منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 1206 - خدعة مصيرية - دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t201565.html)

قطرةندى 22-12-15 07:08 PM

1206 - خدعة مصيرية - دار النحاس ( كاملة )
 
قرات ليندا اعلان عمل في الجريدة يطلبون فيه انسة للزواج بمواصفات
مميزة.فتقدمت اليها علها تجد ملاذا مناسبا لها ولشقيقتها الصغيرة
.فدخلت الى عالم المال و السلطة

وتزوجت من الحفيد المغرور الذي يحب السيطرة على كل من حوله .لكن

مع مرور الوقت وبعد فشلها بعدة محاولات للهرب من هذا الزواج ,وقعت

في حبه ولم تعد تريد الافتراق عن زوجها

قطرةندى 22-12-15 08:17 PM

رد: خدعة مصيرية
 
اتمنى يكون الملخص اثار حماسكم لاني انشاء الله راح احاولانزل الفصل الاول

قطرةندى 22-12-15 10:07 PM

رد: خدعة مصيرية
 
الفصل الاول [CENTER][/CENT
R]
بيدين مرتجفتين فتحت ليندا صفحة الاعلانات في صحيفة واسعة الانتشار وراحة تبحث عن الاعلان الذي اثار مناقشات حماسية في المكتب حيث تعمل.
كان ذلك اثناء فترة الغذاء.واذا بعينيها تحدقان باعلان كتب بالحروف السوداء العريضة.
وتذكرت المشهد حين صرخت جوي , صغيرة الموظفات عندما قاطعت الحديث وقالت والدهشة تملأ وجهها:
"آه ! شيء لا يصدق ! انظروا الى هذا الاعلان ,هنا فوق , في اعلى الصفحة ."
انزعجت يولاند كيرز من هذا التصرف الوقح وهزت كتفيها وقالت بلهجة لاذعة و ناعمة :
"هل يجب عليك ان تقاطعينا كلما قرأت اعلانا عن حفلة موسيقية صاخبة ."
اجابت حينذاك جوي قائلة :
"تبا لموسيقى البوب الصاخبة! على كل حال , لا يمكنك ان ترشحي نفسك, فالمطلوب فتاة شقراء ذات عينين زرقاوتين."
سألت يولاند ببرود:
"ترشيح نفسي لماذا ؟ولاي سبب؟"
لهذه الوظيفة ! لكن مهما كان الامر فالوظيفة لا تناسبك."
وبفضول قوي اقتربت بقية الفتيات واعلن معا:
"ما القضية؟"
ناولتهن جوي الجريدة وقرأت احداهن بصوت ساخر وببطء الاعلان الذي يقول :
"عرض عمل لفتاة انجليزية ,شقراء وحسب, وظيفة تؤمن لها استقرارا ماديا طيلة حياتها .يجب ان تكون حافظة للسر ومطيعة ووديعة ,تقبل الطلبات لمن تبدي استعدادها لتحمل اعباء الاسرة .ولأخد موعد,الاتصال برقم الهاتف اعلاه ."
بعد الدهشة ,دوت قهقهة عامة داخل المكتب .واكدت احدى الفتيات قائلة:
في ايامنا هذه ,هذا النوع من الاعلان لايمكنه ان يخدع أي فتاة مهما كانت .لا شك ان صاحب الاعلان فقد عقله ."
قالت يولاند:
هذا رأيي ,انا أيضا. ربما يعتقد انه بامكانه شراء كل ما يريده بالمال . ربما كان صاحب الاعلان مهووسا يبحث عن فتاة شقراء ليجدد حياته."
اجابت فتاة أخرى :"لا,إنها مزحت, حتى المهووس لا يمكنه ان يجهل ان نساء اليوم لسن ساذجات خصوصا في لندن."
الضحك يعلو من جميع الاطراف.وجوي الحالمة كانت تحدق بليندا بامعان ثم قالت:
"لااعرف. ربما ليندا تتمتع بهذه المواصفات ."

Rehana 23-12-15 06:35 AM

رد: خدعة مصيرية
 
الله يعطيك العافية بانتظار التكملة
وتثبت الرواية

قطرةندى 23-12-15 07:59 AM

رد: خدعة مصيرية
 
كانت ليندا مسترسلة في افكارها ,فلم تلتقط من الحديث الجاري سوى القليل .فاهتمامها من نوع آخر,اذ كانت تتساءل بقلق كيف ستتمكن من دفع المصاريف الباهضة التي تفرضها عليها دار الحضانة حيث وضعت اختها الصغيرة ويندي . كانت ليندا مسترسلة في افكارها ,فلم تلتقط من الحديث الجاري سوى
وكانت مديرة دار الحضانة قد اعلنت لليندا صباح اليوم قائلة:
"اني اسفة حقا انسة باين.نحن مضطرون ان نزيد عليك جنيها استرلينيا واحد كل اسبوع,وذلك ابتداءا من الاسبوع المقبل .انه التضخم المالي .هذا يؤسفني لكنه اصبح لابد منه."
وخلال يوم بكامله كانت ليندا تطرح على نفسها الاسئلة المختلفة.
اين ستجد هذا المبلغ الاضافي؟الم يسبق ان خففت مصاريفها الى ادنى درجة خصوصا في ما يتعلق بالغذاء؟ كانت تبدو سريعة العطب من شدة نحول جسمها ,وكانت تتلقى الانتقادات بهذا الشأن من معظم العاملين معها.
فجأة تنبهت ليندا الى ما يدور حولها ,فقد ران الصمت بعد ملاحضة جوي.وشعرت بثقل النظرات الموجهة اليها ,اذ يبدو انهن ينتظرن ردها
"ماذا؟عما تتكلمن؟المعذرة, فلم اكن اصغي ."
"لم يرد احد, باستثناء يولاندالتي هزت كتفيها واكتفت بالتذكير قائلة:
"ربما انت على حق ,يا جوي.قيل لي ,انه في الاسبوع الماضي ,لبت ليندا دعوة هذا الرجل الجذاب الذي يدعى جايسون."
احمر خدا الفتاة واعلنت بصوت يرتجف غضبا:
"ولم لا؟لقد امضيت برفقته سهرة ممتعة ,وبرهن السيد عن لطف كبير في ان يدعوني الى منزله ."
قالت لورا باستغراب:
اتسمين ذلك لطفا! كانت تجول في راسه افكار مختلفة .لا اعرفكيف تصرفت معه ,لكن بالنسبة اليه ,كان لقاؤكما خيبة واخفاقا تامين ,حتى انه صرح في اليوم التالي انه للمرة الاولى في حياته يحتار في معاملة امرأة من هذا النوع المتحفظ."
احست ليندا بقنوط وجرح شعورها لسماع ضحكات زميلاتها في المكتب,ضحكات ساخرة,هازئة.ولما بدأت الفتيات بالاستعداد لممارسة عملهن من جديد بعد استراحة الغداء ,اقتربت منها اكبرهن سنا وقالت:"لا تتوتري لهذه الامور التافهة .ربما لا تزالين ساذجة ولكن هذه البراءة التي تتحلين بها هي مصدر قوتك."
انها الان في بيتها وعيناها مسمرتان في الاعلان وشعرت بالاشمئزاز لتذكرها ذلك الحوار الذي جرى ظهر اليوم في مكتب عملها.وفجأة نسيت كل شيء اذ بدأت ويندي بالبكاء .اسرعت ليندا نحو سرير الطفلة لتؤانسها بسرعة لئلا يعلو صراخها وتزعج الجيران.كانت اسنانها تبدأ بالبروز ولا شيء يسكن الامها خصوصا في الليل .
حملت الطفلة وراحت تذرع الغرفة ذهابا وايابا تؤرجحها وتتحدث اليها وشوشة.ولحسن الحظ خفتت حدة صراخها وتدريجيا هدأت الطفلة,غير ان ليندا استمرت في المشي لكن ببطء خشية ان تعود الفتاة الى الصراخ وتقلق راحة الجيران.
وراحت افكارها تأخدها بعيدا ,الى الوراء الى قبل سنة ,الفترة السعيدة حيث كان مستقبلها يبشرها بشتى الاحلام الجميلة .ولم يبق من هذه السعادة الماضية الا ذكرى بعيدة.

زهرة منسية 23-12-15 09:48 AM

رد: خدعة مصيرية
 
مشكورة كتير قطورة علي سرعة الاستجابه
بانتظار القادم موفقة عزيزتي
اها صحيح مبروك على التثبيت

عوافى ريحانتى

قطرةندى 23-12-15 10:50 AM

رد: خدعة مصيرية
 
وراحت تتخيل تلك الليلة عندماجاءت والدتها في المساء لتخبرها بقليل من الانزعاج و الخجل :
"ليندا,والدك وأنا لدينا خبر سعيد نريد ان نزفه اليك "
"وما هو ؟"
وكانت ليندا في هذه اللحظة تتفحص الاعلان في احدى الصحف المحلية, بعد ان نالت شهادة السكريتاريا بتفوق .فقالت لها والدتها :
"ضعي هذه الصحيفة جانبا,يا صبيتي, واصغي الي بانتباه ."
رفعت ليندا عينيها ولاحظت ملامح والدها المنفعلة ,فوضعت الصحيفة جانبا وسمعت والدتها تقول :
"لدى والدك شيء مهم يريد ان يفصح لك به "
قال الوالد للوالدة :"لا,قوليه انت"
"لا ,انت"
نهضت ليندا من مقعدها وقالت باستغراب :
"آه,هيا! عليكما ان تقررا من منكم سيعلن النبأ ,او ربما بالاحرى يمكنكما ان تعلناه معا ."
وهذا ما فعلاه .اعلنا بصوت واحد ,مليء بالفخر .
"اننا ننتظر مولودا سعيدا"
وفي ذهول حقيقي ,حدقت ليندا فترة طويلة في والديها, كانهما آتيان من كوكب آخر.كانت عائلتها الصغيرة المؤلفة من ثلاثة اشخاص على قدر واسع من الانسجام والاتحاد ,وظلت على ماهي مدة 19 سنة وهي الان مندهشة اذ تراها تتسع لمخلوق جديد آخر .لكنها سرعان ما ندمت على انفعالها الاناني لمجرد رؤية خيبة الامل ترتسم على وجهي والديها فاسرعت بالقول لتطمئنهما قائلة :
"هذا خبر رائع! حلمت مرارا ان يصبح لي اخ او اخت ."
تنفست والدتها الصعداء واطلقت زفرة بكاء وفرح .
فامسك والدها بكتفي زوجته وضمها اليه بحنان وقال :
"ألم أقل لك أنها ستسعد للخبر "
غير ان هذا الفرح بدأ يتخلله بعض القلق , في الاشهر اللاحقة .واصبحت والدتها تزور الطبيب مرات عديدة كلما اقترب موعد الانجاب. حتى افصح الطبيب مؤخرا عن خطورة الوضع .
ولما حان موعد الانجاب , انتظرت ليندا مع والدها في قاعة الانتظار في المستشفى ساعات طويلة .واخيرا جاء الطبيب عابس الوجه واعلن الخبر الرهيب.

قطرةندى 23-12-15 10:53 AM

رد: خدعة مصيرية
 
انا الاسعد حبيبتي وراح احول انزل كل يوم فصل مع ان الرواية طويلة بس لخاطر عيونك

قطرةندى 23-12-15 10:56 AM

رد: خدعة مصيرية
 
انا جد مشكور ة الك ما قصرتي و ساعدتيني بكل اخلاص وهذا كله بفضل دعمك الي اتمنى اكون عند حسن ظنكم

زهرة منسية 23-12-15 11:17 AM

رد: خدعة مصيرية
 
مرحبا قطورة لو تسمحيلى اقترح عليكى اقتراح ايه رايك لو ان التنزيل يكون يوم بعد يوم مش لازم يومياً بحيث انك خلال اليومين دول تكونى كتبتى فصل كامل و بلاش تنزلى بارتات صغننه
او زى ما تحبي كل تلات ايام يعنى على قد قدرتك على النقل
و نصيحة عن تجربة إن شاء الله الرواية الجاية بعد ما تعلنى عنها و تحجزى انك هتنقليها تكتبيها عندك فى ملف وورد او تكست و اول ما تنتهى من الكتابة تنزلى على راحتك كل يوم فصل الطريقة دى مريحة جداً و هتضمي ان لاقدر الله لو اي ظروف حصلت فانتى عندك الفصول مكتوبة
موفقة عزيزتى و دومتى فى امان الله

قطرةندى 23-12-15 01:29 PM

رد: خدعة مصيرية
 
تسلمي حبيبتي على النصيحة واكيد رح اعمل بيها .بس لانو الرواية طويلة حسيت اني هيك مش رح اكسل اكتبها :lol::55:

قطرةندى 24-12-15 06:14 PM

رد: خدعة مصيرية
 
"اني اسف يا سيد باين ويا انسة ليندا ,لقد بذلنا جهدنا ....لكننا تمكنا من انقاذ الطفل ."
"لن تنسى ليندا ابدا تعبير وجه والدها الكئيب الذي ارتسم في نفس اللحظة وظل اسابيع طويلة بعد وفاة زوجته في حال تشبه الخمول ,يرد بالرغم منه على اسئلتها .وبعد فترة غير بعيدة جاء شرطي ليعلمها بأن والدها قتل في حادث سيارة .
لم تسنح لها الفرصة للحسرة والحداد اذ ان ويندي الصغيرة كانت بحاجة الى الاهتمام في كل لحظة .
وبدأت المشاكل تنهر عليها.فاضطرت الى أن تبيع المنزل ومحطة الوقود حيث عمل والدها سنوات عديدة ,لتفي الديون والرهونات الكثيرة ,ولم يبق معها الا المال الكافي لتسديد المصاريف الضرورية ,الى ان وجدت غرفة صغيرة استأجرتها ودار الحضانة لويندي قرب مركز عملها , وهذا لم يكن باختيارها بل اضطرت الى قبوله ,لان الحاجة المادية بدأت تهدد اسقرارها .
وضعت ليندا ويندي في سريرها .ثم جلست على الكرسي امام الطاولة وراحت تقوم بحسابات المصاريف المتوجبة عليها .
وخرجت بنتيجة صعبة ,اذ عليها ان تخفف مصاريفها الى ادنى درجة لتتمكن من دفع أجرة دار الحضانة.
منذ الان لن تذهب عند المزين ,ولن تستعمل ادوات الزينة وستصلح احذيتها قدر الامكان حتى لا تحتاج الى شراء حذاء جديد . ولحسن حظها ,فشعرها الاشقر الطويل مجعد بشكل طبيعي وليس بحاجة الى شامبو خاص.
لكن لا يمكنها ان تحرم نفسها من الحساء وسندويش الغداء,والا لما تمكنت من التركيز .ورغم ذلك يشكو مديرها من النسيان الذي اصابها اخيرا وهي تعرف ان ذلك عائدالى نوع غذائها البسيط .
وجهت نظرها باتجاه ويندي .وبفخر راحت تتأمل فرحة ,خديها البارزين الحمراوين وجسمها الممتلئ وتبتسم .
فجأة عبست لدى سماعها صراخ الطفلة المتألمة .وبعد بضع لحظات دوى صراخها في ارجاء الغرفة .
"آه ,لا! عادت للصراخ من جديد !"
تناولت ليندا اختها بين ذراعيها لكن الطفلة لم تتوقف عن البكاء .ولم تكف عن الصراخ الا بعد ربع ساعة , وكانت تهم بوضع الطفلة في السرير من جديد حينما سمعت طرقا على الباب ,

قطرةندى 24-12-15 08:32 PM

رد: خدعة مصيرية
 
فتحت ليندا الباب وامام العتبة وقفت صاحبة المنزل غاضبة.
ثلعتمت ليندا وقالت في حيرة وارتباك:
"انا متأسفة سيدة كولينز ."
اعلنت صاحبة المنزل بصوت قاطع :
"انا كذلك, يا انسة باين. عليك ان تغادري هذه الغرفة خلال اسبوع من الان .لقد تحملت الكثير ,لكن الامر لم يعد يطاق ولا يمكنه الاستمرار .جارك ينزعج من بكاء الطفلة المستمر ويهدد بالذهاب. انا آسفة ,صدقيني ,لكن سأضع هذه الغرفة برسم الايجار ابتداء من نهار السبت المقبل."
ادارت ظهرها وولت تاركة ليندا من دون ان تضيف كلمة .اغلقت الباب بهدوء الان ويندي نائمة بسلام .
.
نظرت ليندا بامعان وحنان الى وجه اختها البريء فاغرورقت عيناها بالدموع واسرعت تضعها في السرير.ثم جلست الى طاولتها وخبأت وجهها بين ذراعيها وراحت تبكي ,تاركة العنان لحزنها . لقد صبرت كثيرا هذه السنة الاخيرة وبات حزنها كبيرا .في احد الايام ,اقترحت عليها يولاند ان تضع الطفلة في دار الايتام .لكن تلك الفكرة كانت ترعبها .اما الان فلا بد لها من الرضوخ للامر الواقع فهي ترى ان هذه الفكرة هي الحل الاخير لمشاكلها.
وببطء رفعت رأسها وراحت تنظر في انحاء الغرفة ذات الاثاث الحقير. بساط بال و مقاعد مهترئة وسرير ومغسلة و غاز صغير .لكن بالرغم من مأساتها كانت تمثل هذه الغرفة كل استقرارها ,اذ كانت تأويها هي وويندي... ويندي لا يمكنها ان تقتنع بضرورة التخلي عنها انه اسوأ الحلول .ورفضت هذه الفكرة بقوة اليأس
كانت الصحيفة موضوعة على الطاولة فتناولتها ليندا وراحت تتفحصها بعين يائسة .فجأة توقفت على جملة تحتوي كلمات مصيرية :
"تقبل تحمل اعباء الاسرة "
وبعنف امسكت الصحيفة وهبطت السلالم بسرعة وتوجهت الى حيث الهاتف.
بيدين مرتجفتين اضطرت ان تدير الرقم ثلاث مرات قبل ان تنجح .وبصوت عديم الثقة طلبت موعدا فاعطاها المتكلم عنوانا قبل ان يقفل الخط بقوة .
ظلت مسمرة النظر في الاعلان حيث كتبت مسرعة :الموعد:السبت الثانية والنصف ظهرا فندق امبيريال غرفة 1005
كان ذلك نهار الغد.

قطرةندى 24-12-15 08:34 PM

رد: خدعة مصيرية
 
خلصت الفصل الاول انشاء الله بكرة بابتدي الفصل الثاني

قرمبووووعه 25-12-15 08:00 PM

رد: خدعة مصيرية
 
يعطيك العافيه ﻻتتاخرين بالفصول نستناكي

قطرةندى 26-12-15 08:07 PM

رد: خدعة مصيرية
 
الفصل الثاني
لم تشعر بأي حيرة لاختيار ملابسها لأنها ارتدت المجموعة الوحيدة الانيقة التي تملكها .انها كناية عن تنورة وسترة , ذات لون بني غامق , يناقض بشرتها الفاتحة ولون شعرها الطويل الذهبي الذي ينسدل امواجا على كتفيها . وارتدت تحت السترة قميصا من اللون الكريمي .غير أنها قطبت حاجبيها عندما نظرت في المرآة .لا شيء في هذه البزة الكلاسيكية يلفت الانظار .واذا صدق ما قالته زميلاتها من أن صاحب الاعلان ليس سوى ثري مضجر , سيكون حظها قد خانها.
"اللواتي يتحملن اعباء الاسرة ."
رددت هذه الكلمات في فكرها .اذا كان الرجل الذي ستلتقي به يفي بوعده واذا حصلت على هذه الوظيفة الغامضة, ستضمن مستقبل الطفلة .القت ليندا نظرة على ساعتها .لم يبق سوى عشرين دقيقة للوصول الى الفندق .ستصل سيارة التاكسي في أي لحظة الان .وبعدما نظرت مرة اخرى الى المرآة , حملت حقيبتها وعلقتها بكتفها وهبطت السلالم .
أوقفها التاكسي امام باب فندق امبريال الرئيسي .وكانت مبكرة فتوجهت الى مكتب الاستقبال بأنفاس متقطعة من شدة الانفعال .طلبت ان يصار الى اعلام صاحب الغرفة رقم 1005 بحضورها .كان الموظف يراقبها خلسة . فجأة اشتعل وجهها احمرارا ,لانها انتبهت انه لا شك موظفي الفندق على علم بسبب وجودها هنا .وخلال بضع دقائق جاء صبي الفندق وطلب منها ان تتبعه .شعرت بقدميها ترتخيان فجأة ,لكنها تمكنت من عبور البهو المفروش ارضه ببساط واسع مزين بألوان ورسوم فنية . ولما انفتح باب المصعد من دون أي ضجة ,خيل اليها أنها تغادر العالم المتزن الواضح ,لتدخل عالما آخر غريبا و مروعا.
أنها تنتمي الى عالم حيث لا يمكن لأي انسان ان يخطر في باله شراء انسان حي ,حسب ما يمكن للاعلان ان يفصح عنه .فهناك وعد بالاستقرار "طيلة حياتها" وبالتالي فهي أسيرة سجن ذهبي .لكن ماذا سيحصل في مقابل ذلك ؟
الغم يضغط حنجرتها وهي تحاول جاهدة ان تنطق من دون جدوى .الطريق تمر امامها وهي عاجزة ان تطلب من صبي الفندق ان يعيدها الى المدخل .
توقف المصعد وخرج الصبي امامها .تبعته وقدماها تدوسان البساط الازرق السميك بينما كانا يتوجهان نحو الغرفة المصيرية .اخيرا توقفا امام غرفة كتب على بابها رقم 1005.

قطرةندى 27-12-15 07:15 PM

رد: خدعة مصيرية
 
ثلعثمت وهي تفتش في حقيبتها عن بعض المال :
"شكرا."
لكن صبي الفندق رفض الاكرامية وعاد ادراجه نحو المصعد بعد ان رمقها بنظرة ازدراء .قربت ليندا يدها لتطرق الباب ,ثم عدلت في اللحظة الاخيرة .
وفجأة تذكرت حكايات تجارة الرقيق الابيض التي تتداولها رفيقاتها في العمل .قصص الفتيات اللواتي يلبين مثل هذه الاعلانات و مصيرهن الاسود .همست لنفسها وهي تهز قدميها اضطرابا :
"ليندا لاين ,انت حقا مجنونة ! لماذا تجازفين بنفسك؟ لا شك ان هناك وسائل أخرى للخروج من وضعك المالي الصعب في أيامنا هذه, من المستحيل ان يسمح للناس ان تعيش من دون سقف .فالمساعدة الاجتماعية موجودة حقا غير انها استاءت لفكرة وضع ويندي في دور الايتام , وبعد تردد طرقت الباب .وفي الحال فتح الخادم ودعاها الى الدخول بلياقة كبيرة .
كانت الغرفة واسعة واثاثها فاخرا. فعادت انفاسها تتوتر هناك. مقاعد مريحة وطاولة مستديرة موضوعة فوق بساط ابيض سميك ولوحات ونحوت ومرايا ذات اطارات مذهبة وكلها تزين الجدران المغلفة بالقماش الازرق الفاتح وبالرغم من الشمس التي تخترق اشعتها الزجاج الواسع , اكتشفت ليندا بدهشة وجود مدفئة يشتعل داخلها الحطب الكبير.
اقتربت بخطى مترددة وتوقفت امام احد المقاعد بينما توارى الخادم عن الانظار .تقلصت ليندا لا تعرف بماذا تفكر . لكنها شعرت بالارتياح وهي ترى رجلا عجوزا يدخل الغرفة ويقول :
"آنسة باين ؟"
كان صوته رنانا مع لكنة خفيفة. في بادئ الامر اعتقدت انه فرنسي الجنسية , لكنها غيرت رأيها عندما سمعته يسأل بتهذيب رفيع وعزة نفس ويقول :
"هل تتفضل الانسة بالجلوس ؟"
جلست ليندا في المقعد وراحت تجوب بنظرها وجه العجوز وملامحه النبيلة والرفيعة ,عيناه ثاقبتان .وتمكنت ليندا من ان تقرأ فيهما قليلا من الاستغراب ,غير ان فمه يعبر عن عطف وتسامح .وفكرت بأن شعره الابيض لا شك كان في الماضي أسودا كاملا .غير أنه ما زال يحافظ على قامته الطويلة ورشاقة رجل شاب .انتظرت ليندا منه ان يتابع كلامه .وبدأ غمها وتخوفها وقلقها بالا نحسار رويدا رويدا عندما لاحظت انه يبحث عن الكلمات المناسبة. ومن دون أي شك هذه خبرة جديدة على هذا الرجل النبيل الواثق من نفسه .وكي تشجعه ابتسمت له فأسرع بالقول :
"قبل كل شيء , يا آنسة , اسمحي لي بان اقدم نفسي ,انا الكونت ادريان ودي فالريفيا.وانت تدعين ليندا .اليس كذلك ؟"
قالت بصوت غير واثق :
"نعم, حضرت الكونت "
قام بحركة سلبية وقال :
"يكفي ان تناديني , دون ادريانو , يا عزيزتي .فانا انما افصحت عن لقبي , في حال اردت ان تستعلمي عني ."
قالت بعصبية خفيفة :
"شكرا ,دون ادريانو .لكن لن اجرؤ ابدا ان اقوم بشيء كهذا ."
قال رافعا حاجبيه :
" ولم لا ,انت لا تعرفين شيئا عني, الا اني ابحث عن فتاة شقراء .وقد كتبت الاعلان بكلمات تدعو للغموض والالتباس ,الا تعترفين بذلك."
وافقت ليندا بايماءة من رأسها وخاطرت تقول :
"بالمناسبة ,احب ان اطرح عليك بعض الاسئلة ."
"سأرد عليها بطيبة خاطر .لكن قبل كل شيء ,سنفعل بما ينص علينا التقليد البريطاني ونتناول القليل من الشاي ."

قطرةندى 29-12-15 04:15 PM

رد: خدعة مصيرية
 
رن الجرس فحضر الخادم في الحال .
"شاي للانسة ,يا بيدرو ,ولي ايضا .تقليدكم هذا يدل على لطف ولباقة ."
احنى الخادم رأسه وخرج من الغرفة .كان دون ادريانو يراقب ليندا بامعان دقيق .وبعدما تفحصها من قدميها الى راسها ,اشتبكت نظراته بنظراتها وتمكنت من رؤية الاعجاب في عينيه .واحمر وجه ليندا قليلا .فقال:
"سنيوريتا ,ارغب في معرفة ما الذي لفت نظرك في الاعلان .هل هذا يعود الى احتمال ان تتخلصي نهائيا من اعبائك المادية ؟"
ابتسم بسخرية وتابع قائلا:
"خلال الايام الاخيرة , جلست مكانك نساء كثيرات ,شابات .كلهن من الجنسية الانجليزية ,شقراوات ,ومحتشمات .حسب تصريحهن .ومن دون استثناء كل واحدة صرحت ان السبب الذي من أجله طرقن هذا الباب هو الحياة المترفة والاستقرار المادي طيلة حياتهن .غير اني أشعر , ان الفضائل التي يتحلين بها كانت خاطئة مثل ألوان شعرهن .صحيح أني رجل عجوز ,و تقليدي , ولكن ما زلت قادرا على الحكم اذا كان الشعر مصبوغا ام لا."
احتجت ليندا رافعة ذقنها بحماس وقالت:
"لون شعري طبيعي ,يا سيدي.وأريد ان تعرف شيئا مهما ,اذا كنت أبحث عن الحياة السهلة والاستقرار المادي ,فليس ذلك من اجلي ."
قال باستغراب :
"هكذا إذن !في هذه الحال, هل استطيع أن أسألك من أجل من تنشدين الاستقرار؟"
ترددت لحظة ,ثم اعلنت قائلة:
"ذكر الاعلان ان الطلبات مقبولة للواتي يتحملن أعباء الاسرة .معي,طفلة,عمرها سنة واحدة ,وصاحبة الغرفة التي أسكنها انذرتني بضرورة مغادرتها لأن الطفلة غالبا ما تبكي .لأنها تتألم من اسنانها التي بدات تظهر .واضافة الى ذلك علمت البارحة ان مصاريف دور الحضانة حيث أرسلت ويندي ارتفعت اسعارها .واخشى الا اقدر على مجابهة الوضع .هذا ما دفعني للمثول هنا اليوم. اني أبحث بشكل يائس عن سقف يمكنه أن يؤوينا ,أنا وويندي .واذا لم اتمكن من ايجاده سأضطر الى وضع ويندي في دار الأيتام.لكني مستعدة لكل شيء كي أتحاشى ذلك .مستعدة لكل شيء ."
وببطء رفعت عينيها .كان العجوز يحدق فيها ليس بتسامح, لكن باحتقار .قطب حاجبيه وقال بسخرية :
"وأنا الذي اعتقدت ان ابحاثي قد اعطت ثمارها في النهاية .لقد تأكدت منذ النظرة الاولى انك الوحيدة التي تلائم هذه الوظيفة .تبدين فتاة بريئة سليمة النية .لكن ,مع طفلة , بعد كل شيء !"
اطلق زفرة عميقة ثم أضاف :
"حتما الاخلاق تغيرت كليا ."
احمرت وجنتا الفتاة ,فنهضت فجأة وكانت تغلي من الغيظ قائلة :
"ليست ويندي ابنتي , بل شقيقتي ,كيف بامكانك ان تعتقد ان ..."
ظل دون البرتو جامدا ,ثم هز رأسه في حزن وقال:
"يا عزيزتي , لم اكن انتظر منك ان تجدي عذرا لما قلته ."
"لكن , ما تقوله خطأ .ولست بحاجة الى اختلاق الاعذار ."
ضربت قدمها أرضا بغضب .نسيت خجلها وقالت بصوت مرتفع :
"كنت في التاسعة عشر من عمري عندما عرفت والدتي أنها تنتظر مولودا سعيدا .وفترة الحمل كانت قاسية وخطرة , بسبب كبر سنها ,لست قادرة ان أدخل بالتفاصيل الآن .كل ما بوسعي قوله انها ماتت في الوقت الذي انجبت خلاله ويندي .وبعد اشهر قتل والدي في حادث سيارة . ومنذ ذاك وانا اهتم بأختي قدر المستطاع .للأسف راتبي غير مرتفع ويستحيل علي احيانا ان أوازي الدخل مع المصروف .لهذا السبب أنا هنا .اعلانك دفع بي الى أمل الخروج من هذا الوضع .ربما حياة جديدة ستنفتح أمام ويندي .غير أني لم آتي الى هنا من أجل الارتزاق .ببساطة,انا أبحث عن مكان يمكنني ان أربي فيه أختي من دون أن أضطر الى اسكاتها كلما بكت, الى مكان حيث يمكنها ان تتفتح وتعيش حياة طبيعية .هذا ما أرغبه ,يا سيدي , وهذا ما سأرغبه دائما ,الى اللقاء ."
ارتدت قفازيها وهي على وشك الانهيار من البكاء وانهت كلامها قائلة :
"لا سبب لآستدعاء الخادم , اعرف الطريق جيدا ."

قطرةندى 29-12-15 04:47 PM

رد: خدعة مصيرية
 
بسرعة ورشاقة رجل من سنه,اقترب دون البرتو منها وقال:
"لا تذهبي , يا آنسة ,أرجوك .لقد أسأت الحكم عليك.ارجوك اقبلي اعتذاري .هل تتشرفين بالبقاء؟ لدي ما أقوله لك ."
وكان دخول بيدرو المفاجىء وهو يجرطاولة صغيرة قد افقد من عزيمتها عن مغادرة الغرفة فقال دون ادريانو بلهجة ملاطفة :
"من فضلك ابقي وقدمي لي الشاي ."
كان من الصعب مقاومة طلبه ,ولم تلبث ليندا الا ان استسلمت قائلة بعد لحظات مترددة :
"حسنا .اقبل اعتذارك, وساحتسي الشاي معك ."
بصوت رنان دعاها للجلوس .وبينما كانت تسكب الشاي العنبري في الفنجانين , راح يراقب بعينيه حركاتها الدقيقة .
وفي الحال اضاء بريق صغير عينيه .خلال الحديث بينهما ,استجوبها بلياقة ذكية وارغمها على البوح بكل تفاصيل حياتها من دون ان تشعر انها تخضع لتحقيق .بل شعرت بثقة تامة وراحت تقص عليه عذاباتها الماضية وامالها المستقبلية .دقت الساعة الرابعة ,قاطعة هذا الحوار الحميم وقالت ليندا مندهشة :
"كيف مر الوقت بهذه السرعة ؟ لم اكن أفكر اني سأغيب لاكثر من ساعة .يجب أن اعود الان ."
نظر لها دون ادريانو بدهشة وقال :
"لا يمكننا ان نختصر هذا الحديث الان .ما زلت في حاجة ان احدثك بالتفصيل عن العرض الذي كنت بصدد تقديمه لك ."
"اذن ,هل في نيتك ان توظفني عندك ؟"
"اخترتك ولن يقع اختياري على غيرك ."
ابتسم واقترب منها وقال :
"غير ان القرار النهائي عائد لك ,بكل تأكيد."
استرخت ليندا في مقعدها متاثرة بلهجة دون ادريانو الوقورة .فقد كانت على انتظار وترقب . سألها فجأة:" ماذا تعرفين عن تشيلي ؟"
قالت مندهشة ومستغربة :
"الشيء القليل .انها تقع في امريكا الجنوبية .اليس كذلك؟"

قطرةندى 30-12-15 04:34 PM

رد: خدعة مصيرية
 
هز رأسه ايجابا وابتسم قائلا:
"تماما ,انها بلاد بشكل حبة الفاصوليا الخضراء, تقع بين الانديس والمحيط الهاديء .من جهة ,هناك الجبال وثلوجها المستمرة ,ومن جهة أخرى ,البحر وأمواجه العالية .انها وطني وارض بلادي .وهي المكان المفضل لتربية شقيقتك."
توقف دون ادريانو لحظة ثم عاد يقول :
"اتت عائلتي الى هذه البلاد منذ القرن السادس عشر .اسلافي كانوا ينتمون الى المغامرين الذين غزوا أمريكا ,والذين جاؤوا من اسبانيا ,متعطشين لمغامرة البحث عن الذهب .ان الشباب منا يشبهون تماما "الكاوبوي "رعاة البقر الامريكيين العاملين في مزرعتي والذين يهتمون بالماشية .انهم صاخبون ,انفعاليون وتلقائيون .وهم يعكسون صورة بلادهم ."
توقف قليلا ثم أضاف :
"حفيدي يشبه هؤلاء العمال وهو الذي سيرأس المزرعة من بعدي , في السنوات المقبلة .ولكن ,بانتظار ان يخلفني ,سيعيش حياة رعاة البقر الى ان يحين اليوم الذي أقرر فيه ان أتقاعد ."
ران صمت قصير ثم تابع يقول :"ومن أجله,نشرت الاعلان في الصحف .واذا كنت أرغب في أن تأتي معي الى آخر العالم ,ذلك من أجل ان تصبحي زوجته ."
حدقت ليندا به مذعورة وقالت بتلعثم :
"م...ماذا؟"
اضاف دون ادريانو والحزن يملأ وجهه :
"نعم , هذا محتوى عرضي ,حفيدي بحاجة الى زوجة ,واعتقد اني الحيد الذي يمكنه ان يختارها له ."
اطلق زفرة وهمس بصوت يدل عن ارهاق وتعب :
"الان ,اصبحت رجلا عجوزا ,يا آنسة .وارغب وهذه امنيتي الغالية ,ان اغادر مزرعتي تاركا اياها في أيد صالحة .عندما يتزوج ,يصبح حفيدي قادرا ان يفرض سلطته على رجال الاعمال الناضجين الذين يتعامل معهم ويفرض الطاعة على العمال الذين في سنه والذين ما زالوا يعتبرونه واحدا منهم."
راح قلب ليندا يخفق بسرعة وهي تهز برأسها . كلمات دون ادريانو احدثت عندها نوعا من الدوار .كترة الصور تتداخل في مخيلتها .وتتصادم فوق بعضها البعض,قمم الجبال المثلجة ,والبحار الهائجة والصحاري الحارقة , حتى لهب الشمس والغابات الغارقة تحت المطر,لم تحدث فيها رعبا مثلما احدث عرضه غير المنتظر ,الزواج من حفيده, كانت مضطربة ومشوشة وكانت تجد صعوبة كبيرة في السيطرة على تناغم افكارها .
العمال الذين يشبهون رعاة البقر ,هؤلاء المندفعون الصاخبون ,يعيشون نمط حياة مختلفة عن الحياة التي تعيشها .
صحيح انه تسنى لها ان ترىفي السينما المواشي المنتشرة على مد النظر في السهول ,وان تعجب بالفرسان والرعاة الذين لا يغادرون احصنتهم ليلا ولا نهارا .
لكن هذه المساحات الشاسعة التي كانت تشاهدها على شاشات الصالات المظلمة ,كانت تبدو صنع الخيال,اكثر من كونها واقعية .وها هي الان في وضع يقترح عليها رجل عجوز ان تتزوج من رجل ينتمي الى عالم آخر تجهل كل شيء عنه.
فتحت عينيها بقوة ,فاحدثتا عند الرجل العجوز دهشة قوية ,كأنها في حالة صدمة ما .وتمكنت من القول :
"هل انت تتكلم بجدية ؟"
اجاب بلهجة قاطعة :
"نعم .انا اتكلم بجدية تامة يا آنسة ."
اطلقت زفرة مؤلمة وقالت :
"لكن حفيدك هذا ...ماذا يفكر بمثل هذا التدبير ,أي نوع من الرجال هو كي يقبل ان يختار له جده زوجة ؟"
اجاب :"أي نوع من الرجال هو ؟انه نسخة طبق الاصل من والده .تألمنا لخسارته منذ سنوات عديدة .كان ابني الوحيد وقتل على اثر هزة أرضية .احب زوجته حبا كبيرا .وهي كانت رائعة الجمال.اراد يوما ان يقدم لها الملابس الجديدة ومساحيق الزينة,فاصطحبها معه الى المدينة .وهناك وقعت المأساة. كانا في الفندق عندما حدثت الهزة ,وسقطت الجدران عليهما كانا زوجين مثاليين متحدين بشكل لا يوصف.

قطرةندى 31-12-15 01:11 PM

رد: خدعة مصيرية
 
ران صمت قصير ثم تابع قوله :"لا يتذكر حفيدي شيئا عن والديه .ولكن بمرور الوقت أصبح يذكرني كثيرا بوالده .لكن لا أعرف ماذا ستكون ردة فعله امام هذه المبادرة التي أقوم بها ."
فجأة أصبح نظره باردا وغير واضح التعابير وقال:
"لكنه في الاخير سيفعل ما أقوله له ."
شعرت ليندا بالشفقة تجاه الشاب الذي يعيش منذ سنوات عديدة تحت ظل هذا العجوز ذو السلطة المستبد .لا شك ان الخجل قد شله .لا بد ان يكون انسانا معقدا وحساسا للانتقادات ومكبوتا على ذاته .
غير انها ,بالرغم من الشفقة التي تشعرها تجاهه ,فليس واردا ان تقترن به .
اعلنت بهدوء تام :
"انا آسفة عليك ان تبحث عن زوجة لحفيدك بمكان آخر ."
"لماذا هل انت مغرمة بشخص آخر ؟"
"لا ليس هذا هو السبب اطلاقا "
"اذن لماذا تكذبين ؟الم تؤكدي لي انك ستفعلين أي شيء من أجل ايواء أختك ؟وما أقدمه لكليس أي شيء .فكري قليلا بالحياة التي تعيشينها و بالحياة التي أقدمها اليك."
احتجت قائلة :
"لكنك لا تفهم شيئا .لن اتزوج من رجل اجهل عنه كل شيء ولم يسبق لي ان التقيت به حتى ولم مرة واحدة ."
"غير انك ترغبين في الزواج يوما ."
"يعني ان...يوما ما ,اود ان ...نعم "
قاطعها بصوت ناعم :
"انت كثيرة التفاؤل يا آنسة , لكن هل تعتقدين حقا ان رجلا سيقبل ان يربي طفلة ليست منه ؟الرجال أنانيون يرفضون التضحيات ,هل تريدينني ان ارسم لك وضعك ,سترهقين باعباء الطفلة وستصبحين عجوزا قبل الاوان ,ستجدين نفسك غير محبوبة .ولا تعودين بحاجة للانتظار كي تشكرك اختك على اهتمامك بها هذا اذا كانت مختلفة وغير اعتيادية ."
غمرتها قشعريرة باردة فقالت :
"انت رجل قاسي "
"واقعي ,من الافضل لك ان تتبعي نصيحتي ."
ادار ظهره وخرج من الغرفة .نظرت حولها وراحت تقارن محتوى هذه الغرفة الانيقة والفاخرة بغرفتها الحقيرة الفارغة , الى متى سوف يدوم هذا الواقع المؤلم ؟ ربما ستشعر ويندي بعدم الاستقرار الذي سوف يترك فيها اثرا ابديا .
عندما عاد دون ادريانو الى الغرفة كانت ليندا تبدو هادئة جدا .اقترب منها فادارت وجهها نحوه .ورات في عينيه بريق امل ,ابتسمت له فقال :
"هل قررت يا آنسة ؟"
"نعم ,سيدي .قررت ان اقبل العرض .آمل ان يجدني حفيدك زوجة تناسبه ."

قطرةندى 31-12-15 01:15 PM

رد: خدعة مصيرية
 
خلصت الفصل الثاني ولاحظت انو مافي تجاوب مع القصة يمكن ماشدت قراء المنتدى .بس رح احاول اخلصها بسرعة

sohoya 01-01-16 01:01 AM

رد: خدعة مصيرية
 
بالعككس الروايه جميله جدا جدا جدا و مررره انا متحمسه وكليوم اشيك عليها ومرره استنى ظهور البطلل

good luck

غولشن 01-01-16 01:25 AM

رد: خدعة مصيرية
 
والله الرواية شكلها حلو وان متحمسة للتكملة في الانتظار

قطرةندى 01-01-16 05:26 PM

رد: خدعة مصيرية
 
شكرا حبيبتي sohoya هذا الفصل راح يبين البطل والقصة راح تصير حماس

قطرةندى 01-01-16 05:30 PM

رد: خدعة مصيرية
 
لعيونك غولشن راح احاول ابتدي الفصل الثالت اليوم واتشاء الله يعجبك

غولشن 01-01-16 05:39 PM

رد: خدعة مصيرية
 
شكرا انا في الانتظار

زهرة منسية 01-01-16 05:58 PM

رد: خدعة مصيرية
 
قطورة حبيبتي انا منتظره الروايه بفارغ الصبر
انشغلت شويا الفترة اللي فاتت علي فكره انا مشتركه في موضوع روايتك و بدخل كل من تنزل اي مشاركة بس بنتظر لغايه ما الفصل يكمل

البطله اخدت انطباع خطا جدا عن بطلنا
موفقه حبيبتي

قطرةندى 01-01-16 06:50 PM

رد: خدعة مصيرية
 
الفصل الثالث
كان الانطلاق من لندن منذ 24 ساعة وكانت الرحلة مريحة و موفقة .واهتم دون ادريانو بالطفلة ويندي تماما كما يجب .وبينما كانت في احضان ليندا لم تكف عن النظر اليه والابتسام له.
سحرته الطفلة فاصر على حملها تاركا ليندا في افكارها تتساءل عن الشائعات التي ستروجها زميلاتها في المكتب.
خادم دون ادريانو اهتم بكل شيء ,حتى آخرالتفاصيل .لكن الوقت كان قصيرا وشعرت ليندا بانها لاهثة مبهورة .كانت تعي انها ترتكب جنونا حقيقيا .ففي انزعاج كبير ,كانت قد اتصلت بمديرها وشرحت له انها ستقدم استقالتها من العمل .
تنفست الصعداء وابتعدت عن النافدة متوجهة نحو سريرها .منذ وصولهم الى هذا الفندق ,تدبر لها المدير مربية لتهتم بويندي خلال مدة اقامتها القصيرة في العاصمة التشيلية .
نصحها دون ادريانو قائلا :
"حاولي ان تنامي قليلا ,اذا تمكنت من ذلك,يا عزيزتي.سنلتقي وقت الغداء في قاعة الطعام .هناك اشياء كثيرة اريد ان احدثك بها قبل الذهاب الى المزرعة."
قبلت هذا الاقتراح بفرح كبير .فقد تمت الاحداث بسرعة غريبة في الايام الاخيرة .وهذه البلاد تربكها .الضجيج ,والمناظر الجديدة ,والوجوه,كل شيء يبدو غريبا عليها ,بل محيرا وكئيبا .تمددت ليندا على سرير مريح والاغطية ناعمة ,ومع ذلك فلا شيء باستطاعته تهدئة اضطراب مشاعرها .كانت متقلصة الوجه ومشوشة الافكار .
لم تتوصل الى الراحة المنشودة وظلت تتقلب في فراشها من دون جدوى .احتلها ارتخاء متعب وتدريجيا شعرت بثقل في جفنيها وسرعان ما غطت في نوم عميق .
وعندما استيقظت من نومها ,بعد مرور ساعة تقريبا ,كانت الدموع تتلالا في عينيها .نظرت الى ساعة يدها .مازال امامها الوقت الكافي قبل ان تهيء نفسها لموعد الغداء .شعرت برغبة في الاستحمام فتوجهت نحو الحمام ,وتوقفت فجأة حين رأت تلة من الصناديق الرمادية موضوعة في ارض الغرفة .انها من مختلف الاحجام وكلها تحمل اسم "ميرابيل"محفورة احرفها بالذهب .تناولت الصندوق الاول وفتحته بيدين مرتجفتين ابعدت الورقة الحريرية البنفسجية وشاهدت قميص نوم من الدانتيل الناعم .لم تتمكن من الامتناع عن اطلاق زفرة استغراب فرحة قبل ان تسحبه من العلبة وتتامله مليا .
وواحدة بعد الاخرى فتحت جميع العلب بنوع من الاثارة جعل انفاسها تتقطع:كل صنف من الالبسة يسحر الالباب , ومن دون ان تصدق ,انتشرت أخيرا مجموعة من الفساتين و قمصان النوم والبزات والبنطلونات والحقائب اليدوية والاحذية .لا شك ان هذا كلف اموالا طائلة .كانت الغرفة قد امتلات بالاوراق واغطية العلب .وعندما فتحت الصندوق الاخير ,الذي يفوق حجنا بقية الصناديق الاخرى,وجدت صعوبة لتمزق الورق الملفوف حول العلبة قبل فتحها .لكنها سرعان اطلقت صرخة اندهاش وهي تنظر الى معطف من الفرو الغامق اللون.

قطرةندى 01-01-16 06:59 PM

رد: خدعة مصيرية
 
الله يسعدك حبيبتي زهرة منسية ,البطلة بريئة كثير الفصل الجاي فيه كثير حماس اتمنى تباعيه :110:

فرقدعهد 02-01-16 11:12 PM

رواية جميلة جدا بس الفصل قليل جدا شكرا لكم

غولشن 03-01-16 02:20 PM

رد: خدعة مصيرية
 
متشوقة للتكملة في انتظار الفصل الجديد

اريج وردة 03-01-16 07:21 PM

رد: خدعة مصيرية
 
رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة

فرقدعهد 03-01-16 10:53 PM

بانتظار الفصل الجديد رجاءأ

فرقدعهد 03-01-16 10:57 PM

مشتاقين للتكملة

قطرةندى 04-01-16 02:06 PM

رد: خدعة مصيرية
 
اهلين عزيزتي فرقدعهد رح احاول انزل اليوم تكملة الفصل الثالث وانشاء الله يعجبك

قطرةندى 04-01-16 02:08 PM

رد: خدعة مصيرية
 
انت الاروع حبيبتي اريج

قطرةندى 04-01-16 02:49 PM

رد: خدعة مصيرية
 
وبعد تفكير طويل ,اختارت ثوبا ابيض بسيطا ,يدخله التطريز الانجليزي .ارتدته ووقفت امام المرآة تتأمل نفسها داخل هذا الثوب فوجدت انه يليق بها اذ ان قصته ذات فن رفيع .ان هذا الفستان يظهر شكل جسمها النحيف والممشوق ويلفت الانتباه .
وبعد ان تاكدت ان ويندي تنام في هدوء ,ليندا توجهت الى مطعم الفندق حيث دون ادريانو كان في انتظارها .نهض واقفا عندما رآها تقترب منه فشعرت ليندا برغبة التعبير عن امتنانها ,فمدت له يدها ,لكنها اندهشت عندما رفعها الى فمه .وقال باعجاب :
"الشعلة الجميلة "
قالت وهي تهز راسها :
"شكرا جزيلا ,يا سيدي."
بعد وقت قصير ,جلسا امام مائدة الطعام وقدم لها الخادم سلطة "بالتا " المؤلفة من القريدس والافوكادو المتبلة بعصير الحامض. والوجبة الاساسية كانت مؤلفة من عجينة تحتوي على مجموعة اللحوم ,والزيتون والبصل والفلفل الاخضر والزبيب .وبينما كانا ياكلان كان الحديث يدور حول امور عادية لكنهما كانا يعرفان جيدا,انهما سيشرعان بعد قليل في بحث الامور الاساسية .انتظر دون ادريانو ان تنتهي ليندا من تناول وجبتها .ثم اعلن بغثة :
"صباح اليوم اتصلت بحفيدي .سيأتي في طائرته لملاقاتنافي مطار سنتياغو."
ثم القى نظرة الى الساعة وأضاف :
"سيصل بعد ساعة بالضبط "
قالت ليندا بصوت مخنوق :
"هذا باكرا؟"
باشارة من رأسه وافق ثم قال:
"اريد أن أطلب منك شيئا .قبل وصول حفيدي بعد تفكير طويل ,توصلت الى النتيجة التالية :أرى انه من الافضل ان تدعيه يعتقد ان ويندي ابنتك"
ارتسم الاندهاش على وجه الفتاة ,فأسرع يقول بالتحديد :
"وفي الوقت المناسب ,سأفصح له بالحقيقة كلها ."
"لكن لماذا تريد ان تكبده خيبة الامل هذه؟"
ظل ساكتا يحدق فيها بامعان .كان وجهها مليئا بالبراءة والنظارة ,مما جعل دون ادريانو يبتسم وقال :
"بما اني اعرف ذوق حفيدي بما يسمى الالغاز ,فقد قررت ان اطرح عليه لغزا .يوقظ التحدي مثل سر يبقى كاملا .وكيف عندما يرى فتاة متحفظة وبشوشة لايمكن لأحد ان يشك انها ام لطفلة صغيرة ؟الطفلة تشبهك كثيرا وسيعتقد ,كما سبق واعتقدت انا ,انها ابنتك .سيكون الامر طبيعيا ."
احمرت وجنتا ليندا وحاولت جهدها للحفاظ على هدوئها وقالت :
"اذن,تريدني ان أدعي بأني والدة ويندي من أجل ان تعرف فضول حفيدك ,فقط لا غير .اعتقد ان ذلك ليس تصرفا لائقا من جانبك ,بالنسبة الي او بالنسبة اليه ."
تجهم وجه دون ادريانو وظهرت القساوة في نظرته وقال بلهجة لاذعة:
"لا دخل للعواطف بهذه الصفقة التي عقدناها وليس فيها سوى الفوائد المادية التي تحصلين عليها ."
اكفهر وجهها ,ظاهريا يبدو هذا العجوز طيبا ولكنه يخفي وراء ذلك قساوة حقيقية .غير انها توافق بأن له الحق ان يذكرها بغاية هذا الاتفاق ,الذي تجني منه فائدتها بسعادة ساذجة .
قالت :
"سأفعل ما تريده .لكن ,ماذا تريد مني ان أقول لحفيدك بالضبط؟الموضوع شديد الدقة ."
انك مسؤولة عن طفلة و عليك تحمل اعباء ذلك ,ببساطة .

قطرةندى 04-01-16 03:59 PM

رد: خدعة مصيرية
 
"شيء في اعلانك اثار اهتمامي وهي الفقرة التي تتعلق بقبول طلبات اللواتي يتحملن أعباء الاسرة .نادرا ما يقبل أصحاب العمل ان يقيم الموظف لديهم في بيوتهم مع أفراد العائلة .اذا,لماذا "
وبما ان ليندا وعدت بلطف ان تفعل ما يريده العجوز منها ,فقد تغير مزاجه وتناول سيجارا وأجاب قائلا :
"كل كلمة وردت في الاعلان كانت مدروسة في اعتناء ودقة ,وخصوصا ما جاء في الفقرة التي تنوهين بها .الفتاة التي كنت ابحث عنها عليها ان تملك كل الصفات التي لا جدل فيها ,ان تتحلى بحس الواجب ,الذي هو اهم شيء في نظري .يجب الا افقد ثقتي بها في المستقبل .وعندما يكون المرء خاليا من هذه الصفات لا يمكنه ان يتحمل أعباء الاسرة وخصوصا لفترة طويلة .وهذه الطفلة تخدم خطتي تماما.لا يحب المرء أهله فعلا الا بعدما يصبح ابا او ام .لذلك ,اذا امضى حفيدي ليلة قرب طفلة مريضة سيتعلم الكثير وسيجني ثمارا لا يمكن لأي فلسفة نظرية ان تمنحها له ."
"قلت ان حفيدك لا يتذكر والديه اطلاقا .وبنظره ,انت لعبت دور أهله.هل هذا يعني انه تصرف بححود نحوك ؟"
"ليس تماما .لكنه يشك بصحة طريقتي وليس قادرا ان يفهم بوضوح دوافعي .ربما اذا جابه بنفسه المشاكل التي تطرأ على تربية طفل ,سيعى الصعوبات التي واجهتها عندما كنت أربيه .سيفهم أخيرا ان ما أفعله يخدم مصالحه ."
بقدر ما كانت المصالح تخدم مصالحك .هذا ما فكرت به ليندا في نفيها وهي ترتعش .
منذ لقائهما الاول ,تنبأت ليندا ان هذه اللياقة التي يظهر بها دون ادريانو تخفي وراءها رجلا قاسيا و حاسما ,يسخر بآراء غيره , ويفرض ارادته على الضعفاء ,وذلك في عجرفة وتعاضم دون مراعاة .وبالنتيجة, ايقظ في نفس حفيده الخجول والمطيع العداء والضغينة .
انقبض قلبها . حفيده انسان ضعيف وواهن مثلها .ماذا بامكانهما ان يفعلا ,اذا كانت هناك يد حديدية تعاملهما كما تشاء ؟

قطرةندى 04-01-16 04:00 PM

رد: خدعة مصيرية
 
هيك بكون خلصت الفصل الثالث اتمنى يكون عجبكم وأسفة للتأخير
:8_4_134:

فرقدعهد 05-01-16 01:36 PM

شكرا جزيلاا قطرة ندى على استجابتك لنا لقد سعدت كثيرا بالفصل الثالث واسفة على الحاحي عليك ولكن الرواية جميلة وموضوعها حلو وجديد ياريت تزودينابفصل طويل ولو ندري دا نثقل عليج ويمكن مشغولة وعندك التزامات بس نحن طمعانين بكرمك يا احلى قطرة ندى

قطرةندى 05-01-16 08:07 PM

رد: خدعة مصيرية
 
منورة حبيبتي فرقدعهد انا بحاول انزل اول باول بس الرواية عندي فصولها طويلة رح احاول انزل الفصل الرابع اسرع انشاء الله

قطرةندى 05-01-16 09:33 PM

رد: خدعة مصيرية
 
[SIZE="6"]الفصل الرابع
في سيارة الاجرة التي تقلهم الى مطار سانتياغو ,لم يتكلم دون ادريانو الا قليلا .كان يبدو متوترا وعصبيا .ولما دخلو الى المطار ,شعرت ليندا بانقباض وتوتر أيضا .
بعد دقائق معدودة ,ستتعرف الى الرجل الذي وعدت بالزواج منه ,كانت ويندي متكورة على صدر أختها بقوة ,مما جعل ليندا تسرع لتقف قرب دون ادريانو الذي ركز نظراته على المدرج .وهمس يقول :
"عظيم ,لم يتأخر بالوصول ."
ارتخت تقلصات شفتيه وابتسم,وانتشرت حولهم حركة نشطة اندفع سيل من المسافرين الى الطائرات التابعة لمختلف شركات الطيران .لكن ليندا لم تكن تنظر الا الى الرجل الذي خرج من الطائرة الفاخرة وراح يتقدم نحوهم بخطى واسعة .فأشار اليه دون ادريانو بيده ,ثم قال باستغراب وخيبة أمل :
"لماذا جئت انت يا كوستا ؟اين حفيدي ؟"
ارخت ليندا ضغطها على ويندي وشعرت بارتياح لان الشاب الواقف أمامها ليس حفيد دون ادريانو .كان الطيار منزعجا ثم قال :
"طلب مني ان أعبر لكم عن أسفه لعدم قدرته المجيء يا سيدي .من كثرة انشغاله ,لم يتمكن من المجيء ليرافقكم "
قال دون ادريانو غاضبا :
"تبا له !ما الذي منعه من المجيء ؟لم تحدث هزة ارضية على ما أظن !"
اخد كل منهم مكانه داخل الطائرة .فجلست قرب العجوز المتوتر الاعصاب .وخلال نصف ساعة ظل عابسا وصامتا بينما الطائرة نحو الجنوب .
ولما بدأت الطائرة بالهبوط باتجاه احد المنازل الذي كان بالكاد مرئيا على خط الافق .
عرفت ليندا انهم وصلوا الى المكان المقصود .وخلال الهبوط خارت قدماها وشعرت بخفقان قلبها.
على طرف المدرج كانت سيارة بانتظارهم .صعدت ليندا في المقعد الخلفي وسارت السيارة في الحال متجهة نحو مسكن كبير يقع وسط مجموعة اشجار الاوكالبتوس .الجدران مبنية من الحجارة الثقيلة ,ومطلية بالكلس الابيض .أما السقف فمصنوع من صفوف القرميد الاخضر المدور .البلاط الاخضر يكسو ارض الشرفة وينتشر حول بركة السباحة .
عندما دخلت المنزل ,لاحظت ليندا نفس البلاط في الارض .
دعاها دون ادريانو ان تعبر المدخل وتوجه بها نحو الصالون .بساط بني فاتح يفرش الارض ,وفي الصالون مجموعة مقاعد مستندة الى الجدار ملبسة بالقماش الهافاني ,وعلى الجدران رفوف بيضاء مليئة بالكتب الضخمة والمجلدة .هنا وهناك لمبات رفيعة وأنيقة تليق بهذا الجو .مدفأة ضخمة تلفت النظر ,من حجرالرخام تعلوها ظهرية نحاسية تعكس ألوان النار الفاقعة والمتبدلة .ويمكن لعشرة اشخاص أن يتجمعوا حولها .
فتنها المنظر كليا .فسألها دون ادريانو الذي شعر بسعادة واطراء :
"هل أعجبك منزلي ؟"
كانت نظرتها البراقة تفيض بجواب ايجابي .
فقالت:
"انه رائع للغاية ,يا سيدي ,ويحتوي على ذوق رفيع .عرفت أن تدخل كل وسائل الراحة والحياة العصرية من دون ان تسيء الى الطابع الاصلي ."
هز رأسه وكاد ان يشكرها لهذا الاطراء حين انفتح باب الصالون بعنف وأطلت منه امرأة قصيرة القامة ,بدينة وراحت تهز ذراعيها مرحبة بهم في حرارة .

فرقدعهد 05-01-16 10:16 PM

شكراقطرة ندى النور نورج والرواية جميلة جدا ولها طابع خاص نحن نترقب اللقاء بين البطلة الرقيقة والبطل الغامض

sohoya 06-01-16 05:20 AM

رد: خدعة مصيرية
 
جمميل الفصل بس مرره قصصيررر.

الى الان ماجاء البطل :lol:

قطرةندى 06-01-16 01:51 PM

رد: خدعة مصيرية
 
للاسف امبارح قطعت عندي الكهربا فما قدرت اكمل بس اليوم بكتب الجزء الرابع كامل والبطل جاي بس بيدلع شوي عليكم

sohoya 06-01-16 02:26 PM

رد: خدعة مصيرية
 
معذوره قلبي

لعاد يتدلع البطل اجل هههههههه

فرقدعهد 06-01-16 07:33 PM

براحتك حبيبتي بس طول علينا البطل كافي مبين مغرور كثير

قطرةندى 06-01-16 09:26 PM

رد: خدعة مصيرية
 
"المعذرة يا سيدي الكونت ,لقد اعلمني الطيار كوستا بوصولك لتوه.تأخدان بعض الشراب المنعش,انت والسيدة,اليس كذلك ؟هل أجلب حليبا للطفلة ؟"
"شكرا يا كارمين .انا أكيد ان ضيوفي يشعرون بالعطش مثلي .لكن قبل ان تقدمي لنا الشراب ,ربما من الافضل ان ترشدي الانسة باين الى غرفتها .هل أخدتم التدابير الضرورية بما يتعلق بالطفلة ,حسب أوامري؟"
"نعم يا سيدي .كل شيء جاهز.لوتتفضل الانسة وتتبعني ؟"
وقبل مغادرة الصالة سأل دون ادريانو مستعلما :
"والمربية ؟هل وجدت المربية المناسبة ؟"
"اهتميت بالامر كذلك يا سيدي .طلبت من شقيقة كوستا ان تهتم بالامر .وهي تنتظر بفارغ الصبر ان تلتقي بالصغيرة ."
قال بامتنان ظاهري :
"رائع .كل شيء تم على أحسن ما يرام "
ثم وجه كلامه الى ليندا بوجه بشوش وابتسامة على الشفتين :
"عليك ان تعذريني ,يا انسة ,ستحتسين الشراب وحدك .بسبب تغيبي عن المنزل ,تكدست الاعمال علي .لكن سنتناول العشاء معا .وآمل حينذاك ان اعرفك الى حفيدي ,الذي سيعتذر بحرارة لانه لم يأت لاستقبالك في المطار ."
"لا تقلق علي ,ولا تتردد في ممارسة اعمالك التي لابد ان تكون كثيرة على ما أظن .أما بالنسبة الى حفيدك فنعرف ان العمل أعاقه عن المجيء .سنلتقي جميعا في المساء."
تبعت ليندا كارمن التي قادتها الى أعلى حيث تقع غرفتها وغرفة ويندي. كانت الغرفتان تقعان تحت سند السقف مباشرة وقد طليت جدرانهما باللون الابيض وبنية الخزائن والرفوف في الزوايا العديدة باتقان وذكاء .وتحت النافذة علقت صفحة خشبية يمكن استعمالها كطاولة عمل .والغرفتان متصلتان بباب داخلي .وبعد وقت قصير تعرفت ليندا على بيلا المربية التي اختارتها كارمين للاهتمام بالطفلة .فناولتها شقيقتها النائمة بين ذراعيها والتي وضعت للحال في سريرها .
امضت ليندا بقية فترة بعد الظهر في التنزه حول المنزل .وبعد قليل وصلت امام مكان مسيج ,فاسندت ظهرها على الاسوار الخشبية .
بدأت الشمس بالمغيب فأسرعت ليندا في العودة الى المزرعة .كانت مصرة على ان تبدو بافضل حال امام هذا الرجل ,سبب سعادتها وحظها .كما وهي على استعداد كي توقظ في هذا الرجل الخجول كل اهتمام وفضول .فارتدت فستانا مخمليا أزرق ,ذا اكمام طويلة ,يظهر نحافة جسمها وانتعلت حذاء رماديا فضيا .ثم سرحت شعرها الطويل حتى ينسدل أمواجا شقراء على كتفيها.ونظرت مرة أخيرة في المرآة وشعرت بالامتنان من نفسها ,في الحال خرجت من غرفتها .
عند اعلى السلالم استجمعت كل ما لديها من شجاعة , كادت تقوم بالخطوة الاولى ,حين سمعت عددا من الاصوات المبتهجة تنقض على المنزل , وتعكر صفو هذا الهدوء الذي كان مستتبا طوال فترة النهار .كانت عشرات الفرسان يقفزون عن أحصنتهم ويتوجهون في صخب الى المطبخ.
تسمرت ليندا في مكانها مترددة ثم سمعت صوت خطوات ثقيلة في الشرفة مباشرة تحت النافذة.احد الرعاة وتقدم في المدخل وسمعت بوضوح صوت مهاميز تسقط في البداية كانت عادية لكن سرعان ما ارتفعت عاليا ,وبدأ الضجيج والصراخ والصياح والصخب .بالكاد تعرفت الى صوت دون ادريانو لان من كان يتكلم معه كان يقاطعه باستمرار وبحقد وبلهجة انتقامية .
في حيرة واضطراب ,انحنت ليندا الى الامام محاولة ان ترى الرجل الذي يجاوب بحدة وعنف على الدون .من كان هذا الرجل ليجرؤ ان يتطاول على العجوز الذي يدير المزرعة بيد من حديد ؟لا يمكنه ان يكون مجرد موظف عادي او عاملا ,لان مثل هؤلاء لا يستطيعون ان يتكلمو بهذه الوقاحة وهذا الجفاء .
صفق باب بعنف محدثا ارتجاجا في جدران المنزل .وعاد الصمت الثقيل المقلق .حاولت ليندا السيطرة على خوفها ,فتنفست الصعداء واطلقت زفرة طويلة .فجأة انفتح باب غرفتها بقوة ودخل الغرفة رجل ممشوق القامة ,يرتدي بزة سوداء .هذا الاقتحام الفظ أرعب الفتاة ,فتسمرت في مكانها من دون ان تحدث صوتا .كانت تحدق بالرجل بعينين متسائلتين .
كان الرجل يتأملها بوقاحة .كان يتمايل من كل جانب ويطقطق بمهمازه الفضي .يرتدي سروالا من الجلد الاسود .وكان قميصه المفتوح يظهر صدره الاسمر .وشعره مشعت من شدة الريح لونه أسود مثل لون عينيه اللتين تلمعان ببريق ماكر .
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه مظهرة أسنانه البيضاء الناصعة .
قال بلهجة مستخفة :
"اذن,انت آخر مقتنيات الكونت !كان يجب علي أن أفطن الى انه سيختار فتاة شقراء باردة ,كأنها مصنوعة من الجص ."
"من انت ؟كيف تجرؤ على الدخول الى غرفتي من دون ان ..."
قاطعها بعنف قائلا:
"آه,أرجوك,لا تبداي باعتباري انسانا أحمق !لا يليق بك ان تلعبي دور النساء الخجولات حسب رأي جدي ,انت مستعدة تماما الاستعداد لتقاسميني حياتي."
احمرت وجنتا ليندا اشتعالا وهمست تقول بالم :
"اتريد ان تقول انك ..."
"زوجك ,لا أكتر ولا أقل .لكني زوج متمرد ."
احنى رأسه ساخرا وأضاف يقول :
"أنا دون دي فالديفيا,حجر آخر في لعبة جدي ."
تلعثمت قائلة :
"حجر ...لعبة...؟"
اقترب منها و قال :
"ربما لا تعرفين خطة جدي .لا شك أنه خجل ان يكلمك عن خطته .اجلسي ,هناك شيء عليك ان تعرفيه بشكل ضروري ."
جلست ليندا في المقعد ,وكتفت يديها وشدتهما الى بعضهما بتشنج,كأنها تريد بذلك ان تبدد خوفها الكبير من هذا الرجل ,الذي يشبه دون ادريانو بشراسته وهوله .فهو ليس كما وصفه لها دون ادريانو وذلك الرجل المنطوي على نفسه .وبدأت تفضل ان تجابه أي بلاء او مصيبة ولا ترتبط بهذا السفاح .
قال بلهجة قاتمة :
"جدي مربي ماشية معروف .قضى حياته يزاوج ويحسن مختلف الاجناس .واليوم ,انه قادر ان ينتج ,حسب الطلب الحيوانات القوية المؤذية او الوديعة,وهو يفتخر بذلك .وفي الوقت الحاضر ,ينوي جدي ان يطبق معلوماته وخبراته على الجنس البشري ."
فوجئت ليندا بما يقوله وأصابتها الغصة .لكن ماري ودي فالديفيا لم يترك لها مجال الاحتجاج اذ قال مؤكدا :
"نعم .ما أقوله صحيح .لقد سبق وفعل هذا ونال نجاحا كبيرا .ولهذا السبب يريد ان يقوم بتجربة جديدة ."
رفع ذقنه وسألها بسخرية :
"ماذا لو قلت لك أنه اختارك فقط من اجل ان يكون لك الاثر اللطيف علي مما يجعلني اتصرف نحو جدي بطاعة عمياء ؟لكنني أحذرك ,ياآنسة ,ان هذه الخطة لن تنجح .ولا أحد بامكانه ان يجعلني اقبل به ."
بدأ قلب ليندا ينبض بسرعة بالغة ,فرجعت الى الوراء ويدها على قلبها وقالت وهي تهز رأسها :
"لست أنوي ان اجعلك تقبل بي يا سيد.كنت أعتقد انك بحاجة الي ,ولهذا السبب جئت الى هنا .تصورت انك ..."
اختنق صوتها لحظة ثم تابعت تقول :
"كنت اعتقد اني سأواجه رجلا خجولا ومعقدا غير قادر ان يجد لنفسه زوجة له .لكن ,في الوقت الحاضر ,بدأت ادرك ان جدك وصفك لي بطريقة خيالية ولا شيء مما قاله يوازي الحقيقة .وحتى لا يصار الى سوء تفاهم ,لن أتزوجك,يا سيدحتى لو اضطررت ان أموت جوعا ."
أصابته في غطرسته وتفاخره ,فراح يرمقها بنظرات احتقار وغضب .وباحتراز ابتعدت عنه وتوجهت نحو نافذة الغرفة وقالت :
"والان ,اخرج من الغرفة من فضلك ."
حيره مسلك الفتاة المتعالي فاقترب منها بارتباك وامسكها من ذراعها بعنف .
تمالكت نفسها لئلا تصرخ فأرغمها على الالتفات اليه وقال :
اتساءل ما الذي جعلك تقررين المجيء الى هنا .انت فتاة جميلة ويمكنك ان تثيري اعجاب الرجال بك .لذلك فانا اكيد انك لم تات الى هنا لانك لم تجدي رجلا يحبك ويريدك زوجة له .هل قدم لك الكونت مبلغا كبيرا من المال ؟ اذن هذا هو السبب ."
افلت يدها بسرعة وغضب توجه نحو باب الغرفة .توقف هناك واعلن بصوت قاطع مليء باحتقار مر قائلا :
"بما ان جدي هو الذي اشتراك فسيفعل بك كما يريد .لم يعد لي دخل بذلك .لكن يا آنسة ,اذا اردت نصيحتي ,ارحلي في اسرع وقت ممكن .لم نعد بحاجة اليك هنا ."
اجتاز عتبة الباب عندما بدأ صراخ ويندي يعلو من الغرفة المجاورة ,فأسرعت ليندا اليها لأن الطفلة كانت وحدها وبيلا المربية تتناول الطعام بالاتفاق مع ليندا .ولما وصلت الى سرير ويندي ,توقف البكاء وبدأت الطفلة تبتسم بفرح .
فقالت لها ليندا بحنان :
"يا أيتها الفتاة المدللة ,اذا بقيت اعاملك هكذا ستصبحين فتاة مدللة فوق اللزوم"
سمعت صوتا وراءها ,داخل الغرفة غير المضاءة ,فتذكرت للحال أنها لم تكن وحدها .
"لمن هذه الطفلة ؟"
أجابت بهدوء وافية بوعدها الذي قطعته أمام دون ادريانو :
"هذه الطفلة لي "
قال غير مصدق :
"لك؟"
"نعم ,لي ."
فرحت ليندا لدى رؤيتها الدهشة العميقة التي ارتسمت على وجه ماري ودي فالديفيا ,الذي قال :
"ووالدها أين؟"
من دون اضطراب ,قالت بلهجة عادية لا يمكنه ان يشك بصدقها :
"والدها مات ."
القى نظرة سريعة الى يد ليندا اليسرى ,فلم تكن ترتدي محبس الزواج ولم تكن تأبه بما سيفكره بها .
لم تكن تود سوى شيء واحد وهو ان تتخلص من هذا الرجل العدائي .
في فضول انحنى نحو ويندي ذات العينين الزرقاوين الصافيتين .فمدت له ذراعيها منتظرة ان يحملها .بدا مرتبكا الى درجة جعلت ليندا تشهق ضاحكة .لكنها سرعان ما وضعت الطفلة في مهدها وقالت :
"عليك ان تنامي ,يا صغيرتي ,لا,لا تجلسي ."
قبلتها ليندا وقالت :
"تصبحين على خير يا حبيبتي ."
أشارت الى دون ماريو ان يخرج وراءها من الغرفة قبل ان تغلق الباب الذي يصل الغرفتين ."
فقال الرجل بشراسة "هل جاء معك احد غير هذه الطفلة؟"
أجابت بصراحة بعد أن فوجئت قليلا :
"كلا.بالنسبة الى ويندي والي ,حيثما نكون نحن معا يكون منزلنا ."
ملأ وجه ليندا استرخاء كبير .رمقها بنظرة غاضبة وعضلات فمه ترتجف بقوة كأنه يحاول ان يقاوم شرا مؤذيا .فقال :
"هذا العجوز محتال لكن ,بالرغم من هذه الظروف لن أغير رأيي."
لم يتسن لها الوقت لتسأله عن تفسير وايضاح.
فقد أسرع نحو الباب وخرج الى الممر بخطوات واسعة تعبر عن غضبه .ولم تعد تسمع الا خشخشة المهماز.

قطرةندى 06-01-16 09:29 PM

رد: خدعة مصيرية
 
هيك بكون خلصت الفصل الرابع مثلما وعدتكم بكرة انشاء الله بنزل الفصل الخامس شو رأيكم بالبطل شرير صح
:welcome_pills2::Welcome Pills5:

فرقدعهد 06-01-16 09:47 PM

بصراحة شرير وغامض بس عجبني البطلة وتحديها له بالرغم من حاجتها الشديدة للمال والمأوى الرواية تزداد جمالا ومشكورة حبي على تنزيلك الفصول يوميا

قطرةندى 07-01-16 08:09 PM

رد: خدعة مصيرية
 
الفصل الخامس
فجأة,دق الجرس معلنا موعد العشاء .تمالكت ليندا نفسها لئلا تهرب .في الحقيقة ,لم تعد تنوي البقاء هنا في المزرعة ,غير ان مواجهة صريحة مع الكونت دون ادريانو أصبحت مهمة حتمية لا مفر منها .عليه ان يشرح لها الامور بوضوح ,وان يتصرف بنبل ويقدم لها اعتذاره ,لأنه رسم لها صورة خاطئة عن حفيده ,بعيدة كل البعد عن الواقع .
هبطت السلالم بسرعة وعصبية .ولما وصلت باب الصالون وقفت مترددة ,ثم استجمعت شجاعتها وقررت ان تفتح الباب وتدخل قاعة الاستقبال.
فوجئت بوجود دون ادريانو وحده .كان مستغرقا في أفكاره يحدق بكآبة .ولما دخلت القاعة وقف يستقبلها .لم تلمح أي اشارات ندم أو تأنيب الضمير .
"أنت رائعة حقا.لي الشرف ان ارحب بك في بيتي واكرمك على مائدتي .من زمن بعيد لم تدخل فتاة جميلة مثلك منزلنا ."
تغيرت تعابير ليندا وخشيت ان تخور عزيمتها وتتخلى عن تصميمها الذي قطعته على نفسها برفض الزواج من حفيده ,مهما كلف الامر .
"هذا لطف منك يا سيدي.غير أنه عليك ان تسامحني اذا قلت لك ان هذه المجاملات وهذا الافراط في المديح الذي تنعم علي به ,يبدو لي عديم الجدوى مثل بعض تصريحاتك الاخيرة "
عدل جلسته وتوارى التغضن المرير عن وجهه وأعلن بصراحة:
"نعم علي الاعتذار منك .ربما كان اخفاء الخطر أخطر من الكذب المتعمد .لكن بانتظار المناقشة بكل هذا , اسمحي لي ان أقدم لك شرابا منعشا .بامكاننا ان نتناول العشاء بعد قليل ."
قبلت ان تتبعه الى المقعد حيث جلست ونظراتها المليئة بالخوف كانت منجذبة تلقائيا نحو الباب .عرف دون ادريانو ما يدور في خلدها فهمس يقول :
"استرخي يا آنسة .حفيدي ليس في المزرعة مساء اليوم .ذهب الى المدينة برفقة بعض الرعاة .ولن يعودوا قبل الفجر وستسمعين ضجتهم الاعتيادية اذا لم يكن نومك عميقا ."
شعرت ليندا ارتياح واسترخت في مقعدها وبين الوسائد المحيطة بها .فابتسم دون ادريان لردة فعلها وقال :
"اذن ,لقد اتيحت لك فرصة لقاء حفيدي ."
اعترتها قشعريرة باردة وقالت :
"ما حدث بيننا لم يكن ما تسميه باللقاء .لقد احتجزني ووسمني للحال كما تفعلون بالماشية ."
كان دون ادريانو منهمكا بتحضير الشراب الذي رفضته ,فقاطعها فجأة وهو مقطب الحاجبين :
"وسمك."
"وسمني مثل أي امرأة سلعة .وبرأي حفيدك ,انا امرأة لا مكان لها هنا ,ومصيرها متعلق بمن اشتراها ,يعني انت ,ايها الكونت ."
قال بغضب :
"لو كان ما يزال صبيا ,لعاقبته على هذا الكلام البذيء ."
"لكنه لم يعد صبيا .الظاهر انه على حق.ان تختار بنفسك امرأة لتزوجها من حفيدك الخجول والمرتاب ,ليس عملا بعيدا عن الخيال.لكن حفيدك يدعى ماري ودي فالديفيا ,وليس ذلك الرجل المرتاب الخجول ! لا يمكنك ان تجهل ان مبادرتك هذه ستجعله يغضب بعنف ؟"
جلس قربها واكتفى باطلاق زفرة عميقة لا شك انه نادم على ما فعله .لكن على ماذا هو نادم بالتحديد ؟على فشل مخططه ,ام على الضرر الذي ألحقه بحفيده وبها ؟
قال بلهجة متوسلة :
"اذا قبلت سماع ما أقوله ,سترين ان تصرفي هو أقل أنانية مما تتصورين ."
"وما الفئدة بعد الآن ؟بعد ما باح به حفيدك ,اصبح كل شيء واضحا.انت مربي ماشية معروف ولا أحد احد ينكر ذلك .لكنك توصلت الى الاقتناع انه بامكانك تحقيق تجاربك على الكائن البشري .غير انك ارتكبت خطأ جسيما ,فيما يتعلق بنا,دون ماريو رجل غليظ وفظ .يرجع كل شيء اليه .وهذا ما أكده اكثر من أي شيء آخر ."
لمع بريق في نظرات دون ادريانو وارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهه.فوجئت ليندا بردة فعله ونهضت مسرعة ,لكنه مد يده اليها واعلن بلهجة ها دئة :
"سامحيني يا عزيزتي ,لكن سبق وسمعت هذا الكلام من قبل ,ذلك ان المرأة التي اصبحت كنتي كانت تتكلم مثلك تماما .علي ان اقول صراحة اني احتجزتها في المزرعة بنية تزويجها ابني .وابني كان رجلا ذو طباع غريبة .لا يمكن قهره بسهولة ,ولا يختلف عن حفيدي الذي رأيته اليوم ."
ران صمت طويل وتابع يقول :
"لم اختر الفتاة بنفسي .لقد وصلت الى هنا بطريق الصدفة ,لكن, يجب ان اعترف لك انني منذ رأيتها ,خطرت ببالي فكرة .واردت ان اسهلها بتسهيل اللقاءات بينهما ,في البداية كانت تتم في مناخ عدائي .لكني فرحت كثيرا عندما اخدا يشعران تجاه بعضهما البعض بالحنان الذي تحول الى حب كبير .وبالتالي تغير طبع ابني بشكل كلي وعرفا السعادة معا .ولا يمكنني ان اعبر لك بالكلمات ما شعرت به عندما علمت بالماساة .لذلك أرغب من كل قلبي يقدم ماريو ,ثمرة هذا الحب ,على زواج سعيد مثل والده .هذه امنيتي الوحيدة لا يمكنك ان تلوميني ان اقدمت على تحقيق هذه الامنية."
اقتربت ليندا من المدفأة وانحنت صوب النار المتوهجة التي عكست على وجهها الارتباك والحيرة .انها تشعر نحوه بالشفقة ,الكونت دون ادريانو ,ملك المزارعين ,سيتقاعد املا ان تصبح هي ملكة المزرعة .شعرت بالتواء ساخر ومر في فمها ,غير انها حافظت على الوقار عندما التفتت الى العجوز الذي كان جالسا في مقعده منحنيا الى الامام ويده على ذقنه .لم تكن تريد ان تجرح شعوره ,فأعلنت بلهجة متزنة قائلة :
"اسفة يا سيدي ,لكني غير قادرة على قبول ترتيباتك ."
هز رأسه احتجاجا فأضافت قائلة :
"هل فكرت بان النجاح الذي فيما يتعلق بابنك كان مجرد حظ ,وان هذا النوع من التجارب لا يمكنه ان يؤدي الى النتيجة نفسها ؟"
لم يعد يحتمل الشك في قدراته فقال بغضب شديد:
"الطبيعة البشرية لا يمكن ان تتغير ,الاجيال تتلاحق والانسان ما زال ينقل الى نسله العادات والفضائل والعيوب نفسها .في عروقي يجري دم الغزاة الاوائل .فقد ورتث عنهم حب المغامرة ,وكراهية الخوف,والانانية والعنفوان .وكان ابني يتمتع بهذه الصفات واليوم اراها عند حفيدي .ولهذا السبب انا متأكد ان ما اقدمت عليه ليس خاطئا ولا يقبل الفشل ."
قالت ليندا وهي تضم يديها المرتجفتين :
"لكنك نسيتني وانا ارفض الاشتراك في هذه الترتيبات وامل ان تعفيني من تحقيق العهد الذي قطعته .اتمنى العودة الى بلادي باسرع وقت ممكن ."
وضع دون ادريانو كاسه بهدوء وافترب منها بتعال ثم قال بلهجة باردة ومراعية :
"اخشى ان يكون ما تتمنيه مستحيلا ,اذكرك بانه سبق وعقدنا صفقة لا مجال للتراجع عنها .هذه الملابس التي ترتديها ,والمنزل الذي تسكنيه انت وأختك ,دليل قاطع ,ويحق لي ان انتظر منك امتثالا وطواعية ."
توقف لحظة ثم أضاف :
"وكما لاحظت فالمزرعة مقطوعة عن العالم .اذن,لا مجال للهروب و الرحيل .انها اضاعة للوقت.كي تخرجي من هنا عليك ان تاخدي الطائرة .وتلك التي نملكها لن اضعها تحت تصرفك .عليك ان تبقي هنا ,شئت ام أبيت."
اطلقت نواحا عميقا وقالت بغضب:
"بامكانك ان تعتبرني سجينة لديك لكنك لن تتوصل ابدا ان تجعلني اتزوج حفيدك بالقوة ."
اجاب دون ادريانو من دون اضطراب كأن شيئا لم يكن :
"في البداية المرأة التي كانت قبلك كانت تفعل مثلك في جميع تصرفاتها .وردة فعلك هذه تؤكد نجاح مهمتي .لذلك انا مسرور جدا "
القمر يلقي أشعته على سرير ليندا حيث استلقت منذ ساعات بعدما هرعت راكضة من قاعة الاستقبال ,حانقة على الكونت وخائبة لحظها السيء .فقرار الكونت الذي لا رجعة عنه وضعها في حالة حزن وكآبة .والآن تعتبر المنزل سجنا حيث بامكانها ان تتأسف على مصيرها وتندم .
شدت على معصميها وانزلقت تحت الاغطية وراحت تنتحب باكية وتصرخ :
"انا مجنونة .حقا مجنونة ,لماذا لم يخطر ببالي انني بقبول هذه الصفقة ,رميت نفسي في مأزق؟"

فرقدعهد 07-01-16 10:48 PM

اليوم الفصل غني جدا وطويل وممتع شكرا قطرة ندى

أم ديم 08-01-16 12:36 AM

رد: خدعة مصيرية
 
رووووعه كمليها بليز 🙈🙈

نوزا ه 08-01-16 01:22 AM

رد: خدعة مصيرية
 
رواية روعة كمليها من فضلك وشكرا لمجهودك

فرقدعهد 08-01-16 09:12 PM

منتظرينك قطرة ندى لا تتاخري علينا رجاء

قطرةندى 08-01-16 10:06 PM

رد: خدعة مصيرية
 
صحيح أنها استعدت لقبول كل العواقب التي ستنتج عن هذا القرار ,لكن الرجل الذي قبلت الزواج منه لم يظهر على حقيقته الا اليوم .
كبتت دموعها ونهضت خارج السرير وخلعت فستانها بقوة .كان ذيل قميص نومها يمسح ارض غرفتها ذهابا وايابا ثم جلست قرب النافذة وظلت مسمرة مكانها لمدة طويلة كالبلهاء.فجأة سمعت صوت خشخشة صغيرة وبعدها عم صمت عميق .ثم اقنعت نفسها بأن ما سمعته مجرد وهم .لكنها سمعت نفس الخشخشة مرة ثانية .فالتفتت ليندا حولها وفتحت عينيها تبحث جيدا في العتمة .فلاحظت ظلا يتحرك نحوها ,ارتبكت ولم تجرؤ على القيام بأي حركة .بريق معدني لفت نظرها على ضوء القمر رأت البكله الفضية فعرفت من يكون صاحبها ,استعادت صوتها وقالت باستغراب :
"ماذا تريد ؟كيف سمحت لنفسك ان تقتحم غرفتي من دون سابق انذار ,دون ماريو ؟"
قهقه ضاحكا واقترب منها بترنح وشعرت بنفسها على وشك السقوط .وقال ساخرا :
"انا بحاجة للحديث معك .في الحقيقة ,فكرت مطولا بالوضع الدقيق الذي وجدنا نفسنا فيه ,واعتقد انني عثرت على حل لذلك."
ادركت بانزعاج انه متعب .والعطر الخفيف الذي يرطب قميصه يدل انه لم يقض الليل وحيدا .
قالت :
"انا أيضا ,اخدت قرارا نهائيا .قررت ان ارحل من هنا واريد ان تعدني بمساعدتي في العودة الى بلادي ."
امسك كتفيها بشدة .وراحت ترتعش عندما بدأت يداه تمتدان الى جسمها ,لكنها ظلت جامدة رافضة ان ترجوه الا يفعل ذلك .
قال صارخا :
"هذا مستحيل !انه يشوش مخططي ,اليك ما انوي فعله :سأتزوج منك , لكن عليك الا تعتقدي اني سأفعل ذلك لأني أخضع لارادة جدي .أبدا .اريد ان القنه درسا وابرهن له ان زواجا مدبرا بهذه الطريقة لن يؤدي الا الى الفشل ,الفشل الذي سيؤلمه كثيرا .صحيح اني بزواجي ساحقق له امنيته العزيزة على قلبه ,لكن عليه بالمقابل ان يفي بوعده ."
بالكاد نطقت ليندا قائلة :
"وعد ؟ أي وعد ؟"
"ان يعهد الي ادارة المزرعة بكاملها .لا اريد شيء آخر .لقد عملت كثيرا بلا هوادة لانني أعرف ان ملكية المزرعة ستكلفني عذابات شتى !وأخيرا وضعني امام الامر الواقع :الزواج ام خسارة المزرعة. وليس فقط الزواج وانما هو الذي سيختار العروس !واذا رفضت سوف يحرمني من الميراث .لكن يا آنسة سنحتال على هذا الماكر معا ,لندعه يعتقد أنه سيد الوضع .فقد أصبح عجوزا ولن تدوم سيطرته الى الابد."
ارتعشت امام لهجته المحزنة ,فأضاف يقول :
" بعد بضع سنوات ,سيموت ,وكل واحد منا يذهب في طريقه .لكن في الوقت الحاضر ارغب في ان نتزوج .سيكون احتفالا شكليا فقط ولن يربطنا أي قسم او يمين طبعا لن اغير تصرفي بالنسبة اليك ,اعتقد ان الزواج واللقب الذي ستنالينه سيكونان عزاءين كافيين .سأتجرأ وأسألك ,الست زوجة سبق وعاشت من قبل خبرة الزواج ,اقصد بذلك انك كنت ملكا لرجل آخر ."
هذه الملاحظة الاخيرة كانت بالنسبة الى ليندا صفقة حقيقية .شعرت فجأة تجاهه بقرف وحقد ,الى درجة انها كادت تبوح له بحقيقة ويندي ,فقط من اجل ان يعتذر عن هذه التهمة والشتيمة .غير ان غريزتها نبهتها الا تقدم على فعل كهذا .وتبين لها بوضوح ان دون ماريو لا يمكنه قبول كون زوجته قد ملكها رجل آخر قبله .ولهذا السبب ,فهو يتعذب بأنانية وعنفوان لانه سيضطر قبول ذلك ولو بصورة شكلية .
ظلت ليندا صامتة فأسرع يقول :
"اذن ,ما رأيك ؟ هل أنت مستعدة لمساعدتي لمواجهة هذا الماكر العجوز ؟"
سألته قائلة بحقد وبرود :
"أيمكنني الاختيار ؟"
ظل دون ماريو مسمرا عينيه الثاقبتين في وجه الفتاة الشاحب وهو ما زال ممسكا بها.وليندا تحاول جاهدة ان تظل هادئة وغير مبالية .أطلف ضحكة ساخرة وقال :
"هذا الجمال الذي تتحلين به لا يبدد ضجري ولا يؤثر بي .في بلادنا ,النساء لسن باردات ,بالعكس ,انهن شغوفات .لذلك لا تخافي مني ,بصفتي زوجك في المستقبل :لن احاول ابدا ان اتقاسم غرفتك ,هل هناك اسوء من عناق كتلة جليد ؟"
وللحال ابعدها عنه بعنف ,فقالت بغضب :
"افهم اشمئزازك يا سيد .انا أشعر نحوك بالشعور نفسه ,يؤلمني ان ارى نفسي في غرفتي بصحبة رجل مستهتر ."
أصابته في عزة نفسه وكانت ردة فعله ان حملها من دون أي جهد وجذبها نحوه بشدة قئلا وأسنانه تصطك :
"آمرك ان تعتذري مني .والا ستندمين عما قلته ."
قالت وهي تتخبط للتخلص منه :
"اتركني .ابتعد عني ."
"ليس قبل ان تعتذري على ما قلته الان ."
"وعن ماذا تريدني ان اعتذر ؟لأني قلت الحقيقة ؟لم أطلب منك ان تعتذر بعد ان شتمتني ,انت الرجل النبيل ."
ابعد رأسه الى الوراء وأطلق ضحكة ساخرة ومتعجرفة وقال :
"لم أعتبر نفسي ابدا رجلا نبيلا ,هذا النوع من الرجال الضعفاء الذين يمضون معظم أوقاتهم في النوح ,لا أعتقد ان هذا النوع من الرجال يعجبك يا آنسة ؟"
"اني افضل الرجال الذين لا يستعملون القوة الا بعد ان يجربوا كل وسائل الاقناع الاخرى ."
"اني أفكر عكس ذلك .فالتصرف بهذه الرقة يرهق من دون جدوى .من الافضل استعمال القوة منذ البداية ."
وكي يدعم قوله ,ضمها نحوه بشدة وانصب عليها بغضب بارد كأنه يريد ان يعاقبها ويحقرها .وتذكرت ليندا ما قاله بخصوص نساء تلك البلاد ,فارغمت نفسها على البقاء جامدة .وهكذا ,ببرودها التام ,تؤكد له رفضها الدخول في لعبته ,وفي الوقت نفسه تظهر له كرهها واحتقارها لغلاظته .
ومن دون اظهار أي ندم ,ابتعد عنها وابعدها عنه .ثم ابتعد بخطى فخورة .ولما وصل الباب أعلن قائلا :
"حافظي على العناق لنفسك ,أيتها الآنسة الباردة ,لا اعرف اذا كان واجبي الاعجاب بذلك الرجل الذي توصل الى ان يجعل منك امراة كاملة وأما لطفلة,ام يجب ان أتأسف عليه."

قطرةندى 08-01-16 10:08 PM

رد: خدعة مصيرية
 
نهاية الفصل الخامس شكرا لتشجيعاتكم بكرة ببدى الفصل السادس

اريج وردة 09-01-16 04:14 PM

رد: خدعة مصيرية
 
رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة رررررررررررررررررررررروعة

قطرةندى 09-01-16 10:10 PM

رد: خدعة مصيرية
 
الفصل السادس

بعد أسبوع,بدأت الاستعدادات للاحتفال بزواج ماريو وليندا في قاعة صغيرة تابعة للمزرعة .واختصر عدد المدعوين للاقارب فقط والاصدقاء القربين .
وقام دون ادريانو بتدبير المعاملات الرسمية الضرورية .فقد فوجيء بتقلب آراء ماريو من جهة وباصرار ليندا عليه ان لا يبوح لحفيده بحقيقة امر ويندي.
حينداك قال صارخا :
"ولماذا يا صغيرتي ,كوني انسانة طيبة وتفهميه ,انتشلي هذه الشوكة من خاصرته .لماذا لا تنقذيه من الشكوك التي تزعج خواطره وتؤلمه ؟"
أجابت بجفاف :
"ليس في نيتي ان اكون طيبة معه .فانت رفضت فك ارتباطي وارغمتني على قبول الزواج .لكن هناك شرط اريد منك ان تحترمه وهو الذي يتعلق بويندي .فاذا بحت بهذا السر لن يتم الزواج."
بالنسبة الى الكونت ,كل ما قالته غير مهم .رأى نفسه على مقربة من تحقيق أهدافه .وغير مستعد للتوقف عند امور تافهة .
اجابها قائلا :
"اتفقنا ,مادمت مصرة على ذلك ."
لحفل الزفاف اختارت ليندا ثوبا ابيض واسعا مبطنا بالحرير ,أظهرت اكمامه الشفافة بشرتها المخملية الناعمة.ورفعت شعرها الاشقر الطويل جدائل بشكل تاج ذهبي ,وزينتها بالزهور البيضاء التي خففت من حدة تسريحتها .لكن عينيها الكئيبتين وملامحها المشدودة وشحوب وجهها كانت كلها تعبر عن خوف أليم وحذر عميق .فلم تغادر غرفتها منذ الصباح .ومن النافذة المفتوحة كانت تسمع أصوات المدعوين الذين قصدو المزرعة من بعيد ,معظمهم استقلو الطائرات.
كان المكان يعج بالناس والاصوات ترتفع .لكن ليندا تملكها الحذر ولم تغامر بالظهور امام المدعووين ,لأنها تعرف جيدا انها ستكون نقطة اهتمام الحضور.احست ليندا فجأة الضعف فاستندت على ظهر كرسي بجانبها .فجأة سمعت طرقا على الباب فراح قلبها يخفق بسرعة .وبعد لحظات قالت متلعثمة:
"ادخل."
ظهرت كارمين الخادمة ,حمراء الوجه ,كثيرة الحماس .وسلمتها قطعة قماش من الدانتيل الكريمي اللون وقالت :
"الطرحة يا سيدتي ,سبق وارتدتها من قبل كل عرائس عائلة فالديفيا ."
فرجعت ليندا الى الوراء بشدة وقالت :
"لا شكرا .لن احتاج اليها ."
فتحت كارمين عينيها متعجبة وقالت بغضب :
"لكن ,يجب على العروس ان تصون وجهها وتحميه من نظرات المتطفلين ."
وضعت كارمين الطرحة على راس ليندا من دون ان تترك لها مجال الاعتراض ثم سوت اطرافها المطرزين وصرخت :
"رائعة انت هكذا .هل اعجبتك ؟"
"نعم انها طرحة جميلة .لكن الن يفاجأ الكونت برؤيتي اعتمر هذه الطرحة الثمينة ؟"
هزت كارمين رأسها بحماس وقالت :
"لن يرفض الكونت شيئا لزوجة حفيده الجميلة .هيا الكونت ينتظرك .لم يبق احد هنا غيرنا ."
"ودون ماريو ,اين هو؟"
قالت كارمين وهي تكبت ضحكتها :
"في القاعة دون شك .ينتظرك بفارغ الصبر.لنرحل الان ."
كان دون دريانو ينتظر بهدوء داخل الصالة .وما ان سمع وقع خطوات الفتاة حتى التفت الى الوراء واعلن بلهجة دافئة :
"انت حقا رائعة ,يا عزيزتي .وجميع اصدقاء ماريو سيحسدونه عليك ."
جذبها نحو النافذة .وراح يفتش في درج مكتبه .فارتعبت ليندا عندما سمعته يقول :
"هذه هدية العرس .وسأسر لو تفضلت ووضعته خلال حفل الزواج ."
فتح العلبة واخرج منها عقدا من اللؤلؤ ودعاها للاقتراب نحو المرآة .
قالت بصوت حيادي :
"اشكرك .انه لشيء رائع.لكنك لم تعد بحاجة لأن تقدم لي الهداها الثمينة .لقد اعطيتني مسكنا ولويندي ,ولا اريد اكثر من هذا."
كان في الوقت الحاضر مستعدا لان ينسى كل شيء .لكن ما قالته الان ذكره بالصفقة فقطب حاجبيه وقال :
"ارجوك ان تقبليها كعربون شكر وعرفان بالجميل من قبل رجل عجوز سعيد باستقبالك داخل عائلته .ولهذا ارغب ان تنادينني اوبويليتو ,ما دمت ستصبحين زوجة حفيدي .ويشرفني اذا اعتبرتني جدك ,انت وويندي .
ابتسامة عابرة مرت على شفتي ليندا ,في الحقيقة لقد تهافت على ويندي المعجبون الذين احاطوها بالاهتمام التام ,وكان الكونت يغتنم الفرص ليأخد الطفلة بين ذراعيه ويكلمها .والخادمتان كارمين وبيلا تلبيان جميع نزواتها .بينما كان ماريو يرد على مبادراتها بابتسامة بطيئة .غير ان ليندا لاحظته مرة من دون ان ينتبه يلاعب ويندي بالطابة .وراح يلاعبها بلطف وحنان ويلامسها تحت الذقن حتى كادت الطفلة تقهقه من شدة الضحك .
فجأة افاقت من احلام اليقضة حين قال الكونت :
"اني بغاية الامتنان لان اسمح لنفسي ان احل ,مكان والدك الذي فقدته منذ فترة وجيزة "
تلألأت الدموع في عينيها,لكنه تمكنت من السيطرة على انفعالها .انها تخضع لسحر العجوز,كان عليها ان تشعر بالغضب لكن في هذه اللحظة بالذات لم تكن تشعر لا بالحقد ولا المرارة .خرجا الى الشرفة ومن هناك توجها الى السيارة .
استقامت ليندا ورفعت ذقنها بشجاعة وقالت بصوت غير مطمئن :
"المعذرة ,انا مستعدة الان ."
اعجب الكونت بقوة ارادتها واعترف بداخله ان الفتاة تتمتع بذكاء وجرأة .
قال دون ادريانو بغية تشجيع الفتاة:
"ستحبين القاعة الصغيرة ,يا عزيزتي ,فقد بناها اسلافنا ودخلها العرسان بفرح كبير وانا اراكما ,انت وماريو ,تمارسان هذا التقليد."
في لحظة كادت ان تضحك منه لانه بدأ يعتبر هذا الزواج حقيقي .لاشك انه يامل,على المدى الطويل ,ان تتحقق هواجسه واوهامه.

غولشن 09-01-16 11:39 PM

رد: خدعة مصيرية
 
الرواية مشوقة بانتظار التكمبة

غولشن 09-01-16 11:40 PM

رد: خدعة مصيرية
 
الرواية مشوقة بانتظار التكملة علي احر من الجمر

زهرة منسية 10-01-16 06:40 AM

رد: خدعة مصيرية
 
مشكورة جدا قطوره الروايه روووعه
يسلموا ايديكي

فرقدعهد 10-01-16 12:44 PM

شكرا قطرة ندى على جهودك ممنونين منك

قطرةندى 11-01-16 10:40 PM

رد: خدعة مصيرية
 
فجأة دوت الاصوات من جميع الجهات وظهر الفرسان من وراء غيمة من الغبار واحاطو السيارة .كانو يطلقون الصياح مثل الدراويش المولولين .وفي صفوف مشدودة جاء الرعاة ليؤلفو ا الموكب .وصلو الى اسفل السلالم التي تؤدي الى القاعة وظلو يطلقون صياحهم الثاقب .
وعندما ترجلت ليندا من السيارة ,خلعوا قبعاتهم العريضة في تحية ساخرة .فهزت العروس رأسها في خجل ,ثم دخلت القاعة متأبطة ذراع دون ادريانو ,وراح الارغن يعزف مقطوعة رائعة .وفي خطى بطيئة توجها الى حيث ماريو كان بانتظارهما .كادت ليندا ان تتجاهله بثيابه الغريبة لكن ملامح وجهه النبيلة تعبر عن رصانة غير اعتيادية .
لعبت ليندا دورها بغاية الكمال وكأنها في حلم .وبالكاد شاهدت الزينة الفاخرة والجمهور الغفير على المقاعد.
كان شبح ليندا النحيل تغمره اشعة الشمس الملونة التي تتسرب عبر الزجاج,وبهدوء ظاهري, لفظت قسمها بصوت صارم ومن دون انفعال ,لم ترتعش او ترتجف ,عندما ردد ماريو برباطة جأش واتزان الكلمات قائلا :
"اني اقسم لك بالاخلاص والحماية والحب حتى يفرقنا الموت ."
اطلقت زفرت عميقة .ليس ما يقوله سوى كذبة صغيرة.للأن موتا اخر ,موت دون ادريانو ,هو الذي سيجلهما احرارا من جديد .
انغلقت يد ماريو القاسية على يد ليندا وادخل خاتم الزواج في اصبعها .فارتعشت رموش عينيها وتشابكت نظراتهما ولمحت ليندا في نظرته لمعانا ساخرا ,فحولت عينيها بسرعة .
اقترب الكونت ليقبلهما .ولم تنتبه الا في هذه اللحظة ان المراسم اشرفت على الانتهاء .فاسترخت قليلا .
ما ان اصبحت في الخارج, حتى ارتفع صراخ التهنئة ,وبينما كانا يهبطان السلالم راح الناس يمطرونهما بالورود المختلفة .
ضحك ماريو ودفع ليندا نحو السيارة .لكن زوجات الرعاة تجمعن وراءهما .واذا بماريو يحملها ويدفعها داخل السيارة .احمرت وجنتا ليندا مما زاد حماس الجمهور الذي صرخ قائلا :
"قبلها ,قبلها "
وبالفعل اطاع ماريو .فاخرج ليندا من السيارة واوقفها بقسوة افقدتها توازنها .ثم امسكها بعنقها وجذبها نحوه وقبلها ثم دفعها للسيارة من جديد ودخل وراءها .
اقلعت السيارة وافاقت ليندا من الارتباك والخجل من جراء القبلة وحدقت بعيني ماريو وصرخت تقول :
"ليس في الصفقة التي عقدناها ما يسمح لك ان تتصرف معي كالفتيات اللواتي تمضي معهن الوقت في الحانات .كيف تجرؤ على ذلك ."
اختفت ابتسامة ماريو وقال بجفاف :
"لقد قلت لك انك ستتزوجينني .غير اني اعترفت ان لك بعض الحقوق بصفتك زوجتي .اذا كان خروجي الى المدينة برفقة النساء يزعجك فاني مستعد للتخلي عن ذلك .على كل حال ,لم يعد هناك أي سبب كي اتمادى
في هذا .تبدأ الهموم مع الزواج .لكن العزوبية لا تجلب الفرح .والان,بما اننا متزوجان ,فمن واجبك ان تخففي عني هذا الحمل .
بعد قليل راح العروسان يستقبلان المدعوين على مدخل الصالون .
كان الفضول يحتلهم فراحو يراقبون العروسين خفية ويتلفظون بالملاحظات الخاطفة باصوات منخفضة ولدهشة ليندا اقترب ماريو من بيلا وامرها قائلا :
"اذهبي وانضمي الى اصدقائك وتمتعي. سنهتم نحن بالطفلة."
حمل ويندي بين ذراعيه وفي الحال اشرق وجه الطفلة وراحت تبتسم وتلامس بيديها خدي ماريو.ولدهشة ليندا رأت زوجها يتجاوب مع اهتمام اختها وخلال لحظات تغيرت ملامحه .فمه القاسي ونظرته الساخرة ورصانته المتعالية ,كلها امتلات بحنان كبير .فشعرت بالارتباك لم تصدق ان هذا الرجل الفظ والعنيف بامكانه ان يتمتع بهذا الحنان .
ولما بدأت ويندي تلعب بشعره الاسود المشعت راح ماريو يقهقه ضاحكا بصوت مرتفع مما لفت نظر الحضور كله .وفي هذا الوقت دخل الكونت متأبطا ذراع امرأة ذات شعر أبيض كالثلج .كانت ملامحها متعالية ومتشامخة ,وتدريجيا عم الصمت المكان .شعرت ليندا بتوتر واضطراب واستعدت لتحمل هذا اللقاء .
تقدمت العجوز من العروسين بخطى ثقيلة وتوقفت قربها .فبدأ الكونت بتقديم العروس والطفلة ,لكنها ردعته بطريقة متحدية وقالت :
"ها انت يا ماريو تتحمل اعباء عائلة بأكملها ,زوجة وطفلة .يتهيأ لي لدى رؤياك ان هذه الطفلة ابنتك ."
ضحك الحضور وامتلأوجه ليندا بالاحمرار.لكن ماريو لم تبدو عليه الصدمة. فملامح وجهه مسترخية ووجهه بشوش .انحنى بسخرية وأجابها :
"هذا النوع من الحدس يظهر في محله عمتي ايزابيلا ."
حاولت ليندا كبت استغرابها .فرد دون ماريو الوقح لا شك يتجاوب مع شكوك المدعوين بان ويندي حقا ابنته .وان هذا الرجل الشريف يتحمل مسؤوليته .
حينئذ فهمت ليندا خطة ماريو .بزواجه منها ,فهو يريد تمويه ماضيه لكي لا يعود مضطرا لتحمل شفقة الناس لمن يقبل تحمل عبء طفلة من رجل آخر.
حتى عمة ماريو انخدعت فراحت تبتسم وقالت بهدوء :
"سامحني يا صغيري وقدم لي زوجتك ."
وخلال الساعات التالية تهيأ لليندا ان هذه المجموعة الصغيرة المتعلقة بالقيم التقليدية كانت تنظر اليها بتسامح وعطف .كما ان كلمات ماريو ساهمت في تهديم الحاجز بينها وبين المدعوين .لكن احدهم سارع بالقول :
"افهم الان لماذا كنت كتوما فيما يتعلق باجازتك السنة الفائتة !وصدقنا انها اجازة ترفيهية ,لككنا نعرف الان ,يا صديقي ,ماذا كنت تفعل هناك ."
خيمت الحيرة على الجميع ,لكن والد الرجل اسرع في تغيير الحديث وراح يتكلم عن سوق الماشية .لكن ليندا ظلت تعاني الاهانة .فاحمر وجهها وهمست باعتذار غير واضح واخذت ويندي من ماريو وغادرت الصالون بسرعة.انزعج الحضور من تصرفها وتحلو بالصمت .
من حسن حظها وجدت ليندا بيلا في الغرفة واوكلتها بشقيقتها .و بارتياح توجهت الى الغرفة المجاورة .
كانت تشعر بحالة قريبة من الارهاق والتعب فخلعت طرحتها ورمتها على السرير وراحت تتمتم قائلة :
"تبا له !كيف تجرأ؟"
وقفت فجأة وراحت تخلع ثوبها ورمته ارضا ,ثم ارتدت روبا اخضر وبدأت تسحب من شعرها الدبابيس العديدة حتى انسدل على كتفيها شلالات شقراء مكسوة بالزهور العطرة .لم تمض عشر دقائق
حتى انفتح الباب بقوة ودخل ماريو الغرفة وقال بصوت قاطع بعد ان اخد قراره النهائي :
"غيابك لاحظه الجميع وهم يتساءلون عن سببه .ارتدي ملابسك من جديد وبسرعة .سننزل معا الى الصالون ."
نهضت ليندا بسرعة وقالت بلهجة حاسمة:
"انني اقول لا بكل تأكيد ,بامكان مدعويك ان بتلفظو بما يريدون ويعلقون كما يشاؤون .لايهمن ذلك !لن اعود الى الصالون وارجوك ان تتركني وحدي."
اقترب منها بنظرة مهددة وقال :
"لا تعاندي والا اضطررت ان اضع عليك الملابس بنفسي ,لديك خمس ثواني لتقرري ."
امتلات عيناها بالتحدي وأضافت تقول :
"اذا تقدمت خطوة واحدة سأبدأ بالصراخ . وماذا سيقول المدعوون؟"
اذا صرخت سأرغمك على السكوت حتى ولو اضطررت الى استعمال الوسائل العنيفة ."
شعرت انه مصر على قرراه ولن يتراجع عنه ,وبالرغم من ذلك كانت تعبر عن عناد فاجأها هي بالذات .رفعت ذقنها بفخر ونظرت الية نظرة واثقة متحدية .فجأة غدرها ماريو وامسك بالروب وشده ناجحا في خلعه عنها .ثم رماه باشمئزاز على السرير بينما كانت ليندا مصدومة من هذا العنف الرهيب .لم تقدر على اصدار اكثر من صرخة مكتومة .ويدا ماريو اطبقتا على كتفيها العاريتين كمخالب حيوان مفترس .وهمس يقول في غضب :
"ألم أحذرك ؟"
وجذبها نحوه .كأنه يريد معانقتها ...لم يسبق لها ان شعرت مثل هذا اليوم باحساس عنيف الى هذا الحد .كأنه موجة تجرفها وتعريها من أي حكم او تحليل .لم تكن قادرة على فهم نفسها واعتبرت ان انفعالها عائد الى الكراهية والرفض اللذين تشعر بهما نحو ماريو رفع هذا الاخير رأسه وقال :
"اذن...هل سترتدين ملابسك ام سأضطر الى .."
تمكنت من دفعه عنها .وهو بدوره تركها فقالت وهي ترتجف :
"انت محتال !لا يكفيك ان تهينني كما فعلت ,بل تصر على معاملتي مثل بنات الشارع ."
"هل تعتقدين انك مختلفة عن تلك النساء اللواتي ينتظرن الرعاة في الحانات؟ انهن يبعن انفسهن من اجل المال ,مثلك تماما ,وهن صادقات تجاه انفسهن .ليس مثلك يتصرفن ببراءة ونعومة ظاهريا لكنهن مقيتات واكثر وضاعة من سواهن .عرفت ليندا اهانات كثيرة ,لكن هذه الاهانة تفوقها كلها .انه لن يتراجع امام أي شيء ليشفي غليل انتقامه .لكنها حاولت الدفاع عن نفسها وهي تقول :
"لست ابدا مثل هذه النساء اللواتي تقارنني بهن .عندما قبلت المجيء مع جدك..."
قاطعها ماريو بجفاف قائلا :
"هذا المجنون المسكين بامكانك ان تخدعيه اكثر مني .لا شك انك صدمت عندما تبين لك انني من نوع الرجال الذين لا ينساقون بسهولة ,وان الدموع لا تؤثر في .على أي حال ,اننا نتصرف بقلة تهذيب امام مدعوينا ."
اشار باصبعه الى الفستان المرمي على الارض .وقال بلؤم :
"اسرعي في ارتدائه .ولا داعي لتمشيط شعرك ,فلم يعد امامنا وقت ."
ابتسم بسخرية وقال :
"عندما يرى الحضور شعرك المنسدل ,سيعتقدون اني عانقتك بشغف وحماس."
ليندا تتعذب كثيرا ,وببطء حملت فستانها وبدأت بارتدائه .انها تستسلم لأنها تخشى هذا الرجل وردات فعله غير المنتظرة ...هذا الجل الاناني مثل الريح والقاسي كالنسر ."

فرقدعهد 11-01-16 11:14 PM

يسلمووووا قطرة ندى روعة الاحداث شكرا على تعبك

فرقدعهد 13-01-16 10:32 PM

وينك قطورة عسى المانع خير منتظرين التكملة

فرقدعهد 15-01-16 08:19 AM

طولتي علينا قطرة ندى ان شاءالله تكوني بالف خير منتظريك

قطرةندى 15-01-16 11:36 AM

رد: خدعة مصيرية
 
مشكور ة حبيبتي فرقدعهد في الحقيقة كنت مسافرة مشان هيك ماقدرت انزل الفصل بس انشاء الله اليوم بعوض عليك واكتب فصل طويل

قطرةندى 15-01-16 12:49 PM

رد: خدعة مصيرية
 
كانت تتوقع ان يدير ظهره ,لكنه لم يفعل .كتف ذراعيه على صدره وراح يتأمل كل حركة تقوم بها من دون ان يشعر بأي شفقة تجاه توترها .وفي ارتباك راحت ترتدي الفستان وتزرره باصابع مرتجفة .
ثم توجهت نحو منضدة الزينة وراحت تسرح شعرها .لا احد بامكانه ان يرغمها ان تبدو مشعتة امام الحضور .
اقترب من الطاولة واخد عقد اللؤلؤ وقال :
"من الافضل لك ان ترتديه ...انه مكافأة جميلة لقيامك بالخدمات المطلوبة لابد انه كلف العجوز ثروة صغيرة ."
وضعته حول عنقها بارتجاف .لكن في اعماقها كانت غاضبة من نفسها .فاستغل ماريو اضطرابها ليقول بوقاحة :"بصورة اجمالية اجدك مخيبة للامل ومشوشة.لأنه كلما اقتربت منك تجفلين .لكن هناك عدد كبير من النساء الخبيرات يستعملن خجلهن كحاجز واق."
ولما دخلا الصالون كان بعض المدعوين يغادرون المكان.
بارتباك ظاهر اضطرت ليندا ان تصافحهم وتبادرهم بالكلمات الطيبة .وكان نظرها يشتبك بالنظرات الساخرة المتعجرفة او المتسامحة واحيانا بالنظرات الرؤوفة .
ولما غادر المدعوون المنزل ,اقتربت منها دونا ايزابيلا وقالت :
"تعالي واجلسي قربي,يا ابنتي العزيزة .لدي ما اقوله لك ."
قالت المرأة العجوز بلهجة جافة وهي ترى ماريو يشير بحركة في اتجاهها :
"ليس انت من اريد .اني ارغب في التحدث الى زوجتك فقط ."
"كما تشائين ,يا عمتي .لكن عليك ان تحذري .صحيح انها تبدو مسالمة وغير مؤذية ,الا انها متى احرجت تخرج مخالبها ."
"انا سعيدة ان اسمع منك هذا الكلام "
جلست ليندا قربها على طرف المقعد وبدأت دون ايزابيلا الكلام موجهة حديثها فقط الى ماريو :
"من الاسهل التقاط الفئران بالمطرقة بدل تقديم الحلوى ,وعلى زوجتك ان تجمع قوة هرقل وحكمة سليمان كي تستطيع الزواج من رجل مثلك ."
رفع ماريو حاجبيه وقال :
"وانت ستعلميها كيف عليها ان تتحلى بهذه الصفات ,اليس كذلك عمتي ؟"
"ليست بحاجة الى النصائح .انها امرأة بمعنى الكلمة .اريد ان احذرها فقط من جاذبيتك الماكرة ."
ضحك ماريو وابتعد عنهما .وما ان انغلق الباب حتى همست دونا ايزابيلا قائلة :
"يا له من رجل ساحر ,انه مخيف اكثر من جده عندما كان في سنه .يجب ان تعرفي انك امسكت الجواد من لجامه ,لكن ارجوك لا تحاولي ارجوك ان تروضيه ."
اطلقت زفرة ثم اضافت :
اني احسدك ,يا عزيزتي .لكنك لا تزالين شابة وبريئة .لذلك انا ارتجف مكانك...دون ماريو سبب لك أذى كبير والشكليات التي تمت اليوم لا يمكنها ان تصلح الاذى كليا .غير اني ارجو ان تتحلي بالصبر معه وان تتحملي طبعه العاصف والغاضب ,ذلك لأني اعدك بأنك ستجدين حبا عميقا ودائما سينمو بينكما ..."
ابتسمت ليندا ابتسامة صفراء بينما كانت الدونا تنهض واقفة .لو كانت تعرف الحقيقة ,ان ماريو يتمتع بكل الحرية وليست ليندا على استعداد ان تحرمه اياها.بامكانه ان يذهب الى أي مكان يريده .


الفصل السابع
في المساء اختارت ليندا تنورة مقلمة ذات الوان زاهية وقميصا فلاحيا باكمام قصيرة واسعة للاشتراك في حفلة شواء ستتم في الهواء الطلق وسط حديقة القصر .
اما ويندي التي ارهقها اللعب والدلال فنامت بعمق عندما جاءت ليندا لتنحني فوق سريرها .وبخفة هبطت بخطوات نشيطة ومرحة السلالم المؤدية الى القاعة حيث كان الكونت يتناول المقبلات قبل تناول العشاء .لكن ابتسامتها اختفت عندما رأت ماريو جلسا على احد المقاعد .وما ان دخلت القاعة حتى نهض لتوه .
لاحظ نظرتها المتسائلة فأعلن ببساطة :
"جدي الرزين والكتوم كالعادة ,قرر قضاء بضعة ايام في منزل الدونا .هذا لطف منه ,اليس كذلك."
فتحت ليندا عينيها اندهاشا وقالت :
"اتريد ان تقول اننا وحيدان هنا ..."
نعم .ليس تماما ,فهناك الخدم الذين يسكنون الجناح القريب من هنا .من يمنعني ان آخدك بالقوة ,هذه الليلة ....لا احد بامكانه سماع صراخك وعويلك."
تلعثمت حين قالت :
"لا تكن تافها ."
"انت مخطئة يا عزيزتي .فالليلة مازالت في بدايتها .اني اجهل تماما ماذا سيكون تصرفي في الساعات المقبلة ."
امسك ذراعها ثم وضع يده على معصمها وادارها نحوه وذكرها قائلا :
"لقد تزوجنا منذ قليل حبيبتي .لذلك من المفروض ان نقدم لبعضنا العطف والمحبة .والعروس عليها ان تبدو متألقة .اما بالنسبة لي,فسأحاول جهدي ان ابدو مغرما وسأهمس في أذنك الكلمات الناعمة وسأضمك الى صدري وفي أوج السهرة سأقطف من خدك قبلة .لنبدأاذن بالابتسام ,ومن جهة ثانية لا أريد ان ارى في عينيك ملامح الكآبة والقلق بعد الآن .فهمت؟"
صمت قليلا وقال :
"افهم تخوفك .لكن لن يكون الامر غريبا عليك ,كما في المرة الاولى ."
من لهجته فهمت ليندا انه يتألم في صميم كبريائه فاستعادة نشاطها ,وتوجهت معه الى باب المدخل حيث ينتظرالرعاة قدومهما .وما ان اجتازا العتبة حتى سمعا اصواتهم الحماسية وصراخ صديقاتهم او زوجاتهم :
"اهلا ,اهلا,انت رائعة يا سيدة ."
تمكنت ليندا من الابتسام بثقة كبيرة ادهشت ماريو كليا .المشهد الذي واجههما عند غياب الشمس كان ذا جمال بدائي .

فرقدعهد 15-01-16 11:03 PM

شكرا قطرة ندى وحمدلله على السلامة سفرة موفقة اشتاقينالك كثير

فرقدعهد 17-01-16 11:02 PM

وينك قطورة منتظرين التكملة

قطرةندى 18-01-16 02:26 PM

رد: خدعة مصيرية
 
اجتمع الرعاة حول ماريو وزوجته يشكلون حرس الشرف ,فترك موظفو المزرعة اعمالهم واسرعوا نحو العروسين للتهنئة وتقديم الاحترام والولاء.
ففي هذا المساء يجري الاحتفال بعيد امير الرعاة ,دون ماريو ,وبالتالي كانهم يحتفلون بعيد كل واحد منهم .في الوقت نفسه كانو يشعرون انه مختلف عن بقية الرجال .فلم يحلمو من قبل ان تكون زوجته امرأة شقراء ذات عينين تائهتين جميلة كما هي ,بعيدة ,متحفظة .
وبعد الاستقبال الحار بدأ الهرج والمرح والمزاحمة .جلسو على المقاعد بينما جلس ماريو وليندا الى طرف الطاولة .وفي الحال شرعوا بتقطيع اللحوم وفاحت رائحة ذكية ,كان الجميع جائعون ولم يخشوا ان يستعملو اصابعهم ليتقاسمو قطع الشواء .كانت المأدبة تعم بفرح وضحك حررت ليندا التي تقضم بأسنانها هذه اللحوم اللذيذة بنهم شبيه بنهم الرعاة .كانت تتلقى اسئلة من حين وآخر :
"ما رأيك ؟هل الطعام يعجبك ؟"
"بعم جدا .انه شهي للغاية ."
كانو ينادونها بمختلف الصفات :زوجة الدون الرائعة الجمال,الشقراء الغجرية.
وبعد العشاء ازيحت الطاولات ليحل مكانها العازفون ,الذين راحو يعزفون موسيقى حماسية وتحمس الرعاة فدعوا رفيقاتهن للرقص .
انحنى ماريو فوق ليندا وقال :
"الكويكا رقصة الحب التشيلية ."
ابتعدت عنه لكنه امسك بخصرها وشرح لها قائلا :
"منذ البدء على المرأة ان تجذب انتباه الرجل ,وخلال الرقصة ,تستميل حبه ,وتدخل قلبه ."
لم تعره ليندا الا اهتمام سطحي ,اذ كانت تنظر الى الراقصين .فجأة ظهرت فتاة سمراء ,ساحرة الجمال ,من وراء الاشجار .كانت ليندا تحدق بها وتتبع تحركها .وهمس احدهم قربها :
"كابريللا ,الهجينة .انها تبحث عن رجلها ."
كانت الفتاة تتفحص الوجوه ,ثم ما ان رات ماريو حتى اقتربت منه .كانت تحدق فيه بوقاحة غير مكترثة بتعليقات الرعاة .همسات وفضائح كانت تسمع هنا وهناك .
بأناقة توقفت امام ماريو ودعته بوقاحة ان يتأمل قوامها الرشيق .رمقت ليندا بنظرة اشمئزاز كأنها تقول لها ان نحافتك ولون بشرتك لا يثيرا عشيقي .راحت ليندا ترتعش وتقول لنفسها ان هذه الفتاة لم تبد غاضبة على ماريو لأنه تركها .لكنها تستغل المناسبة لتتحداه .
وبحركة كريمة دفع ماريو بسلة الفواكه نحو الفتاة .تناولت تفاحة وعضت عليها .ثم مدت ذقنها ودعت ماريو ليتقاسمها معها .انحنى ماريو ليلبي دعوتها ,لكنفي سرعة البرق ,حولت رأسها عنه وراحت تضحك ,ثم خطت خطوة الى الوراء داعية اياه ان يتبعها .
توقف الراقصون وراحو يراقبون المشهد .ظلت الفتاة تحدق بماريو وهي ترجع الى الوراء بحركات راقصة .كان وجه ليندا جامد ومن دون تعابير .وماريو الذي سحرته الفتاة ,اقترب منها بخطى واسعة وراح الجمهور يصفق والموسيقى تعزف بحماس.وراح ماريو يضرب بقدميه ويصفع المهماز بيديه وكابريللا تدور حوله ببطء ,وتنورتها تتطاير حولها فتظهر قوامها الجذاب .اشتدت الموسيقى وراحت تسرع كما راحت خطوات كابريللا تسرع ايضا وتتظاهر امام ماريو باستعراض مثير متوحش .كانت تقترب منه من دون ان تلمسه .ولم تمتنع ليندا من الشعور نحوها بالشفقة ,لأنها مرفوضة تلقائيا لدى عائلة فالديفيا النبيلة .لا شك ان كابريللا مولعة به لكنه لا يشاطرها الحب .لا يبدو انه يستحسن مرحها واثارتها .لكنه يعتبر هذه العلاقة عابرة لا أكثر أو أقل .
حول ماريو نظره عن الراقصة لينظر نحو زوجته .كانت نظرته تلمع بسخرية .وبغضب منه ومن نفسها ,انتظرت حتى ادار ظهره ونهضت في الظلام ولم يلاحظ احد رحيلها ,لكنها دخلت المنزل راكضة وصعدت السلالم نحو غرفتها .وبعدما صفقت الباب بشدة ,استندت عليه لتلتقط انفاسها .بدأت تخلع ملابسها .كانت على وشك الانهيار .غير ان الليل مازال في بدايته بالنسبة للرعاة .
فتحت درج خزانتها لتأخد قميص نومها.لشدة دهشتها كان فارغا .فتحت الدرج الثاني والثالث ,لم تجد اثرا للالبسة حتى فساتينها اختفت .فاحتلها احساس بالتوتر والخوف .اقتربت من السرير ورأت الفراش عاريا من الشراشف والوسادات والاغطية .
سمعت ليندا خطوات على السلالم .فتناولت الغطاء الوحيد الذي يغلف السرير ووضعته حول جسمها .تحركت قبضة الباب وسمعت ليندا صوت ماريو الجاف يقول :
"دعيني أدخل يا زوجتي والا خلعت الباب ."
لم ترد عليه ولم تفتح الباب ففي اعتقادها انه لن يقوى على خلعه.
وبعد قليل خلع الباب بالفعل ودخل ,ولاحظ وجود الادراج مفتوحة فقال بسخرية :
"هل كنت تتوقعين البقاء في هذه الغرفة بعد زواجنا ؟كارمين المرأة العاطفية حملت كل امتعتك الى غرفتنا التي سنتقاسمها من الان وصاعدا ."
شعرت ليندا بارتخاء في قدميها وكادت تقع لكنها تمكنت من القول :
"لكن ماذا يعني هذا الكلام ؟ألم نتفق على أن..."
قاطعها ماريو ضاحكا :
"اطمئني انهما غرفتان متصلتان بباب مشترك .سننام كل واحد في غرفة .لكن كي لا نوقظ شكوك الخدم علينا ان نتركهم يروننا معا .ارجو ان لا يكون هذا الطلب مهمة شاقة لفتاة انجليزية طاهرة .؟"
"اني اقبل .هل بامكانك ان تريني الغرفة ؟ فأنا اشعر بالبرد ."
حملها بين ذراعيه وتوجه نحو الممر ,لم تجروء على الحراك .كانت يداه تحرقان جسمها .ابتسم ماريو بوقلحة وهمس وهو يقف امام باب الغرفة :
"قولي يا عزيزتي ,لما هربت من الحفلة ؟هل تغارين ؟"
رددت بارتباك "أغار ؟عليك!!"
كان منظرها لا يصدق . فغابت الابتسامة عن وجه ماريو ومن دون ان يلفظ كلمة دخل الغرفة ووضع ليندا على قدميها .خافت ليندا ان يكون ماريو يحضر خطة للانتقام منها .فقال اخيرا باستغراب :
"لا,طبعا !كيف يمكن لقطعة جليد مثلك ان تغار ؟انه شعور تجهلينه ...ماذا اذن وراء تصرفاتك الباردة ؟بماذا تشعرين ,لو كان لديك شعور ؟من المهم ان أعرف ."
جذبها ماريو بين ذراعيه بعنف ,ولم تكن قادرة على التخلص منه خوفا ان ينزلق الغطاء عن جسمها .
راح يهمس في أذنها قائلا :
"اهداي, يا عزيزتي ."
وبعدما لامس خدها الساخن ,راح يعانقها بشغف وهي كانت تشعر بأحاسيس عنيفة تحرق داخلها فارتعبت .ولما رفع رأسه ,كان الامتنان مرتسما على وجهه مما جعل ليندا تصفعه بكل قواها .امسك ماريو بمعصمها وضمها اليه وانتزع من يدها الغطاء الحريري .ارتسم على وجه ليندا تعبير أليم عتم قلبها .فلم تكن تريد الاستسلام له وراحت تتخبط بكل طاقتها للتخلص منه .
ضحك ماريو وشغرت ليندا بالاهانة والكراهية العمياء له حتى تمنت لو تقتله في هذه اللحظة بالذات .
قال ساخرا :
"بدأ الجليد بالذوبان .كان يكفي شرارة ...!"
تمكنت من القول والدموع تتجمع في عينيها :
"انت انسان متوحش وفظ !اني أكرهك."
وتشنجت مستعدة لتتحمل قهقهته الساخرة ,لكنه اكتفى بمراقبتها بامعان ثم قال:
"على الاقل تمكنت من معرفة ان لديك عواطف شغوفة .وانا على يقين اني احدثت فيك انفعالا اكثر من مما احدثه والد ويندي."
ذكرى والدها فتتت قلبها .فحاولت كبت بكائها لكن الدموع راحت تتلالا من جفنيها .
فقال غير مصدق :
"أتبكين لذكرى الرجل الذي تركك؟هل ما تزالين تحبينه ؟"
اجابت بجفاف :
"لم يتركني .بل مات .لكني ما أزال أحبه .وسأظل أحبه ."
ران الصت بضع ثوان.ثم انحنى ماريو والتقط الغطاء ولفه حولها ثم حملها حتى السرير .رفعت ليندا عينيها القلقتين فاسرع يقول :
"بامكانك ان تنامي بهدوء يا عزيزتي .لست أنوي محاربة شبح .لكن لا تنسي شيئا مهما :اننا ننتمي الى عالم الاحياء ,لذلك يجب ان نفكر بهم وليس بالاموات .عزيزتي ارتاحي بسلام."

قطرةندى 18-01-16 02:28 PM

رد: خدعة مصيرية
 
الله يسلمك حبيبتي فرقد عهد انا اليوم خلصت الفصل السابع وهيك بيضل انشاء اله اربع فصول راح احاول اخلصهم بسرعة

قطرةندى 20-01-16 08:00 PM

رد: خدعة مصيرية
 
الفصل الثامن
خلال الاسابيع التالية ,عرفت ليندا معنى السلام والهدوء في حياة متميزة و ثرية .حياة لم تكن تجرؤ على الحلم بها .وعندما عاد دون ادريانو من اقامته القصيرة في منزل دونا ايزابيلا ,اعلمه ماريو بقراره ,وهو رفضه ادارة المزرعة ,الهدف الذي كان يرغب العجوز بتحقيقه ,ولو بالحيلة والخداع .واعلمه انه يفضل ان يتقاسم حياة الرعاة كالماضي .
ومن وقت لاخر كان يضطر الى مرافقة الماشية الى مرفأ بعيد ,لذلك كان يتغيب اياما عديدة .ولدى عودته كانت ملامح وجهه تبدو مرهقة ومليئة بالغبار وكان جسمه النحيل يبدو اطول من العادة عندما يظهر قرب المنزل.
كان الكونت يتحمل الوضع بصعوبة .لكنه اخيرا لم يعد يتحمل .وفي احد الايام , بينما كان حفيده عائدا من رحلة طويلة ,استدعاه وابلغه بقراره النهائي.
ولما وصل ماريو كان العجوز يأخد حمام شمس قرب حوض السباحة ويستمتع برؤية ليندا وويندي تلعبان بالماء .
كان الطقس حارا وكانت ليندا ترتدي ملابس سباحة بيضاء وبدا جسمها اسمر من شدة تعرضه للشمس .كما ان صحتها تحسنت وزاد وزنها .راحت تقهقه بصوت مرتفع عندما تمسكت ويندي بشعرها محاولة التسلق على كتفيها .وماريو الذي كان يقترب بخطى بطيئة لم يستطع ان يزيح نظره عن المشهد .بل كان يبدو مندهشا وسعيدا .
صرخ الكونت لدى رؤيته قائلا :
"ماريو,يا بني ,اهلا وسهلا بك في المزرعة !ليندا انظري ,هذا ماريو .تعالي واظهري فرحك بعودته ."
وكي تخفي اضطرابها ,انهمكت لحظة بويندي المتعلقة بعنقها.كانت تعرف ماذا ينتظر الكونت منها.
اقتربت من الرجل المرهق حاملة شقيقتها بين ذراعيها .هذا الرجل الذي وجدت في غيابه الراحة والطمأنينة داخل المزرعة .ثم رفعت رأسها نحو ماريو من دون خوف .والكونت يراقب تصرفاتها بفرح.طبع ماريو على خدها قبلة سريعة فخاب امل ليندا .ثم ركز اهتمامه على الطفلة وقال :
"وكيف حال جميلتي الصغيرة اليوم ؟"
اخد الطفلة بين ذراعيه واضاف :
""احب ان الهو معك ,ياحبيبتي .لكني مليء بالغبار .اذهبي الى امك حتى اخد حماما واعود اليك ."
"هل تحب موافاتنا الى هنا بعد ذلك ؟"
لم تصدق ليندا ما سمعته فهي نفسها التي طرحت السؤال .
"اذا كان هذا ما تريدينه ,اتفقنا ."
تدخل الكونت بقوة وقال :
"ولماذا تظن انها لا ترغب بذلك .انت حقا زوج وشبح في آن واحد .حتى الآن ليندا تتكيف مع الوضع لكن ,قررت ان أضع حدا لغيابك المتواصل .منذ الآن سأستقيل من المزرعة ,لكن لنناقش هذه الامور بعد العشاء ."
هز ماريو رأسه وتزجه نحو المنزل .وبانتظار عودته فكرت ليندا ان ماريو سيحقق هدفه .وبينما هي منغمسة في افكارها ,لم تلاحظ ليندا ان الخادمة اخدت الطفلة بطلب من الكونت .ولما ظهر ماريو على الشرفة ,ابتعد العجوز بدوره تاركا الزوجين بمفردهما .
"طلبت مني ان أرافقك ,اليس كذلك ؟"
فوجئت ليندا به وانتفضت ,فقال :
"هل كنت جادة بالدعوة ,ام انك تصنعت ذلك ارضاء رغبات جدي ؟"
حبست ليندا انفاسها وهي تحدق بقامته الممشوقة وعضلاته المتناسقة كليا .واشتبكت نظراتهما ,فقال بسخرية :
"اذن؟هل ترافقينني .اشعر بحاجة كبيرة للسباحة ."
فجأة شعرت برغبة قوية للمكوث بجانبه .مد لها يده ليساعدها على النهوض فراحت تركض ثم قفزت في الماء واحتل كيانها قشعريرة ونوع من الاثارة البهيجة عندما لمحت ماريو يغطس في المياه.ظل بضع لحظات قربها ثم تجاوزها وهو يسبح بقوة .
ولما وصلت ليندا الى طرف الحوض كان يبدو فرحا .
قال بصوت منخفض :
"انني احلم بهذه اللحظة منذ ايام وايام ."
ثم التف نحوها وتابع يقول :
"خلال هذه الرحلة لم التقي الا بالمشاكل ."
قالت بجفاف :
"لكني لاأشك انك نلت بعض التعويضات المرحة لدى وصولك للمدينة."
"نعم بالفعل ,بعض التعويضات "
فجأة اختفى تحت سطح الماء .وشدها بكاحليها وجذبها الى الاسفل .اعتقدت ان رئتيها ستنفجران .تركها اخيرا ,وصعدت الى الهواء وفتحت فمها تلهث .ولما شاهدت ماريو قررت ان تنتقم ,فتسلقت كتفيه وشدت تقلها حتى انزلته تحت الماء .وفي الحال اصبح ذلك لعبة مرحة .وخلال ساعة تقريبا كانا يلعبان كالاطفال ,بكل بساطة .وبصورة غير منتظرة التقت طباعهما المختلفة بنوع من الاتفاق .
وبعد ان تمددا على الكراسي واحضرت لهما كارمين المشروبات المنعشة .
تنهدت ليندا وقالت :
"اني احب فصل الصيف هنا .انه جاف من دون ان يكون خانقا .لااصدق اننا في كانون الثاني /يناير في لندن لا شك ان الثلج منهمر الان . "
بكلامها لفتت انتباه ماريو الذي راح يراقبها بدقة ويسألها :
"حدثيني عنك .ماذا كنت تفعلين قبل ان تلتقي بالكونت ؟وكيف تم اللقاء ؟"
"تجهم وجه ليندا فجأة .لأول مرة تشعر بارتياح وارتخاء بوجوده .لكنه بأسئلته اعادها الى مدار الخطر.

فرقدعهد 20-01-16 10:20 PM

لا تتاخرين علينا قطرة ندى نحن متابعين ومنتظرين التكملة وشكرا لجهودك المبذولة دمت بكل خير

lolo w 20-01-16 11:14 PM

رد: خدعة مصيرية
 
الله يعطيكي العافية بس عنجد شوقتيني أعرف شو بدو يصير احداث

قطرةندى 21-01-16 01:04 PM

رد: خدعة مصيرية
 
[=فرقدعهد;3591224]لا تتاخرين علينا قطرة ندى نحن متابعين ومنتظرين التكملة وشكرا لجهودك المبذولة دمت بكل خير[/QUOTE]

قطرةندى 21-01-16 01:06 PM

رد: خدعة مصيرية
 
شكرا لتشجيكم انا اليوم بكمل الفصل الثامن انشاء الله بتمنى يعجبكم

قطرةندى 21-01-16 02:01 PM

رد: خدعة مصيرية
 
تلعثمت وهي ترد على سؤاله قائلة
"كنت اعمل في مكتب واعيش مع ويندي في غرفة صغيرة قرب مركز عملي ."
"وماذا كنت تفعلين بالطفلة عندما تكونين بالعمل."
"كنت اضعها في دار الحضانة وآخدها في المساء لدى عودتي "
انها تعرف تماماعقلية الناس في امريكا الجنوبية وكانت متأكدة من رد فعل ماريو المصدومة لما قالته.
"لم يكن امامي أي خيار ,في انجلترامن عادة النساء ان يضعن اولادهن في دور الحضانة .على كل فالعاملون هناك يهتمون بالاولاد كل الاهتمام وكل العناية ."
لمعت عينا ماريو وقال:
"هكذا اذن ,انت تعتقدين انه بامكانهم التعويض عن حب الام ؟"
قالت ليندا وقد سئمت من هذا الحديث :
"كلا أبدا ! ولهذا السبب انا هنا .كنت اشغل وقتي وعقلي كله من اجل مصلحة ويندي وهذا الوضع كان مزعجا ,لأني لم اكن اربح المال الكافي .كنت امر بحالة نفسية سيئة عندما شاهدت الاعلان الذي وضعه جدك فلم اتردد في اللجوء اليه ."
توقفت عن الكلام لحظة وشعرت بانزعاج يحتلها .وماريو تشنج بدوره وقال بصوت فاتر :
"تابعي كلامك.كيف كتب الاعلان ؟هل ما زلت تتذكرين الكلمات التي استعملها ؟"
كادت ليندا ان تهرب بسرعة لكن نظرته القاتمة اقنعتها وراحت تتلو عليه بشكل آلي قائلة :
"وظيفة لفتاة شابة انجليزية شقراء ."
توقفت لحظة واختنق صوتها ثم اكملت :
"يجب ان تكون كتومة وديعة وطيعة ."
ابتسم ماريو بسخرية فتابعت تقول :
"وتقبل طلبات من يتحملن أعباء الأسرة "
تنهد قائلا :
"ألم يحذرك أحد من مخاطر هذا الاعلان ؟رميت بنفسك هكذا؟"
أجابت برصانة :
"لم يعرف احد بخطتي .ولم يكن لدي أصدقاء .وكنت مستعدة ان أفعل أي شيء لأبقى مع ويندي ."
نهض ماريو فجأة وراح يحدق بها ويقول :"مهما اصر جدي ,فلقد تزوجت الشيطان ."
فكرت ليندا بمرارة "كيف تنكر ذلك ؟"لكن لسبب غامض ,حاولت متابعة الحديث وقالت بحزم:
"كلا ,كلا,لكن جدك سخر مني .صحيح انه لم يكذب ,غير انه اعطاني صورة خاطئة عنك .فحسب قوله انك رجل خجول ومعقد تنقصك الثقة بالذات .ولقد اتفق معك على ان يجد لك زوجة .لو كنت اعرف اني خدعت لما وافقت على اقتراحه."
وبصوت مخنوق راح ماريو يشتم جده ولم ترى الرأفة والحنان في عينيه الباردتين عندما حدقتا بها وقال :
"اذن جئت الى شيلي باعتقادك انك ستجدين يمامة !غير انك التقيت بنسر تشبت بك بمخالبه ,لقد خدعنا معا .لكننا سنتأر منه في الوقت المناسب.وسأسهر على ان تكوني قد أخذت تعويضات كما يجب ."
ابتعد عنها لكنها احتجت قائلة :
"سبق واكرمني الكونت كثيرا ولا ارغب بشيء آخر ,و..."
قاطعها قائلا :
"لا تعتقدي ان ملابس أنيقة ومنزلا تسكنينه يكفيان لتكوني امرأة ثرية,حتى ولو اهداك الحلي والمجوهرات,فهذا بنظري كأنك لا تملكين شيئا."
بعد قليل من ذهابه ,توجهت ليندا الى غرفتها .كانت الشمس ساطعة ,لكنها كانت ترتعش بردا .لقد عاملها ماريو باحتقار حتى اصبحت باردة كالجليد.هذا التصرف ليس جديدا من قبله ,لكن هذه المرة ,بعد هدنة بعد الظهر في حوض السباحة دهشت ليندا فالصدمة كانت قوية.
بينما كانت تخلع ثوب السباحة ,سمعت وقع خطى خلف الباب .ليس امام ماريو سوى باب غير مقفل ليجتازه لكنه لم يغامر بدخول غرفتها منذ اليوم الاول لزواجهما.
ارتدت روبها وتمددت على السرير.مازال امامها ساعتان قبل موعد العشاء.اغمضت عينيها بعدما شعرت بثقلهما وغطت في نوم عميق لم تفق منه الا بعد ساعة ,وشعرت بالراحة ونهضت تأخد دوشا .احست بنشاط كبير وانتعاش.اختارت فستان احمر فاقع وضيقا ارتدته وشعرت بتحد سيساعدها على السيطرة على خجلها.ثم وضعت قرطين عريضين من الذهب .
ثم وقفت امام المرآة تنظر الى نفسها عندما دخل ماريو الغرفة .البساط السميك خنق صوت حركاته ,لكنها شعرت بوجوده والتفتت نحوه .محى ابتسامته في الحال.كانت نظراته تتفحصها بدقة,فستانها الاحمر ضيق يظهر تفاصيل جسمها .لكنها تسمرت مكانها عندما صرخ باشمئزاز:
"اخلعي هذا الفستان في الحال ."
رفعت رأسها غرورا وسألته :
"لماذا انه يليق بي تماما ؟"
قال بسخريته المعتادة :
"كما يليق جلد الذئب بالحمل ,فقط النساء المغريات يرتدين مثل هذه الملابس,يا عزيزتي,وانت لست منهن .انت تجهلين كليا معنى الاغواء."
وبحركة عنيفة انتزع القرطين ورماهما أرضا ,ثم امسك بكتفها ومسح الحمرة عن شفتيها .وأمرها قائلا :
"والأن ,اغسلي وجهك.ولا تنسي ان تغيري ملابسك ,انك غير محتشمة ."
واجهته ليندا بغضب :
"لا يحق لك التكلم عن الحشمة .رقصت كابرييلا امامك بوقاحة وانت شجعتها وأقنعت الحضور انك كنت تود الزواج منها ."
قاطعها بجفاف وغضب :
"لا تدخلي كابرييلا بالموضوع "
"لكن. لديك ضمير "
"بالطبع. عندي ضمير ."
وضع يده في جيب سترته الداخلية وأخرج منها علبة صغيرة مخملية وأضلف قائلا:
"ارفض استغلال الرعاة .ومثلهم انت تستحقين الاعتبار .هذا ملك والدتي .جئت به اليك تعويضا عن خدماتك .اصر ان أراك تضعينها .هذا المساء بالذات ."
"كلا شكرا انه لا يليق بفستاني ."
وفي اللحظة التالية شعرت بسحابة فستانها تنسحب .امسك ماريو بالقماش الناعم ومزقه على طوله وقال بلهجة قاتمة :
"المشكلة حلت .وكي تحافظي على فساتينك مستقبلا ,اعرفي ان من عادتي ان يطيعني الآخرون من دون نقاش ."
وبهدوء نظر الى ساعته ثم أضاف :
"يبقى امامك عشردقائق قبل العشاء .وهذا يكفي لتغييرملابسك."

قطرةندى 21-01-16 02:05 PM

رد: خدعة مصيرية
 
شو رأيكم بالبطل ؟انا وجعلي راسي بطريقته المستفزة لكن مبين عليه صاير يهتم بالبطلة انتو شو رأيكم ؟؟؟؟؟؟

زهرة منسية 21-01-16 02:11 PM

رد: خدعة مصيرية
 
مهتم قطورة مهتم انا حبيته جدا :)

يسلموا ايديكى يا قمر مشكورة

فرقدعهد 21-01-16 07:38 PM

انا اعتقد البطل مهتم ولكن يخفي اهتمامه باسلوبه الفظ وما زالت شخصيته يلفها الغموض الجميل شكرا قطورة ولا اطولي علينا منتظريج حبي

همس الريح 21-01-16 09:17 PM

رد: خدعة مصيرية
 
حبيتيه زهورة ؟؟

قاسي
و فظ
و عديم ذوق

حسبي الله عليه بس

زهرة منسية 21-01-16 10:29 PM

رد: خدعة مصيرية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الريح (المشاركة 3591526)
حبيتيه زهورة ؟؟
ايوة حبيته هموستى :peace:
قاسي
و فظ
و عديم ذوق

حسبي الله عليه بس

يا الله منك هموسة كل الابطال بيتشتموا اهدى و خليكى منصفة مع حزب المذكر السالم

قطرةندى 22-01-16 11:36 AM

رد: خدعة مصيرية
 
فعلا البطل متعجرف كثير بس هذا سر جماله راح نعرف شو بدو يصير في الفصل التاسع تابعوني

همس الريح 22-01-16 01:07 PM

رد: خدعة مصيرية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3591547)
يا الله منك هموسة كل الابطال بيتشتموا اهدى و خليكى منصفة مع حزب المذكر السالم

الحين انا شتمته ؟؟
ابدا ..و لا قلت شي
كل اللي قلته واقع ..

و تعرفين شعاري في نون النسوة
الابطال مدانون حتي تثبت برائتهم
مع خمس ست استثناءات بس

زهرة منسية 22-01-16 01:29 PM

رد: خدعة مصيرية
 
اها بس لو تغيير قناعتك مع بطلين هما اتنين بس اكيد عارفاهم

اما الخمس ست استثناءات راح اخليهم كتييييييير :9jP05261::9jP05261::9jP05261:

همس الريح 22-01-16 02:05 PM

رد: خدعة مصيرية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3591663)
اها بس لو تغيير قناعتك مع بطلين هما اتنين بس اكيد عارفاهم

اما الخمس ست استثناءات راح اخليهم كتييييييير :9jP05261::9jP05261::9jP05261:

ههههههههههههههههههههههههههههه:peace:

قطرةندى 22-01-16 02:45 PM

رد: خدعة مصيرية
 
الفصل التاسع
تم العشاء في جو متوتر .وليندا شاحبة ,حافظت على الصمت امام نظرات الكونت القلقة .وماريو من جهته ,لا يتزحزح ويناقش في امور شتى محاولا استيعاب انتباه جده .
كانت ليندا تشعر بالاختناق وبصعوبة كبيرة في ابتلاع الطعام .فقد اهانها ماريو وظل معها في غرفتها حتى اختارت بسرعة فستانا قمحيا ليظهر عقد الياقوت الازرق.
وبعد ان نظر دون ادريانو الى ليندا استدار نحو ماريو وقطب حاجبيه وقال :
"اريدك, قبل ان تتولى ادارة المزرعة ان تقوم برحلة صغيرة ,بمثابة شهر العسل ."
لم يتحمس ماريو ولا ليندا .لكن قبل ان يشعر بخيبة امل اضاف قائلا :
"بامكانكما ان تمضيا اسبوعين على الساحل ,وسيكون ذلك رائعا .من ناحيتي ,أنوي زيارة اسبانيا لكن بعد عودتكما .
ليندا ,اعتقد بانك ستحبين منطقة فيناديل مار.هناك شاطىء رائع والفنادق فاخرة يقصدها السياح من ارجاء المعمورة.
اعتقدت ليندا ان ماريو سيرفض هذا الاقتراح ,لذلك لم ترى مناسبا ان ترد.لكن ,لشدة دهشتها وافق ماريو قائلا:
"هذا اقتراح جيد وجذاب .فضلا عن ان ليندا ستكسب من المكوث قرب الشاطىء كل صحة وعافية ."
"رحلة شهر العسل تتم للعريس فقط والعروس ويندي ستبقى هنا ."
كانت لهجته قاطعة وكادت ليندا ان تعترض لكن ماريو سبقها قائلا :
"ربما انت على حق ,سنذهب غدا صباحا الى فينا ديل مار "
شعر الكونت بالارتياح وغادر المائدة تاركا العروسين وحدهما .اقترح ماريو في لامبالاة وضجر :
"ما رأيك لو نخرج للنزهة ؟"
في بادىء الامر كانت سترفض لكنها فضلت الخروج على البقاء مسجونة في الداخل ,وأشارت له بحركة ايجابية من رأسها .
"سأجلب لك شيئا تلبسينه في حال شعرت بالبرد"
نهض ماريو سعيدا بالتخلص من هذا الجو الثقيل .وبعد لحظات عاد حاملا شالا طويلا مطرزا ,قال وهو يقترب منها :
"هذا يكفي .انه من الحرير وخفيف على الجسم ."
انتفضت عندما وضعه على كتفيها .فلاحظ ماريو ردة فعلها وقال بسخرية:
"اطمئني ,لا انوي تمزيقه وهذا لا يعني اني على استعداد لأمزق كل ما ترتدينه ."
"لماذا تصر على أن تكون زوجتك في مظهر محتشم ؟انت لست متحفظ فيما يتعلق بلباسك الخاص."
راح يميزها مطولا وقال :
"هناك مثل يقول : المرأة العفيفة هي امرأة مهجورة .لكن هذا المثل لا ينطبق عليك ,لأن ويندي هي الدليل الواضح ."
شعرت ان الدموع تحرق عينيها فأزاحت رأسها واجتازت ممر المدخل .فكرة واحدة تعزيها ,فوجود شقيقتها سلاح مروع و مخيف .ولو كانت تعرف كيف تستعمل هذا السلاح بمهارة .سيشعر ماريو بأن كبرياءه على المحك وسيسرع في طردها هي وويندي الى انجلترا ."
عبرا الشرفة قبل الدخول الى الحديقة المضيئة بنور القمر .وراحا يتنزهان بين أشجار الاوكليبتوس التي تحيط بالمنزل .
راح ماريو يشرح لها كيف تتم عملية التوزيع في المزرعة ويقول :
"عندما احتل المغامرون الاسبان هذه الاراضي .وهبهم ملك اسبانيا مكافأة بمنحهم هذه الاراضي .واخد كل فرد حقه من الاراضي باعتبار استحقاقاته ومركزه الاجتماعي."
سكت قليلا وتابع يقول :
"وآل فالديفيا الذين ينتمون الى الطبقة النبيلة , حصلو على هذه المزرعة وأداروها حسب التقاليد .الرعاة لا يعتبروننا ارباب عمل ,بل أفرادا نافذين في عائلة ينتمون اليها .ونشأت بيننا علاقات حميمة وهم يكنون انا كل الاحترام ."
تدخلت ليندا قائلة بقوة :
"انت فرح ان عمالك لا يموتون من الجوع .لكنني مقتنعة بأنه اذا اراد احدهم مغادرة المزرعة ,فلن يتمكن من ايجاد أي عمل."
انتفض ماريو بعنفوان وقال :
"عمالنا أحرار ان يذهبو متى رغبوا. "
"مثلي؟ ان آل فالديفيا كانو وما يزالون من الطغاة المستبدين ,انتم لا تعتبرون الناس كائنات من لحم ودم ,بل دمى تحركونها كما تشاؤون .لنأخد مثلا :اسبوعي العطلة على شاطىء البحر ,هل أخدتم رايي؟ ابدا .لكني لا أرغب بالسفر وخصوصا معك."
وبينما كانت تستشيط غضبا ,ظل ماريو متعجرفا كأي أرستقراطي نبيل واعتلت وجهه ابتسامة عابرة وقال :
"الا تعجبك فكرة قضاء بضعة أيام معي ؟انت بحاجة الى عطلة ,يا عزيزتي .أعصابك متوترة وفيناديل مار ستجدين الهدوء لكن بجانب ذلك..."
فجأة أصبح صوته قاسيا وقال :
"يجب ان نحرص على ان يظل جدي في مزاج جيد .النجاح اصبح من الآن وصاعدا في قبضة يدي ,واذا اضطررت ان ندهب في رحلة شهر عسل فسنفعل ذلك .سأبدد لك همومك من الآن .لن تخشي شيئا مني ,اني اعدك بذلك.سأحاول جهدي ان أجعل اقامتك ممتعة وسأشكرك على الخدمات التي تؤدينها لي."

في صباح اليوم التالي اقلعت الطائرة وكان يقودها ماريو بنفسه .استدار فوق المزرعة وتوجه نحو الغرب .كان ماريو يبدو مرتاحا وهو يقود .ومهما كانت تفكر بهذا الرجل الغريب ,فهي تتق به تقة عمياء .وفي ملامح وجهه البشوشة يبدو انه عازم على الاستفادة من هذه الاستراحة غير المنتظرة ان رافقته ليندا ام لا .رمقها بنظرة ,فكانت مستقيمة بجلستها,متقلصة ,مكتفة اليدين.تعبر عن توترها الداخلي .
انحنى ماريو فوقها وقال :
"ما رأيك ببعض البهلوانيات؟"
لم تقدر ليندا ان تمتنع عن الارتجاف .فهي تشعر انه على استعداد للقيام ببعض النزوات الطائشة .
تلعثمت تقول :
"لاشكرا"
فجأة راحت الطائرة تهبط بسرعة نحو الارض .بدت الكارثة حتمية .اغمضت ليندا عينيها وضغطت فكيها ,بانتظار ان تسمع الصدمة .وراحت تصلي الى ان شعرت بالطائرة ترتفع من جديد بصورة تدريجية .
فتحت عينيها وكان ماريو يبتسم بهدوء .فصرخت به غاضبة :
"انت انسان مجنون حقا ,كدت تقتلنا ."
قهقه ضاحكا وقال :
"نعم ’لكن بطريقة جميلة ,يا عزيزتي ما أجمل ان يختفي الانسان من الوجود في شعلة من النار كأنه يلعب بالموت ."
حاولت جهدها اسرجاع عقلها وقالت :
"اقتل نفسك اذا كان هذا ما ترغبه ,لكن افعل ذلك لوحدك .شخصيا افضل حياة تعيسة على موت رائع ."

الوفى طبعي 22-01-16 05:50 PM

رد: خدعة مصيرية
 
هموش وزهرة هون... وجايبين معهم الأحزاب....


مشكورة قطرة ندى على الرواية الجميلة ومنتظرين التكملة...


وكمان هيده المرة انا مع المذكر السالم... هو معه حق فهي اللي مذبت عليه ولو انها من الأول خبرتها الحقيقة لفهم ظروفها وعامل واحترم براءتها بس هو الحين مفكر انها كانت مع واحد كانت تحبه وما فرق بينهم الا الموت والاسوأ انها تحبه؟؟؟


أي واحد شو كان رح يعمل؟؟؟ هو معجب فيها وبحاول انه يبعد عنها عشان هيك هو يعامل باجحاف وقسوة..


واللا انت معك راي ثاني هموس

همس الريح 22-01-16 08:02 PM

رد: خدعة مصيرية
 
هلا ياسمينه ..
ايفيت
يس
نعم
دا
جي

ههههههههههههههههههههه ..و انا اروح مكان من غير حزب نون النسوة؟؟

بارت اليوم كان ..مغيظ ..
ماريو ذا بيرفع ضغطي
و شكلي بابدا ادعي عليه

ليندا باقي مشتته ..لا تقدر تتخلص منه و لا تقدر تحبه
وش تحب فيه
اللي ذا اوله ينعاف تاليه ..
و الجد باقي يحرك قطع الشطرنج مثل ما يبي

اتمني الاسبوعين ذولا يكونون هدنه يتخلص فيها ماريو من قسوته ذي و يشوف ان البنت لطيفه و تنحب
مالت علي ماريو و جده في يوم واحد

زهرة منسية 22-01-16 09:03 PM

رد: خدعة مصيرية
 
هموسة حبيبتى انا مش هدافع عن ماريو بس هسألك سؤال

لو اى شخص فرض عليكى حاجة تقيد حياتك طول عمرك ايه هيكون رد فعلك ؟

الجد فرض على ماريو زوجة لا يعرف عنها اى شئ كمان جرده من حق اختيار زوجته

لا و كمان عندها طفلة من علاقة سابقة لا و الاكتر انها لسه بتحب ابو بنتها زى ما هو مفتكر

عايزة رد فعله يكون ايه يا بنت كونى منصفة و مش تحكمى عليه من تصرفاته و بس

عوافى ياسمينة منورة انتى و هاجر بيتى الاول قسم الروايات المكتوبة

مووووووووووواه

همس الريح 22-01-16 10:00 PM

رد: خدعة مصيرية
 
زهورة يا قمر

ادري ان ماريو انحط قدام خيار مر

لكن ..المفروض تعامله معها يكون الطف من كذا
اهي وش ذنبها
خصوصا انها قالت له انها انخدعت نفسه و يمكن اسوا
ماااااااااااااله عذر

الوفى طبعي 22-01-16 10:07 PM

رد: خدعة مصيرية
 
بس هي من الأول كان هدفها الحصول على مستوى معيشة كويسة لالها ولبنتها ... هذا اللي هو مفكر فيه ويعني هو يظن انها ممكن تعمل أي شيء عشان النقود حتة لة تكذب عليه وتقول انها مضطرة...


عشان هيك هو ما يعطيها فرصة انها تكذب عليه...


صحيح خبريني هموس شو صار بالنسبة للمشاهد وكمان انا لسه ماني فاهمة مين اللي رح يصوت... وكمان حابه اسال اذا في صورة بكرا وفي أي موضوع رح تنحط واذا ممكن اني اشارك؟؟؟؟؟؟؟؟


امووووووووووووووووووووووووح

زهرة منسية 22-01-16 10:45 PM

رد: خدعة مصيرية
 
بس هموسه هي في نظره باعت نفسها علشان تعيش حياه الرفاهية

واحدة بتحب واحد اها صحيح مات بس لسه بتحبه

ايه اللي يخليها توافق علي الزواج من واحد مش تعرفه لا شافته

لا و كمان فكرتها عنه انه شخص عديم السخصيه و وافقت تربط نفسها بيه

دي مش تستحق لا الاحترام ولا المعامله الحسنة

ليه هموسه مش علقتي علي معاملته للطفله

همس الريح 22-01-16 11:03 PM

رد: خدعة مصيرية
 
بالنسبه للمشاهد بنجمعها و نفتح باب التصويت عليها ..و ان شاء الله السبت مهوب ذا اللي عقبه الصورة الثانيه ان شاء الله

همس الريح 22-01-16 11:31 PM

رد: خدعة مصيرية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3591807)
بس هموسه هي في نظره باعت نفسها علشان تعيش حياه الرفاهية

واحدة بتحب واحد اها صحيح مات بس لسه بتحبه

ايه اللي يخليها توافق علي الزواج من واحد مش تعرفه لا شافته

لا و كمان فكرتها عنه انه شخص عديم السخصيه و وافقت تربط نفسها بيه

دي مش تستحق لا الاحترام ولا المعامله الحسنة

ليه هموسه مش علقتي علي معاملته للطفله

معاملة ماريو للطفله
شعاع الضوء الوحيد ..
الشي الوحيد اللي مانعني ادعي عليه و اهد المزرعه فوق راسه

زهرة منسية 23-01-16 12:07 AM

رد: خدعة مصيرية
 
يسلملي الحنون المتفاهم 😍😘😍😘

الوفى طبعي 23-01-16 07:46 AM

رد: خدعة مصيرية
 
تعرفن شيء زهورتي وهموستي انا كنت مشاركة في المنتدى من الأول بس عشان روايات عبير واحلام وانا اعشق قراءة الروايات حتى اني كنت اقرأ دون ما احط ايقونة الشكر ..


بس لفت نظري الروايات المترجمة وصرت ادخل اون لاين...


وعن جد احكي الحقيقة لما أقول اني من البداية تعلقت بكن انتن الثنتين وطبعا تامي وام عبيد وحسيت اني اعرفكن من سنين...


على فكرة في حدا سمع شيء عن ام عبيد؟؟؟؟؟؟


وحابة اعرف من مخترع "فيس...".

زهرة منسية 23-01-16 08:22 AM

رد: خدعة مصيرية
 
صباحو سكر يا قمرات
لا والله ما سمعت عنها شئ بس جاتني فكرة و ان شاء الله تظبط
انا بدايتي بليلاس كانت باحلام المكتوبه و بعد كده جذبتني الترجمه
لكن يظل قسم الروايات المكتوبه بيتي

قطرةندى 23-01-16 11:38 AM

رد: خدعة مصيرية
 
انا عن جد مسرورة انو في تفاعل مع القصة الظاهر انو في حزبين واحد مع البطل وواحد ضده والصراحة بستنى بفارغ الصبر تعليقاتكم بعد رحلة شهر العسل

قطرةندى 23-01-16 01:15 PM

رد: خدعة مصيرية
 
تمت بقية الرحلة في هدوء تام , فقد ظلا صامتين حتى بدأت الطائرة تخفف من سرعتها استعدادا للهبوط .
قال ماريو وهو يشير نحو النافذة :
"برأيك لما تدعى هذه المدينة وادي الفردوس؟"
انحنت ليندا الى الأمام ولاحظت ان هذا التكتل الواسع له شكل المنجل والخط المنحرف يحيط المرفأ حيث رأت العديد من السفن .انحرف ماريو فوق المطار بسرعة وهبطت الطائرة بسلام.
استقر سيارة تاكسي اقلعت مسرعة على الطرقات الواسعة لمدينة فالباريزو .وبعد ربع ساعة وصلت بهما السيارة الى فينا ديل مار .اعجبت ليندا بطابعها الغريب.الشاطىء الرملي الناعم يمتد على مد النظر .ومن جهة البحر المساكن الواسعة الفاخرة التي تعود الى بداية القرن ,بجانبها الفيلات الحديثة وعربات الخيل تنتقل ذهابا وايابا بخطى الخيول الهادئة .اشجار النخيل والصنوبر. وفي كل مكان الأزهار على أنواعها بوفرة مدهشة.
مد ماريو ذراعه وفتح باب سيارة الاجرة التي توقفت أمام فندق كبير فخم.
وكأنها في حلم تبعته الى مدخل الفندق .ودخلا في المصعد الى الطابق الأخير .فقادهما الموظف الى الجناح المخصص لهما .الديكور كان أنيقا وفاخرا.النوافذ الكبيرة تطل على المحيط الهادىء.
قال لها ماريو وهو يقترب منها وهي تتأمل المنظر باعجاب :
"هل يعجبك المنظر ؟"
"إنه رائع يخطف الأنفاس بجماله "
التفتت نحوه متألقة .وظهرت في عينيها الزرقاوين زرقة المحيط الغامقة .
بدا ماريو مندهشا :هذه الصرخة من القلب اسكتته .كان ينتظر أن يراها كالعادة متحفظة وعدائية,ولم كيف ستكون ردة فعله.حدق بها مدة طويلة فاحمرت وجنتا ليندا واختفت إبتسامتها البراقة وتيقظت .خالجها شعور أنبأها الا تثق بماريو وبنزواته غير المتوقعة .
ابتعدت بعصبية عندما أعلن بصوت لامبال:
"اقترح عليك شيئا .انسي أني زوجك.ومن جهتي سأعتبرك نوعا ما رفيقة .سئمت الحرب التي بيننا .لنضع أسلحتنا ولنعتبر هذه العطلة هدنة .ما رأيك؟"
كيف بإمكانها ان تنسى مثل هذا الشيء,غير أنها هزت رأسها إيجابا .فأجابها بابتسامة عريضة :
"عظيم ,مارأيك لو نغتسل ونوضب أشياءنا ؟وبعدها نذهب للنزهة في المدينة ."
الحمام يقع بين الغرفتين .دعا ماريو زوجته أن تدخله اولا وبعد دقائق من خروجها من الحمام ,راحت ترتدي فستانا من القطن الأبيض وتسمع الماء ينهمر في الداخل وصوت ماريو يرنم أغنية معروفة .
سرحت ليندا شعرها ورفعته كذنب الحصان .وفجأة شعرت بيديها ترتجفان .ماذا يجري في داخلها ؟إثارة ؟ خوف؟ لكنها إقتنعت اخيرا ان مجرد قضاء خمسة عشر يوما في هذا المكان الاسطوري أيقظت في داخلها انفعالات غريبة من نوعها .لكن عليها أن تظل حذرة ,فلا يجب أن تنسى ذلك .
طرق ماريو الباب ثم دخل الى غرفة ليندا .كان يرتدي سروالا أسود وقميصا سوداء ,بدا وسيما جدا .
"هل أنت مستعدة؟ "
مد لها يده وهو يتأملها بشكل واضح .وكان الإكتفاء باديا على وجهه .مدت ليندا يدها ولأول مرة منذ شهورعدة تشعر بالسعادة .
ولمدة ساعة تقريبا راحا يتنزهان على شاطىء البحر كان الجو مرحا .السباحون يتداعبون مع الأمواج .اكلا بعض الفاكهة الطازجة ليخففا من حدة الجوع ثم جلسا ينظران حالمين الى البواخر الراسية.ومن وقت لآخر كانا يضحكان بصوت عال عندما يشاهدان النوارس وهي تشك بطريقة بهلوانية باحثة عن بقايا الطعام ,ثم تأبطا ذراع بعضهما البعض وعادا الى الفندق اما نظرات المتسكعين الذين اعتبروهما عاشقين .
كان الجو شديد الحرارة ,ولما دخلت ليندا الصالون الصغير في جناحهما ,بدأ العرق يتصبب من كل أنحاء جسمها .كانت متعبة وفي الوقت نفسه فرحة .وبينما كان ماريو يحضر الشراب المنعش ,شعرت برغبة في أن تشكره .قالت وهي تجلس بإسترخاء على المقعد المريح :
"كان نهارا رائعا ,افضل أن تكون رفيقي بدلا من أن تكون زوجي ."
من دون انفعال أو توتر قدم ماريو لها كوب عصير .وبينما كانت تراقب تحركاته,تساءلت ليندا اذا كان ماريو قد غير رأيه فقط من أجل أن يوهمها بشعور الأمان الخادع .إنه رجل ذو مزاج ناري ولا شك أنه لم ير كابريللا منذ وقت طويل .
ابتسم لها وقال بصراحة :
"الصداقة ,يا عزيزتي مثل الثمرة .إنها بحاجة للنضج .لكن الصداقة التي تجمعنا مازالت خضراء فجة وبحاجة الى وقت طويل لتنضج."
ابتسمت ليندا ابتسامة ناعمة وامسكت اليد التي مدها إليها .فقال وهو يلاحظ السماء التي عمها الظلام بسرعة :
"حان الوقت كي تهيئي نفسك للعشاء .من الأفضل ان نتناول الطعام باكرا,يا صديقتي .وهكذا سنتمكن من الإفادة قدر الإمكان برؤية الوادي ."

الوفى طبعي 23-01-16 01:38 PM

رد: خدعة مصيرية
 
شفت قد ايش هو رائع هموس؟؟؟؟؟؟؟؟


عرف انها تتوتر قدامه عشان هيك عرض عليها ان تتفتكره كصديق........... هو بده إياها عفوية...

همس الريح 23-01-16 03:14 PM

رد: خدعة مصيرية
 
الصراحه اليوم ماريو كان جنتل
لكن احس ان هدنة الصداقه ذي ما بتطول " فيس يدور المشاكل دواره "

Feel good 23-01-16 09:44 PM

رد: خدعة مصيرية
 
بليزز نزلي البارت بسرعه
متشوقه كثير للنهايه وثانكس يا عسل على المجهود الرائع
👍🏻

زهرة منسية 23-01-16 09:51 PM

رد: خدعة مصيرية
 
ماريو عنده خطة ماشي عليها قلبى يحدثنى انه لو حصل مشاكل هتكون ليندا

ليندا متخوفة من رقة ماريو يا خوفى لردود افعالها فى تعاملها معاه تكن نتيجة عدم ثقتها

همس الريح 23-01-16 10:32 PM

رد: خدعة مصيرية
 
اتفق معش زهورتي

أم ديم 25-01-16 02:05 AM

رد: خدعة مصيرية
 
متى موعد نزول البارت ؟ الروايه روعه بس تعبت من الانتظار ياليت يالغاليه تنزلينها بسرعه قد ماتقدرين 🙈

قطرةندى 25-01-16 11:26 AM

رد: خدعة مصيرية
 
انشاء الله اليوم بنزل الفصل العاشر حبيبتي ام ديم انشاء الله يعجبك

قطرةندى 25-01-16 05:30 PM

رد: خدعة مصيرية
 
الفصل العاشر
لم تعرف ليندا ما الذي كانت تأكله من أطعمة وضعت على المائدة .هي وماريو كانا منغمسين في الحديث لدرجة أنهما لم يعيا نظرات المعجبين من أنحاء المطعم .
سألها ماريو :
"حدثيني عن طفولتك .هل كنت سعيدة ؟"
لمعان ناعم أنار عينيها الشفافتين وراحت تقص عليه بعض من سيرة حياتها :
"والداي كانا زوجين رائعين ومثاليين ,دللاني كثيرا .ولم يكن لديهما غيري الى أن ..."
توقفت فجأة واحمرت وجنتاها .قطب ماريو حاجبيه وسألها محتارا :
"نعم ؟الى أن ..."
تلعثمت وقالت :
"الا أنهما ...توفيا ."
"هل ماتا معا مثل والدي؟"
"ليس تماما ,لكني خسرتهما في مدة ستة أشهر ."
"ربما ما كان يجب علي أن اطرح عليك هذه الأسئلة.انه موضوع مؤلم احيانا افكر أنك لم تكوني بإستمرار الفتاة الباردة ,المتحفظة .آسف اني لم ألتق بك قبل المحن والمتاعب التي أثرت بك كثيرا ."
صمت قليلا ثم أضاف :
"ما كانت آراء والدتك تجاه والد ويندي ,فالأمهات احيانا متحيزات .ووالدتك الم تر فيه ذلك الرجل المتطفل ,الدخيل ؟"
احمر وجه ليندا وقالت :
"كانت تحبه كثيرا."
استغرب قائلا :
"آه, وحسب رأيك ,كاذا كانت وجهة نظرها لو عرفتني ؟"
هذا السؤال طرحته ليندا على نفسها مرارا وتكرارا من دون أن تجد الجواب المناسب .
كان ماريو فارغ الصبر امام سكوت ليندا التي تنفست بعمق فبل أن تعلن قائلة :
"كانت والدتي امرأة شديدة الحساسية كمعظم الأمهات ,وخصوصا امام الجمال الشكلي والجاذبية والإطراء لكن ..."
"نعم ,تابعي كلامك ."
قالت بعصبية :
"لا شك انها لم تكن ستعجب بتصرفك تجاه كابريللا .بالاضافة الى أنه لا يمكنها إعتبار السعادة كنتيجة للغنى والمال ."
"إذن لكانت فضلت رجلا فقيرا ,مثل والد ويندي .أهذا ما تريدين قوله ؟"
كادت أن تقول ,أنه يملك الثروة الحقيقية الوحيدة وهي ثروة القلب .
نهض ماريو فجأة وعلى وجهه إمارات الغضب ثم قال :
"أنا لاأستغرب ان تكوني خائبة الأمل !واعتقد أن لوالدتك قسطا من المسؤولية .الأشخاص العاطفيون ينخدعون بسهولة .فحساسيتهم المرهفة تجعلهم عميان امام الحقيقة ."
لم يتسن لليندا الوقت للإعتراض .أمسك ماريو بذراعها ودعاها لإجتياز غرفة الطعام والممر الى الخارج .فسألته ونفسها متقطع :
"الى أين تصطحبني ؟"
أشار الى سيارة أجرة فتوقفت قرب الرصيف ,دفعها الى المقعد الخلفي ودخل قربها وقال للسائق :
"الى الملهى,من فضلك ."
ثم التفت الى ليندا وأضاف بسخرية :
"رمز الثروات المزيفة "
وبالرغم أن الوقت كان باكرا ,كان الملهى يعج بالناس من مختلف الجنسيات. في السقف تدلت ثريات الكريستال التي تنير الغرفة بنور براق .بالنسبة لليندا كان الجو خياليا وساحرا .
تقدمت ليندا أمام لعبة التطابق ووضعت قطعة نقدية فيها وأدارتها .
"احمر ,تسعة!"
صرخت ليندا مستغربة :
"ربحت,يا ماريو .ربحت "
"تابعي اللعب ."
"لاأفضل ان أتوقف الآن.هل ربحت ثروة كبيرة ؟"
"ما يعادل الفي جنيه إسترليني ."
"كل هذا !لم يسبق أن امتلكت أكثر من مئة جنيه ."
"صحيح ؟مادام هكذا ,لا أريد ان يتجهم وجهك المتألق .دعينا نحتفل بالأمر ."
اقترب من ليندا متابعا :
"سأحتفظ بالمال معي ."
في هذه اللحظة عرفت ليندا معنى الثروة الصغيرة .بإمكانها ان تستعيد حريتها .أن تشتري بطاقة سفر الى إنجلترا وبطاقة الى ويندي .وأن تستأجر غرفة وستجد وظيفة محترمة .قالت لاهثة :
"كلا .أفضل أن تعطيني المال .حقيبتي بامكانها ان تسع كل هذه الأموال ."
اعطاها المال وقال :
"كما تريدين ."
ولما خرجا من الملهى ,توجها الى ناد ليلي حيث إختار ماريو إنهاء السهرة .
كان شبه ظلام ناعم يعم المكان والديكور يذكر بحجرة الصياد .الشباك الواسعة معلقة بالسقف وبعض الأصداف البحرية .وحول حلبة الرقص وضعت الطاولات والكراسي من القش .
جلست ليندا وراحت تنظر الى الأزواج الذين يرقصون على الموسيقى بينما ماريو يطلب الشراب .بعد قليل جاء الخادم يحمل الشراب وبعض المقبلات .
قال ماريو ساخرا :
"يبدو انك تفكرين في شيء م ,يا عزيزتي .الا تعدين خطة للتخلص مني ؟"
فوجئت ليندا وراحت ترتجف وتقول :
"لا,أبدا."
بطريقة ما كان ماريو يقرأ ما يدور في خلدها .عليها أن تضلله وإلا تبخرت أمالها سدى .قررت أن تغير الخطة فربما نجحت ؟ فاشتبك نظرها بنظره الحاد وهمست قائلة :
"هل تدعوني الى الرقص ؟"
أجاب ماريو بطريقته الرجولية :
"طبعا .بكل سرور ."
وبينما كانت بين ذراعيه , أدركت أنه لم يسبق لها أن رقصت برفقة رجل من مقامه .
كان ماريو يضمها بقوة فاحمرت وجنتا ليندا وهمس في أذنها :
"اهدإي .وعدتني ان تحاولي جهدك كي تنسي زوجك الأول ,هل مازلت تتذكرين ؟"
استرخت وتذكرت أنها يجب أن تكون متساهلة .بعدئذ وجدت متعة في الرقص معالذين حولها وبرفقة الراقص البارع .أخيرا عندما اعادها الى الطاولة كان وجهه يشع سعادة .
أخد يدها وقال :
"لأول مرة ,هذا المساء ,ارى فيك امرأة جميلة ,وليس زوجة على الزواج منها. ما زال وجهك يحتفظ ببراءة الطفولة برغم المحن التي تعرضت لها ,والآن, أفهم سبب تصرف جدي تجاهك .يريد أن يحميك . لكن المرأة بطبيعة الحال مغوية بالرغم من قوة الرجل ."
اعترضت ليندا قائلة :
"لا أنوي بتاتا تقليد النساء ."
قال ماريو بصوت هادىء :
"أصدقك يا عزيزتي "
امضيا بقية السهرة في الرقص والكلام والتسلية .ولما قررا العودة الى الفندق بدأت ليندا تخشى على مقدرتها في تطبيق خطتها .كما أن ماريو بحاجة الى جهد كبير ليفي بوعده ويعاملها كصديقة فحسب .
سيارة الأجرة التي أعادتهما الى الفندق كانت تجتاز الطرقات بسرعة .وليندا الجالسة بارتخاء في المقعد الخلفي تركت رأسها يرتاح على كتف ماريو الذي كان يضمها .لم يتبادلا الكلام طيلة الطريق .
وما ان دخلا الى جناحهما حتى همست ليندا وقد شعرت بالخوف :
"الساعة متأخرة .أرجو ان تعذرني ,سأذهب الى فراشي في الحال

همس الريح 25-01-16 10:26 PM

رد: خدعة مصيرية
 
مشكوووووووووووووووورة يا قمر

لي عودة

Feel good 25-01-16 10:31 PM

هذا البارت كثير حماسي
وراح يفتح أبواب جديده للبطل
ليتعرف على ليندا البنت الحبوبة
واكيد راح نشوف تطورات اكثر بصدد هالموضوع
ودي لك يا عسولة بإنتظار البارت القادم😊

قطرةندى 26-01-16 02:56 PM

رد: خدعة مصيرية
 
"لا,ليس في الحال .سنأخد فنجان شاي ."
"لا أريد أن أشرب شيئا بعد الآن .دعني ,أرجوك ."
جذبها نحوه بعنف وقال :
"لا يمكنك أن تنسحبي الى غرفتك الآن! لنبقى معا ,حبيبتي .ستكون هذه الليلة ليلة شهر عسل .وستكون ليلة رائعة لم يفرضها علينا أحد ولا حتى جدي ..."
وبينما أرادت أن تعترض ,راح يعانقها بعنف .لكن ليندا انزعجت منه وراحت تتخبط كحيوان جريح,لكن جهودها باءت بالفشل .
"تعالي ,يا حبيبتي ,ارتاحي وسأنتزع الطيف الذي يهدد ذكرياتك .سأبعد ذكرى هذا الرجل الذي لم يعرف ان يفعمك حبا .لا تخافي من الشر ,يا زوجتي الجميلة ."
توصلت أخيرا الى دفعه عنها وتراجعت الى الوراء وهي ترتجف .وراحت تقول بسخرية :
"ألم تنس وعدك ؟"
"شيء لم أعد أسيطر عليه بعد أن أغويتني حينما كنا نرقص ,بدأت تلعبين دور البريئة المهانة .عليك أن تعرفي أن الإنسان لايبدأبعمل ما اذا كان لا يريد الوصول الى نهايته ."
"لم أرتكب أي خطيئة .لكن تعلمت درسا مهما .اذا صادفت وأحببت مرة أخرى يجب أن أعرف الثمن الذي سأدفعه ."
حدق بها لحظة وقال :
"كنت مجنونا لأني نسيت أنك ,في كل الظروف ,ستظلين محافظة على موقف ثابت ."
* * * *
في صباح اليوم التالي ,تناولا الفطور معا .وشعرت ليندا بإرتياح لأن ماريو لم ينوه بالحوار الحاد الذي دار بينهما باالأمس .غير أنه كان مختصرا ومتحفظا .وما إن أنهيا الطعام ,حتى قال ماريو بلهجة باردة :
"أنا خارج .وسأعود في المساء .وإنني أكيد بأنك ستملأين وقتك لهوا ومرحا ,أليس كذلك ؟"
هزت رأسها فتوجه نحو الباب .فجأة أحست بالخجل .ألم تشجعه على المغامرة ؟غير أن هدفها مازال هو نفسه أن تعود الى انجلترا .
إرتدت ليندا ملابسها بسرعة .ثم توجهت الى مكتب الإستقبال وطلبت من الموظف عنوان وكالة سفريات وأسرعت الى العنوان .يبدو أن ماريو نسي كليا المبلغ الذي بحوزتها .
بقي حاجز واحد وهو وجود ويندي بالمزرعة .خرجت من وكالة السفريات مبتهجة وهي تحمل البطاقتين .بقي معها 1500جنيه إسترليني .ثم راحت تمشي في الطريق بحثا عن مكان ترتب فيه أفكارها .أخيرا وجدت مكانا يطل على المحيط .
راحت تستعرض موضوع ويندي ولم تجد الحل .فكرت أن تبرق للكونت وتقدم له سببا ما كي يرسل ويندي .هذا معقول جدا .
قالت لنفسها بصوت مرتفع:
"ولنفرض اني أقنعت الكونت ,لكن هل سأوقظ بالوقت نفسه الشكوك عند ماريو ؟"
ولما حان وقت الغداء ,تعبت ليندا من التحليل وقررت العودة الى الفندق .وبينما كانت تمر بجانب مكتب الإستقبال ,ناداها الموظف قائلا :
"لحظة,يا سيدتي برقية لك وللسيد ."
تناولت البرقية بلا مبالات .وبينما كانت في المصعد ألقت نظرة سريعة عليها. شعرت بالصدمة :أمنيتها العزيزة ستتحقق .أعادت قراءة بعض الجمل التي كانت تقول :
"ويندي لم تتوقف عن البكاء بغيابكما .سنرسلها اليكما الساعة الثانية بعد الظهر ."
نظرت الى الساعة الموعد يقترب .بلا تردد أوقفت المصعد ,وراحت تحلل الوضع .إنها بحاجة الى ربع ساعة كي تصل الى المطار .لذا لديها الوقت الكافي لتحضير حقيبتها .وهكذا لن تكون بحاجة الى العودة الى الفندق بعد لقاء ويندي .وحتى تصل الى ويندي ,تستقل تاكسي الى المطار .وهناك تنتظر موعد طائرتها الى انجلترا .
دخلت غرفتها وفي أقل من 20دقيقة جمعت ما تحتاج اليه وحملت حقيبتها ودخلت المصعد من جديد.وجدت سيارة أجرة من دون إنتظار .
قالت للسائق :
"الى المطار .أسرع من فضلك ."
من بعيد هبطت طائرة فالديفيا ,فأسرعت الى المدرج .نزلت بيلا من الطائرة حاملة ويندي بين ذراعيها .شكرتها ليندا لإهتمامها بويندي فأكدت لها بيلا قائلة :
"لا شيء ,سيدتي ! الطفلة بكت كثيرا في غيابك ولا أحد تمكن من مؤانستها حتى الكونت وهو الذي قرر نهائيا ان يرسلها لك ."
حملت ليتدا الطفلة بين ذراعيها وقالت :
"حبيبتي الصغيرة المسكينة "
فجأة لمعت عينا ويندي وإرتسمت إبتسامة على وجهها .كأن شعاع شمس إخترق الغيوم .ضمتها ليندا الى صدرها ثم همست قائلة :
"لن أتركك أبدا بعد الآن ,اعدك بذلك .من الآن وصاعدا سنبقى معا للأبد."
بعد قليل أقلعت الطائرة وراحت تسرع .وانتظرت ليندا اقلاعها قبل ان تعود الى المطار .
عليها أن تحمل ويندي والحقيبة وتتوجه الى محطة سيارات الأجرة .
جاء السائق ليساعدها ,فتلعثمت قائلة :
"الى مطار سانتياغو الدولي ."
وبينما كان السائق يضع الحقيبة في الصندوق جلست ليندا في المقعد الخلفي وضمت ويندي الى صدرها بشدة .استرخت ليندا واختفت التجاعيد من جبينها.وقالت لويندي :
"بعد قليل ,يا ويندي ,نصبح بعيدين عن آل فاليفيا وليس بوسع أحد منهم أن يطالنا."
بعد ساعتين وجدت نفسها في بهو المطار .سجلت حقائبها والبطاقات بيدها ,فلم يبف لها الا الإنتظار .حسب تعليمات موظف مكتب الإستعلامات الرحلة المقبلة الى لندن ستعلن عما قريب .
وبما أن ليندا تشعر بإنزعاج راح يقوى مع مرور الوقت فوجئت عندما أعلن المذيع داعيا الركاب للتوجه الى قاعدت الإقلاع .
"يا للهول !حان وقت الذهاب ."
أخدت ويندي بين ذراعيها وأخدت طريق الركاب الذين شكلو صفا طويلا .بعد ساعات وتصل الى إنجلترا الهادئة التي ماكان يجب أن تغادرها .
قدمت البطاقة للمضيفة المبتسمة وكانت على وشك اختراق الحاجز عندما شعرت بيد قوية تمسك بكتفها وسمعت صوت ماريو يقول للموظفة:
"زوجتي غيرت رأيها .لن تأخد هذه الطائرة ."
ذعرت ليندا وشاهدت رحيل المسافرين .والمفاجأة أخرستها .
فقال ماريو بعد قليل بتهجم :
"لم أكن أعتبر أنك إمرأة ذات شأن كبير ,لكني لم أتوقع أن انك ستحاولين خداعي بهذه الطريقة .لقد تصرفت تصرفا شنيعا ."
التفتت ليندا وقالت :
"لماذا لا تدعني أرحل ؟"
"هذا لا يغير الأمر .لو لم ألحق بك في الوقت المناسب ,لقلبت الدنيا حتى وأجدك في انجلترا نفسها ."
كانت مضطربة لدرجة أنها لم تلاحظ شحوب وجهه والشرر المتطاير في عينيه .
عادو الى فالباريزو. ولما وصلو الى الفندق كانت ويندي نائمة في أحضان ليندا .فطلب ماريو سريرا صغيرا في غرفة ليندا ,ووضعا الطفلة فيه .ثم أمسك ماريو بمعصم ليندا بشدة مرغما إياها ان تنظر اليه ثم قال :
"إذن !اعتقد أن عليك أن تشرحي سبب تصرفك القبيح هذا ..."
دفعها الى الصالون وأجلسها بقوة وقال :
"تستحقين العقاب !كيف تجرأت, أنت زوجتي ,ان تقومي بهذا العمل ,ماذا سأشرح لأصدقائي ؟هل أقول أن زوجتي تركتني من السأم ؟"
"لست زوجتك ."
ثم أضافت :
"وأنا أسخر بما يفكر به اصدقاؤك."
امسكها بكتفيها ورفعها عن المقعد وقال بلهجة تهديد :
"لقد طفح الكيل ,يا زوجتي الجميلة .ارى أني كنت متسامحا معك .اعطيتك الوقت كي تنسي والد ويندي ,لكنك لم تقدري موقفي ."
لما تركها ,نهضت واقفة وقالت وهي ترتجف كليا :
"ماذا يعني ذلك ؟أي عذاب ستكبدني ؟"
"لا شيء .سنتناول العشاء هنا في الصالون ,أنت وأنا نقضي السهرة معا كي نتعرف على بعضنا بالتفصيل !لذا أطلب منك أن تستحمي وتغيري ملابسك .بإمكانك مثلا أن ترتدي الفستان القمحي وضعي عقد الياقوت حتى أتذكر أن ما آخده سبق ودفعت ثمنه ."
ادار ماريو ظهره وإنسحب الى غرفته .وظلت ليندا فترة طويلة مكانها من دون حراك .بعد الآن لا شيء يمنع زوجها من الثأر منها .قاتمة الوجه توجهت الى الحمام وراحت تحضر نفسها كما طلب منها.وبعد قليل وافاها الى غرفتها ,لاحظت ليندا أن مزاجه لم يتغير .
قال بقسوة :
"هل أنت حاضرة ؟"
أجابت كأنها تذهب الى حبل المشنقة :
"أجل "
الطعام بدا لها من دون طعم وراحت ترغم نفسها للتحدث عن أشياء سخيفة مع ماريو .وبعدما تناولا القهوة ,راحت ليندا ترتجف مثل العصفور .
سألها وهو يلمس كتفها العاري :
"هل تشعرين بالبرد ؟"
"كلا"
"إذن هذا سيسهل علي مهمتي ."
جذبها نحوه وراح يعانقها بقوة رهيبة كأنه يريد إهانتها .لم تستسلم ليندا له .لكن تصرف ماريو بحنان فجأة مما غير ردة فعلها وراحت تعانقه وتهمس الكلمات الحنونة في أذنه .نهض وحملها بين ذراعيه حتى غرفته .ثم أغلق الباب برجله ومن دون تردد وضعت يديها حول عنقه وهو يضمها بشغف اليه.
بعد ساعات ,استيقظت ليندا وبهدوء توجهت الى سريرها حيث ظلت ممددة تحدق بسقف الغرفة حتى الفجر.

قطرةندى 26-01-16 02:58 PM

رد: خدعة مصيرية
 
انتظروني في الفصل الأخير يارب يكون عجبكم الفصل

الوفى طبعي 26-01-16 06:54 PM

رد: خدعة مصيرية
 
كان لازم يتحرك ماريو من البداية ليهد دفاعاتها وبصراحة لو انا مكانه كنت رح اعاقبها على تصرفها...


هو عاملها منيح مع انها تزوجته بسبب النقود وكمان حب ابنتها واعطاها المجال انها تنسى حبها الأول... حتى انه أعطاها الفرصة انهم يتعرفو على بعض ويصيرو أصدقاء وهي كيف ردت المعروف؟؟؟؟؟؟؟؟؟


هربت منه وكان على وشك انه يصبح اضحوكة قدام معارفه.......

الشهلاء 26-01-16 09:45 PM

رد: خدعة مصيرية
 
شكراااا على الرواية

فرقدعهد 27-01-16 02:08 PM

شكرا قطرة ندى على جهودك حبيبتي وتسلمينا يارب

Feel good 27-01-16 09:23 PM

سلمت أناملك اختي قطرة الندى
ودي لك

أم ديم 28-01-16 10:59 AM

رد: خدعة مصيرية
 
يعطيك العافيه 👏🏻👏🏻 استمري

همس الريح 28-01-16 08:33 PM

رد: خدعة مصيرية
 
بارت راااائع
بصراحه ما الومها لانها من اول لحظة طلبت منه يساعدها ترد و اههو اللي رفض
من حقها تحاول تهرب
نهاية البارت موووجعه
الحين دري ان ويندي مهيب بنتها
ننتظر البارت الاخير
مالت عليك طوفه ماريو
لا و اللي همه في كل السالفه اصدقائه

فرقدعهد 30-01-16 10:15 PM

وينك قطرة ندى تاخرتي علينا

همس الريح 01-02-16 09:24 AM

رد: خدعة مصيرية
 
ان شاء الله قريب ترد بباقي الروايه

Hiam 03-02-16 09:22 PM

رد: خدعة مصيرية
 
يعطيك العافية "قطرة الندى" اختيار رائع
بس معقول من السنة الماضية (من 22-12-15) واحنا عم بنستنى بهالقصة لتخلص!! المتعة بالقراءة انه ما ننسى اللي قرأناه، بتفقد الرواية لذتها!!
يعطيك العافية كمان مرة وعسى المانع خير


:liilas:

أم ديم 04-02-16 06:20 AM

رد: خدعة مصيرية
 
تأخر مبالغ فيه للاسف عسى المانع خير

قطرةندى 04-02-16 03:22 PM

رد: خدعة مصيرية
 
آسفةكثير عن التأخير بس الظروف كانت خارجة عن أرادتي كنت كثير مريضة والحمد لله قمت بس اليوم من الفراش رح أحاول أعوض التقصير وأتمنى ما تنزعجو مني

lolo w 04-02-16 04:41 PM

رد: خدعة مصيرية
 
الحمدلله ع سلامتك ما تشوفي شر يارب

زهرة منسية 04-02-16 04:48 PM

رد: خدعة مصيرية
 
حمدلله على سلامتك قطورة الف لا بأس عليكى
أجر و عافية

فرقدعهد 04-02-16 10:48 PM

الحمدلله على السلامة صحة وعافية والله بجد قلقنا عليك المهم انك استرديت صحتك

لبني سرالختم 05-02-16 12:03 AM

رد: خدعة مصيرية
 
الف حمدلله علي السلامة

قطرةندى 05-02-16 06:58 PM

رد: خدعة مصيرية
 
الله يسلمكن والله الرقدة فالفراش بتخلي الواحد يحس بالناس الي صايرهم فترة كبيرة في فراش المرض الله يشفي كل مرضى المسلمين ويحفظ كل عزيز وغال عليكم

الوفى طبعي 05-02-16 09:53 PM

رد: خدعة مصيرية
 
الحمد لله على سلامتك...


امين ان شاء الله..


بصراحة هو الفيروس اللي في الجو مو مخلي حدا من شره...


واصعب شيء لما يكونو العيال مرضانين.... الام تتلبك وما تعرف شو تعمل


وهذا الوضع اللي احنا فيه اليوم...


الأولاد وجعانين ولما تاخذيهم بقول هذا فيروس في الجو واعطوهم دواء للحم اذا حميو...


بس والام شو دواها لما ما تنام وتبقى قلقانه طول الوقت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قطرةندى 06-02-16 02:21 PM

رد: خدعة مصيرية
 
الفصل الأخير
في اليوم التالي ,استيقظت ويندي باكرا جدا وشعرت ليندا بإرتياح لكونها ستنصرف الى القيام بمهمات غير اعتيادية فكان عقلها وذهنها منصبين على الطفلة ,لذلك لم تفكر بشيء آخر وبعدما غسلت شقيقتها وأطعمتها,نزلت الى بهو الفندق ثم خرجت بها الى نزهة في حديقة الفندق.الأزهار المرطبة بالندى تملأ المكان .لم يكن هناك وجود لأحد وراحت ليندا تفكر بهدوء في أحداث مساء أمس .
لكنها كانت تشعر بإنزعاج يحتلها كلما فكرت أنها ستلتقي بماريو بعد قليل.الإكتفاء الذي ستراه على وجهه سيملأها خجلا...
قبل أن تشتيقظ ويندي ,أخدت ليندا دوشا باردا علها تطفئ النار المشتعلة بداخلها .وكلما فكرت بالدفء والنشاط و الإضطرام الذي أحست به عندما استسلمت لعناقه,يراودها ندم كبير.كانت تزغب في الهرب بعيدا ورمي نفسها في المحيط لتغتسل من كل هذه الاهانات ...
لكن هناك ويندي ...من أجلها على ليندا ان تواجه الحقيقة ,اين ماريو في هذا الوقت .ربما كان في صالون جناحهما ,ينتظرها كي يتناول فطور الصباح.
بدأت تسمع الاصوات من مطبخ الفندق وبخطى بطيئة دخلت بهو الفندق وصعدت الى جناحهما .وما ان كادت تدفع باب الصالون حتى انفتح
الباب بعنف وظهر ماريو من ورائه .
بعصبية حرك يده في شعره وقال بلهجة قاطعة :
"اين كنت إذن؟"
"كنت ...اخذت الطفلة في نزهة قصيرة ...في حديقة الفندق ."
لم تجرؤ على التحديق بوجهه لئلا يشتبك نظرها بنظره ولم تجرؤ حتى على التحديق بأزرار قميصه .
"سنعود الى المزرعة ,حالا بعد الفطور .من فضلك كوني جاهزة بأسرع ما يمكن ."

"اتفقنا"
كانت تريد التوجه الى غرفتها لولا ويندي التي راحت تزقزق كالعصفور تطلب الذهاب عند ماريو .ابتسم ماريو واقترب منها قائلا :
"صباح الخير ,يا طفلتي الجميلة !يسرني ان أرى في العائلة من لا يعاملني باحتقار. الا يمكنك ان تقنعي أمك ان تتصرف مثلك ..."
لم تقدر ليندا ان تمتنع عن الإرتجاف داخليا .لقد شدد على كلمة "أمك" .من المستحيل ان يكون قد عرف الحقيقة .
تناولا الفطور في جو متوتر . وفي نهايته ,دفع ماريو صحنه جانبا وراح يشرح لليندا ما يتوقعه منها :
"حين نعود الى المزرعة ,ستحاولين جهدك ان تخفي الكراهية التي تشعرين بها تجاهي .
في المساء تكلمت مع جدي وأكد لي سفره الى اسبانيا ,بعد عودتنا .وبعد أن يغادر المزرعة ,بإمكانك ان تتصرفي ببرود,كما تشائين...لكن قبل ذلك عليك ان تبدي بشوشة .لقد أفهمني بوضوح أنه ينوي أن يراني ادير المزرعة .وحاليا رجال القانون يضعون صيغة قانونية كي يصبح الإرث رسميا .وحالما تصبح المزرعة بتصرفي ,وحسب الصفقة التي عقدناها ,لن يعود هناك سبب لوجودك ."
توقف لحظة ثم تابع يقول:
"وبطبيعة الحال ,لا يمكن ان تستعيدي حريتك في الحال .لا يجب ان نخيب ظن جدي في الأيام الأخيرة من حياته ولا يجب أن ندعه يعرف اننا خدعناه ."
همست ليندا بصوت مخنوق :
"هل هذا أمر ؟"
ثم استجمعت شجاعتها وتابعت :
"لست أنت من تعطيني الأوامر ..ان تحقيق مخططك مرهون بإرادتي.
وافق ماريو على ما قالته بنظرة جليدية وأجاب :
"صحيح.لكن لن ترتكبي جنونا في الوقوف ضدي ومقاومتي ..."
لم تكن ليندا تجهل انه بامكانه ان يكون عدوا قاسيا .ألم يجبرها على الإستسلام له ؟
"سأفعل ما تريده .ليس أمامي خيار .ما دمت حذقا اكثر مني ."
"أنت حقا عديمة الذكاء .ان كل العاملين في الفندق عرفو انك استلمت رسالة مهمة وأنك خرجت حاملة حقيبتك. لقد اعلموني بغيابك وكان من السهل معرفة مكان وجودك .وعلى كل حال ,كان هذا بسبب خطئي ...كان يجب أن أعرف أنك ستستعملين المال لتنفيد مخططك.لكن لم أكن أعرف أنك تبحثين عن الهرب وعن تضليلي ."
اعتذرت ليندا وغادرت الطاولة وكادت تدخل غرفتها عندما سمعت صوت ماريو وراء ظهرها يقول :
"قولي قبل أن تذهبي ...أليس هناك ما أجهله وتعرفينه وحدك ؟"
التفتت ليندا فجأة باندهاش وظهرت على وجهها ملامح قلق فأجابت :
"كلا ...لماذا تسأل هذا؟"
راح ماريو يرمقها بنظراته فشعرت بالذنب ولم تقدر ان تخفي اضطرابها,فاحمرت وجنتاها فقال:
"انت تحمرين ,هل لأني اشك فيك خطأام لأنك تشعرين بالخجل ؟هذا ما أتساءله."
ثم أدار ظهره واختفى .خلال الرحلة ظلا صامتين .ولما هبطا من الطائرة ,كان الكونت في المدرج يستقبلهما
"آه ليندا ! لقد أرسلت لك ويندي مجبرا .لكن آمل الا يكون هذا سبب اختصار سفرك ؟"
"كنا قد حددنا موعد عودتنا قبل وصولها .في الواقع لسنا بحاجة الى عطلة ,فالحياة هنا مريحة ومفرحة ."
أنار وجه الكونت الذي قال :
"كم أنا سعيد ان أسمع ذلك منك ,يا عزيزتي .هل كانت الرحلة ممتعة ؟"
التفتت الى ماريو الذي قال :

"صحيح ان الإقامة كانت قصيرة ,لكنها كانت حقا رحلة شهر عسل
موفقة."
احمرت وجنتا ليندا ,فضحك دون ادريانو وقال :
"حسنا ,الأن بإمكاننا ان نتكلم في أمور العمل ."
ثم توجه بالكلام الى ليندا قائلا :
"ارجوك ان تعذرينا ,لكن علينا ان ننفرد لبعض الوقت .كاتب العدل هنا وبانتظار توقيعنا .لقد حددت سفري غدا بعد الروديو .هذه الرحلة تعز على قلبي وليس هناك مجال لتأجيلها بعد الآن ."
اكتشفت ليندا بعد ذلك ما يعني الروديو ,اذ كان الموضوع الأساسي المتداول حاليا في المزرعة .كارمين وبيلا اعلمتاها ان الروديو كناية عن مظاهرة ذات أهمية كبرى ,يقوم فيها الرعاة بالتمارين الخطرة على ظهور خيل لم تدرب بعد .
وأكدت لها بيلا قائلة :
"يجب أن يكون المرء قويا وشجاعا وماهرا .الناس يأكلون ويغنون .ويعم المكان الضحك والضجيج .كذلك هناك العازفون والأكرديون و..."
تنفست الصعداء ثم أضافت :
"لكن ما أحبه اكثر من أي شيء آخر .هو عندما يدخل الثور الحلبة ."
غير أن ليندا لم تكن تصغي .كانت شاردة الذهن تفكر في المستقبل .ان غياب الكونت الطويل سيكون له الأثر على حياتها .لا شك أن ماريو سيعود الى خروجه الليلي .فهي ترى ان وجود كابرييلا يعم الجو ويحيط بالمنزل .
لاحظت فجأة أنها تضغط على معصميها وأن فكها يتقلص .فوجئت بعنف ردة فعلها وقالت بصوت مخنوق :
"لكن ,إنسي هذا الرجل ."
انتفضت ويندي وراحت شفتاها ترتجفان .اسرعت ليندا لمواساتها وراحت تقول لها :
"لا تبكي ,يا حبيبتي .أنا غاضبة حقا ...لكن ...لا أفهم ما الذي ترينه في هذا الرجل ,وتنظرين اليه بعينين ملتهبتين ."
غصت ويندي ,فراحت ليندا تقهقه ضاحكة .
في المكتب الواقع أسفل غرفة ليندا ,كان الكونت رافع الرأس يسمع ضحكتها .وفي حركة أنيقة ,وقع على المستند امام كاتب العدل .ثم التفت الى ماريو وابتسم له قائلا :
"يبدو ان زوجتك سعيدة .هذه القهقهات تؤكد قناعتي .الآن ,يا بني ,عليك ان تعترف انني لم أخطىء في جلبها الى هنا ,انتما تشكلان زوجين مناسبين ."
فضل ماريو الموافقة على كلام جده ,برغم معرفته ان ضحكات ليندا سيتبعها البكاء والنواح.

قطرةندى 07-02-16 09:05 PM

رد: خدعة مصيرية
 
"في المساء سنحتفل قبل سفري .واصر أن يكون هذا العشاء محفورا في ذاكرتي ...هذا سيعزيني خلال غيابي ."
هز ماريو رأسه موافقا وقال:
"طلبت من ليندا ان ترتدي أجمل فستان لديها ."
أطاعت ليندا تعليماته وفي المساء كانت ترتدي فستانا من الموسلين الأزرق الناعم فبدت كأنها عائمة على غيمة .
قال لها ماريو :
"دعينا نتصرف كما لو اننا وقعنا في غرام بعضنا البعض سيذهب جدي مرتاح البال وسعيد .لا تستغربي ان تصرفت معك بطريقة حميمية وعائلية .واذا رأيت ان هذا التصرف في غير مكانه ,رددي لنفسك انها المرة الأخيرة التي سأتصرف بها هكذا .
وتذكرت هذا الكلام وهي تدخل الصالون حيث كان الكونت يتناول المقبلات مع ماريو .
عندما شاهد ليندا ,قام ماريو بوضع كوبه جانبا وراح للقائها .قبلها وأمسكها من خصرها ,فراحت ترتعش منفعلة وهمس في أذنها قائلا :
"انت رائعة الجمال ,يا زوجتي الحبيبة "
كان يلفظ هذا الإطراء بصوت عال كي يسمع جده ذلك .ثم انحنى وعانقها ببطء وشغف .
وفكرت ليندا :
"اذا كان هذا العناق مقدمة لما سيحل هذا المساء ,فماذا تبقى لآخر السهرة؟."
ضمها إليه وتقدم من الكونت مبتسما بفخر واعتزاز.
وقف جده بدوره وقبل ليندا وقال :
"انا الآن أسعد رجل في العالم ."
ابتسمت له ليندا وردت على قبلته بالمثل وقالت :
"انت الرجل القوي المتفهم ,لم أعرف على مثلك من قبل ."

"لم تندمي لأنك تزوجت من حفيدي ,أليس كذلك ؟ لكن هذا السؤال في غير محله .يكفي النظر اليكما .كأنكما عاشقان ."
قاطع ماريو الحديث قائلا :
"ماذا تحبين أن تشربي يا حبيبتي ؟شراب الورد مشروبك المفضل ,أليس كذلك ؟"
ابتسما لبعضهما البعض ببرود بينما كان دون ادريانو يقهقه ضاحكا ثم قال :
ألم أعدك بذلك ,يا ابنتي؟ عندما يواجه حفيدي لغزا,يريد معرفته في الحال .والآن لنتناول العشاء اني أشعر بسعادة كبيرة تفتح الشهية على الطعام .انوي الإفادة قدر الإمكان من هذه الوجبة العائلية الأخيرة."
خلال العشاء بذلت ليندا كل جهدها ان ترد على كلمات ماريو المبطنة .لكن شيئا فشيئا اصبح الجو متوترا وأعصاب الزوجين بدأت بالانهيار .الاان الكونت نام في مقعده .واغتنمت ليندا نوم الكونت ,فراحت تعبر عن غضبها قائلة لماريو :
"لم أعد احتمل هذا الكذب .سأعود الى غرفتي ."

"يكون ذلك اصدق ما فعلته في هذه السهرة ."

ادارت له ظهرها وكادت تنسحب عندما أمسكها ماريو من خصرها ,ورمقها بعينيه السوداوين في عينيها فارتعشت فقال :
"لقد لعبت دورك بإتقان .انت ماهرة عندما تريدين خداع الغير ...الآن, ارجوك ان ترحلي ."
كادت تتعثر وهي تمر قرب دون ادريانو النائم .
عند منتصف الليل ,سمعت بوضوح صوت خطوات على الشرفة .طقطقة المهاميز كانت تتجه نحو الإسطبل .سمعت حوافر جواد يخرج لتوه من الإسطبل .امتطاه الرجل وولى بعيدا .
استيقظت ليندا عند الفجر على أصات آتية من الخرج .كان الرعاة قد انهمكو في تحضير الحلبة ,الأسيجة الطويلة البيضاء المغلفة بالقش تذكر بسلة الغسيل الكبيرة .
بعد قليل رأت ليندا جمهور المشاهدين يزداد ليحيط بالحلبة .وبالرغم انهماكهم قام الرعاة بتحية المرأة الإنجليزية وويندي التي تشبهها بشعرها الأشقر وعينيها الزرقاوين .
وكان جيرا نالكونت وعائلاتهم ومعظمهم من الملاكين الكبار ,يتهافتون بأعداد كبيرة لحضور الإحتفال .
غير أن ماريو لم يظهر بعد .قرب موعد الإحتفال وبدأ الإعلان بالعرض الأول ,جاء الكونت ليستعلم من ليندا عن تغيب حفيده ,لكنها لم تقدر ان تفيده بشيء.

تلعثمت وهي تقول :
"ليس من مهمة ماريو أن ينظم الإحتفال !"

وبينما كانت تتظاهر باللامبالاة ,كانت ليندا بنظرها تتجول بنظرها بين الحضور علها تلمحه بينهم .لكنها اقتنعت أخيرا ان ماريو ليس موجودا هنا .
انتهى العرض الأول ,والعرض الثاني كان اكثر أهمية .وهو امتطاء الخيل دون سرج .توجهت ليندا مع الكونت الى ممر ضيق مبني من حواجز عالية معدنية حيث يربط الحصان قبل ان يطلق داخل الحلبة .يكون الحصان معصوب العينين بمنديل وبالتالي لا يمكن ان يرجع الى الوراء ,مما سيجعله يقوم برفسات عنيفة .

تسلق أحد المنافسين الحاجز وشد الحبل بقوة وقفز على ظهر الحصان .
ركض الحصان بعنف في المساحة امامه أخد فارسه في عجلة رهيبة .
صراخ فرح صدر عن الحضور واحتل الحماس كل واحد منهم .
شعرت ليندا فجأة بجفاف في حلقها .هذا الفارس الوقح الذي يقوم بكل بجهده كي يبقى على ظهر الحصان ,كان... ماريو بالذات !وراحت تنظر اليه بعينين قلقتين وهو يتمايل الى الأمام والوراء ,لكنه كان مسيطرا على الوضع تماما.
أطلق الجمهور صرخة كبيرة ,اخفت وجهها بيديها خائفة ان ترى ماريو مصابا تحت الحصان غير ان التصفيق صعق أذنيها ,فتحلت بالشجاعة وفتحت عينيها .كان ماريو محاطا بالفرسان يحيي الجمهور ويبتسم مظهرا شجاعة فائقة .وبهدوء خرج من الحلبة .

كانت ليندا ترتجف في كل أنحاء جسمها .فابتعدت عن الحلبة وقدماها خائرتان .وعلى بعد خطوات من الحلبة لاحظت وجود مقعد فارغ ,فجلست عليه بثقل ثم أجلست ويندي على العشب أمام قدميها.
حاولت ان ترتب أفكارها وأن تحلل ما حدث الآن .
انها تحب هذا الرجل الذي كانت تعتقد حتى اليوم أنها تكرهه !ما زالت ليندا تحفظ في أذنيها صدى كلماته الناعمة التي راح يهمس بها قرب عنقها تلك الليلة التي أمضياها في فينا ديل مار .
اطلقت تنهيدة نائحة وشدت يدها على جبينها .كيف كانت جاهلة حقيقة مشاعرها .وراحت تخلط الكره بالحب ؟
منذ متى أحبته؟
راحت تبحث في أعماق ذاكرتها .وأدركت بذعر انها ,منذ اللقاء الأول ,شعرت نحوه ببعض الإنجذاب اقوى وأكبر ,ينمو تحت غطاء من العدائية الواضحة.
كان يكفي ان يهددحياة ماريو خطر ما كي تعي ليندا حقيقة مشاعرها تجاهه .وفي الوقت الحاضر كانت تخاف الا تعرف سعادة الحب من جديد.

منذ متى أحبته ؟

الوفى طبعي 07-02-16 10:02 PM

رد: خدعة مصيرية
 
مو عدل كمل الفصل

قطرةندى 08-02-16 02:02 PM

رد: خدعة مصيرية
 
ولدى إنغماسها في أفكارها نسيت مراقبة ويندي التي زحفت على العشب حتى وصلت الى حاجز القش الذي يحيط بالحلبة .ولما أدركت ليندا الأمر ,كان الأوان قد فات ....فقد اختفت ويندي داخل فتحة صغيرة تطل على الحلبة .ارادت ليندا الصراخ لكن صوتها ظل داخل حنجرتها .اسرعت نحو الحلبة وراحت تحاول الدخول وراء الحاجز .أصوات مرعبة صعدت من الحضور .ولدى رؤية المنظر امامها ,راح قلبها يخفق بسرعة .
وسط الحلبة كان ماريو ممتطيا حصانا ويواجه ثورا وحشيا .وفي الإستعراض كان عليه ان يبرهن شجاعة ومرونة ليرغم الحيوان ان يلتف حول بيرق غرز على الجهة الثانية من الحاجز .
لكن ,في هذا الوقت بالذات ,لم يكن المتفرجون مهتمين بمهارة ماريو .انما مثل ليندا ,كانو مذعورين ويحدقون بالطفلة التي تجتاز الحلبة وهي تحبو .لم تكن الطفلة تعي الخطر ,إنما تريد لفت نظر ماريو اليها ,لكن ماريو كان منغمسا بمهمته ومديرا اليها ظهره .
اطلقت ليندا صرخة ثاقبة ,فالتفت ماريو وصرخ :
"يا إلهي."
قفز ماريو عن الحصان وأسرع نحو ويندي التي كانت تزحف بهدوء .وفي هذا الوقت بالذات هجم الثور .
اغمضت ليندا عينيها وفقدت الوعي .
ركض الرعاة الى الحلبة فترك الثور فريسته وهجم بصورة عمياء على الجمهور الملتف حوله .تجمع الناس حول ليندا .وحملها موظفو الكونت الى المنزل ووضعوها في سريرها .وراحو يرغمونها على التنفس.
عندما عادت ليندا الى وعيها ,أطلقت زفرة أليمة من شفتيها قائلة :
"ماريو..."
اجابها بصوت مختنق :
"أنا هنا ,يا حبيبتي ."
بالنسبة الى ليندا ,التي كانت مقتنعة انها خسرت اعز انسان في حياتها ,كان صوته صدى آت من بعيد ...فتحت عينيها بصعوبة ولم تفكر بكبت فرحها .
أضاف ماريو بهدوء وهو ينحني فوق سريرها :
"انت بحاجة الى الراحة .الصدمة كانت قوية عليك ...ما زلت ضعيفة .سآتي لأراك بعد قليل ."
"بيلا وكارمين احاطاها بحنان .لكن ليندا فضلت الصمت .حمل ماريو ويندي بين ذراعيه وتوجه نحو الباب .وقبل ان يجتاز العتبة التفت مرة أخيرة الى ليندا ,ثم غادر الغرفة .
غطت ليندا في نوم عميق .ولما استيقظت بعد ساعات وضعت روبا عليها وراحت تفكر كم سيسخر منها ماريو ,لأنه لا يمكنه ان يتجاهل طبيعة عواطفها إتجاهه .وهذا سيقوي عزيمته على الثأر منها .
عند العصر جاء ماريو يتفقدها .كانت جالسة امام النافذة المفتوحة تتمتع الهواء المنعش .سمعته يدخل ,لكنها لم تقم بأي حركة .اقترب منها ,فشمت رائحة عطره .لاشك انه استحم لتوه

حدثها بصوت منخفض حتى لا تفاجأ.
"قالت لي كارمين انك في تحسن كبير .لكن اذا كنت لا ترغبين بالكلام أعود بعد قليل ."
تنفست ليندا الصعداء وقالت :
"بامكانك البقاء ,اذا شئت .اجلس من فضلك ."
جلس ماريو على طرف النافذة في مواجهة ليندا .توترت ورفضت ان تنظر اليه .ضغطت على معصميها غارزة أظافرها في يدها .

"لا شك انك شعرت بصدمة كي تفقدي وعيك هكذا ...لم تصب الطفلة بأي أذى ,اليس كذلك ؟"

وفي ذعر ادركت انها اهتمت بمصير ماريو اكثر من ويندي ,ارتجفت ,فاسرع ماريو بالقول :

"يبدو انك ستصابين ببرد !هذا الروب خفيف! اتريدين شالا سميكا أضعه عليك ؟"
كتفت يديها فوق صدرها وقالت:

"كلا شكرا ,لا شيء سوى اني تذكرت ما حدث اليوم ..أخافني الحيوان بضخامته ."

"لست وحدك من فكر هكذا ."

"انت تعرف ,أليس كذلك ؟لماذا تخفي علي ..."

اقترب منها بسرعة وسألها

"ماذا تعنين بالضبط ,يا حبيبتي ؟ماذا بإمكاني ان أعرف ؟

"انت تعرف ...اني أحبك ."

ساعدها ماريو على النهوض وجذبها نحوه وقال :

"أليس هناك شيء آخر يجب علي معرفته ؟"

ارخت رأسها على كتفه وراحت تسمع دقات قلبه بوضوح ,انه واثق من نفسه ,ويريد منها خضوعا كاملا ! رفعت ليندا ذقنها وصرخت بوجهه :
"بطريقة او أخرى ,عرفت اني كذبت عليك .ويندي ليست ابنتي ,بل شقيقتي .اردت ان أصيب غرورك فاستعملت هذه الخدعة ...اني آسفة ."

"أيتها الماكرة الصغيرة ,أنت حقا آسفة ."

انحنى فوقها وغمس نظرته اللماعة في عينيها وقال :

"آه,يا حبيبتي ,لقد عاقبتني ...تعذبت كثيرا .لكن كيف باستطاعتي الا أسامحك ,يا حياتي ؟...لا يمكنني العيش بدونك."
عانقا بعضهما بعطف ولم تصدق مدى سعادتها .

همس ماريو في أذنها بحب :
"اني احبك .كنت كالمجنون منذ ليلة امس .امتطيت جوادي ورحت أهيم في الصحراء."

ثم أضاف :
"هل تسامحيني لأني جعلتك تستسلمين لي بالقوة ؟لقد تصرفت بسوء .انت التي كنت عذراء ..."
اذن ,اكتشف سرها منذ ذلك اليوم .لامت نفسها على سذاجتها لأنها اعتقدت ان عدم خبرتها ستمر دون ان يلاحظ ماريو .خبأت وجهها في كتفه .
"اذن لماذا أرغمتني على مصارحتك ,ما دمت تعرف ذلك ؟"
مازال هناك سؤال يحيرها فتحلت بالشجاعة وسألته بخجل :
"كنت صريحة معك وأرجو أن تكون صريحا معي .ما هي نواياك نحو كابريللا؟هل مازلت تراها ؟"
ابتعد عنها بلطف واستغراب قائلا :

"كابريللا؟في حياتي تعرفت على الكثيرات.
كن عابرات كظلال في الليل .انت وحدك ,يا حياتي ,عرفت ان تحتفظي بي ,والى الأبد."
تأثرت ليندا بكلامه وظلت صامتة ثم أرادت ان تمازحه فقالت :
"هل كان يزعجك حقا لو كانت ويندي ..ابنتي ؟"
"طبعا ,كنت أموت غيظا ."
وراحا يعانقان بعضهما بعض.وبعد مرور ساعة ,كانا واقفين أمام باب الشرفة ينظران الى القمر .اطلقت ليندا زفرة ارتياح فقال ماريو :
"اذا ترغبين ان اكف عن ادارة المزرعة ,فسأفعل .في استطاعتي ان أعيل عائلتي الصغيرة ,حتى لو اضطررت الى البدء من الصفر ."
ابتعدت ليندا ثم همست :
"وويندي ..هل تقبل ان تكون جزءا من هذه العائلة ؟"
"احب هذه الطفلة حبا كبيرا وسأظل احبها مثل أولادي .لكن لم تردي على سؤالي ,يا حبيبتي ؟هل تريدين ان أبرهن لك حبي ؟سوف أذهب الى جدي وأقول له اني أتخلى عن جميع حقوقي في المزرعة ."قالت له بلطف :
"كلا.لنفكر بجدك أيضا ...فهذا القرار سيحطم قلبه .ومن جهة ثانية ..."
توقفت عن الكلام لأن ماريو وضع يده على قلبها وأحس به يخفق بسرعة هائلة .لكنها أكملت جملتها :
"...النسر بحاجة الى مساحة كبيرة ليبسط جناحيه في تحليق قوي .سنبني حياتنا في هذا الوادي ,وادي فردوسنا السعيد ."


تمت بحمد الله "

قطرةندى 08-02-16 02:04 PM

رد: خدعة مصيرية
 
شكرا على صبركم معي كل هذه المدة سوف أعود مع قصة جديدة اسمها خد الحب واذهب انتظروني

زهرة منسية 08-02-16 04:22 PM

رد: خدعة مصيرية
 
وااااااااااااااااااااااااااااااااو نهاية و لا اروع

مشكورة قطورة على تعبك

بانتظارك حبيبتى بس رجاءا لو مذكور عندك تفاصيل الرواية اذكريه

يعنى اسم الكاتبة , دار النشر و تسلسل الرواية يعنى لو متوفرين عندك

و كمان ليا طلب تانى ما عليكى امر انا فى انتظار رواية القلب الأقوى

اتمنى تكون هى بعد رواية خذ الحب و اذهب

موفقة حبيبتى

الوفى طبعي 08-02-16 07:20 PM

رد: خدعة مصيرية
 
32 خذ الحب واذهب... مش هي رواية ليليان بيك..


هي موجودة في المنتدى في قسم عبير القديمة..


ريحانة نزلتها من قبل

زهرة منسية 08-02-16 07:29 PM

رد: خدعة مصيرية
 
ايوة هى ياسمينة بس ريحانة منزلها فى قسم الروايات المصورة

مش موجوده هنا فى قسم الروايات المكتوبة

هن فى القسم بننقل روايات عبير لان مش كل الناس بتقرأ الروايات المصورة

بيفضلوا يقرأوها مكتوبة و قطورة خدت الضوء الأخضر من المشرفة انها تكتبها

طبعا قطورة لا تضحك من الحب او منزل الاحلام دول مش متوافرين فى المنتدى

خالص علشان كده ريحانة فضلت انك تبدئى بيهم و الاختيار راجع ليكى طبعا

الوفى طبعي 08-02-16 08:00 PM

رد: خدعة مصيرية
 
بصراحة يا ريت توافقي تنزلي شيء من بالمنتدى...


لاني حابة اغير واقرا شيء جديد...


وانا صرت قارية حوالي اكثر من 3"4 الروايات بالمنتدى.. وكثير انسى اسم الرواية او اسم الكاتبة... عشان هيك انا اقرا الفصل الاخير قبل كل رواية...


هذا شيء ممنوع عشان هيك انا احب شيء مش بالمنتدى

قطرةندى 08-02-16 08:14 PM

رد: خدعة مصيرية
 
شكرا لأقتراحاتكم وأنا راح اخلي الإختيار الكم مابين الروايات التالية :
لا تضحك من الحب
منزل الأحلام
القلب الأقوى
طائر بلا جناح

زهرة منسية 08-02-16 09:16 PM

رد: خدعة مصيرية
 
بالرغم من انى اخترت القلب القوى و اتمنى انك تنزليها اكتر شئ علشان انا بحب اقرأ المكتوب

ناجلها و اختار حاجة تانية ارضاءاً لياسمينة حاجة تكون مش قارئها يعنى اللى هتقول عليه ياسمينة انا معاها

الوفى طبعي 08-02-16 10:16 PM

رد: خدعة مصيرية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3595279)
بالرغم من انى اخترت القلب القوى و اتمنى انك تنزليها اكتر شئ علشان انا بحب اقرأ المكتوب

ناجلها و اختار حاجة تانية ارضاءاً لياسمينة حاجة تكون مش قارئها يعنى اللى هتقول عليه ياسمينة انا معاها



شكرا حبيبتي...


انا قرأت كل الروايات هيدي ما عدا القلب القوي وان شاء الله نتابعها مع بعض

همس الريح 09-02-16 03:10 PM

رد: خدعة مصيرية
 
مشكووووووووووووووووورة قطورة
روايه ممتعه
ممتعه
ممتعه

و ماريو بيض الوجه اخر شي
مع اني تميته يطيح من الحصان
هههههههههههههههه با قي مقهورة منه ..

في انتظارش في الجديد يا قمر

قطرةندى 10-02-16 11:28 AM

رد: خدعة مصيرية
 
|يسلمو همس الريح والله وانا تمنيت انو ينهد شوي بس شو تسوي غلبني في الآخر بطيبتة

Rehana 10-02-16 10:16 PM

رد: 1206 - خدعة مصيرية - دار النحاس ( كاملة )
 
الله يعطيك العافية على مجهودك في كتابة الرواية
وبانتظارك برواية جديدة ^^

قطرةندى 11-02-16 12:24 PM

رد: 1206 - خدعة مصيرية - دار النحاس ( كاملة )
 
مشكورة كثير ريحانة وانا سعيدة اني ضمن فريق كتابة الروايات وانشاء الله ببقى عند حسن ظنكم

fatoush 12-02-16 07:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطرةندى (المشاركة 3595731)
مشكورة كثير ريحانة وانا سعيدة اني ضمن فريق كتابة الروايات وانشاء الله ببقى عند حسن ظنكم

جزاكم الله خيرا

الزعفرانة 17-02-16 04:05 AM

رد: 1206 - خدعة مصيرية - دار النحاس ( كاملة )
 
مرحبا يا هلا والله ظءءءءءءء

غدير ابراهيم 07-03-16 05:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرقدعهد (المشاركة 3590074)
شكرا قطرة ندى وحمدلله على السلامة سفرة موفقة اشتاقينالك كثير

حلوة يسلمو

سعدودة 07-03-16 08:52 PM

يسلموا الف شكر على المجهود الجميل

mery star 11-03-16 03:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطرةندى (المشاركة 3583786)
قرات ليندا اعلان عمل في الجريدة يطلبون فيه انسة للزواج بمواصفات
مميزة.فتقدمت اليها علها تجد ملاذا مناسبا لها ولشقيقتها الصغيرة
.فدخلت الى عالم المال و السلطة

وتزوجت من الحفيد المغرور الذي يحب السيطرة على كل من حوله .لكن

مع مرور الوقت وبعد فشلها بعدة محاولات للهرب من هذا الزواج ,وقعت

في حبه ولم تعد تريد الافتراق عن زوجها

rewaya ktir helwa

Asmaa adel 05-04-16 03:39 AM

رد: 1206 - خدعة مصيرية - دار النحاس ( كاملة )
 
شكرا علي مجهودك الروايه رائعه

كايز 05-04-16 08:28 PM

رد: 1206 - خدعة مصيرية - دار النحاس ( كاملة )
 
Dfgbhjkmvg

hibamyousif 28-04-16 09:10 AM

حلوووووووووووووة مرة وجديده

doda qr 22-03-17 08:45 PM

رد: 1206 - خدعة مصيرية - دار النحاس ( كاملة )
 
جدا روايه مشوقه يسلمووووو

حنان فاروق 07-12-19 07:08 PM

شكرا وبارك الله فيك ولكي مني الف تحية

نجلاء عبد الوهاب 27-01-22 09:12 PM

رد: 1206 - خدعة مصيرية - دار النحاس ( كاملة )
 
:ma1::ma1::ma1::ma1::congrats::congrats::congrats::congrats: :welcome_pills3::welcome_pills3::welcome_pills3::welcome_pil ls3::real_madrid3::real_madrid3::o9Y04826::o9Y04826::e106::e 106::e106:: حلووووووووووووووووووووووه كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير

Moubel 31-01-22 12:57 AM

رد: 1206 - خدعة مصيرية - دار النحاس ( كاملة )
 
رواية جميلة شكرا لك على المجهود


الساعة الآن 04:14 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية