منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f833/)
-   -   (رواية) ومضَـةُ حُـبِ (https://www.liilas.com/vb3/t199416.html)

إِنسيَابُ 02-05-15 06:08 PM

ومضَـةُ حُـبِ
 




:besm8dg4:




أردتُ نثرَ أُولَـى بعثراتُ حرفيِ المبتدىْ و مشاركتهُ معَ روَادِ المنتدَى ..
الكبير منكُـم و الصغيرَ كذلكَ مُـرحب بهِ بين طيَات هذهِ الخربشَة الروائية ..
شرطَ أن يتركَ بصمَة أو آثَـر مرورهِ بين الصفحَـات و أن لا يغَـادر دون إبداء رأيهِ ..
أتقبلُ منكُم النقد الأدبي و أيُّ نصيحَة راودتكُـم لا تبخلُوا بذكرهَـا و طرحهَـا ..
فأنا بحَـاجة كبيرَة لتوجيهَـاتكُم و ملاحظتكُـم لعلي أعتُب أولى الدراجاتِ ..
و أسمُو لرفع هواية الكتَـابة الذيِ ما وقعتُ بغرامِها و غرامِ الأدبِ و النثرِ ..
لَـن أطيلَ الثرثرَة و الكلامَ أكثر من ذلك ..
فقط أُريدُ أن أُنبهَ لأمرِ بسيطِ قبل البدايَة ..
إن تأخرت يوماً عن دثرِ إحدى أجزاء الروايَـة أو قصَـرت بحقكُـم ..
فإلتمسوا العذرَ فقد تواجهننَـا بالحياةُ ظروف مُفاجأة و عتبَات عديدَة ..
تجبرنَا عن الإنقطَاع دُون سابقِ إنذَار ..
أما أجزاءُ الرواية فأنَـا لا أخفيِ عنكُـم أنهَـا ليسَـت بذلك الطُـول الذيِ ترجونَـهُ ..
فأنـا أحبذُ الأجزَاء الطويلةَ لأنها تَصُـب بحدَث واحدٍ مُـضاعف بحجمِ المفردات النثرية ..
لذَا سوف أعتمِـدُ على جزئينِ ليس بذلكَ الطُول المُـمل و لا بالقُـصر الشديدِ ..
حسناً حسناً سأنصرفُ حالاً و إلاَ لَـن أتوقفَ على الثرثَرة > تحملُـوني خخ !




***
***


| ومضَــــــــةُ حُــــبٍ |
الكـــاتبَـــة : إِنسيَـــــــابُ ..!

إِنسيَابُ 02-05-15 06:11 PM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 
| البــــــــــــــــــدايـــــــــــة ....! |



فتحَـت عينَـاها المُـنتفختين من النومِ بصعُـوبة لتداعِـبَ أشعَـة الشمسِ الصيفيَـة الحارقَة عينَـاهَا العسليَـة بشراسَـة .. تثاوبَـت بوهـنِ و هي تُـبعد الغطَـاء بهدوء و ثقلِ .. و قد أصبح جسمهَـا يتصببُ من العرقِ نتيجة الدرجَـة العالية و إنعدَام التكييف ..!

لمحَـت بطرف عيناهَـا الشبه مغلقتينِ الساعَـة الصغيرَة المعلقَـة بآخر الجدَار .. لتقفز ذعراً و قد جحظت عيناهَـا من الصدمَـة .. هتفَـت بغضَـب و قهـر : لالالاَ لَــيس مجدداً .. سحقـاً لذلكَ المنبهِ المُـهترىء .. لقدَ ضيعتُ موعِـد العملِ من جديدِ .. بسببـهِ !

إتجهَـت ناحيتهُ بغضب و هي ترميهِ أرضاً و تدعسُ عليه بقوةِ لتفككه أجزاء عديدة : تبـاً لكَ ..! هذه المرةُ الخَـامسة أو السادسة أو الثامنة .. حتماً لا أذكرُ ذلك .. التي أتأخرُ بفضلهِ " تفَـلت عليه و هي ترطم بقاياه مع الجدار " هذه هيَ نهايتكَ أيهَـا البائسُ القديم !

ضربت رأسهَـا بقلة حيلَـة و هي تركض ناحية الحمَـام لتغتسلَ على السريع و ترتدي ملابسَ العملِ التي تتمثل في تنورة ذات لون عاتم أسود و قميص رسمي باللــون الأبيضِ النَـاصع .. حملَـت حقيبة يدهَـا بعد أن سرحت شعرهـا لتعتمد على تسريحة بسيطة ..

إقتربت من البابِ لتفتحهُ بسرعَـة .. و إذا بمقبضِ البابِ بين يدهَـا مُـنكسرُ .. زفرت بضيق : سحقاً لك هل هذَا وقتُ إنكسَـارك .. كيف سأخرجُ الآن .. يا إلهي ما هذا الحظُ العثر .. !

رمَـت المقبضَ بعيداً و هي تنَـاظر النَـافذة ذات الزجاجِ الشبهُ منكسر : سأسعَـى للمحـاولة .. هذه هيا الفرصة الأخيرة للخروج و إلا حتماً سأفقد عمليِ ..!

إقتربَـت من النافذة و هي تطلُ نحوَ الأسفَـل : حسناً .. المسافة ليست بعيدة بإمكاني القفز ! لنحـاول و إن لم ينجح الأمـر .. ! وقتهـا ليرحم الله روحي الوحيدة " تنـفست بعمق و هي تعدُ لثلاث و من بعدها قفزت بقوة " ..

سقطَت على ركبتيها بقوة و قد إنقطـعت تنورتهـا و إنخدشت ركبتهـا اليمين .. صاحت بألم و هي تنهضُ : آآح حسناً لم يكن الأمرُ بذلك السُـوء .. مُـجرد خدشِ و تمزق التنورة .. !

نهضَـت بوهن و هي تمشي بثقل و تستنِـد على رجلهَـا اليسَـار .. و تأوهـاتها لم تتوقَـف .. الجميع يناظرها بإستغراب أما هي لا مبالية بنظراتهم .. كل ما يهمها هو عملها الذي حتما سوف تفقدهُ .. زجرَت بقوة و هي تركضُ بعـرج و تصرخ من الألـم تَـارة و هي تناظر الباص المتحرك : لالالاَ إنتَــظر أرجُــوك .. يا سيــد " رفعـت يدها تلوح له " هييه تــوقف .. آآي يا أيهَـــا المُــغفل إنتــظرني .. " سقــطت على الأرض و هي تنَـاظر الباص المتحرك بسرعة دون توقـف ، إرتجى صوتها باكياً " هييه إنتــظرنـــي أنــا أرجوك

ضربَـت حقيبتها أرضاً و الدموع تتجمع بعيناهَـا .. كل شيء يعَـاندهَـا .. المنبه ، المقبض ، و كذلك البــاص ..! لا يمكـنُ أن يحدُث مـا هُـو أسوءُ مِــن ذلكَ .. لا شيء يقف معهـا .. !

رفعت رأسها و هي تجمَـعُ مـا سقط من حقيبتهَـا القديمة ذات اللون البَـاهت و القديم .. لتنهض بصعوبة و هي تدثر التراب المتجمع حول ملابسها .. لمحت بطرف عيناها ذلك الشاب الذي يوزعُ الإبتسامَـات للجميع و يضحك بغبَـاء .. تنهـدت بقهر : يا إلهي ليس وقتكَ يا سَــامي .. هيَــا أرجُــوك غير طريقك .. لا تراني !

أدخلت يدها بالحقيبة لتبحث عن شيء تخفي فيه معالمهَـا .. فإذَا رآهـا حتماً ستقع فمصيبة .. ! سامي شاب بمقتبل العُـمر يتميز بخفة ظل .. يعشقني لدرجة الموت .. فما يفتأ أن يرآني إلا و هُـو يغازلني و يترجاني من أجل الإرتباط به .. لكنه ليس فارس أحلامي و لا الرجل الذي أريد بناء حياتي معه .. حياته يملأها الإستخفاف و اللامبالاة .. !

أخذت كتاب صغير كانت تحمله معها و تظاهرت بالقرآة و هي ترفعه ناحية وجهها لتخبأ ملامحهـا به .. أغمضَـت عيناها بتوجس و هي تستمع لدندنته الغبية التي تقترب منهَـا و تصل لمسامعيها .. عضت على شفتيها قهراً و هي تسمعه يكلمهَـا : صباحك سعيد آنستي .. ! إنك تحملين الكتَـاب بالمقلُــوب !

شتمَـت غبائها مليون مرة .. كيف لم تنتبه لذلك .. إنها تحمل الكتاب مقلوبا و تدعي القرآة أيضاً .. تكلمَـت بسرعة و هي تتقدم : صباحك أسعـدُ .. شكرا على الملاحظــة لم أنتبـــ..

سامي و هو يحاول إختلاس النَــظر .. هتفَ بشك : هــــــــــــــــديــل ؟!

أغمضــت هديل عينَــاها بقوة و هي تزفر بقهـر أكبر .. يا إلهي لقد عرفنـي .. كيف سأتخلـص منه الآن .. أبعدت الكتاب من وجهها و هي تبتسم سطحيا : آآ آهــلا ســامي لم أعرفك يا صديــق ! هذا أنــــت ؟!

ســامي و هو يبتـــسم بفرح و الإبتسامة ترسم على شفتيه .. ردد بغبَـاء و هو يمسَـح على شعره محاولا تحسين مظهره : آآ أجــل كيف الحــال هديل ؟! لقــد عرفتك من حقيبتـــك ! لمــاذا " ألقــى نظرة خاطفـة عليهـا " آآمم أقـصد حالتـك متبعثرة !

هديل و هي تضحك بدون نفس : هه لالا لقد سقطت و لم أنتبه ! آآ يجب أن أذهــب صديقتي تنتظرني مع الســلامة !

هتفَ بسرعة و هو يحلقها و يجاري خطى أقدامهَـا : إنتظرينــي هديل دعينــي أُرافقُـــك !

هديل و هي تسرع بخطواتهـا و تضحك بدون أن تلتــفت له : لالا شكراً يمكــنك العودة لإدراجــك لا داعٍ لذلك .. لا أريد تأخيرك عن عملك !

سامي و هو يضحك و يجري ورائها ليجاريها : أيُّ عَــمل يا عزيزتــي ! أنتي الأهَـم و الأمَـلُ ..! أنتــي الحُـب و الشغــ

هديل .. أخذت نفس و هي تركض بسرعة و كأن شخصا يلاحقهَـا .. حتما لقد بدأ سامي بمغازلته و لن يصمت أبداً لذا لم يبقى إلا مجال الهرب .. بعد ركض دام دقيقتــين .. إلتفــتت ورائهــا بسرعة فـلم تلمح طيفـه .. إبتــسمت بإنتصـار .. لتلتفــت متجهة لوجهتهـا .. لَــكن لمحَــت سيارة مسرعــة تتجـه ناحيتهــا .. كيف لا و لـم تنتــبه أنـها تقفُ بوسَــط الطريِــق حيث تعبُــر السيارات .. كل ذلك بســبب سامي الأحمَــق .. إبتعَــدت بسرعة و هي ترى تلك السيارة الفاخرة و الفخمَـة تتوقَــف بقوة و قد كَــانت تجزم أن الفرامِــل قد إنقطعَــت من حجم الصوت الذي صدى منهَـا ..!

بلعَـت ريقهَـا و قد شحب لونهَـا بمجرد تخيلِ نهَـايتهَـا الشنيعَـة على هذه السيارة التي كادت أن تفرم جسدهَـا دون رحمَـة .. بالفعـل لقد ثارت عن حدها و قد فاض كأس الصبر و قدرة الإحتمال لهَـا .. الحظ يوازيها بكل شيء .. لقد عانت و الآن هذا الشخص يريد إختلاق مشكلة جديدة ..!

نظرَت لذلك الشخصِ طويلِ القَـامة ، عريض المنكبيـن ، بجسمه الرياضي العضلي ، عينـاه الوسيعة السوداء أكثر من سواد الليل ، شعره المصفف و الذي يصل لنهاية أذنه ، لحيته الخفيفة التي ما زادته إلا جاذبية و رجولة .. فغُـر فاهُـها و هي ترآه يتقدم ناحيتها لكن بعصبية .. يلتهم الخطى بشراسة و هو يتقدم و كأنه سينقضي على فريسته .. !

أغلقت فاهها و هي تشعر بالغباء لسرحانها بملامح الرجل .. لقد باتت أشبه بسامي عندما يناظرها بإعجاب .. وقفت بثقة و هي تحاول إكتساء رداء البرود و لكن سرعان ما تجمَـدت مفاصلها و رائحتــه الرجوليــة تقتحم أنفاسهـا لتفرض نفسها و حضورهـا مثل صاحبها .. صاح بها بجــنــون : هــل أنتي مجــونــــــــة ؟!

رفعــت عيناها و هي تنَــاظره ببرود و تردف بهدوء غريــب عن عادتهــا : لا الحمــد الله بكــامل قواي العقليــة .." لتـــصرخ بمثل صراخــه " ألا تَــــرى أمَـــامــك أيها المُــغفل الأعمَـــى لقد كِـدت تفرمنِــي بسيارتــك تلك .. ! ألاَ تُــدرك أن السرعــة خطيرة .. ألا تدري أن قتــلَ الأنفُــــــس يعَــاقب عليــه .. " نـــاظرته بغضــب و هي تصــرخ بدرجــة أكبر متعــمدة ذلك " هــــــــيا إعـــــــتذر الآن و إلا ســـوف أُبلِـــــغُ عنــكَ

عـقد حاجبيه من قوة صوتها و صراخها المزعج الذي صم أذَانــه : تبــاً لكِ أصمتــي أيتها الغبيــة .. لستُ أصَــم لتصرخِــي بهذه الطريقَـــة الهمجيَــة .. ! لَـــست أنَـــا من يجبُ عليــهِ الإعتـــذَار يا جميلـــة بل أنــتِ المذنبـــة ..! و إذا أبلغـــتي عني فمــاذا ستخبريــن الشرطــة " بسخــرية و هو يقلــد صوتهــا " لقــد كنــت أقــفُ بوســط الطريق مثل المجنُــونة و أرادت سيــارة أن تدحسنــي !؟

ناظرتــه هديل بتــوجس و حــقد من سخريتــه ، لتــرفع حقيبتهــا مهددة : هييه يا أنــــت لستُ غبيـــة و لــستُ همجيَــــة .. هَـــل تريِــد فرض شخصيتــك على فتَـــاة ضعيفَــة .. هاا أتظنـــني ضعيفــــة .. بسرعــة إسحب كلامــك و إلا سأضرب هذه الحقيبــة على رأسك .. ستجــعلك تفقد ذاكــرتك فهي تحــوي جميــع أغراض المنــزل ..!

نَـــاظر حقيبتها بسخرية .. فعلاً أنها ممتلئة و فائضة عن اللزوم .. و لكــنه سيعتــذر و لمــن ؟! لهــذه الفتــاة السوقية ، الهمجيــة .. أبداً لــن يحدث ذلك : يا فتــــاة هل تعـــلميــــن أين تنتــــــمين ؟! " آشــار بيده نــاحية أكياس من الزبالة * أكرمــكم الله * متجمعــة و متكــدسة فوق بعضهــا البعض " هنـــالك يا عــزيزتــــي !؟ لذا لا ترفعــــي أنفـك على الآخــــرين .. لانــك سوف تندميـــن !؟

إلتــفت متجها ناحية سيارتــه فهو لا يملــك الوقت لمخــاطبة أمثـال هذه الفتــيات و هذه الفــئة المهمشـــة .. عقد حاجبيــه من الشيء الذي إرتطَـــم به بقســوة .. ليلتــفت بقوة و قد نــالت العصبية مبتغــاها منه .. لقد كــان حذائهــا التي كــانت ترتديــه و من شــدة العصبية و كِــبَر الإهَــانة رمــتهُ به .. !

سرعَــان ما إخــتفت ثقتهــا و هي ترى عينــاه تقدحــان من الشرر و العصبيــة و تتآكلان كمـا تأكل النــار الحـطب ، همِــست بهدوء و أنــا أحاول إسترجاع كبريائي : و أنــــت هل تريد المعرفــة أيــن تنتــمي ؟! " آشــارت بإصبعهــا ناحية حذائهــا المرتمـي بجنــبه " الحــذاء .. هــل تعــلم أنــك إذا تقــارنت بالحــذاء .. فبدون شك أن الحــذاء له أهميـــة أكثـر منك .. ! الغــرور لا يليــق بأمثــــالك فمَــا يزيدهــم إلا بشــاعة بأعيُــن الآخــرين ..

برقــت عينَـاه بخبــث و هُـو يمسح نظراتُــه بجسمهَــا متوعداً : حسنـــــــاً يـا غبيـــة ما رأيُــك " أخــذ حذائهــا بين يديــه " آن آخــذ هذا الحــذاء ذكرى صغيــرة و أحتــفظ بــه .. لــن يضرك إن عُــدتيِ إلى البيــتِ حافية القدميــنِ

صرخَــــت هديل بقوة و هي تركــض ناحيته لأخذ حذائهــا : لالا يــا مجــنون أعطــيني حذائي .. أيهــا المتعجــرف المتحمــلق .. المتــكبر !

ركــض إتجَــاه سيارته و هو يضحــك بإستمتَــاع و بيده حذائهــا و يلوح لهــا مودعــا ً .. ركب سيارتــه و هو يغــلق الباب و يشير إلى حذائهـــا مبتسمــاً : إسمــي يــــوسف تـــذكري ذلك لعــلك تجديــــن حذائــك مرة ثــانية .. إهتمـــي بنفــسك يا جميــلة " غـمز لها بعينه و هو يضــحك "

لينــطلق بسرعة تاركـاً ورائــه هديل التي تشتمُـه و تصرُخ : فــلتذهــب إلى الجحيــــــم يا أيهــا الجميــل .. آهــىء خســارة فيــك ذلك الجمــال أيهــا الغبــي المتكــبر .. أعِــد إليَ حــذائيِ .. !

إرتمَــت على الأرض بتعـــب و قد أستــنزفت جميعُ قواهَـا الجسدية و العقليـة .. و أردفَـــت تبكي من القهـر و هي تستَــمع لصوت سامي المتتَـبع لها و الذي يأبى تركهَـا


***
***







رأيكم و تقييمكم لهذه البداية البسيطة ..
و نصائحكم كذلك ..
دمتم بحفظ الرحمــَن

bluemay 03-05-15 05:45 AM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 
مراااحب أنسياب

بدايتك حلوة وادخلت السرور على نفسي ورسمت البسمة على شفاهي

احببت هديل سليطة اللسان تعيسة الحظ ههههه


اسلوبك جميل ومنمق وبالرغم من بعض اﻷخطاء اﻷملائية والنحوية لم تؤثر برأيي على جمال السرد.


اتمنى ان تكمليها وتصلي بها إلى بر النهاية بسلام .


تقبلي مروري وخالص ودي

MaYa

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

إِنسيَابُ 11-05-15 01:43 PM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 
الســلامُ عليكُــم !
أُشكـركم على التواجُـد و التفَـاعل المميز ..
حتماً لم أنتظر هذاَ الحضُـور بالإضَـافة إلى عدد المشاهـداَت التي يتقدم بقوة ..
ممتنـة لجميع المتَـابعين و أسألُ الله أن يسعدكُـم أضعَـاف سعـادتي ..
تواجـدكم الدائـم يجدد الحماس بداخلي .. لذا كونـوا دائماً بالقُـرب ..






| الومضَــــــــــــــةُ الأُولَــــــــــــــــــــى .. ! |










إرتكَـت على سريرهَـا الشبهُ مُـتلف و قد أُهلِكَ خشبهُ و تآكَـل مُـصدراً صرير مزعج ..و أخذت بيدها المرهَـم و هي تدلكُـه على أسفل قدمهَـا التي يملأها العديد من الجروح و الخدوشِ .. بسبب ذلك الغبي الذي هَـرب بحذائهَـا الوحيدِ ..

صحيح أن سامي لحِـق بهَـا و حاول عرضَ مُـساعدته بحملهَـا ناحية منزلهَـا لكنهَـا رفضَـت بشدة عرضهُ الغبي .. بل فضَـلت العودة مشياً و الإعتماد على قدميهَـا .. أحسن من عرضه لأنها حتماً لن تسلِمَ من نظرات و كَلام الناس الغير منتهيِ و كذاَ لا تريدُ الإحتكاك بسامي .. !

تأوهَـت بألم و جروحها تلتهبُ من مفعُـول المرهمِ و تزيدُ إحمراراً مع إنتفَـاخات على مستوى الجرح .. هتفَـت و هي تشتمُ المتَـسبب بتوجعهَـا و ألمِـهَـا : تبـاً لك أيهَـا الغبيُ الأحمَـق لقد تشوهت قدمي بسببكَ .. آآح إنـهُ يألِـم للغـاية .. أُقسمُ بأنـي سأذبحنـك إن سنحَـت لي الفرصَـة بإلتقَـاء شخص نذل مثلَـك مرة ثانيـة .. آآي مسكينــــة يا قدميِ .. !

رمَـت المرهم من يدهَـا و قد ضَـاق بهَـا المكَـان و عينَـها تجولان بالمنزلِ أو الغرفَـة التي حضيَـت بهَـا .. بعَـد مشقَـة و تعَـب .. كل شيء قديم ، مُـنكسر و غير صَـالح .. و هل تملكُ المَـال من الأسَـاس لترميمهـا .. ! غالباً ما تحضَـى ببضعِ أوراق نقـدية من عملهَـا البسيِـط الذي فقدَتـهُ موخراً لتسد حاجيتهَـا اليومية من مصَـاريف الأكلِ و غيرهَـا بالإضَـافة لدفع فاتورة الكهربَـاء و المَـاء و كذَا الغَـاز و العديد من المصَـاريف الأخرى التي تُثقل عاتقهَـا ... !

و مَـا الحَـل حاليـاً فقد دنَـى موعد تسديدِ الإيجَـار و هي لا تملكُ إلا بعضَ دنَـانير بمحفظتهَـا .. ؟! .. حتَـى عملهَـا البسيط قد فقدتهُ بسببِ تأخرهَـا المتكررِ .. و لم تسنَـح لها الفرصَـة بإيجَـاد عمل آخر ينَـاسبهَـا .. فكلُ محاولاتهَـا بآت بالفشَـل .. و جُـل المطَـاعمِ القريبَـة من المنطقَـة التي تقطنُ بهَـا مكتظَـة بالعمَـال الصَـارمين الذين هُـم بغنَـى عن مسَـاعدتهَـا .. ! و لا يُـمكنهَـا التقدمَ بطلب العمَـل نحو الشركَـات فهي لا تحملُ المؤهِـل الكبير و لا شهَـادة عالية تثبتُ حضورها بهَـا و مهاراتهَـا الفائقة و الإستثنائية .. ! .. إذاً هي فَــاشلة بجميع الأمُـــور .. !

سمعت صوت دق خفيف على البابِ .. و بدأ الدق بالإرتفاع تدريجياً .. هَـتفت بغضب و هي تعرجُ ناحية البَـاب : لستُ صمَــــــاء .. تَــوقف عن الطرقِ المـزعج سينكَـــسر البَــابُ من يدكَ

فتحَــت البَـاب بهدُوء بعد أن أصلحَـت المقبضَ و ثبتتهُ ببضعَ مسامير صغيرة .. فحتماً لا تريدُ إنكسَـاره مرة ثَـانية و الوقوع بمشاكل هي بغنَـى عنها .. زفرت بضيقِ و هي تميل شفتيها كنايَـة على إنزعاجها : آهلا سامي !

إبتَـسم لها بفرحِ و هو يعدل قميصه النيلي و يرفعُ ياقتهُ : مرحباً هديل ! كيف حالُ قدمكِ اليومُ هل تحسَـنت ؟

إبتسمت هديل سطحيا و هي ترفعُ قدمهَـا نحوَ الأمـام : أجل هي كذلك .. مجردُ جروح و خدوش سطحية لا تقلق !

سامي و هو ينَـاظرهَـا بحب : الحمد الله ! لكنك لم تخبريني عن سببِ فقدان حذائك !؟

هديل بملل : ليس بالأمرِ المهمِ يا ساميِ .. ! مجردُ حادث .. " نـاظرته " ألـن تذهب لعملك اليوم أو ماذا ؟!

سامي و هو يحرك شعره بيده و يبتسم : فالحقيقة لن أذهب اليوم فأناَ منهكُ و أحتاج للـراحَـة و أنتي ؟!

هديل : لقـد طردتُ مرة أُخرىَ كالعاده بسبب التأخرِ المتكررِ ..

سامي بإستغراب و دهشة : يا فتَــــاة ما هَـذا .. ! هذه المرة العشريِـــن التي تطرديــن من عملـك و عذرك الدائــم هو التأخــر ألهــذه الدرجَـة أنتي كسولة و متهَــاونة بأداء عملَــك .. " ليكمل بعد لحظَـات من السكُـوت " و كيفَ ستبحثيــن عن عملِ و قدمك بهذهِ الحـالة .. و ألَـم تدري أن منَــاصب الشغل بتنَـاقص كبير فالكلُ يتهَـافت من أجلهِ .. كيف ستدبريــن نفسَـك ؟!

هديل و هي تزفر و تعطيه نظرات حارقة : نعــم نعــم !! مــاذا تقصدُ بكلامك .. هَــل تنعَـتني بالكسُـولة و المتهَــاونة و تـواليتَ عن نفسكَ .. نَــاظر نفسك دائمَـا تصُـول و تجُـول بين الأزقَـة و تبتسمُ إبتسامتك البلهَـاء .. ألاَ تُـدرك أنكَ السخيفُ الأكبَـر " بعصبيـة " سأدبـر نفسي فأنــاة فتَـاة راشدة و واعيَـة لا أحتَـاج لنصائحـك وفرهَـا لنفسك

و دفعَـت الباب لتردفه بوجهه فقد أثَـار هذا السامي أعصَــابها التالفَــة مسبقاً و إسنزفَ جميع صبرهَـا و هدوئهَـا لكن يد سامي إستوقفتهَـا و هي تدفعُ البابَ : إنتــظري هديل ما بك منفعــلة لهذه الدرجـة !! .. أنا لم أقصد الإساءة أو الإهانة من كلامي أردت فقط إعلامك

هديل و هي تجلس على الأرض من التعب و الإنهاك للمشاكل التي تتفاقم على رأسها دون توقف .. خرج صوتها متحشرجا : لقـــــــــــــد تعبــتُ يا ســامي .. لا أملكُ أحــداً يسأل عني .. لا أملـكُ شخصاً يهتمُ لحَــالتي .. يلبـيِ طلبَــاتي .. فتـــاة بالعشريـن لا تمتلكُ سند و شخصاً يرشدهَــا ، يســاعدهــا .. ما عســاهـاَ تفعل .. ؟! .. أخبــــرني يا ســــامي ما يمكــــنني فعــلهُ .. لا عمَـــل و لا دراسَـــة .. و سأطرد من هذهِ الشقَـة بعد إيام معدودة .. و لن يبقى لي بعدهَـا شيء إلا الشَـــارع !

إقتحمتهُ الصدمة و هو يحاول إستعاب الكلامَ الذي تتلفظُ بهِ .. ضرب بكف يدهِ البَـاب بقوة مصدراً صوت مزعجِ ذعرَت منه هديل .. : تُـــــــــطــرديــــن !! ..سحقــاً سحقــاً !! .. أيـــنَ ستــذهبيــن !؟

ضحكَــت بسخريَـة : و هَـل يهمكَ أمري ! .. " صرخَـت " سأذهبُ للجحــــــــــيم هل تريدُ مرافقتــي ؟! .. أرجُـوك فلتنصَــرف .. أريدُ أن أجلِـــس لوحديِ

لَـم يستمعِ لطلبهَـا أو طردهَـا له بَـل جلسَ بجنبهَـا و هو يزفرُ بعصبيَـة أمَـا قفصهُ الصدري فكَـان يعلى و ينزل بسرعَـة فائقةٍ : أيتهَــــــا الغبيَـــة مؤكدُ يهمنـــيِ أمرُك و بشدَة .. هل تسمعيـــن !؟ .. و إن تطلَــب الأمرُ سأرافقــــكِ لأيِ مكَــــــان تذهبيــنَ إليهِ .. حتَــى الجحيِــــم سأرضَــى بالبقَــاء بهِ ما دُمــتِ دائمـــاً معِــي .. هــديل لا تقلقــيِ صديقيــنيِ " بجديَـة إستغربَـت منهَـا هديلِ " سأبذلُ قصَـــارىَ الجهدِ لأجِــد لكِ عمَــلاً .. ! أرجُــــوك ثقــيِ بي !!

هديِــل نَــاظرته بصدمَـة و إستغــرابً : هَـــل أنــــتَ حقــاً سامي ؟! .. لَــم أعهدكَ يومـاً بهذهِ الجديَـة " ضربتهُ على كتفهِ بخفَـة و هي تضحَـك رغمـاً عنهَـا " أقسـمً أنه لا يليِـق بكَ .. هيَـا إبتسم و تنَــاسى .. سيحــدثُ مَـا هُـو مُـكَـتبٌ .." و أردفَـت تضحُـك بدون رغبَـة .. لكن لم تتلقى إستاجبة منه .. فملامحه قد كَـانت بمنتَـهى الجدية و الصرامَـة .. ألتفتت ناحيتهُ و نَــاظرت عينـاهُ البنيَــة النــاعسة مبتــسمة بثقَـة .. لتردفَ بهمسِ زلزَل كيَـان سامي " لا تقلَــق ساميِ فأنَــا حتمـاً أَثِـقُ بِـكَ .. مجردُ مسَــاعدتك و وقُـوفك بجنبِـي شيء جميِــــــل .. جمــيلٌ للغَــــــــاية !!

إتسعَــت إبتسَـامته بحبٍ .. حتمـاً لأنهَـا أولُ مرة تردف فيهَـا هديِـل بكلمات رغم بساطتهَـا لكن ذَات وقعٍ عظيــم للغَــاية .. كيف لا يعشقُ هذه الفتاة رغمـاً عنه .. برائتها ، حكمتهـا ، فطنتهـا ، جديتهـا و حتَـى لحظَـات جنونهَـا .. هي الوحيدة التي جذبتهُ و حركَـت مشاعره و أحاسيسه الداخليـة لأول مرة رآهَـا .. يميلُ لهَـا بشكل لا يتصَـور .. ! ..يعجَـز عن وصفِ مشاعره الفياضةُ ناحيتهَـا و غالباً مَـا يحَـاول البوحَ بهَـا لكنهُ يلاحظُ نفُـورهَـا من الموضُـوع و تغييرهَـا السريع فإكتفَـى بتلميحَـاته الدائمَـة .. !

ناظرهَـا بولهٍ و يدهُ تمتَـدُ لاشعورياً ناحية يدهَـا الصغيرة ليلامسهَـا بأطراف أصابعهِ و يمسكهَـا بتملكٍ ... لِـ يُـقبلهَـا برقَـة تحت أنظَـار هديل المتصنمَـة : شكــراً لثقَــتك يَــــــا هديل .. و تيقَــــني أني لَـن أخذُلَــك يومـاً

و وقفَ بسرعَـة بعد أن أفلَـت يدهَـا بحنيَـة لينسَـحب خارجـاً بهدُوءٍ بدُون أن يضيفَ من الكلامِ شيئاً .. أردف الباب مِـن ورائهِ و هو يمشيِ بحيرة .. أصبَـح يخَـافُ على هديل من نفسهِ .. فكرة تهورهِ ترعبُـه بشدة فهُـو لا يريدُ فقدَان هــديل أو إبتعَــادهَـا عن مرأيهِ .. !

قبض يدهُ و هو يهمُـــس : هذهِ هَـــــــديل أيهَــا الغبي .. فتَـــاتك الإسثنائية التي تربعَـت على عرشِ قلبك و تملكَــتهُ .. لا يجــب أن تُــخطىء معهَــا و أن تستغِــل وحدتهَـا و ضعفهَـا .. " صَــرخ بضعف " يجـــــــــبُ أن أنهيَ الأمــرَ بسرعَــة فأنَــا لا أريدُ فقدانهَـــا ..

و خرجَ من العمَـارة و هو يضَـع يديهِ بجيبِ بنطلُـونه يفكر بحلٍ مَـا يساعد هديل بهِ .. فحتمـاً لا يُـريد أن يخيبَ ظَـن ملاكهِ .. سُـــــرعَــان ما إبتسَــم و هُــو يتذكَـر مكَــان عملهِ .. حتمـاً يستطيعُ أن يتوسَــط لهَـا لتعمَــل معهُ .. فيضرب عصفوريــن بحجر واحد .. مسَــاعدة هديــل و بقائِــهـــا الدائِـم بجنبهِ و تحتَ مرأيــهِ









***
***








صنُـمت بمكَـانهَـا و عينَـاهَـا تنَـاظران الباب الذي إنصرفَ مِـنه ساميِ قبلَ قليلٍ .. تعجَـزُ عن إستيعَـاب الأمَـر و الموقف الذي حَـدث قبل لحظَـات .. كيف يجرأُ عَــلى مسكِ يدهَــا و تقبيلهَــا كذلكَ .. !!

صحيحُ أنها ذات طبـعٍ مزوحٍ و تتمتَـعُ بخفة دمِ خَـاصة مع سَـامي .. بحيثُ تصَـارحهُ و تمَــازحهُ و قد إعتَــادت عليهِ و على إزعَــاجاتهِ .. لكن سرعَــان ما يرسُـم البسمَـة على محياهَـا بكلامهِ المضحِـك

لكنَ لمَ تَـصل به يومـاً أن يتعَـدى الخطُـوط و الحدود .. قفَــزت مِـن مكَــانهَـا بقرفِ و هي تصرخُ بغَــضب : الحقــــير .. المجنُــون ..!! كيـفَ يتجرأُ عَــل مسكِ يدي .. إنه يريد التقربَ منــيِ بالغَــصبِ .. سأريِـــك أيهَــا الرومَـــانسي أظــنُ أنَ الأفــلاَم قَــد لعبَــت بعقلكَ و إقتنصــتَ شخصيَــة روميُــو .. لك ذلك !! .. لكننــي لن سَــوف أُريِــكَ كيفَ ستكُــون جولييـــت .. !! ييع لقـد قرفتُ من يديِ

إنطلَــقت بسرعـة ناحية الحمَــامرغـمَ عرجهَــا و هي تغسُــل يدهَـا الذي قبّـلهَــا سامي منذُ قليــلٍ بالمَــاءِ و الصَـابون و تدعكهَــا بشدَةَ و علامَــات القرفِ و الإشمئزَازِ تظهَــر على ملامحهَـا بوضوحٍ تَــامٍ .. لتنسحبَ من الحمَـام بعد ما أزالَـت رائحتُـه الرجوليَـة من يدهَــا و أُستبدلَــت برائحَـة الصابُــون .. !

همَــست بقهــر وقَــد لمعت دمعة بطرف عينيها : أكرهُــــــــكم يَـــا جنسَ الرجَـــــال .. كلكــم من طينَــة واحِــدَة .. !!








***
***







يجلِـسُ بهدُوء على كرسيِ مكتبهِ الفخم الذي ينطق بمعنَـى التنَـاسق و الكمَـالية .. و بيده قلمه الحبري الخَـاص يخطُ به مجرد خربشَـات عشوائية على الأوراقِ بدُون هَـدف .. أمَــا عينَـاه فمَـا سرحت إلاَ بحَـادث سرَى عنهُ ثلاثُ أيَـام لكنهُ لا زال يتذكرُه بحذافيرهِ الصغيرَة و الكبيرة منهَـا .. !

كيف لا و ينسَـى تلك العينَـان العسليَـة الشرسَـة التي تتوعَـد من بعيد .. حتمـاً لأنهَـا قطة مشاكسة ذات مخالـب حادة .. تتمتعُ بقوة الشخصية و إصرار لا مُـتناهيِ .. يا إلهي مؤكَـد أن عائلتهَـا لم تُـحسن تربيتهَـا .. فأسلوبهَـا سوقيُ و همجي للغَـاية .. و كأنني أكلمُ فتَـــاة بفِــكر و أسلُــوب ولدِ .. !!

إنفلَــتت ضحكَـة من شفاههِ و هُـو يتذكر صَـدمتها عند أخذه لإحدى حذائيهَــا و حَــجزهِ بحوزتِـه : آآه يَــا ليتنــيِ إحتفَــظتُ بهِ كذكرَى من مجنُـــونة مثلَ تِـــلك .. " بسخــرية " طبعـاً بينَ أكيَــاس القمَــامة ..!

أخَــذ هَـاتف المكتَـب بيدهِ و هو يضغَـط على الأرقَـام بملل : بَــدر هل تبقَـى من توقيعِ المنَـــاقصَـــات شيء ؟! .... حسنـاً أطلُــب من ساميِ إحضَـــارهَــا ! ..... مَـاذاَ لَــم يحضَــر مُـجدداً !! .... لالا لا داعِ لذَلك !









***
***









بعدَ مرورِ أيَـــامِ على أبطَـــــالنَـــا



***
***







رفعَـت خصلاتهَـا الأمَــاميَـة بسرعَـة و هي تثبتهَـا بالماسكة و ترش رشتين خفيفيـنِ من عَـطرهَـا الوحيد الذي تَـملكُـه و تنطَـلق و هي تَـحمل حقيبتهَـا السوداءِ بيدهَـا و تَـرتديَ حذائهَـا الذي إقتنتهُ مؤخراً من السُـوق الشعبيِ بنصفِ الثَـمنِ ..

سمعَـت طرقاً خفيف على البَـاب .. ركضَــت ناحيته لتدرك من الشخصِ الذي ينتظر ورائِــــه دون فتحِه .. حتمـاً إنه ساميِ هكذا همسَـت هديل و هي تفتَـح الباب و إبتسامة صباحيَـة ترتسَـم على شفاهها : آهـلاً !!

سامي و هو يبتَـسم بفرح : صبَــاحُ الخَــير يا جميـــلة ! هَـــل أنتِ جَـــاهزَة ؟!

هَـــديل بحمَــــاس : بالتأكيــــد !! كيــف تريدنــي أن أتَــأخَــر باليومِ الأول مِــن عمليِ !

ضحك سامي على حمَــاسها : إذاً هيَـا بنَـا " نَـــــاظرهَــا بهيامٍ " بالمنَـــاسبة أن الأسَـــود يليقُ بِــكِ ..

هديل أبعَــدت ناظريهَـا و هي تميل فمهَـا بإنزعَــاج .. تكره حينما يبدأ سامي بمغازلة جمالها .. فأكتفت بكلمة شكر و هي تردف الباب من ورائها و تغلقه : دعنَـــا ننطَـــلق !

سامي و هو يضع يديهِ بجيب سرواله .. إبتسم لها بحب : هيا ! بالمنَــاسبة مديرنَـا ليسَ مِــن النوعِ الصَــارمِ و لا المُـتشدد لكنهُ جديُّ للغَــــاية بوقت العمَــل .. " ليكمـل بسخريَــة كبيرة " و متعــــــجرف من الــدرجة الأولَـــــى !

هَـــديل و هي تنَــاظره بدون إهتمَــام : لَــيس بالأمــرِ المُـهمِ .. الشيء الأهَــــــم هو العمَـــل فأنَـا بحاجَـة إليهِ أمَــا مديرك هذَا فأتركُــــه يتعجرَف كمَـــا يريدُ ليسَ مِـــن أولويَـــــاتي ! لكِـــــن معروفَـــك يا سَـــامي لَــن أنسَــاهُ أبداً .. لا أعــرِفُ كيفَ سأجَــــازيــ..

قاطعهَـــا سامي بنوعٍ مِــن الحدَة و التَـــحذيِــر : إيَّــاك أن تُــعيديِ كلامَــك هذَا مَــرة ثَـــانيَـة هَــــــــديل .. أنـــتِ غاليَـــة علَـــي و إعتَــبريِ هذهِ الخِــــدمَــة مُــجردَ هديَـــة أو أيُ شَــيءٍ كَــــان .. صَـــدقنِــي إن طلبتِــــي عينَـــاي أُقسِــم أنـيِ سأُفَـــرطُ بهمَــــا مِــن أجلِــك !

هَــديل " يَــا إلهي لقَــد عُــدنَــا من جديد " .. ضحِــكت مُــغيرَة الموضُــوع و مِــحورهُ : أيهَــا الغبيُ أتــرُك عينَــاك لكَ فأنــتَ تحتَــاجهَــا

سَـــامي بغبَــاء : معَـــكِ حَــق !!








***
***







مسحَ عَـلى وجههِ بتَــــعب و هُــو يستنِـد على مكتَـبهِ فالعمَــلُ قَــد تراكَـم بشدَة هذهِ الأيَـام و الصفقَــات تنقضي عليهِ مِــن كل جَـانبٍ .. فهذهِ فــترَة تكثُــر بهَــا الإستثمَـــارات و عقد الصفقَــات بين الشركَــات المجَــاورة .. !

أخَــذ قلمه بخفَــة و عينَــاهُ تجولاَن حَـول الأوراقِ بتركِــيز تَــام فهذهِ إحـدَى الصفقَـات المميزة من الدرجَـة الأُولَـى كذَا أنهُ لا يريدُ الوقوعَ رهـنَ الخسائر و الإختلاسَـات من أعداءِ الشركَـة ..

وقَـع بسرعَـة و قد فحَـص جميع المجريات بهَـا ليقِـف منهكـاً و متعباً فقدَ داومَ يوميـن متواصليــن بالشركَـة .. فالعمَـل بهذهِ الأيَـام لا يُـعوض و يجبُ إستغـلال الصغيرَة و الكبيرَة مِـن أجل رفع مكَــانة الشركة و بروز إسمهَـا بالسُـوق ..!

أبعَــد نَــاظره نَــاحيَـة النَـــافذة الواسعَـــة الزجَــاجية بحيثُ يُـطِـل مكتَــبه على مركَـز المدينة و المنطقَــة .. الكلُ ينتَـشر هنَـا و هنَـاك دون تَـوقف .. !

قطع عليه دق خفيفُ على البَــاب الزجَــاجي .. أردفَ بدُون أن يلتَـــفت : تفَـــــضَـل !

دخَــلت بهدوء و هــي ترجوا مِــن أعمَـاقها أن تتيَـسر بقبُـــولهَـا فهي بحَــاجة مَــاسة إلَــى العمَـــل .. و مصيرهَــا مُـحددُ بهذهِ اللحظَــة و بيدِ هذَا الشخــصِ .. قبضَــت على يدهَـا من الخوف و هي تحَــاول تهديَـة دقات قلبهَــا و بثَ الثقَـة و الهـدُوء بأواصلهَـا : مرحبـــاً .. لقَــد تقدمـتُ مؤخـراً بطلَـــب عملِ بالشركَــة .. و قد حَـضرتُ مِــن أجلِ المُــقابلَــة !

عَــقد حاجبيـهِ بإستغــراب .. هذا الصَـوت ليس بالغريــب عنهُ .. هذاَ الأسلوب ليسَ غائِــب عن مسَــامعيهِ .. إلتَـــفت بهدوء لينَــاظر من صَــاحبة هذا الصَـــوت .. صَـــرخ بدهشَـــة : أنــــــــــــتِ مُــــجدداً .. !!!

رفعَــــــت نظرهَــا و هي تصرخ بإستنكَـــــار : لالا يَــــا إلهِـــي لمَـــــاذَا أنــــت دائمـــاً ؟!!











***
***






نهَـــاية " الومضَــة الأولَـى " !
قراءة ممتــــعة لكُـــم أحبـــتيِ :)
أرجُــو أن ينَــال عن إعجَــابكم .. أنتَـــظر ردودكــم + تقييــمكم

bluemay 11-05-15 04:13 PM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 
هديل مسكينة فقدت عملها ولم تجد في غير سامي عونا لها .

سامي جاد في مشاعره تجاهها ولكنها ترفضه جملة وتفصيلا .

مفاجأة فعلا ان يكون المدير هو السائق المتعجرف الذي اخذ حذائها .

كيف ستجري المقابلة ؟!!

لا اظنه سيقبل بتوظيفها ههههه . او ربما يقبل ليلقنها درسا في التربية واﻷخلاق .

سلمت يداك متشوقة للقادم

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

إِنسيَابُ 12-05-15 11:27 PM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 
[B]
السلامُ عليكُــم !
صباحكـم | مسائكــم .. فرح و نُـور !
أشكر جميع المتواجدين و المتفاعلين بصفحات الرواية ..
ردودكـم تفتح النفس للكتَـابة و الحمَـاس يتجدد بتجدد الردود ..
متابعي الكواليس شرفونا بأسمائك و خربشاتكم ..




| الومضَــــــة الثَـــانيَـــــــة .. ! |


رفعَــــــت نظرهَــا و هي تصرخ باستنكار : لالا يَــــا إلهِـــي لمَـــــاذَا أنــــت دائمـــاً ؟!!

ابتسم بسخرية و هو يلمحُ الصدمَـة التي تطغَـى على ملامحِ وجههَـا البريء..
خاصة تلك العيون العذابية العسلية ..
التي تأسر النَـاظر إليهَـا : آهلاً آهلاً يا إلهي ما هذه الصدفَـــة القبيحَــــة !!


رفعَـت إحدَى حاجبيها إستنكَـاراً و هي تحاول إكتدنيء.لَـة البرود و الجمُـود ..
فلن تثيرَ أعصَـابها مجدداً من أجلِ شخصٍ متعجرف دنيء ..
أردفَـت بثقَـة و كبرياءِ : ليسَـت أقبح من وجهِـك .. أيهَـا البغيضُ !


نَـاظرهَـا بعمقٍ و هُـو يتقدمُ نَـاحيتهَـا بخطوات متزنَـة ثقيلة على قلبِ هديل
و هي تستَـمع لوقعِ حذاءهِ على الأرضيَـة الصلبَـة يبتَـسم ابتسامة جذابة ..
فغرَ فاههَـا و قد داعب أنفاسهَـا المهرولة رائحته الرجولية الطاغية التي تقتَـرب بتقربهِ ..
تراجعَـت نحو الخلفِ بخطوتين .. لينَـاظرهَـا بإستغراب مستنكراً حركتهَـا تلكَ ..
ألهذهِ الدرجَـة غدَى تصرفها غبيُ .. لقد فضلت بالإبتعاد لإنعدام الهواء بقربه ..
أخفضت نظرها نحو الأرض و هي تشعر بالخجَـل أم الذُل .. شعور لم تدركهُ هي نفسهَـا !!


انطلقت ضحكته التي تمكثهَـا بشدة ..
مقهقها بقوة و صوته يصدى بجنبات المكتب و يرنو بمسامعها كاللحنِ الجميل ..
ليس لحنـاً بل صوت نشَـاز مزعج .. رفعَـت عيناها نحوه بسبب الفضول الذي خالجها ..
ما الشيء الذي جعله يضحك بهذه الشدة فقد أحمر لون وجهه ..
و لكن ضحكته لم تزده إلا جمالاً : أيتهَـا الجميلة هل إشتريتي حذاءً آخــر !!


احتقنت الدماء بوجهها لتندفع بقوة مثل اندفاع أعصابها التي لم تستطيع التحكم بها : نــعم !! و هل تريدني أن أبقَـى بدون حذاء . أريد أن أسألَـك هل هذا شيء يضحك مثلاً ؟!
.. توقف عن صهيلك فقد أذيت طبلة أُذني بصوتك البَـشع هذَا .. !


توقفَ عن الضَـحك لتنمسح إبتسامته و يحل محلها السخرية و الجلمود : بالنسبة لي هذا شيء مضحـك و للغَـايَـة ! و أنَـا أُريدُ أن أسألَـك أيتهَـا الغبيَـة هل تدركين من تكلميِـن بهذهِ اللحظَـة ؟!
إنــهُ مديركِ .. ليس صديقُـك .. !! إذاً عليكِ صيَـانة كلمَـاتكِ السوقيَـة تلك " ليردف بإشمئزازٍ " و مَـا هذَا الأسلُـوب الهمجـي المتبذىء ...
ألم يعلمُـك آهلكِ الأدب .. بالإضَـافة ما هذه الملابس البَـالية حتمـاً لم تزدكِ إلاَ بشاعَــة ! ..
هل تردين أن يهربُ العُـمال عند رؤيتكِ ؟! فشكلك هذا سيعطي صورة سيئة عن عمال الشركة كافة
" ليهمُـس بغيرة و إنزعَـاج " و حتَـى أن عينَـاك العسليَـة و شعركِ الكستَـنائي ذلكَ لَــم يعجبنِـي !! ببسَـاطة كل شيء بكِ يا عزيزتي غيرُ جميـل و لا يجذب ..


هَــديل و قد إشتعلت النيران بجوفها ..
الإهانات تهطل عليها من كلِ ناحيَة و من ذلكَ الشخص الذي تمقتهُ بشدَة ..
أبعدت بعض الخصلاتِ التي ترامَـت على عينَـاها ..
لتظهرَ مخالبهَـا الشرسة مستعدَة للهجُـوم و إطلاق القذائـف دون توقف .. : ما الذي تقصده بكلامكَ يا هذَا ! لقد تركت الأدب لأمثالكَ الذي يفتقرون ذرة الإحترامِ ..
صحيح أنك غني بمالك لكـنك فقير بفكركَ .. أقسم لأني أقرفُ من أتبعَـاك ..
أسلوبي ليس بالمتبذىء بل هو مجرد سلوك إقتنصته لأعيش وسطَ هذَا المجتمعِ الكريهِ و أحيى بهِ ..
فمَـا بوسعِ فتَـاة بالعشرين فعله .. " تنهَـدت بعمق و قد تحشرج صوتها لذكرى تريد إبعادها " .. على الأقل أنَـا أعتمِـدُ على نفسي ..
أما شكلي فأنا راضية به للغَـاية أيتحصل لكَ " بغرور و هي ترفع خصلات شعرها " فتَـاة ذي شعر كستنائي أملس و عينَـاي بلونِ العسَـل .. من المفترضِ أن تترجَـاني لإنضمام !


ضحَـك حتى أدمعَـت عينَـاه فأدركت أنه إحدى الأسايب التحقيرية التي يعتمد عليها ..
فحتما لم يخطىء سامي بنعته المتعجرف .. ناظرته بإستخفاف : أسنَـانك ستسقطُ من الضحكِ .. إغلق فمكَ يا أيها الغبي


ناظرها بسخرية : حقـاً هل تعلمين أنَ شعركَ يصلحُ لغسلِ الأوانِــي أمَـا عينَــاك تلك فأقسم لأنهَـا تخيفُ النَـاظر إليهَـا ! ..
آسف لكن التعبير قد خانني بوصفِ ملامحكِ هذهِ .. ناظري نفسكِ بالمرآة يا فتَـاة ..


إلتفَــت ناحيَـة مكتبهِ و هو يرتمي بقوة على كرسيه الفخمِ و عينَـاه لم تفَـارق جسدهَـا الساكن دون حركة ..
همسَ بداخله " مَـا هذا الغبَـاء الذي أتفوهُ بهِ .. أقسمُ لأنها أجمل فتاة وقعت عيناي عليها ..
عيناها تلك آآخ عذاب حقيقي " : هيَـا أحضري ملفكِ لأطَـلع عليهِ .. فنحن بحَـاجة ماسة للعمَـال خاصة بهذهِ الآونَـة !


هديل و عينَـاه تجولان بالفراغِ .. لم تكره نفسها يوماً بهذه الدرجَـة لكن كلامه يضربُ الوتر الحسَـاس بقلبهَـا ..
ألم يدرك أنهُ يهدم الحصون المتبقية بداخلها ..
خدَش مشاعرهَـا بتلك السمومِ الذي يقذف بها ..
لقد أدركت مسبقا أن المقابلات ليست بالأمر السهل ..
لكن هذه المقابلة ذكرتهَـا بالعديد من الأمور السيئة التي حاولت تجاوزهَــا ..
الجميع يذكرهَـا بذلك . بواقــع أنها منبوذَة بينهـم .. واقـع إختلافها عن غيرهَـا ..
إِلتفـتت متراجعَـة بخطَـى شبه متزنَـة .. لم تعد تريد شيئاً لا العمَـل و لا الحيَـاة ..
لا شيء ! فقط أن تبتعد عن الجميعِ ..
رمَـت الملف أرضـاً و أوراقهُ تتناثَـر على الأرض منتشرة بكل مكَـان ..
لتردف بهدوء : لا أُريــــد .. لا العمَــل و لا غيرهُ إحتفِــــظ به لشخصٍ آخَــر .. و بالفعل لن أتشرفَ بمدير مثلك َ.. إلى اللقَـــاء !


ألتفتت راحلة و هي تجرُ أذيال الخيبَـة معهَـا ..
فقد فقدت آخر آمل للحصول على العمَـلِ و بالفعل ما تبقى لها الآن سوِى الشارعِ يضمها بين زوايَـاهُ .. لكن ثبتت بمكانها و هي تستمع له : إنتَـــظري لحظة !!


زفرت بضيق و هي تجيبُ دون أن تلتَـفيت ناحيته : نعـم ؟!


تكلم بمزحٍ و هُـو يناديهَـا بصوت مرتفعٍ : هــديــل يا فتَــاة تعالي و إجلســي .. لقد كنـتُ أمزح معـكِ ألهـذهِ الدرجَـة متأثِــرة !

هَــديل و الدموع قد ترقرت من عيناها و تحشرج صوتها
يأبى الخروج من حلقها .. : لالا داعٍ لذلكَ ! حتما لم يعُـد لي الرغبة بالعمَـلِ .. فرصَـة سعيدَة


إنسابت دمعَـة من مقليتها بهدوء ..
تشعر بضيق و كأن السماء إنطبقَـت عليها و لم يعد لها مجال لتصليحِ الأمور ..
بل هي في إستياء كبيراً .. أحسَـت بيد ذات ملمسٍ خشن تطبقُ على كتفهَـا و تمسكهَـا ..
لتقفزَ بذعر و هي تلتفت : هييه ماذَا أيضـاً !! إبعَـد يدكَ


يوسف و قد لمح تلك الدمعَـة الصغيرة تنساب على خدها المتورد ..
أبعَـد يده بهدوء مستغرب إنتفاضتهَـا و تصرفهَـا : هيـا يا هَــديل لقد نفذت مطلَــبكِ و أترجَـــاك أن تنضَــمي لطاقمنَــا .. !
هيَـا وافقـي يا فتَــاة هل سبقَ لكِ أن رأيتِي مُــدير يترجَـى عاملا من أجلِ أن ينضِــــم لشركته !؟


ظهَــرت شبح إبتسامة و هي مستغربة و كذا مستنكرة تودد يوسف و إصراره لإنضمَــامها ..
أين ذلك الشخص المتعجرف سليطُ اللسَــان ؟! ..
الذي كان يجرحهَـا بالكلامِ ! : يَــــا إلهي أني لا أُصَـــدق ذلكَ السيـد يوسف يتشَــرف و يترجَـى فتاة قبيحة الملامح و ذات السلوكِ البذيء لتنضم لعمَــاله .. حتمـاً وراء موافقتــك هذه شيء مريــب !


إقتَــرب منهَـا حتَـى لم يعد يفصل بينهَـم سوى خطوتين ..
ليهمس لها و قد علَّــت الإبتسامة ملامحه : ألهَــذهِ الدرجَـــة تظنينني سيء " بمزح " هيا دعكِ من الجنُـــون و دعينَـــا ...


دخَـل و بيده حزمة من الأوراقِ التي تحتاج للتوقيع من طرفِ يوسف و الموافقة عليهَا ..
عينَـاه ترتكز على محتوى الصفقة ..
ليردف بدون أن يطرق الباب إستأذانـاً فقد إعتاد على طريقته تلك رغم تحذيرات يوسف الدائمة ..
ولكن لا حياة تنادي مع سامي .. : سيـد يوسف لقد وصلَـــت صفقَــة إستعــجـاليــ.. " بُترت كلامته و قد ضاعت الحروف الأبجدية من لسانه ، يعجز عن التكلم و كأن لسانهُ إنعقِـد و يأبى التحرر .. "


القرب الذي بينهمَـا مريب للغَـاية فلا يكاد سوى خطوتين و يصتدم بها
و هَـديل لم تظهر أيةُ ملامحٍ على وجههَـا الحسين مُـجرد دمعَـة معلقة برمشهَـا الأيمَـن تأبى النزول ..
أمَـا كلماته تلك فقد لعبت بمجاديف عقلهِ فمنَ المستحيل أن يخَـاطب مدير عاملة طلبت التوظيف للتو !!
.. أين الرسميَـة و مجريات المقابلة ؟!


إنزلقت الأوراق من يداهِ لا شعوريا و هو سابح ببحر أفكارهِ اللامنتهية ..
أما عيناهُ فلم تفارقهمَـا و جملة واحدة يطرحها عقله " مـاذا يفعلان ؟ "
و بنفسِ الوقت يبحث عن إجابة يقتنع بها ..
لكن لم يجد إجابة مقنعة تسدُ الأسئلة و الشكوك التي تتكدس بفكره ..
إنتبه ليوسف و هو يتنحى خطوتين متجهاً ناحية مكتبه و هو يردف بشيء من الحدَة : سامي أنت لن تتَـوقف عن عَــادتكَ تلــكَ .. !
أُطـرق البَــاب قبل دخُــولك أنه مكان عمَـل و مكتَــب له خصوصيات و مبادئ ..
أحذرك للمرة المئة إستأذن عند دخُــــولك .. ممفهُــوم ؟!



إنصدمت هديل من دخولِ سامي المفاجئ ..
و هو يرمقها بنظرات غريبة أو نارية لم تدرك ما مصدرها ..
ربما هنالك شيء ما أغضبه فقبضة يديه تلك لا تبشرُ بالقادم ..
عينَـاه الخضرواتيـنِ التي تلمعُ و تقدح من الشرر و كأنها تطلق السهام النارية ناحيتهما ..
بلعَـت ريقهَـا و هي تبعدُ عيناها ناحية يوسف الذي إتجه ناحية مكتبه
و الحدة ما إقتحمت تقاسيمه و خالجت صوته الرجوليُ المهيبِ يعلو جبينه تقطيبة ما دلَـت إلا عن إنزعاجهِ ..
عيناهُ تلك لم تعرف ما الذي تخبأه من ملامح وراء ذلك السوادِ الليليِ الجذَاب ..
همست بذاتهَـا " يا إلهي ما ذلك الجمَـال مؤكد لأنه جلُ الفتيات يتراكضن ورائهِ .. حقاً أنَـا لا ألومهـن على ذلك !! " ..
بعثَـرت نظرهَـا ناحية الأوراق المتساقطة و هي تشتم نفسها على سرحانها الدائم بملامحه
و كأنها لم ترى يوما بحياتها رجل مثله ! ..
و قد صادها هذه المرة و هي تدقق بملامحه الجميلة فحتما سيغتر بعد ذلك و يتعجرف أكثر من السابق ..!



أمَـا سامي فقد بدأ بفقدِ رباطة جأشه ..
نظراته فقط كافية للتعبير ..
أردف و هو يجمَـع الأوراق التي إنزلقت من يدهِ و لكنه إنتبه لملف هديل المرمي أرضاً و قد بعثرت أوراقه و أختلطَـت ..
عقد حاجبيه بإستنكار و هو يهمس : ما الذي يحدث بحقِ الجحيم ؟!



زفَـر بقلة حيلة و هو يكدس الأوراق بغضب و يضعها
أو بمعنى الأصح يرميها على المكتَـب بغضب : هذه صفقة جديدة من شركة (..)
و قد قمت بمراجعَـة محتواها و تعَـاقدنا معها سيرفع من مكانة و إسم الشركة أيضاً بالأسواق ..
إنها تحتاج لتوقيعك !



رفع يوسف نظره بغضب من أسلوب سامي الذي إنقلب فجأة ..
فلم يسبق له أن يعتمد هذا الأسلوب بالكلام ..
ضرب كف يده بقوة كناية على غضبهِ : ســــامي !! خذ هذه الأوراق و رتبهَـا من جديد و إياك أن ترميها مجدداً بتلك الطريقة .. !
و بالمرة القادمة لا تدخل إلى المكتب إلا و أنت مستأذن بالدخول ..
إنه مكتب المدير ليس حظيرة !!



أخذ سامي الأوراق بعصبية مكبوتة فمع يوسف بعض الحق بكلامه ..
و أنطلق خارجا و هو يرمي هديل بنظرات نارية ليردف الباب ورائه بهدوء ظاهرياً ..
يحمل بجوفه ضغن و حقد على يوسف !



هديل و قد إستغربت تصرفات سامي الهائجة و أسلوبه .. إبتسمت بحرج : آمم فالحــ..

قاطعها و هو ينَـاظرها بنفاذ صبر : أحضـري ملفك و دعينَــا ننهي الأمـرَ !

هديل و هي تجمَـع ملفها بصمَـت و تضعه أمَــامه : تفضَــل !



أخذَ الملف و هو ينَـاظر ملامحهَـا المرتبكَـة ..
و لكن دائماً تطغى عليهِ البرائة ..
همس بذاته و عيناه سارحتان بالعسلِ الذي يتجامع بعيناها " ما هذه العينَـان .. ! هذهِ الفتَــــاة خطر على رجَـال العَـالم .. جمالها مبالغ فيه للغَــاية ! .. حتماً لأنه يجلب لها العديد من المصائب "
.. تحمحم بحرج و هو يخفظ نظره ناحية الملف : أمم هديل إبنة عبد الله .. العمر عشرين !
" نَـاظرها بإستغراب " أنتي صغــيرة السن للغَــاية هديـل ..
" بتساؤل " هَـل يناسبك العمل بمجَـالِ الطباعَـة فهذَا تخصص ينَـاسب عمرك و كذا لا يتطلب خبرة كبيرة !



هديل بدون تفكير : مؤكد ذلك أنه لا يضم العديد من التفاصيل المملة و الدقيقة .. و قد عملت مسبقاً بالطباعة إذن الأمر ليس بالجديد علي .. !



أغلق الملف و هو يبتسم : مبارك عليكٍ و آهلا بك بشركتنَـا نتمنى لك الموفقية بيننَـا ..
عملك سيبتدأ اليوم التالي على التاسعة صباحـاً لا تتأخري !!



هديل و بداخلها ترقص فرح .. فقد حُـلت أولى معضلاتهَـا ..
و وجدت عملا يناسبها و يرضيهَـا .. بادلته الإبتسامة : شكراً لك .. و سأتواجد بالوقت المنَـاسب و سأحاول عدم التأخر ..!



يوسف و هو ينَـاظرها : جيد فتَـاة مطيعَـة .. !
" أخذ القلم بخفة و هو يضربه بخفة على سطح المكتب "
أريد أن أطرح عليك سؤال من باب الفضول لا غير " رفع نظره ناحيتها " من يكُــون سَــامي بالنسبَـةِ لكِ ؟!




***
***



نهَـاية الومضَـة الثانية ..
أعلم أن الومضة قصيرة للغَـاية و أتأسف جداً لذلك
لأني مضغوطة للغاية بهذه الفترة ..
خاصة من الناحية الدراسية خاصة و أن الإختبارات الأسبوع القادم ..
أنتظركم مع ردودكم المبهجة + تقييمكم ..
حتما لأسعد عند رؤية تعليقاتكم :biggrin:
لي عودة يوم غداً بإذن الله مع ردودكم .. :biggrin:
أتأسف جداً على التقصير .. :ta7a_51:
موعدنا يوم الخميس مع الومضة الثالثة بإذن الله .. :ta7a_411:





[/B]

bluemay 13-05-15 06:06 AM

ومضة رائعة ومؤثرة للغاية ..

حزنت على هديل وهي تتعرض للإهانة من يوسف .

وسامي اخافني واتوقع ان تتغير معاملته لهديل بعد ان اكتوى بنار الغيرة.


اسلوبك جميل ولكن أرجو منك أن تنتبهي للأخطاء اﻹملائية .

أسأل الله التوفيق لك في أختباراتك .

متشوقة للقادم لك ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

إِنسيَابُ 13-05-15 07:03 PM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3529527)
مراااحب أنسياب

بدايتك حلوة وادخلت السرور على نفسي ورسمت البسمة على شفاهي

احببت هديل سليطة اللسان تعيسة الحظ ههههه


اسلوبك جميل ومنمق وبالرغم من بعض اﻷخطاء اﻷملائية والنحوية لم تؤثر برأيي على جمال السرد.


اتمنى ان تكمليها وتصلي بها إلى بر النهاية بسلام .


تقبلي مروري وخالص ودي

MaYa

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°











آهلاً عزيزتي مايا :)
أشكرك على الترحيبِ الحَـار و حتماً لأسعد بالإنضمامِ لكم و لمبدعَـات ليلاس بالكتَـابةِ :e106:
حلاة عيونك و جمالها التي ترى هذهِ الخربشات الإبتدائية جميلة
حتماً لأسعد لإرتسام البسمة على شفاهكِ على موافقهم المضحكة :0041:
هديل فتاة خفيفة الظل و ستعرفينها مع الفصول القادمة أكثر .. و طبعا من منا لم يمر بمواقف تعاكس مجرى طرقه و يومه بالذات .. أنه الحظ العثر :e105:
يسعدني إعجابك بالأسلوب و سأحاول الرفع من المستوى .. :Uf704404:
أما بالنسبة للأخطاء الإملائية فحدث و لا حرج .. منتشرة بالفصول و ذلك بسبب عدم التركيز و تدقيق الفصل الكثير قبل تنزيله .. :mad:
و أنا لا أخفي عنك أن مراجعة الفصل لعديد من المرات ليست من أولوياتي .. :tongue:
و ذلك لضيق الوقت و عد القدرة للتركيز بسبب الضغوط الدراسية و غيرها .. :frown:
بإذن الله سأفعل ذلك و ستنقل ناحية الروايات المكتملة .. :biggrin:
أشكرك يا مشرِفتنا و تواجدك ..:e106:

إِنسيَابُ 18-05-15 02:18 AM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 










السلام عليكم .. !
صباح | مساء .. الخير و الفرح !
و هذه الومضَـة الثالثَـة جاهزة ..
أتمنى أن تعجبكم و تشفع لي تقصيري .. :$
قراءة ممتعَـة لكم أحبتي ^^




| الومضَــــــــة الثَـــالــثَـــــة ..! |


يوسف و هو ينَـاظرها : جيد فتَـاة مطيعَـة .. ! " أخذ القلم بخفة و هو يضربه بخفة على سطح المكتب " أريد أن أطرح عليك سؤال من باب الفضول لا غير " رفع نظره ناحيتها " من يكُــون سَــامي بالنسبَـةِ لكِ ؟!

لم تعرفِ ما راودهَـا من سخفٍ و إستغراب من سؤاله هذا .. ما الفضول الذي جعله يطرح سؤال مريب مثل هذا ؟! .. أبعدَت إحدَى خصلات شعرهَـا التي تمردَت ناحية عينَـاها تحجب عنهَـا الرؤيَـة .. لتجيب بعفوية صادقة .. تُلتمسُ من نبرةِ صوتهَـا و تعابيرِ وجههَـا البريءِ : أنـهُ صَــديقٌ .. لكنه حتمـاً من أفضلِ و أقربِ الأصدقاء !

ضحكَـت بسخرية على كلماتها تلك فهل تملكِ من الأصدقاء و الصديقات شيء ؟!

لم تسترق من ملامحه الباردة شيئا ! .. فأكتفى بهز رأسه موافق : جيد أن يكون لكِ صديق مثل سامي .. لكن أيعتبركِ مجرد صديقة ؟ و يبادلك نفس المشاعر .؟

هديل و قد إستنكرت كلامته الأخيرة .. فما المقتصد منها ؟! هي لم تكن يومـاً بارعة بحلِ طلاسيمِ و ألغازِ الكلمَـات التي يستعملها العديد لمحَـادثهَـا .. !

تذكرت تصرفات سامي و نظراته الأخيرة ناحيتها .. أحقاً يعتبرها مجرد صديقة ؟! .. لكن تعابيره و حركاته لا تدل على البتَـات أنه ينظر ناحيتها نظرة الصديقة لا غير .. !

حتى أنه بات مؤخراً يلمح لها بطرق عديدة و مختلفة و واضحَـة وضوح الشمسِ .. فمَـا تجد المفَـر إلا بالتحججِ و تغيير الموضوعِ ناحية منحى جديد بعيد عن الحب و ما شابه ذلك .. !

لم تلحظ أنها قد غرقَـت بأفكارهَـا غير مستوعبة لنظرات يوسف المتمعنة ناحيتها .. ينتظر جواب صريح مثل سابقهِ يملأه الصدق ..لكن ما دُل على الصمتِ إلا الموافقَـة و الرضَـى .. إذاً ما هي بغافلة عن تحركات سامي و المشاعر التي يكنها لها .. فأجاب بتوجس و لسانه يطلق تلك الكلمات بالقوة .. لا يعلم لما أحس بالثقل و العجز الكبير بإطلاق تلك الأحرفِ و تركها تنسابُ لمسامعيهَـا .. : هَــل هو حبيبــكِ ؟! " ليسرع بإنسحابه متأسفا " حسنـاً لست مجبروة على الردِ .. آسف على التطفل الكبير و إزعاجك

هديل و هي تهز رأسها بتفهم : ليس حبيبي ! على العمومِ أشكرك سيد يوسف " لتقف برسمية " ملتقَــانا يومُ غداً

يوسف و عينَـاه لم تبرحَـا تلك الملاك الذي تقف برسمية غير لائقة آبداً .. إبتسم بحزم و بجدية لا متناهية : مؤكـد ذلك .. أرجو عدم التأخَـر .. إلى اللقَـاءِ

إنسحَـبت هديل بإبتسامة هادئة و بداخلها ترقص من الفرحِ .. لم تدرك يوماً أنها ستعمل مع يوسف المتعجرف و مع سامي أيضاً .. !

بالمناسية أين سامي ؟! .. رفعت نظرها نحو الأفق تبحثُ عنه لتبشرهُ بقبول وجودهَـا بهذه الشركة الفخمة التي تنبض بمعنى الجمال و الترفع .. إلتفتت يساراً لتصتدم بظله الطويل الذي يقف ورائهَـا .. قفصه الصدري الذي يعلى و ينزل بشكل متفاوت .. عيناه الملتهبتين و شعره الأشقر المتبعثر بعشوائيَـة .. لم تخفي رعبها من مظهره ذلك و كأنه كان بحلبة مصارعة يتقاتل .. حتى هندامه غير مرتب .. بلعت ريقها و هي تتراجع نحو الوراء : سامي لقد كنت أبحثُ عنك !

أطلق تنهيدة يخرج فيها جميع العصبية التي تملكته .. فبتواجدها يرحل كل شيء أدراج الرياحِ .. إبتسامة آرتسمت على وجهه و هو يلمح الفرح بعيناها العسلية التي ترسل بريق الحياة : ماذاَ هنَـاك أيتهَـا الجميلَـة !

قفَـزت من مكَـانهَـا مثل طفلةِ العشر سنينِ و خصالتها تتراقص .. لتهمس محاولة كبت حماسها و فرحها الذي سينفجر حتماً .. و رغبة الصراخ قد خالجتها لكن المكان لا يسمح بذلك : لقَـد وافَــق يا سَـام .. وافـقَ على طلب العمَـل !

ضَـحك مجاملة لا غيرَ .. و هو يهتف مباركـاً : مبارك عليكِ .. لكن لا مجَـال للتأخُـر مع هذَا المدير !

هديل إبتسمت له و هي تضربه على كتفهِ بخفة : أشكرك بالفعل يا سَام لمساعدتِـي .. حقاً جميلك هذَا لن أستطيعَ ردهُ .. أما بالنسبة للتأخَـر فقد أخذت الحيطة لذلكَ

سامي إبتسمَ لها : لا شكرَ على واجب عزيزتي .. إنتظريني لنذهَـب مع بعض سوف أعطيهِ الأوراق اللازمَـة .. " ليتجه ناحية المكتب و النيران ما بدأت تشتعل بداخلهِ " هَــديل أنتي اليوم مدعُـوة للغذَاء لنحتَـــفل بهذهِ المنَـاسبة الجميلـة ..!

هديل بسرعة و معَـارضَـة : لالاَ داعٍ لذلكَ سامي .. لا أريد تأخيرك عن عملك .. يكفي تعبــ

سامي ناظرها بعتب : أرجوك هديل توقفي عن كلمات الشُـكر تلك .. لن أقبل أي إعتراض .. !

ليتجه ناحية مكتب يوسف دون أن يستمع لترجياتها و منادتها لهُ .. !

وقفَ أمام باب المكتَـب الزجَـاجية و هو يحاول كتم الغَـضب الذي خالجه .. وأمسكَ الأوراق و هو يطرقُ البابَ متمللاً .. فلم يسبقِ له أن طرق البَـاب و أنتظر رد المدير ليُسمحَ له بالدخول .. حتى أن يوسف لم يكن شديداً معه بهذا الأمر و لكنه كان دائم التنبيه و التحذير له و لم يختَـر إلا اليوم بالذات لينفجرَ به .. ضحَـك بسخرية و هو يستمع لرده فيدخل بهدوء ظاهري .. : لقد أحضرت الأوراق الخاصة " فيضعها على مكتبهِ " إنهَـا مرتبة حسب الصفقات المهمَـة

ألقى عليه نظرة باردة مجردة من أيِ تعبير : أحسَــنت ! .. إنه تقدم ملحُـوظ أولا طرقك للبَـاب و ثانيا نظامك و كذَا أسلوبك .. ! يمكنكَ الإنصراف ..

ناظره سامي بقلة صبر .. حتماً أنه يريد إختلاق المشاكل اليوم .. و يتقصد بكلامته الإهانة و كأنه لا يخاطب سوى طفل صغير أو خادم له : سيد يوسُـف .. ! أتسمَـحُ لي بالخروجِ فقد أتمَــمتُ جميعَ العمَـل و راجعت جميع الصفقَـات الحالية و كذَا القادمَـة و رتبتهَـا حسبَ حجمِ الربائح و الأهميَـة .. و لم يتبقى من العمَـل شيء !

يوسف و هو يأخذ الأوراق و المناقصات و يتصفحهَـا : ممنُـوع !

سامي و قد تهجَـم وجهه من رفضِ يوسف .. لقد إعتاد أن يسمح له بالخروجِ حتَـى و إن تبقى بعضُ من العمل على عاتقهِ .. فهو لا يضغط على العمالِ أبداً .. فما بالهُ اليوم ؟! : نعــم ؟!

يوسف رفع ناظره ناحية سام بحدة : نعـم !! ألا تسمَـعُ أم مَـاذا ؟! .. لقد أخبرتكَ أن الخروج ممنُـوع ! .. يمكنكَ الإنصراف .. !

سامي و قد هُـدر صبره و بدأت الأمور تنفلتُ من يدهُ .. إنه متقصد الرفض ! .. لكنه وعَـد هديل بمرافقتهَـا .. و تناولهمَـا الغذاءَ خارجـاً من أجل الإحتفَـالِ بحصولها على العمَـل : سيد يوسـف لقد إعتدتُ الخروج .. و قد أنهيتُ عملي .. فلماذا البقاء دون جدوَى .. ! .. و قد واعـدتُ صديقتي للخروجِ معهَـا !

رفع نظره من على الأوراق للمرة الثانية و هو يضعهَـا بعيداً .. ليناظر سامي بحدة أكبر و بنبرة أقرب للصراخ : أنَـا من آمُـر هنَـا هل سمعـت ؟ .. تخرج حينمَـا أقول لك أخرج .. تنصَـرف حينما آمرك بالإنصراف .. تبقى حينمَـا يتوجب عليك البقَـاء .. كيف أنهيـت عملكَ و الجميع غارقٌ و منهمك بهِ .. هذه فترة جدُ مهمَـة للشركة و يجب إقتناص كلِ كبيرة و صغيرة " ليضيق من عينيه السوداء و يناظرهُ بشك " أما صديقتك تلك فأخرج معها بيوم ثانٍ هي لن تَـفُـرَ منك !

سامي و قد إنفجرت جميع براكينه المشتعلة .. ليقبض على يده بقوة : لكنهَــا هديل !

يوسف و قد ضاقت به الذريعة و أُختلس جميع صبره .. لا يعلم لماذا أزعجه بذكر إسم هديل .. لينتفض من الغضب و هو ينهض من كرسيه متوعداً .. فحتماً لن يمر كلامه هذاَ مرور الكِرامِ .. لقد أخطأ ..! و أقترف أكبر خطأ بذكره لإسمِ هديل .. لا أحد له الأحقيَـة بذكر هذه الأحرف الأربعَـة عداهُ .. لا يعلمُ لماَ شعر بالغيرَة و هو يخبره بمواعدته لهديل .. ! لكن من تكون هذه هديل ؟! .. ليست حبيبته و لا صديقته إنها مجردُ عاملة مثل باقي عاملات الشركة .. ! لا ليست كذلك إنها مختلف عنهم لكــــن ...! لماذا يفكر بهَـا فلتذهب إلى الجحيمِ ما دامت تريدُ الخروج معهُ .. لكنه سيمنع ذلك عنـاداً فيهَما و سيتلذذُ برؤيَـة الخيبة على محياهمَـا

إتجه ناحية سامي بهدوء و هو يناظره ببرود ظاهري : و مــن تكون هذه هَـــديل ؟! .. مثلهَـا مثل الأخريَــات و لن تضيعَ عملك من أجلها ليس صحيح ؟!

أنذهل سامي من حقارته التي تقط من لسانه .. مكره البذيء .. لقد خيره بين عملهِ و هديل ! .. هو لن يستطيع ترك العمل من أجل موعد .. لكنها هديل الحبيبة و قد وعدهَـا بذلك .. ليرفع سبابته مهدداً : هديل ليست كباقي الفتياتِ إنهَـا مميزة " بحـدة " مميـــزة للغَــــاية !

و ألتفت خارجـاً تحت أنظار يوسف المذهولة .. لم يخَـيل له أن سامي يدركها لهذه الدرجَـة ، يتخلى عن كل شيء و اللاشيء من أجلها ، يخيرها أكثر من نفسه .. و لا يتهاون برد أحد طلباتهَـا ! .. من أين لك يا سامي هذَا الحب ؟! .. لقد أعميت بسبب الحب تتبعُ قلبك دون إلتجاءِ لعقلك .. ألهذه الدرجة سلبتك هديل قلبك و أستحوذت على تصرفاتك ؟! .. أم أنها مجردُ ومضَــة حب و ستزول ؟!!





***
***




سَـارعت من خطاهَـا الصغيرة ناحية بابِ الشركَـة و قد تلألأت عيناها من الدموعِ .. دموع صعُبَ عليها ذرفهَـا و تركها تنسابُ بحُريَـة .. قلبها يعتَـصرُ حسرة و ألمـاً على الشخصِ الذي كان يصرخُ و يدافعُ من أجلهَـا بالداخل .. يجعل من الشيء الكبير لا شيء بمجرد حضور إسمها بالمكانِ .. يهيجُ و يدافع عنها حتى على حساب خسارته لعمله !!

من أين يتحصلُ لها شخص مثل سامي بهذاَ الوقتِ الذي كثُـر بهِ النصبُ و الخداع .. التلاعبُ و النفاق .. ! من قبل قليل قد أقدمَ بسبب تهوره الدائم على ترك عمله من أجل أن يرافقها بموعدٍ بسيط .. !

لقد كانت تستمع لأصواتهم التي ضجَـت الشركة بأكملها .. و السببُ هيا نفسهَـا .. لكن لم يسمح لهَـا ضميرهَـا بالبقاءِ أكثر من ذلك .. فلن تكون سبب لخسارة سام لعمله ! .. لن تجازيه بتدميره .. هو يحتاج للعمل مثل ما هي تحتاجه .. فلم يكن يوماً ردُ الجميلِ بهذهِ الطريقة .. فإلتجأت للإنسحاب بصمت من الشركة ..!

صحيح أنه سيغضب من تصرفها الغبي و المحتقر لكنه سيتفهم سبب إنصرافها فيما بعد .. فحتماً هي تدرك حجم الإصرار الذي يملكه سام و لن يتهاون بترك كل شيء من ورائه من أجل لحظة إستهتار .. !

" أيُ إستهتَـار يا غبية و هو غارق في مجاديف حبكِ و سِـماكِ " هكذَا هتفت بذاتها و هي تدرك حجم الحُبِ الذي يكنه سام لها .. لكن لما تنكرُ ذلك .. لما لا تعطيهِ فرصة يظهر فيها حبهُ ! .. حتماً لن يفرط بها و سيحسن إستغلالهَـا .. !

صحيح أنه ليس الشخص المطلوب و لكن لربما ستنجذب ناحيته أو تميل له مع الوقتِ .. !

توقفَـت عن التفكير و هي تصتدم بجسد صلب و عريض لتتسرب أفكارهَـا نحو الخارج .. فتميل ناحية الوراءِ مفتقدة لتوازنها لكن سبقتها يدان و هي تلامس خصرهَـا مثبتة إياهَـا بقوة فتنجذب ناحية ذلك الجسم من جديد ..

و أنفاس حارة تداعب نحرهَـا لتستمع لهمس رجولي : مِــــن أيـنَ لكِ هَـــذَا الجمَـــــال !

دفعَــته بقوة و قد خرج صوتهَـا المتحشرجِ بصعوبَــة و تلك الدموع تشتت لهَـا الرؤيـة : إبتعِــــد عنـي !

جذبته تلك الملامح الملائكية ليهمس بخبث : مستَــــــحيل يا جميلَــة ..

صرخَــت بهسترية و هي تدفعه بقوة : ألا تفهَــــــم !! إبتعـــــد عني أيهَــا الحقير .. !

تراجع عنها بسرعة و هو يرى نظرات العمَـــال له و الحَــارس الذي قد إنتبَــه لهُ .. ليسير و هو يضحَــك بخبث : مَــا دُمــتِ تجوليــنَ هنَــا فسيكُـــون لنَــا ملتقَــى آخر .. مع السلامَــة يا جميلة إنتبهي لنفســكِ

لم تعره هديل نظرة أو أيُ إهتمَـــام و هي تخرج مسرعــة .. تجاري خطَـاها و الدموع التي ما بدأت تنسابُ براحة .. لتنسكب العبارات دون توقف .. مثل مشاكلهَـا التي تأبى التوقـف عن إثقال كاهلها ..

أخرجت المنديل من حقيبتها و هي تسيـرُ مبتعدة تائهَـة الخطى ... تريدُ الراحَـة و لكن أيـنَ تجدها ؟!






***
***





إتجه ناحية مكتبه الذي يقبع بآخرِ الردهَـة و أنفاسه تأبى التوقف و الإنتظام .. !

إلتفت بعيناهِ ناحية المكتب .. يبحث عن ملائكه التي تركها تنتظره هنا .. لكن لا آثر لهَـا بالمكانِ .. ضرب كف يده على المكتب بقوة ممَـا جعل الموظفون و الموظفات ينتبهن لهُ .. لتجيب تلك الفتاة التي تجلس خلف مكتبها بحنق : مَــا بكَ سَـــام ؟ حالتَــك هذهِ لا تَــسُـر !

أجاب سامي بدون أن يناظرهَـا : ما دُمـت أعمـلُ عند شخص مثل ذلك لن تتغير حالتي ! ألَـم تلتقي بهَـديل ؟

ناظرته بعمق لتجيب بهدوء و عيناها تجولان بملامح وجهه : لقد غَــادرت منذُ حين !

هتَـف بقهر و هو يركل المكتَـب بقوة يفرغ العصبية التي تملكته من جديد : تبــاً !

أغمضَــت عيناها بإنزعاج من الصوت الذي دوَى : سام هدأ من روعِـك .. نحن بشركة و السيد يُـوسف لا يحبُ الإزعاج

جلس على الكرسي بقهر مكبوت و هو يمسح على وجهه بتعب : فليذهب إلى الجحيمِ .. أنَـا متجهُ إلى الكَـافتريا !

همسَــت و هي تناظره ظله الذي يختفي تدريجيا وراء تلك الجدران .. و ينسحب دون إهتمام كالعادة : يَــا ليتَـك تهتَــمُ لِــي !







***
***





دخلَ المكتَـب بدون طرق الباب و هُـو يدندن براحة متعمداً الإزعاج و المضَايقة .. يتلاعب بخصلات شعره غير مهتم إلى ذلك الشخص الذي يرمقه بنظرات من نار : زيــــــــــــــــــــاد !

ناظره بلامبالاة و هو يتجه ناحيته : آهلا يوسف " ليجلس على طرف المكتب ممدداً رجليهِ " كيفَ حَــال الشركة هذهِ الأيَـــام ؟

يوسف بحدة و هو يضربه على كتفه : إنزل من عَـلى المكتَـب ... ! المكتب ليس مكَـاناً للجلُــوسِ ! " ليناظره بسخرية " و هل تهتم لحالِ الشركَــة ! إنك تغيب عنها لفتــرات طويلة تمتدُ لأسَــــابيع .. و أنا لا أستطيع إدارتها بنفسي ! . فهذه شركة ليست مطعم !

زياد و هو ينهض من على المكتب و يرتمي على الكرسي الجانبي بقوة .. ليردف بملل : أنـــا واثــق أنكَ تستطيــعُ إدارتهَـا على أحسَــن وجهٍ .. ثم ما بَــالك بالعمَــل هذَا ! فليذهب إلى الجحيــــــم ! إستمتع بحيَـــاتك هذهِ و دعكَ من الشقَـــاء !

يوسف و هو يميل شفتيه بإشمئزازٍ .. فهو يدرك ما يفكر به أخيه و عن أيِ متعَــة يقصد ! : و هَــل المتعَـــة تكمُــن بالشرب و السهَرات لآخر الليَــــالي ! مُــــتعتك بين النسَــــاء أيهَـا الفَــاسق ؟!

تأفف زياد و هو يمدد رجليه على الطاولة غير مهتمٍ لتلك الخرفات التي دائماً ما يهذيِ بهَـا أخيهِ .. و تلك النصَــائح التي ملَ من تكرارهَـا على مسامعيهِ .. فيتظَــاهر بعدم الإستماع و هو منشغل بهَــاتفه الذي تتهَــاتف عليه الرسائل و الإتصَــالات : هَــل أتممــت محَــاضرتك الغبيَـــة تلك !

يوسف و هو يضرب يده على المكتب بقهر واضحٍ .. و حاجبيه ينعقدان كناية عن عصبيته من الموضوع الحساس الذي يمسُ كرامة العائلة بأجمعه : زياد أنا أحدثك لمصلحتـــك ! لا تتبِــع ذلك الطريق فمَــا بعدهُ إلا هَــاوية .. لن ينقذك أحد منهَـا .. إستمِــع لكلام أخيـك الأكبــر أني أدرى بالشيء الذي ينَـــاسبك و يصلح لك !

رمى بهاتفه على الطَـاولة بإنزعاج كبير .. و عيناه الناعسة ما بدأت تضيق من صراخ أخيه الغير متوقف .. ألاَ يعلم بأنه قد تعودَ على هذهِ الحَـالة التي بها و لا يستطيِـع الإستغنَـاء عنهَـا .. فقد أصبحت ملاذه الذي يلتجأ لها كل ليلة .. لا يهمه حجم المبالغ التي يسرف بها و لا وازعه الديني المرتبط به .. كل ما يدركه بحياته تلك الإستمتاع فقط .. : يُـــوسف أنا بالرابعِ و العِــشرين لستُ صغيـراً لتغثنـي بملاحظاتك و كلامك .. من الأحسَـنِ أن توفره لك ! " إلتفت ناجية و أخيه و هو يبتسم بخبث " لكـن أخي لم تخبرنـي أنك تملك الجميلات بالشركة ؟!

يوسف بحدة : زيــاد ! إنه مكان عمَــل توقف عن الترهَـــات الغبية !

زياد و هو يضحَـك بحالمية : و لكـــن تبقَـــى صاحبَــة الأعيـنِ العسليَـــة هي ملكتهُــم !





***
***




نهَـــاية الومضَــة الثالثَــة !
أتأسف حقاً على التقصير و التأخر عنكم !
و لكن كما تعلمون نحن بفترة الإمتحانات النهائية ..
و الضغوط الدراسية و النفسية تحتدم و تزداد ..
حتى أنه لم يعد بالمجال كتابة كلمتين مرتبتين ...
لذلك للأسف سوف أقوم بتأجيل موعد نزول الومضة إلى يوم السبت ..
إلى الملتقَــى ^^

bluemay 18-05-15 09:54 AM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


بالتوفيق عزيزتي ... وانتبهي لدراستك طبعا.


الومضة كانت ملتهبة هذه المرة ...

هديل بدأت تستشعر حجم المحبة التي يكنها سامي لها وتفكر جليا في ان تفتح له المجال وريما مع الزمن ستتغير مشاعرها تجاهه.


يوسف اشعلته الغيرة وبدأ يضيق ذرعا بسامي ويفكر في ازاحته عن طريقه.


زياد المستهتر ظهر في وجه هديل المنهارة ولكنها لم تأبه له ، بعكسه فقد وضعها في رأسه ويفكر بالتقرب منها .

يوسف بين منافسين احدهما جاد حد النخاع والثاني مستهتر لعوب ، فماذا سيفعل ؟!!



سلمت يداك وبإنتظارك بشوق كبير


لك ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

إِنسيَابُ 22-05-15 03:39 PM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3531399)
هديل مسكينة فقدت عملها ولم تجد في غير سامي عونا لها .

سامي جاد في مشاعره تجاهها ولكنها ترفضه جملة وتفصيلا .

مفاجأة فعلا ان يكون المدير هو السائق المتعجرف الذي اخذ حذائها .

كيف ستجري المقابلة ؟!!

لا اظنه سيقبل بتوظيفها ههههه . او ربما يقبل ليلقنها درسا في التربية واﻷخلاق .

سلمت يداك متشوقة للقادم

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°












هلا و الله . !
كيفك أحوالك .. !!؟
صحيح هديل وحيدة بحياتها و ما لها إلا سامي يوقف معاها و يساعدها
سام يمكن أن يحالفه الحظ بالقادم و من الأمكن أن تميل لهُ مع الوقت .. ؟
ليست المقابلة فقط بل كيف سيكون مكان العمل بإلتقائهما !
هه يمكن ذلك و ما أدراك فقد ينقلب السحر على ساحره !
الله يسلمك يا عسل الروايه :)
تابعي و رآح تعرفي وش اللِـ ينتظرهم !

إِنسيَابُ 22-05-15 03:51 PM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3531753)
ومضة رائعة ومؤثرة للغاية ..

حزنت على هديل وهي تتعرض للإهانة من يوسف .

وسامي اخافني واتوقع ان تتغير معاملته لهديل بعد ان اكتوى بنار الغيرة.


اسلوبك جميل ولكن أرجو منك أن تنتبهي للأخطاء اﻹملائية .

أسأل الله التوفيق لك في أختباراتك .

متشوقة للقادم لك ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°












هلا يا جميله !
جمال و روعه عيونك عزيزتي :)
لهذه الدرجة تأثرتم بموقف هديل ! هااا لا يغرك ترى هديل بتوريه الويل على إهانته هذيك و معاملته !
و بترد له الإهانات بس بطريقة مختلفة تعرفيها مع الفصول القادمه بإذن الله !
أجل أمكنُ حدوث ذلك و قد تلعب الغيرة دور خطير بالرواية ..!
إن شاء الله أحاول أتفادى الأخطاء و أنتبه لها ^^
الحمد الله يا رب حسب المعلومات فبإذن الله ستكون النتائج مرضية !
أشكرك

إِنسيَابُ 22-05-15 04:20 PM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3533350)
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


بالتوفيق عزيزتي ... وانتبهي لدراستك طبعا.


الومضة كانت ملتهبة هذه المرة ...

هديل بدأت تستشعر حجم المحبة التي يكنها سامي لها وتفكر جليا في ان تفتح له المجال وريما مع الزمن ستتغير مشاعرها تجاهه.


يوسف اشعلته الغيرة وبدأ يضيق ذرعا بسامي ويفكر في ازاحته عن طريقه.


زياد المستهتر ظهر في وجه هديل المنهارة ولكنها لم تأبه له ، بعكسه فقد وضعها في رأسه ويفكر بالتقرب منها .

يوسف بين منافسين احدهما جاد حد النخاع والثاني مستهتر لعوب ، فماذا سيفعل ؟!!



سلمت يداك وبإنتظارك بشوق كبير


لك ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°













و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته !
الله يسلمك حبيبتي ..! آمين وياك و يوقفنا جميعاً بحياتنا ^^
الحمد الله كنت حريصة عليها و إِن شاء رآح تكون نسبة مرضية !
بالطبع سنبتدأ بالدخول لمحور الرواية تدريجيا و تسبتدأ الأحداث بالإحتدامِ !
يمكن أن تميل ناحية سام أو تغرمَ به ؟! و لكن هل سيستمرُ حبُ سام لها ؟!
حتماً سيبحث عن أدقِ الزلاتِ للتخلص منه !
زياد ما سيكون دوره بالرواية هل قصته عابرة أم سيكون لها وقعٌ و أهمية بالرواية كلها !
و الأصعب من ذلك أنهمَا أخوان من لحم و دمٍ واحد . لكن من سيحضَى بحبِ أم العيون العسلية !
الله يسلمك جميلتي :)
الومضة القادمَــة ستكون يوم السبت بإذن الله

إِنسيَابُ 22-05-15 09:40 PM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 
[/URL]
السلامُ عليكم !
آل ليلاس وينكـم ؟! ما أشوف تفاعلكم من غير مشرفتنا !
إذاَ عندكم ملاحظة سلبية كآنت أم إيجابية أتمنى تتوضح عشان أحاول أحسن المستوى :$
إِذا فيه أخطاء من النوع التركيبي أو الإملائي ، النحوي ، الصرفي .. أتمنى تنبهوني عليها !
آرائكم تهمني للغاية ^^



| إنسيابُ .. ! |



الآسـك :)
http://ask.fm/hiindkiind


التويتر :)
https://twitter.com/kind_hind

أي إستفسار أو سؤال لا تترددوا !



إِنسيَابُ 24-05-15 09:15 PM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 

السلام عليكم !
كيف حالكم ؟!
الحمد الله قد أتممت الإختبارات النهائية و بإذن الله النتائج ستكون مرضية ^^
و الآن بإمكاني التفرغ للرواية أكثر من الأول :)
ندعو بالتوفيق و النجاح للجميع !



| الومضَــــــة الرابعَـــــة .. ! |



إِنزلقَ القلم من بينِ يديهِ لاشعورياً ..
ليسقط منتصباً على المكتبِ مثلِ روحهِ التي عُـلقت مع تلك الكلمَـات التي تنسابُ من شفاهِ أخيهِ دون وعيٍ ..
حتَـى أن الإبتسامَـة لم تبرح معالمه و هُـو يصف بأرَق و أجمَـل الكلمَـات عينَـاهَـا السحريَـة و جمَـالهَا الملائكيِ ..
عينَـاه تناظرانِ بالأفقِ بحالميَـة و كأنه يرسمُ ملامحها تلكَ ..
لم يعلَم لمَـاذاَ تسَـارعت دقات قلبهِ و لمَا بدأ الشكُ يعتريهِ ..
فأخاه ذلك لم يسبقِ لهُ أن ذكرَ إحدَى الفتياتِ المرافقاتِ لهُ ..
أو إهتم لهن فهن مجردُ إستمتاعٍ و من بعدهَـا لا يعيرهُـن من الإهتمامِ شيئاً .. !



لكن من هذهِ الفتاةِ التي جذبتهُ ..
الوصفُ ليسَ غائب عن عقلهِ .. فمن يتناسَى تلك الملامحِ البريئة !
.. قفزَ من مكَـانه و عينَـاه تتسعَـان بصدمَـة .. كيف لم يدرك ذلك من قبلٍ ..
أنهُ يتكلم عن محبوبتهِ المشاكسة " هَـديل " ..
جميع مواصفاتهِ تطابقُ ملامح الملاكِ تلك .. ! كيف يسمحُ لنفسهِ بالتحديق بهَـا ؟!



قبضَ على يدهِ بعصبية هوجَـاء و هو يرمقُ أخيه الغير منتبهٍ و المستَـمر على حالتهِ تلك بنظراتِ من نار ..
ليضرب بقبضته تلك على سطح مكتبهِ : كفــــى !


قفَـز زياد من مكَـانه و هو يشتمهُ بحمقٍ ..
فقد قاطَع صفوتهِ المندمجَـة و نفسهُ الغائبة و المبحرَةِ بتلك الفتاةِ الآسرَة ..
ناظره بعصبية : تباً لك لقد أرعبتني ! ما بكَ دعنيِ أُتممُ لك الــ..



ليقَـاطع بهمس فحيحٍ .. يعبر عن نفاذِ صبرهِ و تذرعهِ من الأمرِ الذي سرعَـان ما إبتدأ ..
رفع عيناه ليرمقه بنظرات من نار : أيــنَ تعَــرفت عَـلى هذهِ الفتَـــــاة ؟!




رفعَ إحدَى حاجبيهِ إستنكاراً فلم يعجبهُ سؤالُ أخيهِ ..
يتطفلُ على إحدَى ملكياتهِ التي سرعَـان ما سيمتلكهَا بين يديهِ ..
فقد سرقتَ الأنظار من حولهَـا ببراعَـة فجمالٌ مثل جمالهَـا لا يفرطُ بهِ أبداً ....
و حتماً حينمَـا يريدُ زياد الحصُول على شيء سيأخذه رغمَ الجميعِ ..
أسندَ ظهرهُ ببرودٍ ليجيبَ : للأسَـف لن أُخبركَ فهيَ " بإبتسامةِ خُـبث " إحدَى ممتلكَـاتيِ !



صرخَ بهِ و أعصابهُ ما بدأت تنفلتُ من عنادِ أخيه و تزمته بعدمِ الإجابة على سؤال بسيط .. !
هل هو حقاً بسيط ؟! بالطبع لا فبالحتمِ أن إجابتهُ أعظم .. !
ما الذي يخفيهِ هذَا الخبيث فقد أصبحتُ أخاف على أيِ شخصٍ يقابلهُ ..
إنهُ مُـجَرد شيطان يختفي بقناعِ إنسانيِ .. صحبةُ السوءِ قد غيرتهُ تماماً عن سابقهِ ..
جعلتهُ يغرقُ بالفسقِ و الفسادِ .. يجرونه مثل الأبلهِ ناحية طريق لا يحمدُ عقباهُ أبداً ..
و حتماً إذ وقعَـت هديل بينَ يداهِ .......
تسربت جميعُ أفكارهِ بهذهِ النقطَـة فلا يريدُ حتماً معرفَـة القادم ..
و حقاً هل سيسمحُ بحصولِ ذلك ؟! .. : من هي يا زيــاد ؟! .. لستُ بمزاجِ يسمحُ بالضحكِ و السخرية ! .. " بحدَة أكبر " طرحتُ عليكَ سؤالاً أجِـب عنهُ !



ناظره زياد بإزدراءٍ ..
ليردفَ بسخرية لم تزد إلاَ من شرارةِ الموقفِ و إحتدامهُ : لم أعهدكَ متطفلاً ..
لا أعرفُ تلك الفتَـاة مُسبقاً لكن قد ألتقيتهَـا منذُ قليلٍ بمدخَـل الشركَـة الرئيسيِ ..
و لفتت إنتباهي ! " بإستغرابِ " و لكِـن لماذاَ تسأل ؟!




إِنطَـلق يوسف من مكَـانه بوحشيَـة ليتجه ناحية فريستهِ ..
و قد توجمتِ معالم وجههِ ..
لم يدرك لحظتهَا من الشخصِ الذيِ يقفُ أمامهُ أو صِلةُ الدمِ و القرابَةِ التي تجمَـعُ بينهمَـا ..
بل كلُ ما أدركهُ أن هذَا الشخصَ قد ضَـايق هديل .. و هَـديل هي ... !
لكن من تكُـون هديل سؤال يعيدُ طرحهُ و لا يجيدُ إجابة مقنعَـة لهُ ..
أو أنهُ بالمعنىَ الأصحِ يترفعُ عن ذكر الإجابَـة فهو يدرك ما يخفيهِ .. و لكنه يتجنبُ ذلك الشعُـور .. !




إمتدَت يداهُ ليمسك بياقةِ قميصِ أخيهِ بعنفٍ ..
فيهمسُ محذراً ، ينذرُ أخاهُ و يتوعدُ بهِ : إِبتعِـد عن تلكَ الفتااااة ! أُحذرك يَـــا زياد إياك و الإقتراب منهَـا مجدداً ..
و إِلاَ .. " خانتهُ الكلمَـات ، تأبى الإنسياب و الخروج ..
ناظر يداهُ التي تشدُ قميصَ أخيهِ بقوَة .. تباً ما الذيِ يفعهُ هل جُـنَ أم ماذاَ ؟! "




دفعهُ زياد بقوة و عصبية من تصرفِ أخيهِ الذي لم يسبَق له أن عَـامله بهذهِ الوحشية و العدائيَـة ..
ما الذي يحصل لأخاهُ و من هذهِ الفتاةِ التي يتوعدُ بمن يحاولُ الإقترابَ منهَـا ..
لا يهمُ ذلك الأهمُ أنهَـا ستكون مِلكَ زياد : مَـــا بكَ يوسف أَيُــعقل مِــن أجلِ فتَــاة تتمردُ عَــلى أخَـــاك ..
" و أخذَ يعدل هندامهُ المتبعثر " تباً لـكَ دَع تلك الغبية تنفعُـك !




و أنطَـق بسرعة و هُـو يهب لأخذ هاتفهِ من علَى المكتَـب و يرمقَ أخَــاه بنظراتِ الأسَــى و الحقدِ ..
يتوعدهُ بقادمٍ ليس سهل .. مستقبل حافل بالتحدياتِ و الإحتداماتِ ..!



أغمَـض عينَـاه من قُـوة إنغلاقِ البَــابِ الذي دوَى صوتهُ بأنحَـاء المكتبِ الوسيعِ ..
ليتجه ناحية مكتبهِ بحيرة تنهكُ عقله .. ما الذيِ يفعلهُ ؟!
.. أولاً مع ساميِ و توبيخهِ له ! و الآن يمدُ يدهُ على أخَــاه .. !
مِــــن أجل فتاةٍ لم يعرفهَـا منذُ أيامِ قليلةٍ .. ! هل هي بدايةُ ومضَـة من الحبِ ؟








***
***




تسير بضياعٍ بين الردهَـات و الشوارعِ المختلفَـة ..
كلُ ما تريدهُ هُـو الإبتعاد عن الضجيجِ الفكريِ الذي يداهمُ أفكارهَـا و يتعب ذاتهَـا أكثر من السابقِ ..
جُل الناسِ تعيشُ السعَـادة ، الفرحَ ، الهنَـاء ، الراحَـة .. ما عداهَـا هِيَ !
لم تعرف إِلا سُـبُـل الشقاءِ ..
ففتاة بعمرِ الزهُـور مثلهَـا تُـريد أن تحضَـى بحياةِ هنيئة لا عسيرةِ تملأهَـا المصاعب و المتَـاعب من جميع النواحيِ .. !



أدركَـت أن رجليها لم تقدهَـا إِلا نَـاحية البحرِ ..
إلتفَـت عيناها بتلك الزُرقَـة العارمَـة و الصافيَـة و الأمواجِ التي تهبُ مستقبلةً مع نسيمِ الرياحِ العليِل ..
أمواجهُ التي تتراطمُ بحافةِ الصخورِ بقوةِ لتنسحبَ مِـن بعدهَـا نحو الوراءِ .. !



أطلقت معهَـا تنهيدَة تعبرُ عن حجمِ الأسىَ المتكدسِ بداخلها ..
تناجي البحر بعيناهَـا لترويَ لهُ قصَـة معانَـاة إبتدأت و لم تأبى الإنتهاء ..
تأنسهُ بوحدتهاَ و تجَـالسهُ بتفريغِ ما يتجمَـعُ بقلبٍ صغيرِ من حديدِ ..
فمَـا تصدَى أمواجهُ ناحيتها لتضمِـد جراحهَـا .. و تدعوهَـا للصبرِ فقط !



أبعدَت حذائهَـا و أخذته بينَ يديهَـا لتسمح لقدميها بملامسَـة حبيبات الرملِ الذهبيَـة النديَـّة بمياه البحرِ المالحِ ..
و يداعبَ النسيمُ روحها و يمنحها الصفَـاء و النقَـاء ..
إِرتسمَـت شبهُ إبتسامَـة على معالم وجههَـا الهادىء و هي تنَـاظرُ حذائهَـا فقد تذكرَت لقائهَـا بيوسف و حذائها المفقود ؟
.. يا ترى أينَ رمَـى به !؟




ضحكَـت بإستمتاعٍ و هي تتذكر طريقَـة عرجهَـا ناحيَـة البيتِ بحذاءٍ واحد و الجميع يناظرها بإستغراب و دهشةِ من هذهِ الفتاةِ المجنونَـة ..
لقد كانت أشبهَ بسندريلاَ و هي تسيرُ بدون إكثراتِ بين الشوارعِ .. لكن أينَ هُـو أميرها ؟!



و لكن مَـن سيعجبُ بفتاةِ لا عائلَـة لهَـا .. !
فتاةِ لقيطَـة تخلى عنهَـا والديهَـا غير مكترثان لتلكَ الروحِ البريئةِ التي خلفاهَـا من بعدهمَـا .. !
أُلقيت بدارِ اليتَـامَـى وحيدَة غيرُ مُـهتمينَ لحالة إبنتهِـم .. !
لقد فضلَـت لقب اليتيمَـة على اللقيطَـة .. !
فاللقطاء مهمشين من جميعِ النواحيِ .. ! لا أحدَ يهتمُ و لا يكترثُ لهم ؟!



ما فتأت تبلغُ سِـنَ الرشدَ حتى يثقلَ كاهلهاَ مسؤوليَـة لم تدرك وقتها المعنَـى الأحقَ لهَـا ..
لكن دافعت على بقائها بهذه الحياة و كافحَـت من أجل ذلك ..
و تحدت جميع المصاعب لتثبت وجودها بها .. !




و أقَـرت يومهَـا أن لا تبحَـث أو تحاول البحثَ على النسب الذي تنتمي لهُ ..
يكفي أن كلَ ما تدركهُ أنها إبنة عبد الله !
فلا تتشرف بمعرفة تلك العائلة التي تخلَـت عنها و كأنها لاشيء ..
حتى لو أُعتبر وجودهَـا خطأ و لم يكن بالحسبانِ ..
على الأقَـل ينسبونهَـا لإسم العائلة .. ! لا أن تبقى مجهولة النسب !!



تهاونت الدموع على وجنتيها بصمتِ ..
لعلها ترتاحُ من الغبنِ و الإنحياز الذي لاقتهُ من طرف المجتمع ! ..
لتتنهدَ رآجية الراحَـة من التعبِ و الهنَـاء من المشاكلِ ..
و تنطَـلق ناحية شقتها من جديد ، المكان الذي إحتواها من البردِ و الحرِ طيلة سنتينِ ..
غيرُ منتبهة للنظراتِ التي تتبعهَـا في الخفاءِ .. !




***
***





ينَـاظر قهوتهُ السوداء بسرحَـان و بخارهَـا الحار يتصاعدُ نحو الأُفق بهدوءِ ليمتزجَ مع الهواءِ ..
أما فكره فيجول بنفس الموضوعِ الذي لم يتعب و لن يتعب بالتفكير به ! كيف يتعب و يتهاون بالتفكير بحبيبته الوحيدة .. !



لا يعلم لماذاَ يوجه لها بعضُ من العتبِ ..
و لا يخفي أنه يتندمُ للمره الألفِ على قرارهِ بالبحثِ لهَا عن عمل يجمعهمَـا بنفس المكَـان .. !
صحيحُ أن الحماس قد أنهشهُ من قبل بحيث أن هديل ستبقَـى تحت مرآيهِ و أنظَـاره و ستكُـون فرصة لصالحهِ للتقرب منهَـا .. !



لكنه إنقلبَ عن قرارهِ هذاَ الغبي فهديل فتاة جميلة و تسترق أنظار الجميعِ من حولهاَ ..
لكنهُ لا يستحملُ كل هذه التراهَـات ..
لا يتوجب على أحد مناظرة ملاكه .. !
و لا حتى محادثها فكيف يستطيع السكوت عن ما حدَث و سيحدثُ بالأيَـام القادمه ..
يكفي ما واجه يومه الأول بوجودهَـا من مشاكل و متاعب مع المدير و الموظفين ..
فلن يتوارى عن أيِ شخص حاول الإساءة أو الإقتراب لها .. !




لكن من هُـو و ما موقعه بحياة هديل ليتحكم بها و يقيد نفسهُ بمسؤولياتهَـا و يحاسب الجميع من أجلها .. ؟!
. ليس زوجهَـا و ليس حبيبهَـا ! حتَـى أنهُ لا يوجد بينهما شيء رسمي يجمعهمَـا !


لماذاَ لا يرتبطُ و يقدمُ على الإرتباطِ بهديل .. !؟
ضحكَ بسخرية على تفكيره و كأن الأمر يعود له بشأن الإرتباط .. !
إن هديل لا تراهُ سوى أخ أو صديق بالأكثر و هو على يقين بذلك لكنه يوهمُ نفسهُ المتأملة بشيء غير ذلك ..
شيء يستحيل حدوثه .. ألاَ و هُـو الحب !



رفع عيناهُ على آثرِ الظلِ الذي يغطيِ أشعَـة الشمسِ المنبعثة من النوافذِ ..
ناظرهَـا بهدوء و هو يأخذ الكوب من على الطَـاولة : مَـا هناك غَـزل ؟



غَـزل و هي تجلس أمامهُ و تتنَـاول علبة العصير فتقلبها بينَ يديها و تبتسم بمرارة و مخيبَـة : على الأقَـل تصرف بذوق يَـا سيد سام و أدعينيِ إلَـى الجلوسِ .. ! و بعدهَـا أُخبرك بما أُريد !



سامي و هو يناظرهَـا بسخرية : لا داعِ لذلك لقد دعوتِ نفسكِ بالجلوسِ .. و أختصَـرتي الطريقَ عليَ !


غَـزل ناظرتهَ بأسى و حزن و قد إِلتمسَـت السخرية التي يتهزأ بهَـا : آسفة على الإزعَـاجِ .. أنا الغبيَـة التي تتبعُـك !


ناظرها سامي بإستغراب و هو يرفع إحد حاجبيه مستنكراً إنفعالها و الكلام الذي إختلقته من ذاتهَـا : إجلسيِ يا فتَـاة أنا أمزحُ معكِ ! " بمزحِ " هه جيد أنكِ أدركتِ حجمَ الغباءِ الذي تحملينهُ بعقلكِ ذلك !


غَـزل و هي ترمقه بنظراتِ متوجسه ..
لتردف بعد أن إرتشفت من عصيرهَـا : ليس أكبرُ من غبائك ذلك ! على الأقلِ لستُ مجنونَـة تكلم نفسها مثلك !


فتح عيناهُ على وسعهما و هو يستمع لإفترائهَـا العلني ذلك .. !
: هل تنعتينني بالمجنُـــون .. إنَ الجنون يتناسبُ مع أمثالك .. و كفاكِ كذباً لست أهبل لأكلم نفسي !


غزل و هي تناظره بعبرة : بل ستدرك ذلك يوماً ماَ أنك أهبَـل .. و مجنون أيضاً

أخذَت غزل علبة عصيرها بين يديها لتبتعد راحلةً بهدوء تحمل طياتَ الألَـم و الحسرة على حبِ حملتهُ لشخص لن يدرك قيمته تلك إلا بعد فواتِ الآوان ..
تاركةً ورائها شخص يغوصُ بأعماقِ الحيرةِ و الإستغراب لعله يحل طلاسيمَ غزل تلكَ الغريبة التي لم يجدي و لم يستطع حلها يوماً ..
فدائماً ما تُلَمِحُ و ترحل بلمحَـة البصر لتبتدأ معَـاناة حلِ تلكَ الألغَـاز العويصَـة .. !؟






***
***




خرجَ بخطوات رشيقة من مكتَـبِ أخيهِ بعد أن أردفَ الباب من ورائهِ بعنف لعله يعبرُ عن إسيائه من الموقف ..
فأخاه ذلك لم يسبق أن رفع يده ناحيتهُ أو حاول تهديده ..
إبتسامة خبيثة إرتسمت على شفاههِ و عيناه تعبثان بجميع أنحاء الشركَـة ..
يترصدُ الجميلات التي يتوزعن بكل شبرٍ ..
و يتظاهرن بقناع هن بعيدات عنه للغاية .. قناع البراءةِ .. !




لم يدرك لما أرتسمت صورة هديل من جديد أمامهُ ..
و كأنها افتاة الوحيدة التي تجسد معنَـى البراءة و النقاء و العفَـة .. !
مهلاً هل ذكرت العفة ؟! .. و هل بقي بزمننا هذاَ بنات عفيفَـات !؟
... مستحيل ذلك جميعهن خبيثات و ماكرات الفكرِ .. !



لمح من بعيد تلك التي تغمزُ بعيناها و تأشر لهُ بالخفاءِ و وجها لا يكادُ يخلى من أيِ بهرجَـة .. !
ضحكَ بسخريَـة و هو يتجاوزها راحلاً فهذهِ الفئة لم تَعُـد تسترعيِ إنتباههُ بتاتاً ...
تبيع و تُـباعُ بين ليلة و ضحاهَـا ألف مره ..
كمَـا أن ذوقه لا يميلُ لهن بل تغير بحيثُ أصبحَ يختار ..
أثمنهـن و أغلاهـن ليست الرخيصات أمثال تلك !



أَخذ يسيرُ بين أروقَـة الشركة يتفحصُ جديدهَـا حتَـى وقعَـت عيناهُ على مدخلِ الشركة ..
مكان لقائهِ بملكة الجمال و البراءة ..
رغم أنهُ لا يدرك الإسم الذي تحمله لكن ملامحها تكفيه أن يفرق بينها و بين جلِ الجنس الأنثويِ ..
و لكن لمـاَ لا يحصل على إسمها فلا شيءَ صعب عليه !



أستحسن عقله الفكرة و هُـو ينادي إحداهن المنهكة بالأوراقِ التي بين يديها : هييه أنتِ !

لم يلحظَ أن الجميع ألتفت ناحيتهُ أو بمعنَـى أصح الموظفات هن من إلتفتن ناحيتهُ ..
أجابت تلك و هي تبعدُ نظرها عن الأوراق و تجيب برسمية حازمة : نعم سيد زيـاد !


إِبتسم بالخفاءِ و هُـو يعدل ياقة قميصه بغرور فقد راقت كلمة " السيد " له ..
ليجيب بدون إهتمام ظاهري : هَـل يمكن أن أعرَف آخر موظفة إنضمت إلى الطاقم !



ناظرته بلمحة غريبة .. فلم يكن زياد يوماً يهتم لشؤون الموظيفين و الموظفات و الشكرة ككل ..
فلما يستفسر .. ! .. أجابت و عيناها تأشران للملف المتضع بين يديها : آخر موظفة هي هديل !


لمعَـت عيناه بخبثٍ و هو يلمح صورتهَـا التي تزين غلاف الملفِ و تتوسطهُ ..
مَـد يده ناحية الملف و هو يأشر ناحيته : هَــاتييه ! أعطيني الملف !


عقدت حاجبيها بصدمَـة ..
فهذاَ ليس زياد ! ما الذي أصابه و ما هذاَ التطفل الغبي الذي طغَـى عليه .. !
أخذت الملف و هي تضمهُ ناحيتهاَ : ممنوع سيد زياد ! الملفات و الصفقات تخصُ السيد يوســف فقَــــــــــط !


ناظرهَـا بغيظ كبير و كأنها تهينهُ بطريقة غير مباشرة ..
تثبتُ له الفرقَ بينه و بينَ أخيهِ و ترسمُ خطوط المقارنةِ التي ينبذهَـا ..
همَـس لها بعصبية مكبوته : أنَـا و يُــــــــوسف نفس الشيء .. لنا مكَــانة واحــدَة ! إِيَــاك أن تخـــطئي بكلامكِ و إن خَـــانكِ التعبير فالصمــتُ من ذهَــب !




نَـاظرته بإزدراء من كلامه ذلك ..
و هو ينهلي بالإهانات تلك و يسير خارجاً غير مهتمِ لإحتقان الدماء بوجهها ..
بحيث لا حق لها فالرد لإعتباره من أفرادِ الشركة ! ..
لتتزمت برداءِ اللامبالات و تسير ناحية الكمِ الهائل لأعمالها المنتظرة ..
فلن تهتم لشخص مَـا بات الجميعُ يعرف حقيقة نفسه الخبيثَـة و الدنيئة .. !
و حتماً لشخص مثله ينحني الكلام إجلالاً للصمتِ .. فكثرة الكلام معهُ لا تُـجيب إلا المخيبَـة و النكرانِ






***
***



نهَــــاية الومضَـــــة الرآبعَــة :)
قراءة ممتعَـــة لكم ^^
بالنسبة لمـــوآعيد نزول الفصَــل
يوم " الثــلاثاء و الخميــس "
أشكركم على المتَـــــابعة


bluemay 25-05-15 05:28 AM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مبااارك انتهائك حبيبتي ويا رب تجيبي أعلى النتائج

وبالتوفيق للجميع




يوسف جن جنونه عندما علم بأن من شغلت عقل زياد هي هديل وثار عليه وهو غير متيقن من السبب تماما.

سامي منشغل بهديل ولا يدري عن غزل ويعتبرها طلسم لا يفسر.


زياد يخطط للهو مع هديل التي جذبته ببرائتها.


هديل تعاني من سوء الحظ وتتملكها الحسرة على مستقبلها الذي لا يبشر بخير .



سلمت يداك وبإنتظارك بشوق

لك ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

إِنسيَابُ 30-05-15 11:01 PM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3535209)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مبااارك انتهائك حبيبتي ويا رب تجيبي أعلى النتائج

وبالتوفيق للجميع




يوسف جن جنونه عندما علم بأن من شغلت عقل زياد هي هديل وثار عليه وهو غير متيقن من السبب تماما.

سامي منشغل بهديل ولا يدري عن غزل ويعتبرها طلسم لا يفسر.


زياد يخطط للهو مع هديل التي جذبته ببرائتها.


هديل تعاني من سوء الحظ وتتملكها الحسرة على مستقبلها الذي لا يبشر بخير .



سلمت يداك وبإنتظارك بشوق

لك ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°








*



آهلا بك عزيزتي مايا أنرتِ المكان بتواجدك و ردك ^^
الله يبارك فيك غاليتي و إن شاء الله النتائج رآح تكون مرضية على العموم :()
و ربنا يوفق الجميع بحياته =)
أمم يوسف من الأمكن أن شعور جديد إختلجه لكن لم يدرك طبيعة ذلك الشعور الغريب أو لم يرد أن يعرفه !
سامي سنعرف نهاية حبه لهديل و ما دور غزل و موقفها من عدم إهتمام سامي لها :$
زياد سنرى ما الذي يخطط له .. ؟
هديل و سنعرف ما موقفها من ثلاثتهم الذين يحيطون بها و يتقاتلون من أجلها :&
الله يسلمك .. أنرتِ المكان بمرورك ^^

إِنسيَابُ 31-05-15 05:22 PM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 
السلام عليكم!
الومـــــضَـــــــة الخَـــــــــامسَــــة .. !






| صباح يوم جديد على أبطالنـاَ ..! |




تثَـاوبَـت بكسل و هي تبعدُ الغطَـاء الخفيف عنهَـا ..
جسمها متعرقُ من شدة الحَـرِ الصيفي و إِنعدام التكييف بالشقَـة ..
أغمضَـت عيناهَـا بإنزعاجِ و رأسهَـا ما يكَـاد ينفجرُ من الصداعِ الغريبِ ..

لم تعتَـد على هذهِ التغيرات الصباحيَـة .. لكن كلُ ما ترجوهُ أنهُ ليس بدايَـة مرضيَـة .. !

فتحَـت عيناه بتثاقل لتمدَ يدهَـا و تدلكَ رأسها الذي حتماً سيتصدع من الألم ..
لكن لا تُـدرك ما سببُ إستيقاظها بهذهِ اللحظَـة .. عقلهَـا مشوش للغاية و لا تستطيع التفكير بشيء معين .. !
تنهَـدت بإنزعاج و هي تمُـد رجليها ناحية الأرضية الباردَة لتلامس صقيعهَـا البَـارد ..
فتقفز من البرودة الثلجية .. ! ما هذهِ البرودَة اللاطبيعيَـة !
نحن بفصل صيفي حار .. ! حتماً إنه لبداية أعراض الحمى الزكاميَـة ..!

سحبت رجليها بتثاقل و هي تجرها جراً و تستند على الجدار بيدهَـا اليمين فتسير ناحية الحمام ..
عسى و أن تتحسَـن حالتها بعد حمام سريع نشيط .. يوقظها من خمولها الغير مناسب !

لكن لما هو غيرُ منَـاسب .. ؟! ناظرَت من حولها بدون وعي و الأفكار تتصادم بعقلهَـا .. !
الشمسُ .. الصباح .. الضجيج .. العَــــــــــمـــــــل !!

صَـرخَـت بسرعَـة و هي تهرولُ نـاحية الحمَـام بعد أن إسترقت نظرة من الساعَـة الجدآرية ..
ما النوم الذي إستغرقتهُ بيومها الأول من العمَـل .. لم يتبقَـى على الدوامِ سوىَ نصف ساعة ..!
كيف ستبرر و أيُ أعذارٍ ستقدم بعدَ أن نبههَـا يوسف لمئات المرات و حذرهَـا من التأخر ..!

و لكن سامي أين هُـو ؟! .. ألتفتت حول نفسها و كأنها تبحثُ عنه !
لتضرب بظاهر يدهاَ رأسها و قد تذكرت أنهُ حتماً غاضبُ عنهَـا من حركتها الغبية ..
و مؤكدُ يظن أنها لاذت بالفرارِ من أجلِ أن لا ترافقهُ بالموعد .. !

لكن ما هذاَ التصرف الطفولي الصاَدر منهُ لقد إعتمدتُ عليهِ ..
و ظننت أنهُ سيمرها و ليذهبا معاً بطريق واحد!
سحقاً لشخص يعتمد عليك يا سام .. !أليسَ هُـو من يهتمُ بي .. ؟!
أَليسَ هُـو الشخص الذي لا يتخلى عنيِ .. أليسَ هُـو سنديِ و نـعمَ الصديق .. ؟!

و حقاً لقد أثبتَ عكسَ ذلك بتصرفهِ الغبي ..و مِـن أجلِ الإنسحاب من الموعد تخلَـى عني بسهولة ..
ضَـربت قدمهـاَ بطرف البابِ و هي تسبُ حظهَـا الأعـوَج ..!

لم توفقَ يومـاً بعملهَـا .. تأخيرات و عدم إلتزآمـات و كأن جميع الأروآح تتوعدُ بها و ترآفقهَـا بكل جزء من حياتها .. !
صرخَـت بألم و قد أرتطم إصبعها بقوة مع الحافة : آآخ تباً لك أيهَـا الباب اللعيـن !

إغتسلَـت بسرعة و هي تعدُ الثوانِ بإرتباكِ .. لقد أدركت أن الوقت من ذهب لكن لم يكن يوماً لصالحها !
إتجهَـت ناحية المطبخ بركض و هي تجففُ ساعديها بالمنشفَـة و عيناهَـا تجولان بالرقعة الصغيرة !
تبحثُ عن دواء يخفف هذاَ الصداع الذي يأبى التوقف بل بِزيادَة الحركة يتفاقم الوضع أكثر من السابق ..
بحركة سريعة إلتقطت علبة الدواء بين يديها و هي تأخذ حبتين و تتجرع من بعدها جرعات من الماء .. !

سارعت و هي ترتدي ملابسها الرسمية و العملية .. الذي يتجزء من تنورة سوداء و قميص أبيض نصف كُمِ ..
أقفَـلت أزرارهُ و عيناها على مؤشر الدقائق الذي يتحرك بسرعة البرق ..!
و كأنه يلاحق الثوانيِ بسرعته و يأبَــى الإبطاء ..
إن الوقت ليس بصالحهاَ .. فمَـا تبقى ربع ساعة و سيعلن إنفصالهَـا قبل بدايتهَـا للعمَـل !

و لكن حتماً هي ما تتوعَـد بداخلها على سامي الغبي الذي تركهَـا و هي بأمسِ الحاجةِ إليه ..
دق خفيف على البَـاب إستشعرته أذنيهاَ .. لتقفز من مكانها بمشاكسة و ما بدأت تظهر مخالبهاَ الشرسة ..
فحتماً سامي سيتلقى عقاباً لا يحمدُ عليه .. لقد ظنت به ظن السوءِ !
و فكرَت أنه قد حزن منها لكن عجباً دائماَ يبقى قلب سامي مسامحاً ..

ضحكَـت على نفسها فهي من يجب عليها الإعتذار ليس هُـوَ ! إبتسمت بفرح و هي تفتح البَــاب : آهلاً ســـامـ..

عَـقدت حاجبيها بإستنكَـار فهذاَ ليس سامي .. !؟ طُـوله الفارع و شعره البني النَـاعم المصفف بطريقة جميلة !
بدلته الرسمية و وقفته المعتدلة .. نظراته و إبتسامته الخبيثة تلك الموجهة ناحيتها !
عيناه الناعسة و السوداء كسواد الليل .. تطابق عيناي يوسف تماماً .. !
هذهِ الملامح ليست غائبة عليهَـا أبداً .. و خاصة تلك الإبتسامة الصفراء !

عقدت حاجبيها تفكيراً تحتَ أنظاره التي تلتهمُ جمالهَـا الطبيعي و الصباحي .. ليهمس : صبـاحُ الخيرِ يَا جميلة !

فتحَــت عيناهَـا العسلية على وسعهَـا بدهشَـة و هي تتذكر همساتــهُ و نبرة صوته : أنـــت ؟!
آآ مَــاذاَ تفعَـل ؟ كيـف آآ .. " لتصرخ بتمرد مستعدة للهجوم بأيِ لحظة "
مَـــا الذي تفعلـهُ أمـام بابِ بيتــي ؟ هَــل كنت تراقبنــي ؟ أم تتبعَــني ! ..
هييه إستمع لي جيداً أنا لست فتاة من النوعِ الذي تفكرُ بهِ .. !
هيَــا أغرُب من وجهِـي " ناظرتهُ بحدة " هيه لا تنَـاظرني بتلك الطريقَـة .. يا إلهِــي ما هذاَ الصبَـاح الكريـه

أردفَـت الباب لتدفعهُ و تغلقه بوجه هذاَ الأحمَـق الكريهِ ..

لكن سبقتهَـا ضربة قويه على الباب هَـزت أرجاء الشقة و جعلت هديل تتراجعُ نحو الوراء : تبـاً لك ستكسر البَـاب ! " بصراخ " هَــل ستدفع ثمنهُ هــاا ؟ .. ماذاَ تريدُ لست أمتلك وقــت لمخاطبة الغربَـاء !

نَـاظرهَـا بحدة و قد إنزعجَ من صراخهَـا المُصمِ و من قوة شخصيتها ..
ما هذه الفتاة التي لا تخاف ؟! أُقسم أنهَـا ستكادُ تضربني من وحشيتها .. !
و عيناهَـا العسلية تلك تشعُ بريقاً وسطَ حلكَـة عيناه الليلية .. !
نظراتهَـا تلك أَثارت الغضبَ بهِ .. أما شجاعتها فهي كلام آخر .. !

تجبرُ الجميع على فرضِ شخصيتهاَ القويَـة .. تظهر مخالبهَـا الشرسة أمام كل من يتعرضُ لها .. !
تقدمَ خطوتينِ و عيناهُ لم تفارقاَ ذلك الملكُ المشتَـط .. ليضربَ الباب بقوة أكبر و عناد أكثَـر .. !
فليس كلام النساء هو من يتحكم به ! و ليست عصبيتهن هي من تأثر به !

فيجيب هامساً محذرا إياهَـا : سأكسرُ البَـاب وقتَ مَـا شئتُ و سأكسرُ رأسَـك العنيد هذاَ .. غبيَـة !

نَـاظرته هديل بعصبية كبيرة و قد إحتقنت الدماء بوجههَـا من كلامه .. لتردف بصرخَـة هَـزت الحيَ بأكمله : هَـل هُـو بيتك أم بيــتُ أبيكَ لتتحكَـم به ! إنه لشيء جديد تقف أمام باب شقتي و تهينني أيضاً " بصراخ أكبر " و تنعــتني بالغبيَــة .. فلتـــذهب إلى الجحيمِ !

و أغلقَــت الباب بقوة متؤكدة بأنه حتماً قد إنكسرَ من الضربات العديدة التي تلقاهَـا ..!

مصدراً صوت مزعج و صرير يصمُ الآذان .. فتهمس بإنزعاج : يا إلهــي و قد إكتملت مع هذاَ الغبي

لا تعلم لماَ أرتعدت أطرافها و هي تتذكر نظراته ، كلامه ، تصرفاته ..
حقاً إنه شخص مريب و مريب للغاية .. ! لكن ما يريدُ مني ! و كيف أدرك مكان الشقة ؟!
و كيف تتبعَـني ؟! و ما وراء نظراته و كلامه المستفز ذلك !

أغمضَــت عيناها بألم فقد داهمها الصداع من جديد و تبدد مفعول الدواء أدراج الرياح !

زفَــرت بقوة و هي ترتدي حذائها بهدوء و تحاول الإتزان و عدم التفكير فهذا سيتعبها أكثر من السابق .. !
أخذت حقيبتها بيدها و هي تقترب من الباب بهدوء و تدعو بسرها أن لا تجد ذلك المجنون أمام الباب .. !
فما تبقي من الوقت شيء و تأخرها سيلتزمُ عاجلاً أم آجلا .. فالمسافة بين الشركة و الشقة بعيدة قليلا .. !

أطلَـت من الفتحَـة الصغيرة و هي تستند على أطراف أصابعها تترقب ما وراء الباب !
يمين ، يسار .. لا أحد هناك و لا وجود لأثره .. !

فتحَـت الباب بهدوء و ترقب و هي ترصد التحركات فحتماً لن تسلم منه إن رآهـا مرة أخرى ..
أغلقَـت الباب من ورائها لتنطلق بسرعة ناحية موقف الحافلات .. تركض بين الفينة و الأخرى ..

لعل و عسَـى أن تقتصر المسافة و الوقت معاً غير منتبهة لتلك السيارة التي تتبعها بصمت .. !




***
***





تنهَـد بضيق كبير .. مزاجه اليوم مختلف عن باقي الأيام ..!
جانبه النفسي متعب للغاية .. و حالته أدنى من الصفر ..!

و قد لازمه الأرق طيلة الليل بحيث أنه لم يحضى إلا ببضع ساعات قلائل من النوم المريح ..!
التفكير بها أنهك جميع قواه النفسية و الفيزيائية .. !

إسمها يلازمه طيلة غفوته و إستيقاظه .. و كل ما أحزنه تصرفهاَ يوم أمسِ ..!
لم تعتَـد هديل على تركه و الهروب منه و كأنه لا يطاق .. !

صحيح أنها لا تريد بناء علاقة معه أو التقرب منه لكن تصرفها ذلك قد أوجعه !
أوجعه للغاية بحيث ما تريد صدمه بواقع يحاول دائما الهروب منه و تفاديه ..!

واقع أنها لا تطيقه و تمقته و تتهرب منه بأي وسلة أو طريقة كانت !
يكفي ملامحها تلك التي تتقلص بمجرد رؤيتها له أو الإلتقاء به ..

و ما زاد الطين بلة هو عدم إهتمامها حتى أنها لم تحاول تبرير الموقف على الأقل ..
لم تخبره بسبب إنصرافها المفاجىء !

تنهَـد بضيق و هو يجلس خلف مكتبه : صباح الخير !

إبتسمت تلك التي لم تبارح عيناها تحركاته .. إنزاعجه البادي من تقاسيم وجهه ..
عيناه التي تجولان بكل مكان ما عاد ناحيتها هي .. لتجيب بإبتسامة : صباح النور !

ناظرته و هو يضع يداه على وجهه بتعب لتختفي ملامحه الجذابة عن مرآهـا ..
عقدت حاجبيها بخوف و هي ترمي الأوراق من يدها غير آبهة لهاَ ..
لتنهض بسرعة من كرسيها و تتجه ناحية مكتبه المقابل لمكتبها ..
و تهمس بإهتمام و خوف واضح من صوتها الذي يرتعد و يرتجف ..
و الحركات اللاإرادية التي تصدر منها : سام ما بكَ ؟! هل أنت بخير ؟! هل تعاني من شيء !

رفع رأسه للصوت الصادر من قربه ليرى تلك الفتاة تناظره بإهتمام ..
عيناها الرمادية تشع من الخوف ..

ليمسح على وجهه بتعب : أنا بخير غزل ! مجرد إرهاق

مطَـت شفتيها غير مقتنعة من كلامه هذاَ ..
هل يمزح معها أم يجاريها ليتخلص من وجودهَـا بجانبه ..
لتردف بسخرية : هل هو إرهاق أم بسبب هديل !

رفع رأسه ناحيتها لاشعوريا بمجرد ذكر إسم حبيبته ..
" هديل " إسم له وقع كبير و غريب عليه ..
بمجرد حضورِ إسمها بساحة الكلام .. يصبح للإهتمام عنوان !
و للآذان إصغاءُ و حُـسبان أمَـا للعقل تفكير يبحرُ بأعماقِ الجنون ..!
و القلبُ يبحث عن تلك الملكة التي إكتسحتهُ و تربعَـت على عرشه بتملك .. !

ليجيب بهدوء غامض : ليس لهديل شأن بذلك .. !

قطبَـت غزل حاجبيها كناية على إعتراضها ..
فحالته المزرية تظهر عكس ذلك تمامـاً .. أنها توقنُ ذلك !
توقن ذلك و تتظاهر بعدم المعرفة .. ترتدي قناع الغباء ..!
تقنع ذاتها بأفكار وهميَـة .. و هي تدرك المعنى الصحيح و الحقيقي !
من هي تلك الهديل .. سارقة قلب سام ؟!

هل جمالها هو من أعمى قلبه قبل عقله أم صفاتها التي لم تعرفها بعد !
لا تعلم لما تشعر بالحقد من هذه الفتاه .. فقد سلبت حبيبها من بين يديها !

لقد تعبت من التمثيل .. و تعبت من إقتناص اللامبالات !
فهيهات يبتدأ سام رواية أحداث جمعته معهاَ و عيناه تشعان حباً ..
يذكره بتفاصيله المملة و المهمَـة .. دون أن ينسى من الكلمات شيء .. !

ألا يعلم بهذه المسكينة التي تستمع إليه بحرقة ..!
بحرقة قلب مجروح .. يبتسم رغم الألم !

إنسحب نحو الوراء و هي تردف ببرود عكس النيران التي تتقظ بداخلها ..!
: هَـل قضيت ليلة بيضاء تفكر فيهَـا ! جفاكَ النوم بسببها ؟!

زفَـر بقلة حيلة و هو يرى إصرار هذه الفتاة بمعرفة التفاصيل ..
تفاصيل يحاول نكرانها : غَــــزل ! لا شأن لكِ بحيــاتي !

ألقت عليه نظرة سريعة تحمل عبر عديدة ..
لا يستطيع الإنسان سردها فما تبقى العينان هي المتكلمة ..

إتجهَـت ناحية مكتبها لتردف دون توقف : لا تقلق لسـت الوحيد الذي تعاني من هذاَ الأمـر !

رفع حاجبه بإستغراب : ما الذي تقصدينه ؟!

ضحكَــت غزل بسخرية على حظها التعيس ..
و على غباء الذي تكلمه : أقصدُ أنك لست الوحيد المعني فقد بات النوم لا يداعب عيناي أيضا إلا و أنا أُفكر بهِ .. أفكر بشخص أحبه لدرجَـة لا تتوقع .. أرسم مجرد أحلام بسيطة أقنع بهَـا نفسي .. أنتظر منه مجرد إشارة و لكن للأسف لا جدوَى من ذلك !

سامي و قد دفعه الفضول لمعرفة من الشخص ..!
الشخص الذي يستوطن قلب غزل تلك .. يؤرقها الليل .. !
يحرمها راحة النوم مثلما تحرمه هديل من ذلك ..!

لم تتكلم عنه غزل مسبقاً و لم تبوحَ عن الغريب ذلك ..
ليجيب و هو يناظرها بفضول : من هذاَ ؟! لم تخبريني عنه مسبقاً !

رفعت غزل ناظرها ناحيته .. لتجيب بسلاسة و إتزان : دعكَ منه إنه مجرد غبي ..
و أردفت و هي تمقع رأسها بين الأوراق فعيناها تلك ستفضحها لا محالة .. : غبي و لن يدرك حجم الحب الذي أكنهُ له إلا بعد فقدان الآوان !

هَـز رأسه بتفهم من الألغاز التي تستعملها غزل بكلامها ..
فدائما ما يجد الإبهام من طريقة حديثها الغامضة ..
و كأنها تتعمد إقتناء كلمات عسيرة الفهم أم ماذا ؟!

أجَـابت و هي تعصر الأوراق بين يديها : ألم تحضُـر هديل ؟

سامي و قد أطرق رأسه ناحية الأرض : لا أعلم !

غَـزل و هي تتظاهر باللامبالاة .. أما بداخلها فتترقب رده
: لقد ظننت أنها ستحضر معك بحكم قرب منطقة السكن بينكما !

ناظر سام ساعة يده و هو يشعر ببعض من التأنيب ..
فحتما ستتأخر هديل بسببه .. كيف إستطاع أن يتركها ؟!
لكنها هي من إختارت الهروب منه و من مرافقته : حتماً ستحضر لا تقلقي .. !

و يكمل كلامه مغير جذر الموضوع : هل يوسف بمكتبه!

غَـزل : لا لَــم يحضر !

تنهَـد سامي و عيناه لم تبرحا ساعة يده ..

ربما أين هديل ؟! و هَـل إستيقظت ؟! هل أمكن أنها غاضبة مني ..!
لكن كل ما أرجوه هو أن لا تتأخر !





***
***




نَـآظر هاتفه بقلة صبر و الإتصالات لم تتوقف على التوافد ..
الضغوطات تنهال عليه من كل ناحية بسبب توسع نطاق الشركة ..
بحيث أصبحت الإستثمارات بتزايد غير معقول ..

أما الصفقات فلا تعد و لا تحصَـى ..

و بهذه الفترة تحديداً يجب أخذ الحيطَـة و الإنتباه من كل صغيرة و كبيرة ..
فمجرد تلاعب صغير بالحسابات قد يؤدي إلى إنهيار الشركة تماماً ..
لا ينكر أنه تعب من هذه الضغوطات .. لكن ما باليد حيلة !

فأباه بسن لا يسمح له بترأس الشركة و تولي أمورها المعقدة ..

أما أخاه فهو حديث آخر .. لا يهمه من آمر الشركة شيء ..
مجرد الإستمتاع بحياته .. أما الباقي فهو شيء لا يعنيه ..

عقد حاجبيه بإستغراب و هو يتذكر ..
لم يرى زياد صباح اليوم و حينما سأل عنه ..
أدرك أنه خرج مبكر من البيت دون أن يرآه أحد من أفراد البيت ..
و هذا شيء مثير للريبة فلم يعهده مستيقظ و مختفي من الصباح ..
ما الذي يخبئه من مصائب و مشاكل ورائه ؟!

نَـاظر هاتفه الذي يرن لكن هذه المره المتصل هو زياد !

يا للمفجآة .. أرجو أن لا يحمل بين طيات هذاَ الإتصال ..
خبر يرتج له هذاَ اليوم : آهلا !

إبتسم بخبثٍ و عيناهُ لم تبرحا تلك الملاك التي تلتهم الخطوات ..
متجهة ناحية موقف الحافلات و شعرها الذي يهب بهبوب النسيم الصباحي ..
فيلمع تحت أشعة الشمس و يلتهب كلهيب النيران التي تحيط قلبه ..
عجباً فهذه الملاك تخطف جميع نآظري الذي يمرون من جنبها ..
جسمها الذي يتمايل برشاقة وسط ساحة العرض ..
حتماً أنها مختلفة عن غيرها .. هذه فتاة من ذهب

أجابه بسكون : سأحضر لك مفاجآة ستسركَ للغايَة إلى الشركَة !

عقد يوسف حاجبيه بإستغراب : نعـم ؟! و أيُ مفاجآة هذه التي تتكلم عنها ؟!

زياد و هو يضيق من عيناه الناعسة و ترتسم إبتسامة خبث على ملامحه : ما بكَ إنها مفاجآة ! ..
ستسعدك جداً لكن تحلى بقليل من الصبرِ .. هل أنت بالشركَة ؟

يوسف بعصبية قليلة .. فدائما ما يثير زياد عصبيته بمزح الثقيل و أفكاره المجنونة ..
ليردف : حتماً لقد جننتَ ! أقسم لك إن كَـانت إحدى مزحاتك الثقيلة ذلك سأريك .. أنا
أعمل و أكرس يومي بأكمله و الأخ زياد منشغل بالسخافة .. !

زياد بضحكَـة يحاول كتمانها : ليسَــت مزحَــة يوسف ! .. لا تحَـاول إستدراجي لإخبارك فلن تفلح بذلك !
ربع ساعة لن تضرك إذا إنتظرت ؟!

يوسف و هو ينهي المحادثة قائلا : ربع ساعة وقتُ ثمين لأمثالي .. صدقني يا زياد إذ كانت إحدى حيلك فلن تسلم مني !

و أقفَـل هاتفه متوعداً .. !
ضحك بسخرية فأيُ مفاجآة سيحضرهـاَ و تسعدني أيضاً !
حتماً لقد جُـنَ تماماً مع هذاَ الصبح ..!

تنهَـد بسرحان و هو ينَـاظر الطريق الذيِ مَـرَ منهُ منذُ أسبوع ..

الطريق الذي جمعهُ مع هديل ! .. إبتسم لاشعورياً ..
و الموقف يتكرر آمامه بشفافية .. يتذكر صرآخها المزعج ..
لقد خجل من أسلوبها بدل عنهَـا .. و الجميع يناظرهم بإستغرآب ..
لا يخفي عليه أنه كان يوم مختلف عن سائرهِ .. مختلف بطريقة رائعة ..

صدفة جمعته مع تلك الفتاة التي هي نفسها هديل التي إنضمت للعمل بالشركة ..
لا يعلم لماذاَ أختلجته فكرة جنونيَـة و هُـو يغير مسار مقود السيارة ..
نآحية الطريق الذي تقتصده هديل .. نفس الطريق الذي جمعهم ..

لكن و لسوء الحظ كان الطريق مزدحم لآخره و لا سبيل للمرور من هناك ..
زفر بضيق و هو يتراجع ليسير بمساره الأول المؤدي إلى الشركة ..

و عيناه تختلسان النظر ناحيته و كأنه سيرآها بين الجموع المكتظة ..
و لكن على الأقلسيحاول فالمحاولة أفضل من لا شيء!




***
***




مسحَـت على جبينها بإرهَــاق و الصداع ما زال يلازمها ..
إلتفت ناحية الشارع الأيمَـن و قلبها ما بدأ يرجف خوفاً ..

لهذاَ الشارع رهبَـة كبيرَة بمن يمرُ بهِ ..
بحيث يتميز بسكونه المريب و منازله القديمة المهترأة ..
و إنعدام الإضاءة و الحركة بهِ ..

لم يسبق لها أن مرت منه إلا بوجود سامي معها ..
و إلا لحالة طارئة و مستعجة .. إنه الطريق المختصر إطلاقا ..

للوصول لموقف الحافلات .. لكن العبور منه يعتبر تحدي ..
و أكبر تحدي .. فمجرد ما تقع عيناها عليه ترتجف أطرافها ..

بللت ريقها و هي تحاول الإنقضاء على هذا الخوف و التحلي بالشجاعة ..
خطَـت أولى خطواتها و هي تمتم بذعر و عيناها تترصد جميع النواحي ..

ترتكز على وضعية الهجوم أو بمعنى الأصح على وضعية الهروب ..
فإن إعترض شيء ما طريقها فلن تتهاون على الصراخ و الذعر ..

تمسكت بحقيبتها و هي تتقدم و تتعمق بالشارع بهدوء و صمت ..
تتحسب على الأفلام المرعبة التي كانت تتبعها فلم يتخيل عقلها إلا ..
مشهداً و صوره بزواياه الضيقة .. !

تستَـمع لوقع أقدام خفيفة من ورائها .. و حفيف الأوراق الذي يتطاير ..
مصدراً أصوات مرعبة بوسط هذاَ السكون .. لكن هذه المرة وقع الأقدام بتزايد ..
الخطوات تتسارع و الصوت يعلى تدريجياً .. !

أطلقت العنان لرجليها و هي تخطي الخطوة بخطوتين و تشتم تصرفها الجريء ..
للمرور بهذاَ الشارع .. و أقسمت أن لا تمر مرة ثانية إلا و يرآفقها أحد ماَ ..

تريد الإلتفات ناحية الوراء و الصرآخ بوجه من يلاحقها لكنها لا تقوى ..
أطرافها ترتجف بوضوح .. و قد تبخرت تلك الشجاعة عند وقع أقدامها هنا ..

سمعَـت همس خفيف لم تميزه و لم تميز كلماته من شدة الذعر بل كل ما تريده هو اللذوذ بالفرار ..
قفَـزت بذعر و هي تصرخ بقوة سرعَـان ما لامسَـت يد خشنة مرفقها لتجذبها ناحيته ..

فتصَـــرخ بقوة رجَّــت الشَـارع بأكملـه .. : سآعــــــدوني ..!




***
***




نهايَـة الومضَـة الخَـامسة !
أتأسف على التأخير :$
قرآءة ممتعَـــة لكم ^^


bluemay 01-06-15 11:33 AM

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


كرهت زياد المستهتر لماذا يلاحقها ؟!! وكيف عرف منزلها ؟!!

سامي أخيرا احس ببعض الكرامة وترك هديل مغاضبا لتخليها السابق عنه .

غزل يائسة من سامي وليس بيدها حيلة تجاه غباءه.

يوسف مهتم بهديل على نحو غير مسبوق.

من يا ترى الذي يلاحقها ؟!

اتوقع زياد او ربما مجرم ما .



سلمت يداك متشووووووقة للقادم

لك ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

إِنسيَابُ 07-06-15 08:32 PM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3537305)
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


كرهت زياد المستهتر لماذا يلاحقها ؟!! وكيف عرف منزلها ؟!!

سامي أخيرا احس ببعض الكرامة وترك هديل مغاضبا لتخليها السابق عنه .

غزل يائسة من سامي وليس بيدها حيلة تجاه غباءه.

يوسف مهتم بهديل على نحو غير مسبوق.

من يا ترى الذي يلاحقها ؟!

اتوقع زياد او ربما مجرم ما .



سلمت يداك متشووووووقة للقادم

لك ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°













و عليكُــم السلام و رحمة الله تعالى و بركآتـهُ !
سنعرف بالومضة القآدمة ما سبب ملاحقة زيآد لها ! و ما هي الذي ينتظرها من وراء مكيدة زياد لها !
هه و أخيراً نأمل أن يتركها نهائيا و يبتعد عنها و يحفظ بعض من كرآمته ما دامت لا تهتم به هديل !
غزل صرآحة هذه ثاني أشفق عليها ! ما بوسعها فعله ما دامت تحبه شخص لا يهتم لها !
يوسف سنعرف ما وراء هذا الإهتمام و ما هو نهآيته ؟
و سنعرف من يتبعها للمسكينة هديل :$
الله يسلمك عزيزتي :()
أشكرك فعلا على التوآجد و الرد الجميل ^^

إِنسيَابُ 07-06-15 08:35 PM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 
السلام عليكـــمُ .. !
مسائكُــم مِسـكُ و إيمَـــان :)
ممتنَــة لردودكِـــم الجميلة ، الخفيفَـــة ^^
موعدنَــا اليوم معَ الومضَــة السآدسَــة :$


ممكِـن تتأخَــر إلىَ العآشـرَة ليلاً !
كُــونوا بالقُــرب :()

إِنسيَابُ 08-06-15 01:11 AM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 
السَـــلام عليكم


أولا أتأسف حقاً على التأخر بطرح الفصل ..
لكن الظروف تفاجئنا دائماً و منه تمنعنا على الكتابة ..
أشكركم حقاً على التفآعل و التوآجد ..



| الومضَــــة السَــآدسة .. ! |






صرخَـت بذعرِ و تلكَ اليد الخشنَـة تلتفُ على مرفقهَـا ..
تجذبها ناحيتهاَ بعشوائيَـة لتصطدمَ بأشخاص تخافهم ..

لقد كآن إحد المتسولين الذي يلحقُ بهَـا فيمسكهاَ ..

بشع المنظرِ و مريبَ الهندامِ و الشكل ..
عينَـاه التي تحيطهما الهالات السودآء ..
التجاعيد التي تملأُ جبينهُ المتعرق بشدةِ ..
لحيته الكثيفة التي تغطي أغلب ملامح وجهه ..

حقـاً شكله يثيرُ الرعبَ بالأنفسِ ..

رمقهَـا بنظرَة غير مبآليَـة سطحية ليردف بثقل ..
و يدهُ تمتدُ أو بمعـنَى الأصح تشير إلى حقيبتها ..

لسآنه يخرج كلمآت غير مفهومَـة لتنبعثَ منه رآئحة كريهَـة ..
رآئحة الشرآب القويَـة التي دآعبت أنفآس هديل اللاهثَـة ..

لترتجفَ أطرآفها البآردة و هي تحكم على حقيبتها بخوف ..
و تنسحب بخطوآت صغيرة نحو الورآء ..

و تَـهز رأسها بقلة حيلَـة : مَـاذاَ تُـريدُ ؟ لمَـا تتبعني ؟!

همَـس بحدَة و عيناهُ ما ترتكزآن على الحقيبَـة : أعطيني المآل الذي تحملينه بحقيبتك ؟

كتَـمَـت أنفاسها الغير متلاحقَـة .. و هي تشير برآسها دون تصديق

فتردف بتساؤل و إستغرآب يغلبه الغبآء المصطنع : أيُ حقيبَـة ؟ و أيُ مال تتكلم عنه ؟..
أنَـا لا أملكُ من النقودِ شيء .. و لا عمَـل لي !

إرتجَـف صوتهَـا لرؤية ملامحه التي تنعقد و تتقلص ..
كنآية على غضب هذاَ الكآئن المريب و الذي حتما يستعد للهجوم ..

لتردف بتبرير أغبى : صَـدقني لو أحملُ بضع أورآق نقدية لأعطيتهَـا إيَّـاك فأنت حتماً تستحقها !

ضحَـك بتثاقل و هو يميل شفتيه بعدم تصديق و بتمثيلية قد سبق و إن أتقنهاَ ..

رفع يده بعشوائية : هذه الترهآت إحتفظي بهآ لنفسك ! وفريِ الكلام فالصمتُ من ذهب !
و الآن أريد مالاً و إلا ..

لم يتمم كلامتهُ تلك إلا و تبآغته ضربَـة من ورائهِ أسقطتهُ أرضاً ..

ليهوي متألماً .. على الأرضية الصلبَـة و يضحك ببشآعة و قد أُغرق بثمالتهِ ..
قفزَت هديل من سقوط هذاَ الغريب أرضـاً أمامها ..

رفعَـت نظرها نآحية ذلك الظل الذي ما بدأ يتضح بقروبهِ بجآنبها ..
و هُو يسأل بإهتمام معتبر .. يكتم ضحكاته من شكل هذه القطة المرتجفَـة ..
أين تلك الشجآعة و تلك الوحشيَـة ؟! .. لقد ذهبت أدرآج الريآح ..

: هَـل أنت بخير ؟

شهقَـت و القهرُ مآ بدأ يعتليهَـا .. لتصرخَ و ما بدأت الدماء تحتقن بوجهها ..
: لمَـاذاَ تلاحقني ؟ لماذاَ تتبعنيِ ؟ هل تعرفني ؟ هَـل أنت مجنون ، مخـتل عقلياً ؟

نآظرها بسخف .. و السخرية ما بدأت تسيطر عليه و هو يرى إنفعالها و هجومها ..
حُـباً بالله أين ذلك الإرتجَـاف و الخوف .. أم أنها تستقوي على من تُريد ..

: بدَل أن تشكريني و تكآفئيني على مساعدتي لكِ .. تنعتينني بالمجنون !
ألاَ يعرف لسآنك السليط كلام مهذب و خلوق ؟

هَـديل و هي توجه نظرآت من نار و الغضب ما بدأ يكتسحهاَ ..

لتجيب بحدَة : لا للأسف أنا لا أُجيدُ الكلام الحسنَ مع أمثالك !
ألديك الحق بملاحقتي ؟ هل طلبتُ منكَ المسآعدة مثلا ؟

زياد و هو ينآظرها بإبتسامة يغيضها بها و يشعل النآر بداخلها ..

: و مَـا بوسع فتاة صغيرَة ، غبية ، ترتجف من الخوفِ فعله أمام رجل ..
الشآرع لا يحوي أحداً .. أي بمعنَى أصح لن يسمعك أحد حتى و إن صرختي ..
وقتهَـا حتماً ستدركين حجم المسآعدة و المعروف الذي تدينينه لي !

تجزم بصحَة كلامه و عيناهاَ تجولان على هذاَ الشآرع السآكن ..
حقاً حتى لو صرخت لمئات السنين لن يستمع لهآ أحد فهو عميقُ الزوايآ ..

ربعَـت يدآهَـا على صدرها و هي تميل شفتيها بشيء من الإنزعَـاج ..
: أولاً لســتُ فتاة صغيرة ! ثانيـاً الغباء و الخَـوف ليس من صفَـاتي أبداً ..
و مَـا بوسع رجل ثمل فعلهُ .. أنظر لهُ لا حول و لا قُـوة حتى أنه لا يستطيع التكلم بسلاسة !

ضحكَ بسخرية على طفولية أفكارهَـا التي تنحصر بدائرة معينة ..

ليجيبَ بعدهَـا : ألاَ تعلميـــنَ أن الرجلَ الثملَ بوسعه فعل الكثيرِ .. أكثَـر من رجل عادي !
فلا وعيَ له و بهذهِ الحـآلة بإمكَـانه فعل المُـستحيل ! .. لا يمكن الإستهانة بأحد و طبعا قوة البنات لن تعادل قوة الرجآل ..!

ناظرته بإزدراء و هي تردف غير مبالية لكلامه و نظرآته الموجهة ناحيتها ..
: شكراً على المعلومَـة القيمَــة ! إحتفظ بهَـا لنفسك و أرجو أن لا تتبعني و تحشر أنفك بشؤوني !

و ألتفتتَ ناحية الطريق و هي تعض شفتها السفلية على شجاعتها هذه ..
فما رفعت عيناها ناحية الطريق المظلم المتبقي إلا و ترتجف ذعراً ..

نآظرهَـا بصبر و هو يردف بخبث : مع السلامَـة ! و لا تقلقي كثيراً فالطريق لا يملأه سوى المجانين و المختلين عقلياً و المنحرفين فكرياً و السآرقين طبعـاً .. ينتظرون مرور حسناء مثلك و حتماً لن يتركوا هذه الفريسة تذهب هباءاً فكل فرصة من ذهب و لا تعوض أبداً .. للأسف أناَ لن أجبرك على عدم الذهَـاب فأنا لست مسؤولاُ عنكِ !

ليهز رأسه آسفاً و هو يخفي إبتسامَـته .. ليتمم تمثيليته بإحتراف : يا للأســـف ! حتمـاً سأدعو لك بالنجَـاة من تلكَ المخلُــوقات !

إرتجَـفت يدآهَـا بوضوح و جسمها يصابُ بالقشعريرة ..
بمجرد تردد كلمآته على مسامعها .. يرقص قلبها خوف من وصفه المريب ..

و كلماته التي تبثُ الذعر بداخلها أكثر من السآبق ..
هل حتماً ستستطيع تخطي هذاَ الطريق ؟

الجوآب يشع من بعيد ! مؤكد أنها لا تستطيع لكن ما الحل !
الوقت يداهمها و العمل يودعها ! ما الحلُ إذاً ؟!

رفعَـت نظرهَـا و هي ترآه يتجه ناحية طريق العودة بسهولة ..
ينسحب من ظلمة هذا الطريق الموحش ليتركهَـا تتخبط بأوهام حقيقية ..
بعد أن ترك لعقلها حريَـة التخيُلِ ما الذي سيواجه طريقها من عقباتَ ..

شتت أنظارهَـا بين المُـتوسل الطريح و بين الطريق المظلم و زياد الذي ما بدأ ظله يختفي ..
لا تعلمَ ما الحلَ .. ؟ ما الذي تفعلهُ

إِنسَـابت من بين شفتيهَـا كلمة لم تُـرد قولها يوماً لشخص مثله : إِنتَـــظر !

إبتسمَ و إتسعَــت إبتسامتهُ لتشع ملامحهُ و قد نجحَـت خطته ..
و إنطلَــت الخدعة عليها ، حقاً لأنها غبية تصدق كل شيء !

آخفى الإبتسامة بصعوبَـة و هو يقتنص قناع البرود و اللامبالاة ..
إلتفتَ ناحيتها و هو يضع يدآه بمخبأ سروالـه : نَـعم ماذاَ تُــريدين ؟ أَلَمْ تذهبـي بعدْ ؟!

شتمَـت نفسها على التسرع الذي صدر منها و هي تناديه ..
تطلب العَوْن ! و مِــن زياد أيضاً !؟

ضربَـت رجلها اليمين بخفَـة على الأرض و هي تشتت نظرآتها ..
لا تريد رؤية نشوة الإنتصآر بين عينيه و هي تترجآه ..

و لكن ليسَـت هديل التي تترجَـى و تطعَـن كرآمتها و كبريائها ..

إنتفضَـت تلكَ الأفكَـار و هي ترى ذلك المتسول يغمزُ لها بحقَـارة ..
و يهمس بأبشعِ الكلمآت التي صُمَّت عن سماعها وتجاهلتهاَ ..

تباً لتفكيرهَـا ! .. تباً لكبريائها الذي سيرميها بالهآوية ..

حسناً ستجَـازف لأول مرة و لآخر مرة و لن تعيدَ الكرَّة ..

أجَـابَـت بتررد : هل من الأمــكَـن أن ترآفقَــني إلى نهَـاية الشآرع ! آآ ..
فأنا مستعجلَـة نوعـاً ماَ ! و لا أملـكُ العديدَ من الوقـتِ لتمديد المسآفـات !

إنفَـجر ضحكـاً بداخله و هو يرددُ .. أين تلك الشجَـاعة ..
أين تلك التي تقول أن الغبَاء و الخوف ليس من صِـفاتهآ .. ؟!

أجزمُ أنهَـا أضعَـفُ فتاة عرفتهَـا .. لكن هي من النوعِ الكتوم ..
و الذي يظهر دائماً عكسَ شخصيته الرئيسية !!

تباً ..! لقد أصبحُت محلل نفسي ! الأهمُ هو نجاح الخطة ..
آملُ أن لا تعَـارضَ على طلبي و إلا سيذهب تفكيري أدراج الريَـاح ..
أدرجَ كلامه و هو ينآظرها ببراءة تَـآمة لا تليقُ بخبثهِ ..

:مَــا رأيكِ أن أُوصَـلكِ للشركَــة فنحـنُ نعمَـلُ بمكَــان واحـد !

إتسعَــت عيناهآ بصدمَـة ..! هل حقاً هو يعملُ بالشركَـة أم يريد إستغلالي ؟

لكن يومهَـا رأيته بالشركة و إصطدمنـاَ عندَ المدخلِ ..
و هذاَ ما يؤكد صحَـة كلامهِ .. و لكنه آمر صعب أن أُرافقه !

بصفتهِ مَـن ؟ .. أجَـابت بتردد : آآ لا داعٍ لذلك .. سوف أتدبرُ آمري !

تنهَـد بقلة صبر و هو يرى التنآقض بعيناها و كأنها لا تُأمِـن نفسها معهُ ..

لا تريدُ مرآفقة شخص تغزل بهَـا من أولِ لقآء ..
لا تريدُ معرفَـة هذاَ المجهول الذي يتبعهَـا و يلاحقها بكلِ مكان .. !

حكَ رأسهُ بحيرة .. يدرك حجم الصعوبة لإقناع كتلة الصخر هذه !

تنهَـد مرة ثآنية و ها هُوَ يسترسل الكلام : دعكِ من ذلكَ التفكير و الأفكَـار التي تصول و تجول بعقلك ! أنـاَ موظف بالشركَـة و مبتغاكِ و هو مبتغآي و هُوَ الوصُـول دون تَأخر .. صحيح أني لم أكُـن يوماً مهتماً و لا مستلزمـاً بأمورِ العملِ .. لكني جديُّ للغآيه .. و ممكن أنكَ أخذتي صورة سيئة عنيِ بملاحقتي لكِ .. لكنكِ أثرتِ فضولي لا غيرَ .. بالمنآسبة معك زيآد " و مَـد يدهُ ليصآفحهآ "

نآظرته بنصف عين و هي غيرُ متآكدة من كلامه ..
لا تعلم لمآ لا تستطيع تصديقه أو تصديق كلامه ..

هل من الأمكن أن أول لقآء ترك إنطبآع سيء عندهَـا ..

أم أنه إحدى أفكآره الشيطانية فإبتسامتهُ الخبيثَـة تلك لا زآلت ترتسم أمآمها بشفآفية ..

لكن عينآه تبرزآن المصدآقية بكلامه و الجدية بفكره ..
آآه تعبتُ من التفكيرِ !

مدَّت يدهَـا هي الآخر و هي تصآفحه :معكَ هَــديل لا أعلم إذ تعرفت علىَ إسمي أيضاً !

ضحكَ زياد بمجارآة و هو يردف بكذب : لنـاَ الشرف آنسَـة هديل ! حقاً لم أدرك إسمك حتىَ الآن .. بالمنآسبة إسم جميل !

هديل بغرور و ثقَـة و هي تبتَـسم : آحم شكراً لك .. طبعاً أُدركَ إِن إسمي جميل !

نَـاظرهَـا بسخرية مخفيه ليهمس بتمتمَـة لم تصل لمسامعِ هديل : أحسدكُ على ثقتكِ تلكَ !

هَـديل و هي تلمح تحرك شفتيه : نعم !؟ هل تكلمـني !

إبتسمَ زيَــاد ببسآطَـة و هو يتلاعبُ بعيناهِ و يسلطهمآ على هذه الملآك ..

ليجيبَ بشيء من الجديَّـة ، الجدية الذي لم يستعملهآ يوماً و لم يعرف لها سُبلاً بحديثه ..

نآظر سآعته و كأنهُ يلمح لضيقةِ الوقتِ المتبقيِ : لآ لآ لم أُكلمكِ ! هياَ هل تقبلينَ عرضيِ البسيط فلم يتبقَـى من الوقتِ شيء ..!

حقاً لا تعلم بمآتجيبه بهذه اللحظة !
هل توآفق ؟! هل ترفـض ؟!

قلبهآ ينهاهاَ على الإقدامِ بخطوة مجآزفة مثل هذه ..
أمآ عقلها فيعآكس ذلك تمامآً .. يجبرها على القبول ..

فالأمر يتعلقُ بمستقبلهآ و عملهـآ و العديد من الآمور ..
تكلمَـت بسرعة بديهية قبل أن تتوآرى بقرآرهآ : مـــوآفقَـة !

إتسَـعت إبتسآمته لتشق معآلم وجهه .. حمد لله فالأمر لم يكن بتلك الصعوبة التي صورهآ عقله ..
مستغرب كيف وآفقت بهذه البسآطة بدون كلآم و مجآدلآت ..

أخفَـى الخبثَ بين عينيهِ ليشير لهآ بسبآبته لبدآية الشآرع ..
نحو سيآرة أقلُ مآ يقاُل عنهآ أنهآ تنبضُ بالفخآمة و الرفآهية ..

فشخص مثل زيآد لن يتهآون بصورتهِ الشخصية و إسمتآعه بالحيآة ..
دائمآ ما يريدُ الأفضَـل حتى و لو بالغصبِ .. يأخذ مآ يريد أينمآ يُريد ذلك !

: السيآرة السودآء ! أنتظريني هنآك سوف ألحقُ بــكِ

هَـزت رأسهآ بالإيجآب و فاههَـا فآغر بتلك السيارة التي تلمعُ من بعيد ..

إنطلقَـت نآحيتهآ و نبضآت قلبها بتزآيد معقول .. تشعر ببعض من الخوف ..
ليس الخوف فقط بل إنعدآم الثقة بهذآ الشخص الذي لا تعرف عنه إلا إسمه ..

لكن دائماً ما تقفُ الظروف بوجهنا و تعيقُ طريقنآ لنُجْبر على أشيآء لا نريدهآ ..

لمح ظلها الذي بدأ يختفي عن أعينه و هي تسير مبتعدة ..

متشتة الفكرِ .. إلتفت بسرعة نآحية ذلك المتسولِ المرتمي أرضـآً : أحسَـنت التمثيـل ! كَـم تُـريد ؟

إستعدل بدورهِ و هُـو يمسح على لحيتهِ بإبتسآمة كريهة : أُريد الكثير فقد حصلتَ على مبتغآك !

نآظره زيآد بإشمئزاز و هُـو يخرج رزمَة من المآل و يرميه سريعاً نآحيته : خُـذ ! و إيَّـاك الإقترآب منهآ !

آخذ تلك الأورآق المالية بين يديه بلهفةِ و هو يعدهآ بدهشَـة و فرح : أنآ لا أسمع و لا أتكلم يمكنكَ الإطمئنَـان !

ضحك بسخريَـة و هو يلتفت نآحية سيآرته حيث تقف تلك الملاك بجنبهآ ..

تمعنُ النظر بعينآها العسليَـة اللامعة تحت وطأة أشعة الشمسِ ..
فيبتسم و هُـو يردد : لا شيء يُغلَـى على ملاك مثلك !

إقترب منهآ بهدوء و هُو يقف بجنبهآ : هَــديل !

أفاقت من سرحآنها و هي تبعد عيناهآ على السيارة بحرج ..
ماذآ سيقول عليهآ الآن .. إبنة الفقرِ !

لم ترى بحيآتها سيارة .. قطعت سبُل أفكآرها الغبية : هل نذهَـب ؟

إبتسمَ لهآ و هو يتجه ناحية مرتبة القيآدة و يأشر لها للمرتبة الأمآمية ..
: بالطبع لنذهب ! تفضَــلي ..

تحمحمـت بحرج و هي تمسح على جبينهآ بتوتر و تجلس بالمرتبة الأمآمية ..
رآئحته الرجولية تطغَـى على السيآرة .. و أيُّ سيارة هذه التي لم تركبها يومـاً ؟!

شتتَ نظرهَـا نآحية النآفذة تنـاظر الطرُقَ بدون هدف .. لتتحآشى وجود زيآد الذي يربكها ..

أما من جهته هُو فالإبتسآمة لم تفآرق شفتيه .. كيف و خطته تسير بالمنحَى المطلوب ..

إنتظر يا يوسف لترى ما بوسعِ أخيك فعله ! لتدرك أن كل مآ يريده زيآد .. يأخذه !
يأخذه غصـباً على الجميع ! كمـا سيأخذ هذه الملاك ..!






***
***




شتَـت نظره من هذهِ الأورآق المترآكمة التي تأبى الزوآل ..
لتقع عينآه على السآعة المستوطنة بالجدآر ..

يرآقب عقآربها التي تتسآرع بالدورآن ..
تتحدَى فيمَـا بينهَا من الأسرع بالوصول ..

هل هيَّـا ؟ أم هديل التي ستسآرعهـا !

أين هي ..؟ سؤال يتكرر منذُ تجآوزه لشقتهآ السآكنة ..
يعجز عن إزاحتهآ من تفكيره و إبعادهآ عنهُ ..

طيفها يلاحقه بكلِ مكآن و زمآن و يأبى الرحمة بهِ ..


بالطرف الآخر .. تحكم من قبضَـة القلم بين يديهَا ..
و إحدَى عروق يدها تنبأُ بالإنفجَـار بأيِ لحظَـة من الغيظِ ..

من غيظِ قطعَـة الجليد التي أمآمها .. مُـجَردٌ مِن الإحسآس !
همهُ سِوى هديل .. !

إحتدَت عينآها نآحيته و هي ترآه سارح بالسآعة ..
يترجى الوقَت ليتوقف من أجل وصول حبيبتهِ ..
غبي أنـت! و لـن تتغير أبداً ..!

أبعدت القلم من يدهـا و هي تضحك بسخرية : إرحم عينآك !

إلتفَت لهآ و هو يتنهَد ببرود : مآ خطبكِ اليَـوم ؟

غَـزل و قد بدأت الغيرَة تنهشُ قلبهآ نهشاً ..
يُوقظُ بدآخلها حممَ من البرآكين و هُو يخآطبها بذلك الأسلوب ..
الأسلوب البارد ، الجـآف ..!

نآظرته بإستخفآف : تحمَـلني ! فحتماً سأنفجر يوماً ما من ذلكَ الغبي !

سامي و هُو يضحك بسلاسة : و مَـا دخلُ ساميِ من الموقفِ مآ دُمتِ تحبين شخصآ غبيـا ! .. تفرغين شحنآتك و تنفجرين بي !

إكتفَـت بإبتسآمة محرقة .. قلبهآ ينحرق و يشتعل من كلامه ..
ما أصعب هذاَ الشعور .. لا يعلم من ذلك الغبي ؟

لا يعلم بأنه يوجه لهآ طعنآت بكلامته الغير مقصودة تلك !

تكلمَـت و هي تجهد نفسهآ على الصمُـود : تَـعرفُ أنه غبي مثلك تمامـاً .. يحب فتـآة لا تحبه !

سآمي و قد بدأت أعصآبه بالفورآن و الهيجآن ..
لماذا تذكره دائما بكلام يحآول تجآهله ..

تضعه على وجهِ الوآقئع الذي بات يهرب منه خوفا ..
خوفا من خسارة هديل ..!

أردف بقسوة لم يعتَد عليهآ : علاقتــك تلك أُتركيهـآ بعيـداً عنـي ! لسـتُ معني بأمـر حبيبـك ذلك .. فالموضُــوع يخصك أنتي لوحدكِ و بالنسبـة لشؤونـي فأرجـو أن لا تتدخـلي بهآ ..! كُـلٌ يبقَـى بطريقــهِ و حدودهِ !

أغمضَــت عيناهآ بألم و هي تستمع للسمِ الذي ينثرهُ ..
ينثرهُ على جرآحها الموجوعة .. بدل البلسُـم الذي تنتظره منه ..

بدل الكلام الطيب و المشجع تتلقى ما هُو أوجع من سآبقه ..
يكفي ذلك مآ دُمت يا سآمي تقسَـى بدون مرآعـاة !

مرآعـاة لمشـاعر المُـغرمة بك فجميعنا ندرك ذلك ..
ليس من الصَـعب أن أُثلجَ مشآعري و أقسي قلبي ..

تكلمَــت بحرقَـة : أشكُـرك بالفعلِ يا سآمي دائمـاً ما كنتُ أسمع محـدآثك عن هديل بدون ملل .. أندمج معك يوميـاً و أنت تسرد لي موآقف بآتـت تتكررُ لكني لم أتهـاون بسماعك .. لم أتهـاون بردكَ و أنت تتحدث دون توقَـف ! لكن يومَ أخبـرتك و أردتُ مشآركتك بسرٍ دفيـن لم أقره لنفسي حتى !.. إنقضيَـت علي بقسآوتك و جفآئك و أنـا التي كُـنت * إهتَـز صوتهآ بآكيآ لتحشرج من حنجرتها التي تأبى أن تخرج الكلمآت بسلاسة * أنتَــظرُ منكَ نصيحَـة واحَـدة فقط !

و أنفجَـرت بقوة سآمحة لدموعهآ أن تنسآب ..
و العبرآت أن تنسكب بعدَ كتمِ كبير و صبر عويص ..

تخبأ و تجمَـع بقلبها و لكن قد سمحَـت لنفسها بالإنفجآر ..
تعبت .. تقسمُ أنهآ تعبت منه و من حبهآ الغبي لهُ ..

صحيح ذلك ! يا لغباء بكائها .. هكذا ردد سامي و هو ينآظرها بدهشة ..
ما الذي حدث معها ! ألمْ تكُـن تضحك و تمزح منذُ قليل ما الذي أصآبها ..

ألهذاَ السببِ البسيطِ إندفعت للبكآء .. و البكآء بهذه القوة ..!
أمرك غريب يا غزل .. كلامك لغز لا يحلَ و لا يُفهمُ ؟

لقد بِـتُ لا أدري ما الذي تقصدينه ؟ تلمحين إليه ؟

من يحل هذه الطلاسيم الغريبة ، العجيبة التي تمطرين عقلي بها ..
عقلي لا يقدر على تحليل همه فماَ زآد لغزك إلا حيرة و إستغراب ..

نهضَ من مكآنه و هو يرى نظرآت العمآل ناحيتهم ..
فكل من يمرُ عليهم يناظرهم بإستغراب و فضول كبير ..!

ما السبب الذي يجعل فتآة تبكي ؟ و ما دخل المرآفق الذي معها ؟

تقدم نآحيتها و هو يشعر بقليل من الذنب : آســف ! آسف حقاً غَــزل لم أقصِـد ذلك ..

و أردف يعطيها منديلا تمسح به ذلك السيل الجآرف الذي يأبى التوقف ..

تكلمَـت و هي تأخذ المنديل منه : و مَــا ينفعُ آسفك ذلك ! على مـاذاَ تتأسف يـا سآمي ..

تنهَـد بإنزعَـاج و تبرير : آنــا مُـتعب هَـديـ .. * عضَ على شفته لغبائه *

إنفجَــرت غزل و هي تنهض من مكآنها لتصرخ بعصبية هوجآء ..
لقد زآد الأمرُ عن حدهِ .. أصبح يهلوس بإسمهآ ..

ضربَت المكَـتب بكف يدهآ و أنظار الجميع تتحول نآحيتهمَـا : أنــا لســتُ هديل أتسمَــع ! * بصرآخ * أُدعَــى غَــزل .. لقد جُــننت يا ســآمي !


و أنطَــلقت بسرعة لتخرج و الشرار يتطاير منها ..
تاركـتاً ورائهَـا شخصاً يغوص بالصدمَـة و الدهشَـة ..
يحآول التبــرير لكن لا يجـدُ الجـوآب ؟!






***
***





ركَـن سيارتهُ بالموقف المخصصَ لموظفـي الشركةَ ..
عيناهُ ترآقبان المدخل بتوجس و فضول ..

ينتظرُ ظهـور سيارة أخيهِ بلهفَة مغلفَـة بتوتر شديد ..
أعصابه تتقِظُ على نآر هادئة ..

فألفُ فكرة و مُصيبَـة تتلاعبُ بعقلهِ ..
فدائماً ما يحملُ زيـآد ورائه مشآكل يهوَى لهاَ العقلُ ..

طيشهُ و مُـراهقتهُ المتأخرة جعلتهُـم يتعبون نفسياً و فكريـاُ ..
تصرفـآته صبيآنيـة للغآيه و كأنـه شخص لم يدرك سِن الرشد من بعد !

يخَـآف عليهِ أكثر من نفسهِ .. يخـآف من عِـناده ..!

لم يكنْ له مُجرد أخ بل كَـان نِـعمَ الصديقَ و الأبَ ..
مهمَا طَـال الزمنُ أو قَـصُـر .. مهمَـا تعقَـدت الأمُـور بينهُـم ..
يبقَـى زيآد أخـآه الوحيد و الوآجـب عليه الإهتمـام به رغم كل شيء .. !

هذاَ الشيء الوحيـد الذي يلفُ بعقلهِ و كأنهُ يتنبأُ بقدومِ كآرثة ..
فيصبرُ ذآته بهذهِ الكلمآت لتجنبِ الإقدامِ على فعلِ لا يحمدُ عقباهُ ..

مسحَ على وجههِ بضيقِ لماَ لا يُحسنُ الظنَ بأخـآه مرَّة وآحدة ..
لمآ تفكيره سلبيُ و وجهةُ نظرهِ سيئة تِجآه أخيه ..
كل شيء مريب يتدآخل بعقله بمجرد ذكر إسمهِ ..

تنهَـد و هُو يحآول الإنشغآل بشيء مآ يقطع عليه أفكآره المتلاحقة ..
و بين إلتفآتاتهِ زآرت ذاكرتهُ طيفُ " صآحبة الأعينِ العسلية " ..

لهذه الفتآة تأثير خآص على النفوسِ فبمجردِ التفكير بهآ ..

تبثُ بكَ روح جديد مفعمَـة بالنزهِ ، الفرحِ ، التفائل ، الجمآل و البرآءة ..

صفآت خفيفة كآملة تشعرهُ بمدَى قُـوة حضور هذه الملاك بسآحة عقله و قلبهِ ..
مختلفة هي عنِ البآقي ، مميزة بلمحَـة غريبة عن بآقي النسـاء ..

لا ألُومُ سامي عن وقوعهِ بشبآكِ حبها ..

و لكن أحسدهُ عن لحظآت ، ضحكآت ، ذكريآت و أحداث جمعته بهآ ..
عينآه التي كآنت دائما ما ترتوي بجمال مُزهر مثلها ..
صلَّـة القرآبة التي جمعتهم معاً ..

محظوظ أنتَ يا سآمي بوجودِ فتاة مثلها بحيآتك ..

لكنهآ لا تنـاسبك و لا تتماثل معك ..

لا تسألوني لماذاَ ؟ فكلُ مآ أدركه أن تلك الفتآة إسثنآئية ..

إسثنآئية للغآيه ! لا يحظى بهآ إلا من يُحصنُ ببركآت و دعوآت أمهِ ..
لا أعلم لماَ أسرتني من نظرآتها الأولـى ..!

رؤيتهآ أعطَـت للحياة نكهة جميلة ، حُلوة مختلفة عن سآبقها ..

هل ستسمر هذه الحيآة الممتعة أم آنها ستزول مع الوقت ..؟

هل ستبقى تلك الهديلُ تضيءُ حيآة يوسف ! أم ستكون مُجرد ومضة و ترحل ..؟

لن تكون كذلك ! و لن أسمح بحدوث ذلك !
هديل لن تكون مُـجرد ومضة عآبرة و ترحل مودعة ! ستكون ذكرَى ..!

ذكرَى خـالدة للأبد .. لن يسترقهآ أحد مني فومضَـة الحبِ لن تنتهي بهذهِ البساطة !

بل ستلمعُ و تضيء و ينتشر ضياء و نُور تلك الومضة أمام أعينِ الجميعِ ..
فتسردُ قصة فتآة عرفها يوسف فأحبهآ .. آحبهآ !

و أيُّ حب يتولدُ بين ليلة و ضحآهـا ؟ هل عدتُ لتجديد مرآهقتي بهذآ الحب ؟

هل من المستحيل أنهُ مُـجرد إعجآب أو نزوة و ستزول ؟
مسحَ عل جبينه بإرهاق من التفكير الذي يتدآخل بعقله !

لم يعُد يعرف أين الإجابة ! لكن حتماً سيدركهآ عآجلا أم آجلا !





***
***



السكُـون مخيم بأرجآء السيآرة ..
لا حديث يجمعُ الطرفين بل كُلٌ غآرق ببحر من الأفكآر ..

زفر زيآد بملل فهو لم يعتد إلا على الأجوآء الصاخبة ..
ما هذاَ الهدوء المُميت ؟! و هل يتحمل أحد السكوت طيلة هذا الوقت ؟

نآظر الأثير " المذيآع " السآكن من الصوتِ .. لقد أطفأه لتجنبِ إزعاجِ هذه الملاك !

فحتماً إن أشعلهُ ستصدحُ السيارة من الصوتِ المنفجرِ الصآدر منهُ ..

ألتفت نآحيتها .. ليرآها دائما على نفس وضعيتهآ السآبقة ..
مستندة على النآفذة تناظر الأجواء الخآرجية ..!

ما هذاَ الملل ؟ أهيَ مُـعتادة على الصمت ..

إذ لم تُرد التكلم فسأبدأ أنَـا : هَـل أنتِ دائمَـة الصمتِ ؟

عقَـدت هديل حآجبيها من الصدآع الذي يلازمهآ ..
رأسهآ سينفجرُ و أعصآبها ستنفجرُ من الألَمِ ..
ففضَـلت الصمـتَ و محآولة الإسرخآء بهذا الجَوِ المُـريح ..

و لكن أغفَـل سكُونهآ صوتُ زيآد ..

إعتدلت بجلستهآ و هي تلتفتُ نآحيتهُ : لا لست دائمـة الصمتِ ! بل مُـرهقة قليلاً !

نآظرها بإهتمامِ و لم يغفُل عن عينآه إنعقاد الحآجبين المرسومين ببرآعة ..
و إحمرارِ وجنتيهآ الزهريتينِ .. فيجيب محاولاً الإنصآف بنظره على الطريق ..
و التركيز بهِ : هل أنتِ بخير ؟ هل تعآنين من ألمٍ مـآ ؟ ألم يتوجب عليكِ الحضُـور ؟


إبتسمت على أسئلتهِ المتتآلية فتجيبَ و هي تُدلك رأسها بيديها ..

: آولاً أنـا بخير ! ثـآنيا إنه مجردُ صدآع خفيف و سيزول ! ثآلثا .. مؤكد عليَا الحضُور إنه أولُ يومٍ لي !

هَـز رأسهُ بتفهمِ : مُـبآرك عليكِ العملُ .. و لا ترهقي نفسكِ كثيراً إذ يظهرُ عليك بدآية وعكة زكآمية !

إقتَـربت هديل من المرآة و هي تنآظر شحوب عينآهَـا و إحمرار وجنتيهَـا ..
لتردف بتعب و هي تغمض عينآهـا : أُشكرك ! كم تبقَـى على وصولنـاَ فالدوامُ قد إبتدأَ منذُ عشر دقآئق !

نآظر سآعة يده بشوق و هُو يردف بخبث : مسآفة خمس دقآئق و سنصل !

إتسعَـت إبتسآمتهُ و هُـو يفكر بردة فعل أخيه بالمفآجأة ..
هل ستفرحه ؟ هل ستهمهُ ؟ هل ستغضبه ؟

لكن كلُ مآ يريدُ برهآنهُ أن " زيآد يحصل على كل شيء يُريده "
فلا عِـناد أخيه سيمنعهُ و لا غضبهُ سيرجعهُ خائباً ، خاسراً

بعد مسآفة ليست بالقصيرة و لا الطويلة ..

دخَـل من مدخَـل الشركة و عينآه تبحثآن على سيآرة أخيهِ الكحلية المميزة ..
يترصدُ جميع السيآرات لكن لم يستطع تمييزهآ فالموقف ممتلىء للغآيه ..

و يتضح أن يوسف لم يحضر بعد أو إستبدل سيآرته الكحلية .. إذ لا وجود لها !

ألقَ بنظرة خآفته ، هآربة نآحية هديل لتتسعَ إبتسآمته لضحكَـة ..

سرعـآن ما نآمَــت هذهِ الملاك ! .. خفف من سرعتهِ و هُـو يركنُ سيآرته ..
لم يدرك بأنهُ قد ركنهـآ أمام سيآرة أخيه مبآشرة ..

إلتفت نآحيتهآ بإبتسآمة و هُو يرى غرقآنها بالنوم العميق ..

فإنتظام أنفآسها و ثباتُ حركتهآ يظهرُ ذلك ..

نآظر تلك البريئة بتمعن و هُو يشبع عينآه بهذا الملاك السآكن ..
إقترب منها بنية بريئة لا يقصدُ منهآ شيئاً ..

سوى ملامسة وجنتيها المحمرتين أكثر من السآبق .. إذ يظهر أن المرض قد إستولى عليها
وجنتيها بلون الدمِ القآتن و عيناهآ الذي يحيط بهمآ الذبول ..
أمآ شفتيهآ البآهتتين بلونهمآ الزهري الخفيف ..

ملاك بجميع حآلاتهآ !






***
***



رفع عينآه على مرور السيآرة السودآء من جآنبه ..
دق قلبهُ بقوة فهذه سيآرة زيآد التي تتوقف أمآمه ..

لكن بجآنبه شخص يظهر أنه قد إصطحب معهُ أحداً مـاَ !

لم يعلم لماَ الضيقة بدأت تُعلمُ ملامح وجههِ ..
يُضَيقُ من عينآه الليلية بغيـةً ترصد تلك المفاجآة أو المفآجعة التي يحملهآ معه !

إنتَـظَـر نزول شقيقهِ لكن لم يحدث ذلك !

مَـاذاَ هل يتلاعب بي أو يحآول إستنفآذ الصبرَ عندي ؟
ضربَ مِقودَ السيآرة بقهر و قد قررَ النزولَ ..!

لن ينتظرَ مبآدرة الأخِ فحتمـاً لن يتنآزل عن قولِ مفاجأتهِ هذه !

نزل من سيآرته بثقة ..! ثقة يغلبُ عليهآ الحدَة و الغضَـب ..
و القهرُ الذي يظهرُ بملامحهِ المتقلصة ..

إِتجهَ بثقل نآحية سيآرته و قد بدأ يتضحُ لهُ مآ وراء الزجاجِ ..


فآرت دِمـائهُ الهَـادئة معلنةً عَـاصفة هوجـآء !
إنفجَـرت أعصآبهُ البآردة معلنة حمم بركآنية جهنميَّـة !
إتسعَـت خطَـاهُ و هُـو يتوعدُ بالخبيـثِ ذلك الذي يدعَـى أخآه !





***
***



إرتشفت جرعآت من قآرورة الميآه و هي تمسح بقآيا الدموع المتجمعة ..
عينآهـا الحمراوتين من البكآء المُفرطِ و صوتهآ المتحشرج جعلهآ تلفتُ الأنظآر و بشدة ..
فالفضولُ صِفة لا يتخَـلى عنهَـا الجميعُ ..!

كُل من يمرُ بهآ يرمقهآ بإستغرآب و قد آثآرت الضجَـة بين الموظفين بإنفجآرهـآ ذاكَ ..
الخجلُ يمزقهـاَ على صرآخهآ الذي صدر منهآ بلحظَـة هيجآن و فورآن ..

لم تكن وآعية لمآ يحدث معهآ لكن سآمي أتلف آعصآبها و بشدة ..

جعلت جميع موظفيِ القسمِ ينآظرونهآ بريبة من سلوكهآ الهمجي بنظرهمْ ..
فللشركة قوآنين و نظآم يُتبع عليه .. و قد كسرت إحدَى أهم القوآعد ..
ألاَ و هُـو الصمـتُ و الإحترآم !

أغلقَـت تلك القآرورة و هي ترميهآ بعيدا ..

بئس لتلك القوآنين ! فلا أحد يحترق مثل حرقتي ..
و لا أحد يهتمُ لي .. ! تبـاً لك يا سآمي الغبي !

نآظرت هآتفهـآ الذي يَـرُن بخفوت ..
إبتسمت بين ألامِهآ و إسم صديقتهآ المقربة يظهر على الشآشة ..

رتيل كآنت نِعمَ الصديقة و الرفيقة لهآ منذُ الصبىَ ..
لا تخفي أحدهمـا سراً على الأخرى ..

تجمعهمـا روح وآحدة لم تفترق بمدى السنين و الظروفِ ..
كحَـت بهدوء و هي تحآول الإتزآن بصوتهآ لتجيب : آهلا رتيل !

ضحكَـت الأخرى و هي تجيب بشوق : عبير يآ فتآة كيفَ الحآل معك ؟ لقد إشتقتُ لك !

ضحكت بألم و هي تطأطأ رأسهآ نحو الأسفل : لســتُ بخير يا رتيل ! أبداً لست كذلك !

صمِتَ الطرفآن بسكون .. لتجيبهآ بهدوء مُـريب : سـآمي أليْسَ كذلك !

بمجردِ ذكر إسمه ، إنفجرت مرة أخرى بالبكآء ..
و شهقآتها تختَـرق شبكة الصمتِ بينهمَـا ..
لتعبر عن مدَى ألمهَـا و وجعهَـا من هذاَ الحب البائس ..

مَـدى تعبهَـا و شقائها و حجم التضحيآت النفسية و القلبية ..
التي قدمتهآ تحت مسمَـى الحب ..

فعلت المستحيل و اللامستحيل من أجلِ القليل ..

و لكن لم تحظَى بشيء يشبعُ لهفتهآ و شوقهآ ..

آردفت بين بكائهَـا : أحبـهُ يـآ رتيل ! أتصدقينَ دآئمـاً ألمِحُ له .. أوضح له مثل وضوحِ الشمسِ .. أُبرهن لهُ و لكن لا آذاَن صآغيه و لا قليلا من الإهتمام .. غآرق بحب تلك الهديل .. غيرُ مهتم لي أنـا ! .. أخبريني يا رتيل أنجدي صديقتك التي ستُـجَـن من وراء هذاَ الحُـب العسيـرِ !




***
***



إنصَـدم و هُــو يترآجع نحوَ الوراء برهبَـة ..

هُـو لم يسمع شيئاً و لم يَـرىَ شيئا !

مستحيل ذلك .. ما الذي يحدُث !

.
.
.
.


نهَــآية الومضَــة السآدسَــة !
أنتظر ردودكُـــم :$

bluemay 08-06-15 08:37 PM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

ولا يهمك حبيبتي ويسلمو إيديك


هديل وقعت في ورطة وزياد ناوي على نية سودا ...

يوسف هل رح يتفهم الموقف ولا ح يظن ان هديل بتسعى وراء المال؟!

سامي اكتشف حقيقة مشاعر غزل وانصدم ، هل رح يبين لها او كيف رح تكون ردة فعله؟!


متشووقة للجاي تقبلي مروري وخالص ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

bluemay 11-08-15 09:14 AM

رد: ومضَـةُ حُـبِ
 
تغلق الرواية حتى عودة الكاتبة ﻹستئنافها.


الساعة الآن 10:20 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية