منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/t199807.html)

auroraa 21-06-15 02:15 AM

شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA مكتملة
 




http://store2.up-00.com/2016-05/1462939358921.gif


غلاف الرواية


http://store2.up-00.com/2016-05/1462939528451.gif

أقدم لكم وبين أيديكم روايتي الأولى بعد التنقيح والتدقيق

شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد

أرجو أن تنال على اعجابكم وحسن تقديركم

وأتقبل بصدر رحب جميع انتقاداتكم وآرائكم

فهي من طورت قلمي في يومٍ ما

الرواية مازالت قيد التنقيح ...


http://store2.up-00.com/2016-05/1462939359022.gif

http://store2.up-00.com/2016-05/1462939359073.gif

روابط الفصول

الفصول الستة اﻷولى متتالية
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر والسابع عشر متتاليان
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس و العشرون
الفصل السادس و العشرون
الفصل السابع و العشرون
الفصل الثامن و العشرون
الفصل التاسع و العشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي و الثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون والأخير

الخاتمة


auroraa 21-06-15 02:17 AM

رد :شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي
 

بسم الله نبدأ

لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..

الفصل الأول


في احد مناطق الشرق الأوسط , حيث توسطت الشمس السماء الزرقاء تشِعُ بضوئها العُمران , وصفحه مياه البحر متوهجه ببريق ضوء الشمس الساطعة .
في أحد " فلل الدوبلكس " ,
صدى صوت أبعد من أن نقول عنه صوت انثوي يُلعلع بلهجه من اللهجات العربية
: لك يبعتلك حمه التاخدك اخد عزيز مقتدر .
ردت عليها صوت أنثوي رقيق مُشبع بالحُزن
: خالتي والله ماسرقت شي انتي شفتي بنفسك كنت ابيع قدامك وكل البعته اخذتي فلوسه .
قالت بقسوه دون أي رحمه
: تتخلخل عضامك قولي امين وين وديتي باقي المصاري كل يوم بيطلعلنا اكتر من الفين ريال ؟؟! ايه ولي احكي الله ياخدك مصيبه اجت على راسي .
صوت رجولي حنون وضعيف قال بهدوء خرجاً من دوره المياه
: خلص ياسوسن البنت حكت الدغري وانا كنت معها طول الوقت وشفت بس متل مانتي عارفه اجازه الناس كُلن مسافرين مافي حدا بالبلد مشان يشتري .
ردت سوسن بلا أي احترام
: انت اخرس ما إلك خص بالبعمله معا بكفي اني سمحتلها تعيش معنا وبين عيلتي .
والتفتت سوسن على الصبيه وقالت بحقد ونظرات يملأها الكره
: هلأ روحي لأوضتك وبكره بدك تصحي من الفجر تنكتي الفيلا من اولها لاخرها ومافي لا فطور ولاغدا ولا عشاء !!! فهمت ولا اشرح لك بطريقه تانيه تفهميها .
بنظرات كسيره واسى طرقت برأسها للأسفل وعينيها الزمرديتن عانقتا الأرض المصقوله
: ان شاء الله خالتي فهمت .
واعتلت السِلم كما تعتليه في كل يوم , نحو املٍ جديد وحياه جديده سعيده , لم تكن تحلم بالكثير كانت فقط تتمنى زوجاً يحبها وتحبه ويعيشان في مكان صغير حياتهما مليئه بالحب والمودة والهدوء .
وصلت لغرفتها أخيراً الاشبه بأحد المخازن أكثر من انها غرفه , المكان يعُج بالأتربة العالقة صعبه التنظيف , وسرير بأطراف خشبية قديمة قد تآكل خشبها من قِدمه دون أي بساط عليه يُريح الجسد وقت النوم .
والمخزن ممتلئ بمستلزمات العائله الفائضه عن حاجتهم وأغراضهم الشتوية المُخزنة داخل الخزائن المُحطمة والمتآكله .
مخدعها عباره عن وساده صغيره مربعه بداخل الإطار الخشبي الذي يُسمى " سرير " والغطا هو ذاته جلال صلاتها وحتى انه ل يدفئها كما ينبغي في الشتاء فكانت تتجمد برداً شتاءً دون ان تهتم طلما هناك سقفاً يأويها وطعاماً يسد جوع معدتها الصغيرة .
وثيابها عباره عن فستان و سِروالين من الجينز وعده قمصان رقيقه تُغطي جذعها الناعم ,
وقد اكل عليهم الزمن .
وصلت أخيراً لملجأها بالعُلية وقد تجرحت وجنتيها من دموعها المُنهمرة كالعادة .
دائما زوجه خالها قاسيه معها لا تعرف لماذا؟؟! فهي رقيقه جداً لا تؤذي النملة , يحبها الجميع تمزح وتمرح مع الجميع وتخفي لمحه الحزن من عينيها الزمردتين ,
لا تعرف سبب هذا الكره والحقد الدفين من زوجه خالها ؟؟! .
بل إنها تحترمها وتنفذ كل طلباتها ومع ذلك تعتبرها خادمه وضيعة , وراتبها هو بقايا الطعام وهذه الغرفة التي جعلتها ملجأ لها ولأحزانها .
لن تنسى أبداً ضيوف زوجه خالها المُعجبين بجمالها ورقتها وبرائتها عندما يزورنهم ويسألون عنها كي يخطبوها لأولادهم فمن غيرتها تقول لهم بكل بساطه الخادمة !!!! .

*****

في نفس هذه المدينه الساحرة بطلتها , صفاء سمائها ورطوبه جوها , باتجاه آخر بعيد كل البعد عن اتجاهنا .
في حي مرموق حيث هناك القصور والاسوار العاليه
وفي نفس الوقت بذلك القصر الضخم .
حذائين رسميين لونهما بلون الليل الأسود , بداخلهما اقدام رجوليه خشنه , تقف أمام المرآة ويُغلق كُميّ القميص بأزراره الخارجية بما يُسمى " كبك " , ويرتدي معطفه الاسود وأطراف أكمامه مُطرزه باللون الذهبي كما قُبعه كابتن الطائرة التي استقرت على رأسه وختمها برش عطره المفضل على حُلته الأنيقة .
نظر بحده للمرآة كما ينظرالفهد لفريسته ,
كان مثال للفخامه , الشموخ و بأكتافه العريضة , قامته الطويلة , ابتسامته القاسية بالتوائها , ووجهه المُحاط بعوارض خشنه منحته هاله رجولية لا يُستهان بها وشعره الكثيف بسواد الفحم .
هاجم هدوءه و خلوته اعصار انثوي طفولي مُدلل
: مسكتك قبل لاترووووح وين بتفلت مني .
ابتسم ابتسامه لا يخُص بها إلا عائلته وبالأخص المُقربين إلى قلبه كاخته أخر العنقود
: لا والله على اساس ما تعرفين متى بمشي وتقلع طيارتي .
مطت شفتيها بدلال كاذب
: الا اعرف بس كنت رح أفوتك وقلت لازم لازم اودع أخوي حبيبي قبل لايسافر واقوله وش ابغى
قرص أنفها وابتسم بهدوء كعادته دوماً بعيداً عن الصخب
: وايش تبغى أميرتي كنت ادري مو عشاني جايه يا العيارة .
عقدت حاجبيها وعبست بوجهها
: الله يسامحك فهودي يعني تشك بمعزتك بقلبي والله انك اطلق واحلى اخ بالدنيا كلها أحسن من فصيل .
قال فهد مُجاملاً برقه مُختلطه برجولته النفاذة
: ايه هين وانت احلى واطلق اخت , والحين ايش تبغي اجيبلك معي من اسبانيا .
كتفت ذراعيها ورفعت رأسها بطريقه للتفكير , قفزت فجأه , لتجفله
: اييييه ابغى ميداليه مفاتيح برشلونيه , وشويه خرابيط بنات ورديه أي شي وردي جيبه على ذوقك .
وابتسمت ابتسامه عريضه حتى كشفت عن اسنانها المُتراصة كاللؤلؤ
عدل ياقه قميصه وقال ينظر لها من فوق كتفه عن طريق المرآة
: ابشري من عيوني أي شي ثاني .
رسيل : تسلم عيونك ولا شي يلا بهرب الحين اتجهز لحفله بنت عمي قبل لا تجي زوجتك .
ابتسم فهد لطفوليتها هيا اخته المتواضعه جدا لا تهمها المظاهر الخادعة أوالثروه , مرحه للغاية , ويعترف ان مرحها يُزعجه في بعض الأحيان ولكن لا يستطيع الراحه ان لم يشعر بوجودها في يوم يكون به هنا , تعتمد على روحها النقية لتصل لسعادتها وحسب ,
ولا ينفي انها اقرب اخت له فهي من تسأل عنه أولاً , وهي من فرضت نفسها على حياته الكئيبة السوداء .

*****

في جهه أخرى بذات القصر الضخم , بأحد الأجنحة الملكية
ضحكات انثويه مغناجه وخبيثه تصدح بالأرجاء .
تبرد اظافرها الطويله وتضع عليهم طلاء الأظافر بعد ان قامت بتشذيبها كما تُحب قالت بكبرياء و هي تنظر لأظافرها
: هههههههههه لا مو معقوله ماتصدقي ياريما البنت خليتها مسخرررره بالجامعه .
ريما وهيا تقرأ المجله باهتمام ولم تركز كثيراً مع حديث اختها التافه ولكنها تجاريها , عارفه بدلعها المُغيظ ان لم تظهر الاهتمام على حديثها , ولا نيه لها للشجار معها او تحمل دلالها
: تستاهل ماحد قالها تعلق مع بنات الكاسر خير ماسويتي فيها .
اسيل بغرور وهيا تنفخ على اظافرها
: اصلا السويته ولاشي ماشافت شي مني , لسه بوريها الحقيره اجل انا مغروره وشايفه نفسي .
ريما بهدوء
: خلاص عاد كبيتي عليها الكوفي واحرجتيها وحده بوحده ما يسوى عليها المسكينة .
اسيل بغل يملأ قلبها الأسود , دفعت شعرها الأحمر الناري للخلف بعنف
: مستحيييييل أخليها الحقيرة , خليها تعرف عشان لا تلعب بالنار مره ثانية .

*****

خفين من الفرو البني على شكل " دبدوب " بداخلهما اقدام ناعمه تمشي بملل بالغرفه وانتهت إلى الكرسي الهزاز بزاويه الغرفه بأن جلست عليه بكسل والهاتف يستقر على اذنها بارتخاء
: اما عاااد عجوز ابليس ودي امسكها وادعس وادعس عليها لين تطلع روحها من مكانها
......... مو قلتلك ياميرو اتزوجي اخوي وافتكي من شرها
....... بالعكس اخوي يبغاك مو ماخذك شفقه ابدا
.......... المهم متى بتزوريني ماعليه ياقلبي اكيد العقربه تبغى ليله رومنسيه مع زوجها وبترسلك مع عيالها عندنا دامها طلبت تنكتي الفله من اولها اكيد ناويه
......... هههههههه اكيد اعجبك بذي السوالف حركاتها مكشوفه عجوز قريح ............
طيب يلا سلام ياقلبي تصبحي على
خير .

*****

بين دهاليز المستشفى , انتشرت رائحه المُعقمات الخانقه المختلطه برائحه البودرة , في داخل إحدى الغرف ,
مكتب خشبي شامخ في مُنتصفها من طراز عتيق , وباحد الزوايا سرير مُستقيم لمعاينه المرضى , ويكسو احد الجدران مكتبه بها بعض الكتب والملفات المهمه .
يجلس خلفه جسد ذكوري يلفه معطف ابيض , ويغلف قدميه حذاء رياضي يعلوه جنز اسود , منغمس بقرأه بعض الاوراق المهمه .
طُرق الباب عليه , وقال بصوت جهوري
: ادخل .
دخل الطارق يتهادى بارتخاء , التفت بكسل يُغلق الباب مُسبلاً أهدابه
: مرحبا فيصل , شلونك .
فيصل وعينه على الورق , قام بتعديل نظارته الطبية على انفه بسباباته , رفع رأسه يُشير بكفه للكُرسي أمامه
: اهلين فواز تفضل , تفضل .
دخل فواز وبدأ يثرثر على رأسه بازعاج وعندما لم يجد أي تفاعل من فيصل شعر بالإحراج
فواز : ايه وش علومك .
فيصل : الحمدلله أزقح , وانت شخبارك .
فواز وهو يعبث بأغراض الموجودة على مكتب فيصل بفضول
: تمام , اقول اليوم فاضي .
فيصل وعينه مازالت على أوراقه نظر له نظره سريعة , دون ان يظهر له غيظه وازعاجه من عبثه بأغراضه
: لا والله مو فاضي بتجي اختي من لندن اليوم صارلي سنه ماشفتها وامي مسويتلها حفله استقبال .
فغر فواز شفتيه بعدم تصديق , وقال بمجامله
: اها خلاص اجل بنأجل طلعه البحر لين تفضى مو حلوه بدونك الطلعه .
فيصل بهدوء
: لا عادي اطلع مع الشباب والايام جايه وبطلع معكم الجايات أكثر .
فواز: لا خلص ماعاد لي نفس .
زفر فيصل بملل
: طيب طيب .
فواز : يلا عن اذنك شكلك مره مشغول .
فيصل : اذنك معك .
خرج فواز من الباب , وانطلقت زفره قويه من بين شفتيه وهمس لنفسه
" اووف وش ذا النشبه "
ورفع سماعه الهاتف الموجود على مكتبه العتيق وضغط عده ارقام بأنامل رشيقه , وقال بصوت جهوري
: بلغوا المريضه ميس عبدالرحيم ان نتايج تحاليلها طلعت
..... وتاخذ موعد ضرووري عندي
..... مع السلامه .

*****


auroraa 21-06-15 12:54 PM

رد:
 


بين اجنحه القصر ودهاليزه جناح صغير يطغى عليه اللون
القرمزي و الذهبي لون الملوك والفخامه تطغى على أثاث الجناح الأسطوري وكأنه أعد بدقه وبتفصيل دقيق ,
والسرير الأثيري المزين " بناموسيه " يحتضن جسد انثى ناعمه مغناجه تقهقه بنعومه طاغيه مع احد الشباب على التشات الصوتي , وقالت بكذب واشمئزاز لم يظهر في صوتها الناعم
: ههههههههه تصدق انك مره فله حبيتك خفيف دم
........ همممم لسه ماصرلنا يومين متعرفين وتبغى تشوفني .
......
زادت من جرعه الإغواء
: طيب ولايهمك اشوف واردلك الليله
....... مع السلامه حبيبي .
دخلت عليها اسيل دون أي استئذان , وقالت بفظاظة
: هااااااااااااي .
لوت ملاك شفتيها بضيق
: هايااات
نهضت تسلم عليها وقبلتها على وجنتيها كما فعلت الأخرى
وهبطت اسيل بجسدها على الصوفا القرمزيه بجنب السرير
: ايش كنتي تسوين , لا يكون قطعت عليك جوك .
ملاك : أبد , كنت اسولف مع واحد من الخرفان بس ماش مره مصدق نفسه .
ثم أردفت بدلع
: اووووف مافي احد يعجبني ولا احد فيهم يجي ربع اظفر فهودي
فهودي مافي زيه ولا أحد خلاني أحس مثل ما احس معه .
قالت اسيل بامتعاض وعدم احترام
: مادري وش العاجبك باخوي مرره شايف نفسه على ايش مدري , وجلف ووجه دايم مكشر وعاقد النونه , أتمنى يوم بس اشوفه مبتسم ما غير يتبسم مع رسيلوه .
ملاك : يحقله والله انه يجنن عليه الثقل بدل المخفه العندي تحسينهم يلهثون مثل الكلاب بالضبط .
اسيل بدون اهتمام
: بكيفك انت وهو انا لا احبه ولا احب زوجته العقربه الشايفه نفسها هي الثانيه .
عبست ملاك بوجهها
: وع وش جاب طاريها المغروره الخايسة
ـ ارخت ملامحها ـ
المهم ماعلينا يلا بسرعه نتجهز عشان يمدينا نلحق حفله استقبال عبير .
اسيل : يلا جبت اغراضي اتجهز عندك مالي خلق أجلس بالبيت .
قبلت ملاك كفها ونفخت عليها وارسلت القبله لأسيل وقالت بمرح
: حياك يا قلبي , جناحي كله تحت امرك عسولتي .
دخلت العاملات وبدأوا بتجهيز الصبيتين للحفله الأسطورية كما اعتادوا على حفلات عائله الكاسر .

*****

في قصر اخر من قصور عائله الكاسر تحديداً مساء التاسعة
بداخل جناح ملكي كما هي معروفه أجنحه مجمع قصور الكاسر
امام المرآه ذات الإطار الذهبي الفكتوري , تُنهي زينتها برش العطر على عرق نبضبها ومعصميها .
اقتحم جناحها انثى اقل ما يقال عنها جميله , فما فائده هذا الجمال بدون الأخلاق , قالت تلك الناعمة بدلال
: يمه يلا بسرعه الضيوف وصلوا .
ايمان ترفع رأسها بغرور
: طيب عبوره جايه وانتي خلصتي لاتنسي ان الحفله
الليله على شرفك ياقلبي .
عبير : اكيد مخلصه مامي شوفي .
دارت على نفسها ودار فستانها حولها , وهيا تتدلل وامها تبتسم لها دليلاً على رِضاها وفخرها بجمال ابنتها الوحيدة الرقيقة .
,
بالطابق الارضي , حيث وصل اغلب الضيوف وكلهم من الطبقات المخمليه وكل واحده منهن تتباهى بما تملك ,
وهذه تتباهى باولادها الاطباء والمهندسين ,
وهذه تتباهى بزوجها الوسيم والثري ,
وهذه تتباهى بما تملك من مجوهرات نادره وثمينه ,
وتمر الليله ممله كعاده أي ليله مخمليه بالنسبه لرسيل .
وقفت بشكل مائل , وتمسك بين يديها قدحاً من عصير الكوكتيل , ويدها الاخرى تتلاعب بخصلات شعرها من مللها .
تُزين قدماها حذاء فاخر بلون اسود قاتم , ويلتف على كعبها خلخال ناعم , وعلى الطرف من ساقها الاخرى تاتو على شكل تنين , ويغطي جسدها الفاتن فستان قرمزي تصل اطرافه إلى رُكبتيها يشغله الدانتيل , وحمالات نحيفه تستقر على أكتافها , وشعرها مموج بالويفي ومنسدل بحريه على اكتافها العاريه .
لا تهمها هذه الشكليات والحفلات ولكنها اضطرت للحضور بسبب ابنه عمها الوحيده المدللة .
همست بسرها وقد تأففت بضجر
" اشتقت لفهد من الحين يارب ترجعه سالم هفف مستحيل يجلس يومين على بعض بالشرقية "
أجفلتها صديقتها مروج تقول بمرح زهره متفتحه
: روووروووو وحشتني يادبتي .
قالت رسيل بمرح مصطنع
: هههههه دبه بعينك كل هالرشاقه القدام عيونك ودبه .
مروج هزت منكبيها مُسبله أهدابها
: ههههههه تعرفي انا اقول دبه لاي وحده مو مهم عندي المهم احبها عشان امون عليها .
رسيل بابتسامه
: يازينك والله مو مخفف عني الملل هنا غيرك .
مروج بذهول
: افا بس , كل هالعز ومو عاجبك احمدي ربك غيرك يدور اللقمه ومو لاقيها .
رسيل بصدق
: الحمدلله على كل حال تعالي معي بعرفك على عبووره الحفله على شرفها تدرس جامعه بلندن وجت اجازه .
مروج ببعض من الغيرة
: ماشاء الله تبارك الله هاذي حفله استقبال كذه اجل كيف حفله تخرجها ولا زواجها .
رسيل : خالتي ام فيصل مررره مبذره اهم شي عندها الكل يحكي عن حفلاتها وعزايمها لايام , الحمدلله امي مو مثلها .
نظرت حولها نظرات سريعه إلى أن وقعت عيناها على ابنه عمها عبير , وقالت
: عبوووووور تعالي شوفي .
التفتت عبير والتف فستانها حولها , وهيا بكامل زينتها واناقتها , ويزين عضدها اسوره على شكل ثعبان فضيّ
وشعرها ويفي مرفوع للأعلى ثم يتدلى الباقي على اكتافها الناعمه ويمتد لاخر ظهرها .
قالت بعِلياء
: اهلييييييين ياقلبي رسووووله وحشتيني .
عانقتا بعضهما بقوه , ثم قالت رسيل
: هاذي مروج صديقتي الحكيتك عنها أول .
صافحتها عبير بنعومه وقالت بامتعاض حاولت اخفاءه ولكنها لم تنجح
: اهلييين مروج كيفك .
قالت مروج بموده ولم تُلاحظ امتعاضها
: تمام يا قلبي , وانت كيفك الحمدلله على السلامه .
عبير بغرور لا يُفارقها
: تمام الحمدلله الله يسلمك , ان شاء الله بشوفك مره ثانيه قبل لا ارجع لندن .
مروج بلطف
: ان شاء الله حبيبتي .
اعتذرت عبير كي تسلم على باقي الضيوف فهذه المروج لم تعجبها أبداً كل شيء بها عادي ورخيص ابتداءاً من شعرها ومكياجها الواضح انه وُضع في المنزل نهايه إلى فستانها وحذائها , وهي اعتادت على الصديقات اللاتي مثلها لا تحب الرخيص المتواضع بأي شيء , وممتعضه من ابنه عمها كيف تُصاحب هكذا أشكال .
قالت بمجامله
: يلا حبيبتاي اخليكم تستمتعوا بروح اسلم على باقي الضيوف وصديقاتي اكيد وصلوا الحين .
رد عليها رسيل ومروج معاً
: اذنك معك .
ثم التفتت رسيل إلى مروج وأردفت
: ايه صح ايش اخبارك سميره وبنت خالتك ساره مررره كيوت وفلاويه البنت حبيتها .
مروج بسعاده من هذه الحفله التي تحضر إلى مثلها لأول مره في حياتها
: يا بعد قلبي حبتك العافية , سميره بعد ما شتغلت بالشركه وهيا شايفه نفسها علينا وانها الكبيرة المسؤولة , مالت بس مررره تغيرت اختي ماكانت كذه ,
وبنت خالتي ماعليها ياقلبي شايله هم بنت جيرانهم بالفله الجنبهم ميرال قد حكيتلك عنها , ومالها غير خالها وزوجته عجوز ابليس مثل ماتسميها ساره هههههه ومخليتها خدامه عندهم تخيلي .
قالت رسيل متألمه من حالها
: ياحرااام مره مسكينه الله يرزقها بالزوج الصالح يارب اليسعدها ويعوضها عن كل هذا .
نكست مروج برأسها وقالت بخفوت
: اميين تخيلي تحاول ساره تقنعها تتزوج اخوها عبدالله وانا احب عبدالله اموووت فيه بس هو يحبها ويبغاها , بس عجوزابليس واقفه بطريقها أي أحد زين يتقدم لها ترفضه .
عبست رسيل بحاجبيها
: ياقلبي انتي ان شاء الله عبدالله من نصيبك وميرال ربي يرزقها اليسعدها ويفرحها أكثر منه قريب .
مروج بقلب سعيد لهذه الدعوة
: اميييين يارب من فمك لباب السما , حبيبتي الله يسعدك ويخليك لي .

*****

الساعة الآن الثانية صباحاً
انتهت الحفله لاول مره في وقت مُكبر بسبب تعب وارهاق عبير من وعثاء السفر , ولج فيصل للمنزل وكان هو الآخر مُرهق من عمله هذا اليوم بالمشفى , القى السلام باحترام
: السلام عليكم .
رد عليه عبير بمانمتها الطفولية ووالديه بردود متفاوته
: وعليكم السلام , هلا بالدكتور , حيّ الله وليدي .
قفزت عبير بين ذراعيه وقد اخذ منها الشوق ما اخذ لأخيها
: فصوووووولي وحشتني وحشتني يا أحلى أخ بالدنيا .
وعانقته بقوه ضمها اليه بحده بالمُقابل يمسح على شعرها بحنان , ثم ابعدها قليلاً يقول
: وانت بعد وحشتيني يا دلوعتي كيفك وايش اخبارك , عساك رافعه راسنا هناك .
عبير ببعض التوتر الذي لم يلحظه من ارهاقه
: تمام الحمدلله .
تقدم فيصل بخطواته الرجولية يحمل معطف الطبيب على ساعده ومال بجذعه يلثم جبين والدته ثم والده , ويتلقى دعواتهم له , ثم التفت إلى اغته غامزاً بعينه اليُسرى
: الحمدلله على السلامه منور البيت بوجودك , والله كان ناقصه حسك و حيويتك
خجلت عبير كما عادتها معه هو ووالدها , وتصاعدت الحُمرة لوجنتيها
: منور بوجودك ياقلبي .
قالت ايمان
: يمه فيصل كيف كان الشغل اليوم في المستشفى , عاد شكلك مره تعبان .
فيصل بابتسامه تخصها هي وأخته الوحيدة
: بخير يالغاليه , ايه تعبت شويتين اليوم وبروح ارتاح .
ايمان بغرور لا يُفارقها في أي وقت كان
: روح يمه انت وعبير ارتاحوا , وترى عبير اجازتها شهرين يمديكم تشوفوا بعض قبل ترجع للندن .
رد فيصل وعبير معاً
: يلا بأمان الله تصبحوا على خير .
نظر سعد بنظرة جانبيه لإيمان وقال بحده
: الا ولدك الصايع وين هايت فيه , ماينشاف من كم يوم .
قالت ايمان بتوتر تفرك كفيها بخفه كي لا يُلاحظها زوجها
: الله يصلحه ماقالك انه مسافر الرياض مع اخوياه وبيرجع بعد يومين ان شاء الله تعرف توه مراهق .
هز رأسه بأسف
: حسبي الله عليه من ولد الله يستر لا يجيب لنا مصيبه من مصايبه التقليدية .
قالت ايمان براحه عندما لاحظت انه لم يغضب كثيراً
: ان شاء الله خير , ومارح يسوي شي .

*****


الظلام يُغطي الغرفه إلى من ضوء القمر المُتسلل من بين أقمشة الستارة الخفيفة المُعلقة على الحائط
نهضت من نومها بكسل , ومطّت ذراعيها بالهوء بارتخاء و نعومه , وابتسمت اجمل ابتسامه قد تبتسمها فتاه رقيقه بمكانها .
كما تبتسم في كل صباح على امل ان هذا اليوم اجمل من اليوم الذي قبله , على امل ان تبقى سعيده طوال هذا اليوم عندما منحت صباحها ابتسامه يستحقها , على امل ان هذا اليوم سيكون مختلف عن أي يوم قد عاشت به وقد تحدث به معجزة , تعود في كل يوم لفِراشها يائسه ولكنها لم تستسلم أبداً .
نهضت بنشاط إلى دوره المياة وتوضئت لصلاة الفجر فلا يوجد أجمل من روحانيه الصباح مع صلاه الفجر , اسدلت على نفسها جلال الصلاه الذي كانت تتغطى به وقت نومها , فكلما طالبت لنفسها بغطاء يقيها من البرد كانت زوجه خالها توبخها بشده وتأمرها أن ل تفتح المُكيف حتى لا تبرد وقت النوم .
صلّت صلاتها بكل خشوع , وعندما انتهت رتبت جلالها ووضعته على الطرف .
داهمت سوسن ملجأها ومأواها فجأه بدون أي انذار , وصرخت بها
: لك لسه نايمه تنام عليك حيطه ءومي تؤم قيامتك .
قالت ببحه مازالت مختلطه بآثار النوم
: هذاني صحيت كنت اصلي بس والحين ببدا انظف البيت .
رمقتها للأعلى والأسفل بحقد وهي تتأمل جمالها ورقتها وبحه صوتها , كانت كالملاك ووجهها خالي من مساحيق التجميل وصوتها ناعم ببحه وهي للتو قد استيقظت من نومها .
بينما هي عندما تستيقظ من نومها , تكون كالدراكولا وبعض مساحيق تجميلها تسيل تحت عينيها وقت النوم وتسبب الهالات السوداء في جفنيها , ولا تحتاج أن تحكي عن صوتها عندما تستيقظ اشبه بماكينه سيارة مُعطله بأزيز مُزعج .
نهضت الصبيه وبدأت تعمل بالمنزل عملها المعتاد التقليدي , إلى أن أصبحت الساعة الثامنة صباحاً , وبدأت بطبخ القائمة التي أعدتها لها سوسن كي تجهز وجباتها في أطباق يتم بيعها أمام الفيلا للموظفين وطُلاب المدارس الذين يمرون على شارعهم وبعض زبائنهم الذين اعتادوا عليها وعلى طهيها اللذيذ .
انتهت من كل شيء وبدأت بتحضير طاولات البيع .
مرت بقربها ابنه جيرانهم بالفيلا المُجاورة , وهبطت بجسدها على مقعد خالي بجانب ميرال , تساعدها وتثرثر معها حتى لا تمل
قالت سارة بنبره مقهوره
: ايه واقولك مروج تحكيني وتقولي وااااااو شي شي يا ساره خيالي , لو جيتي الحفله فخامه وعز وجاه وكل شي , حتى الهبله كانت تترزز شوي عند الحريم عشان يخطبوها , المجنونة تستهبل ههههههههه , مررره كان ودي اروح قهر بس ما اعرف احد خساره .
ابتسمت ميرال ابتسامه ناعمه وهادئه
: الله يرزقها ابن الحلال اليسعدها يا رب .
صمتت ساره قليلاً وفجأه قالت وهي تقهقه بمرح
: ههههههههههه يختي من كثر ما الامهات يدعوا هالدعوه احس ماباقي اولاد حلال , ماتشوفي نسبه العوانس زادوا بالبلد ههههههه .
تنهدت ميرال تنهيده حزينه تقول بخفوت
: انا املي بربي كبير أثق فيه وأثق انه بيرزقني الزوج اليحبني ويصوني .
ساره بمرح : ونعم بالله , اقول يا المزه بس تخلصي قولي لمرت خالك القشره بتجيني مرررره اشتقت لك .
ميرال بابتسامه حقيقيه هذه المرة
: وانا كمان ودي أجي عندك اشتقت لك , خلاص ان شاء الله بعد السويته اليوم ترضى عني شوي وتخليني ازورك .
سارة وهي تلوي شفتيها بانزعاج
: وجع لو ما خلتك تجين عندي , عجوز ابليس .
ميرال بضيق
: لا تقولي عنها كذه هي مو مسوؤله عني كان ودتني دار الايتام او رمتني بالشارع , بس كثّر الله خيرها حاويتني عندها .
سارة بغضب
: ميرو وش ذا الكلام انت مو زباله عشان تحويك , وبعدين هي مسوؤلة هي زوجه خالك وخالك مسوؤل منك انت بنت اخته مو بنت الجيران او بنت البطه السوده .
: ان شاء الله خير حبيبتي , إن الله مع الصابرين .

*****

auroraa 21-06-15 08:28 PM

رد: نظره الفهد وسحر عيناي / بقلمي
 


في أحد الأسواق العامة .
كعب عالي يطرق الارض بكل خطوه مُغوية تخطوها تلفت الأنظار , عباءه سوداء مختلطه بالكثير من الألوان اشبه بريش الطاووس المُتعالي , ورائحه العطر الفواح يتغلغل بين الشُعيرات الهواية للرئتين ويخطف الأنفاس من رائحته النفاذة ,
الشعر الأشقر مُسترسل بحريه على ظهرها والخمار وُضع باهمال عليه ولم يُغطي منه إلا القليل
وبصوت عالي تقهقه مع صديقتها التي تعتبر أقل منها بالزينة
: هههههههههه شفتي المسكين وش صارله كسفته بطناشي مايدري وين يودي وجهه .
ضحكت بمجامله لها دون أن تنتبه الأخرى
: ه ه ه ه ايه شفت بس ليه تسوي كذه اسألك بالله ما تخافين يدري زوجك عنك وعن حركاتك .
لوت شفتيها بامتعاض من ذكره وقالت باستهزاء
: أول شي وش دراه زوجي كل يوم والثاني مسافر مهملني ومو سائل فيني , ثاني شي بما انه مهملني يحقلي اعيش حياتي مثل ما هو عايش حياته والله اعلم وش مسوي بسفراته الكل يوم والثاني ويالا يجلس بالشرقية .
لم يعجبها رجها فقالت بضيق
: يختي انتي المو سائله فيه مدري وش مصبره عليكِ المسكين كان زمانه تزوج عليك .
قالت بلا اهتمام
: المصبره علاقات ابوي وابوه بالشغل ولا انا فهود ما اطيقه من يومنا صغار بس تدرين اكشخ فيه قدام البنات يعني هو واجهه اجتماعيه لي ولو بغى يتزوج كان تزوج من زمان بس احنا الاثنين راضيين بحياتنا .
قالت صديقتها بصدمه
: ماتحبينه يعني .
قالت بتأكيد , تهز رأسها
: لا طبعا ولافكرت فيه , قاسي و جلف ما يعرف يقول كلام حلو ولا هو رومنسي , بس شخصيته تعجبني انه ثقيل وهيبه وكله شموخ والرجال يفزّوا بس يدخل عليهم يحترمونه كثير , بس المفروض يكون معي غير انا زوجته موب اخته , يعاملني مثل ما يعامل الكل , وبعدين صار اهم شي عندي يعطيني فلوس ويصرف علي وهو ساكت ,
يلا تعالي عازمتك على الغدا في هالمطعم لذيييذ اكلهم
قالت بغرابه وبهوت
: يلا .
سارتا معاً نحو المطعم , ولم تزُل صدمتها عن وجهها , ظنت ان هذا النوع من النساء اللذين يبحثون عن المصلحة بزواجهم قد انقرض , وان أي فتاه الآن تبحث عن الحب و السعادة مع زوجها , ولكن الأكيد انه مع حاله صديقتها فهذا الوضع لم ينقرض بعد .

******

: ميرو خلااااص طفشت سولفي معي شوي .
هكذا قالت سارة بملل ووجهها عابس بشده , ردت عليها ميرال وهي تنظر لبعض المجلات الخاصة بالأزياء والموضة والمشاهير
: طيب يلا سولفي اسمعك , وش عندك .
قالت ساره عاقده حاجبيها بتوتر من الإجابة
: ايش صار على تسجيل الجامعه ؟؟! سجلتي فيه ؟؟!! .
تنهدت ميرال برقه وقالت
: مادري والله كلمت مرت خالي ماتبغاني اكمل طبعاً , بس اعرف انها تحب الفلوس وقلتلها اذا درست وتخرجت رح اشتغل ويصير عندي راتب شهري غير مشروعنا , وهيا عيونها حِوْلَتْ وقالت انها بتفكر
ـ هزت كتفيها الرقيقيه ـ
يعني زي ما تقولي أغريتها .
قالت سارة بوداعه
: زين ما قلتِ , يلا ياقلبي خير ان شاء الله , دام انها قالت بتفكر يعني موافقة مبدئياً .
قالت ميرال مُتسعه العينين بذهول وقد ابتسمت بحب لذكرى والدها : سوس تعالي , تعالي بسرعة شوفي هذا الرجال بالمجلة يشبه لابوي مررره مره .
اقتربت سارة منها بفضول تطُل برأسها على المجله بيد ميرال
: أي واحد فيهم كلهم رجال بالصورة ؟؟؟! .
اشارت ميرال باصبعها اللين عليه : هذا !!! .
فغرت ساره شفتيها قليلاً
: اذكر مره راويتيني صوره ابوك !! , صدق يشبه سبحان الله ويخلق من الشبه اربعين , شوفي هذول شكلهم عياله حواليه واخوه وعيال اخوه مثل ما مكتوب بالخبر , يختي يجننوا كلهم وكأنهم توارثوا هاله الهيبة , ماعدا هذا شكله بعمرنا وقصير ودب .
ميرال : سبحان الله , ههههههههه اهم شي قصير ودب , بس شكله لذيذ وكيوت .
ضحكت ساره بمرح
: ليه بتاكلينه انت ؟؟! ههههههههه هبله صدق قال لذيذ وكيوت !!! .
سرحت ميرال بذكرياتها مع والديها ودمعت عينيها الفيروزيتين
فقالت ساره بندم
: افا ميرو ياقلبي وش فيكي , ترا امزح معك .
مسحت دموعها بأطراف أناملها وابتسمت ابتسماتها الحلوه
: لا يا قلبي ما زعلت من حكيك , بس تذكرت امي وابوي الله يرحمهم يارب , اشتقت لهم مرره .
ساره بألم تنهض من مكانها تتقدم إليها وتعانقها بحنان أخوي
: الله يرحمهم ويجعل مثواهم الجنه , حبيبتي .
همست ميرال بنعومه : أمين يا رب .

*****

نتغلغل أكثر داخل أعماق قصر الكاسر , في هذا الوقت كانت رسيل تمشي وتهبط عتبات الدرج بدلال , بسروال من الجينز وكنزه باللون الفسفوري لنصف الكُم , قبلت رأس والديها بحنان .
رغم انها توأم اسيل الحمراء , كما يسميها الجميع لأنها تصبغ شعرها دوماً بهذا اللون ,
الا ان اسيل اجمل بكثييير من رسيل , ومايحبب الناس برسيل ويعجل توأمها تغار منها , هو مرحها وجاذبيتها وأخلاقها , فالجمال دوماً جمال الأخلاق والروح لا المظاهر الخادعة .
قال ابو فهد بحنا أبوي عميق لابنته الصُغرى المُحببه إليه
: اشوف البسمه شاقه الوجه اكيد فهيدان جاي اليوم , ولا ماشفنا ذا الثغر مبتسم إلا للغالي .
ام فهد بمحبه
: سلمان حرام عليك وش فيه ولدي تقوله فهيدان كأنه مو عاجبك .
ابوفهد : حاشى , هو وش قلت اللهم يا حافظ , تدرين بفهد احب عيالي لقلبي هو بكري وفرحتي , بس لا تعلمين اخوانه الحين ينشبون بحلقي .
دخل فهد وسمع دفاع والدته عنه , ومحبه والده الخالصة له , وابتسم بحنان لا يخصه إلا لهما , ولثم جبينهما بشفتيه القاسية
: فديت امي الصافه معي , وابوي حلالك وفداك والله تقولي فهيدان والتبيه , تربيه ايدك أفا عليك
صرخت رسيل بفرحه عارمه
: فهووووودي وحشتني يا دُب .
فهد يلتقطها بين ذراعيه بخشونه
: هلا بدلوعه اخوها , وش علومك ؟؟! .
رسيل : عال العال بشوفه وجهك , كيفك انت وايش مسوي ؟؟! .
رد ببشاشة
: ابد على حطت ايدك مثل ما انا , الا وين اخواتك الماينشافون ؟؟! .
رسيل : ريما ببيتها طبعاً , واسيل بجناحها أكيد .
ابوفهد وهو يشعر بالسعادة لقدوم ابنه , بات يفتقده كثيراً هذه الفترة بسبب كثره سفراته للخارج , هناك ما يقض مضجع ابنه الكتوم الذي لا يتكلم , ولهاذا السبب يسافر كثيراً كي لا يُفكر بهمومه , دعا له من كل قلبه أن يفرج عنه كربه وهمومه .
وقال بحنان
: هلا والله بالغالي , ها يابوك للحين مصمم ماتنقل شغلك للمطار وتوقف ما طاح البراسك , بدل الكل يوم بطياره وسفر وتعب عليك , هاذي صحتك ونفسك انت مسوؤل منها قدام ربك , ترا نشتحن حنا لك واجد .
همس فهد لنفسه
" اااه يابوي مرره تعبان من هالشغل , كيف انقله وانا مو مرتاح بحياتي هنا وكلها نكد وهم , وكل الأسويه أهرب من الواقع "
ثم قال بلطف , بعكس أفكاره
: ان شاء الله يبا ان شاء الله , بس ربي يقدر انقل نقلت , عن اذنكم بروح اريح شوي بجناحي .
رد عليه والديه وهما يشاهدان ظهره العريض يعتلي السِلّم
: بحفظ الله ربي يرضى عليك .

*****

وصل إلى جناحه أخيراً , وتعب وارهاق العالم مُجتمعان به ,
معطفه مُعلق بإهمال على كتفه , ويده الاخرى تحمل حقيبه السفر الصغيرة المعتادة التي يأخذها لكل سفراته .
رمى المعطف بكسل على السرير وبدأ يخلع أزرار كميّ القميص الأبيض .
و خرجت من غرفه تبديل الملابس , امرآة شقراء بطريقه مُزيفة , مالت بجسدها الغضّ على اطار غرفه التبديل تتأمل زوجها الوسيم ,
يلتف على جسدها فستان سهره , وكانت متأنقه ومتزينه وكأنها مستعده للخروج , أم أنه يتخيل ذلك ؟؟!
ليست جميله ولكن ملامحها أنثويه حاده , وتهتم بنفسها كثيرا وتدفع مبالغ طائله على تحسين شكلها ممها كان .
قالت بكذب وكأنها تنتبه إليه الآن رغم أنها رأت دخوله للقصر من شرفه الجناح الضخمة قبل نصف ساعه
: اه فهد انت جيت ماعرفت؟؟! , ولا علمتني !!! .
فهد ينظر لها ببرود وكأنه لا يهتم بسؤالها عنه
: ليه فيه شي ودك فيه ؟؟! ما أدري أنك مهتمه برجعتي .
دينا بدون أي ذوق واهتمام قالت بصراحه
: ابد بس يعني اسمه عايشين مع بعض المفروض تقولي عشان يكون عندي خبر وما اكون مشغوله .
فهد وهو يرغب في ان يرتاح ولا وقت لديه للجدال
: مافرقت دايما مشغوله اصلا اطلعي ماحد ماسكك .
دينا بدلال مصطنع , جعله بتقزز منه
: باي .
تجاهلها ولم يرد عليها فهو لم يحببها أبداً , كانت دوماً متباعده بروحها وجسدها و لها حياه بعيده صاخبه عن حياته الهادئة , لم تتأقلم مع عادات عائلته وعانى كثيراً في محاوله تغيرها للأفضل , تتحسن لعده أيام ثم تعود أسوأ من قبلها ,
ببساطه هي لم تؤمن له الأسباب ليحبها ويعشقها وكانت دائما مهمله بحقوقه الزوجة كما مهمله بحق عشهما الزوجي ويعلم انها لم تحبه يوماً فنظراتها وحركاتها بارده كهذا الجناح .
نظر حوله نظره باهته وككل مره يدخل إلى هذا المكان يشعر بالبروده تتخلل إلى جسده بخبث , وكأن الصقيع حل على البلاد ,
ولا رائحه , أو احساس لدفئ أنثى تعيش فيه كدفئ امه ,
يشعر بالضجر كلما دخل إلى هنا , انتابته القشعريره من التفكير .
والحنين لأطفال طال انتظارهم , ولكنه لن يظلم نفسه ويظلم زوجه ثانيه معه لأنه يعلم جيداً انه فقد ثقته بباقي النساء , وأن هذا الزمن مختلف تماماً عن زمن والدته الحنونه , ولم تعد هناك فتاه تهتم لأمر الزواج او الأطفال وكل ما يهمها هو متاع الدُنيا .

خلع ثيابه واتضحت عضلات عضده ومعدته المفتولة , التقط منشفته ودلف لدوره المياة واستحم بماء بارد يسير على عضلات جسده المُتناسقه .
يُفكر بعمق , الا متى سيبقى على هذا الحال ؟؟! وهل سيصبر أكثر كما صبر من قبل ؟؟! , وهل يكتب له القدر حياه سعيده بجانب زوجه تحبه ويحبها وأطفال يملئون حياتهم ؟؟!!
انهى استحمامه , وغطى جسده بقميص خفيف أبرز عضلات جسده , كما سرّح شعره الذي يتقاطر منه الماء للخلف ,
واستّل هاتفه واغراضه الشخصيه ,
وخرج من الجناح والقصر لشقه كبيره جدا خارج القصر , مبنيه في الحديقه .
يحب ذلك المكان لا يجد راحه باله وقلبه الا به , حيث تعيش فيه امه الثانيه " جدته الغالية " .
,
كانت تحرك جذعها المُنحني من كِبر السن , للأمام والخلف بحركات مُتناغمه , مُسبلة أهدابها , على أرائك بسيطه موضوعه على الأرض الصلبة , تُسبح وتستغفر بمسبحتها الملازمه لها دوماً وتدعو لأولادها ولأحفادها روحها وقلبها وتعيش باقي عمرها لأجلهم فقط .
دخل عليها جسد رجولي , شعرت برائحته النفاذة تخترق جيوبها الأنفية ثم فتحت عينيها الضعيفة قليلاً و ابتسمت بوهن , كيف لا تعرفه وهو فرحتها الأولى ؟؟! وضوء عينيها الذي ترا به .
قالت بشجن
: حيّ الله بو سلمان , يا الله أنك تحيّ هالزول وتسعده سعادتين دنيا و آخره قول أمين .
ابتسم فهد وهو يقترب منها يلثم جبينها , ثم ينتقل لكفيها يلثمهما معاً , وقال بحنان
: الله يحيك يا الغالية
ـ ثم أردف بقلق وهو يتتبع بعينيه ملامحها المُجعدة ويمسح على كفيّها بكفيّه ـ
يمه انت بخير صوتك ووجهك مو مثل العاده تشكي شي اوديك المستشفى .
ضحكت بخفوت واختفت عينيها تحت جفنيها الصغيرين
: الله يصلحك يمه مافيني شي بس تعرف الكبر ماعاد باقي بالعمر كثر الراح , وبعدين تعرف ما احب الدختور وخرابيطهم .
قطب فهد حاجبيه وقال بحنان
: يمه تكفين لاتقولين كذه , دايماً تحبين تزعليني منك , ربي يطول بعمرك
ـ ثم اردف بخفوت حزين دون أن يتضح بصوته الخشن ـ
وتشوفي عيالي واحفادي بعد .
الجده بحلم بعيد المنال
: امييين يارب يخليني اشوف عيالك يراكضوا حولي قبل لا الله ياخذ امانته , الا ماقلتلي حرمتك القشرا وشوله ماحملت للحين صارلكم 4 سنين متزوجين , لا سمح الله لو فيها شي خذها تتعالج .
ابتسم فهد بخفوت وهمس
: الأمر بايد الله يمه , الله كريم .
الجده : ونعم بالله , يا وليدي ونعم بالله .

*****

بين ناطحات السحاب , شركه ضخمه للإتصلات , بداخل إحدى الأقسام النسائية .
تقف عند مكتبها , انثى عاديه الملامح , محجبه وعباءه ساتره تغطي جسدها المُغري , توضب اغراضها لتعود لمنزلها وأخيراً حتى ترتاح .
قالت بنعومه
: يلا حبيبتي منى انا طالعه وانتي لا تتأخري هنا خلصي هالشغله وروحي بسرعه , وطمنيني عنك بس توصلين البيت .
ردت منى بوداعه
: طيب ياقلبي ولايهمك لاتخافي الساعه 9 لسه , ان شاء الله موصاير شي .
سميره وهي ترفع حقيبتها مُعلقه إياها على كتفها
: حتى ولو يختي اخاف عليكِ من هالموظفين , الله يحفظك حبيبتي , مع السلامه
منى بحب لصديقتها , التي تشعر أنها قد سُلبت حياتها منها وكبرت فجأه وأصبحت أماً مسوؤله عن عائلتها بعد وفاه والدها وعدم وجود أخ ذكر يجعل كل المسوؤلية على رأسها
: مع السلامه حبيبتي بحفظ الله .

خرجت سميره حزينه ومتألمه لحالها , لاتعرف كم من الوقت سوف تبقى هكذا ؟؟! , لقد تغيرت كثيرا واصبحت شرسه في التعامل مع الجميع !! وكأنها !! , كأنها لم تعتد تحتمل هذه المسوؤلية , لقد كبرت فجأة واصبحت أم لوالدتها وأخواتها ,
صديقتها منى هيا وحدها من تشعر بها وبألمها , منذ سنتين وهيا تتألم وماتزال .
دخلت إلى منزلها وألقت السلام , وسمعت ردهم عليها بالمُقابل
وصعدت لغرفتها بأسرع ما يمكنها من طاقه لا ترغب ان تتحدث إلى أي احد , حتى لا تنفجر بوجهه .
التفتت مروج إلى والدتها , وقالت بلهجة مُدافعه عنها
: يمه شفتي حالها كيف مكسوره والله اني زعلانه على اليصير لها .
قالت والدتها بيأس
: وش نقدر نسوي يابنتي ؟؟! مو بإيدنا نسوي شي !! .
مروج ببعض الحده المُختلط بالحزم
: الا نقدر نكلم عمي وخلي ولده يطلقها مو معقول جالسه كذه سنتين مملك عليها لا التمم الزواج واخذها ولا التركها وطلقها ولا قال يبغاها ولا لا .
قالت والدتها بذعر من هذه الفكره
: ياولي على بنيتي تبغيها تتطلق بعد سنتين ملكه وش بتقول الناس علينا , بتاكل وجهنا .
مروج تحاول إقناعها بكل ما أوتيت من قوه
: ايش الحل يعني مافي غير كذه طارق واضح انو مايبغها كل شوي يأجل بالزواج .
أسبلت والدتها أهدابها بحزن , وهمست بخفوت
: الله يرحمك يا محمد رحت وخليت برقبتي 3 بنات بدون سند وعزوه وش أسوي معهم ؟؟! .
ثم التفتت لابنتها تردف
: خلاص انا بكلم عمك بكره واحط حد للموضوع يا يتم ياخلاص وأمرنا لله .
مروج ولم يعجبها حديث والدتها
: حتى لو تم على بالك طروق يبغاها اكيد عمي بيجبره انا اقول خليه يطلقها على البر احسن ماتروح له وبعدها يطلقها ونتبهذل .
قالت والدتها بحزم حتى تنهي الموضوع
: قلتلك بتفاهم مع عمك فكينا سيره , خلاص .

*****

ظهر اليوم التالي , قالت سوسن لميرال بهدوء
: زي ماحكيتلك بتعدي هون وانا وخالك وولادنا حنسافر بكره شي اسبوعين بتعرفي اجازه , بدك تروحي عند اهلا لساره او بالبيت انتي حره , المهم بعد اسبوعين تنكتي الفله ارجع والقى البيت نضيف ويبرق برق .
قالت ميرال بنعومه
: ان شاء الله خالتي , تروحوا وترجعوا بالسلامه
ـ سكتت قليلاً ثم قالت بتردد ـ
هممم خالتي ايش صار على الجامعه .
اشارت سوسون بكفها لا مُبالية
: ماصار شي , خلاص موافقه تكملي دراستك انتي حلي باقي امورك والتسجيل مالي علاقه في شي .

بداخل إحدى غرف الفيلا , قال إلياس شبه متوسل
: ليه ماناخدا معنا ؟؟! خطيّ تعد لحالا بالبيت , كيف رح نروح ونخليها بركي يدخل شي حرامي , ما بتعرفي شو بصير .
ردت سوسون بحده
: شو رايك ناخد معنا الجيران كمان , خطيّ ماعم يروحوا ويجوا وأنا بكفي عندي اولادي اتحملن مشان اتحمل بنتا لأختك .
قال الياس بيأس وقد فقد السيطرة منذ زمنٍ طويل فهو لا يعرف كيف يتصرف امام هذه المرآة الجبارة
: لا حول ولا قوه الا بالله على الاقل اعطيها شويه مصاري بلك يبدها تشتري شي عشان تطبخ او محتاجه شي .
لوت سوسون شفتيها بضيق عندما ذكر أمر النقود , ولكن فاليكن المهم أن لا يذكر مره أخرى أمر أخذها معهم
: ماشي حعطيا وأمري ل الله .

*****

بين اروقه المستشفى , طُرق الباب بخفه وقال بصوتٍ جهوري , عكس طبيعته المرحة خارج عمله
: ادخل .
دخلت الممرضه بعجله لتراكم العمل عليها , وقالت تلهث
: دكتور فيصل المريضه ميس موجوده بالانتظار .
أومأ لها فيصل برأسه , وقال باحترام
: خليها تدخل .
أطرق برأسه لملف مريضته , بنظره سريعه ورفع رأسه وفغر شفتيه بصدمه , من صوتها الأنثوي الرقيق ولم يسمع من قبل برقته , تقول
: السلام عليكم .
اغلق شفتيه مُتوتراً , ثم تذكر انها لن تراه فتنهد بعُمق من هذا الموقف السخيف و قال يُخّشن صوته حتى لا يتضح توتره
: وعليكم السلام تفضلي أنسه ميس , تفضلي .
دخلت بخطوات خجوله وحذره , تتحسس طريقها أمامها وكانت كالبلهاء وهي تتلمس كل شيء أمامها ,
اول مره تأتي بدون امها دائما ما تكون امها برفقتها , تُمسك يدها وتدلها الطريق , والآن معها الممرضة التي تتجاهلها ولم تهتم لها , كانت خائفه جدا ان تتقدم اكثر ان تسقط او تتعرقل , تشعر برهبه المكان لاتعرف الطبيب الذي امامها اهو جيد ام خبيث .
نظر فيصل اليها وأشفق عليها وأن لا أحد حولها يُساعدها .
مابال هؤلاء البشر لا رحمه في قلبوهم ؟؟! , هل ماتت الأنسانية ؟؟؟! .
نهض بسرعه والتف حول مكتبه , يتقدم إليها بثقه وقال بهدوء ونبره حانيه حتى لا تخاف منه
: لا تخافي ما رح أأذيك , اعطيني ايدك اساعدك تجلسين على الكرسي تراه قريب مره , عشان بفحص عيونك .
توترت حدقتيها , كانت تلتفت إلى اليمين واليسار دون أن ترى إلا السواد حولها , رفعت قبضتها اليُمنى إلى صدرها حتى تشعر بالأمان , ثم صمت صوته الرجولي الخشن المُختلط ببعض الحنان وحزم .
هل يوجد صوت خشن يختلط بالرقه ام انها تتخيل ؟؟! كما اصبحت تتخيل بعد أن فقدت بصرها .
: لا تخافي , والله مو مسويلك شي بعتبرك أختي , بس بجلسك على الكرسي .
اطمئنت لنبره صوته , ومدت كفها بخجل شديد , التقط كفها بين كفه القاسي , وصُقع من نعومتها كالزُبده , وبالمُقابل صُعقت هي من خشونه كفه على نعومه كفها .
شعرت برعشه تجتاح يدها , وشعرت بظله الضخم يلفها من كل جانب ,
من لمسه يده يتضح انه قوي وصلب الجسد
أجلسها بهدوء على الكرسي كما قال لها , ثم بدأ يفحص عينيها وأمسك برأسها بخفه حتى لا يؤذيها بقوه ذراعيه , ووجه نحو الجهاز .
وبهذه اللحظه داهم الغرفه اعصار مدويّ
عقد فيصل حاجبيه بانزعاج من قله التهذيب للشخص الذي دخل عليهم فجأه , وارتعشت ميس وذُعرت وهي تشتم هذه الرائحة النفاذة وتعرف صاحبها جيداً , أكثر مما ينبغي .


auroraa 23-06-15 12:55 PM

رد: نظره الفهد وسحر عيناي / بقلمي
 


لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
ما شاء الله تبارك الله
للكاتبة
AURORA
..

الفصل الثاني


عرفته !! نعم لقد عرفته من رائحه انفاسه الخبيثة التي علقت بوجهها , كان يتنفس بسرعه وانفاسه تجد وجهها سداً منيعاً .
اجلت حُنجرتها لاهثه متوسله للأوكسيجين الذي حُجب عنها بوجهه القريب الذي تذكُر ملامحه القاسية جيداً والندوب المحفوره على بشرته السمراء , قريباً جداً من وجهها .
قال فيصل مذهولاً من هذه الدراما أمامه , وقال بصرامه رُسمت رسماً على وجهه

: عفوا يا هوووو !! , خير اللهم اجعله خير , مين انت وكيف تدخل لغرفتي بدون استئذان .
رمش فيصل بأهدابه مصدوماً , هل تجاهله هذا الهمجي الآن ؟؟! حقاً قد فعلها وتجاهله بكل قله ذوق , وهو يُكلم مريضته بقسوه .

: ايا قليله الحيا والمستحا , جايه لحالك عند الدكتور وانتي عميا عشان تاخذون راحتكم أنت وهو , انا اوريك ان ماربيتك من جديد يا الحقيرة .

لقد كانت في حاله ذهول ولم تفق بعد من صدمه وجود شقيقها هنا وهو الذي رفض أن يأخذها إلى الطبيب وطلب منها أن تذهب لوحدها .
كيف يتهمها هذا الاتهام الباطل ؟؟!
كيف يشكك بتربيه والديهم لهم بهذه الطريقة الفجة ؟؟! .
في غمره أفكارها المذهوله ,
كان أخاها قد وجه لها صفعه قويه على وجنتها , حتى سقط لِثامها كاشفاً وجهها .
أثارت هذه الصفعة غضب وسخط فيصل ,
كيف لرجلٍ همجي كهذا ان يُعامل مريضته التي تتعالج عنده بهذه الطريقة , حتى وان كان قريبها , فهي تُعد الآن تحت حمايته طالما انها في غرفه المُعاينه , لم يتحمل الإهانات التي يوجهها لها .

واندفع اليه قابضاً بقبضتيه القويتين على تلابيب الرجل الغريب , حتى دفعه بقوه إلى الحائط مُعلقاً إياه بكل سهوله .
وأما الآخر فحاله لايُرثى لها , وقدميه تتدليان طالبتان الأرض سطحاً لهما يستقران عليه .
نظر ببهوت إلى بنيه الدكتور التي تفوقه قوه وغلظه وعلم أنه ببنيته الضعيفة من الممنوعات والخمور , لن يفلت من بين يده لو لم يرد فيصل ذلك .
سمع هدر فيصل بصوته الجهوري الغاضب , دون أن يأبه له وسينفذ ما تعب من اجله لعده أسابيع , إلى ان اصبح مُعلقاً على حائط بسببه
: انت يا الحقير يا البهيمه , وش ما تكون لها مالك حق تتهم هالمسكينه بشرفها , وتتهمني أنا الدكتور المعروف بإحترامي وتقديري بشي ماله علاقه بالصحه , هي مُجرد مريضه عندي وجت عشان افحصها , ولازم ألمس وجهها و اوجهه للجهاز
مثلها مثل أي مريضه , ويكون بعلمك هي مو اول مره تجيني , الأشوفه اول مره هنا هو انت يا القذر .

ورمقه بنظرات حادة , متقززه من الأعلى للأسفل مستصغراً اياه .
حيث التوت ابتسامه بسام بمكر , قائلاً كالثعلب
: ايه اكيد مو اول مره متعودين يا معود على الخلوه , وتدرون أنه هالشي حراااااام !!!! بس توني الاكتشفت الموضوع الكنت غافل عنه واختي تلهيني وتلعب بذيلها معك .
اتسعت عينا فيصل وازدادت الشراره خطوره في حدقتيه , وقام بسحبه إليه ثم دفعه مجدداً بقوه إلى الحائط , إلى ان ارتطمت مؤخره رأس بسام في الحائط
: يا الكلب يا الواطي .... , أمها كانت تجي معها كل مره , واليوم هي المره الأولى التجي لحالها , والله الأعلم بظروفها الجبرتها , بدل لا تتشطر على هالضعيفة شوف نفسك يا *** اليخلي اخته تروح لأي مكان لحالها , المفروض انت بنفسك تجيبها وتداريها على وضعها الصعب .

قال بسام بابتسامه ملتويه , دون أن يأبه لفيصل وهو يضربه , سيتحمل إلى ان يحصل على ما يُريد بدون أي ثمن

: الشرهه مو عليك يا الحبيب , الشرهه على امي المعطيه الثقه لهلأشكال إن كان أنت ولا هي التلعب بذيلها .

فيصل وقد فقد كل ذره تحضر في أعصابه الثائره , كشعر قطه منفوشه الشعر , لكنه لا يستطيع التدخل أكثر من ذلك وقد وضح له كل شيء ,
لا يمكنه ان ينقذ تلك المسكينة من بين براثن اخيها المتوحش .
انزله بقوه على الأرض كما رفعه بسهوله ونفض كفيه باشمئزاز ,

هز رأسه يائساً من هذه العقلية المتحجرة , لقد ظن أنهم قد انقرضوا من هذا العالم ولكن يبدو أنهم ما يزالون يتواجدون في عده أماكن من هذا العالم .
وقال مُستسلماً
: البلا مو فيها !!! , البلا فيك أنت المو قادر تثق بأختك وتربيه أهلها لها .
نفض بسام قميصه بلا اهتمام , والتمعت عينيه بمكرشديد
,وقال مُتجاهلاً فيصل للمره الثانية

: تعالي يالحيوانه , تعالي
ـ ثم اردف بوعيد وتهديد ـ
لسه توك ما شفتي شي ان مادفنتك وانت حيه ما اكون بسام .

رأها فيصل كانت ترتجف بخوف بأحدى زوايا غرفته الباردة من التكيف المركزي ,
كانت كقطه صغيره ضائعه عن والدتها , لا تعرف إلى أين تتجه , حدقتيها مُشتتان بذعر , شفتيها ترتجفان خوفاً وذعراً , وذراعيها تتحسس خمارها حتى تُغطي به وجهها الجميل المكشوف ,
هل استطاع ان يُلاحظ للتو ان وجهها جميل ؟؟!!!!! .

حركات جسدها الضئيل المُرتجف , واضحه جداً لعينه ,
وقد اثارت عواطفه الرجولية بشكلٍ لم يكن يتخيله و لم تثره من قبل امرأة , مع وضعها الصعب وهي لا ترى أمامها إلى بحر أَسْوَد عميق .
كزّ فيصل على اسنانه وهو يُزيح عينيه عنها رغماً عنه , واصدرت أسنانه صريراً حاداً وأُنشبت معركه طاحنه بداخل حنكه ,
يُفكر بعمق وافكاره مُتطرفه كما هي العادة , انه رجل طيب , وطيبٌ جداً ايضاً لا يتحمل أن يُؤْذَى أحداً بسببه حتى وان كان هذا الأذى سينتهي بلحظه ,
لا يستطيع ان يضمن ماذا قد يفعل هذا الرجل بأخته !!!!
هل يقتلها حقاً مع افكاره القادمة من العصر الحجري وعقله الهمجي البدائي ؟؟!
نعم !!! قد يفعلها حقاً قد فعلها كثيراً من قبله .

ودون أن يشعر قال بصوتٍ جهوري , جعل بسام يقف مكانه مبتسماً بخبث , وميس خلفه تشنجت من هدير صوته

: وش بتسوي فيها ؟؟! .

التفت بسام ببطء شديد ومدروس ونظر لأخته التي يرى خفوها من خلف خمارها شبه الشفاف , واضعاً كفيه في جيبيّ بنطاله المهترئ , قال بتهكم

: وانت وش دخلك وش بسوي فيها ؟؟؟!
ـ ابتسم بخبث مثبتاً نظراته على اخته وأردف ـ
وهي أدرى وش بسوي فيها مو المره الأولى يعني .

لم تفت فيصل انتفاضه جسدها الرقيق وكأنها تؤكد له أن ما ينتظرها , هو جهنم الحارقة .

وجه نظراته لأخيها وقال بصوتٍ حاد كالصرير

: وش تبغى عشان تبعد عنها وما تأذيها ؟؟؟! .

هزّ بسام منكبيه ببراءة وقال بخبث

: المسألة مسأله شرف يعني ما في شي ممكن يحل هالموضوع
ـ شتت نظراته بأنحاء الغرفه الفاخرة وأردف وكأنه لا يهتم ـ
يعني غير الزواج , وطبعاً انت ما رح تتزوجها , بالنهاية مافي حل !!!! .
فيصل وقد اعتد بوقفته شامخاً كالجبال الراسية , وقال بصرامه
: واليقول أنه رح يتزوجها عشان تنحل هالمشكله .

حاول بسام أخفاء فرحته قدر الإمكان وأن لا يظهرها , وقال
: أها يعني بتتزوجها ؟؟! وكم شهر ناوي تخليها على ذمتك قبل لا تطلقها وتخلي حكايتنا علك بلسان الناس .

اقترب حاجبيّ فيصل من بعضهما في حذر وظهرت غضنه بينهما وقال بصوتٍ واثق
: ماني قليل أصل عشان أتزوج و أطلق
ـ نظر لها ببهوت وقد تحطمت كل أحلامه في ثانيه واحده ـ
هي بتضل زوجتي لين هي بنفسها تطلب الطلاق .

ابتسم هذه المره برضا وقال مومئ برأسه
: طيب , طيب المهم خلال أسبوع تكون متزوجها ردعاً للفضيحه الصارت اليوم بسببك .

عقد فيصل ذراعيه أمام صدره العريض , وقال بهدوء
: خلال أسبوع بتكون زوجتي , بشرط أنك لا تأذيها هي مالها دخل بأي شي , وصدقني لو أدري انها مو محترمه كان ما فكرت أطلبها منك أو أهتم .

كانت ميس تُعطي ظهرها لفيصل ووجهها يُقابل وجه أخيها المُبتسم بمكرٍ شديد , ترتعش بقوه من فرط هذه الصدمات المتتالية , لقد تمّ بيعها رسمياً في التو واللحظه , وكأنها سلعه رخيصه تتقاذفها الأيدي .
هل هذا ما يُسمى بتجاره النساء ؟؟! ,
هل يكون الألم بهذه القسوة وهو يشرخ القلب ؟؟! .

كانت عينيها البُنيتين الذائبتين كالشوكولا مُتسعتين بصدمه لم تفُق منها , إلا عندما سمعت ذلك الهمس الرجولي الخشن يهمس بقربها , يقول بصرامه حاده مُختلطه بنبره الحنان .

: لا تهتز كرامتك وغرورك , مستحيل أسمح له يأذيك وأنت مالك ذنب في كل الصار , وان شاء الله بكون نعم الزوج لك و مارح أقصر معك .

ربااااه ماهذا الصوت الرخيم انها اول مره في حياتها تستمع إلى هذه النبره الغليظه المختلطه بالحنان ,
هل يوجد رجلٌ هكذا بالدنيا يمتلك صوتاً كهذا الصوت ؟؟؟! .


*****

بدأت السماء النقية تهطل الدموع من غيومها في هذا الصيف المُلتهب ,
و بللت الدموع الغزيرة العشب الأخضر الممتد بأرجاء القصر الضخم , ونشرت الرطوبة بين حناياه ,
زاده تدفق الماء من النافوره العملاقة امام بوابه القصر الفكتورية .

و احدى النوافذ الضخمة الممتدة من السقف إلى الأرض المصقولة مفتوحه على مصراعيها , ستائرها تتصارع من الهواء العليل ,
ويتطاير منها شلال احمر من الحرير , يخُص انثى مغناجه مدللة , تتنفس عبق الورد النديّ من الحديقه الخضراء ,
المُطله على جناحها الأثيري .

تعشق القدم والكلاسيك , جناحها عباره عن مُتحف كلاسيكي تراثي لكل البلدان ,
تقف على حافه الشُرفه , وترخي ذراعيها ناصعا البياض على الرُخام البارد المُبلل من دموع الغيوم ,
والهواء يُطّير شلالها القرمزي وهي تعيده خلف اذنها برقه و
تصدح الأرجاء بصوت فيروز بــ

**
يا طير يا طاير على أطراف الدني
لو فيك تحكي للحبايب شو بني يا طير
روح اسألن ع اللي وليفو مش معو
مجروح بجروح الهوى شو بينفعو
موجوع ما بيقول ع اللي بيوجعو
وتعن ع بالو ليالي الولدني
يا طير واخد معك لون الشجر
ما عاد فيه إلا النطرة والضجر
بنطر بعين الشمس ع برد الحجر
وملبكة وايد الفراق تهدني

**


الساعة الآن 01:56 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية