منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f833/)
-   -   راحيل (https://www.liilas.com/vb3/t200781.html)

MALAK 18-09-15 07:52 PM

راحيل
 





بسم الله الرحمن الرحيم....



عضووو عتيق في هذا المنتدى القدير الملئ بالكتاب..فلي قصص وكتابات عدة ورواية لم تكتمل ...وها انا الان ابدأ كتابة رواية اخرى في تحدي صارخ لنفسي ..فان تغلغلتم اليها واعجبتكم حروفها ..تابعت كتابتها للنهاية ....


_ملاحظة...

اسم مستخدمي لرجل وانا امرأة وقد واجهت مشكلة في تغييرة ...لذلك تستطيعون تسميتي ...(ملاك)..وان اردتم تسميتي بموسى ..لكم ذلك....






_راحيل _

MALAK 18-09-15 07:54 PM

رد: راحيل
 






((رواية راحيل ))


_ان اسمك غريب بالفعل ...
التفت الى تلك المرأة بلطف بعد ان اعطيت طفلي بعض قطع البسكوت المحبب لدية..
_ههه ومالغريب فية..
ثم ابتسمت بشحوب واكملت وانا انظر الى طفلي يبتعد...
_انه يعجبني ...
ثم استدركت قائلة ..
_وانت بماذا اسميك...!!
حملت طفلها الرضيع بين يديها وقالت ..
_اسمي نعيمة ..
ثم قالت بعد ضحكة ..
_اعلم بانه اسم قديم ولكنة يعجبني ...
وبمرح عذب ..
_والاهم انه يعجب جدتي ..
واقتربت الي هامسة..
_ان والدي يعشق اسم والدتة ..
ابتسمت بمرح لتلك المرأة التي تجلس بجانبي على كرسي الحديقة العامة ..من يصدق انني للتو اتعرف عليها ..حسنا مر زمن طويل قبل ان اجد في نفسي الرغبة في التعرف على احد ما ..حتى انني بالكاد عرفت نفسي عندما استرسلت معها في الحديث...
مضى حقبة حسبتها دهرا وانا اشعر بانني لا استطيع ان ابدأ حديثا مع اي شخص اخر حتى شقيقاتي ووالدتي ..بت دائمة الصمت حتى في وسط الصخب الدي يحدثونة باجتماعهم ..ومع محاولات فؤاد المتكررة كنت ابدو معهم اكثر نفورا وغرابة..ثم لا البث ان اسرع الى غرفتي اعتصر مخدتي لابكي طويلا ..
تنهدت بعمق وانا انظر الى ابني عمار ذو الثلاث سنوات يلهو بشكل مستمر حتى انه تارة يقف على المرجيحة وتارة يقفز منها ..المسكين لقد تحملني كثيرا وتحمل مزاجي العكر في الشهور الماضية ..حتى بات ينفر مني ايضا ..
استندت على الكرسي الخشبي وانا اسمع تلك المرأة بين الحين والاخر تهدهد طفلها الصغير ..لحظات وغاب صوتها عني وانا استرجع ذكريات مضت ..استرجعتها بسرعة جنونية وكانها تحدث الان..لازال شبح تلك الذكريات يطاردني..لا زلت اخال في بعض الاوقات بانني لا زلت اعيش في ذلك المكان المقرف الاشبة بالمقبرة ..
ههه ..من يسمعني اصفة بالمقبرة سوف يظن ان بي مس من الجنون او ربما يصفني بناكرة الجميل !!..على كل حال لم تعد تلك الذكريات تفزعني بالشكل الجنوني الذي كنت عليه ..ولعلني بت اكثر تصالحا مع مواقف وصور تبدو لي غائمة في بعض الاوقات ..
لا اعلم لماذا ولكنها باتت لا تشكل موضعا للفزع والحزن الطارئين حالما تتوارد ..فلقد مر على اخر يوم لي في ذلك المكان سنة ونيف ..لا اعلم ربما كانت عام وسبعة اشهر او حتى ثمانية ..فما عدت اهتم بان اعد الايام..يكفي بانني اعيش بعيدا عن ذلك الجحيم..فاذن لا يهم كم ساعيش وكم مضى على تركي اياه مادمت حرة ...
_اااااامي!!!!!
فزعت وانا انظر الى طفلي يقفز امامي بفوضوية ..
_اااامي!!!
امسكتة من كتفة وقد علاني بعض الارهاق ...
_عمار كفى !!...
رايت دموعا تنزل من عينية الجميلتين الواسعتين ...وتشكل خطوطا على بشرتة البيضاء الشفافة ..حتى ان ارنبة انفة الحادة قد اهتزت وجعلتني اشعر بشي كالبركان في داخلي ..
للحظات اصبحت في شبة غيبوبة..عيناه تجبرانني على الغرق فيهما الى درجة الاختناق ..ليتك يا صغيري لم تاخذ شيئا من ملامحة ..حتى صوتك الشقي يبدو وكانة نسخة مصغرة من صوتة الرجولي كباقي ملامحة ..مددت كفي الى وجهي واغلقت عيني بقوة ...
_راااح!!!!!ّّّييييللل...!!
هتفت بلووعة وسددت اذني
...
_اترررركني !!!
استفقت على كف تلك المرأة ..
_راحييل اخت راحييل ...!!!
استدرت لها وقد بلل العرق نقابي ..
_هااااا...!!!
اشارت الى قدم طفلي ..
_انظري الى ركبة صغيرك...
التفت الية بنظرات مشتتة ..تلمست ركبتة بتوتر..
_مابك؟؟؟
احتضنني بالم قائلا ببكاء..
_لقد أذيت ركبتي ..
ابعدتة عني بسرعة لانظر الى الجرح الغائر في ركبتة ..
_ياالهي انها تنزف...
احترت ماذا افعل ..اعطتني تلك المراة منديلا يخص طفلها الرضيع واوصتني بان اضغط على الجرح كي يتوقف ..فعلت مثلما قالت لي وانا احاول ان اركز طويلا لدرجة ان الارهاق الذي يلازمني بمجرد اي اجهاد ذهني هاجمني مرة اخرى ...اعتصرت جبيني بكفي واغمضت عيني مرة اخرى ..وباليد الاخرى كنت اضغط على الجرح واسمع انين عمار الذي يجلس ملتصقا بي ..يالهي لماذا اعاني من هذا الدوار الذي يكاد يفقدني عقلي ..لقد رحل كل شئ الا بضع ذكريات حمقاء غبية وصداع عنيف يصاحبة دوار لا ينفك يبارحني...
_الوو فؤاد لو سمحت تعال بسرعة ...!!!
على الجانب الاخر كان شقيقي الاكبر يتكلم باهتمام..
_ماذا هنالك..؟؟
اجبتة بتوتر وانا لازلت انظر الى ركبة عمار..
_عمار أذى ربكتة والجرح ينزف!!!
قال بسرعة قبل ان يغلق ..
_لاباس اعطيني ربع ساعة لاصل...
وضعت الهاتف الخليوي بجانبي وامسكت بكتف عمار..
_لاباس ..انك بخير...!!


MALAK 18-09-15 07:59 PM

رد: راحيل
 
انها مقدمة....


واول فصول روايتي ربما يبدأ بعد قليل او غذا لا اعلم..حسب ظروفي الراهنة ....

bluemay 18-09-15 08:11 PM

رد: راحيل
 
هلا وغلا وحياك الله بينا

بتمنالك التوفيق وتلاقي التفاعل اللي بتتمنيه


بالنسبة لمشكلة اﻷسم فيك تراسلي اﻹدارة وهم بساعدوك ان شاء الله


لك ودي

MaYa

wafa hadad 18-09-15 08:40 PM

رد: راحيل
 
واو اسم الرواية بشد،راح أكون من المتابعات،شكرا ملاك ان شاء الله تنجحي و شو بدي قلك البيت بيتك و نورتي بيتك مرة أخرى،راح اقرأ المقدمة و راح ارجع أعلق،تقبلي مروري ملاكي

wafa hadad 18-09-15 08:45 PM

رد: راحيل
 
عجبني سردك و شخصية راحيل بها الغموض الكتير فيمكن زوجها مات او تركها هكذا،المهم اسم راحيل اسم جميل جدا فهو اسم ام سيدنا يوسف عليه السلام،مستنية البارت الأول على ناااااااااااااااااااااااار

MALAK 19-09-15 12:43 AM

رد: راحيل
 




((الفصل الاول))
الاحداث شديدة القسوة ليست بالشئ الهين ابداا..لها تأثير كبير وخطير على الانسان وان قال قائل من الناس على سبيل المكابرة ..ان ذلك الحدث لم يغيرني او لم يضعفني ..فاعرف انه يكذب على نفسة المكابرة قبل ان يعطي للاخرين صورة اسطورية لنفسة..ثمة شئ من الداخل هو اشبة بالتضاريس يتغير بتغير المناخ والطقس وربما تضع علية السنون المتتالية بعض لمساتها الخفية ..ليس من شئ لم يغير الانسان بل هنالك شئ لايؤثر بالانسان..اي لايظهر ذلك التغيير على قسمات ملامح شخصيتة ..
اطفئت التلفاز بجهاز التحكم الذي بيديها ..ثم ضحكت ..
_ههههههههه لابد انك حمقاء ..!!!
تابعت النظر الى هاتفي الخليوي بعد ان اعطيتها نظرة لامبالية...
_ولماذا؟؟!!
اعتدلت ونبرة السخرية لازالت تعتلي شفتيها الضاحكتين ..
_هل لازلتي تفكرين بذلك المووووو!!!...
لوحت بيدي وانا اقول باستخفاف ..
_كيف تقولين ذلك ..!!
ثم وانا احرك اصابعي في ازار هاتفي الخليوي ..
_انك سخيفة بالفعل ..
رفعت قدمي لاضعهما على الطاولة المقابلة وابعدت كفها الباردة ..وركزت كثيرا في شاشة هاتفي الجوال وانا اسمعها ترمي الكلمات هنا وهناك ..في الحقيقة لقد اصبحت محترفة في تمثيل دور الغير مبالية كثيرا ..واضحت هذة الصفة ملازمة لي بعد ان كنت الاقي صعوبة في التحلي بها ..بل كانت بالنسبة الي ضربا من الجنون ..انا راحيل لم اكن يوما طوال سنواتي التاسعة والعشرون اللتي قضيتها في منزل والدي قبل ان ارتحل الى ذلك القصر..لم تكن الا شعلة في حياة الجميع ..الان اشعر وانني قد انتقلت الى ضفة اخرى من الحياة ..يتملكني احساس بان حياتي الراهنة مستحيل ان تعود مطلقا كما كانت قبل ان اتزوج ..اعذريني يانفسي الحمقاء ..فلا زال اسمة يتردد على مسامعي ..حتى عندما اغفو في فترة نوم متقطعة ..
الان استغرب من نفسي كثيرا عندما كنت اثور بسرعة لاتفة الاسباب وتراني استشيط غيضا عندما ارى شيئا لا يعجبني او لايمكن ان يستوعبة عقلي ..بت ارى كل شئ سواء ..واصبحت ارتاح كثيرا بموقفي الحيادي الصامت ..لا انكر انني في بعض الاحيان اشعر انني في وضع الميت ..ولكن هذا الوضع وان كان يجعلني في نظر الغير قد اصبحت حمقاء غبية لا مبالية..فانة يشعرني براحة كنت ابحث عنها منذ امد بعيد...
امسكت ذقني بيدها وضحكت بمرح عندما جفلت ..
_اذا فلتذهبي معنا الى حفل الزفاف ..
ابعدت يدها قائلة بانزعاج ..
_الا تفهمين !!..
عاودت الامساك بذقني رفعت وجهي اليها اكثر قائلة بجدية هذة المرة ..
_ارجووك ان تذهبي راحيل ..!!
تابعت تفقد صفحتي الخاصة في برنامج الانستقرام ..
_قلت لك لا اريد ...!!وهذا يكفي ..!!
ضربت فخذها بغيض ونهضت لمواجهتي ..
_راحيل ..!!
نظرت اليها ببرود منتظرة ان تكمل كلامها ..
_لماذا اصبحتي متبلدة الاحساس هكذا...
ابعدت خصلة شعري الطويلة عن جبهتي قائلة وقد شعرت انها قد ضربت مليا على الوتر الحساس ..
_وماالتبلد في قول انني لاريد الذهاب..!!!!
هتفت بحسررة املة ان اتخلى عن قناعي الجليدي قائلة ..
_وماالفائدة في استمرارك في التمثيل ...
ثم جلست بجانبي وبلهجة ودودة ..
_عزيزتي راحيل ..لا زلتي تحتفظين بذلك الحس ..انا واثقة..
نظرت الى عيني للحظات ثم تابعت..
_لقد مضى على ذلك الكثيير اليس كذلك ..!!
بدى الانزعاج على وقد ضقت ذرعا بها ..
_ومادخل ذلك بهذا ..لماذا ترمين اتهاماتك جزافا ..


في هذة الاثناء دخلت والدتي الصالة الصغيرة لمنزل والدي المرحوم وجلست بجانب شقيقتي الصغرى رؤى ..مضى وقت قصير وقد خيم السكوت علينا وانا اشعر بان شبح مؤامرة يبدو انه يحاك في الخفاء ..اختلست نظرة اليها والفتها تنظر مليا الى تلك الصورة التي كانت معلقة فوق مكتبة التلفاز مباشرة ..بينما يدها التي بدى فيها بعض التجاعيد انشغلت بتحريك ساعتها الذهبية والتي كانت هدية من والدي..
عجيب امرك ياأمي لم تكوني تظهري هذا القدر من المشاعر في وجودة الطاغي ابداا..
لم انكر ابدا انك كنت تعشقينة لسبب لم يكن مبررا بالنسبة الي ..ولكن لم اكن اتوقع ابدااا ان تكون مشاعرك اتجاهة غزيرة الى هذا الحد..
اختطفت نظرة اخرى اليها وانا اتظاهر بعدها مليا بانشغالي بشاشة جوالي ..لقد ازدادت تجاعيد وجهك ياأمي وبدى وجهك الاسمر الذي اشبهة كثيرا في سمرتة اكثر شحوبا وارهاقا ..
من كان يظن ان يخلوو هذا المنزل من وجودك الطاغي ياوالدي ..
_لقد ارسلت زوجة عمك البطاقات لي هذا الصباح ..
ثم مدت البطاقات الى الجالسة بجانبها و لمحت في محياها شبح ابتسامة وهي تنظر الي ثم تعيد التركيز في ملامح شقيقتي اللتي بدت وكانها تخبئ شيئا ..كحت بخفوت في محاولة لجعل تلك الابتسامة الطارئة طبيعية وتناولت الدلة الموضوعة على الطاولة وصبت لها فنجان من القهوة ارتشفتة بسرعة ..
_لابد ان زواج ابنها الوحيد سيكون اسطوريا ..
تجاهلت كل ذلك وقد شعرت بالملل الشديد الفعلي في داخلي من النظر الى شاشة الجوال ..ومن الجلوس هنا ..ومن الموضوع برمتة الذي بدا ان والدتي لم تقطع فية شوطا طويلا ..اذ كان هناك الكثير في جعبتها مما لايعجبني التفكير فية ..
اغلقت ذلك البرنامج اللذي لايحتوي الا على صور قديمة خلتها من زمن غابر ..
_ماذا عن فستانك البنفسجي الذي قلتي لي انك سوف تعيرينة شقيقتك ..
اعتدلت رؤى على كرسيها وقالت بارتباك ..
_طبعا طبعا فساتيني الانيقة كلها تحت امر حبيبتي راحيل ..
ابتسمت والدتي بود وقالت لي بلهفة ..
_اتمنى ان تذهبي معنا بالفعل ياعزيزتي ..
نهضت وانا اتمطى ببطئ ..
_لاتستهويني حفلات الاعراس ..


في غرفتي شديدة البرودة بعد بضع ساعات من ذلك الحدث لم يهنأ لي نوم على الاطلاق وانا اتقلب يمينا ويسارا ..لم انل من النوم الا مايقارب ساعة ونصف ..تنهدت بعمق وانا انظر الى سقف الغرفة والذي لايبدو منه الا خطوط بسيطة بسبب الاضاءة الخافتة جداا..ان غذا هو اول يوم لي في عملي الجديد في ((مركز التصميم الذهبي)) ...
هذة هو اسمة بالفعل ..انه اسم معروف في عالم التصميم بشتى انواعة ..اعتدلت على مخدتي الوثيرة وعدلت من وضعها لكي اكون اكثر راحة واستندت عليها مغمضة عيناي للحظات وانا اتخيل نفسي غذا بلبس الدوام الرسمي ..وانا اعطي الموظفات هنالك ابتسامة واثقة بسيطة ومؤثرة في نفس الوقت ..امممم ..
في الواقع لقد كان هذا عملي الدائم من امد..ولكنني تركتة ليس قسرا بل اختيارا فعلى الرغم من الصعوبات اللتي كنت اعانيها ..الا انني اصريت وبكل قوتي ان لا اترك عملي الذي اعشقة كثيرا ..ولكنني تركتة في النهاية لاكون بقرب طفلي الصغير..
حسنا ..ان غذا يوم جديد ..هل لا زالت يداي قادرتان على الابداع ..لقد اخذت فترة طويلة من النقاهة..ويجب ان اعود الى سابق عهدي ..
ولكن !!!لا اعلم لماذا بدى مزاجي متعكرا الى درجة ان النوم قد ولى من جفوني المتعبة ..فليسامحك الله ياوالدتي ..!!لماذا تصرين على موقفك الغامض ذاك ..ماهذا الزمن الذي من الممكن ان يصادر راي امرأة تبلغ من العمر اثنان وثلاثون عاما ..مطلقة ولديها طفل ..في اي زمن نعيش نحن لتنتهجي هذا الاسلوب الغريب ..
_ان لم تذهبي ال هذا الزواج لست امك ..!!!!!
حككت راسي بشدة ثم ابعدت خصلاتة عن وجهي لامد عنقي واغمض عيني بشدة وقد تملكتني خيبة الامل ..اعلم بانها ام وكل ام تريد الافضل من وجهة نظرها لابنائها ..ومن وجه نظر والدتي فانا امرأة مطلقة ..ويتيمة لا اب لدي ..مما يعني ان الرجل يشكل غيابا عميقا في حياتي ..
_سخاافة ..كل ذلك سخافة !!
غمغمت ونهضت بعنف حتى كدت ان اسقط من على سريري ومضيت بخطى متعثرة الى تسريحتي لانظر مباشرة الى نفسي ..كان الظلام لازال يسيطر على اجواء الغرفة ..لم اكن ارى الا ملامح غامضة وغريبة في وجهي المتوارى خلف الضوء الخافت ..فتحت الابجورة التي بجانب تسريحتي المتواضعة وجلست على الكرسي وانا اتلمس وجهي العابس بشئ من العصبية ..سخرت في داخلي من كلماتها المؤنبة ..
_لقد قاربت على الثالثة والثلاثين ..
لا يهمني حتى وان قاربت على الستين فلست ارى هدفا في حياتي الان الا شئ واحد ..محاولة الخروج من كابوس عب!!!!!دال!!لله ..
تبا لك لماذا لاتنفك تراودني في اشد الاوقات التي احتاج فيها صفاء الذهن والراحة ..ان التفكير فيك يحيلني الى امرأة تملك ذاكرة ممسوحة الامنك ..فلتذهب الى مصيرك ولتتركني احلق بجناحي بعيدا عن وكرك ..بت اتعبث باي شئ امامي ..نهضت لاتناول زجاجة عطر وقعت مني وعدت لاجلس ليعيقني شعري الطويل جدا عن الجلوس بالشكل الصحيح ..
_ماذا تضعين فية ليصبح بهذا الطول ..!!!!!
دق قلبي بقوة وانا اسمع صوتة قريبا جدا من اذني حتى شعرت بلفحات دافئة تحرك خصلات شعري ..امسكت بصدري بقوة وانا استدير بسرعة لاحدق ورائي وانا اتوقع ان ارى شبحا يشبة ملامح طفلي ..اين انت لماذا تختبئ هنا بين الاشياء ..فتحت النور بسرعة لتسبح الغرفة كاملة في الضوء..كنت الهث بقوة وانا احاول رفع شعري الذي يبدو بانة ايضا يتشارك كل اجزائي في اجترار ذكريات حمقاء لاتنفك تحاصرني ..
_شعرررري !!!
نظرت بهلع الى القطع الغزيرة من الشعر في كفي والتي تناثر اكثرها على الارض ..انحنيت وانا اتلمسها بلوعة وانا اضع كفي الاخرى على مقدمة راسي ..كنت اجر خصلات شعري التي تشكل المقدمة بعنف لاتاكد من وجودها في مكانها ..بدوت وكانني قد مسني شئ من الجنون او انني واقعة تحت تأثير حلم مزعج ..بعد لحظات قليلة عدت الى وعيي كما هي العادة لارى نفسي في وضع صعب ..فانفاسي متلاحقة بشدة ووجهي وجسمي يكسوهما العرق الغزير..تلفت بقوة في انحاء الغرفة لابحث عن ذلك الشئ ..لكن السكون التام قد صفع وجهي بقوة فتراجعت الى الوراء حتى تناثرت الاغراض على الارض من على التسريحة ..شهقت بقوة وانا ابحث عن ذلك الشئ ..ثم ركضت اليه مسرعة وضممتة الى صدري ..كررت كثييرااا..
_اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..!!
ثم فتحت صفحات القران الذي بين يدي لاقرا شيئا من الايات تعوذت كثيرا ان اقراها كل ليلة تقرييبا..اذ اصبحت بالنسبة الي مثل المخذر الذي يبعد عني الالم ولو بشكل مؤقت ..كنت غارقة في ملكوت كلمات الله ..في سورة البقرة وقد بدأ الهدوء يتسلل الى قلبي ..لكن شخص ما هنالك جافاة النوم مثلي ..
حالما وضعت اذني على السماعة انساب صوتة الدافئ..
_مرحباا راحيل ..!!
قلت بمرح وانا ارمي ورائي كل الجنون الذي لفني قبل قليل ...
_فؤؤؤاد اهلااا..مالذي دعاك لتتصل بي..
قال وقد شعرت بانني ارى ابتسامتة ..
_ههه لاشئ ..فقد رايت اتصالا منك على هاتفي ..
ابتسمت بتعب وانا اتذكر..
_لابد انه عمار الشقي !!
وصلتني ضحكتة من خلال سماعة الهاتف ..
_هههه اذا وداعا ..
قلت بخفوت ..
_وداعا عزيزي ..!!!


في يومي الجديد ذاك كنت احاول بشتى الطرق ان ابدو طبيعية امام امي وشقيقتي وعمار الذي جلس بجانبي على المائدة ..نفضت بعض قطع الخبز المتناثرة على تنورتي السوداء ذات القماش الشيفون ..وعدلت قميصي الازرق الخفيف بياقة على العنق ..في الحقيقة انا شخصية خفيفة كلاسيكية احب الراحة في جميع اموري الحياتية واكرة التعقيد ..
لذلك لم اتواني ابدا في ارتداء مايريحني ويجعلني من الداخل هادئة وعفوية ومنطلقة ..واظن ان رؤى لاتشاركني الراي مطلقا وان كانت والدتي في هذا الموضوع لاترى بأسا اللهم في موضوع تلك المساحيق التي اختفت عن وجهي بتاتا ..لذلك حاولت كعادتي الاخيرة دائما ان اتجاهل تعليقاتها السخيفة..
_ماهذا اهو واجب عزاء ام ماذا؟؟!!
اعدت وضع المشبك الازرق الذي يناسب قميصي على شعري وقلت وانا اتناول قطعة زيتون اخضر ..
_انه مرريح وانيق وهذا مايهمني ..
واشارت الى شعري وهي تواصل سلسلة تعليقاتها ..
_وشعرك ..!!!
نظرت اليها بطرف عيني ..
_ومابه شعري ..
قالت وهي تكور يدها حول عينها مكونة نظارة وهمية..
_لاشئ يافخرية هانم ..!!
هنا تدخلت امي قائلة وهي تنهرها بشدة..
_ومادخلك انت في مايخصها ..
ثم وهي تشير الى وجهها الذي وضع فية المكياج باحترافية ..
_الا يكفي مهرجان الالوان الذي يلوح في وجهك..
ازدادت صدمة رؤى وهي تسمع امي تغمغم ..
_اني لاارى الا الوان متراكمة !!
فتحت فمها قائلة ببطئ وهي تتلمس وجهها قائلة ..
_اااااميييييييي!!!
ناولتها امي قطعة الخبز قائلة بتجاهل ..
_هاك اكملي فطورك ولاتنسي ان الجامعة تنتظرك ..
لكن رؤى اكملت وعلامات الصدمة لازالت تكسو وجهها ..
_مهرجان الوان !!!!!!
ضحكت بخفة وانا انهض لاحمل عمار بين يدي ..
_هههه متى سوف تكبرين !!!
ضيقت عينيها وهي تنهض لتحرك شعرها القصير بغرور ..
_وهل خمسة وعشرون عاما ..عمر لم يتعدى بعد مرحلة الطفولة برأيك..!!!
تحركت انا الى دورة المياة لانظف ماعلق في وجة عمار من فتات خبز ..
_اشك في هذا صراحة ...!!!
تناولت حقيبتها الجامعية من على الكرسي الكبير وبدات في ارتداء عبائتها ..
_لماذا اشعر بانني في مخيم عسكري ..
ثم كررت باستنكار..
_مهرجان الوان ..!!
في طريقنا الى الخروج الى من المنزل انسل عمار فجأة بسرعة وخفة من يدي واسرع الى ذلك الرجل الواقف هناك ..انحنى على طفلي ليتحرك عقالة الأسود بسبب قامتة الطويلة الفارعة العريضة ..تعلق ذلك الصغير في ثوبة الابيض الناصع مما جعلني اسررع اليه لاهتف ..
_عمار انتبة لأ توسخ ملابس خالك ..!!
نكزتني رؤى بيدها قائلة بابتسامة ..
_لاتخافي ..أنه بامان في حضن والدة الروحي ..!!
اقتربنا اكثر وتكلمت براحة وانا اعدل نقابي ..
_اهلا بك ابى لؤي ..صباح الخيرات ..
التفت الي بابتسامة تكفي ان تشرح صدور كل من في العالم ..
_اهلااا بام عمار ..
ثم وهو يربت على شعر عمار الحريري ..
_اهلا بك رؤى ..
اقتربت رؤى منه قائلة بمرح ..
_الا تبارك لها انه اول يوم ..
ضحك بخفة وهو يربت على كتفي ..
_الف مبرروك ..وبالتوفييق ..
نظرت الى الساعة ثم تحركت قائلة ..
_جمييعا عزيزي والان الى اللقاء ..
هتف بنا ونحن نقترب من الميكروباص..
_الا تحتجن الى توصيلة ..
لوحت رؤى له بيدها ..
_وماشأن هذة ..انها تؤذي الغرض هههه..الى اللقاء ..


في داخل الميكروباص كانت رؤى تجلس امامي مباشرة وفي حضنها عمار الذي بدأ هادئ جدا اليوم ..ترى هل يشعر ببعض التوتر كونة اليوم اول يوم له بالحضانة ..لقد اكمل الثلاثة سنوات منذ مايقارب شهر..ورايت انه الحقة بروضة قريبة تملئ الفراغ الذي يعيشة ..وفي نفس الوقت تساعدني على السيطرة على تنظيم وقتي في الايام القادمة ..
_نعم!!
رددت على هاتفي الخليوي بعد سمعت نغمتة المعتادة ورتكلمت بشرود من دون ان انظر الى الرقم بالشاشة ..
_هل انتي بخير؟؟؟!!
ضحكت بمرح لا اعلم لماذا تحشرج حلقي فجأة بعدة ..
_احمم احمم انا بخيررر..
لم يزد شيئا على قولة ذلك فقط صمت للحظات ثم اغلق سماعة الهاتف مودعا ..نظرت الى النافذة وقد هالني موقف شقيقي مني ..الى متى يا فؤاد سوف تشعر بالقلق علي ..هل القليل اللذي تعرفة يحيلك الى كتلة من القلق هكذا..اذا ماذا كنت تفعل وانت تعرف كل مافي جعبتي ..!!
ان ماأحملة هنا في اعماقي لايسرك ابداا يااخي الكبير ..سرحت طويلا ترااا ماذا سيفعل لو علم كل ماحدث معي في ذلك المنزل المشؤوم ..هل كان سيسامح هؤلاء الاثنين على مافعلاة بي من أجرام ..هل سوف تتخلى عن دماثة خلقك يافؤاد لتبدو وحشا كاسرا يحطم كل من فعل بي مايؤذيني ويحيلني الى كتلة متنقلة من الكوابيس والاحلام المزعجة ..ولكن مالفائدة من ذلك الان ..ولماذا افكر في كل هذا وقد بات كل شئ ماضيا سحيقا ..
_أذن فلتعلم ياشقيقي انه على شفة حفرة من الموت ...!!!








MALAK 19-09-15 02:15 AM

رد: راحيل
 


bluemay

اشكرك على مداخلتك ...اهلا بك مرة اخرى ....

wafa hadad

كل الشكر لمرورك وتفاعلك ..واتمنى ان تنال الفصول القادمة على اعجابكم ...


wafa hadad 19-09-15 01:38 PM

رد: راحيل
 
يرافوووووووووووووو ملاك بارت حلو كتيييييييييييير مع أنو غامض ما بعرف شو حصل مع راحيل؟؟؟

بس أكيد القصر وراه قصة مثيرة،بس يا ترى مات زوج راحيل؟؟؟

مستنية القادم على نااااااااااار بس يا ريت تخبرينا ملاك أمتى تنزلي البارتات،و كمان ناديني فوفو أنا مشهور بهالاسم و هلا فيك مرة أخرى و حياك الله

MALAK 20-09-15 08:42 AM

رد: راحيل
 


اهلا بك وفاء الحداد..او فوفو..اشكرك بالفعل جزيل الشكر على تفاعلك..رغم انني ارى تفاعل الاعضاء معدوم ..بالنسبة لموعد البارتات ..حاليا سوف يكون يوم واحد في الاسبوع ...

وهو يوم الجمعة ليلا اي ليلة السبت من كل اسبوع ...وتقبلوو تحياتي ...

ليل الشتاء 20-09-15 07:50 PM

رد: راحيل
 
ما اظن ان زوج راحيل مات واظن انه هيكون ليه ظهور قريبا وممكن
يكون هو بطل الروايه
ملاك صراحه الروايه شدتني واتمني انك تكمليها وتنتظمي في مواعيد التنزيل

MALAK 23-09-15 05:09 PM

رد: راحيل
 
اهلا بك ليل الشتاء..
زوج راحيل سوف يتضح في الفصول القادمة ..ماقصتة ..!!
اشكرك على وضع بصمتك هنا ...


ام ياسر الحربي 29-09-15 04:57 AM

رد: راحيل
 
شكرا لكي ابنتي ملاك

wafa hadad 02-10-15 03:45 PM

رد: راحيل
 
ملاك حبيبتي تأخرتي علينا ان شاء الله المانع خير

MALAK 03-10-15 08:45 PM

رد: راحيل
 
(الفصل الثاني)



وضعت اللابتوب على الطاولة الصغيرة في غرفتي المنفردة ذات التكييف البارد جدا .. هذة عادتي اذ من ضمن الاشياء التي تساعدني على التركيز والراحة النفسية هو اغلاق باب غرفتي علي وتشغيل التكييف على درجة عالية ..حتى وان بدى الجو ربيعا مثل اليوم فأن فصل الصيف قد قارب على الانتهاء...
على الرغم من ان عقلي مشحون باشغال وافكار لاحصر لها حاولت ان استغرق في رؤية بعض تصاميم حفلات الزفاف المنتشرة في النت ..حسنا ..!!لقد مر على التحاقي بعملي الجديد مايقارب العشرة ايام وعلي ان اثبت وجودي وان اتحمل عواقب التحاقي بالعمل في مثل هذا الوقت بالذات ..
وبصراحة تسائلت في داخلي كثيرا كيف ذلك وانا لم اقوم بهذا العمل منذ مايقارب الاربع سنوات ..ترى هل سيكون رهاني مع نفسي خاسرا ..ام ان اصابعي التي كانت تبدع تلك التصاميم التي كانت تبهر الجميع بحرفيتها واتقانها سوف يعود اليها رونقها ..تنهدت بعمق والقيت نظرة خاطفة على عمار المستغرق في النوم على سريري ..مضت مدة غير قصيرة على تركة النوم معي في غرفتي الخاصة ..

جرت عادتة منذ قدومنا الى منزل والدي على النوم مع رؤى كل ليلة تقريبا ...وللحق فقد بدأتها رؤى اذ أصرت على ان ينام عمار معها متعللة بان غرفتها كبيرة وواسعة خاصتا بعد ان تزوجت روان وتركت لها سريرها خاليا ..
تبسمت قليلا وان اتذكر روان مع طفلتها الصغيرة منار مضى خمسة اشهر تقريبا على رؤيتي اياها ..يالها من فتاة مكافحة وطيبة هذة الجميلة !!..على الرغم من شوقها الينا والى والدتي بالذات فأنها لم تتوانى عن مرافقة زوجها الى كندا لاكمال دراستة ..اتمنى بالفعل ان ترجع قريبا !!فالصور لاتكفي لارواء شوقنا اليها ..
نفضت راسي واغمضت عيني وانا اود معاقبة نفسي على استغراقي في افكاري تلك ..فلدي عمل علي انجازة بل واتقانة بشكل كبير ..ارجعت خصلات شعري المتناثرة الى الخلف واخذت احدق مرة اخرى في شاشة اللابتوب واصابعي تتحرك هنا وهناك ..حتى انني افتعلت شدة الحماس واخذت ارسم بعض الاشكال هنا وربما بعض الدوائر هناك على تلك التصاميم الظاهرة امامي ...
والغريب انني رأيت تصميما يشبة كثيرا التصميم الذي ارسلتة زوجة عمي الى والدتي في زواج ابنها ..فتحت عيني قليلا وانا احاول ان اتذكر شكلة بالضبط ..اعتدلت في جلستي واتكأت على السرير الذي كنت اجلس على الارض بجانبة واغمضت عيني عل ذاكرتي تسعفني ..القيت براسي الى الوراء ويبدو انني تحمست قليلا فارتطم بحافة السرير الحادة ..
_ااااخ ...!!!

تحرك عمار قليلا وابتعدت البطانية لتظهر كلتا قدمية الصغيرتين ..تلمست راسي من الخلف وضيقت عيني قليلا فقد شعرت ببعض الالم في مؤخرة راسي ثم نهضت لاعدل البطانية على جسد ابني ..فالبرد شديد هنا وانا اخشى عليه بان تنتاب اضلاعة الرقيقة قشعريرة البرد..
حملتة بين ذراعي وارجعتة مرة اخرى لاعدل وضع رقبتة ثم وضعت البطانية علية بشكل جيد واخذت عيناي تصافح جمال وجهة قليلا ..يالجمالة الملائكي الذي يظهر اكثر وهو نائم ..ان عيناة الواسعتان تبدوان اكثر جمالا وهما مستسلمتان للنوم ..مثل !!!!!؟؟؟
_يااالهي !!!
امسكت راسي وعصرتة بقوة ثم اخذت نفسا طويلا ..حسنا لابأس ليست المرة الاولى التي تخونني فيها ذاكرتي .تحركت بسرعة الى الباب تاركا اياه مفتوحا قليلا ..يجب ان اهرب من افكاري تلك سوف انزل الى الطابق السفلي علني ألملم شتات نفسي عند شاشة التلفاز المركونة في الصالة ...
كان النور خافتا في المكان اخذت اتلفت هنا وهناك يبدو ان والدتي مستغرقة في النوم ..اتجهت الى المطبخ مباشرة فقد شعرت بجفاف في حلقي ولا انكر بان الجوع قد تسلل الى معدتي ..اشعلت نورا واحدا فلا اريد ان الفت الانتباة ..وفتحت الثلاجة علني ارى ضالتي فيما يسد جوعي ..
_راحيل !!
التفت الى الوراء واجلة ليسقط كاس الماء من بين يدي ويتحول الى اشلاء على ارضية المطبخ القاسية ..وضعت يدي على صدري وانا اسمي بالله تكرارا ثم وضعت الفطيرة التي كانت بيدي الاخرى على الصحن لالتفت الى والدتي ..وعلى شفتي ابتسامة محرجة..
_اووه ظننت انك مستغرقة في النوم ..
القت الي نظرة عتاب اعرفها ثم قالت قبل ان تتحرك..
_لااظن انني استطيع الاستغراق في النوم ..
ثم وهي تغلق باب غرفتها القريبة من المطبخ ..
_نظفي المكان ولاتنسي ان تكوني حذرة ..
مددت رقبتي لاتاكد بانها استقرت في غرفتها ثم زفرت براحة فلقد كان الموقف محرجا اذ تخيلت نفسي مثل الذي ضبط متلبسا بجريمة ما ..حككت انفي باحراج وانا انظر الى بقايا الشطيرة على الصحن لقد رأتني اكل بنهم بعد اعتذاري المتكرر عن وجبة الغذاء..
وضعت يدي على خصري وانا انظر الى الزجاج المتناثر تسلل الحزن الى قلبي فجأة وتذكرت موضوع خلافنا ..لقد تكرر نقاشنا مرتين على الاقل في مدى امكانية ذهابي الى زواج ابن عمي والذي انتهى بالرفض القاطع من قبلي ..يالهي لماذا تصر والدتي على تصعيب الامور..

لقد بدى واضحا جدا السبب الذي يجعلها مصرة على ذهابي وبسبب اصرارها ذاك اصررت انا ايضا..فلست لعبة ولا طفلة صغيرة ليقرر احد عني مدى احتياجي الى شخص او شي ما ..فانا بعد هذا العمر الناضح وتلك التجارب القاسية التي مررت بها استطيع اعرف مامدى احتياجي لاي شئ ..
امسكت بالمكنسة اليدوية الطويلة وبدات انظف ارضية المطبخ بحذر فالضوء خافت وانا اشعر بداخلي بغليان يكاد يحرقني ..كل مااريدة ان ترضى بظروفي كما هي ..اريدها ان تفهم بانني سعيدة بينهم وبالتفافهم حولي وان كنت اقضي اوقاتي وحيدة اكثر الاوقات ..اود ان تعرف بان ماينقصني هو الاستقرار وليس ظل رجل ..

وضعت ماتبقى من طعام في الحاوية الصغيرة الموضوعة جانبا وارتشفت قليلا من الماء من كأس اخر ثم اطفأت الانوار لاتوجة فورا الى الطابق العلوي اشعر بانني اريد فجأة الاختباء بين طبقات بطانيتي ..اريد ان اختفي قليلا لاكون لوحدي بعيدا عن ضجيج تلك الافكار الحمقاء..
مررت بسرعة على باب غرفتها في الصالة الصغيرة لارقى اولى درجات السلم الذي توقفت فيها فجأة ..تراجعت الى الخلف لاتجة الى المكتبة الموضوعة في وسط الصالة ..وضعت اصبعي على فمي وانا احاول ان اخمن اين ذلك الشئ ..فتحت الدرج الاول عل الحظ يحالفني ..!!
وضعت ذلك الشئ في جيب سروال بجامتي الحمراء وتسللت بخفة الى الدرج لاصل الةى غرفتي بالسرعة الممكنة ..عندما وصلت الى سريري لا اعلم لماذا تسللت ابتسامة شقية الى شفتي ..مددت يدي الى ذلك الشئ وقد تحولت الابتسامة الى ضحكة خفيفة ..لقدكانت تراقبني اذن!!!!
_حسنا لك ذلك ايتها الحبيبة !!!


في اليوم التالي جلست الى طاولة الفطور كالعادة واجلست عمار الشقي الذي بدأ يعود لى عادتة في المشاكسة ..امسكتة بحزم وانا انظر الية واعطيتة قطعة الخبز المحشوة بالجبن والزيتون ..فما كان منه الا ان رماها على الطاولة ونهض هاربا ..هززت راسي بيأس وانا الملم بقايا الخبز ..
_لاشك ان معلمتة سوف تفكر في الاستقالة قريبا..
علقت رؤى بضحكة كبيرة وهي تنظر الية يخطف هاتفي الخليوي من حقيبتي ليقفز على الكنب ويبدأ في اللعب به باستغراق ..يالهي انه لايهدأ ابدا وقد بدى علية بعض النحف هذة الايام خاصتا بعدما الحقتة بروضة الاطفال ..نهضت باصرار الية وتناولت منه الهاتف بالقوة ثم اعطيتة رؤى ..
لاحملة الى الطاولة عنوة علة يرى فيها بعض مايشتهية ولكن محاولتي الاخرى بائت بالفشل وشعرت بغصة وهو يتجة الى رؤى لمحاولة اخذ الهاتف منها .بينما رؤى تضحك بهستيرية وهي تحاول ان تبعد الهاتف عنة اصطدمت ركبتة بحافة الطاولة ليتراجع متأوها ..

اسرعت الية وحملتة للمرة العاشرة لاضعة في حضني هذة المرة ..ابعدت بنطلون الروضة الرسمي عن ركبتة لاعض شفتي ..فقد انفتح الجرح مرة اخرى وبدى يتلون باللون الاحمر القاني ..ضربتة على يدة وقلت وقلبي يخفق ..
_ارايت ماذا فعلت بنفسك؟؟!!
خبئ راسة بيدة وهو يحاول ان يكتم صوت بكاءة اذ على الرغم من مشاكستة الدائمة فانة يشعر دوما بالاحراج عندما يبكي..رق قلبي قليل وانا اراة ينهض لينزوي هناك وهو يحاول ان يخفي جرح ركبتة ..نهضت لاحضر علبة الاسعافات الاولية من المطبخ ورجعت الية ..
_هات قدمك لانظف الجرح..!!
وللهول المفاجأة عندما رمي تلك العلبة بعيدا ليتناثر كل شئ بداخلها ..حاولت الامساك بة ولكنة اسرع الى الكنبة مرة اخرى ليجلس عليها وعلى عينية نظرة غضب يرسلها الي ..التفت الى رؤى علني ارى حلا لهذا المشاغب الصغير..هزت راسها لتنهض الية وتجلس بجانبة ..
طوقتة بيديها وهي تقرب راسة الى كتفها ولكنة ابى ان يفعل ذلك فدفعها ليبتعد عنها وقد خبئ وجهة خلف يدية وعلى شفتة يتراقص غضب طفولي..ابتسمت رؤى لي ابتسامة واسعة وهي تغمز لي بعينيها لتقترب مرة اخرى الى الصغير..

_هههههههههههههههه...ههه!!!!ههه!!
سمعت ضحكاتة الصغيرة تملئ ارجاء المكان فملئ قلبي راحة كبيرة فلا استطيع ان ارى دمعة قهر في عينية على الرغم من الانهاك الذي اشعر به وهو يتحرك هنا وهناك خاصتا عندما يتعلق الامر بالطعام ..نهضت الية بسرعة وانا افتح ذراعي الية علامة مني على الاعتذار ولكنة انفك بسرعة من بين يدي رؤى وتفادى ذراعي بمهارة ليستقر في حضن والدتي ...
_ههههه انه محتال كبيررر!!!
اشارت الية رؤى وهي تضحك كعادتها على اي موقف منه بينما تحاشى هو حتنى النظر الي وهو يستقر في حضن والدتي ..رأيت ابتسامة حانية بالفعل وهي تمسد ظهر صغيري برفق ثم وهي تخرج شئ من جيبها لتعطية اياه..
_هاك ياصغيري اشتري بها ماتريد!!!

وبخطوة تكتيكية ماهرة لا تصدر الا من شخص له خبرة بالتربية على مدى اجيال مثل والدتي بدأت في اعطاءة نفس الطعام الذي اعطيتة اياه من قبل ..ولدهشتي الكبيرة بدأ يأكل من يديها بهدوء وهو يمسك بورقة النقود التي اعطتها اياه ..ياله من طفل مشاكس وعنيد..انه لايفعل اي شئ الا بالمقابل سوف اتعب معة كثيرا مستقبلا ..
شاركت شقيقتي الضحك وانا اعود الى طاولة الطعام مستسلمة الى ما آل الية الوضع وبدأت اكل بنهم قليلا فانا اشعر بالجوع الشديد..فحتى الفطيرة التي بدأت التهما في الخفاء ليلة البارحة كشفتني بها والدتي ..لذلك لم انتبة الى كأس الحليب الذي اكنب على تنورتي وانا امد يدي لتناول قطعة خبز اخرى ..
سارعت بعدها والدتي بتذكيري انني دائمة العجلة ..
وان الشرود يتملكني احيانا حتى ان الاشياء تنسل مني يدي من دون ان اعلم ..ثم ختمتها بحادثة البارحة وانا اتمنى ان لاتذكر كل التفاصيل وتضيف اليها من ارائها التهكمية ..هربت من سلسلة تعليقاتها وذهبت لتبديل تنورتي السوداء باخرى ..والغريب أنني تبسمت قليلا وانا اتذكر جملتها وانا اصعدالى غرفتي..
_موعد الزواج بعد اسبوع...!!!


في مقر عملي جلست الى مكتبي الموضوع بالقرب من الباب والمخصص لي في غرفة مشتركة مع الاخت امال من أوائل المصممات الملتحقات بالمركز ..في الواقع لقد كان مقررا ان اشاركها نفس المكتب لانها شوف تشرف على عملي وتصاميمي ..اذ على الرغم من كوني مصممة سابقة الا انها الاقدم بالفعل اذ ان لها في المجال مايقارب الاثني عشرة عاما..
كنت اتناقش معها بحماس انتابني بصدق وانا استمع اولا اليها والى معلوماتها الاثرائية في مجال التصميم..انها امرأة بارعة بالفعل وبعيدا عن مجال العمل فانها شخص يفرض احترامة بكل عفوية..
_حسنا عليك ان تبدأي في التصميم لارى مدى مهارتك..!!
نظرت الى شاشة الكمبيوتر وانا اتكلم معها ببعض التردد..
_اعلمين كنت موضوعا اخر للتصميم !!
اشارت بقلمها الازرق الذي في يدها الى الشاشة ..
_انا ارى العكس ..!!
وضعت يدي على ذقني وغلني التفكير ..
_وددت لو بدأت بتصميم بنر لشركة ما او حتى بطاقة لجماعة ..!!
هزت راسها بتفهم ..
_تقصدين تصميم اعلاني !!
تناولت بعض التصاميم التي حصلت عليها من النت وهممت بأن اريها اياها ..لولا ان سمعنا هاتفا خليويا ترتفع نغمة الاتصال الخاصة ..التفتت الى الوراء بسرعة والتقطت حقيبتها لتحدق في شاشة جوالها قليلا ..ثم أستاذنت لتخرج في البهو الخارجي الطويل ..رفعت عيني وانا ارى ملامح وجهها تتغير قليلا ولكنني لم انبس بننت شفة ..
وتشاغلت بعدها قليلا بالقلم الذي نسيتة على سطح مكتبي وانا اسمع خطوات كعبها العالي عبر الممر ..ثم حاولت ان اضع بضع من لمساتي على تصميم دعائي لاحدى التاجرات الصغيرات قد بدأت قريبا جدا من افتتاح مشروعها ..
للحق فلم تكن تلك المهمة رسمية بل ان ذلك التصميم كان من اختصاص الاخت امال ولكنني اردت ان اختبر نفسي قليلا واخربش بعض الوقت الى ان تعود هي من الخارج..امسكت بقلمها الذهبي واخذت ادون ملاحظاتي وافكاري وليدة اللحظة كي لاتطير فلا اعود ارى لها اثرا ..

وصلت الى اخر نقطة علي تدوينها فوجدت نفسي احاول تذكرها بتركيز ..ضربت بيدي على السطح الخشبي ثم رفعت اصابعي الى مستوى وجهي وبيدي القلم وانا احركة..ولفت انتباهي توقيع جميل علية اذ كان مكتوبا بخط مزخرف حرفين داخل قلب ..(j_A)..
تبسمت قليلا وبكل عفوية ومن دون ان اقصد حانت مني التفاتة ورأيتها عبر نافذة المكتب وهي ترفع خصلات شعرها بعصبية غريبة عليها وتحرك يدها بتوتر..ابعدت ناظري بسرعة لأتجة الى حاسوبي الخاص اذ ليس من حقي ان اراقبها وهي في هذا الوضع او غيرة ..!!
فتحت الملف الموضوع على سطح المكتب بعنوان خرابيش ..واخذت انقل تصاميمي الافتراضية لاضعها فية ..مضى على هذا مايقارب الثلث ساعة او اكثر قليلا عندما تفاجأت بدخولها السريع الى المكتب ..مضت الى مقعدها حتى من دون ان تنظر الى او تلقي بكلمة ما ..
_مارأيك بهذا !!؟؟؟؟
لم تلقي بالا الى حديثي معها والادهى بانها امسكت بحقيبتها على عجالة وارتدت عبائتها وغطاء راسها بشكل مهمل لتتصل باحد ما وهي تتجاوز باب المكتب ..رفعت حاجبي باندهاش ان انقلب حالها بشكل مفاجئ بعد ذلك الاتصال ..مهلا !!!لقد رأيت على عينيها شبة دمعة تكاد تسقط ..نهضت ببطء ووقفت بجانب الباب المفتوح وانا اضم ذراعي الى صدري ..ترى مالذي جعلها حزينة ومتوترة الى هذا الحد..على الرغم من انني لا احبذ التدخل في شؤون احد..ولكنني شعرت ببعض الانقباض والقلق ..!!!



MALAK 03-10-15 08:58 PM

رد: راحيل
 
هذا هو الفصل الثاني ..للحق فقد كتبتة منذ ايام ولكن ظروف سفري حالت دون ان اضعة هنا ..اشكر كل من وضع بصمتة ..وقراءة ممتعة ..

wafa hadad 03-10-15 09:27 PM

رد: راحيل
 
شكرًا ملاك جاري القراءة حبيبتي

wafa hadad 03-10-15 10:49 PM

رد: راحيل
 
واو بارت تحفة شكرًا حبيبتي ملاك لكن لايزال الغموض يحوم حول راحيل، عجبتني تربية راحيل لابنها عمار و أضحكتني مشاسكته لها خاصة في محال الأكل، هههههههه، و تبقى حكمة الأم المساند الاول لابنتها،لكن السؤال المحير اين زوج راحيل؟؟؟انا متشوقة لمعرفة ماضي راحيل الذي لا يبشر بالخير، فانا اعتقد ان راحيل كانت متزوجة برجل غني و ممكن أهله رفضوها و لهذا هربت اكن انا متأكدة ان أهل زوجها لا يعلمون بشان عمار، عمل راحيل ممتع جداً فانا من محبات الموضة لكن يبقى الغموض يلف حياة راحيل فمن جهة هي لا تريد الزواج و أمها تريد تزويجها؟ هناك سر لم استطع افتكاك طلاميصه، أحييك ملاك على هذه الرواية الرائعة حقاً و انا متشوقة للقادم، حبيبتي ملاك انت حبابة و إحنا نستاهل الأسبوع الفارط مانزلتي بارت نحنا مستنيين بارت عيدية العيد،فيس طماع.

wafa hadad 10-10-15 04:10 PM

رد: راحيل
 
حبيبتي ملاك وينك؟؟؟عسى المانع خير ان شاء الله، اشتقت لراحيل

wafa hadad 11-10-15 05:47 PM

رد: راحيل
 
حبيبتي ملاك تاخرتي عليا، ان شاء الله يكون المانع خير

MALAK 12-10-15 08:06 AM

رد: راحيل
 


(الفصل الثالث)







وضعت يدي على ذقني واشغلت نفسي بالنظر الى الاطفال يلعبون هنا وهناك في الالعاب المخصصة لهم داخل المجمع التجاري عل الوقت يمضي ..كانو يلعبون و يلهون هنا هناك بمرح يشاركهم عمار الصغير وهيئ لي بانة اكثرهم ازعاجا وحماسا ..رأيتة يقفز بسعادة مع مجموعة من الاطفال في بيت الكور الكبير وهو يضحك مشاركا طفلة كانت تمسك بيدة ..يالة من طفل نشيط الحركة بالفعل فحينما يكون في مثل هذة الاماكن لا يتمالك نفسة من اللعب المتواصل حتى انه لم يستمع الى ندائاتي ابدا وانا ادعوة الى الخروج ..
نهضت واقتربت من مكانة الذي يتحرك فية بنشاط ومددت يدي الى يدة لعلني اصل الية ولكنة غافلني وابتعد بسرعة الى لعبة اخرى ..قطبت حاجبي فلست استطيع ان انهرة هنا وانا في هذا المكان المزدحم بالناس ..كتمت غيظي ووقفت قليلا انتظر ان يلتفت الي ولكن دون فائدة ..ضربت جبهتي بخفة وقد تسلل العرق اليها من خلال النقاب ..اشعر برغبة في العودة للمنزل ولكن كيف لي ذلك وذلك المشاكس لا يستمع الي ..

امسكت بهاتفي الخليوي وهممت ان اتصل على رؤى لاستعجلها ولكنني سمعت صرخاتة من خلف الالعاب هنالك جفلت كثيرا ولكنة ظهر امامي فجأة وهو يضحك ..
ناديتة للمرة الاخيرة وكالعادة تجاهل ندائي فنظرت الى ساعتي مرة اخرى وقد بدوت متمللة الى حد كبير وضيقة الصدر بعض الشئ فلقد تركتني رؤى متعللة بأنها تريد ان تجرب اللون الاخر من نفس الفستان الذي اشترتة لزواج ابن عمي ..كم هي مترددة وصعبة الاختيار لقد كنت اشعر بانني امام مهمة صعبة عندما اتيت معها برفقة ابو محمد فؤاد شقيقنا الاكبر ..

عدت الى مكاني واصطدمت قدمي بالكيس الموضوع على الارض فظهر قليلا من طرف الفستان ..ان ذلك الزواج سوف يتم بعد يومين ..اي يوم الاربعاء القادم ..تحسست الكيس ببطء لست مقتنعة كثيرا بهذا الفستان ولكنني لا احب ان اتردد كثيرا في شراء شئ ما ..اخرجت قليلا من طرف الفستان البنفسجي الشيفون اللامع ووضعتة على كفي لارى مرة اخرى ان كان يناسب لون بشرتي السمراء ..في الواقع لم احبة كثيرا على بشرتي فلم اتعود اصلا ان ارتدي هذا اللون الكاتم قليلا من الالوان ..فبشرتي لايناسبها ويظهر جمالها الا الالوان الفاتحة ..
بيد انني ايضا شعرت بكثير من التعب وانا ادخل المحل العاشر في هذا المجمع الكبير ..فرؤى لاتستطيع تمالك نفسها من رؤية تلك الاشياء التي اراها عادية وغير ملفتة للنظر ..انها تعشق الموضة وتتفنن في اختيار كل مايمت اليها بصلة ..
_مارأيك بهذا الحذاء الذهبي انه يناسب فستانك ..
اشحت بوجهي وانا اراقب عمار ممسكا بيد خالة..
_لا احتاج لدي مايناسب الفستان ..
تحركت الى الجهة الاخرى من المحل لتختار حذاء خفيفا كانت قد اعجبت بة عند دخولها المحل ..يالهي انها لاتمل ابدا على الرغم من انها اختارت جميع ماتحتاجة الى تلك الحفلة ..ولكن طاقتها الكبيرة خاصتا في هذة الاماكن لاتزال مشتعلة ومتوهجة..اقتربت من فؤاد الذي كان يحمل عمار بين يدية مداعبا اياه ..
_سوف اذهب بعمار الى محل الالعاب ذاك ..!!
امسكت عمار من يدة وتحركت خارجا لم استطع البقاء اكثر هناك فقد تسلل الى نفسي الاكتئاب وانا ارى تلك الفساتين المعروضة بشتى الاشكال والالوان ..يكفي انني من الداخل تعتمل في رغبة بان اترك كل شئ واعلن رفضي مرة اخرى للذهاب ..لولا يقيني بان موشح والدتي الطويل سوف يبدأ من دون نهاية لفعلت ذلك ..

انتشلني ظهور صغيري فجأة أمامي ..ادخلت الفستان بسرعة الى الكيس وزفرت وانا اتناول كأس عصير البرتقال امامي الذي كاد ان يسقط بعدما حركة عمار قليلا وهو يشرب كأس عصير الرمان الذي يفضلة كثيرا ..اين انت يافؤاد فلقد ضقت ذرعا بسبب مكوثي الطويل وحيدة هنا ..والان بدى يتسلل الي بعض التوتر ليتني استطيع الاعتذار عن الذهاب الى هذا الزواج برمتة فلست احبذ ابدا في الاونة الاخيرة الذهاب الى اماكن مزعجة ومملوءة بالاشخاص ..وللحق فان ذلك الشعور يزعجني اكثر مما يزعج من حولي ولكن لا حيلة لدي في ذلك ..
_اااااخ...!!!!
تراجعت على الكرسي الذي اجلس علية وانا اسمع رؤى تجلس بجانبي وتزفر بصوت عاليا وهي تحرك نقابها وتغمض عينيها ..القيت اليها بنظرة مستخفة من طرف عيني وانشغلت بالمراقبة من دون اي ردة فعل حقيقية مني ..ففي صدري الكثير من الكلام الاقرب الى التهزئ والاستنكار ..فلقد تأخرت علي كثيرا مايقارب الساعتين وانا انظر الى ساعتي وحيدة انتظر الفرج..وضعت الاكياس الثلاثة على الطاولة وامسكت انا بكأسي كي لا يسقط من على الطاولة ..ووضعته على قدمي لان اكياسها الكثيرة لم تترك مجالا لاي شئ اخر..
_لقد سقطت فردة حذائك..!!
اشرت الى الحذاء الاسود االلامع الواقع بجانب قدمي وركلتة قريبا منها لكي تتناولة ..لكنها لم تصدر اي حركة وهي لاتزال تتنفس بصوت عاليا قليلا ..وتهمهم ببضع كلمات لا افهما ..حركت كتفي واشحت عنها مصممة على عدم خوض حديث عقيم معها ..وبحركة مفاجأة منها تناولت مني العصير لترتشفة كلة من وراء نقابها ..!!!
_ايتها المفجوعة ..!!
ضحكت بعد ان سمعت توبيخي ..
_ان الجو قاتل ياشقيقتي ..!!
أتكات على الطاولة وصوبت اليها سبابتي ..
_انه ذنبك ..!!يافاشنيستا زمانك !!
ثم وباستنكار لم استطع اخفاءة..
_الا تشبعييين من التسوق !!!
همت بان تتناول كأس عمار ايضا متجاهلة كلامي ..
_انه لطفلي يامفجوعة..!!
وضعت يدها على وجهها ممثلة انني جرحت مشاعرها ..
_يالك من شقيقة قاسية !!
ثم وبرجاء جعلني استغرب من تحولها ..
_ارجووك اشعر بالعطش !!
رق قلبي لها وانا اسمع صوت كحتها ..
_خذي ولكن لاتشربية كلة ..
شربتة دفعة واحدة ثم قلت بارتيااح..
_ياالهي لقد جف حلقي بالفعل ..!!!
وضعت يدي علتى جبهتي ..
_يااالهي انني لا اصدق!!
ثم وبلهجة ساخرة على الرغممن غيظي ..
_الا تريدين ان نشتري لك المزيد ..!!
اشاحت بيدها وهي تعتدل ..
_اشكرك بالفعل فقد ذهب فؤاد لاحضار بعض العصائر والفطائر ..
وبكل براءة ..
_ماقصرتي !!!
ومسدت معدتها طويلا قائلة ..
_اشعر بالجوع !!!
هززت راسي بيأس ..
_لافائدة منك ابدااا!!!
قطع محادثتنا صوت هاتفي الخليوي رفعته الى ناظري لارى الساعة اذ سمعت صوت الاذان يرتفع منه من برنامج الاذان الذي وضعتة ..!!
_انه الاذان ..!!
نهضت لاعدل عبائتي ونقابي وحانت مني التفاتة الى الجانب الاخر من الالعاب وانا اقول شيئا ما لرؤى ولكن الحروف فجأة توقفت على شفتي المرتجفة بشدة عندما رأيت ذلك الشئ ..
امسكت بطرف الطاولة ودقات قلبي تلقائيا قد بدأت بالتسارع ..انه يقف على مقربة منا بالفعل انني اراة يتحرك واسمع صوتة ..!!
ليس كل ذلك خيالا او كابوسا ..انه وياللهول حقيقة مادية تقبع هناك على الجانب الاخر ..سمعت ضحكتة تتعالى وهو يمسك بطفلة مااا ..كدت ان استفرغ مابداخلي كلة وانا اسمع ضحكتة المقززة تصل الى مسامعي ..نعم انه هو انتابتني حالة من الذهول اخرستني وجعلتني كأنني صنم جامد ليس بة حياة ..!!
فقط كانت ثمةحرقة في عيني ولهاث في صدري جعلني اختنق اختنق اختنق الى درجة الموت ..وضعت يدي على فمي ودموع حارة بدأت تتسلل الى جفوني ..لم اشعر بكل من حولي بعدها فقد عاودت النظر الية لارى مكانة خاليا فتحت عيني بقوة وانا ابحث هنا وهناك ...كنت كمن رأى شبحا مخيفا اتلفت يمنة ويسرى ..!!استندت على كتف رؤى وبدورها ضمتني الى احضانها وهي تراني بهذة الحالة المزرية سمعتها تردد بخووف قبل اعن اغيب تماما عن الوعي !!..


_راااحييل ..!!!



لست ادري كم من الوقت مضى وشقيقي فؤاد ايقاضي من حالة الاغماء التي انتابتني فجأة ومن دون سابق انذار ..بالنسبة لهم على الاقل !!!!كان يضرب خذي المبلول بالماء الذي رشة على وجهي وهو يركز النظر الي علني استفيق ..حاوطني بذراعية بسرعة عندما سمع همهماتي الضعيفة الذي اطلقتها حين استيقاظي ..
في الحقيقة لم استوعب اي شئ بادئ الامر فقط كنت اوزع نظرات تائهة غريبة عليهم زادت من خوفهم علي ..وضعي كمن كان تائها في ملكوت عالم واسع غريب لايمت الى هذة الارض بصلة ..في داخلي وحشة هائلة كبيرة كنت اخفيها طويلا في زوايا صدري المتعب ..باتت تظهر الان وفي هذة اللحظات وكأنها تخنقني !!
حتى انني شعرت بحلقي يضيق والهواء يتناقص من حولي مما دفعني الى السعال عدة مرات ..اشار فؤاد الى رؤى لاخذ ابني في الكرسي الامامي لانة شعر بانني اكاد افقد قدرتي على التنفس ..فتح باب السيارة ليسمح للهواء البارد نوعا ما في الخارج ان يدخل ..ثم اعتدل هو ليعينني على امالة راسي جيدا لكي يتسنى لي التنفس بشكل اكثر راحة ..
اغمضت عيني للحظات وانا اشهق للحصول على هواء ..
بالم حاولت ان اعدل نفسي على كرسي السيارة المخمل وانا اضع يدي على راسي ..ولكني تأوهت بصوت اعلى وانا اشعر بالم ينتاب ذراعي اليسرى كلها فاعدتها الى حيث كانت ..هم عمار بان يمسك يدي مرة اخرى من الامام الا ان فؤاد حاول منعة ..فانهار وبكى هو ايضا ..
_دعة يافؤاد لابأس !!!!
تمتمت بكلمات ضعيفة الى فؤاد ووضعت كفي على ذراعة ..سمح له بان يمد يدة فقط من دون ان يقترب الي شعرت باصابعة الصغيرة الباردة تتلمس كفي ..القيت نظرة ناعسة تعبة علية وابتسمت تلقائيا عندما رايت صفحة وجهة تطالعني ..!!فترك حضن خالتة ليرتمي في حضني غير عابئ بتحذيرات خالة القلقة ..

_حبيبتي راحيل هل انتي بخير ..

كانت رؤى تمد يدها لتضعها على ركبتي وتسالني بقلق ..ليتني اعرف ماذا حل بي ياشقيقتي كل الذي اعرفة بانني سقطت فجأة على ارض صالة الالعاب الذي كنا فية مع عمار ..عندما!!!
نكست راسي لتتلاقى عيني بعيني صغيري عيني لأراهما تفيضان دموعا تتلاحق بسرعة على خذية الناعمين ..!!!
_راحيل هل استقفتي تماما !!؟؟
رفعت راسي الى شقيقي وشعرت بة يربت على كتفي بلطف وكأنة يقول لي لاشئ مخيف بعد الان ..ترى هل بدوت امامك طفلة خائفة !!..على الرغم مني تسللت الدموع الى عيني مرة اخرى وبدأت اشهق بتعب وانا اضع يدي على فمي !!
كنت احاول فقط ان اكبح سيل الدموع الذي انهار كالسيل الذي لايمكن ايقافة !!بدوت من الداخل خجولة جدا من نفسي وهم يحيطونني بهذا الخوف وكأنني شخص تائه لايعرف طريقة ..املت براسي الى الخلف وذاكرتي المنهكة تعود بي بالوراء الى ايام ضبابية قاسية قد مضت ..!!!
يالهي ان شهقاتي تتعالى بسرعة جنونية بدل ان تخفت وتنضب لا أستطيع السيطرة على نفسي الجانحة ودموعي المتمردة ..وكأنني متابع لفلم رعب لايستطيع الا ان يتفاعل معة او يشاركة بعض احداثة المريعة ..!!!الغرفة المظلمة !!الحركة المتخفية هنا وهناك ..!!ثم !!!؟؟؟
_لست المذنبة ابدااا !!؟؟


مر يومان كنت اشعر بتعب بين الحين والاخر في جسدي يجعلني اقضي معظم وقتي على الفراش ..ازداد الم يدي التي اصيبت بالرض الخفيف حتى مع وضع الكمادات الدافئة عليها ومع ذلك ولم اكلف نفسي عناء الذهاب الى الطبيب لفحصها او اخذ علاج مناسب ..
فأنا بطبعي انفر كثيرا من اروقة المستشفى واكرة رائحة المطهرات القوية فيها فأنها تشعرني بالغثيان ..لذلك اكتفيت بالعلاج المنزلي لها والذي كان يخفف قليلا الالم في بعض الاوقات وبعضها كان يزداد بلا هوادة ..!!فلااجد مفرا من الهرب منه الا النوم المتقطع ..
على الجانب الاخر بت كعادتي الاخيرة والذي مالبثت ان غادرتها حتى رجعت اليها ..اكثر انطواء ووحدانية خاصتا بعد الذي فعلتة في المجمع التجاري ..فلا زال الخجل يراودني ويجعلني اتلاشى في ملابسي كلما حضر فؤاد لرؤيتنا في اليومين السابقين ..كنت ارى كلاما كثيرا في عينية عندما تسقط نظراتي علية فجأة ..فأهم بالاختباء خلف باب غرفتي الموصدة ..
كم تمنيت ان لا يجلدني بتلك النظرات المتسائلة التائهة فلست اقوى على مجابهتها ولا الأجابة عليها ..عليك ان تكف عن فضولك القاسي ياأخي فلست املك جوابا شافيا يروي عطش حيرتك وحيرة من حولي ..!!كل ماعرفة ان رؤية ذلك ال!!!(الشخص) !!!قد احدثت فجوة سوداء كنت قد ردمتها منذ زمن !!؟؟


في مقر عملي كنت قد جلست على مكتبي للتو واضعة حقيبتي البنية على طرف المكتب وانا اقلب في بعض الاوراق الموضوعة امامي ..لقد حضرت بوقت مبكر على الرغم من كون نومي كان متقطعا وتتخللة بعض الاحلام الغريبة والكوابيس !!لم اجد فائدة من المكوث على الفراش ..فهربت منه الى مكتبي ...!!!
رفعت خصلات من شعري المشوشة قليلا الى الوراء فلقد ضايقني وجودها امام عيني ..ليتني اهتممت قليلا بتصفيف شعري جيدا هذا اليوم ..ولكن على غير عادتي فقد رفعت شعري الاسود الطويل باهمال بمشبك اسود وتركت تلك الخصلات تتمرد قليلا من دون اهتمام مني ..
ان مزاجي اليوم يخلو من اي بادرة حماس على عكس شقيقاتي ندى ورؤى اللتان جهزتا كل شئ يحتاجانه اليوم للصالون !!نعم فلقد حضرت ندى مع اطفالها من احدى المدن التي كانت ترافق فيها زوجها الذي يعمل هناك ..والتي تقع في الجهة الغربية من المملكة لحضور حفل الزفاف ذاك ..!!
اتمنى ان تكون رؤى قد جهزت اغراضي مع اغراضها فليست لدي الرغبة في ترتيب اي شئ حتى انني اتمنى ان ادع ذلك الفستان البنفسجي الثقيل لأرتدي اي شئ امامي ..الاهم ان يكون خفيفا ومريح فلست بحاجة الى ثقل اكبر بالاضافة الى ثقل يدي ..!!
كنت انظر الى هاتفي بين الحين والاخر وفي داخلي رغبة بأن اتصل اليها واحدثها بأن تخرج معها لي اي فستان ماعد ذاك ..تراا هل ارتدي الفستانى الصيفي الازرق الذي اشتريتة في العيد السابق لم ارتدية الا مرة واحدة فقط!!وهل سيعجب ذلك والدتي المتشددة جدا في هذا الموضوع ..
تراجعت بسرعة عندما تذكرت نظرات الاعجاب منها على ذلك الفستان والتي قوبلت بالبرود والامبلاة مني على حد قولها ..حركت يدي ببطء لازال الالم يرافقني اينما حللت ..وضعت كفي الاخرى عليها ومسدتها قليلا انني اشعر بوجع يكفي بحيث يزاحم اي شعور اخر!!..
_الم تحضر بعد؟؟
قطبت حاجبي ونظرت اليها ..
_؟؟؟
أشارت الى المكتب الخالي ..
_لقد تأخرت !!
اغمضت عيني بتعب ..
_ربما لديها مايشغلها..!!
تركت ملفا ما على طاولتها ورفعت يدها لي ملوحة ثم خرجت من المكتب تاركة اياي مع الهدوء السائد في اجواء المكان ..!!يبدو بالفعل وكأن شيئا ينقصة هنا ولايحل هذا النقص ولايسدة الا تلك الغائبة ..!!تراا لماذا بات التأخير عادة دخيلة عليها ..منذ ذلك اليوم الذي وردتها فية المحادثة وحالها قد تغير فباتت على الرغم من محاولاتها الدؤوبة في التركيز في عملها تعتليها نبرة شرود وحيرة ..ليتها كانت موجودة هنا لأضافت بعض الحماس والحيوية فلست اشعر برغبة في العمل اليوم ابدااا..!!
مع العلم ان لدي تصميمين لمناسبتين متقاربتين علي تسليمهما بعد مايقارب الاربعة ايام ..اوووه يالهذا التعب اكاد اغاق عيني من أثر النعاس الذي راودني فجأة بعد نسمات الهواء المعتدلة البرودة التي تأتي من النافذة ..ان الشتاء بات على الابواب تاركا للصيف المشتعل فرصة للراحة ..!!
نهضت من على المكتب لاتجة الى النافذة المطلة على الحديقة الصغيرة في الخارج ..لفحتني نسمات الهواء والتي كانت تحمل تأثيرا مخذرا بالفعل ..اشعرني منظر النباتات الصغيرة المتراقصة ببعض الراحة ..تكتفت على الرغم من التعب والالم وتجاهلت تلك النغزات في يدي تاركة لوشاحي الاسود الذي يعتلي رقبتي بأن تتراقص اطرافة مع تراقص الهواء ..!!
_راحيل ؟؟!!
التفت الى الوراء جافلة ..
_نعم !!؟؟
السيدة امال بابتسامة باهتة..
_الا تخشين ان تصيبك تلك النسمات بالبرد؟؟
ضحكت ببطء ..
_كلا انها منعشة !!
بدورها اجابتني بضحكة باهتة وجلست على مكتبها ..
_لقد احضرتة اذن؟؟
نظرت الى الملف الموضوع للتو..
_نعم لقد احضرتة للتو؟؟
وجهت كلامها الي مرة اخرى ..
_هل انهيت التصاميم اريد ان أراها ..
تلعثمت قليلا واعتدلت في وقفتي..
_ليس بعد!!!
اشارت الى مكتبي ..
_انهيها رجاء اريد ان اسلمها !!؟؟
لم اتحرك من مكاني والتفت مرة أخرى الى الحديقة..
_ليست لدي رغبة !!
أتاني صوتها متفاجأ من الخلف ..
_نعمممم !!!
كانت تلك الكلمات المترددة على شفتي ولكن !!!
_ان هاتفك يرن !!!






MALAK 12-10-15 08:14 AM

رد: راحيل
 


أهلا بك وفاء الحداد ..اشكرك على متابعتك وتشجيعك ..على الرغم من عدم وجود قراء تقريبا الا انتي ولكنني احاول ان اخذ من وقتي المزدحم جدااا ..بعض الوقت لاكتب الفصول بشكل متقطع ..لا اخفيك ادي رغبة كبيرة بأتمام الرواية ولدي الكثير من الافكار اريد تدوينها ..ولكن كوني زوجة وام ..بالاضافة الى انعداام المتابعين يضع هنالك بعض الصعوبات في طريقي ...على العموم ..ربما كان توقيت نزول الراوية في بداية العام الدراسي مخاطرة ..ههه فلدي ابنين في مرحلتين دراسيتين مختلفتين ..ولك ان تدركي مدى انشغالي..
الخلاصة أنني مصممة على أتمام روايتي الى النهاية..حتى وان كان من يتابعها شخص واحد..لإانا في النهاية اكتبها لنفسي ولاظهار بعض افكاري ولاطلاق العنان لخيالي ..!!
لذلك شكرااا جزيلااا لمتابعتك وكوني بالقرب ...

bluemay 12-10-15 10:05 AM

رد: راحيل
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اعتذر عن تأخري بالتعليق ...

بصراحة اسلوبك مبهر ومثير ... أحببت راحيل وأحببت وصفك العميق لمشاعر الضياع والتشتت التي تجتاحها .

هل تعرضت لسوء المعاملة من زوجها ؟!! ومن اﻵخر ؟! هل هو والده ام شقيقه ام ربما ابنه ؟!

فؤاد نعم العون والسند لراحيل ..

رؤى احببتها هذه الشقية المشاكسة ..

والدة راحيل معذورة فهي لا تريد ان تراها تدفن في الحياة ، وليس طلاقها نهاية الدنيا .


رائعة يا ملاك ..

ارجوك واصلي ابداعك .. وفقك الله عزيزتي ..

لك مني خالص ودي

○° الله أغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانتيته وسره .°○

MALAK 12-10-15 11:45 AM

رد: راحيل
 
الفصل الرابع)..



في الصالة الملكية الكبيرة التي يقام فيها الزواج كنت اجلس على احد المقاعد الفخمة برفقة شقيقاتي بالاضافة الى أبنة عمي التي جلست معنا للتو !! ..كان المكان أسطوريا بالفعل بنقوشاتة الضخمة وثرياتة الكرستالية اللامعة بقوة ..بالاضافة الى الاضواء الخافتة الصفراء التي كانت تنتشر بكل مكان فتجعلك تشعر انك في جو خيالي ..
نقرت على الطاولة المغطاة بمفرش مخملي احمر علية نقوشات ذهبية في الوسط وعلى الاطراف ..اخذت ارسم بيدي على تلك الوردة الذهبية المرسومة بدقة وأملت فمي قليلا بعدم رضا .. لا انكر ان المكان فخم ورائع التصميم بدرجة عالية ..ولكن ذلك لم يشعرني بالراحة كثيرا خاصتا وانا ارتدي ذلك الفستان الذي كرهتة بالفعل منذ ان اشتريتة ..بالاضافة الى أتصال شقيقي فؤاد ظهر هذا اليوم وأنا في العمل ..أستغربت اتصالة للحق ؟؟!! ولكنة برر ذلك بأنة غير مرتبط اليوم ويريد توصيلي مع شقيقاتي الى الصالون ..أممممم..وكما كان حدسي فقد القى علي ذلك السؤال المتوقع قبل ان اترجل من سيارتة ..
_ماذا رأيت في المجمع التجاري ؟؟!!
تنهدت بعدم راحة ووضعت يدي على ذقني وأنا انظر مرة اخرى الى هاتفي وكأنني ارى فؤاد يبرز من شاشتة ..لن اجيبك ياخي ؟؟!! فلقد عاهدت نفسي ان انسى كل شئ وسوف افعل ..!!واغمائي ذاك لم يكن الا لحظة انهيار وضعف قد ذهبت لحالها ؟؟!!
القيت نظرة على والدتي القريبة منا وهي تحادث احدى جاراتها القديمات التي لم ترها منذ ان تركنا منزلنا القديم ..من يراها الان وهي مسرورة القلب منشرحة الفؤاد لايراها قبل ساعة في منزلنا عندما سمعتني انطق بتلك الكلمات ..
القيت بنظرة اخرى الى جيب فستاني المطعم بالكرستال الناعم الممزوج بين لونين البنفسجي والذهبي ..عدلت جيبة وبعدها تلفت بسرعة يمينا وشمالا فقد شددتة بقوة لدرجة انني شعرت بأن كمة القصير قد انتزع قليلا ..مسحت بيدي على ذراعي تبا لابد انني خدشت نفسي !!

_راحيل ؟؟
تناولت علبة الماء الصغيرة فقد شعرت بالعطش ..
_نعم ..
سارة بحيرة تتلفت هنا وهناك ..
_اين رؤى؟؟
قلت وأنا للتو انتبة لمكانها الشاغر..
_لا اعلم لابد انها سوف تعود قريبا ..
وضعت تلك يدها على ذقنها بملل..
_يالها من حمقاء لم ارها منذ مدة طويلة ..
ضحكت ضحكة قصيرة ..
_لا تعرفينها لاتستطيع البقاء في مكان واحد..
ثم حركت يدي بلامبالاة..
_لاعليك سوف تأتي !!
أجابتني ندى وهي تحمل طفلتها المشاغبة ..
_وانتي ؟؟؟
استندت على الطاولة ..
_أنا ؟؟ أنني هنا !!!
ندى وهي تفلت أبنتها لتختبئ تحت الطاولة ..
_اشك في ذلك؟؟!!
القيت بنظرة سريعة عليها ..
_بدأنا ؟؟!!!
قالت وهي تحاول ان تصل يدها الى أبنتها ..
_ليس كلامي أنا انه واقعك..
ثم القت نظرة على سارة لتؤيدها ..
_اليس كذلك؟؟!!
ضحكت سارة بأحراج ..
_حسنا ربما تكون مشغولة بشئ ما ..!!
ثم غمزت لندى التي ابتسمت براحة ..
_حقااااا؟؟!!
و ربتت على كتفي ..
_اتمنى لك التوفييق ؟؟؟!!
فتحت عيني بأستنكار وانا اقول بغضب..
_ماذا هناك..لا اعلم شيئا مما تقولان؟؟!!
امسكت سارة بيدي قائلة براحة..
_لقد علمت من رؤى ان هناك أمراة تطلبك لابنها ..!!
ثم وهي توجة الكلام لندى..
_الا تعلمين حتى أنها هنا من الحاضرات !!!
كنت سانفجر فيها لولا حضور رؤى العاصف..
_سارة هيا تعالي معي !!
سحبت سارة يدها منها برعونة..
_الى اين ؟؟ واين كنتي ؟؟
اشارت رؤى بحماس الى الكوشة المملوء بالحاضرات واغلبهن من الشابات ..
_اريد أن ارقص قليلا هيا فلتشاركيني ..
راقت الفكرة للحمقاء الاخرى فنهضت قائلة ..
_وااوحماس هيا ؟؟!!
امسكت بذراع رؤى بقوة قبل ان تتحرك ..
_تعااالي هنااااا ؟؟؟؟
ويبدو انها قد شعرت بما يعتمل داخلي ..افلتت يدها بسرعة مرتبكة لتمسك بسارة وهي تحادثها بخفوت وهما تبتعدان ..لابد انهما تتناقشان في مدى حمق كلامهم الغبي ..هززت رأسي بانزعاج واخذت علبة الماء مرة اخرى لالقيها كلها في جوفي وانا ازفر بغضب ..اذا هذا ماكانت امي تتوق اليه ..خطبة وأمراة مجهولة أتت هنا لتراني وكأنني شاة لاحول لها ولاقوة ..رفعت رأسي الى أمي لاراها وقد جلست في الطاولة المقابلة لنا مع تلك الجارة ..لازالت تتحدث أمممم لابد انها تلك المرأة المجهولة ..
ان تفكير والدتي يبدو وكأنة قد حصر في شئ واحد لبقية حياتها القادمة وهو تزويجي ..وكأنني بذلك سوف ادخل الى عالم السعادة المنتظرة من اوسع ابوابة ..لماذا لا استطيع التفاهم معها والتوصل الى حل يرضينا نحن الاثنان ..فلا استطيع ان اقف هنالك على الضفة البعيدة واشاهد وكانني شخص غير مسؤول او غير مؤهل ..
عدا ذلك فلقد قلت لها مرارا وتكرارا بأنني لا اريد هذا الزواج او ذاك لمجرد بأنة المتقدم احدى جاراتها او بعض من صديقاتها ..أنا لا اريد هذا الزواج وكفى !!..اود ان اصررخ بقوة علها تدرك الوجع والضيق الذي تحدثة في أعماقي بمجرد تصرفة على هذا النحو ..وكأنني بلهاء حمقاء لايمكن ان تدرك مايدور حولها ..
_اريد ان اخرج؟؟؟
امسكتني ندى بسرعة واجلستني مكاني وهي تتلفت لكي لا ينتبة الينا احد ..ابعدت يدها بغضب وضيق وانا اشيح عنها ..!! ادرك كثيرا بأنني في مكان من المهم ان اتمالك فية اعصابي وابدو للحاضرات انيقة وجميلة والاهم مرتاحة ..!!ولكنني لم استطع ان اسيطر على نفسي وانا اسمع ضحكات امي وجارتها تلك تتعالى بسعادة وراحة ..في داخلي كرهت وجود تلك الجارة القديمة والتي كانت من وجهة نظري شريكة في تلك الخطة الحمقاء ..وضعت يدي على اذني لكي لا اسمع صوتهما وشعرت بالدم يصعد الى رأسي ؟؟!!
_اااامي!!!
ناديتها بصوت مرتفع قليلا وانا اقف بجانبها جامدة لا اثر لاي مشاعر معروفة في وجهي ..لم ترد على ندائي كانت مشغولة على الاخر في الحديث والضحك والتدبير الخفي ..ربت على كتفها واقتربت من اذنها هامسة وانا احدق الى تلك الجارة بشك..
_اريدك لدقيقة ؟؟!!
قالت بانزعاج لمقاطعتي اياها ..
_ماذا هناك؟؟
كررت باقتضاب ..
_دقيقة فقط ..؟؟
سحبت ندى طرف فستاني من الخلف لكي اعود لاجلس بجانبها ..
_كفى!!!
ابتعدت وانا اكلمها بتحذير ..
_اريد أمي لدقيقة !!
اشارت الى المقعد وهي تحرك يدها ..
_بهدوووء!!؟؟



كانت أمي لاتزال تثير طوفانا من الاحاديث الجانبية ..وضعت يدي على جبهتي وانا امسدها وقد اعتملت في داخلي عدة امور ومشاعر عدة غضب حيرة وسخرية !!مسحت ناظري في وجوة الحاضرات المنشغلات بأمورهن كلا في عالمها ..الا يكفي أنني هنا على الرغم مني وليس بملئ ارادتي ..لماذا تصرين يامي بأن تذكرييني كل لحظة بأنني مقيدة ..لماذا لا اشعر براحة وبهاء مثل تلك التي تظهر على وجوة الحاضرات ..
لماذا علي دائما ان اشغل نفسي بأمور غبية وتافهة مرارا وتكرارا..أستغفرت الله كثيرا وانا انتظر والدتي التي كانت بين الحين والاخر تصبرني وتحثني على الانتظار ..حتى والدتي يبدو على وجهها شئ من الراحة بدت اثارها على وجهها فأختفت منه بعض التجاعيد الذي خطها الزمن على وجهها ..
كانت بين الحين والاخر تمسك بيد مرافقتها وتحثها على اجترار ذكريات سحيقة من زمن الطفولة ..فوجأت بها تمسك يدي ..
_اترين هذة الجميلة ..انها راحيل الا تذكرينها ؟؟!!
ضيقت تلك عيناها في وقالت ..
_لاا ياعزيزتي للاسف لا اذكرها !!؟؟
ضربتني على كتفي ..
_ذكريها بنفسك ياعزيزتي ..!!
قلت ببطئ..وبلاهة !!
_ماااذا؟؟
ضحكت امي وهي تتلمس شعري ..
_تلك التي كانت تجلس في حضنك لتمشطي لها شعرها !!!
صمتت للحظات ثم قالت برااحة ..
_آآآه تذكرتها ..(أم كشة) هههههههه !!!
اشارت لها امي باصبعها ..
_ههههههه نعممم ..ولكن انظري الى شعرها الان في غاية الجمال ..
وضعت يدي على خصري وهما تتجاهلانني تماما ..
فوافقتها تلك الجارة ..
_نعم كم تبدو جميلة ورشيقة !!
واستدركت ..
_وكيف ندى هل هي سعيدة مع زوجها ؟؟
زفررت بأنزعاج وملل ..
__يالهي !!!ماهذا ؟؟
لافائدة من ذلك عدت الى مكاني واخذت علبة الماء الموضوعة بجانب ندى وشربتها كاملة هي الاخرى ..ثم فكرت للحظات كيف لامرأة تخطب لابنها بأن لا تذكر الفتاة التي تريد ان تخطبها ..أيعقل ذلك ..هل نحن في زمن العجائب ..شعرت بالحيرة وانا لازلت اسمع صوت شريط الذكريات على لسان والدتي..تراا ايكون كلام رؤى ضربا من الخيال ..

_خذيها ..فقط اهدئي!!
ضربت الطاولة بأنفعال ..
_وكيف اه!!!!!!!
أثار انفعالي هذا انتباه بعض الحاضرات ..
_لاحول ولاقوة الا بالله !!
ربتت ندى على كتفي ..
_اهدئي عزيزتي الامر لايستحق ؟؟!!
اقتربت اليها وقلت بخفوت ..
_كيف لايستحق ؟؟!!
صيت كوبا من الشاي من الدلة وقدمتها لي بأبتسامة غبية..
_تفضلي !!
ابعدتة حتى كاد ان يندلق ..
_ماذا هل شأشرب كل السوائل الموجودة هنا؟؟!!
اشارت الى علبتين الماء..
_تريدين علبة ثالثة ؟؟!!
نظرت اليها لحظات ثم ضحكت بسخرية ..
_ماهذا السخرية ..!!!
ظهرت هنا فجأة تلك الطفلة في وجهي ..
_خاااالتي ؟؟!!
نظرت الى الاعلى بتعب ..
_لقد كمل الموضوع؟؟
جلست على قدمي وحاوطتني بذراعها ..
_اريد أن اجلس على قدميك..
كدت ان ابعدها لولا ان قالت ..
_ان رائحتك جميلة وانت جميلة ..!!
لم اعرف ماذا اقول لها ..
_شكرااا !!
ضحكت ندى براحة وهي تقول ..
_الحمدلله بأن عمار ليس هنا؟؟!!
ثم وهي تربت عليها..
_لكان اقتلع شعرها الجميل من مكانة ..
لكنها فجأة استدركت شيئا وهي تضع يدها على نحرها ..
_اين عقدي !!؟؟




بعد ذلك بساعتين تقريبا عند الساعة الثانية فجرا كنت لا ازال مستيقظة في غرفتي بعد ان مسحت اثار المكياج تماما وارتديت ثوبا من القطن الخفيف الذي يصل اسفل ركبتي ..شاركتني ندى ذلك الفعل بعد ان استطاعت ان تضع نوال على السرير بعد جهد عظيم سببة اصرار تلك المشاكسة على السهر ..حمدت ربي كثيرا بأن عمار قد استولى علية النوم في سيارة خالة فؤاد بعد ان قضى السهرة مع ابنائة الثلاثة ..وشعرت ببعض الراحة وأنا انظر الى ندى المرهقة تستلقي على سريري اذ كانت فكرة صائبة ان اذهب وحدي الى الزواج ..!!!
كانت رؤى ترتدي بيجامة قطن حمراء بشخصية ميكي ماوس و تجلس على الارض ممكسة بهاتفها ..ياللغرابة فأنا الان وكأن حملا قد انزاح عن كاهلي على عكس حالتي هذا الصباح ..وفي الحقيقة ليست لدي فكرة عن سبب ذلك بالضبط ..تراا هل كنت خائفة من شئ ما في هذا الزواج ..!!!
ام ان حضور ندى له تأثير مخدر وجميل الى هذة الدرجة ..نعم فلقد كنا كالتوأمين فهي تكبرني بعامين ونصف تقريبا ..القيت نظرة على رؤى المنشغلة تجمعنا هذا يذكرني بتلك الايام الطفولية التي مضت قبل مايقارب الاكثر من عشرين عاما ..كنا انا وندى ورؤى الطفلة الرضيعة !!روان نتشارك نفس الغرفة وننام على سرير واحد في اغلب الاوقات ..تسألونني كيف ؟؟اقول لكم لا ادري كنا نتجمع ونتكور على بعضنا والغريب بأن النوم يجافي عيوننا حتى تتلاصق اذرعنا واكفنا لننام هانئين البال غير عابئين بالضيق الشديد الذي يحدثة تجمعنا ..
قضينا طفولة سعيدة نوعا ما بأستثناء بعض المنغصات والذي لم يكن مصدرها الا والدي ؟؟!! حسننا لا اريد ان اجتر ذكريات تضفي بعض الوجوم على نفسي ..اغمضت عيني لاترحم علية في داخلي كثيرا!! فهو الان في عالم الاموات مع الذين رحلوو ..لذلك لن يفيدني ان اتذكر من افعالة الماضية اي شئ..هو في النهاية والدي ..!!سمعت صوت رؤى تضحك وهي تجلس على الارض وتمسك بهاتفها الخليوي والمثير للموضوع ان مكياجها كامل لم ينقص منه اي شئ وضعت يدي على مكتبي واتكأت علية وانا اشير اليها بسخرية ..
_متى سوف تزيلين تلك الاصباغ المتراكمة ..؟؟
ابتلعت تلك القطعة من الشيبس الذي في يدها قائلة وهي تنظر الى هاتفها ..
_وكأن تلك الاصباغ لم تكن تزين وجهك قبل ثلث ساعة ..
ضحكت بملل وانا اجيبها ..
_كااانت ياذكية !!
تجاهلتني تماما وهي تحدث ندى المستلقية على سريري ..
_ندى !!هل نمتي ؟؟
اجابتها ندى بكسل ..
_كلا أنني استمع اليكن ؟؟
مدت رؤى اليها كيس الشيبس ..
_تريدين؟؟
استلقت على جانبها الايمن بحيث تواجة الجدار ..
_كلا ؟؟
رؤى بسخافة تحاول ان ترفة عنها ..
_هيااا انه عقد مقلد ليس اصلي تماما ..
قالت ووجهها لايزال يواجة الجدار ..
_ومن قال اني احمل عبئ ضياع العقد ..
رؤى وهي تقترب اليها لتجلس على طرف السرير ..
_اذا لماذا يبدو عليك الانزعاج..!!
وبسخرية ضحكت بعدها ..
_وكأنك تشمين رائحة كريهة ..
ثم نظرت الي بخبث ..
_ان غرفتي نظيفة دائما !!!
فتحت عيني بقوة وانا ارمي عليها مخدة صغيرة كانت بجانبي ..
_ايتها المشاغبة ؟؟!!
اصابت المخدة ندى في ظهرها فتأوهت ثم التفتت الي..
_اااخ ظهري ؟؟
اقتربت منها بسرعة وعلي بعض علامات الاحراج..
_لم اقصد ..!!!
ثم ضربت رؤى مرة اخرى بنفس المخدة لترمي نفسها على ندى قائلة لي ..
_ابتعدي عني ياشريرة ..!!!
هتفت ندى وهي تبعدها بتعب ..
_انتبهي !!!
ثم وضعت يدها على بطنها ..
_كدتي تقتلين طفلي؟؟!!
نظرنا انا ورؤى اليها ..
_؟؟؟؟؟؟؟
هي بأحراج هتفت ..
_ماذا ؟؟!! أنا حامل ؟؟!!
بصوت واحد وانا اجلس بجانب رؤى ..
_حااامل ؟؟؟
هزت رأسها وقفزت رؤى برعونة لتصيب يدي التي تؤلمني..
_ااااخ!!
وقفت بيننا ببلاهة وهي تجيل النظر فينا ..
_ماذا هل انتي حامل ايضا ..!!!
هنا انفجرت ندى بالضحك الى درجة اغرورقت عينيها بالدموع اما انا فضربتها للمرة الثالثة بالمخدة..
_يالك من بلهاء!!!










MALAK 12-10-15 11:52 AM

رد: راحيل
 
وهذا الفصل الرابع اضعة هنا تعويضا عن الغياب ..قراءة ممتعة ..!!

MALAK 12-10-15 11:55 AM

رد: راحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3566519)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اعتذر عن تأخري بالتعليق ...

بصراحة اسلوبك مبهر ومثير ... أحببت راحيل وأحببت وصفك العميق لمشاعر الضياع والتشتت التي تجتاحها .

هل تعرضت لسوء المعاملة من زوجها ؟!! ومن اﻵخر ؟! هل هو والده ام شقيقه ام ربما ابنه ؟!

فؤاد نعم العون والسند لراحيل ..

رؤى احببتها هذه الشقية المشاكسة ..

والدة راحيل معذورة فهي لا تريد ان تراها تدفن في الحياة ، وليس طلاقها نهاية الدنيا .


رائعة يا ملاك ..

ارجوك واصلي ابداعك .. وفقك الله عزيزتي ..

لك مني خالص ودي

○° الله أغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانتيته وسره .°○




اشكرك كثيرا على كلامك ومتابعتك ..قراءة ممتعة ..

bluemay 12-10-15 01:10 PM

رد: راحيل
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سلمت يداك ملاك ..

جميلة جلسة الفتيات واستعادة ذكريات الطفولة والحنين إليها ..

رسمت اﻹبتسامة على وجهي وأنا أتخيل منظر الفتيات الصغيرات وهن متكورات ليسعهن السرير الصغير هههههه


ما قصة الخطابة ؟!

وهل صديقة والدتها سيكون لها دور ما في المستقبل ؟!

أجواء جميلة تلك التي في العرس ... انتي بارعة في رسم المشاهد وجعلها نابضة بالحياة

سلمت يداك يا رائعة

كلي شووق للآتي

لك ودي

○° الله أغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانتيته وسره .°○

wafa hadad 12-10-15 08:21 PM

رد: راحيل
 
شكرًا حبيبتي ملاك على البارتين، اسفة على التأخير لأنو كان عندي دوام، هلا جاري القراءة و بعدها راح أعلق ماشي؟؟؟

wafa hadad 12-10-15 08:51 PM

رد: راحيل
 
البارتين تحفة و الاتنين أحلى من بعض، شكرًا ملاك و اسفة لأني بتحمس كتير في الروايات و بحب انو كل يوم فيه بارت، هههههههههه، فيس طماع، أوكي هلا راح نرجع للتعليق على بركة الله:

راحيل لسا يحول حولها غموض عن حياتها السابقة و كيفية زواجها، و هل الذي رأته في مدينة الملاهي يكون زوجها؟؟؟ لكن من هي الطفلة التي معه؟؟؟ أحببت عائلة راحيل لانها نعم السند و لهيك ماراح تتعب كتير لأنو فؤاد نعم الآخ و كمان أخواتها يجننو رؤى و ندى مع انو طريقة أمها في تزويجها ليست سوية لأنو راحيل ما شاء الله كبيرة و ممكن مطلقة أو أرملة و كمان معها ابنها عمار اللي عنجد حبيتو من اول يوم مع انو مشاغب بس انا حبيت مشاغبتو.

العرس كان روعة و قدرتي توصفيه و حسيت حالي معهم في العرس، كما ذكريات الصبايا كانت روعة، حسيت لما تذكرت راحيل والدها انو هو السبب في زواجها، مع انو زواجها غامض كتير، بتشكرك ملاك مرة تانية و مستنية القادم بفارغ الصبر كمان حبيبتي انا ان شاء الله راح أبقى حدك لأني أحبذ هذا النوع من الروايات كما طريقة وصفك و سردك ممتازة فاستمري حبيبتي و انا معك على طووووووول، كمان حبيبتي خبرتك انك تسميني فوفو اسم الشهرة، ههههههههههههه، حبيبتي الله يعينك في بيتك و أولادك، و مستنياكي الأسبوع الجاي ان شاء الله.

wafa hadad 27-10-15 04:57 PM

رد: راحيل
 
ملاك حبيبتي اشتقت كتير لرحيل، يا رب يكون المانع خير، مستنياكي يا حبيبتي

MALAK 13-11-15 01:57 PM

رد: راحيل
 
اهلا بك فوفو ..
اشكرك على متابعتك وسؤالك ..والحقيقة انني مررت بظروف ما بالاضافة لى زحمة الدراسة والتقييم المستمر وقفا ضد متابعتني كتابة الفصول ..على الارجح سوف يكون هنالك فصل الليلة ..وسأحاول وبشدة الكتابة في الايام القادمة....

wafa hadad 14-11-15 02:32 PM

رد: راحيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MALAK (المشاركة 3573617)
اهلا بك فوفو ..
اشكرك على متابعتك وسؤالك ..والحقيقة انني مررت بظروف ما بالاضافة لى زحمة الدراسة والتقييم المستمر وقفا ضد متابعتني كتابة الفصول ..على الارجح سوف يكون هنالك فصل الليلة ..وسأحاول وبشدة الكتابة في الايام القادمة....

الله يعينك حبيبتي و متشوقة لبارت الليلة:lol::lol::lol:

MALAK 15-11-15 03:49 PM

رد: راحيل
 










(الفصل الخامس)


اليوم الاثنين اخر يوم سوف تجلس فية ندى معنا وغذا سوف يرافقها فؤاد الى مدينة ابها حيث يعمل زوجها وبذلك تكون قد قضت معنا اسبوعا كاملا ..علل ذلك بقولة انه قد اشتاق الى صديقة الذي لم يرة منذ مايقارب سنة واستغل فرصة حصولة على ثلاثة ايام اجازة من عملة بعد جهد جهيد!!
بالنسبة الي فقد وجدت هذا مبررا ومقنعا فسلطان زوج ندى صديق فؤاد المقرب بيد ان تلك الصداقة لم تنمو الا بعد زواج ندى بثلاث سنوات تقريبا ..وللحق فأن سلطان لم يكن مرحب به في عائلتنا الا من قبل والدي الذي اختارة زوجا لندى وزوجها اياه في ظرف اسبوع واحد معللا بأنة ابن صديقة وليس هناك داعي لاطالة الموضوع ..!!!
والمستغرب بان فؤاد قابلة بجفاء وفتور بالغين عندما رآآه لاول مرة بعد خروجة من السجن ..!! نعم لكم ان تتخيلون ذلك ..!! فؤاد كان في سنة من السنوات قابعا في السجن لمدة سنة كاملة بجريمة لم يرتكبها بل زجة فيها والدي !!لذلك لم يكن من فؤاد من البداية الا ان يعتبر سلطان احدى غلطات والدي المتكررة او فلنقل احدى صفقاتة ..!!
امعنت التحديق في ذلك الرجل الجالس معنا في صالة منزلنا المتواضع وابتسمت له بأمتنان ..فؤاد اسما على مسمى فهو يملك قلبا كبيرا رقيقا الى درجة الاغذاق ..يعشق والدتي ويتشوق كثيرا الى الجلوس اليها ومحادثتها وسبر اغوار نفسها حتى وأن شاكسها في بعض الاوقات ..
منذ ان توفي والدي قبل سنة كاملة وهو قد تولى مسؤوليتنا كاملة بعد ان كان منقطعا عن المنزل بسبب قرار اتخذة والدي نفسة ..اذ كان يظن بأن طلاقي كان بسبب تدخل شقيقي وانه لولاة لما خرجت انا من الجنة التي ادخلني هو فيها ..ههههههههه..ضحكت في داخلي ليتك تعلم اي جنة كنت اعيش فيها ؟؟!!
ولكنك رحلت ياوالدي رحلت الى العالم الاخر من دون رجعة ولم يتبقى من جبروتك الا مواقف عالقة في ذاكرتنا وصورة جامدة ترقد فوق المكتبة ..نظرت اليها وأملت راسي وفي داخلي لم يتولد الا شئ اشبة بالجمود يشبهها كثيرا ..والذي اعتدت بأن يرافقني كلما نظرت الى صورتة ..هززت رأسي وترحمت له بعد ان قرأت الفاتحة واهديتها اياه..!!
احساسي ذاك من ضمن الاحاسيس الذي بات عالقا في ذاتي ومترسبا في أعماقي لا استطيع التخلص منه مهما فعلت ..حسننا ياأبي !!لست احمل في قلبي حقدا او غلا ابدا في داخلي عليك ..لست أبنة عاقة الى هذة الدرجة ..ولكن قلبي لايزال ينتابة تعب غريب ..ووحشة داخلية لا اعلم مصدرها ..لذلك اعذرني ان تحاملت عليك في اعماقي ..!!
وضعت كوب الشاي على الطاولة واحطت عمار بذراعي وأنا اشعر بثقل في رأسي ..
_ماتريد ياصغيري ؟؟
اعتدل هو ليصبح متربعا في حضني تماما قائلا بتلعثم ..
_ارر!!يد ووال ..!!
قالت والدتي تريد فك طلاسم كلامة ..
_واال ماهذا ايضا؟؟!!
ضحكت وقلت مشيرة الى ندى وانا ارجع راسي الى الوراء ..
_انه يريد نوال أبنة ندى ..!!
فؤاد بتعجب علق ..
_عجييييب هل تعود عليها بهذة السرعة ..!!
قالت ندى وهي تنظر الي بنص عين ..
_كلا ياخي انه يريد ان يخرج عليها بعض طاقتة ..
تبسمت بحرج اذ عرفت مقصدها ..
_ولكنة يحبهااا ؟؟!!
هنا قالت رؤى بسخرية..
_ياألهي يحبها ماذا كان سيفعل لو كان عكس ذلك ؟؟؟
اعتدلت ندى لتمسك بأسفل بطنها وهي تضحك ..
_لاشك بأنه كان سيعلق مشنقتها !!!
ضحكت رؤى وقالت ..
_هههه على الرغم من كونها اكبر منه ..!!
تدخل فؤاد وهو لازال يمسك بكوب الشاي ..
_في قانون الاولاد لايوجد اصغر منه او اكبر منه ..!!!
ثم وهو يتنهد ..
_أسألوني أنا ..غالب هو الشر بعينة ..
وافقتة الرأي وأنا اتناول منديلا من علبة الفاين ..!!
_في هذة صدقت ياخي ..!!
تدخلت رؤى بدفاع ..
_كلاااا غالب حبيبي ..حذااري..!!!
ضربتها على فخذها قائلة بأستنكار..
_قبل قليل كان رأيك غير ذلك في عمار..
فتحت يداها بقلة حيلة ..
_القلب ومايهوى ..!!
هممت ان ارد عليها لولا نوبة سعال فاجأتني ..!!
_كح كح ؟؟!!
رؤى بخوف اغلبة تمثيل ..
_بسم الله بالراحة ياختي فلست في محل حرب هنا ؟؟!!
نظرت اليها من طرف عيني وانا امسح انفي بالمنديل ..
_ياذكية انه الزكام ؟؟!!
رؤى ولسانها الطويل يأبى ان يستسلم ..
_الزكام ان الغيرة ..؟؟!!!
ضحك الجميع ماعدا ندى كانت لاتزال تمسك بأسفل بطنها ..
_ااخ!!
انتاب والدتي القلق ..
_ندى ..!! ماذا بك؟؟!!
نظر اليها فؤاد بحنان قائلا ..
_يبدوان ولي العهد يتعبها قليلا ..
تغيرت نبرة والدتي الى العتب..
_حامل ؟؟!!
ندى وهي لاتنظر اليها ابدااا..
_نعم ..!!
اشاحت والدتي بوجهها ..
_وانا اخر من يعلم ..!!؟؟
تدخلت رؤى وبغباء..
_نعم !!؟؟
والدتي بصدمة ..
_وتقولينها في وجهي !!!
ثم وهي تنهض لتدخل غرفتها ..
_صحيح انك قليلة الحياء..
نهضت ندى لتمسك بكتف والدتي ..
_ااامي ارجووك ؟؟!!فأنا لست بحال يسمح لي بتحمل عتب من احد..!!!
استدارت والدتي لها بعتب اكبر..
_اذا لم اعتب على هذ الامر فعلى ماذا أعاتب..؟؟
تنهدت ندى وهي تجلس ..
_لك الحق في ذلك لوكنت سعيدة بهذا الامر!!!
نست امي كل عتبها والتفتت بقلق الى ندى..
_ماذا هناك ياندى!!؟؟


في نفس ذلك اليوم ولكن بعد العصر كان الوقت الخامسةوالثلث تقريبا ونحن نجلس جميعا في مطعم في ما في احد الاسواق التجارية ..كنا نتحلق حول الطاولة التي وضعت عليها طلباتنا من طعام مشروبات تتنوع مابين الخفيفة والمملوءة بالسعرات الحرارية ..والحقيقة بأن اخي فؤاد اصر الى دعوتنا للخروج معا في مكان ما بما ان ندى سوف تتركنا لمدة اقلها ثلاثة اشهر وبناء على ذلك كان قرارة بالاضافة الى مزاجها السئ الذي تملكها خاصتا بعد العتب الذي وجهتها اليها والدتي ..!!؟؟
كان اخي يعرف شخصية ندى كثيرا فهي اقربنا الية بحكم فارق العمر البسيط الذي بينهما فهي ثاني مولود في عائلتنا الصغيرة ..قبلها فؤاد شقيقي البكر ..وبعدها انا ثم غازي الذي يستقر في الخارج بعملة كطبيب في احدى المستشفيات في الدول الاجنبية ..ثم انا وبعدها رؤى ثم روان اصغرنا واللتي تستقر الان في احدى الدول الاجنبية ايضا مع زوجها ..
قد تستغربون كثيرا كوني لاول مرة اذكر شقيقي غازي المغترب منذ زمن طويل ..للحق فأنا لا اذكر كثيرا من المواقف لغازي الذي كون عائلة هنالك في الغربة وهو اب الان لاثنين ولدوبنت ..لقد غادر المنزل منذ مايقارب الاكثر من عشر سنوات مبعدا ومنفيا من والدي الذي طردة من المنزل بسبب خلاف قديم وعميق لا اذكر تفاصيلة جعل والدي يقولها في وجهة ويعلنها صريحة فاخرجة من حياتة وحياتنا كفرد من افراد العائلة ..على اثر هذا القرار نشأت ازمة كبيرة بين والدي ووالدتي التي وقفت في وجهة لاول مرة في حياتها ..
_لوكان الدكتور غازي يحضرنا الان لالقى عليك محاضرة طويلة في اهمية الاطعمة الصحية ..!!!
عرفتم لماذا حضرت تلك الذكريات والمواقف الى ذهني المشحون بكل شئ ..انها رؤى دائما التي لها الفضل دائما بتذكيرنا بما نلقية بعيدا عن حياض ذاكرتنا !!فنخال بأنة قد ابتلعتة دائرة النسيان ....رؤى دائما ماتسأل وتسعى بأن تواتتواصل مع فؤاد وتطلب منه كثيرا بأن يرسل صور ابناءة فائقي الجمال والذين اخذو كثيرا من ملامح زوجتة الاجنبية ..والذي يسببون حالة من البكاء العام الذي يلف المكان عندما يقعون في يد والدتي المشتاقة اليه حد الوجع ..على كل حال ربما تعود هو كثيرا على حياتة التي يعيشها هناك ..حتى انه كان يتهرب كثيرا من سؤال والدتي له في الجوال بأن يترك كل شئ هناك ليحضر ويعيش معنا ..
حتى بعد وفاة والدي منذ مايقارب السنة توقعت والدتي ان يستجيب لندائاتها المشتاقة المستميتة ..لكنها فوجأت بنفس التهرب ونفس الجواب البارد..!!لذلك عتبت علية كثيرا وبكت كثيرا بعد تلك المكالمة..ولكنها لازالت تعشقة وتتنمنى ان تراة امامها في اي لحظة ..
على كل حال فأن تلك الجملة بالذات اشعلت في قلبي شوقا عارما لرؤيتة بعد تلك السنوات ..فقلت بحنين ..!!
_ليتة يحضر فقط ..!!
شاركني اخواني كلمات الحنين والشوق الى ذلك الاخ الغائب تبعت ذلك رؤى تعليقا اخرا الى ندى التي تجاهلت كلامها تماما وأكملت حديثها بأهتمام وتركيز مع فؤاد وهي تتناول قطعة السينابون الموضوع امامها في الطبق بجانبها الكوب الكبير (بيبسي ) والذي يساندة طبعا صحن حلوى البان كيك المغطى بالشوكلاتة والهيرشي الذي بدى لذيذا جدا ومغريا ..مددت يدي الى ذلك الصحن لاتناول قطعة فضربتني على يدي مشيرة الى صحن الباستا الذي امامي ..!!فيما كان فؤاد يضع صغيرتها المدللة في حضنة وهي تحاول ان تفلت منه لتلحق بالطفلين الواقفين بجانبنا تريد ان تلعب معهم مما حذى بعمار ان يحذ حذوها ويحاول الانفلات من كرسية الموضوع بجانبي ..!!!
_اذا هل تحدثت معة؟؟!!
نظر اليها ثم تشاغل بابنتها ..
_نعم هذا الصباح وصار لدية علم بقدومي ..!!
امالت فمها للحظات ..
_حسنا !!؟؟
فؤاد وهو يحرر الصغيرة..
_لاتقلقي سوف اجلس معة !!!
القت الينا نظرة غامضة وكانها تستشف افكارنا ثم قالت بقلق ..
_والبنات ؟؟!!
فؤاد بأبتسامة ..
_انهن بخيرر ولكنهن دائمات السؤال عنك!!!
هنا نظرت بحزن الى صحنها قائلة ..
_وانا ايضا اشتاق اليهن كثيرا ..!!
قلت بحسن نية وانا القي بكفي على كتفها ..
_ان بناتك خيرا منك ؟؟!!لماذا لاتسالين عنهم ؟؟!!
التفتت الي وقالت بغضب هادر لم اتوقعة..
_وهل سالتي انت عن زوجك وهوعلى حافة الموت!!؟؟
لا اعلم ماذا اصابني؟؟!!
_أنا؟؟!!!!
نهضت هي بعصبية قائلة وقد تبلل نقابها بشئ ما ..
_نعم !!هل هانت عليك عشرة ثلاث سنوات معه!!
نهضت انا وفي حلقي حشرجة جعلت حروفي تتقطع على شفتي ..
_انااا!!؟؟انا؟؟!!
اشاحت هي بوجهها عني وظللت انا واقفة انظر الى الوجوة المحدقة حتى استقر نظري علية..
_راحيل اجلسي؟؟!!
تناولت حقيبتي وامسكتني رؤى..
_راحيل ارجوك..لاتلفتي الينا الانتباه..؟؟!!!
سحبت يدي وكالصاعقة ..
_لادخل لك انتي ؟؟!!
هممت بان اتحرك امسكت عمار من يدة فتعثر ووقع ..
_أأأمي !!؟؟
ركعت لاحثة على النهوض وانا غير مكترثة ببكاءة
_هبااا عمار تحرك؟؟
ابتعد عني وتشبث بعباءة ندى ..
_اريد ان ابقى لالعب مع نوال ؟؟!!
هتفت فية بقوة..
_كلااا..!!!
تشبث اكثرر بعباءة خالتة التي امسكتة من كتفة ..
_اهدئي؟؟!!
ضربت على الطاولة بغضب هادر لم يتعودوة مني..
_كلاا ياندى مادمت لاتفهمين؟؟!!
ثم وبقسوة ..!!!
_لا اريد ان اتناقش مع شخص جاهل مثلك؟؟!!
ثم وكأن قلبي انفطر رغم قسوتة ..
_آسفة بأنني اخاف عليك ..!!؟؟
نهضت رؤى ممسكة بي ..
_راحيل ماهذة الحماقة؟؟!!
ابعدتها بتهديد..
_رؤى لاتتدخلي وكفي عن تمثيل دور المصلح ؟؟!!
تركت عمار بين يدي خالتة والتفت الى الوراء..
_رااااحييييل ؟؟!!!
توقفت بجمود ودموعي غزيرة كالسيل ..
_نعم!!!
قال بصوت حازم لانقاش فية ..
_اجلسي ..!!



في غرفتي الباردة جدا والمظلمة بتاتا كنت اختبئ خلف بطانيتي وراسي المملوء بالتساؤلات والافكار الحائرة بدى مثقلا بالم لايحتمل ..مضى ثلاثة ايام على تلك الحادثة ولازلت اشعر بشئ عميق يحفر في صدري المنهك فيحيلة الى اشلاء متفرقة ..لليوم الثالث استأذنت من عملي مبكرا لاسرع الى المنزل ومباشرة الى السرير ..وللحق فأن هذا ابدا لم يكن من عادتي ان انام مباشرة بعد حضوري من الدوام ولكنني بت اشعر بأرهاق نفسي والادهي بأن يصاحبة ارهاق جسدي ..نعم فتلك الليلة بالذات لم انم بتاتا اذ شعرت بحمى تكاد تقطع انفاسي ..لا انكر انني من الفترة الصباحية كنت اشعر بعوارض الزكام وبعض التوعك..لكن المرض هاجمني بشكل مباغت وسريع في تلك الليلة لدرجة استغربت فيها والدتي ذلك..
_لم تكوني بذلك السوء عندما خرجتي مع اشقائك؟؟!!
تناولت علبة الفاين بجانبي ووجدتها قد قاربت على النفاذ لتنشر المناديل الورقية على سريري وتحيلة الى صفحة بيضاء ..!!سعلت بشدة وانا اعدل نفسي على مخدتي الوثيرة وتلاحقت انفاسي وانا اتحسس صدري الذي بدى انه تحول الى كتلة حارة فجأة ..
_ياللهي ماهذا المرض اللعين ..!!
غمغمت وانا اضع يدي على جبهتي الحارة وبيدي الاخرى امسح بها انفي المنسد تماما بسبب الزكام ..اغمضت عيني وانا اشعر بثقل يرهقني لدرجة انني تمنيت اان اخلع تلك البجامة الثقيلة وابدلها باخرى صيفية ..!!على الرغم من كون الجو قد بدأ في الاعتدال ..وعلى الرغم من كون درجات الحرارة قد اصبحت اقل مما اعتدنا علية ..الا أنني اشعر ان جسمي يحترق من فرط الحرارة ..آآآه ربما يكون ذلك بسبب عنادي ايضا ..!!فلست استطيع الاستماع الى كلام والدتي في ضرورة الذهاب للمستشفى ..فأن الحمى التي أعاني منها غير عادية ..!!
بيد ان في هذا الوقت بالذات وفي حالتي هذة هنالك رغبتان متضادتان تتصارعان داخلي رعبتي في التخلص من المرلاض ..ورغبتي الشديدة في ان اكون لوحدي من دون تدخل اي احد..!!اعلم انها معادلة فاشلة ومستحيلة ولكن هذا قراري لااريد الذهاب الى المستشفى وسوف استعين بالمسكنات الى ان تتلاشى تلك الاعراض..!!
ربما يكون ذلك عقاب قاسي امارسة على نفسي ..!!وربما تكون رغبة مجنونة في جعل ذلك المرض يتغلب علي فاتوووة بعيدا عن الوعي الذي يرهقني البقاء فية بكل احاسيسة..
_لقد مضى سنة وثمانية اشهر تقريبا ..!!
امسكت بصورتة المخبأة خلف الكتب الكثيرة فوق المنضدة والتي كنت بحررررص ..!!اخبئها عن الكل حتى بت اشعر بأنني اخبئها عن نفسي ..!!كانت مخاطرة بالنسبة لي ان اخرجها في هذا الوقت الذي من الممكن ان يدخل فية اي شخص الى غرفتي ..!!
ولكنني بت في حالة ضياع اردت فيها بشدة توجية تساؤلات الى ذلك الوجة ..!!خاطبتة ..!!!نعم وجهت كلاما كثيرا الى تلك الصورة وانا في حالة اللاوعي ..!!لعنتة كثيرا واخبرتة بأنة السبب الوحيد للشقاء الذي لايفارقني ..!!تذكرت كلمات ندى النارية ..!!
حمقى لايعرفون اي شئ ..!!ان من تعيش على حافة الموت هو انا وليس انت ..!!قد يكون ماأنت فية الان هو عقاب رب العباد لما فعلتة انت ووالدتك بي ..!!ولست اتمنى من الله الا ان ياخذ حقي بالكامل منك ..!!وهاقد استجاب الله لدعوتي ..!!
لكن مايحصل لي غير عادل ابدااا..فكلما حاولت الابتعاد عن حياض عالمك الكرية الاحمق الاسود ..بت اعود اليه على الرغم مني ..!!ندى اللطيفة الحريصة على ان لاتؤذي تاحدا بافعالها او بكلامها ..!!قتلتني أنا عندما قالت لي تلك الصاعقة ..!!انك تأخذهم الى صفك حتى وأنت بعيد ..!!تجعلهم يقحمونك في حياتي حتى وتلك المسافات البعيدة تفصل بيني وبينك ..!!تلك البقعة المجهولة في المانيا ..!!لم تبعدك بالقدر الكافي عن حياتي اللتي مزقتها أنت ..!!
_تخليتي عن زوجك وهو على شفير الهاوية ..!!!
على الرغم من مرور ثلاااثة ايام لازلت اسأل نفسي كل يوم ..ترى هل ابدو للجميع بأنني هكذا ..!!هل بت في نظر الجميع ظالمة بعد ان كنت ضحية ..!!لا اعلم لماذا حدث كل ذلك ولماذا اخذت جملتي غير المقصودة تلك بالموضوع منحا اخر خطيرا الى درجة بان الموقف تازم بشكل كبير الى هذة الدرجة ..!!
الى الدرجة التي جعلت تلك الكلمات المخبئة داخلها تخرج للسطح..!!رميت بالصورة بعيدا على ارضية الغرفة وشهقت وانا اخبئ فمي خلف اصابعي ..!!اشعر الان بأن راسي ثقيل وكانه داخلة كم هائل من الاحجار الثقيلة التي تثقل تحركة فيتنهي بان يراوح مكانة ..!!!
_اكرهههك اكرررهككك اكرههك واتمنى ان تموووت ..!!!
سعلت بشدة مرة اخرى حتى بت ارى نقط الدم على راحة كفي ..!!ابعدت البطانية عن جسمي اذ شعرت بأنفاسي تتلاحق فتحيلني الى كتلة مختنقة..رفعت رأسي الى سقف الغرفة ولم اجد الا فراغ اسود زاد احساسي بالحيرة والضياع واليتم ..!!نعم اليتم الذي كان يستوطن نفسي كثيرا في الفترة الاخيرة ..ولكنني لم اكن استطيع ان افهمة او ادركة الا اللآن ..!!!
_أمي ؟؟!!








bluemay 16-11-15 09:46 AM

رد: راحيل
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مشكورة ملاك ويسلمو ايديك


شو هو السر الخطير اللي مخبياه راحيل عن اهلها.

ندى جرحتها بالصميم لكن معذورة ﻷانه متحكمة فيها هرمونات الحمل .


فؤاد نعم السند إلهن

وغازي اللي ابتلعته الغربة وفضل تركهم ورائه دون رجعه.


متشوقة للقادم

لك خالص ودي

○° الله أغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانتيته وسره .°○

دانة الشرق 19-12-15 03:49 PM

رد: راحيل
 
روايه رائعه خساره شكلها مو مكتمله

MALAK 23-12-15 09:33 PM

رد: راحيل
 
اهلا بكم ..واشكركم على متابعتكم ..دانة الشرق للاسف هذا اللذي سوف يحدث..لا اجد متابعين ..لربما لم تصادف احداث قصتي هوا القراء...

اشكركم مرةاخرى ...

bluemay 23-12-15 09:58 PM

رد: راحيل
 
عزيزتي ملاك

لا تياسي ولا تقللي من قيمة ما تكتبين

كل ما في اﻷمر ان القراء وانا منهم ، فقدنا الثقة تقريبا بالروايات غير المكتملة

حيث تنسحب الكاتبات دون عذر او توضيح ويتركونا معلقين

حتى بتنا نخاف من ان نشجع فنتسبب بهروب الكاتبات.


خذيها نصيحة

واظبي على التنزيل وبيني العذر في حالة انقطاعك

وستجدين التفاعل الذي تحبينه إن شاء الله

تقبلي مروري وخالص ودي

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

سباهي 23-12-15 11:27 PM

رد: راحيل
 
رواية رائعة عزيزتي انا متابعة احداثها اول بأول

تالا الحلوه 28-12-15 11:37 PM

رد: راحيل
 
مساء او صباح الخير لمن يمر من هنا

عزيزتي ملاك انا لاول مره ادخل روايتك وها أنا بصفحة الردود , روايتك تبدو جميله رغم غموضها و انعدام احداثها .. نعم وصلت الفصل الخامس و لا يوجد أحداث تجذب القارئ سوى مذكرات مأساويه لبطله غامضه ..الاسلوب جدا جميل لكن القصه لم تظهر , ايضا حياة الشخصيات لم تظهر الا بشكل سطحي محدود دون تعمق.. لا تربطي عدد الردود ب أكتمال الرواية فما زلت في البدايه ..و لم يظهر لروايتك أبطال يثيرون حماسنا ..

لا تجعلي أبداعك حبيسا ل الكم , النوع والابداع هو المهم ,, جميل ان يكون لدي متابعين لكن لا تهتمي كثيرا بردودهم وتجعليها محور اهتمامك مادمتي راضيه عن نفسك ..تقبلي نقدي ك هاوية للقراءة ..اتمنى لك التوفيق و ننتظر ابداعك ياعسل :)


الساعة الآن 08:37 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية