتهم: هـه نآهد هآنـم , ترآ مو أيّ أحد إللي أتنآزل له عن غرفتـي ..
خزتهآ صيته أن تنتبـه على مآتلفظ , نفسيّة نآهد أبداً غير قآبله لمثل هآلنوع من المهآترآت وإن كآن من بآب الهزل !

ريتآج المتمرده سليطـة اللسآن ورآثة من أمّهآ .. ضربت بعرض الجدآر تهديدآت صيته التعبيريه مكمله وهي تبعد الفرآش الخفيف أبيض اللون عن السرير: أمآ تنآزلي الأكبر هو اني بنآم مع وحده وصخه إسمهآ صيته , غرفتهآ مكبّ النفآيه , يآلله لآتشقينآ بس
صيته: أقول ريتآج , كثر خيرك ليش مآتنزلين الحين تحت وأنآ بدبر عمري

تخصرت ريتآج بيمنآهآ وملآمح الهزئ بوجههآ مردفه: لآ يآعمري .. بخليني هنآ , غرفتي وأقعد فيهآ بكيفي
أوصلت صيته نآهد للسرير وبدت بمسآعدتهآ في التمدد: آستغفرك يآرب وأتوب إليك
ريتآج: خير إن شآلله صيته هآنم !
زفرت صيته بقوّه حآثه نفسهآ بـ الصبر إلى أن تمددت نآهد بآلكآمل وبدت بتعديل جلآبيتهآ إللي إنحسرت عن سآقيهآ: نآهد تعبآنه يآريت تقدرين هآلشيّ .. يعني بنخليهآ بروحهآ , وأظن إنتي بعد ورآك إختبآرآت فآينل ليش مآتدرسين أحسن !

تكتفت ريتآج برفعة حآجب لآويه فمهآ بـ إمتعآض مرآقبه صيته وهي تبدآ بتعليق المحلول لـ نآهد .. لحظآت والإمتعآض بوجههآ إلى أن لفظت: أنتظرك تخلصين وتروحين تنظفين , الصرآحه معرف أذآكر بـ بيئه وصخـه
إلتفتت لهآ صيته برفعة حآجب آللحظه إللي لآشعورياً من نآهد ورغماً عنهآ مآل فمهآ بـ إبتسآمه مرهقه ..
إحسآسهآ بـ الفقد عميـق وغآئـر .. إشتآقت المهآترآت والمنآوشآت ع الفآضي والمليآن , الطآلعه والنآزلـه .. وآقفين لـ بعض على الوحده ..
كل من بهآلبيت بـ إستثنآء صيته وأبوهآ ..
فيمآ عدآهم .. إخوآنهآ الثلآث سلطآن وركآن ومحمد , وريتآج وزوجة أبوهآ .. وهي نفسهآ .. في حرب أهليّـه مع بعضهـم .. مآحد يطيق للثآني كلمـه ..
صيته وأبوهآ هم الجآنب الإستسلآمي .. الموآجه لأي موقف بـ لوية الفمّ المطبق والإستغفآر !
مآزآلت ريتآج كمآ هي .. وصيته كمآ هي ..

لو فيهآ من الطآقه شيّ كآن سحبت ريتآج من شعرهآ وعلمتهآ شلون تتكلم مع صيته شقيقتهآ بهآلطريقه إلآ إنهآ تتم معذوره ..
صيته وغرفتهآ بيئه إطلآقاً غير صآلحه لأي ممآرسه من الممآرسآت الحيآتيّه .. فمآ بآلك بـ طقس الدرآسه والإستذكآر !
أكمل على الموضوع شخصيّة ريتآج الرتيبه .. المنظمه والدقيقـه والمخآلفه تمآم الإختلآف لشخصيّة صيته العشوآئيـه اللآمبآليـه بأي من أمور الترتيب والنظآم !

مسحت صيته على كآمل وجههآ مستغفره وبهمس: حلمك علينآ يآرب ..
ريتآج: ليكون مو عآجـ ............
إلتفتوآ لهآ ثنينآتهم بعدمآ قطعت كلآمهآ حآد النبره السآخره مشغوله بـ جوآلهآ إللي مآسمعوآ له صوت والظآهر إنه على الوضع الصآمت ..
كآنت ملآمحهآ متلهفه وكأنهآ بـ إنتظآر شيئ مصيري طآل إنتظآره ...

تحت أنظآرهم المدققه تبدلت ملآمحهآ لـ لويّة فمّ ضآجره لتقآطعهآ صيته: خير .. إنعفس وجهك
إنتبهت لهآ تنآظرهآ بـ دهشـه وبآلتبعيّه إنتقل نظرهآ لـ نآهد ثم أردفت بـ لعثمه مبتلعه ريقهآ أولاً: لآآ .. عآدي ... صوره
أعقدت صيته حآجبيهآ وهي تغرز الإبره بآلمحلول المعلّق: صورة إيش !
قوست فمهآ مآتدري رآده: توّهآ تحمّل مآظهرت .. من وردهـ
من وقع الإسم ردت نآهد تنآظرهآ بعد أن كآنت على وشك إغلآق عيونهآ المتعبه والخوض في نوم عميق ..

ريتآج وبعد أن صآبتهآ الخيبه زفرت بـ إحبآط , أتآهآ عكس مآ أمِلّت ... غآئب عنهآ من قرآبة الـ ثلآثة أشهـر .. طآل العقآب , وهي أبداً لن ترضـخ ...
....: صورة إيش هذي وريني هآلبنت صدق وآلله إشتقت لهآ ..
ردت ريتآج وفتحت جوآلهآ من بعد قول صيته وعيون نآهد صقريّه حآده وحآقده رغم التعب والذبول ..

ثوآني من الإنتظآر بـ ترقب من ريتآج الضآئقه إللي بدأت تتأفف: هفففف جوآل زفت معفن عشر سآعآت يحمّل مغير صوره
صيته: هههه ترّآ العيب في الشبكه أو سرعة النت , شدخل الجوّآل
....: كذآ , جوآل خآيس معفن , متى عآد يجيني جوّآل زي الأوآدم هـــ ..... لآآآآآآآآآآآآآآآهــــ

شهقه قويّه أطلقتهآ ريتآج أرعبت كلاً من صيته ونآهد إللي إتسعت عيونهم لآخرهآ متعلقه بنظرة إرتعآد من نآهد وغضب من صيته في حين كآنت نظرآتهآ هي بآسمه يدهآ فوق شفتيهآ المنفرجه وفمهآ المتسع بـ إبتسآمه مذهوله غير مُصدّقه: وردهـ يآلـمعفنـــه مآني مصدقتـــك وجـــــــع
قربت منهآ صيته وبقوّه سحبت منهآ الجوآل: وشهـو ذآ !
بلحظة مآلفظتهآ إلآ واتسع فمهآ لآحقه ريتآج هآمسه: هذي ورده صدق ؟!! تزوجت !!

ردت ريتآج سآحبه منهآ الجوآل تنآظر بتدقيق وتفحص: يآلخبلآ .. لآ توّهآ مآتزوجت بس العبيطه تسوّي بروفآ للفستآن علمتني من قبل وقلت لهآ الخبله لآتخلي خطيبهآ يشوفه عشآن ينبهر زين يوم يشوفهآ وبعد طنشت كلآمي

بققت صيته عيونهآ لآخرهم: أمآ عـآد !!
ريتآج: ههههه ورده ذي فلّـه , غيرنآ تمآماً
صيته: إي وآلله أشهـد
ريتآج: وشكل خطيبهآ الفلبينوو هذآ فلّه بعـد ههههه يآزينهم , بس هو أبيض منهآ هي سمره شويّ , شوفي كيف يبوسون بعض عآدي ويتصورون بعد ب حيآ وآآآآآآآي متى أتزوج بس يآلله عجّل أمورنآ
طقتهآ صيته من رآسهآ وأخذت الجوآل تنآظر: هههه فصختي الحيآ خلآص , وريني أشوف وين يبوسون بعض
ريتآج: وبعد مآتشوفين

صيته: هو بس إللي يبوسهآ , ومن خدهآ بعد .. يعني بوسه بريئه
ريتآج: هههه وآلله , الحين البوس صآر أصنآف بريئ ودنيئ , وريني أشوف
رفعت صيته يدهآ مبتعده عن ريتآج: مآشبعتي من اليوم تتمقلينهآ خل أشوف
ريتآج: ههههه يآلزفت خل أشوف فستآنهآ مآشفته كل ذآ وأنآ عيوني على الفلبينوو خطيبهآ
صيته: ههههه ووجعــــه

على مرأى ومسمع من نآهـد الهآدئـه جداً ظآهرياً ومآخفـي أعظـم !
بـ الحشى جمـره مشتعلـه .. لهيبهآ حآرق مستعـر ..
نآر متأججـه .. متصآعده .. كلّ مآفيهآ يستشيط ويحترق .. يغلـي ..... ويفـور

إبتلعت وجعهآ بمرآرة العلقم .. كتلـه من المُـرّ بـ حلقهآ عآلقـه ..
وكتلّـه من أسى الدموع بمحجريهآ متوقفّـه ..
تبرأت منهآ الإرآده وغآب عنهآ التحكّم ..
لفظت بصوت مخنوق جآهد وكأن الكلمآت تقطع أحبآلهآ الصوتيّه: أآآآ .. أشــوو ..... ف

من فورهآ صيته إنتبهت عليهآ وبسرعه مدت لهآ الجوآل: شوفي هذي وردهـ إللي بتجآورك إن شآلله
مآ إن غمزت صيته إلآ وإبتلعت نآهد ريقهآ بصعوبه وكأنهآ محتقنـه متنآوله الجوآل بيد مرتجفـه فسرتهآ صيته إنهآ أثر من آثآر الضعف العآم , سوء التغذيّـه والنفسيّـه .. مآعلقّـت ..
وجهّت كلآمهآ لريتآج تآركه لنآهد حريّة التأمـل , والتفحـص .. والإشتعآل !
....: روحي يلآ مطولـه !
....: لآ حبيبتـي , أطلع وجوآلي معـي
....: مآنب مآكلينـه , رآدينه تطمنـي

بللت شفتيهآ متوتره .. وضح قلقهآ من ترك جوآلهآ بين يديهم حسباً لأي محظور محتمل الحدوث !
رفعت رأسهآ بتكآبر مردفه بـ عنآد مفصلّه مآبين كلمآتهآ: لآء .. آخـذ جوآلـي ...... وأطلع .. أوكي ؟

لوت صيته فمهآ مطيره عيونهآ متململه إذ إن لآ رجآء في ريتآج: يلآ نآهـد إرتآحي .. لآترهقـي نفسـك ...

بـ صمت مُريب ودون أن ترفع عيونهآ لهآ .. نظرآتهآ تمآماً مصوبه لمآ أمآمهآ بتركيز قويّ ودقيق , دون تشتت .. فيهآ من الغِـلّ والغليل والحقـد ..... والمقـت .. الشيّ العظيــم !
ومعآني أخرى أكثر ريبّـه .. أقسمت بـ الإنتقآم .... !

تركت الجوآل على – الكومدينه - متمدده على جآنبهآ الأيمن ولهم الظهـر سآحبه على جسدهآ الهزيل غطآهآ الخفيف آمره بـ هدوء مقتضب بآعث للريبه مثير للتشكك: إقفلوآ البآب وطفّـوآ النور !


/
/


ظهيرة اليوم التآلي ..
بـ قدمه اليمنى أقفل بآب الشقـه من بعد دخوله متوجّه للصآله الدآخليه ..
الشقـه إجمآلاً صغيرة المسآحـه , ضيّقـه .. بسيطـة التصميـم
صآلتهآ الدآخليه مفتوحه على المطبـخ بـ بآر رخآميّ على الطرآز الغربي ..

ورآء هآلبآر كآنت على مشآرف إنهآء وجبة الغدآء بـ دخوله هو عليهآ ملقي سلآمه هآدئ النبره كـ صفه جديده مكتسبه مخآلفه وتمآماً لمآ كآن عليـه ..
تبدّل طآبعه الحيوي ليصبح هآدئ سآكـن غير مبآلـي .. وإطلآقــاً
ردّت سلآمه وعيونهآ موسعّه بـ تفآجئ من كـمّ البقآله إللي تبضعهآ والآخذ في إنزآلهآ من يديّه على الطآوله الرخآميّه الخآصه بـ المطبخ ..

....: إيه يآمآلـك الحآقآت دي كلهآ !! دآ أنآ مكنتش عآوزه إلآ إزآزة خـلّ وزيـت وبـخمسه جنيـه عيـش
أتمّ إنزآل الأكيآس البلآستيكيّه بيضآء اللون من يديه معقب ويسرآه لجبينه يمسح بـ المنديل قطرآت من عرقـه ..
شمس القآهره الصيفيّه إجمآلاً حـآرّه .. وإن كآنوآ بمثل هآلوقت إللي إنتصفوآ فيه بشهر يونيـو فآلشمس قد تجآوزت بحرآرتهآ لتصير حآرقـه , مُذيبـه .. لآتحتمـل

....: إيه مآعليـه
أحست الإرهآق بنبرته المتعبه المشحوحه وعيونهآ معلقّه على ظهره مقفي عنهآ أوقفته بـ السؤآل: رآيح فيـن !
....: بآخذ شآور سريع وأجي
....: لآ إستنى مينفعـش
أعقد حآجبيه إستغرآباً لرفضهآ ولملآمح الإهتمآم والقلق إن صدق تفسيره سآئل: ليـش !!

....: إنت دلوئتي حرّآن وعرئآن مينفعـش .. إستنى جسمّك لمّآ يهدى شويّه يآحبيبي عشآن متتعبش إسمع كلآمي

تحت تأثير رقّة صوتهآ وحميميّة النبره وصدق الإهتمآم , مآقدر إلآ ينقآد لطلبهآ ودون جدآل أو بعآدته القديمـه ... بـ الإهمآل !

أطآعهآ بـ إبتسآمه هآدئه رآفع يديه بآسط كفيّه بوجههآ إشآرة لـ تسليمه والإستسلآم لتبآدله هي الإبتسآمه مردفه: إرتآح على الكنبه أدآمي شويّه على مآ أخلّص .. عآمله النهرده أكله معتبره .. صنيّـة سمـك فـ الفرن مش هتدوء زيّهآ عمرك
تهآلك على كرسي منفرد من الكرآسيّ الإسفنجيّه الضخمـه مكعبّة الشكـل بـ تنجيد إسفنجـي كآمل ذآ لو برتقآلي مشرق توزعت عليه خدآديآت بيضآء مربعة الشكل صغيره مشجرّه بـ ألوآن الأخضر المتدرجـه ..

رفع الريموت عن ذرآع كنبته الجآلس عليهآ معقب: والظآهر إنهآ آخر أكلـه
إستقرت عيونهآ على القنآه إللي فتحهآ وإللي مآكآنت إلآ إخبآريّه عن تطورّآت الأوضآع السيآسيّه والشغب القآئم في مصر ... نسبياً هدأ الحآل .. وقليلاً إستقـر ... إنمآ حظر التجوّآل المفروض مآزآل قآئـم , إبتدآءاً من التآسعه مسآءاً للسآدسـه صبآحاً ..

إلتفتت له مطبقة الفمّ بحزن وإحبآط ..
فهمت لتوّهآ سبب البقآله الكبيره بهآلكميّآت الوفيره .. حتى علآجهآ وفرّه لهآ وبكميّه مُضآعفـه ..

همست وعيونهآ على حركة يديهآ تحت موية الحوض المفتوحه تغسـل ربطآت الجرجير الأخضر: هتسآفـر خلآص
أرجع رآسه مسنده لخلفيّة الكرسي وعيونه بـ الشآشه العريضه مردف: أمي كلمتني وخوآتي .. أبوي تعآفى ويبي يشوفنـي

قآلهآ ثم إنتظر لثوآني إمتدت لتكتمل دقيقه ودون ردّ !
إلتفت يمينه ليشوفهآ على وضعهآ المنشغـل بـ التحضير ..
توآرى نصفهآ السفلي خلف البآر مآيظهر غير أعلآهآ مطرقة الرأس مشغوله بـ إفرآغ السمك وصلصته الحمرآء من الصينيه للأطبآق , آللحظـه إللي أطبق فيهآ فمه بـ أسف وشفقـه على حآلهآ ووحدتهآ ..
إمرأه حنون دآفئـه .. رآئعة المعشـر ..

شلون أبوه قدر يعيف حيآه هآدئـه هآنئـه أليفه وحميميـه معهآ ويفضل حيآه بآرده مع أمّـه المشغوله عنه ودآئماً بـ زيآرآتهآ اليوميّه لصديقآتهآ أو لجمعيآتهآ الخيريـه أو صآلونآت التجميل والمشآغل أو حتى سفريآتهآ الدآئمه هي وبنآتهآ أصآلـه منهم خصوصـاً ..

أمه إللي ولآ بعمره تنآول وجبه من صنع يديهآ !
مآ هتمت له بيوم لآ بعظيـم كوآرثـه أو حتى أتفـه مشآكلـه ..
مآيتذكر يوم إيقآفهآ له طآلبه أو بـ حنو وقلق خآئفـه .. أو حتى آمره , مآيتسرع ويرمي بنفسـه قبآل المكيّف أو تحت الـدش .. وهي إللي دوم تشهد رجعته من نآديه الريآضي كـ أقرب مِثآل يرد من بعده مُهلـك ..

هآلمرأه المثآليه قبآله تعيش وحيده حتى دون ثمرة حشآهآ سنـد ..
وهم دونهآ جميعاً مجتمعيـن ..
أبوه عآمـر , وأمه الجوهـره .. خوآته أصآله وسآلـي .. وهـو ......... وسنــد

الحيآه أبداً غير منصفـه لهذي المرأه !
رفع سآقه اليمنى المدده قبآله فوق اليسرى مكتف سآعديه فوق بطنه مآئل برآسه يمنه ينآظرهآ مبتسم: رح أرجــع

ضآقت عيونهآ ترمقـه بنظره ذآت مغزى دآله على فهمهآ لقوله بأنه محآولة لإرضآءهآ لآ أكثر ليرد هو مؤكـد بذآت الإبتسآمه: إن شآلله برجـع .. حآب الجوّ هنآ والقعده معـك

....: يآبكّـآآآش , يعني مش وآحشك الجنآح الكبير بتآعك وعآجبك أوضـة سنـد الصغيره هنآ ! عآجبك بهدلة الموآصلآت وسآيب كوم العربيّآت بتآعتك مركونه هنآك ! أهلك وأصحآبك سآيبهم كلهم وآعـد هنآ لوحدك

....: غرفتي كبيره بس أنآ فرد وآحد .. مآ أستغل فيهآ إلآ السرير , ومآفرق سرير سند هنآ عن سريري هنآك .. الموآصلآت هنآ صح صعبـه بس حآس بمتعـه يمكن لأنهآ شيّ جديد عليّ .. مترو وتآكسي , سرفيس .. أو حتى ذآ شسمـه !! توكتوك هههه , حآب معك الإهتمآم اللي مآحسيته مع غيرك ... أعترف إني دلوع وأحب أتدلل وإنتي حققتي لي هآلشيّ بآلطريقه إللي أنآ فعلاً محتآجهآ .. الدلآل المعنوي الحسيّ هذآ فهمتي كيف !! تفهمين علي ؟! مو الدلآل بـ طلبآتي المآديّه إللي ألقآهآ عندي ولآ أنتظر .. صدق يآحظ سنـد فيـك .. أحسـده ... مآيستآهل وقسم بـ الله

....: هههه إنت أخو سنـد .. هكون مبسوطه لو إعتبرتني فعلاً زي أمّك زي مآ أنآ بـ الزبط معتبره إنك إبنـي
....: عآد آلله يعينك جبتيه لنفسـك .. أمي طلع الشيب برآسهآ من سوآيآي وفعآيلي .. حظك إن نفسيتي أشغلتني عن البلآوي إللي أسويهآ عشآن كذآ رآكد وهآجـد ولآ كآن لعنتي السآعه إللي شفتيني فيهآ
....: ههههه عآرفه إنك بتتنـطط كتير وبتعمل مشآكل بـس طيّـب وعلى نيآتـك .. عندك بئـه سنـد هآدي ومش بيطلعلـه صوت وملوش فـ المشآكـل بس تعلـب .. ثعبـآن ... زي أبـــــوه بــــ الزبـــــط

...: ههههه وأنآ أشهـد
....: طب يلآ قوم تعآلى , الأكل جآهـز
وقف يتمغـط فآرد ذرآعيه تلآهآ برفعة ظآهر يسرآه فوق فمه متثآئب: طيّب يمّـه شوفـي
هزت رآسهآ نفياً مبتسمـه وهي تقفي عنه وآضعه الأطبآق على الطآوله الصغيره مربعة الشكل بـ المطبخ وإللي تصفـط وتنفـرد بـ حسب الحآجه لهآ وبـ تملمـل مُدّعى إستنطقته: هــآآآآ

....: بتسبّـح بعد الأكل وأنآم شويّ ومن أقوم إن شآلله بنطلع أنآ ويّآك نتمشـى برّآ شويّ قبل يبدآ حظر التجوآل .... طيآرتي السآعه عشـر

على كفّ يدهآ الأيمن أرسلت له قبلتهآ بـ الهوآء هآمسه وبـ إبتسآمه: هآتوحشنــــي


/
/

/
/


إضآءة غرفتهآ سهّآره .. صفرآء ذهبيّه ..
السآعه الجدآريّه مشيره لبدء منتصف الليـل ..

فوق سريرهآ ممدده على جآنبهآ الأيمن محتضنه لصدرهآ فستآن زفآفهآ الأبيض ..
بـ إبتسآمه عيّت تفآرقهآ أغمضت عيونهآ ممرغه خشمهآ الحآد مدبب الطرف بـ صدريّة الفستآن المطرزّه بـ الكريستآل ..

نبضآت قلبهآ قويّه , عنفوآن مشآعرهآ مضطرب ..
كتله من الأحآسيس المتدآخلـه متأججه ..
من فرط سعآدتهآ تحسّ بـ الإختنآق ..
ودّهآ بـ صرخـه صآخبه جلله تحرر فيهآ كبت إنفعآل فرحتهآ اللآمتنآهيّـه ..

إنتهت من تجهيز شقتهم وبآلطريقّه إللي كآنت تحلّم فيهآ وتتخيلهـآ ..
كآن زوآجهآ إفترآضاً محدد تمآمه من شهـر فآئت إلآ إن الظروف مآزآلت معآكسـه لهـم ..
بعد وفآة – علـيّ – إبن بسّآم , كآن الأكيد هو تأجيل الزوآج ..
تبآطئ إبن عمّهآ – رآمز – في إعدآد فستآنهآ بمآ أن المهله أمآمه لإنجآز الفستآن تمددت .. وإلى يومهآ هذآ توّه ووصلهآ الفستآن يوم امسهآ الفآئت .

لو بيدهآ مآكآن إنتزعته مطلقاً لحين يوم زوآجهآ إللي تقرر بعد عشرين يوم وبكذآ يكونوآ أتموآ أربعيـن المتوفي علـيّ وزيآده بـ عشرة أيآم ...

....: شفيني إنهبلـت من أمس وأنآ أخمّ الفستآن , خل أقوم بس لآ تدخل أمي علي وتشوفني أخمه ههههه بلآ طيحة وجه مو نآقصني ... آآآخ يـ آدم , يآ إني أحبك يآخي .. آممممه آممممه آممممه

قبلآتهآ كآنت لـ فستآنهآ الأبيض , ثلآث ..... قويّه !
توّهآ وإعتدلت من تمددهآ جلوساً إلآ ويتعآلى صوت جوآلهآ ودون تردد رفعته بـ إبتسآمه وآسعـه وشخص وحيد محتل لعقلهآ وتفكيره , ظنت أنه المتصـل ..
الظن إللي خآب أول مآقرأت الإسم ..

بعقدة حآجبين إستغرآبيّه ولكنهآ بآسمـه ببهـوت ..
سحبت على الشآشه دون تفكير مطوّل رآده: هـلآ صيتـــه ....

....: نآهـــد

إنشدوآ كتفيهآ للورآء تفآجئاً مقوسّه فمهآ المطبق إستغرآباً ...
على الطرف الآخر نآهد إللي لفظت إسمهآ بقسوّه جآفّة النبره متقصـده تصحيـح لفـظ إسمهآ بدلاً من صيتـه !

لم يهتز لهآ جفن , ولم تتبدل ملآمحهآ للحظـه ..
تقآسيمهآ مُريعـه , تبدو وكأنهآ شخصيّه بـ وآحد من أفلآم الرعب الأجنبيّه بـ دور المريضّه النفسيّه !
إن مآكآنت حرفياً وبلحظتهآ مريضـه فعلاً ..

لون بشرتهآ مخنوق , مآئل للزرآق ..
عيونهآ الغآئره تظهر جآحظـه , مُريعه .. دون رموش ..
شعرهآ منحول تمآماً من المقدمّـه تظهر وكأنهآ صلعـآء !
عظمي وجنتيهآ بآرزيـن , وشفتيهآ الرقيقـه حآوطهآ البيآض والتشقق ..

بـ غرفة الأخرى المُضيئه بـ سهّآره ذهبيّـه .. وهنت قبضة يمنآهآ عن إمسآك فستآنهآ ..
توجسّت السـوء مُرتآبـه .. مآتجرأت على النطـق وإن كآن ترحيباً بهآ ... سؤآلهآ عن الحآل ... أو موآسآتهآ عن الفقـد !

أنفآسهآ رتيبـه .. مترقبّـه , وبـ إرتيآب ..
تسمعهآ الثآنيـه بـ ملآمح غير متأثره ولآ مبآليـه ..
نظره شنيعـه حآقـده ممتدى إلى الفرآغ المظلم من أمآمهآ ..

لفظـت بـ جفآء من بين أسنآنهآ تظهر نبرتهآ قآسيه , قويّـه .. مُتجبّـره ..... ومُفصلّــــه ..

....: أنـــآ ,, وآدم .....................


/
/



======
-----------
======

نهآية الفصل الخآمس والثلآثون
<<قرآءة ممتعـه إن شآءلله

:::

Instagram: a_mu93
Snapchat: a_mu93

.

حلم الحياه 18-09-16 02:14 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل السآدس والثلآثون



/
/


وقفت بـ إنفعآل غآضب نآفذ الصبر .. دون مُرآعآة أو تقدير لمن حولهآ ..
ردود أفعآلهآ غير نآضجـه ... مآزآلت مُرآهقه وتصرفآتهآ خير دليل ..

....: مآبي أقعـد هنـآ ولأسبآب قلتهآ منتو مصدقين بكيفكـــم
جآ بيردّ هو والعصبيّه متملكـه قسمآته إلآ وتسكتّه الثآنيّه بنظرآتهآ أن يهدأ متوليّه هي الدور بـ التعقيب: يآنسمـه يآ أمي محد وآلله مآنعك من زيآرة أهلك وهذآك كل يوم والثآني عندهم .. تروحين لهم من أول اليوم لآخره , يعني وقتك عندهم أكثر من وقتك بهآلبيت ومآقلنآ شيّ .. بس يمّه تجمعين أغرآضك وملآبسك وتهديّن البيت ومآحد فينآ خآطي عليك أو مزعلك لآ يمّه مآيصير

جلست ممسكّه بيدين أمهآ دآقه كلآ قدميهآ بـ الأرض بحركه طفوليّه إستعطآفاً: يمّه قلت , ليش مو مصدقين .... محد فيكم السبب
شدت فمهآ المطبق بـ ابتسآمه مرهقه مردفه بصوت حنون خفيض: طيب يآعمري , محنآ السبب .... أهلك وش بيقولون ؟ الحرمه مآتهدّ بيت زوجهآ إلآ لآسمح الله وقت غضوبه مثلاً وإنتي شآهده بنفسك إن عُديّ مآضآيقك بشيّ

....: لآ عُديّ ولآ إنتي ولآعمي مهيف ولآ حتى نيسـآ الشغّآله , أنآ مختنقه بسبب حـور ... سآفرت مصر ومآرح تردّ أبداً .... يمّـه هآلشيّ معور قلبي

قآلتهآ بصوت حزين وملآمح متأثره وقل أن تردّ أمهآ صدح صوته هو هآزئ: وتتوقعين نصدقك ؟! أولاً إنتي على نفس الحآل من شهور مو من أمس يوم دريتي بسفر حور ... ثآني شيّ صديقتك إللي تحبينهآ ومزعلك فرآقكم شدخـل تهدين البيت ؟ وش فيه بيت أهلك يعني تروحين له ؟ ليكون ذكريآتك مع حور !!!!

وقفت ثائره ترمقه بـ غضب مكوره قبضتيهآ كبتاً لغيظهآ من سخريته منهآ وهزأه بهـآ ..
إلتفتت لـ أمّهآ مبتلعه ريقهآ بقوّه أظهرت تشنج عنقهآ مردفه: بروح لـ أمي اليوم وببيت عندهآ .. ولآ تزعليـن مني الله يخليك
مآقدرت إلآ إنهآ تومئ رآسهآ إيجآباً بـ فمّ مطبق مشدود إستسلآماً تنظرهآ من كتفيهآ وهي مغآدره صآعده غرفتهآ وبسرعه إلتفتت لـ إبنهآ حآثته حثّ مُشدد صآمت بـ إشآرة رأسهآ المهتزّه تجآه الدرج أن يلحقهآ ويحآول هو التفآهم معهآ وعلى إنفرآد ...

بـ ضيق بآدي نفض ثوبه من الحجر بوجه محتقن ضآئق نآفذ الصبر زآفر وبـ إمتعآض: الصبـــر يآآرب ................ الصبر


بـ الطآبق العلوي وقبل أن تمتد قدمها للغرفه لحقهآ صآئح: نسمــــه

وقفت ملتفته له دون أيّة تعبير بآدي لحين إقترآبه منهآ بخطوآت هآدئه توقفت مقآبلهآ وهو صآمــت !
أخفضت بصرهآ لقدميه لحظـه ثم إرتفعت مستقرّه بعيونه الخضرآء ليلآ في الظلآم والذهبيّه بنور الصبآح ..
توسعت عيونهآ له بنظره طفوليّه إستفهآميّه بريئه هآمسه: إيــش !!

أمسك يسرآها برفق متقدمهآ بـ الخطى بعد أن أقفل البآب حآثهآ تتبعه إلى أن أجلسهآ أولاً على طرف السرير وجلس هو مقآبلهآ مصفط رآحتيه لبعضهم بوسط حجره بوضع السلآم مردف: خلينآ نتكلـم بهدوء ونتفآهم
....: عُديّ وآلله صدقني مآفي شيّ
....: شلون مآفي شيّ ؟! مآخذه كل ملآبسك بشنطـه ورآيحه بيت أهلك هجره ومآفي شيّ !
....: مو هجره , بقعد يومين
....: يومين مفرغه فيهم دولآبك ؟!

أشآحت عنه بوجههآ مطيره عيونهآ بحركة جفن مرتعشه تجآهد مآتسقط دموعهآ بعدمآ تجمعوآ نآفخه بضيق من فمهآ مبـرره: عآدي .. إنت تدري إني أحبّ كل شويّ أبدل ملآبسي .. بـ اليوم أربع أطقم طبيعي آخذ كل ملآبسي

....: طيب تمآم , شوفيني قآعد أتكلم معآك بهدوء كلآم كبآر عآقلين حلوين
صآحت فيه صآرخه: عُــديّ أنآ مو بيبـي قدآمك لآتكلمي بهآلاسلوب

....: هه شوفي مآ أمدآني , قآعد أكلمك بشويش وإنتي تصآرخين
....: أصآرخ لأنك تستفزني كنّي بزر عندك .. إسمع .. إنت مو بـ المستشفى تعآملني بـ الهدوء هذآ إللي تعآمل فيه مرضآك
....: طيب اللي تبينـه .. بس إهدي
....: هآديه أنآ ومروقـه إنت إللي مدري شفيـــك

إبتلع ريقه ومعه إبتلع غضبه المكبوت دون أن يظهر اي شيئ منه .. أرغم نفسه على التبسم بهدوء لترد هي صآئحه مأشره بسبآبتهآ على كآمل وجهه: وامســح الإبتسآمـــه السخيفـه هذي من وجهـــك مآفي دآعي أصلاً لهـآ

" يآمثبت العقل والدين يآرب .... " قآلهآ بقلبه مكور قبضة يمنآه النآئمه جمبه دون أن تلآحظ هي مردف: نسمـــه .. لآتختبري صبـري , تدرين عن نفسك إنك قآعده تتمآدين وأدري إنك متعمده هآلشيّ تبين تثيرين شيّ فيني يجبرني أتطآول عليك بس لأجل تحققين شيّ ببآلك الله أعلم وشهـو ..... يآبنت النآس ريحي نفسك من هآلضغط إللي معيشه نفسك فيه , خذيت على نفسي وعد أعآملك بـ الحسنـى ولو إنك تقآبلينهآ بـ السوء

أطبقت فمهآ بآلقوّه لتظهر الخطوط المنكمشه المجعدّه بذقنهآ اثر كبتهآ للبكآء بملآمح متألمه ومآسرع مآلحقهآ هو محتضن يمنآهآ بين رآحتيه متحسس ظآهرهآ بـ حنوّ هآمس: وش إللي مغيرك يآنسمـه ! وإللي صدق يخلي العقل يـشـت إنك مآكنتي كذآ يوم إني أعآملك شين , من تعدلت أنآ إنعوج حآلك إنتي .... ولآ شكلك تحبين الخشونه ! ترآ أرجع زي أول عآدي

سحبت يمنآهآ الصغيره من بين رآحتيه العملآقه وآقفه من فورهآ على ركبتيهآ فوق السرير رآميه نفسهآ عليهآ مطوّقه بذرآعيهآ عنقـه , محتضنه جسده .. غآرقه في بكآء مرير تنشـج !

....: أآآآ .. أنآآ .. وآلله أحبــك يآآعُـديّ

شدّ فمه المطبق بـ إبتسآمه مُهمومه مُحبطـه ..
مآزآل مقيّـد .. مآيقوى على ردّ الكلمـه لهآ وإن كآنت مجآملة لقولهآ ..
لسآنه ثقيل على لفظ الكلمـه دون إحسآس بمعنآهآ ..
مآقدر يكون خآين لقلبـه وحقيقـة مشآعره ... نسمـه غير معنيّه أبداً بـ أيّ من عوآطفـه ...
حتى معآشرتهآ تتمّ دون عآطفـه الشهوه تجآههآ أو حتى الإستمتآع !

أردف بصوت مخنوق بعدمآ حآوط خصرهآ بذرآعيه: طيب وفي أحد يحبّ يعذب اللي يحبّه كذآ !

....: انآ مآآآ .. أعذبـك
....: هههه طيب خلآص لآتبكين
....: إنت إللي تعذبني يآعُـديّ
....: أفــآآآآ – قآلهآ بـ لوم مثبت يديه فوق عظمي الحوض البآرز لهآ بجآنبيهآ مبعدهآ عنه مكمل – يآلظآلمـــه !
ردت جآلسه فوق سآقيهآ المثنيّه تحتهآ .. ركبتيهآ بمنتصف حجر ثوبه إذ أنه بوضعه كآن مثني السآق اليسرى من تحته واليمنى بـ الأرض ..

....: حتى إنك مآتقدر تقول أحبك .. أو حتى تقول وأنآ بعـد .... تغيب عني وأشتآقك يآعُديّ ومآ أستحي أقولهآ وإنت مآتقدر ترد ... مآتشتآقني لأنك مآتحبنـي .. إنت مجبور عليّ وأدري إن حبي لك قآعد يعذبك لانه خانقك بس هآلحب معذبني أنآ أكثر .... أنآ اللي قآعده أتعذب يآعُديّ مو إنت

ردّ ممسك بيديهآ مشدد عليهم رغبة منه للفت إنتبآههآ لأهميّة قوله هآدئ النبره: مآرح أكذب أو أدآري عنك شيّ .. تدرين من أوّل إني مآكنيت لك أيّ مشآعر .. ولآ قدرت بسبب طريقة زوآجنآ وبسبب تصرفآتك إللي تحآولين دآيم تقولين فيهآ إنك تملكينـي ومآحد بيغيّر هآلشيّ لو إنه أنآ ... أنآ رجّآل يآنسمـه .. إسمك الحين على إسمي وعصمتك بيدي يعني أنآ اللي أملكك لو مآبيك كآن من أوّل آلله وكيلك .. إنتي أبداً مآرح تجبريني ... إي بـ الأول إنجبرت لأسبآب ثآنيه إنتي أبداً مآكنتي وآحد منهآ ... وصح أنآ مآ أحبك الحُبّ العآطفي إللي تبينه بس بعد مآ أكرهك , بـ العكـس صرت متعوّد عليك وعلى كل شيّ لك فيه علآقه ... غيرتي لون الغرفه من البنفسجي للوردي صآرت أخسّ من أول بس تأقلمت .. والدبآديب الورديّه إللي أشوفهآ حولي بكل مكآن بعـد عآدي عندي , ريحـة عطرك مع إني محذرك إن عندي حسآسيّه بس الظآهر إن حتى أمرآضي تعودت عليك ... طريقتك فـ النوم تحشرين سآقي بين سيقآنك غصب وذرآعي بين ذرآعيك .. ولو نمت ع الكنبه عوضتي ذرآعي وسآقي بمخدتيـن هههه تعلمتي شلون تسوين النسكآفيه مظبوط عشآني وصدقيني أحبّ طعمه من يدّك حتى أكثر من أمّي ميثآ أو من أيّ كآفيـه عمّآله محترفين ! يعني فآشله بس تسوين أشيآء سبحآن آلله تعجبني وتوّنآ بـ أوّل زوآجنآ .... الحُبّ بـ أغلب العلآقآت أصلّه تعوّد .. وإهتمآم ... وإنتي منتيب مقصّره فـ الإهتمآم وأنآ تعودت عليك .. فـ خلينآ نحآول

إحتضنت يمنآه بيديهآ رآفعتهآ لفمهآ بعيون معتصره تقطر منهآ الدموع ... وجههآ مُتألم متوجّع بآكي ...
طبعت أولى قبلآتهآ بـ رآحتـه ثم وزعّت البقيّه للأصبآع لآفظه بصوت مخنوق متقطع متوسلّه بمرآره: لآتخلنـــي يآ عُـديّ
سحب يده منهآ لمؤخرة رأسهآ جآذهآ تجآهه لتستقر فوق صدره ضآحك: هههه وين أخليك يآلعبيطـه .. صآر إللي صآر خلآص طيحتيني فيك غصب .. شدّي حيلك وعطينـآ نونو صغيـر عشآن وقتهآ أنجبـر صدق ومآ افكـر أخليك

يـــآآآ للمأســـــآه !
ويـــآآآآآقسوّة لفظـك يآعُديّ وإنت مآتدري !

تشبثت بـ جيب الصدر لثوبه منهــآره ...
أخذت تشجهـش بـ البكـآء وتنشج ...
شهقآهآ مكتومـه وجبراً .. ينتفض بسببهآ كآمل جسدهآ النحيل الضئيل إللي شدد هو من إحتضآنه عآقد الحآجبين بـ تخوّف وإرتيآب هآمس محآولة لتهدئتهآ وطمأنتهآ والتخفيف من شعور مآ يجهله عنهآ: آشششش ... خلآآآص يآنسمـــه .. شفيــــك !!!



/
/



مددت أطرآفهآ وهي نآئمه على ظهرهآ بـ أرض مجلسهم فآغرة الفمّ مغمضة العين تظهر وكأنهآ مُنتشيّه في سعآده غآمره وحمآس مُتأجج: آآآآخ يآزين الإجـآآآآزه
مآدرت من بعد قولهآ إلآ بـ ضربـة موجعـه من يدّ أمهآ إللي صفقت أعلى وركهآ صآئحه: علآمتس يآقليلة الحيآ تتمغطين بـ الأرض قومي قآمت قيآمتس يآللي مآتستحين
من فورهآ ضمت سآقيهآ المتبآعده معتدله بـ الجلوس متحسسه أعلى وركهآ موقع الصفقه بملآمح مُتألمه ترمق أمهآ بنقم: وش هآلأفكآر إللي برآسكم بآلله .. عآدي ممدده ببيت أبوي مو بـ الشآرع وبعدين مآحد من إخوآني موجود

....: قآعده تتلوين وتتمغطين عسى مآشرّ شعندتس !

قلّبت عيونهآ مطبقة الفمّ بـ حنق صآده عنهآ الوجه تنآظر بـ الشآشه فوق الطآوله الزجآجيّه ليوصلهآ صوت المجآوره لهآ تفصفص حبّآت الفسدق تخليه من قشوره القآسيه: ههههه يمّه عيب عليك وش هآلظـن الشين , عآدي ريتآج مو قصدهآ شيّ
رمقتهآ ريتآج بـ مقت رآده بـ جفآء وحدّه: محد وكلـك محآمي دفآع صيته هآنم ليتك سآكته
إرتفع خشم صيته منكمش بـ إشمئزآز من ردّ فعل ريتآج النآقم أتبعته بـ السفه والتجآهل قآضمه الفستقه بـ أسنآنهآ تنآظر بـ مسلسلهآ الهندي المعروض بآللحظه إللي تأهبت فيهآ ريتآج للوقوف متحلطمه: أرقى غرفتي أمدد فيهآ برآحتي أحسن ... وش ذآ البيت أعوذ بـ الله

توّهآ بتخطي عتبة البآب إلآ وجآهآ أخوهآ الأوسط رآكض والحمآس بوجهه يظهر إن عنده سآلفه من همس لهآ بصوت مضخم: عطيني مليون ريآل عآللي بقوله لك الحين
كشرت بـ إشمئزآز: مليون جني يركبك إن شآلله يعنني مهتمه اذلف بس
سفهها ضآرب بـ كتفه الأيسر ذرآعهآ الأيمن مقتحم الغرفه: مآتنطين وجـه يآلتبن
إلتفتت له بـ حدّه صآئحه: مآلتبن إلآ إنـــت يآحمـ ..........

إنقطعت أنفآسهآ من بقق أبوهآ عيونه بوجهها ملجمهآ بنظراته الجآمده والمتوعده لهآ أن تتجرأ وتلفظ بـ الشتـم أمآم مرأي منه ومسمـع لتقرر هي بلع لسآنهآ ومعه إبتلعت ريقهآ بآلقوّه مبرره ببرآءه تمكنت من جمآليّة ملآمحهآ النقيّه: إهو إللي سبّ بـ الأول

رمقهآ بطرف عيونه النظره الممتعضه متقدمها دخولاً للمجلس: تعآلي آحضري معنآ
أخفضت بصرهآ للأرض لآويه فمهآ المطبق يمنه بتفكير " عندهم هرجـه أكيد ... أففف مآيوترني إلآ جَمعَـة الغفله هذي "

تقدمت بـ خُطى فآتره جلوساً بـ جوآر صيته إللي أعرضت عنهآ بوجههآ بحركه متحآشيه وآضحه رآفعه ذقنهآ بـ غطرسه تظهر متقززه من مجآورة ريتآج وملآمستهآ لجسدهآ ..
ريتآج إللي قلبت عيونهآ والإحتقآر بنظراتها هآمسه بـ خفوت: الحمدلله والشكــر

....: السلآم عليكــم

بـ دخوله وإلقآءه السلآم مبتهج تعلقت عليه الأنظآر اللآمُبآليه رآده السلآم بـ أصوآت متفرقـه خفيضه شبه مسموعه ليجآور بـ جلوسه أخوه البآسم وكلآهم متعلقه عيونهم على الثنتين إللي قآبلوهم بـ الجلوس ... ريتآج وصيتـه

ريتآج وصيته إللي تبآدلوآ فيمآ بينهم نظرآت الإستغرآب الإستفهآميّه ليقرر أبوهم إنهآء الإستغرآب وقطع الفضول بـ رخآمة صوته المصحوب بـ إبتسآمه: طلبونآ جمآعه ومآرديتهــم .. صرقع إبهآمه بـ وسطآه اليمنى كنآية عن إنتهآء الشيّ بسرعه ولحظيه مكمل: مآفي أسنـع من كذآ نســب .. وآلله إن الفرحه مو سآيعتنـي

بققت ريتآج عيونهآ بآسمه بعدم تصديق زآفره ضحكه قصيره مقطوعه: أوه هههه من جِدك يبـه !! وآفقت كذآ طوّآلي !
....: أصلاً مآينردون وهــه سلطآن أخوك شآهـد
قوس سلطآن شفتيه المطبقه بـ إعجآب مؤكد: إي وآلله .. مآينردون
تدخلّ الأخ الثآني بـ الحوآر آخذته الحمآسه مندفع بـ تضخيم صوته: وآلله لتطير عقولكن من رآسكن .... أبوي قرأ الفآتحه مع الرجّآل

بققت هآلمرّه صيته عيونهآ مآئله بوجههآ صوب أختهآ إللي تلآقت عيونهم بـ النظرآت المدهوشه ...
كآنت دهشـه إستنكآريّه من جآنب صيته ودهشـه إبتهآج لـ ريتآج ..

إنقبض قلب صيته لدرجه دمعت معهآ عيونهآ من شِدّة الإستنكآر .. أبسط حقوقهآ هو حتى علمهآ بـ الموآصفآت العآمه المعروفه للجميع قبل الموآفقـه .. وسُلِب منهآ هآلحق لتبتلع ريقهآ بـ صعوبه جآبره تقآسيم وجههآ المتجمده على الإبتسآم المُجبر في حين صآحت ريتآج بـ حمآسه تشجيعيّه مآتليق أبداً بـ فتآه ضآربه ظهر صيته وبآلقوّه: أوهوووووه جتك البشآره صيتـووه أخيراً بتتزوجيـن

....: ليش من قآل إن صيته إهي إللي بتتزوج ؟!
إلتفتوآ ثنينآتهم وأمهم الثآلثه بملآمح موحدّه سكنتهآ البلآهه وعدم الفهم وإستيعآب القصد من السؤآل إللي لفظـه – سلطآن - بآسم !

إبتلعت ريتآج ريقهآ وبآقي الإبتسآمه بوجههآ ثآبته وكأنهآ مُشنجّـه غير قآدره على إخفآءهآ أو حتى تقليص حجمهآ سآئله بـ فتور: منو يعنـي .. نآهـد ! ههه
إرتفع حآجب سلطآن الأيسر سآخر: مآنتيب حآسبه نفسك من البنآت يعني وبيجيك يوم تفكينآ وتذلفين !

من فورهآ تبدلت ملآمحهآ لصدمه ولآ شعورياً تعلقت عيونهآ بعيون أمهآ وكأنهآ تطلبهآ النجـده !
شيئ بين ضلوعهآ إنقبض ...
توسلتهم خآطراً " تكفون قولـوآ إنه مـزح ...... "
التوسّل إللي أجآبه أبوهآ بـ الإحبآط مبتسم بـ تبآهي: ريتآج إهي العروس

توسعت عيونهآ لحد الجحوظ منفغر فمهآ بشهقه قصيره مبآغته إثر المُفآجئه في حين أعقدت صيته حآجبيهآ إستغرآباً وبشدّه ليفسر أبوهآ هآلإستغرآب بـ ظن مُخآلف لوآقع الأمر مردف بصوت هآدئ دآفئ موآسي: صيته بيجيهآ نصيبهآ إن شآلله , الجمآعه طلبونآ ريتآج وقريت معهم فآتحة الموآفقه

وقفت ريتآج على ركبتيهآ مبآعدة السآقين إللي تمثلوآ بـ رقم ثمآنيه صآئحه بثوره وإهتيآج رآفضه: مو بكيفكــــــم مآني موآفقــــه

....: تحشمــــــي يآبنـــــــت

ضمت أصآبع يمنآهآ كنآية عن محآولة الإفهآم: يبه وش ذآ الكلآم !! شلون يعني طلبوني وشلون إنت توآفق كذآ من رآسك أنآ وين رآيي
صفق بيديه مستغفر ينآظر زوجته مردف لهآ بصوت مخنوق: تصرفي الحين مع بنتك ولآ سآويتهآ بـ الترآب
أعقدت أمهآ حآجبيهآ إستغرآباً مآزآل وجههآ شآحب من وقع المفآجئه سآئله بـ بهوت: منهم الجمآعــــه !
من فوره تبدلت ملآمحه المغتآظه من سخط بنته وقلة أدبهآ وبـ التأكيد إنعدآم حشمهآ مبتسم للحد إللي ظهروآ معه صفي أسنآنه المطبقه: آل مُرشــد يآم سلطــآن .. آآآآآآل مُرشــــــد

إزدآد توجمهآ وإستفهآمهآ التعبيري ليرد سلطآن مكمل: مآلومك يمّه مآتدرين منهم .. ذآ الرجّآل من أثرى الأثريآء .. مؤسستهم على علآقه بكل القطآعآت .. وش آقول لك بس ذي الزفره قليلة الحيآ بتسكن بقصـر تحت رجولهآ المقشفه شغآلآت مِنّآ ومنّآك

صآحت ريتآج بدفآع عن النفس ثآئره: تخســى مآ المقشف إلآ إنت وإللي جمبك .. كعوب رجليني ذي أنعم من وجهك
بقق سلطآن وأخوه عيونهم بعدم تصديق ليتكفل الثآني بـ الردّ غآضب: وشدخلني الحين أنآ .. سآلفتك مع سلطآن شدخل وجهي بـ كعوبك ولا أكوآعك يآلتبـن !

وكأن أمهم غير معنيّه بـ المعركـه الكلآميّه القآئمه بين عيآلهآ شردت بتفكير لمعت معه عيونهآ غآرقه بـ الأحلآم الورديّه ...
ثريّ من الأثريآء .. صآحب مؤسسه ضخمه وأملآك غير محصوره ... قصـر وعدد لآ نهآئي من العآملآت وإبنتهآ هي المُدلله صآحبـة الشأن !
زفرت صيته من فمهآ المضموم وكأنهآ لتوّهآ أزآحت عن صدرهآ ثقل صخره أو جبــل !

تنفيس صيته عن توترهآ بزفره خآفته شبه مسموعه وصلت تأكيداً لـ أذني ريتآج إللي نآظرتهآ بـ غضب صآئحه: مآبي هآلزوآج .. مستحيل .... مآني موآفقـــــه
سلطآن: مو بكيفك , خلآص تمّ الموضوع

وقفت هآلمرّه على قدميهآ منتفخ صدرهآ بـ غيظ وغضب: إلآ مو بكيفكم إنتـــم .. إنتوآ تبون تدمرون مستقبلي .. توني مخلصه ثآنيه جآمعـــه ومآ أبي زوآج .. مآآآآ أبــــــــــي .. تفهمون ولآ لآ !! عندكم صيتـــه زوجوهآ شدخلنـي أنـــآآ

صآح أبوهآ بـ حنق يظهر مُجآهد لكبت غيظه من قلّة إحترآم بنته لـ حضوره وكلمته: إقعدي يآمآل الوجـع , مآيدرون عن بلآك ولآ كآنوآ مآطلبوك
إرتجف فكهآ السفلي وإمتلت عيونهآ بـ الدموع .. تحآملت على نفسهآ إستكبآراً رآفعه ذقنهآ بـ غطرسه سآئله: شلون !! شلون يعني طآلبينـي أنآ !! وشدرآهم عني !

....: وآلله ذآ إللي سألته نفسي يوم إن الرجّآل طلبك بـ الإسم قآل ريتآج .. ريتآج بنتك يآشيخ علي
تكتفت مطيره عيونهآ مبلله شفتيهآ ضآحكه بـ إستخفآف: مآشآلله ...... أنآ كذآ صدقت
بقق عيونه بصدمه صآئح مزمجر: جعلك مآصدقتــي يآقليلــة الحيآ إنقلعـي لآ أخسر الحين دينـي بسبتــك
ضربت الأرض برجلهآ اليمنى وقد سقطت دموعهآ مبآغتة دون إدرآك منهآ أو سيطره: يبه شـوف كلآمك أول .... مآبي أتزوج الحيــن مآآآبي , تبي تضيع مستقبلي بآلزوآج ! تدري إني متفوقه وأطلع من الأوآئل وش بيجيني من ذآ الزوآج لآحقه عليه بس مو الحين

ضم أبوهآ أصآبع يمنآه لهآ بآسم: يآلغبيّه لو إنك بس تهجدين وتركدين شويّ كآن فهمتـي ... الرجّآل علمنـي إنه جآيني بوصآيه من بنتـه .. بنته إللي معطيته إسمك ... ومنهي عآد بنته ذي !! تخيلي ! قآل إنهآ دكتوره بجآمعتك وتدرسـك ... دكتوره من آل مرشـد

بـ التصوير البطيئ .. إنحل تكتيفهآ لسآعديهآ وأخذت عيونهآ تضيق وعقدة حآجبيهآ تشتد ... وجههآ عآبس بعدم تصديق .... مستنكــر .... وإستنكآر شديد ..

لفظت بقلبهآ الآخذ في الإحترآق قهراً " سسسسسسسسآآلـــــي "

تكورت قبضتيهآ بغضب إلى أن حفرت أظآفرهآ بآطن كفّهآ موليتهم الظهر صآعده لغرفتهآ إللي صفقت بآبهآ بقوّه إهتزت منهآ الجدرآن موصله لهم صوت غضبهآ وسخطهآ وعدم موآفقتهـآ ...

تموآ بمجلسهم متنآقلي الأنظآر الإستغرآبيّه لحآلة بنتهم في حين إبتلعت صيته ريقهآ مبتسمه بـ توتر مفرغه حبآت الفستق المقشّر من يدهآ بعدمآ تعرق بسبب طول قبض يدهآ عليه وآقفه متمتمه بـ إرتبآك: ءآآ .. أنآ برقــى ..... برقى أشوفهــآ

من فور خروجهآ من المجلس أحنت أمّهآ نصفهآ العلوي جلوساً مقتربه من زوجهآ هآمسه له بـ فضول سآحق متلألأه عيونهآ بفرحة الإنبهآر وعدم التصديق مبتسمه: علمنـي من أول يآبو سلطآن ... علمنــي كـــل شــيّ ...... هـــــآآ


/
/
/
/


دخل الغرفه موآربة البآب بعدمآ طرقه بعقلة سبآبته اليمنى طرقتين حآدّه وبوجهه إبتسآمه هآدئه أردف من بعدهآ وعيونه معلقّه على الشخص الوحيد المعني بـ الكلآم: جآي أمس من السفـر ومآ أحصلك اليوم .. هذآآ وانت إللي بنفسك دآق علي طآلبني .... إرجع يآمآلك وأبيك يآمآلك .. قلت ذآبحك الشوق مآرح تفآرقني دقيقه ... وين غآط فيه اليوم يآعآمـر مآشفتك !

مآل ثغر أمّه بـ إبتسآمه قصيره دون حيله .. إفتقدت شقآوه إبنهآ الوحيد الأصغر ومشآكسآته الدآئمه مع أبوّه وعنده ...
ردّ كمآ هو بذآت العآده منآدآته أبوه بـ إسمه صريـح ... عآمر
عآمر إللي جآوبه بـ إبتسآمه وآسعه مآ أخفت كمّ تعبـه: كنت أخطب لـك ..

بلحظـة تبددت الإبتسآمـه آخذه فـ التقلّص إلى أن تلآشـت ..
سكنت ملآمحـه وغآدر الإنفعآل قسمآته ..
سأل بـ بهـوت مأخوذ , غير مستوعب: إيــش ؟!

....: خطبنآ لـك

إلتف لـ يمينه ويسآره ثم خلفـه عله مخطئ والكلآم موجّه لـ غيره ..
إبتلع ريقـه وإبتسآمة عدم فهم فآتره بوجهه مُردف: ههه مآفهمـت !
....: خطبنآ لـك , وشهو إللي مآفهمتـه !
إبتلع ريقه وجفنيه في حآلة حركه سريعه متوتره: خطبـة إيـش !!

....: وشهي ذي المره إللي مكدّر نفسك لأجلهآ ! إنت ولد عآمر المُرشـد .. يعني تروح وحده يجي غيرهآ تحت رجلك مليـون
وقف ثآئر غير مُصدق , صآح وسبآبته مُصلبّه بـ تنبيه: مآبــي ولآ وحده ولآ مليــون , خلآص إنتهى زوآجـي وأقفلت البآب

....: وشهو إللي أقفلت البآب وش ذآ الخرآبيط , وبعدين أنآ مآ آخذ رآيك , أنآ قآعد أعلمك بآللي صآر وإنتهى
ضآقت عيونه إستنكآراً لـ أمه الجآلسه قبآله وإللي مآسرع مآ أخفضت رأسهآ هروباً من نظرآت الإستنكآر الحآد بعيونه , من أمّه لـ أصآله أخته بـ التبعيّه وإللي مآكآن لهآ ردّ مخآلف عن أمهآ .. أطرقت رأسهآ بـ فمّ مطبق ملتوي!

....: إستعـد , بعد يومين إن شآلله بنروح للجمآعه .. الرجال وافق قبل يشوفك بس ضروري تقآبلهم ونتفق على الملكـه إللي نبيهآ بـ أسرع وقت

كآن لتوّه هدأت ملآمح الإنفعآل لترد محتدّه ..
إكفهّر وجهه وإنتفخت أودآجه .. ثآرت ثورته وإهتآج صآئـح صآرخ: زوآج مآفيـــه زوآآج , لآ بـ الله على كيفكــم تكلمون النآس وتخطبــون وأنآ عبدالمأمور , أطرش بـ الزفّـه ! إسمـع يبـه .. إنت مو نآيم على فرآشك سبعـة أشهـر كآفي خيرك شرّك ومن تقـوم تقعـد تخطط لي خططك إللي مدري كيــف , طلعنـي من رآسـك ترآ قســـم فينــي إللي كآفينـ .............

....: مــــــــــــآلك !!!!

صآح بهآ أبوّه غآضب بـ جفآء إرتآعت معه أصآله إللي إنتفض كآمل جسدهآ .. لآ إرآدياً إرتعشت أطرآفهآ برجفه وآضحـه ..
يظلّ صوت أبوهآ المزمجـر هو قصّـة رعبهآ الوحيـده وكآبوسهآ المخيـف !
إنتقلت الأنظآر جميعهآ للي توّهآ ودخلت شآهده على تعآلي أصوآتهم وإشتبكهآ مهروله بـ خطى متسآرعه لـ أبوهآ إللي تحسست أعلى وركه الأيسر حآثته يهدئ من حدّة إنفعآله هآمسه: بشويش يبـه , مب زين لك العصبيّـه – قآلتهآ ثم وجهّت أنظآرهآ المُحـذّره لـ مآلك وبِـشدّه معقبه – تحشّم يآمآلك , أبوك ذآ ولآ وآحد من ربعـك !

شدّ شعره بقوّه من المقدمّه عآض بـ أسنآنه السفليّه على شفته العليآ مغتآظ , لتوّه أدرك ندمـه الشديد برجعته للسعوديّه .. كل إللي رممـه بـ شهوره الفآئته في مصـر ردّ وتنكـسّ بلمحـة بصـر ... كل إللي يسمـعه مآهـو إلآ هُـرآء .. ضـرب من الخبـل أو الجنـون !

من بعد دخول سآلي وقفت أصآله منهآره ذهنياً ..
شخصيتهآ حسّآسه وللغآيّـه .. هشّـه ركيكـه , أبسـط جدآل قآدر على إصآبتهآ بـ التوتر والإضطرآب ..
لفظت إذنهآ بصوت مخنوق غير مسموع إلآ للقريبه منهآ وهي أمهآ ثم إنصرفت من فورهآ ضآمه كلتآ يديهآ لمنتصف صدرهآ مطرقـة الرأس بـ خطى متسآرعه خروجاً من الجنآح الرئيسي بـ الطآبق والخآص بـ وآلديهآ تآركه الوضع كمآ هو عليـه ..

تجرأت سآلي بآللفظ , صوتهآ هآدئ وبنبرتهآ الكثير من الليـن والرفـق إذ إن مآلك كمآ الأطفآل .. بـ الكلمـه النآعمـه والمهآدآه يتشكّل بين يديـك دون عنآء !

....: إهدى بس يآمآلك وإسمـع منـي

أطبق فمه بقهـر لثوآني مآقدر من بعدهم يكبت إنفعآل غضبه أكثر ..
مآكآن بيوم شخص أحد يفرض عليه أوآمره وتحكمآتـه ولآ رح يكـون هذآ الشخـص ..
شخصيّه أفسدهآ الدلآل , عنيـده ومتمـردّه .. أبداً غير خآضعـه
....: إسمعي يآسآلـــي ... إسمعـوآ كلكـــم , خرآبيطكم هذي فكونـي منهآ .. طلعونـي برآ حسآبآتكــم

....: مـــــــآلك !
كآن التنبيه الجاف هالمره من أمّـه إللي وقفت غير مُصدقّـه مذهولـه من جرأة إبنهآ وسخطـه دون إعتبآر !
تعلقّت عيونه الذآبله المُرهقـه بعيون أمّه الموسعّـه تحذيـر ..
التحذير الجآف حآد النظره إللي مآتمّ لثوآني إذ إنهآ خنعت من فورهآ مستسلمـه للحزن بعيون إبنهآ وإنكسآره ..

مآلك ذآتاً له عيون نآعسـة النظره , جفنيّه من الطرّف مغلقيـن .. تظهر عيونه وكأنهآ مُهلكـه نآئمـه وتظهر نظرته وكأنهآ حزينـه مُرهقـه !
الحزن بعيونه إللي تضآعف في وجود السبب !
أغمضت عيونهآ بملآمح متألمـة مطبقـة الفم في أسى خآفضه رآسهآ إللي مسكتـه بـ أطرآف يمنآهآ نآفثـه وبـ إنهزآم: يآآآآربـــــــــي

....: مو عشآن تجربـه وحده إفشلت توقف الدنيآ وتسودّهآ ! كم عمرك إنت ؟ توّك بـ الأربع وعشـرين ... ذآ وأنآ إللي قلت عنك ذيبآن مآيهمّـك والحين مآيجيبك إلآ مـره ! مصخــــره !

صآح منفعـل .. في أوج إهتيآجـه: وآلله مآفي مصخـره كبـر إللي تسوونهــآ
....: تحشّـــم يآولـــــــد
أطبق فمـه بقهـر من صآح أبوه بـ حــزم طآلبـه الحشـم ..
لآحظت سآلي تكوّر قبضتيـه , يحآول جآهد كبت إنفعآلـه ..
كآن ولوقت قريب شخصيّه غير مبآليـه وقتمآ يحتد الشجآر بينه وبين أبوه أو أمّـه يسفههم موليهـم الظهـر خآرج البيت ..

يغيب عنهم ولـ مُدد توصل لـ أسآبيـع مآتكتمل الشهـر .. شخصيّه متغطرسـه بـ أفعآلهآ الصبيآنيّـه المخزيـه ..
وقوفـه الحين قدآمهم وإحتمآله لشيئ مآتقبلـه نفسـه رآفضه تمآم الرفض ومحآولته الظاهره في كبت إنفعآل غضبـه المتمثل في إكفهرآر وجهه وإنتفآخ أودآجـه .. قبضتيّه المكوّره وعروق سآعديه النآفره .. دليل وآضـح على شخصيّه مآلكيّـه جديده توّهآ وخرجت من الشرنقـه !

تركت سآلي مجآورة أبوهآ متقدمّه لمآلك وإبتسآمه قصيره بوجههآ ... ذآت مغزى , كآنت غريبه ..
أصآبته بـ التوتر ليعقد حآجبيه ينآظرهآ بـ ترقب مُرتبك إلى أن لفظت ويسرآهآ متحسسه كآمل ظهره الوآسع: تثـق فيني أو لآ !
مآلك: خلقي بـ خشمي يآسآلي مآنيب نآقص
سآلي: صدقني مآرح تندم
إتسعت حدقتيّه يرمقهآ وبـ حدّه النظرآت الإستنكآريّه المذهولـه والغير مُصدّقـه !

نظرآت الصدمّه إللي أربكتهآ دون مقآومه جآبرتهآ تخفض رأسهآ وكأنهآ للتوّ إستشعرت ذنبهآ في حقه وعظيم خطأهآ اللحظـه إللي همس هو فيهآ بـ صوت مشحوح مأخوذ بـ الصدمـه: مآنــب مصدقكــــــم !!!!!!!

إبتلعت سآلي ريقهآ في حرج قبل أن تردف بصوت مُتردد بعدمآ أيقنت فعلاً خطأهآ الفآدح بـ موآفقتهآ لأبوهآ بقرآره إللي تأكدت من خروجـه عن نطآق العقـل والمنطـق !
بـ أي منطق يكون الصلآح بـ الإرتبآط والهدآيـه بـ الزوآج ؟!
ليتهآ إستمعت لـ أصآلـه وتفهمّت رفضهـآ ..
مآلك نفسياً مُدمّر والسبب هو علآقـه عآطفيّه فآشلـه كآن هو المُضحّي الأكبر فيهآ ...
كل مشآعرّه على الرغم من أنهآ مستهلكّه إلآ أنهآ موجهّه .. وإن كآن هآلإستهلآك عبث .. والتوجه لشخص حآلياً غير موجود .. وإحتمآل وجوده في نطآق المستحيـل !

الكأس الممتلئ يفيض ويطفـح .. أبداً مآيسآع ..
حصآر مآلك وربطـه بعلآقه جديده ظلم ذآ فرعين متشعّب .. لـ نفسـه وللي بنفسهآ إختآرتهآ له ...
سآلي هي المتسـبب الوحيد والمتحمّل ..على عآتقهآ كآمـل المسئوليـه كـ مسمى ألطـف من الذنـب !

همس بصوت مجروح , إنهزآمـي , مُهلك: قآعدين ترتكبوآ أكبر غلــط
وكأنه خضـع .. اعلن إنهزآمه والإستسلآم ودون أدني مقآومه تُذكـر ..
أصبح شخص مغآير وتمآماً .. فقـد حيآتـه وحيويتـه ..
توقعوآ منه جميعاً جدآل محتد , شجـآر .. تكسيـر وتعنيـف أو حتى هروب ... مآشهدوآ إلآ عجـز وإنكسآر ... إستكآنه وخضـوع !
برهآن قويّ على ألم نفسي , صرآع عآطفـي وعذآبآت مريره ..

إلتوى فمه يمنه للحظـة عآقد الحآجبين برأس مطرق .. كآن في الحقيقـه محآوله جآهده لإبتلآع ريقـه العآلق بمنتصف حلقـه ..
إرتخت قبضتيه من التكوّر معلـن إنقيآدهـ , قلبـه مُحطّـم .. غير مُبآلـي

بـ خطوآت هآدئـه أهلكهآ البؤس وأثقلهآ الإحبآط .. إبتعد عنهـم إلى أن غآدر وهم وسط حآله من الترقب لـ ردّ فعل متوقّع منتظـر .. خـآب !

تهآلكت على كرسيهآ طآئحـه بطولهآ مآقوت على الوقوف , فآغرة الفمّ بآزغة البصـر ....غآدرهآ طيفـه
دمعتيـن من عينيهآ المذهولـه سقطوآ بعد طول وقوف نآفثـه بعدم تصديق هآمسه: مو مآلـــــــك ... مو ولــــــدي !


/
/


مســآءًا ..

كآن على أحرّ من الجمر بـ اتظآرهـ إلى أن علم أخيراً ومن العآمله إللي أوصآهآ بـ إخبآره فور حضور صآحب الشآن المنتظـر ..

إقتحم الغرفه دخولاً دون طرق مصفق البآب من بعد دخوله وبآلقوّه ..
تصرف همجي غير مقبول في الحآله الإعتياديه الا انه تم قبوله من الطرف الآخر إللي ماهتزت فيه الشعره ولو تفآجئاً مكتفى بـ النظر المطوّل المصوّب وتمآماً لذآك الوآقف أمآمه مكور القبضتين في أقصى حآلآت كبت غيظـه وإستشآطة غضبـه والسيطره على إنفعآله ....

تحرر نفسـه الدخآني من بين شفتيه المضمومه بمشهد إستفزآزي مثير للأعصآب ... وأصآب !
أصآب الوآقف أمآمه بحآله من إنفلآت الأعصآب ليصير في قمّه ثورته وشدّة إهتيآجه صآرخ: إنـــــت الســـــبب هـــذي أفكـــآرك الملعونـــــه أدري عنــــــك

إرتفعوآ حآجبيه بتعبير إعجآب هآزئ هآمس دون صوت وهو يطفئ سيقآرته بـ المطفى الكرستآليه الموضوعه جمبه على السرير: أفكـآري !
إرتفعت سبآبته المحذّره والمهدده: وغصـــب عنــــك تطلعنــي منهــآ مثل مآ أقحمتنـي فيهــــآ , غصـــب عنك يآسنـــــد فآهــــم

شهق بعمق قآصد مضآعفة حآلة الإستفزآز وكأن كل إللي يشوفه غير كآفي .. مآ أشبع لذتّه من رؤية أخوه وهو في أقصى حآلآت إنهيآره ..
كآن يدري إن فعلة أبوه مآرح تزيد الطين إلآ بلـه ..
أشعل أبوه فتيل القنبلـه والحين مآرح تنفجر إلآ بوجـهه !
أعقب بصوت هآدئ رآئق بآرد: هذي مقآبله تقآبل فيهآ أخوك الكبير بعد غيآب شهور !

....: قطيعه تقطع وجهك ومقآبلك يآسند , إسمع ... إسلوبك الوصخ هذآ ولعبك بهآلنجآسه مو معآيآ
....: أوف أوف , قويّه إتهآمآتك

شدّ شعره الغزير من المقدمه شآد بـ أسآنه السفلى على شفته العليآ .. هو في أقصى حآلآت إنفعآله وذآك في أقصى مرآحل جموده ..
إستقرت عيونه المثآره غضب على إللي رفع سآقه اليمنى الممده فوق اليسرى مكتف السآعدين مغمض عيونه في سلآم ليقفل هو عيونه بآلقوّه حآث نفسه بـ طول البآل وقصر كلاً من اليدّ واللسآن عن التطآول !

....: مآ أبي هآلزوآج يآسند
سند: بكيفـك
....: حلّ الموضوع
سند: مآهيب مشكلتي
....: بس مشكلتي أنآ
سند: وأنآ آخر همّي مشآكلك ... طفّي النور وخذ البآب بيدك

كمآ الطفل العنيـد الرآفض .. ضرب قدمه اليمنى بـ الأرض مكور قبضته اليمنى الغآضبه بـ إصرآر: مآنيب طآلع .. وبكيفك أو غصب عنك تطلعنـي من هآلزفت إللي تغصبوني عليـه ... زوآج مآفي زوآج

....: وآلله قلت لهم نفس الكلآم مآحد عطآني وجه
....: قلت لميـن ؟!
سند: للي يبون يزوجونك
ضآقت عيونه إستغرآباً وإستنكآراً هآمس: منــو !!
....: مدري
....: قم يآسند تعدّل وكلمنـي زيـن وبلآ هآلحركات معي

فتح عيونه بصبر نآفذ ويظهر إن إصرآر أخوه الأصغر وعنآده على وشك إثآرة غضبه الشيّ إللي وضح بـ حدّة صوته وجفآءه: إسمـع يآولد , مشآكلك مع أهلك مآتخصني لآتدخلني فيهآ .. منو أنآ عشآن أقول نزوجك ولآ عنّك مآتزوجت ... مصخـت عآد مآورآي سآلفه إلآ إنت

....: يعني تبي تقنعني إن مآلك يدّ
....: مشكلتك تقتنع أو لآ بس صدقني مآرح أتعنى لأجل تقتنع .. يلآ برآ لو سمحت
ضآقت عيونه إستنكآرا هآمس: برآ !!

زفر سند بصبر نآفذ مغمض عيونه نآطق بهدوء تفصيلي وكأنه يلفظ الأعدآد الأخيره تنآزلياً: لآتدخلني يآمآلك بآللي يصير معك إنت وأهلك .. هم إللي قرروآ , فيآليت أي منآقشه تتمّ معهم مو معآي ويآليت أكثر لآتدخلني .. تدري زين شلون وضعي بهآلبيت

....: بس أنآ مآبي هآلزوآج
أشر برآحته اليمنى المبسوطه مفرقة الأصآبع صوب البآب لآفظ بصوت مضخم لبديهيّة التصرف غير المستحيل وغير الصعب: إذاً روح وعلمهــم
مآلك: ..........
سند: إنت بـ الأخير إللي رح تتزوج مو أحد غيرك .. شيّ يخصّك وحدك .. وتبي رأيي , يآليت فعلاً تقنعهم برفضك ويقبلونه ...
مآلك: وإشمعنـى !!

إرتفعوآ حآجبي سند تفآجئاً من حموّ إندفآع مآلك بـ السؤآل إللي يظهر أنه أثآر فضوله أقصآه ليقرر أن يجيبه رآحماً نفسه أولاً من إصرآر أخوه: لأسبآب كثيره مآنتهي وأنآ أعددهآ .. أهمهآ ثلآث ... الأول إنك توّك ورع ..... , وعلآقة زوآج وآسعه بمفهومهآ وكل مقتضيآتهآ شيّ كبير على بزر مثلك إنه حتى يفهمهآ فمآ بآلك شلون يطبقهآ !

توّه مآلك بيفتح فمه صآئح وهو بقمّة إهتيآجه منفعل مندفع إلآ ويسكته سند بـ كفّه الأيسر المبسوط لوجهه كـ إشآره يطلبه فيهآ السكوت وعدم المقآطعه مكمل هو بذآت النبره البآرده: ثآنياً لأن عقلك مُشتت من علآقتك الأولى .. توّه مآ هدأ ولآ إستقـر وأي بنآء أسآسه مهتز مضطرب مآفي أسرع من سقوطه .. ثآلث سبب إنـ .................

قطع كلآمه بتفآجئ ..

إعتلته الدهشـه من قآطعه الثآني بصوت صآرخ حآد آمر أمره القآسي والمكون من كلمه وآحده مأشراً بذرآعه الأيسر الممدود تجآه البآب المغلق: بــــــــــرآ

سند: عفــوًا ؟

أغمض عيونه هآز رآسه بضيق صآئح: بلآ عفوا بلآ زفت إطلع برآ مآلي خلق محآضرآتك
....: أقول يآحبيب أمّك يآدلوع إنت إفتح عيونك الحلوه هذي أول وشف حولك هذي غرفة منو !

أعقد مآلك حآجبيه بقسوه يرمق الكيآنآت حوله بنظرة ضيق وآثآر التعصيب بعدهآ متمكنه من كآمل قسمآته المجعّده والمنكمشـه ... توّه مآ أدرك موقعه تمآماً من البيت وهو بـ أي مكآن وأي غرفـه إلى أن أردف سنـد بـ هدوء رآئق: وآلحين يآحلو لآتوآخذنـي .. أخذت وقتك معي كآفي وزيآده .. إتفضـل بــــرآ



/
/
/
/


أسندت رأسهآ لخلفية سريرهآ تنظر السقف .. نظره فآرغه غير معنيّه بـ السقف ولآ بزينته الجبسيّه أو إضآءآته الصغيره الدورآنيّه أو بـ النجفّـه بسيطة التصميم المتدليّه من منتصفـه ..

فكرهآ وكلّ عقلهآ مُشتت .. كيآنهآ بـ كآمله مُضطرب ..
كل الثوآبت بحيآتهآ أخذت وضعيّه مخآلفه لمآ كآنت عليـه .. فـ الحقيقه مآظل أيّ شيّ ثآبت أو تعريفه مستقرّ أو صفته مآتبدلت ..

هل هي على علم ودرآيه حقيقة بآللي قآعد يصير حولهآ وإللي سمعته مآهو أكثر من مجرد محآوله حقيره لزحزحة الثوآبت وتبديل الإعتقآدآت ..
أم أنه فعلاً في الأمور أمور ... وأكثر من طآبق مستور !
أجفلهآ صوت الرسآله الوآرده ..

ولأول مرّه مآكنت متلقّآه من شركة الإتصآلآت !
" ورده خير , من أمس وأنآ أتصل ليش مآتردين ! بمرّ بيتكم بعد العشآء إن شآلله "

إعتدلت بـ الجلوس مستقيمة الظهر , عيونهآ تنهي الكلمآت وترد من البدآيه وتقرأهآ وكأنهآ لأول مرّه ..
لآشعورياً سقطت دمعتين مآتدري سببهم !
نآهد بثت بـ أذنهآ السموم وأغلقت دون انتنطق هي بحرف .. فقط كآنت مستمعـه .. أو أن الصدمه من هول مآسمعته أخرستهآ !

أياً كآن حقيقه أو كذب وإفترآء .. هي حآليا بوضع عقلهآ حتى غير قآدر على التفكير بـ إنضبآط ..
وعلى الأغلب إن رؤية صآحب الرسآله وهي بحآلتهآ قآدر على بعثرتهآ أكثر .. هي أسآساً شخصيّه عآطفيّه صعبّة التحكمّ بـ انفعآلآت عوآطفهآ ..

إذآ مآ أحسّت بـ تشتت تظل مشتته الى ان ينتزعهآ أحد من دوآمة التشتت ويلملم بنفسه بعثرة أجزآءهآ ..
إذآ مآتعثرت بقصد منهآ أو دون فـ إن مقآومتهآ مسآوية تماماُ للصفر .. تتمّ بمكآنهآ الى أن يمد أحدهم لها يده بـ المسآعده وينتشلهآ من حفرة سقوطهآ ويدآوي بنفسه جروحهآ وإن كآنت سطحيّه غير موجعه ..
مآيحركهآ مجرد الطلب أو الأمر إن كآن لفظياً .. في وآقع الأمر مآتتحرك إلآ بزحزحـه إجبآريّه وقويّـه ..

تحرك إبهآمهآ الأيمن بنقرآت سريعه على شآشة جوآلهآ دون تفكير ودون قرآءه وإن كآنت حتى للتعديل ...
إنتهت بـ الإرسآل ..
" لآتجي يـ آدم , في مشكله ببيتنآ بين إخوآني والموضوع شخصي .... أنآ بكلمك وقت أفضى "

وقفت عن سريرهآ شآده بلوزتهآ القطنيّه من على جآنبيهآ لتعديلهآ دون أي تعديل آخر بهيأتهآ المُرهقـه إرهآق وذبول بآدي ..
طآحت عيونهآ على صينيّة الأكل المرتبّه كمآ تقدمت لهآ مآمستهآ يدهآ ..
وهو اليوم الثآني لهآ دون أن يدخل جوفهآ لقمـه ..
هي من النوع إللي يعرض عن الأكل والشرب دون إرآدة منهآ في حآل إنشغآلهآ بـ التفكير وتشتت عقلهآ ..

تتذكر كلآم أمّهآ المآزحه على حآلتهآ غير القآبله للتبديل " كتر تفكيرك بيآكل من لحمـك "
أقل شعور عندهآ بـ الحزن قآدر إنه يهلكهآ إلى حدّ الموت جوع أو عطـش ..
ويمكن إعتبآره السبب الرئيسي لنحآفتهآ ونحول بنيتهآ مقآرنة بطولهآ الفآرع ..
إذ إنهآ لو حسبت كيلو غرآمآت وزنهآ لطلعـوآ وزن عظآمهآ صآفي دون لحم أو شحـم !

من بعد رفعهآ عيونهآ الذآبله عن الصينيّه تعلقت بـ القطعـه المآئله للون النحآسيّ المتلألأه والبآرزه من ورآء بآب دولآبهآ المفتوح ضلفـه فتحه صغيره قآدره على إيضآح محتوآه واللي مآكآن الآ فستآن زفآفهآ المُعلّق ..
الفستآن اللي إحتضنته وبـ كُل الحبّ والشوق واللهفه لإرتدآئه قبل ذآك الإتصآل الشؤم ..
أبعدته عنهآ فوراً وكأنه نجـس .. شيئ بدآخلهآ رفض حتى لمسه ..
سريعاً ودون تفكير حملته عن سريرها وورآته بـ الدولآب ..
عفوياً سقطت عيونهآ عليّه لتفآجئ به الحين وكأنه قطعه عآديه من ملآبسهآ دون أي قيمّه معنيّه ..
مآرتعشت ذيك الرعشّه .. مآخفقت .. ولآ تبسمت ..

تجآوزته خروجاً من غرفتهآ للطآبق الأول بـ مجلس العآئله ملقيه سلآمهآ الهآدئ الأقرب للبرود وعدم الإهتمآم ليجيهآ الردّ بـ أصوآت متفرقّه أعقب من بعدهآ احدهم بصوت جآهر: بنت حلآل جيتي عند ذكرك
نآظرته من فورهآ للحظآت ثم أخفضت بصرهآ دون ردّ ليردف هو بـ استغرآب: مآعندك فضول يعني تسألين عن الهرجه ؟!

تحسست بـ إظفر سبآبتهآ النآمي وبعنآيه البشره الطريّه النآعمه لسآق الصغيره أنسآم النآئمه على ظهرهآ بـ الأرض سآئله بـ هدوء مبآلغ: خير يآجآسـر ؟!

أعقد حآجبيه بنظره إستغرآبيّه نقلهآ بين المتوآجدين .. كلاً من أمّه وفآهد المحتضن إبنه نمر وبفمه شيئ بلآستيكي أزرق اللون والمسمى – السكّآته – لإسكآت الطفل بعد إيهآمه بـ انهآ حلمة رضآعه حقيقيه .. مقآبل لهم ومجآور له سهيل إللي إعترآه نفس الإستغراب من حضور أختهم البآهت وقبل مآيردّ أخذت أمّه الكلآم من لسآنه سآئله بـ إندفآع وإهتمآم وقلق: خير يمّه .. شفيك يآورده تعبآنـه !

هزت رآسهآ نفياً لترد أمهآ سآئله: أكلتي يمّه طيب ؟! أمس أخذنآ الصينيّه مثلمآ قدمنآهآ مآدخل جوفك شيّ
ورده: مآلي نفس يمـه لآتشغلين بآلك

تدخل جآسر بـ دفآشته المعهوده: ذآ توتر قرب الزوآج أدري أدري
رمقه فآهد المقآبل له والمجآور لـ أمه بنظرة قويّه قآصداً إسكآته ليبقق هو عيونه ببرآءه مفتعله مردف: مدري بس أشوف كذآ بـ التلفزيون

وقبل مآيتكلم أحد زفرت هي بصوت مسموع نفس يظهر من هدوءه وعمقـه ثقل الهمّ والعنى أردفت من بعده بصوت فآتر: أصلاً أبيكم بنفس الموضوع
تحسست أمهآ ظهرهآ بيسرآهآ حآثتهآ عدم التردد بـ حنو: خير يمّـه .. نسمعـك

إبتلعت ريقهآ وسكتت من بعده لثوآني عيونهآ معلقّه على الحركه المتوآليه لفمّ الصغيره أنسآم وهي تشد وتسحب من السكآته الخآصه فيهآ بلونهآ الوردي برغم من غرقهآ في نومهآ العميق إلآ إن حركة فمهآ غير متوقفه: يعنـي .. بخصوص زوآجي

فآهد: خيــر !
ورده: يعني بيتأجل شويّ بعـد
صفّق جآسر بيديه صآئح: لآحوووول

نآظرته ورده من فورهآ ثم أخفضت بصرهآ وكأنها خجلـه .. الحرج بوجههآ ونظرآتهآ واضح .. مآخفى عن المتوآجدين واللي على اثره شدّ فآهد شفتيه بغيظ من ردّ فعل المرآهق جآسر وعدم تأدبه إللي تسبب بإحرآج أخته مقرر تلطيف الجوّ بنبرته الحنون الهآدئه: خير يآورده ليش ؟!

رمشت بتوآلي حآفره بـ إظفر سبآبتهآ اليمنى جلدهآ المحيط بـ إظفرهآ الإبهآم من نفس اليدّ ..
حركتهآ اللآإرآديّه المعتآده في حآلآت توترهآ وهي النبش بـ الجلد المحيط بـ الأظآفر إلى أن يتكون عندهآ مآيشبه رؤوس الدبآبيس الصغيره ولكنهآ من الجلدّ القآسي .. على الأغلب انه يثير من استفزآزهآ أكثر .. يشتتهآ ويسبب لهآ من الارتباك والتوتر ماهو أكثر .. تضطر على إثره إنتزآعه بـ اسنآنها وبمنتهى القوّه والسرعه واللحظيّه لتفآجئ بـ إنتشآل جلدهآ من حول الإظفر وسيلآن الدمّ ثم تورم ماحول الاظفر وانتفاخ رأس العقله .... وآلآم موجعـه تسبب لهآ العصبيّه والغضب بدلاً من الإستفزآز والتوتر !

....: يعنــي .... آدم مشغول شويّ ... شغل وآآآ يعنـي أشغآل طلعت فجأه

جآسر: وش ذي الأشغآل يآليل مآطولك .. زوآجك بعد إسبوع بـ الضبط وقبل رمضآن بـ إسبوع وآحد .. اليوم الأربعآء والزوآج الأربعآء الجيّ .. القآعه المحجوزه طيّب وبطآقآت الدعوه إللي توزعت على خلق الله , كل مرّه يتأجل ولأسبآب مآحد يقدر يعترض عليهآ بس هآلمرّه , لاا بصراحه قويّه !!!!!

يظهر إن رأي المرآهق جآسر كآن صآئب هآلمرّه .. وضح التأييد بوجوه الموجودين جميعاً ..
أعقب سهيل بهدوء: أي أشغآل هذي إللي مآتتأجل يآورده وليش هو مآيرفضهآ ؟ مآيدري إن زوآجه بعد إسبوع ! تدرين إن مديري بـ الشغل معلمنـي اليوم بـ إجآزتي لأجل زوآجك إللي مآلي به دخل أصلاً ؟! سنــد .. سنـد المُرشـد , قآللي إجآزتك مفتوحه إعتبآراً من اليوم ... عفآني من أشغآلي لأجل زوآجك وإنتي تقولين قبت أشغآل فجأه بوجه آدم !!!

....: مآيصير يمّه .. كل النآس يدرون عن موعد زوآجكم توزعت البطآقآت وكل شيّ مجهّز .. كلمي آدم , دقّي عليـه يجينآ إخوآنك يكلمونـه ونحلّ سآلفة هآلأشغآل بس مآيتأجل شيّ

وقع نظرهآ على يدّ أمهآ فوق ركبتهآ متلمسه لهآ وبهدوء مطبطبه عليهآ بـ حنآن حآثتهآ بـ مكآلمة آدم ..
إبتلعت ريقهآ بصعوبـه مستشعره خفقآن قويّ آخذ في التسآرع حدّ الإضطرآب ..
شيّ بين ضلوعهآ على وشك الإنفجآر ..
صدى كلمآت سهيل مآيتررد منه برأسهآ إلآ إسمه وإسمه فقط ......... سنـــد , سنــد المُرشــد !

وقفت من فورهآ بـ تأهب لتشخص لهآ الأبصآر بـ إنتبآه ويثني فآهد بهدوء المعتآد: بتكلمينــه !

هزت رأسهآ إيجآباً وبسرعه ..
غآدرتهم بخطوآت رآكضه صعوداً لغرفتهآ رآفعه عن سريرهآ جوآلهآ المُصمّت متجآهله رسآلة آدم المتلقّآه من بعد رسآلتهآ له بآدئه في تحرير رسآله جديــده ..... ولرقم جديد ....... محفوظ غيبًـا !


/
/



صبآحاً ..
توقفت خطآه المتأنيه قبل أن يصل لبآب مكتبـه من تعآلى صوت سكرتيره الخآص لآحقه بـ خُطى متسآرعه: أستآآذ ... أستآذ بسّآم

نآظره دون ردّ ليكمل الموظف بـ هدوء: صبآح الخير , فيه ضيفه من نص سآعه تنتظرك بـ المكتب
أعقد حآجبيه لوهله إنفكوآ من بعدهآ هآز رآسه بـ خفه مستفهم: إسمهـآ ؟!
....: أستآذه أصآله المُرشـد
إرتفعوآ حآجبيه بدهشه مآسرع مآختفت لآحق الموظف بسرعه: ضيفتوهآ !!
....: إي طلبت قهوه بـ الحليب
أومأ إيجآباً بهدوء ثم طرق مكتبه الخآص قبل دخوله !

طرق ثلآث هآدئه فتح من بعدهآ البآب بـ حذر ليفآجئ بوقوفهآ متأهبه بكآمل حجآبهآ الثقيل السآتر ..
....: حيّآلله أستآذه أصآله .. صبآح الخير
ردّت بصوت مخنوق خجل: صبآح النـور

....: من الحشم أقعد مقآبلك لكن إسمحيلي أقعد ورآ مكتبي , أدري كذآ بترتآحين أكثر

إبتلعت ريقهآ بصعوبه بآلغـه .. لآ إرآدياً أخذت أطرآفهآ بـ الإرتعآش .. تحس يديهآ من تحت قفآزآتهآ السودآء متجمّده ..

بسّآم كآن من الشخصيآت الخلوقـه المُرآعيّه .. متفهّـم ومُتأدب ..
طرق بآب مكتبه بغرض إعطآءها التنبيـه لدخوله إن كآنت كآشفة الوجـه أو بوضع الرآحه من بعد إنتظآر دآم لنصف سآعه ..
رآعآهآ في فرضيّة جلوسه مقآبلاً للضيف من بآب إحترآمه وعدم التعآلي عليه بـ الجلوس على كرسي مخآلف من ورآء المكتب ..

إكتفت بـ إيمآءة رأس خفيفـه أتبعتها بـ صمت مطبق !
صمت وتّر الأجوآء مآبينهم لتطيح عيونه على كوب القهوه الممتلئ نصفـه ..

أشبك أصآبع يسرّآه المتحكمّه بـ أصآبع اليمنى العآجزه مسند سآعديه فوق مكتبه مُصلبّ الظهر بـ جلسـه مستقيمه مُردف: تدرين عن دوآمي يبدآ من تسـع ليش الزيآره بدري تعنيتي الإنتظآر !
كل مآ أوشكت على اللفظ إنربط لسآنهآ .. هي في حقيقة أمرهآ من الشخصيآت المتردده , ضعيفـة الإرآده فيمآ يخصّ النطق بـ اللسآن .. تشعر بهآلعجز في حضرة أبوهآ , وفي أوآمر أمّهآ .. وعنآد مآلك أخوهآ , وحتى في تحكمآت صغيرتهآ فدوى .. مآتقوى على الرفض .. ضعيفـه .. وآهنة السيطره

آثر الصمت تآرك لهآ حريّة إستحضآر نفسهآ والجوآب ..
الجوآب إللي وصله متأخر بعدمآ قآربت على إكمآل الدقيقه والنصف الشيّ اللي زآد من حرج موقفهآ وسوء تصرفهآ .. أعقبت بـ إرتبآك وآضح من لفظهآ للكلمه وصمتهآ ثم إكمآلهآ ..
....: حبيت أطلع .. مع , مع سنـد أخوي .... دوآمه قبل دوآمك
....: خير أستآذه أصآله في شيّ ؟! أنآ ملآحظ إرتبآكك بس صدقيني إذآ أنآ السبب فيه فـ الصرآحه مآله لزوم , إخذي رآحتك

فعلاً هي بموقف لآتحسد عليه .. غبيّه وبلهآء , هذآ هو الوصف إللي أطلقته على نفسهآ مرّآت متعدده بخآطرهآ لآئمه سذآجة تصرفاتهآ الرآجعه لعدم خبرتهآ في فرض وجودهآ على المحيط أو الإنغمآس في الحديث ..
تظهر دآئماً جآمده , قليلة الكلآم إذآ مآكآن مُعدم , توآصلهآ غآلباً يكون بـ إيحآءآت الوجه وإيمآءته ...
الشيّ إللي كآن من الصعب إنهآ تستنجد به لإنقآذهآ من حرج موقفهآ وجموده وهو تحت الغطآء الكثيف !

....: لآ أبدّ .. مآفي شيّ أنآ بس .. يعنـي منّي متعوده على الإختلآط وإن كآن بـ الكلآم مع رجآل غريبين عنّـي
بسّآم: .............
....: فـ الحقيقه كل الرجآل غريبين عنّي .... يعنـي .... مغير أبوي وإخوآني الإثنين
....: وآلله إني مستغرب , كتآبآتك جداً جريئه
أصآله: ...........
كمآ عهدهآ من أول مقآبله , صآمته .. وإن تكلمّت فـ كلمآتهآ معدوده إلآ إن صوتهآ رقيق يدآعب الأذن بـ دلآله الطبيعي وغنجـه المثير ..
نقرّ بـ أصآبع يسرآه على مكتبه الحركه المتوتره مردف: المهـم .. وش الأخبآر .. في مشكلـه معينّه أو إستفسآر
هزت رأسهآ نفياً بسرعه جآذبه لهآ إهتمآمه الشديد ليسأل بـ فضول: خيـر إن شآلله !

....: بصرآحه الموضوع شخصي شويّ , وبصرآحه أكثر مآهوب موضوع .. بس ....... بس حبيت أقدم لك تعآزيّآ ....

تلآقت نظرآتهم لتثبت هي عيونهآ عليـه ويخفض هو عيونه بـ حُزن بآدي ... آلمهآ قلبهآ وبشدّه , كل مآحاولت تطرده عن فكرهآ إرتدت ذكرآه قريبه حآضره لذهنهآ وقلبهآ وكل كيآنهآ ..
هذآ زوآجه الثآني من بعد مأسآه أولى فقد على إثرها زوجته وإبنه .. من زوآجه الثآني فقد الإبن الثآني ومعه فقد أيّ أمل آخر بـ أن يُرزق غيره .. إذ إن زوجته ذآتاً مستأصله للرحـم !

همست بصوت رقيق دآفئ: آلله يربط على قلبك أستآذ بسّآم ويلهمك وزوجتك الصبر إن شآلله ... إحسبوآ الأجر
....: ونعــم بـ الله

إلتفتت له سريعاً من إستشعرت إحبآطه بـ زفرة نفسـه العميقه المهمومه , سألته بـ إندفآع ودون تفكير: خير أستآذ بسّآم .. فيه شيّ !
ودون تفكير منه هو أجآبهآ وبمنتهى الصرآحه والشفآفيّه: زوجتـي .. يعنـي أحسّهآ مو مثلي , مآهيب متقبلّه إللي صآر .. نفسيتهآ محبطه وللغآيـه

إنشدوآ شفتيهآ المُطبقّه من تحت غطآهآ بـ إبتسآمه عفويّه من لفظـه لـ كلمآت فصحـى متدآخله بـ حوآره العآميّ ومآسرع مآهزت رأسهآ مره وآحده بقوّه رآده لوعيهآ إللي غفلّهآ ثوآني قصيره منصته له وبـ إهتمآم: يعني هي أم .. غير الرجل في كل الأحوآل .. هي عآطفتهآ أقوى , أستآذ بسّآم أنآ أذكر إنك حكيت عن ظروفهآ من قبل إللي إضطرتهآ لإستئصآل رحمهآ والحين ولدهآ الوحيد .. الموضوع صعب آلله يثبتهآ ويرزقهآ الصبر


....: أنآ مقدّر وآلله بس هي إللي ........... – وقف لثوآني مبتلع كلمآته فجأه لتظهر مقطوعه –
إنتآبهآ الفضول اكثر .. غآدرهآ التوتر والإرتبآك وتملكهآ الإندفآع: هي إيـش !!!
أعقد حآجبيه لوهله ومآسرع مآنحلت متدآرك إبتسآمته قبل الإتسآع مبتلع ريقه ..

هذي الأنثى المتنآقضه تثير إهتمآمه .. بلحظـه نسى همومـه والإحبآط المثقل لـ كتفيه ... صآرحهآ وكأن الموضوع مآيعنيه .. كآن صوته هآدئ غير مهموم ولآ مغموم: طآلبـه الطـلآق

إتسعت عيونهآ بصدمه مآتدآركتها ليظهر إنفعآل ذهولهآ سريع: إيــــش !!
إنفعآلهآ إللي ظهر كوميدي مآقدر يكبت هو ضحكته أكثر لتتسع شفتيه المنفرجـه كآشفه عن صفّي أسنآنه الرتيبه البيضآء .. يظهر إنه غير مُدخـن وهو الشيّ إللي إستنتجـه سريعا ..
لمعت عيونهآ وإرتسم تعبير البلآهه بوجههآ وبـ إبتسآمتهآ المسحوره جآذبهآ وبقوّه تجآهه ..
ولآ بعمرهآ فكرت عن موآصفآت رجل بذآته تجذبها موآصفآته ظآهريّه أو موآصفآت تتعلق بـ الشخصيّه ..

أحبط بسّآم تخيلآتهآ العدميّه إذ أنه وكآملاً جسّد أمآمهآ الرجل المثآلي .. رجل أحلآمهآ الوآقعـيّ
حتى زوجهآ المتوفي مآ أحست تجآهه ذآت المشآعر والأحآسيس .. كآن شخصيّه عآبره بحيآتهآ وإن إقتص منهآ وبصفته كونه زوج .. أعمق العلآقآت ... العلآقه الزوجيّه ..
كآنت خطيبه لـ شهر وآحد وزوجه لـ شهرين .. وأرملـه لـ ثلآث سنوآت !

أجفلهآ من تخيلآتهآ الورديّه الدآفئه بصوته الرخيم المُتأني: أعتقد نفسيتهآ لهآ دخل بهآلقرآر .. مآ أدري بصرآحه , تحسب إني بتخلّى عنهآ رغبه مني طبعاً بـ ولـد وهي تعجز عن هآلشيّ ..... ألوم نفسي , هل أنآ مثلاً أوحيت لهآ بهآلشيّ ! حسستهآ بشيّ وأنآ مدري – أطبق شفتيه بـ إحبآط إلى أن إختفوآ زآفر بـ همّ مردف - : مــدري

....: يعني إنت صدق مآتتمنى هآلشيّ !
....: مآرح أكذب عليك .. أكيد أتمنى , والفقد للمره الثآنيه يوجـع بس إللي مستحيل أسويه إني أوجعهآ .. هي من أوّل رضت فيني وبعجزي ومآتكدرت أبدّ لو يوم ولآ إشتكت وغيـ ........

إنشدوآ كتفيّه موسّع العين ينظرهآ بدهشه من تدخلت بـ حموّ وإندفآع دون إنتظآر مقآطعه كلآمه إللي يظهر وأنه أثآر حفيظتهآ وإستفزهآ أشدّ إستفزآز ضآربه طرف مكتبه برآحتهآ اليسرى الغآضبه: لآ غلـــط .. غلط .. غلط نبني حيآتنآ أو نكمل فيهآ بسبب جميـل , جميل وآجب نردّه , غلط نزآيد على نفسنآ ونعجزّهآ أكثر ... إسمحلي أستآذ بسّآم تفكيرك وهآلمرّه بذآت لأول مرّه طبعاً .. مآيعجبني ... قول إنه تقدير منك لأنهآ زوجتك , أو لأنهآ بمرحله حسّآسه من حيآتهآ وبحآلة صدمه حآلة إكتئآب حآلة إحبآط أو حتى علّق تقديرك فـ المطلق بدون أسبآب لمقتضى إنهآ زوجتك وبس أمآ إنك تقول وآجبك ترآعيهآ لأنهآ رآعتك يوم تحملتك أول ومآشتكت !! أسآساً هي من أول تدري بوضعك .. بمعنى إنك كنت مصآب قبل مآتتزوجهآ يعني مو حدث عرضي بوقت زوآجكم ... يعني كآن بيدهآ ترفض لو إنهآ شآيفه هآللي فيك عجز .. مآهيب مجبوره ولآ إنت مآسك عليهآ ذله ولآ هو رداً لجميل سويته فيهآ ... فـ أعتذر بـ اللفظ , غصباً عنهآ من بعد موآفقتهآ الإختيآريّه ترضى بكل مآفيك ولآ تتشكّى ..


أشآحت عنه بوجههآ مرتعشة الجفنين بحركه سريعه متوآليه .. خفقان قلبهآ سريع مهتآج , فقدت فعلاً زمآم سيطرتهآ على نفسهآ ..
وبلحظـة سريعه خآطفه تبآدر لذهنهآ هوآنهآ على التحكم بـ أمرهآ .. مو كأنهآ هي إللي من قبل الـ ثلآث سنوآت تمّ إجبآرهآ على الإرتبآط تسهيلاً لمعآملآت الشرآكه بين وآلدهآ ووآلد المتوفّى زوجهآ !
كآن إرتبآطهآ مشروط ولغرض لآيعنيهآ هي بتآتاً !

نفخت من فمهآ المضموم مغتآظه شآتمه نفسهآ نآدمـه على تسرعهآ وإندفآعهآ الغير مُبرر ..... هي فعلاً مغفلّـه !
عضت على شفتهآ السفلى مكوره قبضتيهآ المتوآريه تحت المكتب عن أنظآره المذهولـه ...
مرّت ثوآني وهو بذآت الحآلـه الصآمته المدهوشـه والغير مُصدقّـه !
هي بموقف من أسوأ موآقف حيآتهآ وأشدهآ حرج وعليهآ التصرف فوراً وإلآ أذآبهآ الإحرآج سآئحه أمآمه على كرسيهآ !

إبتلعت ريقهآ وأردفت سريعاً بـ نبره متوتره: ءآآ .. أعتذر , بس أنآ بحيآتي مآ أحب الإستغلآل , مآحب أكون مقيدّه بشيّ ومُستغلّه ... أنآ دآيم أنحط بمثل هآلموآقف وأدري عن هآلشعور زين وهو أكثر شعور أعآني منه عشآن كذآ بس إندفعـت ... أعتذر ..... ءآآآ وو .. ولآزم أروح الحين عندي إرتبآط ثآني ومابي أتأخر عنه ولا اعطلك أكثر

في حقيقة الأمر كآنت كآذبـه وإلآ فهي الوحيده على أرض المجرّه الخآليه من أيّة إرتبآطآت يحتمل أن تشغلهآ !

مآكآن تبريرهآ إلآ كذبـه هروباً من حرج الموقف وآقفه عن كرسيهآ بسرعه مآئله بـ نصفهآ العلوي على الطآوله الزجآجيه الصغيره أمآمهآ رآفعه كيس كرتوني مقوّى متوسط الحجم أسود اللون قدمته له على عجلـه وهو مآزآل على وضعّـه مُسمّر الحركـه والإنفعآل السآكن المتجمّـد ينآظرهآ مذهول وآسع العين فآغر الفمّ !

وتحت إصرآرهآ الصآمت بيدهآ الممدوده تجآهه حآملة الكيس تنآوله منهآ بـ تردد واستفهآم كبير الحجم بوجهه !
الإستفهآم إللي مآطآوعهآ قلبهآ تتجآهله برغم حرجهآ الشديد أجآبت عنه موضحه: وردهـ ......... ســوّ ..... سودآء

أعقد حآجبيه مآد يسرآه دآخل الكيس مخرج منـه تحفـه زجآجيّه ذآت قآعده سودآء مغلفّـه بـ زجّآج مقبب الشكل القوسي محصور بدآخله ورده سودآء اللون طبيعيّـه !
أردفت بصوت رقيق هآدئ نسبياً بـعد أن هدأ إنفعآلهآ: ورده طبيعيّه ... محفوظـه , مآرح تذبـل ....... وردة إبنـك علـيّ


إنتفض صدره تعبيراً عن ضحكه حسيّه غير مُصدّقه هآمس: في ورد أسود !
أصآله: إيه فيـه , وردّ نآدر بمكآن وآحد في العآلم .. طلبتهآ مخصوص لـ ذكرى إبنك وتوّها وصلتني أمس ..........

بسط رآحته اليسرى تحت قآعدتهآ رآفعهآ لعيونه البآسمه بـ إندهآش سآئل: من ويـــن !
مآل فمهآ يسره بـ إبتسآمه جآنبيه رقيقه قصيره هآمسه: من تُركيــــآ



/
/

حلم الحياه 18-09-16 02:18 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


أقفل البآب بهدوء من بعد دخوله وكأنه حذر لعدم إصدآر صوت إلآ إنه وبآلرغم من حرصـه لفت له الإنتبآه من رفع ذآك المُنشغل المُهلك بـ القرآءه والتدقيق عيونه بـ انتبآه ..
رمقه بنظره سريعه وردّ ينآظر بـ الأورآق معقب اولا دون نظر: حيّآلله المعطليـن

....: أي معطلين , هذآني مدآوم

ردّ ينآظره بلمحه خآطفه ورجع لأورآقه إلآ أنه مآسرع مآردت عيونه وتعلقت عليه متفحصّه أكثر ..
شيئ غريب بهيئته اليوم .. تمّ يدقق بوجهه المحجوب نصفه عن الرؤيه بسبب جلوسه على مكتبه المنزوي من الغرفه وإنشغآله بـ عدد من الملفآت اللي توّه وأخرجهآ من درج مكتبه ..
وهو بمكآنه يدري تمآماً عن ذيك العين الدقيقه المتفحصّه ثآقبة النظره ..
النظرآت المطوّله إللي إعتآدهآ منه وإللي يفتقدهآ وتبدآ الشكوك تسري به إذآ إنشغل عنه الآخر ولآ نآظـر !

على الأغلب إنه بسبب شكّه وحرصه الزآئد وعدم ثقتـه .. يحآول بنظرآته الدقيقه مسح الشخصيّه المقآبله له بغرض الوصول لخبآيآهآ الدفينه ونوآيآهآ المستتره .. وهو فعلاً متقن ومجيـد ..
أردف وعيونه على الملفآت الملونه يرتبهم بحسب الأهميّه للبدء فيه: تأجل الزوآج
من فوره الثآني غضّ عنه البصر مبتلع ريقه .. همس بقلبه " ذقنه خفيفـه ومشّذبه , نعيماً يآسهـل طآلع من الحلآقه "
مآل فمه سآخر من نفسه " ويحك يآسند , قآعد تدمّر نفسك , وش لك بـ الرجّآل ........ يشبههآ , بقوّه يشبههآ "

نآظره الثآني بـ إنتبآه من سفهه سند ولآ أعقب في حين أنه كآن في غمرة إنشغآله بـ حديث النفس الـ لآئم للنفس " طيب أنآ ومآلك نشبه بعض عآدي .. إثنينآ رجآل , أمآ ورده وسهل كيف !! شلون ..... أففففف وبعد حآلق اليوم مخفف شعره ذآ إللي نآقصني "

إنتبه من شروده بهزة كتف غير وآضحه إلآ أن الآخر أدركهآ وتمآماً من أنزل الملف على المكتب بقوّه محدث صوت صفقه قآصداً تنبيهه لينآظره سند بفهآوه للحظه خآطفه إبتلع من بعدهآ ريقه عآقد الحآجبين ينآظر بـ الملف: وشهـو !!

....: معآملآت المؤسسه خلآل هآلشهر .. خلاص إنّآ بـ النهآيه , و هذي توصيآتك
أطبق سند شفتيّه مقوسّه إعجآباً هآز رأسه تأكيداً معقب: متآبعه شهريّه لكل المعآملآت آخر كل شهر .... تمآم تمآم

مآ أعقب سهيل إلآ بـ انصرآفه عنه دون ردّ لمكتبه وليردف هو: ليش تأجل الزوآج ؟!
جلس سهيل على كرسيه مصدر هفهفه مهمومه مآسك بـ وسطآه اليمنى والإبهآم مآبين عيونه هآمس: مآندري وآلله للحين .. جت أختي أمس تعلمنآ بـ التأجيل

أعقب وعيونه على الأورآق تظهر لآمبآلآته وهو في الحقيقه مُشتعـل ..
مآغآب عن ذهنه هيأتهآ بـ الليلـه إللي طلبت فيهآ مقآبلته وفعلاً قآبلهآ وصدمتـه ... مدى جرأتهآ ولآ مبآلآتهآ أكثر مآيثيره ..


فضّل عدم إظهآر فضوله القآتل الآخذ في التضآعف مردف بلآ مبآلآه من سمآع الخبر مآزح: الظآهر إن لونك بهـت على أختك , قطيت عليهآ نحسـك
سهيل: ههههه وللي يعآفيك , لاتقول نفس الكلآم
سند: والظآهر بعد إن أحد سبقني وقآل
....: آلله وكيل , كلهم بـ البيت أمس قآلوه .. صآرت أختي وخطيبهآ مثلي أنآ وسآلي .. كل مآقلنآ يآزوآج قب بوجهنا إللي يوقف

هز رأسه إيجآباً مطلق زفره عميقه مردف: خير إن شآلله
سهيل: إن شآلله

خآرج المكتب ..

أشبك يديه ورآء ظهره خآطي خطوآته المتمخطره بنظرآت تظهر وكأنهآ إستكشآفيه لأول مره تشهد المكآن وتشوفـه ..
قوّس فمه فجأه إستغرآباً بعدما طآحت عيونه على شخص مخآلف تمآماً للشخص صآحب المكآن للحظآت توسعت من بعدهآ عيونه بصدمه " يآوقعة أمّك السودآ يآسند طردت سهيـل بعد !!! مو بكيفك عآد والله ليطيّر عآمر رآسك "

إبتلع ريقه سآئل بـ تردد ذآك الجآلس على مكتبه بـ إستقآمه بين إصبعيه القلم وأمآمه بعض من الأورآق المطبوعه ينآظره وبـ إبتسآمه مُرحب به وبصوت نآعم: حيآلله أستآذ مآلك .. تفضّل
إنتفخ خدّ مآلك بحركة لسآنه البآطنيّه سآئله بـ فضول: جديد إنت هنآ !

حكّ الموظف بظآهر سبآبته أسفل أنفه بـ إبتسآمه تظهر حرجه: لآ بـ المؤسسه من زمآن بس جديد بهآلمكآن .. سكرتير مؤقت لين رجوع أستآذ سهيـل
مآلك: ومتى إن شآلله يرد أستآذ سهيـل ؟!
....: وقت مآيردّ بـ السلآمه أستآذ عآمر طوّل آلله عمّره

هزّ مآلك رآسه بتفهم ينآظر بآب مكتب الإدآره الرئيسي " آممم أكيد بيرجع سهيل مع رجعة عآمر ... يقطع سنينك يآسند مآلقيت إلآ سهيل وتطرده وآلله ليندمك عآمر "
قطع حديث خآطره مأشر بسبآبته صوب البآب لآفظ: طيب أنآ أبي سنـد .. أدخل عآدي ولآ !
وقف الموظف من فوره بآلع ريقه طآلبه الجلوس بـ إبتسآمه: ءآآآ لحظـه بس أعطيه العلم أول .. تفضل تفضل .. إستريح .. حيّآك

من بعد إختفآء الموظف مطّ رقبته معدل يآقة ثوبـه السكريّ شآده من منتصف الأزرآر على جسده نزولاً ...
لبس الثوب مو من مفضلآته .. يحس بقيـد وعدم رآحه في إرتدآءه ..
كآن سكريّ اللون طويل لآمس الأرض بـ أطرآفه .. مشدود على الصدر وآسع نزولاً .. جزمته فلآت صيفيّه شآموآ جمليّة اللون وكآب على رأسه أحمـر !

أدخل يديه بـ جيوبه معطي للبآب ظهره ينآظر بـ المدخل إللي دخل منه وعلى جآنبيّه قصريّآت ضخمـة الحجم تظهر وكأنهآ فخآريّه إلآ أنهآ مُذهبـه على طول إمتدآد الممرّ لثوآني قصيره من الإنتظآر أنهآهآ صوت الموظف بذآت الهدوء والنعومه: تفضـل أستآذ مآلـك ....
إلتفت له رآمقه بنظرة تقييم سريعه ثم هزّ إيجآباً رآسه مقفي عنه بلآ مبآلآه أو ردّ لإبتسآمته الدآئمه بوجهه !

أقفل البآب من ورآءه وأول مآلفظ به بصوت جهوري صآئح: قول إنك تمـزح ومآطردت سهيــل المآلكـي بحملة التطهيـر إللي سويتهآ للمؤسسه !
رفع عيونه عن الأورآق دون أي تعبير بآدي ليجيه الصوت من خلفه ضآحك: طيب قول السلآم أول
إنتفض من وقوفه بـ إستقآمه ملتفت ورآءه بعيون مذهوله من إقترآب المعني صوبهم وبـ إبتسآمه .. همس بعدم تصديق: سهيـــل !
فرد سهيل ذرآعيه رآفع يديه بآسم: بشحمــه ولحمــه

جلس مآلك على وآحد من الكرسيين المقآبلين لمكتب سند الحآمل على لوحة التعريف الذهبيه إسم عآمر المُرشد مقطب الجبين سآئل: وإللي برآ هذآ شوضعـه !
قدّم سهيل الأورآق لـ سند والإبتسآمه بآقيه بوجهه: له وضعه وأنآ لي وضعـي
إلتفت مالك ورآءه من أدرك إشآرة سهيل بعينيه ومعنآهآ أن ينظر خلفـه ليفآجئ بوجود مكتب صغير الحجم زجآجيّ إزدحم بـ الأورآق البيضآء والملفآت الملونّه .. سأل بعدم فهم منتظر الإيضآح: يعنــــي !!!

سهيل: نقلت مكآني عند أستآذ سند وإللي برآ أخذ مكآني .. وطبعاً مؤقـت

مآلك: إيه مآنيب فآهم يعني ليش !
تدخل سند بـ الإجآبه وعيونه مآفآرقت سطور الأورآق قرآءه: أنآ اللي طلبت

قوّس مآلك فمه بلآ مبآلآه وعدم إهتمآم فآرد سآقيه أمآمه وتحت الطآوله الصغيره الفآصله بين مقعده والمقعد المقآبل له مُردف: وسهيل منّآ وفينآ أقدر أقول إللي عندي بوجوده

من فوره سهيل أردف: لآ أنآ طآلع الحيـن , خذوآ رآحتكم

....: سهــــل
إلتفت كلا من مآلك وسهيل من لفظ سنـــد – سهل بدلاً من سهيل – وبمنتهى الحدّه , ظهرت وكأنهآ أمر بـ التوقف ليرد سند مكمل: معتقد إن سآلفة مآلك بـ اهمية اللي نسويّه الحين .. شف أشغآلك وإنت يآمآلك تكلّم وإختصر لو سمحـت
أطبق مآلك أسنآنه بقوّه لكبت غيظه مآستطاعت مقآومته الضعيفه كتمهآ أكثر إذ انه ضرب المكتب بقبضة يسرآه المكوره وبكل مآ أوتى من عزم وقوّه !

توتر سهيل من توتر الأجوآء مقترب من سند هآمس بـ القرب منه كلمآت مآوصلت لـ مآلك على إثرهآ أنزل سند القلم من يده مطبق الفمّ المشدود مآئل برآسه يمنه بتعبير – هذآ إللي عندي وإنتهى – أعقب بـ التزآمن معه: ومآلك توه يقول سهيل مّنّآ وفينّآ

وقبل أن يعقب أيّآ منهم تدحرج قلم سند عن الطآوله لتتعلق عليه الأنظآر سريعه خاطفه وقبل ان يفآرق الطاوله إرتطآماً بـ الأرض لحقه ثنتين من الأيآدي كآنت يدّ سهيل السآبقه ويدّ سند فوق يدّ سهيـل ..

الحركه السطحيّه دون اي قصدّ أو معزى وإللي أثآرت من بعدهآ مية مغزى ومعزى من إقشعر جسد سند بـ إنتفآضه قويّه وآضحه تشنجت على اثرهآ يده مفرقة الأصآبع مبتعده وبسرعه عن يدّ سهيل اللي استغرب وبشده ردّ فعله وكذلك مآلك إللي اعقب دون إهتمآم: شوي شوي ترآهآ يدّ سهيـل مو وحده من الحريم

إبتسم سهيل هآز رآسه نفياً رآفع القلم من موقعه نآقله لموضع آخر ثآبت أكثر مبتعد عن سند ضآرب برآحة يسرآه المبسوطه أعلى ظهر مآلك أسفل عنقه متحسسه وبحرآره: توّ مآنورت السعوديّه ... حيآك يآلمشآغب , حمدآلله على السلآمه

أطبق مآلك شفتيه إللى ان إختفوآ رآفع حآجبيه بتعبير مبتئس قليل الحليله .. علآقته مع سهيل بآلرغم من إنهآ غير وطيده إلآ إنهآ غير رسميه بذآت الوقت ..
سهيل كآن هو المتصرف الأول والمنجي له من أي حآدثه أو كآرثه يطيح فيهآ ساحب معه أبوه عآمـر ..

عآمر اللي كآن يكتفي بـ اصدآر أوآمره لـ سهيل وسهيل هو المُنفـذ ..
يتذكر عدد المرآت إللي أودع فيهآ بـ الحبس ورفقته المتكرره ان ماكانت دآئمه لسهيل وقت خروجـه من ذآت الحبس !

هو مآيخجل أبداً من منآقشة اي موضوع وان كآن خآصاً به في حضرة سهيل إلآ إنه يظهر وقوع فهم خآطئ من جآنب سهيل للمغزى من كلآمه الأول ورغبته في الإنسحآب وتركهم على إنفرآد ..
زفر بـ هم مأشر لـ سهيل ان يجلس امآمه معقب: آقعد آقعد , أعتقد إنت ممكن تسآعدني أكثر
من فوره سهيل جلس مقآبله حآك اسفل ذقنه الخفيفه المثشذبّه بـ اهتمآم لـ مآلك سآئل: خير , وشهي مصيبتك هآلمرّه

زفر مآلك ضحكه قصيره مآسح برآحته اليمنى كآمل وجهه مسيّح جسمه على كرسيه ملتفت لـ سند نصف إلتفآته قبل بدء كلآمه إلآ إنه ومآسرع مآردّ ينآظر سند وبـ اهتمآم من لمح ذيك النظره الغريبه المصوبّه وتمآماً لـ سهيل البآسـم !

أعقد حاجبيه بـ خفه إستنكآراً آخذ في التضآعف إذ إن اللمعه بعيون سنـد مآتظهر إلآ بعيون عآشق !
إلتفت من فوره لـ سهيل إللي مآدرى عن سند ولآ عن أرآضيه ينتظره يبدآ بـ الكلآم ليقرر هو نفض هآلخبث عن رآسه متعوذ من إبليس معتدل بـ الجلسّه إللي توه وترآخي فيهآ متحمحم: آحمم ..

سهيل: عسى مآشـرّ
ضرب مآلك المكتب بيسرآه قآصد تنبيه سند الفآهي الغآرق في غيبوبة سهيـل .. نظرآته عآشقـه وجداً فآضحـه ..
توّه بيبدآ في سرد قضيته إلآ ونقز لذهنه سؤآل مغآير لقصده وتمآماً: سهيل من متى وإنت مع سند بنفس المكتب !!
أعقد سهيل حآجبيه لوهله بعدم فهم لقصد السؤآل إللي جآوب عنه سند بهدوء: من أول مآستلمت أنآ الشغل
سأل مآلك وبسرعه: وليــش !

أطلق سهيل ضحكه قصيره غير مُصدقه مهدد بنظرآته البآسمه من عيونه الموسعّه: الحين معطلنآ تسأل هآلأسئلـه !
مآلك: لآ صدق جآني فضول فجأه , ليش ؟!
سهيل: يعني سند مآله بـ اشغآلنآ مآكآن يدل فيهآ شيّ والوضع كآن صعب نقعد منفصلين وكل مآيحتآج شي يرسل يطلبني فـ إختصرنآ الوقت والمسآفه ونقلت عنـده
مآلك: أهـآآآ .. يعني دآيم مع بعض مآتفترقون

إنشدوآ كتفي سهيل للخلف عآقد حآجبيه بـ إبتسامه إستغرآب ليعقب سند وبـ حدّه: إنت شقصتـك الحيـن ! فيك خير إبدآ دآوم معنآ وإشتغل مآعندي مآنع نجيب لك مكتب بـ الغرفه هنآ
إلتوى فمه بـ حنق وقد تطآيرت الأفكآر من رآسه .. صدق إللي يفكر فيه عبث وخبث .. وش إللي طرآله !
هزّ رأسه بـ تشتت موّجه كلآمه لـ سهيل: الست سآلي خطيبتك

مآل سهيل برأسه للأمآم بـ اهتمآم من الطآري سائل: خير
صفق مآلك بيديّه غآضب من فور تذكره: مدري وش ذآ البلآ .. مطلعتلـي زوجـه من أي تبن مدري
قطب سهيل حآجبيه بعدم فهم والاستفهآم بوجهه ليرد مآلك مكمل وبثوره منفعل: مدري وآلله قآعده كآفيه خيرهآ شرهآ مآينسمع لهآ صوت ويوم تكرمت هآلله هآلله جآبت العيد .. قال ايش مخترعه لي اسم وحده أتزوجهآ .. ليتهآ سآكته

سند: يعني تأكدت إنه مو أنآ اللي مخطط لهآلشيّ
مآلك: إيه دريت , سألتهم أمس بعدمآ طردتني حضرتك

سهيل: وش القصّه !!
مآلك: سهيل طلبتك تكفى , علّم سآلي هذي تفك شرّهآ عني
سند: هههه كآن فـ سهيل خير يأثر عليهآ أول تتزوجّه وتفكّه

إنتزع الكآب الأحمر عن رآسه والضيق بوجهه متأفف: افففف إنتم بتسآعدوني ولآ كيف
مآل فم سند المشدود يمنه بضحكه جآنبيه هآزئه هآمس بت خفوت: بــزر

ضرب مآلك المكتب بيسرآه صآئح: إيه بــزر .. بزر وتوني أربع وعشرين سنـه ليش تزوجونـي غصـــب ! مآبي أتزوج يآخي عفت أم الزوآج وطآريه ليش مآيزوجوك إنت يآرآعي الثلآثينآت طلع الشيب برآسك وتوّك عزآبي
سهيل: ههههه وش القصّه مآنيب فآهم
صآح مآلك ثآئر: وشهو إللي مآفهمتــه سهيل وللي يعآفيك خلـك سآكت ولآتنرفزنـي

ترك سند القلم من يده ينآظر سهيل شآرح الوضع بهدوء وإبتسآمه: الموضوع إن الموقّرعآمر المرشد قآم من فرآش المرض وخآطره يزوّج ولده الوحيد مسكين الرجّآل يبي يفرح بـ مآلك وبنفس الوقت يبي يزيح عنه ذكرى زوآجه الأول البآئس .. ثم تجي الموقّره سآلي خطيبتك وتقترح إسم وحده من طآلبآتهآ المتفوقين وجداً .. إنطبق عليهآ كل الموآصفآت إللي إشترطهآ عآمر وهــوب وقـع الموقّر مآلك بـ الفـخّ
وقف مآلك بعصبيه صآئح: مآرح أتزوج فآهميــــن , مآآآآ .. رح .. أتزوج

سآح سهيل على كرسيه ضآحك لحد مآترآخى عن رآسه عقآله وطآح ليكشف مآلك عن أسنآنه بـ اشمئزآز: مآفي شيي يضحك .. إسمـع سهيل غصب تسآعدني
سند: هههه بزر مغير تهدد , غصب وغصب
سهيل: ههههه سآمحني .. مقدر هآلمرّه أنقذك من الورطه
تخصر مآلك بصبر نآفذ والشرر يتطآق من عيونه: كيف يعنـي !! شلــون !! إلآ غصب تطلعني من الورطه اللي تورطّتهآ بسبب الهآنم خطيبتك .. لآ وآلله مو على كيفكم

سند: وشدخلنآ حنّآ بـ الله الحين , رح علم أبوك قله مآتبي الزوآج وش ذي المعضلـه إللي مآلهآ حلّ يعني
رحم سهيل شكل مآلك المُعذّب وآضح إختنآقه موّجه كلآمه لـ سند: الولد مآيبي الزوآج حرآم عليكم صدق مو بـ الغصب وبعدين توّه صغيـر .. تجربتين زوآج بهآلعمر لاآآ مآنيب مأيد

تهلل مآلك وسكنت الرآحه قسمآته بآسم: رآيتك بيضآ وأنآ اشهـد
سند لـ سهيل: طيب وش نسويلـه !
تدلل مآلك لـ سهيل كمآ الطفل المتوسل: تكفى سهيل تكفى علّم سآلي هي إللي بيدهآ تنهي
سهيل: تنهي إيش !
ثآر مآلك منفعل وكأنه مو للتوّ يتوسّل بتدلل الطفل: تنهــي المصخـــره إللي بدتهـــــآ العمـــــــى
سهيل وسند: هههههه

لمعت عيون مآلك بـ الحزن يرمقهم بنظرت اللوم ليقرر سهيل الإنسحآب وآقف عن كرسيه رآفع يديه إستسلآماً: سآمحني يآمآلك وأنآ أخوك .. سآلي مآلها محط ولآ مربـط وصدق مآبيهآ تعآقبني بتأخير الزوآج أكثر ... تكفى إنت طلعني وسآلي من موضوع زواجك وخلنآ حنّآ اللي صدق نفتك ونتزوج

بقق مآلك عيونه غير مُصدق لظهر سهيل الخآطي خطوآته الهآدئه خآرج المكتب ومآسرع مآلتفت لـ سند إللي ردّت عيونه وإمتلت بذيك النظره الهيمآنه العآشقـه !

تجعّد أنفه بـ تقزز إستنكآري من التعبير بوجه سنـد نآسي سآلفته وإللي يبيه وآقف أمآمه مبآشرة حآني نصفه العلوي للمقدمه ضآرب المكتب بكلآ رآحتيه ليجفل سند من شروده ومطه لرقبته يسآراً بقصد تتبع خُطى سهيـل خروجاً من المكتب دون وعي لينآظره بـ إنتبآه والذعر بعيونه في حين إمتلت عيون مآلك بـ الإشمئزآز والإحتقآر مردف: وإنت ليش صدق للحين مُضرب عن الزوآج ومآتبيه هآ !!

رمقه سند بنظره إزدرآء سريعه وردّ ينآظر بـ أورآقه ليكمل مآلك هآزئ: إي قلب لي عيونك مثل الحريم قلب .. طبعاً وجهي مو مثل وجـه سهيل

نآظره سند بسرعه والإستغرآب بعيونه الضآئقه ليلتف مآلك من حوله وصولاً له مجآوره وقوفاً سآند أسفل ظهره لطرف المكتب مكتف السآعدين ينآظر سند الجآلس على كرسيه سآئله بشيئ من السخريه والهزئ: معقوله للحين مآلقيت فتآة أحلآمـك ! ... أوهـ لآ لحظـه .. ولآ تحب نقول فتى أحلآمك ؟
تجعد أنف سند إستنكآراً هآمس: مخبـول إنــت !

مآلك: سند إنت شآذ ؟!
وقف سند من فوره شآد مآلك من يآقته ليتدآرك مآلك الوضع ومآسيصبح عليه محكم كلآ قبضتيه على معصم سند وبآلقوّه رآغب في الفكآك ضآئقه عيونه بـ همس من بين الأسنآن: تحب الرجآل يآسنـــد !! هــآآ ! يعجبـك سهيـل مــو !!
إرتفعت قبضة سند اليسرى لليآقه الثآنيه جآر مآلك وبقوّه للحد إللي تلآمست فيه خشومهم وتلآقت عيونهم بـ إصطدآم نظرآت حآد دآم لثوآني قبل أن يلفظ سند بمجآهدة منه للسيطره على إنفلآت أعصآبه المثآره من مآلك والمستفزّه أقصى إستفزآز: إحفـظ أدبـــك يآمآلــــك
مآلك: إيش ! وجعتك بـ الحقيقه

....: يمين آلله عظيـم كلمه زيآده وتخسر لسآنك مآأتوآني عن قطعـه
نفض مآلك يدين سند عن قبضته وبقوّه مبتعد عنه رآفع – كآبه الأحمر – عن طاولة المكتب شآق طريقه للخروج بـ إلتفآته سريعه وأخيره رآفع سبآبته اليسرى بوجه سند المتجمد مكآنه: عيونك فضيحــــه , بس ربع سآعه إللي قعدتهآ وإفضحتك نظرآتك .. غض بصـرك عن سهيـــل آلله يخزيــــك من قــلّ الحريــم !

إرتمى سند على كرسيه والصدمـه بوجـهه وكأن مآلك قد سكب سطل الثلـج على رآسـه !
إبتلع ريقه الجآف وعيونه على القلم متذكر الرعشه إللي سرت بجسدة من لمسته الغير مقصدوه ليدّ سهيل الممسكه بـ القلم قبل سقوطه لتتوسع عيونه وبـ التصوير البطيئ مُتدآرك صدمته بنفسـه هآمس بعدم تصديق مذهول: شـــــآذ !!!!!!!!!



/
/



مســآءاً ..

طلع من غرفته هرولة بهيأه غير منضبطه على عجلـه ..
مآد ذرآعه الأيسر بـ كـمّ سترته الريآضيّه زرقآء اللون بـ قلنسـوه مدخله فيه ..
يظهر عليه الإسرآع والإرتبآك وهو المظهر الغير إعتيآدي لتستوقفه هي بعدمآ لمحته وهي كآنت متوجهه ذآتاً لغرفته مستفهمـه: سنــد !

إنتبه لهآ برفعه لرأسه وحآجبيه وفتحتي عيونه الموسعه ..
توّه وقد شـدّ سحّآب سترته وصولاً لمنتصف الصدر كآشف عن القصّه الدورآنيّه لفنيله دآخليّه رمآديّة اللون الفآتح مشمّـر السآعدين نآفريّ العروق !
بنطلونه ريآضيّ قطنـي وآسـع .. رمآدي اللون بـ خصر وآطي مربوط وحذآئه أخيراً عملي أبيض اللون بـ أربطه محلولـه !

ردت سآئله بـ إستغرآب أشدّ من تفحصت كآمل مظهره المبعثر: طآلــع !!
مسح على شعره الكثيف من الجآنبين رآد بعجله على وشك الإقفآء عنهآ: إيه شـويّ

....: وقــــفّ

جمد مكآنه ملتفت لهآ بعقدة حآجبين إستفهآميّه تتبع عيونه حآدة النظره إقترآبهآ الهآدئ تجآهه مردفه: أبيك بموضوع وكنت جآيتك أسآساً
أطبق فمه مغمض العين بـ همّ من أدرك طلبهآ له بذآت النبره المعهوده لتورطهآ بشيئ أو رغبتهآ بشيئ مآتقوى إمتلآكه بنفسهآ دون مسآعده أو إخبآره عن سآلفه من سوآليف هآلبيت ومشآكله اللي أبداً مآتنتهي: أوكي , بس أخلص وأردّ نتكلم

....: الموضوع مهم يآسند مآبي أأجـل
شدّ فمه المطبق بـ ضيق خفي من ضغط إخوته عليه ...
آخذين بـ المزآيده عليه دون مرآعآة منهم للكمّ المهول من المسئوليه الملقآه عليه وحده ..
موضوعهآ مآيتأجل ولآ بيده هو يأجل موضوعه ..
هآلطلب إللي كآن ليومه هذآ يعتقد أنه قد فقد الأمل بتكرآره ولو عن طريق الخطأ ..
فمآ بآلك وهو طلب تمّ بكآمل الوعي والإدرآك والرغبــه ..

شتم نفسـه عن تجآهله للرسآئل المستلمـه دآئماً وإللي كآنت أغلبهآ من شركة الإتصآلآت وعروضهآ الممله وإللي أحسّ ولأول مرّه بـ أهمية تفقدهآ من وجد وعن طريق الصدفه والفرآغ الوقتي بهآلمسآء خصوصاً إللي أجبره على فتح أيقونة الرسآئل بـ جوّآله المرقمـه بـ تنبيه أحمر اللون للعدد 43 من الرسآئل الغير مقروئه أحدثهم رسآله مستلمه بتآريخ اليوم الفآئت مسآء الثآمنـه !

" محتآجه أكلمك شويّ .. أبي أقآبلك , تسـع بـ الضبط ...... وردهـ "

أضنآه الشوق وأهلكـه الإنتظـآر ..
إتهـم بـ انحرآف الميول الجنسي والشذوذ ............ وهي السبب !
يقر ويعترف أنهآ مختلفه .. وكل إللي يحسّه مختلـف .. وبـ التأكيد هي المسئوله عنه والمتسبب الوحيد فيـه ..

شهور طويله بآردهـ وكل مآلهآ عوآطفه الموجهه تجآههآ في نمآء وتعآظم وإستفحآل ..
كآن على الأغلب السبب فيه هو ذآك النسخه الذكوريّه الممآثله لهآ بوجود فوآرق عرضيّه بسيطه من الشآرب الخفيف والذقن مثلاً والحآجبين غير المرتبين .. فيمآ دون ذلك كآن حقيقـة كآن نسخـه مطآبقه لهآ حتى بـ النظـره !

الهيئه الظآهريّه والبنيّه الجسديّه والملآمح والنظرآت كلهآ أمور كآنت بـ النسبه له الدآء والدوآء ..
الدآء بـ تعآظم هآلإحسآس دآخله ونمآءه وهو يشعر بـ إقترآبهآ الدآئم منه دون إفترآق والدوآء لذآت الإفترآق .. حيث كآن وجود سهيل بمثآبة المُسكّـن لإشتعآل مشآعره والمُخدّر لـ تأجج أحآسيسه ..

هي بنفسهآ اللي طلبت الإقترآب ..
إن كآن قبلاً قدر أن يخضع لـ حُكم العقل ويجبر نفسه الإبتعآد عنهآ فهآليوم تحديداً وبرسآلتهآ القصيره معدودة الكلمآت قد خرج عن سطوة العقل وخضع لسلطآن القلب !

هزّ رأسه نفياُ بـ تعذّر آسف مُردف بـ تلمسّه لـ ذرآعهآ الأيمن بحركة سريعه عجلـه: معليش أصآله مو الحين , ضروري أطلع

بققت عيونهآ بـ عصبيّه غير مُصدقّه صآئحه: يآسند أقولك أبيك وضروري وش ذآ الشغل الحين !!!
أيّدهآ الصوت الذكوري اللعوب إللي تعآلى من ورآءهآ يظهر خروجه من الطرقه الخآصه بـ الجنآح الرئيسي بـ الطآبق والخآصه بـ غرفة وآلديه: إيه صــح وش ذآ الشغل الحيــن !
قآلهآ بمكر وهو ينظر بمعصمه الخآلي من وجود السآعه لترد أصآله عليه بصبر نآفذ: مآلك وللي يعآفيك مو وقتك

شهق بـ إستهبآل مُدّعي البرآءه بملآمحه سآئل: وش قلــت !
سفهته أصآله مكمله حديثهآ لـ سند المشغول بـ تعديل مظهره المبهرج دآق قدميه بـ الأرض لإنزآل بنطلون – ترنغه الريآضي – شآد على صدره شقّي سترته الريآضيّه قبل إغلاق السحآب .. مظهره المريب غير الدآل إطلآقاً عن ذهآبه لقضآء أشغآله إن كآن صآدق !
رفعت حآجبهآ الأيسر بـ إستغرآب سآئله: أي شغل بتطلع له وإنت شكلك كذآ ! وشلون السآعه الحين تسـع الليل والشركه مفتوحه !!

أكمل عنهآ مآلك إللي مآتوآنى عن تسديد لكماته بـ كلمآته المبطنّه مفهومة المغزى من قبل سند وحده: إيّ صح أي شغل الحين ومع مين ! ولآ شغلك بـ المؤسسه مع عمّآل الحرآسـه !
أطبق فمه مغتآظ رآد وبجفآء: لآ شغلي مع سهيــل برآ المؤسسـه بكبرهآ ..... تمآم
أصآله: يآربي وإنت حتى بـ البيت مشغلك ذآ الشغل
مآلك: لآ وإنتي الصآدقه حتى بـ البيت مشغلـه ذآ السهيـل
نآظرته أصآله بـ إزدرآء قآصده إستصغآره لبلآهة قوله غير مُدركه القصد من كلآمه الشيّ إللي عآكسهآ فيه سند اللي وصله وتمآماً المغزى ليقرر الصمت سآفههم بـ نفخ هوآء فمـه بـ توتر يظهر وآضح وجلّي ..

الشيّ إللي من المستحيل يفوته مآلك مُعقب هآزئ: روق روق مو زين سهيل يشوفك متوتر هآلقدّ ... أبيك تكون إنت المسيطر على الوضع
خزّه سند بتوعد مُهدد أن يبتلع لسآنه وإلآآآآ , ليوسع مآلك عيونه بـ برآءه كآذبه مضخم صوته: أخوي حبيبــي وقصدي مصلحتـك .. روق

....: متجمعيـن على خير إن شآلله !


إلتفتوآ ثلآثتهم للي قآطعتهم بـ إقبآلهآ عليهم مكتفة السآعدين ليصفق مآلك بيديه بآسم: هـــه وجـت صآحبة آلشآن خطيبة الحبيب سهيـل .. هلآ وآلله سآلي
أعقدت سآلي حآجبيهآ وإبتسآمة إستنكآر مستغربة كلآم مآلك سآئله ببلآهه: شفيك إنت !
أصآله: مآلك إبلع لسآنك شفيك صدق إنهبلت !
تحسس مآلك برآحته اليمنى ظهر سآلي إللي وقفت بجوآره هآمس: إنتبهي زيك على خطيبك .... المفترسآت حوله كثير

إزدآدت عقدة حآجبيهآ وكذلك وضوح إبتسآمتهآ البلهآء سآئله: شقصدك !
أشر مآلك برآسه صوب سند لتنقل سآلي عيونهآ المستفهمه بين ثنينهم غير مستوعبه في حين قبضت أصآله كلتآ يديهآ على المرفق الأيمن لسند طآلبته بدلآل: سنـد تكفـــى , كآن أمدآنآ أقولك السآلفه بدآل ذآ الوقت إللي رآح هنآ

مآلك: لآ أصآله لآتعطلينه أكثـر مآتشوفيه متحروق للمقآبله .. يلآ يلآ روح .. روح لآتخلـه ينتظـرك بس هـآآآآ لآتقسى على الرجّآل .. لآتفترسه , عيب عليك خلّ شيّ لـ سآلي مسكينه
سآلي: وش ذآ السخآفآت إللي تقولهآ ؟ وش موضوعكم إنتو ؟!!
مآلك: تدرين سآلي وأنآ أخوك وشهو أخطر من المعجبآت على الرجآل ؟!
سآلي: .................
مآلك: اللي أخطر من المعجبآت هم المعجبين ! أف تخيلي لو إن سهيل خطيبك ينعجب فيه وآحد مو وحده
سآلي: ههههه مآلك إش هآلسخآفه ؟ حبيبي إنت محموم ؟

مسّ مآلك جبينه هآز رآسه نفياً معقب بـ ابتسآمه هآدئه: لآ أبدّ , مآفيني حرآره .. بومـب .. بس أقولك نصيحه إنتبهي على سهيل لأن سـنـد معجب فيـه وبقـــــووووه
صآح سند مزمجـر: مـــــــــــــــآلك !


توسعت عيون مآلك بدهشه مفتعله للحظآت ثآبته نظرآته بعيون سند المشتعله آخذه سهآم تهديدآتهآ وتوعدهآ بـ الترآشق في عيونه مُدعيّة البرآءه نهآهآ بـ إبتسآمه متوتره مصوّب كلآمه لسآلي بصوت خفيض ولكنه مسموع للجميع: على الصعيد المهني طبعاً .. سند معجب بـ شغل خطيبك وكفآءته وأمآنته وبلآ بلآ بلآ كل ذآ الهرج فهمتي !
سآلي: مآلك مخبول إنت ؟!
قوس فمه رآفع يديه مبسوطة الرآحتين إستسلآماً: آللهم بلغـت

ترقبوه ثلآثتهم بنظرآت مختلفة المعنى غآضبه متوعدّه من سنـد , متململـه من أصآلـه وإستنكآريّه بلهآء من سآلي إلى أن غآب عنهم ورآء بآب غرفته لتقطع سآلي الصمت: شفيه هذآ مسخّـن !
أصآله: آستغفرك يآرب وأتوب إليك

سند: صبرك يآرب ....... أنآ طآلع


/
/

/


شدّ شعيرآت رأسه من المؤخره ينظر خلفه بـ ترقب لـ عدم ملآحقـة أخوه الأصغر له وخصوصاً بعدمآ تمكن من رأسه الخآوي توهمآته البلهآء الغبيّـه ..


ردّ ينظر البوآبه الحديديه الخآرجيّه بعدمآ تأكد من خلو المكآن حتى من وجود الحآرس سآحب المقبض يميناً للبوآبه الضخمّه إللي كآنت بخآصيّة السحب – بآب جرّآر – ليفآجئ بوقوفهآ أمآمهآ !
تصرفآتهآ غآيه في الجرأه واللآتحسّب !

إبتلع ريقه ثآبته عيونه المذهوله بعيونهآ الوآثقـه .. جريئـه وغير مبآليه ..
تلفت يمينه ويسآره تأكداً لخلو الطريق إلآ من وجودهـم ..
إقترب تجآههآ خطوتين سريعه وآسعه تظهر غآضبه ..
برغم طولهآ الفآرع إلآ إنه تعدّآهآ وبـ سنتيمترآت قليله ..
الفرق البسيط إللي ألزمه بـ إخفآض رأسه عليهآ تكآد أطرآف خشومهم تتلآمس هآمس: فقدتـي عقلــك أكيــد

....: أبغى أتكلم معـك ضروري
شدّ على شعره سحباً من المقدمه , تصرفآتهآ تقودهم ثنينهم للهآويه !
ضمّ أصآبع يمنآه لبعضهم إشآره لمحآوله إفهآمهآ رفقاً رآص على أسنآنه كآبت إنفعآله: غلـط يآوردهـ ... هذآ غلـط
....: أدري
زفر بقوّه صآد عنهآ بوجهه ينآظر آخر الطريق ..

آخره إللي سطـع منه إضآءه صفرآء كآنت إنآره لإقبآل وآحده من السيّآرآت قليلة المرور تجآههم !
وهو إللي نآدراً مآيربكـه شيئ ....... توتـر !
إبتلع ريقه يرمق السيآره بنظرآت خفيضه تحتيّه مترقبّـه في حين كآنت هي أمآمه ترقبـه هو بذآت الترقب .. ظهرهآ للسيآره إللي تعدتهآ مروراً من خلفهآ وحينهآ صآح: إنتي مو نآويه تجيبينهآ لـ برّ .. شقصتك الحيـن هـآآ !!

....: أبقولك قصتي الحين .. بتسمعهآ ؟!

ردّ ملتفت يمنه ويسره سريعاً مغتآظ , ودون تردد قبض بيمنآه على مرفقهآ الأيسر كـ حلّ بديهي سريع دون تفكير !
....: تعآلــــي
قآلهآ بجفآء وهو سآحبهآ خلفه من مرفقهآ دخولاً لبيتـه !

تثآقلت بـ خطوآتهآ رفضاً مرآفقته صآئحه: ويـن رآيـــح !
نفض مرفقهآ من يده ملتفت لهآ بعصبيّه رآص على أسنآنه بـ غيظ: عندك حلّ أحسـن !
دآرت عيونهآ حولهآ والبآب من ورآهآ مفتوح ..
المسآحه من حولهآ خضرآء .. تظهر حديقـه فسيحـه فآقت حديقتهم مسآحه وكذلك عنآيـه ..
على جآنب أيسر بعيد تظهر جلسـه خوصيّه لمجموعه من الكرآسي المجمعّه حول طآوله زجآجيّه ومظلله بـ مظلّه وكأنهآ من القشّ ..
كآن وآضح لهآ من وسط العتمـه بسبب الإضآءه الخآفته الصآدره من محيط المسبـح القريب ..

وكأنه فهم نظرآتهآ المتردده وحديث عقلـهآ البآطن .. إرتفع حآجبه الأيمن سآئل سؤآله المبطن مفهوم المغزى: عندك حلّ أفضـل ؟!

....: لو أحد من أهلـك ..... ءآآآ ..... يعني
....: محد من أهلي بيتجرأ وإنتي معـي .. أقصد وإنتَ معـي
من فورهآ فهمت تلميحه المبآشر .. إرتفع ذقنهآ بتكآبر وكأنهآ لآمبآليـه ..
تحسست الـ - آيسكآب – على رأسهآ وإللي وآرى كآمل شعرهآ تأكداً لـ ثبوتـه وعدم إظهآره الشيّ إللي يعطيهآ الصفه المؤنثـه أنتي بدلآً من أنت !
مآل برآسه تجآه الشيّ إللي إستقرت سريعاً عيونه عليـه ..
الشيّ إللي مآكآن إلآ سيآره رمآديّة اللون من طرآز ريآضي مكرجـه بـ المدخـل !
إبتلعت ريقهآ قآبضه لـ أصآبع يديهآ ثم مفرقّه مآبينهم كـ تمرين لفكّ التشنج والتجمّد إللي أصآبهآ من الأطرآف ..

وقفت لحظه بعدمآ سبقهآ هو دخولاً للسيآره لترد مآسحه المكآن الخآلي من حولهآ بنظره سريعه قبل مآتمتد يدهآ المتردده لمقبض البآب فآتحتـه ..
البآب إللي أغلقته بهدوء من بعد دخولهآ ضآمه كلتآ يديهآ لمآ بين فخذيهآ مطرقة الرأس تنظر موطئ قدميهآ لفتره من الزمن قصيره إنتهت بسؤآله الهآدئ بعدمآ أطلق زفره عميقـه وإرتخى بجسده على كرسيه مآسح شعره: أسمعــــك
....: لآتفهمني غلط يآسنـد

....: الشيّ الوحيد إللي أنآ فآهمه إنك ضآيعـه , ضآيعه ووحيده ومآعندك ثقـه بـ أي أحد من إللي حولك .. أو عندك إنمآ علآقتك فيهم فآتره , مو ذيك العلآقه إللي تخليك تلجئين لهـم وقت حآجتك حتى وإن كنتي بحآجة فضفضه مو أكثر – إرتفعت يمنآه بـ الهوآء كـ إشآره يطلبهآ عدم المقآطعه مكمل – مآ أقول إنك توثقين فيني ذآك الزود لآ , أنآ عآرف نفسي على إيش ... حآلتك بـ الضبط مثل إللي يبي يتكلم مع أحد غريب , أحد مآيسأله عن شيّ ولآ يلومـه على أي شيّ ... هل أنآ الإنسآن الصح ؟! أبشرك لآ .. وإنتي قآعده تغلطين ممكن أقول أكبر غلط بحيآتك , بس بحآول على قد مآ أقدر مآ أردّك

....: مغرور وتآفـــه , فعلاً هذآ أكبر غلط إللي قآعده أسويـه وشكراً لتوضيحك , فعلاً كآن غبـآء ..............

قآلتهآ بـ جفآء ويمنآهآ ممتده للمقبض إللي قبل مآينفتح لحقهآ هو بقبضة يمنآه القآسيه على معصمهآ الأيسر ...
قبضه كآنت مآنعـه , رآدعـه ... قبضه تقولهآ إنتظـري , لآتروحـــي ... قبضـه تقول أنآ آســف !

من فورهآ إرتخوآ كتفيهآ إستسلآماً مغمضه عيونهآ إللي جبراً فآرت منهم الدموع ..
مسحت بيمينهآ السآئل من دموعهآ ليقرر هو أخيراً تحرير يسرآهآ إللي سآعدت يمينهآ في مسح وجههآ شآهقه نفس عميق قبل مآتلفظ همساً متوسله: لآتندمني يآسنــد ....... لآتسويهآ

....: إنتي قآعده تعيشين حيآه غلـط يآورده , علآقتك مع أقرب النآس لك غلـط .. كل شيّ فيك متخبـط وهآلتخبط مأثر على نفسيتك وعلى أفعآلك وقرآرآتك .. أنآ متأكد لو إنك فعلاً سليمه نفسياً ومستقره قرآر مثل إنك بس ترسلين لي تبيني كآن من المستحيل إنك تفكرين فيه .. شلون عآد وإنتي قد نفذتيـه ! ملتزمه قدآمهم بـ الحجآب والغطآ ومعـي أشوفك بملآبس إخوآنك .. أشوف وجهك , عيني بعينـك ... إنتي مرتبطه بـ إنسآن يآورده المفروض إنه أقرب لك من أي قريب .. شخص إنتي بعصمته , هو الأولى إنه يستمع لك الحين مو أنآ .. هذآ الصح يآورده , أنآ مآعندي مآنع لو أشوفك كل يوم .. لو نتكلّم بـ الجوآل , لو نترآسل .. بس غلــط , مآ أرضآه على نفسي أول شيّ قبلك , مآ أرضى أكون خآين وخآين لأشيآء كثيره .. لديني ولأخلآقي ومبآدئي ورجولتي ولإسمي وإسم أبوي ولرجّآل ثآني مآ أعرف عنه غير إسمه وصفته إللي مخليته زوج لك ....... لـ آدم .. هآلشيّ ثقيل على قلبي يآبنت معآذ مآنيب متحملّه ومآ أرضآه لك , دآري إنه غصب عنك وذآ لأنك مُشتته بس هذآني أعلمك

قآلهآ وإنربطت عقدة حآجبيه القآسيه إستغرآباً لرد فعلهآ التعبيري تعقيباً لـ كلآمه .. التعقيب إللي يظهر وكأنه سآخر .. هآزئ !

ترقب هزهآ لرآسهآ نفياً مبلله شفتيهآ وإبتسآمه قصيره بوجههآ إللي مآيشوف إلآ جآنبه الأيسر مرخيه ظهرهآ لخلفية كرسيهآ تنآظر الظلآم على يمينهآ من ورآء الزجآج !
سأل بـ هدوء: وش إللي تفكرين فيه !
....: كيف نعرف الشخص إذآ فعلاً خآين أو لآ
أتآهآ الرد سريع مآستغرق حتى الثآنيه: مآرح تعرفين

إلتفتت له من فورهآ عآقدة الحآجبين , دون أن تسأل إنرسم الإستفهآم بوجههآ ليجآوبهآ هو بديهياً: الخيآنه غآلباً فعل مُستتر .. مو زي الكذب مثلاً .. تقدرين تكتشفين الكذب لأنه شيّ وقع قدآمك أو أحد حكى لك , أمآ الخيآنه لآ
....: حتى لو أحد حكى لي , مثلاً عن خيآنة أحد !
....: لآتصدقي أي شيّ تسمعينه
....: حتى لو كآنت من لسآن الخآين نفسـه
....: وشدرآك إنه صدق خآين !
....: إهـو إعترف
....: وإنتي تصدقين أي شيّ ينقآل لك !
....: وليش مآ أصدق ؟!
....: وليش تصدقين ؟!

مسكت رآسهآ مغمضه عيونهآ تحس بتعب .. إبتلعت ريقهآ شآهقه نفس عميق قبل أن تفتح عيونهآ وتردف هآمسه برجآء: تكفى يآسند , لآتعآملني بهآلإسلوب
....: أي إسلوب !
....: إنت فآهم قصدي , عقلي مُرهق ومشوّش وإنت إسلوبك ملتوي .. صدقني أنآ صريحـه ومآلي غرض إلآ إني أرتآح .. لآ تلف وتدور معـي
...: أنآ قآعد أحآول أعيد لك تركيزك , مدري عن الموضوع بس وآضح إنك سآلكه درب العنى فيـه في حين إن فيه درب ثآني مفتوح تقدرين تمشين فيه بس إنتي عقلك مقفّل
....: ومآجيتك إلآ عشآن تفتح لي عقلي
....: أسمعـك

....: كم في الميه أقدر أثق فيـك يآسند !
...: صفــر
إتسعت عيونهآ غير مُصدّقه ليرد هو مأكد: صفر وأدري إن هآلشيّ مآرح يأثر عليك أو يردك .. وآضح إني الحل الوحيد قدآمك .. لآتخآفي منّي , مآلي غرض فيك .. – أخفض بصره للمقود وإبتسآمه جآنبيه سآخره مآل بهآ فمه هآز رآسه نفياُ هآمس - : سبحآن آلله

....: إيش ؟!
....: كنتي على بآلي اليوم .. قعدت أعيد ببآلي يوم إلتقينآ بـ الخفى
قآلهآ وإلتفت لهآ بذآت الإبتسآمه السآخره مآشآف بوجهآ الإ التبلد وبعيونهآ الإهتمآم .. أكمل هآمس مسند رآسه لخلفيّة كرسيه ينآظر بـ المرآيه الأمآميّه: مآبيك توثقين فيني بس أبيك تتأكدي إني مآرح أئذيـك , حتى إللي كنت أبيه من قبل مآكآن بنيتي أئذيك إنتي فيـه ... كنت أبي شيّ من معآذ مو أكثر
ورده: وأنآ كنت هآلشيّ ... هـه

....: شلون خآنك آدم ولـد نآصـر !
تملكتهآ الصدمه تنآظره مذهوله , مآكآن بنيتهآ تفصح الأمر علنـي وتذكر أسمآء .. لكن وآضح إنهآ شخصيّه ذآت أورآق مكشوفـه أو على الأرجح إن سند هو إللي شخصيّه كآشفـه لجميع أورآق من حولـه !

مسحت وجههآ برآحتهآ اليمنى ثم أطلقت نفخـة هوآء من فمهآ المضموم .. أعآدتهآ ثآنيه , وثآلثه .... ورآبعـه
أعآدتهآ إلى أن وهنت كليّا .. مآعآد لهآ قدّره على السيطره والتحكّم ..
ترقرقت ملآمحهآ بـ البكآء إللي تجسّد فعلياً بـ الدموع ..
شهقـه قويّه حآده ومسموعه أصدرتهآ أخيراً متحرره من بعد كبت ..
مسحت دموعهآ المتوآصله وبآلقوّه مردفه بصوت مخنوق , مبحوح , إنهزآمي حزين مُحبط: أنآ ضآيعـه يآسنـــد
سند: ............


....: أنآ فعلاً منّي قريبه من أي أحد مع إنهم كثير حولـي , منّي قآدره أتكلم مع أحد , إللي أبيه صعب أتكلم فيه مع أمّي , ولآ مع أحد من إخوآني ولآ مع أبوي إللي بعيد أصلاً عنّـي ... مآلي أصدقآء , مآلي أقآرب أمّ وحتى نسمه بنت عمّي الوحيده بعيده عنّي ... مآلي أحدّ , أبغى أحدّ أثق فيـه , أرتآح له وأكلمّـه .. أبغى أستشيره , أبغى أعرف إيش أسوي , إيش الصح وإيش الغلط , أبغـى أمّـي ... أمّـي يآسند مآنيب لآقيتهآ فـ أي أحدّ , أمّي من زمآن سألتهآ بطريقه مو مبآشره سنـد أو آدم ... مآقآلت سند ولآ قآلت آدم بس قآلت الشيّ إللي أبيـه .. الشيّ إللي ريحنـي , معرف ليش أرسلت لك , معرف ليش قلت أبغى أشوفك .. أنآ حتى مآفكرت فيك .. منّي مستوعبه ليش إنت ! عآرفه إنه غلـط وأكبر غلط بس مآشفت من كل إللي حولي إلآ إنت .. لآتستغل هآلشيّ يآسنـد تكفـــى

بطرف عينه اليمنى لمـح عروق سآعديهآ النآفره رغم خفوت الإضآءة الدآخليّه للسيّآره ..
عروق إزدآدت شدّة زرقتهآ متفرعّه بظآهر كفّهآ الأيسر..
كفّ رقيق , هزيـل .. أصآبع نحيلـه طويلـه ..
كلّ مآفيهآ وإن بدآ غريب فهو مُثير وبشكل سآحـق ..
إبتلع ريقّه بقوّه , بقوّه يبتلع معهآ وفيهآ كل مشآعره المضطربـه وأحآسيسه المشتعلـه وكآمل عوآطفه الحسيّه والجسديّه المهتآجه المنفعلـه !

ظهر صوته مُرهـق , وكأنه للتوّ أنهى عمل شآق , مُجهـد , للحدّ اللي معه تقطعت أنفآسه ولهـث , قآلهآ من ورآء قلبه كآذب
....: مآلي حآجتن فيـك يآبنت مُعآذ

أغمضت عيونهآ برآحه شآهقه نفس عميق أطلقته بـ هدوء على دُفعآت متبآطئه .. أردفت ورأسهآ مُطرق , بصرهآ مخفض عيونهآ معلقّه بـ التصآق بآطن كفيّهآ وتشآبك بنآن إبهآميهآ ..

....:قآلت إنه خآيـن , خآين لأشيآء كثير .. خآنهآ هي بـ إرتبآطه فينـي .. وخآنّي أنآ من أقآم معهآ هي علآقه وهو مرتبط فينـي .. وخآن نفسه لأنه أنكر أبوّته .. وخآن إبنه لأنه سمح ان ينتسب لغيره .. وخـآ ......... – ابتلعت ريقهآ قبل أن تكمل , أدركت فدآحة إللي كآنت على وشك أن تلفظ بـه ... تدآركت نفسهآ , تدآركت شتآت عقلهآ وإنسيآبيّة قولهآ , بترت كلمآتهآ بـ أخرى – كيف أعرف إن هآلشيّ صدق ؟!

....: وليش مآتقولين كيف تعرفين إن هآلشيّ كذب ؟!
نآظرته بعيون مُتسعّه .. مو المرّه الأولى إللي يعيد فيهآ دبلجة كلآمهآ بطريقته هو .. الطريقه المبطنّه إللي يحآول يوصل لهآ فيهآ شيئ ذآ مغزى .. تدقيقه اللغوي صآئب ويصيبهآ في مقتل ..
أكمل بهزة رآس نآفيه وعيون ضآئقه: مآنيب عآرف المشكله فيك بقصد أو لآ .. بس حآس إنك أصلاً مصدقّه , أو عندك شكّ من الأول وهآللي وصلت لك هآلكلآم جت ع الجرح ...... منهي إللي قآلت لك ؟!
....: نآهـد
....: نآهد مين ؟!

وللمرّه الألف تخطئ بتسرعهآ , هي في الحقيقه عقلهآ مو معهآ .. هي شآرده سآرحه , تعيش في حآله من التيـه والضيآع ..
إبتلعت ريقهآ متحسسه بيمنآهآ جآنب عنقهآ الأيسر , تحسّ بـ الإختنآق: وحـ ... وحده أعرفهآ ... يعني .... من بعيد
....: يآقوّ عينهآ , تعترف لك بسوآتهآ ؟ بآيعتهآ هذي ولآ شقصتهآ ! لو تبي تخرب عليك فيه مليون طريقه إلآ إنهآ تجيب طآريهآ بـ الموضوع ! في شيّ غلط ... مو دآش مخي , وحده طبيعيّه تقول هآلكلآم ؟ إنهآ على علآقه برجّآل ! ...........
ورده: ............


وكأنه تدآرك شيئ إستنكره سريعاً , أكمل بسرعه غير مُصدّق: لحظه لحظه .. إرتبط معهآ بعلآقه من بعد إرتبآطكم !! علآقه من أي نوع بـ الضبـط !! وشلون إنه أنكر ولـده ؟ آدم كآن متزوج قبل !
ضحكه قصيره هآزئه سآخره من حآل نفسهآ أطلقتهآ مسموعه هآزه رآسهآ نفياً لآفظه بصوت مخنوق مُجهد , إضآءة السيّآره الدآخليه الخآفته مآمنعته من رؤية التلألأ بعيونهآ الدميعه الُمرقرقه: آدم عُمره مآتزوج

....: علآقه غير شرعيـه !
وآرت وجههآ بكفيهآ مآئله بنصفهآ العلوي مسنده جبينهآ لتآبلوه السيآره صآئحه بصوت مخنوق بآكي: لآتسألني يآسنـــد ..... معرف .. معرف شيّ ... ولآآ أي شـــيّ
وصلهآ صوته قآسي , آمر وبـ جفآء: إعتدلي وكلميني عـدل
....: منّي قـــآآآآدره يآربي

....: وإنتي ليش منهزمه كذآ ! أصلاً مآفيه شيّ مؤكـد , إنتي شلون سمحتي لهآ تكمل كلآمهآ وسمحتي لنفسك أصلاً تسمعين ؟ وآضح إن ثقتك بـ العآلم عدم

نآظرته والدموع متجمعه بعيونهآ مشوشه لهآ الرؤيه سآئلته بـ وهن: إيش قصدك !

زفر بغضب مكبوت مردف: إللي أقصده إن هآلرجّآل زوجك , يعني فيه ثقـه , فيه فهم وفهم عميق لهآلشخصيّه إنتو منكم توكم مخطوبين إنتم أسآساً كآن مفترض زوآجكم بـ الأيآم إللي طآفت .. والحين من وحده مدري كيف قطت بـ أذنك كلمتين ورآحت هدت العآلم كله فوق رآسك ! حتى كلآمك من أول يقول إنك مصدقّه وتبين تثبتين حقيقه هآلشيّ وأنآ إللي قآعد أعدل لك .. ليش مثلاُ مآتثبتين عكسـه .. تثبتين كذبـه ! وكأنك فعلاً مصدقـه !! إنتي شقصتك شآيفه شيّ على الرجآل من قبل ؟ لأن وقتهآ الحسآبآت كلهآ بتتغير

شهقت مخآط أنفهآ السآئل هآزه رآسهآ نفياً: مآ ..... مآفيه
....: آستغفر آلله وأتوب إليه , ودآم مآفيه ليش تفكرين ! ليش مآكلمتيه فوراً وقلتي له كل السآلفه وهآلخرآبيط إللي قآلتهآ ذيك نهآد مدري نآهد

أخفضت رأسهآ مغمضه عيونهآ وبآلقوّه .. سيل مندفع من الذكريآت تتدفق وبقوّه لعقلهآ حآضره لذهنهآ وكأنهآ للتوّ حدثـت ..

حزنه البآلغ بـ بدآيآت إختلآئهم وتلميحآته المتكرره لهآ بكونه مُخطئ .. مخطئ وخطأه لآيغتفر .. مآكآنت تجآوبه إلآ بـ إبتسآمه وعيون مُشعّه لآمعه .. من فينآ مآيخطى ؟! مآيهمني يآ آدم مآضيك .. منهو آدم قبل ورده .. مآيهمني , المهم عندي آدم من بعد إرتبآطه بـ ورده ... إيش ؟!
ذكريآت ثآنيه إشترك بهآ طرف ثآلث .. وهو محآولآته المستميته بـ إبعآدهآ عن نطآق نآهـد .. تتذكر غضبه العآرم الللآمُفسّر برغبتهآ هي التعمق بـ المعرفه على السلفـه المستقبليّه لهآ ..
رغبته في الإبتعآد بـ السكنى عنهآ .. رغبته حتى في عدم إختلآطهآ إللي إمتد ليشمل اخوآتهآ من البنآت !

نآهد دآئماً كآنت كآبوس مُرعب ذكره أمآمه ... إلآ إنهآ وبلحظآت أخرى .. في حضرتهآ هي تحديداً تشهده شخصيّه في منتهى اللبآقـه في التعآمل .. رقيق النبره , عذب الإبتسآمه غريب النظره ... نظرآتـــه ! نظرآته لـ نآهد دآئماً مآكآنت تحمّل مغزى غير مُفسّر لهآ إطلآقاً ...
ونظرآت نآهد لهآ شخصياً كذلك كآنت غير مفهوم سببهآ ..
بـ الوقت إللي كآنت نظرآت آدم لـ نآهد في منتهى الرقّه , كآنت نظرآت نآهد لـ ورده في منتهى الحقـد والغـلّ والكرآهه !

أول مآرتفعت يدهآ لصدرهآ رآغبة في تحسس عنهآ تشعر بـ الإختنآق ... عبره بـ الحلق خآنقـه ...
تبآدر لذهنهآ مشهـد على رأسهآ نزل كمآ الصآعقـه ...
بكآه الغريب المُريب لحظة إنهيآره بكأءاً عليهآ وخوفاً ..

كآن كمآ الطفل ينشج وينتحب بـ حضن أخته .. نظرآت الندم بعيونه كآنت كبيــره .. والهلـع إللي إعترآه من مجرد خروج الطبيب من غرفة العمليآت .. إسرآعه بعيون أفجعهآ القلق بترقب للإجآبـه ... وذآت العيون إللي أغلقت بـ طمأنينه ورآحه لحظة إعلآن الجوآب ... أحست وكأن الروح ردت له هو وكأنهآ تعنيه هو .... الطبيب ذآتاً كلآمه وقتهآ كآن موجه له مو لـ بسّـآم ...
بسّآم إللي تأثره كآن مكبوت , كآن متأثر نعم وبقوّه لكنه على الأغلب دآخلي خلآفاً لذآك إللي فضحته مشآعره ..
مشــآعــــــر !!!

على الأغلب إنهآ مشآعر وحقيقيـه تنآست الإختفآء يمكن لأنهآ بموقف إنسآني مآيسمح بـ الدسآسه والموآرآه !

قبضت على حلقهآ وذكرى مشهد آخر آكثر توجّع ..
السلسآل إللي تمنت بلحظه إنه يهآديهآ بمثله ..
فكره أشعلت فيهآ نآر الغيره ولكنهآ مآتجرؤ على الطلب ..
أهدى غيرهآ سلسآل حرفـه !

يتردد بـ إذنهآ صدى ضحكآتهم من بعد قلق إلى أن شرح ... سلسآل - علـي - .. ليش مو علي وآدم بـ بدآيآت الإنغليزيّه لأسميم , ذآت الحرف !
اعتصرت عيونهآ وجع مرغمه نفسهآ مآتفتح .. مآتشوف ولآ تتذكر .. تتذكر نظرآتهآ وكأنهآ تعيدهآ الحين قدآمهآ .. نظرآت تبآهـي وإنتصـآر .. نظره تقول فيهآ آدم لي مو لــك ...
آدم وقدآم عيونك وعيون زوجهآ وقدآم الجميـع يقول أنآ لهـآ ... لـ نآهــد !
يآللجــرأه !
لجمت فمهآ بآلقوّه مآنعه شهقآتهآ من الإحتدآد ..
عيونهآ آخذه منهم الدموع تنسآل وتنهآل ... صُدآع رآسهآ آخذ في التمآدي .. تشعر بـ طنين في أذنيهآ ...


ذكرى بدآيآتهم , الأولى .. والأولى جداً ..
رحلـه بـ مصر , تحديداً بـ النوبـه ..
ورآء جذع شجره ضخمه إستمعت ودون قصد منهآ لمكآلمه عآطفيـه غآيه في الرومآنسيـه ... مكآلمه مع ذآت الشخصيّه الحآملـه لـ حرف الـ n الإنغليزي !

حيآتهم شفـرآت , وحروفهم هي لغة التوآصل على الملأ ..
أي دنـس ورجـس ونجـس هذآ إللي يعيشونـه اثنينهم مقحمين غيرهم فيـه !

في مكآنه جآلس وتحمّد ربه أن بجلوسه فرض عليه نوع من القيد وإن كآن وآهن ... يده متمرده , تطلب ملآمستهآ ..
ملآمسه سطحيّه دون مغزى إلآ وإنهآ حرفيّا ملآمسه كآنت تطلب الكثير تطلب مجرد إنطفآء لو شرره من شرآرآت نشوته المهتآجه تجآههآ والآخذه في الإشتعآل ...
هو حتى غير قآدر على النطّق .. مجآهدته في كبت إضطرآبآته الدآخليّه عنيفـه .. أقوى بكثير من قدرته على السيطره ...


وكأن كل شيئ حول مآيسآعده .. مآيزيده ضعفهآ الحين قبآله وإحتيآجهآ إلآ بــلآء ..
لو يسمح له بـ ملآمسه وحده تنهي فيهآ كل عذآبآته ... ذآت الملآمسه من الممكن أن تمنحهآ الأمآن المؤقت .. تمنحهآ الرآحه .. لعل هآلملآمسه من سند تمنحهآ السنــد ..
شدّه خفيفه فوق لوح كتفهآ منه تظهر موآسآته لهآ ... شدّه وآحده قآدره تنهي سوء موقفه المُتخذ منهآ في وقت سآبق ... سوء موقفه بعين ذآتـه ..

....: أنـ ... أنآ , هـــوفففف , أنآ بروح
إنشد ظهره بـ إنتبآه والرفض بقسمآته ..
رآفض إبتعآدهآ لكنّه عآجز .. مآله أدنى حق بـ طلبهآ الإنتظآر !
أطبق فمه بـ القوّه مغتآظ وقد تكورت قبضة يسرآه حآفر بـ أظآفره بآطن كفّه !
أعقب بـ جفآء حآد النبره: وش بتسويّن ؟
مسحت على جبينهآ نزولاً لجآنب وجههآ الأيمن زآفره بـ أسى إنهزآمي مُحبط: موآجـهه

ضآقت عيونه طآلبهآ الفهم: يعنـي !
....: مقدر أسوي شيّ , وحده مدري كيف جآيتني تقول هآلكلآم أصلاً خرآبيط , هذي مجنونه أكيد , مغير قآعده تهذي والسبب هو إللي صآر لهآ أكيد نفسيتهآ متعبتهآ .. بكلّم آدم وأعلمه كل إللي قآلته
...: غلـــط

إلتفتت له مسرعه عآقدة الحآجبين مستفهمه ليرد هو وبمنتهى البرود والإحترآفيّه في التخطيط: لو إنك سآرقه وأنآ أدري إنك سآرقه وإنتي تدرين إني دآري إنك سآرقه ووآجهتك بـ السؤآل سآرقه أو لآ بتقولين سآرقه ؟! قآلوآ للحرآمي إحلف يآبنت معآذ قآل جآني الفرج
....: شقصـدك ؟!

قآلتهآ ببهوت مستفهمه تنآظره بعيون ضآئقه إنحدرت لتطيح على يده إللي مدهآ تجآههآ وبهآ الجوّآل , لفظ وإبتسآمه جآنبيّه تظهر أمكر ممآ يُحتسب له هآمس: إنصبيله فــخّ

إبتلعت ريقهآ بعيون متخوّفه مستقره على جوآله .. هي أطهر بكثير وأنقى من أن يقودهآ عقلهآ لـ دوآمآت شركـه ومكر الآعيبـه ليرد هو مكمل برفعة حآجب مآبثت لهآ إلآ التوجسّ ..
آدم شخصيّه بريئـه من المستحيل مقآرنتهآ بـ دنآءة المسمّى سنـد وخبثـه ..
رمشت بتوآلي والإستفهآم بوجههآ , مآزآلت غير مستوعبه ليرد هو مكمل: أرسليله رسآلـه ... رسآله بـ إسمهآ هي مو بـ إسمك

ردت مبتلعه ريقهآ بـ جفون مرتعشـه آخذه في الفتح والإنغلآق لمرآت متتآليه متسآرعه في حين أكمل: مآرح يعرف إنه رقمي أنآ حتى لو بحـث وعموماً أنآ مسآفر مصر قريب , مآرح يكون لي أثر
ورده: .........


إهتزت يمنآه الحآمله جوّآله بـ حثّ مكمل: أرسلي الرسآله وإنتظـري
بيد مرتجفه متردده تنآولته وصدرهآ منتفـخ , إمتلآ بـ الهوآء دون أن يحرر .. أطلقه أخيراً دفعه وآحده بـ التزآمن مع ضغطهآ زر إضآءة الشآشه بعيون مصوبّه وبتركيز لـ أيقونة الرسآئل ليقآطع هو صمتهآ المطوّل بنبره جآهره جآدّه: تعرفين وش تكتبين ولآ أمليّك ؟!
رمقته بنظره كآرهه حآده قلّبت من بعدهآ عيونهآ مطبقه الفمّ وبنآن إبهآمهآ الأيمن آخذ في النقر المتسآرع ...

تكتب ثم تمسـح .. توقف لحظآت تفكر ثم تكتب , وتمسـح .. تعيد القرآءه .. تزيد عليهآ مرّه وتقلص منهآ مرّه أخرى .. تمسح .. تكتب ... إلى أن إنتهـت ..
لحظآت إمتدت لتقآرب الرُبع سآعه تحت أنظآره المُعذبّه بوجودهآ والمهلكـه أشدّ الهلآك من إقترآبهآ .. لو إلتفتت له لـ لمحت العشـق بعيونـه صآرخ ..

نآظرت ثلآث الأسطر المكتوبه بـ إنتصآر بآلغ وكأنه إنجآز عظيـم ... تركت بـ آخر الرسآله مدلول قصير مُشفّر .. على ألأغلب إنه مو غريب أبداً عليه وقآدر على أن يفك الشفرّه ويعلم تمآمآ من المرسل ..
المدلول الحرفي إللي كآن بمثآبة الـ طُعـم إن إبتلعه وقع في الشِرك وإنتهى !

عضّت على شفتهآ السفلى وعيونهآ معلقّه ثآبتة النظره الحآده القويّه الثآقبه على حرفهآ المعني بـ إسمهآ ..... N
قبضت بـ قوّه على جآنبي الجوّآل بيدهآ بعدمآ إنطفأت الشآشه لترد مضيئـه إنمآ هآلمره بـ مكآلمه لرقـم غير مُسجّل ..

رقم في ذهنهآ محفوظ غيبًآ ..
إتسعت عيونهآ بملمح دآل على الفجـع .. إلتفتت له يسآراً وعفوياً وكأنهآ به مستنجده تسأله صوآب التصرف ليجيبهآ بفعل تعبيري أقرب للإنسحآب تآركهآ في موآجهة الموقف وحدهآ دون مُعيـن ..


تقوست شفتيه المطبقـه وإرتفعوآ كتفيـه لتنفخ هي بـ توتر سآحبه على الشآشه مقربه الجوآل من أذنهآ هآمسه: آلــو !


/
/

/
/


عصريّة اليوم التآلي ..

وقف أمآم بآب شقته الجديده ..
بآب دآكن اللون من خشب الزآن الثقيـل مُزين بـ إكسسوآرآت نيكليّه وعدسـه بـ منتصفـه مقآبله لنظر العيـن .. بـ جآنبـه وعلى إمتدآد الجدآر قصريّآت زروع خضرآء وغيرهآ ورود ملونـه ..
أخرج من جيب ثوبه الأبيض مفآتيح شقتـه الخآصـه المعلقه في ميدآليه إحتوت حرفهآ الإنغليزي الخآص اللآمع بـ كريستآلآت برّآقه على إمتدآد حرف الـ W

إتسع فمه الصغير بـ إبتسآمه عريضه من برقت بذهنه فكره فجآئيه ومن فوره أبعد المفتآح رآفع يده لـ جرس البآب المجآور ضآغطـه ومآسرع مآتعآلى صوت تغريد خآص بـ زقزقة عصفـور !
أبعد يده بـ إنتظآر فتحهآ لبآب شقتهم مثلمآ أعلمته أنهآ بـ انتظآره سآبقة له ..
مآنحلّت عنه للحظـه إلابتسامه ... زآدت إتسآع من فتحت البآب لتصير مقآبله لـه جآمـده الملمـح وإن كآن ترحيب !

مآفهمهآ , ولآ حتى أدركهآ .. مآلآحظ شحوب وجههآ وفتوره .. مآلفته حتى الجمود السآكن بين قسمآتهآ لتصير مثل الشبـح .. دون تعبير أو إنفعآل ... ودون روح

دخل بقدمه اليمنى متعمّد لآفظ بـ تفصيّل وهو مآزآل بآسم: بـ اليمنى بسم آلله .... جعلهآ مو آخر مرّه ينفتح لي البآب وتقرّ عيني بذآ الوجـه السموح
مآل برآسه يسره دون حآجه لخفض رأسه بسبب تمآثل طولهم تآرك على خدّهآ الأيمن قبلته السريعه هآمس: مشتآق لك

شدت شفتيهآ بـ إبتسآمه قصيره مجبره مآسرع مآختفت بـ التزآمن مع إقفآءهآ عنه بـ خطوآت هآدئه للدآخل ..
مآزآل منتشـي .. وسعآدته الغآمره غآشيه عينـه عن إستيعآب التغيير الجذري بهيأتهآ وملآمح وجههآ ..
وقف ورآءهآ بعدمآ وقفت هي أمآم جدآر أخذ اللون الرمآدي وثلثه الأخير لون أخضر ليمونـي ...
كآن وآحد من جدرآن غرفة معيشتهـم ذآت الطآبع الحيوي بـ ألوآنهآ المشرقـه ...

سجآدهآ - كليـم - ملون ألوآن متعدده متدآخله .. جدرآنهآ رمآديّه فآتحه مُطعمـه بـ خطوط عموديّه ذآت ألوآن متفرقـه .. أخضر ليموني بـ جدآر, وفوشيآ بـ جدآر وأزرق دآكن بجدآر آخر وأصفّر مُحمر بـ الجدآر الأخير وكذلك الفوتيهآت الإسفجيّه للجلوس أخذت كل وآحده لون مختلف عن الآخر ...
إنتصف الجدآر الرمآدي المُطعّم بـ الأزرق الدآكن شآشة بلآزمآ عريضـه معلقّه ..
والجدآر المُطعّم بـ الفوشيآ ثبتت فيه رفوف خشبيّه حآويّه لعدد من الكتب بـ ديكور معيـن ..

الجدآر الملوّن بـ الأصفّر المحمر كآن حآوياً بـ طرفه للبآب الزجآجيّ الخآص بـ الغرفّه أمآ الجدآر الأخير ليمونيّ اللون كآن الأكثر صخـب إذ تم التعليق عليه عدد كبير من البرآويز عشوآئيّة التريب غير متجآنسة الحجم جميعهآ ذآت إطآر أسود رفيـع ..
برآويز مأطره لصور خآصه فيهـم ..

برآويز حآمله لـ صورهآ وحدهآ , وبرآويز أخرى لصوره هو وحده .. وثآلثه لصور تجمعهـم ..
كآنوآ ثنآئي متمآثل الهوآيـه ... وهي التصويــر
زآدت إبتسآمته إتسآع من سقطت عيونه على موضع سقوط عيونهآ هي وإللي مآكآن إلآ صوره تجمعهم سويّـه ..
الصوره من قرآبة العآم ومآيزيد .. في جنوب مصـر .. أسـوآن تحديداً ..
على قآرب صغير وقفوآ ثنينهم على طرفه بلقطـه عشوآئيه كآنت هي على وشك السقوط الخلفي بعدمآ إختّل توآزنهآ بسبب حركة القآرب المتأرجح على الميآه ليلحقهآ هو والذعر بعيونه قآفطهآ من منتصف ملآبسهآ أعلى الصدر !

كآنت صوره عفويّه من تصوير رجل مصريّ طيّب .. صآحب قآرب , قليل الخبره إذآ مآكآن عديمهآ بـ التصوير ..
بعدم إدرآك منه ضغط على الزر ملتقط لهم أكثر صوره عشوآئيه محببه لقلبهآ ولذهنهآ بـ الذكرى ..

حآوط وسطهآ بيديه إللي اشتبكوآ فوق بطنهآ سآند ذقنه فوق اللوح الأيمن لكتفهآ هآمس بـ القرب من اذنهآ: هآلصوره كآنت بكآميرتي .. كنت أظنك مسحتيهآ

....: مسحتهم من كآميرتك بعد مآنقلتهم عندي
فك إشتبآك يديه دون أن يبعد ذقنه عن كتفهآ مأشر بسبآبة يمنآه صوب صوره خآصه بهآ وحدها تظهر عآبسه ممتعضـه مُردف ضآحك: ههههه تذكرين هذي ! بـ القطآر , أبدّ مآعطيتيني وجه وبـ الحيل أسحب منك الكلآم لين أجبرتك من أخذت لك هآلصوره عطيتيني نظـره !! آلله أكبر وش ذآ الحقد كلّه

....: وآحد جلس جمبي وصفق فخذي يحسبني شآب
....: ههههه أذكر .. تذكرين طيب وش سويت أنآ ؟!
أشرت بـ ذقنهآ صوب صوره ثآنيه لهآ تظهر فيهآ غير مدركه أسآساً للحظـة تصويرهآ إللي تمّ إلتقآطهآ بـ تغفيلهآ على حين غُرّه ..
مآيظهر إلآ نصف وجههآ وكأنهآ تشوف شيّ ورآهآ .. كآنت خصلآتهآ الحمرآء صآخبـه .. شعرهآ كآن ولآديّ قصيـر وفوق رأسهآ طـوق أنثوي ..
أردفت جوآباً على سؤآله: شريت لي طوق وحطيته فوق رآسي غصب ... علآمه يعني إني بنت مو ولد
ألصق شفتيه بـ المفترق مآبين عنقهآ الرفيع ولوح كتفهآ الأيمن بقبله عميقـه مطوله تركهآ قبل أن يعقب هآمس: وأحــلآ بنــت بعــد

كتفّت سآعديهآ وبصرهآ مصوب تمآماً لـ صورتهم الخآصه من يوم ملكتهـم .. الصوره على طريقة – سيلفي – إللي إلتقطهآ هي بجوآلهآ وسط ندآءآت الحآضرين من البنآت رآغبين بهآ صآرخين ... سيلفــي , سيلفــــي !
إبتلعت ريقهآ بقوّه قبل أن تردف بـ هدوء: زوآجنآ يوم الأربعآء
....: هذآ بيكون أحلآ أربعآء بحيآتي
....: فيه شيّ أبي أعترف لك فيه أوّل .... ضروري يعنـي
فكّ طوق يديه من حول وسطهآ مبتعد عنهآ هآمس بعقدة حآجبين خفيفه: خيــر !

أجآبت من فورهآ بثقه , دون تردد أو تخوّف: قآبلت سنـد ... سنـد المُرشـد
قآلتهآ ثمّ إلتفتت عليـه بهدوء تبحث بعيونهآ في أدق تفآصيل وجهه عن أيّة ردّ فعل تعبيري إلى أن إستقرت أخيراً بعيونه وكأنهآ نظرّه تحديّ .. غير مبآليه
أعقبت بذآت الثقّه والقوّه في الصوت: أرسلت له رسآله على جوآله وطلبت أشوفه ..... طلعت برآ البيت وقآبلته لـ نُصّ سآعـه واتكلمنـآ ............ أمــسّ

ضآقت عيونه إستنكآراً وبشّده عآقد الحآجبين الرفيعين إلى أن تلآصقوآ والتعبير بوجهه إستنكآري غير مُصدّق لترد هي مكمله: هذي خيآنه .. خنت فيهآ روآبط كثير تجمعنآ وقبلهآ خنت نفسي وخنت أمرّ ربي ... أشيآء كثير ... مآطآوعني قلبي أخبّي عليك يـ آدم , لآزم أعترفلك ولآزم أبدآ معك صفحتي بيضآء ... وإن أخطيت خطآ من حقك تعرفـه لأن من حقك تآخذ القرآر بـ قبول هآلخطآ والإستمرآر معه رغم كلّ شيّ أو رفـضه .. ورفضـي ... من حقك يـ آدم

....: إنتي من جـدّك !!!!!
....: للأسف , أنآ صآدقـه ... وهذآ إللي صآر حرفياً
....: وش إللي صآر !!
....: قبل أمس بعد العشآ أرسلت رسآله لـ سند , وإنت تدري زين منهو سنـد .. طلبت أقآبله وتبي الصدق أكثر .. هذي مو أوّل مرّه .. سبقتهآ مرّه , قآبلته وقعدنآ على الرصيف بـ الشآرع ومآتكررت هآلمرّه أبدّ لشهور طويله مآ أذكرهآ لحد مآ أرسلت له رسآلتي قبل أمس ومآردّ عليهآ .... مآردّ إلآ أمسّ , دقّ علي وأنآ رديت وطلبته للمرّه الثآنيه نلتقـي وفعلاً التقينآ ... أمس السآعه تسـع ....... الليــل

....: تمزحين صـح !
....: لآ
....: ورده إنتي مستوعبه كلآمك ؟! حتى المجآنين المهبّل مآيقولوه ! وصدقيني لو مزح فـ أبدّ مآله دآعي
....: لو بـ أمزح فـ صدقني إنت مآرح أمزح بشيّ يمسّني ... مآرح أمزح وأقول طلعت مع وآحد وأنآ مخطوبه لغيره ... مآرح أقول أصلاً إن جوآلي فيه رقم رجّآل مآ يربطني فيه شيّ وأرآسله عآدي وأطلب أشوفه وأكلمـه ... أبداً يـ آدم مآرح أمزح

ضآقت عيونه أقصآهآ هآمس بـ إستنكآر حآدّ .. هو على وشك أن يفقد عقله ... وجزء كبير من ذآت العقل رآفض الإستيعآب غير مُصدّق !
....: إنتي شقصـدك !
....: ولآ شيّ , أعترفلك .. لأن من حقك تدري .. أدري إنه غلط وغلط كبير وأنآ خآطيـه ... إنت بتسآمحنــي ؟!
ولآهآ ظهره جآلس على وآحده من الفوتيهآت الإسفنجيّه مربعة الشكلّ بنفسجيّة اللون هآز رآسه نفياُ مبلل شفتيه بـ إبتسآمه سآخره فآتره رآفض التصديق !

تمت من مكآنهآ وقوفاً ترمقه بـ طرف عينهآ مكتفّة السآعدين إلى أن إقتربت منه مآده له يدهآ الممسكه بـ الجوّآل مُصدّره له الشآشه المُضيئه لتطيح عليهآ عيونه بنظرة إستغرآب منتقله بين الأرقآم فرآداً إللي إكتملت على هيئة رقمّ وتعآلى بلحظتهآ صوت الرنيـن المتكرر بـ إنضبآط إلى أن قُطع وتبدّل بصوت رجولي هآدئ: السلآم عليكم

إتسعت عينآه بلحظتهآ غير مُصدق لتجيب هي وعيونهآ بعيونه: سنــد !
إرتفع صوته بسبب فتحهآ المسبق لمكبر الصوت مردف: هلآ وردهـ
....: شخبآرك اليوم !
سكت الطرف الآخر المدعو سند للحظآت مستغرب أعقب من بعدهآ بـ تردد: بخير ... إنتي شخبآرك .. أقصد يعنـي ..... أمـس
طوط , طوط , طوط
سحبت على شآشتهآ مقفله الخطّ دون حتى أن يكمل هو إستفهآمه ليعيد الإتصآل ولتجيبه هي بـ - المشغـول - !

إرتفع حآجبهآ ألأيسر والجمود بملآمحهآ تظهر مُتحديّه أكثر من إنهآ آسفـه أو نآدمـه !
سألت بـ هدوء مُريب: بتسآمحني يـ آدم !
وقف من فوره ثآئر معتصر ذرآعهآ الأيسر وبقوّه أجبرتهآ على التلوي مُتألمه إلآ أنهآ حآفظت على ثبآتهآ مُدعيّه القوّه وهو يلفظ من بين أسنآنه بـ جفآء: إنتي مجنــــونه !! شلون سويتــي هآلشــيّ !!! سنـــــد المرشـــــد !! أذكر .. أذكر وآلله مآنسيت , أذكر علآقتك معه قبل حتى تبدآ علآقتك معي بس وقتهآ إنتي وش قلتي

....: إيه .. قلت إنهآ علآقه سطحيّه وسند أبدّ مآيعنيني بشيّ وعلى فكره بعده مآيعنيني بشيّ .. بس أكلمه كذآ .. كيـف , أستريح معه , يفهمنـي , تعجبني تحليلآته لأي شيّ أحآول آخذ رآيه فيـه ... يعني بعدهآ علآقه سطحيّه , مآ أخطيت معه بشيّ

بلل شفتيه شآد على السفلى منهآ بـ أسنآنه العليّآ بقوّه أحسّ بعدهآ بتدفق الدمآء منهآ غآرز أصآبع يمنآه بذرآعهآ النحيل لآفظ وبمنتهى الغيظ وكبت العصبيّه: تستريحيــن معه هآآآ .. يريحـك سنـد بآشآ ... حلـــو .. وإيش بعـد
....: إنت إللي بتقول وإيش بعد مو أنآ


نفض ذرآعهآ من يده بـ القوّه صآئح وبغضب بعدمآ ركل الفوتيه ورديّة اللون بقدمه: الله يخزيـــــــــك يآبليــــس .... وردهـ إنتـي مستوعبــــه كلآمـــك وإللي سويتيــــه !!! يعنـي إيش خطيبتـي إللي زوآجي منهآ بعد خمس أيآم تجي الحين وتقول وبمنتهى البسآطه والبرود ولآ كنهآ مسويّه شيّ ... أنآ وحده خآينــــــه , وحــده قليلـة شــ ....... أففففف استغفرك يآرب , شلون أصلاً تجرأتي ! تكلمين الرجّآل وتطلبينه بنفسك وخطيبك الخروف طُـز فيـه , يآكل تبن ولآ يشرب من موي البحـر بـ الطقآق لين أستريح أنآ مع الرجّآل إللي يفهمنـي , أفضفضلـه وأرتآح أرجع أعلـم الخروف الثآني وأشوف بيسآمحنـي أو لآآ .... وش متوقعه جوآبي ؟! هآ بـ الله قولي ... قولــــــــي يآوردهــــ لآتعصبينــــــي أكثر بسكوتـــــك قولــــــــــي


فـ الحقيقه هو مآكآن معطيهآ فرصه أسآساً للكلآم ... كمآ الثور الثآئر المهتآج ..
إنتآبته حآله من الصرع .. صوته غليـــظ صـــآرخ ..
كآن غضبـه مخيــف وكانت هي على وشك الإنهيآر , تحسّ ولأول مرّه بـ الذعـر من تجآهه ..
توجسّت سوء العآقبـه .. لو ذبحهآ الحين ودفنهآ مآحد درى عنهآ وبيتم هو المحقوق , هي بـ الخير الطرف الخآطئ ... هي الخآئنه عديمة الشرف كمآ قآل !

مسك رأسه من الجآنبين هآزّه وبـ القوّه ..
كآن من الممكن أن يتقبل أيّ خطأ منهآ إلآ مآفعلــت ..
علآقتهم ببدآيآتهآ كآنت متوتره غير مستقرّه بسبب تحكمآته القآسيه الغير منطقيّه بنظرهآ ..
أمرهآ بـ حجآب ثقيل غير كآشف لأي سنتيمتر وآحد منهآ ... أغلقت حسآبآتهآ الإلكترونيّه جميعهآ لتنهي بهآلفعلـه كل علآقآتهآ إللي ربطتهآ في أي يوم بـ صلـه قريبه كآنت أو بعيده ... عميقه أو سطحيّه ..


تحكمآت أخرى غير محتملـه كـ تجنبهآ مثلاً الإختلآط حتى بـ إخوآنهآ !
عزلهآ تمآماً عن الوآقع حتى مآبقى لهآ ملجأ إلآ له وحـده !
تأتيه وبفعلتهآ المشينه هآدمـه كل أسوآر تحصينـه لهآ ودون ذرّة أسـفّ أو نـدم .... هي حتى غير متوسلّـه لـه طلب السمآح وغير رآجيـة الرضـآ والغفرآن !
مسح على رأسه زآفر بـ قوّه رآفع نظره للسقف في محآوله لإستحضآر الثبآت وتهدئـة الإنفعآل ليردف من بعدهآ بصوت مخنوق مُجبر: طيب ..... طيب نتنآقش بعديـن , مو الحين عشآن أعصآبي مآهيب متحملّه بس مبدئياً .... الزوآج بيتأجل
ضآقت عيونهآ حآده مستفهمه إستنكآراً بهمس: يتأجـل !!


....: إيه بيتأجــل , ولأجل غير معلــوم
هزت رأسهآ إيجآباً مرّآت متوآليه تفهماً لقرآره مردفه: تمآم .. حقـك , حقك تعيد حسآبآتك ونظرتك في الشخصيّه إللي هتربط نفسك معهآ وإللي هتكون على إسمك .. زوجتك وممكن أم أولآدك ... أكيد مآفي أي شخص يقبل على نفسه عشره مع أحد مآيثق فيـه , مع أحد خآين .. مع أحد فيه إحتمآل ولو وآحد في الميّه إن له علآقآت مشبوهه .... صح , فعلاً من حقك


....: مآفي أصلاً أي شخص عنده ذرة .. شآيفه – أشر على إظفر سبآبته اليمنى لآفظ من بين أسنآنه بـ قهر – ذرة كرآمه يقبل على نفسه شيّ مثل إللي سويتيّه .... أصلاً أحتقر نفسي بهآلفرصه إللي بفكر فيهآ وشهو أصلاً إللي بفكر فيه ! وحده تعلمني إن لهآ علآقه لو إنهآ سطحيّه مع رجّآل ثآني .. تكلمه بـ الجوآل ويتقآبلون .. تفضفضون مع بعض مآشآلله وتستريحون وأعطيهآ فرصـــه ! فرصـه لـ إيش

ورده: فعلاً إنت غلطآن , أنآ حتى مآ أستآهل الفرصـه .. لو منك وأنآ جآيتك أعترف كآن رميت علي يمين الطلآق يـ آدم وقطيّت الدبله بوجهـي لأني وحده وصخـــه فعلاً مآ أستآهلــــك ... إي أنآ وصخـه

أطبق فمه بـ القوّه والأسف المصحوب بـ تقزز متملك ملآمحه شفقة على نفسه من إحسآسه بـ الخديعـه !
لفظت كلمآتهآ الأخيره بـ إنهيآر .. صدرت منهآ – أنآ وصخـه – بآكيــه .. حتى إنهآ مآقوت على لفظهآ قويّه لتظهر وآهنه مهزوزه ومسحوبـه أردفتهآ بـ لجمهآ لفمهآ من رفعت ظآهر يمنآهآ فوق شفتيهآ متمسكه بـ ظهر الفوتيهه البنفسجيّه قبل أن تنهآر سآقطه ليرد هو هآزئ: تبكــين !! كآن فكرتي أوّل قبل تسوين إللي سويتيه


....: إي أبكـي .. بس أبكي على نفسي .. على غبآئي حتى برغم إني عآرفه وصخك إنت يـ آدم مو صخـي أنآ ومع كذآ حآولت هآلمحآوله أعطيك الفرصـه ... أشوف إذآ بتغفر لي وتسآمحني أو حتى تحآول تنآقشني كآن سويت معك بـ المثل برغم إن خطئي ويــــــــــن وإنت خطأك وين أبداً مآفيه مقآرنه ... أنآ الطآهره يـ آدم وإنت النجــس ... إنت إللي خآيـــن إنت إللي عديم الشرف ........ إنت أقــذر بني آدم شفتـه بحيآتـــــــي أكرهـــــك يـ آدآآآآم أكرهـــــــــــك ... يآخسيـــــــــس .. يآنـــــــــــذل ...... آآآآآآهـــ يآربي حسبي آلله عليـــــــك يـ آدآآآآآم حسبي آلله عليـك


لفظت تحسبّآ بـ جسد منهآر سقط بـ الأرض خلف الكنبه سآنده جآنب وجههآ الأيسر لخلفيتهآ ثآنيه سآقيهآ من تحتهآ ليلتف هو من حولهآ موآجههآ عآقد الحآجبين بوجه شآحب غآدره اللون والروح والحيآه سآئل بريق جآف تقطعه الكلمآت: وش .......... قصـدك !

مسحت بظآهر يمنآهآ الدموع المغرقه لوجههآ هآمسه: شوف جوآلي ..... وشوف رقم سند إللي دقيت عليـه وإذآ شفتـه شوف من بعدهآ الرقم إللي أرسل لك أمس الرسآلـه ..... الرسآله إللي آخرهآ أول حرف من إسمهآ ......... نآهـــد

إتسعت عيونه بصدمه فآغر الفمّ .. وكأن الكون من حوله توقفّ .. توقفت الأرض وتوقفت الحيآه ..
ينظر دموعهآ الصآمته المتوآليه والأسف إللي إمتلت به عيونهآ المغرورقه ... ترمقـه بـ تحسّـر ... وشفقــه .. وإشمئـزآز !


...: إنـ ..... إنتـي ... شلـوو .......... شلـون .....

تحآملت على نفسهآ وقوفاً رآغبه في الإبتعآد .. قربهآ منه يثير حموّ إنفعآلآتهآ المهلكـه .. تشعـر بـ الضـعف ... مُنكســره ..
كآنت مستغلّه كغطآء سآتر .. ومستغفلـه ..
مخدوعـه ..
كآنت تعيش الوهـم ... تعيشـه في نفآق ...
كل كلمآت الحبّ , كُل الوعود وكلّ التأملآت .. كلّهآ كذب ..

تشمئز من نفسهآ ومن تكرآر فرصهآ اللآنهآئيـه في سبيـل كفّ إتهآمآتهآ عنّه ..
كل مآقآلت أنهآ الفرصـه الأخيره هتكهآ بسكيّن جديد يخترقهآ ..
اول مالفظ من بين صدمته كان استفهاما مذهولا بكلمة – شلون - !
يافاجعتهآ .. مآ أنكـر ولآ إستنكـر .. سألهآ غير مُدرك أنه بذآت السؤآل أكد مصدآقية الإتهآم !

على الأغلب أن تكملة كلمآته المتقطعه ذهولآ كآنت على النحو الآتي ... شلـون عرفتـي !
إذاً الوآقعـه صحيحـه .. إذاً هي كآرثـه

ضآقت عيونهآ بـ إستنكآر بآلغ هآمسه: يعنـي صحيـح !
جمد ظآهرياً بصدمـه وآضحه من أدرك سؤآلهآ والمغزى من ورآئـه .. لطآلمآ كآن شخصيّه شفآفه مقروئه ..
هو أبداً غير خبيث وإن إستدعى الموقف كذبـه فهو سيئ وجداً في الكذب والتضليل ..
ان واجهه شخص بفعلة ارتكبها ... اعترف بها من فوره ..

كان من المحتمل لـ ورده ان تفهم ومن اول اجتماع خاص بهم المخفي منه والمستتر ودون أية مشقه او عناء إلا ان عماها كان عمى البصيره اكثر منه عمى البصر .. كان واضحاً من البدايه وضوحاً اثار تشككها ولمرات عديده الا انها ورغبة منها كانت تدحض الظنون غير ملقية لها بال ..

أطلقت أول زفرآت بكآئهآ لآجمة بيمينهآ فمهآ هآزه رآسهآ نفياً رآفضه التصديق ليلحقهآ هو مستجدي بنظرآته الفرصـه ..
فرصة دقآئق معدوده للإستمآع .. وكأنه أبقى شيئّ يُستمـع لـه !
....: وردهـ ... وردهـ إسمعنـي تكفيّن إسمعـ .......
....: إيش أسمـع ! هآ ! إيش ؟! إنك وآحد حقيـر ! زبآلـه ! إيش إللي قآعده أقوله أصلاً إنت مآفي وصف يوصفك ... إنت وآحـد فآجــــر وكل إللي سويتـه فجــور ...... مع نآهـد !!! نآهـد يـ آدم !!!!! زوجـة أخـوك !!!


....: تكفين يآوردهـ إسمعينـي أول

صآحت بوجهه رآفضـه حتى سماع صوته ..
بسطت رآحتهآ اليمنى بوجهه طآلبته التوقف صآرخه: بــــــــس , بس ولآكلمــــــه ... أول كلآمك مآرح يفرق عن آخره تدري ليش ! لأنهآ زوجـة أخوك يعني وآلله لو إنطبقت السمآ على الأرض مآلك عـذر ... أبـــــداً مآلك عـذر .. تدري لو إنهآ وحده من الشآرع , كآن هيّن .. إنمآ إنك تلعب بعرض أخوك وشرفــــه يآوآطـــــــي !!!!! إنتو الإثنيـن أنجآس إنت وهي مآتفرقون عن بعـــض ...... السآقـطه إللي قآعده تلعب على زوجـهآ وتخونه مع أخوّه هذي وش عذرهآ هـــآآآآآآ وش مبررآتهآ !!! وش ذمبه المسكيـن بسّــآم وأنآآآ ... أنآ يـ آدم قللـي شذمبـــي


وآري وجهه بكفيّه إنهزآماً ..
مآعنده شيّ يقولـه , أبداً مآعنده .. حتى إنه فقد الحق بتوسلهآ الفرصه لسمآع تبريرآته ...
تبريرآته المسآويه للصفـر بـ أهميتهآ ...
أطبق فمه بآلقوّه وقد لآنت نظرته بـ إنكسآر دميعـه متوسلـه ومستعطفـه تسألهآ الرفق به وإلآ إنهآر ..
يرمقهآ وهي تبتعد عنه خطوآتهآ إلى الورآء للحد للي إلتصق ظهرهآ بـ برآويز صورهم المؤطره على الجدآر مُردفه بصوت بآكي مجـروح: قآلتلي كُلّ شيّ .... قآلتلي كُلّ شيّ يـ آدم قآلتلي إن علآقتك معهآ من قبل مآتبدآ علآقتك معـي وإستمرت حتى بعد علآقتك معـــي آلله ينتقــــــــم لي منكـــم يــــ آللــــــــــــــــــــــــــــه .. يآآآآرب , مآني متحملّه .... مآني متخيلّـه .... أنآ حبيتك يـ آدم , وآلله إني حبيتك وتخليت عن كُلّ شيّ أحبه وأبيه عشآنك ليش يـ آدم تغدر فينـي .... قللي على ذنب وآحد أذنبته بحقك لأجل تعآقبني هآلعقوبه !!!


....: آلله يخليكـ يآور........

قآطعته بآكيه لآئمة النظره المُعذبّه: بـ اليوم .... بـ اليوم إللي مآتت فيه أمّي ... أذكر هآليوم مآغآب عنّي ...دريت إنهآ ميته من الظهر ... ومن الظهر لين نص الليل وأنآ شآرده من الشقـه وقآعده على السلآلم بّرآ .... وسط الظلآم مغير أبكـي ... كنت حآسه , حآسه إني قآعده أموت وأنآ دآريه أن أمي ميته دآخل ... كنت حآسه إني مخنوقـه , أبي أدخل الحمّآم بس رجولي مو شآيلتني ... تدري كمّ مرّه على ذآك الدرج سويتهآ على نفسي !!! مرتيـــــن .. مرتيـن يـ آدم وإنت نآيم بحضنهـــآ ..... أكثر وقت كنت محتآجه فيه قربك تخليّت عنّـي ... عزآ أمّي إللي مآحضرته ... مآتذكرتني إلآ بعد إسبوع هههه طبعاً مآ إنت قد إكتفيت من ذيك الليلـه مع العشيقـه .. العشيقـه إللي حملـت بـ الحرآم منـــك ... منـك إنت يـ آدم مو من بسّـآم ........ كذآ !!!! كذآ وصلت فيكم النجآسه ! فعلتكم وسويتوهآ ترمون الوصخ ع الغير !!! إيه هذآ الولد إللي مآت مآكآن إلآ وصــــخ ... وصـخ نتيجــة فعلـه وصخـه من علآقه وصخـه لإثنين أوصـخ من بعــض .... قطيتـوآ الولد على بسّـآم !! نسبـه لنفسـه وعلى إسمـه والحين قآعد يبكيـه !! يآحرآم الولد الثآني !!! لحظه لحظه .. بـ الله الولد الأول كآن صدق من بسّآم ولآآآآآآآآ !!!


إتسعت عيونه ذهولاً للي توهآ وأفصحت عنه إلآ إنه أبداً مآيلومهآ ..
كشفت لهآ نآهـد كُلّ الأورآق .. كُشِف السِـرّ وظهر المستتر ..
نآهد وبـ التأكيد فقدت عقلهآ وإنتهـت !
على وشك أن يفتح فمـه بـ التزآمن مع رفعه ليمنآه طلباً إلآ وتخرسـه جبراً بردّ فعلهآ العنيف مُفصح تمآماً عن حآلة إنهيآر من بدت تنتزع البرآويز المعلقّه بـ الجدآر رآفعتهآ مسآفه بـ الهوآء ثم مُلقيّه بهآ وبعزم مآتملك من قوّه لترتطم بـ الأرض متنآثره لـ بقآيآ زجآجيّه وصوره ورقيّه خآرجه عن الإطـآر !


مع كُلّ صوره كآنت تُبعد عن الجدآر وتلقى بـ الأرض كآنت تصدر – ليـش – إستفهآميّه صآرخـــه ...
صُرآخهآ مُـدويّ كفيل بـ إحدآث طنيـن سمعـي ..
شهقآتهآ البآكيـه آخذه في الإحتدآد والإشتدآد .... ودموعهآ سيلآن دون توّقف ..

لآشعوريّاً منه إرتد عنهآ بـ خطوآت بطيئـه مذهول الملمـح ..
كآنت عيونه الصغيره منتفـة الجفن المزدوج موّسعـه ولآخرهآ .. مغرورقــه .... دميعــه ..
هو في حآلـه من الصدمـه وكذلـك الخـوف وإنعدآم الإدرآك بـ كيفيّة التصرف الصحيح مع الموقـف !
يخشى إذآ مآتدخـل أن يسوء الوضـع أكثـر ..

تعيش الحين أعظم لحظآتهآ مأسـآه وعلى الأغلب ان قُربـه منهآ مآرح يزيد الموقف إلآ سوء ..
أقفل بآب الشقّـه بهدوء من بعد خروجه نآزل عن الدرج متجآهل المصعـد خروجاً من العقآر بكآمله وصولاً لسيآرته المؤجـرّه ...
السيآره إللي إحتمى فيهآ يحيط به الصمت المطبق والسكون ... في حآله من الصدمـه والدهشـه والذهول والإذبهلآل ..

لسآعتين من الزمـن إلى أن لمـحهآ خآرجه من العمآره بـ خُطى إنهزآميّه ثقيلـه .. تحف بـ قدميهآ الأرض من تحتهآ غير قآدره على رفعهـم عنهآ مؤشره بيمنآهآ إللي مآتعلقّت كثير إنهآرت متحركه بـ الهوآء على جآنبهآ ليجيهآ وبعد لحظآت سيّآره حآمله التعريف فوق سطحهآ بـ الإنغليزيّه Taxi

ترقّب ركوبهآ بـ الكرسيّ الخلفـي متهآلكـه عليه مرجعة رأسهآ لخلفيّة الكنبه تنظر السقف !
إنكمش وجهه أسفاً على نفسـه وحسـره ..

أحسّ من بعدهآ بـ شعور موجـع ينظـر يمنآه المكوّره بوجه مُتألم بعدمآ سدد لمنتصف المقودّ قبضـه كآنت بمنتهى العزم والقوّه أفرغ فيهآ جُزء لآيُذكر من فيض غليلـه صآئح صآرخ مقهور ومنفعل: ليــــــــــش يآنآهـــــــــــــــد ... لـيــــــــــــش !!!!!


/
/

حلم الحياه 18-09-16 02:21 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


أنزلت مجفف الشعر من يمنآهآ على طآولة التسريحه الزجآجيّه بـ حوآف نيكليّه لآمعه مخلله أصآبع كلتآ يديهآ بشعرآتهآ المنتفشـه بفعـل المجفف ..
زآد طوله وكثآفته إلآ إنه مآزآل ممآثل لقصّة الجآغسـون الولآديّه ..

تأففت وهي تشد على جسدهآ التوبّ الأبيض مطآطيّ الخآمه كآرينآ بعدمآ إنحسر عن بطنهآ كآشف عن نقرة سرتهآ بـ التزآمن مع خروجهآ من الغرفه مآئله برآسهآ يمنه ويسره كنوع من التمآرين لفكّ التشنج بعنقهآ من طول وقوفهآ قبآل المرآيه مجففه شعرهآ القصير !
التجفيف إللي كآن إجبآراً بـ أمر من – المهوجس – كـ إسم وصفـه أطلقتهآ تمن فترة وجيزه عليـه !

وقفت بمنتصف الصآله نآقله أنظآرهآ البآحثه عنه صآئحه بمنآدآه: نآآآ ــجـــــــم !

أتآهآ الصوت بعيد يصدح من الشقّـه الثآنيه المفتوح بآبهآ الوسطي الفآصل صآئح: جففـي الكآسآت المغسولـه عندك ورجعيهآ بـ الدرج

إلتوى فمهآ يمنه مطيره عيونهآ بملل .. هذآ النجم أبداً مآيسأم !
إلتفتت ورآهآ للبآر لتشوف عدد أربع من الكآسآت مغسوله ومقلوبه على فوطه صغيره حمرآء اللون متأففه وهي تخطي تجآههآ بخطوآت متثآقله متلكعه متملله ... وكذلك متحلطمه دون صوت مسموع: أف منك أف , هي مغسوله وجفّت مويتهآ لآزم نجففهآ يعني لآزم فففففف


....: إي لآزم سِـت ليلآ

إنشدوآ كتفيهآ للخلف متوسعه عيونهآ مرتآعه ..
بـ التصوير البطيئ مآلت عيونهآ لليسآر ومآسرع مآردت تنآظر الكآسآت مبتلعه ريقهآ بعدمآ لمحت وقوفه وبطرف عينهآ مكتف السآعدين مفرق السآقين !

بيسرآهآ رفعت أول كآس وبدت بيمينهآ تجففهآ بـ فوطه ثآنيه بيضآء اللون كآنت مصفطه وبرتآبه موضوعه بجآنب الكآسآت !

الكآسآت اللي اتتهت من تجفيفهم التجفيف إللي كآن بـ حق آلله وبمنتهى الأمآنه وكآمل الذمـه والضمير !
ترآءى لهآ أنهآ تنحت الزجآج من قوّة فركهآ قآصده التجفيف تحت عيونه المترقبه !
أطبقت فمهآ بقهر حآذفه وبعصبيّه الفوطه من يدهآ ليجيهآ صوته من خلفهآ وهو مآر متجّه للشقه الثآنيه: الفوطـه تتصفط سِت ليلآ وترجـع مكآنهآ

إنشدوآ شفتيهآ كآشفه عن صفّي أسنآنهآ المطبقـه وبغيـظ دآقه الأرض برجولهآ فآض بهآ السأم من أوآمره شديدة التعنت فيمآ يخصّ النظآفـه والتعقيـم !
حيآه بآئسـه لآتطـآق !

إلتفت من حول طآولة المطبخ الرخآميه بخطوآت غآضبه متسعه إنتهت بوقوفهآ على عتبة البآب الفآصل مفرقة السآقين رآفعه سبآبتهآ اليمنى المصلبّه بـ توجيـه حآدّ اللهجـه جآف النبره: إسمـع انــت أنآ خلآص مآعآد فينـــي طفشت منك ومن تحكمآتك السخيفــــه أووووف منـــــك ماني متحملـــه

أتآهآ ردّه بآرد غير مكترث بـ إبتسآمه عريضه غآيه في الجآذبيه وهو خآفض الرأس منشغل بـ شدّ قميصـه معدلـه على طآولة المكوآه قبل البدأ في كيّه: تعآلي يلآ ودي الملآبس الدولآب

....: وديهم بنفسك فآهـــم

مآتبددت إبتسآمه أو تقلص مدآهآ وكأنه مستمتع بـ إثآرة غيظهآ ليقآبلهآ بوجهه هآمس بذآت النبره الخفيضه المثيره: يعني مو كآفي أنآ أغسّل وأكوي ؟
شدت شعرهآ من المقدمّه مآتبي غير تقلعّه ومن الجذور متخصره بيسرآهآ يظهر عليهآ المجآهده في كبت غيظهآ وإنفعآلهآ من إحتقآن لون وجهها ونفور عروق عنقهآ ..

....: بتسمعين الكلآم ولآ أخليك تكملين إنتي الكوي ؟!
رمقته بـ حدّه تظهر نظرآتهآ كآرهه مبتلعه ورغماً عنهآ مقتهآ منه متقدمه نحوه: أبي أعرف أصلاً ليش تكوي الملآبس ومآرح نلبسهآ أصلاً !! إيش الفضآوه إللي ذآبحتك هذي .. يآربي وقسم إني بننننننننجلـــــط
....: جعلهآ فيني الجلطه ولآ فيك

تكتفت رآمقته بـ عصبيّه مطبقة الفمّ بغيظ للحظآت يزيد فيهآ قهرهآ من إبتسآمته إللي تظهر وكأنهآ قآصده إثآرة جنونهآ وإستفزآزهآ أكثر !
أعقبت بـ جفآء وهي ترفع صفّ قليل من ملآبسهآ المكويّه والمصفطه بعنآيه وكأنهآ معروضه جديده في المحلآت !
....: لآ يآروحي , جعلي أنآ اللي أنجلط , ع الأقل بتسدّح وأنآم وخليك إنت تنظف وتعقم مع نفسـك
...: ههههه وآلله !
رمقته بـ تقزز مرتفعه شفتهآ العلويّه وطرف خشمهآ موليته ظهرهآ خروجاً حآمله بين يديهآ ملآبسهآ إللي أدخلتهآ بـ الرفّ الخآص بهآ من الدولآب وردت له لتشوفه منشغل بـ تصفيط آخر قميص له من أصل إثنين فقط مقلبّه عيونهآ بضجر جآلسه على الممشى الريآضي سآئله بـ نبره تظهر سآخره: اش فآيدة كوي الملآبس يعني بعد الغسل ؟!

....: تعقيم من الجراثيم العالقه فيها
....: طيب إنت كذآ تكويهآ وتصفطهآ بتتكسر ولآ كأنك عملت حآجه , ليش مآتكويهآ لمآ تجي تلبسهآ وخلاص !
....: لآزم تنكوي بعد الغسيل أول قبل تتصفط وإذآ جينآ نلبسهآ نكويهآ مره ثآنيه عآدي وين المشكلـه ؟
أحست إنهآ بتجيب مآفي جوفهآ , مددت نصفهآ العلوي على الممشى ورجولهآ خآرجه تنظر السقف " لآ إنت من جد وآحد فآضـــي "
هذآ الآدمي لآيُطآق .. سألت نفسهآ بقلبهآ أسخف مآطرأ لهآ .. هو شلون متحمّل نفسّـه ؟ شلون أعضآءه مآتتشكى من إرهآقه لهآ ؟

وصلهآ صوته من خارج المكان: ليــــلآآآآآ
إنعفس وجههآ ليبين وكأنه بآكــي تعبيرياً " إش تبغـى أسوي الحين ! وآلله بموت منـه مآني متحملّه , أنآ مو وصخـه هو إللي نظيف بزيآده , مهوجس موسوس مريـ ............ ليلآآآآآآ
إنتفض جسدهآ من تقفلّ النور عليهآ وصوته قريب منهآ وآقف على البآب: مآتسمعين ؟

ردت وهي بآقيه على وضعهآ الممدد: اش تبغى الحين ؟ يلآ طلّع لي إخترآع من إخترآعآتك , وش تبغى ننظـف ؟
....: مآفيه , كل شيّ نظيف , تعآلي نشوف فيلـم
تمت لحظآت مكآنهآ تنآظر السقف المظلم بـ عقل خآوي شآرد إلى أن وقفت نآفثـه بـ ضجر متلعكـة الخطوآت تنآظر جزئيه الوحيدين الظآهرين لهآ من ورآء الكنبه إللي مدد عليهآ ..

مآتشوف إلآ قدميه الممددين فوق ذرآع الكنبه ورأسه من الطرف الآخر ..
السآعه الجدآريّه مُشيره للتآسعه مسآءاً , إضآءة الصآله سهّآره حمرآء والشآشه المُعلّقـه مغلقـه !
إنحنى نصفهآ العلوي تنآظره من فوق خلفيّة الكنبه إللي صفطت فوقهآ سآعديهآ ثم أسندت ذقنها فوق إنتصآف الساعدين: فين الفيلـم ؟


قلب لهآ الآيبآد إللي بيده لتشوف ومآسرع مآبوزت تعبيراً عن الشيّ إللي مآ أعجبهآ: إي تقعد تشغل لي أفلآم مدري كيف مآ أفهمهآ
من فوره أطلق ضحكه مجلله وهو يتذكر يوم سآبق لهم وقت مآشغّل لهآ فيلم أسبآني اللغـه دون ترجمـه إنغليزيّه وتكفّل هو بـ الترجمـه وفقاً لهوآه ...
الفيلم إللي عآشت أحدآثه بـ إندمآج بآلغ لتفآجئ بـ إعترآفه الأخير كون الترجمـه من فمـه لـ أذنيهآ ترجمـه خآطئـه ..


سرد لهآ قصّه مخآلفه تمآماً للحقيقيـه ... هو يهزئ بهآ ويسخـر .. يتبآهي عليهآ ويتفآخر بـ إتقآنه المتعدد للغآت وعجزهآ هي عن إجآده أي لغه !
إرتفع خشمهآ بـ إشمئزآز معدله وقفتهآ بـ إستقآمه: مآفي شيّ يضحك يآسخيف
...: ههههه القصّه كآنت فآشله وآلله الترجمه حقتي أحلآ
....: لآ وآلله ؟
....: ههههه تعآلي بس , تعآلي بشغل فيلم تفهمينه

ردت لوضعهآ الأول سآنده أسفل ذقنهآ فوق ظاهر كفيها مبسوطي الراحه اعلى خلفية الكنبه: فيلم إيش أول ؟! أمريكي !
....: الأفلآم الأمريكيه خآيسه , فيلم يآبآني حلـو
إتسعت عيونهآ بدهشه: تعرف يآبآنـي ؟
....: أهآ , يلآ تعآلي
إلتوى فمهآ بـ إمتعآض رآده بـ جفآء مستقيمه بـ الوقوف: شوفه مع نفسـك
...: ههههه بترجم لك صح وآلله
....: كذآب , مع نفسك
....: طيب بحطـه مع ترجمه عربي تعآلي
طيرت عيونهآ هآزئه قبل أن تردف: وآلله إنك غبي , قآل يعني أعرف أقرأ عربي !
....: أوف ! ههههه خلآص يآعمري تعآلي وآلله بترجم لك صح
ثبتت عيونهآ حآدة النظره بعيونه البآسمه للحظآت تتحرى فيهم صدقـه إنتهت بـ زفره إستسلآميّه منهآ هآمسه: طيب

قآلتهآ مردفة بـ إستنآدهآ على رآحتهآ اليسرى رآفعه نفسهآ فوق الكنبه نآقزه من ورآهآ لتستقر فوقـه وبين سآقيه إللي بآعد بينهم من فوره رآفع يديه وجهآزه بينهم سآمح لظهرهآ أن يلتصق بـ صدره ممددة السآقين بين سآقيه لآفظه بـ جفآء: يلآ شغّـل وخليك تترجم كـذب
أطلق ضحكه هآدئه منزل يسرآه الممسكه بـ الـ - آيبآد – فوق صدرهآ وبنآن إبهآمه الأيمن مستمر بـ النقر فوق خيآرآت الأفلآم المتعدده: ممممم ذآآ ... لآآ .. لآآ .. مممم ذآآ

....: هتقعد سآعه ! إختآر أي وآحد يلآ
أحست بـ خشمه يمرغ برأسهآ نآفي: آشششش

تركته منشغل بـ إختيآرآت الأفلآم المتعدده ممرره طرف سبآبتهآ اليسرى فوق العرق الغليظ النآفر من سآعده الأيسر ليحس هو بـ الضغط الرقيق لبنآنهآ فوق عرقّـه ونصف إبتسآمه قصيره بوجهه أغمض فيهآ عيونه منتشي من زكى رآئحـة شعرهآ وبقوّه ليجيه صوتهآ متململ: إنت بتشغل لنآ فيلم نشوفه بيومك هذآ ولآ بتقعد تشمشم في شعري !
....: دفشـه مآتنعطين وجـه
....: لأنه أبدّ مو وقته

إنحدرت يمنآه مستقره فوق بطنهآ رآفعه عنهآ إللي إلتصق بهآ من الملآبس متحسسهآ وبهدوء يمآثل التسلل هآمس: تحبي أوريك وقتهآ ولآ مو وقتهآ !
أرخت رأسهآ تمآماً فوق صدره ليصير أسفل ذقنه هو فوق جبينهآ مستمع لهمسهآ الذآئب ومازال بنآن سبآبته اليمنى يمآرس السحـر بشكل حلقـى حول سرتهآ: وآلله يآنجمـي مو وقته ولآ وقتك ههه
....: ههههه وبعدين معك يآلدفشـه ؟!

....: إنت مآتملّ يآنجم ؟!
....: من إيش !
....: منّـي .. من العلآقه معـي !
ترك الـ آيبآد من يده بـ الأرض رآفعهآ زحفاً لتلتصق أكثر به هآمس: لآ مآ أمّـل وابشرك مآرح أمّل

....: هههه فين البشآره بـ الموضوع , أف إنت مآفي مهرب منك !
جآوبهآ أولاً بقبله رقيقه فوق كتفهآ العآري من حمّآلة رفيعه هآمس: وين تبين تهربين !
....: هههه أي مكآن , بس أرتآح منك شويّ
....: يعني ترتآحين إنتي وأنآ أتعب ؟
....: بـ آلله ؟! ويعني أتعب أنآ وإنت ترتآح !
....: طيب يلآ عشآن أنآ تعبآن
....: هههههه أوفففف منـك
....: أوف منك إنتي
....: شغل الفيلم يآنجم

....: يعني مآتبين فيلم لآيف مبآشر ؟
....: لآ أفلآمك اللآيف وصخـه أنآ أبغى فيلم فـ الـ آيبآد
....: ههههه ليـلآآآآآ
....: بآقي على رمضآن ثلاث أيآم يعني يآريت نحترم نفسنآ شويّه مآشي ؟
....: شدخـل ! وبعدين تعآلي هنآ , عشآن فعلاً بآقي ثلآث أيآم لآزم مآ أخليك ولآ دقيقـه فهآلثلآث أيآم لأني مآرح أقدر أطولك بكيفي فـ رمضآن


نآظرت بـ السقف ويديهآ فوق يديه شآبكه أصآبعهآ بـ أصآبعه فوق بطنهآ هآمسه: أول رمضآن يجمعنآ
....: فيه رمضآن قبل
....: تذكر أول يوم سويت لك فطور , كلمتك قلت بتفطر برآ وأنآ تعنيت وسويت لك فطور مع إني كنت تعبآنه
....: طبعاً أذكر , جيتك يومهآ وإنتي تجمعين الأكل
....: إتهمتني بـ إني سآرقه , خآيف مره على أكلك يآمعفن
....: هههه أمزح معك شفيك إنتي , بس تدرين أهم شيّ صآر ذآك اليوم
أغمضت عيونهآ مبتسمه تلتهآ ببلعة ريق مجآوبه بـ إنكآر: إيش ! مآ أذكر !
مآل برآسه يمنه مطبق أسنآنه وبـ رفق على جآنب عنقهآ الأيمن بعدمآ أردف لهآ أولاً: مآتذكرين هـآآ !
أبعدت رآسهآ عنه صآئحه وبـضحك إثر – عضته - : ءآآآ ههههه

نجم: إيش حصـل ؟!
....: انت طلبت إني أأكلك
نجم: وبعدين ؟!
....: أدري عنك يآلخبيث وين تبغى توصل , وأنآ أشربك الشوربه قمت يآنذل وعطيتني Kiss
....: نذل هآ ! إعتذرت ترآ من بعدهآ وإنتي شسويتي !

تبدلت ملآمحهآ لضيق سريع مطبقة الفم من وقع الذكرى المهينه لهآ ..
لحظة مآ نفت إعتذآره لهآ بكونهآ متقبلّه هآللي صآر فعلا وتبيـه ..... تبيه وهو رفـض !

وكأنه أحسّ بهآ أعقب بـ همس خآفت وشفتيه مآزآلت مستمره بمدآعبة الجآنب الأيمن لعنقهآ وبمنتهى الرفق والرقّه: والحين أبيك أنآ وإنتي ترفضيـن
شددت من تشآبك أصآبعهآ لأصآبعه مردفه: مو مسموح لي أطلع عيونك شويّ ؟!
....: يآشيخه إنتي طلعتي روحي مو بس عيوني

....: طيب خلّ أطلعهم لك صدق , علمني كيف أصلـي زي إللي يجون في مكـه والكعبـه
من فوره إبتعد عنهآ عآقد الحآجبين مستفهم تعبيرياً لترد هي مكمله وإبتسآمه وآسعه بوجههآ: وأبغى أحفظ قرآن عشآن أعرف أصلي .. علمني عشآن رمضآن حقي يكون صحيح ..
....: ههههه إنتي من جِدّك ؟!
إلتفتت له مقلبه عيونهآ بـ إحتقآر مردفه: مآ أمزح إنت ووجهك يآنجم , حفظنـي شويّه من القرآن عشآن أعرف أصلي

....: مآتعرفين تقرأين عربي ؟
....: لآ , أتكلم بـس
أطبق شفتيه لحد مآصآروآ خطّ مستغرق في تفكيره للحظآت أعقب من بعدهآ بآسم: أبشـري .. بخليك تسمعين تسجيلآت لسور قصيره من القرآن
ليلآ: كيف بحفظ ؟
نجم: الشيخ بيقول السوره وإنتي إسمعيهآ بـ الجوآل , كل مآتنتهي شغليهآ من جديد وإسمعي لين تحفظي , بحمّل لك أقصر السور مع سورة الفآتحه

....: الفآتحه ؟
....: إيه , هي السوره المهمّه عشآن الصلآه وبعدين مشّي حآلك بكم سوره من السور القصيره
....: وإنت حآفظ ؟
....: إي طبعاً حآفظ
....: وليش مآتصلّـي !

....: يآدآفع البلآ , وش طيحة الوجه هذي ! ليلآ خليك شآطره ولآ تسألي هآلأسئلـه مره ثآنيه حبيبي طيب !
قوست فمهآ بلآمبآلآه مردفه بعدمآ بدّلت من وضع جلوسهآ لتصير مقآبله له بـ جآنبهآ الأيسر – مقرفصه – سآقيهآ محآوطتهم بذرآعهآ جآلسه بين إفترآق سآقيه: سجـل بصوتك وأنآ أسمع

أعقد حآجبيه إستغرآباً وإبتسآمه فآتره بوجهه سآئل: كيف يعنـي ؟
....: إنت مو تقول حآفظ ؟! خلآص سجّـل ليّآ بصوتك القرآن هذآ وأنآ بقعد أسمعه وأكرره وأحفظ
....: بحمّل لك من النت بصوت حلـو لـ شيخ
....: لآء , مآ أبغى شيخ , أبغى اسمع صوتك إنت , بحفـظ أسرع
....: ههههه عيونـي , تدرين عآد بآخذ الأجر نت وراك وحسنآت بـ الهبل

نآظرته بـ إنتبآه سريع مستفهمه: كيـف !
....: كل مرّه تسمعين فيهآ صوتي بـ التسجيل تآخذين حسنآت , شوفي عآد كم مره بتكررين لين تحفظين .. وإذآ حفظتي فعلاً السوره بآخذ حسنآت أكثر لأني السبب

إتسعت عيونهآ ببرآءه فآغره فمهآ بدهشه ليرد هو بـ إبتسآمه هآمس وطرف إبهآمه متحسس وبـ رقّه شفتهآ السفلى مأكد: أهـآآآ
أبعدت رآسهآ بـ نفور من لمسآته رآمقته بنظره كآرهه معقبه بـ جفآء: لآ خلآص بسمـع من صوت شيـخ
....: ههههه آللهُ أكبر
....: مآتستآهل أعمل فيك خير أصلاً لآ وبعد أعطيك حسنآت كذآ بلوشي

من فوره أحكم قبضتيه على معصميه لتصيح هي صآرخه نآفضه نفسهآ عنه طآئحه بـ الأرض: لآآآآآآآآ
إنقض عليهآ جآلس فوق خآصرتهآ مبآعد السآقين ضآحك: نذآله بنذآله عآد أنآ أوريك شلون مآ أسوي فيك الخير يآنآكـره
....: ههههه آسفه آسفه وآلله آسفه
....: بلآ آسفه بلآ زفت خلآص


صآحت لآهثه بصعوبه جآهده تلتقط أنفآسهآ المختنقـه من شدّة ضحكهآ وحدّته بمقآومه وآهنه منهآ لرفعه هو لملآبسهآ العلويّه إللي تحررت أخيراً منهآ دون القطعه الدآخليه بيضآء اللون: ههههه وآآآآ ... وآلله العظيم بســـــ ... بسمـــع ههههه منـك هههه بسمع منك وآلله مآبغـــــى الشييييييييييييــــخ لآآآآآآآآآآ ههههه


/
/
/
/


أقفلت البآب من ورآءهآ بهدوء مشعلـه إضآءة الغرفه السهّآره الخآفته ..
هي ذآتاً تدري عن صحوهآ , دخلت دون سمآع الإذن بـ الدخول .. دخلت حتى دون طرق مسبق !

أطبقت فمهآ بـ يأس تنظرهآ من موقعهآ بجوآر البآب وهي نآئمه على سريرهآ متلحفّه وكآملاً بـ غطآء ثقيل على الرغم من حرآرة الهوآء ورطوبـة الأجوآء دون أي منفذ للتنفس يُذكـر ..


على عآدتهآ الغريبه مآتبدلت , تخنق نفسهآ بلحآفهآ الثقيل عند شعورهآ بـ الهمّ والحزن والإحبآط ..
جلست على طرف السرير متحسسه الجسد المتلحف لذيك مُدعيّة النوم هرباً هآمسه: قومـي ريتآج ..
ريتآج: .............
....: أدري إنك صآحيـه وتسمعيني , قومي أبي أكلمك
....: صيته مآلي خلق أحد , إطلعي برآ

دون تمهيد للفعل سحبت صيته بكلآ يديهآ القآبضه على اللحآف وبقوّه مبعدته عن وجه ريتآج رآفضه وبـ عند: لآآء
قآلت الـ - لآ – الرآفضه بآتره من بعدهآ إللي كآنت على وشك أن تتآبعه قولاً من سقطت عيونهآ على الجوّآل المنعصر بين قبضتي ريتآج أسفل فكهآ , قريب من أعلى صدرهآ !
ضآقت عيونهآ إستنكآراً للحظآت بعدمآ ردّت ريتآج شآده على وجههآ لحآفهآ وبـ جفآء وحِدّه تآركه لصيته لحظآتهآ الخآصه بـ تجميع شتآتهآ وأفكآرهآ المتضآربه إلى أن تكونت الصوره أخيراً لهآ ظآهره وآضحه وجليّـه !


أغمضت عيونهآ بهدوء وإبتسآمة إدرآك منتصره على غيآب عقلهآ وبطئ إستيعآبهآ إرتسمت بوجههآ لتظهر معهآ عمق غمآزتيهآ بكلآ وجنتيهآ هآزه رآسهآ إيجآباً وبتفهّم !

لفظت من بعدهآ بشيئ من اللكآعه والإستعآن متدلله: ءآآآآ ريتآآآآج يـ العوبـآآآ إنتي من متـى ــآآآآ !
من فورهآ ريتآج أبعدت الغطآء عن وجههآ متحآمله على كوعهآ الأيسر والإستفهآم بوجههآ بـ اللحظه إللي تأكدت فيهآ الثآنيه من ظنونهآ وأن بهآ ولو شيئ من الصحّه ..
أغمضت عينهآ اليمنى فآتحه اليسرى برفعة حآجب أيسر مآكره مُردفه بـ همس مُتدلل: الموضوع فيه حُب .. فيه عشـق .. فيه قلب يقول دوك دوك

إشمئزت ملآمح ريتآج معقبه: وفيه لسآن يقول عن السخآفه وإنقلعي برآ
بققت صيته عيونهآ ببرآءه رآفعه حآجبيهآ بصدمه يظهر فيهآ الإستهبآل: أوب أوب أوب
طيرت ريتآج عيونهآ بصبر نآفذ ثم تأففت بـ سأم رآده لوضعهآ نآئمه على السرير مغطيه وجههآ إلآ إنهآ هآلمره ولتهآ ظهرهآ للحظآت من الصمت المطبق أحست من بعده بـ إقترآب صيته منهآ , دآنيه عليهآ نآئمـه ثم هآمسه ..

الهمس إللي لفظت به صيته من أسندت جآنب وجههآ الأيسر على ردفيهآ: مآرح أنقلع قبل أعرف منهو الحبيب ووش قصته , وإنتي الحين تتكلمين ولآ ترآ أنزل أعلم أبوك كل شيّ

قآلته صيته مآزحه رغبة منهآ في نكشهآ لإثآرة إستفزآزهآ وإجبآرهآ على الكلآم إلآ إنهآ مآحسبت حسآب نفسيّة ريتآج المحطمّه وفؤآدهآ البريئ المُنكسر من قرآبة الأربعة أشهر رآفضه الخضوع والإستسلآم وكذلك رآفضه للإنهـزآم ..
مقآومتهآ لنفسهآ قويّه وتحكمهآ بـ إرآدتهآ قآسي ..

نفضت الغطآء عن وجههآ ونصف جسدهآ مستقعده ودون تنبيه بمبآغته أسقطت رأس صيته عنهآ صآئحه وبكل مآ أوتيت من عزم وكبت أشهر عديده متوآليه: إيه أحــب , أحــــــب وش عنــدك ! ولآهمتنـي تهديدآتك إنقلعـي برآ علمـي إللي تبي تعلمينـه بس قبل تطلعيـن أحب ألفت نظرك لشيّ تحسبين مآحد يعرفه .. غرآميآتك الوصخه مع دكتورك أعرفهآ , كل شيّ أعرفه فلآ تحآولين تجين على رآسي وتتمشيخيـن , كُلنآ بـ الهوآ سـوآ .. يلآ إذلفي وخذي البآب بيدك

قآلت كلمآتهآ الصآرخه دون أدنى مرآعآة لشعور صيته المذهوله .. أعآدت فتح جرآحآتهآ إللي ترآءى لظنهآ إندمآلهآ ..
قذف ريتآج لهآ قآسي .. أقوى من أن يتحمله قلبهآ الوآهن ..هي أخطت ولكنهآ تآئبـه ..
غرآميآتهآ الوصخـه ؟! ........ ريتآج جداً ظآلمـه

مآقدرت إلآ أن تكتم صدمتهآ بعفوية يمنآهآ إللي إرتفعت لفمهآ المنفغر ترمق ريتآج بنظرآت كسيره لآئمـه , مذهوله وغير مُصدقه في حين كآنت نظرآت ريتآج إتهآميّه قآسيه دون رحمـه أو حتى لُطف وشفقـه تخفيفاً عن صيته وبـ الفجيعه اللفظيه إللي ألقتهآ لتوهآ على مسمعهآ ..
وقفت صيته بعدمآ خذلتهآ دمعه تلتهآ توأمهآ من العين الأخرى رآكضه خآرج الغرفه إللي تركت بآبهآ مفتوح ...

وكأن ريتآج أخيراً أدركت فدآحة لفظهآ وقسوته .. تجبرت على صيته وضعفهآ وهي تدري مسبقاً وتمآماً عن وهنهآ وقلة حيلتهآ ..
رمت جوآلهآ وبقوّه ليطيح بـ آخر السرير دون أن يرتطم أو يتضرر هآمسه بقهر وحسره شآده شعرهآ من المقدمه: آلله لآيهنيّك يآبــــــدر !


/
/



ثنت سآعدهآ الأيمن تحت رأسهآ ممددة الجسد الضئيل على جآنبهآ الأيمن فوق سريرهآ ورديّ الغطآء الستآني النآعم ..

تنظر بعيونهآ الدميعـه متورمة الجفن الأحمر إضآءة جوآلهآ الصآمت المهتز بـ إسمـه ...
ترقبـه بـ صمت إلى أن تنتهي المكآلمه دون ردّ منهآ ليظهر على الشآشه التعدآد الرقمي الآخذ في تزآيد عدد المكآلمآت التي لم يرد عليهآ حآملـه إسمـه .. وإسمه فقــط !
إسمه إللي مآوقف عن تكرآر إضآءة شآشتهآ للمرّه الرآبعه على التوآلي بعدمآ إستغرق سآعه حآول فيهآ مآيقرب الـ سبعة مكآلمه ولمّ تردّ على أيّهآ !

تحآملت على نفسهآ جلوساً مسندة الظهر لخلفيّة سريرهآ الوثير سآحبه على الشآشه ليبدأ التعدآد الزمني بـ حسب الثوآني أولاً لمدة المكآلمه ...


....: وشهو إلي إتفقنآ عليه !
إبتلعت ريقهآ سآئله بصوت مخنوق: إيـش !
....: أنآ ويّآك قبل تطلعين لبيتك وآفقت وبشرط .. وشهو !
....: تردني البيت بـ أول ليلة رمضآن
....: شآطره نسوم , مآنسيتي ... واليوم إن شآلله أول ليله برمضآن , ممكن تفسير الحين لمكآلمة أبو ليـن ! وش معنآتهآ !

أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً بعدم فهم وتفآجئ , سألت مستنكره: أحمد أخوي !
....: إي أحمـد , أبو ليـن .. توّه مقفل معي الخط ولآ تسوين يعننك مآتدرين
....: صدق مآ أدري

قآلتهآ وأطبقت من بعدهآ أصآبعهآ النحيله المرتعشه على طرف بلوزتهآ الورديّه من وصلهآ صوت زفيره القويّ يظهر مُثآر منفعل وهو في مقآومه لمحآوله تهدئه نفسه وكبت عصبيته إلى أن وصلهآ صوته شبه منضبط مُتحكم: أخوك عآزمني بكرآ على أول فطور والعلم عند خآلي مهيف بعـد وآلله أعلم أمي ميثآ عندهآ خبر ولآ بآقي ... أخوك لفت إنتبآهي إنك بآقيه عندهم اليوم بعد , يعني بآلصريح مآ أجيك ولآ أفكر آخذك ممكن أعرف إنتي وشهو إللي قلتيه بـ الضبط لأن أكيد عزيمة بكرآ هذي مو من فرآغ ومتأكد مليون بـ الإميه إن فيه سآلفه وش طولهآ وعرضهآ بتنفتح فـ المجلس بكرآ فيآليت تعلمين زوجك بـ أصل الموضوع لأني مآ أحب أظهر بمظهر المغفل إللي مآيدري عن شيّ ..... تكلمـي يآنسمه أسمعك أو أجيك الحيـن

دآرت عيونهآ مرتآعه , هل فعلاً تمآم الموضوع وإنتهآئه بيكون بهآلبسآطه ! بينتهي بـ عزيمة فطور !
هي لحدّ اللحظه مآتدري أصلاً عن أصل هآلعزيمه والتخطيط لهآ .. مآحد من إخوآنهآ توآجه معهآ بـ أيّ شيّ إلى هآللحظـه ..

أمهآ أفصحت عن الموضوع ؟ يعقـل !
هزت رأسهآ بـ خفّه منتبهه من شرودهآ على صوته الصآرخ يستنطقهآ وبـ جفآء غآضب صآرخ: نسمـــــــــــــه

....: أنآ مدري عن شيّ وآلله يآعُديّ

....: شلون مآتدرين ؟ موجوده معهم إنتي بنفس البيت ولآ مرسلينك المريخ نسمـه لآتستفزيني أكثر , تدرين إني على شعـره منـك ومن تصرفآتك ... خلــص وقسم بـ آلله مآعآد فيني طآقه أتحملك أكثــــــر
إنحدرت دموعهآ متوآليه .. إنهآرت صآمتـه دون أن تصدح إحدى شهقآتهآ المكتومه جبراً ..
إكتفت بـ كبت إنفعآل بكآءهآ وإشتدآده بـ رصّهآ القويّ على جوآلهآ المرفوع لأذنهآ ورصّهآ بـ اليد الأخرى على طرف البلـوزه !

مآزآل لم يتوآني عن تسديد طعنآت كلمآته الجآرحه لهآ حتى بـ إبتعآدهآ عنه !

أبعدت الجوآل عن اذنهآ معلقه عيونهآ البآكيّه بـ السقف نآفخه هوآء حآر مشتعل من أنفآسهآ المحترقه للحظآت بـ صبر فآرغ من تجآهه إستحضرت فيهآ الشيئ القليل من قوتهآ المهدوره لتلفظ بصوت مخنوق شبه مسموع: بعرف الموضوع وأعلمــك

....: متـــى ؟!

إبتلعت ريقهآ بقوّه إنشدوآ معهآ كتفيهآ وبرزوآ عظمي ترقوتهآ رآصه على جوآلهآ وبعزم مآفيهآ من قوّه وآهنه رآده بنبره مُجهده مُهلكه: بعـد شـوي
....: معك ربـع سآعه وإن مآدقيتي علي أنآ بـدق
....: تمآم
....: نسمـه رح أنتظـــرك
....: تمآم

أنزلت عن اذنهآ الجوآل معتصره عيونهآ إللي هدأت للحظه عن إهدآر الدموع ... إرتسم تعبير مقآومة البكآء الجآهده بوجههآ البريئ الذآبل ..
إكفهر وإزدآد إحمرآره .. إنشدوآ شفتيهآ كآشفه على صفي أسنآنهآ المطبقه وبقوّه كمقآومه شديده لكبت البكآء !

إنتفخت أودآج عنقهآ الرفيع كـ نتيجه لشدة كتمهآ الشيئ إللي تغلب عليهآ أخيراً وبقوّه بعدمآ اطلقت اول شهقـه مبحوحه ضآربه جبينهآ مرّآت متوآليه لإنتصآف ركبتيهآ الملتصقه !
وهنت ضربآت رأسهآ أخيراً إلى أن هدأت .. سحبت شعرهآ وبآلقوه رغبة في إبعآده عن وجههآ المتألم بملآمح بآكيه متوجعّه ..

مآهدأت دموعهآ ولو للحظـه .. سآل بلل مخآطهآ لتتدآركه هي بسرعه مآسحه شفتيهآ ومآفوقهم بظآهر يسرآهآ رآفعه بيمينهآ جوّآلهآ إللي أضآءته للحظـه ومن ثمّ أغلـق كآملاً ... وتمآماً !

رفعت عيونهآ المحمرّه البآكيه متورمة الجفن للسقف بنظره في منتهى الحُزن والتوّجع تظهر بآئسـه , فآقده للأمل ..وكسيـره: إشهد علي يـآرب إنّـي أحبّـــــه !


/
/
/
/



مرت نصف سآعه مآتحملّت أكثر لوم النفس وتأنيب الضمير ..
تأففت معلنه إنهزآم نفسهآ معترفه بخطأهآ ..

أنزلت الفرشآه الخآصه بـ توزيع البلآشر من يدهآ وإللي طآلت بين أصآبعهآ محركتهآ على وجنتيهآ البآرزه تنآظر نفسهآ بـ المرآيه بعدمآ تفننت بـ إبرآز شرقيّة ملآمحهآ وبـ صخب فآتـن ..
هي على الأغلب المحتمل ... تمتلك أجمل عيـون عسليّه دآعجـه وأجمل نظره أليمـه قآتلـه ..

أطبقت شفتيهآ المكتنزه المصبوغه بلون أحمر صآخب هو المُفضّل عندهآ وآقفه عن كرسيهآ الخآص بـ التسريحه موآجه للمرآيه رآفعه جوآلهآ عن الطآوله خروجاً للطرقه إللي تقآبلت فيهآ مع أصغر إخوآنهآ إللي مآتوآنى عن تكدير مزآجهآ المكدر أصلاً بـ الكلآم المُبطن: أووه العروس العفشـه , هآلله هآلله بـ الزوآج نبي نفتك من ذ الخشّه سريع سريع

إنكمش أنفهآ الدقيق الحآد وإرتفعت شفتهآ العليّآ بـ إشمئزآز سآفهته متوجهه لمقصدهآ ليرد هو على سفههآ مكمل إللي بدأه: لآ ويعننهآ مآتبي الزوآج ومن الحين تلون وجههآ وتتزين
وصله الجوآب بـ صحكّهآ القوي لبآب الغرفه بوجهه دون تعليق لفظي أو حتى بوجههآ تعبيري ليهمس هو بـ صوت مأخوذ بـ الصدمه من فُجآئية تصرفهآ وعنفـه من صفقت البآب وبقوّه إهتزت بسببهآ الأرض من تحته: بل بل بل .. الـــــعمــــى !

بدآخل الغرفه المظلمه إللي أضآءتهآ إضآءة سهّآره صفرآء خآفته مطبقة الفمّ بـ إنزعآج .. هي صبرهآ محدود وعصبيتهآ مُفرطه .. تحملهآ بردود أفعآلهآ اللفظيّه منهآ خصوصاً ضعيف للغآيه يكآد يكون مُعدم .. لسآنهآ سوط سليـط وكلمآتهآ موجعـه .. ردهآ دآئماً على طرف لسآنهآ جآهـز للقـذف دون توآني ..

كآنت الثآنيه قد إلتفتت لهآ مسبقاً من تصفق البآب بهآلقوّه ومآسرع مآردت نآئمه ممدده موليتهآ الظهـر ..
....: قومي صيته أبكلمـك
....: لو سمحتي ريتآج لآ أنآ الحين وضعي يسمح نتكلم ولآ حتى إنتي فـ تكفين إطلعي عشآن مآنزيدهآ على بعض ونقول كلآم نجرح فيه بعض

....: مآقصدت أجرحك بس إنتي إستفزيتيني , صيته أنآ مآسويت شيّ غلط عشآن تهدديني تعلمين أبوي , واظن من حقي أوآفق على هآلزوآج أو أرفضه .. وهآلشيّ أبدّ مآله دخل بآللي ممكن تعلمينه لأبوي أو لأي أحد

من فورهآ إستقعدت جآلسـه .. ملآمحهآ مُهلكـه من الأسى والبكآء ..
وجنتيهآ مُحمرّه وكذلك عيونهآ .. آثآر البلل متعلقّه بـ رموشهآ الكثيفـه كثآفه غير معقولـه ..
يظهر إنتفآخ تحت عيونهآ وآضح وهي علآمتهآ الفآرقه بـ البكآء وإن كآن قليل فـ مآسرع مآتنتفخ جفونهآ فآضحـه !


مسحت بظآهر يمنآهآ البلل من أسفل أنفهآ فوق شفتهآ العُليآ مُردفه بصوت مُتأثر بآكي: أنآ إللي مآقصدت .. إنتي إللي الجدّ عندك مثل المزح .. وإن كآن كلآمي جآد مآلك حق يآريتآج تقولين إللي قلتيـه .. أنآ !! أنآ أسوي غرآميآت وصخـه ! إنتي وآعيه ومدركـه معنى إللي قلتيه هذآ إيش !
مسكت ريتآج رآسهآ يظهر الندم بوجههآ إلآ إنهآ متغطرسـه , مآتقوى حتى الإعترآف بخطأهآ علناً لترد صيته مكمله بذآت الوهن والإنكسآر: كلمتك هذي جآرحه يآريتآج وبقوّه .. تطعنين فيني وفـ نفسك وفـ كل من بهآلبيت .. أنآ مو قليلة دين ولآ تربيه ولآ عديمة أخلآق وشرف بـ ......

قآطعتهآ ريتآج بـ إندفآع مُبرره: مآقصدت هآلشيّ إسمعــي .. إسمعي بس .... صيته أنآ قسم بآلله نفسيتي زفت زفت زفت ومن أول وإنتي تدرين وجآ هآلخبر الأزفت كمّل عليّ وإنتي بكلآمك قمتي بـ الوآجب مآقدرت أتحكم بنفسي وجت فيك ... كلآمك إستفزني زي مآكلآمي إستفزك .. حسيت إنك تقطين كلآم بـ إني أسوي شيّ غلط وبسببه بتعلمين أبوي هو يتصّرف فـ بس هذآ إللي طلع مني وأدري إنه بـ إسلوب زفت مدري عآد صيته إنتي متعوده علي وتدرين إن ذآ إسلوبي مب شي جديد عليك

....: أنآ كلآمي إستفزك بس إنتي كلآمك جرحني , فيه فرق بين إللي قلته لك وبين إللي قلتيه إنتي لي .. حتى بـ النوآيآ و إنه كلآم مبطن فـ الفرق شآسع هذآ أوّل شيّ , ثآني شيّ أبيك تعرفين وزين إن مآفي بيني وبين أي دكتور سوآ إللي ببآلك أو غيره أي شــــيّ ... لآ تحطيـن دكتر عُمر برآسك يآريتآج لأنه وقسم بآلله مآفي شيّ .. أعترف صح إن كآن فيه إنجذآب بـ البدآيه بس بعدين عرفت حقيقة هآلشعور .. هو إعجآب بشخصيته مو أكثر وعُمر يستحق هآلإعجآب .... أصلاً مين يعرفه ومآيعجب فيه أو يحبّه .... غصباً عنك مو بـكيفك


ريتآج: ولو بنطلّع عُمر من الحسبـه , حآلك الردي هذآ وشهي أسبآبه ! لآتفكرين تكذبين لأني أدري عدل عن كل هآللي تحسينه

أغمضت صيته عيونهآ بآلقوّه هآمسه بـ الإستغفآر لتكمل ريتآج قآصده تضييق الحصآر عليهآ أقصى مآيمكن: أدري إنك مجروحه من ذآ الحب يآصيته .. مدري لمين بـ الضبط .. لـ عُمـر ولآ ذآك الممرض عآصم , عموماً الإثنين فآشلين وأحسن شيّ تطيرينهم من رآسك .. وآحد طآر أصلاً لأنه مو قبيلي .. تتوقعين الثآني مآيطير لأنه أصلاً مو سعودي ؟! أف منك يآلغبيّه ... ذآبحك الحبّ لدرجه تنتقمين فيهآ من نفسك أبشع إنتقآم .. تقطين نفسك بـ الهلآك معمي على قلبك وعيونك .. توآفقين أول شيّ على رجل الكهف مطلـق الزفت أبو القمـل ! ومن كمّ يوم سطّـآم أفنـدي ! عيني عينك تتنآزلين عن نفسك وعن وظيفتك الزفت إللي تشوفينهآ جنتك وتشتغلين عآملـة خبز ومعجنآت قدّآم الفرن ! إنتي وين مخـك ! بلآ يبلآه ذآ إللي أكل عقلك وفطر قلبك مآل الوجع الله لآيهنيّـه ..... الله لآيهنيهم كلهـم

....: لآتدعين على أحدّ
....: شيخه صيته يكون خير لو تبلعين لسآنك , أنآ بس إللي أتكلّم
ضمت صيته سآقيهآ لصدرهآ محآوطتهم بذرآعيهآ مآئله برآسهآ المسند فوق إنتصآف ركبتيهآ تنظر ريتآج إللي أردفت بهدوء نسبي: سآعدينـي صيتـه
صيته: ..........

فوراً تخلّت عن هدوئهآ علآ صوتهآ وصدح صآرخه وبـ إنفعآل رآفعه سبآبتهآ وبـ تحذير: إسمعـي إنتي لآتنآظرين كذآ ... أصلاً غصب عنك تسآعديني , إنزلي فوراً لأبوي وإبكي عنده .. اطلبي تتزوجينه إنتي مو أنآ أوف أوف مو أنـــــــآآآآ
إلتوى فمّ صيته يمنه رآفعه رآسهآ عن ركبتيهآ هآمسه دون إهتمآم: أصلاً طآلبينك بـ الإسم .. ريتآج .. ريتآج مو صيته
عفطت ملآبسهآ من منتصف الصدر رآفعه عيونهآ للسقف متوسله النجآه من ربهآ صآئحه: يآربي يآربي يآربي أفففففففف

صيته: ههههه أحد يتوسل ربّـه ويتأفف !
لآنت ملآمح ريتآج ورقّت وكأنهآ على وشك البكآء المفتعل: صيته إنتي مآتعرفين هآلمؤآمره إللي قآعده تصير
إتسعت عيونهآ بـ دهشه مصطنعه مضخمه من نبرة صوتهآ بـ تفآجئ: مؤآمــــــره !!!
بسرعه أردفت ريتآج بـ حمآسه للإيضآح وإندفآع للشرح: إي وقسم مؤآمره .. أبوي يقول ولد المرشـد .. عآمر المرشد أففف يآآربي أففف تدرين شمعنآته !
صيته: وش معنآته ؟
ريتآج: ولد عآمر المُرشد .. عآمر مآغيره


إنشدوآ كتفيهآ للخلف عآقده حآجبيهآ بعدم فهم مقوسه فمهآ لترد ريتآج مكمله بـ حرآره المتسبب الأول فيهآ هو قهرهآ وغيظهآ لآفظه من بين أسنآنهآ جبراً: دكتوره زفت سآلي المُرشـد .. أكيد إنه أخوهآ أففف يآربي وش ذآ البلآ , صيته وربي إنهآ مكيده منهآ ومؤآمره .. هذي الحقيره آخر مرّه توآجهت فيهآ معها خسفت بهآ الأرض ومسحت بوجههآ البلآط .. جآيتني يعننهآ تسوي فيني معروف وتعرض علي خدمآتهآ النفسيّه إللي زي وجههآ الغثيث أففف يآربي قآل تبي تعرف السبب ورآ إن مستوآي ترآجع .. تدرين إني ذبحت نفسي درآسه بس عشآن أثبت لهآ إنه ولآ يهزني شيّ ... رديت مثل مآكنت صحّ مو الأولى بس ترتيب الثآلثه على الدفعه زين بعد من بعد هآلخيآس إللي سويته .. هـــه

تأملت صيته حموّ ريتآج وإنفآعهآ بـ الكلآم والـ - هـه – الأخيره إللي لفظتهآ تبآهياً بـ النفس وتفآخراً بـ الذآت ..
مآقدرت إلآ تبتسم ولآشعورياً , ريتآج عفويّه جداً وإن كآنت إنفعآلآتهآ مهتاجه ودائما إلآ إن طريقتهآ بـ الإفصآح عنهآ والتعبير جذآبـه ..
تصلح وبقوّه في سرد الحكآوي والقصص أو ممكن في الدبلجه الكرتونيه منهآ خصوصاً , تتقمص تمآماً الأدوآر وتجيد السرد ..


ريتآج: على إيش تتبسمين إنتي ووجهك مخبوله ؟
صيته: وآلله مآ المخبول غيرك
ريتآج: بتسآعديني !
صفقت صيته كفيّهآ فيما بينهم بهدوء هآزه رآسهآ نفياً: لآحول ولآ قوّة إلآ بـ الله
إحتضنت ريتآج يدّ صيته اليسرى متوسلّه لهآ بنظرآتهآ المتدلله: صيته تكفين تكفين تكفين إتزوجيه , قولي لأبوي وآلله مآيردك هو يحبك إنتي أصلاً وآلله مآيرضى يحزنك , إقنعيه قوليله يعلمهم إنك إنتي المنآسبه أكثر لأنك أصلاً الأكبر ومتفرغه من الدرآسه ومآتختلفين عني بشيّ , هم شـ يبون فيني أصلاً أففف يآربي يآربي يآربي , أهم شيّ وحده من بنآت الشيخ علي وإنتي موجوده وأظن وحده قبلت بـ رجل الكهف مطلق مو معقوله مآترضى بـ ولد المُرشد
طيرت صيته عيونهآ بـ ضجر: إنســـي


نفضت ريتآج يدّ صيته وبآلقوّه , ملآمحهآ تقول الدمعه على وشك أن تسقط: حقــيره
صيته: إحفظي أدبك أزين لك
ردت ملآمح ريتآج ولآنت مترقرقه عيونهآ رآمشه بـ دلآل قآصده إستعطآف صيته وإلآنة قلبهآ للإنصيآع لأمرهآ المبتذل ورغبتهآ المستحيله: صيته تكفين سآعديني .. ترضين أول فرحه لي تكون مع وآحد مُطلّـق ؟! وش درآنآ ليش مطلق أكيد إنه مخبول معتوه معقد مريض نفسياً وأكيد إنه من شورة الدكتوره الزفت سآلي ولآ من وينهم يدرون عني ويطلبوني بـ الإسم ... الحقيره تبي تنتقم

صيته: آللهُ أكبر , وش ذآ الإنتقآم ! تحقد عليك تزوجك لأخوهآ !
ريتآج: ع أسآس زينه الأخ , أكيد مآ شآرت شورتهآ إلآ والسبه فيهآ بلآء .. مطلق , تدرين وش يعني مطلق .. أكيد إن فيه ورآه مصيبه .. يمكنه نصف رجّآل ؟
وكأن صيته إندمجت ودخلت بـ الجوّ الحمآسي إللي تخلقه ريتآج , إقتربت عليهآ برأسهآ سآئله بـ إهتمآم: وش يعني نصف رجّآل ؟


لوت ريتآج فمهآ يمنه ويسره مرآت سريعه متوآليه والمسمّآه بـ - الولوله – مردفه بذآت الهمس الخآفت وكأنهآ قضيّه حسآسه يتشآورون بـ أمرهآ: يعني من برآ هآلله هآلله ومن جوآ يعلم آلله
مسكت صيته أسفل شفتهآ مستفهمه: يعني وشـو ؟
ريتآج: إفهمي يآلثور , يعني من برآ رجّآل لحيه وشنب ومن دآخل أووو لآلآلآآآآآ , مآيعــرف ..... مآآآآبيعرفشـــــــــي هيهيهيهيهي


إتسعت عيون صيته بصدمه لحظيّه أعقبتهآ بضحكه صآرخه على قصدّ ريتآج البذيئ أولاً وعلى تقليدهآ اللهجـه المصريه بـ لفظ كلمة – مآبيعرفشي – ثآنياً وعلى ضحكتهآ الخليعـه المشآبهه لضحكآت الرآقصآت أو المنحرفآت أخلآقياً بـ المشآهد التلفيزيونيّه ثآلـثاً .... ريتآج فعلاً معتوهه ولكنهآ كوميديّه !
....: ههههه يخزي إبليسك إنتي وش ذآ الخيآس إللي بمخك
قلبّت ريتآج عيونهآ متملمه: أقول الصدق
همست صيته بـ تخوّف: لآيسمعك أبوي تقولين هآلكلآم وقسم لـ يكوفنك بمكآنك ...................... هههههه يمّه منك مخك زبآله

ريتآج: إي وأنآ شدخلني أتزوج بوآحد إحتمآل إنه نصف رجّآل وأتورط معه ؟
صيته: مآني مصدقه إنك تفكرين بهآلأشيآء ! وش ذآ الوصخ ريتآج عيب ههههه
ريتآج: إفهميني .. سآلي مستحيل تسوي سوآتهآ هذي إلآ وفيه بلآء .. مو شرط إنه نصف رجّآل .. ممكن صآيع سربوت نسونجي أو حشّآش مُدمـن معتوه مخبول ....... أي شيّ المهم إنه وآحد مآمنه رجآ

صيته: أصلاً ذآ عزّ الطلب .. تذكرين أبوي من قآل فيه أحد يبي يخطبك وسمعنآ الإسطوآنه .. رآعي دين وأخلآق , سنآفي ولد أجوآد , مُلتزم رآيته بيضآ .. وش إللي تقولينه إنتي !
ريتآج: أبي وآحد صآيع حشّآش نسونجـي مُدمن مخدرآت سآرق قآتل ردّ سجـون
صيته: ههههه شآطره , وجآك إللي تمنيتيه , ألف ألف ألف مبروك

كورت ريتآج قبضتيهآ بقهر عيونهآ دميعه هآمسه: وقسم بـ الله لو طلبني الحين رجل الكهف أبو القمل مطلق لأوآفق عليه

إنفجرت صيته ضآحكه لحد مآدمعت عيونهآ تشآهق أنفآسهآ وريتآج ترمقهآ بـ كُره حآقده: هههه تقسمين بـ الله لـ مطلـق !!! لآ كذآ آمنـت .. الوضع خطير
ريتآج: اقولك أخو سآلي المُرشد ... عدوتي اللدوده , متى تفهمين ؟!
صيته: مدري صرآحه هآلتفآهه إللي بينك وبين دكتورتك إللي يظهر إنهآ تآفهه مثلك متى بتنتهي ونفتك من هآلدرآمآ ! إنتي مآعندك أحدّ يدّرس بهآلجآمعه إلآ سآلي المرشد هذي !

شدّت ريتآج فمهآ المطبق بـ قوّه مغتآظه أردفت من بعدهآ بـ حموّ وإنفعآل: إلآ فيـه , بس غثّه زيهآ مآفيـه أففف يآربي مـررض
صيته: هههه وش قصّة أففف يآربي هذي مع كل كلمه
ريتآج: أكبت فيهآ قهرتي , صيته مره منقهره أحس بنفجر بموت خلآص مستحيل أتزوجه والله أشرد من البيت
صيته: مجنونه إنتي ؟
رفعت ريتاج حآجبهآ الأيسر بـ عنآد رآده ودون تردد: لآء , وبتشوفين .. أنآ مآحد يجبرني على شيّ ... أنآ مو مثلك .. لو إني أبيه كآن غصبتهم هم يوآفقون لو إنه إيش مثل الممرض حقك ذآ بس إنتي خبله مغير تبكبكين وتبلعين لسآنك رآضيه بـ الأمر الوآقع .. أنآ الحين رآفضه ومحد يقدر يوقف بوجهي

صيته: عشآن إللي تعرفينه ! صدق وش قصته ذآ تكلمّي فوراً !
رفعت ذقنهآ بـ تفآخر رآده: ريحي نفسك , أنآ أعرف أختآر عدل .. أولاً سعودي ثآنياً قبيلي ثآلثاً شآب حلو ومزيون وولـد عـز وفلـ ......

قآطعتهآ صيته بـ إشآرة يدهآ أن تسكت لآفظه بـ أمر هآدئ النبره: جوآلك
أعقدت ريتآج حآجبيهآ بعدم فهم قد إرتسم الإستفهآم بوجههآ لتوضح صيته قصدهآ بذآت الهدوء في النبره: الحين دقي عليه
ريتآج: منهو ؟
صيته: منهو يعني ! ركزي معي .. الحبيب المجهول


إرتسم الذهول بوجههآ متسعه عيونهآ ولآخرهآ غير مُصدّقه لتكمل صيته: إيه دقي عليه .. والحين .. وبسمع معك المكآلمه من أولهآ للنهآيه
ريتآج: ..........
صيته: إمسحي هآلصدمه من وجهك ونفذي الكلآم .. الحين تعلمينه كل شيّ , علميه إن فيه وآحد طآلبك , إرمي الكره بملعبه هو وحطيه قدآم الأمر الوآقع وش إللي يتحرآه يعني دآم على قولك أحسنتي الإختيآر مآعنده إللي يعجزه فيه كل الموآصفآت خله يطلبـك .. إثنين منآسبين بوقت وآحد طآلبينك بتكونين مجبره على الإختيآر .... إختآريه


ريتآج: صيته إنتي من جدك !
صيته: وين المزح بـ الكلآم ؟ إيه من جدي
ريتآج: كيف يطلبني وهو مآشآفني ؟ صيته تدرين أصلاً إنه من أربع أشهر مآتكلمنآ !! طآلب يشوفني وأنآ متعصيّه
صيته: وليش متعصيّه
صدمهآ السؤآل .. كآن سؤآل طبيعي لآحرج فيه من الإجآبه إلآ إنهآ توترت .. ترددت بـ الردّ وتلعثمت بـ النطق: ءآآ يعـ ... يعني ... مآيصيـر
إبتسآمه قصيره مآل بهآ فمهآ إعجآباً وفخراً بـ ريتآج وقوتهآ بـ إخضآع نفسهآ رآفضه الخطأ وإن كآن بسبب الحُبّ !


تدآركت نفسهآ بسرعه مبتلعه ريقهآ سآئله بـ جديّه هآدئه مصطنعه فضولاً للخوض بـ أعمآق ريتآج المستتره: وليش مآيصير ؟
من فورهآ ردت ريتآج بـ إندفآع مُبرره: لأنه غلط .. غلط يشوفني ومآيجمعنآ شيّ شرعي إنتي مخبوله !! طلب نلتقى برآ .. عآدي أقآبله ! يمه إسم آلله علي جعله يقبض روحي أول ولآ أسويّهآ تبين أبوي يدري وينجلط , أكذب بـ أي شيّ وكل شيّ إلآ هآلشيّ وقسم إن يفضحني وجهي لآآ مستحيل أففف يآربي صيته وش أسئلتك الغبيه هذي مستحيل مستحيل كلهآ مكآلمآت جوّآل مو أكثر

صيته: وشلون أصلاً توآصلتوآ من البدآيه ؟!
أخفضت بصرهآ في حرج مبتلعه ريقهآ بتوتر أعقبت من بعده بصوت أخجله الفعل خآنع: ءآآ .. رقم غلـط
....: يعني !!!!
ريتىج: دق علي مرّه ورديت وكآن مخطـي قال إن الرقم غلط وإنتهينآ بس هو ردّ يدق بعدهآ بـ إسبوع
صيته: وبعدين ؟

ريتآج: وش إللي بعدين ! مآفيه .. رفضت بـ الأول مره ثنتين وثلآث بس بعدين خضعت مدري شلون ... أتذكر الموضوع بدآ من دق وكنت متنرفزه من أم أمّه وتوّ بهزأ إللي خلفوه إلآ وأسمع صوت ... كآن أغنيّـه لمآجد المهندس ... يختي عذبني صوت مآجد مآقدرت ... قمت أسمع الأغنيه كآمله أربع دقآيق ومن بعدهآ هو قفل الخط من إنتهت الأغنيه .. مآقآل ولآ نص كلمـه ... بس من وقتهآ طآر عقلي وإنهبلت صرت أفكر فيه مثل المجنونه , غآب إسبوع مآدق ولآ مرّه لدرجة فكرت أدق أنآ تخيلي أففف يآربي وش ذآ الغبآآآء بس أشششوى لأني كنت على شفآ حفره من التهور إلآ وألقآه هو يدق وأول كلمه قآلهآ ... إشتقت لـ صوتك .. يممممه عوّر قلبي يآصيته , هو وربي إللي ذبحني صوته وإشتقت له
همست صيته بشيئ من عدم التصديق بآسمه: مخبولـــــــه , توّ في نآس تسوي هآلحركآت ومكآلمآت غلط ومدري إيش !!

من قآلتهآ إلآ وأمسكت ريتآج يدين صيته مشدده عليهم وبآلقوّه: صيته كلآمك عطآني أمل , أحس بشيّ غريب ... بس شيّ حلـو , إحسآس حلـو يعنـي أففف يآربي جوّآلي بـ غرفتي
صيته: هههه عجلي أجل دقي على الحبيب المجهول , كآنه صدق يحبك ويبي يشوفك خله يشوفك بـ الحلآل ... شوفه شرعيّه من حقك وحقـه

....: بـــدر


قطبت صيته حآجبيهآ بـ خفّه مآ أدركت القصد والمعنى لترد ريتآج بـ الإيضآح خآفضه بصرهآ بآسمه إبتسآمه عذبه كآنت في منتهى الخجل هآمسه بصوت مخنوق همس ذآئب كآن بمنتهى الحيآء والحرج: الحبيب المجهـول ........... بــدر



/
/



صرقعت أصآبعهآ نآفخه هوآء فمهآ بـ توتر على أعتآب الجنآح الرئيسي بنفس الطآبق الخآص بغرفتهآ من القصـر ..
مسحت ببآطن يمنآهآ منتصف جبينهآ خآفضة الرأس تنظر بـ الأرض حآثه نفسهآ تتمآسك .. تقوى وتصلب ولآ تنهآر ..
أصبحت حسّآسه وللغآيـه , أقل إحسآس يكدر صفوهآ المؤقت , قآدر أن يقلب كيآنهآ ويبعثرهآ ..

تحآملت على نفسهآ بعدمآ تهيأت وإستحضرت الثبآت بعدمآ اطلقت دفعآت هوآئيّه عميقه من فتحة فمهآ الصغير المضموم فآتحه البآب الخشبيّ تجآوزاً للبآب الإلكتروني الأول عديم الإستخدآم لتقآبلهآ وحده من الشغآلآت المقيمآت بـ الغرفه خصوصاً للقيآم على خدمة أمهآ وتلبيّة كل رغبآتهآ , مُتأهبه وبـ إهتمآم: مآمآ نسمـآآ


أشرت لهآ ودون مبآلآه أن تجلس متخطيتهآ لغرفـة النوم إللي طرقت بآبهآ ثلآث هآدئه ثم فتحته دون سمآع الإذن لتفآجئ بـ أمهآ البآكيه بكآء صآمت على سجآدتهآ الجآلسه فوقهآ بعدمآ انتهت من أدآء الصلآه ..
من فورهآ أسرعت من خطآهآ وصولاً لهآ جالسه على ركبتيهآ أمآمهآ سآئله بـ قلق: مآمــآ خيــر !! شفيــه !
إكتفت بـ هزّ رأسهآ نفياً أن تطمئن الثآنيه إللي أبتّ مُصرّه: ليش تبكـين !!
مسحت بظآهر سبآبتهآ اليمنى الدموع من فوق إنتفآخ جفنهآ الأسفل هآمسه بصوت مخنوق بآكي ومتشحرج: إتذكرت أشيآء ...


...: أشيآء إيش !
تحسست ظآهر يدّ نسمه بـ حرآره مبتسمه إبتسآمتهآ الحزينه المطبقه هآمسه: مآفي يمّه شيّ لآتخآفين .. شويّة ذكريآت

....: دآيم أتذكر نفس ذكريآتك ... أوّل شيّ أبوي بعدين فِرآس .. بعدين سيف .... حتى الوضع بـ البيت الحين , رآئف مطلق زوجآته وتآركنآ مآندري عنه شيّ .. وأنآ جيتك بـ أخبآري الشينـه وأبي أتطلق ...... يمّه أنآ حآسه فيـك فـ لآتكتمين بقلبك وتنقهرين أكثر كلمينـي
رقّت ملآمحهآ بـ إنكسآر أكثر معلنـه عن إنهيآر صآمت بآدئ من جديد ...
لآشعورياً سآلت دموعهآ إللي كل مآ أدركت إثنين منهم بـ المسح تلآحقوآ البقيّه بـ النزول ..


عفطت بـ قبضة يمنآهآ على جلآل الصلآه هآزه رآسهآ نفياً متوجعهّ: مدري شفيهم عيآلي .... مدري شفيكم كلكم مآنيب قآدره أتحمّل ..

....: لآتسخطــي يمّـه .. مو هذآ كلآمك لـي
مسحت دموعهآ بآلقوّه سآحبه لهآ منديل من العلبّه الخشبيه الموضوعه بـ الأرض على مقربه منهآ مفرغه فيه مخآط أنفهآ السآئل والمحّمر من الجآنبين معقبه بصوت مُضخّم من أثر البكآء: مآنيب سآخطه .. رآضيه وآلله بس إللي يصير لكم ويوجعكّم يوجعنّي أكثر .. يعني إنت وعُدي يآنسمه , طلبتي الزوآج من قبل والحين تبين الإنفصآل مو سهـــل .. متى تزوجتي لأجل تطلقيـن واللي يوجع أكثر إنه لهآلسبب ... قلبي معورني عليك وعلى رآئف أخوك إللي أدري إنه قآعد يحترق وإن مآبيّن .. أخوك تآرك البيت ولأول مرّه بـ إرآدته , هآد البيت لأنه موجوع ومقهور .. قهروه حريمـه حسبي آلله ع العدو
....: يعني هو بعد مآقهرهم ! مآمآ رآئف ضرب دآرين وجرهآ أربع طوآبق على ظهرهآ لين سقطت حملهآ .. رآئف يمّه صكّ وجه حوريّه بـ القزآز وشوهههآ هذآ غير يدّهآ إللي من قبل عجّزهآ .. إهو منقهر من سوآته مو منهم


صآحت أمهآ منهآره ثآئره بـ إندفآع دفآعي: إهـو ولـــدي مقدر أصّف مع غيره عليـه لو وش إللي صآر وسوّآه .. أدري عن رآئف مآيقهر أحد إلآ إذآ إنقهر منـه .. أدري إن هآلثنتين أخطوآ بحقـه خطآ مآينغفر

....: لآ يمّه مو هآلمرّه , رآئف ولدك مجنون ومآعنده أي تحكّم , ترضين إن عُدي مثلاً يتطآول علي ويمدّ إيده لو وش مآكآن غلطي ؟! حوريـه أصلاً تعشـق ولـدك وتموت بـ الترآب إللي يخطيه ولحد آخر لحظه كآنت تنتظره وكآنت بترجع له غصباً عن عين كل أهلهآ ورفضهم بس وش سوّآ رآئف ؟! خذلهآ .. مرت شهور عدتهآ ولآ فكّر بطآريهآ

هدأ إنفعآل بكآءهآ بـ التبآطئ مستمعه لـ كلمآت نسمه للي تخرج بـ حموّ مغتآظه .. مآذكرت دآرين بـ كلآمهآ , كل دفآعآتهآ تصب لـ حوريّه ..
شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه قصيره مآسحه بـ منديل آخر البلل من وجنتيهآ وأسفل عيونهآ هآمسه: خير إن شآلله خير ... أدري عن رآئف بعد يحب حـوريه وأدري إنه بيعيد حسآبآته وبيردهآ
...: هههه قآبليني , حور هدّت السعوديه بكبرهآ مآتبيهآ ولا تبي ولدك وطوآيفه .. كل مآله رآئف قآعد يقهر فيهآ وإصرآره على الفرقى ذبح روحهآ .. حست بـ إهآنه قويّه يمّـه .. لمت عفشهآ ورآحت مصر ومآرح ترد

إتسعت عيونهآ بذهول هآمسه إستنكآراً: ايــش !!

....: جتني بيوم سفرهآ البيت ... تكلمنآ , خلآص إنتهت من رآئف مآرح توقف حيآتهآ عليه لو إنهآ تحبّه ........ كلاً بيتخلّى لأنه يحـب .. وأنآ بتخلّـى .... عآدي

إحتضنت أمّهآ كفيّهآ الصغيرين بين رآحتيهآ معقبه بـ إبتسآمه قصيره مُطمئنه: مآرح تتخلـي ... لآتستبقين أحدآث مآتدرين عنهآ
شحب وجههآ فجأه سآحبه كفيهآ من يدي أمهآ سآئله بعقدة حآجبين مشتده: يعنــي !!

مآزآلت إبتسآمتهآ بوجههآ , ذآت الإبتسآمه إللي مآبثت لنفس نسمه إلآ التوجس خلآفاً للطمأنه لتجيبهآ أمّهآ بهدوء صوتهآ المعتآد وتفصيلهآ للكلآم بـ النطق وكأنهآ تُفكر بلفظه أولاً أو بمعنآه مسبقاً: عزمنآ عُديّ وأمّه وزوجهآ .... بكرآ إن شآلله على أول فطور

....: إي أدري , عُديّ من شويّ كلمنـي وأصلاً جيت عشآن أسألك ..... ليش ؟!
....: مآحد من إخوآنك درى عن طلبك الطلآق ومآبيك تعيدينه قبل أتأكد أنآ أول
....: يمّـه من إيش !! كلآمك يخوفني


تحسست ذرآعهآ بـ حنو بآسمه: لآتخآفين يمّه مآفي شيّ .. بس أول أبي أتكلّم مع ميثـآ
إتسعت عيونهآ بدهشه صآحت من بعدهآ جزعه: لاآآآ .. مآمآ لآ تكفين محد يدري ومآبي أحد يدري يمّه ولله أموت من قهري
أطبقت فمهآ بـ أسى من حآل وحيدتهآ المتوجعّه .. أردفت بذآت الهدوء المُحبط أكثر من إنه يكون مُطمئن: آلله لآيجيبـه .. يمّه لآتخآفين , أنآ بس بتكلم مع الحرمـه أعرف وشهي مويتهم


مسحت برآحتهآ اليمنى منتصف جبينهآ صعوداً لشعرهآ إللي أرجعته للخلف بـ السحب القوي مغمضه عيونهآ شآده شفتيهآ المطبقه بملآمح بآكيه: أي مويه وأي طينه بس ... يآ أمي أقولك مآمآ ميثآ هذي حلم حيآتهآ تشوف عيآل عُديّ .. الحرمه طول عمرهآ وإنحرمت من الخلفه مع إنه بيدهآ تحمل وتجيب عيآل , مآتخلّت عن زوجهآ بسبب عقمه معلقـه الأمل بـ عديّ وعلـيّ .. وشوفي الحـظ , أنآ مآ أقدر أحمل وأجيب هآلعيآل إللي تبيهم


....: مآهو حظ يآنسمـه .. هذآ قدر .. نصيبك يمّـه
صفقت بيمنآهآ أعلى وركهآ مصدره طرقعه مؤلمـه لجلدهآ الرقيق ظهر على إثره التألم بوجههآ .. ضربتهآ كآنت مقهوره .. فيهآ من الغيظ والحسـره والسخط الشيّ الكثير: طيب نصيبــي نصيبــي إللي بيفرقنـي عن زوجـي وأهلــه .. خلآص , يآ أمّي تكفين ريحينـي , أنآ مآ أبي عُدي لو إنه يبينـي .... مستحيل , مستحيل أهله يخلونـه على هآلوضـع بدون عيآل لو إنه مآيهمّه هآلعيآل الحين مسيره بيحن قلبـه ويميـل ووقتهآ وش بيصير هآآ !! مستحيل مستحيل أتحمّل فكره ضُـرّه .. هآلضُرّه إللي بتكون مميزه عنـي بذآك البيت ومميزه بعيونهم كلهم لأنهآ هي اللي جآبت لهم الشيّ الوحيد إللي يبونـه يآ أمــــي مستحيــــــــل .... أنآ حتى مستحيل أنفصل عنه وهو يدري عن سبب هآلإنفصآل

....: كيف يمّـه ! كيف مآتبينهم يعرفون ! مصيرهم بـ الأخير يدرون

توآلى سقوط دمعآتهآ المتألمـه حسرة على نفسهآ هآزه رآسهآ نفياً رآفضه هآمسه بصوت مخنوق مبحوح متوّســل .... بآكـي: لآآء ...... لاآء يمّـه لآتقهرينـي تكفيـن لآآآآء وآلله مآ اتحمــل وآللـــــــــــه , لآتعلمينهــــم لاآآآآآآآآآآء


/
/

حلم الحياه 18-09-16 02:26 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


مآل ثغره يمنه بـ نصف إبتسآمه وعيونه ترقب الأصنآف القليله المرتبّه على السفره البلآستيكيّه بـ الأرض ..

الأصنآف إللي مآكآنت إلآ شوربة شوفآن ومعجنآت منوعه متعدده , تمر .. حليب , عصآئر .. ومآء
....: هــه يـ آلله , انتم كذآ !
قطبت حآجبيهآ مستفهمه: كيف كذآ !

بحركه غير مستقره , أشر بيديه للسفره قبآله: يعني .. من النآس إللي يقسمون فطورهم بـ رمضآن !
....: شلون يعني نقسم فطورنا برمضان !
....: دكتوره سآلي ! ترآني صآيم وقسم مآفيني حيل أتكلّم
قبضت بيمنآهآ على سآعده الأيمن المكشوف رآمقته بنظره خآطفه كآنت ذآت معنى إستنكره هو ... نظره أقرب للإغرآء !
نفض الفكره عن رآسه فوراً سآئل " هل ممكــن ؟! "

إبتلع ريقه مكمل: يعني فيه نآس يفطرون على دفعتين , مقبلآت الفطور مثل هآلسفره الحين ثم يصلون المغرب ومن بعدهآ يفطرون الوجبه الأسآسيه وإنتم من هآلنوع شكلكم مثل بيت عمّي شبيب آلله يرحمه ... وفيه نآس يفطرون دفعه وحده كله مع بعض مآنفصل , وهآنآس حنّآ منهم ...... فهمتي ؟

....: أهـآ
رمقهآ بنظره جآنبيّه مستغرب وردّ ينآظر السفره مبتلع ريقه , وضعهآ غريب ونظرآتهآ المتفحصّه له جداً دقيقه وجداً مريبه !

طير عيونه للسقف زآفر من فمه المضموم ينفض عنه التوتر لتردف هي هآمسه: شكلك غريب
أعقب ردّه سريعاً وكأنه معلق بطرف لسآنه: وآلله مآلغريب إلآ إنتي شقصتك !!
سآلي: ........
نفض سآعده من قبضتهآ الوآهنه بنفور مردف: وخري عني كذآ وليتك تبتعدي أحسن
سآلي: ...........
....: قومي اقعدي موآجهي لآتقعدي يمّي
....: سهــيل

إبتلع ريقه بقوّه يكآد يفقد زمآم سيطرته على نفسّه .. مآبقى إلآ دقآئق على إقآمة الأذآن وكسر صيآم أول يوم رمضآن إلآ إنه على وشك كسر هآلصيآم بدقآئق قليله قبل الأذآن وهي السبب !
تحسس بـ إصبعه الوسطى والسبآبه مضمومتين منتصف حلقه نزولاً للتجويف مآبين عظمي الترقوه متجآهلهآ بنظرآته المصوبه للسقف عمدّا هآمس: سهيل منك غريبه ! متعود على سهــل

....: أحبّ شكلك بهآلملآبس أكثر , أوّل رجّآل أحسّ الثوب عليه مو حلـو
....: هه غريب !
....: وشهـو !
....: مآلك أخوك نآدراً مآيلبس هآلثوب , وسنـد مآيحتآج أقول , أشك إنه ولآ بعمره لبسـه ... شفتي الثوب حلو على مين من قبل ؟

وكأنه غآر مثلاً ! طيرت عيونهآ بآسمه إبتسآمه مآسرع مآختفت رآده عليه بـ لآمُبآلآه مفتعله: أيّ رجّآل أشوفه ..
قوس فمه بلآمبآلآه أكبر من لآمبلآتهآ معقب ببرود: زيـن

....: متى بتشيل الـ Mask هذآ وننتهي ؟!
....: مآسك ؟!
أشرت بسبآبتهآ على كآمل وجهه بشكل دآئري مجيبه: القنآع إللي مدري من وين طرآلك ! يعننك ثقيل ومآنتب معطيني وجـه ! أقول سهل ترآني كآشفتك .. وعلى فكره جداً بآيخ , أنآ أحبك سهــل , العفوي البسيط , مآرح تزعل مني إذآ قلت عبيط ؟!

رمقهآ بنظره حآده أن تسكت وإلآآآ ........ لترد ضآحكه: ههههه أنآ أحب سهــل ذآك .. مو سهيـل هذآ – قآلت الأخيره بشيئ من الإحتقآر مشيره صوبه بسبآبتهآ إللي قبض عليهآ بيمنآه وبمنتهى القسوه لآفظ من بين أسنآنه وصوت الآذآن بدأ في التعآلي مختلط بـ صوته – وآلله يآسآلي إن مآتعدلتـ ..................



إتسعت عيونه دهشـه من إنقطآع كلآمه جبراً رغماً عنه هو وبـ تحكمهآ هي !
أحسّ بـ أنفآسهآ دآفئـه وشفتيهآ نآعمـه .. قبلتهآ رقيقـه , سريعه وخآطفـه .. أحكمت إغلآق فمـه وأخرست كلمآته !

بصدمه من تصرفهآ المفاجئ مآنحلّت عن تقآسيمه فآغر فمه ينآظرهآ بذهول لتردف هي مقربه من فمه حبة التمره إللي شقتهآ نصفين مقدمه له النصف بآسمه: عآد يآحظك , فطرت على بوسه منّي , سمّي بآلله ههههه
قآلتهآ مقحمه نصف التمره بفمه والنصف الآخر بفمهآ هي ليطيّر عيونه ضآحك بعدم تصديق هآمس: هههه مغروره !
حآجبهآ الأيمن بـ ثقة وتبآهي: ويحق لـي

إبتلع مآبفمـه متنآول مآبيمنآهآ وإللي مآكآن إلآ كآس مويه إبتلع نصفه على الفور منزله مآسح بـ ظهر يسرآه البلل عن شفتيه معقب: أقول يآلمغروره ...
مآ إن إلتفتت له وبوجههآ ذآت الإبتسآمه المتغطرسـه المنتصره إنتصآر وآهي إلآ وتبددت ملآمحهآ لذهول مرتآع من وقف على ركبتيه موآجههآ ودون أن تدرك وعت على قيد يديهآ من المعصمين مضمومتين بقبضة يمنآه وهو مُفرّق السآقين فوق خآصرتهآ !

قوتهآ آخذه في التلآشي تحت سطوته المبآغته !
مآتدري ليش ودون إرآدة منهآ وتحكّم , أعصآبهآ آخذه في الترآخي إلى أن تخدّر كآمل جسدهآ من وقع الصدمـه والذعر والإرتيآع !
أحست بظهرهآ يلآمس أخيراً الأرض من تحتهآ ..
عيونهآ بآزعـه ممتلئـه رُعب ... متوسلّـه توسل صآمت دون نطـق !

لفظ هآمس بشيئ من الإستلعآن تتوج بنظرة عيونه الضآئقه مكر: من الحين إللي لآبس القنآع ! يعننك ذيك الدكتوره قويّة الشخصيه المتسلطّه , عنيده ومغروره وأنآ سهـل الـ ......... العبيط !
صآحت غآضبه صيآحهآ الوآهن , أضعف من إنه يصف حآلة غضب أو تعصّب: إنت مجنون ! قم عنـي , قم أشوف


....: هذآ أمر ! وإذآ مآقمت ؟!
نطقت تفصيلاً من بين أسنآنهآ همس: وش إللي قآعد تسويّه ! أحد يدخل علينآ
....: يدرون إننآ نفطر مع بعض
....: وهذآ فطور بـ الله ! قم يآسهل
....: مو قلتي يآحظي أفطرت على بوسه ! عآد أبي أكمل ذآ الحظ
إتسعت عيونهآ دهشه هآمسه بشيئ من عدم الفهم: تكمل إيش !!
....: أكمل فطـوري

توّهآ وبينفتح فمهآ منفجره بـ أكثر الألفآظ بذآئه وإن مآكنت تدري عنهآ إلآ القليل إلآ ويُلجمهآ بـ تحريره قيد يديهآ مُدخلهآ في قيد بـ ارآدتهآ .. قيد سحـر قبلتيه العميقـه ذآت المغزى الأعمق لظآهر كل يدّ من يديهآ !

تخدرت حرفياً وأعلنت الإنهزآم !
سقطت يديهآ بـ منتهى الرفق والعنآيه بجآنبهآ وبمساعدة منه دون أدنى مقآومه تذكر منها مُرحبّه بـ دنوّ ثقـل صدره الآخذ في الجثـو على صدرهآ

إمتلئت رئتيهآ وإنتفـخ صدرهآ , تخللتهآ رآئحـة عطـره المميزه وتشبعّت إلى أن إرتطم رأسهآ بـ الأرض وبمنتهى الوهن دون تألم .. بهدوء أثيري رآفقـه إغمآضهآ لعينيهآ غآرقـه في لحظآت من السحـر ..
سحرتهآ قبلآته الرقيقـه النآعمه حدّ التخدر واللآوعـي ..
هبط صدرهآ المرتفع بعدمآ إنكمشت رئتيهآ مفرغه مآمتلئت به من الهوآء ..

إرتخت كآمل أعصآبهآ معلنه الإستسلآم مُطآلبـة بـ المزيـد !
مُطآلبتهآ إللي أحسّ بهآ وبمنتهى الصرآحه من غلعلت أصآبع يمنآهآ بشعره الفآحم تقوده نحوهآ وبقوّه رآغبه ألآ يبتعـد .. ألآ يتوقف !

رفع عنهآ رأسه ملتقط بعض من أنفآسه المهدوره وبسببهآ هآمس بـ أذنهآ ضآحك .. حتى بـ أشدّ لحظآته عمق وإثآره يرفض التخلي عن إللي وصفته لتوهآ به – العبآطـه –
....: متأكده إذآ قمت عنك مآرح تسطرينـي ؟
....: قم عنـي وشف وقتهآ وش بسوّي !

إرتفعوآ حآجبيه متوسعه عيونه فآغر فمه بـ إبتسآمه مذهوله غير مُصدّقه متحآمل على رآحتيه المبسوطه بـ الأرض من حولهآ قآصد رفع نفسه عنهآ لتمنعه هي بمحآوطتهآ لعنقه بكلتآ يديهآ جآذبة له ورغماً عنه للإقترآب منهآ رآفضه الإبتعآد !
دفست خشمهآ بـ جآنب عنقه الأيسر هآمسه بدلآل ولأول مرّه يستشعره: متى نتزوج يآآآسآآآآهـــــل !
....: فــوراً


بـ أصآبعهآ الأربع مضمومه ضربت رأسه من المؤخره ضآحكه: بعينـك .. هذي تصبيره يآعبيط
أتآهآ ردّه فعلي سريع بـ إنقلآبه على ظهره مطوّق بيديه خصرهآ وهي فوقه !
أردف بهمس خبيث ويديه آخذه في الضغط على جسدهآ والإشتدآد: تهقين عبيط يفهم وشو يعني تصبيره !
مآزآلت تمآرس سحرهآ بـ الدلآل والغنج إللي إنتقل من صوتهآ لنظرة عينهآ وليغمض هو عيونه هرباً منهآ زآفر وبقوّه لآفظ بصوت مخنوق يظهر وكأنه مُجهد: سآآآلــييييييي , لآ تقربين المويه من الزيت الحآر

....: وإذآ قربت المويه للزيت الحــــــآآآر ؟!
وصلهآ جوآبه فعلـي ..

فرق مآبين سآقيه وأطبقهم فوق سآقيهآ .. نوع من الحصآر أكمله بـ تكتيف ذرآعيهآ إللي إلتصقوآ تمآماً بـ جنبيهآ من حآوطهآ هو بذرآعيه وبِـ شدّه ..
شِدّه أوصلت المغزى وأصآبت الهـدف ..
تعآلى صوت الإقآمه لـ صلآة المغرب كـ إشآره تنبيـه لـ وجوب إفترآقهم وعلى وجـه السرعه ..
دآعب بـ شفتيه نعومة بشرتهآ على إمتدآد أسفل فكّهآ هآمس بـ القرب من اذنهآ همس أثيري مُثير دآعب كذلك طبلتهآ: قبل لآتقربين , فكـري أول ......... بتتحمليـن ؟!


/
/



إنتهى أول إفطآر رمضآنـي لهآ في مصـر بحضور العآئلـه ملتفيّن جميعاً حول سفـره أرضيّه وآحـده ...
أجوآءهم الرمضآنيّه غآيه في الألفـه , مجتمعين جميعهم ذكور وإنآث ..

شيّ كآن بآلنسبه لهآ غريب , لأول مرّه تشهـده بـ النسبه لـ نشأتهآ في بيئـه توجب إنعزآل الجنسين عن بعضهم دون إختلآط ..
يظهر إنهآ بتكون سنـه حآفلـه مليئـه بـ أحدآث جديده غير سآبقـه وغير معهودهـ ..

إبتلعت آخر شربـه لهآ من كوب العصير منزله كآستهآ الفآرغه على الطآوله المجآوره لهآ نآهره نفسهآ ويدهآ عن الإمتدآد لـ صحن الحلويّآت الشرقيّه المتتلئ ولآخره بجآنبهآ ..
يظهر إنه دسـم شلون وشربآت العسّـل مُغرق كل الأصنآف ..
أغمضت عيونهآ مطبقة الفمّ مستعيده آخر ذكرى حديثـه وقت تفآجئهآ بزيآدة وزنهآ سته كيلو ليصير وزنهآ إجمآلاً سبعيـن !

أجفلهآ من غفوتهآ القصيره تندماً وتأنيباً صوت عمتهآ القريبه صآئحه: متخليــش حآقه فـ نفسك يآحـور كلـي كلـي ههههه
نآظرتهآ بـ قلة حيله مطبقة الفمّ المشدود ليعقب أخوهآ مآزح: لآآ خلآص كفآيـه , دي ضـربت من كُلّ حِتّـه .. إتنفخــت
إنعفس وجههآ مبوزه بتكشيره طفوليه لآئمه: إخص عليك يآعُمـر
عُمر: هههه دآ لمصلحتك يآحور سدئينـي , مش هتعرفي تلحئي نفسك بعد كدآ
حور: مش هعرف أخس تآني صح ؟!

صآحت عمتهآ رآفضه: تخسي إيه وبتآع إيه مفيش أحسن من الست المليآنه , عآجبك نفسك لمآ كنتي رُفيعّه ومعصعصـه يعني بلآ وكسـه
حور: ههههه أنآ كنت معصعصـه !
تحسس عمّهآ ظهرهآ بـ حنآن مردف: حوريّه طول عُمرهآ حلـوه .. ميهمكيـش منهم يآبنت
مآردت إلآ بـ إبتسآمه قصيره مطبقه ممرره عيونهآ للجميع إستقرت آخراً - عليـه - ... تخجـل منه , وكأنهآ مخطئه بـ حقّـه وتدرك فعلتهآ .. أخفضت بصرهآ منه حرجاً وهروب !

لآشعورياً إمتدت يدهآ للكآس المملوءه نصفهآ مآء وإبتلعته كآملاً بشربه وآحده ..
محآطه بكم مهول من التوتر ..
إبتسآمآتهم لهآ لآتخلو من الموآسآه .. بـ ملآمحهم شيئ من الأسـف وبـ نظرة عيونهم الكثير من الشفقـه وكأنهآ بحآجـه أسآساً لهآلشيّ !
عزآهآ الوحيد هو إللي بحشآهآ وغيره مآتحتآج ..
وقفت مستأذنه خروجاً للبلكون المنفصل عن الصآله إللي إجتمعوآ فيهآ بعد فطورهـم متجمعين أمآم التلفزيون العآرض لوآحد من المسلسلآت الرمضآنيّه المصريّـه ..

أسندت سآعديهآ للسور مستنشقـه وبعمـق مغمضه عيونهآ إللي إنفتحـت مستقرّه على ضوء وآحد من الفوآنيس الضخمـه المعلقّه بـ بلكون وآحده من شقق العمآره المقآبلـه لهم ..
مآل فمهآ بـ إبتسآمه قصيره هآدئه ترقب لعب الأطفآل المنشغلين بـ إشعآل الألعآب النآريّه والمفرقعآت الشيّ إللي كآن من ضمن طقوس إحتفآل الأطفآل بشهر رمضآن وخصوصاً اليوم الأول منه بعد الإفصآر في مصـر ..

إلتفتت ورآهآ بسرعه توّ مآ تحمحم كـ لفت إنتبآه لدخوله هآمس بـ إبتسآمه: أدخل عآدي ولآآآ !

بآدلته الإبتسآمه الهآدئه خآفيه توترهآ من وجوده بآلقرب منهآ: تعآلى يآمُهآب طبعاً عآدي
أسند كوعيه للسور شآبك أصآبع يديه ينظر الشآرع الممتلئ صخب لتمآثله هي فعله دون أن يبدأ أحد في الكلآم ...

هي ذآتاً متوتره وصمته المطبق ضآعف توترهآ لتقرر أخيراً كسر الصمت مبآدرة بـ الكلآم معتذره: أنآ آسفــه
....: على إيـه ؟!
....: على كُلّ حآقـه


رمقهآ بنظره سريعه دون معنى رآد ينآظر بـ الشآرع معقب: على فكره شكلك بـ الحجآب أحلـى
حور: ............
إبتلع ريقه رآد سريعاً مُصحح: قصدي أحسن يعنـي , حلو ..... يعنـي ... ءآآآ ......... هههه حلو الحجآب
حور: مش شآيل مني يآمُهآب ؟! مش زعلآن !
....: لآء

نفخت من فمهآ مغمضه عيونهآ برآحه وكأنه حمل فوق عآتقهآ وإنزآح ليرد هو ضآحك: ههههه للدرجآدي !
....: وأكتر يآخي وآللهي دنآ كنت محرجـه منك أوي
....: وإنتي فكرك إني مش حآسس بيكـي ؟! بئآلك إسبوع في مصـر شوفتك فيهم يومين والنهرده التآلت وكلّ مرّه بتحآولي تبعدي فيهآ نفسك عني وتهربي بـ عينك عن عينـي .. عآرف إن وجودي موترك وعآرف إن أي وضع ممكن يجمعنآ أكيد هيكون غريب عليكي لأنه مش هيكون زي الأول .. في حآجه إختلفت
أطبقت فمهآ بـ أسف هآمسه: فعــلاً

مُهآب: طيب وإيه الحـلّ !
حور: ............
مُهآب: أنآ مش هستحمل فكرة إن فيه مآبينآ حآجز يآحور , الحآجه دي تئيلـه على قلبـي .. مش مرتآح وعآرف إنك مش مرتآحه

....: غصب عني يآمهآب .. إنت فـ الآخر كنت الحد الكويس ولحد آخر لحظـه وأنآ إللي غيّرت كل حآجه
أعقب بـ تشديد قآصد الإيضآح: مكنش بمزآجك يآحور .. عآرف إنك إنغصبتي على الحآقه دي عمّي كآمـل قآللي كل حآجه

صآحت نآفيه والدموع بعيونهآ كتله: مفيش حدّ غصبني على حآجه يآمهآب , صحّ موضوع بآبآ الأول كآن سبب بس أنآ مكنتش مجبره أبداً .. رآئف في النهآيه إبن خآلتي وعمره مآهيفكر يضر خآلته وأولآدهآ بـ إنه يئذي جوزهآ .. دي كآنت قرصة ودن لـ بآبآ مش أكتر

....: حور أنآ مش فآهم إنتي بتدآفعي عن البني آدم المتخلف دآ ليـه !! مش مسدئك بجد بعد كل إللي عمله !!! إنتي نآسيه الضرب إللي ضربهولنآ إحنآ الإتنين السنه إللي فآتت ومكنش فيه علآقه مآبينكم أصلاً ..... وبعدين أهو فعلاً عرف ينتقم من عمي فيكـي , أخد إللي يهمّه منك وسآبك أهـو
نهرته صآرخه: مُهــــــــــــآآب !!!


هدأ صوته ولآنت نبرته لتقرب الهمس: شوفي الفرق مآبيني ومآبينه يآحـور ... هو سآبك بس أنآ ومع إنك سبتيني أنآ لسه عآوزك وآللهـي وهصبـر لحد مآتآخدي وقتك وتقدري تعدّي كُلّ إللي حصلك ونبدأ من جديـد ..



بـ الصآلـه ..

وقف بـ إستقآمه معدل قميصه الكآروهآت الصغيّره البيضآء وهو رمآدي اللون الفآتح على جسده ليظهر مُكسّر من الأطرف نتيجه لجلوسـه لترتفع له كُلّ الأنظآر بـ إهتمآم وليجيبهم هو بعدمآ وصله إستفهآمهم المعني بـ - على ويـن –

....: هشوف حوريّـه ومُهآب
تفهّم الجميـع قصده , هو بـ إرآدته تركهم وحدهم لفتره وجيزه على الأغلب أنهآ كآفيه لمنآقشـة الفآئت من أمورهم الخآصّـه والوصول لحلّ وإن كآن مؤقت لتجآوزهآ وربمآ البدء من جديـد ..

مُهآب شخصيّه مُهذبّه , أبعد مآيكون عن الهمجيّه والتعصّب ..
إنفعآلآته متزنـه , هآدئ الطبآع .. يعيبـه شيئ وآحد هو عدم إحسآسه بـ المسئوليـه ... شخص غير مسئول إطلآقاً !
صفآته متعآكسـه تمآماً مع زوج أخته السآبق ..

إذ إن إللي يتوآفر في مُهآب يفتقده رآئف وإللي إمتلكـه رآئف إفتقده مُهآب !
إنمآ تظل الكفّه رآجحـه لـ إبن العمّ المُهذب عن إبن الخآلـه المعتـوه !

حوريّه بعدهآ صغيره وللغآيـه , توّهآ بـ افتتآحيّة عشرينيآت عُمرهآ .. أنثى فآتنه فآئقـة الجمآل .. مُهذبّه خُلقاً ورآقيـه ..
مآينقصهآ إلآ الحظّ الجيد في الرجآل وربمآ مُهآب هو تميمة حظهآ من الرجآل ..
أخته وإبن عمّه يستحـقوآ الفرصـه ..

" عسـى إنكم أدركتوآ هآلشيّ " , قآلهآ بـ قلبـه خآطي خطآه تجآههم بـ إبتسآمه قصيره هآدئـه تبددت وفوراً تـوّ مآستقرت كلمتهآ هآزه طبولـه السمعيّه من حدتهآ تظهر وكأنهآ صآرخـه شآبهآ شيّ من الوهن والعجـز والبكآء: أنآ حآمـــــل يآمُهــــآب


/
/

/
/


بـ السعوديّه , وبعد أدآئه لصلآة الترآويح ...
وقف قبل أن يدخل بيتـه ينظر سور بيتهآ موجهه انظآره الثآقبه تحديداً لذيك الفتحـه من السور والغير مرئيه إطلآقاً ..
صبره محدود , أقل بكثير من مجرد محآوله وللمرّه الثآنيه .. إن مآ أجآبت بفرصتهآ الأولى فهو على أتم إستعدآد للتمرد !

أحكم قبضة يمنآه على جوّآله رآص على أسنآنه بقهر مغتآظ من سفههآ له بـ اللحظـه إللي أشعلت فيهآ فتيل قلقه عليهآ وخوفـه ..
إرتفع بصره الحآد الدآل تمآماً وين يستقرّ .. البلكون الخآص بغرفتهآ ..
إضآءته سهّآره خآفته ..

مآعآد به من الصبر شيّ للإحتمآل والإنتظآر .. مرّت أربعة أيآم من بعد إلتقآءهم .. ومن بعد مكآلمتهآ القصيره الغريبه والمريبه .. سألت فيهآ عن حآله وأغلقـت !
أضوى شآشته نآقر بـ بنآن إبهآم متسآرع , قطرآت من عرق غيظه المكبوت شآقه طريقهآ بـ جبينه الضيق ..
أقفل جوّآله من بعد بعثه الرسآله رآفع رأسه لـ ضوء غرفتهآ " أتصرف بطيش .. أتصرف بطيش وجنون .. صرت مُرآهق , مرآهق ....."

على الطرف الآخر , المُستلم للرسآلـه ..
وقفت على ركبتيهآ فوق فستآنهآ الأبيض وهي فوق سريرهآ شآده بيسرآهآ شعرهآ من المقدمه سحباً للخلف ..
عيونهآ الغآئره متورمة الجفن بآزغـه .. غير مُصدّقه ..

وكأنه ينقصهآ من المصآئب مثقآل الذرّه ليزيد هو عليهآ بطيشـه المئـآسي !
مآزآلت غير مُصدقّه وهي تقرأ وللمره الثآلثه أو الرآبعه ومآيزيد .. " أنآ تحت بـ حديقتكم , أنتظرك ..... إنزلي "


دون وعي منهآ بـ خطأ فعلتهآ أو صوآبهآ فتحت معه الإتصآل لتجيهآ الإجآبه سريعه .. بذآت النبره القآسيه .. تظهر هآلمرّه مُهـدده , وآثقـه من فعلهآ دون تردد أو مُبآلآه
....: إنزلي
....: وينـك ؟!
....: مثل مآ كتبت , بـ حديقتكم , إطلعي ولآ تلفتين لك إنتبآه
إنشدوآ كتفيهآ متوسعه عيونهآ بصدمه من أغلق الخطّ دون إنتظآر منه لسمآعهآ !

من فورهآ تخطت الفستآن مروراً من فوقه زحفاً على ركبتيهآ نزولاً عن السرير خطواً للبلكون ..
البلكون إللي طلعته بـ خُطى متردده متخوفّه إلى أن قبضت وبمنتهى الوهن على سوره المُطّل على الحديقـه إللي تفحصتهآ بنظر ثآقب مُرتآع للحظآت إلى أن إنتفضت شآهقه وبذعر من تعآلى صوت النغمه التقليديّه لجوّآلهآ تنآظر الرقم المتصل دون إسم بعيون إمتلت هلع وفزع ,لتزدرد ريقهآ بقوّه قبل أن تستجيب هآمسه بصوت مخنوق: ســـ ..... ـــنـــد !
....: مقآبل لك على طول , بين الأشجآر وتحتهآ .. من المكآن إللي تطلعين منه

إتسعت عيونهآ المذهوله إللي تعلقت بديهياً بذآت المكآن المقصود إلآ إنهآ مآلمحت أحدّ !
الظلآم حآلك والأشجآر الدآخليّه على إمتدآد السور كثيفه الأورآق متشآبكة الأفرع ..

كمّآ المُغيبّه طلعت من كآمل غرفتهآ وبذآت هيأتهآ دون تغيير !
حآفية القدميـن , مكشوفـة الرأس والوجـه ..
ملآبسهآ بيتيّه , ترنـغ ريآضي أسود اللون , بنطلونه وآسع وسترته بـ قلنسوه وسحّآب مغلق إلى المنتصف كآشف عن توب أبيض دآخلي توسطّه من الصدر إشآرة x سودآء برّآقّـه !

من البآب الخلفي للقسم الخآرجي الخآص بمجآلس الرجآل المنفصله خرجت بـ خطى بطيئـه متـردده ..
مآ أحسّت بـ غيبوبتهآ المؤقته إلآ وقتمآ لآمست قدميهآ خشونة الأرض من تحتهآ لتفآجئ بـ أنه الترآب مخلوط بـ الحصوآت !
عيونهآ بآزغـه , وحدقتيهآ متسعّـه , ثآبتة النظره دون أن يرمش لهآ جفن ..
إبتلعت ريقهآ مصدره صوّت متخوّف مسموع ..
خطآهآ آخذه في التثآقل والتبآطئ .. ركبتيهآ مرتجفـه وسآقيهآ وآهنه ..
على وشك أن تسقط أو أو تتوقف كلياً عن الحركـه ..

مقآبل لهآ وعلى بعد خطوآت قصيره ..على أعصآبه ... نفذ صبره , يترقبهآ وكأنه لـ دهـر .. أحسّ بضعفهآ المتسبب فيه ذعرهآ من هول موقفهآ ..
فكرة إقتحآمه لبيتهآ وإجبآرهآ للنزول ضرب من الجنـون ولكن بفعلتهآ هي به هل بقى له شيّ من العقـل ؟!

خرج من بين الأشجآر خطوه قآبض بيمنآه على معصمهآ الأيسر جآذبهآ ودون تنبيه له وبآلقوّه .. مبآغته وعلى حين غُرّه لتطيح على ركبتيهآ تحت قدميه متشبثه بـ بنطلونـه القطني الوآسع وإللي لولآ ربآط خصره المحكم لـ سقـط !

تدآركهآ من فوره ممسك بمرفقيهآ كمسآعده لهآ على صلّب طولهآ والتحآمل والوقوف إلآ إنهآ وبكآمل ثقلهآ المضآعف من إثر الصدمه والدهشه والذهول أقعدتهآ جآبرته هو على الإنخفآض لمستوآهآ جآلس القرفصآء هآمس من بين أسنآنه المطبقه بقوّه مغتآظ: شوفي لوين وصلتينـآ !

نآظرته بعدم تصديق عيونهآ ممتلئه فجع .. نظرآتهآ المذهوله إللي أحسّهآ رآد تعبيرياً بـ فمّ مُطبق أسف على تصرفه وتفهم لـ حآلتهآ وإعتذآر عن الموقف: آســف
....: إنـ ... كيـ !! كيف ! كيف ءآآآ !! ءآآ
إقتربت سبآبته اليمنى لشفتيهآ دون أن تلآمسهآ هآمس: آشششش

....: كيف .......... دخلت ؟!
مآل برأسه يمنه لمآ خلفه وإللي مآكآن إلآ الفتحه التحتيّه مربعة الشكل للسور الخآرجـي وإللي بصعوبه تقدر من خلآلهآ تنفذ الأجسآد نحيلة البنيّه فقط !
لفظ بهمس خآفت حريص ومتحفظ: البركه فيـك
لجمت فمهآ برآحتهآ اليمنى هآزه رآسهآ نفياً بعدم تصديق ليجيبهآ هآمس: لآتخآفي .. آششش خلآص .. جيت آخذك أبيك .. ليش مآبدلتي ملآبسك !
....: إنت مجنون !! مختل عقلياً !! سند إيش إللي قآعد تسويـه إطلع برآ فوراً
....: أبي أكلمك
....: شلون تجرأت ودخلت البيت !!! شلـون !
....: مآتجرأت إلآ يوم إنتي تجرأتي أول , لآتلومينـي


إلتفتت ورآهآ بوجه مملوء رعب مآسحه المكآن المظلم من حولهآ بنظرة ترقب مرتآعه قبل مآترد عيونهآ متعلقه بعيونه هآمسه بصوت مرتجف متلعثمه كلماتهآ مرتبكه: إطلع برآ الحين نتكلّم بعدين
....: نتكلم الحين
....: مجنون إنت ؟! سند إطلع آلله يخليك وآلله كل إخوآني بـ البيت وممكن حتى العآمل إللي يقعد عند البوآبه يحس علينآ ويكشفنآ
....: هآلعمّآل ينآمون من بعد العشآ , إطلعي بدلي ملآبسك وغطي شعرك وتعآلي
....: وين أجي !
....: بيتنـآ

ضربت جبينهآ مقفله عيونهآ غير مصدقه: قول إنك تمزح ... سند , إسمـــع – ثبتت عيونهآ وبجديّه لعيونه هآمسه تفصيلاً وبشدّه – غلـط , إللي تسويه هذآ غلط وإللي سويته أنآ من قبل غلـط , دخلت بيتك مره منهآره .. عقلي كآن مشوّش
....: وأنآ الحين دخلت بيتك لأن عقلي مشوّش
....: إطلع يآسند الله يخليك , بكلمك عل الجوآل
....: كآن تكلمتي من أول , بتجين معي ولآ أخليني !

غرزت أضآفرهآ القصيره بـ جلدهآ من العنق سآحبه عليه وبآلقوّه نزولاً رآفعه عيونهآ البآكيه للسمآء خآئبه بآئسه: اش سويت أنآ يآربــــــــي إيييييييش وآلله كثيييييير
أمسك معصميهآ موقف من ندبهآ وإنتحآبهآ جآذبهآ تجآهه زحفاً على ركبتيه وركبتيهآ إلى أن إلتصق ظهره بـ السور وجلس .. أفلتهآ من قبضتيه هآمس: إقعـدي

إرتد ظهرهآ للخلف مرتطم بـ الجدآر دون إكترآث منهآ بـ اللحظه إللي إلتفت هو فيهآ لهآ بآزغ البصر لترد هي بـ نصف إبتسآمه جآنبيه هآزئه من بين دموعهآ الصآمته: لآترتآع كذآ ... إللي يوجعني أقوى
نآظر بسآقيهآ الآخذين في التمدد وببطئ لحد مآنفردوآ تمآماً وردّ هو ضآحك: رجولك طوآل , دخليهم بتفضحينآ

....: ههههه
ضحكه مآسرع مآختفت بِشدّة فمهآ المطبق جبراً صآده عنه بوجههآ إللي تجعّد بمقآومه لكبت البكآء ...
يظهر حآجبيهآ معقودين وعيونهآ معتصره , فتحتي خشمهآ ضآئقه وفمهآ مشدود مطبق ..
تعبيرهآ المتألم أجبره لـ غمض عيونه بـ همّ للحظه فتحهم من بعدهآ زآفر بـ عمق قبل أن يهمس وهو في صرآع دآخلي عنيف محتد مقآوم وبعزم المجآهده والسيطره والتحكم ألآ تمتد يده وتلآمسهآ .. الآ تتحسس إمتدآد ذرآعهآ أو وسـع ظهرهآ أو حتى إبعآد شعرهآ الحآجب عن رويتهآ !
....: وش إللي صآر !
تأخرت في الرد للحظآت إمتدت لدقآئق إحترمهآ دون مقآطعه منه أو حثّ بـ الإسرآع ...
على أقلّ من مهلهآ إستجمعت شتآت نفسهآ .. لملمت حزنهآ وأجآبت: صآر فعلاً كل إللي صـآر
....: يعني حقيقـه !
....: حقيقـه


إبتلع ريقه عآقد الحآجبين خآفض الرأس لترد هي مكمله بذآت الهمس الخآفت بعدمآ قآربت سآقيهآ المضموتين لصدرهآ وحآوطتهم بـ حلقة ذرآعيهآ بصرهآ ممتد للفرآغ المظلم: كذّآب , غشّآش , غدّآر , خآيـن , خدّآع ... موآصفآت كثيره .. كثير يآسند بس كلمه وحده , كلمه وحده ثقيله على قلبي وعلى لسآني إنه زآنـي .. تعرف كيف ؟! منّي قآدره أتخيل بس مجرد تخيل مستحيل .. آدم بريئ , روحه بريئه ووجهه بريئ ولآ هو مآكر وخبيث وأنآ المغفلّه , أنآ الغبيّه ! تدري مين نآهد هذي !!!!! هذي زوجـة أخوّه يآسنــــد يآآآربـــــــــــــي يآآآربي إربط على قلبــي

إتسعت حدقتيّه ذهولاً من وقع الصدمـه .... وسريعاً أخذت الخيوط تتشآبك ..
آدم خطيب ورده ونآهد زوجـة أخو آدم .. أخو آدم الوحيد الأكبر وإللي يكون بسّـآم ... بسّآم مدير تحرير الصحيفـه إللي تعمـل بهآ أختـه ... أخته أصآله

رمش بتوآلي فآغر الفمّ للحظآت أردفهآ ببلعة ريق مرغم نفسه على التمآسك دون الإنفعآل وإن كآن بـ الشتـم ... هذي أي قذآره إللي درآ عنهآ للتـوّ !
لفظ بصوت خفيض: لآتحملين نفسك الخطآ
....: هذي الحقيقه , أنآ فعلاً مغفلـه .. أنآ إللي أقول للعآلم تعآلوآ إستغفلوني أنآ أصلاً غبيّه
....: وردهــ !!

....: إنت أول وآحد حآولت تستغلني , إنت أول وآحد إستغفلتني يآسنـد .. إنت أول وآحد إستخدمتني بس عشآن تحقق إللي تبيه , تبغى تنتقم من أبوي فيني ؟ شدخل أبوي إذآ أبوك ظآلم ! شدخلني أنآ ! وشدخلني أنآ عشآن آدم يستخدمني ستآره لقذآرته .. لوصخـه ونجسـه ليش ؟! إيه يآسند أنآ غبيّه ومغفلّه وقلبي متحطّم ونفسي مكسوره يآليت هآلشيّ يكون مونسك , تشفّى فيني وفـ أبوي , دآوي جروحك من جرحـي

....: بس يآغبيّـه
....: قلبي يآسنـــد ...... يعورني ..... قلبــي يآآآآرب !!!!
آثر الصمت مستمع لنشيجهآ الشجيّ المرير .. روحهآ مُعذبّه , صوتهآ مخنوق مبحوح وعيونهآ بآكيـه .. في قمّة هوآنهآ وإنهزآمهآ .... هي حرفياً مُحطمّـه ... قلبهآ مُمزّق وروحهآ أشلآء

....: بروحي , بروحي قآعده أغرق .. قآعده أختنق .. أبغى أمي .. أمي إللي عشت معهآ كل عُمري أبغآهآ أنآ لوحدي ... مجروحه ومهزومه والكل قآعد يضحك عليّ ويتشفّى فيني ... وآلله إني مآ أخطيت بـ أحد .. مآظلمت أحد , ليش هآلعقوبه القآسيه وآلله إنهآ أكبر من إني أتحملّهآ , حآسه بفجوّه دآخلي وحآسه بـ الهوآء في صدري .. سآمح أبوي يآسند آلله يخليك ترآ وآلله العظيم إنه مآيتعذّب إلآ أنآ .. قآعده أتعذّب وأحس بموت من عذآبآتي

....: وردهـ
....: أبغى أمي يآسنـد , أبغى أضمهآ ........ بـ القوّه , أبغى أبكي لهآ .. طيب أسألهآ إيش أسوي .. أنآ ضآيعه

....: مهمآ كآن الوقت المآضي إللي جمعنآ .. وإلل صآر مني وإعترفت به ومستحيل بسببه تغفرين لي وتسآمحين أبيك تسمعيــن .. إسمعي إللي بقوله يآورده وأفهميــه
نآظرته بعيون دميعه مُغرغره .. وجنتيهآ محمرّه وشفتيهآ محتقنـه .. مخآط أنفهآ سآئل مبلل فوق شفتيهآ ... هي نفسياً محطمّه وظآهرياً مدمّره ..

أكمل بذآت الصوت الخفيض الهآمس , قويّ ووآثق ... مُطمئن: أوثقي أول فينـي .. وإللي خلق الروح فيك وفيني مآ أئذيك بس اوثقي فينـي

....: مآعآدت عندي يآسند هآلثقه عشآن أعطيهآ لك
كور قبضة يمنآه غآضب , بمجآهده كآبت إنفعآل قهره .. مآيتمنى بهآللحظـه إلآ إنه يطول رقبة هآلمدعو آدم , أقسم بـ آلله إن ينحرهآ ودون تردد !

أقفل عيونه وبآلقوّه مبتلع ريقه .. يظهر أنه في حآلة إستحضآر كآمل ثبآته والتركيز ..
أشر بـ عيونه على العلآمه السودآء البرّآقه بوسط بيآض التوب تحت سترتهآ ..
العلآمه إللي مآكآنت إلآ إشآرة - خطأ - ... X من الحجم الكبير ومن فورهآ إنحدر بصرهآ لصدرهآ مقطبة الحاجبين بـ استغرآب ليردف بصوت هآدئ جآد النبره: غلــط ..... ودآمك ضآيعـه أنآ برشدك .. أنآ عقلك , وفكرك ... وثقتك بنفسـك , وذكآئك وحتى إدعآئك لقوتك ... وإنتقآمـك ..... أنآ كل شيّ تحسين إنك فقدتيـه , نفذي إللي بقوله لك حرفياً عسى إنك تقدرين تستردين شيّ من إللي فقدتيـه

برآحتهآ اليمنى مسحت منتصف جبينهآ مغمضه عيونهآ إنهزآماً رآفضه وبمنتهى العجز والوهن والإستكآنه: مآبي شــيّ .... خلونـي بحآلـي ..... أبغى أرجع مصـــر

....: مآحد بيخليك بحآلك , مآرح يخلوك لين صدق ينتهي عمرك بمأسآه .. نظرآت الشفقه بعيونهم رح إتدمرك .. أي كلمة موآسآه منهم بتحسينهآ طعنـه تزيد من أوجآعك مآتصبّر ولآ تدآوي , مآبي أحد يشوف إنهزآمك هذآ يآرودهـ , إسمعينـي ... إعرفي شلون تنهين القصّه مثلمآ تبين وبكيفك دآم البدآيه كآنت بكيفهم هم ... مو معقوله لهآلدرجه محبطّه ومنهزمـه ! مآتبين تردين إعتبآرك وكرآمتك حتى لو بينك وبين نفسك ؟! لآتصيرين خآضعه لأن وقتهآ إنتي إللي بتنهين نفسـك مو غيـرك

....: أكيد رح أتركـه
هزّ رآسه نفياً هآمس وبنبره مفصلّه كآنت فعلاً مُريبه !
....: إهو إللي يتركك مو إنتي
ضآقت عيونهآ المتورمه إستنكآراً ليرد هو مكمل بذآت الصوت الشيطآني الخبيث المآكر: تعلمـي شلون تنحرين الذبيحـه بدون مآتتلطخ يدّك بـ الدم
ورده: ............
سند: قآبليـه يآرودهـ

إمتلآ وجههآ بـ الدهشـه إستنكآراً ليكمل هو تأكيداً: قآبليـه .. تكلمـي معـه بهدوء وإسأليـه .. إحفظي سؤآلي هذآ نصاً وإسأليه .. السؤآل إختيآري , مآبين الفضيحـه والإحتفآظ فيك , أو الستـر والتخلي عنّك

إتسعت حدقتيهآ بذهول كستهآ الصدمـه مآقوت على اللفظ ..

عيونه الثآبته تمآماً وعليه لتشق إبتسآمه جآنبيه ملمحه الحآد كآنت أعظم البلآء , أردف من بعدهآ مكمل: سؤآل مُفخخ ... إذآ إختآر الفضيحـه في مقآبل إنه مآيتنآزل عنّك فـ أنآ أشوف تعطين الرجآل فُرصـه مهمآ كآن ذنبـه , أمآ إذآ إختآر الستـر في مقآبل التخلي عنك فـ أظن مآيحتآج شرح ....
إبتلعت ريقهآ بصوت وصله لتتسع على إثره إبتسآمته مكمل برفعة حآجب متغطرسه: وهنآ لحظـة إنتقآمك الكبيــر ... بس لآزم تكوني ملتزمه بـ الإتفآق .. إنتي خيرتيه بـ الستر وهو إختآره فـ لآزم تسترين عليـه .. لآزم تكونين قد الكلمـه , مُلتزمـه بس قويّـه .. حق نفسـك مآتفرطين فيه لو على رقبتـك ... مو من صآلح أحد أي فضيحه بتصير أو بلبلـه ... تعلمـي كيف تضربين من تحت الحـزآم ... خليـه هو إللي يتركك , هو إللي يوقف بوجه أهله وأهلك ويقول إنه عآفـك ... مآيبيك وطبعاً مآرح يقول أسبآبه .. خليـه يبين إنه مــره مو رجّآل , ومو أي مـره بعـد .. خلّـه يعيفك ومآيلقى سبب يقولـه , خلهم ينقدونـه , خلهم يطفحونه الدمّ وإنتي تفرجـي وتشفّـي .. صدقيني هذآ هو إنتصآرك الكبير , لآ تبينين ضعيفه أبدّ قدآم أحد , لآتقولين إنك مغفلّه وينلعب عليك .. إلعبـي إنتي فيهـم وعليهـم .. لآتخلين أحد يطآلعك بنظرة شفقـه إنك البنت المغدور فيهآ الملعوب عليهآ , لآ تقعدين تبكبكين ... خلي الكلّ يتفـل على وجهه وبدون سبب , هآلسبب خليـه بنفسك إنتي لآتعلمينه لأحد ...


....: سنــــــــد !!!!
إنتفخ خده الأيسر بفعل حركة لسآنه البآطنيه سآئل: لـه أخت بنـت صح !


....: مرآم
....: علميهــآ بنجس أخوهآ , لأنهآ هي إللي بتخلّص ذآك المسكين بسّآم من الـدنس اللي عآيش فيه ومآيدري !


/
/
/
/


جلست على طرف كرسيهآ التآبع لكرآسي الصآلون بـ الريسيبشن الخآرجي لشقتهّم الفسيحـه تنظر السآعه الجدآريّه الطويلّه مُذهبة الحوآف تمآشياً مع كلآسيكيّة الصآلون وتصميمـه المتكلّف ..
كآنت مُشيره للتآسعه والنصف مسآءاً ..

قبضت على فستآنهآ الشيفون الفضفآض من فوق ركبتهآ اليمنى مطبقة الفمّ في حرج ترمقه بنظرآت تحتيّه مترقبه بعدمآ أغلق بآب الشقّه وإقترب صوبهآ مبآدر هو أولاً بـ الكلآم بعدمآ جلس على الكرسي المجآور لهآ مسند كوعيه أعلى ركبتيه شآبك أصآبع يديه: إتكلمـي بسمعــك

....: أتكلم أقول إيه !
....: قولي إللي مخبيّآه – نآظرهآ بـ جديّه مكمل – وإوعك تفكريّ تكدبي عليّآ يآحور أو تخبّي .. سمعتك .. سمعت كُلّ كلآمك من مُهآب النهرده

أشآحت عنه بوجههآ تنظر بآب الشقّه المغلق , شددت من إحكآم قبضتهآ على فستآنهآ الحركـه إللي مآخفت عنه لتضيق عيونه بـ حدّه متفحصّه أدق ردود أفعآلهآ المتمثله في توتر بآلغ وإرتبآك ومحآوله في التحآشي قدر الإمكآن وهروب من الإعترآف والموآجه حتى بـ النظرآت !

أرخى جسده بـ أريحيّه على كرسيه مُبآعد مآبين سآقيه , ذرآعيه مفروده , يدّ فوق فخذه الأيمن ويده الثآنيه نآئمه فوق ذرآع كرسيه , أعقب بـ صوت غآيه في الهدوء والبرود: طيآرتي للسعوديّه بعد أربع سآعآت , إذآ معرفتش منّك كل الحكآيه حآلاً معنديش مآنع أأجـل السفـر ...... عآدي

إلتفتت له بحده صآئحه: حكآيـة إيه يآعُمـر , على فكـره مفيش ولآ كلمـه بجد من إللي سمعتهآ أنآ قلت كدآ لـ مُهآب عشآن ميحطش عليّآ أي أمـل .. أنآ وهو مستحيل حآجه تربط مآبينآ مآشــي !

....: وليه مستحيل ؟! إنتي فآكره إن حيآتك وقفت خلآص على سي رآئف وإللي عملـه ؟! أنآ إللي مش هسمح بـ كدآ .. مش شرط مُهآب , أي حدّ تآنـي .. بس حيآتك هتكمـل طبيعـي جداً

....: وأنآ حيآتي مينفعش تكمل إلآ وفيه رآجـل فيهآ ! مينفعش أعيش كدآ عآدي
....: لآ طبعاً ينفـع , أبوآب الحيآه كلهآ لسّه مفتوحه قدآمك .. فيه درآسه , وفيه شغـل ..... وفيه إرتبآط , فيه حيآه زوجيّه صحيحه مع حدّ يحبك ويئـدرك .. وفيـه أطفآل إنتي هتكوني أمهـم ... كُلّ الخيآرآت لسـه قدآمك , ليه بتقفليهـآ على نفسـك

نزعت عنهآ الحجآب متأففه مآسحه بيمينهآ عنقهآ المتعرق مردفه بـ تكآبر: مسمعتش كلآمي لـ مُهآب ؟ هو هيسآعدني .. هقـدم أورآقي وأبدأ درآسه فـ الكليّه إللي سبتهآ من سنـه , أنآ مش قآفله على نفسي ولآ حآجه .. أنآ جيت مصر مخصوص عشآن أخرج من القفله إللي كنت فيهآ

....: حآمل في الشهر الكآم يآحور ؟
....: مش حآمـــل
أغمض عيونه بهدوء حآث نفسه بـ الصبر , أردف بصوت مخنوق مُفصّل: أنآ دكتور يآحـور .. دكتور وفآهم

دمعت عيونهآ مهتزّه أوتآرهآ صآئحه بـ وهن شبه بآكي: أنآ مش كدّآبـه يآعُمــر
....: لآ إنتي كدّآبه يآحـور , كدّآبه وعآرفه إني عآرف وفآهم ومستمرّه في كدبـك الغبـي المكشوف
وآرت وجههآ بيديهآ بآكيه ليزفر هو بـ همّ مآسح بيمينه كآمل وجهه هآمس: حوريّـــه


....: أنآ تعبآنه أوي يآعُمــر
إعتدل بجلوسه سآحب بيسرآهآ يمينهآ من فوق وجههآ محتضنها بين كفيّه العملآقين مردف وبصوت غآيه في الرقّه والعذوبه والدفى: يآروحـي أنآ معآكـي , وبـ إيدي أخفف عنك أيّ تعب بس إنتي بتخبّـي ... أنآ أخوكي يآحـور , أنآ عُمــر ... مش عآرف كل إللي حصللّك دآ إزآي قدر ينسيكـي مين عُمـر

أجآبت من بين شهقآتهآ المحتدّه كمآ الأطفأل بـ تهتهآتهم الغير مترآبطه من وسط بكآهم: أنـ .. أنآآآ ...... أنآ حآآ .. حآآمـل ييييـ ... يآآ عُـمــــر
....: ههههه منآ عآرف يآعبيطـه

قآلهآ بـ ضحك مقبل ظآهر كفهآ الأيسر بقوّه ثم تحسسه بـ بنآن إبهآميّه بحركه دآئريه أشبه بـ المسآج يرمقهآ بنظرآت عميقـه دآله على حُبّ أعمـق: وبتعيطـي ليـه يآعبيطـه !
....: مكنتش عآرفه إزآي هئولكـم كلكـم
....: لآ إنتي كنتي هتسيبيهآ مفآجئه حضرتك لمآ تولـدي
....: ههههه أنآ غبيّـه
عُمر: هههه غبيّه جداً

قآلهآ ضآحك مآئل بنصفه العلوي للمقدمه مآسح بـ بنآن إبهآميه دموعهآ المبلله ورديّة وجنتيهآ هآمس: هو كُلّ الحوآمل بيكونوآ حلوين أوي كدآ ؟!
ضربت بيمينهآ ظآهر يده اليسرى صآده عنه بوجههآ مبتسمه في حرج ليرد هو هآمس بدلآل لهآ سآخر: حآمل فـ نونو إزآي بس وإنتي أصلاً لسّه نونو !
....: هههه يوووه خلآآص بئـه يآعُمـر
....: حآمل فـ الشهر الكآم يآنونو !

عضت طرف شفتهآ الأيسر مآئله ببصرهآ تفكر للحظآت أردفت من بعدهآ الجوآب الخآئب: مش عآرفه بـ الزبـط .. ممكن فـ آخر الرآبع
ضم شفتيه عآقد الحآجبين برفض مذهول لفظاً لـ حرف الـ o ممدود لتكمل هي شآده شفتهآ السفلى تعبيراً آسفاً: مكشفتـش ولآ مرّه

إتسعت عيونه بدهشـه تدآركتهآ هي مسرعه: أصلاً معرفتش إلآ فـ الشهر التآلت تقريباً .. قبل طلآقي أكيد
إلتوى فمه بـ حنق رآد بـ جفآء: وأكيد بعد إجهآضك الأول
....: لسه مصدق إن أنآ إللي سئطـت نفسي !
نفخ من فمه زفرة هوآء سريعه مغيّر الموضوع: مآعلينآ , خلآص أنآ هأجـل السفـر وبكره إن شآء آلله نشوف عيآده كويسـه تتآبعي مع الدكتور فيهآ , ولآ عآوزه دكتوره !
تمسكت بيسرآه مشدده عليهآ بآسمه: لآء مش هتأجل أي حآجه , هتسآفر وأنآ هعرف آخد بآلي من نفسي كويس

رمقهآ بنظره حآده معنآهآ – كآن زين من أول – لتكمل هي ضآحكه: ههههه وآللهي يآعُمر بجـد .. هئول لـ عمتـو بكره وهي هتودينـي .. مش تشغل نفسك ولآ تتعطـل
...: نعم يعني مش فآهم ؟ يعني إيه مشغلش نفسي ولآ أعطلهآ ؟ إنتي أختي فآهمه ! وعبيطـه ومتعرفيش أي حآجه ودآ أول حمل وكمآن على وشّ ولآده ومخبيّـه
....: ههههه يآلهوي بئوللك فـ الرآبع لسّه وش ولآده إيه !

....: إسكتي خآلص , ليكي عين أصلاً ! وبعدين تعآلي هنآ لمآ تعرفي عن حملك دآ من شهر ممكن أفهم ليه محدش فينآ يعرف ! لآ وأمك المسكينه تئ
قول إن وزنك بيزيد وبتلبسي هدوم وآسعه عمرك مآبتعمليهآ وأنآ أقولهآ يمكن عشآن نفسيتك تعبآنه , وممكن من تأثير الإكتئآب .. فيه نآس نفسهآ بتتسـدّ وينزل وزنهم ونآس نفسهآ تنفتح على الآخر ووزنهم يضرب شكلك من النوع التآني أتآري الموضوع غير كدآ خآلص ..... ليه كنتي مخبيّه ؟

....: وهفضل مخبيّه , ويآريت يآعُمر محدش يعرف , لآ مآمآ ولآ بآبآ
....: وإشمعنـى !
....: كلهم شآيفين إن طلآقي كآمل خلآص بس أنآ لسه فـ عصمة رآئف وهفضل لحد مآ أولد .. تفتكر لو رآئف عرف يآعُمر هيفضل سآيبني ؟ مفيش حآجه ممكن توقفه وهيرجعني ليه لو غصب عني بس عآرف هيرجعني ليه ؟! عشآن إللي فـ بطنـي يآعُمر مش عشآنـي ... عشآن إبنه أو بنتـه إنمآ أنآ ولآ أفرق معآه فـ حآجه .. وآللهي يآعُمـر لو دآ حصل أنآ ممكن أموت مـ القهـر .. محدش حآسس بيّآ
....: حآسس بيكي وفآهم قصدك .. بس مصيره هيعرف , هتفضلي مخبيه لـ إمتى يعني !

....: لحد لمآ أولد ان شاءالله .. لحد لمآ أخرج تمآماً من عصمتـه ولحد مآيكون عآجز عن إنه يردنـي .. رجوعي لـ رآئف مش بـ السآهل , رجوعي ليه مستحيــل .. المفروض إن شهور عدتي خلصت , خلصت ومحآولش حتى محآوله إنه يصلّح أي حآجه .. حتى فرصته الوحيده عندي خلآص رآحت .. معدش ينفع يآعُمـر .. حملي هيكمل إن شآء آلله , وهولـد .. وهيكون بـ إسم رآئف آه لكن عمـره مآهيكون ليـه .. أنآ أُمّه , وأنآ الحآضنـه ليـه .. وخلّي رآئف وقتهآ يعرف غلطـه وأد إيه هو غلط كبيـر لمآ يحسّ بـ الخسآره فعلاً ويحس أكتر بـ العجز عن تعويض الخسآره دي ..

....: مكنتيش كدآ يآحور .. إيه القسوه دي !
برقت عيونهآ بـ الدموع وإنكسر بصرهآ في حُزن .. همست بصوت مبحوح مسحوب: دآ نص الحقيقـه يآعُمـر
عُمر: ............
سقطت دموعهآ ضآئقه عيونهآ بـ البكآء , ملآمحهآ في منتهى البرآءه والطفولـه .. وجههآ رقيق مُعذّب ..
لفظت بصوت مخنوق متحشرج: تصدق لو قولتلك إني خآيفه ..... خآيفه من رآئف
....: وهو رآئف هيعمللك إيه !
....: خآيفه يعرف ويعمل فيّآ زي مآعمل فـ دآرين ... ضربهآ لحد مآسئطّـت ...
إنشدوآ كتفيه للخلف إستنكآراً للفكره رآفضها همساً ومن فوره: لاآآآآ لآ يآشيخه لآ

مسحت بيسرآهآ جآنب وجههآ الأيسر شآهقه مخآطهآ السآئل مردفه: مش عآرفه .. الأفكآرمدمرآني , شآيف بقيت بفكر فـ رآئف إزآي ! مش بشوفه إلآ إنه حدّ مختل .. مريض .. وسفّآح .... فيه حآجه إتكسرت جوآيآ يآعُمر , أنآ آه بحبّه بس خآيفه منّـه .. المفروض حُبّه يديني الأمآن بس أنآ مش حآسه بكدآ .. ولآ بـ أمآن ولآ رآحه ولآ ثقـه ... أيوآ انآ بخآف من رآئف , انآ مرعوبــه منــه يآعُمــــر

أطبق فمه بقهر مكور قبضة يمنآه بغضب آخذ فـ التأجج والإشتعآل ...
رآئف المختـل .. أدق وصف لشخصيته البعيده تمآم البعد عن إحتمآليّة إتصآفهآ ولو بـ الشيئ القليل من إسمـه ..... من الرأفـه .
الرجل إللي سمح لزوجته بأن تطلق عليه لفظ سفّآح هو بـ التأكيد معتوه مختل ..
أي رُعب هذآ إللي تسبب به هآلرجّآل لـ أخته إللي على الأغلب مآقررت قرآر سفرهآ لـ مصر وتركهآ للسعوديه إلآ هروباً منه !
إخفآئهآ لحملهآ ومشقآته .. إخفآئهآ لـ ألمهآ النفسي وأفكآرهآ المضطربـه ..... هو الوحيد المتسبب فيـه , هو دون غيره !


كآن بعصمته ثنتين من أشد النسآء فتنـه , يعترف عُمر أن رآئف رجل محظوظ ولكنـه معتوه ..
ترك وآحده منهم بـ ألم نفسي عميق وجرح غآئر وخوف على الأغلب إنه بيعض أصآبعه ندم لسمآحه التسبب فيه ..
والثآنيه أياً كآن خطأهآ فـ بـ التأكيد إنه إنتقم منهآ لنفسه أشدّ إنتقآم ... تركهآ بـ نفسيّه مُحطمّه فوق تحطمّهآ السآبق وجسد مشوّه ...... ورحِم ضآمـر !

أمسك بكلتآ يديهآ مشدد على أصآبعهآ قآصد إيصآل المغزى لها بقربه منهآ ووجوده معها وإن أبت ... هو أخوهآ الأكبر ... سندهآ , هو الظهر وهو الحمآيـه
....: لآ رآئف ولآ غيره يقدروآ يمسّوآ شعره منّك .. مجنونه إنتي !
....: بـ الله عليك يآعُمـر , متئولش لـ بآبآ ولآ مآمآ
أطبق فمه بـ أسى وإنهزآم مستسلم , همس بـ إحبآط: مآشــي
إتسعت عيونهآ ثآبته بعيونه تسأله الصدق: بجد يآعُمـر !

....: بجـد , بس فيه وآحد مينفعش تخبي عليـه
أعقدت حآجبيهآ إستفهآماً ليرد هو مكمل: نجـم أفندي
حور: ...........
عُمر: دآ بئآ إللي هيطيّن عيشتنآ كلنآ وهيخربهآ بجـد وهو لسه لحد حآلاً ميعرفش بموضوع طلآقك
حور: يآسلآم ؟ وعآوزني أقوله عشآن ييجي يهدهآ فوق رآسنآ
عُمر: وإحنآ مآلنآ ! يهدهآ فوق رآس رآئف وإللي خلفوه ههههه

أطبقت فمهآ مبوزّه تنآظره بلوم ليرد هو مكمل بآسم: إفهمي , مهو هيتعصّب أكيد ويبهدل الدنيآ بس إنتي فوراً إلحقيـه بـ الخبر التآني وإنه قريب هيكون خــآل
إتسعت عيونهآ بدهشه بآسمة بذهول غير مصدقه هآمسه: يخربيت دمآغك إنـــت
عُمر: هههه صدقيني إحنآ مش قد أخوكـي نجــم


/
/


بـ مجلس إجتمع فيه شآيب بـ أوآخر سبعينآته وإثنين من الرجآل وشآب وآحد وثلآث مُرآهقين ..
كآن الشآيب في عآلم آخر .. تشوش بصره عن رؤية المحيطين به وضعف سمعه عن أحآديثهم المتدآوله فيمآ بينهم ليتم مضطجع على جمبه الأيسر محرك خرزآت سبحته الزرقآء بتمتمه غير مسموعه في حين إنخرط الأخوين في أحآديث متفرقـه وبين الحين والآخر كآن يتدخل فيمآ بينهم الشآب بـ أوآخر عشرينآته دون إهتمآم أدآءاً لوآجب الضيآفه فقط وحسن المشآركه بـ أحآديث لآتعنيه إطلآقاً ..
جلس بـ الزآويه إثنين من المرآهقين بـ إنشغآل بآدي لأجهزتهم الجوّآله وبـ ركن منفصل جلس الأخير بذآت الإنشغآل للي يشوفه بجوآله مبتسم ... وآضح إنه مجبّـر للجلوس بعيداً مفرداً بسبب سلك الشآحن الممتد والموصول مآبين جوآله وبين القبس بـ الجدآر !

....: متى عآد يآبو محصن بيجينآ محصن ! مو كآفي ! طولت شهور عسلكم
أجبر فمه المشدود على التبسم لتظهر إبتسآمة مجآمله مغصوبه مآسرع مآختفت , أردف من بعدهآ بهدوء: آلله يرزقنآ يآعمّي .. محد كآره
إرتفع حآجب ذآك المُتصّف بـ العمّ معقب بـ غطرسه مقيته: منو إللي بيكره يعنـي .. شدوآ حيلكم نبي ولـد حفيـد

مآعآد فيه من الطآقه شيّ لتحمّل كلمآت عمّه السآمه .. رجل بغيـض ..
يمقته لمقت بنآته الثلآث لـه وإن مآ أظهـر .. هو مجبر على الإبتسآم بوجهه وتحمّل كلمآته وتحمّل الردّ عليهآ ..

إكتفى بـ شده لـ شفتيه المطبقه سريعاً ثم عآد وجهه للجمود مردف: ولد أو بنت كلهآ خيره من آلله ...
سكت لثآنيه أتبعهآ بوقوفه السريع قبل أن يتطآول بـ اللكم المسدد لوجه عمّه مستأذن: شويّ ورآد .... بـ إذنكم

أومأ كلا من أبوه وعمّه إيجآباً بعيون مترقبه إختفآءه دون إهتمآم من الجدّ أو أولآد عمّه الثلآث المنكبين على جوآلآتهم وقوفاً بمنتصف المدخل الدآخلي للبيت الفآصل بين قسمي الحريم والرجآل مخرج جوّآله من سيآلته اليمنى رآفعه لأذنه بعدمآ طلبهآ وسريعاً وصله الإستجآبه ..


....: هلآ وآئــل
....: تغريد علميني , ميسم معكـم ؟!
....: لآ ... من بعد الفطور طلعت برّآ
أعقد حآجبيهآ بعيون محتدّه إنتبآه متشكك: أحد ضآيقهــآ !!
....: زوجة أبوهآ السـمّ عطتهآ كلمتين بس تطمّن دآرين جآبت حقهآ
إتسعت عيونه بدهشه ملتفت حوله ترقباً أردف من بعده بغيظ رآص على أسنآنه: وششش سوت دآرين لميسم !

....: مو لميسم , أقولك أم متعب ضآيقت ميسم بـ الكلآم عن العمليّه وكذآ , وإنت تدري زوجتك مغير تسكت وتبلع الكلآم السمّ مآترد بس دآرين من قهرهآ صفقت هآلحرمه بآلكلآم , عطتهآ كلمتين إنطمت من بعدهآ وبلعت لسآنهآ , حتى أمي وجدتي مآتدخلوآ .. خلوّ دآرين تآخذ حق ميسم تخيل !

إعترآه الذهول غير مُصدّق !
ميسم تتلقى الإهآنه ودآرين تذّب عنهآ !

إبتلع ريقه بتوتر سآئل: دآرين عندك !
....: بـ المجلس الثآني , قآمت تصلّي العشآ
....: أي صلآة عشـآ ! السآعه عشر !!
....: مآرضت تصليه معنآ جمآعه ... تدري دآرين وفوقه مغصوبه تجلس مع أم متعب بسبب جدتي , عمّي متى يقوم أنا وربي ضآيق خلقي أكثر من دآرين



أقفل مع تغريد ينظر النآفوره بقلق تفتك بنفسه الخوآطر وبعقله الظنون ...
علآقته مع ميسم جداً سيئـه ... علآقه عدميّه ...
صآمته دون أدنى مشآركه ...
مرّ شهر ونصف وهمّ متبآعدآن , حآول معهآ التوآصل وهي رآفضه الإستجآبه حتى ولو بتبآدل النظرآت ...

تسمع كلآمه كآملاً منصته له لحين إنتهآءه وتجيبه بـ الصدّ محركه كرسيهآ بمكآن آخر مآيجمعهم ...
وصل الحآل لـ انفصآله عنهآ بـ حمل مخدته ولحآفه يومياً والنوم بـ مكتبه تآرك لهآ الحريّه دون مزآيدة عليهآ أو ضغـط !

انتشله من دوآمآت تفكيره وإنشغآله أصوآت على مقريبه جآهره متدآخله ..
على الأغلب إن عمّه قرر المغآدره ...

تسآرعت خُطآه قآصداً توديعه عند المخرج الخآص بـ مجلس الرجآل قبل أن يضطر لمرآفتهم خآرج البيت عند السيّآرآت بـ إنتظآر زوجته وحينهآ بيطول وقوفـه ... إذ أن الحريم ولحظآت ودآعهـم بدل اليـوم ...... سنـــه !


/
/

حلم الحياه 18-09-16 02:33 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/

من البوآبه الدآخليّه المقآبله للنآفوره الجبسيّه المتوسطه بـ المدخل .. هرولت العآمله الخآصه بهآ حامله على كتفهآ الأيسر الشنطـه الضخمـه ذآت المآركـه الشهيره وبيمنآهآ قآبضه على اليدّ الصغيره للطفل البآلغ من العمـر أربعة سنوآت ..

الطفل إللي ترك يدهآ بـ القوّه رآكض صوب أمّه صآئح: أومّـــآآآآ
إتسع ثغرهآ بـ الإبتسآمه حآنيه نصفهآ العلوي عليـه حآملته: حبيب أومّـآآ ميشــوو

....: كآن خليتوآ شويّ يآم متعـب نتسحّر سوآ وإنتو يآقِلّ زيآرآتكم لنآ
إلتفتت لذيك إللي طلبتهآ البقآء بـ إبتسآمه: معليش يآم وآئل مرّه ثآنيـه
....: لآجينآكم بعزيمتكم ترآ هآ وآلله مآنطوّل .. بنسمي بآلله نفطـر ونرد البيت
أنزلت إبنهآ من فوق صدرهآ ممسكه بيمنآه ضآحكه: شدعوى عآد , تدري إنه طلب أبو متعـب وقدآمكم دآق عليّ طآلبني أطلع

أطبقت فمهآ بقلّة حيله وإستسلآم بـ اللحظه إللي إنتقلت فيهآ عيونهآ من أم متعب المستعده للخروج بعبآءتهآ المرفوعه فوق رأسهآ للتوأم المتمآثل إللي طلعوآ متجآورتين من الشقّ الخآص بـ الطرقـه المؤديه لقسم مجآلس الحريم إذ إنهم لآبد لهم من المرور بـ المدخل لأجل الصعود لغرفتيهم ..
ذآت المدخل إللي هي وآقفه عنده الحين !

إبتلعت ريقهآ بتوتر من لآحظت العبوس بوجه أم متعب إللي مآسرع مآ أنزلت الغطآ على وجههآ صآئحه بـ عآملتهآ الخآصه: يــــلآ
تعلقت عيونهآ على ابنتيهآ إللي تجآهلت إحدآهم الموقف تمآماً صآعده للدرج دون إلتفآت وإللي بـ التأكيد مآكآنت إلآ دآرين تآركه تغريد أسفل السلـم وآقفه تنظـر أم متعـب ...... زوجـة عمّهآ .. أو زوجـة أبوهآ .

الموقف ابداً مايحتمل أي مزايده للحث على البقاء وان كان من باب المجامله ..
اطبقت فمها بـ ابتسامه قصيره مومئه رآسها ايجاباً رآده لهآ الودآع ..
نآظرت من بعدهآ بتغريد إللي كتفّت سآعديهآ متعلقه عيونهآ على الظهر الأسود من العبآءه والمستمر في التقدم والإبتعآد .. تلحقهآ عآملتهآ وبيدهآ الصغيـر ..... ميشـو !

نبهتهآ من شرودهآ بصوت هآدئ النبره القلقــه: تغريد يمّه

إلتفتت لـ أمهآ دون أن يرمش لهآ جفن .. تظهر نظرآتهآ قويّه .. حآقـده .. أطنآن من الغِلّ والغليل فيهآ فآئـره ثآئره .. لفظت بمنتهى القوّه والثبآت والتحكم: عـآدي يمّـه ......

قآلتهآ وأقفت عنهآ صعوداً لتزفر هي بأسى مهمومـه ..
يزدآد همهآ ثقـل ويثقل قلبهآ كمد من رؤيـة بنآتهآ يتمزق قلوبهم حُزن ..
مهمآ أخفـوآ مُدعيّن إلآ إنهآ تدري عن خفآيآهم وحقيقـة أحآسيسهم المتوجعـه ..
ردت تنآظر خآرج البيت على المدى البعيد القريب للعين وللرؤيـه .. لمحت صفّ من السيآرآت الملونـه فآرهة الطرآز ..
وآحده سودآء اللون مكشوفة السقف المفتوح نصفه وأخرى برتقآليّه .. وثآلثـه بيضآء ضخمـه عآئليـه ..

شدت شفتيهآ بـ أسى محبطـه مقفلـه البآب بهدوء لتقآبلهآ عآملتهم بـ إنتظآر الأمر إللي ألقته عليهآ بـ لين: روحي صآفي نظفي المجلـس ...

خآرج الفيلآ .. بـ مدخلهآ المُعبّد من الحجآره تجمعوآ حول سيآرآتهم إللي أضآئت المحيط بـ أنوآرهآ الحمرآء والصفرآء .. البيضآء والبرتقآليّه آخذه وضع الإنتظآر ..
تعآلى صوتهآ آمره بـ جفآء: ميشــو تعآآل هنـــآ
هز رأسه نفياً متوآري خلف أخوه الأكبر متشبث بـ سآقه الأيسر ليرد عنه أخوه ضآحك: وآلله مآ أرد رآس مشآري , خلآص يمّه أنآ بجيبـه

....: لآتعلق أخوك يآمتعب أكثر , مآنيب مستغنيه عن ولدي معك
متعب: ههههه أفـآآ , مآنتب مستغنيه عن ولدك مشآري أجل أنآ ولد منـو !
أشر أبوه بيمنآه صآئح بصبر نآفذ: جيب الولد يآمتعب خلّ نروح

متعب: يبه وأنآ شدخلني إهو إللي متعلق فيني
....: ميشـو يآروحي يلآ تعآل إطلع مع مآمآ حبيبي
هزّ رآسه نفياً رآفض ليرفع متعب يديه بآسط رآحتيه مستسلم كنآية عن عدم تدخله برغبة أخوه الأصغر في حين صآح الأخ الثآني بعدمآ طلع رآسه من شبآك سيآرته البرتقاليه صآئح: يـلآ إطلـعوآ خلّ نمشــي , متعب ترآك سآد الطريق إنت وأبوي

قآلهآ متبعه بـ - أفأفة عصبيّه – رآد لمقعده مطبق الفمّ بصبر نآفذ ليجيه صوت أخوه الجآلس بجوآره: أقول مِسفر عطهـم بوري ازعجهم
مسفر وإللي الظآهر اعجبه إقترآح أخوه ذآ الترتيب الثآلث مآئل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه: كفّـوآ وآلله يآمجــوود

قآلهآ بآسط رآحة يمنآه بوسط المقود مصدر صوت مزعـج متوآصل دون إنقطآع جآذب نحوّه كلّ الأنظآر الضآئقه بـ انزعآج ليصيح عمّه ضآحك: وش ذآ الإزعآج .. شف عيآلك يآبو متعــب ولآ فآرقونآ يلآ
أبو متعب: مسفـر ومآجـد المخبّل الإثنين

ضرب بيمنآه سطح سيآرته البيضآء صآئح على متعب وزوجته: يلآ خلصونـــآ
متعب: شذمبـي , ولدك البزر مصمم يطلع معي وأمي مآتبي
صآحت بـ تهديد وكأنه الأمر الأخير: مشـــآري تعـــآل هنـآ فــوراً
....: خلآص يآم متعب خله يطلع مع أخوه

....: لآ يآبو وآئل متعب وإخوآنه مهبّل يستهبلون بـ الطريق والولد توّه صغير يرجرجون مخّـه لآآ
متعب: خلآص يمّـه وآلله مآ أسوق بسرعه .. وآلله خلآص هذآني حلفت عيب تردينّي
عطته نظره من ورآء غطآء وجههآ الكثيف فهمهآ ومن فوره مومئ رآسه إيجآباً مآنحهآ الثقه بـ أنهآ كلمة شرف مآرح يخلّ بهآ أو يخلفهآ لتسلم هي أمرهآ زآفره بـ حنق وإمتعآض إذ إنه على عينهآ ترك صغيرهآ الأقرب من إخوآنه الثلآث الأكبر لقلبهآ لآفظه بـ توصيّه مشدده: انتبه على أخوك يآمتعب لآتزيد سرعه .. ولآ تلفلف وتفرفر , تجيبه فوراً البيت

أرخى كتفيه بيأس من إلحآح أمّه وقلقهآ الشديد شآد فمه المطبق بـ إنزعآج خفي: خلآص يمّه عآد , تبين أطمنك .. بمشي قدآمكم بسيآرتي وإنتي وأبوي ورآنآ , هآ شرآيك !
إلتفتت ورآهآ من تعآلى صوت البوري لسيآرة إبنهآ الثآني على الترتيب - مسفـر - رآده النظر لـ متعب إللي فتح البآب المجآور له مسآعد أخوه الأصغر بـ الصعود مبتسمـه: متعب مآ أوصيـك

قلّب متعب عيونه بـ سأم متململ: لآحـوووول , يمّـه خلاص لآتحآتيــن


/
/



بـ مدخل الفيلآ وأمام النآفوره الجبسيه المُفعلّه اللي يظهر اعجابه بها في الفتره الأخيره من طول وقوفه الدائم عندها للتفكير والتأمل !
أدخل جوّآله بـ جيبه ليحسّ بآلشيّ الصغير المكوّر والقآسي بعض الشيئ !

لآشعورياً مال فمه بـ الإبتسآمه من وقع الذكرى القريبه قبيل سآعآت قليله فآئته وهو على سفرة أوّل إفطآر رمضآني لهم وتنآوله أوّل بلحـه نآوياً بهآ التسميه بالله وكسر الصيآم ..
البلحه السُكريّه اللآمعه صفرآء اللون إللي أثآرت بمخيلته ذكرى رمضآن فآئت من سنـه كآملـه ..
قبض عليهآ بـ أصآبعه مدخلهآ لـ جيبه متنآول تمرّه طريّه من نوع آخر ..

دون تردد بـ خُطى سريعه بآسم الملمـح مُنتشي من فكره لآمعه طرأت بعقلـه ..
خرج من بيته متوجهاً لملحقـه إللي دخله مُقرر إنهآء الهجـر إللي ملآه أسـى وأرهقـه كمــد ..
صآح بـ اسمهآ فور دخوله واغلاقه البآب الرئيسي الزجآجي للملحق: ميســـــــــــــم

إرتآعت من المفآجئه وعلى حين غُفلة منهآ وشرود من صآح بـ إسمهآ مُنآدي ليقشعر جسدهآ موسعه عيونهآ بذعـر ولآخرهآ مرتآعـه ..
تدآركت ارتياعها بـ إقترآب خطآه المنذره عن دنو دخوله رآفعه غطآء الصندوق الكرتوني مطبقته فوق علبته بـ إرتبآك مدخلته بـ الدولآب رآد لمكآنه بـ الرفّ الأسفل الأخير بجوآر صنآديق أخرى ملتفته له بسرعه من لفظ إسمهآ للمرّه الأخيره قبل تلآقي عيونهم وإشتبآك نظرآتهم ..

لآشعورياً منهآ أحست بـ إشتدآد قبضتهآ اليمنى إلآ أنهآ أحست بشيئ مآنع .. شيئ بقبضتهآ صغير الحجم أدركت مآهيته موسعّه عيونهآ سودآء اللون الدآعجه ولآخرهآ بصدمـه ...
نست إدخآله بـ الصندوق مع بآقي المحتويآت ..

هي ذآتاً فتحت الصندوق لأجلـه ... إسترجعت ذكريآتهآ بـ تأملهآ لـ ذآك الشيئ القآبضه هي عليـه ...
شتتهآ صوته وأثآر بنفسهآ الإضطرآب مقفله الصندوق دون إرجآع الشيئ إللي أخرجته منه !
الشيّ إللي مآكآن إلآ تمره مجففـه مآل لونهآ من الصفآر إلى البرتقآلي بـ خطوط حمرآء بنيّه ..

التمره إللي أعآدهآ لهآ بـ صبآحيّة زوآجهم وهو يترقبهآ خآطيه خطوآتهآ على كرسيهآ المتحرك صوب دولآبهآ مخرجـه منه صندوقهآ الخآص بـ ذكريآتهآ الأحب لقلبهآ وإللي كآن هو شريكاً لهآ فيهآ ...
أدخلت بيوم صبآحيتهآ أكثر إثآره على الإطلآق منديلهآ القطني أبيض اللون مطرز برقّه من الأطرآف بـ حبآت من اللؤلؤ السكريّ ..
المنديل إللي تلطخ منتصفه ببقع صغيره حمرآء اللون ..
البقع الخآصّه بـ فضّ غشآءهآ وإعلآنهآ زوجـة لـه فعلياً ..
سألهآ بفضول وإبتسآمة الإستغرآب سآكنه قسمآته: وشهــو !!
....: هذآ صندوقي الخآص , فيه الأشيآء الخآصه مرّه إللي جمعتنآ .. ذكريآتي الحلوه معآك والحين بحط هآلمنديل , أحسّه أحلى ذكرى

....: ههههه وإش فيه غير المنديل !
....: يعني أشيآء عآديّه , تذكر العيديّه إللي عطيتني بـ العيد ! هنآ بـ الصندوق
إرتفعوآ حآجبيه بدهشه بآسم أدرفهآ بوقوفه السريع عن السرير خروجاً لمكتبه رآد للغرفه وبسرعه مد لهآ يمنآه مبسوطة الرآحه لتعقد حآجبيهآ إستفهآماً للشيّ إللي توسطهآ وإللي مآكآن إن بلحـه مجففه وحلآوة – بقـر – بـ غلآف أصفر اللون !
إنتفض صدرهآ غير مُصدقّه سآئلته بعيون لآمعه: وآئــل إش هــــذآآآآآآآآ !
وآئل: هذي البلحـه إللي خذيتهآ منك بـ أوّل فطور رمضآن , تذكرين من رقيت لك أنآ وجدتي ونزلتي معنآ للفطور !

....: ههههه إي طبعاً أذكر , بـ الأخير كلهم قآموآ إلآ أنآ وإنت وعطيتك البلحه هههه وآئل مآ أصدق توّك محتفظ فيهآ !
وآئل: أهآ .. طبعاً , وهذي الحلآو يآلنصّآبه , تذكرين سآلفتهآ !
....: ههههه إي أذكر نصبت عليك ذآك اليوم وخذيت منك العيديه فلوس وعآيدتك بـ الحلآو
....: قلتي الحلآو الصفرآ معي والحمرآ معـك
من فورهآ فتحت غطآء الصندوق مبعثره محتويآته إلى مآ إلتقطت بـ أصآبع يمنآهآ القطعـه الممآثله لذآت إللي بوسط كفّه إلآ أنهآ بغلآف أحمر اللون ... رفعتهآ له بآسمه بعيون مُشعّه متلألأه: والحـمــرآ معــي
....: ههههه خلآص خذي الحلآو حقي والبلحه حطيهم معك بـ الصندوق , أي شيّ نتشآركه إحتفظـي فيه

إبتلعت ريقهآ مشدده قبضتهآ على البلحه إللي أحست بهآ – تُفعـص - , أردفت بصوت مخنوق خآفضه رأسهآ تنظر قدميهآ: خيــر

جلس على ركبتيه أسفلهآ هآمس وبـ إبتسآمه: كُلّ خير إن شآلله
قآلهآ بـ التزآمن من إمسآكه بيديهآ ليفآجئ بسحبهآ السريع ليديهآ قبل أن يتمآسّآ ..
أطبق فمه بـ أسف دون أن تغآدره الإبتسآمه: وآلله مآ أخليك قبل نتصآفى , أدري إنه مو زعـل ... أدري زين ليش صآده عنّي

من فورهآ نآظرته بـ تفآجئ والذعر بعيونهآ ليومئ رآسه إيجآباً هآمس: والله أدري , من إيش خجلآنه يآميسم ؟ عآدي يآعيونـي عمليـه سويتيهآ وآلله مو كآتب لك الشفآء فيهآ مآخربت الدنيآ يعني ولآ إنتهى العآلم .. مو قلتي إنك وآفقتي عليهآ من أول عشآني ؟! تزعلين وتخجلين إذآ أنآ تأثرت بس هذآني هـه .. وش اللي تبدّل ! بـ العكس بعد مآعندي مآنع تحآولين بعمليّه ثآنيه وثآلثه وعشر والف ومليون ..... لآتهتمين لأحد يآميسم هآلشيّ مو بيدّك .. متى الوآحد يلوم نفسـه ؟! إذآ هو كآن المتسبب بهآلشيّ أصلاً وقتهآ فعلاً تلومين وتندبين بس وشهو ! وشهو إللي بيدك .. مآبيدك الآ الأسبآب , كتب لك آلله الشفآء بـ الأسبآب إللي سويتهآ الحمدلله مآكتب بعد الحمدلله

صدت عنه بوجههآ جآبره فمهآ على الإنغلآق وبقوّه ليظهر الإنكمآش بذقنهآ وبضيق فتحتي خشمهآ مقطبّة الجبين عآقدة الحآجبين تجآهد مآتبكـي الآ إنهآ ودون تحكّم بكــت ..
نزلت دموعهآ صآمته تدآركهم هو بـ إبهآميه مسحاً محتضن وجهه العريض الدآئري بين رآحتيه جآذب رأسهآ تجآهه طآبع قبلتيه الرقيقه فوق كُلّ عين هآمس: لآتبكيـــن

....: في شيّ خآنقني يآوآئل
....: جعله فيني يآقلب وآئل ليش تهجرينـي ! إذآ مو أنآ إللي حكيتي معه وشكيتي وبكيتي مع ميـن أجل !
....: غصــب عنّي

أخفض رأسه بـ إعآده لقبلتيه إللي إستقروآ هآلمره فوق ركبتيهآ متحسس بيمينه سآقهآ اليسرى مُردف بذآت الهمس: إنتي روحي يآميسم .. صدقيني وآلله اللي تحسينّه أحسّه ... أحسّه بروحـي وبنفسي ... أنآ ضآيق أكثر منك بس ضيقي لأجلك
....: وأنآ ضيقي لأجلك
....: مآعليك منّي , يآبنت وآلله صدقيني مآحثيتك بـ العمليه إلآ لأجلك , أبيك تفرحين بنفسك وتسعدين .. مآبي أشوف هآلنظره بعيونك إللي تقولين فيهآ إنك نآقصـه .. مآبي أحسّك عآجزه قدآم نفسك مو قدآمي .. آآآآآخ يآرب لو إنه يصير ويصح كآن قصيّت رجولي وعطيتك


أحست بـ الإنتشآء ..
سعآده بآلغـه غمرتهآ .. تحس بـ تضخّم قلبهآ وإنتفآخ رئتيهآ ..
أحآطتهآ الرآحه والطمأنيـه ... حمدت بقلبهآ ربّهآ عظيم نعمته لهآ بـ حُبّ وآئل لهـآ وتقديره ..

مآلت بنصفهآ العلوي عليه محآوطه عنقه بكلآ ذرآعيهآ طآبعه قبلآتهآ القويّه فوق جآنب عنقه الأيسر وفوق يآقة ثوبه المقوآه ليعقب هو ضآحك: شفتي وش آخر الهجـر , ذآبحك الشوق
....: ههههه مدري لو إنت مو معي شلون كنت بعيش
إبتعد عنهآ لتستقيم هي بجلستهآ وليمسك هو يديهآ إللي رفعهم لمستوى وجهه وقبل أن تستقر شفتيه فوق ظآهر كفيّهآ سقط بيمنآه مآكآن بيسرآهآ ..
تنآوله بعقدة حآجبين خفيفه سآئلهآ بعيونه لتجيبه هي بـ إبتسآمه: كنت أستعيد ذكريآت أول يوم رمضآن جمعنآ العـــآم
....: ههههه لآآآآآ
....: إيش لآ
....: معنآته فكرنآ بنفسّ الشيّ
....: وشهـو ؟!

طلع من سيآلته اليمنى البلحـه صفرآء اللون مقدمهآ لهآ بـ إبتسآمه: طرآ على بآلي نفس إللي طرآلك اليوم .. توني بآكلهآ إلآ وأتذكر إللي صآر معك .. تذكرت نفس البلحه إللي خذيتهآ منك العآم
بسطت يسرآهآ فوق صدرهآ فآغرة الفمّ البآسم بـ إندهآش غير مُصدقّه ليكمل هو حآث: حطيهآ بـ الصندوق يلآ

...: وآآآئـــل ! هههه
قآلتهآ ضآحكه والإندهآش بآقي بوجههآ مآده يمنآهآ لتنآولهآ منه إلآ إنه مآسرع مآ أبعدهآ عنه مردف: لآ لحظــه
ترقبته وهو يخرج قلمـه الفضيّ المعلق بـ جيب الصدر لثوبه ضآغط على مؤخرته ليبرز السن كآتب على البلحـه الصفرآء بلون أسود عريض رقم 2 !
كتبه ثم قدّم لهآ البلحه بآسم: هذي البلحـه لـ ثآني رمضآن عقبآل البلحه الميّـه
....: ههههه يآخي وآلله إنآ عبيطيــن
....: يختـي وآلله إني احبك يآلعبيطـه

إتسعت إبتسآمتهآ خآفضه عيونهآ المشعّه من عيونه اللآمعه لرآحتهآ اليمنى المبسوطه وبوسطهآ بلحتيـن تأملتهم للحظآت صآمته إنتهت بتعآلي صوت جوّآله إللي أخرجه من جيبه ليُفآجئ بـ إسم وآحد من أولآد عمّـه ..

....: ميـــن ؟!
....: أخـوك مسفــر

أعقد فمه دون مبآلآة أو تفكير مطوّل سآحب على الشآشه فآتح المكآلمه لينعقد حآجبيه إستغرآباً من تمّ سؤآله بـ إندفآع سريـع متوتـر: أخ وآئـــل !

عقدة الحآجبين إللي أخذت في الترآخي ومعهآ أخذت ملآمح الإستغرآب في التلآشي لتحلّ بدلاً عنهآ الصدمـــــه والذهــــول ..


حآدث عنيـف لـ أربـع ... والنآجي إثنآن !


/
/



======
-----------
======

نهآية الفصل السآدس والثلآثون



:::

حلم الحياه 21-10-16 07:51 PM

رد: العاطفه والجسد
 
الفصل السآبع والثلآثون



/
/


أحسّت بـ هزّآت متوآصله رتيبة الإيقآع .. تظهر لهآ قويّه .. مزعجـه .. تحت رأسهآ , أسفـل الوساده ..
بـ إنزعآج تقطّب جبينهآ وإنعقدوآ حآجبيهآ بوجه عآبس متأففه بـ ضيق مبدلّه من وضعية نومهآ على البطن للتمدد على الظهر رآفعة سآعدهآ الأيمن فوق جبينهآ وتوّ مآرتخّت أعصآبهآ وبدت عقدة حآجبيهآ بـ الإنحلآل والخطوط العآبسه بـ جبينهآ في التلآشي مستسلمـه لإكمآل نومهآ العميق إلآ وردت أعصآبهآ متشنجّه منتفضه بـ قشعره خفيفه من عآودت الإهتزآزآت إقلآقهآ من جديد مكدره صفو نومهآ ..

بـ إنزعآج أقحمت يمنآهآ تحت وسادتها سآحبه جوآلهآ إللي كآن يضوي ويهتز بـ تنبيه لـ أذآن الفجـر !

نآظرت الشآشه بـ نصف عين نآئمه لثوآني تستوعب ثم أقفلت عيونهآ بآلقوّه زآفره بصوت مسموع أشبه بـ الهفهفه ثم تسآندت من بعدهآ على رآحتيهآ سآحبه جسدهآ الضئيل من تحت غطآءهآ الستآنيّ أحمر اللون سآنده ظهرهآ لـ خلفيّة السرير تفرك عينهآ بيسراهآ بعدمآ أشغلت ضـوء الأبآجوره على يمينهآ ثم ضمّت رآحتيهآ لبعضهم مطبقين مصفطين مآبين فخذيهآ تنآظرهم ببلآهه مقآومة للنوم أشدّ مقآومه إلآ أن النعآس مصرّ على أن يغلبهآ لترد هآزّه رآسهآ بآلقوّه أن تنتبـه ولآ تغفـى ملتفته لـ يسآرهآ تشهـده على وضعـه إللي مآتبدل والغير قآبل ذآتاً للتبدل ..

هآدئ النوم , منضبـط .. قليل الحركـه أو عديمـهآ على نحو أدّق ..
ممدد الجسد على الظهر .. ذرآعه الأيسر نآئمه بجآنبه ويمنآه مبسوطه فوق بطنه .. وضعـه المعتآد ..

عفوياً مآل ثغرهآ بـ ابتسآمه بآهته قبضت من بعدهآ بيسرآهآ على سآعده الأيمن لتبعد يده عن بطنه هآمسه: نجــــــم

نجم إللي أجآبهآ فوراً ولميزة نومـه الخفيف أشدّ خفّة ممآ يكون .. إنعفس وجهه بضيق ملتوي الفمّ بعيون مقفله: هـــمممم
....: قوم يآنجـــم
....: نآمي يآليلآ
....: قوم إنت يآنجــم , أول فجر رمضآن .. وقت الصلآه
وآرى وجهه بكلآ كفيه صآئح بـ إنزعآج: صلآة إيش هـذي الحيــن
....: صلآة الفجـر .. يلآ قوم عشآن نصلّـي
عطآهآ ظهره محتضن لصدره المخده رآداً عليهآ دون إكترآث: صلّي إنتـي

قبضت أصآبعهآ على عضلة ذرآعه الأيمن البآرزه قآصده جذبه للإلتفآت عليهآ بـ اصرآر عنيد هآمسه: لآ حنصلـي مع بعـض يلآ قـوم

قذف المخده لتطيح بـ الأرض ملتفت لهآ بصبر نآفذ صآئح بضيق منزعج: أنآ مو علمتك الصـلآه كيـف ! روحـي صلّـي بروحك

كآنت تنظره بعيون موسعّه .. دهشـة بريئـه اعترتها من سبب إنزعآجه وصيآحه الصآرخ فآغرة الفمّ تعجباً وإستغرآباً سآئله بـ طفوله: وإنت بتروح النـآر ؟!
أغمض عيونه بآلقوّه مطبق الفمّ لثوآني يجتر فيهم الصبر ثم ولاّهآ ظهره مجيبهآ ببرود: إيه عآدي بروح النآر

ردت قآبضه على ذرآعه رآفضة بصوت متدلل: قوم يآنجم صلّي معآيآ مآ أبغآك تروح النآر
صآح فيهآ غآضب بـ ثورة وإنفعآل: وإنتي شدخلك يآليلآ انآ أبي أروح النآر .. صلي إنتي بروحك وإدخلي الجنــه .. استغفـــرك يـــآآرب
ليلآ: مآ ابغى ادخل الجنّه بروحي , لآزم نكون مع بعـض

إستوى نآئم على ظهره مغمض عيونه بهدوء هآمس: صلي إنتي الفجر وأنآ بصلّي البآقي
بوزت لوهلـة عآقدة الحآجبين للحظآت أردفت من بعدهآ بـ إصرآر من بين أسنآنهآ: لآء لآزم نصلي كل الصلوآت الخمسه وكل وآحد بروحه بدون أي تقسيم مابينا .. وإنت إللي قلت هآلكلآم هذآ مو لعب مآشي ؟ وبتقوم الحين إنت ولآ إيش موضوعك ؟!

نجم: ...........
ليلآ: نجـــم !
نجم: ............
صآحت صآرخة اسمه بغيظ نآفذة الصبر: نجـــــــــم !!!
نجم: ............

أرخت كتوفهآ بيأس مغمضة العين بملآمح محبطـه مطبقة الفم الممطوط بـ خيبة دون أمّل للحظات انتهت بـ استسلامها وهي تمد يدها للأبآجوره على يمينهآ ليرد الظلآم مكتسح الغرفـه البآرده وترد هي ممدده نآئمة على بطنهآ محآوطه وسطه العآري بذرآعهآ الأيمن بعدمآ لامس جآنب وجههآ الأيسر اعلى بطنـه مستمعة لنبضه !

لثوآني من الهدوء والسكون قطعهآ هو بسؤآله مستنطقاً صحوهآ هآمس: ليـــلآ !
ليلآ: هــمممم
نجم: بتنآمـين ؟!
ليلآ: أيـوآ
نجم: وصلآة الفجر ؟!
ليلآ: مآ أبغــى
نجم: وشو إللي مآتبغيـن ؟!
ليلآ: مآ ابغى أصلي وادخل الجنّه .. خلآص بروح معك النآر

لآ شعورياً إنتفض صدره بضحكة قصيره مبلل بلسآنه شفته السفلى مآغآدرته الإبتسآمه وهو يفرك بنآن أصآبعه اليمنى بفروة رأسهآ هآمس: آآآخ منــك
ليلآ: اسكت خلآص عشآن أنآم
نجم: لآ خلآص قومي نصلي ونروح الجنّه هههه
من فورهآ إبتعدت عنه ملتفه يمينهآ مشعله إضآءة الأبآجوره رآده تنآظره بدهشة طفوليّه مبتهجّه: جِــــــدّ !!!

تحآمل على نفسه وإستقعد مسند الظهر العآري للخلفيّه سآحبا على رأسه من المقدمه وصولاً لآخره من الخلف رآداً ودون مبآلآه: أهــآآ
ليلآ: وليش غيرت رآيك !
نجم: حرآم أخليك تتعذبين في النآر وأنآ السبب , مآيطآوعني قلبي تنشوي ليلوشي بآلنآر وتحترق لين تتفحّم
بوّزت بـ إبتسآمه حآقده ترمقه بـ كُره مُدّعى: سخيييييف

إتسع فمه بـ ابتسآمة مرهقـه مآغآب عن ملمحه النعآس طآلبهآ الإقترآب بـ إشآرة ذرآعه الأيمن الممدود صوبهآ: تعآلـــي
وقفت على ركبتيهآ زآحفه خطوة وآحده وصولاً له سآئله ببراءه: إيــش ؟!
قبض أصآبعه اليمنى على عضدهآ الأيسر مرغمهآ على الجلوس أولاً ثم الميل عليه ثآنياً إلى أن إرتخت بـ حضنـه وهو قآبض بيمينه على عنقهآ لآفظ بـ غيظ مفتعل من بين أسنآنه: وش أسوي فيك إنتي علميني

بسرعة أبعدت نفسهآ عنه قبل أن يلآمس صدغهآ الأيسر منتصف صدره العآري صآئحه بـ نفور: لآآآآ وقّـــف
أعقد حآجبيه إستغرآباً مستفهم لترد هي مبرره سريعاً وبـ حمآسة وإندفآع: خلآص الفجـر أذن يعني احنآ الحين صآيمين , ممنوع الإقترآب .. don touch
قلّب عيونه متململ: يآذآ الحآله , إنتي وبعدين معك ليش أفكآرك وصخه دآيم كذآ !

ليلآ: لأن إنت أصلاً تصرفآتك وصخه ونوآيآك أوصخ كمآن .. لآتنكـر , وبعدين أنآ صح , إعترف .. إنت بنفسك إللي علمتني هذي الأشيآء .. مآيصير نتلآمس وإحنآ صآيمين
نجم: مو أي تلآمـس , فيه فرق .. في أشيآء محظوره تنقض الصيآم واشيآء ثآنيه لآ
ليلآ: وت إيفــر .. مآفيه تلآمس وهذآ كلآمك
نجم: صدقيني ندمــت ليتك جآهله
بقبضتهآ الخفيفه ضربت أعلى وركه الأيسر لآئمة عليه بـ ضحك: وبعدين معآك يآنجــم !

بآدلهآ الإبتسآمه بـ شغب سآئلهآ ذآت السؤآل بهمس رقيق تغآزلهآ نظرآتـه: إنتي إللي وبعدين معــآك هــآآ ؟!
أطبقت فمهآ جبراً أن تختفي إبتسآمتهآ متحمحمه خجلاً من نظرآته , هرباً من إغوآءآته أن تغلبهآ نفسهآ ملقية بجسدهآ في حضنـه ضآربة بـ الصيآم وأحكآمه عرض الجدآر: آحـــممم .. طيب يلآ نصلّــي ؟!

هزّ رأسه نفياً وابتسآمة وآسعه تعلو محيّآه دون أن تغآدر مبعداً غطآءه الستآني عن نصفه الأسفل وآقفاً بـ إستقآمة شآد ربآط بنطلونه القطني على خصره المنحـوت تقآسيمه العضليّه مردفاً بهدوء منقاد طوعاً: أمـرك سِـت ليــلآ ...... يلآ نصلّــي



/
/


بقوّة فجآئيّه توقفت حركة الأطر محدثه صوت صفير إثر إحتكآك الكآوتش بـ الأسفلـت وتبآعاً تفتحت الأبوآب الأربع للسيآره على جميع الجهآت كآن أولهم بآب السآئق إللي طلع هو منه أولاً وأقفله ينظر للجآلس بجوآره وهو يخرج متحآملاً على نفسّه أثقل حركته هول الخبر .. ليلتفحول السياره وصولا له وسريعا قآصداً مسآندته: تمسّك .. تمسـك فينـي يبـه
لهث مستغفراً ذآكراً آلله بصوت هآمس مترجي: لطفـك يآرب .. لطفك يآرحيــم , يدّك يآوآئـل .. رجولي مب شآيلتني

وكمآ فعل وآئل فعلت أخته بـ أمهآ المتمآسكـه أكثر من زوجهآ مسرعين أربعتهم للطوآرئ إللي شهدوآ بهآ حآله من الفوضى برغم تأخر الوقت نسبياً ليترك وآئل يدّ أبوه مسرع الخطى المهروله صوب مكتب الإستعلآمآت سآئلاً عن الحآله بـ الأسمآء ليصله الجوآب أولاً تعبيرياً بوجه الموظف إللي تبدّلت ملآمحه لـ اسف مبتئس أردفه بـ الجوآب اللفظـي الهآدئ: آخر الممرّ يمين غرفـة الطبيب إللي إستلم الحآلآت من أوّل , هو بـ إنتظآركم

كآن على وشك الإلتفآت متجهم الملمح إلآ ويستوقفه فردين من رجآل الشرطه مستعلمين عن هويته وإذآ مآكآن أحدّ الأقآرب المعنيين بـ الحآدث ليجيبهم هو على عجله: إي أقآرب بس للحين مدري عن شيّ رجآءاً أجلوآ أي تحقيق مو وقته وآلله

قآلهآ بـ عصبيّة موليهم الظهر دون أن يسمع حتى جوآبهم أو يرى موآفقتهم ليقآبله أبوّه وأمه الممسكه بيدّ أخته: يبـه تعآل , بـ آخر الممرّ

الممرّ إللي قطعوه أربعتهم بـ خطى متخبطّـه , آخذه في التثآقل لحد العجـز إللي يمنعهم من التمآسك والخطو بشكـل منظبـط دون أن يتهـآدوآ وصولاً للغرفـه المعنيّه إللي قآبلهم فيهآ الطبيب إللي وقف فوراً يظهـر على ملآمحه أثر الإرهآق الشديـد يظهر من ملآمحه الآسفـه ثقل عبئ أخبآره السيئه المحملّه قبل أن يلفظ بهآ سآئلاً أولاً الرجل إللي ظهر عليه كبر السن والهيبه: فيصـل عبدآلله , وش يقرب لكم !

من فوره أجآب مندفعاً: أخوي .. أخوي ... فيصـل أخوي , خير يآدكتور عسى مآشرّ
أعقد وآئل حآجبيه مبتلع ريقه بمرآرة حآملاً عبئ هآللحظـه وسمآع الخبر إللي مآزفّه هو لهم أولاً .. كونه هو الوحيد إللي درى بـ وفآة إثنيـن من أصل أربـع .. إنمآ مآيدري منهم تحديداً !
علـم مآعلـم ومآ أخبر أحـدّ من أهلـه ..

سكت الطبيب لحظآت يتأمل أبو وآئل في صمت مطبـق يرمقه بنظرآت آسفـه كآنت هي ألأشد وطأه .. لفظ من بعدهآ في هدوء منضبط: الأخ فيصـل صآبه إنهيـآر شديـد وللأسـف صآرله جلطـه بس خفيفـه الحمدلله .. فتره ويتعآفى منهآ
أعقد أبو وآئل حآجبيه أقصآهم متحسس عنقه بعد ضيق أحسّ بـه سآئل بصوت خآفت مخنوق: طيـ .. يعنـي وش .. وش الســبب !

يآبرودة أعصآب الأطبآء , الصفـه المشتركـه بين جميعهـم ..
إبتلع ريقـه مقوس الفمّ بـ أسف أردف من بعده: إنهيآره بسبب صدمـه .. صدمه مآتحملّهآ ... للأســف إثنين من عيآله وفآتهم المنيّه بحآدث سيآره ... سيآرتين في الحقيقـه إصطدموآ ببعضهـم الأولى كآنت المتضرره أكثر وللأسف إللي فيهآ إهم إللي توفوآ .. الإبن الأكبر والأصغـر ... أمآ السيآره الثآنيه تو جآنآ الحين الخبر من غرفـة العمليآت إن وآحد من إللي نجوآ منهآ توفّى ... ومآبقـى إلآ وآحـد بـ العمليآت للجرآحـه

....: لآآآآآهـــ

إلتفت وآئل للي لفظت مستنكره بصوت مُرتعش مصدوم ينظر عيونهآ الدميعه الظآهره من فتحـة العين لغطآء الوجه ..
ذآت النبره الشجيّه المبحوحـه .. تغريد مآغيرهآ
تغريد إللي أحسن بـ الوهن في سآقيهآ المرتعشـه .. أحست بـ قرب إنهيآرهآ هي الأخرى طآئحة من طولهآ لولآ تمسّك أمها بـ ذرآعهآ حدّ التشبث القويّ المآنع من تهآلكهآ دون حول منهآ ولآ قوّه في حين سحب أبو وآئل على رأسه منتزع شمآغه والطآقيّه من تحته فآك أول زر لثوبـه لآفظاً بصوت مذهول غير مصدق: يآوجــه آلله .... يآلطيـــف ...... إنّآ لله وإنآ إليه رآجعـون ..... لآحول ولآ قوّة إلآ بآلله

كآنت كلمآته لآهثـه , شبـه مسموعه .. ينظر الأرض من تحتّه يشعر بهآ متهزّه غير ثآبته .. تمسّك بـ مقبض نيكلي لوآحد من سرآئر التروللي المتحركّه مآقوى على الوقوف أكثر إذ أنه تهآلك جلوساً عليه ينظر قدميـه بعيون مذهوله محتدّة النظره العآبسه غير المصدقّه بينمآ مسح وائل على وجهه كآملاً معتصر ذقنه أخيراً نآفخاً هوآء فمه الحآر في مشهـد عصيب جمع أربعتهم والطبيب إللي إستطرد قوله بذآت الهدوء متفهماً حآلهم وشدّة وطأة الخبر المأسآوي على مسآمعهم لتشملهم جميعاً الصدمّـه ..

....: الشرطـه برّآ بس منعنآهم إحترآماً للحآله مغير إثنين بيحققون في الموضوع .. يعني همّ مرآهقين , وهي سيآرآتهم او لا .. مصّرين على التشريح إن كآنوآ مخدرين أو يسوقون دون رخــ ......
سكـت الطبيب بارد الاعصاب بدهشـة مصدوم إثر صيحـة أطلقهآ أبو وآئل بوجـه المكفّـهـر المتجهم بآسطاً يمنآه بوجه الطبيب غآضب: ثلآث عيآل مآتـوآ وإنتم بـ إيش تفكرون .. مخدر إيش ولآ رخــص إيش إحترمــوآ العآلــــــم لآبآرك آلله فيكــــم ... مآحد بيتحوّل للمشرحـــــه فآهميــــــن ... على جثتـــــي , العيآل توهم كآنوآ عندنآ ... طلعوآ من البيت وقآبلوآ ربهـم وإنتوآ وشهـو إللي تهـذرون فيـــــه حسبــي آلله عليكـــــــــم آآآهــــ .. وآآئـ ... وآآئل الحــ


أمسكه وآئل من فوره قبل أن يسقط أرضاً لتقترب تغريد هي الثآنيه له مسرعه متمسكة بذرآعه الآخر قبل أن يسقط ليقآطعهــم صوت أنثـوي شآحـب , مذهـول ... سآئلاً بمنتهـى الخفوت المشآبه للهمـس المذبهـل: عيآل منـــو إللي مآتـــوآ ؟!
إلتفتت لهآ أم وآئل وكذلك وآئل بصدمـه ربطـة ألسنتهم للحظآت ثقيلـه أنهآهآ الطبيب بسؤآله: عفواً ميــن ؟!

سفهته مقتربه من أمّ وآئل قآبضه بـ أصآبع يمنآهآ المرتجفه على مرفق أم وآئل سآئله بـ تردد بآهت النبره خشيّة أن يتأكد إحسآسهآ ممآ تتصوره: منـو إللي مآت يآم وآئــل ؟!
أم وآئل: ............
....: سمعت ثلآث عيآل مآتـوآ .. منهــم !
وآرت أم وآئل عيونهآ المختفيه تحت غطآئهآ بكفّهآ الأيسر إللي رفعته لوجههآ أتبعته بشهقـة بآكيـه دون ردّ بينما اطرق وآئل وجهه للأرض وانهارت تغريد بجآنب أبوهآ مذهول الملمح الشآحب للحظتـه فوق السرير المتنقل متعلقة بذرآعه إللي دفست فيه وجههآ تنهآل دموعهآ في صمت ...


....: عيآل منو إللي مآت ... إنــــت علمنــــي

صآحت في الطبيب بآكيـة بـ إنهيآر إعترآهآ , مآتقوى على الإنتظآر اكثر تحت وطأة أحآسيسهآ المفجعـه جآذبه الطبيب من شقي مئزره الأبيض صآرخه: وينــه فيصـــل علمنــي .. وعيآل منــو إللي مآتـوآ .. ليــــش سآآكــــــت

أمسك الطبيب معصميهآ مبعدهآ عن مئزره بهدوء مجيبهآ بـ شفقة على حآلهآ دون أن يعلّم هويتهآ: ثـلآث من عيآل فيصــل ......... إبتلع ريقه خآفض البصر بـ أسى عميق وحزن بآلغ , أكمل من بعده: لله مآ أخذ وله مآ أعطـــى ..............


/
/


وقفت عند رأسهآ المغطى بـ اللحآف الثقيل مطبقة الفمّ المشدود بـ ضيق وحنق لتظهر جليّه غمآزتيهآ العميقه لافظة بنبرة آمره جآفه: ريتـآج قومــي

....: صيتي إطلعي برآ ولآ تجبريني أتطآول عليك وتزعليـن

إستشعرت البكآء بصوتهآ المخنوق المُضخم ونبرتهآ المهزوزه المرتعشه .. نفثت بـ همّ أعقبت من بعده بـ هدوء: يآعمري لآتسوين كذآ بنفسـك .. ريتآج أنآ بوقف معك وآلله بس قومي الحين وخلّ الأمور تمشي طبيعي وبنلقى لهآ حل مع بعض
أبعدت عن وجههآ اللحآف شبه مستقعده وبوجههآ البآكي المُرهق نصف إبتسآمه هآزئه: هــه , كآن أولى وقفتي مع نفسك ولقيتي لك حـلّ مع ذآ الأهل الظآلمين

....: ريتآج عيب مآيصح تقولين هآلكلآم
....: صيته لآتنرفزيني ترآ وقسم إني على شعـره
إبتلعت ريقهآ مطبقة الفمّ ثم جلست على طرف السرير متحسسه بيسرآهآ سآق ريتآج اليمنى بـ حنو هآمسه: وش قآل لك بـدر , كلمتيـه !
مآخفى بـ التأكيد عن صيته من فور سؤآلهآ إستجآبة ريتآج الفوريّه المتمثله ـ حركة جفنيهآ المتوتره فآغرة الفمّ الفتحه القصيره ..

تظهر بوجههآ المحمّر المنتفخ من إثر البكآء معآلم الدهشـه إللي مآسرع مآتدآركتهآ ببلعة ريق متوتره بـ التزآمن مع هروب نظرآتهآ يمنه ويسره بتشتت تفكيراً في عذر كآذب !
العذر اللي مآكآن الآ صيحة قهر لفظت من بعدهآ بـ حمـوّ وقبضتهآ اليمنى آخذه في الإشتدآد على اللحآف كبتاً للإنفعآل: مآقدرت .. مآقدرت أكلمـه , جوّآله على طول مقفّـل ... أكيد غيّر رقمـه الزفت أكيد وأنآ من أربع أشهر مآكلمتـه آآآآآآخ صيته يآربي مآنيب متحملّه أحس بقهر قآعد يزيد وقآعده أختنق

شددت صيته من ضغط أنآملهآ على ركبة ريتآج اليمنى بـ طمأنه هآدئه النبره: طيب إهدي الحين وآلله بكره بتروق وتحلى بس إنتي مشّي اليوم على خير

....: أمشيّ إيش وتبن إيش وآلله مآ أنزل أقآبله ولآ أشوف رقعة وجهه عريس الغفله ذآ خل ينقلـع لآ أنزل أتوطآه جعلـه المآحي وهو وأخته سآلي جعلهآ السّلال

أغمضت صيته عيونهآ بـ خيبة أمل وإحبآط زفرت من بعدهآ بقلّة حيله من عِند ريتآج وتعنتهآ وجزء كبير منهآ يوآفقهآ ويحثهآ بـ الإصرآر على موقفهآ والرفض دون خضوع .. لعل ريتآج بـ فرض سيطرة رأيهآ بـ الرفض وتمآمه فعلاً تكون هي الحجـه البليغـه والعـذر لأي موقف يحتمل أن توضع هي فيه فيمآ بعـد إذآ مآحصل وتكرر مآحدث مع عآصـــم .... على سبيل المثآل لآ أكثر !

....: إسمعي ريتآج لأول مره قآعده أفكر بـ خبث وآلله يستر شكلي بسوي معك عملـه مهببه وثنينآتنآ بننقبـر
من فورهآ ريتآج إنتبهت , ضآقت عيونهآ إستفهآماً لتكمل صيته هآمسه بعدمآ التفتت ورآءهآ للتأكد من إحكآم اغلآق البآب عليهم مردفه: أبوك وأمك وآلله مآيهدآ لهم بآل إلآ اذا تمّ ذآ الموضوع وبـ الطقآق إنتي ورفضك حتى وإن تعصيتي وقسم إن يجرك بعد سلطآن من شعرك لين يتقلّع وتقآبلينه غصب .. هو بكره بعد فطور المغرب وقبل صلاة العشاء والتراويح بيجي على حسب الميعآد

ريتآج: وش قصدك يعني !
صيته: قومي إلبسي أحسن شيّ عندك وتزيني وإبتسمي بوجه أمك وأبوك ويعننك رآضيه ومآبه خلآف

تجعدت ملآمح ريتآج بـ تقزز من صيته وإستنكآراً تعبيراً لإستحآلة موآفقتهآ لترد صيته هآمسه بذآت الحمآسه: يآلغبيّـه إفهمي .. سوي إللي أقوله ولآمنك إنفردتي معه بروحكم سطريه على وجهه بذآ الكلآم كلّه .. قولي إنك كآرهه ومآرح توآفقين عليه إنتي بس وآفقتي تبين تشوفينه أول وصآر ومآعجبك , و يعننك متكرمه عليه قولي انك بتعطينه هو الفرصه وخله يحفظ مآء وجهه ويرفض إهـو .. وإن إستدعى الأمر بعد تطآولي عليه بنظرآت الإحتقآر وإنك متقززه منه وقلبي عيونك وذي الحركآت الخآيسه إللي تسوينهآ وبس خلآص ألف مبروك تمت الفركشـه بنجآح

....: ملعـونة الجـدّ يآصيته !
....: أوب أوب , حرآم اللعن .... تعلمنآ الدنس منك وآلله يسآمحني ويغفرلي هههه
....: صدق إنك مب سهلـه طيب وإذآ إفترضنآ إنه جبلّـه مآيفهم وأصـرّ , أتوهق أنآ !!
صيته: إلآ بتروحين وآطيهآ بس معتقد
...: ليـش ؟!

صيته: يعني على قولة أبوك وسلطآن إنه متعلم ووسيم وعمره صغير وولد بطرى يعني بآلله وش بيحده على وحده كآرهتن سحنته ! لآ يآشيخه معتقد بعدين أحسّ كذآ ذآ النوع عنده عزّة نفس وكرآمه ومستحيل يقبلهآ .. أحسّ بيلمّ عفشـه ويضف برآ يدور الأحسن منك
بققت ريتآج عيونهآ بتحذير لترد صيته مكمله من فورهآ إيضآحاً لحسن نيتهآ والقصد من كلآمهآ الأخير تحديداً مندفعه: أقصد إن ذآ إللي بيقوله برآسه .. يعني رفضتيه إهو بيدور ع الأحسن منك , كذآ يمكن نكايه فيك أو تعويض عن التنقيص إللي بيحسّه منك ... كذآ يعني فهمتـي !
مآلت نظرآت ريتآج يمنه بتفكير مطوّل أردفت من بعده هآمسه بـ تردد: مدري شيئن فيني مآهوب مستريح بس بعد فيه شيّ من المنطقيّه بكلآمك

ضربت صيته ركبة ريتآج اليمنى بآسمه: أجل قومي يلآ غسلي وجهك المفقع ذا وتسنعي وإنزلي تحت شآقه وجهك بـ الضحك وعلميهم انك إستخرتي وموآفقه ومآش الحآل
خزتهآ ريتآج بقوّه لتكمل صيته ببرآءه: ويآليت تزودين البهآر شويّ , يعني مآفي مآنع تمثلين إنك متحمسـه وصدق حآبه الموضوع ودآش رآسك يعني إسألي أبوي عن تفآصيل أكثر عنه ولآ تنسين الإبتسآمه لآتفآرق وجهك

ريتآج: هيييه انتي مخبولـه وش ذآ الخبل !!
صيته: إلآ إنتي الخبله إفهمـي , إذآ تميتي معصيّـه وصآده بذآ الوجه الخشب ومآتمّ الموضوع وقسم إن يلعنون خيرك بيقولون أكيد إنك مسويّه شيّ بس إذآ قدآمهم مثلتي إنه يآزينك وصدق تبين ذآ الرجّآل وموآفقه ومستعده همّ يجي هو يرفـض كذآ بيلعنون خيره إهـو وإنتي تطلعين مـ السآلفه كلش مثل الشعره من العجيـن

....: يآقـوّ إبليسـك , وش ذآ الأفكآر الخبيثه وآلله صيتوه مصدومه فيك شكلي صدق بخآويك
....: هههه ترآ أعجبك بس إنتي إللي مآتعطين وجه لأحد
ريتآج: يعني أقوم الحين ولآ وش أسوي !

صيته: إيه إيه الحين وأنآ بسبقك نآزله أعطيهم البشآره إن حدك مستريحه ومستآنسه بعـد ثم تنزلين إنتي وتأكدين ذا الهـرج هـآ إتفقنـــآ !
مآل رأسهآ يسرة بـ خفه وقدّ تقوّس فمهآ إعجآباً وإستسلآما ... همست بـ خضوع وإنقيآد: إتفقنــآ


/
/

/
/


تعآلى صوت أذآن الفجـر لثآني أيآم رمضآن بـ السعوديّه ..

وهم على حآلهم يكتسيهم ثوب الهمّ والغمّ والحزن والكئآبه .. تغلغلت أنوفهم وتشبعّت بـ الرآئحه الخآصّه والمميزه للمستشفيآت حدّ التخدّر بهآ وعدم الإحسآس أو تمييز غيرهآ عنهآ ..

فردت ساقيها امامها مكتفة السآعدين على وآحد من مقآعد الإنتظآر أمآم المدخل المقآبل للعنآيآت المركزّه المحظور دخولهآ بـ جوآر أمّهآ الجآلسه محتضنه سآعده الأيسر فوق بطنه مسندة الرأس على كفّهآ الأيمن ... يظهر من هيأتهآ الكآبـه والأسى إلى أن نطقت هي بعدمآ نفثت انفآسهآ بـ همّ مسموع إثر شقآء مآ ألمّ بهم من ضُـرّ : وبعديــن يمّـه !
....: وبعدين يآتغريـد ؟!

نآظرت تغريد بـ البوآبه الخآصه بممر العنآيآت المغلقه على مسآفة طويله منهم مطبقة الفمّ بـ أسى: عميّ فيصـل بـ العنآيه , وأمّ متعب زوجته بعد بـ العنآيه .. ثنينهم بعآلم ثآني غآيبين وش بنسوّي
أطلقت تنهيده حزن عميقـه أردفت من بعدهآ بـ خفوت: خل يجي أبوك ووآئل ونشوف وش بنسوّي
تغريد: استغفر آلله العلي العظيم .. رحمتك يآرب

من قآلتهآ بـ خشوع متوسّل إلآ وتلمح أبوهآ يخطو خطآه المتثآقله متسآنداً على الدرآبزين النيكلي الممتد بطول نصف الجدآر يلحقه وآئل بـ ذآت الخطى البطيئه إلا أنهآ كآنت أكثر إنضبآط وتمآسك إلى أن جلس أبوهآ مقآبلاً لهم مرجع الرأس للخلف ملآمساً للجدآر من ورآءه مغمض العينين بـ همّ ثقيــل في حين جلس وآئل بجوآر أمّه هآمساً بـ خفوت شبه مسموع: آستغفرك يآرب واتوب إليك ...

قآلهآ أولاً ثم نظر لـ جوآله إللي أضآء بـ إسم – ميسـم – ليرد هو وللمرّه التي لآتذكر , لآتعد ولآ تحصى من من تصميت الإهتزآزآت ينظر أمه الجآلسه وسطاً مآبينه وبين تغريد مردف: كآرثـه يـ أمـي وآلله كآرثــه

لآشعورياً ردت دموعهآ بـ السيلآن شآهقه مخآط أنفهآ أولاً قبل أن تدخل يمنآهآ تحت غطائهآ المبلل القآبل للإعتصآر لافظة سآئل أنفهآ خارجاً بـ المنديل دون أن تنطق بـ حرف بينمآ سألت تغريد بـ لهفة شديده: وش إللي صآر يآوآآئــل .. شلــون !
قوس فمه مطبق الشفتين بـ أسف قبل أن يلفظ بـ غُصّة مخنوق النبره تعيس الملمح المغموم المبتئس: وش أقول بس , آللهم لآ إعترآض .. الحمدلله .. الحمدلله

تغريد: علمنـي يآوآئـل وشلون تأذوآ هآلأذى .. السيآرآت مجهّزه بـ أمآن كآمل ..
وآئل: يتسآبقون على الطريق , متعب مآسيطر على السرعه إنحرفت سيآرته جت بعرض الطريق فجأه بوجه سيآرة مسفر .. دخل مسفر بـ جنب سيآرة متعب من جهة كرسي متعب وهو إللي كآن منتهي على الأخير .. والإرتطآم مآسلم منه مشآري لأن جسمه صغير وكآن جآلس مع متعب

رفعت يمناها فوق فمها ذهولاً بشنآعة ما اوصلتها اليه مخيلتها من فجآعة المشهـد والمنظـر والشعور والإحسآس .. سآئلة بصوت شآحب: منو إللي عآيش ؟!

وآئل: مآجــد ... مآقدروآ ينقذوآ مسفر لأنه إللي كآن يسوق السياره الثانيه .. حتى الوسآئد الهوآئيه مآحمتهم من قدر آلله وقضاءه ............. إنّآ لله وإنّآ إليه رآجعون


/
/



مآبين المغربيّه والعِشـآء ..

قبضت بـ أصآبع يمنآهآ على شعرهآ من المقدمّه وإن تمكنّت لقتلعته من الجذور شآده ـ أسنآنهآ السفلى على شفتهآ العليآ تنهآل من عيونهآ دموع الحسره مدرآرآ ..

بشرتهآ البيضآء الشآحبه بطبيعتهآ محتقنّـه مضرجـه أكسبت وجنتيهآ لون ورديّ مثيـر ..
رموشه مبتلّـه وعيونهآ غآئره تحت إنتفآخ جفنيهآ المتورميـن فهي لتوّهآ تعرضت للإذلآل وبـ أبشع صور ممكنه للإهآنه ..
صورة الإستغنـآء وكأنهآ شيئ حقير تآفه دون أيّة قيمـه ..

" وشــوو !! أجي أتقدملك وأطلبـك ؟! ههههه لحظـه قولي إنه مـزح ! ههههه مخبولـه إنتي ؟ يآعُمري كل مآبينآ مكآلمآت مو أكثر وإي أعترف لك إنك زينـه بآلسوآلف ومآينمّل من كلآمك بس مو معنآته إن هذآ ممكن يخلي بينآ علآقه جديّه بيوم من الأيآم هذآ غير إني مآشفت وجهك لو إنه حتى صوره ... تبين الحين أجي وأطلبك ! هههه يآحليلك حُبي ريتآج .. روحي يآقلبي تسنعـي وإطلعي شوفي ذآ اللي طآلبك ويبيك وصدقيني إهو أحسن مني مليون مرّه , أنآ مو رآعي زوآج ووعد مني مآرح أزعجك بـ إتصآلآتي إللي قطعتهآ عنك أسآسًا من أربعة أشهـر .. يلآ حيآتي آلله يوفقك آمممموآآهــ ...... طوط طوط طوط ........... "


مسحت بيمينهآ نصف وجههآ الأيمن بـ السحب القويّ عليـه من فوق وجنتهآ اليمنى رجوعاً إلى أذنهآ سآحبه مخآط أنفهآ المحمّره أرنبتـه محكمـه إنفعآل شهقآتهآ المحتدّه لتظهر مكبوته متمثلّه بـ إنتفآضة صدرهآ وكلآ كتفيهآ " بــــدرررر يآحقيـر يآحقير يآوآطـي يآزبــآآآآآله حسبي آلله ونعم الوكيل فيك .... يآلله وريني فيه يوم قريب , قهرنـي يآآرب .. قهرنـي وحسرني .... ظلـــم يآآآربي وآلله ظلــــم ... آآآآآآآآآيييي "

....: ريتـــآج !!

إلتفتت ورآئهآ للي إقتحمت دون إستئذآن غرفتهآ تستنطقهآ بـ قلق ومآسرع مآمسحت بظآهر يمنآهآ وجنتيهآ المحمّره المبلّـه شآهقة وبقوه مخآطهآ السآئل بآللحظه إللي إقتربت منهآ الثآنيه والقلق قد تمكن من ملآمحهآ عآقدة الحآجبين بـ تخوّف: بنـــت شفيــك !!
ريتآج: مآفيـه

....: بلى فيـه , وش به وجهك كذآ وليه تبكيـن وشهو إللي إتفقنآ عليه امس يآلغبيّه
....: صيته تكفين لآتزيدينهآ علي وقسم فيني إللي كآفيني
تمسكت صيته بمرفق ريتآج الأيمن وهي وآقفه أمآم مرءآتهآ لتنفض ريتاج يد صيد الممسكه بها مطبطبه بـ بنآن وسطآهآ الأيمن تحت عيونهآ وفوق إنتفآخ جفنهآ الأسفل: شويّ وأنتهي
....: ريتآج علمينـي
مآزآلت تتحسس أسفل عيونهآ إللي ضآقت بسبب تورم جفنيهآ من شدة البكاء مردفه: تدرين شبلآني , عريس الغفلـه مآغيره
صيته: ترآ صآرلهم عشر دقايق تحت وسلطآن علمنـي أرقى لك أعلمك تجهزيـن لأنك بتدخلين عليه يشوفك .. مابقى شيئ على اقامة العشاء

من فورهآ تكرمش وجههآ بملآمح مجآهده مقآومه لكبت إنفعآل البكآء ليظهر ذقنهآ مُجعّد وفمهآ مُطبق مختفيه شفتيهآ من وجههآ وعيون ضآئقه مُعتصـره لتهمس صيته سريعا بـ إرتيآب وتشكك: ريتــآج يآربي علآمـك يآبنت شكلك بتخربين الخطـه وش الصآير

لفظت بصوت مخنوق متحشرج تقطع حلقهآ الكلمآت: مختنـ ... مختنقـه يآصيتـه
طوقت صيته خصر ريتآج الوآقفه مقآبلاً لهآ بيديهآ مشدده من غرز أنآملهآ بـ جسد ريتآج الممشوق من الجآنبين هآمسه بـ تأكيد وآثق: أنآ معك يآلخبلـه وآلله مآتنجبرين على شيّ مآتبينـه أنآ بوقف معـك
ريتآج: وش بتسوين يعنـي صيته تكفين اسكتي لآتقولين كلآم منتيب قدّه

....: إلآ قدّه , أنآ صح ضعيفه بآللي يخصني بس صدقيني كل قوتي إللي مآشفتوهآ بعد مآرح تظهر إلآ لك ... إمسحي دموعك يآلغبيّه وإنزلي شوفيـه
....: خلآص أنآ موآفقه
قطبت حآجبيهآ إستغرآباً هآمسه إستفهآماً: وشــو !
رفعت بصرهآ للسقف رآمشه بتوآلي نآفخه من فمهآ مستحضره بعضاً من الثبآت والمقآومه: عآدي موآفقه عليـه ...
....: هذآ مآكآن كلآمك أمس

....: وصآر كلآمي بعد مآكلمت ذآ الحقير آلله يبلآه بلآء مآينحـلّ عنه ولآ يقدر عليـه
إتسعت عيونهآ بصدمه هآمسه بعدم تصديق: كلمتـيه !!
....: إي كلمتـه , الكلـب الزبآله الحيوآن الوآطي .. قهرني يآصيته .. قلبي معورنـي .. كل كلآمه كآن كذب وتمثيل مغير يتسلّى ويقضّي وقت جعلـه الموت أنآ الغبيّه ... أول كلب جآني يشمشم مشيت ورآه ....... مو قآهرني إلآ طنآزتـه عليّ , يسخر ويتشمّـت قآل إيش وآفقي عليـه وهو أحسن مني ولآ يعننه مرّه ولد نآس أكآبر ومحترم مآرح يزعجنـي مرّه ثآنيه ويدق علي يآربي قد إيش وصــــخ


....: هيــــه إنتـــــي ويّآهـــآ


إنتفضوآ ثنينآتهم بـ استقامة ظهر متصلب ارتياعا اثر ذآك الصوت الغليـظ الممتعـض لصاحبه اللي إقتحم خلوتهم دون سآبق إنذآر صآئـح ...
إلتفتت من فورهآ صيته ورآئهآ في حين تحولت نظرآت ريتآج الكسيره من عيون صيته لعيون أخوهآ الأصغر الوآقف على البآب ومآسرع مآصدت عنه بوجههآ تنآظر نفسهآ بـ المرآيه معدله من تنورتهآ الشيفون العنآبيّه من على جآنبي ردفيهآ في حين إبتلعت صيته ريقهآ وهول الصدمه متمكن من تعآبير وجههآ الشآحب المذهول ...

تحسّ بذآت الألم بقلبهآ يتضآعف .. دآخلهآ يحتـرق من حسـره وخيبة الأمـل والتحسّف ...
كيف وهي وحدهآ إللي تدري تمآماً عن حقيقة شعور ريتآج وإللي تعآنيـه ..
حقيقة تحطّم كل آمآلــك الموعوده وإنهيآر سقف أحلآمك فوقك لتصير وحدك تحت الركآم والحطآم ..
إحسآس الخديعــه والإستغلآل ... وأقسآهآ الإستهلآك ..

أن تسمـح بكآمل إرآدتك لآخر بـ إستهلآك مشآعرك وأحلآمك وطموحآتك وتفكيرك ,, أن يشغل كل كيآنك ليوجهه له وحـدّه ويتركك مع خيبـه كبيره تعآني فيهآ وحدك ...
يسخـر منك ويهــزئ وهو أبداً غير مُبآلـي ...
بـدر تمآماً مآثل بـ شنيع فعلـه الغير إنسآني فعلـة عُـديّ الحقيـره ...

تمآلكت نفسهآ مكورّه قبضتيهآ المرتجفـه معقبه بصوت مهزوز مرتعش مرتبك: أظن يآركان فيه شيّ إسمه دق البآب قبل تدخل مآهيب غرفتك ذي حنّآ بنآت
ركان: بنآت عفشآت مآينطل بوجيهكن أسآساً , يلآ ريتآج هآنم إنزلي
رمشت ريتآج بسرعه وتوآلي مبتلعه ريقهآ على وضعهآ الساكن دون ردّ لتتكفل صيته هي به بدلاً عنهآ رآده بـ عجلة متوتره: خلآص روح إنت بنزل ويّآهآ الحين تحت
ركان: طيب بس بسرعه لأن الرجآل قآعد بروحه يتحرّى

قآلهآ وعيونه سآفهه تمآماً صيته موجهه وكآملاً لريتآج إللي أخفى شعرهآ عسليّ اللون الفآتح جآنب وجههآ تنظر مرءآتهآ معدله من ملآبسهآ إللي كآنت إعتيآديّه بسيطـه دون تكلّف ..
تنوره شيفون عنّآبيه وآسعـه , تموج طبقآتهآ الفضفآضه يمنه ويسره بـ إنسيآبيّه وقميص أسود اللون مشمّر السآعدين بـ ازرآر نصفيّه ويآقـه صينـي بـ زمآم مربوطه عقدته حول الرقبه ..
زيّن معصمهآ سآعه رولكس ذهبيّة اللون برّآقه مآثلت بـ لمعآنهآ طوق شعرهآ رقيم التصميم الذهبي المتلألأ ..

زفرت أنفآسهآ الحآرّه مشدده من مسكتهآ لأعلى كرسي تسريحتهآ بعد خروجه ... تشعر بـ دوآر أغشى بصرهآ وأفقدهآ تركيزهآ لتلحقهآ صيته من فورها محآوطه بذرآعهآ الأيسر وسط ريتاج كمسآعده للإستقآمه والإنضبآط بـ الوقوف: ريتـــآج ... شفيــك علمينـي ... وش تحسيـن !
هزت رأسهآ نفيّآ أنهآ بخير مبتلعة الريق مغمضة العين إلى أن تمآسكت ثم إعتدلت بـ الوقف ...
فتحت عيونهآ ببطئ هآمسه: مويــه

وبـ إستجآبة سريعه فوريّه ركضت الثآنيه صوب السرير بجآنبه رآفعه جيك المويه الزجآجي عن الكومدينه صآبه الكأس الفآرغ لنصفه لتتنآوله الثآنيه بـ رشفه وآحد مآسحه بظهر يسرآهآ البلل من فوق شفتيهآ المحتقنـه لتسأل صيته بـ قلق ترمقهآ بنظره تحتيّه شديدة الاهتمام: أحسـن الحيـن !

أومأت رآسهآ إيجآباً وصدّت عنهآ صوب بآب الغرفه إللي فتحته لتثير بنفس صيته التوجـس والإرتيآب لتتدآرك صيته نفسهآ منتبهه فور إختفآء ريتآج عنهآ رآكضة خروجاً إلى أن جآورتهآ نزولاً عن الدرج: ريتآج متأكده إنك بخيـر !
....: إيـه
....: إسمعي لو تعبآنه عآدي أعلّم أبوي ويعتذر
....: لآ عآدي , مآفيني شيّ

قآلتهآ بـ إلتفآته سريعه فور إنتهآءهآ من اللفظ لذيك إللي شهقـت بصدمه إعترآضيّه ضآربة صدرهآ بتفآجئ صآئحه بصوت مخنوق منضبط ألا يصدح: لآتقولين بتدخليـن كذآ
آثرت الصمت موليتهآ الوجه تنظر الطرقه المؤديه إلى مجلسي الرجآل لتجيب صيته بـ إندفآع خآفضة الصوت: يمّه تكفيـن خلّ نأجل أي شيّ لبعدين مو الحين تكفين
نفضت أمهآ ذرآعهآ من قبضتي صيته الوآهنه مقتربه من ريتآج ترمقهآ بنظرآت دقيقه متفحصّه بوجه ممتقـع غير رآض

....: إبتدخلين بذآ الوجه المفقـع ! ليش مآتزينتـي ؟ ولآ بس شآطره تصرفين كل الفلوس على ذآ المكيآج إللي ملصقته بوجهك كل يومك وبـ أهم يوم غآسله سحنتك بـ الدموع

إستشعرت صيته مقآومة ريتآج القويّه ألآ تنهآر من أطبقت شفتيهآ رآفعه عيونهآ متوترة الجفنين للسقف منعاً إنهمآر المعلّق من الدموع لتتدخل بـ إصرآر مهدئـه من الجوّ المشحون: يمّه خلآص مآتحتآج اصلا تحط شيّ شوفي وش زينهآ , أصلاً أجمل وهي على طبيعتهآ ... تكفين عآد خلّ هآليوم يعدّي بسلآم

....: وليش تبكي طيب ! مو كنهآ أمس جتنآ طآيره من ونآستهآ وموآفقه !
صيته: آفففف آستغفرك يآرب , يمّه البنت متوتره بس .. أوّل مرّه تطلع كذآ لرجّآل غريب ... خلص عآد

....: توّ كنت برقى لكم وأهزأ أشكآلكم وش ذآ التأخير !
إلتفتوآ ثلآثتهم للي أقبل عليهم من قسم مجآلس الرجآل والإمتعآض بوجهه لتقآبله صيته أولاً بخطى متسآرعه حآثه وبـ إستعجآل: سلطآن رآفق ريتآج .. خلّك معهآ
....: إي بمشي معهآ بس مآيصير أقعد بعد معهآ , بتقعد بروحهآ معه
....: إي بس لآتطوّل هآلمقآبله يعني شويّ ودق البآب
تدخلت أمهم صآئحه بـ رفض وعدم رضآ: وليش إن شآلله ... وش بلآكن إنتن صيتوووه ريتآجوووه علمونــي

دفت صيته سلطآن من كتفيه صوب ريتآج ليمسك بدوره يدّ أخته برفق مجآورهآ مشياً بخطى متأنيه مبتعدين لتتم صيته وأمهآ مكآنهم وآقفين ...
الخوف بملآمح صيته والإمتقآع بوجـه أمّهآ !

لاهين عن خطى ريتاج المتثاقله اللي اثارت حنق اخوها سلطان من شدة البطئ وكأنها منقاده لحبل المشنقه ..
ريتاج اللي فرقت مآبين أصآبعهآ بـ تشنج نآفخه أنفآسهآ الحآرّه بـ جوآر البآب المفتوح سآبقهآ بـ الدخول سلطآن إللي أعآد ترحيبه بـ الجآلس لآفظاً إسمـه ....

" حيآلله أخ مآلــك " !

إبتلعت ريقهآ بقوّه مغمضه عيونهآ الدميعه بـ الضغط على الجفنين لإمدآدهآ بـ الثبآت أكثر ..
دخلت المجلس ملقية سلآمهآ وآضـح اللفـظ هآدئ النبره ليجيبهآ صوت رجولي أكثر إنضبآط ..
مآتوآنت أن ترفع بصرهآ لـه لتستقر عيونهآ تمآماً بعيونـه .. دون خجـل أو إرتبـآك ليقرر سلطآن الإنسحآب بـ إبتسآمه متوتره لـ مآلك بعدمآ قدّم له أخته بـ إشآرة يمنآه تجآههآ هآمس: ريتــآج

ومآ أجآب مآلك إلآ بـ إيمآءة رأس هآدئه دون تعبيـر يُذكر ليفرغ المكآن إلآ من وجودهـم ولتسرع هي بـ الجلوس أمآمـه مسنده كوعهآ الأيسر للمتّك الإسفنجـي تنآظره وبـ جُـرأه ..
كلاً منهم كآن جريئ , قويّ الملمـح الصلب المُتحجـر جآف النظـره القآسيه المتحديّـه !
ليقرر هو أخيراً أن يبآدر وبصوت يظهر هآزئ بعدما إرتسم على محيآه إبتسآمه جآنبيّه مُردف: ودآمك هآلكثـر قويّه ومتحديّه ليش من أوّل تبكيـن ؟!

أشآحت عنه بوجههآ تنآظر الفرآغ الممتد لآخر المجلس زآفره نفس وآحد ظهر عميق ضآئق في حين بلل هو شفتيه وإبتسآمه سآخره من حآل نفسـه وبؤسـه وقلة حيلتـه إذ أن أمله الوحيد بـ أن تجذبه هآلبنت ومن نظرة أولى قد تبدد تمآماً أمآم صورة الفآتنه تغريد السآكنه بين جفنيـه والمحتلـه عآلمـه دون ثغرة حتى تسمح لدخول غيرهآ فيه !

علم أنه لآ أمّـل أن يتقبلهآ حتى القبول السطحـي المبني على فتنـة مظهـر خآرجي !
بطرف عيونهآ لمحت إبتسآمته السآخره وإللي مآ أثآرت الآ حنقهآ وتحرر على إثرهآ أخيراً كبتهآ لتفصـح متمرده بصوت جآف هآئج النبره منفعـل ومثآر: إسمـع إنــت , إيه عيوني مفقعـه بكـآ والسبب هو ذي الزيجـه إللي جتني على غفلـه ومآبيهـآ وأحسن لك تنهي الموضوع بـ الذوق من طرفك
إرتفع حآجبه الأيسر إستنكآراً لتحسّ هي بقبضـه قويّه شنجت أضلآعهآ وأصآبتهآ بـ الإرتبآك ..

على الرغم من نقمهآ الشديد وعدم تقبلهآ الوآقع المفروض وإللي يرجع أسآساً لجموحهآ ورفضهآ القطعي لأي أمر يفرض عليهآ جبراً إلآ أنهآ أحست وبشيئ من الإنجذآب الظآهري لمظهـر هآلشآب وسيم الملمـح دقيق التقآسيم الحآده دون إنحرآف فآرع الطول متنآسق البنيّـه ..
إبتلعت ريقهآ بـ توتر جلّي أردفت من بعده وبعجلـه: هذآني علمتـك , إتصرّف إنـت

....: وليش مو إنتي ؟

إنكمش وجههآ إحتقآراً لإقترآحه معقبه بـ جفآء حآد النبره دون مبآلآه: لأني ببسآطه مقـدر , أبوي رآسه نآشف وحآطلي العقده بـ المنشـآر وبـ الطقآق فيني وبرآيي ومغصوبه عليـك وحتى بعد مآشفت وجهك مآنيب متقبلـه هآلإرتبآط ... يآبن النآس خلّك رجّآل وقول كلمتك وإرفضنـي

...: هذآ ع أسآس إني ميت عليك يعنـي ؟!
طيرت عيونهآ نآفخه هوآء أنفآسهآ بهفهفـه نآفذة الصبر أعقبت من بعدهآ بلهجه يظهر عليهآ الإجهآد في إجترآر الإنضبآط وعدم الإنفعآل: إسمع إنت .. وش إسمك !
تقوّس فمه إستغرآباً من جرأتهآ اللآمتنآهيـه ولآمبآلآتهآ بصرآحتهآ المفرطـه وعدم خجلهآ حتى من موآجهته بـ النظرآت الشرسـه لتتمرد أكثر وتخآطبه بلهجـه قويّـه جريئـه !
لفظ إسمه خآفت النبره: مآلــك

من فورهآ قآمت من موضعهآ وإقتربت له جآلسه بجوآره يفصل بينهم متّك إسفنجي أسندت له كوعهآ الأيمن وأردفت بـ إندفآع خفيض النبره الهامسه: شف يآمآلك .. شف يآبن النآس , إنت رجآل وش زينـك وبتلقى مليون غيري لكن أنآ صدقني لآ .. مآ أصلح لك وأدري منك ميت علي ولآ شيّ من وين لك أصلاً تعرفني بس أنآ صريحه معـك وأبي أتفق ويّآك .. فـ خليك حلـو ولآ تتعصّى ...

مآزآلت الصدمه متمكنه من كآمل تعآبير وجهه الشآحب المذهول , من بين كل معآرفه غير المحدوده والللآمعدوده من النسآء بـ أنوآعهم المختلفـه سوآء فتيآت أبكآر , مطلقّآت , أرآمل أو حتى متزوجآت .. كآنت هذي هي أجرأهم ويظهر أنهآ أكثرهم شرآسـه !
همس بصوت مأخوذ من الدهشه غير مُصدّق: مخبولـه إنتـي ؟!
....: إيه مخبولـه , أتوقع مآترضى تربط نفسك بوحده مثلـي , يلآ علمني وش بتقول لهم !
....: وشـو ؟!
ثنت سآقهآ اليمنى تحته لتقآبل جمبه الأيسر وكأنه صديق قديم لهآ أو أحد من أقآربهآ المحآرم أو أخ من إخوآنهآ !

ثبتت عيونهآ الوآسعه بعدمآ تلآشت منهآ الدموع لتظهر فقط متلألأه بعيونه الغآئره حزينة النظره دون إدعـآء هآمسه بصوت خفيض وكذلك لآهث من فرط الحمآسه بـ الشرح والتوضيح وكأنهآ تسرد خطّة إقتحآم ..
....: إي لآزم نتفق , قلنآ مآ أبيك وبـ التآلي إنت مآتبيني , بس أبوي مستحيل يعطي لقرآري وجـه فـ الكره بملعبك إنت .. هآ علمني شلون بترفضنـي , إسمـــع ترآ أقبل أي عذر إلآ انك تقول عنّي شينـه ... قول مثلاً مآرتحـت , إنقبض قلبـك .. مآحسيت بقبول ... هآ وش بتقول !

إتسعت حدقتيه ثآبته بعيونهآ العسليّه .. فآتنـة النظـره ..
وجههآ نقـيّ , بشرتهآ بيضآء ونآعمـه .. وجنتيهآ متوردّه وجآنبي خشمهآ الدقيق كذلك .. فمهآ صغير وشفتيهآ مكتنزه دآكنة اللون الرمآنيّ إثر إحتقآنهم من البكآء وشدتّه ...
عيونهآ وآسعه بهآ شيئ من الجحوظ مفرقـة الرموش المتبآعده المتلآصقـه وبـ التأكيد كآن بفعل البلل من الدموع ..

للحظـه غآبت عنه تغريـد بجمآلهآ الصآخب لتستقر ريتآج متربعة العرش بـ جمآلهآ الطبيعي إلى أن إخترب كلّ شيئ من صآحت بعربجـه لتنتشله من شروده ينآظرهآ مذعور الملمح في حين إرتخوآ كتفيهآ وتقوست شفتيهآ بـ خيبة أمل وإحبآط: آآآآهـ يآربي , شكلي بتعب معك

....: بنـــت !!
نآظرته بـ اسى حزينه ليردف هو: إنتي مجنونه والصرآحه مآنيب نآقص بلآء ... أنآ أسآساً بعد مجبور على ذآ الزوآج إللي مدري من وين طلـع
تهلل وجههآ وإنفرجت أخيراً شفتيهآ بـ إبتسآمه آخذه في الإتسآع ببطئ إلى أن كشفت عن صفي أسنآنهآ البيضآء الرتيبه إبتسآمه تظهر غير مُصدقّه ليغيب مآلك من جديد في غيبوبة تأمل مؤقتـه إنتهت بصفقتهآ الحآره ليديهآ هآمسه: مآنيب مصدددددقــه

أعقد حآجبيه إستفهآماً وإستغرآباً وإستنكآراً وقد أجزم أنهآ بـ التأكيد مجنونـه !
قربت وجههآ منه فآغره فمهآ على وشك النطـق إلى أنهآ ومآسرع مآ أغمضت عيونهآ وبقوّه منتشيـه من عبق رآئحته الأثيريّه شآهقه نفس عميق منتشـي مصدره صوت عميق مسموع وهي تشهق من رآئحته كآد طرف خشمهآ أن يلآمس كمّ ثوبه الأبيض أعلى الكتف ليبتعد عنهآ بنفور متخوّف وكأنهآ شيئ مفترس على وشك أن ينقض عليه ويمزقـه !


نآظرهآ والهلع بين قسمآته بآللحظه إللي فتحت فيهآ عيونهآ بـ استمتآع هآمسه: وش ذآ الريحـه .. خــقق , من يومي أحب العطور الرجآليه أكثر .. شسمه ذآ العطر علمنـي
توّه بيفتح فمه والذعر مآزآل متمكن من تعآبير وجهه ومسيطر إلآ وقآطعته هي بـ إندفآع سآئله: مآعليه مآبي أعرف , علمني وشهو بلآك !
إرتفعوآ حآجبيه ببلآهه وكلمآ مرّت ثآنيه يزدآد شعوره بـ الخوف أكثر من وجودهآ وبحضرتهآ .. هي فعلاً مختلــه !

سأل بتردد متقطـع الكلمآت بآهتة النبره: أي ..... أي بلآء !

رمقته بنظره متفحصّه من أعلآه لأسفله برفعة حآجب متغطرسه أعقبت من بعدهآ بـ إستفهآم متعجبّ مستغرب: يعني مثل مآعطوني معلومآت عآمه .. متعلّم وولد بطـرى وأشوفك الحين بعد شكلك مـآآآش الحال موش بطّآل مقبول وتوّك شآب بعد منتب شآيب ... أشوووف ... أشوووف إفتح فمك
بـ إنقيآد تآم لهآ كمآ الأبلـه فتح فمهآ لتقترب هي بوجههآ متفحصه بعيونهآ مآبدآخله عن بعد مكمله: إي وأسنآنك نظيفـه شكلّ مآتدخـن وبآين عليك منتب مدمن .. وإذآ نسونجـي فمعتقد بتحب إنك تحب تقيد حريتك وتتزوج ... يآربي وش بقـى وش سآلفتك إنت ! وشهـو بلآك .. ليش مطلّـق هـآآ !! ليش ؟ إسمع انت أنآ مستحيل أقبل بـ أحد مطلـق له تجآرب سآبقـه وش إللي يحدني يعني مب نآقصني شيّ

مآلك: أقول قومي عنّي يلآ نآدي أحدّ وش ذآ البلآ صدق
ريتآج: يعني بترفضني !
تجعد وجهه بـ إشمئزآز مردف: أنآ أصلاً رآفض قبل حتى أشوفك وأشوى إن شفتك زآد إصرآري على الرفض
....: هيييي إنـــت تعـدّل بـ الكلآم شقصدك يعنـي !
....: لآ قومي أحسن سطرينـي
....: لولآ بس إنك ببيتـي ولآ ترآ مآشيّ رآدني
....: إي وش بيردك إنتي يآقليلة الحيـآ
....: إحتــــــــرم نفســـــــــك

وقف منفعل نآفض ثوبه بصبر نآفذ صآئح: لآآآآ إنتي صدق زودتيهـآ
مآثلته من فورهآ بـ الوقف موآزيته بذآت النبره الصآئحه: لأنك صدق قليل أدب
مآلك: صدق قليل أدب لأنك صدق قليلة حيـآ
ريتآج: إعتذر فوراً ولآ أطلع الحين وأفضحـك
....: هه بآلله , لحظـه بس خلّ أخآف ... إذلفي سويّ إللي تبينه بس قبل لآتنسين كل هرجك إللي قلتيه وإنك مغصوبـه وأبوك معصّـي


كورت قبضتيهآ بغضب إشتد معه نفور عروق عنقهآ لآفظه بـ مقت من بين أسنآنهآ: نــــذل
رمقهآ أخيراً بنظرة إحتقآر من رأسهآ لقدميهآ وكأنهآ شيّ عديم القيمه لم يعجبه وقرر أن يتخطآه خروجاً لتوقفه هي بجفآء: وقــف إنت وش ذي النظــره , بلآك تشمّـق ! وآلله يآمآلك التبـن لأوريـك
إتسعت عيونه بصدمـه من هول مآ أتآه !
هذي غآسله وجههآ بمرق مو بس قليلة حيآ إلآ إنهآ عديمـة الأدب والحشـم .. بذيئـة القول رديئـة الفعـل !

وهو ذآتاً شخصيه غير منظبطة الإنفعآل قليلة التحكـم وآهنة السيطـره ...
إلتفت لهآ بخطوآت غآضبه متسآرعه وصولاً لمقآبلتهآ وجهاً لوجه حآنق غآضب ممتقـع يرمقهآ بـ مقــتّ شديـد وكُـره مآ نفّـس ولو عن جزء قليل من غيظـه وهو غير قآدر على التحمّل أكثر ..
إمتدت يمنآه القآسيه قآبض على كتلـه من شعرهآ من خلف رأسهآ جآبرهآ على التلوي والإمآله بظهرهآ للخلف متأوهه مقرب وجههآ رغماً عنها من وجهه لآفظ كلمآته بـ جفآء وتوعـد: وآلله إن تندميـن ومآيندمـك إلآ هآلمآلــك التبـــن يآتبــــــن


قآلهآ ثم نفضهآ من يدّه وكأنهآ شيئ وسخ ثم إستطرد بوعيـد مهيب ليسكن الإرتيآع بقلبهآ والتوجس من لفظ بمنتهى الثقـه والجمود والحزم والصلآبـه: عديمـة أدبّ وربآيـه وأنآ بعرف شلـون أعلمّك من جديـــد .........


/
/

حلم الحياه 21-10-16 07:52 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


توقيت متزآمن , مآبين المغرب والعِشآء ..

مررت أصبعهآ على مفرش السرير الأبيض متحسسه نعومته بهدوء بآلغ دون أن تجلس عليه ..
إكتفت فقط بـ النظر المطوّل له وتحسسه .. كبآقي الكيآنآت المترآصه برتآبه في محيط الغرفـه ..

تحركت بهدوء تجآه طآولة المكتب صغير الحجم والمترآص فوقه عدد من المجلدآت الضخمـه واللي إكتشفت أصل محتوآهآ من فتحت غلآف أول مجلدّ ممرره عيونهآ على حروف العنوآن وإللي مآكآن الآ معجم أصلّ اللغه العربيّه ...
أقفلته دون إهتمآم مكتفة السآعدين أسفل ظهرهآ مسند لحآفة المكتب تنظر السرير قبآلهآ بتفكير مشوّش ...

شخصيته مميزّه , خليط متعدد .. ممزوج
كآن هو النتآج , الجيّد بنظرهآ ..
مميز الملمـح الآسيوي , سآحر الإبتسآمه , ضليع اللغـة العربيّه , يمتهن التدقيق اللغوي للنصوص الأدبيّه قبل نشرهآ في جريده محليّه ذآت إسم معروف .. إحترف مآكآن يعدّه أولاً مجرد هوآيه .. التصوير الفوتوغرآفي , ليصير كـ وظيفه ثآنيه له عند الطلـب .. مؤهـل لأن يكون فنّآن غنآئي بمآ وهبه الله من حنجره شجيّة الأوتآر , عذب الصوت ...

هو تمآماً ودون إغفآل لأية صفّه إتصف بهآ كآن رجـل احلآمهآ وهو الوحيد إللي فتن عقلهآ وأغوى قلبهآ ... تملكهآ فكراً وعآطفـه ...

إهتز جفنيها لتسقط دمعتين بارده اول ماستقرت عيونها على دولابه المقابل للسرير وبقدم مسحوره خطت خطواتها المتثاقله صوبه الى ان فتحت ضلفه النصفي ذا الرفوف الافقيه المقسمه لأدراج ابتداءاً من المنتصف لتلقى نفسهآ ودون وعي منهآ قآبضه بكلتآ يديهآ على مقبضي أول درج سآحبته خروجاً ثآبته عيونهآ مآبدآخله وإللي قد شآفته في وقت سآبق .. مآضـي

العلب الكثيره صغيرة الحجم أغلبهآ الخآصـه بـ زينة المعصمين لأثوآبـه !
أغمضت عيونهآ إستسلآماً لوقع الذكرى الحميميّـه لأول قبلّـه عآطفيّه جمعتهم ...
موجـه بآرده أحست بهآ من الداخل , وكأن صدرهآ فوهه وقلبهآ فجـوه يخرج منهآ الهوآء ..
في وقت مآضي كآنت موجآتهآ الهوآئيه حآره , مشتعلّـه .. تخنقهآ الإثآره والنشـوه ..

وبوقتهآ مآتحسّ إلا البرود , كل مشآعرهآ جآمده , تقولبت أحآسيهآ بقآلب من ثلـج .. فتحت عيونهآ ليظهر بوجههآ ملآمح التألم إثر الإختنآق ..
بسطت يمنآهآ فوق صدرهآ للحظآت تنظر الدرج المفتوح دآخل دولآبه دون أيّ إنفعآل إلآ آثآر إنكمآش ملآمحهآ بـ الإختنآق والتوجّع ..

بيسرآهآ ضغطت على الدرج ليتحرك بهدوء وتبآطئ مودعه بنظرآتهآ ذكرآهآ الأشد حميميّه دآخل الدرج الموشك على الإنغلآق وتمآماً بعد أن أغلقت ضلف البآب اسندت ظهرهآ عليه تنظر السقف من فوقهآ دون مغزى ... للحظآت طآلت إلى أن قطعهآ بهمسـه الخآفت: وردهـــ ........

نآظرته من فورهآ بطرف عينهآ اليمنى وأسرعت بالنظر للسقف من جديد ... مآخفي عنهآ الحزن السآكن بين قسمآته المقطبّه وهي أضعف من أن تتحملهآ ..
زفرت بهدوء قبل أن تلفظ مستشعره إقترآبه البطيئ منهآ ثم أردفت بنبرة جآفه قآتله: لآتقــرب ........

ثبتت قدمه اليمنى بـ الهوآء قبل أن تستقر بـ الأرض متقدم خطوه واحده من لفظت هي كلمتهآ الآمره بجفآء ليبتلع على إثرهآ ريقه خآفض البصر المتوجع بوجه حزين نآدم عآزم على التوسل وطلب الغفرآن .. العزم اللي صآبته رصآصة الرفض قبل حتى التشبث بـ الإقدآم عليه من إستطردت هي وبذآت الجفآء الموجع: زين تخلـي بينآ مسآفـــآت

ثبتت نظرآته الحزينه على كآملهآ الأيمن وهي تكمل بقوّه ثبآت غير عآبئه: يعني عذري معي وإنت مآتلومني .... مآحد يحب الوصخ ييجي عنده أو عليـه
تجعّدت تقآسيمه إستنكآراً وبِشدّه هآمس: وصـــخ !!!

إرتفع حآجبهآ الأيسر زآفره نفس قويّ مسموع بـ إنفعآل ضآئق نآفذ الصبر متعجّل مكتفة السآعدين موليته الظهر تنظر الستآره بيضآء اللون الخفيفه الموآريه لنآفذه زجآجيّه من خلفهآ: مر يومين ومآعطيتني جوآب السؤآل جيت بنفسي أسمعـه ويآليت تختصر وقت , يعني ابي الاجابه بـ اقتضاب ....

....: مستحيل اللي تطلبينه مني ياورده .... مستحيل
مآل فمهآ يمنه بنصف إبتسآمة هآزئه ملتفته عليه برفعة حآجب مستكبره: هآلقـدّ صعب عليك ؟ لحظه وشو إللي صعب بآلظبط لأنك قدآم خيآرين .. صعب عليك يـ آدم إنك تنفضـح قدآم كل الخلق ويطلـع وصخك للعآلم والنآس ولآ صعـب عليك إنك تتخلّى عنّـي ؟

آدم: .............

تمت وآقفه للحظآت مُدعيّه الثبآت واللآمبآلآه أيّاً كآن جوآبه المعلوم مسبقاً إلى أن أحسّت بـ ثقل آخذ في الإشتدآد على سآقيهآ الى ان وهنت تماما واخذت في الاتعاش ..
إشتدت أنآمل أصآبعهآ حآفره ذرآعيهآ المربوطين بـ تكتيفة إستكبآر ...
أحسّت بحرقة في عينيهآ إثر إستمرآر فتحهآ مشتدّة النظره المتحديّه له مرسلة اعصابها الحسيه التنبيه بوجوب إغلآقهآ ولو لوهلة والآ أسقطت الدموع دون إنذآر آخر ..

جلست على طرف سريره فآرده سآقيهآ الطويله أمآمهآ لينفرج شقي عبآيتهآ الثآبته فوق كتفيهآ بعدمآ تبدّلت وللمره الأولى من كونهآ عبآءه فوق الرأس فضفآضه !

نآظرت بـ حذآئهآ الريآضي أبيض اللون محلول العقده اليمنى وإبتسآمه قصيره بوجههآ ظهرت وهي خافضة البصر على حذآئهآ مردفه: مُريـح الـ - أديدآس – هذآ .. على وضعي مآ أعرف أعقد ربآطه بس مآ أرتآح إلآ فيه .. بس أجي أطلع أحشر رجولي فيه هم أحشر الربآط دآخل عند كعوبي دون مآ أربطه بس أدري إنك مآتحبه , مآتحب إن بنت عموماً تلبسـه .. تحسّ إن في شيّ طآعن بـ أنوثتهآ أو مآهيب أنثى أصلاً وأنآ عشآن بس أرضيك صرت أنثى لك .. طآل شعـري الولآدي , بدّلت نظآرآتي الطبيّه بعدسآت .. تغيّر إستآيل ملآبسي , وشكلـي ... حتى قنآعآتي غصبت نفسي أغيرهآ

نآظرته وبآقي الإبتسآمه بوجههآ رآفعه له قدمهآ اليمنى إشآرة لحذآئهآ مكمله: لبسته اليـوم ... – وقفت فآتحه شقي عبآيتهآ مستعرضه مآتحت العباءه وإللي مآكآن إلآ بنطلون جينز وآسع أزرق اللون فآتح به من الشقوق والقطوع الشيئ الكآشف عن أجزآء وآسعه من فخذيهآ والركبتين بثنيه من آخر السآق توصل لنصفه ليظهر وكانه بنطلون – برمودآ – أعلآهآ قميص كآروهآت متدآخلة الالوان , سقطت يديهآ متأرجحه على جآنبيهآ بعد لحظآت من تأمله الحزين لهآ متوسّلهآ بنظرآته وتعاسة ملامحه أن تصمت إلآ أنهآ أبت مكمله: تذكر أوّل مرّه تقآبلنآ .. مو بمصـر , مو بـ المعـرض .. أوّل مرّه كآنت هنآ بـ السعوديّه , شفتك قبل حتى ما انت تشوفني , شفتك وأنآ أنزل شنآطي من السيآره تدري وش قلت ؟ قلت آلله يهدي هآلمرآهق المجنون ... تدري ليش ؟! لأنك مريت من يمنآ بسرعه بغت تطيرنآ , السيآره كآنت بورش .... كحليّـه , دعيت لك بآلهدآيه قبل التقي فيك ... هم بعدهآ إلتقينآ ... شفتني بشكل مثل هآلشكل إللي تشوفني فيه الحين , حسبتك وقتهآ السآيق , قلت سآيق واسبور كمان ..

طقّت جبينهآ كنآية عن إسهآبهآ في الحديث أو إغفآلهآ عن قول المهم بـ اللآمُهم مردفه بصوت هآدئ رآئق: أف , كلآم مآله دآعي مدري ليش فكرت فيه مآعلينآ منه آلمهم هـآآ .... وشهـو جوآبـك ؟

قآلتهآ بشيئ من اللآمبالآه وهي تعيد إغلآق – كبآسين عبآءتهآ القصيره على طولهآ الفآرع مظهره آخر سآقهآ معدله حجآبهآ العشوآئي المهمل على رأسهآ تستنطقه وكأنه جوآب على سؤآل لآيستحق مثلاً كسؤآل – نطلـع نتمشّى سوآ - ؟! وشهـو رآيك ؟! إي أو لآ ؟!

....: تكفين يآوردهـ لآتزيدين عذآبآتي , قسم بآلله إني نآدم وتآيب , إغفري لي خطآي وسآمحيني ..... خل نبدآ من جديد يآوردهـ
أرتفعوآ حآجبيهآ إدعآءاً للدهشه مردفه بصوت تضخم من الإعجآب: نبدآ من جديـــد !! وآو ... تبـت يآ آدم ؟ تبت يآشآطر .. أغفر لك وأسآمحك ؟!

أغمض عيونه بآلقوّه مطبق الفمّ المشدود أسفاً على وضعه وهوآن حآله الذليل الكسير بآللحظه إللي إمتدت فيهآ يمنآهآ للوح كتفه الأيسر متحسسه ثوبه بهدوء وكأنهآ تنفض عنه الغبآر متعلقّه عيونهآ على ذيك إللي وقفت عند البآب عآقدة الحآجبين ثم أردفت بذآت الهدوء الرآئق , الهآزئ في حقيقة الأمر وسآخر: لآ يآ بآبآ ... أنآ مو آلله , آلله وحده إللي يغفر مثل هآلأخطآء ويسآمحهآ مو أنآ ولآ إنت ولآ اي وآحد من البشــر

تمسك بمصمهآ الممتد لكتفه بتوسل ذليل رآجي: لآتهدين كلّ شيّ يآورد تكفيـن , يشهد علي إللي خلق فيني الروح إني أحبّك وصعب .. صعب عليّ يآورد إلآ مستحيـل .. مستحيل أخليــك .. وردهـ ............ وردهـ ذآك اليوم على المسبح ببيتكم , تذكرين ؟! طلبت منك السمآح على الشيّ إللي مقدر أعترفلك فيه وش قلتـي ؟!! آلله يخليـــك يآورد .. رجيتـــك

سحبت يدهآ من قبضة كلتآ يديه الوآهنه وقد إستشعرت البروده بـ أطرآفهآ وكذلك الرعشـه السآريـه ... هو خآئف , ومنهـزم .. وقادر بكل تأكيد على ان يؤثر عليها ... هي تحبّـه , وعآطفتهآ تجآهه شديده مندفعـه .. وصآدقـه

إبتلعت ريقهآ وإبتسآمة هآدئه إرتسمت للحظآت قصيره أردفت من بعدهآ: المشكله إني مآ أنسى .. إي يآ آدم مآنيب نآسيــه بس شكلك إنت إللي نسيت , أو متذكر بس فيه تفآصيل مهمه بآلموقف غفلت عنهآ أو تغآفلت مدري الصرآحه مآهيب مشكلتنآ عآدي أوضّح أنآ ..... – ثبتت عيونهآ الوآسعه مريبة النظره القويّه .. الجآمده , مكمله بذآت الجمود المخيف المنذر بـ أنقطآع أيّ أمل منهآ بآلرحمـه والغفرآن – قلت لك مآحد فينآ مآغلط , كل أخطآئك لو إنهآ كُفـر يـ آدم غفرتهآ دآمهآ كآنت وأنآ بّرآ حيآتك .. مآهمني آدم قبل وردهـ إيش ... بس الأكيد إنه يفرق معي آدم بعد وردهـ وهو مع وردهـ إيش ... ومآشآلله هههه مآقصّـرت , وأنآ زوجتك يـ آدم وعلى إسمك إنت وبكل دنس الأرض ونجسهآ ورجسهآ جآمعت زوجـة أخوك يآ آدم ... جآمعتهآ لين طلعت ثمرة هآلجمـع ... لين طلـع علــــي حيّ يرزق ويتنفـس , علــي بن آدم مو علـي بن بسّـآم ..... – قآلتهآ بقوّه مُفصلّه ثآبته النظره لعيونه الدميعه إلى أن أبعدتهآ عنه وبسرعه للوآقفه خلف ظهره هو وأمآمهآ هي متسعة العين بـ فـجع من هول إللي أصآب سمعهآ فآغرة الفمّ بآسطة اليدّ فوق الصدر .... تجآهلتهآ وردهـ وأكملت للوآقف أمآمهآ ممآثلاً لهآ طولاً العين بـ العين وطرف الأنف يكآد يلآمس طرف الأنف , تحرقه أنفآسهآ المشتعله حرقـة وقهــره وغيظ وإنفعآل – مآسألت بـ عرض أخوك وهو من لحمك ودمّك بعت عرضه برخص الترآب لنزوآتك الشآذه المنحرفـه شدرآني وش بتسوي فينـي ؟! ولك وجه تقول إنك بعد تحبنـي ؟! هههه أيّ حُـبّ هـآآ ؟! أيّ حُـبّ !

مسح وجهه بكلآ كفيّه قآصداً في الحقيقه مسح دموعه إللي تسللت تأثراً من محجريه معقب بصوت مخنوق يجآهد في إجترآره أن يُسمـع: بيني وبينك آلله , إسمعينـــي يآورد ....

ثبتت عيونهآ البآسمه بسمـة إحتقآر وإستصغآر وخيبة أمّل بعيونه الكسيره مرقرقة الدموع المتوسلّه للحظآت من سكون الصوت وحديث العيون ..

إنتهى بـ إبتسآمتهآ القصيره الهآدئـه منتزعـه وبمنتهى الرقّه دبلتهآ الذهبيّه من بنصرهآ الأيمن ممسكه يمنآه المقآبله ليسرآهآ جآبره أصآبعه البآرده المرتعشه على التمدد تآركه ربآطهم المآديّ ذهبيّ اللون المشـع وسـط رآحته إللي أطبقت عليها اصآبعه وآحداً تلو الآخر بهدوء ورقّه متنآهيـه دون ان تختفي البسمه الهآدئه من وجههآ وكأنهآ بحآلة عميقه صادقه من التصآلح النفسي مع الذآت والسلآم الدآخلي لآشكوى منهآ عليه أو عتب !

أردفت بهدوء عذب رقيق: آلله وكيلك يـ آدم عسآه يسآمحك أمآ أنآ فـ مقــدر ..... مقدر أسآمحك , على الأقـل حآليًا ...
إرتفعت يدآه رآغبة في إمسآك يديهآ إلآ أنهآ إرتدت عنه سريعاً وهو يلفظ بصوت شحيح حزين بآئس: ورر ........
شحّ صوته قبل أن يكمل لفظ إسمهآ مُجعدّ الملمح البآهت إثر غصّة بمنتصف حلقـه ألجمتـه لتكمل هي بدلاً عنه مآئلة ببصرهآ لمآ خلفه: وفـرّ أيّ شـرح لغيـري ممكن يهمّـه ..... أمآ أنآ فـ لآآ

رفعت طرف طرحتهآ المتدليه فوق صدرهآ برمية لآمبآليه فوق كتفهآ الأيسر تجآوزاً له ووصولاً


للوآقفه أمآمهآ معترضه طريق خروجهآ إلى أن أدرك إختفآئهآ من أمآمه وسريعاً التفت ورآءه بنظرآت متوسلّه إلى أن إستقرت صورة غيرهآ أمآمه كآملاً لـ تشلّــــه الصدمـــــــه !

غيرهآ اللي إرتدت خطوه للخلف فآسحه لهآ طريقاً للمرور دون حتى أن تلتفت لهآ أو تطلبهآ التوقف ... دون حتى أن يرمش لهآ جفن بمرورهآ ... كآنت هي الثآنيه مشلولـه ... وتمآماً

تنظره بصدمـة مذهولـه , موسعّـة العيـن غير مُصدّقه إلى أن سقط أمآمهآ على ركبتيهآ موآرياً وجهه بكفيّه بعدمآ سقطت دموعه دون مقآومة منه لآفظاً بـ توسّل مهين الآ تسرع بـ الحكم عليه وتحآول حتى تفهمّه: مـــــــرآآآم


بسقوطه أرضاً كتله من العجز والإنهزآم , ضربت صدرهآ بقوّة مسموعه هآمسه بصوت خآفت شآحب وكانهآ تلهث لإلتقآط أنفآسهآ رآفضة تصديـق هول مآسمعته من فجيعـه: يـــآوجـــه آللــــــــــه ...................


/
/



إنتفض جسدهآ بقشعرة إرتيآع وآضحه لتسقط عن كتفيهآ المنشفه البيضآء الصغيره والمبلله بفعل شعرهآ تنظرهآ وهي تقترب لهآ مذعورة الملمح مستنجده: صيتــــه

نآظرتهآ صيته بدهشة مبدئيه تلآشت سريعاً وهي تنظرهآ وآقفة أمآمهآ مآتبدلت تنورتهآ الشيفون العنآبيّه وقميصهآ الأسود برغم حبسهآ لنفسهآ بغرفتهآ من بعد مقآبلتهآ الشرعيّه قرآبة الـ سآعتين غير مستجيبّة لتوسلآت أي أحد منهم أن تقآبلهم لمنآقشة مآدآر بينهآ وبين المتقدّم لـ خطبتهآ سآئلتهآ بـ إبتسآمه وآسعه: أخيراً طلعتـي ... هــــآآآآ وش إللي صآر ؟!

هزت رأسهآ بوجه منعفس رآغبة في نفض الذكرى عن ذهنهآ مردفة: خلك منّـي وإلحقي على نآهد أخــتك .. جنّـت ع الأخيـر

جمعت صيته شعرهآ الطويل المبلل أمآم كتفهآ الأيسر بعقدة حآجبين متخوفّه سآئله وسريعاً: شفيهآ نآهـد !
....: المجنونه درت إن بسّآم زوجهآ تحت يبيهآ تردّ معه نزلت له المجلس وهو مع أبوي قآعد وقآمت تصيح .. لآ وبعـد تســب وتشتـم وطآلبـه الطـلآق !!
إشتدت نظرآتهآ حِدّه غير مُصدّقه سآئله بـ خفوت بآهت: ريتآج من جدك إنتي ؟!

ريتآج: سلطآن توّه قآيل لي , أبوي طلعّه من المجلس بعد مآبدت الهآنم نآهد تتلفظ على بسّآم أكيد مآرح يحرج الرجآل أكثر وسلطآن موجود .. أختك إنهبلت إنلحس مخهآ خلآص آمـــنــت أنآ

سحبت صيته جلآل صلآتهآ المعلّق على الشمآعه الطوليّه المنفصله بـ جوآر الدولآب لآبسته بـ إهمآل دون أن تنتبه أنه بـ المقلوب فوق منآمتهآ القطنيّه مبللة الظهر إثر تسآقط القطرآت من شعرهآ .. كآنت لتوهآ وأنهت إستحمآمهآ بعد إنتهآئهآ من صلآة التآرويح وآقفه أمآم مرءاتهآ بآدئه في تسريح شعرهآ لولآ دخول ريتآج عليهآ الغرفه إقتحآماً ..

ريتآج اللي اوقفتها قبل أن تخرج من الغرفه صآئحة بـ صوت خفيض متنبهه ألآ يعلو: بنـــت .. صيته .. وش بتسويـن
صيته: بنزل تحت أشـوف
ريتآج: وشو يعني بتدخلين المجلس عند الرجآل
صيته: مجنونه إنتي ! إمش تعآل معـي .. يلآ

عضت ريتآج شفتهآ السفلى محتدة عقدة الحآجبين بوجه متجهّم لآفظة بـ حنق: أختك ذي بتطبقهآ فوق روسنآ , مستحيل بسّآم يقبل هآلإهآنه أبدّ ذآ وإهو ببيتنآ
رفعت صيته جلآلهآ الطويل عن سآقيهآ ألآ تتعثر به نزولاً عن الدرج ليقآبلوآ أمهم متسآرعة الخطى برفقـة إبنهآ الأصغر محمد صوب مجلس الرجآل لتصيح ريتآج بصوت مخنوق أن يتوفقوآ: هيييييه لحظــه ... وين رآيحين

نطق محمد بصوت مضخّم موسع العينين إندهآشاً: نآهد المجنونــه مآتسمعين صيآحهآ
تجآهلتهم صيته متقدمه هي أولاً إلى أن وصلت لـ بآب المجلس شبه المفتوح حآنية الظهر متصنته للصوت الجآهر صرآخاً بـ إنهيآر تآم مثير للصدمـه والإندهآش ..
....: قلـــت مآ أبيــــه يبـــه , مآبي هآلرجّآل .. مآبي هآلزوآج كلّـــه خــــلآآآآآص عفتـــه مآعآد فينـي أتحملّه أكثــــــر .. أبي الطـــــــلآآآآآق

صآح أبوهآ صآرخاً بصبر نآفذ مقآوماً رغبته القويّه في إسكآتهآ بصفقـة عنيفّه على صدغهآ علّهآ تخــرس كلمآتهآ البذيئـه وإهآنآتهآ المتوآصله للرجّآل الي مآصدر منه عيب الكلمـه ولآ أبدى أيّ إستنكآر وإن كآن تعبيريا للحظـة وآحده , برغم حرج موقفـه وشعوره إثر إذلآله بهآلطريقه المهينه وهو ببيتـه جآءهم مقدماً نيّـة الخير بـ إرجآعهآ رآضياً بهآ بعد كلّ مآ ألمّ بهآ من سـوء صحّه ونفسيّه ومظهـر وخلق وأطبـآع ... كآنت حقيقـة غير صآلحـه للمعآشــره إلآ أنّه مآزآل مصّر عليهآ دون حتى عتــب !

....: تحشمّــــــي يآآنآآهـــــــــــد ولآ قســـم تطآولـت عليك ومآيردنـي شيّ

أمسك بسّآم معصم أبوهآ الأيمن قبل أن تمتد يمنآه صآفعة وجههآ مردفاً بـ إندفآع مذكره بـ آلله أن يهدأ ويستكين: آذكـر آلله يابو سلطان وآستعيذ من شيطآنـــه ... مآصآر شيّ خلآص
نآظره أبو سلطآن بعيون جآحظه مبققه يتطآير منهم الشرر: الآ قول وشهو إللي بآقي مآصآر .. قليلة الحيآ ذي ترفع صوتهآ وتلفـظ على رجلهآ قدآمي وببيتـي هزلــــت منها قليلـة الخآتمــه دنقت روسنا
بسّآم: مآعليه وآلله إني مسآمـح .. قدّر ظروفهآ يآشيـخ علـي

صآحت مستنكره: أي ظروف .. ظروف وشهي ذي ! إسمــع أنا توني وآعيـه وصآحيه مآنيب فآقدة عقل مجنونــه ومآفيه شيّ بيتغير .. ردّه معك يآبسّآم مآنيب رآده وللأبـــــــــد ..
صآح أبوهآ صآرخاً وقد أقدم فعلاً على ضربهآ لولآ إحتضآن بسّآم له من الخلف مآنعه: أيآآآلمغضــوب عليــك يآسويدة الوجـه لعــ ......

صآح بسّآم وبشّده: آذكـــــر آلله يآشيــخ علـــي
قآلهآ بسّآم صرآخاً مقآطعاً له قبل أن يلقـي لعنـه وهو رجل الديـن ! ليحرر أبو سلطآن كلآ ذرآعيه من تكتيفة بسّآم الواهنه اثر عجز يمناه الا ان بسام اعاد منعه وبقوّة أكبر من حاوط بـ ذراعه الايسر عنق ابو سلطان بوضع الخنق لـ تمتد يدي الاخر متطآيره بـ الهوآء عشوآئياً أن تطولهآ .. عبـــث

كآنت جآمـده الملمـح القويّ الصارم .. نظرآتـهآ متحديّـه .. مخيفه .. مثيره للإرتعآب ... غير مبآليـه بمآ تلفظـه ومآتفعلـه وغير مكترثـه بـ جنون ابوها المثار , ولآ بـ ذآك الشقـيّ المبتئــس بسّـآم .. وكأن مآصآبـه من إبتلآء غير كآفـي حتى تكمـل هي عليـه غير عآبئـه بآللي تسببه له من جــرح عميـق بـ كرآمته أولاً بعدمآ أذآقته من الإهآنه ألوآناً .. ولآ بجرح رجولته إللي مآتوانت عن الطعن فيهآ برفضهآ القآسي الرجوع له وتصريحهآ عن عدم إحتمآلهآ إكمآل العلآقه معه بت اي شكل من الاشكال ومهما بلغت محاولاته ... وحتى الجرح بثقتـه العميآء بهآ أن ترضى هي به بعد كلّ مآ أصآب سويتهم من عسـرة وشقـآء ومضرّه لتقرر هي تركـه بـ المنتـصف عآجـز كسيـر .. خآئب الرجآء عديم الأمـل .... مجروح ومنهــــزم

....: طلقنــــي يآبسّـــــآآم ..... طلقنــي مآ أبيـــــك


/
/


/
/


تسآندت على الجدآر إللي إنمسح بذرآعهآ الأيمن وهي تخطو بوهن عآجزه عن الوقوف , عآجزه عن التحرّك ..
جلست أخيراً فوق السرير وعلى طرفه ..
كوعيهآ فوق ركبتيهآ موآرية وجههآ المصفّر الشآحت بكلآ كفيّهآ لدقيقـة وأكثر منصتـه إلى نشيجـه المتحسّـر النآدم ..

شهقت بعمق مآسحه وجههآ المبتل من دموعهآ الصآمته سآئله بهدوء: إللي قآلته وردهـ صدق ؟!
زحف على ركبتيه وصولاً لهآ قآبض على ركبتيهآ بيديه تتوسلهآ نظرآته المعذبّه .. تقطر من عيونه دموع الندم والحسره يعتصر ملآمح وجهه ألم الذنب: لآتفهميني غلـط يآمرآم تكفين

أطبقت فمهآ بآلقوّه رآفعة بصرهآ لمآ فوق برمشآت متتآليه أن تثبت وألآ تنهآر ليكمل هو بذآت الشجن مخنوق النبره الشحيحه البآكيه: وآلله غصب عنّي ... غصب عني يآمرآم
....: وشو إللي غصب عنك يـ آدم !
....: كل إللي صآر ... كل إللي صآر غصب عنّي
....: يعني صدق إللي صآر ... صدق ؟! صدق يـ آدم !

إنحدرت يدآه من ركبتيهآ إلى سآقيهآ محتضنهم بعدمآ إنهآر من وقوفه على ركبتيه جآلساً فوق سآقيه المثنيه تحته مطأطأ الرأس ملصق الجبين بـ حجر العبآءه لـ أخته !
يظهر من هيأته الخنوع والإنهزآم .. كمآ المذنب طآلباً العفو والصفح والغفرآن ..

الهيئه إللي دحضت كل آمآلهآ المتشككه بـ كذب كل إللي سمعته لتتحوّل إلى حقيقه مفجعـه ووآقع مؤلم !
عفويّاً .. رفعت يدهآ فوق فمهآ المنفغـر إثر ذهولهآ رآفضة التصديق بـ إعترآض حركي لآ إرآدة لهآ فيه ليصلهآ صوت نشيجـه المرير خآفضة البصر لأعلى كتفيه من الظهر ..

كتفيه المهتزين بـ إنتفآضآت متوآليه إثر بكآءه وضغطه على النفس بمقآومّه ألآ يرتخي لـ ألآ يصدح بكآه وتتحرر شهقآته المكبوته .. لفظ بصوت متقطـع , نآطقاً للكلمه مفصوله بمقطع من الشهقآت القصيره المنتهيه قبل أن تكتمل: غصصصـ ... غصصـب عنــي .... وآلله غصصب عنــــي .... كنــ ... كنــت ضعيــ .... ضعيــــف ... مآآآ ... مآقدرت ...... أنآ كلــب .... ووآطي ونـذل .... أنآ خآطــي .... نآآآدم .. وآلله نآآآآدم يآمرآآآم نآآآآدم
لطمت كلآ خديهآ اللطم القويّ المشآبه لتصفيق الوجه صآئحه بـ ندب صآرخ: يمّـــه .. يمّــه يمّــــــه لآآآآآآ ..... لآآآآتقولهــآآآآآآ لآآآآآآ

ضمّ سآقيهآ المتلآصقآن لصدّره مشدد من تطويقهم رآغباً في عدم الفكآك وكأن أعصآب ذرآعيّه صآبهآ التشنـج آخذه في الإشتدآد صآئح هو الآخر مطلق العنآن لنوبة إنهيآره الكآمن: وآلله غصـــــــب .. غصب عنـــــي غصــــــــب

إعترآهآ الغيـظ مغلغله وبـ حمـو مقهور أصآبع يمنآهآ بشعره الفآحم الطويل رآفعة رأسه بـ الشدّ القويّ الإجبآري إلى أن إستقرت عيونه المغرغره بعيونهآ المحمّره الممتلئـه كُره وتقزز وإشمئزآز , لآفظه من بين أسنآنهآ مقتًا: وشــو إللي غصــب عنــك يآوآآآطـــي .. يآآزبآلـــــــه يآعديم الرجولـــه وشــو إللي غصــــب ..... – رقت ملآمحهآ من بعد قسوه منكسره نظرآتهآ بعدمآ سآلت دموعهآ وقآربوآ حآجبيهآ على التلآصق متأثره .. التأثر إللي إنتقل تبآعاً لصوتهآ إللي إهتزت أوصآله لتظهر نبرتهآ رقيقه بآكيه , حزينه عآتبه – هذآ أخووك يآ آدم .. بسّـــآم .... بسّــآم أبونـــآ ... أبوي وأبوك يـ آدم كيــف !! كيف طآوعك قلبـــــك قوول إنه كذب آلله يخليــك ... قول يآعُمـري إنه كذب تكفــى

بكلآ كفيّه وآري وجهه المغرّق بدموعه هآز رآسه نفيا ..
ونفي النفـي ..... إثبــآت
إثبآته إللي الجمت بسببه فمهآ بيمنآهآ ضآغطة بيدهآ فوق فمهآ وبمنتهى القوّه موسعّة العين بهيأه تظهر إختنآق إنفآسهآ وعجزهآ عن التنفس إثر كبت يمنآهآ لمخرج الهوآء عن كلاً من فمهآ وفتحتي أنفهآ منصته لـ آهآتـه المتندمّـه ..

جآلساً أمآمهآ بوضع التشهـد .. رآفعاً وجهه لمآ فوق بعيون مغلقه تنهآل منهآ دموع النـدم قآبض بيمنآه أعلى ركبته اليمنى في حين كآنت يسرآه خآنقه بروز التفآحه بـ حلقه والمسمّآه بـ إسمـه ... تفآحة آدم ..

سألته لآئمه بصوت رقيق بآكي: ليش يـ آدم !!!! ليـــــش
إستقرت عيونه المحمرّه منتفخة الجفن بعيونهآ الممآثله تمآماً لعيونه الصغيره الذآبله سآرداً القصّه وبمنتهى العجز والهوآن والأسى ...

....: قبل سنتيـن , حُمّى التيفوئيد إللي صآبتني ... مآنسيتي أكيد إني تميت محموم لشهـر , مآفآرقتني الحُمّى ولآ تشآفيت إلآ من بعد نآهـد .... من بعد مآ أخضعتني لهآ وبـ إرآدتهآ هي , أنآ مآكنت بوعيي , وقسم بآلله عظيـم مآكنت بوعيي بس حآس .... حآس إن فيه أحد يمّي ... حسيت بقربهآ مني , حسيت بـ أنفآسهآ الدآفيه مع إني كنت محموم ومشتعّـل كآنت أنفآسهآ غير يآمرآم .. كآنت بآرده .. مثل النسيم .. حسيت بـ أصآبعهآ عى وجهي ... تحسستني .... حسيت بفمّهآ فوق عيوني , أرغمتني أقفلهم ... وأرغمتني أستسلم وأنآ أسآساً كنت منهزم مآفيني حول ولآ قوّه ...... حسيت بـ أزرآر قميصي تنحلّ .. وحسيّت بـ البروده في صدري .... عرتنـي وبعدهآ غطتنـي , صحيت وهي يمّي ... صحيّت وأوّل نفس أحسّ بريحته من بعد شهر فقدت فيه كل حوآسيّ كآن ريحـة شعرهآ المسدول يمّي ... كآنت مثلي , مآيسترهآ إلآ إللي يسترني .... غطآ هآلسرير ...... مدري وشهو إللي صآر ... مآ أدري بس إنهـرت .. وبكيت , مآقبلت هآلشيّ صدقينـي بس هي مآفكّت عنّي سحرهآ صدقينـي .... صآرت تلآحقنـي بكل مكآن ... هجيّت من البيت وإنتي تدريـن , تدرين شقّة رآمز المآلكي إللي قعدت فيهآ أكثر من صآحبهآ وجتنــي ... جتنـي الشقــه بيوم سآفر فيه بسّـآم – تجعّد ذقنه وإنكمـش .. ظهرت فيه خطوط المقآومه الدقيقه , يقآوم ليتمآسك , يقآوم ألآ ينهآر ... قلبه يتمزق بـ الإعترآف , يوجعـه التعريّ بـ الحقيقـه ... فعلته شنيعـه –


أكمّل بعد تردد وقد إنخفض بصره المنكسر خجلا من النفس وهروباً من الإستنكآر إللي تجمد آثآره بوجههآ وجمدّهآ ..

....: كآنت المرّه الثآنيه بـ إرآدتي ... بكآمل وعيي ومآ أدري ليش ... وآلله مآ أدري ليش ... غلبنـي شيطآنـي ومآلي عـذر بس هي خبيثـــه هي شيطآن .. شيطآن يآمرّآم وآلله , وجههآ بريئ .. صآفي ... نقيّه بس خدّآعـه .... بررت ... بررت كذب , ألصقت وصخهآ ببسّـآم .. قآلت إنه عآجـز , قآلت إنهآ تشمئز من تشوف نصفه عآري , مآتتحمّل شكل جلده الذآيب ... مآتحسّ بدفآ حضنـه لأن ذرآعه عآجز , دآيم كآن فيه شيّ نآقص ... شيّ مآلقته عند بسّآم ولآحسته معه وصآر معـي .. غصباً عنهآ هي بعـد ... خدعتنـي وأنآ كلــب ونـذل وحقيـــر بس ضعيـــف ... وآلله مآصآر هآلشيّ إلآ لأني ضعيـــف , نآهد أقوّى منّي .. شيطآنهآ وشيطآني إتفقوآ علـيّ وكل شيّ كآن ضــدّي ..... حآولت أحطّ حـدّ وفعلاً قررت تخيلي وشهو اللي صــآر ؟! كل شي كان ضدي وكأنه عقآب .... علمتنـي إنهآ حآمـــل ... حآمــل منّـي

شهقــت مرآم بقــوّه ويدهآ على فمهآ محملقـة العينين بآزغة البصـر .. مذهولــه .... صقهآ هول مآسمعــــت
وقفت بتبآطئ وبتبآطئ أخذت يمنآهآ بـ الإنحدآر من فوق فمهآ إلى أن سقطت متأرجحه بـ الهوآء تنظره وقد سجد دآق الأرض بقبضة يمينـه يبكي وينتحب: مآآقـــدرت .... مآآقدرت وآلله غصب عنّــي يآآآرب سآآمحنـــــــــــي غصب عنـــــي

....: وشو إللي غصــب عنــــك !!! لك وجــه تطلب السمآح !!! يآكلـــــــــــــــــب .. يآآوآآآآآطـــــــــــــي قــوووووم قــوووم وعلمنـــــي وشـــو إللي مآقــــدرت

قآلتهآ بصرآخ مُدويّ حآنية نصفهآ العلوي تسحبه من سجوده بعنف وشدّه وهو رآفض وبقوّه متمسك بـ فرو السجآده من أسفله والمتخلل مآبين أصآبعه إلى أن وهنت قوآهآ هي طآئحه على ركبتيهآ دآقه بـ كلآ قبضتيهآ ظهـره وبمنتهى القوّه مفرغـه عليه جآم غضبهآ وسخطهــآ تشهـق بـ البكآء وتصيح: يآحقيـــــــــــر ... يآآنـــــــــــذل ..... بسّــــآآآآم , بسّـــــآآآم أخــووووك شلـــوووون شلــوون طآوعك قلبـــك تطعنه في ظهـــره إنت إيـــــش .. إيش يآآخــــي مآعندك قلب .. مآعندك ضميــــــر ... تبتسم في وجهه .. تحط عينك في عينــــه ومن ورآه تستبيــح مرتــــه ... يآفآآجــــــــــر .... يآزآآآآنـــــــــــــــي ... يآآظآآآلـــــم ... يآظآآآآلم حسبي آلله عليـــك ..... يآكلآآآآآآب يآ أنجــــآآآآآس بسّـــــآآآم أطهـــر منّــك ومن الوآطيــــــه الثآنيـــــه يآظآآآلميـــــــــن .. يآظآلميـــن مآيعيبـــه عجـــــزه , مآيعيبــــــــه شـــــيّ .. زيــــن الرجـــــآل وأشرفهــــــــــم يآكـــــلآآآآآب ...... آآآآآآآهــــ يآآربـــــــــــــــي آآآآآآهـــ

تأوهـــت بحســره موجعــــه لآطمه خديهآ جزعــه سآحبه على عنقهآ وكآملاً بـ أظآفرهآ المغروزه بجلدهآ منتحبــه ... توآلت حركة إنهيآرآهآ بوقوفهآ على ركبتيهآ ثم الجلوس ... الوقوف ثم الجلوس ... في وصلــه طويلـــه من الشتــم والسبـــآب , ضربــه من الظهــر وأحيآناً العــضّ ... شدّ شعرهآ أحيآناً .. ولطم وجههآ غآلبـاً !

إلى أن تحآملت على نفسهآ وقوفاً إذ أنه رآفضاً مواجهتهآ دآفن رأسه بـ الأرض ينتفض جسده بـ البكآء لآفظـه هي بصوت شحيـح جرحـه الصرآخ وأهلكـه: إتفــــــــو عليـــك يآوآآطـــــــــي .. يآخســـآرة تربيتنـــــــآ فيـــك يآخآآيــــــــن إتفـــــــــووو .. ليتنــي مــــت , ليتنـــي مت مثل أمّي وأبوي قبل لآ أعرف هآللي عرفتـــــــــــه ... تحــــــرم علي أخوتـــــك , قلبـــــي غآضبــــن عليــــــــك لين أمــــوت .. وآلله مآ أبيحــــــك من سوآآتك يآ آدم بـ أخوك ليــــــــن أمـــــــــــوت .. تحــرم على عيآلي تكــون خآلــــن لهـــــــم ... تحرم على بيتـــــــي تدخلـــــــه وإسمـــــي تلفظـــــــــه تحـــــــرم علــــــي ليــــــوم الديــــــــــن .... حسبـــــي آلله ونعـــــم الوكيــــــل فيــــــك يآظآلــــــــــم ... حسبــــي آلله ونعـم الوكيــل فيــك يآظآلـــم ....... حسبـــي آلله ونعــم الوكيـــــل فيـــــك يـــ آآآآدمّ !



/
/


أقفل بآب منزله من بعد دخوله وقد شقت إبتسآمة وآسعه محيّآه إثر مدآعبة انثويّه رقيقه من الطرف الآخر على جوّآله المرفوع لأذنه بعد طول إنتظآر وعمق شوق أضنآه رآداً عليهآ بصوت خفيض متحفظ: صدق يعني خلآص إقتنعتي بآلموعد ومآبه تأجيل

....: تدري إني تغيّرت يآسهل مو كلّ شويّ تقط كلآم
نزع غترته والعقآل هآمساً بصوت متحفظ ألآ يعلى: طيب يآقلب سهـل , أبقفّل الحين أمرّ أمي بمجلسهآ وإذآ رقيت غرفتي كلمتّك عآد أبوك عآمر سلخني اليوم بعد الترآويح

وقف على مقربة من الممر المؤدي بنهآيته لمجلس العآئله الخآص مستمع لحديثهآ المتسبب في إتسآع مدى إبتسآمته أكثر معقباً من بعده: اليوم كلّه كآن أكشن وصدمآت , سنـد مآجآ الشغـل وتفآجئت إن أبوك اهو إللي نزل .. توترت لأن سند مآعطآني علم قبل ومن شوي بعد الصلآه وتوّ مآطلعنآ من المسجد قآل أبوك زوآجك من سآلي يآسهـل ثآلث أيآم عيد الأضحى إن شآلله مع مآلــك ...... صدمـه , مآعرفت بـ إيش أردّ المهم إنه مآقبل حتى أي إعترآض لو انه زوآج وردهـ أختي بس الأكيد إنهآ إبتزوج قبلنآ يعني إن شآلله والطريق قدآمنآ مفتوح / أمّآ عآد مآتدرين عن زوآج مآلك ؟! بـ آلله يعني اليوم كآنوآ عند الجمآعه ؟! / إي يمكن إتفقوآ عآد أنآ أوّل وآحد يدري هههه / لآ يآشيخـه وآلله إنه مسكين هآلمآلك كآسر خآطري ليش غآصبينه توّه صغير بآلسن ومآيبي يعيد هآلتجربّه على الأقل الحين عطوه وقته يآسآتر منّك إنتي دخلتي عرض كلّه بسبتك وبشرتيّه بـ إسم زوجة المستقبّل المسكينــ .............

بهت صوته إلى أن تلآشى دون أن يكمّل من إصطدم به أخوّه الأكبر خآرجاً من المجلس رآكضاً وورآءه أخوه الأصغـر بوجـه شآحب اللون مرتآع متحجرّه دموعه بمحجريّه ليلفظ سريعاً لـ سآلي: بعدين أكلمك ....
قآلهآ مقفلاً الإتصآل دون أن يسمع جوآبهآ سآئلاً اصغر إخوآنه بوجه سكنـه الدهشـه: شبيــب ولــد ... شفيــه فآهد رآكـض !

تكرمش وجه شبيب متأثراً بثقل الخبر إللي على وشك أن يلفظه ينظر طيف فآهد إللي غآدرهم من قرب الثآنيه: وردهـ بغرفتهآ منهآره .... آدم بيطلقهــآ

قآلهآ وأسرع بـ المغآدره تآركاً سهيل وسط صدمتـه إللي إستغرق لحظآت ثقيله بطيئه إلى أن أدركهآ متوسعّه عيونه أقصآهم رآفعاً ثوبه الضيق عن سآقيه بخطى وآسعه صعوداً للدرج إللي أنهآه دون أن يشعـر به وصولاً لغرفتهآ المفتوح بآبهآ وآقفاً بمكآنه وقد تجمدت حركته وإنفعآل وجهه إلآ نظرآته المحتده المشتده المتنقلّه بين زوآيآ الغرفـه شآهداً على خرابها إبتدآءاً من قصريآت الزروع الطبيعيّه المكسّر فخّآرهآ والمتنآثر منهآ طينهـآ الرطـب .. إلى أدوآتهآ الشخصيّه التجميله المتنآثره عن تسريحتهآ وأخيراً إلى قطعـه بيضآء اللون مشقوقـه لـ نصفين منفصليـن ..

القطعه إللي مآكآنت حقيقة إلآ فستآن زفآفهآ وقد إنحلّ جزءه الأعلى عن الأسفل متناثره منه حبآت اللؤلؤ المطرزه ...
مرّت أنظاره تبآعا للمقص الحديدي المفتوح بآلقرب من قطعة بيضآء أخرى مآكآنت إلآ طرحتهآ التُـلّ الشفآفه مطرزّة الأطرآف وقد تمزقّ تُلّهـآ الرقيق إلى أن تشوهّت كلياً ومآعآدت صآلحه حتى لإحتمآليّة جبرهآ مستقرّه أنظآره المذهوله أخيراً علي جسد منهآر أيقن أنهآ هي جآلسة بـ الأرض قرب سريرهآ محتضنه أخوه إللي يتبعه بـ التريب على التوآلي , حضـنأ كآن أعنف ممآ يمكن وصفه شعوراً .. متعلقّـة فيه متشبثـه به , فآئضـه بمكنون قلبهآ الآخذ في التمزق معلنـة عن خذلآنهآ بصوت شجيّ متقطّع أطبق عليه اليأس في بكآءهآ وإستهتآرهآ في إظهآر ألمهآ وحزنهآ دون حيـآء أو أيّة نزعـه من الكبريآء إللي طآل وقتهآ وهي تستحث نفسهآ أن تدعيّه دون إنهزآم إلآ أنهآ أخفقـت ودون أيّة مقآومة تذكر حآضنة أخوهآ حضن الإحتيآج غآرقة معه في بحـر أسآهـآ وأوجآعهآ متشكيّه: وششششو ينقصنـــي يآآآجآآآآســـر ....آآآآآآهـــــ ليــــ .. ليـــش


شدد من إحتضآنه لهآ وهو ينآضـل كيلآ يهزمّه التأثر إللي بدأ يطبق على حنجرته ويخضّل عيونه لآفظاً بصوت مخنوق: يآعمـري إنتي يآقلب أخوك جآســر وروحــه وآلله إنك أميـره وألف من يتمنآك ... لآتلومين نفسك وقسم بآلله مآينقصـك شيّ ... تكفيــن وقفـي بكــآء .....

قآلهآ بتوسّل مرير رآفعاً رأسه لـ شبيب إللي إمتلت عيونه بـ الدموع وفآضت إلى أن إنسكبت خآضعاً تمآماً لشدّة التأثر على حآل أخته المعّذبّه روحهآ تشكي ألآمهآ بمنتهى العجـز والهوآن إلى أن إنتفض جسده الضئيل بعدمآ صآح فيه جآسر مستجدي: وين أمــــك يآشبيــــب نآدهــــــآآآ البنــــت مخلصّــــه مو عآرف وش أســــوي

وهنآ تحسس فآهد الأكبر ظهر ورده مطبق قبضته اليمنى على ذرآعهآ الأيسر رآغباً في سحبهآ عن إلتصآقهآ القويّ بـ جآسر إلآ أنهآ كآنت كمآ الجثّه المتجمّده بعد أن أخذت وضعهآ غير القآبل للتبدّل متشبثه بـ جآسر دون أمّل منهآ بـ الفكآك إلى أن صآح فآهد هو الآخر بصبر نآفذ غآضب: إنـــزل يآشبيـــب شف وينهـــي أمّـــــك

إبتلع سهيل ريقـه مبعد عيونه المصدومه عن فستآنهآ الأبيض الممزق لأشلآء متنآثره مرتمياً على ركبتيّه إللي أحدثوآ دقّة قويّه إثر إرتطآمهم بـ الأرض من تحته شآحب الملمح غير مُصدّق سآئلاً فآهد بفتور مأخوذ بـ الصدمه: وشهـو إللي صـــآآر !

أطبق فآهد شفتيّه بقوّة مغتآظ نآفخاً أنفآسّه الحآره من منخريّه أمراً سهيـل وبِـحدّه: قــمّ شف لــي هآللي إسمـــه آدم وينــــه فيـــــه ...... والحيــــــــــــن .................


/
/
/
/


تقدمت نحو ثلآثة الوآقفين بـ تأنيهآ المعهود إحترآماً إلى أن وقفت أمآم أكبرهم بلآ حيلة مطبقة الفمّ بـ أسف شديد هآزّه رأسهآ نفياً متعذرة عن إمكآنية تلبية مآطلبوآ على الأقل بـ الوقت الحآلي مردفه بـ شآميّه متأثره بـ الخليجيّه: على حآلهآ وآلله يآ أبو فيصل ومآتبي تشوف أحدّ

إحتدت أنظآر طلآل المعني بـ - أبو فيصل – نآظراً لمآ ورآءهآ صوب البآب المغلق ملتوي الفمّ بـ إمتعآض ليتدخل إللي على يسآره بهدوء طآلب: معليش يآخآله عآئشـه بس عطيهآ العلم إنّآ بندخل لهآ خلّ تتعدّل لو نآيمه أو شيّ

نآظرته – عآئشه – مربيتهآ فلسطينيّة الجنسيّه نظرة متوتره حملت من القلق الكثير على مشآرف النطق بـ - بلآهآ أحسن – إلآ أنهآ إبتلعتهآ مومئة الرأس إيجآباً موليتهم الظهر توجهاً لغرفة النوم الورديّه الممآثله وتمآما للصآله الخآرجيّه بـ الجنآح إللي إنتظر فيهآ ثلآث إخوآنهآ الذكورولأول مرّه تشهـد إجتمآعاً ..
طلآل , أحمـد ... ورآمـز

لثوآني سريعه انتهت بـ إقبآلهآ وللمرّه الثآنيه صوبهم بخطى متسآرعه مومئه إيجآباً لهم أن يدخلـوآ خآرجه هي ووآحده من العآملآت الآسيويآت خآرج الجنآح تآركتهم وآقفين للحظآت قصيرّه متبآدلين النظرآت ذآت المغزى الموحد بذآت الملآمح الموحده الآسفه على الأغلب إلى أن تقدمهم طلآل بخطآه المتأنيّه طارقاً بآبهآ إثنآن هآدئّه إلآ أنهآ قويّه منبهه ليصلهم صوتهآ الوآهن المهزوز والمخنوق بنبره وآضحه يتجلّى فيهآ البكآء: أيــوآآ .. إدخلـــوآآ

تبآدل أحمد ورآمز النظرآت المحبطّه فيمآ بينهم بـ فمّ مطبق مشدود من الأسى والأسف إلى أن فتح طلآل البآب بعدمآ أرغم وجهه متجمّد الملمح على التبسم جبراً صآئح بنبرة جآهره تظهر فيهآ المشآكسه كنوع من المدآعبه قليلا مآتظهر: حلوتنآ الصغيره إللي معتكفـه ... خير إن شآلله , عسى مآشـرّ

تعدآ أحمد خطوآت طلآل البطيئه ظآهراً من ورآء ظهره بذآت اٌبتسآمه طلآل المفتعله مقتربا من سريرهآ إللي تكومت فوقه جلوساً ضآمه سآقيهآ النحيلين لصدرهآ معقب: نآسكـه يعني بشهر رمضآن ولآ وشـو ! شقصتك إنت وشدخل الأكل تضربين عنه شوفي شلون قبّـت عظآم وجهـك – تلآشت إبتسآمته إلى أن ظهرت غيرهآ حزينه وقد تبدلت نبرة صوته إلى الهدوء أقرب للعتب مثلمآ تبدلت إبتسآمته مستطرد – وش إللي مزعلـك يآنسمـه !

نآظرته للحظآت صآمته أعقبتهآ بـ خفض بصرهآ للخط الفآصل بين إلتصآق فخذيهآ مطبقة الفمّ وبقوّه في مقآومه شديدّه ألآ تنهآر إلآ أنهآ وبمنتهى الهوآن والوهن إنهآرت وتمآما بآكيـه تشهـق بـ حدّه وتنتفـض , تلفظ كلمآتهآ بلعثمه بآكيّه كمآ الطفل الصغير المتشكّي: يعــ ... يعنــي مآآآ .. مآتدرري ... مآتدري يآ أحمــد !!! مآتدرون كلكـــم !!! كلكــم تدرون لآتجون عندي وتمثلـون يعننكم مآتدرون .. لآتتبسمـون وتسألون شفيني وإنتم تدرون شفينـــــي يآ أحمــــد كلكــم تدرون حــرآم عليكــــم حرآآآم آآآهــ يآآربي آآآآآآ......

مآ أكملت التأويهه الأخيره إللي صدرت منهآ بحرقه وحسره على النفس متوجعّه مرجعه رأسهآ للخلف رآفعه ذقنهآ بعيون معتصرّه ووجه منكمـشه ملآمحه مجعدّه إثر تعآبير الألم وعدم تحملّـه ليلحقهآ رآمز سريعاً بجلوسه مجآورا لهآ محآوط كتفيهآ بذرآعه الأيمن إللي إلتفّ حولهآ ممسكا لهآ بيسرآه العملآقه مقآرنتاً بيسرآهآ الصغيره الرقيقه ضآمهآ لصدره متحسس بـ بنآن إبهآمه الأيسر ظآهر يسرآهآ برقّة بآلغه طآبع قبلته العميقه فوق رأسهآ هآمس بـ حنوّ رقيق: بسس يآعُمـــري .. لآتبكيــــن وأنآ أخــوك
تعلقّت بشقي قميص رآمز المفتوح دآفسه وجههآ بصدره كمّآ الطفّل المتشبث الرآغب في عدم الفكآك تنشج بمرآره أقرب للندب البآكي المتقطّع: مآآآآآ أقـــدر .... مآ اقدرأجيب عيــآآل يآآرآآآمـــــز ... مآآآ أقـــدر أكوون أمّ .... أبـــدآآآآ


شددّ رآمز من إحتضآنه لهآ في حين أطرق أحمد رأسه للأرض بـ وجه متألم ينظر قدميه بآللحظه إللي رفع فيهآ طلآل عيونه للسقف مستفغــر .... ذآت اللحظــه إللي دخل فيهآ رآبع الذكــور لآفظا إسمهآ بقــوّه وكأنه يستنطق وجودهآ بـ الغرفه من عدمـه ...: نسمـــــــه


قآلهآ وسكن ثآبت الحركه والملمح ينظرهم وهو على أعتآب غرفتهآ يرمقهم وجميعاً بنظرة حآدّه جآفـه عآقد الحآجبين ...... إستغرآباً

الإستغرآب إللي مآثله به جميعهم متمثلاً بـ النظره والملمح وإختلفوآ معه بـ المغزى ليقآربوآ همّ بـ إستغرآبهم الذهول والدهشـه !
الدهشه إللي صرّح عنهآ طلآل بعيون مذهوله متسعّه حآدة النظره غير مُصدقّه لآفظ: رآئــــــف !!!!
رآئف إللي إستوعب الموقف ببلعة ريق أخفى فيهآ تفآجئه من جمع إخوته حضوراً إلى أن وقف أحمد عن طرف السرير مقترباً صوبه بـ جبين مقطّب ووجه مندهش: متى رديّـت !

طلآل ورغماً عنه مآل فمه المطبق بـ إبتسآمه جآنبيّه أردف من بعدهآ بـ هزئ سآخر: ردّ من درى عن نسمه وسآلفتهآ

مسحت نسمه الدموع من وجههآ المغرق شآهقه نفس عميق من خشمهآ إللي أصدر صوت إبتلآعه لمخآطهآ السآئل لآفظه بصوت مهزوز بآكي: رآآئــف !!
إحتدت نظرآته فآغر الفمّ الفتحه الصغيره ينظر إخوته جميعاً ودون إستثنآء بوجه شآحب وكأنه للتوّ قد تفآجئ بشيئ مآله به علم أو خبر مردف بـ تردد متشكك: صدق إللي قآلته أمـي ؟!
طلآل: وش قآلت ؟!

تعلقّت عيون رآئف بـ نسمه للحظآت أردف من بعدهآ بعدمآ توآلت رمشآت عيونه مبتلع ريقه وقد بدآ عليه التوتر لآفظ بـ خفوت بآهت النبره: عــن ..... عن نسمـه .... قآلت شيّ بس حسبآلي قصّه لأجل أرد البيـت
طلآل: ودآمك تحسبهآ قصّه وشهو إللي جآبك !
تقدم أحمد بـ الجوآب بدلاً عن رآئف المرتبك: حسبآلك أهآ ..... لآ للأســف .. الموضوع حقيقــي ولو إنه مو حقيقي فـ تأكد إن فيه مليون طريقه نغصبك فيهآ تردّ غير إنّآ نتبلى فيهآ على أختنآ ونفوّل عليهآ بذآ الفآل الشين إللي صآبهآ فعلاً .. هآ , علمنآ طآل عمرك ... شلون بتحلّهآ لنآ دآمك إنت حلّآل المشآكل وبدونك نضيع ونغرق بشبر المويّـه


طلآل: صدقني يآرآئف وجودك من عدمه مآصآر يعنينآ بشيّ , هديّت البيت ولآ سألتعن شيّ .. لـ شهور مآهتميّت لآ بشيّ ولآ لأحـد والحين يعننك مهتمّ ورآد لـ أختـك ؟!

....: خــــــــــلآآآآآآآآص , خلآآآص كلكـــم مآني متحملّــــه إطلعــوآ تهآوشــوآ بــرآ أعصآبـــي تآلفـــــه مآفينــــي

ردّ رآمز وضمهآ لصدره بقوّه رآمق إخوآنه الثلآث الوآقفين بـ حِدّه مطبق الفمّ المشدود بـ حنق وإمتعآض من سوء تصرّف إخوآنه طلآل وأحمد خصوصاً بـ عدم مرآعتهم لصغيرتهم وحآلتهآ النفسيّه وحتى حآلة رآئـف إللي إنعكست وتمآما على مظهـره المهمـل الذآبـل إللي مآيوحي إلآ بـ أنه شخص مُدمـن متعآطـي !

طلآل إللي تدآرك نفسه مغمض عيونه فوراً بوجه مبتئس الملمح مستغفـر بصوت خآفت شبه مسموع في حين أخفض أحمد بصره للأرض ممتقع الوجه صآد عن رآئف إللي خطى خطوآته المرهقه إلى أن وصل للسرير وآقفا على رأسهآ المختفي بصدر رآمز هآمسا إسمهآ بـ خفوت كآن في منتهى الشجن: نسمـــه !

ببطئ أبعدت رأسهآ عن رآمز ملتفته له تنظره بترقب غير وآضح الرؤيه بسبب الغشآوه فوق عيونهآ الحمرآء متورمة الجفن إثر الدموع ورغرغتهآ ودون تنبيه له وقفت على ركبتيهآ مرتمية فوق صدره بعدمآ جآورهآ جلوسهآ محآوطه عنقه بكلآ ذرآعيهآ دآفسه خشمهآ بيآقة ثوبه الرمآديّ المقوّآه لآفظة إسمه بصوت مرتعش بآكي ببرآءة كمآ الطفل المتشكيّ من هوآنه وقلّة حيلته وفشله: رآآآآآآآئــــــــــــف

إنشدت شفتيه الرفيعه المطبقه بـ أسف على حآل صغيرته رآفع يمنآه البآقيه على عجزهآ النصفي لظهرهآ متحسسه بـ حنوّ أن تهدأ وتستكين دون أن يلفظ بحـرف مستمـع لـ نشيجهآ المرير المذيب لنيآط قلبـه وثلآثة إخوته الذكور من حوله ..

لأول مرّه يشملهم جميعهم شعور العجز لإرضآء صغيرتهم الأنثى الوحيده المدلله صآحبة الرغبآت الملبّآه دون توآنـي ..
تدخلآت القدر المكتوبه منذ الأمدّ والمحفوظـه كآنت أكبر من كل طآقآتهم وإمكآنيآتهم ليخضعوآ تحت الأمر الإلهـي عآجزيـن ..

من بين إنهيآرهآ التآم وهي بـ حضن رآئف مبلله جآنب عنقه بدموعهآ إللي تركت مسبقا آثآر دآكنة اللون فوق رمآديّة ثوبـه الفآتح تآركه مخآطهآ السآئل يمتد دون توقف من فتحتي أنفهآ وصولاً لظهر ثوبه متشبثه فيه حآفرة أنآملهآ الصغيره بـ عظآم ضلوعه ليشدد هو من إحتضآنه لهآ أن تهدأ وأن يشعرهآ بـ الأمآن .. بـ المعآضده والسنـد ينظر رآمز الجآلس أمآمه خآفض الرأس بوجه متألم ظهر بعقدة حآجبين قآسيه وأنفّ مرتفع بتجعيدّة متوجعّه لأخته وشكوآهآ الرقيقـه البريئـه بنبرة مرتعشـه مخنوقـه بآكيه دون قيود من الحرج أو الحيآء والخجل: مآآآرح أقدر أصير مآآمــآ يآرآآئــف ... مآآرح أسمع هآلكلمـه أبدا .. زعلآنه على نفسي ومقهـوره .. وأيه حآسه إني عآجزه وتآفهه مآلي أي قيمـه وكل البنآت غيري أحسن منـي .. أيوآ حآسه بنقـم وبحسـد .. لكني مو شينه وآلله مو شينه ولآ نفسي خبيثـه بس غصباً عني أفكر وأقآرن غصباً عني وآلله ...... طلآل عنده فيصل وفرآس .. وأحمد عنده ليـن وإنت يآرآئف بعد كنت متزوّج ثنتين وثنتينهم يقدرون يحملون ويجيبون عيآل إنت تقدر تكون أبّ وكمآن رآمز بكره يتزوج ويكون أبّ وأنآ بكون عمّــه لعيآلكم كلكـــم بس إنتم ولآ وآحد فيكم يقدر يصيـر خــآل .. مآرح تكونون خوآل أبـدّآ يآرآئــف أبـــــدّ ..... حتى عُديّ لآزم يصيرّ أبّ , أهله يبـون هآلشيّ أكثر من أيّ شيّ .. لو إنه مو مني يصير من غيري وأنآ مقدر .... مقدر أتحمّل إحسآس الفشل هذآ وغيري تنجح فيـه , مقدر أشوفهم يقآرنون بيني وبين وحده ثآنيه تقدر تحقق لهم إللي يبون .... رآئـــف ..... رآآآ ...... رآآآآئــ .. وآلله ... وآلله أحبّه يآرآئـف ..... أحبّ عُـديّ بس لآزم أخليّـه مقدر .... مقدر أكون معــآآآه خلوووه يطلقنـــي خلــووه يطلقنـــي لو إنــه غصـــــب ......................!



/
/


بعيدآ عن السعوديه وكئآبة مآ أحآط بهآ من تعآسـه شخوصهآ وشقـآئهم ...
بـ ذآت اليوم إلآ أنه كآن نهآراً ...

إقشعر جسدهآ بـ إنتفآضه إستقآم بسببهآ عمودهآ الفقريّ موسعة العين من أحست بـ أصآبع متسلله تلتف كمآ الأفعى حول خصرهآ الضيق المكشوف بسبب ملآبسهآ العلويّه المشآبهه للملآبس الريآضيّه بـ الصدريّه المطّآطيّه بيضآء اللون الكآشفه لذرآعيهآ كآملين وجزء وآسع من بطنهآ إلآ أن أسفلهآ كآن مخآلفاً للشكل الريآضي وتمآماً بسبب بنطلونهآ البيتي الفضفآض بعقدة ربآط للخصر المنحسر عن حفرة سرتهّآ الصغيره رمآدي اللون بنقوش طفوليّه شهيره لميكـي ومينـي !

أنزلت السكين من يدهآ مآسحه بظهر يدهآ الدموع المسآله على خديّهآ بفعل الحموّ النآتج من تقطيع البصل ملتفته ورآءهآ نصف التفآته مؤنبه: يآخي مو كــذآ تخرشنــي يآنجــم أف

فرد بيديه الشيئ أبيض اللون بـ حوآف مطآطيّه مرنه قآبله للتمدد والإتسآع والمشآبه للأكيآس البلآستيكيه وآضعه فوق رأسهآ خآفياً تحته كآمل شعرهآ البني الدآكن القصير هآمس بـ أذنهآ: إش قلنآ على الرآس المكشوف وإنتي تطبخين

....: شعري قصير مآرح يطيح بـ الأكل تطمّن
أطبق صفي أسنآنه على غضروف أذنهآ اليسرى بـ عضه خفيفه غير موجعه مردف من بعدهآ: مو قلنآ تسمعين الكلآم بدون نقآش !
وكزته بمرفقهآ الأيمن لبطنه وهو ورآءهآ بـ التلآصق رآفعه بيسرآهآ نصف البصله وبيمينهآ السكين: طيب إبعد عشآن لآتدمع عيونك من البصل

إنخفض بصره للحظآت على البصله بيدهآ ينظرهآ وهي تقطعهآ لقطع صغيره مكعبّه ثم توقف ثآنيتين مآسحه بظهر يمنآهآ الممسكه بـ السكين السآئل من دموعهآ شآهقه مخآط أنفهآ السآئل إلى أن إنتهت من التقطيع وإلتفتت له عآقدة الحآجبين سآئله: شفيك إنــت ؟!

هز رأسه بخفه متنبـه من شروده مرتد خطوه خلفيه سآمحاً لهآ بـ المرور تتبعهآ نظرآته وهي تخرج من المُجمّد الطبق الفلينـي المغطى بغلآف بلآستيكي شفّآف يظهر محتوآه من اللحم المقطّـع لمكعبآت ليوصله صوتهآ ضآحك: إش يعنـي بتشرفنـي اليوم بمطبخي المتوآضع ؟ على فكره مآ أحبّ إللي يركز معآيآ مرّه أتشتت وبعدين تخترب الأكله وإحنآ صآيمين آلله يرضى عليك روح شفلك حآجه سويهآ

سفههآ وإبتسامة على وجهه من كلآمهآ رآفعاً نفسه بمساعدة يديه المبسوطه على الطآوله الرخآميه جآلساً فوقهآ مخرج أولاً جوآله كبير الحجم من جيب بنطلونه حتى يسمح لنفسه بـ الجلوس دون إحسآس بـ الضيق ينظر الشآشه بعدمآ أضآءهآ متعلقّه عيونه على تنبيهآت الأرقآم دآخل الدآئره الحمرآء الصغيره أعلى كل أيقونه من التطبيقآت تنبيهاً لوصول محتوى جديد مآشآفه وكآلعآده تجآهلهآ جميعًا إلآ أيقونة المكآلمآت وإللي رمزت لعدد أربعه من المكآلمآت إللي مآردّ عليهآ ..

بعقدة حآجبين متنبهه نقر بـ بنآن إبهآمه على الأيقونه ينظر الرقم الدولي الخآص بـ مصر من مفتآح الإدخآل ..
تقوّس فمه إستغرآباً معآود الإتصآل ودون تردد أو إستغرآق أكبر في التفكير ليجيه الصوت فوري متلهّف: آلـــــو .. نجــــــــم
أبعد الجوآل عن أذنه ينظر بـ استغرآب من تهيأ له سمآع صوت أخته المميز ... صوتاً رجولياً ضخماً خآلي من أيّة رقّة وأنوثه !

أعآده لـ أذنه بـ تردد هآمس بـ فتور مستفهم: حوريــــه !!!!
....: أيوآ يآبنــي أنآ حــور مآلك مذبهل كدآ ليـه .. عآمل إيه يآنجـم وآحشني خآلص , كل سنه وإنت طيب
....: لحظه لحظه , وحده وحده مش فآهم حآقـه ... إنتي فـ مصـر دلوئتـي ؟! الرقم مصــري
....: ههههه بئولك وآحشني وكل سنه وإنت طيب تئوللي الرقم مصري !
....: ههههه يآمقنونـــه , وحشآني وآلله .. إنتو إللي قآطعيـن عنّي مش أنآ .. عآمله إيه يآروحـي

بـ جوآره تركت هي كل مآبيدهآ عآقدة الحآجبين بـ إبتسآمة بلهآء سآذجه تنظره بـ تفآجئ من تبدلت لكنتـه تمآم التبدّل من السعوديّه للمصريّه .. وبهدوء إقتربت تجآهه إلى أن أحسّ بهآ وفورا فتح مآبين سآقيه لتدخل هي وآقفة مآبينهم مسندة الكوع الأيسر إلى أعلى وركه الأيمن مآئلة برأسهآ وسط رآحتهآ اليسرى ترمقه بنظرآت بلهآء بآسمه قد غيبّهآ الإنبهآر لتخرجه عن شعوره ضآحكا سآحب بيمينه الـ - بونيه – البلآستيكي عن رأسهآ مفركش بـ أصآبعه شعرهآ مبعد الجوآل عن أذنه مستمع لهمسهآ وهي تدآعب اعلى وركه الأيسر بـ طرف سبآبتهآ وكأنهآ ترسـم فوقه بآسمه: أوّل مرّه تتكلّم مصري هههه شكلك غريب

همس لهآ بعيداً عن السمّآعه: ليلآ روحي كملي طبخ
....: أبغى أصير مصريّه زيك مآبغى أكون سعوديه
....: طيب بعدين صيري مصريّه مو الحين
قآلهآ ثمّ ردّ لجوآله لآفظ بصوت منضبط: حور إئفلـي دلوئتـي وهكلمك حآلاً مكآلمه فيديو

أشرت له ليلآ بيدهآ أن يقترب بوجهه المبتسم ابتسآمه لآحيله له معهآ مآئلاً بنصفه الأعلى عليهآ مقترباً منهآ لتمسك هي بعنقه من الجآنب الأيسر طآبعه قبلآتهآ المشآكسه على خده الأيمن قبلآت يصل عددهآ للسبعـه لنفس الموضع دون تبدّل هآمسه من بعدهآ بـ شغب طفولي متدلل: حلو وإنت مصري وإنت سعودي وإنت أمريكي وإنت يونآني وإنت يآبآني وإنت اسبآنـي وانت إيطآلـي
إعتدل بـ جلوسه ضآحك: ههههه إنتي شكلك بتخربين علينآ الصيآم روحي آلله يهديك كملي طبـخ
قآلهآ وهو ينظر لجوآله بحثاً عن أيقونه محدده من بين التطبيقآت لإجرآء مكآلمة مرئيه ..
المكآلمه إلي بدت بصيحـة من ذآت الصوت الرجولي بـ ابتسآمه وآسعه مندهشه: آآآآآآآآآي يآنجــــم إي الحلآوه دي يآوآد يآوآد , لآ دآ القـوآز مخليك مـزّ مزّ يعنـي

وقبل ان يردّ هو صآحت الثآنيه رآفعه جسدهآ الضئيل بنقزه سريعه فوق الطآوله الرخآميه بجوآره مآئله برآسهآ حتى تظهر هي بـ الشآشه: بآلله عليكــي لآتنفخين رآسه أكثــر هو خلقـه شآيف نفسـه مـزّ إيش بـس الحين
....: ههههه ليــلآ صــح ؟!
ليلآ: أيـوآ ... يآلله مآشآلله عليكــي إنتي جميلـه أحلآ من الصور إللي شفتهآ مع نجــم ...

دق رآسهآ بـ الجوآل أن تبعد وجههآ الفضولي عن الشآشه موليهآ الظهر مفرق مآبين سآقيه لتصير كل سآق بجهه والطآوله الرخآميه مآبينهم: كفآيآ كلآم نسـوآن بئـى ملوش لآزمه , حور طمنيني عنـك انتي بخيـر ؟! وفـ مصر بتعملي إيه ؟!
وقفت ليلآ على ركبتيهآ ورآء ظهره قآبضه بكلآ يديهآ على لوحي كتفيه لتظهر من ورآءه بـ الشآشه بمظهر مشآكس في محآولة للظهور بـ الشآشه أو رؤيـة حوريـه بصدق مبتغآهآ ..

حوريه إللي جآوبت وسريعاً دون تردد غير مبآليه: أنآ اتطلئـــت ههههه رآئـف طلئنـــي
تبققت عيون ليلآ وكانهآ بتخرج من مكانهآ مآطه رقبتهآ للأمآم في حين إنشدوآ كتفي نجم للخلف عآقد الحآجبين بوجه بآهت التعبير غير مدرك لتوضح حور أكثر: سآمحنـي يآنجم إنك آخر وآحد تئريباً يعرف بس وآلله كلنآ محدش فينآ كآن عآوز يدآيئك وخصوصاً خصوصاً إني إتطلئت فـ نفس اليوم إللي انت إتقـوزت فيه ههههه معلش بئـه

....: الكلآم دآ بقـد يآحـور ؟!!
....: آه وآللهي بقـد
هز رأسه قآصداً أن يستفيق مآزآل غير مصدق أو مستوعب على نحو ادّق , سآئلهآ وابتسآمه قصيره بلهآء بوجهه: إتطلئتي إزآي يعني مش فآهم ؟! أنآ متقـوز من أربع شهـور
حور: وأنآ كمآن متطلئـه من اربع شهـور ههههه
....: إنتي مجنونـه ؟! يعني إيه يعنـي إتطلئتـي ؟! رآئـف عمللك إيه إتكلمـي فوراً

رمشآت متتآليه لجفنيهآ تعآقبت بتوتر مبتلعة ريقهآ وقد تلآشت إبتسآمتهآ إثر هوآنهآ وسوء حظهآ العآثر لتحل محلّهآ إبتسامة أقصر , تظهـر حزينه , خآئبة الرجآء والأمل .. مردفه بـ شيئ من التحسر والعجز والإنهزآم: أنآ اللي عملت المره دي يآنجم مش رآئف

ضآقت عيونه إستنكآراً وبشده في حين سحبت ليلآ نفسهآ من ورآءه نزولاً عن الطآوله مسندة ظهرهآ للمجمد من ورآءهآ مكتفة السآعدين تنظره مقآبلاً لهآ ممسك جوآله بكلآ يديه مقآبلاً لوجهه ولعينيه سآئلهآ بشيئ من الجفآء والحدّه وكثير من كبت الإنفعآل إلي بدآ يظهر: إنتي إللي عملتي إزآي ؟! عملتـي إيه !!

ردت مبتلعة ريقهآ خآفضة بصرهآ المشتت يمنه ويسره للحظآت أردفت من بعدهآ بـ اللي أعدّت نفسهآ مسبقاً لقولـه ..
قول الشيئ الكآذب موآرآة لحقيقـة السبب بحسن قصـد ونيّه ألآ يزيد الخلآف أكثر ويتضآعف حيث أن نجم رجل نآري جآهز للإشتعآل بـ أيّة لحظـه إذآ مآمسّ أحبآءه أيّ ضـرّ ..
وبذكر الأحبآء توقف مطولاً عند نفسهآ ورآئف تحديداً , إذ ان لـ نجم ورآئف سويّة تآريخ حآفـل غير محمـود .. كلاً منهم يمقت الآخر ودون سبب مبـرر !

تحمحمت أولاً قبل أن تلفظ تآلياً بهدوء وقد أخفضت بصرهآ إدعآءاً للخجل من سوء الفعله: أنآ اللي خدعته يآنجـم ... رآئف إتنآزل ليّآ عن ربع من أملآكه الشخصيّه وإتكتبت بـ إسمي وأنا غدرت بيـه , وكل إللي إتنآزله ليّآ انآ اتنآزلت بيه لـ بآبآ , وبـ كدآ رجعّت لـ بآبآ كل إللي رآئف أخده منه بـ الغصب لمآ حبسه فـ السجن وسآومه بيـه .. كدآ بآبآ بئى شريك أسآسي في الأملآك ... أخد حئـه بتآع زمآن وأكتر

نجم: ورآئف طبعاً عرف ودآ أكيد سبب الطلآق !! – قآلهآ بـ خفوت مذهول ثم توسعت عيونه بصدمه سآئل بـ إندهآش – إنتـي إزاي تعملـي حآقــه زي كدآ !! إزآي فكرتي أصلاً
قوست فمهآ بلآ مبآلآة معقبه: عآدي , اللي يعيش مع وآحد زي رآئف ويعآشره لآزم يتطبع بـ أطبآعه
مسك نجم رآسه يحسّ بدوخه من هول مآسمعه , مآتوقّع أبداً أن حوريته الصغيره بريئة الفكر أن تتصرف يوما بمثل هآلخبث والموآطئه ! يظهر فعلاً أن من عآشر القـوم صآر منهـم ..

زفر بـ همّ مردف: وإنتي مبسوطه بـ نفسك وبآللي عملتيه ؟! رآضيه عن نفسك ! إوعى يكون عمللك حآقـه .. مدّ إيده عليكي ولآ ضربـك لمآ عـرف !!

تقطب جبينهآ مطبقة الفمّ مطأطأة الرأس بلوم دآخلي للنفس .. تشعر بـ الألم في قلبهآ , كل مدى تشتد أوجآع روحهآ ... يضعفهآ شوقهآ له يوماً عن يوم ويزيد هجره لهآ وصدّه عنهآ ثبآتاً بـ الإبتعآد عنه وبقوّه وإن كآنت ذآتاً أوهن من أوهن قشّــه ..

هل عآقبهآ بـ الوقت إللي عرف فيه بـ غدرهآ ؟! لآ أبداً , بـ العكس كآفئهآ .. قآل أنه مهرهآ اللي مآمنحهآ إيّآه وقت زوآجهم وهي حرّة التصرف فيه كمآ تشآء وإن كآن بـ التنآزل عنه لـ ابوهآ .. فتح العلبـه القطيفـه الصغيره وأخرج منهآ دبلتهآ الألمآسيّه .. أدخلهآ بـ بنصرهآ الأيسر , أخرجهآ من البنصـر ووضعهآ بـ الإبهآم ... وهي أخرجتهآ من الإبهآم ووضعتهآ بـ سلسآله حول عنقهآ !

هزت رأسهآ نفياً مرغمة نفسهآ على التبسم إبتسآمة ظهرت متألمه وظهر معهآ صوتهآ مخنوق إثر غصّة بحلقهآ تجآوزتهآ جبراً وبمقآومه لآفظة بـ خفوت: لآ ممدش إيده أبداً .. بس أعد يزعـئ قآمـد ويشتم يعني حآقآت من دي ومعآه حق هههه مكنش متخيّل

نجم: حور إنتي عآيشه معآه غصـب ؟! يعني موآفئتك من الأول كآنت للهدف دآ ؟! أنآ مصدوم منـك
إتسعت عيونهآ بآسمه بدهشه صآئحة بآلنفي: لاآآآ .. لآ طبعاً , إيه دآ يآنجـم أنآ مش وحشه أوي كدآ ولآ استغلآليه .. أنآ كنت مبسوطه أوي مع رآئف بس مش نآسيه كمآن اللي عملو مع بآبآ في الأول ومش عآجبني إن بآبآ إللي بفضله أصلاً من بعد ربنآ طبعاً هو إللي وقف المؤسسه دي على رجليهآ من بعد موت عمّو شبيب وعلّم رآئف كل حآقه من وهو لسّه عيل أصلاً والأستآز جآي يتشطّر عليه وببسآطه كدآ يحرمه من كل حآقه .. لآآ طبعاً ... – هدأ إنفعآلهآ بعدمآ أفآضت بـ المكبوت من قهرهآ وغيظهآ الدفين وتبآعا لآن صوتهآ وخنعت نبرتهآ مكمله – مفكرتش إن رآئف ممكن يبص للموضوع بـ الشكل دآ ويتدآيئ أوي ... مفكرتش أصلاً إنه ممكن يطلئنـي بس آدي إللي حصل أعمل إي يعنـي أترجآه ؟ أقوله لآ والنبي إوعى تسيبنـي ؟ هـه .. مع نفسه أصلاً هو الخسـرآن

نجم: ههههه إنتي بجد مجنونـه , يعني غلطآنه والغلط رآكبك من سآسك لرآسك ومطلقـه وشآيفه نفسك كمآن مغروره
حور: ههههه إسكت فيه مفآجئه تآنيه دآ إنت هتنبهر هتنبهـر هتنبهـر بس إمسك أعصآبك
مسك قلبه وقد إتسعت عيونه مردف: يآسآتـــر
حور: أنآ لسه جآيه حالاً حالاً حالاً من عند الدكتور , إحنآ دلؤتي بـ الليل ..

إشتدت ملآمحه بـ إنتبآه سآئل سريعاً متلهف متخوّف: دكتور إيه !!!
حور: الدكتور إللي بيقول إنو بعـد آممممم – أخذت تعد على أصآبعهآ بمشآكسة مبوزه بفمهآ الصغير المضموم يظهر الشغب على وجههآ الصغير بريئ الملآمح .. وجههآ إللي لو شآفه رآئف بهآللحظه كآن أحكم قبضته على فكهآ السفلي مرغمهآ تنآظره هآمساً لهآ مُذّكـر: أنآ مو قلت لك لآ عآد تسوين هآلحركآت بوجهـك ؟! –

إلآ أن نجم تمّ يتأملهآ بتخوّف وهي تعد على أصآبعهآ إلى أن نآظرته بعيون موسعّه بهجـه متسعه كذلك إبتسآمتهآ فرحه بعدمآ فرجت مآبين اصآبع يسرآهآ الخمس معقبه: الدكتور إللي بيقول إنو بعـد خمـس شهـور هيكون عنـدي نـونو أنآ أمّـه وإنت خآلــه , وأكيد يعني ولسوء الحظ إن رآئف أبوه ههههه

شهقت ليلآ بـ إبتسآمه موسعّة عيونهآ بدهشه مقتربة صوبهم صآئحه: حآآآآآمـــــــــــل
صيحة ليلآ اللي أخرجت نجم من غفوته اللحظـيه شآرداً بمآ سمع يفصلّه بـ تأني وعلى أقل من مهلـه حتى يصلً تمآماً للقصد والمغزى الوآضح أصلاً دون أيّة ملآبسآت الآ أن المفآجأه قد أبطأت من إستيعآبه الشيّ الكثير .. توّه أسآساً مآ إستوعب مفآجأة طلآقهآ ليفآجئ بـ حملهـآ !

حوريه: هههه أيوآ حآمــل , عئبآلـك يآليلآ إن شآء آلله إنتي ونجـم
نجم: حور دآ بجـــد ؟!!

حوريه: أيوآ وآللهـي بجـد , أنآ فـ آخر الشهـر الرآبـع ... وشفت النونو كمآن , ولــــد ... هجيب سيـف إن شآء آلله , وانت هتكون خـآل سيـــف
ليلآ: ههههه يـ آلله قد إيش المفآجئـه هذي حلـوه .. ألف مبــروك يآحـور , آلله يتمم حملك على خير إن شآلله


/
/

حلم الحياه 21-10-16 07:55 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


بـ الجنآح الخآص فيـه وبـ غرفة نومـه الحيويّه المشعّه والمريحـه ..
ألوآن جدرآنهآ رمآديّه فآتحه تكآد تقآرب الأبيض مُطعمّه بـ الأثآث الحديث البسيط الملوّن مآبين الأخضر العشبي والأزرق السمآويّ والأصفـر ..

تحت إضآءه بيضآء شديده مسلطّه من النجفـه المتدليّه عموديّا من السقف فوق رأسه تمآماً إذآ مآ إمتدت يده طآل حبلهآ الفضّي وبنقره للأسفل تنطفـئ ..

سحب سآقه اليسرى بهدوء فوق سريره ليشمر بنطلونه الريآضي الفضفآض أبيض اللون عن سآقه قليل الشعـر بيسرآه سكيتش ورقي عريض وبيمينه قلم الظل الرمآدي مندمج في التصميـم إلى أن فآجئه الآخر بـ إقتحآمه مرتآع الملمح الشآحب بفجع صآئح بصوت مضخم: الفزعـــه يآعمّ رآمــــــــز , إلحــق علينــــــآآ

أنزل الإسكيتش من يده ببرود عآقد الحآجبين بشدّه منزل نظآرآته عريضة العدسه سودآء الإطآر عن عيونه الكحيله الوآسعه سآئل ببهوت: خيـر إن شآلله !
مآتحمّل الآخر برود رآمز وجموده ومآسرع مآقبض على معصمه الأيسر سآحبه جبراً للوقوف صآئح: بسرررررعــــه

وقف عن سريره مخلل أصآبعه بين خصلآت شعره الرمآديّه المصبوغه بتدآخلآت بنفسجيّه متجآوباً مع السحب بخطى متلكعّه سآئل: شفيـــك يلـــد !! فيصـــــــل !!!! وقّــف
وقف فجأه ملتفت له بعيون موسعّه معقب: أم فآهد .. زوجة عمّي معآذ .... أبركت أميّ بـ الأرض وتوطتهآ , هوشـة حريم فرز أوّل .. خنق رقآب وشدّ شعور .. رآحت أمّي وآطيهآ
من فوره سحب رآمز يده من قبضتي إبن أخوه الأكبر سآئل بـ إستنكآر جآف: وشـوو !

فيصل: إي وقسم بآلله , وبـوسط المدخل بعـد قدّآم البوآبه على عينك يآتآجر ومحدن قآدر يفـضّ المضآربه
رآمز: مخبول إنت ! وشدخلني يآلدلـخ سآحبني لهوشة حريم روح نآد أبوّك يشوف أمّك ويفكّهآ , عنبـو إبليس حسبآلي فجيعه

ثبتت ملآمح فيصل للحظـه تجمّد فيهآ إلآ من عقدة حآجبين إستغرآبيّه بلهآء سأل خآطره بلحظتهآ " إيّ صدق رآمز وش دخلـه " !

نفض رأسه بقوّه معيداً إنتبآه نفسه ببلعة ريق متوتره متحسس بـ أصآبع يمنآه الأربع مضمومه منتصف جبينه كنآية عن تأخر إدآركه الوضع وتشتت تصرفه مردف: إي صــح !! أبــوي .. أففففف عنبو إبليس صدق

إرتفع حآجب رآمز الأيسر بفم ملتوي يسره وقد إنتفخ خدّه بفعل حركة لسآنه البآطنيّه ينظر فيصل وإسرآعه في الممرّ الخآرجي نزولاً للطآبق الأول ركضاً صوب مجآلس الرجآل منآدياً أبـآه لفض الإشتبآك ..

الإشتبآك إللي إنفضّ فعلاً قبل منآدآة فيصل لـ أبـوه وقبل عِلم طلآل بـ الأمر إللي وصله متأخر ليقوم على إثره فزعاً خآرجاً من مجلس الرجآل صوب المدخل الرخآميّ الفسيح اللي خلآ من وجود المعنيين جميعاً إلآ بعض العآملآت إللي تمتموآ فيمآ بينهم وأفصحت وآحده منهم: مآمآ مـيرآم فـوق .. أمو فآهيد في غرفة مآمآ كآبيـر



/
/



أحست برعشآت الغيره والتحسس من منطقـة مآخلف كتفهآ الأيسر بـ القرب من أولّ السلسه العنقوديّه أسفل عنقهآ إثر مدآعبآته الرقيقه لبشرتهآ من طرف أنفـه .. هآزه رآسهآ بآلقوّه أن يبتعد عنهآ صآئحه: ههههه يووو نجـم إبعــد , مآبقى شيّ على المغرب ولسّى مآخلصّت الأكل

....: مشتهي نجيب ليلآ صغيره يآليلآ

إستمرت بـ تقليب خليط اللحم بـ البصل المقطع وشرآئح الفلفل والطمآطم تنظر البخآر المتصآعد من المقلآه تنشق منه رآئحة التوآبل: ههههه إيش يعني مكآلمة أختك حمستك تصير بآبآ
نجم: من زمآن أصلاً وأنآ أبغى أصير بآبآ يلآ عآد متى
ليلآ: ههههه بـ آلله وأنآ إيش دخلني
نجم: يبغى لنآ نشد حيل شوي
وكزته بكوعهآ في بطنه ضآحكه: ههههه لآآآآ وللي يعآفيك إنت شآد حيلك وأكثر , لسّى مو وقته
نجم: طيب نخليهم ثلآث مرّآت بـ اليوم بدل مرتين ؟!

تركت المعلقه الخشبيّه من يدهآ وسط المقلآه ملتفته عليه بـ التقآبل: ههههه لآ مرتين وبس بـ اليوم وأفكر أخليهآ مرّه وحده بس ... وبعدين مو وقته إحنآ لسّه متزوجين أبغى أنبسط بحيآتي هذي قبل لآ أصير مآمآ
ضآقت عيونه إستنكآراً من وقع الفكره السريعه إللي طرت له وأفصح عنهآ متشكك: ليلآ ليكون تآخذين أدويّة منع الحمل ذيك إللي شفتهآ !

أغمضت عيونهآ شآده شفتيهآ مرخيّة كتفيهآ بيأس معقبه: لآ مآ آخذ شيّ إتطمّن .. بس قصدي مآفي دآعي نستعجّل ... خلي الأمور كذآ مآشيه على طبيعتهآ ولآ تضغط علي يآنجم آلله يخليك مآبغى أفكر كثير واتوتر
إحتضن وجههآ بين كفيّه هآمس: بس أبيك تفهمين إني مو من نوع الرجآل إللي يرفضون هآلشيّ أو يحسون بتقييد لحريتهم أدري عن أفكآرك الغبيّه .. لآآ بـ العكس أبي أكون أبّ ومشتهي هآلشيّ بقوّه بقوّه ليش مدري .. وبقوّه بقوّه أكبر أبيهآ بنت , غصب كذآ تجي بنت وأبي أسميهآ ليلآ

أمسكت بمعصميه ضآحكه: ههههه مجنون وآلله إنت ... صح قللي إشمعنى إسم سيف إللي أختك تبغآه , في شيّ مميز يعني ولآ عآدي
قوس فمه مآيدري ثم أردف: مدري بس أعتقد إن الموضوع له دخل بـ سيف إللي ببآلي .. وقبل تسألين فـ هذآ ولد خآلتي الأصغـر .. إسمه سيف , كآن مريض كآنسـر وتوفّى من قريب .... فـ تقريباً هذآ إللي تبيه حور أختي , يكون سمّي سيف المتوفي أخو رآئف ..

...: قد إيش الموضوع مؤثـر , أحسّهآ تحبّه وإلآ مآكآنت بتكون مستآنسه هآلقد وهي حآمل .. إذآ البنت حبّت الرجّآل تتمنى منه تجيب أطفآل وكثير كمآن , أمآ إذآ كآنت تكرهه ومآتطيق وجهه وآلله إن تآكل كل حبوب منع الحمل وتآخذ إبر بعد وإن حملت رآحت وسقطّت بس أهم شيّ مآيربطهآ فيه شيّ وإذآ مآقدرت فـ أحسّ إنهآ بتكون كآرهه هآلبيبي .. أمآ أختك مبسوطه فيه ووآضح مـرّه , يعني أكيد تحب زوجهآ

....: وإذآ الرجّآل حبّ مره مآيتمنى يجيب منهآ بيبي ؟! أنآ أتمنى منك عشر يآليلآ إخلصي عليّ وجيبي وحـده , أبزوجهآ سيف ولد حور
ضربته من منتصف جبينه ضآحكه ملتفه للمقلآه تقلّب محتوآهآ من جديد: ههههه خليتني أحمل وأجيب لك بنت وتسميهآ ليلآ وكمآن تزوجهآ إبن عمتهآ .. إنت خيآلك مره أوفر

نجم: ههههه وآلله أزوجهآ سيف , مآتدرين إنتي عن مستقبلهآ بيجي حلـو .. لأن حور أمّه وأنآ خآله , حتى عُمر أخوي بعد حلـو .. ورآئف أبوه آمممم يعني مب ذآك الزود بس مآشي الحآل .. وكل عمّآنه بعد مآفيهم أحد عآهه , ضمنآ الجينآت الورآثيه بـ الشكل

ليلآ: ههههه يآويلك من ربّي , وآضح إنك مآتدآني رآئف هذآ , خفف من حقدك ترآ مره وآضح
نجم: على وشـوّ .. لولآ إنه ولد خآلتي بس وأخو رآمز خويي وكآن من قبل زوج أختي
شهقت ليلآ بتفآجئ ملتفته له صآئحه: رآئف أخو رآمـــز !! رآمز ذآك الحو اللي شفتـه !
نجم: إنتي وبعدين معك ؟!

رمقته بـ إحتقآر رآده لمقلآتهآ معقبه: لآ وبعد تكذب تقول كلّ عمآنه مآشي حآلهم .. إلآ إنت إللي مآشي حآلك إسكت بسّ ... إي خلآص خلّ نزوج ليلآ حقتنآ لـ سيف أكيد حيكون من الأثريآء الوسيمين
نجم: آخ منكم يآلحريم , كلكم صنف مآدي وآحد
ليلآ: رح بآلله شف لك شيّ سويه لآتشغلني
حآوط خصرهآ المكشوف بيديه مقبّل أولى فقرآتهآ من الظهر بهدوء هآمس: ليلآ حقتنآ بتكـون أميــره عند أبوهآ وملكـه عند سيـف زوجهـآ

....: ههههه إحنآ صآيمين يآنجم
....: شدعوى ذآ مآيبطل الصيآم
....: ههههه آآآآآآآف منــــــــك


/
/



أحسّ بـ أنآمل صغيره نآعمه تتحرك فوق وجهه من لحظآت قصيره تجآهلهآ عمداً مستمر في إغلآق عيونه إدعآءاً للغفوه نآئم فوق سريره ممدد الظهر عليه ونصفه السفلي ممدد بـ الأرض يديه فوق بطنه إلى أن أحس بـ البلل يقطـر فوق وجهه ومآسرع مآفتح عيونه مرتآع معتدل بـ الجلوس ينظر خلفـه للصغير إللي سآلت سعآبيلـه فوق وجهه من طول تأمله فآغر الفمّ الصغير لتصدح ضحكآته البريئه موسع العين بـ رغبه في أن يحمله المفجوع من غفوته ينظره بـ مقت مآسح جبينه من السآئل اللزج بظآهر يمنآه في حين لفظ الصغير بـ لهفه مبتهج: يآآمــذذ , يآمذذ هه هــه

إنعفس وجهه بـ ضيق يرمقه بـ اشمئزآز مردف: رآمز بعينك يآلنتفـه
....: هـــههه يآآمـذذ
....: ياشين ابو سعآبيل و ضف وجهك يلآ شجآبك عندي !
....: يآمـذذ
نفخ من فمه المضموم بصبر نآفذ مردف: مو ورآي غيرك يآفرآس النشبـه إنت ! روح لأمك يلا ... روح ..

قآلهآ وصمت لوهله ضآئق العين من لفظ كلمة – أمّـه – ومآسرع مآتبآدر لذهنه الذكرى القريبه لإستنآجد فيصل الأخ الأكبر لفرآس النشبـه طآلبـه النجده لفك الشجآر مآبين أمّه وزوجـة عمّـه !
إلتوى فمه يمنه بتفكير موسع مآبين سآقيه المسآحه السآنحه لجلوس فرآس مآبينهم وتربعه ممسك بيمين رآمز الإبهآم منهآ خصوصاً مقحمه في فمـه آخذ في العضعضـه !

رآمز إللي أطبق فمه المشدود بـ حنق من عآدآت الصغير فرآس الغير قآبله للإمتنآع .. إلآ أنه وبـ الأخير يتمّ هو الأقرب لأولآد أخيه طلآل .. فيصل وفرآس ..
العمّ المثآلي لهـم والقدوه والمثل المحتذى به في جميـع فعآله وتصرفآته .. سلوكـه ونمط حيآته .. شكلـه وحتى هوآيآته !

أخرج إبهآمه الأيمن من فمّ الصغير فرآس محآوط بطنـه بسآعده الأيمن ممثلاً له حآجز منيع من السقوط عن السرير أو حتى الإبتعآد رآفع بيسرآه جوآله السآكن على السرير بجوآره طآلباً رقمه المختصر ومآسرع مآ أتآه الجوآب ليعقب هو بهدوء متأني: تعآل الغرفـه أبيــك

أنزل جوآله عن أذنه رآفع فرآس عن حجره رآد لوضعه الأول بـ إمدآد ظهره على المرتبه وفرآس فوق بطنـه متخصّره .. كلتآ يديه الصغيره فوق صدره وكأنه في محآوله لإمدآد رآمز بـ النفس الصنآعي وبوجهه الإبتسآمه البريئه وآسعه يسيل بسببهآ لعآبه وبسببهآ يدآعبه رآمز: يآبو سعبولـه يآمعفـن .. ههههه ولـد .. وجــع هههه
....: يآمذذ
....: هههه لبى أبو سعبوله

أشر فرآس على رأس رآمز بـ عقلة سبآبته اليمنى وكأنه ينقر فوق رأسه مرآت متكرره معقب بصوت طفولي غير مترآبط الكلمآت: شعـ .. شعـ بيـّـآض
....: تبغى شعـر أبيض
أومأ فرآس إيجآباً والإستحيآء بوجهه ليردف رآمز: اي مو كآفي أخوك فيصل يبي يصبغ هو بعد عشآن يذبحني أبوكم

حرك فرآس سيف أصآبعه الأربع مضمومه على عنقه كنآية عن وصف النحر مردف: لآآ .... أذبـ .. اذذذبببــ .. بـ .. بـح .. طلآآ .. طلآل
بقق رآمز عيونه بصدمه بآسم بغير استيعآب إللي توّه فرآس وأفصح عنه: تذبح طـلآل !!
مآتردد فرآس عن الإيمآء ايجاباً براسه الصغير مرّآت متكرره متسآرعه بحمآس ليردف رآمز بـ جديّه وبعدمآ تبدّلت نظرآته البآسمه لـ شدّه وجفآء: ولـد مآيصيـر .. طلآل ابـوك عيــب .. غلط كلآمك فآهـم , لآتعيــده

هزّ رأسه نفياً مكتف السآعدين القصيرين إعترآضاً بشفتين مزمومه ممطوطه للأمآم ليقآطعهم دخول فيصل لآفظ: يآدآفــع البـلآ بــس

إلتفتوآ له إثنينهم ليسرع فرآس بـ النهوض عن بطن رآمز متوجهاً لرأسه إللي تمّ يشد بخصلآته الرمآديّه وبعضاً منهآ بنفسجي مخلل مآبينهم أصآبعه الصغيره الممتلئـه وكأنه يمشطـه في حين سأل رآمز بهدوء يظهر قليل الإهتمآم: وش إللي صـآر

جلس فيصل على السرير ثآني سآقه اليمنى تحته واليسرى بـ الأرض رآفع حآجبيه بحركه عفويّه سريعه مقوس الفمّ معقب: شف يآعمّ , شكلك بورطـه مثل ورطـة عمي رآئف اللي شرد وألصقهآ فيك
أعقد رآمز حآجبيه إنتبآهاً هآمس بعدم فهم طآلباً الإيضآح: شقصـدك !

فيصل: خآلي آدم .. خويّك الصديق الصدوق .. فجأه كذآ وسآترك يآرب عآف ورده بنت عمّي معآذ ويقآل إنه خلآص عزم يطلقّهآ والبنيّه منهآره من أمس عآد جت ام فآهد تبي تعرف أصل السآلفه والموضوع إلآ وتلقى أمّي بوجههآ .. أمّي أصلاً كآنت ببيت خآلي بسّآم من أمس ومبيته عنده بعد وتوّهآ رآده إلآ وتتوآجه مع أم فآهـد عآد يآهـووووه قطت أم فآهد فيهآ كلّ الحـرّه طبعاً لأنهآ أخت خآلي آدم إللي يكون خطيب وردهـ ووردهـ بنتهآ وهي أكيد محتره لأجلهآ مآ ألومهآ , صدق قليل الخآتمه آلله يسوّد وجهه خآلي آدم ذآ .. المهم قآمت هوشه وش كبرهآ أم فآهد نتفـت أمّي المسكينه تنتيـف وشكل إنت بعد بتتنتـف لأنك الوحيد إللي مدحت خآلي آدم .. صدق أنآ بعد مدحته بس مو كثرك إنت مرّه زودتهآ عآد كله بيجي بوجهك ويطيح فيك والبقى برآسك


بـ بطـئ وثقـل .. تحآمل رآمز على كوعه الأيسر رآفعاً نصفه العلوي إلى أن إستقآم جلوساً موسّع العين بـ حِدّه عآقد الحآجبين بـ شِدّه فآغر الفمّ الفتحه القصيره بعدم تصديق ليعقب فيصل وبمنتهى السذآجه وكأن الموقف يحتمل ذره من إيضآحـه: أتوقع البيت هآليومين بيصير حريقـه .. طلآقين بوقت وآحد , وردهـ وعمتـي نسمـه .. يآآرب يآسآتــر .... نكبـــه


/
/
/
/

فردت بيديهآ المنديل المهترئ رآغبة في تصفيطه علّهآ تلقى فيه متسع جآف تفرغ فيه السآئل الشفآف من مخآط أنفهآ أو تجفف به المنهمر من ملح عيونهآ إلى أن أدركتها الجآلسه بجوآرهآ على الصوفآ المخمليّة حمرآء اللون بـ صآلونهآ الخآص في جنآحهآ الرئيسي مآده لهآ الصندوق المعدني الثقيل ذهبي اللون كحآل الكثير من أثآث الغرفه ..

الصندوق الحآوي بدآخله المنآديل الورقيّه المعطره وإللي تنآولت منه البآكيه إثنآن بآدئه في تصفيط أولهم سآحبه على جآنبي أنفهآ المحمّر هآمسه بصوت مخنوق بآكي: وآلله إنه غصب عني يآم طلآل مو بيدّي

أنزلت أم طلآل العلبه من يدهآ بـ فمّ مطبق أسف متحسسه ظهر سلفتهآ بـ حنو هآمسه: خير إن شآلله يآم فآهد بس إنتي إهدي وإذكري آلله

إتكئت أم فآهد بكوعهآ الأيسر على المتّك الإسفنجي المنجّد بـ مخمل نآعم الملمس أحمر اللون الصآرخ مزيّن بـ كريستآلآت برّآقه ذهبيّة اللون عآكسه وكأنهآ قطع مرآيآ خآفضة بصرهآ المتوجّع موطئ قدميهآ المتوآريه بجوربهآ الأسود الخفيف هآزه رأسهآ نفيّآ بـ فمّ مشدود جبراً يظهر بوجههآ المتألم ملآمح المقآومه الآ تنهآر من جديد بآكيه بآللحظه إللي إستغفرت فيهآ أم طلآل بهمس مردفه بـ خفوت: لآحول ولآقوّة إلآ بآلله , علميني بس وش الصآير ! وش سوت مـرآم ! علمينـي ووآلله مآيوقف لهآ إلآ أنآ
أطلقت أم فآهد شهقه سريعه حآده قبل أن تنفي عن مرآم السبب هآزه رأسهآ نفياً هآمسه وهي تمسح المنهآل من دموعهآ في صمت بحسره: مو مـرآم ... وذآ إللي زآد من قهري إن المسكينه مآلهآ دخل وانآ تطآولت عليهآ ... كلش مآلهآ دخل يآم طلآل وأنآ قد مسحت بوجههآ الأرض تحت قدآم الكل حتى الشغآلآت يآآآآآآحرقـة قلبي يآرب إربط عليـه

إستقآمت أم طلآل بـ جلستهآ مصلبّة الظهر بـ كتفين مشدوده للخلف وبوجه جآمد سكن تقآسيمه الإستغرآب إلى أن أوضحت أم فآهد بصوت متحشرج مخنوق , تلفظ الكلمـه وتقف من بعدهآ لحظـه ثم تكمل: حسبي آلله عليـه .. قليل الخآتمـه .. آدم ولد بيضـآء .. عآف البنــت , عآف وردهـ مآيبيهـآ وعزم على الطلآق خلآص الموضوع منتهـي حسبي آلله عليـــه آلله لآيهنيّـه النذل ولآ يذوقه طعم للرآحـه والسعآده والهنـآ .... كسر قلب بنيتـي وردهـ والبنت أصلاً مآفيهآ شيّ للكسـره من وين تلقآهآ من بعد مآخلتهآ أمهآ .. قلنآ ذآ إللي بيعوضهآ قآم وجآب ضلفهـآ , وين أروح أنآ ووش أسـوّي ... البنت منهآره منومينهآ بـ المستشفى من أمس .. شلون أتصرف معهآ أنآ علمينــي يآم طلآل هذآني جآيه طآلبتكم الشور , وش بيدي أسويه للمسكينه وأخفف عنهآ , شلون أدآويهآ من سوآة ذآك الكلب شبيـه الرجـآل !!


/
/


إرتمت على سريرهآ الوثير بغرفة نومهآ كلآسيكيّة التصميم والأثآث المختلط جميعه مآبين لونيّ الفخآمه والتكلّف الأحمر العنآبيّ والذهبيّ المشّع نآئمه على جمبهآ الأيمن متكورّه على نفسهآ تنشـج بمرآره مخنوقة الصوت مآيظهر إلآ إنتفآضة جسدهآ بشهقآت حبيسه مكتومـه إلى أن جلست الثآنيه ورآئهآ قآبضه بيسرآهآ على ذرآع النآئمه تأن وتنتحب في صمت شجيّ مرير هآمسه بـ قلق وتخوّف: مـرآم !!!

مرآم: ..........
شددت من قبضتهآ على ذرآعهآ بـ إصرآر مردفه: قومي يآعمري كلمينـي .. وش إللي صـآر !!
مرآم: ..........
....: مرآم تكفيّن لآتعورين قلبي عليك , أم فآهـد ليش سوت سوآتهآ هذي فيك ................ مرآم قومـي
....: شروق تكفين إطلعي الحين وخليني بروحي
شدت شروق فمهآ المطبق بـ أسى متحسسه ذرآع مرآم بحرآره لآفظه بخفوت: طيب بس لآتكتمين بكآك بينتفخ قلبك

مسحت مرآم دموعهآ بآلقوّه من تحت عيونهآ نآحته وجههآ شآهقه مخآطهآ السآئل نآفخه نفس عميق من فمهآ أن تهدأ نفسهآ وتستكين إلآ أن صدمتهآ أبتّ أن تحلّ عن رأسهآ تأثير الفجعـه بـمآ فعلـه أخوهآ الأصغر بـ الأكبر ...
جرح قلبهآ كبير وغآئـر , بعدهآ غير مستوعبه شكوى وردهـ من آدم .. وإعترآف آدم .. آدم الخآئن عديم الشرف , والدين والخُلـق والإنسآنيّه .....
آدم إللي سمعت منه كل ماسرده من احدآث فآحشه غير آدم الوديـع إللي تعرفـه وعلى علم ودرآيه عميقه بـ أخلآقه ومبآدئـه ...

خرجت صورة آدم عن الإطآر بعدمآ تهشمّ زجآجه .. سقط وسقطت الصوره .. تحطمت كلّ آمآلهآ به , هي مآكآنت إلآ مخدوعة فيـه ..
سقط من عينهآ ومن قلبهآ ومن كل كيآنهآ ومآزآد جرآحهآ إلآ أن المخدوع الأكبر كآن أخوهآ الثآني الغارق في دوامات جهله بكل مايدور حوله ... يعيش بـ استغفال وخيانه مضاعفين من اقرب الاقربين ...
اخوه الأصغر أولا وزوجته ثانياً !
تحسست صدغيها المتأججين بحرآره آخذه في التصآعد مآكآن سببهآ الصفعآت القويّه المتوآليه على خديهآ من كفّي أم فآهد إللي أخرجت كل مآبقلبهآ من حسره وقهره وأسى وكمد على بنتهآ وردهـ بـ أوّل من قآبلهآ وله صفـة تخصّ المتسبب الوحيد بـ حرق قلب إبنتهآ وسحق فرحتهآ وهي في أوجهآ !
كونهآ اخت الفآسق صآحب الفعلـه النكرآء بـ ابنتهآ المغدوره ..

مرآم إللي دخلت في نزآل قآسيّ غير متكآفئ القوّه مع أم فآهد إللي فآقتهآ شدّه بسبب غيظهآ المكبوت وبـ السبب المقآبل بذآت اللحظـه هو وهنها وضعفهآ وإستسلآمهآ التآم بعد معرفتهآ الفآجعـه من لسآن وردهـ أولاً عن كلآ أخويهآ ..

أطبقت فمهآ بـ القوّه للحد إللي إهتز به رأسهآ من شدّة الضغط معتصره عيونهآ الحمرآء متورمّة الجفنين تنهآل منهم دموع الأسف والأسى والحسره دون هوآده إلى أن وصلهآ صوت أقوى من صوت شروق الرقيق وأشدّ صلآبه ..

صوت زوجهآ الرجوليّ الخشن بهـدوء مستفهم يظهر به شيئ من الخوف والقلق وكثير من الإهتمآم: مــرآم !!! خيــــر وش الصآيـــــر !!

رفعت نفسهآ فوراً جآلسه ملتفته له على يسآرهآ ينظرهآ بـ تفحص دقيق متخوّف ومرتآب نظرآته القلقـه إللي أبقت على آخر ذرآت كتمهآ وكتمآنهآ مرتميـة بحضنه متشبثة بكلآ ذرآعيه منهآره ببكآء قويّ شديد وعنيف لآفظه بصوت بآكي مخنـوق متشحرج: ءآآآ ... آآآآدم ..........

أغلق على جسدهآ شبه الممتلئ كلآ ذرآعيه مشدد من إحتضآنه له مآنحهآ الأمآن هآمس: عسى مآشر .. خير إن شآلله .. سآترك يآرب ...... وش به آدم !

كآنت على وشك الإفصآح وهي في غمرة أسآهآ وأوجّ حزنهآ وهول صدمتهآ إلآ وتفآجئ بربط لسآنهآ عنوّة ودون إرآدة منهآ أو تحكم بفك عقدته للتحدث ليزآيد عليهآ طلآل بـ لمسآته الحنون الرقيقه متحسس بيمينه كآمل ظهرهآ بحنو ورقّه أن تهدأ لتهدأ فعلاً بعد لحظآت طويله من البكآء المرير الصآمت والشهقآت المتوآصله محتدّة النبره إلى أن لفظت وبمنتهى الوهـن والإنكسآر موآرية حقيقـة الأمر وأصل دنآءة الفعل .. هآمسه بـ فيض من خيبّة الأملّ والعجز والإحبآط: آدم طلّـق وردهـ .............


/
/


بـ التزآمن الوقتي ..

بـ الجنآح الرئيسي شآسع المسآحه من الطآبق الثآني من القصر كآنوآ على وضعهم ثنينآتهم تعمهم حآله من الحـزن والأسـى .. وآحده متشكيّـه وبشكوآهآ قد أثآرت حمية الثآنيه وذكرتهآ بآللي مآ أمدآهآ تغفل عنه وهو وضـع وحيدتهآ وهي على مشآرف الإنفصآل .. لتفآجئ بـ الثآنيه وقد أقدمت فعلاً على الإنفصآل إلآ أن الفآرق الوحيد هو أن وآحده إنفرض عليهآ والثآنيه رآغبه فيـه ..
وإن إختلفت الإرآده يبقى أمرّ صعب وقعه على النفس , موجع للقلب ..

أطبقت فمهآ بـ أسى وإبتئآس خآفضة بصرهآ اللآمع بدموع حبيسه هآمسه بصوت مخنوق متوجع: مدري شقول لك يآم فآهـد ... وآلله حنّآ إللي نبي الشـور
مسحت أم فآهد ببآطن يسرآهآ جآنب وجههآ الأيسر مغمضة العينين نآفخه بـ عمق مسموع مشغوله بهمهآ وثقل العبئ على قلبهآ غير مستوعبه مآرمت له أم طلآل إللي أكملت بذآت النبره الحزينه الخآئبه: ونسمـه بنتـي بعـد كلهآ أيآم وتطلـق

بـ بطئ ثقيـل , تحرّك رأسهآ وكأنه جمآد صلب متحجر إلى أن إلتفتت كآملاً لأم طلآل على يسآرهآ تنظرهآ بعيون محتدة النظره غير مستوعبه مآقصدته تحديداً وتمآماً , لتوضح أم طلآل مآقصدت وبوجههآ نصف إبتسآمه حزينه سآخره من مصآبهم وبؤس أقدآرهم بذآت الوقت وكأن الحآله عآمّه مآختصّت بهآ بنتهآ نسمه وحدهآ: تخيلي عآد ... نسمـه بنتي إللي توّهآ عشرين سنـه وتوّ مآمرّ على زوآجهآ سنـه كآمله إبـتطلـق الحيـن

قآلتهآ بذآت النبره الخفيضه الحآمله أكوآم من الحزن والبؤس وانعدام الحيله بآسمه بشفقـه على النفس أكثر منهآ سخرية من الحآل مقآبله بنظرآتهآ الكسيره دميعة العين وجه أم فآهد المتجمّد تملكّه الصدمه إللي ألجمتهآ حتى عن إفصآح الذهول وإستفهآم حول مآوصلهآ وبآقي غير قآدره على إستيعآبه لتكمل أم طلآل برأس مطرق تنظر حجر جلآبيتهآ المخمل كحليّة اللون الخفيفـه نآعمة الملمس مقآربه بتفصيلتهآ للفسآتين الفضفآضه المزمومه من تحت الصدّر المطرز بـ كريستآلآت ذهبيّه آخذ ثوبهآ في الإتسآع نزولاً بـ كآلوش لآخر السآقين متحسسهآ بـ بنآن إبهآمهآ الأيسر مخمل ثوبهآ إللي يتبّدل لونه بمجرد تحريكه تنظر ظآهر يسرآهآ البيضآء النآعمه المعروقّه بـ عروق نآفره بدأت في الظهور جبراً برغم عنآيتهآ المشدده ببشرتهآ إلآ أن حُكـم السـن قدّ فرض سطوته عليهآ وبرزت آثآره ومعآلمه وإن هي أبتّ ..

بنبرة متحسّره , مقآومه للإرتجآف , تظهر رخيمه هآدئه , متأنية النطق والتلفظ: قولي الحمدلله يآم فآهد , آلله كريم ولطيف , وردهـ بنيّه صآلحه مآيعيبهآ شيّ والعوض خير إن شآلله أمآ نسـ .......... إبتلعت ريقهآ بقوّه إثر غصّة أسكتتهآ مآنعتهآ من الكلآم وحتى التنفس إلى أن نفثـت بقوّه ودفعة وآحده ليظهر زفرهآ قويّ مسموع , تلآه الوهـن والإنهزآم أخيراً بعدمآ أعلنت دموعهآ الحبيسه التمرد نزولاً وإنهمآراً لآفظه بمنتهى والعجز والإستكآنه: بنتي نسمه إنتهت حيآتهآ خلآص ... مآتقدر تعيش مثل أي وحده طبيعيّه يآم فآهد , إبتطلق لأنهآ مآتقدر تحمل , مآتقدر تجيب عيآل ... البنت مو بس قلبهآ مكسور ونفسيتهآ إمدمره .. البنت منتهيّـه ومآنب لآقيين لهآ حلّ ولآ دوآ , قلبي مكتوي لأجلهآ يآم فآهـد ... لآتزعلين على وردهـ بكره بيجيهآ العوض أحسن إبتسعد غن شآلله وتسعدين فيهآ , علمينـي بس نسمـه بنتـي شلون أنآ أدآويهـــآ ؟!


/
/
/
/

وآرى وجهه بكفيّه وقد بدت عليه آثآر الإرهآق من سوء مآسمعه ليرد الثآني سآئل بشيئ من الضيآع رآغباً في النصح والإرشآد: علمنـي يآوآئـل .. وش أسوّي

نآظره وآئل مطبق الفمّ بـ خيبة وأسف شديد بعدمآ ابعد كفيّه عن وجهه مردف: وآلله مدري يآخوك .. صعب يآ آدم , صعب إللي سويته ومآحد بيقبلـه – أشر بسبآبته صوب طآولة مكتبه مكمل – قمّ وشـف .. شوف بطآقة الدعوه لزوآجك هذآهآ فوق المكتب ... شلون وبعد كل هآلوقت تتخلّى عن كلّ شيّ وليتك بس متردد كآن لقينآ حلّ لآ يآخي إنت مقرر خلآص وش بيدي أسويه لك

وآرى وجهه بكفيّه مغمض العينين متذكر أحدآث يومه الفآئت مع أخته مرآم وإنهيآرهآ التآم من شنيع فعلـه يصدح برأسه صوتهآ المقهـور المتحسّـر على خدآعهآ فيه وعدم تصورهآ مجرد إحتمآلية حدوث مآحدث ملقيه عليه أشدّ دعوآتهآ قسـوّه وأشدّ نعتهآ وطأه ..

" حسبــي آلله عليــك يآظآلــم "

أخرجه من دوآمة ألآمه النفسيّه صوت النغمـه لجوّآل وآئل إللي نآظره بعقدة حآجبين محتده بدآ وآضح عليه آثآر التوتر والإرتبآك مبتلع ريقه ينظره بـ إرتيآع ليسأله آدم: منــو ؟!
أطبق شفتيه إلى أن إختفوآ كـ إعتذآر حسيّ مردف بهمس خآفت: رآمـــز
آدم: وشبــه !
وآئل: اهو إللي دآق , وغآلباً إنه ينتظر برّآ

ثبت ملمح آدم دون مغزى إلى أن أكمل وآئل بذآت نظرة الخيبه والتأسف: يآخي مآكنت أدري عن السآلفه , بعد مآقفلّت إنت معي دآيركت رآمز دق يسألني عنّك لأنه من أوّل يتصل عليك وإنت مآتردّ قلت له إنك جآيني البيت ..... – قالها ثم نفخ بصوت مسموع يفرك جبينه بتفكير عميق للوصول لـ حلّ يقدروآ من خلآله ان يتخطوآ يومهم هذآ دون أيّة أحدآث كآرثيه محتملّـه إلى أن أعقب آدم بهدوء - : خلــه يجــي
نآظره وآئل بـ جمود يتأكد من صحّة مآسمعه وإن كآن فعلاً على إستعدآد للموآجهه ليرد آدم مؤكد: كذآ أو كذآ بنتوآجـه مآله دآعي الهروب .. خلّـه يجـي

وقف وآئل مؤشر لـ آدم بـ سبآبته أن ينتبه: مهمآ قآل رآمز أو سوّآ لآترد عليــه , تدري عن رآمز وطبآيعه لآتثيره أكثر حتى بآلكلآم ولآ تنآظر بوجهه بعـد
أومئ آدم رآسه إيجآباً مطبق الفمّ ليغآدره وآئل ثقيل الخطى خروجاً للحظآت عآد من بعدهآ برفقـة ذآك إللي تعدآه طولاً ويظهر لأول مرّه دون تكلف بمظهره أو عنآيه كمآ المعتآد ..


حذآءه نآيك أبيض وبنطلونه بيتي قطنـي الخآمه فضفآض رمآديّ اللون بـ خطين من الجآنبين بآرزين اللون الأسود , سترته زرقآء مشمرّ السآعدين بـ سحّآب مغلق لمنتصف الصدر كآشف عن تيشيرت أبيض اللون , شعره الغزير ثلجيّ اللون الرمآديّ الفآتح بـ خصلآت بنفسجيه مبعثر دون تثبيت ممتقـع الوجه بملآمح محتقنـه يظهـر عليـه التعصّب وكبت الإنفعآل من عروق سآعديه النآفره والعرق الغليظ بجآنب عنقه وكذلك خطوط الغضب المرسومه بجبينه المقطـب وبين حآجبيه الطويلين المعقودين عقـدة قآسيـه !

وبمحيط قريب .. كآنـوآ ثنتيـن .. أجوآءهم أبعد مآيكون عن الضغط والتوتر والعصبيّه والشحنآء ..
رفعت ريموت المكيف صغير الحجم أبيض اللون موجهاً للمكيف ذآته ترقب إنخفآض درجة البروده أربعة درجآت مردفه: وش ذآ البرآد إللي عندكم ! بغرفتي أزيدهآ وأحسّ إنه بآقي حـرّ
إبتلعت رشفة المآء متنآوله جرعة دوآءهآ المسكن قبل أن تعقب عليهآ بـ إبتسآمه هآدئه: الفيلآ دآخل مكتومه إحنآ هنآ برآ بـ الملحق .. قزآز وكلّه نبآت , طبيعي الجوّ خلقـه يكون بآرد

زفرت بـ صوت مسموع يظهر من هيأتهآ السأم ممدده على الصوفآ برتقآليّة اللون المريحـه كونهآ إسفنجيّه طريّه وضخمه كذلك تنظر النجوم المتلألأه من السقف الزجآجي العآكس حيث أن مآبدآخل الغرفه يقدر يشوف الخآرج أمآ الخآرج فـ لآ .. همست بصوت خفيض ترقب عيونهآ جموع النجوم بآلسمآء الصآفيه: تتوقعين ميسم وشو بيصيـر ؟!


أخفضت ميسم من صوت القرآءن المُشغّل لفتره إمتدت دون إنقطآع من بعد الحآدث مردفه بصوت هآدئ مبتئس: مدري وآلله يآتغريد , أبوي تدهورت حآلته أكثر .. كآن متأمّل بـ مسفر يعيش مع مآجد , قضآ آلله وقدره مآبقى إلآ مآجـد وأكمل بعد قصّة سآقه إللي إبتروهآ .. مسكين الولد , حتى أمّـه لآحول ولآ قوّة غلآ بآلله وش آقول بس منتهيــه على الأخير .. عقلهآ مو برآسهآ تنآظر فينآ وأحس مآهيب شآيفه أحدّ ولآ تدري منو حولهآ وآآآي تقطّع قلبي

إنشدوآ شفتي تغريد رآفضة تخيّل قسوة المشهد إللي شهدته ميسم بزوجة أبوهآ لآفظه بـ خفوت: شيّ يعوّر القلب .. مآلومه عمّي ولآ زوجتـه , مسآكين
....: مآقآلوآ متى العزآء ؟!

مآلت تغريد على جآنبهآ الأيمن كلآ كفيهّآ مصفطين تحت رأسهآ كوسآده خفيضه مجيبه بهدوء: مدري وآلله , بس دريت أن أمي بكره ان شالله بتروح تبيت عندهآ , مسكينه الحرمه مآعندهآ خوآت يلآزمونهآ ولآ أمّ وبذآت بحآلتهآ ذي , أعصآبهآ منهآره حتى ميب قآدره توقف على رجولهآ وتقضي حآجتهآ بـ الحمّآم , قعدت عندها مع أمّي قبل امس مآتحملّت .. حتى امس ماجيت معكم .. وكلّه كوم وأبوك كومن ثآني .. شآفني قآم يصيح عليّ لآ ويطردني من بيته بعـد قآل إيش جآيه أتشمّت فيه وبعيآله إللي مآتوآ !! تصدقين أبوك ذآ ! مدري علآمه ذا آلرجّآل وقسم مآعنده أيّ نيّه أبدّ يتوب ... شكل دآرين معهآ حقّ مآمنه رجـآ ..

مآل ثغر ميسم جآنباً بـ إبتسآمه حزينه خآفضة البصر للأرض مردفه بخفوت متألم: بيجي أكثر منـي ! قآللي تونسّي .. هذآني مشلول قآعد على نفس الكرسي إللي قعدتي عليـه !!!
تغريد: ودي صدق أقسى عليه ولآ أعبّره زي دآرين بس مآنيب قآدره وكل مآقربت منه صدنـي .. وشو الحلّ مع هآلفيصل يآميسم ؟!
ميسم: آلله يعينه على نفسـه

تغريد: مسكين أحسّ كل فرعنته هذي الحين لأنه منهآر ومصدوم , يحسنآ شآمتين فيه عشآن كذآ سوّآ إللي سوّآه معنآ , بس مآعليه ... مآنيب زعلآنه منّه
إتسعت ابتسآمة ميسم هآزّه رآسهآ نفيّاً ترمق تغريد بفيض من الحنآن .. تغريد هي أفضلهـم , أجزمت أن مآفي قلبهآ ذرة من الحقـد والغِلّ .. حتى بخلآفهآ هيّ وقتمآ أحست بشيئ من النقم تجآه أبوهآ وهو ذآتاً معترف بهآ إلآ أنهآ غير قآدره على الإدعآء بـ أنهآ تحبّـه .. تتمنى لو أنه أنكرهآ في وقت قديم بدلاً من دآرين أو تغريد ... كآن من المؤكد أنهآ بتعيش بحيآة رغيده مليئه بـ حنآن مغدق من جميع الأطرآف سوآءاً عمّهآ محصن أو زوجتـه .. وآئـل , وشـروق ...

توّهآ وشرعت في فغر فمهآ للنطق إلآ وإنتفض كآمل جسدهآ برعشّة ذعر قويّه من تعآلى صوت الإرتطآم بـ الأرض خآرجاً إثر سقوط شيئّ قويّ الهيكـل أدى لـ تكسّـره غآلباً وهو الشيئ إللي أصدر مثل هآلصوت المقآرب للحطآم ..

وسريعاً إعتدلت تغريد جلوساً متأهبه تنظر البآب لثوآني فآغرة الفمّ عآقدة الحآجبين بآللحظّه إللي حركّت فيهآ ميسم كرسيهآ ووقفت فوراً معهآ تغريد رآكضه صوب البآب إللي إمتنعوآ ثنينآتهم عن فتحه من تعآلى خآرجاً أصوآت ذكوريّه متشآبكـه متدآخلـه بـ تعنيف لفظــي وآخر يظهـر إنه جســدي ليسكن ملآمح كلاً منهم الفجــع والذهــول !

....: إبتذبحـــــه إنـــــت يآرآآمـــز مجنـــــــوون وخــــر عنّــــــه

إتسعت عيون تغريد بصدمه في حين ضربت ميسم صدرهآ من أدركوآ ثنينآتهم الصوت الصآرخ المخنوق بـ مقآومه وإللي مآكآن إلآ صوت وآئـــل لتندفـع تغريد ودون تفكيـر فآتحه البآب ولآخــره لتفآجـئ بـ ثلآث من الذكـور وآحدهم ممدد الجسد على الأرض وفوقه آخـر كآن المميز فيـه هو شعّـره الملّـون المآئل للرمآديّ آخذ في تسديد اللكمآت المتوآليـه دون رئفـه أو رحمـه لذآك الضعيف الممد تحته لآحول له ولآ قوّه بجوآرهم وآئل الوآقف على ركبتيـه يسحـب ذآك صآحب الشعر الرمآديّ من سترته إللي إنحلّ سحآبهآ كآشفه عن تيشريت أبيض اللون دآخلي صآئح عليّـه رآغباً في منعـه عن ضرب النآئم أسفله دون حيلـة منه أو مقآومـه شآهقــه بذعــر شهقـه مسموعــه أدت إلى لفت إنتبآه إثنين من الذكور ..

وآحد توقفت يدّه المكورّه بـ الهوآء قبل أن تسدد لذآك الوجـه الممتلئ بـ آثآر كدمآت ورديّه وجزء منه قد إضرج بـ الدمآء في حين إحتدت أنظآر وآئل صآئحاً لهآ: إدخلــــي دآخـــل تغريـــد وقفلـــي عليكم البـــــــــآآب

تغريد إللي ثبتت مكآنهآ كمآ التمثآل الحجري مذهوله إلى أن سحبتهآ الثآنيه من معصمهآ لترتد خطوة للخلف مغلقه من ورآئهآ البآب سآئله بـ إندفآع متخوفّه: وش إللي يصيـــر !!
جت بتردّ تغريد إلا وصدح صوت وآئل صآرخ: جنيتـــو إنتـــو .. قــمّ عنــــه .. قـــــــمّ أشــووف

رآمز إللي إمتلى صدره بـ الغيــظ وفآض إلى أن غلبــه مخرجـه كآملاً في آدم إللي أصدر تأوهآت متألمه وهو ممدد أسفله مآئل بوجهه يسـره محتدّه أنفآسه المتسآرعه إللي مآقلّت شيئّ عن إحتدآد أنفآس رآمز إلآ أن رآمز كآنت أنفآسه لآهثـه بعنفوآن الغضـب في حين كآن يلهث آدم لإلتقآط أنفآسه المهدوره إلى أن دفّ وآئل رآمز من صدره بكلتآ يديه صآئح: ردّ لوعيــك رآآمــــز , قــمّ عنـــه .. قـــــــمّ


وقف رآمز بـ صعوبـه لتتأرجح من بعدهآ خطوآته دون إتزآن ينظر آدم إلي بدآ في الإستقعآد بمسآعدة وآئل الجآلس ورآء ظهره متأبطه بيديه تقديماً للمسآعده أن ينهض بآللحظـه إللي بصق فيهآ رآمز رغوته البيضآء وبملئ فمـه لتستقر بوجه آدم إللي أغلق ومن فوره عيونه لتتبعثر البصقـه على وجهه الشيئ إللي أثآر حموّ وآئـل ليترك آدم وآقفاً بغضب موآجهاً لرآمز صآرخاً عليه دآفعاً له بكلتآ يديه من الصدر: إصــح على نفســـك وينــك فيـــه .. وش ذآ الهمجيّــــه , وشهو إللي سوّآه يعنــــــــي .. مآلهم نصيب ببعــض خــلآص إنتهينـــآ


خزّه رآمز بـ حدّه أن يسكــت لآفظاً بصوت قويّ مُهدد: إنتبــه لكلآمك يآ وآئــل ولآتحدنـي أتطآول عليـــك إنت بعـــــــــد .. ذآ الكلـــب عديم النخـوه لعـــب ببنتنــــآ وعلى كيفــه لين شبــع والحين يتركهــــآ !!! وشــو إللي مآلهــم نصيب ببعـــــض إنت على مين تلعــــب ! توّ النآس يتذكـــر إن مآلهم نصيـــب ؟!!


قآلهآ وكأنه قد إستذكر إللي لتوّه هدأ عنه نسبياً ليرد مؤجج بدآخله الإشتعآل رآغباً في الإنقضآض على آدم لولآ وقوف وآئل حآئلاً مآبينهم مآنع رآمز إللي تعدآه طولاً وضخآمة بسبب بنية جسده الريآضي مقآرنتاً بقصر قآمة وآئل وضئآلة بنيته: وخـــر .. وخـــر عنـــي يآوآئــــل وآلله مآيكفينــــي فذآ الكلــــب الخسيــــس إلآ دمّـــــه

وآئل: تعوّذ بآلله من الشيطآن يآرآمز وأنآ أخوك .. إذكر آلله ... تكفــى بس إذكـــره .. إذكـــر
أطبق رآمز فمه بآلقوّه مستغفر بقلبـه وعيونه مآبثت عن تسديد سهآمهآ السميّه الحآده لـ آدم المستلقي أرضاً مطرق الرأس بـ عجز وخجـل وإنهزآم إلى أن أردف وآئل بهدوء علّه يمتص فيه ولو القليل من غضب رآمز: إهدي يآخـوك وفكـر بـ عقــل شويّ لآتجـزع .. وآلله إنهم يزفون البنيّـه لين بيتهآ ويطلقهآ بنفس اللحظـه , وفيه إللي وهي على كوشتهآ وتقوم قيامتهم مدري من وين وينفصلون عادي ..
لآتخسّـر خويّك بسبب غضبـك إذكر آلله ... منو يدري عن آدم كثرك يعنـي

رآمز: أبشـر أنآ خلآص مآعد تلزمنـي أخوة ذآ الخسيس وهو بنفسـه إللي كتب النهآيــه .. مو بس خسـرهآ إلآ وخسرنـي أنا بعـــد وذآ الكلآم مب أوّل مرّه أقوله ... وللأســف طلعت مآ أدري شيّ عن ذآ النذل ولآ من أول مآكآن آمنته على بنت عمّي وأنصحك إنت بعـد لآتغتـر فيـــه

قآلهآ بـ مقت شديد وقد تمكن التقزز والإشمئزآز من تعآبيره إللي أبتّ أن تنحلّ تجعيدة الإحتقآر الموجهه منه لـ آدم الخآنع أرضاً يمسح المسآل من دمآء لثته المجروحه بظآهر يمنآه مطأطأ الرأس خجلاً من أن تلتقي نظرآته الحزينه البآئسه بـ نظرآت رآمز الحآدّه الحآقده إلى أن نفض رآمز شقي سترته دآف برآحته اليسرى وآئل من الكتف سآمحاً لنفسه أن يمر خآرجاً من الغرفـه اللي إنتصفت الملحق وإللي كآنت المشغل الخآص بـ وآئل مآبين غرفة النوم وغرفة المكتب الأولى تآركاً وآئل مآئلاً بـ جسده على آدم ممسكاً يده اليسرى كفاً بـ كفّ حتى يقف مستنداً عليه ..

ورآء البآب كآنوآ ثنينآتهم منصتين وبتركيز شديد , أذن كل وآحده منهم كآنت ملآصقه للبآب وإبتعدوآ بنفس اللحظـه متمآثلي الملمح المستفهم من غآبت أصوآتهم تمآماً حتى من بعد الهدوء ..
سألت ميسم هآمسة بـ قلق بآدي: وش إللي صآر ؟!
جآوبتهآ تغريد بذآت الهمس الحذر: مدري , شكلهآ هوشـه بينهـم بس وآئل مآله دخـل


خآرج الغرفـه وبـعيداً عن المكآن إللي شهـد صرآعهم العنيف .. أجلس وآئل آدم على كنبة الصآلون بـ مكتبه مسآعده وبمنتهى الحذر أن يتمدد عليهآ رآفعاً سآقيه الطويله فوق الكنبه وإللي مآسآعته لتتمدد قدميه فوق ذرآع الكنبه موآرياً عيونه بسآعده الأيمن إللي رفعه فوقهم بينمآ كآنت يسرآه فوق بطنه ..
جلس بـ جوآره وآئل على أخرى منفصـه مطبق الفمّ في أسى لآئماً عليه فعلته النكرآء متأسفاً لحآله ومآ أصآبه من رآمز الغير ملآم إطلآقاً: ليـش يـ آدم !!! ليـــــــش !


/
/


مسحت وجههآ بكفيهآ نآفثة بـ همّ مثقل أظهر ارهآقهآ النفسي الشديد: مــدري يمّــه وشهو كل إللي قآعد يصيــر ذآ

....: طيب مآسألتي وآئل ليش خويّآه يتضآربون وعنـده
....: يمه مآ أمدآنآ أصلاً , تفآجئت أنآ وميسم من أصوآتهم وبعدين شفنآهم يتضآربون , رآح وآحد وبقى الثآني شويّ لين هدآ ورآح وآئل يوصلّه بـ السيآره لأن شكل مآمعه سيّآره ..
....: وميسم بـ غرفتها !
....: إيه تركتهآ , ضايق خلقـي يمّـه أحسّ بشيّ كذآ خآنقني .. إحسآس صعب , مدري شلون أوصفه ... تفهمين علي ؟!

أقحمت أمهآ أصآبع يمناهآ بشعر ابنتها البني المسدول على جانبي وجههآ مبتسمه بـ إرهآق رآغبة في التخفيف عنهآ: فآهمتك يآتغريـد ... ومنو يآبنيتي مب حآس نفس إحسآسك ... – أطلقت تنهيده عميقه ثم إستطرت – آلله يلهمنآ الصبر كلنآ ونتعدآ هآلبلآء ... آلحمدلله

تغريد: متى بيقيمون العزآء .. عمّي طلع اليوم من المستشفى
....: أبوك قآل إن الدفن بكرا إن شآلله بعد صلآة الظهـر ومن بعدهآ العزآء

تمسكت تغريد بيمين أمهآ مطرقة الرأس لهآ بـ حُزن بآلغ طآلبتهآ بـ طفولة بريئه: نآمي معي اليوم بغرفتي يمّـه ... تكفيــن أبيك
تحسست أمهآ ظهر يدهآ بـ حنو بآسمه: أبشرى يآعيونـي .. تعآل يلآ قومي خلّ نطلـع نتوضى أوّل ونوتـر

شدت شفتيهآ المطبقه بـ ابتسآمة ممتنـه قبل أن تخفض رأسهآ ليد أمهّآ مقبلـه ظآهر كفهآ بـ عمق أعقبت من بعده: يــلآ

وقفت أمّهآ أولاً ثم تبعتهآ هي خروجاً من مجلسهم تآركين صوت التلآوه للقرآن يصدح بـ المجلس الفآرغ أن تعمّ بسببه حآلة من الخشوع والسكينـه والسلـوآن .. إلى أن وصلوآ لمنتصف المدخـل ويفآجئوآ بـ مرور إحدى عآملآتهم سريعاً من أمآمهم وبشكل مفآجئ لينشدوآ بسببه كتفي تغريد حآبسة النفس بصدرهآ شآفطه بطنهآ لآإرآديا إفسآحاً لمرور ذيك إللي عجله من أمرهآ رآفعة بيديهآ عآمود من اطبآق البورسلين البيضآء مترآصه فوق بعضهآ إلى أن حجبت الرؤيه عن وجههآ خآرجه أمآمهم من الممرّ الخآص بـ المطبـخ دون أن تعيرهم أيّ إهتمآم أو مبآلآه تآركتهم من بعد مرورهآ السريع من أمآمهم في حيره وإندهآش لتزدآد العقده مآبين حآجبي تغريد إللي سألت: وين رآيحه هـذي !


بذآت الذهول إللي إعترآى تغريد فهو قد سكن قسمآت أمهآ إللي مشت بخطى متسآرعه لآحقه عآملتهآ الخآصه بصوت جهوري صآئح: صـآآآآفي !!
وقفت صآفي أسفل الدرج قبل صعوده ومقآبل المصعد قبل دخوله بوجه شآحب مذهول هآمسه بصوت خآئف وآجف: مآفي مئلـوم هآزآ مآمآ دآريـن
إحتدت النظرآت الإستفهآميّه بعدم إستيعآب لتسأل تغريد أخيراً وبعد لحظآت من الصمت متردده: دآرين طآلبه الصحون !

هزت العآمله رأسهآ بقوّه أن – نعـم – تآركتهم قبل أن تتأخر في تقديم مطلب دآرين وآجب التنفيذ وعلى وجه السرعه ..
لطآلمآ كآنت دآرين مسموعة الكلمـه , ملبآة الأمـر حتى من أبويهآ خلآفاً لتغريد وشروق وحتى وآئل إللي كآنوآ يتنآزلوآ عن طلبآتهم في كثير من الأحيآن إنمآ إستسلآماً منهم أو رغماً عنهـم وكآنت دآرين هي المستثنآه ولسبب غير معلـوم حتى للعآمليـن !

إرتفعت زوجين من الأبصآر لظهرهآ وهي صآعده الدرج بخطى سريعه ليفآجئوآ من بعدهآ بتعآلي أصوآت أجنبيّه متدآخلـه كآنت في منتهى الصخــب محدثه ضجيج مدوي أثآر الهلـع في النفوس من فجآئيتـه ..
سمآعآت ستريو ضخمـه تعآلى صوتهآ من الطآبق العلوي محدثه إهتزآز للجدرآن وحتى الأرضيآت والطآبق الأرضي منهـم !

تشآبكت أنظآرهم الهلعه لثوآني خآطفه قطعتهآ تغريد بتمسكهآ بدرآبزين الدرج صآعده بخطى سريعه مزدوجه تلحقهـآ أمهآ تنآسياً للمصعـد ركضًا بـ الصآله العلويّه الجآمعه لغرف النوم الخمس ..
الأولى الرئيسيّه للأبوآن وعلى مقربه منهآ الغرفه المغلقـه الخآصه بـ شروق سآبقاً وبجوآرهآ بـ التلآصق الغرفه الأصغر حجماً وإللي تخصصت بوقت سآبق وبشكل عآبر لـلضيفه ميسم قبل أن تصبح مآلكه لجزء خآرجي من الفيلآ بـ الحديقـه ..

ينفصل عن الثلآث غرف طرقه متفرعه لـ إثنين .. بـ آخر كل منهم غرفـه ليصيروآ متقآبلتين ..
وآحده لـ تغريد والثآنيـه إللي كآنت مفتوحـه وهي مصدر الصخب والجلبـه ... لـ دآريـــن
تبآطئت الخطى متثآقله متردده إلى أن توقفت تمآماً أمآم البآب المفتوح ليذهلوآ بمشهـد كآن الأكثر غرآبه على الإطـلآق !

يفترض أنهم في حآله من الحُزن والعزآء لفقد ثلآثه من الأبنآء وعجـز وآحد منهـم إلى أن الوآقفه أمآمهم متمآيلـه بخصرهآ الممشوق يمنه ويسره على أنغآم موسيقيّه تبدلت كلمآتهآ من الأجنبيّه إلى العربيّه ومن اللحن الغربي إلى الإيقآع الشرقي ..

ملآبسهآ فآصخـه في قمّـة الخلآعه والإبتذآل .. شعرهآ الأشقر سآئـح آخذ في التنآثر بدلآل فآحش يمنه ويسره ..
وتحت قدميهآ المقحمه بصندل مغلق الكعبين ومقدمة الأصآبع بـ أربطه حول السآق تصل الركبه محميّه من كومـة القطع البورسلينيّه والزجآجيّه والكريستآليّه المتنآثره حولهآ في كلّ مكآن دون إنتهآء منهآ أو توّقف !

كآنت ترفع عن طآولة تسريحتهآ الصحون بـ إزدوآجيّه ..
صحنين صحنين , ترفعهم مسآفه وآسعه في الهوآء وبمنتهى السعآده والإنتشآء تسقطهم دون اكترآث لتتنآثر قطعهـم بقآيآ مهشمّه ..

هي في غمـرة نشوتهآ مغمضـة العينيـن .. يظهر جفنيهآ ملونيّن بـ ظلّ برّآق صآرخ ذهبي اللون اللآمـع ...
كآنت في كآمل فتنتهآ بـ فجـور غير مقبول ...
تشبـه فتيآت الملآهي الليليّـه ...
أجزآء كبيره من جسدهآ ظآهره .. سآقيهآ بـ الكآمل عآريّـه .. مآترتدي إلآ مآيسمى بـ - الـ هوت شورت – جينز وتحته جورب أسود اللون مخـرم تخريمآت وآسعـه ..
نصفهآ العلوي مآنستر منه إلآ نهديهآ النآفريـن بـ صدريّة برّآقه متلألأه بقمآشة البربرق الفجّـه ذهبيّة اللون !

فخذيهآ , سآقيهآ , ذرآعيهآ , صدرهآ , بطنهآ , وكآمل ظهرهآ .. كآن لحماً مكشـوف متعرّي !

دون شعور إثر التفآجئ رفعت يدهآ لفمهآ المنفغـرعفوياً تنظرهآ بعيون موسعّه دهشـه إلى أن إستقرت أنظار ذيك المنتشيـه عليهآ لينفغر فمهآ كآملاً صآئحـه بـ صخب وقد شقت إبتسآمة وآسعه ملمحهآ وكأنهآ بعد طول شوق قد إلتقت بهآ توّاً: تغرييييييــــــــــــد


أقبلت صوبهآ سريعاً وسريعا جذبتهآ لحضنهآ في عنآق قصير تحسست من بعده كلآ ذرآعي تغريد المتجمّده لآفظة بنبرة فآحشه متلكعّه: وشبه وجهـك شآحب كذآ تعآلي خلنـي أزينّك
إرتدت تغريد خطوة خلفيّه نآفره دون أن تلفظ بحرف لتتجآهلهآ دآرين مقتربة من أمهآ الممآثله لتغريد ذآت الصدمـه والذهول والإستنكآر لتنحني عليهآ دآرين بسبب قصر قآمتها ضآمتهآ وبقوّة لصدرهآ مآئلة بهآ يمنه ويسّره من فيض تعلقهآ بهآ دون رغبة في الفكآك: أحببببببك يممممممــه أحبـــك
قآلتهآ بسعآدة بآلغه ثم امسكت تغريد من يدهآ اليسرى سآحبتهآ ورآءهآ وصولاً لطآولة التسريحه إلى أن توقفت دآرين وكذلك تغريد من بعد مقآومة وآهنه للتحرك تبآعاً لدآرين إللي رفعت صحن من الصحون مقدمته لهآ دون أن تتلآشى إبتسآمتهآ أو حتى يتقلص ولو القليل من مداها: خذي توفـــي .. إرميــه بـ الأرض إكسريــه إحسآس روعــــه ههههه خذي شفيــك متنحـــه


إلتفتت تغريد ورآءهآ طآلبة النجده بعيونهآ المذعوره على وشك أن تنفجر بآلبكآء من شدّة خوفهآ إلا أن أمهآ كآنت بحآجه مآسّه أكثر للي ينجدهآ وهي بآسطه رآحتهآ اليمنى فوق صدرهآ سآكنة الإنفعآل المتجمّد لترد دآرين حآثّه تغريد وبـ إصرآر أن تتنآول منهآ الطبق وتجّـرب !

الطبق إللي أمسكته تغريد بمنتهى الوهــن إللي ألّمّ بهآ لتحس بـ العجـز وقد سرى بجسدهآ مسيطراً عليهآ دون أن تقوّى حتى على حمل الطبق إللي طآح من بين يديهآ المرتعشّه بـ الأرض منكسـر لنصفيـن إنتفض على إثره جسدهآ المرتجف بعدمآ أسقطته دون شعور منهآ أو إرآده في حين صدحت ضحكآت دآرين الفآحشه موبختهآ بشيئ من الإلتيآع: لآآآ إرفعيه فوق مره مره وإحذفيه بآلقوّه في الأرض ... طلعـي فيـه كلّ حرتك بستآنسين

كآنت على وشك أن تلتفت قآصدة رفع الطبق الثآني الآ أن تغريد لحقتهآ ممسكة بمعصمهآ قبل أن يمتد لآفظة بصوت وآجف منخفض: وقفـي يآدآريــن
أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً سآئله وقد تبدلّت الموسيقى الصآخبه لأجنبيّه من بعد إنتهآء السآبقه: إيش أوقّـف
رقتّ ملآمح تغريد منذرة عن كبت إنفعآل البكآء بمقآومة شديده وهي تجبر صوتهآ أن يخرج: وقفي إللي تسوينه تكفيــن

هزت دآرين رأسهآ نفياً ممسكه هي بكلآ يديهآ يدي تغريد رآفعتهم بـ الهوآء مسآفه وكأنهم على وشك الرقص سويّه مُردده دآرين كلمآت من الأغنيه الأجنبيه جآبرة تغريد على تحريك ذرآعيهآ وكذلك جسدهآ السآكن المتجمد صآئحة بوجههآ: إرقصـــــي معآآيــــــــــآآآآآآ

بذآت اللحظـه كآن خآرج الغرفه وعلى وشك الدخول ثلآثة يتملكهم الإستنكآر لعلوّ الصوت الصآخب دون أدنى تقدير أو مرآعآة للظروف الحزينه المأسآويّه إللي يمرون فيهآ إلى أن شهق وآحداً منهم بدهشـه أخرجته عن طوره متملكـه الذعر من هول مآشآفه وقد أربكه أشدّ أرتبآك ليعرض عنهآ مقآبلاً لأبوه لآفظاً بكلمآت متلعثمه على عجله: أوووو أوف أوف لآآآ لآآ تدخـل يبـه

إنعقدوآ حآجبي أبوّه إستغرآباً مآط رقبته لرؤية مآبدآخل الغرفه ليفآجئ بـ ارتدآد وآحده من بنآته يشهدهآ في أشدّ أشكآلهآ خلآعـة وإبتذآل ... تعدت جرأتهآ مآبعد الفحـش والفسق والفجـور ..
أخفض بصره فوراً للأرض مبتلع ريقه لآفظاً بـ الإستغفآر مرتد خطوتين للورآء وقد تسآند بيمنآه على كتف إبنه إللي أدركه قبل أن يختلّ توآزنه كآملاً من هول مآرآءه ولأوّل مرّه: الحق علي يآوآئـل .. آلحقني يآبوك , أعصآبي ... أعصآبي مدري شفينـي

أجلس وآئل أبوه بـ الأرض ممدد السآقين المفروده أمآمه وظهره مسند للجدآر من ورآءه ينظر الجدآر من أمآمه بعيونه الضآئقه هماً تضآعف بـه إثر كل إللي يمرون فيه من إنحطـآط نفسيّ ألمّ بـ الجميـع وأصآبهم ثم التفت وسريعاً للي أقبلت والهلـع بآدياً عليهآ متسآرعه حركة عجلآت كرسيهآ المتحرك إلى أن وصلت لهم بعيون مشدة النظرآت الفآحصه لكليهم وبتجآهل فوري تخطتهم دخولاً للغرفه إللي جمعت ثلآثة الوآقفين وآحده منهم بمجرد دخولهآ إنهآرت على طرف السرير جآلسه بدموع مسآله دون إنضبآط بينمآ كآنت الأخرى وآقفه بعيون دميعه متوسلّه الأخيره مترآقصة الخطوآت غير عآبئه أبداً بآللي تسببت به لكلّ من حولهآ لتقرر هي أخيراً إنهآء هآلمشهد الدرآمي الرخيص بتوجههآ للقبـس شآده وبعزم مآتملك من قوّه ودون تردد الفيش الغليظ الخآص بـ السمآعآت ليعمّ فجـأة السكــون إلآ من صوت طنين مزعـج بـ الأذان نتيجّة توقّف الصوت من بعـد صخــب مدوّي موسعّة العين الغآضبه لـ دآرين إللي إمتلآ وجههآ بآلسخط دون أن تعبر عنه: إنتــي شفيــــك جنيتـــــي !! وش هآلمصخـــــره !! مآتقدرين الظروف اللي إحنآ فيهـآ ولآ خلآص إنتي بآيعتهآ مو على بآلـــك شـــــيّ ! كلنآ أعصآبهآ منهــآره والنفسيّــه زفــــت .. شوفي أمك وتغريد أختـــك وبرآ أبــوك طآيح بـ الأرض وجمبه وآئل وإنتي هنآ فآلتهــآ متزينه ومتفصخـه وترقصيـــن !! عســــــــى مآشــــر وينّــآ فيـــه

تجمدت دآرين للحظآت مكآنهآ دون أن تنطق بكلمه أو تبدي أيّة تعبير وإن كآن تفآجئاً بجرأة ميسم إللي تشهدهآ ولأول مرّه وخصوصاً بآلموآجهة معهآ .. إلا انهآ كآنت في أشدّ لحظآتهآ إنتشآءاً مآيقوّى أيّ كآئن على إثآرة أيّة مشآعر سلبيّه بدآخلهآ وإن كآنت ميســم بذآتهآ ..

تجآهلتهآ رآفعتاً زوجين من الأطبآق على علو سمـح لعيونهآ المستمتعه الإلتقآء بعيون ميسم المستشيطه غضب للحظآت حمّلت في ثنآيآهآ التحديّ وعدم الإكترآث وكأنهآ رسآلة صريحه موجهه من دآرين لـ ميسم ...

رسآلة وصلت مآ إن فرقّت دآرين أصآبعهآ عن الطبقين ليسقطوآ من بعد علوّ إرتطآماً بـ الأرض دون أن تنزل دآرين ذرآعيهآ المرتفعة بـ الهوآء ثآبته نظرآتهآ القويّه بنظرآت ميسم إللي بدأت بـ الخنوع والإنكسآر بعدمآ إمتلت عيونهآ بـ الدموع لتتجآهلهآ دآرين مردفه: لآ إنتي ولآ غيرك بيغيّـر من جـوّي اليـوم ... حدّي مستآنســـه وقسم بآلله لو إيش مآسويتوآ مآهتزت فينـي الشعّـره أبـــووووي .. أبوي فيصــل يآنآس صآر مشلــول .. كسيــح ومعــآق ههههه فيصــل قعـد على كرسي يشبـه هآلكرسي إللي إنتي قآعده عليـــه ههههه منتفــخ صــــدري إنتي وشو لـه محتـرّه ؟! لآتنكرين انك مستآنسه ولو شويّ , هذآ الرجّآل إللي مآقصّر أبدّ وهو يهينك ويعايرك بـ إعآقتك ذآ وإهو أبوك جعلـه بآلقآضيه اللي تجيب آخرته قريب إن شآلله لأن شكل عيآله الثلآث مآنهـوه بعـد

قآلتهآ دون شفقة أو رحمـه بدموع ميسم الآخذه في الإنهمآر إلى أن وآرت وجههآ بكلآ كفيهآ صآئحة بـ توسل أن تسكت: خـــــــلآآآآآآص ... خلآآآآآص كآفـــــــــي إسكتــــــــــي

سفهتهآ دآرين متوجهه لتغريد إللي أعلنت إنهيآرهآ بصمت بعد أن إمتلئت عيونهآ بـ الدموع وفآضت ثم إنسكبت قآبضه أصآبع كلآ يديهآ على جآنبي فستآنهآ الأسود الفضفآض إلى نهآية سآقيهآ معتصرة العينين المقفله بقوّة تنهآل منهآ الدموع مدرآرآ ...

....: ليش تبكين يآتغريـد ؟!

لفظت بصوت مبحوح مخنوق بآكي متوسلّة بـ اسى موجع: تكفين يآدآآآريــن
إحتضنت دآرين وجه تغريد بكلآ يديهآ مآسحه دموعهآ الغير متوقفه بـ إبهآميهآ هآمسه بصوت خآفت كآن في منتهى العذوبه والحنآن والرقّه: لآتبكين يآعُمـري ... لآتبكين يآتغريد
....: تكفين يآدآآرين أرجوووووك ... وقفّــي
دآرين: لآزم تشآركيني هآللي أحسّـه وإنتي أكثر وحده متوجعّه مثلي

أمسكت تغريد بكلآ معصمي دآرين ضآمتهم لصدرهآ بتوسّل بآكي: وقفّي يآدآآرين آلله يخليــك وقفــي
دآرين: رمى بوجهي ووجهك أورآق طلآقنآ شآمــت , قآل أشوى إني من زمآن أنكرتكم وتبريت منكـم ... للحين وهو يستحقرنآ ... قآل إن مآله إلآ أربع من العيآل ... عيآله إللي مآتــوآ , عيآله إللي صآروآ ثلآث تحت الترآب ووآحد بفرآشه مبتوره رجلــه ... رآح متعـب ومسفـر والصغير مشآري مآبقى إلآ مآجــد .. إبنه الثآلث المعآق برجـل وحــده ... آللهُ أكبـــر .... يآآ إنك كريــم يآآآرب آللهُ أكبــــر


لطمت تغريد كلآ خديهآ منهآره وتمآماً سآقطة على ركبتيهآ بوضع السجود تحت أقدآم دآرين في مشهـد موجـع حمّل أقسى المشآعر وأكثرهآ إذلآلاً من العجـز والهوآن والضعف والخنوع والإستسلآم والتوسل والترجـي ... مشهـد يتمزق له القلب من فرط المرآرة وصدق المشآعر الموجوعه والأسى , شيئ محسوس , إحسآس بـ الفيضآن مآيقوى المرء على تحمّل كل هذآ التجلّي ..

مشآعر آلمت القلوب جميعاً دون إستثنآء .. وجع تفطر له قلب الأب لتسقط دموعه وهو خآرج الغرفه دون حتى أن يرى وجوههم ... وآئل إللي كتم فمّه بقبضة يمنآه القويّه المرتعشه فوق شفتيه ....
أو أمهآ إللي لجمت فمهآ بكفّ يمنآهآ الآ تصدح شهقآتهآ البآكيه بوجه يعتصره الألم والتمزق ...
ميسم الموآريه وجههآ البآكي بكلآ كفيهآ تنشـج بعمـق شجّـي مريــر ...

دآرين الوآقفه بشموخ دون تأثر إلآ من إنفعآل الإندهآش لكل من حولهآ ... تستغربهم عدم مشآركتهآ مآتحسّه من نشوة إنتصآر وكأن الأمر يعنيهآ وحدهآ فقط ! وكأنهآ هي وحدهآ من إقتصت لثأرهآ ولآ يعنيهم إقتصآصهآ بشيئ ...

أعقدت حآجبيهآ إستنكآراً ترقب الفرآغ من أمآمهآ وهي تحسّ بـ جثو أحسآيس متداخله فوق صدرهآ , احآسيس متسببه في إنكمآش ضلوعهآ .. شيئ من الزيف والخدآع , أو شيئ من الخبث والتوآطئ ... ليش مآيشآركونهآ ! ليش هي وحيده ! تحققت العداله الإلهيّـه ومن المفترض أن ينجلي سوآد كل مآعآشته سآبقاً من الالآم الآ أنهآ تشعر وهآللحظه تحديداً بتزآيد ألآمهآ واوجآعهآ لحد مآقوت على إحتمآله ...

أخفضت بصرهآ المشتد إرتيآباً من تشتت أصآبهآ لتجد نفسهآ مستسلمة للدهشـه من أخفضت بصرهآ أخيراً لتغريد إللي أمسكت قدميهآ وهي بوضع السجود لآفظـة بـ إذلآل مهيـن توسلآتهآ الشجيّه المغلفّه بـ فيض من الالام والأوجآع والعذآبآت: وقفـــــــي يآدآريـــــن تكفيييييييييييييــن ..............


/
/

حلم الحياه 21-10-16 07:57 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/


عصر اليوم تآلي بنهآر رمضــآن

مسح وجهه كآملاً بيسرآه المرتعشـه مطبق الفمّ بـ حرج بآلغ مآقد أحسّ ولو بقدر يمآثل القليل في حيآته كآملـه مبتلع ريقـه بصعوبـه غير قآدر على النطـق ..
وجهه مصفّـر , أو مسـوّد كمآ جرت العآده بـ التشبيـه في أشدّ حآلآت الإحسآس بـ الخجـل من فعلـة نكرآء غير مقبولـه ..

شهق بعمق قبل أن يلفظ بصوت مخنوق وهو تحت وطأة أنظآر زوجين من العيون المشتعلـه غيظاً وقهراً موجهين له أشدّ الإتهآمآت قسوه بـ الخسّـه والدنآءه وإنعدآم الخلق والشرف والكرآمه والرجوله لتتلآقي عيونه الخآشعه في خجل سآحق بعيونهم سريعاً وسريعاً أخفضهآ وقد إعترآه الهمّ مغمغم بصوت شبه مسموع: وآلله إني مدري صدق وشهو إللي صآر ... صدقني يآبو نمـر , وإنت بعد يآسهيل ... صدقوني مثلي مثلكم مدري عن شيّ , مآدريت إلآ أمسّ من أختي حتى بآقي مآتوآجهت مع آدم إلى الأن

آدم إللي تلبسّه المثل القآئل – يظهر إبن الحلآل عند ذكره –
إذ ظهر أمآمهم جميعاً ملقي سلآمه بـ هدوء مرتبك هآرب بنظرآته من العيون الثلآثيّه محتدة النظرآت المتعلقّه عليه متفحصّه ..
يظهر عليـه أنه قد خآض مسبقاً نزآل قآسي أو شجآر عنيف كآن من آثآره تبدل معآلم خريطة وجهه وتلونهآ ..

هآلشيّ إللى تجلّى بوضوح في تورّم عينه اليسرى إثر كدمـة زرقآء بنفسجيّه كآنت بمثآبة الهآله الوآسعه حول عينه وتجويفه العظمـي .. غمآزّة خدّه الأيسر العميقـه إللي ثبتت ظآهره دون أي مجهود مبذول لإبرآزهآ وكأن العضله قد صآبهآ لكمّه أدّت إلى تشنجهآ أكثر أو شللهآ بـ الكآمل لتظهر كمآ الحفره بوسط الصدغ ثآبته ظآهره أبداً غير مختفيّه !

اعلى نصفه الأيمن اللي برز بتورم وآضح تمثّل بـ شق رفيع كآن جرح في حقيقة الأمر فوق حآجبه الأيمن فيمآ دون ذلك كآنت عينه سليمه خآليه من أيّ إصآبة أو تورّم وصولاً للفشتين الرقيقـه إللي زآد إنتفآخهم بفعل التورم إثر فلق كلاً من الشفة العليآ والسفلـى وتجلّط الدمآء فوقهـم !
كآن بوضع مزري وحآلة يرثى لهآ من الألم والبؤس والحزن والإهمآل حآملا بينمآه عقآله والغتره البيضآء أشعث الرأس مبعثر الشعر الفآحم الطويل إلى شحمتي أذنه لآفظا قوله مستطرد دون سمآع أصوآتهم حتى وإن كآنت رداً للسلام ...

....: وردهـ مآلهآ دخـل , ومآصآر شيّ بينآ ... أنآ المخطي , أنآ إللي مآ أبيهآ ولآ أبي هآلزوآج ..... صحيح إني تأخرت بهآلقرآر بس هذآ هو إللي صآر , لو كملنآ هآلزوآج مآرح ينظلم إلآ هيّ , فـ الإنفصآل هو الأحسن لهآ قبل كل شيّ حتى قبلي

وعند لفظ كلمته الأخيره وقف سهيل على ركبتيه بوجه محتقن صقريّ الملمح الحآد القآسي صآئح بزمجره غآضبه مريعه: أحســـن لهــــآ فعــلاً تنفصـــل عنــك يآشبيــــه الرجآل يآعديم الشــــرف إتفـــوو عليـــك يآلكلـــــ ............

صمت جبراً من شده فآهد المجآور له جلوساً بـ الأرض آمره بنظرآته الحآده أن يصمت , هم أولاً وأخيراً مآيعيبهم شيئ .. وآل نآصر عبدآلله هم المخطين .. فـ مو من مصلحتهم يطآلهم العيب بـ التعدي عليهم وهم بعقر دآرهم وان كآن التعدي لفظيا وهم به غير ملوميـن ..
نبهه بصوت مسموت: آذكر آلله يآسهل ولآتخسر صيآم يومـك بآلتلفــظ ..
مسح سهيل على فمه آلقوّه مستغفر بصوت مخنوق يرمق آدم بـ نظرآته قآسيه ..

ذآت اللحظـه إللي أوشكت فيهآ أعصآب بسّآم على الإنهيآر مآسح وجهه بكفّه الأيسر مبتلع ريقه الجآف مستغفر ربّـه هو الآخر ... المصآئب فوق رأسه آخذه في التكآلب وكأن قصّة آدم أخوّه هي النآقص لتكملـة البلآء ..

آدم إللي برغم جرح قلبه الآخذ في النزف كآن ممثل بآرع في الإخفآء والإدعآء ولأول مرّه يكون مخطئ إذ أن من وآجبه إظهآر بعض من الندم والتحسّر علّه يحسن شيئ من الموقف أو يكون وسيله لإمرآره هآدئ سآلم ... إلآ أنه خآلف المفترض بفعل العكس من لفظ وبمنتهى البرود والجمود , الشيئ إللي مآكن حقيقة إلآ إهآنه مضآعفه للجآلسن: مآله دآعي التطآول مآرح يفيد بشيئّ , خلّ ننتهي من الموضوع بشكل رآقي

رآقي !! أيّ رقي هذآ اللي يتكلّم عنه وبـ أي وجه حق ؟!

قوله الإستفزآزي إللي مآ أظهره إلآ بمظهر الطآئش المستهتر عديم الأخلآق الغير مبآلي .. المظهر إللي مآ أثآر إلآ حميّة كلاً من فآهد إلآ أنه تمآسك وسهيل إللي فلت زمآم سيطرته متلفظاً على آدم بـ أقبح الشتم والسبآب منقض عليّه فجأة دون إنذآر مسدداً لوجهه لكمة قآسيه أردته أرضاً ليسمح لنفسه هو بـ الجلوس فوقه متخصراً بعدمآ سدحه تحته نآئم على ظهره ممدد الذرآعين المآنعين لتطآول سهيل عليه وإنهيآله بـ تسديد اللكمآت القويّه لوجهه وصدره وكل مكآن طآلته يدّه مفرغ فيه جام غضبـه وقهـره وإستفزآزه وغيظـه صآئح بصوت متقطـع مبحوح مجروح من علوّ الصوت: أي رقـيّ هذآ يآكلب الشــوآرع يآجربـــوع ..... يآشبيه الرجآل يآللي مآطآلك الرقيّ الآ من حطيت يدّك بيدّ رجآل آل مآلكـي ونآسبتهم .... مآطآلك الشرف إلآ من صآرت وردهـ بنت المآلكي على إسمــك يآلنجــس , لعنــة آلله عليـــك يآعديم الرجولــــه .. يآكلـــــــــــب .. وآلله إن تطلــع روحك الحيـــن بيــــدي يآنـــذل أعلمك شلــــون تلعب ببنــــآت النــآس .... سنـــه كآمله يآكلـــب طآلع دآخل تتمشور وتتسآير معهــآ وبـ الأخير مآتبيهـــــآ ... إتفــــوو عليــــــــــــك إتفـــ .....................

تفلته الثآنيه إللي تنآثرت على معآلم وجه آدم المنهزم تحت وطأة سهيل الجآلس فوقـه مشتعل , غآضب , ثآئر ومهتآج في أوجّ إنفعآله إللي مآقدر عليه حتى إثنآن من الرجآل البآلغين ...
فآهـد وبسّــآم

بسّآم الي منعه عجز نصفه الأيمن للذب عن أخوه الممدد دون حول منه ولا قوّة أو دفآع حتى عن النفسـ .. لسبب مآيدري عنه شهد آدم وهو في أشدّ لحظآته عجـزاً وإنهزآماً ...
غير مبآلي بـ كمّ اللكمآت والضربآت العنيفـه الموجهه له إلى أن سآلت الدمآء من وجهه وهو كمآ الجثّة الهآمـده المستفزه بـ وهنهآ طآلبه المزيــد .... وكأنه رآغب في التطهّـر من رجـس فعلته الدنيئـه .. ولكن هل فعلاً يستحـق الموضوع كل مآطآله منه ؟!

فآهد إللي شحّ صوته بـ الصرآخ على سهيل إللي كآن كمآ المجنون فآقد الوعي والإتزآن في حآلة إنهيآر كآمل جميع أعضآءه فعّآله بـ غضب عآرم يظهر انه ممتد دون نهآيـه إلى أن تدخل بـ الشجـآر فتـى ضعيف البنيّـه قصير القآمه صآئح بزمجرة غآضبه مهدده دآفعاً بكلتآ يديه سهيل من كلآ لوحي كتفيه إلى أن إنقلب لورآءه بعيداً عن آدم وصدى صوت المرآهق يصدح بـ المجلس صآرخ: وخــــر عـــن خآلــــــــي لآتطولـه يــدينــك لآ أحشهّـآ لــــك

المرآهق إللي تعلقّت عليه الأنظآر جميعهآ بذهول غير مصدقين جرأته بمآ فيهم آدم إلى أن لفظ بذآت الصوت الجآهر المزمجر: مآلكم حشــم بدآرنآ دآم تمآديتـوآ , وقلّـة أصل بـ قلّـة أصــل تفضلــوآ بــرآ
إتسعت عيون بسّآم المذهوله من جرأة المرآهق هآمس بصوت مبحوح أشحّـه الصدمه: فيصــــــــــل !!

فيصل إللي نآظر بسّآم والحقد يقطر من بين نظرآته الغآضبه يرمق بهآ كلا من فآهد وسهيل معقب بـ جفآء وحدّه: جمآعتـن تعدوآ على خآلـي مآلهم عندي تقدير ولآ حشـــم وأنآ مع خآلي آدم لو إنه مخطـي

وقف سهيل عن الأرض نآفضاً ثوبه المنعفس من الصدر رآفع عن الأرض غتره من الثلآث غتر البيضآء الطآئحه بـ الأرض من فوق روس ثلآثتهم .. هو وآدم وبسّآم ..

رفع وآحده منهم ولآ يدري إن كآنت تخصّه أو لآ في حين تنآول فآهد شمآغه الأحمر المميز من بين ثلآثتهم على وشك الإنصرآف تحت ترقب كلاً من بسّآم مفجوع الملمح الشآحب المذهول وفيصل حآد النظـره الكآرهه الحآقده وآدم المهلـك يصآرع الآم جروحه وجهه النآزفه وضلوع صدره المتكسّره ليلفظ سهـيل أخيراً بنبرة جآفه رآفع سبآبته اليمنى المهتزه بتنبيه عنيف اللهجـه: بنت معآذ المآلكي مآيتم إسمهآ على إسمك لو دقيقـه وحده يآشبيه الرجــــآل , من بكــره توصلنآ وثيقــة طلآقهــــآ لآبآرك آلله فيــك ولآ بآلسآعه إللي شفنآك فيهـــــآ , تـــــــــــف

- تـــف – الأخيره ألقآهآ تعبيرياً وكأنه يتفل موطئ قدميه والإحتقآر بعيونه يرمق آدم بنظرآت مقت كآنت في منتهى الإشمئزآز والتقزز والإستصغآر إلى أن لفظ فآهد بهدوء مربت على ظهر سهيل يحثّـه: إمــش يآسهـــل ..... إمـــش

إنهآر بسّآم جآلساً بتهآلك على المجلس الأرضي مغمض العينين الذآبله متحسس بيسرآه عنقـه مطبق عليه بقبضته الوآهنه الآخذه في الإشتدآد كلمآ إشتد عليه شعور الإختنآق إلى ان أجفله صوت فيصل الجآف الموجّه لـ آدم إللي إعتدل جلوساً ظهره مسند للجدآر مفرق السآقين مرجع رأسه للخلف ينظر السقف بنظرآت مستجديّه كسيره متوسلّه في صمــت نآدمــه ..

....: أنآ وأخوي على إبن عمّي وأنآ وابن عمّي على الغريب , أميّ بــرآ .. وهي من وصتنـي أتدخل ولآ أخلي أحد يتطآول عليـك لو إنه الغلط رآكبك من سآسك لرآسك , مقدر أكون معـك يآخآل .. أنآ مع عمّي رآمـز , انت خسرت عمّي اللي يكون خويّك وخسرت خطيبتك إللي مآفي منهآ وخسرتني ومدري من بعد خسرته آلله يعفي عنك وعن سوآتك ويسآمحـك ..
....: وخسرني أنآ بعـــــد

إلتفت فيصل للصوت القويّ الجآف من ورآءه في حين إرتفع نظر كلاً من بسّآم وآدم ليتلآقوآ بنظرآت أختهم الوحيده ... مرآم

مرآم اللي أقبلت بخطى متأنيه , شآمخـة الرأس بـ إستكبآر , قآسية الملمح والتعبير المفتعل رغماً عنهآ لآفظة بجفآء موجـع دون شفقـة أو رحمـه: بريئـه منـــك يآ آدم ومن أخوتـــك ليــوم الديــــن ... مآنتــب أخــوي , مآ أتشرف فيـك أخن لي وخآلن لعيآلـــي .. قلبــي غآضبــــن عليــــك يـ آدم ولآ بيـوم رح أبيحــك وأحللـك ......

إنفغر فمـه بصدمـة شآخص البصـر بعيون بآزغـه متوسلّـه ..
يقطر الندم والحزن والتوجـع من عيونـه الدميعـه المغرغره ..

نظرآت ينفطر لهآ القلـب أسى وكمـد قآبلتهآ هي بمنتهـى الجفـآء والصـدّ والحدّه والشدّه والتبـرّم ..
للحظآت من الصمـت المطبـق قطعهآ فيصـل بخروجـه سريعاً من المجلس دون أن يلفظ بكلمـه من لمـح للآلئ الدموع تنحدر من عيون خآله في إنهزآم مآقوى قلبـه على أن يتحملّـه ...

خرج ركضاً وقد إمتلى صدره بـ الضيق وإختنـق , فتح أزرآر ثوبـه خآرجاً من بيت أخوآلـه بجبين مقطّب وحآجبين معقوديـن تآرك ثلآثة الأخوه على إنفرآد للموآجهـه والمصآرحه , للتفآهــم أو حتى للإشتبآك !

دآخل المجلـس ..
أغمض بسّآم عيونه بوجه متألم .. فمّ مطبق وشفتين مشدوده إلى ان إختفت .. مرغماً نفسه عن تجآهل صوت البكآء المرير المعذّب لأخوه الأصغـر ... آدم
آدم إللي وقف على ركبتيه مترآخي الذرآعين مدلدل الرأس بخنوع وإنهزآم .. كمآ المذنــب بهيأتـه الخآشعه دون مقآومه طآلباً للعفـو والصفـح عمآ به أذنب ..
تسقط من عيونه الدموع مستقرة بـ الأرض دون أن تلآمس خديّه ..

هيأتة يتمزق لهآ القلب أسـى , إلى انهآ مآزآدت قلبهآ إلآ قسـوّة وتجبـر ..
وإن كآن نآدماً , مدرك تمآماً لشنيع فعلـه اللآ إنسآني بـ حق أخوه , وحرمآنيته شرعاً وبشآعته أن يتقبّل كـ خطأ ويغتفـر هي إطلآقاً غير قآدره أو متقبلّه .. كلمّآ ترآخي جزء من قلبهآ ورقّ لـ آدم وإنكسآره سقطت عيونهآ على بسّآم المجآور له وهزمهآ هو أكثر بنقآء قلبـه الغآفـل المخدوع المستغفل من أقرب الأقربين إليـه وهو في غفلـه ...

بسّآم أبداً مآيستحـق , وبعفوهآ عن آدم ظُلـم كبير مُضآعف لـ بسّـآم .. ظُلـم مآتقوّى نفسهآ أن تتحملـه ..
مآيقوّى قلبهآ ان يسآمح ولآ عقلهآ ان ينسـى
هزّت رأسهآ نفيًا فآرده ذرآعهآ الأيسر بـ يدّ مؤشره صوب البآب المفتوح لافظـة بصوت قويّ صآرم متجبر النبـره: إطلــــع بـــــرآ مآلــــك بينّـــآ مكـــــآن ............


/
/



لمدة النصف سآعه تآليـه ..
انكمشت على نفسهآ وهي ممدده النصف السفلي من جسدها بـ الأرض بينما كان نصفها العلوي مختفي بـ الصدر الوآسع الدآفئ لـ أخوهآ الأكبر الصآمت والمنصت تمآماً لنشيجهآ المرير وأنينهآ الشجيّ متحسس رأسهآ وكآمل ذرآعهآ الأيسر بيسرآه الحنون لقرآبة النصف سآعه إلى أن إستشعر إستكآنتهآ وجيشآنهآ الآخذ في الخفوت والبهوت إلى أن تلآشى ليعمّ الصمت المطبق للحظآت ثقيلـه على نفسيهّم وقلبيهم قطعهآ هو بمسحه الرقيق على شعرهآ الخفيف النآعم هآمس: وش إللي بنسويه يآمرآم
شهقت وكأنهآ تستنشق المآء من أنفهآ رآفعه رأسهآ عن حجره مآسحه الدموع من تحت عيونهآ منتفخة الجفن الأسفل ..

تمآثل ظآهرياً بشكلهآ الغير إعتيآدي نوعاً مآ كـ عربيه . الملآمح الآسيويّه .. تمآماً كـ آدم ..
إزدآدت عيونهآ ضيق بسبب إنتفآخ الجفن السفلي ليصير وكأنه كيس دهني منتفـخ ..
لفظت بصوت أجشّ مضخّم محتقنة الأنف إثر البكآء: بيطلقهـآ .. إنتهى الموضوع خلآص
أغمض عيونه بهدوء شآهق بعمق قبل أن يردف بنبرة مهمومه: مدري وآلله وشهو إللي صآبه , أقول لو نتفآهم معه بشويش يمكن يتبدّل رآيه ونتصآلح مع الجمآعـ ...........

بهت صوته مختفيه آخر الحروف من كلمآته من هزت هي رأسهآ نفياً وبقوّه مطبقة الفمّ المشدود مغمضة العين: لآ ... مآفي شيّ بيتبدّل يآبسّآم , آدم مو بس أهآن البنت , إلآ هآن عيلـه كآملـه ومو بـ السهل يتغآضوآ عن كل إللي صآر , لو إنه آدم بيترآجع عن قرآره همّ لآ ..... خلآص صآر وآقع لآتفكّـر كثير فيـه

بسّآم: حتى التفكير عآجز عنـه , مخي مشلول .. كل شيّ فيني متوقّف , مآبي أزيدهآ عليك بس حآلي أردى من حآل آدم

إحتدت نظرآتهآ بـ إنتبآه متخوّف أن يكون همّ بسّآم وكربـه هو إللي يدور ببآلهآ ... هل من الممكن أن يكون طآله العلـم ؟!
إبتلعت ريقهآ بحركه بطيئه مترقبه إلى أن لفظ قوله بـ أسى محبط خآفض الرأس بـ يأس وعجز وقلّة حيله: ونآهـد بعـد طآلبـه الطــلآق

...: ليــــــش !

قآلتهآ فوريّه بـ إندفآع سريع أدهشـه ليتم ينظرهآ بتحيّـر وهي تنظره بـ حـدّه مرتقب إلى أن تدآركت إنفعآلهآ وإشتدآده خآفظة البصر المشتت يمنه ويسره بـ إرتبآك مبتلعه ريقهآ بتوتر قبل أن تردف بـ تلعثم بعد إسيعآبهآ مآصرّحت عنه حيث أنه كآن من الأولى أن تسأله بـ - إيــش – المذهولـه بدلاً من – ليــش – المندفعه المستنطقه علماً يخفيـه هو ولهآ به خبر مسبق: يعـ ... يعنـي .... شلون يعنـي ! وش سببــه !

خلل أصآبع يسرآه بشعيرآته إللي طآلهآ بعضا من الشيب شآدّه من المقدمّه بوجه فقدت تقآسيمه التعبير ليظهر إنهزآمي محبط مردف بزفرة عميقـه بآئسـه: مـــدري ..... وآلله مدري

توآلت رمشآت جفنيهآ للحظآت من الصمت إنتهت بـ إستطرآده وهو يشكو لهآ حيرته من الأمر: حآس إني ضآيع .. كلّ شيّ قآعد يصير ورآ بعض وبسرعه مآنيب قآدر حتى أستوعب , مآنيب قادر أفصل كل موضوع عن الثآني لأجل أقدر أتفآهم مع كل موضوع بدون لآيشتبك مع الثآني ..... من أوّل ونآهد نفسيتهآ متبدلّه ومدري وشهي الاسباب , جت سآلفة إستئصآلهآ للرحم قلنآ مآعليه آلله خذآ منهآ شيّ وعوضهآ بشيّ وورآهآ ردّ آلله وأخذ منهآ إللي عوضهآ ورآح علـي ... صآر لهآ شهور يآمرآم هآجرتنـي أنآ مقدر تعبهآ ونفسيتهآ وكل شيّ ويشهد آلله إني ولآ مرّه أجبرتهآ أنآ بس كل إللي أبيه إنهآ ترجع البيت مآيصير تقعد كل هآلمدّه عند أهلهآ كلآم النآس مآينتهـي ومآله دآعي نكون العلك إللي بفمهم ولأسبآب مآهيب موجوده أصلاً ... أبيهآ ترجع البيت ولو أنفصل عنهآ بغرفه بروحي مآقلت شيّ أمآ ذآ الهجـر ببيت أهلهآ صعبـه , كمّل الموضوع بآللي صآر أمـس ولا قبل امس مدري وقسم بالله تشتت مخي


إنفغر فمهآ لثآنيتين تنظره بجمود أرغمت نفسهآ من بعده على النطق بـ تأني متردد: وش إللي صآر .......... !
بسّآم: شيّ مآتوقعته أبداً .. ولآ بعمري تخيلت إني بيوم ممكن أنحط بنفس الموقف إللي عشته .. نيتي كآنت خير وهي قآبلتني بـ الإهآنه .. قدّآم أبوهآ وكل اخوآنهآ من كبيرهم لصغيرهم رفضتنـي , مآتبينـي ولآ تبي معي حيـآه .. لو تشوفين الكره بعيونهآ لي يآمرآم شيّ عذب قلبـي وآلله ثم وآلله مآتعديت عليهآ لو حتى بلسآني ولآ أخطيت بحقهآ ولآ قصّرت معهآ

كلمآته كآنت بمنتهى الوهن والإستكآنه .. نبرته حآئره حزينه ومعذبّه ... مآتحملتهآ , رفعت يدهآ مقآبلاً لوجهه أن يسكت وقد إنخفض رأسهآ سآئحه دموعهآ في صمت ..
مثل مآ حسبت الحسآب , مآحد متضرر إلآ بسّـآم ..

لأول مرّه تشهد أخوهآ الأكبر الرجل المثآلي كآمل الأوصآف برقيّه ورزآنته وثقآفته حتى شآعريته ... رجل من زمن آخـر , طآلته النيرآن ومآعجزت منه إلآ يمنآه , هل يعتبر هذآ عيب ؟!
عيب لأجلـه يهآن مثل هآلإهآنه الشنيعـه .. إهآنة الغدر والخيآنه والكذب والإستغفآل والإستغلآل ...
هو أبداً مآيستحـق .. وفوق كل مآطآله يشعر أنه المخطئ يتآكله التفكير بذنب هو أبداً مآقترفـه ولآ حتى أقدم عليـه ..

....: طلقهـــآ

قآلتهآ بثقـه ودون تردد أو إهتزآز حتى بـ النبره , قويّـه , أكيـده ..
إنكمشت أصآبع كلتآ يديهآ قآبضه كلآ ركبتيه بـ تشديد قآصده أن يعي كلآمهآ وينتبه معقبه وعيونهآ بعيونه ثآبتة النظره الجآدّه القويه والحآزمه: طلقهآ يآبسّـآم ولآ تفكــر

....: مستحيـــل

....: لآ مو مستحيــل , طلقهـآ ولآ تشيل همهآ ولآ تقعد تفكر بذنب مآسويته , تبي الطلآق آلله وكيلهآ
....: مرآم إنتي منتيب فآهمه , نآهد حسآسّه .. هي مآطلبت هآلطلب إلآ لأنهآ خآيفه , خآيفه أنآ إللي أبآدر بهآلخطوه أو إني أعيفهآ أو مثلاً أتزوج عليهآ ... على بآلهآ كل إللي أفكر فيه هو العيآل وهي عآجزه عن هآلشيّ فـ خلآص إنتهى غرضي معهآ ...... مستحيل أكون هآلقد نذل وأنآني .. مستحيل أسويهآ يآمرآم

تجعّد وجههآ إستنكآراً بعيون ضآئقه مآوقفت نزف الدموع: إنت على مين قآعد تلعب يآبسّآم , بـ آلله عليك إنت أصلاً مقتنع بكلآمك ! هآلكلآم مغير تصبر به نفسـك وصدقني غلطآن ... قآعد تتمآدى وإنت تخدع نفسك ... ترآ أدري عن علآقتك من أوّل مع نآهد وشلون كآنت .. من جدّك تسمي هذي علآقه زوجيّه فعلاً ! على إيش متمسك وتبي تكمّل ! لحظـه .. لآ لحظـه – قآلتهآ بآسطه يمنآهآ بوجهه طلباً ألآ يقآطعهآ مكمله – مآ أقولك إتخلّى عنهآ , بس هي إللي تبي هآلشيّ حققـه لهآ وكلاً بطريق يآخوي وصدقني مآحد بيلومك أو يعتب عليك , على عينك يآتآجر كلاً يدري عن وضعكم ولآتحسب أحدن غآفلن عنـه , إنتم زوجين بـ الإسم قدآم العآلم والنآس ... كم لهآ هآده البيت وإنت بروحك ومو بس من بعد موت علي , من قبلهآ وقبل قبلهآ .. من زمآن يآبسّـآم من زمآن وإنت تعآني وتتجآهل غصباً عنك ليش مدري ؟! إنت حآس إنهآ بقبولهآ لك على عيبك إللي مآنيب شآيفه إنه عيب كذآ هي سوّت فيك جميله هــه مآشآلله .. بنت أصول ........... بنت الأصول فعلاً هي إللي وإن كآنت حتى صدق مسويّه هآلجميل مآرح تعيش عليه كاتبته على جبينها للكل يشوفه كأنهآ ذله مو جميل ... بسّآم إنت من أول وقآعد تعآني ومآنتب مرتآح وهي كآن عندهآ كل المقومآت لأجل تزين علآقتكم فمآ بآلك الحين والوضع أصلاً بسواة الأرض مآمنه رجآ ! مآرح يتعب إلآ أنت ومن بتلقى يكون معك يوقف جآرك يسآندك ويدآويك ؟ إي أنآ معك يآحبيبي ومآرح أخليك بس مهمآ سويّت بكون مقصّره , أنآ لوحدي معك مقدر , أمآ هي فلهآ أبّ وأمّ وإخوآن وخوآت .... وأنآ أختك يآبسّـآم طلقتهــآ .... طلقهآ يآخوي وخلّ نقفل كل الصفحــآت ونرتــآح ... كآفي شقى آلله يرضـى عليـك

....: مقدر يآمــرآم ......... مقــدر

حآصرت يمنآه العآجزه وسط كفيهآ بعدمآ طبعت فوقهآ قبله عميقـه متألمـه ليصيروآ ثلآث طبقآت مترآصه من الأيدي فوق بعضهآ متحسسه هي وبمنتهى الحنوّ والرقه ظآهر يمنآه ببآطن يمنآهآ هآمسه بـ إبتسآمه قصيره حزينه مومئه إيجآباً بمسآنده له ومؤآزه: بلــى يآحبيبــــي ........ تقــدر


/
/


/
/



مآل برأسه يمنة ويسره مرّآت متكرره مغمض العينين المرهقه في محآوله لفك التشنج بعنقه إلى أن وصله صوت الآخر منتعش متأجج بـ الطآقه والحيويّه وكأنه مو لتوّه أنهى دوآم عمله الشآق في الطوآرئ خصوصاً !

....: شكلك مرهق ذا عاد وانت بقسم ميّت تعال يوم بالطوارئ وجرب ..

أقبل على فتح فمه إلآ وأسكته الآخر مكمل سريعاً: إي تكفى لآتتكلـم مآبي طآقه سلبيه منك توصلني
سحب سآقيه المفروده أمآمه فآسح الطريق بـ الممر الضيق الفآصل مآبين المقآعد النيكليّه المثبته قوآعدهآ بـ الأرض والمقآبله لدولآب الأدرآج المقفله والخآصه بكل طبيب على حدى مثل أدرآج الأمآنآت المعدنيّه سآمحاً للآخر النشيط بـ المرور من أمآمه وصولا لدرجه الخآص مردف بصوت خآفت مُرهق: آلله يرزقنآ ذآ النشآط إللي فيك والحيويّه إللي مآتنطفي

بقق عيونه مبتسم وبدهشه مفتعله: عيني عينك يآسآتـر .. قول مآشآلله

....: عُمـر مآلي خلقك وتدري إن مآني مسآمح ذآ الفصل السخيف إللي سويته فيني

انتزع عُمر بطآقته التعريفيّه عن مئزره الأبيض مدخلهآ في درجه إللي أقفله تبآعاً دون إهتمآم ليرد مفتوح ولآخره بعدمآ جلس هو مجآوراً للثآني المتشكي: هههه عشآن السفر يعنـي !


....: سفر الغفله ذآ من وين طرآلك وعشرة أيآم كذآ ولآ سألت !

بلل عُمر شفتيه بلسآنه مبتسم وهو ينظر حذآئه الأبيض تحديداً لربآطه الأيسر المحلول مُردف: ذبحك الشوق يعني !
تجعدت ملآمحه بـ إستخفآف معقب: لآ ظريف يآخي
إنتفض صدر عُـمر بضحكة قصيره ضآرب ظهر الآخر متحسسه بـ أخويّه: حبيب قلبي وآلله يآعُدّي عآد تصوّر أنآ إللي إشتقت لك هههه

صدّ عُديّ بوجهه خآفض البصر لقآعدة الدولآب المعدني نآفخاً هوآء فمه بـ تأفف إذ أن مآله مزآج للمزآح مردف: وليش يعني صآر كذآ فجأه , خير !

أجآبه عُمر وهو يتحسس بـ بنآن سبآبته اليمنى الخطوط بـ كفّ يسرآه: يعني ..... أختي سآفرت لمصر وكآن ضروري ألآزمهآ لحد مآيستقر وضعهآ هنآك شويّ .. البنت نفسيتهآ محطمّه ولا تتكلم .. حتى إني تآركهآ ومشغول بآلي عليهآ

عُديّ: توّهآ صغيره وموضوع الإنفصآل أكبر من إنهآ تستوعبه بس زين إنهآ فكرت بهآلشكل أكيد بيأثر عليهآ هآلسفر وممكن تزين نفسيتهآ
إبتسم عُمر بهدوء مكمل على مآقآله عُديّ تأكيداً: آممم بآلظبط .. ورح تكمّل درآسه بعـد , حآس إن تجربة زوآجهآ هذي فرقت كثير بحيآتهآ .. أحس نضجت أكثر وكلّه بظرف سنه وحده

تنهّد عُدي بـ اسى معقب: وليش الثآنيه مآفرق معهآ هآلزوآج ! مخهآ كل مآله يصغر أكثر ويضيق ويتقفل أكثر وأكثر مآعآد فيني أتحمّل وآلله كل هآلضغط , بزره مآنيب عآرف شلون أتعآمل ويّآهآ
إنتبه لكلآمه عُمر وإشتد إهتمآمه ملتفت برأسه يمنه عآقد الحآجبين مستفهم: يعنــــي ؟!!

جآوبه عُديّ وهو ينظر للأدرآج قبآلته: أنآ إللي أبي أعرف منك وأعرف كلّ شيّ بعـد .. أختك مو مجرد بنت خآله لـ نسمـه , هي بعد صديقتهآ وصديقتهآ الوحيدّه المقربّه وهآلشيّ مآيحتآج أوضحه لك أكيد ..... أختك مآقآلت لكم عن شيّ بخصوص نسمه ؟!

إشتدت عقدة الحآجبين لـ عُمر مبتلع ريقه بقوّه مآئل البصر يسرة وبِـ حدّه يظهر بأنه في محآولة للإستذكآر أو لإعآدة التفكير في حين تمّ عُديّ يرقبه في صمت دقيق متفحص بـ إنتظآر الجوآب إللي أتآه خآئباً ليزيد من حيرته وبؤسـه من لفظ عُمـر ببرود بعد عمق صمت وتفكير: شيّ زي إيش مثلاً ؟!
أطبق عُديّ فمه بقهر ملتفتا له وبكآمل جسده بعدمآ ثنى سآقه اليسرى أسفله فوق المقعد المتصل المشآبه لمقآعد المرآفق العآمه الحدآئق منهآ تحديداً نآطقا بصوت مخنوق مُجبر ألآ يعلو وينفعل: عُمـــــر .. عُمــر وللي يعآفيك ترآ وقسم بآلله فيني إللي كآفيني رآسي بينفجر من الضغـط فلآ تزيده علـيّ .. لآتقنعنـي إن أختك صدق مآتدري عن شيّ واليوم أصلاً إللي جتنآ فيه البيت نسمـه لمت عفشهآ ورآحت بيت أهلهآ ثآني يوم وللحين مآردّت لآ والحلـو بـ الموضوع الحين إللي صدّق كمّل إنهآ طآلبه الطلآق ؟!!

إنفغر فمّ عُمر بدهشة سريعه بدت جليّه من احتدت أنظآره ثآبته على عُديّ مكظوم الغيظ بوجهّه محمر اللون منتفخ الأودآج لحظآت تملكه فيهآ الدهشه إلى أن أخفض رأسه سريعاً من بعد الإستيعآب هآرباً بنظرآته المتوتره من نظرآت عُديّ شديدة الإنتبآه المتفحصـه لأدق تعبيرآته الفآضحه على الأغلب إلا أنه آثر الهروب من عُديّ ونظرآته قبل أن يُفعّل ضميره وتبدأ نفسه في إلقآء اللوم عليه ..
مرر لسآنه مآبين شفتيه نآفخاً من فتحة فمه القصيره هوآء نفسه إللي أظهر توتره بعدمآ توكّل ذهنه بـ إعآدة الحوآر مابينه وبين أخته البآكيه متوسلة له أن يقسم على الكتمآن حآفظاً سرّ إبنة خآلته البآئسـه عديمة الحيله فيمآ أصآبهآ من إبتلآء غير قآدره على التخلص منه بـ أي حآل وإن حآولت جآهده لتتوصل أخيراً إلى الحلّ التعجيزي وإللي بـ إمكآنه أن يخفف من شعورهآ بـ وطأة الألم النفسي والعجـز والهوآن إذآ مآ إبتعدت عن المتسبب الأسآسي بإحتمآلية حتى حدوثه ... وهو عُــديّ بذآتــه
إبنة خآلته الوحيده الصغيره المدلله نسمـه العآشقه لـ عُـديّ عشق يفـوق التصوّر , يفوق حتى قدرة المعشوق ععديّ على تحملّه إذآ مآمُنح له كآملاً دون نقص !

مآبين إبنة خآلته وصديقـه الأقرب له بـ الصله أن يكون أخوه , هو محتـآر , مشتت الذهـن مضطرب الأفكآر ..

نسمـه ومآ أصآبهآ من الآلآم إثر مأسآويّة الخبر الكآرثي على نفسهآ الضعيفـه أن تتقبلـه وهي في مقتبل عُمرهآ الوردي وعُـديّ المحآصر بـ الحيره يفتك بعقلـه ملآيين من الأفكآر والظنون عن الرغبـه الفجآئيه للمرآهقـه العآشقـه له حدّ الجنون أن تنفصــل ! ودون مبرر لهآ بـ نظـره !
يآآلـ بوس عُديّ المغلوب على أمره فيمآ لم يختآره أبداً ولآ فكر حتى يوماً بـ الإقدآم عليـه !
أُجبر أولاً على الزوآج بهآ والحين هو مجبور أن ينفصل عنهـآ !

إهتز جفنيه إنتبآهاً لصوت عُديّ المُلحّ عليه منتشلـه من شروده العآصف بـ الأفكآر المحآصره مآبين منطقيّة التصرف والعدل والحق المصوّب لـ عُديّ ومآبين صوت العآطفـه والتحيّز الإنسآني لـ نسمـه !

الإنحيآز إللي صبّ أخيراً وبعد جهـد في الإتزآن لصآلح نسمـه مسآنداً لهآ وإن كآنت مسآندة وجدآنيه في حفظ سرهآ إللي أفضت به لـ حور وآمنته حـور بدورها عنـده ..
المسنآده إللي من شأنهآ أن تخرج نسمه من محنتهآ وآقفة على قدميهآ جآمعه أشلآء روحهآ الممزقّه وإن كآن إدعآء !

....: طلبــت الطـلآق صــدق !!
تجعّد وجه عُديّ إستنكاراً أردف من بعده بـ حنق: كل هآلشرود وبعـ .......
قآطعه عُمر سريعاً بـ اندفآع قبل أن يكمل: كنت أفكر بكلآم أختي .. إيه عندي علـم بس الموضوع مغير كآن نفسيّه وأختي حكت الموضوع بشكل سطحي مآهتميت إني أركز فيه
عُديّ: إيه وش قآلت بـ الظبـط ؟

أشفق عُمر على عُديّ الوآضح من إهتمآمه البآلغ وتلهفّه لمعرفة التفآصيل وإن كآنت دقيقه لآ أهميّة لهآ ليظهر وكأنه الغريق المتشبث بـ القشّه !

طأطأ رأسه للاض خآفض البصر هرباً من موآجهة عيون عديّ الخضرآء الذآبلـه وقد حآوطهآ هآله وآسعه من سوآد الإجهآد معقب: يعنـي ..... نسمه تشكّت شكوى عآديه حآل البنآت المدللآت شيّ يعني مآهوب ذآك الزود تدري عن البنآت إللي بعمرهم وخرآبيطهن
عُديّ: عُمـر أقول لك علمنـي بـ التفآصيـــل .. الكلآم تمآماً مثلمآ إنقآل قدآمك أبي أعرفه

إستمر عُمر بـ إزدرآد ريقه إلى أن أحس بـ جفآفه معقباً بهدوء خفيض أقرب للاختنآق من حصآر عديّ له وإشتدآده: شفيك يآعُديّ آلله يهدآك .. قلت لك أنآ أصلاً مآهتميت اختي اصلا كآنت تسولف مع أمّي .. وإللي فهمته إن نسمه ضآيق خلقهآ , حآسه إنهآ بعيده عن أمهآ وأخوآنهآ والجوّ إللي كآنت عآيشه فيه , يعني لآتنسى بـ الأخير نسمه وشو كآن وضعهآ أوّل

عُديّ: مآنيب نآسي بس بعد مآنيب مقصّر معهآ .. بيتنآ وش كبره , حتى غرفتنآ قآلت تبيهآ ورديه لون غرفتهآ ببيت أهلهآ قمنآ وهدينآهآ من أوّل وجديد مع إن كنآ توّ ومجددينهآ بـ أوّل الزوآج بس مآعليه طآوعتهآ .. تخيل إنت إن غرفتي كل شيّ محآوطني فيهآ لونه وردي وفوشي .. دبآديب وقطآو محشيّه بكل مكآن حولي وين مآ أروح ولآ تكلمّت .. دخن وعطور بكل مكآن وأنآ أسآساً متحسس تجيني الغصّه وأختنق ولآ أتكلّم ..

قآلت شغّآله جبنآ وحده ولأجل أرضي سعآدة بنت خآلتك الدلوعه المدلله جبت لهآ وحده ثآنيه خآصه فيهآ وحدهآ .. كـــل يــــوم يآعُمــــر .. كل يوم بـ المعنى الحرفي تروح لأهلهآ من أوّل الصبآح لآخر الليل وأمي بروحهآ قآعده بـ البيت مرتزّه , يعني مآفيه حتى فرصه إنهآ تفقد أهلهآ وتشتآق لهم .. مآنيب مآنعهآ عنهم ولآ حتى أمّي تشكّـت ويشهد آلله إن إسلوبي تبدّل معهآ إميه وثمآنين بآلشيّ إللي يرضيهآ .. أنآ فعلاً إستسلمـت لهآ .. مآعآد فيني خلق أجآكرهآ وأتعصّـى ... إسمـع يآعُمــر , أنآ نظيـــف .. سجلـي من بنت خآلتك أبيـــض , مآعليّ الهفوه والغلـط ... بشهر عسلنآ رحنآ ايطآليآ المكآن اللي إختآرته بنفسهآ يعني اجآزتي السنويّه بــحّ , رآحت خلآص .. ومع ذلك أمّي توسطت لخآلي يعطيني إجآزه ثآنيه .. إنت مستوعب ! إجآزه وإنآ بـ الصيف يعني نص الأطبآء الأجآنب منهم خصوصاً مسآفرين اجآزآتهم رآدين لديرتهم وأنآ امي تتوسط لي بـ إجآزه لأجل آخذهآ ولأي مكآن إهي بعد إللي تطلبـه عسى نعدل من نفسيهآ ... أول رمضآن عزمونآ جمآعتهآ على الفطور حسبالي باخذها بعدها الا انا ردينآ البيت بدونهآ ... تخيــل ! أردّ بدون مرتي .. مآعليــه .. وش ألقى أمي قآيله ؟ البنت وأهلهآ طآلبين الطلآق !!!! عُمــر وشهــو بـ الظبط إللي قآعد يصيــر ! أنآ منتهــــي وعلى الأخيـــر .. حيآتي فوق مآهي صفــر جت الحين وصآرت تحتـه كأن ذآ بـ الله إللي نآقصنـي

وقف عُمر وقد بدآ على وجهه التأثر .. الإرهآق من أسى مآ أفآض له به عُديّ ... ظهـر مرتبـك إرتبآكا شديـد بدآ وآضحاً جلياً بملآمحه العآبسه إللي أخفآهآ بموآرآة وجهه ورآء درجه الخآص المفتوح ليصير الظآهر لـ عُديّ الجآلس تفتك به الحيره جسـد عُمر كآملاً دون رأسه ..

عُمر اللي إنتزع مئزره الأبيض مكومه بـ إهمآل غير معهود قآذفه بـ الدرج دون إهتمآم ليرد المئزر هو وكومة من الأورآق طآئح بـ الأرض وحوله الأورآق متنآثره ليصدر صوت أفأفه سآئمـه نآفذة الصبر جآلساً بـ الأرض القرفصآء جآمعاً كومـة الأورآق ..

الأورآق إللي وصلت وآحده منهم أقدآم عُديّ ليميل بنصفه العلوي عليها حاملها من الأرض بيمناه مقلبها بيده وقد تقطب حاجبيه ينظرها بـ استغراب لشكلها الملفت والمميز دوناً عن بقية الأورآق وتحديداً لأنهآ مآكآنت ورقـه ..
مآكآنت إلآ بطآقة دعوه سكريّة اللون ذهبيّة الأطرآف المتلألأه بلمعة غليتر برّآقه , سأل وقد تقوّس فمه للأسفل إستفهآماً: وشو ذي !

نآظره عُمر دون إهتمآم النظره السريعه الخآطفه وإللي أعآدهآ لـ عُديّ وفوراً إنمآ هآلمرّه كآنت بـ إهتمآم أشدّ من لمح البطآقه بيده أردفهآ بغمضة عين نآفخ هوآء فمه بـ اغتمام وآقفا على قدميه بـ إستقآمه بعدمآ جمع الأورآق وأدخلهآ للدرج مجاوباً عديّ بشكل سريع متعجل: دعوة زوآج .. عآصم بن خلـف
عُدي: .........
إنتبه عُمر لـ جمود عُديّ يظهر عدم إستيعآبه وآضحاً ليرد موضح له: عآصم الممرض هني بـ الجرآحه ... تعرفـه
إستغرق لحظآت يستوعب فيهآ الإسم إللي لفظه عُمر وكأنه شيئ عآدي ...
الشيئ إللي كآن فعلا بـ الحقيقه أقلّ من العآدي إنمآ عنده إطــــلاقاً غير عـآدي !
إبتلع ريقه بقوّه أحسّ وكأنه بلورّه مكورّه عآلقه بمنتصف الحلق وبصعوبـه أنزلهآ إبتلآعاً محرراً لـ أنفآسه بعدمآ استقر الإسم بعقلـه وتجلّت من بعدهآ الصوره أمآمه بمنتهى الوضوح والصرآحـه ..
عآصم بن خلـف , ممرض الجرآحـه ..

عآصم مآغيره , خطيب صيتــه , وبـ التأكيد إللي مآبين يديه مآهو إلآ دعوّة زوآجهم الخآصّه !
أقفل عيونه بهدوء بعدمآ سقطت من يده الدعوه دون شعور منه لثآنية إلتقط فيهآ أنفآسه بعمـق مغلق الجفنين جبرا وبـ شِـدّه وكأنه بهآلطريقه يمنع صورتها من التكون بذهنه ..
صورتهآ المصآحبه لـ فيض من التخيلات الفآحشـه دون إرآدة منه ..

بدآية فيلمـه الخيآلي المصورّ برأسه كآنت أصعب ممآ يكون وهي تُزفّ لـ عآصـم , لحظـة إعلآن بدء زوآجهآ , زوآج يظهر أنه سعيد وهو على مشآرف إنهآء زوآج بآئس لايدّ له في أصلـه ويظهر أن لايدّ له حتى في إنتهآءه ..

وقف سريعا خارجاً من الغرفه دون أن يلفظ بـ حرف لـ عُمر متجآهله التجآهل الغير متعمّـد وهو يستوقفه طآلبه الإنتظآر مآط الرقبه مخرجا رأسه من فتحة بآب الخزآنه الموآرب ينظر ظهره الوآسع وهو يختفي بـ يمين الممرّ سريع الخطـى مكور القبضتيـــن لآفظاً بقلبـه: مو هآلمـــرّه يآنسمــــه ..... مو هآلمــرّه !


/
/



ركل بقدمه اليمنى البآب من بعد دخوله محتضن بسآعديّه أكيآس البقآله الورقيّه وبيديّه الأكيآس البلآستيكيّه صآئحا بـ اسمهآ ممدود الرقبه ينظر وجودهآ بـ أيّة ركن أو مكآن ..

....: ليــــــــلآآآآآ
أنزل البقآله من يدّه على طآولة المطبخ الرخآميّه عآقد الحآجبين بوجه مُرهق متجهّـم يبحث بعيونه عن شيئآن محددآن ..
ليلآهـ وريمـوت المكيّف !
وجد أولاً الريموت بجآنب ريموت التليفزيون ومآتأخر برفعه ضآغط زرّه لتتحرر نفحآت الهوآء البآرده المنعشـه وهو يعآود منآدآته له متملمـل: ليـــلآآآآآآ

كان على وشك فتح الثلآجـه مخرج له قآروره زجآجيّه شفآفـه بهآ سآئلا شفاف عازما على إبتلاع نصفه وإللي مآكآن إلآ مآء راغبا في ارواء عطشـه بـ حرآرة أجوآء يوليـو المشمـس ..
إلآ أنه تدآرك صيآمـه !
أقفل عيونه بقوّه هآمس: أخ !

قآلهآ ثم توجّه صوب الحمآم – بـ الكرآمه – المقترن بـ الصآله وإللي كآن خآليًا من وجودهآ لتسرع خطوآته صوب غرفة النوم إللي إقتحمهآ بدخول سريع مفآجئ متنقله عيونه حآدة النظره بتفحص بين الكيآنآت المرتبّه وبدقّه تآمه لتستقر أخيراً على الستآره الخرزيّه المتدليّه فوق بآب الحمّآم الخآص بـ الغرفـه لتزدآد عقدة حآجبيه حده إلى أن تقآربوآ على التلآصق والإلتحآم بعدمآ وجده خآليا من وجودها ..

شيئ من الإنفعآل إعترآه .. إنفعآل الغضـب والخـوف والقلـق والشــكّ والإرتيـآب ..
تخطآ شقته ممزوجة اللونين الأحمر والأبيض دخولاً لشقتهآ المنفصله السآبقه بحثاً عنهآ بين الأجهزه الريآضيّه ..
فلت زمآم السيطـره فعلاً ..
تملكـه الخـوف أقصآه وهو يخطي بتردد متبآطئ تجآه آخر مآتبقى من الشقـه وهو غرفـة النوم الأخيره المهجوره وإللي مآ كآنت بيوم من الأيآم المآضيّه إلآ غرفة نومها قبل أن يتوحدوآ زوجيـن ..

إبتلع ريقـه بقوّه وبصعوبـه وبِشـدّه نفرت بهآ عروق عنقـه وبرزوآ عظمي ترقوتـه ..
علآقه عكسيّه مآبين نبضه المتسآرع وتنفسـه الآخذ في التبآطئ ..
إشتدت حدّة نظرآته المذهوله غير المصدقّه فرآغ الغرفـه من وجودهآ ..
أحسّ بـ أطرآفه تجمـد وتتشنـج , إجتآحه شعور غريب مريب مفآجئ .. لأول مرّه يشهد نفسـه بذآت الحـآل !

وآقع فقدهآ مرير , مآيقوّى عقلـه على مجرد التخيّل ..
فعلتهآ مرّه ومآيردهآ شيئ أن تعيدهآ !
من فوره تبآدر لذهنه رسآلتهآ الخطيّه المتروكـه بـ أول هجر منهآ لـه وبمنتهى السرعه ودون تفكير أو تردد ركض لشقته تدور عيونه بين الكيآنآت بـ إنتظآر إستقرآرهآ على أيّة مكتوب منهآ لإعلآمه بـ حقيقـة مآ أقدمت عليـه ..

مآبين الثلآجـه والمجمد , الفرن والميكرويف .. مآلمح أي ملصـق .. أي ملآحظـه , أي تنبيـه وأي رسآله إلى أن سقطت عيونه المذعوره على شآشة البلآزمآ العريضه السودآء المنطفئه والمعلقه على الجدآر والمعلق بمنتصفهآ ورقه صغيره بيضآء !
إتسعت عيونه بصدمـه , مذهول .. رآفض التصديق

بخطـى بطيئه متردده إقترب وكلمآت محدده تدور برأسه .. " ستظل دوماً نجمـي اللآمـع "
كآن هو نصّ رسآلتهآ الأولى قبل أن تهجره دون إعلآم أو إنذآر مسبق أو لفت إنتبآه ..
يتذكر شهوره المضنيـه وهو يبحث عنهآ دون كلل أو ملل وهي لآتعنيه شيئ ... هجرآنهآ له هآلمرّه بعد أن أصبحت كل شيئ بـ التأكيد مؤلـم وهو شيّ أبداً مآرح يغفـره !

إنتزع الورقه من فوق الشآشه ببلعـة ريق جفّ من الخـوف لتأكيد المحتمـل قبل أن تسلّط نظرآته وتمآماً للكلمآت إللي تهجأهآ وكأنه يتعلم القرآءه ...

" مشوآر قصيـر يآنجمـي وبرجعـلك , قبلـه كبيره "
وفوق كلمة قبله أثر لشفآههآ الرقيقـه ورديّة اللون مطبوعة فوق بيآض الورقـه !

شيئ من التوجس سيطر عليه وتملّكه , رسآلتهآ القصيره أبداً غير مجديـه ..
هل هي صآدقه بريئة النيّه والتصرف أنه مجرد مشوآر لقضآء شيئ مآيعلمه وقريباً بترد لـه , أم جملـه مُبطنـه ذآت معآني كثيره بـ التأكيد هي له غير مُرضيـه !

أخرج جوآله من جيب بنطلونه الجينز الرمآدي لتسقط عيونه على جوآلهآ إللي قد أهدآه له في وقت سآبق من بعد زوآجهم بجآنب ريموت التليفزيون والمكيف موصول بسمآعآت الأذن ..
أطبق فمـه بقوّة مغتآظ رآفعه عن الطآوله موصل السمآعه اليمنى بـ أذنه ليفآجئ بتردد صوته تلآوة لسورة الصمـد !
إذاً كآنت تستمع لتسجيلآته الصوتيه للسور القصيره من القرآن بدآفع الحفظ لإقآمة الصلآه !

نفخ من بين شفتيه المنفرجه تخفيفاً عن حدّة توتره مجهول السبب .. يشعر بأنه يبآلغ ومبآلغة غير مقبوله تسبب له السخريه من نفسـه حتى ..

هي زوجتـه وهو مآضرّهآ أبداً , حيآتهم رآئعـه وهي مآتشكّـت .. ليش مآيسيطر ببآله إلآ فكرة التـرك ! وش إللي بيوصلهآ لقرآر الهجـر !


يمكن فعلاً بآلغت بموضوع النظآفه وحملتهآ شيئّ مآتطيقـه ؟!
كآن هذآ هو تسآؤلـه الأبلـه كـ مبرر لهآ لتركـه دون تردد !
تحسس بيمنآه عنقه مغمض العينين بهدوء يستجمع شتآت نفسـه .. فكرة فقدهآ ولو لدقآئق غير مقبوله إطلآقاً , عقله يرفضهآ بتآتاً وهي مجرد فكـره ..

وعلى الأغلب أنه بسبب مرضـه , يقرّ ويعترف أنه مصآب بـ الوسوآس القهري وإن كآن هذآ هو سرّه الصغير بينه وبين نفسه فقط إلآ أنه قد عرض نفسـه لطبيب نفسي ليشخص بدوره حآلته ..
الحآله إللي ربمآ تتضآعف إذآ مآوجد هو شخص آخر يسقط عليـه الجزء المفقود من الشخصيه بدعوى اكتماله في علاقتهم .. واشد اعراضه هو الاستحواذ والتعلق الجنوني بالاخر والاوامر الغير منطقيه !
وهي حآله مشروطه , إذآ فقط مآتمّ قبولـه ..
وليلآ كآنت هي الطرف إللي قبلتـه كمآ هو بكآمل رغبتهآ وارآدتهآ وبكآمل الحُبّ وكل العآطفـه والرغبــه !

إذآ فكرة الإنفصآل عنهآ والإنقسآم يعني الإنسلآخ من شيئ قد تأصل بروحـه ... يصعب تركه إذآ مآكآن حرفياً مستحيــل !

هز رأسه نفياً رآفض إستيعآب ذيك الظنون والشكوك إللي تفتك برأسه وتحرق روحه بعدمآ توصّل لمهدأ مؤقت من الأفكآر وهي إحتمآليّة ذهآبهآ لـ المخبز الخآص بـ جوزيف مثلاً ..!

" أصلاً أول مرّه تركتني .. رآحت بيت جوزيف , مآلهآ مكآن غيره ... جوزيف , إي هو وممكن نـوآ .. جوزيف ونـوآ .... ممكن دينـآ , معقولـه دينـآ !! مين تعرف ! ميـن ! مآحـد ... طيب معروف وين بدورهآ , جوزيف بيته والمخبز ونوآ بيتـه أو بـ مركز إعآدة التأهيل .. وآخر إحتمآل هو دينـآ ..... ممكن رآحت السوبر مآركت ! لآ يآنجم لآ ... هي تدري إنك طآلع تقضـي البقآله ولمآ أرجع رح تبدآ هي تجهـز الفطـور ... السآعه الحين ثلآث العصـر ..... ليـلآآآ ليـلآآ ليلآ ليلآ ليلآ ليلآ ........

هو في حآله من الإنهيآر المرضي ... مثير للشفقـه ...
كمآ الطفـل المعآق ذهنيًا .. يردد كلمـه وآحده دون وعي منه أو إدرآك أو تركيز ....
كآن ترديده هو لكلمـه وآحده ... لـ إسمـهآ ... لـ ليــلآ

ليلآ إللي رحمتـه أخيراً من عذآبآت عقلـه المشتت المضطرب الآخذ في الإنهيآر والإنحدآر بسرعـة لحظيّـه ليلتفت لهآ من فتحت بآب الشقـه وآقفه على عتبتـه موسعة العين البآسمـه وببرآءه ليصيح هو بغضـــب مآ أسكـن بروحهآ إلآ الهلــع لتطيح من يدهآ العلبـه الكرتونيّه الصغيره حمرآء اللون والمشآبهه لعلب الهدآيآ المغلفه فآغرة الفمّ بـ إرتيآع موسعّة العين بخـوف من هيأته المنهآره ولكنهآ بريئـة الظـن فيه وفي نفسهآ إذ أنهآ مآ أخطأت بشيئ لتتوجس منه العقـآب !

تحركت شفتآهآ دون صوت مذهوله: إيــش !!
أقبل صوبهآ بخطوآت مآ أمدآهآ تحسبهم أو حتى تتدآركهم إذ أنه وبلمح البصر أصبح مقآبلاً لهآ يفصل بينهم أنفآسهم وفقط من إعتصر ذرآعيهآ بيديهآ نآفضهآ وبقوّه سآئلهآ بـ جفآء تزآمن مع الإتهآم بنظرآته: ويــــن كنتــــي ليــلآآآ هـــآآآآآ ! تكلمـــي , تكلمـــي فوراً ... ليــــش أصلاً طلعتـي بدون إذن منـــي أو علــــم ليش تطلعيـــن بدونـــي ليـــلآآآآآ ليـــــــــــش

يكآد قلبهآ يقف من هول صدمتهآ بـه ومن هول الخـوف ..
لأول مرّه تشهـد على إنهيآره العصبـي اللآمبـرر وهي بظن نفسهآ بريئـه .. مآ أقدمت على شيئ سيئ ليكون هو السبب في تلبسّـه بمثل هآلحآلـه الغريبـه المريبــه !
....: شفيك يآنجم ! عآدي طلعت برّآ شويّ

نجم: ..............
ثبتت عيونهآ المستفهمه المستفسره بعيونه المشعّه المتلألأه ! ترآءى لهآ وإن مآخآب حقيقة تفسير عقلهآ أنه كآن على وشك البكآء !!!

زفرت بحرآره غير مُصدّقه وآقفه على أطرآفهآ ووقد إلتف كلآ سآعديهآ حول عنقه تآركه نفسهآ بحضنه: مآرح أتركك يآنجم .. وآلله مآرح أخليـك صدقنـي

أحست بـ ضلوعهآ تنطبـق , تجمـع فوق بعضهآ وتسحــق ..
ضمهآ لصدره وبمنتهى القـوّه .. أحست بجسدهآ الضئيل يقحم جبراً دآخل جسدهـ ..
شعرت بـ أنآمل يديّه تنغرز فيمآ بين فقرآتهآ وأنفّه بـ القرب من عنقهآ مهتآج .. آخذ في التنشـق وبـ إنفعآل من رآئحة جسدهآ الأنثويّه الرقيقـه ...

وصلهآ صوته مجهـد , مهلـك .. مأنـباً غيآبهآ بـ إرهآق عآتب: ليــش يآليــلآ ... ليـــش
....: طيب فكني أوّل عشآن أقولك ليـش
حررهآ أخيراً من حصآر قيده دون وجههآ الصغير السآكن بين رآحتيه لتتلآقى نظرآتهم بـ إرآدة منه هو ورغماً عنهآ هـي ..

توهآ أقدمت على فتح فمهآ بـ التلفـظ إلآ ويجبرهآ هو على الصمت بـ إغلآق شفتيهآ المحكمـه بين شفتيـه دون حسـآب أنه مُمسـك عن أفعآله العآطفيّه الملموسـه وهو في نهآر رمضآن صآئـم !

إبتعد عنهآ لآهثاً أنفآسه المتقطعّـه وكأنهآ لأول مرّة تخضع له ويتملكهآ من بعد مقآومة أو إنتظـآر !
انجذآبه نحوهآ غير منتهـي وعآطفته تجآههآ غير محدوده أو مقيدّه !

وجههآ محصور بين يديه يمآرس عليهآ سحـر رغبته السآحقـه فيهـآ لينتفض صدرهآ ضآحكه وهي ممسكه بكلآ معصميه مرجعه رآسهآ للورآء بقصد الفكآك منه والإبتعآد إذ أن قبلآته العميقـه أبـت أن تنتهـي حتى بعدمآ وزعّهآ لكل تفآصيل وجههآ وتقآسيمه !
....: ههههه آوووف منك نجـــم إسمـــع
أمسك رأسهآ من الجآنبين جآبرهآ ألآ تبتعد خآفض هو رأسه عليهآ وقد ثبت فمه فوق شعرهآ من المنتصف مغمض عيونه برآحة وإطمئنآن هآمس بصوت مُرهـق: ليــلآآآآآآ

....: كل سنه وإنت طيّب وبخير يآنجمــي
إبتعد فوراً عنهآ بعقدة حآجبين إستفهآميّه لتنحني هي بنصفهآ العلويّ للعلبـه صغيرة الحجم حمرآء اللون إللي سقطت من يدهآ فور فزعهآ مقدمتهآ له بـ إبتسآمه مشآكسه: يلآ افتحهآ افتحهآ افتحهآ بسرعه
تنآولهآ من يدهآ بـ بلآدة متردد هآزهآ بيده تخميناً لمحتوآهآ قبل فتحهآ لتكمل هي بعد أن أشبكت أصآبع يديهآ بآلقرب من وجههآ وكأنهآ متوسلّه الا أنهآ كآنت في أشدّ لحظآتهآ حمآسه وإبتهآج ..
....: بمنآسبة إيش !
....: عيد ميلآدك

تقوّس فمه إستغرآباً وقد إرتفع بصره تفكيراً لتلحقه هي سريعاً: أدري أدري , كآن الشهر الفآيت يوم سته سته واليوم هو سته سبعـه , يعني مرّ شهر كآمل

مآزآلت البلآهه سآكنه بين تقآسمه الشآحبه فيما كآنت هي في أوج إنفعآلآت السعآده موضحه: كنّآ فـ اليونآن يآنجم مآعرفت أدور لك هديّه لأني معرف شيّ هنآك ... بس هنآ أعرف وبصرآحه الموضوع جآ فجأه اليوم يعني لآتآخذ مقلب مرّه في نفسك , هو كذآ زي مآقلت جآ فجأه ... يلآ إفتحهآ وشوف

مآهتم كثير لكلآمهآ أو أعآده بـ التفكير إذ أنه قوّس فمه بخفة دون مبآلآه وحلّ عقدة الشريط الستآنيه بيضآء اللون رآفع الغطآء مستقرّه عيونه على الورقه المصفطـه آخذة شكل المربـع !
إستخرجهآ من العلبـه لتنفك من يدّه على هيئة صفحآت مطبقّه متلآصقـه مثل أورآق الـ - كشكش –
أعقد حآجبيه إستغرآباً وهو يفتحهآ كآمله تتنقل أنظآره البآرده والخآليّه من أيّ نظرة ذآت معنى دون البلآهه وعدم الفهعم والإستيعآب هآز رآسه بـ خفه هآمس: وشـهـو ذآ !!

أطبقت فمهآ بقهـر مآسرع مآنحلّ من رحمت برآءة تفكيره وعدم علمـه المسبق بحقيقة هآلشيئّ معقبه: شـوف .. شوف الصوره هذي – أشرت بـ انملة سبآبتهآ لصوره مشوشّه بطبآعه سودآء اللون تخللهآ رسومآت بيضآء ورمآديّه غير مفهومه مكمله – شـوف .. هذآ النونو حقنــآ

قآلتهآ بـ إبتسآمه وآسعه أظهرت صفي أسنآنهآ الصغيره المترآصه متلألأه عيونهآ وهـج مشـع من السعآده والحمآسه بآللحظه إللي إنفغر فيهآ فمه ببلآهه الفتحـه القصيره سآكن الملمـح جآمد التقآسيم لترد هي مأشره بطرف إصبعهآ دآقه دقه صغيره على الصوره بشغـب وشقآوه ثم أسرعت من بعدهآ في شبك يديهآ خلف ظهرهآ بآسمه ترمقه بتدلل وغنج: هذي ليلـو حقتنـآ .. ليلآ الصغيـره


إتسعت عيونه بدهشـه غير مصدّق حقيقة مآطرأ له .. هو فطـن صآحب فرآسه وإنتبآه قويّ ..
سألت عيونه المذهوله السؤآل بذهنـه لتؤكده هي مومئه إيجآباً وبـ انفعآل مرّآت متكرره: أيوآ ... أنآ حآمــــل , وكنت اليوم بـ العيآده
زفر بصوت مسموع زفرة حآرّه وإبتسآمه بآهته شآحبه غير مصدقّه آخذه في الإتسآع بآللحظه إللي استطردت هي فيهآ ثآئره مشتعلـه متأججه بـ حمآسه مفرطه: أنآ حآمل يآنجم , حصيـر مآمــآ .. حيجينـآ نونو صغيـر

مآزآل الذهول بوجهه مصلب تعآبيره وملآمحه ..
إنخفض بصره للورقـه بيده لثوآني معدوده من الجمود إللي أخذ في التبدد من شقت إبتسآمه فآتره طريقهآ في وجهه البآرد حآد التقآسيم العربيّه الشرقيّه هآز رأسه نفياً غير مصدق مبلل شفتيه المنفرجه بـ ذآت الإبتسآمه الرآفضه المتفآجئه لتسأله هي بـ تردد: يعني كذآ حلوه الهديّه ولآ لآ ؟!
نآظرهآ من فوره وقد إتسعت إبتسآمته وتمآماً متشدّق حآفراً بـ أنآمله جلدهآ الأملس من جآنبي جسدهآ النحيل رغبة في إخترآقه والوصول إلى مآتحته من بآقي التكوينآت لآفظا بعيون مشعّه مثيرة النظره: حآمــل يآليـلآ !

إكتفت بـ إيمآءة رآس إيجآبيّه مطبقة الفمّ موسعة العين بتعبير طفولي بريئ ..... مُشآكـس بآللحظه إللي لقفهآ هو محآوطهآ بذرآعه الأيمن جآذبهآ من مؤخرة رأسهآ لصدره عآفط بيسرآه الورق بيسراه بآسم: يآمجنونـه ههههه حآمل !!
....: حيصير عندنآ ليلآ صغيره زي مآتبغـى
أبعدهآ فوراً عنه سآئلهآ بـ إندفآع: هي بنـــت !

هدأ إنفعآل ملآمحهآ بآلبطيئ إلى أن سكنت ثم أردفته بـ مطهآ لشفتيهآ المطبقه تقوست السفلى منهم بهزة كتف عفويّه: مـدري
نآظر بـ الأورآق من جديد وقد عيت الإبتسآمه أن تفآرقه سآئل: كمّ لـك !
ليلآ: في الإسبوع الثآلث ... شفت يآخي الشهر إللي فآت أوّل مرّه البيريود حقتي تخلف وقتهآ مآجتني وأنآ اللي حآسبه حسآب أقعد نص شهر بآلسرير رآقده وذآبحني التعب

وكأن كل كلآمهآ لآيعنيـه .. خلل أصآبعه بشعرهآ من منتصف الرأس جآذبهآ وبمنتهى القوه والإندفآع لتستقر بوسط صدره الوآسع مطبق على جسدهآ النحيل الضئيل ذرآعيه في عنآق حميمي دآفئ: بنـــت يآليـلآ .. أبيهـآ بنـــت
تعآلى صوت ضحكتهآ الرقيقه المخنوقه من إثر إشتدآد جسده الريآضي الصحي عليهآ: هههه طيب ولو ولد يعنـي

....: أي شيّ حلـو بس بنت أحلـى .. أبغى ليلآ صغيره
ليلآ: نجم من جد لو جت بنت حنسميهآ ليلآ ؟
طبع قبله عميقه قويّه بوسط رأسهآ مجيب: أي من جـد .. ليلآ الصغيره وأي بنت ثآنيه نسميهآ كمآن ليلآ .. يعني ليلآ وآحد ليلآ إثنين ليلآ ثلآثه .. أبي بنــآت كثير

....: ههههه وآحد مجنون
....: فعلاً مجنون , أنآ مريض يآليلآ وبسببك مرضي قآعد يزيـد وممكن أوصل معك لدرجه أخنقك فيهآ ... بتتحمليـن !
إرجعت رأسهآ للورآء الشيئ القليل إللي سمح لأسفل ذقنهآ أن تلتصق بمنتصف صدره تنآظره متدلله: أيوآ بتحمّـل .. وحجيب ليلآت كثيرآت وإنت علمهم النظآفه والتعقيم وأنآ أقعد أميره وأفتك منك , هذآ هو الحلّ إللي ممكن يخليني أتحملّك

....: ههههه إيش النذآله هذي بآلله
....: بنآتك الصغيرآت مسئوليتك مآلي دخل فيهم خلآص أنآ من أوّل وصخه مآفي أمّل فيني أمآ همّآ لسّه صغآر علمهم


....: آآآآآآآخ – قآلهآ بـ إبتسآمه وآسعه وملآمح منتشيّه مُعذبّه من دلآلهآ العفويّ ورقتهآ البريئه مستقرّه شفتيه فوق وجنتهآ اليسرى النآعمه مدآعبهآ بقبلته النآعمه الرقيقه إللي تكررت فوق بروز العظم الأيسر لترقوتهآ بآلتزآمن مع يديه إللي إمتدت بـ تسلل هآدئ ومثير لقميصهآ القطنـيّ الداخلي رآفعه عن بطنهآ المشدود المسطـح بعدمآ فكّ أولاً سحآب سترتهآ القطنيه رمادية آللون بـ خطوط حمرآء على طول الذرآعين ملآمسه أنآمله الرقيقه نعومة بشرتهآ إلى أن جلس أسفلهآ بـ الأرض على ركبتيه ليصل رأسه تمآماً لـ بطنهآ ملآمسا له بطرف أنفه الحآد مدبب الطرف مغمض العين بـ هدوء منتشـي مطوّق سآقيهآ من خلف ركبتيهآ بكلآ ذرآعيه وقد إستقرت شفتيه فوق النقرّه الصغيره المجوفه وسط بطنهآ هآمس بدفئ أثيري مُهلك: آلله يحفظــك لي يآليلآ إنتي وليـلآ ...............!


/
/

حلم الحياه 21-10-16 07:59 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/
/


صفق بآب سيآرته من بعد دخوله لهآ خروجاً من مبنى المستشفى الضخم الشآهق خآفض الرأس ينظر نصّ رسآلته الكتآبيه الآخذه عدد أحرفهآ في التزآيد بنقرآت سريعه لتنتهـي بتهديد حآد اللهجـه متضمن " جآيك الحيــن وأبرك لك تقآبلينــي " وهذا طبعاً مآصآر إلآ بعدمآ أوصله تجآهلهآ لمكآلمته للحد إللي أخرجه عن طوره ليشتآط غضباً فوق غضب ..

حذف الجوآل بعدمآ أغلق الشآشه بقوّه يفرز غيظـه من كل مخرج بجسدّه إمآ بـ قطرآت جبينه المتعرّق أو بنفث أنفآسه الحآرّه من فتحتي خشمـه أو ضربه أخيراً لمقود السيآره إلى أن صدر صوت بوري قصير أطبق من بعده فمّه بآلقوّه قآضم إبهآمه الأيمن بين صفّي أسنآنه خآئض في تفكير عميق مشتت .. مآبين زوجتـه المختلّه بـ أفكآرهآ ورغبآتهآ عقليّا ومآبين نفسه المحتآره مآبين البين .. بين إثنتيـن , وآحده يقبلهآ جبراً بحكم العقل والشرع ويرفضهآ عآطفياً وأخرى تجّره عآطفته لهآ مشتآقه وتوّآقه , يرفضهآ عقلـه .. والمنطـق , وأحكآم الشرع والدين الأخرى !

فرك جبينه بـ أصآبع يسرآه نآفخاً هوآء فمه الدآفئ مستغفـرا ربه بآدئا في تحريك سيآرته إللي إستمرت قرآبة النصف سآعه سآئره ..
كآن نصف النصف تأخرا بسبب إزدحآم الطريق وقت عودة أغلب الموظفيّن لمنآزلهـم إذ أن المغرب قآرب على أن يؤذن وهم بـ أحدّ أيآم نهآر رمضآن ...!

هدأت سرعة سيآرته المعتدله نسبيًآ وقوفاً أمآم بوآبّه القصر الخآرجيّه إلى أن فتحت له بعد التأكد من شخصيته معآود التحرك بذآت البطـئ إلى أن وقف وللمرّه الثآنيه أمآم المدخل الثآني للقصـر وبجوآر إحدى النوآفير الجبسيّه الموزعّه بـ الأطرآف ..

أغلق بآبه ينظر مدى ضخآمة القصـر .. علوّه الشآهق وكذلك مسآحته الفسيحـه الممتدّه ..

بـ بنآن إبهآمه الأيمن إستمر بـ الضغط على الجرس إلى ان أتآه الصوت بـ الموآفقه لينظر من بعدهآ للكآميرآت الثلاث من فوقه ومن بعدهآ لوآحده من الشآشآت على يسآره وللحظآت قصيره من الإنتظآر فُتحت من بعدهآ البوّآبه الدآخليّه مستقبلته إثنين من العآملآت محجبّآت بزيّ رسمّي موحّد ..
تجآهلهم دخولاً أشبه بـ الإقتحآم وآقفاً بـ منتصف المدخل الرخآمي الفسيح لآفظا بنبرة جآفه آمره: نــآدوآ نسمـــه ....

....: and telln her who R U ?
( ونخبرهآ من أنت ؟ )
نآظرهآ والغيظ يفتك بـه مطبق الفمّ بـ تشديد قويّ قبل أن يلفظ بصبر نآفذ: عُــديّ ... her husband
( زوجهـآ )

أومأت العآمله رأسهآ إيجآباً بيدين مقيدّه لمنتصف جسدهآ كنآية عن طلب الإذن منه تعبيرياً ثم الإنصرآف لتغآدر هي تآركـة الثآنيه معـه مؤشـره له بيمينهآ لآفظه بـ هدوء: des way plz
( من هنآ لو سمحـت )

نآظرهآ لثوآني قصيره وللمكآن المؤشر تجآهه مبتلع ريقه استجآبة لطلبهآ مجآورهاً مشيًا هآدئاً لمسآفه شبه طويله إنتهت بوصولهم قسم آخر منفصل من القصـر دخولاً بـ أحد المجآلس ..

المجلس إللي دخله مربوط اليدين ورآء ظهره وآقفاً دون جلوس تنتقل عيونه بـ تشتت لمآ حولـه ..
كآن مجلس كلآسيكـي رآقي ..
مُنجّد بـ المخمـل الأسود اللآمـع نآعم الملمـس .. قوآئمـه من الخشب المُذهـب .. أخذت الستآئر اللون الذهبي من المخمل المطآبق للأسود الخآص بـ المجلس .. تزينت من أعلآهآ ببرآقع خشبيّة ذهبية اللون يتخللهآ المخمل الأسود ... مآثلت السجآده تُركيّة الصنـع لوني المجلس والستآئر بنقوشهآ المتدآخله مآبين الأسود الفخـم والألوآن الذهبيّه ..
سقطت عيونه أخيراً على المبخـره الذهبيّه ينظر دخآنهآ المتصآعد برآئحـه زكيّه عبقـه من العودهـ المعتقّه والمِسك ..

أغمض عيونه متنشق الرآئحه وبـ إنتشآء أرآح تشنج أعصآبه للحظآت إنتهت بفتح عيونه مرتخية الجفنين من وصله صوتهآ الهآدئ بـ السلآم ليلتفت ورآءه بسرعه مقطّب الجبين معقود الحآجبين مآ أصآبه للحظآت من الرآحه والسكون تبدد ليحلّ بدلا عنه الإمتقعآع بوجه مشدوده جميع أعصآبه رآدا عليها بـ جفآء: وعليكم الســلآم

شبكت أصآبع يديهآ لبعضهم بمنتصف جسدهآ مبلله شفتيهآ بلسآنهآ قبل أن تعقب بذآت الهدوء: خيـر ؟!
....: ليش مآتردين على إتصآلآتي !
....: مآفي شيّ نتكلّم فيـه ؟!

تجعد وجهه إستنكآراً أردف من بعده: وشلون قررتي ؟! ولآ من رآسك كـ العآده ! أكيد مآ دقيت مشتآق لك ولهآن عليك .. عندي إللي أتكلّم فيه معـك

توآلت رمشآت جفنيهآ بتوتر مبتلعه ريقهآ هآربه بنظرآتهآ المشتته أن لآ تستقر عليه وتتصآدم مع نظرآته الغآضبه الحآقده معقبه: لآ مآفيه .. وأعتقد إنك تدري هآلشيّ قبل , مآفيه شيّ يربطنآ .. خلآص إنتهينآ

قطع المسآفه الفآصله بينهم دون أن تدرك حتى هي معتصر بيمينه القآسيه ذرآعهآ الأيسر جآذبهآ تجآهه تلفحهآ أنفآسه المشتعله يفيض من نظرآته المقتّ والإزدرآء: سآعــة البركـه والهنــآ بس مو على كيفــك .. أنآ اللي بقرر هآلشيّ , أنآ اللي أقول متى النهآيه مو إنتـي .. إسمك الحين مربوط بـ إسمي وعشم إبليس بـ الجنّه تنحليّن منّه فآهمــه ... والحين تذلفيــن من قدآمي معك دقيقتين تلبسين فيهم عبآتك وتجين رآدين للبيــت

مآقوت على حبس دموعهآ إللي تلألأت بعيونهآ , بآلقوّه نفضت ذرآعهآ من يده صآئحه بسخط طفولي صآرخ: مآنيب جآيــه معــك .. لآ الحيـــن ولآ بعديـــن وإنت إللي تذلــــف والحيــن برآ بيتنــــآ ولآ عآد تـــردّ .... أكرهـــــــــــك يآعُـــــــــديّ ووجهــــــــك مآبـــي أشوفـــــــه ... بتطلقنـــــي .. فآآهـــــم ... بتطلقنـــــــي بكيفـــك أو غصـــب عنـــــك

إرتفعوآ حآجبيه إندهآشاً من قوتهآ وجرأتهآ بـ الإفصآح عن تقززهآ منه ورغبتهآ القويّه في الإنفصآل عنه لآفظاً ببهـوت متفآجئ: آللهُ أكبــــر

ضآقت عيونهآ إستنكآراً بعدمآ إنكمش وجههآ بملآمح التقزز والإشمئزآز مردفه: إنت شلون متحمّل نفسك كذآ ! تجبر وحده مآتبيك عليــك !! أي رجولـــه هــذي !! لو عندك بس ذرّة كرآمه وعزّة نفس كآن طلقتنـي من أوّل مرّه طلبت فيهآ الطلاق

إتسعت عيونه بصدمه غير مستوعب للحظآت أعقب من بعدهآ بـ الضحك معقب: هههه لآ وآلله ! من جِـدّ ؟! الحين انآ إللي مآعندي لو ذرة كرآمة وعزّة نفـس ؟! أنآ اللي أتلزق فيك وأجبرك علّي ويآحرآم وصلت معك صدق غثيتّـك .. هههه , مو كأنك إنتي إللي طآيحه فيني مدري من كم سنـه ترآقبين لين ذبحك الحب على قولك قمتي تبكبكين لأمك إللي جت وقطتك على أمّي وطيحتيني بـ كبدك وبـ الغصـب من حظي الأقشـر – وحطي هآلغصب بين قوسين – ولآ أنآ اللي كل يوم أقعد وأبوس بـ أصآبعك الخمس من كل يدّ وأترجـى فيك بس تعطيني وجـه .. ولآ أنآ إللي أذل بعمري وأهين نفسي اتوسلك عشآن تعطي نفسك بس الفرصـه تحآولين معي يمكن تتقبليني يالملكـه ؟ , حتى السرير ترجيتينـي فيـه , بكيتي وتوسلتـي أمآرس معك هآلعلآقه كآملـه ... مجنونه إنتي ؟! منو فينا إللي مآعنده كرآمه ؟! إصحـي يآبنت المآلكـي ترآني مآخذك من ذآ البيت بدون ذرة هآلكرآمه إللي قآعده تتحكيّن عنهآ .. لآ انتي ولآ أمّك ولآ كل إخوآنك ذولي إللي متسآنده عليهـم .. قعدتك عندي كيف مني ومزآج , وتوّ مآنتهـى مزآجي منك قطيتك لأهلك لآتحآتيـن وآلحين خلك عآقله وإرقي جهزي نفسك لنآ بيتن نتفآهم فيه لآقسم بآلله أجيبك من كشتك وبالسحب أطلعـك .. لآتختبرين صبري اكثر خذيتي منه الكثير

أهآنهآ إهآنه موجعـــه , مزقـت قلبهــآ وأردت روحهآ أشــلآء ..
أيّ معآيره يمكن ان تكون أشدّ قسوه وأذلال أكثر من كل إللي تلفـظ بـه ! وهو صـــآدق , مآشآب كلآمه أي كذب أو إفترآء .. علآقتهآ المفروضه عليـه جبراً أحطت من قدرهآ أشدّ إنحطآط ..
سآوآهآ بـ الترآب ومآدون ..

ولأنهآ مآزآلت في طور المرآهقـه ذات شخصيه غنفعآليّه سريعة التأثر والتعصّب والإستفزآزغير قآدره على التحكم بـ جموح إنفعآلآتهآ أيًا كآنت .. ضربت الأرض بقدمهآ اليمنى مكوره قبضتيهآ بغضـب فآق طآقتهآ على الكبت سآئحه دموعهآ على وجنتيهآ دون توقف صآئحه بصوت صآرخ بآكـــي: بــــــــــس .... اخــــــــــــرس , اخـــــــــرس يآوآآآآطـــــــي يآزبآآلـــــــــــه .... أنآ عمـــري مآحبيتــــــــــــك ... لآتغتـــر بنفســـــك ولآ تتوهـــــــم .... إي أعترف إنك عجبتنـــي عآدي مثلي مثل كثيــر بس مآني رخيصــه مثلهــم .. وإي فرضت نفسي عليك بس مو بطريقتهم الرخيصــــه , وإنت مآكآن بحيآتك أحـــد وش فيهآ اذآ تزوجتنـي وحآولت معـــي .. شفيهــــآ !!! ليــش تشــوف الموضوع بتفكيرك الحقير المريض هذا .. إي غصبتك علــي يآعُـــديّ وعشــت معـك كل إللي تمنيت بيوم وحلمــت فيـــه بس تدري وش ! ززززززززز .... صفـــــر , مآنتب مثل هآلصوره الوآآو اللي الكل يشوفــك فيهــــآ واللي كنت أنآ أوّل ميته عليهــآ .. تملكتك خلآص وأنآ اللي قضيت منك كيفـي ومزآجي مو إنــــت ... لآ تشوف نفسّك مرّا ترآ بـ اشآره مني أخضعتـك وبنفس الإشآره أنآ اللي بقطـك ... طلقنـي بآللي بآقي عندك من كرآمـه ولآتوصلنآ لطريقـه أسآوي فيهآ كرآمتك بآلترآب إللي تسآوى فيه كرآمتـــي

إشتدت قبضتيهآ المكورّه الى ان حفرت اظآفرهآ بآطن كفيّهآ ترمقه بقوّه دون أن يرمش لهآ جفـن .. نظره متحديّه , غير عآبئـــه .. وهو بـ المقآبــل مآثلهآ إلآ أن إنكمآش أنفه أظهر الكثير الفآئض من تقززه وإشمئزآزه وكأنه يرآهآ أمآمه مشهــد مثير للقيئ إلى ان توقفت خطآه المتثآقله تمآماً امآمهآ وبمنتهى القوّه وبـ عزم مآتملكّه من كره ومقـت وجحـود , إرتفعت يمنآه العملاقه بـ الهوآء مستقرّه على صدغهآ الأيسر متسبب في صفقــه ذآت صوت قويّ مسمـوع مآل بسببهآ وجههآ كآملاً وإختل توآزنهآ كآدت أن تسقط لولآ أنه غلغل أصآبع يمنآه إللي يحس بـ تأجج الحرآره فيهآ إثر الصفقه دون أن يتسأل .. مآبآله خدّهآ الرقيق الأملـس ؟

جذبهآ بعنف دون مرآعآة غير عآبئ بـ اعتصآرهآ لعيونهآ البآكيه تشهق بعجز لآمبآليه بـ انهزآمهآ العلني أمآمه مقرب خدّهآ أحمر اللون إللي حمّل طبعة ورديّه لأصآبعه القآسيه لآفظ همسًا بصوت قويّ قآسيّ النبره الحآقده الجآحده: ومنو قآل إن حيآتي بدونك كآنت فآضيه لين اللحظه إللي تتكرمين فيهآ عليّ وتغصبيني عليك ؟! كنت أحــبّ , وأعشــق بعـــد وأحمـد ربي مليـون إنه مآرزقني منك شيئن يحمل إسمي يجبرني أرتبط فيك حتى وان إنفصلنـآ ... بقلعتــــك يآبنـــت المآلكــــي وللأبـــــــــد ..... إنتــــي طآلــــــــــــــق



/
/



بـ إندفآع قويّ ثآئر ومهتآج , دفّعت بآب غرفتهآ الموآرب بكلتآ رآحتيهآ المبسوطه فوقهآ مقتحمه ملكيتهآ الصغيره الخآصه دخولاً بوجه محمّر مشتعـل وخدين مبللين بفعل الدموع المنهمره صآئحه بغضب عآرم مهدده إللي لحقتهآ تتوسلهآ بوهن أن تهدأ وتستكين: إطلعــــــــــي بــــــــــــرآآآآآآآآ مآبي أشوف أحــــد أكرهكــــــــم .. أكرهكــم كلكـــــــــــم بــــرآآآآآ آلله يآخذنـــــي وأفتـــــــــك

تلعثمت بكلمآتهآ غير المسموعه وقد إرتسم الذعر بوجههآ الشآحب المرتآع: بسسسـ .. بسم آلله عليك , إهدي ريتآج .. بس شويّ ..
وكأن إصرآرهآ المصحوب ببرود وجمود وبلآهه أقرب للتنآحه كآن هو النآقص لإكمآل ذروة إشتعآل ريتآج الثآئره ..

ريتاج إللي أجلت عزمهآ للإستلقآء فوق سريرهآ متلحفه كآملاً بلحآفهآ والبكآء كمآ العآده خآطيه خطوآتهآ الزلزآليه الغآضبه صوب أختهآ الوآقفه بجوآر البآب مرتجفـة السآقين متوترة حركة الجفنين دون مقآومة تذكر لـ شدّ ريتآج لهآ وسحبهآ بقوّة من قبضت أنآملهآ الغآضبه على ذرآعهآ معتصره له بـ شدّه جبراً وعنـوّه مزحزحتهآ من مكآن وقوفهآ طرداً لخآرج الغرفه: إنننننننقلعــــــــي برآآآ قلـــــت مآآتفهميـــــــــــن

كآن المشهد بطيئ بسبب ثقل خطوآتهآ المجروره بفعل السحب القسري إلآ أنه مرّ عليهآ بلحظيّه فآئقة السرعه مآتدآركتهآ إلآ بعدمآ أغلق البآب بوجههآ وبمنتهى القوّه أحست على إثره بـ إهتزآز الجدرآن من حولها والأرض من تحتهآ موسعّة العين أقصآهآ بذعر وإرتيآع وصدمـه بآسطه يمنآهآ فوق صدرهآ تنظر البآب المغلق بـ فجـع فآغرة الفمّ بـ ذهول ليجفلهآ صوت أخآهآ من ورآءهآ متذمّر: ذي يبآلهآ تربيـه من أوّل وجديد

نآظرت أخوهآ عن يمينهآ مقفي عنهآ بغضب رآفع غترته عن كتفه قآذفهآ على وآحد من الكرآسيّ الإسفنجيّه بغرفته المقآبله لوقوفهآ مبآشرة مفتوحة البآب للحظآت وآقفه بمنتصف الممرّ أمآم غرفة ريتآج إللي تلحـق غرفتهآ تباعا .. ورآء ظهرهآ بآب منفصل كآن الحمّآم – بـ الكرآمه – الخآص بـ الطآبق الثآني المخصص لغرف النوم الأربعه ..

وآحده رئيسيّه خآصه بـ الأبوآن , والثآنيه بـ التجآور كانت خاصه لـهآ ولأختهآ إللي فآرقتهآ من سنوآت من بعد الزوآج لتصبح الغرفه الثآنيه الفسيحه ملكاً لهآ وحدهآ , ثالثا غرفة ريتآج الأصغر حجماً كمآ الجحـر إلآ أنهآ الأكثر رتآبه ونظآم , ثم الغرفه الأخيره الرآبعه البعيده والمنفصله عن تجآور الثلآث غرف السآبقه وإللي إمتآزت بمسآحتهآ الأكبر إذ أنهآ كآنت مخصصه للذكور الثلآث ... سلطآن , ركآن ... ومحمّـد !

إبتلعت ريقهآ بهدوء بعد لحظآت من الشرود الغير معني بـ أي فكـره أو حدث متوجه للغرفه المفتوح بآبهآ وآقفه على أعتآبهآ تنظر النآئم على ظهره فوق سريره بـ العرض ونصفه السفلي ممدد بـ الأرض فآرد كلآ ذرآعيه على جآنبيه مغمض العينين سآئلته بـ خفوت تستنطق صحوه: سلطــــآن !!

من فوره أجآبهآ بـ همهمآت مرهقه دون ان يفتح عينه: هــممم
تقدمت مقتربه منه جآلسه على طرف السرير المجآور لسريره وقد قآربت قدمآهآ أن تلآمس قدميه سآئله بـ إهتمآم: وش إللي قآله أبوي لـ ريتآج ؟!

...: عمى بقلبهآ ذي لآتجيبين طآريهآ عندي
....: بس قوم معليش وعلمنّـي , وش الموضوع

تأفف بـ ضجر مآسح وجهه بكفيّه قبل أن يفتح عيونه ويجيبهآ بـ بهوت: أي موضوع يعني وحنآ ورآنآ غير سآلفة الضبّ وزوآجهآ ! مآل الفقـر ذي مدري وشهو إللي تبيه زود , الرجّآل مآيعيبـه شيّ وآلله إني متحسف عليه هـو وقرآدة حظـه إللي طيحّت ريتآج في كبـده
....: ههههه سلطآن !!!

إعتدل جآلس وبوجهه شبح إبتسآمه هآز رآسه نفياً مردف بذآت الخفوت: وآلله صدق , مدري على إيش شآيفه خشتهآ ذي العفشـه وإللي يقهر صدق إن الرجّآل وآفق عليهآ ولآ عنده أي إعترآض !
....: يآلظآلم حرآم عليك , ريتآج أحلى وحـده فينآ كلنآ ولآ تنكـر
....: زين الوجه مب كلّ شيّ , شوفي أخلآقهآ مخيسـه ولسآنهآ زفـر قليلة حيآ , لو إني وقسم مآ أرضآهآ لنفسي زوجه ولآ حتى أخت مآلت بس مو بيدنآ
....: ههههه الحين أنآ أبي أعرف السآلفه وإنت مغير قآعد تحـشّ بريتآج , إخلص علي وش قآل لهآ أبوي !

قوس فمه دون مبآلآة معقب: لآ أبدّ , ولآ شيّ ... مغير علمهآ إنه إتفق مع الرجّآل , عآمر ذآ .. أبو المقرود إللي بيآخذها
....: هههههه
نآظرهآ سلطآن عآقد الحآجبين من قآطعته بـ ضحكه تظهر فيهآ مقآومة الكبت إلى أن لفظ أخيراً سآئلهآ بـ وجه منعفس: خبله إنتي ! شفيـك !
....: ههههه
....: صيتــــوووه !!

....: طيب خلآص .... هآ .. كمّـل , وش إتفقوآ عليه !
إرتفعت شفة سلطآن العلويّه بـ إحتقآر لهآ ولتبسمها الغير مبرر بنظره موليهآ الظهر وقوفاً أمآم المرآيه الملآصقه لوآحد من جدرآن الغرفه مخلل أصآبع يمنآه بشعره ينظر شكلـه وهو يغيّر من تسريحآت شعرّه المتعدده , إمآ كله للجآنب الأيمن , أو الأيسر أو مرجع بعضه للخلف أو مجمعه كله للأمآم لتستنطقـه هي بصبر نآفذ محتد الصوت الضآئق: سلطـــــــــآآآن

جآوبهآ ببرود وهو مكمل تمشيط شعره بـ أصآبعه: إتفقوآ إن الملكـه إن شآلله ثآلث أيآم عيد الفطـر والزوآج ثآلث أيآم عيد الأضحـى
إتسعت عيونهآ بصدمه لمحهآ سلطآن من إنعكآس هيأتهآ بـ المرآيه من خلفه مردف: مآسمعتي بعد زبـدة الموضوع

إنعقدوآ حآجبيهآ إستنكآراً وبقلبهآ – أي زبده - , لحظآت من التفكير إستغرقتهآ سآرحه إلى أن أجفلهآ سلطآن بصوته الذكوريّ المضخم إصنآعاً قآصداً إجفآلهآ صآئح: هيـــيييييه
إهتز رأسهآ منتبهه من شرودهآ لآفظة ببلآهه إثر الإفآقه: هـآآه !

....: تسمعيـن ولآ !
بللت شفتيهآ الجآفه لاوية الفمّ مشدود الشفتين الرقيقه هآزه رآسهآ كنآية عن إستحضآر الإنتبآه بـ جلسة مستقيمة الظهر متأهبه: هـآ ... الزبـده !

إرتمى سلطآن على سريره مدد على ظهره ويديه تحت رأسه ينظر السقف بـ إبتسآمة تظهر شآمته: ثآلث أيآم عيد الأضحى إن شآلله بيكون دبل زوآج , مو ريتآج وحدهآ إللي بتزوج خخخخ أحسن يآ إني شآمت فيهآ شمآآته , عآد تخيلي منو العروس إللي بتشآركهآ !!

إحتدت نظرآت صيته بـ إنتبآه غير مستوعبه مآلفظه سلطآن بآسم والخبث بعيونه إلى أن أوضحه كآملاً لتذهل هي وتذبهـل !

....: بتتزوج معهآ أخت المقرود حظّـه إللي بيتزوجهآ , ذيك الدكتوره بجامعتها إللي صآجتنآ من أوّل بسيرتهآ .. ثنينآتهم بيتزوجون بنفس اليــــوم ,, آآخ يآبرد حرتي الحين بريتآج ههههه


/
/

/
/



إنتفض جسده إرتيآعاً من الإقتحآم المفآجئ للغرفه وهو في أوج تركيزه وغُمرة إنشغآله يتصبب منه عرق جبينه برغم برودة الغرفه إثر المكيف المنضبط بتوتر بآلغ وكأنه جرّآح منشغل بعمليّة مصيريّه لتصيح المريضه من تحت يده سآخطه: لآآآآآآآهــ

إقترب المقتحمين للغرفه بوجه مندهش يعتريهم السؤآل عمّآ يحدث بآللحظه إللي رفست فيهآ الصغيره برجولهآ القصيره غآضبه سآخطه: لآآآآآ يآربّي إخترب كلّ شيّ الحيــن لآآآآآ

سألت وآحده من الوآقفين من بعد دخولهآ للتوّ: وشو إللي قآعد يصير !
نقزت عن الكنبه المشآبهه للشيزلونغ بـ إمتدآدهآ والغضب يفيض من نظرآتهآ موجهه سآبتهآ القصيره المنتفخه تجآه إللي سألت مستفهمه عن إللي يصير , صآئحه: كلّه منك يآثآلـــي إنتي وأمـي , خربتوآ كلّ شي .. إخترب كل مكيآجــــي بثببكـــم

إرتفعوآ حآجبي سآلي ذهولاً تنآظر بـ أختهآ الواقفه بجوارها وعلى يسآرهآ غير وآعيه للي إتهمته بهم الصغيره بآللحظه إللي لفظ هو فيهآ بـ إرتيآح عميق من بعد عنآء مدخل فرشآة الأيلآنير بنصفهآ الآخر مبتسم بـ إرهآق بآدي محرّك رآسه يمنه ويسره قآصداً فكّ التشنج بعنقه من طول التصلّب والإستقآمه والتركيز: هههه خلآص فدوى مرّه ثآنيه أصلاً تعبت وعورتني رقبتي

فدوى: وأنآ كم مره أثلاً أشوفك يآثنـد ... أف منكــم أف
قآلت – أف – سآخطـه غآضبه ولكنهآ مهزوزه بآكيه بعيون دميعه ترمقهم بـ كره إثر تسبههم في فشـل كل مآقضوآ سآعآتهم الطويله الفآئته في محآوله فعلـه ..

سآلي: وشو ذآ إللي تسوونه !
فدوى: ثند كآن يمكيجنـي , ثآر له ثآعه يرثم خط الأيلآنير فوق عيني وإنت دخلتوآ فجأه وإخترب كل شيّ عآآآآآآ شوفوآ كيف الخطّ طلع فوق حوآجبي عــآآآآآ
سآلي: ههههه من جد !! سند من الفضآوه يعني !
سند: مآخذ إجآزه

إنتفض صدر سآلي بضحكة فآتره غير مُصدقّه تنظر أصآله على يسارها تشكوهآ بـ إبتسآمه: شوفي بنتك وسوآتهآ

تقدمّت أصآله رآفعه بـ إبنآن إبهآمهآ حآجب فدوى إلى مآفوق بروز العظم رآغبة في تفحّص مآفعل سنـد تنر لون الظلّ الورديّ البرّآق فوق جفني صغيرتهآ مطبقة الفمّ بـ إبتئآس هآزه رأسهآ نفيا بقلّة حيله هآمسه: إنتي وبعدين معك يآبنت
إتسعت عيون فدوى ببرآءه لآفظة بصوّت مضخم تذب عنهآ التهمه: وآلله وآلله مآطلبت شيّ هو إللي جآني بنفثـه

من فورهآ أصآله إنتقل نظرهآ المندهش لـ سند إللي أومأ رآسه إيجآباً بـ إبتسآمه مرهقه مردفه: إي أنآ إللي طلبت أقعد معهآ شويّ
أصآله: تقعد معهآ إيه مو تشغلك كوآفير قآعد تزيّن وجههآ .... ورينـــي بسسس أشــوووف
قآلت الأخيره موجهّة لـ فدوى بقهر سآحبه من علبة المنآديل المبلله إللي قآربت على الإنتهآء نظراً للكم الهآئل من الإستهلآك المتجلّي في كومة المنآديل الملقآه على طآولة التسريحه وبـ الأرض من تحتهم والملطخّه بـ اللون الأسود أغلبهآ الشيئ إللي أظهر معآنآة سنـد في رسم الآيلآينر فوق جفن فدوى !

فدوى إللي صآحت رآفضه مبعده وجههآ الصغير منتفخ الوجنتين المتوردّه نفورا من قبضة أمهآ على ذقنهآ الصغير قآصدة تثبيت رأسهآ بغرض مسح وجههآ بآلمنديل القطني المبلل إلى أن إختفت بعض الآثآر الملونه لتلفظ أصآله بغيظ من بين أسنآنها المطبقه: بنت قليلـة الحيآ صــدق

تقوس فمّ فدوى للأسفل مكتفة السآعدين بوجه منكمش التقآسيم إفتعآلاً للزعل إللي مآ أثنى أصآله عن أمرهآ الجآف: يلآ أشوف روحي غسلي وجهك
نقزت عن مكآنهآ ضآربة الأرض بقدمهآ الصغيره صآئحه بسخط قبل أن تتوجه للحمّآم – بـ الكرآمه – الملحق بـ الغرفه: أثلاً أثلاً اليوم كمآن بنآم بغرفة ثنــد , هو إللي قآل وأنآ موآفقـه ومآحـد له دخـــل .. هـــــه

إتسعت عيون أصآله بدهشـة لـ سند المبتسم بوجه ذآبل مرهق: خليهآ مآعليــه
ضآقت عيون أصآله إستنكآراً من بعد قوله سآئله بـ تشكك أن شيئ مريب بـ الموضوع وبحآلته الظآهره إجمآلاً: شفيك يآسنـد ! وليش مآرحت الشغل بعد صارلك كم يوم !
سند: مرهق شويّ
أصآله: ولآ عشآن خلآص أبوي بدآ يدآوم !

إرتفعوآ كتفيه عفوياً بـ فمّ مطبق أن مآ بـ اليدّ من حيلـه لتنسحب سآلي من فورهآ مستأذنه بهدوء تآركه لهم الإنفرآد ليردف هو قبل أن تبدأ هي بقذف كلمآتهآ المندفعّه وإللي أنبأت بهآ مسبقاً ملآمح وجههآ المنفعله أن تجلس أمآمه مكآن فدوى بعدمآ جلس هو مقآبلاً لهآ على كرسي منفرد ذآ قآعده نيكليّه دورآنيّة الشكل رآفعاً فوقهآ قدميّه لينفرجوآ لآ إرآدياً سآقيه لآفظاً بهدوء: أبيك بشيّ

أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً سآحبه بيديهآ فستآنهآ البيتي أخضر اللون الدآكن من تحتهآ قبل أن تجلس هآمسة بـ تخوّف: خيــر !!
جآوبهآ بهدوء وهو يمسح بآطن كفيّه ببعضهم خآفض البصر ينظرهم: خير إن شآلله
....: سند ترآك وآلله توترني ومآحب هآلطريقه .. تكلّم فوراً , شفيـه !

مآل ثغره بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره تلآشت بتمرير لسآنه مآبين شفتيه معقب: أبي بس أعرف متى بتخليّن عنك هآلخوف من لآشيئ ؟!

رمقته بنظرة حآده دون أن تلفظ ليكمل هو بذآت الإبتسآمه: آلمهم .. هو بس رأيي بخصوص شيئ معيّن ومآله أبدّ أي دوآفع من ورآه أو أسبآب .. رضيتي فيه بكآمل إرآدتك خير وبركه , مآرضيتي فـ إنتي حُرّه ولا أنآ أبداً أو أحد غيري يقدر يثنيك عن إللي تبينه دآم إن مآفيه خطآ .... والموضوع مبآشرة هو إني مو حآبك تكملين شغل بهآلجريده اللي تكتبين فيها

ظهرت الصدمه فوراً بوجههآ سريع الإنفعآل دون موآرآه ليكمل هو سريعاً فور إستيعآبه دهشتهآ: قلت لك بكيفك أولاً وأخيراً .. برآحتك صدقيني مآرح أرغمك على شي عكس إللي تبينه ... بس حآبب , يعنـي .... بيكون أحسـن

إبتلعت ريقهآ بقوّة سآئلة بـ إندفآع شديد متجهمّة الملمح شآحبة اللون: طيب ليــش .... ليش يعنــي !!!
سألت بـ تسرّع مندفع أدركت من بعده غرآبة موقفهآ لتخفض بصرهآ المتوتر والمشتت يمنه ويسره قبل أن تكمل بـ تردد متلعثم: يعني . يعـ .. أنآ ..... أنآ غلطـت بشـيّ ؟!
لفظتهآ والخوف يفتك بقلبهآ وظن وحيد أوحد قد احتلّ عقلهآ ..
هل من الممكن أن يكون قد وصل لسند خبر عن حقيقـة زيآرتهآ لمدير تحرير الجريدّه , بسّآم !

سند بنفسه أوصلهآ لمقرّ العمل ولكنه مآدرى عن أصل الزيآره إلآ أنهآ رسميّه لتقديم العزآء فقط لآغير !
من غير المعقول أن يكون بسّآم قد توآصل مع سند وأفضى له بكآمل إللي دآر بينهم من حوار وإلآ كآنت وقعت كآرثـــه .... بنظرهآ فقط !
....: يعني أنآ سويت شيّ غلط ؟!

أعقد حآجبيه بـ خفّه وقد تقوس فمه إستنكآراً وإستغرآباً هآز رأسه بـ حموّ منفعل: أبي أعرف إنتي ليش دآيم مآخذه نفسك وضع إتهآم ! يعني تشوفين نفسك أخطيتي بشيّ يـ أصآله ؟! أنآ نيتـي صآفيه على فكره ولآ قصدت شيّ يمسك إنتي ...
أصآله: طيب ليش طلبت هآلشيّ ؟

سند: مآطلبت , أنآ إقترحت ... ولأني مو حآب الصرآحه إنك تختلطين بـ أيّ أحد بهآلجريده والصرآحه ولآ حتى برآ الجريده .. لو إنك سآلي أو حتى تشبهينهآ مآكآن خفت عليك هآلقد بس إنتي مثل الغصن الهشّ أي شيّ يأثر عليك مو بس تنكسرين إلآ بعد تتهشميّـن ... وبصراحه مآبيك تنضريّـن

....: أنـ ... آآآ بـــس .....
وقف عن كرسيه مقترب خطوه وآحده تجآههآ مبتسم بهدوء لهآ أن تطمئـن تخفيفاً من حدّة توترهآ مشفقاً على هوآنهآ وعجزهآ حتى بـ النطق لو تبريراً دون دآعي ..... هي على عآدتهآ تمآماً لم تتغيّر !
همس لهآ بـ دفئ محب: خلآآص إهـدي .. إنسي كلّ إللي قلته وإستمري قويّه بشخصيتك إللي مآتظهر إلآ على الورق هههه

دنى عليهآ محآوطهآ بذرآعيّه جآذبهآ لصدره متحسس ظهرهآ برآحة يمنآه الحآنيه بآسم: إنتبهي لنفسك يـ أصآله ... خليك قويّه عشآن نفسك وفدوى وأنآ معك ... وآثق فيك وفـ قرآرآتك ورح أدعمّك دآيم بكل إللي تبين

قآلهآ بزيف من ورآء رغبآته الحقيقه متألم نفسياً إثر الخوف الكآمن في قلبه ..
كل مآكآن يبغيه هو أن يبعد أخته عن أي صله يمكن بسببهآ أن تصلها بـ أي فرد من أفرآد آل نآصر عبدآلله وإن كآن بسّآم .. إلآ أنه يدري وتمآماً عن الظلم الكبير إللي طآله ..
حيث أنه الشخص المغدور بطيبته , المستغـلّ والمستغفـل .. هو أبداً غير مذنـب إنمآ ذكرى أخوه آدم وفعلته النكرآء الشنيعـه هي أكثر إللي يمعضـه ويمغصـه ..

تعلقّت بمرفقيه رآفعة رآسهآ تنآظره بعيون مترقرقة بدموع الخوف والتوجسّ إذ أنهآ أحسّت إحسآس غريب موحـش .. غير محـدد وأبداً غير مستسآغ ..
سألت بـ بهوت متردد: سنـد شفيــك !! فيـك شيّ غريب أحسّ

مسح على رأسهآ ثلآث حآنيّه ثم أردف بـ إبتسآمه: مآفيه تطمنّي , بس أبيك تنتبهين زين لـ فدوى ولآ تخلين أبدّ بـ الإتفآق إللي سويته مع أهل أبوهآ .. مغير يوم وآحد بـ الإسبوع تروحه تشوف جدآنهآ غير كذآ لآ .. وممنوع البيآت ولآ تخآفين عليهآ من عمّآنهآ حتى ذآك الخكري النعوم سميي
....: ههههه قصدك سنـد
سند: وللي يعآفيك , يمغصني بطني بس أتذكر إنه سميي .. وبعد لآتخآفين عليهآ من سآلي ومآلك مع إن ثنينهم يبيلهم إعآدة ضبـط بس مآشي
أصآله: هههه لآيسمعونك

سند: بآخذهآ اليوم عندي , أحس صآر لي كثير مآقعدت معهآ أبي أعلمهآ كمّ درس بمآ إني فآضي
إنشد فمهآ المطبق بـ إبتسآمة إمتنآن صآدقه أردفت من بعدهآ بـ وهن وقلة حيله: حتى لو مآبغيت غصباً عنّي هي بتسوي إللي تبيه

....: خلثتـــــوآآآ !!
إلتفتوآ ثنينهم للبآب المنزوي بـ الغرفه وإللي أطلت هي منه برأسهآ المدوّر تنظرهم ببرآءة سآئله: مخليتكم ثآعـه تتكلمون طفشت من الحمّآم هآآآ أطلـع ولآ بآآقــي ؟
مآقدرت أصآله الآ أن تشد من فمهآ المطبق بائسه في حين لفظ سند جآهراً بـ إبتسآمه: جآهـزه يلآ عشآن التنظيـف !
سألته أصآله من فورهآ مستفهمه: أي تنظيــف ؟!!

تكفلّت فدوى بـ الإجآبه بعدمآ أسرعت رآكضه حآضنه سآق سند اليسرى صآئحه بـ حمآسة وإندفآع: ثنــد اليـوم بينظـف غرفتـه وأنآ بنظــف معآآه ونآآآثـــه
أصآله: هههه الحين متونسه هآلقد عشآن بتنظفيـن

أومأت فدوى رأسهآ إيجآباً مرآت متتآليه وبقوّه موسعّة العيون الصغيره البآسمه تكآد تختفي بسبب إنتفآخ وجنتيهآ بآللحظـه إللي فركش فيهآ سند بـ أصآبع يسرآه شعرهآ العسلي الكثيف دورآنيّ القصّه حول عنقها: يــلآ أجــل , روحي علمي الشغآلآت خل يطلعون أدوآت التنـ .............

وقبل ان يكمل كلمته حتى سفهته رآكضه خآرج الغرفه دون سمآع المتبقي ليلحقهآ هو بخطى هآدئه بعدمآ تحسس أخيراً بيمينه الذرآع الأيسر لـ أصآله طآبعاً قبلة التقدير الهآدئه فوق مفترق شعرهآ الأسود النآعم لتتم هي مكآنهآ جآلسة ترقب إختفآءه وبوجههآ إبتسآمة بلهـآء !


/
/



عفوياً .. سقطـت أنظـآره على البآب المقآبل له مبآشرة فور إغلآقه للبآب إللي توّه وخرج منه لتتبدد الإبتسآمه الهآدئه بـ صدق لأخرى تظهر محبطـه مطبقة الشفتين آسفـه !

خطآ خطوآته القصيره المتثآقله متوقف أمآم البآب إللي طرقه بـ العقله الثآنيه لوسطآه اليمنى ثلآث قويّه إنتظر من بعدهم الجوآب إللي وصله إيجآباً بصوت يظهر بعيد: إدخــــــــــــــــل

قآلتهآ بصوت جآهر وآقفه أمآم مرءآتهآ الطوليّه مستعرضه جسدهآ الملفوف بروبهآ الستآني بنيّ اللون الدآكن رآفعه شعرهآ القصير دورآني القصّه أعلى عنقهآ وأسفل شحمتي أذنهآ بقبضة يسرآهآ ليرتفع كآملاً أعلى رأسهآ متسآقطا منه خصلآت متفرقـه عشوآئيّـه ومآسرع مآنحلّ كآملاً من يدهآ لآف وجههآ أول مآستقرت عيونهآ بـ عيونه من إنعكآس هيأته بـمرآيتهآ أمآمه عآقدة الحآجبين إستفهآماً سآئله: سنــــد !

جلس على طرف سريرهآ مستند برآحته اليمنى المبسوطه على مرتبته الوثيره مرخي الجسد تتأملهآ عيونـه الفآحصـه .. هي شبيهتـه من الإنآث .. تمتلك ملآمح دقيقـه حآده تظهر ومن النظره الأولى مدى قسوتهآ وجفآءهآ وربمآ شدّتهآ في التعآمل ..

حتى بنظرة العين , هي غير مُريحـه .. بـ خلآف مآلك إللي يشبهه حدّ التمآثل والتطآبق إلآ أن نظرته مختلفـه .. فهو من عيونه فقط يظهر شخصيّه حزينـه كسيره منهزمـه .. وهو العلآمه الفآرقه بينهـم ..
إرتفعوآ حآجبيه بحركه عفويّه سريعه مستحضر شتآت ذهنه وإنتبآهه إللي فقده لثوآني خآطفه مبتلع ريقه مردف بـ هدوء تحت أنظآرهآ الدقيقه المتفحصّه بـ إرتيآب شآده على جسدهآ النحيل شقي روبهآ الستاني المغلق والمربوط خصره ..

....: تحدد زوآجك خلآص
شدت فمهآ المطبق بـ قلة حيلـه .. التعبير المبتئس إللي ظهر بسببه الخط القوسي بذقنهآ المثلث زآفرة نفس عميق أردفته بـ رخآمة صوتهآ جآلسه بـ جوآره: إي أخيراً ... مآبغينـآ ههه
إنشدوآ شفتيه بـ إتسآمه قصيره مرهقه مآسرع مآختفت معقب من بعدهآ: مآيحتآج أوصيّك على سهـل ... يآلله يآلدنيآ , بدآل مآ أوصي الرجآل عليك أوصيك إنتي عليه
...: ههههه ظآلمني

نآظرهآ على يمينه وبسرعه أخفض بصره موقع قدميه الممتده أمآمه مردف: سهل عكسك تمآماً يآسآلي .. هو هآدي ومنضبط وصبره صبر أيوب فـلآ تفهمين هآلشيّ غلط , يعني لآتفسرين صبره على تصرفآتك إللي مآحد غيره أتوقع انه ممكن يتحملهآ هذآ إن قبلهآ أصلاً بـ الأسآس .. لآتفمين إنه ضعف منه أو سلبيّـه .. أنآ بحيآتي مآشفت رجّآل بقـوّة سهيـل , طبعاً قوّة عقلـه وإرآدته وتحكمّـه فيهـم .. قوّه أنآ نفسي فآقدهآ فلآ تتمآدين

....: كلآمك غريب
....: مو غريب , كلآمي صدق وإنتي تدرين
....: أدري , بس ليش تعيده عليّ !
....: أذكرك , وأبشري إنهآ المرّه الأخيره
رفعت سآقهآ اليسرى مثنيه تحتهآ مبدّله من وضع جلوسهآ لتصير مقآبله له بوجه آخذ في التجهّم بعآدة إنفعآلآتهآ السريعه المحمومه وإن كآنت بـ الإستغرآب سآئله بـ خفوت: شقصـدك ! شلون يعني التذكير الأخير !

وقف عن مكآنه ثآني نصفه العلويّ للخلف قآصداً فكّ التصلّب بـ عموده الفقري مردف: أبـدّ ولآ شـيّ
وقفت بدورهآ هي مقتربه منه وبعيونهآ الضآئقه شيّ من التوجس هآمسه: فيك شيّ مآهوب مريحني !
بحركه مبآغته سريعه أقحم أصآبع يمنآه بشعرهآ البنيّ الغزير سحباً عليه بـ التغلغل من بينه وصولاً لمآ ورآء أذنهآ مردف: لآتقسين على نفسـك وعلى الرجّآل .. الحيآه أبسط من تعقيدآت الكتب إللي مخليتهآ مرجع لحيآتك وكلّ تصرفآتك ....... إنتبهي على نفسك

ثبتت مكآنهآ مذهولة الملمح الأبلـه غير مستوعبه كلمآته الهآدئه والمغزى من ورآئهآ حيث أن سند أبداً مآيلفظ إلآ بـ المحسوب من الكلمآت الحآمله بين طيآتهآ ألف مغزى ومغزى إلى أن غآدرهآ طيفه بهدوء مآثل هدوء إغلآقه للبآب من ورآءه !

البآب إللي خرج منه شبه مطمئن بعدمآ أوشكت مهمته على الإنتهآء ومآتبقى له إلآ القليـل ..
القليل إللي يدري أنه تمآماً قآبع خلف هآلبآب إللي طرقه بهدوء لآفظا بصوت جهوريّ جآف النبره: مآلــــــك
إنتظر لثآنيه وآحده فتح من بعدهآ البآب وعيونه تنتقل وبسرعه بين الأركآن والمسآحآت الفآرغه من وجودهـ ..
غرفته كآنت الأكبر حجماً , كآنت بمثآبة جنآح كآمـل ..

صآله فسيحـه مجهزّه بكل مآيرغب هو به ويلزمـه أشبه بـ غرف الترفيـه .. فوضويّه ..
شآشه عريضّه فوق طآوله زجآجيّه دآخل دولآب خشبيّ أسود اللون محتل جدآر كآمل مصنف لـ رفوف حوت بعضهآ كتب غير مقروئه إطلآقاً .. ورفوف أخرى عليهآ تحـف وتذكآرآت وأغلبهآ كآن موديلآت سيآرآت وطآئرآت ودبآبآت وسيآكل وهو الشيئ الوحيد إللي يثير إهتمآمه ...
وصلآت متعدده وأسلآك متفرعه بـ كلّ مكآن من جهآز البلآيستيشـن وإسطوآنآته الملقآه بـ إهمآل في كلّ مكآن ....

رفّ جآنبي أخير إحتوى ثلآجـه سودآء اللون صغيره تحتوى على مشروبآت غآزيّه وزجآجآت ميآه معدنيّه !
غرفة نوم وآسعـه كآنت أكثر ترتيب نظراً لعدم إلتزآمه بـ النوم فيهآ غآلباً .. ملحقـه بـ حمّآم فسيــح وآســع به مسبـح غآئر العمـق ... وغرفـه أخرى مرآفقـه أصغر حجماً كآنت الخزآنـه !

نفخ بـ عمـق بعدمآ لفظ ندآءه الثآني الأشدّ لـ إسمـه دون جوآب ليحسّ بـ الشيئ الصغير إللي تعلق بـ سآقه شآده بنطلونه بقوّه قصداً للفت الإنتبآه: مآلـك مو هنـــآ
نظر أسفله بـ إبتسآمة وآسعه مفركش بـ أصآبع يمنآه شعرهآ سآئل: وينـه يآلسـوسه علمينـي !
....: اليوم الجُمعـه , مآلك في النآدي يثوي الريآضـه

إنفغر فمه الفتحه القصيره إستيعآباً لعآدة مآلك اللزميّـه بـ دوآمه للصآله الريآضيّه يومي الإثنين والجمعـه سآعتين متوآصله من العآشره مسآءاً للثآنية عشـر منتصف الليـل !

أجفله شدّهآ لبنطلونه من الركبة اليسرى موسعّة العين ببرآءه: يلآ مآرح ننظـف ؟
....: وش ذآ الحمآس فدوى هآنم , كله عشآن التنظيف !
قآلهآ بـ التزآمن مع حمله لها من الأرض محآوطهآ بسآعده الأيسر ذهآباً للغرفـه الأصغر حجماً والأقرب مسآفة لغرفة مآلك إللي أغلقوهآ بهدوء لتعقب هي بصخب: لآ عشآن مره بثتآنث , بنظف معآك وبعدين ننـآم , إثمع إنت لآزم تحكي لي حكآيـه
شدّهآ من خدهآ الأيسر مرجرج رأسهآ يمنه ويسره بآسم: ســــوســـــه



/
/

/
/



أنهت نزول الدرج وآقفة أمآم النآفورّه الجبسيّه المفعلّه لتظهر كمآ الفوآحه يتصآعد منهآ الدخّآن المعطّـر وتمتلئ مويتهآ بـ الفقآقيع الملونـه ثم تفقـأ ..

مررت أصآبعهآ النحيلـه مبللة أطرآفهآ من الأظآفر الطويلّه المعني بهآ عنآيه جيدّه والخآليه من الطلآء مخلّه بـ ثبآت وريقآت الورود الطآفيه على سطـح المويه مفرقه جمعـهم بـ أصآبعهآ المبتلـه إللي رفعتهآ عن المآء وبوجههآ إبتسآمة سلآم هآدئـه لتقآبلهآ – صآفي - العآمله إللي توقفت خطوآتهآ سآئله بـ إهتمآم بآلغ عن رغبتهآ بـ أي شيئ لتقوم هي بـ التلبيه: إبغى شيئ مآمآ دآرين !

رفعت رأسهآ عن المويـه المتبدل ألوآنهآ لتستقر عيونهآ البآسمه بعيون العآملـه المستفهمه للحظآت مآزآدآت العآمله الآ تخوّف حيث أن دآرين وبهيأة السلآم الدآخلي الطآغيه على مظهرهآ الخآرجي أبداً شيئ غير معتآد هو في الحقيقه شيئ مستحيل تحقق من بين قآئمه مستحيلآت طويلـه خآصه بدآرين !
أعآدت سؤآلهآ بـ تردد وضح فيه التخوّف إثر نظرآت دآرين المطوّله بصمت مريب وإبتسآمه هآدئه أكثر ريبه: إبـ .. إبغى شي .. مآمآ دآريـن !!

هزت رآسهآ نفياً بذآت الإبتسآمه السمحـه مقتربه منهآ بهدوء متلمسه ذرآعهآ بـ حنوّ مردفه: شكـرًا صآفــي

صآفي إللي إتسعت عيونهآ بصدمه ألجمتهآ وسمرتهآ لتتم وآقفة بمكآنهآ تنظر ذرآعهآ بعدمآ أبعدت دآرين يدهآ المتحسسه لها فآغرة الفمّ بعدم تصديق للحظآت من بعد خروج دآرين من البوآبه الدآخليّه الرئيسيّه لتزفر نفس مقطوع أشبه بـ الكحـه المبحوحه مبتلعة ريقهآ الجآف !
صور متفرقـه غير قآبله للتجميـع !

إبتسآمة دآرين وسمآحة وجههآ الفآتن الخآلي ولأول مرّه من جميع مسآحيق التجميل .. لمستهآ الحآنيّه وكأنهآ أمّ متلمسّه ذرآع صغيرهآ بمنتهى الرفق , نبرة صوتهآ الهآدئ وشكرهآ الغير معهود إطــــــلآقاً !

رمشت بتوآلي محتدة النظره المذهوله تنظر البآب الرئيسي الموآرب بفتحه صغيره من بعد خروجهآ وذهنهآ في مرآجعه سريعه لأحدآث المشهد القصير المنتهى بـ جملة " شكـراً صآفي " !
صافي اللي بسطت يمنآهآ فوق صدرهآ خآطيه خطوآتهآ المتقآربه والمتسآرعه صوب المطبخ على عجلة لإخبآر زميلتهآ الأخرى العآمله عمآ حدث حآثه نفسهآ أن تعيـد التركيز وتنتبـه , هل مآقآبلتهآ توّآ هي دآرين فعلاً أم تغريــد !

هآلتصرف أقرب مآيكون لتغريد أبعد مآيكون عن دآرين !

دآرين إللي دفعت بآب الملحق الزجآجي مآرّه فوق أرضيته الأبلكآج البنيّه المؤطره على الجآنبين بـ الزروع الخضرآء الطبيعيّه رآفعة رأسهآ للأعلى تنظـر القفصين المتقآربين والمتدلين من فوق غصن سميك لشجره يصدح منهم صوت عصفور وآحد برغم كثرة عددهم .. يظهـر أنه الوحيد المستيقظ بمثل هآلوقت المتأخر ..

دفعت بـ هدوء البآب الخآص بـ مكتبه تنظر مآخلفه بـ تحفّـظ إلى أن سقطت عيونهآ على الجآلس فوق كرسي مكتبـه مرتخي الجسد مغمض العينيـن في غفـوه ...
تركت البآب الزجآجي ينغلق ببطئ من بعد دخولهآ متقدمـة الخطى تجآهه إلى أن وقفت هآمسه: وآئـــل !

من فوره تفتحت عيونه بهزّة رأس منتبهه وكأنه كآن سآبحاً في بدآيآت الغفوه وهي من أنبهته ..
ينظرهآ بـ إستغرآب مقطّب الحآجبين للحظآت أغلق من بعدهآ عيونه وبآلقوّه مآسحاً وجهه بكفيّه زآفراً بعمق نافضاً عنه تأثير غفوته لآفظاً بهدوء: هـلآ دآريــن ... آقعــدي

هزت رأسهآ بـ - لآ – خفيفه , مطبقة الفمّ بـ إبتسآمة هآدئه أردفت من بعدهآ طلباً: أبي أكلم ميسـم شويّ .. ممكــن ؟!
إنشدوآ كتفيه عآقد الحآجبين بتفآجئ لتكمل هي بعد إدرآكهآ لـ إستنكآره: لآتخـآف , مآرح أئذيهـآ هههه أبي بس أتكلم معهآ وتعآل معي إذآ تبي

قوس فمه المطبق هآز رأسه نفياً معقب بـ عفويّه: لآ أبـدّ .. شدعـوى , هي بـ الغرفه دآخـل

أومأت إيجآباً بذآت الإبتسآمة المشدوده دون أن تلفظ موليته الظهـر توجاً للبآب الآخر إللي دخلته مستكشفـه مآ ورآءه ولأول مرّه ...

تخطتـه متحسسه بـ أطرآف يسرآهآ حوآف الطآوله الخشبيّه بـ المنتصف وصولاً للبآب الأخير المغلق وإللي طرقته أولاً ثم دخلت سآقطه عيونهآ على مآتوسّط الغرفـه بـ كبر حجمه إتسآعاً وإللي مآكآن إلآ السرير المنخفض إللي تمددت فوقـه ميسم شآبكه يديهآ فوق بطنهآ تنظر السمآء الصآفيـه الخآليـه من نجومهآ الهآربـه ...

فور مآهمست دآرين إسمهآ بهدوء فور مآنآظرتهآ هي أولاً نظرة إعتيآديّه متنبهه لمن نآدآهآ ومآسرع مآتبدلت هآلنظرة لإشتدآد إستغرآبي تنآست من بعده وضعهآ العآجز وهي تتحآمل على سآعديهآ رآغبة في الإستقعآد لتلحقهآ دآرين سريعاً مقدمة لهآ المسآنده أن تستقيم جلوساً مسندة الظهر لخلفيّة سريرهآ دون أن تعترض ميسم بدورهآ قآبلة مسآعدتهآ لآفظة بـ همس خآفت: هـــلآ دآريــن , شلونــك !
جلست بجوآرهآ مطبقة الفمّ المشدود مومئة برآسهآ إيجآباً أنهآ بخير دون أي جديـد ...

للحظآت من الصمت المطبق مآدرت ميسم شلون تتعآمل مع الموقف الغريب عليهآ تشهده ولأوّل مرّه .... وكذلك الثقيل وقعه على نفس دآرين المقدمـه عليه كذلك ولأول مرّه !

آثرت ميسم الصمت تآركتاً برآح الوقت لدآرين أن تستجمع فيه مآ أقدمت عليـه وإن كآن سيؤذيهـآ دون إحترآز منهآ وإحتيآط ...
دآرين اللي لفظت أخيراً بصوت خفيض شبه هآمس برأس مطرق للأرض: سآمحينـي يآميســم

إشتد تفآجئ ميسم غير مستوعبة مآلفظت به دآرين توّاً لترد دآرين مكمله ببصر منخفـض للأرض خجلاً أو إنكسآراً مآتوصلت ميسم بعـد لحقيقة إيحآءه إلا أنه أوحى جلياً بـ فيض الرضوخ والهوآن ..
....: سآمحينـي يآميسم وحللينـي من كل أخطآئي فيـك

ميسم إللي تعلقّت عيونهآ أولاً بـ وآئل إللي وقف مجآوراً للبآب مقطب الحآجبين إستنكآراً شديداً غير مصدّق مآلفظته دآرين متوجساً من ورآءه سوء النيّه ..
إبتلعت ريقهآ مخرجة طرف لسآنهآ مآبين شفتيهآ قبل أن تعقب بـ توتر: شفيك دآريــن ... وش قصدك مآفهمـت

دآرين: بس أبيك تسآمحينـــي ... تكفيـن .... مستعدّه أسوي أيّ شيّ الحين بس أسمع منك السمآح
هرول وآئل صوبهم مآد يمنآه لرأس دآرين المكشوف مقحم أصآبعه بشعرهآ الأشقر قآصداً أن ترفع له بصرهآ سآئلاً بـ تخوف شديد الإهتمآم بعدمآ أثآره كلمة وآحده صرحت بهآ عن عمق أسآهـآ وتحطمهآ النفسي تتوسل ميسم السمآح لفظاً بـ - تكفيــن - , الكلمه الغير مدرجـه أبداً بقآموسهآ على الإطلآق: دآرين شفيـــك !!

جآوبته دون أن تنظر له بذآت الوهن الإنهزآمي العآجز: سآمحني إنت بعـد يآوآئــل ... يشهـد آلله إني أحبـك .. إنت الوحيد إللي كنت تدري وشهو إللي أحسّه ولآ تلومني وإنت إللي أبداً مآتخليّت عنـي ... حللنـي من كل أذى أذيتك فيه يآوآئل آلله يخليك

جلس على ركبتيه فوراً أمآمهآ محتضن بيديه يديهآ هآمساً لهآ بـ حنو أخوي رقيق: محللــك وآلله بدون لآتطلبين هآلحــلّ .. مسآمحك يآدآرين ... نفسي رآضيه عنـك وقلبي مآهوب غآضبن عليـك .... تطمنّـي يآبعــدي

إشتدت عقدة حآجبيه من سحبت يمنآهآ من بين يديه مكورّة فوق فمهآ المنطبق جبراً بمقآومة قآسيه ألآ تنهآر بآكيه ...
ينظر بـ ألم بآدي لخطوط جبينهآ المتجعد واعتصآرهآ لعيونهآ البآكيـه , التقوس أسفل شفتيهآ أعلى ذقنهآ .. رؤيـة العظيم المتجبّـر مقهـور النفس كسير العيـن مُـذل ومهآن , مثيرة للتوجّــع ..

نآظر بـ ميسم متجهمة الملمح الشآحب خوفاً على دآرين وقلقاً من حآلتهآ ثم رد نآظراً لهآ متحسساً ظآهر كفهآ الأيسر بـ حموّ أمدهآ بـ الحرآره قآصداً تهدئتهآ: ششششش ... بس خلآص , إهدي ... شفيك يآقلبي علمينـــي

نطقت بصوت مخنوق إثر غصّة بحلقهآ ضآعفت من ألآمهآ مآنعتهآ من لفظ كل مآفكرت به لسآعآت وإختصر بجملة وآحده مقتضبه: بــس أبيكــم تسآمحونـــي ..

دون إنتظآر من بعد مآ أفضت به دآرين , مآلت ميسم بنصفهآ العلوي محتضنه جسد دآرين من جآنبهآ الأيسر دآفسة وجههآ بشعرهآ الأشقر متحسسة بيمنآهآ ظهر دآرين بـ حنـوّ دآفئ: مسآمحتـك يآدآرين وآلله مسآمحتـــك ... إنتي أختي الكبيره لو إنك مآتبين هآلشيّ بس أنآ أبيـه , لآتقسين إنتي عليّ وخلينآ نقرب من بعـض ... محللتك من كلّ شيّ وآلله لآينشغل بآلك

شهقت مخآطهآ السآئل شآده شفتيهآ المطبقه بمقآومة قويّه لعجزهآ النفسي والجسدي هآزه رأسهآ إيجآباً مرآت سريعه متتآليه مآسحه ببآطن يمنآهآ أسفل فتحتي أنفهآ رآفعة أرنبتهآ الدقيقـه لمآ فوق وهي تشهق بآسمه بـ حُـزن عميق وآضح: هههه خلآص أنآ كذآ إرتحـــت
وآئل: شفيك يآدآرين علمينـي

تحسست ظآهر اليد اليسرى لميسم المحآوطه كتفهآ بـ تملس حآني وهي تجيبه بذآت الإبتسآمه: مآفيه وآلله , بس كذآ حسيت نفسي محتآجه هآلشيّ
رمقهآ بنظرآت تحتيّه متشككه سآئلهآ الصدق بـكلآمهآ: متأكــده ؟!

أمسكت بيدّ ميسم طآبعة فوق ظهرهآ قبلة سريعه ثم أنزلتهآ وآقفة عن السرير لآفظه بـ وجه يظهر فيه الإرتيآح: إي متأكـده .. لآينشغـل بآلـك ..

قآلت قولهآ سريعاً حآنية الجسد قبل أن يقف وآئل لتفآجئه بقبلتهآ العميقه فوق رأسه منصرفـة عنهم بعدمآ أردفت بهدوء بآسمه: تصبحوآ على خيــر .. تآركتاً له وميسـم بحآلـة من الذهـول المطبـق والغرآبة والعجــب ...




/
/

أنزل حقيبته الريآضيه ذآت الحبلين الرفيعين عن كتفه الأيسر بجوآر بآب جنآحه قبل أن يفتحه متذكر الرسآله الوآرده له من قرآبة السآعتين الفآئته ولم يلحظهآ إلآ لتوّه بعدمآ توقف بسيآرته الحمرآء الريآضيّه أمآم البوآبه الدآخليّه لبيته قآصداً معرفة الوقت إللي أشآر للثآنيه بعد منتصف الليل وتحته تنبيـه رسآله وآرده بمحتوى قصير مآكآن إلآ " حآول ترجع بدري , أبيك "

تبدلت وجهته من بآب غرفته إلى بآب الغرفه المجآوره له طآرقهآ بهدوء طرقتين ادار من بعدهم أكرة البآب النيكليّه المكورّه لينفتح البآب بهدوء مآط من خلاله رقبته بـ حذر وترقب إلى أن إستقرت عيونه على ذآك الجسد النحيل وآسع الظهر عريض المنكبين فآرع الطول المتسبب في امداد سآقيه خآرجاً عن محيط السرير وإطآره ..
مآزآل على عآدته الغريبه ينآم بعرض السريـر !

أعقد حآجبيه إستغرآباً من لمح ذآك الظل الأسود لقدم صغيره مرفوعه فوق خصـر الجسد نحيل البنيه طويل القامه !

ترك البآب مفتوحاً من بعد دخوله الفتحه القصيره مقترب للسرير بـ حذر على أطرآفه متنبهاً لعدم إصدآر أي صوت أو حركه وآضحه قآدره على التسبب بقلق كلآ النآئميـن ليفآجئ بذآك الجسد الصغير القصير الممتلئ وهو نآئم في أمآن وسلآم بحضـن الثآنـي إللي حآوطه بكلآ ذرآعيه ضآمه لصدره مخفي رأسه كثيف الشعر العسلي بـ حضنه مسند هو بدوره أسفل ذقنه فوق ذآك الرأس الصغير ..

الرأس الصغير إللي مآكآن إلآ رأس إبنة أخته الصغيره هآمساً إسمهآ بـ خفوت فآتر مندهش: فــدوى !!
فدوى إللي كآنت غآرقه في سلآم النوم وأمآنه متنعمة بدفئ حضـن خآلهآ الكبر محآوطة خصره بـ إحدى سآقيهآ القصيره إللي لفت وسطـه لتظهر قدمهآ الصغيره البيضآء النآعمه حآفيه مصدّره بوجه ذآك الوآقف متفآجئ !

نآظر على يمينه الإضآءه السهآرّه الزرقآء الخآفته المتدليّه من أبآجوره نيكليّة القوآم ثم ردّ ينآظر إلتمآم الجسدين متبآيني البنيّه حول بعضهم ليقرر أخيراً الجلوس على طرف السرير وورآء ظهر النآئم مبتسم على وضعهـم متخيّل مدى معآنآة أخوه إللي قآسآهآ إلى أن نآمت فدوى أخيراً بهآللإستسلآم التآم ..
معآنآته إللي مرّ فيهآ بحيآته مرتيـن وحيدتين تذكـر ..

فدوى طفلـه ثرثآره , كثيرة الأسئلـه والإستفسآرآت حتى على توآفه الأمور وإن تركت لهآ الحبل كرت حتى آخر البكـره إلى أن تنحلّ تمآماً وتربط حول رأسك أنت !

دآرت عيونه البآسمه بـ سقف الغرفه وأركآنهآ ثم أرضيتهآ العآبقـه برآئحة المعقم المميزّه بـ الليمون المنعـش ..
الغرفه جداً رتيبـه ومنسقّـه ذآت مرآيآ متلألأه دون حتى أي أثر لـ بصمـة من بصمآت الأصآبع العفويّه عليهآ ..
كل مآحوله يبرق ويشـع ..

إلتوى فمه يمنه مستشعر غرآبة شيئ مآ إستدل عليه للحظـه ليتم متفحص الثوآبت والجمآدآت من حوله علّه يحصل على الجوآب إللى تبين له أخيراً أول مآطآحت عيونه على علبـة السجآئر المغلقـه وبجآنبهآ الولآعّه النحآسيّه جآورهم المطفأه الكرستآليّه تبرق دون وجود أي بوآقي لطفي السجآئر أو أعقآبهآ ..
وصل لهآ أخيراً , الغرفـه عآبقه برائحـة الليمون .. الغرفه متبدله تمآماً عن أوّل مآسكنهآ سنـد وغلغل فيهآ وبكل أثآثهآ ومفروشآتهآ رآئحـة دخآن سجآئره الخبيثـه ..... سآبقـه , والموضوع مثير للريب والتشكك !

بسط رآحته اليمنى وسط ظهر النآئم متحسسه بشكل دورآني حآني هآمس إسمه بـ خفوت: سنــــد !
سند: .............
بهدوء أنزل سآق فدوى عن خصر سند لتمدد فوق سآقهآ الأخرى الشيئ إللي أثآر شيّ من إنزعآجهآ مخل بـ هنأ نومهآ لتزفر نآفخه بعدمآ إنعفس وجههآ الطفولي وتمت تفرك بقبضة يمينهآ المنتفخه أسفل فتحتي خشمهآ الشيئ إللي أثآر بـ التبعيّه شيئ من إنزعآج الآخر وإنتبآهه لينقلب على ظهره ممدد السآعد الأيسر إللي كآن بمثآبة وسآده أسفل رأس الصغيره ومآسرع مآتفتحت عيونه النآئمه لآخرهآ من لمح وجهه الآخر المطآبق له جآلسا أمآمه بآسم !

أعقد حآجبيه بملآمح متجهمه منزعجه من الإضآءه الزرقآء الخآفته إللي بآغتت عيونه النآعسه ليظلل بسآعده الأيمن فوق جبينه للحظآت زفر من بعدهآ بعمـق مسموع متحآملا على نفسـه للإستقعآد الهآدئ دون أن يخل برآحة نوم الصغيره سآحب بـ رفق سآعده من تحت رأسهآ معتدل بـ جلوسه مقآبلاً بوجهه وجه أخوه سآئلا بصوت مضخمّ إثر النوم: مآلـــك ؟!

همس مآلك بخفوت شبه مسموع: توني أشوف رسآلتك الحين
فرك منتصف جبينه بوجه مُرهق متعب رآغب في إكمآل النوم مردف: كم السآعــه الحين !
مآلك: ثنتين الفجـر

فرك سند محجري عيونه بـ بنآن إصبعيه الإبهآم والوسطى اليمنى هآز رآسه نفياً قآصدا نفضه وإستحضآر الإفآقه الكآمله والتركيز: تأخـر الوقت يآخي
....: كنت بالصاله أتمرن وقمت بعدهآ ألفلف بـ السيآره شويّ لين بدت الدوريآت تمرّ وتفرّ جيت حتى بآقي مآتسحـرّت ... وش بغيت , خير ! ولآ نتكلم بكـرآ !

هزّ رأسه نفياً مبتلع ريقه بجفنين مغمضين ووجه عآبس عبوس الإرهآق .. مآبقى من وقته شيئّ يحتمل التأجيـل .. هو ذآتاً على مقربه من المغآدره النهآئيـه بعد قرآبة الـ أربع سآعآت أخرى مقبلـه ..

وقف عن سريره معدل من تيشرته الأبيض القطني بـ أكمآمه النصفيه على جسده وليمآثله الفعل مآلك إللي وقف ليتوآجهوآ طولاً متسآوي .. متقآبلي الأعين للحظآت من الصمت نهآهآ صآحب النظره الأحد والأشد بصوت هآدئ مطبق يمنآه على اللوح الأيسر لكتف أخيه الأصغر: تعآل نتكلـم تحــت

لحقه مآلك والبلآهه بوجهه خروجاً من الغرفه إللي وآربوآ بآبهآ بفتحه تكآد تكون مغلقـه نزولاً عن الدرج خروجاً للفرندآ الخآرجيّه المشعله بـ إضآءآت خآفته خليط من لوني الأخضر الخآفت والأصفر الذهبي إلى أن ثبتت نظرآته الإستفهآميّه المستفسره عن مكنون المخفي من كلآمه والرآغب في قوله أول مآجلس على وآحد من الكرآسي الخوصيّه طآلبه بـ هدوء ان يجلــس
لينقاد مالك لطلبه جالسا مقوّس الفم إستغرآباً بعفويّه .. يديه في جيوب سترته الريآضيه مفتوحة السحّآب كآشفه عن فنيله ريآضيّه دآخليّه سودآء اللون سآئلا بـ بهوت: خيــر !

....: مسآفـر بكـره ............ اليوم بـ الأحرى يعني , بعد كآم سآعه

أعقد حآجبيه لوهلـه أردفهآ بـ إرتفآع حآجبيه بعدمآ إنحلت عقدتهم موسع العين ببلآهه مآوصله الفهـم أو وصله ومآ إستوعبه ليرد سند مكمل بـ تأكيد أوضح وأفهم: طيآرتي السآعه ثمآن الصبح إن شآلله .... لـ مصـــر

أخرج يديه من جيبيه وقد بدآ سريآن الإنفعآل بوجهه إللي إكفهر إعترآضاً حسيّاً سآئلا بـ حمو مندفع أقرب للسخط: كيـــف , يعنــي .. شلــــون !! لــيش !!

إرتفع بصره للبلكـون المظلـم المقآبل له بنظرة دون معنـى للحظآت أردف من بعدهآ بـ بصوت محبط مبتئس: إنتهـى دوري هنـآ ووقت أرجـع
إلتفت مآلك ورآءه ينظر العدم المظلـم بعدم فهم لمآ كآن ينظر له سند وبشكّل دقيق مطوّل إلآ أنه خآب .. مآقآبله إلآ أشجآرهم الوآرفه وجذوع نخيلهم الفآرعه والسور القصير المحيط ببيتهـم والبنآء الكبير من ورآء السور وإللي مآكآن إلآ ملكيّـة آل معـآذ المآلكـي غآرقه في الظلآم الحآلك !

إبتلع ريقه بـ توتر متلعثم الكلمآت الغير مترآبطه من فجآئية مآسمعه وعلمه أنه اليقين الأكيد حدوثه دون ترآجع من صآحب القرآر أو توآني: سنـ ... يعــ ... , يعني ليش فجأه كذآ ! عشآن أبوي ....... أبـ .. أبوي مآيحتك فيك يآسند , ومآضآيقك بشيّ .... ووو .. وأمّـي , أمّي بعـد .... ليـش ... ليش هآلقرآر !

....: قلت لك إنتهى دوري , مآرجعت السعوديّه بعد مآ اوصلتني إنت للمطآر أول مرّه إلآ لأجل عآمر ومرضـه والحمدلله تشآفى وتعآفى وردّ مثلمآ كآن وأحسـن ... وإنتم كمآن تحسنت أوضآعكم ... إنت ملكتك بهآلعيد بعد رمضآن إن شآلله وزوآجك إنت وسآلي بيوم وآحد بـ عيد الأضحى بعد إن شآلله .. وأصآله مستقرّه بشغلهآ وفدوى بنتهآ مستقرّه معهآ والمؤسسه صآغ سليـــم , فلترتهآ من أي شآئبـه .... زين حآلكم يآمآلك لآتكون أنآني , أنآ عنـدي أمّ .. مريضـه وقآعده بروحهآ وبـ هي بنفسهآ طلبتني أرجع لكم وأوقف معكم وأسآندكم مآ أخليكم فمآيصير , مآيصير بعد مآوقفت معكم أخليّهآ هي بروحهآ .. هيّ أمـيّ , إفهمنـي

....: بـس .... بـ ... إنّآ بعد هنآ نحتآجك , أنآ .... أنآ مغصوب على هآلزوآج وحآس إني بفشل فيه وفشل أكبر من فشلي الأول وأصآلـه ... أصآله بعد متعلقـه فيك أصلاً هي تغيرت تمآماً بعد مآدخلت إنت حيآتنآ أول كآنت دآيم معزولـه وحتى سآلي إنكسر خشمهآ وأبوي إللي كآن متبري منك الحين ضآمك ويبيك ولو إنه مآيظهر هآلشيّ بس إنت تدري إنه مو رآفضك ......... سند جيب أمّك تعيش هنآ

إتسعت عيونه بدهشـه إستنكآريّه تدآركهآ مآلك من فوره موضح بلعثمه متوتره: ءآآآ , أقصد ببيت منفصل بس تعيشوآ هنآ بـ السعوديّه وإنت تكمل حيآتك هنآ .. شغل بـ المؤسسه وممكن زوآج بعــد
قآل الأخيره بـ حسن نيّه وبرآءه إلآ أنه وبلحظة ضآقت عيونه أقصآهم إستنكآراً للحظآت غير مصدق أردفهآ بـ إلتفآتة رأسه لمآ ورآءه ومآسرع مآتوسعت عيونه بصدمه من تدآرك فآحشة ظنه ومجونـه سآئل بـ بهوت شآحب مرتآع: تهـــرب من سهيــــل !!!

انعفس وجه سند من فوره متقاربه حآجبيه إستنكآراً لمآلك وقوله إللي على الرغم من فحشـه إلآ أنه كآن في منتهى البلآهه والسذآجه والغبآء !
....: سند إنت صدق تحب سهيـل !
سند: مخبول إنت !!

....: بلى تحبّـه , تحبّـه حبّ شآذ وتدري إنه مستحيل عشآن كذآ تبي تهج من البلد .. مآتتحمل تشوفه بيتزوج سآلي خلآص مآتتحمـ ..........
....: جــــــــــــــــبّ ولآ كلمــــــــــــه


قآلهآ سند صآرخ منفعل بغضب مستشيط – جـب ولآ كلمه - !
مآلك فعلاً أبلـه بلآهه غير مقبولـه , مآدرى إنه بغبآء ظنه وسطحيته أنه يلقي عليه أشنع الإتهآمآت بـ إنحرآفه الجنسي ومجونه الشآذ تجآه خطيب أخته !
من أوّل وهو على بآله أن مآلك يهزأ به ويسخـر ... – طقطقـه – عآبره بتآخذ وقتهآ وتروح أمآ هآللي يسمعه الحين ! ضرب من الجنون غير مقبول !

وقف نآفخ فحيح غضبه المشتعل قبل أن يتطآول عليه موليّه الظهر ليمنعه مآلك وبشدّه من أطبق قبضة يمنآه القويّه على المرفق الأيسر له مرغمه أن يلتفت إليه سآئله بصوت مغتآظ يظهر معه صرير أسنآنه بقهر يرمقه بـ إستحقآر: تحــب سهيـــل إعتــرف

أطبق فمه بآلقوّة مغتآظ من ضيق عقل أخوه ومحدوديّة تفكيره ..
بآلمرّه الأولى اللي قرر فيهآ يفكّر بـ فطنـه وذكآء , شطـح بـ خيآلآته المريضـه إللي أوصلته أخيراً للشـذوذ ... مآلك فعلاً ذآ ذكآء خآرق , عميق التحليل عبقريّ الإستنتآج !

زفر إستسلآماً أردفه بـ خفوت: أحبّ أخت سهيـل مو سهيـل
إتسعت عيون مآلك بدهشـه لوهلـة أنهآهآ بـ انفغآر فمه مصرحاً بعدم تصديقه ليقآطعه سند بسرعة قبل ان يلفظ مالك اولا: أخت سهيل إللي تشبـه سهيـل بآلسآنتـي وبـ المللي بعــد .. نفس الطول والجسم والوجه والملآمح والعيون ونظرة العيـون بعـد ... نسخـه طبق الأصـل لكنّهآ بنـــت وقبل تتفلســف وتسوّي فيهآ يعننك لمّآح وذكي , وين شفتهآ وعرفتهآ ... هي من أمّ مصريه وكآنت عآيشه بـ مصر .. أبوهآ معآذ ومآيحتآج أقول إن تدريبي الوظيفي كآن بـ مكآتب معآذ المآلكي للمحاماه اللي في مصـر غير إنّآ التقيآ كذآ مرّه بشكل عآبر يعني بس أنآ منجذب لهآ مو أكثر

ضمّ مآلك شفتيه ممطوطه دون أن يصدر صوت الـ - أووو – حآك بـ أطرآف أصآبعه اليسرى مؤخرة رأسه ينظر لظهر سند إللي ولّى عنه مكتف السآعدين ينظر امامه مآعلـى وشهـق ظهوراً من بنآء آل مآلكي .. للحظآت اردف من بعدهآ: طيب علمّهآ إنك منجذب لهآ , يآخ وقسم إنك علّه , دُبّ مآتفهم شيّ , وضعك ميؤوس منّه إنت مآشفت شكلك شلون تنآظر سهيـل !! ذآبحك الحبّ ومنتب دآري ... إسمع إنت أنآ أعرف شلون أطبّق البنآت , هه خبره يآحبيبي مآخليت بنت بآلديره إللي وعلقتهآ .. إسمع كلآمي بس وشف شلو .............

قآطعه سند بوجه مشمئز: اسكت اسكت .. بآلله اسكت وارحمنآ مــن أفـ ...............
قآطعه هآلمرّه مآلك بـ إندفآع: إنت إللي تسكت هآلمرّه .. عآد جيتني بملعبـي
اطبق سند بكلا يديه على كتفي مآلك جآذباً لإنتبآهه إللي تملكّه ثم أردف بعدمآ إستشعر ثبآت مآلك وهدوء حمآسته وإندفآعه: البنــت متزوجـه
إتسعت عيون مآلك بصدمة صرّح عنهآ لفظياً: أوفّ !!!!

سند: ولو إنهآ مو مرتبطـه بـ أحدّ , صدقني أنآ آخر وآحد بهآلعآلم ممكن تفكر هي فيه وإن حصل وفكرت فـ إحتمآل تمآم هآلشيّ صعب إذآ مآكآن مستحيــل ....
مآلك: يآخي وش ذآ التعقيـد , فيه أمّل .. إسمع أنآ مآعندي مستحيل في شيّ , إذآ مخطوبه تحـلّ هآلخطبـه وإذآ متزوجـه تطلـق , عآدي بس أهم شيّ تكون هي بعد تبيـك .... هي تبيـك ؟!

نفث سند بـ ضجـر منزل يديه عن كتفي مآلك معتصر خشمه لمرتين على التوآلي قبل أن يعقب: مآهيب شآيفتني أسآساً .. كنت قدآمهآ قبل لآترتبط وعرضت عليهآ الإرتبآط ورفضت ...... هذي بنت معآذ المآلكي يآمآلـك تدري منو هآلرجّآل ؟! هو المحآمي إللي إلتجأ له عآمر من سنوآت تعدت الثلآثتين .. هآلرجّآل هو نفسّه إللي رفع الدعوه ضدّ أميّ .. هو نفسه الرجّآل اللي قذفهآ بشرفهآ وهو إللي قآل إني إبن غير شرعي من علآقه محرمّه وكلّه لأجل إنكآر النسب وإثبآت التبرئه .. تبرئـة عآمر من نسبتي لـه .... أمي مآهيب مرأة سوء يآمآلك , ولآ أنآ إبن حرآم .... ابوك عآمر التجأ لـ معآذ ومعآذ كآنت هذي شورتـه , تتوقع الحين وبعد كل هآلسنوآت يسلم بنتّـه لـ إبن حـرآم مآله أصل ؟! ههههه إهتمّ إنت بنفسـك وخلي خططك العبقريّه هذي تنفعـك في الورطه إللي تورطتهآ

إبتلع مآلك ريقه الجآف مخرج هوآء رئتيه وبهدوء من فمـه ينظر الأرض بـ حِدّة من هول مآسمعـه , سند فعلاً غآرق في دوآمة من الهموم والألآم النفسيّه دون أن ينهـآر .. أن ينهـزم .. أو حتى أن يشكـو ...

بلل بلسآنه شفتيه ثم أطبقهم مومئ الرأس إيجآباً بتفهم اردفها بغمضة عين هآدئه مستسلمـه إذ أن مابيده حيلـه أن يثنيه عن قرآره الحتمـي ..
القرآر الأسلم لـ سند فعلاً أن يغآدر وإلآ فإن بقآءه مآهو إلآ سبب إضآفي للمزآيده عليه بتمزق روحـه ومضآعفـة أوجآعـه ..

....: سآفر يآسنــد وآلله وكيلـك بس أمآآآنــــه ..... لآتقطـــع الوصــــل

حلم الحياه 21-10-16 08:01 PM

رد: العاطفه والجسد
 
/


فتحت عيونهآ فجأه .. ولآخرهـم متسعّـه ..
أحسّت بـ خفقآن متسآرع وخوف لآمُبـرر ..
إجتآحتهآ الحرآره من حيث لآتدري ..

تبدلّت وضعيتهآ من اللإضطجآع على جمبهآ الأيمن مدده رأسهآ بـ حجر أمهآ المدآعبه نعومة خصلآتهآ البنيّه بـ حنو ورقّه حتى غفلت إلى أن إستفآقت على أذآن الفجـر مرتآعـه ..

الإرتيآع إللي إنتقل بـ التبعيه لأمهآ إللي فرقت مآبين أصآبعهآ بتشنج من أبعدت بنتهآ رأسهآ عنهآ مبآغتة ثآنيه كلآ سآقيهآ تحتهآ جلوساً فوق كنبة المجلـس المرتفعه تنظر الفرآغ من أمآمهآ بـ هلـع وذعر حسيّ تمكن من قسمآتهآ المفجوعه إذ هرب اللون من وجههآ ليصيرّ مصفّر شآحب بآهت ..
سألتهآ بـ قلق بآدي: تغريــد يمّه .... شفيــك !

إلتفتت لهآ بعيون محتدة النظرة الخآئفه مبتلعه ريقهآ الجآف عآفطه ملآبسهآ من منتصف الصدر بقبضة مرتجفه للحظآت إنكسرت فيهآ نظرتهآ إنخفآضاً للأرض بآللحظه إللي إمتدت فيهآ ذرآع أمهآ صوبهآ متحسسه برآحتهآ اليمنى كآمل ظهرهآ بـ هدوء حآني قآصدة تهدئة روعهآ علّهآ رأت بغفوتهآ ما أزعجهآ وأثآر إرتيآعهآ ... بـ النهآيه هم قآعدين يعيشوآ أشدّ أوقآتهم عصبيّه وحـزن وتشتت !

....: إهدي يمّـه وسمّـي بآلله
لفظت بصوتهآ الشجيّ المبحوح وقد تزآيد تنفسهآ بـ إضطرآب يرتفع معه صدرهآ بوضوع ويهبط بقوّه: دآريـــــن

أعقدت حآجبيهآ بـ خفه هآمسه: علآمهآ !
نآظرتهآ بسرعة متلهفّه والخوف بعيونهآ الضآئقه وكأنهآ على وشك البكآء متقآربة الحآجبين مقطبّة الجبين: مدري .. حآسّه شيّ ........ دآريـ .... ءآآ
شدّت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه قصيره هآدئه بعدمآ وصلهآ قصد تغريد مبررة مخآوفهآ الوآهيه بلفظهآ الهآدئ رآغبه في طمأنتهآ: كل ذآ عشآن جتنآ وإستسمحتنآ يعني ؟! دآرين أختك نصفك يآتغريد , أطبآعهآ من أطبآعك .. طيبـه وفيهآ الخير بس مسيكينـه , أثرّ فيهآ إللي درت عنه وإكتمته بقلبهآ طوآل هآلسنين

....: يمّه دآرين متغيّره , فيها شيّ غلط ... حآسه إن فيه شيّ , يعني كذآ فجأه تجي تترجى نسآمحهآ ... تعتذر عن غدرهآ فيني وبآللي وصلتني له من تزوجـت مآلــك .. مآتشوفينهآ شلون كآنت تحبّ يدك ورجولك يمّـه تطلبك السمآح ! هذي مو دآريـــن

....: لآتلومينهآ يمّـه , صعب إللي عآشته ومآحد فينآ دآري عنهآ الكتم يضيق الصدر ويقصر العمـر , ويمكن من بعد إللي صآر بـ عمك فيصل وعيآله حست بنآرهآ بردت ...
مسحت جبينهآ المتعرق منزله سآقيهآ لتستقر قدميهآ بـ الأرض تنظر السجّآد من تحتهآ هآمسه بعزم مؤكد: لآزم أكلمهآ .. لآزم أقنعهآ تبدآ علآج نفسي , لآزم تقتنع إن نفسيتهآ مختربه وعلى مقدر , مقدر أشوفهآ كذآ , من يومين ترقص وتصيح شآمته بـ عمّي وبآللي صآر واليوم جآيتنآ تبكـي وطآلبه السمآح وش ذآ إللي قآعد يصير يمّه وآلله مآنيب متحملّه ..

....: تدرين أن أكثر شيّ تبغضه أختك أن أحد يكلمهآ بذآ الطآري ! تذكرين سوآتهآ من فرضنآ عليهآ العلآج النفسي ! قطّت عمرهآ من الدريشه منتحـره ... وللي يعآفيك يآتغريد لآتفتحين جرآحآت أوّل
وقفت صآئحه وقد فرت الدموع من عيونهآ لآشعورياً: جرآحآت أوّل بعدهآ مفتحّه عند دآرين .. جرآحآتهآ متقرحـه قآعده تفرز قيحهآ وصديدهآ وعفنهـآ .. يمّه مآيتعذب إلآ دآرين مآفي شيّ تسكـــر أصلاً .. كل شيّ مفتوح ... آآآآآآهـــ يآآربــــــــــــي

وقفت أمهآ سآحبه يدهآ بسرعه ضآمتهآ لصدرهآ بـ قوّه وقد لمعت عيونهآ بـ دموع حبيسه أظهرت صوتهآ مهزوز مرتعش مختنق: لآتعوريــن قلبي إنتـي بعد يآتغريــــد

....: قلبك يعورك عليّ وأنآ قلبي يعورني على دآرين إللي قلبهآ من أوّل معـوّر ومكسور ومحطّــم
مسحت الدمعه الخآئنه إللي إنحدرت من عينهآ اليمنى سريعاً هآزه رآسهآ إيجآباً بآلموآفقه والحثّ والتأكيد: روحي يمّه .. إرقي لهآ , خلهآ تقوم معك وتصلّي الفجر توّه مأذن ...
نفخت تغريد من فمهآ المزموم تنظر السقف بـ ضعف وإنهزآم متوسلّه ربهآ الجلآدة واللطـف والسلوآن هآمسه بصوت مجروح مبحوح شبه مسموع: يـــــــآآآرب .......

قآلتهآ مآسحه من بعدهآ خديّهآ المتورديّن حمرّة كبت الإنفعآل بعدمآ حررت أمهآ يدهآ هآزه لهآ رأسهآ إيجآباً مطمأنتهآ بنظرآتهآ الحزينـه الحآنيـه لتشهق هي بعمق مستحضـره ثبآت نفسهآ خآرجه من المجلس وصولاً للمدخل الرخآميّ عند المفترق بين قسم مجآلس الرجآل والحريم وعند النآفوره الجبسيّه المنتصفه المدخل مآبين قسمي المجلس وبين بوآبة المدخل الرئيسيه والسلآلم المؤديه للطوآبق العلويّه لتفآجئ وقتهآ بدخول ميسـم على كرسيهآ المتحرك ووآئـل من ورآئهآ , اللحظـه إللي ثبتت فيهآ حركة ثلآثتهم متبآدلين النظرآت فيمآ بينهم قطعتهآ ميسم بهدوء لـ تغريد: طآلعـه لـ دآرين , أبي أشوفهآ

تقآربوآ حآجبي تغريد بـ خفه إستفهآماً هآمسه: تكلمّت معك دآرين اليوم !
رفعت ميسم رأسهآ لوآئل الوآقف بجوآرهآ متبآدلين النظرآت المتشككه ليجيب وآئل بدلاً عن ميسم: إيه , جتنآ من حول السآعتين وكآنت غريبه

ميسم: مدري تغريد بس حآسه بشيّ غريب , بصرآحه مآنيب مرتآحه
وآئل لـ تغريد: قآعد أهدّي فيهآ وبرضـو على وضعهآ شآكه بدآرين

أرفت تغريد بسرعه: أنآ بعـد مثل ميسـم , حآسه بشيّ والحين كنت طآلعه لهآ
ردت ميسم رآفعه رأسهآ لوآئل محتدّة النظره بـ تخوّف ليعقب وآئل إستسلآماً بعدمآ وقع في دآئرة الشك مآبين الأختين المضطربتين هآمس بـ هـمّ إنهزآمي مُبتئـس: أجـلّ خـلّ نطلـع نشوف

شدّت تغريد فمهآ المطبق بـ أسى في حين إلتوى فمّ ميسم يسره بتفكير متخوّف بآللحظه إللي قوٍسّ فيهآ وآئل شفتيه برفعة كتف عفويّه إنقيآداً لهم محرّك ميسم ورآء تغريد دخولاً بـ المصعد إللي أغلق بآبه الإلكتروني على ثلآثتهم صعوداً للطآبق الثآني إللي إستغرق ثوآني خآطفه قبل أن ينفتح بآبه ويتوجهوآ ثلآثتهم لغرفـه المعنيّه إللي توقفوآ ثلآثتهم عند بآبهآ ليهمس وآئل لتغريد: إدخلي إنتي أوّل شوفيهآ ...

قآلهآ متعذراً لنفسّه ألآ يشوفهآ إحتمـــآلاً مثل سآبقة الأمر دون علم منـه ورغماً عنه بـ عفويّه ودون قصد وهي متفصخّه !

أردفت ميسم من بعد وآئل لـ تغريد مثنيّة على كلآمه: إدخلي إنتي أوّل شوفي وضعهآ إذآ صآحيه وعلميهآ إني أبي أشوفهآ
أومأت تغريد رآسهآ إيجآباً بتفهّم ثمّ أحنت الأكره نزولاً لينفتح البآب بهدوء ولتلتفت هي ورآءهآ بنظرة سريعه للوآقفين بـ الإنتظآر تشوف السكينه بعيون وآئل والقلق بعيون ميسم ..
إبتلعت ريقهآ ضآمه البآب من ورآهآ بموآربه خفيفه ملتفته أولاً للسرير إللي لآحظت فرآغه من وجودهآ فوقـه ..

الإضآءه سهّآره خآفتـه وبجوارها السآعه الجدآريّه المشيره للثالثه والنصف فجرا ..
من أخفضت بصرهآ عن السآعه بـ فم مشدود مطبق الشفتين إلآ وتطيح عيونهآ على إمتدآد الجسد النآئم بـ الأرض وفوق سجآدة الصلآه !

أعقدت حآجبيهآ أقصآهم بـ إستغرآب لحظـي تبدد بـ إبتسآمه هآدئه مقتربه صوبهآ بـ حذر وتوخي ألآ تجفلهآ جآلسة على ركبتيهآ عند رأسهآ متأملـة جمآل وجههآ الصآفي وفتنة ملامحها النقيّه ..
يكسوهآ جلآل الصلآه أبيض اللون بنقوش سودآء صغيره موصول به حجآب الرأس ..
مغمضة العين غآفلـه في أمآن وسلآم ..

أطلقت زفره عميقه شرحت لهآ صدرهآ برآحة من شهدتهآ بمثل هآلحآله نآئمه على سجآدّة الصلآه وبجوآرهآ المصحف محآطه بهآله من السكينـه والرضـوآن ..
أيّ خطـر نفسي ممكن أن يحدق بهآ وهي بمثل هآلوضع الروحآني المطمئـن !

دنت برأسهآ على مقربة منهآ طآبعه قبلتهآ الرقيقه فوق خدهآ الأيسر البآرد برودة شديده مثيرة للارتياب وآقفه عن الأرض بخطى مختآله وقد شقت البسمه وجههآ بـ إنشرآح لتتعلق عليهآ زوجين العيون المتسآئله بلهفة صرحت عنهآ ميسم بـ إندفآع: هــآآ .. شفيهــآ
همست تغريد بـ حذر ألآ يعلو صوتهآ بآسمه: تطمنـي .. هي بـ أحسن حآل ممكن تشوفيهآ فيـه
ميسم: طيب أقدر أدخـل

تغريد: نآيمه الحيـن .. خليهآ بكـره , شرآيك !
أطبقت ميسم فمهآ بـ خيبة تنظر الأرض بآللحظه إلي تحسس فيهآ وآئل رأسهآ بـ حنو أن تطمئن وتستكين: خلآص تغريد طمنتنآ
ميسم: مدري شفينــي
وآئل: خلّ ننزل الحين وبكرآ إن شآلله من الصبآح تجينهآ ... وين بتروحون من بعض يعنـي

قآلهآ وآئل بـ إبتسآمة هآدئه تشآركتهآ معه تغريد إللي أومأت رآسهآ إيجآباً مبتعدين بـ خطى متبآطئه عن بآب دآرين إلى أن توقفت تغريد فجأه وإلتفتت لهآ ميسم بسرعة خآطفه سآئله بـ إندفآع متخوّف: هـآآ .. إيـــش !!
إنشدوآ كتفي تغريد للخلف عآقدة الحآجبين بـ إبتسآمه إستغرآب بلهآء من خوف ميسم اللآمبرر وقلقهآ الكبير مجيبه: شفيك إنتي , هدي أعصآبك
ميسم: ليش وقفتي !!

تغريد: إسبقونـي أو إنتظروآ شويّ , مدري شلون مآطرآلي , دآرين نآيمه بـ الأرض على سجآدة الصلاه وتحتهآ السيرآميك .. وجههآ كآن بآرد , بقومّهآ تنآم أحسن على السرير

هزت ميسم رأسهآ إيجآباً مرآت متكرره بـ إنفعآل مثنيّه على تفكير تغريد ومؤكده عليه معقبه: إيه إيه روحـي قوميهآ , خل تنآم ع السرير أحسن لآتنآم على الأرض

نآظرت تغريد وآئل بوجه مصطنع الدهشـه الإستنكآريّه من إنفعآل ميسم الوآضح وقلقهآ إللي دفعهآ لشبك أصآبع يديهآ وفرقعتهآ تنظر الأرض من تحتهآ بـ تشتت وإضطرآب في حين أشرّ وآئل برأسه لـ تغريد صوب غرفة دآرين طلباً منهآ أن تسرع وإلآ فقدت ميسم عقلهآ وبسرعه إستجآبت تغريد عآئدة للغرفه فآتحة بآبها جآلسة ورآء ظهر دآرين الممده على جنبهآ الأيسر محتضنه لصدرهآ كفيهآ ..
هزتهآ برفق من الكتف هآمسه: ديـروو ..... دآريــن ...... قلبــووش .... قومي لآتنآمين ع الأرض بآرده ..... دآريــن ......

إنتفض صدرهآ بضحكة قصيره من عدميّة إستجآبة دآرين لهآ برغم – زغزغآتهآ – لهآ من الجآنبين وهي تعلّم قشعرة دآرين وعدم إحتمآلهآ تحديداً لهآلحركه حتى وإن غآرقه في عميق النوم .. أكملت مدآعبآتهآ لها بـ همسهآ المثير المتمثل ببحة صوتهآ الجميل مردفه: يآثقل نومـك يآبنـت ..... دآرين قومـــي

قآلتهآ بمحآولهآ أشدّ عن السآبقه لفك تشنج يديهآ المطبقتين المضمومتين لصدرهآ وكأنهآ بوضع الإحتمآء الذآتي طآلبة الدفئ إلى أن إنقلبت دآرين جبراً وبمقآومه من الأخرى على ظهرهآ لتفآجئ مثيلتهآ ببقعـة متسعـه منتصفـة الصدر ملطخـة جلآل الصلآه الأبيض ببقعـة حمرآء دمويّه !

جحظت عيونها متسعة ولآخرهـم بصدمـه حبست النفـس بصدرهآ والريق بمنتصف حلقهآ وأرغمت فمهآ على الإنفغــآر بآزغـة البصـر .. مذهولـه .... مذبهلــة وهي تشهـد ضـّخ الدمـآء الحمرآء القآنيّه من بآطن معصمـي كلآ اليدين لـ دآريـن الغآئبـه عن الوعــي وربمـآ عن الحيـآه ..

تزآحمت الشهقآت بصدرهآ دون أن تصرخ للحظآت شهدت مقآومة جسدهآ وهو ينتفض إستعدآداً لتحرر مآ أعجزهآ بـ الإفصآح عنه إثر هول صدمتهآ دآفعة من بين شفتيهآ المنفرجـه أقصآهم صرخة كآنت الأكثر جزعا وفزعا وروعا بـ هسيرية سآخطـة مدويـه نآفضّة القلب إرتيآعاً ثآقبة للأذآن: دآآآريـييييييييــــــــــــــــــــــــــــــن ................

/
/


======
-----------
======

نهآية الفصل السآبع والثلآثون

:::

فيت المشاكسه 01-04-18 02:50 AM

رد: العاطفه والجسد
 
هالروايه بجد روعه اليوم اكتملت بمنتدى ثاني ياريت حد ينقلها في هذا المنتدي حرام ماتكون في ليلاس روايه بهالروعه


الساعة الآن 07:53 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية