منتديات ليلاس - الحساب يوم واحد

السؤال: هل الحساب يوم واحد

الجواب :

يوم الحساب يوم واحد لكنه يوم مقداره خمسين ألف سنه كما قال الله تعالى ((سال سآئل بعذاب واقع -للكافرين ليس له دافع -من الله ذى المعارج - تعرج الملائكة والروح إليه فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ))
أى أن العذاب يقع للكافرين فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنه
وفى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة (رضى الله عنه )
أن النبى (صلى الله عليه وسلم ) قال: ((مامن صاحب ذهب ولا فضة لايؤدى منها حقها إلا كان يوم القيامه صفحت له صفائح من نار وأحمى عليها فى نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت فى يوم مقداره خمسين ألف سنه حتى يقضى بين العباد ))
وهذا اليوم الطويل بما فيه من الأهوال والأشياء هو يوم عسير على الكافرين قال الله تعالى (( وكان يوما على الكافرين عسيرا )) ويسير على المؤمنين وأسال الله تعالى أن يجعلنى وأخواتى المسلمين ممن ييسر عليهم يوم القيامه

والتفكير والتعمق فى مثل هذه الامور الغيبيه هو من التنطع الذى قال عنه النبى (صلى الله عليه وسلم ) : ((هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون ))
فوظيفه الانسان فى مثل هه الامور الغيبيه التسليم واخد الأمور على ظاهر معناها دون ان يتعمق او يحاول القياس بينها وبين اﻷمور فى الدنيا فإن أمور الاخره ليست كأمور الدنيا وان كانت تشبهها فى أصل المعنى وتشاركها فى ذلك لكن بينها فرق عظيم وأضرب مثلا بما ذكره الله تعالى فى الجنه من النخل والرمان والفاكهة ولحم الطير والعسل والماء واللبن والخمر وما اشبه ذلك مع قوله تعالى (( فلا تعلم نفس مآ أخفى لهم من قرة أعين جزآء بما كانو يعملون ))
وقوله فى الحديث القدسى (( أعددت لعبادى الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ))
فهذه الأسماء التى لامسميات لها فى هذه الدنيا لاتعنى أن المسمى كالمسمى وإن اشتركا فى الاسم وأصل المعنى فكل المور الغيبيه التى تشارك مايشاهد فى الدنيا فى أصل المعنى لاتكون مماثله له فى الحقيقه فينبغى للإنسان ان ينتبه لهذه القاعده وأن يأخذ امور الغيب بالتسليم على مايقتضيه ظاهرها من المعنى وألا يحاول شيئا وراء ذلك

وخلاصة الجواب ::
أن اليوم الاخر يوم واحد وأنه عسير على الكافرين ويسير على المؤمنين وأن ماورد فيه من انواع الثواب والعقاب أمر لايدرك كهنه فى هذه الحياة الدنيا وأن كان أصل المعنى معلوما لنا فى هذه الحياة الدنيا

الشيخ محمد بن صالح العثيمين