منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t200142.html)

منى على سيد 29-07-15 07:56 PM

228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ ( كاملة )
 
تلك اول مشاركة لى فى كتابة رواية وقبل اى شىء اخص بالشكر للاختRehanaعلى تشجيعها و مساعدتها لى ولقد اخترت لكم رواية اسمها
حيرة
للكاتبة ليندساى ارمسترونغ
الملخص
- لا يمكن ان تكون رجلا انت الة
لن تقع اونور فى شباك راين بايلى !فهو اولا مديرها و ثانيا من النوع الذى ياتى عمله فى الدرجة الأولى قبل كل شىء اخر .....
واونور لم تكن مستعدة ان تحل المرتبة الثانية فى حياته ولا ان تكون الزوجة الحنون المحبة التى يبحث عنها راين .
لكن ماذا لو اتضح لها انه يريد نوعا اخر مختلفا تماما من النساء؟!........
ارجو ان يكون الملخص عجبكم و انتظر تعليقكم وتشجيعكم فهل ابدا بكتاباتها ؟

Rehana 29-07-15 11:48 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
الف الف مبروك اول رواية مكتوية لك في القسم
وبالتوفيق في الكتابة و التنزيل

http://www.traidnt.net/vb/images/img...014/08/177.gif

منى على سيد 30-07-15 11:22 AM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
1- امراة من جليد
لم يكن راين بايلى رجلا يسهل التعامل معه لا سيما عندما يحتد و يشتد غضبه مثل الان اذ يغدو رجلا لا يحتمل
تاملت اونور لينغارد الموقف من مقعدها الجلدى الفاتح اللون القائم فى زاوية من زوايا هذا المكتب الفاخر . وراحت تحمد ربها لانها خارج نطاق اللوم الذى ينصب على الحاضرين .
جلست انيقة الهندام حسنة المظهر فى حضنها مفكرة كانت تمسكها باهتمام وقد اخفضت اليها بصرها وهى تنصت بقلق الى تبادل الكلام النارى
كان راين يوبخ الرجلين الجالسين الى طاولة مكتبه : "هذه المناقصة الثالثة التى نخسرها فى الاشهر الماضية ،لا بل نخسرها امام الشركة ذاتها ، فما الذى يحدث بحق السماء؟ و ما الذى يدفعنى الى هدر رواتب شهرية ، يساوى كل منها ثروة ؟امن اجل تدمير شركة بايلى للانشاءات؟ اعذرانى لهذه الشكوك التى ساورتنى ولكن...."
قاطعه بيل فورتشن على عجل :" لقد قدمنا عرض المناقصة وفق ارشاداتك تماما يا راين ".
رد عليهما راين ببرود :"الم يخطر فى بالكما ان تشتبها بالخسارة عندما فقدنا المناقصات مرتين و ثلاث ؟ لا على مايبدو . بل اكتفيتما بالتراجع مثل صبى الكشافة يخوضان منافسة للمرة الاولى.
- ولكنك كنت مسافر للخارج.
فانحنى راين فوق مكتبه واجاب :"ايجب ان انفذ الاعمال بنفسى؟ هل تريدنى ان امسك بيدك لاعلمك مبادىء العمال؟ الاتعرف ان لا احد يستطيع ان يتقدم باسعار اقل من اسعارنا الا اذا تلاعب بنوعية مواد البناء او ....قام برشوة موظف هنا وهناك؟"
اجابه بيل :"نعم لقد تعجبت من الامر ،ولكننا لا نملك اسلوبك فى معالجة الامور"
رد عليهما رئيسهما بلهجة قاطعة و باردة "اذا ،اقترح عليكما ان تتمرسا باساليبى والا طردتكما من العمل و كفى جدالا"
وما لبث الرجلان ان غادرا مكتب راين بعد ان نظراباتجاه اونور وهما على قدر من الحرج كانت قد سبقتهما فى الوصول الى المكتب بلحظات و تلقت تذمرا جافا فى غضون هذا التوبيخ وبقيت تتنتظر راين الى ان جلس الى مكتبه مرة اخرى و اقفل الملف امامه بخبطة قوية ثم اعطى سكرتيرته التعليمات هاتفيا . و اغتنمت هذه اللحظات القليلة فى مراقبته بتحفظ .
كان راين فى الاربعين من عمره رجلا طويل اسمر و خشن الملامح لا يمكن وصفه بالوسامة ومع ذلك يملك من الحضور ما يفرض مزيجا من الهيبة و الاثارة ام العينان فرماديتان داكنتان ثاقبتان تسمران من ينظر اليه فى مكانه . ولكم اثرتا فى العديد من النساء بصورة غريبة افقدتهن رباطة جاشهن .عدا عن ذلك كان مطلقا و مهندسا مدنيا استطاع ان يجمع ثروة عن طريق العمل فى شركة بايلى للانشاءات . ومع الوقت تفرغ لاعمال اخرى .خلال معظم الفترة التى امضتها اونور فى خدمته كان مسافرا و لكنها سمعت عنه ما يكفى لتعرف انه رجل صعب .
كانت مستغرقة فى تاملاتها وهى ما تزال تحدق اليه خفيه، عندما تكلم معاها ببطء :" لماذا تبدين بهذا التعالى يانسة لينغارد؟.
فضاقت عيناها و اجابت بلطف" كنت اتسال فقط ان كان حضورى الان تصرفا دبلوماسيا ضروريا ؟"
- استطيع ان اقول انه بالرغم شهاداتك و خبراتك و اداب السلوك التى تتحلين بها و الهالة الحضارية اذا لم نقل هالة التفوق فقد وظفتك امينة على مجموعتى الفنية و لهذا انت موظفة كاى موظف اخر عندى
ردت عليه باللهجة ذاتها مع انها شعرت بنبضاتها تسارعت قليلا:"و اسمح لى ان اقول ياسيد بايلى : لو كنت نادلة فى مطعم لطلبت ان يتصرف معى صاحب العمل بصورة منطقية وعقلانية "
فاجبها بغضب "هل تعتقدين باننى كنت غير منصف ؟ اذا انظرى الى الامر من الزواية التالية لولا وجود شركة بايلى للانشاءات لما توفرت مجموعة فنية تؤتمنين عليها "
وقفت " ربما من الافضل ان تتصل بى عندما يصفو مزاجك فلا اعتقد ان باستطاعتنا انجاز اى اتفاق فى هذه اللحظة و ....."
اهه لقد اخطات فى هذه النقطة هل حدث ان قام اى رجل باغوائك حتى فقدت السيطرة على نفسك ؟
لزمت الصمت لان كلامه اخرسهااما هو فاستانف كلامه بعد توقف " او حاولت اغواء رجل ما بصورة لا تقاوم بدلا من ان تكونى على هذه الصورة المثالية من البرودة و التعالى ؟ و رغم ذلك لا تنفكين عن ارسال ذبذبات من الاغراء .فمجرد التفكير فيك و قد ارخيت شعرك واطلقت لجسدك الجميل الفارع حرية التحرك و انت تتحدثين بكلام ينطوى على الف معنى
سيد بايلى..
قاطعها بايلى و تابع بكسل متوقفا عند كل مقطع :" انها معضلة تحير العقل فعلا هل تعلمين ؟ اظن ان الدانتيل الاسود يناسبك تماما وهكذا ....هذا يمكننا تحقيقه معا انسة لينغارد التشديد على هذه المسائل"
فما كان من اونور الا ان اقدمت على التصرف الوحيد الذى يجنبهاصفة الغباء فاطلقت لغضبها العنان ثم استدارت على عقبيها وسارت خارج المكتب و هى تصفق الباب ورائها متجاهلة نظرة الذعر التى اظهرتها سكرتيرته بام ماير
يقع مكتب اونور فى مركز بايلى سارت اونور للمرة الاولى دون ان تهتم باللوحات المفضلة لديها ولا لمنظر النهر المطل من نوافذ المبنى واستندت الى الباب متجهمة الوجه وراحت تفكر بعمق فى الاهانات التى تعرضت لها
ابتعدت عن الباب لتلتقط سماعة الهاتف و قد بدا الرنين ثم ردت بجفاء "نعم"
اونور انا بام انا .لقد لقد طلب منى السيد بايلى ان ..
فردت عليها مختصرة النقاش " بام من فضلك اسدى الى خدمه وقولى له ان يذهب الى الجحيم"
اجابتها بام بلهجة معنفة "اونور لا اعتقد بامكانى ذلك فسيمسى ارضاؤه اكثر صعوبة"
ردت اونور بعنف اكثر صعوبة؟ هذا الرجل غير منطقى بتاتا
لا اشاطرك الراى اونور فكما تعرفين كان طيبا جدا معى
تنهدت اونور و ابعدت السماعة عن اذنها فمن المعروف ان بام تكاد تعبد راين بايلى لا سيما انه رفعها من طابعة بسيطة الى سكرتيرته الخاصة كما ساعدها فى التخلص من علاقة عاطفية عنيفة .
وما لبثتان قربت السماعة من اذنها ثانية وقاطعت بام التى كانت تتحضر للاشادة برئيسها " حسنا حسنا اخبرينى فقط ما الذى يريده منى حتى اعلمك بعد ذلك اننى لن افكر فى تنفيذه
اجابتها بام بسرعة لقد فرض علينا فى اللحظة الاخيرة استقبال وفد حكومى من دولة بابوا نيوغينيا فى المساء و يحتمل ان يتم توقيع عقد لبناء جسر وهو يرغب فى ان تحضرى حفل الاستقبال هذا "
فبادرت اونور الى القول :"انا لا افهم فى بناء الجسور ولا اعرف الا القليل عن دولة بابوا نيو غينيا بلاضافة الى ...."
- انه يرغب فى حضورك بصفتك الامينة على مجموعته الفنية يبدو ان الوزير متحمس جدا للفن الاوسترالى لا سيما الفن الخاص بسكانها الاصليين اونور ارجوك!
- وراحت اونور تردد على نفسها الاسئلة وهى تعيد سماعة الهاتف الى مكانها " لماذا فعلت ذلك؟ لماذا لم اقدم استقالتى و اغادر هذا المبنى فورا؟"
- و سرعان ما عثرت على الجواب و هى تصر على اسنانها لانى اريد ان القن راين بايلى درسا لن ينساه"
- ثم جلست وهىتتنهد وقد اخذت الافكار من عقلها حيزا كبيرا ان مجموعته الفنية من اهم المجموعات الخاصة و الاشراف عليها مثل الاشراف على المتحف الوطنى
- هذا لا يعنى ان راين اعطاها حق التصرف المطلق و لكن ارائهما المتشابهة جعلته يتقبل افكارها لتحتل مجموعتة المكانة الارقىوسرعنا ما سافرت افكارها الى عدد المرات التى سافر فيها راين و شعرت بالانزعاج. واجتاحاتها المرارة كيف تعمل مع رجل يفكر فى هذه الطريقة نهضت اونور و ذهبت الى الحمام لتغسل يدها وتجدد زينتها و اخذت تتفحص ملامحها فى المراة فهى نحيلة رشيقة قوامها متناسق تنتقى ملابسها بعناية بشرتها بيضاء تزينها شعر اسود وعينان داكنتان باردتان توفيت والدتها منذ صغرها وو الدها كان قاضيا فى المحكمة العليا و تربت فى بيئة فاضلة توفى والدها منذ اعوام تاركا لها ميراثا ماديا مهما وارسلت الى اليابان اثناء دراستها فى برنامج تبادلى وتعلمت اللغة واصبحت تتحدث بها بطلاقة وفكرت هل قادها كل ذلك الى ان تصبح شخصية تحيطها هاله من التعالى و التكبر. لكنها سرعان ماتمتمت تقتضى المسالة الان ياونور التصرف بذكاء يجب الاتسمحى لهذا الرجل ان يقهرك
- انتهى بها المطاف الى ملازمة الوزير لاكثر من ساعة مما اعتبره بعض الموظفين الشركة محط تقدير
- و اذببيل فورتشن يهمس فى اذنها " نحمد الله على وجودك معانا يا اونور اذا حصلنا على هذا العقد فسرعان ما ينسى المدير المناقصات الثلاث التى خسرناها خلال سفره
- فالتفتت اليه قائلة اشك فى ذلك يابيل فذاكراته قوية جدا ولا افهم كيف باستطاعتك تحمله؟
- وما كان من بيل لا ان فغر فاه تعجبا و اختصر الرد بلهجة غريبة " انه من افضل رجال الاعمال فى حقل البناء و الاعمار"
- اوه حسنا يقال ان هذا الحقل يضم كل انواع الرجال و لكن لا تعتمد على فى المساهمة فى تنفيذ اى نوع من عقود لانشاء يا بيل
- و لكن الوزير بدا معجبا بشخصك و خبرتك الفنية
- بل كان يعرف والدى و هو من محبى الفنون الجميلة
- لكن بيل استمر يؤكد كلامه " احيانا ياونور تولد الفرص الكبيرة من مثل هذه التفاصيل الصغيرة "
- لاحقا فى هذا المساء عندما نزلت الى المراب اكتشفت ان اطار السيارة مثقوب وكذلك الاطار الاضافى فقررت ان تستقل سيارة اجرة لتعود الى المنزل و فيما كانت تشاور نفسها بين ان تصعد مكتبها ثانيا فتتصل بمكتب سيارات الاجرة و بين ان تخرج الى الشارع تجرب حظها خرج راين من المصعد وفى اصابعه مفاتيح سيارته و ما ان راها حتى سالها بتكاسل هل من مشكلة يانسة لينغارد؟ كيف استطيع مساعدتك
- ولما تذكرت كيف تجنبته طوال الامسية و كيف تعمدا التعامل بصورة رسمية جدا اجابته وقد بدا التعب عليها كان حرى بك انت بالذات ان تقع فى هذه المشكلة
- فابتسم ورد عليها باللطف من المزعج حقا ان تلتقى بمن لا تفكرين الاستعانه به بتاتا فى وقت كهذا اليس كذلك؟
- فما كان منها الا ان رمت مفاتيحها داخل حقيبة يدها و صرخت به قائلة انت محق تماما و لكنى لا احتاج الى اى مساعدة بل ساطلب سيارة اجرة و فى الصباح ساجد شخصا يصلح لى سيارتى "
- فاقترح عليها باستطاعتى ان اغير اطارات سيارتك اذا شئت
- لاتستطيع لان الاطار الاضافى مثقوب ايضا
- فرفع حاجبه استهزاء يالله لقد كان يومك سيئا يانسة لينغارد و لكن لا حاجة لطلب سيارة اجرة سوف اقللك بنفسى
- لا شكرا سيد بايلى انت اخر شخص اقبل ان يوصلنى بسيارته و استدارت لتبتعد عنه و اكتفى راين بالضحك الهادىء
- واذا بها تكتشف حين بلغت الشارع ان المكان خالى من اى سيارة اجرة و فيما كانت تقف مترددة على ناصية الشارع توقفت بمحاذاتها سيارة لامبورغينى زرقاء عند الرصيف ثم برز راس راين من خارج النافذة و قال بجفاء اصعدى ياونور انت تعرضين نفسك للخطر قد يهاجمك احد او يسلبك مالك فبما انت تتسكعين هنا بمفردك وتذرعين الشارع بلا طائل اؤكد لك سيصيبك مكروه ما لن تتعرضى له ابدا
- صرت على اسنانها ثم نظرت حولها فوقعت عينيها على زمرة من الفتيان عند الازقة و حينها انسلت داخل السيارة و هى تتنهد احباطا .
- الى اين تريدين الذهاب؟
- فاجابته بنبرة عادية الى منزلى و افضل ان توصلنى الى الموقف سيارات الاجرة فانا لا اريد ان احملك مشقة القيادة لمسافات طويلة
- لدى فكرة افضل فانا اعرف مكان تبقى ابوابه مشرعة حتى ساعة متاخرة من الليل وهو يقدم وجبات لذيذة لا اعرف ان اكتفيت بالمقبلات التى قدمت فى حفل الاستقبال فانا لم اشبع بعد و بالمناسبة انه مكان يوفر لك الامان و فى الوقت ذاته يمكننا مناقشة الاسباب التى تدفعك الى الاستمرار فى العمل لحسابى والى متى تخططين البقاء فى هذا العمل و لماذا لم تشتمينى بكلمات يعاقب عليها قانون العقوبات وختم كلامه بحماس وهو يرمقها بنظرة ابرزت الغضب فى عينيها حتى بدا جلياللاعين "اسمع "
- فقال لها وقد نفذ صبره كلا انت اسمعى اونور اما ان تصطلح الامور بيننا و ام ان يمضى كل فى سبيله
- فاجابته بغضب انا ....وانت ..ما كان داع للقيام باى اصلاح لو لم تتفوه بهذه الملاحظات البذيئة
- هز كتفيه بلا مبالاة لم اكن فى لحظتها فى افضل حالاتى النفسية ثم اضاف بشكل مقتضب "لقد وصلنا المطعم"
- كان المكان هادىء و يضفى عليه الدفء و الحميمية طلبت اونور طبقا من اللحم مع البهارات و الخضار و قد ابدى راين اعجابه باختيارها فطلب الطبق نفسه الا انهما لم يستهلوا الحديث الا عندما حظى كل منهما بكوب شراب ساخن اما البداية كانت ابتسامة خفيفة منه و كلمة واحده اذا
- فارتشفت قليل من الشراب الساخن و قالت ببرود اذا ماذا
- ومالبث ان القت مرفقها على الطاولة و نظراتها الباردة تتفحص وجهه صحيح انه ليس بتلك الوسامة لكن الله انعم عليه بهاتين العينين و بفم بدا حساسا بصورة تدعو للفضول ثم اخذت تتفحص فى ملامحة وهيئته
- سالها وهو يلقى عليها نظرة استفهام "هل تريدين الافصاح عما كتمته طويلا ام ابدا انا ؟"
- رفضت ان تسمح له باخراجها عن طورها فردت اعتقد انه من الافضل ان ابدا بما فعلته بعد ظهر اليوم
- فعبس قليلا و قال اذا اقدم اعتذارى
- ردت عليه و قد خالط صوتها نبرة من الدهشة وانا قبلت الاعتذار فضاقت عيناه و اجابها هل هذا كل شىء ؟
- وهنا رفعت حاجبها و اردفت نعم ماذاكنت تتوقع؟
- فكر قليلا قبل ان يرد القاء خطبة من نوع ما او ....
- انا لااقوم بالقاء الخطب على الناس ياسيد بايلى
- فتمهل فى الرد و هو يتفحص التعابير على محياها كنت غاضبة جدا منى على اى حال
- سمحت لابتسامة خفيفة بالظهور على شفتيها نعم كنت غاضبة و لكنى سرعان ما امعنت التفكير و كانت النتيجةاننى مهتمة بعملى و هكذا قررت ان استمر فيه شرط الا يتكرر مثل هذا الحالدث مرة اخرى
- فما كان منه الا ان ذكرها و قد لمعت عيناه بنظرة غريبة و ماذا عما حدث فى المراب منذ قليل ؟
- فاعترفت بنبرة متسامحة " لعلى بالغت هناك قليلا و الحل ياسيد بايلى ان يقتصر التعامل فى ما بيننا على العمل فقط.
- فتمتم بتكاسل انت بارعة ياونور بارعة جدا ثم سكت وهو يرمقها مركزا على فمها المتصلب فاجبرت نفسها على الاسترخاءقبل ان تتابع الاصغاء اليه بفضلك فزت بمشروع بناء جسر فى مجاهل بابوا- نيو غينيا فما قولك؟
- فاتسعت عيناها " انت.....لا تعنينى ..بالتاكيد"
- بل اعنيك انت نعم
- لكن كل ما قمت به ....وافقها الراى " لا يذكر"
- ثم ابتسم لها متابعا و قد اعتراها العبوس و لكنها قد تكون الزهرة التى رجحت كفة الميزان لصالحنا اهنئك على ذلك
- استغل الحيرة التى ارتسمت على محياها ليضيف لم لا تقرين بانك مازلت تقاومين بعنف ؟ اعلمى ان ذلك يزيد من اعجابى بك
- فتلون خداها باللون الوردى الخفيف فيما ضاقت عيناها و هى تقاوم شعورا شديدا يدفعها الى ان تقول له انها لا تابه البته بما يعجبه و ما لا يعجبه لكن و بدلا عن ذلك مالت براسها بتامل و قالت اخيرا ولم افعل ذلك؟
- فنالت اجابة جافة سريعة لانه من غير الطبيعى ان تكبحى هذا الشعور فى داخلك بهذه الطريقة
- شكرا
- ردت عليه بصوت خافت فيما كان النادل يقدم طبق اللحم امامهما:" يبدو ان مفهومينا للطبيعة شديد الاختلاف "
- ثم تناولا الطعام فى صمت الى ان قال لها اصبحت النساء فى ايامنا الحاليةجريئات جدا فى الافصاح عما يدور فى خلدهن
- قالت كمن يكلم نفسه لقد علمنى والدى الحذرمن اى انسان كلامه معسول كما علمنى ان افكر ماليا قبل اتخاذ اى قرار
- ثم اضافت ببرودة و هى تشدد على بعض المقاطع "ولهذا اعتقد ان اثارتك لغضبى لم تستطيع ان تغير احساسى بانك اولا رجل و رجل يجيد اختيار كلماته ايضا
- رمى راين السكين و الشوكة فى صحنه ثم دفعه بعيدا عنه و اجاب فهمت اهذه طريقتك فى اخبارى انك رغم سكوتك تفكرين فى بالاسلوب نفسه الذى افكر به فيك
- قالت بحنق و هى تدفع عنها الطبق اسمعنى انا ....... ولكنه رفع يديه و قال بتملق انا احاول ان احدد بعض الامور فمنذ اللحظة الاولى لتعارفنا اعتبرت انك امراة رائعة لم يكن فى نيتى ان افصح لك عن هذا الكلام كما فعلت الان و لكن حقيقة هذه المشاعر لاتزال باقية و يبدو لى اننا نناسب بعضنا تماما يانسة لينغارد على اى حال انا لاانوى متابعة التشديد على هذا الموضوع اذا كنت مصممة بهذا الشكل .......فاكدت له نعم انا مصممة
- ولم تستطع هى نفسها ان تعرف لماذا اكتفت بتلك الكلمات ففى خضم هذا الغليان من المشاعر فى داخلها كانت تتوقع ان تثير كلماته الاخيرة و لو بعض الحنق و الاستهجان
- قال : جيد الديك حبيب؟
- كلا وانت؟
- ضحك واجاب كلا على اى حال توقعت منك هذا الجواب فرمقته بنظرة متشددة وردت امن غير المحتمل ان يكون لى حبيب
- نعم
- لماذا؟
- اجابها بتامل : لانك ببساطة لا تملكين مواصفات تؤهلك للانخراط فى علاقة عاطفية مع رجل
- حسنا قبل ان اذكرك انك قلت منذ لحظات انك لن تشدد على هذا الموضوع فقاطعها بكسل و لكن هذا موضوع مختلف قليلا
- يبدو اننى اعارضك فى هذه المسالة
- يمكنك ان تعارضينى فى مختلف المسائل يااونور فشعورى ينبئنىانك تمضين الكثير من وقتك فى الجدال
استتركنى انهى كلامى؟
اجابها وهو يسند ظهره الى المقعد و فى عينيه علامات الاهتمام المهذب بكل تاكيد
فنظرت اليه وعيناها تقدح شررا لقد قطعت على افكارى
كنت قد عقدت العزم على مناقشتى ملاحظتى التى تتعلق بمواصفاتك المفقودة....
ردت علية اه .نعم فى ذهنى فكرتان الاولى ان الرجال الخبيرين امثالك لا يعجبوننى او قل اولئك الذين يحسبون انفسهم من اصحاب الخبرة فى هذا المضمار
اذا كنت تحاولين ان تردى الامر الى نوع من النزوة فانت ةمخطئة فاجابته بعنف بالطبع لست مخطئة
هل تعتقدين ذلك حقا ؟ انا اميل الىتقدير العلاقة بين الرجل و المراة كثيرا فهما ركنا الطبيعة البشرية و للاسف من الناس من يملك عادات فى تحقير هذه الطبيعة البشرية و نسف اهم القواعد التى تقوم عليها العلاقة بين اثنين لكن بما انك تؤكدين انك لست منهم فيجب اسقاط هذه التهمة عنى
ردت عليه قائلة هذا اسواء كلام منطقى سمعته فى حياتى
فهز كتفيه ورد متحذلقا اهه حسنا فلننتقل الى فكرتك الثانية
قد اكون انا المراة التى توقفك عند حدك ياسيد بايلى
فاقترح عليها ولكن ليس الان
ووافقته على كلامه وهى ترد بهدوء لا ليس الان و لكن اعلم مبدا مهم سيد بايلى اذا كنت تعجز عن الفوز بى فذلك لا يعود الى رجل اخر يشاركنى حياتى بل يعنى فى الواقع ببساطة غير مهتمة بك" فضحك وقال هذا الواقع البسيط يثبت بالتاكيد انك خصم جديربالمنافسة ياونور على اى حال بما انك اوضحت النقاط الغامضة اخبرك الان اننى احضرت معى من الخارج بعض اللوحات و قد نقلتها الى بيتى مؤقتا و لكنها مازالت بحاجة الى تصنيف ومن الضروروى ادراجها فى دليل فنى فهل يناسبك المجىء الى البيت والاهتمام بالامر؟
اجابت بصوت بارد كالثلج "فى اى وقت يناسبك ياسيد بايلى"
انتهى الفصل الاول

منى على سيد 30-07-15 11:28 AM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
شكرا ريحانه على تشجيعك لى ويارب تكون بداية موفقه

لبني سرالختم 30-07-15 09:18 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
روايه باين عليها روعه وح اتابع معاك اول باول وربنا يديك العافيه

منى على سيد 31-07-15 10:42 AM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
شكرا حبيبتى ويارب اقدر اخلصها بسرعة

Asmaa adel 31-07-15 11:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى على سيد (المشاركة 3546837)
تلك اول مشاركة لى فى كتابة رواية وقبل اى شىء اخص بالشكر للاختRehanaعلى تشجيعها و مساعدتها لى ولقد اخترت لكم رواية اسمها
حيرة
للكاتبة ليندساى ارمسترونغ
الملخص
- لا يمكن ان تكون رجلا انت الة
لن تقع اونور فى شباك راين بايلى !فهو اولا مديرها و ثانيا من النوع الذى ياتى عمله فى الدرجة الأولى قبل كل شىء اخر .....
واونور لم تكن مستعدة ان تحل المرتبة الثانية فى حياته ولا ان تكون الزوجة الحنون المحبة التى يبحث عنها راين .
لكن ماذا لو اتضح لها انه يريد نوعا اخر مختلفا تماما من النساء؟!........
ارجو ان يكون الملخص عجبكم و انتظر تعليقكم وتشجيعكم فهل ابدا بكتاباتها ؟

مبروك علي اول روايه

لبني سرالختم 31-07-15 09:04 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
حلوه جدا وبدايه رائعه اعجبت بالبطله لانها باين عليها شخصيتها قويه ومعجبه جدا بالبطل وربنا يوفقك وتخلصيها بسرعه

منى على سيد 01-08-15 12:11 AM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
الله يبارك فيكى حبيبتى

غدير ابراهيم 02-08-15 09:39 AM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
واخيرا رواية مكتوبه جديدة انشأللة تكمل ما توقف بعد فصل او اتنين بتوفيق

منى على سيد 02-08-15 01:00 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
غدير حبيبتى كتابة الرواية فعلا صعبة لكن على قد ما بقدر باحاول وان شالله مش حاقف فى نصها انا دلوقتى باحاول اخلص فصلين وان شالله انزلهم مع بعض

منى على سيد 04-08-15 12:48 AM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
2- سحرها لايقاوم
كان راين يقطن فى دار بنيت من الحجر الابيض المرمرى و شيدت وفقا للطراز المعمارى المتوسطى و هى تشرف على ضفه النهر و يتبعها ميناء خاص يرسو فيه اليخت الذى يملكه و نظرا لاحتواء المنزل على عدد كبير من اللوحات و التحف الفنية القيمة فقد جهز بنظام انذار متطور.
وفيما اونور تنتظر عند مدخل المنزل لا حظت شابا مفتول العضلات احمر الشعر كث اللحية يقف على الرصيف المقابل و تسالت هل يرمقها ام يحدق فى سيارتها الكابرى التى غالبا ما تجذب الانظار لكنها سرعان ما نسيت امره حالما عانقت البوابة جانب السور لتشرع الطريق امامها لقيادة سيارتها الى الداخل .
فتح لها الباب وكشف عن امراة تبلغ الاربعين هى مدبرة المنزل فاصطحبت اونور الى غرفة المكتب قائلة : لن يتاخر كثيرا انسة لينغارد بل سياتى حالما ينتهى من مكالمته الهاتفية انظرى حولك المزيد من اللوحات و بصراحة لا اعرف اين نثبتها كلها و الان انا مضطرة لتركك بمفردك فارجو منك المعذرة سيصل بعد قليل عدد من الزوار و على ان استعد لاستقبالهم.
فردت اونولر لا باس يامارى ساكون بخير .وبالفعل على مدى العشرين دقيقة التالية وجدت اونور راحة فى تفحص اللوحات الاربع الجديدة باهتمام بالغ و انصب اهتمامها على واحدة مميزة . وفجاة قطع عليها صوت افكارها " ما رايك"
فاستدارت على عقبيها ووقع نظرها على راين وقد ارتدى بنطلون كتان من اللون الكاكى و قميصا ابيض و نظرا لانهما لم يلتقيا منذ اربعة ايام بدا لها شديد المهابة و اكثر اسمرارا وطبيعيا جدا .وفى الحال غادرها الارتياح ما ان راحت عيناه الرماديتان تجولان على جسمها .كانت ترتدى فستان حريرى بدون اكمام قرمزى اللون و منقطا باللون العاج اضافة الى جوارب فاتحة وحذاء من الجلد الداكن يماثل حقيبة يدها لونا
بحثا عن كلمات لتقطع الصمت و رتابة اللحظة تلفظت بحماس : لقد اثرت اعجابى !
فرد غامزا وهو يبتسم وانت ايضا و لكن قبل ان تستهلى كلامك بجملتك الشهيرة "اسمعنى الان ياسيد بايلى " لنعد الى موضوع اللوحات لقد حالفنى الحظ حين عثرت على هذه اللوحة التى رسمها سيسلى لا تعتقدين ذلك؟
تاملت تناسق الناعم للمناظر الطبيعية فى اللوحة ثم تنهدت :هلا اخبرتنى كيف صادف وعثرت عليها ؟
لى صديق انجليزى وقع عليها فى علية منزل لاجداده عندما كان يتفحص تسرب المياة من السقف فردت عليه هازئة ترى امازال صديقا لك
اهه اعتقد انى دفعت ثمنا عادلا مقابل الحصول عليها لكنى فقط لا اعرف تماما اين اثبتها
فاجابته من دون تفكير او انتباه : لو كانت هذه اللوحة ملكى لعلقتها فى غرفة نومى فمن الرائع ان تطالع المرءهذه المناظر ما ان يفتح عينيه فى الصباح"
رفع حاجبه وقال لايغريك التظاهر امام الاخرين بلوحة لسيسلى؟
كلا هل تغريك انت المسالة؟
فكر قليلا ثم اجاب برصانة كلا بل افضل ان اثبتها فى غرفة نومى وافكر فيك يااونور فيما تستيقظين
لقد اقحمت نفسى فى امر لا شان لى به سامحنى فانا لم اتعمد ذلك على اى حال ان كنت حضرت جميع المستندات فساعود الى المكتب الان و ابدا اجرارات التامين ثم استدارت و اشارت الى احدى اللوحات الاربعة و قالت :هذه اللوحة تحتاج الى اطار جديد اما اللوحاات الاخرى فتبدو بحالة جيدة حسبما ارى ولكن....
لا اريدك ان تعودى الان الى المكتب يااونور ففى جعبتى مخططات اخرى تشغلك فى هذه الامسية فتصلب وجهها وحدقت به ماذا تعنى؟
لقد دعوت بعض الاصدقاء الى نزهة نهرية عند الغروب و اريدك ان ترافقينا
لماذا؟
بصفتك المهنية فانت القيمة على اعمالى الفنية
فى نزهة نهرية؟ بالله عليك ياسيد بايلى اعتقد انك تداوم على المراوغة ولا تقل لى انك بصدد عقد صفقةلبنا جسر جديد وتريد منى مزيجا من براعتى وحظى فانا بكل بساطة لن اصدق هذه الحكاية و لهذا
لا لن تتم مناقشة صفقة جسر اخر و لكن براد اولدفيلد سيكون ضمن المدعوين
ولهذا انا ماذا قلت ؟ براد اولدفيد بنفسه و استمر تعجبها بصمت دل على ذهولها الكامل .
فاجابها وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة نعم هذا ما قلته انه احد اشهر الرسامين كما تعلمين ورغم كل الروايات التى نسجت حول حبه للانعزال استطعت اغرائه بالخروج من قفصه والانضمام الينا فى هذه الامسية فهل ستاتين؟
اجابت بلهجة المستسلم حسنا لكن ثيابى غير مناسبة لنزهة على متن اليخت ليست نزهة من النوع الذى تفكرين فيه واثبت راين انه محق فعلا
مشكلة وحيدة جابهت اونور فكثر هم المدعوين الذين اختلطت عليهمحقيقة صفتها المهنية واول ما كشف لها هذا الواقع هو نظرات براد الفولازية التى كانت ترميها بسهام من عينين زرقاوين ووجه اهرمته التجاعيج فقد قال اذا انت الاخيرة؟ ارجو انتدركىن ماذا تفعلين؟ وقبل ان تستوعب ما يرمى اليه ردت عليه بعبوس ولم افعل؟
ثم استدركت وقد فهمت قصده اوه لا لكنه لم يتركها تنهى كلامها بل استانف و كانه يعنفها ليس من السهل ان تعيش امراة مع هذه الرجل و هذا ما اكتشفته ساندرا بعد فوات الاوان فدفعت الثمن غاليا و بكلام اخر ما كان يجب ان تتزوجهابدا فزواجهما اشبه باجتماع نمر ونعجة ومن السخرية انه حافظ على اسم هذا المركب وكما تعلمين انها ابنة اختى وهى ماتزال على حبها له على مااعتقد وهذا فى راى مدعاة للشفقة"
فقاطعته بحزم " سيد اولدفيد انا موظفة لدى راين بايلى واعتبر نفسى قيمة على الاعمال الفنية و التحف لا اكثر ولا اقل "
ماذا ؟ اوه نعم عندما اخبرنى انه استخدم موظفا كامين على مجموعاته الفنية توقعته رجلا مسنا بنظارات سميكة و على اى حال يجدر بى ان اخبرك اننى قط لم التقى بامين متحف او قيم على مجموعات فنية استطاع ان يلفت انتباهى اما انت فتشكلين الاستثناء فى القاعدة شرط الاترهقى كاهلى بترهات التحليلات و النقد الفنى. فانا لااستطيع تحمل ذلك ايضا ،بل ارسم فقط ما يمليه على الهامى .فان حظيت باعجاب الناس ، عددت ذلك حسنا و الا فهذا شانهم.
ردت عيه بابتسامة باهتةثم قالت :سيد اولدفيد انا معجبة جدا باعمالك و لكن ماذا لو تحدثنا فى موضوع اخر؟ كهذه المناظر الطبيعيبة التى تحيط بنا او هذا الطقس الذى ننعم به حاليا؟"
فاطلق براد ضحكة من اعماق قلبه ودس يده حول ذراعها قائلا:"بكل سروري ياعزيزتى"
ثم استدار نحو الجميع و هتف بهم " لا تنسوا اننى ما زلت اعتبر راين محظوظا باى حال"
كان الظلام قد ارخل سدوله عندما بدات "ساندرا-لى" رحلة العودة من مصب النهر وما ان اجتازوا ارصفة مينا نيو فارم ،ختى دب المرج فى الحشد بتحريض من براد اولدفيد نفسه. و ظهر انه رغم حبه للعزلة ،يستغلاوقاته على افضل وجه و انه من دون شك يهوى صحبه النساء الجميلات . لكنه ،بعد تنقله بين هذه وتلك اعلن ان اونور هى الزهرة الاجمل بين المدعوات.
اثر ذلك علق راين وهو يلاحظ التورد فى وجنتى اونور :"من حسن الحظ انه لايخرج من عزلنه فى اغلب الاحيان فمن الواضح انك اسرته بسحرك"
ردت عليه بلهجة لاذعة : رغم انه عجوز متصاب و لكنه من اولئك الذين لا يسعك الا الاعجاب بهم .لم اكن ادرى انكم قريبين"
رد عليها وهو يتاملها بنظرات ثاقبة من عينيه الرمادتين .- لسنا قريبين ..حسنا بالمصاهرة وحسب
واذا بصوت يتردد فى داخلها اعلم ما الذى تفكر فيه ياراين .انت تتسال هل اتحرق شوقا لمعرفة قصة زواجك لكن الجواب هو لا ،فانا لا اهتم بذلك البته اذا كيف اثبت ذلك لنفسى ؟ وردا على السؤال الذى فاجاها به وجدانها استدارت و ابتعدت عنه.
استمرت الحفلة ختى رسا اليخت فى رصيفه بعد مرور ساعة عاى الاقل ولما كان الوقت متاخر قررت اونور ان تغادر بعد رحيل اول المدعوين . الا ان براد وقف حاجزا بينها وبين الذهاب و قد خطر على باله فجاة تبادل الاحاديث حول الاعمال الفنية . واستمر فى ذلك من دون كلل الى ان غادر اخر المدعوين. وهنا فقط اعلن بصورة مفاجئة،ان الوقت قد حان ليخلد الى النوم فاسر لها بغمزة من عينيه:"لقد دعنى راين للمبيت عنده هذه الليلة "
ثم نزل من المركب عابرا رصيف المرسى متجها نحو المنزل
هزت اونور راسها ثم عادت الى المقصورة لتتناول حقيبة يدها. و اذا بها تجد راين مكبا على بعض المستندات المليئة بلارقام على الطاولة امامه.
وما ان راها حتى رفع راسه عن المستندات ووضع القلم جانبا ثم قال: ظننت انه لن يحررك من الاسر ابدا
وردت عليه و هى تلتقط حقيبتها :"وانا ايضا .على اى حال ،شكراعلى ......."
- لم لا تبيتين هنا اونور ؟ انا متاكد من ان براد لم يكن يرمى لال الىذلك فى احتجازه لك.
- افلتت الحقيبة من يدها لوقع الماجاة فانحنت لالتقاطها و هى تتفوه باللعنات .ثم سمعت نفسها تقول بفظاظة ":ولماذا يقوم بذللك؟"
- اسند راين راسه الى ظهر الكرسى و اجاب بدون مبلاه :"لانه ما زال يحبنى رغم كل ما جرى بينى وبين ساندرا"
- اطبقت على حقيبتهابكلتا يديها ثم ردت عليه "لست متاكده من اننى فهمت تماما ما ترمى الية ؟"
- فابتسم لها واجاب "اعتقد انه لم يتكهن انك امراة باردة و متزمتهيا اونور فقرر حسبما هى العادات بين الرجال ان يمد لى يد المساعدة"
- فحدقت فيه عابسةثم سالته بمزيج من العنف و عدم التصديق "ما هذا الذى تقوله؟"
- اقول انه يريد مساعدتى بصورة ما فى ما اهدفالية
- هل اخبرته فعلا انى.....؟
- لكنه انكر ادعاءها قائلا "لم انبس ببنت شفة"
- اذا كيف ...؟اوة انا عاجزة عن الكلام!
- فاعتذر لها بسخرية واضحة "لابد انه استشف ذلك اعنى لعله شعر باهتمامى بك"
- اعتقد اننا قررنا الا نخوض هذا الموضوع
- انت كمن قرر ذلك
- غير صحيح لقد وافقت بنفسك الا تتطرق الى هذه المسالة
- رد عليها ساخرا:"لكننى لم المسك بعد "
- صاحت به و هى تشعر بالمرارة " يستطيع المرء ان يقع على طرق مختلفة للتطرق الى المسائل . واذا كان هذا ما اواجهه فى كطل مرة نتواجد معا .فلا باس و لكنك لن تصل الى اى نتيجة معى"
- لم لا تجلسين عوضا عن ان تثورى بهذا الشكل و تخبرؤينى عن السبب ؟ او ربما تسمحين لى ان اخبرك بنفسى ؟ثم اشار الى ابريق قريب منه و قال :"هل تقبلين فنجان قهوة ؟ لقد حضرتها مارى بنفسها اخبرينى اونور هل تعتبرين نفسك ارفع مكانه منى ؟
- ومرة اخرى استولت عليها الدهشة ثم اجابت "لا ماذاتعنى بسؤالك هذا؟
- تلفتت حولها باستياء ثم تهالكت فى اخضان الاريكة العريضة اما هو فوضع كوبا من القهوة الى جانبها ثم تراجع ليستعيد مكانه امام الطاولة و قال" تفضلى اين وصلنا فى الحديث؟ اهه......."
- فاكملت بلهجة لاذعة " ام كنت اعتبر نفسى ارفع منك مكانه سيد بايلى ما الذى دفعك الى التفكير هكذا بحق السماء ؟"
- انت سليلة عائلة عريقة من القضاة و اصحاب المهن الحرة اما ابى فلم يكن الا مجرد عامل فى منجم للفحم الحجرى .
- طرفت عينيها وقالت " لم اكن املك ادنى فكرة عن ذلك"
- الاتعتبرينى رجلا عصاميا و انتهازيا و مدعيا؟
- احتجت على كلامه "كلا بالطبع لا اسمعنى سيد بايلى ، لقد سبق ان اتهمتنى بذلك !"
- فابتسم ثم شبك اصابعه و استطرد قائلا :"الم تلاحظى فى هذه الامسية انك بدوت بين النساء اشبه بفرس اصيل بين مجموعه من الاحصنه الصغيرة؟"
- كانت قد بدات باحتساء القهوة و اذا برذاذها يتطاير لما سمعت هذا الانتقاد منه فاعادت الفنجان الى مكانه بقوة و قالت " كيف تجرؤ على انتقاد تصرفاتىعلى هذا النحو؟ فلم تخطر ببالى كلمة مماتقوله "
- تمتم وهو يلوى شفتيه بخبث " ربما تصرفتى على غير وعى منك و لكنى رايت بوضوح كيف كنت ترمقين مجموعه المجوهرات التىزينت عنق بعض المدعوات بشىء من القرف كما شعرت كيف انكمشت اولئكالنسوة على انفسهن بسبب نظراتك بدا وكانك تمنيت لو اقتصرت زينتهن على عقد من حبات اللؤلؤ الصغير وخاتم ذهبى بسيط مثلما ارتديت"
- حسنا لقد فهمت الان ما تعنى انت تظن انى امراءة متعالية و متكلفة ...
- الم تقدمى على..؟
- فاقرت " نعم لقد اقدمت على وضع خاتم بسيط و التزين بعقد من حبات اللؤلؤ الصغيرة و لكن ذلك لا يعود الا الى الزينة التى افضلها شخصيا و على اى حال ليس لهذا علاقة بشعورى تجاهك"
- فابتسم بلطف و اردف" لقد ارحتنى "
- اف..............
- التقطت فنجانها ثانية واخذت تحتسى القهوة و بوادر الاشمئزاز بادية على وجهها فاضاف بتامل " اظن لا يبقى امامنا الا ان نتكلم عن خياراتك الشخصية الطبيعية بالنسبة للرجال طبععا"
- اعرف تماما ما تعنى
- اذا كيف تفضلينهم ؟ او بلاحرى ما الذى يعجبك في مظهرهم ؟
- اجابت وهى تكبح نبرة من التعالى و التكلف فى صوتها " لن اناقش هذه المواضيع معك فكلامك مشين للغاية و ........." ثم مالت براسها وحدقت الية بنظرات باردة و اكملت جملتها بصوت ناعم ومهيب :" .. خبيث ايضا "
- نهض من مكانه و قال " دعينا نختبر ذللك انت تعرفين ان الكثيرات من النساء لا يعرفن مبادىء اختيار الرجل المناسب و اذا تناولت مثالك اؤكد ان مشاعرك لم تستيقظ بعد لا بل بدرجة قد يدهشك مقدارها . انك امراة لا خبرة لها فى هذه المشاعر اطلاقا "
- تلقت اونور صدمتها الرابعة فى هذه الامسية لكن الاحمرار هذه المرة اعتلى وجهها بالكامل مما دفعه الى المضى قدما بصوت خافت " ارى ان هذه المسالة قد خطرت على بالك ايضا ياونور اليس كذلك ؟ لماذا اذا لا تمنعين التفكير بفرضيتى و تقرين انك حتى الان اخترت من الرجال من لا يناسبك اطلاقا؟"
- كيف يمكنك ان تحكم على بهذا الشكل ونحن بالكاد نعرف بعضنا ؟
- هز كتفيه بعدم اكتراث و اجاب :" الدلائل كثيرة احداهما تصميمك الشديد على تجنب العلاقات العاطفية اما بالنسبة للباقى فسوف اخبرك به يوما ما "
- نهضت فجاة لتخفى الارتباك الذى اجتاحها و هى ترجو الا يكون اكتشف تخبط مشاعرها و سرعان ما تملكها الغضب فنظرت اليه و قالت ببساطة انا ذاهبة
- فرد عليها بهدوء "عمت مساء يا اونور .اطلبى من مارى ان تفتح لك البوابة " و فى الوقت ذاته تشابكت نظراتهما بعمق قبل ان تشيح بوجهها بعنف و تغادر
- اضفت الايام القليلة التالية على اونور شعورا غريبا بالانزعاج لم يكن ذلك عائدا الى امسيتها مع راين بل الى هذا التالف المفقود مع نفسها .....باتت لا تستطيع التركيز على فكرة و اجتاحها الغضب من نفسهالانها سمحت لهذا الرجل ان يفقدها توازنها النفسى و كان يجدر بها ان تصمد امامه لا سيما انه عرف بتاثيره على اى امراة يقابلها .
- وفى احدى الامسيات وفيما هى تتناول العشاء بمفردها فى شقتها امام النهر تسالت ان كانت تكرهه لهذا السبب بالذات
- وبالرغم من شقتها التى تعتبر مصدر سعادتها و عملها واصدقاءها التى تلتقى بهم بصورة دائمة وتدعوهم على العشاء الذى تعده بمهارة هذا الى بضع ساعات تنفقها ىفى تعليم الاطفال المعاقين الرسم و التلوين اضف الى ذلك خبرتها و مهارتها فى تصميم الازياء و خياطتها . لكن ظل سؤال واحد يطرق تفكيرها :لماذ اشعر فجاة ان حياتى فارغة نوعا ما ؟ فوظيفتى جيدة جدا ولو لم يكن المدير راين بايلىلاحببت العمل بكل جوارحى.
- وما لبثت ان نهضت فجاة وغسلت الطبق الذى كانت تاكل منه وفىالوقت عينه راحت تؤنب نفسها لا تعرفين السبب؟ لان راين طرح عدة مسائل لاتملكين الاجابة عليها اتعيشين حقا فى برج عالى من الثقافة و المعرفة يدفعك الى الشعور بانك ارفع مكانه من الاخرين؟ هل تفتقدين الى رجل فى حياتك الى درجة يستطيع مجرد رجل من هذا النوع ان .. حسنا لايهم ؟ و لكن ما يحيرنى اكثر من اى شىء اخر هو معرفته تفاصيل العلاقتين العاطفتين التى خضتهما ثم انتهتا الى كارثة .
- من غير الممكن طبعا ان يعرف ادق التفاصيل عن هاتين العلاقتين و لكن من الواضح انه شك بشىء ما وكانه تسلل الى قلبها واكتشف جرحها الذى لم يندمل بعد لم ترتبط فى كلتا المرتين الا لانها ظنت انها واقعة فى الحب و لكن توقعتها الت دوما الى الى ماذا ؟
- واستدارت مبتعدة عن المطبخ لتمعن التفكير فى الفرضية المذلةالتى تقدم بها راين حين اكد انها لم تعرف ان تختار الرجل المناسب مرة
- ولكن هذا لايعنى على الاطلاق انه البديل المناسب فكيف باستطاعتى تحمله ؟ فهو من جهة متعجرف ومحب للسيطرة ومن جهة اخر رجل يفوق احتمالى و لا سبب اخر
- لا حقا تركت افكارها ترتحل كارهة لتحط عند ساندرا بايلى تلك المراة التى لم تستطيع ان تنسى حبها لراين كما روى خالها
- ومن هنا صعقت تماما حين صادفتها فى الصباح التاى بالذات كانت اونور تعبر صالة الاستقبال فى مؤسسة بايلى عندما شاهدت امراة جذابة بملابس انيقة و ابتسامة خجولة تجتاز الباب الزجاجى و تتجه فورا الى موظفة الاستقبال وما ان وقع نظرها عليها حتى نهضت فورا و هتفت بعبارات تنم عن الاحترام الشديد " صباح الخير سيدة بايلى كيف حالك؟ لقد طلب منى السيد بايلى ان ادخلك فور وصولك اهه عذرا يانسة لينغارد اشار الى السيد بايلى ايضا انه بانتظارك فى مكتبه عند الساعة العاشرة "
- تمهلت اونور قليلا ثم سالت " لماذا" واذا بساندرا تستدير نحوها وتخاطبها بادب " انت اونور لينغارد على ما اعتقد لقد اخبرنى خالى براد عن لقائه بك كيف حالك؟"
- وبعد هنيهة صغيرة تمكنت خلالها اونور من استرجاع رباطة جاشهها و اجابت " على اتم ما يرام شكرا لقد تمتعت كثيرا بصحبة خالك ياسيدة بايلى"
- انه شخصية فريدة من نوعها اليس كذلك ؟ و الان اعذرينى من الافضل اللا اترك راين ينتظر كثيرا وداعا.
- تمتمت اونور و هى تحدق الى ظهرها و تتذكر حكاية اجتماع النمور و النعاج "مع السلامة"
- وفى العاشرة تماما وصلت اونور الى مكتب سكرتيرة راينو فيما هى تتحدث الى بام فتح باب المكتب ليكشف عن راين مرافقا زوجته السابقة و هو يقول لها "ستعلمينى بمستجداتك اليس كذللك ؟"
- ردت ساندرا و هى تبتسم له بنظرات ملؤها الحب :"نعم راين"
- تفضلى يانسة لينغارد اظن انك تعرفت الى ساندرا ؟
- اغلقت اونور الباب ثم بادرته بلهجة عنيفة " ماذا تريد منى الان ؟"
- رد عليها مستفهما " من الافضل ربما ان تخبرينى بماذا اخطات الان اجلسى "
- جلست و الانزعاج باد على وجهها ثم اجابت " لم تفعل بعد ولكنى انتظر منك ان تقدم على ذلك"
- رفع حاجبه باستياء " ايعود السبب الى ساندرا؟"
- ماذا تعنى بساندرا؟ لا شان لى بها فى مطلق الاحوال و لكن بالحديث عنها واشباعا لفضولى لاغير لماذا تراها ماتزال واقعة فى حبك ؟
- ليست.....
- هيا لا تراوغ معى الان هذا ما بدا عليها اضف الى ان خالها يظن ذلك
- قاطعها قائلا " اونولر هل افهم من كلامك انك تطلبين منى شرحا مفصلا عن حكاية زواجى من زوجتى السابقة ؟ واذا كان ذلك صحيحا فلماذا؟
- فتلاقت نظراتها المكفهرة بنظراته اللاهية و ما لبثت ان هتفت بغضب " انس هذا الموضوع و اخبرنى لماذ طلبت حضورى عدا عن عرضى امام زوجتك السابقة طبعا "
- و لماذا اقدم على مثل هذا التصرف ؟
- لاننى ادرك تماما ان تصرفاتك تتسم غالبا بالمكر و سوء النية
- قطب جبينه ثم ارخى ذراعيه وقال" انت على حق فاحيانا اتصرف على هذا النحو و لكن ليس فى هذه اللحظة على اى حال كما اننى لا اجد اى مغزى لعرضك امام زوجتى السابقة "
- فضاقت عينيها و هى تراقبه من خلال اهدابها المنسدلة و اطبقت شفتيها للحظات قليلة قبل ان تهز كتفيها بلا مبلاة و تتمتم ببرود " اذا ما الموضوع الذى طلبتنى من اجله ؟"
- لقد تلقيت طلبا لرعاية مواهب رسام شاب او على الاقل افترض انه شاب نحن لم نلتقى بعد و لكنه ارسل لى لوحة بالبريد مرفقة برسالةخارجة عن المالوف يقترح فيها ان اعرض احدى لوحاتى مؤكدا ان سيلا من الطلبات سيتدفق لشرئها و هو على استعداد لاقتسام الارباح مناصفة. اما السبب الثانى فيتعلق بالاتصال الذىتلقيته مكن محطة تليفزيون اعربت عن رغبتها فى تصوير حلقة خاصة بمجموعة الاعمال الفنية التى املكها هل تظنين ان الفكرة جيدة ؟
- ما ان انهى حديثه حتى رفعت حاجبها و اجابت " ولما لا؟ فمن شان هذه الحلقة ان ترفع منزلة مجموعتك الفنية لا توافقنى الراى؟"
- بدا عليه التفكير العميق قبل ان يرد " اوافق من ناحية المبدا رغم اننى افضل تجنب الدعاية و لكنى اريد لهذا العمل ان ينفذبطريقة سليمة و لائقة و لهذا ارغب فى ان تتاكدى من ان البرنامج سيعكس الصورة الحقيقية.
- افهم من ذلك انك تريد منى التاكيد على ان يظهروك كرجل مثقف و ذواق للفنون
- اجابها وهو يمعن النظر بها "نعم"
- فاتسعت حدقتا عينيها و سالته " الا تشك فى مقدرتىعلى القيام بهذه المهمة ؟ الا تخشى ان اسىء التصرف او ابالغ بالامر ؟"
- رد عليها بنبرة جافة :"كلا!"
- واذا بها تجد فى هذه الثقة الارتياح الذى افتقدته لاياااام عدة فقالت: " حسنا لنعد الى اللوحة التىارسلت لك هذا الصباح هل هى جيدة ؟"
- فاجاب بتذمر :"باستطاعتك الحكم عليها بنفسك "
- ثم عبر الغرفة كى يزيح الستارة و قد كانت تحجب لوحة كبيرة مستندة الى الجدار و اذا بها تظهر امراة شبه عارية و هى تجثو فى حديقة غناء ثم استانف حديثه قائلا "اعلم ان ساندرا لا تستسيغ مثل هذه الاعمال ام المسكينة بام فكاد يغمى عليها من شدة الصدمة عندما كشفنا عن اللوحة و لهذا ارتات حجبها عن الاعين فى الوقت الحاضر باستثناء عينيك الخبيرتين بالطبع"
- فما كان منها الا ان اصرت على اسنانها و اقتربت من اللوحة ثم علقت " الان فقط اقول انها اللوحة المثالية التى تناسب غرفة نومك " ثم استطردت على عجل قبل ان يقاطعها " لهذه اللوحة قدر من الجدارة الفنية على ما اظن و هى بالتاكيد مليئة بالحياةولكن لو كنت مكانك لما عرضتها هنا الا اذا كنت ترغب فى معاداة نصف موظفيك "
- هل تتكلمين بصفتك المهنية ام كامراءة؟
- انا اتكلم بصفتى امراة ياسيد بايلى و يصادف اننى قرات منذ عدة ايام خبرا فى الصحف مفاده ان اللوحات التى تظهر اجزاء عارية من جسد المراة يثير استنكار غالبية النساء العاملات
- نعم لقد قرات هذا الخبر ايضا اذا اتفضلين ان اوصى هذا الشاب بتقديم لوحاته الى احد المعارض المتخصصة ؟
- فاجابته بلطف " لا بتاتا بل اترك لك حرية اتخاذ القرار المناسب . وما من سبب يدعوك الى عدم الاحتفاظ بها فى بيتك او على متن يختك اذا اعجبتك بالمناسبة ما اسم هذا الرسام ؟"
- مارك مارخام
- لم اسمع به قط
- و لا انا سمعت به ايضا
- ثم اسدل الستار فوق اللوحة وتابع قائلا " هذا كل ما اطلبه يا اونور ستعطيك بام المعلومات و التفاصيل كلها عن البرنامج التلفزيونى "
- عظيم سابدا العمل على الفور
- كانت نبرتها تنم عن الابتهاج و لكن لو امعن فيها النظر اى شخص قوى الملاحظة لادرك ان عينيها تلمعان غضبا
- بعدئذ انكبت اونور على الاعداد للبرنامج التلفزيونى و قد عرفت من بام ان شهرا يفصلها عن بداية التصوير و نفذت كل البنود حسبالجدول المطروح الا مسالة سيرة راين التى طلبتها المحطة فقد تحولت الى مشكلة بالنسبة لها
- فمن جهة تجاهل براين الامر برمته رغم مطالبتها المتكررة له ومن جهة اخرى كان المشرفون على تنفيذ البرنامج يلحون عليها بالسيرة لانهم لا يملكون الا القليل من المعلومات عنه فالطالما تفادى راين وسائل الاعلام طوال فترة ارتقاءه نحو الثراء و الشهرة
- وفى سياق احد الاحاديث التى تبادلتها معهم عاى الهاتف اخبرتهم ان والده كان عامل منجم ولكنها ما لبثت ان عضت على شفتها وحاولت ان تستدرك زلة لسانها " لكن هذه المعلومة خارجة عن الموضوع على اى حال سازودكم بالمعلومات الاساسية عندما اعرف منه ما الذى يريد انيبث من سيرته"
- فرد عليها الصوت من الطرف الاخر للهاتف " انسة لينغارد نريدك ان تشاركى فى البرنامج ما رايك؟ نحن نعرف الكثير عنك ونعتقد ان لظهورك على التليفزيون انعكاسات رائعة "
- قطبت حاجبيها ثم ردت " على ان استشير راين لكننى ساعاود الاتصال بك حتما ومعى معلومات شافية"
- بام اين السيد بايلى؟
- اونور انه مشغول جدا الان و لا يملك وقتا لاى مواعيد اخرى اما عن المذكرات التى ارسلتها فقد مررتها له بنفسى
- اسمعى يا بام انا احتاج لمقابلته انا لا استطيع .....
- قاطعها صوت متكاسل من وراء ظهرها "ياللعجب !ماهذا التغير فى المواقف يا انسة لينغارد ؟"
- فاضطربت قليلا و هى تتنفس بعمق ثم استدارت لتواجه راين وهى تشد على شفتيها لتقول له بغطرسة " اين كنت كل هذه المدة ؟ لماذا طلبت منى ان انظم هذا البرنامج عن الاعمال الفنية ثم تنصرف وكانك غير موجود؟ اذا كنت تدير مؤسسة بايلى للانشان بهذه الطريقة استغرب كونها لم تفلس منذ سنوات!"
- فغرت بام فاها دهشة ثم ظهر على وجهها الاستياء و كانها لا تصدق ما سمعته لتوها فلاحظ راين تعجبها ثم لوى فمه بسخرية قائلا" يبدو يا بام ان اونور امراة غير متصنعة و تتكلم على سجيتها و هى فى الوقت ذاته عاشقة للفنون الجميلة لديها اولويات اخرى على ما اظن اهه متى يحين موعد الاجتماع التالى ؟"
- بعد ثلاثة ارباع الساعة يا سيد بايلى و لكن مكان الاجتماع يقع فى منطقة الشاطىء الذهبى و انت توشك على التاخير كما ان سيارتك قد وصلت
- اذا اتصلى بهم بام و اخبريهم اننى ساتاخر قليلا .
- ثم استدار نحو اونور و قال لها بلطف " اردت البحث معى فى اعمال مستعجلة فعليك ان ترافقينى فى رحلة قصيرة على الشاطىء"
- اعترضت اونور " ولكن من ةالسخافة ان اقطع كل هذه المسافة لاكلمك ثم كيف ادبر عودتى؟"
- رد عليها مبتسما "سيوصلك وارن اما انا فسابيت هناك الليلة وهذا عرضى النهائى"
- رمقته بنظرة متقدة ثم قالت بحدة " اف حسنا"
- ثم اكتشفت ان وارن هو نفسه فبطان "ساندرا –لى " كما انه يعمل فى الوقت عينه كسائق و بستانى و بعد دقائق وصلت سيارة رولز رويس فاخرة
- وهمس راين لها "كما ترين لن تكون مزعجة للغاية "
- لكن اونور جلست على الطرف المقابل و هى تبتعد عنه قدر الامكان ثم اخرجت من حقيبتها دفترا صغيرا وقلما و قالت بسخرية " انامتاثرة يا سيد بايلى بالمس اقلتنى سيارة لامبورغينى و لالن سيارة رولز رويس"
- اجابها بلطف اميل الى اعتبار هذه السيارة رمزا لمؤسسة بايلى للانشات فهى اكثر راحة لزبائننا لا سيما اولئك الذين ياتون من الخارج و على كل حال اوفقك الراى فهى تعطى عنى انطباعا خاصا اما بالنسبة للسيارة اللامبورغينى فانا اعتبرها شكلا من اشكال المتعة
- فعلق على كلامه " فهمت هل ترغب فى ان انقل ذلك عن لسانك على الهواء؟"
- فعبس و اجاب "انقلى هذا عن لسانى "
- وهنا جاهدتللمحافظة على رباطة جاشها الى ان قال "هل ستمتنعين عن التحدث معى مجددا ؟"
- ردت عليه بحدة "كما ترى فانا افعل ما بوسعى "
- اذا دعينى اساعدك اسيقتصر الحديث على الموضوع الذىتتضمنه مذاكراتك الشديدة اللهجة التى ارسلتها لى؟
- واذا بصوت داخلى مالوف يتردد فى نفسها :انتبهى ياونور لا تبتلعى الطعم ثم ردت عليه فى هدوء "اذا كانت مذاكراتى شديدة اللهجة فهذا لانى اتلقى بدورى طلبات اشد لهجة من المشرفين على البرنامج املا فى انم اساعدهم على ىانجاز الحلقة الوثائقية التى يعدونها"
- وماهى طلباتهم؟
- الحصول على سيرتك الذاتية
- لا ارى مانع فى ذلك
- تاملت المكان من حولها بضع لحظات لا سيما عندما انحرفت السيارة عن الطريق العام الشرقى الجنوبى لتسلك دربا ساحليا ثم قالت :"جيد اسمعنى هل نستطيع ان نعد معا تصميما لسيرة ذاتية قصيرة مقتضبة ؟ حينها على الاقل تمنح الناس ما ترغب فى ان يعرفوه عنك وذلك بدلا من ان يقوم المسئولين باختراع الاحداث بانفسهم "
- فرد عليها بتكاسل " حسنا اخبرينى اولا كيف اعددت باقى البرنامج ؟"
- اجابيه بمنطقية " ليس من حقى اعداده بالكامل فهو باى حال برنامجهم وليس برنامجى "
- ولكنك لا شك اقترحت عليهم بعض الافكار
- طبعا رغبت فى تعريف المشاهدين بمجموعتكالمتكاملة و لهذا وضعت لائحة تبدا باللوحات المثيرة للاهتمام واعتنيت على وجهالخصوص باللوحات القد
- يمة ثم انتقلت الى اللوحات غير المالوفة اى التى تتضمن فى رسوماتها حكايات عن احداث او عن الرسام وسيتم التطرق الى كيفية انتقالها بين يديك
- اسيقوم المخرج ببث مقاطع عنى و عنك فيما نعلق على المعروضات
- نعم ولكنى ساكون مسرورةجدا اذا اعفيتنى من هذا الامر
- اجابها وكانه يتحدث الى نفسه "اعتقد انه يجب ان نقدم النقيضينفى الاسلوب انت لروحية الفن وانا للمال"
- ظننت انك لا ترغب فى ان ياخذ البرنامج هذا المنحى
- من المؤك اننى لا ارغب فى ان اظهر غبيا الا توافقينى؟ ولهذا كلفتك باعداده لانى ادرك ان خبرتك ستضيف المزيد من الخصوصية لمجموعتى و فى الواقع اعتبرك ربحا جيدا لاستثماراتى يماثل الربح الذى ساجنيه بعد استثمارى فى لوح سيسلى
- لست متاكدة من اننىساخذ كلامك على محمل الثناء
- اوه انه كذلك
- حولت نظرها مرة اخرى الى الطريق فيما كانت السيارة تقطع الكيلو مترات فى صمت و هدوء ثم استدارت اليه وقالت " بالنسبو للوحةسيسلى "
- لا
- طرفت بعينها ورمقته بحيرة ثم قالت " حسنا وماذا عن سية حياتك
- اتفكرين فى راين بايلى الذى بدا حياته ابنا لعامل منجم فحم و الى ما شابه ذلك من معلومات ؟
- فتقلصت عضلات وجهها و اعترفت له بصراحة " لقد سبق و اعطيتهم هذه ىالمعلومة بعد ان زل لسانى فى خضم الحديث"
- نظر اليها و ملامح وجه تنم عن التلهى و المكر ثم قال"وهل زل لسانك الان ايضا ؟ لا تهتمى انه ليس بسر احتفظ به و هو لا يسبب لى الاحراج و يمكنك استخدام هذه المعلومة كما تشائين"
- حسنا ماذا تبقى لنا للبحث؟
- ساطلب من بام ان تحضر لك بعض المعلومات وتطبعها
- فقاطعته وقد بدا الانزعاج على وجهها " لالا اسمع لقد جربت هذه الطريقة قبلا بالمناسبة وبما اننا اتينا على ذكر الطرق لماذا تكبدت هذه الرحلة الطويلة المملة الى الشاطىء الذهبى امن اجل لا شىء؟
- ليسترحلة طويلة بل اوشكنا على الوصول اما عن اتلملل فقد وجدتها ممتعةللغاية وهكذا
- ولكنك مع ذلك لست مضطرا للعودة ادراجك فورا!
- وتمهلت فى المتابعة ثم اضافت " سيد بايلى ساقوم بوضع مسودة تتضمن الخطوط العريضةفقط و ستتضمن قصة نجاح مؤسسة بايلى للانشاءات على ما اظن فاذا لم تعجبهم فليمزقوها وةيرموها اما اذا لم تنل اعجابك فاطردنى او اذهب الى الجحيم او افعل الامرين معا"
- هذا يناسبنى تماما يا اونور
- لماذا لم تقل لى ذلك فى البداية؟
- فقال متذمرا فيما كانت السيارة تلج فندق شيراتون ميراج " من الممتع دائما ان اراك تثورين غضبا ياونور فانت تصبحين جذابة جدا عندما تكونين على هذه الحالة"
- ثم سكت قليلا قبل ان يتابع " اود فعلا ان ادعوك الى العشاء لكى انسيك مشقة هذه الرحلة الطويلة المملة و لكن لسوؤ الحظ
- انس الامر
- اشاحت بوجهها عنه كدليل على الحزم ثم نظرت من خلال النافذة ولكنها استدارت فجاءة بعد لحظة و قالت " وكف عن وضع المزيد من الخطط التى لا فائدة منها"
- لقد عقدت لسانى يا اونور لكننى ساحاول عند عودتى ان اكون رب عمل جيد و حسب
- مكانك لما حاولت كثيرا
- كانت بام قد كشفت لها عن كرم راين و تقديماته السخيى للجمعيات الخيرية و لكن اونور لم تتاثر البتهولم تغير رايها فى راين كثيرا بل اكتفت بقول " ما اهمية ذلك ؟ و لم لا يقدم عليه؟"
- بدا على وجه بام الوجومو الاستياء و قالت " انا اعرف انه يحب ان يحافظ علعى خصوصياته و لكن من المؤسف الا يعرف الكثير من الناساى نوع من الرجال هو"
- نظرت اونور الى بام بغيظ ثم تنهدت و هى تلاحظ هذا الاخلاص المؤثر الذى بدا فى عينى هذه الفتاة و ردت " بام لا استطيع ان افعل ذلك من دون موافقته و انا اشك فى ان يوافق"
- انا لا اعتقد انه اوه حسنا لم تكن تلك الا مجرد فكرة طرات على بالى هل ..هل تسير الامور بينكم على نحو افضل الان يا اونور ؟
- فكرت قبل ان تختار الاجابة المثلى و لكنها وجدت نفسها تقول بخشونة " لو انه يكتفى بشؤون عمله لكان كل شىء على ما يرام "
- ردت عليها بام " انا متاكده من انه سيفعل ذلك"
- وكان هذا ما اقدم عليه فعلا فى غضون الاسبوعين اللاحقين و صدقت توقعات بام اما اونور فاضنتها الحيرة و تملكها الذعر لا سيما حين اكتشفت ان تصرفاته الجديدة لا تزيدها الا انزعاجا .......
- انتهى الفصل الثانى
- **********************************

منى على سيد 04-08-15 12:51 AM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
تحذير
مش حانزل الفصل الثالث الا لما تقولولى رايكم فى الرواية:toot:

لبني سرالختم 04-08-15 10:54 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
حلوه جدا وياريت تخلصيها بسرعه

غدير ابراهيم 05-08-15 08:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى على سيد (المشاركة 3547566)
غدير حبيبتى كتابة الرواية فعلا صعبة لكن على قد ما بقدر باحاول وان شالله مش حاقف فى نصها انا دلوقتى باحاول اخلص فصلين وان شالله انزلهم مع بعض

ربي يعطيك العافيه منى ويعاونك

منى على سيد 06-08-15 02:17 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
حبايبى انا حاتزل دلوقتى الفصل الثالث و سامحونى حاتاخر عليكم شوية لان الجهاز عايز تصليح فاحياخد وقت ولحد لما اصلحه اى جزء حاكتبه حانزله اول باول لان الجهازبيمسح اللى عليه

منى على سيد 06-08-15 02:19 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
3- اجازة غير عادية
- هل يمكنى دعوتك لتناول القهوة ؟
- شكرا ياسيد بايلى و لكن ........
رد عليها بخشونة "اوه كفى عن ذك يا اونور وا قبلى دعوتى فمنذ بضعة اسابيع و نحن نتصرف كما يتصرف القط و الفار "
فى هذا الوقت كان فريق التصوير التلفزيونى يعيد ترتيب الات التصويروبقية الاغراض و يستعد للمغادرة . فامسك بذراعها وجذبها نحو مكتبه فيما فكرت بمرارة ان هذا المنظر سيبهج دون شك موظفى مؤسسة بايلى . ولما اصبحا داخل مكتبه تهالكت علىالمقعد الجلدى نفسه الذى جلست عليه خلال الشجار الذى دار بين راين وموظفيه . وفيما كان يناولها فنجانا تلاقت اعينهما فيما انتفت لغة الكلام لبرهة مما دفع الى العبوس بخبث و اخيرا جلس على المقعدالمواجه لها وبادر راين الكلام "لا استطيع ان استنتج ايهما يزعجك اكثر ان اعاملك كموظفة مثل بقية الموظفين او الا اعاملك كموظف "
ثم رفع فنجانه فى نخب هزلى و قال " فى صحتك"
فردت عيه "حسنا اعتقد انك تزعجنى فحسب لا اكثر و لا اقل "
فاجاب و هو يشد على مخارج الحروف " لقد ذكرت ذلك قبلا و لكن لماذا تستمرين بالعمل لحسابى يا اونور ؟
سبق ان اخبرتك ايضا اننى عندما اقارن ين سلبيات العمل و ايجابياته افاجا بترجيح كفة الايجابيات دائما.
ثم وضعت فنجانها على الطاولة الصغيرة و اضافت " ومن ضمن هذه الايجابيات ان صيتى قد ذاع قليلا اليوم"
راقبها بضع لحظات ثم قال" لقد اديت واجبك بشكل حسن "
فردت عليه صادقة " ينطبق هذا الكلام عليك ايضا"
فرد عليها وهو يمعن النظر فيها " اذا الا تظنين ان بامكننا ان نستثمر هذا الاعجاب المتبادل فى ربح نافع ؟"
مثل ماذا؟
كان نحاول الاسترخاء حين نكون معا فى سبيل التغير ليس الا
فرفعت راسها الى الوراء فى شموخ وقالت "لا" هنا رد بهدوء ماا لذى تخشينه يا اونور ؟ اتخشين من نفسك ؟" فاجابته معترضة " اوه مللت من ترداد معزوفتك القديمة نفسها "
لكن المعزوفات القديمة غالبا ما تكون هى الصحيحة .
ترى هل باستطاعته ان ييفذ ببصيرت الى داخلها و يكتشف الارتباك الكامن خلف هذا الرفض القاطع ذلك اللارتباك الذى تنامى فى داخلها على مدى الاسابيع القليلة الماضية و هى تحاول متعمدة اان تفصلهما المسافات؟ وسرعان ما تفاقم انزعاجها عندما ادركت ان ابتعاده عنها هو الاخر ساهم فى مضافة ارتباكها منذ رحلتهما الى الشاطىء الذهبى فاستحالت علاقتهما علاقةرئيس بمرؤوس رسمية و باردة . فراحت تردد الى نفسها " انا لااحب هذا الرجل من يظن نفسه على اى حال ؟
ولكنن خيل اليها ان كلمات الدنيا باسرها لن تجح فى صرف تصرفاته اللاعقلانية عن تفكيرها فهىرغم انها لا تكن له اى محبة لاتنفك تفكر فيه .الا ان هذا لا يدعو الى الاستغرب فكل نساءالشركةيعانين من المشكلة ذاتها و باختصار ان راين بايلى رجل جذاب بصورة تدعو الى الحذر . وما لبثت ان سرت فيها قشعريرة خفيفة لم يكن الاشمئزاز لها سببا و عرفت انه رجل خطر يستطيع ان يقوض جبل مقاومتك ببضع كلمات كما انه ذكى جدا وذو هيبة قوى وضخم ووسيم بشكل رائع ولكن ماذا عن النساء الاخريات اللواتى تحفل بهن حياته ؟
وفجاة رفعت بصرها و اذا به يتفحصها بتامل فما كان منها الا ان لعقت شفتيها و شرعت تبحث عن كلام ما اى كلمة تبعد عنها هذه الافكار و اذا برنين الهاتف ينقذ الموقف فقال بتكاسل "اهه انها على الارجح المخابرة التى انتظرها من بورث مورسباى و هى تتعلق بجسر البابواى ويمكن ان تستغرق وقتا طويلا و لكن على اى حال يمكنك ان تنهى قهوتك قبل ان تذهبى "
ومع انها لم تفصح عن تفكيرها الا ان عينيها عبرتا عنه بشكل واضح : ايها الحقير ثم نهضت من مكانها ببساطة و غادرت المكتب دون ان تلقى نظرة الى الوراء . فى الايام القليلة التى تلت ظل الغضب يعتمل داخل اونور . وعندما اثر ذلك على رياضة التنس التى باتت تمارسها بتهور و عدم تركيز كرست وقتها لتحسين ادائها و لكن محاولاتها جميعا باءت بالفشل و عجزت عن اقناع نفسها بترك العمل عند راين بايلى. وفى عصر يوم السبت حدث ما لم يكن فى الحسبان فقد قرع الجرس و لما فتحت الباب وجدت امامها الشاب المفتول العضلات بشعره الاحمر و لحيته الداكنه الذى راته يتسكع على الرصيف خارج منزل راين منذ بضع اسابيع فخاطبها باحترام" هل انت الانسة لينغارد؟"
نعم
انسة لينغارد انا مارك مارخام كيف حالك ؟
فاتسعت عينيها " انت تعنى ........."
نعم انا الذى رسمت لوحة المراة فى الحديقة هل رايتها ؟
انا نعم فى الواقع و لكن
ما رايك بها يانسة لينغارد ؟
فاجابته بتكاسل " حسنا اعتقد انها تستحق الاهتمام "
فهتف بتحسر انما بلهجة ساحرة " انسة لينغارد هل تسمحين لى ان اطلب منك خدمة كبيرة لقد نظمت معرضا صغيرا للوحاتى فى مراب قديم الطراز وقمت دعوة عدد قليل من الاصدقاء صباح الغد فهلا حضرت و القيت نظرة على اللوحات ؟ ارجوك؟"
حسنا سيد مارخام كيف عرفت من اكون ؟ وكيف حصلت على عنوانى؟
فاجابها ببراءة " لقد شاهدتك فى التلفزيون و بحثت عن عنوانك فى دليل الهاتف "
فاجابته بعبوس لانها تذكرت شعور الانزعاج الذى استولى عليها عندما شاهدت نفسها الى جانب راين فى التلفزيون " ل اعاد اللوحة اليك؟
ارتسمت على وجه مارك بتسامة طفولية و اجابها "نعم لقد اعادها الى و لكنى انسان متفائل و اذا كانت لوحة المراة لا تعجبك فمن اللوحات ما يغطى المواضيع كافة " فكرت قليلا ثم ابتسمت " حسنا اعطنى العنوان و لكنى الفت انتباهك الى انى لا استطيع ان اعدك بحضور السيد بايلى او اى وعد " فقدم لها دعوة مكتوبة بخط اليد و شكرها بحفاوة اما هى فلميخطر فى بالها ان تفكر فى ما كان يفعله خارج منزل بايلى فى ذلك اليوم الا بعد ان رحل و لكنها سرعان ما نسيت هذا الامر بعد لحظات .
تميز اليوم التالى بالحرارة و الرطوبة فاختارت اونور بنطلون رمادى اللون فضفاض و بلوزة حريرية طويلة الاكمام من اللون المشمشى الباهت اضف الى صندل من الكانفا البيضاء و قبعة من اللون المشمشى و الابيض المزينة بالازهار. ثم اخذت مضرب التنس بالاضافة الى حقيبة تحتوى على كل معدات هذه الرياضة و رغم حرارة الطقس المتزايدة قررت ان تذهب الى النادى بعد حضور معرض مارك مارخام و قد عقدت العزم على ان تبرهن ان اللاعبة النجمة لم تفقد قدراتها بعد .بعدئذ انطلقت الى منزل مارك واذا بمارك يخرج من منزله ليستقبلها ثم يقودها الى موقع مظلل و ساعدها على النزول من السيارة بكل تهذيب ثم اشار اليها برفع سقف سيارتها فاستجابت له واكتفت بالقول " حسنا لن ابقى طويلا ". فرد عليهابرزانه "اهه لا يستطيع احد التكهن بذلك ابدا لا سيما ان كان فى ذلك المكان ومن الافضل ان تاتى بحقيبتك و مضرب التنس ايضا فى حال ما حدث ما ليس فى الحسبان" فهزت كتفيها و نظرت حولها ثم نفذت ما طلبه منها تماما . وولجت داخل المراب لتشاهد اروقة تحيط بميناء الزوارق الاسمنتى حيث استقر زورق صغير و قديم اما لوحاته فمعروضة بكل الوانها الشامخة على الجدران الخشبية و الى جانبها رات طاولة مغطاة بشرشف ابيض وضع عليها زجاجات عصير وعدد من الكؤوس ازاء كل ذلك لم يكن باستطاعة اونور الا انا تشعر بالاعجاب الشديد لهذا الاعدادالمنظم و لمهارات مارك الفنية لا سيما ان عمره لا يتجاوز الاربع و عشرين سنه على الاكثر كم قدرت . فى غضون ذلك لم تلاحظ انها الضيف الوحيد الا بعد ان شربت نصف كاس العصر الذى قدمه لها و ابدت رايها فى بضع لوحات كما اعربت عن اعجابها بافضلها اى لك التى تتضمن رسومات للزوا ق وا لمناظر البحرية وحين ابدت استغرابها من خلو المكان اجابها ان الاخرين سيصلون قريبا من د ون شك. ولكن ما ان انتقضت دقيقتان حتى بدا ينتابها شعور غريب و ترنحت فى وقفتها ثم استدارت نحوه بارتياب و اتسعت حدقتاها من الخوف و باتت عاجزة عن الكلام وما لبثت ان شعرت به يمسك بها وهى على وشك السقوط ثم سمعته يقول بصدق قبل ان تفقد وعيها " انا اسف جدا يانسه لينغارد و ارجوكى لا تقلقى و لكن احيان على الانسان ان يقوم بهذه الاعمال فى سبيل فنه ".
وبعد فترة عادت اونور الى وعيها تدريجيا و احست وكانما المركب يخوض غمار البحر و لكن شتان ما بين هذه الصدمة و تللك التى فاجاتها بعد لحظات فاغمضت عينيها وهى تظن انها تحت تاثيرا لهذيان فقد بدا لها فى واقع الامر انها تبحر على متن " ساندرا –لى "
ولكن عندما فتحت عينيها ثانية زال عنها كل شك و الفت نفسها مستلقية على الاريكة الرمادية و العاجية اللون و الى جانبها المصباح نفسه ذو القاعدة الرخامية و القماش الاخضر ...
فما كان منها الا ان انتفضت جالسة فيما راسها يدور بشدة وفجاءة ارتعدت اوصالها عندما سمعت صوتا مالوفا " هونى عليك ياونور"
انت !
و فغرت فاها ما ان استقرت نظراتها على راين جالسا على الارض و مشدودا الى عامود فيما ساقاهاالطويلتان ممدوتان امامه ولاحظت ان شعره مشعث على غير عادة فيما قميصه الاصفر متشح بالاوساخ . فصرخت بنبرة تشبه فحيح الافعى " كيف تجروء على فعل ذلك ؟"
ثم انزلت ساقيها نحو الارض فى محاولة للوقوف و لكنها سرعان ما عدلت عن ذلك عندما انحرف المركب و تمايل بصورة تنذر الخطر . اجابها بعبوس " لم افعل بك شىء و فى الحقيقة يداى مقيدتان الى هذا العمود كما ترين "
جحظت عينا اونور عندما ادركت حقيقة كلامها اذ بدا عاجزا عن الحركة و مقيد اليدين وكان اللوم اول ما خطر على بالها " هل انت مجنون ؟ من الذى يقود هذا المركب اللعين ؟"
ثم حاولت ان تقف ثانية و لكنها ترنحت من جانب الى اخر فقالت " و الان اسمعنى ....."
ولكنه ضحك بخفة و قاطعها " كنت اتساال متى ستنطقين بهذه العبارة الشهيرة اونور اتعتقدين حقا اننى قد اقيد نفسى الى عمود؟ و لماذا ؟ امن اجل الانغماس معك فى عواطف جنونية وخارجة عن المالوف ؟"
فتورد و جهها بصورة جالية مما ضاعف غضبها " اذا لماذا سمحت بتقييدك ؟ ما الذى يحدث هنا ؟"
لقد تعرضنا لخطف
فهتفت باندهاش و حيرة " ختطفنا ؟"
نعم
لماذ ؟ ومن اقدم على ذلك هل تقصد انه مارك مارخام ؟
ومن غيره؟
ثم سالها بتهذيب " كيف وصلت الى هنا ؟"
فتمتمت اونور بعصبية " ليت هذا المركب يسكن ويستقر "
نحن فى خضم عاصفة هوجاء فسالته و قد شحب وجهها " اين؟"
فى خليج مورتون
انت تمزح!
كلا و لكن يبدو انه يمسك بزمام المركب جيدا كما انه يقود بمهارة كيف وصلت الى هنا ياونور ؟
ابتلعت ريقها و اخبرته حكايتها " لا شك انه دس مخدر فى كاس الشراب الذى قدمه لى ثم حملنى بعد ان فقدت الوعى على زورقه القديم و جاء بى الى نا لا عجب انه طلب منى ان اقفل سيارتى بعد ان اخرج اغراضى منها...."
و عجزت عن متابعة الكلام لا سيما حين وقعت ىعيناها لى مضرب التنس و حقيبة ملابسها
وانا الذى كنت اتسال لماذ اتيت مجهزة للعب التنس
لم اكن اعنى كنت انوى ان العب التنس بعد ذلك لكن بعد كل ما اقدم عليه من خداع !
ثم سالته فى ضعف " حسنا .... ماذا عنك ؟ كيف وصلت الى هنا ؟"
قررت ان ارتاح من العمل لبعض الوقت فابحرت بالمركب الى الخليج لامضى الوقت فى صيد السمك و منذ ليلتين تسلل الى المركب فما كان يرسو ى ميناء شاطىء سانت هيلينا و بينما كنت نائما ضربنى على راسى و قيدنى و انا على هذه الحال منذ ذلك الحين .
اتسعت حدقتاها و هى تشاد للمرة الاولى الكدمة على صدغه ثم قالت ان عنفه اذن يماثل جنونه!
رد عليها راين متمتما " ليس كثيرا لقد اغدق على اعتذاره و قال لى انه يفعل ذلك فى سبيل فنه وحسب ......."
هذا ما قاله لى لكن ما السبب الذى دفعه الى اختطافك بالضبط؟
هو لا يعدها عملية خطف با يتحدث و كانه السبيل الاوحد للوصول الى وهو يطلب ان ادفع له مئة الف دولار ثمن لوحاته كلها مقابل ان يطلق سراحى من دون ان يلحق بى اى اذى يبدو انه واثق تماما من قدرته على اقناعى بكلامه كما يظهر ان مسالة القبض عليه فورا بتهمة الاختطاف لم تخطر على باله
توسلت الية اونور " بحق السماء لا تلفت انتباهه لهذا الامر و لكن لماذا اختطفنى ؟"
فاصلح من جلسته و قال بنبرة تدل على الاشمئزاز من نفسه " قد اكون المسؤل عن ذلك "
ماذا تعنى بذلك ؟
لقد اخبرته اننى لا اشترى اى لوحة قبل استشارة القيم على اعمالى الفنية
الم تستطع ان تجد غير هذه الكذبة لا شك ان تبادل اطراف الحديث قد امتد لدرجة اعطائه اسمى ايضا !
كلا كما اننى تحشيت بدقة ان اخبره بان القيم امراءة و لكن لم اخذ بالحسبان ال....
قاطعته بتذمر" البرنامج التلفزونى !احيانا لا استطيع ان اصدق مدى غبائك "
فرد باستهزاء " اذا من الافضل ان تبدائى بتصديق ما يحدث ياونور و فى الوقت نفسه هل تمانعين فى التفكير فى وسيلة تفكين بها هذه القيود اللعينة عنى ؟ ما نحتاج اليه هو مقص حديدى او منشار معدنى ...."
ردت عليه بضعف فيما كان المركب يترنح ذات اليمين و اليسار و لمعان البرق يضىء الغرفة باكملها " منشار معدنى ؟ قد اقطع ذراعك فى ظروف كهذه !لم لا تدفع له و ننتهى ؟ فانت تملك اكثير من المال !"
ثم تلفتت حولها بجنون و استدركت " واين هذا اللعين على اى حال ؟"
رد عليها حاسما الموضوع " انه يقود المركب من دفة البرج و بالمناسبة انا لم اخضع يوما للابتزاز طوال حياتى و ليس فى نيتى ان ابداالان فتمالكى نفسك ياونور "فصرخت فيه ثم نهضت اخيرا على قدمها و اذا بنظرها يقع على مشهد من النافذة كاد يوقها ثانية بحر عاصف و امطار غزيرة وزورق مارك مارخام الصغير يطفو و يغوص وقد الحق ب "ساندرا- لى" من الخلف التفتت نحوراين و قالت " علينا بجهاز ارسال .. من المؤكد انك تملك جهاز ارسال فى المركب سوف اطلب النجده !" ثم اتجهت الى الجنب الايسر من الحجرة حيث يقع مركز القيادة السفلى باجهزته المصطفة و دفته الفولاذية الكبيرة
لا تتعبى نفسك لم يبق فيه جهاز سليم و احدا
فتنفست اونور بعمق و غضب و قالت " وانا التى اعتقدت انه شاب لطيف و فاتن للغاية انا ....."
فرد بصورة عشوائية " انه يتصرف بجنون دجاجة مذبوحة "
و لكنك قلت
نعم و لكن من يستطيع ان يتكهن الى اى مدى سيستمر فى افعاله؟ اخبرينى ما مقدار الثبات العقلى الذى تتوقعينه من رجل استدراجك الى فخ خدرك ثم جلبك الى هنا يااونور ؟ و رغم انه يبدو خبير جدا فى قيادة المراكب الا ان الاحوال الجويةلا تبشر الخير و انا
فعضت على شفتيها و قاطعته " انت على حق اخبرنى اين اجد العدة التى تحتاجها ؟"
شرح لها كيفية الوصول الى غرفة المحركات ثم دلها على مكان صندوق العدة لكن اتضح لها ان المهمة تنطوى على تجربة مخيفة فغرفة المحركات مليئة بالبخار و هى تصدر ضجيجا عاليا و حرارة فظيعة كما انها تقع فى جوف مركب " ساندرا –لى " الذى بات الان يتمايل بشدة ما اضطر اونور الى الزحف حتى تصل الى العدة و من ثم جرت نفسها الى غرفة الحمام للتقيؤ بعد ان اصيبت بدوار البحر ولما تمكنت من العودة الى جانب راين اخيرا كانت شاحبة اللون و لكنها على الاقل استطاعت ان تعب الهواء المنعش الذى يهب الى الداخل من باب الحجرة المفتوح على المتن الخلفى قبل ان تتمتم " لم اجد منشارا معدنيا بل قاطعة حديدية كبيرة جدا يتعذر حملها و لكنى جلبت .... هذا المبرد
اجابها باختصار " انت فتاة ذكية هيا ا لى العمل " وهكذا اخذت تبرد القيود الحديدية و هى جاثية خلفه علىىركبتيها و بعد مرور خمس دقائق سمعته يحثها " انه ات الينا لاتدعيه يراك "
فاصابها الهلع وما كان منها الا ان جلست على المبرد لاخفائه و لم تستطع ان تفكر بحجة تفسر فيها لمارك سبب جلوسها على الارض الى جانب راين بهذه الطريقة فاقدمت على اول ما ورد ذهنها و لفت ذراعيها حوله و هى تستند راسها الى كتفه بهيام و هنا ظهر مارك عند الباب
لقد اتيت لاتفقد حالكما ليس الا اما الان فاتسال ان كانت علاقتكم تتعدى علاقة هاو بجمع الاعمال الفنية مع القيمة عليها ! بالمناسبة انا اسف بشان الاحوال الجوية و لكن كما تريان استطيع التحكم بزمام الامور جيدا و مع انى غير متاكد مئة بالمئة من موقعنا الا اننى ساوصلكما الى المكان المقصود لا تخافا اطلاقا ! ثم انهى حديثه و اختفى متسلقا السلم الى البرج . تنهدت اونور و قالت " ترى الى اين يوصلنا " اجابها راين بضيق " من يدرى ؟ ورغم اننى معجب بوضعك هذا ياونور و لكن كلما عجلت بتحريرى كلما كان ذلك افضل "
فوثبت مبتعده ةعنه وكان نار احرقتها ثم عاودت برد القيود الا انها فى لحظة نفسها التى قضت فيها على الحلقة الاولى و قبل ان تطلق صية النصر شعرت بخبطة قوية اثر ارتطام راسها بالعمود فوقعت مغشيا عليه . لم تعرف كم من الوقت انقضى و هى فاقدة الوعى و لكنها فى النتيجة استعادت وعيها و فتحت عينها ثم همست من شفتيها المبللتين " اين انا ؟" اين ........"
اجابها راين بهدوء " لا باس عليك ياونور انت على ما يرام لقد ارتطم راسك بالعمود وذا كل ما فى الامر "
كل ......كل
وبعد ان استرجعت الاحداث فى ذهنها حاولت الجلوس ولكنها احست ان الدنيا تدور بها و بدا لها انها واقعة بين ذراعى راين او قل مستغرقة فى احضانه
فتمتت بخوف " ما الذى يحدث ؟"
فاطمانها قائلا " استلقى ثانية فسيلازمك الدوار لبعض الوقت " اذعنت لامره فيما استطرد هو قائلا "اما عما يحدث فقد جنح صديقنا المجنون بالمركب الى الشاطىء لا تجزعى "
كما انه تركنا للاقدار و لكننا لسنا فى خطر داهم
و لماذا رحل عنا ؟
لا ادرى هل بعثت فيه الصدمة القليل من التعقل ام انها زادت من جنونه و لكنه ركب الزورق الصغير و فار هاربا
فردت عليه " اذا نحن محتجزان على الشاطىء جنح المركب الى جزيرة فعلا؟"
اجابها بهدوء "تماما لقد استطلعت المكان عندما كنت غائبة عن الوعى فقد خشيت ان نكون على احدى ضفاف رملية و لكنى وجدتنا عى شاطىء و لذا نحن فى امان فى الوقت الحاضر"
هل تعرف اى جزيرة هذه
كلا
و توترت اعصاب اونور فقال لها" اسمعى حالما تهدا العاصفة قد اتمكن من تحديد موقعنا فانا اعرف جغرافيا هذا المكان جيدا و على اى حال سوف يكتشفون مكاننا حالما يصحو الطقس و حتى ذلك الوقت مازلنا نملك الكثير من الطعام و الشراب و لكن المركب قد يخرق او ينقلب لذا من الافضل ان نحاول الانتقال الى الشاطىء فمن يدرى " قد يكون جسم المركب مثقوبا "
فعلقت وقد سالت الدموع فجاة من عينيها " يالسوء حظ هذا المركب !"
نعم اعرف هذا ولكنه مؤمن علية
هل سيفتقدك احد فى الوقت الحالى ؟
مضى وقت صغير قبل ان يجيب على سؤالها " لا الا فى حال وقعت ازمة طارئة فى العمل"
فاستقامت فى جلستها بحماس " ولكن كيف سيتمكنون من الاتصال بك على اى حال ؟ اعنى ماذا عن جهاز الارسال ؟"
هذا فيما مضى كان لدى فى المركب عدة اجهزة ارسال و التقاط بالاضافة الى هاتف خلوى و هاتف بحرى ولكن مارك تكفل بها جميعا و لما انهارت ثانية طوقها بذراعيه "اذا هو يملك فرصة للنجاة اما نحن فلا "
ثم همست و هى ترتعش " هل نظرت فى عينيه مرة؟ كيف خدعت بهما الى هذه الدرجة ؟"
على الارجح هذا طبيعى فى معظم الاحيان
حتى اننى اعجبت ببعض لوحاته و على الاخص تلك التى تتضمن مناظر بحرية
و تابعت " وماذا نفعل الان ؟ اسمع عندى فكرة عظيمة هل لديك قارب مطاطى ؟"
كان عندى
لا تقل انه سرقه ايضا
لقد استخدمه ليصل الى زورقه بعد ان قطع الحبل الذى يربطه بساندرا – لى
فردت بحدة " اذا هو تائه فى مكان ما من هذا البحر الهائج لكنه يستحق الغرق جزاء بما فعله بنا "
هم....م...م.... كيف تشعرين الان؟
فاجابته و هى تتحسس راسها بحذر " على ما يرام و انت كيف حالك ؟"
اعانى من ورم فى راسى ايضا
فسالته و قد جحظت عينيها " هل ضربك على راسك ثانية ؟"
فاجابها بمرارة "ليس تماما و لكنى تهالكت حين انهكنى التعب فتركت مارخام يتقدمنى بخطوة و يغادر المركب بالقارب المطاط"
فمنحته اونور رغما عنها ابتسامة ملؤها الحنان
فسالها و هو يرفع حاجبه " ماذ يفترض ان افهم من هذه الابتسامة ؟"
لا اعرف لكنك بدوت لى اشبه بانسان حقا
فرد عليها بوقار " شكرا "
وفجاة دوى صوت قوى و اذا " بساندرا – لى" تجنح فتصدم بالصخور فيما الرياح من حولهما تشتد و الطقس ينذر بعاصفة رهيبة
اونور اعتقد انه يجب ان نغادر المركب و لكن ساذهب اولا و القى نظرة عليه هل تستطيعين فى هذه الاثناء ان تجمعى كل الاغراض الضرورية التى سناخذها معنا الى الشاطىء ؟
فتحت فمها لتعترض و لكنه حدق بها بنظرات هدات من روعها فاستطاعت اخيرا ان تتمتم بهدوء " حسنا سافعل"
ولما عاد راين من مهمته الاستطلاعية حمل من الاخبار ما لا يسرهما لقد اكتشف ثقب فى جسم المركب عند المقدمة وبما ان المد يرتفع فسيقوم باغراق ساندرا – لى
و لهذا ساخذ ما خف حمله من الطعام و الشراب اونور افهمى نحن لا نملك غير ساعتين لكننى وجدت ملاذا على مقربة من الشاطىء يمكن ان نلجا اليه فسالته وهى تشعر بالخوف " متى يحتمل ان تهدا العاصفة ؟"
لا املك ادنى فكرة و لكن احساسى ينبئنى ان سلسلة من العواصف المجنونة تمر من هنا
فاتفقت بتحسر " ان هذا احساسى ايضا فى هذا الصباح ان الطقس سيمسى عاصفا "
لا شك فى ان المسئولين كانوا يبثون التحذيرات من الرياح الشديدة منذ ايام
فتوترت اعصابها و اردفت " صحيح اننى سمعت فى احدى الاذاعات عن الاعصار الذى سيضرب المنطقة الساحلية و لكنى لم اعر ذلك انتباها فهذه الاعاصير لا تصل عادة الى منطقتنا اليس كذلك ؟"
فما كان منه الا ان اطلق شتيمه و قال " كلا و لكنها تستطيع التسبب باضرار جسيمة ما ان تلقى بظلها حسنا سوف اجهز السلم كى يتسنى لك انزال الحمولة فالصعود من المركب و النزول منه فى هذه الظروف مشقة لعينة هيا الى العمل "
كانت ليلة فيها من الارهاق ما ابكى اونور وحين ساعدها ليلاس اخيرا على النزول من المركب فى خضم الامطار و الظلام العاصف كان المد قد بدا يتحول جزرا و المياة تنحسر و لكنها مازالت تهدد بغرق المركب و اكتشفت اونور انها لا تستطيع الوقوف على قدميها الا اذا تعلقت براين ثم وعلى نحو مفاجىء هبت رياح هوجاء دحرجتهما معا و فصلت المركب عن مرساته محدثا دويا هائلا ثم جرفته بعيدا فى باطن الظلام .
انتهى الفصل الثالث
**********************************

منى على سيد 06-08-15 02:20 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
4- غرقت فى احضانه
كانت اونور ما بين النوم و اليقظة عندما سمعت الكلمات تخرج منها ثقيلة " هذا امر لا يصدق " و ما لبثت ان تاوهت و قد استفاقت تماما لتفاجا براسها يؤلمها و بكل عضلة فى جسمها تكاد تمزقها .
ما بك ؟
اجابته و هى تحاول ان تفتح جفنيها المثقلين بصعوبة " اشعر وكانننى كنت فى دوامة"
رد براين و هو يركز نظراته عليها " على اى حال كان وضعنا مشابه للدوامة و قبل ان تقولى اسمع الان يا سيد بايلى اعلمك انك ما كنت لتحصلى على مثل هذا النوم الهادىء و الهانى باى طريقة اخرى
نظرت اليه و اذا بها تدرك قربه الشديد منها و لاحظت للمرة الاولى التموج الداكن فى عينيه الرماديتين ثم اكتشفت فى اعقاب ذلك انها نائمة بين ذراعيه قيما هما ممدان على وسائد تكسو كرسيا تحت صخرة فى الشاطىء كما لاحظت ان المطر مازال ينهمر بشدة فوق مظلة اقامها بطريقة ما بين الصخرة و ارض الشاطىء اما ضوء النهار فكان يتسرب من المظلة فينسكب عليهما معتما و خافتا حذرت نفسها " لا تدمرى جمال هذه اللحظة الان "
لكن سرعان ما ارتسمت على شفتيها ابتسامة باهتة متحسرة تذكرها الا تعتاد الفكرة كثيرا ايضا
سالها" على ماذا يفترض ان تنطوى هذه الابتسامة من معانى؟"
فحررت نفسها من بين ذراعيه و ردت "لا شىء يذكر غير ان هذه الاوضاع و الظروف استثنائية اشعر اننى بحالة مريعة و انا متاكدة من ان مظهرى يماثل حالتى و يبدو ان العواصف لم تهدا كثيرا "
قال "لا اظن انها هدات و بالنسبة لشعورك فسيفيدك فنجان قهوة و حبتا اسبرين اما بالنسبة لمظهرك فلا اظن انه مريع البته "
مررت اونور يديها فى خصلات شعرها ثم نظرت الى ملابسها فلاحظت ان قميصها الحريرى ممزق الاطراف و بنطلونها ملطخ بالاوساخ وما لبثت ان بادرت الى السؤال " هل قلت فنجان قهوة ؟ كم كنت محقا باصرارك على احضار الموقد معنا "
فضحك و اجاب " مازالت فى جعبتى اليوم وسائل راحة تفوق موقدا بسيطا بكثير ياانسة لينغارد "
رفعت حاجبها و سالته " كم الساعة الان ؟"
انها الحادية عشرة لقد استغرقنا فى النوم
على الاقل خف عويل الرياح قليلا هل استطلعت المكان ؟
انا على وشك القيام بذلك
فقاما بالمهمة معا و هى تشعر ان كابوس الليلة الماضية لم يعد مخيفا لكن المطر الغزير حجب عنهما الرؤية و مع ذلك كان فى استطاعتهما رؤية الانجراف الصخرى الذى ينخفض الى محاذة المياة اضافة الى منظر البحر الهائج الا انهما لم يجدا اى اثر ل " ساندر – لى" لم تات حراكا فيما كانت تراقبه يتامل الافق المحتجب مشدود العضلات ثلبت الوجه و مضت لحظات قليلة قبل ان يتنتم " سنستخدم ذلك المكان كحمام فمن شان هذه الصخرة ان تمنع عنك التبلل و لكنى ساذهب اولا كى اتاكد من صلاحيته و حسب " عندما عادت اونور من خلف الصخرة وجدت موقد مشتعلا يغلى عليه قدر من الماء و بعد دقائق قدم لها قدحا من القهوة و حبة اسبرين فردت بامتنان " ما افضلها طريقة يبدا بها المرء نهاره هل تعتقد انها ..... غرقت ؟"

غدير ابراهيم 06-08-15 02:54 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
فصلين رائعين

غدير ابراهيم 06-08-15 11:30 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
مشاء الله عليك

غدير ابراهيم 07-08-15 03:50 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
السلام عليكم

Rehana 07-08-15 07:21 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
تستهالي الشكر و تثبيت الرواية يا منى
موفقة يارب

لبني سرالختم 08-08-15 09:34 PM

تسلم ايدك يارب

منى على سيد 15-08-15 07:10 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
اشكركم على تشجيعكم وصبركم على بطئى و تاخيرى عليكم و دلوقتى حانزل لكم الفصل الرابع يارب يعجبكم وتستمتعوا به
- غرقت فى احضانه
كانت اونور ما بين النوم و اليقظة عندما سمعت الكلمات تخرج منها ثقيلة " هذا امر لا يصدق " و ما لبثت ان تاوهت و قد استفاقت تماما لتفاجا براسها يؤلمها و بكل عضلة فى جسمها تكاد تمزقها .
ما بك ؟
اجابته و هى تحاول ان تفتح جفنيها المثقلين بصعوبة " اشعر وكانننى كنت فى دوامة"
رد براين و هو يركز نظراته عليها " على اى حال كان وضعنا مشابه للدوامة و قبل ان تقولى اسمع الان يا سيد بايلى اعلمك انك ما كنت لتحصلى على مثل هذا النوم الهادىء و الهانى باى طريقة اخرى
نظرت اليه و اذا بها تدرك قربه الشديد منها و لاحظت للمرة الاولى التموج الداكن فى عينيه الرماديتين ثم اكتشفت فى اعقاب ذلك انها نائمة بين ذراعيه قيما هما ممدان على وسائد تكسو كرسيا تحت صخرة فى الشاطىء كما لاحظت ان المطر مازال ينهمر بشدة فوق مظلة اقامها بطريقة ما بين الصخرة و ارض الشاطىء اما ضوء النهار فكان يتسرب من المظلة فينسكب عليهما معتما و خافتا حذرت نفسها " لا تدمرى جمال هذه اللحظة الان "
لكن سرعان ما ارتسمت على شفتيها ابتسامة باهتة متحسرة تذكرها الا تعتاد الفكرة كثيرا ايضا
سالها" على ماذا يفترض ان تنطوى هذه الابتسامة من معانى؟"
فحررت نفسها من بين ذراعيه و ردت "لا شىء يذكر غير ان هذه الاوضاع و الظروف استثنائية اشعر اننى بحالة مريعة و انا متاكدة من ان مظهرى يماثل حالتى و يبدو ان العواصف لم تهدا كثيرا "
قال "لا اظن انها هدات و بالنسبة لشعورك فسيفيدك فنجان قهوة و حبتا اسبرين اما بالنسبة لمظهرك فلا اظن انه مريع البته "
مررت اونور يديها فى خصلات شعرها ثم نظرت الى ملابسها فلاحظت ان قميصها الحريرى ممزق الاطراف و بنطلونها ملطخ بالاوساخ وما لبثت ان بادرت الى السؤال " هل قلت فنجان قهوة ؟ كم كنت محقا باصرارك على احضار الموقد معنا "
فضحك و اجاب " مازالت فى جعبتى اليوم وسائل راحة تفوق موقدا بسيطا بكثير ياانسة لينغارد "
رفعت حاجبها و سالته " كم الساعة الان ؟"
انها الحادية عشرة لقد استغرقنا فى النوم
على الاقل خف عويل الرياح قليلا هل استطلعت المكان ؟
انا على وشك القيام بذلك
فقاما بالمهمة معا و هى تشعر ان كابوس الليلة الماضية لم يعد مخيفا لكن المطر الغزير حجب عنهما الرؤية و مع ذلك كان فى استطاعتهما رؤية الانجراف الصخرى الذى ينخفض الى محاذة المياة اضافة الى منظر البحر الهائج الا انهما لم يجدا اى اثر ل " ساندر – لى" لم تات حراكا فيما كانت تراقبه يتامل الافق المحتجب مشدود العضلات ثلبت الوجه و مضت لحظات قليلة قبل ان يتنتم " سنستخدم ذلك المكان كحمام فمن شان هذه الصخرة ان تمنع عنك التبلل و لكنى ساذهب اولا كى اتاكد من صلاحيته و حسب " عندما عادت اونور من خلف الصخرة وجدت موقد مشتعلا يغلى عليه قدر من الماء و بعد دقائق قدم لها قدحا من القهوة و حبة اسبرين فردت بامتنان " ما افضلها طريقة يبدا بها المرء نهاره هل تعتقد انها ..... غرقت ؟"
اجابها فيما كان يضع كوب قهوته جانبا و يفتح علبة الفاصوليا " على الارجح و لكن ذلك يعتمد على الموقع"
ثم تابع " لاداعى للقلق شرط ان نقتصد باستغمال الماء لكن لا تنسى ان كمية وافرة من الماء العذبة تنهمر فوقنا كما اننا نملك من الطعام ما يكفينا لعدة ايام هذا الى انهم سيبداون فى البحث عنا حالما تسمح الظروف بذلك و لهذا علينا ان نتدبر امورنا على افضل ما يمكن والا نفقد اعصابنا " ردت عليه ببرود وهى تشمخ بذقنها " ومن قال اننى افقد اعصابى ؟"
فحدق اليها لحظة ثم ابتسم قليلا " هذا ماعهدته بك يا قتاتى هل تهوين الطهو ؟"
نعم
اذا من الان فصاعدا اعهد اليك بهذه المهمة اما انا فساركز جهودى على الحفاظ على سلامتنا و اتقاء البلل
امرك ياسيد ى القبطان
اونور
هزت كتفيها لا مبالية " لا ياسيد بايلى راين ليست هذه الا طريقتى فى اعلامك بانى اوافق كلامك "
طوال الساعات القليلة التى تلت شغلت اونور نفسها فى تنظيم ملاذهما و ترتيب الحاجيات من مواد غذائية و ماء ثم اقرت له " كدت اعلن الثورة عليك فى الليلة الماضية عندما اصريت على نقل كل هذه الحاجيات من على متن المركب اما الان فافهم الحكمة من ذلك " وكم كان سرورها عظيما حين وجدت حقيبة التنس معها و فيها ملابسها و علبة ادوات التجميل و قرشاة شعر
بحلول الساعة الثالثة خارت قواها فجاة فتلفتت الى ما حولها وهى تنصت الى اصوات الريح و المطر الذى يتساقط نقطة نقطة فوق المظلة وما كان منها اخيرا الا ان غمرت وجهها بيديها
قال راين بهدوء و هو يراها على هذه الحال " استلقى اونور فلم يتبق ما تقومين به حاليا "
ردت عليه بصوت خشن "لاشك انك تفوقنى ارهاقا فلقد قمت بمعظم العمل فى الليلة الماضية "
فاجابها و هو يبسط وسادة لهما " انا لست عديم الفائدة "
ترددت قبل ان تستلقى فوق الوسادة باسترخاء ثم قالت " وانا لست عديمة الفائدة ايضا "
فجلس على الارض و اسند ظهره الى الصخرة " انتى تعرفين ما اعنى "
اظن ذلك و يبدو انك تجيد القيام بهذه الامور بمهارة بالغة فكيف تعلمت ذلك؟"
نظر اليها فيما كانت نظراتها مسلطة على المظلة و اجاب " كما اخبرتك كان والدى عامل منجم من منطقة ايبسويش وفى الوقت ذاته هوى التنقيب عن حجارة الفيروز وغيرها من الحجارة الكريمة اما نحن فاعتدنا الذهاب معه خلال العطل المدرسية فننتقل فى سيارة نقل قديمة نحمل عليها معدات التنقيب وخيمتين بالتين وما شابه "
هل كنتم تعثرون على الفيروز؟
ليس كثيرا ولكننا كاولاد كنا نجد متعة ما بعدها متعة
فقالت له باسترخاء " قد قطعت مسافة شاقة قبل ان تصل الى ماانت عليه الان " فحملق بهاواردف " هذا صحيحج هل اخبرتك كيف تنامى اهتمامى باللوحات و الاعمال الفنية ؟"
كلا
كنت ابحث عن هدية لامى بمناسبة عيد الميلاد فى متاجر الاغراض المستعملة حينها كنت فى الخامسة عشر من عمرى ولااملك الكثير من المال لكننى كنت مصمما على ان اشترى لها تمثالا صغيرا من الفن الصينى فهى تحب مثل هذه القطع الفنية و فجاة وقع نظرى علىصورة صغيرة با لوحة زيتية اصلية تمثل منظرا طبيعيا ناعما وباههتا و رغم ان اطارها كان رثا و باليا الا اننى لم املك ما يسد ثمنها
وفى النهاية اشتريت تمثالا من الفن الصينى و لكنى لم استطع ان انزع من خيالى تلك اللوحة و كانها فتحت امامى عالما جديدا ووكاننى اكتشفت ان حقول الفحم الحجرى فى ابيسويش ليست اجمل الاماكن على الارض وكنت اواظب على العودة الى ذلك المحل لا لهدف الا النظر اليها وفى كل مرة كنت اخاف اشد الخوف من ان يقدم احدهم على شرائها "
" ولكن ذلك اليوم اقبل اخيرا و اختفت اللوحة عن ناظرى الى الابد و اقسمت حينها اننى فى يوم ما ساقتنى اعظم اللوحات الفنية
فتمتمت اونور "هذه قصة جميلة "
فضحك بهدوء ونظر اليها مجددا فيما كان النوم يداعب عينيها حتى انسدلت اهدابها فوقهما برقة
بعد ثلاث ساعات استيقظت لتفاجا بالظلام مخيما فى الخارج فيما المطر ما يزال ينهمر وما من نور يلفهما الا ضوء المصباح الشحيح ثم استدارت نحو راين و اذا به يهم ان يشعل الموقد فاعترضته قائلة " من فضلك هذه مهمتى "
لا تهتمى فالامر لا يتعدى تسخين معلبات اليخنة هل انت جائعة ؟"
نظرت اليه فى تعجب و قالت " نعم والحق يقال انها اعجوبة بالفعل ان تملك كل هذه المعدات على متن مركبك"
كنت احتفظ بها من اجل حفلات الشواء على الشاطىء و بالحديث عن ذلك ندمت كثيرا لانى لم اجلب موقد الشوى من المركب فقد كان ليزيد من تنوع طعامنا
فتابعت متذمرة " تحت المطر "
انه موقد يعمل على الغاز و ليس على الفحم لكننى لم استطيع انزاله لانه ثقيل الوزن جدا هل تحبين ان تتناولى شرابا قبل الطعام ؟ لقد تمكنت من انقاذ زجاجة عصير
ابتسمت و قالت " اتمنى ذلك و لكنى اشعر بانى محطمة تماما "
و بينما التقت نظراتهما اضاف " باستطاعتك ان تاخذى دوش فى اى وقت تحت المطر الا يغريك ان المياة ليست باردة ؟"
فتناولت الكوب الذى قدمه لها و اجابت "نعم حسنا قد اقوم بذلك غدا فانا لااملك غير قطعة اضافية واحدة من الملابس "
لاتقلقى تكفلت باحضار بعض القمصان من على المركب
قسكتت قليلا قبا ان تنطق باول كلمة بادرت الى ذهنها " من كان الرسام ؟"
نظر اليها فى دهشة وهو يرفع حاجبيه فارتشفت جرعة من العصير ثم اردفت " انا اعنى رسام اللوحة التى اثارت اهتمامك بهذا الفن " اه " فغطى وعاء اليخنة و اطفاء الموقد ثم استعاد جلسته المفضلة فاسند ظهره الى الصخرة واجابها " براد اولدفيلد كانت واحدة من اولى رسوماته رسمها قبل وقت طويل من بلوغه الشهرة و الثروة ومن سخرية القدر اننى لم اتمكن من العثور على هذه اللوحة قط "
حدقت فيه متعجبه و قالت " هكذا اذا ياله من عالم صغير فعلا و لكن لابد من انك كنت تملك حسا فنيا مرهفا و لو فى صغرك "
فقطب جبينه ورد " كثيرون من الناس لا يملكون حسا فنيا على الاطلاق ومع ذلك تنال لوحات براد واعماله كامل اعجابهم "
بماذا فكرت عنما التقيته اول مرة
ضحك واجاب " انه لعالم صغير فعلا
وكم طال زواجك منها
انطلق منها السؤال عفويا فتوردت وجنتاها وحولت نظراتها عنه لتتمعن فى الكوب الذى بيدها ثم استدركت بارتباك " انا اسفة لا ادرى لماذا القيت هذا السؤال "
قال لها ملاطفا " لعله ورد فى مجرى الحديث بمنتهى الطبيعية وعلى اى حال استمر زواجنا سبع سنوات"
فنظرت اليه وقد زال ارتباكها " سبع سنوات لا شك انك عرفت ان زواجك سيؤول الى الفشل قبل ذلك بكثير "
اجابها وهو يهز كتفيه " نعم وفى الواقع شعرت باكرا بان الزواج لن يستمر و لكن القصة طويلة الا اذا كنت راغبة فى معرفتها "
ردت عليه بتان " انها تثير فضولى كما ان لدينا الكثير من الوقت "
تاملها بغموض ثم هز كتفيه و قال " كنا فى مقتبل العمر عندما التقينا انا فى الخامسة والعشرين وهى فى الثامنة عشرة من عمرها وقد ارسيت لتوى قواعد "بايلى للانشاءات " و لكن البداية كانت كفاحا مريرا و طويلا فمتابعة الدراسة بحد ذاتها فى الخامسة عشر من عمرى بدت مشقة طويلة و عدا عن بطالة والدى تدهورت صحة امى تدريجيا ساندرا دخلت حياتى فى وقت كنت بحاجة ماسة الى لا اعرف الكلمة المناسبة الى الراحة ربما واعتقد انى كنت قد مللت من مبارزة الفتيات و هدنى الفقر و اتعبنى "
على مهلك ماذا تعنى بمبارزة الفتيات "
حسنا عرفت نوعين من الفتيات النوع المتانق الذى يجاير الرجال و النوع الذى يلتصق بالرجل كالغراء ثم يبدا بالحديث عن الزواج والاولاد اما ساندرا فكانت مختلفة يمكنك القول انها فتاة من الطراز القديم وقد تلقت تربية جيدة بدت مختلفة عن غيرها من الفتيات بتهذيبها وهدوئها لم ادرك الا بعد فوات الاوان ان حياة الزوجين الحميمة تخيفها و على الارجح ستخيفها باستمرار فاكتشفت اننى استطيع الهيمنة عليها و اقدمت على ذلك بطريقة كرهت فيها نفسى احيانا و قد مرت اوقات رغبت فيها بالتذمر و الشكوى و الصراخ فى محاولة لاجبارها على الخروج من هذا القناع الهادىء و الرصين و المهذب الذى لسخرية القدر ضللنى منذ البداية فرصانتها لم تكن قناعا بل كل ما عندها و لم تستطع ان تتفهم سعة تفكيرى و مدى رؤيتى للامور بل كانت اوصالها ترتعد فى كل مرة اجازف فيها واوسع اعمالى و مازلت اذكر يوم اشتريت فيه يخت ساندرا –لى حينها كنت متحمسا و مبتهجا و لكنها صدمت و اكتشفت ان المراكب تخيفها و فى الوقت نفسه الذى كان يقينى يزداد رحت اصلى الى الله كى لا يكون شكى صحيحا "
عبست اونور " ماذا تعنى بذلك ؟"
اجاب " اعنى اننى ربما كنت رجل غير مناسب لها فقد دفعتها بقصد او عن غير قصد الى هذه الاستكانته اللطيفة لاننى لست و على الارجح لن اكون ابدا " فتابعت قبل ان يلتقط انفاسه "الا ذلك المتشدد و المتعجرف المفعم بالحيوية و الطاقة الفجة ارجو الا تكون خيبتك دفعتك الى اللجوء للعنف الجسدى معها " فرمقها بسخرية و رد عليها " كلا قد اعانى سلبيات كثيرة و لكنى لا اسىء معاملة النساء و على اى حال فالطرق الخبيثة كثيرة"
فاجابته بتذمر " انا متاكده من ذلك هل حدث ان قاومتك مرة "
ليس تماما و لهذا امضيت سبع سنوات من عمرى و انا احاول ان اكبت كل انواع المشاعر و احس بالغضب عندما افشل فى ذلك اما هى فامضت سبع سنوات من عمرها و هى تحاول جاهدة مسايرتى و انجاب اطفالى لكن محاولاتها جميعها بات بالفشل .
اذا هجرها كان على الارجح التصرف الاكثر احسانا الذى تميزت به اعنى طلاقكما من المؤكد انها استوعبت ذلك الان كم مضى على انفصالكم ؟"
ثمانية اعوام ولكنى فى بعض الاوقات اعتقد انها ادركت ذلك و فى اوقات اخرى اشك فى ذلك
سالته بفضول " لماذا مازلت تتصل بها ؟"
فعبس وتنهد " لعله الشعور بالذنب على ما اعتقد عدا عن انها مساهمة فى الشركة و اردت ان اتاكد من انها لن تحتاج ابدا الى اى شىء "
الم ترتبط باى علاقة حب بعد الطلاق؟ فهى ماتزال شابة كم يبلغ عمرها ؟ ثلاثة و ثلاثين ؟"
اجابها من دون ان يظهر اى انفعال " لقد ارتبطت بعلاقتين غير مناسبتين على الاطلاق
وماذا عنك ؟
فتسال و ابتسامة ترتسم حول شفتيه " هل تعنين ان كنت قد ارتبطت بعلاقات غير مناسبة ؟"
ردت عليه بتجرد " تدور الكثير من الشائعات عن عشيقاتك "
لا تصدقى كل ما تسمعينه اونور فتسعون بالمائة منه مجرد تكهنات و فى الواقع لم ارتبط جديا الا بامراة واحدة بعد طلاقى من ساندرا و كانت تفضل الموت على ان تعرف بعشيقتى و بعد عدة سنوات افترقنا بمودة و تزوجت هى بعد ذلك
كنت اعتقد ان الرجال..
ولم تنه اونور جملتها فقد قاطعها راين فجاة "كلا يصعب على معظم الرجال العيش مثل الرهبان اهذا ما كنت توشكين على قوله ؟"
حسنا نعم
و لم اعش بدورى مثل الرهبان لكننى لن اصور الامر كموكب متتابع من النساء و اضاف بمكر " اهذا يريح عقلك الفضولى ؟":
فقالت ببرود " عندما تتفوه بكلمات مثل هذه اتذكر لماذا انا فعلا لااحبك"
رد عليها بتكاسل " حسنا هذا تحسن ملموس اعنى ان تتمكنى من نسيان كرهك لى فى غالب الاوقات "
لكننى لم اقل ذلك
وفجاة سمعا صوت تدحرج و انهيار المظلق فوقهما و سرعان ما سالته بخوف " ماكان هذا؟"
فامسك بها ثم لفها بذراعه بعد ان شعر بها ترتجف ":لاشك انها شجرة وقعت من اعلى هذه الصخرة و يبدو ان الرياح اقتلعتها بعد ان انجرفت التربة بفعل المطر لاتقلقى نحن فى امان "
و لكن ماذا نفعل اذا احتجزنا فى الداخل ؟ او وقعت حولنا الانهيارات ؟ اجابها و هو ثابت الجنان " المكان فوقنا ليس عاليا ولا تحيطنا الكثير من الصخور كما ان الامر لا يتعد سقوط شجرة لم تستطع الصمود و ساخرج بنفسى و اتدبر امرها الان " ثم انحنى و عانقها برقه و ما لبث ان ابعدها عنه و اختفى فى الظلام تحت المطر قبل ان تتمكن من التعليق بكلمة .عندما رجع بعد نصف ساعة مبتلا حتى العظام و مغطى بالوحل قال لها " لا استطيع ان انجز الكثير الليلة لكننى تسلقت الصخرة المعلقة وتفحصتها بتان و اعتقد ان كل ما يمكن ان يسقط عنها قد سقط"
تاملته بشىء من التذمر " وانا اعتقد انه من الافضل ان تاخذ الدوش الذى نصحتنى به قبلا فيما اعد العشاء "
فتناول ملابس جافة ثم نظر اليها " سافعل و لكن "
فردت عليه برصانه "لا عليك نادنى عندما تصبح جاهزلارتداء ملابسك و سادير انا ظهرى "
حاضر سيدتى
شعرت اونور ببعض التوتر بعد تناول العشاء ثم رتبت المكان و جهزت القهوة اتكا راين على الوسادة باسترخاء ثم قال " لم لا تخبرينى عنك ؟"
فاجابته بنبرة لاذعة " اذا كنت تقترح ان ابالدلك الاسرار مقابل تلك التى .."
فرد عليها بوقار "كلا على الاطلاق كما ان ما ذكرته لك لم يكن سرا حميما اطلاقا "
انا لا اوافقك كليا و لكن بما تفكر ؟
ما الذى دفعك لهواية الفن؟"
اعتقد انها كانت فى داخلى دائما تعود ذكرياتى الاولى عن هذه الهواية عندما وجدت متعة فى تامل لوحة صغيرة فى غرفة نومى و شمعدان من الفضة الى جانب سريرى "
هل حاولتى ان ترسمى نفسك؟
نعم طبعا ولكن بصورة عادية جدا من غرابة الامور ان تكون مواهبى الفنية منزلية فانا اهوى تصميم الازياء و خياطتها واحب الطهو . فشاهدته يرفع حاجبه مندهشا قبل ان يقول " لاتبدو ملابسك من صنع يدك البته "
ليست كلها كذلك
فبادر الى سؤالها " ماذا عن ذلك الفستان الحريرى القرمزى اللون ؟"
انه من تصميمى
ومالبثت ان توقفت عن الكلام و هى تستغرب الحرارة التى سرت فى جسمها
انت ماهرة جدا يانسة لينغارد ثم ساد الصمت لمدة عشر دقائق سالها بعدها " هل فكرت يوما بالزواج؟"
نعم ولكن لا اتخيل ان زواجى سيكون ناجحا
ادار راسه لينظر اليها وسالها" لماذا؟"
اعتقد اننى استقلالية اكثر مما يلزم هذا من جهة اما من جهة اخرى يبدو اننى لا املك اى رغبة بالامومة وانا .......... سعيدة تماما بما انا عليه
هل ارتبطت بعلاقة مع احد فى وقت من الاوقات ؟
فالقت عليه نظرة تفصح عما يدور فى خلدها ولكنه لحسن الحظ كان يحدق فى الصخرة فاجابته ببرودة " كلا و لكن وكما افترضت تماما استطيع "
يمكن لهذا ان يتغير
مالت براسها للوراء و قالت " اذا جاء الرجل المناسب ؟ ربما ولكن حاليا سابقى على ما انا عليه "
وماذا تفعلين عندما تشعرين بحاجة ماسة الى رجل اونور ؟
ضحكت لا لان السؤال سرها بل لتخفى الغضب الذى اعتمل بداخلها و شعور الصدمة الذى ولده فيها و اجابته " لم يحدث ان احتياجاتى كانت قوية بحيث تدفعنى لاى تهور "
اخبرينى اذا الى اى مدى تصل قوة احتياجاتك عندما تستولى عليك؟
انا ..........
و ما لبثت ان توقفت عن الكلام ثم تابعت ببطء و صدق " احيانا اتسال عما اغفل عنه و احيانا انظر الى ما حولى من اصدقاء و اتسال هل فعلا يفوتنى الكثير و يبدو لى ان الكثير من الناس يقبلون على الزواج و لكنهم سرعان ما يقعون اسرى الندم و يتاكلهم الاسف"
كيف تتصرفين اذا عندما تقعين فى الحب ؟ ام انك تعتقدين انك لم تقعى فى الحب قط ؟
ردت عليه بسخرية " ربما من الاجدر بك ان توجه هذا السؤال الى الرجلين اللذين اعتقدت انى وقعت فى حبهما "و ما لبثت ان تمهلت و اضافت " الى اين يقودنا هذا الحديث ؟"
رد عليها بلطف " ليس الى اى مكان فى هذه الليلة اعذرينى و لكنى شعرت بالنعاس فجاءة عندما تجهزين للنوم ما عليكى الا ان تبسطى الوسادة الاخرى "
شدت قبضتيها و قالت هل تفضل ان اطفىء المصباح؟
لا فاضوء لا يضايقنى
حسنا اعتقد انى قد اتذرع بالصبر فقد يكون ذلك مفيدا
ضحك ورد عليها " مالذى اثار غضبك الان ياونور ؟"
طريقتك فى فتح النقاش ثم اغلاقه متى تشاء لكنه اكتفى بالاجابة و النعاس يغالبه " ساحاول ان اصلح من طرائقى "
و جلست تفكر من بين كل الامورفى صديق يكون فى الوقت ذاته حبيبها وما لبثت ان حدثت نفسها " ليس هو طبعا ففى احساس من التسلط وهو معتاد على القاء الاوامر و ان كانت ساندرا وجدت ملاذا فى هدؤها المهذب فانا كنت اقاومه مثل لبوة يالله الى اين سرحت افكارى ؟"
و سرعان ما تمددت على الوسادة و حاولت الخلود الى النوم الانها ظللت تتقلب فى الفراش لساعتين الى ان ارتفع صوته فى الظلام " اونور هذا لن ينفع "
هل ايقظتك ؟ انا اسفة
نعم لقد فعلت ما بك ؟
اجابت باستغراب " لاشىء فانا مسرورة جدا من الرمل الذى يغطينى و قد اثلج صدرى من رائحة طارد الحشرات الذى دهنت به نفسى كى لا تاكلنى حيه كما ان اعصار هائل قادم الينا قد اطرب اذناى وعدا عن التفكير اذا كان مارخام يترصدنا فى مكان ما او ان كان قد غرق فلا لاشىء يقلقنى ياسيد بايلى" ثم جلست متابعة بطريقة غير منطقية "بلاضافة الى امر اخر فانت على الارجح اصبحت تحتل الصفحات الاولى من الصحف بهذا الوقت و استطيع تخيل العناوين البارزة اختفاء مليونير و اضافت بنبرة درامية " وسيحصلون على سبق صحفى عندما يظهر المليونير مع امراة " عثر على المليونير مع امراة غامضة برفقته "
رد عليها بتعقل " وحينها ما علينا الا ان نخبرهم عن هويتك و عن حقيقة الحادث اليس كذلك؟"
فنظرت اليه باذدراء "لااتخيل ان الجميع سيصدقون هذه الرواية "
صدقينى سيفعلون
ولكن هذه الفكرة التى انتشلتها من احلامها زادتها ازعاجا فامعنت النظر فيه لبرهة
اونور انا على وشك الاقدام على خطوة لاخلصك من حالتك النفسية انما لا تسيى الظن بمقاصدى ثم نهض من مكانه و اشعل المصباح ثم مد يده لها
سالته بقلق " ما الذى ترمى الية؟"
ساريحك و اريح نفسى هذا كل ما فى الامر فهلا تفضلت و نهضت مثل فتاة مهذبة ؟
نهضت وهى تراقبة يضع وسادتها فوق و سادته و يحضر منشفة كبيرة جافة ثم تكلم بتذمر " لقد اقدمنا على ذلك الليلة السابقة و نستطيع ان نكرر التجربة الليلة و ثقى اننى لا اضمر على الاطلاق نوايا تجاهك اللهم الا ان اريحك كى تنالى قسط من النوم فاتمكن من الرقاد بدورى
فتسمرت مكانها و استفهمت " هل تقترح ؟"
نعم ان نقوم بما فعلناه الليلة الماضية
فاكتسى وجهها بالاحمرار خجلا و قالت " لكن الامر اختلف فقد كنت بالامس ساهية ومتعبة جدا "
فرد عليها بسخرية تدل على نفاذ الصبر " وانت حاليا لست مثال الصفاء و الاتزان ايضا "
و قبل ان يترك لها مجال الاجابة اخذ بيدها ثم اطفاء المصباح وشدها الى جانبه وغطاها بالمنشفة و قال لها " لست مضطرة للنظر الى اشيحى بوجهك الى الجانب الاخر اذا رغبت فى ذلك "
لكن ذلك يعنى ان تستلقى ووجهها نحو الصخرة فيما تدير اليه بظهرها و هو يحاذى جسمه و ذراعه ملقاة حول خصرها و قامته الفارعة الباعثة للامان تحميها و بعد برهة اضاف " لما لا تبدائين بتعداد اللوحات او ما شابه ؟ فكرى فى كل اللوحات التى تريدين اضافتها الى المجموعة بالمناسبة لقد قررت ان انوع مجموعتى فالحق بها بعض المنحوتات و بعض ..."
سمعت فى صوته نبرة من المزاجية قبل ان يتابع " الاثريات البوباوية التى اوشك ان احصل عليها على ما اظن و لكن ساستعيرها بهدف العرض فقط هل تعرفين اى معلومات عن هذه ؟"
فاجابته ببطء لا ولكن اهتمامها بالموضوع تضاعف واخذ ا يتحدثان عنه بتقطع لبعض الوقت الى ان ساد الصمت اخيرا وادركت انه اخلد الى النوم و هنا قالت لنفسها " اشعر بالتفاهة لا لانى غير مرتاحة بل لانى تافهة ولانى كنت ضائعة لعدة اسابيع و يبدو انى لااشبه اونور لينغارد السابقة التى كانت واثقة جدا من نفسها و كاننى مسكونه برغبة ملحة فى مقارعة هذا الرجل و مع ذلك ها انا مستلقية فى احضانه واشعر بالامان ما اغربها حالة "
واخيرا نامت بعمق دون ان يتخلل نومها اى احلام ثم استفاقت لتجد نفسها وحيدة بقيت مستلقية لبضع دقائق و هى تتسال هل سيختلف هذا النهار عن سابقه الى ان ادركت ان المطر قد توقف و ان اشعة الشمس الضعيفة تنساب اليها من خلال المظلة فنهضت و ثبا وهنا وقع نظرها عليه يسبح بالقرب من الشاطىء كما شاهدت ايضا انقشاع الغيوم مما بعث فيها احساسا بلامل و النشاط ومن دون ان تعيد التفكير خلعت سروالها و قميصها و هرعت الى الشاطىء بملابسها الداخلية ثم خاضت غمار الماء و غطست و البهجة تملؤها بعدئذ نادته قائلة " ما امتع ذلك كاد المطر يصيبنى بالجنون "
وهكذا سبحت لمدة نصف ساعة حتى انهكها التعب فخرجت و هى تشع حيوية اما هو فكان ينتظرها و هو يرتدى سروالا قصيرا و بيده منشفة فشكرته وهى تلهث ثم لفت نفسهابالمنشفة و قالت وهى تمرر اصابعها فى خصلات شعرها " كان ذلك رائعا "
قال لها " اما الان فجففى جسمك بهذه القماشة المبللة بالماء العذب كى تزيل اثار الملح عنك"
قالت لها ضاحكة " انت نعمة الهية فى مثل هذه الظروفياسيد بايلى لا ادرى ماذا كنت لافعل من ذونك و انا اسفة لكونى اضجرتك حدا ليلة امس "
لا لم تضجرينى
ردت عليه بعفوية " ولتعويضك عن ذلك ساعد لك افطارامترفا "
ففسح لها المجال كى تغير ملابسها و ترتدى ثياب التنس و بعد ان انتهت حضرت وجبة افطار مكونة من الستيك و الاناناس اضافة الى البيض المقلى و هما البيضتان الوحيدتان اللتان لم تنكسر خلال عملية نقل الحاجيات من على مركب ساندرا – لى
و فيما كانت تناوله طبق طعام سالته " ما رايك بهذا الفطور ؟"
عظيم شكرا
ماذا كنت تفعل ؟
اجمع الصخور فوق الرمل لاشكل علامة طلب النجده و اعتقد ان تكويم المزيد من الحجارة سيلفت الانتباه
يجب ان نضع ساريا و نشعل النار مع اننى اعتقد ان كل شىء ما زال مبلللا
نعم معك حق و لكن السارى فكرة جيدة و فجاة توقفت عن الاكل وسالته " هل عندك فكرة عن مكاننا ؟" فقطب حاجبيه و اجاب " انا اسف كلا فمجال الرؤية ما زال محدودا و يبدو اننى فقدت الاحساس بالاتجاهات حتى بالاعتماد على البوصلة و لكننى ساستطلع الجزيرة بعد الانتهاء من الطعام ومن المحتمل ان اعثر على فكرة اوضح لا سيما ان الطقس اصبح صافيا الان"
سالته و هى تشعر بقلق " هل تعتقد انه سيستمر كذلك ؟"
ابتسم لها واجاب " فالنامل ذلك "
وبعد الانتهاء من تناول الفطور انهمكا فى تكويم الحجارة و تركيب السارية و ثبتها راين على الشاطىء مؤكدا انها ستكون ظاهرة للاعين بشكل افضل ثم استعد ليستطلع الناحية الاخرى من الجزيرة شاهدت اثناء غيابه طائرتين صغيرتين تحومان على ارتفاع منها فاخذت تجرى فى كل اتجاه و هى تلوح بالمنشفة حمراء اللون كما اتفقا و لكن الطائرتين لم تقتربا . بعد مضى ساعتين عاد اليها
لقد عرفت اين نحن انها احدى الجزر القليلة فى خليج مورتونغير الماهولة بتاتا توقف و استطرد بلهجة ساخرة " وسوف تمطر ثانية "
هل شاهدت الطائرتين ؟"
نعم لكن لا تقلقى سرعان ما ياتى غيرهما
وبعد مضى ساعة تقريبا ظهرت طوافة النجده و على متنها فريق اخبار متكامل و فيما كانا يراقبان الطائرة و هى تحط امسك راين بيد اونور و قال " حسنا هذه نهاية هذا الفصل من حياتنا و الان نستطيع ان ننتقل الى الفصل التالى "
ردت عليه و هى حائرة " ماذا تقصد بذلك؟"
لوى شفتيه و هو يتفحصها ثم قال " عزيزتى اونور لقد كنت حريصا جدا معك على هذه الجزيرة المهجورة لانى شعرت انه ليس من الانصاف ان اتصرف بغيرهذه الطريقة و لكنى الان لست بحاجة الى ذلك بما اننا رجعنا الى الحضارة اليس كذلك ؟"
فما كان منها الا ان خطفت يدها من يده وتفحصت ملامحة بغضب ثم قالت " كان يجب ان اعرف "
فرفع حاجبه بهزء ورد عليها " ان باستطاعتى ان اكون رجلا نبيلا اصيلا ؟"
صاحت به " بل انك لا تستسلم ابدا "
فتذمر قائلا " انا استغرب الان لماذا توقعت منك الشكر على رعايتى لك منذ ان اختطفنا يانسة لينغارد " و ما لبث ان استدار عنها نحو فريق الاخبار الذى اقترب منهما

انتهى الفصل الرابع
******************************

روميساء على 16-08-15 09:18 AM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
الروايه جميله من ايديك اتمندوام التوفيق:55:

لبني سرالختم 17-08-15 07:28 AM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
جمليه جدا وربنا يوفقك

منى على سيد 17-08-15 08:50 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
5- اسبوعان فى كهف النمر
استولت على اونور مشاعر مختلفة و هى تقرا فى الصحف فى الصباح اليوم التالى مقالا عن راين بايلى تصدرته صورة لهما على الشاطىء الجزيرة فيما يداهما متشابكتان بوضوح تام و جاء فيها " عثر على المليونير العصامى راين بايلى و القيم الفنى على اعماله اونور لينغارد بعد تعرضهما للاختطاف و انعزالهما فى جزيرة " ويضيف المقال انه جرى فتح تحقيق فى الحادث و ان يخته قد غرق و ينتهى بسرد سيرة راين و انجازاته العملية وما لبثت ان وضعت الصحيفة جانبا و هى تحاول ان تصرف افكارها عن هذا الموضوع و تسالت عما حل بمارك فحتى الان لم يتمكن المسؤولون من العثور عليه و لكنهم وجدوا سيارتها فى مرابه كما تركتها من دون اى خدش و فيما هى تفكر فى مصيره رن جرس الهاتف و بعد محادثة غريبة استمرت بضع دقائق ارجعت الساعة الى مكانها بعنف ثم رفعتها بسرعة بعد ان رن الجرس ثانية و هى على استعداد للدخول فى معركة كلامية و قالت باستياء "نعم؟"
فجاءها صوت راين من الطرف الاخر " اونور كيف حالك؟"
و ردت عليه " انا غاضبة جدا لقد تلقيت للتو عرضا من مجلة تقترح فيه شراء قصتى حصريا او فلنقل روايتى الخاصة عن الوقت الذى امضيته على الجزيرة مقفرة مع المليونير الاكثر جدارة للزواج فى الولاية كلها لقد اخبرتك ان ذلك سيحصل "
فضحك ورد عليها " ستموت القصة خلال يومين و لكن لما لاتاتين و تقيمين عندى فى الوقت الحاضر ؟"
لاشك انك مجنون
سيكون هنا المكان هادىء و مريح لك اولا لانى مرشدك سابقا و ثانيا لان حرسى الخاص سيمنع الصحافة من الاقتراب منك "
اجابته بعد هنيهة " ولكن لماذ ا يجب ؟ انا اعنى انا عاجزة عن الكلام "
عاجزة عن الكلام ؟ هذا امر لم اعهده بك قط رغم تهديدى به مرتين من قبل اذا ما رايك لو تناولت العشاء معى هذه الليلة ؟
راين توقفت لتلتقط انفاسها ثم تابعت " لقد اعطيتنى اجازة عن العمل لمدة اسبوع فدعنى و شانى و اترك الامور على حالها"
و لما رد عليها ثانية ادركت النبرة المختلفة فى صوته تلك النبرة التى يجب الا يستهان بها " اونور امامك خياران اما ان تاتى لتناول العشاء معى او ان احضر بنفسى لتناول العشاء عندك
اجابته وهى تلهث " انا ساغادر المنزل
لاباس سافعل بعد عودتك
تذمرت " اوف لماذا اتابع هذا الحديث السخيف معك حتى؟"
فاجابها بنبرة جافة " لانك امراة عنيدة جدا و لكن باستطاعتى ان اكون عنيد ايضا سارسل لك سيارة تقلك عند الساعة السابعة " جاءها التحرى لاستكطمال التحقيق و ابدى تخوفه من الاقامة بمفردها فى الوقت الحالى مما اثار قلقها و قالت له بحدة " ماذا تقصد بذلك ؟ هل تعتقد ان مارخام؟
فاجابها بلطف " حسنا لا اريد اخافتك من غير داع ولكن معلومتنا عنه اصبحت الان اكثر وضوحا وعرفنا انه يعانى خللا عقليا و حسب تقرير احد الاطباء النفسين هو معرض لنزوات غير طبيعية "
ردت عليه ببطء " وانا اؤكد على ذلك و لكن لنفترض انه لم يغرق فى مياة الخليج من المؤكد انه بعيد عنى قدر الامكان "
حسب التقرير الطبى ذاته عرف عنه تشبثه و عناده الهائل عندما يتعلق الامر حسب اعتقاده بمشاريعه الكبيرة و هكذا قد يبلغ به الجنون محاولة الاشتباك مباشرة مع السيد بايلى و لكنه قد يعتبرك وسيلة للتغلب عليه
فسالته بعد لحظة " هل تكلمت مع السيد بايلى فى هذا الامر ؟"
نعم سيدتى و لقد ارسلت له للتو نسخة عن التقرير الطبى لانه بد لنا نظرا الى ما يعتقده مارك عن العلاقة بينك و بين السيد بايلى فقد بدا لنا و على اى حاال انه قد يعتبر خطفك انت بالذات فى هذه المرة رهانا افضل
اوه اسمعنى ..........
رد عليها اعرف ان ذلك احتمال بعيد و لكن كما ترين نحن امام شخص مصاب بانفصام الشخصية هذا اذا لم يكن مصابا باسواء من ذلك لوح بيده حول راسهاشارة الى الاسواء ثم تابع قائلا " وبينما نامل ان نلقى القبض عليه فى اقرب وقت ممكن فقد سببت لنا العواصف اعباءاضافية هائلة مما جعل الحوادث غير المالوفة تبدو اكثر من عادية فى الوقت الحاضر و عليه من المستحسن يانسة لينغارد ان هل لديك اى اصدفاء او اقرباء يمكنك الاقامة عندهم لمدة اسبوعين ؟"
اسبوعين !
فاجابها بجدية " اعتقد ان ذلك يكفى "
سوف افكر بالامر
" شكرا لك ياسيدتى اعلمينا اين ستكونين و فى الوقت الحاضر اقفلى جميع الابواب
اختارت فستانا من حرير الجورجيت الازرق واسع الياقة قصير الاكمام و مزينا بازهار الكاميليا ثم انتعلت خذاء رمادى منخفض الكعبين . قرع الجرس عند السابعة تماما فاحست بتوتر عصبى مفاجىء ثم فتحت الباب كان الطارق الشاب وارن و سرت كثيرا عندما وجدت اتن السيارة التى ستقلها من النوع الذىلا يلفت النظر وذلك تحسبا لاى مطاردة محتملة من الصحافة كما قال وارن سالت السائق وهو يتجة الى منزل راين " هل سنتناول العشاء هنا "
نعم يانسة لقد طلب منى السيد بايلى ان اخبرك ان ذلك افضل من تناول العشاء فى المطعم و اكثر سرية "
فقالت فى نفسها وكيف يمكنك الرد على هذه الحجة؟" وما ان وصلت الى الباب حتى فتحه راين بنفسه ثم اخذ بيدها فوراالى سطحية مرصفة تمتد بمحاذاة بركة سباحة لم تنبس اونور بحرف منذ تلاقت نظراتهما عند الباب و فى الواقع دهشت من وقع تاثيره عليها رغم ان فراقهما لم يمضى عليه اربع وعشرون ساعة
وسالته فجاة فيما كان يجلس فى مواجهتها " ماذا تريد منى ؟ الم تتعب من مبارزتى ؟ اذا كنت تخطط لترمينى بشباكك "
فقاطعها بهدوء " اليس هذا ما ترغبين فيه ايضا اونور ؟ و اعتقد انه من الصدق لو اعترفت بانك انت التى تبارزين " ردت عليه برصانه " نعم لا باس لقد فكرت فى هذا الامر و لكنى لن اقدم على ذلك هل تريد ان تعرف لماذا ؟"
بالطبع كانت ابتسامة هادئة مرتسمة على وجهه وهو يتفحصها فتنفست بعمق و قالت " صحيح ان خال ساندرا اخبرنى انك وهى اشبه باجتماع النمر و النعجة لكن الوضع بينى و بينك سيختلف انما الى الاسواء و سيكون وضعا صعبا و مستحيلا و انا اسفة لانى هدرت الكثير من وقتى فى مقاومتك و لكن هذا واقع الحال
الم تهدرى الكثير من وقتك وانت تفكرين فى الايقاع بى؟
اجابته باختصار "ليس بالقدر ذاته "
رد عليها بتكاسل "قد يتغير هذا "
هل تحاول ان تفهمنى ان خلافتنا كلها ستزول حالما توقع بى و تحولنى الى امراة كلها انوثة وطاعة ؟ لا تحلم بذلك ياراين " فابتسم وقال " اعتقد ان الانوثة فيك تفوق تصورك " واضاف " و انا لا اتكلم عن احالتك الى انثى مطيعة فلو ظننت ان ذلك ممكن لما كنت على الارجح قد اعجبت بك بهذا المقدار و لكن لا شك اتضح لك ان الكثير من الطاقة التى صرفتها فى العراك تعود الى سبب مغاير " ردت عليه " لقد خطرت لى هذه الفكرة مرتين من قبل " رفع حاجبه باستياء و سالها " هل قاومتى الرجلين اللذين ارتبطت بهما فى السابق بمثل هذا الشكل ؟" فاجابته على عجل "كلا اقصد اننى طننت انى لا ادرى ماذا اقول اننى اتنازل عن استقلاليتى ربما و لكن ذلك لم يحدث مع اننى كنت معجبه بكلايهما "
و لما شددت على الجملة الاخيرة بوضوح قال لها بلطف " حسنا لقد اوشكت مارى على تقديم الطبق الاول من العشاء انا اعتذر لاننا سنتناول العشاء باكرا و لكن يجب ان ابدا العمل فى وقت مبكر غدا فساسافر الى بورت مورسبى عاصمة بابوانيو غينيا حيث سامضى يومين "
فحملقت به ثم هتفت بغيظ " ها انت تفعلها ثانية كيف تجرؤ على ان تتصرف معى على هذا النحو باستمرار؟"
افعل ماذا ؟ لقد قلت لتوك انك لن تحاولى الايقاع بى و هل تبقى كلام اخر ليقال ؟
اجابت بمرارة " احيانا تدفعنى لا الى النفور منك وحسب بل الى كراهيتك " فعرض عليها قائلا " يمكننا ان نتجادل حول مسالة اخرى اذا رغبت فى ذلك امن احد تقيمين عنده لفترة اسبوعين ؟"
فاعلنت بتعقل رغم الانزعاج الشديد الذى مازال يتحكم بها "كملا و انا لا احب ان افرض نفسى على اى من اصدقائى و على اى حال افترض انه لحق بى الى مكان اقامتى الجديد فماذا افعل ؟ فنظرا للتجربة السابقة انه من الجنون بحيث يقدم على خطف اسرة باكمالها"
اذا من الافضل ان تمكثى هنا يا اونور شكرا يا مارى
ثم تجاوزها بنظراته ونهض ليساعد المراة الاخرى فى دفع عربة الطعام
الهذا السبب طلبت منى ان اقيم عندك عندما اتصلت بى هاتفيا فى الصباح ؟
نعم هذا ما كنت افكر فيه
اذا لماذا لم تفصح لى عن نيتك حينها؟
اجابها بتامل " لم ارغب باثارة مخاوفك من غير داع"
فردت علية بنبرة لاذعة " هذا ما قاله لى المفتش تماما ثم بث كل ما فى الدنيا من خوف فى قلبى حسنا ليس تماما "
بدا عليها الارتباك و لكنها اشارت الى راين ان يصمت و الايقاطعها " ولكنك تعرف مااعنى على اى حال تخيل العروض التى ساتلقاها من المجلات اذا اكتشفوا اقامتى عندك لفترة اسبوعين "
فنظر اليها بغموض من فوق حافة كاسه و تمتم " قد لا يعرفون ذللك ابدا و لكن على اى حال ليهمك ذلك فعلا ؟ من المؤكد ان بقاءك فى امان خير لك من ان يقبض مارك عليك"
ولكن امكانية ان تقبض انت على موجودة باستمرار
ربما من الاجدر ان نشطب هذه الملاحظة من محضرنا يا اونور
انا
قاطعها متابعا " و ليس فى نيتى ان اجادلك طوال الليل اذا اردت الاحتفاظ بوظيفتك ستبقين هنا حتى يتم القبض على مارخام و يصادف ان التحف البابواية قد وصلتنى اليوم مما يضاعف من حجم العمل هنا "
ثم تناول هاتفه الخلوى واخرج من جيبه بطاقة ثم طلب المفتش و اخبره انها ستقيم معه حتى اشعار اخر كما سمعته يضيف على الهاتف " نعم انا موافق معك هذا هو الحل الانسب فهذا البيت يشبه القلعة نعم سوف اخبرها"
اغلق الهاتف ثم نظر اليها وقال"انه يخبرك انتك اتخذت القرار السليم "
ثم اردف فيما عيناه تجولان على طبق الخضرة الذى جات به مارى " ستبقى اونور عندنا منذ هذه الليلة يا مارى و غدا سيصحبها وارن الى شقتها لجلب اغراضها "
اجابت مارى بتهذيب " لقد حضرت لها غرفة الضيوف "
ثم استدارت نحو اونور و قالت لها بحرارة " اقامتك معانا مدعاة للسرور يا انسة لينغارد و انا متاكده من انك سترتاحين لا سيما بعد ان تتخلصى من التفكير فى ذلك الشاب اللعين "
لكن اونور لزمت الصمت حتى غادرت
ثم قال " اتحبين ان تطرحى موضوعا نتحدث فيه فيما ناتى على ما تبقى من هذا اللحم الشهى؟"
فاجابته باحكام " نعم دعنا نتحدث عن الطقس ياسيد بايلى اظنه الموضوع الوحيد الذى ارغب فى محادثتك فيه " ضحك بهدوء و تابع "لا باس مهما كانت رغبتك تذكرى استثناء و احد لا تقدمى على اى مشاريع مجنونة فى غيابى فذلك لن يكون عملا متهورا و غير مسئول وحسب بل دليلا على الاعقلانية النسائية ايضا و بكلام اخر انتظر ان اجدك هنا عند عودتى"
اوه ستجدنى و لكن لاتتوقع منى الاستمتاع بذلك
فرد عليها متذمرا " لقد كنت اكثر لطفا عندما كنت منعزلة على الجزيرة معى و اذا سمحتى لى فما زال لدى العديد من الاعمال التى يجب انجازها وانا متاكد ان مارى قد حضرت لك بعض الحلوى ليلة سعيدة اونور و تصرفى كانك فى بيتك " ثم سار مبتعدا عنها
تقع غرفة نومها فى الطابق العلوى من المنزل وقد اعارتها مارى ثوب نوم و عندما دخلت الحمام وجدته مجهزا بكل شىء و لكن كل هذا لم يدخل البهجة فى قلبها و ظلت مستلقية بمفردها فى الظلام .
مضت ثلاثة ايام على غياب راين شعرت اونور بالهدوء و الاطمئنان لم تدر لها سببا و عملت خلال النهار على فك صناديق التحف البابواية فى غرفة مكتبه و انكبت على تحضير شرح مفصل لكل قطعة و توزيعها بشكل جميل فى انحاء البيت و فى احد الايام كانت منكبة على فوق احد صناديق لاخراج قناع من قفصه الخشبى عندما عاد الى المنزل كان صوت الذى احدثه عند الباب اول اعلان لقدومه فعمدت الى طرح القناع جانبا بحرص واستدارت مترددة و هى عاجزة عن مداراة ارتباكها بالكلمات كان هو البادىء بالكلام مجرد سؤال بسيط " اونور؟
انا
غير انها لم تستطيع المتابعة فما كان منه الا ان تقدم اليها ببطء ووقف امامها و اضطرت الى رفع راسها لتنظر الى عينيه فيما يداها مشبوكتان معا و عندها قال لها بصوت بالكاد يسمع " هل تسمحين لى ؟"
و لكنها لم تملك جوابا فقد ادركت بغتة انها للمرة الاولى فى حياتها و قعت فى اسر انجذاب لم تستطع محاربته بالكلمات او التفكير باى افعال تخلصها منه ولا سيما عندما احاطها بذراعيه و راح يعانقها بشغف وكان هذا الانجذاب حسا شديدا استولى عليها استبد بها حتى تحول الى تجربة لم تختبر مثلها من قبل فقد وقعت تحت تاثير الانخطاف الذى بعثه فيها عناقه الحميم و تدريجيا صار حارا مشدودا و طاغيا فى رجولته مشاعر وصل صداهل الى اعماق انوثتها
عندما رفع اخيرا راسه عنها نظر فى عينيها و قال برقة " هل ستصفعيننى بعد هذا ياونور ؟"
فاغمضت عينيها قليلا ثم تكلمت بهدوء تام و كبرياء "كلا كما اننى لن ادعك تتمادى معى " ومضت عيناه و هو يحدق فيها ثم امسك وجهها بكلتا يديه تاركا اياها تتسال هل البريق فى عينيه ومضة اكبار و مالبث ان رد عليها "اذا لندع الامور على حالها"
افلتها من بين ذراعيه ثم جال بنظره على المكتبة و التقط القناع الذى كان بيدها لحظة دخوله " يبدو انك القيت نظرة على التحف و الاثريات ما رايك بها؟"
فاقرت " لقد اثرت اهتمامى فعلا"
فارجع القناع الىمكانه ثم سار بين القطع التى اخرجتها من الصتاديق
الوزير حريص جدا على اقامة معرض وانا افكر فى عرضها فى قاعة الطابق الارضى من المبنى كى يسهل دخول المدعوين اضف ان حراس الامن فى هذا الطابق يعملون بدوام كامل
فكرة جيدة و لكن تحتاج الى اقفاص زجاجية و بالمناسبة كيف حال الوزير ؟
يرسل لك تحياته و يامل ان تكونى قد تعافيت من حادثة الاختطاف
شكرا فهمت انك سافرت الى هناك بداعى اعمال الجسر؟
نعم اعلم ان سؤالى قد يكون سخيفا و لكن هل حدث ان بينت جسرا من قبل ؟
فحدق فيها بدهشة " بنيت عدة جسور لماذا تسالين؟"
لاادرى انه مجرد سؤال و لكنى سمعت عنك فى مجال المبانى وحسب
تامل قليلا ثم اجاب " ان اول مشروع كبير نفذته كان بناء جسر و لهذا ترينى متحمسا لهذه المشاريع اما هذا الجسر على اى حاال فسيكون امتحان هام لقدراتنا فى السوق خاصة ان موقعة يعتبر بعيدا حاليا ساذهب و ابدل ملابسى ثم اعتقد انى استحق جلسة على السطيحة حيث اتمتع بغروب الشمس فهل ترغبين فى الانضمام الى ؟
اجابته ببرود "نعم شكرا لك"
هل من اخبار عن صديقنا مارك مارخام؟
كلا يبدو ان الارضانشقت و ابتلعته لقد اتصلوا البارحة ليؤكجوالى ان مذكرة بحث و تحر صدرت بحقه اما حين سالتهم عن يخت ساندرا لى فقالوا لم يجدوا اثرا له
ستفتقد اليه على ما اعتقد
نعم و لكن يمكن تعويض المراكب هل ترغبين فى مشاهدة الاخبار قبل تناول العشاء ؟ ففى الايام القليلة الماضية ابتعدت كثيرا عن مجرى الاحداث
كما يحلو لك
و هكذا شاهدا الاخبار ثم تناولا العشاء فى هدوء لا يمت للامور الشخصية بصلة و شعرت اونور برغبة فى قرص نفسها هل هى تحلم ؟ اهذاهو الرجل الذى عجزت عن مقاومة جاذبيته منذ ساعات قليلة مضت ؟
تمدد راين على الاريكة بسط ساقيه الطويلتين امامه و بيده جهاز التحكم عن بعد فتابع اسئلته " الا تشعرين بالوحدة ابدا ؟"
كلا ما عنيت هذه المشكلة اخبرنى لماذا علقت هذه اللوحة فى هذا الصالون ؟ و انا توقعتها فى غرفة شخصية خاصة .......... ثم توقفت عن الكلام بغته فيما استدار نحوها وهو يضحك و يردعليها بتكاسل " لقد عملت بنصيحتك و قررت الا اتباهى بلوحتى التى رسمها سيسلى كما ان هذه غرفة الجلوس التى امضى فيها وقتى معظم الاحيان مما يعنى انى ساتمتع بمشاهدة اللوحة لاطول وقت ممكن و على اى حال ساورتنى رغبة فى وضعها فى غرفة نومى و لكنى جزمت ان فى ذلك امتحانا قد يفقدنى التحكم برغباتى قليلا"
فظهر العبوس على وجهها وترددت و لكنها لم تجد مناصا من الوقوع فى الشرك" هل انت حقا تعانى تلك المشكلة معى ؟"
هل تبادلين الرجال العناق الذى منحتنى اياة الا اذا كنت تعانين من تلك المشكلة معهم ؟كلا
اذا؟
انس الموضوع
قال ساخرا " و بكلام اخر انت مازلت تت صارعين مع اختلافاتنا "
نعم هذا صحيح
فتمتم متذمرا " لا باس و لكن ارجو ان تعطينى تقريرا عن التقدم الذى تحرزينه فى هذا الامر "
وبعد ساعتين تثابت اونور فنهضت واخبرته انها ستذهب الى حجرتها فنهض بدوره ورافقها للطابق العلوى ولما وصلا الى الباب توقفا عنده حيث تمنت له ليلة سعيدة و اذا بها تتشنج عندما اطبقت اصابعه على خصرها فقال لها بلهجة خشنة " لاتجزعى لست على وشك القبض عليك اونور ثم اضاف بلطف فاتل بعد ان ارخى اصابعه عن خصرها تصبحين على خير"
اغلقت باب غرفتها وفكرت " ياللعنة اقحمت نفسى فى دوامة مريعة كم كان الامر سهلا حين كانت مشاعرى تجاهه تقتصر على الغضب الشديد " و قد سنحت لها الفرصة فى اليوم التالى حيث اخبارها اثنا تناول الافطار انه سيتغيب طوال اليوم و لم تعلق على كلامه وبعد قليل دخلت مارى الى المكتب تبحث عنها و تسالها ان ترافقها الى غرفة الطعام الرسمية لتاخذ رائيها الفنى فى تنسيق الحجرة و عندما دخلت وجدتها معدة لحفلة عشاء فتمتمت بصدق " انه تناسق جميل يا مارى هل ستقام حفلة عشاء هذه الليلة ؟
ردت عليها بابتهاج " نعم وحسب ترتيب الاسماء فانك ستجلسين مقابل السيد بايلى "
شهقت اونور قائلة " هل قال لك انى ساحضر العشاء ؟"
لم تسالين الم يخبرك؟
حاولت اونور السيطرة على اعصابها و اجابت كلا لم يفعل
فاعلنت مارى من دون ان يبدو عليها اى ارتباك " لاشك فى انه نسى ذلك فالكثير من الاعمال تشغل باله اليس كذلك؟ و لكن الضيوف لن يصلوا قبل السابعة و النصف مساء وما زال امامك الوقت الكافى لتعدى نفسك اتريديننى ان اقوم بكى ملابسك او .....؟"
كلا شكرا لك يامارى و لكن لسوء الحظ لن اتمكن من الحضور انا اعتذر لاننى ساكلفك مشقة اعادة توزيع الاسماء و لكننى افكر تناول العشاء خارج المنزل الليلة .
فجاة تناهى الى مسامعها صوت من وراءها يقول"اوه كلا لن تقومى بذلك يا اونور"
فاستدارت بسرعة وعيناها تومضان بالغضب ثم قالت بفظاظة "لا تستطيع ان تحتجزنى هنا كسجينة يا راين بايلى و ليس باستطاعاتك ان تعلن للملاء انى اقيم معك هنا كيف تجرؤ على ذلك؟"
فاجابها بلهجة جافة " لسوء الحظ لا استطيع العيش كناسك يا اونور و قد خططت لهذا العشاء منذ بعض الوقت اضافة الى ذلك " و التقط انفاسه ثم نظر اليها من راسها حتى اخمص قدميها قبل ان يتابع " لقد شوهد شخص يماثل اوصافة مارك مارخام يتوارى فى الشارع الذى تقيمين فيه و لهذا لن تخرجى الليلة الى اى مكان الا اذا كنت مجنونة فعلا"
انتهى الفصل الخامس

منى على سيد 19-08-15 01:22 AM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
********************************
6- هربت اليه
كانت اونور وحيدة فى غرفتها هذا الملاذ الذى انسحبت اليه مسرعة و لم تكد تمضى ثلاث دقائق حتى دخل عليها راين مباشرة من دون ان يقرع الباب و اغلقه خلفه كانت تقف امام الباب الزجاجى الذى يؤدى الى الشرفة وذراعاها تلتفان حول جسمها و اذا بها تستدير مسرعة لتصب عليه نظراتها الغاضبة كان قد خلع سترته و رفع اكمام قميصه كما حل ربطة عنقه و لكن ذلك لم ينقص من مظهره القوى قالت له"لايحق لك الدخول الى هنا حتى لو كان المنزل منزلك "
فاجاب بتهكم " استمحيك عذرا ايعود انفعالك هذا الى خوفك يا اونور اعنى خوفك من مارخام بالتاكيد ؟"
ردت عليه بارتباك " بالطبع انا خائفة من التفكير فيه و لكن لا لم يكن الخوف اول ردة فعل لى ولا كان سببا لها لقد اخبرتك ارفض ان يعلن على الملاء اننى اقيم فى منزل العازب الذى تسعى وراءه اكثر نساء الولاية و مهما قلت و مهما حاولت ان توضح الامر سيثرثر الناس دائما حول الموضوع و سيطرحون الكثير من الاسئلة و لو كنت مكانهم لما فعلت غير ذلك "
و انهت كلامها بفكرة صبت فيها نفسا كئيبا " انها طبيعةالبشر "
فرد عليها متاملا " اونور بات الناس يثرثرون عنا بالفعل"
من؟ هل تقصد ذلك الرجل المجنون ؟ انه رجل واحد وهو مالبثت ان غيرت مجرى الحديث لتساله " من غيره؟"
فاجابها برقة بالغة " عزيزتى اونور باستطاعتى ان اؤكد انه منذ لحظة خروجك من مكتبى للمرة الاولى كالعاصفة ونحن محور الاحاديث فى العمل هذا من دون ذكر ظهورنا معا على شاشة التلفزيون و الى جانب ذلك هم على حق "
ولكن
هم على حق بشان التجاذب الذى يجمعنا و فى الواقع لا يبقى على الارحج الاانسان وحيد يشك فى هذه الحقيقة هو انت
فقاللت بمرارة " على العكس قد اكون الانسان الوحيد الذى يعتبر على حق و لكن اسمعنى جيدا مهمت بلغت التكهنات ففى اللحظة التى يعرف فيها اننىاقيم هنا سوف اوصم الى الابد كاحدى نسائك "
فمنحها ابتسامة باهتة " او ربما تذهب الاقاويل الى الاتجاه المعاكس "
ماذا تعنى؟
قد اوصم انا الى الابد كاحد رجالك
ردت عليه باذدراء مطلق " ما قلته الان سخيف بامتياز
لماذا؟
حسنا حسنا احد الاسباب اننى انا التى اقيم فى منزلك
فعلق على كلامها متذمرا" اما من كلمات اخرى تتفوهين بها غير تلك التى لا تنفكين ترددينها على مسامعى ؟"
فاصدرت صوتا يدل على الاشمئزاز و اشاحت بوجهها منزعجة اما هو فتابع كلامه "ومن جهة اخرى الاشخاص الذين ساحتفى بهم الليلة هم رجال اعمال من اليابان و لم يمض اسبوع على وجودهم فى اوستراليا اما معرفتهم باللغة الانجليزية ضعيفة ومحدودة و لا استطيع ان اتخيل ان السته سيهرعون و يعلنون للعالم بضع اقاويل محلية و على اى حال هم بطبيعتهم مهذبون جدا هل تدرين يا اونور انا على وجه الخصوص لااريد بدورى ان اعلن عن وجودك هنا حتى يتم القبض على مارخام مع انه بالطبع سيستنتج فى النهاية انك تقيمين هنا " فاخذت اونور ترفع يديها فى الهواء و هى تكاد تصرخ " لماذ لم تقل ذلك قبلا ؟ لماذا؟"
تمتم وقد ارتسمت على محياه ابتسامة جدية غريبة " انا اتمتع دائما الى خطبة تلقينها عن حكمتك العظيمة و رايك الجليل فى علاقتنا و احيانا يمسى من الصعب الحصول منك على كلمة هادئة واحدة " فانكرت ما قاله بقوة " هذا كلام فارغ انت تستمتع بالايقاع بى بكل بساطة " وهذا ايضا
فحدقت به ثم جلست على السرير بغته و تلعثمت و الذهول يكسو وجهها " انا انت انما حقا لااعرف لماذا اتحملك؟"
رد عليها برباطة جاش " بل تعرفين يا اونور و لكن اصرفى النظر عن ذلك فخياراتك محدودة حاليا لم لا تتبرجين قليلا و تنضمين الينا فى الاسقل ؟ اعتقد انك تتكلمين اللغة اليابانية اليس كذلك؟"
فاجابت بطلاقة
حسنا اذا اضافة الى ذلك يعتبر اثنان من هؤلاء الرجال خبيرين فى الفنون الجميلة و قد احضرا معهما بعض اللوحات المرسومة على حرير يابانى و لهذا افترضت انك ستستمتعين بهذه الامسية و تتخلصين من السام الذى تشعرين به بسبب...احتجازك هنا
نظرت اليه مباشرة و قالت بصوت خشن " ارجوك اخرج من هنا فانا لااستطيع التعامل معك فى هذه اللحظة " استقام و انهى المحادثة بتهكم رقيق " حسنا هل ستنزلين الى العشاء ام لا ؟ واعلمى انه باستطاعتى دائما تناول العشاء فى غرفة نومك فى حالة من العزلة و الرزانه "ولما تشابكت نظراتهما كانت اونور قد استردت رباطة جاشها فاجابته " نعم سوف انزل "
عظيم
ثم ابتسم لها و خرج من الغرفة اما هى فاستولى عليها شعور عارم بالهزيمة وفى النهاية التحقت بالمدعوين الى مائدة العشاء وكان الليل انتصف عندما وقفت الى جانب راين لتوديعهم ثم استدار اليها و قال " انها امسية ناجحة ياونور انت فعلا ورقة حظ رابحة " فاجابته بلهجة جافة و مملة " بل كنت روح الحفلة ونبضها انا لا اظن انى سامتهن الترجمة فهى عمل شاق ومرهق و لكن كيف تقول انها ناجحة و انتم لم تتباحثوا فى اى اعمال" اوه و لكننا ستنباحث مستقبلا و شكرا على جهودك
" اهذا يعنى اننى رجحت كفة جسر اخر ؟"
نظر اليها واجاب " اذا سمحتلى بدعوتك الى شراب اخير فساقص عليك التفاصيل فى الواقع انا ساسبح ثانية فالجو حار جدا "ترددت اونور وهى تتسال اى الخيارين اسواء ان تستلقى وحيدة فى غرفتها فىهذه الليلة الخانقة و تنصت اليه فيما يسبح و هى تتمنى لو تغمرها الماء ايضا ام ان ترافقه ثم تمتمت اخيرا وهى تشعر بقدر من العجز " انا موافقة" وهكذا صعدا الى الطابق العلوى حيث خلعت الفستان الاسود ثم ارتدت لباس السباحة ووصلت قبله فانسلت الى البركة و تلذذت باحساس الماء يلامس جسدها و بعد دقائق قليلة غطس راين فى الحوض سرعان ما خرجت من الماء و تمددت على مقعد طويل فما كان من راين الا ان حاذ حذوها و قدم لها كوبا كبيرا قئلا " عصير مانجا و اناناس و هو مفيد جدا للبشرة على ما اعتقد"
فشكرته و هى تشعر بالاسترخاء " على فكرة لقد عثروا على ساندرا لى غارقة على عمق ثلاثين متر " فنظرت اليه واذا بفمه منقبض فقالت بهدوء " انا اسفة هل يعنى ذلك ان يستحيل انتشالها؟"
نعم و من سخرية القدر ان ساندرا جات لزيارتى اليوم و عندما اخبرتها بالامر استاءت جدا
و لكنك قلت
نعم فهى لم تحب اليخت قط كما لم تحب اى مركب اخر و لكنها فى الظاهر راق لها اسمى المركب تيمنا باسمها و قالت لى ان ذلك يبدو كانقطاع الرابط الاخير الذى يجمعنا
علقت اونور ببطء" لا اعرف ماذا اقول "
لست مضطرة لقول اى كلمة
اذا لماذا اخبرتنى بما جرى؟
فى الحقيقة لم اكن اخبرك بل كنت فقط افكر بصوت عال و لككن بما انى فعلت فسوف اكمل انا اتمنى لصالحها ان يكون ذلك اخر ما يربطنا معا وحالما تتغلب على استيائها ستشعر انها تحررت من حبها لى اخيرا ماذا اخبرك ايضا؟ اهه نعم ردا على سؤالك لا انت لم ترجحى كفة جسر اخر و لكن قمت بتثبيت الحجر الاخير فى توقيع عقد شراكة مع اتحاد شركات يابانى من اجل بناء مرفاء لليخوت و قرية للتسوق "
لم تبس ببنت شفة بل ارتشفت شرابها ثم تمتمت بغته " هل تشك هى فى امرنا ؟"
على الارجح و لكنها لم تذكر ذلك اونور لم لا تخبرينى عن الدوافع الحقيقية التى تحيل بينى و بينك؟ هل السبب ساندرا؟"
لا نعم اقصد ان المرء يعجز الا يفكر فيها لا بمشاعر فحسب بل فى حياتها معك ايضا اتعرف احيانا من المستحيل احيانا الفصل بينك كرجل اعمال ديناميكى شديد التسلط و كرجل بصورة بحته و لا استطيع الا ان اتسال ان كان من الممكن التغاضى عن هذا الجانب منك بالكامل و هل ستحمل اى امراءة لقب زوجتك فى يوم من الايام كما اننى افكر فى وضعى شخصىا و لكنى اخبرتك عن ذلك .
فرد عليها متبرم " لنفترض اننى كما تقولين الاتجد كل امراءة تتمتع بلاستقلالية و تثمن حريتها هذه الحالة و ضعا مثاليا؟"
فاستدارت نحوه وسالته " اذا انت تنكر عنك هذه التهمة ؟"
انا لم اقل ذلك بل هو مجرد تنظير
فردت عليه بلهجة لاذعة "لا جدوى من التنظير بوجود معطيات مجهولة هل انت من هذا النوع من الرجال ام لا ؟"
فابتسم متحسرا و فى عينيه نظرة مختلفة شعرت انها تستهدفها بصورة مباشرة ثم اجاب لا اعرف
حسنا راين عندما تتوصل الى معرفة ذلك اخبرنى و لكن اذا كنت تعتقد اننى ساجازف بالوق ...وسرعان ما قطعت كلامها و هى تعض على شفتيها فاكمل راين عنها " تجازفين بالوقوع فى حبى؟ اتعرفين انا اعتقد ان هذه المشاعر تولد بغض النظر عن كل انواع المعطيات المجهولة منها و غير المجهولة " لا تراهن بحياتك على هذه اذا كنت تتكلم عنى
فضحك برقة و تاكسل " مجلاد انك اختبرت رجلين غير مناسبين حتى الان لا يعنى يا اونور ان باستطاعتك ان تامرى عقلك و قلبك بالابتعاد عن الحب لبقية حياتك "
فاوضحت بمزيج من البرودة و الامتعاض " كما انه لا يعنى انك الرجل الذى ساقع فى حبه من يملك المؤهلات ليقول انهما كانا غير مناسبين البتة ؟ ومن انت بالذات لتقول ذلك ؟ فانت لم تقالبهما "
لا و لكن باستطاعتى ان اتخيل مما هما عليه
حسنا هيا افعل ذلك!
" و لكن تذكرى دائما انك انت من طلب ذلك دعينا نرى هما يقاربانك سنا تقريبا تخرجا من المدارس الرفيعة المستوى اعتادا التردد الى باليمور قلب مجتمع بريسبان الراقى حيث يلتقيان بالاصدقاء القدامى ليتشاركوا فى لعبة كرة الراكبى او يشاهدوا مبارة منها و يعرف عنها عادة انهما من اولئك الشبان الوسيمين هذا اذا لم نقل الموهوبين و المتحدثين الماهرين اما ان ذهبت بعيدا فى تخيلاتى اقول انهما يمتهنانالمحاماة واعمال القانون و هى ربما نقطة ضعفك تماما كحبك للفنون نظرا الى مهنة والدك و بالطبع كانت الانظار تتجه اليك فى حيلته على انك غنيمة مهمة اتريننى موفقا فى تحليلاتى حتى الان؟"
لا بل انت
لكنه لم يدعها تنهى كلامها بل قال فى رقة وبتهكم فى ان " على الطريق الصحيح وانا لم انته من كلامى بعد ياعزيزتى اونور و لما كان لاى من هذه الامور اهمية لو انهما يملكان النضوج الكافى و القدرة على اثارة احاسيسك فيما ........كل ما فعلاه هو انهما كونا داخلك احساسا بعد الرضا و هذا ما ادى الى مضاعفة تلك النظرة المتعالية و المتغطرسة التى تكنيها للرجال " ففغرت فاها ثم قالت" انا لست هكذا"
اتقولين انه لم يخطر على ذهنك مرة بان السبب هو شخصيتك التى يتعذر على اى منهما تقبلها ؟
فردت عليه بذهول " اتقول اننى احتاج الى من يمسك بزمامى ؟ فى هذه الحال انا مضطرة الى الاجابة اننى احتقر هذا النوعمن التشدق كما احتقرك تماما"
فتمتم ضاحكا" انا اعرف انك تخفين فيك من الانوثة ما لا تدركينه اما ما كنت احاول قوله فهو انك لامعة و انك جميلة تفيضينبالحيوية الا انك ضيعت نفسك مع شبان وسيمين يملكون كل وثائق الاعتماد الصحيحة على ما يبدو الا انهم ببساطة لا يلائمونك جسديا و عقليا "
فردت عليه باشمئزاز " انت لا تقوم الا بترداد اقوالك بكلمات مختلفة"
ولكنها صحيحة
انا لااعرف كيف توصلت الى هذا الاستنتاج و اتمنى الا ياتى يوم اكتشف فيه انك كنت تنقب عن معلومات من حياتى الخاصة
انا لم افعل ذلك
اذا لابد اننى شفافة جدا لكنه سكت عن الجواب فاضافت " وما يدهشنى انه على ضوء شفافيتى و عجزى عن اختيار الرجل المناسب ما زالت تثابر معى
فرد عليها بتكاسل " يجب الا يدهشك الامر اتعرفين يا اونور ؟ انت تحولين علاقتنا الى منافسة فما من شىء يمكن ان يجذبك اكثر من التحدى و انا سعيد تماما بمسايرتكلاننى متاكد من ان الخاتمة ستكون صاعقة فى تاثيرها "
فانزلت ساقيها من فوق المقعد و قالت " انا اكره طنين كلماتك فى اذنى لمعلوماتك انها محقرة و مهينة و...لكنها عجزت عن الاستمرار فى الكلام فما كان منه الا ان بادرها بفظاظة "لا ليست كذلك بل انا اقر بحقيقة جلبت عليها انت و جلبت عليها انا ايضا "
و لكنى اعتقد.............اسمعنى اذا اردت ان تعرف الحقيقة فانا لا ادرى ما ههى معتقداتى فعلا و لكنى عاهدت نفسى ذات مرة الا استسلم الى رجل اخر الا اذا كانت العلاقة مبنية على اساس و اضح والا لن ارضى باى تنازل و لكن اذا علاقات الحب هذه لم تطرق بابى فحينها "
واذ به ينهض من مكانه هاتفا " اونور كيف بحق الله يجدر بالرجال ان يعرفوا موقفك فيما انت تحصنين نفسك بمثل هذا التشدد و الحزم ؟"
فحملقت فيه و قالت " هذا من هذا شانى"
فبدت عليه السخرية ورد قائلا" لا باس و ما من داع لهذا الدفاع كما تعرفين "
حسنا و لكن من المؤكد انك لا تساهم الا فى اغاظتى فرد عليها بعد هنيه صمت " لماذ؟ الاننى لم اجث على ركبتى و اقسم لك بالحب الابدى؟ او لاننى لااستطيع ان اسبر اغوارك جيدا؟ و بالمناسبة هذا غالبا يكون افضل بكثير من معظم الشواهد العاطفية و الغرامية
فقالت له بخشونة " المشكلة هى اننى فعلا لا اعرفك على الاطلاق لا لاتقل المزيد انا ساذهب الى الفراش بمفردى
رد عليها متحسرؤا " حسنا و اذا كان النوم فى عزاء لك ساسبح ثانية قبل ان احاول ..... الخلود الى النوم
فى صباح اليوم التالى توقفت اونور عن عملها واخذت تفكر فى جواز سفرها المنتهى الصلاحية الذى كان من الممكن ان يساعدها فى الهرب من مارخام
لو اعرف فى ماذا تفكرين
استدارت نحو الصوت المالوف و قالت بلهجة لا تنم عن لطف جم" اوه سيد اولدفيدماذا تفعل هنا ؟"
ياه يانسه لينغارد هل من انسان لا تعجزين عن طرده من تفكيرك ؟ دعينى اتكهن راين ؟"
ردت عليه ببرود شديد " ومالذى يدعوك الى الافتراض ؟"
انها مجرد فكرة طرات على بالى لقد حذرتك من انه قد يستحيل نمرا لا تخبرينى انك مازلت تقاومينه؟"
ان كان قد
لم يفعل
طالبته مستفهمة" اذا مالذى تعرفه عن هذا الامر؟"
فاجابها براد بخبث " لا شىء عدا فكرة واحدة انت تستطيعين ان تكونى رفيقةته المثالية و اعتقدت انك قد اكتشفت ذلك خلال وجودك معه على الجزيرة بعد اختطافكما"فسرى فيها اشمئزاز بصورة ماثلة للنظر مما دفعه الى التمعن بها ساهيا حتى وجد سبيلا ليقول " و بالنسبة لسؤالك عما افعل هنا فانا مدعو لتناول طعام الغذاء"
الغذاء؟
نعم فاليوم السبت و حتى اباطرة رجال الاعمال يرتاحون بعد الظهر
هذا صحيح ياونور هل نسيت ان اليوم هو السبت؟ كان الصوت الاخر الذى تناهى الى مسامعها صوت راين فاجابت بجراءة فى الحقيقة نعم
و رد عليها لاتهتمى هل تلعبين الغولف؟
كلا
لم اسالك الا لان هذا ما سنقوم به انا و براد بعد تناول طعام الغذاء و فكرت انك سوف تستمتعين بالنزهةباستطاعتك ان تقودى سيارة الباغى المخصصة للنزهات
فردت عليه بتكلف لا شكرا افضل ان اتابع عملى
تدخل براد معاتبا ماذا تفعل يا راين ؟ من الواضح لعينى الغائرتين فى هذا الوجه المتجعد انك لا تعالج الامور جيدا انا مندهش ياصديقى القديم فعلا مندهش و " سرعان ما توقف عن الكلام فيما نهضت اونور من مكانها و قالت بلهجة فظة " وانا مندهشة جدا منك يابراد اولدفيد من جهة لانه كان فى يوم من الايام زوجا لابنة اختك و هى مازالت متعلقة به اما من جهة اخرى فلا شان لك بى على جميع الاصعدة يوما سعيدا ايها السيدان " وقبل ان تغادر الغرفة اضافت " و اتمنى ان تخسرا كل كرات لعبة الغولف التى تملكانها"و لكنها سمعت راين قبل ان تنسحب نهائيا من الغرفة يقول راين بنبرة كئيبة" لا اعتقد ان اونور ستتناول طعام الغداء معنا"
ولما وصلت الى غرفتها اخذت تفكر فى انها بازاء و حش ولابد من مغادرة هذا المكان ولقد اتصلت بالمفتش الذى اكد لها ان شوهد رجلا باوصاف مارخام يتسكع فى المنطقة و لكنهم لم يستطيعوا تعقبه فاخبرته انها ستغادر الى فندق و اعطته اسمه و اخبرته انها ستعاود الاتصال به ثم اعادت السماعة الى مكانها و حزمت بعض امتعتها و تركت رساله لمارى التى كانت تاخذ قيلولتها ووارن منشغل بتنظيف بركة السباحة و لهذا تمكنت من فتح البوابة و الهرب
مان استقرت فى غرفتها بفندق الهيليتون حتى تنفست الصعداء وحاولت متابعة برامج التلفزيون غير انها برامج مملة فخلدت الى النومحتى خيم الظلام ايقظها رنين الهاتف فالتقطت السماعة وهى تغالب النوم و اذا بها تسمع صوت انفاس ثقيلة ثم لغط انباها ان الخط قد قطع تسارعت دقات قلبها فجلست مرعوبة ثم تلمستاقراص التليفون لتتصل بعاملة الهاتف التى اخبرتها ان رجل طالب باسمها بالكامل وما انهت كلامها حتى افادتها ان مخابرة اخرى تنتظرها فقاللت بتقطع اقفلى الخط لا انتظرى ثم سمعت صوتا مالوفا ظهر انه لم يسمع كلام عاملة الهاتف اونور؟
اوه راين الحمد لله فتنفست الصعداء و قد شعرت بالارتياح فسالها بجفاء" اونور هل انت بخير؟ط
نعنم نعم ولكن هل اتصلت بى منذ دقائق
لا لما تسالين ؟
لاننى اعتقد ان مارخام ربما فعل
اونور لاتتحركى من مكانك و لا تفتحى الباب لاى كان حتى اصل اليك
سالته وهى ترتعش وكيف اعرف انه انت؟
ساتكلم معك على الهاتف الداخلى للفندق و ساطلب من عامل فى الادارة ان يصعد معى و يفتح لى باب غرفتك لن يستغرق وصولى اليك عشرين دقيقة على الاكثر مرت الدقائق العشرون ببطء شديد لا يحتمل و لكن راين دخل اخيرا الى غرفتها و برفقته مدير الفندق مصحوبين برجل شرطة و فيما كانت تنظر اليه بجزع و هى لا تعرف مالذى ينتظرها ارتخت عضلات وجهه المشدود و قال لها بلطف " هذا ليس وقت القاء الذنب او الملامة يا عزيزتى اخبرينا بما حدث معك" بعد مضى ساعة عادت اونور ثانية الى منزل راين فتمتمت اشعر باننى غبية رد عليها من دون ان يكشف وجهة عن اى تعبير " حرى بك ان تشعرى بالغباء و لكن ربما انا السبب الذى دفعك الى هذا التصرف انا اسف"و سرعان ما حولت عينيها بسرعة لتنظر اليه و حاولت الكلام لكن شفتيها اعلنت العصيان فتمتم بهدوء " اونور لماذا تصعبين الوضع؟"
ثم اخذ بيدها و جذبها الى ذراعيه من دون ان يلقى اى مقاومة فردت بصوت مرتعش " لعلى ....لعلى جبلت على هذا النحو"
قبل شعرها الكثيف و قال" لسوء الحظ قد اكون مجبولا على هذا النحو ايضا فماذا سنفعل حيال ذلك؟"
لم تستطع ان تجيبه قبل انقضاء بضع دقائق ثم همست " هل تستطيع ان تمنحنى بعض الوقت؟"
طالما تمنحينى المزيد من هذا و تقدمت منه حتى سمحت له بمعانقتها و لكن شعورا داخلها كان يحرضها على الاستجابة له وفى خضم هذه الاحاسيس سعلت ماى خلفهما فاذابها تسمع رايم يتمتم باللعنات قبل ان يفلتها بترو و ينظر الى مدبرة منزله مستفهما اجابت مارى بحرج"انه شخص يطلبك على الهاتف من بورت مورسباى و يقول ان الامر طارىء"
انتهى الفصل السادس
************************

منى على سيد 20-08-15 09:57 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
كله مشاهدة مشاهدة مافيش تشجيع ماشى عموما الحر ماثر على الناس كلها و بياخر الكتابة

لبني سرالختم 22-08-15 12:42 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
مستنينك ليه التأخير

منى على سيد 23-08-15 09:54 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
7- سر العينين الزرقاوين
بدا الانفعال جليا على محيا راين عندما عاد بعد عشر دقائق باحثا عن اونور فوجدها فى غرفتها تفرغ محتويات حقيبتها فما كان منه الا ان ولج الغرفة و اغلق الباب ثم جلس على السرير قائلا " لقد بدات اندم على الالتزام بمشروع الجسر " فرمقته بنظرة استفهام و سالت " لا تخبرنى انك ستنطلق فى رحلة الى بورت مورسباى هذه الليلة ؟"
با الى سيدنى لقد طرات بعض المشاكل مع احد شركائنا فى المشروع و اذا لم يلتزم بتعهداته فسنخسر مبالغ كبيرة و انا مضطر الى السفر فى هذه الساعة المتاخرة
الا الا تستطيع ان تنتدب احدهم للقيام بمثل هذه المهمات
كلا الا هذه المهمة
ففتحت درجا و اعادت ترتيب ملابسهاداخله
اونور هل انت قلقة بشان مارخام؟
تمتمت "ليس بالقدر الذى كنت عليه و لكن لابد من انه كان يراقب المنزل و لا شك فى انه لحق بسيارة الاجرة التى اقلتنى و لكن ما لا استطيع فهمه هو لماذا انتظر ساعتين قبل ان يتصل بى فى الفندق؟"
على الارجح كى يمنحك احساسا زائفا بالامان و لكن اسمعى لقد بدا يكثر من ظهوره الان و من المحتم ان يلقى القبض عليه قريبا
فاقشعر بدنها و هى تجيب " اتمنى ذلك لقد كان شعورا مرعبا " قتاملها للحظة ثم طمانها " انت هنا فى امان فعلا كما ترين لقد وظفت الشرطة مراقبا اضافيا و قمت باستئجار المزيد من الحراس وهكذا اذا لم تقدمى على اى تصرف سخيف
لقد حفظت الدرس
هل تفضلين الذهاب معى؟
دفعتها المفاجاة الى التهالك على الطرف الاخر من السرير و سالته بغباء " امن اجل ليلة واحدة؟" رد عليها " بل قد يستغرق الامر ليلتين او ثلاثة "
فاجابت ببطء لا اظن ذلك كلا ساكون على ما يرام هنا كما اننى لاازال غارقة فى الاثار البابوية
فنهض من مكانه لا لهدف الا ليستدير حول السرير ثم تناول يدها حتى تقف بمحاذاته و تمتم " اعتقد انك على حق فلن يكون باستطاعتنا ان نمضى وقتا طويلا معا و لكن ثقى باننى ماكنت لاتركك هنا ما لم اكن متاكدا من انك فى امان اليس كذلك اونور ؟ط
نعم
ثم احتضنها بين ذراعيه و عانقها لفترة قصيرة ثم ابعدها عنه و قال " وهذا البعد يتطلب منى الكثير من الجهد "
شكرا لانك كنت متفهما منذ البداية كما انت الان
هذا من دواعى سرورى
و فجاة رن جرس الهاتف الى جانب سريرها فقال " هذه المخابرة لى حسنا انا ذاهب ساجيب من غرفتى " و غادر الغرفة
وفى اليوم التالى على غيابه تعاقب عليها حدثان فقد تلقت زيارة من ساندرا بايلى و عندما وصلت ارشدتها مارى الىغرفة المكتبة و هى تشعر بالارتباك ثم تركتهما معا بعد ان اخبرتهما انها ستعد القهوة فحيتها اونور و الحيرة تبدو عليها " مرحبا"
ردت ساندرا التحيةبتهذيب " مرحبا اونور ارجو الاتمانعى بزيارتى فى الواقع خضعت للتفتيش قبل ان يسمح لى بالدخول "
اوه هذا لانه حسنا اعتقد انك تعرفين سبب وجودى هنا سيدة بايلى
نعم ارجوك ياونور نادينى باسمى الاول ساندرا ثم تلفتت حولها و ازاحت بعض الاغراض عن كرسى قريب و جلست عليه و اخيرا قالت " لقد استحالت هذه الغرفة متحفا رائعا مع انى اختلفت مع راين حول ضرورة اضافتها الى المنزل"
اذا هل اقمت فى هذا المنزل قبلا؟"
انطلق السؤال منها عفويا قبل ان تتمكن من منع نفسها
لسنه واحدة فقط لم اتمكن خلالها من ان اخلف فيه الكثير من الذكريات و لكننى ايضا لم اخلف اى ذكريات فى ذهن راين و بالمناسبة اخبرنى خالى انك " تصدينه" وفق تعبير راين
تاملتها راين قليلا ثم اخبرتها " سامحينى ساندرا و لكن على خالك ان يدرك انه من الافضل الا يتدخل فى مالا يعنيه "
اعرف ذلك فى الواقع اعتقد انه يستغلك حتى يدفعنى بشكل من الاشكال الى نسيان راين بصورة نهائية
الا تستطيعين نسيانه؟
فاجابت ساندرا برقة " اعتقدت ذلك ثم حاولت لكنى اعرف ان محاولاتى ستبؤ بالفشل و فى الحقيقة لم انجح قط"
اذا لماذا
ترددت اونور و لكنها ما لبثت ان وجدت انه لا مفر من طرح السؤال " لماذا تفعلين بنفسك ذلك ؟ اعنى بصرف النظر عن وجودى علما اننى لست عشيقته لماذا؟ط
ردت ساندرا بعد تفكير " احيانا لا استطيع ان انتزع من ذهنى انه ذات مرة فى الماضى شعر بانجذاب شديد نحوى ومنذ ذلك الوقت وانا اتسال هل فى استطاعتى العثور ثانية على تلك المراة التى كنتها فى السابق لا غير على الارجح انك تعتقدين اننى غبية و لكنها مسيرة الحياة فعندما قابلتك " هزت ساندرا كتفيها و لوحت بيدها بلا مبالاة " اوه انا اعرف ان كلامى سيبدو تافها و لكنك تبدين مناسبة جدا له اكثر منى بكثير كما انك تفوقيننى ذكاء و حزما بدرجات بل تملكين كل ما افتقر اليه و لهذا ربما خالى براد على حق " ثم تسالت و هى تنظر لاونور " هل قلت ما ازعجك؟ط
و لم تندفع ساندرا الى هذا السؤال المباغت الا جراء الخوف الذى بان على محياة اونور لا سيما وهى تفكر فى هذه المراة او اى مراة اخرى تشبهها هدرت خمسة عشر عاما من عمرها فى حب رجل واحد لا يناسبها بتاتا ثم تمالكت نفسها و اجابت "كلا او بالاحرى نعم اسمعى المسالة لاتتعلق بافضليتى على الاطلاق بل كل ما فى الامر اننى مختلفة كما اننى غير متاكده البته من اننى اناسب راين او ان كان هو مناسب لى و لكن اسمعينى لابد من رجل مناسب لك ياساندرا اوه و اغمضت عينيها لحظة قبل ان تتابع كيف اصوغ ذلك بصورة تبين لك اننى منصفة و عادلة ؟"
فارتسمت على محيا ساندرا ابتسامة حزينة تدل على انها تفهمها و سالتها " هل تعنين انك تحاولين اخبارى اننى لا اناسبه ؟ ليس هذا بلامر الجديد و لكن احيانا اجزم بانه ما من امراة تناسب راين ففى بعض الاوقات ينغلق على نفسه و لا يستطيع احد ان يوجه له كلمة بما انه يناهز الاربعين سيبدا التفكير فى وريث لثروته وكم من المؤسف ان يتلفت حوله و لا يجد احد"
ثم اضافت وهى تنهض من مكانها " كل ما اردت ان اخبرك اياه حقا انى عرفت ان ذلك سيحدث فى يوم من الايام و انا ابارك لك ياونور"
ساندرا هل تسدين لى خدمة
بالطبع
بدلا من التفكير فى انك لا تناسبيه ارجوكى فكرى فى الموضوع من زاوية اخرى فهو بكل بساطة لم يكن الرجل المناسب و ليس اهلا لك و هو لم يعرف السبيل الافضل للتواصل معك كما انه لم يتعلم التمتع بما تتمتعين به ولم يفهمك او يفهم مبادئك و قيمك و لاتدعى فكرة ملايينه تضع غشاوة على عينيك فتلبسينه الصفات الحميدة التى لا يتميز بها وفى الواقع لربما حقق جزاء كبير منها على حساب الاخرين و لهذا انا لا اكن له اى احترام و لايجدر بك احترامه كذلك
حدقت ساندرا فيها بذهول و لكن كلامها الوشيك بقى طى الكتمان فقد دخلت مارى لتخبرها ان زائرا ينتظرها و كان هذا هو الحدث الثانى الذى وقع هذا اليوم و سرعان ما اوضحت مارى " انها الشرطة لكننى لم احضر القهوة بعد انما "
ردت ساندرا و قد استعادت نشاطها " لا عليك فانا لن ابقى وداعا يااونور"
ساندرا
ومع ان اونور نادتها لكن المراة الاخرى توارت بسرعه فاغمضت عينيها و راحت تلوم نفسها على ما ارتكبته
انسة لينغارد ؟
اه نعم ادخليه من فضلك
وما لبث ان دخل المفتش الى الغرفة مصحوبا بماى و بعد ان سلمها مذكرة سالته" حسنا ما الذى ينوية الان؟"
يسرنى ان اعلمك ياسيدتى انه اصبح خلف القضبان و لكن بما ان اليسد بايلى مسافر نريدك ان تاتى حتى تتعرفى عليه
فما كان كمن اونور الا ان تهالكت على كرسى و قالت " هل تعنى انكم اخيرا قبضتك عليه ؟ يللخلاص"
نحن فى الواقع لم نقبض عليه بل هو سلم نفسه
فحدقت فى المفتش ثم بدات تضحك و لكنها سرعان ما اعتذرت منه و تمكنت من قول " ولكنه لماذا يفعل ذلك ؟"
انه مجنون فعلا ياسيدتى لقد اخبرنا ان كل ما يرغب فيه هو رسم لوحات عظيمة وهو ايضا يقدم اليكما اعتذاره
فرفت عيناها اكثر من مرة " ليس مطلوبا منى ان التقية وجها لوجه اليس كذلك؟ اعتى الان
كلا يا سيدتى سنضعه ضمن " صف التعريف" و لن يكون بامكانه رؤيتك انها مجرد اجراءات قانونية
عندما رجعت اونور الى البيت فىذلك المساء كان التعب الشديد يهدخا و فى الوقت ذاته احزانها شوق مارخام الوديع فى ارضاء الاخرين و اكتشفت انها تشفق عليه رغم كل المتاعب التى انزلها عليها و راحت تتسال ان كان من علاج للجنون ثم عرفت انها على الاقل لن تضطر للبقاء فى هذا المنزل لفترة اطول
وفجاة استعادت الحديث الذى جرى بينها وبين ساندرا فى الصباح فتسمرت فى مكانها و استولى عليها احساس من الانزعاج و عذاب الضمير و قررت ان الحل الوحيد يكمن فى الابتعاد عن راين قدر الامكان
تمتمت مارى مبدية قلقها " لن يروق ذلك السيد بايلى يانسة لينغارد لقد غضب بما يكفى عندما غادرت المنزل المرة الماضية
ولكن الخطر قد زال الان يا مارى و من حقى فعلا ان اتى و اذهب كما اشاء
اعرف ذلك و لكن حسنا اعرف اننى لا املك الحق ان اقول هذا و لكن يبدو وكانك تفرين منه او شىء من هذا القبيل و لن يروقه ذلك
ردت اونور بلهجة جافة رغم نظرات الحانية التى اغدقتها على مارى " على اى حال عليه ان يتقبله اما انا فاقدم جزيل الشكر على الطريقة التى عاملتنى بها يامارى و لكت فى حقيقة الامر احتاج للابتعاد عنه لوقت قصير"
فرمت مارى بسؤالها بتردد من يخشى الجواب " الهذا الهذا علاقة بالسيدة بايلى ؟"
فكذبت عليها اونور و اجابتها بالنفى و مع ذلك صدمتها الفكرة و قالت " لا اعتقد انك ستمتثلين لارادتى اذا طلبت منك الا تذكرى كلمة عن زيارة السيدة بايلى اليس كذلك؟"
و مالبثت اونور ان تابعت بعد ان بدا الاستياء على وجه مارى " لا ظننت ذلك انسى اننى تفوهت بهذه الكلمات حتى"
قطعت مارى عليها الحديث بعناد " اعرف انه احيانا رجل صعب المراس و لكنه ليس سيئا"
ردت عليها اونور " وانا اظن انه محظوظ جدا بان شخصا مثلك يخلص له مارى اسمعى هذه المرة لن اغادر خلسة بل ساترك له رسالة و هذا اخر ماعندى "
عزيزى راين ثم عضت اونور قلمها و شعرت انه لا يستحسن ان تستهل رسالتها على هذا النحو فالكلمات لا تبدو مناسبة و لهذا مزقت الورقة و قررت ان تترك الرسالة من دون اى مقدمات فكتبت " سوف اخذ عطلة لبضعة ايام و ارجو الا تمانع و نظرا لان السيد مارخام قد اصبح فى السجن الان بت اشعر بالامان اشكرك جدا على كل ماقدمته لى فى الحقيقة يبدو الامر كما علقت مارى اننى اهرب منك و لكننى اجد انه من الافضل ان اتاكد من مشاعرى نحوك بدلا من ان اندم بعد ذلك تحياتى"
ثم اعادت قراءة الرسالة عدة مرات فاصابتها الكابة لما جاء فيها من قصور عن الحقيقة و لكن عندما ظهرت لها عينا ساندرا الزرقاوان المسكونتان بالحزن شمخت راسها و دست الرسالة فى المغلف ثم غادرت المنزل ثانية فى سيارة اخرى و لكن تعابير القلق التى بدت على مارى ظلت تتبادر الى ذهنها حتى شعرت بالذنب و حين وصلت الى شقتها قررت الا تجلس بل ستستمتع حقا بالعطلة لبضع ايام و من الافضل ان تنطلق فورا فى حال رجع الى منزله اليوم و هكذا حجزت غرفة لثلاثة ايام فى فندقعلى شاطىء سان شلين و لكن فى اليوم التالى مر عليها بتثاقل وادركت ان ما كانت تخشاه قد وقع و انها وقعت فى حب راين رغما عنها ثم وثبت على قدميها وهى تشعر بالاختناق و انها لاتريد ان قضاءاليومين التالين فى كسل و استرخاء و فى اللحظة نفسها حزمت امتعتها وعادت بسيارتها الى بريسبان ولكن مسالة اخرى قابلتها هناك ماذا تفعل الان ؟ هل تذهب لمقابلته ام تكتفى بالتردد الى مركز عملها كالعادة ؟ ام تقدم استقالتها و تسافر خارج البلاد؟ و لكنها تذكرت ان جواز سفرها منتهى الصلاحية فراحت تلعن حظها ثم مدت يدها الى الهاتف ردت عليها مارى وكان اول ما اخبرتها به ان السيد بايلى مايزال فى سيدنى ولا يعرف متى باستطاعته العودة
سالتها بحذر هل كان غاضبا جدا؟
لم يذكر شيئا يانسة لينغارد و لكنه يريد منى ان اعلمك فى حال اتصلت بى انه من الضرورى نقل الاقنعة و غيرها الى قاعة العرض فالشخص الذى ارسلها سيصا الى بريسبان فى غضون اسبوعين و هو يتوقع ان يراها جاهزة فى المعرض و هو وزير من بابوانيوغينيا او ماشابه
ظلت اونور لثوانى ذاهله فيما تابعت مارى كلامها بعد توقف مهذب " وعلى ان اعلمك ايضا كما اوصانى اننا وارن وانا قمنا بناء على طلبه بترتيبها و ارسالها الى المكتب
مارى
اوه يانسة لينغارد واصبحت نبرة مارى فجاة اكثر تعاطفا " لقد حذرتك اليس كذلك ؟ يجب ان تدركى انه ليس ممن تستطيعين العبث معه حسنا لقد رايت بنفسى انك وهو انا اعنى ليس من حقى ان اقول ذلك و لكننى صرت احبك و لكن حسنا كل ما فى الامر انك لا تستطيعين العبث مع السيد بايلى"
وضعت سماعة الهاتف فى مكانها برفق ثم التقطت دليل الهاتفالموجود الى جانبها ورمته عبر الغرفة و هى تصر على اسنانها و عزمت على اسلوب فى التصرف و صفته بالجنون فالوقت قد حان كى يلقن احد ما راين بايلى درسا و ليس من شخص افضل منها للقيام بتلك المهمة
فى الصباح التالى ارتدت ملابسها بحرص شديد و حين نظرت الى صورتها فى المراة و ابتسمت ثم سالت نفسها لمن تتكبد كل العناء و اجابت نفسها بحدة انها لا تقدم على هذا الامر الا لانه مهم
سبب ظهورها ثانية فى مركز بايلى ضجة كبيرة و كان من يقابلها يوقفها و يسالها او يرحب بها و كان اكثر الاسئلة ترددا " ما كان شعورك و انت محتجزة على جزيرة مع السيد بايلى ؟ و لكنها لاحظت ان لم يسالها احد عن شعورها و هى محتجزة مع السيد بايلى فى منزله افترضت ان هذا الخبر لم ينتشر بعد فشعرت بامتنان ممزوج بالسخريةنظرا الى الاجراءات الامنية المشددة
اتصلت بام بها و لم ينقضى على وجودها فى مكتبها خمس دقائق " اونور اهلا بعودتك"
شكرا بام كيف حالك؟
لقد دخل عشرة اشخاص على الاقل ليخبرونى بعودتك
فاجابتها بلهجة جافة "استطيع تصور ذلك هل من مشكلة حول عودتى الى العمل ؟:"
ابدا و لم يجب ان يكون هناك؟
كنت اتسال فقط فانا لم التقى السيد راين منذ فترة
قالت بام انه فى سيدنى و لكنه طلب منى ان اعلمك ما ان تعودى الى العمل انه سيكون مدينا جدا اذا امكانك
فاكملت اونور عنها الاهتمكام بمعرض التحف و الاثار البابوية اخبرينى بام هل اصبت الهدف ؟
حسنا
ردت بام ببطء وكانها ارتابت فى سخرية مبطنة فى كلام اونور
ومالبثت ان انهت المخابرة اخيرا و هى تقول " من الرائع ان تعودى الينا سليمة يا اونور
شكرا بام
ثم وضعت السماعة و هى تشعر بالخجل قليلا لكنها امضت اليوم بطوله فى المستودع
انتهى الفصل السابع
***********************************************

لبني سرالختم 24-08-15 03:03 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
باقي الروايه بليز

منى على سيد 24-08-15 10:01 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
ربنا يسهل واحاول اخلاصها بسرعة باقى ثلاث فصول ومشغولة اليومين دول استحملونى

منى على سيد 25-08-15 10:29 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
عندما وصلت شقتها استحمت و ارتدت ثوبا خفيفا من الحرير و بدات بتحضير وجبة خفيفة اما الامر الوحيد الذى لم تستطيع له سبيلا فهو حجز افكارها و تنظيمها و لاسباب عده لم يخطر فى بالها ان راين سيقرع بابها فى اللحظة التى انتهت فيها من تحضير طبق العجة بل كانت متاكدة ان الطارق صديقة تركت لها فى غيابها مذكرة صغيرة تخبرها فيها انها ستحاول زيارتها فى امسية اخرى و مع ذلك و دت لو تتجاهل رنين الجرس و لكنها عرفت ان ضميرها سيؤنبها فيما بعد فباستطاعة الزائر ان يرى من خلال الشارع و من مدخل المبنى ان الانوار فى شقتها مضاءة و لذلك صرت على اسنانها واتجهت نحو الباب محاولة التفكير فى طريقة تعتذر بها عن استقبالها و لكن كعادتها ماتت الكلمات على شفتيها بعدما رات الشخص الماثل على عتبه بابها فقالت بصوت مبحوح" لا "
ولكنه رد عليها دون انفعال " نعم يااونور سنضع ىحدا لهذا الامر الان " امسك بمقبض الباب و اغلقه ثم ضمها بين ذراعية و تابع " يجب ان تعرفى اننى اذا كنت اؤثر فيك على هذا النحو فليس ذلك اقل مما تؤثرين فى "
و بعد انقضاء خمس دقائق توقف عن عناقها و توقفت معه دقات قلبها و لكن لم تكن حجته الا انه يشم رائحة حريق فى الجو
فشهقت " العجة" و لحق بها الى المطبخ حيث شاهدا معا العجة المتشحة بالسواد فاطفا فرن الغاز فورا ثم قادته الى غرفة الجلوس و بعد ان جلس على الاريكة تمتم بهدوء تعالى الى جانبى
ترددت اونور اولا و ما لبثت ان اقتربت وجلست الى جانبه لملا تكلمينى ياونور لم لا تخبرينى بما يدور فى راسك ؟
فكرت هنيهة ثم قالت بغته " ظننت انك تنفست الصعداء " فرفع نظره اليها و هى تتابع " حين رحلت و لم تلحق بى " فلوى شفتيه و رد عليها اعتقدت انك لا تحبذين مطاردتى لك فى المكتب
وافقته ثم هزت كتفيها " صحيح و لكن"
اذا كنت قد فعلت فلانك متهورة جدا و ضائعة هذا كل ما فى الامر و لم يكن ذلك استنكار منى على اى حال
انا لم اظن ذلك
فاسند ظهره للوراء و قال " اذا انت التى استنكرت ذلك ؟"
لم تقل شيئا بل نهضتو اتجهتى نحو النافذة حيث وقفت تحدق فى الظلام لبضع دقائق ثم قالت بعد طول انتظار " اظن ذلك"
بعدئذ استدارت شامخة الراس و قالت" ربما انت محق ففى جانب احمق و ساذج نوعا ما و لكن ليس من المريع ان تشعر " و اذا به ينهض من مكانه كفهد يهجم على فريسته و يهتف " اسمعى ياونور ما الواقع بيننا الا سحر يلفنا بل شحنه رائعة كتلك التى تسرى بين رجل و امراة عندما يشعران بانجذاب متبادل و اذا كنت لا تعترفين باى واقع اخر فعلى الاقل اعترفى بهذا و اذا كنت لا تصدقين كم انا غارق فى حبك سابرهن لك ذلك و اطلب يدك للزواج"
فغرت فاها عندما سمعت ما قاله و شعرت بطعنة فى قلبها
الرغبات الجامحة ليس اساسا جيدا للزواج
فبان الغضب عليه و سارع يقول " ماذا تريدين يا اونور انا اعرض عليك الزواج لانه السبيل الوحيد لتقربينى منك فلماذا تعترضين ؟ الا ترين ان هذا التفاعل القائم بيننا يكاد يقضى علينا و كاننا بركان على وشك الانفجار فى اى لحظة
اعرف اعرف لكن الزواج اعظم من ان
بل الزواج حل فى كثير من الحالات و هو الحل الوحيد
نظرت اليه و فى عينيها بركان من الحيرة كانت نظراتها ثابتة و هى توافق " حسنا فليكن الزواج"
سرت على وجهه بسمة نصر و كانه ظمان طالت مدة ظماه حتى كاد الياس يقتله قبل العطش
حسنا استعدى غدا صباحا لننهى هذا
فى مساء اليوم التالى و قفت اونور فى غرفة نومها تتامل و جهها و ثوبها المغرى الذى ارتدته الليلة اليس عروسا؟ الا يحق لها ان تدلل نفسها ببعض الاغراءات و هنا سمعت قرعا على الباب و كانت تعلم من الطارق انه راين زوجها اليوم اتما الزواج واصبح له حق الحصول عليها اليس هذا ما اراده منها ؟ ترى الى ماذا سيؤل زواج ركيزته الاساسية الرغبات؟ لقد اتفقت معه على العودة الى شقتهافى الوقت الحالى لان عليها ترتيب امور كثيرة قبل ان تنتقل الى منزله و هو لم يعترض على ذلك اذقال لها"لا يهمنى اين تقطنين بل فقط ان اكون قد نزعت كل الواجز التى تفصلنا "
عندما فتح راين باب غرفتها وقف يتامل و فى عينيه وميض لم تدر اونور ان كان وميض نصر ام وميض سرور قال بصوت متهدج " مااجملك!"
ثم اقترب منها يضمها بين ذراعيه و يداه تتلمسان طريقهما على كتفها و ذراعيها و علق بخفة و اصبعه يرسم دوائر على كتفيها
النمش فى كل مكان
همست له " انت تعرف ذلك فقد رايتنى بثياب السباحة"
التقط انفاسه "لم يبد لى النمش رائعا كما اراه الان"
وعاد يحدق اليها " هل تسمحين لى اخيرا بنيل مرادى؟"
افترقت شفتا اونور فالسؤال غير متوقع و حلاوته تجرح بشكل لا يطاق و مجرد ايماة لطيفة ومرحة من هذا الرجل القوى اخذت بشغاف قلبها فاغمضت عينميها و ردت عليه " نعم ارجوك لقد قاومتك ياراين حتى استنفذت منى طاقتى تقريبا "
رد عليها بوقار " مااسعدنى بما اسمع منك يا اونور لا سيما اننى كنت على وشك الاصابة بعقدة النقص "
فقالت مقهقهة " اجد صعوبة فى تصديق كلامك هذا"
ثم انزلقت يداه الكبيرتان الى ما تحت ساقيها ليحملها و اخيرا استلقت على السرير حيث وضعها و غمضت عينيها بانتظار ان يصبح الى جانبها و قال " سبق ان استلقينا معا فى احضان بعضنا البعض "
هم.م.م الجزيرة اشعر الان و كان ذلك حدث منذ زمن طويل
فلمس وجهها برقة و كانه يعزف على البيانو و قال " اعرف ذلك"
هل تظن انهم سيدعون عليه
اشك فى ذلك
اتعرف انا لا ادرى لماذا لم يتبادر الى ذهنى حينها التشابه بينه و بين الرسام الشهير فان غوغ سواء فى اسلوبه ام فى شعره الاحمر ام فى اختلال عقله
ربما اراد مارك التمثل به
ابتسمت و شهقت لا اراديا " هذا ظريف "
وظريف بالنسبة لى ايضا لقد اعجبتنى غرفة نومك قال لها بصوت خافت ليست خانقة
تنفست بعمق و قالت " كلا لطالما حلمت بغرفة نوم مثل هذه و لكننى اردتها ان تطل على حديقة جميلة " ثم اغمضت عينيها و هتفت " راين "
فتمتم متذمرا ماذا بك هل اقدمت على ماازعجك؟"
ردت عليه بهمس وهى ترتعش " لا ليس ذلك "
اذا ما الامر؟
اشعر بالسعادة
وهذا ما اشعر به انا ايضا ثم ضمها بشدة و اخذ يعانقها بشغف و شوق حتى عجزت عن ابداء اى مقاومة او اعتراض و الاهم انها بادلته عاطفته باخرى ناسية حاضرها وماضيها و مستقبلها فالمهم هو وجودها معه مع هذا الرجل الذى اصبح زوجها . نامت بضع ساعات لتستيقظ على شعور غريب تصورت فيه نفسها كانها تطير فوق السرير فشهقت فجاة حتى تململ راين الراقد الى جانبها و ما لبث ان حضنها بين ذراعيه و سالها ما بك ؟
فدفنت وجهها فى كتفه واجابت لا شىء
هيا اونور اخبرينى
ارايت عواقب ما تفعله بى؟
ضمته اليه بقوة و شعرت بنوع من الاكتفاء النفسى مختلف عما عرفته من قبل عندما استرخيا اخيرا فى احضان بعضهما البعض و تنامى هذا الشعور بعد تفكيرها انها ستمضى النهار بطوله معه لكن سرعان ما خاب املها عندما اخبرها بعد فترة وجيزة " للاسف ولكن يجب ان اذهب " انتفضت و قالت " لا لن تذهب الى اى مكان بل كيف تذهب فى يومنا الاول"
ذهابى لا يعنى اننى لا اريد البقاء معك و لكن
اذا م السبب؟
وضع يده على عنقها و تتبع العروق الظاهرة ثم هددها برقة " لدى عمل كثير فالحقيقة اننى لم ارتب الامر لا سيما ان زواجنا حدث بسرعة بحيث لم يتسنى لى القيام بشىء"
هدات بين ذراعيه و هو يقبل شعرها ويقترح " ما رايك لو نترك الامور ريثما انظم وقتى بحيث نقضى معا اسبوعا يكون لنا بمثابة شهر عسل "
حسنا
فوافقته و هى تتسال فى سرها ان انتبه الى احساس الدهشة الذى نم عن صوتها لكنه لم يقل شيئا بل استمر يحتضنها برقة سالته فجاة " هل تريدينى ان استمر بالعمل لحسابك؟ط
ليس تماما و لما لاحظ انها متوترة تابع موضحا " وانا اقول ذلك فقط لاننى ساكون موجودا معك فى المكتب ذاته و انت اصبحتى زوجتى "
اجابته بهدوء و ان يكن على اى حال بعد انتهاء معرض الاثارات البابوية ربما استطيع متابعة العمل من البيت
لم لا؟
و فى غضون ذلك ساحاول ان ابتعد عن طريقك
لن تنجحى فى ذلك
عنيت فى المكتب خلال ساعات العمل
حسنا و لكنك فى البيت ستكونين لى وحدى
اجابته بنعومة بالتاكيد راين انا لااعتقد ان باستطاعتى البقاء بعيدة عنك
ما رايك ان تستجمعى بعضا من قوة ارادتك لتطردينى قبل ان اغير رايى؟
فهمهمت و حضنته بشدة للحظة ثم دفعت الغطاء عنها و نهضت و هى تقول " لا اسمح ابدا ان يقال عنى انى ضعيفة الارادة سوف استحم سريعا و احضر لك القهوة " و هرعت الى الحمام
كانت الشقة تعبق برائحة القهوة عندما خرج من غرفة النوم و هو يعقد ربطة عنقه لم تكن اونور قد ارتد ملابسها بل اكتفت بالادثار بثوب الحمام و هى تصب القهوة بهدوء و كسل و حين ناولته كوب القهوة شكرها ثم سالها " هل انت بخير"
رفعت وجهها اليه و هى لا ترى الهالات الزرقاء التى ارتسمت تحت عينيها و خطوط الوهن حول شفتيها و اجابته " على ما يرام"
فففارتسمت على فمه ابتسامة غامضة خالية من اى تهكم و قال لها بخفة " متى تنتقلين الى منزلى ؟"
اجابته بصوت اجش " انا غير متاكدة فى اى يوم نحن؟ حسنا انتقل الى منزلك يوم السبت فانا بحاجة الى هذه الايام لاوضب اغراضى "
عظيم جدا اما انا فتنتظرنى اجتماعات عمل على العشاء ليلة غد و ليلة الجمعة ومن ثم اعود الى هنا ثم امسك بيدها الاخرى و اطبق على اصابعها و قبل يدها " السبت ليكن ذلك بيتى بانتظار سيدته انا ذاهب الان "
همست له " مع السلامة"
ولكنه سحب كوب القهوة من يدها و اخذها بين ذراعيه و هو يقول انت تعرفين انك لن تشعرى بالسعادة اذا ودعتك بغير هذه الطريقة اليس كذلك اونور؟
نعم ولا تابه لذلك
اذا ستعديننى بانك لن تهربى منى بين اليوم و السبت
انا لم افعل
اونور
حسنا
جيد هذا وعد لا تنسى و الان لم لا تعودين الى الفراش؟
سافعل حالما ترحل
على فكرة ما من سبب يمنعنا من الاتصال هاتفيا فى غضون ذلك ابعدها و ابتسم لها قائلا " ساتصل بك"
و انتظرت حتى سمعت صوت السيارةقبل ان تعود الى غرفة النوم
ذهبت فى اليوم التالى الى العمل وكان اول من قابلته هو بيل فورتشون الذى حذرها من راين عندما علم بخبر زواجهما بان راين اله فالعمل فى دمه كما انه لنم يكتفى بها كامراة لمجرد انها جرته الى مذبح الزواج اخذت تفكر فى كلام بيل طول ساعات العمل حتى قطع صوت الهاتف حبل افكارها و سمعت صوت بام التى اخبرتها ان راين يريدها الان فى مكتبه وعنما دخلت مكتبه حدق كل منهما فى الاخرللحظة ثم قال بهدوء " اشتقت اليك فانا لم اراك من الصباح ثم ارتميا فى احضان بعضهما " لقد اشتقت لك ايضا"
هذا امر جيد اعنى طالما اننى لست الوحيد الذى يعانى هذه الحالة
لا لست وحدك
فعانقها بنهم ثم قال " لريدك ليتك تعلمين كم اريدك و لكن ساكف عن ذلك الان بصورة او اخرى"
حسنا الوضع اشبه بمن يصب الزيت على النار "
نظر اليها شزرا ثم قال" ماذا تقصدين؟"
كادت تخبره عن حديث بيل و لكنها عدلت عن ذلك وقالت" سمعت كلاما ضايقنى"
م الامر
لما لا تجلس ياراين؟
فففجلس ازاءها قالت ببطء " يقولون اننى الان الزوجة و لكنك لن تكتفى بامراة واحدة
فاشتعلت عيناه غاضبا " و انت صدقتى ما يقال و كانك .......
انت تقصد ان تقول اننى امراة سخيفة لاننى صدقت ذلك؟
بالنسبة لى ما من صفة سخيفة ترتبط بك على الاطلاق يااونور و الا لما تزوجتك و لما قويت على فراقك و لكن رغم الفضول المزعج الذى يصيب اى شخص فى مثل هذا الوضع فما شان الاخرين فعلا بنا؟ ساطلب منك طلبا واحدا و هو الاتعيرى اهمية لاى كلام يقال عنى
حسنا لن اعير بالا الى كل الاقاويل
اين اصبحت بشان ترتيب امرك للانتقال الى منزلك الجديد؟
كل شىء يسير على ما يرام لقد تعاقت مع شركة لتنقل لى اغراضى وكما قلت لك نهار السبت ساكون عندك
نعم هذا ضرورى لسلامة عقلى
راين ارتجف صوتها و توقفت بغته تر فى اى تهلكة رميت نفسى فى زاوية من حياته وقد ثبتت عليك بطاقة كتب عليها زوجة الظل بل الزوجة الحاضرة لتلبية رغباته و قتما يشاء و لكن الصدمة التى تلقتها فعلا هى لماذا لم يقل لى انه يحبنى ؟
رمقها بنظرات ثاقبة قائلا " لم لا تبدائين باخبارى عن المشاعر التىاحسست بها بعدما تركتك اليوم صباحا"
" حسنا ساخبرك افتقدتك فانا لا اريد منك الابتعاد عنى لا سيما فى ايام زواجنا الاولى"
اونور
لا ان ما يحدث بيننا يفوق احتمالى لهذا انت على حق لا شان لاحد بنا و قريبا انتقل الى منزلك
عظيم سنذهب الساعة السابعة من مساء الغد هذا اذا كنت تسدين الى خدمة و ترافيقينى الى عشاء رسمى فهلا ارتديت ثيابا سوداء؟
فقالت بعفوية لقد فعلت ذلك قبلا و لكن لا لسبب الا اننى لم اكن املك غير الفستان الاسود؟
انا اعرف ياللاسف و بالمناسبة المدعوون هذه المرة ليسوا رجال اعمال يابانين بل هو عشاء راقص لبعثة تجارية امريكية
لا لاباس بذك
هل نحن على وفاق الان؟
نعم
و لكن سيكون عليك المبيت عندى ليلة غد لاننى مضطر للعودة الى منزلى
حسنا غدا ابيت عندك وما ان يحل نهار السبت حتى تحل مشكلتنا وفى ذلك المساء ارتدت اونور فستان كريزظى اللون و لم تتزين الا بخاتم الزواج و بقرط من حبات اللؤلؤ الصغيرة و سوار من حجر الامسيست البنفسجى

انتهى الفصل الثامن

**********************

لبني سرالختم 26-08-15 12:44 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
تسلمي يارب

لبني سرالختم 26-08-15 12:46 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
حلو ربنا يديك العافيه

منى على سيد 28-08-15 10:59 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
9- لن اكون الثانية

مارايك؟
تمتمت اونور كانت سهرة ممتعة
و انت ترقصين جيدا ايضا هل انت متعبة جدا؟
انا متعبة و مشدودة الاعصاب ايضا و لا اعرف لماذا
ربما لاننا لم نستطيع ان نحافظ على تعالينا فيما نحن نرقص معا؟
نعم لا اعرف كيف يمكننى ان اضع مسافة بينى و بينك ثانية
حسنا من غير الضرورى ان نحاول ذلك الان فهزت راسها نفيا ثم استدارت نحوه و قالت ارجوك عانقنى و هكذا امضيا النهار التالى معا و انسحبا الى غرفة النوم فى وقت باكر رغم انهما لم يغادراها تقريبا طوال النهار
ماذا سنفعل غدا؟سالته لاحقا بعدما استحما معا وعادا الى السرير معا
مارايك لو لعبنا الغولف؟ باستطاعتى ان اعلمك
قد اكون ضللتك فى هذه النقطة فانا مكارست رياضة الغولف سابقا
قهقهة ضاحكا و قال " كان يجب ان اعرف هيا اخبرينى المزيد "
بلغت مستوى الثمانية عشر حفرة و لكن ذلك كان منبضع سنوات و لم اشارك فى هذه الرياضة الا فى المناسبات و مع ذلك اعرف جميع قواعدها
اذا لما لانذهب الى سانكتشورى كوف للعب الجولف
انها فكرة عظيمة و لكن هل نستطيع ان نتوقف فى طريقنا عند منزلى للاتصال بالشركة التى ستنقل اغراضى
استطيع ان ارسل وارن ليتمم كل شىء اما غدا فعلينا الانطلاق باكرا اتشعرين بالنعاس؟
همست كثيرا شعرت فجاة بالارهاق
فاضاف فيما كان الهاتف الى جانبه يرن " اذا اخلدى الى النوم ساجيب على الهاتف فى الاسفل " طبع على وجهها قبلة رقيقة ثم نهض من مكانه فقالت له لاتنسى ان تعود
لن انسى
ولكنها غطت فى نوم عميق عند عودته فلم تعرف انه راقبها لفترة طويلة ثم تنتهد قبل ان يستلقى الى جانبها و لما استيقظت وجدت الفراش خالى فى ضوء الفجر وراته يرتدى ملابسه
لماذا لم توقظنى ؟
اونور انا اسف جدا يجب ان اكون فى سنغافورة هذا المساء و لهذا يجب ان ان استقل الطائرة فى غضون ساعتين
شعرت بموجه عارمكة من خيبة الامل و قالت فى نفسها لاتفعل بى ذلك بعد ان وقعت فى حبك لا تثبت لى انك الة و ليس رجل لا سيما بعد فوات الاوان
قال لها بلطف " اونور ثقى انه لو كان باستطاعتى العدول عن ذلك لفعلت و لكن لسوء الحظ هذا ليس ممكنا"
لا اعنى اننى اصدقك اذا لن نلعب الغولف اليوم ليكن ربما فى يوم اخر
نعم مازالت تنتظرنا الكثير من الايام الاخرى
لا باس و حررت يدها من قبضته و نهضت من الجانب الاخر للسرير
مارايك لو ذهبت معك الى المطار لاودعك ؟ وهكذا يستطيع وارن ان يوصلنى الى البيت لقد تذكرت لتوى ان النادى الذى انتمى الية يقيم مباريات اليوم و اعتقد انهم سيدعوننى اشارك رغم انى تاخرت بتسجيل اسمى
اونور
قاطعته بحزم " لا ياراين انا على ما يرام فهذه الاعمال لا يمكن التملص منها " فاقترب الى حيث وقفت برداء النوم الحريرى الرقيق و قال " يمكنك ان تاتى معى"
فقطبت جبينها " فى الواقع لا استطيع فان جواز سفرى منتهى الصلاحية كم ستطول مدة سفرك؟
وضع يديه حول خصرها و قال بتقطع " ليس كثيرا على ان اعيد الامور الى نصابها و هى صفقة مهمة جدا و حيوية بالنسبة للشركة و الا لما غادرتك هكذا"
قال بخفة محاولة اخفاء الشعور بالالم " انا اصدقك "
ولكن الاحداث اختلفت فى المطار حيث قالت بنبرة مرتجفة " اشعر وكانك ستغيب الى الابد اعتقد انه من الافضل ان اودعك الانبدلا من الانتظار ثم مالت اليه وعانقته برقة قبل ان تقول اعتنى بنفسك
فاخذها بين ذراعيه و عانقها بمزيج من الشوق و التمهل ولما انتهى كانت ترتعش كورقة خريف
وانت اعتنى بنفسك ايضا ساتصل بك
فر صباح يوم الاثنين دخل عليها بيل فورتشون المكتب حيته بايجاز " مرحبا بيل هل جئت لتهدينى المزيد من النصائح؟"
قال بهدوء " انت ترتكبين غلطة كبيرة يا اونور "
ردت عليه بحدة " اسمعنى الان يا بيل هذا امر لا شان لك به بتاتا و انا فى الحقيقة لا افهم لماذا "
الى اين سافر ؟
فجاة عبست وردت " الى سنغافورة لماذ تسال؟"
لقد اصبح كتوما اكثر من المعتاد هذا كل ما فى الامر هل اخبرك عن سبب سفره ؟ط
ليس تماما و لكنه سافر للعمل كالعادة " ثم قالت "بيل ماذا تتوقع ان تكون ردة فعل راين على انتقاداتك هذه "
رد عليها متذمرا " ان كان نزيها سوف يوافقنى الراى على الارجح انظرى لقد ورد اسم ساندرا فى الصحيفة "
اوه لماذا
ستتزوج ثانية
همست " ماذا؟"
اكمل عنها " نعم و انا تفاجات بدورى لم اعتقد انها ستتغلب على حبها لراين ابدا و ربما لم تتغلب حتى الان "
ماذا تعنى بذلك
سوف تتزوج بشاب يصغرها بعدة اعوام و هو يبدو شخصا انتهازيا انه من هؤلاء الموسيقين الذين يعانون العوز و الفقر المدقع و مع ذلك انت على حق فلا شان لى بكما هل قال متى يعود ؟
كلا
"اتعرفين يااونور احيانا من الصعب جدا العمل مع رجل لا يثق باحد و يريد القيام بكل الامور بنفسه و قد شاءات الظروف ان اعرف ان ساندرا قد دفعت ثمن زواجها منه غاليا جدا لا اعرف ما الذى يدفعنى الى قول هذه الاشياء و لكن اعتقد ان ذلك يعود الى محبتى لك "
تهاوت اونور على مقعدها واخذت تفكر فى ساندرا و كلام بيل و مالبثت ان لامت نفسها " ما الذى فعلته بنفسى؟" و لكنها ظلت تلك الليلة تسال نفسها عما يجب فعله و ما كادت ان تصل الى قرار حتى تلقت مكالمة من راين فى وقت متاخر
اونور؟
نعم هذه انا كيف حالك؟ و لم تجد كلاما اخر تضيفه
اشتقت اليك هل فزت فى مبارة التنس؟
لا فانا لم اشارك فى اللعب و قد امضيت النهار كله فى العمل على المعرض و سيكون جاهز فى غضون يومين
عظيم متى ستحصلين على جواز سفرك الجديد؟
اوه لست متاكدة لقد طلبته منذ اسبوع فقط و قالوا ان انجازه يتطلب اسبوعين لماذا تسال؟
لقد قررت ان اتابع سفرى الى طوكيو بما اننى اصبحت على قاب قوسين منها و استطيع ان اصيب عصفورين بحجر واحد و فكرت فى ان تلحقى بى و لكن لا باس بذلك
نعم ....راين
اونور هل من سؤ؟
اجابته بمشقة راين هل تعرف ان ساندرا ستتزوج؟
ساد صمت قليل ثو شتم و قال" كلا من الذى ستتزوجه؟"
اخبرته بكل ناتعرفه ثم انهت حديثها قائبلة"يبدو ذلك مفاجئات اليس كذلك؟"
رد بايجاز " مفاجئا جدا اسمعى ساعود على اول طائرة متجهة الى بريسبان اللعنه على ذلك لدى اجتماعان غدا صباحا لذلك لن اتمكن من العودة الا بعد غد اونور كيف عرفت بهذا الامر ؟"
يبدو ان احد الصحف اليومية قد نشرت الخبر انا تكهنت بانك تود ان تعرف
رد عليها بانزعاج " من غيرها يقدم على مثل هذا التصرف ؟ اسمعى للاسف مضطكر لقطع هذه المخابرة و لكن ساتصل بك قبل ان اعود بعد غد "وضعت سماعة الهاتف و فكرت نعم وحدها ساندرا تستطيع الاقدام على هذا التصرف يا لمسكينة و لكن على الاقل سيقطع رحلته من اجلها و فى اليوم التالى ادمنت العمل حتى وقت متاخر من الليل و انتهت من تحضير المعرض و اصبح جاهز ا للافتتاح وتركت رسالة لراين على طاولة بام بعنوان سرى وخاص و غادرت فى اليوم التالى صباحا الى جزيرة هايمان حيث عزمت على دفن روحها بانتظار ان تندمل جراحها لا سيما بعد القرار الذى اتخذته بالخروج من حياة راين الى الابد
وبعد مضى عشرة ايام و تفاقم شعورها بالشوق و الخواء يهتز كيانها لخبرين قراتهما فى الصحيفة الاول تعليق بيسط اسفل صورة زفاف ساندرا من المدعو مايكل وينتوورث و الثانى فى الصفحات الاقتصادية و هى تراجع اخبار الاسهم التى تركها لها والدها وهو " بيل فورتشون ينفصل عن العمل مع راين بايلى فى ظروف غامضة نظرا للوقت الطويل الذى امضاه فى العمل فى شركة بايلى للانشاء هو يامل الايكون ذلك مؤثر على اى متاعب داخلية تعانى منها الشركة التى تنفذ حاليا مشروعات بناء هامة"
سالت اونور نفسها لماذا ترك ساندرا تتزوج شخصا لتظهر ردة فعلها ؟ وهل تعانى الشركة فعلا من متاعب؟هل تخلت عنه فى اوقات صعبة ؟ لماذا لم يخبرنى بذلك؟
عادت فى الصباح التالى و ذهبت الى المكتب فى ساعة متاخرة من بعد الظهر لانها كانت متاكدة من انها ستجد راين فى الشركة هذا اذا لم يكن مسافرا ولم ترك انها اقدمت على غلطة فظيعة الا حين خطت الى داخل مبنى الاستقبال وو قعت على حفلة استقبال و رات الوزير من بابوا غينيا الذى مالبث ان صافحها و قال " اونور انا سعيد لمجيئك مع انك تركت العمل عند السيد بايلى على ما عتقد الا اننى اردت ان اهنئك على تنظيمك للمعرض "
هذا من دواعى سرورى يا معالى الوزير
كنت اقول للتو للسيد بايلىاه هاهو كنت اقول يا سيد بايلى انها موهوبة جدا فهذه ابنة القاضى لينغارد الم اقل لك هذا ياراين
وهنا تلاقت نظرتهما و نظر الى باحتقار جارح قبل ان يعلن نعم لقد قلت ذلك و انا اوافقك فهى موهوبة فعلا و لكن من المؤسف انها لاتعرف كيف تستغل موهبتها
علق الوزير بنبرة ضاحكة " رويدك انت تشعر بالمرارة لانها هجرتك و من المؤكد اننى لو كنت مكانك لشعرت بالمثل و لكن يا عزيزاى لا تفسدوا سعادتى اونور اود تقديمك الى بعض الضيوف و هكذا افلح فى ابعاد اونور و ابقائها الى جانبه حتى انتهت الحفلة ووجدت نفسها بجوار راين تودع المدعوين رسميا الذى قال لها مع تحرك اخر سيارة للمدعوين " اذا لقد انتهينا " ثم استدار نحوها و على وجهة ابتسامة عدم رضا وتابع " الم تستطيعى ان تقاومى الرغبة فى الاحتفال بانتصارك لساعة من الزمن ياونور ؟ام انك عدت لتلقينينى درسا اخر؟"
انا و لم تكمل و لعقت شفتيها قال متهكما بعد ان انتظر وهى تحاول ان تتكلم " انا متاكد ان كلامى لن يكون لطيفا جدا و لكن هل تذكرين ما حدث فى المرة الاخيرة عندما عدت لتلقينى درسا او تعربى عن كراهيتك لى ؟ تشاء الظروف اننى اتذكر بوضوح كامل كل ذلك "

انتهى الفصل التاسع

****************************

10- التاريخ يعيد نفسه

كانت اونور تشتعل غضيظا مما دفعها للابتعاد عنه و بعد مرور خمس دقائق اكتشفت انها تسير عكس اتجاه المراب و عند عودتها وجد ت سيارة لامبورغينى زرقاء تقف الى جانب الرصيف و ارتفع صوت راين " التاريخ يعيد نفسه اصعدى اونور"
لا
اسمعى اما ان تصعدى او اخرج من السيارة و اطاردك طيلة الطريق اذا اضطررت لذلك
لن تفعل
بلى سافعل فما زال بيننا امور عالقة ياسيدة بايلى و لكن ليس هذه الطريقة الفضلى لحل المشاكل
شتمته بكلمات لازعة و صعدت للسيارة فعلق " هذا تصرف حكيم"
رمقته بنظرة حارقة ثم قالتن"شرط الا تاخذنى الى البيت سواء كان منزلك او كنزلى و الا اضطررت الى الخروج من السيارة فيما انا اصرخ ملء صدرى"
رد عليها بتهكم اتخافين الى هذه الدرجة من وجودك فى منزلى او منزلك ؟ ترى ما السبب؟ لا باس سنختار مكانا محايدا لحل هذا الخلاف البسيط
ثم قاد السيار الى المطعم حيث تناولوا العشاء معا لاول مرة فعلقت بجفاء " هذا المكان مناسب"
فامعن النظر فيها بتهكم وقال " يبدو انك فقدت بعض الوزن ياونورماذ فعلت؟هل قطعت وعدا على نفسك بالجرى المارتونى لكبح غضبك و سخطك؟
اذا تلفظت بكلمة واحدة اضافية عن هذا الموضوع فسافجر فيك غضبى
انت تجعلين من نفسك اضحوكة بالاضافة الى انك تسببين بمشهد لا يسر الناظرين اجلسى
و الان هلا تفضلت و شرحت لى ماذا قصدت بالرسالة الانفعالية المشحونة جدا التى تركتها لى ؟
لم تكن انفعالية او مشحونة جدا بل تحمل الحقيقة المجردة لا غير انت لست رجلا انت مجرد الة و العمل يعنى لك الكثير لكننى لن انضم الى الصف الذى الحقت به ساندرا على سبيل المثال ولن يدهشنى ابدا ان كانت تتبعها الكثيرات غيرها
اذا انت وقعت فى حبى؟
كلا لقد وقعت فى حب سراب لكننى اتردد فى اتهامك انك وقعت فى حبى فربما كنت انا سرابا بالنسبة لك و للاسف اعتقد انى كنت سرابا بالنسبة لنفسى ايضا
سالها بهدوؤ ماذا يعنى هذا؟
لم اتوقع ان اشعر هكذا بل لم اعتقد اننى قادرة على هذه المشاعر اما انت فقلت لى فى احدى المرات انك لا تناسبك الا امراة استقلالية
ستبقين دوما امراة استقلالية
فنظرت اليه بسخرية ثم تابعت هذا الى شعورى بالذنب تجاه ساندرا لماذا لم تمنع هذا الزواج؟
اخبرينى اولا لماذا تشعرين بالذنب تجاه ساندرا ؟ فكما اذكر وافقتنى على ان الطلاق كان افضل لنا من اى حل اخر نلجا اليه
هذا قبل ان تخبرنى بنفسها عن شعورها بالحب نحوك و قبل ان القى عليها خطبة واعظة حول هذا الموضوع
متى جرى ذلك
الم تخبرك مارى ؟
ليس حسبما اذكر
ابتلعت ريقها قبل ان تعترف " لقد جات الى منزلك يوم حسنا "
يوم هربت فى المرة الاولى ام ؟ فقد تكررت المناسبات ثلاث مرات حتى الان اليس كذلك؟
فى احدى هذه المناسبات اضطررت فجاة الذهاب فى رحلة عمل
اه نعم انا اذكر ذلك و لكننى لم اكن صادقا معك تماما فقد اخبرتنى ساندرا عن ذلك عندما حاولت ان امنع الزواج ليس الا
قالت بعد صمت طويل "تابع حديثك
ربما على ان استهله من الاول من ساندرا . مايكل ليس موسيقار يعانى من الفقر المدقع بل فى الحقيقة هو عازف مزمار موهوب و لكنه اصغر سنا من ساندرا بخمس سنوات و لم ينجح بكسب الكثير من المال كما انه ايضا رجل اخرق و انعزالى و مبهم ولايعرف كيف يعتنى بنفسه و لكنه يحب ساندرا بصدق و اخلاص
قالت ثانية " تابع يا راين"
و لدهشتها وجدت ساندرا انها تبادله نفس المشاعر و لكنها لم تستطع ان تستمر بها لانه يصغرها سنا و لانها لا تثق بنفسهاو لانه ........ توقف عن الكلام ثم انهى حديثه " ليس انا "
اعتقد اننى بدات افهم
رد عليها اتمنى ذلك و يبدو ان ماقلته لها حقق فى دقيقتين ما عجزنا عن تحقيقه جميعا فى سنوات قالت ان ما حدث كان احتياجا جعلها تبصر الحقيقة فادركت انها لا تستحق من يحبها لاسيما حين تخسر نفسها و تمسى انعكاسا له و قالت ايضا ان مايكل اعطاها الشجاعة لتدير ظهرها الى العالم و الى ايضا كما اعطاها الشجاعة للاقدام على الزواج من رجل يصغرها سنا لا لسبب الا انها ستكون سعيدة معه و هذا كما يبدو هو ما تحتاج اليه اما انا فباركت لهماهذا الزواج
مسحت اونور دمعه انهمرت فجاة على خدها و قالت بصوت اجش " لقد ازحت عبئا ثقيلا عن كتفى"
اهذا يعنى انك ستعودين الى بضمير مرتاح؟
همست "كلا"
انتظر حتى ابتعد النادل فاستعدت لكلماته التالية و لكن ما سمعته ازهلها تماما" الاانك تفضلين ان تصدقى بيل فورتشون؟"
كيف عرفت ذلك ؟
ابتسم ابتسامة كئيبة و قال " لعلك لم تسمعى بعد يااونور و لكن بيل قد ترك العمل "
اعرف ذلك فهذا احد الاسباب التى ... و لكنى لا افهم و انقطع حبل تفكيرهامن الحيرة فجازف متكهنا " احد الاسباب التى دفعتك للعودة ؟
حسنا و لكنها لم تستطع المتابعة
قال بجفاء " اذن دعينى ياونور اخبرك حكاية بيل بدات الحكاية كما تذكرين يوم غضبت جدا منه بسبب العقود الثلاثة التى خسرتها الشركة اثناء غيابى ولكننى لم اترك الامور عند ذلك الحد فاخذت انقب عن الحقائق حتى ثبت لى ان السبب وراء خسرتنا يعود الى ان احد ما سرب معلومات الى الشركة المنافسة "
ففغرت فاها " بيل؟"
للاسف نعم و كان يجب ان انصب له فخا كى احصل على البرهان
اذا لهذا قال ما قاله انا اعنى فى المرة الاخيرة التى تحدثت فيها معه لم استطيع ان افهم لماذا يريد ان يعرف مكانك بالتحديد
كان بدا يرتاب فى الامر فالمخابرة التى تلقيتها فى الليلة الاخيرة التى قضيناها معا كانت من مدير مصرف فى سنغافورة و هو صديق لى و كان الى جانبه رجل يملك برهانا قاطعا على ان بيل وقع فى الشرك الصغير الذى نصبته له لكنه يرفض ان يغادر سنغافورة فخشيت ان يغير رايه و يختفى اثره و لهذا كان من المهم جدا ان انهى هذا الموضوع بضربة واحدة ولاسباب لست مضطرا لاخبارك بها
ثم انهى كلامه و تناول الشوكة و قال لها انهى طعامك قبل ان يبرد
سالته بعد لقمتين"ولكن لماذا؟"
اجابها " لماذا فعل بيل ذلك؟ لقد تسلم مبلغا محترما لقاء بيعه هذه المعلومات ولكن فى الامر سرا ابعد من ذلك فقد اتفق ان بيل كان يحسدنى حتى بات فى النهاية يكرهنى على الاقل هذا مااخبرنى به عندما واجهته و اخبرنى ايضا انه حاول جهده كى يبعدك عنى و اضاف انه يعتقد جازما انه افلح فى ذلك توقف عن الطعام و نظر مباشرة فى عينى اونور " ونظرا لهروبك وجدت صعوبة فى الااصدقه ياعزيزتى اونور "
" ما الذى دفعه الى كراهيتكلهذه الدرجة؟"
اتحاولين ان تضربى عدة عصافير بحجر واحديا اونور؟
انا لا اعرف ماذا تعنى
بل تعرفين انت ترمين لاظهارى على صورة الوحش الذى يبعد موظفا قديما باساليبه المتعجرفة اذا لم يكن اسوا و على اى حال قد اكون متعجرفا و لكنى لطالما كنت منصفا و اكافىء الجهود الفعلية بكرم فائق
فتمتمت بجفاء " و مع ذلك انت تذكرنى بمن لا يتردد فى القضاء على كل من يعترض سبيله راين و لعلى اتيت على ذكر ذلك قبلا"
وهل مازلت تذكريننى فى الوقت الحاضر ....فى السرير مثلا ؟
قاطعته بصوت هامس فيما تقلبت حرارة جسمها صعودا و هبوطا " كف عن ذلك كيف ...كيف يمكن الرد على مثل هذا الكلام"
رد عليها بلطف " القذر؟ط
نعم اليس من العجب ؟
فقاطعها ثانية " العجب فى ذلك ياونور هو انك برفقتى تكونين هادئة و سعيدة لا بل استطيع ان اقول هانئة اما حين ابتعد عنك فتخافين و تهربين منى حتى بعد ان اخترقت كل حواجزك الواحد تلو الاخر و لكن دعينا نترك الحديث الى مسار اخر لماذا لا تعودين الى و بهذا يمكننا ان نمضى و قتا اطول معا "
فنتشاجر فى كل لحظة و كل دقيقة لا شكرا يا راين بل ساذهب الان لا تقدم على اى تصرف احذرك لا تلحق بى
" اونور لا لن افعل و لكن ساقول لك شيئا واحدا قد تعترضنا المشاجرات من وقت الى اخر و لكن لا استطيع ان اتصور امراة غيرك تؤثر فى كما تفعلين كما لا استطيع ان اتخيلك مع اى رجل اخرومن يدرى ؟ قد يكون هذا التاثير ما حولنى من الة الى رجل "
ولكن انا اسفة فلا استطيع ان استحيل ببساطة تلك الصورة التى رسمتها فى خيالك و اتمنى لك حظا سعيدا ياعزيزى قد تنضج افكارك فى يوم ما وتدرك ان فشل حبك هو افضل ما اقدمت عليه نهض لها لياقة و اكتفى بالنظر اليها ثم استدارت على عقبيها و رحلت
فى اليوم التالى الفت اونور غارقة فى تفكيرها و تساولاتها هل ارتبكت غلطة لا تغتفر؟
و اخذت ىتقرا الصحيفة اليومية ووقعت عينيها على مقال عن شركة بايلى للانشاءات و به بيان صحفى لراين يشكر فيه بيل على خدماته و ان قرار الانفصال مشترك وانه يتمنى له و لزوجته وعائلته النجاح و السعادة اعادت اونور قراءة البيان مرارا ثم نهضت و ارتدت ملابسها و التقطت مفاتيح سيارتها
ردت مارى على الهاتف الداخلى و اخبرتها بصوتها الخالى من النبرات ان السيد بايلى موجود و انها لن تتاخر فى فتح البوابة ثم استقبلتها عند الباب الامامى و ابلغتها ان السيد بايلى فى غرفة الجلوس الثانية و لتدخا اونور عليه مباشرة و لما ولجت الغرفة وجدت راين يقف عند النافذةالتىتطل على الحديقة وقد دس يديه فى جيوبه و بدت كتفاه منحنيتين على غير العادة و ظل على هذه الحالة حتى سعلت بصوت مسموع و عندئذ استدار وقع نظره عليها فاتسعت عيناه من الدهشة
فتلعثمت اونور " الم تخبرك مارى ان الزائر انا ؟"
مارى ؟ لم تخبرنى بان زائرا يتنظرنى حتى
على اى حال هل تمانع استقبالى؟
يبدو انك وجدت حليفا فى مارى ياونور اما بالنسبة الى ممانعتى او سماحى فستعرفين ذلك مع الوقت هل اقدم لك شرابا ؟
لا لا شكرا لقد اتيت لاحاول ان اوضح بعض النقاط
على الرحب و السعة تفضلى و اجلسى
افضل ان ابقى واقفة
لاباس
لماذا اصدرت هذا البيان عن بيل ؟
لديه عائلة تتالف من زوجة و اربعة اولاد
جئت اتحدث عن هذا
عن عائلة بيل؟
لا لطالما شعرت اننى لا اعرفك تمام المعرفة و لكن عندما امعنت التفكير اليوم اكتشفت ان العكس صحيح و لم ادرك ذلك الا بعد قراة بيانك الصحفى
فرد بجفاء " اعذرينى و لكننى لا افهم ما تقولينه"
لقد ادركت انه رغم اسلوبك المتعجرف مع الناس فانت حسنا و التقطت انفاسها ثم تابعت لو كان اى رجل فى مكانك لما سمح لبيل ان يفلت بجريمته دون عقاب كرمى لعائلته وحسب و لن يهتم كثير من الرجال بزوجة سابقة كما فعلت مع ساندرا بالاضافة الى بام التى استهلكت كثيرا من وقتك الثمين كى تخلصها من علاقة رهيبة
فقاطعها عابسا لم افعل الا القليل ثم نظر اليها مستفهما لاتقولى انها ايضا؟
انها على استعداد لمحاربة العالم باسه من اجلك اما انا
ماذا عنك ياونور؟
تحركت فجاة و جلست على مقعد الى جانبه و قالت " لقد احسنت الاعتناء بى عندما كنا مخطوفين و لم تحاول اغوائى
اذا؟
راين كما ترى لقد اكتشفت اننى اعرف عنك ما يفوق ادراى و لكن بطريقة تزيد الطين بلة توقفت قليلا عن الكلام ثم تابعت " ها تعرف ما حدث لى فى الصباح سفرك الى سنغافورة؟"
لكنه لم يات جوابا و اكتفى بالنظر اليها باهتمام
شعرت بالرغبة فى الصراخ و تمنيت ان اقتلك لا سيما انك زرعت فى الاحباط
فمد لها يده فاتقلت الى جانبه و مالبثت ان وضع ذراعه حول كتفها و اذا بها تجد نفسها تبكى "كان بعد عنى عذابا بحد ذاته و لكن الاسواء هو اننى شعرت بالكره لانك تبتعد عنى لا نحوك وحسب بل نحو نفسى ايضا و انا على الارجح غير منطقية فى تفكيرى و يبدو اننى لا استطيع اقناع نفسى بمشكلتى و هذا ما عنيته عندما قلت اننى غير مرتاحة ذاتيا و هو تعبير معتدل لما اشعر به
فاحتضنها و قال اونور
لا دعنى انهى كلامى و لذلك هربت و لكن كان ذلك فظيعا ايضا و حاولت اقناع نفسى باننى استطيع ان اقاوم و لكنى عرفت داخليا ان لا سبيل الى ذلك حاولت ان اقول لنفسى ان على ان اكون الزوجة المحبة المخلصة انا ادرك الان ان فى داخلى مشاعر لا استطيع التحكم بها وما يحدث الان اخر مايمكن ان تتوقعه امراة شامخة الى حد الغباء تدعى اونور بايلى و لكنه حدث " ثم اضافت فما زالت الكثير من المشاعر خفية عنى فهل تحبنى حقا؟ و ماذا لو مر الوقت و لما تحظ بوريث لشركة بايلى للانشاءات؟"
من اوحى لك بذلك
ساندرا
هل اخبرك بما طلبت منى ساندرا ان اقوله لك ياونور؟
رفعت وجهها المبلل بالدموع دون ان تتفوه بكلمة
قالت انه لو تسنى لها البحث عن امراة لى لما اختارت غيرك
كيف؟ كيف يمكنها ان تدرك و هى بالكاد تعرفنى
لا و لكنها تعرفنى جيدا و لابد انها استنتجتبعض المعلومات عنك و ان استطيع اتن اخبرك ماذا سيحدث لشركة بايلى ان لم تنجبى لى اولادا يرثوها؟
همست له " ماذا سيحدث ؟"
سوف ابيع الشركة
ر...راين ولكن ....و لكن
فرد عليها و هو يشدها اليه " اعرف اسمعى لو قيل لرجل يدعر راين بايلى منذ شهور قليلة ان امراة ستعنى له كما تعنين انت لى لما صدجقهم و لكن عندما بدات اعى مشاعرك نحوى عرفت انك قد تكونين المراة التى لا استطيع الفوز بها و هذا ما افقدنى صوابى و لهذا تزوجتك اما هندما ظننت اننى فزت بك فقد قمت بتصرف احمق كان اتركك مثلا
لن تصدقى شدة المرارة التى اجتاحتنى عندما ظننت اننى خسرتك نهائيا و على الارجح لهذا هاجمتك بهذه الطريقة الليلة الماضية انا اسف ياحبى اسف حقا على كل الحماقات التى تفوهت بها وفى الواقع كانت ذكرى اللليالى التى امضيناها معا تسكن ذاكرتى قبل دخولك فاحس بالسكاكين تقطعنى لاننى ظننت اننى قضيت على كل ما بيننا
راين
لادعينى انهى كلامى لطالما حلمت بحب مثل هذا بامراة تثيرنى امراة ادرك تماما اننى لن اضجر منها امراة تستولى على روحى ثم بدات احلامى تتحقق معك و لكنها اقترنت ببعد اخر فشعرت اننى وقعت فى حب تمثال من الرخام فتسالت عن قدرتى على بعث الحياة فى عواطفك مجددا من اجلى و انتابنى احساس غريب بالخوف من الااكون الرجل المناسب
راين اهذا حقا ما تشعر به؟
سيثبت لك الوقت حقيقة مشاعرى لكن
لا اردت ان اقول لا داعى لمزيد من هذا الكلام
طبع على اطراف اصابعها قبلات رقيقة ثم ابعد يدها بلطف " بلى انا اشعر انى فى حاجة لاخبرك اننى لن اتغير بين ليلة و ضحاها رغم كل ماقلته لك و اننى اتمنى ان القى استقبالا لم اعرف له مثيلا من قبل فى كطل مرة تجبرنى الظروف على الابتعاد عنك
قاطعته بهمس " مادمت تعنى ما تقول حقا شرط الاتتغيب عنى الا نادرا اعدك بان اكون شجاعة احبك و قطعة الرخام التى تتحدث عنها لم تعرف يوما طعم السعادة التى تشعر بها الان"
اجابيها و هو يضمها اليه بقوة " ولا احست الالة الواقفة امامك بهذا الشعور من قبل "

***
وبعد مرور سنه كانا يحتفلان بمناسبة رائعة اذ حملا ابنتهما الغالية البالغة من العمر ثلاثة اشهر الى الكنيسة ليتم تعميدها قال راين انها تشبهها كثيرا
ولماذا تقول انها تشبهنى ؟
اراها شابة ذات ساقين ممشوقتين و طبيعة شرسة تجعلنى اذوق الامرين لا اعلم اراها تشبهك وحسب
ضحكت اونور و قالت" ينبغى ان تعترف انه مضى وقت طويل على الزمن الذى اذاقتك فيه والدتها الامرين
امسك يدها و خرجا معا من غرفة الطفلة " لا اعلم ارى ان الامومة تشغلك كثيرا و تبعدك عنى و انا اعانى الامرين منذ بعد ظهر اليوم"
راين اما زلت ترى فى صورة شعاع القمر و الجبال و كل تلك الاشياء التى كنت تصفنى بها؟
لا
واتسعت عيناها فسارع يضيف ارى فيك اكثر من ذلك ارى فيك السلام و الاستقرار لكن يكفى حاليا ان تمرى من امامى فى غرفة الجلوس حتى ارغب بحملك الى عالمى و الغريب ان هذا ما سافعله الان ايتها الام الحنون الا يقال ان على الامهات ان يسترحن فى اوقات راحة اطفالهن؟
وقطبت جبينها و فى عينيها بريق غريب " ارتاح؟ الا تخلط هنا بين الشعور بالامومة و مفهوم الزوجة المحبة ؟"
قبلها على جبينها برقة " افهمت ما اعنيه؟ط
لا
ماولت تذيقيننى الامرين
لكن التفكير ببعض الوقت للراحة و لشىء اخر معك يجعلنى اشعر اننى فى الجنة لا تعرفها سوى الزوجات و الامهات و احيانا لا اصدق اننى اعيش فيها
و اظلمت عيناها فجاة بشك مريب فامسك بوجهها يدنيه منه و قبل روموش عينيها الدامعتين " ايجدر بى ان اقول اننا خلقنالنكون معا ياونور ؟"
التصقت به و هى تتنهد تنهيدة ارتياح عميقة " اظن ذلك راين"

**********************************

تمت بحمد الله

ارجو لكم قراءة ممتعة وشكرا لكل من شجاعنى و صبر على حتى انتهيت منها

لبني سرالختم 29-08-15 10:09 AM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
تسلم ايديك والروايه كانت اكثر من رائعه ننتظر جديدك ان شاء الله

Rehana 30-08-15 09:43 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
الله يعطيك الف عافية
الاروع انك كملتيها .. وكان عندي ثقة بانك قادرة على تكملتها لنهاية

بانتظارك برواية جديدة
وسلمت اناملك على مجهودك الجميل


http://up.3dlat.com/uploads/13842807715.gif

غدير ابراهيم 31-08-15 06:32 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ ( كاملة )
 
تسلمي حبوبه الله يعطيك العافيه وبارك الله فيك

منى على سيد 31-08-15 11:35 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ
 
تسلمى حبيبتى ربنا يخليكى

زهرة مصراتة 13-09-15 01:35 AM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ ( كاملة )
 
رواية رائعة :55:

الخنساء الشاعره 04-02-16 10:33 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ ( كاملة )
 
شكرا للمجهود ❤️❤️❤️

ماروكو انيس 13-02-16 05:43 PM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ ( كاملة )
 
مشكورررررررر ررررررررين

ندى ندى 23-02-16 04:12 AM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ ( كاملة )
 
شكرا حبيبتي روايه رائعه

ومجهود اروع ويعطيك العافيه

paatee 03-02-19 02:49 AM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ ( كاملة )
 
يعيك العافيه تسلم الانامل ننتظر جديدك

نجلاء عبد الوهاب 08-09-21 01:03 AM

رد: 228 - حيرة - ليندساي ارمسترونغ ( كاملة )
 
:welcome3::welcome3::welcome3::welcome3::welcome3::flowers2: :flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::Thanx::Thanx::Thanx ::Thanx::Thanx:


الساعة الآن 08:46 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية