منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f833/)
-   -   إعتداء (https://www.liilas.com/vb3/t199958.html)

maroota 10-07-15 01:19 PM

إعتداء
 
أمسكه من شعره ، ونظر في الرجلين الذان يحكمان إمساكه ثم أعاد نظره للرجل المخطوف ، قال له ببطء مستفز :
- قبل قدمي سيكون جميلاً لو فعلت ،
رفض الرجل المكتوف اليدين قائلا :
- لا .. ماذا تقول ؟ من أنت ؟ هل أعرفك بشكل ما ؟ -ونظر للرجال باستغراب وخوف - قل لهم أن يفلتوني !!
كرر الرجل القبيح أمره
- قبل قدمي ..
هازاً كتفيه في نفي قاطع :
- لا .. اتركوني !! ما هذا الهزل ؟ ما هذا الجنون ؟
نظر له الخاطف بكراهية ثم ضريه على أنفه بقدمه بشكلٍ مهين ، فأنزله الرجال أرضاً رغماً عنه ،
- قلت لك قبل قدمي .
- لا .. لا أريد ، ولماذا أفعل ؟
- أنت مغرور ، أنت لست كالآخرين ، ثم أنك تملك عنفوان مستفز .
- لا يهمني ما تقول ، قل لهم أن يفلتوني – قال ذلك وعيناه تزوغ خوفاً -
- لا .. لن يفلتوك قبل أن تقبل قدمي ، هم فيطاعتي ويلبون رغباتي هنا وأنا أريدك أن تقبل قدمي لأني أنتشي بهكذا أفعال .
- وما دخلي أنا ؟ وما شأني ؟ تنتشي أم لم تفعل !! قلت لك دعني أرحل من هنا وإلا!!.
فنهض الرجل القبيح المحيا ، وسحب الكرسيه إلى أقرب مسافة من الرجل المنحني على ركبتيه أمامه ، ووضع رجله مباشرة أمام وجه المخطوف آمراً إياه بإشارة " قبل قدمي " فلم يستجب المخطوف ، أخذ الرجلن يدفعا رأسه نحو قدم الرجل الغليظ ، حتى لمست شفاهه تلك القدم الكريهة.
لكنه سرعان ما أشاح بوجهه باصقاً من شدة التقزز .
فدفع الخاطف رجله الكريهة في فم المخطوف دفعة واحدة حتى لامست أصابعه حلق المسكين ، الذي لم يستطع الخلاص منها ولكنه حاول عضها وإيلامه ، فأخرج ذو النظرات الغريبة رجله على عجل ثم لوح بها عائدا في سرعة كادت تسحق أنف الرجل الجاثم على ركبتيه قسراً، وسحبها ثانية ، ثم وفي سرعة أكبر وقوة أشد ضرب بها فم المخطوف حتى كسر له عدداً من أسنانه ، ولكنه لم يقف عند هذا الحد فحتى الإغماءة التي ناوبت المسكين لم تشفع له ، أعاد المريض رجله في ذاك الفم الدامي وهو يبتسم ، والشرر يتطاير من عينيه ، ثم طفق يحرك تك الكتلة المليئة بالهراء في فم الرجل الذي فقد عنفوانه أمام نفسه أولا وأمام ثلاثتهم ، نظر إلى المكان من حوله على عجل ووجل فوجد أنهم في مكان لا يعرفه والصمت يغلف الأجواء ، شعر بخوف شديد لم يختبره من قبل ، شعر بضعف وقلة حيلة قاتلين ، شعر بألم في حلقه ولثته وبالحاجة للهواء والتنفس ، لكنه لم يعرف لماذا؟ ما الذي اقترفه؟ لماذا يتنمر عليه رجل بالكاد رأه مرتين أو أكثر بقليل في السوق أو أي مكان عام ؟
رغم ذلك .. بكى مشدة الألم والإنسحاق الذاتي .. وجد وقتاً للبكاء .. ابتلع ريقه الممزوج بالدماء وقذارة تلك القدم التي تكتم أنفاسه ، لم يعد لديه أسنان ليحدث فيها أدنى ألم .
بكى حتى شخر ذا القدم من السعادة والإنتشاء كأقذر خنزير في اكره حظيرة، بكى تزامناً مع ضحكات الأغبياء الذين يحكمون إمساكه ، بكى وهو يعلم أن بكاءه يغذيهم ، ويمتعهم ، لكن ما بداخله ، وما انكسر بداخله كان ألماً لا يمكن كتمانه ، بكى ولم يستطع حتى التوعد كاذباً ففمه محشواً بقدمٍ كريهة ،بكى في صمت دون تهديد ، فقد روح الوعيد ، فقد أمل البقاء مع كل هذا ، بكى وابتلع الدماءه الملوثة وغص بأسنانه بحثاً عن الهواء ، لم يستمع حتى لتفاهات صاحب القدم لم ينتبه لما يقول ، وكأنه اسنحب وجدانياً من المكان وكأن الجسد لم يعد لروحه ، اخرج الخنزير قدمه يبصق كلماتٍ ساخرة ، لم يهتم بالإصغاء لها ، لكنه تنهد بأسى شديد وقرأ بصمت ما كتبته أظافر الوحش في حلقه ، تلك كلمات محفورة ، كتب فيه ما لن ينساه إن بقي حياً ، بكى وفقد وعيه أكثر من مرة قبل أن يرميه الثلاثة على الطريق مكتوف اليدين جوفه دامي وعيناه تعكسان إنكساره
تراوده أفكار : من يراه الآن ، من علم بكل ما حدث ؟ هل يستطيع الإخبار عما مر به اليوم من مهانة ؟ هل يقدر الحديث عن الحادثة دون أن يظهر في صورة شريك ولو بصورة ما ؟ دون ما أن يستغرب الآخرين أسباب كل هذا ؟ هل يستطيع إقناعهم بأن ليس لديه أي طرف ولا استفزاز لأجل ما حصل له !! وهل سيصدقون ؟..
.
لا يختلف شعور iهذا الرجل المخطوف عن شعور إي إمرأة تغتصب .

ميرنا عمرر 10-07-15 09:13 PM

رد: إعتداء
 
جميلللللللللللللللله اوى موفقه ورمضان مبارك عليكم

maroota 10-07-15 10:11 PM

رد: إعتداء
 
شكراً ميرنا عمرر
أسعدني تشجيعك
تحياتي.

wafa hadad 10-07-15 10:33 PM

رد: إعتداء
 
اول شي مبروك على الرواية و ان شاء الله تكون في المستوى،كبداية هي في القمة بس يتخللها بعض الغموض و لكن ان ارجو ان تستمري في الكتاية

غربة خريف 26-07-15 12:43 PM

رد: إعتداء
 
مرحبا بداية طيبة

شعور مخزي ولو اني لم اجربه ولن افعل بالتأكييد

أمقت هؤلاء المرضى النفسيين الذين يجدون متعة في اهانة من حولهم دون أدنى سبب حتى ولو وجد السبب لا يوجد انتقام أو عقاب شريف بهذه الصورة البشعة

ننتظر المزيد بس يا ريت تكبري الخط 😏


الساعة الآن 08:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية