صانع النساء
أنا من صنـع فـي مخـتـبـــرات الشـعـر أرقـى النـســاء . . . وألبستهن قـلائـــــــدا . . ومجـوهــرات . . وظفرت شعرهن جدائلا وطليته بالحناء . . رحم الله أيام الحـنـاء . . . أنا من صنـع فـي مخـتـبـــرات الشـعــر أرق النـســـاء . . . وكتبت عنهن قصائدا ومعلقات . . علقتهـا عل قـمـر السـمـــاء . . . أنا من صور النساء . . مثل جـنـة من خـيـال وواحــة خـضـــراء . . . وصورتـهــــا مثـل غـديــر مــاء . . في وســط الصــحـــراء . . . ثـم عــدت فزرعت عند حافته نخلة ووردة بيضــاء . . . أنــا مـن رسم النساء بكل الألـــــوان وبـكـل الأشــــكـال وأنا مـن أطـلـق عـليـهـن كل الأســمـــاء . . . أنا من صور النساء مثل كليوباترا . . وزنوبيا . . تتهاوى لأجلهـن إمبراطوريـــات ويحبهــن آلاف الملـوك و آلاف الأمــراء . . . وصورتهن بلغة حروفهــا مـن ذهـب يتبـارى للكتـابــة عـنـهـا كل الشــعــــراء . . . وكتبـت عـنـهـن مآثــرا وكتبت عنهن أساطيرا وأسفارا لدنيا الخلـود لتبقى إذا كتب لنـا البـقــــاء . . . كتبت عنهن شعرا وألفت عنهن دواوينــا وكتبت عنهن قصائدا لاتتـكرر عـصـمـاء . . . قصـائــد خالــدة تبقى مابقيت النساء لأنـهـا نـابعــة مـن قـلـب ومـن روح يـغـمـرهــا الحـب والصـفـــاء . . . أنا بنيت بقصائـدي المدينة الخالدة للعشق أساسـهــا حـب طـاهـر نـقي وشمسها لو تتبسمي يغمرهــا الضـيـــاء . . . أنا من أعلن الثورة على الدكتاتورية لأنهــا تجـــرم بحـق كل النســـاء . . على الحرية لأنها جعلت منهن سلعة صفــراء . . وعلى الروتين لأنه حول حياتنـا للغـة خـرســاء . . وعـلى كـل مايجعل عقل الإنسان لايفـكـر إلا بالحـب وحــــده لأن الحب هو لكل أمـراضـنـا . . مشـاكـلنــا . . إنتكاساتنـا . . كــوارثـنــا . . حـروبــنــا . . عــجــزنــا . . هـمـومنــا ويأسـنــا . . هو الحل والدواء . . . لأن الحب يموت بين ثنايـا رغـبــات يسـتعبدهــا الإغــراء . . . وأعـلـنـت الحــرب وإن كنت أبغض الحرب وأبغض هذا الحرف اللعيـن الساكن بوسطها ليته يمحى بهذا الدعـاء . . . وأعلنت الحرب على كل من جعل النساء سلعة رخيصة تباع وتشترى بسـوق الجـواري والإمـاء . . . وعلى كل من حول النساء لتجارة يبحث من ورائها الغنى والكسب والثراء . . . أنا مكـتـشـف آثـــــــار بـنـي عـذرة التي كانت مـدفـونــة في رمــال البـيــداء . . . وأزحـت عـنهـا الغـبــار لتـشـرق عليهــا شـمس الحب ولتسري من جديد في عـروقهــا الدمــاء . . . أنا من أنقذ النساء مـن ســبـي الـتـخـلــف وزحـف هــذه الحـضــــارة الهــوجــــــاء . . . وأرجعتهـن إلى زمـن الحـب العـذري يــــــوم كــان الحـــب . . نـقـيــا وطـاهــرا مـثـل صـلاة الأنـبـيــاء . . . أتــرانــي أصنع النساء عـلـى أوراقــــي وفي مختبرات شعري لأنهم قد صـادروا من عالمنا كل النســاء . . . وصادروا عقولهن مـن كــوكـب الأرض ومن كوكب الحب لكوكب الغنى والثراء . . . وحـولـوهــن لبقايا نساء وأشلاء حتى صاروا لوحة تجريدية لا تفهم رموزهـا إلا بـعـد تعــب وعـنــاء . . . هـذا إن كـانـت قد بقيت فيهـا رمـوز بـعـد أن صــارت لـحـن لا يـنـفـع مـعـه لاالــبــكـاء ولا الـغـنــــاء . . . ألا رحــم الله أيـــام الحـب . . . ورحــم الله أيــام الحـنــاء . . . |
الساعة الآن 05:06 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية