منتديات ليلاس - شقاوة. قصة قصيرة بقلمي.

شقاوة:
1- الصياد:
عم أبو حسن صياد سمك ‘ مدمن جوزة المعسل‘ يشون الشباك. في العصا ري ‘ يكنس الشارع أمام الدار ‘ يفرش فروة المعزة‘ ويجلس مادا رجليه ‘ يعلق طرف الشباك في إصبعي رجليه الكبيرين‘ويرقع بعود عليه خيوط يسميه "المنقاض" ماانقطع من الشباك. لا يكف عن السمر والضحك ‘ يجلس حوله رجال الحارة وبعض نسوتها‘ يستمعون لحكاويه الغريبة‘ وذكرياته المسلية.
ويتبسطون معه في الهزار لدرجة أن يسهيه أحد الرجال من خلفه ويخطف عمامته‘يصطنع الفزع. ثم يقهقه ضاحكا ‘ يسب حرامي العمامة‘ لا لسرقتها ولكن لإظهار صلعته التي يراها عورة يجب تغطيتها.
ولا تعود إليه العمامة إلا بعد انتهاء اللعب بها قذفا وتلقفا بين أحبابه.
أولاد الحارة أيضا يحومون حوله هذا يسأله قطعة شباك فلا يبخل عليه وهذا يناوله القلة ‘ يكرع ‘ يتجشأ بصوت مسموع . فيعلق بعضهن صحة وعافية.
يقول آخر نهيق حمار ‘
فيرد فرد لأ وأنت الصادق خوار جاموسة.
يرشهم عم أبو حسن بماء القلة. وهم يتقافزون بعيدين عن الماء.
2- البارود:
انطلق مدفع رمضان ‘ المنصوب عند شاطئ البحر‘ وكان الأولاد قد تجمعوا خلفه يشهدون لحظة انطلاقه. وما أن ينطلق حتي يسرعون للإنتشار في الباحة أمام المدفع‘ وكل منهم يجمع في لهفة‘ ويعوق غيره عن الجمع حتي يفوز هو بأكبر كمية من حب البارود الأسود الذي تخلف عن الإطلاق. جمع الولد موسي‘ كمية ‘ لفها في ورق جيدا. وأسرع لبيته للإفطار. وقبل أن يصعد البيت . دس حب البارود ألأسود في ثنايا كومة شباك عم أبو حسن. ليلعب بها غدا.
3- الشمبانزي:
عثر عم أبو حسن علي الخبيئة‘بين طيات الشبك‘ظنها ثروة مالية ‘وجدها حبا أسود ‘ حسبه فحما ‘ يصلح لإشعال حجر جوزة المعسل ليعمر دماغه.
وسع فتحات حجر الجوزة جيدا بسلكة أعدها لذلك‘ رص المعسل ‘ ركب الحجر علي الجوزة ‘ نثر ما يظنه فحما فوق المعسل‘ أشعل عود الكبريت‘ ووجه لهبه إلي الحبات السوداء فهبت حبات البارود مشتعلة تلسع شنبه الرمادي‘ وملهبة شفتيه وأنفه‘ صرخ وألقي الجوزة بعيدا. انغمس في موجة من الضحك‘ والصراخ من الألم معا. فلا تعرف الدموع المنهمرة من عينيه المحمرتين دموع ألم أم دموع ضحك. وهو يقول لمن حوله مقلب من مقالبكم يا شياطين. والجميع حوله مابين ضاحك‘ أو مهتم يريد مساعدته.
طلب مرهم حريق ‘ فجاءته زوجته بسمن بلدي‘ فبدي فمه وأنفه شديدي الحمرة واللمعان ‘ وشنبه متفحم‘ وأسنانه الصفراء تطل بين شفتيه. .