منتديات ليلاس - ما عدت وطنا يحتويني .. بقلم .. ~Fananah~

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...3891841765.gif

بدون مقدمات لا تُغني ولا تُسمن ، أقدم صغيرتي الجديدة
" مَا عُدت وطناً يحتويني "
حينما يَتخلى الحب عن أحدنا ويترك الآخر ، يتسوله في
أزقه الهجران !

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...3891841733.gif http://www.liilas.com/up/uploads/lii...3891841733.gif

حين طرقَ الرحيل نواقس رأسك ، أخبرتني بأن موعده قد حان !
وكأن من المفترض أن اتقبل رحيلك ، وأحزم حقائبك وأُطلق ابتسامتي المودعه ..
ألم أخبرك سابقا بأنك وطني ؟!
.
.

فكيف الآن ، أجَدك تَختُمِين على أنفاسِي الباقية بالهَلاك!
فحبي لك لم يكُ محاكاً على بساط الأُمنيات، بل رغبة نَمت وكُبرت وتشَعبت في عُروقي لتصبح كالدم ، وكما هو مُؤلم واقِع قسوة رَحِيلك ، فهو حَقيقة كهذا الوَجع
الذي يَختلج صدري، وككل مرة أُعيد تَصنيف
اِحَتياجاتي لتقودنِي إليك .

.

.

فلا بِت أبات ليَلى مُستقر المَنام ، ولا أَنَعم براحة البال، فذلك القرار

الذي أطلقته قد هَدم
كافة آمالي، تاركاً إياي كشخص بلا هوية ، بلا معَالم ، مَجهول يُنازع للبقاء !
.
.

هِجرانكِ لي لم يحمل مُقَدمات ، ولم يُقَدم تَبِريرات ، وكأنما الحق معَك والذنُب لي ؟!

تَمر الأيام بائسة ، لا تحمل جديداً ولا تؤخر حدثاُ ، وأنا لا أزال قابعاً أنتظر، انحسار مَدكِ وطُوفانُك .
.
.

يعَود الليل ليُؤِنسني في وحدتي ، ليخفف وحشَة غيابك عن دِياري، لكن ما الفَائِدة ؟

فلا القَلب يَنبض كما يَجب ، ولا الجسد راضٍ ، عِلل تجتاحني مُنذ بُعدك !.

يُعاودني الأَمل ، وانتظر عَودتك ، ويقبع الرد في مُجَافاتكِ لي ؛ لأصَاب بالخِذلان المرة تِلو الأخرى .
.
.

مُشَرد في أَزقة الأحَبة ، أبحث عن مَأْوًى يَحتويِني ، يُعيدني لِمَ كُنَت عَليه قبل هِجرانك .

ولا أجَدك ، في حَثيِث بحثي عنكَ ، فما يُشابهَكِ لا يُرضِيني ، وسِواكِ لا أبَتغِي ؛ عبثاً أحاول وأُدركَ ذلك !
.
.

أُخَفق بالانِتِفَاع من الوقت ، فالتفكير بكِ يَتملكُني ويَستحوذ على إِدْرَاكي ، لِيَرسينى البُعد على ضِفَة التَوق والحَنين.

.

أَردتُ اِنتَزاع تلكَ الشَرايِين ، النابِضة بِحُبكَ ، فما كان مِني سوى التَمَرد والإبَقاء على ما يَمتَ بِصَلة بِكَ .

بَين هذه الجُدرَان الصَامتة ألمَح طَيفك ، وتَتردد صَدى صَرخاتي ، أشَتاقُ لكِ وليُخرس بَقية الحَديِث .!
.
.

وأتساءل حِين وحَدتي ، لِمَ لا يَحق لي أن أعَود إليكِ ، وأنتِ الانتماء الذي أحَتاجُه والوجَهة التي أقصدها في تِرحَالي ، لِيقتَحم الجَواب سُطور الأسئِلة ويُنهِي الحَيرة التي ابتدأتِها ، فمنكِ من بَين شفتيكَ سأجِد الحَل لتَساؤلاتي ..

.
.

لم أُعَير للتَوقِيت اِنتباهاً والتقطت هاتِفي المُلقى جانباً ، وبَدأت بِتشَكيل تَركيبة أرقام يَستحيِل نِسيانها ‘ تتَالى الرنات والفشل واحد أعَيد الاتصال ونبَضات قلبي تتفجر لهَفة لسمَاع همس صوتكَ .

.
.

المُحاولة الثَالثة ولا يَبدو بأنكِ سَتُجِيبين ، أطَرُق بأطراف أصَابِعي على المَنضدة أُفرغ قَلقِي المُتزايد ، وحِين فقَداني القَريب للأمَل يُفتح الاتِصال ..

أسَتطيع سَماع صوت أنفاسِكَ ، بلَ يُخَيل لي رائِحة عِطرك ، وابتسَامتك الفَاتِنة ، قُطِع تَسلسُل ذِكرياتي صَوتك المُتوتر: مَا الذي تريده ؟

بِثقة مُتزعزعة وصَوت مُنكسر: إجَابة لا أكَثر .

بِحَدة وحَزم أجابتِ : لا أملك الإجابة ، التي تحتاج أن تَسمعها !

تَابعتُ بِرغم مسَار الحَديث المُوشَك على البَتر: لا أحَد يملك إجِابةً سِواكَ ، هل تَجِدين من المعقول أن أقٌوم بسؤال شخص آخر ؟.

.
.

صَمت مر لدَقيقة ، لِيُخيَل لي صوت تنهِيده لتتساءلي بِنفاذ صبر عَهِدته : إذنَ أخبرني، ولتَكن هذه نهَاية لمُحَاولاتك للعَودة .

مُنذ متى حَاولت أن أعُيد شَتات نفسي ، لأعَود إليكِ ؟ ، تَجاهلتُ اِتهَامك : لِمَ عَزمتِ الرحَيل ؟

تَبادرت لي نَغمتٌكِ المُتهَكمة : ما عَادت الأمُور جَيدة بيننا ، بلَ ما عُدت أرى العَالم بعَينيك .

تَملكنِي الغَضب في لحظة ، لاِدعَائك الواهِي ، لِيصدر صوت لا أُميزه في نَفسِي : لِمَ ، أَرغب بالحقِيقة .

انتَقل الهاتف للجِهة المقابلة ، كما تَغيرت إجابتكَ في ثانية وبجُملة هادئة : لأنكَ لم تعَد وطناً يَحتويني .

.
.

وكأنما كُنت بانتظار، أمَر تَنفيذ حَكُم الإعَدام ، لِيُطلق الإذنَ من بَين شَفتيكِ، أجل و يَال حُمقي فِيمَ ظَننتُه ، ليتَلاشَى رَنيِنٌ مُزعجَ معلناً نهايةً المكالمة .

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...3891841712.gif