منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   [قصة مكتملة] حرمتني النوم يا جمان/بقلمي (https://www.liilas.com/vb3/t201797.html)

شخابيط فتاة 06-02-16 05:02 PM

حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم ان شاء الله بخير

اليوم حبيت اشاركم بروايتي واتمنى من الله ان تنال احرفي المتواضعة اعجابكم وتلقى القبول

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الأول:قتلت طفلة

السعودية - جدة -1421هــ

أخرجت الكعكة من الفرن وقمت بتزينها بالكريمة وقطع الفراولة…كعكة الشوكولا هي المفضلة لطفلتي جمانة التي تبلغ الثانية من عمرها..

ركضت جمانة نحوي... رفعت يدها لتمسك بالكعكة..

التفتت اليها وامسكت يدها بسرعة:كلا ياجمان لا تفسدي الكعكة..

نظرت الي والدموع تملأ عينيها:ولكن ماما اريد فراولة…

-حسنا يا حبيبتي ولكن ليس الان ...سنذهب للخالة أمل ونأكلها هناك حسنا..

قفزت بفرح:هي هي هل يوسف موجود؟؟

نظرت اليها بابتسامة:نعم..لابد انه موجود ...هيا الان اذهبي بسرعة والبسي حذاءك…

ركضت بفرح وهي تردد:سألعب بالبلاي ستيشن هي هي..

قمت بتغطية الكعكة ووضعتها علی الطاولة بجانب ثلاجة القهوة...ثم توجهت لغرفتي وقمت بتبديل ثيابي لاستعد لزيارة أمل…

أمل هي جارتي وصديقتي في نفس الوقت. ..اذهب اليها كلما اشعر بالضيق...فمشاكلي مع زوجي خالد لا تنتهي…

السبب الوحيد الذي يجعلني احتمل العيش معه هو طفلتي جمان..

رغم صغر سنها ...الا انها ممتلأة بالنشاط والحيوية...بابتسامة منها فقط...انسی كل أحزاني…

ارتديت عباءتي وخرجت من الغرفة…

امسكت جمانة بيدي وبدأت تجرها:ماما هيا بسرعة قبل ان نتأخر…

-هههه جمانة تمهلي يا صغيرتي سنخرج الان...ولكن انظري الی شعرك لقد تبعثر دعيني ارتبه لك…

زفرت بضجر:افففف سنتأخر وربما يخرج يوسف…

امسكتها وجلست علی الاريكة وبدأت امشط شعرها الاسود ووضعت الطوق علی رأسها:جمان انظري الي لاری..

التفت نحوي وبدأت ترمش بعينيها الواسعتين وهي تتحسس شعرها المنسدل علی كتفيها:هل انتهيت؟

قبلت رأسها :انتهيت يا ماما هيا لنذهب الان ..ولا تقلقي حتی ان كان يوسف بالخارج سأطلب من خالة امل ان تجعلك تلعبين بالبلاي ستيشن حسنا…

ابتسمت بفرح:حسنا..

خرجنا من الشقة وتوجهنا نحو شقة أمل..

تسكن أمل في أعلی طابق من هذه العمارة…

الطابق السابع..

اما انا اسكن في الطابق الخامس…

طرقت الباب..وبعد عدة ثوان سمعت صوت أمل:حسنا حسنا انا قادمة…

فتحت الباب بابتسامة:مرحباً…

نظرت الی جمانة:كيف حالك ياصغيرتي جمان..

-اريد يوسف..

ضحكت امل وفتحت الباب:ادخلي ياهوازن...سأذهب لانادي يوسف..

دخلت الی الشقة و توجهت نحو المجلس وجلست علی الاريكة..

أما جمانة فقد توجهت لغرفة يوسف لتبحث عنه…

عادت أمل وجلست أمامي:سلمت يداك تبدو الكعكة شهية للغاية…

تلفتت حولها:اين جمان..

ابتسمت:لقد ذهبت لتبحث عن يوسف. ..

-هههه عزيزتي لم اجد يوسف اظن بانه قد خرج….اود ان افهم ما سر تعلقها بيوسف رغم انه يكبرها بسبع سنوات…

ضحكت:هههه انها لا تريد يوسف انها تريد ان تلعب بالبلاي ستيشن…

-اوه هكذا إذا..

وقفت جمانة امامنا:اين يوسف انه غير موجود...اخبرتك يا ماما لقد تأخرنا..

شهقت امل:لقد تذكرت اخبرني انه سيذهب للسطح..

امسكت امل بيد جمانة ثم توجهت نحو الباب وبدأت تنادي يوسف:يوسف هل أنت موجود…

-نعم يا امي انا في الأعلی…

-حسنا..جمانة ستصعد للعب معك الآن..

-حسنا..

صعدت جمانة لتلعب مع يوسف…

عادت أمل للجلوس أمامي:ها يا هوازن ما الاخبار..

زفرت بعمق:أمل لقد تعبت افكر أن أتطلق من خالد لم أعد أستطيع الاحتمال أكثر..

-كلا يا هوازن لا تقولي هذا الا تفكرين ماذا سيكون مصير جمان..

تزاحمت الدموع في عيني:ان جمان هي السبب الوحيد الذي يجعلني احتمل العيش معه..اتعلمين لقد قام بضربي اليوم لاني ايقظته لصلاة الفجر…

-لا حول ولا قوة الا بالله…

تابعت امل وهوازن الحديث…

وفي مكان اخر ليس ببعيد…

يلعب يوسف مع جمان..

وقفت جمانة امامي وهي تنظر الي باهتمام…

التفت إليها:جمان سأريك اليوم استعراضا جميلا سيجعلك تنسين البلاي ستيشن..

زفرت بغضب:اريد ان العب بالبلاي ستيشن..

-افف انظري الي فقط سأريك عرضا حصريا لن تتمكني من مشاهدته حتی في اكبر عروض السيرك..

توجهت نحو الدرابزين...قفزت فوقه وبدأت أمشي علی الدرج من الجهة الخارجية وانا امسك بالدرابزين..

فتحت جمانة عينيها بدهشة:يوسف سوف تسقط..

ضحكت:كلا لن أسقط انا بهلواني بارع..

انحنيت وكأنني القي التحية:اشكرك انستي علی مشاهدة هذا العرض..ان اعجبك اسمعيني صوت التصفيق…

قفزت جمانة وبدأت تصفق بيديها..

تسلقت الدرابزين مرة اخری وعدت للوقوف امامها:هيا الان لنذهب لنلعب بالبلاي ستيشن..

توجهت جمانة نحو الدرابزين:كلا اريد ان افعل مثلك…

-كلا ياجمانة لا تفعلي هذا لن تستطيعي…

-بلی أستطيع. .

-قلت لا هيا بسرعة..

امسكت يدها ونزلت الدرج متجهاً نحو الشقة..

كانت جمانة تحاول ان تفلت يدها الممسكة بيدي...ولكنها لم تستطع ذلك..

حين وصلت الی باب الشقة التفت نحو جمانة:جمانه اياك ان تخبري امي بما فعلته حسناً هذا سر بيننا..

-لماذا؟

-قلت لك لا تخبريها...ان اخبرتها اقسم انني لن اجعلك تلعبين بالبلاي ستيشن في حياتي ...حسناً؟

وضعت جمانة يدها علی فمها وضحكت ببرأة:حسناً

فتحت امي الباب نظرت الی جمانة التي بدأت بالضحك:يا باسط ما المضحك يا جمانة..

نظرت جمانة الي بابتسامة..

نظرت اليها بتهديد ثم التفت نحو امي بابتسامة:لا شيء انها سعيدة لانني سأجعلها تلعب بالبلاي ستيشن..

دخلت الی غرفتي …

جلست جمانة علی الارض استعدادا للعب…

فتحت البلاي ستيشن واعطيت اليد لجمانة:اسمعي سأذهب للحمام ثم أعود اياك ان تخبري امي بما حدث حسناً. .

-ههه حسناً…

توجهت نحو الحمام وحين خرجت وجدت امي قد خرجت من المطبخ وهي تحمل بيدها قطعا من الكعك...التفتت نحوي:اين جمان..

-انها تلعب بغرفتي…

-حسنا يابني لقد قمت بتقطيع الكعك لكما خذها اليها..

-حسناً

حملت قطع الكعك وتوجهت لغرفتي...بحثت عن جمانة بعيني ولكنها لم تكن موجودة…

أين يمكن أن تكون…

اتسعت عيناي بخوف...هل يمكن أن تكون…

وضعت الكعكة علی الارض وخرجت من الشقة متوجهاً نحو الدرج. ..

صعدت الی السطح...ووجدتها هناك كما توقعت..

قامت باخراج جسدها النحيل من بين الدرابزين وهي تحاول أن تقلدني…

صرخت بخوف:جمان انتبهي ستسقطين…

نظرت الي بابتسامة:لن اسقط انا بهلوانية..

قالتها ثم حاولت الانحناء لالقاء التحية مثلي...ولكن قدمها انزلقت ووقعت امام عيني…

صرخت بأعلی صوتي:جمااااااااااااان...

مر كل شيء بسرعة قبل أن أدرك...تصلبت بمكاني لعدة دقائق في عدم تصديق لما حدث…

توجهت نحو الدرابزين بخطوات بطيئة مرتبكة…

نظرت إلی الأسفل و رأيتها...هل هي حية؟؟

طفلة سقطت من الدور الثامن هل ستتمكن من النجاة؟؟

تلفت حولي بخوف ..هل سمع أحد صراخي يا تری…

نزلت الدرجات بسرعة لأصل اليها…

وحين رأيتها ازدادت رجفتي…

كانت مضجعة علی الارض والدماء تحيط بها...جثوت علی ركبتي بجانبها…

مددت يدي لالمسها بتردد...لامست يدي خدها البارد مما زاد رجفتي…

همست بخوف وبصوت مرتجف:جماان...جمان...هل تسمعيني…

امسكت كتفها وبدأت اهزها بهدوء:جمان...أرجوك...ردي علي ...الوقت ليس مناسباً للعب…

بدأت أبكي وتعالت صوت شهقاتي:جمااان...أرجوك...أرجوك...ردي علي جمان..

جمان...جمان...

ازداد خوفي:أرجوك...جمان...لا تفعلي هذا بي...هيا ..ألا تريدين اللعب بالبلاي ستيشن...ها..؟؟؟

جمان...تعالي معي لنأكل بعض الكعك...إنها مزينة بالكريمة والفراولة كما تحبينها تماماً. ..ها...ألا تريدينها؟؟؟

لم أعرف كيف أتصرف..لقد ماتت بالتأكيد...ماتت بسببي....أنا...أنا...لقد..لقد قتلتها..قتلت طفلة…

ازداد بكائي…

كيف سأخبر الخالة هوازن بهذا...وأمي...أمي...ستقتلني بالتأكيد…

تذكرت وقتها العم خالد...إنه يغضب بسرعة علی كل حال...مالذي سيفعله إن علم أنني قتلت ابنته؟؟

حاولت أن أمسح دموعي ولكنها كانت تزداد..

نظرت اليها من جديد وفكرت لماذا لا أحملها وأضعها علی السرير؟؟؟

سيعتقدون أنها ماتت وحدها..ولن يعلم أحد بما حدث..


ظن يوسف وقتها بأنها فكرة رائعة...لايزال طفلاً...لم يفكر باحتمالية انقاذها...كان تفكيره مقتصراً علی كونها ماتت بسببه...كل مايهمه الآن ألا يعلم أحد سبب موتها..


رفعت جسدها النحيل بيدي...ولكن يدي وملابسي تلطخت بالدم...تركتها بسرعة وابتعدت بخوف…

ماذا أفعل الآن...سأذهب لغرفتي وأدعي النوم...و إن سألت امي عن جمانه سأخبرها بأنني لا أعلم…

صعدت الدرجات بسرعة متوجهاً للشقة ...تباطأت خطواتي تدريجياً ثم توقفت…

نظرت إلى يدي وملابسي...حين تفتح أمي الباب ستسأل عن سبب وجود الدم علی ملابسي بالتأكيد…

ازداد بكائي...يا إلهي ماذا أفعل...هل أخرج للشارع؟؟

ولكن الناس سيلحظون الدم...وحينها سيدركون بأنني قتلتها…

نزلت الدرج مرة أخرى وعدت للوقوف أمام جمان:أرجوك يا جمان افتحي عينيك…

سمعت صوت خطوات تقترب من الباب الرئيسي للعمارة...التفت نحوه بارتباك..ثم سمعت صوت المفاتيح...

أحدهم قادم...كان يتحدث بالهاتف وهو يضحك…

إنه صوت العم خالد...سيری ابنته ميتة الآن…

تلفت حولي بفزع...أبحث عن مكان اختبئ فيه...لم أجد ملجأً سوی الدرج…

ركضت بسرعة وجلست القرفصاء أسفل الدرج..تكومت حول نفسي وأغلقت عيني بقوة…

سمعت صوت الباب وهو يفتح…

لحظة صمت...ازدادت بها دقات قلبي...تبعتها صرخة مدوية من العم خالد:جماااااااان
.
.
.
أغلقت السماعة بعد انتهائي من الحديث مع صديقي عزام..

اتفقنا علی السفر إلى مصر بعد اسبوعين…

اففف الآن ستبدأ هوازن بإلقاء المحاضرات...هذا ما تجيده فقط…

بدل من أن أجد شخصاً يستقبلني بابتسامة...أراها هي ...متذمرة من حالي…

تريدني أن أعيش وفق قوانينها...تطالبني دائماً بتقليل السفر والسهر مع اصدقائي…

لا أفهم سبب تدخلها بأدق التفاصيل...ما المشكلة إن قضيت اليوم بصحبة اصدقائي…

كونها زوجتي لا يعطيها الحق في التحكم بتصرفاتي..

لقد ضربتها اليوم...لابد أنها ستستقبلني بالعتاب...استفزتني بشدة...كنت متعبا هذا الصباح وهي مصرة علی ايقاظي للصلاة…

سأتجاهلها وكأن شيئاً لم يحدث…

فتحت الباب وقبل أن أغلقه..لاحظت وجود طفل صغير مستلق علی الارض...من يكون؟؟

اقتربت بهدوء...وازدادت دقات قلبي…

كانت طفلتي جمان...مضجعة علی الارض محاطة بالدم…

صرخت بأعلی صوتي:جمااااان

لم أعرف كيف اتصرف….جلست بجانبها وحملتها بيدي…

إن الدم يخرج من رأسها…

تحسست موضع النبض...الحمد لله مازالت حية ..

صرخت مرة اخری: هواااااازن….اين انت...جمان...جمان مالذي حصل لك يا ابنتي..

خرج بعض الجيران من شققهم وهم ينظرون الي بالذهول…

وقفت بسرعة وتوجهت نحو سيارتي...وتحركت مسرعاً نحو المستشفی…

اتجهت نحو الطوارئ وصرخت:انقذوني ….ابنتي...ابنتي تموت..

تجمعت الممرضات حولي..وأخذوها من يدي…

نظرت إحداهن الي:ما الذي حدث لها..

نزلت الدموع من عيني:لا أعلم ...لا أعلم….أنقذوها فقط أرجوكم...إنها مصابة برأسها…

اقترب أحد الرجال مني وهو يحاول تهدأتي:اذكر الله يا اخي اذكر الله...ستكون بخير بإذنه تعالی...اهدأ قليلاً…

رن هاتفي…

أخرجته من جيبي بغضب...لست في مزاج جيد لاستقبال المكالمات ...ولكن حين عرفت المتصل أجبت بسرعة وصرخت بغضب :لقد قتلتها أيتها المهملة..
.
.
.
لازلت جالساً تحت الدرج...أريد الخروج...ولكن الجيران تجمعوا حول موضع سقوطها...كما أن هناك بعض الفضوليين دخلوا من الخارج وبدأوا بتأليف القصص حول ما حدث..

انحنی أحدهم وجلس القرفصاء ثم نظر إلي:هناك فتی يختبئ هنا…

نظرت اليه بخوف..أمسك ذراعي وأخذ يجرني إلى الخارج:مالذي تفعله هنا...مالذي فعلته بتلك الفتاة…

نظر الي ثم اتسعت عيناه وصرخ:ما هذا الدم علی ثيابك...هل قمت بضربها؟؟

اومأت برأسي والدموع تملأ عيني:كلا كلا...انا لا أعلم شيئاً. .

أمسك بقميصي ورفعني عن الارض:كيف لا تعلم شيئا...كيف وصل دمها الی ملابسك..تكلم...هل قمت بضربها..

تعالت صوت شهقاتي:اتركني أرجوك أنا ..أنا ...لا أستطيع أن أؤذي جمان...أنا أحبها كثيراً. ..

لقد كنت بالخارج وحين عدت وجدتها بتلك الحال...لا أعلم ما الذي حصل لها…

أفلت قبضته.. فوقعت علی الارض...أشعر أن قدماي لا تستطيعان حملي..

كتف يديه علی صدره ونظر إلي بشك:إن كنت صادقاً لماذا كنت مختبئا...هل تعرف ماهو جزاء القاتل؟؟

وضع يده علی رقبته:سيقطعون رأسك..

نظرت إليه بخوف...بدأ الناس يتهامسون...ما الذي يفعلونه الان...لماذا يستمتعون بمشاهدة مآسي الناس…

لماذا يقومون بإطلاق الشائعات…

انا لم أقصد ذلك...لا أريدها أن تموت…

لم أعد أحتمل اتهاماتهم أكثر...وضعت يدي علی أذني وصرخت:يكفي يكفي...قلت لكم أني لا أعلم شيئاً. ..

مسحت دموعي ووقفت بسرعة...توجهت نحو الدرج...دفعتهم وركضت مسرعاً نحو الشقة…

أنا لم أقتلها...لن يقطعوا رأسي ...انا لا اعلم شيئاً. ..

وصلت إلى الباب ….طرقته بيدي بقوة…

أريد أن أهرب...أريد أن أختبئ…

لم أقتلها...لم أقتلها..

سمعت صوت امي :حسناً حسناً أنا قادمة…

فتحت الباب ثم نظرت إلي بفزع:يوسف ما بك يا بني ..ما الذي حدث؟؟

ازداد بكائي:لم أقتلها...صدقيني لم أقتلها..
.
.
.
كنت أتحدث مع هوازن بهدوء…

شعرت أن هناك شيئاً غريباً يحدث...لماذا لا اسمع صوت الاطفال…

في العادة تأتي جمانة لتتذمر من كونها تريد اللعب أكثر..

نظرت إلى هوازن:غريب الاطفال يلعبون بهدوء…

ابتسمت هوازن:هذا جيد...يبدوا أنهم استطاعوا الاتفاق علی ادوارهم باللعب…

قالتها ثم نظرت الی ساعتها:انه وقت عودة خالد من العمل سأذهب إلى المنزل..سيختلق مشكلة الآن..

وقفت وهي ترتدي عباءتها:أحضري جمانة من فضلك..

وقفت بابتسامة:حسناً. .

توجهت نحو غرفة يوسف...غريب إنها مفتوحة..

التلفاز مفتوح وجهاز البلاي ستيشن ملقی علی الأرض بإهمال..

قطع الكعك التي طلبت من يوسف أخذها موجودة علی الارض بجانب الباب…

بدأت أشعر بالخوف...أين الاطفال…

سمعت صوت الباب وهو يطرق بشدة...

ما الأمر من الذي يطرق الباب هكذا:حسناً حسناً أنا قادمة..

خرجت هوازن من المجلس ونظرت إلي:ما الأمر؟؟

-لا أعلم ..

توجهت نحو الباب وفتحته…

ثم اتسعت عيناي بخوف...ابني يوسف يقف أمامي والدموع تملأ عينيه...ملابسه ملطخة بالدم ويلتقط أنفاسه بصعوبة:يوسف ما بك يابني ما الذي حدث؟؟

-لم أقتلها...صدقيني لم أقتلها..

-يوسف ما الأمر ما الذي تقوله يابني..

وقفت هوازن بجانبي...وحين رأت يوسف شهقت بخوف:يوسف ما الأمر….أين جمان؟؟

انفجر يوسف بالبكاء:لقد ماتت...ماتت جماااان..
.
.
.
أغلقت عيني بقوة...شعرت بصداع فضيع...ما الذي يقوله...جثوت علی ركبتي أمام يوسف ثم أمسكت كتفه…

أخذت نفسا عميقاً...فتحت عيني ونظرت إليه:يوسف يا عزيزي تحدث بهدوء حتی أفهم...أين جمان؟؟

حاول يوسف أن يمسح دموعه ثم قال بصوت مرتجف:خاله هوازن أنا لا أعلم شيئاً. ..لقد قالت جمان أنها ستذهب إليك…

وحين هممت الذهاب إلى البقالة ...رأيت جمان ملقاة علی الارض محاطة بالدم...صدقيني انا لا اعلم شيئاً..

وقفت بخوف:أين هي الآن..

-لقد حملها العم خالد..

أخرجت هاتفي من حقيبتي واتصلت علی خالد بسرعة...وبعد عدة ثوان وصلني صوته وهو يصرخ:لقد قتلتها أيتها المهملة..

قالها ثم أقفل الخط علی وجهي...لم أعرف ماذا أفعل...شعرت أن كل شيء يدور حولي..

جلست علی الأرض ووضعت يدي علی رأسي ثم انفجرت بالبكاء..

جلست أمل بقربي وحاولت تهدأتي..

أما يوسف فقد ركض باتجاه غرفته ثم أغلق الباب بقوة..

حاولت الاتصال علی خالد مرة أخری ولكنه اغلق هاتفه…

يا إلهي ماذا أفعل..

وقفت بصعوبة ثم فتحت الباب…

أمسكت أمل بيدي:الی أين؟؟

-سأذهب لشقتي..

-ابقي هنا قليلاً حتی نطمأن علی جمان..

-آسفة يا أمل لا أشعر أنني بخير سأرتاح بشقتي..

-حسناً لا بأس..ولكن أرجوك حين يصلك خبر عنها أخبريني بسرعة..

-حسناً. .

ودعتها ثم توجهت لشقتي...فتحت الباب ثم جلست علی الأريكة..

حاولت الاتصال علی خالد مراراً ولكنه لم يرد…

لا أعلم ما الذي حصل لابنتي…

بكيت:لماذا تفعل هذا بي يا خالد..

ليس بيدي حيلة سوی الانتظار…

مر الوقت بطيئاً جداً...ولم يتصل خالد بعد..

نظرت إلی الساعة..إنها الثامنة مساءً..

مرت ثلاث ساعات وأنا أنتظر..

سمعت صوت الباب وهو يفتح...وقفت بلهفة..

دخل خالد وملامح الحزن تعلو وجهه..

نظر الي نظرات لم أستطع تفسيرها..

حزن؟..كره ؟...لوم؟..حقد؟..

لا أعلم حقاً..لا يهمني أن أفسر معناها...ما يهمني الآن هو جمان...لماذا لم يحضرها معه؟؟

سألته بخوف:أين جمان؟؟

رد بهدوء علی غير عادته:قومي بتجهيز نفسك سآخذك إليها..

اتجهت نحوه بسرعة:أنا جاهزه خذني إليها الآن..هل هي بخير؟؟

لم يرد...أشاح بنظره عني ثم توجه إلى الخارج..

تبعته بخوف...ما الذي حصل؟

ركبنا السيارة...وبدأ بالتحرك…

لم يتحدث طوال الطريق..

لم أرد أن أسأله..كنت خائفة من جوابه..

توقفت السيارة ..نظرت إليه وعقدت حاجبي باستغراب:لماذا أحضرتني لمنزل أهلي ؟؟

-اخرجي جمان هنا..

ازدادت دقات قلبي..هل ماتت ابنتي؟؟

هل قاموا بإحضار جثتها هنا؟؟

فتحت الباب وخرجت بسرعة..وما إن أغلقته حتی تحركت سيارة خالد لتختفي عن انظاري..

تصلبت بمكاني لوهلة..وبعد ثوان سمعت صوت هاتفي معلناً وصول رسالة..

أخرجت هاتفي من حقيبتي ثم فتحت الرسالة بخوف…

كان خالد…

أرسل لي تلك الرسالة الصاعقة...ولم أره من وقتها..

(لا تسألي عن جمانة أبداً...أنت لا تستحقين أن تكوني أما

سأرسل ورقة طلاقك بعد أيام)..

بكيت بألم…

لقد تركني…

تركني وسط تساؤلاتي…

لا أعلم شيئاً عن ابنتي..

هل هي حية ترزق؟؟

سيبقی هذا التساؤل في ذهني...إلى أجل غير معلوم…

كان هذا آخر عهدي بخالد...

ذلك الرجل متحجر القلب..

وكلت أمري لله...

حسبي الله ونعم الوكيل..حسبي الله ونعم الوكيل...

شخابيط فتاة 16-02-16 12:02 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الفصل الثاني:لن أنساك أمي..

جدة-1437هــ

ضعي ملعقة من زيت الزيتون ثم قومي بتغطية الصينية بالقصدير وضعيها بداخل الفرن..

-وأخيراً انتهيت..

نظرت إلی الصينية أمامي بتفكير..هل سيعجب أبي بها ياتری؟؟

زفرت بعمق ثم أغلقت عيني وأنا اتذكر المكالمة التي سمعتها من ابي هذا الصباح..

*********
توجهت نحو غرفة أبي لاخبره بأن حليب ليان قد نفذ...اقتربت من الغرفة وقبل أن أطرق الباب سمعت ابي وهو يقول..

-أصبحت افكر بكلامك بجدية يا أمل….أظن انني يجب أن أتزوج حقاً…
المنزل في حالة فوضی دائماً. ..وأصبحت أشتهي الطعام المنزلي...
كما أن مستوی حنين الدراسي قد تدنی كثيراً..
لا ألومها...لاتزال صغيرة لتحتمل مسؤلية اخوتها..

اوه ياعزيزتي أشكرك كثيراً...حسناً لدي اجازة بعد يومين سأتي ان شاء الله..

امم ...لايوجد طعام معين..أطهي ماشئت المهم ان اكل طعاماً معدا في المنزل..

هههههه...نعم..

حسناً يا عزيزيتي ولكن كما أخبرتك أريد امرأة ناضجة تستطيع تحمل مسؤلية أطفالي..
كما أنني لن أتزوج أي امرأة بدون مشاورة حنين..

ممم نعم إنها عنيدة قليلاً ولكنها ستتفهم ذلك...
أنا متأكد أنها تعبت من هذه الحال..

حسناً ياعزيزتي إلی اللقاء..

*************

استيقظت من أفكاري علی صوت لين وهي تناديني:حنين ليان تبكي..

مسحت دموعي بسرعة:حسناً أنا قادمة…

قمت بتغطية صينية الدجاج التي أعددتها ثم وضعتها بداخل الثلاجة...سأضعها في الفرن بعد أن أعود من المدرسة إن شاء الله…

سأثبت لأبي أنه لا يحتاج أن يتزوج...أستطيع تحمل المسؤلية..

يريد طعاماً معدا في المنزل...حسناً اذا سأطهو له دائما..

أعددت زجاجة الرضاعة لليان ثم توجهت لغرفتي…

اخذت ليان من يد لين وبدأت ارضعها…

نظرت الی لين:لين ارجوك قومي بغسل الاطباق قبل ان تنامي ..

-حسناً. .

نظرت إلی ليان بحزن...عمرها خمسة أشهر فقط...توفيت أمي بعد ولادتها مباشرة..

خمسة أشهر مضت علی وفاة امي..

هل تمكن أبي من نسيانها بهذه السرعة؟؟

أنهت ليان زجاجتها ثم نامت…

وضعتها علی سريري ثم استلقيت بجانبها بتعب..وغططت بنوم عميق..
.
.
.
ذهبت إلی المركز التجاري لشراء بعض الاغراض...وحين وصلت للحساب وصلني صوته وهو يناديني..

-خالد..

التفت نحو الصوت ثم ابتسمت:اوه مرحباً عزام كيف حالك..

-بخير والحمد لله...أين أنت يارجل لقد اختفيت فجأة لم أعد أراك..

-هههه شغلتنا الدنيا..

-مارأيك أن تشرب معي كوبا من القهوة..

-حسناً لم لا…

بعد أن انتهيت من الحساب ذهبت مع عزام الی أحد المقاهي وجلسنا للحديث…

نظر عزام إلي بعد ان طلب كوبين من القهوة:هم ماهي اخبارك ياخالد..مالجديد؟؟

-الحمد لله لا جديد..

-لماذا لم تعد تأتي للسفر معنا ...إننا نفتقدك كثيراً…

زفرت بعمق:إتعلم ياعزام...في بعض الاحيان لاندرك قيمة الاشياء التي نملكها..
بعد ماحدث لابنتي جمان أصبحت أعطي الاولوية لاهلي...لم يعد السفر يهمني..

-اوه حقاً ماهي اخبار ابنتك..

نظرت الی الارض بحزن...لم يذكرها أحد أمامي منذ مدة:لاجديد..

-اسأل الله أن يسعدك بشفائها..

-آمين..

تبادلنا أطراف الحديث ..وبعد أن انتهينا وظعته ثم توجهت لسيارتي..

كنت أنوي الذهاب للمنزل بعد الحديث مع عزام ولكنني غيرت وجهتي وذهبت للمستشفی…

مرت خمسة اشهر تقريباً علی آخر مرة زرت فيها ابنتي جمان..

ولكن حين سأل عنها عزام شعرت بالشوق إليها…

دخلت إلی المستشفی ثم توجهت نحو غرفتها...

فتحت باب الغرفة بهدوء …

أخذت الكرسي ووضعته بجانب السرير ثم جلست وأنا أتأملها…

-كيف حالك ياصغيرتي؟؟

اعذريني لأنني لم أعد اتي لزيارتك ولكنني أصبحت أنشغل كثيراً…

هل تعلمين ياجمان لقد أكملت اليوم الثامنة عشرة من عمرك..ألم يحن الآوان لتفتحي عينيك بعد؟؟

تزاحمت الدموع في عيني...في كل مرة أری فيها جمان بهذه الحال يزداد كرهي لهوازن..

لقد أصيبت جمان في رأسها بشدة مما أدی لدخولها في غيبوبة...

أخبرني الاطباء أن فرصة استيقاظها من الغيبوبة شبه مستحيلة..

ولكنني لم أفقد الامل...

لقد تغيرت كثيراً بعد هذه الحادثة...

في بعض الاحيان يبتلينا الله سبحانه وتعالی حتی نعود إليه من جديد..

وهذا ماحصل معي…

لقد أصبحت أحافظ علی صلاتي...كما أنني أتصدق دائماً علی أمل أن تستيقظ ابنتي..

ألم يقل الرسول صلی الله عليه وسلم داووا مرضاكم بالصدقة؟؟

قبلت رأسها بهدوء:استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه..

خرجت من غرفتها..وأغلقت الباب..

لاحظت أحد الأطباء يحدق بي..ولكن حين نظرت إليه..نظر الی الأرض بسرعة. .

شعرت أن وجهه مألوف بالنسبة لي..ولكنني لم أهتم للأمر كثيرا. ..

خرجت من المستشفی وعدت إلی المنزل..وضعت الاغراض في المطبخ ثم توجهت لغرفتي لانام...

لاحظت أن الانوار مضاءة في غرفة ابنتي رغد...

فتحت الباب ونظرت إليها..

كانت تجلس علی حاسوبها:رغد ألم تنامي بعد..لديك مدرسة في الغد..

نظرت إلي:فقط لعدة دقائق يا أبي. ..انني أعمل علی بحث مهم…

نظرت إليها بشك:بحث...أم مسلسل آخر من مسلسلاتك؟؟

ابتسمت ببلاهة: نصف ساعة فقط وينتهي المسلسل..

زفرت:كنت متأكداً من هذا...أغلقيه بسرعة وإلا أخذته منك حالاً..

-حسناً…

قالتها ثم اغلقت حاسوبها ووضعته علی الطاولة..

اطفأت الانوار:هيا نامي الآن…

قلتها ثم أغلقت الباب…

توجهت لغرفتي وحين سمعت سمر صوت الباب فتحت عينيها ثم جلست علی السرير:خالد أين كنت لقد تأخرت..

-قمت بشراء بعض الاغراض ثم ذهبت لزيارة جمان..

قلتها و أنا أستلقي علی السرير..

-وكيف حالها..

زفرت:لاجديد...لقد اكملت الثامنة عشرة من عمرها اليوم..

-اوه حقاً. ..أسأل الله أن يسعدك بخبر استيقاظها..

-آمييين…
.
.
.
عدت إلی المنزل في تمام الساعة الحادية عشرة...

فتحت باب الشقة بهدوء ثم دخلت...لابد أن الاطفال نيام الان..

نظرت الی الصالة بتعجب..غريب إنها نظيفة علی غير العادة..

آخر مرة رأيت بها الشقة علی هذه الحال كانت قبل وفاة زوجتي..

توجهت نحو غرفة ابني حسام لأتأكد من نومه..

سمعت صوت ليان وهي تبكي…

توجهت نحو غرفة لين وحنين ثم فتحتها بهدوء..

كانت حنين نائمة بجانب ليان وهي تبكي بشدة..

شعرت ببعض الحزن...ليس من عادة حنين أن لا تستيقظ عند بكاء ليان...لابد أنها متعبة جداً..

توجهت نحو السرير ثم حملت طفلتي ليان بيدي وبدأت اهزها:ششش اهدأي يا بابا..

فتحت حنين عينيها ثم جلست بسرعة:أبي لقد عدت ..

ابتسمت بهدوء:عدت يا حبيبتي..

-أبي أنا لم أكن نائمة لقد سمعت صوتها وهي تبكي ولكنها بكت كثيرا اليوم لهذا لم أستيقظ بسرعة...ولكن حقاً لقد سمعت بكاءها..

-حسناً يا عزيزتي ليس هناك مشكلة عودي للنوم سأخذها لغرفتي..

-كلا يا ابي لابأس أستطيع العناية بها..

-حنين عودي للنوم لديك مدرسة في الغد..

قلتها ثم خرجت قبل ان أسمع جوابها…

اكثر امر جعلني أفكر في الزواج هو ابنتي ليان... لاتزال طفلة وحنين لاتستطيع العناية بها وحدها…

كما أنني اقلق كثيراً حين تكون مناوبتي في العمل ليلية...لا أريد ان أترك اطفالي وحدهم…

رغم أن أختي امل اقترحت علي أكثر من مرة أن أعطيها ليان لتربيها..

كما أن خالتهم اقترحت ذلك...

ولكن ابنتي حنين تصر علی أن نبقی معاً…

لا تريد أن يتغير شيء بعد وفاة والدتها..

توجهت لغرفتي...لقد نامت ليان بين يدي...وضعتها بجانبي علی السرير وغططت بنوم عميق…
.
.
.
توجهت نحو غرفة أبي بعد أن انتهيت من تنظيف المطبخ...كان نائماً…

أخرجت الأدوية من الدرج ثم ذهبت لإيقاظه:أبي..استيقظ لقد حان الوقت لتأخذ أدويتك..

جلس علی السرير ثم عاد للنوم بعد أخذ أدويته..

اتجهت نحو غرفتي ثم جلست علی سريري ..

أمسكت بهاتفي ثم كتبت تغريدة :

(لقد اكملت طفلتي اليوم الثامنة عشرة من عمرها..طفلتي العزيزة كم تمنيت أن أكون بجانبك لأراك بعد أن أصبحت شابة جميلة...اشتقت اليك كثيراً يا ابنتي)..

أرسلت التغريدة ثم استلقيت علی سريري لأنام…

شعرت بالدموع الحارقة علی وجنتي..افتقد ابنتي جمان كثيراً...لم أرها منذ تلك الحادثة...

مرت ستة عشر سنة بدون أن أعلم شيئاً عنها...

أما خالد فقد انتقل من الحي الذي كنا نسكنه ولم أعلم شيئاً عنه…

لا اعلم ان كانت جمانة حية ام لا...هل تفتقدني كما افتقدها هي أيضاً؟ ؟

أصبحت في كل يوم أكتب تغريدة لأنفس بها عن مشاعري...

من يعلم...ربما يأتي يوم وتقرأها جمانة...لا أريدها أن تعتقد بأني تخليت عنها…

اريدها ان تعرف اي قلب يملكه والدها...

ذلك المجرم استغل ضعفي وقلة حيلة ليحرمني من ابنتي…

لا أملك إخوة...وابي رجل مريض كبير بالسن...ازداد مرضه بعد طلاقي من خالد..

يعتذر لي دائماً. ..

يشعر بالذنب كلما رآني حزينة علی ابنتي..

قد أكون ضعيفة يا خالد ولا استطيع محاسبتك…

ولكن حسابك لن يكون في محاكم الدنيا…

سأحاسبك في أعظم محكمة أمام أعظم القضاة...

حين نقف علی الميزان...ستحاسب علی كل لحظة افتقدت بها ابنتي..
ستدفع ثمن كل دمعة ذرفتها حزناً عليها…

وقتها يا خالد لن أسكت علی حقي أبداً...لن أسامحك…

لقد نهی الرسول صلی الله عليه وسلم أصحابه عن افجاع الحمرة علی ولدها...كيف سيكون جزاءك وقد حرمتني من ابنتي؟؟؟
.
.
.
وقفت أمام الباب بارتباك..خلف هذا الباب تكمن أكبر مخاوفي..

يقال إنه عليك مواجهة مخاوفك للتغلب عليها...

هل حقاً سأتمكن من ذلك؟؟

أخذت نفسا عميقاً ثم فتحت الباب...

اقتربت من السرير بهدوء ثم نظرت إليها بحزن..

مددت يدي لالمسها بتردد...أريد أن أتأكد بأنها موجود أمامي ...

ولكنني تراجعت في آخر لحظة ووضعت يدي في جيبي...

أغمضت عيني وعدت بذاكرتي ليوم الحادثة…

لم يعلم أحد بتفاصيل الحادثة...ظل هذا الأمر حملا ثقيلاً علی صدري..

كنت أحاول جاهداً نسيان ما حدث ولكنني لم أستطع ذلك...

كنت افكر بك في كل ليلة …

أفتح عيني لاراك منحنية لالقاء التحية وكأنك كنت تودعينني...

وأغلقها لأراك محاطة بالدماء…

كانت تراودني الكوابيس دائماً….

كان إحساسي بالذنب يعذبني…

الشخص الوحيد الذي علم بالقصة هو الشيخ عمر...

أخبرته بها باكياً خوفاً من أن لا يغفر ذنبي..

أخبرني وقتها أن ما حدث لكي كان مقدراً...

لا يستطيع أي أحد أن يغير القدر…

فموسی عليه السلام قد قتل شخصاً دون أن يقصد...مع أن الله سبحانه وتعالی كان يستطيع أن يحفظ روح ذلك الشخص كي لا يصبح موسی قاتلاً…

ولكن موته كان ضرورياً لإعداد موسی عليه السلام للرسالة...

فقد تربی موسی عليه السلام في القصر كابن لفرعون…

لم يكن ليتحمل إعراض بني اسرائيل ...

ولكنه وبعد أن قتل ذلك الشخص خرج من المدينة وعمل في رعي الغنم حتی أصبح أهلاً لحمل هذه المسؤلية العظيمة..

أخبرني الشيخ وقتها أن الله يريد أن يعدني لشيء عظيم..ويجب علي أن أسعی لتحقيقه…

ومن يومها قررت أن أدرس الطب لأنقذ أرواح الناس لعل الله سبحانه و تعالی أن يغفر ذنبي..

وقد تمكنت من تحقيق حلمي بفضل الله...أنا الآن طالب امتياز…

كنت أعتقد طوال تلك السنوات أنك قد مت إلی أن رأيت العم خالد يدخل لغرفتك اليوم…

دهشت حين رأيته...فقد غادر الحي بعد الحادثة ولم يعلم أحد من أهل الحي عنه شيئا…

سألت الممرضة المسؤلة عن حالتك عن سبب قدوم هذا الرجل..

فأخبرتني أن ابنته تعرضت لحادثة دخلت علی إثرها في غيبوبة دامت لستة عشر سنة…

وحينها اضربت مشاعري…

لا أعلم هل أفرح لأنك حية؟؟

أم أحزن لأن الأمل في شفائك ضعيف جداً…

رآني العم خالد وهو يخرج من غرفتك وبدأ يحدق بي...لا أعلم إن كان قد تعرف علي أم لا…

فتحت عيني ونظرت إليها بعينين دامعتين:حرمتني النوم ياجمان

شخابيط فتاة 16-02-16 12:07 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الفصل الثالث:جمان حية..

كنت اجلس علی سجادتي لقراءة الاذكار بعد انتهائي من صلاة الفجر…

امسكت بهاتفي بعد ان انتهيت وبدأت بكتابة تغريدة جديدة:
(اصبحنا وأصبح الملك لله...
ها هي شمس نهار جديد تشرق بدون أن أعلم شيئاً عن طفلتي…
صغيرتي:
اتمنی لك يوماً جميلاً. ..لاتنسي قراءة الاذكار)

وضعت هاتفي بجانبي ثم سجدت وانفجرت بالبكاء:

((إلهي..قلبي يتفطر حزنا وهما..

ياحى ياقيوم برحمتك أستغيث..

اللهم أنت عضدى وأنت نصيرى..

اللهم اقذف فى قلبى رجاءك واقطع رجائى عمن سواك حتى لا أرجوا أحدا غيرك ..

يا مقيل العثرات يا قاضى الحاجات اقض حاجتى،
وفرج كربتى، وارزقنى من حيث لا أحتسب..

اللهم يا من رددت يوسف ليعقوب
ويا من رددت موسى لأمه
رد ابنتي جمان الي..

الهي انت تعلم ضعفي وقلة حيلتي..

اللهم عليك بمن ظلمني وغدرني وآذاني فانه لا يعجزك
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل ))

جلست ومسحت دموعي..

اخذت نفساً عميقاً ثم وقفت ورفعت السجادة عن الارض ووضعتها علی الطاولة…

رن هاتفي…

توجهت اليه ونظرت إلی المتصل…

عقدت حاجبي باستغراب...انه رقم غريب. .

اجبت عليه:السلام عليكم…

اجابني بالسكوت..

اردفت بعدها:ااا مرحباً من تكون..

لم يرد..

زفرت بضجر ثم ابعدت الهاتف لأغلقه…

ولكن ما ان باعدته حتی وصلني ذلك الصوت المتردد..

-ااا جمااان..

بدأ قلبي يخفق بشدة …

أعدت السماعة الی اذني مرة أخرى:ماذا تقول؟؟

صمت قليلاً ثم أجاب:جمان..لاتزال حية…

بدأت الدموع تنزل من عيني…

أجبته بصوت متهدج:من تكون؟؟

وأين هي ابنتي؟؟

- سامحيني...

قالها ثم انهی المكالمة..

انفجرت بالبكاء…

اعدت الاتصال مرة أخری ولكنه لم يرد..

رد علي ...رد علي أرجوك…

اخبرني اين هي ابنتي..

بعد عدة محاولات...يأست من رده..

وضعت الهاتف في جيبي علی أمل أن يعيد الاتصال بي ..

ثم توجهت نحو غرفة أبي…

كان يجلس علی سريره وهو يقرأ القرآن…

ركضت نحوه وقبلت رأسه..

نظر الي بخوف:هوازن..لماذا تبكين؟؟

ارتميت بحضنه وانفجرت بالبكاء:أبي...أبي...جمان...مازالت حية…
.
.
.
استيقضت علی صوت بكاء ليان..

يا الهي اشعر بصداع فضيع..

لم أتمكن من النوم طوال الليل بسبب بكائها..

كانت تبكي طوال الليل ولكني لم أرد ايقاظ حنين …

اريدها ان تنتبه علی دراستها أكثر..

جلست علی السرير وبدأت اهزها..

تسكت قليلاً ثم تعود للبكاء بصوت أعلی..

-أهدأي ياحبيبتي أرجوك لقد تعبت..

ما الأمر ياصغيرتي.. هل أنت مريضة؟؟

ازداد بكاءها..

-أففف يا الهي لو ان حنين تغيبت اليوم ..كنت سأتمكن من النوم قليلاً. .

وضعتها علی السرير وذهبت لألبس ثوبي..

قمت بتجهيز حقيبتها ثم حملتها وركبت السيارة وبدأت بالتحرك نحو منزل أختي أمل..

اتصلت عليها..وبعد عدة ثوان وصلني صوتها:أهلا أهلا بالصوت وصاحبه..

ابتسمت:السلام عليكم أولاً. .

-ههه وعليكم السلام..

-أنا في طريقي اليك قومي بتجهيز الشاي سأحضر معي طبقا من الفول..

-لا تتعب نفسك سأحضر لك فطورا بنفسي .

-كلا انا اشتهي الفول انا امام المحل أساساً هيا قومي بتجهيز الشاي بسرعة..

-ههه حسناً ياعزيزي..

اغلقت السماعة ثم توجهت لمنزلها بعد شرائي للفطور..

طرقت الباب..فوصلني صوت يوسف:حسناً حسناً. .

قالها ثم فتح الباب وهو يرتدي معطفه الطبي ..

توجه نحوي وقبل رأسي:اهلا خالي احمد كيف حالك..

-أهلا يا بني..احمل ليان قليلاً. .

حملها من يدي:انا ذاهب للعمل يا خالي سأضعها بالغرفة..

-اوه كلا افطر معنا يابني انها السابعة لن تتأخر ..

رد بعد تفكير:حسناً ..

دخلت الی المنزل وجلست في الصالة مع يوسف..

بدأت ليان بالبكاء من جديد..بدأ يوسف يهزها:لا لا لم البكاء ياصغيرتي..

-انها تبكي طوال الليل لم أتمكن من النوم البارحة..

بدأ يوسف يتحسسها:حرارتها مرتفعة قليلاً يا خالي..

-اوه حقاً هل أخذها للمستشفی؟ ؟

خرجت أمل من المطبخ وهي تحمل ابريق الشاي بيدها:كلا لا تخف هذا طبيعي بسبب الأسنان…

ما بك يا أبا حسام هل نسيت الأطفال؟؟

ابتسمت بحزن:وما ادراني..رحمك الله يا أم حسام..

حاولت أمل تغيير الموضوع:هيا لنأكل قبل أن يبرد الشاي..

التفتت نحو يوسف:اعطني اياها سأعطيها خافضا للحرارة..

اخذتها ثم توجهت نحو المطبخ. .

بدأت الأكل مع يوسف..

كان يوسف يأكل بسرعة..

التفت اليه بابتسامة:ههه يوسف مابك يابني تمهل قليلاً…

شرب فنجان الشاي بسرعة ثم وقف:الحمد لله..

نظرت إليه باستنكار:يوسف ما الأمر لم أقصد شيئا لا بأس كل كما يحلو لك..

-هههه اوه كلا يا خالي ليس هذا هو الأمر ولكني لا اريد التأخر عن العمل...لقد جلست لأجلك فقط..انت تعلم الشوارع مزدحمة..

ابتسمت:حسناً يابني بالتوفيق..

خرج يوسف من الشقة..

عادت أمل من المطبخ وبدأت تقلب نظراتها:أين يوسف؟؟

-ذهب إلی العمل..

-هل أحضرت زجاجة الرضاعة الخاصة بليان..

-اوه نعم..

قلتها وأنا أفتح الحقيبة وأخرج الزجاجة:لقد قامت حنين بصنعها قبل ان تذهب للمدرسة..

أخذت أمل الزجاجة وبدأت ترضعها..

-كلي يا أمل لم تأكلي شيئا. .

-حسنا يا عزيزي سآكل بعد أن تنام ليان..

بدأت بالأكل..

نظرت أمل إلي:أحمد..

التفت نحوها:هممم

-لقد قضيت الأمس وانا افكر بكلامك..

-هل تعنين امر الزواج؟

-نعم..

-هل وجدت عروسا مناسبة..

أجابت بعد تفكير:نعم..

نظرت إليها باهتمام:من تكون؟؟

-صديقتي هوازن..هل تذكرها؟؟

-ااا كأنني اذكرها..لقد قلت لي من قبل انها تبحث عن ابنتها صحيح؟؟

زفرت بعمق:نعم ...هذه هي..فكرت بها وشعرت بإنها تناسبك كثيراً. .انها تصغرك بأربع سنوات...عمرها ست وثلاثون سنة..
قلت انك تريد أم لأطفالك..لقد جربت الحرمان هي أيضاً….انها طيبة القلب وأنا متأكدة ان اطفالك سيحبونها..

نظرت إلی الأرض بتفكير:ولكن حنين لا تعرفها..كيف استطيع استشارتها؟؟

-لقد فكرت بهذا أيضاً...سأذهب لزيارتها هذا المساء..احضر اطفالك لمنزلي وسأصحبهم معي...ان احبتها حنين سأخطبها لك ما رأيك؟

-حسناً هذا جيد..

ابتسمت بفرح:لا تقلق هوازن طيبة جداً و أنا متأكدة بأن حنين ستحبها…

زفرت بعمق:اتمنی ذلك..
.
.
.
تلفت حولي بارتباك قبل أن أدخل غرفتها..

هذا جيد لا يوجد أحد في الممر…

فتحت الباب ثم أغلقته خلفي بهدوء…

بدأت أمشي علی اطراف اصابعي الی ان اقتربت من السرير…

لا أعلم لم كنت أشعر بالخوف..

أخذت كرسيا ووضعته بجانب السرير ثم جلست عليه..

أخذت نفسا عميقا ثم نظرت إليها:صباح الخير يا جمان..


قضيت ليلة البارحة وأنا اقرأ عن حالات استفاقت من الغيبوبة..

يقول بعضهم ان سبب استيقاظهم كان استماعهم لاصوات اهلهم وهم يتحدثون إليهم…

لا أعلم حقاً ان كان هذا الكلام صحيحاً...ولكن لاضير من المحاولة…

أخرجت هاتفي من جيبي ثم نظرت إليها:لدي رسائل لك من أمك ما رأيك أن اقرأها لك؟؟

فتحت حساب الخالة هوازن في تويتر وبدأت أقرأ التغريدات التي تكتبها وحين وصلت لآخر تغريدة امتلأت عيناي بالدموع…

حين قرأت تغريدتها هذا الصباح شعرت بالحزن وبدون تفكير مني اخذت رقمها من هاتف امي ثم اتصلت عليها واخبرتها بأن جمان حية…

هل أشعر بالندم؟

أجل انا نادم جداً. ..ما الفائدة من اخبارها بحالة جمان؟؟

علی الأقل هي تشعر الآن ببعض الأمل وتكتب هذه التغريدات لجمان..

ولكنها ان علمت بحالتها الآن سيزداد حزنها…

ما كان علي ان اخبرها.. لماذا اشعل الأمل في قلبها وحالة جمان صعبة والأمل في شفائها ضعيف جدا؟؟

ان علمت بحالتها ستنهار امالها...وسيزداد عذابها مثلي تماماً. ..أشعر بالألم وانا اری جمان بهذه الحال..

ان كانت ميتة كان كل شيء سينتهي بعد دفنها وسننسی الامر بعد بضعة أشهر…

أما بحالتها هذه يتجدد حزننا يوما بعد يوم …

ما اصعب لحظات الانتظار حين يخالط اليأس الأمل..

مسحت دموعي ثم اعدت النظر اليها..

-جمان هل تعلمين..لقد تغير كل شيء..

انني اتعذب كل يوم بسبب ما حدث..

لم يبق شيء علی حاله...لقد تسببت بتدمير عائلة..

بدأت بالبكاء وحين هدأت قليلاً تابعت الحديث:كنت الوم نفسي دائماً. ..

لو انني خضعت لرغبتك منذ البداية …

لوأنني تركتك تلعبين بالبلاي ستيشن …

لو انني لم اتركك وحدك …

لو انني وصلت اليك وامسكتك قبل ان تسقطي..

لو
ولو
ولو..

ولكنني ادركت بعدها انني لا استطيع تغيير الواقع بالتحسر علی مافات..

فقررت تجاهل الأمر وكأن شيئا لم يحدث..

ولكنني لم أتمكن من هذا أيضاً…

ففي كل يوم تخبرني امي عن معاناة الخالة هوازن دون أن تعلم أن ألمي يزداد كلما تحدثت عنها…

كما أن الخالة هوازن تقوم بكتابة تغريداتها لتسدد طعناتها في صدري…

ضحكت وسط دموعي:هههه هل تعلمين لقد أخبرتني أمي أنها تريد خطبة امك لخالي..

أرأيتي؟؟

مهما حاولت نسيانك والابتعاد عن اي شيء يذكرني بك الا ان القدر يأبی الا ان يضعك في طريقي…

أرجوك ياجمان افتحي عينيك ولينتهي هذا العذاب…

أرجوك…
.
.
.
عدت من المدرسة في تمام الساعة الواحدة…

صعدت الدرج بسرعة حتى اجهز الغداء فعمل ابي يبدأ في الساعة الثالثة..

حين وصلت الی باب الشقة وجدت لين وحسام يجلسان علی الدرج امام الباب..

نظرت اليهما بدهشة :لين حسام مالذي تفعلانه هنا!!

التفتت لين الي:لقد نسيت اخذ مفاتيحي اليوم وابي لايفتح الباب...يبدو انه غير موجود..

عقدت حاجبي باستغراب:اين يمكن أن يكون...ربما ذهب للصلاة ...لو انكما ذهبتما للخالة مريم افضل
من جلوسكما هكذا…

اخرجت المفاتيح من جيبي وفتحت الباب…

نزعت عباءتي بسرعة ثم توجهت نحو المطبخ..

وضعت صينية الدجاج بداخل الفرن ثم اخذت القدر الذي غسلت به الارز ووضعته علی الغاز..

اخبرتني الخالة مريم بالأمس ان اغسل الأرز قبل ذهابي للمدرسة اختصاراً للوقت..

خرجت الی الصالة وتحولت ملامح وجهي للغضب…

لقد قام حسام بنزع شراريبه و حقيبته و القی بهما علی الأرض..

كما ان لين القت حقيبتها وعباءتها علی الاريكة وجلست للدردشة مع صديقاتها علی الهاتف…

صرخت بغضب:لين …. حسام ...ماهذه الفوضی...ضعوا الاغراض في غرفكم بسرعة..

حمل حسام اغراضه بسرعة ثم توجه نحو غرفته ..

اما لين فقد تأففت : اففف حنين ما الذي اصابك سأرتب الصالة بعد قليل..

صرخت بصوت أعلی:كلا رتبيها الآن واريدك ان تقومي بتبخير الصالة بينما اقوم بتحميم حسام..كما انك تجلسين علی هاتفك طوال اليوم.. الا تشعرين بالملل ابدا؟؟

-افف اففف حسناً ..

توجهت نحو غرفة حسام:حسااام هي الی الحمام بسرعة انظر الی ثوبك...اففف يا الهي اريد ان افهم كيف يتسخ ثوبك بهذا الشكل!!

هيا لاحممك بسرعة..

-كلا اريد ان استحم بنفسي لقد كبرت لم اعد طفلاً اصبحت اذهب الی المدرسة الان..

-حسنا هذا افضل..

جلت ببصري في انحاء غرفته:ماهذه القذارة...لماذا لاتقوم بترتيب غرفتك؟؟

حين يذهب ابي للعمل سنقوم بترتيب غرفتك وستخافظ علی نظافتها اتفقنا؟؟

-اتفقنا..

قالها ثم توجه للحمام..

توجهت نحو المطبخ فوجدت لين تقوم بتجهيز البخور…

-اسمعي يالين سأقوم بتجهيز الغداء الآن وحين يذهب ابي للعمل سنقوم بترتيب غرفة حسام..

-اتسعت عيناها بدهشة ثم كتفت يديها علی صدرها:كلا ياحنين لقد طفح الكيل …

في الامس قمت بمساعدتك علی ترتيب الصالة و المطبخ...اما غرفة حسام اعتذر...لن اساعدك...انا
متعبة جداً. .

-ليييين..

-لا تصرخي...انت تصرخين علي منذ الامس بدون ان اعترض علی اي كلمة..

ما الذي اصابك فجأة لقد اصبحت عصبية؟؟

شعرت ان كلماتها لامست جراحي...وكأنني كنت انتظر احدا ليسألني… انفجرت بالبكاء فوراً. .

نظرت لين الي بدهشة..

قتربت مني وامسكت كتفي بهدوء:حنين عزيزتي لا تبكي...انا اسفة...لم اقصد حقاً. ..حسنا لا بأس سأساعدك بترتيب الغرفة..

تكلمت وسط شهقاتي:كلا...ليس.. هذا ...هو ..السبب..

-اذا ما الأمر اخبريني..

مسحت دموعي ثم اخذت نفسا عميقاً. .

-لين يجب ان نثبت لأبي انا نستطيع الاعتماد علی انفسنا...ابي يفكر بالزواج..

نظرت الي بدهشة:وما أدراك؟ ؟

-لقد سمعته بالأمس يكلم عمتي أمل ويقول لها ان المنزل في حالة فوضی وانه يشتاق للأكل المنزلي..

زفرت بعمق:لم اتوقع ان يفكر ابي بالزواج بهذه السرعة..

تلفت حولي وكأنني تذكرت شيئاً:غريب اين ليان؟؟

-لابد ان ابي اعطاها للخالة مريم عندما ذهب للصلاة هل اذهب لاحضارها؟؟

-نعم احضريها وانا سأقوم بتجهيز الغداء يبدوا انه قد نضج..

-حسناً. .

قالتها ثم توجهت لخارج الشقة...الخالة مريم هي جارتنا...انها امرأة كبيرة بالسن ..تعتني بليان حين نكون في المدرسة وتكون مناوبات ابي صباحية…

عادت لين بعد عدة دقائق:الخالة مريم تقول ان ابي لم يعطها ليان اليوم..

غريب انها الواحدة والنصف الآن ..اين ابي؟؟

لقد انتهت الصلاة منذ مدة…

قطع تفكيري دخول ابي الی الشقة وهو يحمل بيده قدرا:السلام عليكم..

-وعليكم السلام..

دخل الی المطبخ:همم كيف كانت المدرسة يا احبائي؟؟

انظروا لقد قامت عمتكم امل بطهو البرياني من اجلكم..تحبونه اليس كذلك؟؟

قفزت لين بفرح:نعم احبه كثيراً. .

همست بحزن:ولكنني قمت بالطهو اليوم..

التفت ابي الي:اوه حقاً ياعزيزتي ..حسنا لابأس سنأكل من طبخك أيضاً. ..هيا بسرعة أشعر بالجوع..

سألته بتردد:أين ليان؟؟

-اوه لقد بقيت عند عمتك ...حرارتها مرتفعة اليوم ستعتني بها بشكل أفضل..

تزاحمت الدموع في عيني ولكنني خاولت اخفاءها ...قمت بغرف الغداء ثم وضعته بالصالة…

اجتمعنا للأكل…

نظر ابي الی صينية الدجاج بحماس:اممم تبدو شهية للغاية...لم اكن اعرف انك تجيدين الطبخ..

ابتسمت باحراج..

اخذ ابي قطعة من الدجاج ثم بدأ بأكلها…

اغمض عينيه باستمتاع:امممم لذيذة جداً سلمت يداك.

قام حسام بأخذ قطعة ليتذوقها...ولكنه بصقها فوراً:اييو ماهذا انها سيئة جداً. .

قامت حنين بأخذ قطعة أيضاً. ..نظرت اليها بترقب...تغيرت ملامح وجهها ثم ابتسمت بهدوء لمجاملتي..

ازدادت دقات قلبي...تذوقت الارز ثم شهقت:لقد نسيت وضع الملح!!

اخذت قطعة من الدجاج لاتذوقها...لم استطع اكلها ...كانت نيئة..

بدأت الدموع تنزل من عيني:لماذا...لقد بذلت كل جهدي بصنعها..

وقفت بسرعة ثم توجهت لغرفتي. ..

القيت بجسدي علی السرير وانفجرت بالبكاء…

قام ابي بفتح الباب ثم جلس بجانبي..وضع يده علی كتفي:حنين لا تبكي ياعزيزتي...صدقيني طبخك لذيذ للغاية ولكنه لم ينضج بعد…

لقد قمت بوضعه بالفرن...سترين الان حين ينضج سيكون لذيذا للغاية..

ازداد بكائي…

-حنين ياعزيزتي تعالي وكلي معنا هيا لا استطيع الاكل بدونك...هل تريدنني ان اذهب للعمل وانا
جائع؟؟؟

جلست علی السرير ثم مسحت دموعي:انا اعلم ان طبخي سيئ لقد بذلت جهدي ولكن دون فائدة...انت أيضاً لا تثق بي…

لقد قمت بإعطاء ليان لعمتي أمل ..

انك تعتقد اني لا اصلح لفعل شيء.

-اوه كلا ياعزيزتي ليس هذا هو الامر…

ولكن عمتك امل قالت لي انها ستذهب لزيارة صديقتها اليوم وترغب بأخذكم معاها…

لهذا فكرت بأن اترك ليان عندها حتی تتمكنوا من تجهيز انفسكم ثم اخذكم اليها قبل ذهابي للعمل...هيا الان تعالي معي لنأكل حتی لانتأخر..

مسحت دموعي ثم وقفت للذهاب معه..ولكني كنت افكر بكلامه…

غريب لماذا تريد العمة امل اخذنا معها؟؟

هل يمكن أن تكون…
.
.
.
انتهيت من تزيين الكعكة أخيراً…

لم اقم بصنعها من يوم الحادثة...كانت جمان تحب هذه الكعكة كثيراً. ..

لقد قطعت عهداً علی نفسي الا اصنعها أبدا. ..

فأنا اشعر بالذنب كلما اتذكر انني منعتها من أكل الفراولة بذلك اليوم…

كان هناك شيء بداخلي يطفئ الامل بكونها حية…

كنت ألوم نفسي…

ماتت ابنتي بدون ان تتذوق الكعكة..

ولكن المكالمة التي وصلتني هذا الصباح اشعلت الأمل في قلبي من جديد..

كما ان امل اخبراني انها ستأتي لزيارتي فقررت ان اصنع هذه الكعكة للتعبير عن فرحتي..

قمت بتصوير الكعكة ثم ارسلت الصورة بتويتر..

(انظري ياجمان ..
لقد صنعت الكعكة التي تحبينها ياصغيرتي..
لقد سمعت اجمل خبر في حياتي في هذا اليوم..
اشعر ان لقاءنا سيكون قريباً…
احبك يا ابنتي)

رن جرس المنزل…

لابد أنها أمل..

فتحت الباب بابتسامة:مرحباً. .

كانت أمل تحمل بيدها طفلة:مرحباً ..كيف حالك ياهوازن اشتقت اليك كثيرا. ..

احتضنتها بشدة:و أنا أيضاً..

حملت الطفلة من يدها وقبلتها بقوة:صغيرتي الجميلة..

بدأت الطفلة بالبكاء:لماذا لماذا ياصغيرتي..

ضحكت أمل :إنها كثيرة البكاء..

ابتسمت:تفضلوا بالدخول..

دخلت امل ودخلت خلفها فتاتان وطفل صغير..

جلست علی الاريكة..

توجهت نحوها ثم أعطيتها الطفلة:امسكيها لحظة..

قلتها ثم توجهت نحو المطبخ..

أخرجت الكعكة والقهوة ثم جلست امامهم..

لم تعرفينا يا أمل..

ابتسمت امل:انهم ابناء اخي احمد..

اشارت اليهم:ابنته الكبيرة حنين عمرها خمسة عشر سنة..

وهذه لين عمرها ثلاثة عشر سنة..

اما حسام عمره سبع سنوات..

اما هذه الطفلة اسمها ليان وعمرها خمسة أشهر. .

نظرت إلی الطفلة بحزن...لوهلة شعرت أنني أنظر لطفلتي جمان..

حاولت إخفاء حزني برسم الابتسامة علی وجهي:ليحفظهم الله انهم رائعين للغاية..

وقفت ثم بدأت بتقطيع الكعكة..

-اوووه قمت بصنع هذه الكعكة...لابد ان هناك مناسبة خاصة ههه..

-ههه طبعاً زيارتك لي مناسبة خاصة..

نظرت الي بشك :اوه هذا هو السبب حقاً؟ ؟

قلت بابتسامة وانا اعطيها الكعكة:سأخبرك بالأمر بعد قليل..

قمت بتقطيع الكعكة للأطفال..

شعرت ان حنين تشعر بالضيق...كانت تهز رجلها بتوتر وتزفر بضجر..

نظرت اليها:مالأمر ياصغيرتي حنين؟؟

نظرت الي بحدة:ليس من شأنك…

نهرتها أمل:حنين ماهذا الأسلوب!!

ابتسمت بهدوء:انا اسفه لم اقصد التدخل بشؤنك..ولكني اشعر انك مللت..

زفرت ثم قالت:اففف نعم لقد سأمت جداً…

نظرت أمل اليها ثم صرخت:حنييين..

-كلا لا بأس يا امل دعيها انها محقة..المكان ممل هنا ههه...حسناً ياعزيزتي ما رأيك أن تذهبو لغرفة الجلوس لمشاهدة التلفاز..

وقفت:حسناً لا مشكلة..المهم أن لا أبقی في هذه الغرفة أشعر بالاختناق..

نظرت إليها بابتسامة:حسناً يا عزيزتي تعالي خلفي..
.
.
.
أشعر أن نارا تحترق بصدري..

حاولت إغاضتها ولكنها تستمر بالابتسامة..

هذه الافعی الخبيثة تريد خداعنا بابتسامتها حتی تتزوح من أبي..

سأجعلك تكرهين اليوم الذي قررتي به الزواج من أبي..

امرأة مطلقة...فاشلة..لا أعلم لماذا يفكر أبي بامرأة مثلها..

هل حقاً نسي أمي من أجلها؟؟

كما أنها لاتتمتع بالجمال...أمي أجمل منها بأضعاف..

تبعتها لغرفة الجلوس...قامت بفتح التلفاز من اجلنا..ثم ذهبت للجلوس مع خالة أمل..

شعرت بالندم...لو أنني جلست معهم كنت سأعلم مايقولونه…

التفتت لين الي:حنين لماذا تصرفتي هكذا...لقد أحرجتي عمتي ..

التفت اليها بغضب:لا تتدخلي..

-اففف حسناً. .
.
.
.

عدت للجلوس أمام أمل بعد أن فتحت التلفاز للأطفال..

نظرت أمل إلي بإحراج:سامحيني ياهوازن لا أعلم لم تصرفت حنين بهذه الطريقة..

-ههه اوه لا لم أهتم صدقيني بالتأكيد ستشعر بالملل مالذي تريده من الجلوس معنا..

ابتسمت أمل براحة:هذا جيد..صحيح..

ماهو الأمر الذي أردت إخباري به؟؟

جلست بجانبها ثم قلت بحماس:لقد علمت شيئاً عن جمان..

نظرت إلي باهتمام:حقاً ..ما الأمر..

-لقد قام رجل بالاتصال علي هذا الصباح وأخبرني أن جمان حية..

عقدت حاجبيها باستغراب:ومن يكون؟؟

-لا أعلم حقاً لم يخبرني باسمه وحين سألته عن مكانها قال لي سامحيني ثم أقفل الخط..

ردت بعد تفكير:هل يمكن أن يكون خالد..

أجبت بسرعة:مستحييييل...أنا أعرف صوته البغيظ جيداً. .

كما أن خالد لن يقول سامحيني أبداً..

-حسنا لدي برنامج يكشف الارقام الغريبة أعطني الرقم لأری..
.
.
.

أخرجت هاتفي من حقيبتي لأخذ الرقم..

بدأت هوازن بقراءة الرقم وحين وصلت لنهايته ازدادت دقات قلبي…

نظرت الي بلهفة:هل عرفت من يكون؟؟

نظرت اليها بارتباك:ها كلا لم يظهر أي اسم..

نظرت الی الارض بإحباط..

أما أنا فقد بدأت اشعر بالحرارة من شدة التوتر. .

لماذا يتصل يوسف بها. ..

هل كان يكذب عليها أم أنه يعلم مكان جمان حقاً؟ ؟

مالذي تخفيه عني يا يوسف بعد…
.
.
.

توجهت نحو منزل أختي أمل بعد انتهائي من العمل لأخذ اطفالي..

أصرت أمل علی إبقاء ليان لديها اليوم..

وافقت حنين علی مضض..

ركبنا السيارة وتحركنا نحو المنزل..

أنا متحمس لأسأل حنين عن الزيارة..

دخلنا الی المنزل..

توجهوا نحو غرفهم استعدادا للنوم..

توجهت نحو غرفتي ثم قمت بتبديل ثوبي واتجهت نحو غرفة حسام للاطمئنان عليه ...كان نائماً..هذا
جيد كان يود النوم طوال الطريق..

توجهت نحو غرفة لين وحنين..ثم طرقت الباب بهدوء..
.
.
.

كنت أفكر طوال الطريق فيما سأقوله لأبي..

يجب أن أجعله يغير رأيه..

أنا متأكدة انه سيسألني عن الزيارة حين نعود للمنزل..

حين دخلنا توجهت نحو غرفتي ثم قمت بتبديل ثيابي وجلست علی سريري في انتظار قدوم أبي..

بعد عدة دقائق طرق الباب:تفضل..

فتح أبي الباب بابتسامة…

جلس علی سريري:كيف حالكم اليوم يا أميراتي..

ابتسمت:بخير..

نظر الی الأرض ثم قال بارتباك:كيف كانت الزيارة...هل استمتعتم؟..

أخيراً بدأ بالسؤال..زفرت بعمق ثم اجبت:ليس كثيراً. ..في الحقيقة كنت أود الخروج من المنزل بأي طريقة..

عقد حاجبيه باستغراب:لماذا؟؟

-لقد كانت تنظر إلينا باستحقار ويبدوا عليها الضجر..

شعرت أنها تريد التخلص منا بأي طريقة..

نظر الي بإحباط:حقاً؟ ؟

اومأت برأسي مدعية الحزن:نعم لا أعلم ما مشكلتها أظن أنها تكره الاطفال كانت منزعجة من بكاء
ليان للغاية..

علت وجهه ملامح الاحباط:هذا مؤسف..

ارتسمت علی وجهي ابتسامة خفيفة حاولت جاهدة اخفاءها ..لقد نجحت خطتي…
.
.
.

عدت الی المنزل في منتصف الليل..

انتهی وقت عملي منذ مدة ولكني كنت أشعر بالضيق..

تجولت بسيارتي ثم بدأت أبحث عن الحالات المشابهة لحالة جمان..

وما قرأته سبب لي الاحباط..

من النادر جداً ان يستفيق أحد بعد مرور عام من الغيبوية..

وحتی الحالات التي تمكنت من الاستيقاظ تعاني من بعض الاثار الجانبية..

مثل الشلل او فقدان النطق..

خاصة أن الاصابة كانت برأسها…

لا أعلم مدی الضرر الذي تسببت به الاصابه..

ربما يكون الدماغ قد تأثر بهذا..

لم اجرأ علی سؤال احد من المسؤلين عن حالتها عن ذلك..

لم ارد ان اشعر بالاحباط اكثر..

سأستمر بزيارتها وسأخصص ختمة للقرآن بجانبها..

يقال أن بعض الحالات استفاقت من سماع الموسيقی..

اذا كانت الموسيقی تنفع كما يقولون لماذا لا أجرب قراءة القرآن ؟؟

سأتحدث اليها دائماً واشعرها بأهمية وجودها…

لقد قرأت عن حالة يقول صاحبها انه كان يسمع كل ماحوله وهو في اثناء الغيبوبة ولكنه لا يستطيع الرد..

قام فيما بعد بتأليف كتاب اسماه الفتی الشبح يشرح بها معاناته فقد سمع والدته وهي تتمنی موته..

سرت في جسدي قشعريرة علی إثر هذه الفكرة. ..

هل حقاً جمان تسمع ما اقوله؟؟

لا اعلم ولكني أشعر أن الفكرة مخيفة..

دخلت الی المنزل وقبل أن أدخل غرفتي وصلني صوت أمي وهي تناديني..

-يوسف أين كنت يابني لقد تأخرت..

توجهت نحوها وقبلت رأسها:أنا آسف انشغلت كثيراً اليوم…

شعرت انها تود قول شيء...فملامح الارتباك بادية علی وجهها..

سألتها بشك:أمي هل هناك مشكلة..

زفرت بعمق ثم نظرت الي:ما الذي تعرفه عن جمان؟؟

ازدادت دقات قلبي ثم اجبت بارتباك:ههه...لم السؤال...لا أعلم شيئاً عنها..

نظرت الي بحدة:اذا لماذا قمت بالاتصال علی هوازن هذا الصباح؟؟.

بدأت اشعر بالحرارة...عضضت شفتي..يالي من غبي..

كيف غاب هذا الامر عن ذهني…

بالتأكيد ستقوم الخالة هوازن باخبار أمي عن المكالمة..

يا إلهي ما الذي سأقوله الان..

لقد وقعت بورطة بسببك من جديد ...

علت وجهي ابتسامة خفيفة..فقد أدركت انك سبب كل مشاكلي..متی ستنتهي مشاكلك ياجمان..
متى؟


شخابيط فتاة 16-02-16 12:09 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 

الفصل الرابع:مجرد اوهام

دخلت الی غرفتي بعد عودتي من منزل عمتي أمل..

جلست علی سريري وفتحت هاتفي للدردشة مع صديقاتي..

لقد نسيت هاتفي في المنزل...مللت كثيراً عند عمتي ..

أردت العودة إلی المنزل من أجله..

طرق أبي الباب ثم دخل بعد أن قامت حنين بالرد عليه. .

دخل وملامح الارتباك بادية علی وجهه..

جلس علی سرير حنين وبدأ يسألها عن الزيارة..

نظرت اليها باهتمام...فقد كنت متفاجأة من ردة فعلها هناك..

كانت تتصرف بوقاحة..

وحين بدأت بالكلام ...ازدادت دهشتي..

ما الذي تقوله...لم الحظ ابدا انها تود ذهابنا..

علی العكس لقد رحبت بنا وكانت تلاعب ليان..

لم تنزعج ابدا من بكائها!!

لقد اصبحت حنين حساسة هذا الفترة...

ربما اساءت فهم تصرفات الخالة هوازن..

ألهذا كانت تتصرف بتلك الطريقة؟ ؟

نظر أبي إلی الارض بإحباط..

شعرت بالحزن فأبي يبذل جهده لإسعادنا..

حين اقترح علينا الذهاب مع عمتي كان يريد إسعادنا..

والآن حنين عكرت مزاجه..

ازداد غضبي...مالذي تفعله.. لماذا تكذب..

لمحت طيف ابتسامة علی وجهها…

ولكن ابتسامتها سرعان ما تلاشت حين بدأت بالحديث…

-لماذا تكذبين ياحنين.. لقد كانت الخالة هوازن طيبة للغاية..

كنت أنت من تصرفت بوقاحة..كما أنك أحرجت عمتي…

التفت حنين نحوي بغضب..

نظر أبي إلي بدهشة ثم نظر إلی حنين مرة أخری..

-حنين ...هل ماتقوله لين صحيح؟ ؟

نظرت إلی الأرض بدون أن ترد..

تابعت حديثي:نعم يا أبي كانت تزفر طوال الوقت وحين تحدثت إليها الخالة هوازن قالت لها لا تتدخلي..

صرخت حنين:لين..اصمتي ايتها الغبية..

نظر ابي إليها من جديد:حنين ما الأمر لماذا تصرفتي هكذا..

وقفت حنين وبدأت تصرخ بغضب:لأنها امرأة غبية...فاشلة...مطلقة. ..لا أعلم لماذا تريد الارتباط بامرأة مثلها..

-حنين ما هذا الكلام...الزمي حدودك...وما ادراك اني اريد الزواج بها؟؟

-الأمر واضح جداً لماذا تأخذنا عمتي أمل معها؟؟؟

كما أنني سمعتك و أنت تقول لعمتي أنك تريد الزواج..

نظرت الى أبي بصدمة..هل يرغب بالزواج من الخالة هوازن حقاً!!

زفر أبي بعمق:هل لديك اعتراض علی هوازن أم أنك معترضة علی زواجي؟؟

إن كنت معترضة علی هوازن فلن أتزوجها لن أتزوج أي امرأة بدون موافقتك..

صدمت من رده..اذاً هذا صحيح..ابي يريد الزواج..

تزاحمت الدموع في عيني...

ردت حنين:أبي أنا لا أريدك أن تتزوج..أرجوك..نحن نستطيع الاعتماد علی أنفسنا..

-ولكن ياحنين أنا أفكر بمصلحتك ومصلحة إخوتك...هل تعتقدين أنني اشعر بالراحة؟؟

أنا أقلق عليكم دائماً وأخاف من ترككم وحدكم..

المنزل يحتاج لامرأة واعية تعتني بكم وتلبي احتياجاتكم..

-ولكن يا أبي..

قاطعها أبي:حنين أنا أفعل هذا لمصلحتكم لا تكوني أنانية..

ارتفع صوت حنين: أنانية!!!

هل أصبحت الآن أنانية!!!

أنا ابذل كل جهدي لاسعاد إخوتي..

أحاول العناية بلين وأذهب إلی المدرسة وأنا مرهقة من العناية بها بدون أن أتذمر ثم تقول أنني أنانية! !
مالذي فعلته من أجلنا يا أبي ها؟؟

بدلاً من التفكير بنا وبما ينقصنا ..كنت تفكر بالزواج..

من هو الأناني الآن اخبرني..

قطع صوتها علی إثر صفعة قوية تلقتها من أبي..

شهقت بصدمة…أبي...

يضرب حنين!!!

.
.
.

ألم...صدمة...ذل...انكسار…

هذا ما شعرت به..

وضعت يدي علی موضع صفعته ..

لازلت أشعر بحرارتها..

ولكن ألمها في قلبي كان اشد ..

لم أجرأ علی رفع نظري إليه…

وصلني صوته الغاضب :إياك أن ترفعي صوتك مرة أخری…

نظرت إليه بعينين دامعتين...

كان الغضب بادياً علی وجهه. ..هل تماديت بكلامي؟؟

أشاح بنظره عني ثم توجه إلی الباب ليخرج من الغرفة..

أمسك بالمقبض ثم توقف قبل أن يفتحه وهمس:خاب ظني يا حنين..

قالها ثم خرج من الغرفة…

ارتميت علی فراشي وانفجرت بالبكاء..

جلست لين الی جانبي ثم همست بحزن:حنين..

التفت إليها وصرخت:ابتعدي عني ...لا اريد رؤيتك...كله بسببك..

وبصوت أضعف:كله بسببك..

نظرت إلی الأرض ثم همست بتردد:حنين أنا آسفة حقاً. .لم أقصد..

وضعت يدي علی أذني وصرخت:لا أريد أن أسمعك...لقد أفسدتي كل شيء..دعيني وشأني…

عادت لين إلی فراشها:تصبحين علی خير..

قالتها ثم قامت بتغطية وجهها ببطانيتها…

أما أنا ..فلم أتمكن من النوم...كنت أفكر بها..

لقد كرهتها...كرهتها لحد الجنون...

كل ما يحدث لي بسببها..

تلك الأفعی الخبيثة…

لم تتزوج بأبي بعد ولكنها استطاعت أن تبث بسمها بيننا....

هل تستحق أن يضربني أبي من أجلها؟؟

أكرهها...أكرهها من كل قلبي…

كرهتها قبل أن أعرفها…

وفي هذه اللحظة بالذات ازداد كرهي لها..

لن أسامحها ابدًا..

أين أنت يا أمي…

انظري ما الذي حدث لي من بعدك…

أشتاق إليك كثيراً...

.
.
.

يوسف أنا أنتظر جواباً. ..

قالتها وهي تنظر إلي بحدة..

زفرت بعمق ثم أجبت:لقد رأيت العم خالد في المشفی بالأمس..

ارتسمت علی وجهها ملامح الصدمة:حقاً! !

-نعم..

-هل تحدث إليك؟؟

-ها..كلا ..ولكنني عرفته..

زفرت أمي بغضب:رجل بغيض...حسناً لا تغير الموضوع...أنا أسألك عن جمان هل رأيتها؟؟

أجبت بارتباك:نعم رأيتها..

تزاحمت الدموع في عينيها ثم تحدثت بخوف:لماذا كانت في المشفی...هل هي مريضة؟؟

آه يا أمي لو أنك رأيتها ...أغلقت عيني ثم اخذت نفسا عميقاً. .هل أخبرها بالحقيقة؟؟..

نظرت إليها من جديد…

كانت تضع يدها علی قلبها وهي تنظر إلي بترقب :يوسف ما الأمر لماذا لا تتكلم..أخبرني هل أصابها مكروه؟..

حاولت طمأنتها:كلا لا تقلقي إنها بخير..

كما أخبرتك لقد رأيت العم خالد ثم سمعته ينادي باسمها فظهرت أمامه...فقط..

نظرت أمي إلي بشك:فقط؟؟

-ااا...نعم...هذا كل ما أعرفه...تصبحين علی خير يا أمي أنا متعب أريد أن أنام..

زفرت بعمق:حسناً تصبح علی خير..

ذهبت إلى غرفتي وقمت بتبديل ثيابي…

ألقيت بجسدي المنهك علی السرير لأغوص في عالم افكاري ..

هل كان علي أن أخبرها بالحقيقية..

هززت رأسي في محاولة مني لاستبعاد هذه الفكرة..

إن أخبرت أمي ستقوم بإخبار الخالة هوازن بالتأكيد.

وحينها ستصر الخالة هوازن علی رؤيتها..

مالذي سيتغير إن رأتها؟؟

سيزداد حزنها فقط…

كما أنني أخاف أن يعلم العم خالد أنها وجدتها …

وقتها لا أعلم ما قد يفعله...ربما ينقلها لمكان آخر..

وحينها لن أتمكن من معرفة أخبارها..

وبدلاً من إسعاد الخالة هوازن سأتسبب بحزنها..

هل ستكون سعيدة إن علمت أنها تعيش كالأموات؟؟. .

من الأفضل أن تعتقد بأنها حية..وإن كتب الله الشفاء لجمان..

سآخذها إليها بنفسي..

شعرت بالراحة علی إثر هذه الفكرة..

لا أعلم هل اتخذت قرارًا صحيحاً أم لا..

أغلقت عيني بتعب..وغططت بنوم عميق..
.
.
.

لم أستطع الاقتناع بكلامه..

أشعر أنه يخفي شيئا. .

آه منك يا يوسف آه..

أكثر شيء يزعجني به هو قلة حديثه..

هذه عادته منذ الصغر…

لا يحب التحدث عن مشاكله..

ولكنني سأكتشف الحقيقة بنفسي..

استيقظت من أفكاري علی صوت هاتفي وهو يرن..

نظرت إلی الشاشة بابتسامة..

إنه أحمد كما توقعت...لابد أنه يريد الاطمئنان علی ليان..

.
.
.

كنت اجلس على سريري واضعاً يدي على رأسي…

لا أستطيع النوم..

لازالت كلمات حنين تتردد في أذني..

كلماتها صدمتني...جرحتني...آلمتني بعمق..

هل هذا ما تشعر به حقاً..

هل هناك ما ينقصهم دون أن أعلم..

آه يا أم حسام. ..أين أنت…

أين أنت أيتها الأم الحنون..

لقد تهت بدونك..

أنا لا أعلم كيف أتصرف ..

أبنائي في حاجة إلي ولكنني فشلت ..

لم أستطع إسعادهم..

يعتقدون بأنني لا أفكر بهم..

هل كنت أنانياً حين فكرت بالزواج؟؟

وقفت وخرجت من غرفتي متوجهاً نحو غرفة حنين ..

فتحت الباب بهدوء..

لقد نامت..

زفرت بضيق:سامحيني يا ابنتي..

توجهت نحو غرفتي…

أخذت هاتفي ثم اتصلت علی أختي أمل…

وبعد عدة ثوان وصلني صوتها: إنها نائمة ايها الاب الحنون...كنت متأكدة أنك ستتصل بي...أخبرتك أنني سأعتني بها ألا تثق بي..لا تزعجني باتصالك..

ابتسمت بهدوء..لا أعلم كيف تتمكن أمل من إدخال السرور إلی قلبي:هههه هل أنا مزعج لهذه الدرجة..

-أكثر مما تتصور...هيا هيا...إذهب للنوم...انسی ابنتك ليوم واحد فقط..إلی اللقاء الآن..

-مهلاً مهلاً ...لم أتحدث بعد...لم تسألي حتی عن سبب اتصالي..

تحول صوتها لجدية:هل هناك مشكلة؟؟

زفرت بضيق:أمل..انا لا أعلم كيف أتصرف مع أبنائي..حنين منزعجة جداً…

-اوه لماذا ما الذي حدث..

-لقد علمت أني أريد الزواج..

صمت قليلاً ثم اردفت بتردد:لا أعلم هل قامت هوازن بمضايقتها؟؟

-كلا أبدًا..

زفرت بعمق:اسمع يا إحمد...سيكون من الصعب علی حنين تقبل الامر بالتأكيد..

لا تريد أن يحل احد مكان والدتها...ولكنها ستتقبل الأمر في النهاية..

- لا أعلم بدأت أتردد..لا تحدثي صديقتك الآن حسناً. .

أحتاج للتفكير قليلاً..

-حسناً لا تقلق...سأحاول التفاهم مع حنين أنا أيضاً لا تزعج نفسك..اتفقنا..

ابتسمت :اتفقنا..

.
.
.

كنت اتقلب علی فراشي بضجر…

لا أستطيع النوم…

منذ أن تحدثت أمل معي وأنا لا أستطيع التوقف عن التفكير..

لم أفكر في حياتي أن أتزوج بعد طلاقي من خالد..

تجربتي السيئة معه جعلتني أكره الزواج…

لا يهمني في هذه الحياة سوی ابنتي..

ولكن في نفس الوقت..رؤيتي لابنته ليان جلبت لقلبي شعوراً مختلفاً..

أخبرتني أمل منذ أسبوعين أن أخاها يود الزواج…

إنه يحتاج أماً لابنائه…

حاولت التحجج بأبي في البداية ولكنها أخبرتني أن أخاها سيقوم بتخصيص غرفة خاصة له..

في الحقيقة..اخاها رجل محترم جداً...حين اخبرتني أمل عن تعامله مع أبناءه بدأت افكر بالأمر بجدية..

لا أعتقد أن شخصاً يحن على أبناءه بهذه الطريقة يسئ معاملة زوجته..

كما أن أبي شجعني على الموافقة..

قد تكون بداية لحياة أجمل…

أتمنى ذلك..

أخبرني أبي أن انشغالي بتربية ابناءه قد يخفف حزني علی فقد ابنتي جمان..

آه يا ابنتي..

كيف تعيشين مع خالد ؟؟

هل يحسن معاملتك؟؟

هل تمكنت من نسياني؟؟

ابتسمت بحزن..

لقد كانت صغيرة حين تركتها…

بالتأكيد لن تتذكرني..

ربما تحقد علي الآن…

ربما يقوم خالد بتحريضها ليزيد من حقدها علي..

قد تعتقد انني لا أريد رؤيتها..

مسحت دمعة نزلت من عيني علی إثر هذه الفكرة..

وقفت من سريري ثم ذهبت لأصلي صلاة الاستخارة من جديد..

فقد قررت الموافقة..

بعد أن انتهيت من الصلاة..أمسكت بهاتفي لأرسل تلك الرسالة لأمل:

(أنا موافقة..)

.
.
.

بعد خمسة أشهر..

كنت أجلس علی سريري بغضب...بقي اسبوعين علی زواج والدي..

وقفت عمتي أمل أمامنا وهي تحمل بيدها الفساتين. ..

-انظري يا عزيزتي حنين لقد اشتريت لك فستاناً جميلاً هيا تعالي وجربيه..

التفت اليها وصرخت:أخبرتك أنني لن أحضر زواجه...لا أريد ..

زفرت عمتي بضجر:حنين ...مالذي قلته لك...ألم نتفق بعد..

-كلا لم نتفق...لا أريدها أكرهها ألا تفهمون..

غضبت عمتي :حنين لماذا تفعلين هذا بوالدك...إنه يفعل هذا لمصلحتكم لماذا لا تفهمين…

نظرت إليها بحدة:لماذا لم تتزوجي بعد وفاة زوجك ياعمتي ها؟؟

لقد كان يوسف صغيراً وقتها لماذا لم تتزوجي أخبريني ؟؟

-لاحول ولا قوة الا بالله..حنين لا تخلطي الامور..الامر مختلف..

-كلا الأمر ليس مختلفاً...لم تتزوجي لأنك كنت تحبينه صحيح؟؟

امتلأت عيناي بالدموع:أما أبي فقد قرر الزواج قبل أن تكمل أمي سنة من وفاتها...إنه يتحجج بنا فقط…

أنا أستطيع العناية بأخوتي...لم نعد صغاراً. ..نستطيع الاعتماد علی انفسنا..

-حسنا كما قلت انت لم تعودي صغيرة..قد تتزوجين بعد ثلاث سنوات..مالذي سيحل بأخوتك وقتها؟؟

ها..أخبريني؟؟

هل سيتمكن والدك من العناية بهم وحده؟؟

أنت تعلمين أن ظروف عمله صعبه..

-لن أتزوج...إن لزم الأمر لن أتزوج. .

زفرت بضجر:لا فائدة منك حقاً..

قالتها ثم التفتت الی لين:لين ياعزيزتي تعالي لتجربة الفستان…

اقتربت لين منها…

التفت إليها وصرخت:لين لاتذهبي...إن كنت تحبين أمي حقاً لاتذهبي..

-لين لا تلتفتي اليها تعالي ياصغيرتي..
.
.
.

لم أعرف كيف أتصرف…

حنين تحاول منعي من تجربة الفستان وعمتي أمل تريد مني تجربته..

كنت أقلب نظراتي بينهم بحيرة. .

-لين ألا تحبين والدك...لماذا تفعلون هذا به...إنه يبذل جهده لإسعادكم وهذا هو جزاؤه؟؟

أتعلمون لو أن شخصاً آخر غيره لن يفكر بمشاعركم ابداً…

ولكن أباكم كان شرطه الوحيد أن توافقوا عليها…

لم يبحث عن جمالها أو صغر سنها. ..كل ما طلبه مني امرأة تحب أطفاله وتعتني بهم..

التفتت إلي:هيا يا عزيزتي لين تعالي لتجربة الفستان..

اقتربت منها بتررد…

كنت أهم بأخذ الفستان قبل أن يصلني صوت حنين: لين ..إن قمتي بتجربته أقسم أنني لن أتحدث إليك بعد اليوم هل فهمتي؟؟

نظرت إلی الأرض بحزن..

ألقت عمتي الفساتين علی الارض:لا حول ولاقوة إلا بالله ..أعانك الله يا أحمد..

قالتها ثم خرجت من الغرفة وأغلقت الباب بقوة..
.
.
.

فتحت باب غرفتها .. وفتحت معه آلام وحسرات لن تنتهي ..

إنها هناك..

طفلتي جمان..

آه يا جمان...

كانت مغمضة العينين .. مستلقية على السرير ..مستسلمة للقدر ..

في كل مرة اراها يتجدد حزني…

لقد كبرت وأصبحت شابة جميلة..

وبالرغم من منظرها البهي إلا أني كنت أشعر أن كل ما بداخل جسدها يتألم ويتأوه في صوت غير مسموع ..

كنت أنا فقط من يسمعه..

كانت الأجهزة تحاصرها من كل مكان.. وأنابيب قبيحة تخترق جسدها النحيل...

تدخل من مكان لتخرج أخرى من مكان آخر..

وأصوات هذه الأجهزة ترن في أذني..

هذا صوت دقات قلبها..

وهذا صوت شهيقها وزفيرها..

وهذه صرخة قوية حبستها بداخلي..

هناك ألم شديد في صدري..

أود الصراخ بأعلی صوتي...عل صراخي يبدد آلامي.

رحماك يارب .. رحماك..

هذه طفلتي..

طفلتي التي كانت تملأ الدنيا فرحاً وسعادة ..

طفلتي تتألم هنا...وتلك الانانية تريد الزواج..

ابتسمت باستهزاء...تلك الغبية تقوم بنشر تغريدات لجمان تدعي بها الحزن..

والأدهی والأمر أن هناك آلاف المتابعين لحسابها...يملأون حسابها بتوجيه الدعوات علي..

مالذي يعرفه هؤلاء الحمقی؟؟

كل مايرونه هو مجرد كلمات لا يعرفون صدق قائلها..

لا أحد يعلم مقدار ألمي…

ولكنها فضحت اليوم...

قامت بنشر تغريدة تعلن بها عن زواجها..

ههه...اين ذهب حزنك الآن؟؟

ابنتك تواجه الموت يومياً وانت تريدين خوض تجربة جديدة كما تقولين..

لا أعلم لم شعرت بالغضب حين علمت انها ستتزوج..

في الحقيقة لقد تعاطفت معها عند رؤيتي لحسابها لأول مرة.. وفكرت بجدية أن أخبرها عن جمان…

ولكن حين علمت بأنها ستتزوج...ازداد كرهي لها…

مددت يدي وبدأت اتحسس شعرها الناعم:لا اتحمل رؤيتك بهذه الحال يا ابنتي...

نزلت دمعة من عيني ثم توالت معاها دموع الحسرة..

كله بسببك... ابنتي تتعذب يومياً بسببك..

أقسم يا هوازن بأنك لن ترينها مادمت حياً…

أقسم بهذا..
.
.
.

وقفت أمام المرآة وأنا أنظر لنفسي برضی..

لقد ارتديت الفستان الذي احضرته عمتي امل..

انها تعرف جيداً انني احب اللون الاحمر…

كان يناسبني كثيراً…

لونه يبرز بياض بشرتي..

فتحت شعري الاسود لينساب علی كتفي..

اصبحت أشبه والدتي كثيراً. .

لم أكن أريد حضور زواجه..ولكنني حين فكرت بالأمر…

مالذي سأستفيده من عدم ذهابي؟؟.

سأبقی في غرفتي وسط حسرتي وهم يستمتعون؟؟

باءت كل محاولاتي لمنع زواجه بالفشل…

كما أن أبي أتی بنفسه اليوم ليطلب مني الحضور..

رغم غضبي منه .. إلا أنني لم أرد أن أكسر كلمته ..

لن يكون حفل زفافهم كبيراً. .

سيكتب كتابهم ثم سنقيم عشاءً بسيطا في منزلها وفقاً لرغبتها..

سينتهي الحفل في العاشرة مساءً..

فتح أبي الباب بعد أن طرقه..

نظر إلي بابتسامة: تبدين جميلة جداً. .

اقترب مني ثم قبل رأسي بهدوء..

نظر إلی عيني:أشكرك يا ابنتي علی تفهمك …

شعرت برغبة بالبكاء...كلا يا حنين..لا تبكي..ليس الآن..

-سأنزل الآن مع حسام ..

سأنتظركم بالاسفل لا تتأخروا حسناً؟ ؟

أومأت برأسي..

خرج من غرفتي وأغلق الباب خلفه..

زفرت بعمق ثم قمت بمسح دموعي..

لقد قطعت عهداً على نفسي...

لن أبكي بسببها أبداً..

لقد ولت أيام بكائي..خمسة أشهر وأنا أبكي وأتوسل إليهم دون فائدة..

منذ اليوم هي التي ستبكي..

ارتديت عباءتي ثم خرجت إلی الصالة..

كانت عمتي أمل تجلس علی الاريكة وهي تمسك بيد لين لتضع لها من طلاء الأظافر..

التفتت عمتي إلي:حنين تعالي ياعزيزتي هل أضع لك أيضاً؟؟

-كلا لا أريد..

-حسنا إنزعي عباءتك أريد رؤية فستانك…

-اففف أبي ينتظر بالاسفل هيا قال لي ألا اتأخر سترينه هناك..

وقفت وهي ترتدي عباءتها:هيا ياعزيزتي لين..

وقفت لين خلفها وارتدت عباءتها ثم خرجنا معا وركبنا سيارة أبي..

بدأنا بالتحرك إلی أن وصلنا لمنزلها..

قامت امرأة عجوز باستقبالنا بالزغاريد…

دخلت خلف عمتي وبدأت أسلم علی النساء الموجودات..

علمت فيما بعد انهم جيرانها..

تفاجأت كثيراً حين دخلت الخالة هوازن وجلست بيننا..

منظرها لا يوحي بأنها عروس!!

كانت ترتدي فستانا بسيطاً جداً بلون ذهبي..

وقد قامت بتغطية وجهها القبيح بأطنان من مساحيق التجميل…

مهما حاولت أن تبدو جميلة...لن تستطيع أن تصل لجمال أمي…

حين أصبحت الساعة التاسعة..قام يوسف بطرق الباب لاعطاء الدفتر للخالة هوازن..

وبعد أن قامت بالتوقيع...بدأت النساء بتهنئتها...

اما انا فقد شعرت برغبة بالبكاء…

لقد انتهی الامر...لقد أصبحت زوجة لابي منذ الآن..

حاولت جاهدة الا ابكي..ولكن دمعة خائنة نزلت من عيني..

مسحتها بسرعة ثم ركضت باتجاه الحمام..

بدأت اغسل وجهي بقوة :لا تبكي...لا تبكي..

أخذت نفساً عميقاً...

شعرت ببعض الرحة..

خرجت من الحمام وجلست بجانب لين..

نظرت لين الي وهي تعقد حاجبيها:حنين هل كنت تبكين؟؟

نظرت اليها بصدمة..كيف تستطيع المحافظة على هدوئها..

لماذا لاتشعر بالحزن مثلي..

تجاهلت سؤالها...ليس لدي رغبة في الكلام..

بعد نصف ساعة تقريباً. ..قاموا باحضار العشاء…

أما الخالة هوازن فقد ذهبت مع عمتي أمل إلی المجلس..

ستجلس مع أبي هناك..

طلبت مني عمتي أن أذهب لتهنئة أبي…

لماذا لا يستطيعون فهم مشاعري..

ألا يكفيهم أنني حضرت إلی هنا رغماً عني؟؟

ذهبت ليان لتهنئة أبي ...أما أنا فقد رفضت ذلك..

إن رأيته الآن سأبكي بالتأكيد…

لا أريد أن أظهر ضعفي أمام تلك الافعی…

بعد انتهاء العشاء بدأت النساء بالذهاب لمنازلهم..

وحين أصبحت الساعة العاشرة والنصف...أصبح المكان خالياً إلا من بعض العاملات اللاتي قامت عمتي أمل بإحضارهم للقيام بخدمة الضيوف وتنظيف المنزل بعد ذهابهم..

بعد أن قاموا بالتنظيف أعطتهم عمتي النقود ثم خرجوا..

تقدمت عمتي نحوي وهي تتحدث بالهاتف:حسناً حسناً سننزل الآن..

أغلقت الهاتف ثم نظرت إلي:هيا بسرعة يوسف ينتظر بالاسفل..

نظرت إليها بصدمة:يوسف؟؟

ألن نذهب مع أبي..

نظرت إلي بتعجب:تريدين الذهاب مع والدك؟

لقد خرج منذ مدة..ستبيتون عندي اليوم..

شعرت أن سكيناً تطعن في صدري..لقد كانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير..

لم أستطع منع دموعي أكثر..

قمت بارتداء نقابي حتى لا يلحظوا دموعي..

لقد ذهب..

ذهب وتركنا هنا..

ركبنا في سيارة يوسف وتوجهنا نحو منزل عمتي..

أما أنا فلم أتمكن من التماسك أكثر...انفجرت بالبكاء فوراً

أنا أتألم...اتألم بشدة..

لم يكن يسمع في السيارة سوى صوت شهقاتي..

لم يحاول أحد تهدئتي..فقد اعتادوا بكائي في اخر فترة..

لم يعد بكائي يهمهم..

لماذا يا أبي لماذا؟؟

تركنا منذ البداية..

كله بسببها..

أكرهها..أكرها الآن أكثر من أي وقت مضى..

تريدين التخلص منا إذًا…

انتظري حتى ترين المفاجأة التي قمت بتحضيرها من أجلك..

ابتسمت وسط دموعي وأنا أتذكر مافعلته هذا الصباح..

كنت أود رؤية وجهك وأنت تبكين..

هذه البداية فقط..منذ اليوم سأعلن الحرب ضدك..

وسنری من سينتصر في النهاية..

أنت...أم أنا..

.
.
.

قمت بإيصال أمي مع أبناء خالي أحمد إلی المنزل..

التفت إلی أمي قبل أن تخرج..

أمي أنا ذاهب إلی المشفی..

نظرت إلي بدهشة:الآن!!

هل أنت جاد!!

-اا نعم لقد نسيت شيئاً هناك لا تقلقي لن أتأخر..

-حسناً اذا انتظر حتى الصباح..

-كلا علي الذهاب الآن لن أتأخر صدقيني..

زفرت بعمق:حسناً. .

تحركت بسيارتي متوجهاً نحو المستشفی..

في الحقيقة..لم انس شيئاً ولكنني لم أتمكن من رؤية جمان هذا اليوم..

انشغلت كثيراً بسبب زواج خالي..

كما أن العم خالد قام بزيارتها هذا الصباح…

لذلك لم أتمكن من الدخول..

إنها الحادية عشرة والنصف الآن..لن أتأخر كثيراً…

سأبقی لديها لعشر دقائق فقط..

دخلت إلی غرفتها ثم جلست بجانب السرير:السلام عليكم كيف حالك اليوم يا جمان؟؟

هل تعلمين من أين أتيت.؟؟

لقد تزوجت أمك بخالي اليوم..

أتمنی لهما التوفيق…

لو أنك كنت معها كانت ستسعد بالتأكيد..

افتحي عينيك فقط وسآخذك إليها بنفسي..اتفقنا؟؟

ارتسمت علی وجهي ابتسامة خفيفة…

في بعض الأحيان أشعر أنني مجنون وأنا أتحدث اليها..

هههه لو دخل أحد الأطباء الآن وسمعني سيضحك بالتأكيد..

لقد أخبرت الطبيب المسؤل عن حالتها أنني ألحظ بعض التحركات منها..

ولكن ابتسامة ارتسمت علی وجهه ورد علي ببرود:كنت تتوهم..

أخرجت هاتفي من جيبي وفتحت تطبيق المصحف …

-احم حسنا لقد أنهينا ختمتنا بالأمس صحيح؟؟

هيا سنبدأ الآن بختمة جديدة..

بسم الله الرحمن الرحيم..

بدأت بقراءة كلماته العذبة إلى أن بدأت بالانسجام..

وبعد قراءة عشر صفحات تقريباً ألقيت نظرة سريعة عليها…

وجدتها تنظر إلي بهدوء…

ابتسمت لها ثم عدت لمتابعة القراءة..

انخفض صوت قراءتي تدريجياً ثم توقفت…

بدأ قلبي يخفق بشدة...مهلاً!!

هل كانت عينيها مفتوحتان؟؟

رفعت رأسي بسرعة لانظر إليها من جديد ولكن عينيها كانت مغلقتان..

هل كنت أتوهم؟؟

فركت عيني بتعب...يبدوا أنني أتوهم فعلاً…

وقفت من الكرسي وأنا أهم بالخروج..

ولكن مهلاً...هناك شيء لفت انتباهي..

رأسها متجه باتجاه الكرسي…

سرت قشعريرة في جسدي...

هل يعقل!!

هل كانت تنظر إلي حقا؟؟

توجهت نحو الباب وانا انتفض…

مددت يدي لافتحه..

امسكت بالمقبض ثم نظرت اليها :اتمنی لك الشفاء..

قلتها ثم خرجت مسرعاً واتكأت علی الباب…

أخذت نفسا عميقاً في محاولة مني لضبط انفاسي المتسارعة ..

-اهدأ يا يوسف..اهدأ..

إنها مجرد أوهام..

كثرة تفكيري بها هي السبب..

حاولت إقناع نفسي بأنني اتوهم فقط ولكن دقات قلبي لم تهدأ بعد..

خرجت من المستشفی بخطوات سريعة وكأنني كنت أهرب..

لا أعلم لم شعرت بالخوف وقتها يا جمان..

ستة أشهر مضت وأنا أتمنی أن أراك مستيقظة..

رغبتي الشديدة تلك كفيلة بجعلي أری الأوهام..

ربما كنت أخاف وقتها بأن أتمسك بأمل كاذب..

اعتقدت أنني إن فرحت بذلك الوقت سأكون كمن يفرح برؤية السراب..

لم أستطع استيعاب الأمر فحسب..

كنت خائفاً...جداً. ..

bluemay 16-02-16 10:39 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بداية راااائعة جدا


ابدعتي في وصف المشاعر وتصويرها لتصل للقلب مباشرة


هوازن صحيح انها غفلت عن ابنتها ولكن خالد ظلمها بفعلته ..


اتمنى ان تجد السعادة مع احمد الذي يعاني بعد وفاة زوجته ..


حنين انانية كرهت ضيق تفكيرها ومحاولتها افساد الزواج باية طريقة..



يوسف اتوقع ان تجدي تصرفاته خيرا مع جمان
ولا استبعد ان ترجع من غيبوبتها قريبا ..



سلمت يداك واتمنى لك كل التوفيق ومتابعة تنزيلها وعدم انقطاعك


تقبلي مروري وخالص ودي



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

شخابيط فتاة 16-02-16 11:22 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3596592)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بداية راااائعة جدا


ابدعتي في وصف المشاعر وتصويرها لتصل للقلب مباشرة


هوازن صحيح انها غفلت عن ابنتها ولكن خالد ظلمها بفعلته ..


اتمنى ان تجد السعادة مع احمد الذي يعاني بعد وفاة زوجته ..


حنين انانية كرهت ضيق تفكيرها ومحاولتها افساد الزواج باية طريقة..



يوسف اتوقع ان تجدي تصرفاته خيرا مع جمان
ولا استبعد ان ترجع من غيبوبتها قريبا ..



سلمت يداك واتمنى لك كل التوفيق ومتابعة تنزيلها وعدم انقطاعك


تقبلي مروري وخالص ودي



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

اشكر لك ردك جميلتي اسعدتيني كثير

بإذن الله راح استمر للنهاية حبيبتي

شكراً لمرورك

شخابيط فتاة 16-02-16 11:26 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الفصل الخامس:معجزة طبية

دخلت الى المنزل مع ابناء اخي احمد..كنت منزعجة جداً من بكاء حنين ولكنني تجاهلتها..

لقد تمادت حقاً..

لا أعلم لم اصبحت حساسة لهذه الدرجة..

هذه ليست المرة الاولى التي يبيتون بها في منزلي..

فقد اعتادوا على المبيت لدي حين تكون مناوبات احمد ليلية..

ولكن لماذا بكت اليوم بالذات..لاأعلم حقاً..

كما أن يوسف اقلقني بخروجه في هذا الوقت ..اشعر ان هناك شيئاً يحدث معه..

لن اتركه الليلة قبل ان يتحدث..

اعطيتهم بعض البطنيات والمفارش حتى يناموا ثم توجهت نحو غرفة الجلوس وجلست على الاريكة في انتظار قدوم يوسف..
.
.
.
ذهبت عمتي بعد ان قامت باعطائنا بعض البطانيات..

نظرت الى حنين التي كانت تبكي بحرقة..

ولأول مره..شعرت بغضبها..

شعرت بحزنها وألمها...

اود البكاء انا ايضاً..

جلست بجانبها وامسكت كتفها في محاولة مني لتهدأتها..

نظرت الي بعينينها الحمراوين من شدة البكاء..

قالت بصوت متهدج:لين..هل رأيتي...لقد تركنا...ابي..لقد تركنا..

احتضنتها بشدة وبدأت ابكي معاها…

كنا نبكي رثاء على ابانا الحنون…

ابي الذي لم يكن يهمه في هذه الدنيا سوى سعادتنا تركنا اليوم..

لو كنت أعرف أنك ستنسانا بزواجك كنت سأرفض ذلك بشدة..

لماذا تركتنا يا أبي لماذا؟؟

لقد تركت جرحاً عميقاً في داخلنا..

صحيح انها ليست المرة الاولى التي تتركنا بها هنا..

ولكن في هذا اليوم بالذات..

كنا احوج ما نكون لادراك قيمتنا لديك..

كنا نود ان نشعر بحبك لنا وان زواجك لن يغير من مكانتنا في قلبك..


قد تعتقد انني بالغت بحزني ولكنك أبي..

إن انت تركتنا وتخليت عنا فمن لنا يا أبي؟؟

من لبنياتك غيرك؟؟

كنا نبكي لأننا ادركنا اننا سنفقدك..

ادركنا أن ابانا لن يعود كما كان..

أبداً..

.
.
.

ذهبت مع هوازن الى احد المطاعم لتناول العشاء معاها..

انها المرة لأولى التي نجلس بها معاً..

احببت ان اتعرف عليها اكثر..

نظرت اليها بابتسامة:همم ماذا قررتي مالذي تريدينه..

نظرت الى الارض بخجل:لاشئ..

نظرت اليها ثم بدأت بالضحك..

اتسعت عيناها بدهشة:ما الامر..

-ههههه هوازن ليس هناك داع للخجل اطلبي ماتريديه هيا انا متأكد بأنك تشعرين بالجوع..

بدت ملامح الارتباك على وجهها:كلا انا حقاً لا أشعر بالجوع صدقني..

-احم حسناً اذا انا جائع جداً ولا احب ان اكل وحدي كلي مجاملة لي فقط..

تحول وجهها للون الاحمر ثم همست بخجل:حسناً..

بعد ان طلبت العشاء بدأت اتأملها بهدوء..اما هي فلم تجرأ على رفع نظرها إلي..

ابتسمت على خجلها..لم اكن اتخيل ان اجد في هذا الزمن امرأة تخجل لهذه الدرجة..

يبدو أنها لاتجيد اخفاء مشاعرها..

فملامح وجهها تفضح كل شيء..

زفرت بضيق..كيف تجرأ ذلك الرجل على ايذائها؟؟

اعتذر عن كلمة رجل فأمثاله لايستحقون هذه الكلمة..

حرمان الأم من أولادها .....

لم أرى في حياتي جريمه ابشع من هذه الجريمه ....

يحرم الابن من الصدر الحنون... والحضن الدافئ..

وتحرم الأم من فلذة كبدها…

مهما كانت المشكله ومهما عظم أمرها…

لايحق لك ان تحرمها من إبن بطنها..فهؤلاء ملك لها ..

لقد اوصتني اختي أمل عليها كثيراً..

فقد عانت الكثير في حياتها..

سأحرص على اسعادها وسأبذل جهدي لمساعدتها على ايجاد ابنتها…

قطع تفكيري حين وصل العشاء..

بدأنا بالاكل..ولأكون اكثر صدقاً انا الذي اكلت فقط..

اما هي فلم تأكل شيئاً..

كنت اود سؤالها عن ابنتها لاتعرف عليها اكثر..

ولكنني غيرت رأيي..ليس هذا هو الوقت المناسب..

بعد ان انتهينا من العشاء توجهنا نحو الشقة..وحين دخلنا شعرت بالضيق..

فقد اعتدت على تفقد غرف ابنائي قبل نومي..

اود الذهاب لاحضارهم..ولكنني متأكد أن أمل ستغضب كثيراً..

فقد اصرت على بقائهم معها الليلة..

نظرت الى هوازن ثم قلت بتردد:هوازن..

نظرت الي بابتسامة..

اردفت بارتباك:اا لا شيء انسي الامر…

عقدت حاجبيها باستغراب:مالامر..تبدو منزعجاً..

زفرت بضيق:اود الذهاب لاحضار ابنائي ..

ضحكت بهدوء:هه احمد هل أنت جاد؟؟

لست بحاجة لسؤالي عن هذا اذهب لاحضارهم..

شعرت بالراحة لتفهمها..لا اعلم خشيت ان يضايقها هذا الامر:هههه حسناً لن أتاخر انتظريني..

قلتها ثم خرجت مسرعاً وتوجهت لمنزل أمل..انا متأكد انها ستغضب ولكن حنين لم تأت لرؤيتي في اثناء الحفل..

انا متأكد بأنها منزعجة جداً الان…

طرقت باب الشقة وبعد عدة ثوان فتح الباب..يبدوا أنها كانت تتوقع قدومي فقد فتحت الباب بسرعة..

ولكنها حين رأتني اتسعت عيناها بدهشة:أحمد!!
.
.
.
كنت أشعر بالخجل كثيراً وانا بجانب أحمد..لم اعتد على وجوده بعد..

حين دخلنا الى الشقة شعرت بأنه مرتبك..

وحين علمت انه يود احضار ابنائه ضحكت براحة..

اكثر ماشجعني على الارتباط به هو تعامله مع ابناءه..

اخبرتني امل انه يتصل عليها كثيراً للاطمئنان عليهم حين يبيتون لديها..

الآن فقط تأكدت من صدق كلامها..

موقفه هذا زاد اعجابي به..

ذهب أحمد لاحضار ابناءه..اما انا فقد توجهت لغرفتي لتبديل ثيابي..

ذهبت للاستحمام وبعد أن انتهيت جلست على السرير في انتظار عودة احمد..

بدأت أشعر بالملل من الانتظار ففكرت بتفقد اغراضي..

في البداية بدأت بفتح الادراج للبحث عن صندوق مجوهراتي لترتيبها..

فقد قامت أمل بترتيب الغرفة من أجلي ولا أعلم مكان الصندوق..

وجدت الصندوق فتحتهه ووضعت الحلي التي لبستها في الحفلة..

وحين هممت بإعادة الصندوق الى الدرج..

لفت انتباهي صندوقي الاحمر..

نظرت اليه بابتسامة :قامت بوضعه هنا اذا..

اخرجت الصندوق من الدرج ثم جلست على السرير..

فتحته وليتني لم اقم بفتحه..فما رأيته كان مؤلماً..

مؤلماً لأقصى الحدود..

من فعل هذا بي؟؟

من؟؟


.
.
.

كانت لين تشاركني البكاء..

وحين هدأت قليلاً حاولت تهدئتها:لا تقلقي يالين منذ اليوم هي التي ستبكي..

نظرت لين الي وهي تمسح دموعها:ماذا؟؟

-قلت لك انها هي التي ستبكي..لقد قمت بتحضير مفاجأة من أجلها..

نظرت إلي بصدمة:حنين..ماذا فعلتي!!

قطع كلامنا حين رن جرس المنزل..اعتقدنا انه يوسف ولكننا سرعان ما سمعنا صوت ابي وهو ينادينا..

.
.
.

كنت اجلس على الاريكة في انتظار قدوم يوسف..

يا الهي مالذي يفعله لهذا الوقت..

لا افهم ماسبب تعلقه بالعمل فجأة..

يذهب في أول النهار ولا يعود قبل منتصف اليل..

فرحت اليوم لأنه عاد مبكراً...ولكن لا فائدة ..

لقد ذهب..

انا متأكدة أنه يخفي شيئاً ويجب أن أعلم ماهو..

وان لم يتحدث..سأخبر أحمد ليتفاهم معه..

احمد قريب منه جداً ...فقد كان يعامله كابن له منذ وفاة زوجي..
طرق الباب..واخيراً أتى..

ولكن لماذا لم يقم باستخدام مفاتيحه؟؟

وقفت بلهفة لأفتحه..ولكنني حين فتحته دهشت بوجود أحمد أمامي:أحمد!!

ابتسم ببلاهة:اريد ابنائي…

-اففف با أحمد أففف لا فائدة منك حقاً اخبرتك اني سأهتم بهم اليوم..

اقترب مني وقبل رأسي:امولتي ياعزيزتي أشكرك كثيراً ولكن حقاً لا أستطيع النوم بدونهم..

ابتسمت بهدوء:انهم بالداخل..أتعلم..من الجيد أنك أتيت..

حنين تبكي طول لطريق..

علت وجهه ملامح الحزن:حقاً؟؟

لماذا تبكي..

-انه بسبب دلالك الزائد لهم...ارأيت هذه هي النتيجه..تحمل تبعاتها..

-انهم بنياتي ادللهم كما اريد..

قالها وهو يضحك ثم بدأ ينادي عليهم..

خرجوا من الغرفة بسرعة وارتموا باحضانه وبدأوا بالبكاء من جديد..

-ااييه ماهذا الدلال...اريد أن أفهم مالذي يبكيكم الآن ..لهذه الدرجة تكرهون البقاء معي؟؟

ناكرات للجميل حقاً..

اذهبوا..هيا اذهبوا مع ابيكم ولا تأتوا للمبيت لدي مرة أخرى..مفهوم..

نظرت لين الي وهي تمسح دموعها..اقتربت مني وهي تقبل رأسي:ماهذا الكلام ياعمتي اننا نحبك كثيراً..

-نعم نعم .هذا واضح جداً..اذهبوا الآن ..

قلتها ثم التفت الى احمد:اسمع يا احمد..ليان ستبقى معي الليلة هل هذا مفهوم..

-ههه حسنا حسنا..لين ..حنين بسرعة قوموا بايقاظ حسام ثم تعالوا سأنتظركم بالاسفل..

ذهبوا الى الغرفة..اما احمد فقد التفت الي:هل رأيتي ..كنت أعلم انهم سيحزنون من الجيد أنني اتيت..

-ههه أسأل الله ان يرزقك برهم..

-آمين..

خرج احمد مع ابناءه..أما أنا فقد عدت لانتظار يوسف..

آه منك يا يوسف آه..
.
.
.

كنت في قمة سعادتي..

أبي لم يتركنا..

عاد من أجلنا..

ارتديت عبائتي ثم خرجنا وركبنا السيارة معه..

انا متحمسة للعودة الى المنزل..

هل لاحظت المفاجأة التي قمت بتحضيرها ياترى..

عدت بذاكرتي لصباح هذا اليوم..

*****************

كنت اجلس بداخل غرفتي وسط احزاني..

لقد انتهى الأمر سيتزوج أبي اليوم..

اشعر وكأن هناك ناراً توقد بداخلي…

لا أحد يهتم لرأيي ..

قامت عمتي بالأمس بترتيب اغراض تلك الافعى..

وقد قام ابي بتغيير غرفة نومه…

يريدون محو اي ذكرى تخص أمي..

احترق قلبي لهذا..اريد أحزانها هي ايضاً..

اريدها أن تشعر بألمي..

كنت أفكر ملياً..كيف استطيع فعل ذلك..

توالت الافكار بداخلي …

فكرت بتكسير ذهبها..أو تمزيق ملابسها..أوتكسير الأثاث..

ولكن..

إن قمت بتخريب الغرفة سيحزن أبي…

فتحت الدرج وأخذت المقص..فقد قررت هذا..

سأبحث عن أغلى ثوب لديها وأقوم بقصه..

حتى لو قمت بقص كل ثيابها..لن يطفأ هذا نار صدري..

ولكنني سأحاول..

تلفت حولي قبل أن ادخل الغرفة…

هذا جيد .. لايوجد أحد..

دخلت اليها ثم أغلقت الباب خلفي..

فتحت الخزانة..وبدأت أبحث بين ملابسها..

ياترى..

أيهم الاغلى على قلبها؟؟

أخذت عدة قطع وقمت بقصها..ولكن لا فائدة..

لا زال قلبي يشتعل..

فكرت بقص ثياب أكثر ..

ولكنني شعرت انه ليس الانتقام المناسب..

يجب أن أجد شيئاً أغلى على قلبها..

بدأت بفتح الأدراج..

لفت نظري وجود صندوق جميل بلون أحمر..

رفعته ثم نظرت اليه بتعجب..

كان يحتوي بعض الملابس والاغراض لطفلة صغيرة…

هل كانت تفكر باهدائها لليان ياترى؟؟

شعرت بالغضب..لا نريد أي هدايا منها..

امسكت الثياب وبدأت بقصها..

حملت أحد الثياب وبدأت أمزقه بقوة..

وحين رفعته..سقط شيء منه..

انحنيت الى الارض لرفعه..لقد كانت صورة..

صورة لتلك الافعى وهي تحمل بيدها طفلة صغيرة..

عقدت حاجبي باستغراب..من تكون..هل هي ابنتها؟؟

هل كانت هذه الثياب لها ياترى..

ابتسمت باستهزاء..

يبدوا انها كانت تود اهداء هذه الثياب لابنتها..

وانا بغبائي ظننت انها تريد اهداء ليان..

كم أنت غبية يا حنين..

تلك المرأة لن تفكر بنا ابداً..

ازداد غضبي حين رأيت الصورة..

بدأت امزقها بهستيريا…

أكرهها...أكرهها بجنون..

حين رأيت صورتها وقد اصبحت قطعاً صغيرة..شعرت بالراحة..

اعدت الملابس ..ثم قمت بوضع الصورة الممزقة بداخل الصندوق..

واعدت الصندوق الى الدرج..شعرت بالراحة قليلاً..

لنرى الآن مالذي ستهدينه لابنتك..

.
.
.
تلفتت حولها بهدوء..

لايوجد أحد...

لقد ذهبت والدتها الى الحمام.

استغلت الفرصة ثم ركضت باتجاه المطبخ..

قامت بفتح الخزائن لتبحث عنه..

وحين وجدته..ابتسمت براحه..

قامت باخراجه ثم ذهبت لاحضار القدر..

افرغت كيس الطحين بداخله ثم ابتسمت بفرح..

لقد رأت والدتها وهي تصنع العجين بالأمس..

أرادت التجربة هي ايضاً..

قامت باحضار كوب من الماء ثم قامت بوضعه على الطحين..

وحين لامست يدها الصغيرة ذلك الطحين البارد ضحكت ببراءة..

فقد أعجبها هذا الشعور..

قامت بملأ يدها بذلك الطحين وبدأت بوضعه على وجهها وشعرها..

خرجت أمها من الحمام وبدأت تبحث عنها..

-جمان...جمان..أين أنت..

شعرت بالخوف..

قامت بحمل القدر ووضعته بداخل الخزانة حتى لاتراه والدتها..

ستغضب ان رأتها بالتأكيد..

خرجت من المطبخ بسرعة لتقف امام والدتها:أنا هنا..

حين رأيتها بذلك الوقت..لم استطع منع نفسي من الضحك..

كان الطحين يملأ وجهها وشعرها..

-ههههههه جمان ماهذا مالذي فعلته؟؟

ضحكت ببراءة:لقد قمت بصنع العجين مثلك..

-ههههه انتظري هنا قليلاً..

قلتها ثم ركضت لغرفتي لاحضار الكاميرا..

احتضنتها بشدة وبدأت أقبلها..

-ههههه..ماما...اتركيني..

وضعتها بحضني وابعدت الكاميرا ثم ابتسمت بفرح:ابتسمي يا جمان..

قلتها ثم التقطت تلك الصورة..

كان هذا قبل شهر من الحادثة…

رحلت جمان..

وبقيت تلك الصورة تؤنسني..

أما الآن ..فقدت الصورة أيضاً..

آه..يا ابنتي ..من فعل هذا ..

لماذا؟؟

كنت انظر الى بقايا الصورة الموجودة أمامي وابكي بحرقة..

احاول تركيب اجزائها علها تعود كما كانت..

ولكن لا فائدة..

لقد مزقت لقطع صغيرة جداً..

شعرت باليأس..

حملت ثيابها الممزقة وبدأت بشمها..

من الذي قام بتمزيقها؟؟

انها الذكرى الوحيدة التي بقيت لي من طفلتي..

اشعر انني كرهت كل شيء في تلك اللحظة..

شعرت بأنني فقدتها للتو..

لقد فقدت ابنتي من جديد..

أين أنت ياجمان؟؟

أين؟؟

سمعت صوت الباب وهو يفتح..

لقد وصل أحمد..

حاولت أن أمسح دموعي ولكنني لم اتمكن من ذلك..

لقد كانت دموعي تزداد..رؤية صورتها بذلك المنظر اعادت لي الذكريات..

وكأن هناك من يريد تذكيري بواقعي المرير..ابنتي لن تعود الي..

لا أملك الحق برؤيتها أو رؤية أي شيء يذكرني بها..

لينتقم الله منك يا خالد..

أسأل الله أن يذيقك عذابي وحزني..

اتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي أراك فيه ذليلاً تبكي بألم..

لقد اخذت قطعة من قلبي..وتركتني بهذا العذاب..

حسبي الله ونعم الوكيل..
.
.
.
دخلت الى الشقة مع ابي وانا اترقب صراخها..

ولكن كان الهدوء هو سيد الموقف..

شعرت بالاحباط…

اظن بأنها لم تلحظ المفاجأة بعد..

كنا نود التوجه لغرفتنا ولكننا لاحظنا أن غرفة أبي مفتوحة..

دخل أبي الى غرفته ثم نظر اليها بصدمة..

لقد كانت تجلس على الارض بجانب الصندوق وهي تبكي بحرقة..

شعرت بالفرح..رؤيتها بذلك المنظر اطفأت نار صدري..

ابكي..ابكي واشعري بألمي..

خمسة أشهر وأنا ابكي دون فائدة..

جلس ابي بجانبها وامسك كتفها بهدوء:هوازن ..مالأمر؟؟

نظرت اليه بعينين دامعتين ثم قالت بصوت مرتجف:ججـ..جمـممـ...ـاااا..ان..

-ماذا لم أفهم؟؟

انفجرت بالبكاء من جديد ثم اشارت الى الصندوق..
نظر ابي الى الصندوق بصدمة ثم التفت الينا:من فعل هذا..ها..

من فعل هذا أخبروني بسرعة…

نظرت الى الارض بارتباك..

ارتفع صوت والدي وهو ينظر لحسام:حساااام...هل أنت من فعل ذلك..

أومأ حسام برأسه وهو ينظر اليه بخوف:كلا كلا ..اقسم يا أبي...لم أفعل هذا ..أقسم..

ارتفع صوته اكثر:لا تحلف كذباً...كم مرة قلت لك ان لا تكذب..

اعتذر لخالتك حالاً..

-ولكن يا ابي لست انا صدقني لست انا..

ارتفعت يد ابي استعداداً لصفعه:كم مرة قلت لك الا تكذب..

امسكت الخالة هوازن بيده وهي تمسح دموعها:دعه ..لا يزال طفلاً..لقد نسيت الأمر.

نظر أبي اليها بحزن ثم احتضنها وهو يحاول تهدأتها…

أما أنا كنت سأنفجر بتلك اللحظة..

لم أحتمل رؤيته معاها اكثر..

توجهت لغرفتي ثم اغلقت الباب بقوة..

ارتميت على فراشي ثم القيت الوسادة على الارض :اكرهها….اكرهها..

فتحت لين الباب وهي تنظر الي بحدة:انت من فعل ذلك أليس كذلك يا حنين..

صرخت بغضب: وهل لديك اعتراض يا آنسة..

تحولت ملامحها للحزن:حنين ..لم فعلت هذا..يبدو أن ذلك الصندوق كان غاليا على قلبها..

زفرت بضجر:انها تستغل حزن أبي عليها فحسب..

لقد كانت الثياب بذلك الصندوق قديمة...

تستطيع شراء غيرها..لا افهم سبب بكائها ..

توقعت أن تبكي حين ترى ثيابها الممزقة بداخل الخزانة..

اما ذلك الصندوق..فلا افهم سبب اهتمامها بمحتوياته لتلك الدرجة..

افف..امرأة غبية..

زفرت لين بضجر:حنين لقد تماديتي حقاً..مالذي فعلته لك حتى تغضبي الآن..

اخذت نفساً عميقاً:لين سينفذ صبري حقاً..ان لم تكوني بجانبي لا تكوني ضدي على الأقل مفهوم..لاتتدخلي بيني وبينها..

-افف افعلي ما تشائين..
.
.
.
لا زلت انتظر قدوم يوسف..

يا الهي لماذا تأخر…

غفوت على الاريكة وانا انتظره ولكن مالبثت ان استيقظت على صوت مفاتيحه..

استيقظت بسرعة ثم ناديته:يوسف..

تصلب بمكانه دون أن ينظر إلي..

-يوسف أنا اتحدث اليك انظر الي..

لم يلتفت..ردعلي بهمس:أمي أنا متعب جداً أريد أن أنام..

زفرت بضجر:ليس قبل أن تخبرني أين كنت..

-اخبرتك كنت بالمستشفى..

كتفت يدي على صدري:والسبب؟؟

-ما بك يا امي اخبرتك اني نسيت شيئاً..

قالها ثم مشى باتجاه الغرفة..

صرخت بغضب:يوسف لماذا تتجاهلني..انظر الي حين اتحدث..

بكيت :لماذا تفعل هذا بي يا يوسف..هل تعلم كم كنت قلقة وأنا انتظرك..

صرخت بصوت أعلى:قلت لك انظر الي..

التفت الي وكانت الصدمة!!

لقد.. كان يبكي!!
.
.
.
فتحت عينيها بتثاقل..

لا تستطيع الرؤية جيداً..

كان كل شيء ضبابياً حولها..

بدأت الرؤية تتضح تدريجياً أمامها..

فركت عينيها بتعب..

رفعت يدها الى الأعلى وهي تنظر اليها بدهشة..

ماهذه الاسلاك الموجودة عليها؟؟

جلست على السرير بخوف..

أين هي؟؟

مالذي تفعله هنا وحدها؟؟

حين فتحت عينيها قبل قليل كان هناك شخص بجانبها..

لم تكن الرؤية واضحة..ولكنها متأكدة أنها لم تكن وحيدة..

نظرت الى الاسلاك الموجودة على يدها ثم قامت بنزعها بقوة..

بدأ الدم يتدفق من يدها بشدة..

نظرت الى الدم على يدها وامتلأت عيناها بالدموع..

لا تشعر بالألم ولكنها تخاف الدم..

نسيت الدم الموجود على يدها بسرعة فخوفها من وحدتها كان أشد ...

رفعت الغطاء عن جسدها ثم انزلت قدميها لتلامس الأرض الباردة..

سرت قشعريرة في جسدها عل إثر تلك البرودة..

اتكأت على السرير ثم وقفت..

حاولت المشي ولكنها سرعان ما سقطت على الأرض..

أمسكت ركبتها بألم..

في هذه المرة امتلأ وجهها بالدموع..لقد تألمت حقاً..

لم تحاول المشي أكثر..

جلست على الارض بيأس..

.
.
.

مشت في داخل الممر وهي تحمل بيدها بعض المغذيات..

فتحت غرفتها لتقوم بعملها المعتاد..

تغيير المغذيات ثم تقليبها حتى لا تصاب بالتقرحات..

ولكنها ما ان قامت بفتح الباب...حتى رأت ذلك المنظر أمامها..

سقطت المغذيات من يدها..

بدأت تشعر بالخوف..

تراجعت بخطواتها الى الخلف..

التفتت بجسدها لتغير من وجهتها..

بدأت تركض بالممر وهي تصرخ:دكتور... دكتور..

عادت الى الغرفة ولكنها في هذه المرة لم تكن وحدها…

كان هناك مجموعة من الأطباء يقفون خلفها..

اقترب منها أحد الأطباء ثم جلس أمامها..

همس بهدوء:جمان هل تسمعينني يا صغيرتي..

نظرت اليه بخوف..

شهقت الممرضة:هناك دم على يدها..

وقف الطبيب:قومي بتضميد جرحها سأذهب لابلاغ والدها..

.
.
.

اقتربت منه بهدوء:يوسف ..

هل تبكي؟؟!!

جثى على ركبتيه أمامي ثم بدأ يقبل يدي وهو يبكي:سامحيني يا أمي ...انا لا اقصد أن اتجاهلك..

شعرت أن قلبي يتفطر حزناً عليه..لماذا يبكي؟؟

أمسكت وجهه بكفي ثم نظرت الى عينيه:يوسف ما الأمر يا بني..

انفجر بالبكاء فوراً..

امتلأت عيناي بالدموع:يوسف ما بك يابني اخبرني..لا احتمل رؤيتك هكذا..

بدأ يحاول مسح دموعه ثم تحدث وسط شهقاته:قـ..تــ..لــ..تـ..ها..

امسكت يده لاستحثه على الكلام:تحدث بهدوء حتى أفهم..

-لقد..قتلــ..تها..يا أمي لقد ..قتلتها..

بدأ قلبي يخفق بشدة:يوسف انا لا افهم من هي التي قتلتها.؟؟

نظر إلي بعينين دامعتين:هناك فتاة..تموت بسببي..

ازداد خوفي:لماذا؟؟

هل قمت بارتكاب خطأ طبي؟؟

أومأ برأسه:تستطيعين قول هذا..

زفرت بضيق: و كيف هي الآن؟؟

قام بمسح دموعه:انها في غيبوبة..

لم اعرف كيف ارد عليه..

قلت بتردد:هل يقوم اهلها بمضايقتك بسبب خطأك؟؟

أومأ برأسه:اهلها لا يعلمون انني السبب..

مشكلتي ليست مع أهلها..مشكلتي هنا..

قالها وهو يضرب صدره:هنا يا أمي أنا أتمزق من الألم..

لا أستطيع التوقف عن التفكير بها يا أمي..

اصبحت تطاردني في أحلامي..

اريد أن أعيش حياتي بهدوء ..

اريد نسيانها ولكن لا أستطيع...

لا أستطيع يا أمي..

قالها ثم انفجر بالبكاء..

لم يكن لدي رد يستطيع شفاء ألمه..

اكتفيت بالبكاء معه..

عل مشاركتي لحزنه تخفف آلامه..

يا الله كن في عونه..
.
.
.

استيقظت على صوت هاتفي وهو يرن..

افف من الذي يتصل في هذا الوقت..

حاولت سمر ايقاظي:خالد هاتفك يرن..

-افف اريد أن أنام سيقفل وحده اتركيه..

ولكن الاتصال لم يتوقف..

جلست سمر على السرير..

-هل أقوم بالرد ياخالد ربما هناك شيء مهم..

اجبت بانزعاج:حسنا حسنا..

ردت على الهاتف:مرحباً..

نعم هذا هاتفه..

جمان؟؟

حين سمعت اسم جمان جلست بسرعة ثم اخذت الهاتف من يدها..

كنت متوتراً جداً..

يا الله سلم..سلم..

مالذي حدث..هل ماتت ابنتي؟؟

وضعت السماعة على اذني ثم اجبت بارتباك:مرحباً..

وصلني صوت الطبيب:مرحباً استاذ خالد كيف حالك..

-بخير..

صمت قليلاً ثم اردفت بارتباك:دكتور..هل هناك مشكلة؟؟

-احم في الحقيقة يا استاذ خالد لدي خبر لك..

إن كنت وقفاً اجلس من فضلك لأنك لن تتمكن من الوقوف عند سماع الخبر..

اغلقت عيني بقوة للاستعداد لسماع الخبر:هل ماتت؟؟

-هههه كلا يا ابا جمان..

تهانينا ..لقد استفاقت جمان..

فتحت عيني بصدمة ثم بدأت انتفض..

نظرت سمر الي بخوف ثم امسكت يدي لتهدأتي..

اجبته بارتباك:دكتور هل ..هل أنت جاد؟؟

-نعم يا استاذي..

اهنئك من كل قلبي..

هل تعلم..

الجميع هنا قد فرح بهذ الخبر..

لو رأيت الأجواء هنا وكأنه يوم العيد…

لا أحد يصدق هذا..انها معجزة..

بدأت الدموع تنزل من عيني:هل أستطيع القدوم لرؤيتها الآن..

-بالطبع تستطيع..اهنئك من جديد..الى اللقاء..

-الى اللقاء

اغلقت السماعة ووضعت يدي على رأسي في محاولة مني لاستيعاب ماحدث..

هل افاقت ابنتي حقاً..

أشعر أنني لازلت أحلم…

وصلني صوت سمر:خالد هل أنت بخير..

بدأت الدموع تنزل من عيني..

ولكنها في ذلك الوقت كانت دموع فرح..

-خالد ياعزيزي مال الأمر...

نظرت اليها و أنا امسح دموعي ثم همست:جمان..لقد أفاقت..
.
.
.
توجهت نحو غرفة يوسف ثم فتحتها بهدوء..

كان نائماً..

شعرت بالحزن..

لم أكن اعلم ان ابني يعاني كل ذلك الوقت..

لم استطع النوم..

لقد اشغل تفكيري بمشكلته..

توجهت نحو غرفتي ثم ارتديت شرشفي لأصلي صلاة الوتر..

في ذلك اليوم كان دعائي له فقط ..

دعوت الله من كل قلبي أن يفرج كربته ويعيد السعادة إلى قلبه..

انه ابني الوحيد..

هو سندي في هذه الحياة..

لا أحتمل رؤية حزنه بدون أن أتصرف..

ولكن ماذا أفعل؟؟

ليس بيدي سوى الدعاء..
.
.
.

تبعت الطبيب في ذلك الممر..

لا أعلم لم شعرت بأن المسافة بعيدة جداً في ذلك الوقت..

كنت متلهفاً لرؤيتها..

كانت دقات قلبي مرتفعة..

لم أكن أتخيل يوماً أن تعود ابنتي الي من جديد..

أشعر أنني في داخل حلم جميل..

إن كنت أحلم حقاً..لا أريد الاستيقاظ أبدً..

فتح الطبيب باب الغرفة

حين سمعت صوت الباب ..ارتفعت دقات قلبي الى درجة أنني أصبحت أسمعها..

أخذت نفساً عميقاً:يا الله..رحماك..

دخل ثم دخلت خلفه..

أشار اليها:هاهي ابنتك..

حين رأيتها..

اهتز كياني..

ارتعد قلبي وعجز لساني..

جمان هنا..تقف أمامي..

كانت تنظر الى الضمادات الموجودة على يدها..

وتتحسسها بهدوء..

هل تشعر بالألم ياترى؟؟

شعرت بالحزن..تبدو حزينة جداً..

اقتربت منها ثم جلست بجانبها على السرير..

امسكت كفيها الباردتين بيدي وقمت بالضغط عليها..

نظرت الي بخوف..

همست بحزن:جمان..

بابا..

هل عرفتني؟؟

لم تبد أي ردة فعل..

احتضنتها بشدة وبدأت بالبكاء..

بدأ الطبيب يتحدث عن حالتها..

لم اكن استطيع استيعاب كلامه..

فقد كنت في عالم مختلف..

عالم اعيش فيه مع ابنتي فقط..

عادت ابنتي الى الحياة من جديد..

كنت اشعر بنفسها الدافئ على صدري..

هذا الاحساس ..كان يزيل آلامي برفق ونعومة..

في ذلك اليوم ..شعرت بأنني ملكت الدنيا..

فقد عادت طفلتي..
.
.
.
استيقظنا في الصباح الباكر لصلاة الفجر..

بعد انتهاء الصلاة..جلست مع لين وحسام في غرفة الجلوس أمام التلفاز..

انه يوم الخميس..

لقد اعتدنا قبل وفاة امي على الجلوس معاً لمشاهدة برامج الصباح..

بينما يذهب أبي لاحضار الفول..

استمرت هذه العادة بعد وفاة والدتي أيضاَ..

لا أعلم هل سيقوم أبي بنسيان هذه العادة اليوم؟؟

خرجت الخالة هوازن من غرفتها ثم جلست معنا:السلام عليكم..

قمنا برد السلام ثم عدنا لتجاهلها..

لقد اتفقت مع لين وحسام بالأمس..

لن نتحدث معاها..

سنتجاهل وجودها تماماً..

نظرت الينا بابتسامة:مالذي تفعلونه هنا؟؟

هل ستعودون للنوم أم اذهب لتجهيز الفطور..

رد حسام عليها:اننا ننتظر أبي..

انه يوم الخميس..سيقوم أبي بأحضار الفول..

في تلك اللحظة وددت أن أخنق ذلك الغبي..لماذا يتحدث معاها..

-اوه حقاً هذا جميل..سأقوم بتجهيز الشاي إذاً..

وقفت ثم توجهت نحو المطبخ..

أما أنا فقد كنت أترقب صراخها في أي لحظة..

بدأت أعد بداخلي..واحد….اثنان...ثلاثة..


بوووووووووووووم

صوت انفجار قوي…

تبعه صرخة مدوية من الخالة هوازن..

وقفت لين مع حسام بفزع

ثم ركضوا باتجاه المطبخ..

أما أن فقد ابتسمت بهدوء..

ولكن في داخلي ..

كنت أرقص فرحاً..
.
.
.

دخلت الی المستشفی في الصباح الباكر...أشعر بالنعاس…

لم انم جيداً البارحة...سهرت طوال الليل ابحث عن حالات تمكنت من الاستيقاظ بعد الغيبوبة…

رؤيتي لجمانة بالأمس وهي تنظر الي أخافتني بشدة..

لست متأكداً حتی الان ما ان كنت اتوهم ام انها نظرت الي حقاً. .

لم أخبر احدا بهذا...

لن يصدقوني بالتأكيد...

اعرف انني سأسمع جوابهم المعتادكنت تتوهم)..

توجهت نحو الكافتيريا واشتريت كوبا من القهوة..

جلست علی الطاولة ثم تثاءبت بكسل…

رن هاتفي...
كان عمر يتصل...

أجبت عليه:السلام عليكم..

-وعليكم السلام...اين انت؟؟

-أنا في الكافتيريا..

-اوه أنت في المستشفی اذا هذا جيد تعال لمكتب الدكتورحسان بسرعة..

-ما الأمر؟؟

-يقولون أن هناك معجزة طبية حصلت بالامس..

الدكتور حسان ينتظر قدومكم لنناقش هذه الحالة..

-اوه حسناً أنا قادم..

اغلقت السماعة...ثم وضعت الهاتف في جيبي…

عقدت حاجبي بتفكير:معجزة طبية؟؟..

شربت كوبي بسرعة ثم توجهت نحو مكتب الدكتور حسان..

-السلام عليكم..

رد الجميع:وعليكم السلام..

نظر الدكتور حسان الی عمر:هل بقي احد يا عمر.. .

رد عمر :كلا لقد أتی الجميع..

وقف الدكتور حسان:هيا اتبعوني..

تبعنا الدكتور حسان الی ان وصلنا لأحد الغرف..

نظر الينا قبل أن يفتح الباب :إن الحالة التي سترونها الآن هي لفتاة استيقظت من غيبوبة دامت لستة عشر سنة...لقد يأسنا من حالتها...ولكن بالأمس حين دخلت الممرضة لغرفتها...وجدتها تجلس علی الارض...

ازدادت دقات قلبي….هل يمكن ان تكون جمان!!

فتح الدكتور حسان الباب ودخل ثم دخلنا خلفه…

كانت تجلس علی السرير والاطباء يحيطون بها ...وهي تقلب نظراتها بينهم بخوف..

بدأت الدموع تنزل من عيني بدون توقف...قلت بصوت متهدج:جمااان!!

نظرت الي وهي تعقد حاجبيها…

لوهلة شعرت أنني انظر الی الطفلة جمان…

إنها نفس النظرات البريئة التي كنت ارها في عينيها دائماً. ..

خوف...ضياع...شتات...حزن..

هذا ما رأيته في عينيها..

بينما كان الجميع يتحدث عن كونها معجزة طبية…

وأن حياتها قد بدأت للتو…

الا انني ادركت ان جحيمها قد بدأ للتو..

طفلة صغيرة...في جسد فتاة مراهقة..

.كيف ستتمكن من اكمال حياتها بصورة طبيعية؟؟

رغم انني كنت اتمنی أن أرى اليوم الذي تستيقظين فيه..

.الا ان رؤيتك مستيقظة في ذلك اليوم قد زادت المي اضعافا…

فقد ادركت وقتها مقدار الضرر الذي تسببت به لك..

في ذلك اليوم...ذرفت دموعا لطالما حاولت اخفاءها…

لطالما ذرفت الدمع من اجلك يا جمان…

كنت ابكي وسط نظرات الدهشة من اصدقائي..

بكيت...

وبكيت ..

وبكيت...

bluemay 17-02-16 07:24 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


فصل ممتع

صحوة جمان وعودة الطفلة بجسد امرأة ..
يا ترى ما هو منظورها للأمور ؟

هل ستطالب برؤية أمها او تجبر اباها على جلبها رغم بغضه اياها ؟



حنين بغيضة وتجاوزت الحد بإيذائها لهوازن

اتمنى ان يوقفها احمد عند حدها ولكن كيف سيعلم بما تفعله ؟!!


سلمت يداك

متشوقة للقادم


لك ودي



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

شخابيط فتاة 17-02-16 01:12 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3596787)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


فصل ممتع

صحوة جمان وعودة الطفلة بجسد امرأة ..
يا ترى ما هو منظورها للأمور ؟

هل ستطالب برؤية أمها او تجبر اباها على جلبها رغم بغضه اياها ؟



حنين بغيضة وتجاوزت الحد بإيذائها لهوازن

اتمنى ان يوقفها احمد عند حدها ولكن كيف سيعلم بما تفعله ؟!!


سلمت يداك

متشوقة للقادم


لك ودي



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

سعيدة انه عجبك الفصل

شكرا لمرورك جميلتي

شخابيط فتاة 17-02-16 01:18 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 

الفصل السادس:هناك شرط...

يجلس على مكتبه واضعاً يده على رأسه..

الأوراق مبعثرة بجانبه….وكوب القهوة الساخن يقبع بجانبها..

منذ زيارته لجمان بالأمس لم يستطع التوقف عن التفكير..

إنه في حيرة شديدة..

- يا إلهي ألهمني…

ماذا أفعل؟؟

في اللحظة اللتي ظننت بها أن ابنتي عادت إلي وأن مشاكلي قد انتهت اكتشفت أن مشكلات أكبر قد بدأت بالظهور..

لقد أعطاني الطبيب الخيار في أخذها معي إلى المنزل..أو تركها حتى انتهاء فترة علاجها..

ولكنني فضلت بقاءها في المشفى..

من الذي سيتمكن من العناية بها في المنزل؟؟

سمر امرأة موظفة...ولا استطيع استئمانها مع الخدم..

الحقيقة المرة أنها تحتاج لأم..

ولكن...أين تلك الأم؟؟

جمان في حالة صعبة..

وهي قد تزوجت بالأمس..

قد يكون هناك أبناء كبار لزوجها..

كيف أستطيع ترك جمان معهم؟؟

افرغت غضبي على الكوب الموضوع أمامي وألقيت به على الأرض بقوة..

تحطم الكوب وبدأ البخار يتصاعد من القهوة..

تباً لهذا الأمر...وأصبحت أفكر بك يا هوازن..

لولا رؤيتي لحالة جمانة بالأمس لما فكرت بك أبداً..

عدت بذاكرتي لليلة الأمس..

***************************************
كنت مندهشاً من حالتها..

أبعدتها عن حظني لأنظر إليها من جديد ثم نظرت إلى الطبيب بتساؤل:دكتور..لماذا تنظر إلي هكذا؟؟

وكأنها لا تعرفني..

أومأ الطبيب برأسه:تعال معي يا أستاذ خالد..من الأفضل أن نتحدث في الخارج..

قبلت رأسها بحنان ثم نظرت إلى عينيها: انتظريني يا صغيرتي سأعود حالاً..

قلتها ثم تبعت الطبيب..

بعد أن خرجنا من الغرفة..أغلقت الباب خلفي ثم نظرت إلى الطبيب باهتمام: أنا أسمعك ..

زفر الطبيب بعمق:اسمع يا استاذ خالد..طفلتك افاقت بعد غيبوبة طويلة جداً...وما أتلف في خلال سنين لا يمكن إصلاحه بأيام..

عقدت حاجبي:ماذا تقصد؟؟

-أستاذي..حالة ابنتك الآن طبيعية للغاية...يجب أن تشكر الله على عودتها فهذه معجزة...ولكنها الآن تحتاج لفترة طويلة من العلاج الطبيعي..
وبخصوص سؤالك عن كونها لم تعرفك ..فهذا طبيعي أيضأً..لقد كانت بعمر سنتين فقط...باختصار...
ابنتك لن تتمكن من تذكر أي شيء قبل الحادثة..

ازدادت دقات قلبي و بدأت أتلعثم بكلامي:مـ..ـمـ..ما الذي تقصده..هه ههه انك لا تعرف طفلتي أيها الدكتور...صحيح أنها كانت صغيرة ولكنها ذكية للغاية…
هـ...ـهـ..ـهـ.. هل تعلم..لقد كانت تتحدث بطلاقة...إن كنت قد تحدثت معاها من قبل كنت ستتعجب من ذكائها وفطنتها..

هز رأسه بأسف:استاذ خالد يجب أن تفهمني جيداً...حتى من فقدوا وعيهم وهم كبار يعانون من نفس ما تعانيه جمان الآن..لا دخل للأمر بذكائها أبداً...ولكن مع الاستمرار على بعض التمارين الخاصة والعلاج الطبيعي فقد تتمكن من الحديث من جديد بإذنه تعالى..

قاطعته: مهلاً مهلاً...ألا تستطيع جمان الحديث الآن؟؟؟

نظر إلى الأرض:ولا تستطيع المشي أيضاً..

شعرت بثقل الدنيا كلها يقع على رأسي ...تزاحمت الدموع في عيني...كنت أنظر إلى الطبيب بصدمة:مـ..مستحييل..

قلتها ثم فتحت الباب بسرعة وركضت إليها…

نظرت إلي من جديد..

جلست بجانبها وأمسكت يدها:جمان يا صغيرتي..أنت تعرفينني أليس كذلك.. أنا بابا يا صغيرتي..هل تذكرين.؟؟

بدأت الدموع تنزل من عيني:هيا يا صغيرتي قولي بابا..انهم مخطئون أنا أعلم ذلك..هيا تكلمي..

لم ترد...تنظر إلي بخوف فقط....

-استاذ خالد ارجوك لا تفعل هذا..لا تقلق أخبرتك أن الأمور ستتحسن بالتدريج..لقد صبرت طوال هذه السنين...ألن تتمكن من الصبر الآن؟؟

مسحت دموعي ثم أعدتها إلى حظني ..

نظرت إلى الطبيب من جديد:دكتور هل ستعود ابنتي كما كانت من قبل..

زفر بعمق :سنبذل كل جهدنا لذلك ونسأل الله التوفيق..

.
.
.

عندما يعاني الشخص صدمةً خطيرةً في الرأس لا يكون هناك الكثير من الوقت عند الأطباء للمعالجة.

يتضخّم الدماغ كرد فعل على الإصابة…

وأحياناً يندفع باتجاه الجمجمة أو يقطع الأوكسيجين عن أجزاء معينة فيه، ما يمكن أن يسبّب تلفاً في الدماغ أو موت الشخص.

ولكن في بعض الحالات يدخل الشخص في غيبوبة ..

وحدوث الغيبوبة يخفف من تدفّق الدم ومعدّل الأيض في الدماغ، ما يساعد على تقليل التورم.

فبالتالي يسمح هذا الأمر للدماغ بأن يرتاح ويوفّر له الوقت لأن يلتئم…

فحتی الغيبوبة قد تكون رحمة من عند الله تعالی..

و هذا ما حصل مع جمان..

ولكن المشكلة في الغيبوبة هو أن الاطباء حتی الوقت الحالي لم يستطيعوا ايجاد طريقة معينة لايقاظ المريض..

لهذا كنا نحاول مناقشة الاسباب التي ساعدت جمان علی الافاقة من غيبوبتها الطويلة علَ هذا الأمر يوصلنا لاستنتاج مهم....

لا أعلم كيف انهرت بتلك الطريقة عند رؤيتها…

ولكنني كلما اتذكر نظراتها أشعر بالحزن أكثر..

أشعر بالصداع...أود العودة الی المنزل بسرعة..

كنت أجلس في الحديقة لا ستنشاق بعض الهواء...فجو المشفی بدأ يشعرني بالاختناق..

لا تستطيع جمان المشي أو الكلام في الوقت الحالي..

أخبرنا الطبيب أن هذا أمر طبيعي وقد يساعدها العلاج الطبيعي علی استعادة حياتها من جديد...

أتمنی هذا..

وقف مروان أمامي..افففف هذا الفتی الفضولي..

منذ رآني أبكي في غرفتها وهو يحاول معرفة السبب ويلاحقني من مكان لآخر..

أخبرته انني كنت ادرس عن حالتها من أجل مشروع تخرجي ولهذا فرحت لرؤيتها مستيقظة فبكيت..

ولكن يبدو انه لم يقتنع بكلامي فما زال يلاحقني…

-مرحبا..

قالها ثم جلس بجانبي..

همست :مرحباً. .

- هل أنت بخير الآن..

اكتفيت بالاماءة برأسي..

نظر إلي بفضول:هيا يا يوسف أخبرني من أين تعرف تلك الفتاة؟؟..

افففف عاد للسؤال من جديد ..

التفت اليه بغضب فقد نفذ صبري حقا:أخبرتك أني لا أعرفها…

نظر الي بشك :لم أستطع الاقتناع بحجتك..

زفرت بغضب:لست مجبرا علی اقناعك…

قلتها ثم وقفت من الكرسي ومشيت لابتعد عنه..

كم أكره الفضوليين..
.
.
.
دخلت إلى المطبخ لصنع الشاي…

ملأت الأبريق بالماء ثم قمت بوضعه على الموقد...وما إن قمت بإيقاده حتى تطاير الأبريق في الهواء وانسكب الماء على ملابسي…

وقعت على الأرض وصرخت بفزع...ما الذي حدث...ماكان ذالك الصوت…

وقفت لين مع حسام أمامي ثم جلست بجانبي على الأرض :خاله هوازن ما الذي حصل…

نظرت إليها بخوف:اخرجوا من هنا حالاً…
.
.
.
حين دخلت إلى المطبخ وجدت االخالة هوازن تجلس على الأرض وهي مبتلة بالماء..

سألتها عن ما حصل فنظرت إلي وصرخت:اخرجوا ممن هنا حالاً…

عقدت حاجبي باستغراب:لماذا…

وقفت وقمت بإطفاء النار الموقدة على الموقد..

وحين أطفأته لفت نظري وجود مفرقعات بداخله…

وقفت الخاله هوازن ثم قامت بإمساك يدي وأخرجتني مع حسام:قلت لكم اخرجوا...لقد انفجر شيء هناك...اياكم أن تقتربوا من المطبخ قبل عودة أبيكم…

قالتها ثم قامت بإغلاق الباب بالمفتاح…

نظرت إلينا:أنا ذاهبة لتغيير ثيابي..

توجهت نحو غرفتها..أما أنا فقد توجهت نحو غرفة الجلوس ونظرت إلى حنين بحدة:حنين ماهذه السخافة…

انفجرت حنين بالضحك:هههههههههههه هل خافت؟؟

هههههههههههههههههههههه

ازداد غضبي:هل أنت مدركة لما فعلته أيتها الغبية..

نظرت إلي وهي ترفع حاجبها:لين لا تهولي الموضوع...لقد كانت مزحة صغيرة…

-أنا لا أهول الموضوع...لو كان الماء ساخناً بالابريق كانت ستحترق..لقد انسكب الماء على ملابسها..

-لم تحترق لقد انتهى الأمر..

ابتسمت باستهزاء:ولكنك الآن في ورطه كبيرة..

-هه لماذا..

كتفت يدي على صدري:لقد قامت الخالة هوازن بإقفال المطبخ..حين يعود أبي سيرى المفرقعات...ما الذي ستقولينه وقتها؟؟
.
.
.
شعرت بالارتباك..ما الذي سيقوله أبي؟؟

عضضت شفتي بخوف..لا أريده أن يعلم بالأمر...

التفت إلى حسام ثم جلست على ركبتي أمامه…

أمسكت كتفه ثم قلت بابتسامة:حسااام..حبيبي..حين يأتي أبي أخبره أن المفرقعات تخصك وأنك كنت تلعب فقط اتفقنا؟؟

صرخت لين:كلا..لن تدخلي حسام في هذا الأمر...الا يكفي تكذيب أبي له البارحة؟؟
أقسم يا حنين أنني لن أصمت هذه المرة وسأخبر أبي..

شعرت بالغضب منها وقبل أن أرد عليها..دخلت الخاله هوازن

- ما المشكلة لم الصراخ؟؟

قالتها وهي تنظر إلي باستغراب..

نظرت إليها وبدأت أضحك بطريقة مستفزة:هههههههه هل أعجبك مزاحي ههههههه

أجابت بتساؤل:أي مزحة؟!

-ههههه لقد قمت بوضع المفرقعات على الموقد
لم تغضبي أليس كذلك؟؟

قلتها ثم نظرت إلى عينيها بتحد..

لقد كانت تنظر إلي بدهشة..

كنت اقصد استفزازها…

تمنيت أن تضربني…

نعم لا تستغربوا هذا...

أردت أن تقوم بضربي ثم يدخل أبي ويرانا بذلك المنظر…

ولكن ردت فعلها كانت مفاجأة جداً..

لقد.. ابتسمت بهدوء!!

.
.
.

مر شهرين على بقاء جمان في مركز التأهيل...

لقد أصبحت تستطيع المشي لخطوات بسيطة فقط..

ولكن للأسف لا زالت ترفض الكلام..

وهذا ما فاجأنا كثيراً...

فقد توقعنا أن تصدر بعض الأصوات البسيطة على الأقل..

ولكنها لا تنطق بأي شيء بتاتاً رغم عدم وجود سبب طبي يمنعها من ذلك...


بل على العكس…

ففي آخر تصوير لدماغها تبين أن هناك تطور مذهل في حالتها..

ففي حالة نادرة جداً قام دماغها باستبدال الأعصاب التالفة بأخرى نمت مجدداً لتحل محل تلك التي انفصلت عن بعضها بعد الحادثة…

أخبرنا الدكتور حسان أن سبب هذا التطور هو أن الألياف العصبية هي التي كانت تالفة فقط، إلا أن الخلايا نفسها كانت سليمة..

فالخلية العصبية التي لم تتلف يمكنها أن تجدد اتصالاتها..

الراجح أن رفضها للحديث هو أمر نفسي فقط...

لا أعلم حقاً ماهو سبب حزنها الشديد..

في كل مرة أراها ...أرى الحزن في عينيها...

كم أود انتشال هذا الحزن عنها..

لقد قمت اليوم بإحضار البلاي ستيشن معي للمشفى ، فقد فكرت بإعادة الذكريات الجميلة إليها..

كنت أسير باتجاه غرفتها…

وحين وصلت إلى الممر،فوجئت بمروان يخرج من الغرفة..

اشحت بنظري عنه...

أتمنى أن لا يلحظ وجودي..

انه شخص فضولي جداً..

إن رآني الآن فلن يتوقف عن طرح الأسئلة..

ولكن...هذا غريب !!

ما الذي كان يفعله في الداخل؟؟

لم أهتم للأمر كثيراً…

وقفت امام باب غرفتها ثم طرقته بهدوء..

فتحته ثم نظرت اليها..

كانت تتحسس الدمية التي قام العم خالد باحضارها لها..

-السلام عليكم يا جمان..

رفعت نظرها الي ثم عادت للنظر الی الدمية..

توجهت نحو التلفاز وبدأت بشبك اسلاك البلاي ستيشن ثم نظرت اليها:انظري ماذا احضرت من اجلك .

في هذه المرة نجحت بلفت انتبهها فقد كانت تنظر الي باهتمام..

جلست علی الاريكة الموجودة امام التلفاز وبدأت باللعب..

كنت العب لعبة (كراش باش) فقد كانت تحبها كثيراً. .

ولكن بدون أن اشعر وجدت نفسي قد انسجمت باللعب..

شعرت بتلك اللحظة أني عدت لأيام طفولتي..

يااااه ..مضى وقت طوبل على آخر مرة لعبت بها..

وصلت الی مرحلة صعبة من اللعبة واصبحت اهزم في نفس المكان..

انها المرة العاشرة التي اخسر بها..

صرخت بضجر والقيت اليد علی الارض:اففففف لقد مللت..

صوت ضحكة بريئة تعالت في أرجاء الغرفة…

نظرت الی مصدرها بدهشة..

يقال أن هناك أصوات معينة تزداد لها ضربات القلب..

بالنسبة لي يا جمان...ذلك الصوت هو صوت ضحكتك..

ضحكتك في ذلك اليوم ازدادت لها دقات قلبي ..ورسمت الابتسامة علی وجهي..

-احم احم ..هل اعجبك صراخي..

قلتها وأنا امشي باتجاه السرير..

نظرت إلی الارض وهي تضحك بهدوء..

اقتربت منها بارتباك وأنا أحمل يد اللعب..

وضعتها أمامها ثم همست:هل تريدين اللعب؟؟

أفلتت الدمية من يدها ثم نظرت إلي بتردد..

ابتسمت:خذيها..

أخذتها بسرعة وبدأت باللعب..

وحين أقول أنها بدأت باللعب فأنا أعني أنها بدأت بالقفز..

كانت تضغط علی زر القفز فقط وتضحك ببراءة..

رؤيتها بذلك المنظر أعادت لي الذكريات..

فهذه هي طريقة لعبها منذ كانت طفلة..

تقفز وتضحك فقط..

في ذلك الوقت كنت أغضب منها بشدة وأمنعها عن اللعب فتذهب للبكاء أمام أمي..

أما الآن فقد بدا الأمر مضحكاً بالنسبة لي…

كنت أشاركها الضحك..

كنا نضحك معا بشكل هستيري…

هل كان الأمر مضحكاً لتلك الدرجة يا جمان؟؟؟

لا أعلم حقا..
.
.
.
مر شهرين على زواج أبي..

هل تظنون أني اعتدت على وجودها؟؟

أبداً...ومن المستحيل أن أعتاد..

لازلت أحاول ازعاجها بأي طريقة…

وهل تعلمون ما الذي فعلته تلك الخبيثة؟؟

لم تكتفي بدخولها لمنزلنا بل قامت بإحضار والدها أيضاً!!

ألا يكفيني عذاباً وجودها بيننا؟؟

وهل تعلمون ماحجتها…

تقول أن والدها مريض ويحتاج لشخص يعتني به..

وما شأننا نحن؟؟

المشكلة أنها تمكنت من السيطرة على عقل حسام ولين…

حتى ليان الصغيرة باتت متعلقة بها…

هل تصدقون هذا!!

أحياناً أشعر أن ليان تحبها أكثر مني..

كم يغضبني هذا الأمر…

لقد اعتنيت بها وهي صغيرة...عانيت معها كثيراً..

قصرت في دروسي من أجلها..

والآن...تذهب لتلك الأفعى بكل سهولة..

والأدهى والأمر أنها تدعوها بماما..

لقد بقيت أبكي بغرفتي حين سمعتها تقول هذا ولكن ماذا أفعل؟؟

لاتزال طفلة ولن تفهم حتى إن قمت بمنعها..

لقد خدع الجميع بتصرفاتها وابتسامتها التي تظهرها دائماً…

أكثر ما يغضبني أنني أبذل جهدي لإغاضتها ثم تأتي وتبتسم برود..

وقتها أشعر برغبة قوية بتكسير أسنانها..

لكنني أصبحت أتبع نفس أسلوبها..

أدعي أنني أحبها حين يكون أبي موجوداً..

وأكيد المكائد بدون أن تشعر..

لن أخدع بها أبداً...ها قد قامت بإحضار والدها..

مالذي ستفعله بعدها؟؟

سأخبركم بما سيحصل ...

ستطلب من أبي أن تسكن ببيت منعزل عنا بحجة والدها أيضاً..

وتدريجياً...ستكشر عن أنيابها وتطلب من والدنا تركنا عند عمتي أو جدتي لأنها لم تعد تستطيع احتمالنا..

ولكني لن أسمح لهذا الأمر بالحدوث..

ستخرج من منزلنا قبل أن تحصل على مرادها..

لقد عدت من المدرسة لتوي..

الخالة هوازن تصلي الظهر الآن..

أشم رائحة شهية...يبدو أنها انتهت من صنع الغداء..

دخلت الى المطبخ لأرى..

نعم لقد انتهت من صنعه حقاً..

كما أنها قد أطفأت الموقد..

توجهت نحو القدر وفتحت الغطاء..

لقد قامت بطهو الكبسة..

نعم نسيت اخباركم...الخالة هوازن طاهية بارعة جداً..

في الحقيقة هذا الأمر يزعجني قليلاً..

خصوصاً حين أتذكر فشل أول طبخة لي..

ابتسمت بهدوء على إثر الفكرة التي خطرت لي..

ذهبت بسرعة لإحضارعلبة الكبريت لأقوم بإشعال الموقد من جديد..

نظرت إلى النار الموقدة على عود الثقاب بابتسامة:آسفة يا خالة هوازن ولكنك نسيت إطفاء الموقد فاحترق الغداء ..

حين اقتربت من الموقد احترقت يدي بالقدر..

-آآآآآخخخ..

سقطت علبة الكبريت من يدي وأمسكت مكان الحرق بألم..

لم أكن أعلم أن القدر لا يزال ساخناً..

دخلت الخالة هوازن إلى المطبخ ثم نظرت إلي بخوف:حنين ما الأمر ياعزيزتي..

شهقت:هل احترقت..

أومأت برأسي:إنه مجرد حرق بسيط..

قلتها ثم ركضت باتجاه الغرفة…

بعد عدة دقائق قامت الخالة هوازن بفتح الباب وهي تحمل بيدها قطعاً من الثلج..

-أرني موضع الحرق ياعزيزتي..

ارتميت على السرير ثم اختبأت أسفل البطانية:اخبرتك أنه حرق بسيط أنا متعبة أريد أن أنام اغلقي الباب من فضلك..

-انتظري قليلاً...لقد جهز الغداء..كلي ثم نامي..

-لا أشتهي الأكل..

زفرت بعمق:كما تشائين..

قالتها ثم أغلقت الباب..
.
.
.
هذه الطفلة الشقية..

ههه لا أعلم متى ستوقف ألاعيبها..

ما الذي تخططين لفعله اليوم ياترى؟

ذهبت إلى المطبخ وتعجبت من وجود علبة الكبريت ملقاة على الأرض..

لا أعلم ما الذي تفكر به حقاً..

ههههه في الحقيقة مقالبها تضحكني أحياناً..

في كل مرة أتخيل أن جمان من تقوم بهذه المقالب..

حنين تصغر جمان بثلاث سنوات فقط..

لا أعلم كيف تتصرف جمان مع زوجة أبيها..

هههه هل تقوم بتدبير المكائد هي أيضاً..

لا أستبعد هذا فقد كانت جمان طفلة مشاغبة..

أحاول التعامل مع حنين بكل هدوء وحذر…

لا أفكر أبداً بإخبار أحمد عن مقالبها..

لا أريد أن أفسد العلاقة بينهما..فهي ابنته على كل حال..

كما أنني أتمنى ان يحسن خالد معاملة جمان..

لهذا أقوم بمعاملة حنين المعاملة التي أتمناها لابنتي..

بالتأكيد لن أستطيع تعويضها عن أمها أبداً..

ولكنني أتمنى أن أتمكن من كسب محبتها يوماً ما..

.
.
.
عدت من الصلاة ووجدت هوازن قد قامت بتجهيز الغداء..

-السلام عليكم..

نظرت هوازن إلي بابتسامة:وعليكم السلام..

جلسنا معاً لتناول الغداء..

تلفت حولي باستغراب:أين حنين؟؟

ردت هوازن وهي تجلس على الأرض:تقول أنها لا تشتهي الأكل ..

-لماذا لا تشتهي الأكل..

قلتها وأنا أهم بالذهاب لغرفتها لمناداتها..

وقفت هوازن:انتظر سأناديها أنا..

-كلا لا تهتمي أريد التفاهم معها بنفسي..

ذهبت إلى غرفتها وطرقتها بهدوء..

فتحت الباب فوجدتها تجلس على السرير..

نظرت إلي بحزن..

عقدت حاجبي وذهبت للجلوس أمامها:حنين ما الأمر ياصغيرتي لماذا لا تأتين للأكل معنا؟؟

نظرت إلى الأرض بحزن..

رفعت رأسها بيدي وفوجئت من تجمع الدموع في عينيها:حنين لم البكاء؟؟

مسحت دموعها:أبي أريد أخبارك بشيء ولكنني خائفة..

ازدادت دقات قلبي:ماذا هناك..

- هل ستصدقني؟؟

-ولم لا أصدقك..

قامت بإخراج يدها من تحت البطانية...وفوجئت بوجود حرق عليها أمسكت يدها بخوف:ماهذا مالأمر؟؟

انفجرت بالبكاء:الخالة هوازن قد قامت بكي يدي ومنعتني من تناول الغداء..

لا أخفيكم أني أردت الضحك وقتها..لقد فهمت أنه أحد ألاعيبها .. ولكنني ادعيت اني أصدقها..

-لماذا؟؟

مسحت دموعها : لأني لم أقم بكي الثياب بالأمس..

ادعيت الغضب:سأتفاهم معها لا تقلقي حسناً ولكن سأقوم بتضميد جرحك أولاً..

قلتها ثم ذهبت لغرفتي لإحضار مرهم للحروق مع قطعة من الشاش..

ههه..لا أعلم حقًا هل أضحك أم بكي..

اصبحت أشعر أن حنين تتصرف كالأطفال...في كل مرة تأتي بشكوى جديدة..

أعلم جيداً أنها تكذب فقد اتضح كذبها في مرات عدة…

ولكنني أدعي تصديقها حتى لا تزداد غيرتها..

فحين فضح كذبها في أحد المرات بدأت بالبكاء ثم قامت بفتح اسطوانتها المعتادة:

(أنت لم تعد تحبنا ..لقد نسيتنا بزواجك)..

مالذي أفعله برأيكم؟؟

أصبحت أشعر أن لين أكبر منها في التفكير..

آه منك ياحنين..
.
.
.
كنت متوجها نحو غرفة جمان وأنا أحمل البلاي ستيشن بيدي..

أشعر بسعادة كبيرة..

فقد تمكنت من جعلها تضحك بالأمس..

لقد قمت بشراء جهاز جديد من أجلها..

أريد اهداءها إياه..

دخلت إلى الغرفة..

-السلام…

قطع صوتي وأنا أنظر إليه بصدمة!!

ما الذي يفعله مروان هنا!!

نظر إلي وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة خفيفه:أوه.. مرحباً بقدومك..
وعليكم السلام..

نظرت إليه بحدة:ما الذي تفعله هنا..

ارتفع حاجباه باستهزاء:ههههه..ذات الشيء الذي تفعله…

تصلبت بمكاني لوهلة..الشيء الذي أفعله؟؟

وصلني صوته ضحكته المزعجة:لا تقلق لن أخبر أحداً..
ولكن دعنا نعقد اتفاقاً بسيطاً..

نظرت إليه وأنا أعقد حاجباي..مالذي يرمي إليه هذا الأخرق…

تابع حديثه وهو يتكلم بخبث:لن أخبر أحداً عنك ولن تخبر أحداً عني..

زفرت بضجر:مروان .ما الذي ترمي إليه...تحدث بوضوح…

-لا تدعي البراءة أنا أعلم كل شيء..

كتفت يدي على صدري:وما الذي تعلمه أيها الذكي..

-ههه يوسف لا تدعي البراءة هل تظن أنني لم ألحظ زياراتك اليومية لها؟؟
في الحقيقة لقد صدمت منك في البداية ولكن أتعلم لقد أعجبني تفكيرك حقاً..

أشار برأسه إلى جمان:فهذه متخلفة عقلياً ..

غمز بعينه: هه افعل ما تشاء ولن تستطيع اخبار أي أحد..

اتسعت عيناي بصدمة..

شلت الصدمة عقلي عن التفكير..

تصلبت بمكاني لعدة ثوان في محاولة مني لاستيعاب كلامه..

وحين أدركت تفكيره المريض..ارتجفت كل أوصالي..

نظرت إلى جمان فوجدتها تنظر إلي بخوف:جــ..جماان..

نظرت إليه وأنا أشعر أن هناك بركان قد ثار بداخلي..

وفي لمح البصر هجمت عليه و صرخت بأعلى صوتي:
أيها الحقيييير..

لا أعلم حقاً ما الذي حدث بعدها…

فقد دخلت بنوبة من الجنون..

جثوت فوقه وبدأت أفرغ جام غضبي عليه..

لم أتمكن من سماع صرخات جمان الخائفة…

ولم ألحظ دخول الممرضات إلى الغرفة..

فقد صم سمعي وعمي بصري من شدة الغضب..

كل ماكنت أراه هو وجه ذلك الحقير أمامي…

أمسكت رأسه وبدأت أضربه على الأرض مرات متتالية بكل قوتي..

حاول أحد الأطباء ابعادي عنه ولكنه لم يتمكن من ذلك..

كنت اضربه بجنون…

استمر ضربي له إلى أن شعرت بتدفق ذلك السائل الدافيء على يدي..

وحينها بدأت أعود للواقع قليلاً ..

حين رأيت الدم على يدي خارت قواي فجأه..

بدأت أسمع صوت جمان وهي تبكي بخوف..

ثم سمعت صوت الممرضة وهي تصرخ:لقد مااات ماااات..
.
.
.
لا زالت جمان تبكي و ترتجف بين يدي..

اتصل الطبيب علي وطلب مني القدوم..

علمت أن هناك مشاجرة حصلت بداخل غرفتها..

هؤلاء الهمجيون..

كيف يتشاجرون أمامها...

بدأت أتحسس شعرها بهدوء:اهدأي يا بابا لقد انتهى كل شيء ...لقد ذهبوا..

ارتفع صوت شهقاتها أكثر..

ابعدتها عن حضني ونظرت إلى عينيها…

كانت عيناها حمراوان من شدة البكاء..

همست بحنان:لماذا تبكي يا بابا...لقد أحضرت لك هدية..

قلتها ثم قمت بإخراج الحلوى من جيبي..

ابتسمت لها:هيا امسحي دموعك لأعطيك اياها..

مسحت دموعها بيدي ثم قمت بفتح الحلوى من أجلها..

اخذت الحلوى بابتسامه وبدأت بأكلها..

زفرت بعمق..

لازالت طفلة...طفلة حبيسة بداخل هذا الجسد…

تنسى حزنها بأكل قطعة حلوى…

أحزن كل ما انظر إليها…

ليس بالأمر السهل بالنسبة لي رؤيتها بهذا الشكل..

فقد كانت طفلة سعيدة ممتلائة بالنشاط والحيوية..

أما الآن...فالدموع لاتفارق عينيها..

لقد تعبت حقاً..لا أعلم كيف أستطيع إسعادها..

لم أدرك بأن الدموع قد بدأت تنزل من عيني إلى أن شعرت بأصابعها الباردة وهي تمسح دموعي..

نظرت إليها ..

كانت عينيها تحمل الكثير من التساؤلات..

ألقت نظرة سريعة إلى الحلوى بيدها ثم قامت بمدها إلي..

ضحكت وسط دموعي ثم احتضنتها بشدة :كلا يا صغيرتي..هذه الحلوى من أجلك..

أرخت رأسها على حضني وأغمضت عينيها بسلام..

نظرت إليها بحزن..

وفي تلك اللحظة اتخذت قراراً صعباً..

صعباً جداً..

ولكن من أجلها أنا مستعد لفعل أي شيء…

.
.
.
تمشي الخالة هوازن بذلك الممر بجانب خالي أحمد..

تصل إلى الباب فتراني أقف بجانبه بابتسامة..

تنظر إلى خالي بتساؤل:أحمد ما الذي يحدث هنا؟؟

-خالة هوازن هناك مفاجأة..

تنظر إلي باستغراب..

أضع يدي على الباب ثم أقوم بفتحه…

تقف جمانه وهي تلعب على البلاي ستيشن بحماس..

تنظر إلي وهي تقفز:يوسف...انظر لقد فزت..

تنظر الخالة هوازن إلي بصدمة:يوسف من هذه الفتاة..

تمتلأ عيناي بالدموع ثم أجيبها بصوت متهدج:انها جمان..

تنظر جمانه الى أمها بصدمة..

تصرخ فجأة بأعلى صوتها:مااااماااااا…

وبدون سابق انذار...تقفز بحضن والدتها بقوة…

تحتضنها الخاله هوازن ويبدآن بالبكاء سوياً

سيكون لقاءً جميلاً مليئاً بالمشاعر..

سيفرح الجميع...فقد انتهت معاناة هذه السنين..

وحينها..

حينها فقط ستعود السعادة إلى قلبي..

مسحت دموعي ثم ضحكت باستهزاء على آمالي..

آمالي الخائبة التي عجزت عن تحقيقها..

ياااه لقد تأملت كثيراً يا يوسف..

كم أكره نفسي في هذه اللحظة..

لماذا لم أخبر الخالة هوازن من قبل عن مكانها؟؟

لماذا كان تفكيري ساذجاً لتلك الدرجة؟؟

لماذا أفسد كل شيء يقع بيدي؟؟

كل ما أردته أن أعيد جمان إلى أمها طفلة سعيدة مرحة..

ما أدراني أن الأمور ستسوء إلى هذه الدرجة؟؟

هذا هو أنا...

أفشل دوماً في كل شيء..

أسبب المشاكل لكل من حولي دائماً..

وقفت من مكاني وأنا أضرب الباب بقوة:أخرجوني من هنا...أخرجونيييي..

جلست على الأرض وأنا أبكي بحرقة..

لا أعلم حقاً هل أبكي على حالي هذه..

أم أبكي على حالة جمان..

هل مات مروان حقاً أم لا؟؟

ولكنه يستحق الموت..

إن رأيته أمامي مرة أخرى سأقتله بلا رحمة..

ذلك الرجل الدنيء…

صرخت وسط دموعي:اخرجوني...أخرجوني من هنا
يجب أن تخرج جمان من ذلك المكان ألا تفهمون…

تحرك الباب خلفي..

وقفت بسرعة وأنا أمسح دموعي…

فتح الباب فظهر خالي من خلفه..

دخل وأغلق الباب خلفه..

ركضت نحوه وأمسكت ثوبه بقوة:خالي...أرجوك أخرجني من هنا….جمان يجب أن تخرج يا خالي..

ابعدني عنه ثم صفعني بكل قوته:هل أنت مدرك لما فعلته أيها الغبي..


.
.
.

كنت أنظر إلى الهاتف أمامي بتردد..

هل أتصل عليه؟؟

أشعر أن هناك مشكلة..

لقد وصل اتصال إلى أحمد منذ ساعات..

تغيرت ملامح وجهه بعد المكالمة..ثم خرج من المنزل بسرعة..

فهمت أن هناك مشكلة متعلقة بيوسف ولكن ماهي بالضبط..

لا أعلم حقاً..

ظهر تنبيه لرسالة خاصة من تويتر..

فتحت الرسالة لرؤيتها..

وحين رأيتها ازدادت دقات قلبي..

(هل تريدين رؤية جمان؟؟)

نظرت إلى اسم الشخص المرسل ثم اتسعت عيناي بصدمة..

أجبته بتردد:

(خالد؟؟)

كنت أنتظر رده بترقب ..شعرت أني انتظر لدهور..

(هوازن سأسمح لك برؤيتها ولكن هناك شرط)

تزاحمت الدموع في عيني ..

أجبته بسرعة:

(أي شيء أنا مستعدة لفعل أي شيء في سبيل رؤيتها يا خالد أرجوك)..

وضعت يدي على صدري..أشعر أن قلبي يكاد يخرج من جسدي…

هيا يا خالد بسرعة ماهو شرطك..

وصلت الرسالة ...قرأتها بلهفة..

ولكن..

اتسعت عيناي بصدمة!!

هل هو جاد؟؟

أعدت قراءة الرسالة عدة مرات لأتأكد من أنني لم أخطيء في قراءتها..

ولكن لا...لم أكن مخطئة..

هذا هو شرطه حقاً..

(تزوجي بي)..


bluemay 17-02-16 04:57 PM

ما أحقر مروان .. اتمنى ان يموت ولكن ليس بسبب يوسف .


خالد !!!! ما هذ الطلب ؟!!!!

اتوقع انه بدافع الحقد ظاهرا ولكن بغيرة ضمنيا .

او يريد ان يكمل تنقيص حياتها لست افهم طبيعة هذ اﻹنسان الغريب.



رائعة هوازن بإحتواءها لمشاكسات حنين واسعدني ان احمد قد كشف امرها هذه المدلله الحمقاء.



ابدعتي عزيزتي وكلي شوق لما هو آت


تقبلي مروري وخالص ودي



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

شخابيط فتاة 18-02-16 02:39 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3596850)
ما أحقر مروان .. اتمنى ان يموت ولكن ليس بسبب يوسف .


خالد !!!! ما هذ الطلب ؟!!!!

اتوقع انه بدافع الحقد ظاهرا ولكن بغيرة ضمنيا .

او يريد ان يكمل تنقيص حياتها لست افهم طبيعة هذ اﻹنسان الغريب.



رائعة هوازن بإحتواءها لمشاكسات حنين واسعدني ان احمد قد كشف امرها هذه المدلله الحمقاء.



ابدعتي عزيزتي وكلي شوق لما هو آت


تقبلي مروري وخالص ودي



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

سعيدة انه اعجبك البارت..

شكراً لمرورك

شخابيط فتاة 18-02-16 02:43 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الفصل السابع:الخيار الصعب..

تركت جمان مكرهاً من أجل عملي..

لم أرد تركها فقد كانت خائفة جداً..

أشعر بالتقصير تجاهها،فأنا اقوم بزيارتها في يوم الجمعة فقط..

وبالرغم من هذا أشعر انها تفرح بمجيئي..

اود زيارتها دوماً ولكن ماذا أفعل،لا أحتمل رؤيتها بتلك الحال..

في اليوم الذي أراها فيه احزن كثيراً..

قد تعتقدون اني قاسي القلب ولكنكم لن تتمكنوا من فهم مشاعري ابداً..

هل تدركون حالتها حقاً..

أراها أمامي شابة ولكن تصرفاتها تصرفات طفلة لا تستطيع ادراك اي شيء حولها..

الأمر مؤلم أكثر مما تتصورون..

فتحت حساب هوازن في تويتر ..

أنا أمر على حسابها يومياً..

لا أعلم حقاً لم ينتابني الفضول دوماً لما تكتبه..

ولكن في هذا اليوم لم افتحه لقراءة تغريداتها بل اود الحديث معاها..

تقول انها تريد جمان؟؟

حسناً يا آنسة هوازن سأجعلك ترينها ولكنك ستخضعين لاختبار بسيط..

لنرى ايهم اغلى على قلبك زوجك أم ابنتك؟؟

ارسلت لها انها سترى جمان على شرط ان تتزوج بي..

أنا جاد في شرطي هذا..انا مستعد أن اتزوج بها من أجل جمان..

ولكنها لم ترد علي بعد..

يبدو أنها مصدومة جداً..

زفرت بضجر ثم أرسلت لها:

(أنا انتظر جواباً الأمر ليس بهذه الصعوبة)

وبعد عدة ثوان وصلني ردها..

(ولكن يا خالد أنا متزوجة)

ابتسمت باستهزاء:

(أعلم أنك متزوجة ولكن هذا شرطي ان كنت تودين رؤيتها حقاً )

ردت بعد دقائق:

(لماذا تفعل هذا بي يا خالد،ما الذي فعلته لك )

لا اعلم لم شعرت بالغضب من رسالتها ولكنني فهمت انها مترددة..

هل الموضوع صعب لهذه الدرجة؟؟

هل تحب زوجها لدرجة انها تفضله على ابنتها!!

اجبتها:

( لقد قلت ما لدي وانت تملكين حرية القرار سأعطيك الوقت للتفكير سأرسل لك رقم هاتفي..
وحين تتوصلين لقرار راسليني )

كتبتها ثم قمت بإغلاق هاتفي..

اففف لقد عكرت مزاجي..
.

.

كانت قد مضت سنة على زواجي به..

أراد وقتها السفر مع أصدقائه..

ألححت عليه كثيراً كي يبقى معنا..

كانت جمان تبلغ الشهرين من عمرها فقط…

كنت احتاج اليه..

اريده ان يبقى بجانبي..

لم أشعر ابداً باهتمامه بي أو بطفلتي..

وكأنه كان يتحيز الفرص للابتعاد عن المنزل..

ان لم يذهب للسفر فإنه يسهر معهم حتى الصباح..

لم أشعر بوجوده ابدا..

في ذلك اليوم قمت بتخبئة جواز سفره..

جلست لكي الثياب وهو يقوم بحزم امتعته فقد اقسمت الا اقوم بتجهيزها له..

وما أن انتهى حتى قام بفتح الباب والشرر يقدح من عينيه:هوازن أين جواز سفري..

تفاديت النظر اليه فأنا ارتعب من نظراته…

اجبته ببرود وانا احاول جاهدة ان لا اظهر خوفي:لا أعلم..

اقترب مني وأمسك معصمي بقوة..

نظر الى عيني بحدة:هوازن لا تختبري صبري قلت لك اخرجيه حلاً..

امتلأت عيناي بالدموع..لا أستطيع اخفاء خوفي منه...لا أجيد الكذب ..

يستطيع فضحي بسهولة..انه يعلم جيداً اني اخاف منه ولهذا لا استطيع الحصول على حقوقي..

اجبته بخوف:لا أعلم يا خالد لا أعلم..

أمسك بالمكواة ثم نظر الي بتهديد:هل تريدين تجربتها..

حاولت افلات يدي منه وأنا اردد بخوف:لا أرجوك ياخالد أرجوك..

بدأت الدموع تنزل من عيني:اتركني حالاً سأحضره لك أرجوك..

ترك يدي ثم قام بدفعي:هيا بسرعة..

ركضت الى المطبخ وقمت بإخراج جواز السفر من الخزانه..

توجهت نحو الغرفة وانا انتحب بداخلي..

ماذا أفعل...اخاف منه كثيراً..مهما حاولت ان ابدو قوية امامه فلا استطيع…

وقفت امامه ثم قمت بمد جواز سفره بيد مرتجفه..

أمسك يدي بقوه ثم شعرت بذلك الاحساس الحارق على عضدي..

صرخت بألم..

لقد قام بكيي..

استيقظت جمان من نومها على صوت صراخي وبدأت بالبكاء..

ترك يدي فسقطت على الارض وانا ابكي بألم…

وصلني صوته البغيض:هذا تذكار حتى لا تتجرأي على معارضتي مرة أخرى..

أشار برأسه إلى جمان:لقد استيقظت ابنتك اذهبي لاسكاتها..

قالها ثم خرج من المنزل..

لم يهتم لبكائي..

لم يأبه لألمي..

لم يفكر حتى أن يعتذر إلي..

منذ ذلك اليوم تبلدت مشاعري تجاهه..

ذهبت الى طفلتي لاسكاتها ولكن بدلاً من ذلك كنت ابكي معها..

ابكي عذابي وظلمي..

لم تكن تلك المرة الأولى التي يضربني بها..

ولكني ومنذ ذلك اليوم اصبحت أعيش معه جسداً بلا روح..

لم يعد يهمني في هذه الحياة سوى ابنتي..

اصبحت احتمل العيش معه من أجلها..

وقد لاحظ تغيري هذا ..فأنا لم أعد اعارضه..

وقد أصبحت اتجاهل وجوده واتحدث مع ابنتي..

عشقت الحياة لأجلها..

ولكنه سلبها مني أيضاً..

حرمني منها بلا رحمة..

والآن وحين بدأت اتذوق القليل من السعادة في حياتي عاد لينغص علي حياتي.

كم أكره ذلك الرجل ..

لا أعلم لماذا يستمتع بتعذيبي..

أحمد..

رغم انه لم يكن الأول بحياتي الا انه كان اول من سكن قلبي..

هل اترك سعادتي مع أحمد وأعود لجحيمي معه؟؟؟

-آآآآآه رحماك يا الله


رن هاتفي..

نظرت اليه..

كان أحمد..

مسحت دموعي بسرعة ثم أجبت عليه..

حاولت جاهدة أن لا أظهر بكائي..

وصلني صوته :هوازن..

اخذت نفساً عميقا ثم اجبته..

حاولت ان يبدو صوتي طبيعياً ولكنه خرج ضعيفاً جداً:نعم..

صمت قليلاً ثم أجاب:هوازن ما الأمر مابه صوتك..

لا تسأل يا أحمد لا تسأل..

أجبته بصعوبة:لا شيء لقد كنت نائمة..

-اوه انا اسف هل ايقضتك..حسناً يا عزيزتي اردت اخبارك اني مشغول جداً اليوم وقد أتأخر عن العودة الى المنزل لا تنتظريني حسناً..

-حسناً..

قلتها ثم اغلقت الهاتف وانفجرت بالبكاء..

بربكم هل هناك ادنى مقارنة بينهما؟؟

كرهي لخالد في هذه اللحظة بالذات يفوق الحدود..
.
.
.
اغلقت السماعة بعد حديثي مع هوازن..

لا أشعر بالراحة..شعرت انها تبكي من صوتها..

ولكني الآن منشغل بمشكلة يوسف..

افف يا يوسف لقد أفسد يوم اجازتي..

كنت اقف في المشفى في انتظار رؤية مروان..

تعمدت القدوم بزيي العسكري حتى اتمكن من اخافته..

يا الله ساعدني..

اخبرني يوسف ان هذا الحقير كان يتحرش بجمان..

ولكن للأسف لا يوجد لديه مايثبت كلامه..

لهذا قررت التحدث معه بنفسي..

خرج مروان من الغرفة بعد ان قاموا بتضميد جرحه…

كان رأسه مربوطاً بالشاش..

توجهت نحوه..

-السلام عليكم..

نظر إلي:وعليكم السلام..

-سيد مروان اود اخذ افادتك بشأن الحادثة..

نظر الي ثم بدأ يتحدث بانفعال:ذلك الحقير لن أتنازل عن حقي ابداً ياسيدي..
ذلك الهمجي قد شج رأسي..
خمس غرز قاموا بعملها بسببه هل تصدق هذا خمس غرز..

حاولت المحافظة على هدوء اعصابي ثم تابعت الحديث:ولكنني لم آتي بسبب ضربه لك..

عقد حجبيه باستغراب:ما الامر اذن؟؟

-سيد مروان انت متهم بالتحرش بمريضة في هذه المشفى..

بدأ يقلب نظراته ثم تحدث بارتباك:كلا يا سيدي هناك سوء فهم..

تابع حديثه بهمس:في الحقيقة ياسيدي ذلك الحقير يوسف يتحرش بها وحين اردت اجباره على الاعتراف قام بضربي كما ترى..

نظرت اليه بحده:ولكن كلام صديقك مختلف تماماً..
لقد رآك وأنت تخرج من غرفتها بالأمس..
وفي هذا الصباح وجدك بداخل غرفتها..
وحينها اعترفت بنفسك انك تحرشت بها..

نظر الي بخوف:كلا ياسيدي هذا افتراء صدقني كل مافي الأمر انني لاحظت زيارته اليومية لها ورغم انني سألته كثيراً عن قرابتها به الا انه انكرذلك..
ومن يومها اصبحت اراقبه فلاحظت انه يذهب لزيارتها يومياً.
انتابني الفضول بالأمس فدخلت غرفتها واكتشفت بأن المريضة بالداخل لا تستطيع المشي أو الكلام..
صدمت منه بشدة فقد كنت اعتقد انه شخص محترم..
لهذا كنت انتظره في غرفتها هذ الصباح..
فكرت بطمأنته حتى يعترف بذلك لأبلغ عنه ولكنه فاجأني بهجومه علي بتلك الطريقة الهمجيه..

نظرت إليه بشك:على كل هناك كاميرات مراقبة داخل غرفتها سنعلم ان كنت تقول الحقيقة ام لا..

شهق بفرح:حقاً...الحمد لله ..كنت خائفاً جداً لأني لا أستطيع اثبات كلامي..

اذهب لمشاهدة الأشرطة وستتأكد من صدق كلامي..

قاطعته بغضب : ولكن يا سيد مروان لست بريئاً تماماً..

فيوسف ايضاً يريد رفع شكوى ضدك لأنك قد قمت باتهامه بعرضه..

-ولكن يا سيدي انا لا اكذب لماذا لا يقوم بتبرير زياراته لها؟؟

كتفت يدي على صدري:تلك المريضة التي تتحدث عنها هي ابنة زوجتي..

وقد كان يوسف يزورها لأن والدتها اوصته بذلك..

نظر الي بارتباك:ها..انا آسف حقاً لم أكن أعلم..اعتذر كثيراً..

-سيتنازل يوسف عن شكواه ان قمت بالتنازل ايضاً..
.
.
.
كنت أدور حول نفسي بغضب..

-اه ذلك المختل..

ما شأنه إن قمت بزيارتها ها...لماذا يتدخل….

نظرت الى خالي الذي كان يضحك بشكل هستيري..

-اففف خالي ما المضحك الان ..ذلك الغبي كدت اقتله حقاً..بربك ياخالي هل ذا كلام يقال..

لم يرد لازال يضحك بهستيريا..

-اوه خالي لقد نفذ صبري حقاً..مهلاً لحظة..ما ادراك انه يقول الحقيقة..هل فعلاً هناك كميرات مراقبه..

قام بمسح دموعه التي بدأت بالنزول من شدة الضحك:هههه كلا لا يوجد اي كاميرات قلت ذلك فقط لاخافته..ولكنني متأكد انه يقول الحقيقة فقد كان يتحدث بثقة..

جلست على الكرسي ثم قمت بضرب الطاولة امامي بغضب:افففف اود قتله حقاً..لا اصدق هذا لم ارى في حياتي شخصاً فضولي لهذه الدرجة...شخص مختل فعلاً…

تظرت الى خالي بحدة:خالي انا لن اتنازل عن حقي لقد قام بطعني في عرضي...ولا استبعد انه قام بنشر سخافاته بين كل زملائي..انا اعرف ذلك المختل جيداً..لا يستطيع السكوت..

نظر خالي الي بجدية:ولد..أوقف هذا الكلام السخيف...بسببك لقد افسد يوم اجازتي يجب ان تشكر الله لأنه قبل التنازل..
لقد قمت بشج رأسه ياولد..خمس غرز ايها الظالم..

زفرت بغضب:يستحق أكثر من ذلك..بربك يا خالي هل ذلك كلام يقال؟؟

نظر الي بشك:يوسف اعترف حالاً مالذي كنت تفعله في غرفة الفتاة؟؟

تلفت حولي بارتباك :ها لا شيء ...اطمئن على صحتها فقط..

ابتسم خالي باستهزاء:لماذا ارتبكت..ومن تكون حتى تطمئن على صحتها؟؟

نظرت الى الارض اففف لماذا اصبح الجو حاراً فجأة :لا شيئ ولكن كنت انتظر اللحظة التي تتحسن بها حتى اخبر الخالة هوازن عنها..

ضحك خالي:ههه هل تعلم ان علمت هوازن انك تتردد على غرفة ابنتها طوال تلك الاشهر ستقوم بقتلك..

نظرت اليه ببلاهة:ها لماذا..

رفع حاجباه :وتسأل ايضاً..لماذا لم تتحدث طوال ذلك الوقت..

وضعت يدي على رأسي:لم اقصد شيئاً سيئاً اردتها ان تراها وهي بكامل صحتها..

زفر بعمق:على كل انا ذاهب الى المنزل الآن سأحضر هوازن الى المشفى لرؤيتها في الغد..انا متأكد انها ستسعد كثيراً..

-ولكن ياخالي لن تتمكن جمان من التعرف عليها ألن يحزنها ذلك؟؟

أومأ برأسه:يوسف انها أم ألا تفهم..هيا اراك غداً في المشفى بعد صلاة العصر قم بإحضار والدتك معك اتفقنا..

ابتسمت : اتفقنا..

التفت الي قبل ان يخرج من الغرفة:اوه صحيح نسيت اخبارك ستبيت في السجن اليوم..

نظرت إليه بصدمه:لماذا الم يتنازل..

-تنازل ولكنني طلبت منهم ابقاءك في السجن اليوم حتى تتعلم التحكم باعصابك مرة اخرى..

قالها بابتسامة ثم خرج قبل ان يسمع ردي..

صرخت بغضب:خـــــالــــــي..

افف سحقاً لك يا مروان..
.
.
.
وصلت الى المنزل في الساعة الواحده..كله بسبب يوسف..

لقد افسد علي يوم عطلتي لهذا قررت عقابه اليوم..

دخلت الى المنزل فوجدت هوازن تجلس على الاريكة واضعةً يدها على رأسها..وحين رأتني وقفت وهي تنظرإلي:اخيراً عدت..

نظرت اليها بحزن:لماذا قمت بانتظاري اخبرتك انني سأتأخر..

نظرت الى الارض:لم استطع النوم..

رفعت نظرها إلي:اشتقت للحديث معك ما رأيك ان تشرب معي كوباً من القهوة؟؟

قالتها ثم ابتسمت بحزن..

رغم انني كنت أشعر بالصداع الا انني لم ارد كسر كلامها..

لابد انها تريد قول شيء ابتسمت لها:حسناً لم لا..

لمعت عيناها بالدموع :حسناً سأعود حالاً..

عقدت حاجبي:هوازن هل تبكين..

وكأنها كانت تنتظر مني سؤالها..جلست على الأرض وانفجرت بالبكاء..

جلست بجانبها لتهدئتها:هوازن يا عزيزتي ما الأمر..

نظرت إلي بحزن:أحمد..لقد رأيت جمان في حلمي اليوم..

احساس غريب انتابني في تلك اللحظة...هل يعقل هذا..انه قلب الأم..وكأنها شعرت بقرب لقاءهم.

ابتسمت لها بحنان:هوازن انا اعدك..سترينها قريباً ..قريباً جداً..اقرب مما تتصورين..

ازداد بكاءها:احمد اخاف ان تكرهني ابنتي لأنني تزوجت..

زفرت بضيق:هوازن ماهذا الكلام..سأسامحك لأنك لست بوعيك الآن..

نظرت الى عينيها:غداً بعد صلاة العصر..

عقدت حاجبيها:غداً؟؟

اومأت برأسي:غداً سنخرج معاً كوني جاهزة اتفقنا..

-إلى أين؟؟

ابتسمت:لن اخبرك..انها مفاجأة..

ارتسمت على وجهها ابتسامة عذبة جلبت الراحة الى قلبي..

غداً يا هوازن سينتهي هذا العذاب..اعدك بهذا..
.
.
.
لم أتمكن من النوم البارحة..

أشعر بالضيق..

لا أعلم كيف سأستطيع الابتعاد عن أحمد..

لقد اتخذت قراري..سيكون هذا اخر يوم لي معه..

سأخرج معه عصر هذا اليوم وسأودعه بعدها..

رأيت جمان في حلمي البارحه..

كانت تلومني لأنني تخليت عنها..

سأفعل أي شيء من أجلها..

حتى لو اضطرني الأمر العودة الى جحيم خالد..

لن أقوى على فراقها أكثر..

انها الساعة الواحدة..

سيعود أحمد الآن من عمله..

كما أن الأطفال سيعودون من المدرسة بعد قليل..

لقد طهوت الكثير من الأصناف من أجل للغداء..أريد اسعادهم فهذا اقل شيء اقوم به قبل ان اتركهم....

سمعت صوت بكاء ليان..

ذهبت الى غرفتي وقمت بحملها..لا أعلم كيف سأستطيع فراقها..

تعلقت بها كثيراً..

قبلتها بهدوء:لماذا تبكي يا ماما سأقوم بتجهيز الغداء..

حملتها ثم توجهت بها نحو غرفة أبي..

كان أبي يجلس أمام التلفاز..

وضعت ليان بجانبه على الأرض..

قبلت رأسه:أبي انتبه لليان قليلاً أنا ذاهبة لتجهيز الغداء قبل عودة أحمد..

اومأ برأسه..

توجهت نحو المطبخ لمتابعة عملي..

قمت بتجهيز الأطباق على الطاولة.. .

بذلت كل جهدي بتزيينها..

سمعت صوت المفاتيح..

عاد احمد أخيراً..

-اوه اوه اوه ماهذا الجمال..لا بد ان هناك شيء مميز اليوم..

قالها احمد وهو ينظر الى الطاولة..

ابتسمت بهدوء:كل أيامي معك مميزة..

نظرت حنين الي بحدة ثم اتجهت الى غرفتها..

ههه كم سأفتقد نظرات هذه الطفلة..

ركض حسام الى حضني:خاله هوازن شكراً أنا جائع جداً..

-هههه هيا قم بتغيير ثيابك قبل أن يبرد الطعام..

ابتسم بفرح:حسناً

نظرت الى احمد:وانت ايضاً قم بتبديل ثيابك..

قلتها ثم اتجهت لغرفة ابي لاحضار ليان ..

كان أبي ينام على الكرسي...

أما ليان فقد قامت بفتح الادراج وبعثرة الغرفة..

-يا الهي ابي لقد تركتها وحدها انظر كيف اصبحت حال الغرفة..

استيقظ ابي بفزع:ها كلا لم اكن نائماً..

ضحكت بهدوء ثم اتجهت نحو ليان التي كانت تجلس بجانب أحد الأدراج:تعالي هنا ايتها الفوضوية الصغيرة..

التفتت إلي وكانت الصدمة..

كانت تحمل بيدها ادوية الضغط الخاصة بأبي..

وضعت اصبعي بداخل فمها..واخرجت احد الحبوب منها:كلا..كلا..كلا

قلتها وانا انظر الى الشريط ..لقد كان هذا الشريط جديداً قامت بابتلاع شريط كامل..

حملتها وأنا أنادي أحمد :احمد أحمد..ليان..

خرج أحمد من الغرفة بخوف:ما الأمر..

اجبته بصوت مرتجف:ليان لقد قامت بابتلاع ادوية الضغظ الخاصة بأبي..

حملها بخوف:هل ابتلعت الكثير..

أومأت برأسي لقد قامت با ابتلاع شريط كامل..

تلفت حوله بارتباك:أين مفاتيحي..

نظر الى حسام وصرخ :حساااام احضر المفاتيح من الغرفة بسرعة…

-انتظر قليلاً سأذهب معك..

نظر إلي نظرة أراها في عينيه لأول مرة:كلا ابقي هنا...كيف تركتها وحدها أيتها المهملة..

قالها ثم خرج من المنزل..

أيتها المهملة..
أيتها المهملة..
أيتها المهملة..

لازال صداها يتردد في اذني…

نظرته وكلمته اعادت الى ذاكرتي أسوأ أيام حياتي..

هاهو ذا الزمن يعيد نفسه ويوضع احمد في نفس موقف خالد..

انفجرت بالبكاء..

كلهم متشابهون..

جميع الرجال متشابهون..

شعرت ان قدماي لا تستطيعان حملي ..

جلست علی الاريكة و أنا أبكي بألم..

فقد عادت الي ذكری لطالما حاولت نسيانها..

لقد انتهی كل شيء..

وكأن الله اراد ان يزيح الغشاوة عن عيني ليساعدني علی الاختيار...

لست مضطرة الآن للبحث عن السبب للافتراق عن احمد..

فهو سيتركني بنفسه علی اي حال..

شعرت بيد لين وهي تجلس بجانبي وتهمس:خالة هوازن...لا تقلقي...كل شيء علی مايرام..

ازداد بكائي….

ليتني لم اتعلق بأبنائك يا احمد..

.
.
.

منذ خرج ابي وهي تبكي..

شعرت بالغضب منها….

تريدنا ان نتغاضی عن خطأها بادعاء الحزن..

ان كانت تحب ليان حقا لم تركتها وحدها؟؟

جلست لين بجانبها وهي تحاول تهدأتها ولكنها انفجرت بالبكاء…

لم استطع احتمال السكوت اكثر..

هذه فرصتي لافراغ غضبي…

وقفت امامها

-تريدينني ان اصدق بكاءك الآن ايتها الخبيثة....

نظرت الي بعيناها الحمراوين من شدة البكاء..

تابعت حديثي بصوت اعلی :لن يستطيع بكاءك تغيير اي شيء..
إن حصل شيء لاختي فأنا اقسم باني لن اسامحك ابدا..

نظرت لين الي بحدة:حنين اصمتي…

ارتفع صوتي اكثر:لن اصمت...لماذا اصمت...ها
ألم يتزوجها ابي لكي تهتم بنا وتهتم بليان خصيصا..ها
اخبريني الم يتزوجها لهذا السبب؟؟
لقد وثق بها واستأمنها عليها ولكن انظري هذه هي النتيجة..
ستضيع ليان بسبب اهمالها..

قاطعتني لين:حنين هذا يكفي لا تتدخلي بهذا الموضوع..

صرخت:ولماذا لا أتدخل...هذه هي الحقيقة انها امرأة مهمله..

ضحكت باستهزاء:هه الآن فقط ادركت سبب طلاقها من زوجها لأنها…

- يــــــكــــــــفـــــــــــــــي

صرخت بها الخالة هوازن وهي تقف امامي رافعة يدها استعدادا لضربي..

نظرت الی عينيها بتحد:اضربي اضربي لست خائفة منك ....

لم ترد...تنظر الي بعينيها الحمراوين وصدرها يهبط وينخفظ من شدة الغضب..

اضربي اضربي واظهري حقيقتك..

انزعي قناع الطيبة فهو لا يليق بك..

اضربي...
.
.
.
تابع الفصل السابع:الخيار الصعب..

قام الطبيب بطمأنتي على حالة ليان..

كانت تجلس على حضني وهي تبكي..

فقد قام الاطباء باجراء اقياء قسري لها..

والان هناك مغذ على يدها لتنظيف الدم وهي تبكي بسببه..

قبلت رأسها بهدوء:يكفي يا بابا سننتهي الآن..

اخرجت هاتفي للاتصال على هوازن..

لا بد أنها تشعر بالقلق الآن..

وصلني صوتها الباكي بعد عدة رنات:احمد كيف هي ليان..

أجبتها بهمس:لا تقلقي انها بخير نصف ساعة تقريباً و أعود..

وصلني صوت بكاءها..

بكاءها مزق قلبي ..

هل قسوت عليها ياترى؟؟

همست بحزن:هوازن..أنا آسف..
.
.
.

وقفت أمام حنين وأنا أنوي ضربها..

نظرت الي بحدة:اضربي اضربي لست خائفة منك..

كم هي استفزازية هذه الطفلة..

لمحت طيف ابتسامة على وجهها…

تريدين استفزازي اذاً؟؟

اخذت نفساً عميقاً في محاولة مني للسيطرة على اعصابي..

انزلت يدي بهدوء ووضعت يدي على كتفها..

نظرت إلي بدهشة..

نظرت الى عينيها:كنت اتمنى ان تكون علاقتي معك افضل بكثير..

تمنيت حقاً أن تكون علاقتي معك علاقة أم بابنتها..

صرخت بغضب : لن تصلي لمقام أمي أبداً..

نظرت اليها بحزن : أعلم هذا ولكن لاتقلقي سأترككم اليوم على أي حال..

اذكريني بالخير هل هذا ممكن..

ارتسمت ملامح الصدمة على وجهها:هل ستركيننا؟؟

وصلني صوت لين وهي تنظر الي بعينين دامعتين:خالة هوازن ماهذا الكلام..هل تحتملين تركنا..

اجبتها بصوت متهدج:لين ارجوك لا تصعبي الامور علي ..اعتذر كثيراً يا ابنتي..
اجابت بخوف:لماذا..هل بسبب حنين؟؟

قالتها ثم امسكت بحنين:اضربيها..اضربيها ان كان الأمر يريحك..

صرخت حنين:لماذا تتصرفين هكذا ها..
هل تظنين انني لا افهم تصرفاتك هذه..

اجبتها بتساؤل: أي تصرفات؟؟

امتلأت عيناها بالدموع:انك تتعمدين اغاضتي بابتسامتك هذه ..تريدينني ان اكون السيئة دائماً
لماذا تصمتين ها؟؟
لماذا تتصرفين بضعف؟؟

امسكت يدي وقامت بوضعها على شعرها:هيا اضربيني ان كان الأمر يريحك..اضربي..

قالتها و الدموع تملأ وجهها..

تعجبت من تصرفها كثيراً..

احتضنتها بشدة:كلا يا صغيرتي ليس بسببك حسناً..

ابعدتها عن حضني ونظرت الى عينيها:ألست أنت من يريد مني الرحيل..

زفرت بعمق:أريدك أن ترحلي ولكن ليس بهذه الطريقة..لا أريد أن يكرهني اخوتي بسببك..بجب أن أثبت لهم كم أنت سيئة قبل هذا..

ضحكت رغماً عني..

نظرت الي بحدة:لا تضحكي..صدقيني سأثبت لهم ذلك قريباً..

قالتها ثم دفعت يدي وركضت باتجاه غرفتها..

وقفت لين أمامي:خالة هوازن أرجوك لا تهتمي لكلامها..
لا تتركينا أرجوك..

نظرت إليها بحزن..كم اعشق هذه الفتاة..

هادئة..ذكية..محترمة..

آه منك يا خالد..كيف سأتركهم؟؟

اجبتها بهمس:خيراً ان شاء الله..

رن هاتفي..

توجهت نحو غرفتي لأجيب عليه..

أجبته بخوف:أحمد كيف هي ليان؟؟

وصلني صوته الهامس:لا تقلقي انها بخير نصف ساعة تقريباً و أعود..

بدأت بالبكاء..الحمد لله..

وصلني صوته الحنون:هوازن..أنا آسف..

شعور غريب انتابني في تلك اللحظة..

بدل من أن اعتذر انا يعتذر هو؟؟

ازداد بكائي..

تابع حديثه ليزيد من حسرتي على فراقه:ما بك ياهوازن الم تتعرفي علي بعد أنا اغضب بسرعة صدقيني لم اقصد ولكنني كنت مرتبكاً..

آه يا أحمد..كيف اترك رجلاً مثله..

في حين أن خالد لم يأبه بي في ذلك اليوم ولم يفكر حتى أن يخبرني عن حالها رغم انها ابنتي..

قطعة مني..ولا أحد يهتم بها مثلي.

وفي المقابل يقوم أحمد بالاعتذر إلي ..

اجبته بصوت متهدج:لا تعتذر يا أحمد..أعلم أنني أخطأت ..

ماكان علي تركها..

-ششش لا تقولي هذا الكلام..انتهى الأمر..

ولكنني الآن أشعر بالحزن حقاً…

اجبته باستغراب:لماذا؟؟

-لم أتمكن من تذوق أطباقك أنا جائع جداً..

ضحكت وسط دموعي :سأقوم بتسخينها لك عد بسرعة..

-حسناً لا تقلقي سأعود حالاً..إلى اللقاء الآن..

ابتسمت:إلى اللقاء..

قلتها ثم اقفلت الخط..

اعترف بهذا..أنا لا أقوى على فراق أحمد..
ساعدني يارب..
.
.
.
منذ أخبرت أمي عن جمان وهي متحمسة لرؤيتها..

طلبت مني أن أشتري بعض المقادير لتقوم بصنع كعكة جمان المفضلة..

اخبرتها أنني سأشتري واحدة في طريقنا إلى المشفى ولكنها أصرت على صنعها بنفسها..

بعد ان انتهت من تزيين الكعكة خرجنا معاً باتجاه المستشفى..

أرادت أمي أن نذهب قبل صلاة العصر فهي لم تقوى على الصبر أكثر..

سننتظر قدوم خالي مع الخالة هوازن هناك..

دخلنا الى غرفتها فوجدناها تجلس على الأرض بجانب أحدى الممرضات وتقوم بالشخبطة على دفتر التلوين أمامها..

نظرت إلينا بابتسامة ثم قامت برفع دفتر التلوين وهي تشير إليه..

ولكنها وحين لاحظت وجود أمي نظرت إليها باستغراب..

جلست أمي بجانبها ثم احتضناتها بشدة....

-آه ياطفلتي الجميلة…

ولشدة دهشتي قامت جمان باحتضانها وكأنها تعرفها..

نظرت إلى أمي بدهشة:غريب توقعت أن تخاف عند رؤيتك..

نظرت أمي إلي وهي ترفع حاجبها: ولماذا تخاف مني ..

قالتها ثم بدأت بتقبيل جمان:أنا خالتها لن تخاف مني أبداً أليس كذلك ياصغيرتي..

نظرت جمان إليها بابتسامة ثم عادت لحضنها من جديد..

نظرت أمي إلي وهي تتحسس شعرها: مالذي تفعله أنت هنا..

نظرت إلبها بدهشة:أنا!!.

-نعم أنت اخرج حالاً..

اغلقت عيني وفتحتها عدة مرات:لماذا؟؟

ارتفع حاجباها بدهشة:وتسأل أيضاً مالذي تفعله في غرفة فتاة شابة..

ابتسمت:هه أمي جمان لا تزال طفلة..

ابعدت جمان عن حضنها وهي تنظر إليها:كل هذ الجمال وتقول بأنها طفلة..
هيا ياجمان قولي له أن يخرج حالاً ممنوع دخول الاولاد هنا..

نظرت جمان إلي بابتسامه..

سألتها : هل أخرج ياجمان؟؟

نظرت أمي إلي بحدة: انظروا ويسألها أيضاً..

قلت لك اخرج ياولد..

-افف أمي..

قاطعتني:يوسف اخرج قبل ان ينفذ صبري..

زفرت بضجر:حسناً..

قلتها ثم خرجت من الغرفة..

-اففف ماهذا الحظ كنت أود رؤية لقاءهم..
.
.
.
هه يقول طفلة..

وأنا الذي كنت أتساءل عن سبب تعلقه بالعمل فجأة..

لست سهلاً يا يوسف ولكنني اعلم كيف أؤدبك..

نظرت إلى جمان بابتسامة:صغيرتي الجميلة لقد قمت بإحضار مفاجأة من أجلك..

قلتها ثم قمت بفتح الصندوق الذي وضعت الكعكة بداخله..

وضعت الكعكة أمامها :انظري هل تريدين تجربتها..

تحولت ملامح جمان إلى الدهشة..

بدأت تقلب نظراتها بيني وبين الكعكة..

قامت بمد يدها باتجاه الكعكة ولكنها تراجعت في اخر لحظة ووضعت يدها على صدرها..

نظرت اليها باستغراب..

كانت تمسك بيدها والدموع تملأ عينيها..
عقدت حاجبي :مالأمر ياصغيرتي..

قامت بتحريك شفتيها ببطء:فـ..فـ..فـ..

نظرت اليها باهتمام..

يبدو انها تحاول قول شيء:نعم يا صغيرتي ما الأمر..

أشارت إلى الكعكة..

-هل تريدين قطعة؟؟

نزلت دمعة من عينها ثم عادت لمحاولة الحديث:فـ..فـ..

نظرت الى عينيها ثم تحدثت ببطء:فـــراولـــة..

اومأت برأسها وهي تشير الى الكعكة…

اخذت أحد حبات الفراولة ثم نظرت اليها من جديد:هيا يا صغيرتي قولي فراولة لأعطيك..

انتظرتها لتتحدث ولكنني ضعفت من نظراتها و اعطيتها اياها..

اخذتها مني ثم ابتسمت بفرح..

زفرت بضيق..أمر مؤسف حقاً ..

من كان يتصور أن جمان لن تتمكن من الحديث..

أسأل الله أن يمنحك الصبر يا هوازن..
.
.
.
منذ ان عاد أحمد من المشفى وأنا أحمل ليان في حضني فقد كانت تريد النوم..

حين رأتني بدأت تبكي وتناديني ماما..

آه لقد فطرت قلبي..

كنت أتأمل وجهها البريء وهي نائمة..

اقتربت منها لأشم رائحتها..

رائحة الأطفال . . ﻋﺷق لا نفرغه إلا بِقبلات ﻋميقة على ذلك الوجه البريء..

بدأت دموعي تتساقط لتبلل خدها الناعم..

كيف أترك هذه الطفلة اليتيمة..

ولكن جمان أيضاً بحاجتي..

كلا كلا جمان لم تعد طفلة..ربما لن تهتم برؤيتي أصلاً..

يا الله الهمني ماذا أفعل..

دخل أحمد ألى الغرفة ثم جلس بجانبي..

همس بهدوء:لماذا تبكين الآن انظري انها بخير..هيا ياهوازن اتركيها قبل أن تستيقظ…
هذا أسوأ وقت لاستيقاظها..

رفعت نظري إليه :لماذا؟؟

ابتسم لي:ما بك هل نسيتي موعدنا اليوم..

-أي موعد..

-هه هوازن قلت لك بالأمس أننا سنخرج معاً..

-اوه حقاً..ولكن يا أحمد ليس الآن كيف نترك ليان وحدها..

-ليست وحدها ستبقى مع حنين..

-ولكن..

-ششش لا اريد أي اعتراض..هي ارتدي عباءتك بسرعة..

قالها وهو يحمل ليان ..
.
.
.
توجهت نحو غرفة حنين وأنا أحمل ليان بيدي..

فتحت الباب بهدوء..

كنت حنين تجلس على هاتفها..

-حنين انتبهي لليان سأخرج مع خالتك ..

قلتها وأنا اضع ليان على سريرها..

نظرت الي بحدة:أبي لا استطيع الاهتمام بها لدي امتحان في الغد..

زفرت بضجر:اففف حنين ..
سمعت صوت لين:اذهب يا أبي سأعتني بها لا تقلق..

ابتسمت لها:أشكرك ياعزيزتي..لا تقلقي لن نتأخر بإذن الله..
.
.
.
ارتديت عباءتي وأنا أفكر ..

لماذا يصر احمد على خروجنا اليوم..

توقعت أن يتراجع بعد ما حصل لليان..

أشعر بالتوتر لابد أنه يخفي شيئاً..

فتح أحمد الباب:هل أنت مستعدة..

ابتسمت له:نعم..

-حسناً هيا بسرعة قبل أن نتأخر..

خرجنا معاً وركبنا السيارة..

سألته بتردد:أحمد إلى أين نذهب..

ابتسم بهدوء بدون أن يلتفت إلي:أخبرتك أنها مفاجأة..اصبري قليلاً..

لم أسأله مرة أخرى..ولكنني كنت أشعر بالتوتر طوال الطريق..

لا أعلم حقاً ماهو سبب توتري..

توقفت السيارة..

التفت إلى أحمد بخوف:ما الأمر هذه مشفى ..

رد علي بابتسامة:انزلي بسرعة..

-أحمد..

خرج أحمد من السيارة ثم قام بفتح الباب لي:هيا تعالي..

خرجت من السيارة وبدأت أمشي معه وأنا أمسك بذراعه..

بلغ توتري ذروته في ذلك الوقت..

أخرج أحمد هاتفه ثم اتصل على يوسف:مرحباً يوسف لقد وصلنا أين أنت الآن..

نظرت إليه بخوف:هل حصل شيء لأمل؟؟

أومأ برأسه بالنفي..

اغلق هاتفه ثم أكمل المشي..

وماهي إلا ثوان قبل أن يظهر يوسف أمامنا..

نظر يوسف الي بابتسامة:كيف حالك ياخالة هوازن..

همست:بخير..

اعدت نظري الى أحمد:أحمد اخبرني ما الذي يحدث هنا..

-هوازن قلت لك اصبري قليلاً..

تابعنا المشي خلف يوسف الى أن وصلنا لممر طويل..

مشينا في ذلك الممر إلى أن وصلنا لأحد الغرف..

أشار يوسف الى الغرفة بحماس:هنا..

امسك أحمد بالمقبض ثم فتح ذلك الباب..ليزيد صوته من ضربات قلبي اكثر فأكثر..

دخلت الی الغرفة بتوتر..

قام احمد برفع نقابي عن وجهي..

التفت اليه باستنكار:أحمد!!.

أشار برأسه باتجاه السرير..

-ما الأمر..

قلتها وانا التفت برأسي باتجاهها..

وماهي الا ثوان قبل ان تلتقي نظراتنا..

احساس غريب انتابني في تلك اللحظة..

شعرت ان كل شيء يتحرك ببطء شديد..

اصبحت اسمع صوت دقات قلبي كما أسمع صوت انفاسي..

أمسكت ثوب احمد بقوة بدون ان ابعد نظري عنها لانطق بصعوبة وبصوت مرتجف:اااا..اا.أحمد..

امسكني احمد بذراعيه فقد كنت علی وشك السقوط..

خارت قواي فجأة وبدأت اردد وسط انفاسي المتسارعة في عدم تصديق:
أحمد…
أحمد …
أحمد…

اجابني بصوت متهدج:فرجت يا هوازن...فرجت..

اغمضت عيني بقوة ثم اخذت نفسا عميقا لاتماسك بصعوبة..

اقتربت أمل مني وأمسكت بيدي:تماسكي ياعزيزتي..

تركت يدهما وبدأت امشي بخطوات بطيئة وانا انظر اليها..

انها هي ..

انا متأكدة…

كيف لا اعرفها..

فهي لا تفارق تفكيري في اي لحظة..

لطالما تخيلت شكلها …

رسمت في ذهني صورا مختلفة لها..

ولكن ما اراه الآن اجمل من كل تصوراتي..

منذ افتراقنا وأنا لم أعد أرى للكون أيّ ألوان..

ولا أسمع سوى صوت نبضات قلبي المتسارعة التي تهمس باسمها في كل دقة...

أنام لأراها هناك تفتح ذراعيها وتصرخ:مااااامااااا


وأستيقظ لأجدني وحدي أنتظر دون أمل….

والآن ارها امامي..

هل انا احلم؟؟

هل ستختفي مرة اخرى؟ ؟

خفـق قلبي في دقاته، وارتعش جسدي من اشواقه..

تجمدت مشاعري..

تحول قلبي ليدين تتلهف للمسها واحتضانها ..

وقفت امامها وانا اتفحص ملامحها بعيني..

انها هي…

انها طفلتي..

مازلت اسمع صوتها..

بكاءها...ضحكها ...لعبها..

ومازلت اعلق صورتها على جدار قلبي..

ومازالت ملامحها محفوره داخل شرايين جسدي...

نظرت الی احمد واخرجت ذلك الصوت الضعيف:ججـ..جمااان..هذه ججـ..جمان... قل انها جماااان..

اومأ برأسه والدموع تملأ عينيه..

اما انا..فلا تسألوا عن حالي في تلك اللحظة..

توقف كل شيء كان يتحرك في هذا الكون فجأة …

بما فيها دقات قلبي…

لم أعد أرى جيدا ..

فقد كونت الدموع امامي حاجزا يشوش الرؤية..

بقيت جامدة متصلبة في مكاني..

ظهر علی وجهي الجمود علی النقيض من مشاعري المتلاطمة بعنف..

جلست بجانبها وبدأت اتحسس وجهها بيدي. .

لازلت تحت تأثير الصدمة..

لازلت احلم…

سأستيقظ لارها تختفي من جديد..

تقوس فمها الصغير وهي تتحس وجهي لمسح دموعي التي بدأت بالنزول..

كانت الدموع تنزل علی خدي وانا اردد:انا احلم...انا احلم..

بدأت جمان تخرج شهقات من جسدها وكأنها لا تستطيع التنفس:م..م...م...مم

دموعها احرقت قلبي..


كل قطرة منها هي من دمي..

احتضنتها بشدة لأطلق تلك الآهة من أعماق اعماق قلبي:
آآآآه

انفجرت بالبكاء هي أيضا ًوبدأت تتمسك بي بقوة وكأنها تريد الدخول الی قلبي…


ايا قلبي..

ليتك تتسع وتتسع حتى استطيع ادخالها..

لو أستطيع …

لو أستطيع أن أضعكِ في عيني
و أغمض عليكي أجفاني ..لتنامي بهدوء وسكينةٍِ

لو أستطيع أن آخذ من سنوات عمري و أعطيكي

و أملأ من دموعي كؤوساً لأسقيكي ..

فأنتي خليلة روحي ..وسر صمتي وبوحي…

أهواكي بكل ما فيكي ..

يا حباً غاصَ بأعماقي ..و أنعكس حناناً في لبني

بعينيكِ سحرت أحداقي..ففرت دمعاتي مني..

كنت اشعر بانفاسها المختلطة بشهقاتها ودموعها…

وقلبي يستصرخ خالد...أي قلب تملك؟؟

كيف نزعت الرحمة من قلبك؟؟

آه آه يا ابنتي آآآه..

كنت ازيد من ضغطي عليها اكثر واكثر..

لا اريد ان اتركها لحظة خوفا من ان لا تعود مرة اخری..

ستة عشرة سنه عاشتها بعيداً عني…

ستة عشرة سنة ابتعدت عن احضاني..

ستة عشر سنة ايها الظالم....

ستة عشر سنة..

-آآآه

اطلقت تلك الآهة..ثم تلاشت الرؤية تدريجيا الی ان اظلم كل شيء حولي فجأة..

آخر ماكنت اذكره..

هو صوت بكاء جمان ..

وصوت احمد وهو يضرب وجهي ضربات خفيفة ويهمس بخوف:هوازن…

استيقظي..

تماسكي...


bluemay 18-02-16 06:43 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
ابدعتي ابددددعتتتتي


عن جد ما اتمالكت نفسي وبكيييت من قلبي ..

عن جد الظلم موجع وهي انظلمت من زوجها الأول وكله كوم وحرمانها من ابنتها كوم تاني .. ما في بقلبه رحمة .


أحمد خفت يكرهها بسبب ليان بس الحمدلله انه سامحها وﻷ اعتذر فوقها كمان .. النقيض من ذاك الجلمود .



جمان سبحان الله عرفت امها و كان اللقاء روعة بينهم

ابدعتي في تصوير اﻷحاسيس والمشاعر الجميلة اللي اجت بعد طول حرمان .


من اجمل ما قرأت

سلمت يداك



لك خالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

شخابيط فتاة 19-02-16 08:47 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3597081)
ابدعتي ابددددعتتتتي


عن جد ما اتمالكت نفسي وبكيييت من قلبي ..

عن جد الظلم موجع وهي انظلمت من زوجها الأول وكله كوم وحرمانها من ابنتها كوم تاني .. ما في بقلبه رحمة .


أحمد خفت يكرهها بسبب ليان بس الحمدلله انه سامحها وﻷ اعتذر فوقها كمان .. النقيض من ذاك الجلمود .



جمان سبحان الله عرفت امها و كان اللقاء روعة بينهم

ابدعتي في تصوير اﻷحاسيس والمشاعر الجميلة اللي اجت بعد طول حرمان .


من اجمل ما قرأت

سلمت يداك



لك خالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

اخجلتي تواضعي

اشكرك لتحفيزك المستمر

سعيداً جداً انك احببتي الفصل

شكراً لمرورك

شخابيط فتاة 19-02-16 08:50 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الفصل الثامن:سر مروان..

خرجت الى الحديقة بعد ان دخل خالي مع الخالة هوازن الى غرفة جمان..

لم احتمل الوقوف امام الباب اكثر.

الفضول يقتلني..

وددت فعلاً لو افتح الباب لأرى الفرحة على وجه جمان..

بدأت أشك بكون جمان فقدت الذاكرة حقاً..

فقد كانت عيناها تلمعان حين رأت أمي..

أنا متأكد من أنها تعرفت عليها..

كانت جمان تحب أمي كثيراً في صغرها..

كما أن أمي كانت تحبها..

كانت تقول دائماً أنها تعتبر جمان ابنة لها..

لمحت مروان وهو يمشي باتجاهي..

اففف ما الذي يريده الآن..

لازال قلبي يحترق كلما رأيته..

لا استطيع الوثوق به..

من المستحيل ان يكون قد قال ذلك الكلام بدافع الفضول فقط..

مجرد تفكيره بتلك القذارة يعد جرماً حتى لو كان بريئاً حقا..

وقف أمامي:كيف حالك يا يوسف؟؟

زفرت بضجر: كنت بخير قبل رؤيتك..

لمحت طيف ابتسامة على وجهه..افف كم اريد قتله..

تلفت حوله ثم اعاد النظر إلي:يوسف اعتذر كثيراً ان كنت اخطأت بحقك..ولكن ارجوك انس ما حصل ..
فأنا احتاج لمساعدتك..

نظرت اليه باستحقار: وما الذي يجبرني على مساعدتك..

زفر بضجر : الا يكفي عفوي عنك سبباً؟؟
نظرت اليه بدهشة: وتمن علي ايضاً لأنك عفوت عني ها..
لقد عفوت عني في مقابل ان اعفو عنك وانتهى الامر والآن ابتعد عن وجهي حالاً..

مسح على وجهه بغضب:يوسف ما حدث هناك مجرد سوء فهم حسناً..اعترف انني اخطأت ولكن ماذا افعل لقد جن جنوني عند رؤية حالتها..

شعرت ان الدم يفور بداخلي :ما الذي تقصده..

تابع حديثه: لا استطيع اخبارك انه امر خاص جداً ولكن ارجوك ساعدني ..صدقيني ستقوم بعمل انساني لن انساه لك ماحييت..

لم أفهم شيئاً من حديثه شعرت انه يتحدث بالالغاز : حسناً كيف استطيع مساعدتك؟؟

قلتها حتى اتخلص منه باسرع وقت ممكن..

تلفت حوله مرة اخرى ثم نظر الي بارتباك:ذلك الضابط الذي اتى لرؤيتي بالامس افترض انه احد اقاربك صحيح؟؟

عقدت حجبي: وما دخله بالأمر؟؟

اخذ نفساً عميقا:لقد اخبرني بالامس ان غرفة تلك الفتاة مزودة بكاميرات مراقبة..هل تستطيع مساعدتي لاطلع على الاشرطة..

نظرت اليه بشك : وما الذي ستستفيده من رؤية الاشرطة..

-اخبرتك انه امر خاص..

-وتلك الاشرطة خاصة ايضاً ولا يحق لك رؤيتها..

نظر الي بيأس:يوسف ارجوك تلك الاشرطة ستساعدني كثيراً..ان اعطيتني اياها ستعيد الحياة الى فتاة بريئة..

شعرت انه يتحدث بجدية فقد بدأت عيناه تدمعان..

شعرت بالارتباك عند رؤيتي لدموعه..

مالذي يقصده ياترى..

اجبته بتردد:لم تكن هناك اشرطة لقد اراد خالي اخافتك فقط..

علت وجهه ملامح الاحباط:اوه حقًا..حسناً اعتذر كثيراً لازعاجك..

قالها ثم استدار ليكمل طريقه..توقف بعد خطوتين..ثم وصلني صوته..

-يوسف ان اردت نصيحتي اخرج تلك الفتاة من هنا...صدقني ان بقيت في هذا المكان ستتدهور حالتها اكثر..

قالها ثم أكمل المشي..

اما انا فقد توقف عقلي عن التفكير في تلك اللحظة..مالذي يقصده بكلامه؟؟

لماذا تسوء حالتها..

ما الذي تخفيه يا مروان..

.
.
.
منذ ان استيقظت ليان وهي تبكي..

حاولت اسكاتها ولكن دون فائدة..

لم اعد اجيد العناية بها على مايبدو..

لقد تعلقت بالخالة هوازن..

افف الخالة هوازن..

كم اكره نفسي الآن ..

لا اعلم ما الذي اصابني حين قالت انها ستتركنا اليوم..

لماذا لم افرح؟؟

كنت انتظر هذه اللحظة بشغف..

لقد اعلنت انتصاري اخيراً..

ولكني لم ارد ان تستسلم بهذه السهولة..

شعرت ان الجميع يكرهني بسببها..

ابتداءً بلين..

انزعجت من تصرفها كثيراً…

لماذا تقف في صفها دائماً..

نعم انه بسبب لين..

لذلك لم افرح بانتصاري..

لا افهم لماذا تعارضني لين دائماً..

ولكني سأثبت لها انها كنت مخطئة في الحكم على تلك الافعى..

اريد ان افهم الآن اين ذهبت مع أبي؟؟
هل يعقل انها تركتنا حقاً..

كلا كلا...كيف ستتركنا ووالدها هنا..

نظرت الى لين التي كانت تلاعب ليان..

-لين..

رفعت نظرها الي: نعم..

-اين ذهب ابي مع الخالة هوازن..

نظرت الي وهي ترفع حاجبها:اظن ان الامر لا يخصك يا آنسة..

شعرت بالغضب ولكنني حاولت المحافظة على هدوئي:لم أقصد شيئاً ولكنني كنت أفكر..اعني..ربما كانت الخالة هوازن جادة في كلامها..

عقدت حاجبيها:ماذا تقصدين؟؟

-اقصد انها ستتركنا اليوم..

اتسعت عيناها بخوف:كلا لا اعتقد هذا..

-ولم لا؟؟

اجابت بارتباك: لا اعلم ولكن ابي قال انه لن يتأخر..

-ولكن لقد اقترب وقت صلاة العشاء ولم يعد ابي بعد..

نظرت الي بحدة:ان كانت ستتركنا حقاً فأنا لن أسامحك أبداً..

ابعدت نظري عنها كي لا تلحظ دموعي..

الم اخبركم..لين تفضل تلك الافعى علي..

.
.
.

لقد انتهت..

انتهت معاناتي اخيراً..

عادت ابنتي الي من جديد..

وكما تركتها طفلة..

عادت الي طفلة من جديد..

ابنتي تعرفت علي...لم تنسني..

آه يا طفلتي..

لا أعلم حقاً هل أسعد لرؤيتها أم احزن على حالها..

منذ افقت من اغماءتي وهي مرتمية في احضاني..

لقد نامت الآن..

ولكني لا اريد الابتعاد عنها..

اود حقاً النوم معها هذه الليلة فقط..

صغيرتي المسكينة...كانت وحيدة طوال ذلك الوقت..

كيف تركها ذلك القاسي…

منذ متى وهو يهتم بها اصلاً..

هذا هو خالد ولا احد يستطيع تغييره..

ويسمي نفسه اباً ويتهمني بالاهمال..

وتركه لجمان وحدها في هذه المشفى الا يعد إهمالاً؟؟

ذهب احمد ليستفسر ان كان بإمكاننا اخذ جمان معنا الى المنزل…

دخل احمد الى الغرفة بهدوء..

همس:هوازن تعالي الى الخارج قليلاً..

قبلت رأسها ثم وقفت من السرير وتبعته الى الخارج..

نظرت اليه:ها ماذا قالوا هل استطيع اخذها..

أومأ برأسه:كلا لا نستطيع اخذها يجب ان يأتي أبوها..ولكن لا تقلقي لقد اخذت رقمه سأتصل عليه الآن لاتفاهم معه..

قاطعته بارتبك:كلا لا تخبره..

نظر الي باستغراب:لماذا؟؟

نظرت الى الارض:أحمد انا لن احتمل فراق جمان مرة اخرى..انا اعرف ذلك البغيض جيداً..
ان كنت تظن انك ستتفاهم معه فأنت مخطئ..صدقني لن تستفيد شيئاً وسيحرمني من جمان مرة اخرى..
اجابني بغضب : لن يجرأ على هذا صدقيني...انها ابنتك ولديك كامل الحق برؤيتها...حتى وان فكر بحرمانك منها من جديد فسأرفع دعوى ضده..صدقيني سأقف بجانبك حتى النهاية..

رفعت نظري اليه : كلا لا اريد..

عقد حاجبيه: هوازن الا تثقين بي؟؟

-ليس هذا هو الامر ولكن هل رأيت حالة جمان؟؟

امتلأت عيناي بالدموع: أحمد جمان تحتاج الي … هل سأنتظر حتى تقظي المحكمة لي برؤيتها..أنا اسفة ولكن ابنتي لا دخل لها بخلافتنا ..
وذلك الاناني لن يفكر بها ابداً..

زفر بضجر:هل يعجبك زيارتك لها وكأنك ترتكبين جرماً؟؟

-لا يهمني ..انا مستعدة لفعل اي شيء من اجلها..

اخذ نفساً عميقاً: القرار قرارك ولكن تذكري ان قررت تغيير رأيك فسأكون بجانبك دوما..

نظرت اليه بامتنان: أشكرك كثيراً..

-لا داعي لشكري جمان ابنتي ايضاً..هيا عودي اليها الآن..

سألته بتردد: ألن نعود للمنزل الآن..

-اوه اعتقدت انك تودين البقاء معها هذه الليلة…

ابتسمت بفرح: احمد هل استطيع البقاء..

نظر الي باستغراب: بالطبع تستطيعين هيا الان اذهبي اليها..

امتلأت عيناي بالدموع: أحمد لا أعرف كيف اشكرك..

-هه هوازن لا تهولي الامر لم أفعل شيئاً هيا الآن الى اللقاء..

قالها ثم ابتعد عن نظري..

عدت الى الغرفه وجلست على السرير وأنا أتأمل جمان… كم أود أخذها معي..

أحمد محق بكلامه.. انها ابنتي ويحق لي رؤيتها بأي وقت..

ولكن ذلك الحقير يبتزني حتى استطيع رؤيتها..

ان تحدث معه سيعيد شرطه السخيف علي..

رجل أناني سخيف..

لن أترك أحمد بسببه أبداً..
.
.
.
كم أود قتل ذلك الرجل..

كيف يجرأ على حرمانها من ابنتها..

اود حقاً ان ارفع دعوى ضده حتى ينال عقابه..

لا أعلم ماهو سبب خوف هوازن لهذه الدرجة..

لم استطع الاقتناع بحجتها..

اود اخراج جمان من هذه المشفى..

خاصة بعد أن اخبرني يوسف عن مروان..

حسناً حتى لو كان مرون شخص فضولي لا اكثر..

ولكن كلامه يستدعي القلق..

انا لا افهم كيف يتركها والدها وحدها..

امره عجيب حقاً..

الا يشعر بالقلق؟؟

انا وبمجرد تركي لابنائي في المنزل في اثناء مناوبتي الليلة اشعر بالقلق..

حسناً ربما اكون ابالغ قليلاً كما تقول أمل.. ولكن جمان حالة خاصة..

انها تحتاج لاهتمام اكبر..

انها تحتاج للاحساس بوجودها..تحتاج لرؤية حب الناس لها..

كلما اتذكر منظرها وهي متعلقة بأمها أشعر بالحزن أكثر..

دخلت الى المنزل لأجد لين في استقبالي..

-السلام عليكم..

قلتها ثم جلست على الاريكة..

نظرت لين الي بخوف: أين الخالة هوازن..

رفعت نظري اليها : ستبقى مع ابنتها اليوم..أعطني ليان الآن لابد انها ازعجتك..

اجابت بتردد: أبي لماذا لم تأتي الخالة هوازن معك..

- اخبرتك يا ابنتي ستبقى مع ابنتها انها تشتاق اليها..

-ولكن الخالة هوازن لم تتحدث عن ابنتها من قبل..

ابتسمت لها: اوه هذه قصة طويلة لن استطيع اخبارك بها الان..لا تشغلي تفكيرك يا عزيزتي ستعود خالتك هوازن في الغد وحينها ستخبرك بكل شيء..

قلتها ثم وقفت متجهاً الى غرفة عمي ..

فتحت الباب..فوجدته يقرأ القرآن..

جلست بجانبه: السلام عليكم ياعمي كيف حالك الآن..

-بخير يا بني..

-مالذي تشتهي أكله على العشاء الليلة..

ابتسم: اي شئ تطهوه ابنتي..

-للأسف يا عمي سنفتقد طبخ هوازن هذا اليوم..عمي هناك بشرى ولكن لا اريدك ان تنفعل كثيراً حسنا..

نظر الي باهتمام:ما الأمر..

-خيراً يا عمي..هوازن لقد التقت بجمان..

نظر الي بصدمة: أحمد هل أنت جاد؟؟

ابتسمت : نعم يا عمي وستبيت معها الليلة..

عقد حاجبيه: ولكن كيف..هل عاد ذلك المجنون الى صوابه اخيراً؟؟

اجبته بارتباك: ااا. نعم..سمح لها برؤيتها فجمان مريضة قليلاً..لهذا هوازن تبيت معها هذه الليلة..

دمعت عيناه: ما الذي حدث لصغيرتي؟؟

حاولت طمأنته : لا تقلق يا عمي انها بخير.. تعب بسيط فقط..

بدأ بالبكاء: الحمد لله ..الحمد لله..

نظر إلي:أحمد اود رؤيتي حفيدتي..

ابتسمت له: لا تقلق سآخذك لرؤيتها ان شاء لله
.
.
.

-أوه يا الهي...هل تعلمين يا سارة فرحت لأجلك كثيراً..

نظرت الى لأرض بحزن: لا يوجد هناك ما يستدعي الفرح..فهو لن يفهم مشاعري ابداً..

نظرت مها الي باستهزاء: أيتها الغبية..أنا متأكدة انه يحبك..ولكنك لا تفهمين...مالذي يجبره على الاهتمام بك ان كنت لا تهمينه كما تقولين..

ازداد الألم في قلبي حين تذكرت الحقيقة المره: مها مروان يشفق علي فقط..لقد قالها بنفسه..زواجه مني بالنسبة له مجرد عمل انساني لفتاة يتيمة مثلي..

ضحكت مها:هل تعلمين..انت غبية وستظلين غبية ان بقيتي بهذا التفكير...بربك هل تسمعين ما تقولينه..اسمعي مني..مروان يحبك كثيراً ياعزيزتي لقد كانت تلك حجة فقط حتى تقبلين الزواج به..

-مالذي يحبه بفتاة مثلي..أنا مجرد عبء ثقيل عليه..لا أجيد عمل أي شيء..أنا متأكدة انه سيهزء بي ان علم بمشاعري..

زفرت بضجر: لماذا تفكرين بسلبية..

نظرت الى عيني: اسمعيني جيداً يا سارة..ان كنت تريدين كسب محبته..يجب ان تشعريه بقيمتك..
لا تكوني سلبية...يجب أن يدرك كم تهتمين لأمره..

نظرت اليها بيأس: ولكن كيف أفعل هذا؟؟

-سأكون معك حتى النهاية ولكن ها …
يجب ان تعزمي على التغيير اتفقنا؟؟

ابتسمت : اتفقنا..
.
.
.
دخلت الى المنزل وأنا أشعر بالاحباط..

كنت متأملاً كثيرا بالأشرطة الموجودة في غرفة تلك الفتاة..

اخبرت سارة اليوم ان لدي بشرى لها..

مالذي سأقوله لها الآن..

احضرت معي بعض المعجنات من أجل العشاء فهي تحبها كثيراً..

اتمنى ان تنسى امر البشرى..

اتجهت نحو غرفتها وطرقت الباب: سارة لقد عدت..
وصلني صوتها : لحظة يا مروان مها موجودة بالداخل ستخرج الآن..

-اوه كلا لا بأس تستطيع البقاء سأبقى بغرفتي..

وصلني صوت مها:كلا كلا سأخرج الآن ابتعد عن الطريق من فضلك..

ابتسمت: حسنا يا انسة سأكون في المطبخ يمكنك الخروج..

قلتها ثم توجهت للمطبخ لصنع الشاي..

حملت الابريق ثم توجهت نحو غرفة سارة:السلام عليكم ياسارة كيف حالك اليوم..

ابتسمت: بخير..

احضرت الطاولة ووضعتها امام كرسيها المتحرك ثم وضعت الشاي مع المعجنات…

-اممم انا جائع جداً هيا لنأكل..

بدأت الاكل وانا انظر الى التلفاز..

التفت اليها فوجدتها تحدق بي..

عقدت حاجبي: ما الأمر ياسارة الا تشتهين الأكل..

-مروان..هل لازلت تتألم…

-أتألم؟؟

-أنا أعني..رأسك..

قالتها وهي تشير الى الشاش المربوط على رأسي.

ابتسمت : اوه هذه ...كلا لا تقلقي لا تؤلمني..

اجابت بارتباك:هم من فعل هذا أليس كذلك..

زفرت بضجر: اففف سارة اخبرتك انني وقعت من الدرج لا تفكري بالأمر..هيا كلي الآن..

بدأت الأكل وبعد أن انتهينا..ساعدتها لتصل الى سريرها..

اخرجت الدواء من الدرج ثم قمت بملء الحقنة..

نظرت اليها: هيا اعطني يدك..

نظرت الي بحزن: مروان هذا الدواء يجعلني انام لا ارغب بالنوم..

-ولكن ياعزيزتي هذا الدواء ضروري من اجل صحتك..

قلتها وأنا احقنها به..

وصلني صوتها:لا فائدة من هذه الادوية..لم اشعر بأي تحسن..

-افف سارة كم مرة قلت لك ان لا تيأسي..

همست: آسفة…

تجاهلت اعتذارها ثم توجهت نحو الباب..

اطفأت الاضواء ثم نظرت إليها قبل أن أغلق الباب: تصبحين على خير…
.
.
.
بقيت بجانب جمان طوال الاسبوع..

اخبرتني الممرضة سهى عن حالتها..

سهى هي الممرضة التي تعتني بجمان..

انها ممرضة طيبة القلب...لقد علمت بقصتي واتفقت معها على اخفاء امر رؤيتي لجمان عن خالد..

علمت ان جمان لم تحرز تقدماً في حالتها منذ شهر تقريباً وهذا بسبب رفضها للعلاج الطبيعي..

طفلتي تعاني كثيراً في اثناء التمارين..

تكون مرهقة طوال اليوم بعدها..

من المفترض ان تحصل على ثلاث جلسات في الاسبوع..

ولكنها في اخر فترة اصبحت تبكي كثيراً في اثناء التمارين..

ولكنني وقفت معها لتشجيعها هذا الاسبوع..

كما أن أحمد أصبح يحضر لها لوحاً من الشوكولا بعد كل جلسة..

بدأت تتقبل الأمر قليلاً..

في الحقيقة لقد ازداد حقدي على خالد..

اخبرني يوسف انه يزوروها في يوم الجمعة فقط..

لم استغرب الأمر كثيراً..

فأنا توقع اي شيء منه..

غداً هو يوم الجمعة..لذلك سأعود للمنزل اليوم..

انا ممتنة لأحمد كثيراً..

لم يتذمر ابداً من بقائي مع طفلتي..

بقيت معها حتى نامت..ثم خرجت من غرفتها بهدوء..

عدت الى المنزل ولكن قلبي لا يزال معها..
.
.
.
منذ ان جئت لزيارة جمان وهي تبكي..

انه المرة الاولى التي اراها بها بهذه الحالة..

حاولت تهدأتها: مالأمر يا صغيرتي..

كانت تنظر الي وهي تحاول الحديث: م...م..مممم..م..

نظرت اليها بحزن:لا استطيع فهمك يا صغيرتي..

سمعت صوت الممرضة: لا تقلق يا استاذ خالد..انها تبكي لانها تعبت من العلاج الطبيعي ..

نظر اليها بشك: ولكن انظري وكأنها تود قول شيء..

-اا..نعم تريد ان تشتكي فقط..انها تشتاق اليك..

اخرجت الحلوى من جيبي: انظري ياصغيرتي احضرت الحلوى من اجلك..

قلتها و أنا أضع الحلوى بيدها..

ولشدة دهشتي..قامت بإلقاء الحلوى على الأرض ثم ارتمت بحضني وهي تبكي..

بكاءها مزق قلبي...لا أود تركها..

لا أعلم لماذا خطرت هوازن في ذهني في تلك اللحظة..

لقد مر أسبوع على كلامي معها..

ألم تتخذ قرارها بعد؟؟

اخرجت هاتفي من جيبي ثم فتحت تويتر..

أرسلت لها تلك الرسالة..

(أين أنت يا هوازن ألم تتخذي قرارك بعد)..

انتظرت ردها..

وصلني ردها بعد ربع ساعة تقريباً..

(بلى اتخذت قراري..
شرطك مرفوض يا سيد خالد..
ورجاءً ..لا ترسل أي رسالة مرة أخرى)

صدمت من ردها كثيراً..

هذه الحقيرة..

لقد فعلتها حقاً..

فضلت زوجها على ابنتها..

نظرت الى جمان التي تبكي بحرقة,,

شعرت ان ناراً تحترق بصدري..

ارسلت لها تلك الرسالة..

(سأجعلك تندمين ي هوازن..
صدقيني ستبكين دماً..
سترين ابنتك في أحلامك فقط)

اردت ارسلها ولكن لحظة..

هذه الحقيرة قد قامت بحضري..

ازداد غضبي..

اردت افراغ غضبي بأي شيء..

ابعدت جمان عن حضني ثم خرجت من الغرفة واغلقت الباب بكل قوتي..

مشيت متجهاً الى سيارتي وانا اغلي بدخلي..

تجرأين على معارضتي يا هوازن ها..

ستأتين إلي زاحفة وانت تبكين..

ستترجينني وتتذللين إلي من أجل رؤيتها..

وحينها سأرفض ذلك ليزداد ألمك ..

وسنرى وقتها هل سينفعك زوجك المصون..

ستندمين يا هوازن

ستندمين..

شخابيط فتاة 19-02-16 08:52 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 

الفصل التاسع:انتكاسة جديدة..

عادت الخالة هوازن الی المنزل ليلة البارحة..

ولكني شعرت انها معنا بجسدها فقط…

كانت هادئة جداً. .

كانت ليان تجلس علی حضنها وتلعب بهاتفها…

اما هي فقد كانت شارذة الذهن..

لابد انها تفكر بابنتها…

في الحقيقة لا اعلم جيدا ماهو مرض تلك الفتاة.

كل ما اعرفه انها استفاقت بعد غيبوبة طويلة..

لا اخفيكم هذا، ينتابني الفضول حقا حول مرضها..

اعني ما سبب غيبوبتها؟؟

وكيف حالتها الان؟؟

ولكنني لم اسألها حتی لا تسيء فهمي..

لا اريدها ان تعتقد ان امرها يهمني..

فأنا اود سؤالها من باب الفضول لا اكثر..

وقفت امامي وهي تحمل ليان:حنين امسكي بها قليلاً سأذهب للحمام..

أومأت برأسي ثم وضعت ليان علی حضني..

توجهت الخالة هوازن نحو الحمام..

أما ليان فقد قامت بوضع هاتف الخالة هوازن في فمها…

اخذت الهاتف منها:كلا يا ليان…

بدأت ليان بالبكاء ولكنها سرعان ماسكتت حين اعطيتها قطعة من البسكويت..

اهتز هاتف الخالة هوازن..

انتابني الفضول لفتحه..

نظرت الی الشاشة فوجدت تنبيها لرسالة خاصة من تويتر..

تلفت حولي..

هذا جيد لا احد يراني فلين وحسام مندمجان بمشاهدة التلفاز..

فتحت تلك الرسالة وكانت الصدمة!!

الخالة هوازن تتحدث مع الرجال؟؟؟

لقد كان المرسل شخصا يدعی خالد..

قرأت الرسالة:

(أين أنت يا هوازن الم تتخذي قرارك بعد)..

عقدت حاجبي باستغراب ..

اي قرار يا ترى؟؟..

صعدت الی الاعلی لقراءة بداية المحادثة..

وما قرأته كان صادما..

هل هذا طليقها؟؟.

أخرجت هاتفي من جيبي وبدأت انقل رقمه الی هاتفي..وحين وصلت لاخر رقم سمعت صوت الخالة هوازن..

ارتبكت عند سماع صوتها فسقط الهاتف من يدي..

شهقت بخوف:خالة هوازن انا اسفة لم اقصد حاولت اخذه من ليان فسقط من يدي.

نظرت الخالة هوازن الي بابتسامة:لا بأس يا صغيرتي..

قالتها وهي تنحني الی الارض لرفع الهاتف ..
.
.
.
اخذت هاتفي من الارض ثم قمت بفتحه..

بدأت اقرأ في صفحات الانترنت عن حالات مشابهة لحالة جمان..

وبعد قراءتي لعدة صفحات بدأت بتفقد رسائلي الخاصة في تويتر…

لفت نظري رسالة من خالد..

غريب لماذا لم يظهر تنبيه برسالته..

هل قام احد بقراءتها يا تری؟؟

كلا كلا لابد ان ليان قد قامت بفتحها وهي تلعب..

حين قرأت رسالته ازداد غضبي..

لازال يحاول ابتزازي..

اجبته بغضب:

(بلى اتخذت قراري..
شرطك مرفوض يا سيد خالد..
ورجاءً ..لا ترسل أي رسالة مرة أخرى)

ارسلت تلك الرسالة ثم قمت بحضر حسابه..

اففف متی ستنتهي سخافاتك يا خالد…
.
.
.

يا إلهي لماذا استدعاني ابي الآن ؟؟

هل هناك مشكلة جديدة يا تری؟؟

ولكني لم افعل شيئا اليوم..

نعم لا داعي للخوف.. كل شيء علی مايرام…

أخذت نفساً عميقاً ثم فتحت الباب..

كان أبي ينظر إلى الملفات الموجودة أمامه..

حين سمع صوت الباب رفع بصره إلي:وأخيراً أتيت يا سيد نادر..

جلست على الكرسي أمامه بتوتر:خيراً يا أبي هل هناك مشكلة..

نظر إلي بحدة:بالطبع هناك مشكلة..وهل يأتي منك اي خير..

افف يا الهي... الآن سيبدأ بفتح اسطوانته المعتادة:
(ليتني لم أنجبك..حياتي أفضل بدونك)...

اجبته بضجر:أبي أنا مشغول الآن اخبرني ما الامر..

نظر إلي وهو يرفع حاجبه: اوه السيد نادر مشغول..
هذا حدث تاريخي…
و مالذي يشغلك هذه المرة يا تری؟؟
فتاة جديدة؟؟

زفرت بغضب:افف ابي لقد انتهى ذلك الموضوع أرجوك..

صرخ : كلا لم ينتهي..هل تعلم كم المشكلات التي تحدث لي بسببك؟؟
ذلك الفتى مروان..
لقد طالب بإعادة النظر في القضية..

نظرت إليه بصدمة:ألم ييأس بعد..

-كلا ولا اعتقد انه سييأس…
أقسم يا نادر ان فضح هذا الأمر اني لن اسامحك…

رفع نظره الى السماء: يا الهي ما الذي فعلته بحياتي حتى اعاقب بهذا الفتى…

اجبته بارتباك: ولكن يا ابي الم يجد التقرير الذي قمنا بتسليمه؟؟

اعاد النظر إلي:حتی الان الامور تسير علی مايرام..
لقد قاموا بإخراج عادل بالأمس..
ولكن ان قاموا بفتح القضية من جديد فلا أعلم ما سيحدث..

نظر الي بحدة:اسمع يا نادر اياك والاحتكاك بذلك الفتى مروان مفهوم؟؟

أومأت برأسي..

صرخ : هيا ابتعد عن وجهي الآن..

خرجت من الغرفة و أنا أغلي بداخلي:ذلك الغبي مروان..
يحب افتعال المشاكل..ولكنني اعلم كيف اؤدبك..

خرجت الى الحديقة لاستنشاق بعض الهواء..

وجدت مروان يجلس على أحد الكراسي وهو يحتسي كوباً من القهوة…

تعمدت المشي أمامه..أردته أن يلحظ وجودي...سأثبت له كم هو فاشل..

لن يستفيد شيئاً من رفع القضية سوى خسارة وقته وماله..

جلست على أحد الكراسي المواجهة لكرسيه..

رفعت هاتفي ثم اتصلت على عادل..

لنرى ملامح وجهك يا سيد مروان حين تعلم بخروج عادل..

وصلني صوت عادل بعد عدة رنات..

-مرحباً. .

-مرحباً عادل كيف حالك؟؟

وصلني صوته المرتبك: ااا...بخير..

-مبارك لقد تم الافراج عنك..

-اوه نعم اشكرك كثيراً ..

-لا داعي لشكري...هل أنت قريب من المشفى؟؟

-ااا..نعم لماذا؟؟

ابتسمت: حسنا انا انتظر قدومك…

-نادر ارجوك لا اريد اي مشاكل..

-اففف قلت لك تعال..اريد رؤيتك فقط..ألا استطيع رؤية صديقي؟؟

صمت قليلاً ثم اجاب:حسناً أنا قادم..

-تعال بسرعة سأنتظرك في حديقة المشفى..

قلتها ثم اقفلت الخط..

وجهت نظري الى مروان فوجدته ينظر الي بتحد..

ههه..ذلك الغبي يعتقد انه سيخيفني باعادة فتح القضية…

لنرى الآن ما الذي ستفعله عند رؤية عادل..

.
.
.

مر الأسبوع ثقيلاً علي…

لم أستطع التوقف عن التفكير في كلام مروان..

لماذا نصحني باخراج جمان من المشفى..

هل هناك من يقوم بإيذائها هنا؟؟

قررت التحدث معه اليوم..

فقد كانت الخالة هوازن بجانبها طوال الاسبوع لهذا كنت مطمئناً..

اما اليوم فقد بقيت جمان وحدها..

ولكن أين أجد مروان ياترى..

رأيت عمر وهو يمشي حاملاً بيده أحد الملفات..

ناديته: عمر..

التفت الي بابتسامة:اهلاً كيف حالك يا يوسف..

ابتسمت: بخير..

تلفت حولي: عمر هل رأيت مروان اليوم؟؟

نظر الى الاعلى بتفكير:ااا.كأنني لمحته في الحديقة..

ابتسمت :أشكرك كثيراً..

-العفو..

خرجت الى الحديقة ثم بدأت ابحث عن مروان بعيني..

لمحته وهو يجلس على احد الكراسي ويتحدث بالهاتف..

يبدو غاضباً..

اقتربت منه بهدوء..

تمكنت من سماع بعض الكلمات مثل.قضية..ادوية.. ولكنني لم استطع فهم الأمر..

قام بإغلاق الهاتف ثم توجه نحو الطاولة المقابلة له ليمسك بأحد الاشخاص ويقوم بضربه..

اتسعت عيناي بصدمة..

مهلاً..

اليس هذا نادر ابن مدير المستشفى؟!

.
.
.

كنت أجلس في الحديقة بهدوء وأنا احتسي كوباً من القهوة..

أشعر بالصداع..لقد طالبت بفتح قضية سارة من جديد..

قمت بتعيين محام ايضاً..

اتمنى أن يظهر الحق قريباً..

في الحقيقة أشعر بخيبة كبيرة بسبب عدم توفر ادلة كافية ضده..

ولكن أملي بالله كبير..

لابد للحق أن يظهر ولو بعد حين..

لمحت نادر وهو يتبختر بمشيته أمامي..

ذلك الحقير يتعمد اغاضتي..فقد كان يسترق النظر إلي وهو يبتسم باستهزاء…

اهدأ يا مروان اهدأ..

الوقت ليس مناسباً لافتعال المشاكل..

بدأ يتحدث بالهاتف ثم نظر الي باستهزاء..

نظرت اليه بتحد..

صدقني يا نادر ستختفي ابتسامتك قريباً..

وقتها ستتعفن بالسجون وسنرى هل ستنفعك غطرستك..

تجاهلته ثم اعدت النظر الى هاتفي..

انشغلت بصفحات الانترنت لفترة الى ان لفت انتباهي مرور شخص امامي ثم جلوسه على الطاولة التي يجلس عليها نادر..

نظرت اليه بصدمة..

انه عادل!!!

ولكن كيف؟؟

ألم يكن بالسجن؟؟

ايقظني من صدمتي صوت هاتفي وهو يرن..

نظرت الى الشاشة..

انه المحامي الذي قمت بتعيينه..

اجبت عليه:السلام عليكم..

-وعليكم السلام كيف حالك يا سيد مروان..

-بخير ..من الجيد انك اتصلت..ذلك الحقير عادل يجلس أمامي..

-اا..نعم..في الحقيقة هذا هو سبب اتصالي..
لقد تم الافرج عنه بالأمس..

اجبته بصدمة:لماذا؟!

-في الحقيقة يا سيد مروان القضية ..
احم..لا اعلم كيف اقول هذا ولكن..
زوجتك مصابة بالتصلب اللويحي..

عقدت حاجبي باستغراب:إذا؟؟

-حسب التقارير التي قام السيد معتز بإرسالها فإن المصاب بهذا المرض قد يتعرض للشلل في الحالات المتقدمة..

اجبته بصوت مرتجف:مما يعني؟؟

زفر بعمق:مما يعني ان السيد عادل بريء ولا دخل للادوية التي اعطاها اياها بانتكاستها..
انا اسف يا سيد مروان ولكن..
لا يوجد قضية هنا....

اتسعت عيناي بصدمة..

ارتجفت كل خلية في جسدي من هول ما سمعته..

شعرت ان ثقل الدنيا كلها قد وقع على رأسي..

اجبته بصوت مرتجف من شدة الغضب:مالذي تقوله!!
لقد كنت انا الطبيب المسؤول عن حالتها واستطيع ان اؤكد لك ان علاجها كان يسير بشكل ممتاز قبل ان يعطيها عادل تلك الادوية..

ارتفع صوتي اكثر : تلك الادوية التي اعطاها اياها قد سببت لها الشلل الا تفهم؟؟
كيف أفرجوا عن هذا الحقير؟؟

-اعتذر كثيرا يا سيد مروان ولكننا لا نملك اي دليل ضدهم..
اسمع انا سأحاول مساعدتك بقدر استطاعتي..
لقد اخبرتني من قبل ان لديك اشرطة قد تفيدنا بالقضية اليس كذلك؟؟

نظرت الى الأرض بإحباط:مع الاسف … لم يكن هناك أشرطة..

صمت قليلاً ثم اردف بتردد: سيد مروان انا اعتذر كثيرا ارجوك اعذرني ولكننا لا نستطيع فتح القضية بدون اي دليل..

بدأت انفاسي تتسارع من شدة الغضب..

نظرت الى نادر فوجدته ينظر الي بابتسامة خبيثة..

بلغ الغضب مني كل مبلغ..

لم أتمكن من التماسك أكثر..

اغلقت هاتفي ثم اتجهت نحوه لأفرغ غضبي عليه..

ذلك الحقير..

لم أتخيل يوماً أن أجد شخصاً بهذه القذارة..

كيف يستغل طبيب منصبه لأذية المرضى ؟؟

حين اقتربت منه وقف امامي وهو يبتسم..

دفعته بكل قوتي فسقط أرضاً. .


هممت بضربه ولكني لم أكد اضربه حتى تجمع الرجال لفض النزاع..

صرخت بغضب: اتركوني...اريد قتل هذا الحقير..

أما نادر فقد أكتفى بابتسامة ساخرة بعد أن قام بمسح الدم على فمه من اثر ضربي له..

ازداد صراخي:صدقني ستندم يا نادر….
ستفضح قريباً...قريباً جداً ..والأيام بيننا..

ضحك باستهزاء:ههههه اتمنى لك التوفيق ..

.
.
.

-ممم هذا الفستان سيبدو جميلاً جدا..

قلتها وانا اتخيل سارة وهي ترتدي هذا الفستان..

لقد كان فستانا بسيطا جدا بلون سماوي..

ان قامت بارتداء هذا العقد الأسود معه سيكون منظرها بغاية الروعة..

انا متأكدة انا اللون السماوي سيليق بسارة كثيرا…

سأهديها اياه...لا يزال جديداً. ..

لم اتمكن من ارتدائه بعد فقد اصبح ضيقا بعد حملي..

وضعت الفستان مع العقد بداخل الكيس..

تفقدت مساحيق التجميل..ثم وضعتها بداخل الكيس أيضاً. .

ابتسمت برضی...سأقوم بتغييرك يا سارة وانا متأكدة انك ستخطفين عقل هذا المروان..

سمعت صوت جرس الباب..

غريب من الذي جاء في هذا الوقت…

نظرت الی الساعة..

انها الخامسة عصراً. .

من المستحيل ان يكون ماجد..

توجهت نحو الباب ثم قمت بفتحه..

نظرت اليه باستغراب:أخي!!

لقد كان اخي خالد..

توجهت نحوه وقبلت رأسه:تفضل بالجلوس..

-مرحبا صغيرتي مها كيف حالك..
انا اسف هل كنت تودين الخروج؟ ؟

قالها وهو يجلس علی الاريكة..

-اوه كلا لا تقلق..زيارتك لي بالدنيا ..يمكنني تأجيل خروجي..

قلتها و انا انزع عباءتي..

توجهت نحو المطبخ:تريد عصير الفراولة ام البرتقال؟؟

-البرتقال..

قمت بتحضير العصير ثم جلست امامه..

-ها يا اخي ما الاخبار..

شرب القليل من العصير ثم نظر الي والغضب يعلو وجهه:تلك الهوازن..

عقدت حاجبي:ما الذي فعلته أيضاً؟؟

زفر بغضب:اخبرتها ان جمان تحتاج اليها فقامت بإرسال رسالة تخبرني بها انها متزوجة وطلبت مني عدم ارسال رسالة اخری ثم قامت بحضري..

اتسعت عيناي بصدمة...ايعقل!!

اي قلب تملكه تلك المرأة..

في كل يوم يزداد كرهي لها اكثر..

صرخت بغضب:هل تجرأ هذه المرأة علی تسمية نفسها أم؟؟

نظرت اليه بحزن:اخي ان كنت تود اخراج جمان من المشفی انا مستعدة ان اعتني بها…
هل تعلم...جارنا طبيب ايضا وزوجته فتاة مقعدة..
قد يستطيع مساعدة جمان..
ما رأيك؟؟

نظر الي باستنكار:من المستحيل ان احضرها هنا…
هل نسيتي زوجك يا انسة؟

-كلا ولكن ماجد لا يطيل البقاء في المنزل علی اي حال..

-وضع يده علی رأسه:لا استطيع ..فجمان تحتاج لرعاية طبية مكثفة...بقاؤها في المشفی افضل لها..

شعرت بالحزن يعتصر قلبي..آه يا عزيزتي جمان..

جمان تصغرني بثلاث سنوات فقط..

في الحقيقة لا املك الكثير من الذكريات معها..

كما انني لا اذكر امها هوازن..

ولكنني اكرهها من كلام اخي خالد..

توفي ابي وانا في السادسة من عمري..

تزوج اخي خالد بعدها بسمر وقام بتربيتي كابنة له..

لدي اختان غير اخي خالد ولكنهما متزوجتان ويعيشان خارج مدينة جدة..

اكن لاخي خالد كل مشاعر التقدير…

انا لا اجرأ علی مناداته باسمه حتی..

لذلك اكتفي بمناداته بأخي..

اكتشفت منذ عدة اشهر ان هوازن تملك حسابا في تويتر وتقوم بارسال رسائل لجمان من خلاله..

تعاطفت معها كثيراً و حاولت اقناع اخي خالد باخبارها عن ابنتها..

لكن خالد اخبرني انها تود الزواج وقد طلبت منه عدم ازعاجها..

اخبرته ان يخبرها عن حالتها حتی يحن قلبها …

لم اتوقع ان ترفض رؤيتها أيضاً!!

أليس في قلبها اي رحمة!!

هل يمكن للانسان ان يكذب من اجل الشهرة فقط!!

من يقرأ تغريداتها يبكي معها حزنا..

ليتني استطيع فضح كذبها..

امرأة خبيثة لا تستحق التعاطف..

كان الله في عونك يا صغيرتي جمان…

.
.
.
جلست مع مروان الی ان هدأ غضبه قليلاً. .

في الحقيقة انتابني الفضول لسؤاله ولكني لم اجرأ علی هذا فأنا بطبعي اكره التدخل في شؤون الآخرين..

احضرت له قارورة ما ء ثم جلست امامه مرة اخری….

كان يتكأ علی الطاولة وهو يضع يده علی رأسه..

حين جلست امامه نظر الي بعينين حمراوين..

هل كان يبكي يا تری؟؟.

همست:احضرت لك بعض الماء..

اخذ قارورة الماء وهو يشكرني ثم بدأ بشربها..

سألته بتردد:مروان..انا...في الحقيقة انني اود سؤالك عما قلته ذلك اليوم..

نظر الي وهو يعقد حاجبه..

اردفت بسرعة:اعني..حين قلت لي ان اخرج تلك الفتاة والا ساءت حالتها...هل يمكن ان تخبرني لم قلت هذا؟؟.

شعرت ان سؤالي قد ضايقه فقد كان ينظر الي بحزن..

زفر بعمق:لقد كانت نصيحة فقط وانت حر في تطبيقها ام لا..
ان لم تكن تريد اخراجها فكن يقظا وراقبها جيداً اتفقنا..

وقف من كرسيه: اعتذر يا يوسف لقد انتهی وقت استراحتي الان اراك لاحقاً. ..

قالها ثم ابتعد عن نظري..

اما انا فقد كنت شارذ الذهن..

لابد ان الامر متعلق بذلك الفتی نادر..

مالذي يحدث في هذه المشفی يا تری؟؟
.
.
.
ذهبت الی منزل سارة بعد ذهاب اخي خالد..

بدأت بوضع مساحيق التجميل لها بعد ان وافقت علی مضض ان ترتدي ذلك الفستان..

زفرت سارة بضجر:مها الم تنتهي بعد..

اجبتها با بتسامه:قاربت علی الانتهاء..

بعد ان انتهيت من اللمسات الاخيرة نظرت اليها برضی..

-سارة افتحي عينيك..

فتحت عينيها ببطء:كيف ابدو..

-وااااااو...تبدين رائعة الجمال. ..
ارجوك يا سارة لا تدفني جمالك باهمالك لنفسك رجاءً. .

وضعت المرآة امامها:انظري ..

نظرت الی نفسها بصدمة:كلا كلا كلا..

صرخت بغضب :ما المشكلة الان..

نظرت الي وقد احمرت وجنتاها:لا استطيع ان اظهر امام مروان هكذا..سيسألني عن سبب تأنقي اليوم..

زفرت بضجر:الم تقولي انك تريدين لفت انتباهه..

نظرت الی الارض:ولكن..

قاطعتها:من دون لكن...اياك يا سارة وان تمسحيه..
لقد تعبت بوضعه لك..

اخرجت علبة من المناديل المزيلة لمساحيق التجميل:هذه المناديل ستساعدك علی ازالتها فيما بعد..

رفعت نظرها الي:هل تعتقدين اني سأعجبه..

نظرت اليها بثقة:بالطبع سيعجبه...اسمحي لي ..
ولكن ان لم يعجبه هذا الجمال فسيكون اكبر احمق في الوجود..

نظرت الی نفسها ثم ابتسمت بخجل:اتمنی هذا..

.
.
.

دخلت الی المنزل وانا في قمة حزني.

فقد اغلقت القضية قبل ان تفتح اصلا..

ستصاب سارة بخيبة امل كبيرة..

من الافضل ان لا اخبرها بهذا..

توجهت نحو غرفتها…

انها مفتوحة..

يبدو ان مها لم تأت لزيارتها هذا اليوم..

ناديتها: سارة لقد عدت..هل يوجد احد بالغرفة؟؟

وصلني صوتها المرتبك:كلا ..كلا لا يوجد احد..

دخلت الی الغرفة مطأطأ رأسي…

لم اجرأ علی رفع نظري اليها..

اشعر بأنني خذلتها

.
.
.

شعرت بالارتباك عند سماعي لصوت مروان..

نظرت الی نفسي بالمرآة من جديد ثم قمت بالرد عليه:كلا كلا...لايوجد احد..

دخل مروان الی الغرفة..

اما انا فقد نظرت الی الارض بإحراج..

كنت اترقب سماع كلمات المدح والثناء..

ولكنه لم يتحدث..

رفعت نظري اليه فوجدته يتحاشی النظر الي..

خيبة أمل كبيرة شعرت بها..

تزاحمت الدموع في عيني..

تحركت شفتيه لينطق أخيراً:كيف حالك يا سارة هل قمت بأخذ ادويتك..

تمنيت ان تبتلعني الارض في تلك اللحظة. .

فقد ادركت قيمتي لديه..

انا بالنسبة له مجرد مريضة يشرف علی علاجها..

انه يتعمد تجاهلي الآن..

يريدني ان افيق من غفلتي..

اجبته بصوت مختنق:اخذتها ولكن تلك الحبوب الصغيرة البيضاء قد نفذت لذلك لم ااخذها..

التفت الي بصدمة ثم بدأ يحدق بي بعينين حمراوين:سارة هل تمزحين !!!

اجبته بخوف:كلا لقد نفذت فعلاً. .

وقف من الاريكة وبدأ بالصراخ:يا الهي يا سارة لدي ما يكفي من المشاكل منذ الصباح ..
هل تريدين التسبب بمصيبة جديدة..
كم مرة قلت لك الا تهملي ذلك الدواء بالذات..
لاحول ولاقوة إلا بالله. .
لا حول ولا قوة إلا بالله. .

قالها ثم خرج من الشقة…

خرج وتركني بحزني…

اتجهت نحو الطاولة ثم قمت بأخذ المناديل وبدأت بمسح وجهي بقوة..

انا غبية ...غبية..

ماكان علي الانصياع لمشاعري..

مالذي يجبره علی حب فتاة مثلي؟؟

مريضة...مقعدة..بدون فائدة..

انا مجرد عبء ثقيل عليه.

هذا هو مقامي..

بدأت الدموع تنزل من عيني بدون توقف..

لماذا احببته..

لماذا؟؟

آآآآه
.
.
.

خرجت من الشقة لشراء الادوية الخاصة بسارة..

اتمنی ان يمر الوضع علی خير..

لقد كانت حالتها مستقرة في اخر فترة..

ولكن اهمالها لهذا الدواء بالذات قد يسبب لها انتكاسة شديدة..

انا المخطيء..

كان علي تفقد ادويتها قبل خروجي..

يا الله سلم سلم..

دخلت الی الشقة ثم اتجهت نحو غرفتها..

وحين رأيتها كانت الصدمة..

كان وجهها شديد الحمرة..

هل كانت تبكي؟؟

اقتربت منها وهمست:سارة؟؟

لم ترد علي..

كان بصرها متجه للسماء ..

امسكت وجهها بكفي ونظرت اليها…

شفتاها قد تحولت للون الازرق..

وفجأة تقوس ظهرها الی الخلف و بدأت ترفس رفسات متتالية بكل قوتها..

صدمت بشدة!!

انه صرع…

انزلتها من كرسيها بسرعة ووضعتها علی الارض ثم قمت بوضع وسادة تحت رأسها..

قمت بتوجيهها علی شقها الايمن ثم نظرت الی ساعتي لحساب مدة هذه التشنجات..

ولكنني لم اعد اری جيداً. .

فقد بدأت بالبكاء..

لم استطع احتمال هذه الضغوطات اكثر.

فقد توالت الصدمات علي منذ الصباح..

ازداد الصداع في رأسي..

يا الهي..رحماااك..

انها المرة الأولى التي تصاب سارة فيها بالصرع..

وهذا يعني انتكاسة جديدة..

انا لا اعلم ماذا افعل..

حالة سارة في تدهور مستمر اعجز عن ايقافه..

سامحيني يا سارة…
.
.
.

كان الهدوء يعم ارجاء المنزل فقد نام الجميع..

أما أنا فلم اتمكن من النوم..

كنت افكر فيما سأقوله للسيد خالد…

الآن فقط ادركت سبب قولها انها ستتركنا في ذلك اليوم..

اما الآن فقد غيرت رأيها…

ههه طبعاً لن تترك ابي يضيع من بين يدها فقد رأت ابنتها..

فتحت هاتفي ثم قمت بفتح ( الواتس اب)..

نظرت الی رقمه…

لقد قمت بتخزين اسمه باسم خلود..

انه متصل الآن…

ايها المسكين..

لازال ينتظر ردا من الخالة هوازن..

ولكن لا تقلق ..

سأقوم بعمل خيري واعيدها لك...

يبدو انه يحبها كثيرا ولكنها لازالت تتشبث بأبي..

ما المشكلة ان تزوجت به؟..

ستتركنا وسنتمكن من الراحة من جديد..

ياتری..

مالذي ستفعله يا سيد خالد ان علمت بأن الخالة هوازن تزور ابنتها منذ اسبوع؟؟

.
.
.

فتحت عيني بتثاقل..

اين أنا الآن..

رائحة المعقمات تقتحم انفي..

تلفت حولي بخوف..

انها غرفتي بالمشفی…

مالذي احضرني هنا..

هل ساءت حالتي؟؟

هل قام مروان بإحضاري؟؟

جلست علی السرير بسرعة…

نظرت الی كرسيي المتحرك..

انه يبعد عني بضع خطوات..

هل سأستطيع الوصول اليه..

بدأت دقات قلبي تتسارع..

اريد الهرب من هذا المكان..

لماذا احضرتني الی هنا يا مروان لماذا؟؟

سمعت صوت الباب وهو يفتح..

نظرت اليه ثم ناديته بلهفة:مروان؟!

فتح ذلك الباب...ثم ظهر من خلفه..

ولكن لحظة ..

هذا ليس مروان..

كان نادر..

اكبر كوابيسي يقف امامي..

وضعت الغطاء علی جسدي بسرعة وبدأت اصرخ بخوف..

-مرواااااااان…

اقترب مني بسرعه ثم قام بوضع يده القذرة علی فمي…

اقترب مني وبدأت انفاسه الخبيثة تخترق اذني:لماذا تحبين المشاكل يا سارة؟؟
الم احذرك من رفع القضية؟؟

حاولت اخراج تلك الشهقات المكبوتة بداخلي ولكن يده كانت تمنع صراخي..

همس بصوته البغيض:اعذريني يا جميلتي ولكنك من اجبرني علی فعل هذا..

وما ان انهی جملته حتی ظهر عادل من خلفه وهو يحمل بيده حقنه..

ضحك نادر باستهزاء:حاولنا اخراس لسانك في المرة الاولی ولكنك لم تتعلمي درسك..
لنری الان مفعول هذا الدواء..

قالها وهو يقوم بتكتيف يدي..

شعرت باختراق ذلك الدبوس الصغير لجسدي..
ليسري ذلك السائل البارد بين دمي..

صرخت بأعلی صوتي:مروااااااااان..

bluemay 19-02-16 11:43 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فصلين رائعييين


طبعا اسأت الظن بمروان وطلع برئ وعنده مصاب أليم .
سارة قطعت قلبي وحزنت على حالها وبعد عرفت بخسة اعمال نادر وعادل عرفت قد شو بتتعذب وبتعاني بسبب قلة ضميرهم و وازعهم الديني .


هوازن التم شملها بجمان ولكن حنين بتحاول تدمرها وتحطم حياتها.
بتمنى تكون خربطت بالرقم وتنبعت لحدا تاني بالغلط.


روعة تسلم ايديك وشكرا لكرمك معنا ..

ممكن اقول حمي الوطيس وخايفة من ردة فعل مروان ولما يعرف ولا سارة رح تخبي عنه بسبب خوفها .


تقبلي مروري وخالص ودي



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

شخابيط فتاة 20-02-16 12:48 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3597208)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فصلين رائعييين


طبعا اسأت الظن بمروان وطلع برئ وعنده مصاب أليم .
سارة قطعت قلبي وحزنت على حالها وبعد عرفت بخسة اعمال نادر وعادل عرفت قد شو بتتعذب وبتعاني بسبب قلة ضميرهم و وازعهم الديني .


هوازن التم شملها بجمان ولكن حنين بتحاول تدمرها وتحطم حياتها.
بتمنى تكون خربطت بالرقم وتنبعت لحدا تاني بالغلط.


روعة تسلم ايديك وشكرا لكرمك معنا ..

ممكن اقول حمي الوطيس وخايفة من ردة فعل مروان ولما يعرف ولا سارة رح تخبي عنه بسبب خوفها .


تقبلي مروري وخالص ودي



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

سعيده انهم اعجبوك

العفو جميلتي

يؤسفني اقولك انه من بعد ذا البارت العاشر راح تكون الفصول اسبوعية

عشان البارت العاشر هو اخر شيء نزلته في المنتديات الثانية

حيصير موعد البارتات نفس المنتديات الثانية كل اربعاء الساعة 10 ان شاء الله

اتركك مع البارت العاشر ان شاء الله يعجبك

شكراً لمرورك

شخابيط فتاة 20-02-16 12:53 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 

الفصل العاشر:من أجل سارة..

لم يلحظ أحد صراخي..

فقد قطع صوتي..

كل ما كنت أسمعه هو صوت ضحكات ذلك الخبيث نادر..

حاولت جاهدة معاودة الصراخ ولكني عجزت عن ذلك..

شعرت أن حبالي الصوتية قد بدأت بالتمزق..

ولكن لا فائدة...لا يوجد أي صوت لصراخي..

بدأت أفقد الاحساس بجسدي تدريجياً..

التفت الى النادر فوجدته ينظر الي باستهزاء..

وفجأة تحولت ملامحه الى الحزن..

اقترب مني وبدأ يتحسس شعري ويهمس بحنان:

سارة..سارة..هل أنت بخير..

وددت ان ابعد يده ولكني لم استطع الحركة..

اريد أن اصرخ..

اتركني ..لا تلمسني..

أين أنت يا مروان ..

بدأت الرؤية تتلاشى أمامي تدريجياً..

كلا ..كلا..لا اريد أن افقد وعيي..

اقترب مني اكثر الى أن بدأت أشعر بأنفاسه: سارة..سارة..

شعرت برغبة بالبكاء..

بدأت الرؤية تتلاشى الى أن أظلم كل شيء حولي..

لم أعد أرى شيئاً..

اسمع صوته وهو يهمس فقط..

سارة...سارة..

ولكن مهلاً..

هذا الصوت..

هذا الصوت هو صوت مروان..

فتحت عيني بسرعة ..

وبدأت أتلفت حولي بخوف..

دقات قلبي مرتفعة..

أنفاسي متسارعة..

لقد كان كابوساً..

نظرت الى مرون..

كان يجلس بجانبي وهو يتحسس شعري..

حين فتحت عيني… ابتسم براحة..

-الحمد لله..هل أنت بخير يا عزيزتي؟؟

ابعدت يده بحركة سريعة وبدأت اتلفت حولي بفزع:مروان اين انا ؟؟

-لا تقلقي يا عزيزتي..لقد كانت انتكاسة بسيطة وانتهى الامر ولكنك ستبيتين في المشفى اليوم..

نظرت اليه بخوف: مروان اخرجني من هنا..

قلتها ثم انفجرت بالبكاء..

حاول مروان تهدأتي:لا تقلقي يا عزيزتي سأخرجك حالما تتحسن صحتك.
ولكنك بحاجة لهذه المحاليل ولا استطيع اعطاءك اياها في المنزل..
أرجوك استلقي الآن انك بحاجة للراحة..

ازداد بكائي:مروان أنا خائفة..أرجوك أخرجني…

نظر الي بحنان: ولماذا تخافين..أنا بجانبك..لن أتركك أبداً.

اجبته بصوت متهدج:لقد رأيت نادر في حلمي..

لم يرد..نظر الي بصدمة ثم نظر الى الارض بارتباك..

تابعت حديثي:مروان اريد التنازل عن القضية..

اعاد نظره الي بسرعة:ولكن ..سارة..

قاطعته: مروان ارجوك..
كل ما اريده أن أعيش حياتي بهدوء ..
لم أعد أحتمل العيش هكذا مروان..
في اليوم الذي اخبرتني فيه انك تود رفع القضية قاموا بشج رأسك..
مروان ..لا أريدك أن تتأذى بسببي..
أنا...أنا.. خـــائــفــة..

أمسك بيدي ثم نظر الى عيني و بدأ يمسح دموعي وهو يهمس:صدقيني يا سارة انهم لا يجرؤون على فعل شيء..
انهم يرتعبون لرؤيتي لانهم يخافون الفضيحة..
على كل لا اريدك ان تفكري بهذا الامر الآن..اتفقنا؟؟

أومأت برأسي..

ابتسم بحنان:هيا اوقفي دموعك الآن والا تشوه وجهك الجميل..

لا أعلم كيف تلاشى الخوف بداخلي فجأة..

بدأت أشعر بالأمان..

نعم..أنا اسعد باهتمام مروان..

حتى وان كان بدافع الشفقة..

لا يهمني ان كان يحبني أم لا..

يكفيني أن يكون بجانبي..

يكفيني أن أعلم هذا..

أنني أحبه..
.
.
.

لا زالت مترددة في مراسلته..

أشعر بالخوف…

ان سألني من أكون..

مالذي سأقوله؟؟؟

بالطبع لن أخبره من أنا والا سيعلم أبي..

سأقوم بأخباره ثم أحذف رقمه و انتهى الامر..

ولكن الأفضل أن أخبره بهذا حين تذهب الخاله هوازن لهناك..

ابتسمت على اثر تلك الفكرة..

ستكون مداهمة خطيرة ههه..

قطع تفكيري على صوت الخالة هوازن: ألم تنامي بعد..

نظرت إليها بارتباك: اا..سأنام الآن..

وقفت من الأريكة وأنا أنوي الذهاب لغرفتي:تصبحين على خير..

وصلني صوتها:ان لم تكوني تريدين النوم فأنا احتاج لمساعدتك..

نظرت اليها باستغراب: أنا!!

ابتسمت بهدوء: نعم ان كنت ترغبين طبعاً..

اجبتها بعد تفكير: ولم لا..

في الحقيقة لقد انتابني الفضول في تلك اللحظة..انها المرة الأولى التي تطلب بها مساعدتي..

دخلت الى المطبخ ودخلت خلفها..

التفت الي: حنين هل تملكين أي حقيبة قديمة..

عقدت حاجبي:حقيبة؟؟

-نعم حقيبة مدرسية..

اجبتها باستغراب: نعم ولكن لماذا؟؟

ابتسمت : احضريها من فضلك سأخبرك الآن..

ذهبت الى غرفتي وبدأت أبحث عن الحقيبة..

انها امرأة عجيبة حقاً..

مالذي تريده بحقيبة!!

عدت الى المطبخ وأنا أحمل الحقيبة بيدي..

وجدتها تقوم بفرد العجين لصنع الفطائر..

نظرت اليها بدهشة: اوه متى قمت بصنع العجين..

نظرت الي بابتسامة: اعددتها منذ الصباح..هل أحضرتي الحقيبة..

أومأت برأسي وأنا أضعها على الطاولة..

وضعت يدي على خدي وبدأت أتأملها..

كم تحب هذه المرأة اجهاد نفسها..

بدلاً من صنع العجين لماذا لا تقوم بحشو الخبز فقط؟؟

ان قمت بحشو قطعة من الخبز ببعض الجبنة سأشعر بالشبع..

اما فطائرها هذه فحتى لو أكلت عشر حبات منها لن أشبع..

لم الحظ ان الابتسامة قد ارتسمت على وجهي الى ان سمعت صوتها..

-ههه ما الأمر هل هناك امر مضحك؟؟؟

نظرت اليها: ها ..كلا ولكني كنت اتساءل لم طلبت الحقيبة..

ارتمست على وجهها ابتسامة وقد لمعت عيناها بالدموع: حدث هذا قبل شهر من الحادثة تقريباً..
قامت عمتك أمل بشراء حقيبة مدرسية من أجل يوسف ..
وقتها بدأت جمان بالبكاء بدون توقف..
كانت تريد الذهاب للمدرسة هي أيضاً..

ضحكت بهدوء وهي تمسح دموعها: لقد كانت جمان تغار من يوسف كثيراً وتريد كل شيء يملكه..
قامت عمتك أمل بإعطائها احدى حقائب يوسف القديمة…
اوووه لقد طارت من الفرح في ذلك الوقت..
ومن يومها اصبحت أعد الفطائر وأملأ الحقيبة بها ..
وحين يذهب يوسف الى المدرسة اذهب مع عمتك وجمان الى السطح لتناول الفطور..
ههههه المسكين يوسف كان يتمنى أن يتغيب عن المدرسة للجلوس معنا..
أما جمان فقد كانت في قمة سعادتها ..كانت تظن ان هذه هي المدرسة…

نظرت الي بابتسامة:فكرت بأن أعيد تلك الذكريات الى جمان..

امتلأت عيناي بالدموع:لين فعلت هذا أيضاً..

عقدت حاجبيها: ماذا؟؟

اجبتها وأنا أعود بذاكرتي لتلك لأيام: حين دخلت الى المدرسة بدأت لين بالبكاء هي أيضاً..
في ذلك الوقت قامت أمي بشراء حقيبة من أجلها..
ههه وقتها كنت أقوم بدور المعلمة حين أعود للمنزل..
وأمي...أمي..
هه..

لم أستطع متابعة الحديث..نظرت الى الارض والدموع تملأ عيني..

وضعت الخالة هوازن يدها على كتفي وهمست بحزن: حنين..

نظرت اليها بعينين دامعتين: خالة هوازن..انا….أنا...افتقد أمي كثيراً..

خرجت مني تلك الشهقة لتعلن عن بكائي..

قامت الخالة هوازن باحتضاني، ليتفجر سيل الدموع المكبوت بداخلي..

لقد كانت تلك المرة الاولى التي اتحدث بها عن امي منذ وفاتها..

قد تستغربون هذا ولكنني لم أكن أبكي على أمي أمام أي أحد..

فمنذ توفيت أخبرني أبي أن أخوتي يحتاجون إلي..

كنت اتجنب ذكرها امامهم كي لا اضعف..

ادعي القوة من أجلهم..

ولكن في داخلي..

كنت مكسورة….حزينة ..وحيدة..

أمي..

أنا اقتقدك..

كثيراً..
.
.
.
بقيت بجانب سارة الى ان نامت أخيراً..

كانت خائفة جداً..

استطيع القول بأنها تعاني من فوبيا المستشفيات..

بعد ان اصيبت بالصرع قمت بنقلها الى مستوصف قريب من المنزل..

صحيح أن تكاليف العلاج هنا أكثر من تلك المشفى بكثير ولكن ماذا أفعل..

كانت حالتها ستسوء أكثر لو لم أحضرها ..

فقد استمرت تلك التشنجات لمدة تتجاوز الخمس دقائق..

لن أتمكن من علاجها في المنزل والا ساءت حالتها أكثر..

سارة..

لقد كانت أول حالة طبية تعالج تحت اشرافي..

ولكنني لم أكن أعلم أنها ستكون آخر حالة..

حين قدمت الى المشفى كانت تعاني من التصلب اللويحي..

لم تكن في مرحلة متقدمة من المرض ولكنها كانت تحتاج للبقاء في المشفى لفترة..

وبسبب كونها تعيش في قرية..

كان قدومها الى المشفى يشكل صعوبة عليها..

لهذا تركت سارة في المشفى حتى انتهاء فترة علاجها..

سارة فتاة يتيمة..

لديها أخ ولكنه يبلغ العاشرة من عمره فقط..

واختان في مرحلة المراهقة..

لا أعلم عمرهما بالتحديد..

لا استطيع نسيان ذلك اليوم الذي قامت فيه والدة سارة بتوصيتي على ابنتها..

امها امرأة بسيطة للغاية..

وثقت بي..

ولكن للأسف لقد خذلتها..

بدلاً من علاجها..تعرضت سارة لأسوء كابوس في حياتها بسبب نادر..

بسببه فقدت الثقة في كل من حولها..

اصبحت تكره المستشفيات..

تزوجت بها وحاولت اكمال علاجها في المنزل…

ولكني فشلت فشلاً ذريعاً..

خطأي لا يغتفر..

كيف اغفل عن تفقد أدويتها؟؟

اتمنى ان تحصل سارة على الرعاية المطلوبة هنا..

أما أنا..

فسأترك الطب نهائياً..
.
.
.

ذهبت الى فراشي لأنام بعد ان صليت الفجر..

أشعر بالارهاق..

فقد سهرت لوقت متأخر البارحة وأنا اراقب الخالة هوازن وهي تصنع الفطائر..

ولكنني لم أكد ادخل في النوم حتى سمعت صوت الخالة هوازن وهي تقترب مني وتهمس:حنين سأذهب للمشفى الآن..انتبهي لليان حسناً..

قالتها وهي تضع ليان بجانبي على السرير..

لم أكن أستطيع التركيز بكلامها..ولكني وحين شعرت بليان في حضني قمت بتغطيتها بالبطانية ثم عدت للنوم..

ولكن ليان مالبثت ان استفاقت من نومها..

كنت أشعر بها وهي تتحرك بجانبي ولكن لشدة ارهاقي لم اتمكن من الاستيقاظ..

بدأت ليان تصفع وجهي تارة ..وتشد شعري تارة اخرى..

زفرت بضجر وأنا أقوم بابعاد يدها..

ولكنها لم تتوقف...لازالت تضرب وجهي..

اففف اففف اصبحت ليان مزعجة للغاية..

تحب ايقاظ اي شخص ينام بجانبها..

لا أعلم كيف تتمكن الخالة هوازن من احتمالها..

جلست على السرير ونظرت اليها بغضب:كفى كفى اتركيني انام..

نظرت الي بخوف ثم انفجرت بالبكاء..

شعرت برغبة بالبكاء أنا أيضاً..

اريد أن أنام ..

وضعت يدي على أذني فقد أزعجني بكاءها كثيراً..

توقف صوت بكاءها فجأة..

نظرت اليها بدهشة..

ولكن دهشتي سرعان ما تلاشت حين وجدت الهاتف في يدها..

حتى الأطفال في هذا الزمن قد أصيبوا بادمان الاجهزة..

اخذت الهاتف من يدها ولكنها عادت للبكاء من جديد..

زفرت بضجر: حسناً سأعطيك أياه ولكن الا تريدين سماع أنشودة؟؟

قلتها وأنا أقوم بتشغيل أنشودة الحروف فليان تحبها كثيراً..

ألف أرنب يجري يلعب يأكل جزراً كي لا يتعب..

بدأت أنشد معه وأنا أنظر اليها..

طارت من الفرحة وبدأت تهز رأسها معي ثم قامت بمد يدها لأخذ الهاتف..

وضعت الهاتف في يدها ثم عدت لمحاولة النوم..

بدأت الدخول في النوم أخيراً..

أو ربما استغرقت في النوم..

فقد بدأ صوت الانشودة يتلاشى تدريجياً الى ان اختفى الصوت تماماً..

بمجرد ان شعرت بالهدوء يعم ارجاء الغرفة استيقظت بفزع:ليان..

بحثت عنها بعيني ولكنها لم تكن بالغرفة..

يا الهي لم تقم الخالة هوازن بإقفال الباب..

خرجت الى الصالة وبدأت أبحث عنها:ليـــــــان..ليــــــــان..

حين سمعت صوتي خرجت من الحمام وبدأت تنظر الي بابتسامة ..

تنهدت براحة:أنت هنا تعالي أيتها المشاغبة لقد اخفتني كثيرا..

اقتربت منها لأحملها ولكنها عادت للدخول الى الحمام من جديد..

وقفت أمام المرحاض وبدأت تشير اليه..

نظرت اليها باستغراب..

مشيت بهدوء باتجاهها ثم نظرت الى المرحاض وكانت الصدمة..

صرخت بأعلى صوتي:لاااااااااااااا
.
.
.
عاد أحمد الى المنزل بعد ان قام بإيصالي للمشفى...

فتحت غرفة جمان بابتسامة..

كانت تجلس بجانب الممرضة سهى لمشاهدة التلفاز..

وقفت أمامها:كيف حالك يا صغيرتي؟؟

شهقت عند سماع صوتي وامتلأت عيناها بالدموع..

اخافني موقفها..وكأنها لم تكن تتوقع قدومي..

جلست بجانبها واحتضنتها لطمأنتها ولكنها قامت بإبعادي عنها..

صدمت حين ابعدتني..

نظرت الي وكأنها تعاتبني..

ابتسمت بحزن: ما الأمر يا صغيرتي..

وصلني صوت الممرضة:لو أنك رأيتها يا هوازن بالأمس..
كانت تبكي طوال اليوم..
استاءت كثيراً حين استيقظت بدون ان تكوني بجانبها..

تزاحمت الدموع في عيني: ماذا أفعل الأمر ليس بيدي..

حاولت تغيير الموضوع:جمان يا صغيرتي انظري مالذي احضرته لك..

قلتها بابتسامة وأنا أضع الحقيبة أمامها..

لم تبد أي ردة فعل..

فتحت الحقيبة وأخرجت الفطائر منها ووضعتها على الطاولة:انظري مالذي فعلته ماما من أجلك..

نجحت بلفت انتباهها..

امسكت باحدى الفطائر ووضعتها أمامها: انظري انها محشوة بالجبنة هل تريدين تجربتها؟؟

نظرت الي بتردد..

وضعت الفطيرة بيدها..

علت وجهها ابتسامة عذبة حاولت جاهدة اخفاءها..

رفعت نظرها الي..

ضحكت بهدوء:اوه هل سامحتني سمو الأميرة؟؟

قلتها ثم احتضنتها من جديد..

نظرت الى سهى: سهى أود اخراج جمان من هذه الغرفة لابد أنها تشعر بالملل..

ابتسمت:الى أين تأخذينها؟؟

-فكرت أن أخرجها لحديقة المشفى لتناول الفطور معي هل أستطيع؟؟

-بالطبع تستطيعين سيكون رائعاً..

نظرت الى جمان:ولكني بحاجة الى كرسي متحرك..

-حسناً سأحضره لك حالاً..

قالتها وهي تمشي باتجاه الباب..

ناديتها قبل أن تخرج: سهى..

التفتت الي..

سألتها بتردد: هل تملكين حجاب؟؟

عقدت حاجبيها: حجاب؟؟

-نعم فطفلتي الجميلة ستقوم بتغطية شعرها..
أليس كذلك يا جميلتي..
قلتها وأنا أقوم بتقبيلها..

ابتسمت سهى: حسناً سأقوم بإحضار حجاب أيضا..هل هناك شيء آخر..

نظرت اليها بامتنان: كلا اشكرك كثيراً..

بدأت أتحسس شعر جمان..

لقد طال شعرها بشكل ملفت للأنظار..

حتى وان كانت تفكر كالاطفال ولكن مظهرها يوحي بأنها بالغة..

سيكون من الصعب ان اخرجها هكذا…

ستلفت الانظار بالتأكيد..

.
.
.
استيقظت من نومي على صوت صراخ حنين..

لم أستطع النوم جيداً أساساً فقد قامت حنين بتشغيل انشودة الحروف لليان..

وددت فعلاً أن أقوم بطردها من الغرفة في ذلك الوقت..

ولكن الصوت اختفى فجأة قبل أن يدوي صوت صراخ حنين ليتبعه بكاء ليان ..

نهضت من السرير بفزع..

توجهت نحو الحمام..

لأرى حنين بتلك الحالة الصعبة…

بوجه أحمر وشعر مبعثر..

تنظر الى ليان بحدة..

وليان تبكي بخوف..

حين رأتني ركضت باتجاهي..

حملتها ونظرت الى حنين باستغراب: مالأمر؟؟

صرخت: هذه الغبية…

قطع صوتها حين دخل أبي الى الشقة وهو يصرخ: مالذي يحدث هنا…
صوتكم يصل لآخر الشارع..

نظرت ليان الى أبي وبدأت بالبكاء وهي تدفعني..

نظر أبي اليها بحنان ثم حملها: ما الامر ياصغيرتي..

وجه بصره الى حنين: أصبحنا وأصبح الملك لله لم هذا الصراخ منذ الصباح؟؟

ضربت حنين وجهها بغضب ثم اشارت الى المرحاض..

عقد أبي حاجبيه باستغراب: مالأمر؟؟

قالها وهو يمشي باتجاه المرحاض..

وما ان نظر اليه حتى انفجر بالضحك..

بدأت أضحك أيضاً بدون أن أعلم السبب..

فأنا أعرف أبي جيداً..

حين يدخل بنوبة الضحك هذه لن يسكت بسهوله..

دخلت الى الحمام لأرى ..

وحين وجدت هاتفها وهو بداخل المرحاض ازداد ضحكي..

صرخت حنين بغضب: مالمضحك ها مالمضحك؟؟

ارتفع صوتها أكثر: كله بسبب زوجتك الغبية..

توقف أبي عن الضحك فجأة..

اعترف بهذا..

حنين تستحق الاوسكار في الاستفزاز..

أبي من المستحيل أن يوقف نوبة ضحكه بهذه السهولة..

ولكن حنين لم توقفها فحسب بل جعلته يغضب أيضاً..

نظر اليها بحدة: حنين احترمي الفاظك مالذي فعلته تلك المسكينة لك ها؟؟
سأشتري لك هاتفاً جديداً وانتهى الأمر..

كتفت يديها على صدرها: تلك الغبية قامت بترك باب الغرفة مفتوحا..لو أنها اغلقته لما..

قاطعها أبي وهو يصرخ: حنين ابتعدي عن وجهي حالاً حسنا..
ان سمعت كلمة أخرى سأضربك ..ابتعدي عن وجهي بسرعة..

ضربت رجلها بالأرض باعتراض ثم اتجهت الى الغرفة واغلقت الباب بكل قوتها..

نظر أبي إلي: اختك هذه ستسبب لي الجنون حقاً..

زفر بعمق: عزيزتي لين قومي بصنع الشاي لقد قامت خالتك هوازن بصنع الفطائر..
يجب أن يفطر عمي الآن حتى يأخذ أدويته..

ابتسمت : حسنا..

-اشكرك يا صغيرتي..
.
.
.
وقفت على البوابة المطلة على حديقة المشفى..

قامت الخالة هوازن بإخراج جمان اليوم..

فكرت أن أذهب لأسلم على الخالة هوازن ولكني ترددت بهذا..

كانت جمان تجلس على كرسي متحرك..

وترتدي حجاباً بلون أبيض..

كنت أتأمل تحركاتها بابتسامة..

تبدو سعيدة جداً..

قامت الخالة بوضع حقيبة مدرسية على الطاولة ثم أخرجت بعض الفطائر منها..

عقدت حاجبي..اوووه يا الهي..

لمعت عيناي بالدموع على اثر تلك الذكرى…
**************************************************

كنت في الصف الثالث الابتدائي..

قامت امي بشراء حقيبة مدرسية تحمل صورة الكابتن ماجد..

كنت سعيداً جداً بها ..

وحين قدمت الخالة هوازن لزيارتنا اتت جمان الى غرفتي..

اخرجت الحقيبة بفخر..

نظرت جمان الي بتساؤل: ماهذه ..

علت وجهي ابتسامة عريضة: انها حقيبة من أجل المدرسة..

اشرت الى الصورة: انظري انها تحمل صورة الكابتن ماجد هل تعرفينه ؟؟

صرخت بصوت طفولي مزعج: أعطني اياها..

نظرت اليها وأنا ارفع حاجبي: كلا انها لي..انت صغيرة ولا تذهبين الى المدرسة..

تزاحمت الدموع في عينيها: أنا أريدها..

شعرت بالفرح ..

وأخيراً وجدت شيئاً لا تستطيع جمان امتلاكه..

ههه كنت اغار من جمان كثيراً فقد كانت امي تعطيها اي شيء املكه بمجرد بكائها ..

تابعت حديثي باستفزاز: كلا انها لي لأنني كبير واذهب الى المدرسة..

انفجرت بالبكاء وركضت الى المجلس: أريد الذهاب الى المدرسة..

تبعتها ووجدتها تبكي في حضن أمي ..

نظرت أمي الي بحدة: مالذي حصل الآن؟؟

نظرت اليها بالثقة: تريد حقيبتي ولكنني اخبرتها انها صغيرة ولا تستطيع الذهاب للمدرسة..

رفعت رأسها الي ونظرت الي بوجهها الأحمر من شدة البكاء: بلى استطيع..

-لن تستطيعي..

صرخت أمي: يوسف اصمت..

بدأت تمسح دموع جمان: مالذي تريدينه يا جميلتي هل تريدين حقيبة؟؟

أومأت برأسها..

نظرت أمي الي: يوسف أعطها الحقيبة..

نظرت اليها بصدمة: ولكن أمي …

غمزت بعينها:لا نريد حقيبة الكابتن ماجد فهي تخص الأولاد..

سأعطي جمان حقيبة زرقاء جميلة ..هيا يا يوسف اذهب لاحضارها…

فهمت بأنها تعني حقيبتي القديمة: ولكن أمي مالذي تريده بالحقيبة انها لا تذهب للمدرسة..

-يوسف لا تتدخل اجلب الحقيبة بسرعة..

-افف حسناً...
********************************
استيقظت من تلك الذكرى على صوت جمان وهي تشير الى العصفور وتضحك ببراءة…

ضحكت معها بهدوء…

اعطتها الخالة هوازن فطيرة ولكن الفطيرة سقطت من يدها..

انحنت الخالة هوازن لرفع الفطيرة وبدأت جمان تقلب نظراتها في ارجاء الحديقة الى ان لاحظت وجودي..

لوحت لها بيدي بابتسامة..

اعتدلت الخالة هوازن بجلستها بعد رفع الفطيرة ..

فوجئت بجمان وهي تشير إلي..

يا ويلي لقد فضحت..
.
.
.
كنت أتناول افطاري مع سارة على سريرها بالمشفى..

لقد هدأ خوفها اليوم..

أعطيتها هاتفي لتتحدث مع والدتها..

شعرت ببعض الراحة بعد انتهاء المكالمة..

قامت بمد الهاتف وهمست: شكراً…

ابتسمت: كيف حالها هل هي بخير..

أومأت برأسها..

فكرت بفتح بعض المواضيع معاها لأشغلها عن خوفها.

لا أخفيكم هذا …

أنا لا أعلم الكثير عن سارة..

حديثي معها دوماً يقتصر على سؤالها عن ادويتها وان كانت تشعر بأي تحسن..

ولكني قررت ان افتح معها صفحة جديدة بما أنني سأترك الطب…

سألتها بترد:سارة كنت أفكر..

رفعت نظرها الي..

شعرت بالارتباك: اا..الا ترغبين الدخول الى الجامعة؟؟

نظرت الي بصدمة ثم نظرت الى الارض بإحراج..

فوجئت من ردة فعلها: ما الأمر؟؟

ابتسمت: أنا أملك شهادة الابتدائية فقط…

تمنيت ان تبتلعني الارض في تلك اللحظة…

ماهذا الاحراج..زوجتي ولا اعلم انها لم تكمل دراستها..

اردفت: لماذا لم تكملي تعليمك..

نظرت الي:بعد وفاة أبي توقفت عن الدراسة فقد ارادت أمي أن تعلمني بعض الاعمال المنزلية..
ههه مروان امي لا تؤيد الدراسة..
تقول انها مضيعة للوقت ..
على المرأة أن تهتم بشكلها وخدمة زوجها فقط..
انا لم امانع طبعاً فقد كنت أكره المدرسة على أية حال..

نظرت اليها بصدمة: واو لديها وجهة نظر..ولكن يا آنسة لقد أصبحت زوجتي الآن وأنا أريد أن تكون زوجتي متعلمة..

نظرت الي بارتباك : مالذي تقصده؟؟

-احم اقصد يا آنسة انك ستكملين دراستك…

-ولكن..

قاطعتها: بدون لكن...هل تظنين أن حجتك مقنعة؟؟
من قال ان الدراسة لا تفيد المرأة..
ثم ما فائدة الجمال بدون علم؟؟
احم..اسمعي هذا..
حين اعجبت النساء بجمال يوسف عليه السلام دخل الى السجن..
ولم يخرج منه الى ان اعجب الملك بعلمه فأصبح عزيز مصر
هل فهمت ما اعنيه؟؟

ابتسمت ببلاهة: كلا..

ضحكت بهدوء: أعني يا آنسة أن جمال صورة العلم اكثر اهمية من جمال صورة الجسم..

-اها

نظرت اليها بجدية: ستكملين دراستك اتفقنا..

أومأت برأسها..

ابتسمت : هيا كلي الآن..

بدأت بالأكل وأنا اراقبها..

زفرت بعمق: سارة..

اعادت نظرها الي..

نظرت الى الأرض: سأقوم بتقديم استقالتي االيوم..
فأنا..

نظرت الى عينيها:سأترك الطب نهائياً…

.
.
.

التفت بجسدي لأدخل المبنى قبل أن يصلني صوت الخالة هوازن وهي تناديني : يوسف.

اغلقت عيني بإحراج..

بالتأكيد ستسألني عن سبب مراقبتي لهما..

التفت اليها وابتسمت ببلاهة..

-تعال يايوسف هل تريد بعض الفطائر؟؟

اقتربت منها وأنا أنظر الى الأرض: كيف حالك ياخالة هوازن؟؟

-بخير..وأنت ما أخبارك وما هي أخبار والدتك ..

قالتها وهي تقوم بلف مجموعة من الفطائر بالمناديل..

همست : بخير..

قامت بمدها إلي: خذ..

-هه كلا أشكرك كثيراً لا أريد..

- لن أقبل بالرفض هيا خذها..لقد كنا نعطيك اياها قبل ذهابك للمدرسة والآن نريدك أن تأخذها قبل أن تبدأ عملك أليس كذلك يا جمان؟؟

قالتها ثم نظرت الى جمان..

لا أعلم لماذا كنت مرتبكاً لتلك الدرجه..

اخذت الفطائر بدون أن أنظر إليها:شكراً..

-العفو..

هممت بالذهاب ولكن الخالة هوازن عادت لمناداتي:يوسف..

التفت اليها من جديد..

اجابت بتردد:هل..هل تعتقد أن هناك أي تحسن بحالة جمان؟

ابتسمت:أنا متأكد أن بقاءك بقربها سيحسن من حالتها كثيراً يا خالة هوازن..
انها المرة الأولى التي ارها بها سعيدة لهذه الدرجة منذ استفاقت من غيبوبتها..

امتلأت عيناها بالدموع:الحمد لله…
.
.
.
كنت انتظر قدوم ماجد من عمله لأني أود الذهاب لزيارة سارة بالمشفى..

علمت بأنها تعرضت لانتكاسة بالأمس..

انها السابعة مساءً من المفترض أن يعود الآن ..

ولكنني أعرفه جيداً..سيذهب للسهر مع أصدقاءه..

لن أسمح له بالذهاب اليوم..

امر لا يطاق فعلاً..

وكأنني أعيش وحدي في هذا المنزل…

لن أتنازل عن زيارتي لسارة أبدا..

سمعت صوت الباب وهو يفتح..

عاد أخيراً…

-السلام عليكم.

-وعليكم السلام..كنت انتظرك..

نظر الي باستغراب: مالذي حصل؟؟

-ماجد أريد الذهاب لزيارة سارة بالمشفى..

زفر بضجر: هل تقوم اي امرأة في العالم باستقبال زوجها بهذه الطريقة؟؟
لقد اخفتني..ظننت انك متعبة بسبب حملك..
آسف لا أستطيع..أنا مدعو للعشاء هذا اليوم..

صرخت: وتلومني على طريقة استقبالي لك.. كنت أعلم أنك سترفض..

-اففف ان كنت تعلمين هذا لماذا طلبت مني اذا ..

حاولت جاهدة المحافظة على هدوء أعصابي.

اخذت نفساً عميقاً: أرجوك يا ماجد اعتذر هذا اليوم على الأقل..

-مها لماذا لا تفهمين..لقد اخبرتك انني مدعو للعشاء بمناسبة قدوم زميلي من السفر.. انا لم أره منذ مدة ..سيكون محرجاً عدم ذهابي.

اففف كم يجيد اختلاق الحجج: وما المحرج في الأمر اخبرهم انك انشغلت بزوجتك..

نظر الي بدهشة: ههه هل أنت جادة..

-نعم وما لمشكلة..انكم تجتمعون يومياً..أريد أن أفهم الا يملك أصدقاؤك أي التزامات مع أهاليهم؟

تجاهلني واتجه نحو الغرفة..

جلست على الاريكة وأنا اضع يدي على رأسي..

في بعض الاحيان اتمنی ان أقتل أصدقاءه ..

خرج من الغرفة وهو متأنق بثيابه.

وصلني صوته: مها..

رفعت نظري اليه..

-اا هناك نقود بداخل الخزانة .. كنت أتساءل..هل هي لك..

افف يا الهي نسيت تخبأتها: نعم أنها لي..

عقد حاجبيه: من أين احضرتها..

-لقد جاء أخي بالأمس وأعطاني أياها..

-لماذا؟؟

- لا يوجد سبب ولكن اخي اعتاد على اعطائي مصروفاً في كل شهر ولا يقبل برفضي..

أومأ برأسه:احم عزيزتي قلتي أنك تريدين زيارة صديقتك صحيح؟؟

نظرت اليه بدهشة..ما الذي غير رأيه فجأة !!
.
.
.
جلست في الممر وأنا أقوم بتدقيق ملف احد المرضى..

سيقوم الدكتور حسان بتقييمي بناء على تشخيصي لحالة هذا المريض..

أشعر بالتوتر..لم يبق الكثير على انتهاء مرحلة الامتياز..
واخيراً سأتخرج..

ولكن ما يحيرني الآن هو التخصص الدقيق..مم قد اختار طب الاطفال..

قطع تفكيري على صوت مروان: مرحباً يوسف..

رفعت نظري اليه : مرحباً..

جلس بجانبي: هل أستطيع التحدث معك قليلاً..

أومأت برأسي..

زفر بعمق: في الحقيقة جئت للاعتذار منك فأنا سأترك هذه المشفى..

عقدت حاجبي: الاعتذار؟؟

ابتسم :انا اقصد اتهامي لك في ذلك اليوم..

زفرت بضجر:لا داعي لتذكيري بالأمر..فأنا فعلاً أرغب بقتلك كلما تذكرته..

ضحك ببرود:لا تلمني يا يوسف فتجربتي علمتني الا اثق بأي أحد…

نظرت اليه بتساؤل..

ابتسم بحزن: قبل ستة أشهر من الآن أتت سارة لهذه المشفى..

-سارة؟؟

تابع حديثه:سارة هي فتاة تبلغ العشرين من عمرها..
اتت مع اهلها الى المشفى لأنها تشكو من صعوبة في تحريك اطرافها..
تشعر بالخدر ولا تستطيع حمل كوب حتى..
هذا ما أخبرتني به..
تبين بعد الفحص أنها مصابة بالتصلب اللويحي..
بدأت اعالجها بالكرتوزون..
اخبرتني والدتها انها لا تستطيع احضارها يومياً فالطريق طويلة جداً..
لهذا بقيت سارة في المشفى لا ستكمال علاجها وعاد اهلها الى منزلهم..
كان كل شيء يسير بشكل ممتاز الى ان جاء ذلك اليوم..

نظر الى الارض بحزن..

اعاد بصره الي بعد أن مسح دموعه:اخبرتني وقتها ان نادر يتحرش بها ..
صدمت كثيراً..
انكر نادر ذلك الأمر..
ولكن كانت هناك سبع ممرضات شهدوا معها على ذلك..
وفي اليوم التالي فوجئت بسارة وقد أصيبت بالشلل وفقدت النطق..

اتسعت عيناي بصدمة: لماذا؟؟

أومأ براسه:لم أكن أعرف السبب ..صدمت وقتها مثلك تماماً..
ولكن بعد اسبوع تمكنت من الحديث بصعوبة..

اكتشفت وقتها ان نادر قد جاء ومعه طبيب نفسي يدعى عادل.
اخبرها انها تحتاج لعلاج نفسي لتتحسن بسرعة..
قام بإخراج أدوية وطلب منها اخذ سبع حبات دفعة واحدة..

اختنق صوته: لا أعلم ما الذي اعطاه اياها ذلك الحقير ..
وثقت سارة به واخذت تلك الادوية..
لتصاب بعدها بالشلل..

نظرت اليه بصدمة،شعرت بالدم يثور بداخلي:الحقير..

تابع حديثه:غضبت كثيراً حين علمت بالأمر..
رفعت الأمر الى لجنة التحقيق بداخل المشفى..
دخل عادل الى السجن باعتبار انه ارتكب خطأ فضيعا..
ولكني علمت فيما بعد ان ادخاله للسجن كان مجرد وسيلة للمحافظة علی سمعة المشفی..

سألته بتردد:ونادر الم يتعرض للتحقيق؟؟

زفر بغضب:ذلك الحقير نادر قام بتزوير تقرير يثبت ان سارة مريضة نفسياً وتفتري عليه فقط..
طلبت من الممرضات أن يشهدو معها ولكن للأسف..
تخلى عنها الجميع..
انكرت الممرضات ذلك..
لا اعلم لماذا ..ربما قام نادر بتهديدهم..
حاولت جاهدا المطالبة باعادة التحقيق في القضية الی ان استدعاني المدير في ذلك اليوم..
اخبرني وقتها انه لا يريد اي مشاكل في هذه المشفی..

وحين حاولت الدفاع عن سارة رد علي ببرود:ان لم تكن تثق بنا فأخرجها من هنا..

لمعت عيناه بالدموع:وهذا مافعلته ...تزوجت بها وبدأت اعالجها في المنزل..

ازداد غضبي:هل أنت جاد يا مروان...هل تنازلت عن القضية حقا؟؟
وتأتي الآن بكل برود لتترك الطب؟؟.
لماذا تتصرف بسلبية هكذا؟؟
لا يجب ان تصمت عن هذا الأمر أبداً. .
القضية هنا لا تخص سارة فقط..
حسنا سارة استطاعت الحديث لاخبارك عن مشكلتها..
ربما يكون هناك مرضی غيرها قد تعرضوا للاذی ولم يتمكنوا من الدفاع عن انفسهم..

صرخ:ومن اخبرك انني تنازلت...هذا هو بالضبط سبب اتهامي لك في ذلك اليوم..
هل تعلم؟؟
في ذلك اليوم الذي افاقت فيه تلك الفتاة من غيبوبتها..
نظر نادر اليها نظرات غريبة..
حين رأيتك تبكي في غرفتها علمت انك احد اقاربها..
سألتك مرارا عن ذلك لأني اردت تحذيرك ولكنك انكرت صلتك بها..
وحين رأيتك تزوروها يوميا ازداد شكي بك..
الى ان دخلت لغرفتها بذلك اليوم..

دمعت عيناه:لا تلمني يا يوسف ولكني حين رأيتها تعجز عن الكلام والمشي خشيت ان تكون مأساة سارة قد تكررت من جديد..
في ذلك اليوم تعمدت استفزازك..اردت اجبارك علی الاعتراف..

ضحك وسط دموعه:لم اتوقع ان اهاجم بتلك الطريقة..في الحقيقة اهنئك كثيراً يا يوسف..
لقد تمكنت من افراغ غضبك علي..
اما انا...اری نادر يوميا وهو يمشي امامي بدون ان افعل شيئاً. .
كما انهم قاموا بالافراج عن عادل منذ يومين..

اتسعت عيناي بصدمة:افرجوا عنه!!..

اومأ برأسه:نعم فذلك الحقير نادر ووالده قد قاموا بإرسال تقارير تثبت ان مرضی التصلب اللويحي يصابون بالشلل في المراحل المتقدمة..وبناء علی هذا اصبح عادل بريء من تلك التهمة..
انا لن احتمل البقاء في هذه المشفی اكثر يا يوسف..لذلك قررت تركها..

مزيج من الغضب والحقد اصابني في تلك اللحظة: مروان لا تصمت عن هذا الأمر...يجب ان يفضحوا..

-ومن قال انني سأصمت..

عقدت حاجبي:مالذي ستفعله؟؟.

ابتسم:سأتبع اسلوب الحرب الباردة..

-الحرب الباردة!!.

أومأ برأسه:لم اتمكن من فضحهم قضائيا..ولكنهم سيفضحون اعلاميا..
سأبدأ بنشر قصة سارة ابتداء من الغد..

نظر الى عيني:
# من_أجل_سارة..
هل ستدعمني يا يوسف؟؟

أومأت برأسي:بالتأكيد..

وقف ثم صافحني:انا اثق بك يا يوسف..اخبرتك بالقصة لتراقبهم جيداً. .
اخرج تلك الفتاة يوسف..
لا اريد ان تتكرر مأساة سارة أبداً. .

أومأت برأسي..

ابتسم :اراك لاحقاً. .

قالها ثم ابتعد عن نظري..

اما انا فقد كنت في حيرة شديدة..

هل أخبر العم خالد حتی يخرج جمان؟؟.

ولكن ان اخبرته لن تتمكن الخالة هوازن من رؤيتها. .

يا الله الهمني..

ماذا افعل؟؟

.
.
.

ركبت السيارة مع ماجد بعد انتهائي من زيارة سارة..

اشعر بالسعادة..يبدو ان علاقتها مع مروان احرزت تقدماً..

اخبرتني انه يشجعها لاكمال دراستها..

اتمنی لها التوفيق..

استقبلني ماجد بابتسامة عريضة. .

غريب !!

توقعت ان يغضب لأنه لم يذهب لأصدقاءه بسبي..

التفت الي بابتسامة:مضت مدة طويلة لم نخرج بها معاً ما رأيك نتجول حول البحر قليلاً. .

شعرت بالفرح..احتاج حقا ان اروح عن نفسي:لم لا..

كان ماجد يتحدث ويضحك طوال الطريق. .

لم اره بهذه السعادة منذ فترة..

كان كل شيء جميلاً الی ان وصلنا الی المنزل..

توجهت نحو الغرفة بسرعة وارتميت علی الفراش..

اشعر بالتعب..

قام بتبديل ثيابه ثم جلس بجانبي..

وفجأة تحولت ملامحه الی الحزن في محاولة منه لاستعطافي:
مها..انا في ورطة كبيرة..

عقدت حاجبي:ما الامر؟؟

تزاحمت الدموع في عينيه:لدي دين كبير جدا ولا استطيع سداده..
لقد قام بتحذيري بالأمس..
ان لم اسدد هذا الدين قبل الاسبوع المقبل سأدخل السجن..

وددت ان انفجر في وجهه ولكني حاولت ضبط اعصابي..
الان ادركت سبب تغير تصرفاته فجأة..
يريد اخذ النقود التي رأها في الخزانة..

سألته بضجر:وكم تحتاج لسدادها؟ ؟

احاب بارتباك:خمس مئة ريال ستكون كافية…

ابتسمت باستهزاء..هل يعتقد انني غبية لهذه الدرجة؟؟
.
ماهذه المصادفة..لقد قام اخي بإعطائي نفس هذا المبلغ..

وهل خمس مئة ريال دين كبير..

نظرت اليه بحده..

سألني ببلاهة:ما الأمر..

تزاحمت الدموع في عيني ..ويسأل أيضاً. .

زفرت بعمق..عل تلك الزفرة تطفأ القليل من نار صدري..

اغلقت عيني ثم اجبته:حسناً يمكنك اخذ تلك النقود..

انفرجت اساريره:مها اشكرك كثيرا..صدقيني سأعوضك عنها يوماً ما..

تجاهلت كلمات شكره هذه..

فقد اعتدت على سماعها منه في كل مرة..

وقفت من السرير وخرجت من الغرفة..

لا اريد ان اری وجهه..

اشعر انني سأنفجر في اي لحظة..

هذا هو ماجد..رجل بدون كرامة..

في كل مرة يری بها النقود في يدي يجد لنفسه الف حجة لأخذها..

حتی ذهبي قد قام ببيعه..

لم اخبر اخي بهذا..لا اريد ان تشوه صورته امامه..

بدأت انتفض من شدة الغضب..

توجهت نحو المطبخ لشرب كوب بارد من الماء..

عل تلك البرودة تطفأ شيئا من غضبي..

ارتشفت القليل من الماء ولم اتمكن من اكمال الكوب..

فقد ازدادت رجفتي..

القيت الكوب علی الارض بكل قوتي وصرخت بأعلی صوتي..
-آآآآآآآه

bluemay 20-02-16 02:09 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
حمدا لله انه كابوس ..
خشيت ان ينتقمو منها ..

محزنة قصة سارة فهي وحيدة يتيمة مظلومة .. اتمنى ان ينجح مروان بمساعدها وكشف امر الأوغاد في ذلك المشفى.


حنين حمدالله انه فقدت هاتفها .. وان ظنن بأنه قد لان جانبها لهوازن ولكن سرعان ما يستيقظ شيطانها وتعود لمحاربتها.
اﻵن اطمأننت انه لن تشي بها.


جمان في خطر فكيف السبيل الى حمايتها ؟!!


سلمت يداك وإن كنت لا اطيق اﻹنتظار

ولكن كلي امل ان تتوفقي وتكمليها ونسعد بإنتهائها معا .


تقبلي مروري وخالص ودي



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

شخابيط فتاة 20-02-16 11:35 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3597454)
حمدا لله انه كابوس ..
خشيت ان ينتقمو منها ..

محزنة قصة سارة فهي وحيدة يتيمة مظلومة .. اتمنى ان ينجح مروان بمساعدها وكشف امر الأوغاد في ذلك المشفى.


حنين حمدالله انه فقدت هاتفها .. وان ظنن بأنه قد لان جانبها لهوازن ولكن سرعان ما يستيقظ شيطانها وتعود لمحاربتها.
اﻵن اطمأننت انه لن تشي بها.


جمان في خطر فكيف السبيل الى حمايتها ؟!!


سلمت يداك وإن كنت لا اطيق اﻹنتظار

ولكن كلي امل ان تتوفقي وتكمليها ونسعد بإنتهائها معا .


تقبلي مروري وخالص ودي



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

بإذن الله راح أكملها للآخر

اشكر لك مرورك وردك عزيزتي

شخابيط فتاة 27-02-16 01:45 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الفصل الحادي عشر:الشريحة الذكية..

جلست بالقرب من غرفة جمان في انتظار قدوم خالي..

منذ ان تحدث مروان معي وأنا أشعر بالقلق..

لا اريد ان تبقی جمان وحدها..

بالرغم من أنني رأيت نادر يخرج من المشفی الا انني مازلت قلقا..

لهذا قررت اخبار خالي بهذا الأمر..


اتصلت عليه فأخبرني انه سيتحدث معي في المشفی حين يأتي لأخذ الخالة هوازن..

بعد نصف ساعة من الأنتظار وصل خالي أخيرا..

-السلام عليكم…

وقفت لأسلم عليه:وعليكم السلام..

-اعتذر هل تأخرت عليك..

اومأت برأسي :كلا لا بأس..امم..هل نتحدث في الكافتيريا؟..

-حسنا لم لا..

توجهنا نحو الكافتيريا ثم جلسنا بعد أن طلب خالي كوبا من القهوة..

نظر الي باهتمام:ما الأمر يابني؟؟.

زفرت بعمق:جمان..

عقد حاجبيه:مالذي حدث لها..

تلفت حولي بارتباك فقد كنت متوترا جدا:لا شيء ولكنها يجب أن تخرج من المشفی..

اجابني باستغراب :لماذا؟!

نظرت الی عينيه:خالي لقد حصل شيء سيء جدا في هذه المشفی..

أخبرته بقصة سارة..كان خالي ينظر الي باهتمام بالغ الی ان انهيت حديثي..

-لهذا يا خالي فكرت ان اتحدث مع العم خالد حتی يخرج جمان..

قلتها ثم نظرت اليه بارتباك..

كانت ملامح الحزن بادية علی وجهه..

بعد ان انهيت حديثي زفر بعمق:لا حول ولا قوة الا بالله..
أتعلم كنت اود اخراج جمان من هنا بأي طريقة ولكن الان غيرت رأيي..يجب أن تبقی.

نظرت اليه بصدمة:ماذا تقصد..

نظر الی الكوب امامه بتفكير:لا تهتم للأمر كثيرا..ولكن اخبرني مالذي حدث لتلك الفتاة سارة؟؟

عقدت حاجبي:حسب قول مروان انه يعالجها في المنزل الآن….

اومأ برأسه:وهل قام بنشر القصة؟؟.

-اا..كلا..قال انه سينشرها ابتداء من الغد.

-هذا جيد..هل يمكنك الاتصال بمروان يجب ان اتحدث معه..

نظرت اليه باستغراب:حسنا..
.
.
.
وقفت في غرفة سارة امام الخزانة لأخذ بعض الحاجيات لها للمشفی..

جاءت مها لزيارتها اليوم..

اعلم جيدا انها ترتاح لمها كثيرا لهذا تركتها معها بينما اقوم بأخذ بعض حاجيتها فقد تبقی في المشفی لعدة أيام..

بعد ان انتهيت من جمع الاغراض حملت الحقيبة وهممت بالخروج ولكن هاتفي بدأ بالرنين.

اخرجت الهاتف من جيبي..

كان يوسف..

عقدت حاجبي:غريب انها المرة الأولی التي يتصل بها علي..

اجبت عليه:السلام عليكم

-وعليكم السلام كيف حالك يا مروان..

-بخير..

-اا ..مروان هل يمكنك القدوم الی المشفی..يجب ان اتحدث معك..

نظرت الی الارض بتفكير:لا اعلم..الا يمكنك التحدث بالهاتف؟؟

-ااا..لحظة من فضلك..

صمت قليلاً ثم وصلني صوت شخص آخر..

- السلام عليكم يا مروان أنا الضابط أحمد معك..

-وعليكم السلام..تشرفت بك..

-بني لقد اخبرني يوسف عن قضية سارة وأنا أود الحديث معك بهذا الخصوص..ان لم تكن تستطيع القدوم الآن حدد وقتا آخر اود الحديث معك وجها لوجه..

شعرت بالفرح..اذا هناك أمل:كلا كلا سآتي الآن..

-انا انتظرك..

قالها ثم أقفل الخط ..

توجهت نحو سيارتي بسرعة..

كنت كالغريق الذي يتعلق بقشة..

ربما تحل قضية سارة أخيراً. .

توجهت مسرعاً نحو المستشفی..وحين وصلت اتصلت بيوسف فأخبرني انهم بالكافيتيريا..

حين وصلت الی الكفيتيريا بدأ الادرينالين يتدفق..

كان قلبي يخفق بشدة..

هل هو خوف..ام فرح..

هل هناك امل جديد..ام سأجر اذيال الخيبة مجدداً. .

توجهت نحو الطاولة التي يجلسون عليها..

-السلام عليكم..

قلتها وأنا أجلس معهم..

بعد السلام والسؤال عن الحال. بدأ الضابط أحمد بالحديث..

أخذ نفسا عميقاً:بني انت لم تقم بنشر القصة بعد اليس كذلك؟.

أومأت برأسي..

-هذا جيد اريدك ان تمحو هذه الفكرة من رأسك..

نظرت اليه باستغراب:لماذا؟.

نظر الی عيني:في قضية كهذه يابني لن تحل المسألة باستثارة العواطف نحن نحتاج الی دليل ..

نظرت اليه بإحباط:وهل تعتقد انني لم اكن ابحث عن ادلة؟؟

ارتفع صوتي:اولئك الاوغاد قاموا بتزوير كل شيء لمصلحتهم..

نظر الي بحدة:اخفض صوتك..هناك فرصة أمامنا..

-كيف؟؟

-في البداية اريد ان يعتقد نادر انك متنازل عن القضية حتی يشعر بالأمان..
وفي هذه الفترة سنقوم بعمل كمين لهم. ..

عقدت حاجبي:كمين؟؟.

أومأ برأسه:أجل..سنقوم بتثبيت كميرات للمراقبة في غرفة جمان..اتمنی حقا ان يكون غبيا كفاية ليفكر بتكرار جريمته مجدداً. .

تحدث يوسف بانفعال:خالي هل أنت جاد؟؟
هل تريد ان تتعرض جمان لموقف كهذا؟؟

نظر اليه بحدة:يوسف لن تكون احرص علی جمان مني .
لن تترك جمان وحدها وستكون تحت مراقبتنا وان كنا ذلك الحقير يجرأ علی اذيتها حقاً سنتمكن من القبض عليه بالدليل القاطع..من الواضح ان نادر هذا لديه صلة بأناس ذوي مناصب عاليه..ان لم يكن معنا اي دليل سنجر اذيال الخيبة فقط..

اعاد نظره الي :لا اريد ان احبطك يا مروان ولكني لا اعتقد انه سيكرر فعلته مجدداً. .فهو يشعر بأن افعاله مراقبة من قبلك..لهذا اريدك ان تتراجع عن فكرة نشر قصتها ..لأن ذلك سيزيد من خوفه..نريده ان يشعر بالأمان..

دمعت عيناي:لقد قلتها بنفسك..لا فائدة..انا لم أعد أقوی علی الصبر اكثر ياعمي...لهذا اريد فضحهم..حتی عادل تمكنوا من اخراجه علی الرغم من ان جريمته لا تغتفر..

زفر بضجر:ومالذي ستستفيده من نشر القصة ؟؟

أجبته بثقة:سيفضحون..وسيقف الناس بجانبها..

اومأ برأسه:ان قمت بنشر قصتها سيتحدث الناس عن هذا الأمر لفتره. .ثم سينسی كل شيء..
صدقني يا بني لن يشعر أحد بمصابك..
كما انك ستجد بعضهم يهزأون بك وسيتهمونك بالكذب…
ولا تستبعد انك ستجد من يتهم سارة في عرضها ..
لا اعتقد انك تريد وضع سارة في موقف كهذا..

تزاحمت الدموع في عيني:ولكن ماهو ذنب سارة؟؟
ماهو ذنبها؟؟
سارة تتعذب كثيراً ياعمي .
طوال تلك الفترة كنت احاول رفع معنوياتها فمرضها يتأثر بحالتها النفسية..
ولكن الآن..انا محبط جداً. .
كيف سأتمكن من تشجيعها؟؟.

اختنق صوتي:عمي انا اری حالتها تتدهور باستمرار بدون ان افعل شيئا. .
سارة تواجه الموت يوميا وذلك الحقير يعيش حياته باستمتاع..
اخبرني يا عمي ماهو ذنبها؟؟

وضع يده علی كتفي:بني لا تشكي همك للناس..
اشكي الناس لرب الناس...
صدقني انك ستری العجب..
لما أخرج الله يوسف من السجن لم يرسل صاعقة تخلع باب السجن . .
ولم يأمر جدران السجن فتتصدّع . .
بل أرسل رؤيا تتسلل في هدوء الليل لخيال الملك وهو نائم
فَثِق بربك..
ان للمظلوم دعوة لا ترد…
ثق بربك وارفع أكف الخضوع والتضرع واعلم أن فوق سبع سماوات..
رب حكيم كريم..يجيب دعوة الداع اذا دعاه..


لم اتمكن من التماسك اكثر..

بدأت بالبكاء..

بكيت من كل قلبي..

بكيت وأنا ادعو الله بداخلي..

الهي..فرج كربتي..

.
.
.
فتحت الخزانة وأخرجت النقود منها بابتسامة..

ههه من السهل جدا خداع مها..

لم أكن أعلم ان العم خالد يقوم بإعطائها مصروفا في كل شهر..

كيف اخفت هذا الأمر عني؟؟

توجهت نحو السرير لأخذ هاتفي..

سأبلغ أصدقائي ان العشاء سيكون علی حسابي في الغد..

ولكني وقبل أن اتصل سمعت صوت صراخ مها..

توجهت نحو المطبخ بسرعة فوجدتها تجلس علی الأرض وتبكي بحرقه..

اقتربت منها ..كانت قطع الزجاج متناثرة أمامها..

سألتها بخوف:مها ما الذي حصل..

نظرت الي بحدة:اتركني...لا اريد ان اراك..

ازداد بكاءها:اريد الذهاب الی اخي حالا..

نظرت اليها باستغراب:الآن؟؟

مسحت دموعها ثم وقفت:نعم الآن..

نظرت الی قدمها..كانت تنزف:مها انت مصابة..

صرخت:لا تغير الموضوع اريد الذهاب لأخي…

قالتها ثم انفجرت بالبكاء..

امسكت يدها ولكنها دفعتني بسرعة:قلت لك لا تلمسني..

شعرت بالغضب:اففف هذا هو جزائي لأنني قلقت عليكي؟؟
مالذي حصل الآن اريد ان افهم..

ضحكت باستهزاء:ايها المسكين..لا تعلم مالذي حدث !!

نظرت اليها باستغراب..

صرخت:ماجد لا تدعي البراءة. ..اريد الذهاب لأخي حالا..

مسحت وجهي بغضب:مها..تحدثي بعقلانية..انها الساعة العاشرة...ان ذهبت لأخاك الآن سيعتقد ان هناك مشكلة. .

اتسعت عيناها بصدمة:تعني انه لا يوجد مشكلة!!

عقدت حاجبي:مها ان كان هناك مشكلة صارحيني.
لقد تركت اصدقائي من أجلك اليوم..خرجنا الی البحر واستمتعنا..ولم يعجبك أيضاً. .سينفذ صبري حقا..

خرجت من المطبخ ودفعتني بكل قوتها:انا أحب افتعال المشاكل حسنا..

قالتها ثم اتجهت الی الغرفة وأغلقت الباب بالمفتاح..

تبعتها وبدأت أطرق الباب:مها افتحي الباب دعينا نتفاهم..

وصلني صوت صراخها:قلت اني لا اريد رؤية وجهك..

صرخت:وتشتكين حين أخرج وأتركك وحدك..
انه خطأي لأنني حاولت ارضاءك.ناكرة للجميل. .

قلتها ثم خرجت من الشقة بغضب..

ركبت السيارة وتوجهت نحو الاستراحة للسهر مع اصدقائي..

ستبكي قليلاً وستنسی الأمر بالغد ..

هه نساء..
.
.
.
دخلت الی غرفتي وأنا في حالة انهيار تامة..

لا أعلم هل ماجد غبي حقا ام يدعي الغباء..

بعد كل ما فعله ينظر الی عيني بكل ثقة ويمن علي لأنه أخرجني…

هل يعتقد حقا انني لم افهم تصرفاته هذه..

كان يطرق الباب ويطلب مني فتحه..

ولكنني لم ارغب في الحديث معه..

طفح الكيل...لم اعد استطيع الاحتمال اكثر..

صرخ:وتشتكين حين أخرج وأتركك وحدك..
انه خطأي لأنني حاولت ارضاءك.ناكرة للجميل. .

قالها ثم سمعت صوت باب الشقة..

ازداد غضبي...لقد وجدها فرصة ليخرج..

امسكت هاتفي واتصلت علی اخي..

لن ابقی وحدي اليوم ابدا..
.
.
.
وضعت العشاء علی الطاولة بعد ان بذلت جهدي قي تزيين الاطباق..
اتمنی ان تعجب عادل..

شعرت بالحزن وأنا اتذكر حالته..

لا اعلم ما الذي حصل له بذلك السجن..

لا بد انهم قاموا بتعذيبه..

منذ خرج من هناك وهو في حالة خوف مستمرة..

يرفض تناول الطعام ولا يخرج من غرفته..

حين اجلس للحديث معه اراه وهو يتلفت حوله بخوف..

كله بسبب نادر..انا متأكدة..

لقد حذرت عادل كثيرا من ذلك الفتی..

بالرغم من انه ابن عمه الا انني لا اثق به..

لقد كان يهزأ بعادل منذ كان صغيرا..

تفاجأت من تغير تعامله مع عادل فجأه..

لم اكن اعلم انه يقوم بتدبير تلك المكيدة..

لابد انه هو من حرض مروان علی رفع القضية ضده..

يقولون انه تسبب بشلل فتاة ولكن الآن اتضح انهم اخطأوا..

اتضح انه بريء ولكن بعد فوات الآوان..

لقد كان عادل في قمة سعادته قبل ان يدخل السجن…

اخبرني انه سيحقق حلمه وسيذهب لاكمال دراسته..ولكن بدلاً من ذلك ...دخل الی السجن..

والآن..خرج بعد أن حطموا حلمه..اصبح خائفا مهزوزا..

بذلت جهدي في طبخ الاصناف التي يحبها...اتمنی ان تفتح شهيته من جديد..

توجهت نحو غرفته وطرقتها بهدوء..

لم يرد علي ..

فتحت الباب...فوجدته يجلس علی سريره ويتلفت حوله بخوف..

دمعت عيناي وأنا انظر اليه..

لقد أصبح نحيفا جدا..عيناه محاطتان بالسواد..ووجه يعلوه الذبول..

مسحت دموعي ثم تحدثت:عادل يا بني لقد جهز العشاء..

نظر الي بخوف:اا..عشاء..كلا..لا أريد..

-ولكن يابني لم تأكل شيئا منذ الصباح لقد صنعته بنفسي ..

اجابني بتردد:حسناً. .

خرج معي الی الصالة وجلس علی الطاولة..

بدأت اضع الطعام في طبقه:انظر لقد قمت بطهو المكرونة تحبها اليس كذلك؟؟

وكأنه لم يسمعني..عاد للتلفت حوله..

زفرت بضيق..

وضعت الطبق أمامه..وبدأت أراقبه..

قام برفع الملعقة ثم اعادها من جديد..

رفع نظره الي :لقد طهوته بنفسك لم يدخل احد الی المطبخ اليس كذلك؟؟

نظرت اليه باستغراب:بالطبع طهوته بنفسي ومن سيدخل أصلاً. .

اخيرا قام بوضع لقمة في فمه ولكنه سرعان ماعاد للتلفت..

وفجأة بدأت انفاسه تتسارع..

سألته بخوف:عادل ما الأمر..

رفع نظره الي:لا شيء سأذهب للنوم..

قالها ثم مشی باتجاه غرفته..

ناديته بسرعة:عادل. ..

اعاد بصره الي..

-اا..عمك يقول انه سينتظرك لتعود للعمل بداخل المشفی في الغد..

أومأ برأسه ثم دخل الی غرفته..

نظرت الی طبقه..

لم يأكل شيئا. .

بدأت بالبكاء...كله بسبب مروان..

بدأت أدعو علی مروان من كل قلبي..

انه السبب..

اتهم ابني زوراً وبهتانا…

لقد قام بتدمير ولدي..

حسبي الله ونعم الوكيل..
.
.
.
جلست مع أمي وسمر امام التلفاز بعد تناول العشاء..

ذهب الاولاد للنوم ..

أما أنا فقد قمت بفتح حساب جديد في تويتر لأعيد اضافة هوازن من جديد..

اشعر بالاهانة..

كيف تجرأت هذه الحقيرة علی حضري..

فتحت حسابها وهممت بمراسلتها ولكن ماذا اكتب؟؟

يجب ان اخبرها انها ستندم..كيف تجرأ علی معارضتي..

وأصبحت قوية يا هوازن هه..

فكرت مليا فيما اكتبه ..

ولكن قطع تفكيري علی اثر اهتزاز هاتفي معلنا مكالمة من مها..

عقدت حاجبي..ربما تريد التحدث مع أمي..

اجبتها:مرحبا يا صغيرتي..

وصلني صوت بكاءها:أخي تعال وخذني حالاً. .

وقفت بفزع:مها ما الأمر يا صغيرتي؟؟

-لا شيء ولكن ماجد قد خرج وأنا أشتاق الی أمي…
اخبرني انه سيتأخر في العودة اليوم لهذا اخبرته انني سأبيت عندك الليلة..

لم أقتنع بكلامها..شعرت بأنها تخفي شيئا:حسنا كوني جاهزة سآتي لأخذك..

-انا انتظرك..

اغلقت السماعة ثم خرجت من المنزل..

إن تجرأ ماجد علی أذيتها سيكون حسابه عسيرا..

لقد زوجتها بماجد لأنه ابن صديقي عزام وانا اثق بعزام كثيراً. .

ان كان ماجد قد ضايقها سأطلب منه أن يعيد تربية ابنه. .

هذه مها..

مدللتي الصغيرة..

لن أسمح لأي أحد بإيذائها..

حين وصلت الی منزلها اتصلت عليها ونزلت علی الفور..

سألتها بتردد:مها يا صغيرتي هل هناك مشكلة بينكما..

وصلني صوت ضحكتها:ههه كلا ولكن انت تعلم..اعتقد انه الوحام ..
لم اعد احتمل قربه وقد خرج من المنزل من أجلي..
أخبرته انني سأبيت لديك ولم يمانع ذلك..

نظرت اليها بشك:هذا كل ما بالأمر؟؟

أومأت برأسها..

زفرت بضيق:لم اقتنع ولكني سأحاول تصديقك..

نظرت الی النافذة بدون ان ترد علي..

بدأت بالتحرك نحو المنزل ..

يجب أن اتحدث مع ماجد بنفسي..
.
.
.

فتحت عيني بتثاقل..ها هو يوم سيء آخر يبدأ..

*لقد استيقظ..
*هذا الفاشل..

جلست علی السرير ووضعت يدي علی رأسي..

مشيت باتجاه الحمام..

*انه يذهب للحمام..
*سيجدونك ايها الغبي..انهم يعلمون كل شيء.

تلفت حولي بخوف..

*لقد خاف..
*اننا نعلم مكانك..

اغلقت عيني بقوه..اريدهم ان يتوقفوا عن الكلام..أشعر بالصداع..

قمت بتبديل ثيابي ثم خرجت من الغرفة..

*سيذهب الی المستشفی..
*سيعثرون عليك اننا نراقب المشفی أيضاً. .

توجهت نحو الباب ولكن صوت أمي وصلني:عادل الی اين تذهب..

*امه تسأله..سنفضح..
*لا تتكلم أيها السخيف..

اجبتها بارتباك:المشفی..

زفرت أمي :تناول الفطور أولاً. .

*فطور..انه سم..
*لا تأكل شيئا ايها الغبي انه مسموم..

اجبتها بخوف:كلا لا أريد..

قلتها ثم خرجت مسرعا من الشقة..

ركبت السيارة وبدأت بقيادتها..

*هذه السيارة سوف تنفجر هناك قنبلة..
*لقد انتهيت..

اوقفت السيارة ثم خرجت منها وبدأت أركض بخوف..

جثوت علی ركبتي..

حاولت السيطرة علی انفاسي المتسارعة..

*لقد هرب..
*اهرب اهرب ايها السخيف سيعثرون عليك..

وضعت يدي علی اذني وصرخت :يكفي يكفي اتركوني..
أنا لم أفعل شيئا..
انه نادر..
نادر هو السبب..
اخرجوا هذا الشيء اللعين من رأسي..

بدأت بالبكاء وأنا اتذكر ذلك اليوم المشؤوم الذي بدأت فيه معاناتي..

لم اكن اقصد شيئا ..

كل ما اردته ان احقق حلمي بإكمال دراستي..

توفي ابي منذ صغري..وطبقا للعادات تزوجت أمي بعمي معتز..
ولكن أمي ظلمت بهذا الزواج كثيراً. .
لم يعاملها عمي كزوجة له أبدا..
عانت أمي كثيراً معه..

كم أتألم لحزنها..

لقد علقت أمي أمالها علي..

ولكن ابن عمي نادر يهزأ بي دائماً. ..

حتی حين قمت بدراسة علم النفس بدأ يهزأ بي أمام اصدقاءه ويخبرهم انني مجنون..

ولكني كنت اتجاهله..طلبت من عمي ان يرسلني للخارج لأكمل دراستي..

ولكنه رفض ذلك..

احبطت كثيرا...كنت اتمنی ان استقل بذاتي..اردت ان اثبت نجاحي..

وقتها فقط سأتمكن من اسعاد أمي وتعويضها عن معاناتها طوال تلك السنوات. .

وفي اخر فترة تغير تعامل نادر معي..

الی ان اخبرني في ذلك اليوم انه سيقنع عمي بأمر البعثة ولكن بشرط..

فرحت كثيرا ..ولكن شرطه كان صعبا جداً. .

اخبرني انه كان يتحرش بفتاة في داخل المشفی..
لم يرد ان يعلم عمي بذلك الأمر؛لذلك طلب مني ان اعطيها بعض الأدوية لتسبب لها الهلوسات؛وبهذا لن تتمكن من الافتراء عليه..
لن يصدقها أحد..

ترددت كثيرا في ذلك الأمر..ولكنني وافقت في النهاية..

ما المشكلة...بعض الهلوسات فقط لن تتأذی كثيرا..

اعطيت سارة بعض الأدوية النفسية ولكنها وبعد أن أخذتها أصيبت بالشلل..

لم اكن اقصد هذا..كل ما اردته ان تصاب بالهلوسات..

حزنت كثيرا..ارتعبت جدا...اردت الاعتراف بما حدث ولكن نادر هددني..

وحين تحدثت سارة تخلی نادر عني…

وبدلا من البعثة دخلت الی السجن..

كان نادر يزورني دائما لأنه خاف ان افضحه…

وعدني انه سيقوم بإخراجي من السجن ..

اخبرني انني ان قمت بفضحه فلن نتمكن من الخروج أبداً. .

صحيح ان عمي تمكن من اخراجي ولكن معاناتي لم تنتهي..

مازالت الشرطة تطاردني..

انني اسمع اصواتهم داخل رأسي..

كله بسبب نادر..

كله بسببه..
.
.
.
دخلت الی المنزل في الصباح الباكر..

لابد أن مها قد نست الأمر الآن..

فتحت باب الشقه..

توجهت نحو المطبخ..

لازالت قطع الزجاج علی الأرض..

اخذت المكنسة وبدأت برفعها..

توجهت نحو غرفتي لأنام…

انها مفتوحة..

بحثت عن مها بعيني ولكنها لم تكن موجودة..

بدأت بمناداتها:مها..مها..لقد عدت..

ولكن لا يوجد رد..

بدأت أبحث عنها في الشقة ولكنني لم أجدها..

ألقيت المفاتيح علی الأرض بغضب..

تلك العنيدة لابد انها ذهبت لمنزل اخيها..

اففف الآن سيبدأ أبي بإلقاء المحاضرات عن حقوق الزوجة..

اففف يا مها اففف..
.
.
.

توقفت أمام باب المشفی وأنا ادندن بداخلي..

أشعر بسعادة كبيرة ..

اخبرني أبي أن ذلك المروان قد قام بسحب ملفه من المستشفی..
هه أخيرا تقبل الغبي هذا الأمر..

ما أجمل شعور الحرية..

نظرت الی مرآة السيارة وبدأت بترتيب شعري..

سأذهب لأفطر الآن..

الجو جميل جداً اليوم..

سأفطر في الحديقة..

توقفت سيارة أجرة بالقرب من سيارتي ونزل عادل منها..

نظرت اليه بدهشة:عادل!!

التفت الي:اا.مرحبا..

اتجهت نحوه بابتسامة:أهلا أهلا جاء صديقي ...كنت أقول انه يوم جميل اليوم..

بدأ عادل يتلفت حوله بخوف..

عقدت حاجبي:ما بك..

نظر الي:ها..لا شيء..

-لماذا حضرت بسيارة أجرة؟؟

-ها..سيارتي معطلة..

ابتسمت:لو انك اخبرتني كنت سأصحبك معي..
علی كل..
ما رأيك أن نفطر معا في الحديقة؟
الجو جميل اليوم. .

-لا اشتهي الأكل..

-حسنا لا تأكل ولكن اجلس معي فقط سأخبرك بأجمل خبر تسمعه في حياتك..

أشرت الی احدی الطاولات :انتظرني هنا سأشتري الفطور وأعود فوراً. .

قلتها ثم اتجهت الی الكافتيريا..

اشتريت الكورسون مع كوب من القهوة ثم ذهبت للجلوس أمام عادل..

كان ينظر الی الأرض. .

ضربت الطاولة بيدي فرفع رأسه ونظر الي بخوف..

ضحكت:ههه...ما بك هل خفت حقاً. .
قلتها ثم جلست علی الكرسي..

ارتشفت القليل من القهوة ثم نظرت اليه:خمن ماذا..
مروان ترك المستشفی..

رفع نظره الي بسرعة..

ابتسمت:ما الأمر الا تصدقني؟؟
واسمع الأفضل..
بهذه المناسبة سأتحدث مع أبي اليوم بخصوص بعثتك..

غمزت:لا تقلق لم انس وعدي لك..

عاد للتلفت حوله مرة أخری..

زفرت بضجر:مالأمر لماذا تتلفت حولك في كل دقيقة..

نظر الي نظرات غريبة:مروان لم يرحل..انه يراقبنا..

عقدت حاجبي:ماذا؟؟

تابع حديثه بهمس:اننا مراقبون يا نادر سيقومون بقتلنا..

بدأت اشعر بالخوف:عادل ما الذي تقوله..

-انني اسمع صوتهم..يقولون انني فضحتهم..لقد قاموا بتركيب كمرات للمراقبة في ارجاء المشفی ..

اغلقت عيني وفتحتها عدة مرات:ههه..مهلا..مهلا..من هم..وكيف تسمع صوتهم؟؟.

تلفت حوله مرة اخری:المباحث..انهم يراقبوننا..

رفعت حاجبي:المباحث؟؟

أومأ برأسه:قد يبدو الأمر غريبا ولكن حين دخلت الی السجن طلب مروان من المباحث ان يقومو بمراقبتي..
كان معي بالسجن ثلاثة اشخاص ولكنني اكتشفت انهم من المباحث..
لقد قاموا بزرع شريحة ذكية داخل رأسي حتی يراقبوا تحركاتي لهذا اسمع صوتهم..

اتسعت عيناه أكثر:انني أشعر بهذه الشريحة تتحرك بداخل رأسي..

ضحكت بخوف:هه عادل أوقف هذا الكلام السخيف..

دمعت عيناه:نادر أخرج ذلك الشيء من رأسي لقد تعبت..ارجوك...سأنسی أمر البعثة وسأكون ممتنا لك طوال حياتي..

وقفت من الكرسي بسرعة..هناك شيء غير طبيعي في هذا الفتی:اعذرني يا عادل يجب ان اذهب لدي عمل الآن..

نظر الي بحدة:انت لا تصدقني اليس كذلك؟؟

شعرت أن قلبي يكاد يخرج من جسدي..

أشحت بنظري عنه ثم بدأت أمشي بخطوات سريعة ...

يا الهي مالذي حصل له بذلك السجن..

لقد كنت أعتقد دائماً أن عادل غريب الأطوار…

ولكن الآن تأكدت من هذا...

لقد جن تماماً..


شخابيط فتاة 27-02-16 01:47 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم

بحمد الله نزل الفصل الحادي عشر

ملاحظة : الكلام اللي جنب(*) هو كلا يسمعه عادل في رأسه..

اعتذر عالتأخير بس اللاب توب كان خربان

أتمنى يعجبكم الفصل

سلااام

bluemay 27-02-16 05:16 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


يا هلا والله


يا ترى هل رح ينجحو بالقبض على نادر ؟!!

مع اني اتوقع عادل هو اللي يدل عليه من دون ما يشعر .. بس شو قصة الشريحة الذكية هل هو يتوهم ؟!!


مها اﻷفضل تخبر اخوها عن تصرفات زوجها البايخة ..


مشكورة وحمدا لله على سلامتك وحشتينا .


لك ودي


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

شخابيط فتاة 27-02-16 08:55 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3598742)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


يا هلا والله


يا ترى هل رح ينجحو بالقبض على نادر ؟!!

مع اني اتوقع عادل هو اللي يدل عليه من دون ما يشعر .. بس شو قصة الشريحة الذكية هل هو يتوهم ؟!!


مها اﻷفضل تخبر اخوها عن تصرفات زوجها البايخة ..


مشكورة وحمدا لله على سلامتك وحشتينا .


لك ودي


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

الله يحيك

ههه هرجة الشريحة تنفهم الفصل القادم ان شاء الله:peace:

وأنا اشتقت لكم اكثر والله

الله يسلمك يا عسل شكراً لمرورك

شخابيط فتاة 02-03-16 09:58 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الفصل الثاني عشر:لست مريضاً. .


ذهبت لشراء الفطور بعد انتهائي من صلاة الفجر..


يجب أن يفطر عمي من أجل الأدوية.


لقد تركت هوازن مع جمان ليلة البارحة..


لا أريد أن تترك جمان وحدها قبل أن نقوم بتثبيت تلك الكمرات..


سأذهب عصر هذا اليوم الى السوق لشراء الكمرات وسأشتري هاتفاً جديداً لحنين..


شعرت ان يوسف قد تضايق لفكرة الكمين..


أنا أعرف يوسف جيداً..


انه يفكر بعواطفه دائماً..


ولكن في أمور كهذه يجب أن نفكر بعقلانية..


إن قمنا بإخراج جمان من المشفى سيبقى نادر يجول في تلك المشفى وقد يتعرض غيرها من المرضى للأذى..


يوجد هناك فرصة بسيطة في يدنا للقبض عليه ألا يجب علينا استغلالها؟؟


لن تتعرض جمان للأذى بإذن لله..


دخلت الى الشقة وطلبت من لين وحنين تجهيز الفطور لعمي..


دخلت الى غرفته فوجدته يقوم بقراءة ورده..


حين فتحت الباب نظر الي بابتسامة:صباح الخير يا بني ..


جلست بجانبه بعد أن قمت بتقبيل رأسه : صباح الخير..


نظر الي وسألني بتردد: هل ستأخذني اليوم لزيارة جمان ..


أومأت برأسي: بإذن الله..


لقد أخبرت عمي بحالة جمان بالأمس حتى لا يفاجأ عند رؤيتها..


لقد خشيت أن لا يتقبل ذلك الأمر ولكنه كان صابرا وبدأ يدعو الله لها بالشفاء..


بعد انتهاء الفطور اعطيت عمي أدويته ثم اتجهت الى غرفتي لأنام فمناوبتي هذا اليوم ستكون ليلية…


سأزور جمان مع عمي عصراً..وقبل أن أذهب لعملي سأمر على هوازن لتعود الى المنزل..


حين سرت باتجاه الغرفة فوجئت بالفوضى تعم أرجاء لمنزل..


يااااه ياهوازن...تغيبين عن المنزل ليوم واحد فقط وتصبح حال المنزل هكذا !!


المسكينة لم نشعر يوماً بمقدار تعبها..


منذ تزوجت بها وأنا لم أر المنزل بحالة فوضى أبداً..


خرجت لين مع حنين من غرفتهم وهم يرتدون ثياب المدرسة..


نظرت اليهم بعتاب:ماهذه الفوضى في المنزل؟؟


نظرت لين الي بإحراج: سنقوم بالتنظيف بعد عودتنا من المدرسة..


نظرت الى حنين: هل ستقومون بالتنظيف؟؟


أومأت برأسها..


صرخ حسام : أنا أيضاً سأقوم بالتنظيف معهم..


نظرت اليه بابتسامة: احسنت أيها البطل..


ضحك ببراءة..


وصلني صوت حنين : أبي ان ليان نائمة لقد وضعتها على سريرك..


قالتها ثم خرجت من المنزل مع أخوتها..


استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه..

.

.

.

حين كنت طفلة..كنت اذهب لأمي لأخبرها عن كل ما يضايقني لأخذ حقي..


ما أجمل تلك الأيام .


كم أتمنى العودة لها لأعود لحضن أمي وأشكي لها تلك الهموم البريئة..


واليوم..أصبحت أرى نظرات الخوف في عينيها ولكنني اخفي الألم بداخلي..


انها تعلم جيداً أنني أتألم..


ولكني لا أريد احزانها..


أمي لقد تعبت من ماجد كثيراً..


لم أعد احتمل العيش معه..


حين رأتني في الأمس مستلقية على السرير وادعي النوم.. علمت أني كنت أبكي فقد رات بعض من الكحل الذي اضعه في عيني قد انزلته الدموع علي خدي..


ولكنها لم تحاول ايقاظي…


ولكن اليوم بعد انتهائي من صلاة الفجر جلست بجانبي وسالتني: مابك يا صغيرتي مها؟؟


مسحت دموعي بسرعة: لا شيء..


امسكت بيدي ونظرت الي بحنان:اذا لماذا تبكين؟


-لا أبكي ولكن عيني تؤلمني..


نظرت الي بحزن: اتريدين الذهاب الى الطبيب؟؟


زفرت بعمق: وهل اضمن وجود دوائي عنده ؟؟!


احتضنتني بحنان :حدثيني بالأمر ياصغيرتي فأنا امك

أنا الوحيده التي سوف تشعر بك


اردت الكلام ولكن دموعي سبقتني ..


بدأت أمي بالبكاء معي..



حين انتهيت من بكائي وهدأت وجدتها بقربي تهدأ مع كل نبضه في قلبي..


نظرت الى عينيها وانا ابتسم :أنا آسفة ولكن لا أعلم أصبحت كثيرة البكاء بعد حملي..


مسحت دموعي بهدوء:لااعلم ما سبب بكائك هذا ..ولا اعلم مالذي جعلك في الليلة الماضية تبكين..

ولكن الذي اعلمه بانك تتالمين..

حين تكونين مستعدة للحديث تذكري انني سأكون بقربك دوماً..



نظرت اليها بحزن ..


اعلم انك تشعرين بي..


واعلم مدي خوفك علي...


ولكن لا استطيع ان اخبرك ليس خوفا منك وانما خوفا عليك ..


لا أريد احزانك ..


وضعت رأسي على حضنها لأهنأ بحنانها..


حاولت تغيير الموضوع فتحدثت بابتسامة: بقيت خمسة أشهر على ولادتي..

وستصبح طفلتك مها أماً أخيراً..


طبعت قبلة خفيفة على رأسي:أسأل الله أن يرزقك السعادة يا صغيرتي.

.

.

.

الفصام…


نعم انه الفصام..


لازلت اذكر تلك الحالة التي رأيتها في اثناء التدريب..


كان يخبرنا انه مراقب..


اخبرنا الدكتور وقتها أن مرضى الفصام يبدأ مرضهم بالهلوسات..


و هذه الهلوسات عبارة عن أصوات يسمعها المريض بداخل رأسه..


يسمع أصوات تعلق على تصرفاته..


مثل: انه يفتح الباب..انه يجمع أغراضه وغيرها من الأوامر..


كما أن مرضى الفصام يعتقدون دائماً أنهم مراقبون وأن هناك من يريد قتلهم..


ومع تطور المرض يرى المريض أشخاص وهميين ويتعايش معهم..


ولأن المصابون بهذا المرض لا يدركون انهم يتوهمون فيبدأون بالبحث عن أسباب مقنعه لتلك الأصوات


مثل عادل تماماً..


فقد أقنع نفسه أن هناك من زرع شريحة ذكية بداخل رأسه..


علت وجهي ابتسامة خفيفة: سيكون التخلص منك أسهل مما توقعت ياعادل..

لم يعد هناك داع للبعثة..

سألقي به في أقرب مشفى للأمراض العقلية وانتهى الأمر..

وأخيراً سأتمكن من الزواج بأسيل..


سرحت بخيالي وأنا أتذكرها..


أسيل هي ابنة صديق العائلة..


كانت تأتي دائماً لمنزلنا وتشاركني اللعب..

انها محبوبتي منذ الصغر..


طلبت من والدي أن يخطبها لي..


وقد كان أبي سيوافق على هذا ولكن..


ظهرت سارة..


تلك الفتاة القروية..


لا أعلم من تعتقد نفسها حتى تستحقرني..


اعترف بهذا ..سارة جميلة جداً..


كنت أتعمد الدخول الى غرفتها بغتة قبل أن تتمكن من ارتداء حجابها..


وقد لاحظت ذلك…


كانت تنظر الي باستحقار دائماً..


الى أن جاء ذلك اليوم..


دخلت الى غرفتها قبل أن ترتدي حجابها وقد ارتبكت كثيراً وهي تبحث عنه..


كانت آية في الجمال..


جلست بجانبها وبدأت بألقاء كلمات الغزل..


ولكنني فوجئت بصراخها لتدخل الممرضة عند سماع صوتها..


خرجت من غرفتها بارتباك وقررت عدم العودة..


لم أتوقع أن تصرخ ..


فتاة قروية جاهلة..كيف لم تجذب لجمالي..


توقعت أن الأمر انتهى عند هذا الحد ولكن تلك الحمقاء قامت بإخبار مروان عما حدث..


هه لا أعلم مالذي لفت انتباهها في ذلك الغبي مروان...


أراد مروان أن يظهر بمظهر البطل أمامها فقام بالحديث معي..


وحين أنكرت الأمر أخبرني أن هناك سبع ممرضات شهدوا معها..


تلك الممرضة الفضولية قامت بنشر الخبر..


ذهبت لتهديد سارة وطلبت منها انكار الأمر ولكنها نظرت إلي بتحد وأخبرتني أنها لن تسكت على ما حدث..


خشيت أن يصل الأمر لأبي لذلك فكرت بطلب المساعدة من عادل..


كل ما طلبته من ذلك الأحمق أدوية تسبب الهلوسات..


ولكن ما الذي أتوقعه من مجنون …


أعطاها تلك الأدوية فأصيبت بالشلل..


ارتعب كثيراً وذهب لإخبار أبي..


لا أستطيع نسيان ذلك اليوم..فقد قام أبي بصفعي..


أنا !!...


أصفع من أجل فتاة قروية ؟!


خاف أبي أن يفضح ذلك الأمر وتدمر سمعة المشفى ان تمكنت سارة من الحديث..


وهذا ما حدث فعلاً..


ففقد قام مروان بإيصال الأمر للجنة التحقيق بداخل المشفى..


قام أبي فيما بعد بطلب تقرير طبي من مصحة نفسية تثبت أن سارة كانت تتلقى العلاج هناك منذ سنة..


وبذلك حلت مشكلتي..


أما عادل فقد اخترنا أن يكون كبش الفداء..


فقد كان لا بد من بعض التضحيات..


اعطيت الممرضة التي شهدت على الحادثة رشوة بمبلغ ضخم في مقابل انكارها لما حدث..


وافقت على ذلك وبما أن الشاهدة الوحيدة والتي قامت بنشر الخبر قد أنكرت..


انكرت بقية الممرضات أيضا..


ظننت ان المشكلة انتهت ولكن أبي اخبرني انه لن يخطب أسيل لي قبل أن يتنازل مروان..


انه يشعر بالعار مني ويخاف أن أفضحه ..


حرصت علی اسكات عادل طوال تلك الفترة..


وحين خرج من السجن اردت اقناع ابي بأمر البعثة حتى اضمن سكوته واتمكن من الزواج بها أخيراً..


ولكن الآن لم يعد أمر البعثة مهماً..


فقد جن عادل ولن يصدقه أي أحد..

.

.

.

انتهی يوم شاق آخر من علاج جمان الطبيعي..


رغم أن جمان تعبت كثيراً إلا أنها لم تبك في هذه المرة..


كنت أمسك بيدها طوال الوقت لتشجيعها..


بعد انتهاء التمارين عدنا الی الغرفة..


كانت جمان تضع رأسها علی حضني وأنا أقوم بالمسح علی شعرها..


أخبرني أحمد انه سيحضر أبي لزيارة جمان هذا اليوم..


نظرت الی جمان:طفلتي الشجاعة قد أنهت تمارينها بدون أن تبكي أليس كذلك؟؟


اكتفت بابتسامة خفيفة. .


لا أعلم حقا ان كانت جمان تفهم كلامي أم لا…


ولكنني أحاول الحديث معها أطول فترة ممكنة….ربما يساعدها هذا الأمر علی النطق من جديد..


تابعت حديثي:سيأتي جدو لرؤية جمان اليوم هل تحبين جدو؟؟


اكتفت بالابتسامة مجدداً. .


فتح باب الغرفة ثم وصلني صوت أحمد وهو يهتف بمرح:من هي الجميلة التي انهت تمارينها اليوم..


فتحت جمان عينيها بسرعة ثم جلست علی السرير بفرح..


تفاجأت من ردة فعلها التفت الی أحمد: هههه يبدو أنها كانت تتنتظر قدومك..


ضحك أحمد :انها تنتظر الشوكولا…


بدأ أبي ينظر الی جمان والدموع تملأ عينيه:طفلتي المسكينة..


قالها ثم وقف من كرسيه المتحرك وجلس بجانب جمان واحتضنها ثم انفجر بالبكاء..


امتلأت عيني جمان بالدموع هي أيضاً. ..


ابعدها أبي عن حضنه ثم أخرج الشوكولا من جيبه وقام بأعطائها لجمان…


ابتسمت جمان بفرح..


ضحك أحمد :هذه المرة جدو هو من قام بشراء الشوكولا أما أنا فقد جئت بهدية مختلفة…


التفت اليه:هل احضرت شيئا. .


أومأ برأسه وهو يرفع الكيس الموجود بيده:ذهبت اليوم الی السوق لشراء هاتف جديد لحنين..


بدأ بالضحك:هههه الم أخبرك لقد قامت ليان بإلقاء هاتفها بالمرحاض…


انفجرت بالضحك:ههههه المسكينة ليان لابد أن حنين قد قامت بضربها..


-هههه..كلا الحمد لله جئت في الوقت المناسب قبل أن تقوم بقتلها..


قالها ثم بدأ بإخراج بعض الكتب والألعاب من الكيس..


نظر الي بابتسامة:لقد وجدت بعض الألعاب التعليمية هناك فقمت بشراءها ...فكرت بأنها ستكون مفيدة لجمان..


شعرت بسعادة كبيرة..رؤيتي لاهتمامه الشديد بحالة جمان آلمتني وافرحتني في نفس الوقت. .


تمنيت حقاً لو كانت جمان ابنتي من أحمد..


قام أحمد بفتح أحد الكتب وبدأ يقرأ القصة لجمان التي كنت تنظر الی الصور بتركيز شديد..


قمت بتشغيل هاتفي لفتح تويتر..


لأفجأ برسائل ترد علی كل تغريداتي تحمل الشتائم لي و لأحمد..


وقد كان من ضمن تلك الرسائل هذه الرسالة:

(هذه الأم التي تدعي الحزن كانت تبحث عن الشفقة ليلتفت اليها أي أحد..

وبعد أن شاب رأسها تزوجت بذلك الهرم وتخلت عن ابنتها)..


حين قرأت تلك التغريدة أدركت علی الفور أن المرسل هو خالد..


فقد كانت هذه كلمته دائماً. …


كان يهددني بالطلاق ويخبرني بأنني لن أتزوج الا بشيخ هرم فلا أحد يريد امرأة مطلقة..


لو يعلم خالد أن الله قد عوضني بأحمد..


أحمد يصغر خالد بثلاث سنوات..


ولكن أحمد أكثر رجولة منه..


بدأت أكتب تلك التغريدة للرد علی كل شتائمه..


اخبرته في تلك التغريدة من يكون أحمد...


.

.

.



اخبرت أبي عن شكي بمرض عادل..ولكنه لم يصدقني..


اخبرني ان خوفه قد يكون بسبب تأثره من السجن في تلك الفترة..


ولكني اصررت عليه ان يأتي معي لرؤية حالته بنفسه.


طرقنا باب شقتهم فقامت عمتي حسينة بفتح الباب..


نظرت الي باستغراب...أعلم جيداً أنها تكرهني..


ابتسمت باستهزاء :أين عادل؟؟.


قامت بفتح باب الشقة وهي تنظر الی الأرض..


وجدنا عادل يجلس علی طاولة الطعام الموجودة في الصالة..


نظر الينا نظرات غريبة..


نظرت اليه بتساؤل:ها ياعادل..أما زالت الشرطة تطاردنا؟؟


اتسعت عيناه بخوف ثم بدأ يتلفت حوله..


نظرت الی ابي :أرأيت الم اخبرك..


أومأ أبي برأسه..


وصلني صوت العمة حسينة وهي تتحدث بغضب:ما الذي تريدونه من ولدي اتركوه بحاله…


نظرت اليها باستحقار:ولدك هذا مجنون...انه مصاب بالفصام..بقاؤه هنا يشكل خطر علينا جميعنا...يجب أن يدخل الی المصحة..


وقف عادل وهو ينظر الي بخوف وبدأت أنفاسه تتسارع..


صرخت العمة حسينة وهي ترفع يدها استعدادا لصفعي:أيها الخسيس..


أمسكت يدها قبل أن تصفعني وأنا أنظر اليها بحدة:لا تصدقينني اذا؟؟

حسنا لا تقلقي سأثبت لك..


نظرت الی عادل:عادل ...أخبر والدتك عن تلك الشريحة الذكية…


قلتها ثم ضحكت باستهزاء..


إلا أنني فوجئت بعادل وهو يهجم علي ويطرحني أرضاً لأشعر بأصابعه وهي تضغط علی رقبتي وتقطع أنفاسي...


لقد كان يخنقني بكل قوته وسط صراخ العمة حسينة..

.

.

.


كنت أجلس في مكتبي لأنهي عملي قبل عودتي الی المنزل .


لقد قمت هذا الصباح بإرسال تغريدات لأفرغ غضبي و أفضحها علی الملأ..


قمت بترتيب الأوراق بداخل الملف ثم قمت بفتح هاتفي لأری ان قامت بالرد علي..


ههه لابد انها ستقوم بحضري..


فوجئت حين فتح حسابها..


ربما لم تقم بقراءة التغريدات بعد..


مهلا..


هذه تغريدة جديدة..


(سألوني عن الرجولة فقلت (أحمد)

سألوني عن الشهامة فقلت (أحمد)

سألوني عن حبيبي فقلت ( أحمد).

الهي احفظه لي واكفني شر الحاسدين..)..


لا أعلم لماذا شعرت أن نارا تشتعل بصدري..


مالذي تقصده بهذه التغريدة السخيفة!!..


فتح الباب ثم سمعت صوت ماجد:عم خالد انظر لهذا..


التفت اليه وصرخت:تقول أحمد…


نظر الي وهو يعقد حاجبيه..


اخذت نفساً عميقاً ثم نظرت اليه:ماجد اخرج بسرعة لا اريد رؤية أحد..


نظر ماجد الي بصدمة ثم خرج…


أما أنا فقد قمت بإلقاء الملف علی الأرض بكل قوتي لتتبعثر الأوراق علی الأرض..


مالذي تقصده تلك الغبية بتغريدتها…


هل كانت تعتقد أنني سأغار من زوجها؟؟


وما شأني بزوجك؟؟


امرأة غبية..

.

.

.

لم يصدقني..


نادر لم يصدقني…


قررت أن أخفي أمر الشريحة عن الجميع..


سيتهمونني بالجنون..


لم أتمكن من أكمال عملي في المشفی اليوم…


لقد كانوا يراقبونني ..


المشفی مليئة بالكمرات..


وجودي في المنزل يشعرني بالأمان أكثر لذلك عدت باكرا..


عدت وقد قررت اخفاء معانتي عن الجميع..


حتی أمي..


ولكن نادر جاء مع عمي وبدأ يهزأ بي أمام والدتي..


الی أن بدأ يضحك باستهزاء…


شعرت بالدم يفور بداخلي...لقد طفح الكيل..


وفجأة سمعت ذلك الصوت برأسي..


*اخنقه..

*بسرعة اذهب واخنقه..


وبدون شعور مني هجمت عليه وبدأت أخنقه بكل قوتي…


كان ينظر إلی الأعلی وقد برزت عروق رقبته وبدأ وجهه يتحول للون الأزرق..


وفجأة شعرت بضرب ذلك الشيء لرأسي…


سقطت أرضا…


رفعت نظري الی عمي ..


لقد كان يحمل الكرسي الذي قام بضرب رأسي به..


التفت الی نادر الذي بدأ يسعل بقوة..


أما عمي فقد ترك الكرسي وذهب للجلوس بجانبه:هل أنت بخير يا بني…


أومأ نادر برأسه…


أما أنا فقد ركضت الی غرفتي بسرعة و أغلقت الباب بالمفتاح..


جلست علی زاوية الغرفة بخوف…


لست أنا ..


هم من طلب مني خنقه..


بدأ عمي معتز يطرق الباب بكل قوته:عادل افتح الباب…

افتحه بسرعة..


*انهم يكرهونك..

*نحن نكرهك أيضاً. ..


ارتفع صوت عمي أكثر :عادل افتح الباب…


وضعت يدي علی أذني بقوة..


كلا كلا..


انهم يعتقدون انني مجنون..


يعتقدون اني مصاب بالفصام..


لا أحد يصدقني…


انه نادر من قام بتدبير المؤامرة..


هو من طلب منهم زرع تلك الشريحة حتی يتهمني بالجنون..


ولكن..


هل أنا مريض حقاً؟ ؟


أومأت برأسي بقوة:كلا كلا أنا أعالج المرضی ..


أنا لست مريضاً. .


لا يصدقونني اذا..


حسنا سأثبت لهم أن تلك الشريحة موجودة حقاً. .


بدأت أضرب رأسي بالحائط بكل قوتي..


توقفت عن ضرب رأسي تدريجياً حين بدأت أشعر بالدموع الحارقة علی وجنتي..


أنا لست مريضاً. .


لست مريضاً. .

.

.

.

عدت من المشفی ولكن المنزل لا يزال في حالة فوضی..


اففف لا فائدة..


كيف ستتمكن تلك المسكينة من تنظيف كل هذا وحدها..


اتجهت الی المطبخ وبدأت أغسل الأطباق..


ان رأوني أقوم بالتنظيف سيساعدونني بالتأكيد..


أتت حنين الي ونظرت الي بصدمة:كلا يا ابي اتركها سأقوم بغسلها..


تحدثت بدون أن أنظر اليها:كلا لا بأس اذهبي مع لين لتنظيف بقية الغرف..سأحضر خالتك هوازن هذا المساء...ستصدم المسكينة من هذه الفوضی..


انتظرت منها أن تتحرك ولكنها لازالت تنظر الي ..


التفت اليها:هيا مالذي تنتظرينه اذهبي بسرعة..


كانت تنظر الي فاغرة فاها ..


زفرت:حنين..


وأخيرا سمعتني ..


اغلقت عينها وفتحتها عدة مرات: ها ...حسناً. .


قالتها ثم ركضت وهي تخرج من المطبخ..


ههه مالذي أصابها..

.

.



عاد أبي من المشفی مع والد الخالة هوازن..


ولكنه اتجه الی المطبخ بسرعة لغسل الأطباق..


ذهبت اليه بسرعة فقد شعرت بالاحراج..


ولكنه رفض مساعدتي وطلب مني تنظيف بقية الغرف..


هناك شيء غير طبيعي هنا..


لماذا يصر علی تنظيف المنزل قبل عودتها؟؟


هل اشتكت الخالة هوازن من حال المنزل ياتری..


لا استبعد هذا..

تلك الافعی بدأت تكشر عن أنيابها أخيراً. .


لم اكن ارغب بالتنظيف حتی اغيضها ولكني قمت بالتنظيف مع لين احتراما لأبي فقط..


ولكن في داخلي كنت احترق غيظا..

بعد أن انتهينا من التنظيف خرج أبي الی الصالة وبدأ يتفحصها بعينه…


ابتسم برضی:جزاكم الله خيراً. ..هذا ماكنت أرجوه من بنياتي..


قالها ثم جلس علی الأريكة..


رفع بصره الينا:اعزائي اريد منكم مساعدة خالتكم هوازن..

من الصعب عليها تنظيف المنزل والعناية بليان وعمي والعناية بابنتها في المشفی..

انها تحتاج مساعدتكم في هذه الفترة تحديداً. .


قالها ثم اتسعت ابتسامته اكثر ليقول ذلك الخبر ليكون وقعه كالصاعقة..

فقد حطم كل أمالي بفراقها..


وأوقف آخر آخر نبض في قلبي..


-هـــوازن حـــامـــل...

.
.
.

جاء أحمد وقد كان ينتظرني في السيارة..


عمله يبدأ بعد ساعتين يجب أن أنزل بسرعة حتى أتمكن من الذهاب الى المنزل قبل ذهابه لعمله..


ولكن جمان لم تنم بعد..


رغم ان عينيها كانت مغلقتين إلا نها كانت تتمسك بي بقوة وهي في حضني..


وكأنها شعرت بأنني سأتركها.


استدعيت الممرضة سهى فقدمت الى الغرفة..


همست: سهى أحمد ينتظرني بالأسفل وأنا أخاف أن تستيقظ جمان..

هل يمكنك الجلوس بجانبها الى أن تستغرق في النوم؟؟


أومأت برأسها..


حاولت ابعاد يد جمان بهدوء ولكنها فتحت عينيها فوراً وبدأت بالبكاء..


رن هاتفي.


كان أحمد يتصل.


يا إلهي لقد تأخرت عليه…


طبعت قبلة على رأس جمان وبدأت أتحسس شعرها و أتحدث بهدوء: جمان ماما ستأتي غداً صباحاً حسناً..


أمسكت بثيابي بكل قوتها وهي تومئ برأسها والدموع تملأ عينيها..


شعرت أن قلبي يتفطر حزناً…


تزاحمت الدموع في عيني: جمان يا صغيرتي لا تفعلي هذا بي أرجوك..


رن هاتفي من جديد..


نظرت سهى إلي: هوازن اتركيها سأمسك بها ..لا تقلقي ستبكي قليلاً ثم ستنسى الأمر….


-ولكن..


نظرت الي وهي تجلس بجانب جمان: هيا يا هوازن زوجك ينتظر..


نظرت الى عيني جمان: سأعود غداً يا حبيبتي..


قلتها ثم وقفت من السرير..


هممت بالمشي قبل أن يستوقفني امساك جمان لعباءتي بكل قوتها…


أغلقت عيني بألم و أنا أسمع صوت انفاسها الخائفة وهي تبكي ..


شعرت برغبة بالبكاء أنا أيضاً..


ماهو ذنبنا ليقوموا بتفريقنا..


لو أنني لم أتزوج بخالد في حياتي..


لو أن جمان كانت ابنة لأحمد لما عشنا هذا العذاب..


سامحيني يا ابنتي.


سامحيني..


افلتت قبضتها عن عباءتي ولكن صوت بكائها ارتفع اكثر وبدأت تحاول الكلام : م..مم..م..


التفت اليها ببطء لأرى الممرضة سهى قد قامت بتكتيف يدها وهي تنظر الي بترج وتبكي بحرقة ..


ضعفت من نظراتها وهممت بالجلوس بجانبها ولكن سهى نظرت الي بحدة: هوازن اخرجي بسرعة لا تصعبي الأمر..


أومأت برأسي ثم بدأت أمشي باتجاه الباب و أنا أغمض عيني في محاولة مني لتجاهل صوت بكائها..


أخذت نفساً عميقاً ثم أمسكت بالمقبض وهممت بفتحه قبل أن يدوي ذلك الصوت ويتردد صداه في أرجاء الغرفة..


-مــــــــــــــامـــــــــــــا..

مــــــــــــــامـــــــــــــا..

مــــــــــــــامـــــــــــــا..


توقف الكون في تلك اللحظة..


شعرت أن قلبي سيتوقف عن النبض..


هل أنا أتوهم ؟؟


التفت نحو مصدر الصوت بدهشة لأنطق بصعوبة في عدم تصديق :جـمـان !!


كانت تنظر الي بوجهها الأحمر من شدة البكاء وهي تحاول تحرير يدها من الممرضة و تردد وسط شهقاتها : ماما...ماما..مــامــا..


وضعت يدي على فمي في محاولة مني لكبت تلك الشهقة التي فجرت سيل الدموع المكبوت بداخلي..


لقد نطقت..

جـــمـــان نــطــقــت..

نسمات الحنين 02-03-16 10:48 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
روايه رائعه فكره جديده ومشوقه وصيغت بطريقه ابداعيه ننتظر الباقي بشوق وياليت تخبرينا عن مواعيد التنزيل حتى نكون بالانتظار

bluemay 03-03-16 09:16 AM

يا الله وأخيرا .. كنت متوقعة انه جمان لا بد ان تتعرض لضغط ليفك عقدتها وتحكي .

ولما شافت امها بتتركها حست بلوعة وخوف من فقدانها فأنطلقت تحكي ..


الله يستر خايفة تضعف وتضل معها فيجي خالد ويشوفها .

ارجوك لا تفجعينا فيهم .. عانوا بما فيه الكفاية ..


عادل اكيد عنده فصام .

نادر الله يعجل بفضحك يا كريه ويحرق قلبك يا معدوم الضمير.


متشووووقة للقادم

مشكورة كتير يا قمر


لك ودي

★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

شخابيط فتاة 04-03-16 09:32 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسمات الحنين (المشاركة 3599617)
روايه رائعه فكره جديده ومشوقه وصيغت بطريقه ابداعيه ننتظر الباقي بشوق وياليت تخبرينا عن مواعيد التنزيل حتى نكون بالانتظار

أهلاً يا عسل اسعدني مرورك

مواعيد الفصول حبيبتي كل أربعاك الساعة 10 مساء
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3599667)
يا الله وأخيرا .. كنت متوقعة انه جمان لا بد ان تتعرض لضغط ليفك عقدتها وتحكي .

ولما شافت امها بتتركها حست بلوعة وخوف من فقدانها فأنطلقت تحكي ..


الله يستر خايفة تضعف وتضل معها فيجي خالد ويشوفها .

ارجوك لا تفجعينا فيهم .. عانوا بما فيه الكفاية ..


عادل اكيد عنده فصام .

نادر الله يعجل بفضحك يا كريه ويحرق قلبك يا معدوم الضمير.


متشووووقة للقادم

مشكورة كتير يا قمر


لك ودي

★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

مرورك الأحلى حبيبتي

بما أنه جمان نطقت الفصل القادم راح يكون فيه مفاجأات

مو عارفة صراحة حتجبوها أو لا

أحس اني راح أتكفخ الفصل القادم الله يستر خخخ:lol:

شكراً لمرورك

bluemay 04-03-16 10:12 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الله يستر


متوقعة يتدخل خالد ويبعد جمان .

او احمد يزعل من هوازن ويتركها في المشفى..


متشوقة للقادم


وبتمنى ترفقي بقلوبنا ولا تحزنينا عليهم .

لك ودي


★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

مملكة الغيوم 06-03-16 11:21 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله
قصه مشوقه جدا عزيوتى تسلم ايدك تو ما بداءت فيها ما قدرتش اتوقف الا لما خلصت الفصول كلها بعض الماقف ابكتنى بجد وصف رائع لمشاعر هوازن لما لاقت بنتها ومشاعر يوسف الطفل لما كان مشتت مش عارف يتصرف ووصف لطبيعة خالد الشخصيه الجامده اللى مشاعره ميته وبيعتبر المشاعر ضرب من الهبل واحمد على النقيض شخصيه حساسه محبه وعطوف جدا على ولاده وعلى زوجته اما حنين فهى وان كانت بتتصرف بغباء لكن معذوره هى كده البنت بتكون متعلقه بوالدها وبتغير عليه لكن مع طيب هوازن حتلين مع الوقت
نادر شخصيه زباله استغل منصب ابوه وتحرش بالبنت ولما تتكلم يتسبب لها فى شلل الله يولع فى امثاله اللى بيستغلو مكانتهم فى اذية الناس
عادل اعتقد نال جزاءه بمرض نفسى حيوصله لهلاكه
فرحت قوى لما جمان اتكلمت واعتقد مع الاختلاط بالناس حتكتسب الخبرات وعقلها ينمو بصوره طبيعيه لانها مش معاقه هى مكنتش عايش الحياه ومكنش حد بيخاطبها وهى فى الغيبوبه عشان كده اتاخرت ربنابعتلها سيف لاجل تقوم عسى ده يخفف شعوره بالذنب ناحيتها
قصه ممتعه تسلم ايدك فى انتظار القادم لكى تحياتى

شخابيط فتاة 11-03-16 05:35 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3599816)
الله يستر


متوقعة يتدخل خالد ويبعد جمان .

او احمد يزعل من هوازن ويتركها في المشفى..


متشوقة للقادم


وبتمنى ترفقي بقلوبنا ولا تحزنينا عليهم .

لك ودي


★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

ههههه ان شاءالله نشوف توقعاتك في البارت القادم
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3600388)
السلام عليكم ورحمة الله
قصه مشوقه جدا عزيوتى تسلم ايدك تو ما بداءت فيها ما قدرتش اتوقف الا لما خلصت الفصول كلها بعض الماقف ابكتنى بجد وصف رائع لمشاعر هوازن لما لاقت بنتها ومشاعر يوسف الطفل لما كان مشتت مش عارف يتصرف ووصف لطبيعة خالد الشخصيه الجامده اللى مشاعره ميته وبيعتبر المشاعر ضرب من الهبل واحمد على النقيض شخصيه حساسه محبه وعطوف جدا على ولاده وعلى زوجته اما حنين فهى وان كانت بتتصرف بغباء لكن معذوره هى كده البنت بتكون متعلقه بوالدها وبتغير عليه لكن مع طيب هوازن حتلين مع الوقت
نادر شخصيه زباله استغل منصب ابوه وتحرش بالبنت ولما تتكلم يتسبب لها فى شلل الله يولع فى امثاله اللى بيستغلو مكانتهم فى اذية الناس
عادل اعتقد نال جزاءه بمرض نفسى حيوصله لهلاكه
فرحت قوى لما جمان اتكلمت واعتقد مع الاختلاط بالناس حتكتسب الخبرات وعقلها ينمو بصوره طبيعيه لانها مش معاقه هى مكنتش عايش الحياه ومكنش حد بيخاطبها وهى فى الغيبوبه عشان كده اتاخرت ربنابعتلها سيف لاجل تقوم عسى ده يخفف شعوره بالذنب ناحيتها
قصه ممتعه تسلم ايدك فى انتظار القادم لكى تحياتى

يازينك ياشيخه ويازين ردك..

فخورة جدا اني قدرت اجذبك بحروفي المتواضعة عزيزتي..

بجد فرحتيني كثير بتحليلك وتعليقك علی كل شخصية..

اشكرك جدا جدا جدا

شخابيط فتاة 11-03-16 05:36 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
لظروف خارجة عن ارادتي اعتذر عن البارت هذا الاسبوع بإذن الله احاول اعوضكم بفصلين الاسبوع القادم ان شاء الله..

اعتذر جداً جداً جداً

شخابيط فتاة 16-03-16 10:19 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الفصل الثالث عشر:هوازن..

كنت انتظر نزول هوازن أمام باب المشفی..

لقد تأخرت كثيرا. .اتصلت عليها ولكنها لم ترد…

خشيت ان يكون هناك مكروه قد حدث لها..

خرجت من سيارتي بخوف علی اثر تلك الفكرة..

اعدت الاتصال عليها وأنا أمشي باتجاه غرفة جمان..

وبعد عدة رنات وصلني صوتها وهي تبكي:أحمد..

شعرت بقبضة مؤلمة في قلبي..اذا هناك مكروه حقاً:هوازن ما الأمر..

قلتها وأنا أسرع بخطواتي..

-لقد نطقت يا أحمد ..لقد نطقت..

توقفت بمكاني وأنا أعقد حاجبي:ماذا؟؟.

-لقد نطقت..جمان نطقت..

قالتها ثم سمعت صوت بكاء جمان وهي تردد:ماما..

شعرت بفرحة عارمة..

اسرعت بخطواتي لأصل الی غرفتها..

فتحتها لأری جمان تبكي بحضن هوازن ..

نزلت دمعة من عيني ولكنها في ذلك الوقت كانت دموع فرح..

لا أعلم حقا ما سبب حبي لهذه الفتاة..

لقد استطاعت الدخول الی قلبي ببراءتها..

اتمنی حقا ان تتمكن من العيش مع ابنائي في منزلي. .

لا ارغب في ابعاد هوازن عنها فقد التقت بها بعد عناء..

اقتربت من السرير..

التفتت هوازن الي بعينين حمراوين:أحمد..ارجوك..اريد البقاء معها هذه الليلة فقط..

ازداد بكاءها:حين هممت بالخروج صرخت ماما وهي تبكي..ارجوك اريد البقاء معها الی ان تنام ثم سأطلب من يوسف ان يوصلني الی المنزل..

ابتسمت بهدوء:وما المشكلة ابقي بجانبها هذه الليلة ..

نظرت جمان الي بحدة وهي تتمسك بهوازن بكل قوتها..

ضحكت:انظري كيف تنظر الي هههه يبدو اننا سنواجه نسخة اخری من حنين هنا..

ضحكت هوازن وسط دموعها..

مسحت علی شعر جمان:لا تقلقي لن آخذ ماما فأنت تستحقين هدية علی هذا الإنجاز. .

غمزت:ولكن ها..لا تعتادي علی هذا فنحن نريد ماما أيضاً..

وصلني صوت ضحك هوازن أما جمان فقد اكتفت بتعقيد حاجبيها…

لوحت لها بيدي وأنا اضحك:هيا ياجمان بابا أحمد سيذهب لعمله قولي وداعاً بابا أحمد..

ضحكت هوازن:بالكاد قالت ماما..

-ستنطقها قريباً. .لا تنسي يا جمان بابا أحمد ان نطقتها سأحضر لك هدية كبيرة..
الی اللقاء الآن..

ابتسمت هوازن :الی اللقاء..

ودعتها ثم خرجت من الغرفة..

نظرت الی الساعة..

يا الهي انها الثامنة والربع ارجو ان لا يكون الطريق مزدحما..

.
.
.
لازلت أشعر بالغضب منذ قرأت تغريدة هوازن..

اتمنی لو انها كانت امامي لأفرغ غضبي عليها..

حاولت نسيان امرها ولكنني لم استطع..

ايعقل انني اغار من زوجها.

كلا كلا..ولماذا اغار..

ولكنني غاضب من أجل جمان فقط فهي تحتاج لأمها ..

مسكينة ابنتي..لا أحد يهتم لأمرها..

كل مشغول بحياته الخاصة..

لا استطيع لوم اي احد ..

ان كانت والدتها لا تريدها فهل سأجبر الآخرين علی العناية بها؟؟

بعد خروجي من عملي خرجت مع ماجد للتفاهم معه فقد شعرت ان هناك مشكلة بينه وبين مها..

وقد كنت محقا فقد اخبرني ماجد انها اتت الی منزلي بدون ان تخبره ..

ولكنه اقسم امامي انه لا يعلم ما سبب غضبها منه لهذا اتفقت معه علی ان يأتي للتفاهم معها هذه الليلة..

توجهت نحو المتجر لشراء هدية لجمان..

سأبقی معها قليلا قبل عودتي للمنزل ..

المسكينة لابد انها تشعر بالوحدة..

احترت كثيرا فيما اشتريه ولكني لم أجد شيئا مناسبا لذلك اكتفيت بشراء بعض البسكويتات..

توجهت نحو المستشفی وحين وصلت الی الممر الذي يحوي غرفتها فوجئت بالممرضة سهی وهي تخرج ثم تعود الی الغرفة بسرعة …

عقدت حاجبي..

مالذي اصابها حتی تفزع هكذا!!
.
.
.
بقيت بجانب جمان الی ان تمكنت من النوم…

كنت اتأمل وجهها بابتسامة..

ما أسعدني فقد نطقت ابنتي..

كم كنت خائفة من ان لا اسمع صوتها مجددا..

بعد أن نامت جمان اتت سهی الی الغرفة وهي تحمل بيدها بعض الطعام فقد شعرت بالجوع وطلبت منها احضاره..

دخلت الی الغرفة بابتسامة:هل نامت؟؟

أومأت برأسي..

وضعت الصينية علی الطاولة:حسنا تعالي وكلي الآن وان احتجتي لأي شيء اخبريني..

ابعدت جمان عن حضني ثم وقفت من السرير وأنا أشكر سهی:اشكرك كثيرا يا عزيزتي لقد اتعبتك معي..

-كلا لا تقولي هذا الكلام..

جلست علی الأريكة:تعالي وكلي معي..

أومأت برأسها:كلا أشعر بالشبع كما أنني سأذهب للمنزل الآن أمي ستنتظرني علی العشاء..

ابتسمت :بلغي تحياتي لوالدتك..

-ان شاء الله..

قالتها وهي تخرج من الغرفة..

كنت سأبدأ بالأكل ولكن سهی فتحت الباب بسرعة وملامح الفزع بادية علی وجهها:هوازن ...زوجك قد اتی..

عقدت حاجبي:أحمد!!

أومأت برأسها:كلا انا اعني والد جمان..

وقفت من الاريكة بخوف..

فتحت سهی باب الحمام:اختبئي بسرعة..

ركضت باتجاه الحمام وأنا أدعو الله بداخلي أن لا يفضح أمري ..

اغلقت سهی الباب ثم سمعت صوت خالد:السلام عليكم..

ردت سهی بصوت مرتبك :وعليكم السلام..كيف حالك يا سيد خالد..
ليتك قدمت في وقت أبكر فجمان نائمة..

-اوه لا بأس جئت لأطمأن عليها فقط..
مم..خيرا لقد رأيتك تدخلين الی الغرفة بخوف هل هناك مشكلة..

-ها..كلا ولكني احضرت عشاء لجمان وحين رأيتها نائمة عدت لأخرجه ..

حاولت سهی تغيير الموضوع:لقد نطقت جمان اليوم..

رد خالد:حقا!!

-نعم لقد نطقت في اثناء التمارين ستخضع لجلسات للتخاطب في هذه الفترة وستعود كما كانت ان شاء الله. .

زفر خالد بعمق:ان شاء الله..

صمت قليلاً ثم اردف:الم تأتي لأخراج الطعام..

اجابت سهی:ها..نعم ..سأخرجه حالا. .

قالتها ثم بدأت اسمع صوت خطواتها وهي تخرج من الغرفة..

كلا يا سهی لا تخرجي..

لا اريد البقاء في نفس المكان مع هذا البغيض لوحدي..

كانت دقات قلبي مرتفعة..

اكاد اجزم انه ان اقترب من الحمام سيتمكن من سماع صوتها. .

سماعي لصوته اعاد لي اقسی الذكريات..

بدأت أشعر بالغثيان ولكني حاولت التماسك..

مالذي أتی به اليوم…

ما سر هذا الحنان المفاجئ. .

اخبرني يوسف انه يزورها في ايام الجمعة فقط..

يا الله ارحمني..

حاولت جاهدة السيطرة علی اعصابي ولكنني بدأت انتفض من الخوف..

لماذا لم يخرج بعد..

انها نائمة مالذي يريده من البقاء هنا..

سمعت صوت هاتفي وهو يرن…

وضعت يدي علی فمي لأكتم تلك الشهقه..

تزاحمت الدموع في عيني..

سمعت صوت خطوات خالد وهي تقترب ثم وصلني صوته:مرحباً. .
انا في المشفی..
كلا جمان نائمة سآتي بعد قليل.

تنفست الصعداء ...لقد كان هاتفه..

-ااا..سمر اخبري مها ان ماجد سيأتي للتفاهم معها..
لقد تحدثت معه اليوم ولكنه اخبرني انها غضبت بدون سبب ..
حاولي التحدث معها ربما تخبرك بشيء…

بدأ صوته يضعف شيئا فشيئا الی ان قطع صوته بعد سماعي لصوت اغلاق الباب ..

وضعت يدي علی صدري..

هل سيعود مرة اخری..

اود الخروج من الغرفة ولكني اشعر بالخوف..

بقيت في الحمام لعدة دقائق ثم سمعت صوت الباب وهو يفتح من جديد..

قطعت انفاسي من شدة الخوف..

ولكني مالبثت ان سمعت صوت سهی:هوازن يمكنك الخروج لقد ذهب..

فتحت باب الحمام ثم اتجهت نحو هاتفي بسرعة..

سأطلب من يوسف ان يعيدني الی المنزل..

كنت مرتعبة جداً..

ما ادراني..ربما يعود مجددا..
.
.
.
-لماذا فعلتي هذا يا مها هل أخطأت معك بشيء؟
هل تعلمين كم احرجت امام اخوك حين سألني عن المشكلة؟

كانت تلك الكلمات التي استقبلني بها ماجد..

أعلم جيدا انه لن يتنازل عن كرامته ويعتذر.

حتی قدومه للتفاهم معي ليس لأنه يريدني ولكن أخي قد احرجه..

هه طبعا لا يريد ان يخسر بنك ماله..

كما ان اخي وفر له وظيفة بداخل الشركة ..

صحيح انه غبي ولكنه لن يكون غبيا ليغضب اخي والا سيخسر وظيفته..

لم اكن ارغب في مقابلته ولكن حين اتی اخي الي ليفهم سبب غضبي لم اعرف كيف ارد عليه..

هل اخبره ان ماجد مجرد شخص استغلالي..

ما الذي سيحدث بعدها هل سأطلب الطلاق؟؟


لن يتقبل اخي هذا الأمر أبدا فهو يعتبر المطلقة امرأة فاشلة ..

امسك ماجد بيدي بهدوء:مها يا عزيزتي لقد تركتك بالأمس لأني اردت ان تأخذي وقتك لتهدأي لم أقصد تجاهلك..
ولكني لا أفهمك حقاً. .
طلبت زيارة سارة ولم ارفض..
بل على العكس خرجنا وقضينا وقتا ممتعاً. .

لم اتمكن من التماسك اكثر..
انفجرت فوراً:لقد اخرجتني لأنك اردت اخذ النقود التي في الخزانة..

اتسعت عيناه بصدمة:أنا!!

رفعت حاجبي:ومن يكون غيرك..

بدأ برسم ملامح البراءة علی وجهه..

كم اكره رؤيته حين يدعي البراءة..

-لا حول ولا قوة الا بالله..
لقد ظلمتني يا مها حقاً. .
هل طلبت نقودك ..ها..
الم تعطني اياها بنفسك؟؟
ان كان ذلك يغضبك لماذا عرضت علي أخذها؟؟

نظرت اليه بغضب:تريدني ان اصدق ان دينك الكبير هو خمس مئة ريال…

أومأ برأسه:أولا:انه اكثر من خمس مئة ولكن ما ينقصني لسداده هو خمس مئة..
ثانيا : لم أكن أعلم انك بخيلة لهذه الدرجة..
حسنا تعالي معي للمنزل وسأعيد لك نقودك..
حقا يا مها لقد صدمتني ..
علی من انفق النقود؟؟
ألا انفقها عليك وعلی المنزل..ها؟؟

قاطعته:تنفقها علی اصدقائك..حتی ذهبي قد قمت ببيعه..

زفر:اففف في كل مرة تذكريني بموضوع الذهب ..أخبرتك اني سأشتري لك غيره..

نظرت اليه بحدة:الآن ستأخذني الی السوق وإلا لن أعود..

تلفت حوله بارتباك:ها..الآن؟؟

رفعت حاجبي:هل لديك اعتراض؟؟

صمت قليلا ثم أجاب :حسنا سأنتظرك في السيارة..

قالها ثم وقف ومشی باتجاه الباب..

يبدو ان السيد قد غضب..

فوجئت لأنه لم يعترض ولكني لا أثق به ..

يريدني أن أعود معه فقط..

ركبت معه في السيارة وما إن دخلت حتی بدأ بإلقاء الحجج..

-مها يا عزيزتي لماذا لا تثقين بي...لقد وعدتك اني سأعيد الذهب لك..ولكن الآن لا استطيع..
صدقيني اقول هذا من أجل مصلحتك..
اني اجمع النقود من أجل ولادتك..
ما الذي ستستفيدينه من الذهب؟؟
كما انني اخبرتك انني مديون..
لماذا لا تريدين تصديقي؟؟

وتابع حديثه دون توقف..

اما انا فقد نظرت الی النافذه بدون أن أرد عليه..

هذا ما كنت اتوقعه..

كنت اود اسكاته حتی لا يزداد كرهي له..

اسكت يا ماجد..

أرجوك..
.
.
.
مرت خمسة اشهر علی نطق جمان لكلمتها الأولی:ماما..

ما أجملها من كلمة حين تخرج من فمها..

تحسنت صحة جمان كثيرا في هذا الوقت..

اصبحت نبيهة جدا وتسأل الكثير من الأسئلة. .

شعرت حقا ان طفلتي عادت الي..

اصبحت مرحة، كثيرة الكلام كما عهدتها..

اما بالنسبة لزياراتي لها لم تعد يومية كالسابق..

فقد اصبحت اخاف كثيرا من مصادفة خالد..

فقد اصبح يكثف زياراته لها بعد ان تحدثت..

المريح في الامر ان جمان بدأت تتقبل ابتعادي عنها لفترات بسيطة لأنني اعدها بالنوم بجانبها في ايام اجازات احمد..

اصبحت تنتظر ايام اجازاته بفارغ الصبر..

كما انني حذرتها من اخبار ابوها من انني انام معها..

بالطبع لم اخبرها بالسبب فعلی كل حال انها ابنته ولن اتنازل عن مبادئي لاشوه سمعته..

خاصة بأنه يهتم بها ويحبها حسب قول الممرضة سهی..

لذلك اخبرتها ان ابوها يفخر بها لأنها اصبحت كبيرة ولهذا لا يريد مني النوم بجانبها..

اخبرتني سهی ان جمان تتحدث عني كثيرا امام خالد ولكن سهی اخبرته انها تقصدها بقول ماما..

اظن بأنه اقتنع بهذا فقد اصبح يحترم سهی ويشكرها دائماً علی اهتمامها بجمان..

بعد ان جلست بجانبها وودعني أحمد بدأت جمان بأسئلتها الكثيرة:ماما لماذا لا يناديك بابا أحمد بماما..

نظرت اليها بصدمة ثم انفجرت بالضحك..

مطت شفتيها اعتراضا علی ضحكي:لماذا تضحكين..انا لا امزح انه يدعوك ب.هوا..هوا..

صمتت في محاولة منها لتذكر اسمي..

نظرت اليها باهتمام ثم تحدثت ببطء:هــــــــــوازن

شهقت:نعم هوا..هوا..

ضحكت ..

لم اكن اعلم ان اسمي صعب لهذه الدرجة..

اخذت اكرر اسمي عدة مرات وهي تراقب حركات شفتي بتركيز شديد..

-هــــــــــوازن...هــــــــــوازن هيا قولي هــــــــــوازن..

اخذت نفسا عميقا ثم فتحت فمها لتنطق بأعلی صوتها:ه.هـــــــــــــــــــــــــــــوازن..

لا أخفيكم ان صوتها اخترق اذني بقوة ولكنني انفجرت بالضحك علی حماسها..

اخذت تضحك معي هي أيضاً. .

-ماما ماما..لقد قلتها صحيح...هوازن..

نظرت اليها بابتسامة:احسنتي يا جميلتي..

بدأت تقفز علی السرير بفرح وهي تردد:هوازن...هوازن...هوازن..

اما انا فقد كنت اضحك من كل قلبي ..

لم اكن اعلم في ذلك الوقت ان نطقها لأسمي سيسبب لي اعظم الم في حياتي. .

توقفت عن القفز فجأة ثم نظرت الي وهي تعقد حاجبيها:ولكن...ماذا يعني هوازن؟..

ابتسمت:انه اسمي يا صغيرتي...انت اسمك جمان وانا اسمي هوازن..

نظرت الی الأرض بتفكير ثم اعادت نظرها الي:ولماذا ادعوك بماما؟؟

ضحكت:هههه لانني امك..

-وماذا يعني أم؟؟

نظرت اليها بدهشة..لم اتوقع ان تسألني هذا السؤال أبداً. .

اطرقت لفترة وأنا افكر بأجابة شافية لها ثم نظرت إليها بابتسامة.

امسكت يدها ووضعتها علی بطني فقد شعرت بتحركات طفلي وأردت ان تشعر جمان بها..

شعرت بتلك الركلة علی يدها ثم شهقت:ما هذا؟؟

ضحكت:انه أخوك..

عقدت حاجبيها:أخي ؟؟

أومأت برأسي:نعم..لا يزال صغيراً جدا...لهذا يبقی في داخل بطني الی ان يصبح كبيرا وقويا ثم سيخرج ويدعوني بماما هو أيضا….

صمتت قليلا ثم سألت من جديد:هل كنت انا في بطنك ايضا ولهذا ادعوك ماما؟؟

أومأت برأسي بابتسامة..

وضعت اذنها علی بطني:متی سيخرج اخي اريد ان اراه انا ايضا…

-ههه سيخرج قريبا يا صغيرتي..

جلست علی السرير بحماس:هل سيلعب معي بالبلايستيشن؟؟

-هههههه نعم يا صغيرتي سيلعب معك..

اتسعت ابتسامتها اكثر:اريده ان يخرج الآن لأني اشعر بالملل..

نظرت اليها بتفكير:ممم ولكنه ان خرج الآن لن يكون قويا وسيبكي كثيراً. .

عبس وجهها:كلا لا اريده ان يبكي..اففف ماما اريد ان العب بالبلايستيشن ..الآن..

طبعت قبلة علی رأسها:حسنا يا عزيزتي سأشغله لك..
.
.
.
استدعتني الخالة هوازن لغرفة جمان من أجل تشغيل البلايستيشن..

ارادت جمان اللعب به ولكنها لم تستطع تشغيله..

بدأت اتفحصه ثم ابتسمت:المشكلة انك لم تقومي بشبك هذا السلك جيداً ..

نظرت جمان الی الخالة هوازن:ماما..هل يستطيع يوسف اصلاح البلايستيشن. .

اجابتها بهدوء:نعم يا صغيرتي..

عادت لسؤالها:ولماذا لم تستطيعي انت..

ضحكت:لا أعرف طريقة تشغيله..

-ولماذا يعرف يوسف..

حاولت جاهدا منع نفسي من الضحك...اصبحت جمان تسأل الكثير من الأسئلة ...لا اعلم كيف تتمكن الخالة هوازن من الاجابة عليها بكل هدوء…

حين اجابت علی سؤالها اتسعت عيناي بصدمة...سمعت اكثر اجابة اكرهها:يوسف دكتور ...انه يعرف كل شيء..

ابتسمت ابتسامة خفيفة...كم اكره هذه الفكرة...فبمجرد ان اقول انني لا اجيد عمل شيء..يردون علي بدهشة: انت دكتور...الدكتور يعلم كل شيء..

لقد كانت اجابة الخالة هوازن في ذلك اليوم من اجل اسكات جمان فقط...ولكنها لم تكن تعلم ان تلك الاجابة ستتعمق في عقل جمان بطريقة سيئة جداً ..

أسوأ مما تتصورون..
.
.
.


أمي كم أهواها اشتاق لمرأها..

وأحن لألقاها..و. و.

اففف لقد نسيت..

مشيت باتجاه كرسيي المتحرك وجلست عليه..

انا اتعب من المشي لمسافات طويلة..

اتجهت الی الخزانة وأخرجت حجابي..

قالت ماما ان شعري جميل جداً. .

ولكن ان رآه الرجال سوف يفسد لهذا اقوم بتغطيته..

سأذهب لأنادي يوسف..

يوسف دكتور..انه يعرف كل شيء..

خرجت الی الممر وبدأت ابحث عن يوسف ..

سيغضب يوسف كثيراً. ..يقول لي دائما ان لا اخرج من الغرفة وحدي ...

ولكني احتاج اليه الان..

بعد البحث عنه رأيته أخيرا ..

كان يشرب كوبا من الماء ..

اقتربت منه بابتسامة وبدأت أشد معطفه ..
.
.
.
رأيت نادر وهو يمر أمامي وينظر الی الملفات..

كم أكره رؤيته..

ستبقی جمان وحدها هذا اليوم فالعم خالد سيأتي لزيارتها الليلة..

رغم اني لم الحظ علی نادر اي تصرفات غريبه الا ان رؤيته تغيظني كثيراً. .

اتجهت الی البرادة لشرب كوب من الماء علي اهدأ قليلاً. .

ولكني مالبثت ان شعرت بيد تسحب معطفي..

أغلقت عيني وأنا ادعو الله ان لا يكون توقعي صحيحاً. .

التفت ببطء لأری ثم زفرت بضجر..

انها جمان كما توقعت..

كانت تنظر الي بابتسامة عريضة..

ضربت وجهي بغضب :جمان ما الذي تفعلينه هنا..

مطت شفتيها وامتلأت عيناها بالدموع:لا تصرخ..لقد ارتديت حجابي. احتاج اليك..

اخذت نفسا عميقا:الم احذرك من الخروج من الغرفة وحدك...ان اردت الخروج اخرجي مع الممرضة...كما انني مشغول الآن ...سآتي فيما بعد واخبريني بما تريدينه..

صرخت بصوت مزعج:انت كاذب..

وضعت يدي علی اذني وأجبتها بانزعاج: جمان..كم مرة اخبرتك ان تخفضي صوتك...لقد فقأت اذني..

ضحكت ببلاهة:آسفة..

تابعت حديثها بهمس:انت كاذب..لقد قلت انك ستأتي بالأمس ولم تأتي..

اخذت نفساً عميقا :يا الهي الهمني الصبر...جمان انا مشغول...هناك الكثير من المرضی..من غير المعقول ان تناديني لأسباب سخيفة..

تزاحمت الدموع في عينيها:ولكن الأمر مهم..

حاولت اجابتها بهدوء:حسنا هل رأيتي تلك الساعة الكبيرة في غرفتك..

أومأت برأسها..

اشرت الی الساعة بيدي:حين يصل العقرب الصغير الی الرقم ثلاثة سآتي مفهوم..

نظرت الي:وعد؟؟

اومأت برأسي :وعد..

ابتسمت بفرح:سأنتظرك..

اجبتها بابتسامة:ان شاء الله ...هيا الآن لأعيدك لغرفتك..

بدأت بتحريك الكرسي الی ان وصلت لغرفتها..لقد خشيت ان لا تعرف طريق العودة..

ادخلتها الی الغرفة ثم اغلقت الباب ولكن صوتها وصلني:أنا انتظر..

زفرت بعمق:اتمنی ان لا يكون سببا سخيفا..
.
.
.
اليوم اخبرنا أبي بجنس المولود الجديد..

لم أری أبي بهذه السعادة منذ زمن طويل..

لا أعلم سبب حماسه لتلك الدرجة..

كما أن الغبي حسام قد طار من الفرح لأنه يريد اخا يشاركه اللعب..

في بعض الأحيان أشك بأن الخالة هوازن قد سحرت أبي. .

انه يطيعها بشكل لا يطاق..

بالرغم من تقصيرها كثيرا في هذه الفتره الا انه لم يبد اي اعتراض..

تقضي معظم اوقاتها في المشفی من أجل ابنتها جمان..

كم اود رؤية جمان هذه..

لابد انها بغيضة كأمها..

لقد سيطرت هذه الجمان علی عقل ابي أيضاً. .

في ذلك اليوم قام بشراء كعكة من أجلها لأنها نادته ببابا أحمد..

كم شعرت بالغضب وقتها..

حتی ليان تقول بابا لماذا لم يحتفل بهذا؟؟

اخبرتكم انها سحرته..

حتی الغداء يحضره ابي من الخارج أو تعده عمتي أمل..

لا أعلم ما فائدتها في هذا المنزل..

تأتي لتأكل وتنام فقط. .

كما أنها قد علقنا مع والدها..

ذلك العجوز الخرف..

أصبحنا كالممرضات له..

قال أبي انه يريد تسمية المولود الجديد بحمد علی اسمه..

ادعو الله دائما ان يحدث اي شيء يخلصنا من هذا الطفل..

متی سأتخلص من تلك الأفعی..

متی؟؟
.
.
.
اليوم اكتشفت خبرا جديدا..

لقد قام نادر بخطبة ابنة رجل اعمال مشهور..

انه يتفاخر بهذا بيننا وسيعقد قرانهم قريباً. .

اخبرت مروان بهذا ..

بدأت أشعر بالندم ..

لابد انه غاضب جدا الآن..

ماكان علي اخباره ولكنني قلتها له في لحظة غضب..

كنت اهم بالذهاب الی الكافتيريا فقد اتی وقت استراحتي ولكنني تذكرت جمان..

نظرت الی الساعة..

اوب انها الثالثة والربع ارجو ان لا تخرج من غرفتها مجدداً. .

اسرعت بخطواتي الی ان وصلت لغرفتها..

طرقت الباب ثم فتحته..

كانت علی نفس الحال التي تركتها عليها..

علی كرسيها المتحرك..ترتدي حجابها وتنظر الی الساعة بتركيز شديد..

ضحكت علی شكلها:السلام عليكم..

التفتت الي بابتسامة :كنت انتظر..

-هيا الآن ما الأمر..

اشارت الی التلفاز:امي كم أهواها..

عقدت حاجبي:ماذا؟؟

اجابت بحماس:لقد توقفت الانشودة...اريدك ان تقوم بتشغيلها..امي كم أهواها..

نظرت اليها بإحباط: يا الهي ...جمااان..

نظرت الي ببراءة:ماذا!!

نظرت اليها بنفاذ صبر:كم مرة قلت لك لا تناديني لأسباب سخيفة..

احمر وجهها وصرخت:لست سخيفة...أنت السخيف…

سرت قشعريرة في جسدي علی اثر صوتها..شعرت انه اخترق اذني بقوة:جمان جمان..اخفضي صوتك..حسنا انا سخيف ..الی اللقاء..

قلتها وأنا أهم بالخروج..الی ان استوقفني صوت بكائها:اريد الانشودة..

كنت اود تجاهلها ولكنني لم استطع ..

اعترف بهذا..لا احتمل سماع بكائها..ينتابني شعور غريب كلما بكت..

التفت اليها بحزن:ولكن يا صغيرتي لا استطيع تشغيله..

مسحت دموعها ثم تحدثت وسط شهقاتها:انت دكتور...انك تعرف كل شيء..

الم اخبركم..لقد رسخت في عقلها بشدة..

نظرت اليها وتحدثت ببطء في محاولة مني لإفهامها:اسمعي يا جمان...الدكتور يقوم بمعالجة المرضی...والمرضی بشر...مثلي ومثلك..والتلفاز ليس من المرضی اليس كذلك؟؟

نظرت الی الأرض بتفكير ثم اعادت نظرها الي:ماما قالت انك تعرف كل شيء..

عادت للبكاء:اريد ان اغنيها لماما..ولكن لا استطيع حفظها..ارجوك يا يوسف..

يبدو ان جمان تعلم جيدا انني اضعف لبكائها..لم استطع تجاهلها..اخرجت هاتفي من جيبي بتردد..

قمت بتشغيل الانشودة ثم نظرت اليها..

وما ان سمعت صوت الأنشودة حتی انفرجت اساريرها وشهقت بفرح..

ابتسمت بهدوء..من السهل جدا ارضاؤها..

وضعت الهاتف في يدها ثم بدأت اشير اليه:اسمعي...حين تنتهي اضغطي هنا وسيعاد تشغيلها..لا تلمسي الشاشة والا توقفت الانشودة..

أومأت برأسها بحماس:شكراً. .

ابتسمت: العفو..هل هناك شيء اخر ؟؟

أومأت برأسها بالنفي ثم اعادت النظر الی الهاتف بتركيز..

خرجت من الغرفة وأنا استودع هاتفي..

زفرت بعمق:أرجو الا تقوم بتخريبه..
.
.
.
اتجهت نحو سيارتي وأنا في قمة سعادتي. .

لقد وافقت اسيل علی الخطبة وسأذهب مع والدتي لرؤيتها اليوم..

حاولت الخروج باكرا من عملي ..

سأذهب لقص شعري الآن ثم سأتوجه للمنزل لأخذ أمي..

حين اقتربت من سيارتي فوجئت بمروان وهو يتكأ عليها..

نظرت اليه بصدمة..

نظر الي باحتقار :اراك سعيدا جدا يا سيد نادر..

ابتسمت باستهزاء:وهل لديك اي اعتراض..

رد علي بابتسامة:ابدا لقد جئت لتقديم التبريكات. .
وأخيرا ستتزوج..

عقدت حاجبي...كيف علم بأمر الخطبة..

يبدو ان هذا المختل مستمر بمراقبتي..

وضع يده علی ذقنه بتفكير:كنت اتساءل هل سيوافق ذلك الرجل علی تزويجك ان علم انك متحرش خسيس..

شعرت بالدم يفور بداخلي..

متی سينتهي هذا الموضوع…

الن اتخلص من لعنة سارة أبدا..

حاولت التظاهر بالبرود:ان استطعت اقناعه بكلام تلك المختلة سارة تعال وقابلني..

امسك بقميصي وهو ينظر الي بحدة:لاتذكر اسمها بلسانك القذر..

دفعته باشمئزاز:لا اعلم سبب اهتمامك بقروية مختلة..

قلتها ثم التفت لأدخل سيارتي..

ولكن ذلك الهمجي هجم علي وبدأ يضربني بكل قوته..

.
.
.

جئت لزيارة جمان قبل صلاة العشاء...

رغم انني كنت ازورها بعد العشاء عادة ولكنها تكون نائمة في ذلك الوقت لهذا حاولت القدوم باكراً هذا اليوم. .

تحسنت صحة جمان كثيرا. .

اصبحت تتكلم بطلاقة..

ههه في الحقيقة انها كثيرة الكلام..

اصبحت افكر بإخراجها من المشفی ولكنها لازالت تحتاج للعلاج..

فقد اصبحت تقابل اخصائية للتخاطب كما أنها تقابل طبيباً نفسيا ليساعدها علی التأقلم علی هذه الحياة بعد خروجها..

اما بالنسبة للعلاج الطبيعي فهي لم تعد تحتاج اليه كثيرا فقد اصبحت تستطيع المشي ولكن كثرة المشي ترهقها فلن يكون هناك مشكلة في اخذها للمنزل فلعبها مع اخوتها في الحديقة سيكون مفيدا لها اكثر من بقائها حبيسة في هذه الغرفة..

لقد قمت اليوم بشراء سرير من أجلها ووضعته في غرفة رغد..

كل ما اريده الآن ان تتقبل جمان امر الخروج من هذه المشفی فقد بقيت بها لسبعة اشهر تقريباً ..

اخاف ان لا تشعر بالأمان عند خروجها..

كما انها متعلقة بالممرضة سهی لدرجة انها تدعوها ماما..

في كل مرة اتي لزيارتها تقول ان ماما قالت وماما فعلت لا اعلم ان كانت ستتقبل فراقها…

ولكن مها تبيت في منزلي بعد ولادتها وقد شجعتني علی اخراجها فهي ستتمكن من البقاء معها عند خروجنا من المنزل. ..

جلست بجانب جمان علی الأريكة..

كانت تنظر الی التلفاز بانسجام..

مسحت علی شعرها وتحدثت بهدوء:جميلتي جمان…

وجهت نظرها الي ثم ابتسمت تلك الابتسامة العذبة..

اخرجت هاتفي ثم قمت بفتح صورة السرير الذي قمت بشرائه لها:ما رأيك بهذا السرير...انظري لهذه البطانية الجميلة المنقوشة بالزهور...تحبين الزهور اليس كذلك ؟؟

صرخت بحماس:نعم احبها…

ضحكت علی حماسها:هههه وما رأيك ان اخبرتك ان بابا قام بشراء هذا السرير من أجل جمان ؟؟

اتسعت عيناها بدهشة ثم شهقت بفرح:لي؟!

أومأت برأسي :نعم..

تلفتت برأسها في انحاء الغرفة:ولكن اين سنقوم بوضعه الغرفة صغيره..

ضحكت:هههه كلا يا عزيزتي جمان ستخرج من المشفی وتذهب مع بابا للمنزل..وهناك ستنام جمان في غرفة كبيرة وجميلة..

اختفت ابتسامتها فجأة ثم نظرت الی التلفاز وردت ببرود: لا اريد ان اخرج..

اتسعت عيناي بصدمة:لماذا؟؟

لم ترد ...نظرت الی اصابعها وبدأت تلعب بها بتوتر..

فكرت قليلا ثم قمت بفتح صورة لانا ابنة مها ووضعت الهاتف امام جمان:انظري لهذه الطفلة الجميلة. .
اسمها لانا…
ان قدمتي الی المنزل سترينها كما انك سترين اخوتك ..رغد و فارس وفراس…

ابتسمت بحماس:ماما أيضاً قالت ان هناك طفل في بطنها..

رفعت حاجبي باستغراب..لم اكن اعلم ان الممرضة سهی متزوجة!!

تابعت حديثي :نعم ولكنه لن يكون اخوك الا تريدين رؤية اخوتك..

عقدت حاجبيها:ولكن ماما قالت انه سيكون أخي..

زفرت بضجر..يبدو ان هذه الممرضة قد صدقت ان جمان ابنتها حقاً. .

نظرت إلى عينيها ثم تحدثت بارتباك...فقد خشيت ان لا تتقبل الأمر:اسمعي يا صغيرتي.
.ماما سهی... لن تستطيع البقاء معك دائما.
يجب ان تعودي معي الی المنزل للعيش بين اخوتك..
وأنا أعدك اننا سنزور ماما سهی في المشفی في اي وقت تريدينه..

صمت قليلا في انتظار ردت فعلها ولكنها اكتفت بتعقيد حاجبيها..

زفرت بعمق ثم تابعت حديثي:إن اتيت الی المنزل سترين عمتك وسترين ماما سمر وجدتك..

اجابت بارتباك:بابا سأخبرك بشيء ولكن ارجوك لا تغضب..

عقدت حاجبي:ما الأمر..

نظرت الی اصابعها:ماما قالت انها ستنام بجانبي بعد يومين..
وان خرجت من المشفی لن تعرف ماما مكاني..
انتظر حتی تأتي ماما وسأخبرها انك اشتريت سريرا كبيرا حسنا..
انتظر يومين فقط..

اشارت باصابعها :يوم ويوم يعني يومين..

نظرت اليها بتساؤل:ماما سهی تنام بجانبك؟؟

انقلبت ملامح جمان الی الضحك فجأة ثم بدأت تضحك بشكل هستيري..

نظرت اليها باستغراب ..

ماسبب هذا الضحك..

ضحكت :هههه جمان هل أنت بخير..
ما المضحك في الأمر؟

نظرت الي وهي تحاول التقاط انفاسها بعد ان توقفت عن الضحك..

اخذت نفساً عميقا ثم تحدثت بصعوبة :ههه اسم ماما ليس سهی…

عقدت حاجبي :ليس سهی؟؟

عادت للضحك من جديد ..

أما انا فقد كنت انظر اليها وهي تضحك و الافكار تتوالی برأسي..

لماذا تنام سهی بجانبها؟؟

يجب ان اتحدث مع تلك الممرضة..

سيكون من الصعب ابعاد جمان وهي متعلقة بها هكذا..

استيقظت من افكاري علی صوت جمان التي بدأت تجر الهاتف من يدي وهي تردد:بابا بابا...امي كم اهواها..قم بتشغيلها بابا..

امسكت يدها ثم نظرت الی عينيها:جمان ماما سهی تنام بجانبك؟؟

ضحكت:هههه كلا..
ماما ستأتي بعد يومين ..
يومين تعني يوم ويوم..
قالت ماما ستأتي في يوم اجازة بابا أحمد..

بابا أحمد..
بابا أحمد ..
بابا أحمد..

تردد صدا اسمه في اذني..

أليس أحمد هو زوج هوازن..

فار الدم بداخلي علی اثر تلك الفكرة…

هل يعقل ان جمان تقصد هوازن؟؟

وجعلت جمان تنادي زوجها ببابا!!

عادت جمان لجر هاتفي:بابا..أمي كم أهواها بابا..

دفعت يدها بغضب:جمااان اصمتي..

نظرت الي بخوف..

اخذت نفسا عميقا للسيطرة علی اعصابي..

قبلت رأسها:اعتذر ياصغيرتي لم أقصد..

حاولت جاهدا ان ارسم الابتسامة علی شفتي وأنا أسألها بهدوء:جمان..
بابا لا يعرف اسم ماما..
هل يمكنك اخباري به؟؟

ارتسمت علی وجهها ابتسامة عريضة ثم صرخت بحماس وهي تنطق ذلك الاسم لتفجر تلك القنبلة..
ويتردد صدی صوتها في ارجاء الغرفة:
هــــــــــوازن..
هــــــــــوازن..
هــــــــــوازن..

مملكة الغيوم 21-03-16 09:34 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله
نطقت جمان ووقعت الكل فى مشكله هههههه الاول يوسف طبيب ويعرف كل شيئ والان ماما اسمها هوازن وخلت الدم ضرب فى نفوخ خالد يعنى هوازن بتشوفها وكل خططه لفصلها عن زوجها احمد راحت سدى وكمان حامل كملت
مها اخته جابت لانا مبارك ست مها والله زوجها كذاب خسيس ما يستحق الا الضرب على راسه عشان ما يكذب يستولى على فلوسها وقال بيحوشهم للمولود ومره مديون وجع مالت عليه
ابدعتى حبيبتى تسلم ايدك وفى انتظار الباقى مووووووووووواه

شخابيط فتاة 22-03-16 02:21 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3602409)
السلام عليكم ورحمة الله
نطقت جمان ووقعت الكل فى مشكله هههههه الاول يوسف طبيب ويعرف كل شيئ والان ماما اسمها هوازن وخلت الدم ضرب فى نفوخ خالد يعنى هوازن بتشوفها وكل خططه لفصلها عن زوجها احمد راحت سدى وكمان حامل كملت
مها اخته جابت لانا مبارك ست مها والله زوجها كذاب خسيس ما يستحق الا الضرب على راسه عشان ما يكذب يستولى على فلوسها وقال بيحوشهم للمولود ومره مديون وجع مالت عليه
ابدعتى حبيبتى تسلم ايدك وفى انتظار الباقى مووووووووووواه

اهلا جميلتي اسعدتيني جد..

ههه جمان ماشفتي منها شيء اقدر اقول من بعد ما نطقت جزء ثاني من الرواية وراح يصير تغيرات كثير بحياتها..

ههه وجملة حرمتني النوم ياجمان ممكن تنطبق علی كل الشخصيات لأنها فعلا حتوقعهم كلهم بمشاكل خخخخ:lol:

شكرا لمرورك عسولة في الوقت اللي جاني احباط بسبب عدم وجود ردود حمستيني اشكرك بجدد:dancingmonkeyff8:

نسمات الحنين 23-03-16 03:17 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
لا تكفين لايجيك احباط والله الروايه روعه واسلوبك اروع انا دائما قارئه صامته لان ماعندي موهبه التعليق والتحليل زي البعض الروايه جدا قويه بس لازم تسوي دعايه عنها عشان القراء يتابعوها اتمنى لك التوفيق واتمنى ماتتاخري علينا بالبارتات

شخابيط فتاة 23-03-16 09:51 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الفصل الرابع عشر:هل أنا سيئة ماما..

لازلت انظر الى جمان بصدمة منذ سمعت اسم هوازن..


لم اكن قادراً على استيعاب الأمر..


كيف عرفت جمان اسمها..


هل تقوم هوازن بزيارتها..


ولكن ..كيف..ومتى..


وصلني صوت جمان وهي تنظر الي بابتسامه: بابا بابا لقد قلتها صحيح..هوازن..


اعدت نظري اليها ثم بدأت اضحك بشكل هستيري.


لا أعلم ماهو سبب ضحكي حقاً..


كان الموقف اصعب من أن أصدقه..


حين رأتني جمان اضحك بدأت تضحك هي أيضاً…


اوقفني عن الضحك تكرار جمان لسؤالها:لقد قلتها صحيح بابا؟؟


نظرت اليها من جديد..


ربما أكون قد تسرعت بحكمي..


لا اعلم ربما قام شخص بأخبارها عن اسم امها..


اذ انه من المستحيل أن تجدها هوازن هنا بدون أن اعلم..


اجبتها: أحسنت يا صغيرتي ولكن من أخبرك باسمها؟؟


اتسعت ابتسمتها أكثر: أنا قلت لماما لماذا يناديك بابا أحمد بهوازن...فقالت ماما..


حين سمعت اسم أحمد شعرت وكأن بركان قد ثار بداخلي ..


قاطعتها ثم نظرت اليها بحدة وأنا أصرخ بغضب: لا تذكري هذا الاسم بلسانك...اياك وأن تقولي بابا لذلك الرجل هل فهمتي..


نظرت الي بخوف والدموع تملأ عينيها لتنطق بصوت مرتجف:بـ...بـ .باااا بااا


قالتها ثم بدأت بالبكاء.



أما أنا فلم أتمكن من السيطرة على أعصابي.


وقفت من الأريكة وبدأت أبحث عن أي شيئ أفرغ غضبي عليه..


اتجهت نحو الجدار لألكمه بكل قوتي..


رغم أنني تألمت بشدة الا ان هذا الألم لم يكن كافياً لتهدأت غضبي..


لقد تم استغفالي..


تذكرت في تلك اللحظة الممرضة سهى..


تلك الحقيرة قامت باستغفالي أيضا.


لابد أن لها علاقة بهوازن..


لماذا كذبت علي ان لم تكن تعرفها..


قمت بضغط ذلك الزر الموجود على سرير جمان لأقوم باستدعائها..


بدأ بكاء جمان يزعجني كثيراً..


التفت اليها وصرخت: جماااااان اصمتي..


وضعت رأسها بداخل الوسادة الموجودة على الأريكة في محاولة منها لكتم شهقاتها..


حين رأيتها بذلك المنظر بدأت أعود للواقع قليلاً....


مالذي أصابني..


ماذنب جمان بهذا..


هممت الجلوس بجانبها لتهدأتها ولكن الباب قد فتح ليتبعه صوت سهى:مرحبا يا سيد خالد هل تحتاج لشيء..


وجهت نظرها الى جمان: مالذي يبكيك يا صغيرتي؟؟


حاولت ان لا اظهر غضبي وأنا أحدثها:سأخرج جمان من المشفى اليوم قومي بتجهيز أغراضها..


اجابت بارتباك: اليوم..ولكن..


حين رأيت ارتباكها ازداد شكي بها..تابعت حديثي بحدة:أعطني رقم هوازن….


عقدت حاجبيها: ماذا لم أفهم..


زفرت بضجر: لا تدعي الغباء .. اعطني رقمها اريد اخراج جمان ولكنها خائفة تريد أن تحدث والدتها..


ابتسمت بشفتين مرتجفتين:هه سيد خالد أنا حقا لا أفهمك.


لم أستطع التماسك أكثر..صرخت: قلت لك اعطني رقمها..


نظرت الي بخوف ثم همست:حسناً ولكن يا سيدي أرجوك لا تبعد جمان عن أمها انها تحتاج اليها حقاً..


ازداد غضبي..يبدو أن تلك المختلة قامت بتشويه سمعتي أمامها ..


اجبتها بحدة : ان كنت سأبعد جمان عنها لماذا أطلب رقمها برأيك..


نظرت الى الأرض بتردد ثم أخرجت هاتفها من جيبها..


قامت بإعطائي الرقم ثم ذهبت للجلوس بجانب جمان في محاولة منها لتهدأتها: لماذا تبكي يا صغيرتي..


ارتمت جمان في حضنها ثم ازداد بكاءها..


اخذت نفساً عميقا: قومي بتجهيز أغراضها سأقوم بأخذها بعد صلاة العشاء..


نظرت جمان الي بوجهها الاحمر وصرخت: لا اريد أن أخرج..


تجاهلتها ثم خرجت من الغرفة..


وما ان اغلقت الباب حتى قمت بركل الحائط بكل قوتي ..سأريك يا هوازن..


سأعلمك ماذا يعني ان تقومي باستغفالي.

.

.

.

مضمضت فمي بالماء لأبصقه دماً…


اشعر ان فكي قد كسر من الألم..


نظرت الى وجهي بالمرآة..


هناك كدمة زرقاء على خدي..


وخدوش دامية على رقبتي…


لقد شوه ذلك الهمجي وجهي..


اكثر ما يغضبني انني لم أتمكن من الدفاع عن نفسي فقد هجم علي فجأة..


كل ما حدث له خدوش بسيطة على وجهه..


قام بضربي ثم اتجه الى سيارته وتركني وحدي أتلوى على الأرض..


ولكنني سأنتقم منك يا مروان..اقسم بهذا..


سترى ما سيحل بك وبمحبوبتك المختلة..


وصلني صوت أمي وهي تطرق الباب:نادر هيا ما الذي تفعله كل هذا الوقت الم تنتهي من الاستحمام بعد لقد تأخرنا..


شددت قبضة يدي بغضب..كيف ستراني أسيل بهذا المنظر..من المستحيل ان اذهب ..


عادت امي لطرق الباب..


اجبتها بانزعاج:لن أذهب يا أمي..اعتذري منها..فليحددوا وقتاً آخر..


توقفت أمي عن طرق الباب لثوان ثم وصلني صوتها وهي تصرخ بصدمة:نادر الوقت ليس مناسباً للمزاح أخرج حالاً هل تريد فضحنا..


صرخت بصوت أعلى : اوووه أمي أخبرتك أنني لن أذهب..


قلتها ثم فتحت الباب..


نظرت أمي إلي ثم اتسعت عيناها بصدمة:الم تستحم بد..


شهقت : ماهذا مالذي حدث لوجهك..


بالتأكيد لن أخبرها عن مروان فإن علم أبي بالأمر سيمنع انتقامي منه .


اجبتها بانزعاج : ذهبت لزيارة عادل في المصحة فقام أحد المختلين بضربي..


وضعت يدها على موضع تلك الكدمة: يا الهي يابني لماذا ذهبت لزيارته..الم يحاول قتلك من قبل؟؟


زفرت :اففف زرته وانتهى الأمر..


قلتها وأنا أمشي باتجاه غرفتي الى ان استوقفني صوت والدتي: ولكن ماذا سنفعل بشأن الزيارة..


شعرت ان قلبي يحترق..كنت متحمساً جداً لهذه الزيارة:أخبريهم انني مرضت فجأة..


-حسناً انتظر يابني سأقوم بتضميد جراحك..


دخلت الى غرفتي: سأقوم بتضميدها بنفسي..


قلتها ثم اغلقت الباب بكل قوتي وأنا أصرخ :سحقاً..

.

.

.

تجولت قليلاً بسيارتي بعد انتهاء صلاة العشاء..


لقد اردت أن يهدأ غضبي قبل أن أعود الى المشفى لأخذ جمان..


المسكينة لقد ارتعبت جداً ولكن ماذا أفعل؟؟


حين أغضب لا أستطيع السيطرة على تصرفاتي…


لقد قمت بتفقد حساب هوازن ولاحظت شيئاً كنت قد غفلت عنه من قبل..


لم تعد هوازن ترسل في حسابها أي شيء يخص جمان منذ اخبرتها بشرطي..


لقد كانت تنشر تغريداتها يومياً لم توقفت ياترى؟؟


هل توقفت لأنها وجدت جمان أم بسبب أنها علمت بمراقبتي لحسابها؟؟


ان كان السبب الأول فهذا يعني أنها تقابل جمان منذ ما يزيد عن الخمسة أشهر!!


كيف وجدتها وكيف تمكنت من اخفاء الأمر طوال ذلك الوقت!!


لست سهلة يا هوزان ولكنني أعرف كيف أكسرك….


عدت الى المشفى بعد أن هدأت واتجهت لغرفة صغيرتي..


فتحت الغرفة بهدوء لأرى جمان تدفن رأسها بوسادة سريرها وكتفاها يرتجفان...


لقد فطرت قلبي..مازالت تبكي..


حين سمعت صوت خطواتي رفعت رأسها من الوسادة ونظرت الي بعتاب والدموع تملأ وجهها..


ابتسمت لها بحزن: لماذا تبكي روح بابا..


شهقت تلك الشهقة ثم تحدثت بصوت ضعيف: بابا..انا آسفة..


جلست بجانبها وقبلت رأسها:لماذا تعتذرين أنت لم ترتكبي أي خطأ…


ازداد بكاءها: لقد غضبت لأن ماما تنام بجانبي صحيح..


عقدت حاجبي باستغراب...لم أتوقع أن تصل لهذا الاستنتاج..


أومأت برأسي : كلا يا صغيرتي من قال هذا..



-ماما قالت لي لا تخبري بابا بهذا لأنه سيغضب…


نظرت الي بترج: ولكن بابا أنا أخاف من النوم وحدي..أرجوك أريد أن أنام مع ماما..


شعرت أنني سأنفجر من الغضب ولكني حاولت التماسك حتى لا يزداد خوفها..


وتقوم بتحريض ابنتي ايضاً..


لو أنك أمامي ياهوازن كنت سأقتلك حقاً..


حاولت رسم الابتسامة على وجهي:كلا يا صغيرتي ان كنت تريدين النوم مع ماما فلا مشكلة..


نظرت الي بشك:حقاً..


أومأت براسي وأنا أتحسس شعرها بهدوء..


ارخت رأسها على الوسادة ثم تابعت حديثها: بابا لا اريد أن أخرج قبل أن أخبر ماما اخاف ان لا تعرف مكاني..


ابتسمت لها بحنان وأنا امسح دموعها ثم أخرجت هاتفي من جيبي..


قمت بفتح (الواتس اب ) وفتحت رقم هوازن ..


ضغطت على زر تسجيل الصوت ثم نظرت الى جمان: هيا يا بابا اخبري ماما الآن انك تنتظرينها..ثم تعالي معي اتفقنا؟؟


عقدت حاجبيها: هل ستسمعني ماما؟؟


أومأت برأسي : نعم قولي ما تريدين…

.

.

.

قمت بتنويم ليان بعد انتهائي من صلاة العشاء..


اشعر بألم في ظهري..


لقد أصبحت اتعب سريعاً حين أحملها ولكنها تبكي كثيرا ان رفضت حملها فقد اعتادت على الدلال..


بعد أن نامت اطفأت الأضواء ثم استلقيت على سريري بتعب..


كنت على وشك أن أغفو ولكنني قمت بتشغيل هاتفي..


ههه سأخبر أحمد أنني لن اتمكن من انتظاره اليوم فأنا متعبة.


سيعود من عمله اليوم في الساعة الثانية عشرة….


لقد اعتاد على استقبالي له عند عودته ولكن المسكين سيعود دون استقبال اليوم لذلك سأتصل عليه…


حين فتحت الهاتف فوجئت بعشر رسائل نصية لمكالمات فائتة..


فتحتها لأفاجأ بأن تلك الاتصالات كانت من سهی!!


بدأ قلبي يخفق بشدة..


هل حدث شيء لجمان!!


لفت نظري رسالة نصية منها: (هوازن..لقد علم خالد أنك تزورين جمان..أنا آسفة لقد اعطيته رقمك..أرجوك سامحيني )


شعرت بألم شديد في بطني ثم بدأت أشعر بالغثيان..


لماذا يا سهى..


لماذا اعطيته الرقم..


بدأت أشعر بالخوف.


هل أخبر أحمد بهذا؟؟



ظهر تنبيه على الشاشة برسالة( واتس اب )من رقم غريب:

(انها تنتظرك يا ماما )..


ازدادت دقات قلبي..


لابد انه خالد..


قمت بفتح الرسالة لأرى رسالة صوتيه..تليها تلك الرسالة..


قمت بتشغيل الصوت لأسمع صوت جمان الباكي:ماما..بابا قال انه لن يغضب ان نمت بجانبي..لقد اشترى بابا سريراً كبيرا من أجلنا سأنتظرك هناك حسناً..


قالتها ثم صمتت قليلا واردفت:هل ستسمع ماما كلامي؟؟


سمعت صوت خالد: نعم تسمعك يا بابا..


قالها ثم سكت قليلاً واردف بهمس أقرب الی فحيح الأفعى:اوه..مسكينة ابنتي..انها تنتظر..

اتساءل عن خيبة الأمل التي ستشعر بها حين تعلم أنك تخليتي عنها..

كم أنت قاسية..



وضعت يدي على صدري بخوف..


كلا كلا كلا..


أرسلت له بسرعة..


(خالد لا تهذي..أرجوك لا تفعل هذا..جمان بحاجتي..)


رد بعد ثوان..


(*اوه الأم الحنون ادركت الآن ان ابنتها تحتاجها.

*اخبرتك بشرطي من قبل ولكنك رفضت..

*لقد فضلت اختيار زوجك من قبل فتحملي تبعات قرارك..

*اياك ان تسألي عنها مجدداً.. )


بدأت الدموع تنزل من عيني بدون توقف:


*كلا..

*خالد أرجوك..

*أتوسل اليك.

*ليس من أجلي ولكن من أجل جمان


رد علي:


(اوه..تتوسلين!!

*وأين زوجك يا آنسة..

*ما اسمه؟؟

*اوه تذكرت.

*(أحمد)

*اذهبي الآن وتوسلي أمام أحمد واسعدي معه)


ازداد بكائي..


*خالد..جمان تبكي ..أرجوك لا تفعل هذا ..لا دخل لها بمشاكلنا أرجوك


أرسلت تلك الرسالة ولكنها لم تصل إليه..


لم أستطع الاحتمال..


بدأت أتصل على الرقم ولكنه يرن مرة واحدة ثم يقفل..


كلا..كلا ..كلا..


أرجوك رد يا خالد..


اتصلت مرارا وتكرارا ولكنه لم يرد ..


في تلك اللحظة شعرت بأنني عدت بالزمن ستة عشر سنة..


انه تتكرر..


مأساتي تتكرر..


لن أحتمل أن أفقدها مرة أخرى..


بعد عدة محاولات فاشلة ألقيت الهاتف بكل قوتي ليرتطم بالحائط وتتفكك أجزاءه وأنا أصرخ:


جــــــــمــــــــــــــــان..

شخابيط فتاة 23-03-16 09:59 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ممم مالحقت اخلص البارت بس ما حبيت أتأخر عن الموعد عشان كذا

التكملة انزلها متى ماخلصتها ان شاء الله...

يعني اليوم أو بكرة بالكثير ان شاء الله

سلااام

مملكة الغيوم 24-03-16 12:00 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله
تسلمين حبيبتى جزء رائع
خالد هذا قاهرنى انتى متجوز وما كنت بتحبها ولا بتعاملها عدل كيف عاوزها تترك زوجها اللى مغليها وحاططها فى عنيه عشان ترجع لك وهى كمان حامل منه يعنى منتهى الانانيه منك انك تخرب اسره لمجرد انك تريح نفسك مش قادر تفرض بنتك على اهل بيتك اديها لامها وارتاح انما تساومها عليها دى قذاره منك انسان انانى مجرد من الاحساس وقال ايه بيغير عليها من زوجها اللى يشوف كده يقول كنت بتحبها مش مشبعها ضرب واهانه وحرمتها من بنتها سنين غبى والله غبى

شخابيط فتاة 25-03-16 09:36 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
تابع الفصل الرابع عشر:هل أنا سيئة ماما..

كنت اتصفح الانترنت في الجهاز اللوحي الذي قامت مها بإعطائي اياه..


هه لقد صدمت المسكينة حين علمت انني لم استخدم الانترنت في حياتي..


كما انها غضبت حين علمت انني لا املك هاتفا وبدأت تسب مروان ولكني دافعت عنه..


حسناً أنا لم أطلب منه شراء هاتف من أجلي ..ولا اعتقد انني سأطلب منه فأنا لا أريد أن أثقل عليه.. ألا يكفيه انه يحتمل تكاليف علاجي؟؟


ههه لقد اعطتني مها جهازها كي اتعلم طرق وضع مساحيق التجميل..ولكنني لم أخبرها انني لا أملكها اصلاً حتى لا تموت من الصدمة هههه..


لقد اصبحت ادمن الانترنت في اثناء ذهاب مرون للعمل..


لقد استطاع مروان أن يجد عملاً في المستوصف الذي اعالج به حالياً..


كان متردداً في البداية فقد اخبرني انه يريد ان يعمل اي شيء غير الطب ولكنني اصررت عليه وخضع لهذا في النهاية..


كنت ابحث في الانترنت عن هدايا للمواليد الجدد فأنا أو د زيارة مها في منزل اخوها ولكنني أشعر بالحرج ..لا أعلم كيف أطلب هذا من مروان ..


سأكتفي بطلب الزيارة ..لا اريد ان أكلفه بشراء هديه..


ارجو ان لا تعتبرها مها وقاحة مني…


سمعت صوت الباب وهو يفتح ثم وصلني صوت مروان:لقد عدت..


ارتبكت كثير ثم قمت بوضع الجهاز اللوحي اسفل الوسادة..


مروان لا يعلم انني استخدم الانترنت..


لا اريده ان يعلم حتى لا يشعر بالتقصير تجاهي...


دخل الى الغرفة بابتسامة عريضة: السلام عليكم..كيف حالك اليوم..


لم ارد عليه ..كنت انظر اليه بصدمة..


يبدو وكأنه قد خرج من عراك للتو..


وجهه مليء بالخدوش وثوبه متسخ..


ضحك:هههه لماذ تنظرين الي هكذا..


اجبته وأنا اعقد حاجبي:ماهذه الخدوش على وجهك؟؟

عاد للضحك: هههه لا تقلقي انها مجرد خدوش بسيطة من قطة صغيرة…


قالها ثم القى بجسده على الاريكة وهو يبتسم..


لم أقتنع بكلامه..بالرغم من حالته المزرية الا انها المرة الأولى التي أراه بها سعيداً لهذه الدرجة..


نظر الي بابتسامة: سارة بالنسبة لموضوع دراستك..


اوه يا الهي عاد لفتح موضوع الدراسة..كنت اتمنى ان ينسى الأمر فهو لم يقم بفتحه منذ ذلك اليوم ولكن لا فائدة..


تظاهرت بالاهتمام: ماذا بشأنها..


تابع حديثه: لم أتمكن من تسجيلك ي هذا الفصل سأقوم بتسجيلك في العام الجديد...ممم أي بعد ثمانية أشهر تقريباً


اكتفيت بالابتسام وأنا أدعو الله بداخلي أن يمحو فكرة الدراسة من رأسه…


كم اكره المدرسة..


.

.

.

عدت الى المنزل بعد أن قمت بضرب نادر….


أشعر بسعادة كبيرة..لم كن أعلم أن ضربي له سيريحني لهذه الدرجة..


ههه الآن فقط تفهمت شعور يوسف حين قام بضربي في ذلك اليوم..


كنت احترق غيضاً طوال تلك الشهور وأنا أرى نادر يتابع حياته بهدوء وازداد غضبي حين اخبرني يوسف بأمر الخطبة…


اود فضحه فعلاً..ولكن تبعاً لنصيحة العم أحمد لم أنشر القصة..


يبدو أن خطة الكمين لم تكن ناجحة .. نادر ذاك يبدو انه لا يفكر بتكرار الأمر…


ولكن ما جعلني أصبر وأصمت طوال تلك الشهور هو سارة..


كل ما يهمني هو سعادتها وقد طلبت مني أن لا أفتح موضوع القضية من جديد…


لهذا سأعمل جاهداً على فتح القضية بدون أن تعلم فلا أريد أن أخيفها..


دخلت الى المنزل فوجدت سارة تنظر الي بصدمة..


تساءلت عن تلك الخربشات على وجهي..


ههههه ماذا ستفعل لو انها رأت وجه نادر لقد تركته بحال مزرية حقاً..


القيت بجسدي على الاريكة..اشعر بالتعب …

تذكرت موضوع دراسة سارة فقد كنت أبحث عن هذا الأمر منذ فترة ولكني لن أستطيع تسجيلها قبل بداية السنة الجديدة..


أمر مؤسف... كنت أود أن تشغل سارة وقتها بأي شيئ ..بقاؤها في المنزل وحدها يحزنني كثيراً..


وصلني صوتها: مروان..


التفت اليها بابتسامة:روح مروان..


اتسعت عيناها بصدمة واحمرت وجنتاها ثم نظرت الى اصابعها بتوتر: لاشيء…


عقدت حاجبي..مالذي أصابها..


-سارة ما الأمر..


نظرت الي بارتباك:ها..في الحقيقة أنا..أنا ..كنت اود زيارة مها…


شعرت بالفرح ..انها المرة الأولى التي تطلب سارة فيها شيئاً..


كنت أود دائماً كسر تلك الحواجز بيننا ولكنها لا تطلب أي شيء أبدا..


اتعب كثيراً معها فأنا لا أعلم احتياجاتها..


وقفت من الأريكة: حسنا اذا هيا..


اتسعت عيناها : كلا ليس اليوم ..لست مستعدة..انا اقصد غداً..


-مم حسنا أنا أشعر بالملل ما رأيك أن نخرج معاً وفي نفس الوقت ستستطيعين شراء هدية من أجلها…

لقد رزقت بفتاة صحيح؟؟


لم ترد..تنظر الي بصدمة فقط..


يا الهي ربما احرجتها بطلبي..ربما تشعر بالتعب: اا..ان كنت متعبة فلا بأس نخرج في وقت آخر..


ردت بسرعة : كلا كلا أريد أن أخرج..


شعرت بالراحة: هههه حسناً إذاً..

.

.

.



أرسلت لهوازن تسجيلاً لصوت جمان وهي تطلب منها النوم بجانبها..


بالتأكيد لن أسمح بهذا ولكني اردت أن استرد كرامتي..


في الحقيقة كنت قد شعرت بالندم لأني طلبتها للزواج..


فبدلاً من أن تشكر الله لأنني فكرت بها ترفض بكل بساطة ثم تقوم بحضري!!


ولكن الآن أخيراً تمكنت من إذلالها..


كانت تتوسل الي كي لا ابعد جمان عنها ولكنها تأخرت كثيراً..


لقد اعطيتها فرصة من قبل ولكنها اضاعت فرصتها فهي لم تكتف برفض عرضي بل قامت باستغفالي أيضاً..


ألا تريد البقاء مع زوجها ..حسنا فلتهنأ معه إذاً.


(اذهبي الآن وتوسلي أمام أحمد واسعدي معه)


ارسلت لها تلك الرسالة ثم قمت بحضر رقمها ..


فلتشعر بالاهانة هي ايضاً..


وضعت الهاتف في جيبي والتفت الى جمان..


كانت مستلقية على سريرها وهي تحاول جاهدة مقاومة النوم..


مسحت على شعرها فاستسلمت للنوم فوراً…


هذا أفضل سيكون اخرجها اسهل بكثير وهي نائمة..


تأملت وجهها قليلاً...


كانت الدموع تبلل رمشها..


شعرت بالحزن لهذا…


طبعت قبلة على رأسها:سامحيني يا صغيرتي لن أصرخ عليك مجدداً..


ذهبت لاتمام اجراءات خروجها من المشفى ..وبعد ان وضعت اغراضها في السيارة عدت لحملها لاتوجه بها نحو المنزل…

.

.

.


بعد أن ألقيت هاتفي على الأرض استيقظت ليان من صوتي وبدأت بالبكاء..


لم أكن في حالة جيدة لأقوم بإسكاتها فقد كنت أبكي بشدة…


اجتاح رأسي صداع رهيب وبدأت أشعر بالغثيان..


وقفت ليان على سريرها وبدأت تنظر الي وتصرخ بصوت أعلى ..تريدني أن أحملها.


وضعت يدي على أذني فقد بدأ صداعي يزداد..


حاولت الوقوف لحملها..فقد خفت ان تسقط من سريرها ولكني لم أستطع..


كانت الرؤية ضبابية أمامي..


مشيت لخطوتين فقط ولكني شعرت بألم يمزق أحشائي فسقطت على الفور…

.

.

.

دخل أبي الى المنزل في اثناء استعدادنا للعشاء وهو يحمل بيده فتاة جميلة.. تبدو كممثلات بوليود..


وقفت أمي من الطاولة ونظرت الى أبي وهي تعقد حاجبيها:اوه يا صغيرتي المسكينة هل أخرجتها!!


اعدت نظري الى تلك الفتاة..اذاً هذه هي اختي جمان!!


نظر ابي الي:رغد ..بسرعة قومي بفتح باب الغرفة لي…


أومأت برأسي ثم ركضت وأنا اصعد الدرجات للتوجه الى غرفتي..


دخلت اليها وبدأت الملم حاجياتي من الأرض قبل أن يصل أبي فهو سيغضب بالتأكيد ان رأى هذه الفوضى..


دخل ابي الى الغرفة :رغد قومي بإبعاد البطانية..


نفذت ذلك فوراً فقام أبي بوضعها على سريرها ثم قام بوضع الغطاء على جسدها..


شعرت بسعادة كبيرة وأخيراً رأيت جمان..


لقد طلبت من أبي كثيراً أن يأخذني لزيارتها ولكنه كان يتجاهلني ويزورها بدون أن يخبرني..


نظر أبي الي: رغد اياك ان توقضيها..ان اردت اللعب بحاسوبك اخرجي من الغرفة مفهوم..


أومأت برأسي بابتسامة ثم نزلت معه لتناول العشاء….


أكلت سريعاً فقد كنت متحمسة للبقاء معها..كنت أدعو الله بداخلي ان تستيقظ..


أخبرني أبي من قبل أن جمان تكبرني بست سنوات..


مم ان كان عمري اثنا عشر سنة فهذا يعني أنها في الثامنة عشرة.


اخيراً أصبح لدي أخت كبيرة ..


كم كنت أود تجربة هذا الشعور…


لدي أخي الكبير فارس انه يكبرني بسنة ولكني كنت اريد فتاة مثلي..


أما فراس فهو لا يزال في الخامسة من عمره..


بعد أن أنهيت عشائي وقفت لأصعد غرفتي ولكن صوت أبي وصلني: اياك ان توقضيها يا رغد..


التفت اليه بابتسامة:حسناً..


قلتها ثم ركضت باتجاه الدرج…


فتحت باب الغرفة بهدوء ثم جلست بجانب سريرها وأنا أتأملها…


لا أستطيع الصبر لأخبر صديقاتي بهذا..


ولكني أشعر بخيبة أمل بسيطة فهي لا تشبهني بتاتاً..


تمتلك عينين واسعتين برموش كثيفة...أما أنا عيناي صغيرتان..


بشرتها بالرغم من بياضها الا انها أقل بياضاً مني..


شعرها حريري شديد السواد..اما أنا أملك شعراً كستنائي أجعد..


حسناً ربما نمتلك نفس الشفتين الصغيرتين وعينها..لا أعلم مالونها..


انا أمتلك عينين بلون العسل الصافي..أما هي فلا أعلم…


هناك احتمال ان تكون مثلي فقد ورثت شعري الأجعد ولون عيني من عمتي مها..


زفرت بعمق:افتحي عينيك أيتها الأميرة النائمة..

.

.

.

استيقظت من نومي على صوت بكاء مزعج من ليان…


لم استغرق في النوم أساساً.


نظرت الى الساعة..انها العاشرة والنصف..


غريب.. أين الخالة هوازن عنها..


وقفت من السرير بتعب ثم توجهت لغرفة ابي لأفاجأ بالخالة هوازن تجلس على الأرض وهي تبكي وليان تصرخ على سريرها…


حسناً..صحيح انني اكرهها ولكني لست قاسية لدرجة ان اراها بتلك الحال بدون ان افعل شيئاً..


تبدو متعبة جداً...


جلست بجانبها: خالة هوازن هل أنت بخير….


همست: احملي ليان قبل أن تسقط..


أومأت برأسي وذهبت لحملها..ولكنها كانت تصرخ بصوت مزعج..تريد النوم بالتأكيد ولكنها لا تنام الا مع الخالة هوازن..


وضعتها على الأرض فركضت باتجاه الخالة هوازن وهي تبكي..


احتضنتها الخالة هوازن بشدة ثم انفجرت بالبكاء..


لا أعلم ماسبب ذك الألم في قلبي وأنا أراها..


انها المرة الأولى التي أراها بها بهذا الضعف..


اتجهت نحوها: خالة هوازن اعطيني اياها تبدين متعبة ..


وصلني صوتها وهي تهمس:جمان..


حملت ليان عنها ثم ساعدتها لتستلقي على سريرها..


نظرت اليها قبل أن أخرج: خالة هوازن ان كنت تشعرين بالتعب سأتصل على أبي..


همست بصوت متهدج: كلا احتاج للنوم قليلا..


كنت أود معرفة سبب بكائها ولكني لم أرد ازعاجها..


خرجت من الغرفة فبكت ليان بصوت اعلى..


زفرت : اففف مالذي يبكيك الآن..


دخلت الى غرفتي وتمكنت من الهائها بهاتفي حتى نامت…


كنت أشعر بالنعاس ولكنني اردت الاطمئنان على الخالة هوازن..


انها الثانية عشرة الآن هل نامت يا ترى..


فتحت باب الغرفة بهدوء لأجدها تجلس على السرير وتمسك برأسها وهي تتأوه...


اقتربت منها بخوف: خالة هوازن ما الأمر..


لم ترد علي..


سألتها من جديد:هل تشعرين بالصداع؟؟


أومأت برأسها..


-حسناً سأحضر لك مسكن للألم..


قلتها وأنا أهم بالخروج من الغرفة..ولكن ..


لفت انتباهي هاتفها وهو ملقى على الأرض ..


يبدو أن ليان قد القته بدون أن تعلم..

.

.

.

دخلت الى المنزل بعد انتهاء عملي ولكني لم أجد أحداً في استقبالي…


تعجبت لهذا ..


ابتسمت: يبدو أنها نامت اليوم.


سمعت صوتاً يصدر من المطبخ..يبدو انني اخطأت التقدير ربما تود طهو شيئ جديد…


حين اقتربت من المطبخ فوجئت بحنين وهي تعبث بداخل الثلاجة..


عقدت حاجبي: حنين ألم تنامي بعد!!


التفتت الي:أبي أبحث عن مسكن للألم الخالة هوازن متعبة..


-ما بها؟؟


أومأت برأسها: لا أعلم ا أبي ولكنني لست مطمئنة استيقظت في الساعة العاشرة فوجدتها تبكي على الأرض وحين دخلت اليها الآن اخبرتني انها تشعر بالصداع…


زفرت بغضب: لماذا لم تخبريني..


-كنت اريد الاتصال عليك ولكنها رفضت..


أسرعت بخطواتي الى ان وصلت الى الغرفة..


ناديتها:هوازن..


ولكنها لم تلتفت الي...جلست بجانبها وأمسكت بها فسقطت على يدي فوراً وهي تهمس:جمان..لقد أخذها…


تحسست وجهها.. يا الهي انها تحترق من الحرارة..


حاولت اعادتها لوعيها فقد كانت تهذي باسم جمان ..


-هوازن يا عزيزتي قومي لآخذك للمشفى..


نزلت دمعة من عينها:جمان يا أحمد..لقد أخذها..جمان..


لا فائدة ..يبدو انها لم تعد تستطيع التركيز من الحمى..


قمت بمناداة حنين لتساعدني في الباسها لعباءتها ثم حملتها واتجهت بها الى المشفى…

.

.

.

قام أبي بأخذ الخالة هوازن الى المشفى..


في الحقيقة لقد قلقت عليها..


كانت تهذي من الحمى وقد كان أبي يحدثها ولكن يبدو انها لم تكن بوعيها..


اتجهت لغرفتها وحملت هاتفها من الأرض..


اوب ..الشاشة متحطمة...يبدو أن ليان قد ألقته بقوة..


هه كيف فعلتها هذه الصغيرة..


وضعت البطارية بداخله لأرى ان كان يعمل...


لقد عمل حقاً..ولكن كان علي ان اكتب رمز الدخول لفتحه..


كنت اريد تجاهل الأمر ولكن الفضول دفعني لتجربة ادخال ذلك الرمز:1234


ههه لقد فتح..تلك المرأة لم تكلف نفسها بوضع كلمة مرور صعبة..


جلست على السرير وانا افتش هاتفها من باب الفضول لا أكثر ولكن لفت انتباهي شيء في سجل المكالمات!!


لقد قامت بالاتصال على رقم غريب ما يقارب الثلاثين مرة!!


ولكن لماذا..رقم من هذا؟؟


فتحت رسائل (الواتس اب) الخاصة بهذا الرقم لأرى تلك المحادثة بينها وبينه…


شعرت بالغضب..يبدو انه طليقها..


هل أبعد ابنتها؟؟


وجدت تسجيلا صوتياً في بداية المحادثة وحين فتحته سمعت ذلك الصوت الباكي والذي خمنت بأنه لجمان..ثم تبعه صوت ذلك الرجل..


شعرت بألم في قلبي..لهذا كانت تبكي…


ذلك الحقير..


انه يبتزها..

.

.

.

ادخلت هوازن الى الطواريء فالوقت متأخر ولن أجد أطباء الآن.


لقد أدخلوها لتلك الغرفة وفي كل مرة يأتي طبيب لرؤيتها وتلك الممرضة التي استقبلتني تبدو متوترة للغاية..


كانت تقيس ضغطها باستمرار ثم تخرج من الغرفة وتتحدث مع بقية الممرضات ولكني لم افهم ما يقولونه..


شعرت بالغضب انا هنا منذ ما يقارب الساعة بدون أن يخبروني بالأمر..


قامت احدى الممرضات بقياس الضغط من جديد ثم نظرت الي:من فضلك يا سيدي اريد اخبارك بشيء…


تبعتها بخوف..


زفرت: سيدي يجب أن تلد زوجتك الآن..نحتاج لموافقتك.


نظرت اليها بصدمة: هه ولكنها لم تتم شهرها السادس بعد…


أومأت برأسها:سيكون خطراً جداً ابقاء حملها اكثر ..انه تسمم الحمل..


رددت بصدمة:تسمم الحمل!!


أومأت برأسها:ضغطها مرتفع جداً وان لم تلد الآن سنفقد الأم مع جنينها..

هل توافق على اجراء العملية؟؟


أومأت برأسي ثم تبعتها لأقوم بالتوقيع على بعض الاوراق…


يا الله سلم سلم..


ارتفاع الضغط عند الولادة…


هذا ما تسبب بوفاة أم حسام عند ولادتها بليان..


رحماك يارب..

.

.

.

استيقظت من نومي لارضع طفلتي لانا…


بعد ان نامت حاولت النوم ولكني لم استطع…


كنت أفكر بماجد..


ولدت منذ اسبوعين والآن أبيت في منزل أخي ..وكأن السيد قد فرح بهذا..


كان يزورني في الاسبوع الأول أما الآن لم يأتي لزيارتي منذ خمسة أيام !!


أحرجت حين سألت أمي عنه ولكني حاولت اختلاق الاعذار من أجله..


لم يكلف نفسه حتى برفع السماعة للاطمئنان علي..


فتحت هاتفي لأتصل عليه ولكنني ترددت في آخر لحظة..


لنرى متى سيتفضل علي ويقوم بالاتصال…


لم اتحدث معه منذ يومين لا اعلم متى سيتذكرني ذلك الاخرق…


سأعطيه فرصة للغد..ارجو ان لا يخيب ظني ويتصل..


اتجهت نحو المطبخ لشرب كوب من الماء ولكني حين اقتربت من المطبخ فوجئت بسماع صوت بكاء…


شعرت بالخوف…


من يكون؟؟

.

.

.

كانت تتقلب على سريرها وهي ترتجف فبرودة التكييف مرتفعة..


هذه عادة رغد..تحب النوم في غرفة باردة..


فتحت عينها ثم جلست على السرير بخوف..


الغرفة مظلمة وهي تخاف الظلام..


قامت بمد يدها لضغط ذلك الزر لاستدعاء الممرضة ولكنها سرعان ما ادركت انها ليست في المشفى..


أين هي..


ولماذا هي وحدها..


انها متأكدة انها نامت في المشفى هذا اليوم..


لم تكن تريد الخروج..


تلك الغرفة تشعرها بالأمان ..


لقد حفظت كل تفاصيلها واعتادت عليها..


وقفت من السرير لتخرج من الغرفة بسرعة ولكنها وحين قامت بفتح الباب فوجئت بالهدوء الموحش حولها..


مشت في تلك الصالة الموجودة أمام الغرفة ولكنها بدأت تشعر بالخوف..لا يوجد أحد..


كما أن الظلام حالك هنا..


بدأت الدموع تنزل من عينيها..


اتجهت نحو الدرج اللولبي…


لمحت ضوءً من احدى الغرف الموجودة في الأسفل..


بدأت تنزل الدرج لتذهب اليه ولكنها كانت تتمسك بالدرازين بقوة كما أنها كانت تزل الدرج وهي ترتجف..


انتصفت الدرج ولكنها لم تستطع المشي أكثر..لا تعرف أين كرسيها المتحرك ..لقد تعبت من المشي..


كما أن هناك خوف لم تعرف سببه حين اقتربت من الدرج..


هناك شيء في عقلها يزرع الخوف بداخلها من الادراج المرتفعة..


جلست على احدى الدرجات وقد بلغ الخوف منها كل مبلغ…


بدأت تبكي وهي تتساءل..لماذا هي وحيدة هنا..


لم تركوها وحدها في هذا الظلام …


هل ارتكبت شيئاً سيئاً..


هل يقومون بمعاقبتها؟؟


كانت تتساءل..هل أنا سيئة ماما؟؟


ارتفع صوت بكائها اكثر وهي تتمسك بالدرابزين بقوة وتردد: مــــامــــا..مــــامــــا..


مــــــــــــــامــــــــــــــــــا..


شخابيط فتاة 25-03-16 10:40 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسمات الحنين (المشاركة 3602657)
لا تكفين لايجيك احباط والله الروايه روعه واسلوبك اروع انا دائما قارئه صامته لان ماعندي موهبه التعليق والتحليل زي البعض الروايه جدا قويه بس لازم تسوي دعايه عنها عشان القراء يتابعوها اتمنى لك التوفيق واتمنى ماتتاخري علينا بالبارتات

اهلا حبيبتي. ..

اشكرك علی ذوقك وردك..

لا تخافي ان شاء الله راح اواصل تنزيل وماراح أيأس لأني ما احب اوقف عمل بدأته..
.بالنسبة للردود..شولي حبيبتي الفرق بين اللي ينشروا في مكاتب واللي ينشروا في النت ان اللي ينشر بالمكتبة اللي يحمسه للكتابة العائد المالي..

اما اللي ينشر في النت تحمسه الردود..

اذا مافي ردود كيف يعرف اذا الرواية ناجحه او لا...

يوم مايكون في ردود احس اني ضيعت وقتي عالفاضي وقاعده انزلها لنفسي حتی لو مو رد مفصل مجرد كلمة شكر اعلم منها ان هناك من يقرأ لي كفيلة بأسعادي..

شكراً لردك عسولة
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3602700)
السلام عليكم ورحمة الله
تسلمين حبيبتى جزء رائع
خالد هذا قاهرنى انتى متجوز وما كنت بتحبها ولا بتعاملها عدل كيف عاوزها تترك زوجها اللى مغليها وحاططها فى عنيه عشان ترجع لك وهى كمان حامل منه يعنى منتهى الانانيه منك انك تخرب اسره لمجرد انك تريح نفسك مش قادر تفرض بنتك على اهل بيتك اديها لامها وارتاح انما تساومها عليها دى قذاره منك انسان انانى مجرد من الاحساس وقال ايه بيغير عليها من زوجها اللى يشوف كده يقول كنت بتحبها مش مشبعها ضرب واهانه وحرمتها من بنتها سنين غبى والله غبى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اهلا يا جميلة..

سعيدة انه عجبك الجزء..

خالد فعلا اناني وحتی طلبه الزواج من هوازن مو عشان يحبها لكن هو عاز عليه يشوفها مبسوطه ومكملة حياتها..

لو لاحظتي ماطلب الزواج منها غير يوم عرف انها تزوجت..

حتی في يوم زوجها انقهر منها كيف تتزوج وبنتها كذا..

شخص غبي والله اني احقد عليه وانا اكتب خخخخ

انتظر رايك بالتكملة بشغف..

شكراً عزيزتي

مملكة الغيوم 25-03-16 07:51 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله
الحقيقه والله هذا الخالد اغبى ما يكون ما سكت الا لما دخل المسكينه هوازن حاله حرجه كسبت ايه يا غبى باننيتك غير نصيبك والطفله المسكينه اللى ما متعلق بذاكرتها غير الماما يارب تطلع عينه من الزن والبكى خليه يجن
حنين بانت على اصلها مش قلت لك هى حتتاقلم مع هوازن بس محتاجه وقت من كتر حبها لابوها ما كانت حابه حد يشاركها فيه لاكن هوازن كسبتها بطيب قلبها وهى حنت عليها لما لقتها تبكى مسكينه هوازن تن خالد الزفت وراها لما مرضها
مروان يعينى على ابو الرمانسيه روح مروان والله يا مارو طلعت خطير واسرا ما مصدق ودانها ولا عنيها الله يعوضهم خير حسيته تنفس الصعداء لما ضرب نادر وكانه عمل انجاز هو فعلا يستاهل الضرب
مها لسه عندها امل انه جوزها المتسلق المادى يتصل عليها او يجى يزورها عشم ابليس
رغد فرحانه باختها الكبرى ما تدرى ان جمان اصغر عمرا منها فى الواقع اللى عيشاه
بارت جميل عزىزتى تسلم ايدك وان شاء الله تلاقى متابعات كتير لان قصتك رائعه وفيه كتير بيتابعو بس ما بيسجلو ردود حبايبى حتى اضغطى على ايكونة الشكر حتى تعرف الكاتبه ان هناك متابعين فتتحمس وانا اعتبرينى زمرة متابعين ههههههههه ولا تحبطى ابدا يا جميله انتى كاتبه واعده اتمنى لك التوفيق موووووووواه

شخابيط فتاة 26-03-16 02:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3602925)
السلام عليكم ورحمة الله
الحقيقه والله هذا الخالد اغبى ما يكون ما سكت الا لما دخل المسكينه هوازن حاله حرجه كسبت ايه يا غبى باننيتك غير نصيبك والطفله المسكينه اللى ما متعلق بذاكرتها غير الماما يارب تطلع عينه من الزن والبكى خليه يجن
حنين بانت على اصلها مش قلت لك هى حتتاقلم مع هوازن بس محتاجه وقت من كتر حبها لابوها ما كانت حابه حد يشاركها فيه لاكن هوازن كسبتها بطيب قلبها وهى حنت عليها لما لقتها تبكى مسكينه هوازن تن خالد الزفت وراها لما مرضها
مروان يعينى على ابو الرمانسيه روح مروان والله يا مارو طلعت خطير واسرا ما مصدق ودانها ولا عنيها الله يعوضهم خير حسيته تنفس الصعداء لما ضرب نادر وكانه عمل انجاز هو فعلا يستاهل الضرب
مها لسه عندها امل انه جوزها المتسلق المادى يتصل عليها او يجى يزورها عشم ابليس
رغد فرحانه باختها الكبرى ما تدرى ان جمان اصغر عمرا منها فى الواقع اللى عيشاه
بارت جميل عزىزتى تسلم ايدك وان شاء الله تلاقى متابعات كتير لان قصتك رائعه وفيه كتير بيتابعو بس ما بيسجلو ردود حبايبى حتى اضغطى على ايكونة الشكر حتى تعرف الكاتبه ان هناك متابعين فتتحمس وانا اعتبرينى زمرة متابعين ههههههههه ولا تحبطى ابدا يا جميله انتى كاتبه واعده اتمنى لك التوفيق موووووووواه

اهلا جميلتي اسعدتيني جدا حبيبتي..

ماشاء الله عليك تفصلين الاحداث بطريقة رائعه..

ههه والله ان تعليقك وحدك كفيل باسعادي يا عسل لا تحرمينا..

وانت بجد عن زمرة متابعين..

شكرا شكرا شكرا بحجم السماء ..

بوسة كبييييرة ليكي..

شكرا يا عسولة

نسمات الحنين 28-03-16 06:45 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
فصل اكثر من رائع شكل جمان حتاخذ حق هوازن من خالد واعجبني تغير علاقة هوازن وحنين 😉

شخابيط فتاة 28-03-16 02:36 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسمات الحنين (المشاركة 3603177)
فصل اكثر من رائع شكل جمان حتاخذ حق هوازن من خالد واعجبني تغير علاقة هوازن وحنين 😉

اهلا جميلتي نسمة سعيدة جدا انك حبيتي الفصل ما تحرمينا من طلتك يا جميلة :0041:

مملكة الغيوم 28-03-16 05:14 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
مساء الوردفيه بارت اليوم

شخابيط فتاة 28-03-16 05:22 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3603235)
مساء الوردفيه بارت اليوم

مساء النور والسرور الفصول ياعزيزتي راح تكون ان شاء الله كل يوم سبت بعد صلاة المغرب لأن ذا الوقت الوحيد اللي يناسبني فأنا طالبة جامعية..

أتمنى فعلاً لو كنت متفرغة لأنزل بارتين في الأسبوع ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن:ZlY04550:

مملكة الغيوم 28-03-16 05:40 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اتمنى لكى النجاح والتوفيق قلبو

bluemay 02-04-16 08:18 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

سعيدة برؤية متابعات جدد لروايتك ..

واعجبتني اﻷحداث الجديدة والتي أخذت منحى خطير في بعضها ..


اعتذر عن غيابي الفترة الماضية لظروف خارجة عن إرادتي واتمنى ان لا ينضب عزمك وان تصلي برائعتك إلى بر الروايات المكتملة..

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


شخابيط فتاة 02-04-16 09:39 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الفصل الخامس عشر: انني أتألم..

عاد الى ابي الى المنزل في منتصف الليل..

ومنذ ان اخبرته امي انني اعتذرت عن الزيارة وهو يطرق الباب بقوة ويصرخ بغضب:
-الن تنتهي مشاكلك أبداً..
هل يعجبك ان تضعني بموقف محرج كهذا ..
ان لم تكن تريد الزواج لم طلبت مني خطبتها..

لم أرد عليه..اقفلت بابا غرفتي متجاهلاً اياه ..سيطرق الباب قليلاً وسيمل في النهاية
كنت احاول تجاهله..ولكن الحقيقة انني كنت احترق غيضاً.
ان كان الامر بيدي لم أكن سأتخلف عن الموعد..
ولكن مروان هو السبب وسأنتقم منه..

ارتفع صوت أبي: نادر افتح الباب وواجهني..لماذا تختبئ كالفتيات..
اعطني سبباً مقنعاً لتخلفك عن الموعد..

ردت أمي: معتز أرجوك اتركه بحاله انه متعب.

صرخ أبي: دلالك هذا هو ما افسده..
هه هل صدقتي انه ذهب لزيارة عادل؟؟!
انها حجة فقط ..الله وحده يعلم مالمصيبة التي اوقعنا بها هذه المرة..

بدأ يطرق الباب بقوة: نادر افتح قبل أن ينفذ صبري..

زفرت بعد أن اغلقت حاسوبي ثم اختبأت اسفل بطانيتي..

وضعت الوسادة على رأسي وبدأت اضغط عليها بقوة في محاولة مني لصم اذني عن صراخه..

لم يكن أبي يصرخ علي من قبل..

فقد انجبني بعد سنوات طويلة من العلاج …

دللني كما لم يفعل اي اب مع ابنه..

لم يكن يرفض اي طلب اطلبه..

ولكنه ومنذ أن علم بما حدث لسارة وهو يتصيد الأخطاء لي..

تغير ابي كثيراً…

تغير بسبب تلك المختلة..

لقد افسدت علي حياتي..

اصبح ابي يغضب من اي شيء أقوم به..

افف يا أبي كف عن الصراخ..

أرجوك..
.
.
.
بقيت متصلبة في مكاني لوهلة وأنا اسمع ذلك البكاء..

مشيت بخطوات بطيئة باتجاه الدرج لألمحها وسط الظلام..

كانت تتمسك بالدرابزين وتبكي :ماما..

حسناً لم أتمكن من الاستيعاب في البداية..

من هذه الفتاة وما الذي تفعله هنا..

حين سمعت صوت البكاء توقعت ان ارى فراس ..ولكن..

اتجهت نحوها بارتباك بعد ان استنتجت بأنها جمان..

نعم لقد اخبرتني رغد أن اخي قد اخرجها من المشفى في اثناء نومي..

جلست بجانبها لأنطق بصوت هامس:جمان!!

وجهت نظرها الي ثم عادت لاغلاق عينيها بكل قوتها وهي تردد وسط شهقاتها:مـ..ــامــ..ـــا..مــامــا.

وضعت يدي على كتفيها المرتجفين في محاولة مني لتهدأتها:لماذا تبكي يا صغيرتي..

ارتمت في حضني فجأة لأسقط على ظهري:آخ..

رغم انني تألمت ..الا ان رؤيتي لخوفها وهي تتمسك بي جعلتني اتجاهل المي..

سامحك الله يا اخي بالتأكيد ستخاف..تنام بالمشفى ثم تستيقظ بدون أن تجد أحداً بجانبها..

قبلت رأسها بهدوء:لا تبكي يا صغيرتي..هل تريدين البقاء معي بغرفتي؟؟

أومأت برأسها بدون أن تبتعد عن حضني..

همست في اذنها: حسنا يا صغيرتي هيا تعالي لننزل..

وقفت وحاولت ان اوقفها معي ولكنها رفضت ذلك..

بدات تصرخ بخوف: كلا كلا..لا استطيع المشي..

نظرت اليها باستغراب..ان كانت لا تستطيع المشي كيف وصلت الى هنا وحدها!!

حاولت ان اوقفها مجدداً ولكنها عادت للتمسك بالدرابزين وهي تصرخ: كلا كلا ..لا اريد ..سأسقط ..لا اريد..

لم اعرف كيف اتصرف..لا استطيع ان احملها وحدي..اشعلت الاضواء في الدرج لتخفيف خوفها..

نظرت اليها بحزن..

تبدو خائفة جداً..

اقتربت منها من جديد:جمان صغيرتي انتظري هنا سآتي حالاً..

نظرت الي والدموع تسيل على خدها:كلا ..لا تتركيني وحدي..انا اخاف..اريد كرسيي المتحرك..

مسحت دموعها بيدي: لن أتركك سآتي حالاً ولكنني سأطلب من احد ان يساعدنا حسنا...لا تخافي سآتي الآن..

أومأت برأسها..

ابتسمت لها ثم توجهت مسرعة نحو غرفة فارس…

فتحت الاضواء ثم جلست بجانبه: فارس..فارس..

بدأ يتقلب على سريره بانزعاج..

افف فارس ينام بعمق..من الصعب جداً ايقاظه..

رفعت الغطاء عن جسده وألقيت به على لأرض وأنا اصرخ: فارس استيقظ بسرعة..

بدأ يتحسس السرير حوله للبحث عن البطانية وحين يأس من ايجادها بدأ يفتح عينه ببطء...

ههههه القاء البطانية على الارض هي الطريقة المثلى لإيقاظه دائماً..

عقد حاجبيه ثم سألني بضجر: عمتي ما الأمر اريد أن أنام..

جلست بجانبه وبدأت اهزه: هيا يا عزيزي استيقظ بسرعة جمان وحدها على الدرج..

وضع الوسادة فوق رأسه:اففف وما شأني بها ..

حاولت ابعاد الوسادة عنه : فارس هيا انها خائفة لا تستطيع المشي وانا اعجز عن حملها..

وقف وهو يتأفف: اففف افففف حسناً..

قالها وهو يخرج من الغرفة..

يا الهي ان رأته جمان بهذا المنظر ستخاف بالتأكيد..

صحيح انه يصغرها بخمس سنوات ولكن جسده اكبر منها بأضعاف..

لحقت به بسرعة لأراه يمشي على الدرج باتجاهها ولكنها حين رأته بدأت تصرخ بخوف: ماما ..ماما..

جلس بجانبها ليحملها ولكنها صفعته وهي تصرخ: لا..لا ..لا ..لا ..

نظر فارس الي بصدمة ثم تحركت شفتيه ببطء لينطق في عدم تصديق: لقد صفعتني…

ضحكت رغماً عني: ههههه لا بأس احتمل قليلاً انها اختك الكبيرة هههه

وقف وهو ينظر اليها بحدة: اسمعي يا هذه ..لقد اتيت الى هنا رغماً عني ..هيا لينتهي هذا الموضوع اريد أن أنام..

نهرته بسرعة: فارس..انها خائفة اساساً لا تصرخ عليها..

ضرب وجهه بغضب : هيا تفاهمي معها بسرعة يا عمتي..

نظر الي بترج:ارجوك بسرعة اريد أن أنام..

جلست بجانبها :صغيرتي هيا سيقوم اخوك فارس بحملك الى غرفتي..

اومأت برأسها ثم صرخت تلك الصرخة التي شعرت بأنها هزت أركان المنزل:كــــــــــــــــــــــــلاآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ

وضعت يدي على اذني بقوة ..وقبل أن أحاول تهدأتها ..خرج أخي من الغرفة بخوف: ما الذي يحدث هنا..

حين رأت أخي ازداد بكاءها فجأة:بابا..بابا..بابا..

اتجه نحوها وجلس بجانبها: لماذا تبكي يا صغيرتي..

صرخ فارس: هذه الغبية جلست على الدرج ولم تستطع المشي اكثر والآن ترفض أن أحملها..

صرخت جمان بصوت أعلى: لست غبية أنت الغبي..

نظر خالد الى فارس بحدة: فارس اذهب الى غرفتك ولا تتدخل..

زفر فارس بغضب: اففف كله بسبب عمتي هي من ايقظتني من نومي..

قالها ثم ركض باتجاه غرفته واغلق الباب..

اما انا فلم استطع التوقف عن الضحك..يبدو ان جمان ستزلل المنزل بصراخها…

تمسكت بأخي بقوة : بابا ..انا خائفة ..لماذا تركتني وحدي في الظلام..اريد ماما..

حاول خالد تهدأتها:كلا ياصغيرتي لست وحدك ..الم تري اختك رغد..

نظرت اليه: اخي ..اجلبها لغرفتي ستنام جمان بجانبي اليوم..اليس كذلك يا صغيرتي..

نظرت جمان الي بعينين دامعتين: اريد النوم مع ماما..

حملها خالد وبدأ ينزل باتجاه غرفتي:ستنامين الليلة مع عمتك..وماما ستأتي فيما بعد ..

ردت عليه: لقد سمعت ماما صوتي .. ستأتي بعد يومين صحيح..

أومأ خالد برأسه…

عادت للحديث :يوم ويوم يعني يومين صحيح..

اومأ من جديد : نعم يا بابا ..

وصل الى الغرفة ووضعها على السرير..

عادت لسؤاله: ستأتي في يوم اجازة بابا أحمد صحيح ..

صرخ أخي: اففف جمان قلت لك انها ستأتي.. انتهى الأمر ..

قالها ثم خرج من الغرفة بغضب..

نظرت جمان اليه بصدمة وامتلأت عيناها بالدموع: لماذا غضب بابا..

مشيت باتجاهها ثم جلست بجانبها واحتضنتها بشدة: لم يغضب يا صغيرتي انه يريد النوم فقط..

شعرت بدموعها وهي تبلل ثيابي..سامحك الله يا خالد ماهو الداعي لصراخك.يجب ان يكون أكثر صبراً ..

ابعدتها عن حضني ونظرت الى عينيها: تعالي هل رأيتي طفلتي لانا..

أومأت برأسها بالنفي..

اتجهت نحو سرير لانا ثم عدت للجلوس بجانب جمان بعد أن حملتها:انظري كم هي جميلة..

نظرت اليها بتركيز ثم بدأت تتحسس شعر لانا بحنان وقبلتها بهدوء..
اعادت نظرها الي : لماذا لا تجلس في بطنك؟؟

عقدت حاجبي: ولماذا تجلس في بطني..

اخذت نفساً عميقاً:ماما قالت ان اخي يجلس في بطنها الى ان يصبح قوياً ثم يخرج..انها تبدو ضعيفة لماذا اخرجتها من بطنك..

حسنًا ..لم أستطع فهم ما تقصده بماما ولكن حسب قول خالد انه تدعو الممرضة بماما ..
ضحكت: هه كلا ان الطفل يجلس تسعة أشهر فقط ثم يخرج..

عقدت حاجبيها ثم نظرت الى اصابعها وقامت برفعها: ماذا يعني تسعة أشهر؟؟

اطرقت لفترة وأنا افكر..كيف اشرح هذا لها..

مددت يدي باتجاه يدها ثم قمت بانزال ابهامها :هكذا يعني تسعة..

مطت شفتيها : لم أفهم…

حاولت ان افهمها بطريقة ابسط ولكني لم أستطع..ضحكت: ستفهمين هذا لاحقاً فأنا لا أجيد الشرح..

نظرت الي بحماس: سأخبر ماما بهذا لقد طلبت منها ان تخرج أخي ولكنها قالت انه سيبكي كثيراً..سأخبرها أن لانا لم تبك..

ضحكت:هههه حسنا اخبريها..

قلتها ثم اعدت لانا الى سريرها..

اعدت نظري الى جمان فوجدتها تحمل هاتفي بين يديها..

وضعته بالقرب من فمها: ماما..اخرجي اخي الآن لن يبكي..ان لانا لا تبكي..

نظرت اليها بدهشة و أنا اجلس بجانبها: ههه جمان مالذي تفعلينه ..

اعادت نظرها الي: بابا قال انني ان تحدثت بالهاتف هكذا ستسمعني ماما..صحيح؟؟

يبدو أن أخي قد حاول اسكاتها بهذه الكذبة من قبل ضحكت : ههه صحيح..

مدت الهاتف الي: امي كم اهواها..

عقدت حاجبي : ماذا ؟؟

وضعت الهاتف بيدي: ان اريدها..امي كم أهواها ..اريد أن احفظها..لقد قام يوسف بتشغيلها هنا..

-اوه حسنا..

قلتها وأنا ابحث في هاتفي عن الانشودة..

بعد ان قمت بتشغبلها ابتسمت بفرح واخذت الهتف من يدي..

استلقت على السرير وهي تردد الانشودة وأنا انظر اليها بابتسامة..

انها تتصرف كالأطفال تماما..

اي طهر وأي براءة تعيشين بها يا جمان..

بدأت تعيد تشغيل الانشودة مراراً الى ان غلبها النوم..

وحينها..حملت الهاتف من يدها ونمت بجانبها بهدوء..

تصبحين على خير يا صغيرتي..
.
.
.
مرت الساعات ثقيلة علي وأنا انتظر ولادة هوازن..

توحهت الى المصلى وأنا ادعو الله ان تتمكن من مواجهة هذه المحنة…

شعرت انني عدت بالزمن الى يوم وفاة ام حسام..

لن احتمل فقدان هوازن أيضاً..

كما ان ابنائي لن يحتملوا هذا..

لقد احبوها كثيراً..

اللهمّ اشفها شفاءً ليس بعده سقمٌ أبداً، اللهمّ خذ بيداها، اللهمّ احرسها بعينك الّتي لا تنام، واكفها بركنك الذي لا يرام، واحفظها بعزّك الّذي لا يضام، واكلأها في الليل وفي النّهار، وارحمها بقدرتك عليها، أنت ثقتها ورجائها يا كاشف الهم، يا مفرّج الكرب، يا مجيب دعوة المضطرّين، اعد زوجتي الي سالمة..اللهم احفظها لي ولأبنائي.
آمين

بعد ان انتهيت من الصلاة ..جلست في المصلى قليلاً لقراءة القرآن..

رغم انني كنت اشعر بالتعب وأنا في عملي..الا ان خوفي عليها خطف النوم من عيني..

بدأ هاتفي بالرنين..اجبت عليه فوصلني صوت حنين: أبي اين أنت لقد تأخرت..

اجبتها بصوت ضعيف:سأتأخر يا صغيرتي لا تنتظريني..ربما لا أعود قبل الصباح..

صمتت قليلاً ثم اردفت:ابي مابه صوتك هل تبكي..

مسحت دمعة من عيني ثم تابعت حديثي: كلا يا صغيرتي لا ابكي..ولكن خالتك هوازن ستلد الآن ويجب ان أكون بجانبها…

ردت بصوت مرتبك: ولكنها في الشهر السادس فقط..

لا اعلم كيف اخبرتها بالأمر ولكني كنت في حاجة لتخفيف ذلك الحمل الثقيل : حنين انها تحتاج للدعاء..انه تسمم الحمل..

ردت بصدمة:تسمم الحمل!!

بدأت الدموع تنزل من عيني ..اردت ان انهي المكالمة بسرعة:حنين يا صغيرتي انتبهي لأخوتك..كما ان عمي يجب ان يأخذ ادويته بعد صلاة الفجر..ان لم أعد قبل الصباح اطلبي من حسام ان يعطيه اياها حسنا ..الى اللقاء الآن..

قلتها ثم أقفلت الخط قبل ان اسمع جوابها..

لم أرد أن تعلم انني كنت أبكي..

ارحمني يارب..
.
.
.
في تلك لليلة..

مرت أمي في ذهني..

خفق قلبي..ورجفة رهيبة اعترتني..

كل شيء حدث اليوم اعادها الى ذاكرتي..

ان الأمر يتكرر..

حين ماتت أمي كان أبي يحدثني بنفس تلك النبرة..

فتحت هاتف الخالة هوازن وبدأت اسمع صوت جمان وهي تبكي مراراً وابكي معها..

لقد خشيت ان تموت الخالة هوازن أيضاً..

لقد جربت فراق الأم من قبل..ولا اود ان يجربه أي أحد..

بعد أن توفيت أمي بقي أبي بجانبنا واغدق علينا من حنانه..

اما تلك المسكينة جمان..

فلا اعتقد أن رجلاً استغلالياً مثل والدها سيهتم بها..

صحيح أنني كنت اود الحديث معه من قبل ولكني لم أكن أعلم انه بهذه القذارة..

كنت اعتقد ان طلبه للزواج من الخالة هوازن لأنه يحبها ويرغب بالعيش معها..

ولكن حين سمعت صوته وهو يبتز الخالة هوازن متجاهلاً بكاء ابنته بجانبه شعرت بالحقد عليه..

تخيلت ان يقوم أبي بهذا…

كلا ..ابي من المستحيل ان يكون مثل ذلك الخسيس..

حتى في يوم زواجه بقي بجانبنا ولم يتركنا..

يا الله رحمتك..انني متعبة..متعبة جداً

نزلت من سريري..اسحب قدماي بثقل..لأتوضأ وأصلي..

شعرت بضعفي وأنا بين يدي خالقي فانهمرت دموعي بلا شعور..

بدأت اكفكفها وأنا ادعو الله الرحيم..
الهي..ان حدث لها أي شيء لن اتمكن من مسامحة نفسي ابدا.
الهي ..لقد كنت ادعو دائماً ان تفقد طفلها ولكني لم اكن اقصد هذا..
لا اريدها أن تموت..ارجوك يا الهي احفظها..احفظها من أجل اخوتي..احفظها من أجل ابنتها..ارجوك ..

ازدادت دموعي..اصبحت أبكي بلا شعور…

حاولت جاهدة ان اكفكف دموعي ولكني لم اتمكن من ذلك..

تمنيت ان اعود الى حضن امي.لاسترد عافيتي من انفاسها..

احتاج اليك يا امي كثيراً..
.
.
.
وصلت الى المشفى في الصباح الباكر..كنت سأذهب لتناول الفطور الا أن الممرضة سهى قامت بمناداتي: يوسف..

التفت اليها باستغراب وانا اسألها:اهلا..مالأمر ..هل حدث شيء لجمان؟؟

نظرت الى الأرض بارتباك :لقد اخرجها السيد خالد بالأمس..

اغلقت عيني وفتحتها عدة مرات: مـ..ـ..ماذا..اخرجها؟؟
هكذا فجأة؟؟

زفرت: لقد علم بالأمس أن هوازن تزورها اظن انه اخرجها لهذا السبب…

ازدادت دقات قلبي: كيف علم بهذا؟؟

أومأت برأسها: لا أعلم حقاً ولكنه طلب مني ان اعطيه رقم هاتفها..

سألتها بارتباك:وهل اعطيته اياه؟؟

أومأت برأسها..

زفرت: اففف سهى لم فعلت هذا..

تزاحمت الدموع في عينيها: أنا آسفة حقاً لم أكن أقصد ولكنه ضغط علي..

اشحت بنظري عنها ثم اخرجت هاتفي من جيبي لأتصل على خالي..يجب أن يعلم بهذا حتى يخبر الخالة هوازن بهدوء..

وصلني صوته بعد عدة رنات ولكن صوته كان ضعيفا جداً:مرحبا يابني..

عقدت حاجبي: اوه خالي أنا عتذر هل ايقظتك..

-كلا لم انم اساساً انا في المشفى..

اجبته بارتباك: لماذا هل انت قادم لرؤية جمان؟؟

رد بهمس: كلا لقد ولدت هوازن ..

تصلبت في مكاني لوهلة ثم اجبته في عدم تصديق:هه ولكن..انها في الشهر السادس صحيح؟؟

-نعم ولكن...انه تسمم الحمل.

شعرت بقبضة مؤلمة في قلبي..لابد ان خالي في حال صعبة الآن فقد توفيت زوجته سابقاً بسبب تسمم الحمل :حسناً خالي سآتي اليك اين أنت..

-امام غرفة العناية المشددة احاول الدخول اليها ولكنني لم استطع ذلك..

-حسناً سآتي حالاً انتظرني..

قلتها ثم اغلقت هاتفي واتجهت نحوه..

وصلت قسم العناية المشددة لأراه يجلس على احد الكراسي واضعاً يده على رأسه..

جلست بجانبه:خالي هل أنت بخير..

رفع نظره الي..كان التعب واضحاً على وجهه:يوسف تحدث معهم ربما يسمحوا لي برؤيتها..
لقد ولدت منذ ساعتين ولكنهم لم يدخلوني اليها..لم يسمحوا لي برؤية طفلي حتى ارجوك تحدث معهم..

أومأت برأسي ثم وقفت لاستعلم عن حالتها..كنت اود اخبار خالي عن جمان ولكن الوقت غير مناسب الآن..

سأخبره بهذا فيما بعد..

عدت الى خالي بعد أن سألت عن حالها:خالي انها بخير..ولكنهم لن يدخلوك الآن فهي لم تفق بعد..عد الى المنزل لترتاح وحين يأذنون لك بالدخول سأتصل عليك حسناً؟؟

رفع نظره الي: وماذا عن ابني..الن يسمحوا لي برؤيته..كما ان عملي سيبدأ عصراً ولن ينتهي قبل منتصف الليل..اريد رؤيتها الآن..

زفرت: خالي صدقني لا استطيع..هذه هي الانظمة هنا..
سأتصل عليك حالما تفيق حسناً..هيا اذهب للمنزل الآن يا خالي..

نظر الي بعينين حمراوين: كيف اتركها وحدها..

همست بضيق: خالي..بقاؤك هنا لن يكون مفيداً..
ان بقيت الآن ستكون متعباً عند استيقاظها..
هيا خالي..صدقني انها بخير..اذهب لترتاح الآن..

أومأ برأسه بهدوء ثم وقف على مضض..

ودعني ثم أشاح بنظره عني وبدأ يمشي بخطوات ثقيلة...

ارجو ان يتمكن من قيادة السيارة..يبدو متعباً جداً ..

كان الله في عونك يا خالي..
.
.
.
فتحت عينيها بتباطأ..اين هي الآن..

جلست على السرير وهي تتلفت حولها..

تذكرت الآن انها خرجت من المشفى وانها قد نامت مع عمتها..

لا يوجد احد بالغرفة..

اين ذهبوا..

مشت باتجاه سرير لانا …

شعرت بالراحه..انها ليست وحدها فلانا موجودة أيضاً..

بدأت تقلب بصرها في ارجاء الغرفة..

قامت بتثبيت نظرها على تلك الساعة المعلقة على الحائط …

اتسعت ابتسامتها فقد تذكرت ان يوسف قد اخبرها أنه سيأتي في الساعة الثالثة..

ولكن ابتسامتها سرعان ماتلاشت حين تذكرت انها لم تعد بالمشفى..

ولكن لا بأس..يوسف يعرف كل شيئ..سيعرف مكانها حتماً..

اتجهت نحو السرير لتلتقط هاتف عمتها..ستطلب من يوسف أن يأتي اليها..

وضعت الهاتف امامها وبدأت بالحديث..

-يوسف..أنا جمان..هناك ساعة هنا أيضا..سأنتظرك في الساعة الثالثة حسناً..
يوسف جمان خائفة..ستأتي ماما اليوم أليس كذلك..
لقد نمت في المشفى واستيقظت وحدي ثم نمت مع عمتي واستيقظت لقد مر يومين صحيح؟؟
يوسف اخبر ماما أن جمان تنتظر..
يوسف اخاف ان لا تعرف ماما مكاني لا تنس ان تخبرها جمان تنتظر..
ولكن جمان ستنتظرك يا يوسف في الساعة الثالثة..
هناك ولد ضخم قال انني غبية اريدك أن تضربه..

فتح باب الغرفة بهدوء لتظهر رغد من خلفه ..

قفزت رغد بحماس وهي تصرخ: آآآآآآآ لقد استيقظت اخيراً..

شعرت جمان بالخوف منها..

نظرت الى هاتفها ثم تابعت حديثها: يوسف هناك فتاة بشعر مخيف تصرخ هنا تعال لرؤيتها بسرعة..

جلست رغد أمامها وهي تنظر اليها بتركيز ثم زفرت: افف ياللخسارة عيناك سوداوان..

اما جمان فقد كانت تنظر الى رغد بخوف..انها المرة الأولى التي ترى بها فتاة بشعر اجعد هكذا..

بالرغم من أن عمتها تملك شعراً أجعد ولكنها تقوم بتمليسه بواسطة مجفف الشعر عادة..

اما رغد فهي تحب ترك شعرها الاجعد لينساب على كتفيها…

ضحكت رغد: لماذا تنظرين الي هكذا..

تحدثت جمان بارتباك: ان شعرك مخيف..

شهقت على اثر ذلك الاستنتاج الذي توصلت اليه: لابد انك لا تقومين بتغطية شعرك أمام الرجال ماما قالت لي ان لم تقومي بتغطية شعرك سيفسد..

نظرت رغد اليها بصدمة..حسناً لقد كانت كلمات جمان قاسية عليها..

صرخت بغضب: شعري مخيف ها.. لعلمك أيتها الغبية ..هناك الكثير من الفتيات يتمنين الحصول على شعري..

قالتها ثم خرجت من الغرفة ..لقد أطفأت جمان حماسها للحديث معها ببراعة..

اما جمان فلم تتمكن من فهم سبب غضبها..

كل ماكان يدور في عقلها البرئ ان رغد لا تقوم بتغطية شعرها امام الرجال بالتأكيد..

امتلأت عيناها بالدموع:لماذا يقولون انني غبية انا لست غبية..

نظرت الى الهاتف من جديد وهي تصرخ:يوسف تعال واضربهم يــــــوســـــــــف..
.
.
.
عدت الى المنزل وأنا استودع الله هوازن وابني..

لم أكن أريد تركها قبل رؤيتها ولكنني اشعر بالتعب حقاً..

حين فتحت الباب فوجئت بحنين في استقبالي..

ركضت نحوي:أبي..كيف اصبحت الخالة هوازن..

ابتسمت لها:لا تقلقي يا صغيرتي انها بخير..

احتضنتني بشدة وبدأت بالبكاء..

تعجبت من ذلك كثيراً..

سألتها بهدوء: حنين يا صغيرتي مالذي يبكيك صدقيني انها بخير..

تحدثت وسط شهقاتها: لا اريد أن تموت بسببي يا أبي..

عقدت حاجبي: حنين ماهذا الكلام..مادخلك بالامر..اخبرتك انها بخير هيا امسحي دموعك بسرعة..
لم ترد علي..تمسكت بي بقوة وصوت بكائها قد ارتفع أكثر..

كان علي ان لا اخبرها بالأمر..لابد انها تذكرت امها..

ولكني اخبرتها بذلك في لحظة ضعف..

بدأت امسح على شعر حنين بحنان..

عودي الينا يا هوازن..

عودي الينا سالمة أرجوك..
.
.
.
انتهى يوم شاق آخر من عملي بالمشفى..

اشعر بتعب شديد لا اعرف سببه حقاً..

هه يبدو ان ضربي لنادر قد أثر بي..

كنت اقود سيارتي باتجاه المنزل..

كل ما أبحث عنه الآن هو فراش مريح..

ولكنني سرعان ما تذكرت وعدي لسارة بأن آخذها لمها بعد انتهاء عملي..

افف كيف سأعتذر الآن..كلا لن أعتذر..

انها المرة الأولى التي تطلب فيها شيئاً لن أخيب أملها..

-آآآخ رحماك يارب..

رن هاتفي..لقد كانت أمي..

اوه لا بد انها ستعاتبني فأنا لم أتحدث معها منذ الأمس..

اجبت عليها:أهلا أهلا لقد كنت سأتصل الآن اشتقت اليك كثيراً..

وصلني صوتها المتذمر:اوه حقاً..تريدني أن أصدق الآن..ان كنت مشتاقاً لي كما تقول لماذا لم تقم بزيارتي..

اجبتها بإحراج: اعذريني يا أمي أنا مشغول حقاً..ارغب بزيارتك ولكن انت تعرفين..لا أستطيع ترك سارة وحدها..الا يكفي بقاءها وحيدة في فترة عملي..

زفرت أمي: اخبرتك من قبل أن تسكن معنا ولكنك عنيد..مالذي تفعله بسكن منعزل عنا..ولكني متأكدة ان سارة هي من قامت بتحريضك.

اجبتها بانزعاج:أمي ما دخل المسكينة سارة انها حقاً لا تطلب أي شيئ..لقد تنازلت عن الكثيرحين تزوجت بي..

شهقت: يجب ان تحمدالله لأنك التفت اليها..فتاة مقعدة لا تستطيع عمل شيء من أجلك وتمن عليك أيضاً لموافقتها على الزواج!!

- أمي متى قلت انها تمن علي..

قلتها ثم بدأت أحاول تغيير الموضوع فأمي تحب تصيد الأخطاء لسارة فقد كانت من أشد المعارضين لزواجنا: لا تقلقي يا أمي سأزورك غداً مع سارة ان شاء الله....

عادت للتذمر: تقوم بتغيير الموضوع يا مروان..اسمع يا بني..اخبرتك انني لن اعترض على زواجك بها ..حسناً لقد قمت بعمل انساني بزواجك بها ولكنها لا تملك الحق بايقاف حياتك..اريدك ان تتزوج وتستقر ..سيضيع شبابك مع تلك الفتاة..

قاطعتها: أمي سأتحدث معك لاحقاً فأنا أقود السيارة الآن ...

-سامحك الله يا مروان تقوم باسكاتي ها..

اجبتها بارتباك:ها..كلا أنا لم أقصد..

-الى اللقاء.

قالتها ثم اقفلت الخط..

يا الهي يبدو انها غضبت ..هل كنت فضاً بكلامي..

اعدت نظري الى الطريق وقد اتخذت قراري..سآخذ سارة الى مها ثم سأزور أمي قليلا لمراضاتها..

حين اقتربت الى المنزل لفت نظري تلك السيارة الحمراء خلفي..

انها تطاردني منذ مدة ..لم اعرها اهتمامي في البداية بسبب الازدحام المروري ولكن لحاقها بي الى هنا امر يثير الريبة!!

حسنا الشقة التي اسكن بها مع سارة تقبع في منطقة سكنية جديدة وجميع المباني حولنا في طور البناء لهذا اعرف جميع سكان الحي تقريباً وانا متأكد أنني لم أر هذه السيارة من قبل..

اوقفت سيارتي لأتأكد من شكوكي..

لقد توقفت السيارة حقا..

اذا هناك من يلحق بي…

ارتجلت من السيارة للتفاهم معه ..وقد ارتجل هو بدوره ولكنه لم يكن وحيداً..لقد نزل معه رجل ضخم البنية وقد قاما بلف الاشمغة على وجههم..

سألته بشك: خيراً يا أخي هل هناك مشكلة؟؟

لم يكلف نفسه بالرد علي فقد هجما علي فورا وقاما بتكتيفي..

وفي خضم محاولتي للافلات من بين ايديهم قاما بإدخالي لأحدى المباني المظلمة حولنا وقاما بألقائي ارضاً..

وقفت فوراً للدفاع عن نفسي ولكني لم استطع ذلك..فقد بدأ الاثنان بتوجيه الضربات علي بدون أن يعطياني ادنى فرصة للتماسك ..

لا اعلم حقاً ماهو هدفهما ومالذي يريدانه مني ..كان تفكيري مقتصراً على محاولة الافلات من بين ايديهم فقد شعرت ان عظامي قد كسرت من الأم..

توقف ذلك النحيل عن ضربي ثم وقف وهو يهم بالخروج..

اما ذلك الرجل الضخم فقد كان يحاول نزع معطفي..لا اعلم مالذي كان يريده ربما اراد سرقتي..وفي محاولة يائسة مني لتخليص نفسي من بين يديه ..قمت بالتقاط احدى الصخور التي بجانبي لأضرب بها رأسه بكل ما بقي لي من قوة…

ترنح قليلاً ثم نظر الي بغضب لأفاجأ به وهو يخرج تلك السكينة من جيبه..

واحد..

اثنان .

ثلاث..

اربع..

لقد كانت اربع..

اربع طعنات قام بتسديدها على بطني ثم وقف وبدأ ينظر الي بأنفاس متسارعة..

اما أنا فقد هوى جسدي على الأرض ولم أعد قادراً على الحركة..

صرخ صاحبه بغضب:لماذا طعنته أيها الغبي..

اجابه بارتباك: ها..لم أقصد ذلك ولكنه اغضبني..

صرخ بصوت أعلى: أيها الغبي هيا لنهرب بسرعة ..

قالها ثم بدأت أسمع صوت خطواتهم وهي تبتعد..

اصبح المكان هادئاً حولي..

لم أعد اسمع اي صوت…

برودة شديدة تتسللت الى جسدي..

بدأت انتفض على اثرها.
.
وضعت يدي على موضع تلك الطعنات..

شعرت وكأن هناك شيئاً ثقيلاً يجثو على صدري..

لقد فقدت الكثير من دمي..

ادركت انني ميت لا محالة..

لم أعد أستطيع التنفس..

حاولت جاهداً ملء رئتي بأكبر قدر من الهواء ولكن لا فائدة ..اشعر بالاختناق.

هل ستكون هذه نهايتي..

في هذا المنزل المهجور؟؟

هممت باخرج هاتفي من جيبي ولكنني لم أجده..

يبدو انهم قاموا بسرقته..

بقيت مستلقياً على الأرض بيأس..

بدأت حياتي تمر أمامي بحلوها ومرها..

لاح في ذاكرتي منظر سارة وهي تطلب مني زيارة مها بكل خجل..

لازال وجهها البرئ عالقاً في ذهني..

ابتسمت بهدوء..

ربما كانت ابتسامة سخرية على نهايتي المريرة..

سامحيني يا سارة.

لقد عجزت عن تحقيق طلبك الوحيد..

اخرجت تلك الشهقة من جسدي ...شعرت أن روحي قد بدأت بالخروج معها..

بدأت احرك لساني بتثاقل:أشهد أن لا اله الا الله ..و اشهد أن محمداً رسول الله.
.
.
.
اتصلت على خالي بعد ان ذهبت لصلاة العشاء فقد استقرت حال الخالة هوازن وقاموا بإخراجها من غرفة العناية المشددة..

جلست على مكتبي وأنا افكر بجمان..لم استطع ابعادها عن تفكيري منذ الصباح..

طرقت الممرضة الباب لتخبرني ان المريضة التالية قد وصلت..

أومأت برأسي ثم قمت بفتح ملفها لأرى..

اسمها ريم..وعمرها سنتان ..

حين فتح الباب ودخلت ريم مع والدها هتفت بابتسامة: اهلا اهلا صغيرتي ريم..

ولكني حين رأيتها ..اتسعت عيناي بصدمة..

انها تشبه جمان كثيراً..

تشبه جمان وهي طفلة!!

مالذي حدث لي هل اصبحت اتخيلها من كثرة تفكيري..

ايقظني من تفكيري صوت والدها:انها تسعل كثيراً يادكتور..

التفت اليه بارتباك: هاه حسناً سأراها الآن..

قام والدها بوضعها على السرير وبدأت بفحصها..

التفت اليه :لاتقلق انه مجرد زكام بسيط..

اعدت نظري الى ريم وهي تسعل وبدأت أتأملها..

انها تشبه جمان حقاً!!

تشبهها كثيراً.

لماذا تطاردينينني دائماً يا جمان…

هل سيطرت على تفكيري لتلك الدرجة…

لماذا لا استطيع التوقف عن التفكير بك لماذا..

ياترى مالذي يحدث معك الآن في منزل والدك..
.
.
.
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ
مــــــــــــــــــــــــامـــــــــــــــــــــــ ا أريد مـــــــــــــــــــــــــامــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــا..

منذ أن حل الليل وجمان تبكي على سريرها..

لقد ازعجتني كثيراً...لقد كان حماسي لرؤيتها عبثاً..

انها لا تجيد سوى الصراخ..

كان أبي يجلس أمامها وهو يحاول تهدأتها: جمان يا صغيرتي لقد قالت ماما انها ستأتي بعد يومين..

بدأت تتحدث وسط شهقاتها: لقد مر يومين لقد نمت واستيقظت ثم نمت واستيقظت ولم تأت آآآآآآآآآآآ أريد ماما..

وضع أبي يده على اذنه بانزعاج ..ان صراخها مزعج للغاية..

حاول ابي افهامها عبثاً: نعم لقد نمت مرتين ولكن لقد مر يوم واحد فقط…

صرخت : كلا كلا مر يومين أريد ماما آآآآآآآ

صرخ أبي : جمان..انها لا تريدك حسناً..لقد اخبرتني انها لم تعد تريد رؤيتك لهذا اخرجتك من المشفى..

نظرت جمان اليه بصدمة ثم صرخت بغضب : أنت كـــــاذب..

اغلقت عيني بقوة فقد ادركت ان ابي سيضربها لا محالة..ابي يغضب ان قام احد بالصراخ عليه..

فتحت عيني ببطء ثم التفت اليها ..هذا جيد لم يضربها..يبدو انه يجيد التماسك أمامها..

نظر أبي اليها بحدة: جمان هل تقولين أن بابا يكذب..لا تقولي هذا مجدداً..اسمعي..ماما لا تستحقك..ان كانت لا تريدك فأنت أيضاً لا تريدينها صحيح..

تابعت حديثها: كلا ماما تحبني ..تحبني كثيراً ولن تتركني..
انا اكرهك ..انا لا اريدك ..أنت كاذب..

ارتفع صراخها أكثر: أنا أريد بـــــــابــــــــا أحـــــــــمــــــــد…

قطع صوتها على اثر صفعة قوية من أبي..سقطت على اثرها على السرير..

شعرت بالحزن عليها..

شهقت عمتي ثم نظرت الى ابي بحدة: اخي لماذا ضربتها..

لم يرد ..كان ينظر اليها بغضب وصدره يعلو ويهبط ..تحدث بحدة: لا تذكري اسم ذلك الرجل على لسانك..

ارتفع صوته أكثر: هل هذا مفهوم..

قالها ثم خرج من الغرفة..

أما جمان فقد توقفت عن الصراخ فجأة..

احتضنتها عمتي:لا بأس يا صغيرتي..بابا يحبك كثيراً ..لم يقصد هذا..

جلست بجانب عمتي وأنا انظر الى جمان..

لقد كانت تضع يدها على موضع تلك الصفعة وهي تفتح عينيها بصدمة بدون أن تتحدث..
حتى دموعها توقفت عن النزول..

بدأت عمتي تنظر اليها وهي تتحسس وجهها: مابك يا صغيرتي..ان اردت البكاء ابك لا بأس..

وجهت عمتي بصرها الي: رغد اجلسي بجانبها ..انها مصدومة سأجلب لها كوباً من الماء..

اومأت برأسي وأنا امسك بكتف جمان..

خرجت عمتي من الغرفة بسرعة..

اما جمان فقد كانت على نفس حالها..تنظر الى الباب بدون ان ترمش حتى..

همست: جمان يا عزيزتي..ان ابي يغضب بسرعة..لا تغضبيه مرة أخرى..حين اغضبه فارس من قبل قام ابي بتكسير رأسه..

نظرت الي بخوف..

استدركت حديثي لابد انها لم تعي ما اقصده: كلا انا اعني انه ضربه كثيراً لا اقصد ان رأسه قد كسر حقاً..

تحدثت بشفتين مرتجفتين: انا لم افعل شيئاً..أنا اريد ماما فقط..

زفرت بعمق:جمان ابي يكره امك حسناً..ان لم تكوني تريدن اغضابه مجدداً لا تتحدثي عنها مفهوم....

لم ترد..تنظر الي بصدمة فقط..

جلست عمتي بجانبها بعد ان اعطتها كوب الماء وبدأت تمسح على شعرها..

.
.
.
خرجت من عملي في الساعة الثامنة فقد أخبرني يوسف أن هوازن قد استعادت وعيها أخيرًا..

دخلت الى غرفتها لأجدها تنظر الى السقف بدون أن تتكلم..
-السلام عليكم..

قلتها وأنا اجلس بجانبها..

ولكنها لم تلتفت الي..

بدأت أمسح على شعرها:ماهذا ياهوازن هل هان عليك أن تقلقينا هكذا..
المنزل موحش جداً بدونك..ههه هل تصدقي أن حنين هي اكثر من سأل عنك..

انتظرت منها اي رد ولكن لافائدة..

كانت تنظر الي ولكنني شعرت انها لا تسمعني من نظراتها..

سألتها بخوف: هوازن يا عزيزتي ما الأمر..

لم ترد علي..نزلت دمعة من عينيها لتتوه بين شعرها..

مسحت دموعها بيدي وأنا أهمس : لماذا تبكين؟؟

انتظرت منها ان ترد ولكنها استمرت بالصمت..

زفرت بضيق..يبدو انها متعبة من العملية..
.
.
.
.
.
.
جلست عمتي بجانبي بعد ان اعطتني كوباً من الماء..

شربت قليلاً ثم ابعدت الكوب..

احتضنتني عمتي بشدة: جمان يا صغيرتي ان اردت البكاء ابك لا تنظري الي هكذا لقد فطرت قلبي..

ماما..لقد ضربني بابا اليوم..

عمتي تريدني ان ابكي ولكن لا استطيع..

هناك الم في صدري ماما..

ماما إنني أتالم..ولكني لا أستطيع ان أتكلم..

ماما اريد ان ابكي..

ماما لماذا بعدتي عني وقت حاجتي..

ماما..بابا يكرهك..تلك الفتاة بالشعر المخيف تقول أن بابا يكرهك لهذا ضربني..

بابا اشعر بالالم بسببك..

كنت اظن انك افضل الرجال..وان حبك لماما يفوق الخيال..

بابا انهارت بعيني كل ثقه ولم يبقى لها بداخلي مكان.

ماما لقد انتظرت قدومك ساعات وساعات..

هذه الغرفة كبيرة جدا وموحشة..

اريد ان اعود الی المشفی..

انت لم تتركيني انا متأكدة..

اخبرت بابا انني لا اريد الخروج ولكنه رفض..

كنت اعلم انك لن تعرفي مكاني..

يوسف لماذا لم تخبر ماما بمكاني بعد..

لقد نظرت الی الساعة وانتظرت حتی الساعة الثالثة ولكنك لم تأت..

تعال يوسف..أرجوك تعال…

أنا خائفة..
.
.
.

أشعر بالم يعجز جسمي عن الحركه..

ولساني عن النطق..

وعقلي عن التفكير..

وقلبي عن النبض..

اصبحت حياتي خاليه من اي حلم..

خاليه من اي طموح..

حياه صامته يابسه متشققه..

لا اعلم ما سبب هذا الشقاء..

لماذا كل هذا الالم يكسوني؟؟

اصحبت وحيده..

وحيده باحساسي..

وحيده بمعاناتي..

وحيده بتفكيري..

لا يوجد شي يزرع البسمه على شفتي..

كان أحمد يمسح على شعري وهو يتحدث بهدوء ولكنني لم افهم شيء من كلامه..

تحول كل شيء حولي لظلام دامس..

وضعت يدي على بطني..لقد فقدت ابني و جمان في نفس الوقت..

كم اكرهك يا خالد..لماذا تفعل هذا بي.


كل ما اريده هو جمان..

هل طلبت الكثير؟؟

ايقظني أحمد من تفكيري وهو يهمس بحنان: هوازن يا عزيزتي ما الأمر..

نظرت اليه وأنا أود أن أصرخ..أود ان اخبره عن خالد..اريده أن يقتل ذلك الحقير..

نزلت دمعة من عيني ولكن أحمد مسحها فوراً وهو يهمس : لماذا تبكين؟؟


نظرت الى عينيه ثم تحدثت بصعوبة:أحمد..

ضحك وسط دموعه:نعم يا حبيبتي...

ابعدت نظري عنه وأنا افكر بجمان.

لم يعد هناك أي شئ يربطني بأحمد بعد أن فقدت طفلي..

لن يستطيع اي احد ان يوقف جبروت خالد..

حرمني منها من قبل ويستطيع حرماني منها مجدداً..

طفلتي المسكينة..

لابد انها تنتظرني الآن..

لقد خذلتها..وعدتها أنني سأنام بجانبها..

هل تنتظرني الآن يا تری...هل هي تبكي..

مرت في ذاكرتي صورتها وهي تصرخ ماما في ذلك اليوم..

كانت خائفة جدا من تركي لها ..

يا الله ارحمني..ساعدني..

انا ريد جمان..اريد طفلتي..

كنت اريد ان أتحدث ولكني لم استطع..

تحجرت الكلمات في فمي..

امسك احمد بكفي ثم نظر الي ليستحثني علی الكلام..

نظرت اليه بعينين دامعتين:أريد الطلاق..


شخابيط فتاة 03-04-16 08:36 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3603618)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

سعيدة برؤية متابعات جدد لروايتك ..

واعجبتني اﻷحداث الجديدة والتي أخذت منحى خطير في بعضها ..


اعتذر عن غيابي الفترة الماضية لظروف خارجة عن إرادتي واتمنى ان لا ينضب عزمك وان تصلي برائعتك إلى بر الروايات المكتملة..

تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


اهلاً عزيزتي عوداً حميداً..

ان شاء الله اخر الغيبات

ان شاء الله تعجبكم الرواية للآخر..

نختمها سوا على خير ان شاء الله:liilas:

شخابيط فتاة 05-04-16 08:27 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صراحة ترددت كثير قبل ما اكتب ذا الرد ..

في البداية قلت اسحب لفترة ما ادخل النت ثم ابرر غيابي بس لأنكم تابعتوني وشجعتوني لين وصلت لذا الفصل من حقكم علي كمتابعين تعرفوا ضروفي..

شوفوا انا اتفهم رأيكم واعرف ايش شعور يوم تسحب الكاتبة لكن اللي تابعوني من البداية عارفين كيف كنت ملتزمة بتنزيل الفصول حتى ايام الاختبارات النهائية..

بس اليوم حصل شيء خلاني اضطر اعتذر

عزيزاتي انا طالبة دراسات قرانية وقسمي يحتم علي حفظ اربع اجزاء بالترم المهم اني يوم الاختبار النصفي اللي هو 40 صفحة جبت العيد مرة لأن يوم الحفظ ذهني كان مشتت ماغير افكر بجمان

عاد الدكتورة الله يجزاها خير اعطتني فرصة اعيد الاختبار لكن الضريبة انه بدل ما اسمع 40 صفحة لازم اسمع 80 صفحة

انتوا متخيلين 80 صفحة لازم اسمعها بعد اسبوعين والمشكلة اني حاولت اراجع حالياً ببس الله وكيلكم كأنه حفظ جديد الله المستعان

عاد انا مسوية لي جدول عشان اقدر احفظ بأسبوعين وأكيد عارفين كيف حفظ القران يبغالوا ذهن صافي والكتابة يبغالها ذهن صافي اذا كتبت اجزاء في ذي الفترة ماراح اكون راضية عنها عشان كذا حبيباتي راح اوقف الفصول لين يعدي الاختبار على خير..

ادعولي ارجع بعد اسبوعين وأنا مبسوطة من الاختبار

ان شاء الله اول ما اخلص اختباري اكتب فصل طويل يحبه قلبكم..

يعلم الله اني احبكم كلكم..

اشكركم من كل قلبي..

راح توحشوني وتوحشني جمان

بس بإذن الله ماراح أتأخر كثير

سلاااام

مملكة الغيوم 06-04-16 12:41 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الله يوفقك ويجعلك من الحافظين واحنا فى انتظارك يا عسل
على فكره انا كتبت رد يوم نزول البارت بس ما وصل اعذرينى كنا متاءخر ما كتبت غيره مووووووووواه

نسمات الحنين 10-04-16 04:50 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الله يفتح عليك دراستك اولى بانتظارك

شخابيط فتاة 23-04-16 04:27 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3604089)
الله يوفقك ويجعلك من الحافظين واحنا فى انتظارك يا عسل
على فكره انا كتبت رد يوم نزول البارت بس ما وصل اعذرينى كنا متاءخر ما كتبت غيره مووووووووواه

امين واياك حبيبتي

خسارة كان نفسي اشوف ردك بس متفهمتك انا كمان المنتدى يعلق معي كثير مو عارفة المشكلة من المنتدى ولا اللاب توب حقي

نورتيني جداً واسعدتيني ياعسل
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسمات الحنين (المشاركة 3604551)
الله يفتح عليك دراستك اولى بانتظارك

امين واياك شكراً لردك الجميل اختباري بكرة ان شاء الله يعدي على خير لا تنسوني من دعواتكم والسبت القادم بإذن الله رجع ببارت طويل كتعويض

اشكركم حبايب قلبي:liilas:

bluemay 23-04-16 04:34 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
بالتوفيق حبيبتي
ربي يفتحها عليك وييسر امرك ..

لك خالص الود


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

شخابيط فتاة 28-04-16 01:14 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3606056)
بالتوفيق حبيبتي
ربي يفتحها عليك وييسر امرك ..

لك خالص الود


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

اشكرك عالدعوة الحلوة جميلتي موعدنا السبت ان شاء الله بفصل جديد:peace:

bluemay 28-04-16 05:29 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
العفو يا الغلاا
متشوقييين كتير للسبت


لك ودي

شخابيط فتاة 30-04-16 08:29 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 

الفصل السادس عشر:طعم الحرية

وصل الاتصال الذي كنت انتظره أخيراً..اجبت بلهفة:ما الذي حصل هل قمتم بتهديده؟؟

وصلني صوته المرتبك:اا نادر..لقد قام اسامة بطعنه…

اتسعت عيناي بصدمة: ما الذي تقوله..هل طعن اسامة؟

رد بسرعة: كلا..اسامة هو الذي طعنه..لقد طعن مروان..

بدأ قلبي يخفق بشدة..صرخت بغضب: لماذا طعنه ذلك الغبي!!

اجابني بصوت مرتجف: نادراسامة لم يقصد قتله..لقد طعنه بسكينة صغيرة..ولكن ماذا نفعل الآن ..لقد طعن في منطقة مهجورة..سينزف كثيراً..ربما مات الآن ..ماذا نفعل ارجوك اخبرنا.

شعرت بصداع رهيب في رأسي..جلست على الكرسي ثم اجبته بحدة: اياك وان تتصل علي مجدداً..لقد اخذت نقودك وانتهى الأمر..ان اقحمت اسمي في هذا الأمر سأنهيك ..هل هذا مفهوم؟

قلتها وأنا أهم بإغلاق الخط..

-نادر..لحظة..انتظر..نادر..

اقفلت الخط ثم القيت بهاتفي على الطاولة وبدأت أدلك رأسي في محاولة مني للسيطرة على ذلك الصداع الذي اجتاحني فجأة..

-اففف سحقاً..لماذا اقع مع الأغبياء دائماً..

بدأ هاتفي يرن من جديد..نظرت اليه..كان ذلك الغبي كما توقعت..

اقفلت هاتفي ثم وضعته في جيبي.

ارجو أن يمر الوضع على خير..

صحيح انني أتمنى موت مروان ، ولكني لا أريد أن أكون الشخص المسؤل عن موته،يكفيني كم المشكلات التي تحدث لي بسببه..
لا أريد التورط بمصيبة جديدة..

أرجو أن لا يعلم أبي بهذا..

افف سحقاً..ماذنبي بهذا الأمر..لم أطلب منهم طعنه..كل ماطلبته منهم أن يلحقوا به لمعرفة منزله حتى يقوموا بتهديده..
اردته ان يبقى ملازماً لمنزله بسبب خوفه حتى لا يقوم بأي شيء يفسد أمر خطبتي..

صحيح انني اخبرتهم أن يضربوه قليلاً ولكني لم أطلب طعنه..انها غلطتهم..

جميعهم أغبياء ..مثل عادل تماماً..طلبت منه بعض الهلوسات فأصابها بالشلل..

عالم ملئ بالحمقى..
.
.
.
لقد كنت متلهفاً..متلهفاً جداً لسماع صوتها لأطمئن على صحتها..

سعدت كثيراً حين نطقت اسمي ..ولكن ما قالته بعدها كان صادماً جداً ..

بقيت انظر اليها غير مصدق لما سمعته اذناي..

بعد ان همست بتلك الكلمة..تفجرت الدموع من عينيها..

أما أنا فقد كنت أتأملها مصدوماً مشدوهاً مما سمعت..تريد الطلاق!!

لم أتمكن حتى من الرد عليها من شدة الصدمة..

افلت قبضتي من يدها ثم وقفت وأنا أنظر الى عينيها..

اخذت نفساً عميقاً لأتحدث بصعوبة: هوازن ..ما الذي حدث يا عزيزتي هل أنت بخير..

ابعدت نظرها عني ثم تابعت حديثها بصوت متهدج: أحمد أرجوك لا تصعب الأمر علي..لا تنظر الي هكذا أرجوك..اريد الطلاق يا أحمد أريد الطلاق..

رجفة رهيبة اعترتني في ذلك الوقت..لم أكن مخطئاً ..لقد طلبت الطلاق حقاً..اقتربت منها لأمسك بوجهها لتلتقي نظراتنا..حاولت جاهداً السيطرة على اعصابي وأنا أتحدث:هوازن..ماهذا الكلام..هل حدث شيء في غيابي؟؟
هل اخطأت معك بشيء؟؟

اغمضت عينيها بقوة ثم قامت بدفع يدي وهي تصرخ: احمد لا تفعل هذا بي ..اتركني يا احمد ..

ازداد بكاءها: لم اعد احتمل العيش معك..لقد تعبت..انا اريد الطلاق..

لم استطع السيطرة على اعصابي اكثر..صرخت: حسناً أنا أريد معرفة السبب على الأقل..

لم ترد علي..اسمع صوت شهقاتها فقط..

بقيت أتأملها بصدمة وهي تبعد نظرها عني وتردد وسط شهقاتها: اتركني يا احمد..ارجوك اتركني..

لم اكن قادراً على استيعاب موقفها..لماذا ..ما الذي حصل معها..

تصلبت بمكاني وأنا اراقب بكاءها..لم اعد قادراً على رؤيتها هكذا اكثر..

اشعر بحرارة تسري في جسدي..

اشحت بنظري عنها ثم بدأت اخرج من الغرفة بخطوات بطيئة..

بدأت أمشي بذلك الممر وأنا اغمض عيني..لابد أنني أحلم...لم يحدث شيء بيننا حتى تطلب الطلاق..

شعرت بثقل في قدمي..ما الذي يحدث لي..فتحت عيني ثم جلست على الكرسي المجاور لي لارتاح قليلاً..

اتكأت برأسي على الجدار وبدأت اتنفس ببطء في محاولة مني لاستعادة هدوء اعصابي..

ايقظني من تلك الحالة صوت يوسف وهو يناديني:خالي !!
.
.
.

منذ أن قام أخي بصفع جمان وهي ترفض الكلام..

حاولت جاهدة أن أنسيها ذلك الأمر ولكني أرى الدموع متحجرة في عينيها..تمنيت أن تبكي حتى ترتاح قليلاً..

كم أود أن افهم تفكيرها..فهي تبدو شاردة الذهن..

انزلتها معي الى غرفتي لمساعدتها على النوم..

انها الثامنة والنصف الآن ولكن أخي اخبرني انها اعتادت على النوم باكراً في المشفى..

كانت مستلقية على حضني وأنا امسح شعرها..كنت أنتظر نومها ولكنها لم تغلق عينيها…

هناك بعض الدموع المتزاحمة تأبى النزول…

بدأت أتحسس موضع تلك الصفعة بحزن..

لقد صفعها بقوة..اثر اصابعه قد طبع على خدها..لا بد أنها لازالت تتألم..

حين رأيت أنها لم تنم بعد فكرت بتغيير مزاجها قليلاً علها تنسى الأمر..

تحدثت معها بابتسامة: صغيرتي هل تريدين مشاهدة أفلام الكرتون..

جلست على السرير وهي تنظر الي بهدوء..

انتظرتها ان ترد ولكنها التزمت الصمت..

توجهت نحو التلفاز لفتحه..

نظرت اليه بشرود.

زفرت بعمق..ارجو ان تنسى الأمر قليلاً..

نظرت الى الهاتف بيدي ..وأنا..من سيساعدني لأنسى أمر ماجد..لم يتصل بعد..كم أتمنى أن أعرف سبب اهماله لي..هل فرح لأني تركت المنزل لهذه الدرجة..شعرت بالغضب على اثر هذه الفكرة..

اخذت نفساً عميقاً..لا بأس سأصبر قليلا..ربما لم يفكر بالأمر على هذا النحو..يجب أن أتقبل الأمر..هذا هو ماجد.لا يعطي أي أهمية للمكالمات الهاتفية..حتى والدته لا يحدثها بدون أن أخبره بهذا..

عزمت أمري ثم قمت بالاتصال عليه..
.
.
.


كنت أقود سيارتي باتجاه المنزل حين وصلني اتصال مها ..

اجبت عليه بابتسامة: أهلا أهلا. ياعزيزتي اشتقت اليك كثيراً..

لم يصلني أي رد منها..

عقدت حاجبي: مالامر يا مها..هل أنت بخير..

وصلني صوتها : هل يحتاج الأمر لحدوث مشكلة حتى أتصل عليك؟

ضحكت:ههه كلا لقد أسأت فهمي..لقد سألتك لأنك لم تردي فقط..

-لم أرد لأنني عاتبة عليك..

اجبتها باستغراب:اوه ..عاتبة علي ولكن لماذا..هل فعلت شيئاً سيئاً؟؟

ردت باستهزاء :اوه ايها المسكين..لم تفعل شيئاً أبدا...وهل تمكنت من رؤيتك اصلاً حتى تخطئ بحقي؟؟

اجبت بعد تفكير:حقاً أنا لم أرك أصلاً..

صرخت: احسنت يا ماجد احسنت حقاً لقد اعترفت بهذا..لماذا لم تقم بزيارتي.. هاا؟؟

تهدج صوتها: امي تسأل عنك يومياً وأنا اختلق لك الأعذار..لم أتصل عليك..اردتك أن تتصل علي بنفسك..ولكن لا..يبدو أن خروجي من المنزل قد أعجبك..لم تتصل ولم تقم بزيارتي حتى..ألم تفتقدني أبداً .الا تشعر بالشوق لابنتك؟؟

قالتها ثم انفجرت بالبكاء..

عضضت شفتي..يالغبائي..لم أفكر بهذا الأمر..لم أعلم أن الأمر سيحزنها هكذا..أجبتها بارتباك : مها يا عزيزتي لا تأخذي الأمور بحساسية..كل مافي الأمر أنني..

قطع صوتي وأنا أراقب تلك السيارة الموجودة أمام ذلك المبنى في يساري..انها سيارة مروان..

ولكن أين هو..لماذا يترك سيارته مفتوحة هكذا: مها يا عزيزتي سأتصل عليك لاحقاً..

قلتها ثم أغلقت الخط…

ارتجلت من السيارة واتجهت نحو سيارته..المفاتيح بداخلها..هذا غريب..

نظرت الى ذلك المبنى أمامي..هل هو بالداخل ياترى؟؟

ناديته :مروان..

اخرجت هاتفي من جيبي وقمت بالاتصال عليه..سمعت صوت الهاتف وهو يرن..

تلفت حولي بارتباك..بدأت أمشي باتجاه الصوت الى ان وجدت الهاتف..
لقد كان ملقى بالقرب من المبنى..توالت الافكار السوداء برأسي..هناك شيئ غير طبيعي يحدث هنا..

فتحت المصباح بهاتفي ليساعدني على الرؤية في هذا الظلام..

دخلت الى المبنى وبدأت افتش عنه بعيني وأنا اقوم بمناداته:مروان..مروان..

كان التفتيش عنه صعباً قليلا..فالأكياس الاسمنتية تملأ المكان..

وجهت هاتفي نحو كومة من الأكياس..فقد لفت انتباهي ذلك اللون الأسود وهو يلوث أحدها..

صرخت بخوف..فقد افزعني رنين هاتفي المفاجئ..اف هذه مها..اغلقت الخط ثم أعدت الضوء لذلك الكيس..حينها تمكنت من لمح ذلك الحذاء..

ازدادت دقات قلبي..بدأت اقترب من ذلك الشخص الملقى ثم تحدثت بارتباك: مروان؟؟!!

وقفت أمامه مباشرة..ثم اتسعت عيناي بخوف..انه مروان حقا!!

وضعت الهاتف في جيبي وبدأت اهزه بهدوء:مروان ..مروان..

بدأ يهمس بصوت متقطع بكلام لم استطع فهمه..

وضعت اذني بجانبه في محاولة مني لسماع صوته..

استطعت تمييز صوته اخيراً...لقد كان يردد الشهادة..

شعرت بشيء رطب يبلل ثوبي ..وحينها ادركت الأمر..لقد كان ينزف..

شعرت بخوف شديد..وقفت من مكاني وأنا أهم بالخروج من المبنى..

بدأت انتفض من الخوف..

بدأت اركض لأخرج من ذلك المكان..


تباطأت خطواتي تدريجياً ثم توقفت..ماذنبه لأتركه بتلك الحالة..لأتصل على الاسعاف على الأقل..

عدت للوقوف أمامه وبدأت أنظر اليه بأنفاس متسارعة..أنا لا أجيد التصرف في مواقف كهذه..ولكن كل مافكرت به هو أن أجد طريقة لايقاف النزيف ..

انزلت شماغي وأنا أفتش بعيني عن موضع النزف..استنتجت ان السبب هو بطنه ..فالدم متركز في تلك المنطقه..

قمت بربط بطنه ثم أخرجت هاتفي لأتصل على الأسعاف..
.
.
.
.سيسمحون لخالي برؤية ابنه في الغد

بالرغم من انه في مرحلة حرجة ولكن الله على كل شيء قدير..آمل أن يعيش هذا الطفل..سيكون صعباً جداً على الخالة هوازن تقبل امر خروج جمان من المشفى ان مات طفلها ايضاً..

كنت اعزم على اخبار خالي بأمر جمان فقد اخبرتني سهى انه اخرجها حين علم بزيارة الخالة هوازن لها..
الأمر واضح جداً..لابد انه يريد ان يحرمها منها مجدداً..

حين وصلت الى الممر الذي يحوي غرفة الخالة هوازن ..لمحت خالي يجلس على احدى الكراسي الموجودة هناك..

اقتربت منه ثم ناديته باستغراب: خالي!!

رفع بصره الي..كان التعب واضحاً على وجهه..

عقدت حاجبي: خالي هل أنت بخير..

زفر بعمق: يوسف أنا متعب..متعب جداً..

جلست بجانبه :ما الذي حدث..

ابعد بصره عني وهو يمسك برأسه: لا تهتم يابني..لم يحدث شيء..ولكن هوازن نائمة لذلك فكرت ان اعود لعملي ولكنني اشعر بالارهاق قليلاً..

بدأت أتأمله باستغراب..هل علم بأمر جمان يا ترى؟؟

تحدثت بارتباك:هل علمت شيئاً عن جمان؟؟

نظر الي وهو يعقد حاجبيه: هل حدث شيء لها ؟؟

أومأت برأسي: لقد اخرجها العم خالد بالأمس..

زفر بعمق:كان سيأتي هذا اليوم عاجلاً أم آجلاً..على كل كنت انوي التحدث مع ذلك الرجل منذ مدة..سيكون هذا هو الوقت المناسب..ولكن هوازن متعبة الآن..لا تخبروها بهذا الأمر مفهوم؟؟

اكتفيت بالأماءة برأسي..لم اتمكن من اخباره بأنه اخذ رقم الخالة هوازن أيضا..فقد كان التعب بادياً على وجهه...أرجو أن يكون العم خالد قد تغير..أرجو أن يسمح للخالة هوازن برؤية جمان بدون أي مشكلة..

وصلني صوت خالي:هل علمت شيئاً عن حالة ابني؟؟

أومأت برأسي:ان بقيت حالته مستقرة سيسمحون لك برؤيته في صباح الغد..

نظر الي بحزن:هل هو بحالة صعبة؟؟

اجبته بارتباك: في الحقيقة يا خالي لا أعلم ماذا أقول..ولكن الله على كل شيء قدير..ليس بيدنا سوى الدعاء..

أومأ برأسه: ونعم بالله..
.
.
.
صراخ وعويل..بكاء وأنين..أقفال وحديد..

هذه هي حياتي هنا..لقد علم الاطباء بالأمس انني أرفض اخذ أدويتي..كنت ادعي اخذها فقط..

لا أريدها..انا لست مريضاً..انها خطة منهم..يريدون اصابتي بالجنون..

ونادر متآمر معهم أيضاً..لا أستطيع أن أفهم..لماذا يفعل هذا بي؟؟

لماذا اراد تدمير حياتي..لقد أطعته بكل شيئ..كل ما اردته هو البعثة..ان لم يكن يريد ذهابي لم يكن مضطراً لوضعي بمؤامرة كهذه..

حاول الطبيب أن يعطيني الادوية عن طريق الحقن ولكنني قمت بضربه..

لقد تم اعتباري خطر على من حولي لذلك ادخلوني في غرفة منعزلة ثم كبلوني بالأصفاد..

بدأوا بإعطائي تلك الحقن وأنا اصرخ واستنجد دون فائدة..

انهم لا يملكون رحمة في قلوبهم..

بقيت مكبلاً بتلك الاصفاد ليوم كامل..

حاولت أن أبدو هادئاً اليوم حتى يقوموا بإخراجي..وقد نجحت بهذا..اعادوني الى الغرفة الجماعية..

انتظرت حتى ينام الجميع فقد قررت الهرب الليلة..

لا أحتمل البقاء في هذا الجحيم أكثر..ان بقيت هنا ..سيقومون بقتلي..وأمي..اشتاق اليها كثيراً..اريد أن أراها..

حين عم الهدوء ذلك العنبر جلست على السرير وبدأت أمشي ببطء باتجاه باب الغرفة..

فتحت الباب بهدوء وبدأت أتلفت حولي في ذلك الممر..

نظرت الى فتحات التكييف..انهم يعتقدونني غبياً ولكني أعلم يقيناً ان كمرات المراقبة مثبتة في داخل فتحات التكييف..

الباب الرئيسي المؤدي للعنبر مقفل بسلاسل حديدة..في بعض الأحيان أشعراني بداخل سجن..المباحث هنا يدعون أنهم أطباء ولكني لن أخدع بهم..

بدأت أركض باتجاه البوابة الرئيسية للعنبر..ان ركضت بهذه الطريقة لن تتمكن الكمرات من التقاطي فالظلام حالك هنا..

وصلت الى الباب وبدأت أحاول جاهداً أن أفتحه..

بدأت أطرقه بيدي: افتح..افتح..افتح..


سمعت صوت خطوات تقترب من الممر..شعرت بالخوف..

بدأت أتلفت حولي أبحث عن مكان اختبئ فيه..

ركضت باتجاه تلك الغرفة الصغيرة في يميني..

فتحتها ثم جلست خلف الباب..

كانت الغرفة عبارة عن مخزن صغير لأدوات النظافة..

كنت أنوي البقاء بتلك الغرفة الى أن يبتعد ذلك الرجل من الممر..ولكن وبدون شعور مني..غططت بنوم عميق…
.
.
.
حاولت جاهدة ان اخفي غضبي منه..لقد اقفل الخط!!

لم يأبه لبكائي ولم يحاول تهدأتي..

اعدت الاتصال عليه مرة اخرى ولكنه اغلقه من جديد..

مرت ساعة تقريباً..ولكنني لم أتمكن من تجاهل ما حدث..

بدأت تلك الدموع المتمردة بالنزول.

مسحت تلك الدموع الحمقاء ولكنها كانت تأبى الوقوف..

اغضبني تصرفه كثيراً...ماهذا التبلد الذي يعيش به هذا الرجل؟؟

لقد طفح الكيل حقًأ..

الى متى..

متى سيغير من تصرفاته تلك..

امسكت جمان بيدي..

وجهت نظري اليها لأرى ملامحها الحزينة وهي تحاول منع بكائها..

تحدثت ببراءة:لماذا تبكين؟؟

ابتسمت لها وأنا امسح دموعي: لا شيء يا صغيرتي..

اخيراً بدأت جمان بالبكاء..لم اتوقع يوما ان افرح ببكائها ولكن صمتها كان مريباً..

ارتمت في حضني وبدأ صوت شهقاتها يرتفع اكثر..

بدأت تتحدث وسط شهقاتها:ماما..لم... لم تأت..ماما..ماما تكــ تكرهني..

بكاءها بتلك الطريقة احزنني كثيراً..لقد ظننت انها تبكي بسبب صفع اخي لها..لم أعلم انها كانت تنتظر والدتها..

لقد اخبرني اخي انه تحدث مع هوازن قبل ان يخرجها من المشفى ولكن تلك الانانية قد رفضت رؤيتها..

كم اكره تلك المرأة..كيف تترك ابنتها بهذه الحالة..بدأت امسح دموعها واتحدث بهدوء: صغيرتي..ماما قالت انها ستأتي بعد يومين صحيح؟

أومأت برأسها..

ابتسمت: حسناً يا صغيرتي لقد مر يوم واحد فقط انتظري ربما تأتي بالغد…

عادت للبكاء مجدداً:بابا يكره ماما..بابا ..يكرهها..

نظرت اليها بصدمة: جمان ما هذا الكلام..

اخرجت تلك الشهقة ثم تابعت حديثها: تلك الفتاة بالشعر المخيف قالت ذلك ..بابا يكرهها لذلك ضربني…

اففف تلك الغبية رغد..لا تستطيع التوقف عن الكلام..

نظرت الى عينيها: كلا يا صغيرتي بابا يحبك ويحب ماما كثيراً.

وضعت يدها على موضع صفعته: اذا لماذا ضربني؟؟

اجبتها بعد تفكير: لأن جمان صرخت بصوت مرتفع وقالت انها تكره بابا..

بدأت ترفع خصلات شعرها الملتصقة على وجهها: كلا أنا احب بابا كثيراً ..لم أقصد هذا ..

ابتسمت لها: حسناً ما رأيك ان نذهب للاعتذار من بابا..

أومأت برأسها:سأذهب ولكن تعالي معي..أنا أخاف..

كنت اهم بالرد عليها ولكن رنين هاتفي قام بمقاطعتي.

نظرت الى الشاشة..لقد كان ماجد…

ترددت كثيراً في الرد عليه..اردت معاقبته..ولكنني لم استطع تجاهل اتصاله..ربما يبرر لي تصرفاته..

اجبت عليه بتردد..

وصلني صوته المرتبك: مرحباً مها..عزيزتي اعتذر كثيراً..لو تعلمين ما حدث..

زفرت بضجر..لابد انه سيخترع حجة جديدة فهذا ما يجيده على كل حال

اجبته بانزعاج: ما الأمر؟؟

اجابني بهمس: مروان..لقد تم طعنه..

اتسعت عيناي بصدمة: ماجد..ماذا تقول..انت لا تمزح صحيح؟

-وهل يمزح في أمور كهذه..لقد عثرت عليه وهو ينزف في اثناء مكالمتي معك..

اجبته بصوت مرتجف : وكيف حاله الآن؟؟

-لقد نزف كثيراً..لا اعلم ولكني اعتقد ان وضعه صعب..

وقفت من السرير بارتباك: ماجد..سارة يا ماجد..لابد انها في المنزل وحدها..

-مم..بالتأكيد ستكون وحدها..لا اعلم ما الذي قام به ذلك الرجل ليقوموا بطعنه..

قاطعته: الوقت ليس مناسباً للحديث الآن..سارة وحيدة هناك.لابد انها تنتظره..ارجوك ماجد تعال وخذني اليها حالاً..

اجابني بارتباك: ها..كلا كلا..لا استطيع..يجب ان ابقى في المشفى..سيقومون بالتحقيق معي بعد انتهاء العملية..

قاطعته: حسناً الى اللقاء ..

قلتها ثم اغلقت الخط..

كنت سأتصل على سارة لكنني تذكرت ان تلك الحمقاء تحدثني من هاتف مروان لأنها تخجل أن تطلب منه شراء هاتف لها..

يا الهي يا سارة..ماذا أفعل الآن..
.
.
.

اغلقت السماع بعد ان تحدثت مع مها..

اخرجت المفاتيح من جيبي لأفتح باب الشقة ..

ملابسي ملطخة بالدم..ارجو ان يكون مروان بخير..لا استطيع فهم تصرفات ذلك الرجل..في الحقيقة انه رجل محترم ولكني اشعر ان لديه الكثير من المشكلات..من الذي طعنه ياترى..

هل يعقل ان يكون طعنه بدافع السرقة كما خمنت الشرطة؟؟

ولكن ان كان ذلك بدافع السرقة لم لم يقوموا بسرقة سيارته؟؟

أمر محير فعلاً..

اتجهت الى الحمام لاستحم..

بعد ان انتهيت توجهت نحو المجلس..لقد أصبح مكاني المفضل للاسترخاء بعد ولادة مها..

اشعلت الاضواء وبدأت أقلب نظري في ارجاء الغرفة..انها في حالة فوضى كبيرة..لقد سهر اصدقائي في منزلي البارحة..

القيت بجسدي المنهك على الاريكة..اخرجت السجائر من جيبي وبدأت أتأملها..سأفتقد التدخين في المنزل ان عادت مها الى هنا..بقايا السجائر تملأ الغرفة..لذلك تحججت بالشرطة حين طلبت مها القدوم؛لا اريدها ان ترى ذلك..

لقد تعبت كثيراً اليوم..احتاج للترويح عن نفسي ..أشعلت السجارة وبدأت أدخنها باستمتاع..
.
.
.
لم أستطع احتمال البقاء في منزل أخي أكثر..لا أستطيع التوقف عن التفكير بسارة..انها مقعدة..مريضة ..وحيدة..
يجب أن أذهب اليها..لابد أنها تشعر بالخوف الآن..

كنت أنتظر ان تنام جمان لأطلب من أخي أن بعيدني الى منزلي ..

ولكن جمان تأبى النوم..انها العاشرة ولم تنم جمان بعد..

كانت تنظر الى التلفاز وتقاوم نعاسها..الافكار السوداء تهاجمني..ماذا لو تعرضت سارة لانتكاسة؟؟

ما الذي ستفعله وحدها؟؟

وقفت من السرير لأتوجه نحو غرفة أخي..سمعت صوت جمان وهي تناديني..

التفت اليها: سأعود حالاً يا صغيرتي..

اكملت السير الى أن وصلت لغرفته ..طرقتها بهدوء فوصلني صوت سمر..

فتحت الباب ونظرت الي وهي تعقد حاجبيها:ما الأمر يا عزيزتي هل هناك مشكلة..

اجبتها بصوت متهدج: أين أخي أريد الذهاب لمنزلي..

ظهر أخي من خلفها ثم تحدث بخوف: مها لماذا تبكين هل حدث شيئ لماجد.

أومأت برأسي: كلا لقد تم طعن جارنا..اريد ان أذهب لسارة..انها وحيدة..اخبرتك عنها من قبل..انها مقعدة وتحتاج لأحد بجانبها..

تحولت ملامحه الى الحزن: أوه ..حسناً..ولكن لماذا لم يأت ماجد؟؟

مسحت دموعي: يقول أن الشرطة قد طلبته للتحقيق..فقد كان هو الشخص المبلغ عن الحادثة..

اتجه اخي نحو الخزانة ليخرج ثوبه: قومي بتجهيز نفسك ثم اتصلي على ماجد ،ربما يحتاج لمساعدة..

أومأت برأسي ثم ركضت باتجاه غرفتي..اخرجت عباءتي من الخزانة وبدأت ألبسها..

وقفت جمان من السرير: عمتي هل ستتركيني؟؟

نظرت اليها..كانت الدموع تملأ عينيها..

اقتربت منها واحتضنتها: سأذهب لعدة أيام فقط وأعود..

أمسكت بي بقوة وبدأت تصرخ : كلا كلا..خذيني معك..لا تتركيني..أنا أكره هذا المكان..

قالتها ثم انفجرت بالبكاء.

لم أستطع تجاهلها..نظرت الى عينيها: حسنًا يا عزيزتي اذهبي لتجهيز نفسك سأخذك معي..

اتسعت ابتسامتها: حقاً

أومأت برأسي..

ركضت بفرح: حالاً حالاً سأجهز حالاً لا تتركيني وحدي..

ابتسمت: أرجو أن لا يرفض أخي أن آخذها..

اتصلت على ماجد لأسأله ان كان يحتاج لمساعدة ولكنه لم يرد..

افف يا ماجد..

وضعت الهاتف في حقيبتي ثم اتجهت الى لانا وحملتها لغرفة أمي..لن أستطيع أخذها معي..يجب أن أتفرغ لسارة..
.
.
.
بعد أن خرجت من المشفى عدت الى عملي..لقد فوجئوا من عودتي كثيراً فهم يعلمون بحالة هوازن..اخبروني ان أعود للمنزل ولكنني رفضت..أردت الانشغال بعملي..لازلت أفكر بهوازن..أشعر أن صدري يشتعل..

لماذا طلبت الطلاق لماذا؟؟

حاولت جاهداً أن أتذكر آخر حديث لي معها..لم ألحظ شيئاً على صوتها..لقد كانت تضحك..

ما الذي حدث بغيابي يا ترى..هل قامت حنين بإغضابها..

ولكنها معتادة على تصرفات حنين..

اذأ ماذا حدث؟؟

تذكرت أمل في تلك اللحظة..انها الوحيدة التي تستطيع تخفيف حزني..

اتصلت عليها فوصلني صوتها: يوم السعد..يوم السعد حقاً يوم اتصالك..

ابتسمت..لم أكن مخطئاً باتصالي..انها حقاً تجيد رسم الابتسامة على وجهي: كيف حالك ياعزيزتي..

-بأتم صحة ولله الحمد..خمن ماذا؟؟

-ماذا؟

-أنا اقوم بصنع الكعك..سأتي غداً لأبقى بجانب هوازن..انها صديقتي قبل أن تكون زوجتك.

تلاشت ابتسامتي حين سمعت اسم هوازن..اجبتها بحزن: أمل ..لا أعلم ما الذي حل بهوازن..حين ذهبت لزيارتها كانت تبكي بدون أن تتحدث..

لم أخبرها بأنها طلبت الطلاق..هناك أمل في قلبي أن تتراجع عن طلبها في الغد..

- لا بأس يا أحمد احتمل قليلاً..ماتمر به صعب للغاية..لابد أنها تفكر بابنها..انها قلقة عليه..ابق بجانبها….انها تحتاج اليك كثيراً في هذه الفترة بالذات..ههه أتعلم ..عند ولادتي بيوسف كنت كثيرة البكاء أيضاً .. ستعود لحالتها الطبيعية قريباً لا تهول الأمر..

زفرت بعمق: أتمنى ذلك..
.
.
.
ركضت باتجاه غرفتها وبدأت تفتش بالخزائن..انها متحمسة للذهاب مع عمتها..

تشعر بانقباض في صدرها من هذا المنزل..هناك الكثير من الاشخاص الغرباء..تشعر بالخوف منهم..

كما أنها تشعر بالغضب من والدها..لا تستطيع ادراك السبب الذي اجبره على صفعها..

لا تريد أن تراه..ان كان يكره أمها كما تقول رغد فلن تتحدث معه حتى يسمح لها برؤيتها..

بدأت تلقي ملابس رغد من الخزانة وهي تبحث عن حجابها..

لقد قامت امها بحياكة ذلك الحجاب من أجلها..حاكته لها حتى تتمكن من ارتدائه بدون أن تحتاج للفه فهي لا تعرف ذلك..

لقد كانت جمان متعلقة بذلك الحجاب فقد كان هدية من أمها.. كان حجاباً بلون أبيض ،وقد كتب على طرفه اسم جمان بخيط زهري اللون ..

دخلت رغد الى الغرفة لتفاجأ بتلك الفوضى..

اتسعت عيناها وصرخت: ما هذا ملابسي!!

التفتت جمان اليها: أنا أريد حجابي..

اقتربت رغد منها وقامت بدفعها: هذه ملابسي ..ملابسك في الطرف الآخر من الخزانة..

قالتها وهي تلملم ثيابها الملقاة على الأرض..

اتجهت جمان الى جهتها من الخزانة وبدأت بإلقاء الثياب عن الأرض..

وقفت رغد وامسكت بيدها وهي تصرخ: توقفي عن القاء الثياب ايتها الغبية..

صرخت جمان بأعلى صوتها: كلااااااااااااااااااااااااااااااااا
.
.
.
خرجت من غرفتي بعد أن قمت بتجهيز نفسي لأرى ان كانت مها مستعدة للخروج..

اتجهت نحو الدرج وقبل ان انزل ..استوقفني صوت صراخ يصدر من غرفة رغد..

اسرعت بخطواتي باتجاه غرفتها..

فتحت الباب لأرى جمان تقوم بشد شعر رغد ورغد تصرخ بألم..

اقتربت منها وأنا أصرخ بحدة: جمان ..اتركيها..

افلتت جمان قبضتها من شعر رغد وبدأت تنظر الي بخوف..

لمحت ذلك الأثر على وجهها..شعرت بالحزن..لم أكن أقصد ضربها بتلك القوة..
وبدون شعور مني..اتجهت نحوها لأقوم باحتضانها: سامحيني يا صغيرتي..

نظرت رغد الي بصدمة:ابي لقد قامت بضربي ..لماذا تعتذر اليها؟؟

وجهت نظري لرغد: لابد أنك أزعجتها..

أومأت برأسها : كلا لقد منعتها من القاء الثياب على الأرض فقامت بضربي..

نظرت الى الثياب الملقاة على الارض باستغراب: جمان..لم فعلت هذا ..

ابتعدت جمان عن حضني وبدأت تتحدث والدموع تملأ عينيها: أنا لا أستطيع أن أجد حجابي..أريد الذهاب مع عمتي ..اخاف أن تتركني هنا ان تأخرت..

نظرت اليها باستغراب:تريدين الذهاب؟؟

وصلني صوت مها: سأخذها معي يا أخي..

نظرت اليها بصدمة: كلا..

اقتربت مها مني وبدأت تهمس بأذني: أرجوك يا أخي أنها تشعر بالخوف منك ألا يكفي تخلي والدتها عنها؟؟

اجبتها بتردد: حسنا..

ركضت جمان باتجاه مها: عمتي أنا لا أجد حجابي..

التفتت مها الى رغد:رغد اعطني عباءتك ثم قومي بتجهيز حقيبة صغيرة من أجل جمان..

صرخت رغد: لن أفعل شيئاً من أجل هذه الغبية..

صرخت جمان: أنت الغبية أنا لست غبية..

نظرت الى رغد بحدة: رغد اسمعي كلام عمتك…

نظرت رغد الي بخوف ثم اعطت عباءتها لمها ..

بدأت مها تلبس العباءة لجمان لكن جمان بدأت تصرخ: كلا حجابي لونه أبيض؟؟أنا لا أريد هذا ..اريد حجابي..

حاولت مها أن ترضيها: سنبحث عن حجابك فيما بعد اجهزي بسرعة قبل أن اتركك وحدك..

نظرت الى مها: سأنتظركم بالسيارة لا تتأخروا..

قلتها ثم جلست بسيارتي..انتظرت عشر دقائق قبل ان يخرجوا أخيراً..

جلست جمان في المقعد الخلفي وهي تكتف يدها على صدرها والدموع تملأ عينيها ..

جلست مها بجانبي..التفت اليها: ما الذي حدث لها؟؟

همست مها:لا تهتم للأمر ...لقد غضبت لأن الحجاب بلون أسود انها تريد حجاباً أبيض..

نظرت الى جمان: سأشتري حجاباً أبيض من أجلك حسناً.

صرخت بصوت مزعج:أريد حجابي..

تجاهلتها وأنا أنظر الى الطريق لأتجه لمنزل مها..
.
.
.

منذ ان انتهيت من صلاة العشاء وأنا انتظر عودة مروان..اخبرني انه سيعود الى المنزل باكراً حتى اتمكن من زيارة مها..

نظرت الى نفسي بالمرآة..لقد قمت بارتداء الثوب الذي اختاره مروان من أجلي بالأمس..

ابتسمت وأنا اتذكر معاملته لي البارحة..لقد استمتعت كثيراً بالأمس..

حين ذهبنا للتسوق ..قام مروان بشراء هدية لمها..ولكنه لم يكتف بذلك..شعرت انه فرح جداً..فقد كان يضحك طوال الوقت كما أنه قام بشراء الكثير من الثياب من أجلي..رغم أنني لم أطلب منه ذلك ولكنه رفض اعتراضي..

لقد اكتشفت شيئاً جديداً بمروان..انه يحب اللون الأحمر..فمعظم الثياب التي قام بشرائها بلون أحمر..

كنت أفكر أن اطلب منه شراء بعض مساحيق التجميل فلا أريد الذهاب لمها هكذا..ستوبخني بالتأكيد..ولكني خجلت من هذا..

حتى الهاتف لم أستطع طلبه..لم أرتدي عباءتي بعد..أردت أن يراني مروان بهذا الثوب..احمرت وجنتي خجلاً وأنا اتخيل ردة فعله..صحيح أنني لا أضع سوى الكحل واحمر الشفاه ولكن شكلي قد تغير كثيراً…

بقيت انظر الى الساعة في كل دقيقة..لماذا لم يعد مروان بعد..هل نسي وعده لي ..لقد اقتربت الساعة من العاشرة..هذا غريب لماذا تأخر كل ذلك الوقت..

بدأ الخوف يتسلل الى قلبي..هل تعرفون ذلك الشعور حين تتوقع أن هناك أمر سيء قد حدث..ماذا يسمى..هل هو حدس؟؟

لا أعلم ولكني كنت أشعر بخوف شديد..كما أن هناك انقبض في صدري..حاولت ابعاد الافكار السيئة من رأسي..ربما نسي امر الزيارة..

في حالات كهذه اتمنى حقاً انني كنت أملك هاتفاً..

فتحت التلفاز لأقوم بتشغيل قناة القرآن الكريم..بدأ يتردد الى مسامعي تلاوة عذبة لسورة يوسف..

كم أحب الاستماع لهذه السورة..فهي تحمل بين طياتها الكثير من الأمل..

اغلقت عيني وقد بدأ الانقباض في صدري يتلاشى تدريجياً..

ترقرقت عيناي بالدموع مسحتها ثم اغلقت عيني وقد شعرت براحة تامة وبدون شعور مني...غفوت..

ايقظني من نومي صوت جرس الباب وهو يرن..

فركت عيني بتعب..نظرت الى الساعة..انها الحادية عشرة..هل هو مروان ياترى؟؟

لماذا لم يقم بفتح الباب بالمفتاح؟

قمت بتحريك كرسيي باتجاه المرآة وبدأت أرتب شعري..

ابتسمت برضى قبل ان يقطع ابتسامتي صوت الجرس من جديد.اتجهت نحو الباب وقمت بفتحه..نظرت الى لارض بخجل قبل ان يصلني صوت مها:عزيزتي سارة.

رفعت نظري اليها بصدمة: مها!!
.
.
.
كان اليوم عصيباً جداً علي بدون الخالة هوازن...المنزل في حالة فوضى..وليان تبكي طوال الوقت..

بقيت احاول معها الى ان نامت أخيراً..

اتجهت الى المطبخ..هذ جيد لقد قامت لين بغسل الأطباق قبل نومها..

جلست على الأريكة في انتظار قدوم ابي الى المنزل..اريد الاطمئنان على حال الخالة هوازن..

اشعر بالقلق..لا أعلم كيف هي حالتها الآن..

رفعت السماعة بتردد لأتصل على أبي..

وصلني صوته بعد عدة رنات:مرحباً يا صغيرتي..

نظرت الى الارض : مرحباً أبي..اا...هل ستتأخر بالعودة..

-مم كلا سأعود في الساعة الثاية عشرة..

رفعت نظري الى الساعة المعلقة على الحائط فوق باب المطبخ..انها الحادية عشرة الآن..

قطع تفكيري صوت أبي: هل نام أخوتك..

أومأت برأسي:نعم…

-هل أكلتم شيئاً..

-نعم

-وماذا عن عمي ؟..هل أخذ أدويته..

-نعم.

لحظة صمت بيننا تحدثت بعدها بتردد: أبي كيف هي حال الخالة هوازن؟؟

زفر بعمق:بخير..

شعرت من صوته أن هناك خطب ما..ولكنني لم أسأله..فقد شعرت بالخوف..سأنتظر قدومه الى المنزل لأستفسر عن الأمر..
اجبته: هذا جيد.سأذهب لانام الآن..

وصلني صوته: تصبحين على خير..

همست : تصبح على خير..

قلتها ثم أغلقت الخط..

لم أكن أنوي النوم..ولكن أبي سيوبخني ان قلت هذا.. سأنتظر قدومه..لن أستطيع الراحة قبل أن أرى أبي..

فتحت التلفاز واطفأت الصوت..استلقيت على الاريكة وأنا انظر الى التلفاز لتضييع الوقت..ولكن بدون شعور مني..غططت بنوم عميق..
.
.
.
كنت متوترة جدًا..لا اعلم كيف أوصل هذا الخبر لسارة..حين فتحت الباب ورأتني أقف أمامها صدمت بشدة..احتضنتها: اشتقت اليك كثيراً ياسارتي..

لم ترد علي ابعدتها عني لانظر الى عينيها: هه مابك ياسارة الست سعيدة برؤيتي؟؟؟

تحدثت بصوت مرتجف: مها ما الذي حدث..هل حصل شيئ لمروان..

نزلت دمعة من عينها ولكنها مسحتها فوراً..

احزنتني كثيراً ..لم أجرأ على اخبارها بالأمر ..حاولت اختلاق حجة: ههه اوه لو انك تأتي يامروان لترى وجه سارة وهي تبكي من أجلك..

غمزت: لا تخافي أيتها العاشقة..انه بخير..
كل مافي الأمر أن هناك عملية مستعجلة في المشفى لذلك طلب مني ان اتي اليك..لن يستطيع القدوم الليلة..

عقدت حاجبيها:هل يقوم مروان بإجراء عمليات؟؟!!

ازداد توتري..حاولت تغيير الموضوع: انظري من جاء لرؤيتك..

قلتها وأنا امسك بكتف جمان..

عادت سارة لسؤالي:مها ..لا تكذبي علي ..هل حصل شيء لمروان؟؟

ضحكت: أخبرتك لم يحدث شيء..اعدت نظري لجمان: جمان هيا يا صغيرتي.قولي مرحباً يا سارة..

اشارت جمان الى سارة: لقد سرقت كرسيي المتحرك..كنت أبحث عنه..لقد سرقته..

عضضت شفتي بإحراج:جمان لا تقولي هذا الكلام..

اعدت نظري لسارة: اعذريني يا سارة انها لا تعي ماتقول..

هادت جمان لمقاطعتي:أنا لا أكذب لقد سرقت كرسيي..السرقة سيئة لقد سمعت هذا في التلفاز.

نظرت الى جمان بحدة:جمان اشششش..

ضحكت سارة: ههه اتمنى ان لا تحتاجي اليه أبداً..

بدأت جمان تجر عباءتي:اخبريها أن تقف من الكرسي..أريد أن أجلس عليه لقد تعبت..

زفرت بضجر: ان كنت متعبة اذهبي واجلسي على الاريكة ..هيا بسرعة والا غضبت منك..

أومأت برأسها: حسنا ولكن لا تغضبي..ولكنها سسلرقت كرسيي..أنا لا أكذب..

قالتها ثم ذهبت الى الاريكة واستلقت عليها..

نظرت الى سارة بابتسامة: ما اخبارك يا عزيزتي..

أومأت برأسها: بخير..لقد كنت أنوي زيارتك اليوم..

-اوه حقاً..لقد اختصرت الطريق عليك اذاً..

نظرت الي بشك: الم يخبرك مرون بهذا..

افف يبدو أنها تريد أن يزل لساني:اا.نعم أخبرني ..احم سارة..هل هناك أدوية تحتاجين لأخذها لقد أوصاني مروان أن أهتم بأمر ادويتك..

-لقد اخذت ادويتي ولكن تبقت تلك الحقنة التي اخذها قبل نومي..

ابتسمت: حسناً سأعطيك اياها..

ارتفع حاجباها: هل تجيدين التعامل مع الحقن؟؟

أومأت برأسي: بالتأكيد ..أمي مريضة بالسكر ..انا معتادة على استخدامها..
هه ..لماذا نقف امام الباب لندخل الى غرفتك ونتابع الحديث..

قلتها ثم التفت الى جمان.كانت نائمة على الأريكة: من الجيد انها نامت ..

بدأت أحرك كرسي سارة باتجاه الغرفة: اخبريني اين أجد تلك الحقنة..

-كلا لا أريد أخذها..انها تسبب النعاس ..أريد أن أسهر معك..

ضحكت:ههه هل تريدين أن يقتلني زوجك؟؟..سأتحدث معك حتى يغلبك النعاس لا تقلقي سأجعلك تملين كثرة حديثي..

ضحكت سارة:هههههه أنا لا أمل حديثك ابداً..

دخلت الى غرفتها وبد أن أعطيتها تلك الحقنة..تبادلنا أطراف الحديث الى أن نامت سارة..

اطفأت الأضواء ثم خرجت من الغرفة..

كنت أهم بالنوم في الصالة مع جمان...ولكن جمان قد نامت بدون بطانية..لا أجرأ على تفتيش الغرف للبحث عن بطانية لذلك قررت ان احضر البطانيات من منزلي..

أخرجت المفاتيح من حقيبتي ثم اتجهت نحو باب الشقة..

فتحت الباب بهدوء..فوجئت بتلك الرائحة الكريهة في الشقة..

لقد شممتها وأنا أصعد الدرج مع جمان ولكن الرائحة قوية في شقتي..

سمعت صوت زجاج يكسر..كان الصوت يصدر من المجلس..

اقتربت منه ببطء:ماجد؟؟؟

فتحت باب المجلس لأرى ماجد مستلق على الأريكة ويحمل بيده سيجارة مشتعلة..

نظرت اليه بصدمة:ماجد!!!
أنت تدخن!!

نظر الي بعينين حمراوين ثم بدأ يضحك بشكل هستيري:هههه..مها..هههه..كيف اتيت الى هنا هههههههه..

وضعت يدي على انفي وبدأت اسعل بشدة:الرائحة لا تحتمل..

تجاهل ماجد وجودي واعاد السيجارة الى فمه..اقتربت منه بغضب وألقيت السيجارة من يده..

زفر بضجر ثم تحدث بتثاقل: افف مها اعطني اياها..

لم أرد عليه..فقد كنت مصدومة مما رأيت..هذه السجائر..ليست سجائر عادية..

لقد رأيتها في التلفاز من قبل..

نظرت الى ماجد بصدمة..كلا كلا...هذا مستحيل..

ولكن..ذلك الاحمرار في عينيه..وكلماته الثقيلة تلك...اهماله لي واهتمامه الشديد بالنقود..جميع هذه الأمور تأكد شكوكي..

خرجت من الغرفة وأنا أبكي بحرقة..

القيت بجسدي على السرير وبدأت بالبكاء..

لا استطيع أن أصدق هذا ..

الآن فقط اصبح هناك مبرر لتصرفاته..

ماجد..انه يدخن الحشيش..
.
.
.
عدت الى المنزل لأفرى حنين تنام في الصالة..هممت بإيقاظها..ولكنني شعرت بالحزن عليها..تبدو متعبة جداً.

اتجهت الى التلفاز وقمت بإغلاقه…

اتجهت لغرفة حسام لتفقده ثم ذهبت لغرفة حنين..سأخذ بطانيتها لتغطيتها..

فتحت باب الغرفة بهدوء وقبل ان اخذ البطانية..رأيت ليان تنام على سريرها..

وضعت ليان على سريري ثم ذهبت لتغطية حنين وعدت الى غرفتي لأبدل ثيابي قبل نومي..

استلقيت بجانبها على السرير وبدأت أتأمل ليان بهدوء: هل هان عليك ترك ليان يا هوازن؟؟
.
.
.
فتحت عيني ببطء..أين أنا..

تلفت حولي بخوف..لقد تذكرت..اختبأت في غرفة التنظيفات..

يا الهي كيف غفوت..كم الساعة الآن ياترى..

هممت بفتح الباب ولكنني شعرت بالخوف..ان رآني أحد في الممر سيعودون لتكبيلي بالأصفاد...كلا ..لا اريد أن أمر بتلك التجربة من جديد..

وجهت نظري الى النافذة الموجودة في الغرفة وبدأت أفكر...لماذا لا أهرب من النافذة..صحيح أنها صغيرة ولكنني فقدت الكثر من وزني في هذه الفترة...لاضير من المحاولة..ربما استطيع الخروج..

وضعت مجموعة من الصناديق ووقفت فوقها فقد كانت النافذة مرتفعة..

فتحتها ونظرت الى الخارج..داعبت وجهي نسمات رقيقة جلبت الراحة الى قلبي..

كانت النافذة تطل على شارع فرعي..ان استطعت الخروج منها سأخرج من هذا الجحيم الى الأبد..

اشتعل الحماس بداخلي..

بدأت أرفع زجاج النافذة وأضعه أرضاً..

اخرجت جسدي منها ولكنني استطعت ان اخرج صدري فقط..كانت ضيقة عند بطني..

عدت الى الغرفة بصعوبة..

تلفت حولي وأنا ألهث بتعب..

كنت أفكر بشيء يساعدني على الخروج…

ابتسمت على اثر الفكرة التي خطرت لي..

خلعت قميصي وألقيت به من النافذة..

اتجهت نحو قوارير المنظفات..

وجدت قارورة تحوي بداخلها صابون سائل لليدين..

بدأت ادهن بطني بذلك الصابون..

توجهت الى النافذة من جديد..في هذه المرة بدأت بإخراج قدماي..

وحين علقت بطني..وضعت قدماي على الجدار وبدأت أدفع بجسدي الى الخارج..

وفجأة ..انزلق جسدي فوقعت على الارض..

بالرغم من ذلك الألم في ظهري على اثر وقوعي..الا انني تجاهلت ذلك ..فحماسي للحرية كان كفيلاً بتسكين ألمي..

بدأت أضحك بشكل هستيري..لا أصدق أنني نجحت..

أرتديت قميصي بسرعة وبدأت أركض بكل ما أوتيت من قوة..كنت أركض بلا هوادة..كل ما يهمني أن أبتعد عن هذا المكان..

كنت أركض وأنا أفكر بشيئ واحد فقط..

سأذهب لقتل نادر...
.
.
.
فأثابكم غماً بغم..لطالما تعجبت من هذه الآية..

كان مدهشاً بالنسبة لي كيف كان غم المؤمنين بخبر موت النبي مثوبة لهم لينسوا أمر هزيمتهم في غزو أحد..اشغلهم حزنهم على فراق النبي صلى الله عليه وسلم عن حزنهم على الخسارة..

وحين علموا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم حي..فرحوا ونسوا غمهم فأصبح الغم مثوبة..

واليوم بالذات..شعرت أن تلك الآية اقرب الى قلبي..

فحزني على فراق جمان .اشغلني عنه قلقي على ابني..

ادركت بتلك اللحظة كيف يكون الغم مثوبة..

علمت هذا الصباح ان ابني لايزال حيا..الححت على الممرضة لأتمكن من رؤيته..

وقفت من الكرسي المتحرك لأقف أمام ذلك الصندوق الزجاجي ..

وضعت يدي على الزجاج وأنا أتأمله..لايزال صغيراً جداً..لا يوجد له أي ملامح على الاطلاق..

قطعة حمراء صغيرة تغطيها الأسلاك من كل الاتجهات.قلبي يتفطر حزناً.... هناك ألم في قلبي مع كل نبض لقلبه.

نزلت دمعة من عيني:حمد..تماسك يابني..اعذرني ياصغيري لم استطع حملك في بطني..عد ألي أرجوك..

مسحت تلك الدمعة وأنا أعيد نظري اليه..تمنيت لو كان أحمد بجانبي الآن..أود أن أحدثه..لقد قضيت البارحة وأنا أفكر به..

لا اعلم كيف طلبت منه الطلاق..حزني على جمان اضعفني كثيراً..

وددت أن اعتذر منه البارحة ولكنني لم أحضر هاتفي الى المشفى..

سأنتظر زيارته لي لأعتذر اليه..

سامحني يا أحمد..لقد كنت اهذي البارحة..أنا لا اقوى على فراقك أبداً..
.
.
.
ايقظني أبي من نومي لأصلي الفجر ثم اتجه الى غرفته لينام..لقد عاد وأنا نائمة ..لم أسأله عن حال الخالة هوازن بعد..

بعد ان انتهيت من الصلاة اتجهت الى غرفتي..كانت لين تمشط شعرها استعداداً للمدرسة..

سألتها:أين ليان؟؟

وجهت نظرها الي: انها في غرفة أبي ..بسرعة استعدي من أجل المدرسة الوقت متأخر..

اومأت برأسي : لا أرغب في الذهاب..

نظرت الي باستغراب: لماذا؟؟

-اشعر بالتعب..

قلتها وأنا اتجه نحو غرفة أبي..

في الحقيقة لا أشعر بالتعب..ولكن هناك شيء في قلبي يخبرني ان شيئاً سيئاً قد حدث..

فتحت باب الغرفة بهدوء..رأيت ليان على السرير ولكن أبي لم يكن موجوداً..

دخلت الى الغرفة ببطء..

تردد الى مسامعي صوت صنبور الماء..ابي في الحمام اذاً..

ولكن غريب..باب الحمام مفتوح ..

وقفت أمام باب الحمام لأرى أبي وهو يغسل وجهه ببطء شديد..

اخذ نفساً عميقاً وهو يغمض عينيه..شعرت بانقباض في صدري..

لا اعلم ولكنني اعتقد أنه كان يبكي..لم أستطع أن أميز تلك القطرات التي بدأت تتسلل الى ذقنه..هل هي دموع؟؟

هل كان يبكي أم أنه الماء فقط..

عاد لفتح الصنبور وبدأ يغسل يديه الى مرفقيه..أدركت وقتها أنه يتوضأ..ازدد الخوف في قلبي..فقد أدركت ان شياً سيئاً قد حدث..فهذه عادة أبي حينما يحزن..يتوضأ ببطء شديد..

بعد أن أنهى وضوءه التفت الي وحين فتح عينيه..تأكدت من أنه كان يبكي..عيناه شديدتا الحمره..

ابتسم بهدوء ثم تحدث بصوت ضعيف :الم تجهزي للمدرسة بعد..

شعرت برغبة قوية بالبكاء ..ولكنني حاولت التماسك..

تلك الابتسامة الحزينة وذلك الصوت الضعيف..جعلني ادرك الأمر..لقد ماتت الخالة هوازن..

فقد كانت هذه حاله حين ماتت أمي..

حاولت جاهدة ان أرسم الابتسامة على وجهي: لن أذهب للمدرسة..لم أنم جيداً البارحة..

أومأ برأسه ثم ذهب باتجاه السرير وبدأ يدلك رأسه…

خرجت من الغرفة باتجاه المطبخ ثم انفجرت بالبكاء..مسحت دموعي بسرعة..

يجب أن أكون قوية أمام أبي..لأمر ليس سهلاً أن تموت زوجته للمرة الثانية

اخرجت الأبريق لصنع الشاي..سأعد الفطور من أجله..كنت أجهز الفطور وأنا أحاول جاهدة المحافظة على هدوء اعصابي..لا اريد أن أبكي أمامه..يجب أن أكون قوية من أجله ومن أجل أخوتي..

اكتفيت بصنع الشاي مع بعض الخبز والجبنة..

اتجهت الى غرفة ابي وطرقتها بهدوء..

لم يصلني أي رد..هل نام يا ترى..

فتحت الباب ..لارى أبي قد عصب رأسه..

وضعت الصينية على الأرض واتجهت اليه: أبي هل تشعر بالصداع؟؟

أومأ برأسه:قليلاً فقط..

قبلت رأسه:أعددت الفطور ..كل قليلا وسأحضر المسكن من أجلك..

رفع بصره الي: اشكرك يا صغيرتي..

اتجهت الى الابريق لأسكب الشاي ولكن صوت أبي استوقفني:حنين..

شعرت بقبضة مؤلمة في قلبي..اغلقت عيني بقوة..يبدو انه سيخبرني بأمر وفاتها..

التفت اليه ببطء ونبضات قلبي تتسارع:نعم

نظر الى الارض ثم تحدث بارتباك:هل قمت بإزعاج خالتك هوازن قبل أن تذهب الى المشفى..

عقدت حاجبي:ها؟؟!!

نظر الى عيني:هوازن طلبت الطلاق..

تحولت كل مشاعر الحزن في قلبي الى الحقد فجأة..تلك الأنانية..الهذا يشعر أبي بالحزن؟؟

كم اكره ضعف تلك المرأة..هل رضخت لابتزاز ذلك المختل بسهولة؟

اليوم أدركت فقط مقدار أنانيتها..لم تفكر بنا أبداً..لم تفكر بأبي وجعلته يحزن هكذا..

لقد فكرت بمصلحتها..فكرت بابنتها فقط..أين ذلك الحب الذي تدعيه تجاه أبي وأخوتي؟؟

كنت سأنفجر من الغضب بذلك الوقت..سأخبر أبي بحقيقة أمرها وأجعله يتخذ قراره بشأنها..

نظرت اليه وبدأت أتحدث بحدة: أنا أعرف السبب..

نظر أبي الي باهتمام ..

اخذت نفساً عميقاً لأفجر تلك القنبلة:تريد العودة لطليقها..

.
.
.
فتحت عيني بتثاقل..أين أنا الآن..

تلفت حولي بخوف ..قبل أن أهم بالجلوس..ولكن ذلك الألم في بطني منع جلوسي..

الآن تذكرت..لقد تم طعني..
ازدادت دقات قلبي..كم الساعة الآن..

وسارة..سارة في المنزل وحدها..

فتح باب الغرفة ليظهر نادر من خلفه..افف ما هذا الحظ..الم يجدوا غير هذه المشفى ليحضروني اليها..

-ههه انظروا لهذا الأمر..أرأيت يا مروان..ان الله لا يظلم أحداً وقد أخذ حقي منك ..قمت بضربي..والآن أراك مطعوناً أمامي..

نظرت اليه بحقد:أنت من قام بإرسال اولئك ارجال أليس كذلك ؟

اتسعت عيناه بصدمة:أنا!!!
سامحك الله يا مروان..تتهمني بكل شيء سيء يحدث لك ..كنت أعرف أن زواجك بتلك المختلة سيؤثر على تفكيرك..

صرخت: لا تتحدث عنها أبداً أيها الخسيس..

ابتسم بهدوء:حسناً لاتغضب..أتعلم يا مروان..لقد حاولت أن أتجاهلك كثيراً ولكنك كنت تصر على تنغيص حياتي..أريد أن أعلم فقط أي سحر قامت تلك الفتاة بالقاءه عليك..

تجاهلت حديثه السخيف: نادر ابتعد عن وجهي حالا..

اقترب مني ببطء: ليس قبل أن أطمأن على صحتك يا عزيزي..

زفرت: من الذي احضرني لهذه المشفى؟؟

قام نادر بفتح الملف الموجود بين يديه..

-اسمه ماجد الــ…..،يسكن في المنطفة السكنية الجديدة في حي…..،شارع…..،الطابق الثاني..

التفت ليه بصدمة..هذا عنوان منزلي.

رفع نادر بصره الي:انه جارك..

وضع يده على ذقنه بتفكير: أتساءل هل تمكث سارة وحيدة في المنزل..

نظرت اليه بحدة:الأمر ليس من شأنك..

اغلق الملف ثم نظر الي بابتسامة: أتعلم يا مروان..انت تظلمني دائماً..انا رجل طيب القلب ولا أكن الحقد لأي أحد..ولتتأكد من صدق نواياي..سأذهب لزيارة سارة..

اتسعت ابتسامته اكثر: المسكينة..انها تحتاج لمن يعالجها في اثناء غيابك..

اتسعت عيناي بخوف: نادر اياك..اياك وأن تقترب من ذلك المنزل هل فهمت..

تجاهل حديثي ثم التفت بجسده وبدأ يمشي باتجاه الباب..ازداد الخوف بداخلي..ناديته مراراً ولكنه لم يلتفت الي..

فتح باب الغرفة وخرج منها بدون أن يهتم لندائي المستمر..

صرخت بأعلى صوتي:نادر أيها الحقير..اياك وأن تؤذيها..

نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــادر
نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــادر
نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــادر


مملكة الغيوم 30-04-16 09:38 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلا م عليكم ورحمة الله
عودا حميدا شخبوطه ارجو انك تكونى اتوفقتى فى امتحانك
قفله شريره لساته الندل نادر بيهدد بعد ما كان حيتسبب فى موت مروان مالت عليك يا نادر الكلب ومروان مش قادر يتحرك حتى عشان يطمن عليها
هوازن المجنونه شايف ان الطلاق حيرجع جمان خالد انانى عاوزها تطلق وبس
احمد مسكين صعبان عليا مصدق لقى زوجه ومحبه ومستحمله عياله وهى تصدمه بطلب الطلاق
اخيرا عرفنا ماجد بيودى فلوس مها فين بيدخن الحشيش والله تبقى غلطانه لو تطوله مليم بعد كده جاته القرف
جمان مخبله فى الكل وهى بتتكلم وتصرخ فى الجميع ولا هاممها ولسه ابوها الكداب واهم الجميع ان امها مش عوزاها وعامل فيها الحنين وهو اصابعه معلمه على خدها
بارت رائع يا عسوله تسلم ايدك ننتظرك فى القادم دمتى بخير

شخابيط فتاة 01-05-16 02:17 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3606897)
السلا م عليكم ورحمة الله
عودا حميدا شخبوطه ارجو انك تكونى اتوفقتى فى امتحانك
قفله شريره لساته الندل نادر بيهدد بعد ما كان حيتسبب فى موت مروان مالت عليك يا نادر الكلب ومروان مش قادر يتحرك حتى عشان يطمن عليها
هوازن المجنونه شايف ان الطلاق حيرجع جمان خالد انانى عاوزها تطلق وبس
احمد مسكين صعبان عليا مصدق لقى زوجه ومحبه ومستحمله عياله وهى تصدمه بطلب الطلاق
اخيرا عرفنا ماجد بيودى فلوس مها فين بيدخن الحشيش والله تبقى غلطانه لو تطوله مليم بعد كده جاته القرف
جمان مخبله فى الكل وهى بتتكلم وتصرخ فى الجميع ولا هاممها ولسه ابوها الكداب واهم الجميع ان امها مش عوزاها وعامل فيها الحنين وهو اصابعه معلمه على خدها
بارت رائع يا عسوله تسلم ايدك ننتظرك فى القادم دمتى بخير

الله الله على ردك اللي يشرح الصدر..

شكرك لمتابعتك المستمرة معي تسعديني جداً بتعليقاتك عزيزتي

الاختبار بفضل الله كان تمام شكراً لاهتمامك

سعيدة انه الفصل اعجبك

دمتي بخير حبيبتي

bluemay 01-05-16 04:02 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عودا حميدا ...

فصل راااائع ولو انو بجلط من بعض النواحي ...

هوازن اصابها اكتئاب ما بعد الولادة
ولما هديت حست بغلطها وندمت ..

بس حنين اتوقع رح تخرب كل الشغلة وممكن احمد ينقلب ع هوازن يكرهها
ولو اني بتمنى انه يتأنى وما يتسرع ويفهم من هوازن او يسمعها ع اﻷقل.



عادل حالته حالة المسكين
هل ممكن يخلصنا من نادر وشروره..



ماجد صدمني .. محشش ..!!!!!!




مروان الحمدلله انه اجت سليمة ولكن هو عاجز اﻵن
كيف رح يساعد سارة ..


قفلة شررريييييرة طبعا
ربنا يسامحك بس ..

متشوقة للقادم لك خالص الود


★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

شخابيط فتاة 01-05-16 07:52 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3606984)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عودا حميدا ...

فصل راااائع ولو انو بجلط من بعض النواحي ...

هوازن اصابها اكتئاب ما بعد الولادة
ولما هديت حست بغلطها وندمت ..

بس حنين اتوقع رح تخرب كل الشغلة وممكن احمد ينقلب ع هوازن يكرهها
ولو اني بتمنى انه يتأنى وما يتسرع ويفهم من هوازن او يسمعها ع اﻷقل.



عادل حالته حالة المسكين
هل ممكن يخلصنا من نادر وشروره..



ماجد صدمني .. محشش ..!!!!!!




مروان الحمدلله انه اجت سليمة ولكن هو عاجز اﻵن
كيف رح يساعد سارة ..


قفلة شررريييييرة طبعا
ربنا يسامحك بس ..

متشوقة للقادم لك خالص الود


★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

وعليكم السلام ورجمة الله وبركاته
سعيدة جداً بردك عزيزتي..

ههه مدري ليش يوم قبتي محشش جاتني ضحكة:lol:

اتوقع السبب انه اغلب النكت حطيناها بالمحششين..

اشكر لك متابعتك الطيبة عزيزتي

شخابيط فتاة 07-05-16 09:22 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الفصل السابع عشر: جمان هنا..

دخلت لغرفة مروان لتخويفه قليلاً...ههه لقد صدم بشدة حين رأني أصف عنوان منزله..اعتقد ان الرعب الذي يعايشه الآن كفيل بإبعاده عن طريقي..أريده أن يدرك جيداً انني ان رغبت بأذية سارة فلن يتمكن أحد من ايقافي..استطيع الخروج من الأمر بسهولة..ان كان هناك عقل برأسه فلن يجرأ على الوقوف في طريقي مرة أخرى..

كنت أسمع صوته وهو ينادي على اسمي بخوف..تجاهلت صراخه ثم خرجت من الغرفة..

رأيت يوسف يقف بالقرب من الباب..

ابتسمت له: مرحباً…

نظر الي باحتقار..من يظن نفسه لينظر الي بهذه الطريقة..

أنا حقاً لا أعلم لماذا يكرهني هذا الفتى..نظراته لي تحمل الكره وكأنني قتلت أحد اقاربه..

لا يهمني أمره..أكملت طريقي متجاهلاً تلك النظرات الحاقدة منه..
.
.
.
نظرت الى حنين باهتمام حين قالت انها تعرف سبب طلب هوازن للطلاق..

تمنيت حقاً أن تنصف هوازن لمرة في حياتها..يضايقني كثيراً كذبها المستمر..لم تكن حنين هكذا قبل زواجي..كنت اعتمد عليها وافخر بها دائماً..

ولكنها صدمتني حقاً..من أين أتت بهذه الكذبة..تريد العودة لطليقها؟؟

هه هذا آخر شيء كنت أتوقع سماعه..

قالت جملتها تلك ونظرات الحقد تشع من عينيها..

لم أكن في حال جيدة لتقديم النصائح..فذلك الألم في رأسي لا يحتمل..

همست بهدء:الى متى؟؟؟

عقدت حاجبيها:ماذا؟؟

اكملت حديثي: الى متى ستستمرين بالكذب حنين..ان كانت والدتك حية كانت ستخجل من تصرفاتك هذه..

اتسعت عيناها بصدمة: ألا تصدقني؟؟

زفرت: حنين لقد كنت أسايرك دائماً..ولكن هذا الأمر بالذات لا أستطيع مسايرتك به..انك تتحدثين عن شرفها هل تدركين خطورة الأمر؟؟

بدأت بالبكاء: تكذبني من أجلها؟؟

مسحت دموعها بعناد: سأثبت لك إذاً..

قالتها ثم خرجت من الغرفة..

بدأت أشعر بالتوتر..هل يعقل أن تفعل هوازن هذا؟؟

عادت حنين الى الغرفة وهي تحمل هاتف هوازن بيدها..عقدت حاجبي..الهاتف محطم..

وضعت الهاتف بيدي والدموع تملأ عينيها:اقرأ بنفسك..

نظرت اليها بصدمة..

تحدثت بصوت متهدج : اعذرني يا ابي..لم أكن أود اخبارك بالأمر كي لا احزنك… ولكنك اجبرتني على هذا…

بلغ توتري ذرزته في ذلك الوقت..اعدت نظري الى هاتف هوازن وبدات أقرأ تلك المحادثة..

انه يهددها..

قمت بتشغيل ذلك التسجيل لأسمع صوته البغيض وهو يقوم بابتزازها..

صدمتي في ذلك الوقت أكبر من أن توصف بكلمات..

اعدت نظري لحنين: وما كان شرطه؟؟

مسحت حنين دموعها: لقد اشترط عليها أن تتزوج به..

عقدت حاجبي: وكيف علمت بالأمر؟؟

ردت حنين: لقد قرأت رسالته لها على تويتر..

سألتها بارتباك :وهل وافقت على شرطه؟؟

أومأت برأسها: لم أستطع قراءة ردها عليه ولكن طلبها للطلاق دليل على انها قد وافقت..

اعدت نظري لهاتفها وبدأت أسمع ذلك التسجيل من جديد..

لماذا لم تخبريني بهذا الأمر يا هوازن..
لماذا سمحت له بإذلالك؟؟

لماذا؟؟
.
.
.
كنت احتسي كوبا من القهوة في حديقة المشفى..كم أتمنى التوقف عن عادة شربي للقهوة في الصباح ..رغم انني اعلم جيداً اضرار الاكثار منها الا انني اعجز عن التخلي عنها..
ان لم اشربها ابقى مرهقاً طوال اليوم..

ايقظني من تفكيري صوت عمر وهو يجلس على الكرسي أمامي: السلام عليكم يوسف..

التفت اليه بابتسامة: وعليكم السلام..

بدأ يشرب كوب القهوة هو أيضاً..ههه يبدو أنني لست الوحيد الذي اعاني من ادمان القهوة…

نظر الي بعد أن اعاد الكوب الى الطاولة: لم أرك بالأمس..

-اا..نعم لقد عدت للمنزل باكراً البارحة..

أومأ برسه:هل علمت أن مروان قدم للمشفى..

عقدت حاجبي باستغراب: هل عاد للعمل هنا؟؟

أومأ برأسه ثم بدأ يهمس:لقد تم طعنه..

اتسعت عيناي بصدمة: ماذا تقول..

تلفت حوله من جديد: الجميع في المشفى يتحدث عن هذا الأمر..هناك بعض الاشاعات تقول أن نادر هو من فعلها..

ازدادت دقات قلبي: من قال هذا..هل هو مروان؟؟

اطرق وهو يفكر قليلاً ثم تابع حديثه: كلا مروان لم يستيقظ بالأمس..لقد نزف كثيرًا..ولكن من المعروف أنا هناك مشاكل بين نادر ومروان..بالرغم من اننا لا تعرف سبب خلافهما..ولكني لا استبعد ن نادر وراء هذا الأمر..لا ارتاح لذلك الفتى..

وقفت من مكاني وأنا اهم برؤية مروان: أراك لاحقاً..

نظر عمر الي: الى أين تذهب..

-لدي عمل مستعجل.

قلتها وأنا ادخل الى المبني..اتجهت نحو غرفة مروان بعد أن سألت عنها..

وحين اقتربت من الغرفة..رأيت نادر يخرج منها..

ابتسم لي: مرحباً..

نظرت اليه بحدة..هذا الحقير...هو من فعلها بالتأكيد..

دخلت الى غرفة مروان لأراه منفعلا ويصرخ باسم نادر..

حين رأني بدأ يتحدث وسط انفاسه المتسارعة: يوسف ..من الجيد أنك أتيت..ذلك الحقير سيؤذي سارة..

اقتربت منه بهدوء: مروان اهدأ أرجوك..لن يستطيع فعل شيئ..

أخذ نفساً عميقا: لقد عرف عنوان منزلي..لقد اخبرني منذ قليل انه سيزوروها..

حاولت تهدأته: مروان أرجوك لاتقلق..لا أعتقد أنه سيفعلها..سيكون بورطة ان تم اكتشافه..ان ذهب حقًا فإن هذا الأمر سيفيدنا كثيراً في القضية..

زفر بضجر: يوسف أنت لا تفهم..سارة ترتعب كثيراً..كما أنها وحيدة بالمنزل..كم الساعة الآن؟؟

نظرت الى الساعة بيدي: انها الثامنة..

بدأ يحاول الجلوس: أريد الخروج من هنا حالاً..

جلست بجانبه :مروان اهدأ أرجوك..لن تستطيع الخروج الآن..لماذا لا تتصل عليها؟؟

-انها لا تملك هاتفاً..

ضرب وجهه بغضب: من سوء حظي لم أقم بشراء هاتف لها..

صمت قليلاً وأنا افكر:لماذا لا تتصل بأحد أقاربك ليعتني بها..

نظر الي بتفكير:نعم صحيح..سأتصل بأمي..

قضب جبينه: افف لا أعلم أين هاتفي..اعتقد انه قد سرق..لم أجده منذ قاموا بطعني..

اخرجت هاتفي من جيبي..

نظر الي باستغراب: ماذا تفعل؟؟

-اتصل بهاتفك..
قلتها ثم وضعت الهاتف على اذني..لقد كان هاتفه يرن..
.
.
.
استيقظت من نومها لتجد نفسها وحيدة في الصالة..بدأت تشعر بالخوف..مشت في الصالة ودموعها تنذر بالنزول...اتجهت نحو غرفة سارة لتراها مرتدية حجابها رافعة يدها للسماء وهي تبكي..

لقد استيقظت سارة متأخرة اليوم..ومن عادتها ان تقرأ القرآن لعدة ساعات ان هي اخرت الصلاة..

كانت جمان تنظر اليها باستغراب..ارادت ان تعرف سبب بكائها...لاتحتمل رؤية احد يبكي أمامها..
.
.
.
ايقظني من نومي صوت هاتفي وهو يرن…
اعتدلت على الاريكة بتعب..رأسي يكاد ينفجر..يبدو انني اكثرت من السجائر البارحة..

مشيت باتجاه ثوبي لأخرج هاتفي..لقد كان ثوبي ملقى على الاض..يجب أن أخذه للمغسلة اليوم..اخرجت الهاتف ولكنه لم يكن هاتفي..لقد كان هاتف مروان..

افف يالغبائي ..كيف نسيته معي..كان علي أن أعطيه للشرطة ..

نظرت الى المتصل..لقد كان يدعى يوسف..احترت كثيراً في الرد عليه..

توقف رنين الهاتف قبل أن أرد..هذ جيد..

عقدت حاجبي على اثر تلك الخاطرة التي لاحت لي..كأنني رأيت مها البارحة..كلا كلا..هذا مستحيل..كيف ستأتي..

هززت رأسي في محاولة مني لابعاد تلك الفكرة...لابد انني كنت أهذي....مشيت باتجاه غرفتي بارتباك...خشيت أن تكون مها موجودة..ان كانت حقاً قد أتت فهذا يعني أنني فضحت..

فتحت باب غرفتي بهدوء وكانت الصدمة..لقد كانت مها موجودة..

يا الهي ماذا أفعل..لم أكن أريدها أن تراني بتلك الحالة..انا اكره نفسي في تلك اللحظة...اود فعلاً التخلص من ذلك السم..لم أكن اريد أن أفضح أمامها..ستفضحني بالتأكيد..

سيعلم العم خالد وهو بدوره سيخبر أبي..

دخلت الغرفة وبدأت أمشي بحذر كي لا تستيقظ..

حين وقفت أمامها وبدأت أتأملها شعرت بالذنب..من الواضح أنها كانت تبكي..

رن هاتف مروان من جديد..اخرجته من جيبي بسرعة لأغلقه ولكن كان الأوان قد فات..فقد استيقظت مها..
.
.
.
-لا أحد يرد على الهاتف..

قالها يوسف وهو يضع هاتفه في جيبه..

شعرت أنني سأجن في أي لحظة..يجب أن أتحدث معها..كم أكره نفسي الآن..لماذا لم أقم بشراء هاتف من أجلها..كيف غاب أمر كهذا عن ذهني..

اعدت نظري الى يوسف: يوسف ارجوك حاول لاتصال مرة أخرى ربما يرد أحد..

أومأ يوسف برأسه وهو يعيد الاتصال من جديد..

اتسعت عيناه فجأة:اا..نعم مرحباً من تكون..

نظرت اليه باهتمام..

-نعم اعلم ذلك في الحقيقة مروان يبحث عن هاتفه..

ابعد الهاتف عن اذنه وهو يهمس لي: يقول ان اسمه ماجد..

مددت يدي لأخذ الهاتف ..

وضعت الهاتف على اذني:ماجد..أنا مروان..أرجوك ماجد أريد الاطمئنان على سارة انها في المنزل وحدها..

-لا تقلق يا مروان لقد جاءت مها من أجلها البارحة…

تنفست الصعداء: حقا؟؟

-نعم ..ااا..مروان ..ان مها بجانبي تقول انها ستعيد الاتصال على هذا الهاتف بعد قليل...سارة تريد التحدث معك..

أومأت برأسي: نعم أرجوك يجب أن أحدثها..

-حسناً..انتظر مكالمة مها بعد قليل..

-اشكرك كثيراً ماجد..

-لم أفعل شيئاً هذا واجبي..اتمنى لك لشفاء..

قالها ثم اغلق الخط..

وجهت نظري الى يوسف:اعذرني يوسف احتاج هاتفك قليلاً سأحدث زوجتي..

أومأ يوسف برأسه: لا مشكلة..

.
.
.
استيقظت من نومي على صوت رنين الهاتف..

فتحت عيني ببطء..لأرى ماجد ينظر الي بارتباك..

اغلقت عيني من جديد..لا أريد رؤيته أنا غاضبة منه..

وصلني صوته وهو يهمس: عزيزتي مها..

صرخت: ماجد اصمت..لا اريد أن أسمع صوتك..

أزعجني صوت الهاتف..فتحت عيني لأراه يحدق بي ..

تحدثت بحدة: لماذا لا ترد على هاتفك؟؟

-انه ليس هاتفي بل هاتف مروان..

اعتدلت بالجلوس:رد عليه..ربما يكون اتصالاً مهماً..

-ااه حسناً..

قالها بتردد ثم رد على الهاتف..

-مرحبا..

انا صديق مروان..ان كنت تبحث عنه فاتصل لاحقاً..لن يستطيع الرد عليك الآن..
اوه هكذا اذا..اخبره ان الهاتف مع ماجد..لقد وجدته ملقى البارحة فأخذته معي..
اوه مرحباً مروان..
لا تقلق يا مروان لقد جاءت مها من أجلها البارحة…

حين علمت بأنه يحدث مروان بدأت أهمس:اخبره انني سأتصل عليه بعد قليل..ساره قلقة عليه ..تريد أن تحدثه

-نعم اأ..مروان ..ان مها بجانبي تقول انها ستعيد الاتصال على هذا الهاتف بعد قليل...سارة تريد التحدث معك..
حسناً..انتظر مكالمة مها بعد قليل..
لم أفعل شيئاً هذا واجبي..اتمنى لك لشفاء..

قالها ثم أغلق الخط..

وقفت من السرير:اعطني الهاتف بسرعة..

نظر الي بحزن: مها انتظري اريد أن أتحدث معك قليلا..

زفرت:ماجد أرجوك..اعطني الهاتف ..من الجيد أنني أحافظ على هدوئي حتى الآن..لا اريد سماع كلمة منك حتى لا تحدث مشكلة منذ الصباح..

وضع الهاتف بيدي : اعطي الهاتف لسارة ثم تعالي لأشرح لك كل شيء حسناً؟؟

أومأت برأسي وانا اتجه نحو باب الغرفة..في الحقيقة كنت أنوي تجاهله...لست في مزاج جيد لسماع حججه السخيفة..

كلما أتذكر شكله البارحة أشعر بالاشمئزاز..

فتحت باب شقتي لأذهب لشقة سارة..

اوف يا الهي لقد تركت شقتها مفتوحة..لقد وضعت هذا الحذاء على الباب حتى اعود بعد احضار البطانيات ولكن مصيبة ماجد أنستني الأمر..

فتحت باب الشقة بهدوء ثم أغلقت الباب خلفي..أخذت نفساً عميقاً كي استعيد قوتي.

يجب أن أخبر سارة بحقيقة ما حدث مع مروان..أرجو أن تتقبل الأمر..

أكره نقل الاخبار السيئة..

ساعدني يارب..
.
.
.
كنت اجلس في الكافتيريا لتناول الفطور حين وصلني ذلك الاتصال من أبي..

ترددت في الرد عليه..خشيت أن يكون الأمر متعلق بما حدث مع مروان بالأمس..

بعد عدة رنات قررت الرد عليه أخيراً..مالمشكلة..حتى لوكان الأمر متعلق بمروان سيصرخ قليلاً ثم سينسى الأمر..
اعتدت صراخه علي أساساً...أصبح شيئا مهماً لا يخلو يومي منه…

اجبت عليه بضجر: نعم يا ابي..

-نادر أين أنت الآن..

زفرت : وأين سأكون بالمشفى طبعاً..

-تحدث باحترام..

رفعت حاجبي: وهل قللت احترامي الآن..كل ما في الأمر أنني ضجرت من صراخك اليومي...اخبرني بالأمر بسرعة..

-سأحاسبك على هذا الأسلوب فيما بعد فأنا حقاً لست في مزاج جيد للنقاش…

عقدت حاجبي: هل هناك مشكلة..

زفر: عادل هرب من المشفى..

لا أعلم ماهو ذلك الشعور الذي دعاني للضحك فجأة: ههههه كيف فعلها ذلك المجنون..

-وتضحك ياولد..ابن عمك مريض ولا أحد يعرف مكانه..لا اظن ان الأمر يستدعي الضحك..

-احم اعتذر..

تنفس ابي بعمق: على كل.. حين يأتي وقت استراحتك اذهب لشقة عمتك حسينة للبحث عنه ..ربما يعود اليها..استراحتك في الساعة الثالثة صحيح؟؟

اجبته بارتباك: اا..نعم..

-حسناً أنا اعتمد عليك..

قالها ثم أغلق الخط ..

اففف هذا ما كان ينقصني..اقضي وقت استراحتي في البحث عن ذلك المجنون..
.
.
.
لقد استيقظت من نومي متأخرة هذا اليوم..لقد اعتاد مروان على ايقاظي لصلاة الفجر..اشعر بالقلق عليه..لماذا لم يأت بالأمس؟؟

لم أستطع تصديق كلام مها..أنا متأكدة أنها تخفي شيئاً..

بعد أن أنهيت صلاتي بقيت أقرأ القرآن الى أن اشرقت الشمس,,,بدأت بعدها أدعو الله أن يعيد مروان الي سالماً.

سمعت صوت خطوات في الغرفة ثم تبعها رؤيتي لجمان وهي تجلس على سريري و تنظر الي باستغراب

بعد ان انتهيت من دعائي مسحت دموعي ثم نظرت اليها..

كانت تنظر الي بحزن:لماذا تبكين..

ابتسمت لها:لا شيء يا عزيزتي كنت ادعو الله فقط..

كانت ترمش بعينيها عدة مرات..شعرت انها لم تفهم كلامي..

نظرت الى الارض بتفكير قبل ان تسألني: ماذا يعني دعاء؟؟

بدأت أفكر بإجابة بسيطة حتى تفهمني:الدعاء يا عزيزتي..هوان تطلبي من الله ما تحتاجين اليه..لأن الله يراك..ورزقك..وأعطاك الحياة..ان كنت تحتاجين لأي شيء ..اطلبي من الله أن يعطيك اياه..وهذا يسمى دعاء..

شهقت بفرح: أنا أدعو دائماً..ولكنني أطلب أي شيء أريده من يوسف..هل تعرفين ..يوسف دكتور ..أنه يعرف كل شيء..

بدأت بالضحك…

مطت شفتيها باعتراض: لماذا تضحكين..

حاولت التوقف عن الضحك: ههه أنا آسفة..ولكن يا صغيرتي ..الدعاء يكون حين نطلب من الله فقط..حين تطلبين من شخص آخر فإن ذلك لا يسمى دعاء..

شعرت من نظراتها أنها لم تفهم حديثي..حاولت تغيير الموضوع: ومن يوسف هذا..

اتسعت ابتسامتها: انه دكتور..هل تعرفين ماذا يعني دكتور؟؟

أومأت لها بابتسامة: نعم فزوجي مروان دكتور أيضاً..

شهقت بفرح: حقًا..

-نعم..

سألتها بتردد: وما الذي تطلبينه من يوسف؟؟

تحولت ملامحها للحزن فجأة: أنا غاضبة من يوسف كثيراً..لقد ناديته كثيراً ولكنه تجاهلني..اخبرته ان يأخذني لماما ولكنه لم يأت..انتظرته كثيراً جدًا جداً..

مسحت دمعة نزلت من عينها: أظن أنه لم يعد يحبني..

رغم انني لم افهم ما تقصده ولكنني حزنت عليها:جمان ربما يوسف لا يعلم أنك تنادينه..

اعادت نظرها الي: ولكنه يعرف كل شيء..

أومأت برأسي : الله وحده هو الذي يعلم كل شيء..ولكن الدكتور انسان مثلنا..ان اردت أن تطلبي شيئاً فاطلبيه من الله يا صغيرتي..

صمتت قليلاً قبل أن تسأل: وكيف اطلب من الله؟؟

ابتسمت لها: تعالي واجلسي بجانبي على الأرض..

جلست على الأرض ثم أعادت بصرها الي: ثم ماذا..

أرفعي يديك هكذا..

رفعت يدها ثم قامت برفع بصرها الي…

ابتسمت لها: والآن قولي يا الله و اطلبي ما تريدينه..

عقدت حاجبيها: وهل سيسمعني هكذا؟؟

أومأت لها:نعم يا عزيزتي..

نظرت الى يدها وبدأت تدعو: يا لله..أنا أريد ماما..انتظرتها ولكنها لم تأت..اخبرها أن جمان تنتظر..
يا الله ..اخبر يوسف أن جمان غاضبة منه لأنه يكذب..
يا الله..بابا يكره ماما..اخبره أن ماما طيبة جداً وتحب جمان..

لم أملك الا أن ابتسم على دعواتها البريئة..أرجو أن يستجاب دعاءك يا صغيرتي..

قطع تفكيري صوت مها: السلام عليكم..

التفت اليها بابتسامة ولكن ابتسامتي سرعان ماتلاشت حين رأيت ملامحها المرتبكة:مها ما الذي حدث…

جلست على ركبتيها أمامي..نظرت الى عيني: عزيزتي سارة لا أريدك أن تنفعلي حسناً..

ازدادت دقات قلبي:حصل شيء لمروان صحيح؟؟

زفرت بعمق: عزيزتي انه بخير الآن ويريد التحدث معك..لقد تم طعنه البارحة ولكن لا تقلقي لقد استفاق الآن..ان كنت تحبينه حقاً فلا تبكي..أنه يشعر بالقلق عليك أساساً..

كان وقع كلماتها ثقيل جداً علي..لم استطع حتى أن أبكي من صدمتي..أجبتها بصوت مرتجف: أنه بخير الآن صحيح..

أومأت برأسها:سأتصل عليه الآن لا تبكي حسناً..

أومأت برأسي ..اخذت الهاتف من يدها بعد ان اتصلت عليه..حاولت جاهدة أن أتماسك ولكني ما ان سمعت صوته وهو يهتف باسمي حتى انفجرت بالبكاء..
.
.
.
كنت أشعر بتوتر كبير وأنا انتظر اتصال سارة..خائف جداً عليها...يجب أن أخبرها أن لا تبقى في المنزل وحدها..شعرت بالراحة قليلاً لأن مها بقت معها البارحة..أنا ممتن لها كثيراً..

وصل ذلك لاتصال أخيرا..أجبته بلهفة:سارة..

كنت أود سماع صوتها ولكن ما وصلني هو صوت بكائها فقط..

حزنت لهذا كثيرا:سارة..لا تبكي أرجوك..

اجابت بصوت ضعيف: مروان هل أنت بخير..

اجبتها بابتسامة: أصبحت بخير عند سماع صوتك..

التفت الى يوسف لأراه ينظر الي بابتسامة بلهاء..وددت أن أطرده من الغرفة..ولكن صوت سارة أشغلني عنه:لقد قلقت عليك كثيراً مروان..سأطلب من مها أن تحضرني لزيارتك..

اجبتها بسرعة: كلا لا تأتي..سأخرج اليوم أساساً..

اتسعت عينا يوسف بصدمة..همس بهدوء: مروان هل أنت جاد يجب أن تبقى هنا..

ردت سارة بشك: هل ستخرج اليوم حقاً؟؟

-نعم يا عزيزتي..سأنهي اجراءات خروجي بعد قليل..انتظري لحظة سارة..

قلتها ثم ابعدت السماعة لأوجه كلامي ليوسف:يوسف أرجوك..قم بإنهاء اجراءات خروجي..

رد يوسف بصدمة: لقد جننت حقا يا مروان..لن يسمحوا لك بالخروج..

زفرت بضجر: سأخرج على مسؤليتي..

رد يوسف بتردد:مروان لقد تم طعنك البارحة..ربما يتعرضوا لك من جديد..انتظر حتى انهي عملي على الأقل كي أوصلك بنفسي..

نظرت اليه بتساؤل: ومتى سينتهي عملك؟؟

-اا ..في الساعة الثامنة..

اعدت الهاتف الى اذني : سأعود في الساعة الثامنة مساءً يا عزيزتي..

-وعد؟؟

ابتسمت: وعد..

-سأنتظرك..

-ان شاء الله..اسف يا عزيزتي انا مضطر لاغلاق الهاتف فأنا أتحدث من هاتف صديقي..

-حسناً الى اللقاء..

-الى اللقاء..

قلتها ثم اغلقت الخط..التفت الى يوسف فوجدته ينظر الي بحدة: لقد جننت حقاً يا مروان..اهتم بصحتك قليلاً..

اجبته بنفاذ صبر: يوسف ذلك الحقير نادر قام بتهديدي..لن استطيع البقاء هنا وتركها وحدها...ان لم تكن تريد ايصالي فأنا لم أطلب منك ذلك..اشكرك كثيراً لاهتمامك..

زفر بضجر:لا تسئ فهمي..سأوصلك ولكني اردت مصلحتك فقط..

اعطيته الهاتف:ان كان الامر من أجل مصلحتي فعودتي للمنزل هو الأفضل لي..
.
.
.
حين أتى وقت استراحتي.اتجهت نحو شقة العمة حسينة.

طرقت الباب مرات عديدة قبل أن تقوم بفتحه....

دفعته بقوة ونا أدخل الى الشقة…

تلفت حولي ثم نظرت اليها: أين عادل؟؟

نظرت الي باستغراب: ماذا تقصد؟؟

زفرت بضجر: لا تدعي الغباء..

قلتها وأنا اتجه لغرفة عادل..

فتحت باب غرفته..لقد كانت مرتبة..يبدو انه لم يأتي اليها..اتجهت نحو مكتبه وبدأت ألقي الأغراض على الأرض وأنا أصرخ : أين ذهب ابنك المجنون..

شهقت العمة حسينة: ما الذي فعلته..لماذا القيت بها..

نظرت الي بحدة: متى ستتعلم الاحترام أيها الحقير..

اتجهت نحوها وامسكت يدها وأنا اتحدث بحدة: لم آتي لأخذ دروس في الاحترام..لقد سألت سؤالاً بسيطاً...أين عادل؟؟

تزاحمت الدموع في عينيها:وما ادراني...لقد حرمتموني منه منذ فترة..

ارتفع صوتها: أخرج من هنا..اتركوني بحالي.

بدأت ازيد من ضغطي على يدها الى أن بدأت تتأوه من الألم:ابنك قد هرب من المشفى..أن علمت أنك تقومين بإخفاءه ستدفعين الثمن..هل هذا مفهوم؟؟.

أومأت برأسها وهي تنظر الي بخوف..

تركت يدها وبدأت أمشي باتجاه الباب..

توقفت قبل أن أخرج: اعذريني يا عمة حسينة لا تأخذي الأمر بحساسية..انا افعل هذا لمصلحة عادل..اريده أن يعالج فقط..ان لم نقم بعلاجه سيكون خطر على نفسه قبل أن يكون خطر علينا..أرجو أن تفهمي هذا الأمر جيداً..

قلتها ثم خرجت من الشقة..

ما قمت به كان من أجل أن أعلم هل قامت بإخفاءه أم لا..ولكن كانت ملامح الصدمة بادية على وجهها حين خبرتها بأمر هربه..

يبدو أن عادل لم يأت الى هنا..

أين ذهب ياترى؟؟

أين؟؟

.
.
.
أوصلت أمل الى المشفى لزيارة هوازن...لقد طلبت مني القدوم لأخذها لأن يوسف مشغول..بدأت تمشي برفقتي الى أن وصلنا لمكان قريب من غرفتها..توقفت عن المشي..لا ارغب برؤيتها..انا غاضب منها ..أن رأيتها سأجرحها بكلامي وأنا لا أريد هذا..ما تمر به من مشاكل يكفيها..

التفتت أمل الي باستغراب: لماذا توقفت؟؟

اشرت باتجاه غرفة هوازن:انها في تلك الغرفة..سأزورها فيما بعد..لدي عمل مهم الآن..

عقدت حاجبيها:قم برؤيتها على الأقل..

أومأت برأسي: لقد تأخرت عن عملي أساساً..الى اللقاء..

قلتها ثم بدأت أبتعد عن المكان..تذكرت ابني في ذلك الوقت..اتجهت نحو الحضانة لرؤيته..انه في قسم العناية المشددة من الحاضنة..لا يسمحون لغير الوالدين برؤيته…

حين رأيته حزنت كثيراً..حالته صعبة ..لا اعتقد أنه سيعيش...لم أستطع احتمال رؤيته بذلك المنظر..تلك الانابيب التي تخترق جسده..اشعر بها بجسدي وكأنها طعنات تسدد الي..خطرت هوازن في ذهني في ذلك الوقت...لا اظنها ستحتمل رؤيته بهذا المنظر..من الأفضل أن لا تراه..لا اريدها أن تتعلق به..ستحزن أن رأته بالتأكيد..

بعد أن خرجت من الحضانة طلبت من الممرضة أن لا تسمح لها برؤيته..ربما أكون قاسياً بمنعها...لكنني فعلت هذا لمصلحتها..

ذلك الألم الذي اجتاحني عند رؤيته..لا اريدها أن تشعر به…

أبداً..
.
.
.
أنها الساعة الثالثة..وقت الزيارة في المشفى..انتظرت أن يأتي أحمد في فترة الزيارة الصباحية ولكنه لم يأتي..ربما كان متعباً..نعم فمناوبته كانت في وقت متأخر..اليوم يوم اجازته..لابد أنه سيأتي لزيارتي ...أو كما أرجو ذلك..

فتح لباب لتدخل أمل :السلام عليكم..

التفت اليها بابتسامة:أمل اشتقت اليك كثيراً..

جلست بجانبي وهي تسلم علي: وأنا أيضاً اشتقت اليك كثيراً..

نظرت لي بابتسامة:تبدين بحال أفضل اليوم..اخبرني أحمد أنك كنت تبكين بالأمس..

شعرت بالارتباك..هل أخبرها بأنني طلبت الطلاق ياترى؟

نظرت اليها وأنا أسألها بتردد: هل أخبرك بشيء آخر؟؟

ضحكت أمل:مالذي فعلته أيضاً لايخبرني به..ههه اخبرته انني كنت أبكي كثيراً بعد ولادتي بيوسف..لا تقلقي لقد تفهم الأمر..

صمت قليلاً ثم سألتها:ااا..أمل هل قام يوسف بأحضارك؟؟

أومأت برأسها: كلا لقد أحضرني أحمد..

عقدت حاجبي: أين هو الآن..

-امم قال أن لديه عمل الآن..سيزورك فيما بعد..

شعرت بألم يعتصر قلبي..أنا أعلم جيداً أنه يوم أجازته..نه لا يريد رؤيتي بالتأكيد..

شعرت برغبة بالبكاء ولكنني حاولت التماسك..: أمل أتصلي على أحمد أريد أن أكلمه..

نظرت إلي باستغراب: حسناً..

اتصلت على أحمد وبعد أن رد عليها أخذت الهاتف من يدها..

وضعت الهاتف على اذني..همست بهدوء:أحمد..

انتظرت منه أن يرد..

لحظة صمت بيننا أردف بعدها بحدة: تريدين العودة لخالد؟؟

اتسعت عيناي بصدمة..بدأت دقات قلبي ترتفع: أحمد..ماهذا الكلام..

-هوازن لقد رأيت رسائله لك..

ارتفع صوته: لماذا لم تخبريني بالأمر هوازن؟؟
ذلك الرجل عذبك..أخذ ابنتك منك..كاد يموت ابننا بسببه..وبالرغم من كل هذ تريدين العودة إليه؟؟

حاولت جاهدة أن لا اظهر انفعالي أمام أمل: أحمد..أنت لا تفهم الأمر..تعال الى هنا وسأشرح كل شيء..

صمت قليلاً ثم همس بهدوء: لا اريد أن أسمع شيئاً..

قالها ثم أغلق الخط..

تصلبت بمكاني لوهلة..ادعيت انني أكلمه حتى لا تشك أمل بشيء..حاولت التماسك .ولكن دمعة خائنة سقطت من عيني وأنا أهمس: أنا أنتظر قدومك..

مسحت تلك الدمعة وأنا أعيد الهاتف لأمل..

كانت أمل تنظر الي بصدمة: مالأمر هوازن.هل أغضبك بشيء...

أومأت برأسي بالنفي ثم انفجرت بالبكاء..

بدأت أردد وسط شهقاتي: لاشيء...لاشيء..ولكنني أشتاق ليه..

أشتاق اليه
.
.
لا أعلم كم مر من الوقت وأنا بالخارج..أشعر بالنعاس..قدماي متورمتان...جسدي يحرقني..لقد تسبب خروجي من النافذة بخدوش في جسدي.ومع ذلك الصابون بجسدي وحرارة الشمس..بدأت أشعر بتلك الحرقة ..

لقد عدت لسماع أصوات الشرطة برأسي..لقد اختفت أصواتهم منذ عدة أيام ولكنها عادت من جديد..لقد علموا أنني هربت من المشفى...يقولون أنهم سيعثرون علي..

لم تعد حياتي تهمني..ان ارادوا قتلي فليفعلوا..ولكن قبل أن أموت ..أريد الانتقام من نادر..وقتها حتى لو لم يقتلوني سأقوم بالانتحار..أنا لم أعد أحتمل العيش هكذا..

قررت أخيرا أن استقل سيارة أجرة..كنت خائفاً في البداية ولكن بلغ التعب مني كل مبلغ..أريد أن أرى أمي..

بدأت أشير لتلك السيارة التي لمحتها..توقفت السيارة أخيراً..ركبتها بسرعة..أغمضت عيني على ذلك الكرسي وأنا الهث بتعب..عيناي تحرقانني..

فتحت عيني ببطء..كان السائق ينظر الي بصدمة..بالتأكيد انه مرتعب من شكلي..تلك الرائحة بجسدي..وذلك الدم على قميصي بسبب الخدوش التي كانت تملأ جسدي..

تحدث السائق بارتباك: هل تريد الذهاب الى المشفى ياسيدي؟؟

صرخت بخوف: كلا كلا..

تلفت حولي ثم نظرت الى عينيه...هناك من يحاول قتلي..أرجوك ابعدني من هنا...لقد هربت منهم بصعوبة..

اتسعت عيناه بخوف:انزل بسرعة لا اريد أن أقع بمشاكل أرجوك..

فار الدم بداخلي..أمسكت رقبته في محاولة مني لخنقه: قلت لك أوصلني..أو انزل من هذه السيارة..

قلتها ثم تركته..بدأ يسعل بشده: كح ..كح..حسناًً..

بدأ يحرك سيارته الى أن وصلت لمنزلي..التفت اليه قبل أن أخرج: أنا لا أملك أي نقود...انتظر هنا ريثما اذهب لإحضارها..

نظر الي بارتباك: كلا يا سيدي لا بأس لا أريد نقود ..اخرج فقط..

شكرته ثم خرجت من السيارة..وما ان أغلقت الباب حتى قام بتحريك سيارته بسرعة شديدة لا يبتعد عن أنظاري..

نظرت الى السيارة الى ان اختفت ببرود وأنا أهمس: مجنون..
.
.
.
خرجت مع ماجد بعد أن ألح علي أن أسمعه..كنت مصدومة منه..لم أكن أرغب برؤيته ولكنني وافقت في النهاية..

خرج معي الى احدى المطاعم لتناول الغداء..انتظرت منه أن يتحدث ولكن كان الهدوء هو سيد الموقف..

كان يسترق النظر الي من حين لآخر...يحاول الكلام ولكنه يتراجع بآخر لحظة..بالتأكيد لن يستطيع أن يبرر موقفه..

التفت الي أخيراً ثم تحدث بارتباك:مها..

نظرت اليه ببرود: أنا أسمعك..

صمت قليلاً ثم أخرج علبة صغيرة من جيبه..

فتحها ليريني ذلك العقد بداخله..

لم أبد أي رد فعل..انه يحاول استعطافي..ولكن صدمتي منه اكبر من أن أسامحه عليها بسهولة..

بدأ يتحدث بصوت مرتبك: مها..انا خجل منك حقاً..أعلم جيداً أن هذا العقد من حقك..كنت أود أن أشتري لك ذهباً بنفس ثمن ذهبك الذي بعته..ولكنني حقاً لا أملك المال..

مها أنا أحبك كثيراً..صدقيني لقد أخفيت عنك ذلك الأمر لأنني لا أريد أن أخسرك..

مها لقد حاولت كثيراً تركه..ومازلت مستمراً بالمحاولة مها..

بدأت الدموع تتزاحم في عينيه: مها أرجوك لا تخبري أحداً بالأمر..أنا أريد أن أتغير..احتاج لوجودك معي..اريدك أن تساعديني كي اتركه..

نظر الي..كان ينتظر مني رداً...ولكنني التزمت الصمت..

مسح دموعه: مها لا تنظري إلي هكذا أرجوك..أعلم أنني كذبت عليك كثيراً..ولكنني جاد في هذه المرة..أنا مستعد لفعل أي شيء تطلبينه في مقابل أن تردي علي مها..

حسنا..لقد تأثرت بكلامه قليلاً..ولكن لم تكن تلك المرة الأولى التي استمع بها لأعذار كهذه..انه لا يفهمني..انا اريده هو..أريده ان يبدي اهتمامه بي..لا اريد ذهباً أو أي هدايا…
نظرت اليه لفترة وأنا افكر بطلب..لا أعلم لم خطرت سارة في ذهني في ذلك لوقت..تلك الفتاة الحمقاء..أحبها كثيراً وارغب بإسعادها..ابتسمت بهدوء..سأستغل محاولة ماجد لارضائي..

نظرت اليه بابتسامة: سأعطيك فرصة أخرى..ولكن هناك طلب بسيط..
.
.
.
بقيت أبكي بغرفتي منذ خرج نادر من الشقة..لماذا يفعلون هذا بي..

اين أنت يا عادل..ما الذي يحدث معك الآن..هل أكلت شيئاً؟؟

لماذا هرب من المشفى..هل كانوا ييسيؤون معاملته؟؟

طرق باب الشقة من جديد..مسحت دموعي بسرعة..لابد أنه ذلك البغيض نادر..

أو ربما يكون معتز؟؟

بالرغم من أنه لا يعاملني كزوجة له ولكنه لا يسيء معاملتي..

لا يهمني أمره..ولكن سكوته عن تصرفات ابنه نادر تغضبني كثيراً..

حين رأيت الباب يطرق مرات متتالية قررت فتحه..ربما قد توصلوا لشيئ يفيدهم بخصوص عادل..

حين فتحت الباب رأيت ابني يقف أمامي..

فلذة كبدي قد عاد لمنزله..

لم استطع أن أصدق هذا..

بالرغم من اتساخ ثيابه..وتلك الرائحة السيئة التي تفوح منه الا أنني احتضنته بشدة..

أردت حمايته..لا اريد أن يؤذيه أي أحد..

أبعدته عن حضني وأنا أتلفت حولي بخوف..لا اريد أن يعلم أحد بأمر عودته..

أغلقت الباب بسرعة..

نظرت الى عادل بحزن...لقد تغير كثيراً..

تحدثت بارتباك:عادل ياعزيزي..اختبئ بغرفتك..لقد كان نادر يبحث عنك هذا الصباح..

نظر الي بحدة: لقد جئت لرؤيتك قبل أن أموت..

اتسعت عيناي بخوف: عادل ماهذا الكلام!!

تزاحمت الدموع في عينيه: سأقتل نادر يا أمي..

أومأت برأسي: عادل لا تقل هذا ارجوك..لا تدمر حياتك بسببه..

انفجر بالبكاء: وما الذي تبقى لي يا امي..حياتي مدمرة أساساً..لن تدمر أكثر..اريد أن أموت.تعبت يا أمي كثيراً..

جلس على الأرض وهو يبكي..مسح دموعه ثم نظر الي: امي أنا لم أفعل شيئاً بحقهم..لماذا يقومون بتعذيبي هكذا..أنا لم أقصد أن أفعل هذا بسارة..لماذا أنا الملام في هذا الأمر؟؟

لماذا يكمل نادر حياته وكأن شيئاً لم يكن؟!!

انه المسؤول الأول عن ما حدث..ان لم يقم أحد بمحاسبته سأقتله بنفسي أمي..

عاد للبكاء من جديد:أريد أن أموت يا أمي..أريد أن أموت..

احتضنته من جديد: لا تقل هذا يابني.أنا لا أستطيع العيش بدونك..

لا أستطيع العيش يابني..
.
.
.
كنت أجلس بجوار جمان وهي تشاهد التلفاز بانسجام..لقد خرجت مها برفقة ماجد وتركتها معي..
كنت انظر الى الساعة مراراً..بدأت دقات قلبي تزداد ..انها الساعة السادسة..سيأتي مروان بعد ساعتين..لماذا يمر الوقت بطيئاً هكذا..
رن جرس المنزل.وقفت جمان بحماس:أنا أنا سأفتح الباب..

ابتسمت لها : حسناً..

ركضت جمان باتجاه الباب ثم عات وهي تهتف بفرح: لقد جاءت عمتي..

دخلت مها خلفها وهي تحمل بيدها كيسا كبيراً..

نظرت الي بابتسامة..احضرت مفاجأة من أجلك..

عقدت حاجبي باستغراب:أنا!!

أومأت برأسها وهي تفتح ذلك الصندوق بيدها لتريني تلك الكعكة الصغيرة..كتب عليها بخط جميل
(حمداً لله على سلامتك)

رفعت نظري اليها: مها ماهذا..

غمزت بعينها: كما ترين سنقيم حفلة من أجل مروان..

أومأت برأسي باعتراض: كلا مها أرجوك..

زفرت بضجر: لم أطلب رأيك بهذا الأمر..هيا بسرعة استعدي سأقوم بتزينك ثم اجهز الأشياء للحفلة..

زفرت : مها..

-ششش هيا بسرعة..

بدأت مها تزينني بدون أن تأبه لاعتراضي...انها لا تفهمني..لا اريد أن أكون بموقف محرج مع مروان..

بعد أن انتهت من تزيني بدأت تزين الغرفة ثم أخرجت بعض الشموع وبدأت توزعها في أنحاء الغرفة..لم أستطع الاحتمال أكثر:مها توقفي..

ردت علي بلا مبالاة: قلت لك لا تتدخلي….

تزاحمت الدموع في عيني..انها لا تفهم مشاعري ولن تفهمها أبداً..من الصعب جداً أن أكون متحمسة للقاءه بدون أن يبدي رد فعل لما فعلته..ذلك الأمر يجرحني كثيراً..

لا أريد أن أجرح بسببه ..أنا سعيدة بحياتي هكذا..

حين بدأ صوت بكائي يزداد ..التفتت مها الي: لماذا تبكين؟؟

نظرت اليها: قلت لك انني لا أريد أن أزين الغرفة..تلك الكعكة تكفي..أرجوك مها...احتفظي بتلك الشموع لنفسك ..مروان لا يحب هذه الأمور..

زفرت مها بضجر وبدأت تدخل الشموع الى الكيس..اتجهت نحوي وهي تحاول المحافظة على هدوئها: لا فائدة منك حقا..

بدأت تمسح دموعي بذلك المنديل بيدها: كما تريدين ولكن توقفي عن البكاء كي لا يفسد مكياجك لقد تعبت بوضعه لك..

همست: آسفة يا مها..

لم ترد علي..تبدو غاضبة..اتجهت نحو الباب وجمان تمسك بعباءتها لتذهب لشقتها..

أما أنا فقد اتجهت نحو النافذة في انتظار عودة مروان..
.
.
.
لم أتمكن من التوقف عن التفكير بأحمد..

كنت أبكي على فراشي..اريد أن أنام ولكن ..لم أستطع ذلك..

لا اريد أن يسئ أحمد فهمي...لماذا يرفض الحديث معي..لماذا يعاملني هكذا..

لم أخبره عن تلك الرسائل لأنني كنت أريد ابعاده عن المشاكل..

لن يستطيع أحد فهم مشاعري تجاه خالد..لا أحد يعلم مقدار العذاب الذي عشته معه..

سمعت صوت الباب وهو يفتح ..حاولت جاهدة ايقاف بكائي ولكن صوت شهقاتي كان يفضحني…

مسحت دموعي ثم التفت باتجاه الباب لأرى احمد ينظر الي بوجوم…

مسحت دموعي وبدأت أتحدث بلهفة: أحمد أستمع الي أرجوك..

ابعد نظره عني وهو يتحدث بحدة: لم آتي لسماع أي مبررات..

وضعت يدي على فمي لمنع تلك الشهقات من الخروج..لا احتمل نبرته تلك..لم أرى أحمد غاضبا هكذا من قبل..

التفت الي ببطء..وحين التقت نظراتنا رأيت نظرات العتاب في عينيه..

نظراته تلك تركت جرحاً عميقاً بداخلي..

اخذ يحدق بي لفترة الى أن بدأت الحظ تلك الدموع وهي تتزاحم في عينيه..

نظرت الى الأرض وأنا أهمس: أنا آسفة..

.
.
.
كم أود ضرب الغبية سارة..انها تفسد كل شيء..لقد تخليت عن طلباتي من أجلها..استغللت محاولة ماجد لأرضائي لأطلب منه شراء هذه الكعكة مع بعض الشموع..ولكن سارة غبية وستضل غبية..

لم أصرخ عليها لأنها بدأت بالبكاء..أود فهم شيئ واحد فقط..لماذا تعتقد أن مروان يشفق عليها ..لماذا تخجل من مشاعرها تجاهه...لا أجد أي مبرر لها…

صحيح أنها مقعدة..ولكن ذلك الأمر لن يدوم..ستشفى يوماً ما..أو كما أتمنى وأدعو دائماً أن تشفى..

بدأت أشك أن مروان قد أخبرها أنه يشفق عليها فقط..

نعم ..ربما يكون هو سبب شعورها بالنقص..
لا احد يستطيع معرفة مايدور بين الزوج وزوجته..

حياتي مع ماجد أكبر دليل..هه قالت سارة لي احتفضي بتلك الشموع من أجل ماجد…

أتمنى حقاً لو كان ماجد يستحق التقدير والاحترام..

من يرانا يعتقد أننا متفاهمان..ولكن الحقيقة هي النقيض من ذلك..

أتمنى حقاً أن يكون ماجد جاداً بأمر التغيير..

سأحاول جاهدة أن أساعده ليترك ذلك السم..

كل شخص يستحق فرصة أخرى..

.
.
..
خرجت من منزل سارة مع عمتي لأرى منزلها..لقد أحببت سارة كثيراً..كنت أود أن آكل من الكعكة التي اشترتها عمتي ..أنا أحب الشوكولا كثيراً..ولكن عمتي لم تعطني قطعة..لم أطلب منها ذلك ..اردتها أن تعطيني اياها بنفسها..

أشعر أن عمتي تكره الاستماع الى كلامي..تنظر الي نظرات مخيفة كلما تحدثت..ولكن ماما لم تكن كذلك..كانت ماما تضحك عندما أتحدث..كما أن بابا أحمد اشترى كعكة من أجلي حين قلت اسمه..لماذا لا يريدونني أن أتحدث..هل قلت كلاماً سيئًا..انا أريد ماما..وأريد يوسف..صحيح أن يوسف كان يغضب من كلامي أحياناً ولكنه كان يشتري لي الحلوى دائماً,,كما أنه كان يشتري لي ألعاباً جديدة من أجل البلاي ستيشن..كنت أطلب من يوسف كل ما اريده في غياب أمي..لم يكن يرفض أي طلب..حتى لو غضب كان يلبي طلبي بالنهاية..

ولكن بابا ضربني..وعمتي قالت انها ستغضب مني .لا اريدها أن تضربني هي أيضاً..

كنت أمسك بعباءة عمتي وهي تمشي باتجاه شقتها..حين فتحت الباب ..دخلت خلفها..ولكن كان هناك رجل مخيف في استقبالنا..

ابتسم لعمتي: هل فرحت سارة بالكعكة..

ردت عمتي بهدوء: نعم فرحت بها..

أما أنا فقد أبعدت عيني عن ذلك الرجل..انه مخيف جداً..لقد رأيته في التلفاز من قبل..ولكن لا أذكر أين..بوجهه الأبيض..وعيناه المحاطتان بالسواد..جسده النحيل وذلك الانحناء في ظهره..

نعم تذكرت..انه دراكولا...امسكت عباءة عمتي وأنا ابعد نظري عنه..لا اريده ان يقتلني..

مشيت خلف عمتي باتجاه احدى الغرف..اجلستني عمتي على الاريكة وفتحت التلفاز..اما هي فقد ذهبت باتجاه النافذة..تقول انها تريد رؤية مروان..

اما أنا كنت أود البكاء..لماذا يمر الوقت ببطء...الم تنتهي تلك اليومين ماما..

مروان سيأتي لسارة..انه دكتور مثل يوسف..

يوسف ان اتيت الى هنا ..فإن جمان لن تتحدث معك..

جمان غاضبة منك جداً..

جمان تكره الكذب ..لقد كذبت علي ..لم تأت لرؤيتي..

الكذب سيء..سيء جداً
.
.
.
لم أستطع تجاهلها أكثر...أردت رؤيتها..اريد أن أعاتبها...أريد أن أصرخ بأعلى صوتي علي أرتاح قليلاً..
لقد صدمت منها بشدة..لماذا اخفت أمراً كهذا عني...لماذا لم تخبرني بما يفعله ذلك المختل..

فتحت باب غرفتها بهدوء..التفتت باتجاه الباب والدموع تملأ عينيها..
مسحت دموعها بسرعة ثم بدأت تتحدث بصوت متهدج: أحمد أستمع الي أرجوك..

اشحت بنظري عنها وأنا أتحدث بحدة: لم آتي لسماع أي مبررات..

صمتت..لم تتحدث..ولكن صوت شهقاتها كان يصلني ويعتصر قلبي..

التفت اليها ببطء..كانت تضع يدها على فمها في محاولة منها لأيقاف شهقاتها..

كنت أود أن أصرخ..اود التعبير عن غضبي..ولكن كان هناك شيء بداخلي يرفض حزنها...لا اريد ان أراها مكسورة وضعيفة…

أسدلت أهدابها ثم بدأت تمسح دموعها وتهمس بضعف: أنا آسفة..

نعم أنا غاضب..غاضب جداً..غاضب لأجلها..غاضب من ضعفها..غاضب لأنها ترجت ذلك الحقير...غاضب من نفسي لأنني لم أعلمه حدوده منذ البداية..غاضب لأنه تجرأ على ايذائها وهي زوجتي بدون أن أعلم…….

كدت أفقدها وأفقد ابني بسببه..

غاضب منها جداً ولكنني لا أستطيع أن أنكر السبب الذي دفعني لزيارتها...نظرت الى عينيها وأنا أهمس بحزن:أشتقت اليك...
.
.
كانت تجلس بجانب النافذة بجوار عمتها...وصلت سيارة يوسف الى المكان..وحين رأت مها مروان ينزل من السيارة متكئاً على يوسف هتفت بحماس: لقد وصل..

ارتفع صوتها وهي تنادي ماجد: ماجد لقد وصل مروان..اذهب لمساعدته على صعود الدرج..

انتاب جمان الفضول لرؤية مروان ذاك..

وقفت من الكرسي واتجهت الى النافذة بهدوء...ولكن ما رأته افقدها التنفس من شدة الصدمة..

بدأت تحاول التقاط انفاسها وهي تردد بشكل هستيري:يوسف
يوسف..جاء..
جاء.. يوسف
يوسف..
يوسف ..

التفت مها اليها بخوف: جمان مابك ياصغيرتي..

بدأت تركض بالغرفة وهي تصرخ: يوسف جاء من أجلي لم يتركني يوسف يوسف..

شعرت مها بالخوف من انفعالها..حاولت تهدأتها ولكن جمان دفعتها وهي تركض باتجاه الباب : يوسف جاء جاء..


صرخت مها بخوف : ماجد ماجد امسكها جمان.

كان ماجد قد ارتدى ثوبه استعداداً لاستقبال مروان..وحين سمع صوت مها ..ركض باتجاه الصالة ليرى جمان قد فتحت باب الشقة باتجاه الدرج..

اسرع بخطواته ليمسكها بيديه..

بدأت جمان تصرخ وهي تحاول تحرير جسدها منه والدموع تملأ عينيها: كلااااااااااااااااااااااا اتركني اتركنيييييييييييييييييي

ادخلها ماجد الى الشقة بصعوبه ليوصلها لغرفة الجلوس..

لحقت مها به وما ان ادخل جمان قامت مها بإقفال الباب بالمفتاح وجمان تطرق الباب وهي تبكي: كلاااا...آآآآآآآه..آآآآآه يوسف ينتظرني
اآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ

نظرت مها الى ماجد وهي تحاول التقاط انفاسها: لا اعلم ما الذي اصابها فجأة..اذهب الآن..

خرج ماجد من الشقة ليفتح باب العمارة ويرى يوسف مع مروان...بعد أن سلم على يوسف..بدأ يساعد مروان في صعود الدرج أما يوسف فقد بدأ يمشي باتجاه سيارته..

كانت جمان تطرق باب الغرفة وهي تبكي بحرقة..لم تقم مها بفتح الباب..فقد كانت جمان منفعلة جداً..خافت أن لا تتمكن من السيطرة عليها...ستقع بورطة أن هربت من المنزل..

يعد أن يأست جمان من طرق الباب..اتجهت نحو النافذة..حاولت أن تفتحها ولكنها لم تستطع ذلك..كما ان بكاءها الشديد افقدها التركيز..

رأت يوسف مرة أخرى وهو يمشي باتجاه سيارته..بدأت تطرق زجاج النافذة وهي تصرخ: يوسف..دراكولا امسكني..آآآآآآآآه....يوسف …..يوسفففففف ..

ارتفع صوت شهقاتها:.جمان هنا..هنا...هنا
يــــــــــــــوســـــــــــــــــــــف

ركب يوسف سيارته ..ارتفع صراخ جمان أكثر: يوسف ساعدني يوسف..

سكنت حركتها فجأة وهي ترى سيارة يوسف قد بدأت بالتحرك.بدأت تراقب السيارة بجمود الى أن اختفت من أنظارها...لم تستطع استيعاب الأمر..لماذا تركها..لماذا لم ينقذها..

نزلت دمعة وحيدة من عينها وهي تهمس بيأس: جمان هنا..

شخابيط فتاة 07-05-16 09:37 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
بالنسبة للبارت القادم أنا ما راح احدد له موعد لأن الأحد القادم عندي اختبارين في نفس اليوم..لاتفهموا من كلامي اني ماراح انزل بارت..راح انزل ان شاء الله بس ماراح احدد وقت..راح انزله متى ماخلصته..اذا مو السبت راح يكون الاحد او الاثنين بالكثير..

البارت اقادم جداً مهم في الرواية وما ابغى احدد وقت عشان ما ابغى اكتبه وانا متوتره..راح اظللم الاحداث بالوصف كذ ..

حتى هذا البارت كان نفسي اراجعه اكثر لكن لأني حددت وقت ماحبيت اتأخر عنه..

اتمنى يكون البارت بالمستوى المطلوب..

انتظر ردودكم الجميلة عزيزاتي

سلاااام

مملكة الغيوم 08-05-16 03:53 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله
تسلمين غاليتى شخابيط على هذا البارت الرائع جمان مسكينه صعبت عليا محدش فاهمها وهى مش عارف تعبر عن اللى جواها وبتعتبر يوسف منقذها وهو اللى بيلبى طلباتها عشان كده صدمت لما ما اقذهاش من دراكولا على حد قولها
مها ودركولا هههههه اقصد ماجد المحشش على رائى بلومى يبدو ان مها واقعه فى غرامه علشان كده بتلتمس له الاعذار وهو كمان نفسه يبقى حاجه نظيفه لكن الكيف غلاب ارجو انه يقدر يوفى بوعده ويبطل شرب سموم
مروان من خوفه على ساره فضل ترك المستشفى حتى يكون بجوارها خايف من تهديد الغبى نادر اللى اتمنى عادل يفلح فى قتله وتخليص الناس من شره
عادل مسكين هرب بطريقه وعره ومش فارق عنده الحياه المهم يقتل نادر ولو انتحر بعدها مش فارقه هو فاقد الاهليه مش حيحاسب لكن امه هى اللى حتدفع الثمن
احمد رغم عتبه على هوازن لكن الشوق جابه يجرى وهى كمان رغم خوفها على جمان الا انها مقدرتش تستمر على موقفها من طلب الطلاق حبهم حيتغلب على غباء خالد وانانيته
جمان هى الفيصل فى الامر وهى اللى بتعقد مقارات بين تعامل بابا خالد معاها وبين بابا احمد
خالد بيضرب ويعاقب واحمد بيكافئ ويجيب حلويات لجمان كفته الارجح
تسلم ايدك شخبوطه على البارت وخدى وقتك فى القادم واحنا فى انتظارك يا عسوله مووووووووووووواه

bluemay 08-05-16 05:48 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بارت جميل كتير ودسسم
موقف هوازن محزن بس عن جد انه ربنا عوضها بهاﻷحمد اللي رغم اﻷدلة لمسلها العذر وما لامها
الا عى اخفائها اﻷمر عنه .

جمان اكيد رح انصاب بصدمة عميقة وهي بتشوف انه يوسف اتخلى عنها
وداركولا ع قولتها لووول وعمتها واقفين ضدها .

يسلمو ايديك يا قمر ..
واعذريني عالمرور السريع
ولكن تأكدي انه ممتع وقمة في الروعة
متشوقة للقادم كتير


تقبلي مروري وخالص ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


شخابيط فتاة 11-05-16 06:35 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
مملكة الغيوم،بلومي
كلماتي لا تفي حقكم على تعليقاتكم الجميلة بجد أسعدتني عزيزاتي..

اعتذر لن استطيع الرد عليكم بشكل مفصل..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

اعتذر عزيزتي عن إنزال فصل هذا الأسبوع..

انتقلت عمتي الغالية الى رحمة الله..

ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا لفقدك يا عمتي لمحزونون..

انا لله وانا اليه راجعون..

bluemay 11-05-16 07:25 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

احسن الله عزاءكم وغفر لميتكم اختي ..

فلتصبري ولتحتسبي .


مع خالص ودي

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

شخابيط فتاة 12-05-16 11:00 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3608237)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

احسن الله عزاءكم وغفر لميتكم اختي ..

فلتصبري ولتحتسبي .


مع خالص ودي

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

جزاك الله خيراً

مملكة الغيوم 12-05-16 07:41 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
انا لله وانا اليه راجعون
احسن الله عزاءك حبيبتى وتغمد الفقيده واسع رحمته واسكنها الفردوس الاعلى مع النبين والصديقين والشهداء وحسن اؤلائك رفيقا ورطب قلبك بالصبر والسلوان

شخابيط فتاة 18-05-16 08:57 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3608406)
انا لله وانا اليه راجعون
احسن الله عزاءك حبيبتى وتغمد الفقيده واسع رحمته واسكنها الفردوس الاعلى مع النبين والصديقين والشهداء وحسن اؤلائك رفيقا ورطب قلبك بالصبر والسلوان

جزاك الله خيراً عزيزتي اشكر لك مشاعرك الطيبة

نسمات الحنين 22-05-16 04:59 AM

عظم الله اجركم وغفر لميتكم

شخابيط فتاة 29-05-16 05:00 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسمات الحنين (المشاركة 3609237)
عظم الله اجركم وغفر لميتكم

جزاك الله خيرا

شخابيط فتاة 29-05-16 05:05 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 



الفصل الثامن عشر:قرار


لقد وصل ..

وصل مروان…

احساس غامر بالسعادة..

لقد كنت خائفة جداً...كان هناك شيء بداخلي يدب الرعب في قلبي ويخبرني انه لن يأتي..

مسحت دمعة سقطت من عيني ولكنها كانت دموع فرح..

قمت بتحريك كرسيي باتجاه المرآة الطويلة بجانب سريري..

وحين رأيت شكلي بدأت ارتبك..

اففف لماذا اخبرت مها ان مروان يحب اللون الأحمر..

لطالما كرهت وضع هذا اللون على شفتي..اشعر بأنه ملفت للأنظار..

امسكت بالمناديل وبدأت أمسحه..سأخفف من حدة لونه قليلاً..وذلك الظل...ان لونه ثقيل جداً..من الافضل أن يبدو طبيعيا اكثر..
كنت أود أن اخفف من لونه ولكن الكحل قد انتشر حول عيني وشوه منظرها..

-آآآآه لااا…

عضضت شفتي بخوف...ان علمت مها بذلك ستقتلني بالتأكيد..

ومن أين ستعلم..سأمسحه وينتهي الأمر لن أتمكن من اصلاحه الآن..تزاحمت الدموع في عيني:سامحيني يا مها..

اخذت المناديل وبدأت أمسحه وأنا أود البكاء..اشعر بالذنب..لقد كانت مها متحمسة لتعرف رأي مروان..

سمعت صوت المفاتيح...لقد وصل..

بدأ قلبي ينبض بسرعة عجيبة ...لم يكن الجو حاراً..ولكني ما ان سمعت صوته وهو يتحدث مع ماجد حتى بدأت أحترق من الحرارة..

نظرت الى يدي ...لقد كانت ترتعش ..

لقد دخل ماجد الى الشقة معه..يبدو انه طلب منه ايصاله لغرفته..
بدأت اخذ نفساً عميقاً في محاولة مني لتخفيف توتري…

نظرت الى المرآة من جديد..بالرغم من انني قد مسحت المكياج الا ان بقايا الكحل لا تزال في عيني..اخذت أحمر شفاه وردي اللون لأضعه على شفتي..

ابتسمت برضى..الآن أبدو طبيعية اكثر..

سمعت صوت باب الشقة وهو يقفل..يبدو ان ماجد قد خرج..
ظننت ان توتري قد زال ولكن حين سمعت صوت مروان وهو يناديني..ازداد توتري اضعافاً مضاعفة..

.
.
.
راحة..هذا هو شعوري باختصار حين استلقيت على فراشي….

كنت مرهقاٌ جداً...لم استطع النوم في المشفى بالرغم من تعبي..

وضعني ماجد على السرير ثم خرج..

شعرت بنعومة الوسادة على خدي..اغلقت عيني باسترخاء..

الآن فقط استطيع الاطمئنان على سارة..

فتحت عيني بسرعة وبدأت اناديها..لأول مرة أشعر انني احترق شوقاً لرؤيتها هكذا..

اعتقدت انني سأموت قبل أن أراها..بدأت اعتدل بجلستي على السرير..زفرت بعدها بعمق فما زال جرحي يؤلمني..

بدأت سارة تطل برأسها من باب الغرفة..ابتسمت بهدوء عند رؤيتها..لازالت تتوتر كثيراً عند رؤيتي..

هه في الحقيقة انها توترني احياناً بتوترها..

بقيت اتأملها بابتسامة وأنا ارها تدخل الى الغرفة مطأطأة رأسها..

رفعت نظرها الي وقد تورد خداها خجلا لتنطق بتردد :لقد اتيت حقاً..

اطلقت ضحكة قصيرة لم تفهم سارة سببها ..ولكنني حقاً كنت اشعر بسعادة غامرة لدى سماعي لصوتها..في الحقيقة انا ايضاً لم استطع تفسير مشاعري المضطربة وقتها ...

مددت يدي باتجاهها وأنا اهمس:ألن تسلمي علي سارة؟؟

اقتربت مني اكثر لتمسك بيدي..جذبتها إلى صدري و طوقتها بحنان : عدت اليك سارة..نجوت لأعود اليك..

بدأت اتحسس شعرها ونادر يمر في ذهني..ذلك الحقير هو من دمرها..لن أسمح له يأذيتها اكثر..حتى لو كلفني ذلك أن أبتعد عن هنا..نعم سأترك نادر بحاله..سأتركه من أجلها..الهي ابرأ من حولي وقوتي وألجأ لحولك وقوتك..الهي انت القادر على اخذ حقها..الهي ارني بنادر عجائب قدرتك…

سقطت دمعة من عيني على كتفها وأنا اهمس في اذنها:لن أسمح له بأذيتك سارة..
حاولت سارة أن تبتعد عني ولكنني كنت امسكها بقوة..

بدأت تتساءل: هل تبكي..

تابعت حديثي:سارة سأبدأ بجمع المال من أجل علاجك..سنبتعد من هنا..لقد علمت ان هناك حالات تماثلت للشفاء في المانيا..اريدك ان تكوني قوية ومتفائلة..عديني بذلك سارة..

همست بصوت مرتجف : أعدك.

شعرت بالراحة لدى سماعي لوعدها..

تركتها وعدت لاريح ظهري على السرير….لقد فكرت مع نفسي كثيراً هذا اليوم..سارة هي مسؤليتي الآن ويجب ان احميها..ان قمت بمواجهة نادر لن استفيد شيئاً سوى تعريضها للخطر..لا أريد أن تؤذى سارة بسببي..

بدأت سارة ترتب شعرها بتوتر وأنا أتأملها بهدوء..

نظرت الي ثم تحدثت بارتباك: سأعود حالاً..

قالتها ثم خرجت من الغرفة..

عادت بعد وهلة وهي تضع على فخذها صندوقا صغيراً..

ابتسمت بهدوء: ما هذا ؟؟

نظرت الى الصندوق بارتباك ثم قامت بفتحه..

اتسعت ابتسامتي اكثر وأنا ارى تلك الكعكة بداخلها..ولكن ابتسامتي سرعان ما تلاشت حين بدأت بالحديث:انها من مها..

رفعت حاجبي: من مها..

ازداد ارتباكها:اااه ..نعم لقد اصرت مها على ان اقيم حفلة من اجلك رغم انني اخبرتها انك لا تحب هذه الأمور..

قالتها ثم ضحكت ببلاهة..

اما انا ما كان مني الا ان انفجرت بالضحك ..وسط نظراتها المتعجبة..

وضعت يدي على بطني فأنا أشعر بالألم بمكان العملية..الا ان ذلك الألم لم يمنع ضحكي..

اخذت نفساً عميقا بعد أن بدأ ضحكي يهدأ قليلاً..

التفت اليها لأراها تحدق بي باستغراب: ما المضحك..

حاولت جاهدًا السيطرة على ضحكي الا انني ضحكت بهدوء ثم اجبتها: لاشيء..تعجبني براءتك فقط..

نظرت الى الأرض وهي تبتسم بخجل..
.
.
.
بقيت بجانب باب المجلس منذ ان قام ماجد بإدخال جمان اليه..شعرت برغبة بالبكاء...لقد اخافتني كثيراً..كما أن صوتها وهي تبكي مزق قلبي لأشلاء ولكنني لم أجرأ على فتح الباب لها..خشيت أن تخرج مرة أخرى..
نظرت الى الهاتف بيدي بتردد ..هل اخبر أخي بهذا؟؟

ولكن جمان خائفة منه لأنه ضربها ...ربما تكرهني إن أخبرته…

يا الهي الهمني ماذا أفعل..

الغريب في الأمر انها انفعلت فجأة..ربما تحتاج الذهاب الى المشفى..اعني ربما تعاني من بعض الهلوسات..

قطع صوتها فجأة..

ازدادت دقات قلبي على اثر الخاطرة التي لاحت لي..هل فقدت وعيها ياترى..

فتحت الباب بارتباك ..

تنفست الصعداء حين رأيتها تقف أمام النافذة بهدوء..

اغلقت الباب خلفي بالمفتاح...لن أغامر وأتركه مفتوحاً ..

ربما تحاول الخروج مجدداً..

اقتربت منها بهدوء وأمسكت بكتفيها..

انتفض جسدها على اثر امسكي لها ثم نظرت الي بعينين دامعتين..

طوقت وجهها بكفي :صغيرتي..

وقبل أن أكمل كلامي دفعت يدي بسرعة ثم استلقت على الأريكة وانفجرت بالبكاء..

جلست بجانبها بسرعة ودموعي تنذر بالنزول: جمان ياصغيرتي لماذا تبكين ..

دفعت يدي بقوة وهي تصرخ: أكرهك ..أنا أكرهك..

دفنت وجهها بوسادة الأريكة وصوت شهقاتها يرتفع أكثر..

حاولت احتضانها ولكنها بدأت تدفعني وهي تغمض عينيها بكل قوتها..

طرق باب الغرفة ليصلني صوت ماجد: مها هل أنت هنا..

قفزت بفزع من صراخ جمان المفاجئ..

-آآآآآآآآآ دراكولا جاااااااء..

وضعت يدي على كتفها من جديد فقامت بدفعي ثم اعتدلت بجلستها لتدفن رأسها بين ركبتيها وهي تبكي وتردد وسط شهقاتها:أكرهك...جمان تكرهك..

لم أستطع احتمال رؤيتها هكذا أكثر..
خرجت من الغرفة لأجد ماجد في استقبالي..

عقد حاجبيه: ما الذي حدث لها..

ارتميت بين ذراعيه ثم انفجرت بالبكاء: لا أعلم ....أنا حقا لا أعلم..

همس ماجد بهدوء:لا تقلقي انتظري قليلاً وستهدأ بالتأكيد….
.
.
.
اقتربت من هوازن بهدوء وجلست على السرير ..اخذت نفسا عميقا للمحافظة على هدوئي..

لا زال صوت بكائها يصلني..نظرت اليها بحدة: امسحي دموعك فوراً..

بدأت تحاول مسح دموعها بيدين مرتجفتين..

ابعدت يدها وطوقت وجهها بيدي وأنا أنظر الى عينيها:دموعك غالية عندي هوازن...لا أحتمل رؤية دموعك..
ذلك الرجل لا يستحق دمعة منك..عديني هوازن انك لن تبكي بسببه مرة أخرى..

أومأت برأسها والدموع تملأ عينيها..

مسحت دموعها بيدي :هيا الآن لماذا تبكين..

ارتمت بين ذراعي وبكاءها يزداد..

زفرت بضيق وأنا أطوقها بذراعي...تلاشى غضبي فجأة وأنا أراها بهذه الحالة..كنت أنوي معاتبتها ولكني لم أستطع ذلك...لقد تعبت من ضعفها..تعبت من رؤية دموعها..يجب أن تكون أقوى من ذلك..ضعفها هذا هو ماجعل ذلك الحقير يجرأ على اذيتها..
تركتها تبكي في هذه المرة وأنا أتمنى ان تكون المرة الأخيرة التي تبكي فيها بسببه..

بعد أن هدأ بكاءها..ابعدتها عن حضني ثم تابعت حديثي:هوازن ياعزيزتي الأمر لا يستحق كل هذا البكاء..أرجوك كوني أقوى قليلاً..جمان ستعود اليك وأنا اعدك بهذا..اننا لا نعيش بفوضى حتى يحرمك منها..ذلك التسجيل الذي أرسله لك سيفيدنا كثيراً في اثبات حرمانك من ابنتك..حتى لو كانت الحضانة من حقه فلا يحق له حرمانك من رؤيتها..انها جريمة يحاسب عليها القانون..لقد استطعت التوصل لمنزله وسأذهب غداً لأتفاهم معه وان رفض الحلول السلمية سنلجأ للقانون..هل هذا مفهوم؟؟

قلتها وأنا أنظر الى عينيها بحدة..

أومأت برأسها ثم سألت بتردد:هل حقاً تعرف مكان منزله أحمد؟؟

أومأت برأسي..

اسدلت اهدابها وبدأت تتحدث بارتباك:أحمد هل تسمح لي بطلب؟؟

نظرت اليها باهتمام: ما الأمر..

اخذت نفساً عميقاً ثم تابعت حديثها: اريد الذهاب معك لرؤية جمان في الغد..لقد وعدتها ان أزورها في يوم اجازتك..اريد أن رؤيتها قبل رفع القضية لأخبرها أنني مهما تأخرت عنها فإني لن أتخلى عنها أبداً..

رفعت بصرها الي:هل تسمح؟؟

ابتسمت لها بهدوء:أسمح بالتأكيد..
.
.
.
فتحت غرفة عادل بهدوء بعد أن انتهيت من تنظيف المطبخ..

لقد كان ينام على سريره بسلام..

جلست بجانبه وبدأت أتأمله..

لم يأت نادر أو معتز للبحث عنه مرة أخرى..ولكنني قررت اخبار معتز عن قدومه في الغد...اردته ان يرتاح اليوم ولكنني خائفة عليه..حبن أخبرني أنه يريد الأنتحار شعرت بلقلق..انه يحتاج لعلاج فعلاً..

ان تركته هنا سأضره قبل أن أنفعه..

بدأت أمسح على شعره بهدوء..ارجو ان تسامحني يا بني..سأفعل هذا لمصلحتك…

لا أحتمل رؤيتك حزيناً هكذا..ستشفى وستكمل دراستك وتعود طموحا كما عهدتك..

طبعت قبلة خفيفة على جبينه:تصبح على خير..
.
.
.
كنت أغسل الأطباق مع لين وأنا أفكر بأبي..

هل كنت مخطئة حين أخبرته عن الخالة هوازن؟؟

لم يتحدث أبي معنا طوال النهر..كان الضيق بادياً على وجهه..

أعتقد انني تسرعت بإخباره…

هل سيتطلقان يا ترى؟؟

افف لقد تعبت من التفكير..

في اثناء ترتيبي للأطباق..سمعت صوتاً مقبلاً من الباب..

هل عاد أبي!!

أسرعت بترتيب الأطباق فانزلق أحدها من يدي لتتناثر شظاياه على الأرض..

نظرت لين الي باستغراب: حنين مابك..اشعر انك شارذة الذهن.

-سأقوم برفعها لاحقاً..

قلتها وأنا أمشي باتجاه باب لشقة لأرى أبي يحمل ليان وهو يلاعبها..

ابتسمت بهدوء..شعرت ببعض الارتياح عند رؤيته..يبدو انه قد أصبح بحال أفضل الآن..

خرجت لين خلفي ثم ذهبت باتجاه أبي وقامت بتقبيل رأسه..

نظر أبي اليها : انها الحادية عشرة.. لماذا لم تذهبوا للنوم..

ردت لين : سننام الآن كنا نغسل الأطباق فقط..

أومأ أبي برأسه..

اردفت لين بتردد:كيف حال الخال هوازن..

تصلب أبي بمكانه لوهلة..أما أنا فقد وددت ضرب لين في ذلك الوقت..أبي لم يبتسم منذ الصباح بسببها ..والآن لين عكرت مزاجه بتذكيره بها..

ولكن رد أبي فاجأني كثيراً..

كان هادئاً مبتسماً وهو يتحدث:ستخرج من المشفى في الغد ان شاء الله ..ما رأيكم هل نقيم حفل استقبال من أجلها..

قفزت لين بفرح: نعم ..

أما أنا فقد كنت أنظر الى أبي بصدمة..بدأ أبي يمشي باتجاه غرفته…

لمحني أبي وأنا أقف على باب المطبخ ولكنه لم يلتفت الي..اظن أنه يعلم أنني مصدومة..

فقد وصلني صوته وهو يهمس:اريد التحدث معك في الغرفة حنين..

شعرت بتوتر كبير..أومأت برأسي ثم بدأت أتبعه بخطوات بطيئة..مالذي يريده مني ياترى..هل انكرت الخالة هوازن الأمر...هل سييكذبني أبي هذه المرة..

دخلت الى غرفته فوجدته يجلس على السرير وليان مستلقية بجانبه وهي تشرب من زجاجة الرضاعة...

تحدث أبي بدون أن يلتفت الي:اغلقي الباب خلفك…

اغلقت الباب ودقات قلبي ترتفع اكثر فأكثر..

اقتربت منه بارتباك ثم قمت بتقبيل رأسه..

نظرت الى الأرض في انتظار معرفة الأمر..

اخذ نفساً عميقاً ثم تحدث بهدوء:بنيتي..ما اخبرتك به من طلب هوازن للطلاق هو سر بيننا حسناً..

رفعت بصري اليه وأنا أعقد حاجباي..

تابع حديثه: لا اريد أن تخبري أحد بهذا كما أنني أريدك أن تخفي أمر الرسائل التي قرأتها..أنا لم أخبر خالتك هوازن بأمر تفتيشك لهاتفها..لا اريدك ان تقومي بهذا مرة أخرى..لايحق لك تفتيش هاتفها أبداً هل هذا مفهوم..

تزاحمت الدموع في عيني : ولكن أبي..

رفع أبي يده في اشارة لي لأصمت:بدون لكن..كما أن طلبها للطلاق كان في لحظة ضعف..لقد اعتذرت عن هذا ولا أريد أن يفتح هذا الأمر مجدداً..مفهوم..

اكتفيت بالأماءة برأسي وأنا اغلي بداخلي...هل أصبحت أنا المخطئة الآن؟؟

لماذا يدافع عنها وكأنه لم ترتكب شيئاً؟؟

كنت أود البكاء ولكن أبي فاجأني وهو يقف أمامي ليطوقني بذراعيه..ماكان مني الا أن انفجرت بالبكاء وقتها..

قبل أبي رأسي بهدوء: حنين يا ابنتي أنا أثق بك واعتمد عليك دائماً..أرجوك يا ابنتي أن تكوني متفهمة وأن تدركي موقف خالتك جيداً..

ابعدني عن حضنه ثم نظر لى عيني:انت لم تري جمان من قبل..لو أنك رأيتها كنت ستتفهمينها بالتأكيد..انها فتاة مسكينة وبريئة..خالتك هوازن قلقة عليها فذلك الرجل الذي يسمي نفسه أبوها قد جعلها وسيلة لتصفية الحسابات بدون أن يبدي أدنى اهتمام لها ولاحتياجاتها..
حنين يا ابنتي خالتك هوازن متعبة جداً وتحتاج لوقوفنا بجانبها..ارجوك يا صغيرتي حاولي تجنب ازعاجها من أجلي هل هذا ممكن

أومأت برأسي.

ابتسم ابي بحنان : أنا اعتمد عليك حنين..

لا أعلم مالذي حدث لي بعد كلامه معي..الا يفترض أن أغضب؟؟

انه يطلب مني ان لا أزعجها..انه يعاتبني لماذا لم احزن ؟؟

في الحقيقة لقد شعرت براحة افتقدتها منذ الصباح..

نعم..لقد فرحت لأنها تراجعت عن طلب الطلاق..

هذه هي الحقيقة..

انا اريد الخالة هوازن..

.
.
.
فتحت عيني فزعا من ذلك الكابوس الذي يطاردني دائما..

جلست على سريري وبدأت التقط أنفاسي بصعوبة..

لا اعلم متى سأتخلص من سارة تلك...أراها دائما في أحلامي وهي تقوم بطعني حتى الموت...لم يهنأ لي جفن منذ اصيبت بالشلل..

رغم انني عوقبت بالسجن..الا انني ادرك جيدا انتي لن أتمكن من الراحة مالم ينل نادر عقابه..

سأقتله كما تقوم سارة بقتلي في أحلامي..سأقوم بطعنه حتى الموت..

لن ارحمه ابدا..

وقفت من سريري وبدأت امشي في الغرفة بخطوات بطيئة..

نظرت الى الساعة..انها الثالثة والنصف..لم يبق الكثير قبل طلوع الفجر..

اتجهت نحو درج مكتبي لأخذ ذلك المفتاح..وضعته في جيبي ثم خرجت من الغرفة وبدأت أمشي بحذر..

دخلت الى المطبخ لأخذ السكين..أخذت اكبر سكينة رأيتها...وضعتها بداخل بنطالي ثم قمت بتغطيتها بقميصي..

خرجت من الشقة لأتوجه نحو فناء الفلة الخاصة بعمي معتز..

الفلة الخاصة بعمي تحوي ثلاثة طوابق..

يسكن بطابقين منها اما الطابق الثالث فهو عبارة عن شقتين لها مدخل منعزل عن الفلة..اسكن مع أمي بأحدها.اما الشقة المقابلة لنا فستكون لنادر بعد زواجه..

مشيت بداخل الفناء ووقفت امام باب الملحق..هذا الملحق هو مكان نادر الخاص للاسترخاء..لا يسمح لأحد بدخوله..

اخرجت المفتاح من جيبي وانا انظر اليه بابتسامة استهزاء ..لقد قام نادر بإعطائي هذا المفتاح بعد ان اصيبت سارة بالشلل..اراد ان يشتري سكوتي..كان يسمح لي بالبقاء بداخله فقد كنت مرتعبا وكنت أنوي الاعتراف للشرطة..اصبح يتقرب مني وقد اخبرني انني الشخص الوحيد الذي يستطيع دخول هذه الغرفة ..

اعتقد انه قد نسي امر هذا المفتاح..

دخلت الى الملحق وقمت بإقفال الباب خلفي..

استلقيت على تلك الأريكة القابعة امام التلفاز..هذا التلفاز يحوي العديد من القنوات الاباحية.. يقوم نادر بمشاهدتها مع أصدقائه وقد كنت أشاركهم بمشاهدتها قبل دخولي الى السجن..عمي معتز لا يعلم بهذا الامر فهو لا يفكر أصلا بدخول الغرفة..

استلقيت على الأريكة في انتظار قدوم نادر..لا يهمني كم سأستغرق في انتظاره..حتى لو انتظرته لمدة أسبوع..

لقد بقيت مكبلا بالأصفاد على السرير ليوم كامل..ألن أتمكن من انتظاره لبضع ساعات ؟؟

لايهمني الانتظار..كل ما يهمني هو رؤية وجه نادر وهو يبكي ويتوسل الي قبل موته…

سأطعنه هنا في داخل هذه الغرفة..وسأرى وجه عمي وهو يعجز عن إنقاذ ولده…

سأشفي غليلي برؤية دموعه...لقد بكت أمي كثيرا بسببه…

حان الوقت لبكائك عمي..
.
.
.
استيقظت من نومي باكراً هذا اليوم..لم استطع النوم جيداً من كثرة تفكيري بجمان..لقد نامت البارحة وهي تبكي..دخلت اليها وهي نائمة لأقوم بتغطيتها..

أتمنى أن تكون بحال أفضل اليوم..ذهبت الى المطبخ لتحضير الفطور..اعتقد ان جمان ستستيقظ الآن..انها الساعة السادسة والنصف..

ابتسمت وأنا اتذكر سارة..هل هي مستيقظة ياترى..

سأعد الفطور لها ولمروان أيضاً ..هه وهكذا سأتمكن من سؤالها..

يبدو أنني سأفطر وحدي فماجد من المستحيل أن يستيقظ الآن..

أتمنى أن تأكل جمان فقد رفضت تناول العشاء البارحة..

قمت بتحضير طبق من البيض..والقليل من المربي والجبنة..وبعض من العسل..

مم ماذا ايضاً..نعم سأضع بعض الزيتون..

اعتقد ان هذا يكفي..

اخرجت طقم من الاطباق الملونة كنت قد اشتريته من قبل لتزيين الفطور من أجل ماجد..

ولكن ماجد قد حطم امالي ببراعة..انه يكره تناول الفطور..لا استطيع ان افهم لم يرفض شخص تناول فطوره..
زفرت بعمق: يبدو انها ستكون من نصيبك يا سارتي..

وضعت الفطور على الاطباق ثم ابتسمت برضى وانا انظر اليها: ههه انها تليق بعروسين حقاً…

اخذت ابريق الشاي ووضعته على الصينية ثم حملتها واتجهت نحو شقة سارة..

وضعت الصينية امام الباب ثم عدت لأقف أمام باب شقتي بعد أن قمت برن الجرس..

لم يرد أحد ...اففف امر محبط يبدو انها نائمة..

زفرت يضجر وأنا اتجه نحو الصينية لحملها ولكن وقبل أن أرفعها قامت سارة بفتح الباب..

كانت تنظر الي وهي تفتح عينها بصعوبة بسبب تسلط الضوء عليها فجأة..

شقتها مظلمة..

عضضت شفتي..يبدو انها كانت نائمة..

سألتها بارتباك: عزيزتي سارة اعتذر كثيراً هل ايقظتك؟؟

قامت بفتح الباب أكثر: كلا لن أنم أساساً كنت أحاول النوم فقط تفضلي وادخلي..

حملت الصينية من الأرض: لم اكن اود القدوم كل مافي الأمر انني قمت بتحضير الفطور من أجلك ومن أجل مروان.

ابتسمت:اشكرك كثيراً يا مها ..ولكن مروان نائم الآن...ما رأيك أن تفطري معي في غرفتي..

اجبتها بإحباط : لا تقولي هذا ..الا تستطيعين إيقاظه ليفطر ربما يكون جائعاً..

أومأت برأسها: كلا لقد طلب مني ان لا أوقظه..

تزاحمت الدموع في عينيها: لقد نام بصعوبة أساساً..لقد كان الجرح يؤلمه بالأمس..

ابتسمت لإخفاء دموعها: هيا مها تعالي وفطري معي سأسعد كثيراً..

اجبتها بتردد: ولكن لا استطيع ترك جمان وحدها..

اطرقت قليلاً وأنا أفكر..جمان نائمة ما المشكلة سأقفل باب الشقة لأضمن عدم هروبها ..لن أتأخر كثيراً أساساً..

نظرت الى سارة بابتسامة: حسناً سآتي..
.
.
.
اتجهت نحو غرفة عادل لأوقظه بعد أن صليت الفجر..

سأفطر معه ثم سأخبر معتز بأمره..

لقد فكرت كثيرا بالأمر..لن أتمكن من إخفاءه دائما..يجب ان تتم معالجته..

مشيت باتجاه غرفته ثم طرقتها بهدوء..

لم يصلني اي رد..يبدو انه نائم...هذا غريب..لقد نام كثيرا البارحة..

فتحت باب الغرفة بهدوء..

انه غير موجود..

اتجهت نحو باب الحمام وبدأت أطرقه :عادل هل انت هنا؟؟؟

لم يصلني اي رد..ازدادت دقات قلبي..ما الذي حدث..هل فقد وعيه؟؟

فتحت باب الحمام بسرعة ولكنه لم يكن موجودا..

بدأت اركض بالشقة لأفتش عنه وسط الغرف ولكنني لم اجده..

-عااااادل عاااادل اين انت..

بدأت الدموع تنزل من عيني بدون توقف...اين ذهب ياترى...يا الله ارحمني...ابن ذهب ولدي..

لم اعرف كيف اتصرف..هل اخبر معتز؟؟؟

لقد اخبرني انه يريد قتل نادر ...هل اخبر معتز بهذا ياترى…

-اااااه عادل اين ذهبت...عد يا بني أرجوك...



شخابيط فتاة 29-05-16 05:06 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
كيفكم ال ليلاس اعذروني تأخرت عليكم كثير نفسيتي ماكانت تسمح لي اكتب ذي الفترة لكن راح حاول ارجع التزم ان شاء الله هذا جزء من الفصل الثامن عشر راح انزل التكملة اول ما اخلصها ان شاء الله

سلااااااااااااااام

شخابيط فتاة 04-06-16 09:47 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
تابع الفصل الثامن عشر :قرار

-كيف حالك أيتها العروس..

قالتها مها وهي تغمز بعينها ثم نظرت الي بابتسامة عريضة.

ضحكت باستهزاء:أي عروس يا مها لقد مضى على زواجي بمروان أكثر من سبعة أشهر وتقولين عروس ههههه اضحكتني حقاً..

رفعت مها حاجبها: وتسمين نفسك متزوجة ...أي زواج هذا…

ربما كانت كلمة عابرة من مها ولكنها تركت جرحاً عميقاً بداخلي...حاولت تغيير الموضوع:أتعلمين ..أنا جائعة وأريد أن آكل..

بدأت الأكل ومها تراقبني..شق ذلك الصمت صوت مها وهي تتحدث:افف سارة هيا أخبرني ماذا حدث..ألم يلحظ مروان شيئاً...الم يبد أي اهتمام بمظهرك؟؟

شرقت بلقمتي وبدأت أسعل...وقفت مها بفزع لتحضر لي كوباً من الماء..

بدأت أشرب من الماء وأنا أفكر برد يشفي فضولها...ان علمت أنني مسحت المكياج ستقتلني بمكاني..

أنهيت الكوب ونظرات مها لازالت تراقبني…

ابتسمت ببلاهة: كيف حال جمان..

ضيقت مها عينها وهي تنظر الي: لماذا قمت بتغيير الموضوع سارة…

بدأت أتلعثم بكلامي:ها..اي موضوع..أنا لا اغير الموضوع…

طوقت مها وجهي بكفيها وبدأت تنظر الى عيني بتركيز: انظري الى عيني..

حاولت أن أشتت نظري عنها ولكنها افزعتني بصوتها وهي تصرخ: قلت لك انظري لعيني..

نظرت اليها بخوف.

تابعت مها حديثها بحدة: أنت لم تقومي بمسح المكياج ..صحيح؟؟

لم أرد عليها..أكتفيت بابتسامة بلهاء..

ضربت مها وجهها بغضب..احمر وجهها وبدأت تحاول جاهدة التقاط أنفسها وهي تردد: لا حول ولا قوة الا بالله..انا لله وأنا اليه راجعون..

شعرت بالذنب تجاهها..حاولت اخراجها من نوبة غضبها: أنا لم أمسحه..كل ما في الأمر انني قمت بتغيير لون أحمر الشفاه..لقد شعرت ان لونه قوي قليلا..

تابعت حديثي بصوت أضعف وأنا أرى نظراتها الحادة لي:لقد بدلته بلون وردي..فقط..

أخذت نفساً عميقاً للسيطرة على غضبها:حسناً لا يهم..ألم يبد مروان أي ردة فعل..

أطرقت قليلاً وأنا أفكر..رفعت نظري اليها بابتسامة: بلى لقد قال شيئاً..

نظرت مها الي باهتمام..

ابعدت نظري عنها وقد احمرت وجنتاي خجلاً: لقد قال..تعجبني براءتك..

قلتها ثم ابتسمت برضى..

تحولت ملامح مها الى الصدمة: كرري ما قاله..

أعدت حديثي بتردد: تعجبني براءتك..

نظرت الي باستغراب:لم قال هذا ..ما الذي فعلته سارة…

نظرت الى الارض : لا شيئ كل مافي الأمر انني اخبرته انك كنت مصرة على اقامة حفلة من أجله..

قفزت بفزع من صراخ مها المفاجئ: يقصد غباءك..

نظرت اليها بخوف: ماذا؟؟

تابعت مها حديثها بحدة: أيتها الغبية..انه يريد قول غبائك ولكن بطريقة مهذبة…

ارتفع صراخها أكثر: سارة هل أنت جادة..لماذا اخبرته اني صاحبة الفكرة..لقد افسدت كل شيء..

تزاحمت الدموع في عيني: ماذا أفعل..لقد خجلت من نظراته..كان ينظر الي بطريقة غريبة..كما انه بدأ يبتسم حين رآني أحمل الكعكة..اظن أنه كان يهزأ بي…

وضعت مها يدها على رأسها وبدأت تتحدث بين أسنانها: أتعلمين..أنا حقاً أشفق على مروان كثيراً..

رفعت يدها الى السماء: أعانك الله على بلائك يا مروان..

قالتها ثم وقفت لتخرج من الغرفة..

قمت بمناداتها:مها انتظري لم تأكلي شيئاً..

التفتت الي قبل أن تخرج: لا اريد..لقد سدت شهيتي بفضلك ..

خرجت مها من الغرفة ثم سمعت صوت باب الشقة وهو يغلق بقوة…

تعجبت من انفعالها..لقد جرحني كلامها كثيراً..

تزاحمت الدموع في عيني: ياترى ..هل كان مروان يقصد انني غبية…

اففف يا مها لقد عكرت مزاجي..
.
.
.
-نادر الم تنتهي من الاستحمام بعد..والدك يريد الحديث معك قبل ذهابه لعمله..

استيقظت من نومي فزعاً من صوتها..نعم لقد كنت نائماً بداخل الحمام...انني مرهق جداً..

لم استطع النوم جيداً بالأمس فقد كنت أبحث عن عادل مع أبي..بحثنا في كل مكان نتوقع تواجده به..

اردت الاستحمام لأستعيد نشاطي قليلاً..

اجبتها بضجر: حسناً سأخرج حالاً..

خرجت من الحمام ثم بدأت أرتدي ثيابي..

بدأت أمسد شعري بتعبك اففف اريد أن أنام..

قفزت فزعاً بسبب فتح أبي لباب غرفتي بدون أن يطرقه..

نظرت الى أبي بحدة: أبي لقد أفزعتني لماذا لم تطرق لباب..

تجاهل أبي حديثي وملامح القلق بادية على وجهه..

بدأت أشعر بالقلق أنا أيضاً..يبدو أن هناك مشكلة جديدة..سألته بتردد: أبي هل حدثت مشكلة..

زفر أبي بعمق: نادر أريدك أن تكون حذراً اليوم...لقد اتصلت عمتك حسينة منذ قليل..اخبرتني أن عادل قد أتى للمنزل بالأمس ولكنها لم تجده هذا الصباح.

نظر الى عيني:لقد اخبرها انه يريد قتلك..

بدأت أضحك بخوف:وما الذي سيفعله لقتلي ههه انك تهول الأمر يا أبي لن يستطيع فعل أي شيء..

أومأ ابي برأسه:يمكننا توقع اي شيء سيّء..لن استطيع الاطمئنان قبل ان نعثر عليه..كن حذرا يا بني..

ابتسمت بهدوء:انه مريض ابي لن يتمكن من فعل شيء..ان كان يود قتلي حقا فلا بد انه سيأتي لمنزلنا..ههه تعلم انه مجنون ولن يتمكن من رسم الخطط ههه..

في الحقيقة لقد قلت هذا في محاولة مني لاخفاء توتري..

نعم لقد كنت قلقاً..

لم أتخيل أن أطارد يوماً من قبل شخص مجنون..

ألا يكفيني ذلك المخبول مروان والآن يظهر عادل..

ان ظهر ذلك المجنون أمامي فستكون نهايته..

اتمنى حقاً أن تظهر يا عادل لتوفر علي عناء البحث عنك..

انا انتظر قدومك يا عزيزي
.
.
.
دخلت الى شقتي وأنا في قمة غضبي بسبب سارة..

-آآآآآآه يا سارة ماذا أفعل بك...لم ارى في حياتي فتاة بغبائك...لا أعلم لماذا اهتم بك وأحاول مساعدتك..

دخلت الى المطبخ بخطوات سريعة ...بدأت أغسل الأطباق وأفركها بكل قوتي لأهدأ قليلاً..

كنت أتخيل وجه الغبية سارة بكل طبق أغسله..أود حقاً أن أضربها…

بعد أن انتهيت من غسل الأطباق بدأت أبحث عن عمل آخر يشغلني ...نعم سأعد الفطور..

حملت عدة بيضات ولكنها سقطت من يدي لتستقر على الأرض..

صرخت بغضب: هذا ما كان ينقصني..اففففففف..

جلست على الأريكة الموجودة في الصالة وبدأت أتنفس ببطء في محاولة مني لاستعادة هدوء أعصابي..

-ماشأني بها..انها سعيدة بحياتها..

ضحكت باستهزاء: الغبية تبتسم بخجل لأنه اخبرها أنه يحب براءتها..

ارتفع صوتي: وذلك المروان رجل حقير...يرى كل ذلك الجمال أمامه ولا يعلق بكلمة واحده..افففف..

اتجهت نحو البرادة لشرب كوب بارد من الماء...شعرت ببرودته تسري في بلاعيمي ومعدتي وحتى أحشائي..

زفرت بعمق بعدها ..واخيرا هدأت قليلاً..

اتجهت الى المطبخ لتنظيف البيض الذي قد كسر..اففف كيف سأتخلص من هذه الرائحة الآن..

سمعت صوت طرق قوي مفزع على الباب..

انه قادم من المجلس..يبدو أن جمان قد استيقظت..

تأكدت من اقفال باب الشقة ثم اتجهت نحو باب المجلس لأفتح..

رأيت جمان أمامي تنظر الي بحدة وبعينين حمراوين..من الواضح أنها بكت كثيراً..

فوجئت بها وهي تمشي باندفاع باتجاهي لتدفعني بكل قوتها وتتجه نحو باب الشقة في محاولة منها لفتحه…

بدأت تطرقه بقوة خلت معها ان الباب سيكسر بالتأكيد…

اقتربت منها بخوف وأنا أهمس: جمان يا صغيرتي لا تفعلي هذا أرجوك….

نظرت الي ثم صرخت صرخة أجزم أن صوتها قد أيقظ العمارة بأكملها ..

بدأت أبكي عند رؤيتها هكذا ...لا أعلم هل أبكي خوفاً او حزنا على حالها…

استيقظ ماجد من نومه فزعاً ليقف خلفي وهو يتساءل: ما الذي يحدث هنا..

حين رأته جمان ...بدأت تبكي بشكل هستيري ثم ركضت باتجاه المجلس وبدأت أسمع صوت تكسير الزجاج..

ركضت مع ماجد الى المجلس لأراها تقوم بتكسير كل ماتراه أمامها..

اراد ماجد أن يدخل اليها ليوقفها ولكنني منعته من ذلك: توقف ماجد..اظن انها تخاف منك..

توقفت عن القاء الاشياء فجأة وجلست على الارض لتدخل في نوبة بكاء مريرة..

بدأت أبكي لرؤيتها في هذه الحالة ولكن صوتها خفت فجأة لتسقط مغشياً عليها..

صرخت بخوف:جــــــمـــــــــــــــــــــــــان..
.
.
.
كم أكره الروتين..

اصبحت جميع الأيام متشابهة...لا أعلم لم شعرت ان هذه اليومين كانت اطول أيام حياتي..

منذ خرجت جمان من المشفى لم يعد هناك شيء يشغلني..

اعتقدت اني يجب أن أفرح فقد كانت جمان تزعجني أحياناً..

بصوتها المرتفع وبكاءها المستمر..ههه كما أنها تطلب أشياء سخيفة الا انني كنت استمتع بتلبية طلباتها..

في الحقيقة لقد كانت تضيف شيئاً في حياتي في كل يوم..رغم أنني حاولت الابتعاد عنها فوجودي في حياتها ليس له اي معنى بعد ان التقت بالخالة هوازن الا انني اجد نفسي وبدون أن أشعر أذهب باتجاه غرفتها لمعرفة احتياجاتها..

هه ولأجد حجة لذهابي اليها كنت أخذ لها بعض الحلوى فدرجي مليء بقطع الحلوى التي أقوم بإعطائها للمرضى..

انها تفرح كثيراً بالحلوى التي احضرها وكأنها شيء مميز.

فتحت الدرج لأرى ذلك الشريط بداخله..لقد طلبت جمان مني ان اشتري لها لعبة جديدة من أجل البلايستيشن وقد قمت بشرائها قبل أن تخرج من المشفى ولكنها خرجت قبل أن تجربها مع الأسف..

زفرت بعمق: ربما لهذا لا استطيع التوقف عن التفكير بك جمان..لقد كنت متحمساً لأعرف رأيك بهذه اللعبة..

استيقظت من أفكاري على صوت طرق للباب..

اغلقت الدرج لأقوم بالرد عليه:أدخل..

فتح الباب ببطء لتظهر الممرضة سهى من خلفه..

عقدت حاجبي وأنا أنظر اليها: مرحباً..

بدأت تدخل الغرفة وهي تنظر الى الأرض ..همست بهدوء: مرحباً..

انتظرت ان تتحدث ولكنها اكتفت بالنظر الى الارض بالصمت..

سألتها بتردد : سهى هل هناك مشكلة..

رفعت نظرها الي ثم ردت بارتباك: ها ..كلا ولكن..

عادت للصمت..ثم مشت باتجاه مكتبي لتضع قماش أبيض اللون عليه…

عقدت حاجبي: ما هذا؟؟

رفعت نظرها الي: انه حجاب جمان..

ارتعد قلبي حين سمعت اسم جمان..

تابعت سهى حديثها: جمان متعلقة به جداً..كنت اريد اعطاءه لهوازن ولكنني خجلة منها..لا اجرأ على رؤيتها بعد ان اعطيت السيد خالد رقم هاتفها..

بدأت تبعد نظرها عني بارتباك: هل..هل تقوم أنت بإعطاءها اياه؟؟

أومأت برأسي: حسنا لا مشكله..

ابتسمت بحزن: يوسف بلغ هوازن اسفي..انا لا أجرأ على رؤيتها حقاً..

-حسناً سأخبرها…

ابتسمت: شكراً لك يوسف ..

قالتها ثم خرجت من الغرفة..

اعدت نظري الى حجاب جمان..

رفعته لأنظر اليه ..

تراءى لي طيف جمان وهي تنظر الي وتصرخ بحماس: يوسف أريد الكثيرمن الحلوى…

ابتسمت بهدوء..

امسكت بحجابها لأضعه بداخل درجي..لسبب اجهله يا جمان..قررت ان احتفظ بحجابك معي..
ههه انني حقاً افعل الكثير من الأمور العجيبة بسببك يا جمان..
.
.
.
-هيا ياجمان أرجوك كلي شيئاً لا تفعلي هذا بي يا صغيرتي..

قالتها مها والدموع تملأ عينيها..ولكن جمان تجاهلتها تماماً..

لقد رأت جمان خوف عمتها منذ فقدت وعيها هذا الصباح..

او أن الحقيقة أنها لم تفقد وعيها..لقد كانت تدعي ذلك فقط..انها تتذكر جيداً أن يوسف أخبرها أن الدكتور يعالج المرضى..

ارادت ادعاء المرض ليأخذوها للمشفى ولكن مها قد كشفت أمرها …

حاولت التفاهم معها لتأكل فهي لم تأكل منذ الأمس..

ولكن جمان التزمت الصمت...كانت مستمتعة برؤية القلق على وجه عمتها..لقد اكتشفت شيئاً..

سكوتها يثير انتباههم اكثر من صراخها...لقد قررت اتباع سياسة جديدة..لن تتحدث معهم حتى يأخذوها الى المستشفى..

زفرت مها بضجر ثم خرجت لتخبر ماجد أنها لم تتحدث بعد..

نظر ماجد اليها باهتمام: مها يجب أن تخبري العم خالد بالأمر..انها الخامسة عصراً وابنته ترفض الأكل..ربما تسمع كلام ابوها ..ربما تشتاق اليه..

نظرت مها اليه بتردد: ولكنها تخاف منه..

أومأ ماجد برأسه: والحل؟؟
هل ستقومين بتركها حتى تموت من شدة الجوع..

اخرجت مها هاتفها من جيبها بتتردد..لقد خطرت سمر في ذهنها..سمر تعمل في الارشاد الطلابي في المدارس..ربما تجيد التفاهم مع جمان..

اتصلت على خالد لتخبره بأمرها..

وصلها صوت خالد بعد عدة رنات: مرحباً صغيرتي..

همست: مرحباً.

-كيف حالك وكيف حال جمان..

زفرت مها: اخي ان جمان تتصرف بغرابة ..انها ترفض الأكل ..كما أنها تبكي بشكل جنوني وقد قامت بتكسير الاثاث في منزلي..

اجابها خالد باستغراب: لماذا ..ما الذي حدث لها..

بدأت مها بالبكاء: لا أعلم حقاً..انها ترفض الكلام..اخي احضر سمر معك ربما تجيد التفاهم معها..

رد خالد: ليس هناك حاجة لمجيء سمر سأتفاهم معها بنفسي..

ردت مها بسرعة: كلا يا أخي أرجوك..صدقني ان جمان عنيدة جداً ..اخاف ان تنفعل بسببها وتقوم بضربها مجدداً..يكفيها ما حدث بذلك اليوم...لازالت اثار اصابعك مرتسمة على وجهها…

زفر خالد بعمق: حسناً سأحضر سمر..
.
.
.
قال صلى الله عليه وسلم: ((من فرق بين الوالدة وولدها فرق بينه وبين أحبته يوم القيامة)). رواه الترمذي وقال حديث حسن.
يامن حرمتني من طفلتي ..أى قلب جلمود تملك؟؟
مامن أنّة الا وأنت مسؤل عنها مامن آهه الا وأنت مصدرها يامن استللت طفلتي مني لكأنك استللت عيني من أحداقها..

أرسلت تلك التغريدة وأنا انتظر قدوم احمد..اعلم جيداً أن خالد يراقب تغريداتي..
اريده أن يقرأها..علها تلامس شيئاً من مشاعره..ان كان يخاف الله حقاً ويخاف عقابه..

لقد ذهب أحمد لينهي اجراءات خروجي من المشفى..سأطلب منه أن أزور جمان قبل ذهابي للمنزل..

فتح أحمد الباب..هل انت جاهزة يا عزيزتي..

ابتسمت له : نعم..

اقترب مني ليساعدني على المشي..استندت على ذراعه وبدأت أمشي معه..

نظر الي وهو يهمس:هل تستطيعين المشي أم أطلب منهم احضار عربة من أجلك..

أومأت برأسي: كلا لا بأس..لقد قالت الممرضة أنني يجب أن أمشي..

رفعت نظري اليه: أريد الذهاب الى الحضانة لرؤية ابني.

تغيرت ملامح أحمد فجأة وبدأ يتحدث بارتباك: لن يسمحوا لك بذلك..انه في حال صعبة ..لقد حاولت رؤيته ولكنهم رفضوا..

عقدت حاجبي: ولكنهم سمحوا لي برؤيته بالأمس..

زفر بعمق: هوازن..انه بحال صعبة..لا اعتقد انه سيعيش..أسأل الله أن يجعله شفيعاً لنا..ارجوك لن تستفيدي أي شيء من رؤيته...لا اريدك أن تحزني..

تزاحمت الدموع في عيني: احمد لماذا تتشاءم؟؟
أملي بالله كبير..سيعيش ابني..

مسحت دموعي: ان كنت تعتقد اني سأحزن ان مات..فاعلم أن حزني سيزيد اضعافاً ان مات بدون أن أراه..

اجابني أحمد بتردد: حسناً ..

دخلنا الى الحضانة لرؤيته..شعرت أن أحمد متأثر جداً برؤية حالته..
أما أنا ..فلا أعلم ماسبب تبلد مشاعري..لا أعلم هل أسميه تبلد أم تفاءل..لقد كنت هادئة جداً..لقد شعرت أن قوتي تزداد وأنا أرى حالته..
لقد واجهت الكثير من الألم في حياتي..لم أعد أتأثر بسهولة..

وجهت كلامي لأحمد بدون أن أبعد نظري عن ابني:سيعيش ابننا يا أحمد..سيكبر وسيلعب مع حسام وليان..

وجهت نظري اليه وأنا ابتسم بحزن:ارجوك أحمد كن متفاءلاً..

أبتسم أحمد وهو يحتضن كفي بكفه:سيعيش بإذن الله..

خرجنا من المشفى وركبنا السيارة..

كان الصمت هو سيد الموقف..

نظرت الى احمد ثم سألته بتردد:هل سنذهب الآن لمنزل خالد..

القى أحمد الي نظرة سريعة ثم أعاد نظره الى الطريق:انك متعبة الآن سنذهب فيما بعد..

-ولكنك قلت انك ستزوره اليوم ..

زفر: نعم ولكن هوازن..سأزوره وحدي هذه المرة..اريد أن ترتاحي…

اجبته بترج: كلا أحمد ..أرجوك..ليس من أجلي..من أجل جمان..ارجوك أحمد..أنا متأكدة بأنها خائفة…

لحظة صمت...اجاب بعدها بضجر: حسناً….

لم أعلم في ذلك الوقت ..هل أخاف أم أفرح…

أريد رؤية جمان ولكنني خائفة من مواجهة خالد..خائفة من مواجهة أهله..

اغلقت عيني و هززت رأسي في محاولة مني لابعاد لتلك الذكرى المريرة لي معهم..لا أريد أن أضعف الآن..لم أعد وحدي..

أحمد بجانبي..سأكون قوية من أجلك يا صغيرتي…

أيقظني أحمد من تفكيري : لقد وصلنا..

فتحت عيني ببطء..ثم ازدادت دقات قلبي وأنا أرى تلك الفلة التي توقفنا أمامها..

قام أحمد بفتح الباب لي ثم مد يده باتجاهي:هيا يا عزيزتي..

أومأت برأسي..ثم أمسكت يده وأنا أخرج من السيارة..

وما ان تجاوزت عتبة الباب حتى سرت تلك القشعريرة بجسدي..كنت خائفة ..خائفة جداً..

حاولت جاهدة السيطرة على تلك الرجفة الا انني لم استطع ذلك..

اعتقد أن أحمد بدأ يشعر برجفتي..فقد زاد من ضغطه على يدي واقترب برأسه مني ليهمس بأذني: لاتخافي يا هوازن..لن يفعل شيئاً لك..أنا بجانبك يا حبيبتي..

امسكت به بكلتا يدي علي استمد شيئاً من قوته..رحماك يا الله..
.
.
.
ماما..
انهم مرتعبون كثيراً من صمتي…

لقد قامت عمتي بأخبار بابا أنني لم أتكلم منذ الصباح..

ماما..

حين كنت أرفض الكلام ..كنت تأتين الي مع بابا أحمد لتتحدثي معي…

وحين تكلمت..قال بابا أحمد لي أنك ستبقين معي بالمشفى..

أنا لا أريد أن أتكلم الآن ماما...هل ستأتين؟؟

ماما.

.لقد اخبرتني ان اطلب أي شيء أريده..واخبرتني أن أسأل عن أي شيء..

ولكن ماما..

انهم يكرهون كلامي هنا.

ماما..

بابا يتحدث مع عمتي بغضب..

بابا غاضب مني كثيراً لأنني قمت بتكسير الأثاث في منزل عمتي..

انه ينظر الي بطريقة مخيفة ..انه يسألني عن السبب ولكنني لم أتحدث معه..

اخذ أبي نفساً عميقاً ثم حاول أن ينظر الي بابتسامة: جمان يا صغيرتي هيا أخبرني ما بك..هيا يا صغيرتي تحدثي مع بابا..

ابعدت نظري عنه وبدأت ألعب بأصابعي..انك تكذب يا بابا ..لقد أخبرتك أنني أريد ماما فقمت بضربي..الم تقل انك لا تريد أن تسمع اسم بابا أحمد؟؟

أنا أريد بابا أحمد الآن..أريده أن يحضر ماما الي..وأريده أن يضرب يوسف لأنه تركني..
لم أرد أن أبكي ولكن الدموع بدأت تنزل من عيني وأنا أتذكرك يا يوسف..

يوسف ..جمان تكرهك..لماذا لم تنتظرني..

انك جبان وجمان تكره الجبناء..لقد تركت دراكولا يمسكني...لقد ذهبت وتركتني وحدي..

انا أكرهك يا يوسف..لن أسامحك أبداً..

ارتفع صوت أبي: جمان هيا تحدثي سينفذ صبري حقاً..

نظرت الى بابا بخوف..ولكن حين لاحظ بابا الدموع في عيني بدأ يمسحها: لا تبك يا صغيرتي..

بدأت ماما سمر تتكلم مع بابا: خالد ..اخرج من الغرفة أريد التفاهم مع جمان بنفسي..

قام بابا بتقبيل رأسي ثم خرج من الغرفة..

جلست ماما سمر بجانبي:هيا يا جميلتي اخبريني ..لماذا تبكين..

نظرت اليها و أنا أفكر..هل أخبرها؟؟

ان ماما سمر لم تفعل شيئاً سيئاً معي..ربما تخبر بابا أنني اريد المستشفى..

بدأت أبكي وأنا أتحدث:اريد ماما..اريد الذهاب الى المستشفى..

احتضنتني ماما سمر: حسناً يا صغيرتي..سآخذك الى المشفى..ولكن قبل هذا يجب أن تأكلي..انت لا تريدين أن تراك ماما ضعيفة وحزينة صحيح..

أومأت برأسي: ان اكلت..هل ستأخذينني للمستشفى؟؟

ابتسمت: نعم يا صغيرتي..

اخذت الطبق من الطاولة بحماس: سآكل حالا..حالاً..

بدأت أكل بسرعة ..في الحقيقة ماما لقد كنت جائعة جداً..

أنا الآن سعيدة .. .لقد نجحت خطتي…

اشتقت اليك كثيراً ماما..
.
.
.
كنت اشاهد المسلسل بحماس على حاسوبي..انها الحلقة الأخيرة من المسلسل وقد طلبت من فارس وفراس أن لا يزعجاني.

لقد عاد أبي من عمله بعد صلاة العشاء ثم خرج مع أمي لرؤية جمان..

تلك الفتاة العتيدة قد أزعجت عمتي كثيراً..في الحقيقة أنا أشفق عليها..ولكني أريد أن أنهي المسلسل قبل أن تعود لتملأ المنزل بصراخها..

كنت مندمجة جداً بالمشاهدة الى أن أفزعني صوت الباب وهو يفتح بقوة..

قفزت بفزع ..ثم نظرت الى الخادمة بحدة : ليسا لقد طلبت منك عدم ازعاجي..

اجابت ليسا: ولكن هناك رجل و امرأة على الباب يبحثون عن السيد خالد..

أخلقت حاسوبي بضجر ثم خرجت من الغرفة لأستفسر عن الأمر..توقفت في منتصف الدرج وأنا اتذكر كلامها..لقد قالت ان هناك رجل..اسرعت بخطواتي باتجاه غرفة فارس..

فتحت الباب بقوة: فااارس..

نظر فارس الي بفزع فقد كان منسجماً باللعب على البلايستيشن: افففف لماذا لم تطرقي الباب..

اجبته بضجر: هناك رجل على الباب يبحث عن أبي اذهب للحديث معه..

زفر: وما شأني به اخبري أبي بذلك..

وقفت أمام شاشة التلفاز: هل فقدت ذاكرتك..أبي قد ذهب لاحضار جمان..

نظر الي بحدة: رغد ابتعدي عن التلفاز..

ابتسمت لأقوم باستفزازه: كلا الرجل ينتظر بالأسفل..

اتجه نحوي وبدأ يجر اذني :قلت لك ابتعدي..

صرخت بألم: اتركني ..

-سأحاسبك فيما بعد..

قالها وهو يخرج من الغرفة ..

بدأت أفرك اذني ..لقد تألمت كثيراً..امتلأت عيناي بالدموع وأنا أصرخ: غبي..

تبعته وبدأت أمشي على الدرج..عاد فارس وبدأ يهمس: هناك امرأة معه...لقد طلبت من ليسا أن تدخلها للمجلس اذهبي لاستقبالها..

أومأت برأسي ثم مشيت باتجاه المجلس بحماس..

دخلت اليه بابتسامة:السلام عليكم..

رأيت تلك المرأة وهي تجلس على الأريكة..لقد كانت ترتدي حجابها..شعرت أ وجهها مألوف بالنسبة لي ولكنني لم أستطع التعرف عليها ابتسمت بهدوء: وعليكم السلام..

صمتت قليلاً ثم اردفت وهي تعقد حاجبيها: مها؟؟

ضحكت: هههه اشبه عمتي كثيراً صحيح...

اتسعت عيناها بدهشة:عمتك..هل أنت ابنة خالد!!

اتسعت ابتسامتي أكثر: نعم...أنا رغد..تشرفت بمعرفتك..
احم أنا آسفة ولكنني لم اتعرف عليك..من تكونين؟؟

نظرت الي بعينين دامعتين: أنا أم جمان..أرجوك ياصغيرتي اين ابنتي..اريد أن أراها..

بدأ قلبي يخفق بشدة..هذه أمها اذا...نعم كيف لم ألحظ ذلك؟؟الشبه واضح جداً بينهما..

حين لاحظت سكوتي اعادت طلبها: ارجوك يا صغيرتي اريد رؤية جمان..

اجبتها بارتباك: ولكن جمان ليست موجودة..

عقدت حاجبيها: وأين هي؟؟

حاولت التهرب من سؤالها..خطرت جدتي في ذهني فوراً:جدتي موجودة هل تريدين التحدث معها..

اجابت بعد تفكير: عمتي مريم؟؟

أومأت برأسي : نعم سأناديها حالاً..

قلتها وأنا أخرج من المجلس بسرعة..لقد خشيت أن يزل لساني..أن أبي يغضب مني دائماً لأنني ثرثارة كما يقول..سأترك جدتي لتتفاهم معها واذهب لأكمال مسلسلي..

لا أريد أن أدخل نفسي بأي مشكلة..
.
.
.
-الحمد لله..

قالها مروان وهو يضع كوب الماء على الطاولة بجانبه..

نظرت اليه بابتسامة: هل أحضر لك شيئاً آخر؟؟

أومأ برأسه: كلا يا عزيزتي..

نظرت اليه بابتسامة عريضة...بالرغم من أن مروان مريض الا انني أشعر بسعادة غامرة..فللمرة الأولى ..أشعر أن مروان بحاجتي..

لقد كان يخدمني دائماً وقد حان الوقت لأخدمه..شعرت أخيراً أن هناك قيمة لوجودي بحياته ..

اتسعت عينا مروان وهو ينظر الي: سارة لقد نسيت أمر أدويتك قومي بأخذها حالاً.

شهقت :أه صحيح..

قلتها وأنا أهم بالخروج من الغرفة..

وصلني صوت مروان: قومي بإحضار الحقنة أيضاً..

افف تلك الحقنة لقد مللت..لا أعلم متى سأتخلص منها..اجبته بضجر: حسناً..

دخلت الى غرفتي لأخذ الأدوية من الدرج...رأيت المكياج الذي أحضرته مها من أجلي بالأمس..

زفرت بضيق وأنا أتذكر كلامها هذا الصباح..

حاولت اقناع نفسي بأنها مخطئة: لقد كان مروان يضحك حين قال انه يحب براءتي..ان كانت البراءة تعني الغباء بالنسبة لك يامها فأنا أفخر بغبائي..

بدأت أحرك كرسيي باتجاه غرفة مروان وأنا أفكر..لقد بدأت تصرفات مروان تتغير معي في هذه الفترة..لقد أصبح أكثر لطفاً..

استوقفني صوت جرس الباب وهو يرن..

يبدو أنها مها..

فتحت الباب..ولكن القادم كان آخر شخص يخطر في ذهني...

شخص اعاد الى ذكرتي أسوأ الذكريات…
.
.
.
عدت الى المنزل بعد يوم شاق من عملي..

لقد كان يوماً عصيباً حقاً..أنا مرهق ذهنياً وجسدياً..

لم نتمكن من العثور على عادل بعد..

لقد كنت متوتراً جداً في المشفى وكنت ارتعب من أي صوت خلفي..

استلقيت على فراشي لأنام ..

اغلقت عيني وابتسمت بحالميه وأنا أتخيل شكل أسيل..

سأذهب مع أمي لرؤيتها في الغد..وضعت يدي على تلك الكدمة في خدي..لقد بدأت تختفي تقريباً..كنت سأرفض الذهاب ولكنني خشيت أن تعتقد أسيل انني أتهرب منها…

تمنيت أن أنام سريعاً فأنا مرهق حقاً ولكنني لم أتمكن من ذلك..بقيت أتقلب على فراشي بضجر..

مرت الدقائق..أو ربما ساعات..لماذا لم أنم بعد..
جلست على السرير..يبدو أنني لن أتمكن من النوم ..
فكرت في الذهاب الى الملحق..انا معتاد على الذهاب اليه ان لم استطع النوم..

ابتسمت ..سأشغل نفسي بمشاهدة التلفاز حتى أنام..

اخذت مفاتيحي ثم خرجت من غرفتي لأرى أمي تتحدث بالهاتف..التفتت الي: اين تذهب الآن ..الم تقل بأنك تريد النوم..

اجبتها: لم استطع النوم ..سأذهب للنوم بالملحق..

زفرت أمي : كما تشاء وكن اياك وأن تخرج من المنزل..لقد أخبرني والدك ان عادل يريد قتلك..

ضحكت باستهزاء: انكم تهولون الأمر حقاً يا أمي..

قلتها ثم خرجت باتجاه الفناء…

اقتربت من الملحق واخرجت المفاتيح..بدأ قلبي يخفق بشدة…

هذا غريب..الاضواء مشتعلة...هل نسيت اغلاقها ياترى؟؟

ربما..

فتحت الباب بهدوء ثم دخلت الى الملحق لأفاجأ بعادل وهو يجلس على الأريكة..

اعتدل بجلسته حين رآني..

ابتسمت باستهزاء:اوه اوه اوه..انظروا من جاء الى هنا ..ههه نحن نبحث عنك منذ الأمس وأنت تشاهد التلفاز باستمتاع..

فوجئت بعادل وهو يخرج سكينة من أسفل قميصه ثم ركض باندفاع تجاهي ليطرحني أرضاً وهو يحاول تسديد الطعنات الى صدري…

لا أعلم كيف أتتني تلك القوة وأنا أمسك بذراعه في محاولة مني للدفاع عن نفسي..

كنت مستلق على الأرض وعادل يجثو فوقي وهو يسدد السكينة باتجاهي وأنا أمسك ذراعه بكلتا يدي لأبعد تلك السكينة عن طريقي..

أغلقت عيني بقوة...فمنظر تلك السكينة وهي فوق رأسي كفيل ببث الرعب في قلبي و أضعافي..

بدأت أشعر بالألم في ذراعي ولكنني لم أكترث ..كنت أزيد من قوة دفعي أكثر فأكثر..

بدأت أسمع صوت طرقعة من مفاصلي..كلا...لن تكون نهايتي على يد هذا المجنون..سأتزوج بأسيل...سأكون أسرة خاصة بي ..سأحقق أحلامي وأعيش حياة سعيدة..

لا أريد أن أموت الآن ..لا أريد….

-آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
.
.
.
أمسكت بيد أحمد حين وقفنا أمام الباب..بدأ أحمد يرن جرس المنزل ودقات قلبي تزداد مع كل رنة..

كل شيء يعود الى ذهني ..الأمر ليس بإرادتي..

وكأن الأمر يتكرر...بعد أن أرسل خالد ورقة طلاقي…

ذهبت مع أبي الى منزل عمي وعمتي لأسألهم عن جمان…

بقيت أطرق باب المنزل ولكنهم لم يفتحوه..قام عمي بفتح الباب وقتها ليصرخ في وجهي ويخبرني انه لا يعلم شيئاً عن خالد..

كان ينظر الي باحتقار ..لم اتمكن من فهم سبب تعامله معي بهذه الطريقة..

عدت لطرق الباب لأسأل عن جمان فوصلني صوت عمي وهو يصرخ: لا يحق لك السؤال عنها أبداً…لا يوجد لديك ابنة عندنا هل فهمت؟؟

حاول أبي ابلاغ الشرطة بالأمر..حاولنا رفع قضية ولكن خالد لم يكن يحضر لأي جلسة في المحكمة..

لقد اختفى تماماً...وبعد عام من طلاقنا توفي عمي...حاولت العودة الى منزلهم بعد وفاته ولكن عمتي قد اختفت أيضاً..

كيف سيستقبلني خالد الآن ياترى؟؟

فتح باب الفلة ببطء لتظهر أمامنا خادمة تحمل بيدها طفل صغير..

بدأ أحمد يحدثها: السلام عليكم..هل يمكنني مقابلة السيد خالد من فضلك…

اجابته: انه غير موجود الآن..

رد أحمد:الا يوجد أحد في المنزل؟؟

أومأت برأسها: بلى..انتظر لحظة..

بقينا امام الباب الى أن ظهر أمامنا فتى استنتجت انه ابن خالد…

نظر الى أحمد باستغراب: مرحباً..

وضع أحمد يده على كتفي:هل يمكنكم ادخالها أنها متعبة ولا تستطيع الوقوف أكثر..اريد التحدث مع والدك بشيء مهم من فضلك..

أومأ برأسه ثم طلب من الخادمة أن تدخلني الى المجلس..

جلست على الأريكة وقد شعرت ببعض الراحة لعدم تواجد خالد..ولكنني كنت متوترة..تمنيت أن يدخل أحمد معي..أنا خائفة جداً..

ظهرت أمامي فتاة صغيرة ..القت التحية وهي تبتسم..

عقدت حاجبي وأنا أنظر اليها...لقد خطرت مها في ذهني...لقد كان عمرها خمس سنوات حين تطلقت من خالد..

كانت جمان تحب اللعب مع مها..كان أكثر مايميزها شعرها الأجعد وعينيها العسليتين..
سألتها بتردد: مها..

ضحكت ببراءة: أشبه عمتي كثيراً صحيح..

نظرت اليها بصدمة..يبدو أنها ابنة خالد..

سألتها عن جمان ولكنها بدأت تتهرب من سؤالي ثم خرجت من الغرفة لمناداة عمتي مريم..

ازداد خوفي كثيراً وقتها..لقد صدمت منها بشدة حين أيدت خالد بحرماني من جمان..

لم أقم يوماً بإيذائها..لقد كنت أعاملها مثل أمي تماماً…

دخلت عمتي مريم الى المجلس وهي تنظر الي بحدة: كيف تجرأين على القدوم الى هنا..

الا تخجلين من نفسك؟؟

وقفت من مكاني وأنا أنظر اليها بصدمة: عمتي..

قامت بمقاطعتي: لا تقولي عمتي..انا حقا مندهشة من وقاحتك..

لم استطع الاحتمال..اجبتها بحدة: عن أي وقاحة تتحدثين..كل ذنبي أنني اريد رؤية ابنتي..
أنا حقاً لا استطيع فهم تفكيركم..ان كان خالد قد ظلمني لماذا تؤيدونه بذلك..
عمتي..هل تقبلين أن تحرمي من مها….

بدأت تنظر الي باشمئزاز: لا تقارني نفسك بي هل سمعتي..خطأك لا يغتفر..

توقف عقلي عن التفكير في تلك اللحظة بدأت الدموع تنزل من عيني: عن أي خطأ تتحدثين..هل كنت سأؤوذي جمان بملئ ارادتي؟؟

ارتفع صوتي: هل تقصد أي أم بالدنيا أن تؤذي أطفالها؟؟
لو طلبت جمان عيني لأعطيتها..انها قطعة من قلبي وكل ما يؤذيها يؤذيني..

تهدج صوتي:لماا تسمحين لخالد بإيذائي هكذا؟؟
ابنك اراد تدمير حياتي مع زوجي لماذا لا تقومون بإيقافه..
ابنك يبتزني بابنتي بكل وقاحه..

قاطعتني وهي تبصق علي: ذلك الرجل الذي تسمينه وقحاً قد ستر عليك..لا تدعي البراءة..
اخبرني خالد انك قمت بخيانته..لقد خرجت من المنزل مع عشيقك وتركتي جمان وحيدة في المنزل..
لا تدعي البراءة هوازن..يجب أن تكوني ممتنة له لأنه لم يفضحك...لم يعلم بهذا الأمر سواي أنا وزوجي..

ارتفع صوتها: هيا اخرجي من هذا المنزل الأن..لن أسمح أن تربى جمان بيد امرأة قذرة مثلك…

تحجرت الدموع في عيني..صدمة وأي صدمة اعظم من أن أطعن في عرضي..

لم أستطع حتى أن أرد عليها..لم يتمكن عقلي من استيعاب كلامها..

تحدثت بصوت مرتجف:هل أنت مدركة لكلامك..
وضعت يدي على صدري: هل تصدقين حقاً انني قمت بخيانته؟؟

لم ترد علي..ولكن نظراتها المشمئزة قد أعطتني الجواب..

لم أستطع احتمال الاهانة أكثر..

لا أعلم كيف أتتني تلك القوة وأنا أصرخ:لا أسمح لك بأهانتي هكذا..

مسحت تلك الدموع المتمردة ثم تابعت حديثي:بلغي خالد بأنني لن أسكت عن هذا الأمر أبداً..منذ اليوم سأحاسبه بالقانون…

قلتها ثم خرجت من الفلة بخطوات سريعة..لم أستطع احتمال البقاء في هذا المكان...بالرغم من وسعه الا انني لقد شعرت وكأنه يضيق ..يضيق ويخنقني.

.وصدري يضيق أكثر وأكثر..

اليوم..تجلى خالد بأبشع صوره أمامي..
لم أتخيل يوما أن تكون بهذه الدرجة من لحقارة يا خالد
لقد فجعتني بأمومتي .., وطعنتني بالرجولة التي خولت بها

لقد نزعت ثوب الشهامة التي كسيتها..و ارتديت ثوب الأنانية والنفاق..

لم تقدر ضعفي..لم ترحم غربتي..لم تجبر كسري ..

بل اتهمتني في عرضي..وحرمتني من ابنتي..

كان يتردد في ذهني سؤال واحد فقط..

وددت أن يكون خالد أمامي لأسأله…

وقفت أمام سيارة أحمد ثم أخرجت هاتفي من جيبي لأتصل عليه..

خرج من المنزل فزعاً بعد المكالمة ثم وقف أمامي: ما لذي حدث هوازن..

اجبته بحدة: أحمد أريد أن أبتعد عن ها المكان..

-حسناً أخبريتي مالذي حدث..

اجبته بصوت متهدج : لست في مزاج جيد للحديث..

أومأ برأسه ثم قام بفتح السيارة..

دخلت اليها وبقيت انظر الى النافذة بصمت..

أنا أحترق..أتمزق..أتألم كثيراً ولكنني لا أريد أن أبكي..

لقد عدت بذاكرتي لزمن بعيد بعيد جداً..

عدت لستة عشر سنة..ليوم الحادثة..بدأت أتذكر نظرات خالد لي في ذلك الوقت..

الهذا كان ينظر خالد لي بتلك الطريقة؟؟

هل كان يعتقد حقاً أنني قمت بخيانته؟؟

هل كان بكامل قواه العقلية وهو يتهمني بهذا الأمر؟؟

لم أرفض لخالد أي طلب من قبل..لقد أراد فرض سيطرته علي..

منعني من اكمال دراستي..حرمني من زيارة صديقاتي..

ولكنني لم أعترض...أردت أن أكون الزوجة المثالية بالنسبة له..

اخبرني انه يحب الطبخ فقمت بشراء كتب كثيرة لأتعلم ..

لقد أصبحت طباخة ماهرة بشهادة كل من يعرفني..

وبالرغم من تدخله في ادق تفاصيل حياتي كان يرفض تدخلي بحياته..

ان طلبت منه البقاء معي كان يصرخ علي ويخبرني بأنه لا يحب أن يكون مقيداً بحياته..

يريد ان يكون حراً طليقاً..

وأنا يا خالد ألا استحق أن أكون حرة؟

أريد أن أسألك فقط بماذا اخطأت؟؟

همس أحمد: لقد وصلنا..

نزلت من السيارة معه لأدخل لشقتي..

فتح أحمد الباب لأفاجأ بصغاري في استقبالي:اشتقنا اليك يا خالة هوازن..

هتف حسام وهو يحمل البالون بيده: لقد اقمنا حفلة لمفاجأتك..

نظرت لين اليه بحدة:ايها الغبي لقد افسدت المفاجأة..

شهق ثم نظر الي:انا امزح لم نقم حفلة..

ضحكت وسط دموعي..

ركضت ليان باتجاهي وهي تهتف :مــــــــامـــــــــا..

جلست على الأرض فاتحة ذراعي لأستقبلها وما ان طوقتها بيدي حتى انفجرت بالبكاء..
لا اصدق اني كدت افقدهم وافقد حبهم بسبب رجل اناني مختل..

تجمع صغاري حولي وهم ينظرون الي بدهشة..

جلس أحمد بجانبي وامسك بكتفي وهو يهمس: لماذا تبكين..

ارتميت بين ذراعيه وأنا أصرخ:احمد أريدك أن تحاسب ذلك الحقير..

طوقني بذراعيه :سأحاسبه ياعزيزتي..

تابعت حديثي وأنا أمسك ثوبه بكل قوتي: أريده أن يعاني كثيراً ..اريده أن يشعر بألمي..
أريده أن يتألم أحــــــــمـــد..

-سأحاسبه ياحبيبتي..سيندم صدقيني..

بدأت أستعيد شيئاً من قوتي وأنا أسمع نبرة أحمد الواثقة..

مع كل دمعة ذرفتها.. ومع كل همسة من أحمد كان كراهي لك يتضاعف يا خالد..

منذالآن سترى هوازن جديدة..هوازن قوية..

هوازن الضعيفة قد كسرت..لقد جرحتها والمتها كثيراً..

كنت أستحق معاملة أفضل منك..

بدأ بكائي يهدأ قليلاً..

لقد اتخذت قراري…

لن أسمح لخالد بأن ينزل دمعتي أبداً..

أعدكم يا صغاري أن أكون قوية لأجلكم..

أعدك يا أحمد أنني لن أبكي مجدداً..

لن اخضع لابتزازاته..لن اتخلى عنك أبداً..

سأكون قوية من أجلك ومن أجل صغارك..

قوية من أجل ابننا ومن أجل جمان..

وسيبقى حبي واخلاصي لك ما حييت..

شخابيط فتاة 04-06-16 09:48 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم
اعتذر ان كان فيه اخطاء مطبعية مصدعة جداً وما قدرت اراجع الفصل زين

اتمنى لكم قراءة ممتعة..انتظر اراءكم بفارغ الصبر

سلااام

شخابيط فتاة 04-06-16 10:58 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شهر رمضان قادم ولابد لنا من اغتنام هذا الشهر الفضيل
هذا البارت أن شاء الله آخر بارت أنزله
والمتبقيه بإذن الله بعد شهر رمضان المبارك

اخوتي اغتنموا هذا الشهر بالإكثار من الدعاء وطول القيام
لي عودة بإذن الله في عيد الفطر المبارك
وكل عام وانتم بخير

شخابيط فتاة 05-06-16 04:29 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
http://www.vb.eqla3.com/attachment.p...5&d=1465133510

هو انتوا ساكتين كده ليش يا ال ليلاس..

امس منزلة فصل حرصت يكون طويل وقلت ان اخر فصل قبل رمضان تمنيت اعرف اللي يتابعوني واعرف ردهم..

انا حاسه اني قاعده اهش ذبان وحدي هنا:fIi04592:

عالعموم نورتوني وكل عام وانتم بخير

شخابيط فتاة 05-06-16 08:06 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
http://www.vb.eqla3.com/attachment.p...5&d=1465149280


الى من يمتلكون المودة والمحبة في قلبي:eh_s(7):

أقول لكم:

رفع الله قدركم ..وفرج همكم.. واسعد أيامكم ..وشرح صدوركم..والبسكم لباس العافية..

اللهم انك أعطيتني خير احباب دون ان أسألك ..فلا تحرمني من صحبتهم في الجنة وأنا أسألك..اللهم لا ترد دعواتي لهم فإني فيك احبهم..

احبتي:

تقبل الله صيامكم..
واسعد أيامكم..
وكل عام وأنتم بخير..
المؤمنون في سباق الى الله
فإن استطعتم الا يسبقكم احد فافعلوا..
تقبل الله طاعتكم..
وأتم بالعيد فرحتكم..
:29-1-******:
كل عام وأنتم بخير

bluemay 05-06-16 08:38 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مبارك عليكم الشهر يا رب

الله يعينا واياكم على صيامه وقيامه ويجعلنا من عتقائه�



سامحيني انشغلت وما قدرت ارد ..

بس تأكدي انك مميزة وعاجبني كتير التطورات باﻷحداث اللي عم بتصير ..


تقبلي مروري وخالص ودي



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

شخابيط فتاة 07-07-16 02:35 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
كل عام وانتم بخير ..

عيدكم مبارك وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال..

احس الصفحة مغبره هههههه

المهم الليلة ان شاء الله بنزل بارت...

سلااااااااااااام حبايبي

سباهي 08-07-16 01:22 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
في الانتظار

شخابيط فتاة 08-07-16 08:25 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الفصل التاسع عشر: اختطاف!!

هل سمعتم يوما عن فتاة تكره ذكرى زفافها؟؟

يؤسفني ان اخبركم ان تلك الفتاة هي أنا..

ذكرى زفافي تعد من أسوأ الذكريات بالنسبة لي..

وأحد أسباب كرهي لذلك اليوم هو عمتي والدة مروان…

حين فتحت الباب متوقعة قدوم مها..رأيت عمتي تقف أمامي مع ابنتها جنى.

-ابني ..أين هو ابني..ما الذي حصل له..

كانت تلك هي الكلمات التي نطقت بها فور فتحي لباب الشقة..

ركضت باتجاه غرفة مروان متجاهلة وجودي أمامها ..لم تسلم علي..

ابتسمت جنى لي: كيف حالك ياسارة..

حاولت جاهدة أن أرسم الابتسامة على شفتي..جنى هي الأخت الصغرى لمروان..عمرها اربعة عشر سنة..

بعد أن سلمت علي ذهبت باتجاه غرفة مروان هي أيضاً..كنت أود الذهاب لغرفتي كي لا اصطدم مع عمتي ولكنني لن أتمكن من أخذ الحقنة وحدي...مروان سيقلق بالتأكيد.

بدأت أحرك كرسيي باتجاه الغرفة ببطء..

بدأت أسمع صوت عمتي وهي تبكي:من فعل هذا بك يابني..لماذا لم تخبرني بالأمس..لقد قلقت عليك كثيراً

اجابها مروان:امي لم اخبرك بهذا كي تقلقي اردتك ان تعذرني لعدم زيارتي لك فقط..انك تهولين الأمر أنا بخير حقاً..

ردت بصوت أعلى:انك طريح الفراش وتقول انك بخير..اريد ن أفهم لماذا تطاردك المشكلات..

صمتت قليلاً ثم اردفت بصوت متذمر:منذ تزوجت بتلك الفتاة وحياتك تدمر...اود أن أفهم ما شأنك بها..لماذا تدخل نفسك بمشكلات بسببها؟؟
اخبرتك مراراً أن تتزوج بابنة خالتك..ولكن لا..سارة فتاة مسكينة..انها تحتاج لمن يساعدها..
انظر انظر..هذه هي النتيجة..لقد قاموا بطعنك…

زفر مروان : أمي ماشأن سارة بهذا الموضوع أرجوك..

شهق:اين هي سارة لقد ذهبت لتحضر ادويتها..

اجابت جنى:لقد كانت خلفي سأذهب لرؤيتها.

مسحت دموعي بسرعة وحاولت رسم الابتسامة وأنا أدخل للغرفة:يوم السعد يوم زيارتك لنا ياعمتي..

نظرت عمتي الي بحدة ثم همست بضجر: هه تقول يوم السعد..

شعرت برغبة بالبكاء..ولكن حين رأيت ابتسامة مروان وهو ينظر الي حاولت التماسك..

سأحاول تجاهل وجودها..اخبرتني مها ان اكون واثقة من نفسي..مروان يحبني ولهذا يهتم بي..اخبرتني ان ابعد تلك الافكار عن رأسي..انا لا أثير الشفقة..أنا فتاة قوية وجميلة وسأكون خير زوجة لمراون..

اعطيت مروان تلك الحقنة وبدأ يحقنني بها وسط نظرات عمتي..

رغم انني حاولت تجاهل وجودها تماماً الا انني كنت أشعر بنظراتها وكأنها تخترقني.

-لقد انتهينا..

قالها مروان وهو يضع الحقنة على الطاولة..

نظر الى والدته بابتسامة: مالذي تريدون طلبه على العشاء..

هتفت جنى بحماس: أنا أريد البيتزا..

ضحك مروان بهدوء: ههه حسناً اذا سنطلب البيتزا..

ردت عمتي:كلا سأقوم بطهو العشاء بنفسي ..اعتقد انك تفتقد الطبخ المنزلي..

قالتها ثم القت نظرة سريعة علي وخرجت من الغرفة..

لحقت جنى بها :كلا ..كلا.. امي ارجوك اريد البيتزا..

بقيت اراقبهم بنظراتي الى أن خلت الغرفة..

وصلني صوت مروان: سارة ياعزيزتي لا تهتمي لكلام أمي أرجوك..صدقيني انها تحبك كثيراً ولكنها قلقة علي الآن..

نظرت اليه ودموعي تنذر بالنزول..اذاً انا لا أتوهم..مروان ايضاً يلاحظ تعمدها لازعاجي..

اجبته بصوت مرتجف:كلا لم اهتم..احم..انا اشعر بالتعب سأذهب للنوم

رد مروان : انتظري حتى نتناول العشاء.

أومأت برأسي: كلا لا أشتهي..قلتها ثم خرجت باتجاه غرفتي..في الحقيقة أنا لن أحتمل نظرات عمتي تلك..اخاف أن أبكي وسيحزن مروان لهذا..

دخلت الى غرفتي وما أن استلقيت على سريري حتى انفجرت بالبكاء..

حاولت جاهدة أن ابعد تلك الذكرى عن ذهني ولكنني لم أستطع…

دفنت رأسي بوسادة سريري وأنا ابكي بحرقة..

وضعت يدي على اذني في محاولة مني لأبعاد صوت عمتي وهو يتردد بذهني..

تلك الجملة التي قالتها لي في يوم زفافي..لقد دمرتني وقتلت الأمل بقلبي بأن أفرح كأي عروس في الدنيا…

مروان يشفق عليك
مروان يشفق عليك
مروان يشفق عليك

.
.
.

للحظة فقط..كانت تلك السكينة ستغرز في صدري..للحظة فقط كنت سأموت ميتة شنيعة..للحظة فقط كانت أحلامي ستنتهي.

ولكنها غريزة البقاء..لا أعلم كيف اتتني تلك القوة و أنا ادفعه عني ..سقط ارضاً..وسقطت تلك السكينة معه..

كان سيعود لأخذها ولكنني كنت أسرع منه..

رفعتها بيدي ونظرت اليه بتهديد..

كنت امسك بها وأنا الهث من شدة التعب..

أما عادل فقد كان يجلس على الارض وهو ينظر الي بعينين دامعتين..

بدأت أتحدث بصوت متقطع وسط انفاسي المتسارعة:اياك وأن تقترب..

قلتها ثم اخرجت هاتفي من جيبي لأتصل على أبي بدون أن أنزل تلك السكينة في محاولة مني لحماية نفسي من أي هجمة مرتدة من قبله..

ولكن..وقبل ان اتصل..

وقف عادل وهو يصرخ:لقد دمرت حياتي….

قالها ثم ركض باندفاع تجاهي..

كانت ثوان ..ثوان معدودة..ولكنها دمرتني..

لم أكن بوعيي وقتها..كنت اريد الدفاع عن نفسي فقط..اردته ان يخاف ويبتعد..ولكن الآون قد فات..

جثى عادل على ركبتيه امامي مضرجاً بدمائه وأنا انظر اليه بخوف..

نعم..لقد قمت بطعنه..

استقرت تلك السكينة برقبته ثم سقط ارضاً وبدأ يتلوى على الأرض وهو يمسك بتلك السكينة في محاولة منه لأخراجها..

أما انا ..فقد كنت انظر اليه بصدمة..لم أكن قادر على استيعاب الموقف..

أنا..لقد ..لقد قتلته..
بدأت اهز رأسي بقوة لأستيقظ من هذا الكابوس...كلا هذا مستحيل..

اتجهت نحو الجدار وأنا اضرب رأسي بقوه:استيقظ...اللعنه ..اســــتيقظ..

بدأ عادل يخرج شهقات قوية من صدره..

ركضت باتجاهه ثم جلست بجانبه فزعاً في محاولة مني لتدارك الأمر..

أمسكت برأسه وقمت بوضعه على فخذي وأنا أتحدث معه بصوت مرتجف: تماسك عادل..ارجوك تماسك..لا يمكن أن تموت..

بدأ يحرك شفتيه ببطء ليتحدث.

انهمرت الدموع على خدي وأنا ارى عينيه تتقلبان ..

أدركت أنه يحتضر...جذبته الى صدري بقوة وأنا أبكي: عادل تماسك أرجوك..أرجوك..

بدأ عادل يتمتم بكلمات متقطعه لم أدرك معناها في البداية..

ولكن صوته بدأ يتضح تدريجياً..ادركت تلك الكلمة أخيراً..

بدأت أضحك وسط دموعي حين أدركت همسته..كيف أصبح هذا حالنا ياعادل..

همسته تلك اعادت الى ذاكرتي ذكريات بريئة..

شددت ضغطي أكثر وأكثر..شعرت معها وأن عظامه ستسحق بين يدي..

اختلطت دموعي بدمائه وأنا أسمعه يكرر همسته مجدداً…...

رغم ان صوت كان متقطعا الا انني ادركت مايقصده..فقد كانت هذه كلمته دائماً:انــ..ـه ..خطـ...ــأي..نون..

خفت صوته..بل صمت تماماً..بدأت أشعر أن جسده قد أصبح ثقيلاً فجأة..ابعدته عني لأرى الدماء تخرج من فمه.وعيناه جاحظتان.. لقد مات..

دفعته عني ثم وقفت فزعاً وبدأت أتراجع بخطواتي الى الخلف وأنا أنظر اليه..

ما الذي فعلته..لقد قتلته..اصبحت مجرماً..

سرت قشعريرة قوية بجسدي..نظرت الى يدي الممتلئة بالدماء..لقد كانت ترتجف..

جلست بجانبه وبدأت اهزه بشكل هستيري وأنا أصرخ:لا يمكن أن تموت عــــــــادل...استيقظ ايها الغبي...أسـتــــيــــــــــقظ…

أي مصيبة وقعت بها في هذه المرة...لن أستطيع الخروج من هذا الأمر أبداً..لماذا ياعادل..لماذا..

بدأت أسمع طرقات قوية على باب الملحق..

جحظت عيناي وأنا أنظر الى الباب بخوف..
سمعت صوت أبي وهو يهتف: نادرهل انت موجود..

بدأ يزيد من طرقه على الباب ودقات قلبي تزداد مع كل دقه..

توقف عقلي عن التفكير..الوقت مبكر جداً لأفضح الآن...كيف سأخبر أبي بهذا..

هممت بالرد عليه ليتوقف عن طرق الباب ولكن عقلي لم يهدني لشيء…

توقف قلبي عن النبض حين سمعت رنين هاتفي..

بدأت أسمع صوت أبي: ان هاتفه يرن بالداخل.. .
ردت أمي: ربما يكون نائماً....

عاد أبي لطرق الباب: نادر أفتح الباب لا تقلقني أرجوك..

نظرت الى عادل من جديد وأنا أفكر بطريقة للتخلص منه....

لقد اصبت بحالة من الجنون..لا اعلم حقاً بماذا كنت افكر وأنا اقوم بجر جثته باتجاه الحمام..

وضعته على الأرض ثم قمت بفتح صنبور الماء ليتدفق الماء على جسدي وجسده…

بينما كانت قطرات المياه تتخلل شعري شعرت وكأنني بدأت أستعيد وعيي قليلاً…

اصبحت موقناً الآن انني لا احلم..

لقد قتلت عادل حقاً..

حين رأيت دماءه وهي تختلط بالماء على الأرض اجتاحني شعور بالغثيان.. بدأت أتقياً على المغسلة الى ان افرغت كل ما بمعدتي..

غسلت وجهي بقوة وأنا أحاول جاهداً السيطرة على دموعي…

خرجت من الحمام باتجاه الغرفة وثيابي ملتصقة على جسدي بسبب الماء..

وجهت نظري الى الأرض الممتلئة بالدماء بفزع..كيف سأتمكن من تنظيفها الآن.

كنت انتفض بقوة..لا أعلم حقاً هل كنت أنتفض من الخوف أم البرد..

اتجهت نحو جهاز التكييف لأغلقه…

لقد توقف أبي عن طرق الباب..

يبدو أنه قد يأس..

استلقيت على الأريكة ثم أغلقت عيني بقوة في محاولة مني للنوم..لن أتمكن من النوم طبعاً...ولكني اريد أن يمر الوقت بسرعة حتى اخرج باتجاه غرفتي..
ان قمت بفتح الملحق الآن سيفضح أمري..

انتابني شعور غريب بأن هناك من يراقبني..فتحت عيني بفزع لأنظر الى باب الحمام..لأرى عادل يجلس على الأرض وهو ينظر الي بعينين حمراوين... .

.
.
.

قامت جمان بتناول عشائها ثم نظرت الي بحماس:هل ستأخذينني للمستشفى الآن..

أومأت برأسي: سأتحدث مع بابا ليأخذك يا عزيزتي.

عبس وجهها:بابا لا يريد أن يأخذني..

وقفت من الأريكة:سأتحدث معه لا تقلقي..

قلتها ثم خرجت من الغرفة..كان خالد يقف أمامي باهتمام: ما الذي حصل..

زفرت: خالد لنأخذها للمستشفى حالاً..

تغيرت ملامح وجهه:هذا ما توصلتي اليه بعد كل هذا الوقت..اخبرتك ان تحاولي اشغالها عن موضوع الذهاب الى المشفى..

اجبته بضجر: أريد أن أفهم كيف تفكر يا خالد..المسكينة انها خائفة..تحتاج للوقت لتعتاد على المنزل..ما المشكلة ان ارادت رؤية الممرضة؟؟
لقد قامت بالعناية بها لسبعة أشهر...من الطبيعي أن تتعلق بها وتفتقدها ..

نظر خالد الي بحدة: الأمر ليس من شأنك ..انها ابنتي وسأتصرف معها كما أريد..

صرخت : ان كان الأمر ليس من شأني لماذا اخرجتني من منزلي لرؤتها..

حاول خالد ان يخفض صوته: انك لا تفهمين يا سمر..لا أريدها أن تتعلق بالممرضة أكثر..لديها الكثير من المرضى..يجب أن تعتاد جمان علينا.

اخذت نفساً عميقاً ثم أجبته: ولكن حرمانها من الذهاب ليس حلا مناسباً..ستعتاد على المنزل بالتدريج...زيارة قصيرة فقط..أين المشكلة؟؟

تحدث خالد بانفعال: سمر سينفذ صبري حقًا..انا ارفض زيارتها للمستشفى بتاتاً..يجب أن يمحى أمر المستشفى عن ذهنها..

زفرت بعمق: كما تشاء..ولكن تحمل تبعات فعلتك..ستتسبب بعقد نفسية للفتاة..

تجاهلني ثم دخل الى الغرفة.

وقفت جمان من الأريكة وهي تعقد حاجبيها:هل سنذهب للمستشفى؟؟

اجابها بابتسامة : سنذهب يا صغيرتي..

اتسعت عيناي وأنا أنظر اليه ...هل ينوي الكذب عليها..اردت أن أحذره من هذا حتى لا يفقد ثقة جمان به ..ولكنني قررت تجاهل الأمر..

طلب مني أن لا أتدخل بشؤون ابنته..حسناً اذاً يا استاذ خالد...تحمل نتائج أفعالك..

بدأت جمان ترتدي حذاءها وعباءتها والابتسامة لا تفارق وجهها البرئ.

شعرت بالحزن عليها..المسكينة ستصدم كثيراً..

ركبنا السيارة وبدأنا بالتحرك…

كانت جمان تنظر من زجاج النافذة وهي تبتسم..

لم يكن يسمع في السيارة سوى صوت جمان وهي تهتف في كل دقيقة: الم نصل بعد..

يجيبها خالد ببرود: ليس بعد..

ومع كل مرة كانت جمان تسأل بلهفة كان حزني عليها يزداد أكثر…

وصلنا الى المنزل وتوقفت السيارة..جحظت عينا جمان وهي تنظر الى خالد..

تزاحمت الدموع في عينيها وهي تتحدث بصوت مرتجف: انها ليست المستشفى..

لم يرد خالد عليها..خرج من السيارة ثم اتجه الى الباب الخلفي للسيارة ليفتح الباب لإخراج جمان.

صرخت جمان بأعلى صوتها:كلاااااااااااااااااااااااااا

نظر خالد اليها بحدة ثم أمسك بيديها
وبدأ يجرها الى الخارج وجمان تجلس على ارض الشارع وهي تبكي وتصرخ: أريد الذهاب الى مــــــــامـــــــــــــــــــــا..

اجابها خالد بحدة: جمان لا تكوني عنيدة هيا..

نظرت جمان الى خالد بحدة ثم قفزت باتجاهه فجأة لتقوم بعض ذراعه بكل قوتها..

صرخ خالد بألم وهو يدفعها أرضاً ثم صرخ بانفعال:يكـــــــفي ...لقد طفح الكيل..

قالها ثم حمل جمان وهي ترفس وتضرب ظهره وتصرخ وسط دموعها:أنا أكرهك ..أكرهك...اكرهكم جميعاً..

دخل خالد الى الفلة لتمتلأ الصالة بصراخ جمان..

وقف فارس مع رغد على درج المنزل وهم ينظرون الى خالد بدهشة..

اتجه نحو الغرفة التي كانت ترقد مها بها ثم قام بوضع جمان على السرير وخرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه..

بدأت جمان تطرق باب الغرفة بكل قوتها ولكن خالد كان يمسك بالمقبض..

نظر الي ثم صرخ بانفعال: أين المفتاح..

اجبته بصوت مرتجف..فأنا أعلم جيداً أن خالد يجن في وقت غضبه:خالد لا تفعل هذا بها..انك تصعب الأمور..

قاطعني وهو يصرخ: لا تتدخلي مفهوم..لقد أفسدت جمان بسبب دلالها الزائد..سأعلمها الاحترام بنفسي….

وقفت ليسا أمام خالد وهي تمد المفتاح بيدين مرتجفتين: هذا هو المفتاح..

أغلق الباب بالمفتاح متجاهلاً صراخ جمان من خلفه..

نظر الينا والشرر يقدح من عينيه: ستبقى جمان في هذه الغرفة الى أن تتعلم الأحترام..أياكم وأن تفتحوا الباب لها..مفهوم؟؟؟

ركلت جمان الباب بكل قوتها وهي تصرخ: أكــــــرهك..

قام خالد بركل الباب أيضاً ثم صرخ بغضب: أصمتـــي والا قطعت لسانك..

صرخت جمان بصوت أعلى : كلاااااااااااااااااااااااا

ضرب خالد وجهه بغضب ثم ركض باندفاع باتجاه الدرج ليذهب باتجاه الغرفة..

أما أنا فقد كنت اراقب ما يحدث بصدمة..انها المرة الأولى التي ينفعل خالد بها بهذا الشكل..لم يعتد أن تكسر كلمته أبداً ..ولكن يبدو أن جمان ستقلب موازين هذا المنزل..

انها عنيدة حقاً...آه يا جمان.

.
.
.

أعددت العشاء لمروان وأنا أفكر كيف اقنعه بأمر الزواج..

لقد تحدثت مع أختي بالأمس..انها تعلم جيداً أن زواج مروان بسارة هو زواج على الورق فقط...لقد وافقت ابنتها على أن تكون الزوجة الثانية لمروان..

ولكن مروان عنيد جداً..لا أعلم لم يرفض الزواج..لقد شارف عمره الثلاثين وهو لم يتزوج بعد..أريد رؤية أحفادي قبل أن أموت…

مروان ولدي الوحيد بعد ثلاث فتيات … الا يحق لي أن أفرح بولد من ابني الوحيد؟؟؟

حملت الصينية واتجهت بها نحو غرفة مروان…

وضعتها على الطاولة الموجودة بجانب السرير ثم جلست مع جنى على الأرض..

نظر مروان الي: أمي تعالي واجلسي بجانبي على السرير..

وقفت للجلوس بجانبه ثم سألته بدون أن أنظر اليه: أين سارة؟؟

رد مروان : قالت انها لا تشتهي الأكل..

نظرت اليه بحده:لا تشتهيه لأنني أنا من قمت بالطهو صحيح؟؟

زفر مروان: لا حول ولا قوة الا بالله ..أمي أرجوك..انها متعبة فقط..الأدوية التي تأخذها تسبب النعاس…

بدأت آكل وأنا أغلي بداخلي...لا أعلم لماذا يدافع عنها دائماً..

أنا لا أكن مشاعر سيئة تجاه سارة..كل مافي الأمر أنني أغضب لأن مروان لا يحصل على حقوقه كزوج..وكأنه تزوجها ليقوم على خدمتها ...ما الذي يجبره على هذا أود أن أفهم فقط..

بعد أن انتهينا من العشاء طلبت من جنى أن تحمل الصينية الى المطبخ..وبعد أن خلت الغرفة..نظرت الى مروان باهتمام: اسمع يابني..لقد تحدثت مع خالتك بشأن زواجك من خلود..قالت انها لا تمانع أن تكون زوجة ثانية..

أخذ نفساً عميقاً ثم رد علي: لماذا تحدثتي معها يا أمي..أخبرتك أنني لا أنوي الزواج..

اجبته بحدة: ولماذا ترفض الزواج..يجب أن تحمد الله لأنها وافقت..

وضع يده على رأسه:أمي..اتمنى لها التوفيق ولكنني حقا لا ارغب بالزواج..سارة تكفيني..

ضحكت باستهزاء: وهل تسمي نفسك متزوجاً..أفق يا بني..انك تعمل على خدمتها ليل نهار بدون أن تحصل على مقابل..اريد أن أرى ابناءك قبل وفاتي..

قام بتقبيل يدي: ماعاذا الله يا أمي أسأل الله أن يديمك تاجاً على رؤسنا..سترين أبنائي بإذن الله..ولكن يا أمي أنا غير قادر على الزواج في الوقت الحالي تحديداً..انني أجمع النقود من أجل علاج سارة..سأسافر الى المانيا لعلاجها ان شاء الله..

نظرت اليه بصدمة: تسافر!!

أومأ برأسه : نعم من أجل العلاج فقط..

شعرت بالدم يفور بداخلي:اذا ترفض الزواج بسببها..

لم يرد علي..

تابعت حديثي: ان كان الأمر من أجل المال فلا تقلق..سأدفع تكاليف زواجك بنفسي..

اتجهت نحو حقيبتي لأخرج صندوقاً صغيراً..

فتحته لأري مروان تلك الأساور الذهبية: انظر..لقد قمت بشرائها من أجل خلود قبل أن تتزوج بسارة..اخبرني فقط أنك تريد خطبتها وسأعطيها لها فوراً..

أخذ تلك الأساور من يدي وبدأ يتأملها...همس بهدوء: وسارة..لماذا لم تقومي بشراء شيئ من أجلها..

رفع بصره الي: تزوجت بي بدون أن أشتري لها قطعة ذهب واحدة..

زفرت بضجر: لا تغير الموضوع مروان..هل أخطبها لك أم لا؟؟

نظر الى الاساور بتفكير ثم أجاب: سارة ستحزن كثيراً يا أمي..مرضها يتأثر بحالتها النفسية..لا أريد احزانها…

نظرت اليه بصدمة..الآن فقط أدركت السبب..انه يرفض الزواج حفاظاً على مشاعرها..ليت تلك الفتاة تستطيع اسعادك مروان...ان كانت هذه مشكلتك فسأتفاهم مع سارة بنفسي..سأقنعها بأمر زواجك..
ان قامت سارة بإقناعه بأمر الزواج بنفسها فلن يكون لك أي حجة للرفض يامروان...

.
.
.

صرخت بفزع حين خيل لي طيف عادل وهو ينظر الي..أغلقت عيني وفتحتها عدة مرات لأتأكد مما رأيت..ولكن لا ..لقد كان مستلق على الأرض..

بدأت أشد شعري في عدم تصديق.. ان بقيت مع جثته أكثر سأجن بالتأكيد..

من شدة خوفي ..لم استطع البقاء في الملحق أكثر..سأخرج الى غرفتي..لا يهمني ان رآني أي أحد..

المهم أن لا أبقى هنا…

اتجهت نحو باب الحمام ثم أغلقت الباب..

ركضت باتجاه باب الملحق ثم اقفلته خلفي بعد أن خرجت…

كان قلبي ينبض بسرعة عجيبة..كنت مرتعباً جداً..

كنت أنتفض من كل صوت أسمعه خلفي…

اتجهت نحو البوابة المخصصة للخدم..لن أدخل من الباب الرأيسي حتى لا أصطدم مع أي أحد..

بدأت أمشي ببطء بداخل المطبخ الى أن وصلت الى درج الصالة..

كنت أمشي وأنا أدعو الله بداخلي أن يكون الجميع نيام…

بدأت أصعد الدرجات بحذر شديد..كنت أشعر أن جسدي يحترق من شدة خوفي..

وصلت الى الغرفة..وما ان اغلقت الباب خلفي حتى شعرت بالراحة…

جلست على الأرض وبدأت أتنفس بعمق علي أهدأ قليلاً..

شعرت بالدموع الحارقة على وجنتي: آه يا عادل...أي ورطة اوقعتني بها..كيف سأنجو من هذا الأمر..

مسحت دموعي ثم دخلت الحمام لأستحم…

وما أن قمت بفتح الصنبور حتى خيل لي بأن الدم يخرج من الصنبور.

قفزت بفزع وأنا ابتعد..

اغلقت عيني وأنا احاول المحافظة على هدوئي: اهدأ يا نادر اهدأ..

انتهيت من الاستحمام سريعاً فقد كنت خائفاً من البقاء في الحمام..كنت أتخيل عادل أمامي في كل دقيقة..
وضعت ملابسي الملطخة بالدم بداخل كيس ثم وضعتها بداخل الخزانة..سأغسلها في ما بعد..

استلقيت على سريري واختبأت أسفل بطانيتي..ولكني لم أتمكن من النوم..كنت أتوهم سماع أصوات خطوات خلفي..

جلست على السرير أنا أصرخ: يكفي..

نظرت الى النافذة وأنا أفكر..مادام عادل موجود فلن أتمكن من الراحة..يجب أن أتخلص من جثته…

انه هارب من المشفى وفق السجلات..ان قمت بدفنه في أي مكان فسيبقى مختف في ظروف مجهولة..

سألقي به في البحر أو أقوم بدفنه في منطقة منعزلة.

عزمت أمري ثم وقفت من سريري وبدأت
أمشي بحذر الى أن خرجت الى الفناء..

وقفت أمام باب الملحق وقد بلغ خوفي ذروته..

تلفت حولي..هذا جيد لا يوجد أحد..

دخلت الى الملحق وبدأت أمشي على أطراف أصابعي...حاولت جاهداً أن أبعد نظري عن الدم الموجود على الأرض..سأقوم بتنظيفه بعد أن أتخلص من الجثة..

فتحت باب الحمام..ثم أغلقت عيني بقوة في محاولة مني للسيطرة على دموعي: سامحني يا عادل..

أمسكت بقدميه وبدأت أجره الى أن وصلت الى باب الملحق..

توقفت عند الباب وأنا أفكر..سيلوث السيارة بدمائه,,يجب أن أضع بطانية قبل أن ادخله اليها..

هممت بالخروج من الملحق ولكن ذلك الصوت خلفي قد استوقفني وهو يهتف: من هنا؟؟

.
.
.

استيقظت في منتصف الليل وأنا أشعر بصداع فضيع..لن أستطيع الاحتمال أكثر..احتاج للتدخيين..

حاولت جاهداً الامتناع عنه من أجل مها ولكن الأمر يفوق طافتي..

أشعر أنني سأجن..

انزلت قدماي عن السريرر بهدوء ثم بدأت أمشي بخطوات بطيئة..

لا أستطيع الرؤية جيداً بسبب الظلام في الغرفة..كما أنني أخاف أن تستيقظ مها ان قمت بأشعال الاضواء..

بينما كنت أمشي باتجاه الباب..اصطدمت قدمي بطرف الطاولة الموجودة أمام السرير..

لقد اصدرت صريرا اثر تحركها من مكانها...سحقاً..ستستيقظ مها..

عضضت شفتي وأنا انظر اليها بارتباك...لقد بدأت تتقلب على السرير..هل استيقظت ياترى..
لا يهمني..لا استطيع احتمال هذا الصداع أكثر..

اتجهت نحو باب الغرفة ثم فتحته بحذر شديد كي لا يصدر أي صوت..

اغلقته خلفي بسرعة ثم ركضت باتجاه المطبخ..

لقد قمت بتخبئة مجموعة من السجائر بداخل كيس ثم قمت بوضعها فوق الثلاجة..

اخذت كرسيا ثم وقفت فوقه..توقعت أن أجد الكيس ولكن..اتسعت عيناي بصدمة…

الكيس غير موجود!!

بدأت اهز رأسي بقوة ...كلا هذا مستحيل..أين اختفت..يجب أن أجدها الآن ..

لا استطيع الاحتمال أكثر..

ربما أكون قد وضعتها بداخل الخزائن..

نزلت من الكرسي..وبدأت افتش بداخل الخزائن..

كنت القي بالأطباق على الأرض بشكل هستيري.. أصبحت الرؤية ضبابية أمامي من شدة الصداع..

أوقفني صوت مها وهي تهتف: ما الذي تبحث عنه..ماجد…

.
.
.

توقف قلبي عن النبض..وعقلي عن التفكير..لقد انتهيت..

التفت الى مصدر الصوت ببطء لأرى العم حسن..حارس الفلة وهو ينظر الي بصدمة..

تخدث بصوت مرتجف:سيد نادر..ماهذا الدم على ثيابك..

لم أرد عليه..فقد الجمت الصدمة لساني عن الكلام..

التفت برأسه باتجاه عادل ثم شهق بقوة :سيد عادل..

افقت من صدمتي حين رأيته يجثو على ركبتيه بجانب عادل..

تحدثت بصوت متهدج: لم أكن أقصد هذا...لقد أراد أن يقتلني..كنت أريد الدفاع عن نفسي فقط..

نظر العم حسن الي بعينين دامعتين.. .
تابعت حديثي:عم حسن أرجوك لا تخبر ابي بهذا...ان ابي يبحث عن عادل..لقد هرب من المصحة...سأقوم بدفنه ولن يعلم أحد بما حدث..

أومأ برأسه والدموع تملأ عينيه: كلا يابني..بجب أن تعترف..اخبرهم أنك لم تقصد هذا ..

مسح دمعة نزلت من عينه:دع أمه تراه قبل أن يدفن..انه ابنها الوحيد …

أمسكت بقدمي عادل وبدأت أجره وأنا أصرخ: لا تتدخل بهذا الأمر..سأذهب لأخطب اسيل في الغد..ان فضح هذا الأمر ستدمر حياتي..

وقف العم حسن ثم أمسك بيدي: بني لا تفعل هذا ..اهدأ أرجوك..يجب أن تعترف ..ستقع بمصيبة أكبر أن تم العثور على الجثة..

نظرت اليه بحدة:وكيف سيعثرون عليها..لا أحد يعلم بهذا الأمر سواي أنا وأنت..

نظرت اليه بترج: سأعطيك ماتريده من مال..سأطلب من أبي أن يزيد مرتبك ..سأفعل أي شيئ تريده في مقابل أن تنسى ما رأيت..تذكر أفضال أبي عليك وعلى عائلتك..افعلها من أجل أبي..أبي سينهار ان علم بهذا…

ترك يدي بدون أن يرد علي..

تجاهلته وبدأت أكمل جر الجثة..

أسرع العم حسن ليمسك بيدي عادل ويرفعه معي..اذاً..لقد قرر مساعدتي..

قلت بصوت مرتجف: أريد أن أغطيه ببطانية حتى لا يلوث السيارة..كما أنني احتاج اداة للحفر..

أومأ برأسه ثم ترك يدي عادل وذهب باتجاه غرفته..عاد بعد ثوان وهو يحمل الأغراض بيده..قمنا بلف الجثة بالبطانية..ثم حملناها لنضعها بداخل سيارتي..

جلس العم حسن بجانبي وبدأنا بالتحرك..

كان العم حسن يلتفت الى الخلف في كل دقيقة وهو يبكي..لقد عمل العم حسن في منزلنا منذ كنا صغاراً..لقد كان يحبني ويحب عادل كثيراً..انه يعتبرنا مثل ابناءه تماماً..

هتف العم حسن:نادر..لقد غيرت رأيي..اعترف بهذا يابني..دع بن عمك يغسل ويدفن في مقابر المسلمين..لا تحرمه من أبسط حقوقه..

تجاهلته وأنا أكمل قيادة السيارة..

وصلنا الى منطقة مهجورة..

دخلت بسيارتي وسط الكثبان الرملية لأضمن عدم افتضاح أمرنا..

أخرجت الأداة..وبدأت بالحفر..خرج العم حسن من السيارة وهو يبكي:دعنا نعد يا بني..صدقني اخفاء الجثة ليس الحل الأمثل لهذه المشكلة..

نظرت اليه وصرخت: عم حسن..اصمت أرجوك..لست في مزاج جيد لسماع الخطب..ان كنت بمكاني فلن تقبل بالاعتراف..انا لا اريد أن أكون مجرماً..

جلس على الأرض وهو يراقبني بصمت..

بعد ان انتهيت من الحفر التفت اليه : ساعدني بدفنه..

حملنا جثته وقمنا بوضعها بداخل الحفرة..

وقبل أن أحثو التراب على جسده...وضعت رأسه على فخذي ثم قمت بكشف وجهه لأتأمله للمرة الأخيرة..

تردد في اذني همسته الأخيرة قبل موته..

-ليس خطأك..نون..

عدت بذاكرتي لذلك اليوم الذي قال بها تلك الكلمة لأول مرة…

كنا في الصف الأول الابتدائي..كان قد مضى عدة أشهر على زواج أبي بعمتي حسينة..

كنت ألعب مع عادل دائماً في ذلك الوقت…

في ذلك اليوم..كنت قد اشتريت جهازاً لا سلكياً لألعب به دور الجاسوس مع عادل..

وقبل أن نبدأ اللعب..سألني عادل عن تلك الحلوى بيدي…

اجبته بابتسامة:اعطاني اياها أبي..

نظر الى الأرض بدون أن يتحدث..

سألته بحماس: هل تريد واحده؟؟

رفع بصره الي:هل تملك وحدة..

أومأت برأسي:هناك الكثير منها في مكتب أبي..

اتسعت ابتسامة عادل:نعم أريد..

-اتبعني اذا..

قلتها ثم ركضنا معاً باتجاه مكتب أبي..

وقفنا أمام الباب..أشرت الى المفتاح المعلق بجانب الباب: هذا هو المفتاح..ساعدني لأصل اليه..

جثى عادل على ركبتيه ثم وقفت على ظهره لأحضر المفتاح..

بعد ان امسكت به ..ابتسمت لهذا الانجاز..

نزلت الى الارض وبدأت أفتح الباب..

التفت الى عادل: أحضر الجهاز اللاسلكي..

أومأ عاد برأسه ثم قام بأحضاره..

نظرت اليه باهتمام:انا اسمي نون وأنت عين..
أبقى هنا لمراقبة الباب..وان حضر أبي..أخبرني بذلك فوراً..

أومأ عادل برأسه..

دخلت الى المكتب وبدأت أفتش عن تلك الحلوى..

وجدتها أخيراً بداخل الخزانة الزجاجية التي يحتفظ أبي بها بتذكاراته..

لم أستطع الوصول اليها بسبب صغر حجمي..

أحضرت كرسياً لأضعه أمام الخزانة..

وقفت على الكرسي ثم وضعت اللاسلكي أمام فمي: من نون الى عين..لقد تم العثور على الحلوى..

قلتها ثم رفعت يدي لأحضرها..

ولكن حصل مالم يكن بالحسبان…

اختل توازني..فأمسكت بأحد الرفوف الزجاجية لأسقط أرضاً مع ذلك الرف لتكسر تذكارات أبي..

فتح عادل الباب بفزع: ما الذي حصل نون..

جلست على الأرض وأنا أبكي ..فقد دخلت قطع الزجاج بأجزاء متفرقة من جسدي..

ركض أبي ليفتح غرفة المكتب ليرى ذلك المنظر أمامه..

وضع أبي يده على رأسه :مالذي فعلتموه..

وقف عادل أمامي للدفاع عني:انها غلطتي..انا من قمت بفتح الباب..لقد اردت أن آخذ الحلوى ولكنني سقطت فجرح نادر..أنا آسف..

ركضت أمي باتجاهي وقامت باحتضاني..

أماعادل..فقد ضرب ضرباً مبرحاً من أبي..

بعد أن قاموا بتضميد جروحي..ذهبت الى غرفتي لأرى عادل يجلس على السرير وهو يبكي…

جلست بجانبه:سامحني.عين..

رفع عادل بصره الي ثم مسح دموعه وهو يهمس: ليس خطأك..نون..

سقطت دمعة من عيني على وجهه وأنا أهمس:انا آسف..عين..

وصلني صوت العم حسن:لم يفت الأوان يابني..هيا دعنا نعد للمنزل لتعترف بما حدث…

نظرت اليه بعينين حمراوين:هذا يكفي ..لقد اصبحت شريكاً معي بهذا..ان قمت بالاعتراف..سأخبرهم أنك قمت بدفنه معي هل هذا مفهوم..

-انك لا تفكر بعقلانية الآن ياولدي..انظر انك تبكي..انه ابن عمك في النهاية..

اجبته بحدة: انا لا أبكي..لقد دخل التراب الى عيني فقط..

قلتها ثم وقفت من مكاني وبدأت أحث التراب على جسده…

بدأ العم حسن يساعدني وهو يبكي: رحمك الله يابني..أسأل الله ان يرزق والدتك الصبر..أرجوك سامحني..

بعد أن انتهينا من دفنه..ركبنا السيارة لنعود الى المنزل..تحركنا..وتركنا عادل خلفنا...

تركناه وحيداً في وسط تلك الصحراء..في وسط الظلام..بين الرمال..

لقد عاش عادل يتيماً..وكبر مظلوماً..ودفن وحيداً..

اعتقد أن موته أفضل له..فقد انتهت معاناته أخيراً..

.
.
.

وقفت أمام ماجد مكتفة يدي على صدري: ما الذي تبحث عنه ماجد..

وجه نظره الي وهو يبدو بحال مزرية..

عيناه حمروان..وتحيط بهما هالات سوداء..

عقدت حاجبي: هل أنت بخير..

وقف من مكانه ثم بدأ يصرخ فجأة :هل ترين أنني بخير..سأموت...رأسي يكاد ينفجر..

شعرت بالخوف من نظراته..تحدثت بصوت مرتجف: هل أحضر لك مسكن للألم…

اقترب مني وأمسك بذراعي..نظر الى عيني بحدة:انت تعلمين جيداً ما الذي أريده...لقد كان هناك بعض منها فوق الثلاجة..لقد قمت بأخذها صحيح؟؟

دفعته عني بسرعة:اتركني ..وكيف سآخذها..وما ادراني انك قمت بتخبأتها..الم تقل أنك تريد تركها…

جلس على الأرض وبدأ يضرب رأسه بيديه وهو يصرخ:رأسي يكاد ينفجر يا مها..أرجوك ...لا تفعلي هذا بي..أكاد أجن..

في الحقيقة شعرت ببعض الحزن على حالته..ولكنني قمت برميها في سلة المهملات هذا الصباح..

حين رآني ماجد أقف بمكاني بدون أن أتكلم ..

بدأ يلقي بالأطباق وهو يصرخ: أين وضعتها...أخرجيها حالاً..

اقترب مني وصدره يعلو ويهبط من شدة الغضب: أخرجيها حالاً مها..

شعرت بالخوف من نظراته..أردت الخروج من المطبخ ولكنه ركض باندفاع تجاهي ليقوم بتكتيف يدي على الجدار…

نظر الى عيني بحدة: أعلم انك اخذتها..أخرجيها حالاً..

بدأت الدموع تنزل من عيني..أجبته بصوت متهدج: لقد ألقيت بها في سلة المهملات..فعلت هذا لمصلحتك ماجد..

قلتها ثم انفجرت بالبكاء..

ترك يدي فجأة ..ليركض باتجاه الخزانة ويقوم بفتحها..قام بأخراج سلة المهملات منها قم أفرغ محتوياتها على الأرض..

شهقت بصدمة..شعرت بغثيان شديد…

وجد ذلك الكيس ...قام بأخذه ثم وقف ليمشي باتجاه باب المطبخ..

دفعني عن طريقه ثم اتجه الى غرفتنا..

تبعته بصدمة: ماجد هل أنت جاد!!
لقد كانت في سلة المهملات...وتريد تدخينها أيضا!!!

قام بإخراج قداحة من جيبه ليشعل السيجارة بها..

صرخت بانفعال: لن أسمح لك بتدخينها في غرفتي هل هذا مفهوم..

نظر الي ببرود..ثم خرج من الغرفة…

تبعته لأجده يجلس على الأريكة في الصالة وهو يقوم بالتدخين…

وجهت نظري الى أرضية المطبخ لارى تلك القذارة الملقاة بها ودموعي تنذر بالنزول…

لم أستطع احتمال رؤيته هكذا ..

دخلت الى غرفتي وأغلقت الباب خلفي ثم جلست على الأرض وأنا أبكي..

يا الله ..الهمني ماذا أفعل معه..هل أخبر والده بهذا..

ولكن..لا أريد أن أفضحه…

بالرغم من مساوئ ماجد الكثيرة..الا انني ادرك جيداً انه طيب قلب..

كما انه أصبح أباً لابنتي لانا..

لا اريد أن يكون والدها مدمناً..

يارب..ساعدني..

.
.
.

-أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين..

بدأت أقرأ الاذكار بعد أن انتهيت من الصلاة..

ولكن..قطع علي تسبيحي صوت الباب وهو يفتح..

التفت اليه ..لأرى عمتي تقف على الباب وهي تنظر الي..

ابتسمت لها: صباح الخير..عمتي…

ردت علي بابتسامة: صباح الخير..

سعدت كثيراً لابتسامتها..ربما يكون كلام مروان صحيحاً..انها لم تقصد ازعاجي..لقد كانت قلقة على مروان فقط..

مشت باتجاه السرير لتجلس عليه…

نظرت اليها باستغراب..

حين رأتني احدق بها تحدثت بابتسامة:اكملي اذكارك ..اريد التحدث معك بموضوع مهم…

شعرت بالارتباك..اجبتها: لقد انهيتها..

-اوه..حقاً..

قالتها ثم بدأت تنظر حولها بتوتر..

وقفت من السرير ثم جلست امام كرسيي..اخذت نفساً عميقاً ثم تحدثت:اسمعيني يابنيتي..هل تدركين فرق العمر بينك وبين مروان؟؟

عقدت حاجبي باستغراب..مالذي تريد أن تصل اليه..

تابعت حديثها: مروان يكبرك بعشر سنوات..انه يبلغ الثلاثين من عمره الآن..وأنا أود أن أرى أطفاله يا ابنتي..

بدأت أتلعثم من شدة الاحراج..شعرت أن جسدي يشتعل: نعم ..ياعمتي..ولكن..

قاطعتني وهي تتابع حديثها: أنا أعلم جيداً انك لن تتمكني من ذلك..واعتقد أنك تدركين سبب زواجه منك..لقد أراد الدفاع عنك في قضيتك..هل يستحق الآن أن تدمري حياته بهذا الشكل..

نظرت اليها بصدمة..لقد جرحتني كثيراً..كيف أدمر حياة مروان..تزاحمت الدموع في عيني أجبتها بصوت مرتجف:أدمر حياته!؟؟

أومأت برأسها:بنيتي..لقد كان مروان سيتزوج بابنة خالته خلود قبل تلك الحادثة..

لقد أتى الى المنزل مهموماً بسبب مشكلتك..لقد أخبرني أنه لم يستطع الحفاظ عليك..اخبرني انه يريدك أن تكملي علاجك..

لا يريد أن يفشل بعلاج أول حالة طبية يشرف عليها..

اخبرني وقتها أنه لم يعد يريد الزواج بخلود..

أصر على الزواج بك..

وافقت على ذلك وقد أخبرته ان زواجه بك لن يكون عائقاً عن زواجه بابنة خالته..

فحين علمت خلود انه تزوجك لغرض انساني لا أكثر..وافقت أن تكون الزوجة الثانية..

ولكن مروان يرفض هذا .. اريدك أن تخبريه بنفسك يا ابنتي أنك لا تمانعين على زواجه..

لقد كانت تتحدث بدون أن تأبه لمشاعري...كلامها قد جرحني بعمق..كنت أتمزق ألماً..لماذا تتحث معي وكأنني لا أستحق العيش كأي فتاة مثلي..

لماذا تحدثني وكأنني ممتنة لهم..أنا لم أجبر مروان على الزواج بي...

كيف تتحدث معي بهذه الطريقة..

حين رأت الدموع وهي تتزاحم في عيني..وضعت يدها على كتفي: بنيتي..ارجوك..لقد حرص مروان على مساعدتك..حان الوقت لتقومي أنت بمساعدته..أنه لا يعرف مصلحته..

نظرت اليها وأنا أهمس وسط دموعي:أنا أحبه…

وجهت نظرها الي وملامح الصدمة بادية على وجهها..

مسحت دمعة نزلت من عيني لأتابع حديثي بصوت أعلى: أنا أحب مروان..

كنت متوترة جداً وأنا اعترف بحبي..كان صعباً علي النطق بها..ولكنها لم تحرك شيئاً من مشاعرها..

ردت علي ببرود: ان كنت تحبينه حقاً..اخبريه أن يتزوج..

قالتها ثم خرجت من الغرفة..

ومنذ أن خرجت..لم استطع منع نفسي من البكاء..

عدت بذاكرتي لذلك اليوم..

اليوم الذي تم فيه عقد قراني بمروان..

كنت لا ازال في طور الصدمة بسبب اصابتي بالشلل...كما انني اصبحت اكره كل الأطباء..

لا اعلم كيف وثقت بمروان حين اخبرته عن تحرشات نادر…

ولكن في قلبي كان هناك شيء يخبرني بأنه سيساعدني..

وحين اغلقوا التحقيق بدون محاسبة نادر..

اصبت باكتئاب فضيع…

اتاني مروان بعدها وعرض علي الزواج..
صدمت كثيراً..

مالذي يريده من فتاة مثلي؟؟

انه يعلم بأنني لا استطيع المشي..

حين علمت أمي بأمر الخطبة شجعتني كثيراً..

ولكنني وقتها كنت قد ارهقت من كثرة التفكير..

حاولت ان اتناسى ماحدث لي مع نادر..

اردت ان احلم كأي فتاة مثلي..

سأكون عروساً..وسأرتدي ذلك الفستان الأبيض..

سأقيم حفلاً كبيراً يحضره كل اقاربي..

ولكن..اتى يوم زواجنا..

حضر المأذون الى المشفى وتم عقد القران..

أتت أم مروان بجانبي قبل أن يراني مروان لتخبرني بأنها لا ترغب بزواج مروان مني..وأن مروان يشفق علي فقط..

تلاشت كل أحلامي وقتها..

أخرجني مروان من المشفى الى شقتنا بنفس اليوم..

لم يقم حفلاً..لم ارتدي الفستان..ولم يحضر أي هدية حتى..

ولكنني التزمت الصمت…

اخبرتني أمي انني يجب أن أقنع بهذا فمروان يريد حمايتي..

كما أن أمي قد كسرت قلبي حين أخبرتها أنني لن أذهب معه بدون أن أقيم حفل زفاف.

نظرت الي وردت ببرود: ان لم تتزوجي به فلن يقبل أحد بك..من سيتزوج بفتاة مشلولة..

صدمت كثيراً..تمنيت أن يعترض أخي..أن يعترض عمي..أوخالي..

ولكن لم يعترض اي أحد..اعتقد أنني اشكل عبئاً ثقيلاً عليهم جميعاً..

ذهبت مع مران الى شقتنا وأنا محبطة ومكسورة..في الحقيقة أنا لا اهتم بأمر الحفلة..

ولكنني أردت أن يعلم مروان أن لدي من يحبني ويحميني..

لم أتحدث مع مروان بهذا الشأن..كان تعامله معي بارداً جداً..

لا نتحدث الا فيما يخص أدويتي..

قررت الاعتياد على الوضع..

ولكن نادر كان يزورني بأحلامي..

لاحظ مروان كوابيسي المستمرة…

فقد كنت أصرخ دائماً في اثناء نومي..

حاول أن يسألني عن السبب ولكنني التزمت الصمت…

الى أن جاء ذلك اليوم ليهديني ذلك الدفتر..

كتب على غلافه..
(مذكرات قيد النسيان)

اخبرني وقتها أن اكتب كل ما اريد نسيانه ..

لايجب أن أخفي الألم بداخلي..

اخبرني أن أكتب ما أعجز عن الحديث عنه..

وحين رآني أنظر اليه بصدمة..

نظر الي بابتسامة حنونة وهو يهمس:وان رغبت بالحديث..فأنا مستعد لسماعك دائماً..

كتبت بذلك الدفتر كل مايضايقني.ولكن وبعد فترة ..تخليت عن ذلك الدفتر تماماً..

فقد أعتدت على مروان واعتدت الحديث معه..

وتدريجياً..نمت مشاعر حبي تجاهه..

اريده أن يبادلني ذلك الشعور..

أريده أن يكون لي وحدي..لماذا تريده عمتي أن يتزوج؟؟

اتجهت الى الدرج لأخرج ذلك الدفتر الذي علاه الغبار..فقد تخليت عن استخدامه منذ مدة…

ولكن الان..هناك ما اريد نسيانه يا مروان…

فتحت احدى صفحاته لأبدأ الكتابه..

قمت بالضغط على القلم بكل قوتي وانا اكتب بخط كبير لمرات متتالية:
مروان يجب أن يتزوج..
مروان يجب أن يتزوج ..
مروان يجب أن يتزوج..

.
.
.

عاد خالد من صلاة الفجر ثم ذهب ليستحم قبل ذهابه لعمله..

استغللت الفرصة وذهبت الى غرفة مها لأطمئن على جمان..

كنت قلقة عليها بالامس ولكن خالد كان غاضبا لذلك لم افتح الباب لها..

أخذت نفسا عميقا وانا أقف امام الباب..

أمسكت بالمقبض لأفتحه..

حاولت فتحه ولكنه لم يتزحزح من مكانه..

كان هناك شيء يمنع تحركه..

ازدادت دقات قلبي حين خمنت بأن ما يمنع فتحه هو جسد جمان...هل فقدت وعيها!!

حاولت دفعه بقوة اكبر ..

فتح اخيراً ولكن ما ان قمت بفتحه حتى رأيت جمان تجلس على الارض امام الباب وهي تفرك عينها بتعب..

تمزق قلبي لرؤيتها هكذا...هل كانت نائمة بجانب الباب!!

أبعدت شعرها عن وجهها ثم رفعت نظرها الي..

وما ان التقت نظراتنا حتى تزاحمت الدموع في عينيها..

انتابني شعور بالذنب...كانت تعاتبني بنظراتها..

جلست بجانبها ولكنها دفعتني فورا ثم قامت بتغطية وجهها بكلتا يديها وبدأت تبكي بيأس..

بدأت امسح على شعرها وانا اهمس:سآخذك للمشفى يا حبيبي..

تحدثت وسط شهقاتها بدون ان تنظر الي:انت كاذبة...انا ...اكرهكم...اريد..ماما..ماما..

أبعدت كفيها عن وجهها لأنظر الى عينيها:سآخذك لماما ..انا أعدك..

كانت تنظر الي وقد احمر وجهها من شدة البكاء...تقوس فمها وهي تحاول جاهدة منع دموعها من النزول..

لم استطع تفسير نظراتها..ولكنني متأكدة بأنها قد فقدت ثقتها بي..

لا استطيع فهم تفكير خالد ابدا…

كيف يتعامل معها هكذا..

لا تزال طفلة بتفكيرها...يجب ان يكون اكثر صبرا معها..ولكنني لن اسمح له بإيذائها اكثر ..

من الجيد انه يوم اجازة اليوم..سأنتظر ذهاب خالد لعمله ثم سآخذها للمشفى مع فارس..

مسحت دموعها بكفي ثم طبعت قبلة على جبينها..

نظرت الى عينيها من جديد:ماما سمر لا تكذب يا صغيرتي..ابقي هادئة الآن..وكلي فطورك ولا تغضبي بابا..وحين يخرج بابا سآخذك للمشفى..ولكن لا تخبري بابا بهذا حسنا..

نظرت الي بشك:وعد..

اومأت برأسي :وعد..

وضعت يدها على قلبها ثم نطقت ببراءة:ماما سمر أنا أتألم هنا..

عقدت حاجبي:تتألمين؟؟

نزلت دمعة من عينها ثم تابعت حديثها:كان يأتيني هذا الالم بالمستشفى ولكنه يذهب حين انام بحضن ماما..

شعرت بقبضة مؤلمة في قلبي..

ازدادت الدموع على وجنتيها وهي تتابع حديثها:لقد كان يؤلمني بالأمس اكثر لأني بقيت في الغرفة وحدي..انا اخاف..أرجوك لا تكذبي علي..انا اريد ماما..

جذبتها الى صدي فانفجرت بالبكاء فورا..

نزلت دمعة من عيني وأنا أهمس في اذنها:سأخذك لماما ياصغيرتي...سآخذك اليها..

.
.
.

ارتديت ثوبي لاستعد لعملي بعد انتهائي من الاستحمام..

نظرت الى نفسي في المرآة برضى..

قمت برش القليل من العطر ثم خرجت من غرفتي لأفطر..

نزلت الدرج وانا أفكر بجمان..

لقد قسوت عليها بالأمس ولكنها استفزتني كثيرا..

لازالت اثار أسنانها على يدي...

فكرت ان اذهب لأطمئن عليها ولكنني غيرت رأيي حين رأيت رغد وفارس يجلسون على الطاولة استعدادا للفطور..

لا اريد الاعتذار اليها أمامهم..

لقد اعتاد ابنائي على سماع كلامي دائما..

ان تساهلت مع جمان..سيتجرأون على عصياني ايضا..

جلست على الطاولة وانا احاول جاهدا تجاهل امرها..

حاولت ادعاء البرود وانا اسأل عنها:هل استيقظت تلك المزعجة..

تحدثت سمر بدون ان تنظر الي:خالد..ابنتك مريضة..لا يصح ان تعاملها بهذه الطريقة..

نظرت اليها بغضب:انظروا الى المتعلمة...لم اطلب منك اي نصيحة بالتربية..سأتعامل معها كما اريد..ولا اريد تدخلا من اي احد..

أجابتني ببرود:لا أظن ان هناك داعٍ لغضبك الان..انها وجهة نظر فقط وانت حر بتطبيقها ام لا..

أخذت نفسا عميقا للسيطرة على غضبي...سمر تجيد استفزازي ببرودها..

أودّ الصراخ عليها احيانا ولكن المشكلة انني لا اجد مبررا للصراخ..

قطع الصمت حين نطقت امي:نعم يا خالد يجب ان تداري ابنتك اكثر..انها مريضة على اي حال..ان تعاملت معها بهذه الطريقة ستفتقد أمها بالتأكيد..

-سترى أمها في أحلامها فقط..

قلتها وانا أمضغ قطعة من الخبز..

ردت امي بتردد:لقد أتت هَوازن لرؤيتها بالامس..

شرّقت بلقمتي وبدأت أسعل ..

صرخت امي بفزع:رغد احضري الماء لوالدك..

شربت كوب الماء وبعد أن التقطت أنفاسي قليلاً نظرت الى أمي بتساؤل:كيف أتت الى هنا؟

أومأت أمي برأسها: لا أعلم..لقد قامت رغد بمناداتي لأرى تلك الوقحة أمامي..

نظرت الى رغد بحدة..

بدأت رغد تشتت نظرها عني..

تابعت أمي حديثها:لا تقلق..لقد قمت بطردها..

عقدت حاجبي :طردتها!!

أومأت أمي برأسها وهي تهمس:أخبرتها أنني أعلم عن أمر خيانتها لك,,فأخبرتني أنها ستحاسبك بالقانون…

ازدادت دقات قلبي..

شعرت أن جسدي يشتعل من شدة الغضب..

حاولت جاهداً ان لا يرتفع صوتي:أمي لماذا أخبرتها بذلك الأمر...

نظرت أمي الى طبقها وردت بلا مبالاة:أن علمت أنني أعلم بأمرها ستخجل من المجئ ثانية..

عضضت شفتي..ماهذه الورطة التي وقعت بها..لم أكن أريد أن تعلم هوازن بذلك الأمر..

أردت أن أفرغ غضبي فلم أجد أمامي سوى رغد..

وقفت من الكرسي وأنا أصرخ:رغد أيتها الغبية لماذا قمت بفتح الباب..

قفزت رغد بفزع:لست أنا ..فارس من قام بإدخالها..

اتسعت عينا فارس وهو ينظر الى رغد: أيتها الكاذبة أنت من طلب مني فتحه..

ردت رغد:اخبرتك أن هناك من يريد أبي ..ولكنك من أدخلها..

وضعت يدي أمامي في إشارة مني ليسكتوا:لايهمني من قام بفتحه…

ارتفع صوتي أكثر:في المرة القادمة أن قمتم بإدخال أحد غريب في غيابي عن المنزل ستحاسبون حسابا عسيراً...هل هذا مفهوم؟؟

رد فارس مع رغد بخوف:مفهوم..

أسرعت بخطواتي باتجاه الباب..

استوقفني صوت سمر:أنت لم تكمل فطورك بعد..

اجبتها بانفعال: لقد سدت شهيتي..

قلتها ثم خرجت من المنزل وأغلقت الباب خلفي…

ركبت بسيارتي وبدأت أضرب المقود لأفرغ غضبي:تباً لهذا الأمر..لماذا أخبرتها يا أمي لماذا..

وضعت رأسي على المقود وأنا أعود بذاكرتي لذلك اليوم..

اليوم الذي قمت باتهام هوازن فيه بتلك التهمة…

كنت قد أبلغت أمي للتو بما حدث مع جمان..بكت أمي كثيراً في ذلك اليوم..

طلبت مني رؤيتها بالمشفى..

استجبت لرغبتها وقمت بأخذها..

وحين وصلنا..بدأت أمي تتساءل عن هوازن..

كنت غاضباً من هوازن كثيراً…كيف غفلت عن جمان كل ذلك الوقت..

هي لم تلحظ الأمر الا بعد أن وصت الى المشفى..

هل هناك أم في الدنيا تهمل طفلتها بهذا الشكل؟؟

لا أعلم حقاً ما الذي كانت تفعله ولا أعلم كيف خرجت جمان من الشقة وحدها..

لقد كنت طائشاً بذلك الوقت..

اعترف بهذا ..

لقد ظلمت هوازن كثيراً..

كنت أريد اثبات رجولتي..

اذيتها كثيراً ولكن في ذلك اليوم بالذات..وحين رأيت جمان بتلك الحالة..

شعرت بكره شديد تجاهها…

حين أخبرت أمي أنني قد طلقتها صدمت كثيراً.. .
أرادت أمي أن تعيدني لصوابي ..

طلبت مني الذهاب للتفاهم معها…

ولكنني كنت غاضباً..اردت أن تصرف أمي تفكيرها عن عودة هوازن فأخبرتها أنها قامت بخيانتي..

كانت زلة لسان..

أنا أدرك جيداً أنها كلمة كبيرة..ولكنني أخطأت..

صدمت أمي كثيراً وأخبرت أبي بهذا..

ومن وقتها..أصبحت أمي تحمل الكره لهوازن..

بعد مرور فترة على طلاقنا..شعرت بالحنين اليها..

اردت أن أعيدها وأن أخبرها عن جمان…

رؤيتي لجمان كانت تذكرني بها..

ولكنني قد جنيت على نفسي حين اتهمتها بتلك التهمة…

لم تعد أمي تتقبلها..ولم استطع الاعتراف بكذبتي.

فأكثر مايهمني هو سمعتي..ستحتقرني أمي كثيراً ان علمت انني افتريت عليها..

قامت أمي بخطبة سمر لي..

سمر هي ابنة خالي..ورثت الكثير بعد وفاته…

بفضل سمر..عملت بشركة محترمة..وسكنت ببيتها مع أمي ومها..

فقد مات أبي ونحن نعيش بشقة للأيجار..

لا أستطيع انكار أفضال سمر علي..

بالرغم من أنني أرفض التعليم للمرأة ولكنني لم أستطع منعها…

هناك فرق كبير بين سمر وهوازن..

لم تكن هوازن ترفض أي طلب لي..اما سمر فلا تطيعني الا بما تقتنع به…

في كل مرة كنت أزور جمان بها كنت أفكر بهوازن..

ولكن وبمجرد رؤيتي للحال التي اصبحت عليها بفضل سمر..احاول تجاهل أمرها..

وبعد ان تزوجت هوازن بأحمد..عادت مشاعر كرهي تجاهها..

لا أعلم حقاً لماذا أكرهها..لا أطيق سماع اسمها او اسم زوجها..

ومادامت ترفض الزواج بي..فلن أسمح لها برؤية جمان..

أبداً..

.
.
.

(إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم )
أرسلت تلك التغريدة في محاولة مني للتنفيس عن غضبي..هل هناك أعدل من العقوبة الإلاهية؟؟؟

لقد كسر خالد العديد من الأشياء بداخلي باتاهامه..واهم ماقام بكسره هو الثقة..

بالرغم من الآلام التي تعرضت لها الا انني احمد الله لأنه خلصني من ذك الرجل القذر..

انه لايستحق كلمة رجل أصلاً...كنت أفكر برفع قضية لقذفه اياي ولكن قضية كهذه تحتاج لدليل..

كيف استطيع اثبات أمر كهذا؟

لم أخبر أحمد بالأمر فما سببته له من المشاكل يكفيه..

منذ أن عاد من صلاة الفجر وهو منشغل على حاسوبه ليعمل على قضية حضانتي لجمان..

انه منسجم جداً..لم يتناول افطاره حتى..

اكتفيت بإرسال التغريدة ليعلم خالد أنني أدرك تفكيره المريض…

رجل سخيف مثله لا يستحق ان التفت اليه حتى..

أخبرني أحمد أنه سيشرح لي كل ما يخص أمور الحضانة بعد انتهاءه من تعبئة الطلب في وزارة العدل..

بدأ أحمد يمسح على وجهه بتعب ..زفر بعمق: انتهيت أخيراً..

نظرت اليه باهتمام..

قام بطباعة صحيفة الدعوى ثم أغلق حاسوبه وبدأ يمشي باتجاهي وهو يحمل الأوراق بيده..

جلس بجانبي:لم يتبق سوى ذهابنا للمحكمة لرفع الدعوى..

بدأت أشعر بالتوتر حين أصبح الأمر جاداً..تحدثت بتردد:لقد قلت أنك ستشرح لي كل مايخص القضية..

أومأ برأسه وهو يضع الأوراق على الطاولة ثم بدأ بالحديث بعد أن أخذ نفساً عميقاً:
في البداية سأقوم بأخذ موعد للجلسة الأولى ويجب ان نحضر في التاريخ والموعد المحددين..سيتم فيما بعد فتح جلسة تحضرين بها أنت وخالد لشرح القضية وسيقوم خالد بالدفاع عن نفسه..

اتسعت عيناي بخوف..تحدثت بانفعال: أنا لا أريد رؤية ذلك الحقير!

تابع أحمد حديثه بهدوء:ولكن يجب أن تقابليه من أجل جمان..تحملي ياعزيزتي..

زفرت بعمق:حسناً..وماذا بعد؟؟

- تحال القضية إلى قسم الصلح في
المحكمة ، لدراسة القضية والجلوس مع المتخاصمين وكتابة تقرير للقاضي مفاده لمن يَرَوْن الأصلح للحضانة ...وبعد ذلك سيُقيم قسم الصلح ثلاث جلسات :
الجلسة الاولى يستمع فيها إليك. ، والجلسة الثانية يستمع فيها إلى خالد ، والجلسة الثالثة ستجتمعين بها مع خالد ثم سيقوم قسم الصلح بكتابة تقرير للقاضي بما يرونه أصلح استناداً على جلساتهم مع المتخاصمين .

بدأت أفكر بكلام أحمد وأنا أتذكر أن خالد اتهمني في عرضي..ان قال ذك الكلام بالمحكمة هل سيؤثر بالقضية ياترى؟..
أنا لا أستطيع التنبأ بأفعال ذلك المختل..ما ادراني مالذي سيقوله عني أمام القاضي..

رفعت نظري الى أحمد وأنا أسأله بخوف: ان قام خالد باتهامي بشيئ سيء..

بدأت أشتت نظراتي عنه وأنا أتابع حديثي:هل..هل سيؤثر بالقضية..

أمسك أحمد بكفي حين شعر بتوتري..نظر الى عيني :لا تقلقي ان ادعى اي شيئ فسيطلب منه الإثبات .

ابتسمت بارتياح:وماذا سيحدث بعد أن يقوم قسم الصلح بتسليم التقرير للقاضي؟؟

ابتسم أحمد لي: يحكم القاضي بعد سماع الدعوى مستنداً على تقرير المصلحين في قسم الإصلاح و ما تم إثباته من المتخاصمين ثم يسلم صك الحكم لمن حكم لصالحه في الدعوى..

تحول صوته لنبرة ثقة: وسيكون الحكم لصالحك بإذن الله.. .

همست: بإذن الله..

سألني أحمد:الا يوجد أي استفسار آخر؟؟

-بلى..

قلتها وأنا ألعب بأصابعي..رفعت نظري اليه لأسأله:جمان في التاسعة عشرة الا تعد كبيرة لأطالب بحضانتها؟؟

أومأ برأسه:في البداية..يجب أن نشرح للقاضي حالة جمان.. فمدة الحضانة تنتهي متى ما أصبح المحضون عاقلاً وقادراً على القيام بشؤونه ومصالحه والإعتماد على نفسه …
وبما أن جمان تفكر كالأطفال فبالتالي يحق لك المطالبة برفع القضية..

وهناك قاعدة شرعية مهمة للحضانة وهي: (الحضانة حق للمحضون)

عقدت حاجبي:مما يعني؟؟

تابع أحمد حديثه :مما يعني أن القاضي سيرى الأصلح لحالة جمان وبالتالي يتم اتخاذ القرار بأمر الحضانة..

سألته بتردد: الن يسقط حقي بالحضانة لأنني متزوجة؟؟

-إذا تزوجت الأم الحاضنة فلا تسقط حضانتها في عدة حالات :
الحالة الأولى :قال ابن القيم رحمه الله : ( ان الزوج اذا رضي بالحضانة وأثر كون الطفل في حجره لم تسقط الحضانة ، هذا هو الصحيح )..وهذا يعني إذا وافق زوجها الذي تزوجت به على حضانة أبناءها ، فلا تسقط حضانتها ..

اتسعت ابتسامته: وأنا موافق طبعاً..

تابع حديثه: الحالة الثانية: إذا ثبت عدم صلاح الأب في حضانة أبناءه..

بدأ أحمد يحك ذقنه بتفكير:وهذا لا نستطيع معرفته..سأقوم بإرفاق المقطع الصوتي الذي قام خالد بإرساله لصوت جمان وهي تبكي من أجل رؤيتك وهو يقوم بابتزازك بعدها..ولكني لا أعلم كيف يتعامل خالد مع جمان..سيطالب القاضي بعرض جمان على طبيب نفسي لهذا الغرض..وان اتضح أن جمان غير مرتاحة مع خالد فسيساعدنا هذا الأمر كثيراً في القضية.. .
عقد حاجبيه بتفكير: الأمر يعود لجمان في هذه القضية يا عزيزتي..

قالها ثم وقف من الاريكة: أنا متعب سأذهب للنوم الآن..

استوقفته:مهلاً..الن تفطر؟؟

أومأ برأسه: سأفطر فيما بعد..

ابتسمت له:حسناً..

ذهب أحمد لينام..أما أنا فقد بقيت أفكر بكلامه..اذاً..الأمر يعتمد عليك يا صغيرتي..أرجوك يا جمان عودي الي..اشتقت اليك كثيراً يا حبيبتي..


.
.
.

قامت أمي بتحضير الفطور ثم أيقظتني لأفطر معها ومع جنى..

اعتدلت بجلستي على السرير وقبل أن أبدأ الأكل نظرت الى أمي بتساؤل:أين سارة؟؟

ردت أمي ببرود:لا تريد أن تأكل..

عقدت حاجبي:لماذا؟؟

أومأت أمي برأسها: وما أدراني..لاتهتم بالأمر..ان غلبها الجوع ستأكل بالتأكيد..هيا يابني ابدأ الأكل.. .
انزلت قدمي لتلامس الأرض ثم اتكأت على السرير لأقف..

وصلني صوت أمي: الى أين..

-سأناديها بنفسي..

قلتها وأنا أمشي باتجاه غرفة سارة..أنا متأكد بأن هناك ما يزعجها..لم تأكل عشاءها بالأمس فلماذا ترفض الفطور يا ترى..

اردت أن أطرق الباب ولكني خشيت أن تكون نائمة لذلك قمت بفتحه من دون أن أطرقه..

التفتت الي بارتباك والدموع تتزاحم في عينيها ثم قامت بوضع الدفتر الذي تحمله بيدها اسفل البطانية.

عقدت حاجبي..هذا الدفتر!!

اذا هناك مايضايقها حقاً..لقد استغنت عن استخدامه منذ وقت طويل!!

مسحت دموعها ثم تحدثت بحدة:ماذا تريد..

اجبتها باستغراب..لم تتحدث سارة معي بهذه الطريقة من قبل: لماذا ترفضين تناول الفطور؟؟

زفرت: لا أشتهي الأكل..

اردفت بهدوء: ولكن ياعزيزتي يجب أن تأكلي لتأخذي أدويتك..

نظرت الي بغضب وصرخت: هذا ما يهمك فقط!!..أدويتي!!

ارتفع صوتها أكثر: أنا لا أريد هذه الأدوية..انها بدون فائدة..لم أعد أريدها..

حاولت أن أتكلم معها بهدوء..كنت منصدماً من انفعالها..ما الذي اغضبها لهذه الدرجة:سارة..أرجوك لا تبكي:يجب أن تأخذي هذه الأدوية..

قاطعتني لتكمل الحديث: لا تبكي فمرضك يتأثر بحالتك النفسية..الأدوية ضروريه من أجل صحتك.

صمتت قليلا لتنظر الى عيني بعتاب والدموع تملأ عينيها: لقد مللت من هذا الكلام مروان..أنا لا أريد شفقة أي أحد..أهلي يستطيعون العناية بي..ان كان وجودي يشكل عبئاً عليك وعلى عائلتك..فأنا أريد الطلاق

اتسعت عيناي بصدمة: هل أخطأت معك بشيء سارة؟؟

ابعدت نظرها عني..

تابعت حديثي بتردد: أن كان كلام أمي بالأمس قد أزعجك فأنا أعتذر..صدقيني ان أمي طيبة القلب..لا تكوني حساسة لهذه الدرجة سارة..

انتظرت منها ان ترد ولكنها التزمت الصمت شعرت ببعض الغضب ولكنني حاولت التماسك..تابعت حديثي بحدة:ان كنت ترفضين الأكل في غرفتي فسأحضر الفطور الى غرفتك بنفسي..

قلتها وأنا اهم بالخروج من الغرفة..ولكن ما ان التفت حتى استوقفني صوت سارة:أنا بالنسبة لك..من أكون؟؟

التفت اليها وأنا أعقد حاجباي:ماذا؟

مسحت دموعها ثم أعادت نظرها الي:كما سمعت..بالنسبة لك من أكون..

لم أرد عليها..فقد فاجأني سؤالها كثيراً..مالذي تريد الوصول اليه.. . .

بدأت الدموع تنزل من عينيها بدون توقف: مجرد مريضة تشفق عليها صحيح؟؟

لم أعرف كيف أرد عليها..كنت مصدوماً من كلامها: سارة ماهذا الكلام!!…

القت الوسادة علي وهي تصرخ بغضب: لماذا لا تفهمني ..أنا لا أريد شفقتك ..أنا أريد حبك..

أنا أريد حبك .
أنا أريد حبك ..
أنا أريد حبك..

تردد صدى كلماتها في اذني..لا أعلم حقا ماهو سبب ذلك الشعور المؤلم في قلبي وقتها...

تابعت حديثها بصوت أعلى:لم أرى في حياتي رجلاً بغبائك..لماذا لم تتمكن من فهم مشاعري طوال ذلك الوقت ..أنا أحبك يامروان..

قالتها ثم قامت بتغطية وجهها بيديها وانفجرت بالبكاء..

اقتربت منها بارتباك وأنا أهمس:سارة..

رفعت بصرها الي وهي تمسح دموعها بعناد:لا تنظر الي هكذا..انك تعتقد أني اثير الشفقة..أنت تشفق علي أليس كذلك..تريد الزواج ولكنك تخاف من انتكاس حالتي..كان عليك أن تصارحني بهذا..لم يكن هناك داع لأخبار أمك لاقناعي ..

تهدج صوتها: لا تقلق..لن أفسد أمر زواجك..اذهب وتزوج بالمرأة التي تريدها..

كان تأثير كلماتها علي كالصاعقة ..اجبتها بصدمة:سارة ماهذا لكلام!!

وضعت يدها على أذنيها: اخرج حالاً..لا احتمل نظرات الشفقة هذه اكثر..اخرج وانس ما قلته الآن..

أردت الحديث ولكن أمي دخلت الى الغرفة وهي تهتف:لم الصراخ..ما الذي حدث..

استلقت سارة على السرير..ثم قامت بتغطية وجهها بالبطانية بدون أن ترد..

لم أرد أن أحرجها أكثر..التفت الى أمي:لاشيء انها متعبة قليلاً فقط..

نظرت أمي الي بشك..

خرجت أمي من الغرفة وخرجت خلفها..ولكن فكري بقي معها..أردت أن أتحدث معها بهدوء..ولكنني لم أستطع ذلك بوجود أمي..كما أن سارة غاضبة الآن..سأنتظر حتى تهدأ قليلاً...

.
.
.

انتظرت خروج خالد الى عمله ثم اتجهت ال غرفة جمان..

فتحت الباب بهدوء لأراها تجلس على سريرها وصينية الفطور موجودة أمامها..

عقدت حاجبي...لم تأكل شيئاً!!

جلست بجانبها فالتفتت الي ببرود..

سألتها: لماذا لم تأكلي..الا تريدين الذهاب لرؤية ماما؟؟

نظرت الي بعينين دامعتين : أنتم تكذبون علي..لقد أخبرتني أن أكل من قبل ولم تأخذيني لماما..

أمسكت يدها وأنا أتحدث بهمس: أنا لا أكذب..لقد خرج بابا الآن...فارس مستعد لأخذك للمشفى..كلي ريثما أقوم بارتداء عباءتي..هيا بسرعة..

أومأت برأسها ثم بدأت الأكل..شعرت انها لم تصدقني ..ولكن لايهم..المهم أن تأكل..

شعرت بالقلق وأنا أرى ذلك الأثر على خدها..مضى يومين على ضربه لها ولم يختف الأثر بعد..ما الذي سأقوله للممرضة أن سألت عن هذه الكدمة..

قامت بوضع كوب الحليب على الطاولة ثم التفتت الي: لقد شبعت هيا لنذهب..

ابتسمت لها: حسنا..

رغم نني قلقة من هذا الأثر على وجهها ولكنني لن اخذلها..سأخذها للمشفى كما وعدتها..

ذهبت الى غرفتي وارتديت عباءتي..اتجهت الى غرفة فارس فوجدته قد انتهى من ارتداء ثوبه..

ناديته:هيا لنذهب اختك تنتظر..

زفر فارس:أمي أخاف أن يعلم أبي بالأمر..

زفرت بغضب: ومن أين سنعرف..زيارة بسيطة وأين المشكلة؟؟؟
لا تقلق لن يعلم أحد بالأمر..

أومأ برأسه ثم نزل معي باتجاه غرفة جمان..

فتحت الباب.فوجدتها تقف أما المرآة وهي تحاول ارتداء حجابها..نظرت الي بعيني دامعتين: لا أعرف كيف أرتديه..أريد حجابي..

اقتربت منها وبدأت ألف الحجاب على رأسها ثم ابتسمت لها:انتهينا.

خرجت معي من المنزل وركبنا سيارة أجرة بعد أن قام فارس بإيقافها..

كانت جمان تنظر الى النافذة ببرود..على عكس حماسها بالأمس..لم تنطق بأي كلمة طوال الطريق..

من الواضح أنها لا تثق بكلامي بعد…

حين وصلنا الى المشفى التفتت الي بعد أن شهقت وهي تضع يدها على فمها في محاولة منها لأيقاف شهقاتها..

بدأت تردد والدموع تملأ عينيها في عدم تصديق: المستشفى..انها المستشفى..

وضعت يدي على كتفها فانتفضت وهي تنظر الي..

ارتمت بحضني وهي تهتف:شكراً..

قالتها ثم قامت بفتح الباب وبدأت تركض باتجاه البوابة..

نزلت خلفها بسرعة:جمان انتظري..

لحق فارس بنا بعد أن دفع الأجرة ..

استطعت الامساك بجمان أخيراً..التفتت الي.فتحدثت وأنا ألهث من التعب: لا تركضي هكذا يا صغيرتي ابقي معي ..

أومأت برأسها …

دخلنا الى المشفى فطلبت من فارس أن يسأل عن الممرضة سهى وذهبت للجلوس على أحدى الكراسي مع جمان..

وقف فارس أمامي بعد وهلة:لا توجد ممرضة بهذا الأسم يا أمي..

عقدت حاجبي:هل أنت متأكد..

أومأ برأسه..

وقفت من مكاني ثم التفتت الى جمان: انتظريني قليللاً يا صغيرتي..

قلتها ثم تبعت فارس للاستعلامات لأستفسر بنفسي:هذا غريب..أنا متأكدة بأن اسمها هو سهى..

نظر فارس الي : قلت سهى؟؟

رفعت حاجبي: نعم سهى..

ابتسم ببلاهة: كنت أظن أن أسمها نهى..

زفرت بغضب:اففف فارس..

عض شفتيه: أنا آسف سأسأله فوراً …

قالها ثم ركض باتجاه الاستعلامات..

أما أنا ..فقد غيرت وجهتي لأعود للجلوس بجانب جمان..وكانت الطامة..

جمان اختفت!!

.
.
.

بقيت بغرفتي أفكر بكلام سارة وأنا أتأمل الأساور التي احضرتها أمي لخلود..

كانت كلماتها تتردد في ذهني..في الحقيقة..انا لا أعلم ماهي حقيقة مشاعري تجاه سارة..

لا أفهم سبب رغبتي في مساعدتها..

لقد كانت سارة مميزة لدي قبل أن تحدث تلك المشكلة مع نادر..

كن هناك مايميزها عن جميع المرضى..ربما يكون السبب أنها أول من عولج تحت اشرافي..

أو ربما أكون أشفق عليها حقاً..فأنا لم أستطع تحمل رؤية دموعها حين قامت الممرضات بتكذيب حديثها واتهامها بالجنون..

حتى الآن أنا لا أدرك هذا..هل هو حب ام شفقة…

كل ما اعرفه اني لا اريد أن تصاب سارة بأي أذى..

قطع تفكيري على صوت جنى وهي تهتف بمرح: أراك شارذاً بهذه الأساور..هل أنت متحمس للخطوبة لهذه الدرجة..

قالتها ثم ضحكت بهدوء..

رفعت نظري اليها:متحمس جداً لأهديها لسارة..

اتسعت عيناها بدهشة: ههه هل أنت جاد..ستقتلك أمي..

تابعت حديثي:جنى..انا لم أقم بإهداء سارة أي قطعة ذهب..لم نحتفل بزفافنا..لم ترتدي الفستان الأبيض كأي عروس..دخلت معي الى الشقة مكسورة وحزينة..لا أريدها أنا تشعر بالنقص..يحق لها الفرح كغيرها من الفتيات…
أتمنى لو كان بمقدوري اعادة الزمن لأقيم حفلة كبيرة من أجلها..أنا نادم يا جنى..
أقل ما أقوم به هو اهداءها هذه الأساور..

زفرت جنى بعمق:لم أكن أعلم أن أخي رومانسي لهذه الدرجة..كم أنت محظوظة يا سارة..

رفعت حاجبي ونا أنظر اليها: تهزأين بي ها..هيا اخرجي من الغرفة..لست في مزاج جيد لمزاحك السخيف..

ضحكت جنى: هههه انظروا لقد خجل هههه

حاولت جاهداً أن أسيطر على ضحكي:جنى..ان لم تخرجي الآن سأقوم بضربك..

خرجت من الغرفة وهي تضحك بشدة..

ضحكت بهدوء:حمقاء.

.
.
.

مشت في ذلك الممر الذي حفظت تفاصيله جيداً..انها تعرف هذه المشفى وتعرف طريق غرفتها فقد اعتادت على الذهاب الى الحديقة مع امها والعودة الى غرفتها من جديد..

وقفت أمام الغرفة ثم قامت بفتحها بحماس..

تصلبت بمكانها وهي ترى تلك الفتاة تجلس على سريرها..

اعتدلت الفتاة بجلستها وهي تنظر الى جمان باستغراب..

تحدثت جمان بصوت متقطع:هذه..غر...فـ..تـ..ي...

استوقفها صوت الممرضة سهى وهي تهتف باستغراب:جمان؟؟!

التفتت جمان اليها..وبدون سابق انذار..قفزت جمان بحضنها واسقطتها أرضاً وهي تبكي:أريد ماما.ماما..

احتضنت سهى جمان بكل قوتها: كيف اتيت الى هنا ياصغيرتي؟؟

لم ترد جمان عليها...اكتفت بالبكاء..
تلتفتت سهى حولها لتبحث عن خالد ولكنها تعجبت من عدم وجوده..

لم تعرف كيف تتصرف مع جمان..كبف اتت الى هنا وحدها ..لابد أن هناك من أحضرها..

بدأت جمان تتحدث بصوت متقطع: أنا لا أريد العودة الى البيت..أريد المستشفى..أريد ماما سهى وماما هوازن ..أريد الحديقة..أريد يوسف والبلايستسشن والحلوى..لا تتركيني أذهب معهم..

بدأت سهى تربت على ظهرها وهي تفكر كيف تعيد جمان لأمها..

جلست جمان على الأرض ثم نظرت اليها وهي تمسح دموعها:لقد تركني يوسف وحدي..ذهب وتركني..لم يعد يحبني..

نظرت سهى اليها باستغراب: لا أحد يكرهك ياحبيبتي..نحن نحبك جميعا..

ازدادت الدموع في عينيها:ولكن يوسف لم ينتظرني..ذهب وتركني..

وقفت سهى ووقفت جمان معها: كلا يا صغيرتي لم يتركك..هل أخذك ليوسف..

أومأت برأسها:أريد أن أخبره بأنني أكرهه…

ضحكت سهى: لا أظن أن يوسف سيكون سعيداً أن أخبرته انك تكرهينه..

صرخت جمان: أنا أكرهه لأنه تركني وحدي..لقد بكيت كثيراً ولم يأت..

ابتسمت سهى:حسناً سأخذك اليه حالاً…

قالتها وهي تمشي بصحبة جمان باتجاه غرفة يوسف..لقد فكرت ان تبقي جمان معه ريثما تعرف كيف أتت جمان الى المشفى وحدها..سيتمكن يوسف من اخبار هوازن بهذا..ستفرح هوازن بالتأكيد…


.
.
.

فتحت عيني بتثاقل..أشعر بتعب شديد..

لم أستطع النوم ليلة البارحة..كنت أفكر بعادل..اتسعت عيناي بخوف وأنا أتذكره..

جلست على السرير ثم نظرت الى الساعة..انها الثامنة..

قد اخبرت أمي أنني متعب وأريد النوم..لم أرد الذهاب الى المشفى..لست في مزاج جيد للعمل..

توقعت أنني نمت لوقت طويل ولكنني نمت لنصف ساعة فقط..يبدو أنني لن أتمكن من النوم..

وقفت من السرير واتجهت نحو الخزانة..فكرت أن أقوم بغسل ثوبي من الدماء قبل أن يلحظها أي أحد…..

ولكن..

لم يكن الكيس موجوداً..
بدأت أفتش عنه بشكل هستيري..أين أختفى..هل قام أحد بأخذه؟؟

ازدادت دقات قلبي على اثر هذه الفكرة..

خرجت من غرفتي بارتباك وبدأت أنزل الدرج..قررت أن أسأل الخادمة..تلك الفضولية لابد أنها قامت بأخذه..

طلبت منها مراراً أن لا تدخل لغرفتي في اثناء نومي..ولكن لا فائدة..

يجب أن أؤدبها بطريقتي..

كنت أسير باتجاه المطبخ قبل أن يستوقفني صوت أمي: نادر..الم تنم بعد..

التفت اليها بارتباك:استيقظت لتوي..أشعر بالجوع..سآكل ثم سأذهب للمستشفى..

أومأت أمي برأسها ثم بدأت تتفحصني بنظراتها..

بدأت أشعر بالتوتر: أمي هل هناك مشكله..

زفرت أمي ثم اتجهت باتجاه الأريكة لتقوم برفع ذلك الكيس ..

التفتت الي: أريد تفسيراً لهذا..

قالتها وهي تقوم برفع ثوبي الملطخ بدماء عادل..

لم أعرف كيف أرد عليها..بقيت صامتاً وأنا أنظر اليها بوجوم..

لقد انتهيت...

.
.
.

كنت أجلس في مكتبي وأنا أشرب كوب القهوة المعتادة في الصباح..الجو حار في هذه الأيام...لم أعد أحب البقاء في الحديقة…

طرق باب غرفتي فأجبته : تفضل..

فتح الباب بهدوء لتظهر سهى من خلفه وهي تنظر الي بابتسامة..

عقدت حاجبي باستغراب..وقبل أن أسألها..أرتعد قلبي وأنا أسمع اسمي بصوتها البريء:يوسف..

وقفت من مكاني وبدأت أفرك عيني لأتأكد أنني لا أحلم..انها جمان!!

لا أعلم ما الذي أصابني وأنا أنظر اليها..كان قلبي ينبض بسرعة عجيبة..

افتقدتها كثيراَ..رغم أنها قد غابت لأربعة أيام فقط الا وأنني شعرت وكأنها سنين..

تبدو مختلفة كثيراً بهذا الحجاب الأسود..

عقدت حاجبي وأنا أرى وجهها يكسوه الحمرة ودموعها تنذر بالنزول ..

همست بصوت مرتجف:لماذا تبكي يا صغيرتي..

اجابت سهى:لا أعلم كيف أتت الى هنا..قد أتت لغرفتها القديمة وهي تبكي..سأذهب لأرى ان كان السيد خالد موجود..سأبقيها معك قليلاً..

أومأت برأسي...

خرجت سهى من الغرفة وتركت جمان بداخل غرفتي..

كانت تنظر الي نظرات غريبة وكأنها تحقد علي..وفجأة أنفجرت بالبكاء وهي تصرخ :أنا أكرهك...لماذا تركتني..

جلست على الأرض ثم دخلت في نوبة بكاء مريرة..

اما انا فقد كنت انظر اليها بصدمة...اقتربت منها ثم وقفت أمامها:أنا لم أتركك..

نظرت الي بعينين دامعتين:بلى لقد تركت دراكولا يمسكني..

ابتسمت بهدوء ..لدى جمان مصطلحات عجيبة..سألتها باستغراب: دراكولا!

أومأت برأسها:لماذا لم تنتظرني؟؟
لقد ناديتك كثيراً وبكيت كثيراً جداً يوسف..
كنت اصرخ..جمان هنا جمان هنا ..

شهقت ثم تابعت حديثها:ولكنك تركتني..

رغم أنني لم أفهم سبب بكائها ولكنني شعرت بالذنب..همست بحزن:أنا آسف..

رفعت نظرها الي..وحين التقت نظراتنا..اضطربت مشاعري..

ابعدت نظري عنها في محاولة مني للسيطرة على تلك المشاعر التي اجتاحتني فجأة…

تلك المشاعر التي تجعلني احزن لحزنها وأفرح لفرحها..ماذا أسميها؟؟

بدأت جمان تناديني بضعف:يوسف أريد ماما..

كانت تنطق أسمي بكل براءة بدون أن تدرك تأثير سماعي لأسمي من شفتيها المرتجفتين على قلبي المتزلزل..

التفت اليها ببطء لألقي نظرة سريعة عليها..

لفت نظري تلك الكدمة الزرقاء على خدها..سألتها بارتباك:جمان..ماهذا الأثر على وجهك ..

وضعت جمان يدها على خدها : لقد ضربني بابا..انه يكره ماما..

قالتها ثم انفجرت بالبكاء..

شعرت بالدم يفور بداخلي..شلت يداه كيف يضربها..

تابعت جمان حديثها: لقد قال بابا أنه لا يريد أن يسمع اسم بابا أحمد..قام بأقفال باب الغرفة علي..كنت أبكي كثيراً جداً..أنا أخاف ...أريد ماما يوسف..أريد ماما..

لم أستطع السيطرة على غضبي في ذلك الوقت ..رؤيتي لجمان وهي تبكي بهذه الطريقة آلمتني كثيراً..

ألا يملك في قلبه أي رحمة..

كم أود أن تكون أمامي في هذه اللحظة ياعم خالد..

لقد قمت باختطاف جمان من الخالة هوازن من قبل بحجة أنها لا تستحقها..

حسنا ياعم خالد..أنا أعتقد أنك لا تستحقها الآن..

نظرت الى جمان بحدة:امسحي دموعك يا صغيرتي..سآخذك لماما حالاً..
أنا أعدك بهذا..

كثيرة هي القرارات الجنونية التي اتخذتها في حياتي ياجمان..

ولكن أكثر قراراتي جنوناً على الأطلاق..كان قرار اختطافك..

شخابيط فتاة 08-07-16 09:47 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سباهي (المشاركة 3612568)
في الانتظار

اهلاً قلبوشي سعيدة فيك جداً يا عسل..

سامحيني مانزلت امس قلت مسحوب علي في المنتدى هنا ومحد درى عن هوا داري مو مشكلة انزل اليوم او بكرة..

والله لو ادري انك تنتظريني كان نزلتها سامحيني ماعد اعيدها ان شاء الله..

كل عام وانت بخير يا عسل

bluemay 08-07-16 05:10 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 


_الـسـلام عـليكـم ورحـمة الله وبركــاته_



ايش هالروعة ما شاء الله

احتدمت الأحداث وحمي الوطيس

الله يسامحك يا شوشو لا تنحبطي والله انه روايتك بتجنن

بس المشاهدين اقصد القراءء من كترالخيبات بطلوا يثقوا بالكتاب وبقرؤا بصمت

بس ثابري ورح تجبريهم يطلعوا من صمتهم ان شا ءالله


متشوووقة كتير للقادم

هل رح ينحبس نادر ؟


هل رح تربح هوازن الحضانة؟


هل رح ينجلط خالد ؟!!آمين بالذات هاي نفسي فيها


يسلمو ايديك يا قمر

لك خالص ودي

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»


شخابيط فتاة 09-07-16 05:01 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3612620)


_الـسـلام عـليكـم ورحـمة الله وبركــاته_



ايش هالروعة ما شاء الله

احتدمت الأحداث وحمي الوطيس

الله يسامحك يا شوشو لا تنحبطي والله انه روايتك بتجنن

بس المشاهدين اقصد القراءء من كترالخيبات بطلوا يثقوا بالكتاب وبقرؤا بصمت

بس ثابري ورح تجبريهم يطلعوا من صمتهم ان شا ءالله


متشوووقة كتير للقادم

هل رح ينحبس نادر ؟


هل رح تربح هوازن الحضانة؟


هل رح ينجلط خالد ؟!!آمين بالذات هاي نفسي فيها


يسلمو ايديك يا قمر

لك خالص ودي

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»


وعليكم السلام ورحم الله وبركاته.

وحشتيني جداً حبيبتي...

اشكرك لتحفيزك ولا تقلقي سأكمل الرواية لنهايتها بإذن الله...

فأنا أكتب لحبي للرواية قبل كل شيء..

وبالرغم من أنني اتمنى أن أجد بعض التشجيع الا انني اعذر فلكل ضروفه...

هههه يبغالي أدبر جلطة لخويلد...

شكراً لتواجدك حبيبتي

شخابيط فتاة 31-07-16 05:59 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 

الفصل العشرون:المواجهة!!

عقلي يعجز عن التفكير..ولساني يعجز عن التعبير..و يدي تحتاج الى معين ..

آآآآآه ......و الف آآآآآه
لا ادري ماذا أقول ..؟؟...و لاادري ماذا أفعل..؟؟
غدوت تائهاً...لا ادري لمن اشكو ...


هل أصرخ .... ام أبكي ..؟؟

هل أندب حظي .. ام ألوم طيشي؟؟


لم لا تكف تلك المشكلات عن مطاردتي..

لقد تعبت .... و يئست ....

سئمت من هذا الحظ ...و سئمت من هذه الحياة التي باتت تغلق ابوابها في وجهي ليل نهار

أريد اعادة الزمن...ليتني لم ادخل عادل بمشكلتي مع سارة..

ليتني تجاهلت أمرها حين حذرني مروان..

ليتني لم أرها...ليت عادل يعود حياً..

لماذا يحدث كل هذا معي..
تطايرت أحلامي الوردية...و تحطم كل ما بنيته ..ليذهب كل شيء سدى …

ليتني اتمكن من البكاء..ليت عيني تذرف دمعة ..علها تزيل ما بداخلي من جروح....

رفعت نظري الى أمي وهي تمسك ثوبي الملطخ بالدم..نظرت الى عينيها وأنا أود الصراخ..

أريد أن أعود طفلاً لأرتمي بين ذراعيها وأشكي هموماً بريئة..

اعادت أمي سؤالها وملامح القلق بادية على وجهها:نادر...ماهو سبب هذا الدم..

لا أعلم حقاً ماسر تلك القوة التي اجتاحتني فجأة ..

ولكن هناك شيئ بداخلي يريد انكار الواقع..اريد ان اعيش حياتي وكأن شيئاً لم يكن...لن أسمح لهذه الحادثة بتدمير حياتي..

أنا ..لم أقتله بملئ ارادتي..لقد كان حادثاً..

اجبتها بارتباك:قمت بإسعاف أحد المرضى بالأمس..


اعدت نظري الى عينيها فرأيت نظراتها مليئة بالتساؤلات…

عقدت حاجبيها: لم أفهم..

عضضت شفتي..سحقاً مالذي قلته...عقلي يعجز عن التفكير بأي أجابة..

تابعت حديثي موضحاً: اعني انه ليس دمي..لقد قمت بإسعاف أحد المرضى فقط..

يبدو أنها لم تقتنع بجوابي..فما زالت نظراتها تتفحصني..

انفعلت فجأة من شدة توتري: اووووووه لماذا تنظرين الي هكذا...لقد رأيت رجلاً ملقى على أرض الشارع فقمت بإسعافه..هل أخطأت بهذا؟؟

زفرت أمي: لماذا تصرخ الآن..لقد سألت فقط..ولماذا قمت بإخفاء ثيابك..؟؟

حاولت ايجاد مبرر للأمر : لم أرد اثارة قلقك..لقد طلبت مني عدم الخروج بسبب خوفك من عادل...لذلك اخفيت الأمر..

تمتمت بصوت هامس:الن تتوقف عن اثارة المشكلات..

زفرت ثم سألت بتردد:وما الذي حدث لذلك الرجل؟؟

اجبتها بارتباك:ها..انه في المشفى..

احتدت ملامحها وهي تنظر الي:نادرهل اصطدمت سيارتك بذلك الرجل؟؟

اومأت برأسي ثم اجبتها بانفعال:كلا.. كلا كلا كلا…

لانت ملامح وجهها وهي ترى الخوف على وجهي:اهدأ يا بني ..

مر في ذاكرتي منظر عادل وهو محاط بدمائه..اجتاحني صداع رهيب..

جلست على الأرض وأن أمسك رأسي بألم..

جلست أمي بجانبي وهي تسألني بخوف: نادر مابك ..ما الذي حصل؟؟

وجهت نظري اليها والدموع تتزاحم في عيني..

سألت أمي بصوت مرتجف:هل مات..

شقت الدموع طريقها على وجنتي: لا أريده أن يموت أمي..لا أريد..

طوقتني أمي بذرعيها وهي تحاول تهدأتي: لا تقلق يا بني..كل شيئ على ما يرام..لن يموت بإذن الله…

استسلمت للبكاء بين ذراعيها..بدأت أبكي كطفل صغير…

آآآآآآآآه يا أمي لو تعلمين...لقد مات..مات وانتهى يا أمي..

أشعر وكأنني بداخل حلم سيء..ليتني استفيق من هذا الكابوس…

أريد أن ينتهي هذا العذاب..
.
.
.
استيقظت من نومي على صوت طرق لباب الغرفه فتحت عيني ببطء ثم جلست على السرير..

نظرت الى الساعة...انها الثامنة والنصف..

وجهت نظري الى أحمد..كان يتقلب على السرير بانزعاج…

وقفت بسرعة لأقوم بفتح الباب قبل أن يستيقظ..لقد كان مرهقاً هذا الصباح…

فتحت الباب بهدوء..لأرى حنين تقف أمامه واثار النعاس بادية على وجهها..

سألتها باستغراب: ما الامر يا صغيرتي…

تثاءبت بكسل: أين أبي..

عقدت حاجبي: انه مرهق..هل هناك مشكلة..

مطت شفتيها: لا أعلم..ولكن يوسف أمام باب الشقة وقد سأل عن أبي…

شعرت بالقلق..ألا يجب أن يكون يوسف بالمشفى!!

ازدادت دقات قلبي...هل حدث شيء لأمل يا ترى…

ارتعبت كثيراً على اثرهذه الفكرة…

اسرعت بخطواتي لأوقظ أحمد ..

بدأت أهزه بهدوء:أحمد..أحمد..

اجابني بدون أن يفتح عينيه:همممم

اجبته بارتباك:يوسف أمام الباب..يريد التحدث اليك ..

فتح عينه ببطء ثم التفت الي..اجابني باستغراب: يوسف!!

أومأت برأسي..

جلس على السرير بقلق:ما الذي حدث؟؟

زفرت: لا أعلم..اخبرتني حنين أنه يريد رؤيتك..

همس بهدوء: اللهم اجعله خيراً..

قالها ثم وقف ليخرج من الغرفة..أما أنا ..فقد جلست على السرير وأنا أدعو الله بداخلي أن يكون خيراً..

لم أرد اللحاق بأحمد..اخاف كثيراً من سماع أخبار سيئة..

يا الله..سلم سلم..
.
.
.
خرجت من المشفى مع جمان خلسة..

طلبت منها أن تقوم بتغطية وجهها فقد خشيت أن اقابل العم خالد في طريقي..

بدأت أمشي في ممر المستشفى وجمان تتبع خطواتي..

لقد كانت جمان خائفة أيضا...لا أعلم ما الذي مرت به بالضبط في منزل والدها لترتعب منه لهذه الدرجة..

لن أعيدها لمنزله أبداً..سأخذها للخالة هوازن ثم سأعود للمشفى لأرى الرعب في عينيه وهو يبحث عنها..

أريده أن يتذوق جزءاً من العذاب الذي أذاقه للخالة هوازن..

ألا يتهم الخالة هوازن بالأهمال؟؟

حسناً إذاً يا سيد خالد..لقد اختفت ابنتك عن ناظريك في داخل المشفى…

برأيي أن تركك لها هو قمة الاهمال..

حين وطأت قدمي البوابة الرئيسية للمشفى بدأت أشعر بالراحة..

التفت الى جمان بابتسامة...لقد نجونا...لم نثر الانتباه..

اشرت الى سيارتي ثم همست لها: تلك هي سيارتي..هيا اتبعيني…

أومأت برأسها ثم تابعت السير خلفي الى ان وصلنا للسيارة..

وما إن بدأت السيارة بالتحرك حتى بدأت أضحك في عدم تصديق: هههه...لم يلحظنا أي أحد..

بدأ قبي يخفق بسرعة عجيبة..مزيج من التوتر والحماس…

متحمس جداً لأعيد جمان لأمها وخائف من عواقب فعلتي..

نظرت الى جمان من المرآة الأمامية..كانت تلتفت خلفها في كل دقيقة..

من الواضح انها مرتعبة جداً…

حاولت طمأنتها:لا تقلقي يا صغيرتي...لقد اقتربنا من منزل ماما..

اجابت بصوت مرتجف:بابا سيغضب صحيح يوسف؟؟

ابتسمت باستهزاء:لن يستطيع فعل أي شيئ.

نظرت جمان الى النافذه بدون أن ترد…

شق ذلك الصمت صوت هاتفي وهو يرن…

نظرت الى المتصل:كانت سهى…

عضضت شفتي..سحقاً يبدو انها تبحث عن جمان…

اغلقت هاتفي ثم أعدته الى جيبي..لن أرد عليها..سأخذ جمان لأمها كما وعدتها..

وصلت الى منزل خالي..

نزلت من السيارة ثم فتحت الباب لجمان: لقد وصلنا..

وضعت جمان يدها على صدرها:قلبي يخفق بسرعة...انه يؤلمني..

ابتسمت: انه يخفق لأنك متحمسة..هيا بسرعة لتري ماما..لقد بكت ماما كثيراً من أجلك…

رفعت بصرها الي: هل كانت ماما تبكي؟؟

أومأت برأسي..

نزلت دمعة من عينها: جمان أيضاً كانت تبكي…

ارتبكت من دموعها:حسناً لا تبكي الآن هيا انزلي بسرعة…

خرجت من السيارة وبدأت تصعد الدرج خلفي..

طرقت باب الشقة وأنا في قمة حماسي..

ستفاجأ الخالة هوازن كثيراً..

وصلني صوت حنين: من هنا…

اجبتها بارتباك:اا..أنا يوسف..أين خالي؟؟

-انه نائم..

-حسنا ايقظيه أرجوك الأمر مهم…

صمتت قليلاً ثم أجابت : انتظر لحظة…

وصلني صوت جمان الباكي:أين ماما..لماذا لم يفتحوا الباب..

التفت اليها: انتظري يا صغيرتي سيقومون بفتحه الآن…

بقيت انتظر أن يقوم خالي بفتح الباب..أريد تسليم جمان له ثم أعود لعملي..سأقع بورطه ان تأخرت..

فتح الباب أخيراً ليظهر خالي من خلفه وملامح القلق بادية على وجهه:يوسف ما الذي حصل…

أردت أن أرد عليه..لكن جمان قد هتفت قبل أن أنطق: بــــــابـــــــــا أحمد..

اتسعت عينا خالي بدهشة:جماااان!!!
.
.
.
لا أستطيع وصف دهشتي وأنا أرى جمان تقف أمامي..

ركضت باتجاهي ثم ارتمت بين ذراعي وهي تهتف:بابا أحمد لا تتركني..

طوقتها بذراعي و أنا أنظر الى يوسف بصدمة:كيف أحضرتها!!

اجابني يوسف بابتسامة:لقد اتت الى غرفتي بالمشفى وقالت انها تريد امها فأحضرتها الى هنا..

عقدت حاجبي:هل وافق خالد؟!!

اتسعت ابتسامته اكثر: لقد اختطفتها..

اغلقت عيني وفتحتها عدة مرات:ماذا؟؟

ضحك ببلاهة:لا أحد يعلم انني اخذتها..لقد اختطفتها..

اتسعت عيناي بصدمة..ابعدت جمان عن حضني ثم امسكت بكتف يوسف لأسأله في عدم تصديق: هل أحضرتها بدون أن يعلم أبوها؟؟

بدأ يوسف يتلعثم بكلامه:اا.نعم..لا اعلم كيف اتت الى المشفى..احضرتها الممرضة الى غرفتي ثم ذهبت للبحث عن العم خالد ولكنني اخرجت جمان قبل أن تعود..

لم أستطع السيطرة على غضبي..صفعته بكل قوتي: ما الذي فعلته أيها الغبي..

وضع يوسف يده على موضع صفعتي ثم نظر الي بصدمة:ما الذي فعلته؟؟!

وصلني صوت جمان: اضربه يا بابا أحمد..لقد تركني وحدي مع دراكولا..

نظر يوسف اليها بحدة: أي دراكولا هذا لقد أحضرتك لماما..

رفعت يدي استعداداً لضربه: اصمت أنت..سيكون لي حساب أخر معك..ادخل الى المجلس..سأخذ جمان الى هوازن ثم أعود لأجد حلاً لمصيبتك..

شعرت بألم في رأسي….وضعت يدي عليها وأنا أردد : لا حول ولا قوة الا بالله...لا حول ولا قوة الا بالله…

همس يوسف بتردد:ولكن خالي يجب أن أعود الى المشفى حالاً.

نظرت اليه بحدة وأنا أصرخ: وتريد العودة وكأن شيئاً لم يكن..لا تثر جنوني يوسف..ادخل الى المجلس بدون أي اعتراض..

زفر يوسف : اففف حسناً..ولكن يا خالي أنا لم أفعل شيئاً…

اجبته بانفعال: كيف لم تفعل شيئاً..لقد خطفت الفتاة ايها الغبي..ستوقعنا بمشكلات مع والدها..

اشار يوسف لى جمان :انه لا يستحقها يا خالي..انظر لقد قام بصفعها..

صرخت: حتى لو قام بقتلها..الأمر ليس من شأنك..

احمر وجه يوسف بغضب ثم نظر الى الأرض بدون أن يرد..

أمسكت بيد جمان لأخذها الى غرفتي…

وجهت نظري اليها ولمحت ذلك الأثر على وجهها..الحقير لماذا ضربها..لا تزال طفلة…

سأجعلك تدفع ثمن هذا غالياً يا سيد خالد..لن يقبل القاضي بحضانتك لها ان علم انك قمت بتعنيفها هكذا..

مشيت مع جمان الى أن وصلنا للممر المؤدي لغرفتي مع هوازن,,

كانت هوازن تقف أمام باب الغرفة وملامح القلق بادية على وجهها..

وضعت يدها على قلبها: ما الذي حصل..

شهقت وهي ترى جمان تقف بجانبي..

تزاحمت الدموع في عينيها:يا حبيبتي…

ركضت جمان باتجاهها لترتمي بين ذراعيها وهي تهتف: مــــــــامــــــــــــــا..

سقطت هوازن أرضاً وهي تحتضن جمان بكل قوتها..

رغم أنني أعلم جيداً أنها تتألم بسبب العمليه..الا انها لم تصرخ…

كان الألم واضحاً على وجهها ولكنها لم تطلب من جمان أن تبتعد عنها…

كنت أسمع عن الرحمة والعطف والحب والحنان وأظنها مشاعر ، ولكني رأيتها شخصاً يسير على الثرى .

دموع هوازن التي إنصبت على جمان وهي تحتضنها ..اسالت الدموع على خدي..

بكيت رحمة على ابنائي لفقدهم لأمهم.لاشيء يضاهي حب الأم...

الأم ولا أحد غيرها..وعديم الانسانية فقط هو من يفجع اما بأبنائها..

كانت جمان تبكي بحضن هوازن ولسان حالها ينطق:

ماما..أحتاجك..

أحتاجك بشده…

أحتاج صدرك لكي يأويني …

احتاجك كي تضميني..

خبئيني...مدي يدك ...انتشليني

انظري الي ماما.. أنني أذبل وأتهاوى..

امنحيني فرصه الارتواء منك..

لا تبتعدي عني..

دعيني أروي ظمأي من نبع حنانك..

أحتاجك .....أحتاجك ....

أحتاجك ماما..
.
.
.

لم أستطع النوم ليلة البارحة..ارهقني التفكير بماجد كثيراً..

لا أعلم كيف أتصرف معه..

انها الثامنة والنصف الآن وأنا أعجز عن النوم..

وقفت من سريري وبدأت أتأمل وجهي في المرآة..

أريد حلاً لمشكلتي..لا أريد أن أبكي.. فقد ذبلت عيوني..وذبل وجهي من البكاء..

ليتني بقيت بغفلتي..ليتني لم أفضح أمره..على الأقل كان يخاف من التدخين بالمنزل..

أما الآن..فقد قام بالتدخين أمامي بكل وقاحه..

شعرت برغبة بالبكاء فأردت أن أغير من مزاجي....سأستحم وأقوم بتغير ثيابي ثم أذهب لزيارة سارة..

ابتسمت وأنا أتذكرها..رغم أن سارة تغضبني بغبائها ولكنها تستطيع رسم الابتسامة على وجهي…

الصديق كالمظلّة ...كلما إشتّد المطر ..كلما إزددت حاجة اليه..

بعد ان انتهيت من الاستحمام..وقفت أمام المرآة وبدأت أضع مساحيق التجميل..

ههه كما تقول سارة..أنا ومساحيق االتجميل..قصة عشق لا تنتهي..

سمعت صوت خطوات تقترب من الغرفة..يبدو أن ماجد قد استيقظ..

حاولت جاهدة ادعاء البرود..ولكن الحقيقة أنني احترق غيضاً..لا ارغب برؤيته..

فتح باب الغرفة قم نظر الي وقد ضاقت عيناه انزعاجاً من الضوء:كم الساعة الآن؟؟

تجاهلته وأنا أضع من أحمر الشفاه..

شهق وهو ينظر الى الساعة: مها انها التاسعة لماذا لم تيقظيني...تأخرت عن عملي..سيقوم اخوك بقتلي..

ضحكت باستهزاءثم همست بدون أن أنظر اليه:ليته يقوم بقتلك..

نظر الي بحدة: ما الذي قلته..

نظرت اليه بطرف عيني: لم أكن أحدثك..

اتجه نحو الخزانة ثم قام بتبديل ثيابه بسرعة..

ركض باتجاه هاتفه ثم خرج من الغرفة بعد أن قام بأخذه..

ولكن..وقبل أن يخرج..سمعت صوت المفتاح وهو يقفل..

نظرت الى باب الغرفة بصدمة..

لقد قام بقفله علي!!

ركضت باتجاه الباب وبدأت أطرقه بغضب:ماجد افتح الباب..

وصلني صوته وهو يصرخ:هذا درس حتى لا تقومي بتجاهلي مرة أخرى..

بدأت أطرق الباب بشكل جنوني: مــــــاجد لا تفعل هذا بي أفتحه ايها الغبي..

لم يرد علي..وبعد ثوان سمعت باب الشقة ..

لقد خرج وتركني..

بدأت أبكي بحرقة..لقد حبسني..

في كل يوم يزداد كرهي له..لم أعد أطيق احتمال تصرفاته أكثر…

اتجهت الى الحمام وبدأت أغسل وجهي بكل قوتي لأسيطر على دموعي..

لن أسمح لك بإنزال دموعي مرة أخرى..

ستدفع ثمن هذا غالياً ياماجد..

صدقني ستدفع الثمن..

.
.
.

-ارأيت يا أمي..ألم أخبرك بهذا..سيقتلني أبي حقاً..

قالها فارس وهو يوشك على البكاء..

منذ اختفت جمان وهو لم يتوقف عن التذمر..

أما أنا..فقد كنت أجلس أمام الممرضة سهى في انتظار أن يرد الدكتور يوسف..

قالت سهى أن جمان كانت معه..

كانت سهى تاضع هاتفها على اذنها وتنظر الي بتوتر..

زفر فارس بغضب: ألم يرد..

أومأت سهى برأسها والدموع تتزاحم في عينيها..فقد هددتها بتقديم شكوى ضدها ان لم نعثر على جمان..

انزلت الهاتف عن اذنها ثم همست بصوت مرتجف: لقد اقفل هاتفه..

نظر فارس الي: أمي ماذا سنفعل..

نظرت اليه بحدة: فارس .. اصمت..لست في مزاج جيد لسماع تذمرك..

وضعت يدي على رأسي وأنا أفكر بحل لهذه المصيبة..

الدكتور يوسف ذاك..لابد وأنها معه والا لم أقفل هاتفه؟؟

رفعت بصري الى سهى: سأبحث عنها مع فارس في أرجاء المشفى...سأعطيك مهلة لنصف ساعة فقط..وان لم اعثر عليها..سأدمرك انت والدكتور يوسف..

قلتها ثم خرجت من الغرفة مع فارس وسط نظرات سهى المرتعبة..

أرجو أن تكون جمان بخير..ان حصل شيئ سيئ لها فلن أتمكن من مسامحة نفسي..أبداً..

.
.
.

-اففففف لم أعد احتمل الجوع أكثر..

جلست على سريري وبدأت نظر الى باب الغرفة بتردد..

هل أخرج لآكل..ربما يكون مروان نائماً الآن..

زفرت بضجر: أين مروان..لقد قال أنه سيحضر الفطور لغرفتي..

بدأت أشعر بالحرارة حين تذكرت أنني قد اعترفت بحبي له..

يبدو انه قد صدم كثيراً..بدأت أتحسس وجهي بكفي..انني احترق من الحرارة... يا الهي ماهذا الاحراج..كيف قلتها له ..

انا غبية حقاً..ولكنني كنت غاضبة منه..

كيف سأتمكن من النظر الى وجهه الآن …تزاحمت الدموع في عيني..

لقد كان يشفق علي من قبل..والآن لابد أنه يشفق علي أكثر..كم أنا غبية..

بدأت معدتي تصدر أصوات من شدة الجوع..

وضعت يدي عليها وقد قررت أن أخرج...ان قابلت مروان في طريقي سأتجاهله وكأن شيئاً لم يكن..

اتجهت نحو كرسيي وبدأت احركه باتجاه الباب بحذر..

اخذت نفساً عميقاً ثم فتحت الباب.

تلفت حولي ولكني لم أسمع أي صوت..يبدو انهم قد نامو..هذا جيد..

بدأت احرك كرسيي باتجاه المطبخ..

فتحت الثلاجة لأرى ان كان هناك شيء يصلح للأكل.. وجدت بعض التمر فقررت أن أكل بعضاً منه مع كوب من الحليب..

ولكن ذلك الصوت خلفي قد استوقفني: سارة!!

.
.
.

جلست في المجلس في انتظار قدوم خالي وأنا احترق غيضا..كم أود ضرب جمان تلك.ناكرة للجميل حقاً..احضرها لأمها وبدل من أن تشكرني تطلب من خالي أن يضربني…

حسناً ياجمان...تقولين أنني تركتك ها..ان قمت بتلبية طلب لك مرة أخرى فلن يكون اسمي يوسف..

دخل خالي الى المجلس ثم جلس على الأريكة مكتف يده على صدره وهو ينظر الي بحدة..

نظرت الى الارض بسرعة..

اففف لقد بدأ خالي بطريقته المعتادة بتعنيفي…

ينظر الي بحدة الى أن أحتقر نفسي من نظراته..

هه وطبعاً لا يستطيع الاستغناء عن صفعي...

بالرغم من أن خالي يؤنبني دائماً ولكن لا يمكنني أن أعترض فعلى كل ..

لقد قام بتربيتي كأبن له منذ كنت صغيراً...

لم يبخل علي بأي شيء وتأنيبه لي يكون دائماً من أجل مصلحتي..

رفعت نظري اليه ثم ابتسمت ببلاهة:هل فرحت الخالة هوازن..

لم يرد علي..لازال ينظر الي بحدة..

زفرت بغضب: اففف خالي لا تنظر الي هكذا..انه بسبب جمان..
اتت الي وهي تبكي وقالت انها تريد امها .. لقد فقدت قدرتي على التفكير وقتها..

لم يرد..ولكن حاجبه قد ارتفع وكأنه يهزأ بي..

تابعت حديثي:جمان تلك....تدعي البراءة الى ان تنال مطلبها ثم تنكر أفضالك عليها..

انفرج ثغره بابتسامة جانبية..نطق أخيراً: ألا تخجل من نفسك وانت تلقي باللوم على فتاة مسكينة…..

صرخت بغضب:اي مسكينة تلك..انها خبيثة يا خالي..

ارتفع حاجبا خالي بدهشة:يوسف ..ما هذا الكلام..ما الذي فعلته تلك المسكينة..

نظرت الى الأرض وأنا أفكر..

فعلاً ما الذي حدث لي..لم أشعر بالغضب هكذا..

حسناً حتى لو أنها طلبت من خالي أن يضربني..

هي لم تقصد بالتأكيد..انها تهذي فقط..

ربما خافت أن يضربها خالي فحاولت الدفاع عن نفسها..

ابتسمت برضى على اثر هذه الفكرة..نعم لقد كانت خائفة لا أكثر..

تابع خالي حديثه:انت رجل متعلم..ومن المعيب أن يصدر أمر كهذا منك..هل تعلم كم المشكلات التي ستحدث لنا بسبب تهورك..

رفعت نظري اليه..

زفر خالي بعمق: لقد قررت أن أرفع دعوى حضانة ضده..أي خطأ يصدر منا قد يصب بصالحه ..هل تفهم يا بني..

اجبته بارتباك فقد شعرت انني غبي جدا في ذلك الوقت:أوه..أنا آسف ولكن..ما الذي سنفعله الآن ؟؟

مسح خالي على وجهه بتعب:لا أعلم..يجب أن نعيد جمان..ولكني لم أجرأ على اخبار هوازن حين رأيت جمان تتمسك بها بقوة هكذا..

اجبته بعد تفكير:سأتصل بسهى..

عقد خالي حاجبيه: وما الذي ستفعله سهى..

اجبته وأنا أقوم بفتح هاتفي لأتصل: سأخبرها لتحاول التستر على أمر غيابي ريثما أعيد جمان..

اومأخالي برأسه: لا ريب من المحاولة..ولكن لابد أن خالد قد لاحظ اختفاء ابنته..يبدو انني مضطر لمواجهة ذلك الرجل..

بدأت أتصل على سهى وأن أدعو لله بداخلي أن لا يعلم العم خالد..

.
.
.

التفت الى جنى بارتباك..كانت تنظر الي بابتسامة عريضة..

ابتسمت لها: اهلا عزيزتي..

ضحكت بهدوء : هل تشعرين بالجوع؟؟ .
وضعت يدي على بطني:كثيراً..

زفرت بعمق :أخي المسكين..لم يتمكن من الأكل..

عقدت حاجبي باستغرب..

غمزت لي:لا يستطيع الأكل بدون محبوبته..

اتسعت عيناي بصدمة..نظرت الى الأرض و انا اشعر بالاحراج..هل يعقل أن مروان أخبرهم ..

بدأت جنى تضحك بصوت أعلى: هههه لقد خجلت... لم أرى في حياتي مثلك انت ومروان… حقا ان رؤيتكم هكذا تثير ضحكي..

لم استطع احتمال ضحكها هذا...لا يحق لها ان تهزأ بي هكذا...

ان كنت مريضة فهذا لا يعطيهم الحق ليهزأوا بي...نظرت اليها بحدة ثم صرخت : لا يوجد شيء يستدعي هذا الضحك..

توقفت عن الضحك حين سمعت نبرة صوتي الجادة...نظرت الي باستغراب: سارة ما بك هل غضبت؟؟

شعرت برغبة بالبكاء...حاولت جاهدة ان لا اظهر ذلك وانا اتابع حديثي:لقد طلبت الطلاق من مروان في هذا الصباح..اخوك لا يهمني بشيء هل فهمت....
فليذهب ليتزوج بابنة خالته..اتمنى لها السعادة..

قلتها ثم بدأت أعود باتجاه غرفتي تاركة جنى مصدومة خلفي..

لم يعد لدي رغبة في الأكل..

لماذا اخبرتهم يا مروان لماذا..لابد أنه كان يهزأ بي أمام والدته..

من الصعب جدا ان تتلقى الاهانة ممن تحب...كم اكره نفسي في هذه اللحظة

آآآه مها أين أنت..أنا أحتاج اليك كثيراً..

.
.
.

انها الساعة التاسعة..بحثت عن جمان مع فارس في كل ارجاء المشفى ولم نعثر عليها.. قمت بتبليغ رجال الأمن بالمشفى عن اختفاءها فبدأوا باستجواب الممرضة سهى..

أما أنا..فقد بقيت جالسة على أحد الكراسي في انتظار سماع أي خبر عنها…

وقفت الممرضة سهى أمامي:استاذة سمر..

رفعت بصري اليها..كانت عيناها شديدتا الحمرة..يبدو انها كانت تبكي..

تحدثت بحدة: هل توصلتم لشيء بخصوص جمان؟؟

أومأت برأسها: سينتظرون عودة الدكتور يوسف ليحققوا معه..

زفرت: وما الذي تريدينه الآن؟؟

بدأت تتلفت حولها بارتباك:أنا..ااه في الحقيقة اعتقد انني اعرف اين جمان…

عقدت حاجبي..

جلست بجانبي:استاذة سمر..لقد كانت جمان تبكي لأنها تريد أمها..اعتقد أن الدكتور يوسف قد اصطحبها لمنزل والدتها فوالدة جمان متزوجة بخال الدكتور يوسف..

نظرت اليها باستغراب:وهل تقوم جمان بمقابلة والدتها؟؟

أومأت سهى برأسها:سيدة سمر..انك أم كذلك ..أرجوك ارحمي ضعف المسكينة جمان..حين اخرجها السيد خالد من المشفى انهارت والدتها كثيراً..أرجوكم لا تحرموها من أمها..

نظرت اليها باستغراب..ما الذي تهذي به هذه المرأة..اخبرني خالد أن والدتها متزوجة ولا ترغب برؤيتها..

حين رأتني سهى صامتة نزلت دمعة من عينها:هل تعلمين أن السيد خالد يبتزها بابنتها؟؟

سألتها بصدمة: ماذا؟؟

ابعدت نظرها عني وهي تتابع حديثها: لقد كانت هوازن تبحث عن جمان منذ كانت طفلة..وبعد أن تزوجت هوازن اخبرها السيد خالد أنه سيسمح لها برؤية جمان بشرط واحد..

عقدت حاجبي: وماهو هذا الشرط؟؟

نظرت سهى الى عيني:أن تتزوج به..

هل تعلمون ماهو شعوري وقتها؟؟

لا أعتقد أن أحد سيتمكن من فهمي..

بمجرد أن تعلم أي امرأة بأن زوجها يفكر بالزواج عليها..ماهو شعورها برأيكم؟؟

نعم..لقد شعرت باختناق شديد..لم أرد أن أصدقها..اجبتها في محاولة مني لانكار الأمر:كيف تجرأين على قول هذا..خالد لن يفعل هذا ابداً..هذا مستحيل..

أرادت سهى أن ترد ولكن هاتفها قد بدأ بالرنين..نظرت الى الشاشة: انه الدكتور يوسف..

قالتها ثم قامت بالرد على هاتفها:يوسف أين أنت...كلا السيد خالد غير موجود انها زوجته..لقد فضح الأمر يوسف..انهم ينتظرون قدومك ليحققوا بالأمر..

ابعدت السماعة عن اذنها ثم نظرت الي: سيدة سمر..لقد اخذها يوسف لأمها وسيقوم بإعادتها فورا..ااا..ارجوك..هل يمكنك اخبارهم انك عثرت عليها؟؟

اجبتها بسرعة: كلا ..اخبريه ان لا يحضرها..

عقدت سهى حاجبيها..

تابعت حديثي:اريد عنوان المنزل..أريد أن أقابل هوازن بنفسي..

ارتسمت ملامح الصدمة على وجه سهى..

-لماذا تنظرين الي هكذا..اريد عنوان المنزال...

اومأت سهى برأسها ثم اعادت الهاتف الى اذنها لتطلب عنوان المنزل من يوسف…..

لا أعلم حقاً لم اردت الذهاب الى منزلها..

أردت أن أرى هوازن..

أريد أن أعرف من هي تلك لمرأة…

ماهو المميز بها ليفكر خالد بإعادتها اليه ياترى؟؟

.
.
.
-هل تعلمين ماما..جلست وحدي في الظلام..وجاء ولد ضخم ومخيف وكان يريد أن يحملني...ولكنني بكيت كثيرا كثيراً..وبعد ذلك اتت الفتاة بالشعر المخيف..اسمها رغد..

انقطع نفسها من كثرة الكلام..فأخذت نفساً عميقاً ثم تابعت حديثها:قالت رغد أن بابا يكرهك..

امتلأت عيناها بالدموع:بابا ضربني ياماما لأنه يكرهك ..انظري..

قالتها وهي تضع يدها على ذلك الأثر في وجهها..

قلبي يتفطر حزناً عليها..انها المرة الثالثة التي تعيد فيها سرد ما حصل ليضربها خالد..

ومع كل مرة تحكي بها ما حصل..كنت احتضنها واقبل موضع تلك الصفعة..

اظن ان تقبيلي لها هو ما يشجعها على تكرار نفس الموضوع..

آه يا حبيبتي..كم اشتقت لكلامها واشتقت لرائحتها...رؤيتي لشكواها البريئة ..قضت على آخر ماتبقى من هوازن القديمة….

ما الذي تريده مني يا خالد؟!!..


ألا يكفيك أنك أخذت كل قطرة فرح في حياتي؟!!


ألا يكفيك..بأنك جعلت قلبي يتألم كل يوم..بكل لحظة وكل ثانية؟!..


ألا يكفيك هذا؟!.


ألا يكفيك أنك حطمت قلبي..وجعلته يتألم منك؟!.


ماذا بقي مني لتأخذه؟!..قلب محطم..أم روح مقتولة؟!


أم أنك تريد مني ذلك الإحساس المجروح؟!


ماذا تريد؟!!


لقد تعبت منك..ولقد تعبت كلماتي من معاتبتك..


ولقد تعبت روحي من سماع اخبارك..

.لقد تعبت فعلا..من مجاراة قوتك..


لست بضعيفة...


ولكنني أعترف بأنني ضعيفة أمام جبروتك..


لقد سئمت..

كل ما أريده منك هو تركي لأعيش بسلام..

هل هذا صعب؟؟


ايقظتني جمان من تفكيري بهمستها البريئة وهي مستلقية على صدري:رائحتك جميلة ماما..انها تزيل الأم من صدري..

طوقتها بيدي وقمت بالضغط عليها بكل ماتبقى لي من قوة..اختلطت دموعي بشعرها وأنا أقوم بتقبيل رأسها :آه..ياحبيبتي…

دخل أحمد الى الغرفة ثم وقف بجانب الباب وهو يتأملنا بابتسامة…

رفعت نظري اليه وكلماتي تعجز عن شكره..انه الرجل الوحيد في نظري..لم أتخيل في حياتي أنني سأتمكن من حب رجل بعد تجربة زواجي الأولى..

لكنه أحمد..السعادة..الأمان..الراحة..وكل ماهو جميل بقربه فقط..

بدأ يمشي باتجاه السرير ثم همس :هل نامت؟؟

أومأت برأسي بالنفي وأنا أسأله: هل رحل يوسف؟؟

أومأ برأسه: نعم ..لديه عمل الآن..

شعرت أنه يود قول شيء… سألته بارتباك:كيف تمكن يوسف من احضارها؟

بدأ يقلب بصره في انحاء الغرفة ثم زفر وهو يجيبني: اخرجها من المشفى خلسة..خالد لا يعلم بالأمر..لقد قامت زوجة خالد بأخذها الى المشفى بدون أن يعلم..

نظر الى عيني ثم تابع حديثه بارتباك: زوجة خالد قادمة لرؤيتك..

بدأت دقات قلبي تزداد..شعرت بخوف لم أعرف سببه..لم أتخيل في حياتي أن أقابل زوجته.

لقد أخرجت جمان بدون أن يعلم..كيف تمكنت من ذلك..أنا لم أكن أجرأ على عصيان أوامره أبداً..

ياترى..أي نوع من النساء ستكون زوجتك يا خالد؟؟


شخابيط فتاة 31-07-16 06:04 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 

الفصل الحادي و العشرون:انه يحبني!!

كنت مستلقية على سريري غارقة في عالم أفكاري..ذهبت لعالم بعيد..عالم مختلف...عالم بدون مروان..

أردت أن أتخيل حياتي بدون وجوده….حاولت تذكر أيامي بين أخوتي…

بالرغم من حياتي البائسة مع مروان..وبالرغم من كثرة مشاكلي منذ تزوجت به..الا انني لا اتخيل العيش بدونه..

كان يغزو كل تخيلاتي..لا اعلم مالذي حصل لي..أشعر وكأنني عشت طيلة حياتي بقربه..

فتح باب غرفتي فأغلقت عيني بسرعة مدعية النوم…

اغلق الباب من جديد ثم بدأت أسمع صوت خطوات..خطوات مروان..

ومع كل خطوة يخطوها..يخفق قلبي مصدرا صوت أنين قد أضناه التعب..

جلس على السرير ثم أمسك بذراعي ليزيد من توتري…

يريد أن يغرس الحقنة بها..لا يستطيع الاستغناء عن مهنته كطبيب..

أردت أن ينتهي الأمر بسرعة..فقد خشيت أن تفضحني دقات قلبي…

ترك ذراعي ثم امسك بكفي..ولكن مهلاً..لماذا لم اشعر بانغراس الحقنة بعد؟؟

همس بهدوء:سارة..اعلم انك مستيقظة..

تجاهلته..ولكن قلبي لم يتمكن من تجاهله..وددت أن أرد عليه..

أريد أن أسمع صوته..فقد لا أتمكن من سماعه مرة أخرى..

اريد العيش بدونه … ولكن قلبي يرفض ذلك..

تابع حديثه: سارة ..هيا..افتحي عينيك..لقد أحضرت الفطور..

صمت قليللاً ثم أردف بارتباك: ههه..هل تعلمين..لم أتمكن من تناول الفطور هذا الصباح..لقد انتظرت ان تنام امي مع جنى..انا جائع جداً..هيا اريد مشاركة الفطور معك..

لم أرد عليه..ولكن كلمات جنى ترددت في اذني..شعرت باختناق شديد..وددت أن أصرخ عليه لمعاتبته..لماذا تهزأ بي هكذا؟؟

-هل تريدين مني الخروج؟؟؟


حاولت جاهدة السيطرة على نفسي ..لم أرد أن أضعف..لا اريد الحديث معه..

حين رأى تجاهلي زفر بضيق:سارة..ارجوك..سأتركك الآن..ولكن..يجب أن تفطري لتأخذي أدويتك..

شعرت برغبة بالبكاء….

تابع حديثه:ربما يغضبك اهتمامي الزائد بأدويتك وبمواعيدها...ربما تعتقدين أنني غبي ولا ادرك مشاعرك..

صمت قليلاً..ثم أردف بتردد:ولكن أريدك أن تفهمي جيداً..اهتمامي بأدويتك ليس بدافع الشفقة..فأنا...لست مجبرًا على العناية بك..

ضحك بارتباك:هههه اعذريني انا لا أعلم ماذا أقول...أنا..ههه...انا لم أتمكن من معرفة مشاعرك..لأنني..

شعرت برجفة يده الممسكة بيدي..

افلت قبضته منها ثم تابع حديثه بهمس اهتز له كل كياني:لأنني وبكل بساطة أكون مرتبكاً أمام المرأة التي أحبها..

توقف قلبي عن النبض..تجمدت كل مشاعري..أصحيح ماسمعت..

وقف مروان من السرير ثم مشى باتجاه الباب..اغلق الباب خلفه..

فجلست بسرعة وأنا أنظر الى الباب في عدم تصديق..

نظرت الى يدي..لأرى تلك الأساور الذهبية عليها..

انفرج ثغري بابتسامة عريضة..شعرت بسعادة غامرة..

أخذت أتنفس بعمق لمرات متتالية في محاولة مني لتبريد جسدي المشتعل..

أنا لا أحلم..لقد قالها حقاً….

وددت أن أصرخ بأعلى صوتي لأخبر الدنيا كلها بذلك..

انه يحبني..

مـــــروان يحبــــني

.
.
.


قلبي يخفق خوفاً من رؤيتها..يخفق خوفا من صدق كلامها؟؟؟

هل فعلتها يا خالد؟؟

اسأل نفسي, وبعد هذا العمر الذي مضى وأنا معك, رفيقة دربك وشريكة عمرك ...
هل فعلتها؟؟

أسئلة كثيرة تدور في ذهني وقلبي وعقلي,
ولا أستطيع أن أجد لها إجابة !!!
أهي طيبة قلبي ؟!
أم ضعفي وقلة حيلتي؟!
أم غبائي وثقتي التي منحتك إياها منذ ارتباطنا؟!

اعطيتك مالي...اسكنتك في منزلي...اسكنت والدتك معي وقمت بتربية اختك مع ابنائي..
وهذا ما تجازيني به؟؟

ذهبت راكضاً خلف امرأة تخلت عن ابنتها لسبعة عشر سنة؟؟

لا أفهم لم تفعل هذا؟ ؟؟؟

رباهـ.....ما أحقرك من رجل..

هل حقاً تستغل ضعف ابنتك من أجل مصالحك!!

أرجو أن يكون كلامها مجرد افتراء..

ولكن ان كانت صادقة..فثق تماما بأنك أكبر خاسر وفاشل, فقد خسرت حبي وثقتي
وإحترامي لك إلى الأبد .و لا أملك إلا أن أشكيك لواحد أحد.

حسبي الله ونعم الوكيل..

وصلنا الى العنوان الذي وصفه الدكتور يوسف..

طلبت من فارس البقاء في السيارة..فأنا لا أنوي التأخر في منزلها..

كما أنني لم أخبر فارس بالأمر..أخبرته انني سأحضر جمان فقط..

بدأت أصعد الدرج وأنا أحاول اقناع نفسي بأن تلك المرأة تكذب.انها تغار مني فقط..تريد أن تدمر حياتي مع زوجي..

ان كان خالد يريدها حقاً..فلماذا لم يفكر بها سوى الآن؟؟

سبعة عشر سنة قد مرت ثم يبتزها بابنتها بعد كل هذه السنين؟؟

الم تكن اعادتها اسهل في اثناء غيبوبة جمان؟؟


ولكن ما يحيرني بأنها متزوجة..

ما الذي تريده بخالد الآن؟؟

ماهي مصلحتها من افساد حياتي..

طرقت باب الشقة..فقامت فتاة صغيرة بفتحه..مشيت خلفها الى المجلس..

في الحقيقة,شعرت بالاهانة..انها تعلم انني قادمة,,لماذا لم تقم هي باستقبالي؟؟

نظرت تلك الفتاة الي:ستأتي الخالة هوازن حالاً..ولكن جمان قد نامت لذلك انتظري قليلاً من فضلك..

اومأت برأسي: لا مشكلة..

جلست تلك الفتاة وبدأت تحدق بي..أما أنا قد كنت متوترة جداً..

بدأت أقلب نظري في ارجاء الغرفة..

لا يوجد أدنى مقارنة بين منزلي ومنزلها..

ابتسمت ابتسامة استهزاء على ذلك الاستنتاج برأسي..

الأن فقط اتضح كل شيء..

نظرت الى تلك الفتاة لأسألها:ما اسمك يا صغيرتي..

اجابت بارتباك: ها..اسمي حنين..

اتسعت ابتسامتي:اسم جميل حقاً وكم هو عمرك؟؟

نظرت الي باستغراب ثم اجابت: ستة عشر سنة…

ابعدت نظري عن تلك الصغيرة وأنا أفكر..هه يبدو أن تلك المرأة تزوجت بعد طلاقها فوراً..فقد ولدت هذه الطفلة بعد سنة من طلاقها..

أمرها عجيب حقاً..كيف تمكنت من متابعة حياتها بصورة طبيعية وابنتها طريحة الفراش..

اعدت نظري لتلك الفتاة:هل تسير الأمور على مايرام بين والدك ووالدتك؟؟

تغيرت الي بحدة ثم اجابتني بكل وقاحة:أولاً انها زوجة أبي..ثانياً..اعتقد أن الأمر ليس من شأنك...

شعرت ببعض الحرج..اجبتها بارتباك:لم أقصد شيئاً..كنت أسأل فقط..

زفرت تلك الفتاة ثم تمتمت بكلام لم أستطع فهمه..ولكنني تجاهلتها وأنا أفكر بهوازن..

اعتقد أنني فهمت الأمر..تلك الهوازن ليست سهلة على الأطلاق..هاقد استولت على عقل هذا الرجل وقامت باختطافه من زوجته...والآن تريد افساد حياتي مع خالد...كم اشفق على زوجها..هل يعلم بما تفعله تلك الخبيثة من وراء ظهره؟؟؟

.
.
.
لم أتمكن من النوم منذ قام يوسف بطرق الباب..مللت وأنا أحاول النوم فقررت الخروج لتجهيز الفطور..

خرجت من غرفتي لأفاجأ بتلك الفتاة المستلقية على فخذ الخالة هوازن في غرفة الجلوس..

عقدت حاجبي وأنا انظر اليها..

نظرت الخالة هوازن الي بابتسامة ثم همست:حنين..هذه هي ابنتي جمان..

اعدت نظري الى جمان..انها تشبه الخالة هوازن كثيراً…

نظرت اليها بتساؤل: كيف اتت الى هنا؟؟

اجابتني وهي تمسح على شعرها: قام يوسف بإحضارها..

فتحت جمان عينيها فجأة ثم زفرت بضجر:ماما..لا أستطبع النوم هنا..أريد النوم في ذلك السرير بغرفتك..

نظرت الخالة هوازن اليها: لا يصح يا صغيرتي بابا أحمد يريد النوم..

اجبتها بسرعة: خالة هوازن يمكنك النوم بسريري ان اردت فأنا لا أشعر بالنعاس..

ابتسمت الخالة هوازن لي: أشكرك ياحبيبتي..

نظرت جمان الي وهي تعقد حاجبيها:من هي هذه الفتاة..

اجابت الخالة هوازن :انها اختك حنين..

اقتربت من جمان لأسلم عليها..

قامت جمان بمصافحتي:مرحباً أنا جمان..

ابتسمت: أعلم هذا..

نظرت جمان الى الخالة هوازن:ماما انها تعرفني..

ضحكت قائلة : نعم تعرفك ..وهل يخفى القمر؟؟

أرادت الخالة هوازن الوقوف فقمت بمساعدتها..أمسكت بكتفي:حنين يا صغيرتي..ستأتي الآن زوجة خالد..سأبقى مع جمان الى أن تنام قومي باستقبالها حسناً؟؟

أومأت برأسي..

دخلت الخالة هوازن الى غرفتي...وبعد عشر دقائق تقريباً طرق باب الشقة..

أسرعت الى غرفتي لأخبار الخالة هوازن ثم قمت باستقبال تلك المرأة..

جلست أمامها وأنا احدق بها باستغراب..

انها جميلة حقاً..من الواضح أنها تهتم بمظهرها كثيراُ..ولكن ما فاجأني هو تلك العباءة الملونة التي ترتديها..كما أن حجابها يظهر الكثير من شعرها..ووجها ..من الواضح أنه لا يخلو من مساحيق التجميل..

في الحقيقة لقد كنت مصدومة من مظهرها..فقد قامت أمي بتربيتي على ارتداء عباءة محتشمة لا تظهر زينتي..

كانت تلك المرأة تنظر الى المنزل بنظرات ملؤها الاشمئزاز..

نظرت الي وبدأت تتطفل بأسئلتها..غضبت من تطفلها كثيرا…

اخبرتها بأن الأمر ليس من شأنها فشعرت بأنها مصدومة..

تجاهلتها وأنا أتمتم بهدوء:اكره الفضوليين..

دخلت الخالة هوازن الى المجلس ثم سلمت عليها..

نظرت الي وهي تشير لي بعينها أن أخرج.

خرجت من المجلس ولكن كان الفضول يقتلني...اردت سماع الحوار الذي دار بينهما..

بقيت بجانب الباب..في البداية لم أتمكن من فهم كلامهم..ولكن يبدو أن هناك مشكلة..فقد أرتفع صوت المرأة وبدأت بالصراخ..شعرت بالغضب حين بدأت تلك المرأة تهزأ بأبي.

حاولت جاهدة المحافظة على هدوئي كي لا يفضح أمري…..

ولكنني كنت أشتعل غيضاً...ولكن..وحين بدأت الخالة هوازن بالحديث..

انطفأت تلك النار بداخلي..فقد تمكنت الخالة هوازن من افحامها بكل بساطة..

.
.
.
بقيت مع جمان في غرفة حنين الى ان نامت أخيراً..لا أعلم كيف اقنعها بأمر العودة لمنزل خالد…

لن تتقبل الأمر بالتأكيد..ولكنها يجب أن تعود..لا نريد التسبب بمشكلة قبل فتح ملف القضية...

طلبت من حنين أن تقوم بمناداتي عند وصول زوجة خالد..

قامت بفتح الباب ثم همست: خالة هوازن لقد وصلت..

أومأت برأسي فذهبت حنين لفتح الباب..ابتعدت عن جمان بهدوء ثم وقفت..

أشعر ببعض التعب من الوقوف بسبب العملية لهذا كنت أسير ببطء..

خرجت من الغرفة لأقوم باستقبالها ..كنت أمشي وأنا اتساءل..لم تريد مقابلتي ياترى؟؟

اخشى أن تقوم بتكرار سخافات خالد..ربما قام بتحريضها علي..

ولكنني قررت التفاهم معها كأم...اخبرتني جمان أنها تحبها..

وقلب طاهر كقلب جمان..لن يتمكن من حب امرأة خبيثة..انا متأكدة بأنها طيبة القلب..

دخلت الى المجلس وحين رأيتها..شعرت بانقباض بسبب نظراتها..كانت تنظر الي باحتقار..يبدو ان خالد قد قام باتهامي أمام كل معارفه..

ان قامت بتكرار ذلك الاتهام فلن أصمت هذه المرة أبداً..

حاولت المحافظة على هدوئي فابتسمت ثم سلمت عليها: السلام عليكم…

ردت السلام ببرود وهي تقوم بمصافحتي..

اشرت الى حنين لتخرج ثم جلست أمامها في انتظار ان تتحدث ولكنها لم تنطق بأي كلمة..

حاولت كسر الصمت:أشكرك كثيراً على احضار جمان لرؤيتي..لن أنسى لك هذا الجميل أبداً..

ضحكت باستهزاء ثم ردت علي:أنا لم أحضرها لرؤيتك.كنت اعتقد أن جمان تريد الممرضة..

شعرت بالغضب من طريقة حديثها..كنت انوي الرد عليها ولكنها تابعت الحديث..

-مالذي تريدينه من خالد؟؟

نظرت اليها باستغراب: ما الذي تقصدينه؟؟

نظرت الي بحدة: انك تعلمين جيداً ما الذي أقصده..تريدينني أن أصدق أن خالد يبتزك بجمان لتتزوجي به؟؟

عقدت حاجبي: من أخبرك بهذا؟؟

زفرت بضجر: لا يهم من الذي اخبرني..لقد أتيت لأوصل لك كلمة واحدة..أنا اثق بزوجي كثيراً..ولن تستطيع امرأة مثلك أن تفرق بيننا هل فهمت؟؟

ابتسمت باستهزاء ثم تابعت حديثها: خالد لن يلتفت الى امرأة مثلك ....كنت اتساءل طوال الطريق عن سبب اصرارك على العودة الى خالد بعد كل هذه السنوات..

بدأت تقلب بصرها في ارجاء الغرفة:ولكنني فهمت الآن..لقد رأيت أن خالد يتقلب في النعم بينما تعيشين مع رجل متزوج في شقة صغيرة كهذه..لا ألومك فقد أعمت الغيرة بصيرتك...ولكني متعجبة من سكوت زوجك على هذا..

اطلقت ضحكة قصيرة ساخرة ثم تابعت حديثها:اعتقد أن رجلاً حقيراً يخون زوجته يستحق امرأة قذرة مثلك ...

كنت استمع اليها بصمت طوال الوقت..اردت أن أعرف سبب مجيئها..كما انني أردت أن اعرف ما الذي يقوله خالد عني أمامها..

حين رأيت صمتها اجبتها ببرود : هل أنهيت حديثك؟؟.

ابعدت نظرها عني بدون أن ترد..

تابعت حديثي : لو أعطيت ملك الدنيا بأكملها في مقابل العودة لذلك الرجل فلن أقبل بهذا أبداً..هل فهمت؟؟

نظرت الي ثم ضحكت باستهزاء..

نظرت اليها بنظرات ملؤها الشفقه على حالها...فاكتشاف الحقيقة صعب:اسفي عليك وعلى تفكيرك المريض..مافائدة المال..ان فقدت الكرامة؟؟
اعلمي جيداً أن أحمد بنظري برجال الدنيا..ولو كنت أعيش معه في جحر لما تخليت عنه..

صمت قليلاً ثم تابعت حديثي:في الحقيقة..أنا أشفق عليك..لا ألومك فخالد هو والد أبناءك وتحاولين المحافظة على سمعته بقدر استطاعتك..
ولكن خالد لا يستحق دفاعك عنه..لقد تذوقت مع ذلك الرجل ألواناً من العذاب..تذكري جيداً..كما تدين تدان..
وما فعله خالد بي,,قد يحدث لك في يوم من الأيام..فذلك الرجل قد تجرد من انسانيته…

صرخت بانفعال فجأة:أنا لا أسمح لك بالحديث عنه بهذه الطريقة … أنا أعرف خالد وأثق به جيداً هل فهمت..

ابتسمت بحزن:وأنا أيضاً كنت أثق به..ولكنه قد خان ثقتي واتهمني في عرضي..

نزلت دمعة من عيني ولكنني مسحتها فوراً..جرحي لم يبرأ بعد..لازلت مصدومة من اتهامه لي..

نظرت سمر الي بصدمة:انك تكذبين!!

نظرت الى عينيها بثقة:هل تريدين الاثبات؟؟

لحظة صمت بيننا يملؤها التوتر..رأيت الخوف في عينيها..من الواضح انها تخاف من انكشاف حقيقته..

وقفت من الأريكة وذهبت للجلوس بجانبها فالتفتت الي باسغراب..

اخرجت هاتفي من جيبي لأقوم بفتح المحادثة التي دارت بيني وبينه..ثم قمت بتشغيل التسجيل الصوتي الذي كان يبتزني به..

تزاحمت الدموع في عينيها وهي تأخذ الهاتف مني بيد مرتجفة...همست بصوت متهدج: كلا..خالد لا يفعل هذا ..خالد لايفعل..

قالتها ثم وضعت يدها على فمها لكبت تلك الشهقة..القت الهاتف من يدها ثم انفجرت بالبكاء..

شعرت بالحزن عليها..اردت التخفيف عنها فذلك لرجل لا يستحق دموعها..

ولكنني تركتها تبكي لتنقض الهموم التي تخنق صدرها.. استمرار نحيبها هز عواطفي..

ربما تحقد علي الآن..ولكن معرفة الحقيقة المرة..خير من العيش في مرارتها دائماً..

ارحم ضعفها يا الله…
.
.
.
فتحت عيني بتثاقل..مرهقة جداً من كثرة البكاء..

لا أعلم كم مضى من الوقت على نومي ..نظرت الى الساعة...انها الواحدة ظهراً,,

اشعر بجوع شديد..وذلك الغبي ماجد قد حبسني هنا بدون طعام..

علي الانتظار حتى صلاة العصر ليعود من عمله…

امسكت بهاتفي لأتصل على سمر..اردت الاطمئنان على ابنتي لانا..

لقد قضيت الكثير من الوقت في التفكير..قررت أن أحضر لانا الى المنزل...ربما يحن قلب ماجد على ابنته..

كما انني قررت البقاء مع ماجد أطول فترة ممكنه..لن أسمح له بالعودة الى اصدقاءه..سيكون تحت مراقبتي حتى يتخلص من ذلك السم..

رغم أنني غضبت منه في هذا الصباح ولكن وبعد أن فكرت..انه مدمن على اي حال..لن يكون التغيير سهلاً..
سأحاول اقناعه بالذهاب الى مركز متخصص للعلاج..

اتصلت على سمر فوصلني صوتها بعد لحظات: مرحباً..

زفرت بعمق: مرحباً خالة سمر كيف حالك..

ردت بصوت ضعيف: بخير..

عقدت حاجبي وأنا أسمع صوتها..سألتها باستغراب:مابه صوتك.. هل أنت بخير؟؟


تهدج صوتها:آآآآه يامها لا تسألي..أنا متعبة جداً

شعرت بقبضة مؤلمة في قلبي:لماذا..ما الذي حصل..

صمتت قليلاً ثم أجابت:سأخبرك فيما بعد...ماهو سبب اتصالك الآن ..هل هناك مشكلة يا عزيزتي..

اجبتها بارتباك:ااا..هاه..كلا ..لا يوجد مشكة..كل مافي الأمر اني أردت الاطمئنان على لانا..كما اني اريد التحث الى امي..

اجابت بهدوء:أنا في خارج المنزل الآن..

اجبتها بإحباط:أوه..حقاً…

لحظة صمت..قطعتها سمر بخبر صادم:مها..لقد ذهبت لمقابلة هوازن..

اتسعت عيناي بصدمة:ماذا؟؟

ردت سمر بصوت باكي: آآآه ليتني لم أقابلها..

ازدادت دقات قلبي: لماذا..ما الذي فعلته؟؟

صمتت قليلاً ثم اجابت: لا استطيع اخبارك بهذا الأمر على الهاتف..ان قدمت لمنزلي ..سأخبرك بكل شيء..حسنا..الى اللقاء الآن..

اجبتها بصوت هامس: الى اللقاء..

قلتها ثم أقفلت لخط..با الهي..مالذي حدث ياترى...مالذي فعلته تلك الخبيثة أيضاً…

زفرت بغضب: اففف تلك المرأة.انها بلاء فوق رؤوسنا…

.الن تنتهي مشاكلها ابداًً..
.
.
.
خرجت مع فارس الى احد المقاهي لأغير من مزاجي قليلاً..لا ارغب في العودة الى المنزل..

اشعر باختناق شديد..كما انني قررت ترك جمان مع امها حتى صلاة الظهر..

لم يكف فارس عن سؤالي عن سبب بكاائي ولكنني لم اعره اي اهتمام…

ما الذي أقوله له؟؟

هل أخبره بأن أباه رجل حقير وجبان؟؟

كلا ..لن أخبره..فأنا..لا اريد ان يلقبنى احد باننى تلك "الضحية" لا اريد ان يشفق على احد..

لقد جفت دموعى و انتهى كل شىء و الان ساعود الى نفسي فلقد اشتقت اليها....

لا اريد ان ابكى...

ولكنني لن انسى هذا الجرح..... فلا احد يعلم مدى قسوة الالم الا من عاشه.....

انت انانى ياخالد..

تريد الكثير و لا تعطى غير الجروح... فكم من ليلة بكيت و اشتكيت الى الله منك....

انت ناكر للجميل....

مهما بعدت خطواتك و ان عدت تجدني انتظر ..احمل قلب وفي مخلص لا يرى غيرك…

و مهما اشتدت عليك الايام قسوة وجدت انسانه تقف بجانبك و لا تنتظر منك غير الرضى عنها....

لقد كنت العب ادوار كل الذين من حولك ....

امك ..ابوك... صديقك....و اختك.....و زهرتك الجميلة..

اما انت فلقد كنت تستغل في طيبة قلبي…

لقد اخذت كل شىء مني.. حتى قلبي اخذته.....

والآن وقعت فى فخ غدرك......و المضحك هو اننى اكتشفت ذلك بنفسي..

لن أواجهك بالحقيقة...لكننى لن انسي......و سانتقم منك.....لكى تعرف من انا......

ساجعلك تبكى من جبروت ابتسامتى....

ساقفل باب الحزن و لن انتظر شىء منك ساتركك للايام....

سابعث التفاؤل فى كل شىء.. فالحياة لا تقتصر على وجودك ..

تالمت...حزنت....بكيت...

لكننى لم امت قبل يومى....اذ أن حياتى لا تقتصر عليك انت....ولا تنسى.... سأنتقم..وستعرف من أكون..

حين أصبحت الساعة الثانية مساءً عدت الى منزل هوازن لأخذ جمان…

في هذه المرة صعد فارس معي فقد اخبرتني هوازن أن جمان ترفض الخروج..ربما يتمكن فارس من اقناعها..

حين دخلت الى المجلس وجدت جمان تجلس بجانب هوازن على الأريكة..

رؤيتهما معاً..اشعلت شيئاً في قلبي..جمان تشبه هوازن كثيرًا!..

اقترب فارس منها:جمان يا عزيزتي هيا تعالي لنعود الى المنزل..ان لم يجدك بابا سيغضب كثيراً…

امسكت جمان بهوازن بكل قوتها وهي تصرخ: كلا ..اريد البقاء مع ماما..بابا لن يستطيع فعل أي شيئ..يوسف قال هذا..

نظرت هوازن الى جمان: هيا ياصغيرتي..ستأتين لرؤيتي في أي وقت تريدينه..سيحضرك أخوك..

أومأت برأسها الدموع تملأ عينيها: كلا كلا..انهم يكذبون علي..

شعرت ان هذه هي فرصتي لابقاء جمان هنا..في الحقيقة..انا لارغب بإعادة جمان معي..

نعم..لقد شعرت بالغيرة..اعتقد ان رؤية خالد لجمان ليل نهار هو ما اعاد هوازن الى ذاكرته..

نظرت الى هوازن بهدوء: ان ارادت البقاء فلا مشكلة..سأتصرف مع خالد..

اتسعت عينا فارس وهو ينظر الي:كلا أمي أرجوك..سيقلني أبي ان علم بهذا..

كنت سأرد عليه ولكن صوت هوازن وصلني: كلا..يجب ان تعود..لقد قمت برفع دعوى حضانة في ها اليوم..ستعود جمان الي بطريقة قانونية...وقتها لن يتمكن خالد من اثارة المشكلات..

بدأت جمان بالبكاء: كلا ماما..لا أريد أن اذهب...أنا أحبك كثيراً...
.
.
.

لم أعرف كيف اتمكن من اقناع جمان بالذهاب مع اخوها..رؤيتي لدموعها كادت تضعفني..ولكن ماذا افعل..

اخبرني أحمد أن بقاءها قد يؤثر في القضية..

قبلت رأسها:ارجوك يا صغيرتي..أنا احبك كثيراً أيضاً .. ولكننا لا نريد اغضاب بابا..

وضعت رأسها على صدري ثم أغمضت عينيها وهي تمسك بي بقوة وكأنها تريد أن تتملكني..

نظرت الى فارس وسمر بقل حيلة..

أقترب فارس مني ثم قام بمد يده:خاله هوازن اعطني هاتفك اذا سمحت..

نظرت اليه باستغراب..

تابع حديثه موضحاً : اريد تسجيل رقمك لدي..

-اوه حسناً..

قلتها وأنا اعطيه الهاتف..

بدأ يدخل رقمه الى هاتفي ثم اعاده الي بعد ان اتصل بهاتفه: لقد قمت بتسجيل رقمي باسم جمان..يمكنك الاتصال علي في أي وقت تريدينه..

ابتسمت له: اشكرك كثيراً..

أومأ برأسه ثم رفع هاتفه وقام بإجراء مكالمة فيديو..

نظرت الى هاتفي وقبل أن اسأله وصلني صوته:قومي بالرد علي..

أومأت برأسي وأنا أفتح المكالمة..

اقترب فارس من جمان ثم وضع الهاتف في يدها:انظري هذه ماما..

نظرت جمان الى الهاتف وهي تعقد حاجبيها..بدأت تقلب نظراتها بيني وبين الهاتف..

شهقت وهي تشير الى الهاتف: ماما..أنت هنا..

ضحكت بهدوء حين فهمت ماينوي فارس فعله..اجبتها بابتسامة: نعم يا حبيبتي..سأكون معك دائماً..

وضع فارس يده على كتف جمان ثم نظر الى عينيها: أرأيت..أنا لا أكذب عليك..ان اردت رؤية ماما أخبرني فقط وسأعطيك هاتفي لتتحدثي معها ..

نظرت جمان الي بحزن ثم أعادة نظارها الى فارس:وهل سأتمكن من رؤية ماما في منزلنا؟؟

أومأ فارس برأسه…

نزلت دمعة من عينها: ولكني أريد أن أمسك بيدها وأنا أتحدث معها…

زفر فارس بنفاذ صبر:حسناً سأحضرك اليها حين يخرج بابا من المنزل..ولكن الآن تعالي معي..زلقد ساعدتك لتري ماما ..هل تريدين أن يضربني بابا بسببك؟؟

أومأت برأسها بالنفي..

قام فارس برسم ملامح البراءة على وجهه:ان كنت لا تريدين هذا اذا تعالي معي..

نظرت جمان الي بعينين دامعتين ثم اعادت نظرها الى هاتف فارس...ابتسمت وهي تكابر دموعها: ماما مازلت هنا..

ضحكت على براءتها:نعم مازلت هنا..

وقفت مع فارس لتخرج وهي مستمرة بمراقبة الهاتف…

بدأت تنزل الدرج الى الخارج:ماما مازلت اراك..هل تستطيعين رؤيتي..

ارسلت قبلة بالهواء اليها:.نعم..اراك..

أستمرت جمان بمراقبة الهاتف حتى حين تحركت السيارة..لا تريد ابعاد نظرها..صغيرتي لا تريد فراقي..

أعذريني با صغيرتي..أحبك كثيراً..ولكن الأمر ليس بيدي..

نزلت دمعة من عيني ولكني مسحتها بسرعة كي لا تراها جمان..

قريباً جداً يا صغيرتي لن يجرأ أحد على تفريقنا..

أريدك أن تكوني مبتسمة دوماً..

اعذري ضعفي يا حبيبتي..فراقك صعب علي..

أنا إن شدوت بلحن البكاء...فذا هو شوقي لكِ يستعر..

قريباً قريباً سننسى العناء...وإن فرقتنا دروب السفر…

ستزهر يوماً روابي اللقاء..وتشرق رؤيا صبحٍ أغر..

فأنتِ لدربي كذاك الضياء….وفي جوف ليلي فأنتِ القمر..

.
.
.

عدت الى المنزل في الثامنة مساءً..لقد أجبرني العم خالد على التأخر في العمل اليوم فقد أراد معاقبتي لتأخري هذا الصباح..

وصلت الى غرفتي وبدأت أدعو الله بداخلي أن تكون مها نائمة..لست في مزاج جيد لسماع صراخها..

لابد أنها غاضبة لأنني قمت بإقفال الباب هذا الصباح..ولكني اردت ابعاد شكوكي..

أنا أعلم جيدًا انها ستخرج لرؤية سارة..اهتمامها الشديد بتلك الفتاة يحيرني..

لا أريد أن أظلمها ولكني سمعت الكثير من قصص الخيانة من اصدقائي..

ولكن اكثر تلك القصص تأثيراً علي ..هي قصة المرأة التي كانت تخون زوجها في بيت جارتها..

حين رأيت مها تتأنق هذا الصباح ..لم استطع السيطرة على شكوكي..فمروان مريض ولن يذهب لعمله اليوم..

لذلك أردك قطع شكوكي بإقفال الباب عليها..

فتحت الباب بهدوء فاستقبلتني مها بالصراخ كما توقعت:وأخيراً عدت يا سيد ماجد...لماذا تأخرت كل هذا الوقت..

اجبتها ببرود:هناك صفقة مهمة جداً للشركة..اضطررت للبقاء لمساعدة أخوك..كان يريدني أن أبقى معه حتى منتصف الليل ولكنني اخبرته انني لا أستطيع التأخر أكثر..

تزاحمت الدموع في عينيها: كدت أموت جوعاً هنا..

شعرت بالحزن عليها..لم يخطر في بالي أمر الطعام..يالني من غبي..

اقتربت منها لمراضاتها ولكنها دفعتني فوراً:لا اريد سماع أي شيئ..أشعر بالاختناق من رؤيتك..

زفرت بضجر: مها ..أنا آسف حسناً..اعدك انني سأبذل جهدي للتخلص من ذالك السم..

وضعت يدها على اذنها كي تجبرني على الصمت..

كم يغضبني عنادها الشديد..

صرخت بغضب:اووووووه..ماهذه التصرفات الطفولية..الحق علي لأنني أريد الاعتذار اليك..

قلتها ثم استلقيت على سريري لأنام..

بدأ صوت شهقاتها يصلني ويعتصر قلبي ولكنني تجاهلتها..

ستبكي قليلاً وستنسى الأمر..سأحضر لها هدية بسيطة في الغد..

مها ذات قلب رحوم وعطوف وستسامحني بالتأكيد..

.
.
.

اشعر بحيرة شديدة..هل أقوم بفتح شعري..ام أقوم بعمل ظفيرة جانبية…

ليتك هنا يا مها..لأول مرة..أرغب في أن يراني مروان بأجمل حلة..لماذا لم تأت مها اليوم..اشتقت اليها كثيراً..

احمرت وجنتاي خجلاً وأنا اتذكر اعتراف مروان هذا الصباح...خجلة جداً من رؤيته…

من يرى خجلي الآن لن يصدق بأنني متزوجة به منذ سبعة أشهر.

لم أخرج من غرفتي طول اليوم..كما أن مروان لم يدخل اليها..هه اعتقد انه خجل من اعترافه ايضاً…

لقد قامت جنى بإحضار الغداء من أجلي...ولكنها اخبرتني ان اخرج من أجل العشاء معهم والا غضبت عمتي..

نظرت الى احمر الشفاه بتردد..هل أضع منه قليلاً..شعرت بحرارة تسري بجسدي..ما الذي ستقوله عمتي ان قمت بوضعه؟؟

ستهزأ بي بالتأكيد..

غيرت رأيي..لن أضع شيئاً..سأكتفي ببعض الكحل فقط..رموشي كثيفة أساساً..لن يتغير شكلي كثيراً…

وضعت الكحل ..ثم ابتسمت برضى..لقد ابرز الكحل جمال عيني..

قمت بنزع مشبك الشعر عن تلك الخصلات لتتناثر على وجهي…

لقد قامت مها بقص هذه القذلة ولكن مروان لم يلحظها لأنني كنت أرفعها باستخدام مشبك الشعر ولكني أريده أن يراها اليوم..

قفزت فزعاً حين قامت جنى بفتح الباب وهي تهتف: سارة أين أنت لقد تأخرت…

صمتت فجأة وهي تحدق بي..شعرت بالخجل من نظراتها..بدأت أشك أن هناك خطب ما بمظهري..

تحركت شفتاها أخيراً:واااو..ما الذي فعلته بشعرك..هذه الخصلات.تناسبك كثيراً..

ابتسمت بخجل:شكراً…

اقتربت جنى مني لتقوم بتحريك كرسيي: هل أساعدك في الذهاب الى الغرفة..

أومأت برأسي ثم أجبتها بارتباك:سآتي بنفسي..اذهبي سألحق بك حالاً…

أومأت برأسها ثم خرجت من الغرفة…

بدأت أهف على وجهي بكفي من شدة الحرارة التي أشعر بها..

يا الهي..لماذا أشعر بالحرارة كلما مر مروان في ذهني؟؟

.
.
.
كنت انتظر حضور سارة على العشاء وأنا أشعر بتوتو أجهل سببه..

في الحقيقة..لم جرأ على الدخول لرؤيتها منذ الصباح..سارة تربكني بخجلها..رغم أنني كنت أرغب برؤية رد فعلها عند رؤية الاساور ولكنها تجاهلتني..لا ترغب برؤيتي..كم أود معرفة سبب غضبها هذا الصباح..

دخلت سارة الى الغرفة وهي تنظر الى الأرض بصمت..

ارتسمت على وجهي ابتسامة حاولت جاهداً اخفاءها..

احمرار وجنتيها وهي خجلة يزيد جمالها بهاءًا وسحراً..

رفعت بصرها بهدوء وهي تهمس:مساء الخير..

عند سمعت صوتها...ارتجف قلبي فرحاً..

وقتها فقدت التركيز بكل شي..وتهت في سحر ابتسامتها..

اتسعت ابتسامتي فشعرت بنظرات حادة من أمي..

ابعدت نظري عن سارة في محاولة مني لتخفيف توتري..

رفعت نظري ببطء فالتقت نظراتنا..

احمر وجهها بسرعة خاطفة..

أطلقت ضحكة قصيرة.مما جعل أمي تنظر الي باستغراب:ما الذي يحدث هنا؟؟

اجبتها بهدوء:احم..لاشيء..تذكرت شيئاً فقط..

قلتها وأنا أعيد نظري الى سارة..

لمحت طيف ابتسامة على وجهها وهي تنظر الى الطبق أمامها بدون أن تأكل..

شعرت برغبة في الضحك...لا أعلم ما الذي حدث لي..

ما سر تلك السعادة التي تتملكني!!
.
.
.
منذ أن دخلت سارة الى الغرفة وأنا أشعر أن هناك شيئاً غريباً بينها وبين مروان..

لم يتناول أحد منهما شيئاً..كانا يتبادلان النظرات فق وأنا أراقبهما باستغراب..

كان كل منهما يسترق النظر للآخر بدون أن يشعر…

التقت نظراتهما ..فاحمر وجه سارة ..أما مروان فقد ضحك بطريقة غريبة..

يا مثبت العقل والدين..لقد فقد ابني عقله بالتأكيد..

نظرت اليه باستغراب: مالذي يحدث هنا؟؟

اجابني بصوت مرتبك:احم..لاشيء..تذكرت شيئاً فقط..

تجاهلته وأنا أعيد نظري الى الطبق..لاحظت ان سارة لم تأكل شيئاً..أردت أن أحدثها ولكن الصدمة قد الجمت لساني حين رأيت تلك الأساور على يدها..

نظرت الى مروان بحدة ولكنه لم يلحظ نظراتي..

ضربت الملعقة على الطبق بكل قوتي فتوجهت انظار الجميع الي..

لاحظ مروان نظراتي الحادة له فسألني ببلاهة: ماذا؟؟

أشرت بعيني الى تلك الأساور..فظهر الارتباك على وجهه..لم أسأله أمامها..لم أرد أن أحرجه أمام زوجته ولكن قلبي يشتعل..

نظرت الى جنى فلاحظت انها تقلب نظرها بين سارة ومروان والابتسامة لا تفارق وجها..

شعرت بأنها تعرف شيئاً..تلك الابتسامة البلهاء تؤكد شكوكي..

وقفت لأخرج من الغرفة:الحمد لله..

نظر مروان الي: أمي لم تأكلي شيئاً..

نظرت اليه بحدة: لا اشعر بالجوع..

ابعد نظره عني بدون أن يرد..

اشرت الى جنى بعيني لتتبعني..

لحقت بي..وحين خرجنا من الغرفة..نظرت الي باستغراب: أمي ما الأمر…

زفرت:ما الذي يحدث بين أخوك وسارة؟؟..

بدأت جنى تضحك بشكل هستيري..

اففف يا مثبت العقل والدين..يبدو أن الجميع قد جن اليوم..

صرخت بحدة: جنى ..أنا أسألك..

بدأت جنى بالتقاط انفاسها ثم تحدثت بحماس لتفجر تلك القنبلة:فلتمحي أمر زواج مروان بخلود من رأسك يا أمي..

تابعت حديثها وهي تغمز بعينها:
ابنك يعشق يا آنسة..
ابنك يعشق يا آنسة..
ابنك يعشق يا آنسة..
.
.
.
ارتديت ثيابي بعد ان اخذت وقتاً من الاستجمام في مغطس مياه دافيء...اردت أن أزيل توتري قبل ذهابي للخطبة..

حظي البائس يقف في طريقي دائماً..منذ عدة أيام تشاجرت مع مروان ولم اذهب لموعدي..وبالأمس قمت بقتل عادل..

ارتعش جسدي بأكمله حين تذكرت الأمر..أو أن الحقيقة اني لم استطع نسيانه..

كل زاوية في المنزل تذكرني به..كل من حولي يذكرني به..أبي أمي..عمتي حسينة..وحتى العم حسن…

كما أن أبي قد اتصل علي لعدة مرات ليسألني عنه..آآآآآخ كم أود محوه من عقولهم…

ليتني أستطيع محو منظره وهو محاط بدمائه عن ذاكرتي...منذ الصباح وأنا أحاول اشغال نفسي..قمت بقص شعري ..ثم ذهبت لمركز خاص للاستجمام ولكن دون فائدة..

كل ما نظرت إلى نفسي في المرآه ..اراه هو بداخلي…


لماذا يحدث هذا معي لماذا؟؟

انها الساعة الثامنة الآن..يجب أن أعود الى المنزل لاصطحب أمي فموعدي مع والد أسيل في الساعة التاسعة والنصف..

عدت الى المنزل فوجدت أمي في استقبالي..كانت ملامح القلق بادية على وجهها..

لقد تفاجأت من بكائي في هذا الصباح ..فهي لم تر دموعي منذ سنوات..

ابتسمت أمي بحنان: هل أنت بخير الآن يابني؟؟

أومأت برأسي…..

سألت بارتباك:وماذا عن ذلك الرجل..هل هو بخير؟؟

شعرت بتوتر شديد..بدأت دقات قلبي تزداد ولكني حاولت ادعاء البرود: انه بخير..لقد استيقظ الآن ولم يعلم بأنني من اصطدم به..

ابتلعت ريقي ثم تحدثت بتلعثم بعد أن سيطر التوتر على كل خلايا جسدي:انه رجل بسيط ولا يحب افتعال المشاكل على ما يبدو..اخبرني انه لا ينوي رفع شكوى..كل شيئ على مايرام..لاتخبري ابي بأي شيئ .حسناً؟؟

زفرت أمي: هذا جيد...لن أخبره ولكنك تبدو متعباً..هل تريد مني تأجيل الموعد؟؟

اتسعت عيناي ثم اجبتها بانفعال: كلا ..لا تقومي بتأجيله..سيعتقدون اننا نتهرب منهم..

أومأت برأسها:أنت محق..حسناً سأجهز حالاً..وانت أيضاً..لقد طلبت من الخادمة أن تقوم بتجهيز ثوبك..اذهب بسرعة..

ذهبت الى غرفتي ثم قمت بتجهيز نفسي..نظرت الى نفسي بالمرآة..أبدو مرهقاً جداً..لكني لن أؤجل الموعد..اصبحت أشعر بأن يوم خطبتي هو يوم شأم..اريد أن ينتهي هذا اليوم علي أرتاح من المشكلات..

ذهبت مع أمي الى أن وصلنا لمنزل أسيل..

نزلت من سيارتي و بدأت أرتب مظهري..لابد انهم يقومون بمراقبتي..

انها ليست المرة الأولى التي آتي فيهاا لهذا المنزل..

فقد أتيت من قبل حين قمنا بخطبتها..أما اليوم فقد أتيت لرؤيتها فقط..

ولكن ..شتان بين شعوري بيوم الخطبه وبين شعوري اليوم…..

في يوم الخطبة كنت في أوج حماسي وسعادتي..أما اليوم..غدوت خائفاً مرتبكاً..

دخلت الى المجلس فقام والدها باستقبالي..

كان يتحدث معي باهتمام ولكني لم أدرك شيئاً مما يقول..اعتقد انه كان يتحدث عن اسرار سعادة الزوجين في نظره..

كنت ابتسم له طوال الوقت حتى يعتقد انني مهتم بحديثه..ولكن عقلي كان يفكر بها..

كيف تبدو ياترى..بالرغم من أنني رأيت الكثير من النساء في حياتي..وبالرغم من جرأتي في الحديث معهم الا انني شعرت بالتوتر….

أسيل هي حلم طفولتي..ماذا لو لم تكن كما أتخيلها دائماَ؟؟

ابتسم والد أسيل ابتسامة عريضة:سأذهب لأحضارها الآن..

خرج من المجلس ليحضرها..

ازداد اضطرابي. فبدأت أتنفس بعمق لتهدئة اعصابي...لماذا أصبح الجو حاراً هكذا..

تردد الى مسامعي صوت خطوات كعبها العالي..

ازدادت دقات قلبي..فوضعت يدي على صدري وسمعت دقات قلبي أكثر من شعور يدي بالنبض ودقاته..

توقف صوت الخطوات فجأة..لقد وصلت اذا..لقد كنت انظر الى الارض من شدة توتري..

وصلني صوت عمي وهو يمازحني:ههههه انظر اليها جيداً..لن ادخلها مجدداً الى هنا..هذه فرصتك..

اخذت نفساً عميقاً و انا مغمض العينين حتى يتسنى لي مواجهة نظرات تلك المخلوقة أمامي حين أفتحها ..

هذه أسيل. محبوبتي التي أعشق منذ الصغر ...حلم حياتي الأول ...تجلس أمامي أخيراً…….

فتحت عيني ببطء..ثم بدأت أرفع بصري تدريجياً لأرى وجهها..

كنت أنتظر تلك اللحظة بشغف..في كل ليلة أحاول تصور شعوري عند رؤيتها..

ولكن ردة فعلي كانت آخر شيئ أتمناه وأتوقعه..

فقد انتفظ جسدي بأكمله ثم صرخت فزعاً!!



bluemay 03-08-16 12:33 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 



ههههههههه


قفلة رهييييبة طبعا

وشر البلية ما يضحك ..

اتوقع يكون شاف فيها صورة عادل او انها بشعة .



رروعة اللقاء بين هوازن وجمان ..

وحبيت فارس اللي قدر يقنعها تروح معهم.



بارتين رووووعة

انبسطت باعتراف مروان لسارة

وعن جد حسيتهم متل اللي بتعرفوا ع بعض من اول وجديد.



يسلمو ايديك يا قمر وكلي شووووق للقادم

لك خالص الود



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»




شخابيط فتاة 16-08-16 12:25 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 

الفصل الثاني والعشرون: مذكرات قيد النسيان…

ابني مروان..قطعة من نفسي..ونبضة من نبضاتي

حملته جنينا ...ورعته يداي رضيعا...وسعدت بأولى خطواته ...

سعدت يوم ان حمل حقيبته على ظهره الرقيق ليخطو اولى خطواته في المدرسة..

سهرت معه في اصعب ايامه…

كان يطلب مني أن ادعو له دائماً..

ودعوت له بالتوفيق منذ ولدته الى ان اصبح رجلا ولا ازالت ادعو وادعو..

استقبلته بفرح لا يوصف وهو يمد الي يده بشهادته فرحا بتفوقه...

سجدت كثيرا في ليلي ونهاري ادعو الباري ان يحفظه ويسدده ويرعاه ..

صارت حياتي كلها تدور حوله وفي فلكه..حتى نفسي بت حريصة عليها لأجله..

حين خطبت له..كنت أريد له الأفضل كما أفعل دائماً..

بكيت وانا اتخيل يده بيد عروسته..

ليس حزنا.. ولكن فرحا وفخرا وزهوا..

هذا هو ابني الذي نما وترعرع على يدي…

بنيت أحلاماً كثيرة لأجله..

ولكنه حطم أحلامي بزواجه من سارة..

تمنيت أن أزفه..تمنيت أن أقيم له زفافاً يتحدث عنه الجميع..لأقول لهم ها هو ابني قد كبر..

ولكن من الواضح أن مروان لا يدرك تأثير فعلته علي..

لن أستطيع أجباره على الزواج بفتاة لا يريدها..

سارة فتاة محترمة أيضاً ولكنها لاتطابق أي من مواصفاتي التي كنت ارسمها لزوجة مروان..

ابني طبيب..وهي لم تكمل تعليمها حتى..

أردتها أن تكون خدومة له ..تسعده ويسعدها..

ولكن ما أراه بأن مروان هو من يخدمها فقط.

حين كنت أسأل مروان عن زوجة المستقبل التي يريدها كان يخبرني ان كل مايهمه بأن تكون زوجته طاهية بارعة..

وسارة لا تستطيع القيام بشؤونها لتقوم بشؤون المنزل..

لقد كان مروان مرحاً بشوشاً قبل زواجه بها ..لقد تغير كثيراً..

أنا أدرك جيداً أن مروان يعاقب نفسه بهذا الزواج…

انه يلوم نفسه على مرضها ولهذا يحاول افناع نفسه بأنه يحبها..

اريده أن يعود كما كان..أريده أن يكون سعيداً بحياته؟؟؟

هل هذا كثير لأطلبه؟؟

ولكن..إن كان إسعاده لسارة يشعره بالراحة..فلن أعترض بعد الآن..

لابد وأن يأتي يوم ويعود ابني لصوابه..وقتها سيطلب مني بنفسه أن يتزوج…

وحتى يأتي ذلك الحين..سأسأل الله أن يرزقه السعادة….
.
.
.
لم أصرخ بسبب رؤيتي لها..فخوفي مما رأيت قد أعمى بصري عنها..

كان بصري مثبتاً على تلك النافذة خلفها…..

لقد فتحت منذ قليل!!..

أنا متأكد بأنني رأيت من يراقبني منها..

قد يبدوا الأمر جنونياً ولكنني رأيت عادل..انه يلاحقني..

وقف والد أسيل بفزع حبن سمع صراخي..

أشرت الى النافذة بيد مرتجفة ثم بدأت أتحدث بخوف: انه يراقبني..لقد رأيته..انه يراقبني..

عقد حاجبيه باستغراب ثم اتجه الى النافذة ليقوم بفتحها..

لم أكن مخطئاً..كان هناك من يراقبنا حقاً..

نظر والد أسيل الي بغضب: هل تظن أن الوقت مناسب للمزاح؟؟

توترت من نظراته..شعرت بحرج شديد حين اتضح ان ذلك الشخص الذي يراقبني هو الأخ الأصغر لأسيل..

بدأ يضحك وهو يحمل الكاميرا بيده: لقد أردت أن أحتفظ بهذه اللحظات ولكني لم أكن أتوقع بأنه سيصرخ بهذه الطريقة.

التفت الى أسيل:هههه انها ذكرى جميلة حقاً..شاب يصرخ عند رؤيته لعروسه..

قالها ثم انفجر بالضحك..

صرخ والد أسيل بغضب: أصمت يا ولد..من الذي سمح لك بالتصوير هنا..

أراد حازم أن يرد ولكن أسيل قد خرجت من المجلس بسرعة وهي تبكي..

لقد شعرت بأنني أهنتها بالتأكيد...شعرت أن قلبي قد انفطر معها ولكن الأمر ليس بيدي..

لقد حدث رغماً عني ولكن من الذي سيتمكن من فهمي؟؟

التفت والدها الي بغضب..

حاولت تبرير موقفي ولكني كنت مرتبكاً..وبدون أن أشعر..بدأت بالبكاء.

مالذي دهاني..لماذا لا أستطيع التحكم بمشاعري..

بدأت أتحدث وسط دموعي: سامحني يا عمي..أرجوك سامحني…….

لم يرد علي..كان ينظر الي باستغراب فقط…

لقد صدم بشدة وحق له ذلك..

فهل هناك رجل يبكي في يوم خطبته؟؟

انه وبدون شك..أسوأ أيام حياتي...
.
.
.
جلست على طاولة المطبخ لأكل الساندويتشات التي اعددتها وأنا أصرخ بغضب..

-مـــتــبــلــــد الاحــــســــاس..

رجل انـــانـــي سخيــــــف..

غـــبـــي و مـــتـــمـــلـــق…

يراني أبكي بجانبه بدون أن يهتز شيئ من مشاعره!!!!!

أنا المخطئة لأنني اعطيته أكثر مما يستحق..كان عليه أن يعتذر على الأقل..

وضعت يدي على خدي وأنا أسترجع تأملاتي الحمقاء..اعتقدت أن يخرج معي لنأكل حين أخبره بأنني جائعة.

توقعت أن يعتذر ويخبرني بأنه لم يكن بوعيه حين أقفل الباب.

ولكن لا...يبدو أنه فعلها مع سبق الأصرار والترصد..

-اففففففف …..

قلتها وأنا القي الكوب بيدي على الأرض بكل قوتي لتتناثر شظاياه على الأرض..

نظرت الى الكوب المحطم وصدري يعلو ويهبط من شدة الغضب…

يبدو أنني سأقضي على الأواني في منزلنا بسبب ذلك المتبلد..

لا أعلم السبب..ولكنني أشعر بالراحة حين أكسر شيئاً..

فوجئت بماجد هو يقف على باب المطبخ مكتفاً يده على صدره..

نظرت اليه بحدة فرد علي ببرود:أود أن أفهم من أي مرض تعانين..ها؟؟

رفعت حاجبي: ماذا تقصد؟؟

زفر بغضب: الن تتوقفي عن تكسير الأكواب؟؟؟؟

صرخت فوراً : أقوم بتكسيرها كي لا أتهور وأحطم رأسك..كما أنك كنت نائماً..ما الذي تريده الأن..ها...

بدأت أحرك أصبعي بتهديد: اقسم يا ماجد ان لم تبتعد عن وجهي أنني سأضربك حالاً.

ابتسم ببرود:حقاً..تعالي واضربيني اذاً..

اعتراني غضب عارم حتى بدأت أشعر به على لساني و في عيني ... أردت الصراخ.. أردت أن أمزقه بأسناني .. و لكنني حاولت بكل ما أوتيت من قوة السيطرة على غضبي..أردت مجاراته ببروده فهو يحاول استفزازي الآن..

ابتسمت بصعوبة بالغة وأنا أتحدث: كلا..لن أضربك حتى لا أشوه وجهك المسكين..

وقفت من الطاولة وبدأت انفض ثيابي..

نظرت اليه من جديد ثم ابتسمت باستهزاء: على الأقل..أنا أقوم بتكسير الزجاج..ولكن غيري..قام بإفراغ القمامة والتفتيش بداخلها..كل ومقامه يا سيد ماجد..

تحولت ملامحه الى الغضب فجأة: مها..ان لم تتحدثي باحترام..

قاطعته بسرعة: ما الذي ستفعله..أخبرني؟؟

تابعت حديثي بصوت أعلى وبنبرة أكثر حزماً:لقد صمت على تصرفاتك كثيراً..ولكن أتعلم..لن أعطيك المزيد من الفرص..ان تجرأت على أذية شعرة مني فسأخبر والدك بكل تصرفاتك.

اتسعت عيناه بخوف:ما الذي تقصدينه..

ابتسمت بهدوء و أنا أرى الخوف في عينيه..لقد عرفت نقطة ضعفه:انك تعلم جيداً ما أقصده..سأعطيك فرصة أخرى ولكن ليس لأجلك..بل من أجل ابنتنا..وان لم تتغير..فسأفضحك ..هل فهمت؟؟

ضحك بارتباك:هه مها لن تفعليها..

ابتسمت ابتسامة جانبية بدون أن أرد..

خرجت من المطبخ فبدأ يلحق بي لمراضاتي: مها انتظري لنتحدث قليلاً..

شعرت بالانتصار وأنا أسمع نبرة صوته الخائفة..رفعت بصري اليه:لا يوجد أي حديث لي معك..

أمسكت بعباءتي وبدأت أرتديها..

نظر ماجد الي باستغراب: أين تذهبين…

تجاهلته وأنا أمشي باتجاه باب الشقة..

لحق ماجد بي ثم أمسك بيدي:مها الى أين تذهبين أنا أحدثك؟؟

نظرت اليه ببرود:سأذهب لسارة..هل لديك أي اعتراض؟؟

ترك يدي ببطء وهو يهمس:حسناً..لا بأس.

اجبته بصدمه:: هل أذهب!!

أومأ برأسه بدون أن يرد..

احباط ممزوج بالألم..أردته أن يرفض..قد أكون غريبة الأطوار ولكني أردته أن يحاول مراضاتي..

ولكنه متبلد ..لن يفهم الأمر بالتأكيد..اغروقت عيناي بالدموع فأبعدت نظري عنه فوراً كي لا يلحظها..

بدأت أخرج من الشقة وأنا أنتظر منه أن يمنعني ..

أنا أتألم منك يا ماجد..فهل ستشعر بي؟؟
.
.
.
دخلت الى غرفتي وأنا أبكي بحرقة..لم أستطع احتمال هذه الأهانة أبداً..ما الذي كان يقصده حين صرخ بتلك الطريقة!!

هل كان يعتقد أن الأمر ظريف ليفعله!!

لا ادري بالفعل هل استحقر نفسي .. أم ذوقك وفكرك وشخصك ؟؟

الاهانة..أعظم ألم و أكبر جرح يتعرض لهُ قلب الإنسان ..


وخاصة إذا كانت ممن يدعي محبته لك...

إنها جمرة ملتهبة..وسهماً فتاكاً..يخترق الفؤاد ….يكوي القلب...يغيبه في صميم الألم..


حاول أبي معي كثيراً كي أدخل مجدداً ولكنني رفضت ذلك..أردت البقاء وحدي في غرفتي فلا أحد يعلم مقدار الاهانة التي شعرت بها..

كيف يريدون مني الارتباط بشخص مثله؟؟

اهانة كهذه لا تصدر الا من فاقد الإحساس..

هذا الإنسان في الواقع لا يمتلك قلب... بل يمتلك صخرة ملتهبة من الكراهية والحقد....


إن مثل هذا الإنسان... في الحقيقة هو ليس أنساناً وإنما في صورة إنسان فقط…

كان بإمكانه الاعتذار بأي شيئ لأيقاف هذا الزواج بدلاً من اهانتي هكذا..

طرق باب الغرفة بهدوء فأجبته بصوت متهدج:اريد البقاء وحدي..

تجاهل أبي رغبتي وقام بفتح الباب ثم بدأ يرمقني بنظرات حانية..

جلس بجانبي وأخذ يمسح على شعر وهو يتحدث: أسيل يا ابنتي..الأمر لا يستحق كل هذا البكاء…

نظرت اليه بعينين دامعتين:ولكن يا أبي..لقد تعمد هذا..صدقني..منذ اللحظة الأولى حين تخلف عن موعده وأنا أشعر بالضيق..أعتقد أنه مرغم على هذا الزواج..أنا لا أريد أن أفرض على شخص لا يريدني..

أومأ أبي برأسه: أنا أتفهم رأيك يا عزيزتي..ولكن لا تتسرعي بحكمك..أن كان يتعمد اهانتك اذاً..لماذا يبكي؟؟

عقدت حاجبي: هل كان يبكي؟؟

زفر أبي بعمق: انه يعاني من ظروف صعبة في هذه الأيام..اخبرني أن ابن عمه قد هرب من المشفى وقد هدد بقتله..لهذا كان مضطرباً.لا أخفيك لقد شعرت بأنه مرتبك منذ دخوله..حين يعاني شخص من بعض الضغوط فتوقع أي شيء منه..
لو أنك رأيته في يوم الخطبة..وكأنه شخص مختلف..

مسحت دموعي بدون أن أرد..لازلت أشعر بأن هناك أمر مريب من تصرفه..

تابع أبي حديثه حين رأى سكوتي:أنت تعلمين جيداً أنني لن أجبرك على أمر تكرهينه أليس كذلك؟؟

رفعت بصري اليه: الن تعترض على رفضي؟؟

ابتسم بحنان: بالطبع لن أعترض..ولكني أريد منك أن تعطيه فرصة أخرى...لا تتعجلي بالحكم عليه..وان لم تتمكني من تقبله..فلن أجبرك أبداً..

شعرت بالراحة لهذا التصريح من أبي..لا أمانع في منحه فرصة أخرى..فرصة أخرى وحيدة يا سيد نادر..ليتني أستطيع معرفة ما يدور في عقلك..

هل هو مجبر على الزواج بي يا ترى؟؟
.
.
.
عدت الى النزل في منتصف الليل..لقد تأخرت في العمل اليوم بسبب عملي على صفقة مهمة..

حين فتحت الباب..نظرت الى غرفة مها بتردد..يا ترى..هل قاموا بإخراج جمان من الغرفة؟؟

لقد غاب أمرها عن ذهني...انشغلت كثيراً اليوم..

شعرت بالخوف حين فكرت بأنها لم تأكل شيئاً منذ الصباح..

كلا كلا..لابد أن سمر قد أطعمتها..لم تتركها وحيدة بالتأكيد..

أسرعت بخطواتي باتجاه الغرفة وبدأت أحاول فتح الباب..حصل ما كنت أخشاه..كان الباب موصداً..

بحثت عن المفتاح ولكنه لم يكن موجوداً..كلا كلا..

طرقت باب الغرفة لأطمئن عليها: جمان..جمان يا صغيرتي هل أنت بخير..

لم يصلني أي رد..

ركضت باتجاه غرفتي لأسأل سمر عن المفتاح..

لابد أنها قد قامت برفعه...حين فتحت باب الغرفة وجدت سمر قد استيقظت من نومها للتو..

سألتها فوراً:هل أكلت جمان شيئاً؟؟

ردت علي ببرود: وما شأني بها ..انها ابنتك أليس كذلك؟؟

زفرت بغضب:سمر..لست في مزاج جيد للشجار..جمان وحيدة في الغرفة منذ الأمس..لقد نسيت الأمر بسبب انشغالي..لقد أطعمتموها..صحيح؟؟

أومأت برأسها بالنفي: لم يقم أحد بفتح الغرفة..لا أحد يجرأ على مخالفة اوامرك..

اجبتها في عدم تصديق:سمر هل أت جادة؟؟

لم ترد..ولكن نظرات عينيها كنت في غاية الجدية..أنا أعرف سمر جيداً..

لا تحب المزاح..خصوصاً في أمور كهذه..

شددت شعري بغضب وأنا أصرخ:ستموت ابنتي .انها لا ترد..

ركضت نحو الأدراج وبدأت أفتحها لأفتش عن المفاتيح بخوف شديد..

التفت الى سمر وأنا أصرخ: أين المفتاح ..اخرجيه بسرعة...

وقفت سمر عن السرير بارتباك: لقد أعطيت المفتاح للخادمة.سأحضره حالاً...

قالتها ثم خرجت من الغرفة..عادت بعد لحظات وهي تحمل المفاتيح...

أخذت المفاتيح..ثم ركضت باتجاه الغرفة لفتحها..

فتحتها..وكانت الفاجعة...لقد اختفت ابنتي..
.
.
.
جئت لزيارة سارة ولكنني لم أتمكن من نسيان ألمي معها..

كانت سارة سعيدة جداً..اخبرتني أن مروان قد اعترف بحبه لها أخيراً...

كما أنها اخبرتني عن تصرفات والدته معها..

-مها..أنا أحب مروان كثيرا..ولكنني أتمنى أن أكسب محبة والدته..أنا لا أستطيع أن أفهم ..لماذا تكرهني بهذا الشكل..

زفرت بضجر: لا تهتمي لها..المهم الآن هو سعادتك وسعادة مروان..لا تسمحي لها بتعكير صفو حياتك أبداً..

اعتدلت بجلستي ثم بدأت أتحدث باهتمام:سارة اريد أن أخبرك بشيء ولكن أرجوك لا تغضبي.

اومأت برأسها: انا من المستحيل أن أغضب منك مها..


ابتسمت لها: انت تعلمين كم أحبك يا سارة ..انا أريد الافضل لك دائماً...لقد اخبرتني أن والدته تريد تزويجه..ان اردت مني أن أكون صريحة معك فأنا لا ألومها أبداً..

نظرت سارة الي بصدمة: ما الذي تقولينه مها..

تابعت حديثي: فكري معي يا سارة..انها ام ..وتريد لابنها زوجة تخدمه وتلبي احتياجاته..

ابتلعت ريقي قبل أن أكمل حديثي..كنت متوترة جداً.لا أريد أن أجرحها..ولكن من الضروري أن أواجهها بالحقيقة حتى تتمكن من مواصلة حياتهاا..

لاحظت أن الدموع قد تزاحمت في عينيها..أكملت حديثي فوراً: سارة يا حبيبتي..متى كانت آخر مرة قمت فيها بالطهو؟؟

اجابت بصوت متهدج:لم اطه شيءً منذ زواجي..أنت تعلمين..انا أعجز عن المشي..

امسكت بكتفها ثم نظرت الى عينيها: هذا ما اريد التوصل اليه سارة..لماذا استسلمت بهذه السهولة..لماذا سمحت لمرضك بالتغلب عليك..لا تسمحي لهذا الكرسي بإعاقة حركتك..واصلي حياتك بصورة طبيعية..لا تكوني اتكالية سارة...اثبتي لوالدة مروان أنك الزوجة الأفضل لابنها..هل فهمتني..

أومأت برأسها بدون أن ترد..

ابتسمت لها :أنا أثق بك سارة..انت قوية وتستطيعين تحدي مرضك..تستيعين الاستغناء عن هذا الكرسي قريبا..

نزت دمعة من عينها:أتمنى ذلك..

مسحت دموعها بسرعة ثم ابتسمت في محاولة منها لتخفيف حزنها..

نظرت الي:وأنت يا مها..ماهي أحوالك مع ماجد..انت لا تتحدثين عنه على الاطلاق..بالرغم من أنني اخبرتك بكل شيء عن حياتي

ضحكت باستهزاء:لقد تشاجرت معه قبل قدومي.

اتسعت عيناها بصدمة: مها هل أنت جادة..

بدأت أضحك بشكل هستيري...لا أدري مالسبب ..ولكن كما يقال .شر البلية مايضحك..

نظرت الى سارة فوجدتها تنظر الي بحزن..ابتسمت لها: لا تقلقي انا معتادة على الشجار معه...اصبح شجارنا جزء من حياتي اليومية..

زفرت بعمق:مها .انا لا أعلم حقاً ماهي المشكلة بينكما..ولكن سأعطيك نصيحة.. انا أعرفك جيداً مها..انك تمتلكين قلباً طيباً..ولكنك سريعة الغضب..

اخبرتني أمي قبل أن أتزوج أن الرجل يحب الزوجة المطيعة..

يجب أن تكوني زوجة مستسلمة له..وقتها سيطيعك هو ايضاً..

رفعت كتفيها:كما يقال .كوني له أمة..يكن لك عبداً...

ضحكت كثيراً حين قالت هذا..ولكن في أعماقي..كنت فكر بكلامها..

يا ترى..هل من الممكن أن يتغير ماجد ان كنت مستسلمة له كما تقول ...

لا أعتقد أن ماجد سيتغير يوماً..ولكنني أتمنى ذلك من كل قلبي.
.
.
.
منذ أن عدت الى المنزل وأنا أفكر بحياتي مع خالد..لقد تعرضت اليوم لأقسى صدمة في حياتي..

لم أتخيل يوماً أن يكون خالد هكذا..

كيف يتمكن من الكذب بكل ثقة..

فكرت كثيراً كيف انتقم لكرامتي..ولكنني حين فكرت ملياً..

حياتي معه مستقرة..

صحيح أنه أراد الزواج بهوازن..ولكنها متزوجة..وهي لا تفكر به أصلاً..

هذا يعني أن هوازن لا تشكل أي تهديد على حياتي..

ان كان الأمر كذلك لماذا أدمر استقرار أسرتنا بيدي..

ما الذي سأفعله؟؟

هل سأتطلق منه بعد كل هذه السنوات؟؟

مالذي سيحل بابنائي ان تطلقت؟؟

سأعيش معه من أجل ابنائي فقط..أما هو..فسيكون لي حساب آخر معه..

كل مايهمني الآن هو التفكير بطريقة تقنعه بإعادة جمان لوالدتها..

سأجعله يجن عن طريقها..وسأبدأ اليوم بأول خطوات تأديبي له..

بعد تناولنا للعشاء..تحدثت جمان مع أمها الى أن تمكنت من النوم..لقد تركتها تنام في الملحق اليوم..

أنوي اثارة جنون خالد ..اريده أن يجن من خوفه عليها..

لقد أخبرني من قبل أنه لا يريد مني التدخل بابنته..حسنا اذا..سأشعره بأنني لا اهتم بها على الاطلاق..

سأجعله يأخذها لأمها بنفسه..

بعد أن نامت جمان..قمت بفتح النافذة الموجودة في غرفة مها..ثم أقفلت الباب بالمفتاح...

ذهبت لغرفتي بعدها منتظرة قدوم خالد ..

انتظرت وانتظرت..ولكن انتظاري قد طال كثيراً..

لم أتصل به..فقد قررت تجاهله تماماً..

حين أصبحت الساعة الثانية عشرة.وصل خالد أخيراً..

ادعيت النوم وقتها..وحين صعد لغرفتي للسؤال عن جمان ..

أجبته ببرود: وما شأني بها ..انها ابنتك أليس كذلك؟؟

شعرت انه غضب كثيراً..وأنا سعدت كثيرا..

كم أنا متشوقة لرؤية الهلع على وجهك ياخالد..ستعاني الليلة كما عانيت..لن أكون الوحيدة التي تعاني هنا..

صدم كثيرا حين فتح الغرفة ولم يجد جمان بداخلها..

ادعيت الخوف وأنا انظر الى النافذة..شهقت ثم نظرت اليه: خالد..يبدو أنها هربت من النافذة..

أحمر وجهه من شدة الغضب..صرخ بانفعال: كلا هذا مستحيل..كيف ستهرب..

امسك ذراعي بكل قوته ثم نظر الي بحدة:لماذا لم تهتموا بها..لماذا تركتموها وحيدة طوال ذلك الوقت..

اجبته بثقة: انها ابنتك ..أي أنها مسؤليتك..أنا لن أحتمل مسؤليتها أبداً..

دفعني عنه ثم ركض الى الخارج..

ادعيت الخوف وانا اناديه: خالد الى أين تذهب..

نظر الي بعينين حمراوين..سأبحث عنها..لن تبتعد كثيراً..ابحثي عنها انت في داخل المنزل..

وان وجدتها اتصلي بي..

أومأت برأسي..

ركب خالد سيارته ثم انطلق مسرعاً أما أنا ..فقد جلست على التلفاز وأنا سعيدة بانتصاري..

لن أخبره انني وجدتها..انه متعب بسبب عمله..

أريده أن يتعب ويعاني أكثر..أريده أن يبكي كما أبكاني اليوم..

جمان هي نقطة ضعفه وسأجعله يعاني بسببها..

اتصل خالد بعد نصف ساعة تقريباً..

حين رأيت رقمه على هاتفي حاولت أن يبدو صوتي مرتبكاً..ولكن بداخلي..كنت في غاية السعادة: مالذي حصل..هل وجدتها؟؟

أجابني بصوت متهدج:سمر ..أنا لا أعلم أين أجدها..لقد ضاعت ابنتي..ضاعت بسببي..

قالها ثم صمت قليلاً..

وكأنني سمعت صوت بكاءه..هل يعقل أن خالد يبكي!!

في الحقيقة لقد حزنت قليلاً..ولكنني قسوت على قلبي..أريده أن يعاني أكثر:لا تقلق ستجدها بالتأكيد..

رد علي: سمر سأبلغ الشرطة باختفائها..

أجبته بارتباك: كلا..الوقت مبكر..لن يقبلوا ببلاغك قبل مرور اربع وعشرين ساعة على اختفائها..

-ولكن جمان حالة خاصة..انها ضعيفة يا سمر..ماذا لو تعرض لها أحدهم...الوقت متأخر..و الظلام حالك..لا بد أن جمان خائفة الآن..

اجبته بتردد:حسناً ابحث قليلاً بعد..وان لم تجدها أبلغهم..وأنا سأطلب من فارس أن يسأل الجيران..

صرخ فجأة: كلا ..لا تجعليه يخرج..ما الذي سيقوله الجيران عني..

صرخت بغضب: وهل تفكر بكلام الجيران الآن...ابنتك المسكينة لا احد يعلم أين هي..لا تكن أنانياً يا خالد..

همس بهدوء: حسناً..ان توصل لشيء فاتصلي بي..

أومأت برأسي ثم أقفلت الخط..نظرت الى الساعة..انها الواحدة..سأتصل عليه بعد ربع ساعة..اعتقد انه قد لقن درساً..

ذهبت الى الملحق لايقاظ جمان..اخذتها لغرفتها مع رغد وجعلتها تستلقي عل سريرها..

بقيت بجانبها ثم اتصلت على خالد..اجابني بلهفة: هل وجدتها؟؟

أومات برأسي:لقد وجدتها الخادمة تنام بالحديقة..المسكينة..لقد نامت وحدها في هذا البرد..لقد كانت خائفة من دخول المنزل..خائفة من أن تحبسها مجدداً..انها تريد العودة الى المشفى..ارحم ضعفها يا خالد..

-أنا قادم فوراً..

قالها ثم أغلق الخط..

ضحكت بهدوء:هه يبدو انه غاضب الآن ..تستحق هذا..

وصل خالد الى المنزل بعد لحظات..

بدأ ينادي في الصالة:جمان..سمر..أين أنتما..

ركضت باتجاه الصالة:خالد جمان في الأعلى..لقد ادخلتها لغرفتها..

بدأ خالد يصعد الدرجات بسرعة..نظرت اليه..التعب واضح على وجهه..وعيناه شديدتا الحمرة..لا أعلم حقا ان كان يبكي أم أنها احمرت من شدة الغضب..

دخل الى الغرفة ثم قام بفتح الباب بقوة.

جلست جمان على السرير بفزع..تزاحمت الدموع في عينيها..

ذهبت باتجاهه ثم امسكت كتفه: خالد اياك وأن تؤذيها..انها طفلة..وماحصل كان خطأك..

نظر الي بحدة ثم تجاهلني..

جلس على سرير جمان..شعرت بالخوف..خشيت أن يؤذيها...

أمسك بكتفيها ثم همس بصوت متهدج:لماذا أنت عنيدة هكذا يا ابنتي..هل تعلمين كم اخفتي بابا عليك..لا تفعلي هذا مجدداً ياحبيبتي..

قالها ثم احتضنها بشدة وبدأ بالبكاء..

أما جمان..فقد رفعت بصرها الي بتساؤل..

المسكينة..لا تدرك شيئاً مما يجري حولها...

لقد تفاجأت من بكاء خالد..انها المرة الأول التي أرى فيها دموعه..

منظر خالد وهو منكسر وحزين هكذا..اعتقد انني لن أنسى هذا المنظر ماحييت
.
.
.

بعد أسبوع..


استيقظت باكراً في هذا اليوم من أجل الذهاب لعملي..

لقد التأمت جراحي أخيراً..كم هو ممل البقاء على الفراش بدون أي عمل..

بت أشفق على سارة من هذا الفراغ الذي تعيش به...ليتني أستطيع أشغالها بأي شيء

لو أنني أتمكن من تسجيلها للدراسه..ولكن الآن بات الأمر صعباً..

فأنا لا أملك مايكفي من المال..ان كنت سأعالجها في الخارج سيتوجب علي توفير مصاريفنا قدر الأمكان..

لازال يتوجب علي دفع الايجار..بالاضافة لشراء الادوية..أدوية سارة باهضة الثمن..

بعد ارتدائي لمعطفي الطبي خرجت الى الصالة..كانت أمي تنتظرني مع جنى..سأعيدهم للمنزل ثم سأذهب لعملي..

ابتسمت: أرى أنكم قد جهزتم باكراً..

ضحكت جنى: لقد حرصت أمي على ايقاظي منذ الصبااح..لا نريد تأخيرك عن عملك..

نظرت الى أمي بضيق..لقد أصبحت أمي تتحدث معي بتحفظ منذ قمت بإهداء الأساور لسارة..

تمنيت أن تصرخ علي..ولكن الغريب بأنها لم تناقشني..

صمتها هذا يجعلني أشعر بالذنب..زفرت بضيق: احتاج لدعواتك أمي..

همست بدون أن تنظر الي: انا ادعو لك دائماً..

شعرت بالفرح لأنها اجابتني..ذهبت باتجاهها لأقبل رأسها,,

نزلت الى قدميها لتقبيلها ولكنها صرخت باستنكار: كلا يامروان..ارفع رأسك يابني..

نظرت اليها بعينين دامعتين: أحتاج لبركاتك أمي..لن أوفق بحياتي بدون رضاك عني..

تحسست وجهي لمسح دموعي: لا يوجد أم في الدنيا تغضب من ابناءها..أنا عاتبة عليك فقط..الحبيب يعاتب حبيبه أليس كذلك..

ابتسمت:أعذريني يا أمي..انا أكره كسر كلمتك..ولكن..

قاطعتني: لا تحتاج للتبرير..انت لم تخطئ بشيء..أتمنى لك التوفيق في حياتك..

ابتسمت بارتياح:سأعود حالاً..سأذهب لأطمئن على سارة..

أومأت برأسها بدون أن ترد,..

دخلت الى الغرفة فوجدت سارة تقرأ أذكارها..

التفتت الي بابتسامة:صباح الخير..ألم تذهب بعد؟؟

أومأت برأسي: أريد أن أعطيك الأدوية قبل ذهابي..

اجابت بتردد: ولكني أستطيع أخذها بنفسي..

غمزت لها: الا تدركين الأمر..أريد حجة لرؤيتك قبل ذهابي..

نظرت الى الأرض وهي تبتسم بخجل..

اتجهت نحو الدرج لأخرج الأدوية..ولكن..لفت انتباهي دفتر مذكرات سارة..

نظرت الى سارة بارتباك..هذا جيد لم تكن تنظر الي..

وضعت الدفتر بداخل معطفي ثم ذهبت اليها لأعطيها تلك الأدوية..

خرجت من الغرفة وأنا أدعو الله الا تلاحظ سارة اختفاء الدفتر..

أريد أن أعرف..مالذي قامت بكتابته في ذلك اليوم..

مالذي أزعجها لتفكر بالطلاق وقتها ياترى؟؟
.
.
.
مر أسبوع على رفعي لقضية الحضانة..

ستقوم هوازن اليوم بشرح قضيتها للمحامي عمار الذي قمت بتعيينه..أراد التحدث معها شخصياً..

كانت هوازن في غاية التوتر... لا ألومها.لابد أن تذكر تفاصيل طلاقها ليس هيناً..

انا أعلم أن المحامي سيطرح أسئلة قد تزعجها ..ولكني لم أعلم كيف اخفف عنها لذلك اكتفيت بالصمت..

حين قاموا بمناداة اسمها التفت الي ونظرات الخوف في عينيها...

امسكت يدها ثم همست لطمأنتها: سيكون كل شيئ على مايرام..

أومأت برأسها ثم وقفت لتدخل...اخذت نفساً عميقاً ثم التفتت الي:احمد..تعال وادخل معي..انا متوترة...

نظرت الى الشرطي الموجود على الباب: هل أستطيع الدخول معها؟

تلفت حوله ثم اجابني بتردد: اا..انتظر لحظة..

قالها ثم دخل الى الغرفة..خرج منها بعد عدة لحظات:لا بأس تستطيع الدخول..

زفرت هوازن بارتياح...

وقفت من كرسيي ثم أمسكت بيدها ودخلنا معاً لتلك الغرفة..

أشار المحامي الى الكراسي الموجودة أمام مكتبه: تفضلوا بالجلوس..

جلست على الكرسي ونظراتي مثبتة على هوازن ..لقد جلست على الكرسي المقابل لي..

كانت تنظر الأرض وهي وهي تشبك أصابعها..

نظر عمار الى الملف أمامه ثم رفع بصره الى هوازن: نعم يا سيدتي ..أنا اسمعك..

رفعت هوازن نظرها اليه ثم تحدثت بصوت ضعيف جدا:لا اعلم ..من أين أبدأ.

اتكأ عمار على الطاولة وهو ينظر الى هوازن باهتمام:مم اشرحي لي كيف كانت حياتك مع زوجك السابق..ماهو السبب في طلاقك..لماذا يصر على إخفاء ابنتك..والسؤال الأهم..لماذا لم تطالبي بالحضانة سوى الآن..

رفع كتفيه باستغراب: اعتقد أن الأمر غريب مطالبتك بحضانتها..اعني ان ابنتك في التاسعة عشرة من عمرها.

أبعدت هوازن بصرها عنه بدون أن ترد..هل كتفاها يرتجفان أم أنني أتوهم هذا..هل هي تبكي ياترى ؟؟

اردت التدخل حين طال صمتها..نظرت الى السيد عمار: صحيح انها في التاسعة عشرة..ولكن ابنتها مريضة..

التفت السيد عمار الي: اذا سمحت سيدي أريدها أن تتحدث هي..أن سألوها في المحكمة فلن يطلب أحد منك الحديث.اعذرني..

أومأت برأسي: لا بأس ..أنا اتفهم..

اعدت بصري الى هوازن بحزن...أرجوك يا هوازن..تشجعي قليلاً..

كانت تنظر الى النافذة الموجودة خلفي بشرود...شعرت انها في عالم مختلف..لاحظت تزاحم الدموع في عينيها..لابد أن تذكر الماضي صعب عليها..

تحركت شفتيها أخيراً لتنطق بصوت مرتجف:حياتي معه كانت أشبه بالجحيم..لا اذكر مرور يوم بدون شجار...كان يتفنن بتصيد الأخطاء لي..

بذلت كل جهدي لاسعاده...كنت استمع لانتقاداته بحرص..حاولت جاهدة تصحيح كل اخطائي لاسعاده ولكن دون فائدة..لم يشكرني يوماً على عمل قمت به..

وبالرغم من كل محاولاتي لاسعاده.لم يكن يبذل أي مجهود لاستقرار حياتنا..كان يريد كل شيئ..بدون أن يعطي أي شيئ..

وقبل أن أكمل الشهرين من زواجنا قام بضربي..وحجته بذلك بأن طهوي لم يعجبه..

خرجت شهقة منها ثم دخلت في نوبة بكاء مريرة..أردت التخفيف عنها .. شعرت بحقد شديد تجاه خالد..

قامت بأخذ المناديل الموجودة أمامها مسح دموعها..التفتت الى عمار : المعذرة..

أومأ عمار برأسه بتفهم..

أخذت نفساً عميقاً ثم تابعت حديثها:كنت مستعدة لتحمل أي شيئ سوى الضرب...أردت وقتها أن أخبر أبي بما يفعله ولكنني وقتها قد اكتشفت بأنني حملت بابنتي جمان..

قررت الصبر لأجلها.فقد فكرت بأنني في بداية حياتي الزوجية وأن حدوث مشاكل كهذه أمر طبيعي..

كنت أصحو كل يوم على أمل أن تتحسن أوضاعنا ولكن الوضع كان يسوء دائماً..أصبح خالد يكثر من السفر في الخارج..

لا يحب البقاء في المنزل وحين أطلب منه الاهتمام بي قيلا كان يخبرني بأنه يكره تدخلاتي بحياته..

صمت عن ذلك أيضا الى أن ولدت جمان..اصبحت جمان ضحكة حياتي ..

ترقرقت الدموع في عينيها:في المرة الأولى التي حملت بها جمان بحضني شعرت بأن كل مشاكلي تهون لأجلها

تلك البراءة في نظراتها.ابتسامتها وضحكاتها...جعلتني أنسى الدنيا..

كنت أحاول في البداية استجداء اهتمام خالد بي وبأبنتي ولكنني أصبحت أتجاهله فيما بعد....

لم يعد يهمني سوى ابنتي...

صمتت قليلاً ثم تابعت حديثها: بالرغم من أن خالد كان يهملها ولكني لا استطيع انكار محبته لها..لم يقم يوماً بإيذائها..فابنتي تستطيع امتلاك قلوب من حولها بتحركاتها..

كنت أحاول جاهدة تجنب المشاكل معه في وقت استيقاظها فقد قام بضربي يوما أمامها فباتت تخاف النوم وحدها..

تهدج صوتها:كان جحيمي معه يزداد يوماً بعد يوم ولم اكن اجد متنفساً سوى منزل جارتي أمل للتخفيف عن حزني..

وفي ذك اليوم..ذهبت لزيارة أمل..كانت جمان تلعب مع ابن جارتي يوسف في غرفته بينما اتحدث مع والدته..

كان كل شيئ يمر بشكل طبيعي الى أن طلبت من أمل أن تحضر جمان فقد جاء موعد عودة خالد من عمله..

انفجرت بالبكاء ثم تحدثت وسط شهقاتها: ولكن أمل ذهبت ولم تحضر جمان..

لم أستطع احتمال رؤية دموعها..امسكت بيدها ولكن بكاءها قد ازداد أكثر...قام عمار بإحظار قارورة ماء ثم قام بمدها الي..

شربت هوازن قليلا..ثم مسحت دموعها لمتابعة الحديث:حين أردت أخذ جمان كان يوسف يطرق باب الشقة بطريقة جنونية..قامت أمل بفتح الباب لأرى يوسف وهو يبكي وملابسه ملطخة بالدم..سألته عن جمان فأخبرني أنه وجدها ملقاة على الأرض مضرجة بدماءها..لا اعلم مالذي حصل لابنتي في ذلك اليوم..كان خالد قد نقلها للمشفى قبل أن أعلم بأمر الحادثة..

اتصلت عليه للاطمئنان عليها ولكنه قد صرخ علي واتهمني بالاهمال..

انتظرت عودته للمنزل لأطمئن على ابنتي ولكنه عاد الى المنزل بدونها...

وحين سألته عنها اخبرني أنه سيأخذني لرؤيتها..ركبت معه في السيارة ولكنه أوقفني عند منزل والدي....

وحين نزلت من السيارة..تحرك مسرعاً بدون أن يخبرني أي شيئ عن ابنتي..أرسل ورقة طلاقي..ذهبت لمنزله مراراً ولكنه لم يقابلني..

انتقل من المنطقة..اختفى تماماً..حاولت رفع قضية ضده ولكن بدون فائدة..كنت وحيدة.أبي رجل مريض ولم يستطع التصرف..بقيت بحسرتي لستة عشرة سنة..

علمت فيما بعد ان ابنتي في المشفى..

مسحت دمعة سقطت من عينها: لقد كانت ابنتي في غيبوبة طوال تلك السنوات..أصيبت في راسها لسبب اجهله..

رفعت بصرها الى المحامي: ابتي تبلغ التاسعة عشرة ولكنها تفكر كالأطفال..لازالت في الثانية من عمرها..ابنتي تحتاج الي..ولكن أبوها يبتزني لرؤيتها..

اشترط علي الزواج به من أجل رؤيتها..وقبل عدة أيام..حين ذهبت لمنزله تعرضت لطعنة لن انساها ماحييت..

عقدت حاجبي حين قالت هذا..عن أي طعنة تتحدث.
ن
ظرت هوزن الى عيني ثم تحدثت بصوت مرتجف:لقد اتهمني خالد في عرضي يا احمد..لقد اخبر والدته بأنني خرجت مع عشيقي تاركة جمان وحيدة في المنزل..لقد قام بتشويه سمعتي أمامهم.......

شعرت بالدم يفور بداخلي..صرخت بانفعال: لماذا لم تخبريني بهذا هوازن...كنت سأعلمه حدوده..

اجابت بصوت متهدج: لقد كنت مصدومة.لم أجرأ على أخبارك...أنا متعبة جداً يا أحمد......

قالتها ثم انفجرت بالبكاء...

وددت أن يكون خالد أمامي في ذلك الوقت..كيف يمكن لشخص أن يكون بهذه الدرجة من الحقارة..كيف يجرأ على اتهام ام ابنته بهذا الشكل.ان لم يكن أمرها يهمه.الم يفكر بابنته على الأقل؟؟

ألا يدرك أن سمعتها من سمعة أمها!!

نظر عمار الي: سيد أحمد..انه اتهام خطير..أن لم يكن يملك الاثبات فيحق لها رفع قضية شرف...

نظرت اليه بحدة:أنا أنوي هذا فعلاً..يجب أن يتعلم كيف يلتزم حدوده.

أومأ عمار برأسه:نعم ولكنها يجب أن تجد مايثبت كلامها أيضا.. يجب أن تجد من يشهد على هذه التهمة..

أومأت برأسي: أعلم هذا.

نظرت الى هوازن بحزن..الآن فقط ادركت سبب بكائها في ذلك اليوم..لولا انني أخشى من تأثر القضية..كنت سأحاسبك بنفسي يا سيد خالد..

سأنتشل جمان من بين يديك..فقد أثبت بجارة بأنك لا تستحقها.

نظرت الى عمار ثم قمت بتشغيل تهديده في ذلك اليوم..كما أنني قمت بتصوير الصفعة الموجودة على وجه جمان..سأبذل جهدي لأثبات حقارتك ياخالد..

ستعود جمان لأمها رغماً عنك..

بعد أن انتهى وقت الجلسة..ذهبت مع هوازن الى المشفى لرؤية ابننا ..اخبرني الطبيب أن وضعه أصبح مستقرا..فقد تجاوز مرحل الخطر..

بعد أن خرجنا من المشفى ذهبنا معاً الى المطعم الذي حضرنا اليه في يوم زفافنا..اردت تخفيف الحزن عن هوازن فقد كان يومها صعبا..

لم يهنأ لي بال حتى رأيت الابتسامة ترتسم على شفتيها..

أريدك أن تكوني قوية و سعيدة دوماً يا هوازن..لقد قطعت وعداً على نفسي بأنني لن أراها تبكي بسبب خالد ..

أبداً..
.
.
.
عادت أم مروان الى منزلها اليوم..فقد تعافى مروان أخيراً وعاد لعمله من جديد..استطيع القول بأن حياتنا ستعود كما كانت..

ولكنني فكرت بكلام مها جيداً..حقاً..يجب أن أتعلم الاعتماد على نفسي..لن أسمح لهذا الكرسي بإعاقتة حركتي..

سأثبت لعمتي بأنني زوجة صالحة لابنها..سأبذل جهدي لتعلم ممارسة حياتي بصورة طبيعية..

لن أسمح للأحباط بالسيطرة علي مجدداً..

بعد أنتهائي من صلاة المغرب..بدأت بترتيب المنزل..

لم يكن المنزل في حالة فوضى كبيرة فقد قامت والدته بالتنظيف قبل خروجها..

قررت طهو العشاء اليوم.. كنت معتادة على الطهو لأخوتي قبل مرضي..

هه في الحقيقة.لقد اعتدت على الدلال منذ زواجي..فأنا لم أفكر يوماً بدخول المطبخ..

ولكني منذ اليوم سأبدأ بتغيير نظامي.

دخلت الى المطبخ أبحث عن أي شيء لأطهوه ولكن لم أجد سوى بعض المكرونة.

يجب أن أخبر مروان بهذا..كيف سأطهو بدون توفر المقادير؟؟

بعد التفكير..قررت صنع المكرونة بالجبن..فهي الشيئ الوحيد الذي سأتمكن من طهوه بالمقادير المتوفرة..

بدأت الطهو فوراً..واجهت صعوبة كبيرة في الحقيقية ولكن الأمر كان ممتعاً....

شعرت بانجاز عظيم بعد انتهائي من الطهو..سمعت صوت المؤذن معلناً دخول وقت صلاة العشاء..فذهبت لأصلي..سيعود مروان بعد ساعة تقريباً..

بعد انتهائي من الصلاة..فكرت بالمكان المناسب للأكل..بالرغم من اننا نأكل بغرفتي عادة..ولكن في الفترة الأخيرة..حين مرض مروان كنا نأكل بغرفته..

أحترت كثيراً .. أين أضع العشاء.

فكرت بتفقد غرفة مروان..حين فتحتها...شعرت ببعض الارتباك..فأنا لست معتادة على دخول غرفته في غيابه..

لقد كانت الغرفة في حالة فوضى بعض الشيء..السرير مبعثر..وملابسه التي كان يرتديها ملقاة على الأرض..

قمت بفتح التكييف لتبريد الغرفة ثم حملت ثيابه الملقاة..

بعد ذلك ذهبت لترتيب السرير..واجهت بعض الصعوبة بذلك فسريره مرتفع قليلا..

صعدت على السرير لأثبت البطانية بشكل جيد...وقبل أن أنزل..

اغراني منظر الوسادة..تحسستها بيدي..وحين شعرت بنعومتها لم أستطع مقاومة وضع رأسي عليها..

لقد كنت مرهقة جداً من تنظيف لمنزل..واسترخاء جسدي على ذلك السرير المريح مع برودة التكييف..جعلتني وبدون أن أشعر..اغط في نوم عميق..
.
.
.
جلست مع أمي لتناول العشاء...أشعر بضيق شديد اليوم..

لقد اتصل خالي أحمد بأمي وأخبرها أن حالة الخالة هوازن النفسية قد تدهورت..

كانت أمي تتحدث معي بضيق وصدري يضيق معها أكثر فأكثر..

لقد عاد إلى صدري ألم قد تناسيته منذ زمن طويل..

شعور مؤلم بالذنب..لا أعلم كيف أتخلص من هذا الشعور المزعج..

زفرت أمي:أنا أشفق كثيراُ على المسكينة هوازن..أنا أيضاً أشعر بالضيق يوسف..أنا متأكدة أنها لم تبك بسبب طلاقها..

لقد بكت بسبب تذكرها لحالة جمان..لقد كانت جمان طفلة ذكية..كنت أخبر هوازن بأنها ستكون ذا شأن عندما تكبر أما الأن..

قاطعتها بضيق: وماهي حالتها الآن..أنها بحال جيدة..

مطت أمي شفتيها: أنت تعلم هذا أكثر مني يا يوسف..اعني..حالتها العقلية..

ألقيت الملعقة على الطبق وأنا أغمض عيني بكل قوتي في محاولة مني للسيطرة على دموعي..تحدثت بحدة: حالتها العقلية ممتازة..كل مافي الأمر أنها لم تواجه خبرات في حياتها..انها بريئة..هذا هو الأمر فقط..

فتت عيني ببطء لأنظر الى أمي مجدداً..كانت تنظر الي بصدمة:ما الذي حدث يوسف..هل أنت بخير؟؟

أومأت برأسي بالإيجاب: أنا بخير..

تابعت أمي حديثها بضيق: أنا أتفهمك..

رفعت نظري اليها..ليتك تتفهمين يا أمي..لا أحد يدرك الألم الذي أشعر به..لن يفهمني أحد أبداً..

حين رأت أمي صمتي أردفت بتردد:ان تذكر ذلك اليوم صعب علي أيضا يا بني..لقد كنت أيضاً شاهداً معي على الحادثة..ولكن ماذا نفعل..انه القدر...

وقفت من الطاولة: الحمد لله...

نظرت أمي الي باستغراب:الم يعجبك الطعام..لم تأكل جيداً..

قبلت رأسها: اعجبني كثيراً يا أمي..ولكني أكلت لأجلك فقط..أشعر بالنعاس..اعذريني..

قبلت يدها: تصبحين على خير..

ابتسمت أمي لي: تصبح على خير.ليحفظك الله يا بني..

آآخ يا أمي أحتاج لدعواتك كثيراً..

دخلت الى غرفتي محاولاً النوم..ولكن هيهات..لم أستطع ذلك..عاد منظر جمان وهي محاطة بدماءها الى ذاكرتي..

حاولت اقناع نفسي بأنه القدر ولكني لم أتمكن من الراحة..لا ينفك هذا الألم من ملازمتي..

الهي لقد تعبت..أريد أن أرتاح..

متى سأتخلص من هذا الألم..

متى سأتوقف عن التفكير بك يا جمان..
.
.
.
(مذكرات قيد النسيان..
هذا هو الاسم الذي اختاره الدكتور مروان لهذا الدفتر..
يقول ان كتابتي لألمي سيساعدني على نسيانه..ولكن ألمي أعظم من أن ينسى بشخبطة على الورق.
انه لا يدرك مقدار المي..
يوجد في الجزء الذي نعرفه من الكون الكثير من الظلم...
وغالباً ما يعاني الطيبون..وغالباً ما ينجح الأشرار..
في حين أنني فقدت قدرتي على المشي..يبقى نادر في تلك المشفى بدون أن يحاسب..
أنا هنا أعاني ليل نهار..اعاني من مرضي الذي يسوء..واعاني من كوابيس لا تنتهي..
عقلي يرفض نسيان ماعانيته في تلك المشفى..
أكره المستشفيات..واكره الأطباء ..انهم وحوش بشريه..فتكت بي حتى بت بحالة يرثى لها..
لقد تم تكذيبي.لقد اتهمت بالجنون لأنني حاولت المحافظة على شرفي فقط.
وفوق كل هذا تريديني أن أنسى يادكتور مروان؟..
أم يجب أن أقول زوجي..
كلا ..انه ليس زوجي.انه مجرد طبيب..طبيب يحاول القيام بعمل انساني عن طريق مساعدتي..
أي زواج هذا بدون احتفال؟؟
هل هناك فتاة تزف بدون أن ترتدي ذلك الثوب الأبيض؟؟
لقد ذهبت لمنزله وكأنني اذهب لمكان اعدامي..لقد اهدرت كرامتي..
اخبرتني والدته أنه يشفق علي....
منذ كنت طفلة وأنا احرص الا اثير شفقة أحد...
بالرغم من أنني كنت يتيمة الا انني لم أكن أشكي حالتي..
شعرت دوماً بأنني فتاة يعتمد عليها..ولكن الآن فقط شعرت بيتمي..
أنا احتاج اليك أبي..ابنتك ظلمت كثيراً..أريدك أن تكون معي..
لقد علمتني أن أبقى شامخة دائماً.ولكنهم كسروا شموخي يا ابي.
كنت أحافظ على كرامة بدون فائدة..
ها أنا ذا.أقابل الدكتور مروان ليل نهار وهو يشفق علي..أريد أن أموت لأرتاح..
أريد أن أموت..)

بقيت انظر الى الصفحة بذهول بعد أن قرأت كلماتها..لم أكن أعلم أن سارة تنزعج من اهتمامي بها.

لم أكن أعلم ان عدم احتفالي بزفافنا قد أثر بها لهذه الدرجة..

زفرت بعمق ثم قمت بفتح الصفحة التي تليها..

(أنا أحبه..أحبه حقاً..لماذا أحببته.انه لا يريدني..الا يكون حبي لزوجي أمراً طبيعياً؟؟
أصبحت أشتاق اليه عند غيابه..أسعد عند سماع صوته..انتظر عودته الى المنزل بفارغ الصبر..
ولكن..أنا لا يحق لي أن أفرح بهذا..فأنا بالنسبة له...مجرد مريضة يشفق عليها..
انه لا يتحدث معي حتى..يكون حديثه مقتصراً على أدويتي ..أو يتحدث عن أمر القضية..
لقد بت أختنق حين يخبرني عن القضية...لقد عاد بالأمس وهناك فج في رأسه.
أنا متأكدة أن نادر وراء هذا الأمر ولكنه اخبرني انه سقط من الدرج..
انه يكذب.انا اعلم هذا..
ليت قلبي الأحمق يدرك الأمر..
أنا ومروان..من المستحيل أن نعيش معاً بصورة طبيعية..
يقال بأن الحب شعور جميل..
ولكنني أعتقد أن الحب مؤلم..مؤلم لأقصى الحدود..
أريد أن أنسى مروان..أريد أن أنسى حبي له...
أنا مريضة ..وهو طبيبي..هذا ما يربطني به فقط..))

أطرقت لفترة بعد أن قرأت كلماتها هذه..صدمت كثيراً من تفكيرها..أنا فاشل في فهم النساء ..

في الحقيقة..أنا لا أعلم ماهو مفهوم سارة للحب..

ولكن بالنسبة لي...الاهتمام..الرحمة..المودة..هذا هو الحب..

الحب ليس كلمة تقال..

الحب اهتمام..قبل أن يكون كلام..

لقد كانت هناك الكثير من الحواجز بيننا بسبب ظروف زواجنا..لم ارد اجبار سارة على شيء تكرهه..

لقد كانت محبطة نفسياً..كما أنها كانت تدعوني بالدكتور مروان لفترة طويلة..

في كل مرة كنت أفكر بها بالتقرب اليها اكثر كانت تذكرني بها بأنني متزوج بها لمساعدتها على قضيتها فقط..

اعترف انني في بداية زواجي كنت أفكر بالافتراق عنها بعد انتهاء فترة علاجها..

ليس تقليلاً من شأنها..ولكن سارة صغيرة وجميلة..اعتقدت انها مجبرة على الزواج بي فقد بكت كثيراً في يوم زفافنا..

ولكن الآن الأمر مختلف..

لم أعد أتصور حياتي بدونها..

قمت بفتح الصفحة التالية لأرى جملة واحدة قد تكررت في عدة صفحات(مروان يجب أن يتزوج)

وقتها أدركت سبب غضبها..لقد أخبرتني أنني لم أكن مجبراً على اخبار أمي بأمر زواجي..

يبدو أن أمي قد أخبرتها أنها تنوي تزويجي بخلود.....

أغلقت الدفتر ثم زفرت بضيق. لم أرد أن أكون جزءاً سيئاً في ذاكرتها..لم ارغب يوماً في التسبب بإزعاجها..

يجب أن نتحاور معاً في هذا اليوم..

سنبدأ معاً..صفحة جديدة..بعيداً عن كل المشكلات التي واجهتنا..

بعد انتهاء وقت عملي.. ذهبت الى السوق لشراء هاتف من أجلها..لقد لقنت درساً مما حدث في ذلك اليوم..

عدت الى المنزل بعد أن قمت بتغليفها..

ان كانت سارة لا تستطيع ادراك حبي عن طريق الاهتمام..فليكن ما تريد..سأخبرها بمشاعري بكل وضوح..

ذهبت بهدوء باتجاه غرفتها ولكنني لم أجدها..تعجبت من ذلك كثيراً..

غريب..اين ذهبت يا ترى..

بدأت اتلفت حولي وانا اهتف باسمها: سارة..سارة..

فتحت باب غرفتي..فتوقفت عن مناداتها متعجباً مما أراه أمامي..لقد كانت سارة نائمة على فراشي!!

فتحت الباب أكثر فأصدر صوت صرير مزعج استيقظت سارة على اثره..

جلست على السرير مسرعة ثم بدأت تتلفت حولها بارتباك وهي تردد: مروان..انا..انا.. لم أقصد ..

انزلت قدميها عن السرير وهي تحاول الوصول الى كرسيها ولكنها سقطت أرضاً..

أسرعت بخطواتي باتجاهها...ثم امسكت بها لمساعدتها على الوقوف: هل أنت بخير.؟؟

رفعت بصرها الي..لارى تلك الدموع وهي متزاحمة في عينيها..

تألمت من رؤية دموعها..سألتها بخوف: هل تألمتي؟؟

اجابت بصوت متهدج:أنا..كنت أقوم بترتيب الغرفة فقط.

عقدت حاجبي:ماذا؟؟

تابعت حديثها بارتباك: لقد قمت بالطهو اليوم..ثم أتيت لترتيب غرفتكك..لهذا كنت مرهقة فغفوت بدون أن أشعر.

اسبلت أهدابها ثم اغمضت عينها بكل قوتها وهي تهمس بخجل:انا اسفة.

شعرت برغبة في الضحك حين ادركت سبب دموعها..ولكنني حاولت التماسك كي لا احرجها أكثر..همست بهدووء:لا يوجد أي داع للاعتذار انه منزلك ويمكنك النوم في أي مكان تريدينه..

رفعت بصرها الي سريعا: ولكنني لم أتعمد..أقسم بهذا.

حاولت تغيير الموضوع وأنا أضعها على كرسيها:تقولين انك قمت بالطهو اليوم.. انا متحمس جداً لتذوق أطباقك..

ابتسمت وهي تمسح دموعها: اردت الاعتماد على نفسي..ولكن المنزل ينقصه بعض الحاجيات..لقد طهوت المكرونة أتمنى أن تعجبك..

ابتسمت لها: ان كانت من صنع يدك فأنا واثق من أنها ستعجبني..

احمر وجهها خجلا فاتسعت ابتسامتي وانا اراها بهذا الشكل..

احب رؤية خجلها كثيراً.

هل هناك فتاة مثلها في هذا الزمن؟؟

لقد امتلكت سارة قلبي ببراءتها..

قمت اليوم بالبحث في أمر علاجها في المانيا..سأحاول السفر معها في أقرب فرصة ممكنة..

سأقيم لها حفلا بعد علاجها للتعويض عن حفل الزفاف الذي فاتنا الاحتفال به.

سأحرص على اسعادها ..لن أسمح لشعور النقص بالتسلل اليها من جديد..

كنت في ذاك اليوم قد اتخذت العديد من القرارات..

اردت أن يكون ذلك اليوم نقطة تحول في حياتنا...

أردت أن أعيش معها حياة أفضل..

اردت أن أعالجها...أردت رؤيتها وهي تمشي مجدداً...

أردت مساعدتها في نسيان الصعوبات التي واجهتها...

أردت أن أكون شيئاً جميلاً في حياتها..

أردت ذلك من كل قلبي..

ولكن..

أنت تريد.. وأنا أريد.. والله يفعل ما يريد..

لم أتمكن من تحقيق أي شيئ..

ففي تلك الليلة ..

استقرت طفلتنا في رحمها .. و انقلبت موازين حياتي ..

شخابيط فتاة 16-08-16 12:26 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3640324)



ههههههههه


قفلة رهييييبة طبعا

وشر البلية ما يضحك ..

اتوقع يكون شاف فيها صورة عادل او انها بشعة .



رروعة اللقاء بين هوازن وجمان ..

وحبيت فارس اللي قدر يقنعها تروح معهم.



بارتين رووووعة

انبسطت باعتراف مروان لسارة

وعن جد حسيتهم متل اللي بتعرفوا ع بعض من اول وجديد.



يسلمو ايديك يا قمر وكلي شووووق للقادم

لك خالص الود



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»




شكراً لك غاليتي على تحفيزك المستمر

missliilam 16-08-16 05:30 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي تعابير ،تصاوير ، تباديع، تفانين، فتاة ..... اي حاجة ما شاء الله الا انك تكوني شخابيط بسم الله ما شاء الله ..والله استمتع وانا اقرأ لك .. في روايتك من جد شفنا ان الانسان من جد يجمع اكثر من جانب داخله زي خالد اللي كان في منتهى الخسة مع هَوازن رغم انه يحب جمان .. وزي ام مروان اللي حبها لولدها خلاها تبان قاسية مع سارة ...و وزي نادر اللي خلاه غروره وحب ذاته المبالغ فيه يقتل اخوه وولد عمه رغم معزته في قلبه ... حقيقي الانسان مخلوق يجمع كل المتناقضات ... بس الصراااااحة حبيت احمد وحبيت حبه وتقديره لهوازن وحبه لعياله مو زي الحب المريض لخالد الله يتوب عليه وعلينا ... كمان مروان رجل والرجال قليل بس اخر كلامه خوفني ايه اللي حيحصل حتموت سارة ولا حتخسر كل فرص لها للعلاج ؟؟؟؟ .. يوسسسف احساس الذنب مقلق راحتك بس ياخي حلها بسيط أختنا في الله شوشو تطير لنا خالد في انهي حتة ان شاء جزر الواق الواق وانت جيب المملك وأخوها يعقد لها وانا اغني والبنات يرقصوا وانتهت الحكاية وعاشوا في سلام وهناء 😂😂😂😂😂 الصرااااحة لازم اشيد بسمر لانها طيبة وذكية وعندها سيطرة رهيبة على انفعالاتها ... والله انها كثيييييييييير على خاااااالللللد المعفن الله يهديه بس ... عمار ذاكر القضية كويس نبغاك تبيض الوجه ولا نحذفك مع خالد غير مأسوف عليك .. امال كله ولا دمعة هَوازن عشان ما يزعل احمد 😂😂😂😂😂😂😂😂 شوشو الله يوفقك وطمنينا على حفظك .. الله يبلغك وإيانا حفظ كتاب الله كاملا والعمل به والتخلق بأخلاقه واللهم اجعله حجة لنا لا علينا ياااااارب ... اااااميييين ... اشوف وشك بخير ولا تزعلي على قلة الردود لان ناس كثير ما صاروا يخشوا منتديات الا في مواسم محددة تلاقيهم على مواقع التواصل الاجتماعي زي انستغرام .. سناپ تشات .. آسك .. فلا تحزني والله انا أحب اقرأ لك أسلوبك يشدني ما شاء الله لا قوة إلا بالله .. ويا جبل ما يهزك ريح .. الله يوفقك ويسدد خطاك .. اشوف وشك بخير .. الى اللقاء 🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻

شخابيط فتاة 16-08-16 02:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة missliilam (المشاركة 3655764)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي تعابير ،تصاوير ، تباديع، تفانين، فتاة ..... اي حاجة ما شاء الله الا انك تكوني شخابيط بسم الله ما شاء الله ..والله استمتع وانا اقرأ لك .. في روايتك من جد شفنا ان الانسان من جد يجمع اكثر من جانب داخله زي خالد اللي كان في منتهى الخسة مع هَوازن رغم انه يحب جمان .. وزي ام مروان اللي حبها لولدها خلاها تبان قاسية مع سارة ...و وزي نادر اللي خلاه غروره وحب ذاته المبالغ فيه يقتل اخوه وولد عمه رغم معزته في قلبه ... حقيقي الانسان مخلوق يجمع كل المتناقضات ... بس الصراااااحة حبيت احمد وحبيت حبه وتقديره لهوازن وحبه لعياله مو زي الحب المريض لخالد الله يتوب عليه وعلينا ... كمان مروان رجل والرجال قليل بس اخر كلامه خوفني ايه اللي حيحصل حتموت سارة ولا حتخسر كل فرص لها للعلاج ؟؟؟؟ .. يوسسسف احساس الذنب مقلق راحتك بس ياخي حلها بسيط أختنا في الله شوشو تطير لنا خالد في انهي حتة ان شاء جزر الواق الواق وانت جيب المملك وأخوها يعقد لها وانا اغني والبنات يرقصوا وانتهت الحكاية وعاشوا في سلام وهناء 😂😂😂😂😂 الصرااااحة لازم اشيد بسمر لانها طيبة وذكية وعندها سيطرة رهيبة على انفعالاتها ... والله انها كثيييييييييير على خاااااالللللد المعفن الله يهديه بس ... عمار ذاكر القضية كويس نبغاك تبيض الوجه ولا نحذفك مع خالد غير مأسوف عليك .. امال كله ولا دمعة هَوازن عشان ما يزعل احمد 😂😂😂😂😂😂😂😂 شوشو الله يوفقك وطمنينا على حفظك .. الله يبلغك وإيانا حفظ كتاب الله كاملا والعمل به والتخلق بأخلاقه واللهم اجعله حجة لنا لا علينا ياااااارب ... اااااميييين ... اشوف وشك بخير ولا تزعلي على قلة الردود لان ناس كثير ما صاروا يخشوا منتديات الا في مواسم محددة تلاقيهم على مواقع التواصل الاجتماعي زي انستغرام .. سناپ تشات .. آسك .. فلا تحزني والله انا أحب اقرأ لك أسلوبك يشدني ما شاء الله لا قوة إلا بالله .. ويا جبل ما يهزك ريح .. الله يوفقك ويسدد خطاك .. اشوف وشك بخير .. الى اللقاء 🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻

ياربااه. .شكرا لك يا فتاة اخجلتي تواضعي🙈

سعيدة جدا أن الروايه لاقت استحسانك..ماتعرفي قد ايش فرحت بردك..

الانسان مخلوق يجمع كل التناقضات👍..

فعلا ذا الشيء اللي انا مقتنعه فيه ميه بالميه...

عندي اعتقاد أن كل إنسان مهما كان سيء لابد في فداخله خير..وما يقدم على أي عمل إلا أنه عنده مبرر و حاس أن هو الصح وغيره غلط..

بالنسبه لكلمات مروان الأخيرة. .هي فعلا تلمح لشيء حتعرفوه الفصول القادمة ان شاء الله..

شكرا لك ..اسعدني ردك جدا جدا جدا

حلم الحياه 19-08-16 01:30 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
سلااااااااام
كنت متابعه بصمت لكن الحين لازم اكسر الصمت هذا
روايتك واسلوبك جميل في سرد الاحداث تابعي عزيزتي:342:

شخابيط فتاة 21-08-16 05:20 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الفصل الثالث والعشرين: بداية النهاية…

يقال بأن الرجل لا يشعر ولا يستوعب آلام زوجته خلال الحمل والولادة بل يتهمها بالدلال..

وقد يكون هذا صحيحاً..ولكن بالنسبة لي ..كان الأمر مختلفاً…

لقد صدمت كثيراً حين علمت بأن سارة حامل..لقد بدأت ألحظ عليها بعض الاعراض مثل الدوار والقيء..

ولكني قد استبعدت فكرة الحمل تماماً ..لا اعلم لماذا..

لقد كان الامر مقلقاً في الحقيقة..فبالنسبة لفتاة تعاني من مرض التصلب اللويحي..كان ينبغي أن تتغير أدويتها قبل ستة أشهر من التفكير بالحمل..

وبما أنني طبيبها..كان علي أن أكون أكثر حذراً..لن تكون هناك مشكلة ..سيتوجب علي ايقاف ادويتها فقط..

ولكن المشكلة بأن بعض الادوية التي كانت تأخذها قد تسبب بعض التشوهات للجنين..انه ليس أمراً أكيداً..ولكنه وارد..

لقد فرحت سارة كثيراً حين أخبرتها الطبيبة بأنها حامل..ولكنها لاحظت قلقي..

بعد خروجنا من المشفى..توجهت معها لمطعم لتناول الغداء..وبعد أن قمنا بالطلب..

تحدثت سارة بارتباك:مروان..

رفعت نظري اليها: نعم..

سألت بتردد:هل سيؤثر مرضي على حملي..

أومأت برأسي: كلا اطلاقاً..

اتكأت على الطاولة لأتابع حديثي باهتمام:هل تعلمين ماهي طبيعة مرضك؟؟

أومأت برأسها بالنفي..

بدأت أشرح لها بطريقة مبسطة:التصلب اللويحي المتعدد هو مرض ينتج نتيجة خلل في المناعة ويتسبب في التهاب الأعصاب ويؤدي إلى بطء في الإدراك وتعثر في النطق وأحيانا تشوش في الرؤية وربما فقدان بسيط للذاكرة وضعف في التركيز. ويحدث هذا المرض نتيجة قيام جهاز المناعة في الجسم بمهاجمة الأنسجة المحيطة بالأعصاب في مناطق مختلفة بالجسم وبالتالي يؤثر على نقل الإشارات العصبية وإحداث خلل بها تكون نتيجته ظهور الأنتكاسات..

شعرت بأن سارة قد قلقت قليلاً فتابعت حديثي لطمأنتها:حين يحدث الحمل..يقوم جسد الأم برحمة من الله بتقليل المناعة كي لا يهاجم جهاز المناعة جنينهاوفي هذه الحالة..لن تكوني بحاجة للأدوية..فالحمل يشكل حماية طبيعية لك..

اتسعت عيناها بدهشة:حقاً مروان..لن أحتاج للأدوية!!

ابتسمت: نعم بإذن الله ..ولكن يجب أن تكوني حذرة..حاولي قدر الامكان تجنب القلق..فإن حدثت انتكاسة في الأشهر الأولى فلن يكون الأمر جيداً..

اتسعت ابتسامة سارة:لا تقلق..لن أجهد نفسي..

لقد كانت سارة في غاية السعادة..أما أنا فقد كنت قلقاً بعض الشيئ..صحيح أن فترة الحمل آمنة لمريضة التصلب اللويحي ..ولكن فترة مابعد الولادة تعد خطرة..يجب أن انتبه لها جيداً..أما بالنسبة لحالتها النفسية.فلن يعكر شيء صفونا بإذن الله..أو أن هذا ما كنت أعتقده…
.
.
.
لقد مر شهرين منذ جاءت جمان للعيش في منزلنا.

حين علم خالد بأمر القضية..أفرغ غضبه علي أنا..جلست يومها في غرفة رغد وقد كانت جمان نائمة..أو هذا ما كنت اعتقده..

حين رأت رغد الغضب على وجهي بدأت تسألني: لماذا تقوم الخالة هوازن برفع قضية..لقد ازعجت ابي..ان فارس لم يقصر معها..لقد جعل حمان تزورها..كما انها تتحدث معها يومياً..

نظرت اليها بحدة: يستحق أن ترفع قضية ضده..لقد اختطف الطفلة من امها..اتمنى ان تقوم الشرطة بإلقاء القبض عليه..لا يحق له حرمانها من أمها أبداً..

اجابت رغد بخوف: حسناً اهدأي يا أمي..

زفرت بغضب ثم خرجت من الغرفة..

لم أكن أعلم في ذلك اليوم بأن جمان قد سمعتني..فما قامت بفعله كان يفوق توقعاتي .

كنت في تلك الفترة احاول استفزاز خالد بكل الطرق..

هه وجمان لم تقصر أبداً...انها تثير جنونه بتصرفاتها الطفولية..

لقد قمت يوماً بتمزيق أوراق مهمة وقمت باتهام جمان بها..ويوماً قمت بقص ثوبه المفضل واخبرته بأن جمان كانت تلعب بالمقص..

وفوق هذا..تشكو رغد يومياً منها ..بالرغم من أن رغد تحبها الا انهما يتشاجران كثيراً..

ولكن الغريب بأن خالد قد أظهر صبراً لم أعهده..لم يصرخ عليها أبداً..

فمنذ أن علم بأن هوازن قد فتحت القضية وهو يتعامل مع جمان بكل حب..

الى أن جاء ذلك اليوم..

لقد عجزت عن التفكير بطريقة لاغضابه ولكن جمان قد تفوقت علي..فما فعلته به لم يكن بالحسبان..
.
.
.

دارت ابنتي رغد حول نفسها بذلك الفستان الزهري الذي قامت بشراءه من أجل زواج ابنة خالتها ثم توقفت لتنظر الي بفرح: ها يا ابي ..ما رأيك..هل هو جميل.

أومأت برأسي..حميل جداً

اخذت رغد تتحس شعرها الاجعد لترتيب مظهره :سأقوم بتمليس شعري.. لم يتبق لي سوى شراء العقد..

نظرت الى سمر: أمي أريد أن أشتري عقداً أسوداً يلتف حول عنقي..

زفرت سمر: لا يوجد هناك داع للعقد..انك تملكين الكثير في خزانتك..

ضربت رجلها بالأرض باعتراض: اففف أمي..

وجهت نظري الى جمان فوجدتها تتأمل رغد بنظرات حزينة..عقدت حاجبي ثم التفت الى رغد:وجمان..أين هو فستانها..

رمشت رغد لعدة مرات ثم بدأت تضحك بشكل هستيري..

سألتها:ما المضحك..

ردت جمان بصوت باكي: لقد قالت رغد انني لن اذهب معهم..

نظرت الى سمر بغضب: ألن تذهب جمان معكم…

ردت سمر بارتباك: انها تنام مبكراً..لهذا فكرت بأن بقاءها في المنزل أفضل..

صرخت: كلا ستذهب معكم ان كانت تريد هذا..

وصلني صوت رغد: ولكن زواجها بعد أسبوعين ..وهي لا تملك فستاناً…

وجهت نظري الى جمان: اذهبي لارتداء عباءتك يا صغيرتي.سنذهب للسوق ونشتري الفستان حالاً..

وقفت جمان ثم هتفت بفرح: حسناً سآتي حالاً حالاً..

خرجنا معًا ثم ذهبت معها الى السوق..انا لا افهم لماذا يعاملون جمان هكذا..بالرغم من أنني أخبرتهم أن يحسنوا معاملتها أكثر فأنا لا أريد أن تكره جمان المنزل..أريدها أن تنسى هوازن..

تلك الحقيرة قامت برفع قضية حضاننة مع زوجها..لن أسمح لأحد بأخذ ابنتي مني ..

وصلنا الى السوق..تجولنا في المحلات..ولكنني لا اعرف كثيراً في ذوق النساء...دخلت الى أحد المحلات وطلبت من أحدى البائعات أن تختار فستاناً مناسباً لها بأي سعر ..المهم أن يكون جميلاً..

قامت بأخراج الفساتين وبدأت جمان بقياسها..وقع اختياري على فستان أسود يصل الى منتصف الساق..

شهقت البائعة وهي تنظر اليها: واو يا سيدي..هذا الفستان يناسبها كثيراً ..انه يبرز بياضها..

ابتسمت : انه يناسبها فعلاً..

احمر وجه جمان بغضب: كلا..انا اكره اللون الأسود..أريد فستناً زهرياً مثل رغد..

نظرت الانسة الي:هل اختار لها فستاناً زهرياً؟؟

نظرت اليها: كلا..تجاهليها..هذا الفستان مناسب جداً ..كم هو سعره؟؟؟

صرخت جمان: كلا بابا أريد مثل فستان رغد..

تجاهلتها فقد مللت البقاء بالسوق..أريد العودة الى المنزل بسرعة..

دخلت جمان لترتدي عباءتها وهي متذمرة لأنها تريد مثل فستان رغد..

وبينما كنت أقوم بدفع سعر الفستان خرجت جمان من المحل بدون ان الحظ..

التفت بعد ان قمت بالدفع لنعود للمنزل ولكني لم أجدها..

تلفت حولي وأنا أهتف بخوف: جـــمـــــــان
.
.
.

فتح باب غرفتي في اثناء انشغالي بتصفح صفحات الانترنت..

وقفت أمي على الباب وهي تسألني بتردد:هل أستطيع التحدث معك يوسف..

رفعت بصري اليها..كانت مرتبكة..لابد ان الأمر مهم..

أغلقت حاسوبي ثم نظرت اليها باهتمام…

جلست أمي على سريري ثم زفرت بعمق..

في الحقيقة لقد توترت قليلاً.بدأت أحاول التفكير بكل الأمور التي قمت بها..هل فعلت شيئاً سيئاً في اليومين الماضيين!!

بدأت أمي بالحديث أخيراً :يوسف يا بني..لقد توظفت بحمد الله..ولديك مرتب ممتاز..وكما ترى..نحن نعيش وحدنا في هذا المنزل..لقد فكرت بأن الوقت مناسب لتزويجك..

ضحكت بارتباك:هه ما المشكلة..ان كان هناك فتاة مناسبة .فسأتزوج..

نظرت أمي الي بابتسامة عريضة:حقاً..الفتاة جاهزة طبعاً..

-من تكون؟؟

قلتها ثم رفعت كوب القهوة بجانبي لأشرب قليلاً..

تابعت أمي حديثها بحماس:انها حنين…

شرقت فوراً وبدأت أسعل..

فزعت أمي كثيرا: بني ..هل أنت بخير..

ألتقطت أنفاسي بصعوبة: نعم .لا تقلقي ..انني بخير…

زفرت أمي بارتياح..ثم عادت لسؤالي:ها يا يوسف...ما رأيك..

أجبتها بارتباك:أمي ..انسي لأمر..

احتدت نظرات أمي:وما المشكلة بحنين؟..انها مهذبة.وفتاة يعتمد عليها..كما أنها تربت تحت يدي..

اجبتها فوراً:أرأيت ..لقد قلتها بنفسك..تربت تحت يدك..انا أشعر وكأنها أختي حقاً.

زفرت أمي بغضب:لم تتمكن من أقناعي.

حاولت التفكير بحجة مقنعة أكثر: أمي..انها تصغرني بعشر سنوات..

ضحكت أمي: وما المشكلة في هذا..صدقني ان حنين ناضجة جداً..لن تعاني معها كثيراً..

نظرت الى الأرض بتفكير:لا أعلم يا أمي..

وضعت يدها على كتفي : فكر بالأمر جيداً يابني..ولكن أرجوك لاتطل التفكير..اخبرني أحمد بأن ابن خال حنين يود الزواج بها..ولكن أحمد لم يعطه الجواب..لقد طلب مني أن أسألك ان كنت تريدها..ان خالك يحبك كثيراً ويتمنى أن يزوجك بها..

نظرت اليها بتردد..لا أود أن أجرح خالي..ولكني لا أستطيع تقبل الأمر..ليس حنين..

خرجت أمي من الغرفة..فبدأت أفكر..لقد كانت تغضبني حنين دائماً..فخالي يدللها كثيراً لذلك أصبحت عنيدة جداً..

بالاضافة لأنني أشعر بأنها ماكرة..لقد كنت أدهش من تفكيرها منذ كانت طفلة..

أنا أود الزواج بفتاة بريئة..لو أن حنين كانت ببراءة جمان.

هززت رأسي بسرعة لنسيان تلك الفكرة..مالذي جعلني أفكر بجمان الآن..

فتحت حاسوبي لأشغل نفسي عن أمر لطالما أدركته بقلبي ولكن عقلي ينكره..

نعم يا جمان..في ذلك اليوم فقط أدركت الأمر..

لقد أحببتك..

.
.
.

كانت جمان منزعجة جداً من لون الفستان..انها تكره اللون الأسود كما أنها قد أحبت فستان رغد..

شعرت جمان برغبة بالبكاء..أرادت أن تخبر أمها بهذا..

بينما كان خالد يدفع الحساب...لفت نظرها رجل الأمن الذي مر أمامها..

مر في ذهنها فوراً كلام سمر حين قالت أنها تتمنى أن تقبض عليه الشرطة لأنه قد اختتطفها من والدتها..

ركضت بسرعة باتجاهه..وحين وصلت اليه بدأت تجر قميصه فالتفت اليها فوراً …

نطقت جمان ببراءة:خذني الى ماما..

ارتبك الشرطي..لقد ظن انها تهزأ به..تجاهلها وأكمل المشي ولكنها صرخت بصوت أعلى : خذني الى ماما..

التفت الشرطي اليها بارتباك..لقد شعر بأنها غير طبيعية..

لمحها خالد وقتها فركض باتجاهها وهو يصرخ: جــمـــان..

اشارت جمان الى خالد وهي تنظر الى الشرطي بتترج:أرجوك خذني الى ماما..لقد اختطفني..

حين سمع الشرطي بأنه اختطفها شعر بأن عليه التدخل..

وصل خالد الى جمان وحين أمسكها دفعته وهي تصرخ: اتركني..أريد الذهاب لماما..

ارتبك خالد من صراخها..لم يتوقع أن تطلب أمها الآن..بدأ يجرها فاستلقت جمان على الارض وهي تصرخ مما زاد من احراج خالد..

قام الشرطي بدفع خالد: ابتعد عنها..

نظر خالد اليه بحدة: انها ابنتي..

اجاب الشرطي: وهل لديك مايثبت الأمر..انها تقول بأنك اختطفتها..

اتسعت عينا خالد بصدمة:ماهذا الهراء..أقول لك بأنني والدها..

جلست جمان على الارض وهي تمسح دموعها..

قام الشرطي بسؤالها: هل قام هذا الرجل باختطافك..

أومأت برأسها: لقد كنت بالمشفى مع ماما ولكنه اختطفني..

استشاط خالد غضباً فبدأ يجر جمان وهي تصرخ بصوت عال..

تجمع الرجال حوله وبدأوا ينهالون عليه بالضربات والشرطي يحاول عبثاً أن يفض النزاع..

لم يدركوا بأن الأمر سوء فهم الى أن قام خالد بشرح الأمر بعد أن أراد الشرطي أخذه الى المركز..فقد قاموا بسؤال جمان فأقرت بأنه أبوها..

كان خالد في قمة غضبه في ذلك الوقت..أما جمان..فلم تدرك المصيبة التي اوقعته بها..
.
.
.
كنت أضع بعض من مساحيق التجميل وأنا انتظر عودة مروان الى المنزل..

هه نعم..لقد آتت دروس مها ثمارها أخيراً..صحيح انني لست محترفة مثلها ولكنني مازلت في طور التعلم…

اخبرني مروان بأنه سيزور أمه بعد خروجه من المشفى ..كما انه يريد ان يحضر بعض حاجياته القديمة..

فتح باب الشقة فوصلني صوت مروان: لقد عدت..

نظرت الى نفسي في المرأة للمرة الاخيرة ثم ذهبت لأسلم عليه..

عقدت حاجبي وأنا أنظر اليه..لقد كان يحمل الكثير من الأكياس بيده..سألته باستغراب: ماهذا؟؟

جلس على الاريكة وهو يضحك: انها عدة التصوير..

-عدة التصوير!!

أومأ برأسه: ماتجهلينه عني بأنني كنت أهوى التصوير كثيراً قبل زواجي..

رفعت حاجبي : حقاً..

ابتسم: بالتأكيد..لقد كنت المصور في منزلنا..لا أحد يقوم بتصوير جنى وأمي سواي..جميع الصور أقوم بطباعتها في المنزل..

اتسعت عيناي بدهشة: واو ..وهل تفكر بالعودة لهوايتك..

قام بإخراج صندوق من الكيس بجانبه ثم وقف ليمشي باتجاهي:لقد قمت بإحضار العدة اليوم خصيصاً من أجل هذا..

قالها وهو يجثو على ركبتيه أمامي ليريني محتويات ذلك الصندوق..

رفعت بصري اليه والدموع تملأ عيني..ارتجف صوتي:مروان..هذا..

ابتسم مروان: لقد اشتريته منذ مدة..فقد رغبت بإقامة حفل بعد عودتنا من ألمانيا..

ضحك بارتباك: ولكن أمر الحمل لم يكن متوقعاً..وبما أن موضوع السفر سيؤجل لفترة لم استطع الصبر أكثر..

بدأت الدموع تنزل من عيني..

عقد مروان حاجبيه: لماذا تبكين؟؟

مسحت دموعي بسرعة: لا أبكي..انها دموع الفرح..لم أتخيل يوماً بأن أرتدي فستان العروس..

اتسعت ابتسامة مروان: ليس الفستان فقط..

قالها وهو يخرج علبة للمجوهرات من جيبه: ستقومين بارتداء الدبلة أيضاَ..

ضحكت وسط دموعي: ههه مروان..حقاً ..لم يعد الأمر مهماً الآن..

قام بإدخال الخاتم بداخل اصبعي: بل هو مهم بالنسبة لي..سنقيم حفلاً بيننا فقط لأجل التقاط الصور..وبعد عودتنا من ألمانيا..سنقيم حفلاً مرة أخرى..

3h
rewaiati_soso.
بدأت الدموع تنزل من عيني..
.
عقد مروان حاجبيه: لماذا تبكين؟؟
.
مسحت دموعي بسرعة: لا أبكي..انها دموع الفرح..لم أتخيل يوماً بأن أرتدي فستان العروس..
.
اتسعت ابتسامة مروان: ليس الفستان فقط..
.
قالها وهو يخرج علبة للمجوهرات من جيبه: ستقومين بارتداء الدبلة أيضاَ..
.
ضحكت وسط دموعي: ههه مروان..حقاً ..لم يعد الأمر مهماً الآن..
.
قام بإدخال الخاتم بداخل اصبعي: بل هو مهم بالنسبة لي..سنقيم حفلاً بيننا فقط لأجل التقاط الصور..وبعد عودتنا من ألمانيا..سنقيم حفلاً مرة أخرى..

لم أملك الا ان اضحك في ذلك الوقت..لقد كانت مشاعري متضاربة..

لم اعلم حقا هل افرح ام ابكي .صحيح انني كنت اتمنى ان ارتدي هذا الفستان من كل قلبي..

ولكن ذكرى زفافنا مؤلمة بالنسبة لي..ولكني حاولت ان انسى كل ما يحزنني. فأنا ومروان قد قررنا بدأ حياة جديدة بعيدة عن كل مشاكلنا..

وقف مروان: هيا قومي بارتداء الفستان..وأنا سأرتدي ثوبي أيضاً..

غمز لي: سأريك موهبتي في التصوير اليوم..

بعد أن قمت بارتداء الفستان..قام مروان بمساعدتي بتسريح شعري..لم يكن شكلي مثالياً..ولكن لايهم..فقد تحققت رغبتي في ارتداء الفستان..

التقطنا الكثير من الصور المضحكة..استمتعنا كثيراً..لقد كنت أشعر بسعادة غامرة..كنت جالسة في جميع الصور..ولكن في آخر صورة..

امسك مروان بكتفي ليوقفني بجانبه..

أمسكت برقبته كي لا أسقط فقامت الكاميرا بالتقاط الصورة لنا حين التقت نظراتنا..

لقد كانت تلك الصورة هي الأجمل من بين جميع الصور..لذلك قام مروان بطباعتها ثم وضعها في داخل اطار صغير..

وضع الصورة بين يدي وهو يهمس:بعد انتهاء علاجك..سنستبدل هذه الصورة بصورة أخرى تكونين بها قد وقفت حقاً..

نظرت اليه بابتسامة:بإذن الله..
.
.
.

تأخر خالد اليوم في العودة من المنزل..لا أعلم ما سبب اصراره على شراء فستان لها هكذاً..

على كل ..أنا لا أنوي أخذها معي فقد اتفقت مع هوازن على أن احضر جمان لزيارتها في يوم الزفاف..

دخل خالد الى المنزل فركضت جمان بسرعة باتجاه الدرج..

عقدت حاجبي باستغراب..

نظرت الى خالد فاتسعت عيناي فورا...لقد كان وجهه متورماً...كما أن هناك دم على ثيابه..

سألته بقلق: ما الذي حصل..

بدأ خالد بالصراخ فورأ: هذه الغبية..

بدأ يمشي يمنة ويسرة ثم جلس على الاريكه وهو يتنفس بعمق في محاولة منه لاستعادة هدوء اعصابه..

نظر الي بعينين حمراوين: لقد حاولت جاهداً الا أصرخ عليها..لقد تدللت كثيراً...لقد استلقت وسط السوق وبدأت بالصراخ..

ارتفع صوته أكثر: هل تصدقين ..لقد قامت بأخبار رجل الأمن بأنني قد اختطفتها.

شعرت برغبة بالضحك ..ولكنني تماسكت حتى لا يزداد غضبه..سألته: وما سبب هذا الدم..

نظر الى ذراعه التي تنزف وهو يصرخ: لقد تجمع بعض الحمقى يدعون الرجولة..لقد قاموا بضربي بدون أن يعلموا بالأمر حتى..كما أن هناك بعض الفضوليين قد قاموا بتصوير الشجار..

نظر الي والشرر يقدح من عينيه: تلك الغبية قد فضحتني..

التفت بجسدي لأصعد الى غرفتي: انتظرني سأقوم بتضميد جراحك حالاً..

ركضت الى غرقتي وما ان قمت باغلاق الباب حتى انفجرت بالضحك..

احسنت يا جمان..لقد فعلتي ما عجزت عن فعله ..

ههه اعتقد بأن خالد قد نال عقابه حقاً..
.
.
.

لقد أتى يوم زفاف ابنة خالتي أخيراً..

كانت أمي تريد أن تذهب جمان لمنزل أمها ولكنها بكت وقالت أنها تريد حضور حفل الزفاف لذلك قمنا بأخذها لمصففة الشعر معنا..

ذهبت أمي لتضع المكياج...وطلبت مني التكفل بشعر جمان ومكياجها..

لقد أرتني فستانها..بالرغم من أنه لم يعجبها الا انني اعتقد بأنه في غاية الروعة..

جلست أتأملها لأفكر لها بتسريحة مناسبة..

شعرت بأن وجه جمان بريء وطفولي..أعتقد أن الشعر القصير سيناسبها كثيراً..

اتسعت ابتسامتي..لطالما تمنيت أن أقص شعري لأسفل رقتي ولكن شعري أجعد ..ان قمت بقصه فسيصعب علي تصفيفه..

اعطيت جمان هاتفي لتنشغل باللعب بينما يقومون بقص شعرها كي لا تقوم بإزعاجهم ثم ذهبت لأملس شعري..

بعد عدة دقائق..امتلأت الصالة بصوت صرخة مدوية من جمان..

التفت اليها بخوف فرأيتها تمشي باتجاهي والشرر يقدح من عينيها: لقد تركتها تفسد شعري...انك تغارين مني لأن شعرك مخيف..

وقفت وأنا أحاول تهدأتها: كلا ياجمان..صدقيني أن الشعر القصير يناسبك أكثر…

فوجئت بها وهي تمسك شعري وتقوم بشده بكل قوتها وهي تصرخ: سأقصه لك أيتها الغبية..

أنا أكرهك ..أكررهككككككك..

تجمعت النساء حولنا وهم يحاولون ابعاد جمان عني ولكنها كانت تصرخ بشكل جنوني..

ركضت أمي باتجاهنا حين رأت شجارنا..

نجحت في ابعاد جمان عني بعد مجهود..ولكن ما ان قامت بإبعادها حتى جلست جمان أرضاً لتدخل في نوبة بكاء مزعجة..

نظرت الى وجهي لأرى تلك الخربشات..

صرخت بكل قوتي والدموع تملأ عيني:أكره هذه الغبية..

نظرت اليها بحقد وصدري يعلو ويهبط من شدة الغضب..لقد دللها أبي كثيراً..لم تعد تطيع أي أحد أبداً..

افففففففففف
.
.
.

هاهو يوم اخر يمضي من دون عودة من هذا العمر الضائع في حياتي البائسة ... لقد كانت الثلاث أشهر الماضية من أصعب الأيام في حياتي..من جهة..يرسلني والدي لتلبية طلبات العمة حسينة فتسألني عن عادل فأجيبها بأن لا جديد دون أن تعلم بأن جثته قد واراها التراب..

ومن جهة أخرى يأتيني العم حسن دوماً ليخبرني بأنه يشعر بالذنب ويود الاعتراف ولكنه يصمت حين أعطيه بعض المال.. ذلك اللعين يستغل الأمر..ليتني أستطيع التخلص منه..انني افكر بطريقة لارساله لبلده ولكن أبي يثق به كثيراً..

في بعض الأحيان..أتمنى تحدث كارثة كونية يقضى بها على كل الاغبياء في هذا العالم..يااه..كم سيكون أمراً ممتعاً..

قامت الممرضة بطرق الباب لتخبرني بأن هناك شخصاً يريد أن يتحدث معي..اذنت له بالدخول..

ولكن..هذا غريب..من يكون..هل من الممكن أن يكون مروان..

اووه ماهي أخبار ذاك الغبي...لقد خرس لسانه منذ مده..

ههه يبدو أن تهديدي قد آتى ثماره ..

فتح الباب ..ليظهر والد أسيل من خلفه..

وقفت بسرعة لاستقباله..لقد اربكتني رؤيته كثيراً..

فحين صرخت بذلك اليوم..اتصل بأبي واخبره أنه ينوي اعادة التفكير بأمر الخطبه...يريد أن يستفسر أكثر عن تفاصيل حياتي..

وهذا جعلني أكثر حذراً في تصرفاتي في الأيام الماضية..

جلس والد أسيل على المقعد أمام مكتبي وهو يتلفت حوله بارتباك..

جلست على الكرسي وأنا أرحب به: تشرفت بقدومك كثيراً يا عمي..أرجو ن تكون بخير...هل تود أن تشرب شيئاً؟

نظر الي ببرود: كلا..لقد جئت لأخبرك بشيء فقط فأنا مشغول..

شعرت ببعض التوتر..سألته بارتباك: خيراً ان شاء الله؟؟

ابعد نظره عني: نعم ..أسأل الله أن يعوضك خيراً..ولكن..

ازداد توتري أكثر: ما الذي حدث ؟؟

نظر الى عيني: انا آسف يا بني....اريد الغاء أمر الخطبة..

كان وقع كلامه علي عظيماً..شعرت بأن الأرض تزلزل من تحتي وافكارا كثيره تزاحمت في عقلي..يريد فسخ الخطوبة!!!

ولكن لماذا؟!

سألته بصوت مرتجف :لماذا..هل قمت بشيء يسيء لك؟؟

رفع عمي كتفيه: في الحقيقة يا نادر..انا لا ادري ماذا أقول..ولكن..لقد قمت بالبحث في أمر ابن عمك الذي اخبرتني انه يود قتلك وما سمعته لم يكن جيداً..

تلعثمت كلماتي..تعثرت حروفي في طريق للصمت فتابع عمي حديثه: لقد علمت بأن هناك قضية حدثت في داخل هذه المشفى..يقال بأنك قمت مع ابن عمك بالتسبب بشلل فتاة لأنها ارادت الابلاغ عن تحرشاتكم بها..

احمر وجهي غضباً.. وارتفعت درجة حرارتي.. و معدل نبضي وصل لدرجة جنونية..لابد بأن الحقير مروان قد اخبره بهذا..صرخت بانفعال: أي كان ما اخبروك به فهو كذب وافتراء..ذلك الطبيب أراد الانتقام مني لأنني أفوقه نجاحا..وحين قمنا بطرده من المشفى أراد تشويه سمعتي..ان كان كلامه صحيحا لماذا لم أحاسب برأيك..أرجوك لا تستمع لكلام المغرضين..

اجابني عمي ببرود: لا يهمني ان كان الكلام صحيحاً أم لا..فلست المسؤول عن حسابك..ولكن كما يقال..لا دخان بدون نار..

قالها ثم وقف من الكرسي..

ناديته بسرعة: لحظة عمي..دعنا نتحدث قليلاً..

التفت بجسده عني ثم همس: انا اعتذر ..هذا اخر حديث لي معك..اتمنى لك التوفيق…

قالها ثم خرج من الغرفة..


ضربت الطاولة بعنف وأنا استشيط غضبا كنت كالمجنون وانا احوم شمالا و يمينا وكأنني لا أعرف وجهتي..و كأنني أبحث عن شئ ما..

انه ذلك اللعين مروان..أنا متأكد من هذا ..لقد تجاهلتك كثيراً ولكنك تماديت هذه المرة يا مروان..

لن أصمت عن هذا الأمر أبداً..

قسماً برب العزة سأننتقم..

سأجتث قلبك ..سأمتص دمك .. سأدمّرك..

لقد تماديت وتحديت أسيادك..والأن..سأجعلك تعرف مقامك ايها الحقير مروان..
.
.
.
وصلنا الى قاعة الزفاف ثم صعدنا معاً لرؤية العروس..لقد تعبت كثيراً من شجار جمان ورغد..

تمكنت من السيطرة على غضب جمان بصعوبة بالغة ..ولكن حتى الآن ..أشعر بأنها لم تنس الأمر..

كانت جمان تود ضرب رغد أكثر ولكن رغد قد هددتها بأنها لن تجعلها تستعمل هاتفها للتحدث مع هوازن فهدأت أخيراً..

بعد أن رأت جمان العروس أمامها بدأت تجر فستاني : ماما سمر..

التفت اليها لأرى الدموع متزاحمة في عينيها: نعم يا حبيبتي..

مطت شفتيها: انظري الى فستاني..انه أسود..أنا لا أريده..

أشارت الى العروس : اريد أن أرتدي مثله..

ابتسمت لها: سترتدين مثله يوماً ما..

ارتفع صوتها:اخبريها أن تنزعه..أريد أن ارتديه الآن..

ارتبكت قليلاً وانا اجيبها:ولكن انه فستان للعروس فقط..سترتدينه ان اصبحت عروسا..

كتفت يديها على صدرها: ومتى سأصبح عروساً..

ابتسمت لها: حين تتزوجين..

هتفت بصوت عال: حسناً انا أريد أن أتزوج الآن..

امتلأت الغرفة بصوت ضحك رغد..نظرت الى جمان باستهزاء: ومن سيتزوج بغبية مثلك..انسي الأمر يا عزيزتي..

نظرت الى رغد بحدة : رغد لا تتدخلي..

زفرت رغد هي تبعد نظرها عني..

امسكت بكتفي جمان: لازلت صغيره..حين تكبرين..ستتزوجين وسترتدين فستاناً أجمل بكثير..

اعادت نظرها الى الفستان ثم زفرت بضجر: اففف اريد أن أكبر بسرعة..

ابتسمت بحزن..انها بريئة جداً..وأحلامها بريئة..

تريد الزواج لترتدي ذلك الفستان..

ولكن الحقيقة اكثر مرارة,,

علينا تقبل الأمر..فتاة مثل جمان..قد لا تتزوج في حياتها ابداً..
.
.
.

كنت عالقاً وسط الزحام المروري حين قامت سارة بالاتصال علي..

نظرت الى هاتفي بابتسامة ثم أجبت عليها: مرحباً يا حبيبتي..

وصلني صوتها الذي يطربني بنعومته:مرحباً..كنت أتساءل عن سبب تأخرك..

صمتت قليلاً ثم همست بصوت أضعف:أشتقت اليك..

ضحكت وأنا أجيبها:هناك مباراة اليوم..والطريق مزدحم..لو كان بيدي كنت سآتي حالاً..ولكن ماذا أفعل..

ضحكت سارة : لا بأس..سأنتظرك..

لم أرد اغلاق الخط..فقد كنت ضجرًا لذلك فكرت بفتح موضوع معها: أود أن أفهم كيف يتعلق الشباب بالكرة بهذه الطريقة الجنونية..يغضبني حقاً حين أرى من يبكي لأن فريقه المفضل قد خسر..

ضحكت سارة بصوت عال..وليتها لم تتوقف..كم اشتاق لسماع ضحكتها..فقد كانت تلك المرة الأخيرة التي أسمعها بها..

تابعت حديثي بابتسامة:أنا جاد في كلامي..انظري لقد قاموا بتعطيل الطريق..كل هذا من أجل مشاهدة مجموعة من الرجال يركضون حول كرة من الهواء…

اجابت سارة بعد أن هدأ ضحكها: كل واهتماماته..كما أنك تهوى التصوير..هناك من يهوى الكرة..ربما تجد من يهزأ بك لأنك تعشق التصوير..

رفعت حاجبي: لا تقارني التصوير بالكرة رجاء..التصوير يفيدنا في أمور كثيرة..ولكن الكرة لا فائدة منها..

اجابت سارة بثقة: بلا هناك فائدة..على الأقل تكون لياقتهم البدنية عالية..انا متعجبه من كونك طبيب ولا تشجع على الرياضة..

قاطعتها:ليس الأمر انني لا اشجع على الرياضة ولكن..
قطع حديثي حين طرق الباب بطريقة جنونية..

تحول صوت سارة لنبرة خوف: مروان هناك من يطرق الباب..

اجبتها بقلق: انتظري...لا تفتحي قبل أن تعرفي الطارق..

همست: حسناً سأذهب لأرى..

اجبتها بسرعة : انتظري لا تغلقي الخط..كي لا تثيري قلقي..

-حسناً..سأخرج من الغرفة الآن..

مرت عدة ثوان قبل أن أسمع ذلك الصوت البغيض: مــــــــــــروان..اخرج وواجهني أيها اللعين..

صرخت سارة بفزع..وبدأت تردد وسط شهقاتها: مروان..انه نـ ..نــ ...نـــــ..ـــادر..

اجبتها بخوف:اهدأي سارة اهدأي..ادخلي لغرفتك واقفلي الباب..

ازدادت صوت الضربات على الباب:مــــــــــــــــروان..افتح الباب وواجهني أيها الحقير...اقسم انني سأقتلك وزوجتك الحقيرة..لقد دمرتماني..سأقتلك ..هل تفهم؟؟

افتح الباب أيها الحقير…..


كان صوت نادر يرتفع ..وصوت صرخات سارة الخائفة تزيد من توتري..حاولت جاهداً تخفيف الخوف عنها..

شعرت بحرارة تسري بجسدي..تحدثت بارتباك: هل تسمعينيني سارة..

اجابت بصوت متهدج: اسمعك..مروان..تعال بسرعة..انا خائفة..

اخذت نفساً عميقا..اهدأي يا حبيبتي أرجوك..ادخلي الى الغرفة واغلقي الباب بالمفتاح..صدقيني لن يفعل شيئاً ..انا سآتي حالاً..هل فهمتي…

أجابت وهي تلهث من شدة الخوف:سأذهب للغرفة حالاً..أرجوك تعال بسرعة مروان..

قالتها..ثم قطع حديثها صوت ارتطام قوي..

صرخت سارة ثم قطع الخط..

صرخت بخوف : سارة..ردي علي..


نظرت الى الهاتف لأعيد الاتصال عليها ولكن هاتفها قد كان مقفلاً..

هززت رأسي بخوف: كلا ..كلا ..ردي يا سارة..

عم الخوف جسدي وبدأت أرتجف..لم أعد أستطيع التركيز بأي شيء..كاد الهاتف يسقط بسبب يدي المرتعشة.


أعدت نظري الى الطريق المزدحم..بدأت أطرق ابواق السيارة بكل قوتي وأن أصرخ: تحركوا ..بسرعة أرجوكم..

باتت الرؤية ضبابية أمامي بفعل الدموع المجتمعة..أرجوك يا سارة ..كوني بخير..

سحقاً يا نادر..لن أرحمك هذه المرة..

ضربت المقود بكل قوتي وأنا أصرخ بأعلى صوتي:

ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارة

شخابيط فتاة 21-08-16 05:22 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3656230)
سلااااااااام
كنت متابعه بصمت لكن الحين لازم اكسر الصمت هذا
روايتك واسلوبك جميل في سرد الاحداث تابعي عزيزتي:342:

اهلا يا قلبي وعيكم لسلام..سعيدة انك خرجت من صمتك..

اسعدني ردك جدا جدا جدا

شخابيط فتاة 27-08-16 01:07 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الفصل الرابع والعشرين:ظلام..

غدا أجمل وإن كان اليوم أقسى من الأمس بكثير..

غدا أجمل حتى لو عاشت أحلامي وسط أنابيب أوهامي..

غدا أجمل..

هذا ما كان يقوله لي مروان دائماً..غدا أجمل..

كنت في الفترة السابقة قد تناسيت خوفي من ذلك الرجل..عشت أحلاماً كثيرة..حلقت عالياً في السماء,,

ولكن سماعي لصوته مجدداً قد اسقطني في مر الحياة..اسقطني في غياهب الظلام.

صرخت ..وصرخت..وصرخت..

اصيب جسدي بقشعريرة الألم..وأصيبت عيني بغرغرة الدمع..

كان مروان يحاول جاهداً تخفيف خوفي.وقد حاولت بدوري التماسك لأجله..

بدأت أحرك كرسيي في اتجاه الغرفة ولكنني لم أستطع السيطرة على ارتعاش يدي…

تشوشت الرؤية أمامي..ثم أظلم كل شيء حولي..هل قطع التيار يا ترى؟؟.

تجاهلت ذلك الظلام..وضعت هاتفي في حضني لأحرك كرسيي بشكل أسرع ولكن صوت الطرق قد افزعني فتعثرت في طريقي وانقلب كرسيي..

لم أكن أرى أي شيء..أردت التحرك..ولكن الألم بجسدي قد منعني الحركة..

مرت أحلامي أمام عيني كسحاب صيف هارب من الريح القاسية ، فأسبلت جفني لأعيش في دنيا رائعة من
السعادة والشفافية .

ما أروع الجمادات... كيف تتركنا على هوانا نحركها كيف نشاء …

وما أروع النبات والشجر كيف تجمل الحياة .. وتملأ أرواحنا صفاء وسلاماً .. وتأخذنا إلى أروع اللحظات .. فنبلغ ذروة السعادة .


أوليست الزهرة ببهاء ألوانها وجمال مظهرها تحملنا على التبسم في أحلى اللحظات ؟!


ولكن ما أقسى البشر !!!!


ما أقســى بعض القلوب فالحجر أرق منها أحيانــاً..

قلوب قاسيه ..لا تعرف معنى الرحمه ..


آه كم أتخبط بحثاً عن الإنسان داخل الإنسان ..



هدأ طرق نادر على الباب.وشيئا فشيئا لانت ملامحي ، واسترخت عضلاتي ، وارتسم شبح الابتسامه على شفتاي .
لذت بأحلامي وأسبلت جفني على دموعي لأحيا فيما تبقى لي من دنيا رائعة لا أراها إلا في الأحلام !!

.
.
.
استيقظت من نومي فزعة من صوت الصراخ الذي اسمعه..

نظرت الى ابنتي لانا..الحمد لله ..لم تستيقظ..لقد واجهت صعوبة في تنويمها..

وقفت من السرير لأعرف مصدر الصوت...لابد أنه ماجد..

يبدو أنه قد عاد للحشيش..ربما اضاع مفتاحه..ولكنني حين وصلت الى الصالة أدركت أن الطرق لم يكن بمنزلي.

سمعت صوت صراخ رجل:مروان ..أخرج وواجهني أيها الحقير..

فزعت كثيراً من ذلك الصوت..اقتربت من باب الشقة وبدأت انظر من عدسة الباب لأرى..

لم أتمكن من تمييز الطارق..وكنه كان منفعلاً جداً..

ارتجف قلبي حين بدأ يهدد بالقتل..

توقف عن الصراخ..ثم بدأ يركل الباب بقوة خلت معها أن الباب سيكسر بالتأكيد..

بدأت اتلفت حولي ابحث عن حل لهذه المصيبة..ركضت باتجاه هاتفي لاتصل على سارة ولكن رقمها كان مشغولاً..

تمنيت لو أنني أعرف رقم مروان..طرأ في بالي فوراً أن أبلغ الشرطة..انا متأكدة من أن سارة وحيدة بالمنزل..

أنا هنا لم أستطع ايقاف رجفتي..لابد أن المسكينة سارة تكاد تموت رعباً..
.
.
.
حاولت العودة باكراً الى المنزل في تلك الليلة..انا جاد جداً في أمر تركي للحشيش..

ولكن الأمر في غاية الصعوبة..لقد كنت أنوي التدخين في سيارتي..لم أعد أختلط مع أصدقائي كثيراً..

تركتهم في محاولة مني لاجبار نفسي على تركه..سأدخن سجارة واحدة ثم سأصعد للمنزل..

لن تؤثر بي كثيراً..والأهم..ان مها لن تلحظ الأمر..

أصبحت اتجنب التدخين أمامها منذ قامت بتهديدي بإخبار أبي..

أوقفت السيارة بالقرب من المنزل ثم أشعلت السيجارة لتدخينها..

ولكن..لفت نظري تلك السيارة التي مرت مسرعة بجانبي..لقد توقفت أمام منزلي تماماً..

في البداية..تجاهلت أمرها..ولكن وبعد عدة دقائق..بدأت الشكوك تساورني..فأنا..لم أرى هذه السيارة من قبل……

كما أن تلك السيارة باهضة الثمن..من الواضح أن صاحبها ثري للغاية….

ما الذي سيفعله رجل مثله في منزلنا يا ترى.

اقتربت بسيارتي الى ان وصلت ..ترجلت منها وبدأت أصعد الدرج..

لقد كان ذلك الرجل يصرخ بشكل جنوني.لم يكن كلامه مفهوماً بسبب طرقه القوي للباب..

ولكنه توقف عن الطرق فجأة ليصرخ بأعلى صوته: سأقتلك وزوجتك اللعينه..سأقتلك..هل تفهم..

فتح باب شقة جارنا قي الأسفل ثم ناداني باستغراب: ماجد ما الأمر…

نظرت اليه ورفعت كتفي: لا أعلم..

صعدت الدرج بسرعة وصعد جاري معي..وصلنا الى الطابق الثاني لنرى ان ذلك الرجل كان يطرق شقة مروان..

يبدو أنه قد تعب..فقد بدأ طرقه على الباب يهدأ تدريجياً..ثم تحدث بصعوبة وهو يلهث: انك تتحدث عن الشرف مع زوجتك..وكأنك ملاك مطهر..لكنني سأفضحك..لقد تركتك لتعيش بسلام..

انقلبت ملامحه الى الغضب فجأة ثم بدأ يطرق الباب كثور هائج وهو يصرخ:لماذا تصر على تنغيص حياتي أيها اللعين..

في تلك اللحظة ..تدخلت مع جاري للحديث معه..امسكت كتفه: خيراً يا صاحبي هل هناك مشكلة..

نظر الي بعينين حمراوين: لا تتدخل أنت..ان تدخل اي شخص بشأني فسأقتله..هل فهمتم..

بدأ يضحك بطريقة جنونية:لم يعد يهمني أي شيء..سأقتل كل من يقف في طريقي..

نظرت الى جاري باستغراب.ولكن حين حاول جاري الحديث بدأ ذلك الرجل يضربه..

أردت التدخل ولكن السيجارة التي دخنتها لم تساعدني على التركيز..

كان ذلك الرجل يفرغ غضبه على جارنا السيد نبيل بدون أن يبدي السيد نبيل أي مقاومه..كان يحاول ابعاده عنه فقط..

صرخ السيد نبيل: ماجد..ابعده عني..

حاولت أن ابعده عنه ولكنه حين دفعني سقطت على الأرض فوراً.

مشى ذلك الرجل باتجاهي ليضربني ولكن السيد نبيل قد وقف من مكانه لمساعدتي..

وفي حركة مباغتة..قام ذلك الرجل بدفع السيد نبيل ليسقط من الدرج..

جلست بمكاني مصدوماً مما أرى..

سكنت حركة الرجل وهو يرى السيد نبيل قد سقط من تلك الدرجات..

ركض سريعاً اليه..أما أنا فقد اكتفيت بالنظر اليه من أعلى الدرج بصدمة..

قام ذلك الرجل برفس السيد نبيل بقدمه: هي..أنت..

تراجع الى الخلف لعدة خطوات ثم قام بتغيير وجهته سريعاً..ليخرج هارباً من العمارة..

نزلت الدرجات للاطمئنان على السيد نبيل..وما رأيته قد أفزعني بشدة..

لقد..كان ينزف..

.
.
.

اعيش في حالة من التجمد العقلي ...توقفت عندي الافكار..وتبلد احساسي بما حولي .


اصبحت أقود السيارة بدون أي تركيز..كل ما اريده هو الاطمئنان على سارة في هذه اللحظة..

تساوت عندي الاشياء..هل اضحك؟؟


ام ابكي؟؟

هل انظر للامام ام للوراء؟؟


هل ابتسم للحياة؟؟


وهل هناك ما يستحق ان ابتسم له؟؟


ااااه اخشى القادم!!

لا اعرف اين تتجه بي الاقدار؟؟


واين تقودني ايامي؟؟


كيف سيكون غدي؟؟


ينتابني خوف مريب ..يكسر كل امالي.. ويحطم كل احلامي..


فقدت قدرتي على ان اتألم او أحزن..


لم اعد قادراً على التفكير.. او التركيز..

اردت العودة لذاتي..اردت تفريغ احساسي من الخوف..


تختنقني العبرات وتداهمني الآآهات...

لا يزال الخوف بداخلي ... لا يزال بداخلي هاجس مؤلم ...هاجس يثير خوفي .....


أحاسيس بداخلي تحطمني بمجرد التفكير فيها .....


خوف بداخلي يهز كياني ....إنه خوف الفراق ....ألم البعد ...

لا أتخيل حياتي بدون سارة...لا استطيع العيش مع ألم فقدانها..لا أستطيع

وصلت الى المنزل أخيراً بعد لحظات مريرة من الخوف من المجهول..

ولكن خوفي قد ازداد وأنا أرى سيارات الشرطة..واسمع صوت الاسعاف..

نزلت من سيارتي فزعاً وركضت باتجاه ذلك الجسد الذي قاموا بحمله…

ارتعد قلبي..عجز لساني..ما الذي حدث..هل قتلت سارة!!

اقتربت منهم وانا اصرخ : ما الذي حصل..

ولكني توقفت عن الصراخ حين رأيتهم يحملون السيد نبيل..

بدأت أصعد الدرجات سريعاً باتجاه الشقة..

كان رجال الشرطة يقفون أمام شقتي..وحين وصلت بدأ ماجد بالحديث: مروان..هناك رجل كان يطرق الباب وهو يهدد بقتلك..

ابعدت ماجد عن طريقي وأنا أهمس بصدمة: أعلم هذا..


نظر رجال الشرطة الي باهتمام: هل تعرف ذلك الرجل؟؟

أومأت برأسي..ثم أجبت بصوت مرتجف:نادر..

قلتها ثم اخرجت مفاتيحي لأفتح باب الشقة.اريد الاطمئنان على سارة..

حاول رجال الشرطة سؤالي ولكنني صرخت فوراً: اريد الاطمئنان على زوجتي…

لا اعلم ما الذي فعلوه بعدها..دخلت الى الشقة سريعاً وانا انادي عى سارة بعينين دامعتين: ســـــــارة..ســـــارة..

تصلبت بمكاني وأنا أرها مستلقية على الارض..ركضت اليها سريعاً..وضعت رأسها على فخذي وبدأت أضرب وجهها ضربات خفيفة: سارة.سارة ..هل تسمعينني..

ارتجف جفنها ثم بدأت تفتح عينيها ببطء..ضحكت وسط دموعي:الحمد لله..انت بخير..الحمد لله..

لم ترد سارة علي..كانت ترمش بعينها فقط بصمت مريب..

شعرت بأن نظراتها غريبة بعض الشيء.عقدت حاجبي ثم تحسست وجهها بكفي لأنطق بارتباك:سارة..هل تسمعينني؟!

تحركت شفتيها أخيراً..ولكن ما نطقت به..قضى على آخر آخر ما تبقى من روحي الجريحة..

-الم يعد التيار بعد..أنا..أخاف الظلام..

اتسعت عيناي بصدمة..طوقت وجهها بكفي لأنظر الى عينيها فنزلت دمعة من عينها وهي تتابع حديثها: مروان...أشعل الاضواء أرجوك ..أنا أخاف الظلام..

جذبتها الى صدري بكل قوتي في محاولة مني لتهدئة خوفها..حاولت جاهداً حبس دموعي وأنا أهمس بأذنها: سيمر سارة..سيمر.

دفعتني سارة بكل قوتها ثم بدأت تتلفت حولها وهي تصرخ:لماذا لا تسمعني مروان..اقول لك أنني أخاف الظلام ..افتح الاضواء بسرعة..

امسكت بيدها وأنا أجيبها بصوت متهدج: لا تفعلي هذا بي يا سارة..سيمر يا حبيبتي.انها انتكاسة بسيطة..سيمر. صدقيني.

تصنمت بمكانها حين ادركت الأمر..لقد أدركت انها فقدت البصر ولكنها كانت تحاول الانكار..بدأت الدموع تجري على خدها مدراراً..ارتجف صوتها وهي تجيبني: مروان لماذا تفعل هذا بي..اشعل الاضواء ..أرجوك.أنا لا احب هذا المزاح..

اعادتها الى حضني من جديد فاستسلمت هذه المرة لبكاء مرير.

حبيبتي…

ليتني استطيع ايجاد دواء يوقف دمعي حتى لا تضعفي من بكائي..

حبيبتي..

قلبي يتألم بشدة..قلبي لا يحتمل بكاءك بهذه الطريقة..فارحمي ضعفه..

لا اريد أن أذرف أي دمعة...لا أريدك أن تري ألمي..

سأمسح الدمعة عن خدي..لن أسمح لها بالتدفق..من أجلك حبيبتي.

لا أريد البكاء..ولكن روحي تبكي يا سارة..

وددت أن أكون أصماً كي لا أسمع صوت صراخها..

كانت سارة تصرخ بقلب متألم:آآآآآآآآآآآآآآه...أنا لا أستطيع الرؤية مروان.

.ظلام..ظــــــــلام..ظـــــــــــــلام.

مع كل صرخة من سارة كان قلبي يزداد ألماً..

يقولون بأن البكاء يريح القلب..

فلتبك يا قلبي..

لربما..ينتهي هذا الألم..
.
.
.
قضيت لحظات مرعبة وأنا انتظر في شقتي..وصلت الشرطة الى المكان..كما أن هناك صوت سيارة اسعاف..

ارتبكت كثيراً..اردت ان اعرف ما الذي حصل..اتصلت على هاتف سارة لعدة مرات ولكنه كان مقفلاً..

فتح باب الشقة أخيراً ليدخل ماجد اليها.

وقفت وأنا أسأله بخوف: ماجد ما الذي حصل؟

زفر ماجد بعمق: مروان ذاك..لا اعلم لماذا تطارده المشكلات...لقد قام بإبلاغ الشرطة عن ذلك الرجل ثم خرج من المنزل مع سارة..

عقدت حاجبي:الى اين يذهبون؟؟؟

رفع كتفيه: لا أعلم…

تغيرات نظراته فجأة:اسمعي يا مها..اياك وزيارة سارة مجدداً..ذلك الرجل الذي كان يطرق الباب.كان يتهمها بشرفها.لا اعلم حقاً ما الذي كان يقصده..ولكن يبدو بأن وراء ذلك الرجل فضيحة كبيرة..

زفرت بضجر..لقد بدأ ماجد ثانية..في الفترة الأخيرة..أصبح يشك بكل من حوله..كما أنه أصبح يفتش هاتفي حين أكون نائمة..لا أعلم ما الذي يريد الوصول اليه…

اعدت نظري اليه بتركيز..فلاحظت بأنه يرمش بعينه لعدة مرات..كما أن عيناه شديدتا الحمرة..اقتربت منه..فتمكنت من شم تلك الرائحة..كما توقعت تماماً ..لقد عاد للحشيش..اصبحت اميز اعراض الحشيش على جسده..

نظرت اليه بحدة ثم صرخت: لقد قمت بتدخين الحشيش أليس كذلك؟؟؟

ارتبك فجأة:هاه..كلا ..لم أدخن..

صرخ بغضب :اوووه...اخبرتك انني توقفت عن استخدامه لماذا لا تصدقيني…

اشحت بنظري عنه ثم بدأت امشي باتجاه غرفتي..لا فائدة….لا فائدة منه ابداً..

اغلقت الباب ثم جلست على سريري وأنا احاول استعادة هدوء اعصابي..لم اعد ابكي من تدخينه للحشيش..

لقد اعتدت الأمر..

اخرجت هاتفي من جيبي لأتصل على سارة مرة أخرى..ولكن الهاتف كان مقفلاً..

وقبل أن أبعد السماعة عن اذني..فتح ماجد باب الغرفة بكل قوته..

نظرت اليه ثم صرخت بغضب:اوووه ما الذي تريده الآن..

عقد ماجد حاجبيه: مع من كنت تتحدثين..

زفرت بضجر:الامر ليس من شأنك..

رد علي بارتباك: هل اخبرت والدي؟؟

ابتسمت ابتسامة استهزاء حين ادركت سبب خوفه..اجبته بثقة: نعم لقد اخبرته..انك تستحق هذا.لقد حذرتك مراراً ولكنك قد استهنت بي..حان الوقت ليتدخل والدك..

لم يسمح لي بمتابعة الحديث..فقد هجم علي فوراً وبدأ يضربني بطريقة جنونية وهو يصرخ: لماذا اخبرته..لمااذا..

كان يضربني بدون أن يأبه لصراخي..استيقظت طفلتي وبدأت بالبكاء ولكنه لم يكترث..

لقد كانت تلك المرة الأولى التي اضرب بها في حياتي..

فليساعدني أحد من هذا المجنون..أرجوكم..

-آآآآآآآآآه
.
.
.
قمت بنقل سارة للمشفى فوراً لتلقي العلاج..انتكاسة كهذه..لا يجب علينا تأخير علاجها أكثر..

بالاضافة لرعب سارة لدخولها فجأة في عالم الظلام..لازالت تكره المستشفيات..

بقيت امسك بيدها طوال الوقت لطمئنتها..ولكن هناك أمر لم أستطع مصارحتها به..هذا الحمل..لن تتمكن من الحفاظ عليه أكثر.

جسدها ضعيف..اضافة لأن تلك الأدوية التي ستأخذها ستضر بالجنين كثيراً..ولكني لم أخبر سارة بعد..

الوقت ليس مناسباً..

بقيت ممسكاً بيدها الى ان اعطوها مهدئاً فارتخت اجفانها لتدخل في نوم أدعو الله ان يكون هادئاً..

خرجت من الغرفة فوراً لأبكي بحرقة عما يختلج بصدري..

عينــاي لاتدمعي فـ الله معنا .


قلبي .. إصبر فهناك واحد أحد يحمينا ..


فلـتكن لي عونـــــاً يـــا الله ..

إن أنفاسي تخرج بحرقة .. بألم ..


أرجوك ربي لا أحد سواك ..رباه .. فلـتساعدني.
.
.
.
هرب نادر في ذلك اليوم..فقد فزع حين رأى السيد نبيل بدماءه على الأرض..

لم يعد الى المنزل..فقد علم ان الشرطة ستبحث عنه لامحاله..

ففي اثناء قيادته لسيارته ليبتعد عن الطريق..رأى سيارات الشرطه تتجه لهناك..

وقد كان توقعه صحيحاً..ذهبت الشرطة لمنزله فقام العم حسن باستقبالهم..ارتبك العم حسن حين رأى الشرطة تسأل عن نادر..خشي أن يكون أمر قتل عادل قد فضح..

ذهب العم حسن لابلاغ معتز بقدوم الشرطة..

خرج معتز من منزله مرتبكاً..اخذ يمشي اليهم متذمراً من نادر..لماذا لا تنتهي مشاكل هذا الفتى؟

ماهي المصيبة التي قام بها في هذه المرة؟؟

فتح باب الفلة ثم بدأ يسأل الشرطي بارتباك: خيراً يا سيدي هل هناك مشكلة..

تلفت الشرطي حوله وهو يسأله:أين السيد نادر..

ارتبك معتز من لهجته..شعر بأن الأمر عظيماً..نظر الى العم حسن: اذهب الى الملحق..ربما يكون هناك ..

أومأ العم حسن برأسه ثم ركض باتجاه الملحق..

نظر معتز الى الشرطي ليسأله: ما الذي فعله ابني لتقبضوا عليه؟؟

زفر الشرطي بعمق: انها محاولة قتل..

اتسعت عينا معتز بصدمة: محاولة قتل!!

وفي هذه اللحظة كان العم حسن قد اقترب منهم...ولكنه لم يدرك سوى كلمة قتل..

انهار حسن فوراً فقد ظن بأن أمر عادل قد فضح..

جثى على ركبتيه وبدأ يبكي بحرقة وهو يتحدث وسط دموعه: سامحني يا سيد معتز..صدقني..لا دخل لي بالأمر..
لقد كنت أمشي فوجدت جثة السيد عادل على الأرض والسيد نادر يقوم بجرها..اخبرني انه قتله عن طريق الخطأ..لقد اجبرني على دفنه معه..أرجوك ..أرجوك سامحني..

صدمة..وأي صدمة تعرض لها معتز.سأل حسن في عدم تصديق:ما الذي تهذي به..عادل قتل!!

كان العم حسن منهارا فاعترف بكل شيء..اما معتز فقد شعر بأن هموم الدنيا كلها قد وقعت على رأسه.أراد أن يمسكوا بنادر..اراد ان يتأكد من الأمر بنفسه..لن يصدق الامر الا ان اعترف نادر به…

اما الام..فقد كان رأيها مختلفاً...لم ترد أن يقبض على فلذة كبدها.

اتصلت على نادر لتحذره من العودة الى المنزل..

ومن يومها..لم يعرف أحد الطريق الى نادر أبداً…
.
.
.
عشت لحظات من الدهشه تعقبها لحظات حزينه..لا أكاد أصدق بأن ماجد قد ضربني بهذه الطريقة الوحشية..

اشعر بأن جسدي بكامله يؤلمني..لقد كان ضربه لي صدمة عظيمة..

صدمة….عندما تجد إنك تمتلك قلباً طيباً وعقلاً ساذجاً لا يتعلم من هذه الحياة !!

صدمة..حين ترى بعينك أن أحبائك هم أول أعدائك ..

صدمة..حين تنهار دموعك أمامك لقسوة ولظلم ولقهر البشر لا لجرح الزمن !!

صدمة ..عندما تحاول أن تغير حياتك وتتعايش مع الواقع وكانت كل محاولاتك فاشلة لا محالة !!

والصدمة الأكبر حين تنظر لمرآتك وتجد نهر دموع يتدفق من عينك كأمطار الشتاء وحزن كبير يمتلك قلبك
و ملامح وجهك تتجعد قبل اوانها ..فتشعر لحظتها إنك شخص عجوز وحيد .. مهموم..

لقد كان هذا هو إنهياري وصدمتي ولطمتي الكبرى !!

شعرت انني كنت كالجبل القوى العالى و لكنه ضعف وإنهار بلحظه وتحول فجأة إلى قطع صخور وتراب !!

مسحت دموعي بسرعة..لن اسمح لماجد بتحطيمي هكذا..فكرت أن أذهب لمنزل أخي ..ولكن سمر قد اخبرتني ان زواج ابنة اختها اليوم..

قررت أن اذهب قبل الفجر مباشرة..ولكن وقبل أن أذهب..سأترك لماجد هدية لن ينساها في حياته..

نام ماجد في تلك اليلة بدون أن يعتذر عما حدث..اتجهت لخزانتي وقمت بتجهيز حاجياتي وحاجيات ابنتي لانا..فقد قررت عدم العودة الى ماجد أبداً..

وحين اصبحت الساعة الرابعة فجراً..اقتربت من ماجد لانتقم منه..

لقد كان ينام على بطنه ويده اليمنى تتدلى من طرف السرير….

أمسكت بأحد ثيابه ثم قمت بربط قدمه بحافة السرير..

اتجهت بعدها الى المطبخ لأخذ الماء الساخن..

وقفت أمام ماجد وأنا أنوي احراق يده..لست انا من يرفع يده عليها وتصمت..

اغلقت عيني ثم قمت بسكب الماء على يده المتدلية..

استيقظ ماجد من نومه وهو يصرخ بأعلى صوته..أما أنا فقد ركضت سريعاً لخارج الغرفة..

لم يتمكن ماجد من اللحاق بي..فربطي لقدمه قد عطله لحين خروجي..

اقفلت باب الغرفة بالمفتاح..ثم حملت حقائبي وحملت لانا وخرجت من الشقة لاستقل سيارة اجرة.

سيبقى ماجد حبيسا في الغرفة لساعات..ثم سأخبر والده ليعيد تربيته..انا لم اتزوج لأربي ابنهم..

هل ندمت لأنني احرقت يده..كلا...فقد نال ما يستحق..
.
.
.
عدنا الى المنزل في الثالثة والنصف..لقد تعبت جداً..كل ما ابحث عنه في هذه اللحظة هو فراشي..

هه أما جمان..فقد ذهبت معنا بدون فائدة.فمنذ أصبحت الساعة العاشرة أرادت النوم فوضعتها أمي في غرفة العروس...لو ذهبت لأمها لكان أفضل لنا جميعاً..

حين وصلنا الى المنزل قام أبي بإيقاظها.وحين هممت بدخول غرفتي مع جمان قامت أمي بمناداتي: رغد..اياك ان تنامي قبل صلاة الفجر..

التفت اليها لأجيبها:لن أنام..سأقوم بتغيير ثيابي فقط..

قلتها ثم صعدت الدرج..دخلت الغرفة فوجدت جمان تجلس على السرير وهي تمط شفتيها..

سألتها بضجر:ما بك الآن؟؟

نظرت الي بعينين دامعتين:أنا أكرهك..لقد أفسدت شعري..

افف يا الهي..عادت لموضوع الشعر..رغم انه أصبح جميلاً عليها..

لو كان الأمر بيدي لجعلته أقصر..

انه الآن يصل لنهاية رقبتها مع تدرجات من أسفل أذنها..لقد جعلت القصة شعرها أكثر كثافة…

تجاهلتها ثم دخلت الى الحمام لتغيير ثيابي..خرجت من الحمام..ولكن نظرات جمان لم تتغير..لم اتوقع أن تغضب بهذا الشكل من قصي لشعرها..

فكرت أن أعتذر اليها ولكني قررت تجاهلها..ستنسى الأمر بالتأكيد..

استلقيت على السرير فوصلني صوت جمان الباكي:أريد التحدث مع ماما الآن.

اجبتها وأنا مغمضة العينين:ليس الآن يا جمان.الوقت متأخر..لابد أنها نائمة..

صرخت جمان بصوت أعلى:ولكني أريدها الآن.

زفرت ثم تجاهلتها..

صمتت جمان لفترة..ثم شعرت بها وهي تجلس بجانبي على السرير..تجاهلتها لأنني أعرف أنها ستصر حتى تحدث أمها…

شعرت بأنها قد أمسكت بشعري..

رفعت يدي الى شعري لأبعد يدها وكانت الصدمة..

جلست على السرير لأنظر لجمان وحدث ماكنت أخشاه:آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ
.
.
.
-لو أنك رأيتها يا خالد ما الذي فعلته بأختها..لقد ملأت وجهها بالخربشات..لقد تعبت كثيراً..

كانت هذه ..شكوى جديدة من سمر ضد جمان… لا أنكر بأن جمان تفتعل مشكلات كثيرة ولكنني مللت من سماع الشكوى..التفت الى سمر وانا اصرخ بضجر:الن تتوقفوا عن الشكوى أبداً؟؟
ما الذي أفعل برأيك؟؟
لقد كنت تقولين بنفسك ان جمان حالة خاصة ويجب علينا مراعتها..
ما الذي غير رأيك؟؟…
كما أن رغد تستحق ما حدث لها..لماذا تقوم بقص شعرها؟؟

أرادت سمر أن ترد..ولكنها لم تكد تنطق حتى وصلنا صوت صراخ قوي من رغد..

ركضنا باتجاه الغرفة لنرى ذلك المنظر أمامنا..


لقد كانت رغد تجلس فوق جمان وكل منهما تشد شعر الأخرى..ركضت بسرعة باتجاه رغد لابعادها..وما ان قمت بابعادها حتى نظرت رغد الي وهي تبكي :انظر يا ابي لقد قامت بقص شعري..

كنت للتو قد استوعبت الأمر..نظرت الى جمان فوجدتها تجلس على الارض وشعر رغد متناثر حولها..انا حقا اتعجب من عناد الشقية جمان!!

الظالمة!!.

لقد أصبح شعر رغد يضل لأسفل أذنها تماماً!!

صرخت بحدة:جمان..لماذا فعلت هذا بأختك؟؟

وقفت جمان وهي تنظر الي بوجه أحمر من شدة الغضب: لماذا لا تصرخ عليها .لقد قامت بقص شعري أولاً…

هجمت رغد على جمان وهي تصرخ بأعلى صوتها: غـــــــــــــبــــــــــــــــيـــــــــــــــة..


اتجهت نحوهما وأمسكت بأذنيهما وأنا أصرخ: أقسم انني ان سمعت صراخ من غرفتكم فسأضربكم حتى تتعلموا معنى الألم..

نظرتا الي بعينين دامعتين..

صرخت بصوت أعلى : مفهوم؟؟؟

صرختا سوياً:مفهوم…

تركت اذنهما..ثم وجهت نظري الى رغد:اذهبي للنوم في غرفة عمتك..اشعر بالصداع ولا أود سماع أي صوت..

مسحت رغد دموعها ثم أجابتني: كلا سأبقى هنا..اعدك بأنني لن أصرخ..

خرجت من الغرفة فبدأت سمر بالتذمر:لاحول ولا قوة الا بالله..لقد قامت ابنتك بإفساد شعرها..أنا لم أعد أطيق تحمل تصرفاتها هذه.

نظرت اليها بحدة: سمر ..اصمتي والا سأفرغ غضبي عليك..

لم أكد انهي كلامي حتى طرق باب المنزل..زفرت: اوووه ومن الذي يأتي في وقت كهذا ..

قلتها ثم نزلت الدرج..كانت الخادمة قد قامت بفتح الباب وقتها..وفجأة رأيتها تحمل لانا بيدها..ومها تجر حقائباً لداخل المنزل.

عقدت حاجبي حين أدركت الأمر..ناديتها باستغراب:مها!!

التفتت الي ببطء..

نظرت الى عينيها فوجدت ومضات بداخلها تعبر عن مدى حزنها..

اتسعت عيناي حين رأيت تلك الكدمات على وجهها..ارتجف صوتي: ما الذي حدث مها؟؟

نزلت دمعة من عينها..

اقتربت منها ببطء..فبدأت دموعها تنزل بغزارة..

وشيئاً فشيئاً تحولت إلى سيل من الدموع تغسل بها قلبها من الأحزان....

امسكت بيدها..فارتمت بجسدها بين ذراعي وهي تبكي بحرقة..تمسكت بي بكل قوتها ثم تحدثت وسط شهقاتها:لاتعدني اليه..أرجوك….أرجوك..

طوقتها بذراعي فارتفع صوت بكائها:لقد ضربني أمام ابنتي..ضربني بلا رحمة...


زدت من ضغطي عليها في محاولة مني لطمأنتها..

أغلقت عيني بقوة..فقد عادت الي ذكرى مريرة..


لقد كانت صورة لهوازن وهي ترتجف بين يدي وترجوني الا اضربها أمام جمان..

حاولت ابعاد تلك الذكرى..اذهبي..

بل اغربي عن خيالي ..


مابال هذه الذكرى تعود لي الآن؟؟

حاولت تجاهلها وأنا أحدث مها: لاتبك يا صغيرتي أرجوك..

ارتفع صوت بكاء مها..فباتت ذكرياتي مع هوازن تهاجمني.

وددت أن أصرخ..

اصمتي!!!

فنياحك يرعب قلبي.. .

بلا شعور .. وجدت دمعات ساخنة تحرق وجنتاي .. أغمضت عيني بقوة لكي لا أرى سواها .. لا أريد دُموعاً أكثر ..

لم يكن يسمع سوى صوت شهقات مها وهي تبكي على صدري..

ولو كان للدمع صوت في تلك اللحظة..لامتلأ البيت أصواتاً وأصواتاً..

.
.
.
ارتديت ثيابي لأذهب لعملي..ذهبت الى غرفة أمي لأسلم عليها قبل خروجي..

فتحت الباب..فوجدتها تجلس على سجادتها..

تنحنحت فالتفتت أمي الي..ابتسمت لها: أنا ذاهب أمي هل تحتاجين لأي شيء؟؟

أومأت برأسها:حاول العودة باكراً يوسف..ولا تنس ..احضر معك بعض الزهور أو الشوكولا..

زفرت بضجر:تقولينها يا أمي وكأنها فتاة غريبة..انها حنين يا أمي!!

اجابت أمي بحدة: يوسف لماذا تتصرف هكذا؟؟...الم تقل بنفسك أنك موافق على الخطبة؟؟

أجبتها بارتباك: انا لم أقل شيئاً..ولكني أقصد أنها مثل ابنتك...لا يوجد ي داع للرسميات..

زفرت أمي:انها خطبة..ويحق لها أن تفرح كغيرها...ولأنها مثل ابنتي كما تقول فسأفعل لها الأفضل..

ارسلت قبلة في الهواء اليها: حسناً لا تغضبي ..سأفعل ما تريدينه..الى اللقاء.

ابتسمت أمي: استودعتك الله..

خرجت من الغرفة واغلقت الباب خلفي..زفرت بضيق..لا أعلم لم أشعر بانقباض هكذا..

لقد مر شهر منذ حدثتني أمي عن الخطبة..سألني خالي بعدها فأحرجت كثيراً..وافقت من أجلهم فقط..أحاول اقناع نفسي بالأمر ولكن ..لازلت متردداً..

ركبت سيارتي وبدأت أقودها باتجاه المشفى..ماذا أفعل ؟؟..

أرجو أن ارتاح عند رؤيتها اليوم كما يقولون...
.
.
.
-ماما..لماذا لا يتوقف أخي عن البكاء..هل هناك شيء يؤلمه؟؟

كان هذا هو سؤال جمان وهي ترى حمد يبكي بين يدي..ابتسمت لها: كلا يا صغيرتي انه جائع فقط..

عقدت جمان حاجبيها وهي تنظر الي:هل احضر له بعض الطعام؟؟

اتسعت ابتسامتي: انه يشرب الحليب فقط..ستقوم لين بإحضار زجاجة الرضاعة له..

وقفت جمان من السرير: أنا أريد أن أحضرها..

لم تكد جمان تنهي جملتها حتى دخلت لين الى الغرفة وهي تحمل زجاجة الرضاعة بيدها..

ركضت جمان اليها والدموع تملأ عينهاا:اعطني اياها..انا اريد ان احضرها لأخي..

وضعت لين الزجاجة بيد جمان بهدوء..

ركضت جمان ثم القت بجسدها على السرير والابتسامة ترتسم على شفتيها: لقد احضرت الحليب ماما..

قبلت يدها: شكراً يا حبيبتي..

اردت ان اخذ الزجاجة ولكن جمان قد ابعدت يدها عني: كلا أنا أريد أن أطعمه..

-ههه حسناً لا بأس ولكن اقتربي مني واعتدلي بجلستك…

اقتربت جمان مني فوضعت الوسادة خلفها لتريح ظهرها عليها..

.وضعت حمد بين ذراعيها وقمت بمساعدتها بوضع الزجاجة بداخل فمه…

سكت حمد وهو يمتص الحليب بلهفة..

ضحكت جمان ببراءة: انه يحب الحليب صحيح؟؟

أومأت برأسي: صحيح..

كانت جمان ترضعه ونظراتها متركزة على وجهه...هههه لقد بدا الأمر وكأنها مهمة صعبة بالنسبة اليها..

وقفت من السرير ثم همست في اذن لين:حبيبتي راقبيهم جيدًا سأتحدث مع حنين..

أومأت لين برأسها ثم ذهبت للجلوس بجانب جمان..

ذهبت الى غرفة حنين ثم فتحتها بهدوء فوجدت حنين تجلس على سريرها وهي تمسك الهاتف بيدها..رفعت بصرها الي فحدثتها فوراً :الم تجهزي بعد؟؟

زفرت بضجر: انكم تهولون الأمر..اخبرتكم انني لا أريد ان أتزوج الآن…

ذهبت للجلوس بجانبها فقد طلب مني أحمد التفاهم معها في أمر الزواج: ولكن يا حبيبتي انها خطوبة فقط..لن تتزوجي قبل انهاء دراستك…

زفرت حنين: نعم ولكن ليس يوسف..

ابتسمت : وما المشكلة بيوسف؟؟

احمر وجهها خجلاً:لا شيء..ولكنه يكبرني بعشر سنوات..

اجبتها بحنان: هذا غير مهم..لن تشعري بفرق السن أبداً...كما أن يوسف شاب محترم..وستسكنين بالقرب من منزل والدك..اليس أمرًا جميلاً؟؟

صمتت حنين قليلاً ثم تحدثت بخجل:ولكني لا استطيع تخيل الأمر...لقد فعلت الكثير من الأمور المحرجة أمامه..لقد رآني في كل حالاتي يا خالة هوازن..أنا أشعر وكانه أخي..

ضحكت بهدوء: وما المشكلة..هذا سيجعلكم أكثر اتفاقاً..لا تنسي صلاة الاستخارة..وبعد رؤيته اتخذي قرارك...

ابتسمت ابتسامة جانبية: لا يوجد أي داع لنرى بعضنا..لقد قمت بتغطية وجهي منذ ثلاث سنوات فقط..

أمسكت بيدها:هيا ياصغيرتي...اذهبي للاستحمام وقومي بتجهيز ثيابك..

رفعت بصرها الي: لن يأتي قبل صلاة العشاء..انها الخامسة عصراً لا زال الوقت مبكراً.

اجبتها: نعم ولكن هناك الكثير من الأمور التي نحتاج لتجهيزها...اذهبي انت للاستحمام وسأطلب من لين أن تقوم بكي فستانك..

زفرت ثم وقفت من السرير: حسناً..

قالتها ثم خرجت لتستحم..عدت أنا لغرفتي فنظرت جمان الي بابتسامة ثم همست: ماما..لقد نام..

همست : هذا جيد..

قلتها ثم ذهبت الى لين:لين ..اذهبي لكي فستان حنين بسرعة..

أومأت لين برأسها: حسناً..

رن هاتفي..اجبت عليه..كان فارس..

طلب مني اخبار جمان ان تجهز فهو قادم لأخذها..

حملت حمد من يد جمان ثم وضعته على سريره..التفت الى جمان:سيأتي أخوك الآن ..اجهزي بسرعة..

صرخت بضجر: ولكني لا اريد الذهاب الآن..لقد كان حمد يبكي ويبكي ويبكي ولم أجلس معك..

لم تكد جمان تنهي حديثها حتى استيقظ حمد وبدأ بالبكاء..

تزاحمت الدموع في عيني جمان: أرأيت..انه لا يتوقف عن البكاء..

اقتربت من جمان:صغيرتي انه مجرد طفل..

ابعدت جمان نظرها عني: سأذهب لأجهز سيأتي فارس..اذهبي لأسكاته..

قالتها ثم ركضت سريعاً لخارج الغرفة..

أما أنا فقد بقيت انظر اليها بصدمة..هل غارت منه؟؟

اردت الذهاب خلفها ولكن حمد لم يتوقف عن الصراخ فذهبت لتنويمه..سأحدثها بالهاتف الليلة وستنسى الأمر.
.
.
.

كنت أقوم بكي فستان حنين حين خرجت جمان من الغرفة وهي متذمرة من بكاء حمد..

ارتدت جمان عباءتها ثم جلست على سريري وبدأت تراقبني و أنا أقوم بكي الفستان..

زفرت بضجر:افف لين..ماذا تفعلين..هيا..أريد ان العب تلك اللعبة بهاتفك..

اجبتها بدون ان انظر اليها: ليس الآن يا جمان أنا مشغولة..

تزاحمت الدموع في عيني جمان: ولكن فارس سيأتي الآن..

نظرت اليها:ارجوك يا جمان اصبري قليلا..يجب أن انتهي من كي الفستان..

نظرت جمان الى الفستان:انه جميل جداً ..هل ستذهبين لحفل زفاف؟؟

عقدت حاجبي: ماذا؟؟

تابعت جمان حديثها: لقد ذهبت لحفل زفاف مع ماما سمر ورغد..كانت النساء ترتدين فساتين جميلة جداً..

مطت شفتيها: أما أنا فقد بدوت قبيحة..لقد اشترى بابا لي فستاناً أسود..أما رغد فقد قامت بقص شعري وافساده..

نظرت الى شعرها ..ثم ابتسمت: على العكس..ان شعرك جميل جداً هكذا..

زفرت جمان: ولكنه لم يعجبني..

عادت جمان لتكرار سؤالها: انت لم تجيبيني..هل ستذهبين لحفل زفاف؟؟

ضحكت : هه كلا..ولكن يوسف قادم لرؤية حنين اليوم..لذلك أقوم بكي فستانها..

رمشت جمان بعينها عدة مرات..سألت باستغراب: هل سيأتي يوسف؟؟

أومأت برأسي..

اعادت جمان سؤالها: هل تعنين الدكتور يوسف؟؟

ابتسمت: نعم..

عقدت جمان حاجبيها: ولماذا يرى يوسف حنين!!

ضحكت : هه اخبرتك..انه يريد خطبتها..فيوسف وحنين سيتزوجان..

اتسعت عينا جمان بصدمة: هل ستتزوج حنين!!

اجابتها بابتسامة: نعم..

انفعلت جمان فجأة: كلا..لا تستطيع أن تتزوج..

نظرت اليها باستغراب: لماذا؟؟

ردت جمان: لقد قالت ماما سمر بأن الصغار لا يتزوجون..لا تزال حنين صغيرة..

ضحكت : ههه كلا لم تعد صغيرة..ان عمرها مناسب للزواج..

احمر وجه جمان بغضب: ولكن حنين اصغر مني بثلاث سنوات..ماما قالت هذا..

-وما المشكلة..مادام أبي موافق على زواجها تستطيع أن تتزوج..

قلتها وأنا أقوم بتعليق الفستان بعد ان انتهيت من كيه..

نظرت جمان الى الارض بتفكير..ثم اعادت نظرها الي وهي تهتف بحماس: أنا أنا أريد الزواج بيوسف…

قالتها..ثم وقفت وبدأت تمشي باتجاه باب الغرفة..

اتسعت عيناي بدهشة..لم أتوقع أن تقول هذا أبداً.. لحقت بها وامسكت بيدها: جمان الى اين تذهبين..

نظرت جمان الي بابتسامة: سأذهب لأخبر بابا أحمد أني أريد الزواج بيوسف.

تلفت حولي بارتباك ثم نظرت الى جمان وأنا أهمس: انتبهي..اخفضي صوتك..ان سمعتك حنين فستقتلك بمكانك..

زفرت جمان: ولماذا..لم أفعل شيئاً..لقد قلت انه اذا كان ابي موافق فسأستطيع أن أتزوج..أنا أيضاً أريد أن أتزوج..

اجبتها بارتباك: كلا..حنين ستتزوج ان وافق ابي..اما انت..فيجب أن يوافق أبوك..

عقدت جمان حاجبيها: تقصدين بابا خالد؟؟

أومأت برأسي..

ارتسمت على وجه جمان ملامح غريبة..خرجت الخالة هوازن من غرفتها ثم اتت باتجاه جمان وقامت باحتضانها..قبلت رأسها: هيا يا صغيرتي أخوك ينتظر بالأسفل..

أومأت جمان برأسها ثم خرجت من الشقة بدون أن ترد..

زفرت بارتياح..فقد خشيت أن تقول أمام الخالة هوازن أنها تريد الزواج..
.
.
.
عدت الى المنزل في الثامنة مساءً...لقد خرجت من عملي ثم ذهبت للحديث مع ماجد..نظرت الى غرفة مها بضيق..لم تخرج مها من غرفتها منذ شهر..لم ترد أن تعلم أمي بقدومها..لا تريد أن تراها أمي بتلك الكدمات على وجهها..

لقد حدثني عزام وأخبرني أن ماجد قد ذهب لمركز متخصص للعلاج..كما أن ماجد قد ترجاني أن أعيد مها اليه من جديد..انه نادم جداً على ضربها..

في الحقيقة مها ليست سهلة على الاطلاق..لقد أصيب بحروق من الدرجة الثانية في يده بسببها..

لقد قررت التفاهم معها بهدوء..فأنا لا أقبل أبدًا أن تتطلق الفتاة..

من الذي سيتزوج بفتاة مطلقة؟؟

هذا ماكنت أقوله دائماً ولن أسمح لمها أن تحمل لقب مطلقة أبدًا..

طرقت باب غرفتها ثم فتحته بهدوء..لقد كانت مها تجلس هلى سريرها لترضع لانا...اعتدلت بجلستها حين رأتني: تفضل يا أخي..

جلست بجانبها على السرير بصمت..لم أعرف ماذا أقول..

قطع تفكيري صوت مها :هل انهيت اجراءات الطلاق؟؟

نظرت اليها ثم زفرت:مها..اريد التفاهم معك بهذا الخصوص..سأخبرك بشيء الآن وأريده أن يكون سرًا بيننا حسناً؟؟

أومأت مها برأسها..كنت مترددًا جدًا ولكنني قررت الحديث في النهاية:أنا لا أريدك أن تقعي بنفس غلطتي مها…

عقدت مها حاجبيها فتابعت حديثي:حين طلقت هوازن..طلقتها في لحظة غضب..ولكن صدقيني ان قلت لك الآن انني نادم جدًا..

نظرت الى عينيها: هل تظنين أنني سعيد وأنا أرى جمان بهذه الحالة؟؟
أنا أدرك جيداً أنها تحتاج لأمها ولكني لا أستطيع ابعادها عني…
لا اريدها أن تعيش بمنزل رجل غريب..فكري بابنتك مها..هل ستستطيع العيش بعائلة متفككة؟؟

زفرت مها بغضب: لا تقارني بهوازن أبداً..تلك الحقيرة قد قامت بخيانتك…

اتسعت عيناي بصدمة: من أخبرك بهذا؟؟

تابعت مها حديثها بارتباك:لقد طلبت من أمي أن نجعل جمان ترى أمها فأخبرتني بحقيقة طلاقكما..
اعذرني يا اخي..ولكن امرأة مثلها لا تستحق ندمك..

ابعدت نظري عنها ثم همست بالحقيقة المختبئة في صدري:استطيع التصديق بأن أي امرأة في العالم تخون زوجها ماعدا هوازن..

عقدت مها حاجبيها: ماذا تقصد؟؟

نظرت اليها باهتمام:في يوم الحادثة..كنت مصدوماً..لم استطع احتمال منظر جمان والاسلاك تحيط بها من كل الاتجاهات..لقد كانت بعمر سنتين فقط..
ذلك المنظر جعلني أحقد على هوازن..
لقد طلقتها بلحظة غضب..حاولت أمي أن تقنعني بإعادتها فأخبرتها أنها قامت بخيانتي لتصرف النظر عن الامر..

اتسعت عينا مها بصدمة: هل تقصد أنك اتهمتها ظلماً!!!

ابعدت نظري عنها:لقد كانت زلة لسان ندمت عليها..
بعد طلاقنا.. سافرت لمصر في محاولة مني لتجاهل كل مشكلاتي..
عدت بعد عدة أشهر..فذهبت لزيارة جمان..

زفرت بعمق:وقتها تمنيت أن أعيد هوازن..ولكنني لم أجرأ..أمي كانت ترفض أن أعيدها..لم أستطع مصارحتها بالحقيقة مها..

نزلت دمعة من عين مها:أخي ما هذا الكلام الذي أسمعه!!

تابعت حديثي بالحقيقة التي تثقل كاهلي..شعرت انني بحاجة لأن أخبر أحدًا:مها..بالرغم من مرور سبعة عشر سنة على طلاقنا..صدقيني ان اخبرتك انني لا استطيع التوقف عن التفكير بهوازن أبداً..لقد كانت اتجاهل هذا التفكير من اجل سمر...كما أن بقاء جمان بغيبوبتها كان يشغلني عن الأمر..
ولكن.ومنذ استيقاظ جمان وأنا أحترق يومياً..أريد أن تعود هوازن الي..

لم تنطق مها بأي كلمة..كات تنظر الي بصدمة فقط ..تابعت حديثي:هل تذكرين حين أخبرتك بأن هوازن قد رفضت رؤية جمان؟؟

أومأت مها برأسها..

زفرت:وقتها قد طلبت منها أن تتزوج بي ولكنها رفضت الأمر…

شهقت مها: أخي ما الذي تقوله..كيف تطلب منها هذا وهي متزوجة؟؟

نظرت اليها بحدة: أنا أحقد على زوجها كثيراً..هو السبب في افتراقنا..لا أستطيع تحمل أن تعيش جمان مع رجل غريب لماذا لا تفهمين؟؟

نظرت مها الي باشمئزاز..

تابعت حديثي: مها لقد اخبرتك بهذا كي لا تقعي بنفس غلطتي..انظري..مازلت مع ماجد في بداية الطريق..اما انا..وبالرغم من حبي لهوازن..لا استطيع اعادتها..لقد مرت سبعة عشر سنة يا مها ..لقد ضاعت فرصتي..

تحدثت مها بصوت مرتجف: أي حب هذا الذي تتحدث عنه؟؟
إن كنت تحبها حقاً كيف تجرأ على اذيتها هكذا.؟؟
كيف تجرأ على حرمانها من ابنتها بحجة الحب؟؟
ماهذا الحب المريض!!

صرخت بغضب: لا تتدخلي بشأني..لن يستطيع أحد أن يفهمني أبداً…

قامت مها باحتضان لانا ثم نظرت الي بعينين دامعتين:هل تعلم يا اخي..ان قام ماجد بحرماني من لانا لسبعة عشر سنة ثم أتى أمامي ليخبرني ان اعود اليه..هل تعرف بماذا سأرد عليه؟؟

نظرت اليها باهتمام..ولكنني فوجئت بها وهي تبصق على وجهي..

نظرت اليها بصدمة فوجدتها تنظر الي بحدة: هكذا سأرد..

لم أستطع السيطرة على غضبي..صفعتها بكل قوتي: كيف تجرأين أيتها الحقيرة..لقد ربيتك بيدي هاتين وهذا ما تجازيني به..

وضعت مها يدها على موضع صفعتي ثم صرخت: اخرج من هنا..لا أريد أن يتدخل أحد بحياتي وخصوصاً أنت..هل فهمت؟؟؟

وددت أن أقوم بتكسير عظامها..كيف تتصرف معي بهذه الوقاحة..خرجت من غرفتها وأغلقت الباب بكل قوتي كي لا أتهور وأضربها..

كانت سمر تجلس بالصالة..

حين رأتني.. التفتت الي: ما الذي حدث؟؟

تجاهلتها ثم صعدت الدرج..لم أرد أن تعلم بالأمر ..لقد أهنت بشدة…

دخلت الى الحمام لأغسل وجهي علي أهدأ قليلاً..أخذت نفساً عميقاً ثم خرجت..

أردت أن أدخل غرفتي ولكنني قررت رؤية جمان..فتحت باب الغرفة..

لقد كانت كل من جمان ورغد تجلس على سريرها لتتصفح الانترنت..

رغد تجلس على حاسوبها لمشاهدة مسلسلاتها..أما جمان فهي تمسك بالجهاز اللوحي الخاص بمها لمشاهدة أفلام الكرتون….لقد اعطتها مها جهازها حين شاهدت شجارها الدئم مع رغد…

رفعت جمان بصرها الي ثم هتفت بفرح:بــــــــــــابـــــــــــــا

ابتسمت لحماسها..دخلت الغرفة ثم جلست على سريرها:ماذا تفعل روح بابا..

ابتسمت ببراءة: انا اشاهد سالي..انظر بابا لقد قام أبوها بشراء دمية جميلة لها..

شعرت بأنني نسيت غضبي حين رأيت براءة جمان..اجبتها بابتسامة: هل تريدين دمية مثلها؟؟

شهقت بفرح: نعم..

قبلت رأسها: سأحضر لك واحدة ان شاء الله..

نظرت جمان الى الارض وهي تتحدث بارتباك: بابا ..أنت لا ترفض أي طلب مني صحيح؟؟؟

ابتسمت:بالطبع لن أرفض..

اطلقت ضحكة قصيرة مرتبكة: ههه..بابا أنا أريد شيئاً..

أمسكت يدها: ما الأمر يا حبيبتي..

نظرت الى الأرض..احمر وجهها بخجل وارتسمت على شفتها ابتسامة لعوب..

ازداد حماسي لسماع طلبها..ضغطت يدها لاستحثها على الكلام..

رفعت بصرها الي لتتحدث..ولكن طلبها كان صادماً جداً..

لقد كان أخر شيء يتوقعه قلبي وعقلي..

اخذت جمان نفساً عميقاً لتفجر تلك القنبلة:أريد الزواج بيوسف..

اتسعت عيناي بصدمة.لم اعرف كيف أرد عليها..

لم أتخيل يوماً أن تفكر بهذه الطريقة..

صمت دهراً...ونطق عجباً!!!.

شخابيط فتاة 27-08-16 01:46 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حابة أتكلم عن موضوع مها..لأن في وحدة سألت أيش ذنب مها تتعذب بذنب خالد؟؟

هو أن صحيح بينت ان خالد ندم...لكن هدفي من قصة مها مو انها تتعذب بسبب خالد..

لان لا تزر وازرة وزر أخرى ومحد يستحم ذنب أحد..

هدفي من قصتها اتكلم عن اللي تستحمل زوجها لو فيه عيوب الدنيا كلها بحجة انها ما تصير مطلقة..انا بينت ان ذا تفكير خالد كذا..وفي كثير اعرفهم كذا..

والشيء الثاني نظرة البعض للمطلقة انها حسودة وحاقدة وتحاول تخرب بين الناس..هالشيء يرفع ضغطي فوق ماتتصوروا..

ممم وبس انتهى كلامي..

اي صح بقي ثلاث فصول ان شاء الله واختم الرواية وراح احاول اخلص بأقرب وقت..

اتمنى القى منكم شوية تفاعل قبل ما اختمها..نفسي اعرف رايكم بالاحداث..

بصراحة مررره تحطيم ..لكن عندي أم انها تنقرأ بعد ما اختمها..

اتمنى لكم قراءة ممتعة..

سلااااااااااام:0041:

missliilam 27-08-16 03:32 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
‎ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسبي الله عليك يا نادر السبع تحاسيب .....😡😡😡😡😡 هذا وانت نادر جعلك منقرض الله يأخذ بحقنا منك عااااجلا غير اااااجل ياااااااحق ... بهذلت البنت وما خليت الولد يرتاح ويتهنى ... الله اكبر عليك الله اكبر عليك ... بس توووووب توووووب فان الله غفور رحيم .... عاااادل الله يرحمك ويغفر لك ويصبر أمك هالضعيفة ... خاااااااالد الدنيا سلف ودين ومها مالها ذنب بغلطك مع هَوازن لكن لانها ظلمتها وهوازن دعت على كل من ظلمها وهذا اللي صار خلاها تفوق وتفتح عيونها عدل وتعرف اخوها على حقيقته والصراحة عداها العيب وما قصرت عرفته قيمته ولو انه موقف مهين فعلا الله لا يحط احد فيه ..... مااااااجد الحق نفسك الله يتوب علينا وعليك والله حياتك غالية حرررررام تضيع في شيء زي ذَا .. و يا سي خالد لو كان الطلاق على تفاهة ديك الساعة فيدنا بنصايحك بس احيانا لقب مطلقة أفضل مليار تريليون مرة من عيشة قشرة وما ورآها الا المذلة .. والزواج فيفتي فيفتي .. الزوج والزوجة كلًا ليه وعليه .. ما ينفع نرمي كل الأحمال على الزوجة والزوج عايشلي لنفسه ونقول هيا الحياة كده !!! قصدك هوا الممات كده وبعدين انت بالذات تسكت وتخرس خاااالص ...... يووووووسف لا لا لا لا لا لا وألف ستمئة تلات وتمانين لا نو نهي دامي بكل اللغات لا لا للمجاملات في الجوااااز .. دي مش ساعتين هتقضيها معاها لا يا دكتور دي حياة حياة ووراك خلفة وعيال وكووووومة مسؤوليات .. لازم تكون صريح والاهل لازم يكونوا متفهمين ولا يضغطوا على العيال كثير طالما انهم أحسنوا الاختيار من ناحية الدين والاخلاق والالتزام عشان تربية العيال .. ساعتها مش مهم تطلع بنت مين اهم شيء نأمن على الجيل ده والأجيال اللاحقة لان مفهوم الزواج اكبر من لفظة نزوة وتعدي مفهووووم يا دكتور اصلهم مش بيعلموك الكلام ده في كتب الطب والتشريح فطلعت مش مذاااكر .. وجمان لازم انت تتزوجها وتعوضها وبعدين هيا الأحوج انها تكون جنب أمها وفهمك كفاية ..... تفانين ايه يا فتاة ... سيبك من شوشو اللي عمال يزن في دماغك ويزين لك تسيبينا ده حتى الفراق مؤلم واحنا مش عاوزينك تتألمي ... وبعدين الأيام لسة قدامك ان شاء الله وباذن الله حتنولي مرااادك .. زي ما قلت لك ناس كثير راااحو للانستغرام وسنااب واااسك بس نحنا صامدين ولابداعاتكم مشتاقين .. فإياك والاحباط .. شوفي المشاهدات ما شاء الله بس في ناس لها ظروفها وناس مالها خلق تكتب وناس تبغى بس تستحي وتحس نفسها ما تقدر تعبر زي حالاتي 😅😅😅😅 والقائمة تطول وكل بعذره وربنا يرزقك من واسع فضله اصبري وتحملي فأنت لها باذن الله والله الموفق واليك هذه اللفتة التشجيعية ركزي في الكلمات ووطي الصوت عشان موسيقى و enjoy 😂😂😂😂
https://vimeo.com/180412460
‎ 😂😂😂😂 الى اللقاء 🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻

حلم الحياه 31-08-16 09:45 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
سلام
شو هالبارت الحماسي حسبي الله ع هالنادر عساه بسجن مؤبد ولا اقول احسن اعدام:smilie:
تقطع قلبي ع سارونه بس ان شاء الله ترجع تشوف وتمشي بعد:asd:
حنين ويوسف مااتوقع يتزوجون:vcfd45:
ماجد راح يتعذب كثير بس احس انه مها بترجع له:3EO05175:
قلع تقلع هالخالد اكيد بيندم بس كبريائه مايسمح ينزل من مستواه:888ffde:
منتتتتتتتتتتتتظرين البارتات ياحلوه ومن بعد ماتخلصي الروايه راح يقرونها ناس كثيره
ويمكن تنتقل لمنتديات غير:ttf4555:

bluemay 04-09-16 11:41 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 

الـسـلام عـليكـم ورحمة الله وبركاته,


رووووعة رووووعة روووعة

الله يبارك لك يا قمر ...

شو هالإبداع .. ما تتخيلي قد شو استمتعت بالفصول اللي راحت علي بسبب غيابي اﻹضطراري عن المنتدى.


مبسوووطة بعقابك لخالد الهي يزيده البعيد لانه طغى وبغى هالضعيفة هوازن.


يووسف لاااااا .. شو حنين ما حنين ؟!!
انت المناسب لجمان صديقة طفولتك وبعدين هي متعلقة فيك بعد امها واحمد.



نادر ع قولت مس لي لي الهي تنقرض يالبعيد
انبسسسطت ع انكشاف امره الظالم المفتري ..


مها لا ترجعي ولو باس الارض اللي بتمشي عليها
لانه دنب الكلب بضله اعوج ..



سمر حبيت تخطيطك الخبيث وفعلا هيك احلى من انك تنفصلي عنه
اطبخيه ع نار هادية لحد ما يحترق لوووول



سارة وااااااااء حزنت عليها

يا رب تطيب وتتحسن اوضاعها


شريرة شوشو ليش هرمون الشر مرتفع عندك ؟!!


ارجوك حني علينا وبدنا نهاية حلوة ربي يسعدك ما تختميها بحزن

ومبارك مقدما ان شاء الله

تختميها ع خير وسلامة


تقبلي مروري
مع خالص ودي

بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ



شخابيط فتاة 06-09-16 09:15 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الفصل الخامس والعشرون:قلب طفله..

املك قلب طفلة ترفض أن تكبر..

قلب طفلة…

فى حبها...فى خيالها...فى كلامها..

فى لمسة يديها..في أمالها.. حتى في نظرة عينيها..

قلبي يرفض ان يكبر مثل الآخرين..

قلبي لا يزال يحبو نحو السنين..

سنين الحب والأمل...سنين مليئة بالحنان..

قلبي يريد العيش بهناء بعيدا عن متاهات الحياة.

قلبى قلب طفلة لا يحمل الحقد اوالكره اوالغدر..

ما ذنبي آن كان قلبي طفلاً .. قد تمادى في آحلامه !

طبقا للعمر فأنا أنثى راشدة ..

ولكن طبقا للقلب ..فأنا مازالت طفلة مشاكسة ..
.
.
.

ارتبكت كثيرا من طلبها..لم استطع الحديث من شدة صدمتي..

شعرت بحرارة تسري في جسدي وبدأت اضحك بارتباك..

ابعدت نظري عنها ونظرت الى رغد..لقد كانت رغد تنظر الي بخوف..من الوضح انها سمعت حديثنا..

امسكت جمان بيدي حين طال صمتي..

نظرت اليها والى البراءة في نظرتها..فحاولت ان اكذب اذني...من المستحيل ان تفكر جمان بأمر كهذا من تلقاء نفسها..

تقوس فمها ثم تحدثت بصوت تخنقه العبرات:لقد وافق بابا احمد على زواج حنين..قالت لين انك ان وافقت فسأستطيع ان اتزوج ..ارجوك بابا..

نظرت اليها بصدمة حين ذكرت اسم احمد..ما الذي تتحدث عنه..من هي حنين تلك؟؟

تركت جمان يدي حين رأت صمتي..مسحت دموعها ثم تابعت حديثها:لماذا لا ترد بابا.. .

اجبتها بارتباك:لازلت صغيرة يا حبيبتي..

افزعني صراخها المفاجئ:لست صغيرة ..حنين تصغرني بثلاث سنوات…

عقدت حاجبي:ومن تكون حنين…

وقفت رغد من سريرها ثم اتت امامي وبدأت تتحدث بتلعثم:ابي..الا تذكر صديقتي سديم..حنين هي اختها الكبرى..

قاطعتها جمان:كلا حنين هي اختي..

نظرت رغد اليها بحدة فصرخت جمان:لا تنظري الي هكذا..

نظرت الى رغد لأسألها:ما الذي يحدث هنا؟؟

اجابت رغد بهمس:انها تهذي يا ابي..

اعدت نظري الى جمان لأسألها..فهي الوحيدة. التي ستجيبني بصدق:صغيرتي..من تكون حنين؟؟

حاولت رغد تغيير الموضوع ولكني أمرتها بالصمت..

حين رأت جمان الخوف على وجه رغد ارتبكت هي ايضا:اا..حنين..ستتزوج الدكتور يوسف..

زفرت:ومن اين تعرفينها..

نظرت جمان الى رغد ثم نظرت الي:لا اعرفها..

نظرت اليها بحدة:هل تكذبين على بابا..الكذب سيء يا جمان..

زفرت:ولكنك ستضربني ان تحدثت..

ازدادت دقات قلبي..اذا هناك ما يخفونه حقا..

ارادت رغد ان تخرج من الغرفة فالتفت اليها:رغد ابقي هنا..

نظرت الي بعينين دامعتين ثم تحدثت بصوت مرتجف:حسنا..

اعدت نظري الى جمان:لن اضربك ..هيا تحدثي..

كان وجهها شديد الحمرة..زمت شفتيها أسفا وطفا الحزن على نبرة صوتها:ان الدكتور يوسف يحبني..كان يحضر لي الكثير من الحلوى..واحضر لي البلايستيشن..ولكن حنين ستتزوج به..

زفرت بضجر:لا تغيري الموضوع جمان ..من هي حنين؟؟

نزلت الدموع من عينيها:عدني انك لن تضربني؟؟

تصنعت الابتسامة:اعدك..

ردت جمان:قل :اقسم يا جمان انني لن اضربك..

رددت بضجر:اقسم يا جمان انني لن اضربك..

وضعت يدها على فمها ثم همست بصوت متهدج:انها اختي..تعيش مع ماما هوازن وبابا احمد..

غضب عارم اعتراني حتى النخاع..ولكنني حاولت جاهدا الا اثير خوفها:واين رأيتها..

حاولت رغد الحديث ولكني نظرت اليها بحدة:اصمتي انت..

وصلني صوت جمان:ذهبت لزيارتها مع فارس..

اتسعت عيناي وانا انظر اليها..مالذي تهذي به..

وجهت نظري الى رغد التي بدأت بالبكاء:ابي..ان فارس قد اخذها لامها حتى لا تهرب من المنزل لمرة اخرى..

نظرت الى جمان بابتسامة مصطنعة:كلا ..صغيرتي لن تهرب مجددا..اليس كذلك؟؟

اومأت جمان برأسها:نعم..فارس قال يجب ان لا اهرب مع الدكتور يوسف مجددا..قال لي انني لا يصح ان اذهب مع رجل غريب..

شهقت رغد حين سمعت كلام جمان..

التفت اليها بنظرات مصدومة:وما هذا ايضا..

لم ترد رغد..ولكن جسدها بأكمله كان يرتعش خوفا..

ارتفع صوتي:ما الذي تقصده بأنها هربت مع الدكتور؟؟

وصلني صوت جمان الباكي:بابا..لقد اقسمت الا تغضب.. .

نظرت اليها وانا اضحك بطريقة جنونية:ههه.اقسمت..ههه كنت احمقا واقسمت..ولكن كلامك يثير الجنون..

عقدت جمان حاجبيها في عدم فهم…

خرجت من الغرفة بعد ان صرخت:رغد..تعالي الى غرفتي مع فارس حالا..

قلتها ثم اغلقت الباب بكل قوتي..

هذا ما كان ينقصني..حتى ابنائي قد تجرأوا وقاموا باستغفالي…

لقد تساهلت معهم كثيرا وهذه هي النتيجة..

ولكن ومنذ الان..لن اصمت ابدا…

.
.
.

الكذب سيء..

جميعكم تقولون هذا..

ولكن...

لماذا احمر وجه بابا حين قلت الصدق؟؟

لماذا بكت رغد ولماذا صرخ بابا؟؟

خرج بابا من الغرفة وقد طلب من رغد ان تذهب اليه مع فارس..

نظرت رغد الي بشعرها المخيف..نعم ماما..لم اخبرك..

اصبح شعرها مخيفا اكثر بعد ان قمت بقصه..

انه يبدو كطبق من المكرونة..

صحيح انها ترتدي طوقا في رأسها ولكنها تبدو كالاولاد تماما..

صرخت رغد وهي تنظر الي:ايتها الغبية..لماذا لا تتوقفين عن احداث المشكلات...لن تتمكني من الذهاب لامك مرة اخرى..وفارس سيقتل بسببك..

شعرت بشيء ثقيل في رقبتي فبدأت بالبكاء :انا..لم اقل شيئا..قلت انني اريد الزواج بيوسف فقط..

ضحكت رغد لتهزأ بي:ستظلين غبية طوال حياتك..لماذا لا تفهمين..انت مجنونة..ومن المستحيل ان تتزوجي هل فهمت؟؟

صرخت عليها:انا لست غبية!!

قامت رغد بشد شعرها:اااااه..لماذا اتحدث معك اساسا…

قالتها ثم خرجت من الغرفة…

اما انا فلم استطع الاحتمال...لماذا يقولون انني غبية دائما…

وضعت رأسي بداخل وسادتي وبدأت ابكي..

ماما..انا اريدك حالا..

اريد ان افهم..

هل الصدق سيء يا ماما؟؟
.
.
.

تلك الغبية..لقد أفسدت كل مافعلناه لأجلها…

لا أعلم لماذا علينا تحمل نتائج أفعالها..ذهبت الى غرفة فارس لمناداته..

كنت أفكر باخبار أمي ولكنني غيرت رأيي..خشيت أن يغضب أبي فقد طلب مني الحضور مع فارس فقط..

فتحت الباب..فوجدت فارس مستلق على سريره ليلعب بهاتفه..

رفع بصره الي..ولكن ملامحه قد تغيرت حين رأى دموعي..سألني بارتباك: ما الأمر يارغد..

انفجرت بالبكاء: تلك الغبية قد فضحتنا..لقد علم أبي بكل شيء…

وقف فارس من سريره وهو يسألني بخوف: علم بماذا؟

تابعت حديثي: كل شيء..علم انها تحدث امها..علمم بأنه تزورها معك وعلم بأنها هربت مع الدكتور..

رد فارس: رغد..ان كان مقلباً سخيفاً من مقالبك..

قاطعته بسرعة: اقسم اني لا أكذب..طلب ابي ان نذهب معاً لغرفته..

ضحك فارس: هه هل أنت مجنونة...لن أذهب اليه بالطبع..سيقتلني ايتها الغبية..

مسحت دموعي ثم أجبت: وما الذي ستفعله..

اراد أن يرد..ولكن صوت أبي قد وصلنا وهو يصرخ: رغد ..فارس..اين انتما…

انتفضت من صوته بينما ركض فارس لينزل من الدرج..

تبعته لأسأله: أين تذهب..

اجابني وهو يركض: سأذهب لجدتي..لن يضربني أمامها..

تبعت فارس لغرفة جدتي فتبعتنا أمي حين رأتنا نركض هكذا.

فتحنا الباب...فاستيقضت جدتي بفزع..

جلسنا بجانبها فاحتضنتنا حين رأت بكاءنا: ما الذي حصل يا صغاري..

ارتفع صوت صراخ أبي: رغـــــد..فــــــــارس..

نظرت أمي الينا: ما الذي فعلتماه هذه المرة..

تحدثت وسط شهقاتي: جمان قد فضحتنا..علم أبي بكل شيء..

سألت جدتي باستغراب: هل تهربون من أباكم..ما الذي حدث؟؟

صوت ارتطام قوي لباب غرفتي..تبعه صرخة مدوية من جمان: بـــــــــــــــــابــــــــــــــا..لقد وعدتني…

ركضت أمي الى الصالة ..فقمنا باللحاق بها مع جدتي لمشاهدة ما يحصل..

وما رأيته كان صادماً جداً..

ارتمت جمان في حضن أبي وهو في قمة غضبه..ثم بدأت بالبكاء: بابا..أرجوك..لا تغضب بابا..بابا انا احبك..احبك وأحب ماما..أرجوك لا تكرهها..ماما تحبني كثيرا..ارجوك بابا لا تغضب…

لم تكد جمان تنهي حديثها حتى انفجر أبي بالبكاء..

أما أنا..فقد ارتعش جسدي بأكمله من ذلك المنظر..

أبي يبكي!!
.
.
.
انهم ابنائي..ابنائي أنا ..

احبهم أكثر من نفسي..تعودت على طاعتهم لي..

اقسم انني افدي روحي من أجلهم وخصوصاً جمان..

انتظرتها في غيبوبتها ..ستة عشر سنة وأنا أحترق من أجلها..

كنت مستعداً لدفع روحي في سبيل رؤيتها تستيقظ من جديد…

لم أكن أعلم أن جمان ستحرق قلبي هكذا..

أنا أحترق وأحترق وأحترق..

وابنائي يعلمون جيداً كم تأثرت حين رفعت القضية..

حذرتهم من أي ارتباط مع هوازن..

انهم يعلمون أن هذا الأمر يحرق قلبي وتجرأوا على فعله..

لا أحتمل استغفالهم لي هكذا..

لماذا يقف الجميع في صف هوازن؟؟

جمان ابنتي انا…

ولن أسمح لأي أحد بأن يأخذها مني..

حين بكت جمان بحضني ..وأخبرتني بأنها تحبني..لم أستطع تمالك نفسي..

لقد بكيت من شدة حنقي عليهم..

لا استطيع مسامحتهم وهم تعمدوا احراق قلبي بهذه الطريقة..

حتى مها..

مدللتي الصغيرة مها قد وقفت في صف هوازن…

موعد المحكمة بعد أسبوعين..وحتى يأتي ذلك اليوم..سأعمل جاهداً لكسب الحضانة..

ابعدت جمان عني وقمت بمسح دموعي..

تصلبت بمكاني حين رأيت ابنائي يقفون في الصالة مع أمي وسمر وهم ينظرون الي بذهول.

شعرت بغضب عارم..لقد جعلتهم يروني وأنا أبكي..

قطعت ذلك الصمت حين صرخت: لماذا تنظرون الي هكذا...لقد كنت اناديكم لماذا لم تأتوا؟؟

وجهت نظري الى فارس:ماهي قصة هروب جمان مع الدكتور؟؟

اجابني فارس بصوت مرتجف: اقسم يا ابي انني لم اقصد معارضتك..لقد كانت جمان تبكي فأخذتها للمشفى لترى الممرضة..ولكنني فوجئت بهروبها مع طبيب يدعى يوسف..

قامت سمر بمقاطعته: ذلك الطبيب قد اخبرني أن هوازن متزوجة بخاله....لقد اخذ جمان لأمها فقط وأنا من طلب من فارس ان يتواصل مع هوازن..

اجبتها بصدمة:ما الذي تعنينه بأنك من طلب. هذا؟؟

اجابت سمر بثقة: لا يحق لأي رجل أن يحرم أما من ابنائها..وانا لا اطيعك بشيء لم اقتنع به…

الجم لساني من شدة الصدمة..

تحدثت أمي في ذلك الوقت: كيف تتحدثين مع امرأة قذرة كتلك..

نظرت سمراليها:مهما عظم خطأ أمها لا يحق لكم حرمانها منها..

صرخت بأعلى صوتي : كيف تجرأين على معارضتي..

امسكت بشعرها بكل قوتي ولكن صوت أمي قد استوقفني:خالد..اياك أن تضربها...اتركها من أجلي..اتركها في هذه المرة..

دفعتها بكل قوتي فسقطت أرضاً ...

أما أنا..فقد خرجت من المنزل لأتصل على هوازن حالاً..

سأحسبها وزوجها الحقير..وذلك الطبيب يوسف أيضا..لن اصمت على فعلته ابدا...
.
.
.

اتجهت الى غرفتي بعد أن قمت بتبخير المنزل..

حرصت أن أتأكد من جاهزية كل شيء فيوسف وأمل قادمان الآن..

أشعر بسعادة غامرة..أنا أحب يوسف وحنين كثيراً..

كما أنني سعدت لسعادة أحمد…

دخلت الى غرفتي وأنا أحمل المبخرة بيدي…

كان أحمد يجلس على السرير بجانب حمد..

رفع بصره الي:سيأتي يوسف حالاً..لقد اتصلت أمل منذ قليل هل حنين جاهزة؟؟

أومأت برأسي: كل شيء جاهز..قف أنت لأقوم بتبخير ثوبك..

وقف أحمد وهو يضحك بهدوء:هه لا أستطيع لتصديق بأنني سأزوج يوسف وحنين..لن أرحمهما اليوم...أنا متحمس لرؤية يوسف خجلاً..

ضحكت: ههه كلا ..لاتزعجهم يا أحمد..حنين خجلة بما فيه الكفاية..

رن هاتفي فهتفت بحماس: يبدو أنها أمل..

وضعت المبخرة بيد أحمد ثم ذهبت لرؤية المتصل..

ازدادت دقات قلبي: أحمد...انه خالد..

التفت احمد الي باستغراب: ما الذي يريده؟؟

اجبته بارتباك: هل أرد..

أومأ برأسه:نعم...ولكن قومي بتكبير الصوت لأسمع حديثه..

-حسناً..

قلتها ثم قمت بالرد عليه بصوت مرتجف :مرحباً…

اجابني خالد بالصراخ: أيتها السافلة الحقيرة…

وبدأ كيل الشتائم منه وسط صدمتي من انفعاله..

لم يتمكن احمد من الاحتمال..اخذ هاتفي مني وقام بإسكاته: اياك وان تنطق أي كلمة أخرى..الزم حدودك والا…

قام خالد بمقاطعته: ما الذي ستفعله.انا الذي سأعلمك حدودك..هل تعتقد انني لا اعلم ماهي خططك مع زوجتك الغبية.؟؟

صرخ أحمد: لا تتحدث عن زوجتي أيها الحقير..

ضحك خالد باستهزاء:هههههه..تقوم بالدفاع عنها ها..
طبعاً...تريد ان تكسب ثقتها عن طريق رفعك لقضية الحضانة..ولكني قد أدركت الآن طريقة تفكيرك..

ارتفع صوته: ان كنت لا تريد ابنتي لماذا تقوم برفع القضية..لن أصمت عن فعلتكم ابداً..

اجاب أحمد بضجر: هي انت ..ما الذي تتحدث عنه أيها المجنون..

رد خالد : هل تعتقد بأنني سأصدق بأن جمان طلبت الزواج من تلقاء نفسها؟؟

عقد أحمد حاجبيه: ماذا!!

اجاب خالد بصوت أعلى:لقد اتفقت مع ابن اختك الحقير ليلوث عقل ابنتي ويقنعها بالزواج منه..
هههه طبعاً..لا تريد أن تزعجك جمان في منزلك ففكرت بالتخلص منها عن طريق تزويجها..

احتد صوته:ولكنها ابنتي..وسأخبر القاضي بأنكم تلوثون عقل فتاة مريضة وتحاولون اجبارها على الزواج..أما ابن اختك يوسف..فسيكون لي حساب آخر معه..

زفر أحمد بضجر: ما الذي تهذي به؟؟

رد خالد: لقد طلبت جمان مني أن اوافق على تزويجها بيوسف..

نظرت الى أحمد بصدمة..

تابع خالد حديثه: كما أنني علمت أن يوسف قد قام باختطافها..لقد فضح أمركم وسأحسبكم على هذا …

صرخ أحمد: موعدنا بعد اسبوعين..اياك وان تتصل بهذا الرقم مجدداً..

قالها ثم أقفل الخط..

نظرت الى أحمد بخوف: هل فعلا ستتأثر القضية؟؟

زفر أحمد:كلا ..أتمنى أن تسير الأمور على مايرام..ولكن..هذا غريب..ماهو سبب طلب جمان للزواج..لم يقم أحد منكم بزرع الفكرة في عقلها اليس كذلك؟؟

اجبته بسرعة: بالطبع لم نفعل..ولكن الأمر غريب حقاً..

تنفس أحمد بعمق: ان لم يكن أحد منكم قد أخبرها فستتضح أسبابها أمام الطبيبة النفسية..لا تقلقي..ولكن الآن يجب أن احذر يوسف..ذلك الفتى متهور واخاف أن يقوم بإحداث مشكلة قبل المحكمة..
يجب أن أخبره بما يقوله في حال قام خالد بتهديده.

نزلت دمعة من عيني فمسحتها قبل أن يلحظها أحمد..

يا الله سلم..
.
.
.

اتجهت لمنزل خالي مع أمي بعد أن قمت بشراء الزهور..

أشعر بتوتر كبير..هناك شيء في قلبي يخبرني بأنني ارتكب خطأ..

ارجوك يا الهي هون علي….
اتمنى من كل قلبي أن ترفض حنين أمر الخطبة..لماذا وافقت؟؟

لا تزال صغيرة...ليتني أملك الجرأة لأخبر خالي بأني لا أريد هذا الزواج..

حين وصلنا..قام خالي بفتح الباب وملامح الارتباك بادية على وجهه..
نظر الى أمي:أمل..اذهبي لرؤية حنين ..أريد التحدث مع يوسف على انفراد…

ضحكت أمي: ههه حسناً..انا متشوقة لرؤية حنين أساساً..

ذهبت أمي..اما انا ..فقد دخلت الى المجلس مع خالي..

نظر خالي الي باهتمام..

مسح على وجهه ثم تحدث بارتباك: يوسف يا بني..بعيداً عن أمر الخطبة..أريدك أن تركز معي الآن..

رفعت بصري اليه: خيراً يا خالي..هل هناك مشكلة؟؟

بدأ خالي يتلفت حوله ثم اجابني:قد يأتي خالد لزيارتك في المشفى..سيحاول افتعال المشاكل قبل المحكمة..أريد أن اطلب منك شيئاً بسيطاً..أرجوك يا يوسف لا تسبب أي مشكلة..

عقدت حاجبي: ولكن..لماذا يأتي العم خالد لرؤيتي؟!

زفر خالي:انه يعتقد اننا نحاول اجبار جمان على الزواج ..

ضحكت بارتباك: ههه ما هذا الكلام..

نظر خالي الى الأرض وقد احمر وجهه من شدة ارهاقه:تلك المسكينة جمان..لا أعلم من الذي قد عبث بعقلها..لقد طلبت من خالد أن يوافق على تزويجها..

ازداد ارتباكي: وما دخلي أنا با الأمر؟؟

نظر خالي الى عيني: لقد طلبت منه أن يوافق على زواجها منك..

ازدادت دقات قلبي..وتشتت الأفكار برأسي..ما الذي يقوله..

جمان!!

طلبت الزواج مني!!

بلا شعور..ارتسمت ابتسامة فرح على شفتي..

خفق قلبي بطريقة عجيبه..

احسست بسعادة غامرة..

جمان طلبتني!!!

جمان تريد أن تتزوج بي!!!

وصلني صوت خالي: لماذا تبسم الآن..أنا أحترق من همي هنا وأنت تبتسم بكل بسااطة..

رفعت بصري اليه: اسف..

بدأ خالي بالحديث..

لقد كان يحاول ايجاد رد مناسب للعم خالد ان قام بالحديث معي..

ولكنني لم أكن أدرك أي كلمة منه..

لقد كنت أفكر بها..

لقد قالت جمان ما عجزت عن قوله..

أنا أحبها..

لا اعلم كيف احببتها او باي طريقه ..

كل ما اعلمه بأنني احببتها..

تعلقت بها…

اشعر بالسعاده عندما اراها فدقات قلبي تتسارع في تلك اللحظه..

وضعت لها مكانة خاصه في قلبي ..

هناك الكثير من الفتيات في هذه الدنيا ولكن لا أحد يملك برائتها
ولا أحد يملك نقاء وصفاء قلبها ..

أبتسامتها ... ضحكتها ..صوتها ...عفويتها ..

اعجز عن وصفها…

في لحظة شروذ مني نطقت بما يختلج بصدري بصوت مسموع:انني احبها..

وصلني صوت خالي:ما الذي قلته؟؟

نظرت اليه بخوف..ارتبكت كثيرا من نظراته.. ولكنني قررت أن أنطق بهذه الحقيقة..انها فرصتي لاتحدث ..

لايهمني نتائج اعترافي...قلبي يصرخ في هذه اللحظه واريد ان اخبر اي احد..

اغلقت عيني بكل قوتي لأنطق بصوت أعلى: احبها يا خالي أنا أحبها..

فتحت عيني ببطء..ثم رفعت رأسي لأنظر لوجه خالي..

كان ينظر الي بصدمة..

وعيناه الحمروان متركزة على عيني..

ابتلعت ريقي..ثم تابعت حديثي باضطراب أكثر: أنا ..أحب جمان…
.
.
.
دخلت الى غرفة سارة ثم جلست بجانب ذلك السرير الأبيض ..لاتزال سارة تنام في المشفى منذ فقدت بصرها في ذلك اليوم..

زفرت بضيق وأنا أتأمل وجهها الشاحب..كله بسببي..

الحزن الذي يكسوها الآن بسببي..

لو أنني لم أتعرض لنادر منذ البداية لما تمكن من معرفة منزلي..

لو لم يأتي نادر في ذلك اليوم لكانت حياتي مع سارة مستقرة اليوم..

ولو لم تحمل سارة تلك الطفلة لكان حزنها أقل..

نعم..

لم تستطع سارة الاحتفاظ بالطفلة أكثر..

حاولت جاهداً أن أعطيها أدوية لا تضر بالجنين ولكن جسدها لم يستجب لتلك الأدوية...ولهذا ..اضطررنا لاجهاضه..

لقد بكت سارة كثيراً..ترجتني الا اسمح لهم بإجهاض الطفلة..اخبرتني انها مستعدة لتحمل فقدان بصرها في سبيل انجابها ولكنني رفضت الأمر..

ولادتها لتلك الطفل خطرة على حياتها..كما أن الطبيبة قد أخبرتني بأن الطفلة مشوهة ومن المستحيل أن تعيش.

هل أخاطر بحياة سارة من أجل طفلة مشوهة؟؟؟

وافقت على اجراء عملية الاجهاض..

صحيح انها تعبت كثيراً بعد الاجهاض ولكن علاجها يسير الآن بشكل جيد فقد استعادت بصرها منذ يومين..

ولكن..ومنذ ان قمنا باجهاض الطفلة..لم تتحدث سارة معي…

سارة..انا اشتاق اليك..

اشتاق لسماع صوتك عند صحوتك وقبل نومك ..

اشتاق لضحكتك التي تغرس بي كمية من السعاده..

اشتاق لكلماتك …

اشتاق لصوتك حين تناديني ..

اشتاق لتلك الايام الجميله ..

اشتاق واشتاق واشتاق واحن ايضاً .

عودي كما كنت حبيبتي …

اقولها وعيوني غارقة بدموعها ,,,,

أقولها وقلبي ينزف بضلوعي ,,,

اقولها وضلوعي تشتد قسوة على قلبي المكسور ,,,

أقولها وكلي شوق كي ارى ابتسامتك لتتزيل عني كل الجروح..

عودي الي حبيبتي

اعتدلت بجلستي حين رأيتها تفتح عينيها ببطء..

وضعت كفي على وجهها ثم همست بحنان:كيف هي صحتك الآن ياعزيزتي؟؟

انتظرت منها أن ترد ولكنها استمرت بالصمت..

تابعت حديثي: هل هناك شيء يؤلمك..

لم ترد علي.اكتفت بالأماءة برأسها فقط..

زفرت بضيق..لا أعلم الى متى ستستمر بهذا الصمت ..

شهقت: اه .صحيح سارة والدتك طلبت مني اجراء مكالمة فيديو عند استيقاظك..

قلتها ثم اخرجت هاتفي لاتصل على عمتي..اما سارة..فقد اكتفت بالنظر الي ببرود…

ردت عمتي بعد عدة رنات...وبعد أن سلمت عليها..وضعت الهاتف أمام سارة لتحدثها..ولكنها لم ترد ايضاً..

اكتفت بابتسامة باهتة متعبة..

بالرغم من انها ابتسامة خفيفة.الا انها عنت الكثير بالنسبة لي..

ما اجمها وما اجمل ابتسامتها..

ابتسمت رغماً عني حين رأيتها ترسل قبلة لوالدتها ثم تبتسم بود..

ولكن بالرغم من فرحتي بتلك الابتسامة...

الا ان ذلك الالم في قلبي لم يزل.

هناك جمرة ملتهبة في قلبي..

لن يطفئها ..سوى موت نادر..
.
.
.

نظرت الى يوسف بصمت ..فقد ثارت المشاعر و الأحاسيس في قلبي..

وتصادمت الافكار في عقلي..

اردت ان اكذب اذني في تلك اللحظة..

ارتجف يوسف حين رأى صمتي ثم بدأ يبرر موقفه والدموع تملأ عينيه: خالي..انا لا احتمل نظراتك لي بهذه الطريقة..انا لا احب ان ارفض أي طلب منك..اني احبك مثل ابي تماماً وانت تعلم هذا..ولكن هذه هي الحقيقة..

نظر الى عيني: حاولت جاهداً ان ابعدها عن تفكيري..حاولت نسيانها ولكنها تلازمني دائماً..

وضع يده على صدره: حين أراها..أو أسمع صوتها..أشعر وكأن شيئاً يخترق قلبي فيخفق..حاولت انكار ذلك الأمر ولكني أعجز عن ابعادها من ذهني..

افقت من صدمتي حين أمسك يوسف بيدي فدفعته فوراً وأنا أجيبه بحنق: هل انت مدرك لما تقوله يوسف!!

نظر يوسف الى الأرض فتابعت حديثي:انها مريضة يا يوسف..انها طفلة...طلبها للزواج منك لا يعني بأنها تحبك..انها لا تدرك معنى الحب أساساً..

استمر يوسف بالصمت فأمسكت بوجهه لأنظر الى عينيه وأنا أصرخ بحدة: يوسف المحكمة بعد أسبوعين..اردتك أن تنكر هذا الأمر كي يصمت ذلك المختل.ولكني لم أتوقع أن يكون كلامه صحيحاً..

ارتفع صراخي أكثر: هل قمت بإخبار جمان بهذه السخافات؟؟!

أومأ يوسف برأسه بخوف: كلا..أقسم انني لم أخبرها بأي شيء..انا لم أخبر أي أحد أبدًا..انت هو الشخص الوحيد ..

وقفت من الأريكة وبدأت أمشي يميناً ويساراً و ادور حول نفسي بتوتر..شعرت باختناق شديد...نظرت الى يوسف فوددت أن اضربه حتى يعود لرشده..

زفرت ثم صرخت من جديد: افففف يوسف.اااه منك ..ااااه..

وضعت يدي على رأسي: انك تثير جنوني بكلامك..جمان مثل ابنتي تماماً..ذلك المختل يعتقد انني اريد تزويجها لأنني لا اريد ابقاءها في منزلي..كيف تفعل هذا بي؟؟

قام يوسف بتغطية وجهه بيديه بدون أن يرد..

وضعت يدي على قلبي..فقد شعرت بأن صدري يشتعل من شدة غضبي..اردت أن أصرخ عليه أكثر عل ذلك الألم يتلاشى..

اطلقت اهة اعبر بها عن حرقة قلبي: آآآه أحرقت قلبي يا يوسف..

نظر يوسف الي بعينين دامعتين:خالي..لقد كبت ذلك الأمر في قلبي لوقت طويل..أستطيع نسيان الأمر..سأتزوج بحنين..لم يتغير أي شيئ..

قاطته فوراً: كلا ..لن أسمح لك بالزواج منها..لن أفعل هذا بابنتي..إن اتت جمان للعيش معنا فسيظل حديثك يتردد في أذني كل ما نظرت اليها..

بت أتنفس بعمق للسيطرة على غضبي..

نظرت الى يوسف من جديد:لن تخبر أي أحد بما دار بيننا من حديث..ستمر هذه الليلة بهدوء..وبالنسبة لأمر الخطبة...فسأنهي الأمر بطريقتي..ما يهمني الان ان تبقى صامتاً حتى يوم المحكمة..لا تثر أي مشكلة يوسف..وبعدها.ستنسى أمر جمان وستنسى أمر هذه الخطبة..

اغلق يوسف عينيه..فحاولت أن اقلل من عتابي..لا أحب أن أراه منكسراً هكذ..همست بهدوء: لا تقلق يابني...ستتزوج يوماً ما..ووقتها ستنسى أمرها بسهولة..أتمنى لك التوفيق..

رفع يوسف بصره الي: خالي ..أرجوك سامحني..

قاطعته: انسى الأمر يوسف..هذه المحادثة لم تحصل سأذهب لأقابل والدتك..انتظرني هنا…

قلتها ثم خرجت من الغرفة ..اتجهت الى المغسلة لأغسل وجهي بماء بارد……

آآآآآآآخ يا يوسف..الهمني الصبر يا الله..
.
.
.


ذهبت الى المشفى بعد أن تحدثت مع هوازن...أردت أن أقابل الدكتور يوسف..أردت أن أعرف من يكون ذلك الحقير ولكنني عدت خائباً…

أنا لا أعرف لقب ذلك الدكتور..ولكنني سأعود في الغد ..لن أتركه ينجو بفعلته…

عدت الى المنزل بعدها فكان الهدوء يعم أرجاءه..

هه طبعاً قد ذهبوا لغرفهم للهرب من سوء صنيعهم..

صعدت الى غرفتي وحين هممت بفتحها وجدت الباب موصداً..

طرقته لعدة مرات ولكنني توقفت عن الطرق حين سمعت رنين هاتفي..

رفعت الهاتف لأجيب ففوجئت بأن المتصل هو سمر!!

اغلقت السماعة ثم عدت لطرق الباب: سمر أنا هنا..

تجاهلت طرقي للباب ثم قامت بالاتصال من جديد ..

اجبت على هاتفي بضجر: افتحي الباب سمر..انا اطرقه..

ردت سمر ببرود: ان لم تكن تريد فضحنا فاخفض صوتك..لن أفتح الباب..

اجبتها بحدة: ما الذي تعنيه بأنك لن تفتحي الباب؟؟

ردت ببرود أكثر: كما سمعت..لن أفتحه..هل تعتقد أنني سأصمت عن ضربك لي أمام ابنائي؟؟

زفرت بغضب ثم اجبتها: سمر افتحي الباب حتى نتفاهم..

اجابتني وكأنها تحدث طفلاً:لن أفتحه..الا تفهم معنى هذه الكلمة..لن أسمح لك بدخول الغرفة اليوم..

جن جنوني وقتها ولم أستطع السيطرة على غضبي فصرخت: سمر..اقسم انك ان لم تفتحي هذا الباب فسأطلقك.

توقعت أن تثير هذه الكلمة خوفها..ولكن ردها جعلني أقف بمكاني مشدوهاً مما سمعت:حسناً اذا .أنا أريدك أن تطلقني..

تابعت سمر حديثها حين توقفت عن الرد:لقد تحملت الكثير من الأمور من أجلك.تحملت عيشك في منزلي مع والدتك..قمت بتربية اختك والان عادت اختك مع ابنتها بدون أن اعترض...
احضرت ابنتك للمنزل وبالرغم من كل مشاكلها صمت عن الأمر...اما الآن فلن أصمت أكثر..ان اردتني أن أبقى زوجة لك ..فشرطي هو ذهاب جمان لمنزل أمها..

استفزتني كلماتها كثيراً...صرخت بأعلى صوتي:تريدنني ان اختار بينك وبين ابنتي؟؟

ردت سمر: اخفض صوتك..ستستيقظ والدتك..نعم يا سيد ..انا ..لم أعد احتمل وجود ابنتك..ان كانت أمها تريدها فلتذهب اذاً...منذ اتت الى المنزل والمشكلات تطاردنا..

نزلت الدرجات بغضب لأخرج من المنزل.أردت أن أصرخ عليها بدون أن يسمع أي أحد..

خرجت وأغلقت الباب خلفي ثم صرخت بأعلى صوتي:سمر عودي الى رشدك..كيف تكونين بهذه الدرجة من الحقارة..لا يوجد أدنى مجال للمقارنة بينك وبين جمان..انت زوجتي.وهي ابنتي..

ردت سمر ببرود: أخبرتك برأيي..لن يكون لي أي حديث معك ان بقيت جمان في هذا المنزل...وان اردت أن تطلقني..فأنا مستعدة لاستقبال اختك مع عمتي..أما أنت..فاذهب مع ابنتك لأي مكان تريده..

صرخت بصوت أعلى: سأختار ابنتي طبعاً..عودي الى رشدك سمر..اقسم انني سأطلقك وسآخذ فارس وفراس ورغد..

ضحكت سمر باستهزاء: ههههه..هل تعتقد انني ضعيفة مثل هوازن؟؟
خذهم..لايهمني..ابنائي ليسوا صغاراً..سيعودون الي ولن يلتفتوا اليك..سيزورونني كما جعلوا جمان تزور أمها…

من شدة غضبي..لم أستطع رؤية أي شيء أمامي..ألقيت هاتفي بكل قوتي على الأرض فرأيته وهو يتفكك أمامي..

حملته من الأرض ثم ركبت بسيارتي وبدأت أقودها بطريقة جنونية…

شعرت برغبة بالصراخ فقمت بفتح النوافذ ثم أطلقت تلك الصرخة من أعماق أعماق قلبي: ســـــــــــــــــحـــــــــــــــــــقـــــــــــ ــــــــــــــــاً
.
.
.

بقيت في غرفتي امام نافذتي في انتظار عودة خالد...لقد كنت انتظر اليوم الذي يتجرأ فيه على ضربي بسبب جمان..وقد أتى هذا اليوم أخيراً..

سأضعه في نفس الموقف الحقير الذي وضع هوازن به حين خيرها بين زوجها وابنتها.

حين طرق باب الغرفة تعمدت استفزازه ببرودي حتى يخرج من المنزل..

صمت حين أخبرته أن يختار بيني وبين جمان ثم سمعت صوت ارتطام باب المنزل…

لقد خرج الى الحديقة اذا..

نظرت من النافذة فتمكنت من رؤيته هو يصرخ بغضب: سمر عودي الى رشدك..كيف تكونين بهذه الدرجة من الحقارة..لا يوجد أدنى مجال للمقارنة بينك وبين جمان..انت زوجتي.وهي ابنتي..

ايتسمت باستهزاء..يعتبر تصرفي حقارة !!

وما فعله بهوازن حين قام بابتزازها ماذا يسمى اذاً؟؟

اخبرته بأن هذا هو شرطي فقام بتهديدي بحرماني من ابنائي..

لم استطع السيطرة على ضحكي وقتهاا..شر البلية مايضحك..لن يوقف خالد حقارته ولكنني عازمة على تأديبه..أريده أن يدرك أفضالي عليه..

أنا أعلم أنه لن يجرأ على الطلاق..فلا منزل له ان قمت بطرده..حتى عمله بداخل الشركة..ان قام بافتعال أي مشكله فسيقوم أخي بطرده بكل بساطة..

مصيرك بين يدي فتأدب معي من أجل مصلحتك..

حين رأيته قد انطلق بسيارته مبتعداً عن المنزل..ذهبت الى سريري لأنعم بنوم هانئ..

هناك شيء قد اطفئ بقلبي..

اشعر براحة افتقدتها منذ وقت طويل..

اسبلت جفني ثم ابتسمت برضى على ما فعلت..

اعذرني يا عزيزي خالد.. .

ماحصل لك هو جزاء ماجنيته على نفسك..
.
.
.


-يوسف..أنا أشعر أن خالك لم يكن طبيعياً اليوم..هناك ما أزعجه أنا متأكده..

هذا ما قالته لي أمي فور ركوبنا للسيارة لنعود الى المنزل..

ارادت مني أن أجيبها ولكنني التزمت الصمت..

زفرت أمي:اففف يوسف..هيا ..أنا متأكدة من أنه أخبرك...لماذا أراد التحدث معك على انفراد؟؟
كما أننا قد خططنا أن تراها اليوم لماذا غير رأيه يا ترى؟؟

أجبتها ببرود : يريد المزيد من الوقت للتفكير..

ردت أمي: هو من اقترح موضوع الخطبه..ما الذي سيفكر به بعد؟؟

اخذت نفساً عميقاً وأنا أتذكر الكلام الذي اخبرني خالي أن أقوله في حال سألتني أمي:ان خالي متوتر بسبب اقتراب المحكمة..يخاف أن تحدث بعض المشكلات..انه يشعر بأن حنين مترددة ولا يريد أجبارها..لهذا اخبرني ان نؤجل موضوع رؤيتي لها حتى انتهاء المحكمة..

اجابت أمي باستغراب: هل تقصد أنه لن يرد عليك قبل المحكمة..

أومأت برأسي: نعم..ومن رأيي يا أمي لا تتحمسي كثيراً..أنا متأكد من أن حنين سترفض الأمر..

ضحكت أمي: ولماذا ترفض..المحظوظة فقط من تتزوج بك..من ذا الذي يجرأ على رفض الدكتور يوسف..

ابتسمت باستهزاء على حالي..قد يكون كلام أمي صحيحاً..ولكن قلب الدكتور يوسف ملك لفتاة واحدة وارتباطي بها صعب المنال..

هناك صراع بين قلبي وعقلي...

قلبي يعيش قصة حب في غاية الصعوبة..قلبي يخبرني بأننا خلقنا لبعضنا..

في اللحظة التي أخبرني خالي بها بأن جمان طلبت الزواج مني شعرت بأنني ملكت الدنيا..

جمان..

انا افكر بك ليل نهار..يرهقني حنين قلبي ويخبرني بأنك ملك لي فقط..

ستمر هذه الليلة..وستمر الأيام..

ولكن طيفك لن يفارقني..

سيزعجني التفكير بك في كل لحظة..

يريد هذا الألم في قلبي أن تزال الحواجز عن طريقنا..

أريدك أن تكوني ملكا لي انا...

هل سيأتي ذلك اليوم ياترى؟؟
.
.
.


لم أستطع المحافظة على هدوئي اليوم…

ما الذي فعلته يا صغيرتي؟؟

لم أتخيل أن تفكرجمان يوماً بالزواج..

لقد بات أحمد متكدراً منذ اتصال خالد.. .

أسأل الله أن يرسل على قلبك هموماً تفوق. تحملك يا خالد.

لقد تحدثت مع لين فأخبرتني أن جمان قد قالت بأنها تريد الزواج بيوسف حين رأتها تكوي الفستان..

بعد خروج يوسف وأمل.. .

دخل أحمد للحديث مع حنين..أخبرها بأنه متردد بأمر الخطبة..قال بأنه شعر بأن الفرق كبير بينهما حين فكر بالأمر جيداً وهذا ما اذهلني كثيراً..

لم تهتم حنين كثيراً بالأمر ولكنني رأيت الحزن في وجه أحمد..

هل رفض يوسف بسبب مكالمة خالد يا ترى؟؟

لن أسمح بأن تكون جمان هي السبب في افساد الامر..

لقد كان أحمد سعيداً بهذه الخطبة وسأفعل أي شيء لاستمرارها..

دخلت الى المطبخ لأرسل تلك الرسالة لخالد:
(خالد..ماحدث اليوم هو سوء فهم فقط..أرجوك لا تصعب الأمور..
الدكتور يوسف فتى مهذب ولكننا من المستحيل أن نزوج جمان به..
لا تقلق..أحمد يحب جمان كثييراً..
ولكنك أبوها..
حتى وان فكرنا بتزويجها فلن يحدث رغماً عنك..
خالد..
لقد قام يوسف بخطبة ابنة أحمد اليوم وهذا ما جعل جمان تطلب الزواج..
لقد طلبت الأمر ببراءة ..
صدقني بأن هذا الزواج من المستحيل أن يحصل..
يوسف سيتزوج بحنين وانتهى..)

أرسلت تلك الرسالة ثم قمت بحضر رقم خالد...لا أريد أن يعلم أحمد بالأمر.. سيغضب كثيراً..ولكنني أريد المساعدة بقدر استطاعتي..

لقد طلب أحمد أن لا أخفي أي أمر عنه..ولكنني لم أستطع الوقوف مكتفة يدي وأنا أرى أن الخطبة ستفسد بسبب ابنتي..

سامحني يا أحمد..
.
.
.


أقف وحدي دون حراك..خائف جداً من الاقتراب من هذا المنزل أكثر..

أشتاق لأمي كثيراً..أريد أن أراها قبل سفري..

لقد تمكنت من تدبير أموري طوال هذا الشهر بدون أن تفضح الشرطة مكاني…

وقد تمكنت من العثور على أشخاص يساعدونني في الهروب الى خارج المملكة..

ولكني أحتاج لبعض المال..

لقد قمت بتغطية وجهي جيداً ..كما أنني قد تأكدت بأن أبي غير موجود في المنزل..

مناوبته ليلية اليوم..

مشيت في الطريق المؤدي لباب منزلنا في لحظات يملؤها الكثير من الوجوم والخوف والقلق... وعلى عتبات اولى الدرجات..اخرجت المفاتيح من جيبي بيدين مرتجفتين من شدة التوتر وبعينين شاخصتين لاتعلم ماذا ينتظرها …

ادخلت المفتاح ثم قمت بفتح الباب بهدوء..

لقد كان الظلام حالكاً..هل نامت أمي ياترى؟؟

مشيت باتجاه غرفتي ثم قمت بفتح الخزانة لأخذ ما احتاجه من مال..

وحين هممت الخروج من المنزل..

خفق قلبي وأنا أرى غرفة أمي….أشتاق اليها كثيراً ..

أريد توديعها على الأقل..

وقفت أمام الباب..ثم قمت بطرقه بارتباك شديد…

لم يصلني أي رد…

فكرت ان اتراجع ولكنني حاولت التغلب على خوفي وفتحت الباب بهدوء..

جلت بعيني في أرجاء غرفتها وأنا أهتف: أمي؟؟

سمعت صوت مياه تتدفق فاستنتجت بأنها في الحمام..

احترت كثيراً ..هل انتظر خروجها…

لم أكد أفكر بالأمر حتى قامت أمي بفتح باب الحمام لتراني أقف أمامها..

شهقت أمي: نادر!!

مشيت باندفاع نحوها وقمت باحتضانها بكل قوتي:أمي..اشتقت اليك كثيرًا..

انفجرت أمي بالبكاء: آآآآه يابني..آآآآه

بقينا متعانقين للحظات..كنت أعانقها بحرارة..فقد تكون هذه المرة الأخيرة التي أراها بها..

ابعدتها عني ثم نظرت اليها:أمي..اخبري أبي بأن يسامحني..أنا لم أقصد قتل عادل صدقيني.

سأسافر الآن..قد لا أتمكن من رؤيتكم مجدداً..تمني لي التوفيق..

شقت الدموع طريقها على وجه أمي: ما الذي تقصده بأنك لن تراني..

زفرت: أمي..ان بقيت هنا فسيلقون القبض علي..يجب أن أهرب..

مسحت أمي دموعها: حسنا..انتظر في غرفتي..لقد قامت الخادمة بطهو السمك على العشاء اليوم..
انك تحبه كثيراً..أرجوك أريدك أن تأكل معي للمرة الأخيرة..

اشحت بنظري عنها: ولكن..اريد الذهاب قبل أن يفضح أمري..

قاطعتني أمي: لن أتأخر..سأقوم بتسخينه لك فورًا..

اجبتها بتردد: حسناً..


نزلت امي الى المطبخ..أما أنا...فقد جلست على سريرها وأنا أتلفت حولي بكل دقيقة..

أشعر بأن الوقت يمر ببطء شديد..

عادت أمي أخيراً وهي تحمل السمك بيدها..

قامت بوضعه على الطاولة: هيا يا بني..تعال وكل..

ذهبت للجلوس على الطاولة..ولكنني لم أكد أضع لقمة في فمي حتى سمعت ذلك الصوت:سيد نادر..قم بتسليم نفسك فوراً..المنزل محاصر..

اتسعت عيناي بخوف..تلفت حولي وأنا ألهث: أمي..أمي..لقد فضحت..

قلتها ثم ركضت سريعاً في محاولة مني للهرب..

كنت أسمع صراخ أمي من خلفي: نادر..انتظر ..نااااادر

تجاهلت صراخها وأنا أتجه نحو الباب المخصص للخدم..

القيت نظرة الى الخارج فكان جلياً أمامي أضواء سيارات الشرطة..لقد انتهيت..

في محاولة يائسة مني للهرب..

قمت بالركض بكل ما اوتيت من قوة…

بدأ رجال الشرطة بمطاردتي فتهورت وأنا أتجه نحو الشارع العام لقطع الطريق المزدحم…

بعد أن وطأت قدمي ذلك الطريق..سمعت صوت الشرطة وهي تصرخ باسمي ممتزجة بصوت ابواق السيارة المندفعة باتجاهي…

كان هذا آخر ما اذكره..قبل أن ترتطم تلك السيارة بي..

واغيب عن هذه الدنيا..
.
.
.


دخلت الى المشفى صباحاً وأنا في قمة توتري..خائف من مواجهة العم خالد..

لا اريد ادخال خالي بمشكلات جديدة..أدعو الله الا ارى العم خالد في طريقي..

حين دخلت الى المشفى..شعرت بأن هناك شيئًا غريباً..

لقد كانت هناك سيارات شرطة بالقرب.كما انني رأيت السيد عزام مدير المشفى يقف معهم وهو في قمة توتره..

بقيت أتأملهم للحظات قبل أن يصلني صوت سهى:السلام عليكم يوسف….

التفت اليها: وعليكم السلام..

ابتسمت سهى بارتباك: يوسف..اردت اخبارك بأن السيد خالد قد سأل عنك بالأمس..

سألتها بتوتر : ما الذي يريده..

مطت شفتيها: لا أعلم..ولكنني حاولت انكار معرفتي بك..ولكن من الواضح انه كان غاضباً..

ابعدت نظري عنها وانا في قمة ارتباكي..هذا ما كان ينقصني..

وصلني صوت سهى: أشفق على السيد عزام كثيراً..

التفت اليها وانا اعقد حاجباي: ما الذي حدث له..

زفرت سهى:انه يقف هكذا منذ الأمس..لقد كانت الشرطة تطارد الدكتور نادر ولكنه تعرض لحادثة في اثناء مطاردتهم له..

اتسعت عيناي بصدمة:هل تم القبض على نادر؟؟

أومأت سهى برأسها: نعم.في الحقيقة الدكتور عزام رجل محترم..ولكنهم يقولون ان نادر قد قتل ابن عمه…

انتفض جسدها: نسأل الله السلامة…

سألت سهى بسرعة:ماهي حال نادر الآن؟

رفعت سهى كتفيها: لقد استفاق..والشرطة تريد التحقيق معه ولكن السيد عزام يحاول اقناعهم بتأجيل الامر حتى تستقر حالته النفسية..اصابته لم تكن بالغة..سينتظرون لعدة ايام على الارجح ثم سيزج به في السجن..

ابتعدت عن سهى فورا لأتصل على مروان..سيفرح مروان كثيراً بهذا الخبر..

.
.
.

دخلت الى المنزل بعد أن قمت بشراء الفطور..لقد خرجت سارة من المشفى في هذا الصباح..وقد قمت بأخذ اجازة بدوري لمدة أسبوع…

ستأتي والدة سارة في الاسبوع المقبل ولن أترك سارة وحيدة قبل مجيئها خصوصاً بأن مها لم تعد الى منزلها…

دخلت الى الغرفة لايقاظ سارة..

قمت بهزها بهدوء: سارة..هيا تناولي الفطور الآن ثم تابعي نومك.

همست بصوت ضعيف : لا أشتهي الأكل..

زفرت بضجر: ولكن يجب أن تأكلي..الا يكفي قلة أكلك طوال فترة مكوثك بالمشفى..لقد ضعف جسدك أكثر..يجب أن تأكلي جيداً لتزيد مناعتك.

جلست سارة على السرير بدون أن ترد..

بدأنا الأكل..ولكني شعرت بأن هناك حواجز عميقة بيننا..اريد أن تتحدث سارة الي كالسابق..

فكرت أن الوقت مناسب لأتفاهم معها الآن..

نظرت اليها وهي تمضغ طعامها بهدوء:سارة..

نظرت الي..فابتلعت ريقي ثم تابعت حديثي:لماذا تعاقبينني هكذا ؟؟

عقدت حاجبيها بدون ان ترد..

تابعت حديثي بصوت تخنقه العبرات:هل تعلمين كم اتألم حين أراك بعيدة عني هكذا؟؟
أنا أعلم أنك غاضبة بسبب اجهاضي للطفلة...
ولكن ما الذي كان يجب علي فعله برأيك؟؟
لقد كنت أتألم وأنا أرى حالتك تتدهور بدون أن أتصرف..شعرت وكأن يدي مقيدتان..

نزلت دمعت من عين سارة فمسحتها ثم تابعت حديثي:اتذكرين في تلك الليلة حين اخبرتيني باني ذلك الدواء لك !!
الآن اريد ان اداويك اريد ان تكوني بخير
أرجوك تحدثي كي ترتاحي قليلاً وأرتاح أنا ..فأنا اتألم لألمك ..

ابتسمت لها بحزن..ثم همست بصوت ضعيف:ان كنت تريدين الحقيقه فأنا اشتاق اليك كثيرا..

اجهشت سارة بالبكاء ثم تحدثت بصوت متهدج:لقداردت أن أحتفظ بالطفلة من أجلك..لقد فعلت الكثير من أجلي يامروان ولكني لم أعطك شيئاً في المقابل..

مسحت دموعها ثم نظرت الى عيني:سعدت بحملي لأنني اعتقدت انني أخيراً سأستطيع رد جميلك...

شقت الدموع طريقها على وجهها من جديد:ولكن الآن...أشعر بأن لا فائدة من وجودي في حياتك..انا مجرد عبئ ثقيل عليك..

قاطعتها: ششش سارة ..لا تقولي هذا..أنا ﻻ اريد سواك .. اقسم لك انه ما اكتمل احد في عيني كما اكتملت انت .. وﻻ تكتمل فرحتي ولا سعادتي ولا راحتي اﻻ بوجودك .. .

نظرت سارة الي بشك فابتسمت لها:انت نصفي الاخر لا اكتمل بدونك ابدا ..

ابتسمت وسط دموعها فانتعش قلبي لرؤية ابتسامتها..حتى وان كانت مغلفة بالحزن..

طلبت منها وعداً بأن تعود سارة قوية متفائلة ..

صحيح أنني صرفت الكثير من المال على علاجها..

سأضطر لتأجيل سفرنا من أجل أن أدخر المال من جديد ولكننا قطعنا عهدا على انفسنا ..

سنكون أقوى وسنجتاز الأمر معاً..

رن هاتفي معلناً مكالمة من يوسف مما اثار استغرابي..

ما الذي يريده يوسف مني ياترى؟؟

رفعت السماعة لأجيب عليه: مرحبا..

لحظة صمت تبعها أجمل خبر سمعته في حياتي: تم القبض على نادر..
.
.
.

استيقظت في هذا الصباح على رائحة افتقدتها من زمن..رائحة المستشفيات..

فتحت عيني ببطء وبدأت اتلفت حولي..

شعرت بألم في جسدي فتوقفت عن محاولة الحركة..

ازدادت دقات قلبي حين أدركت الأمر..انا لم أكن أحلم..لقد كانت الشرطة تتطاردني ولكنني قد تعرضت لحادثة.

افف ما هذا الحظ التعس..

لقد انتهى أمري الآن بالتأكيد..

نظرت الى الزجاج المطل على الممر فتمكنت من رؤية أبي يقف مع رجال الشرطة..

ابعدت نظري عنه فوراً فأنا لا أجرأ على الحديث معه…

اغلقت عيني مدعياً النوم..لن أنجو من هذا الأمر أبداً..كيف سأتمكن من الهرب الآن..

أفضل الموت على دخول السجن…

فتح باب غرفتي لتقوم الممرضة بتجديد المغذيات..

خرجت بعدها لأعود للصمت القاتل حولي..

بقيت مغمض العينين وأنا أفكر..

من الذي ابلغ الشرطة بعودتي الى منزلي ياترى؟؟

كيف تمكنوا من العثور علي؟؟

لا أعلم كم مضى من الوقت وأنا أفكر..ولكنني أشك بأنهم قد أعطوني مهدئاً في تلك المغذيات فقد غططت بالنوم بدون أن أشعر..

استيقظت بعدها على صوت باب غرفتي وهو يفتح..

لم أفتح عيني كي لا تقوم الشرطة بالتحقيق معي..

وصلني ذلك الصوت هو يضحك باستهزاء: هههه تريدني أن أصدق بأنك نائم أيها الجبان.

فتحت عيني بسرعة حين سمعت ذلك الصوت...

احتدت ملامحي وانا انظر اليه..انه صوت مروان كما توقعت..

ابتسم مروان باستهزاء: مرحباً..

نظرت الى الزجاج المؤدي للممر ولكنني لم اجد أبي هذه المرة..

اتجه مروان الى الستارة وقام باغلاقها...التفت الي بعدها وهو يبتسم:لقد كان الأمر يستحق العناء لأصل لغرفتك..

زفر بعمق: ااااه كم هو مريح رؤيتك طريح الفراش هكذا..

ضحكت باستهزاء ..فاقترب مروان مني وهو ينظر الي بحدة:أتجد بأن الأمر مضحك؟؟

اطلق ضحكة قصيرة ثم تابع حديثه: دعني أذكرك بأمر مضحك..
هل تذكر حين اخبرتني بأن الله لا يظلم أحداً حين تم طعني بذلك اليوم؟؟

اتسعت ابتسامته:لقد كنت صادقاً..ها أنت ذا..نادر الفتى المتغطرس تعرض لحادثة في اثناء هروبه من الشرطه..

نظرت اليه بغضب:لا تفرح كثيراً بهذا..تذكر كلامي ..لن يتمكن أحد من ادخالي الى السجن..أنا برئ...وستثبت براءتي قريباً..أما أنت..فمت من غيضك..

وضع مروان يده على رقبتي ثم بدأ يتحدث بهدوء: أي برئ أنت؟؟
هل تريد أن اذكرك بجرائمك؟؟
لقد تحرشت بفتاة مسكينة..ثم تسببت بالشلل لها..
قمت بقتل ابن عمك..وحاولت قتل جاري وهو رجل بريء..
اتيت الى منزلي لتقوم بتهديدي..

احتد صوته أكثر: وأكثر جرائمك بشاعة..انك قتلت طفلتي..

ضحكت باستهزاء حين قال هذا..

رفعت حاجبي وأنا أجيبه: حقاً لا يوجد حد لجنونك..لو أمطرت السماء حجارة لقلت ان نادر هو السبب..

اتسعت ابتسامتي:لا تلق بفشلك علي يا دكتور مروان..لقد فشلت بعلاج تلك الفتاة ولكنك تأبى الاعتراف لذلك قلت بأنني السبب..
لقد مللت من سماع موضوع التحرش الذي تدعيه تلك المختلة.

لم أتمكن من أكمال حديثي فقد قام مروان بخنقي بكل قوته..

تركني بعدها وأنا أسعل بشدة..نظرت اليه بغضب:اغرب من هنا أيها المختل..

قام مروان بإخراج حقنة من جيبه..نظر الي وهو يبتسم باستهزاء:ان قمت بحقن الهواء في الوريد.فكم سيستغرق الامر من وقت قبل أن يتوقف قلبك يادكتور؟؟

رفعت حاجبي: هل تريد قتلي؟؟

رمش بعينه عدة مرات ثم شهق :أنا!!
أنا أقوم بقتلك..
لا..لا تظلمني يانادر..انه مجرد خطأ طبي برئ..

اغلقت عيني ثم أجبته:هيا..اقتلني..لا اهتم..ان أموت بريئاً..خير لي من دخول السجن مع المجرمين..

وضع مروان تلك الحقنه على رقبتي..

بدأ يحركها محدثاً خدوشاً صغيرة بدون أن أبدي أي ردة فعل..

قام بتثبيت الحقنة على الوريد في رقبتي..فأغلقت عيني بكل قوتي..

شعرت بالتوتر حين توقف مروان عن تحريك الحقنة..

اقترب مني الى ان بدأت أشعر بأنفاسه في اذني..همس قبل أن يغرس تلك الحقنة: سأقتلك غير مأسوف عليك..سأخلص الدنيا من جرثومة قذرة مثلك..

احتد صوته أكثر: الى الجحيم..

شخابيط فتاة 06-09-16 09:20 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة missliilam (المشاركة 3657176)
‎ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسبي الله عليك يا نادر السبع تحاسيب .....😡😡😡😡😡 هذا وانت نادر جعلك منقرض الله يأخذ بحقنا منك عااااجلا غير اااااجل ياااااااحق ... بهذلت البنت وما خليت الولد يرتاح ويتهنى ... الله اكبر عليك الله اكبر عليك ... بس توووووب توووووب فان الله غفور رحيم .... عاااادل الله يرحمك ويغفر لك ويصبر أمك هالضعيفة ... خاااااااالد الدنيا سلف ودين ومها مالها ذنب بغلطك مع هَوازن لكن لانها ظلمتها وهوازن دعت على كل من ظلمها وهذا اللي صار خلاها تفوق وتفتح عيونها عدل وتعرف اخوها على حقيقته والصراحة عداها العيب وما قصرت عرفته قيمته ولو انه موقف مهين فعلا الله لا يحط احد فيه ..... مااااااجد الحق نفسك الله يتوب علينا وعليك والله حياتك غالية حرررررام تضيع في شيء زي ذَا .. و يا سي خالد لو كان الطلاق على تفاهة ديك الساعة فيدنا بنصايحك بس احيانا لقب مطلقة أفضل مليار تريليون مرة من عيشة قشرة وما ورآها الا المذلة .. والزواج فيفتي فيفتي .. الزوج والزوجة كلًا ليه وعليه .. ما ينفع نرمي كل الأحمال على الزوجة والزوج عايشلي لنفسه ونقول هيا الحياة كده !!! قصدك هوا الممات كده وبعدين انت بالذات تسكت وتخرس خاااالص ...... يووووووسف لا لا لا لا لا لا وألف ستمئة تلات وتمانين لا نو نهي دامي بكل اللغات لا لا للمجاملات في الجوااااز .. دي مش ساعتين هتقضيها معاها لا يا دكتور دي حياة حياة ووراك خلفة وعيال وكووووومة مسؤوليات .. لازم تكون صريح والاهل لازم يكونوا متفهمين ولا يضغطوا على العيال كثير طالما انهم أحسنوا الاختيار من ناحية الدين والاخلاق والالتزام عشان تربية العيال .. ساعتها مش مهم تطلع بنت مين اهم شيء نأمن على الجيل ده والأجيال اللاحقة لان مفهوم الزواج اكبر من لفظة نزوة وتعدي مفهووووم يا دكتور اصلهم مش بيعلموك الكلام ده في كتب الطب والتشريح فطلعت مش مذاااكر .. وجمان لازم انت تتزوجها وتعوضها وبعدين هيا الأحوج انها تكون جنب أمها وفهمك كفاية ..... تفانين ايه يا فتاة ... سيبك من شوشو اللي عمال يزن في دماغك ويزين لك تسيبينا ده حتى الفراق مؤلم واحنا مش عاوزينك تتألمي ... وبعدين الأيام لسة قدامك ان شاء الله وباذن الله حتنولي مرااادك .. زي ما قلت لك ناس كثير راااحو للانستغرام وسنااب واااسك بس نحنا صامدين ولابداعاتكم مشتاقين .. فإياك والاحباط .. شوفي المشاهدات ما شاء الله بس في ناس لها ظروفها وناس مالها خلق تكتب وناس تبغى بس تستحي وتحس نفسها ما تقدر تعبر زي حالاتي 😅😅😅😅 والقائمة تطول وكل بعذره وربنا يرزقك من واسع فضله اصبري وتحملي فأنت لها باذن الله والله الموفق واليك هذه اللفتة التشجيعية ركزي في الكلمات ووطي الصوت عشان موسيقى و enjoy 😂😂😂😂

‎ 😂😂😂😂 الى اللقاء 🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻🙋🏻

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3657758)
سلام
شو هالبارت الحماسي حسبي الله ع هالنادر عساه بسجن مؤبد ولا اقول احسن اعدام:smilie:
تقطع قلبي ع سارونه بس ان شاء الله ترجع تشوف وتمشي بعد:asd:
حنين ويوسف مااتوقع يتزوجون:vcfd45:
ماجد راح يتعذب كثير بس احس انه مها بترجع له:3EO05175:
قلع تقلع هالخالد اكيد بيندم بس كبريائه مايسمح ينزل من مستواه:888ffde:
منتتتتتتتتتتتتظرين البارتات ياحلوه ومن بعد ماتخلصي الروايه راح يقرونها ناس كثيره
ويمكن تنتقل لمنتديات غير:ttf4555:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3658131)

الـسـلام عـليكـم ورحمة الله وبركاته,


رووووعة رووووعة روووعة

الله يبارك لك يا قمر ...

شو هالإبداع .. ما تتخيلي قد شو استمتعت بالفصول اللي راحت علي بسبب غيابي اﻹضطراري عن المنتدى.


مبسوووطة بعقابك لخالد الهي يزيده البعيد لانه طغى وبغى هالضعيفة هوازن.


يووسف لاااااا .. شو حنين ما حنين ؟!!
انت المناسب لجمان صديقة طفولتك وبعدين هي متعلقة فيك بعد امها واحمد.



نادر ع قولت مس لي لي الهي تنقرض يالبعيد
انبسسسطت ع انكشاف امره الظالم المفتري ..


مها لا ترجعي ولو باس الارض اللي بتمشي عليها
لانه دنب الكلب بضله اعوج ..



سمر حبيت تخطيطك الخبيث وفعلا هيك احلى من انك تنفصلي عنه
اطبخيه ع نار هادية لحد ما يحترق لوووول



سارة وااااااااء حزنت عليها

يا رب تطيب وتتحسن اوضاعها


شريرة شوشو ليش هرمون الشر مرتفع عندك ؟!!


ارجوك حني علينا وبدنا نهاية حلوة ربي يسعدك ما تختميها بحزن

ومبارك مقدما ان شاء الله

تختميها ع خير وسلامة


تقبلي مروري
مع خالص ودي

بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ



اهلاً اهلاً اهلاً..

استمتعت جداً بردودكم الجميلة..واشكركم من كل قلبي على تحفيزكم:0041:

وبالمناسبة ذي راح اقول لكم بشارة

الفصل القادم هو الفصل الأخير من الرواية بإذن الله...

راح أحاول انهي كتابتها في اقرب وقت..لكن ماراح احدد وقت لنزول لفصل..

بمجرد ما اخلص كتابته حبلغكم واقول لكم متى حنزله ان شااء الله..

راح أبذل جهدي اني انزله يوم لعيد عيدية لكن مش متأكدة اذا كنت حلحق اخلصه

قضيت معاكم أيام جميلة جداً في الرواية ذي وتعرفت على ناس زي العسل والله..

اشكركم من كل كل قلبي..

واتمنى الفصل الاخير يحوز على اعجابكم وتكون الرواية شيء جميل في ذاكرتكم..


احبكم بحجم السماء..

شكراً لكم جميعاً..:8_4_134:

محبتكم: اسراء

bluemay 06-09-16 10:03 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الـسـلام عـليكـم ورحمة الله وبركاته,

واااو بصراحة

فصل حماااسيي للغاية


اثلجتي صدري بموقف خالد ونادر

آآآه كم يؤلمني اقتراب النهاية ..


متشوقة للقادم كثيرا

سامحيني مرور سريع لا يليق بروعتك عزيزتي

تقبلي خالص ودي


بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد لاتنسوا دعاء كفارة المجلس: سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

شخابيط فتاة 08-09-16 10:33 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3658543)
الـسـلام عـليكـم ورحمة الله وبركاته,

واااو بصراحة

فصل حماااسيي للغاية


اثلجتي صدري بموقف خالد ونادر

آآآه كم يؤلمني اقتراب النهاية ..


متشوقة للقادم كثيرا

سامحيني مرور سريع لا يليق بروعتك عزيزتي

تقبلي خالص ودي


بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد لاتنسوا دعاء كفارة المجلس: سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

شكرًا لك ولدعمك عزيزتي..اسعدني ردك جداً..

ان شاء اللله نقرأ الختام سوا وتكون لنهاية مرضية بإذن الله:0041:

شخابيط فتاة 15-09-16 10:18 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم..

موعدنا اليوم الساعة 5 بتوقيت السعودية مع ختام الرواية..

كونوا بالقرب ..

سلاااااام

شخابيط فتاة 15-09-16 05:31 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
الفصل الأخير:قفزة عبر الزمن..

لقد ضاع..ابني رحل وتركني..

وحيدة..تائهة..حائرة..متألمة..مصدومة..

لقد ضاع ابني بسببي..وثق بي حين اخبرته أن يتناول عشاءه معي..

لم أكن أعلم أن هذا سيحصل...اخبرني معتز أن هناك فرصة لتخفيف عقوبته ان امسكوا به..

قد يكون نادر بريئاً..

حين أتى أمامي واخبرني أنه سيسافر لم أستطع تقبل فقدانه..لا اتخيل العيش بدونه…

اخبرته أن يتناول العشاء معي ثم أخبرت الشرطة عن مكانه..ظننت أني فعلت الصواب ولكنني لم أكن أعلم أنه سيتعرض لهذه الحادثة..

آآآآآه يابني..

أريد أن أصرخ أريد أن أبكي..


أين أنت يامعتز..أخبرني انه سيأخذني للمشفى لرؤيته ولكنه تأخر كثيراً..

بقيت أحوم في الصالة منتظرة قدومه وأنا في قمة قلقي..

فتح باب الصالة أخيرا فركضت اليه وأنا أبكي: معتز ..كيف أصبح نادر..خذني اليه..

رد معتز بصوت مرهق: انه بخير..سأخذك لتطمأني عليه حالاً..ولكن انتظري قليلًا..سأذهب لأتحدث مع حسينة..

عقدت حاجبي: لماذا؟؟

زفر ثم أجابني: سأحاول ترقيق قلبها على نادر..اخفاءه للجثة طوال هذه الفترة وضعنا في مشكلة..

لن يصدق أحد أنه قتله عن طريق الخطأ..ان لم تتنازل حسينة..

صمت وهو ينظر الى الارض..

أجبته بصوت مرتجف: هل سيقتل ولدي؟؟

رفع نظره الي ثم صرخ بارتباك: لا أعلم..لا أعلم..

قالها ثم خرج من المنزل..

أما أنا ..فقد جلست على الاريكة بصدمة..

كلا ..من المستحيل أن يحدث هذا ..

ابني بريء..لن يقتل..
بدأت ألطم وجهي وأنا أصرخ: آآآآآآآآآآآآآآآآآآه نـــــــــــــــادر..

.
.
.
وقفت أمام شقة حسينة متوترًا..

لا أجرأ على رؤيتها..

منذ أخبرتها بأن عادل قد مات وهي تعيش في حالة صدمة..

لم تذرف دمعة واحدة..

أخبرتني أنها لن تصدق الأمر حتى ترى جثته أمام عينها ولكننا لم نستطع..

حاولت الشرطة اتوصل لمكانه بمساعدة حسن ولكنه لم يستطع أرشادهم للطريق..

لا أعلم هل سيتمكن نادر من معرفة المكان ياترى..

فتحت الباب بهدوء وبدأت..ابحث عنه بعيني..

أصبحت أسأل عنها يومياً منذ علمت بموت عادل..أنا أشعر بالذنب تجاهها..

آآه لو يعلم أخي ان ابنه قد قتل..

وليس من أي أحد..قتل من ابني أنا!!..

سامحني يا أخي..لم أستطع حفظ أمانتك..

اتجهت لغرفتها ولكنها لم تكن موجودة..

سمعت صوتًا من غرفة عادل فاتجهت اليها بارتباك..

فتحت الباب..فوجدت حسينة تجلس على الأرض أمام الخزانة لتضع ثياباً بداخلها..

سألتها باستغراب: ما الذي تفعلينه حسينة؟؟

نظرت الي ثم ردت ببرود:لقد قمت بغسل ثياب ابني..لم تستخدم منذ فترة لذلك علاها الغبار..أريده ن يرتدي ثياباً نظيفة حين يعود..

شعرت بألم يعتصر قلبي..كيف أخبرها أن تتنازل وهي متعلقة بابنها بهذه الطريقة؟؟

أقسم أني أتألم لرؤيتها بهذه الحالة..

ذهبت للجلوس امامها ثم أمسكت يدها وبدأت أتحدث بحنان:حسينة..لا تفعلي هذا بنفسك..لقد مات عادل..بدلاً من هذه التصرفات..ادع له بالرحمة.

نظرت الي بحدة ثم أجابتني: أخبرتك ان ابني لم يمت..لن أصدق قبل أن أراه بعيني..

نزلت الدموع على وجنتي:حسينة لقد تم القبض على نادر..سنتوصل لمكان الجثة قريبًا..

تحولت ملامحها الى الصدمة..اجابت بصوت مرتجف: كلا..عن أي جثة تتحدث.ابني لم يمت ألا تفهم..

أجهشت بالبكاء فجأة:لتذهب الى الجحيم مع ابنك المجنون..ان كان عادل قد قتل حقاً فلن أرحم نادر أبدًا..سأعيش من أجل الانتقام لولدي..

اشحت بنظري عنها بدون أن أرد.بماذا أرد أساساً..لا أحد يلومها ..

وصلني صوتها الباكي:سينتقم الله منكم لما فعلتموه بولدي..الا يكفي انه كان يتحمل نتائج أخطاء ولدك..لقد اتهم ظلماً بالتسبب بشلل تلك الفتاة..منذ خرج من السجن وهو لم يذق طعماً للراحة..ما الذي فعله ولدي لتتهموه بجرم لم يرتكبه..

نظرت اليها بحزن: كلا يا حسينة..لقد فعلها عادل..لقد تسبب بشلل تلك الفتاة حقاً..

أومأت برسها وهي تهمس: كلا ..لم يفعل.

تابعت حديثي بحسرة:لقد تحرش نادر بتلك الفتاة يا حسينة ثم طلب من عادل اعطاءها بعض الادوية لتسبب لها الهلوسات..وقد استجاب عادل لهذا فأصيبت سارة بالشلل..

الجم لسانها من شدة الصدمة..تابعت حديثي: لقد أخطأ كلاهما..وأخطأت أنا لأنني حاولت التستر على الأمر..ربما لو عوقبوا في ذلك الوقت..لما ساءت لأمور لهذه الدرجة..لم يكن نادر ليقتل وفتها..

لم أتكن من أكمال حديثي فقد شعرت باختناق شديد..اريد ان ابكي كي ارتاح....

بدأت حسينة ترتجف والدموع تملأ عينيها..

أمسكت بيدها فانفجرت بالبكاء..تركتها تبكي الى ان هدأت ثم رفعت بصرها الي:معتز ..أريد أن أرى نادر..

تهدج صوتها:لن يرتاح قلبي قبل أن يخبرني بنفسه كيف مات ولدي..

اجبتها بارتباك:ولكن!!

قاطعتني: أرجوك..هذا هو طلبي الوحيد..وبعدها سأتطلق منك..دعني أحدث نادر فقط…

نظرت الى الأرض:اجهزي حالاً..سأذهب لرؤية نادر الآن..
.
.
.

"ليس كل ما يتمناه المرء يدركه"

اتوقف أمام هذه العبارة عندما تقف أمامي عقبات الحياة ..

تحولُ هذه العبرة بيني وبين ما انتمناه سواء كان خيراً أم شراً..

لا أعلم هل هي تصبيرة لي حتى استطيع مواصلة العيش؟؟.

أم تعبيراً عن عجزي؟؟

ما اتمناه في هذه اللحظة.. هو ان انتقم من شخص أخذ أغلى ما لدي..

أخمد بيده نور عيني .. وأزال بسمة وجهي...

غير معالم قلبي..

بعدما كان يغشاه الحب والصفاء ..

أصبح مرتعاً للظلام و الإنتقام...

بقيت أتأمل نادر وهو يغمض عينه باستسلام..رغم أنه كان يدعي البرود..الا انه لم يتمكن من أخفاء رجفته..

رؤيته خائفاً عاجزاً..اطفأت شيئاً من نار قلبي..

الهي..تغمدني برحمتك...أثلج صدري بالرضا بقضائك وقدرك..

أبعدت تلك الحقنة عنه بهدوء……

لن أنتقم..

سأنتظر القدر...فالقدر يبدع في تصفية الحسابات..

نظر نادر الي باستغراب..

وحين رآني أحدق به..ابتسم باستهزاء: كنت واثقاً أنك لن تجرأ على فعلها...ستبقى جباناً طوال حياتك..

اجبته ببرود:ان انتقمت منك..فسأكون كمن يعض كلباً لأنه عضه..

بهتت ملامح نادر حين قلت هذا..

تابعت حديثي:لست جباناً..ولكنني لن أكون مثلك..سأتركك للأيام..

التفت بجسدي لأخرج من الغرفة..

فتحت الباب ..لأرى السيد معتز يقف أمامه ..

اتسعت عيناه وهو ينظر الي:مروان!!

قالها ثم ركض لغرفة نادر..

أما أنا فقد ابتسمت ببرود ثم بدأت أمشي في الممر ..

استوقفني صوت امرأة تهتف باسمي: مروان..

التفت الى الصوت باستغراب..انها المرأة التي كانت تقف بجوار الدكتور معتز..

عقدت حاجبي وأنا أنظر اليها.

تحدثت المرأة بصوت متهدج:هل أنت مروان..زوج تلك الفتاة سارة؟؟

أومأت برأسي..

بكت تلك المرآة ثم تابعت حديثها: أنا..والدة عادل..صدقني لقد علمت للتو بما حصل مع زوجتك...أتمنى لها الشفاء..سأدعو لها دائماً..ولكن أرجوك يابني..اغفر خطأ عادب..

ازداد بكاؤها: لقد مات عادل..انا متأكدة من أنه بريء...لو أنك رأيت حالته قبل موته..لقد عانى كثيراً..أطلب من زوجتك مسامحته..لا اريد أن يتعذب ابني بعد وفاته..

شعرت بالحزن لبكائها..بقيت صامتاً وأنا أنظر اليها..

رفعت بصرها الي حين رأت صمتي:صدقني..كل ما حدث بسبب نادر ..أنا متأكدة بأنه قد أجبره على الأمر..أرجوك يابني.أرح قلبي و اخبرني بأنك سامحته..

اجبتها بهمس: لست أنا من يحاسبه يا خالة..لقد كان عادل مسالماً..أسأل الله أن يلهمك الصبر...عداوتي مع نادر فقط..

مسحت تلك المرأة دموعها ثم تحدثت بنبرة حازمة: لا تقلق..سينال نادر عقابه..لقد قتل ابني..ولن أتنازل عن حقي أبداً..لن يهنأ لي جفن حتى أتأكد من موته..

قالتها ثم مشت باتجاه غرفة نادر..

أما أنا ..فقد نظرت الى الأرض بدون أن أرد..

فتح باب غرفة نادر ليخرج الدكتور معتز…

مشى باتجاهي ثم توقف ليحدثني: مروان يا بني..من الجيد انني لحقت بك..اسمعني جيداً..بالنسبة لحالة زوجتك..لقد أتت حالة الى مشفانا من قبل وهي مصابة بالشلل...ولكن تم تحويلها للعلاج في ألمانيا..وفي غضون أشهر فقط..عادت للمشي من جديد..

وضع يده على صدره: سأتكفل بنفسي بمصاريف علاجها..

قاطعته فوراً: أفضل الموت على أن أطلب مساعدتك..

اجابني بحزن: مروان..اسمح لي بالتكفير عن خطأي..

نظرت اليه بصمت..بقيت أتأمل ملامح وجهه فمر في ذاكرتي ذلك اليوم الذي ترجيته فيه..

لقد ترجيته كثيراً وقتها ولكنه لم يرحم ضعفي وضعف سارة..لم يسمح لها بأكمال علاجها بل أخرجها من المشفى بكل بساطة..

والآن يريد التكفير عن خطئه؟؟

همست بحزن:لقد تأخرت كثيراً..

قلتها ثم أشحت بنظري عنه وبدأت أمشي لأخرج من هذه المشفى..

أشعر باختناق شديد..

كيف يجرؤ؟؟

هل يشعر بالندم الآن؟؟؟

أنا لا أريد أموالهم..لا أريد أي شيء منهم..

لا يهمني كم سأستغرق من وقت لأدخر مصاريف علاجها..

حتى وان ضاقت بي السبل..فلن أطلب مساعدته ..

أبدًا..
.
.
.
اليوم هو اليوم الموعود...يوم المحكمة..

لم أحاول افتعال أي مشكلة..اعترف بهذا..اتمنى أن تكسب هوازن هذه القضية..

كرامتي تمنعني من تسليم جمان لهوازن بيدي..كما أنني لا اريد أن تعتقد ابنتي انني تخليت عنها..

ماذا أفعل..منذ أسبوعين وسمر مصرة على موقفها..

لا اريد التخلي عن جمان..كما أنني لا اريد افساد حياتي مع سمر..

الحل الوحيد هو أن تكسب هوازن هذه القضية..وقتها سأخبر جمان أنني أحبها كثيراً ولكن أمها قد أجبرتني على تركها..

ارتديت ثيابي ثم اتجهت نحو غرفة مها لرؤية جمان.

تقضي جمان معظم وقتها مع مها فهي الوحيدة التي تجيد التفاهم معها..

لقد كررت جمان طلبها للزواج لعدة مرات..كنت أتجاهلها في كل مرة ولكن مها كانت تستمع اليها بحلم..

لازالت غاضباً من مها أيضاً..لم أتحدث معها منذ ذلك اليوم..

فتحت الباب بهدوء فرأيت جمان تجلس على الأرض لتقوم مها بتمشيط شعرها..

هتفت جمان حين رأتني: بابا..ان عمتي تسرح شعري كي أصبح جميلة حين أذهب مع ماما..

نظرت الى مها بغضب..تتحدث وكأنها واثقة من كسب هوازن للقضية.ولكن مها تجاهلتني ولم تنظر الي..

حاولت السيطرة على غضبي وانا احدث جمان:صغيرتي اجهزي بسرعة سنذهب الآن.

وقفت جمان وهي تهتف : حالاً حالاً..

قالتها ثم خرجت من الغرفة..

التفت الى مها ثم ناديتها:مها..

اجابت بدون أن تلتفت: نعم..

صرخت: التفتي الي حين أتحدث..

زفرت مها ثم نظرت الي..

تابعت حديثي:سأنتظرك في الملحق بعد خمس دقائق..

عقدت مها حاجبيها: ان كنت تريد شيئاً فأخبرني به هنا..

زفرت: كلا..يجب أن تأتي..هناك شيء لا أستطيع اخبارك به هنا..

سألت مها باستغراب: وماهو هذا الشيء؟؟

اجبتها بضجر:انه شيء يخص طلاقك..لا اريد أي اعتراض..

قلتها ثم أقفلت باب غرفتها واتجهت نحو بوابة المنزل..

لحقت جمان بي وقد ارتدت عباءتها: بابا لقد جهزت..

التفت اليها ثم مددت يدي باتجاهها..

اقتربت جمان مني وأمسكت بيدي فمشينا سوياً الى السيارة ثم قمت بتشغيلها لننطلق نحو المحكمة..

.
.
.

انتهيت من تغيير ثياب لانا ثم حملتها معي لأعطيها للخادمة..

ما الذي يريده أخي ياترى..أشعر بالتوتر..

هناك شيئاً غريباً يحدث..لماذا رفض التحدث معي في غرفتي ؟؟

اخذت نفساً عميقاً ثم خرجت من المنزل لأذهب باتجاه الملحق..

طرقت الباب .وحين لم يصلني أي رد فتحت الباب ثم بدأت أتلفت حولي:أخي..

لم أكد انهي حديثي حتى شعرت بيد تسحبني لداخل الغرفة بقوة..

تعثرت من دفعه لي فسقطت أرضاً..

سمعت صوته وهو يهتف بخوف: أنا آسف .لم أقصد ايذاءك..

التفت الى مصدر الصوت فانقلبت ملامحي الى الغضب حين رأيته يقف أمامي..

الآن فهمت ما ينوي أخي فعله..

قام بإقفال باب الملحق حين رأى نظراتي:مها.يجب أن نتفاهم حالاً..
.
.
.
نزلت ن سيارتي مع جمان ثم دخلنا الى ذلك المبنى..

جلسنا سوية في انتظار أن يأتي دور قضيتنا…

بحثت بعيني عن هوازن ولكني لم أتمكن من رؤيتها…

غريب..الم تصل بعد!!

ايقظني من تفكيري صوت جمان وهي تهتف: بابا أحمد..

التفت اليها: أين هو؟؟

أشارت جمان اليه بارتباك..

نظرت الى المكان الذي تشير اليه فتمكنت من رؤية أحمد وهو يلوح لجمان ويبتسم بهدوء..

الحقير.يحاول استلطافها ليغيضني..

نظرت الى جمان فوجدتها تبادله الابتسامة..

أخرجت تلك الورقة من جيبي بتردد..

لقد قمت بكتابة هذه الرسالة لهوازن..

لم أرد أن أرسلها بهاتفها فقد خفت أن يراها زوجها فتثير لي بعض المشكلات..

اقتربت من جمان لأهمس في اذنها: هل تريدين أن تسلمي على ماما..

شهقت جمان: هل استطيع؟؟

أومأت برأسي: بالطبع تستطيعين.

وقفت جمان بحماس: شكراً بابا..

ناديتها: انتظري جمان ..

التفتت جمان الي وهي تعقد حاجبيها..

وضعت الرسالة بيدها ثم همست:ضعي هذه الورقة في يد ماما..وانتبهي..لا تجعلي بابا أحمد يراها.

نظرت جمان الي باستغراب..

ابتسمت لها: هذا سر ياصغيرتي..

بادلتني الابتسامة: نعم فهمت..لن يراها بابا أحمد..

قالتها ثم ركضت باتجاه هوازن وقامت باحتضانها ونظراتي لاتزال تراقب تلك الورقة بيدها..

لاحظت بأن جمان قد همست في اذن هوازن ثم وضعت الورقة في يدها..

التفتت هوازن الي بارتباك فالتقت نظراتنا..

ابعدت هوازن نظرها عني وهي تخفي الورقة في حقيبتها..

شعرت بالانتصار حين قامت باخفائها..خشيت أن تخبر زوجها بالأمر..

التفت الى أحمد فوجدت ينظر الى جمان بابتسامة وجمان تحدثه بحماس شديد..

لا أعلم ماهو ذلك الألم الذي شعرت به في قلبي وانا اراه..

تغيضني ابتسامته تلك..

اكره المتملقين أمثاله..

مهما حاول أن يكون حنوناً مع جمان ستظل ابنتي أنا..

من المستحيل ان تنسى جمان هذا وستبقى مكانتي في قلبها مختلفة عنه..

حتى لو انتقلت للعيش معهم فلن تنساني وستذكر انني ابوها دائماً..

شعرت بالخوف من تلك الفكرة في عقلي..

هل ستتعلق جمان بأحمد أكثر مني يا ترى؟؟
.
.
.
بقيت أتأمل تلك المتمردة وهي تجلي أمامي على الأرض..

لم استطع اخفاء ابتسامتي وأنا أرى نظرات الحقد في عينيها..

مها تشبه الــورد تماماً….

لا تستطيع الوقف الا على ساقهـا..

رغم ان ساقها تلك مليئة بالأشواك..

صرخت مها ين رأت ابتسامتي: ما الذي يضحكك الآن..افتح هذا الباب فوراً..
الا تمتلك اي كرامة..كم مرة علي قولها لتفهم..أنا أريد الطلاق..

جلست بجانبها فوقفت فوراً لتبتعد عني: اياك وأن تقترب..افتح هذا الباب ماجد..

زفرت بضيق:استمعي الي على الأقل..

كتفت يدها على صدرها ثم نظرت الي بحدة..

بقيت صامتاً وأنا أراقبها فصرخت بضجر : هيا ..أنا أسمع..

تنحنحت ثم وقفت من الأرض وبدأت أتلفت حولي بارتباك...كنت قد خططت لما سأقوله ولكن رؤيتي لها اربكتني وجعلتني أنسى كل شيء..

احتدت نظرات مها فتحدثت بسرعة كي لا يزداد غضبها: لقد بدأت العلاج مها..هذه المرة سأترك ذلك السم أخيراً..

ضحكت مها باستهزاء: حسناً اهنئك هيا اعطني المفتاح..

تابعت حديثي والدموع تملأ عيني: مها..لا تتركيني أرجوك..أنا لا أستطيع العيش بدونك..
اعلم أنني أخطأت معك كثيراً ولكنني أطلب فرصة واحدة..صدقني سأثبت لك كم تغيرت..
أرجوك مها..فرصة واحدة فقط..

لانت ملامح مها وهي تنظر الي..شعرت بشيء من الفرح..هل سامحتني؟؟

أمسكت بكتفيها ولكنها قامت بدفعي بكل قوتها: قلت لك لا تلمسني..

ارتفع صوتها : ان كان حديثك قد انتهى فأعطني المفتاح على الفور..

نظرت اليها بصدمة: ألم تسامحيني؟

نزلت الدموع على خدها: على ماذا أسامحك؟؟
اخبرني؟؟
انها ليست المرة الأولى التي تلقي فيها علي خطابك السخيف هذا..
لقد اعطيتك الكثير من الفرص ولكنك كنت تخذلني دائماً..

وضعت يدها على رقبتها: أنا اختنق من رؤيتك..
اعذارك هذه تشعرني بالاشمئزاز..
لم أعد أحتمل المزيد..لن أعطيك أي فرصة.لقد استنفذت جميع الفرص..

قالتها ثم انفجرت بالبكاء..

أما أنا..قد شعرت بشرخ عميق داخل قلبي..هل تكرهني لهذه الدرجة.؟؟

أيعقل أنها نست كل شيء جميل بيننا؟؟

وضعت يدي على كتفها وقمت بمد المفتاح أمامها وأنا أهمس:هاك المفتاح..

رفعت مها رأسها ببطء وهي تمسح دموعها..

قامت بتثبيت بصرها على يدي الموجودة على كتفها ..

عقدت حاجبي باستغراب..ولكنني سرعان ما ادركت الأمر..كانت تنظر الى الشاش الملتف على يدي..

همست في محاولة مني لاستعطافها:لا تقلقي..لم تعد تؤمني الآن..

نظرت الي بحدة: ومن قال أنني قلقة..

قالتها ثم قامت بسحب المفتاح من يدي..

دفعتني ثم مشت باتجاه الباب لتفتحه..

التفتت الي قبل أن تخرج:انا نادمة لأنني لم أحرق كل خلية من جسدك..

قالتها ثم أغلقت الباب خلفها بكل قوتها..

متمردة..أنانية..ناكرة الجميل..عديمة الاحساس..

لم استطع النوم بالايام السابقة بسبب احساسي بالذنب تجاهها ولكنها لا تستحق ..كيف تفعل هذا بي!!

لقد تنازلت عن كرامتي وبكيت أمامها..

ترجيتها أن تعود وهذا ما تجازيني به؟؟

كانت وردة اما الان فهي شوكة...كانت ماء ارتوي منه اما الان فهي سم لن اقترب منه…

كلمة وحيدة هي التي تستحقها مني :طالق...طالق...طالق..
.
.
.

(هل تمكنت من نسياني يا هوازن؟؟
هل محيت كل مشاعرك تجاهي؟؟
اعلم كم احزنتك وكم اهانتك…
واعلم كم اثرت بكائك ..وكم ليلة غفيت وأنا أسمع أناتك..
اعلم بأنك لم تسمعي مني كلمةً عذبه..
أعلم بأن صوتي لم يكن الا في وجهك عالي ..
أعلم.. وأعلم.. وأعلم .
ولكن وبالرغم من كل هذا أردت التكفير عن ذنبي..
لقد كنت طائشاً في ذلك الوقت..
أنا لم أتمكن من نسيانك..أردتك أن تعودي الي..أردت أن أبدأ صفحة جديدة معك..
حين اشترطت عليك أن تتزوجي بي لرؤية جمان كنت قد عزمت على ان نبدأ سوياً حياة سعيدة مستقرة مع ابنتنا..
طلبت ذللك منك بالرغم من انني أعلم ان امي سترفض..
طلبت ذلك بالرغم من أن الأمر سيفسد حياتي مع زوجتي..
كنت مستعداً لفعل أي شيء من أجل جمان.
أما أنت بالرغم من أنك لم تكملي سنة على زواجك في ذلك الوقت الا انك رفضت التضحية..
كيف تدعين الأمومة الآن؟؟
لا يوجد حد لأنانيتك..
ستدركين يوماً حقيقة زوجك الذي تفخرين به..لن يتمكن من احتمال جمان أبداً..
كانت لديك الفرصة لجعل جمان تعيش حياة مستقرة بين والديها..
ولكنك تسببتي بشتاتها بيننا..
لقد حالت أنانيتك بين سعادتنا..
هل أتحدث أكثر..أم أن هذا الكلام قد أشعرك بالذنب؟
ولكن انتظري ما زلت اسمع قلبي يقول اريدها ان تبكي مثلما بكيت..
ولن اصدهُ هذه المره ..ولن ارتاح الا اذا رأيتكَ تبكين وأكون من فرحتي عليكِ بكيت…
تذكري كلامي جيداً..)

خرجت من الحمام بعد أن قرأت رسالة خالد تلك..لا أعلم ما الذي يقصده من كتابة رسالة كهذه..

هل أصبحت الآن أنا الظالمة!!

اتجهت الى مقعدي من اجل انتظار موعد الجلسة ..ولكن وقبل أن أجلس..

قمت بتمزيق الورقة والقيت بها في سلة المهملات..

التفت الى خالد فوجدته يحدق بي ..

اشحت بنظري عنه فوراً..من الجيد انه رآني وأنا ألقي بها..

أريده أن يفهم بأن رسالته السخيفة لن تؤثر بي..

أو أن هذا ما كنت اريد أن أظهره..

ففي الحقيقة..لقد آلمتني تلك الرسالة كثيراً..احرقت قلبي..

بعد كل مافعله بي اكون أنا المخطئة!!

جلست على كرسيي وأنا أتنفس بعمق في محاولة مني للمحافظة على هدوئي ولكن جسدي كان يرتعش من شدة الغضب..

أمسك أحمد بكفي حين شعر برجفتي: مابك ياهوازن..

رفعت بصري اليه:لا شيء..متوترة قليلاً فقط..

ابتسم أحمد:لا تقلقي كل شيء على مايرام..

لم يكد أحمد ينهي كلمته حتى جاء دورنا للدخول..

دخلنا وبدأت جلست النطق بالحكم..

القيت نظرة الى خالد فوجدته ينظر الي بعتاب قبل أن يجلس على كرسيه..

وفي تلك تلك اللحظات العصيبة..مرفي ذاكرتي كل ما حدث معي من يوم الحادثة..

مرت التفاصيل الدقيقة في ذهني وكأنني أعيش أحداثها الآن..

عاد الى قلبي ذلك الألم..ألم الفراق..

احساس يخنق النفس ويضيق بها..

احساس يعتصر قلبي لينزف جروحه..

والآن ..بعد أن عرفتم قصتي..

من هو المخطئ برأيكم؟؟

من هو الظالم..ومن المظلوم؟؟

لقد فاض بي الحال..أريد أن أشتكي ..


لكن لمن ....


الشكوى لغير الله مذلة...


كل ما أستطيع فعله هو كبت الجراح بداخلي لاشكي حالي لحالي..


آآآآآآه من كل شيئ ...


من الظلم.... والغدر.... وكل شيئ من سوء البشر قادم....

ايها الظالم..

لماذا تظلم؟؟


اريد جوابا مقنعا ليبرر لي ظلمك وافتراءك علي..


لماذا تظلم؟؟


لماذا القيت ذلك الاتهام علي بدون اي دليل قاطع وبدون وجه حق.


اما تخف من دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب؟؟

أريد أن أعلم يا خالد…

كيف تنام..كيف تاكل وتشب..كيف تلهو وتفرح بل كيف تحيا وانت ظالم.

كيف تحيا وقد حرمتني النوم والضحك والسرور..

انظر الى عيني..

الا ترى هذه الدموع؟؟

لقد تجرعت بسببك لوعة الحزن والأسى..بت أتمنى الموت في كل لحظة..

اود أن أفهم..بعد كل هذا تعتبر نفسك مظلوماً؟؟

أنت تعلم جيداً أنني بعيدة كل البعد عن تلك التهمة..

تدرك جيداً أنني طاهرة عفيفة..ولكن انانيتك جعلتك تظهر براءتك انت.وتوقع غيرك في المآزق والعثرات..

المهم في ذهنك انت كيف تنجو..كي تخرج من هذه المآزق..

كيف تريح ذهنك وكيف تحيا..

كيف يكون مظهرك امام الاخرين...


وحل هذا كله في نظرك هو الظلم...

تحيا انت وتميت قلبي..

يسوء مظهري وتتشوه صورتي امام الناس والمهم في رايك انت انت فقط.


ولكن الله سيظهر حقيقتك وحقيقة ظلمك على رؤوس الاشهاد يوم القيامه يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من لقي الله بقلب سليم..


اما أنا.. فلن أهتم لك بعد الأن..سأوكل أمري لله فقط..



ابتسم يا قلبي ..


ووكل امرك لملك الملوك ..

فهو الميسر لكل الأمور ..


وهو الملجأ إذا ضاقت الدروب ..

هتف القاضي:حكمت المحكمة..

وقفنا جميعاً للا ستماع الى الحكم..

في تلك اللحظة..ارتفعت دقات قلبي فخيل لي ان كل من في القاعة سيسمعها..

أغلقت عيني بقوة حين بدأ القاضي بالحديث:تقدمت المدعية هوازن عن طريق وكيلها أحمد تطلب حضانة ابنتها البالغة من العمر تسعة عشر سنة ..بالرغم أن المدعى عليه خالد قد رفض طلب المدعية بحجة أنها متزوجة، الا ان زوج المرأة وهو وكيلها لا مانع لديه من حضانة الفتاة..وحسب الادلة التي قامت الانسة هوازن بتقديمها ضد المدعى عليه بإيذائها وابتزازها لرؤية ابنتها...وحسب الصور التي قام السيد أحمد بتقديمها حيث اثبت ان المدعى عليه قد اعتدى على ابنته بالضرب..بالاضافة لتقارير الطبيبة النفسية حيث اثبتت بأن الفتاة تحتاج لأمها..
وبما أن الفتاة لا تستطيع القيام بشؤونها.. وبما أن المصلحة في بقائها لدى أمها ولأن الحضانة حق للمحضون وليست للحاضن لذا حكمت المحكمة للسيدة هوازن بحضانة ابنتها..

فتحت عيني ببطء...عقلي توقف للحظة..لا أصدق..هل انتهى كل شيء!!

أم هل أنا أحلم!!

أغلقت عيني من جديد..أن كنت أحلم فلا أريد الاستيقاظ أبداً..

ايقظني من صدمتي صوت أحمد وهو يحتضنني ويهتف: مبارك يا هوازن..

مشاعر غريبه غزت قلبي....سالت الدموع على خدي مدراراً..ولكنها دموع فرح..

خرجت من القاعة مع أحمد بسرعة لرؤية جمان..

كانت جمان تجلس على كرسي الانتظار بجانب الطبيبة النفسية..

ركضت باتجاهها واحتضنتها بكل قوتي..

نظرت الى وجهها واخذت أقبلها واستم رائحتها..اريد التأكد من أن صغيرتي بين يدي حقاً..

صغيرتي الجميلة..

سأكون بقربك وحولك دائما اينما كنت ..وأغمرك بحبي واحميك جميلتي ..

كالملاك انت..

ساتمكن من رؤية الابتسامة على شفتيك..

وأخيراً سأسمع ضحكاتك الجميلة الى آخر لحظة من عمري ..

ان دمعت عيناك فسأمسح دموعك بأنامل يدي وأضمك ألي يا نبض قلبي ..

يا صغيرتي .. يا طفلتي ..يا روحي الندية..

يا عذبة كماء الفرات ..وجميلة كما الزهرات..ونقية كضوء النجمات

منذ اليوم ستنامين هاهنا على صدري..


وتصبحين يا حبيبتي ..على سعادة غامرة ..وعلى ضحكة بوجهكِ البشوش ساكنة
وعلى حياة لمثلكِ هادئة ..


لا أعلم كم مضى من الوقت وأنا أحتضن جمان هكذا..ولكنني تمنيت أن يتوقف الزمن في تلك اللحظة,,

وصلني صوت جمان الباكي: ماما لماذا تبكين..

ابعدتها عن حضني ثم قمت بتقبيلها: انها دموع الفرح يا حبيبتي..صغيرتي.منذ اليوم ستعيشين في منزلي مع بابا أحمد.

هتفت جمان بفرح: حقاً!!

أومأت برأسي..

عقدت جمان حاجبيها: وبابا خالد..

أمسكت يدها:لن يفرقنا أحد حبيبتي..بابا خالد لن يعترض..

وجهت جمان نظرها الى خالد ثم همست بحزن: لماذا يبكي بابا؟؟

التفت الى خالد باستغراب لأرى فصدمت مما رأيت..لقد كان خالد يبكي حقاً!!

التفتت جمان الى أحمد:بابا أحمد..ان اتيت للعيش معكم فسأتمكن من زيارة بابا صحيح..

أومأ أحمد برأسه : بالطبع يا عزيزتي..

لم يكد أحمد ينهي حديثه حتى قامت جمان بدفع يدي لتركض بسرعة فالتفت اليها وأنا أهتف: جـــمـــان..
.
.
.
لقد ربحت هوازن القضية!!

جمان ستذهب لهوازن..لا أستطيع التصديق ...أكاد أجن!!

رغم أني تمنيت أن تكسب القضية كي لا أضطر لتسليم جمان بنفسي الا انني شعرت بإهانة كبيرة.

ودت أن أصرخ: جمان ابنتي ولن أسمح لأحد بأخذها..

بقيت متصلباً بمكاني حين نطق القاضي بالحكم..حاولت الاعتراض ولكنهم تجاهلوني..

التفت الى هوازن فاحترق قلبي أكثر وأنا أرى زوجها يقوم بتهنئتها..

خرجت هوازن بعدها لرؤية جمان..

أما أنا ..فقد خرجت من القاعة بخطوات بطيئة..

لقد انتهى كل شيء..

قلبي يتمزق ولساني عاجز عن الصراخ..

جلست غلى أحد الكراسي وأنا أتأمل منظر جمان في حضن هوازن..

حين رأيت لفرح على وجه جمان..نزلت دموع كنت اخجل منها دائماً..

مالذي دهاني..أنا لا أبكي عادة..ولكن فيما يخص جمان..تنزل دموعي بدون أن أشعر..

قمت بتغطية وجهي بكفي في محاولة مني لاخفاء وجهي..لا أريد أن يعلم أحد ببكائي..لقد اهدرت كرامتي..

شعرت بيد ناعمة تتحسس شعري..

رفعت رأسي ببطء لأرى جمان تقف أمامي والدموع تملأ عينيها…

همست بصوت متهدج: لا تبكي بابا...ان بكيت فسأبكي أنا أيضاً..

مسحت دموعي بسرعة: كلا يا صغيرتي أنا لا أبكي..

جلست جمان على ركبتيها أمامي ثم وضعت رأسها على حضني :لقد قالت ماما أنني سأعيش في منزلها مع بابا أحمد..هل ستسمح لي بابا؟؟

نزلت دمعة من عيني وأنا أجيبها بصوت مختنق:نعم يا صغيرتي..سامحيني..اردتك أن تعيشي معي ولكن يبدو انك لا تحبين البقاء في منزلنا..

نظرت جمان الي بحزن: كلا بابا..أنا أحبك..

ابتسمت ببراءة:لقد قال بابا أحمد أنه سيسمح لي بزيارتك دائماً..

نظرت الى أحمد بحقد..ذلك الحقير هو سبب ألمي الآن..

قام أحمد بمناداة جمان:جمان هيا لنذهب الى المنزل..

نظرت جمان الي ثم قامت بتقبيلي مرة أخرى:عدني يا بابا أنك لن تبكي,,

اجبتها بهمس: لن أبكي..

ابتسمت ابتسامة حزينة: ان بكيت يا بابا فسأبكي أنا…

قبلت رأسها: لن أبكي يا صغيرتي..

ابتسمت جمان ..ثم بدأت تلوح لي: الى اللقاء..

لوحت لها بابتسامة ايضاً ولكن قلبي كان يصرخ....

سأريك يا أحمد..سأنتقم منك صدقني..

لقد أحرقت قلبي على ابنتي وكذلك سأفعل أنا..

سأجعلك تشعر بألمي..سأحرق قلبك على ابنتك أيضاً...

وسترى..

.
.
.

لقد انتهى كل شيء..انتهت سنوات الظلم..وعادت جمان للخالة هوازن..

الا يفترض أن أكون فرحاً؟؟

لقد تمنيت دوماً أن تعود جمان لأمها لأتخلص من احساسي بالذنب..

اعتقدت انني سأرتاح أخيراً ولكني كنت مخطئاً..

لقد ازداد عذابي.لقد اخبر خالي أمي بأن خطبتي بحنين قد انتهت.

غضبت أمي كثيراً وحاولت مواساتي دون أن تعلم انني المتسبب بإنهاء هذه الخطبة..

والآن..يريدني خالي أن أنسى جمان…

ولكن كيف؟؟

هل سيتحمل قلبي تجاهل وجودها في منزل خالي؟؟

هل سأتمكن من نسيان أمرها حين أذهب لزيارته؟؟

جمان..

كيف السبيل لكي أنساك..بعد أن تغلغلتِ بأعماقي وسكنتِ مدخل وريدي؟؟

أنتِ عبير قلبي..

جمان.. .

بمجرد تخيلي للابتعاد عنك..

غابت الابتسامة عن قلبي..وتوغل الحزن بداخلي..

اعتقدت انني سأتمكن من نسيانك بعد المحكمة..

ولكن لا..

لقد ازدادت اللوعة والاشتياق..ويخالجها كثيرا من الاختناق..

لا زال قلبي ينبض بحبك..

ولا زالت مشاعري تصفدها أغلال قيودك..

لا زلت أحلم بكِ كل ليله..

بربك ماذا افعل انا فقد حطم قلبي الفراق ..

مزقني اصبحت لاشيء..

لا اراني ابداً بدونك حتى انني ﻻ ارى شى من الواقع اصبحت انت كل شى اراه , فقط اتخيلك .

اتخيل ضحكتك التي تخلق بقلبي الف والف سعاده ...

توجهت نحو غرفتي بالمشفى وأنا شارذ الذهن..ولكن ايقظني من تفكيري ذلك الصوت خلفي:انت الدكتور يوسف إذا؟؟
.
.
.

اليوم هو اليوم الأول لبيتنا بدون جمان..الهدوء قاتل لا يحتمل..

حتى رغد..بالرغم من أنها تتشاجر مع جمان دائماً الا انها اخبرتني أنها تشعر بالوحدة..

أما أنا..فلم أتحدث مع أي أحد اليوم..كنت أعيد حساباتي..

تدور في ذهني العديد من الأشياء..لا أريد أن تتعلق جمان بأحمد..

جلست وحدي وأنا أفكر..هل رفضت لجمان أي طلب من قبل؟؟

كنت قد رفضت ذهابها لأمها ولكنها تجاهلتني..

ولكنني تذكرت طلباً آخر..بعد تفكير عميق..قررت تلبية طلبها لسبب مهم..

طلبها هو الانتقام المناسب من أحمد…

ذهبت الى المشفى لمقابلة الدكتور يوسف..تمكنت أخيراً من معرفته..

قامت احدى الممرضات بإرشادي لباب غرفته فجلست أمامها انتظر قدومه..

رأيت فتى يمشي باتجاه الباب فقمت بسؤاله:انت الدكتور يوسف إذا؟؟

التفت يوسف الي باستغراب: نعم أنا هو…

وقفت ثم قمت بمد يدي لمصافحته...

نظر يوسف الي بصدمة ثم صافحني بتردد.

ابتسمت له:اريد التحدث معك بأمر مهم..هل أستطيع الدخول؟؟

تلفت يوسف حوله بارتباك ثم اجابني:تفضل..

فتح يوسف باب الغرفة ودخل ودخلت خلفه..

جلس على مكتبه ثم نظر الي باهتمام..

جلست أمامه وأنا أتفحص ملامحه..

عقدت حاجبي..ملامحه مألوفة جداً..

اتسعت عيناي من ذلك التخمين في ذهني..

سألته بصدمة: الست ذلك الفتى يوسف..جارنا..

بهتت ملامحه بدون أن يرد..

اتسعت ابتسامتي: بلى أنا متأكد..اذكر حين اصطدمت كرتك في رأسي ...لقد صرخت عليك حينها ومن يومها وانت تخاف من رؤيتي …لقد كنت تركض لمنزلك كلما رأيتني

قلتها ثم ضحكت لهذه الذكرى..

ابتسم يوسف: نعم يا عم..لم أتوقع ان تتعرف علي..

وضعت يدي على ذقني:انظر الى الدنيا..واصبحت طبيباً أيضاً..

ابتسم: لازالت في بداية طريقي..

رفعت حاجبي وأنا أسأله: ولكنك طبيب أطفال..ماهي علاقتك بحالة جمان..

ارتبك كثيرا وبدأ يتلعثم بكلامه:لا يوجد علاقة..ولكن حالة جمان معجزة في الطب..لذلك كانت محط الاهتمام من الجميع هنا..

رفعت حاجبي:ولكن حسب قول جمان انك تهتم بها كثيراً..اخبرتني انك كنت تشتري لها الكثير من الألعاب..كما أنك قد أخذتها لأمها حين طلبت ذلك..

رد يوسف بارتباك:اا..في ذلك اليوم..لم أعلم كيف أتت جمان..وجدتها وحدها لذلك..

قاطعته:لا تهمني أسبابك..يهمني شيء واحد فقط..ماهي مشاعرك تجاه جمان..

نظر الي بصدمة:ما الذي تقصده…

زفرت: هل تريد اقناعي انها كأي مريضة في هذه المشفى؟؟
سؤالي واضح..هل تكن لجمان مشاعر خاصة؟؟

نظر الى الأرض :عمي..لقد كنت اهتم بجمان لأنني أعرفها منذ الطفوله..هذا هو الأمر فقط..

كتفت يدي على صدري:لست مقتنعاً بكلامك..

نظر الي وهو يعقد حاجبيه..

تابعت حديثي: سأكون أكثر وضوحاً معك..لقد أتيت لأسألك شيئاً: هل تريد الزواج بجمان؟؟

اتسعت عيناه بصدمة..نظر الي بدون أن يرد..حين رأيت صمته تابعت حديثي:اريد اجابتك نعم أم لا.

أبعد بصره عني بدون أن يرد..

وقفت من كرسيي:افهم انك لا ترغب بالأمر..حسناً اذا ..أنا متأسف لأزعاجك…

قلتها وأنا أهم بالخروج من الغرفة…

استوقفني صوته وهو يهتف:ان كنت ارغب بالأمر..فهل ستوافق عليه..

ابتسمت بداخلي..بالطبع سأوافق..فزواجه من جمان سيتسبب بمشكلات بين هوازن وأحمد...ان كان يريد جمان.فيجب أن يتخلى عن ابنة أحمد..

التفت اليه لأجيبه:سأوافق ولكن لدي شروط..

اجابني بارتباك :أي شيء عمي..

نظرت اليه بحدة: أولاً..لقد علمت بأنك قد خطبت ابنة خالك..بالطبع لن أسمح أن تكون هناك زوجة أخرى مع ابنتي..
والشرط الثاني..ان تنتظر خمس سنوات على الاقل حتى تتزوجها..حتى ذلك الوقت ستكون جمان أكثر نضجاً..هذه الشروط هي الأهم..ان وافقت عليها..فسأوافق على زواجك بها..

رفع يوسف بصره الي ثم رد بثقة: أنا موافق…
.
.
.

الحمد لله رب العالمين..القائل في محكم كتابه وهو خير العادلين(يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم القصاص في القتلى..الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى..فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بمعروف واداء اليه بإحسان..ذلك تخفيف من ربكم ورحمة..فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب عظيم..ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب لعلكم تتقون)

والصلاة والسلام على نبيبنا محمد القائل: ( حد يقام في الأرض خير للناس من أن يمطروا ثلاثين أو أربعين صباحا)

وبعد:قبل خمس سنوات من الآن قام المدعو نادر معتز..بقتل المغدور عادل...في مدينة جدة..بعد شجار دار بينهما في داخل المنزل..وقد قام الجاني بإخفاء الجثة وتضليل السلطات..وبعد أن رفع الأمر الى الهيئة الشرعية..وبعد المداولة.وسماع الشهود..والكشف عن موقع الجريمة وسرد الادلة..

اصدرت الهيئة الشرعية قرارها القاضي بتجريم المدعى عليه نادر معتز بجناية القتل العمد..للمغدور عادل…

والحكم عليه بالقتل قصاصاً ضرباً بالسيف..

حيث أن المدة التي حددها القاضي الشرعي للتنفيذ قد مرت..واتخذ فيها كافة الاجراءات اللازمة..

وسيتم تنفيذ قرار الاعدام في هذا اليوم..

لا أعلم لماذا كان يخفق قلبي وأنا أسمع ذلك الخطاب..بالرغم من أنني كنت أنتظر اليوم الذي يموت فيه نادر الا انني شعرت بشيء من الحزن..

أنا هنا أقف بين هذه الجموع بعد أن قمت بتغطية وجهي,..بدأت أقلب نظراتي بين نادر ووالده..كنت أراقبه من مسافة بعيدة..لم أرد أن يراني كي لا يعتقد أنني جئت شامتاً..

لقد حاول الدكتور معتز في الخمس سنوات الماضية أن يبذل جهده لتبرئة ابنه..

ولكن اخفاء نادر للجثة لم يكن في صالحه..ربما لو قبض عليه فور موت عادل لكانت عقوبته أخف..ربما وقتها سيصدقونه بأنه قتله خطأً..أما الآن..وبعد أن أخفى الجثة..اعتبر قتله عمداً..

وبما أن والدته وأخواله قد رفضوا التنازل..اتخذ بحقه قرار الاعدام..

بدأ صوت نادر يتعالى بعد أن أنهى الشيخ خطابه..

لقد كان جاثياً على ركبتيه مغمض العينين وهو يصرخ: أنا برئ..أنا برئ..

لم يتمكن السيد معتز تحمل رؤية ابنه هكذا...لا ألومه..فقدان الابن صعب جداً..لقد فقدت طفلة من قبل وبالرغم من أنها لم تولد الا انني تألمت كثيراً..ولكن الثمرة الفاسدة بجب أن تقتلع..

اغمض الدكتور معتز عينيه ثم ابتعد عن المكان وهو يبكي..

ابعدت نظري عنه واعدت النظر الى نادر لأرى ذلك الرجل يقف بيمينه ثم يهوي بسيفه على رقبته ليقطع صوت صراخه..وتفيض روحه الى بارئها…

أغلقت عيني بقوة عند مشاهدة هذا المنظر,شعرت بإحساس غريب...مهما بلغ كرهي لنادر..ولكنه يضل انساناً..ان تزهق روح أمام عينك ليس أمراً هيناً..مشيت باتجاه سيارتي وأنا أفكر…

يقال أن الشخص يدرك ما حوله لعشر ثوان بعد أن يفصل رأسه عن جسده..ياترى..مالذي مر في ذهن نادر في تلك الثواني العشر؟؟

هل شعر بالندم؟؟؟

توقفت أمام باب المنزل وبدأت أصعد الدرج بخطوات ثقيلة..لم أكن أعلم أن رؤيتي للاعدام ستؤثر بي لهذه الدرجة..

فتحت باب الشقة..فاستقبلني صوت هتاف مرح من طفلتي: بــــــــــابــــــــــا..

مددت يدي باتجاهها ثم قمت برفعها عالياً في الهواء..

ضحكت ابنتي فرح ببراءة فاحتضنتها بشدة والدموع تملأ عيني..

صحيح انني فقدت طفلتي من قبل..ولكن الله عوضني بابنتي فرح..

وصلني صوت سارة وهي تضحك: مالأمر..هل اتتك نوبة حنان مفاجئة..

نظرت اليها بعينين دامعتين..

عقدت سارة حاجبيها: ما الذي حدث مروان..

حدقت بها لفترة وأنا أفكر بالسيد معتز..نعم..لقد شفيت سارة بحمد الله..

بعد القبض على نادر بعدة أسابيع..اخبرني مديري بالمشفى بأن هناك فاعل خير يريد التكفل بعلاج سارة..

فرحت كثيراً ولم أرفض الأمر بالطبع..ولكن وبعد انتهاء فترة علاجها.أدركت أن فاعل الخير ذاك لم يكن سوى السيد معتز..

بالرغم مما سببه نادر من مشكلات..الا أن السيد معتز هو سبب سعادتي الآن..رؤيته حزيناً اليوم جعلتني أشعر بالذنب..

همست لسارة بهدوء:سارة..يوجد في الجزء الذي نعرفه من الكون الكثير من الظلم..ولكن..لابد للظالم أن ينال عقابه ولو بعد حين…

عقدت سارة حاجبيها..

نظرت الى عينها ثم تابعت حديثي:لقد تم اعدام نادر اليوم…

بهتت ملامح سارة ثم اشاحت بنظرها عني ومشت باتجاه الغرفة..

تبعتها باستغراب..ما الذي حصل..هل غضبت؟؟

دخلت الى الغرفة فوجدتها تمسح دموعها...التفتت الي ثم اشارت الى صورتنا مع طفلتنا فرح:هل تذكر يامروان..حين التقطت هذه الصورة اخبرتني أن ننسى كل مافات..

اخذت نفساً عميقاً ثم تابعت حديثها :لا اريدك ان تتحدث عن نادر بعد الآن..لا اريد تذكر اي شيء ينغص حياتنا...انا وأنت عشنا قصة حب لا تتكرر بين مريضة وطبيبها ..هذا ما اريد تذكره فقط.. .

ابتسمت لها:اعذريني..

ايتسمت سارة وسط دموعها ثم حاولت تغيير الموضوع:مروان..أريد الذهاب الى السوق..تنقصني بعض الحاجيات من أجل زفاف صديقك...

اجبتها: أوه..حسناً..أنا متفرغ اليوم ان كنت تريدين الذهاب..

اجابتني بابتسامة عذبة: سأكون جاهزة بعد صلاة العشاء..هل الوقت مناسب..

اومأت برأسي: مناسب جدا..

شهقت سارة: لقد نسيت الغداء..ارجو ان لا يحترق…

قالتها ثم ركضت الى المطبخ..

افففف اكره الاسواق..ولكن زواج يوسف بعد اسبوعين..وصدف ان قامت مها بدعوة سارة لتحضر زفاف ابنة اخيها..

لقد اكتشفت ان هناك قرابة بين زوجة يوسف ومها..

أليس أمراً عجيباً؟؟
.
.
.

أقبلت..حسنها ما أبهره..
أقبلت ..حسنها ما أذهله..

أقف في ذلك الممر وحدي وانظار الجميع متجهة الي..

شعرت بالتوتر من نظراتهم..رغبت بالبكاء ..

نظرت أمامي فوجدت يوسف يقف مع ماما..

هتفت ماما :أمشي يا جمان…

بدأت أمشي على انغام الاغنية..

اقبلي شمس الكواكب...لاتبالي بالعواقب
درة الحسن المصفى ..مهرة الحور الكواعب
مهرة الحور الكواعب..

لم أستطع المشي أكثر بسبب هذ الحذاء السخيف..أكره الكعب العالي..

لوح يوسف لي: هيا يا جمان امشي بسرعة..

أومأت برأسي وبدأت أركض..ولكنني سقطت على وجهي أمام انظار الجميع..

بدأت النساء بالضحك فشعرت برغبة بالبكاء..لا تضحكوا علي..

أمسكت لين بكتفي وهي تنادي باسمي: جمان..جمان..جمان..جمان..

فتحت عيني ببطء..

الحمد لله..لقد كنت أحلم..

ابتسمت لين: هيا ايتها العروس ..يجب ان تذهبي لمصففة الشعر..لقد تأخرتي..

جلست على السرير بسرعة..تزاحمت الدموع في عيني: لين أرجوك..اريد أن أخذ حذاءك..انا اكره الكعب العالي..لقد سهرت طوال الصباح وانا اسمع الاغنية واحاول المشي بذلك الحذاء السخيف ولكنني ابدو كالبطريق وانا امشي به..ارجوك لين..اريد ان ارتدي حذاءك..

أومأت لين برأسها:حسناً لا بأس..ولكن هيا تعالي لنصلي ثم اذهبي للاستحمام..ستأتي اختك لأخذك بعد ساعة..

نهضت من السرير وذهبت للصلاة والاستحمام استعداداً لحفل زفافي...انا سعيدة..سأصبح عروساً اليوم..لقد اشترت ماما لي فستاناً جميلاً جداً..

بعد ان انتهيت من الاستحمام أردت أن آكل شيئاً ولكن لين ركضت باتجاهي وهي تحمل عباءتي:جمان اختك تنتظر في الأسفل…

اجبتها بإحباط: ولكنني جائعة ..أريد أن آكل..

وضعت لين العباءة في يدي: ليس الآن..تستطيعين الأكل هناك هيا بسرعة..

ارتديت عباءتي ثم نزلت إلى رغد وانا غاضبة
..انني اتضور جوعاً..

افففف
.
.
.

اليوم ستتزوج جمان..

لا اصدق ان تلك الخرقاء ستتزوج..

لم يخطر في ذهني ان ابي سيوافق على طلبها..

ههه الحياة سهلة جداً بالنسبة لتلك الفتاة ..لا احد يرفض أي طلب لها..

يريدني ابي ان اذهب معها لتصفف شعرها….انه يريد تجهيزها في افخم واغلى محل..يقول ان والدتها قد حجزت في محل رخيص ولن يقبل لجمان ان تجهز به..

حسنا ..لا يهمني ان حجز لها في اي مكان...ولكن لماذا يريد مني الذهاب معها!!!

لماذا أنا!!

المرة الوحيدة التي ذهبت فيها معها تشاجرنا وقامت بقص شعري..خائفة مما سيحدث الآن..

بقيت انتظر قدومها مع فارس اسفل منزلهم..نزلت اخيراً ولكنها ما ان ركبت السيارة حتى بدأت بالتذمر:لماذا اتيتم مبكرين..انا جائعة واريد أن آكل..

رد فارس:يمكنك الأكل هناك..ان لم تذهبي الآن فسنتأخر..

كتفت يديها على صدرها:اففف..كنت أريد الذهاب مع ماما..

زفرت وانا ارد عليها :كفي عن التذمر..انا ايضاً أتيت مكرهة لعلمك فقط..

نظرت الي بغضب:ان قمت بإفساد شعري مرة اخرى فسأخبر يوسف ليضربك.

ضحكت:كلا لا تقلقي لن أتدخل على الاطلاق….

ابعدت جمان نظرها عني بدون أن ترد…

فكرت بتغيير الموضوع فسألتها عن نقابها..انها المرة الأولى التي الحظ بها ان جمان تقوم بتغطية وجها!!

سألتها باستغراب: جمان..لماذا تقومين بتغطية وجهك..

اجابت بحماس: أبدو كبيرة هكذا صحيح!!
لقد اخبرت ماما اني اريد ذلك مثل لين وحنين ..

ابتسمت باستهزاء..ما الفائدة ان كانت تبدو كبيرة وهي بهذا التفكير…

وصلنا الى وجهتنا أخيراً...

نزلنا معاً ودخلنا الى غرفة الانتظار..شعرت بالملل فأخرجت سماعتي وبدأت اتابع مسلسلاً جديداً لأتسلى..لا أعلم كم مضى من الوقت...ولكن مصففة الشعر قد خرجت وسألتني:هل أنت جمانة..

رفعت بصري اليها وانزلت السماعة لأجيبها: كلا هذه هي..

قلتها وأنا أشير بجانبي ولكني حين التفت لرؤيتها لم أجدها..

لقد اختفت!!
.
.
.

اليوم هو يوم زفافي انا وجمان..

لا اكاد اصدق..انه كالحلم الجميل..رغم كل الصعوبات التي واجهتنا الا اننا سنتزوج أخيراً..

حين أخبرت أمي انني أريد الزواج بجمان فوجئت كثيراً..لم يعجبها هذا الأمر فجمان ليست أهلاً للزواج كما تقول..

حينها حاولت أن اتناسي الأمر ..فسيكون أمراً صعباً مواجهتي لخالي..

ولكنني فوجئت به بعد عدة أسابيع يخبرني بأنه سيوافق على تزويجي بجمان مادام أبوها موافقاً..

كان أمراً جنونياً..تفاجأت من تغير موقفه فجأة..

هه ولكنني اكتشفت فيما بعد أن جمان كانت تلح عليهم يومياً وتخبرهم أنها تريد الزواج..فحين ذهبت لزيارة العم خالد أخبرها أنه موافق على تزويجها ..

تمت خطبتنا منذ خمس سنوات..ولكن وحتى هذه اللحظة...اشعر بأن الجميع متعجب مني لأنني أريدها..

لا أحد سيتمكن من فهمي..

أنا استمتع كثيراً حين أشعر باحتياجها لى .

انها تظن أننى أمنح دون مقابل،وأننى سخي كريم..

ولكن فى الواقع انا من أحتاج إليها..

فأنا طفل وحيد تائه..يبحث عن طفولته المنسكبة فى عينيها..

رؤيتي لبراءتها تعيد الى روحي طفولتها..أنى لي أن أجد حباً أطهر من حبها في هذا الزمن…

رن هاتفي..فاتسعت ابتسامتي حين وجدت بأن المتصل لم يكن سوى جمان..

اجبت عليه:ما اجمل هذا اليوم الذي أسمع به صوتك..

توقعت أن تضحك خجلاً كالمعتاد ولكنها أجابت بصوت باكي: يوسف تعال وخذني من هنا..

عقدت حاجبي: ما الذي حدث صغيرتي؟؟

صرخت بانفعال:انا جائعة ولكنهم يرفضون اعطائي أي طعام..

سألتها باستغراب:اين أنت الآن..

اجابت:ذهبت مع رغد لأصفف شعري..فذهبت للكفتيريا لأخذ بعض الطعام ولكنهم يرفضون اعطائي..

ابتسمت: وهل تملكين نقوداً؟؟

صرخت جمان: أنا عروس..والعروس تأخذ ماتريده..تعال واضربهم يوسف..

ضحكت: هههه جمان..يجب أن تدفعي نقوداً لتأكلي..

اجابت بصوت باكي: انا جائعة لماذا لا تفهم..جميعهم هنا لا يصدقونني..الم تخبرني أن العروس تفعل ما تريده؟؟

زفرت بضجر..لا فائدة من الحديث معها..سألتها:جمان..هل الخالة هوازن بجانبك؟؟

ردت علي:كلا ماما في المنزل لقد اتيت مع رغد..

اجبتها بهدوء: حسناً أطلبي من رغد بعض النقود…

اجابت: أنا لا أعرف أين هي..

سألتها باستغراب: هل ذهبت للكافتيريا وحدك؟؟

ردت علي: لقد اخبرت احدى النساء انني جائعة فأحضرتني هنا..

ابتسمت: حسناً اتصلي على رغد..

صمتت قليلاً ثم اجابت: لا أعلم كيف اتصل عليها.

زفرت: جمان هل تمزحين؟؟

اجابت ببراءة: كلا ..

رفعت حاجبي:وكيف اتصلتي علي اذا..

زفرت بغضب:هل أنت غبي..لقد قمت بوضع صورتك لكي اتصل عليك هل نسيت ..

ابتسمت:نعم نسيت..حسناً..اغلقي السماعة الآن..ولا تخرجي من الكافتيريا سأخبر رغد لتأتي اليك..

همست:حسنا..

اقفلت الاتصال ثم قمت بالاتصال على الخالة هوازن لأخبرها بالأمر..فأنا لا أعرف رقم رغد…

.
.
.

دارت الأيام والليالي...وكبرت صغيرتي المُقربة إلى قلبي.. .
لم اعلم بان الأيام تتسارع في حياتي بشكل كبير..بالأمس كانت طفلتي قريبة مني وملتصقة بي …

واليوم مشيئة الرحمن اختارت طريقها الجديد..

لم أتخيل أن يأتي اليوم الذي أزف به جمان عروساً..

تشويش أصاب فكري واحساسي وجميع جوانحي …

لا اعلم.. هل أنا سعيدة.. ام حزينة لبعادها ..

اسال الله العلي القدير ان يسعدها في جميع أمورها..

رن هاتفي..فأجبت عليه..لقد كان يوسف: مرحباً..

وصلني صوته: مرحباً خالة هوازن..اعذريني لاتصالي الآن..ولكن جمان ضائعة..

عقدت حاجبي: ماذا؟؟ .

رد علي: لقد اتصلت جمان علي منذ قليل..ذهبت الى الكفتيريا ولا تعرف أين أختها لقد ضاعت عنها هل تملكين رقم اختها؟؟

اجبته بارتباك:اوه..نعم..

رد علي: لقد طلبت من جمان أن تبقى في الكافيتيريا اتصلي عل اختها حالاً..

-حسناً سأحدثها الآن.. قلتها ثم أقفلت الخط واتصلت على رغد..
.
.
.

كنت أمشي وأدور حولي كالمجنونة وأنا أبحث عن جمان...أين يمكن أن تذهب هذه الفتاة..

المشكلة أنني لا أملك رصيداً كافياً لأتصل عليها..

هل يمكن أن تكون قد خرجت من هنا...افف يا جمان اففف..

رن هاتفي معلناً مكالمة من الخالة هوازن..

عضضت شفتي.ماهذه الورطة..ماذا ان كانت تريد جمان…

اجبتها بارتباك:مرحباً..

ردت علي بسرعة:صغيرتي رغد..ان جمان تائهة عنك..

اجبتها بخوف:كيف عرفتي؟؟

ضحكت بهدوء: انها تنتظرك في الكافتيريا..

زفرت بارتياح:حقاً هذا جيد سأذهب اليها حالاً..

اقفلت الخط ثم ذهبت مسرعة الى الكافتيريا..كيف غاب هذا الأمر عن ذهني ..لقد أخبرتني جمان أنها جائعة..

فتحت باب الكافتيريا فوجدت جمان تجلس على أحد الكراسي مكتفة يدها على صدرها وملامح الغضب بادية على وجهها..

ذهبت اليها بسرعة: جمان..لماذا ذهبتي بدون أن تخبرني..

نظرت الي ثم صرخت:أنا جائعة..ولكنهم لا يعطونني الطعام..اخبرتهم انني عروس ولكنهم لم يصدقوني..

نظرت اليها بحدة:اششش لا تفضحينا..ان كنت تريدين شيئاً يجب أن تدفعي ثمنه..

ارتفع صوتها أكثر :ولكنني عروس..

وضعت يدي على أذني فقد ازعجني صوتها:افف فهمت بأنك عروس..ارجوك اصمتي كي لا نفضح أكثر..

اشتريت لها الكورسون مع عصير البرتقال ثم ذهبت معها لتضع المكياج..

أرجو أن يمر هذا اليوم بدون أن تحدث جمان مشكلات أكثر..
.
.
.

وقفت أمام غرفة يوسف وأنا أتأمله بابتسامة...وأخيراً سيتزوج ابني..

رغم أنني كنت معترضة على هذا الزواج في البداية ولكن رؤية يوسف سعيد هكذا قد اراحتني…

ان فكرت بالأمر..

جمان مهذبة وبريئة..كما انها تحبني كثيراً..

انى لي ان أجد زوجة له تحترمني بقدرها؟؟

بالاضافة لأن منزلنا هادئ جداً..واشعر فيه بالوحدة في اثناء ذهاب يوسف لعمله..

حين تسكن جمان معنا ستضفي لمنزلنا شيئاً من الحيوية..

اتمنى لهما التوفيق..
.
.
.

دخلت جمان الى القاعة مع اختها في الساعة الثامنة فاستقبلتهما بالزغاريد..

نزلت رغد بعدها الى القاعة وبقيت أنا مع جمان لمساعدته في ارتداء فستانها..
وحين اردت مساعدتها في ارتداء حذائها بدأت بالتذمر: ماما ..انا لا اريد هذا الحذاء.اريد ان آخذ حذاء لين ..هذا الحذاء يزعجني..

اجبتها بحلم: ولكن يا حبيبتي تحملي قليلاً..ان لم ترتديه فستبدين قصيرة جداً بجانب يوسف..

زفرت جمان بضجركلا لن أبدو قصيرة..اعطني هاتفي ..سأتصل على يوسف وأخبره أن لا يرتدي حذاءً عالياً.

ضحكت وأنا أجيبها: كلا لن يرتدي حذاءً عالياً ولكنه أطول منك..

مطت شفتيها: حسناً أنا أريد لين..لقد أخبرتني أنها ستعطيني حذاءها..

زفرت ثم أجبتها:ان لين في الغرفة المجاورة ..لازالت تصفف شعرها..سأخبرها أن تأتي لرؤيتك بعد أن تنتهي..

اجابت جمان بحزن:أخاف أن أسقط من هذا الحذاء..

ابتسمت لها : لن تسقطي ..حسناً..ستلتقطين الصور به فقط..وبعدها قومي بنزعه ان شئت ..

قتح باب الغرفة ثم وصلني صوت رغد: خالة هوازن..لقد اتصل أبي وأخبرني أنه في الخارج..يريد رؤية جمان..

نظرت اليها: أوه ..حسناً..

اعدت نظري الى جمان: سيأتي أبوك الآن..سأنزل أنا..سأعود اليك حين يخرج بابا حسناً..

أمأت برأسها: حسناً…
.
.
.
دخلت الى غرفة جمان لرؤيتها بعد أن وصلت الى القاعة..التفتت الي وهي تهتف:بابا..

اتجهت نحوها وقبلت رأسها بهدوء:ما هذا الجمال يا حلوتي..
نظرت الى الارض وهي تبتسم بخجل..

رفعت الكيس الموجود بيدي: انظري لقد اشترى بابا لك بعض الهدايا..

ابتسمت جمان:ماهي؟؟

اجبتها:احضرت الكثير..سأفتح لك واحدة ..وباقي الهدايا سترينها حين تعودين الى المنزل..

قلتها وأنا أخرج طقم الذهب الذي أحضرته من الكيس..

نظرت الى الطقم الذي ترتديه..يبدو جميلاً عليها ولكنني أريد أن ترتدي ما أحضرته أنا لها..

رفعت حاجبي: ماهذا العقد الذي ترتدينه..انظري قد اشتريت لك عقداً أجمل بكثير..

تحسست جمان العقد الملتف حول رقبتها: ولكن ماما تقول أنه جميل جداً..

اجبتها بضجر: ماما لا تفهم بهذه الأمور..ثقي بي ..الطقم الذي أحضرته لك أفضل…

بدأت أنزع العقد عن رقبتها ثم قمت بتبديله بالطقم الذي قمت بشراءه..

ابتسمت برضى وأنا أنظر اليها..فقد أرضى مظهرها كبريائي..
.
.

خرج بابا من الغرفة وبقيت وحيدة بها..اففف لماذا لم تأتي لين..أنا أريد نزع هذا الحذاء السخيف..

حاولت الوصول الى الحذاء ولكن فستاني كبير جداً ..لا استطيع رؤية قدمي..لقد قالت ماما ان لين وحنين في الغرفة المجاورة..ربما نست ان تناديهم..

وقفت بصعوبة ثم خرجت من غرفتي..

تلفت حولي لأبحث عنهم فوجدت باب الغرفة بجانبي مفتوحاً..

مشيت اليها فتمكنت من رؤية لين وحنين تجلسان على الأريكة..

فتحت الباب ببطء كي لا يلحظا وجودي..اريد افزاعهما..ولكنني سمعتهم يتحدثون عني!!

قالت لين لحنين:لا استطيع التصديق ان يوسف سيتزوج بجمان حقاً..كيف وافقت عمتي على أمر كهذا..

زفرت حنين: الم تري كيف كانت الغبية جمان تصرخ بأنها تريد الزواج..

ردت لين بارتباك:حنين...الا تشعرين بالحزن من هذا الزواج..انا اعني.انك كنت ستتزوجين بيوسف..

ضحكت حنين: ههه ولماذا احزن..غبيان يريدان الزواج ماشأني بهما..

لم أستطع أن أسمع أكثر..استدرت لأعود لغرفتي..لماذا يقول الجميع بأنني غبية..

دخلت الى الغرفة وأنا أريد البكاء..اردت أن أتصل على يوسف ولكن ماما قد أخذت هاتفي..افففف
.
.
.
منذ خرج العم خالد من غرفة جمان وهو يتباهى أمامي بالتحضيرات التي قام بها من أجل الزفاف..

كنت ابتسم له طوال الوقت مدعياً الاهتمام ولكنه بدأ يزعجني بحديثه:هل رأيت العقد الذي ألبسوه لها؟؟
أشك في كونه ذهباً..رغم أنني أعطيتها المال من أجل تحضيرات زفافها ولكن يبدوا انهم قاموا بشراء أرخص شيء لها..يريدون احراجي ولكنني لن أسمح لهم بهذا..لقد قمت بشراء طقم فخم من أجلها..ولو كان بيدي لقمت بتغيير فستانها..

تحول صوته لنبرة استهزاء:هه ابنتي انا ترتدي فستاناً رخيصاً!!

زفرت بضجر:لقد قامت جمان باختيار فستانها ..خالي لم يقصر معها بشيء..

نظر الي بحدة:وهل قلت انه قصر معها..ما اقصده أن شخصاً مثله لن يتمكن من شراء ثوب فخم لها..

ابعدت نظري عنه بدون أن أرد..كم أكره الرجال أمثاله..كل مايهمه هو المظاهر فقط…

حالوت تناسي أمره قدر الأمكان..مايهمني الآن هو جمان..اريد رؤيتها بسرعة..

اتصلت أمي على هاتفي لتخبرني أن أدخل اليها..

يااااااااه وأخيراً..

ذهبت الى غرفتها وأنا في قمة حماسي..متحمس لرؤيتها بثوبها الابيض..وابتسامتها التي تجلب السعادة لكل من حولها..

دخلت الى الغرفة فوجدت أمي والخالة هوازن وخالي في انتظاري هناك..

ارتعش قلبي عند رؤيتي لجمان..اغلقت عيني وفتحتها عدة مرات..تبدو مختلفة جداً..

اقترب خالي مني ليسلم علي..همس في اذني:احرص على اسعادها يابنبي..لقد حصلت على درة نفيسة فلا تضيعها..

ابتسمت له: لا تقلق انها في عيني..

اتجهت نحو أمي لأسلم عليها ثم سلمت على الخالة هوازن..

نظرت بعدها بطرف عيني الى جمان..كنت متعجباً من سكوتها..

وصلني صوت الخالة هوازن:يوسف ..لقد أهديتك ثمرة عمري..حافظ عليها يابني..أسأل الله أن يملأ حياتكما سعادة..

امسكت بكف جمان ثم أجبتها: آمين..

خرجوا من الغرفة فبقيت وحدي مع جمان..التفت اليها باستغراب..لم تتحدث منذ دخولي..كما انني شعرت ان ابتسامتها لأمها كانت باهتة..

همست:جمان..هل هناك شيء أزعجك..

التفتت اللي فلاحظت تزاحم الدموع في عينيها..

عقدت حاجبي: مالأمر؟؟

مطت شفتيها ثم سألت: يوسف فستاني جميل صحيح..

ابتسمت: جميل جداً جداً..

تابعت حديثها: وماذا عن شعري ومكياجي؟؟

اتسعت ابتسامتي:في قمة الروعة…

اخذت نفسا عميقاً:هل أنا جميلة أيضاً؟؟

زفرت بعمق:آآآآه....اعجز عن وصف جمالك..

ابتسمت جمان ابتسامة باهتة ثم سألت بارتباك:يوسف...هل..هل أنا غبية؟؟

نظرت اليها بصدمة:جمان ما هذا الكلام..

نظرت الي بعينين دامعتين: جميعهم يقولون هذا..لقد سمعتهم يقولون عنك انك غبي لأنك ستتزوج بفتاة مثلي..

امسكت وجهها لأمسح دموعها:لا تهتمي لهم ..انهم يغارون فقط..

اجابت بصوت متهدج:حتى رغد قالت لي ان يوسف مجنون ليتزوج بمجنونة مثلك..

نظرت الى عينها ثم اجبتها بابتسامة:صغيرتي..جميع الامور حولنا تخضع للعقل والمنطق.. الا انت وانا ومابيننا.. يخضع للجنون,,

عقدت جمان حاجبيها في عدم فهم..

اتسعت ابتسامتي:يقولون أن العشق أعلى درجات الحب..
إن كان حبي لك يفوق العشق فماذا يسمى إذاً؟؟
هل أحكي عنك أكثر..ام اكتفي بالقول..انك ترجمة لكل ماهو جميل في حياتي..

اغمضت جمان عينها بكل قوتها: يوسف توقف..أنا أخجل..

اطلقت ضحكة قصيرة فصرخت جمان معترضة:لا تضحك يوسف..

حاولت السيطرة على ضحكي ولكنني لم اتمكن من اخاء ابتسامتي..

ابعدت جمان نظرها عني ثم تحدثت بارتباك:انا اعرف لم يقولون هذا..

تلاشت ابتسامتي حين سمعت نبرتها الحزينة..

نظرت جمان الى الأرض ثم تابعت حديثها:اخبرتني رغد ان بقائي في المشفى لفترة طويلة قد جعلني غبية..

شعرت بألم يعتصر قلبي..اجبتها بحزن: كل يا صغيرتي..لا تسمحي لهم بإحباطك..

رفعت بصرها الي..فتمكنت من رؤية الحزن في نظرتها..

ابتسمت بحنان:هل تعلمين..غيبوبتك تلك.جعلتك تفعلين شيئاً عجز عنه الجميع..

عقدت حاجبيها: كيف؟؟

تابعت حديثي: انظري للأمر بطريقة مختلفة..هل تعلمين أن العلماء يتمنون الانتقال الى المستقبل لرؤيته..ولكنهم عاجزون..ولكنك في اثناء الغيبوبة وكأنك أجريتي قفزة عبر الزمن..اغلقت عينك وفتحتها لتري أنك تقدمتي بالزمن ستة عشر سنة..

ابتسمت جمان: لم أفكر بالأمر هكذا ..

اتسعت ابتسامتي: ليس هذا فحسب..هناك شيء آخر يميزك..هل تعلمين أن هناك الكثير من الناس يودون العودة للطفولة..ليس الأمر أنهم يريدون أن يضلوا صغاراً..ولكنهم يتمنون براءة الأطفال ونقاء قلوبهم..انت فقط من حافظتي على براءتك وهذا ما احببته أنا بك…

احمرت وجنتيها خجلاً ثم نظرت الى الأرض بصمت..

أما أنا ..فقد بقيت أتأملها بحزن..رغبت بكل صدق أن انتشلها من هذا العالم الذي زُرعتِ به رغماً عنها …

رغبت بكل شدة أن أريها أن أصعب الأشياء وإن كانت حقيرة الشأن يمكن أن تتحقق بشكل أو بـآخر و برؤية أخرى ..

تمنيت حقاً أن أجعل من تساؤلاتها الداخلية دستور تُحترم بنوده … ولا تستقبلها العــامة بالضحكات الساخرة...

لن أسمح لشعور النقص بالتسلل اليها من جديد..سأحرص على تعليمها..

ستدرس جمان كغيرها من الفتيات..ستكون مثالاً للمثابرة..

ستدرس وتتعلم..وستكون قدوة لغيرها…

أعدك يا صغيرتي.. لن يهزأ أحد بك من جديد..

سيأتي ذلك اليوم الذي يكون به اسم جمان نجماً يلمع في الآفاق..

هذا وعد مني أنا..

زوجك وحبيبك طوال العمر:يوسف..





شخابيط فتاة 15-09-16 05:32 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
بعد ثلاث سنوات..

جلست مع جمان في غرفة الجلوس فكانت جمان تتابع أحد افلام الكرتون..

اطالت الجلوس فالتفت اليها بغضب:جماااان

التفتت الي ببراءة:ها

زفرت بعمق:بدلاً من متابعة هذه الاشياء السخيفة قومي بحل واجباتك..ماذنبي أنا لأقوم بحلها..ها..

ابتسمت ببلاهة:لا أعرف حلها..

اجبتها بحلم:حسنا لابأس سأساعدك ولكن حاولي علی الأقل..اذهبي لاحضار كتابك هيا..

أومأت برأسها:حسنا..

قالتها ثم وقفت مسرعة لاحضار حقيبتها..

عادت بعد برهة وهي تحمل حقيبتها ثم قالت بابتسامة:أحضرتها..

زفرت:حسناً أريني ماهو الواجب..

أخرجت الكتاب من حقيبتها ثم بدأت تقلب صفحاته..أشارت إلی السؤال بابتسامه ثم نظرت إلي:هذا هو..

أخذت الكتاب من يدها ونظرت للسؤال:إنه سهل جداً تعالي واقرأيه..

لم تستجب لي..التفت اليها ..فوجدتها تجلس أمام التلفاز مرة أخری..تحول صوتي لنبرة غضب:جمان...قلت لك تعالي و اقرأي السؤال..

نظرت إلي ثم زفرت بضجر:اففف حسناً أنا قادمة. .

جلست بجانبي ثم نظرت إلی السؤال بتركيز:كاف...ياء..فاء..
.
أخذت نفسا عميقاً في محاولة مني لضبط أعصابي:جمان ماذا قلت لك؟؟

نظرت إلي ببلاهة:ماذا؟؟

اجبتها بهدوء تام: ياعزيزتي حين نقوم بالقراءة لانقول كاف...نقول..ك..والياء تنطق..ي...والفاء تنطق..ف..إذا ماذا تصبح الكلمة؟؟

نظرت الی السقف بتفكير ثم شهقت وكأنها قامت باكتشاف الذرة :عرفت.. كرسي..

وضعت يدي علی رأسي:لاحول ولا قوة الا بالله..

رمشت بعينها عدة مرات:ماذا؟.

زفرت بغضب:إنا لله وإنا إليه راجعون..

تقوس فمها:ما الأمر. .

نظرت إليها بحدة:كيف أصبحت كرسي ها؟؟
اريد أن أفهم..انظري الی الكلمة مرة أخری ركزي قليلاً. .

مطت شفتيها ثم زفرت بضجر:افففف اخبرتك اني لا أعلم قم بحله أنت..

اغلفت عيني بقوة:يا إلهي الهمني الصبر...ما الفائدة إن قمت بحله ها...أخبريني لماذا قمت بإدخالك المركز...
لمعلوماتك لقد تخرجت وأصبحت طبيباً لست بحاجة لأعيد دراستي مرة اخری..

ردت بضجر:اوف لا تتكبر علي أعلم انك اصبحت طبيباً ليس هناك حاجة لتذكيري..

اخذت نفساً عميقاً للسيطرة على غضبي:حسنا يا عزيزتي ركزي قليلاً بعد..

نظرت إلی السؤال مرة أخری..ثم نظرت الي وابتسمت ببلاهة:لا أعلم..

وضعت يدي علی رأسي:اهئ اهئ اهئ جمانة أريد البكاء حقا لماذا تفعلين هذا بي..

دمعت عيناها:افف يوسف لا أستطيع أظن أن الحمل قد أفقدني التركيز..

رفعت حاجبي باستهزاء:الحمل أفقدك التركيز ها..ماهذه الحجة السخيفة..
أريد أن أفهم فقط... ثمان ساعات داخل المركز ماذا تفعلين بها..

قفزت بحماس:تريد أن تعرف ماذا أفعل…
تقوم ام ماجد باحضار القهوة...وتبدأ باخبارنا عن زوجها...أتعلم زوجها متزوج بأربع نساء..
في ذاك اليوم قامت أم ماجد بـ..

صرخت لإسكاتها:جمااان لا يهمني ما الذي قالته ام ماجد...أتعلمين لن أساعدك في واجباتك مرة أخری…

قلتها ثم مشيت متجها نحو غرفة المكتب ..

لحقت جمانة بي وهي تتابع الحديث:انتظر يوسف اسمع صدقني إنه أمر مضحك...اسمع فقط..

نظرت إليها قبل أن أغلق الباب:لا أريد أن أسمع...أتعلمين سأقوم بإخراجك من ذلك المركز وأرفع شكوی ضدهم لأنهم لايقومون بتعليمك شيئاً. .

قلتها ثم أغلقت الباب..

تابعت الحديث من خلف الباب:لا لا يوسف أرجوك لا تخرجني من المركز ...قالت أم محمد انها ستحضر معها كعكة في الغد أرجوك أريد أن أتذوقها…
أتعلم أيضاً أنا حقاً أتعلم أشياء كثيرة….

وتابعت جمانة الحديث دون توقف…

نعم ياسادة..هذه هي جمانة...طفلة بكاءة كثيرة الكلام..

لا أعلم كيف ستتمكن من تربية طفلنا..

تخيلت جمان وهي تحمل الطفل بيدها وهما يبكيان سوياً. .

قضبت حاجباي:اهئ اهئ يا إلهي ألهمني الصبر...

نظرت إلى كتاب مذكراتي الموجود علی المكتب..

تنهدت بحسرة..كنت أنوي إهداءه لجمان حين تتخرج من الجامعة…

لقد قمت بكتابة قصتي معها كاملة قبل أن تستيقظ من الغيبوبة..

ابتسمت باستهزاء:اوه تأملت كثيراً يا يوسف..

أنا الآن أعلن استسلامي أمامها...إن تخرجت من الابتدائية فقط سأكون بقمة سعادتي..

زفرت بعمق:حرمتني النوم يا جمان…
.
.
.
تمت بحمد الله

bluemay 15-09-16 08:46 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,

مبااااارك ختامها يا رب.

استمتعت بمتابعتها معك .. وكتير بشكرك لالتزامك رغم ظروفك ومواصلتك للمشوار للنهاية

سعيدة بالنهاية السعيدة ليوسف وجمان . رغم معاناته معها طبعا بس بضل القلب وما يهوى لووول

نادر ، خالد ، ماجد <<< اشرار الرواية يستاهلوا ما اجاهم ..


سعدت كتير بشفاء سارة وسعادتها مع مروان وبنتهم فرح .


بصراحة اتوفقتي في حسن صياغتها بشكل مبهر .


تقبلي خالص ودي وامتناني لجهودك في اتمامها بهالشكل الجميل الرائع.

*تم تثبيت الرواية*

شخابيط فتاة 16-09-16 06:43 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3659647)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,

مبااااارك ختامها يا رب.

استمتعت بمتابعتها معك .. وكتير بشكرك لالتزامك رغم ظروفك ومواصلتك للمشوار للنهاية

سعيدة بالنهاية السعيدة ليوسف وجمان . رغم معاناته معها طبعا بس بضل القلب وما يهوى لووول

نادر ، خالد ، ماجد <<< اشرار الرواية يستاهلوا ما اجاهم ..


سعدت كتير بشفاء سارة وسعادتها مع مروان وبنتهم فرح .


بصراحة اتوفقتي في حسن صياغتها بشكل مبهر .


تقبلي خالص ودي وامتناني لجهودك في اتمامها بهالشكل الجميل الرائع.

*تم تثبيت الرواية*

شكراً لك عزيزتي..وشكراً لدعمك الدائم..سعيدة بك جداً

:8_4_134:

حلم الحياه 18-09-16 01:22 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
مبارك لك ختم الروايه
على كثر مااكره نادر ألا ان وصفك للموقف خوفني حسيت اني اشوف المنظر
الروايه عشناها بحلوها ومرها جميله النهايه والله يعين يوسف على جمان
بأنتظار جديد لك لايقل مستواه عن هذه الروايه

شخابيط فتاة 24-09-16 03:07 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3659953)
مبارك لك ختم الروايه
على كثر مااكره نادر ألا ان وصفك للموقف خوفني حسيت اني اشوف المنظر
الروايه عشناها بحلوها ومرها جميله النهايه والله يعين يوسف على جمان
بأنتظار جديد لك لايقل مستواه عن هذه الروايه

الله يبارك فيك عزيزتي حلم..وشكراً لردك اللطيف...شكرا لدعمك ..شكراً لتشجيعك..شكراً شكراً من الاعماق..

ندى ندى 02-12-16 04:50 AM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
جميله جدا ومن اجمل ما قرأت

اسلوب راقي وموضوع مثير

وفكره جديده ومختلفه

تسلم ايدك حبيبتي ووفقك الله

وفي انتظار المزيد من ابداعاتك

Nan Moh 03-11-18 10:27 PM

رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي
 
السلام عليكم من زمان اسم الرواية يستهويني واتمنى أني اقرأها


الساعة الآن 12:53 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية