منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/t199807.html)

auroraa 03-09-16 07:14 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
يا بناااااااااااات

ممكن بحق التعب الاتعبه وحق وقتي اليضيع بالكتابه
وحق عيوني الانعمت وانا اكتب بالجوال والابتوب خربان

اطلب على الأقل
الاقي كلمه او حرف من متابعاتي خلف الكواليس

auroraa 03-09-16 08:09 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
26

‏‎السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
‏‎لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
‏‎ما شاء الله تبارك الله
‏‎للكاتبه
‏Aurora
..

ان شاء الله الفصل يعجبكم ويكون طويييل
ويستحق الانتظار الانتظرتوه
وممكن بحق التعب الاتعبه بشكل عام بكل الفصول مو بس هذا الفصل
وبحق عيوني الانعمت من الكتابه بالجوال لانه
الابتوب الخربان
وبحق وقت الفراغ الاول ما يجيني اروح اكتب
وانا خاطري اعمل اشياء ثانيه
ألقى كلمه او حرف من متابعيني خلف الكواليس
وشكراً


الفصل السادس والعشرون


لماذا اصبحت ترى الدنيا هذا اليوم ؟؟! حسناً ربما لكيّ ترا هذا المشهد المُبهر امامها .
لم تشعر بنفسها وهي تضغط على ديرابزين السلّم حتى أبيضت سلاميات أصابعها وبرزت عروق كفها بشكلٍ مُخيف من الضغط .
كانت تتشبث به بقوه حتى لا تنهار ،
ربااااااه أمنحها القوه ولا تجعلها تنهار امام غريمتها !!! لاتجعلني انهار يا ربي !!!!!
لا ، لا هي ليست بغريمتها ولن تكون فزوجها ينوي لفظها من حياته منذ زمنٍ طويل وأخبرها بذلك و بزواجه اي ان بقائها هنا مؤقت وتلك العروس المُبهرجة هي من ستكون صاحبه المنزل دوماً .
لم تشعر بالجدولين اللذين سارا على وجنتيها ، ليس لأن زوجها قد تزوج فهي تعلم وأهّبت نفسها لذلك رغم انها تألمت لهذه الحقيقه ولكن اجبرت نفسها على تقبُلها ، بل لأنها بدت صغيره ورثّه وقذرة امام زوجته التي كانت جميله ومساحيق التجميل تُزين وجهها وترتدي الفستان الأبيض حلمٌ حلمته منذ الصِّغَر ولم يتحقق بل كان اللون الابيض لكفنها ، كما انها كانت نظيفه ورائحتها تفوح في المكان كالفواحة الشذيه .
مسحت دموعها وهي ترى فيصل يُحدق بها وعلامات الذهول مرسومه على ملامحه الحادة ومن صدمته بوجودها لم يعرف ماذا يقول ؟؟! غير ان ملامحه قد جفّت وأصابها القحط عند رؤيته لغمامه دموعها الأبيّة .
نظرت له نظره فهمها جيداً " هذه الليله البستني الكفن الابيض بدمٍ بارد " بينما شهقت ملاك لافظه بتقززّ : خالتي !!! هاذي الخدامه ليه لابسه كذه ؟؟؟! ما تدري انه في رجال في البيت ، شلون تسمحين لها بهاذي الوقاحة ؟؟! من جد قرف وش ذَا ؟؟!
نظرت لميس وهي لا تتحمل هذه المناظر : مقرفه في احد ينظف كذه ؟؟! وبذا اللبس على بالك بتغوين زوجي يعني .
ذُهلت إيمان كما ذُهل فيصل من جرأتها فلم يتحمل دموع ميس التي هدرت على وجنتيها بعد جملتها الوقحة فصرخ بصوتٍ قصف : ملااااااااك ، وجع ان شاء الله هاذي زوجتي ميس وأم ولدي احترمي نفسك .
ثم همس بقربها بصوتٍ كالفحيح : وتحترمينها غصبٍ عنك بعد .
شهقت ملاك وهي تلفت له بإشمئزاز : كنت ادري انك متزوج ، بس مادريت انه ذوقك ردئ لهاذي الدرجه مع الأسف وعرفت الحين ليه اخترتني ، ولا يهمك رح املى عينك وما أخليك تفكر فيها وبخليك تنساها إذا ماقدرت هي ترضيك .
اتسعت عينيّ إيمان من وقاحتها كانت تعرف انها مدللة وقحه ولكن ليس لهذه الدرجة .
لم ينتبه الجميع لميس التي استغلت حديثهم وانشغالهم لتهرول إلى غرفتها ، الغرفه التي جمعتها بفيصل يوماً ما وستبقى ذكرى عابره .
ألقت بنفسها على السرير وهي تنشج بالبُكاء والشقهات تخرج من صدرها بقدر هذا الالم الكبير الذي شعرت به كالصديد الذي انصهر في بلعومها .
أمّا إيمان فقد كانت تُفكر بهلع ، كيف ستتحمل ملاك إلى اخر العُمر ؟؟؟! هي تعلم انها لن تستطيع تحملها ابداً !!!!!!!!!!
فلقد كانت ميس رقيقه وناعمه ولم تشعر بوجودها في المنزل كما انها بدأت تعمل قليلاً بعد استعادتها لنظرها وقد كانت امرأة " سنعه " عكس ملاك الجميلة والوقحة والبليده بكل شيء تفعله .
دعت الله ان يُصبرّها على كِنتيّها الجديده التي لا تُطيقها ابداً حتى انها تقبلت ميس كما لم تتقبل ملاك إطلاقاً ، تشعر بروحها القذرة تحوم حولهم ولا تعرف لماذا ؟؟!
تنهد فيصل بقوه وقد بدأت مأساته مع زوجه ثانيه منذ البدايه وهي تبدو " ليست بالقليلة " قال بنزق وهو يدفعها بخفه من كتفها : اقول امشي قدامي ولسانك ذَا انا اعرف شلون اعدله لك يا الوقحه .
وضعت كفيّها وهي تميل بخصرها النحيل : يا سلام !!! في عريس يقول لعروسته اول ليله هذا الكلام البشع ؟؟؟!
ارتفع حاجبيه فكزّ على اسنانه وهو يقبض على عضدها ويسحبها معه : اقول انطمي بس يا قليله الحيا ، لااااااا وش قليله حيا ؟؟؟! من الأساس ما تستحين على وجهك ، والحيّا معدوم .
تأففت وقالت : وليه استحي وانا أعرفك من سنين وبنين وياما سولفنا وطلعتنا السوق والمطاعم ، يعني عادي !!!
فيصل وقد نفذ صبره منها : اقول امشي قدامي لا ترجعين مطلقه لأهلك هالليله !!!!
شهقت وهي تسمع كلامه إلا الطلاق فعندها امها ستظُن بها السوء ولن تُصدقها ابداً .
اما هو فلا يُصدَّق كميه جرأتها ووقاحتها وسفالتها ، كيف كان يميل اليها من قبل ويُريدها ؟؟؟! يكادُ يُجن وهو يتذكر تعلقه بها لجمالها المُخادع وهي ذات لسانٍ احمر سليط .
ولعبه القدر كتبت له تلك الرقيقه ميس عن طريق الخدعة التي شطرته لنصفين ، فقط لو انه التقى بها بطريقه مُختلفه ، انه صعب الطباع فهو لا يُسامح بسهوله غروره وكبريائه لا يسمحان له ان يتنازل عن خداعه حتى وان كتبها له القدر .
نظر بحُزن عينيه لتلك الجهه التي تحوي روحها وجسدها ويأسف كثيراً إلى الحال الذي وصلا إليه .
قرر انه منذ الغد لن يبخسها حقها في وجود ضرّه بسلاطه ملاك وسيبقى عندها ليله بعد ليله حتى لا تفكر ملاك باهانتها من جديد كما انه لن يتحمل ملاك ابداً كل يوم .
الساعات القليله التي بقي فيها مع ملاك اثبتت له انها لن تصل لمستوى ميس في حياته وقلبه ، وكم تقرّف منها ومن عدم حياءها فمُنذ البدايه لم يكن يُرِيد الزواج ولكن والدته سامحها الله اقترحت عليه الفكره ليُحولها إلى مُجرد انتقام مرير .
تذكر ليله زفافه بصغيرته وكيف كانت خجولة مُحمرّه الوجنتين رقيقه الكلام ، حتى زينتها وثيابها بسيطه كنعومتها .
عاد يتأسف على حالهما ، وخطا نحوها لن يجعلها تنام هذه الليلة حزينة .
كان يرى إرتعاش جسدها أسفل الغطاء وقلبه يرتجف لارتجافها الذي جعله يقلق عليها .
توجه ناحيه شقّ السرير الذي تنام عليه وجلس بقُربها يمسح على وجهها الرطب من الدموع إلى منابت شعرها المُتعرقة وهمس : ما ادري انك صاحيه لهالوقت دايماً كنتِ تكونين نايمه ولا ما خليتك تشوفيني بهاذي الصورة .
قالت ببرود : عادي ، اصلاً كنت انظف تحت .
عقد حاجبيه وهمس : مين قالك تنظفين ؟؟؟! انا ماطلبت منك هالشي ولا رح اطلب .
قالت تنظر له بعينين صامتتين : عادي ، اعتبره جزء من العقاب التعاقبني فيه عشان تنبسط اكثر .
قال بصوتٍ حاد بعض الشيء : معنى اني اعاقبك مو اني اهينك وانتِ في بيتي ما رح تنهانين لأحد .
ابتسمت ببرود ولفظت : عادي ، انا انهنت اليوم ومارح تكون المره الاخيرة ، ورح أكون متعوده على كل شي وهاديه لين تطلقني ، وخلاص وقتها انت واهلك ترتاحون للأبد مني ، بس ممكن تخليني بحالي عيب تترك عروستك باول ليله لكم ، الله يوفقك .
قال بحده اعلى هذه المره وكأن الغضب اجتاحه فجأه : وش هو العادي وكل شي عادي ؟؟؟! انا اقولك آيش وانتِ تردِ عليّ بإيش ؟؟!
نظرت له بقوه وقالت : ايش تبغاني اقول يعني ؟؟؟! برافو عليك تجرحني وبعدها تداوي وترجع تجرح جرح اكبر وترجع تداوي ، ماودي أقلل من احترامك عندي و الأنا اعرفه وعشت معك كم شهر وانا أعرفك ، فعشان كذه اعذرني على برودي معك ، رح أسوي كل مهامي الزوجيه الماقدرت اسويها وانا عميا من طبخ وتنظيف قبل لاتطلقني ، على الأقل يكون شبه تعويض لك عن كل شي سويته لي من قبل .
لم تقل له بالمعنى الصحيح انه لم يعرفها طوال هذه الأشهر كما عرفته هي ، يكفيها الذُلّ الذي تعيشه ولن تُفسر كلامها .
فليذهب الان علها تستطيع لوحدها لعق جروحها فالتخف ويذهب المها ليبقى أثرها على روحها الميتة .
يا الله يكاد يُجن من برودها منذ متى فقدت ذاتها و حيويتها لتُصبح بهذا الجفاف ؟؟! أكان هو السبب في فقدها لروحها الحلوة ؟؟!
تنهد بعُمق وهو يدرك انه السبب فعلاً بما حدث لها !!!
قبل ان يخرج نظر لها نظره تحمل الكثير من العتاب : المهم حاب اعوضك عن الصار اليوم ، وبكره باخذك لمكان حلو بتحبينه .
لاتُريد ان تذهب لأي مكان غير احضان والدتها غير ذلك لا فهي لا تُرِيد فقالت بعناد : انا ما رح اجي خذ زوجتك أولى مني توها عروس .
قال بأمر صارم يتجاهل ماقالته : بكره تتجهزين وباخذك الظهر .
خرج من غرفتها و نظر للطرف الاخر حيث تقبع عروسه الجديده .
تأفف وهو لا يرغب بالدخول إليها الان فغادر القصر إلى حيث البحر ملجأه الوحيد بعد ان فقد ملجأه بين احضان صغيرته .
كانت ملاك تذرع الغرفة ذهاباً واياباً ويسترسل على قدّها قميص نوم غير محتشم إطلاقاً ، تتأفف بضجر وهي تهمس " يا الله وينه ذَا الغبي الحين ؟؟! ماوده يجي اكيييد عند المُقرفه زوجته الاولى ، اووووف بس لو اعرف ليه تزوجني وهو يحبها ؟؟! وزي الخروف عندها " .
فجأه سمعت صوت صرير مدوّي لمُحرك السياره فنظرت من النافذة لترى السياره التي وصلت بها إلى المنزل تُغادر القصر ويقودها فيصل .
شهقت بهلع ودموعها هبطت على وجنتيها وهي تقول : يا الله الحيوان راح وخلاني هنا ، الكلب أهاني وش قصده يروح ويخليني باول ليله ؟؟! الحين وش بقولوا عني اهله وزوجته الوسخة .
صرخت بغِلّ وهي ترمي الحاجيات من طاولة الزينة ولمع في عينيها شيطانان مُريعان بشكلٍ مُخيف من الغضب .

*****

كانت عينيه صامتتين غير مقروئتين ويسمع جملتها المُدللة التي نزلت على رأسه كالصاعقة .
نظر لها بنظرات غير مفهومه وحاول امتلاك اعصابه وقال : بأي شهر انتِ ؟؟؟! ومتى حَملتي ؟؟!
تعجبت من رده فعله الأولية حتى انه لم يبتسم بل كان عابساً ولم يقل " مبروك " ولكنها قالت بهدوء : من شهر تقريباً .
خجلت ملامحها وهي تردُف مُنكسه رأسها للأسفل : يعني في اول ايام زواجنا تقريباً .
رد بجفاف وهو يتذكر كيف خُدع المره الاولى بكل بساطه وهذه المره لن يُخدع ايضاً نفس الخدعة : اها !!!
مال حاجبيها بضيق وهمست بهدوء وهي تبتعد عن جسده المتشنج : ليه تسأل ؟؟؟! ما فرحت عمتي قالت لي انه اكثر خبر رح يفرحك لما احمل ، انا لِسَّه ما علمت احد انت اول واحد .
نظر لها ببرود وهمس : قبل لا افرح في شي بتأكد منه وضروري هو و يحتاج شوي وقت لين تصيري بالشهر الخامس تقريباً ويكتمل نمو الاعضاء للطفل عشان اقدر اسويه يعني اربعه شهور من الحين .
رمشت بعدم فهم وهي تقول بوجوم : مو مشكله بس ايش هو التبغى تتأكد منه ؟؟؟! وتبغى تسويه ؟؟!
فجّر القنبلة في وجهها بكل برود وهو الذي لم يعد يستطيع الوثوق بأحدهم او حتى تصديقه : حمض " DNI "
ظهرت غُضنه بين حاجبيها بسبب شده تقطيبها لجبينها : ايوه اعرفه الحمض الخاص بالوراثه وعشان تعرف إذا كان الطفل لــ ....
انقطعت كلماتها عند هذه الفكره لتبتعد عنه كالملسوعة وتشهق وقالت بعدم تصديق تُرِيد ان تتأكد من ظنونها وهي تراه يرمُقها ببرود : انت تشُكّ فيني ؟؟؟! وفي شرفي ؟؟؟! وتبغى تتأكد انه البيبي منك عن طريق الحمض ؟؟؟!
زمّ شفتيه بجمود وهو ينظر لها بقوه وقال : مع الأسف إيه !!! عشت معك شهر كنتِ مختلفه فيه عن زوجاتي القبل ومافي مجال لأي مقارنه لأنك في كل مقارنه انتِ تفوزين ، وبالنسبه للشكّ جاني خبر في ليله الصارلي فيه الحادث هو اليخليني اعيد حساباتي من اول وجديد عشان لا انخدع ببساطه .
صمت قليلاً ينظر لملامحها التي امتقعت وتجمع بها الدم وأردف : وبعد سمعت عنك من قبل كلام من زوجه خالك حتى انها قالت انك رفضتي تسافري معهم اخر مره عشــ ....
قطعت كلامه بصدمه ووجهها مبهوت الملامح تُحدّق امامها دون ان تنظر له تحديداً فهي لا ترى امامها سوى ضباب اسود كثيف و تقول : لا تكمل ادري وش حتقول ، لا تكمل اعرف وش قصدك !!! وهي الاتهمتني نفس الاتهام بالضبط لما رجعت من السفر ولاقت البيت وسخ .
اردف فهد ببرود دون يأبه هذه المرة للدموع التي بدأت تتجمع في مقلتيها وكأن القسوة والقهر الذي بداخله لم يجعله يتأثر هذه المره لدموعها : إلا رح اكمل عشان تعترفين بنفسك وتقولين الحقيقة .
سحب نفساً عميقاً ليردف بقسوه : تذكرين الاسبوعين الوديتك عند خالك وبعدها طردتك زوجته ورحتي للجيران وبقيتِ عندهم ليله ، وقتها دق عليّ ابو عبدالله عشان آخذك ، بس وش يضمني كلامه صح ؟؟! وأنك انطردتي بالليل وكلمني هو الظهر ، وش يضمني انك ماكنتِ عندهم من اسبوعين وخاصه انه عبدالله كان يبيكِ وبكل وقاحه جا يخطبك من أبوي وانا جمبه يعني احتمال يكون هو .
صمت لبرهه ليرى رده فعلها التي لم تُحرّك به اي ذره من الرحمة وهو يبصُق عليها كلماته كالسُمّ الذي يخرج من افواه الأفاعي .
قال بهدوء بعينين مُصغرتين وقد عرف من ملامحها الممتقعة انها فهمت قصده جيداً : وش يضمني ما يكون هو !!! وانتِ بعد الكان خاطرك فيه بس للاسف زوجه خالك كانت تحبط اي مُحاولات لكم للزواج !!!
فغرت شفتيها تستجدي بعض الهواء الذي انحسر من المكان وكأن الغرفة قد غادرها الأوكسجين ، ياالله !!! انها تشعر بالأرض تهتز أسفلها وكأن الجبال ارتعشت من هول هذه الصدمه التي صعقتها كالصاعقة المُميتة .
باغتته وهي تُعانقه وتبكي دموعاً مهدوره وتتوسله بضُعف : الله يخليك يا فهد لاتسوي فيني كذه ، الله يخليك والله رح تذبحني لا تسويها فيني !!!!
حاول ان يُبعدها عنه دون جدوى فقد كانت متشبثه به بقوه ، إلى ان شدّ اكثر على كتفيها حتى يستطيع ابعادها بعُنف .
قبض على ذقنها بقسوه وحاجبيه مالا بغضب وقال ينظُر في عُمق عينيها : لا تحاولــ ...
قطعت كلامه وهي تُبعِد كفه عن ذقنها بشراسة .
وكاد ان يُتابع بصق سمومه ولكنها اجفلته وهي تضربه على صدره ضربات لم تؤثر به بذراعيّها النحيلين وكفيّها الصغيرين ، كانت تضربه بكل مكان تطاله يداها على صدره وذراعيه وأكتافه المصقولة .
ودموعها تسيل انهاراً من منبع عينيها ، وهو ينظر لها ببرود دون ان يهتزّ له رمش .
اعتقل معصميها بكفٍ واحده عندما نفذ صبره وسحبها إليه ويقول من بين اسنانه : وقفي عن هالجنون لو صدق الولد ولدي ، ليش كل هالانفعال ؟؟؟! ليه خايفه وتصيحين ؟؟؟!
قالت من بين دموعها وصوتها اختنق بغصته : مو خايفه منك يا *** ولا رح اخاف ، ربي حاميني ويعرف كيف اني محافظه على نفسي وسمعتي من كل لسان ، انا ماني وحده من زوجاتك الوسخات وما رح اسمح لك تطلع عقدك منهم عليّ وتتهمني زور بسببهم .
ضغط على معصميها اكثر حتى المها عندما شتمته وقال بصوت كالهسيس وعينيه لمعتا بشرٍ كامن وظهر وحشه الخفي امام وجهه : لسانك صار طويل يا بنت عمي !!! ويبيله قصّ بس الفي بالي رح اسويه وغصبٍ عنك ، قلتلك الحين عشان تكونين مستعده للفحص بعد اربع شهور .
حاولت التخلص من عِقاله فلم تنجح فكّفه التي تقبض على معصميها كالكماشه القوية زادت من ضغطها حتى شعرت بعظام معصميها يتهشمان .
قالت بسخط وهي تصرخ بوجهه : وإذا سويت التحليل وطلع الولد ولدك ، ايش حتسوي وقتها ؟؟؟!
هز منكبيه ببساطه وقال : عادي ما رح يصير شي بنكمل من الوقت والمكان الوقفنا فيه .
حررّ معصميها وأخيراً ونظرت له نظرات أودعتها كل الحقد الذي زرعه بنفسه في قلبها و في هذه اللحظات وجمعتها مع كل مافعله بها من قبل وتناسته بنفسها ، وحاولت ان تتناساه ليست المره الاولى التي يشُكّ بها وبسمعتها ولكنها تناست ذلك الموقف وهاهي تعود وتضعه في حساباتها ، لا تصدق ما يحدث !!!! تكاد تموت من هذا الالم يشُكّ بها !!! هل يشُكّ بها هي ؟؟! ام انها تتخيل ذلك ؟؟!
يا الله فليكن هذا الامر مُجرد كابوس فليكن كابوس لا حقيقه ، لقد قتلها ودفنها بنفسه بسمومه وحديثه القاسي .
قالت بقوه وهي تنظر له بشجاعه : رح انتظر اربعه شهور رح انتظر ، بس انت ذبحتني من هاذي اللحظه وانا ما رح أسامحك ابداً على السويته فيني قبل شوي والسويته من قبل لانها مو المره الاولى التُشكّ في سمعتي ، ما رح أسامحك ابداً .
نهضت وهي تهمس بخفوت وعينيها غائبتين عن الواقع وكأنها تهذي : ابداً ، ما رح أسامحك ابداً ، ابداً .
اختفى جسدها وظلها يتبعهما صوتها وصوت همسها بهذيانه خلف الباب ، واختفى معها الدفئ والامان وحلّت البرودة مكانها ، مثل تلك البرودة البغيضة التي كانت تجتاحه قبل ان يتزوجها نفس البرودة لسنوات عُمره الماضية .
لايُريد ان يصبح رجل شكاك لا يُرِيد ان يُصاب بهذا المرض العُضال الذي لا علاج له ، لا يُرِيد ان يُصاب ولكن رُغماً عنه يُرِيد لقلبه الاطمئنان .
الشكّ والبخل مرضان لا علاج لهما سوا التعايش معهما وهو لا يُرِيد ذلك لا يُرِيد التعايش مع الشك وزوجته معه وحوله ، ولكن رُغماً عنه يرغب في ان يتأكد رُغماً عنه سيبحث في الماضي مُجدداً عند تلك العائلة ويتأكد ، لا يُرِيد ان يُخدع بكل سهوله رغم ان الصدق يشِعُّ من عينيها إلا أنّ حاجه ما في جسده تُطالبه بأن يفعل ويتأكد ، ولكنه ايضاً لن يتجاهل ما مرّت به وما سمعه عنها .
يا الله فالتعطه الصبر ولترزقه تلك الراحة التي يبحث عنها يا الله !!!!
غطى وجهه بكفيه ورفعها للأعى مروراً بمنابت شعره وحتى خلل أصابعه بين خصلات شعره السوداء ، ولم يعد قادراً على تحمل هذا الالم الذي ينهشهه ، الم الخيانة من زوجته الثانية ، هذا ان كانت هي فقط من خانته وحسب ؟؟؟!
لم يعد يتحمل يا رب هذه السِهام التي تُصيبه لم يعد يتحمل !!!
نسبه تصديقه لها كبيره كبيره جداً بأنّ الطفل طفله .
واحد بالمئه فقط هو ما يجعله يشك بأن الطفل ليس له وسيكسر نسبه الشكّ هذه باليقين بالاختبار ،
وعندها يعرف كيف يُدخلها لعالمه من جديد ويجعلها تُسامحه ظبيته ذات القلب الحنون ، لقد آلمها ويعرف ذلك جيداً المها ولا يجد امامه غيرها ليُفرغ عليها عقده كما اتهمته .
يعرف جيداً انه انسان معطوب من النساء ودخلت هي لحياته في وقتٍ خاطئ في وقت لم يكن به متهيأً لزوجه جديده تدخل حياته ، حيث كان غارقاً في عُقده ولم يتحررّ منها وهو يكتم كل شيء في صدره دون ان يشتكي لأحد .
يتمنى فقط ان حدث وأذاها اكثر بعد هذه الأشهر التي سينتظراها سوياً ، ان تعرف كيف تغفر له وتُسامحه وتقدر له ما يمُرّ بِه .
خرج من الغرفة لن يستطيع النوم وهي لن تكون موجوده ، فلا حياه له بدونها اسمه خُتم باسمها للأبد وجسده وُسِم بجسدها للأبد وإن قالت انها لن تُسامحه للأبد إذاً هي مُرغمه على البقاء معه للأبد .

*****

وهاقد بدأت اطهر وأجمل ثلاثون يوماً بالسنة ،
كان اليوم الاول في رمضان كعاده عائله الكاسر تجتمع كل العائله عند الجده ويبقون حولها وبعد صلاه العشاء كُلٌ يتفرغ إلى عمله .
كان فهد جافاً جداً مع ميرال خلال هذه الاسبوعين وكأنه عاد إلى فهد السابق فهد الذي لا يعنيه شي ولا يهتم لأحد ببروده البغيض وجموده الغليظ .
بينما كانت ميرال تقابله ببرود مماثل وفقدت عينيها بريق بحرها ونجوم السعاده كما فقدت شفتيها القهقهة .
بعد عده ايام في هذا الشهر الفضيل
جلست الجده مع ميرال ورسيل في شقتها وهم يتبادلون الأحاديث وقالت رسيل بحيويتها اللذيذه : مييييرو يا قلبي انت ما اصدق انك حامل ، بيبي حامل في بيبي ما يصير يختي الصوره مو لابقه .
كانت ميرال تبتسم ببهوت ووجها فاقد الحياه بينما،
صفعت الجده رسيل على رأسها بعصاتها وهي تقول ساخطه : اقول اذكري الله يا اللعوب لاتنظلين بنيتي الحين هذا وانتِ صرتِ مره متزوجه ولا عقلتي متى ناويه تعقلين ان شاء الله ؟؟؟! لا غزاكِ الشيب ؟؟!
رسيل وهي تتنهد : يووووه يا جدتي ، متزوجه مره وحده تراني لِسَّه مملكه ولا تزوجت ، بس اروح بيت زوجي يصير خير .
ضربتها الجده بعصاتها مره اخرى ولكن هذه المره على خصرها ولم تنتبه انها ضغطت عليها بقوه لتُسبب لها كدمه موجعه .
صرخت رسيل بألم دون ان تأبه الجده التي تظن انها تتدلل عليها وقالت : اقول يا قليله الحيا والمستحا وجهك مغسول بمرق تجيبين سيره روحتك لبيت زوجك ، صدق ما تستحين .
فركت خصرها ووجها يتغضن بالحُزن المزيف : ااااخ يا جدتي عورتيني صدق ضربتك توجع .
ثم أردفت بسرعه حتى لا تؤنبها الجده : ما شاء الله تبارك الله ، بس وشوله تضربيني الحين ماسويت شي ؟؟؟!
ابتسمت ميرال ابتسامه صفراء ، على الأقل وجهها يعرف البسمة بوجود رسيل المرحة التي
قالت لها : تصدقين الكل فرحان بحملك ومن الحين نخطط وش بنسوي بحفلتك بس تولدين بالسلامه ؟؟؟!! مرررره مبسوطه وبطير من الفرحه .
بُهت وجه ميرال عند هذه الذكرى وقد قُتِلت فرحتها قبل ان تولد ، والحزن يملأ قلبها فهي ترى الفرحة بأعين الجميع ماعداه هو اهم شخص عليه ان يفرح بطفله وهي ايضاً التي لم تعد تفرح كالجميع ، تنهدت بأسى وهي تلتمس منه الجفاف والقسوة بنظراته إلى ان تمضي هذه الأشهر العِجاف ليقتلها ويكفنها مره أخرى عندما يجعلها تُجري الفحص الذي يُرِيد .
خرجت رسيل إلى الحديقة عائده للقصر وماتزال تفرك خصرها وتميل بألم وهي تُغمض عينيها ، حسناً يبدو أنّ الجده قد تحمست قليلاً بمُزاحها ولم تقصد ضربها بقسوه .
شهقت بصوتٍ مكتوم عندما أُعتقل خصرها من الخلف ليتكم تأوّهها الخائف كفٌ خشنه اغلقت فمها ومنعتها من خروج شقهتها ومنعتها من الصراخ ، كانت تُحرك جسدها عشوائياً حتى تتخلص من هاتين الذراعين اللتين بالتأكيد من قوتهما لرجل وليس لامرأة ، كما ان عينيها مُتسعتين بخوفٍ نهش داخلها نحو السماء وعينيها تدمعان من الم خصرها الذي اشتدّ .
تركها اخيراً في مكان منعزل في الحديقة الخلفية للقصر وألقاها بنزق كإحدى قطع الجماد وارتطم ظهرها بخفه نحو الجدار .
وهدر بها يوسف يوبخها بعنف : شفتي شلون بسهوله قدرت أمسكك ولا قدرتي تفلتين مني ؟؟؟! اجل لو كان واحد غيري وش كان سوا ؟؟؟!! وانتِ طالعه بهالحريه ؟؟!
كانت تُحيط خصرها بذراعيها تُقاوَم الالم ورفعت رأسها ونظرت له بشزر وهي تهتف : عما ان شاء الله البيت بيتي أتحرك فيه مثل ما ابي ، حتى في بيتي لازم أخذ الحيطه والحذر ؟؟!!
يوسف بقسوه وارتعش جسده بالغضب : رسيييل ترا بقصّ لسانك يا الوقحه ؟؟! ما تدرين انه هالأيام عزايم رمضان ورجال داخلين وطالعين من مجلس ابوكِ واخوكِ ؟؟! وانت بكل ثقه ماشيه قدام المجلس مثل المفهيه ، احمدي ربك اني الشايفك ولا كان وريتك شغلك يا مستهتره .
لم تستطع ان ترد على هذا المُتملق ، وهي تنزلق الى الارض بألم وقد تضاعف المها بعد ان ضغط على خصرها بذراعه وهو يحملها إلى هُنَا ، لا تُرِيد البُكاء امامه ولكن الالم لا يُحتمل .. لا يُحتمل .
فدفنت رأسها في رُكبتيها تنشُج بصمت حاولت ان لا يسمعه وتتمنى ان يترُكها ويُغادر ، ولكنه لم يخفى عليه ارتعاشه جسدها وصوت انينها .
هبط بجسده فوراً إليها وهو يسألها بوجوم والقلق يتشح بملامحه الذكورية : رسيل وش فيكِ ؟؟!
لم يعرف ماذا يقول وهو يظن انها تتدلل عليه فقال بغباء وهو يظن ايضاً انها تبكي من كلامه الذي بصقه في وجهها : مو قصدي اهاوشك واصارخ عليكِ بس انتِ نرفزتيني ، ماشيه مثل الخبله ولا تشوفين قدامك .
ثم همس بصوت وصل إلى مسامعها وأثار غيظها : ولييين وش ذَا الحساسية الزايده يا شين دلع البنت لا تدلعت .
قالت بصوت متألم : ما أتدلع انا ، بس خصري يوجعني وانت لما حملتني لهنا ضغطت عليه وزدت الالم يالفالح !!!!
قالت الكلمة الأخيرة بصوت اعلى مقهور .
لمس خصرها حيث لاحظ وضعها لكفها من فوق ملابسها فتأوهت بوجع : آآآآآآآآه .
سحب شفته السفلى تحت اسنانه وهو يضغط بقوه عليها حتى كاد يتذوق طعم الدمّ .
فلم يتحمل رؤيه الألم في عينيها ليرفع طرف بلوزتها بجرأه ويرى تلك الكدمة المُزرقة واتسعت عينيه بصدمه وهو يقول بحده : مين سوا فيكِ كذا ؟؟؟!
قالت بدلال وخجل لوّن وجنتيها السمراوين تحاول إنزال البلوزه على خصرها : جدتي بس مو قصدها عشان اثقل دمي دايماً فمعتاده تخبطني بعصاتها التتكي عليها بس هالمره مانتبهت انها زادت العيار .
قال مُتعجباً وهو يمنع كفها من إنزال البلوزه : وش سويتِ انتِ عشان تخبطك ذَا الخبطة ؟؟! ولا مو اول مره بعد في غيرها ، أكييد تستاهلين مع ثقل دمك .
عجنت وجهها باستفزاز وهي تُقلد كلامه بسخريه .
ارتفع حاجبه من سخافتها وهي تُقلد كلامه بصوتها الساخر .
ثمّ قصّت عليه ما حدث بخجل بعد ان ترددت ولكنها اخبرته بعد اصراره ، جلس بجانبها وهي تتكلم فإبتسم لحرجها عندما ذكرت امر دخولها لمنزله .
هذه المره بات مُتحمساً حقاً لان تدخل منزله وتُحييه من جديد وتعيد له النور بعد ان توفى أخيه وزوجته اصبح المنزل كئيباً موحشاً عليه وعلى والدته ، لا يعرف لماذا يشعر بأنها هي من ستُعيد لذاك المنزل الحياه !!!!!! شعور قوي يجتاحه في كل مره يراها فيها .
اسند ظهره للحائط بجانبها وهو يُمسّد مكان الكدمة الواضحة على بشرتها السمراء البراقة .
كانت ترتعش من الخجل وتشعر بكفه التي تُلامس بشرتها مباشره بلا اي حواجز تحترق كالنار المُستعرّه .
كانت تنظر لكفه الخشنة وهي تتحرك بنعومه على كدمتها دون ان تجرؤ على النظر إليه كانت تحاول الابتعاد ولكنه يجذبها مُصمماً دون ان يتكلم .
لم تشعر بنظراته التي تخترقها و كان يرمقها بسحرٍ مفتون لجمالها الاسمر ، عجباً !!! لم يكن يُحِب السمراوات إطلاقاً ولكن هذه السمراء مختلفه عن اي سمراء أخرى لم تكن جميله بقدر ماكانت جذابه بروحها التي استشعرها ، لا يعلم هل فتنتها بسمارها ؟؟! ام لانها أنثى وهو رجل ؟؟!
الذي هو واثق منه هو رغبته في تذوق شفتيها ، رغبه عجيبه اجتاحته في هذا الوقت !!!!
وخاصهً وهو يشعر بكفه تشتعل ناراً من بشرتها التي تشبه الجمر .
همس بصوتٍ هاديء رخيم وصوتٍ منخفض من العاطفة : رسيل .
نظرت له بخجل دون ان تنتبه بنبرته الحميمية وقد احمّر وجهها كثيراً للمساته التي كانت تُدرك بالبدايه انها عفويه ثم بدأت كفه تتحرك بجرأه على كل ماتطاله .
نظرت له نظرات بريئه ولم تعلم ماذا يُرِيد ؟؟! وهمست : لبيه !!
همس مره اخرى : لبيتي بمكه .
قبل أن تُجيب وتُأّمِنّ كان يعتقل شفتيها بين شفتيه برقه .
جسدها كان مُتشنجاً من هجومه المُفاجئ ثم بدأ يرتخي ويتفاعل مع جسده عندما سحبها يوسف بخفه حتى يُعانقها وهو يُبادلها القُبلات الناعمة التي يلتقطان منها انفاسهما كلما اختنقا من قُبله ضاريه كانت تتوسط القُبلات الناعمة .

*****

تأففت بضجر وهي تتقلب على الفراش ويُضايق عينيها ضوء الشمس المتسلل عبر النافذة .
قفزت من الفراش والتقطت المبذل الحريري وهي تستر جسدها المكشوف أسفل قميص النوم المُبتذل .
نزلت على عتبات الدرج بقدميها الحافيتين ، فرفعت رأسها عندما سمعت صوت شهقه صادره من أسفل الدرج ، فقالت بصوت اختلط ببحه النوم : صباح الخير خالتي !!!!
اتسعت عينيّ ايمان بصدمه وقالت : اي صباح ؟؟! يامال العافيه الساعه ثلاث العصر على فكره .
قالت بخُبث كاذب : اسفه يا خالتي بس سهرت امس مع فيصل وما نمنا إلا متأخر .
قالت ايمان تُخْفِي غيظها الشديد منها ولم تستطع منع نظراتها التي تسلطت عليها وهي ترمقها بإزدراء : بعدين وش قلّه الحيا ذي تنزلين بقميص نومك واحنا بنص رمضان ، مافي احترام حتى للشهر الكريم ؟؟! انا بنتي الهي بنتي احشّ رجولها لا نزلت ببجامتها القطنية فما بالك بقميص ما يخص إلا المتزوجات .
تنفست بعُمق وهي تتأهب لحرب الحماه الشريرة والكنّه : حسستيني اني مشغله هالاغاني وارقص واحنا برمضان ، حشا كلها قميص حقّ النوم و انا هذا لبسي حتى في بيتنا قبل لا اتزوج ، مين قال انه حصر على المتزوجات بس ؟؟!
معليش يا خالتي بس ما رح أغير عادتي والتعودت عليه في بيت اهلي عشان تزوجت .
استدارت بغرور وهي تتجاهلها و تُحرّر شعرها الاشقر من تشابكه وتعود لإعتلاء الدرج وقد " سُدَّت نفسها " فلم تعد تُرِيد النزول .
نظرت اليها إيمان بغِلّ ، والله انها تكاد تفجر بقهرٍ منها .
ثم نظرت إلى ميس التي عادت البارحة من منزل والدتها كان قد أخذها فيصل إليها وجعلها تبقى عندها اسبوعين ليُعيدها البارحة .
عقدت حاجبيها وهي تراها تحمل دلّو الماء وقالت : ليه تنظفين ؟؟! ما طلبت منك تنظفين اليوم !!!!
قالت ميس بهدوء : حبيت اشتغل قبل لاتطلبي يمكن اقدر أعوض شوي من الوقت الجلست فيه بدون لا اسوي شي قبل لا اتطلق .
ارتفع حاجبها بأناقه وقالت : اها !! كذه اجل ، مو مشكله خلي من ايدك الحين وارتاحي ما ودي حفيدي يتأذى ، كافي الطبخ الطبختيه اليوم تسلم ايدك .
غادرت المكان وهي تُكتف ذراعيها ، بينما رمقتها ميس من الخلف بذهول ، هل شكرتها الان ؟؟! ام انها كالعاده تتوهم كل شيء ؟؟!
عند المغرب شعرت بالملل الشديد بين هذه الاربعه قضبان ، و نزلت ملاك تتهادى على الدرج بثيابها الضيقة والقميص الضيق الذي يبدو انها تعمدت شراء مقاس اصغر من مقاسها فيتضح عند أطرافه بياض بطنها ونعومته .
قالت ايمان بصوتٍ عالٍ وهي تراها تجلس فيرتفع قميصها اكثر وليست معتاده على ان تصمت في المواضيع التي تستفزها إطلاقاً : ملاااااك ، قومي بسرعه بدلي ملابسك قبل لا يجي خالك ويشوفك بهالشكل ، ماتستحين تجلسين قدّامه كذه .
وضعت قدماً على الاخرى تُحدّق بأظافرها دون ان تأبه لكلام ايمان وقالت دون ان تنظر اليها : معليش خالتي سبق وقلت لك ما رح أغير نمط حياتي السابق وعاداتي لاني تزوجت ، انا معروفه دايماً بستايلي ولا رح أبدله عشان خاطر تزوجت .
ثم نظرت لها نظره ذات مغزى " انتِ لن تتحكمي بي إطلاقاً ولن تجعليني أرتدي ماتريدين على مزاجك " .
قالت ايمان وقد نفذ صبرها منذ العصر : صدق انك قليله حيّا وما تستحين على وجهك .
قالت ملاك بصوتٍ اعلى : انتِ مو أمي عشان تأمريني بهالشكل انا انسانه مسّتقله البس الابيه وقت الابي بدون لا احد يتحكم فيني !!!!!
دخل سعد الى المنزل وعقد حاجبيه من أصوات الصُراخ الصادره عن زوجته وزوجه ابنه الجديده فقال بقوه يقطع صوتهما من الحديث : خييير ان شاء الله ؟؟؟! وش في صوتكم واصل لآخر الشارع ؟؟!
نظر لابنه اخته ، نعم انها ابنه اخته للاسف !!! ولكنه لم يكن يُريدها زوجه لابنه الغالي لانه لم يرتح لها ولديه جوهره ثمينه مثل ميس .
التفت لملاك وأدار برأسه فوراً بصدمه وهو يحوقل : لا حول ولا قوه الا بالله ، قومي يابنت روحي تستري وش هاللابستيه الحين ؟؟!
غادرت ملاك المكان بغضب والأرض تعزف نغماً على أوتار كعبها الذي لامس الارض والدموع تغشى عينيها من القهر وقد اهانها للتو والدا زوجها الغبيّ كما لم يُهينها احد من قبل ، لم تتحمل تأنيبهما وهاهي تعود لحبس نفسها بين اربع جدران مُقيته بسبب خطأ صغير ارتكبته بغباء ووالدتها تجبرها على الزواج بمتزوج .
فصعدت لتتحدث مع احد الشباب حتى يُخَفِّف عنها الضغط الذي مرّت بِه هذا آليوم بسببهم والأحمق زوجها لم يعد يبقى عندها كثيراً ، أسبوعان مرّت على ليلتهما السوداء ولم يلمسها إلا الان ، لو لم تكن زوجته حامل لظنت انه شاذ لا يقترب من النساء .
اما في الأسفل عقدت ايمان ذراعيها لصدرها وقالت ببعض السُخرية : هه هذا الاصواتنا كانت واصله الشارع بسببه ، قليله الحيا والوجدان قلت لها تبدل ملابسها الفاصخة وتراددني وترفع صوتها .
جلس سعد بتعب على الاريكه يُحرر اول زرين من ثوبه حتى يأخذ نفساً وقال بلا مبالاه : لا تاخذين عليها توها بزر ، اصلاً مادري شلون خطبتيها لولدك وانتِ تعرفينها عدل واصريتوا عليها ولا انا قايل لكم من اول مالها داعي هالزواجه نشبتِ الولد بزوجتين وهو بهالعُمر ، يعني سبق وقلت لك خلي ولدك يجيب ميس هنا تعرفي صلاحها من طلاحها والبنت عاقله ما سوت شي وواضح انها ماكانت طمعانه .
قالت ساخطه : وش البزر تستهبل عمرها بعمر عبير وهاذي هي عبير بتجهز نفسها عشان تسافر وتكمل دراستها وهي ذَا البليده حتى جامعه مادخلت من كسلها الجاهلة ، وبعدين اذا ميس مو طمعانه اخوها مايشبع .
نظر لها بريبه وقال : وش عرفك انتِ بأخوها من الأساس ؟؟؟! عشان تعرفين هو طمعان ولا لا ؟؟!
توترت قليلاً ولكنها قالت وقد ادركت الوضع : لما كانت عميا كانت تكلمه سبيكر وسمعته يطلب منها فلوس .
تأفف بضجر من هذا الحديث عن المال والذي يكرهه ، ثم ابتسم فجأه وكأن ملاك الرحمة حطّ على رأسه ، وهو يرى ميس أقبلت نحوه بابتسامتها الخلابة التي لا تُظهرها إلا له وهي تُقبل يده ورأسه وتقول : الله يعطيك العافيه عمي ما قصرت ، الله يقويك .
قال بوقار : ويقويكِ يا بنيتي ، شلونك ؟؟! وشلون حفيدي ؟؟! عساكم مرتاحين ولا ناقصكم شي ؟؟!
قالت بنعومه : الحمدلله كلنا بخير يالغالي .
كانت علاقتها مع والد فيصل أفضل من جيده وهو يُعاملها بهذا الحنان الأبوي الذي فقدته منذ زمنٍ طويل ، و قويت علاقتها به اكثر عندما سقطت من الدرج .
قالت بلُطف : اجهز لك اكل يا عمي ؟؟! اكيد جوعان وانت راجع من الشُغل
قال بحنان : تسلمين ، بس مشتهي قهوه من يدينك لو ماعليكِ امر ، وبعدها تجلسين وتسولفين عليّ .
قالت بابتسامه زينت ثغرها : من عيوني .
ذهبت بينما كانت ايمان تنظر لهم بغِيرة ليس لانها تشُك بزوجها او لانه يضع عينه على فتاه بعمر ابنته فهي تعرف انه يُعاملها بأبويه ، بل كانت غِيرة لتلك العلاقه الابويه بينهما والتي وُلدت حديثاً ولم تولد بينه وبين اي ولدٍ من اولاده .
خمنت ان زوجها سيغضب كثيراً عندما يعلم بقرار فيصل بتطليقها بعد ان تلد وتضع ابنها عندهم .
على العموم مازال الوقت باكراً على ذلك فما تزال بالشهر الرابع حتى تتفاهم معه بهذا الشأن !!!!

*****

كانت تمُد جسدها على السرير بتعب ويُتعبها الوِحام بشكلٍ قاسٍ وزاد التعب عليها مع العمل دمعت عيناها لأنها لا تستطيع تأدية صلاه التروايح كامله .
داهم طارق الغُرفة عليها بشكلٍ مُستعجل وقال بصدمه : انتِ للحين جالسه ولا لبستي شي وجهزتي ؟؟؟!
ازالت كفها الرابتة على بطنها ورفعت جسدها بهدوء ظاهري حتى استندت إلى ظهر السرير وقالت بصوت متعب : اتجهز ليش ؟؟؟!
قال وهو يُلاحظ صوتها المُجهد : قلت لأميره تقولك بنروح عند خالي معزومين على السحور عنده .
سميره بسخريه مُبطنه : اول شي ما شاء الله تبارك الله عائلتك كبيره ما نلحق عزايمهم بالمناسبات ثاني شي لا أميره ولا منال يطيقوني واتوقع ما يبوني اجي معكم لاني مو من العائله لو قلت لنورا كان جت وعلمتني .
اقترب منها وهو يتجاهل سُخريتها التي التقطها من بين حديثها .
ورمى بنفسه على السرير بقوه في جهتها ، وأمسك كفيها بين كفيه ومسح عليهما بهدوء وهمس : يكفي أنك زوجتي عشان تصيري جزء مني ومن عيلتي ، فما ابي اسمع انك مو من عائلتي ابداً انتِ واطفالنا بالمستقبل مربوطين باسمي اسم طارق العامر ، أنتِ عائلتي .
كانت تُحافظ على هدوءها وَتُخفي ارتعاشتها من ذكره للأطفال وخشيت ان يعرف بحملها فلن يُعجبه ذلك الان وقد ذكر من قبل رغبته في تأجيل الإنجاب لوقت غير معلوم !!!!
كان ذلك سبباً لإخفائها الامر عنه ان كان لا يُريدها ولا يُرِيد طفلها الان فهي ايضاً لا تُريده ، لا تُريده حتى وان اضطرت لان تدوس على قلبها الاحمق المُدله بحُبه .
ياالله !!!! كيف كانت تعشقه في مراهقتها حدّ الثمالة وتراه الامير القادم على الفرس الابيض ولكن هذا الامير لن ينظر لها بسبب بدانتها والجلد المُتراكم على بعضه .
ولم تصدق انه جاء ليخطبها لم تُصدق ، اختارها هي البدينه البشعة وترك جميع الأميرات الجميلات في عائلتهم الكبيره .
من فرحتها آنذاك كانت مُصممه لان تليق بِه وبرجولته وجسده المصقول ،
كم بذلت من الجُهد وقتها حتى تُصبح رشيقه وأنيقه تليق به ، وحرمت نفسها من الذّ الأطعمة وهي تتخيل نفسها بتلك الرشاقة .
لكنه كسرها وحطمها منذ عقدا القرآن قبل سنتين ، كانت تأمل ان يُكلمها او يرغب في زيارتها كل يوم ولكن لا يوجد إلى ان بدأت تفقد املها من مُحادثته او مقابلته يوماً بعد يوم إلى ان انعدمت نسبه هذا الأمل ،
كان حتى عندما يزورهم في المناسبات لا يُفكر بلقائها وهي بزينتها ، ومع إحباطها منه وحنقها منه وتفاقم غضبها عليه ، لم تستسلم وكافحت بالنظام الغذائي الصحي والرياضي إلى ان وصلت إلى هذا الحال من اجل نفسها لتُرضي ذاتها وهي الان لن تُرضيه إطلاقاً لانه لم يقبل بها وعرفت بل شعرت انه أُجبر عليها .
لقد كانت تبني نفسها وروحها الهشة حتى تتحدى من يقف بوجهها ونجحت ، وقلبها الغبي رفرف من جديد عندما اجبره عمه ليُكمل الزفاف رغم رفضها له لكبريائها إلى انه ظهر اكثر كبرياء منها وحاول ان يُتمم زواجهم ، وتشوّقت كثيراً لرؤيه رده فعله عندما يراها و التي اثارت غرورها وزهووِّها .
دمعت عيناها وقالت : بس انا ما احسّ اني عائلتك !!!!
ضمها قليلاً لصدره وقال : يخسي اليقول مانتِ عائلتي !!!!
رفع ذقنها بأصابعه حتى تنظر اليه وقال : ودك تجين الحين تغيرين جو ؟؟! بخلي اهلي يروحون مع طلال لين تتجهزين وبنتظرك .
هزّت رأسها وقالت : لا روحوا إنتوا ، انا اصلاً تعبانه شوي ما رح اقدر اتجهز وأروح ، الشغل اليوم أتعبني .
لوى شفتيه بضيق وهمس بوجوم : ما ودي اخليكِ لحالك بالبيت ، وعاد خالي هذا من احب خوالي عندي ولزّم عليّ اجي .
قالت بدُعابه وابتسامه ناعمه : ماعليه روح انت وغير جو وبتعوضني بطلعه لحالنا بعدين .
طارق : ان شاء الله يعوضك .
نهض وهو يلثُم شفتيها التي أغوته من شده عضهما لها ثم قال بمكر : عاد ما رح اتأخر بس أجي بكمل شُغلي التو .
همست دون ان يسمعها : قليل أدب .
خرج دون يُغلق الباب بالمفتاح ، ولم تصدق انه خرج لتعود وتستلقي من التعب واسبلت أهدابها بنعومه وهي مُستيقظه ، وعادت كفيها تلقائياً لبطنها وهي تبتسم بحُب لطفلها الذي لم يُكمل اربعه أشهر حتى الان .
خيّم الظلام على المكان وكأنها تشعر بوجود الوطاويط رغم انهم لا يتواجدون في هذه الْبِلاَد ولكن لا تعرف لما ربطت هذه الوطاويط بالشرّ .
وقد عرفت باللحظه التي فُتح بها الباب فجأه وظهر منه طلال بعينيه الشيطانيتين القذرتين و بجسده الطويل كوحشٍ مُهيب .
بينما هي قفزت بهلع من السرير وكأن التعب والألم الذي اجتاحها قد اختفى بغمره خوفها من دخول هذا الكائن المُقزز لغرفتها ، وبغياب كل افراده .

*****

تفرُك كفيها بتوتر بين أحضانها بينما خطيبها يجلس بقُربها ببزتّه السوداء .
نظرت نظره خاطفه له وهو بجانبها ، لقد كان نحيلاً جداً عظام خديه وذقنه بارزه بشكلٍ مُريع من النُحل بينما أكتافه متهدله وشعره كثيف نوعاً ما ويُغطي عينيه الملونه نظاره طبيه نحيفه جداً زادت شكله بشاعه ، كما ان شعره كثيف و أشقر باهت بغيض ،
حتى انها كادت تتقئ من صوته الناعم بشكلٍ زائد .
نظره واحده فقط وقد بدا بشِعاً لها لا تعرف لما بدا هكذا هل لانها لاتعرفه ؟؟! ولا تُحبه ؟؟! ام لانه بشع فِعلاً ؟؟؟!
بينما ذلك الرعد بنظره واحده خطف قلبها قبل سنوات لم يكن اشقراً وقد جذبها كثيراً بعينيه ذات لون القهوة الداكنة وشعره الاسود الفحمي الكثيف وسمار بشرته الذي أودى بالباقي من عقلها رغم انه كان رشيقاً ، ولكن عندما رأته المره الاخيره في الماركت كان عاصفه ذكوريه متحركه برجولته التي ازدادت مع الكِبر بفظاظه ، وعضلات جسده التي صُقِلت واتضحت أسفل ثيابه بوضوح وكأنه كان يحمل الحديد ويُفرغ به كبته وغضبه لسبع سنوات حتى اضحى هكذا ، كان وجهه اسمر جافاً غاضباً طوال الوقت حتى كانت تسمع نذير ذلك الغضب في صوته ، ولا تعرف ما سرّ هذا الغضب ؟؟؟؟!
همست لنفسها وهي تؤنب نفسها " خلص نادين بطلي تفكري فيه ، انت كنت بتغيظيه لما قلتيله وهو عرف انك حتتجوزي وهو ماعاد بده ياكِ ، لا تفكري لاتفكري انسسسيييه وعيشي حياتك ، عيشي متل ماهو كمل وعاش حياته وخلّف ، عيييشي " .
تنهدت بعُمق حتى تستوعب ان عريسها " اللُقطه " كما قالت والدتها التي لم تُصدق ان توافق على الزواج مره اخرى كان قد غادر مع عائلته وأخيراً .
خلعت حجابها بضيق وقررت ان تُفسد هذا الامر ، يا الله انها لا تستطيع لا تسطيع الزواج .
جاء ليخطبها ونظرا لبعضهما نظره شرعيه قبل رمضان فلم تكن مُحجبه وقتها ، والان فقط كانت قِراءه الفاتحة فلم تقبل بخلع حجابها امامه ، هل هُناك من يأتي ويخطب في رمضان ؟؟؟! يالهم من ناس غريبه وعجيبه !!!! لم يرتح قلبها لهم
ووالدتها قالت انها هي من تأخرت بالرد عليهم وهم مُستعجلون بالزفاف ، ماذنبها ان كانت تُفكر بمستقبلها حتى لا يضيع اكثر من ذلك كان عليها ان تُفكر جيداً .
ذهبت لتتحدث قليلاً مع والدتها وتبُثها مخاوفها من الهجرة بعيداً عنهم .
توقف الزمن للحظه وهي تسمعها تتحدث بالهاتف ، توقف العُمر للحظات وهي ترتشف المزيد من هذا الوجع .
كلمه واحده تُقال بمراره الحياة الصفراء بمراره العلقم الذي ينقُر الحُنجرة " أُمِّي " .
وضعت كفها على حُنجرتها طالبه بعض الأوكسيجين والهواء الذي انحسر في الجو .
ومازالت والدتها تتكلم بكل غرور ووقاحه على الهاتف قائله : معليش حبيبتي بس نحنا وضعنا كتيييير صعب اكتر من البتتخيليه بعرف كل شي صار وتمّ قبل سبع سنين وقبضت الثمن بس لو مش مضطره كان ما دقيت عليكم لافتح صفحات الماضي ، رح تبعتي المصاري ولا انا رح احكي لنادين كل شي وانه ابنا لساته عايش عند ابوه ومش صعب حتى احكي مع رعد وأخبره بكل الصار !!!!!!!!!
اغلقت الهاتف وهي تستدير بزهو ، واتسعت عينيها بصدمه عندما رأت نادين تنظر لها وجداول الدموع تسير على وجنتيها البيضاوين وهمست بنفسٍ ضعيف : عن جد السمعته ، ابني لِسَّه عايش ؟؟؟؟! عايش ؟؟؟؟!
قالت سوسن بحاجبين متغضنين : ناديــ ..
قطعت كلامها بصُراخ وهي تُغمض عينيها : بسسسسسس لا تقولي نادين ، وجاوبيني ابني عايش وعم بتساومي بالمصاري حتى لا تحكيلي ؟؟؟! ولا ادني صار فيها شي وماعم اسمع منييح ؟؟؟؟!
كزّت على أسنانها وقالت بيأس : ايه عايش ، بس انا .
قالت نادين وهي تشهق من البُكاء : ماما لا تحكي شي دخيل الله ، كنت بفكر مُعاملتك لميرال بهديك الطريقه لانها مش بنتك ولا تقدري تعامليها متلي ، بس هلأ عرفت مافي فرق بيني وبينها كل البهمك المصاري والسروه " الثروه " ماهمك مشاعري ولا مشاعر ميرو التغلبت هون ، ماهمك شي غير نفسك وبس .
ارتعشت شفتيها وهي تقول بغصه علقت في حنجرتها ، احكي لي الصار قبل سبع سنين ، لازم اعرف كل شي عشان أقدر اشوف ابني .
تنهدت سوسن وهي تقول : طيب انتِ اهدي هلأ ....
قطعت كلامها وهي تصرُخ والدموع لم تتوقف عن النزول : ما رح اهدا ، مارح اهدا ، دخيل الله احكيلي هلأ شو الصار ؟؟؟؟!
جلست سوسن وقدميها لم تعُدان تحملانها وقالت وهي تُقْلب الهاتف بين كفيها : بتعرفي لما تزوجتي بالسر حملتي علطول تاني شهر ووقتها أمه لرعد عرفت هدا الزواج .
أومأت نادين وهي تعقد ذراعيها لصدرها : ايه بعرف وكانت راضيه عن زواجنا لانه عرفت فيه لما كنت حامل .
قالت سوزان : ماكانت راضيه ، كانت بتمثل الرضى مشان ماتخسر ابنا ، واتفقت معي هي وأخواته قبل ولادتك مُقَابِل تعطينا مصاري تنقذ وضعنا هداك اليوم وهددتني لو ماقبلت المصاري رح تهدم حياتنا فوق راسنا وترحلّنا لسوريا وكان الاتفاق ، إنَّا نحكيلك انه الولد مات وانه رعد رح يَعصب عليك ويطلقك لأنك ما عرفتي تنتبهي للولد ومهمتي كانت ابعدك ، ومن طرفهم هم خدعوه كمان مشان يصدق انك تركتي الولد وهربتي وطلبتي الطلاق بدون سبب .
ابتسمت ابتسامه باهته : طبعاً انا وقتها كنت دوبي والده وسمعت صوت بُكا ابني وقت تولد وفجأه قلتولي انه مات ، وكنت وقتها ضايعه ومو عارفه شو اعمل وتايهه كتير وصغيره كتير وصدقت كلامك وبعدت عن زوجي وابني بكل غباء ، ماهيك ؟؟؟!
أومأت سوسن دون ان تتجرأ لتنظر لها واردفت نادين بقسوه : وهلأ انتِ عم تستغلي الماضي وبدك تاخذي مصاري اكتر من حقك الاخديته من قبل .
حاولت سوسن ان تقول شيئاً ولكن نادين أوقفتها بكفها : ما بعرف شو بدّي احكي لأنك أمي ، ما بقدر أشتمك مابقدر أضربك ما بقدر اعمل شي ، بس ممكن ما تحكي معي ابداً وتخليني اتصرف مشان اشوف ابني واجيبه لعندي .
خرجت من غرفه والدتها بقلبٍ ميت ، ثم عادت لتقول : اه صح نسيت احكي ، اتصلي على اهل العريس وقولي لهم رح افسخ الخطوبه بعد ماعرفت انه ابني موجود مش حبعد عنه .
ثم أردفت بسُخريه : بكفي سبع سنين تربى بعيد عن حضني .
شحب وجه سوسن وهي لا تتحمل هذه الصدمة التي تلقتها ابنتها الجميلة ، يا الله مالذي فعلته منذ سنوات بها ؟؟؟! وكله بسبب الطمع ابنتها الغاليه ترى الْحُزْن على عينيها منذ سنوات لفقدها ابنها وزوجها وهي السبب بذلك هي السبب !!!!
كانت تجلس على سريرها وترتعش من فرط البُكاء ، ضمت رُكبتيها لصدرها ولم تعد تحتمل لم تعد تحتمل !!!!!
تُرِيد الاتصال به لتعرف هل الذي كان معه تلك المره ابنهما ؟؟؟! ام انه ابنه هو من زوجته التي تزوجها خلال هذه السنوات ؟؟؟؟ هل سيكون عيباً ان اتصلت الان لتسأل عن ابنها ام لا ؟؟؟!
ابتلعت غصتها المؤلمه ، تزوج ؟؟! بالطبع سيتزوج انه مُجرد رجل لن يستطيع العيش بدون امرأه في حياته سبعُ سنوات مرت عِجاف على قلبها بالتأكيد انه تزوج ، وهو يَظُن انها هربت وتركته وقد خُدع مثلها لذلك ان تلومه ابداً لن تلومه .
سحبت نفساً عميقاً وهي تُقرر الاتصال به بعد ان فقدت صبرها .
كان يجلس في الطرف الاخر مع فهد وسلمان وباقي أفراد عائله الكاسر بعد صلاه التروايح وفجأه صدح هاتفه بالرنين ، كان ينوي الاجابه في مكانه ولكن عندما رأى ان الاتصال قد وصل من باربيته .
تأفف بضجر وهي بالتأكيد تنوي ان تُعيد له المئه بعد ان جرح كرامتها بتلك الرسالة .
اجاب على مضض وهو يقول قبل ان تنطق : اذا اتصلتِ عشان موضوع الميـــ ...
قطعت بصوتها الذي يبدو مُختنق الانفاس : لا لا انا اتصلت أسألك عن حاجه تانيه مهمه ؟؟؟!
سبعُ سنوات مرت عليه كسبع قرون وسبعه دهور ومازال يعرف نبرتها المختنقة عندما تبكي واختنق قلبه مع اختناقها فقال : تفضلي وش بينا غير موضوع الميه ؟؟!
قالت بهدوء : الولد الكان معك في الماركت ، هو ولدي انا ؟؟؟! ولا ولدك من زوجتك الثانية ؟؟؟!!
عبس بوجهه وقال بقوه وصوتٌ جلجل باسمه : تستهبلين انتِ ؟؟؟! ولا تستعبطين ؟؟؟! لا ولد الجيران ما كأنك رحتِ وخليتيه وراكِ ولا كأنه عندك ولد وتسألي عنه بكل وقاحه .
عادت دموعها تهبط بغزارة وتقول بألم : والله قالولي اني ولدته ميّت ، سمعت صوته سمعته لما ولدت وكان يبكي ، بس رجعت اختك وأمك وقالتلي اني بتوهم وولدته ميّت .
كانت تهذي وتشعر بالدوار ولا تُصدق ان ابنها الوحيد مازال على قيد الحياه وفألهم به للموت لم يتحقق .. لم يتحقق !!!! ماتسمعه حقيقه ابنها يتنفس هذا الأوكسجين وهي التي بقيت حزينه لسنوات عمرها الضائعه وانحسرت ضحكاتها كما انحسر نفسها وقالت بصوتٍ خفت تدريجياً : رعد الله يخليك خليني شوفو ، الله يخليك خليني شوفو مو مسدئه " مصدقه " انه موجود وبيتنفس .
غابت هذه الدُنيّا عن عينيها دون ان تسمع كلامه ولم تعد ترى امامها غير صور مشوشه من الواقع المرير ، حتى فقدت وعيها على سريرها وانسلّ هاتفها من كفها الناعمة ، ودخلت والدتها فجأه حتى تطمئن عليها وصرخت باسمها والخوف اكتنزها في كل مكان من جسدها ، وأخذت مع صرختها قلب وعقل رعد الذي لم يعد يسمع صوتها الرقيق وأنفاسها التي غادرت الأثير بينهما .

*****
تشبثت بالهاتف المنزلي على إذنها وهي تَنْظُر للبيت الموحش وقد اصبحت تعيش بِه لوحدها ، وقلبها يكتنز بالخوف لوحدها في هذا المكان الفسيح والبارد ، قالت بمراره : مُصعب الله يخليك حاول تسوي شي واطلع من السجن ، خايفه لحالي البيت يخرعّ وكل شوي اتخيل احد يُدخلّ عليّ .
قال وهو يتنهد بألم نسي أمرها في غمره وجعه القديم ومحاوله قتله لذلك الفهد ثم قال : ما رح اقدر اطلع يا سلوى روحي عند عمي وهو بيستقبلك عنده لين تنتهي فتره مُحاكمتي .
دمعت عينيها بألم ، كيف تذهب إلى ذلك الرجل الذي يتحرش بها بكل وقاحه ؟؟؟! عندما يراها وحيده وحزينه ، هي لن تذهب إليه حتى وان كانت تحتضر .
همست بغصه : الله يخليك كلم الرجال الحاولت تقتله واعتذر منه عشان يعفو عنك ، اصلاً انت ليه كنت بتقتله يا مجنوووون ؟؟؟! والله انك مجنون .
تنهد بعُمق وقال : ما رح يعفو لاني كذبت عليه وجرحت كرامته بقوه وقسيت عليه .
شهقت بخفوت وقالت : كيف كذبت عليه ؟؟؟! وش قلت ؟؟؟!
قال : قلتله انه زوجته الثانيه خدعته وكانت حامل مني وهي قالت انها ارمله عشان تنقذ نفسها ولصقت ولدي فيه .
هذه المره اتسعت عينيها برُعب وهي تقول : يعني هذا الكلام كذب القلته له ؟؟؟؟!
قال ببرود : ايه كذب واصلاً حتى الحرمه ما اعرفها بس وانا اطارده عرفت كل شي عنه ، ويستاهل السويته فيه على السواه بأمل يوم تزوجها وهي بنت وطلقها ثاني يوم ورجعها لاهلها والنَّاس صارت تتكلم عليها وتطعن فيها وفي شرفها لين ما تحملت وانتحرت .
اغلقت الهاتف بهدوء وهي تتذكر ابنه عمها أمل المسكينه لقد كانت ستتزوج من مُصعب كانت مُخيره له منذ الصغر وكان يعشقها بجنون ، ولكن غرورها منعها من الزواج به ولأنها تكره العادات والتقاليد ، وارادت الأفضل الذي كان الفهد والذي تركها هو الاخر ثاني ليله من زواجهم وهي تتخيل السبب في سفورها ولباسها الذي لا يَمُتّ للحشمة بصِله وكان الفهد من النوع الغيور والمتزمت فهي قد عرفته ، لقد كان شقيق صديقتها السابقة اسيل .

bluemay 03-09-16 08:13 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 

الـسـلام عـليكـم ورحمة الله وبركاته,

شريييرة اورورا اغيب شوي وارجع الاقيك قالبة الدنيا على ابطالنا ..

ارجوك خفي عليهم شوي قطعتي قلبي عليهم : ميرال وشك فهد فيها..

فيصل النذل وعدم ثقته بميس..


يسلمو ايديك وبرحب بمتابعينك الجدد منورين يا قمرات

مع خالص ودي

بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:*

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ



حلم الحياه 03-09-16 09:35 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم
بارت خطير ومليئ بالاحداث
فهد وشكه بميرال المسكينه بسبب مصعب اللي عساه بسجن مؤبد
رعد ونادين اللي ظهروا فجأه وابنهم اللي عمره 7 سنين
فيصل اللي مابعد حس بقيمه ميس
والعله ملاك الوقحه
واحداث كثيره بين السطور
ياترى شو مخبيه لنا بعد!!
منظريييييييينك ايروورااا

البندقيه 03-09-16 09:43 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
حرام عليه فهد كسر بخاطر ميرو كتير بتمنى لما يعرف الحقيقه ميرو تعذبه كتير متل مااوجعها
اما فيصل بتمنى يحس بقيمه ميس قبل ماتضيع منه بس انا كتير تحمس للبارت الجاى
الله يعطيك العافيه قلبى انتظرك على نار

قمرة ، 03-09-16 10:25 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
البارت ناار وشراار :54:
فهد ، مرره زودها بالحكي صراحة:confused:
وميرال المفروض ماتسكت، تسوي أي شي، الصمت ماهو حل لين بعد كم شهر
إستفزني ماتوقعت كذا :(
وفيصل ، تستاهل والله ، هذي بركاتك يالشاطر
ياحلو ميس ورقتها، باقي لها أيام مُفرحة إكيييد ..

وبالنهاية ، شكراً مرره ، لإنك تتعبي وتسعدينا ببارت حلو زيك
ويعطيك العافية دائماً وابداً...

حليمةة القصيم 03-09-16 11:06 PM

شُكراً لك أختي اورورا🌹🌹 أنا مُتابعه للراويه لكن ماكنت مسجله في المنتدى لكن عشانك توي سجلت بوه ، تسلم اناملك روايتك ابببببببداع تختلف عن كل اللي قريت وبكل فصل نتحمس أكثررر وننتظرك على احر من الجمر >> يعني لاتطولين 🙈😊
أمزح
أدري تتعبين فلذلك عاذرينك وحنا ب انتظار الفصول الباقيه

الفصل السادس والعشرون

قهههرن الفهد ليش كذا مو لهدرجه عاد 😰
قسسى على ميرووو بالكلام كثييير ، وفيصلووه يقهرر أكثر😞
الله يستر على سمييره من هالطلال 😭😭
الصدتز تحمسست متى تنزلين الفصل السابع والعشرون 😊 ؟
أسلوووبك في الكتابه جمييييل جداً ماشاء الله ومششوق
ب الإنتظاار... تقبلي مروري 😍😍

كبريـائي هو سـلاحـي… 04-09-16 12:43 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله انك خطيييرة و مبدعة اوروريتا
كل قفلة اخطر من الثانية صح البارت كله حزن بس ناااااااار ي يا حبيبي ناااااار
آخ تحمست بس شسوي روايتك ذي ما خلت فيني عقل
اكثر قفلة محمستني حق سميرة يارب يلحق عليها طارق قبل لا يسوي طلال عديم الرجولة فيها شي احذرك لازم تدخليهم في البارت الجاي ايييه ابي يكون في اكشن وأكيد ما ح تقصري

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والاعمال في هذه الايام الفضيلة

دمتم بحفظ الله ورعايته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سبحانگ اللهم وبحمدگ أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرگ واتوب إليگ❤

auroraa 05-09-16 10:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3658048)

الـسـلام عـليكـم ورحمة الله وبركاته,

شريييرة اورورا اغيب شوي وارجع الاقيك قالبة الدنيا على ابطالنا ..

ارجوك خفي عليهم شوي قطعتي قلبي عليهم : ميرال وشك فهد فيها..

فيصل النذل وعدم ثقته بميس..


يسلمو ايديك وبرحب بمتابعينك الجدد منورين يا قمرات

مع خالص ودي

بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:*

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ



وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

اهلين حبيبتي عوداً حميداً وحشتيني كثير الله يسعدك

ان شاء الله بنخف عليهم شوي شوي

شكراً لمرورك عليّ حبيبتي

auroraa 05-09-16 10:43 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3658057)
السلام عليكم
بارت خطير ومليئ بالاحداث
فهد وشكه بميرال المسكينه بسبب مصعب اللي عساه بسجن مؤبد
رعد ونادين اللي ظهروا فجأه وابنهم اللي عمره 7 سنين
فيصل اللي مابعد حس بقيمه ميس
والعله ملاك الوقحه
واحداث كثيره بين السطور
ياترى شو مخبيه لنا بعد!!
منظريييييييينك ايروورااا

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

قريب تعرفي شو مخبيه لاتنسي دينا الاختفت فجأه
وحيبان سبب اختفائها

حبيبتي الله يسعدك يا رب

auroraa 05-09-16 10:44 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البندقيه (المشاركة 3658059)
حرام عليه فهد كسر بخاطر ميرو كتير بتمنى لما يعرف الحقيقه ميرو تعذبه كتير متل مااوجعها
اما فيصل بتمنى يحس بقيمه ميس قبل ماتضيع منه بس انا كتير تحمس للبارت الجاى
الله يعطيك العافيه قلبى انتظرك على نار

ميرو اكيد مش حتسامحه بسرعه او بسهوله

فيصل وميس لِسَّه باقي لهم من المآسي الحيمروا فيها

الله يعافيكِ يا قلبي

auroraa 05-09-16 10:54 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمرة ، (المشاركة 3658062)
البارت ناار وشراار :54:
فهد ، مرره زودها بالحكي صراحة:confused:
وميرال المفروض ماتسكت، تسوي أي شي، الصمت ماهو حل لين بعد كم شهر
إستفزني ماتوقعت كذا :(
وفيصل ، تستاهل والله ، هذي بركاتك يالشاطر
ياحلو ميس ورقتها، باقي لها أيام مُفرحة إكيييد ..

وبالنهاية ، شكراً مرره ، لإنك تتعبي وتسعدينا ببارت حلو زيك
ويعطيك العافية دائماً وابداً...

ميرال تنتظر هاذي الأشهر عشان حاجه ومش حتسكت بعدها
فهد المر فيه من الف وخداع طوال عشر سنوات من زواجه
وتطليقه مو سهل ابداً هو تسرع بس بالحكم دون مايسأل
عن الماضي ويتأكد

الله يعافيكِ حبيبتي نورتيني يا قمره

auroraa 05-09-16 10:59 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حليمةة القصيم (المشاركة 3658072)
شُكراً لك أختي اورورا🌹🌹 أنا مُتابعه للراويه لكن ماكنت مسجله في المنتدى لكن عشانك توي سجلت بوه ، تسلم اناملك روايتك ابببببببداع تختلف عن كل اللي قريت وبكل فصل نتحمس أكثررر وننتظرك على احر من الجمر >> يعني لاتطولين 🙈😊
أمزح
أدري تتعبين فلذلك عاذرينك وحنا ب انتظار الفصول الباقيه

الفصل السادس والعشرون

قهههرن الفهد ليش كذا مو لهدرجه عاد 😰
قسسى على ميرووو بالكلام كثييير ، وفيصلووه يقهرر أكثر😞
الله يستر على سمييره من هالطلال 😭😭
الصدتز تحمسست متى تنزلين الفصل السابع والعشرون 😊 ؟
أسلوووبك في الكتابه جمييييل جداً ماشاء الله ومششوق
ب الإنتظاار... تقبلي مروري 😍😍

حبببببببيتي الله يسعدك يا رب ويسلم شاااااانك مره فرحتيني
ياقلبي الله يسعدك
ان شاء الله ما أطول يا رب ويسهل لي كتابه الفصل زي الفصول الراحت

فهد صح زودها بس مو قليل المر فيه

وفيصل كله حيجي على راسه قريب

مرررررره مبسووووووووطه بجيتك حبيبتي الله يسعدك يا رب ويوفقك

auroraa 05-09-16 11:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبريـائي هو سـلاحـي… (المشاركة 3658083)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله انك خطيييرة و مبدعة اوروريتا
كل قفلة اخطر من الثانية صح البارت كله حزن بس ناااااااار ي يا حبيبي ناااااار
آخ تحمست بس شسوي روايتك ذي ما خلت فيني عقل
اكثر قفلة محمستني حق سميرة يارب يلحق عليها طارق قبل لا يسوي طلال عديم الرجولة فيها شي احذرك لازم تدخليهم في البارت الجاي ايييه ابي يكون في اكشن وأكيد ما ح تقصري

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والاعمال في هذه الايام الفضيلة

دمتم بحفظ الله ورعايته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سبحانگ اللهم وبحمدگ أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرگ واتوب إليگ❤

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

كلامك عن كل فصل دايماً يرفع معنوياتي الله يسعدك حبيبتي
مره انبسطت بتعليقك واكيد باْذن الله
حجيب سميره والصار معها ولا يهمك يا قلبي

الله يحفظك ياااا رب استودعتك الله

auroraa 07-09-16 07:53 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
باْذن الله الفصل حيكون اليوم
مافي ساعه محدده حضغط على نفسي وأكمله وانقحه
وانزله باي وقت


وهادي تسريبه لأحد الابطال
من فصل اليوم

كانت تنفض نفسها بقرفٍ منه حتى تستطيع فتح الظرف ، بينما هو مُستمتع بقُربها ويسحبها إليه بقوه ويرفعها قليلاً لترفرف قدميها بالهواء ، حتى يضُمها إلى صدره البارد وإلى جسده الصائم منذ اربعه أشهر عن النساء .
كان غارقاً برائحتها المُسْكِرة ولم ينتبه لأنيابها التي قضمت ساعده بأقوى قوه تمتلكها ونجحت بإبعاده .
وابتعد يفرك مكان عضَتّها المُباغته ، ولكن ليس عليه هو لقد اجفلته وحسب اما عضَتّها الناعمة لم تؤثر ولا مقدار ذرّه بذراعه .

bluemay 07-09-16 08:07 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,

يسلمو ايديك ومشكورة ع تعبك يا الغلاا



اكيد التسريبة للفهد وميرو

وعرف نتيجة التحليل اتوقع ولكن بعد فوات اﻻوان.



متشوووقة لقراءته


تقبلي خالص ودي

كبريـائي هو سـلاحـي… 07-09-16 12:15 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
التسريبة لميرو وفهد اكيد
الفعد بيعرف كيف يصالحها بس ثقلي ميرو شوي ولا تخليها تسامحه بهالسهولة ااد انتي ادرى بشغلك وشلون بتعذبه ميرال
اي بالله امانة لا تنسي سميرة والله متشوقة وش بيصير معاها

ولا تضغطي على نفسك ياروحي واحنا مقدرين تعبك وواقفين معاكي حتى ان ما نزلتيه اليوم نزليه بكرة اهم شي راحتك

auroraa 07-09-16 01:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3658598)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,

يسلمو ايديك ومشكورة ع تعبك يا الغلاا



اكيد التسريبة للفهد وميرو

وعرف نتيجة التحليل اتوقع ولكن بعد فوات اﻻوان.



متشوووقة لقراءته


تقبلي خالص ودي

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

نشووووف فات الاوان ولا لا !!!!

انا جيت ومعي الفصل

auroraa 07-09-16 01:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبريـائي هو سـلاحـي… (المشاركة 3658611)
التسريبة لميرو وفهد اكيد
الفعد بيعرف كيف يصالحها بس ثقلي ميرو شوي ولا تخليها تسامحه بهالسهولة ااد انتي ادرى بشغلك وشلون بتعذبه ميرال
اي بالله امانة لا تنسي سميرة والله متشوقة وش بيصير معاها

ولا تضغطي على نفسك ياروحي واحنا مقدرين تعبك وواقفين معاكي حتى ان ما نزلتيه اليوم نزليه بكرة اهم شي راحتك

هي فعلاً لهم التسريبه
اه هو بيعرف يصالحها بس رح يستمر ولا في شي حيوقف بطريقه

اكييييد رح تجننه وتطلع عقله من مكانه

ولا يهمك حبيبتي كان لازم اضغط على نفسي عشان لا أتكاسل
وخلصته الحمدلله

auroraa 07-09-16 01:31 PM

انا جييييييييييت يا بنات ومعي

الفصل ههههههههههههههه

البتدخلوا هنا عشانه

auroraa 07-09-16 01:32 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
27

‏‎السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
‏‎لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
‏‎ما شاء الله تبارك الله
‏‎للكاتبه
‏Aurora
..

الفصل السابع والعشرون


وكأن الخريف جاء يتبعه الشتاء يهرول خلفه الربيع لماذا تشعر بهذه الثلاثه أشهر تمُرّ عليها كالقرون والدهور ؟؟؟!
كانت تعمل بالمطبخ ووجهها حزين كما كان حزيناً تلك الشهور الماضية .
بطنُها برزت قليلاً وقد اصبحت في بدايه شهرها الخامس ، بينما هو كان مُستعجلاً وأخذها إلى الفحص عندما كانت بشهرها الثالث وقتلها هناك بدمٍ بارد .
ارتعشت يديها وهي تغسل بعض الأطباق وتتذكر ذلك اليوم الذي قُضيَ عليها به رُغم انها ترجته الا يفعل ذلك بها دون ان يأبه لها ولتوسلاتها الضعيفة .
مافعلته بها زوجه خالها طوال تلك السنوات لا يُضاهي مافعله هو بها خلال اربعه أشهر من شكه بها وإجبارها على عمل التحليل و نظراته الغريبه التي كان يرمقها بها طوال هذه الأشهر .
انزلقت احدى الأكواب من كفها بسبب شرودها وتهشّم الكوب داخل المغسلة ، ورفعته بلحظه شرودها مره اخرى حتى تُنظف مكانه ويجرح باطن كفها .
فتأوهت بألم وتفاجأت بكفٍ خشنه تُمسك بكفها المجروحة .
عقدت حاجبيها بغضب لتسحب كفها بقوه وتتأوه بألم أكبر ، ثم قالت بشراسه : وخرّ عني ، لا تلمسني مو انا ***** احمل ولد مو ولدك ؟؟؟! ليييييييييه تلمسني ؟؟؟! لييييييه ؟؟؟!
عقد حاجبيه هو هذه المرة وقال بحده : هاتي ايديك وانتِ ساكته ، ولسانك بقصه لو قلتي هالكلمه مره ثانيه !!!! فاهمه .
اقترب منها بقوه ينهب الارض قاطعاً المسافة بينهما ويهمس : ماتقولين عن نفسك هالكلمه وانتِ بريئه من اي ذنب .
قالت بغضب وهي تُبعِد كفها عن مداره وتُخفيها خلف ظهرها : ما رح اعطيك ايدي ، وبعدين للحين ماطلعت نتايج التحاليل ؟؟؟! عشان تعرف انه الولد مو ولدك !!!!
تنهد بنفاذ صبر : ياصبر أيوب ، ما تملين وانتِ تسألين هالسؤال كل يوم ؟؟! من يوم سوينا التحليل ؟؟!
قالت بألم قلبها المجروح وألم كفها النازفة بصوت مرتفع قليلاً حتى لا تسمع جدتها : لا ما رح امل لو أسألك سنه لقدام عشان اثبت لك انك ظلمتني وظلمتني كثير وقذفتني .
أمسك معصمها بقوه بلحظه غفله منها وحاولت ان تفُكّ كفه القاسيه عنها دون ان تنجح في ذلك ، وأدخلها لغرفه نومهما عنوه .
تركها وهو يُخرج عده الإسعاف ويُعقم جرحها رُغماً عنها ويلفُه بالشاش ، ثم يتوجه للخِزانه ويُخرج منها ظرفٌ مُغلق ، وقال بخشونه : هذا هو نتيجه التحليل ماخذه من زمان ولا فتحته للحين .
كتفت ذراعيها وقالت بسخريه لاذعه : ليه ان شاء الله ما فتحته ؟؟؟! خايف شكوك تطلع صحيحه ؟؟! وعشان كذه ماقدرت تفتحه للحين وانت ماخذه من اول على قولتك .
هزّ رأسه نفياً وقال بصوت خافت وصل لمسامعها : لا مو عشان كذه ، الصار قبل اربع شهور يوم اتهمتك ، كنت وقتها توني طالع من المستشفى و مقهور من اتصال جاني قبل لا اروح لموقع الحادث بنص ساعه وتصيبني الرصاصة من الشخص نفسه الكلمني وحاول يقتلني ، وقهري من كلامه ما راح بسهوله غير قبل كم يوم لين حسّيت انه الصار مو طبيعي وفي شي مخفي .
بلل شفتيه بتوتر ليردُف : ومثل ماقلتي انا انسان مُعقّد فصدقت كلامه هذيك اللحظه و طوال العشر سنوات الاخيره من حياتي فقدت ثقتي بكل الحريم الحولي ، كانوا كلهم كايدات وطمّاعات وكان هذا سبب يخليني اصدق كلامه بس كلامه هذا مو عنك فلا تفكري فيه ، انا بس تأثرت من حكيه عن الماضي صح انه شي راح بس غصب عني اتأثر منه .
قالت باقتضاب : ايه وايش هو هالشي الأثر فيك وخلاك تقذفني ؟؟؟!
نظر لها وهمس يتنهد : اجلسي عشان احكي لك اكثر ، يمكن وقتها تفهميني ، بس الابيك تعرفيه اني واثق فيكِ .
عاد ليُشدد على كلمته بتصميم واصرار : واثق فيكِ لدرجه اكثر من ثقتي بنفسي وادري ما رح تسويها فيني وتخونيني وأنك غير عن اي وحده تزوجتها ، المشكله بس كانت في وقتها قبل اربع شهور ماقدرت اتجاوز قهري بسرعه واسيطر على نفسي واحتجت للوقت استوعب المريت فيه والسويتيه فيكِ ، وجلست ابحث عن الحقيقه من الماضي لين عرفت شويه تفاصيل ، و صار هالتحليل ماله معنى بدون لا افتحه ولا اشوفه انا واثق انك حامل بولدي .
قالت بتمرد وهي تستغرب حديثه بالألغاز عن الماضي ، لا تعرف ماحدث معه ليجعله يقسو عليها ويجرحها ويتهمها هكذا ؟؟! ولا تُرِيد ان تعرف لانه مهما كان السبب لا يحق له اتهامها .. لا يحق له !!!
: ما ابغى اجلس ولا ابغى اسمع وش حتقول لانه ايش الكان رح تقوله ما يحق لك تتهمني بشرفي بلحظه قهر منك او عصبيه وانا الحافظت عليه طول حياتي .
تنهد بعُمق وهو يعرف ان طريقه طويل لمُصالحتها ، كان عليه ان لا يتسرع ويتهور ويتهمها ويقسوا عليها هكذا ، ولكن ماذا يفعل ان كان بطبعه مُتهور وجلف ؟؟؟!
أجفلته عندما أردفت بقسوه : والحين وش بتسوي بالتحليل لا انت الفتحته عشان تتأكد ولا الرميته وتبغاني اصدق انك للحين ما تشك فيني ، وجود هالتحليل معك للحين اصلاً دليل على انك للحين تشك فيني وفي شرفي !!!!!!
قال وهو يتجه بخطواته الرزينه إليها بينما كانت هي تبتعد عنه بإشمئزاز اتضح في ملامحها وكم آلمته هذه النظرات التي يراها ايضاً على وجه دينا عندما يُعاشرها : قد قلتلك قبل كم يوم بس هو القدرت اجمع فيه نفسي واستوعب كل الصار ، وخليته معي للحين عشان تعرفين وتشوفين اني مافتحته ولا شفته وبقطعه قدامك .
قبل ان يفعل شيئاً كانت قد انتزعت التحليل على غفله منه وهي تحاول فتحه بقسوه ، ادرك ذلك فوراً فانقض عليها يُكبلها بذراعيه المفتولتين من الخلف حتى التصق ظهرها بصدره .
وكانت تُحاول دفعه عنها بقوه دون اي جدوى من قوته التي تُحاصرها ،
يمنعها من فتح ذلك الظرف المُغيظ ، وهمس بصوتٍ أجش : هشش خلاص اهدي يا المجنونه اهدي .
كانت تنفض نفسها بقرفٍ منه حتى تستطيع فتح الظرف ، بينما هو مُستمتع بقُربها ويسحبها إليه بقوه ويرفعها قليلاً لترفرف قدميها بالهواء ، حتى يضُمها إلى صدره البارد وإلى جسده الصائم منذ اربعه أشهر عن النساء .
كان غارقاً برائحتها المُسْكِرة ولم ينتبه لأنيابها التي قضمت ساعده بأقوى قوه تمتلكها ونجحت بإبعاده .
وابتعد يفرك مكان عضَتّها المُباغته ، ولكن ليس عليه هو لقد اجفلته وحسب اما عضَتّها الناعمة لم تؤثر ولا مقدار ذرّه بذراعه .
عاد وانتزع منها الورقه وقد استطاعت اخراجها من الظرف فمزق الورقة بعُنف وقسوه امامها لأشلاء صغيره جداً .
ليراها تهجم عليه مُجدداً وعينيها غارقه بدموعها : ليييه شقيتها ؟؟! ليه ما تأكدت بنفسك اني بريئه عشان ترتاح دام انك متأكد من برائتي خلاص طلقني !!! طلقني وفكني منك ومن وجهك وعُقدك وكل شي بحياتك انا كنت انتظر تتأكد من برائتي عشان اطلب الطلاق وأحافظ على الباقي من كرامتي الهدمتها بنفسك .
كانت تضربه ومع كل ضربه كانت تطلب الطلاق دون ان يتحرك حركه واحده لتُفرغ بِه كل ما تُرِيد من كبت طوال هذه الأشهر .
لم يتحمل دُررها المنهارة التي التي تجرح وجنتيها فعاد يضُمها له وهي كانت تحاول الفِرار دون جدوى .
إلى ان استسلمت لاحضانه عنوه وهمست بصوتها الرقيق والباكي : اي شي تسويه ما رح يخليني اسامحك قذفك لي كوم وانه جدتي هي الرشحتني لك وتخطيطك مع دينا اني مكينه تفريخ بس أولد وتاخذوا ابني تربوه واتهامك الاول لي بالسوق كله كوم ثاني .
شهقت بقوه ثم عادت لتقول : حسابك عندي مره ثقل ما رح اقدر اسامحك عليه حتى لو جبرتني عليك .
جلس على السرير واجلسها بقربه ومسح على شعرها المموج بينما عينيه شردتا للأمام وهمس لها : لا تسامحني لو هالشي رح يريحك لا تسامحيني ، بس خليكِ عندي ولي .
قالت بغضب ورأسها مدفون بصدره رُغماً عنها ولا تستطيع ابعاده : ما رح يريحني إلا الطلاق ، انت انسان ما تستحقني وقبلت اتزوجك بكل عيوبك ويكفي انك ماخذ قبلي ثلاثه والثالثة لِسَّه على ذمتك ، يعني ما رح تفرق معك لو طلقتني وانت بطبعك مِزواج هذا إذا ماعندك زوجات بالسرّ كمان .
ابتسم ببهوت دون ان ينبت ببنت شفّه على كلامها لقد همس فقط : ماعندي غير زوجه وحده بس احس فيها ، زوجه وحده بس .
قالت بسخريه : هه لا يكون تبغاني اصدق انها انا هالزوجه ، وعلى فكره ترى دينا رجعت من السفر وهي غايبه اربع شهور ياليت ترجع تعدل بينا عشان خاطرها المسكينه ، هذا اذا عرفت تعدل !!!!
تنهدت بعُمق وكأنها أفرغت كل ماتريد قوله له وارتاحت لانه لم يتكلم وكأنه فهم انها تُرِيد ان تُفرغ كل آلامها وجعلها تُفرغها عليه بصدرٍ رحب
ثم أردفت : لو سمحت تعبانه وابغى انام ، الحمدلله انه وحامي كله نوم عشان لا اضطر اشوفك كل شوي لانه كل ما اشوفك اتذكر مأساتي البسببك حيتضرر منها ولدي ولو تضرر ما رح أسامحك ابداً .
مسح على شعرها بهدوء وقال : كل التبينه رح يصير من عيوني ، ماعدا سالفه اني اروح عند دينا وأطلقك انسيهم ، اعتقد تعرفين ماصدقتّ اطلع من المستشفى عشان تسافر مو على مزاجها انا ، اروح لها وقت الابي .
كان ذلك الوقت قد آلمها ان تسافر دينا دون ان تطمئن على فهد ولكنها تعرف انها لن تهتم وكانت تدعو لموته .
ارتعش قلبها عند هذه الفكره ربما هي تحقد عليه الان ولا تُطيقه ولكنها لم تتمنى له الموت ابداً ولن تتمنى فابنها يحتاج لوالده وقد عاشت معه أياماً جميله تعلم انها لن تتكرر ابداً .
صمتت ولم تجبره على الذهاب لتلك المرأه التي تُرِيد موته وكأنه يشعر بحقدها عليه ،
وغرقت في نومٍ عميق .
قِبَّل اعلى رأسها وهو يضعها على وسادتها وشعرها يتناثر حولها ، يؤلمه نظراتها الحاقده له وكرهها له فلقد كان هو يشعر بكره النساء له وطمعهم بماله وثروته وهالته في المجتمع وهاهو يرى الكره في عينيها .
حقد وكُره في عينيّ الفيروز الوحيده التي أسرت قلبه وعقله .
عضّ على شفته وهو يوقن بانه وجه شؤم ولا امرأه ترغب بالعيش معه لذاته ، انه ببساطه فاشل في ان يكون زوجاً وفي ان يكون أباً وفاشل بتكوين أُسرة وعائلة صغيرة تخُصّه .

*****

وضعت كفها على بطنها الخاوية !!!! نعم هي الآن خاويه من اي نطفه او جنين تسلل إليها من زوجها .
هبطت دمعه يتيمه وهي تستقر على فِراشها في منزل عائلتها ، وفي كل يوم تتذكر تلك الليلة الموجعة قبل ثلاث أشهر ولا تنساها لا تستطيع ان تنسى والكوابيس تُلاحقها في كل مكان وزمان .

*

انتفضت من السرير بهلع واقتربت من النافذة وهي ترى عينين شيطانيتين تُحدّق بها من علُوّ ، لتصرخ بأعلى صوتها الذي شعرت به يَخْرُج هادراً كرعد جلل الغيوم طالبه النجدة ، فيرد عليها ذلك الظلّ البشري بخباثه : ماله داعي تصيحين ماحد بيسمعك هنا !!!!
قالت بخوف وهي تبحث عن وشاح يستُرها فالتقطت وشاح عبائتها لتلُف شعرها وجزء من أكتافها وتحمد الله انها تردي الملابس الطويلة حتى لا تنكشف امامه ، والخوف يرتعش من رأسها لأخمص قدميها وقالت بصوتٍ حاول ان يخرج قوياً : يا حيوان انا عرضك وشرفك قبل لا أصير زوجه اخوك ، كيف تسوي فيني كذه ؟؟؟؟؟؟!!!!! الله لا يسامحك لا دنيا ولا اخره .
هزّ منكبيه بلا اهتمام دون ان ينطق بكلمه من كلامها السخيف .
لقد كان ينفر منها لسُمنها الواضح من خلف العبائه إلا انه عندما رأها صُدفه بجسدها الرشيق ووقفتها المُهيبة سلبت المُتبقي مما بقي من عقله .
وحاول ان يقترب منه ولكن كماشتين من حديد انقضتّا على كتفيه من الخلف وتسحبه بعُنف للخلف ، واتسعت عينيه بذهول عندما وجد ان الذي سحبه ليس إلا " طارق " !!!!!
كان يضربه بعُنف ويركله بقسوه تخرج من اعماق قلبه على هذا الخائن ، دون ان يترك به مكاناً سليماً .
وسميره كانت ترتعش من فرط الخوف بعد ان سحبت نفسها بصعوبه إلى زوايه الغرفه وتنزلق على الارض ، تبكي بأسى ودموعها لا تتوقف عن الهطول .
شعرت بِشَيْءٍ بارد يسيل تحتها وإذ بها الدماء تسبح أسفلها !!!!!
فهمست بهلع والدموع تغزو عينيها : البيبي .. البيبي رح يروح .
التفت لها طارق وحاجبيه معقودين من الالم لصوت نشيجها ووتيره البُكاء التي ترتفع كل ثانيه من صوتها .
ثم عاد ليلتفت لاخيه ويركله ركله قوية على وجهه ويسحبه من حاشيه ملابسه بعُنف ويقُرب إليه وجهه المكدوم بالضربات بينما فمه يلفظ بزمجره خشنه : انا اوريك يالحيوان يا عديم المُرُّوّة ، انقلع من وجهي الحين وحسابك معي للحين ما خلص ، وين رح تهرب مني يالكلب ؟؟؟! وييين ؟؟؟!
كان طارق اصغر بعده سنوات من طلال ولكن بنيه طارق العضليه تتوفق بجداره على بنيه طلال الهزيلة من التدخين .
دفعه بقوه نحو الباب فارتطم كتفه بإطار الباب ، بينما توجه طارق بسرعه إلى سميرة واتسعت عينيه بفزع وهو يرى الدماء تُغرق أسفلها .
لم يحتج للوقت وهو يلفها بعبائتها ويرفعها بين ذراعيه ليأخذها إلى المشفى دون ان يفهم الكلمات التي كانت تهذي بها .
وكم تفاجأ بأن زوجته ومن رقّ لها قلبه وبات لا يتخيل الحياه بدون وجودها قد أجهضت طفله ، لا يُصدَّق ذلك .. خسر طفله قبل ان يفرح به .
ولكنه كان يسمعها تهذي وهي تتقلب على الفِراش من الالم ويديها لا تبتعدا عن بطنها وعينيها مُغمضتين عن الواقع : ولدي لا يروح مني انا ابغاه لايروح مني .
مسح على شعرها يُحاول تهدئتها دون ان تستجيب له .
وعينيه غارقه في حُزنٍ رهيب ، وقد ادرك من كلامها انها كانت تعلم بوجود نطفه تسللت منه إليها دون أن تُخبره بذلك
فاضطر إلى استدعاء الممرضه لتحقنها بالمُهدئ ولم يعد يحتمل رؤيتها تتألم ، فيغيب عن عينيها الواقع والألم مؤقتاً فقط .

*
يا الله عينيها فقدتا بريقهما منذ فقدها لجنينها وتورمتا من البُكاء لحياتها البائسة مع زوجها ، كانت تعرف ان ذلك سيحدُث يوماً ولذلك لم ترد الزواج منه ولكن سامح الله والدتها التي كسرتها وأجبرتها على الزواج ، لتُجدد بزواجها منه حُبها له .
كيف تستطيع الابتعاد عنه الان ؟؟؟!! وقد جربت في قربه الكثير !!!! ورأت بعض الاهتمام في عينيه .
وهاهي والدتها تدخل عليها بعينيها الحزينة وتقول : يمّه طارق تحت يبيكِ ، انا للحين ساكته من قبل ثلاث شهور ولا احد فيكم راضي يتكلم عن الصار ، ماوده احد فيكم يفهمني الصار ، كنتوا زي الفُلّ ، مين النظلكم اعوذ بالله ؟؟؟!
ابتسمت بسخريه وهي تُحدّق بالجدار الذي امامها لتقول بكذب طفيف وتتذكر أيامها السوداء معه ضاربه بعرض الحائط اللحظات الجميلة بينهما : يمّه ماحد حسدنا ، احنا ماكنا زي الفل مثل ماتفكرين ، صار بينا اشياء كثييير لدرجه ماعاد اتحمل الحياه هناك .
قالت والدتها بيأس : ويعني ؟؟؟! وش بصير الحين ؟؟! الرجال كان يجي كل يوم لين طفش منك و زياراته قلّت وصار يجي كل اسبوع ، خلاص ماعاد تبيه يجي مره ثانيه ؟؟؟!
ابتلعت غصتها بألم وهمست رغم حبها له الذي كان يتضاعف في قلبها منذ اصبحت زوجته رسمياً ولكن كبريائها يمنعها بعُنف من العوده إليه بعد مافعله بها : مارح يصير شي يمّه ، قلتلك من قبل خلاص ماعاد ابيه يجي مره ثانيه ، ولا يتعب نفسه ماعاد في شي يربطنا ببعض ، ومن الأساس هو ماكان يبغاني .
تأففت والدتها من عنادها ، لما تُتعب نفسها وتُكلمها ؟؟! وهي تعلم ان رأسها كالحجر .
أما في الجهه الموازية .
كان يجلس طارق مُقدماً جذعه للأمام ويسند مرفقيه على فخذيه .. شابكاً أنامله ببعضها .
ثلاثُ أشهر مرّت ، مرّت كمرور الشلال والايام كانت تطير يوماً بعد يوم دون ان تتوقف للحظه ، وهو إلا الآن لا يلومها أبداً على صدها له لا يلومها .
فهو مايزال غاضباً على أخيه القذر ، غاضباً إلى درجه انه يُرِيد قتله بيديه وتقطيع جسده لأشلاء ورميها للكلاب الشاردة في الشوراع .
هرب الآن ولكن اختفائه لن يطول إلى أين سيبقى مُختفياً ؟؟؟! فهو لا مكان له غير هنا !!!!
في بدايه تلك الليله عندما كان يجلس بين الرجال في دعوه خاله الحبيب تسلل إليه أخيه كالشيطان وظنّ بأنه سأله سؤال عابر ان كانت كل عائلته حضرت إلى الدعوة ، فأجابه بعفويه ذلك اليوم بأن زوجته مُتعبه وبقيت وحدها في المنزل ، فلم يرى ابتسامته القذرة .
لم يلتفت أيضاً لسؤاله ، فجأه انتابه شعورٌ غريب كان يلتفت حوله ولا يجد أخيه وكأن الوحي أوحى له وتذكر سؤاله اللولبي وتذكر زوجته عندما شكتْ له عن أخيه .
لا يعرف ماذا حدث بعد ذلك وكأن عقله كان يُسيِّره فذهب مُباشره إلى المنزل وصعد عتبات الدرج بقلق اجتاحه وتمنى وإن كانت الأمنيات احلام ان ما يُفكر به وما تراوده من شكوك نحو أخيه غير صحيح .
ولكنه قالها تبقى الأمنيات احلام فبُهت من صُراخ زوجته وردُ أخيه القذر عليها بكل وقاحه ، ليعمي الشيطان عينيه وينقض عليه مُفرغاً به كل تلك الأيام التي مضت يُخاصم بها زوجته واتهمها بالابتلاء عليه وإذ بها هي الصادقة البريئه من كل تهمه .
تنهد بعُمق ويُشتت عينيه بالغُرفه وقد اجتاحته هذه الذكرى ككل مره يأتي بها إلى هُنَا ، كما لم ينسى ولو للحظه .. حُزن عينيها عندما اخذها إلى المشفى .
كان يجلس بقُربها على السرير بعد ان أعطتها المُمرضة أبره المُهدئ ، وخفق قلبه لرؤيه عينيها تُرفرف وتفتحمها ببطء شديد ، وصوت همسها يصله قائله بلهفه ضعيفه : البيبي بخير صح ؟؟! لِسَّه ما راح أحس فيه موجود .
رمش بأهدابه ثم التقط كفها الراقده بجانبها بِكُل هدوء وهمس بوجع نخر عظامه مما مرّ به هذه الليلة : مُعوضين خير يا قلبي مُعوضين ، باْذن الله ربي رح يعوضنا عن الراح .
سالت دمعتها فسارت حتى وصلت إلى أُذنيها وهي تقول : لا ، لا ، لا تقولها هو موجود احس فيه ، ما رح يروح ويتركني ما رح يروح .
بدأت تنهار تدريجياً وترتفع وتيره بُكائها كما ضغطت على نفسها وجلست بتعب والدموع لا تتوقف عن الإنهمار ، لم يُنادي الممرضه حتى تحقنها مره اخرى حتى لا تشعر بألمها ،
بل ارادها ان تقاوم هذا الالم بقوتها وعنفوانها الذي يعرفه وكأنها فرسٌ غير مروضه .
نهض عن الكُرسي ليجلس على السرير بجانبها ويسحبها لصدره مُهدئاً إياها ويمسح على شعرها .
وأوجعه كثيراً همسها له : كله منك انت !!! انت السبب في كل اليصير لي ، ماكان رح يصير كذه لو انك مصدقني من البدايه ماكان رح يصير كذه !!!!
طارق : طيب ، طيب اهدي وبعدين سوي التبغيه وعاقبيني ولا رح أتذمر او اقول شي ، بس انتِ الحين اهدي .
بعد عده ساعات كانت قد ارتاحت وتوجب عليها النهوض حتى تخرج إلى المنزل . كانت ترفع أغراضها القليلة بينما طارق يرمُقها من زوايه الغرفة : يلا اجهزي وانا بقرب السياره عشان نرجع البيت .
توقفت يديها عن الحركه واتسعت عينيها بصدمه لتلتف بقوه وتقول بشراسه : انا ما رح ارجع هذاك البيت لو تنطبق السما على الأرض ، وكل من هبّ ودبّ يدخله براحته بدون لا حسيب ولا رقيب .
قال بهدوء وهو يعذرها على كل انفعالاتها : طيب بوديك بيت أهلك مؤقتاً لين ترتاحي وبعدين نتكلم في هذا الموضوع .
قالت بعُنف اكبر جعلها تربت على بطنها بألم وملامحها مُكفهره : روح انت بالمايحفظك وطبطب على اخوك لأنك قد قلتلي اخووووووك ما يسويها فيك ويخونك وماخليت ولا كلمه ما قلتها لي ، انا ادل طريق بيتي ما احتاج منك توصلني .
كان صامتاً منذ البدايه على برودها وتصديها له وهجومها الشرس عليه لانه لايلومها فما مرت به ليس بقليل ، ولكن صبره نفذ هذه المره فقال بقوه : اقول انطمي رح أوديك لبيت اهلك وبعدها بنتفاهم بكل شي ، أكسري كلمتي وشوفي وش بصير .
ارتعشت قليلاً من تهديده فهو لا يُهدد عبثاً ، ولكنها سارت على ما يُرِيد هواه .
مضى الباقي من شهر رمضان دون ان يُكلمها او يزورها حتى تُفرغ ذهنها وتفكر جيداً ويرتاح بالها وكان يطمئن عليها كل يوم باتصاله بوالدتها .
اول زياره له قام بها في العيد حتى يُسلمها هديتها فكسرته كثيراً بصدها وعدم رغبتها برؤيته ومضت الأيام وكسره يزداد بشروخه حتى وصل إلى هذا اليوم وفقد صبره الذي طال وأخيراً .
دخلت عليه عمته ولم يحتج لسؤالها عن سميره فقد عرف الاجابه من ملامحها المُحرجة ، فقال بتصميم : عمتي من بعد إذنك ممكن ادخل لسميره ، ماودي الفتره هاذي تطول اكثر من كذه لازم أتدخل ونحط النقط على الحروف ، ومايحتاج اقولك شلون عقلها يشتغل .
قالت والدتها بحماس وهي تنتظره منذ أشهر ليُبادر بطلبه هذا : ايه يمّه اكيد روح وكلمها عسى الله يهدي سركم ، عاد يوم طلعت من عندها قبل شوي كانت تتروش امداها خلصت الحين .
أومأ طارق بإحراج ، وهو يتوجه لغرفتها بتصميم واصرار لإنهاء هذا الوضع . لقد نفذ صبره هذه الأشهر ، ويظن الان انها قد ارتاحت واراحت بالها وافكارها لوقتٍ كافٍ ويزيد .

*****

كان يجلس قاضباً وجهه وملامحه عابسه ككل مره يجلس فيها مع أخواته اللاتي يكبرنه سِناً ، بالرغم انه كان اخر العنقود إلى انه يفوق أخواته طولاً وهيبه وشموخ فيبدو بأنه هو الأكبر بينهم ، لم تتحمل اخته الكُبرى هذه الحاله منذ أشهر فلفظت بسخط : رعدّ وبعدين معك يعني كل مره نجتمع فيها بتقلب وجهك علينا ؟؟؟! وتنكد علينا جمعتنا الاسبوعيه ، مو حاله هاذي تعاملنا بالهبرود وحِنّا أخواتك .
نظر لها بطرف عينيه بينما يعقد ذراعيه لصدره المصقول : اعتقد اني قايلك قبل ثلاث شهور وش الشي البخليني ارضى على سواد وجهكم قبل سبع سنين .
رغم انه الأصغر سناً فهو الوحيد الذي يجرؤ ان يتحدث بهذه الوقاحة والجرأة وأخواته لا يتجرأن الحديث معه هكذا .
انتفضت اخته بغضب وقالت : تبغانا يعني ننزل نفسنا من مستوانا لمستوى السورية ونعتذر منها ، لاااااا ونروح نخطبها لك بعد علني وقدام الكُلّ وفوقها بتسوي زواج كبير وبتلبس الأميره الابيض وعندكم ولد وش طوله ، وش ذَا القرف والوقاحة .
انتفض رعد هذه المره واقفاً ويوجه سبابته لها بتهديد وصوته هدر كجلجله الرعد بين السُحب : ام سعود اقضبي لسانك عن ام ولدي ، ولا اسمع احد يهينها باي كلمه ولا قصيت لسانها من حنكها وان كانت سوريه فهي تسواكم كلكم .
شهقت اخته الكبرى وانتقلت الشقهات بين أخواته فنهضت الوسطى وهي تلفظ بغضب : ماقهيتها منك يا اخوي وسندي بالحياه تهينا وتبهذلنا عشان و...
قطع كلامها بهسيس وغضب التمع بعينيه وزمجره خشنه صدحت من صوته : ياويلك تهينينها وتشتمينها !!!!! ياويلك !!! انا يوم تزوجتها كان عمري ثمانيه وعشرين يعني لاني بزر ولا غِرّ واعرف الصح من الخطأ .
قالت بقوه وهي تتجنب الكلمه التي ارادت قولها خوفاً من تهديده : طيب انا بقولك أنسى نروح نعتذر منها او نخطبها لك مره ثانيه انتظارك نلين كل هالشعوب على الفاضي وانا اقولها لك على بلاطه ما رح نروح نخطبها لك ، اذا ودك تتزوج مره ثانيه البنات مثل الهم على القلب ، بس هاذي أنساها مو ناقصنا ننفضح بعد هالعمر .
زمّ شفتيه بقوه وقال يزأر بغضب : طيب مثل ما تبون لا تعتذرون ولا تجون تخطبونها ، انا انتظرتكم كل هالفتره لين تحن قلوبكم وتعوضوا سنيني الراحت بسبب سواتكم وتوقفوا جنبي بس انتظاري راح على الفاضي زي ماقالت الأخت المبجلة ، انا برجع اخطبها لحالي وابني عائلتي واربي ولدي مع أمه الانتوا دمرتوها بحقدكم وكرهكم قبل سنين، ولا رح اسأل عن احد .
ثم نظر بعتاب لسوزان الصامته من بينهم جميعاً وقال : ماهقيتها منك يا سوزي ، انك انت بعد تعرفين ولا علمتيني من زمان .
قالت سوزان بسرعه : والله انه الليله العرفت فيها السالفه كانت يوم ملكه رسيل وانت تدري الصار بفهد ذيك الليله ؟ ماكان فيني حتى حيل أتكلم او اقول لك اي شي ، ويوم جيت اقولك بنفسي وقدام اخواتنا طلعت تعرف شوي من الصار وسألت وحبيت تعرف التفاصيل وتتأكد وانا قلت لك كل شي .
غامت عينيه بتلك الذكرى قبل ثلاث أشهر تقريباً من الان ، عندما كان يتحدث إليها بالهاتف وتخبره بأمور غريبه لم يسمع بها من قبل بأنهم أخبروها ان طفلها قد مات ولم تكن تعلم وفجأه اختفى صوتها من بين الأثير ليسمع بعد لحظات صوت صُراخ والدتها .
فسقط قلبه من مكانه يُنادي بصوته الخشن عبر الهاتف عله يسمعه اي احد دون اي جدوى فينقطع الخط ويعود ويتصل دون اي مُجيب يُريح له قلبه ، فتذكر لوهله من بين كلماتها ذكرت امر أخواته فذهب لهم فوراً وبالطبع أنكروا ذلك وتظاهروا بأنهم لا يعرفون عن ماذا يتكلم ، بينما سوزان أخبرته بكل شيء دون ان تهتم لنظرات الحقد التي وجهها لها أخواته الشقيقات .
ابتسم لها وقال : مشكوره ياوخيتي على كل شي سويتيه مارح أنساه لك ابداً .
ابتسمت له بحُب اخوي وقالت : والله العظيم انك ماتروح تخطب لحالك كأنه مالك ولي ولا عائله ، بروح معك انا وسلمان وفهد ولو تبي كل عيالي بعد .
يكفيه وقوفها بجانبه وكلامها الذي ازداد مقدار معزتها له بقلبه ، ليقول لها بامتنان : ما تقصرين ياوخيتي بتبيضين وجهي والله .
ثم اردف بقسوه وهو ينظر لأخواته الشقيقات : إحساسي لكِ انك انتِ اختي الوحيده المن دمي ولحمي ، اما الباقين فأعوذ بالله من شرهم .
وغادر ولم يهتم لكسره قلوب أخواته اللاتي حزنوا على حاله وكأنهم ادركوا للتو سوء مافعلوه به في الماضي والحاضر ، بينما كان سعيداً ليهدموا له سعادته التي لم يروها على وجهه طوال سبع سنوات .
صعد إلى فراشه رغم ان الوقت ما يزال مُبكراً إلى انه أراد ان يُريح جسده قليلاً.
نظر للهاتف فرفعه ليرى رساله منها على " الواتس اب " تقول بها
" ابو فِراس ممكن تسمح لفروس ينام عندي الليلة ؟؟؟! ما حسّيت اني شبعت منه ، وبكره بدّي طالعُو للألعاب في السوء " السوق " وعدتو لما طلب مني "
ابتسم ببهوت وهمس بصوتٍ خافت : فداكِ ابو فراس بس ، وهو الخايس سحب عليّ يوم تعرف عليكِ أحيييه اكيد عنده القمر والنعومة وش يبي في النجوم والجلُوف وبدون لا يحس يقهرني وهو يقول انه ينام بحضنها ، وانا المغربل مالي ونيس ولا جليس يونسني .
استطاع تمالُك نفسه من العاطفة التي اجتاحته كلما يتحدث معها بخصوص ابنهم ، فكتب بسرعه وهو يراها مُتصله الآن
" اكيد خليه ينام عندك بدون لا اسمح باي وقت تحبين ، وطلعيه وين ما تبين بس علميني قبل وين ؟؟! عشان أكون مطمن عليكم "
خفق قلبها بشده من الطرف الآخر وهي تكتب له
" ان شاء الله بدّي آخده الراشد مول "
" تمام ، انتبهي على نفسك وعليه "
" ان شاء الله ماتاكل هم عليه بحُطو بعيوني "
تنهد براحه وشعر ان الراحه التي كاد ان يستمدها من القيلولة قد تبخرت وهي تتحدث إليه بلهجتها السورية الرقيقة لتودي بما بقي له من عقله ، متى يأتي ذلك اليوم ليضعهما هما الاثنان في عينيه ؟؟؟!!

،

أمّا في الطرف الأخر من الدُّنْيَا ،
تذكرت قبل ثلاث أشهر عندما استعادت وعيها في المشفى بتدخل سريع من والدها ووالدتها القاسية التي لم ترأف بحالها وحال ميرال ، كانت ماتزال غارقة بصمتها وصدمتها في المشفى وقد أُصيبت بانهيار عصبي حاد جراء الصدمة ولم تستطع ان تعود لتتحدث إليه إلا مساء اليوم التالي .
اتصلت به بكل جرأه المهم عندها ان ترى ابنها وتسمع صوته الصغير يُطرب اذنيها ، ان يقول لها " ماما " .
أجاب بخشونه قلقه : هلا ، وين رحتي امس ؟؟! انتِ بخير ؟؟؟!
قالت بهدوء : انا اسفه بس فقدت وعي وأخذوني المشفى وطلع معي انهيار عصبي ، بلكي مبارح مافهمت علي الكنت بحكيه لانــ ... .
قال بسرعه وقلبه خرّ صريعاً عندما عرف انها كانت بالمشفى : فهمت وش قلتي ؟؟! ورحت اسأل اخواتي وأتأكد منهم ، للحين مو مصدق السوه فيني والسوته امك بعد مو قليل .
تنهدت بعُمق : اسفه كتييير ، كان عِمرِي 16 وما كنت بفهم بهاي الشغلات وانه ابني مات بعيد الشرّ عنه وماما ضغطت عليّ وقتها ، انا بترك روحي بس ما بترك ابني .
قال بتحشرج : انتِ مالك ذنب بالصار ، الذنب على الخطط ونفذ هالخطط الوسخة .
ازدردت ريقها بصعوبه وهمست : يعني مش معصب عليّ ؟؟؟! وحتخليني شوفو
ابتسم ببهوت وهمس كهمسها : لا مو معصب منك بعد العرفته !!! وايه بتشوفينه ان شاء الله
همست والدموع تتجمع في مُقلتيها : شو اسمو ؟؟؟!
عاد ليبتسم ابتسامه صغيره وقال بخشونه : اسمه فراس .
قالت والشوق يقتلها حتى تراه ، والابتسامه تُزين محياها لقد كان الاسم الذي اتفقا على ان يُسميّا الصغير به قبل سبع سنوات : رعد الله يخليك بدّي شوفو !!!
كم مره عليه ان يذكر ان مضخته لا تتوقف عن ضخّ الدماء لعروقه كلما ذكرت اسمه من بين شفتيها الممتلئة .
قال بمنطق وهدوء : طيب ، والله بتشوفينه وبِنام عندك بعد وكل التبينه بصير ، بس ما ودي افجعه لازم نمهد له شوي شوي وتكلميه بالتلفون بالبدايه وبعدين يبدأ يزورك وبعدها خلاص يصير يبات عندك إذا ودك .
قالت بلهفه : اكيد حابه ينام عندي ، شكراً كتييير إلك ما بتئصر " تقصر " ورح أكون ممنونه إلك علطول .
بلل شفتيه بتوتر وهو يهمس : طيب كيفك الحين؟؟! أكيد انك بخير ؟؟! طلعتي من المستشفى ؟؟! ولا توك ؟؟؟!
قالت بهدوء : الحمدلله منيحه وطلعت من شوي .
لم تكد ترغب في ان تُعطي وتأخذ معه بالحديث اكثر من ذلك ، خاصه ان من المحتمل ان يكون متزوجاً ولا تُرِيد الاذى لزوجته على حسابها .
خرجت من غمره ذكرياتها قبل ثلاث أشهر تقريباً وهي تتألم لفكره انه تزوج وعاش حياته بينما هي عندما قررت ان تعيش حياتها ظهر ابنها ولا تستطيع ان تُفرط به إطلاقاً .
...
كانت تتشبث بهاتفها بشده وهي ترتعش من فرط اشتياقها ترغب بالعوده اليه لتُربي معه ابنهما ويعودان لحياتهم السابقة ، ولكن ليست كل الأمنيات تتحقق مرّت ثلاثُ أشهر ولكنه لم يفتح معها هذا الموضوع مُطلقاً ، فهو لن يُدمر أسرته مره ثانيه ويأخذها زوجه ثانيه وهي من الأساس لن تقبل ان تكون زوجه ثانيه ، لن تقبل ان تكون فاسده فطوال هذه الأشهر تُحدثه على الواتس اب بخصوص ابنهم فقط وبالتأكيد زوجته المسكينة تتألم لذلك ، وهو يكون جريئاً معها بعض الأحيان ويرمي عليها الكلام ستنبهه مره اخرى ان ألقى عليها كلمه عابره .
انها مضطره لتتحدث اليه بنفسها ولا تثق بوالدتها ووالدها لا يكون مُتاحاً دائماً .
مسحت على شعر ابنها يكفيها الان انه يسمح لها ان تُبقي طفلها عندها في اي وقتٍ تُريده وساعد والدها ليعثر له على عمل لتعود حياتهم بسيطه .
قبلّت رأس ابنها لتتمدد بجواره وتدفن رأسها بشعره الفاتح الغنيّ برائحه والده التي لم تتغير ولم تنساها حتى بعد مرور هذه السُنون العِجاف .

*****

كانت تجلس مع عمها وزوجته وكانت رسيل موجوده بحيويتها المعتادة ، و ريما بهدوئها الغريب عليها والحُزن المرير الذي لم يُغادر وجهها ولن تنسى ان تذكر ان زوجها الظالم يجلس معهم وكالعادة تفقد حيويتها وابتسامتها عندما ترى وجهه الكئيب امامها .
قالت سوزان تهمس بإذنها : رحتِ المستشفى عشان فحصك الدوري ، لازم تروحين حبيبتي شفتي اول حملك كان ينزل لك دم وقالت الدكتوره حملك ضعيف وما ثبت ولازم تنتبهين .
همست لها ميرال بينما فهد يجلس مُتحرقصاً ليعرف عن ماذا يتكلمون ؟؟؟!
: ما رحت لِسَّه يا خالتي ، السواق مو فاضي وبعدين الحمدلله حملي ثبت .
عقدت سوزان حاجبيها بخوف : بس للحين ينزل لك دم لازم تروحين وتسألين .
قبل ان تنتظر اجابه ميرال ، التفتت لفهد وقالت بحنانها الأموي : فهد يمّه لا تنسى اليوم تاخذ ميرال الدكتوره عشان تفحص ضروري !!!!
نظر لها بقلق وخوف اكتنز قلبه من نبره والدته المُحذره ، وهي كانت تتجاهل النظر إليه فهي لن تُصدق نظرات خوفه عليها مهما كان .
أجفلهم نزول دينا من الدرج بشموخ وقد بدت مُختلفه كثيراً لأعينهم جميعاً عن قبل وكأنها قد اجرت عمليه ما حتى تُبرز خصرها النحيل ، وبدا وجهها مُتغيراً عليها وكأنها قد حقنته ببعض المواد الغريبة التجميلية .
وكانت كذلك فعلاً فلقد غابت اربعه أشهر لتقوم بعملية خطيره وحطّمت ضلعين من جنبيّها ليُصبح لها خصراً نحيلاً كما انها نفخت صدرها وشفتيها ، وحقنت الفيلر لتُحُدد وجنتيها وشفتيها والبوتكس حتى ترفع حاجبيها وبالكاد تكفيها اربعه أشهر لتختفي اثار كل ما فعلته وتبدو طبيعيه جداً .
نظرت دينا بنقمه لفهد الذي لم يُبدي اي تفاعل او رده فعل مع شكلها قبل عده ايام من وصولها من الخارج و الذي تعبت عليه حتى وصلت به لهذه النتيجة غير الاشمئزاز والامتعاض وكأنه يعلم ماقامت به .
كما ازداد حقدها عليه بعد ان تجاهلها منذ عودتها لم يلتفت لها او يبات عندها لليله .
جلست بقُربه بجرأه وهي تهمس له : وين العدل الكنت تحكي عنه ؟؟؟! ليله عندي وليله عندها ، ولا كله اخرطي !!
لم ينظر لها فهد وهو يقول بقسوه وعينيه على ميرال : انطمي ، انا اوريك بعدين على السويتيه بنفسك بدون لا تسأليني وتشاوريني .
ارتفع حاجبيها بأناقه وقالت : وش سويت ؟؟!
تجاهلها وهو مستمع برده فعل ظبيته التي تعُضّ شفتيها الجميلتين الطبيعيتين من غيرتها عليه .
وتفاجأت ميرال من تلك الغيرة المُقيتة التي اجتاحتها عليه ،
يا الله !!! انها تكرهه وتزدريه لما فعله بها ، لماذا تغار عليه إذاً ؟؟؟! وتكاد تُجن من غيرتها وهي ترى دينا تلتصق به بزينتها وقد بدت جميله ، جمييييله جداً بجسدها المُتناسق وكأنه قد فُصل تفصيلاً ووجها المليح ، و بشعرها الجديد الذي صبغته باللون الاسود ، متى وصل شعرها لهذا الطول ؟؟! وقد تجاوز طوله خصرها النحيل !!!
لم تدرك بأن شعرها كان عباره عن مجرد " إكستينشن "
وكان يبدو ذلك الغليظ مُستمتعاً بجلوسها جانبه والتصاقها به .
قالت سوزان وهي تقطع نظرات الجميع المتعجبة لدينا : فهد لا تنسى يمّه تاخذ ميرال المستشفى ، ولو قدرت الحين بعد .
قالت دينا باستغراب وهي تنظر لميرال : سلامات وش فيها البرنسيسه ؟؟؟!
قالت ريما ورسيل معاً بغيظ منها ومن وقاحتها : الحمدلله لك يا رب حااااامل .
عاد جسدها للخلف بهلع لتشهق تلك الشهقة التي خرجت من أعماقها الحاقدة وأعماق شياطينها التي ثارت واستيقظت بعد سُبات دام اربعه أشهر .
شهقه جعلت ميرال تضع كفيها على بطنها بخوف ، خوف من مستقبل بدون وجود طفلها بِه .

كبريـائي هو سـلاحـي… 07-09-16 03:13 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
ايه خلاص ثقلتي سميرة لمدة 3 شهور خلاص يكفي والجنين بيتعوض خلاص تكفين خليها تسامحه لطروق

ايه ميرال يبغى لها شوية ثقل زيادة عشان تطلع عيونه


الله يستر من دينا جت وجابت معها مصايبها

رعد ونادين يالله فرحت لهم كثير وحواره مع اخواته الشريرات يا ربااااااااااااااه اندمجت معاهم وقعدت اتخيل الموقف والله اكثر مقطع عجبني بالبارت يستحق جائزة ✌

رسيل ويوسف ما جبتي طاريهم هم تزوجوا ولا لسة مملكين؟

ريماوزياد شصار بوضعهم؟
ياترى الاهل عرفوا بسوات زيادواسيل القليلين الاصل؟

اكيد في كثير احداث صارت بالثلاث شهور ذي

غموض كثير يلتف حول الفصل القادم سأنتظره بفارغ الصبر

تسلم اناملك بارت اليوم ابدااااااع بحقه قليل ✌
تسلمي ع مجهودك واحنا مقدرين تعبك
ايه هالحين ارتاحي كويس عشان ترتبي افكارك زين تكونين مرتاحة نفسيا عشان تعطينا الاجمل والاجمل من اناملك

ادري حبيبتي طولت عليك بس الحماس ومايفعل

سلام❤

bluemay 07-09-16 03:53 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

رووووعة كتير عجبتني ردة فعل ميرال .. خليه يحترق شوي الغليظ .


سميرة حزنتني فقدت حملها بسبب هداك الخسيس.. طارق شرير يستاهل التعذيب .



نادين الحمد لله رجعلها ابنها و رح يرجعلها رعد عما قريب ان شاء الله.


دينا الله يكفينا شرها ع شو ناوية الكريهة ؟!!


يسلمو ايديك يا رورو

ومتشوقة كتييير للقادم

تقبلي خالص ودي

قمرة ، 07-09-16 07:17 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
هلا بصاحبة البارت والبارت ،
بغض النظر عن البارت ، أنا اليوم بخاطري إحكي
عن سردك للكاتبة وطريقتك ، أنا مُعجبه جداً
حلو وشيق، وخفيف مافيه تكلّف اللي غالباً نلقاها بكل رواية .
يعطيك العافية ، :0041:

بالنسبة للبارت ، عجبتني قوة ميرال والغيرة اوردي طبيعية بالنهاية هذا الفهـد
ودينا إحساسي إنها بتسوي شي لميرال ، إكيد ماراح تسكت كعادتها ...
المهم كيف ميرال ، تصير قوية وتعرف تتصرف ، لازم تصير ذيّبة ..:biggrin:
ورسيل ويوسف إيش صار عليهم؟ :c8T05285:
والجده من زمان عنها وحشتني :(:e418:

auroraa 10-09-16 01:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبريـائي هو سـلاحـي… (المشاركة 3658627)
ايه خلاص ثقلتي سميرة لمدة 3 شهور خلاص يكفي والجنين بيتعوض خلاص تكفين خليها تسامحه لطروق

ايه ميرال يبغى لها شوية ثقل زيادة عشان تطلع عيونه


الله يستر من دينا جت وجابت معها مصايبها

رعد ونادين يالله فرحت لهم كثير وحواره مع اخواته الشريرات يا ربااااااااااااااه اندمجت معاهم وقعدت اتخيل الموقف والله اكثر مقطع عجبني بالبارت يستحق جائزة ✌

رسيل ويوسف ما جبتي طاريهم هم تزوجوا ولا لسة مملكين؟

ريماوزياد شصار بوضعهم؟
ياترى الاهل عرفوا بسوات زيادواسيل القليلين الاصل؟

اكيد في كثير احداث صارت بالثلاث شهور ذي

غموض كثير يلتف حول الفصل القادم سأنتظره بفارغ الصبر

تسلم اناملك بارت اليوم ابدااااااع بحقه قليل ✌
تسلمي ع مجهودك واحنا مقدرين تعبك
ايه هالحين ارتاحي كويس عشان ترتبي افكارك زين تكونين مرتاحة نفسيا عشان تعطينا الاجمل والاجمل من اناملك

ادري حبيبتي طولت عليك بس الحماس ومايفعل

سلام❤

ولا يهمك حبيبتي بالعكس انبسطت بتعليقك احب اقرا التعليقات
اكثر من مره

نشوف طروق رح يقدر يصالح سميره ولا لا
ورعد وأخواته ههههههههه يستاهلوا كانه هو الكبير عليهم
مع انه اخر العنقود

فهد وميرال اكيد لِسَّه شوي شوي لين تقدر تنسى ميرو القاله
حتى بعد تبريره

رسيل ويوسف زياد وريما ووضعهم كله ببان الفصول الجايه
مش حخليكم معلقين فيهم

auroraa 10-09-16 01:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3658631)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

رووووعة كتير عجبتني ردة فعل ميرال .. خليه يحترق شوي الغليظ .


سميرة حزنتني فقدت حملها بسبب هداك الخسيس.. طارق شرير يستاهل التعذيب .



نادين الحمد لله رجعلها ابنها و رح يرجعلها رعد عما قريب ان شاء الله.


دينا الله يكفينا شرها ع شو ناوية الكريهة ؟!!


يسلمو ايديك يا رورو

ومتشوقة كتييير للقادم

تقبلي خالص ودي

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

حرام فهوووود وطرووووق نشوف ايش حيعملوا الفصل الجاي

ورعد ونادين والتطورات الرح تصير لهم الفصول القادمه ان شاء الله

الله يسلمك حبيبه قلبي

auroraa 10-09-16 01:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمرة ، (المشاركة 3658642)
هلا بصاحبة البارت والبارت ،
بغض النظر عن البارت ، أنا اليوم بخاطري إحكي
عن سردك للكاتبة وطريقتك ، أنا مُعجبه جداً
حلو وشيق، وخفيف مافيه تكلّف اللي غالباً نلقاها بكل رواية .
يعطيك العافية ، :0041:

بالنسبة للبارت ، عجبتني قوة ميرال والغيرة اوردي طبيعية بالنهاية هذا الفهـد
ودينا إحساسي إنها بتسوي شي لميرال ، إكيد ماراح تسكت كعادتها ...
المهم كيف ميرال ، تصير قوية وتعرف تتصرف ، لازم تصير ذيّبة ..:biggrin:
ورسيل ويوسف إيش صار عليهم؟ :c8T05285:
والجده من زمان عنها وحشتني :(:e418:

يا حبييييبتي الله يسعدك يااا رب ويسعدك ان شاء الله يعجبك للأخير
انا. حتى ما احب السرد المتكلف احب السرد اليوصل
المشاعر للقارئ ماله داعي الزياده

وميرال شوي شوي وشخصيتها عّم تقوى بدون لانعقد طيبتها او ذاتها
دينا وايش حتسوي نشوف الفصول الجايه
رسيل ويوسف وباقي الشخصيات كلهم رح يطلعوا بالفصول القادمه
تأكدوا اني ما رح أخليكم معلقين

auroraa 10-09-16 01:32 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا بناااات انا جيت وجبت معي

تسريبيييييييييييييييبه من فصل 28 باْذن الله
لأفضل كوبل عندكم حسب تصويت السناب شات

واكيد حنقحها وأعدلها بس اعيد قراءه الفصل


...

بينما اردف هو : بالمناسبه بأخذ لك موعد بكره عشان نطمن عليكم !!!
ميرال بجفاف : ما يحتاج تتعب نفسك ، طول الشهور الراحت وانا وريما ناخذ المواعيد ونروح مع بعض و مع السواق ، وعندي موعد بعد يومين .
ارتفع حاجبه ثم قال : وانا وش شكلي عندك ؟؟! عشان ما تعلميني بمواعيدك !!!! وانا ابو الطفل .
ميرال : انت سمحت لي اروح مع أخواتك لأي مكان بدون لا استأذن منك ، ولا نسيت ؟؟؟! وانا ما اروح العب واتمشى بالمستشفى .
رفع حاجبه المشروخ مره اخرى وهزّ رأسه ، ثم عقد ذراعيه لصدره وقال باستفزاز : لا مانسيت ، طيب يا مليحه ودك تروحين مع السواق روحي انتِ ، بس ولدي ما يروح مع السواق ، ولدي ما يروح إلا معي !!!!
ارتفع حاجبيها وهي تنظر له باندهاش : كيف يعني ؟؟! اطلع لك الولد من بطني مثلاً وأعطيك ياه وكل واحد يروح لموعده .
هزّ كتفيه ورفع حاجبيه بتسليه ، بمعنى انه لا يعرف .
ثم قالت بانفعال من هرمونات الحمل الثائرة بداخلها : وبعدين لِيه تتكلم بصيغه المذكر وتقول ولدي مو بنتي ، افرض انها بنت وسمعتك بعدين رح تخاصمك .
فهد وهو يُمثل علامات الذهول : صدق !! رح تسمعني بنتي وتزعل لاني أكلمها بصيغه مُذكرّ ؟؟؟!
قال ذلك وهو يُشير على بطنها
اومأت واكتسحت ملامحها الجدية وقالت : ايه الاطفال في الرحم يسمعوا كل الحولهم ويتأثروا من كل شي و حتى يتأثروا من نفسيه الام كمان .
شددت على كلامها تقصده بكل حرف : اذا كانت زعلانه يزعلوا ويعصبوا على الزعلهم كمان .
ابتسم بهدوء وملامحه تعود لطبيعتها وتلاشت عنها التسلية وقد وصلته الرسالة ، وهو يعرف صحه كلامها فقد سمعه من قبل .

حليمةة القصيم 10-09-16 09:11 PM

اهليييييييين بجيتك وب اللي معك 😍😍
تووي ادري عن الفصل السابع والعشرون
البارت جمييييل جميييييييل جداً يعطييك العافيه
اختصرتي لنا احداث ثلاث شهور ب اسلووب جميل واحداث واضحه الله يعاافيك ،، اعجبتنني ميروووو حيييل ويبي له تششد شوي بعد ع الفهد ، اما دينا لا تعليق 👎👎 والله يستر على ميرو منه ، سميييره خلاص زودته مع طاارق ثلاث شهور تكفي وهو ماله ذنب البلا اخووه الززززفت
بااقي فيصل وميسس طمنيناا علييهم 💗💗
رعد ونادين 👍👍

قريييت التسريبه حقت القصل الثامن والعشرون تحمسسسست للفصصل اكثثر يالله متئ بتنزلينووه!!!

auroraa 11-09-16 06:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حليمةة القصيم (المشاركة 3658938)
اهليييييييين بجيتك وب اللي معك 😍😍
تووي ادري عن الفصل السابع والعشرون
البارت جمييييل جميييييييل جداً يعطييك العافيه
اختصرتي لنا احداث ثلاث شهور ب اسلووب جميل واحداث واضحه الله يعاافيك ،، اعجبتنني ميروووو حيييل ويبي له تششد شوي بعد ع الفهد ، اما دينا لا تعليق 👎👎 والله يستر على ميرو منه ، سميييره خلاص زودته مع طاارق ثلاث شهور تكفي وهو ماله ذنب البلا اخووه الززززفت
بااقي فيصل وميسس طمنيناا علييهم 💗💗
رعد ونادين 👍👍

قريييت التسريبه حقت القصل الثامن والعشرون تحمسسسست للفصصل اكثثر يالله متئ بتنزلينووه!!!

اهلين فيكِ يا ورده الله يسعدك يا رب وان شاء الله الفصول تعجبكم
للأخير يااااا رب

ميرو هي طبعها اصلاً ناعمه وطيوبه نشوف كيف تتصرف
اصلاً اسلوبها بالكلام معه يُعتبر عجيب مقارنه بشخصيتها الضعيفه
هي رح تقوى شوي شوي ورح تبني لنفسها كيان خاص
بس بعيد عن الشده ما تقدر تتجاوز الكلام الوقح مع فهد اكثر من كذه

فيصل وميس بتتطمنوا عليهم ان شاء الله الفصل الجاي ان شاء الله

وسميره نشوف ايش حتعمل الفصل الجاي

كبريـائي هو سـلاحـي… 13-09-16 01:10 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اروريتا حبيبتي ولكل عضو يقرا الحين
عيدكم مبارك وعسى أيامكم كلها من فرح لفرح وينعاد علينا وعليكم باليمن والبركات
ايه ياقمر انتي نبي الفصل الجاي يكون العيدية وباقي الابداع ليكي وانتي تعرفي كيف تتصرفي يا عسل😉 وما تتأخريش علينا
والحين دمتي بحفظ الرحمن
استودعتك الله والسلام عليكم ❤👋

auroraa 13-09-16 07:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبريـائي هو سـلاحـي… (المشاركة 3659193)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اروريتا حبيبتي ولكل عضو يقرا الحين
عيدكم مبارك وعسى أيامكم كلها من فرح لفرح وينعاد علينا وعليكم باليمن والبركات
ايه ياقمر انتي نبي الفصل الجاي يكون العيدية وباقي الابداع ليكي وانتي تعرفي كيف تتصرفي يا عسل😉 وما تتأخريش علينا
والحين دمتي بحفظ الرحمن
استودعتك الله والسلام عليكم ❤👋

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

ااامين يا رب حبيبه قلبي عيد مبارك علينا وعليكِ
وكل عام وانتِ بالف خييييير يا رب

والفصل الجاي حيكون طوييييل ان شاء الله ويعجبكم

مره مبسوطه ياعمري انك اول وحده تتذكرني هنا وتعيد عليّ

auroraa 13-09-16 07:48 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

لكل متابعه لي ولكل عضو زائر يقرأ كلامي
كل عام وأنتم بألف خير عسى عيدكم سعيد
ويجعل أيامكم كلها فرح وهنا


ان شاء الله الفصل الثامن والعشرون 28
حيكون يوم الجمعة الساعه 2 المساء بتوقيت السعوديه

bluemay 14-09-16 04:57 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,


عيدكم مبارك رورو وينعاد عليكم بالصحة والسلامة يارب.

شكرا مقدما الك عالعيدية الحلوة..


تقبلي خالص الود

auroraa 15-09-16 04:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3659459)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,


عيدكم مبارك رورو وينعاد عليكم بالصحة والسلامة يارب.

شكرا مقدما الك عالعيدية الحلوة..


تقبلي خالص الود

عيدك مبارك يا قلبي ويا رب ينعاد علينا وعليكِ
بالصحه والسلامه ياااا رب

auroraa 16-09-16 01:31 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
انا جيييييت يا بنات ومعي الفصل

auroraa 16-09-16 01:32 PM

28

‏‎السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
‏‎لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
‏‎ما شاء الله تبارك الله
‏‎للكاتبه
‏Aurora
..

كل عام وأنتم بألف خير لكل من يقرأ
وكل من يمر على متصفحي


الفصل الثامن والعشرون

دخل إلى غرفتها الباردة واقشعر جسده من برودتها ، لقد كانت بارده تماماً كالصقيع وبرودة قلبها وروحها .
مرر عينيه بنظرات سريعه بأنحاء الغُرفة الغريبة ، حتى غرفتها كانت تُشبهها بجمودها وقوتها .
لو انه يعرف ان عمه ليس له من الخِلفة إلا البنات لأقسم انه دخل بالخطأ لغرفه ولده الذكر .
يا الله !!! ماهذه الكآبة ؟؟! وماهذا المزاج الغريب ؟؟! هل هناك امرأة تطلب ان تُصبغ جدران غرفتها بالرمادي القاتم والأثاث مابين الاسود والرمادي الفاتح .
على الأقل كان يوجد الاثاث الرمادي الفاتح حتى يُخَفِّف قليلاً من قتامه الغرفة الم تعرف كيف تكسره بالبياض .
خرجت من دوره المياه تلتف بمبذل ابيض وكأن أفكاره تجلّت امامه للوجه بيضاء صافيه .
كان الماء يسير بلا هواده على ساقيها المكشوفتين ويُقطّر من أطراف شعرها كالمطر حين يهطل .
صرخت بهلع وهي ترى امامها الظهر العريض الذي بالتأكيد ليس إلا لرجل وطرأ على عقلها تلك الليلة قبل ثلاث أشهر وتشنج جسدها بمكانه دون ان تستطيع التحرك .
التفت لها بقوه اتشحت بالبرود واقترب بسرعه يتدارك الامر و يكتم صوتها بباطن كفه ، وفِعلاً هدأت نبضات قلبها نوعاً ما و توقفت عن الصراخ عندما نظرت بعينيها المُرتعشتين لعينيه الداكنتين و القاسيتين .
ودون ان يُبعد يده عن فمها قال بصوتٍ غليظ وقاسي : هشش هذا انا زوجك يعني لو للحين متذكره !!! لا تفضحينا عند هلك .
ارادت ان تُخرج انفاسها المُرتاحة من رئتيها لانه كان هو وليس أخيه الذي مايزال يزور كوابيسها ولاكنه لا يسمح لها بالتنفس وهو يكتم فمها ويهيم عليها من علُوّ مُهيب .
أبعدته بقوه وهي تضع كفها على صدرها وتُطلق انفاسها أخيراً ، ثم نظرت له بغضب وهتفت بسخط : عما ان شاء الله فجعتني !!! وبعدين مين سمحلك تدخل غرفتي واحنا خلاص بننفصل دام ماعاد في شي يربطنا ببعض ؟؟؟!!!! اعتقد هذا الكان رح يصير من البدايه الطلاق مادري كيف زلقت منا الأمور ؟؟؟!! ووصلنا للوصلنا له .
قال بهدوء وهو يدُس كفيه في جيب الشورت ويرمُقها بجرأه : اول شي عمتي هي السمحت لي بصفه إني للحين زوجك ، وثاني شي ما قد ذكرت لك اني ودي انفصل طوال فتره زواجنا هالشي انتِ ألّفتيه بنفسك وانفصالنا المؤقت اليصير الحين بسببك .
ثم ابتسم بمكر لمع في عينيه وهو ينظر لها من الأسفل لأعلى : وعن كيف زلقت الأمور ؟؟؟! عادي بذكرك بهذيك الليلة الدخلت فيها الغرفة و ...
قطعت كلامه بوجه مُحمّر من الخجل والإحراج : خلاص ، خلاص لا تذكرني ولا اذكرك ، كانت غلطه عُمري اصلاً مع كل الصار بينا وتركك لي معلقه سنتين من قبل وطريقه زواجنا وكل شي ، وحاولت أبني حياه بينا بس بدون فايده .
قالت كلامها الأخير بحُزن اتضح بعينها والتقطت ثيابها لتذهب وتُبدل في دوره المياه بعد ان لاحظت نظراته الوقحة المُتمهلة بكسل على ساقيها البرونزيتين .
ثم خرجت بعد ان استعادت رباطه جأشها ، وتسأله بصراحه وهي تجلس على طرف سريرها وتنظر إليه : طارق !!! أنت الحين وش تبغى مني ؟؟؟! البينا انكسر من زمان من ذاك الوقت قبل اكثر من سنتين و الرفضتني فيه ويوم بديت أنسى جرحك لي وأتقبل حياتي معاك شرختني اول شرخ يوم قررت انك تتزوج عليّ بعد ما أسمن وارجع مثل قبل وخاصه انه وزني الكبير من قبل كان هو سبب تهميشك لي في ملكتنا ومن البداية ، وزاد الشرخ اكثر وأكثر مع تصريحك لي إنَّا ما نجيب عيال الحين ، وانكسر الزُجاج في اللحظه الماوثقت فيها فيني وصدقت كلامي عن اخوك لين صار الصار وفقدت جنيني .
عقدت ذراعيها لصدرها وقالت بقصد : بس تدري ما عدت زعلانه على فقده ، لانه خيره لي إنَّا ما رح نكمل مع بعض ومايكون في رابط بينا للأبد .
تنهد بصمت وهو ينتظرها ان تُفرغ كل مافي قلبها وتقول كُل ما يُحتجز بداخلها ولم تقله من قبل ، وقد بدت له قد انتهت من كلامها من انفاسها التي تخرج من رئتيها بلا هواده وكأنها قامت بمجهود مُضني .
جلس بجانبها على طرف السرير بعينين غير مقروئتين التعابير والتقط كفيها بين كفيه ، وحاولت ان تُبعدهما عنه وعن مجاله الذي يجذبها لها كانجذاب سِراج الليل للضوء ، ولكنه شد عليهما عنوه وهو يهتف بصرامه : ما كنت ادري انك حاشيه كل هالكلام في قلبك ولا صارحتيني في من قبل والحين بس العرفت سبب نفورك مني وبرودك معي وياليت انها أمور كبيره كلها مواضيع تافهه ماعدا الأخير بسألك سؤال وجاوبيني !!! لو جيت وقلتلك اختك تتحرش فيني بتصدقيني ؟؟؟!!!
همست بغصة : مروج ما تسويها !!!
قال بألم اتضح في عينيه وهو يُبلل شفتيه : وانا كنت اقول طلال ما يسويها ، بس هو طلع نذل وقذر سواها وغدرني ، فلا تلوميني على ثقتي الخليتها معه سنين وطعن فيني بكل سهوله هالشي مو سهل عليّ أبد مثل ما أوجعك هو اوجعني وكسرني كسر ما رح يتصلح لآخر العُمر .
عبثت بكفيها ولم تستطع النظر إليه فهو محق في النهاية ذلك القذر يُعد أخيه ولن يُصدَّق عليه الباطل .
أجفلها عندما قال : خليكِ من سالفه اخوي الحين لانه ما ودي اتنرفز قبل لا نتكلم في المواضيع التافهة الذكرتيها واشرح لعقلك الصغير كل شي !!!!
قالت بغضب : مواضيع تافه بالنسبه لك ، انت ما تدري كيف احس بس افكر انك ممكن تتزوج علي لانه وزني زاد وماعدت املِّي عينك السطحية ؟؟؟! ما تدري كيف أعيش بكل يوم افكر وش السبب اليخليك ما تبغى مني عيال ؟؟! آآه بعدين أتذكر انه الحمل يخليني أسمن وانت تبغاني على سنقه عشره ولا يزيد كيلو من وزني .
تنهد بهدوء وهو ينظر لحِجره ثم رفع نظراته لها بطوله بال ليقول بصرامه ويكاد يُجن من صِغَر عقلها وهو الذي يظُنها عاقله : الحين مين قالك انه السبب الرئيسي الخلاني ما أتواصل معك لسنتين في ملكتنا لانه كنتِ سمينه ؟؟؟! خاصه وقتها كنت افضل المليانه على فكره مو العظام تقول عصا وللحين ترا لا تحسبين هيكلك العظمي عاجبني .
ونظر لها بمغزى جعلها تحمر بخجل ثم بللت شفتيها ، وقالت ببعض الغضب وتحشرج صوتها بغصه : اجل وش كان السبب ؟؟؟! كل الناس كانت تتكلم وتقول انك ما قدرت تطالع بوجهي لاني مثل البرميل .
عقد حاجبيه وقال بحده : قصّ بلسان اليقول عنك برميل ، المهم السالفة قبل سنتين بدت معي أعراض غريبه حكه بكل جسمي وكانت مثل الحساسية وبقع حمره كبيره على بشرتي غير الحرارة الغريبه التجيني وقُرحة لا تُحتمل في المعدة حاله مايعرف فيها إلا الله ، ووقتها دخل علي أبوي فجأه وقال لي اروح معه قريب عشان أخطبك وانا طلبت منه ينتظر لين اشوف وضعي ، طبعاً ما كنت أوضح هالشي قدامهم وكنت اغلب وقتي بره البيت عشان لا يشوفوني و ما ابي اخرعهم عليّ بس هو عَصّب عليّ وعلى باله اني بديت اطلع عن السيطرة وفرضك عليّ فرض .
كانت تنظر له بتحفز وقلبها يرتعش بين اضلعها مما يقول ومما ستسمعه تالياً من بين شفتيه ونُغِز قلبها نغزة مؤلمة عندما ذكر انها فُرضِت عليه .
قال يردف وهو يضغط على كفيها : المهم وقتها عصبت يوم اجبرني عليكِ و كنت تعبان وحالتي حاله ومالي خلق لشي وأبوي همه اتزوجك كُنا انا وهو مثل المثل اليقول " هم الخروف في الروح وهم القصّاب في اللحم " وقلتله اني ما ابيك لأنك سمينه يمكن تكون حجه عشان اوقف الزواج ، و كانت اول وآخر مره اقولها ذاك اليوم وبعدين صار الصار وعقدنا ، وما قدرت اقابلك السنه الاولى عشان لا تحسين انه فيني جرب من الحكه وشكلي الكان مثل المدمنين وعيوني الحمرا من التعب .
قطعت كلامه و قالت بحُزن اتضح بعينيها : طيب ما رحت دكتور عشان تعرف وش هذا الجاك ؟؟؟! واهلك ماكانوا يدروا عن شي ؟؟؟!
أومأ برأسه : إلا ، إلا ، أصلاً السنه الاولى من ملكتنا قضيتها من دكتور لدكتور وكل واحد ما يدري ايش فيني واحد يعطيني مضاد والثاني يعطيني كريم يخف الالم شوي وبس أقرر ازورك وابدا أتعرف عليكِ عن قُرْب وفجأه يرجع جسمي يُقب وأكثر من اول ، وأهلي ماكانوا يدروا كبريائي يمنعني أقولهم ويشفقوا عليّ ما كنت اوضح اني أتألم هي عيوني الواضحه بس من احمرارها وعلى بالهم من السهر والاستهتار .
ازدردت ريقها وهمست : طيب ايش صار بعدين ؟؟؟! والسنه الثانية .
ابتسم بفتور : السنه الثانيه طحت بدكتور الله يذكره بالخير حل لي هاذي المُعضلة ، كنت في المستوصف مع أمي تتعامل معهم من زمان ومرتاحه معهم ، عاد انا ما اعترف بالمستوصفات الصغيرة دايماً افضل المستشفيات ، كنت واقف جمب الغرفه انتظر أمي و كالعاده كأنه فيني جرب أحك جلدي وشافني دكتور جلديه بالصدفة وقال لي اذا عندي موعد عندهم قلتله لا فبعدين طلب ارفع كم قميصي وقتها ما كنت البس إلا أكمام طويله وغامقه عشان احياناً يطّلع دم مع الحكه ، المهم اول ماشاف الحساسيه عرف علطول وش المعضلة وكأنه حاس فيني يوم شاف عيوني وشكلي المبهذل ، وتحمست معه وحسيته فاهم صدق وبديت أعالج عنده واحتجت لوقت طويييل لانه حالتي كانت متدهوره وتسمم جسمي بسببها والوضع كان خطير وكنت بروح فيها .
قالت وهي تسحب كفيها وتضعها على فمها من صدمتها : ياالله !!! طيب وش كان السبب كذه فجأه طلعتلك هالحالة ؟؟؟!
قال بابتسامه صغيره وسحب وسادتها ببساطه من خلفها ووضعها أسفل ذراعه واستند عليها ومدّ جسده قليلاً بعرض السرير : أكيد في سبب كُلّ هالمآساه كانت بسبب " بوسي " !!!!
اتسعت حدقتيها وقالت باستغراب والاسم ليس غريباً عليها : بوسي !!! مين بوسي هاذي ؟؟؟؟!
كان يبتسم وهو واثق بأنها ستعرفها ، اتسعت عينيها بصدمه وهي تقول بذهول : مستحيل !!!! مو معقول التقوله .
قال وهو يلوي شفتيه : إلا صدقي قطوه بطول كفي سوت كل السوته فيني بدون لا أشك فيها .
قالت بصدمه : كانت قطوه منازل ونظيفه وبيضه وتلمع من نظافتها .
قال طارق : إلا قولي قطوه شوارع كل أمراض الدنيا فيها ، حسبي الله على ابليسها دمرتني وعشان كذه ما كنت اخفّ السنه الاولى والحساسية تزيد منها ولا جا على بالي ابداً انه منها ، وهي تجي تتمسح فيني بالفرو الكله ميكروبات وجراثيم تقولين اني امها .
ارتعش جسده بقرف عندما تذكرها وأردف : عاد يوم قالي الدكتور انه القطط هي التسوي كل هالاعراض ، افتكيت علطول منها وقلت للكل في البيت يفحص الحمدلله لحقنا على نورا بدت تجيها الحساسيه والحرارة لانها تلعب معها دايماً .
قالت سميره : يعني عرفوا اهلك بالاخير عنك ؟؟؟!
هزّ راْسه نفياً : لا ، هم عرفوا انها تجيب أمراض بس طلعناها والكل راح يفحص وبس .
لا تعرف ماذا حدث فجأه ؟؟؟! وكأنها نست جميع أحزانها ، طفلها المفقود ، غضبها على طارق وحنقها منه ، لينجذب جسدها تلقائياً إليه وتُلقي بنفسها بأحضانه في مواساة متأخرة .. متأخره جداً .
احاط ذراعه يضُمها اليه بخفه وعلامات الذهول تتسم على وجهه الخشن الملامح ، ومع ذلك لم يُبعدها عنه وقد ادرك ان هذه الفتره قد فقدها وأشتاق اليها كثيراً ، فاليروي قليلاً من شوقه لها بهذا الفُتات الذي منحته له .
نظرت لساعده الذي احاط خصرها و كان به الكثير من البُقع السوداء الداكنة فقالت والدموع تتجمع في مقلتيها : وهاذي اثار الحساسيه صح ؟؟!
أومأ برأسه بهدوء ثم قال : ايه بس مادري تروح مع الوقت ؟؟؟! ولا رح تبقى ؟؟! عاد يوم تعافيت وماباقي فيني شي قررت اجي ازورك واعوضك عن كل شي بس انصدمت من رفضك لي يوم كُنَّا بنتمم الزواج وفهمت انك عتبانه عليّ وزعلانه وانه سنتين مو قليله عليكِ اكيد وانتِ تنتظريني وما الومك ابداً .. عاد وصار الصار وتزوجنا ، وبصراحة تفاجأت بنحفك يوم زواجنا بس ابهرتيني بطلتك وكنت ناوي أأكلك كثير لين ترجعين تسمنين شوي واعوضك عن السنتين الراحت بس ماش برودك معي وتصرفاتك تخليني اتنرفز .
دفنت رأسها بصدره والخجل يكتسح ملامحها من جرئتها معه بينما غامت عينيها في غياهب الحزن على ما آلت إليه الأمور بينهما .
ثم سألته برقه وتعلم جيداً ان الاجابه سوف تكسرها وتجعلها تستصغر عقلها لانه بالتأكيد لديه تفسير مهم لسؤالها : وليه ما كنت تبغى اطفال ؟؟؟!
تنهد وهو يُعدل جلسته ويسند ظهره إلى الحائط ويمُد ساقيه عرض السرير ويلُف ذراعه على كتفها ساحباً إياها إلى صدره : لاني كنت بجهز لك مفاجأه بس بما انها قربت تنتهي بقولك عليها ، من اربع سنوات وانا وأبوي نتعاون عشان نبني فيلا اكبر من هاذي العايشين فيها بكون الدور التحت لامي وأبوي ونورا لين تتزوج والدور الفوق شقتين منفصلات عن التحت وحده لي والثانية لطلال .
بلل شفتيه وقست عيناه وازداد عُمقهما وأردف : كنت حاب نستقر في بيتنا الجديد بالاول لانه خلاص صار جاهز وبس باقي الاثاث و عشان لا تتعبين لما تكونين حامل واحنا نأثث البيت ، بس بعد الصار اجبرت طلال يعطيني شقته الوسخ وشريتها منه وصارت الشقتين لي بنخلي وحده ونعيش بالثانيه الشقق كبيره ما يحتاج نفتحها على بعض عشان لايصير البيت كبير مره علينا ، وبكذه نصير ببيت منفصل وبنفس الوقت أكون قريب من أمي وأبوي وهذا الخلاني ارفض طلبك اول إنَّا ننقل لبيت مُستقل .
همست له بإكتئاب وهي تُعانقه بقوه وتدفن رأسها اكثر بصدره : انا اسفه .. آسفه .. آسفه ما كنت ادري عن اي شي ، لا عن مرضك وحتى عن البيت ، كنت انانيه معك ولا حاولت أفهمك وعقلي ثبت في الماضي بدون لا يتحرك من هناك .
مسح على شعرها وهو يبتسم بفتور وقال : طيب الحين دوري أسألك وماعندي غير سؤال واحد ، ليه ما علمتيني انك حامل ؟؟؟! ليه أخفيتي عني هالموضوع المهم وما خلتيني افرح لو عرفت اكيد كنت رح افرح وكنت بسيل همّ تعبك لانه ورآنا شغل كثير في البيت الجديد .
نظرت له وغمامه الدموع تملأ عينيها : اول شي عشان قلتلي انك ما ودك بأطفال وخفت تعصب عليّ ماكنت ادري انك خايف على صحتي ، والسبب الثاني يوم سألتك وش رح تسوي لو رجعت سمنت زي اول قلت رح تتزوج ، وانا توترت ولا قدرت اقولك خاصه انه اكيد كنت رح أسمن مع الحمل .
طيّر عينيه للسقف وقال بملل : يا ذي السمنه المسويه لكم قلق يا الحريم .
أخفض نظراته إليها وأردف : لا عاد تفكرين بهذا الموضوع ، ما يهمني تكوني سمينه او نحيفه انا كل اليهمني هو أخلاقك وتعاملك مع الكل مو بس مع اهلي ، ويكفي انك احلى زوجه ممكن يحظى فيها اي رجال ، زائد ما ودي هالأشياء البسيطه والتفاهه تكون بينا ياليت تحكين اليضايقك اول باول ولا يتراكم وتحشيه في عقلك ، شفتي شلون مشاكل تافهه وقفت حياتنا ثلاث شهور لو انك مصارحتني باليضايقك من اول كان علمتك بكل شي .
قالت بصوتٍ خافت : ما اعرف ايش اقول ؟؟؟! كلامك من البداية خلاني أعجز أني أتكلم او اقول أي كلمه وحسيت نفسي صغيره قُدامك .
ابتسم ورفع ذقنها بإصبعه يُقرب وجهها إلى وجهه : عمرك ما رح تكونين صغيره بعيون احد دايماً رح تكونين سميره القوية الطموحة ، ولا عاد اشوفك تنزلين راسك لازم يكون دايماً مرفوع لفوق ، وبعدين ما يحتاج تتكلمين او تقولين شي ، خليني انا الأتكلم وأسوي ...
كانت تنظر له بانبهار ووجهه يعلّو وجهها وعينيها غامتا بالشوق إليه ، وقبل ان تسأله عما يُرِيد ان يفعل ، أُجفلت من قُبلته الضارية التي اجتاحت شفتيها بجوع طال لأشهر ، أغمضت عينيها المُرتعشة لقُربه تُبادله قبلته التي كدمت شفتيها وقلبهما يضُخ الدماء بقوه هذه العاطفة التي اجتاحتهما ، ينبض القلبين فيهما كما لم ينبض من قبل .
ابتعدا عن بعضهما يلتقطا انفاسهما الثائرة .
وقال بحراره وانفاسه المُلتهبة ترتطم ببشرتها : لازم اطلع الحين ولا بتهور وعيب عند هلك ، جهزي نفسك وبجيكِ بكره آخذك .
شدد على حروفه وهو يضغط ابهاميه على صدغيها : فاهمه بكره بجي آخذك لانه الوقت الحين تأخر ، ولا اسمع ولا حرف .
قالت بوقاحة تبتسم وعينيها تلمعان بالإثارة والجرأة : طيب ولا يهمك رح اجهز نفسي وانتظرك بس انت لا تتأخر عليّ مره اشتقت لك .
نظر لسريرها الضيق وأردف بخُبث : ما رح اتأخر يا وقحه لا تخافين مستعجل أكثر منك ، على فكره عجبني سريرك ضيق ، ذكريني نشتري مثله لغرفتنا الجديده عشان تصيرين لاصقه فيني ولا تقدرين تتحركين ولا سانتي وإلا رح تطيحين منه .
شهقت بصدمه وهي تصفعه على كتفه : قليل أدب .
ضحك بصوت منخفض ووقف على قدميه وسحبها حتى تنزل من السرير وتستقر بين احضانه ، وقال بحنان لا يخلو من وقاحته : انتبهي على نفسك لين اجي بكره ، لازم نعوض نفسنا بسرعه عن الطفل الراح .
ضحكت ضحكتها التي تعرف جيداً ما تُثيره بداخله من عواطف جياشه ،
ابتعدت عنه لترى له الطريق حتى غادر .
أجفلها صوت والدتها من خلفها تقول بريبه وهي ترى شكلها المُشعث : سميره !!!
التفتت لها وهي تقول بهلع : لبيه يمّه سميّ .
قالت والدتها بهدوء : لبيتي بمكه يا رب ، إلا وش جالسه تسوي انتِ وطارق صارلكم ساعتين بالغرفه بدون لا احد فيكم يُطل ، ماعندكم بيت يمّه تسون فيه التبون .
لم تكن تلمح بل كانت تُقرّ أمراً واقعاً فاحمرت وجنتيها كثيراً من الاحراج وهمست داخلها " يالله !! وش ذَا الاحراج المفروض انزل له تحت مو يجيني فوق ، حسبي الله على الكرامه التخليني اتغلّى عليه هالثلاث شهور "
قالت بهدوء ورزانه : صدقيني يمّه ما سوينا شي كل هذا الوقت كُنَّا نتكلم ونحط النقاط على الحروف انا كنت اقول كل اليضايقني وهو كان يقول البخاطره لين حلينا كل امورنا المعلقة من شهور الحمدلله ، وبيجيني بكره ياخذني .
قالت والدتها بحنان وهي تُصدق ابنتها العاقلة بما انها تكلمت بثقه دون ان تُطيّر عينيها بالسقف عندما تكذب : طيب يمه ، الله يصلحكم يا رب وتكون اخر الاحزان ويهديكم ويديمكم لبعض .
همست سميره من كل قلبها والندم يتآكلها بتضيعها ثلاث اشهر من عُمرهما وهي بعيده عنه دون ان تحاول ان تفهمه او تتفهمه او حتى تتحاور معه بسبب هذه المشاكل التافهة : اللهم امين يا رب اللهم امين .

*****

الثعالب تجول في رأسها هذا ماتشعر به فِعلياً عندما سمعت الخبر الذي نزل على رأسها كقنبلة ذريه ، لم تعتقد ابداً انها من الممكن ان تحْمل بهذه السرعة .
صفعها فهد بخفه على كتفها ولم تكن صفعته خفيفه كما كان يظن فقد شعرت بها تُحطّم عظامها من خشونه كفه ، وقال بخشونه وصوتٍ خرج من حنجرته كمرور الازميل على الحديد ، وخوف اكتنز قلبه رُغماً عنه ان يُصيب طفله او صغيرته مكروه من حقدها وحسدها : عما ان شاء الله كل ذي شهقه ؟؟؟! اذكري الله .
قالت سوزان بتدخل سريع من الخوف : ريما بسرعه صبي لها قهوه خلها تشرب ونأخذ اثرها .
ثم نظرت لدينا التي فغرت شفتيها بصدمه من جرأه حماتها التي قذفت الكلمات في وجهها .
وقالت سوزان بوجوم : معليش يمّه حتى لو مو قصدك تحسدينها الاحتياط واجب ومافيها شي .
نهضت رسيل تقول بمرحها وتنظر بغيظ لدينا : وانا بروح اشبّ البخور .. عين الحسوووووود فيها عووووود يا رب .
مال حاجبيّ دينا بغضب لتنهض بقوه وهي تقول وقد جمعت دموع التماسيح في مقلتيها بصعوبه من ضغطها عليهما : حرام عليكم وش ذَا التسوه فيني ؟؟؟! كل هذا عشان شهقت من الصدمه وماحد علمني بحملها ؟؟! وكأني بأكلها لميرال و تعايروني بعقمي ولأنها حملت قبلي .
قال سلمان وهو لا يستسيغها ابداً ويدعو لابنه بالصبر عليها : ماحد يعايرك هنا يا بنيتي بس الواحد يذكر الله ويقول ماشاء الله بس الاحتياط واجب يأخذون من أثرك مافيها شي ، ماسوينا غلط وقلنالك بوجهك ما اخذنا من وراكِ .
انتفضت بغضب ثم أعطتها ريما فنجان القهوه لترميه بقسوه عند اقدام ميرال تحديداً التي انتفضت بخوف ورفعت قدميها قليلاً عن الارض بقلق من جنونها .
ونظرت لها دينا نظرات شيطانيه مليئة بالحقد والشرّ لحياتها التي فسدت منذ دخلت إليها ، ثم قالت ساخطه وصوت عالي تُحرك سبابتها بتهديد لمن اهانها الآن : اقسم بالله العظيم ما رح أعدي لكم هالحركات الوسخة السويتوها فيني وكأني مشعوذه وبصير شي للبيبي ، هاذي المرة خافوا مني صدق !!!!
نهض فهد مُجدداً ليُعطي هذه المرأه صفعه تُعد أقوى من الصفعة السابقة قبل عده اشهر ، فهي المرأه الوحيدة التي تُخرجه عن طوره وتجعله يتصرف تصرفات همجيه لم يتصرفها بحياته من قبل .
وضعت كفها على وجنتها وعينيها تترقرق بالدموع وقالت بألم : ثاني مره يا فهد ثاني مره تسويها قدام الكل ، والله ما رح أعدِّيها لك هالمره .
شوّح بكفه غاضباً وهو يُزمجر : سوي التسوينه وحسابك معي ما خلص عشان تعرفين كيف ترفعين صوتك وترعدين وتهددين بكل وقاحه يالحسوده ، انقلعي لجناحك الحين وبتفرغ لك قريب .
ثم صرخ بأعلى صوته كدويّ المدافع وجسده يرتجف من الغضب ، عندما رأها واقفه ولم تتحرك من مكانها وتنظر له بكل الحقد الذي اجتمع طوال سنوات زواجهم الأربع : انقلللللللللللللعي !!!!
صعدت تنهب المسافات ولكن هذه المره علمت بأن نهايتها قريبه في هذا المنزل فهي لم تعد تحتمل البقاء زوجه لهذا الرجل الحقير من اجل النقود ،
ولكنها تُقسم بالله وتالله انها لن تخرج من هنا قبل ان تنتقم منهم جميعاً بدون استثناء ستجعلهم يدفعون الثمن واحداً تلو الأخر على سُخريتهم بها واهانتها .
التمعت عينيها السوداوتان في الظلام الداكن والشياطين تُحيطها من كل جانب وهي تنظر من النافذة لتلك الغبية " ميرال " تعود لجُحرها " جُحر الضبْ " الذي جمعها مع زوجها .
وتُفكر بفكره خطيره تجعلها تتخلص منهم جميعاً دفعه واحده تحتاج للكثير والكثير من العمل .
غادرت ميرال بهدوء وهي تدعوا الله ان يحفظ لها جنينهاولا يُريها به سوءً او مكروهاً كانت تثق بأن ربها سيحميها ويحمي جنينها فمنذ سنوات وهي لا تترك قراءه الأذكار .
اما فهد فقد كان صدره يرتفع ويهبط بانفعال شديد فوضعت سوزان كفها على كتفه وهي تهمس بحنان : ماعليه يمه اهدى شوي وكل شي بينحل وخليها تتأدب شوي عشان كلنا كنّا متساهلين معها و كانت هي تتمادى ، روح الحين وطمن ميرال واجلس عندها اكيد اخترعت البنت على البيبي وخافت من دينا وبناخذ اثرها قريب وبدون لا تدري حتى .
هدأت انفاسه قليلاً .. قليلاً فقط من صوت والدته الحنون والرقيق ولكن جبينه مايزال مُقطباً ومتجعداً من الغضب وهو ينوي الخلاص منها قريباً .. قريباً جداً .
توجه إلى شقته الخالية من جدته كم تمنى ان تعود قريباً من عند عمه سعد ليتمرغ بدفء ذراعيها بما ان صغيرته ماتزال غاضبه عليه ولا يلومها أبداً وسيصبر إلى ان تعود بنفسها بين ذراعيه .
دخل بهدوء لغرفتهم ليجدها تجلس على الأريكة وتُمارَس هواياتها بالتطريز ، تُطرز بهدوء وقد كانت هادئه بشكلٍ ظاهري .
شعر بأنّ كل انفعالاته وغضبه وعقده حاجبيه وتشنج جسده يتلاشى وكأنه قد نسي كل هذا العالم من حوله ولايوجد إلا " هو وهي " .
تجلس ببهائها ونعومتها بشورت قصير وبلوزه تُظهر رقه كتفيها المرمريين ، لا يستطيع ان يقول انها أغوته بلباسها فهو بطبعه لا يُغريه اللباس ذو اللحم المكشوف ، ولكن هي بذاتها كلها من رأسها لأخمص قدميها تقوم بإغوائه بحركاتها البلهاء ونظراتها المُعجبه به وتحديقاتها المُدلهة .
تلك النظرات التي انحسرت فما بات يراها على بلورتيها ، تلك النظرات التي بُهتت و اشتاق اليها من عينيها .
جلس امامها على السرير فقالت بسرعه وهدوء قبل ان يتكلم : معليش ممكن تروح عند دينا من يوم رِجْعَتْ من السفر ما رحت لها إلا الاسبوعين الراحوا و أذيتها كثير اليوم لأنك متعود تأذي من الأساس سواء بالكلام او الفعل ، وصارت تحوِّل علي وتعصب عليّ بسببك .
قال بعينين ناعستين ، وآلمه ان تشعر بأنه شخصٌ مؤذي : خليها بس تأذيك بشي وانا ما رح ارحمها وتعرفين وقتها شلون أأذي صدق ، انتِ بالنسبه لي خط احمر ماحد يتجاوزه ، وبعدين وش دراكِ اني كنت عندها الاسبوعين الراحوا ؟؟!
هزت منكبيها بهدوء دون ان تنظر إليه او تتأثر بكلامه الكاذب ، نعم فهو كاذب ويُمثل الاهتمام بها وبصحتها : ماكنت تنام هنا !!! اكيد بتكون عندها ، وين رح تنام يعني ؟؟؟!!
ابتسم ابتسامه فاترة لم تظهر على شفتيه : وليه زعلانه طيب ؟؟! مو انتِ القلتِ من اول اروح عندها وما ودك تشوفين وجهي عشان لا تتذكرين كلامي الجرحك .
ارتعش جسدها بوضوح لعينيه وقد عاد يُذكرها بقسوه كلامه ومافعله بها وقالت ببعض العصبية : لا مو زعلانه هي زوجتك من اربع سنوات ونص يعني قبل لا أكون انا ، وغايبه اربع شهور اكيد اشتقتوا لبعض ، وما رح اقول شي لو ريحتني منك شوي او أزعل .
أسبلت أهدابها وقلبها يرتعش وضغطت بكفها على القُماش حتى تتماسك ولا تنفجر .
انها كاذبه واكبر كاذبه ايضاً ، طوال الاسبوعين الماضيين وهي تغلي كالمرجل من غيرتها العمياء عليه ، وتتخيل تلك الفاتنة بين ذراعيه يضُمها بحنان كما يفعل معها ، يُقبلها كما ...
قطعت افكارها عنوه وهي لا ترغب ان تُسهب في التخيل وإلا فإنها ستُجن من الغيرة .
بحق الله لقد كان معها طوال الأشهر الماضيه رغم عدم اقترابه منها إلا انها اعتادت على وجوده حولها ، اعتادت وكم كرهت هذا الاعتياد وهي تشعر برائحته تغزو المنزل .
ابتسم بسخريه من حالهم الذي وصلوا إليه بسبب كلامٍ قذفه في لحظه قهر ، ومع ذلك لن يستسلم لمُراضاتها حتى تعود إليه كما كانت ورده نقيه متفتحه .
فقال بهدوء : يعني بعدك مُصرّه ماتسامحيني ؟؟؟!
ومُصرّه على الطلاق ؟؟!
قالت بكذب وهي ماتزال تشعر بجرحها ينزف وبللت شفتيها : الطلاق رح يكون أفضل لي يمكن وجعي يخف وقتها مع الأيام بس مع شخص مُتسلط مثلك ما أتوقع انك تحررني ، كلامك وشكك فيني ما اقدر أنساه بس رح احاول اتناساه مع الأيام .
ارتفع حاجبه المشروخ بسؤال مُستغرب : أحررك ؟؟؟! ليش هو انا حابين بسجن ؟؟! عشان تقولين أحررك .
ثم اردف بسخريه : قد قلت لك وأعيدها انسي الطلاق او اني أحررك مو انا الأطلق بدون سبب كبير ، والله يجيب اليوم التسامحيني فيه ونبدأ فيه صفحه جديده مع ولدنا قريب .
لم ترد على دعوته ولم تؤمِّن ولكنها لانت معه قليلاً فقط عندما لم يفتح التحليل واثبت لها بتمزيقه ثقته بها هذا الامر قد أراحها قليلاً ولكن لم يجعل المها يزول .
بينما اردف هو بكسل مُتمهل : بالمناسبه بأخذ لك موعد بكره عشان نطمن عليكم !!!
ميرال بجفاف وقد عادت للتطريز : ما يحتاج تتعب نفسك ، طول الشهور الراحت وانا وريما ناخذ المواعيد ونروح مع بعض و مع السواق ، وعندي موعد بعد يومين .
ارتفع حاجبه ثم قال : وانا وش شكلي وموقعي من الإعراب عندك ؟؟! عشان ما تعلميني بمواعيدك الخطيرة !!!! وانا ابو الطفل على فكره مو ريما !!!!
احمرت وجنتيها قليلاً عند تذكيره إياها بأنه والد الطفل ، وهمست : انت سمحت لي اروح مع أخواتك لأي مكان بدون لا استأذن منك ، ولا نسيت ؟؟؟! وانا ما اروح العب واتمشى بالمستشفى .
رفع حاجبه المشروخ مره اخرى وهزّ رأسه بموافقه ، ثم عقد ذراعيه لصدره وقال باستفزاز : لا مانسيت ، طيب يا مليحه ودك تروحين مع السواق روحي انتِ ، بس ولدي ما يروح إلا معي !!!!
ارتفع حاجبيها وهي تنظر له باندهاش : كيف يعني ؟؟! اطلع لك الولد من بطني مثلاً وأعطيك ياه وكل واحد يروح لموعده .
هزّ كتفيه ورفع حاجبيه بتسليه ، بمعنى انه لا يعرف .
ثم قالت بانفعال من هرمونات الحمل الثائرة بداخلها : طيب مو مشكله إذا على الروحه ، وبعدين لِيه تتكلم مع الطفل بصيغه المذكر وتقول ولدي ، افرض انها بنت وسمعتك بعدين رح تخاصمك .
فهد وهو يُمثل علامات الذهول : صدق !! رح تسمعني بنتي وتزعل لاني أكلمها بصيغه مُذكرّ ؟؟؟!
قال ذلك وهو يُشير على بطنها بتعجُب !!!!
اومأت واتسمت ملامحها بالجدية المُقيته وقالت تشرح له : ايه الاطفال في الرحم يسمعوا كل الحولهم ويتأثروا من كل شي و حتى يتأثروا من نفسيه الام كمان .
شددت على كلامها تقصده بكل حرف : اذا كانت زعلانه يزعلوا ويعصبوا على الزعلهم كمان .
ابتسم بهدوء وملامحه تلين و تعود لطبيعتها وتلاشت عنها التسلية وقد وصلته الرسالة ، وهو يعرف صحه كلامها فقد سمعه من قبل ولكنها ألفت جملتها الاخيره من رأسها .
نهض وهو يُغَيِّر مكانه ويجلس بجانبها . شهقت شهقه مكتومه كما انحسرت انفاسها داخل رئتيها عندما شعرت بجسده الضخم يجثم عليها من علّو ويستقر بجانبها حتى تضيق عليها الغُرفة و تضيق الأريكة ولا تتسع لطرفٍ ثالث كما العاده .
تصلّب جسدها عندما وضع كفه وأذنه على بطنها المُنتفخة قليلاً بحركه حميميه وهمس بصوتٍ حريري يُحدث الطفل : خلاص يا بنتي لا تزعلي لو انتِ بنت من جد !!!!! و ان كنت ولد ولا بنت ما رح تفرق معي ، المهم لا تتعب أمك وانا رح اخليها مبسوطه عشان انت تحس فيها وتصير مبسوط مو زعلان وتعصب عليّ ، اتفقنا .
رفع رأسه ونظر لعُمق عينيها وحمدالله انه هذه المره لم يرى نظرات الاشمئزاز في عينيها فتلك النظرات وحدها هي ما تقتله وتجعل نفسيته تنهار للحضيض .
كان يُحرك كفه على بطنها بحنان وحوّل نظرته لبطنها بعينٍ غائمة ، وهي كانت مُتصلبة الجسد لم تكن تجرؤ على النظر إليه من كميه المشاعر التي ثارت داخلها من هذا الاقتراب الحميمي ، اقتراب فقدته منذ اشهر وهاهو يعود ليجتاحها ليُصرحّ لها بملكيته .
ولم تكن ترغب في ان يرى مشاعرها المُتناثرة في عينيها السعيدتين والخجولتين لحركته التي أشعرتها بأنوثتها وأمومتها وكيف يبدو بانه سيُصبِح أباً رائعاً .
قال وهو ينهض أخيراً : طيب انا بقوم الحين لازم انام عشان عندي رحلات كثيره بكره ، ولا تنسين تذكريني بيوم موعدك عشان أوديك تفحصي جدولي مضغوط مره ويمكن أنسى .
هزّت رأسها وهمست بـ" طيب " دون ان تنظر إليه حتى لا يرى وجهها المُحمَّر من جرأته ومُشاكسته التي فقدتها طوال الأشهر الماضية ، وخرج هو بهدوء ، ليُثير مع خروجه الغيرة المُقيتة وانحباس الأنفاس في رئتيها وهي تتخيله يُحاول ان يُراضي امرأته خارقة الجمال ويبقى معها هذه الليلة .
،
كانت تتقلب على فِراشها وبدأ العرق يتسلل لجبينها مع ارتفاع ضربات قلبها بسبب الحمل وتحتاج لشُرب الماء حتى تهدأ هذه النبضات الثائرة .
جلست على السرير وكانت تتنفس ببعض الصعوبة . مدت ذراعها للمنضده حتى تلتقط قنينه الماء الكبيره فتفاجأت بها قد انتهت .
تأففت بضجر و لا رغبه لها بالنهوض ولكنها نهضت بكسل شديد مُجبره لتُعبئها ، دخلت للمطبخ وقامت بتعبئتها بينما كانت تتثائب بنعومه وتُغطي فمها بكفها وترغب في العوده والقفز إلى سريرها البارد في هذا الجو الحار وتغرق في النوم مُجدداً .
خرجت من المطبخ وأجفلتها البرودة القادمة من غرفه الجلوس رغم انها متأكده من اغلاقها للمُكيف قبل ان تنام .
توجهت بخطوات خائفه نحو غرفه الجلوس لتُصعق وتتسع عينيها عندما وجدت ذلك الجسد الرجولي الذي تعرف تفاصيله جيداً يستلقي على الأريكة ويُغطي عينيه بذراعه القوية .
تألم قلبها كثيراً لحاله ومال حاجبيها بحُزن ، وهي تراه يسند رأسه على ذراع الاريكة وبالكاد اتسعت الأريكة الصغيرة لضخامة جسده .
اقتربت وهي تجثو على رُكبتيها بقرب رأسه وحركت كفها برقه على كتفه توقظه بفظاظة وبصوتٍ خافت : فهد .. فهد .
انتفض جالساً وهو ينظر لها بعينين ناعستين ويلتقط وجهها بين كفيه ويقول بقلق : بِسْم الله عليكِ ، انت بخير ؟؟! فيكِ شي ؟؟؟!
أومأت برأسها نافيه وهمست : أنا بخير مافيني شي !!!
تنهد براحه وأبعد يديه عن وجهها ليُخلل بها خصلات شعره المُتشابكه ثم ينظر لساعة معصمه ويقول باستغراب : طيب وش فيكِ صحيتيني الحين لو مافيكِ شي ؟؟! لِسَّه باقي ساعتين على اذان الفجر !!!!!
قالت بهدوء وملامحها حزينه : ليه نايم هنا ؟؟! ومن متى تنام ؟؟؟!
اتسمت ملامحه البرود وقال بصراحه : جواب سؤالك الثاني من اسبوعين وانا انام هنا ، وجواب الأول عشان لا اشوف نظرات القرف والاشمئزاز في عيونك مني !!! النظرات الشفتها بعيون كل التزوجتهم ، زائد انتِ كنت تطرديني بشكل محترم وماودك تشوفيني فهذا افضل حل اني انام هنا .
كان صدرها يرتفع ويهبط بهدوء مُتناغم وهمست بصوت متحشرج من الالم : بس ، بس انا كنت افكر انك تروح ...
قطع كلامها وقال بجفاف اختلط ببحه استيقاظه من النوم : عند دينا صح ؟؟؟! بس يكون بعلمك دينا البيني وبينها شرخ كبير اكبر من انه يتصلح بيوم وليله حتى مستحيل اروح لها وأخليك لحالك بالشقة وجدتي عند عمي سعد .
بالطبع هو لن يخبرها بان تلك تنفر منه منذ الأزل ولم يعد يتحمل نفورها بعد ان جرب قُرْب ظبيته لتعود هي ببساطه وتقذفه في هوَّه عميقة كما فعلت زوجاته السابقات .
لم تستطع ان تنظر له وقد علمت ان نظراتها له سببت له الالم ، لم تكن تقصد ان تؤلمه .. لم تكن تقصد !!!! كما قصد هو ان يؤلمها .
فقالت بصوت اختنق من الدموع وكلمات متقطعه ، وهاهي تفتح الصنبور الذي لا ينضب مُجدداً دون ان تُسيطر على دموعها من الهطول : انا .. انا ماكان قصدي أوجعك بنظراتي اصلاً ما كنت انتبه لنظراتي ، بس انت اوجعتني كثير وكنت تقصد توجعني ، ايش تبغاني اسوي ؟؟! غصبٍ عني عيوني ما تضحك لك .
شهقت بقوه ودفنت وجهها بين كفيها ، وتشعر بأن انفاسها تقطعت من البُكاء وصدرها يعلو ويهبط : يعني .. يعني بالرغم من كل السويته فيني من قبل وإني زعلانه منك للحين ، وأنك اوجعتني لدرجه ما اقدر أسامحك فيها للحين ، بس مايهون عليّ انك تنام هنا بالهشكل وشُغلك من اساسه مُتعب وانت جالس على الكُرسي طول الوقت ، وهالنومه مو مُريحه لك ورح تتأذى كثير .
منذ ان رأى الدموع تتجمع في عينيها اقسم بأنه سيسحبها لصدره عنوه حتى وان لم تُرد ذلك ، سيأخذها بين ذراعيه بعد هذه الأشهر التي مرت عليه بجفاف وليحدثُ ما يَحْدُث بعدها .
سحبها عن الارض وهو يُبعد وجهها الجميل عن يديها ويُزيح خصلات شعرها التي ارتوت من دموعها خلف إذنها ويزرعها بصدره بذرة تنمو للربيع .
بينما كانت هي ترتجف كورقه خريف في مهب الريح و أغرقت منامته القطنية بدموعها وهي ترتجف بين ذراعيه دون ان تُفكر بالابتعاد عنه ، فهي مُنهاره من كل الذكريات التي تقافزت على عقلها وليس هُناك غيره ليُواسيها " مُعذبها هو نفسه مُواسيها " اشتاقت كثييراً لدفء جسده وقُربه الذي يُشعل النار في جوفها من شوقها ويؤلمها في ذات الآن .
مسح على شعرها بكفه وهمس وهو يُثبت ذقنه أعلى رأسها : بقولك كلمه ما قد قلتها لأحد من قبل ، تصدقين حتى وانا بزر الكبرياء كان يمنعني أنطقها واعبر عنها بالافعال ، بس انتِ بالذات تستاهلين اقولها لك الف مره .
لم ترد عليه بينما اردف وهو يُقبل خُصلات شعرها : آسف .
رفع وجهها بين كفيه وهو يُقبل جبينها ويهمس بصدق : أسف لاني أوجعتك وجع ماهو بسهل .
لاحظت بأنه أراد التمادي في تقبيلها ولم تُرد ان تؤثر بها قُبلاته حتى وان لم يكن يقصد التمادي فتململت بين ذراعيه وهي تهمس : يعني انا محظوظه الحين لاني اول وحده اعتذرت لها ؟؟!
ابتسم بخفه وهو يُمرر أنامله على منابت شعرها ويُعيد خُصلاتها خلف إذنها ، وهمس : ايه انتِ اول وحده اعتذر لها والاخيرة ، ورح اصبر لين تسامحيني وما يبقى في قلبك اي شي يوجعك بسببي .
بللت شفتيها وهي تقول : ما ادري المده الاحتاجها عشان أسامحك بس هالشي يعتمد عليك .
واردفت تشُد على باقي الحروف : و ممنوع حركات مُلتويه زي الحين .
ابتعدت عنه ليُغادرها الدفء وتحتل البرودة قلبها ، بينما قال هو بمكرٍ لمع في عينيه : يعني افهم من كلامك انه هالحركات الملتوية رح تسرّع من مسامحتك لي ؟؟؟!
توترت قليلاً ولكنها قالت بقوه : لا طبعاً بس انت تعرف كويس انك تأثر فيني ، وما ابغى اي ضغط من هاذي الناحية عشان قلبي يصفى للأخير .
ابتسم بخفه وهو يُدلك عُنقه المتشنج من طريقه نومه الخاطئه بباطن كفه ، ويقول بتسليه : طيب بدون حركات مُلتويه زي الحين مع اني ما سويت شي ما دري وين الالتواء بالموضوع ؟؟؟ بس لازم حركات شبه مُلتويه على الأقل شويه حركات و كلمات و لمســ ...
قالت بحرج ووجه مُحمر كثمره الطماطم : بس .. بس ، خلاص روح نام الحين بالغرفه ورح أصحيك مره ثانيه للفجر طيرت النوم من عيوني .
ثم نظرت له وكأنها تذكرت وهي تسأل : جوعان تبغى تاكل شي قبل ترجع تنام ؟؟؟!
أومأ برأسه وهو يقول : ايه جوعان من الصباح على لحم بطني طفشت من اكل الطيارة بعد ما تعودت على أكلك صار ما يملى عيني وانا الكنت متعود عليه ، الحمدلله على النِعم يا رب .
تنهدت بقوه وهي تقول بعبوس : آسفه ، أهملتك كثير هالفترة و مع الحمل اتعبني كثير ووحامي كله نوم ، والصار من قبل خلاني ما اسأل عنك .
ابتسم لها بفتور وهو يهمس بصوت خافت : لا تحاتين متعود اصلاً ، انتِ بس لا تهملين نفسك ولا الطفل وكل الأمور تمام .
لماذا يتقصد ان يُؤلمها بلسانه السليط دوماً ، لقد فهمت قصده بأنه مُتعود على إهمال زوجاته السابقات له ليضعها معهم بنفس الخانة .
قالت بألم : انا مو مثل زوجاتك القبل ما تعمدت اني أهملك بس غصبٍ عني كل شي تراكم عليّ .
ابتسم لها بحنان والتقط كفيها بين كفيه وقال بصرامه : انا ما قلت انك مثلهم انتِ تكرمين عنهم ، انا قصدي اني متعود ماحد يهتم فيني مو سوء منك .
ربت على كفيها برقه رغم خشونته وأردف : والحين روحي وحاولي ترجعي تنامي وارتاحي وانا بطلع افرفر واشوف لو في مطعم فاتح للحين !!!!
تأففت بضجر وهي تقول : يا الله يا هالجيل ياحبهم لاكل بره ، وهو كله سموم وزيوت و اكل فاسد .
رفع حاجبه من تحلطمها بينما أردفت وهي تنهض من جانبه : اجلس ، اجلس لا تروح مكان بروح اشوف لك اكل تاكل .
قال بابتسامه يرفع صوته بتسليه ولن يُفوت الفرصة في ان يبقى معها : طيب وريني وش عندك وايش راح تسوين لي يا المن جيل جدتي ؟؟؟؟؟!!!!!!
التفتت تنظر له بتأنيب دون ان تتكلم بكلمه واحده ثم عادت بنظرها للأمام بعِليّاء من مُزاحه السَمِج وهو يصنفها من جيل جدته وكأنها عجوز .
اما فهو فلم يعد قادراً للسيطره علًى عدد ضخات قلبه التي تتقافز بجنون بين أضلاعه التي تشتاق اليها ، وقد بدا له انه قريب جداً لمُصالحتها وعندها سيُعوضها عن كل لحظه الم سببها لها ، سيُعوضها كما لم يفعل لأحدٍ من قبل .

*****

كانت تذرع الغُرفة ذهاباً وإياباً والغضب والحقد يلتمع في عينيها ، غاضبه غاضبه جداً .
انفاسها كانت تخرج من انفها وفمها كالتنين ، أطلقت صرخه مكتومه وهي تُمزقّ ملابسها الخفيفه التي ترتديها حتى بقيت بملابسها الداخلية ، وأفسدت تسريحه شعرها البسيطة وهي تشُده بقوه حتى خرجت بعضُ الخُصلات الشقراء بين أناملها .
توجهت بعُنف إلى طاوله الزينه وهي ترمي ما عليها بجنون حتى حطمت زُجاجه عطر في المرآه و التي شُرخت لعده أنصاف وترى شكلها بكل نصفٍ بها .
انهارت ولم تستطع الصمود أكثر من ذلك وسالت دموعها على وجهها المُزين بمساحيق التجميل ورسم الكحل الاسود خطين متوازيين على وجنتيها وتلطخت عينيها بالألوان حتى باتت مُرعبة الهيئه .
ماذا فعلت بحياتها ليرزقها الله بزوجٍ مثل هذا الزوج القذر ؟؟؟! ما الذي فعلته ؟؟؟!
بل عليها ان تقول مالذي بقي ولم تفعله حتى الان ؟؟؟!
اربع اشهر .. متزوجه منذ اربع اشهر ولم يرغبها زوجها لليله واحده ، إذاً لماذا تزوجها هذا القذر ؟؟! لماذا يفعل معها ذلك ؟؟؟! على ماذا يُعاقبها ؟؟؟!
تذكرت ما حدث قبل ساعتين ، اي قبل ان تُجن الآن .
*
كانت تتجهز كما العادة ولكن هذه المره بذلت جهداً اكبر من قبل حتى تستطيع إغوائه وسحبه لفراشها ، كانت راضيه عن شكلها النهائي وكان هو يقضي معظم الليالي عندها دون ان يقترب منها وهذا ما يقهرها ويُغيظها .
همست بصوتٍ ناعم ملئ بالإغواء فور ان رأته يدخل للغرفه بوجهه العابس على الدوام وجسده الذي فقد بعض الوزن وبات هيكلاً من العِظام بسبب غرقه في العمل ، لقد كان يأكل عملاً ويشرب عملاً كما يرقد على فراش العمل : فيصل !!!
نظر لها بطرف عينيه وهمس بنفاذ صبر منها : وش تبين يا ملاك ؟؟! ما تملين انتِ في كل ليله ؟؟؟! قلتلك لو بقرب منك بعطيك خبر قبلها ، مُحاولاتك المبتذلة هاذي من اول يوم ما تعجبني ولا تروقني ، وقله الأدب والوقاحة ما تجذبني غشيمه انتِ ما تفهمين ، فلا تتعبين نفسك وتحاولين بدون فايده .
اقتربت منه بمكر دون ان تأبه لكلامه وتعلقت بعُنقه وهمست بصوتٍ خافت : وين قلّه الأدب في الموضوع ، انت زوجي على سنه الله ورسوله وانا كلي حلالك ، شوفني واشبع مني لو ماقدرت زوجتك الاولى ترضيك انا موجوده .
ابعدها عنه ببعض القوه ودفعها بخفه مُزدريه وهو يشمئز منها ومن وقاحتها ، عندما تزوجها كان ينوي ان يكون زواجاً طبيعياً ولكنه نَفَر منها منذ الليله الاولى وقد اتضحت على حقيقتها القذرة في تلك الليلة .
قال بقوه وهو يكاد يُجن من قلّه حيائها منذ الليلة الاولى : انقلعي عن وجهي ما تفهمين ، انتِ اي شي تسوينه ما يغريني ولا يخليني حتى افكر فيكِ واسرح فلا تتعبين نفسك أبداً .
عندها بدأت تظهر نوبات جنونها وقالت بقوه ووقاحه : عاد تدري لو مو زوجتك حامل كان شكيت بوضعك من اول ، بس الحين جتني شكوك ثانيه وصرت اتخيل زوجتك حامل من غيرك وموجودة هنا باتفاق معك و تغطي على خيبتك عشان كذه ماتنام عندها كثر ما تنام عندي .
اتسعت عينيه بقوه وهو يُدرك جيداً ماذا تقصد بكلامها القذر ، واهتزت حلقه حدقتيه المُحاطه بلون القهوة الداكنة ، وأصبحت ملامحه الحادة مُخيفه ، مُخيفه بشكلٍ لم تراه من قبل على اي رجل ، ملامح مُرعبه وتُنذر بالشرّ .
لم تشعر بشي عندما حلّق جسدها بالهواء وارتطم ظهرها بالحائط ، بينما كفه بأنامله الطويلة والنحيلة تعتقل عُنقها الذي اختنق من ضغط أصابعه على حُنجرتها .
اقترب بحده ومايزال يُعلقها على الحائط ويقول بصوت خافت خطير وهسيس انفاسه يحرق بشرتها : لسانك الوسخ ذا رح اقصه لكِ قريب ياالوسخة ، وتدرين ما رح اسوي التبين و ألوث نفسي فيكِ عشان اثبت لك اني طبيعي ومو شاذ والطفل التحمله ميس هو ولدي ومن صُلبي ، وهي النظيفه والطاهره التستاهل أقرب منها وتسواكِ وتسوى طوايفك .
تركها بعد ان فقدت انفاسها التي كانت تدور في جسدها باحثه عن مخرج ، وكادت ان تخُرّ صريعه و على اعتاب الموت للتوّ واللحظة وتركها تتنفس باللحظة الأخيرة تلهث وعينيها مصدومتين ، وخرج وهو يصفع الباب خلفه بدوي يشبه دوي السندان .
خرجت من غمره ذكرياتها وهي تتلمس الاحمرار الشديد في عُنقها بسبب ضغطه عليه بلا رحمه . تأوّهت بألم و في كل يوم يمر تحقد عليه وعلى زوجته الاولى اكثر لانه يُقارنها بها دوماً .

*
،

كان ينزل خطوات السِلّم بعُنف شديد ويشتم نفسه على ذلك الخطأ الذي ارتكبه عندما قرر ان يتزوج ليُعاقب ميس ، وإذ بها كانت هي من تُعاقبه بهدوئها وعدم مُبالاتها التي تُثير جنونه وكأنها تنتظر ان تلد حتى تتخلص منه ، والادهى والأمّر انه كان يُعاقب نفسه بهذا الزواج الفاشل منذ اول ليله .
سقطت أنظاره على تلك الحورية ببطنها المُنتفخة من حملها و الذي وصل لشهره الثامن ويكاد طفله ان يخرج لهذه الحياة وتغيب هي عن حياته .
قست عيناه كما لم تقسو من قبل .
ولكن هيهات ان تنجوا منه بهذه السهولة ويفعل ما تريده ويجعلها تذهب .
كان ثغرها يرسُم ابتسامه خجولة وتحمل معها " صينية " تحتوي على إبريق من الشاي وبعض المكسرات والبسكويت .
اقترب منها وهو يأخذ الصينيه ويقول بهدوء ظاهري وقد اثارته كما تُثيره بالعاده ببساطتها
: هاتيها عنك لا تشيلين شي ثقيل انتِ الحين بأخر شهرين ولازم ترتاحين .
اجابته بجفاء وهي تأخذ منه الصينية بقوه
: معليش الصينيه خفيفه مو ثقيله ، وبعدين عمي طلب مني انا الاجيبها عشان نجلس مع جدتي قبل ترجع لبيتها وقلتها باقي شهرين وتنتهي التمثيلية بينا واحنا نوضح للكل انه وضعنا تمام ماعدا خالتي التعرف بالموضوع طبعاً وتنتظرني اروح ، لا تخاف رح اطلع من حياتكم للأبد ولا رح تشوفني مره ثانيه .
غادرت امامه بخيلاء تتجاهله بشكلٍ رسمي ، وتركته خلفها يبتسم ابتسامه شاحبة لم تصل إلى عينيه ، ثم اصبحت ابتسامه قاسية في كل يوم تذكره بأنه لن يراها للأبد بعد ان تلد ولكن كما قال هيهاااااات ان يُنفَّذ ما يجول في نفسها .
خطر على باله زوجته الاخرى التي كاد ان يقتُلها للتو ، وهاهي حبيبته تتهادى امامه غير مُباليه به .
شتّان يا الله بين الماء والنار ، شتّان بين السماء والبحار ، شتّان بين الهواء والضباب .
منذ ذلك اليوم الذي قسا عليها به وهي تعامله بجفاء وبرود وتخبره انها تنتظره على احرّ من الجمر حتى لاتراه مُجدداً كما لم تنسى ان تُذكره بطريقه زواجهم الخاطئه وكم أهينت في ذلك اليوم .
وعندما تتحدث معه مُجبره فهي تتحدث بجفاف قاسي لم يعتده منها ، اما علاقتها مع الجميع فهي تبدو جيده رغم أنهما اتفقا ان يُمثلا امام الجميع بأنهما بخير .
حتى والدته لم تعد تشتكي منها و لا يعرف ما السبب تماماً ؟؟!!
إما ان والدته قد باتت تُحبها كما احبها الجميع من قبل ولم تعد تهتم لأيه فوارق بينهما ، او انه حُب مؤقت لها لان ميس اصبحت تعتني بها وتُساعدها بعد ان كُسرت قدمها قبل شهر وتجاهلها الجميع ماعدا حبيبته الحنون .
حتى انه يشُك بأنهما اصبحتا صديقتين تبتسمان معاً وتتبادلان الأحاديث في بعض الأحيان وتُثير والدته عجبه !!! حقاً تُثير عجبه !!!!
اما ما يُثير غيرته حقاً علاقتها مع والده الذي يبدو لها كالأب الحنون ، ولن ينسى ذلك اليوم عندما تألمت واكتسح رأسها الصُداع ركضت إلى والده فوضعت رأسها عَلى حِجره ثم وضع كفه المُجعده على رأسها يُحركها بحنان ويقرأ عليها بعض الأذكار وآيات القرآن حتى فُكّت عقده حاجبيها وزال ألمها وتراخت ذلك اليوم في حضنٍ غير حضنه وغفت .
آلمه ذلك المشهد بقدر ما اثار المشاعر في قلبه ليبتسم بحنان لوالده الذي وضع سبابته على فمه حتى لا يتكلم ويُزعجها .
وضعت ميس الصينية على الطاولة في منتصف الغُرفة وبدأت بتوزيع الشاي وبعض المُكسرات على الموجودين ولم تنسى ان تعبس بوجه فيصل وهي تُقدم له البسكويت الذي يُحبه ، ثم جلست بقُرب الجده وهي تلتقف كفها وتُقبله وتقول بصوتها الناعم : وين رح تروحين يا جده ما شبعنا منك لِسَّه ؟؟؟!
قالت الجده بهدوء : هوّ يا بنيتي صارلي عندكم من زمان ، خلاص يكفي برجع لبيتي وأريح ، زين اني جلست عندكم اسبوعين ولا انا مستحيل اترك بيتي ما اقدر ، بس قلت منها أطمن عدى حُرمه ولدي ومنها أغير جو شوي .
قالت إيمان بلُطف : الله يخليك لنا يا خالتي ويديمك على راسنا ، صدق غيرنا جو معك هالأسبوعين عاد لا تقطعينا .
الجدة : الله يخليكم لبعض يا رب وان شاء الله اقدر امر من فتره لفتره بس تدرين حركتي صايره قليله وصعبه .
مسحت وجهها بكفها المُجعدة وهمست : يالله الجنه بس !!
ثم أردفت تتحلطم كعادتها : انا مو مضاقيني ومكدرني غير سيفوه من يوم جيت ولا جا وَسَلَّم عليّ ولا كأنه له جده حتى بالعيد مافكر يجيني وهذا هو عيد الحج قرّب ولا طلّ عليّ .
ارتعش سعد بألم وغامت عيناه بالحُزن والصبر بينما نظر له فيصل بقلق وقال يُجيب الجده : سيف مسافر يا جده من اربع شهور ، الله يرجعه بالسلامه ، شكله ماحد عطاكِ خبر .
قالت الجدة بسخط عصبي : مو منه الهايت اليهيت بالشوارع ، كله من ابوك ومنك انت يا اخوه الكبير المخلينه على مزاجه وفاكين له الحبل يسوي اليبيه .
نظرت لفيصل واردفت بقسوه : بالله تسمي نفسك اخو وانت فآلت اخوك بكل مكان ، ولا عندك غيره بعد على اختك الهايته في بلاد الغُرب .
همس فيصل : موضوع عبير مو راضي عليه من اول بس أبوي هو الحكم وما اقدر أتدخل بس أمورها بخير واتواصل معها دايماً .
نظر لوالده وهو يتذكر ذلك الشِجار الكبير الذي دار بينهما بسبب اخته ورفضه ان تُسافر لوحدها والذي انتهى بأخذه لوالده للمشفى في نوبه قلبيه إصابته بسبب كلامه القاسي .
ولكنه اردف ببعض الإكتئاب .
: وبالنسبه لسيف ، الله يرجعه بالسلامه ووقتها يصير خير .
لم يُجبها سعد وهو يُحدق بالرسومات على السُجاده وترك فيصل هو من يتحدث .
قالت إيمان تهمس لفيصل بقلق ، ولا تعرف ما الذي اصاب ابنها منذ اشهر يرفض زوجها او ابنها ان يُطمئنا قلبها عليه : فيصل تكفى انك تقولي وش فيه ولدي ؟؟؟! ليه كل ما تنجاب سيرته الالوان تهرب من وجه ابوك ؟؟! ولا يقدر يتكلم !!!
قال فيصل بصدق : يمه وش فيكِ تسأليني عنه كل يوم ؟؟؟! والله مافيه شي تعرفي ولدك التقليدي ، ما يوفر شي بيستغل الاجازه استغلال ، إذا ودك تكلميه علميني لانه المناطق اليروحها مافيها شبكات زينه .
هزت رأسها دون ان تصدقه قلبها يؤلمها لا تُرِيد ان تسمع ما يؤذيها عنه تُرِيد ان تراه بخير فقط : ايه ، ايه بكلمه بس مو قدام جدتك عشان لا تشره عليه ، الله يرجعه لي بالسلامه يا رب .
همس فيصل : بيرجع قريب ان شاء الله .
لم يستطع فيصل او سعد اخبار اي احد بما حدث لسيف تلك الليلة التي أُصيب بها فهد وقاما بنقله فوراً لمشفى الأمل ، اربعه اشهر لم تكن كفيله باستخراج السموم من جسده ووصل للشطر الأخير من العلاج هذا الشهر فقط ، وقد بدا افضل من قبل وتحسن وجهه الشاحب وعاد له الوزن .
نظرت له إيمان بطرف عينها وقلبها متألم وتعرف انه يكذب و هناك ما يُخفونه عنها بينما قلبها لا يتوقف عن الخفقان خوفاً على ابنها .
نهضت ميس ترفع بعض الحاجيات عن الطاولة حتى تأخذها للمطبخ .
وضعت الصينية على الرُخام المصقول وألقت نظره وإذ بها تجد بطيخه قُرْب باب المطبخ قد وضعها السائق هذا الصباح وتذكرت ان الجده وعمها يُريدان تناوله .
اقتربت لترفعها والتفت بجسدها لتشهق عندما رأت فيصل يقف خلفها ولا يُوفِّر اي فرصه تكون بها لوحدها حتى يراها .
التقط منها البطيخة بعينين مُصغرتين وهتف ببعض الحدة : ما تفهمين ؟؟! كم مره اقولك لا تشيلين اشياء ثقيله ؟؟؟!
قالت تكُزّ على أسنانها بسخط : لا تخاف ولدك بخير ، وباذن الله رح تاخذه سليم مُعافى بدون اي أضرار .
كان قريباً منها ، قريباً جداً وهو يهمس قُرْب إذنها : انا اليهمني انه ولدي وأمه يكونون بخير ، ما ودك تشوفينه وترضعيه وتلعبي معاه ؟؟؟؟!!!!
ارتفع حاجبيها وقالت بقوه : أكيد ودي بهالشي !!!! بس ما أسرع نسيت كلامك لي انك بتاخذ ولدي وترميني ولا كأنه لي وجود بحياتك ورح يصير هالشي قريب ان شاء الله تطمن .
قال وهو يُمرر اصبعه على صدغها هابطاً به لوجنتها ببطء جعلها تقشعِّر : تدرين انتِ وقعتِ على وجودك بهالمكان للأبد قبل سنه يوم وافقتي تتزوجيني ولا تفكرين انك رح تطلعين من هنا بسهوله ، و ايه قلت اني بطلعك من حياتي بس كانت لحظه غضب نادره لي ، اكيد ما رح يهون عليّ احرمك من ولدك او احرم ولدي من أمه وبتشوفيه طول العُمر ، موب أنا الأسويها .
قال الكلمة الأخيرة دون ان ينظر لعينيها
قالت بأسى والحزن يلتمع في عينيها : تأخرت ، تأخرت كثييير على هذا الكلام .
وضع كفه على وجنتها التي احترقت من دفء كفه وقلبها الخائن يتراقص بين اضلعها لقُربه الشديد قربه الذي اشتاقت له لشهور ، وقال بهدوء مُتمهل : وش قصدك بإني تأخرت ؟؟؟!
أبعدت كفه عن وجنتها وهي تسدير وتلتقط السكين لتبدأ بتقطيع البطيخ : ولا شي ، ممكن تروح الحين عشان لا تجي عمتي وتشوفنا وتفكر غلط .
قال ببعض المكر وهو يتكئ بمرفقه على الرُخام ويتأملها تُقطع البطيخ : اها ، قصدك تشوفنا بهالقرب ترى عادي !!! انتِ للحين زوجتي وماسوينا شي غلط او حرام .
قالت بهدوء وهي تُقطع البطيخ : زوجتك مؤقتاً ، مؤقتاً بس لين أولد .
ثم أردفت بهمس وصل إليه مغموم : واكيد تعرف مثل ما انا اعرف انه عمتي ما تشوفيني أليق فيك او في العائله من البداية ، ما ودي اذا شافتنا نتكلم عادي انها تفكر إنَّا ممكن نرجع لبعض ، احنا مستحيل نرجع .
ثم نظرت له أخيراً بعينيها اللوزيتين واردفت بسُخريه : ياليت اهتمامك هذا توجهه لزوجتك الجديدة هي التليق فيكم يا آل الكاسر .
تجاهل كلامها الآسي فلتتكلم ولتقل ما تقوله وهو يعلم جيداً انه لن يستطيع ان يُخرجها من حياته بسهوله كما تظُن ، وهي في كل يوم يمُرّ تتغلغل اكثر في أعماقه
كيف ينتزعها ويُخرجها من اعماقه ؟؟! ، تتغلغل دون ان تترك له مجالاً لالتقاط ذرات الهواء .
قال بهدوء وهو ينوي إصلاح الأمور بينهما تدريجياً من اجل ابنهما على الأقل !!!!
ياله من كاذب ان فكر بانه يُريدها من اجل ابنه !!!! ذلك الجزء الصغير يسار صدره لا يتوقف عن النبض كلما مر طيفها امامه و حتى وان كانت طماعه وخدعته مع اخيها وتزوجته من اجل النقود فهو يُريدها ، انه اضعف من ان يتركها لأحدٍ غيره : بالمناسبه حاب أشكرك على اهتمامك بأمي مع افكارك هاذي وأنك بتتركي البيت يعني لو غيرك كان ما اهتمت لانها تدري مصيرها بتترك البيت .
قالت وهي تتابع عملها دون ان تنظر له : قد قلتلك بعوض الفتره الجلست فيها عميا وهذا واجبي بما اني للحين زوجتك ، ورح ينتفي هالسبب قريب باقي شهر وأولد وتوقع على ورقه طلاقنا للأبد زواجنا من البدايه كان غلط اصلاً .
قال بهدوء : اشوف ماتمر لحظه بدون لا تذكريني بموضوع الطلاق ، ماكنت ادري انك متحمسه له .
نظرت له بَشَرّ : أكييد متحمسه له اليوم قبل بكرى ، عَل وعسى ارتاح من الافتراء والاتهامات التتهموني فيها ، وبذكرك عشان لا تنسى نفسك عند جدتي ترانا نمثل عندها ان امورنا تمام ما يحتاج تتلصق كثير فيني عشان نثبت لها انه وضعنا كويس .
رمقته بنظرات أشعلته كالبُركان وتجاهلته وهي تحمل صينيه البطيخ فقبض على عضدها وأدارها إليه ينتزع منها الصينيه بذراعه الاخرى ويضعها
على الرُخام .
بينما جسده يدفع جسدها المُكورّ نحو الحائط ويُقيد معصميها ويُثبتهما بجانب رأسها على الحائط ، ويقول وقلبه يرتجف لقُربها الشديد ومُلامسه كفه لبشرتها الحريرية : لسانك صاير طويل ميس هانم ، وش فيها اذا تلصقت فيكِ ؟؟! شكلك نسيتِ اني زوجك ولي حقوق ساكت عنها من شهور عشان لا أجرحك ، بس انا اعرف شلون اقصره لكِ .
وقبل ان تتكلم اي كلمه كان يلتهم كلماتها وشهقاتها بين شفتيه ، يُقبلها بشوق قد أضناه وقلبه يخفق فوق قلبها ولم يشعر بجسدها الذي يُقاومه بعُنف .
نسي المكان الذي يقف فيه وتوقف به الزمن في عُرفه عند هذه اللحظه التي كان يتغاضى عنها كلما نظر إلى شفتيها ، لتنهار صلابته أخيراً امام حسنها وكرامتها المُقيتة .
حرر مُعصميها وأحاط وجنتيها بكفيه دون ان يُبعد شفتيه الجائعة عن شفتيها ، كان مُستمراً بتقبيلها دون توقف وهو يُحرك شفتيه القاسية على نعومه فمها ،
بينما كانت هي متسعه العينين تُحاول دفع جسده عنها بقوه وتوجه له بعض اللكمات على كتفيه وصدره دون ان يتزحزح من مكانه ، ولكن هيهات ان تستطيع إزاحة هذا الجبل الرابض امامها .
انهارت قوتها امام صلابته لم تعد تستطيع المُقاومه اكثر وستكذب ان قالت انها لم تشتاق لقُربه ، ارتخى جسدها بين ذراعيه وتوقف عن المقاومه التي لا فائده منها .
نظرت ببهوت لعينيه المُغمضة وقُبلاته التي تتحول من الوحشية إلا الرقة مع ارتخاء جسدها لتُغمض بدورها عينيها ويستكين جسدها الخائن رُغماً عنها .
بعد لحظات قصيره تعب أخيراً ليبتعد وهو يسحب اكبر كميه من الأوكسيجين بعد ان انحسرت انفاسها في شفتيها ، نظرت له بشزر ووجنتين مُحمرتين وتتقدم بقوه للأمام حتى تدفعه بكتفه وتقول بحده غاضبه : قليل الأدب ووقح ، ما رح أسامحك على السويته الحين في غفلتي !!!!!!
بينما كان هو مُستمتعاً ومُنتعشاً بالنظر لتخبُطها هنا وهناك وكأنها نسيت ماذا عليها ان تفعل ؟؟! وهمس بمكر : يمكن بالبدايه انا سويت بس في الأخير حتى انتِ ما قدرتي تقاومين !!! اعترفي !!! أخذت الصينيه ووجها عابس بقوه مُحمره الوجنتين من كلامه الوقح في المطبخ وحركاته وخشيت ان يدخل اي احدٍ ويراهم او يسمعه ، تجاهلته وتوجهت لغرفه الجلوس .
و قالت الجده : الله يسلم يدينك يا قلبي ما قصرتِ .
إيمان بهدوء : تسلمين يا ميس ، الله يعطيكِ العافيه .
ميس برقه ووجها يبدو مُنتعشاً رُغماً عنها وكأنها أزهرت من جديد : بالعافيه .
ظهر فيصل مُجدداً دون ان يجلس هذه المره ، فقالت الجده بحنان : تعال ياوليدي كُلّ الحبحب القطعته مرتك ، طعمه مثل العسل .
ابتسامه خلابه تُزين ثغره كما يبدو انه مُنتعش الملامح ومُنتشي الجسد وكأن هذه القُبله قد أعادته للحياه بعد سُبات دام طويلاً ، كان ينظر لها بينما عينيها كانتا مغرورتين غاضبتين تأبيان النظر له قال بهدوء : بالعافيه عليكم انا توني كنت ماكل من العسل نفسه .
ابتسم على رده فعلها وهي تسعُل وقد غصت بقطعه البطيخ من جرأته وصفاقته .
فقالت ايمان بحاجبين معقودين : غريبه من وين اكلت العسل ؟؟! ماعندنا !!!!
رفع رأسه قليلاً للسقف وهو يضحك بصوتٍ مُرتفع ولم يضحك هكذا منذ اشهر ، بينما ميس احمر وجهها كثيراً من الخجل والغضب وترغب في هذه اللحظه ان تنهض وتقضي عليه ولا يبقى له اي اثر في الوجود .
شدت قبضتيها على جلابيتها المُنسابه على قدها السمين وبرزت عروقها بشكل مُخيف .
نظرت لها إيمان وفهمت ماذا يقصد ابنها من حاله زوجته ، فقالت بمكر : خلاص يمه فهمت بالعافيه عليك .
نظرت لها ميس بملامح خائفه وشفتين مكدومتين ومرتعشتين ، بينما ايمان نظرت لها بهدوء دون ان تتكلم .
قال فيصل بهدوء : بطلع للدوام عندي شِفْت ثاني اليوم .
دعوا له بان يحفظه الله وغادرت الجدة لمنزلها وقد جاء فهد لأخذها ، وانتهت التمثيلية هُنَا لتقول ميس بخفوت : ودك بشي خالتي ؟؟! بروح ارتاح شوي .
ثم تلعثمت وهي تردُف : اسفه ، الصار مع فيصل ماكان ودي فيه .
احمر وجهها ولا تعرف ماذا تقول ؟؟
قالت إيمان ببعض التردد والصراحة : لا ما ابي شي الحين تسلمين ، والصار مع فيصل ما عليكِ منه ، هو زوجك بالاخير ومو حرام اهم شي .
ثم اردفت باستسلام : بس بعدين ودي انك تنزلين وتسولفي عليّ ، من يوم تزوجت عمك سعد والقصر موحش و حتى بعد ما جبت عيال وكبروا كل واحد صار لاهي في نفسه وفي جواله ومستقبله وحياته ، يعني مافي تواصل بين العائله ماكنت احس بمعنى كلمه العائله إلا يوم جيتي لهنا تغير كل شي فجأه ، وصرت انبسط وانا اسولف معك او احياناً لما نجتمع انا وانت وعمك وفيصل وقتها احس صدق انا عائله .
نظرت لها باستغراب فهي المره الاولى التي تطلب منها هذا الطلب او تُصرحّ ما في قلبها !!!!! وحقاً باتت تخاف اكثر من قبل .
ولكنها ابتسمت بهدوء وقالت : ولا يهمك خالتي بجي اسولف معك ، بس تدرين هالوضع مؤقت مو علطول صح ؟؟؟!
أومأت إيمان : إيه ادري لا تشيلين هم ، وشكراً لكل شي سويتيه عشاني من اهتمامك بأدويتي وأكلي من يوم انكسرت رجلي ، مع اني ما استاهل بعد كل السويته فيكِ .
اقتربت منها ميس تجلس بجانبها وتلتقط كفيها وتهمس بغصه : ولا يهمك خالتي هذا واجبي واعاملك مثل ما أعامل أمي ، وادري انه عيلتي ووضعنا المادي ما يليق فيكم ومتفهمه هالشي وتتمني لابنك الأفضل مني ، ورح اطلع بدون مشاكل لاتحاتين .
مسحت إيمان على شعرها وقد قررت بعد اشهر عِجاف ان تعترف لابنها بكل شي و كم ظلمت هذه الفتاه المسكينة ، نعم تمنت له الأفضل ولكن ليس تلك الأفعى ملاك ، كما ان ابنها يبدو سعيداً مع ميس ويُريدها ولايبدو عليه انه سيترُكها ، وهي ستتوقف عن ابعادهما عن بعضهما ، فلم تعد تحتمل وجود تلك الملاك وميس فعلت لها مالم تفعله لها تلك المُدللة لتتأكد بأن ميس هي الافضل لابنها وعائلتها .
قالت ايمان بخفوت : روحي ارتاحي بجناحك الحين ، تعبتي اليوم كثير الله يعطيكِ العافية .
أومأت ميس بنعومه وقلبها يتقطع ، حياتها هنا اصبحت من افضل مايكون ومع ذلك ستختفي من حياتهم قريباً .
عمها بات لها الاب الحنون وخالتها تحسنت كثيراً في معاملتها خلال الأشهر الماضية ، وتغيرت معها كثيراً عندما كُسرت قدمها وباتت تهتم بها كوالدتها .
وزوجها لا يتوقف عن التلميح لها بأنها لن تخرج من هنا بسهوله ولا يفوت اي فرصه حتى يقترب منها ويُشاكسها لترده بالصدّ البارد والجمود ، ماذا يُرِيد بها ؟؟؟! وهو قد تزوج عليها وكسرها وجرحها جُرحاً لن يبرأ ، لن يبرأ ابداً .
مالذي يُريده منها بعد ان فعل ما فعله معها ؟؟؟!
توقفت افكارها وهي تسمع صوت زوجته الثانية يقول من خلفها : هي انتِ !!!! يا البقرة ما تسمعين ؟؟؟! ولا كرشتك اثرت على إذنك وحاسه السمع عندك ؟؟؟!
التفتت ميس بطوله بال وهي تقول بملل وقد أُجفلت من شكلها المُرعب بشعرها الأشقر المنكوش والمكياج الذي سال على وجهها وملابسها المُجعده التي ارتدتها على عجل ، كان شكلها مُنافياً لصوتها الناعم : وش تبغين يا ملاك ؟؟! تعبانه وودي ارتاح ، عندك شي ضروري ؟؟؟!
اقتربت ملاك وهي تدفعها من كتفها وتقول بقوه : انا ابغى افهم بس ، زوجك الكلب لو انه يحبك ويبيك ليييييه يتزوجني الحيوان ؟؟؟! ولا قد قرب مني او لمسني ليله ؟؟؟؟؟؟!!!! وش يبغى فيني وهو حاططني منظر عنده ؟؟؟!
عبست ميس بملامحها بألم وبطنها يؤلمها منذ الامس وقالت : مادري عنك انتِ وهو سو التبغو بس لا تدخليني بينكم .
كانت تستمر بدفعها للخلف حتى ارتطمت ميس بالحائط وتلك تتابع ما تقوله بجنون : لا بدخلك بينا ، ليه الكلب يتزوجني وهو يبغاكِ ؟؟؟!
كان الألم يشتد عليها فلقد أرهقت نفسها كثيراً هذا اليوم وتجاهلت كلام الطبيبة التي نصحتها بالراحة التامة .
قالت بصوت خافت وقد انزلق جسدها على الحائط ببطء : ملاك تكفين وخري عني تعبانه ومو قادره أتحرك ؟؟! وبعدين نتكلم ونتفاهم بس روووحي الحين .
ذهبت ملاك دون ان تهتم بما اصابها ، وتتوعد بالانتقام من ذلك القذر فيصل بما انها لم تحصل على جواب من حديثها مع زوجته الغبية .
صعدت إيمان للأعلى عن طريق المصعد وهي تسير بعُكازها تنتوي الراحة بغرفتها وتفاجأت من جلوس ميس على الممرّ وهي تنحني بألم على الأرض .
اقتربت منها إيمان بوجوم وهي تهمس بقلق : ميس وش فيكِ ؟؟! بِسْم الله عليكِ .
تأوّهت بألم وهي تقول : خالتي ، شكلي بولد بطني يتقطع من الوجع .
شحبت ملامحها وهي تقول : غريبه توك بأول الثامن مستحيل تكون ولاده .
صرخت بقوه وهي لم تعد تحتمل هذا الالم الفظيع الذي يُقطع أحشائها دون ان تستطيع الرد ، لتلتقط ايمان هاتفها بسرعه وتتصل على فيصل ، فميس لا تبدو كمن ستلد فقط .


*****

أحاطت الجده ذراعيها تضُم ميرال إليها وتقول بحنانها : اشتحنت لك كثير يمّه ، شلونك وشلون وليدي الفي بطنك ، عساكِ بس مو مهمله نفسك ومهملتيه .
ابتسمت ميرال بنعومه وهي تدفن رأسها بصدر جدتها اكثر : وانا اشتقت لك كثييييير حسّيت انك غايبه عني سنتين مو اسبوعين ، ولا تحاتين مهتمه في البيبي كويس .
مسحت الجده بكفها على بطن ميرال : ايه يمّه احرصي على أكلك زين وفيتاميناتك ، هذا الغالي ولد الغالي .
ونظرت إلى فهد المُبتسم بجذل ويعقد ذراعيه لصدره ويسند كتفه إلى إطار الباب .
كان يشعر ببعض الغيرة وهو يرى صغيرته تُعانق جدته هذا العناق القوي والمُشتاق وترفض عناقه فقط استسلمت رُغماً عنها الليلة الماضية لتعود وتُجافيه هذا الصباح وهو يُعطيها الوقت الذي تُريده حتى تعفو عنه ، يُعطيها الوقت الذي تُرِيد ولكن فالتعفو بسرعه .
قالت الجده : يلا انا بروح انام وارتاح شوي ، وهذيلا الشواذي لا تخليهم عندك طول اليوم يأذونك وديهم لخالتهم رسيل تنتبه عليهم هالكسول قليله الحيا الماغير تهابد بزوجها وكأنه ماحد غيرها تزوج * ثم قالت بسُخريه تُحاول تقليد صوت رسيل * يوسف جا وبشوف يوسف ويوسف انقلع .
قالت الكلمتين الاخيرتين بصوتها الطبيعي المُجعده من كبر السِن ،
ونظرت لفهد وأردفت بصرامه : ترى زواجها قريب لا تخليها تشوف يوسف لين يوم العرس ، خلها تركد شوي ابوك مامنه فايده مخليهم على راحتهم ولو عليه كان خلاهم يطلعون ويفضحونا ، بس انت شدّ عليها يا اخوها .
أومأ فهد بهدوء مُبتسم وقال : من عيوني يمّه ولا تشيلين هم ، اليوم اخر يوم بيجيها واشوفه يطلب يجي مره ثانيه .
نهضت الجده تتكئ على عصاها : والله حلو بيجيها اليوم بعد ، يلا الله يتمم لهم على خير بدون فضايح بس .
همس فهد وميرال معاً : آمين .
اغلقت الجده الباب خلفها ، ونظرت ميرال لاطفال ريما الجالسين امام الطاولة ويلعبون في الألوان والصلصال .
فجلست بجانبهم على الأرض ونظرت لفهد الذي جلس على الأريكة فوق رأسها ، وقالت بنعومه دون ان تنظر اليه : فهد تبغى اجهزلك شي ؟؟؟!
فهد : تسلمين ، بتفرج شوي على المُباراة .
التفت لها مؤيد وقال بصوته الطفولي : ميلو شوفي وش سويت بالصلصال .
قالت ميرال وهي تُداعبه : شطور حبيب قلبي ، الله يسعدك يا عمري ، وش هذا السويته ؟؟؟
مؤيد : سمكه !!!!
ابتسمت له : حبيبي انت .
غارت منه راما لتنهض من مكانها وتلتف إلى حيث تجلس ميرال وتجلس بقوه على حِجرها : انا احبك بس ، هو ما يحبك كداااب .
مؤيد وهو يشُد شعر اخته : الا احبها ، انت كدابه !!!
همست ميرال لَهُمَا : تؤتؤتؤ عيب تتهاوشوا مع بعض إنتوا اخوان وحبايب ، وانا احبكم كلكم .
كان فهد ينظر لها من علُوّ ويبتسم بخشونه على نعومتها ورقتها ، لا يلوم هاذين الطفلين على حُبها إذ كان هو ايضاً يشعر بذلك ، يشعر بأنه يُحبها ويُريدها ان تكون حبيبته .
أُجفل من أفكاره التي باغتته للمره الأولى بحياته ، هل هو حقاً يُحبها ؟؟؟!
نعم فهذا ما يشعر به ، لا يُريدها ان تحزن بسببه يُحِب ان يرى ضحكتها ويُحِب ان يرى ابتسامتها تُزين وجهها دوماً ، ويُحِل ان يرى دلالها وغنجها ، يتألم قلبه عندما يرى الْحُزْن يلمع في فيروزيّها .
يشعر بانه يُريدها معه عندما يذهب إلا اي مكان حتى يستمتع بوقته وهي بقربه ، كل ذلك يعني انه يُحبها ولا يُرِيد ان يفقدها .
أجفلهم طرقٌ على الباب فنهض حتى يفتحه ويعبس بحاجبيه وهو ينظر للعاملة الآسيوية التي يصل طولها إلى خصرة : وش تبين ؟؟؟!
قالت وهي تتأمل وسامته الخشنة ببعض الخوف : ابغى بيبي مؤيز و راما ماما ريما يبغى هوا .
همس بهدوء : اها مؤيز أجل ؟؟؟! طيب ادخلي خذيهم .
دخلت لتأخذ الأطفال ويُغلق فهد الباب خلفها ، ونظر لميرال التي حاولت ان تنهض ببطء وقد بدأ بطنُها بالنمو وبدأ جسدها يثْقَلْ تدريجياً .
اقترب منها حتى يُساعدها وهمس بقلق : شوي شوي انتبهي .
كانت تلتقط انفاسها بينما فاجأها هو بإعتقال خصرهابين ذراعيه وهمس بخُبث : وش هالكلام التقولينه للصغار وحارمتني منه ؟؟؟!!
عقدت حاجبيها وهي تلهث من التعب وحاولت التخلص من ذراعيه دون اي جدوى : اي كلام ؟؟؟! وش قصدك ؟؟!
همس : يا حبيبي ويا عمري ، وحبيب قلبي ووووو ، دايماً أسمعك تقولينها لهم وللكل إلا انا !!!!
اردف ببعض المكر : وانا مو حبيبك بعد ؟؟؟!
احمّر وجهها وهمست ببرود : لا مو حبيبي للاسف ما احس فيها الكلمة عشان اقولها ، مو لأَنِّي رجعت اهتم فيكِ يعني اني سامحتك ، أسوي الاسويه لانه واجب عليّ مو من خاطري مثل اول .
بلل شفتيه بتوتر وشحبت ملامحه كما قُتمت عيناه باللون الاسود في عُمق الظلام .
حسناً ، لا بأس سينتظر وإن كان لباقي العُمر حتى تعفو عنه ، فهو يستحق هذا الجفاء لانه فاشل حتى بمُصالحه النساء فهذه المرة الأولى التي يضع بها كبريائه وكرامته تحت الأقدام من اجل ان يُصالح امرأه !!!!!!
بحق الله !!! ماذا عليه ان يفعل اكثر من ذلك ؟؟؟!
همس لها بقصد يُرِيد ان يوصل لها حُبّه بتلاعُب : ماقدرت ارحب فيكِ عدل يوم دخلت جدتي والأطفال كان زحمه .
حاولت دفعه بخفه وهمست بتعب من الجلوس على الأرض لبعض الوقت : عادي مو مشكله ، سلمت عليّ يوم دخلت ما يحتاج تسلم مرتين .
قال بهدوء : إلا مشكله لا زم ارحب فيكِ بطريقتي ، بقولك جمله الحين واعتبري الكلمة الاخيرة منها هي اهم كلمه ، كلمه حتى ما كنت اقولها لأي وحده بأي لغة ، لانه ما كنت اقول اي كلمه بدون لا احس فيها .
عبست بوجهها وهي تنتظر ان يقول ما يُرِيد قوله فأردف : هاي سينيورا بونسوار قوزاليم كومو ايستاس .
ثم همس بصوت أجش ينفُث انفاسه المُشتعلة قُرْب إذنها حتى تحترق بشرتها الناصعة : مِيَّا مور .
ارتفع حاجبيها الرقيقين بتُعجب !!!
وهمست : ما فهمت غير كلمه " هاي " بالانجليزي يعني مرحبا والباقي ماعرفت ايش اللغة الغريبة التكلمت فيها .
ابتسم ابتسامه صغيره وهو يتلاعب بالكلمات كما يُرِيد وقال : تكلمت بخمس لُغات في جمله وحده الاولى هي الانجليزية مثل ماقلتي وصح عليك !!!
ووضع انفها بين سبابته والوسطى ليضغط عليه برقه و أردف : شاطره !!!! واللغة الثانية الإيطالية وكلمه سينيورا معناها السيدة يعني تُقال للمتزوجات وهذا دليل انك موسومه فيني للأبد وما عدتي سنيوريتا .
كشرت بوجهها وهمست : مغرور وشايف نفسك ، وخرّ عني لو سمحت احنا اتفقنا رح تعطيني الوقت بدون حركات مُلتويه .
وحاولت التخلص من عِقاله دون جدوى فقال بهدوء يشدها إليه برقه : انتظري اخلص الترجمة اول وبعدها بتركك ما رح اكمل ترجمه ولا رح أتركك إذا ما هديتِ .
توقفت عن الحركة وهي تنظر له بتحفز وأردف : بونسوار كلمه فرنسية مشهوره معناها مساء الخير وقوزال بالتركية يعني جميل بس انا ربطتها بياء التملك يعني جميلتي .
احمرت وجنتيها قليلاً وازدردت ريقها مع ياء التملك التي ألحقها به ، دون ان تتكلم وتنتظره ان يُكمل وفعلاً تابع ما يقوله : وكومو إيستاس بالاسبانية ومعناها كيف حالك ؟؟؟!
تنهدت بعُمق وهي تقول : كلها كلمات عاديه ما منها معنى كان تقدر تقولها بالعربي وارد عليك ، ضيعت وقتي على الفاضي .
لم يرد بينما هي قالت وقد تذكرت : صح في كلمه اخيره نسيت وش هي ، ماقلت معناها .
همس بصوت أجش : مِيَّا مور .
ميرال : وش معناها طيب ؟؟! هي القلت لي اركز عليها صح !!!!
فهد : ايه صح ، بس ما رح اقولها لك بالعربي لين تسامحيني ، ووقتها مادري ارجع أتشجع واقولها ولا لا ، بس الاكيد اني احس فيها .
عقدت حاجبيها بعدم فهم وقالت : طيب براحتك يعني هالشي ما رح يهمني الحين .
انها تكذب الفضول يقتلها من الآن حتى تعرف معنى هذه الكلمة التي اصرّ عليها ورفض ترجمتها لها ، هي حتى لا تعرف اللغة !!!
مِيَّا مور ، مِيَّا مور ، مِيَّا مور ، رددتها في رأسها حتى تحفظ الكلمة وتبحث عن معناها .
أجفلهم طرق على الباب ، فذهبت لتفتح الباب وابتسمت كما تبتسم دوماً عندما ترى رسيل بوجهها البشوش .
قالت رسيل بقلق : فهد هنا !!!!
أومأت ميرال وقالت : ايوه موجود ، ادخلي جوه .
همست : طيب يلا تعالي .
قالت رسيل وهي تنظر لفهد : فهود ، في شي بقوله .
رد عليها بحنان : قولي وش عندك ؟؟؟!
أسبلت أهدابها وقالت بسرعه : في حرمه تبغاك بالمجلس ، ولا قالت اسمها ولا شي وتبغاك على انفراد وكمان تقول انك رح تعرفها بس تقولك مين هي .
عقد حاجبيه ونظر لميرال التي نظرت له ببرود ، برود شديد هزّ الصخر .
كما اجتاح قلبه الصقيع بنظراتها الباردة .

كبريـائي هو سـلاحـي… 16-09-16 04:18 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم
يالله لقد ارتوى ظمئي بارت مرة جميل تصدقين طارق كبر في عيني كثير
وسميرة كمان ما قصرت ايه الكبرياء وما يفعل

رسيل ويوسف كمان ما جبتي طاريهم بس اللي باين انهم كويسين الله يتمم لهم ع خير

زياد وريما كمان ذول ما جبتي طاريهم

فهد وميرال للحين افضل ثنائي يعجبني يجننوا لا اوصيك خلي ميرال كذا لشهر زيادة عشان يتعذب هي تعذبت 4شهور بس فهودي لا اقول لك خليها 8شهور الضعف يعني
الله يستر من دينا ومصايبها تبي تنتقم من كل العيلة
عجبتني رسيل: وانا بروح اشبّ البخور .. عين الحسوووووود فيها عووووود يا رب 😂😂😂😂ما قصرت رسيلوه 👌

رعد ونادين رعودي وحشني ماشفت طاريه في ذا البارت الله يتمم لهم ع خير ويكفيهم شر خواته الشريرات

ميس وفيصل موب عاجبني وضعهم بس يلا انا خايفة من بنت ابليس ملاك الحقودة
وفيصل يستاهل كل اللي صار له يستاهل عشان يعرف كيف ما يوثق فيها الشي الوحيد اللي مصبرني ان علاقتها مع ايمان تحسنت ورح تقول لفيصل الحقيقة
طمنينا على ميس في البارت الجاي

وما تتأخريش علينا ياقمر يا عسل وما تخلينا نشتاق لك ولكلماتك الذهبية من اناملك الرائعة وادري انك ما ح تقصري
ولك حرية الابداع

استودعتك الله ياروحي
والسلام عليكم ☺❤

bluemay 16-09-16 06:33 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
فعلا بارت يبل الريق ..

يسلمو ايديك يا قمر ..

انبسطت برجوع طارق وسميرة لبعض واتصافوا

ومغيوظة من فيصل اللي رجعه الشوق لميس .

ولساتني مجلوطة من الفهد وما بدي ميرو تسامحه بسهولة.


كلي شوق للقادم وسامحيني ع مروري السريع..

تقبلي خالص الود

حلم الحياه 18-09-16 01:12 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
واو فعلا راااااااااائع
منتظرين القادم بشوق:peace:

auroraa 18-09-16 08:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبريـائي هو سـلاحـي… (المشاركة 3659740)
السلام عليكم
يالله لقد ارتوى ظمئي بارت مرة جميل تصدقين طارق كبر في عيني كثير
وسميرة كمان ما قصرت ايه الكبرياء وما يفعل

رسيل ويوسف كمان ما جبتي طاريهم بس اللي باين انهم كويسين الله يتمم لهم ع خير

زياد وريما كمان ذول ما جبتي طاريهم

فهد وميرال للحين افضل ثنائي يعجبني يجننوا لا اوصيك خلي ميرال كذا لشهر زيادة عشان يتعذب هي تعذبت 4شهور بس فهودي لا اقول لك خليها 8شهور الضعف يعني
الله يستر من دينا ومصايبها تبي تنتقم من كل العيلة
عجبتني رسيل: وانا بروح اشبّ البخور .. عين الحسوووووود فيها عووووود يا رب 😂😂😂😂ما قصرت رسيلوه 👌

رعد ونادين رعودي وحشني ماشفت طاريه في ذا البارت الله يتمم لهم ع خير ويكفيهم شر خواته الشريرات

ميس وفيصل موب عاجبني وضعهم بس يلا انا خايفة من بنت ابليس ملاك الحقودة
وفيصل يستاهل كل اللي صار له يستاهل عشان يعرف كيف ما يوثق فيها الشي الوحيد اللي مصبرني ان علاقتها مع ايمان تحسنت ورح تقول لفيصل الحقيقة
طمنينا على ميس في البارت الجاي

وما تتأخريش علينا ياقمر يا عسل وما تخلينا نشتاق لك ولكلماتك الذهبية من اناملك الرائعة وادري انك ما ح تقصري
ولك حرية الابداع

استودعتك الله ياروحي
والسلام عليكم ☺❤

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

اول شي بخصوص الابطال الماجبت طاريهم سبق وقلتلك مش حخليكم
معلقين + الروايه اوشكت على النهايه وبلمح في باقي الأجزاء عن
ابطال الجزء الثاني حيكون ابطال جدد مرتبطين بالابطال القُدامى
وكل الابطال حيأخذوا حقهم من الكتابه فلا تستعجلي الأحداث

بالنسبه لفهد وتعذيبه نشوف ايش حيصير بوضعه خاصه انه ميرو
تضغط عليه بقوه هادي الفتره وتأذيه بقد ما تقدر المسكين

وفيصل وميس نشوف ايش حيصير عليهم

شكراً لمرورك اختي اسعدتيني بوجودك كل فصل بفصل

auroraa 18-09-16 08:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3659751)
فعلا بارت يبل الريق ..

يسلمو ايديك يا قمر ..

انبسطت برجوع طارق وسميرة لبعض واتصافوا

ومغيوظة من فيصل اللي رجعه الشوق لميس .

ولساتني مجلوطة من الفهد وما بدي ميرو تسامحه بسهولة.


كلي شوق للقادم وسامحيني ع مروري السريع..

تقبلي خالص الود

الله يسلمك حبيبتي

ولا يهمك يكفيني طلتك علي الله يسعدك

auroraa 18-09-16 09:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3659949)
واو فعلا راااااااااائع
منتظرين القادم بشوق:peace:

الروعه مرورك يا عسل تسلمي

auroraa 20-09-16 12:03 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
29

‏‎السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
‏‎لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
‏‎ما شاء الله تبارك الله
‏‎للكاتبه
‏Aurora
..

الفصل التاسع والعشرون


نظر لرسيل التي تفرُك كفيها بقلق ، وهمس بهدوء دون ان يهتز فهو يعلم جيداً انه لم يرتكب اي خطأ : طيب روحي الحين وبجي اشوف وش السالفة ؟؟؟!
خرجت رسيل لتقول ميرال بسرعه بعد خروجها : روح شوف الحرمة وش تبغى ؟؟! يمكن زوجتك بالمسيار أعرفك مزواج وتحب تتزوج وتتطلق وتتبلى على بنات الناس وانا الرابعه في العلن ، والله اعلم كم وحده مخبي بالمسيار ؟؟؟؟!!! وإذا كنت الرابعة صدق في ترتيب زواجاتك .
ابتسم بجذل وهو يستمع لوتيرة الغيرة الواضحة في صوتها وكلماتها المُضطربه ، وقال بصدق : انتِ فِعلاً الرابعة بالترتيب بس الماتعرفينه انه انتِ أول بِكر أحظى فيها .
وهمس دون ان تسمعه " وأول وحده دخلت ولعبت بحياتي لعب وخربطتها " .
ثم نظر لها وأردف بقوه : تعالي معي هالحرمه وش ما كان الكلام البتقوله رح تسمعيه ، وعشان تصدقين اني مو متزوج مسيار ومالي اي علاقه فيها لا من قريب ولا من بعيد .
لا تعرف لماذا ذهبت معه ؟؟! هل لأنها لا تثق به ؟؟! ام هو الفضول ؟؟! او الغيرة ؟؟! بالتأكيد الاثنين الاخيرين هُما من سحباها وجرّا قدميها خلفه ، اما الثقه فهي تعرف انه رجل مُستقيم لا يعرف اللّف والدوران ويقول كل ما يجول في خاطره حتى وان كان كلامه سيؤذي الطرف الاخر فهو لن يهتم .
جلست بهدوء على الأريكة بينما هو يجلس بقربها كالجبل الثابت وتُوازيهم تلك المرأة بحجابها ووجها الجميل المكشوف ، حتى انها كانت لا تبدو لها امرأة لقد كانت أشبه بفتاة في مقتبل عمرها .
هدر فهد بصوتٍ كدويّ المدافع حتى يُنهي الامر : ممكن لو سمحتِ تقولين مين انتِ ؟؟! وش تبين مني ؟؟؟! صارلنا خمس دقايق من دخلنا وانتِ ساكته !!!!
صوته الذي اندفع قوياً من حنجرته جعل كُلاً من تلك الفتاة وميرال ترتعشان من الخوف ، ولكنها تشجعت أخيراً وقالت بصوت منخفض يصل إليهما : ممكن انت ما تحب احد يسمع البقوله لك ، لانه موضوع شوي حساس واكيد الباب بكون مفتوح ، يعني ما رح نكون لحالنا .
ارتفع حاجب ميرال بغيظ منها وقد فهمت انها تُرِيد ان تطردها حتى تنفرد مع زوجها تلك الوقحة هيهات ان تسمح لها بذلك ، ولكن فهد تكلم قبلها وقال بخشونه : اي شي بتقولينه رح تقولينه قدام زوجتي ، مافي شي اخبيه عليها .
ازدردت ريقها ولا تعرف كيف ستقول له ما تُرِيد فهو لا يُساعدها وحديثه كله بصوتٍ مرتفع وكأنه سيأتي ليضربها ، ولَم تعرف بأنها طبيعه صوته الجهوري .
همست بقوه وهي تنظر لهما : انا اخت مُصعب ، الرجال الحاول يقتلك قبل اربع شهور وينتقم منك .
سقط اسم الرجل سهواً كقذيفة على رأسه لقد سمع بهذا الاسم من قبل ولو فكر قليلاً لعرفه فوراً ولكن تلك الفتاة لم تمهله الوقت للتفكير حتى تُصرح بقرابتها إليه فوراً .
شحبت ملامح ميرال بخوف وهي تنظر لفهد الذي قست عيناه وأظلمت في غياهب العالم الداكن ، وقال بقسوه : لو جيتِ هنا عشان تطلبين أعفي عنه ، فجيتك مع الأسف بدون فايده ، رح ينال عقابه مثل ما حددت المحكمة ولا رح أتنازل عن حقي يوم واحد .
نهض بعُنف وهو يقول هادراً بقوه : ولا تحاولين معي لاني ما رح اعفو ، كان ممكن اعفو عنه في وضع ثاني بس بعد الكلام القاله لي قبل يحاول يقتلني فصار هالشي مستحييييييل !!!
أسبلت أهدابها من صوته المُخيف و نهضت وهي ترتجف بخوف من الرغم من وجود ميرال إلا ان ليس لها الا الخوف من مظهره بوسامته الخشنة الذي تراه اول مره في حياتها ، وتقول بصوت مرتعش : انا ما جيت اطلب منك تعفو عنه ، انا جيت عشان اقولك كل الأسباب الخلته ينتقم منك ويدور عليك ويحاول يقتلك من حقك تعرف هالشي لانه ظلمك كثير و ظلم انسانه بريئه معك ، و لأَنِّي انا كمان مو راضيه عن السواه ونسي حتى اني موجوده بحياته وتركني عايشه ببيت كبير لحالي وما رح يتوقع اني ممكن اجي وأقولك كل شي فعشان كذه هو اعترف لي بكل شي .
عاد ليجلس بتحفز وبالفعل ينتابه الفضول ليعرف ما الذي دفع ذلك القذر لتدمير حياته .
أشار لها بذقنه ان تجلس وقال بقوه : اجلسي الحين وعلميني السالفة من اولها ، لازم اعرف كل الأسباب الخلت اخوكِ يحاول يدمر حياتي ، ووقتها افكر إذا يستحق اعفو او لا ، مع اني ما أظن في شي يشفع له .
جلست بهدوء دون ان تستند إلى ظهر الأريكة رغم إرهاقها وتجمد الدم في عروقها بسبب صوته وشكله المُخيف بعيناه السوداوتان لم يكن جميل الملامح بقدر ماكان جذاباً بخشونه ، وقالت بتوتر : السبب كله يبدا من امل بنت عمي كانت محجوزه لمصعب من لما كانوا صغار وهو كبر مع هالامل وأنها تكون له ، تعرف عادات البدو القديمة وانه لازم ولد العم لبنت عمه ، المهم امل تمردت على هاذي العاده ورفضت اخوي بقوه وجرحته ، وماكانت تبغى مُصعب لما تقدم لها شخص الكل يحكي عنه وعن شهامته ونفوذه ونفوذ عائلته واهله وكان هالشخص مستحيل ينرفض وماكان هالشخص إلا انت .
اتسعت حدقتيه بصدمه ، لا يمكن ان تكون طليقته التي بقي معها ليومين فقط هي سبب كل الذي يحدث له بهذه الفترة وكل ما مضى كان مُجرد كذبه .
همس بخفوت : عرفتها كانت زوجتي الاولى ، تزوجتها ومع الأسف ما طولت معي .
اومأت برأسها وقالت : ايه ما طولت معك يومين بس وطلقتها بدون سبب ولا احد في العائله عرف وش هي الأسباب الخلتك تطلقها ؟؟؟؟؟!!!!!! وصارت الناس تتكلم عنها وماخلت شي الا وحكته عنها وهي ما تحملت هالشي وتوجعت كثير وانتحرت .
كان ينظر لكفيه المُتشابكين وفجأه رفع نظراته المذهولة إليها ، بينما هي قد قست نظراتها وقلدت جملته بسُخريه : إيه مع الأسف ما طولت معك بس يومين وانتحرت بعد طلاقها بفتره قصيره لانه الناس كانت تاكل بلحمها وهي عايشه ، ليه مستغرب انك السبب في موتها ؟؟؟!
وياليتك ذاك الوقت بررت وشرحت الأسباب الخلتك تطلقها ، بس على العموم انا مو جايه عشان هذا الموضوع وصار له منتهي اكثر من سِتْ سنوات .
رفرفت بأهدابها وأردفت بألم : مُصعب كان يحبها كثير بس هي ارخصته عشانك وعقله صار مضطرب بعد زواجها وزعل كثير وعشان لا يحاول يخرب زواجها منك سافر ولا عاد شفناه ويوم رجع بعد سنوات سمع بطلاقها السريع و انتحارها خلته ينجن على الأخير صار يلوم نفسه وانه لو كان موجود كان تزوجها علطول وسكر افواه كل التكلم عليها ، بس ما رح تنفع كلمه لو بعد هالسنوات الجلسها بره وبعيد عنا .
أطلقت نفساً طويلاً وكأنها قامت بمجهود مُضني واردفت : وقرر بعدها يدور عليك عشان ينتقم وما عرفت بالهشي الا لما حاول يعتدي على أسيل في بيتنا يوم عرف انها اختك بالصدفة وهي صديقتي .
اتسعت عينيه بشكلٍ مُخيف وهو ينتفض واقفاً وهدر بها : الحيوان ، الكلب ، اعتدى عليها القذر .
اصبح يسير ذهاباً واياباً والغضب يرتفع لأعلى مُعدلاته و كأنه نمرٌ مُرقط محبوس بين القُضبان .
نظر لها بقوه عندما قالت بارتعاش : لا ما اعتدى عليها ، ماقدر طلعتها بالوقت المناسب قبل لا ينتقم بهاذي الطريقة المؤذية ما كنت رح ارضى يصير فيها شي ، ومن بعد هذا اليوم ماعدت اشوفها ولا حتى كلمنا بعض .
نهضت بخوف وهي تقول : بكمل الباقي وهو اهم جزء من كلامي واطلع ، طولت هنا .
نظر لها بَشَرّ حتى تُنهي كلامها المسموم ويعرف ماذا فعل ذلك القذر مُجدداً ، ونسي وجود ميرال مع انشغاله في الحديث عن الماضي الذي لا يتوقف عن مُلاحقته حتى في حاضره ويخشى ان يستمر في مُلاحقته في مستقبله .
كانت تقبع بهدوء مُريب على الاريكة وتستمع بصمت والدموع تتساقط على وجنتيها دون ان تُصدر اي همسه ، كانت ميرال صامته طوال فتره حديثهم لم تُصدق ما يحدث !!!! وان فهد فعل كُلّ ذلك وطلق الفتاه المسكينة بعد يومين من زواجهم حتى تنهشها الذئاب ويقطعون لحمها الأعداء ، الا يعرف ان الناس لا تترك احدا بحاله وخاصه النساء الضعيفات ؟؟!
لقد عرفت انه مؤذي ولكن ليس إلا هذه الدرجه ، ليس لهذه الدرجة !!!!
اردفت الفتاة تقول : ما اعرف ايش صار بعدها وكيف استدرجك لذاك المكان عشان يحاول يقتلك .
رد عليها بصوتٍ قصف : استدرج ولد عمي سيف بالبدايه عشان يدمن المُخدرات بغفله منا كلنا وهددني بيوم ملكه اختي لو ما جيت للمكان الذكره رح يخلّص عليه .
مال حاجبيها بضيق وهمست بتحشرج تمنع دموعها من الهبوط من ذنوب وسيئات اخيها التي تحملها على أكتافها : ما رح اقدر اسوي شي واعتذر عنه وذنبه كبير ، كبير ويوجع ، بس الاقدر أقوله انه كذاب وكذب عليك هذاك اليوم عشان يحرق دمك بس ، حاول يدور على حياتك وايش سويت من بعد امل ؟؟؟!!!! وعرف انك تزوجت بعدها علطول وعندك طفل مات ومع موته انتهى زواجك الثاني ، وقرر يقول لك انه الولد ولده وزوجتك الارمله كانت حامل من قبل لا تتزوجك ولصقت الولد فيك ، كله كذب هالكلام .
اطلق نفساً خشناً وقال بقوه : ما في شي يثبت انه كلامه كذب وأنك تقولين لي هالكلام عشان غضبي عليه يهدا .
أومأت بالنفي وهمست : مُصعب ظلمك كثير وظلم الإنسانه البريئه معك واتهمها اتهام باطل وهي ما تدري عن اي شي .
تنهدت بعُنف وهي تقول : و إلا عندي الدليل اليثبت انه الطفل طفلك !!!! الدليل هو انه طليقتك الثانية عايشه ما انتحرت مثل ما قالك مُصعب .
قال بغصه الم : ادري انها عايشه وماماتت رحت اسأل عنها ، وهالشي اصلاً الخلاني أشك بكلام اخوكِ يوم شفتها متزوجه وعايشه حياتها بس ما قدرت اسوي شي عشان لا اخرب حياتها ، وهذاكِ جيتي واكدتي لي انه كان كذاب ، ومافي اكيد سبب يخليك تقطعين مل هالمشوار و تكذبين بهذا الموضوع .
هزت كتفها برقه وهمست : ايه مافي سبب يخليني اكذب ، كنت ابغى الأمور كلها تمشي في نصابها الصحيح عشان اقدر انا استمر في حياتي لحالي ، ويخف حملي للذنب السواه اخوي .
همس وهو مايزال واقفاً : في شي ثاني ودك تقوليه ؟؟؟! وتوضيحه لي .
سحبت حقيبتها من الاريكة وهي تضُمها الى صدرها وكأنها درع واقي ، وهمست : لا خلصت وأسفه مره ثانيه على السواه مُصعب .
همس بخفوت : مشكوره لأنك جيتي ووضحتي لي كل شي ، ارتحت اكثر مع تأكيدك لي .
أدرات ظهرها دون ان ترُدّ فسمعت صوته الخشن يهتف : و أسف على الصار بأمل بسببي ، ما كان قصدي أأذيها و ما توقعت انها رح تنتحر كانت أقوى من كذه يوم شفتها .
نظرت له من فوق كتفها وهمست بفتور : ما عليه ، هي اصلاً ما كانت انسانه سويّه والله اعلم آيش سوت لك ؟؟؟!
غادرت وتركتهم خلفها الى ان وصلت للباب الخارجي ، وأجفلت عندما سقطت عيناها على عينين سوداوتين قاتمتين تُشبهان عينيّ ذاك الفهد ودُخان السجائر يحوم حوله كالمشعوذين .
ازدردت ريقها وهو يقف امامها ودخان السجائر لا يهدأ من حوله ارادت ان تخرج من جهه اليمين فقطع طريقها ، لم تأبه لذلك وارادت ان تخرج من الجهه اليُسرى فقطع طريقها مُجدداً ، تحركت قليلاً لتخرج ولكنه قطع طريقها للمره الثالثة ، ففاض بها الكيل لتقول من بين أسنانها : لو سمحت ممكن تبعد عني رح اطلع ، بلا قله حيّا .
قال بخشونه وهو ينفُث دخان السجائر في وجهها بلا اي احترام : لكِ عين تجين هنا بكل وقاحه بعد كل السواه اخوكِ في فهد وأسيل .
شحب وجهها بصدمه ، وقالت بقوه : عيب الواحد يتنصت على كلام الناس .
هز منكبيه بلا اهتمام وقال بفظاظة : كنت مار بالصدفه وأول جمله سمعتها هي تعرفيك بنفسك ، وبصراحة جاني الفضول اعرف وش جايبك بكل وقاحه !!! تدرين حتى انا ظنيت مثل ظن فهد انك تبينه يعفو عن اخوكِ الوسخ ، بس للاسف انا مو مثل فهد ولا عندي حتى طيبه قلبه وشهامته .
اقترب منها بجرأه وهو يقول بفحيح بجانب إذنها وشعرت بأنفاسه تخترق حجابها وتحرق بشرتها السمراء وتزيد اسمرارها من لهيب انفاسه : تذكري زين اني ما رح أعدي السواه اخوكِ بفهد حتى لو انتهت مده حكمه ، حقّ اخوي وأختي النجت منه بصعوبه باخذه بالقوه وقريب ، قرييييب رح اخذه من أعز الناس له واحرق دمه مثل ما حرق دم اخوي .
لم يكن قد سمع بقيه الكلام ، لقد سمع الذي أراد ان يسمعه وحسب ليتصاعد الغضب إلى أوجه ويُغادر المكان بانتظار خروجها وتهديدها بانه لن يجعلها تهنأ بحياتها .
ابتعد عنها وهو يرمُقها بعينيه الناعستين ذات الرموش الكثيفة أسفل حاجبيه الكثين المرسومين بحده .
بالرغم من ملامحه المُريحة للنظر والتي تحمل بعض الجمال كاتساع عينيه وتُحيطهما غابه من الأهداب الكثيفة ، وأنفه المستقيم كسلّه السيف ، بينما شفتيه القاسيتين يُحيطهما لحية مشذبة بعنايه ، إلا انه بدا مُخيفاً اكثر من أخيه ذو الملامح الخشنة .
هرولت بخوف دون ان تهتم لتهديده بأنه سيؤذيها فهو لن يستطيع ان يجدها ابداً ، لن يستطيع .
غادرت القصر وهي تضع كفها على صدرها تُخفّف من وطأه الخوف من تهديداته الصريحة ، ولم تعلم بأنها ستعود الى الوراء يوماً ما وتبقى تحت سُلْطته التي لا ترحم .

*****

لا يعرف لما انفاسه قد اختنقت من رائحه هذه المُعقمات ؟؟!
بحق الله !!!! انه مُعتاد عليها لسنوات ، فلما الان يشعر بهذا الاختناق داخل رئتيه ؟؟؟!!!
ايقن ان هذا الاختناق نابعٌ من وجود زوجته الحبيبه داخل غرفه العمليات تواجه الموت وحدها دون ان يسمح له أحدٌ بأن يتواجد بجانبها .
وأخيراً اشفقت الطبيبة على حاله بينما والدته لم تنجح في تهدئته وهي تربتُ على كتفه .
قالت الطبيبة ببعض العملية : الحمدلله البنوتة في احسن حال وانولدت بخير وسلامه وما انتقل لها الفايروس عن طريق الام .
عقد حاجبيه عند اخر كلمه ونسيَ فرحته بطفلته وهمس بريبه وكأنه لم يسمع جيداً : فايروس !!!!!
أومأت الطبيبة وتابعت : تفضلوا معي على المكتب عشان اشرح لكم .
ذهب فيصل خلفها وقلبه يقرع من الخوف على صغيرته الراقدة ، وتبعته والدته بوجوم واضح على ملامحها .
جلست الطبيبة بطريقة عملية وشبكت أصابعها على مكتبها وانتظرتهم بأن يجلسوا لتقول :
ايوه كنت اقول فايروس التهاب الكبد الوبائي انتقل لها عن طريق نقل الدم قبل الولادة لانه لما سألناها اذا نقلت دم من قبل قالت انها نقلت دم قبل اكثر من تسع شهور .
شحبت ملامح فيصل وهو يُدرك ان هذا النقل حدث قبل زواجهم إذ انه كان يُرافقها دوماً إلى الطبيبة دون ان يطلبوا نقل الدم لها .
هتف بعصبية : طيب ، وكيف عرفتوا بالموضوع ؟؟! وليه ماحد عطانا خبر من البدايه ؟؟؟! وايش الطريقه للعلاج اهم شي ؟؟؟؟؟!
قالت الطبيبة : عرفنا بالموضوع اول الحمل مع التحاليل الروتينية النعملها لكل حامل والفايروس كان خامل وهذا الشي ممتاز .. بس بدا ينشط مع الحمل ، وبالنسبه للمريضة رفضت انه نخبر اي احد بالموضوع وعطيتها بعض الأشياء الوقائية المهمه التحمي الجنين طول فتره الحمل من انه ينتقل له الفايروس وبعض اللقاحات من العلاج القديم للفايروس بس ما اعطى نتيجه فكنا ننتظر تولد عشان نعطيها احدث علاج له مارح ينفع وقت الحمل ، وخليتها تنتبه على نمطها الغذائي وكمان قلتلها احتمال يكون في ولاده مُبكره اذا تأزم الوضع ومع الأسف تأزم الوضع ولازم نبدأ نعالجها وهي رافضه العلاج نهائياً بسبب سعر العلاج اليقرب للرُبع مليون وهو عباره عن حبوب تأخذها كورس كامل والكورس ثلاث شهور كل شهر علبه والعلبه سعرها سبعه وسبعين الف ريال ، والدور هنا يجي عليكم تقنعوها بالعلاج لانه النفسيه مهمه في مراحل العلاج وأنها تكون موافقه .
قال بصرامه حاده : اكتبي لها هالعلاج للثلاث شهور وبدفعه كله كاش اليوم .
تنهدت والدته براحه لانه يوجد علاج لهذا المرض و اومأت الطبيبة وهي تُجهز الأوراق من اجل القيام بباقي الإجراءات .
خرج من مكتب الطبيبة مبهوت الملامح لا يُصدَّق ما سمعه ، زوجته كانت تعلم بأنها مريضه !!! وبسبب كرامتها الغبية ابت ان تخبره بذلك واستسلمت لواقعها المرير ، وهذا هو السبب الذي جعلها غير مهتمه بمصير الطفل وانه سيكون بأمان معه !!!!! وصل اليها ولكنها لم تستيقظ بعد من المُخدر ، جلس بقُربها يمسح على شعرها برقه رغم غضبه منها لإخفائها هذا الامر المهم عنه .
كان ليُجن ان فقدها للابد هذه الحمقاء وماذا عن ابنتهم ؟؟! هل تكبُر وتعيش بدون ام ؟؟!! فقط لان كبريائها يمنعها من اخباره بأنها تحتاج نقود العلاج .

' بعد رُبع ساعه ,

افاقت من نومها الطويل وهي ترمش بأهدابها الكحيلة ، فهمس لها بلهفه وكان قريباً منها جداً : الحمدلله على سلامتك .
حركت شفتيها الثقيلتين وهمست دون ان تنتبه لما قاله : البيبي ؟؟؟!
رطب شفتيه بلسانه وقال بخفوت أجش بابتسامه جذابة : بنتنا بخير ، تنتظرك تتعافي عشان تشوفينها وتحضنيها وتشمي ريحتها .
ترقرقت الدموع في مُقلتيها بعد ان انطمئنت على طفلتها ، وهمست بدلال اتشح بصوتها الرقيق المختلط مع الدموع : ما احس برجلي !!!! حاسه انها مو موجوده .
رفعت رأسها قليلاً بإجهاد حتى ترى ذلك الجهاز الضخم عند قدميها .
واجابها برقه وبصوته الرخيم : لا تخافين يا قلبي ، طبيعي مارح تحسين فيها بسبب البنجّ وهالجهاز رح يسوي لك مساج عشان تبدين تحسين فيها .
ازدردت ريقها وهي تومئ برأسها وتعود للنوم ولم تشعر ببعض الممرضات اللاتي نقلوها على سريرٍ اخر حتى يأخذوها للجناح العادي في المشفى .
،
حل المساء وهي لا تستطيع ان ترفع جسدها بسبب الم العملية في بطنها ، بينما كانت قواها مُنهاره ولكنها تعي ما يُحدث حولها وهي تنظر بشحوب حولها والذي عرفت انها بجناحٍ كبير وليس بغرفه عاديه .
تفاجأت من دخول فيصل للغرفه وانه مايزال معها إلى هذا الوقت ، فقالت بهدوء : ليه انت هنا للحين ؟؟! رح احاول اطلع الصباح عشان لا تدفع زياده للجناح ماكان له داعي كان حطيتني بغرفه عاديه !!!
قال بهدوء مهيمن عليها : ما رح تطلعين قبل خمس ايام !!! وبنام عندك بعد عشان اذا احتجتِ شي .
عقدت حاجبيها وهي ترفع صوتها قليلاً بعصبية : ليييه ؟؟؟! ماله داعي هالتمثيل بالاهتمام فيني ، تقدر تاخذ البنت وتروح زي ما كنت تقول من قبل ما ابغى شي منك ، ومشكور على مصاريف الولاده والجناح بحاول أرجعها لك لو قدرت .
ارتفع حاجبه ولكنه قال بابتسامه مُتجاهلاً كلامها الاحمق : رح يجيبون بنتنا الحين ، عشان تشوفينها .
وهمس ببعض المكر : وترضعينها ، يعني ان شاء الله تقدرين ترضعينها الواضح لي صدرك صغير و ....
احمر وجهها كثيراً من الاحراج وهي تصرخ بخفوت مؤلم : بس ، بس ياقليل الأدب ، وبعدين ما ابغى اشوفها خذها وروووح .
يا الله !!! هل أنجبت بنتاً حقاً ؟؟؟! ام تتوهم ذلك في خيالها الوردي ؟؟! هل ستكون قطعه لحمٍ ورديه ؟؟! ككُل الاطفال عندما يولدون .
لا تُرِيد ان تراها الان ، لا تُرِيد ان تتعلق بها ، لا تُرِيد ان تشتاق اليها وهي ستموت بعد ... !!
حسناً لا تعرف متى ستموت مع هذا المرض طالما انها لا تملك نقود العلاج ومن المستحيل ان تطلب منه قِرشاً واحداً .
دخلت الممرضه للجناح تدفع عربه الطفله وكانت ميس تراها من بعيد ، وعينيها بلا اي تعبير .
التقط فيصل الطفله بخفه . لم يكن يُجيد حمل الاطفال حديثي الولاده خشيه على اجسادهم اللينة والصغيرة التي بحجم الكفّ ، لم يكن يحبهم من الأساس ، ولكن مع هذه الطفلة الوضع مُختلف .
شعر بشعورٍ غريب عندما وضعتها والدته في حضنه لأول مره و تعلق قلبه بها فوراً وأصبحت ملكته الصغيرة التي عليها ان يحميها .
قال بهدوء وهو يتأمل وجهها مُتعجن الملامح : اعطيك ياها ولا العبها شوي واطيرها بالهوا .
لم تستطع مقاومه أمومتها التي تخرج من أعماقها ، ولم تبعد عينيها عن طفلتها منذ ان دخلت ، فقالت بهلع : اعطيني ياها ، مجنون انت ما تتلعب وهي بهالعمر توها صغيره ما كمل عمرها يوم .
ابتسم بهدوء ووضعها بحضنها وقد اصبح فناناً بحمل الاطفال ، وجلس على مقعد قريب منها ، قريب جداً .
وقال بصوته الرخيم وهو يتأمل طفلته خفيفه الشعر ووالدتها المُبهره حتى في تعبها : بالله عليكِ ودك هالطفله تكبر وتعيش بدون ام ؟؟؟!
ازدردت ريقها بصعوبه وهمست : انت الماتبغاني من زمان وقلتلي بس أولد رح تتخلص مني وفوق كذه تزوجت علي وبنيت حياتك من اول وجديد ، جاي الحين تقولي كذه !!!
فيصل : يوم تزوجت عليكِ انا عاقبت نفسي قبل لا اعاقبك ، ماتعتبر حياه جديده بنيتها وانا حتى ما قربتها .
قالت بألم : حرام عليك التسويه فيها ، مالها ذنب تقدر تكمل حياتك معها وتخليها تربي البنت ، يعني البنت ما رح تكبر بدون ام .
عقد حاجبيه وقال بقوه : هي مو اهل انها تصير ام كل حياتها استهتار ولعب ، زائد انها قليله أدب من اول ليله ولا قدرت حتى أقربها وهي مجرد غلطه رح أصححها قريب .
همست : هي بنت عمتك رح تفتح عليك وعلى اهلك أبواب مالها اول ولا تالي .
قال : مايهمني دامك رح تتعالجي وتكوني جمبي وجمب بنتي كله يهون .
نظرت له متسعه العينين وهمست : انت تعرف ؟؟؟؟!!!
أومأ بحده وقال بصرامه : عرفت اليوم ، وللاسف مااقدر احاسبك وانتِ بهالحال ، بعدين بنتفاهم عن ليه خبيتي عني الموضوع ؟؟؟!
قالت وجبينها يتغضن بألم : لاني لو قلت لك ما رح تصدقني ورح تتهمني بالطمع وإني ابغى الفلوس لي ، زي ما اتهمتني من قبل ، انا مستحيل أخذ منك ريال واحد رح اطلع من المستشفى ورح تاخذ بنتك لانه اول شي انا تعبانه وثاني شي مامعي فلوس حتى عشان انتبه عليها ولا ماكان خليتها لواحد مثلك ابداً .
قال بعصبية : يعني بترمي بنتك وتروحي ولا تسألي عنها .
قالت بغصه : مجبووووره ، ما رح أرميها بس مجبووووره .
قال بصوت حاد وهو يتذكر طمعها وخطط اخيها للإستيلاء عليه وهاهي تُمثل عليه بكل قوه انها لا تُرِيد منه قِرشاً واحداً : مالك عذر انا خليت الدكتوره تكتب لك العلاج ودفعت حقه كامل ربع مليون وراح تاخذيه غصبٍ عنك وماحد بربي بنتي غيرك .
ضغطت على شفتيها وقالت بغضب : قلتلك ما رح أخذ منك ريال واحد ، ما تفهم ؟؟؟! انا مو طماعه ولا ابغى منك غير تخليني في حالي وبس .
قال وهو ينهض ويدفع المقعد بحده للخلف : قلتلك رح تاخذيه غصبٍ عنك ، ان كان مو عشانك عشان بنتي .
توجه نحو الباب وأوقفه صوتها الذي هدر : ما رح أخذ من الدوا ولا حبه لين تكتب لي سندات أوقع عليها كلها عشان ارجع لك المبلغ كامل خلال سنه ، وأول ما استعيد نشاطي بدور على شغل وحبدأ اشتغل وارجع لك كل قرش .
نظر لها من فوق كتفه بالطبع لن يأخذ منها قِرشاً واحداً ولكن ان كانت هذه الطريقه ستُريحها سيفعلها وبعدها سيُعيد لها نقودها كلها ، الاهم من ذلك ان تتناول علاجها بانتظام ، همس بقوه : موافق اذا هالشي بريحك .
تنهدت الصُعداء وهي تبتسم براحه وتُعانق ابنتها الى صدرها ، وعدلت طريقه جلوسها حتى تبدأ بإرضاعها .
خرج وهو يُمرر أنامله النحيفة بين خُصلات شعره وقد أفقدته ميس عقله بعنادها الذي يشبه عناد البِغال ، كما اثارت عصبيته وهي تُذكره بخططها مع اخيها .
اقتربت منه والدته وقالت بقلق : فيصل بَشَرّ وش صار ؟؟؟! قدرت تقنعها بالعلاج ؟؟؟! وليه ما كانت تبغى تعالج ؟؟؟!
قال وهو يُزفر انفاسه الخشنة : عنيده يمّه ، مسويه نفسها بريئه وعندها كرامه و ماتبغى مني ولا ريال وتبغاني أوقع على سندات عشان ترجع لي الفلوس ، وهي الكانت طمعانه بالبدايه فينا وخططت مع اخوها المسرحيه عشان تتزوجني ، وفي الأخير اشوى قدرت اقنع مخها اليابس .
عضت ايمان شفتها السُفلى وهمست : بس هي بريئه جد يا يمه ، كل السبب في الصار من قبل انا وأخوها ، كل التخطيط كان منا ماكنت احبها وكنت ابغى لك الافضل بس الصار صار و ندمانه عليه .
أسبلت أهدابها تُبلل شفتيها بتوتر وتسرد عليه كل ما حدث من قبل .
تصلب جسده في مكانه ووالدته في كل حرف يخرج من فمها وكأنها قذيفه تُصيب قلبه ، ياالله !!!! هذا كثير عليه ، كثيييير لا يتحمل كل هذا الالم الذي سببه لها ، يشعر وبأن الارض تنهار أسفل قدميه ، تنهار وتتصدع وتُغرقه في دوامه لا نهايه لها .

*****

بقيا لوحدهما في المجلس بعد خروج تلك الفتاه ، حل الصمتُ رهيباً عليهما وكسر هذا الصمت صوتُ شهقات بُكائها التي ترتفع وتيرتها منذ ان خرجت تلك الفتاة وأفضت ما في جعبتها .
التفت لها فهد بقلق وهو يقول : ميرال وش فيك ؟؟!
حاول ان يُمسكها ولكنها رفعت له كفها علامه بألّا يقترب وهمست بقسوه : كنت ادري انك مؤذي بس مو لهالدرجه ، طلقت البنت المسكينه من اول ليلتين بدون اي عذر او تفسير حتى لأهلها ، يعني تبغى تفهمني الحين انك ماتدري انه الناس رح تتكلم عليها وتصير حياتها اصعب ؟؟؟! ما تعرف انه المطلقه عاله على المجتمع وما حد رح يهتم بحقوقها ؟؟! فما بالك بوحده تطلقت بعد يومين من زواجها وايش الافكار الرح تطلع برأس الناس .
صفقت بكفيها بسُخريه ، بينما كان ينظر لها بصمت بطرف عينيه .
وأردفت بسخريه : برافو ، هاذي هي انتحرت وكسبت ذنب انتحارها ، لا ومااكتفيت بكذه تزوجت بعدها علطول وجبت طفل ومات الطفل وطلقت أمه كأنه مات بسببها وحمّلتها ذنب موته وتلاقيها هي متوجعه اكثر منك على فقدها الطفل ، وشكيت بشرفي بسبب واحد كذب عليك وقالك انه هالطفل المات مو طفلك انت .
مسحت دموعها بقسوه وهي تنظر له بقوه وقالت بوجع : ماعاد اعرف وش رح اقول ؟؟؟! وفوق كل هذا تبغاني اسامحك ، بعد كل العرفته وتبغاني اسامحك وأنسى كل شي ، انا بعد اليوم مجبوره أعيش معك عشان الطفل الفي بطني ما ابغاه يتربى بدون اب ، ومجبوره لأنك انت ما رح تحررني مثل ما ابغى وتبغى تكون متسلط عليّ لآخر عمري ، ما اقول الا الله يصبرنا على الحياة المُرة معك !!!!
همس وقد كان يستمع لها بصمت ، صمت عميق دون ان يتكلم بحرفٍ واحد لتُفضي بكل ما في جوفها ، همس ببرود : خلصتي كلامك ، ولا باقي في شي بتقولينه وتلوميني عليه .
نظرت له بَشَرّ : خلصت ، اذا تذكرت شي علمتك عليه .
ابتسم بجفاف وقال : طيب ، لا تذكرتي شي انا بكون عند أسيل بروح اشوفها ، وبطمن على ريما .
خرج بدون ان يتفوه باي كلمه ، عليه ان يرى اسيل ويعرف منها التفاصيل ، وكيف كادت ان تضيع اخته الصُغرى ؟؟!
كانت تجلس على السرير حزينه كعادتها بعد تلك الليلة قبل عده اشهر لا تستطيع ان تنساها !!!
كيف تنساها ؟؟؟! وأختها في كل مره ترمُقها بنظرات الحقد لتتذكرها .
كيف تنساها ؟؟! وهي ترى اطفال اختها في بادره غير معتاده يحومون كل يوم في المنزل دون ان تتنازل ريما وتعود لزياد الذي يشحذ قُربها ، وهي لا تزال مصره على الطلاق وهو لا يُطلق .
كيف تنسى تلك الليلة ؟؟! وكل ما حولها يُذكرها بها وقد كاد لرجلٍ غريب ان ينتهكها .
دخل فهد بعد ان أذنت له بالدخول واعتدلت بجلوسها .
جلس بقُربها على السرير وفتح ذراعه حتى تأتي الى صدره لأول مره منذ سنواتٍ طويله وكم كان صدره دافئاً وناعماً لا يليق بخشونته ، وهمست برقه مازحه : وش عندك اليوم ناقص حنان من ميرال وجايني ؟؟؟!
ابتسم ببهوت ثم قال مُتجاهلاً سؤالها الذي ضرب وتراً حساساً في قلبه : لا انا جاي عشانك ، ابغى اعرف وش الصار قبل اشهر بالضبط ؟؟؟! لما حاول واحد غريب يعتدي عليكِ .
تصلب جسدها وهمست بصدمه : والله ما صار شي ، كنت بس في بيت صديقتي وانا طالعه سحبني لغرفه الضيوف و حاول يأذيني ، بس ما قدر .
نظرت له بهلع وهمست تردُف برجفه اجتاحتها : والله ماصار شي ، صديقتي ساعدتني وطلعت من هناك ، ماصار شي .
هذت عده مرات بأنه لم يحدث شيء وهي ترتجف بخوف وذكرى تلك الليلة تعود لها بتفاصيلها .
سحبها فهد بقوه بين احضانه وأسند ذقنه على قمّه رأسها الذي خرجت به جذوره السوداء للون شعرها الحقيقي وقد اهملت صبغه منذ اشهر .
وهمس يربت ويمسح على شعرها الطويل : هششش ، خلاص اهدي مصدقك يا روح اخوكِ مصدقك .
غامت عينيه وقستا بشرٍّ مُطلق وَهُمَا تُحدقان بظهر السرير القرمزيّ وهو ينوي محاسبه ذلك الرجل القذر لإيذائه اخته الصُغرى ، سيتمنى أنّ الله لم يخلقه في هذه الدنيا هو وذلك القذر زياد على الضرر الذي تسببا بِه لأختيه وعلى إيذائهم لأميراته فالاثنان لن ينجوا من غضبه المُستعرّ .
خرج من الغرفه بعد ان هدأت رجفات اخته وغفت بحُزنٍ علق بمُقلتيها وقد تأكد بأنها تحتاج إلى طبيب نفسي حتى يُعالج اثر ماحدث لها .
قابل بطريقه ريما ببطنها المنفوخة .
فابتسم تلقائياً دون ان تصل ابتسامته لعينيه بسبب الْحُزْن والهالات السوداء التي تُحيط عينيها ، قال بهدوء : شلونك يا ارنبه .
همست بتعب وهي على وجه الولاده : تمام الحمدلله ، بس للحين متضايقه لانه زياد رافض يطلق ، ما رح اقدر ارجع له ما رح اقدر .
دمعت عيناها وهي تُحاول ان لا تضعف امام اخيها فهي لا تُرِيد إحزانه بينما يبدو مهموماً وكأنه يواجه بعض المشاكل .
عانق وجنتها بكفه وقال بصوته الحنون : وربي الكعبه والخلق هالروح والنفس الاتنفسه رح تخلصين منه قريب ، مادري ايش صار بينكم بس متأكد عقلك يوزن العالم مو بس " بلد " واكيد تعرفين وين مصلحتك ومصلحه عيالك فيه .
أومأت بابتسامه دون ان تتكلم حتى لا تخُّر دموعها امامه .
لتتابع طريقها لغرفتها حتى ترتاح وقد اصبحت ثقيله جداً .
ويُتابع فهد طريقه إلى ...
دون ان يعرف إلى أين سيتجه ربما عليه الخروج للبحر ملجأه القديم فالمكان الذي اصبح يجد بِه راحته عند ظبيته لم يعد يريده .

bluemay 20-09-16 07:18 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
فصل محزن ..

كل مالها الفجوة بين ميرال وفهد عم تكبر والجرح عم يعمق ..

كلام ميرال كان قاسي كتير .. لانها اخدت بالظاهر وما عرفت فهد ع حقيقته .


ميس هل ممكن تسامح فيصل بعد ما عرف الحقيقة ؟! وبأيش رح يكفر عن غلطته بحقها ؟!


يسلمو ايديك يا قمر

وبإنتظار القادم بشوق كبير.


تقبلي خالص ودي

البندقيه 20-09-16 05:36 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
بصراحه انا كتير فرحانه انو فيصل عرف اخيراالحقيقه الله يعينه على وجع ضميره
اما فهد ماادرى وش اقول له كيف طاوعه ضميرة يسوى هيك ببنات الناس بس مع هيك كاسر خاطرى كتير هوالحين يتعذب اتمنى ميرو تسامحه
منتظرين الب القادم بفارغ الصبر

auroraa 21-09-16 01:00 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

لي عوده أرد على تعليقاتكم تعليق ، تعليق باْذن الله
بس انشغلت شوي بالفصل القادم وشغل البيت

بس حبيت اخبركم بحاجه

بشررررررررى سارّه

ما بعرف والله هل اسميها بشرى سارّه او لا
خاصه اني زعلت مع ردود البنات المصدومين
بالسناب شات وزعلوني معهم

المهم لملمت باقي الأحداث براسي واكتشفت
انه الفصل 32 هو الفصل الأخير من الرواية غالباً

فلذلك ارجوا ارجوا انه ما احد يسأل متى الفصل القادم
لانه عامله تحدي مع نفسي اخلص الروايه مع الخاتمة
قبل 1 أكتوبر لانه رح تبدأ إجازتي وحابه يكون عقلي
فارغ من الروايه واحداثها
يعني باْذن الله خلال اسبوع

وزي ما قلتلكم انه حنقفل قصص كل الابطال
وما رح يضل استفهام ؟؟؟؟!!!! عند اي بطل
ماعدا ابطال الجزءالثاني يعني روايه جديده ابطال جدد
مرتبطين بالابطال القُدامى

واحتمال كبيييير الفصل الثلاثين يكون اليوم باْذن الله
لانه باقي شوي واخلصه

حلم الحياه 21-09-16 05:18 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم
فعلا مانعرف نفرح ان راح نكتشف نهايه الروايه او نزعل لان راح تخلص
بس مع كذا راح ننتظرك في الجزء الثاني متشوقين له
مع خالص ودي لك

auroraa 21-09-16 09:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3660199)
فصل محزن ..

كل مالها الفجوة بين ميرال وفهد عم تكبر والجرح عم يعمق ..

كلام ميرال كان قاسي كتير .. لانها اخدت بالظاهر وما عرفت فهد ع حقيقته .


ميس هل ممكن تسامح فيصل بعد ما عرف الحقيقة ؟! وبأيش رح يكفر عن غلطته بحقها ؟!


يسلمو ايديك يا قمر

وبإنتظار القادم بشوق كبير.


تقبلي خالص ودي


فعلاً الفجوه كل مالها تكبر نشوف كيف رح تتسكر

وميس هل حتسامح فيصل او لا ؟؟! حتحكيه الفصول القادمه

الله يسلمك حبيبتي ويسعدك

auroraa 21-09-16 09:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البندقيه (المشاركة 3660291)
بصراحه انا كتير فرحانه انو فيصل عرف اخيراالحقيقه الله يعينه على وجع ضميره
اما فهد ماادرى وش اقول له كيف طاوعه ضميرة يسوى هيك ببنات الناس بس مع هيك كاسر خاطرى كتير هوالحين يتعذب اتمنى ميرو تسامحه
منتظرين الب القادم بفارغ الصبر


ليه هيك فهد تصرف مع بنات الناس
كله رح يتوضح الفصل القادم

يا رب يعجبكم القادم حبيبتي تسلميلي على مرورك

auroraa 21-09-16 09:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3660466)
السلام عليكم
فعلا مانعرف نفرح ان راح نكتشف نهايه الروايه او نزعل لان راح تخلص
بس مع كذا راح ننتظرك في الجزء الثاني متشوقين له
مع خالص ودي لك

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

فعلاً اصعب شعور بس ان شاء الله رح نكون مع بعض علطول

auroraa 21-09-16 09:52 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
30

‏‎السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
‏‎لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
‏‎ما شاء الله تبارك الله
‏‎للكاتبه
‏Aurora
..

الفصل الثلاثون

' نهار يومٍ جديد ,

اربعه جُدران سوداء تُحيط به يشعر بها تُطبق على صدره ونفسه ، كليلته السوداء التي قضاها يُحاول كبح غضبه وتهذيب نفسه دون ان ينجح في ذلك لينفجر هذا الصباح ، غضبٌ عميق لم يستطع ان يتخلص منه منذ البارحة ، كل شيء يقف في وجهه وضده ويضغط عليه ، زوجته ، اميراته ، سيف ، مُصعب ، زياد ، لن يرتاح قلبه قبل ان يتخلص من كُل العثرات بحياته واحده واحده عثره عثره ، عندها فقط سيقول انه هدأ وانحسرت نار الغضب داخل جوفه .
شبك أصابعه القاسيه ببعضها وذراعيه تسترخيان على الطاولة والغرفة السوداء التي يجلس بها عازلة لضوء الشمس التي تعلو السماء في هذا الوقت .
ينتظر واضناه الانتظار وطال انتظاره للقيام ببعض الإجراءات التي لاتنتهي بهذا المركز حتى يرى ذلك المجرم القذر .
عقد حاجبيه فور ان ادخله موظف الأمن لتلك الغرفة السوداء الكاتمة للضوء وكذلك الأوكسجين الذي يصل بصعوبه لرئتيه ، وتفاجأ ان أحداً ما يُرِيد زيارته وهو ليس له من الأقرباء والاصدقاء من يُطيق وجوده بالحياه وأخته بالتأكيد لن تتجرأ وتفعلها .
تحفزت خلاياه وهو يرى الجسد الضخم امامه ، جسد مفتول ليس بغريبٍ عليه ، وانفرجت اساريره بابتسامه كسوله وهو يتعرف عليه ، ليهتف بسُخريه : اووووه وانا اقول مين ذَا اليبي يشوف خشتي ؟؟؟! ما دريت اني غالي عليك لهالدرجه تجي وتزورني بهذا المكان المتواضع .
أسبل اهدابه بقوه وهو يشد أصابعه المُتعانقة بشده ، لقد شعر بدخوله .. شعر والغضب عاد يتأجج في عينيه .
اطلق نفساً خشناً وهو ينهض بعُنف مُتناغم مع ضخامته ويدفع المقعد الذي كان يجلس عليه بقوه للخلف حتى اصدر المقعد صوت ارتطامه بالحائط ، وخرّ المقعد صريعاً .
التفت له بقسوه وهو يُحدق به بإزدراء ، وهتف بسُخريه تُماثل سخريه مُصعب وهو يفتح ذراعيه للهواء : وانت الصادق شفت شلون انك غالي عليّ عشان اجي ازورك .
اختفت السُخرية من ملامحه ليقول بجمود قلق ففهد لا يبدو طبيعياً : وش تبي جاي ؟؟؟! ما عندي شي أقوله لك !!!
مالت ابتسامه فهد بغضب وانعقد حاجبيه بقسوه واختفت السُخرية من ملامحه هو الاخر ليقول بقوه : انت ما عندك شي تقوله ، بس انا عندي !!!
قبل ان يسأله مُصعب عن ما يُرِيد ، شعر بكماشتين من حديد تعتقل حاشيه ثيابه الأماميه وتُلقيه بعُنف إلى الأرض ، ارتطم رأسه في السيراميك الصلب ولم يكد يستوعب ما يحدث من الدوار الذي اجتاحه ، حتى باغته فهد وهو يدوس بعُنف على صدره عده مرات ثم ابعد قدمه بقوه .
وهبط بجسده ليثني قدمه اليُمنى وينصب اليُسرى ويُرخي ذراعه عليها .
ويُصبح قريباً جداً منه ويقول بفحيح وعينين مُخيفتين من الغضب الاعمى : هذا عشان كذبك علي بموضوع ولدي وعشان لعبت بسُمعتي يا القذر وانت ما عرفت مع مين تلعب يالرخو !!!!
سقطت عينيه المُخيفتين على عينيّ مُصعب المتألمتين و دون ان ينظر للخلف دفع بقبضته بقوه حتى تخترق أحشاء معدته ، ويُطلق مُصعب صرخه يتبعها تأوه مؤلم وهو يشعر ببطنه يُسحق أسفل قبضه فهد .
وهمس فهد بقسوه : وهاذي عشان اختي يا الحقير ومحاولتك تعتدي عليها ياالوسخ .
غير وضعيته ليسحق ذراعه بقبضته وهو يلويها له ، وانكمش جسد مُصعب بخوف وألم .
دلف رجُليّ أمن لداخل الغرفه عندما سمعا صوت الصُراخ الذي تجلجل كالرعد داخل الغرفة وكان مصدره فمُ مُصعب الذي كُسرت ذراعه و كان يتلوى من الالم على الارض الصلبة بعد ان تركه فهد .
نظر له رجل الأمن بغضب وهو يقول بقوه : لو سمحت اطلع من هنا بالطيب ولا رح نتخذ معك إجراءات باللازم ، وبعد اليوم انت ممنوع من الزياره !!!
بصق فهد على مُصعب الذي يتلوى من الالم وقال بقسوه : اصلاً ماعاد رح اجي والوث نفسي عشان اشوف هالوجه القذر ، و هذا الشي يعتبر بسيط بالسواه في هلي .
خرج وهو ينهب الارض نهباً ، مازالت النار تشتعل داخله دون ان تهدأ حتى بعد ان افرغ غضبه في ذلك القذر لم يُشفي غليله بعد ، ولا يستطيع ان يكبح الشرّ الذي بداخله .. لا يستطيع .
لمعت عيناه وهو يتذكر زياد ، استل هاتفه من جيبه ويتصل عليه ويضغط على شاشه الهاتف بقسوه حتى كاد ان يُهشمها بأصابعه القاسية .
اجاب زياد بهدوء من الطرف الاخر : الو !!!
ابعد الهاتف عن أذنه من صرخه فهد التي انطلقت عبر الأثير وهو يسأله عن مكانه ، فأجاب زياد ببعض الخوف وحاله فهد الغاضبة والتي ينوي ان يُفرغها به لا تجعله يطمئن فلقد كان واضحاً على صوته الخشن بأنه فاقد السيطرة : اهدا يا النسيب انا في البيت ، ماله داعي كل هالعصبيه .
قال فهد وهو يشُد على اسنانه ويُصدر صرير احتكاكهم وطحنهم ببعضهم : نص ساعه يا زياد ، معك نص ساعه بس تجي المحكمة و تطلق ريما ، و إلا اقسم بالله العلي العظيم والخلق السماوات السبعة انك لا تشوف مني شي عمرك بحياتك ما شفته ، وما اعتقد انك بتكون ممنون يوم تشوفه .
اغلق الخط في وجهه ليتجه نحو المحكمة بسرعه هائلة وهو يتجاوز السيارات امامه ببساطه وكأنه بداخل لُعبه ما وكفاه تضغطان على المقود حتى برزت عروق كفيه النافرة من الغضب .

،

توتر زياد بعد هذا الاتصال ، لقد ارتاح كثيراً في الأشهر الماضية عندما لم يُفاتحه احد بموضوع الطلاق وظن ان ريما ستلين وتعود إليه بعد ان يسقط كُل ما في رأسها من غضب وألم عليه ، حتى انه كان حريصاً ان لا يُكلمها حتى تأخذ راحتها وتُفكر جيداً من اجل اطفالهم .
وهاهو اليوم يُفاجئ من هذا الاتصال والذي اخذه فهد على حين غِرّه .
اتصل فوراً على عمه سلمان ليقول فور ان وضع الهاتف على أذنه : الو ، هلا يا عمي شلونك ؟؟!
قال سلمان بهدوء يتخلله البرود ، وهو يتعجب اتصاله هذا الوقت المتأخر ولم يقصد الساعة بذلك بل قصد مرور الأشهر : تمام ، وانت ايش علومك ؟؟!
تنهد زياد وهمس : انا ماني بخير يا عمي ، مالي بعد الله غيرك عشان تساعدني .
قال سلمان عاقداً حاجبيه بوجوم : وش الصار يا ولدي ؟؟! خير ان شاء الله
همس زياد بألم : انا ادري اني مزعل ريما كثير وهي للحين عندكم وماالومها على زعلها وبرضيها وبسوي لها كل التبيه بس ترجع لي ، ومخليها براحتها كل هاذي الأشهر ولا ضغطت عليها عشان يطيح البراسها و ترجع بدون اي ضغوط و عشان عيالنا ، وقبل شوي فهد يكلمني ويهددني اني لو ماجيت خلال نص ساعه عشان اطلق ريما رح يوريني شي عمري ما شفته ، يرضيك يا عمي ينهدم بيتنا ببساطه عشان غلطه ممكن تتصلح .
اكفهرت ملامح سلمان وهمس : لا والله ما يرضيني أبد ينهدم بيت بنتي ، انت الحين ماعليك من فهد وتعال القصر وبنادي فهد وريما ورح نتفاهم هنا .
أومأ زياد وكأن سلمان سيراه وهمس : طيب يا عمي مسافه الطريق وبجي .
ينهشه القلق و يجتاحه الخوف من ان تنكشف الحقيقه فلا احد سيُسامحه ان كُشفَت ، كما ان اسيل سوف تتضرر اكثر وهو لا يُرِيد افساد حياتها او حياه اسرتها وفهد لن يتركه حياً يُرزق عندما يعلم بذلك ، يُرِيد ان يعود كل شي كما كان دون ان يرتكب هذه الغلطة مُجدداً .

*****

كانت تجلس بخيِلاء عكس شخصيتها المرحة ولكن مع هذا الرجل المُستفز فهو يُخرج أسوأ مافيها للأسف ، ابتسمت ابتسامه مُتصنعه وقالت بهدوء : وين رح نسافر بعد الزواج ؟؟؟!
لم تقل " شهر العسل " من إحراجها .
ابتسم يوسف ابتسامه فاتره ويفهم انها تقصد شهر العسل مع الأسف لن يكون لديه اي شهر عسل في المستقبل وفي جميع أيامه ، لقد كانت حبيبته تُحب المالديف كثيراً وكانا يُخططان للسفر اليها بشهر عسلهم ، و تكره ماليزيا ولا تتمنى السفر إليها ابداً لذلك سيأخذ هذه المعتوهة إليها ، فقال يتشدق : ماليزيا ان شاء الله !!!!
اختفت ابتسامتها المُصطنعه " هل هناك من يذهب لماليزيا في شهر العسل إلى الان ؟؟؟! " ولكنها قالت ببعض المكر والخُبث : خساره عاد كنت مجهزه خطط كثيره وشاريه ملابس وحركات عشان فكرت بنروح المالديف ، كل العرسان صاروا يروحها .
ازدرد ريقه وهمس : وش الأشياء المجهزتيها ؟؟؟!
احمرت وجنتيها بخجل مُزيف وهمست : عيب اقولك الحين ، وبعدين خلاص ماله داعي اقول واحنا بنروح ماليزيا ، الخطط كانت للمالديف
وانه اول مره بروحها مع زوجي وكنت بسوي اشياء كثيره ، بس دام مالك نيه رح اسافر لها قبل الزواج مع اهلي .
كم هي كاذبه مُحترفه ، متى استطاعت تأليف كل هذا الكلام ؟؟! تأمل فقط ان ينتابه الفضول ويأخذها إلى المالديف وعندها ستُجهز بعض الخطط وتشتري بعض ملابس البحر .
المالديف حلمها الأزلي الذي يرفض اَهلها السفر لها بقولهم انها تليق بالمتزوجين فقط .
حسناً !!!! لقد انتابه الفضول الآن بحق لما ستفعله هناك ، حتى انها ذكرت امر بعض الملابس ويتشوق لرؤيتها بملابس البحر في مكان مُغلق بالطبع وخاص بهما .
تباً !!! اهل عليها الان ان تُنعش هرموناته الذكورية بالتخيل لما ستفعله هناك ؟؟؟! وما سترتدي ؟؟؟!
انها تُفقده المُتبقي من صوابه وما تبقى من عقله .
تأفف بغيظ وهو ينظر لها تتعبث بطرف بلوزتها التي تُخْفِي بشرتها البرونزية باحتشام مُسرف ، ومازال طعمُ شفتيها عالقاً على شفتيه ، والبخيلة لم تمنحه قبله اخرى بعد تلك الليلة التي شعر بالكون يدور من حوله وهو يُقبلها .
قاطع أفكاره التي تنحني لمنحنى خطير دخول عبدالرحمن " أخيها " .
نهض حتى يُسلم عليه : هلا والله ابو عبيد ، وش علومك ؟؟!
جلس عبدالرحمن بخشونه تُرافق جميع رجال الكاسر : عساك على القوة .. أبد ازقح ، إلا انت وش اخبارك ؟؟!
همس بلُطف : الحمدلله بخير .
نهضت رسيل حتى تسكُب لأخيها بعض الشاي ، و كان يفرُج قدميه ويُرخي ذراعه على فخذه ، وبكفه الاخرى ارتشف الرشفة الأولى من الشاي .
وعقد حاجبيه من لذاعته وهتف بخشونه : وش ذَا الشاي الماصخ البدون سُكر ؟؟؟!
كانت تجلس رسيل بجانبه وقالت بابتسامه حقيقه لوجود اخيها معها : انا ويوسف نشربه بدون سُكر .
قال بهدوء : طيب قومي جيبي سُكر .
مال حاجبيها بضيق والكسل يمنعها من النهوض وقالت بمرح كما تفعل مع فهد دائماً عندما يطلب السُكّر : يووووه مشوار أقوم الحين ، يعني ما يحتاج قول بس يا رسيل حطي إصبعك .
وغطست إصبعها بالشاي لتُخرجه بسرعه متأّوِهَه بألم وقد لسعتها حرارته ، فقال عبدالرحمن بسُخريه مُغيظه : تستاهلين يالوسخة ، الحين روحي جيبي سُكر وبياله بعد ما لوثتي بيالتي بإصبعك .
عضت شفتيها بدلال وهي تقول بدلع لا يخرج الا نادراً عندما تُحرج ، وخاصه انه احرجها الآن امام يوسف : شرير انت مو مثل فهد ، ياليت عندك شوي بس من العنده بس ماأقول الا مالت .
عندما تقوم بهذه الحركه لفهد فهو يبتسم بجذل ويرتشف " بياله " الشاي دفعه واحده ويمتدح طعمه ايضاً ولا يُحرجها كهذا الاحمق .
خرجت على مضض حتى تجلب له ما يُرِيد فأرتجف جسدها واسبلت أهدابها بخوف وهي تسمع صوت الصُراخ الأشبه بدوي المدافع القادم من غرفه المعيشة ولقد كان الصوت صادراً عن والدها و فهد ويبدو غاضباً جداً على غير العاده وقد فُتح مُجدداً موضوع ريما ، اخر مره غضب بهاذا القدر منذ فتره طويله وقد كانت الراحه تبدو على قسمات وجه لوجود ميرال حوله ، ولكن يبدو الان ان الوضع قد اختلف وهما يبدوان مُتشاجرين .
عادت لغرفه الضيوف وملامحها حزينه على غير العاده كما تشعر بالقلق لما يحدث بالداخل .
لم يغب عن يوسف وعبدالرحمن صوت صُراخ فهد ووالده لمُشكله عائليه عرفها عبدالرحمن بينما آثر يوسف المغادرة حتى يأخذون راحتهم وهو يشعر بأنه من العيب ان يبقى اكثر .
نهض بهدوء واتضحت معالم جسده الرشيق والممشوق قوي العظام ، وقال بابتسامه جذابه : يلا انا استأذن الحين تأخرت وتعصب عليّ الجده الحين .
ابتسم عبدالرحمن باقتضاب وانتابه القلق ايضاً بوجود النار والبارود في مكان واحد " فهد وزياد " .
قال عبدالرحمن : الله يحييك يا رب تنور في اي وقت ، وماعليك من جدتي انا بتصرف معها .
قالت رسيل ببعض الخشونة لانه اغاظها بموضوع السفر : جدتي صادقه باقي ثلاث أسابيع على زواجنا في عيد الأضحى .
قال يوسف بابتسامه هادئه : ما عليه اجل بكلمك تلفون بس ، دام الزياره ممنوعه .
خرج يوسف وهو يضغط بعض الأرقام ، وقال ببعض الهدوء وهرموناته الذكوريه لا تهدأ عن الثوران في داخله : مصطفى الله يخليك ودي أغير حجزي بعد ثلاث أسابيع من ماليزيا للمالديف .... صدق مو مشكله الفرق بدفعه بس المهم الحجز يتغير .... ما تقصر يا الحبيب اعتمد عليك .
تنهد براحه وهو يستقل سيارته وينهب الطُرق إلى المجهول .

،

كان صوت فهد يرعد وهو يُحرك ذراعه بعُنف : يعني هالرخمه ذَا يكسر كلامي ويجي يحتمي فيك يبه مثل الحريم ويجي يشكي لك مثل البزران ؟؟؟!
اتسعت عينا سلمان وهو يقول بصوت غاضب شبه مُنخفض ويلكز فهد على كتفه بعُنف وحاجبيه معقودين بصرامه : وش فيك انت ؟؟؟! وش فيك ؟؟! وش كل هالجنون ؟؟! وطي صوتك يوسف بالمجلس ، نعن ابو هالصوت تقول دريل .
نفث فهد انفاسه كحمم البُركان وهو يحاول تهدئه صوته : يبه ، ريما ما تبغاه !!! غصب يعني غصب تكمل معاه وهي رح تصير تعيسه معه والله اعلم وش مسوي فيها الحيوان ؟؟؟!
صرخ سلمان بحده : فـــهــــد !!!!
ثم ارتفع حاجبيّ سلمان وهو يردف بذهول : يعني كل هالمعمعه والعصبية الأنت فيها و ما تعرف وش الصار بينهم ؟؟؟! وودك تهدم حياه اختك .
قال فهد بقوه : ريما عقلها كبير وما رح تخليه لسبب تافه وتشتت عيالها .
تدخلت ريما فوراً وقالت والدموع تهبط من عينيها : خلاص بس لا تتهاوشوا عشاني !!! نظرت لوالدها واردفت بألم : بابا الله يخليك تفهمني صعب احكي لك التفاصيل بس هو خاني وغدرني وانا مُستحيل أسامحه على هالشي ، دمرني وحطمني وللحين ما قدرت الم شتات نفسي ، بس اذا رح تتهاوشوا عشاني انا خلاص رح ارجع معه وقلبي مكسور .
اشتعلت عينيّ فهد بغضب جمّ عندما علم السبب وهو يُحدق بَشَرّ في زياد الذي بدأ يرتجف من فرط الخوف من نظره عينيه السوداوتان و الثاقبتان .
ونظر له سلمان بنظرات عاتبه على ما فعله ، حسناً !! لقد عرفوا جزء من الحقيقة ولم يعد بامكانه الدفاع عنه اكثر من ذلك ويكسر آبنته المُدللة من اجله ، فابنته كانت حزينه منذ اشهر ولم تزر الابتسامه وجهها الحزين وقد عرف السبب الآن وقلبه تألم لأجلها .
تنهد سلمان وهو يقول لزياد : ما اعرف وش قصرت فيه ريما بحقك ؟؟! بس كان ممكن تجي ونتفاهم بحق تقصيرها مثل الحين ، الخيانه عمرها ما رح تكون الحل خاصهً اذا كانت بالحرام !!! وانت تقدر تروح للحلال ، بس الواضح انه هالخيانه من نوع ثاني !!!! وانا ما رح اجبر بنتي على العيشة معك لو ماكانت رح تسامحك .
اطرق زياد رأسه بحُزنٍ مرير اجتاح مُقلتيه ، لم تقصر في حقه ، لم تُقصر .. لقد كانت مُتعبه وحسب وهو غدرها بكل بساطه بسبب ضُعف لم يتجاوزه .
ازدردت ريما ريقها وقالت لزياد بحشرجه : ممكن تروح الحين وتطلقني البينا انكسر من زمان وعيالك رح تشوفهم الوقت التبيه ما حد رح يحرمهم منك ، وانا مو من النوع التغفر او تسامح مع الأسف ، مو من هالنوع .
قلبها حجر !!!! نعم فهي تعترف قلبها حجر ولن تستطيع المُسامحه ابداً .
قال فهد بفحيح غاضب وهو يكاد يُقطعه بين انيابه ويُدمي وجهه الكئيب : امشي قدامي اشوف ، ماعاد لك عذر الحين بعد العرفناه .
خرج فهد ويتبعه زياد ، و كانت اسيل تقف اعلى السِلّم وسمعت كل مادار بينهم .
انزلقت الى الارض وهي تتشبث بالديرابزين وكفها الاخرى تكتُم بها فمها حتى لا يخرج صوت نحيبها المتألم .
أغمضت عينيها بقوه وهي تذرف الدموع على خطأها ، هي القذرة الوحيدة بهذه الحكاية !!! هي من أفسدت حياه أسره كامله بتهورها وغبائها !!!
صعدت ريما عتبات الدرج وقد بات جسدها ثقيلاً ، ثقيلاً جداً وقد دخلت شهرها الأخير ، نظرت بعينين مُصغرتين إلى اختها التي تتعلق بديرابزين الدرج .
وكالعادة اتشحت عينيها بالغضب والإزدراء لها وهمست بغِلّ : تقدرين تنبسطين الحين !!!! الكان تاعب قلبك من الغيرة والحقد انتهى وماعدنا لبعض .
ثم اردفت بقسوه : تقدرين ترتاحين الحين !!!!
غادرت دون ان تقول اي كلمه اخرى ، ونظرت اسيل في إثرها والدموع تُغطي وجهها الجميل .
أطلقت شهقه عاليه وهي تهرول وتختفي بين جدران غرفتها الكئيبة التي تحملت دموعها الحمراء وحُزنها المرير لأشهُرٍ مضت .

*****

' و مضت بعضُ الأيام ,

كان يجلس بجانب خاله ومازال مصدوماً منذ ذلك اليوم الذي جاء به مع أسرته وخالاته اللذين اشفقوا على أخيهم وأخيراً ليخطبوا " نادين " لرعد .
يعلم ان الدُّنْيَا صغيره ولكن ليس لهذه الدرجة التي صدمته ، همس لخاله : تدري ما قد تخيلت انه زوجتك السريه بتكون في يوم من الأيام تقرب لزوجتي ، هذا وانا كنت ناوي امسح فيهم الارض على السوه في زوجتي بس عاد العين بصيره والايد قصيرة وهم صاروا نسايبك الحين .
ابتسم رعد دون ان ينظر اليه : خلاص فهمنا !!! كم مره بتقولي هالجملة عرفنا انه زوجتي تصير قريبه زوجتك ، وايه ماعاد بسمحلك تأذي اَهلها قدامي وانا اشوف واسكت ، مع انه بيني وبينك امها يبي لها قرصه إذن كل البلا منها !!!!!
تنهد فهد وهو يقول : ذيل الكلب اعوج ما يتعدل ولا رح تتعدل هالمَرَه ، المهم نكون مفتحين عيونا للبصير قدام .
أومأ رعد دون ان يهتم لما يقوله فعلقه مُغيَّب في مكانٍ اخر ، حيثُ توجد امرأته الشقراء التي تُشبه لُعبه " الباربي " .
ثم اخرج بطاقته حتى يتم عقد القِرآن والشوق يقتله حتى يراى باربيته بعد نضوجها كل هذه السنوات .
رفضت نادين ان تقوم بحفله ضخمه او زفاف واكتفت بعقد القِرآن في المنزل حتى تجتمع مع طفلها وحبيبها بأسرع وقتٍ ممكن ، كما ستُغادر معه الان وتترك طفلها عند ميرال بإصرار منها .
نظرت للمرآءة حتى تتأكد من زينتها ووجهها المُشعّ يبدو متوتراً فهي لم تره منذ سنوات وقد بدا لها مُتغيراً جداً بهيئته الصلبة وشخصيته التي اصبحت أشد قسوه وجبروت ، بينما في داخله لا يوجد من هو احنُ قلباً منه .
ابتسمت ساره لها بحُب وهي تقول ببشاشة : والله انك تجنين ورح تطيرين عقله ، ما يحتاج تناظرين نفسك !!!
نظرت لها نادين بحرج وهمست : عن جد ؟؟؟!
اومأت ساره وهي تنظر لميرال بابتسامه : اكيد حبيبتي ، تصدقي ما كنت اتخيل انه زوج ميرو رح يقرب لزوجك صدق الدُّنْيَا صغيره !!!
قالت ميرال بابتسامه : جد الدُّنْيَا صغيره ، ماصدقتّ لما قالي فهد انه خاله يكون زوجك قبل سبع سنين وانه ولدك عايش للحين الحمدلله يا رب مرررره فرحت لكم ، الله يجمعكم على خير يا رب .
قاطع حديثهم دخول سوسن لغرفه نادين وقالت بهدوء غريب عليها منذ تلك الليلة التي اكتشفت بها نادين الحقيقة : يلا يا نادين جوزك بيستناكِ تحت مشان لا تتأخري عليه .
اومأت نادين بجمود وهي تلتقط عبائتها وترتديها ، ثم نظرت لميرال : حبيبتي ميرو مو حابه اغلبك معي ، خلي فِراس يجي معي بخاف يعزبكم !!!!
قالت ميرال بإصرار : ولا يهمك حبيبتي ما رح يتعبني ، وانتِ عروس تفرغي لزوجك ولا تهتمي اتصلي باي وقت عشان تسألي عنه .
ابتسمت لها نادين بامتنان وهي تخرج خلف والدتها ، فهي تتعامل معها بطبيعيه وبعضُ الجمود ، وبالتأكيد لا تثق بها ولا تستطيع تأمين ابنها عندها للأسف لم تكن ترغب ان تكون علاقتها مع والدتها بهذه السطحية ولكن هي من أجبرتها على ذلك بعد ان عرفت كل شيء .
وسوسن لا تقول لها اي شيء او تُعاتبها فما فعلته من قبل ليس بقليل ولذلك هي لاتلوم ابنتها ان لم تثق بها لقد كُسرت تلك الليلة وأصبحت صغيرة في عين ابنتها بسبب شجعها وطمعها قبل سبع سنوات واستمر معها إلى الآن .
خرجت ميرال مع عمها وزوجته ويُرافقها فِراس ، نظرت بحُزن من نافذه السيارة إلى فهد وهو يتحدث مع والده ويضحك معه كما يُخلل أنامله بين خصلات شعره بحركه اعتادها واعتادت على رؤيتها وهو يفعل ذلك ، ويبدو ان الصُداع يجتاح رأسه ويُداري وجعه بابتسامته القاسية ، فهي تعرف كل حالاته التي يمُرّ بها !!!
يا الله كم اشتاقت اليه !!!! وكم تتمنى لو انها تُحرك أصابعها على رأسه حتى يزول ألمه كما اعتاد منها .
منذ ذلك اليوم الذي رمت به الكلام القاسي عليه وهو يُجافيها ولم يعد يُشاكسها كما السابق ويُحدثها بالامور المهمه بجفاف .
حتى انه لم يعد ينام في المنزل لقد اكتشفت بالصدفه انه يبقى في جناحه داخل القصر عند زوجته الاولى لتقتُلها الغيره وتنهشُ عظامها .
كتمت شهقاتها ودموعها حتى تصل للمنزل فليس الوقت ولا المكان المُناسبين للبُكاء .
يا الله !!! لقد غادر حتى دون ان يهتم بإلقاء نظره عليها ويطمئن على حالها وهي ماتزال تنزف الدم بسبب ضُعف حملها و التصاق مشيمة طفليها برحمها .
نعم !!! انها تحمل طفلين ولم تستطع ان تُخبره بسبب جفاءه معها .
عادت للمنزل ودخلت إليه بهدوء حتى تُطعم فراس وتجعله ينام بهدوء ، وتتفرغ لحُزنها بدونه

*****

زفر نفساً عميقاً وهو يُقاوم قلبه من ان يُلقي نظره عليها في سياره والده ، حبيبته القاسية المُجبره على العيش معه !!!! يُرِيد ان يُحررها منه حتى لا تكون مُجبره عليه وفي ذات الآن لازيستطيع التفريط بها ، لا يقوى على تركها وتحريرها .
كان يتوقع الأذى والمرار من الجميع عاداها هي لم يتوقع إطلاقاً ان تؤذيه بهذه الطريقة !!!!
فهي لم تكن قاسيه هكذا ابداً .
عاد إلى القصر والصُداع ينهش رأسه ، لقد اعتاد النوم بالغرفة الثانية المرفقة بجناحه داخل القصر ولم يعد يحتمل مُجاوره دينا الفِراش فهو ينفر منها يوماً بعد يوم ، وهي تبدو سعيده ومنتشيه بوجوده حتى وان لم يقترب منها وكأنها شعرت بالخلاف بينه وبين ظبيته الصغيرة وتتشمت بهما .
اسند كفيه على طاوله الزينة وهو يهدُر انفاسه من التعب .
وفتح درجها الاول والتقط المُسكن الذي يعرف بوجوده دائماً هنا ، فتحه والتقط حبه يتيمه من العُلبة وتفاجأ من حجمها الصغير ، فهو يعرف حبوب هذا المسكن لقد كانت اكبر من ذلك حتى انه لم يَكُن شكلها .
نظر على الحروف المكتوبه عليها والتقطتها عينيه الثاقبتين ليبحث عنها في مُحرك البحث في هاتفه ، وتتسع عينيه بصدمه وذهول شديد وهو يتعرف على هذه الحبوب " حبوب منع الحمل " .
لقد طُعِن كثيراً من زوجاته وتحملهم جميعاً وتجاوز كثيراً عنهم ، ولكن إلى هنا وينفذ صبره .
فهو لم يعد يتحمل المزيد !!!
يا الله !!! انه بشر .. مُجرد انسان لا حول له ولا قوه .
يحمد الله انه لم يفقد عقله بعد كل ما حدث له وانه مازال يقف على قدميه بصلابته دون ان يخُرّ صريعاً .
التفت بعُنف وهو يسمع صوت ضحكات وقهقهات مغناجه تصدُر عن دينا
اثارت قشعريرته كلماتها النفاذة و المسمومة التي وصلت إليه وانصهرت كانصهار الحديد في أذنيه .
: ههههههههه ، لا ماعليكِ يختي وش ابغى فيه اصلاً متحملته بالغصب ما يمر من حلقي لولا فلوسه كان هربت من زمان ، ولا وش اليخليني أخذ حبوب منع الحمل ، ما ابغى شي يربطني فيه وشكله متهاوش مع الغبية الثانية ومتكي عندي ... لا هو الحين مع خاله رايح يتزوج الشايب على اخر عمــ .......
لم تُكمل باقي كلامها وهي ترى عينين مُخيفتين جاحظتين تنظران لها بحقد اعمى .
صرخت بُغته ولم تشعر به عندما انقضّ عليها وخرّ الهاتف من كفها على الرُخام بعُنف دوى في ارجاء الجناح البارد و شعرها يكادُ يُقتلع من جذوره .
همس بقسوه وغِلّ : ما في ولا وحده مُجبره انها تعيش معي فاهمه يا الحيوانة ، ولا وحده تغصب نفسها على العيشة معي وتتحملني !!!! انا في في غنى عن كل الحريم بحياتي قرفت منكم ومن قذارتكم وخداعكم .
كانت تتألم بقوه وتتأوه بقوه وفي كل حرف ينطقه يشُد شعرها اكثر ويهز رأسها حتى شعرت بدماغها يرتج داخل جُمجمتها .
القاها بعُنف إلى الارض وعيناه مُتوحشتان كما لم تكونا من قبل وصرخ بها : قومي يا الوسخة وانقلعي عن وجهي انتِ طاااااااالق هالمره ماعاد فيها رجعه يا الكلبة .
اردف بقسوه : لا تظني انه الموضوع انتهى هنا !!!! رح اخليكِ تندمين على الخمس سنوات الجلستي فيها هنا وانتِ تستغفليني وتاخذي حبوب منع الحمل من وراي هالمره ما رح اخلي حقي يضيع هدر .
نهضت بتعب تتأوه بألم وشعرها يُؤلمها حتى خرجت بعض الخُصلات بين أصابعها ، وهمست والشياطين تُحيطها من كل جانب : بطلع ، لاتخاف وماني ميته على العيشة معك ، بس تدري انا رح احرق قلبك حرق على الاخذتها زوجه عليّ وبخليك تندم على العيشه المرار العيشتني فيها ، قرييييييييييييب .
قال بقسوه وهو يُبْصق في وجهها البشع من الحُقن : طوليها برجولك لو ما قدرتِ تطولينها بإيدك يالقذره ميرال لو حاولتِ تقربين منها او من طفلي وقتها انا الرح احرق لك حياتك وحياه اهلك كلهم البلوني فيكِ ، بمجرد طلعتك من القصر مالك رجعه له وأغراضك الوسخه برميها لكِ مع العاملات ، والحين انقلعي ولا توريني وجهك بعد اليوم !!!!
صرخ بالكلمات الاخيره بصوت مُجلجل ، حتى خرجت والشياطين تتقافز امام عينيها ووجها يتغضن بابتسامه شبحٍ شرير .
خلل أصابعه داخل شعره وهًو يضغط على عينيه بشده لتبدأ معه عثرته الأخيرة وتتقاذف عليه كلماتها القاسية وتطعنه بسِهامها .
" ما رح اسامحك ابداً ، ما توقعت انك مؤذي لهاذي الدرجة ، انا مجبوره أعيش معك ، الله يصبرني على الحياه معك ، طلقني ماعاد ابغى أعيش معك "
لم يعد يتحمل .. لم يعد يحتمل كل هذا الغدر والطعنات التي توجه له مِراراً وتكراراً سأم هذه الحياة وسأم هذا النبذ الذي ينبذونه به حتى وصل إلى درجه ان يحرموه من اطفال تمناهم مُهجهً لقلبه .
دفع قبضته إلى الحائط بقوه يُفرغ به غضبه وكم تمنى ان يُفرغه بتلك الحقيرة .. القذرة التي خرجت للتو واللحظة .
تجرحت قبضته وغطتها الدماء حتى شوهت كفه السمراء القاسية ، وهبط عتبات الدرج حتى يُصفي آخر عثره بقيت في طريقه وينتهي منها .

،

كانت تجلس في مُنتصف فِراشها وتضم رُكبتيها الى صدرها ، وهي لا تتوقف عن النحيب منذ عده ايام ، عندما جرحت فهد بكلامها القاسي وآذته وآذت قلبها معه قبل ان تؤذيه هو .
يا الله منذ متى اصبحت بهذه القسوة ؟؟؟! لطالما كانت زوجه خالها تؤذيها دون ان تستطيع فتح فمها بكلمه حتى ترد عليها ،
منذ متى تشبّعت بها هذه الأذيه وانعدام الضمير ؟؟؟! لقد أدركت انها كانت تستمد قوتها من قوته التي يهابها الجميع فهو وحده كان مصدر هذه القوة التي اكتسبتها منه لتُقلب عليه الطاولة .
قلبها يؤلمها تشعر بأنها تتجرد من ذاتها ، وهي لا تُرِيد ذلك لا تُرِيد ان تتجرد من روحها ونفسها .
هل هانت عليه كل هذه الأيام حتى لا يطمئن على حالها المُتعب بدونه ؟؟!
عندما تتشجع وتجمع رباطه جأشها حتى تذهب وتعتذر اليه يصُدها جفافه وجلافته فتشعر ان قواها تنهار امام صلابته ......
قاطع استرسال أفكارها ، دخوله المُهيب لا تحتاج ان تراه لتعرف انه دخل ،
وهي تشتم رائحته الفاخرة وتشعر بالغرفه تضيق بها فور ان يدخل .
رفعت رأسها إليه بلهفه بينما كان وجهه صلب التعابير وعينيه باهتتين وتبدوان حزينتين .
يا الله !!! كم باتت ملامحه القاسية بلا اي تعابير .
فغرت شفتيها ليخرُج من بينهما هواء صاخب ارادت ان تتكلم ان تعتذر ولكنه أوقفها هذه المره بكفه حتى تصمُت وصمتت للمره التي لا تعرف عددها .
وجلس على الاريكة ليقول بجمود : تعالي اجلسي في شي مهم بقوله .
لم تشعر بقدميها وهي تتحرك لتجلس امامه على طرف السرير وبين ساقيه وساقيها مسافه قصيره .
بدأ يتكلم ويقول يُرِيد تفسير لها كل شي حتى لا يبقى لها اي عُذر : طليقتي الاولى ، طلقتها لانها فاسخه الحيا من البدايه ، وحبيت اقطع راس الحية من اولها ، وعلى فكره اَهلها عرفوا سبب الطلاق وحاولوا معي عشان أرجعها بس كانت رح تتعبني لو رجعتها ، وبعدها مادري ايش الصار وليه ماقالوا لباقي اَهلها عمامها وخوالها بالسبب ؟؟؟!
ازدردت ريقها وهمست بغصه : كنت تقدر تغيرها بدون لا تطلقها حتى لو حتتعب معها كانت حتتغير .
ابتسم بقسوه وهو ينظر لها : دينا معي من خمس سنوات وعلى فكره هي مثلها ، بس اهون بشوي على الأقل دينا ما جتني في شهر العسل وبتطلع معي بملابسها القصيرة بدون عبايه او حجاب مثل الاولى .
سألها بجفاف : قدرت أغير دينا وأخليها مثل ما ابغى هالخمس سنوات ؟؟؟!
اجاب بنفسه عندما رأى صمتها : لا طبعاً هي حتى من وقاحتها دخلت اَهلها بينا عشان لا أكلمها بموضوع النقاب على فكره عشان كذه تشوفينها كاشفه وجهها وكسرت كلمتي ، ومع ذلك مخليها معي لا طلقتها ولا أذيتها بضرب و لانها الثالثه وما كنت ابغى انهي حياتي بفشل .
همست له بألم : يعني زوجتك الثانية هي ام ولدك التوفى ؟؟؟!
قال بقوه وصوت مرتفع : طليقتي ما هي زوجتي ، تدرين هي وين كانت في اليوم التوفى ولدي ؟؟؟!
اجاب بسُخريه مره اخرى وهو يُشتت عينيه بأرجاء الغرفة عندما رأى صمتها : ما تدرين طبعاً !!! ليه أسألك ؟؟؟!
نظر لها وأردف بقسوه : أبشّرك كانت مسافره ، مسافره بدون حتى لا تستأذن مني كان معها جدول رحلاتي دايماً من الحرص الزايد وتعرف متى ارجع ومتى أغيب ، ووقتها المفروض أكون اسبوع في أوروبا ، بس صار ظرف طارئ لصديقي وتبادلنا رحلاتنا ورجعت ودخلت القصر ولقيت ولدي يطفوا فوق المسبح وكان ميت في وقتها وطلعت منه الروح ، والعامله حاطه السماعات بإذنها ولا هي بحوله .
غصّت حُنجرته بألم وهو يقول : وعرفت انها خلت الولد مع العاملة وسافرت بنفس اليوم ، والله اعلم كم مره سوت هالحركه ، طبعاً هذا عذر وحيد اقدر أطلقها عشانه ما يحتاج اقولك عن اهمالها لكل شي بحياتنا ، وابتليت بدينا بعدها .
نظر بقسوه لها ليقول بصوت غادرته الحياه : وعلى فكره حتى دينا طلقتها قبل شوي الطلقه الثالثه وحرّمتها عليّ !!!! وقبل لا تتهمني بكلامك المسموم ، اليوم ولأول مره اكتشف انها خمس سنين تاخذ حبوب منع الحمل وانا الماكنت حتى افتح معها الموضوع عشان لا اجرح كرامتها .
وضعت كفها على فمها بصدمه مما سمعته ودموعها تتساقط على وجنتيها كخرير الماء دون توقف ، كان قاسياً جداً وهو يصف مشهد موت طفله الصغير ، قاسياً جداً وهو يذكر لها سبب طلاقه لدينا ، قاسياً جداً على قلبها ان تكتشف بأنها ظلمته وظنت بأنه معدوم الضمير ، قاسياً جداً ....
نظر لها ببهوت وهمس لها بلُطفٍ مُخيف : عرفتي الحين ليه قلت لك من قبل انك مختلفه عنهم كلهم ؟؟!
أومأت برأسها دون ان تستطيع التكلم وهي تنتحب بألم .
اردف بنفس اللُطف المُخيف : كنتِ مثل الغمامه البيضا الجت فوقي وتحميني من حراره الشمس ، كنتِ نعمه في حياتي مع انه ما كان ودي اتزوج مره رابعه لانه فقدت الأمل بحياتي انها تتحسن لولا اصرار جدتي آخذك .
ازدردت ريقها وهي تشهق بألم وتنظر له وعينيها مُحمرتان من النشيج المتواصل لعده ايام ، وأردف هو بحُزن : كُنتِ نعمه لي ولحياتي ، بس ما قدّرت هالنعمه ورميت عليكِ الكلام قبل شهور بسبب ثقتي المتزعزعة بالحريم وظلمتك وانتِ كنت البريئه في كل القصة ، يمكن جا الوقت الأحررك فيه مني ومن عُقدي زي ماطلبتي مني اني أحررك ، جا الوقت الأبعد فيه عن حياتك وبياضك ما ودي انك تكونين مجبوره على العيشة معي ، ما رح تكونين مجبوره !!!!
عانق وجنتها بكفه القاسية ويهمس بغضه والكلام يَخْرُج من حنجرته كالسكاكين التي تجرح حلقه : انتِ تستاهلين انسان صافي ماله ماضي وعُقد مثلي ، انسان افضل مني وما يأذي مثلي وماتكونين مجبوره عليه ، انسان مامرّ عليه حريم من قبل ، انسان لو حاول يقرب منك بقطعه قبل لا يفكر يلمسك ، بس لا تخافين رح احاول ابعد عنكم عشان لا أأذيكم .
ابتلع ريقه ليجرح حنجرته اكثر وأكثر ويهمس بغصه كلمه اعتاد قولها وأصبحت خفيفه على لسانه : انتِ ، طااااا ...

كبريـائي هو سـلاحـي… 22-09-16 12:45 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
ما هذا قلبي الصغير لا يتحمل فهد والله ما يستاهل كل ذا الشي والله ما يستاهله
حرااام لييييش يارب ما يقولها اكثر قفلة مؤلمة في الرواية يارب تمنعه وما يقولها

بداية البارت حماسية وحلوة بس من يوم مادخل لميرال وقاعد يتكلم البارت يزداد حزنًا لا وآخر كلمة صدمتني لسة ما اكتملت ويارب ما تكتمل 😢

بخصوص ان الرواية بتخلص في البارت 32
انا كثير حزنت بس كمان كثير تحمست للجزء الثاني يا الله باقي بس بارتين وتخلص الرواية 😢💔

منتظرة البارت القادم على احر من الجمر

معزوفه قيثارة 22-09-16 09:15 AM

بارت حمااس وحمسنا للبارت الجاي😍💜
تسلم اناملك ياجميله على البارت الجميل مثلك💜
والله يعطيكم العافيه ابغى سناب الكاتبه💕

bluemay 22-09-16 03:35 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
روووعة

بارت حزين بقطع القلب ..


والقفلة نو كومنت .. الله يسامحك رورو هرمون الشر مرتفع كتيييير

يعني ميرو تصوووووم وتصوووووووم وتفطر ع بصلة !!!


الله يوفقك وييسر امورك وتنهيها ع خير وسلامة..


تقبلي خالص ودي

auroraa 22-09-16 10:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبريـائي هو سـلاحـي… (المشاركة 3660497)
ما هذا قلبي الصغير لا يتحمل فهد والله ما يستاهل كل ذا الشي والله ما يستاهله
حرااام لييييش يارب ما يقولها اكثر قفلة مؤلمة في الرواية يارب تمنعه وما يقولها

بداية البارت حماسية وحلوة بس من يوم مادخل لميرال وقاعد يتكلم البارت يزداد حزنًا لا وآخر كلمة صدمتني لسة ما اكتملت ويارب ما تكتمل 😢

بخصوص ان الرواية بتخلص في البارت 32
انا كثير حزنت بس كمان كثير تحمست للجزء الثاني يا الله باقي بس بارتين وتخلص الرواية 😢💔

منتظرة البارت القادم على احر من الجمر

فهد فقد الأمل كل حريمه كانوا قاسيين معه للاسف
وميرال ما قصرت وهي تتهمه دون ما تسمعه

نشوف شو بصير الفصل الجاي ؟؟!!

ايوه خلاص اخر بارتين :(

وفي خاتمه بالاخير

auroraa 22-09-16 10:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معزوفه قيثارة (المشاركة 3660531)
بارت حمااس وحمسنا للبارت الجاي😍💜
تسلم اناملك ياجميله على البارت الجميل مثلك💜
والله يعطيكم العافيه ابغى سناب الكاتبه💕

الله يسعدك ويسلمك يا رب يا جميله ويوفقك وينور دربك
على كلامك العسل مثلك

هذا سنابي حبيبتي

Auroraa.f

رح تنوريني

auroraa 22-09-16 10:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3660587)
روووعة

بارت حزين بقطع القلب ..


والقفلة نو كومنت .. الله يسامحك رورو هرمون الشر مرتفع كتيييير

يعني ميرو تصوووووم وتصوووووووم وتفطر ع بصلة !!!


الله يوفقك وييسر امورك وتنهيها ع خير وسلامة..


تقبلي خالص ودي

ااااااامين يا رب اخلصها على خير

ميرو صامت على بصله ما أظن بس تقرأي الفصل القادم تعرفي
😉😉😉😉😉😉

خلاص هرمونات الشر حتضل موجوده للفصل القبل الأخير
والباقي ندخره لبحر الأُسود

حلم الحياه 23-09-16 11:44 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام
القفله صعبه بس اتوقع انه ميرال تمنع فهد انه يكمل كلامه او انه فعلا يطلقها بس يرجعها لذمته بعد فتره بس التوقع الاول هو الارجح

auroraa 23-09-16 12:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3660681)
السلام
القفله صعبه بس اتوقع انه ميرال تمنع فهد انه يكمل كلامه او انه فعلا يطلقها بس يرجعها لذمته بعد فتره بس التوقع الاول هو الارجح

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

نشوف لو توقعك صحيح او لا وكيف حتمنعه ؟؟؟!

auroraa 23-09-16 08:10 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا حبايب فهد وميرال

خلاص احنا حنقفل بعد فصل وخاتمه 😢😢
كل مره بتتقلص

ومفاجأة اليوم بعد عده دقائق حنزل الفصل قبل الأخير

31

تجمعوا يلا ووروني شطارتكم

بس باقي اراجع نص الفصل واعدل عليه وانزله حالاً.
واهرررررررررررب واخلع

حلم الحياه 23-09-16 08:25 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
منتظرررررررررررررررررررررررررررررررين بفارغ الصبر

auroraa 23-09-16 09:12 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
31

‏‎السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
‏‎لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
‏‎ما شاء الله تبارك الله
‏‎للكاتبه
‏Aurora
..

الفصل الواحد و الثلاثون
' ما قبل النهاية ,

دخلت بقدميها الناعمتين بِكُل هدوء ورقه ، أجواءٌ غريبه لم تمر عليها من قبل او انها قد مرت قبل سبع سنوات ولكنها لا تتذكر فلقد كانت صغيره آنذاك .
تغنّى الوردُ بخديها وهي ترى غرفه النوم بلمستها الرومنسيه الناعمة ، وعَبِق المكان برائحه الورد الشذي .
نظرت للخلف وهي ترى رعد بجسده الضخم يسند كتفه لإطار باب الفُندق ويعقد ذراعيه لصدره وينظر لها بنظرات استطاعت تفسيرها بكلمه واحده " جائعه " .
توتر جسدها وهمست برقه : المكان صار كتير حلو ، تعبت حالك !!!
هز منكبيه ببعض الحده وقال بابتسامه شفافه بعيده عن تصنعه : همممم زين انك حبيتي المكان ، بس مو انا الطلبت يسوا كذه ما تهمني هاذي الشكليات السخيفة .
والقى نظره كسوله على السرير المغمور ببتلات الورد ويتخيل المعركة التي ستحدُث بعد قليل في وسطه وانه سيُضيّع وقته الثمين مع حبيبته حتى يُزيله و يفعل ما يُخطط له لايام ، بأن ينالها بين ذراعيه ، بعد غياب سنوات بعدد البقرات السِمان التي اكلهُن السبّعُ العِجاف و بعدد السنابل الخُضر واليابسات اللاتي مثلهُن و التي ذُكرت في منام الملك .
ارتفع حاجبيها الشقراوين قليلاً فوق عينيها الزرقاوتين وهمست بصدمه : شكليات سخيفه ؟؟؟؟!!!!!
لم تعهده بهذه الجلافه لقد كان رقيقاً جداً ويُغرقها بكلمات الهيام والعشق ، يبدو ان السنوات التي مرت بينهما قد جعلته يتغير كما تغيرت هي . وهي لا تعرف هذا الرجل الذي يقبع كالغوريلا امامها ، هي حقاً لا تعرفه !!!!
اقترب بخفه نمرٍ مُرقط وينظر لها بمكر واعتقل خصرها بذراعه دون اي مُقدمات بينما كفه الأخرى تفتح أزرار عبائتها وهو يقول بتمهُل كسول : خلاص صرنا لحالنا ماله داعي هالعبايه ، افصخيها !!!!! خليني اشوف كشختك لي !!!
وضعت كفيها على صدره الصلب تُحاول دفعه بخفه وتهمس بخجل : رعد ، دخيل الله إبعد شوي .
جردها رُغماً عنها من عبائتها وبقي يتأمل تفاصيلها بفستانها الوردي الطويل و الذي اندمج لونه مع بشرتها البيضاء الناصعة .
ازدرد ريقها وعينيه تسقطان على صدرها المُكتنز والذي فشل الفستان بتخبئه اكتنازه .
تأمل عينيها ببطء مُتمهل وهو يغرق في بحرهما الهاديء الخجول وتتجول حدقتيه على تفاصيل وجهها الذي نضج بشكلٍ جميل .
وهمس بصوتٍ أجش : سبع سنوات .. سبع سنوات يالظالمه وعيني ماطاحت على اي أنثى ، سبع سنوات وانا عقلي ما يستجيب لأي نظره او همسه ، وتجين الحين تقولين ابعد ؟؟؟! وقبل كم اسبوع شايف الوقح الكان اسمه خطيبك يحاول يلمسك بالسوق وبغيت اذبحه .
رمشت بأهدابها مصدومه وهي تتذكر ذلك اليوم الذي اصطحبت به فراس إلى التسوق .

*
قالت بنعومه وهي تلتقط القميص " الولادي " بلونه الوردي : شوف حبيبي فروس هاد الئميص كتير حلو حيطلع عليك .
عقد حاجبيه بضيق وهو يقول بتأنيب : ماما ما يصير البسه ، لونه خايس حق البنات .
قالت بهدوء : شو تبع البنات ، ليك شوف موجود بقسم الولاد مش تبع البنات .
هز رأسه نفياٌ وقال بقوه : أبوي رح يعصب ما يخليني البس هاذي الألوان الا الابيض والاسود أوالرمادي .
كشرت بوجهها وهي تقول بضيق : شو هالكآبه هاي ؟؟؟!!! اعوز بالله ، لكان امشي معي لشوفلك شي تاني .
خرجت من المحل وأجفلت بوجود الرجل الذي فُسخت بها خطبتها قبل أسابيع قليله وقال بسرعه قبل ان تذهب : نادين انطري شوي ، خلينا نتفاهم كيف فجأه فسختوا الخطبه ؟؟؟! شو الصار وخايفه من شو عشان تبطلوا الجواز ؟؟!
رفعت رأسها بخيلاء : ماصار الا الخير الحمدلله ، بس ما النا نصيب نكون مع بعض .
عقد حاجبيه بغضب وهو يقترب منها وكاد ان يلمس ذراعها : شلون يعني ؟؟؟! هيك بتعلئيني فيكِ وتهربي ما حزرتي ست نادين .
وقبل ان تقول اي كلمه اتسعت عينيها وهي ترى رعد يقف خلفه كالغوريلا و يسحبه كالنعجة المسكينة ويوجه له اللكمات القاسية ويُلقيه على الأرض بقوه ولم يترك كلمه بذيئه إلا وقذفها بوجهه .
حتى انه تجاوز حده كثيراً وهو يقبض على معصمها ويسحبها خلفه بينما هي مُتشبثه بكف طفلها .
تركها عند احدى الزوايا في مركز التسوق وهو يهدُر بصوت حاول قدر الإمكان ان يكون مُنخفضاً حتى لا يسمعهم الناس ولم يُدرك ان الاعيُن الفضولية تُطاردهم : الحين ، تسمعين الحيييين !!!! بتمشين معي مثل العالم والنَّاس وتشترين نقاب وتغطين وجهك .
شهقت من جرأته وقالت بسخط : ما خصك فيّ لك انت روح وادخل بمرتك وأمرها متل ما بدك ، مالك علاقه فيّ .
كزّ على آسنانه بغضب وهو يقول : عن اي مره تتكلمين ؟؟؟! سبع سنوات مادخلت حرمه لبيتي غير اخواتي وبناتهم ، وانتِ الرح تصيرين مرتي قريب ، عشان كذه امشي قدامي وبلا حكي فاضي .
فغرت شفتيها المُغويتين بصدمه وهو يُصرح لها بانه لم يتزوج إطلاقاً ، لا تعرف ماذا تفعل ؟؟! هل تقفز من الفرح لانه لم يتزوج بعدها ؟؟! ام تسخط على جلافته و تسلطه عليها وهيمنته التي تُسيطر عليها ؟؟!!
تبعته مُسيرّه لا مُخيّره واشترت النقاب حتى تُغطي وجهها ، وكأنه رمى عليها تعويذه ما حتى تستمع لكلامه وتُنفذه بالحرف الواحد دون ان تعترض .
ابتسم وأخيراً على تنفيذها لأمره رُغم انه سيحرمُ عينيه من التأمل في ملامحها الناعمة ولكنه قريباً سيُشبع شوقه وجوعه اليها ، قريباً جداً .

*
قاطع هذه الذكرى تمرير أصابعه على وجنتيها مروراً بشفتيها المُكتنزتين بلون التوت وهو يهمس بصوتٍ أجش قد أفقده شوقه ما تبقى من ذرات عقله : اضناني الشوق لسبع سنين واليوم الشفتك فيه قلبت حياتي لاعاد فيها ليلي ليل ولا نهاري نهار ، خلي نفسك لي ولا تخافين مني ، مستحيل اني أأذي قطعه من روحي ، الشي اليقتلني نظرات الخوف بعيونك مني .
همست بخفوت خجول : انا مو خايفه منك ، بــ ..
كتمت انفاسها عندما مال برأسه حتى يبتلع باقي كلماتها بين شفتيه ، وهو يُحرك شفتيه القاسيه بنعومه لا تليق به على شفتيها .
إذا لم تكن خائفه فلا داعي لان يعرف بأنها تخجل منه بعد هذه السنوات !!!!!!!
كان يُقبلها في كل مكان تصل له شفتيه ويسحبها إلى صدره حتى يطحن عظامها داخل أحضانه ، مرر يديه على جنبيها وظهرها ، حتى يفتح سحاب فُستانها ويخُرّ الفستان صريعاً على الأرض الملساء وتبدأ بينهما ليله طال انتظارها لسنواتٍ عِجاف .

*****

تنهمرُ دموعها على وجنتيها وهي تسمعه يتكلم والوجع يتشح بصوته الخشن ، ويُخبرها بحديث تشُك بانه قد اخبر أحداً به من قبل تشعر بكلامه كسهمٍ خرج من القوس ليُدمي به قلبها وكأنه يشتكي للمره الأولى لأحدهم واختارها هي .
تشنج جسدها وتحفزت خلاياها عندما قال بأنه سيُحررها كما طلبت منه من قبل بغباء .
لا تعرف ما الذي حدث بعد ذلك لتتململ في مكانها وارادت ان تُعانقه حتى تواسيه وتعتذر اليه وإذ بها شفتيها تلتصق بشفتيه بعُنف وجرأه تقوم بها للمره الاولى .
نعم لقد انتبهت بانه كان سينطق بكلمه الطلاق حقاً وليس مجرد كلامٍ سخيف تفوه به ، وهي لم تترك له المجال لذلك لن تسمح له بذلك إطلاقاً وستُحارب من اجله ومن اجل طفليهما اللذين في بطنها وهو وحده والدهم من سيقوم بتربيتهم معها .
لا تعرف متى نهضت من مكانها حتى تكتُم فمه الغليظ عن قول هذه الكلمة ؟؟! ومتى جلست رُغماً عنه على حِجره ؟؟؟!
ومتى أصبحت بهذه الجرأه اللذيذة وهي تُغمض عينيها برقه وتُعانق وجنتيه الخشنتين بكفيها
وتُقبله بشوقٍ اضناها ؟؟؟!
وهو جامد كالصنم لا يتحرك من صدمته .
وقد كان متصلباً من حركتها المُباغته لعده لحظات حتى استوعب ماتقوم به في مبادره تقوم بها للمره الأولى .
و احاط ذراعيه يضُمها إليه بحنان ويُبادلها القُبلة برقه مُخالفه لقسوته المُعتادة ، وينسيان الحاضر والماضي والمستقبل في هذه اللحظات الرقيقة .
حتى اختنقت انفاسهما وابتعدا عن بعضهما وكأن هذه اللحظه سرقاها من الزمن لعده ثواني وعادا للواقع المرير .
قال يرمُقها بهدوء عندما وجدها تطرُق برأسها والاحمرار يغزو وجهها من جرأتها التي لم تعتدها : ليه سويتِ كذه ؟؟! مو انتِ الكنت طالبه اني أطلقك واحررك مني ؟؟؟! وإني انسان مؤذي !!! صدق ما عدت اعرف وش تبغون يا الحريم ؟؟؟!
ازدردت ريقها وهي تبتعد عن حِجره بهدوء وجلست بجانبه دون ان يعترض على ذلك ، ونظرت له بقوه : بس انت الكُنت ترفض تتركني لما قلتلك كذه بلحظه عواطف وغضب ، يعني من زمان انتهت فرصتك عشان تطلقني .
ارتفع حاجبه بهدوء ينتظر ان تُكمل حديثها .
عبثت بأصابع كفيها ثم نظرت له واردفت بدلال وكلمات بلهاء بغصه علقت في حُنجرتها : وبعدين لو طلقتني ايش حيصير فيني ؟؟؟! ما رح اقدر اجلس عند جدتي وانت في القصر وأكيد حروح عند خالي ، ووقتها تعرف انت ايش رح تسوي فيني زوجه خالي ؟؟؟!!! وما في احد يحميني هناك او يحمي أولادي ، عشان كذه مجبور انت تخلينا عندك لو مو عشاني عشان أولادي الهم اولادك كمان انت ابوهم ورح تتحمل مسؤليتهم ومالك حجه عشان تهرب .
ان كانت تُرِيد استفزاز عواطفه بكلامها فقد نجحت بذلك ، فهو لن يتركها رهينه لزوجه خالها بعد ما عرفه عنها وما فعلته بابنتها عندما باعتها فهي انسانه معدومه الضمير ان كانت انسانه يعني .
ثم ارتفع حاجبه المشروخ بريبه وهو يقول : اولادك ؟؟! ليه تجمعي وانت حامل بطفل واحد ؟؟؟!
نظرت له وهي تُسبلّ عينيها بحلاوة وتبتسم ابتسامه صغيره لم تصل لعينيها . رفع حاجبيه بصدمه وهو يقول بذهول : مستحيل الأفكر فيه !!! يعني انتِ الحين حامل بــ .... ؟؟؟!
لم يستطع إكمال الكلمة من صدمته وهي فهمت جيداً ما أراد قوله و أغمضت عينها برقه وفتحتهما وشعّ الفيروز بهما عندما جاء ذكر اطفالها وأومأت تَنْظُر بعُمق عينيه : ليه مستحيل ؟؟! ايوه حامل بتوأم ولد وبنت ، يهون عليك تتركنا نتشتت بحياتنا ؟؟!!! وماتكون انت سندنا في الحياه ومعنا .
كان كـ " روبوكوب " وهو يهز رأسه بـ " لا " في حركه بطيئه ولم يستوعب كميه هذه الصدمة الجميلة التي ستودي بقلبه .
لا يعرف ماذا حدث له ؟؟؟! وهو ينتفض ويجلس باستقامه وعلامات الصدمة لا تُفارق وجهه الخشن الذي ارتاحت ملامحه بعد قُبلتها النارية التي غزته على حين غِرّه ، ويُحدق في بطنها المنتفخة .
وقبل استطاعته ان يتكلم ويُعبِّر عن سعادته بوجود طفلين له سيأتيان معاً لهذه الحياة ، قالت بنعومه : فهد !!!
وكالعادة يفعل به الافاعيل عندما يُذكر اسمه من بين شفتيها الرقيقتين ، نظر لها حتى تقول ما تود قوله وبالفعل اردفت والدموع تتلألأ على عينيها : انا اسفه على كل كلمه جرحتك فيها انا حكمت عواطفي قبل عقلي وطلبت انك تحررني ، ولا سألتك عن شي ؟؟؟!!! او اي تبرير .
تنهد بهدوء وهو ينظر لها ويقول : يعني افهم من كلامك الحين انك اعطيتيني العذر على طلاقاتي القبل ؟؟؟!
أومأت برقه وهمست ودموعها تعود للهبوط : اكيد رح اعطيك العذر ، انا ما توقعت انهم اذوك لهالدرجه ، واذيتك انا كمان يعني انا قاسيه كمان مو مختلفه عنهم زي ما قلت لي ، انا مثلهم ولا ماكان أذيتك .
ارتعشت شفتيها ولم تستطع السيطره على دموعها ، وهي تنكس رأسها ولم تعد تستطيع النظر اليه .
بينما هو اطلق نفساً خشناً وقال بهدوء وهو يرفع ذقنها بإصبعه : انتِ مختلفه عنهم ومافي شك بهالشي ابداً .
طرق بقبضته بخفه على صدغها واردف : بس عقلك يبغاله شويه نضج وتفكري قبل تتكلمي وتوزني كلامك مع الكل مو معي بس .
عضت شفتيها ونظرت له بتأنيب : يعني خلاص ما رح تتطلقني ؟؟!
نظر لها بمكر : هممم بعد بوستك العسل وانا صايم شهور ، ما اعتقد اني رح أفرط فيكِ او في أولادي الانتظرتهم سنين واشتت حياتنا زين انك وقفتيني قبل اتهور ، كل الصار اني مضغوط من كل جهه وانتِ زدتيها عليّ وماقصرتِ .
احمرت وجنتيها بخجل ولكنه اردف : تذكرين يوم طلبتي مني شويه وقت عشان تسامحيني على كلامي ؟؟؟!
أومأت وهمست : انا سامحتك من وقت وعرفت ليه قلت لي كذه وماكان قصدك تجرحني ولا رح ألومك على الماضي ، ابغى ننساه عشان نعيش مرتاحين .
همس لها بصدق : بننساه ان شاء الله ، بننساه بس انا بعد احتاج نفس الوقت الطلبتيه عشان ترجع الأمور مثل ماكانت من قبل .
نظرت له برقه وهي تقول : عشان تسامحني على كلامي يعني ؟؟!
هز رأسه نفياً وقال : لا ، اذا على السماح فأنا ما زعلت بس تضايقت ، ما رح أزعل عليكِ وانا ادري انك خبله ما تفكرين قبل تتكلمين ، كل الموضوع اني مضغوط شوي ببعض المشاكل واصله عندي للشيطان الرجيم واحتاج أفرغ راسي منها عشان نقدر نكمل مثل اول .
تنهدت بعُمق رغم رفضها لبُعده ، ماذا بها ان حلّ مشاكله وهي بقربه وتعاونه على ذلك ؟؟!
قالت على مضض : طيب وانا رح انتظرك الوقت التبغاه ، ورح اتفهم الحين حاجتك لهذا الوقت ، بس على الأقل خليني اهتم فيك !!!!
قبل ان يُجيب عليها بأنه موافق على ذلك فهو بحاجه إلى الاهتمام .
أجفله اتصال هاتفي بهذا الوقت شبه المتأخر ، توتر عندما رأى ان الاتصال من شقيقته رسيل .
اجاب بوجوم : هلا !!! خير يا رسيل وش فيه ؟؟؟! .... نعم !!! ولدت الحين ؟؟؟!! .... طيب طيب بجي ان شاء الله خير .
قالت ميرال بقلق : ايش صار ؟؟! ومين ولد ؟؟!
قال وهو ينهض : ريما ، ولدت فجأه الله يستر بس لِسَّه ما صار لها زمان متطلقه اخاف اثر الطلاق عليها وعلى وضع الطفل ، قالت رسيل انه الطفل انولد تعبان في قلبه .
تأفف وكان يُحدث نفسه بصوتٍ مرتفع : اوووف ، متى راحت المستشفى ؟؟! وتعبت ولا احد علمني الا بعد ولادتها .
تغضن وجهها بألم وهمست : ان شاء الله خير يا رب ، رح اجي معك .
أومأ بهدوء وهو يُبَدِّل ثيابه ويخرجان معاً إلى حيثُ المستقبل المجهول !!!!!!

*****

تجلسُ على فِراشها وابنتها الصُغرى في حِضنها ، وتُداعبها برقه وهي تبتسم بحنان لصغيرتها : توتا يا توتا يا حبيبه ماما ، كغِ كغِ ، حبيبتي انتِ الله يحميكِ ويخليكِ لي .
دخلت عليها إيمان وهي تحمل معها صينيه بها بعض الأطعمة المُفيدة والحساء الساخن ، وقالت بابتسامه خلابه : صاحيه المُشاغبه ؟؟؟!
ابتسمت لها ميس وهمست بنعومه : ايوه صاحيه ، ليه كلفتِ على نفسك يا خالتي وطلعتي ؟؟! كنت رح انزل تحت بنفسي .
جلست ايمان بقُربها وقالت تربتُ على كفها : ولا يهمك انتِ للحين نفاس وتعبانه وما تقدرين تتحركين كثير بسبب العملية لازم ترتاحين وتتغذين كويس عشان مرضك ، وعشان صحتك تصير احسن وأحسن وتنتبهين لأميرتك الصغيرة .
قالت ميس برقه : ليه رفضتِ نسميها باسمك ؟؟! واخترتِ لها اسم تالين ؟؟!
بللت شفتيها واردفت بحُزن اتضح بعينيها : لاني ما استحق تتسمى البنت على اسمي بعد السويته فيكم !!!!
عقدت ميس حاجبيها بضيق : خالتي انا نسيت كل شي ، ولا رح اهتم له .
بللت شفتيها بتوتر وهمست : في شي انتِ ما تعرفينه بقوله لكِ الحين وقلته لفيصل يوم كنتِ في المستشفى وهو للحين يجافيني بسببه وما ألومه على هالشي أبد السويته مو قليل فيكم .
قالت ميس بتوتر وهي تترك طفلتها " تالين " بسريرها الصغير بجانبها : خير ان شاء الله يا خالتي ؟؟؟! ايش ما سويتِ ما يحق له يجافيكِ انتِ أمه وجنته وناره .
ابتلعت ايمان ريقها بصعوبه وهي تهمس : يحق له ، يحق له لما ما اهتم بسعادته وأخرب له حياته الكان مرتاح فيها وازوجه وحده ثانيه ما يحبها ولا هو حتى مرتاح معها ، انا السبب في كل الصار لكم .
بدأت تقلق فعلاً من حديثها المُبهم دون ان تفهم ما تقصده ، وقالت بهدوء : ايش سويتي ؟؟؟!
ايمان دون ان تتجرأ للنظر إليها : اول ما طحتي من الدرج كلمت اخوكِ وتفاهمت معه على خطه عشان نفرقكم وأخذ المبلغ من زمان ، تدرين وقتها فيصل كان حيطلقك مثل ما كنت ابغى ونجحت الخطه ، بس طلعتي حامل وصار الصار بعدها وجلستي عندنا ورجع نظرك لك وصرنا قراب من بعض لدرجه ما كنت أتوقعها وفي كل يوم كان يمر أندم على السويته فيكم وتدميري لراحتكم وسعادتكم .
ارتعشت شفتيّ ميس بصدمه وتجمعت الدموع في مُقلتيها وهي لا تُصدق ما تسمع !!! لا تُصدق ان خالتها التي احبتها كانت السبب الذي فرّقها مع زوجها وحبيبها ،
همست بغصّة : طيب وايش التغير الحين ؟؟؟! عادي انا كنت حطلع من حياتكم لاني ادري اني ما أليق فيها وانا من عائله بسيطه ، بس فيصل هو الجبرني اجي هنا بعد ماطلعت من المستشفى ، وانا ما قدرت اخلي بنتي بعد ما شفتها المره الأولى وجالسه أتعالج عشانها بس .
قالت ايمان بهدوء : التغير كثييير ، كثير التغير ، صرت اشوف بعيوني وقلبي مو بعقلي مثل اول ، صرت اشوف انه ابني مبسوط معك مو مع ملاك ، التغير اني تعلقت فيكِ انا وسعد وعدِناكِ بنتنا
احسن شي سواه فيصل انه جبرك تجين هنا عشان اموركم تتعدل للاحسن ان شاء الله ، ولدي لما عرف السويته فيكم انكسر كثير وانا ادري انه مافي اي وحده تقدر تسعده غيرك لو بإيدي كان سويت المستحيل عشان ترجعون مثل اول وأحسن .
لم تجبها ميس وهي تُداعب كفّ ابنتها الصغيرة ونظراتها شارده للبعيد ، نظرات غارقه في بحرٍ اسود عميق ، وجسدها يتشنج من الصدمه .
نهضت ايمان وهي تقول بأسى : استأذن منك ، وأسفه على كل السويته فيكم كان لازم اقولك هالشي عشان تعذري فيصل ولا عاد تقسين عليه وتحنين شوي عليه ، ما في شي رح يريحني لين اشوفكم يا عيالي راجعين لبعض .
خرجت إيمان دون ان تأخذ جواباً من ميس الصامتة بضيقٍ شديد وقد بات هذا القصر يُضيّق عليها الخِناق وكم ترغب بالتحرُر من كل القيود التي تُحيطها .
لقد عرفت الان سبب تباعُد فيصل عنها لقد كان يشعر بتأنيب الضمير والذنب لما فعله بها وهي بريئه من التُهم التي وجهها اليها ، وممتنه لتباعده حتى تُفكر جيداً في مُستقبلهما .
دخل فيصل وهو مُرهق من العمل في المشفى وفور خروجه ذهب مع والده وفهد حتى يُخرجوا سيف من المصحة وقد بدى بأفضل حال دون ان يعرف احد ما جرى له .
اقترب من سرير صغيرته بعد ان ألقى سلاماً مُقتضباً لميس ولا يجرؤ حتى للنظر إليها بعد كُل ما فعله بها من سوء .
لاعبها قليلاً وهو يُقبل وجنتها الطرية من عُلّو و
سمع صوت همسه ميس الرقيقة تقول : فيصل .
نظر واللهفة تُغشي عينيه : لبيه !!! فيكِ شي ؟؟! يوجعك شي ؟؟!
ابتسمت بهدوء وقالت : لا انا بخير ، بس انت شكلك تعبان ، ودك احضر لك شي عشان تأكله و ترتاح ؟؟؟!
بلل شفتيه وقال : لا مو جوعان بس ودي في مساج لراسي حاس انه بينفجر من الصُداع .
اشارت له على حِجرها كما اعتادت ان تفعل له منذ زمنٍ بعيد ،
اشارت دون ان تتحدث مازالت عاتبه عليه ، ولكن بما انها ماتزال زوجته وتعيش في منزله فله من الحقوق ما يجعلها تقوم بها على اكمل وجه .
وضع رأسه بخفه على حِجرها حتى تبدأ في تدليك فوره شعره وجبينه ، كان مُسترخياً جداً ولم يرغب في افساد هذه اللحظه ولكن عليهما التحدُث في بعض الأمور المهمة ، فهمس لها : بعدك مُصره على توقيع السندات ؟؟؟!
بللت شفتيها وقالت : ايه مُصره ولا رح أتنازل عنها .
فيصل : بس انتِ زوجتي وانا الأصرف عليكِ سواء كان هالشي علاج او غيره ، يعني بالمختصر انسي موضوع السندات .
عقدت حاجبيها وماتزال تُحرك أناملها الرشيقه على فروه رأسه وقالت ببعض العصبيه : بس انا ما رح أتنازل وبرجع لك كل ريال ، عشان لا تتهمني اتهامات باطله بعدين .
قال بهدوء : توني شفت أمي وقالت لي انها علمتك كل شي ، ماكنت ادري انها رح تتشجع وتقولك كل شي ، وانا أسف لكل كلمه قسيت فيها عليكِ .
تنهدت بعُمق وهمست : وين اصرفها كلمه هالأسف ، وانت ليه تجافيها ؟؟! تراها امك ما تستحق منك كُل هاذي القسوة .
قال بصوتٍ حزين دون ان يفتح عينيه من استرخائه : غصبٍ عني مو بايدي ، مو مصدق للحين انها سوت فينا كذه ؟؟؟! احس اني بكابوس ورح اصحى منه قريب ، شوفي لوين وصل حالنا بسبب كذبه .
قالت بغصه : مو هي لوحدها سوت كذه ، حتى اخوي غدرني وباعني برخيص .
تنهد وهو يهمس ببعض الأمل : يعني ممكن حالنا يتعدل ونعيش ونربي عيالنا مثل ما تمنينا من قبل ؟؟! بعد كل الانكشف من كذب
هبطت دمعه يتيمه على وجنتها وهمست : كان هالشي ممكن ، بس كل الصار والسوته امك مع اخوي واتهامك لي بالطمع كوم وأنك تتزوج علي كوم ثاني ما رح اقدر أنسى زواجك عليّ ابداً وهالشي هذا ما رح يتغير ابداً .
قالت وهي تمسح دمعتها قبل ان يلحقها جيش من الدموع الغزيرة : بالمناسبه متى ناوي ترجع مرتك صارلها فتره عند اَهلها ؟؟! وحرام عليك السويته فيها تتزوجها وتعلقها بدون لا تقربها !!!
قال بقسوه وهو يفتح عينيه بعُنف غريب على طبيعته الهادئه لذكرها ، وينتفض واقفاً بشزر وجسده يرتجف بالغضب : ماعادت زوجتي هالحقيرة القذرة ، وطلقتها بالمحكمه يعني مافي مجال للرجعه ابداً .
شهقت ميس بصدمه وتقول بسخط : بنات الناس مو لعبه عندك وقت ما تبغى تتزوج وتتطلق .
نظر لها وكانت نظراته عميقه جداً وصلبه وقال بُسخريه مريره : لو قلتلك وش سوت رح تشمتين فيني ؟؟؟!
عبست بوجهها وقالت بهدوء : اكيد لا ، انت تعرفني ما اشمت بأحد .
اطلق نفساً عميقاً وقال برجوله مجروحه قد جرحته بنصلٍ حاد : دخلت مره ولقيتها تكلم شباب وتضحك معهم وتتهنوص بدون لا تحط لي اي اعتبار ، كان هذا اليوم اخر يوم اشوفها فيه ، عن إذنك بطلع مشوار .
خرج دون ان ينظر اليها ، لا يعلم لماذا لم ينظر إليها ؟؟! فقط لا يريد رؤيه نظرات الشفقه في عينيها والهروب افضل حلٍ له ، ففي هذا الوقت لا يُجيد إلا الهروب حتى لا يتأذى اكثر من ذلك .
بينما هي سقطت دموعها بسبب الْحُزْن العميق الذي قرأته ورأته في عينيه وحاله الذي اصبح هادئاً للغايه بعد ان أنجبت طفلتها وكأنه فقد الأمل في هذه الحياة ، لقد غادرت روحه الحلوه ولم تعد كما كانت .
ملاك
لقد كانت قاسيه جداً عليه وجرحت عُمق رجولته ، تستطيع ان تصبح سيئه الطباع وتقول بأنه يستحق لما فعله بها ، ولكن قلبها الضعيف والمُدله بحُبه لا يستطيع ان يسخر منه ، لا يستطيع .
مهما كان قاسياً معها ولم يقترب منها كان عليها ان لا تخونه بهذه الطريقة المؤلمه ليس عذراً ما فعلته ، ليس عُذراً لان تميل حِبالها الصويتية في خيانه له !!!!!!
حملت طفلتها بين ذراعيها وهي تضُمها لصدرها بقوه وتهمس لها : شفتي كيف بابا زعلان كثير ؟؟!! زعلان كثير ومافي احد يراضيه ، بس يجي ينام في الليل لا تنسيه وراضيه انا زعلانه منه شوي .
ابتلعت ريقها وهي تهُز الطفلة بين ذراعيها وتُفكر ملياً بحياتهم القادمة وان عليها ان تتجاوز الماضي حتى تستطيع العيش ، عليها ان تتجاوزه !!!!

*****

عادت تلك الأيام تتوالى مُجدداً حتى تُتمم الاسبوع من الجفاء والقحط الذي يُصيب الصحاري حيث لا وجُود إلا للسراب .
كانت تدور في الشقة وصبرها ينفذ لم تعد تتحمل هذا الجفاء من حبيبها !!!
نعم ففهد هو حبيبها وحدها بعد ان ترك زوجته التي غدرت به .
وضعها معه يُعد جيداً فهو يتحدث معها ولا يتجاهلها كما في السابق ، وأصبح ينام معها بغُرفتهما وعلى سريرهما وبُقربها دون ان يقترب منها .
فكرت بسُخريه بأنه بسبب عذره السخيف بأنه يحتاج للوقت .
توقفت عن المشي بصدمه وهي تُحيط وجهها بكفيها وعينيها مُتسعتين بذهول .
لا تعرف من أين لها هذه الجرأه ؟؟!
ومنذ متى بدأت تُفكر بأنها تُريده يعني انها تُريده حتى يُطارحها الغرام ؟؟؟!
تشتاق اليه وتُريده كما لم يحدث معها ذلك من قبل .
وصدمتها هذه الافكار الجريئة واحمرت وجنتيها ، فاليكن هو زوجها وحدها ولم تعُد اخرى تُشاركها به ومن حقها ان تبحث عنه .
لذلك عقدت حاجبيها بتصميم ولمعت عينيها بإصرار هذه الليلة حتى يتغير وضعهم المُتباعد رُغماً عنه هو ايضاً .
بدأت تقوم بتحضير بعض الأطعمة هذا المساء وقد كانت جدتها في زياره لأحد الجيران لذلك لن تُضَيِّع هذه الفرصة ، كما انها نثرت بعض الورد كطريق مُزهَّر لحياتهم القادمة عند مدخل المنزل مُروراً بغرفه الطعام التي اصبحت الأطعمة جاهزه عليها ، وصولاً لغرفه نومهم التي اهتمت بها بشكلٍ خاص من روائح شرقية مُختلطه ببعض الروائح الفرنسية ولمسه من الرُمنسيه الساحرة وبعضٌ من الشموع الآلية حتى تحفظ المنزل من الإحتراق .
انتهت من تحضير كل شي وبدأت بتحضير نفسها في بادره تقوم بها للمره الأولى منذ ان تزوجت لم تكن تجرؤ على القيام بهكذا ليلية وكأنها تدعوه للفراش ببجاحة .
جلست بغُرفتها حال انتهائها والوجوم يحتل ملامحها والتقطت هاتفها وهي تتصل به .
اجاب بهدوء وهو يقود السيارة إلى المنزل بعد خروجه من " استراحة " الشباب : الو هلا ميرال ، وش تبغين ؟؟!
قالت بنعومه : اول شي انت وين ؟؟!
ارتفع حاجبه وقال : انا في الاستراحة عند الشباب ؟؟!
مطت شفتيها بضيق : حتتأخر طيب ؟؟!
قال وابتسامه تتلاعب على شفتيه : ايه رح اتأخر !!! تبغين شي ؟؟!
همست له : لا ، يعني رح تتعشى هناك صح ؟؟!
همس : ايه رح اتعشى عندهم !!
قالت بحُزن التقطه في صوتها : خساره كنت مجهزه لك مفاجأه اول مره اسويها .
عقد حاجبيه وقال بمكر : مفاجأه من اي نوع ؟؟!
احمرت وجنتيها وقالت بتوسل طفيف : مفاجأه ، انت لا تتأخر الله يخليك ، ابغى اصالحك عشان تقولي معنى كلمه مِيَّا مور بالعربي قلت لي رح تقولها اذا تصالحنا ورجعنا زي اول .
ابتسم ابتسامه حقيقه ، الماكرة لقد أصبحت تعرف معنى الكلمه وتريده ان يقولها لها بصراحه كما انه فهم دعوتها الصريحة له بقُربه وهو لن يرفضها بالطبع فاد أضناه الشوق لدفئها ونعومه بشرتها على بشرته الخشنة ، فقط يُرِيد اغاظتها قليلاً وحسب ، فهمس بتلاعُب : همممم عاد مادري لو ارجع اقولها او لا ؟؟؟! تغيرت اشياء كثير بعد ذاك اليوم القلتها .
عضت شفتها السُلفى وقد ارادت ان تُخبره هذه الليلة ايضاً كم تُحبه ولا تستطيع العيش بدونه وهمست بغصه : يعني ما رح تقولها ابداً ؟؟؟!
توقفت السيارة امام القصر وهو يسند ذراعيه على المقود ويُحدق ببوابته برسومات الماندالا المزخرفة على حديدها ، ويقول بابتسامه دون ان تظهر على صوته الجلف : لا ، ما اعتقد ارجع أتشجع واقولها مره ثانيه ، ورح اتأخر اليوم في الرجعة إذا ودك نامي لا تنتظريني وأجلّي المفاجأه يوم ثاني كان علمتيني من قبل عشان اقولك اني مشغول .
قالت بصدمه : انا اقولك مسويه مفاجأه وانت تقول نامي !!!!
كتم ضحكته حتى لا تكتشف بأنه يقف امام القصر : وش اسوي طيب رح اتأخر !!!!
دمعت عينها وقالت بسرعه وعصبيه حتى لا يكتشف بأنها تكاد ان تبكي : طيب يا فهد ، مثل ما تبغى رح انام ماعدت استناك على نار ولا رح استناك مع السلامة .
اغلقت الهاتف وهي تتوجه لدوره المياه وتشعر بحراره غريبه في الجو فلم تهتم وأغلقت الباب خلفها كما العاده وجلست على المقعد وتذرفُ دموعها بسبب الجلف المُسمى زوجها وقد كسرها ببروده ، ولم تشعر بأن النار كانت تضطرم من حولها إلا عندما شعرت بالحراره الشديدة التي اتقدت في دوره المياة .
نظرت حولها ببهوت وشهقت بصدمه وهي تشعر بأن المنزل يحترق من حولها .
ارادت فتح الباب بالمفتاح ولُسعت من حراره الحديد الذي انصهر في القُفل .
تراجعت بخوف وهي تُدرك ان هذه النهايه فلا احد يوجد معها بالشقه وعندما يكتشفون انها تحترق ، ستكون هي مُجرد رمادٍ منثور .
نظر للهاتف وأطلق الضحكة التي كتمها في صدره ، حبيبته البلهاء يُراهن نفسه إن لم تكن تبكي الآن ، يبدوا ان الوقت الذي بقي به بعيدا عن ذراعيها وحنانها سينتهي هذه الليلة التي قامت بتحضيرها لهما ، سيُضمها لصدره عنوه وهو يعلم بأنها ستكون غاضبه منه ويُراضيها على ما فعله للتو بطريقته الخاصه التي تجعلها كالهُلام بين ذراعيه و لم يستخدمها منذ اشهر .
ترجل من سيارته حتى يُفاجؤها هو لا هي من تفاجأه .
سار خطوتين وشعر بحراره الجو التي اجتاحت المكان فجأه رفع نظراته وهو يرى الدُخان يتصاعد خلف السور والنار تتصاعد وتستعر من تلك الزاوية حيثُ تقبع شقتهم .
دبّ الخوف في اعماق قلبه وهو يهمس بصدمه وعينيه مُتسعتين وتشتعل النار بداخلهما
: ميرال !!!!!

auroraa 23-09-16 09:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3660744)
منتظرررررررررررررررررررررررررررررررين بفارغ الصبر

قراءه ممتعه حبيبتي

حلم الحياه 23-09-16 09:58 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
على طول البارت ألا انه لما وصلت لاخر موقف كنت مندمجه كثير اكتشفت انه البارت خلص!!!!

مشكله انه باقي بارت ولا كان نهايتك اليوم على يديني:378:
ميس ياحرام كثير تعذبت بس ان شاء الله تسامح فيصل وتعطيه فرصه

متشوووووووقين للقادم

كبريـائي هو سـلاحـي… 24-09-16 06:01 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسفة ع التأخير لأني قريت البارت قبل والحين قدرت ارد

انتي وقفلاتك ذي مررة شريرات يبغى لكم ذبح على ايدي 🔪

نجي لميرو وفهد فرحت لوضعهم اللي تحسن بس انتي كعادتك دايم تحبي تفاجئينا
بالحريق اللي صار وأكيد دينا ورا هالشي لأن ميرو حطت شمعات آلية عشان لا يحترق البيت فأكيد دينا ورا هالموضوع
متأكدة

فيصل وميس يارب يتصالحون ويرجعوا ميس وفيصل اللي كانوا قبل وتتعافى ميس من مرضها


ريما الله يسهل لها وينسيها زياد واللي شافته منه ويكون طفلها بخير

نادين ورعد الله لا يغير عليهم هالحال ويكونوا دوم مبسوطين يارب

نجي للي ما جبتي طاريهم ووش وضعهم واتمنى ما تنسين اي احد في البارت الجاي لأنه ختامي

اولاً يوسف ورسيل الله يتمم لهم ع خير

ثانيًا سميرة وطارق ان شاءالله يكونوا مبسوطين وزي السمنة ع العسل
وبس

اتمنى نعرف نهاية كل من الثنائي "فهد وميرال" "نادين ورعد" "يوسف ورسيل" "سميرة وطارق" "فيصل وميس"

كمان نهاية كل من "دينا" "اسيل" "سوسن"
خصوصًا اسيل اذا بتتصالح مع اختها
وكمان سوسن اذا تتوب وتعتذر من ميرال وبنتها وتصالحهم
تكفين كمان ايمان خليها تصالح ولدها فيصل

كل الذكترهم يلتف حولهم الغموض ادري ما خليت احد 😂😂بس من حماسي وابي اعرف نهاية كل واحد

ننتظر الجزء الثاني من الرواية اللي كلمة الجمال والابداع قليل عليها وتستحق اكثر من كذا بس للأسف لا توجد كلمات توصف مدى جمالها 😍💖

استودعتك الله يا قلبي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

bluemay 24-09-16 06:48 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
قفلة أليمة ..

يا رب ما يصيرلها شي.

شريرة رورو ما تحرقيلنا اعصابنا >_<

بإنتظار الفصل الأخير بشوق كبير.


لك خالص الود

روعة النسيان 24-09-16 10:03 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
روايــــتك رائعــــه،،
كنت متــــابعه لها خلف الكواليــــس ويؤسفنــي
اني جيــت ع النهايــــه ، م شالله كاتبـــه زيـــك
فــــخر لهالمنتدى، ان شـــــالله م تكـون اخر اعمــــالك هنا
وننتظــر جديــدك بفارغ الصـبر
وبالنسـبه لنهايـه واثــقه انها بترضـــي الجميـــع
دمتِ بـــود...

auroraa 25-09-16 10:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3660755)
على طول البارت ألا انه لما وصلت لاخر موقف كنت مندمجه كثير اكتشفت انه البارت خلص!!!!

مشكله انه باقي بارت ولا كان نهايتك اليوم على يديني:378:
ميس ياحرام كثير تعذبت بس ان شاء الله تسامح فيصل وتعطيه فرصه

متشوووووووقين للقادم

ههههههههههههههه ليه ليه ؟؟! شو عملت انا بريئه ؟؟؟!
نشوف ميس حتسامح فيصل ولا لا ؟؟؟!

auroraa 25-09-16 10:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبريـائي هو سـلاحـي… (المشاركة 3660858)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسفة ع التأخير لأني قريت البارت قبل والحين قدرت ارد

انتي وقفلاتك ذي مررة شريرات يبغى لكم ذبح على ايدي 🔪

نجي لميرو وفهد فرحت لوضعهم اللي تحسن بس انتي كعادتك دايم تحبي تفاجئينا
بالحريق اللي صار وأكيد دينا ورا هالشي لأن ميرو حطت شمعات آلية عشان لا يحترق البيت فأكيد دينا ورا هالموضوع
متأكدة

فيصل وميس يارب يتصالحون ويرجعوا ميس وفيصل اللي كانوا قبل وتتعافى ميس من مرضها


ريما الله يسهل لها وينسيها زياد واللي شافته منه ويكون طفلها بخير

نادين ورعد الله لا يغير عليهم هالحال ويكونوا دوم مبسوطين يارب

نجي للي ما جبتي طاريهم ووش وضعهم واتمنى ما تنسين اي احد في البارت الجاي لأنه ختامي

اولاً يوسف ورسيل الله يتمم لهم ع خير

ثانيًا سميرة وطارق ان شاءالله يكونوا مبسوطين وزي السمنة ع العسل
وبس

اتمنى نعرف نهاية كل من الثنائي "فهد وميرال" "نادين ورعد" "يوسف ورسيل" "سميرة وطارق" "فيصل وميس"

كمان نهاية كل من "دينا" "اسيل" "سوسن"
خصوصًا اسيل اذا بتتصالح مع اختها
وكمان سوسن اذا تتوب وتعتذر من ميرال وبنتها وتصالحهم
تكفين كمان ايمان خليها تصالح ولدها فيصل

كل الذكترهم يلتف حولهم الغموض ادري ما خليت احد 😂😂بس من حماسي وابي اعرف نهاية كل واحد

ننتظر الجزء الثاني من الرواية اللي كلمة الجمال والابداع قليل عليها وتستحق اكثر من كذا بس للأسف لا توجد كلمات توصف مدى جمالها 😍💖

استودعتك الله يا قلبي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

نشوف الحريق كيف صار بفعل فاعل او لا ؟؟!
وإذا ميس وفيصل حيتصالحوا ؟؟!

وان شاء الله كل الشخصيات تجي الفصل الأخير
اما الثانويه والدورها قليل مثل وسوسن
ممكن يجوا بمواقف طفيفه
واسيل حكايتها تبدأ الجزء الثاني فما في داعي لذكرها
ايمان حتظهر بالفصل كمان ان شاء الله

حبيبتي تسلمي على مرورك بتنوريني بكل وقت
وحته وزمان

auroraa 25-09-16 10:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3660865)
قفلة أليمة ..

يا رب ما يصيرلها شي.

شريرة رورو ما تحرقيلنا اعصابنا >_<

بإنتظار الفصل الأخير بشوق كبير.


لك خالص الود


باذن الله قريب حنزل الفصل الأخير بس احتاج وقت لكتابته
وتنقيحه وعشان اكتب الخاتمه

auroraa 25-09-16 10:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روعة النسيان (المشاركة 3660910)
روايــــتك رائعــــه،،
كنت متــــابعه لها خلف الكواليــــس ويؤسفنــي
اني جيــت ع النهايــــه ، م شالله كاتبـــه زيـــك
فــــخر لهالمنتدى، ان شـــــالله م تكـون اخر اعمــــالك هنا
وننتظــر جديــدك بفارغ الصـبر
وبالنسـبه لنهايـه واثــقه انها بترضـــي الجميـــع
دمتِ بـــود...


حبيبتي الله يسعدك يا رب وسعيده لثقتك في النهايه
واكيد زعلانه لأنك ما لحقتيني الا على الأخير
بس ان شاء الله تكوني معي في القادم

auroraa 27-09-16 12:24 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
32

‏‎السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
‏‎لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
‏‎ما شاء الله تبارك الله
‏‎للكاتبه
‏Aurora
..

الفصل الثاني و الثلاثون والأخير
' وانتهت الحكاية ,

: ميراااااااال .
وجهه مُتغضن الملامح بألمٍ موجع ، تتساقط حُبيبات العرق من منابت شعره وتسيل كسيلٍ هادئ على تغضُنات جبينه من الحرارة التي تتقد من حوله .
انه اشتعال غير طبيعي كقلبه الذي يحترق ، وكأن النار تأكلُ وقوداً وتزداد في حرق الأخضر واليابس وكل ما امامها .
لا يعرف مالذي حدث ؟؟! او كيف استطاع دخول منزله ؟؟! ليجد نفسه في المنتصف وقد انهار كل شَيْءٍ من حوله .
كل ما يعرفه وترجمه عقله بأن حبيبته وطفليه وابن خاله ، بخطر وعليه ان يُنقذهم من الموت المُحدق بهم !!!!
بالكاد استطاع الدخول لغُرفتهم وقد اكلت النار كل شيء يقف في طريقها ، صرخ يُنادي عليها علها تسمعه وتُجيبه ويسمعها : ميراااااااال ، فرااااااااس وينكم ؟؟؟!
سمع صوتها تبكي في دوره المياه وآه من صوتها كم هو موجع بأنينه المتألم كجروٍ يحتضر ، ويبدو انها تتألم كثيراً من الداخل : فهد انا هنا فراس راح عند رسيل مو موجود !!!!!
أطلقت شهقه عاليه عندما لسعتها النار واردفت بأنين : مو قادره افتح الباب احس اني اختنق .
ابتلع ريقه وهو يقول بسرعه ويُحاول تهدئتها : طيب حبيبتي اسمعي !!! ابعدي عن الباب وافتحي المويه في الحوض وادخلي فيه ، لين أكسر الباب ولا تقفلينها بسرعه يلا .
التقط الغطاء الضخم من السرير ويحمد الله انه لم يحترق كاملاً ، وحاول دفع الباب بقدمه بكل قوته باتجاه القُفل حتى يكسره ولم ينجح بذلك حاول عده مرات وفي أماكن متفاوته ، وكلها مُحاولات باءت بالفشل حتى انه لايملك الوقت الكافي لإحضار الادوات الحادة حتى يكسر بها الباب .
أغمض عينيه بقوه و همس في سِرّه " يا رب يا رب لا تفجعني فيهم ، يا رب لا توجعني يا رب اقدر أطلعهم ويكونون بخير "
استجمع قوته كامله ليرفس الباب بقوه اكثر من المرات السابقة وينهار الباب الخشبي امامه . ويلج للداخل و يضع الغطاء بالحوض بجانبها ويُبلله بالماء ويقول لها لاهثاً من التعب : بلفك الحين في اللحاف عشان اقدر أطلعك بدون لا تتأذي اتحملي شوي ، شوي بس ورح أطلعك .
كانت تومئ برأسها ودموعها تُغرق وجنتيها وتشعر بالاختناق وضيق في التنفس وكأنها ستُفارق هذه الحياه فجسدها لا يقوى على الاستقامه وبدأ يتخاذل .
لفّ عليها الغطاء وهو يحملها بين ذراعيه ويندفع بجسده في اتجاه يعرف طريق خروجه جيداً ، وضمها اكثر لصدره عندما شعر بثقلها الذي ازداد دلاله على فقدها للوعي وجسدها يتخاذل بين ذراعيه ليسقط قلبه طريحاً من رُعْبَه عليها .
ويهبط جسده الضخم جاثياً على رُكبتيه فوق العُشب الرطب من الماء وقد تجاوز النيران التي خلّفت به بعض الخدوش والجروح العميقة وأحرقت جزءً من ثيابه .
يُعانقها لصدره ويخشى النظر اليها ، يخشى ان ينظر اليها ويجد بأنه فقدها للأبد ، يخشى ان يقترب فلا يسمع ضربات قلبها .
يدعوا الله فقط ان تكون بخير ، لا يهتم ان فقد اطفاله سيحزن ويتألم بالطبع لانه حُرم منهم لسنوات عديده ، ولكنه متيقن بأن الله سيُعوضهم فقط هي فلتكن بخير يا الله !!!!
يا الله !!! فلتكن بخير يا الله !!!! لا يُرِيد ان يفقدها بعد ان وجدها ووجد كيانه وروحه التي التقت بروحها ، لن يتحمل فُقدانها سينهار وقلبه لن يتحمل هذا الفقد .
أغمض عينيه بقوه وهو يكتم انفاسه ، ولن يتحمل فقدان اطفاله اللذين لم يريا النور حتى الان ، لن يتحمل !!!!!
رفع رأسه و تنفس الصُعداء وهو يستقبل الأوكسيجين لرئتيه بعُنف ، وصفير سيارات الاطفاء والإسعاف ودُخان الحريق يتشبّع بالأجواء .
اقترب منه احد رجال الاطفاء بهلع لتأخرهم قليلاً وقد تفاجأ من خروج فهد من الشقة مُعرضاً حياته للخطر وحاملاً بين ذراعيه كومه من القُماش فسّر ان بداخلها انسان ولم ينتظر مجئيهم حتى يفعلوا اللازم : لو سمحت إنتوا بخير ؟؟! باقي احد بالداخل عشان نطلعه ؟؟! نعتذر عن تأخرنا !!!
كان مُتعباً جداً ويشعر بحباله الصوتية تتقطع ، فلم يستطع ان يتكلم ويرد على هذا السَمِج وهو يعتذر لتأخرهم وان كان به طاقه لأبرحه ضرباً على اعتذاره السخيف ، ماكان لينتظر وصولهم وحبيبته واطفاله يرتجفون من الخوف في الداخل ، ينتظرون من يُخرجهم من ذلك الجحيم .
فاكتفى بهزّ رأسه نفياً على سؤاله الأخير .
قال الرجل براحه : الحمدلله ، ثواني ان شاء الله ونخمد هالحريق ، لازم تروح الحين مع هلك للمستشفى ضروري هالشي .
أومأ برأسه بهدوء ويتماسك بصعوبه حتى لا ينهض وينقض عليه ويُقطعه بين انيابه لغباءه وهو بالتأكيد سيأخذها للمشفى حتى يطمئن على صغيرته التي تحمل صغيريه .
ألقى نظره على سائقهم كانت وقفته تتراخى جاثياً هو الآخر على رُكبتيه بعد انخماد النار ، وهو يحمل دلو الماء بين يديه بالرغم من وجود رجال الاطفاء اللذين يقومون بهذه المُهمه ، وكأن هذا الدلو سوف يخمد هذه النيران المُستعِرة !!!!
ولكنه ممتن له لهذه المحاولة ، ممتن له كثيراً قلبه الطيب .
غادر مع سيارات الإسعاف التي بدأت تُسعف حبيبته الإسعافات الأولية وهو يتأملها من مكانه وعيناه الباهتتان شاردتان في وجهها ، دون ان يبأه بجروحه العميقة ، وكأن هناك جُرحٌ أعمق من ان يفقد عائلته الصغيرة التي لم تكتمل حتى الآن .

،

لا يستطيع الجلوس ولا يهدأ له بال وهو يذرع الممر ذهاباً وإياباً والقلق يستعّر في قلبه .
اسند جبينه للحائط وهو يحاول ان يتمالك نفسه واعصابه النافرة ، زفر نفساً خشناً .
وربت سلمان على كتفه يقول بصوته الوقور وهو يرى ابنه بهذه الحاله للمره الأولى في حياته : اهدى يا الفهد رح تكون بخير باْذن الله ، انت تدخلت بالوقت المناسب الحمدلله وهذا الشي بكون لصالحها وصالح عيالك .
حتى الان لا يستطيع ان يُطلق حبال حُنجرته فأومأ براسه ، فالصدمه لم تزُل بعد وهو يرى منزله يشتعل امامه وحبيبته لوحدها خائفه بالداخل وهو عاجز عن انقاذها .
خرج الطبيب من غرفه العناية المُركزة وهو يُنزل الكمّامه عن انفه وفمه ويقول وهو ينظر لفهد : الحمدلله الوضع إلى الان تمام بسبب تدخلكم المُبكر ، بس الام فقدت كميه من الأوكسجين مع استنشاق دخان الحريق وسبب لها غيبوبه مؤقته ان شاء الله بتقوم منها بسرعه واحنا اسعفناها وسوينا لها اللازم ، والأجنة بخير بس ان شاء الله هالحريق لا يأثر عليهم مُستقبلاً من ناحيه النمو وصحتهم .
ازدرد ريقه بصعوبه ويشعر بأن انفاسه تنحسر ، هل يقول ان وضعها بخير وقد دخلت في غيبوبه واختفت انفاسها عن هذا العالم ؟؟؟! كزّ على اسنانه بغضب ووالده لا يتركه للحظه حتى لا يتهور مع هذا الطبيب الأحمق وقد كان فاقداً لاعصابه طوال هذه الفترة .
اجفله رنين الهاتف ووجد انه احد أقربائه من مركز الشُرطة ، اجاب بهدوء ظاهري بسبب اهميه هذا الاتصال بينما يتجاهل باقي الاتصالات ، وأرعد بقوه : هلا يا منصور ، بشّر عرفت وش سبب الحريق ؟؟!
قال منصور بهدوء : ايه ، السبب بفعل فاعل مثل ما توقعت انت .. مو طبيعي ، حتى ريحه البنزين كانت واضحه بالمكان ، واستجوبت سواقكم الكان في الحديقة وقالي اشياء خطيره .
كُتمت انفاسه بصدره واسمٌ واحد فقط يلوح به وتهديد لم يستطع نسيانه .
" رح احرق قلبك حرق على الاخذتها زوجه عليّ وبخليك تندم على العيشه المرار العيشتني فيها ، قرييييب ، رح احرق قلبك ، رح احرق قلبك " .
ولقد نجحت لقد احرقته بجداره وجاء دوره هو ليحرقها على سنوات عمره التي ضاعت معها ، وهمس بهدوء حتى لا تظهر انفعالاته جلياً على صوته : ايش قالك ؟؟؟!
قال منصور : قال لي انه شاف وحده من العاملات وأعطاني اسمها وجالسين نبحث عنها ، كانت تحاول تولع في القصر بعد ما ولّعت في الشقه ، وحاول يمسكها ولا قدر لانه كان في معها واحد وساعدها على الهرب ، بس ابغى أسألك انت تشك بأحد عشان نضيق نطاق البحث ؟؟! من يوم قلت انه الحريق مفتعل حسّيت انك تعرف شي .
قست عيناه ببريق مُخيف عندما علم ان تلك القذره حاولت احراق القصر ولم تنجح بذلك .
وقال بعُنف : ايه أشك !!!! طليقتي دينا طلقتها قبل فتره وهي في هذاك اليوم هدددتني بالحريق بس ما اهتميت ولا توقعت انها بتسويها القذرة .
تنهد منصور وقال : طيب ولا يهمك انا بتصرف واشوف وبنشدد المُراقبه عليها ، والله يقوم هلك بالسلامه ولا تنسى نفسك حتى انت تضررت كثير .
اغلق الخط بهدوء وهو يتأمل باب تلك الغرفة المُقيتة و الباردة وكم يرغب بالدخول ورؤيتها والتمرغ بدفء ذراعيها والاطمئنان عليها والاطمئنان على عودتها له وعوده الضوء لحياته المُظلمة الداكنة .

*****

خمس ايامٍ مرت عليه كخمس سنواتٍ عِجاف ولم يعرف النوم طريقاً لعينيه المُرهقتان والحمراوتان وبدتا مُخيفتان ، ومعدته الجائعة يُسكتها ببعض الماء بدون اي جدوى وماتزال تصرُخ طالبه الطعام ولا يستطيع ان يُلبي لها ندائها .
سمح له الطبيب واخيراً قبل اربعه ايام ان يزورها بعد ان مرّ على هدوئها وسُباتها يوماً كاملاً فأصبح يأتي لها هذه الأيام حتى يتحدث معها حتى وإن لم تسمعه ، ووالدته تُرافقه في بعض الأوقات وتقرأ لها بعض آيات القرآن .
تنهد بعُمق وهو يُحدق بالشمس التي تتوسط السماء في هذا الصباح الجديد عليهم جميعاً ، وككل صباح عندما يأتي لزيارتها يدعوا الله ان يسمع صوتها ويُزيل شوقه لها .
سحب اقرب مقعد بقُربه و جلس بجانبها ، يمسح على شعرها البُندقيّ ويُداعب كفها بكفه الخشنة ويقول بهدوء بجانب إذنها : يا الله يا الكسوله قومي يكفيك نوم !!! كل وحامك قضيتيه نوم ما تشبعين ؟؟!
تنهد وهو يهمس : شوفي خلينا نتفق تمام !!! قد قلتلك ماعاد رح اقولك معنى كلمه مِيَّا مور ابداً وكنت صادق ، بس اذا قمتي الحين رح أتنازل عن كلامي واقولها لك بكل اللغات لو تبين ؟؟؟! انتِ بس قومي وخلي الباقي عليّ .
مطّ شفتيه بضيق وهو لا يرى اي تجاوب منها ثم همس : انتبهي على نفسك ، انا لازم اطلع الحين بنت خالك وزوجته وبنت جيرانكم كلهم بره جايين يشوفونك ، مادري من وين طلعولي ونشبوا في حلقي كل يوم ؟؟؟!!!
قبل جبينها بِعُمق وهو يخرج فتنفست ساره الصُعداء وهمست بداخلها " هففف ، نشبه صدق ولزقه ما بغى يطّلع من عندها " .
اسند ظهره للحائط وأسبل اهدابه بهدوء
وأجفله خروج رسيل وهي تصرُخ بسعاده وتقفز بمرح وتُعانق خصره بقوه : فهد ، فهد الحمدلله يااا رب الحمدلله قامت ميرو اخيراً قامت ما بغت تقوم الدبه .
رمش بأهدابه وهو يهمس بصدمه : قامت ؟؟!
أومأت بسعاده وهي تقول : لِسَّه توها كانت مفتحه عيونها شوي وحركت ايدها شوي بس المهم انها تحركت ، نادي الدكتور عشان يشوفها .
عقد حاجبيه وقال بهمينه : وانا بعد ابغى اشوفها الحين !!!!
قالت بدلال : حبيبي فهود ما يصير الحين انت من اول عندها ، و الحريم توهم دخلوا عندها وينتظروها من اول ، اصبر لين يطلعوا .
تأفف بقهر فهو لن يطمئن عليها ولن يرتاح له بال قبل تسقط عينيها الفيروزيتين على عينيه وكفُها الرقيق يُلامس كفه وصوتُها يُداعب أذنيه .
عندها فقط يطمئن بأنها ستكون بخير .
وهذا ماحدث بعد مده من الوقت وكانت قد استيقظت بشكلٍ جيد ، دخل عليها بهدوء فوجدها تنظر اليه بعينيها لم يستطع منع ابتسامته من الظهور على شفتيه وهو يراها تجلس بهدوء واطفاله بخير وما سيأتي سيكون هيناً ، كما انها أفقدته كل عقله عندما بادلته ابتسامته بابتسامه باهته لا بريق لها من التعب .
شعر بخروج والديه وأخواته من الغرفه حتى يتركوهما على انفراد ، فاندفع بجسده يقطع المسافات التي طالت بينهما .
التقط كفها بين كفيه وهمس بصوتٍ أجش : الحمدلله على سلامتك .
نظرت له ورأت خوفه عليها في عينيه فهمست بصوتٍ مُجهد : الله يسلمك .
مسح على شعرها برقه غريبه عليه فهو لم يكن يوماً رقيقاً هكذاً وحتى معها هي كان عنيفاً ، وقال بلهفه يُنزل كفه لوجهها ويتلمسه حتى يُصدَّق انها بخير : كيفك الحين ؟؟؟! تحسين بشي يوجعك ؟؟؟! جوعانه ؟؟! اخليهم يجيبون لك اكل .
قالت بخفوت مماثل : لا الحمدلله بخير ، بس احس راسي شوي ثقيل ، ماقدرت اسأل احد أولادي موجودين صح ؟؟! احس فيهم واخاف أتوهم هالشي .
بلل شفتيه وهمس بغصه مُبتسمه : مع الوقت رح تتحسنين وتولدين وتربين عيالنا وتكبريهم ، وبتجيبين لهم اخوان بعد .
ابتسمت هذه المره ابتسامه تتغلب على تعبها : ما رح اقدر أربيهم لحالي ، رح تساعدني وما رح اخليك تغسل ايدك منهم هم اولادك كمان .
ابتسم حتى ظهرت صفّ اسنانه ونهض عن المقعد وجلس بقُربها على السرير : مين قال اني بغسل إيدي ؟؟؟!
قالت بانتشاء : ايوه كنت افكر يعني .
نظرت له وهي ترى التعب على وجهه فرفعت كفها تُحركها بنعومه على خشونه وجنته وهمست : حبيبي شكلك تعبان ، وما ترتاح كويس .
قرّب وجهه إليها وهمس بخشونه وانفاسه تلفح وجهها : كيف تبغيني ارتاح وانا كنت رح افقد وجودك بحياتي ورح افقد نورك واطفالنا ؟؟؟! اكتشفت اني ما رح اقدر أعيش بدونك ، ما اعرف ايش سويت بحياتي عشان أحظى فيكِ ؟؟؟!
ميرال : انا الما اعرف ايش سويت بحياتي عشان أحظى فيك ؟؟! انا ... انا ما كنت رح اقدر أعيش هالحياه وانت مو موجود فيها لما صار لك الحادث كنت رح انجن ، صارت الحين وحده بوحده .. كثير تزعلني هالحياه حتى من قبل لا أعرفك .
قال بصوتٍ حريري : لو هالحياه تزعلك ، انا برضيكِ .
مال اكثر عليها وقبّل شفتيها برقه جمعها بنفسه قدر الإمكان حتى لا يؤذيها بعُنفه المُشتاق اليها .
يا الله !!! وكأنه مع قُبلتها الرقيقه خرج من ظلامه وأشباحه التي تُطارده وسقط في نورها وبياضها ، كم اشتاق اليها ويشتاق ان يُتمّ شفائها .
أغمضت عينيها تُبادله قبلته بشوقٍ اليه وقد اضناها البُعد ، اضناها وارهقها .
همست بجرأه لم تعتدها بعد ان توردت وجنتيها وتململت قليلاً بالفراش : حبيبي تعال ونام جمبي ، شكلك تعبان كثير ولا تنكر لاني أعرفك بكل حالاتك .
ضحك بخفه وتمدد بجوارها ولفّ ذراعه على كتفها حتى تسترخي على صدره .
صمتت قليلاً لتردف باستغراب وهي تضع كفها على صدره : صح ايش صار وانا نايمه ؟؟! حتى مادري كم يوم نمت ؟؟! احس انه نمت كثييير وقبل شوي ما قدرت أتكلم مع احد يادوب قدرت أتكلم كلمات بسيطه وكنت حاسه لساني ثقيل ، رسيل تزوجت ؟؟؟!
هز رأسه نفياً ويسند ذقنه على قمّه رأسها : لا باقي عشر ايام على عيد الحج وزواجها ، والحمدلله ما طولتي وانتِ نايمه بس خمس ايام وكنت رح افصل على هالدكاتره الخبول وانقلك لمستشفى ثاني .
قالت براحه وهي تُعانقه اكثر : الحمدلله ماله داعي تنقلني و عشر ايام كويسه عشان أكون تحسنت ويمديني احضر زواجها .
قال يعقد حاجبيه بصرامه : لا مافي زواجات وخرابيط ، انتِ تعبانه ولازم ترتاحين ومو وقت هذا الموضوع .
قالت بنعومه ودلال برغم التعب ولكن لرسيل مكانه خاصه في قلبها : فهد الله يخليك ابغى اشوفها وهي عروس ، لا تعند رح أكون كويسه وما رح اتعب نفسي أوعدك .
اطلق تنهيده قويه وقال وهو لا يستطيع ان يرفض لها طلباً ولا يُريدها ان تحزن وتنتكس حالتها : طيب بس رح احجز لنا جناح بالفندق الرح يصير فيه الزواج لمده شهر او كثر لين يرمموا الشقه ، غير كذه ما رح أوافق عشان لا تعبتي تطلعي وترتاحي .
ابتسمت بجذل وهي تُعانقه اكثر وأكثر وان أمكنها لأدخلته بين اضلاعها من حُبها له ، ابتسم بحُب و لا يرغب في تحطيم عظامها من عناقه قبل ان تلد وتتعافى كُلياً ، فهمس بصوتٍ صارم : يلا نامي الحين !!! طولتي وانتِ صاحيه ولازم ترتاحين .
بعد عده لحظات وكأنه ألقى تعويذه سحريه ونامت بفعل التعب على صدره ، وانهار هو مقتُولاً بجانبها بعد سُهاد الأيام الماضية التي لم يستطع النوم بها ، الان فقط !!! يستطيع ان ينام قرير العين و يقول انه مُرتاح البال وهي تغفو على صدره ويستمع لصوتها وانفاسها الرقيقه المُجهدة .

*****

كانت تقف امام طاوله الزينة في جناحها الذي يجمعها مع فيصل تضع بعض العطر واللمسات الأخيرة على شكلها وهي تستعد للذهاب لحفل زفاف رسيل .
نظرت بضيق لتسريحه شعرها البسيطه التي قامت بها بنفسها و لفستانها البسيط و يُعد افضل شيء في دُولابها و نظرت لعقدها الرخيص والاكسسوارات البالية الصدئه التي ترتديها انها تُفسد طلتها ولن تستطيع خلعها وإلا فقدت انثوتها بدون اي شي يُزينها.
وبالتأكيد المدعون للزفاف سيستعرضون كل ما لديهم من مجوهرات وثياب في طبقتهم المُخملية .
تنهدت بضيق وهي تُمني نفسها انها لن تهتم وستبقى بجانب عائله زوجها حتى لا تقوم النساء بتفصيلها وتقييمها مما ترتدي رغم انهم سيفعلون ذلك حتى لو كانت تجلس بهدوء .
الاهم ان تكون راضيه عن شكلها الأخير ،
حتى انها لا تستطيع عدم الذهاب فرسيل رجتها ان تأتي وهي لن تخذلها حتى وان كانت ستُذل بشكلها الرخيص مقارنه بالجميع هناك .
طُرق الباب ودخلت ايمان تبتسم برقه وخلفها عاملتين تراهما للمره الأولى هنا
وهي تقول : ميس انا جايبه لكِ هديه بسيطه تعبيراً عن السويته طول فتره وجودك هنا ، يشهد الله بأنك بحسبه بنتي ، وودي الأمور ترجع مثل ماكانت من قبل .
همست ميس : ماله داعي يا خالتي ، كان من حقك تدورين مصلحه ولدك .
قالت ايمان بإصرار : ولدي ولاقى مصلحته معك وتصالحنا انا وهو وامورنا طيبه الحمدلله ، وباقي انتِ وهو ، و المهم ان شاء الله تعجبك هديتي ما رح اقبل الرفض ، فستان بتصميم خاص من اشهر المصممين الاتعامل معهم ، يعني فستان لو تدورين الارض كلها ما رح تلاقين وحده لابسه مثله .
فغرت شفتيها بصدمه وهي ترى العاملتين تفتحان الكيس الذي كان يضُم الفستان الأسود بفخامته ونقوشاته الفضية وفصوصه البرّاقه ، لم ترى فستاناً كهذا من قبل في حياتها وكأنها عادات آلاف السنين حيث العصر " الفيكتوري "
همست بذهول : خالتي تسلمين ، بس كذه كثير مره ما رح اقدر اقبل هاذي الهدية .
ابتسمت ايمان وقالت بعجله : ماعليكِ انتِ بعدين نتفاهم المهم الحين بنتأخر عن الزواج ، هذول العاملتين رح يهتموا فيكِ من شعر وبُودكير ومُنكير وبتجي حقت الميك اب بعد شوي .
جلست ببهوت على المقعد امام طاوله الزينه وكانت العامله تُنعِّم شعرها بمُجفف الشعر وتُفسد تسريحتها البسيطه وأما الاخرى فقد كانت تلتقط قدمها وتُنظف لها أظافرها وتُشذبها لها ، ولا تعلم من أين ظهرت الثالثه ؟؟؟! التي التقطت كفها وهي تُزين لها أظافرها وتُشذبها وتلونها بطلاء الاظافر .
ثم أتت خبيره التجميل وهي تمسح لها وجهها من المساحيق التي وضعتها ، وتُبرز ملامحها بشكلٍ ناعم وأجمل دون ان تستخدم طبقات من المساحيق وعندما انتهت عادت العامله تصنع لها تسريحه بالويفي وأصبح شعرها يتلوى ويتهادى على قدها بجنون .
يا الله !!! للمره الأولى التي تُجرب بها هذه الرفاهية !!!! لاول مره لا تقوم بخدمه احد بل هم من يفعلون !!!
نظرت للفستان وهي تتخيل فخامته ورقته على جسدها فلم تنتظر طويلاً لتذهب وترتديه .
دارت حول نفسها بسعاده وهي تبدو منتعشه وانساب الفستان المنفوش على قدّها كالأميرات ، وسقطت عينيها على عقدها الرخيص واكسسواراتها الصدئه فخلعتهم بهدوء وهي الان تكتفي بشكلها الحالي ولا داعي للاكسسوارات وقد بدت كالأميرات بفستانها وشعرها ، وقلبها يخفق بجنون داخل أضلاعها لم ترى نفسها بهذا الجمال من قبل .
دخل فيصل بهيبته الرشيقة وثوبه السعودي يعلوه " الشماغ " الذي يستقر على رأسه بطريقه أنيقه وقد سلبت لُبه بطلتها التي تشبه طلّه الأميرات وينقصها بعض الرتوش التي سوف يكملها لها .
نظرت له بطرف عينيها وخطف قلبها بطلته البهية وقد بهرها كالعاده ، ولكنها تظاهرت بأنها لم تراه ولم تهتم به ، فهو حتى الان لم يُتعب نفسه في الاعتذار إليها ويكتفي بهروبه المقيت ، ان كان يَظُن انها ستُسامحه مع الأيام دون ان يعتذر فهو مُخطئ ، ان كان عنيداً فهي أعند كالحجر ولن تتنازل عن حقها في الاعتذار .
ابتسم لها فأدارت وجهها بضيق ، فسحبها من عضدها حتى ارتطمت بصدره وهمس لها بصوتٍ أجش : افا بس !!! كل هالتغلّي عليّ انا ؟؟؟! على حبيبك ؟؟!
ارتفع حاجبيها بهدوء ووضعت كفيها على صدره حتى تُبعده وتقول من بين أسنانها : مره واثق انك حبيبي !!!!
قال بصرامه : اخذتِ دواكِ ؟؟!
عبست بوجهها وهي تنظر للأعلى ببساطه لانه أطول منها بكثير وهمست برقه : ايوه أخذته عشان أكون قويه وانتبه لبنتي مو عشانك انت .
اعتقل خصرها بين ذراعيه وهز أكتافه قائلاً : مو مهم عشاني الحين ، مع الوقت رح تغفرين لي .
ابتسم وهو يرمُقها بجرأه ويردف : وش كل هالحلاوه والجمال هاذي ؟؟! رح تغطين على كل البنات !!!!
ارتبكت من قربه الشديد وهو لا يتركها تتنفس بإنتظام ويقبض عليها بذراعيه ولم تُجبه فتابع يتغزّل بها : تشبهين الأميرات مع هذا الفستان والتسريحة !!!
ابتلعت ريقها وهي تنظر له بتوتر يزداد تدريجياً ، واردف هو بنعومه لا تتشح بصوته الا معها هي : بس ناقصك شي مهم !!! اذا اكتمل الكل بقول هالانسانة اكيد انها أميره .
نظرت له باستغراب وهو يتركها ويتجه الا الخزّنه الضخمة الموجودة داخل الدُولاب ويُخرج منها صندوق مُغلف ومُزين بالشرائط الحمراء ويُقدمها لها .
قالت بريبه : ايش هذا ؟؟!
ابتسم ليُجيب ببساطه : هديه رضاوتك ، اما هديه ولادتك للاسف ما اقدر ادخلها هنا .
رمشت بعينيها غير مصدقه ، اي هديه التي لا يستطيع ادخالها هُنَا ؟؟!
فتحت الهدية بفضول وهي تشهق بصدمه والعقد الفاخر يلمع امامها ببريق يخطف الابصار كما الاسوِرة والأقراط والخاتم .
كان طقماً مُبهراً همست بصدمه : ذهب ؟؟؟!
كشر بوجهه وقال : الذهب خليه لأصحابه ، والألماس خليه للأميرات بس .
رفعت رأسها تنظر له بذهول بينما التقط العلبه منها وقال : يلا بسرعه خليني البسه لك عشان تأخرنا على الزواج .
يا الله !!!! انها مصدومه ولم تستطع ان تتكلم ولكنها اجبرت نفسها بصعوبه ان تنطق وهي تزدرد ريقها : لا ، لا ، لا ما اقدر لا مستحيييييل اقبل هالشي .
عض شفته السُلفى وهو يعلم بماذا تُفكر فوضع العُلبه المخملية على طاوله الزينه وهو يقول بإصرار وتصميم مُعتقلاً وجهها بين كفيه : ميس حبيبتي اهدي ، انتِ زوجتي وهالشي اصلاً من حقك ما عطيتك بحياتي غير المهر يعني لا شبكه وحتى زواج وفستان ابيض ، هالشي هذا من حقك ، ليتني اقدر اعوضك اكثر وأكثر وامحي كل ذره كره لي في قلبك ونرجع نكمل حياتنا مع بنتنا من الوقت الوقفنا فيه .
قالت وعيناها تدمع : انت اعطيتني الحُب والرقه والحنان الكنت اتمناه من الاب والأخ وانت كنت لي الزوج والحبيب والاب والاخ بس ما خليته لي ، رجعت أخذته وأخذت معه كل شي واستكثرته عليّ ، حتى انا أبغى أعيش حياتنا مع بنتنا بدون منغصات بس احتاج للوقت .
حرك ابهاميه على وجهها وهو يقول : هششش اهدي يا عمري أهدي ، وانا غلطان ومعترف بالهشي واعتقد من حقي اني ارضيك واعوضك عن الفات .
نظرت له وهي لا تُرِيد البُكاء حتى لا يسيل مكياجها ، لقد وعدت رسيل بالمجئ وعدتها .
قال فيصل : يلا يا قلبي خليني البسك الطقم ، عشان نروح الزواج تأخرنا وبتزعل رسيل ، وحاولي لا تصيحين عشان لا يسيل مكياجك ونتأخر زياده .
اومأت بصمت وهي تهمس : ظريف ماشاء الله مارح اصيح بسببك ، وبس الحين رح اسكت عشان لا نتأخر على رسيل وبعدين رح نتفاهم .
أومأ ببسمه صغيره وهمس : طيب ، طيب ولا تهتمين كل شي بصير مثل ما تبغين ، انتِ تُأمري .
ارتدت عبائتها وحجابها ونزلت عتبات الدرج مع زوجها ، وكان الجميع قد سبقهم لقاعه الزفاف . خرجت لباحه القصر فوجدت سياره بيضاء فارهه من مرسيدس ، مُلتف عليها شرائط حمراء .
فقال بابتسامه جذلى : وهذي الهدية الماقدرت ادخلها ، بس بضطر أسوقها الحين بما انكم ياالحريم ممنوع تسوقون وانتِ ما تعرفين اصلاً السواقة ، لين قريب بدور لك سواق امين وعامله تلازمك علطول وتكون معك مثل ظلك .
تأففت بضيق وهي تحمل صغيرتها بين ذراعيها ، وتصعد للسيارة بعد ان فتح لهما فيصل الباب .
صعد هو الاخر إليها برشاقه ويبتسم لها ، فقالت باستغراب : رح تخلي الشرايط عليها ؟؟!
أومأ برأسه وهو يأخذ صغيرته منها وقد اشتاق اليها : ايه بخليها مو مسببتلي مشكله .
قبّل صغيرته قبله ناعمه حتى لا يؤذيها وهي لم تكمل الشهرين من عمرها وقد اخذت عقله كوالدتها بفستانها الوردي المنفوش وبدت كالفأرة فيه ولن ينسى ان يذكر ماذا فعلت به الشريطة الورديه من افاعيل على رأسها الأقرع الصغير ذو العينين المُغمضتين وتُشبهان عينيّ فئران القطط عندما يولدون .
قالت ميس بابتسامه حنونه وهي ترى هذا المشهد وقد رقّ قلبها له وكم غمرتها المشاعر وهي ترى أبوّته لصغيرتهم اللذيذة : الله يعطيك العافية ويعوّض عليك .. على كل شي جبته لي ولتوتا ، اساورها الذهب تجنن الكل حبها .
التفت لها بهدوء وهو يُناولها صغيرته ويلتقط كفها الناعمة ويُقبلها : انتِ وهي اميراتي ، بجيبلكم كل التحلمون فيه وحتى لو ما كان بخاطركم بجيبه لكم ، إنتوا عائلتي الصغيرة الله يحفظكم لي ويخليكم .
اغلق باب السياره لينطلق بها الى الزفاف ، وكانت ميس تنظر للنافذة ببهوت ، لقد طال خصامهما طويلاً وهو لم يقصر في محاولته ارضاءها وجلب الهدايا الثمينة وكأن هذا الامر يُهمها هي تُرِيد حياه هادئه وسعيده مع عائلتها الصغيرة فقط ، هي لا تُرِيد كل تلك الهدايا التي ينطفئ بريقها هي فقط تُرِيد وتحتاج ان تعود لأحضانه حتى تصبح اُسرتهم الصغيرة سعيده للابد .
سرحت كثيراً بالنافذة وهي تحاول ان تتغاضى عن الماضي وزواجه من ملاك ، من اجلها وأجل صغيرتها ومن اجل حبيبها ومُعذبها القاسي الذي بات يُغرقها بحُبه وحنانه .

*****

تأفف بضيق وهو يقول من بين اسنانه بصوتٍ منخفض : أقسم بالله يا سميره هاذي اخر مره تروحين فيها زواج وناقصك شي وما تتذكرينه الا بيوم الزواج .
قطبت جبينها وقالت بتانيب : طااااارق ، حرام عليك كان عندي جزمه سودا الله يكرمك بس ما دريت انه كعبها مكسور الا يوم طلعتها واجهزها عشان البسها اليوم ، وبعدين قلتلك حابه اروح عشان رسيل صديقه مروج واعرف ميرو غاليه عليّ وأعرفها البنت من سنين صدق الدُّنْيَا صغيره يوم تزوجت من صديقك ما توقعت هالشي ، يعني انا انعزمت من الطرفين وعيب ما اروح .
قال بهدوء وهو يأخذ منها الحذاء الاسود الذي تُرِيد شرائه : ايه ، ايه طيب اخلصي علينا الحين بنتأخر بسببك ويوسف حالف لو ماجيت بدري بيزعل .
وقفا عند " الكاشير " وكانت تقف خلف سميره امرأة غير مُحجبه تُرِيد الحساب ايضاً ، ويقول طارق من بين اسنانه : وش فيكِ لاصقه فيني ؟؟! وخري !!!
قالت ببعض الغضب : هالخايسه الوراي على بالها في احد بياخذ دورها ، شوي وتخُش فيني ، وبعدين ما رح ابعد عشان لا تلصق فيك .
قال بسُخرية وهو يلتفت لها : يا الجمال الفتّان السحرني بس .
لوت شفتيها وهي تُغادر معه المحل ويصلان إلى منزلهما الجديد دخلا من بوابه الشارع وسارا معاً عبر الطريق المؤدي للبوابه الداخلية للعمارة الكبيره وسبق طارق سميره ببعض الخطوات وأجفله خروج طلال مع زوجته واطفاله من الشقه الموجودة في الطابق الاول ويسكُنها والدا طارق واخته العزباء نورا .
توقف طلال وهو يرمقُ أخيه بنظرات بارده غير نادمه ومُباليه ، وكأنه لم يندم على مافعله بالسابق ، فغيرته العمياء من طارق تجعله لا يبأه لأي شي .
كشرّ طارق بوجهه واحتله الغضب فور ان شاهد أخيه وقال هاتفاً بصوتٍ عالٍ : ارجعي للسيارة يا مره .
تراجعت سميره بقلق وهي ترى نظراته المُتجهمه والمُتقده بالغضب ، وقد عاد ادراجه ويسحبها من عضدها ويقول : امشي بسرعه للسيارة هالوسخ موجود هنا .
خرج طارق وتبعه طلال مع عائلته الصغيره فقالت زوجته مُقطبه بألم : طلال حرام اليصير بينكم وقطيعه الرحم بينكم ، إنتوا اخوان وهو من دمك ولحمك لازم تتصالحون حتى اهلكم مو عاجبهم هذا الوضع .
كشر بوجهه وهو يصعد لسيارته وقال بخشونه مُقيته : اقول انطمي بس ، وقتك تتفلسفين زين مني متحمل وجهك الودر " القبيح " .
كانت تجلس بمكانها في السياره بملامح واجمه دون ان ترفع رأسها للنافذة وترى ذلك القذر .
و اسند طارق كفيه على المقود وقد ساءت حالته كثيراً عندما رأى أخيه .
في ذلك اليوم الذي عاد به أخيه بعد انتقالهم للبيت الجديد وانقض عليه في منتصف بيت عائلته وكاد ان يقتله غضب عليه والده وأقسم انه سيتبرأ منه إن أَذى أخيه مره اخرى وتسبب بإدخاله للمشفى ، فاكتفى بأن يصرخ ذلك اليوم ان لا يرى وجهه مُطلقاً وانه لم يعد له ايُّ اخ .
لا يستطيع ابعاد أخيه عن عائلته بدون ارادته لذلك القذر ،
كما انهم لا يستطيعون إجباره على الحديث معه ووصله ، وذلك القذر من الأساس لا يهتم لذلك ومازال مُلتصقاً كما العلقة التي تمُصّ الدماء بلا رحمه ، كما انه لا يستطيع اخبار عائلته بما فعله لا يستطيع ان يؤذيهم وهم يتصورونه الملاك البرئ .
يا الله !!! انه مُقيد بأغلال لا يستطيع الفكاك منها وأخيه يلتف على عُنقه كحبل المشنقة .
وضعت سميره كفها على كفه تُحاول مُواساته بنظراتٍ كسيره وبالكاد استطاعت هي تجاوز ما فعله بها طلال فكيف بزوجها الحبيب وقد طُعِن من أخيه ، لحمه ودمه : حبيبي اهدا ، مو في ايدنا نسوي شي رح نستحمل كل ما صادفناه ، انت حتى ما تقدر تمنعه يقطع صلته في اهله !!!
تجاهلها وهو يُبعد كفه عنها ويقول بجمود : يلا انزلي ، وتجهزي بسرعه تأخرنا .
اخذت حماماً سريعاً وهي تُجهز نفسها وانتهت بسرعه قياسيه لتذهب إلى زوجها الذي قُلِب مزاجه وتُقبله في وجنته وتهمس : خلاص حبيبي ، خلصت خلينا نمشي .
جاءت امامه وتدور حول نفسها وتردُف بنعومه : ايش رأيك فيني ؟؟! اكيد ما أشبه الخايسه الكانت بتتلصق فيك عند الكاشير .
رُغماً عنه ضحك وهو يرفع رأسه للأعلى وينهض مُعتقلاً خصرها بين كفيه ويهمس بصوتٍ أجش : مافي مجال للمُقارنة اصلاً بينك وبينها .
قبل وجنتيها حتى لا يُفْسِد احمر شفاهها وقد تعدل مزاجه قليلاً فقط ، وهي اعتادت على حالته هذه كلما رأى أخيه صُدفه ولا تعرف متى سيهدأ ؟؟! وكأنها هدأت هي حتى يهدأ هو فهي لا تتوقف عن الخوف كلما رأته صدفه ، ومن الجيد ان هذه الصُدف لا تتكرر كثيراً .

*****

تنهدت براحه وقد أنهت زينتها وأخيراً ، فلم تكد ان تنتهي .. ولا تعرف لماذا دائماً تتأخر في التحضير ؟؟! وكأنها تقوم بحل مُعضله في الرياضيات .
نثرت شعرها الأشقر بتموجاته للخلف تُبعِده عن كتفها العاريين وهي تضع أغراضها المهمه في الحقيبة الصغيرة .
دخل رعد للغرفه وقال بعجله : ها خلصتِ بنتأخر عن الزو....
قطع كلماته عندما التفتت له بنعومتها التي أسرته بشفتيها التوتيية وعينيها الواسعتين المُلونتين وفستانها الاحمر الذي ينسدل على جسدها ويُفصل منحنياته الناضجة ، مُنحنيات سلبت لُبّه في كل ليله وهو يكتشفها بيديه ، لقد شعر انه ينجذب لها كما ينجذب الثور للون الاحمر ، مُبهره في كل حُلّه ترتديها ، ياالله !!! هذه المرأه الفاتنة لم تترك في رأسه عقل عشرُ ايام قضاها معها وكأنها عشر سنوات ولم يشبع من قُربها في كل ليله وكل صباحٍ ومساء .
اقترب منها بمكر ثعلبٍ مكّار ، ولم يخطر ببالها انه سيتمادى في يوم زفاف ابنه اخته ،
سحبها بعُنف اعتادت عليه من شوقه إليها وهو يُقبل شفتيها بحُب وقليل من القسوة حتى أفسد احمر شفافها ، فهمست بهلع : فِراس ، فراس بره حيشوفنا هلأ كتير عيييب !!!!! رعد يا مجنون ابعد عني .
سحبها معه للخلف وهو يعتقل شفتيها بين شفتيه مره أُخرى وأغلق الباب دون ان ينظر للخلف وهمس بصوتٍ أجش : اقول لنفسي اسكت وهالشي مو وقته الحين ، بس مو قادر اتحمل أبغى اخ لفِراس اليوم وبكره وبعده ما رح اوقف لين يجي هالاخ او الاخت !!!!!
وهمس بإصرار وعينيه تلمعان بثوره لا تهدأ : ما رح اوقف .
احاطت وجهه بكفيها وهي تُحاول تهدئه انفاسه النافرة التي تلفح وجهها وتحرق بشرتها ، وتعرف جيداً جوعه الشديد إليها وحبه لها وهو الذي حُرم النساء من بعدها ليلعب القدر لُعبته ويُعيدها بين ذراعيه ، وهمست له بحُب : حبيبي انا هون ومعك رح أكون علطول ، وبالليل اعمل البدك ياه انا إلك انت علطول ، بس هلأ حنتأخر وحتخرب كشختي لو سمحت .
قالت الثلاث كلمات الاخيره باللهجة السعوديه ، ليعُض شفتيه وهي تتكلم بإغواء فطري خُلق في صوتها ، ويهمس بخشونه وهو يزمجر : على بالك هديتيني بكلامك السامج ذا واتخليني أتراجع عن البسويه ما حزرتي باربي !!!
شهقت بهلع وهو يميل ويرفعها بين ذراعيه ويُلقيها على السرير ويعلوها بهيمنه تجلّت بِه وعيناه ثاقبتان ترمُقانها بجرأه .
لا تعرف كيف مضت هذه الساعتين ، وسحبت الغطاء تُغطي جسدها العاري وتنظر بأسى لفُستانها المسكين الذي سقط طريحاً إلى الارض وترجو الله انه لم يتعجن او يفسد ، وبالتأكيد اصبح شكلها مُرهباً الان ، بسبب عنفوانه الذي لا يهدأ ولم يرحم خجلها منذ ليلتهما الأولى قبل عشر ايام .
تأففت بقهر عندما رأته يخرج من دوره المياه والمنشفه تلتف على خصره بينما الماء يشُق طريقه على عضلات صدره وظهره ، وقالت بسخط وهي تنظر اليه : هلأ امتا رح الحق اتجهز تاني مره ، حرام عليك حرمتني من الطلعة .
واطرقت برأسها ودموعها تسيل على وجنتيها ، وابتسم بتلاعُب وهو يسير في اتجاهها ويجلس بجانبها على السرير ويهمس : انا امري بسيط اغتسلت وبلبس الثوب والشماغ واحط العود واموري خالصه ، اما أنتم يا الحريم لِسَّه استشوار ومكياج وخرابيط ما رح يمديكِ قومي غسلي بس والبسي وعدلي شعرك ووجهك شوي .
تأففت بقهر وهي تتهادى امامه بقدّها بعِلياء حتى تُغيظه ، وتحاول ان تنتهي بسرعه ، على الأقل فالتحضر لبعض الوقت لديها رغبه كبيره بالذهاب وقد أفسدها عليها .
فلا مجال للتفكير او الاستحمام لقد تأخرا وكثيراً .
خرجا معاً من غُرفتها وقال فراس بصدمه وهو يرى احمرار عينيّ والدته وينظر لهما بريبه وبعض الحيرة : ليه تأخرتوا ؟؟! دق ولد عمتي فهد وكان معصب لأنك ما ترد على جوالك .
ازدردت نادين ريقها وهي تنظر له بعُنف غاضب ، وقال رعد بمرح غير مُعتاد منه : مالك دخل ليه تأخرنا ؟؟! توك بزر بس تكبر تعرف كل شي ، الحين يلا مشينا .

*****

انتهى هذا الزفاف الكارثي وأخيراً !!!!
تشعر بأن كل جرأتها التي كانت تتحدث بها مع عريسها في وقت خطوبتهم تتبخر في الهواء ، وقد اصبح امر وجودها معه تحت سقفٍ واحد مُسلماً به ولا تراجع عنه .
بدلت ثيابها لقميص نومٍ طويل ومحتشم وجلست بغرفه الجلوس بالفندق بعد ان أديا معاً الصلاه
همس يوسف : تعشيتِ ؟؟! ولا توك ؟؟!
قالت بخجل : لا الحمدلله شبعانه تسلم .
مد ذراعه لها فوضعت كفها السمراء برقه في كفه الخشنه ، وقال : تدرين وين حاجز لشهر العسل ؟؟!
لوت شفتيها بضيق وهي تتذكر ثم همست : ايوه قلتلي ماليزيا !!!
ابتسم وهو يسحبها بخفه لصدره دون ان تُمانع ويهمس بصوتٍ أجش : للاسف غيرت الحجز بنروح للمالديف .
اتسعت عينيها بصدمه وانتفضت بسعاده : جد ؟؟؟!
اؤمأ وهو ينهض ويسحب كفها بهدوء ويقول : ايه جد ، والحين كان خاطري أرقص سلو مع عروستي ، بس طبعاً مو قدام الناس يلا تعالي بنرقص مع بعض .
لقد كانت ليله حالمه ورومنسيه وهو يُراقصها بنعومه ورقه حتى اخذها الا الفِراش تدريجياً برقه لا تليق به .
حسناً !!! ياله من خبيث مثّل عليها برغبته بالرقص حتى يسحبها الا الفراش دون ان يُفزعها .
نعم لقد استمتعت بالرقص ولكنها لن تجعله ينالها بسهوله وستجعله يفقد عقله .
صعدا للسرير واسرعت بوضع حاجز من الوِسادات بينهما ، فقال يوسف مرتفع الحاجبين : وش ذَا ؟؟!
قالت بهدوء مُدلل : غريبه كل الناس تعرف المخدات ، وش تسمونها إنتوا ؟؟؟!
قال بصدمه : نسميها مخدات ، بس قصدي ليه سويتِ كذه ؟؟! يعني عادي لو نمتي جمبي .
قالت تنظر له بطفوليه : اسفه ، بس ماتعودت انام جمب احد ، حتى فراس ولد خالي رعد جا ينام عندي قبل عشر ايام يوم انحرق بيت فهد ، ما خليته ينام جمبي ورفسته الدلوع يقول اول مره ينام في بيت فهد وخايف وما يبغى وابتلشت فيه .
ارتفع حاجبيه بذهول وقال بهدوء : تراني مو اي احد انا زوجك حاولي تستوعبين هالكلمه بسرعه ، وبعدين جيه فراس لكِ اعتبريها خير ربي حماه من الحريق الحمدلله ، والله يسلم زوجته لفهد وتولد بالسلامه .
همست : امين يا رب ، عن إذنك الحين بنام تعبانه من الصباح صاحيه ولو سمحت لا تشيل المخدات .
قال بقنوط : نامي ، نامي ، نوم العوافي ان شاء الله .
ابتسمت وهي توليه ظهرها وتتثائب وتهمس : الله يعافيكِ
أولاها ظهره هو الآخر وعينيه تبتئسان فهو لا يُفكر بها روحياً رغباته بها جسديه بحته .
يا الله !! انه حتى يتخيلها حبيبته الراحلة ولكنها صفعته بكلامها لتُثبت له بأنها " رسييييل " وليست " عبير " ووضعها هذا الحاجز المُقيت بينهما جعله يسعر بالسوء وربما هو عقاب الله له لتفكيره بامرأة غيرها .
تنهد بعُمق وهو يضع كفه أسفل وجنته ويُغلق عينيه بهدوء علّ الأيام تجعلها هي من تحتل قلبه فلقد تعب كثيراً من الماضي وَيُرِيد ان يرتاح .

*****

يسند ظهره إلى السرير ويعقد ذراعيه لصدره العاري ويقول هاتفاً بنزق : ميرو دقيقه وحده لو ماجيتي بجي اشيلك غصب ترتاحين في السرير .
خرجت بخطواتها الناعمة من دوره المياة ، وساقيها العاريتين يعلوهما قميص قطني بالكاد يصل الى رُكبتيها .
كانت تبتسم له وهي تفرد الكريم على ذراعيها المرمرين وهمست : هذاني جيت وبهذر على راسك كل شي صار بالزواج .
بادلها الابتسامه وقال : انتِ تعالي ارتاحي واهذري " تكلمي " مثل ما تبين .
جلست بقربه وهي تسند ظهرها إلى السرير ، بينما انزلق فهد ومال يستند على مرفقه ووجنته ترتاح على كفه ، وهمس ينظر لها بحُب : انبسطتي اليوم ؟؟؟!
قالت بابتسامه جذلى : مرررره انبسطت حبيبي ، شكراً عشان خليتني اروح الله لا يخليني منك .
فهد : صايره تقولين حبيبي كثير هالأيام ؟؟؟! بس ابغى اعرف تقولينها من قلبك ؟؟؟! ولا بس لسانك تعود عليه ؟؟!
باغتته وهي تأخذ وجهه بين كفيها وتُقبل شفتيه بعُمق وتبتعد قليلاً وتهمس : لو لساني تعود عليها كان قلتها لك من اول ، بس انا احبك ولا ابغى زوج ثاني ابغى أعيش الباقي من عمري معك انت ومع اطفالنا .
ابتسم ابتسامه عريضه وحسب احصائته الاخيره فلم يبتسم هكذا منذ اكثر من سنه ، وقال بتسليه : ايه ايش سويتِ بالزواج ؟؟!
برمت شفتيها وهمست : وايش بسوي يعني ياحظي انا وكرشتي ؟؟! جالسه في مكاني ومنقهره لاني مو قادره أقوم أرقص .
ارتفع حاجبه بحيره وهمس : تعرفين ترقصين ؟؟!
ميرال : وفنانه كمان ، دايماً كنت أرقص مع نادين ونستهبل .
قال بحماس : اجل بس تولدين بترقصين لي غصب ، لاني ادري ما رح توافقين الحين انتِ وعقلك اليابس .
أومأت برأسها وبدأت تتكلم بحماس وتخبره بكل ما حدث بحفل الزفاف .
واجفلها بل صعقها عندما قال فجأه : أحبك !!!
وكأن الشمع غمر اذنيها فلم تسمع جيداً ، فقالت تسأله حتى تتأكد من صحه ما سمعته : وش قلت ؟؟!
ابتسم مره اخرى وقال بقوه : أحبك ، هاذي معنى كلمه مِيَّا مور القلتلها لك ، احبك يا اجمل شي صار بحياتي .
غمرت عينيها الدموع فلم تتوقع ولا بأقل من أحلامها بأنه سيتجرأ ويقولها لها .
اندفعت اليه تُعانقه بقوه وأبعدها قليلاً حتى يمسح دموعها ويبتسم لها بخشونه ويُقبلها ، همست بغصه : الله يخليك قولها مره ثانيه !!!
عانقها بقوه وهو يهمس لأذنها : مِيَّا مور !!! .

النهاية

~FANANAH~ 27-09-16 01:42 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 

مبارك ختام روايتك كاتبتنا أرورا ، وشكراً من عميق القلب لإلتزامك بمواعيد تنزيل الفصول ..
لم يكَن ليُسعفني الوقت لأقراء روايتك ولكن الآن منذ أن وصلت بسلام لميناء الختام فإني
سأغوص بين أحداثها قريبا جدا ()..

* تم التثبيت *

auroraa 27-09-16 03:23 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~FANANAH~ (المشاركة 3661165)

مبارك ختام روايتك كاتبتنا أرورا ، وشكراً من عميق القلب لإلتزامك بمواعيد تنزيل الفصول ..
لم يكَن ليُسعفني الوقت لأقراء روايتك ولكن الآن منذ أن وصلت بسلام لميناء الختام فإني
سأغوص بين أحداثها قريبا جدا ()..

* تم التثبيت *

الله يبارك فيكِ يا رب
سعيده لتواجدك في متصفحي الله يسعدك وتقريها
ومتشوقه جداً لمعرفه رأيك فيها
ويا رب تعجبك

وباقي خاتمه للابطال عشان اكتب كلمه تمت

bluemay 27-09-16 07:52 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
مبارك رورو انتهاء الرواية

وبإنتظار الخاتمة بشوق كبير

مشكورة ع التزامك ومجهودك الكبير ﻹنجازها يا قمر .

كبريـائي هو سـلاحـي… 27-09-16 01:28 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساكي الله بالخير حبيبتي اروريتا
النهاية مرة سعيدة انا اظن ان رسيل ويوسف كمان لهم دور في الجزء الثاني
ايه كمان اسيل لها دور هناك زي ما قلتي
بس العرفته وما بان انا كنت متأكدة ان دينا ورا اللي صار الحين وش نهايتها بتنسجن لقوا عليها دليل هذا الشي مابان

رعد الصراحة قهرني بذا البارت كان استنى لبعد العرس مسكينة نادين كشختها راحت 😂😂😂

باقي الابطال ماشي حالهم كنت ابيك تبردين حرتي في طلال الحقير مرته المسكينة مضطرة تتحمله


الاهم من كل ذا اهنيك تهنية كبيرة ولك كل كلمات الشكر والامتنان كمان كل كلمات المدح والاعجاب والتقدير لكلمات روايتك اللي سحرتني كليًّا وما خلت فيني ذرة عقل انتظر كل الجمال والابداع في الجزء الثاني كمان الخاتمة نبيها تكون حماسية

تسلمي احلى من القمر نفسه ومتكأدة بعد

الله يسعدك ويوفقك وييسر لك امور حياتك


منتظرين الجزء الثاني بكل صبر فالصبر مفتاح الفرج

استودعتك الله ياقلبي

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ❤✨✨

Maysan 28-09-16 01:37 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ياأهلين وسهلين ومرحبتين بأرورا وبالبارت الاخير ماقبل الخاتمه .. ربي يسلم يدينك ويعطيك العافيه يارب وييسر أمورك حبيبتي ..
الفهد وميرال / ياااااربي على وصفك للفهد ومشاعره لما خرج معها وأغمى عليها مؤلم .. شعوره بأنه ممكن يفقدها او يفقد أطفاله 😖😖.. إنسان مثل الفهد عانى بحياته كثير مع نساء ماوجد عندهم حب وحنان وتفهم ولما وجد الشيء هذا بميروا كله صعب جدا عليه حتى مجرد تخيل عدم وجودها بحياته .. الانثى الوحيده التي دخلت قلب الفهد واستحقته بجداره << طبعا بعد ماشرشحتها وأهنتها قبل كم بارت وقلت بزوجه وحده مزيونه هههههههه.. الفهد بدأ يعبر عن مشاعره بحريه أكبر وبدأ يتنازل عن كبريائه التحول اللي الكبير في شخصيته من بداية الروايه الى الان كان مره حلو ومتدرج وسلسل ..وضع الفهد مع ميرال ذكرني بقوله تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) .. بالفعل البداية كانت رفض وعدم تقبل من ناحيته لكن النتيجه كانت حلوه جدا حصل على أسره صغننه هههه وأطفال بالطريق وأنثى تحبه وتهتم فيه وتراعي الله عزوجل في علاقتها معها ..لكن باقي يدير الغضب ويتحكم بأعصابه هههه .. ياوحشه ياأرورا تعرفي فكرتك راح تموتي البيبيز او واحد منهم مثل ماقالت احد العضوات هناك ههههه لكن الحمدلله كنت رحيمه مع ولدك هههههه ..

الفيصل وميس / ميس كانت فقط تحتاج لإعتذار وهو ماشاء الله عليه اعطاها افعال مو اقوال هههههه سياره وحركات اما وصفك لتوتا بنته مره ضحكني هههههههه ياقلبي على البيبي يارب يرزق كل إنسان سواء ذكر او أنثى يتمنى الاطفال ذرية طيبة صالحه يارب ..لكن ايش صار لأخوها ؟

سمسمه وطارق/ يالله وهذا رجع لحياتهم يااااربي والمصيبه انه مازال على ماهو عليه مو متندم ولاشئ كأنه اللي عمله طبيعي ومن حقه !! طارق اختار انه يستر على اخوه ويحترق هو كل ما لمحه او التقى معه بالصدفه .. اهم شيء يكون حريص هو وسمسمه والله يكون بعونهم .. توقعت انا انه بنتخلص من وجوده نهائي لكن هذا ينافي الواقع .. والواقع هو اللي سطرتيه بالروايه ربي يسعدك كم من شخص يؤذيك ويجرحك في الصميم وتعانين من وجوده في حياتك ولاتستطعين التخلص من وجوده حولك اما لعلاقة قرابه او ماسواها ..

اسيل ويوسف / برفوا عليك يابنت ذكيه هههههه شكلها شعرت انه يوسف يبقاها جسديا ومايحمل لها مشاعر نهائي في داخله .. راح تكون حياتها صعبه جدا معه في المستقبل تحارب لتجذبه لها بعقله وقلبه مع وجود طيف عبير .. ارورا هي تعرف من قبل بزواجه الاول او لا ؟ وبحبه لزوجته ؟

الرعد ونادين / رعيد اهجد وشفيك ياقليل الأدب هههههههه .. عريس ماقلنا شيء لكن احترم الاوقات :( .. والاخ مو حاط إعتبار لا لولده ولا للحفل ولا لشئ نهائي .. ياحرام نادين الله يعينها عليه قال بدو اولاد قال :( ..

ربي يسعدك وجزاك الله خيرا إنسانه راقيه في التعامل ملتزمه بأوقاتك حتى مع خراب لابك ماتأخرتي علينا ابدا .. وصلنا لشاطئ النهايه 😥 هنا اقولك شكرااا من الاعماق على رحابة صدرك وعلى الوقت اللي منحتنا إياه ربي يوفقك دنيا وآخرى وبإذن الله من تميز الى تميز افضل.. ربي يبارك لك في وقتك وأهلك ويتم عليك نعمه ظاهرة وباطنه ويحققلك ماتتمنين .. استودعك الله ..

auroraa 28-09-16 11:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3661214)
مبارك رورو انتهاء الرواية

وبإنتظار الخاتمة بشوق كبير

مشكورة ع التزامك ومجهودك الكبير ﻹنجازها يا قمر .

الله يبارك فيكِ حبيبتي تسلمي

العفو من واجبي التزم معكم وسعيده لمتابعتك وتعليقاتك

auroraa 28-09-16 11:15 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
بنات معليش الوقت يداهمني
ومارح اقدر أرد عليكم
ما تعودت انزل شي الا وانا راده على الكل

بس الظروف عاندتني اليوم

حنزل الخاتمه ومضطره اطلع

auroraa 28-09-16 11:16 PM

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
‏‎لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
‏‎ما شاء الله تبارك الله
‏‎للكاتبه
‏Aurora
..

الخاتمة

ومضت الأيام تطوي الأيام
والأسابيع يخلُفها اسابيع طويله
جاء شتاءٌ قارس ليهرول خلفه الربيع الذي طُوِىَّ بأزهاره وعبيره وأحرقهم صيفٌ مُتقد بشمسه التي غابت خلف الغمام ولاح الخريف في أوراق الأشجار المُتساقطة .

' ومضى عامٌ هادئ ,

مسحت يديها من اثار الماء ودخلت لغرفتها هي وزوجها وأطفالها في هذه الفيلا الضخمة القابعة في منتصف " المزرعة " الخاصة بعائله الكاسر .
رقّ قلبها بين اضلعها ورفرف بسعاده وهي ترى زوجها يأخذ قيلولته وتنام ابنتهم المُدللة على صدره براحه ، وبجانبه ينام طفلهم المُشاغب الذي يرفس والده وهو نائم دون ان يتأثر فهد برفساته وتشك بانه يشعر بوخزات قدم سلمان الصغيرة .
اقتربت بهدوء حتى ترفع " وريف " التي تشنجت وتململت برفض قاطع و تشبثت بعُنف بصدر فهد عندما شعرت بأن أحداً ما يرفعها وتركتها بهدوء حتى لا تستيقظ ، فلا تُصدق ان الاثنان غفيا سوياً .
همس فهد وهو يربت على ظهر ابنته عندما تركتها ميرال : خليها نايمه لا تزعجينها .
جلست بجانبه وهي تمسح على شعر الناعم : رح تضايقك ولا رح تعرف تنام وترتاح .
قال بهدوء ومازال يُحرك كفه الضخمه على ظهر ابنته المُستريحه على صدره ولا ترغب في النهوض : كنت بريح شوي ، موب نايم ورانا سبع خرفان انا ورعد بنذبحهم للأضاحي .
قالت بنعومه : يعني حتيجبوا الجزار هنا ؟؟! مو الافضل تروحوا إنتوا ؟؟!
قال وهو يحاول رفع ابنته بخفه ولم تتحرك وهي تتمرغ بين ذراعيّ والدها ووضعها على السرير بجانب اخيها " سلمان " : لا وشوله الجزار ؟؟! انا ورعد كل سنه النذبح ونسلخ متعودين ماعدا السنه الراحت انشغلنا بزواج رسيل ، المهم الحين قوْمي سلمان وروشيه او سوي فيه البتسوينه ، مغسله انا ومنظفه بس احتياط يعني ، قفطته " كفشته " وهو يلعب بالمالتيزرز حق الخرفان اشوى لحقت عليه قبل لا يبلعه .
وضعت كفيها على فمها بقرف وملامحها مُتعجنه بذُعر ، وتتحرك بسرعه حتى تلتقط ابنها وتوقظه بخفه دون ان يستيقظ .
ابتسم بحنان لأُسرته الصغيرة لم يُصدَّق بأن حلمه في بناء أسره صغيره تخُصه سوف يتحقق .
في الآونة الاخيرة وحتى ولاده حبيبته التي كانت ولادتها مُتعسره بسبب ماحدث معها واستنشاقها دخان الحريق وماحدث مع طليقاته من قبل ، شعر بأنه حلمٌ مستحيل ، انه الان يُعدّ اسعد انسان في العالم .
اجفلته ميرال عندما قالت بنعومه تُحيط ذراعيها على عنقه وابنها العنيد لم يستيقظ حتى الان : حبيبي فكرت بموضوع دينا ، حرام امها صارلها ايام تتصل وتترجاني نعفوا عنها .
قست شفتيه وعينيه ثابتتين على عينيها وهمس بقسوه : مستحيييل اعفو عنها الوسخة اربع سنين من عمري ضاعت معها ومع قرفها وإهمالها ، ويوم لقيتك بلحظه مسروقة من الزمن وحسيت بالسعاده معك ، صارت ناويه تقتلك وتحرق قلبي عليكِ وعلى عيالنا .
قالت بحُزن : مرت سنه حبيبي وولدت بسلامه الحمدلله وأولادنا صار عمرهم تسع شهور بدون يتأذوا من الصار في الحريق ، وهي اخذت عقابها في السجن وكمان الله عاقبها وابتلاها بالخبيث ، انا اقول يكفي حرام خليها تطلع وتشوف حياتها بعيد عنا .
قال بعدم رضى : وإذا تسلطت على حياتنا وما التفتت لنفسها .
عانقت خصره وأسندت رأسها على كتفه : انت موجود يا قلبي وتحمينا ما رح تقدر تسوي شي .
عقد حاجبيه بضيق وقال : ما اضمن أكون معكم وجمبكم طول العُمر واحميكــ ...
قطعت كلامه وهي ترفعُ راسها وتُقبل شفتيه قبله قويه حتى تُخرسه ، وهمست بنعومه مغويه : ما ابغى اسمع منك هالكلام مره ثانيه ، الله يخليك لنا وتاج على راسنا حبيبي .
داعب وجنتها بابتسامه وهمس : لو مو هالعذول " الحاسدين " موجودين هنا ، كانت وريتك وش سويت بعد بوستك ، صايره جريئة كثير هالأيام ما بغيتِ تفتكين من الخجل .
ضحكت بخفه وهي تعود لمُعانقته دون ان تشبع من عناقه كل هذه الأشهر ، وتذكرت بألم ذلك الماضي القاسي قبل عام .
قبضت الشرطه على تلك العاملة التي احرقت المنزل واقرّت باعترافها بأن دينا هي من طلب منها ذلك ومنحتها الادوات اللازمة والنقود حتى تُجازى على فعلتها وتُرحَّل لبلادها ودينا كان عقابها السجن سنه ونصف بسبب تهمه التحريض بالقتل ، ولكنها اصيبت بمرض السرطان قبل شهر و الذي نهش رحمها بلا رحمه بفِعلْ تناولها حبوب منع الحمل لسنوات عديده .
استيقظت وريف تبكي ، فنظر فهد باتجاهها بعُنف ووجد سلمان يسحب شعرها بقوه .
اندفع باتجاههم وهو ينتزع ابنته من بين مخالب ابنه المُتوحش ، وهدر بصوتٍ مثلّ الجدية ونظرات صارمة : يا وحش ، ممنوع تلمس بنتي وتأذيها فاهم ؟؟؟!
لوى الطفل شفتيه علامه على بدأ البُكاء دون ان يفهم ما يقصده والده ولكنه فهم انه يوبخه ولم يعجبه ذلك .
عانق فهد ابنته بحنان أبوي يمسح على شعرها بخفه ويهمس لها : بس ، بس بنتي الدلوعة حبيبه ابوها .
نجح بتهدئتها بسهوله وباتت تضحك له بطفوليه وتُحرك كفيها على ذقنه الخشن وتضحك بصوتٍ مرتفع بعد ان يتدغدغ باطنا كفيّها وتهمس له بـ " بابا " وتأخذ المُتبقي من عقله بهذه الكلمة التي اشتاق سماعها لسنوات ، ويخشى مُعانقتها بقوه حتى لا يسحق عظامها الطرية .
مطت ميرال شفتيها وهي تأخذ سلمان بين أحضانها وقالت بغيره : ياليت بس تهتم فينا بربع اهتمامك بهاذي الدلوعة .
ضحك بمرح وهو يمُد ذراعه وتأتي بغُنج وتدفن رأسها بصدره أسفل ذراعه وكان يُعانق عائلته الصغيرة عناق واحد انتهى بقُبله طبعها على رأس طفله الذي أراد المجئ بين احضانه وكان يدفع شقيقته بغيره .
هزّ رأسه بيأسٍ منه وهو يأخذه معه للباحه التي سوف يذبحون بها الخِراف ويُعَوّده على الاقتراب من تلك المنطقة ، حتى لا يخاف عندما يكبر ويعتاد على الذبح والسلخ .

،

كانت النساء تجلسن على الشرفة السُفليه مُجتمعات حول الطاولة الدائرية وعلى بُعد مسافه جيده يُشاهدون بها ذبح الخِراف ، نهضت رسيل وجسدها يرتعش واعطت ظهرها للمشهد وهي تقول بحُزن : يا الله ما رح اتحمل أشوفهم يذبحون الخرفان المسكينة ، الحمدلله يوسف ماهو متوحش مثلهم .
قالت الجده : زوجك رخمَه " خواف " اصلاً مثل فيصل شوفيهم الاثنين واقفين مثل الألواح ولا حتى يساعدون مثل سعد وسلمان على الأقل سعد وسلمان بشبابهم كانوا هم اليذبحون ويسون كل شي والحين يغسلون الخرفان ويساعدوا بالتقطيع .
ضحكت ميس ضحكه باهته بسبب الألم الذي بقلبها فلقد وصلها البارحة خبر ان اخيها قد توفي بجرعه زائدة من المُخدرات ، وقد كان هذا الذي بقيَ حتى يفعله بها ، دون ان تعرف ان كان تاب الى الله ؟؟! وهي تتألم على حاله البائس .
ضحكت بالم دون ان تُعارض الجده فهي محقه ، لم يعجبها وقوف زوجها مُتفرجاً دون فعل شيء .
ونظرت لإيمان التي قالت بتأنيب : خالتي !!!! تعرفين انه سعد ما عود فيصل من الصغر ما يعرف يذبح والحمدلله المايعرف ما ابي قلبه يصير قاسي وسهل عليه يذبح .
ابتسمت ميرال بهدوء وهي تنظر لزوجها الحبيب رغم انها تخاف رؤيه الدم ومع ذلك هي فخورة به لقد عرفت انه يقوم بهذه المهمه كل سنه ومع ذلك قلبه لم يقسوا ولا يوجد أرّق منه في التعامل معها ومع اطفالها وعائلته .
قفزت وريف بسعاده ، وضحكه تتغنج بها وهي تلمح والدها من بعيد وتحاول الخلاص من قيود عربتها بلا فائده .
همست لها ميرال : نو ، نو ، نو ، عيب تروحي هناك عند الرجال ، خلي بابا يخلص شغله وبتشوفيه .
بدأت وريف تتململ بإزعاج وهي تشعر بأنها مقيدة وتكاد ان تبكي ، فرفعتها ميرال وتركتها تحبو على الارض .
ثم قالت رسيل بمدافعه عن زوجها : جدتي ترى حتى يوسف قلبه رهيف ما رح يتحمل يذبح كائن حيّ ، لا تظلمينهم يعني .
تحلطمت الجده بعدم رضى وهي تسمع أعذارهم الواهية ، وتقول : الا الخَلَف على عيالهم ، إلَّا من الحين شوفوا قوّه و زينه شبابي فهد ورعد يقربون عيالهم عند الذبايح عشان لا يخافون ويقوى فؤادهم .
قالت نادين بنعومه وهي تهُزّ طفلها ذو الشهرين من عمره : لك ايه منيح هيك يعملوا ويعودوهم ، بس سلوم كتير صغير حرام هلأ ياخده ، ورعد كتير اصرّ ياخد معه فواز بالعربية ليشوف بس رفضت ، شو الياخده ؟؟! صغير مش حيشوف شي ، الحمدلله انه اقتنع .
قالت سوزان بضحكه : يا عمري يا رعد مره مبسوط هالسنه وخاصه مع ولده الجديد مو عارف وش يسوي من فرحته ؟؟! من سنين ماشفت الراحه على وجهه ووجه وليدي فهد .
وكانت تنظر لنادين وميرال التي احمرتا بخجل ، و تتذكر نادين ان العاده لم تأتيها ولا مره واحده منذ زواجها واكتشفت امر حملها المُفاجئ .
قالت ريما وهي تضحك : جدتي اي قوه هذول سفاحين ، كل واحد ذبح ثلاثه ويتهاوشوا مين يذبح السابع ، ولا حتى حابه مؤيد يروح يشوف بس فهد اصرّ ياخذه .
قُطعت ضحكتها وابتسامتها ونظراتها تسقط بإزدراء على أسيل التي تجلس قبالتها ولا تستطيع تقريعها والا غضبت منها والدتها والجده ورمقها الجميع بتعجُب كلما لمّحت لها بأن تبتعد وهي مثل العلقة التي لا تفهم ، رغم ان سنه مضت من حياتها وهي منفصله عن زوجها وقد توفي طفلها الصغير قبل خروجه من المشفى بسبب ضُعف قلبه وقد اثر عليه حُزنها الشديد وهي تحمل به بين أحشاءها ، ولذلك هي تُحمِّل اسيل ايضاً ذنب فقدها لطفلها ، وثابرت هذه السنه وبدأت بالعمل قبل سته اشهر وخفّ المها ووجع قلبها وهي تنشغل في عملها الذي امّنه لها فهد في احد البنوك ، ومُديره المتعجرف " هتّان " لا يعتقها من العمل و يقرب لطارق صديق فهد وقد تعرّف عليه هو الآخر منذ فتره قريبة وأصبحا صديقين .
قالت ميس بابتسامه وتفاجؤ : ريما ، ريما بالله شوفي اخوكِ أعطى ولدك سكين يخبط على رجل الخروف .
تجاهلت ريما وجود اختها القذره وهي تلفت بذُعر وتقول بصدمه : يمّه بِسْم الله ولدي ، ياخوفي يجرح نفسه الحين .
قالت ميرال تُهدئها : لا تخافي فهد ما رح يخليه يتأذى .
أطرقت أسيل رأسها بحُزن دفين وهي تهمس بخفوت متألم : عن اذنكم وصلتني ريحه الدم ، مو قادره اتحمل بروح ارتاح .
أومأ لها الجميع لتُغادر عن الاعين ، كان ضرورياً جلوسها معهم حتى تُحَارب أشباحها التي تُحاصرها في الظلام والكوابيس التي تأتي لزيارتها بعد تلك الليلة المُخيفة .
اغلقت عينيها بقوه وغطت اذنيها بكفيها وهي تهُزّ رأسها بالنفي .
يا الله !!!!! لقد اغلق الباب بالقُفل وقذفه من النافذة ظنت انها لن تنجو من بين قبضتيه .
في البدايه كانت تنعزل عن الجميع في قوقعه بنتها حول نفسها بيديها ظناً منها انها تحمي نفسها من أشباحها ولكنها مُخطأه لقد أغرقت نفسها في بحر افكارها السوداء لتعلق في مُنتصفه .
وعندما اهتم بها فهد مباشره ، وأمّن لها بعض المواعيد عند الطبيبة النفسية نصحتها بالخروج من قوقعتها والاختلاط بين الناس ولتبدأ في أقربائها ، وإلا فرغبتها ان لا تُضايق ريما كلما رأتها وهذا كان سبباً في عُزلتها .
أصدمت بجسدٍ ضخم ، احاط ذراعيه على كتفيها وهمس برقه لا تخرج من صوته إلا لوالدته وأخواته : اسيل وش فيكِ ؟؟! انت بخير ؟؟! ولا اوديكِ المستشفى .
نظرت لوجه أخيها الحبيب فهو عرف عن امر اعتدائها ولا تعرف كيف ؟؟! ربما فهد هو من اخبره ، ولا يعرف بأنها اختٌ قذره لا تستحق هذا الاهتمام .
ولكنها همست بخفوت مُتعب من علاج الاكتئاب الذي تتناوله : لا ما يحتاج ، بس نعسانه شوي بروح انام .
غادرت بهئتها التي تبدو على قيد الحياة ولكن داخلها ميّت .
شدّ على قبضتيه بقوه حتى غرز أظافره القصيرة بباطن كفه ، وشدّ العزم على الذهاب لذلك المكان الذي كلما غضب من الماضي الذي آذى اخته وأخيه يُفرغ بِه غضبه بلا رحمه .
كان الخاروف السابع ينتفض بين ساقيّ فهد وساعده رعد بإمساكه ، وقال يوسف : غطي عيونه باذنه قبل تذبحه تراه من السنه .
رفع فهد رأسه يُحدق بزوج اخته وصديقه وقال : وإلا اقولك تعال مكاني وعلمني شغلي ، وش رأيك ؟؟؟!
ثم رفع صوته وهدر بغضب : توك تتكلم يوم جينا للأخير .
هز يوسف منكبيه وقال بضحكه : اول شي اكيد ما رح أصير سفّاح مثلك ، ثاني شي ماعندي ملابس وذكرى زواجي الاول اليوم ان شاء الله ما رح ألوث نفسي بالدم ، عشان لا أخرّع " أخوف " المسكينه زوجتي .
قال فهد : بِسْم الله ، الله اكبر ، بِسْم الله ، الله اكبر .
ارتعش يوسف عندما اجفله فهد وهو يذبح الخروف وينظر له وهو ينتفض ينتظر خروج الروح منه وتجاهل حديثه .
هدأ الخروف ونظر فهد له وقال بقوه : الاولى بعذرك فيها بس الثانيه مالك عذر وبعطيك ملابس من عندي ، والثاله الله يخلي لنا الصابون ننتظف فيه وأول شي راضي رسيل وبعدين فكر بالذكرى يا ابو الذكرى انت .
علق فهد الخاروف بجانب اخوته السته وبدأ يُمزق عند أقدامه ويشُقّ الصوف ويسحبه حتى يُجرد الذبيحة ، ثم قطعه من المنتصف بهدوء شديد حتى يُخرج الاحشاء بهدوء حتى لا تتمزق وتتلوث الذبيحة بالفضلات واخرج الكبده ووضعها في الطبق الفارغ وناولها لفيصل الذي رفع ثوبه وعقده على خصره و أمسك الصحن بتقززّ من صدر فهد العاري وذراعيه المُلطخ بالدم فمال منه قليلاً .
وقال فهد برُعب : انتبهوا تطيح الكبده يا ويلكم من أُمِّي .
وبدأ رعد يُعاونه في تقسيم الذبيحة الأخيرة بعد ذهاب سعد وسلمان للاغتسال .
قال فهد يمسح ذراعيه وصدره بمنشفه : خلاص عاد الباقي عليهم غسلوا المكان وخذوا الذبايح لللّحام ، بروح اتروش واطلع للخيل لو سمحتوا لا احد يجي هناك .
قال رعد : وانا بتروش وبمشي مع هلي خلاص .
قال فهد يلّوح له : وين بتمشي ؟؟؟! العشا اليوم عليّ .
رعد : اجل بطلعهم مشوار وبرجع صرت واعد فراس .
ابتسم فهد بهدوء وقال : اجل يستاهل فروس .
ونظر بغيظ لفيصل ويوسف واردف بقصد : ماقصر ساعدنا بالسلخ والتقطيع البطل .
وغادر المكان وفيصل ويوسف يتحلطمان من خلفه .

،

اتصل يوسف على رسيل حتى يُكلمها فأجابته باقتضاب : هلا يوسف ، وش بغيت ؟؟!
قال بتسليه وهو يعرف لما كُل هذا الحزن في صوتها ولما غادرت قبل عده ايام عند عائلتها : ما اشتقتِ لي ؟؟؟!
همست بخفوت : لا !!!
يوسف : افاااا بس ، طيب انا اشتقت لك مو متخيل حياتي بدونك والبيت فاضي من روحك ، حتى أمي اشتاقت .
قالت بألم : ايوه مصدقه انه خالتي مشتاقة لي ، بس انت !!! ماحد يشتاق لشخص ما يحبه ، انا طول هالسنه ماقصرت معك وأديت العليّ عشان اخليك تحبّني بس هالشي ماصار ، مااقدر انام وانا أسمعك تهذي باسم مرتك الله يرحمها .
لقد كانت تكذب هو لم يهذي ولا ايُّ يوم باسمها ارادت ان تؤلمه فقط لانه جاف معها لم يمنحها كلمات الحُب او حتى الحركات الرومنسيه والمُفاجأت .
كما انها تشعر بها في قلبه وهي تعلم انه كان متزوجاً من قبل زواج لم يكتمل .
قال بغصه وهو لم يكن يعلم انه يهذي باسمها ، يا الله !!! كيف استطاع ان يجرحها بهذه الطريقة ؟؟! ان كان مقصدها ان تقتله فقد نجحت بذلك ، حتى ان كان ما يزال يُحِب عبير فهو لم يكن يُرِيد إيذاء وجرح زوجته رسيل التي احتلت قلبه بمرحها وغنجها المُدلل ببشرتها التي تُشبه الشوكولا ، ولكنه متاكد لم يعد يُحبها ما عاشه مع رسيل طوال هذه السنه لم يعشه مع عبير و جعله مُغْرماً بها .
ولهذا عليه إصلاح خطأه ، فهمس بألم : طيب ممكن تجين لسيارتي عشان نتفاهم ؟؟! ولا ودي احد يشوفنا .
همست له : طيب رح اطلع واشوف ايش آخرتها .
خرجت بهدوء تؤنب نفسها على الكذب عليه ولكن ربما هذه الكذبة تجعله يتزحزح قليلاً من جموده المُغيظ .
صعدت لسيارته بهدوء وألقت السلام فرد عليها بهدوء ، وفور ان اغلقت الباب حتى سحبها على غفله من عضدها وهو يكتم شفتيها بين شفتيه .
طالت قبلتهما قليلاً وعندما ابتعد قال بإصرار وانفاسه نافره كتنافر براده الحديد : احبك .
فغرت شفتيها بصدمه وهمست : ها !!!!
عقد حاجبيه وهو يضرب المقود بقبضته ويُطلق شتيمه ما ويقول بعصبيه : ايه احبك !!! هاذي الكلمه التبين تسمعينها عشان تصدقين اني احبك وماعدت افكر بزوجتي الماتت الله يرحمها وافعالي معك ما توحي شلون احبك ، بعتيني وزعلتي عند اهلك عشان كلمه ماتسوى !!!! افرضي اني قلتها من قبل وماكانت طالعه من خاطري .
أطلقت شهقه عاليه وهمست بين دموعها التي لا تعلم متى تساقطت بهذه السُرعة ؟؟؟! : يمكن إنتوا الرجال ما تهتموا للكلمات مثلنا احنا الحريم تغلبنا العواطف ، حتى طول السنه ما قد قلت لك الفي خاطري واكتم بقلبي ، بس ما عدت اتحمل وانا أتخيلك تفكر فيها وفوقها ما كنت حتى تقولي كلام يثبت انك تحبّني ، ياخي ما ينجبر قلب على قلب طلقني وخلّينا نرتاح .
عاد لضرب المقود بقبضته وقال بعصبيه : انا مو اخوكِ ، انا زوجك .
فتح الدُرج الذي يقع امامها ورمى بعضُ الأوراق في حِجرها وقال بانفعال : هاا شوفي !!!! في حجز لفندق اليوم عشان ذكرى زواجنا مع اني ما اهتم للسخافات هاذي بس سويتها عشانك ، وبعد اسبوع في حجوزات ورح نسافر لبرشلونه وملغا ومدريد ، شهور وانا اجمع فلوس واخطط لاني مع الأسف مو مثل اهلك عندي شركات ووضعي تمام ماشاء الله ربي يزيدهم من خيره ، ما اقدر اسافر الوقت الابيه ولا اسحب المبلغ الفلاني باي وقت ابغاه والقاه .
نظر امامه بغضب بعد ان انفجر بوجهها وفجر معه المفاجأه التي يُعدها لها منذ اشهر حتى يعترف لها كم يُحبها وكم أشرقت حياته بوجودها وهي تتدلل عليه .
شهقت بقوه وهمست : ما كنت أبغاك تطلقني ، بس قلتها بلحظه غضب .
قال دون ان ينظر لها وهو يعرف ان مشكلتها ليست بوضعه المادي كموظف عادي : عارف ، والحمدلله العصمة بإيدي وفيني عقل مو طاير مثل عقلك .
شهقاتها لا تهدأ وهمست فجأه وجعلته يُصعق مما قال : انا اسفه على كل القلته لك ، يمكن هرمونات الحمل اثرت في نفسيتي ، تركت المانع قبل اربعه شهور ، وكنت بقولها لك مفاجأه اليوم يوم عرفت بحملي وما علمت احد للحين .
نظر لها بصدمه وهمس بذهول ولم يعرف ماذا يقول من صدمته ؟؟؟! : حامل ؟؟؟!
أومأت بنعومه خجوله واجفلها عندما عاد يكتسح شفتيها بعُنف ويُعانقها لصدره برقه .
فهمست برقه : رح نروح الحين الفندق ؟؟! وبنسافر بعد اسبوع ؟؟؟!
قال وهو مايزال يُعانقها : اكيد بنروح يا الخبلة " هبله " ، اجل أطير الفلوس الدفعتها على الفاضي ؟؟؟؟!

،

ابتسم لها بحُب وهو ينظر لها ويقول : خلاص افتحي عيونك .
فتحت عينيها بهدوء ونظرت حوله فرأت حظيرة للخيول وشهقت بصدمه : يا الله !!!! ما اصدق عنكم خيول هنا ما حد قااااالي !!!! وانت عارف انه خاطري أركب خَيل من اول .
مطت شفتيها ، فسحبها حتى يُعانقها وفاحت منه رائحه الصابون والمُعطرات ، وهمس بهدوء : كنت مخليها مفاجأه لك عشان اليوم ونبهت لا احد يعلمك .
قالت بقلق : اخاف احد يجي الحين ، خليني اروح البس عبايتي واشوف الأولاد .
فهد وماتزال الابتسامه على شفتيه : لا تخافين منبه لا احد يجي هنا ، وبعدين الأولاد جالسين عند أمي وريما يعني ما عليكِ منهم .
ثم اردف بخُبث وهو يحملها بين ذراعيه ويدخل الحظيرة : خليني اهتم فيكِ شوي اليوم ، اهملتك هالأيام من انشغالي .
انزلها وهو يُعرفها على خيله الأصيل وقال يربت على شعره : أعرفك بعنبر .
نظر لخيله البُنيّ الرشيق وقال : عنبر ، هاذي زوجتي ميرال .
ضحكت برقه ورأته يُخرج عنبر حتى يحملها من خصرها ويضعها بشكلٍ مائل ويصعد هو خلفها و ينطلق بهدوء على ظهر الخيل ثمّ همس : أمسكيني كويس ، رح اسرع .
تشبثت بعنقه بقوه عندما اسرع ليقفز الخيل فوق السياج الخشبي ويعدو الخيل بخيِلاء بين جنبات المزرعة الضخمة التي أبهرت ميرال وهي تراها للمره الأولى .
هدأت سُرعه الخيل بين أشجار الفاكهه وبدأ يدور على عقبيه وفهد ينظر لعينيها التي تبرُق بسعاده ويهمس بحُب اتشح بصوته لها : لحد الان مو مصدق اني أعيش بهاذي السعاده ، زوجتي جمبي وتحبني وتهتم فيني وعيالي يكبرون قدام عيوني ومشاكل اخواتي تنحل شوي شوي .
احاطت عنقه بذراعيها وهمست : مغرور ، مين قال اني احبك ؟؟! ما قلتها لك الا قبل سنه بس لما انت اعترفت كمان ولا عاد نطقتها ، ايش عرفك اني للحين احبك ؟؟!
رفع رأسه مُستقبلاً السماء وهو يضحك وقال : ما يحتاج تقولين ، اقدر اقرأ هالكلمه بعيونك .
وكان هذا ماحدث لقد قرأها بعينيها البلوريتين للتو وهو يُحدق بها من عُلّو ويداها تستريحان على صدره .
اعتقل خصرها بين ذراعيه وأحاطت هي وجهه بين كفيها واخفض رأسه وهو يُقبلها بنعومه كي يُثبت لها بقبلته الحريرية كم يُحبها ولا يتخيل هذه الحياه التي عرفها حديثاً بدونها .
ومازال عنبر يدور بهما حتى شعرا بالدوران فأوقفه فهد ويُعانقها بمحبه وأسندت هي رأسها على كتفه .
مالذي تُريده من هذه الدُنيا وهو معها سند ظهرها وحبيبها ؟؟! لا شيء يكفي ان يكون بخير من اجلهم .

*****

دخل الفيلا المُظلمة كظلام عينيه ، وهو يرى امامه نظرات الْحُزْن والالم في نظرات اخته بسبب اعتداء حصل لها قبل اكثر من سنه ولم تنجو حتى الان من آثاره ، وكما هي عادته عندما يغضب بسبب الماضي فهو يأتي لَهُنا حتى يُفرغ غضبه الأعمى .
صعد عتبات الدرج بهدوء مُخيف حتى وصل لتلك الغرفه ، حدق بجمود في بابها .
وفتحه بعُنف وهو يدلُف لها ويرى جسد تلك الفتاة الهشة يقبع في زاويه الغُرفة وهي في بدايه عقدها الثاني وتحديداً بعُمر اخته .
اقترب منها بهدوء مُهيمن ينظر لها من عُلّو ولم يتنازل بالنزول اليها ، وقال بصوتٍ صارم : اخر مره أعيدها !!! لو شفتيني وما قمتي مثل الذليلة كفّ بنص وجهك يعلمك الأدب .
نهضت وهي ترتعش من فرط الخوف وسته اشهر من العذاب وهي ترى وجهه ويكون يومها عيداً عندما لا تراه .
ربت على وجنتها بخفه وهمس ببعض القسوة : اكيد انك الحين تتمنين انك ما قد تعرفتي على أسيل ولا صار الصار ، خاصه بعد السواه اخوكِ القذر فيها وفي فهد .
همست دون ان تنظر اليه : انت مو قاسي ، اسيل صديقتي من اول واعرف انه قلبك طيب ، ورح تقول في بنفسك يوم من الأيام ، يا ليتني ما سويت معها كذه !!!!
مالت شفتيه بابتسامه ساخره وهمس بَشَرّ : وطلعلك لسان وتماديتِ بحكيك مع اسيادك ، وين كان مختفي هاللسان من سته شهور ؟؟! وانتِ رح تقولين بنفسك الحين ، يا ليتني ما تماديت لهاذي الدرجة !!!!!!!!

،

حائطاً من الزُجاج يمتد من السقف للأرض مُطلاً على البحر السرمديّ ، كان يقف بجسده الطويل بعظامه العريضه وينساب على قدّه القويّ الثوب السعودي والشماغ يعلو رأسه بطريقه أنيقه ، ككل شيء به يُعد انيقاً ولا يقبل بالفوضى مهما كانت قليلة .
كان يتأمل البحر من مكتبه ذو الفرع الرئيسي لهذا البنك .
هذا هو الفرع الوحيد الذي يمتلك مكتباً مُطلاً على البحر ولذلك لديه الكثير من المنافسين لاحتلاله ولكنه مُتمسك بِه بجداره بفضل الله ثم تفوقه ، فماذا يوجد افضل من ان تكون مُدير الفرع للبنك ومكتبك مُطلاً على البحر عبر الزُجاج الذي يعكس صفاء البحر .
طرق السكرتير باب مكتبه ليدخل بعد ان سمع اذن الدخول ، دلف للداخل وبعثر أطراف السُجادة الوثيرة وقال بهدوء : أستاذ هتّان ، الموظفة ريما الكاسر صارت هنا .
مالت ابتسامته بسُخريه من تلك المُتعاليه التي لا ترى ابعد من انفها ، وكم يُغيظه كبريائها ويرغب في تحطيمه بين يديه .
التفت بعِلّياء وقال بهدوء : بعد نص ساعه خليها تجيني .
ثم ألقى نظره إلى الارض وقال بغرور : قبل لا تطلع عدل طرف السُجادة الخربتها .
انحنى السكرتير حتى يُعدله وينهض ويخرج بهدوء لقد اعتاد على ذلك فمُديره مهوس بالترتيب والاناقه ولا يقبل الفُتات مهما كان .
دخل الساعي الذي يُنظف مكاتب الموظفين ويصنع لهم المشروبات ، واراد ان يكنس المكتب على طلب المدير فقال هتّان بهدوء وهو يجلس على مكتبه : لو سمحت يا محمد كنس السُجاده على نفس الجهه ، لا تروح وتجي بالمكنسة .
قال مُحَمَّدٍ : تُأمر يا باشا .
وأخيراً أقبلت عليه تلك المُتكبرة ، وقفت امامه بشموخ دون تهتز او تجلس .
فقال يرفع حاجبه بأناقه ككل شيء بِه : تفضلي اجلسي ، وخلي الباب مفتوح طبعاً ، يعني لا تخافين ما رح أكلك .
عقدت حاجبيها من أسفل نقابها وقالت بغرور : معليه يا أستاذ هتّان ما رح اقدر اجلس .
قدم جذعه للأمام وانحنى حتى يلتقط بعض الملفات ويقول بتعالي : هذي ذي ملفات الْعُمَلاء لا ترجعين بيتك قبل لا تخلصينها كلها .
اقتربت بكبرياء وهي ترمقه بشزر فلم تُعجبه نظراتها الوقحة فمال للجهه الاخرى واخرج مجموعه اخرى : خذي ذي بعد .
ااااااااااه صرخت داخلها من الغِلّ بسبب تعاليه وغروره كم ترغب بتقطيعه بين اسنانها فهو لا يسأم من تحميلها كل العمل وكأنه يُعاقبها على امرٍ ما .
غابت عن ناظريه ليحتل وجهه الجمود وذكرى قديمه تطوف على رأسه ، ذكرى لا تنفك من مُلاحقته منذ رأها للمره الاولى وعرف من تكون .


" تمت بحمد الله "

شكراً لكل من شاركني بلايك او تعليق
ممنونه جداً منكم ومن دعواتكم وكلامكم
الجميل وباذن الله سفينتي ما رح توقف عن
الابحار والقاكم في روايتي الثالثة " بحر الأُسود "
التجربه الاولى الحقيقه للغه العربية الفُصحى
حصرياً على ************* ما رح اذكر المكان احترام للمنتدى
فهذا حسابي سناب شات للتواصل معي

Auroraa.f

شيخاوي 28-09-16 11:44 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
أكتر من رائعة شكرا كتير هو في جزء تاني للرواية

auroraa 29-09-16 01:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخاوي (المشاركة 3661414)
أكتر من رائعة شكرا كتير هو في جزء تاني للرواية

ايوه ان شاء الله في جزء تاني

auroraa 29-09-16 07:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبريـائي هو سـلاحـي… (المشاركة 3661241)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساكي الله بالخير حبيبتي اروريتا
النهاية مرة سعيدة انا اظن ان رسيل ويوسف كمان لهم دور في الجزء الثاني
ايه كمان اسيل لها دور هناك زي ما قلتي
بس العرفته وما بان انا كنت متأكدة ان دينا ورا اللي صار الحين وش نهايتها بتنسجن لقوا عليها دليل هذا الشي مابان

رعد الصراحة قهرني بذا البارت كان استنى لبعد العرس مسكينة نادين كشختها راحت 😂😂😂

باقي الابطال ماشي حالهم كنت ابيك تبردين حرتي في طلال الحقير مرته المسكينة مضطرة تتحمله


الاهم من كل ذا اهنيك تهنية كبيرة ولك كل كلمات الشكر والامتنان كمان كل كلمات المدح والاعجاب والتقدير لكلمات روايتك اللي سحرتني كليًّا وما خلت فيني ذرة عقل انتظر كل الجمال والابداع في الجزء الثاني كمان الخاتمة نبيها تكون حماسية

تسلمي احلى من القمر نفسه ومتكأدة بعد

الله يسعدك ويوفقك وييسر لك امور حياتك


منتظرين الجزء الثاني بكل صبر فالصبر مفتاح الفرج

استودعتك الله ياقلبي

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ❤✨✨

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

ديناالصار عليها موجود في الخاتمة

والله يسلمك حبيبتي على تواجدك بين صفحات متصفحي
سعيييده جداً بتعليقاتك

وان شاء الله تعجبك الخاتمة

auroraa 29-09-16 07:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maysan (المشاركة 3661378)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ياأهلين وسهلين ومرحبتين بأرورا وبالبارت الاخير ماقبل الخاتمه .. ربي يسلم يدينك ويعطيك العافيه يارب وييسر أمورك حبيبتي ..
الفهد وميرال / ياااااربي على وصفك للفهد ومشاعره لما خرج معها وأغمى عليها مؤلم .. شعوره بأنه ممكن يفقدها او يفقد أطفاله 😖😖.. إنسان مثل الفهد عانى بحياته كثير مع نساء ماوجد عندهم حب وحنان وتفهم ولما وجد الشيء هذا بميروا كله صعب جدا عليه حتى مجرد تخيل عدم وجودها بحياته .. الانثى الوحيده التي دخلت قلب الفهد واستحقته بجداره << طبعا بعد ماشرشحتها وأهنتها قبل كم بارت وقلت بزوجه وحده مزيونه هههههههه.. الفهد بدأ يعبر عن مشاعره بحريه أكبر وبدأ يتنازل عن كبريائه التحول اللي الكبير في شخصيته من بداية الروايه الى الان كان مره حلو ومتدرج وسلسل ..وضع الفهد مع ميرال ذكرني بقوله تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) .. بالفعل البداية كانت رفض وعدم تقبل من ناحيته لكن النتيجه كانت حلوه جدا حصل على أسره صغننه هههه وأطفال بالطريق وأنثى تحبه وتهتم فيه وتراعي الله عزوجل في علاقتها معها ..لكن باقي يدير الغضب ويتحكم بأعصابه هههه .. ياوحشه ياأرورا تعرفي فكرتك راح تموتي البيبيز او واحد منهم مثل ماقالت احد العضوات هناك ههههه لكن الحمدلله كنت رحيمه مع ولدك هههههه ..

الفيصل وميس / ميس كانت فقط تحتاج لإعتذار وهو ماشاء الله عليه اعطاها افعال مو اقوال هههههه سياره وحركات اما وصفك لتوتا بنته مره ضحكني هههههههه ياقلبي على البيبي يارب يرزق كل إنسان سواء ذكر او أنثى يتمنى الاطفال ذرية طيبة صالحه يارب ..لكن ايش صار لأخوها ؟

سمسمه وطارق/ يالله وهذا رجع لحياتهم يااااربي والمصيبه انه مازال على ماهو عليه مو متندم ولاشئ كأنه اللي عمله طبيعي ومن حقه !! طارق اختار انه يستر على اخوه ويحترق هو كل ما لمحه او التقى معه بالصدفه .. اهم شيء يكون حريص هو وسمسمه والله يكون بعونهم .. توقعت انا انه بنتخلص من وجوده نهائي لكن هذا ينافي الواقع .. والواقع هو اللي سطرتيه بالروايه ربي يسعدك كم من شخص يؤذيك ويجرحك في الصميم وتعانين من وجوده في حياتك ولاتستطعين التخلص من وجوده حولك اما لعلاقة قرابه او ماسواها ..

اسيل ويوسف / برفوا عليك يابنت ذكيه هههههه شكلها شعرت انه يوسف يبقاها جسديا ومايحمل لها مشاعر نهائي في داخله .. راح تكون حياتها صعبه جدا معه في المستقبل تحارب لتجذبه لها بعقله وقلبه مع وجود طيف عبير .. ارورا هي تعرف من قبل بزواجه الاول او لا ؟ وبحبه لزوجته ؟

الرعد ونادين / رعيد اهجد وشفيك ياقليل الأدب هههههههه .. عريس ماقلنا شيء لكن احترم الاوقات :( .. والاخ مو حاط إعتبار لا لولده ولا للحفل ولا لشئ نهائي .. ياحرام نادين الله يعينها عليه قال بدو اولاد قال :( ..

ربي يسعدك وجزاك الله خيرا إنسانه راقيه في التعامل ملتزمه بأوقاتك حتى مع خراب لابك ماتأخرتي علينا ابدا .. وصلنا لشاطئ النهايه 😥 هنا اقولك شكرااا من الاعماق على رحابة صدرك وعلى الوقت اللي منحتنا إياه ربي يوفقك دنيا وآخرى وبإذن الله من تميز الى تميز افضل.. ربي يبارك لك في وقتك وأهلك ويتم عليك نعمه ظاهرة وباطنه ويحققلك ماتتمنين .. استودعك الله ..

الله يعافيكِ حبيييبتي شكراً شكراً جداً جداً ممنوووووووونه
لوجودك وتعليقك هنا يا سُكر

تعليقك عن فهد وميرو قتلني يجنننن يجنننن
الحمدلله أعجبتك نهايتهم
صراحه كنت حخليه بيبي واحد ويموت بس
ماقدرت أفرط فيهم رح أقوي قلبي اكثر في بحر الاسود

فيصل وميس : اااااااااااامين يا رب الله يرزق كل محروم

سمسمه وطارق : << صرت اناديها سمسمه زيك
هههههههههههههه
فعلاً وضع طارق وريما صعب لانه الاذوهم قدامهم وما يقدروا
يتخلصوا منهم ابداً

رسيل ويوسف : طبعاً هي شعرت انه ما بحبها واه تعرف انه كان متزوج
بس حبه لزوجته مش متأكده منه

رعد ونادين : ههههههههههههههههههههههههههههههه ضحكني تعليقك عليهم
هو عريس وسنين ما قربت بيته مره فلا تلموه ولدي
ومن حقه يطالب بأطفال ايوه فراس صار جحش

ااااااااااامين يا رب حبيبه قلبي الله يسعدك يااااا رب
وانا سعيده ومبسوطة لتجشيعكم ودعمكم لي ووقوفكم معي
ما اوفيكم حقكم
والحمدلله انهينا البداية على خير وبدون مصاعب

حلم الحياه 30-09-16 08:50 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
مبارك عليك ختم الروايه وان شاء الله الى الامام
بس في عندي سؤال الجزء الثاني قيد الكتابه؟؟او مكتوب بس قيد التنقيح؟؟

auroraa 30-09-16 10:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3661583)
مبارك عليك ختم الروايه وان شاء الله الى الامام
بس في عندي سؤال الجزء الثاني قيد الكتابه؟؟او مكتوب بس قيد التنقيح؟؟

لا حبيبتي مو مكتوب
حيكون قيد الكتابه بعد اكثر من سنه

حلم الحياه 01-10-16 06:28 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة auroraa (المشاركة 3661595)
لا حبيبتي مو مكتوب
حيكون قيد الكتابه بعد اكثر من سنه

ماشاء الله يعني مشوار طووووووووووووووووويل

auroraa 05-10-16 05:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلم الحياه (المشاركة 3661644)
ماشاء الله يعني مشوار طووووووووووووووووويل

الله يسهله يااااا رب

كبريـائي هو سـلاحـي… 11-10-16 03:52 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA مكتملة
 
ايش هذا انا حطيت تعليق شكبره قبل كم يوم
اوووف يالقهر
المهم
السلام عليكم اوروريتا اعذريني لأني ما قدرت اعلق ع الخاتمة الا قبل كم يوم و للأسف ما نزل
احم احم نبدأ
روايتك كانت ومازالت وستكون من أفضل الروايات اللي قريتها
احلى واطلق ثنائي فهود وميرو ياحبي لهم ذول الاثنين اموت فيهم

ثاني ثنائي طروق وسميروه الله يعينهم ع طلال اللي حتى ما استحى ع وجهه

فيصلوه وميس ذول عذبوني كثير والله حزنوني ع حالهم بس يالله ماشي حالهم

رعد وآه يا رعد اسمك لحاله يوديني في داهية يا حظ نادين فيك وفراس عيني عليكم باردة الله يهنيكم

يوسف ورسيل الثنائي هذا عادي بالنسبة لي

اسيل اشفقت عليها بصراحة بس طويييل اكثر من سنة والله بتوحشيني وتوحشني كتاباتك المميزة من اناملك الذهبية

واعتذر مرة ثانية ع ردي المتأخر بس الى الآن مو مستوعبة ان الرواية خلصت
انشغلت بالدراسة وبدت عندنا الاختبارات الشهرية
ادعيلي بالتوفيق اروريتا

واهنيك ع الابداع وكل كلمات المديح قليلة في روايتك

يالله استودعتك الله
دمتي بحفظ الواحد الاحد
بيننا السناب ها يعني اخبارك عندي
ويلا السلام عليكم ❤😢✨

aya mora 11-10-16 07:49 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA مكتملة
 
ممكن رابط تحميل الروايه

~FANANAH~ 12-10-16 04:56 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA مكتملة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aya mora (المشاركة 3662825)
ممكن رابط تحميل الروايه

قريبا سيتم وضع رابط للتحميل ().

algeria 25-10-16 04:10 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA مكتملة
 
رواية جميلة بروعة اسمها
صار لي مدة أقرأ العنوان اللي لفتني. وكنت دائما أؤجل القراءة. لكن لما قرأتها انبهرت بها أول مرة أقرأ لك رائعة بالوصف والتصوير رائعة بالسرد والحوار.
ابداعك راقي ولغة رقراقة تنساب معها الأحداث.عجبني الغرور بالشخصيات الرجالية والأنوثة الآسرة عند بطلاتك.
ننتظر الجزء الثاني اللي شوقتينا له بالنهاية الجميلة المفتوحة.
بالتوفيق

fadi azar 27-10-16 11:30 PM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA مكتملة
 
رواية رائعة جدا

ندى ندى 10-11-16 05:19 AM

رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA مكتملة
 
قمة الروعه والابداع

جميله جدا جدا اسلوب راقي

موضوع مميز وشخصيات رائعه

ما شاء الله تسلم ايدك حبيبتي

ووفقك الله وفي انتظار المزيد من

ابداعاتك ان شاء الله

auroraa 15-11-16 07:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة algeria (المشاركة 3664465)
رواية جميلة بروعة اسمها
صار لي مدة أقرأ العنوان اللي لفتني. وكنت دائما أؤجل القراءة. لكن لما قرأتها انبهرت بها أول مرة أقرأ لك رائعة بالوصف والتصوير رائعة بالسرد والحوار.
ابداعك راقي ولغة رقراقة تنساب معها الأحداث.عجبني الغرور بالشخصيات الرجالية والأنوثة الآسرة عند بطلاتك.
ننتظر الجزء الثاني اللي شوقتينا له بالنهاية الجميلة المفتوحة.
بالتوفيق

حبيبتي الله يوفقك يا رب ويسعدك كثييييييير اسعدني تعليقك
على الروايه والحمدلله انها اعجبتك ويا رب جزئها الثاني يعجبك اكثر
ما تعرفي مقدار سعادتي لجمال حروفك الذوق

auroraa 15-11-16 07:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى ندى (المشاركة 3666257)
قمة الروعه والابداع

جميله جدا جدا اسلوب راقي

موضوع مميز وشخصيات رائعه

ما شاء الله تسلم ايدك حبيبتي

ووفقك الله وفي انتظار المزيد من

ابداعاتك ان شاء الله

الله يسلمك ويوفقك حبيبتي سعيده لوجودك هنا وفي المنتدى المجاور
اسعدتيني بطلتك

أميرة الهندسة 13-09-19 08:27 AM

رواية رائعة مشكوووووورة


الساعة الآن 07:53 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية