منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   قصص من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f257/)
-   -   أزهرت بهطولك (https://www.liilas.com/vb3/t200942.html)

عمر الغياب 01-10-15 09:54 PM

أزهرت بهطولك
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير للجميع، وهديتي هالمرة كبيرة بـ رواية جديدة مختلفة عن الأولى
اتقبل نقد البناء ،،

بداية لي يومين عقلي يفكر فـ هالافكار والحمدلله اللي قدرت اسجلها بالوورد قبل ما تطير $:
مراجعة اخيرة ويتم تنزيل الجُزء الأول..

***

وقراءة ممتعة يَ أزهاري ^_^

وتنويه:

مبدئيا حابه اطرح كل جزء يوم الخميس، وعطوني اقتراحتكم .,


روابط الفصول

الفصل اﻷول

(2)
http://www.liilas.com/vb3/t200942-6.html
(3)
http://www.liilas.com/vb3/t200942-11.html
(4)
http://www.liilas.com/vb3/t200942-14.html
(5)
http://www.liilas.com/vb3/t200942-19.html#post3574908

الفصل الثاني

(6)
http://www.liilas.com/vb3/t200942-25.html#post3578438
(7)
http://www.liilas.com/vb3/t200942-32.html#post3584324
(8)
http://www.liilas.com/vb3/t200942-38.html#post3586678
(9)
http://www.liilas.com/vb3/t200942-45.html#post3591347
(10)
http://www.liilas.com/vb3/t200942-55.html#post3599751

الفصل الثالث

(11)
http://www.liilas.com/vb3/t200942-57.html
(12)
http://www.liilas.com/vb3/t200942-60.html
(12*2)
http://www.liilas.com/vb3/t200942-64.html
(13)
http://www.liilas.com/vb3/t200942-68.html
(13*2)
http://www.liilas.com/vb3/t200942-74.html
(14)
http://www.liilas.com/vb3/t200942-76.html
(15)
ازهرت بهطولك

الفصل الرابع

(16)
أزهرت بهطولك
(17)
أزهرت بهطولك
(18)
أزهرت بهطولك
(19)
أزهرت بهطولك
(20)
أزهرت بهطولك

الفصل الخامس

(21)
أزهرت بهطولك
(22)
أزهرت بهطولك
(23)
أزهرت بهطولك
(24)
أزهرت بهطولك
(25)
أزهرت بهطولك

الفصل السادس

(26)
أزهرت بهطولك
(27)
أزهرت بهطولك
( 28)
أزهرت بهطولك



همس الريح 01-10-15 10:28 PM

رد: أزهرت بهطولك
 
يا هلا و يا مرحبا ..
هلا و الله اني صادقه ..
حبيبتي انت ..
من ساعة ما انتهت المواجع و الظنون و انا اتمني انكلين رواية جديدة ..
خصوصا و اني لحقت علي المواجع و الظنون متاخر ..
و الحين بابدا معك من البدايه ..
كل خميس ..حلو ..
في انتظارك يا قلبي

عمر الغياب 01-10-15 10:49 PM

رد: أزهرت بهطولك
 



رواية
أزهــرتُ بِهطولكَ

عمر الغياب / عَبير
2015



إهداء:

نعيم جنتي والدتي وحياة أخرى مع أبي ،،





سُنة الحياة هي الزواج، لكن هل عشقت يومًا دون وجع ،
أو ألم يزور قلبك ؟ وما الحُب إلا قصيدة لا تخلو من نثر أو قافية ،،
هل يهرب الحُب منا يا معشر الإناث ؟
ونلتقي بنصفٍ لا يليق بنا !


***

" حكــاية عشق مُنصفة بحلمٌ وليدة اللحظة "






(1)

ها أنا اكتب تلك اللحظة التي سقطت بها عيني والتقت بعينك، تأملت بها حنين لوطن قد كان لي صدر الحياة، واصبح اليوم روحي، كنت اعشق قراءة القصائد افهم اختلاجات تلك المشاعر، ولكن لأول مرة اجهل من أنا؟ سطرت تلك الابجدية وتتكون من ثامن وعشرون حرفاً تليق بكِ كـ زهرة هطلت علي بعد جو ممُطر
أتذكر حينها عندما مررتِ مسرعة بعباءتك وودت لو أعرف ما اسمك.. لمحت وردة توليب صفراء سقطت من أناملك الرقيقة أردت اللحاق بكِ ، أتعلمين يا نعيم جنتي اسميتك زهرتي.. اشممت رائحة زهرة، وجدتها بعبق طهُرك، أخاف عليك يا زهرتي من وجعٌ يخترق باب صدرك، وللحظات عشٌت بحلم وردي بأنك قريبة لي لا يفصلني عنك سوى الموت محتضن الخوف بعينك ولمعة الفرح!
أتعلمين أنني رجل شرقي، وتعجبني تلك الفتاة المُحتشمة بعباءة وبحجاب كامل لكن عينيك هي من جذبتني وكأنني وقعت بالخطيئة.. لم اعشق فتاة لكنني نظرة واحدة منكِ يا زهرتي طحتِ غريق ولم احد يسمى علي..


انني غيث احمل من اسمي الكثير، والدتي كانت تنتظرني بعد طول غياب، ولدت في ليلة ماطرة كان المطر له قصة معي، تعددت الاسماء
هتان أم رعد أم غيث.. لكنها وقعت الاختيار على غيث
أتعلمين لما ؟ لأنني أسقيتها بغيث طويل المدى فرحتها لا تُضاهى ولو بكنوز الدنيا..
يا زهرة لمحتِ فيك ليل طويل لا يغيب، أتخيلك هُناك واقفة على شُرفتك ممسكة بكوب قهوة تتأملين هطول الأمطار..
ابتسامة كبيرة ضممت لـ قلبي يا زهرة الحياة.. انتِ الأمل وطوق النجاة
انني غريب في وطني وانتِ مرساي دليني على طريقك علني اجد فيها راحتي.. لثام ملامح وجهك الوضاء بين لهفةٍ وشوق لرؤيتكِ زهرتي..
انني أود رحيل لكنني أريدك معي الحياة مشقةٍ وتعبٌ وكدر.. لابد أن أساعد والدي في حمل المسؤولية انني أبلغ من العمر 26 عاماً أريد دراسة الماجستير في لندن، ولا أود الوقوع في الحرام أريدكِ بقربي يا زهرتي
لقد حٌلمت طوال الوقت بأنك زهرة من بعد غياب طويل..
أن احكي لكِ قصتي.. هذا يعني أن هذا العالم لا يسمعني.. أضع كفيك نحو صدري وتسمعين تلك نبضات
زهرتي لمحت فيك طولٌ يناسبني كـ غيث يحن للمطر وصوت الرعد الذي يخترق بين ظُلمات السماء..
أحيانًا يؤتيني ذاك شعور بأنني ضممتك في حلمٍ أو في بيت قصيدة أو بين سطور رواية احرفٌ ممطوره
انني اضحك وبشدة..
سوف اكتب تلك رواية أحرفٌ ممطورة وأزهرت بهطولك يا زهرتي العطرة.. يا نعيم جنتي

يا من خلقتُ لـ بثي الأمان والاستقرار والراحة..
يا انثى لم يخلق بها الوجود..
يا طهرك بين إناث الكون اجمعهم..
يا قصيدة بلا قافية..
يا نون دون نسوة..
يا عين دون دمعة
يا ضحكة دون شفاه
لوني سمائي بـ ضحكتكِ ،وافردي جناحيك علني احتضنها يومًا ما..
أخبرك بسر لا يسمعه إلا انتِ
اقترب من أذنيك وأهمس لكِ وحدكِ انتِ.. " أحُبك يا زهرتي ويا سمائي ومطري أنا غيثك، هل تقبلين بي كـ زوج على سنة الله ورسوله.. "
اتأمل حينها عينك والتي تمتلئ بدمع واهمس لكِ ثانية " لا تبكين يا واحة غيثك، تلك العينين لا يليق بها إلى ضحكةٍ رقراقه.. "
اقطُف بها قبلة من ياسمينة خديك..
واجد البسمة تزور باب ثغرك " أنا موافقة يا غيثي "
وبجنون اهمس لك دون تصديق " ماذا قلتِ "
وبـ ابتسامة " موافقة.. "
وتهطل الأزهار ربيعية على صدري، واقطفها لـ اصنع لكِ طوق من الورد اضُم فيها جديلة ليلك طويل.
واخبرك حينها بأنني اعشقك يا زهرتي "هل أخبرك سر آخر ! لكن لا تبوحي به لأحد، سوانا نحن.. "
" سوف اكون زوجك لكن لا اجدك في تلك الحديقة مجددًا ! انني اتعجب منذ تلك اللحظة التي خرجتي فيها من منزل بابكِ ودخولك للحديقة العامة ذو الزوار لم اجدك مرة أخرى، كُنت بين الحينة والاخرى
احاول ان المح تلك العباءة لكن بابك مغلق وأوصد به بـ اقفال عديدة كقلبي الحزين.. "
ألم تحنِ الي يا حبة القلب..


كأن الله سمع مناجاتي حتى اجدك ولأول مرة تخرجين من عتبة بابك لم اصدق حينها ؟!
دون شعور وقفت، ولكن قدماي تنملت بفعل رياحك القوية، كنت صامدًا، احاول أن امشي بين رياح العاصفة..
رأيتك تتجهين نحو طريق تمشين وحيدة متمسكة بعباءتك بشدة البردٌ كان قارس تلك الليلة..
أود أن هتف بـ اسمك " زهــــــــرتي.. اسمعيني "
لكن حتى صوتِ قد خانني دمع ترقرق حول عيني كنت أود البُكاء على الاطلال..
لم استطع اللحاق بكِ، لكن عيني كانت تحرسك أينما ذهبتِ..
جلست بذاك الكرسي الخشبي، صدقيني كنت أخشى الوقوع على رصيف متعثر بحبٌ خاسر
لكن لا ؟! لن أخسر ما دامني أردتكِ بالحلال..
جلست مغمض العينين اسمع لصوت الهواء..
هل عمركِ سمعتِ صوت الهواء انني اسمعه وغصة في انين جوفي..
استغفرت الله كثيراً.. وسبحت وأنا ضممت اصبعي الإبهام حول أناملي وأردد
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر..
الله أكبر من كل ما في هذا الكون..
احسست براحة عظيمة تزور صدري، لأمسح دمعة سقطت، وجدت أن الامطار تشاركني هذا الليلة أيضاً وتخبرني بأن فرج الله قريب..
عدت لمنزلي لم اسمع صوت أمي، دخلت لغرفتي عبرت الممر الطويل لألج لدورة المياه واتوضأ
فرشت سجادة على القبلة من ثم كبرت وبدأت اصلي بخشوع وبقين أكبر..
دعوت الله في ظلمة الليل.. أناجيه عله يسمع الدعاء وقت الإجابة..
حينها استلقيت على سريري الوثير لأنام وألقاكِ في حلمٌ أشبه بالخيال.. قد حلمتُ بكِ بخيالي أنا

***

وفي يوماً من الأيام كان طريق مُمطر أمسكتُ بمظلة حنين
هل أنا أتوهم بتلك المظلة .. تسقط عيني للأوراق الخريفية..
لا لكن بالفعل تأملت أزهار التوليب صفراء.. لم أشعر بأنني غريبة حينما تأملت المكان جيدًا.. ملامحه الناضجة سبق لي أن رأيتها، أحسست بهواء البارد الذي يصفع وجهي، ربما مررت به احدى زوايا هذا المكان..

***

رأيتها بصدفة غريبة وجدت أناملها تعانق تلك الوردة أمسكتُ بكتابي أود إكمال هذا العدد من سلسلة قصص احلام مستغانمي.. كنت أجلس على كرسي خشبي في حديقة ممتلئة بمطر وريحان.. تأملت عباءتها، وتلك العينين سوداء كنت ارتدي نظارة طبية ولمحتها بفلاشه عيني..
عندما انتبهت، قد هربت من عيناي، ورسمت البسمة بثغري، وودت أن اتعرف عليها، تذكرت انني في مجتمع محافظ ولابد أن التزم بثقافته، وقفت لكي اذهب لمنزلي والذي يفصلني عنها بعض خطوات، طرقت الباب وفتحت الخادمة.. تقدمت نحو الصالة لأجد جدتي وأمي قبلت رأسهم ويديهم لأجلس بجانب أمي
وابتسمت لها " يُمـه. "
أمي والتي تبتسم لي عندما يتعلق الموضوع بي، بٌكرها وفرحتها الأولى " يا عيون أمك ؟ "
أجبت عليها، وشوق يفتك بي، أريد معرفة صاحبة العينين السوداء، وساحرة الورد.. " يمه كثير ما اجلس بالحديقة اللي مقابل بيت والله اني ما اذكر اسمه، لكن الغريب لقيت وحده بعبايتها استغربت الموضوع "
أجابت أمي وهي تنظر لنشوة عيني الممتلئة سعادة من نوع فاخر وغريب.. " قصدك بنت رعد، يا كيف خرجت من بيت ابوها؟ "
وبعقدة حاجبي.. نظرت لملامح أمي والتي تغيرت لأبلع ريقي " يمــــــــه، وش سالفة ؟ "
لا يمكن أن أخطا وأن القدر قد أتى بها جميلة بصدفة أو رياء، هي المرة الأولى والتي تستوطن صدري وضلعي..
أمي بنبرة خوف " غيث.. يا ولدي البنت ما حولها احد مسكينة، ما انسى جمالها وطيبة قلبها وبراءته مير يا أمك، كل من ينوي خطبتها إلا وأبوها يرفض الجميع.. والمصيبة بدون سبب "
وضعت يدي نحو يسار صدري، وبنبرة صادقة " يمه راح تكون لي.. زهرتي لي يمه، بسير على أبوها وبخطبها وبتكون زوجتي وام بنتي بعد.. "
بنبرة غلب عليها الأسى جدتي اخبرتني بواقع لا يقبل التصديق " يا غيث وانا ميمتك أبوها ظالم، ويبي يزوجها لصديقه كبير بالسن، أنا اقول ابعد عن هالأمور ازين لك يا وليدي "
أجبت بنبرة غاضبة " هي لي بحول لله يا ميمتي، وبروح له ذا الحزه "
أمسكتني والدتي من وجهي " تكفى يا الغيث، اتركها وربك يعوضك باللي احسن منها، بعدين انت ناسي بنت عمك جود بسم الله عليها كل الخطاب عند بابها، بس تنتظر الاشارة منك، أنا اقول يا امك نخطبها لك ازين من بنت رعد.. "
اغمضت عيني وأنا امسك بزهرة التوليب " فديتك يمه مالك لواء، غير زهرة مابي.. يمه حشمتها عجبتني ولا تذكريني من بنات العم الله يستر عليهم ويرزقهم.. "
لأقف واقبل يدها وعيني الخوف المتعلق بها كهدب يخشى الغياب.. " لبى قلبك وأنا ولد هديل، الغيث يمه ما يبيها الا بالحلال لا تخافين، طلبتك يُمــه.. "
ابتسمت أمي، لأطبع قبلة عميقة على خديها " يالله لا تحرمني من هالابتسامة.. "

***
استيقظت من النوم وكأنها الرؤيا.. لأجد الساعة المعلقة على الجدار الأبيض تشير للخامسة ونصف صباحًا..
لأخذ لي دشٌ دافئ سريع واتوضأ وافرش اسناني كعادتي.. ارتديت احدى ثياب على عجلة من أمري حتى امشي مع رجال نحو المسجد.. لأصلي وراحة تغمرني.. بعد ان انهيت من الصلاة أمسكت بالقرآن الكريم وقرأت لحين شروق الشمس، من ثم صليت.. جلست حتى قامت صلاة الظهر، لأصلي مع الجماعة، كنت أرى شيخًا كبيراً يتأمل فيني بين اللحظة والأخرى.. لأجلس بجانبه وأقبل رأسه ويده.
حتى يبتسم " ولدي.. ما شاء الله تبارك الله محافظ على صلواتك "
لأهمس له بحزن " يا شيخ دعواتك والله اني في حاجة لها.. وابي مشورتك طال عمرك.. "
شيخ الكبير ابتسم بوجهي لأقول له: " اليوم رأيت الرؤيا يا شيخ.. "
وأخبرته بما حصل معي، حتى ابتسم من ثم ربت على كتفي وأخبرني " تسهل وروح لأبوها وإن شاء الله يا ولدي تكون من نصيبك. "
تهللت ملامح وجهي بفرحة عميقة " صدق يا شيخ.. "
ليهز رأسه ، لأنحني واقبل خده ويداه ورأسه " الله يسعدك يا شيخ، الحين بروح له.. "
ليقهقه الشيخ وابتسم " لا تستعجل يا ولدي، سير عليه بالعصر الحين قد ارتاح وأخذ له قيلولة الظهر.. "
" ايه بالله صدقت معك حق يا شيخ، والله يجزيك الخير. "
كنت سعيد حينها، ذهبت للمنزل، وجدت أمي كعادتها تطهو الطعام، قبلت رأسها
"غيث.. الله يهديك انت ما تدري ان عمتك بـ تجي الليلة.. وينك البارحه ؟ قلقت عليك.."
ابتسمت وقلت لها "يمه كنت بغرفتي!! ما خرجت مكان. "
اقتربت أمي وهي تحسس جبيني لتقول "غيث انت لك يومين ما انت فـ البيت.. يابعدي وراك !؟ فيك شيء يمه ؟ "
حينها نظرت بـ أمي واخبرتها بحلمي وحديثنا أنا والشيخ..
ودمعةً سقطت على وجنتي والدتي " يمه ليه تبكين ؟! يا جنتي ! يعني لهالدرجة الخبر سيء ؟ "
وهي تتأمل لـ عيني وابتسمت " الله أكبر، كبرت يا الغيث، وتبي تتزوج وبعد متشفق على بنت، والله اني فرحانه.. يا غيث ترى رعد طاغي وظالم الله يفكنا من شره، لكن يا ولدي زواجها بعد يومين.. "
هتفت بصدمة عظيمة " وشو؟ امي بالله عليك انتِ متأكدة !؟ يمه انجذبت لها.. لا يمه حبيت زهره، و لمحتها من يومين .. تمزحين معي صح!! "
***

وتمر اليومين ثقيلة علي تثقل كاهلي وكأنني أصبحت عجوزا طاعنًا بالستين من هذا العمر..
مر الخوف الأول، والبُكاء الأول ، وليلة الأرق الأولى
حبيبتي رحلت مع زوجٌ لا يحمل صفة رجلٌ نبيل..
ليس به صدق وهو منجاة للمؤمن !
الكذب والافتراء يجري به مجرى الوريد !
ظالمًا جائر ، لا يملك أي صفة لا سيما أنه مالك نفوذ وجاه ومال..
زهرتي الحبيبة أن الوجع يتخلل إلى قلبي ويخترقه بكل سهولة..
يا ترى هل هو قبيح ؟ أم عيناي من تراه قبيحًا بمن يقترب منكِ ؟!
أود ان اخبركِ بـ انني احببتكِ لا تفعلينها يا زهرتي رجاء
حتى اكتب قصيدة رثاء لقلبي
زهرتي لا تقطف زينة طهُرك
انتِ ملاكي.. حسنائي الجميلة
دعجة العينين، رقيقة الملامح
ثغرك الذي احلم بتذوقه
لم استطع إكمال الحرف، قلبِ قد هُلك..

***

ويمر اليوم الثاني، وأنا حبيس غرفتي، لـ يبشروني بأنها الليلة هي ليلة الحناء..
يا انيني قلبِ يتمزق.. لأغمض عيني وتنساب دمعةٍ على خدي تمر بها حتى وصلت إلى ذقني
أحاول ان أكتم العبرة لكن الخبر قد صدمني.. رأيتني أمُي..
وتهمس لي " غيث حبيبي لا تسوي بنفسك كذا، لا توجعني يا ولدي.. زهرة ماهي من نصيبك تعود على هالشيء، وحاول تنساها "
وبقهر اجيب بل قلبي هو من تحدث " يمه والله أني حبيت أدري حب غريب، يا كيف تبين لـ قلبي المسكين ينساها.. يمه بسالك قد يوم شفتِ أن روح تفارق الجسد؟ يمه قد سمعت بعاشق ينسى محبوبته ؟ يمه نار تشتعل بصدري "
وهي تربت على كتفي " ربك رحيم يا الغيث ما تدري يمكن خيرة لك، ربي مقدر لك تروح للندن بروحك. روح الله يستر عليك، وبدعي لك بكل صلاة بأن الله يبارك لك بوقتك وبخواتيم أعمالك "
بالفعل كلمات أمُي لامست ما بعقلي لكن للقلب حديثٌ آخر !

***
ويمر اليوم الثالث، يوم زفافها ورحيلي من الرياض إلى لندن.. قد وضعت امتعتي بحقيبة السفر، وضعت بها مذكرتي والتي سوف اكتب فيها كل شعور أو يأس يخالجني حتى ابوح على الورق..
وكيف أن الحياة ستؤذيني كما لم تفعل يومًا، وكيف أن الغشاوة التي تلف عيني ستتمزّق، وسينكشف قلبي للدنيا
وحيداً، كسيراً، عارياَ من كل المشاعر الجياشة بقلبي..
سوف ارحل بعيداً عن هذه الحياة، أمسكت بزهرة التوليب واستنشق عبيرها..
ودعت امي وجدتي وأبي لأخرج من المنزل متجهًا نحو الحديقة جلست بالكرسي الخشبي، ونظرت لعتبة باب زهرتي، لكن هدوء المكان وضجيج ما بقلبي حاولت أن استرخي، مددت يداي لأجدها تُمطر من جديد
ودعوت بقلب يرجف كـ عصفور على غصن الشجرة " يارب ان كانت زهرتي سعيدة فـ اسعدها أكثر، وأن كانت حزينة فـ طبطب وخفف حُزنها "
لـ أتأمل لأخر مرة بابها المغلق.. وقفت و أمسكت حقيبتي، مددت يدي لـ احاول ان اوقف لي سيارة أجرة، رغم ان ابي قد عرض أن يوصلني لكنني رفضت طلبه بلطف..
صعدت السيارة وذهبت نحو المطار.. اغمضت حينها عيني واسترجع عينيها والتي بها لمعة حُزن..
وصلت من ثم اعطيته بعض نقود لأشد حقيبتي وألج بداخل المطار، لأجلس وحيداً في كراسي الانتظار
وكأنما انتظر خبر يفرحني، حتى بعد أن اصحبت زوجةً لـ رجل طاعنًا بالسن..
ليت الأحلام تتحقق !

***

تأنقت بفستان حريري يصل لأسفل ساقي.. وأرقص على قصيدة عجوز طاعنًا لا يتجاوز عُمره ستين عامًا أنه أكبر من أبي..
لأول مرة أخرج من منزلي لأجد شاب بمقتبل العمر ممسك بـ احدى الكُتب، حينها قلبي خفق بمضخة عظيمة
وقفت وكنت متمسكة بـ أزهاري لأجده قد نظر إلي، حينها ذهبتُ مسرعة لم انتبه على سقوط احدى أزهاري صفراء، هطول الأمطار لـ امسك عباءتي وسريعًا عبرت الحديقة لأضع المفتاح وأديره وأدخل، وجدت أبي أمامي
وملامح الغضب " من وين جيتِ ؟ ومن سمح لكِ أساسًا بالخروج ؟ "
حاولت أن اكتم العبرة التي تختنق بصدري واجبت عليه بنبرة صادقة " يبه كنت بالحديقة اللي بجنب بيتنا، بغيت اقول لك مير ما حصلتك، يبه انت تدري اني اسقي أزهاري!! "
أمسك الأزهار التي بيدي ويرميها على الأرض ويدهسها بقدمه الكبيرة وبغضب " لا تخرجين مرة ثانية، وإلا ما تفهمين الكلام، نسيتِ أن زواجك باقي عليه يومين "
لأبتعد عنه، رغم ذلك أنه أبي لا استطيع أن ألومه فـ أنا قد قتلت زوجته وحبيبته وكنت شبيهة منها الكثير، لكنني وقتها كنُت طفلة يا أبي يا لظلمك الجائر!! توفت والدتي عندما انجبتني على هذه الدنيا، لا أستطيع الخروج وأظل حبيسة غرفتي اتأمل الناس عبر نافذتي
أنني زهرة بن رعد الزاهد.. املك من العُمر احدى وعشرون عاماً لم استطع إكمال التعليم.. انني لا اعرف حرفًا قط لا املك شيئا سوى حديقة أزهاري، والتي من صغري كنت أزرع واحصد، والأمطار قصُة عشقٌ لربيع أزهاري..
نظرت وهو يجلس نحو سيارة الأجرة وبكيت حُزنا وألماً.. لم اعلم حينها بأنني احببت هذا شاب غريب الأطوار..
وقلتُ بنفسي..

الله أعدل من شعوري نحوه للحد الذي أشعر بالوجع والانكسار من أبي..
الله أكبر من أي شيء..
الله يحبني ، وأنا اؤمن بذلك لذلك سوف أكون بظلك أيها الشاب الغريب
الله يمطر على صدري الأمان.. ويسمع استغاثتي
وتنتهي تلك اللحظة التي أناجي فيها الرب.. وأرى أبي يرمي علي عباءة جديدة مزخرفة
وبنبرة سريعة " لبسي العباية هذا من ابو حاتم واقف على الباب ينتظر خروجك "
وببكاء " يا يُبــــــــه الله يخليك روح له، خله يطلقني، يبه انا بنتك! بنت فاتن يبه اللي عشقتها.. يا يبه وشلون ترميني كذا؟ هنت عليك يُبه! "
لكن لم يسمع من حديثي شيئاً أمسكني بقوة من ذراعي وبمساعدته ارتديت العباءة، أنها ليست من نوعي
ليجيب أبي " تراها هدية من أبو حاتم، وشنطة اليد والكعب الطويل، معك نصف ساعة والقاك برا هالبيت تسمعين يا زهرة "
وأغلق الباب من خلفه.. تأملت غرفتي جيداً من يعلم ربما لا اعود بها يوماً.. انها صغيرة باللون المفضل لدى الفتيات الوردي سريري الابيض على زاوية المكان، مرآتي نصف مكسورة بفعل احدى المرات الذي غضب فيها أبي وافرغها على تلك المنظرة ، مرطب احمر شفاه من والدتي قد دسته لي في الصناديق الخشبية، أمسكت بالصندوق وضعت به احمر شفاه مشطي الخاص بشعري، والقرآن الذي لا افقه فيه شيئاً امسكت به من ثم امسكت حقيبة الملابس وضعتها بها صندوقي لدي فستانين بزهور ربيعية ارتديت احداها..
ورميت الفستان الحريري الأبيض على الأرضية.. ومن ثم أمسكته وأشقه بنصفين وابكي.. وكأنما افرغت غضبي
اتجهت لدورة المياه وتوضأت كانت لي جارة قد علمتني بالصلاة وحينها لا تفارقني.. احببت أداء الصلاة كثيراً وكأنني قريبة من الله سبحانه وتعالى..
لأخرج واصلي ركعتين ثم دعيت فيها حتى اجد أبي ينظر للفستان وأمسك بشعري ويشتم ليضربني، حتى سمع من كل في الحي ودخل العجوز الكهل بعكازه الذهبي...
لـ يسحب أبي كثور هائج، وأنا انين بصدري، أوجاعٌ بساقي وكتفي حتى وجهي أصبح علامةً ليضع كدمة تحت عيني..
امسكت عباءتي وغطيت وجهي وأجهشت بالبكاء..
العجوز قد حن علي.. وامسكني وأنا من قوة الوجع ذهبت معه لأصعد سيارته واجلس بالمقعد الخلفي، وهو جلس جانبي مودعاً ابي ، لكنني نسيت حقيبتي حاولت أن أصرخ لكن شفتي قد تألمت لم استطع حينها الكلام
الخوف سيطر علي أمسكت بمقبض باب سيارة.. عبرت سيارة الحي، وتأملت بطريق صحراوي وأشعر بالخوف والرهبة من الحياة الجديدة..
لما فعلت هكذا يا ابي تبعيني بمالً بخسً،
" آه يارب رحمتك ولطفك يا كريم.. "

لا شيء يجعلني أكتب ، أود أن أتعلم حتى أبوح لك ما بصدري
أن تفهم لغة عيناي، لمعة الحزن انني باقية لك ولو بعد طول غياب.. وتنطوي تلك الليلة، والكل غارق بـ احزانه ..

***

كنت قد غبت يومان عن منزل أبي لأجد والدتي تحدثني بأمر غريب، من أخي الاغرب..
وأهمس لها " يمه تحكين صدق؟ الغيث حب زهرة وشلون؟ ويا كيف لمحها؟ القصة ما تدخل راس عاقل يمه ؟! "
انني اخت الغيث تزوجت بـ ابن عمي سلطان وعمري اربعة وعشرون عامًا.. لكن سماعي الخبر من والدتي قد ادهشني بل ابتسمت علمت يومًا من الأيام بأن زهرة سوف ينصفها الله من أبيها الظالم، لكن ها هي قد تزوجت، وأخي رحل من الرياض إلى لندن لإكمال دراسته في تخصص نادر، لم استطيع وداعه حيث انني اسكن بالشرقية وزواجي مرابط بالعمل، سعدت بحضور عمتي بعد رحلة علاج طويلة من " العُقم "
مددتُ يدي لصينية والتي بها من دلة القهوة وتشيز كيك، وارتشف من القهوة بخلطة القصيمية " فديتك يمه لا وسعي صدرك، الغيث بحول لله راجع وعقبها ندور له على عروس تليق به، لا تكدرين خاطرك يابعدي "
نظرت أمٌي بحزن " يا ضياء اخوك راح، الغيث اللي يكتم بمشاعره تكلم لأول مرة، والله انه كسر بخاطري بغيت اكلم أبوك واخليه يروح يخطبها، مير انتِ عارفه البير وغطاه "
لأبتسم لأمي وأقبل وجنتيها " وينك يا الغيث تشوف أمي، ما عليه يمه ما تدرين يمكن خيره له، هناك بـ ينشغل بدراسة ومهو حول تفكير، يا عميمه وينك الله يهديك "
لتدخل عمتي وهي تحمل صينية مليئة بالحلويات وليلها طويل مرتدية قميص حريري يصل لساقيها ملامحها جذابة وتميل للبشرة الحنطية وابتسم بخبث " أنا بعرف خالي المسكين وشلون؟ خلاك هنا عندنا "
لتجلس بجانبي بعد توزيعها للحلويات على جدتي وأمي من ثم قدمتها لي " ارحبوا، حي الله هالطلة "
رفعت نقابها الجود وتسلم للجميع من ثم اقتربت مني " وشلونك يا ضياء ؟ وكيف اخوي سلطان ما عاد نشوفه "
ابتسمت وبحب " الله يعين، أخوك من رابط بالشرقية، انا اللي زوجته ما صرت أشوفه مير منشغل بأعماله عسى الله يفكهم من كل له شر "
لألتفت إلى امرأة عمي وابتسمت " كيفك يا خاله عساك بخير ؟ "
لتبتسم لي لكن ملامح الحُزن لا تغيب " الله يصبرك يا خالتي، وتقر عينك بشوفته "
لتردف أمي " اللهم آمين، عن إذنكم بروح اجهز العشاء "
لأقف عند والدتي وتأبطت ذراعها " أفا الحلو للحين زعلان، يمه ترى ما يصير كذا، أدري انك ما انتِ متقبله غيابه مير يمه عودي نفسك وبعدين الانترنت ما خلى شيء، تقدرين تكلمينه وتشوفين صورته بعد "

***

عند وصولي للقصر الشامخ أحسست بالبرد الشديد ضممت يدي، امسكني أبو حاتم لكن باب صدري يضيق أشعر برهبة كبيرة سرت في طريقي نحو مدخل القصر، وأبو حاتم والذي أشار للحرس بأن يفتحوا الباب الطويل كان جميل ومخيف، وجدت رئيسة الخادمات تؤدي التحية..
ليقول لرئيسة الخدم " جهزتم العشاء ؟ "
وبدورها تهز رأسها وتجييب " يـس بابا "
لم ارفع اللثـام، لا أريده أن يرى ملامحي، اقترب مني ليحاول ان يمسك ذراعي لكنني تراجعت بخطوات للخلف وتعثرت بـ عباءتي أريد أن أبكي الآن..
أبو حاتم ابتسم لي " يا بنتي مابي أذيك انتِ بمقام بنتي صغيرة، عطيني يدك الله يرضا عليك "
حاولت أن اقف لـ اجد شاب يهبط من السلالم، كان هذا لقائي الأول هنا في هذا المكان الغريب.. نظر إلي شاب بنظرات يملأها الخبث " يُبــه باين انها فقيرة، ما احسنت الاختيار طال عمرك "
أبو حاتم غضب وبشدة " اذلف من هنا يا حاتم "
ليهز رأسه " ابشر يا الغالي "
نظر إلي بنظرات كلها ريبة " بـتجلسين هنا مير احسني التصرف، مع سلامه "
ليذهب ويغلق الباب من خلفه، اشعر بروحه ترفرف حولي..
لأهمس له " أنا ابي طلاق، مابي اجلس هنا، انا بعمر بنتك.. خاف الله فيني! "
ابتسم أبو حاتم " انتِ حفيدة وصايف رفيقة الصبا، ما كانت من نصيبي، وتقبلت الوضع مير من سمعت بتعامل أبوك تضايقت، اعتبريني جدك يا بنتي، ما قدرت إلا ألوي ذراع أبوك العنيد، الله شاهد علي ما كنت أبيك مره لي، ايه صحيح اللي مر عليك من شوي ولدي الكبير حاتم "
لا اعلم احسست براحة كبيرة من صوته الرخيم
ويهمس لي " افتحي غطاك وعبايتك ولك الأمان "
شعرتُ بالاطمئنان لكنني شددت على عباءتي " لا مابي.. "
أبو حاتم ابتسم " مثل ما ودك يا بنتي، تعالي هنا.. هذا هو العشاء.. "

أنني أتوجع، لم اتقبل وجوده أريد أن أذهب إلى حديقة أزهاري الحزينة انني اسمع بكاؤها الآن..
رفضت بشدة لأذهب إلى احدى الاجنحة الكبيرة كانت اربعة، لأختار من بينها واحدة لأدخل فيها وأوصدت الباب بقفلتين لا أود رؤيته الآن، أود استيعاب ما افعله الآن، سببه لم يشفعني.. أقال انه أخذني بسوء تعامل أبي معي، لكن لما يتدخل ما بيني، لحظة قال بأنه أحب جدتي، أن هذا العجوز حتمًا سيصيبني بالجنون، كيف أبي قبل به وهو يعلم أنه احب جدتي؟! لا اصدق ما يقوله يا إلهي، أريد أن اقترب من الله أصلي وابتهل له"

خرجت وأجده أمام بابي لأقف متصنمة واخبره" وين مكان القبلة ؟ "
ابتسم بحنان لي لا اعلم لما قلبي قد حن لعُمره الكبير " مثل وقوفك الحين "
لأهز رأسي وشكرته من ثم اغلقت الباب أمسكت بمقبض الباب لأديره وشهقت من جمالية دورة المياه البياض والذهبي يغلب على فخامة المكان تقدمت ووقفت أمام المرآه لأتوضأ وانظر للكدمة ودمعٌة تسقط حتى آلمت قلبي ، لأصلي وأدعو بقلب يرهف السمع الوجع القابع بصدري، أنين بصدري اغمضت عيني لأقف وبثقل خطواتي وصلت لسرير الكبير لأستلقي به وأحاول أن أنام ..

***

كنت واقفة بغرفة الغسيل، أنظف ثياب والدتي العاجزة عن الوقوف، لأمسح حبيبات العرق من تعب اثقل كاهلي، أود ان أرتاح واستلقي على سريري وأنام لكن صوتها العالٍ قد ازعج خيالي..
وتصرخ " غفـــــــــــــــــران، ووجع.. "
لأمشي واقف أمامها، نظرت لـ قمصيها " الاحمر الناري " وشعرها الداكن ذو خشونة ملتفه بكعكة مزعجة ملامحها الخبيثة لأهمس وبهدوء " آمري يا خالة، وش تبين ؟ "
لتضرب كفيها وتمسك ذراعي وتزفر بغضب " هيه انا جبتك هنا انتِ وامك عشان تخمين البيت، صديقاتي بجون لي، واسمعي زواج أم نسايم عقب ثلاث ليالي وأبيك تفصلين لي فستان ابيه حلو سمعتِ يا بنت؟ فهمتِ هرجي ؟ "
لأرسم ابتسامة كبيرة بثغري " ابشري يا خالة، ممكن الحين أشوف أمي "
لتشد شعري وتهمس بأذني وبحقد " شوفي أبوك هو السبب، منو قاله يتزوج على امك العجوز؟ ايه انا بشبابي وبصحتي هو باقي على رجعته اسبوع، لا اشوفك تشتكين عنده، وإلا والله حبستك بدار الفيران عاد ما يحتاج انبهك أكثر.. "
مسحت دمعةً حزينة سقطت على جنة وجنتي " تأمرين أمر خالتي، خليني اشوف امُي الحين اكيد انها متوجعة! وما احد حولها. "
كنت أظن أن الرحمة تزور قلبها لو للحظات، لكنها باتت كالحجر الجامد والقاسي لتصرخ بوجهي وبغضب كبير " اذلفي وكملي الغسيل، وسوي عشا اخوانك صغار.. اذلفي لا بارك الله في هالزول "
واعبر ممر الصالة حتى أصل لغرفة الغسيل وأتأمل الملابس التي تدور بالغسالة وضممت يدي بوجهي لأجهش بالبكاء، انني غفران ابنة ظافر أملك من العُمر تسعة عشر عاماً لم أكمل تعلمي بالجامعة بسبب المصروف، وأبي كل شهر مسافر إلى دولة لا يتحمل احدى شجارات أنا وزوجته الحبيبة، انها قبيحة بأفعالها وخبيثة، أريد أن أرى والدتي ان صحتها غالية علي ومرهقة معها السكري ولابد لها من أخذ إبرة الانسولين الآن
" يارب ساعدني، يارب "

***

اجلس على الكرسي في زاوية هذا المكان انتظر رفيقي يدعى أبو احمد، انني في المقهى منذ ساعة، ولم يصل إلى الآن حاولت أن اتصل عليه مجددًا لكنه لا يجيب، وضعت النقود فوق الطاولة، لأذهب بعيدًا عن هذا المكان وصعدت إلى سيارتي لأنطلق نحو منزل جدي الذي اسكن فيه حاليا، سمعت رنين الهاتف أمسكت به وتارة بين طريق وعيني على الهاتف
وبصوت عالٍ " وش تبي داق يا حيوان؟ "
لأسمع صوت ضحكته " على هونك دكتور فياض، حمد لله اللي قدرت اوصل لك، الأهل تعبوا علي.. "
لأردف " الله يهديك، تبي شيء ثاني الحين "
إبراهيم " سلامتك، مير حبيت ابلغك، أبو فيصل عازمنا على جلسة شباب وكشته إذا ودك تخاوينا.. "
ابتسمت " خلها بظروفها يا إبراهم، وسلم على خالتي "
لتمتم " ابشر، مع سلامه يا الحبيب "
اغلقت الهاتف، بدأت حياتي بعد طلاقي منها منذ 5 سنين، ذهابي للعيادة من ثم وقت العطلة للمقهى، وجلوسي عند جدتي رائحتها تشبه طهر الياسمين وزهرة اللوتس، وقفت سيارتي عند المواقف.. ترجلت من السيارة بعد أن اخذت هاتفي ومفتاحي وضعته بجيبي، لألج داخل المنزل العتيق.. تقدمت نحو غرفتها، وجدتها جالسة على سجادتها وترفع يدها وتبتهل من الله
ابتسمت لها وبحب كبير، وقبلت رأسها " تقبل الله يا الغالية.. "
أم عواد ابتسمت وهي تمسك بمسبحتها العتيقة " يمه فياض، متى وصلت يا بعد عيني؟ "
قبلت يدها ورائحة الحناء تنتشي تعُمر لي للفرح مليون باب " لبى قلبك يمه، توني وصلت انتِ بشريني عن علومك ؟ "
لتلمح ملامحي ونظرت لعيني " آه يا فياض طيبه طاب حالك، يا امك ما ودك تفرحني فيك، ترى ولدك محتاج له أم "
أحاول ان ابتسم وبعتب " يمه مضطر امشي الحين "
لأقف بهروب " بشوف محمد، وبنام "
أم عواد " فياض، لا تتهرب مير ما اقول صبر جميل والله المستعان، ترى بنت عمك للحين ما تزوجت!! يا ولدي والله اني ندمانة بالحيل، سامحني، أدري انك تحبها وأني غصبتك على بنت الناس، ما دريت انها بـ تشيلني بكبري سامحني يا فياض "

الوجع صوتك يا جدتي محمل بسنين كالعجاف، كحب وقع تحت إنذار، عُمري لم أتوقع رفضك انها ابنة عمي اعشقها وهي تبادلني العشق،

وبدعاء غاضب " أن أخذتها يا فياض ماني بـ ميمتك ولا تعرفني، وغضبانه عليك ليوم يبعثون.. أنا اللي ربيتك عقب وفاة أمك، وترفض كلامي يا ولد بنتي!! الله اكبر بنت عمك نستك ميمتك.. الله اكبر عليها الظالمة "

***
أم عواد " يا امك أبيك تأخذها الحين، والله يا فياض طليقتك!! بيوم زواج عمك ما عطتني قدر، ابي اجلس على الكرسي، ما حشمت كبري.. الله يستر عليها بنت عمك هي اللي حشمتني وقامت من مكانها وجلستني وتتبوسم لي بعد، والله انها اصيله هالمهره، زوجت إخوانها وعيالهن بعد، الله يستر عليها "
لتبكي جدتي وأنا أديرها ظهري" يكفي يا ميمتي كل ما شفتيني قلبتي المواجع علي.. هي نذرت انها ما تكون لأحد تبي ترعى بأمها، آه يمه لا تكسريني ترى طيحتي كبيرة يا ميمتي كبيرة بالحيل.. "..

أتعلمين يا جدتي ملامحي صغيرة وشيب كبرني، الهم وعشقي لها يوجع..
انتِ يا القلب الذي يوجعه وجعي، وتسعده سعادتي.. القلب الذي قسم لنفسه بأن " أنا لأمي، وأنت الله يعوضني بك بجنة نعيمها أمي، تسمعني يا فياض، امي هي جنتي يا ولد العم "
كَبر القلب الذي تحبينه يا المهرة، كَبر والله لا اقوى على تحمل المزيد..
صراع بين النفس والذات، ارفع راية الاستسلام البيضاء، نحو تفكير بك لا أريد أن اقاوم حبي لك، أحاول ان انكر لأكذب عيني أنكر الأحاسيس والمشاعر " آه يا مهرتي متى اشوفك عروس لي، قررت اني احبك افضل من القتل والنكران، أفضل وجميع مما سبق، تقولين ليه استسلم الحين ؟ بقول لك كل ما اغمض عيوني يا مهره اشوفك، روحي تحبك يا مهره جادلت عليك سنين وسنين وليه بضيع عمري بتعب ليه أقاوم شيء متملكني يا مهره ايه روحي متملكه حبي لك، الحين بروح لعمي واطلبك من جديد، وطلبتك لا ترديني يا المهره "
للقلب أن يتعلم كيف يصير أكثر صلابة وأن يكره ويمتد، وأن أخذ بيديك خلف ظهري ويضم روحي
وأهمس لك " ضاع مني كل شيء.. يا مهره ابي هاللحظات ابي اعيشها معك "
لتقاطعني افكاري بصوت جدتي " فيـــــــــاض "
لأبتسم لها " ميمتي ودك تشوفيني مرتاح، ابيك تروحين معي الحين لبنت العم، واطلبها من عمي، ذا الحزه بجيب لها المهر، تدرين يا ميمتي كل ما تمر سنة ازيد في مهرها، أبيها يمه هي الحبيبة وروح فياض "

***


نهاية الجُزء الأول..

همسة محبة/ دائماً يا صَاحبي لا تبحث عنْ الطُرقات المُؤدية إلى سعادتك وأمنِياتك، كل ما عليكَ فعله؟
أن تبحث عن الله حتى تجدهُ بقلبك.

***

اعتذر عن التأخير، لكن الوالدة الله يحفظها لي عندها ضيفة وغير كذا
نت جدًا فضيع والمتصفح يعلق كثير، اللهم اجعلها خير بداية..

***

تنبيه أخير " الرواية حصرية على ثلاث منتديات، وشلت يد السارق "


عمر الغياب / عَبـير

همس الريح 01-10-15 11:31 PM

رد: أزهرت بهطولك
 
حبيبتي انتي ..
سلمت يمين خطت و عدلت و راجعت و تعبت حتي وصلنا الفصل ...
لن اعلق علي جمال الاسلوب و عذوبة الكلمات التي تاسرني مع اول حرف في الفصل لافاجا بنهايته قبل ان ارتوي ...

الرواية رووووعة ..و ادعو الله كما هناتك بنزول فصلها الاول ان اهنئك علي سلامة الوصول لنهايتها ..
لي عودة بتعليق ..

عمر الغياب 02-10-15 01:48 AM

رد: أزهرت بهطولك
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الريح (المشاركة 3563530)
يا هلا و يا مرحبا ..
هلا و الله اني صادقه ..
حبيبتي انت ..
من ساعة ما انتهت المواجع و الظنون و انا اتمني انكلين رواية جديدة ..
خصوصا و اني لحقت علي المواجع و الظنون متاخر ..
و الحين بابدا معك من البدايه ..
كل خميس ..حلو ..
في انتظارك يا قلبي

حي الله هموسه، منورهَ يابعدي
منورهَ كعادتك عيوني .,


الساعة الآن 04:49 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية