منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f833/)
-   -   حمامة الأرباش الفصل السابع عشر (https://www.liilas.com/vb3/t198422.html)

بنت أرض الكنانه 18-01-16 08:10 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج2
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3590579)
سلمت يداك عزيزتي

فصل مؤثر وانبساط زبرجدة مع سلمان مبشر خير انها احست بصدق محبته لها

علي وانجيلا ماذا تخبئ اﻷيام لهما ؟!



سامحيني مروري سريع ولكن احببت ان اضع بصمتي المتواضعة


تقبلي خالص الود

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

يسلم مرورك الجميل يا ميمي
مش كده ده ردي بخصوص اعمار
بس مش تغيري رايك فيها بعدين
كل خير ده ردي على على وانجيلا انا طالما فيها يبقى كل خير
تعيشي يارب كفاية انك فاكراني
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55:
نورتيني

بنت أرض الكنانه 18-01-16 08:14 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج2
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احلام طائرة (المشاركة 3590697)
قصة أكثر من رائعه وفيها مزيج رائع من الحبكة الدرامية واللغوية التي قلما أجدها في قصة قرأتها والبارت الأخير فيها زاخر بالمشاعر الجميلة التي أثرت كثيرا فيا ارجو ليكي التوفيق فيها وفي أعمالك القادمة واتمنى ان أظل اتابع معكي حمامة الارباش حتى نهايتها مع جزيل الشكر ليكي وارجو ان تقبلي مروري والسلام عليكم

شاكرة مرورك الجميل حبيبتي
نورتيني
انا متوافقه وياكي حتى انا حبيت اخر بارتوت
ان شاء الله تخلص قريب على خيرررررررر
عشان تبدي ويانا روايتي الجديدة هي الجزء الثاني من القصة
حمامة الارباش لا تنتهي
مش تقلقي هي الجزء الثاني عن جيل العيال الصغيرين دلوقت
بس مش هاخدهم كلهم هاخد حتة صغننة منهم
احلى مرور القمر زارنا النهاردة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55::55::55::55::55::55::55::55::55:

بنت أرض الكنانه 19-01-16 12:37 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج2
 
هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ

نجمة ساطعة 19-01-16 12:43 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج2
 
مساء الفل
فصل جميل جدا
اعمار وسلمان وحوارهما المؤثر ابدعتى فى وصفها

على وانجيلا الى اين ينتهى بهما المصير؟

يسلمووووووووو امونة على الفصل

وبانتظار القادم

ودمتى بود

بنت أرض الكنانه 20-01-16 01:31 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج2
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة ساطعة (المشاركة 3590793)
مساء الفل
فصل جميل جدا
اعمار وسلمان وحوارهما المؤثر ابدعتى فى وصفها

على وانجيلا الى اين ينتهى بهما المصير؟

يسلمووووووووو امونة على الفصل

وبانتظار القادم

ودمتى بود

تسلمي يا جيجي منوره
يسعد كل اوقاتك
شكرا
على وانجيلا امممممممم هنشوف
ارق التحايا لكي ميرسي

بنت أرض الكنانه 20-01-16 01:49 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج2
 
طبعا مفيش ردود تبل الريق
طبعا انا كتير زعلانه


الفصل الرابع عشر ههديه ل نجمة ساطعة واختي الحبيبة

الفصل الرابع عشر
الاستمرار حيا بدون روح

ياقوتة الكبيرة وجمرة....
حدجتها ياقوتة برمقة ازدراء نارية وعبرت وهي تكشر عن أنيابها اشمئزازا منها :" ألن تكفي عن التمثيل... ابنة خلفتيها قطعة لحم حمراء تسألين عنها بعد تجاوزها الثلاثين؟!!!!.... لو كنت أضمر شرا لابنتي تبر لما صبرت عليها لتصير فتاة يافعة في العشرين.... لقد ولت الأدبار بعد ملاقاة فاروق لحتفه.... "....
وانطفأت جذوة عيون ياقوتة وهي تردف بحشرجة أبحة... وبإطراق وأسى :" أنا أفتش عنها منذ سنين"....
وأولجت ياقوتة بصرها لجمرة وتفوهت باحتقار لها وهي توجه لها إصبع سبابة نافر من قبضة مضمومة :" تأتين لهنا متألقة... مرتدية أروع حللك... واضعة مساحيق تجميل متقنة لتخفي حقيقة سنك الطاعن.. ويكون لكِ من البجاحة ما يُمكِنَك من التشكيك في محبتي لابنتي...."
قوست جمرة ظهرها لتصير أكثر قربا من ياقوتة وتفوهت وابتسامة مقيتة تتراقص على ثغرها :" من الجيد أنكِ كنتِ تحبين تبر.... أعرف أنكِ بلهاء يا ياقوتة لتراعي ابنة زوجك بمنتهى التفاني والضمير.... هل أخبرك فاروق بكل شيء عنا؟!!!!.... أتحبين أن تستمعي لبعض التفاصيل الخاصة جدا مني؟!!!!!"
قصف الدم وجنتي ياقوتة وأعربت بنبرة أجشة يتجلى منها الاحتقار لجمرة :" أليس لديكِ حياء يا امرأة؟!!... ماذا تريدين يا جمرة؟!!!... ادعائكِ أنكِ لا تلبثين زوجة فاروق لا أصدقه.... والتمثيلية الوضيعة التي تمثليها لن تنطلي علي... أين كانت أشواقك لتبر طوال كل تلك الأعوام المنصرمة؟!!.."
جالت عينا جمرة في أنحاء البهو الفسيح الذي تجالس ياقوتة فيه... كان مبلط بأحجار ثمينة من الأجر التبني اللون.. أما عن الأثاث فكان باهظ الثمن من الخيزران ومطلي باللون الجمشتي، كانت حبات الكريستال اللامع تتدلى من الثريا الفخمة التي تتوسط السقيفة والتي تتشكل على هيئة فراشة مرفرفة بأجنحتها، أما الجدار المطل على شرفة من زجاج فكانت الستائر الرقيقة الناعمة المطبوع عليها البتلات تغطيه.... إن ذوق ياقوتة رفيع ولكن النقود من تُمَكِّنها من إحالته لفعل بديع....
تبدلت نبرة جمرة وهي تعيد بصرها لياقوتة :" أنتِ لم تكوني تعرفين أنني والدة تبر قبلا.... كلماتك الأولى أوحت لي بذلك.... فكيف استنبطتِ الأمر بدون أن يفصح لكِ أحد عنه"....
ثبتت ياقوتة بصرها على نقطة في الأرضية وتهدلت أكتافها وهي تتمتم بصوت أبح خفيض :" تحمل عينيكِ.... الأمر بهذه البساطة.... وأنا أحفظ عيون ابنتي لأعرف من يضاهيها.... لم أعرف أنها ابنة فاروق سوى بعد وفاته..... لربما استرقت تبر السمع ومنصور يحادثني عن الأمر.... ولهذا ولت الأدبار كي لا ترى في عيوني نظرة كراهية لها... إن تبر هفهافة الروح وتحبذ ألا أتلوث بالبغضاء عن بقائها في الرغد ورفاهية العيش... هي فضلت انسلاخها عني كي لا أمقتها... أرادت أن تحافظ على الصورة المضيئة التي كانت تجمعنا سويا"....
وتشابكت عيون ياقوتة مع جمرة ورددت وهي تزم شفتها وتغالب انسكاب عبراتها :" تلك أمور لا تفهميها.... فلا داعي للخوض فيها"....
أطرقت جمرة برأسها وغمغمت من بين أنفاسها :" أنا لا أبرر يا ياقوتة ولكن... كانت لي زيجة غير موفقة وكان الوضع المالي لأسرتي يتداعى أيضا في تلك الأونة.... وكنتِ أنتِ صديقتي المقربة.... تسمحين لي بالدلوف لبيتك... لأرى عشقا واسعا يربطك بزوجك.... وألمس تفانيه لإسعادك وتكريس نفسك كليا له.... من الطبيعي أن أحسدك يا ياقوتة!!!.... كنتِ نضرة أكثر مني... سحركِ يفوق سحري.... لديكِ مال وفير وزوجك يجتازكِ ثراءً أيضا.... تتبادلان حبا وشغفا لم أرى له مثيلا على أرض الواقع... كان ما ينغص عليكِ حياتك إخفاقك في الإنجاب... أنتِ عرضتِ على فاروق الزواج بأخرى ليكون له ذرية وهو ظل يأبى لسنوات.... أنا فقط تمكنت من إقناعه بوجهة النظر التي تبنيتها قبلي.... بأن زواجه من أخرى لن يؤذيكِ!!!!.... مادام سيمنحكِ طفلا منه..... ظل معارضا للفكرة ولكن انهيارك لم يساعده ليثبت على موقفه!!!.... تعاستكِ... لم تعودي قادرة على إخفائها.... صارت تتجلى على سحنتك.... استحلتِ تهملين بيتكِ.... ولا تكترثين لمظهرك المتداعي أمام الناس.... لو لم تكوني هكذا يا ياقوتة لم يكن فاروق ليخونكِ أبدا!!!!.... لقد أراد إعادة دبيب الحياة لعروقك!!!!"....
تداخلت جمرة بصريا مع ياقوتة التي كانت عيونها مغروقة بالعبرات الكثيفة.....
استطردت جمرة وهي تطلق نفسا صاخبا :" تزوجنا سريا بناءً على رغبته.... واختفيت من حياتك بناءً على رغبته أيضا.... حملي بتبر كان مبعث سرور له وحاولت استقطابه ليصير كليا لي وقتها ولكن حبك لا يبرحه مهما فعلت... كانت حياة عجيفة أحياها معه.... فكرت في إخباركِ بزواجنا لأهدم بيتكِ وإياه... ليصير كليا لي... ولكني كنت أرى بعين اليقين نتيجة ما كنت أنتويه.... كان سيركلني من حياته حينها غير عابئ بأدنى شيء.... كنا نمكث في مدينة الأقصر وهو كان يسمح لي بفسحة حرية غير مسبوقة من رجل تجاه زوجته..... كانت نفس فسحة الحرية التي يغدقكِ بها.... كان يثق بكِ ويعتبر كل النساء وفيات ومخلصات مثلكِ!!!!.... تعرفت على رجل يفوقه ثراءً وكان حملي عائق أمام زواجي منه.... ظللت على اتصال به... أُمَنِّيه بأني سأكون له وأرى ما يضمره لي.... ادعيت أن زوجي قاسي وجلف ومنعدم الحس.... وأني تزوجته رغما عني لأحافظ على مكانتي في مجتمع المخمل... لم أقم بالإجهاض لأني تعرفت على الرجل الآخر في مرحلة متقدمة من حملي والإجهاض كان يشكل خطرا عليّ وينتقص من خصوبتي مستقبلا.... وتناهى لسمع فاروق احدى حواراتي مع الرجل الآخر عبر الأثير... فاستشاط غضبا و.... لم يسدد لي الضربات المبرحة احتراما لحقيقة حملي... أوصد عليّ الأبواب من يومها... وصرت منعزلة عن العالم الخارجي تماما.... حينما وضعت حملي... ضم الصغيرة لقلبه وقرر أنه لن يؤذي والدتها فقط سيقصيها من حياته هو وطفلته... أَجْزَل لي العطاء فلم أحتج صراحة على ما ارتآه!!!!.... هرعت نحو الرجل الآخر فتلقفني بين أذرعه وعقدنا قراننا بعد انتهاء العدة بيومٍ واحد.... كان يبدل النساء كما الملابس والأحذية... لفظني بعد أشهر قلائل ولكن وأنا محملة بالنقود الطائلة التي فاقت ما أغدقني به فاروق مسبقا.... وصارت مهنةً لي يا ياقوتة.... مهنةً وضيعةً تبها لوجهة نظركِ ربما ولكن.... تلك حقيقتي ولم ألاقي سوى ما سعيت إليه!!!!!.... بعد سنوات من استنزاف الرجال المسنين لنضارتي وشبابي عثرت على شاب مليح.... كنت أكبره بعشرين عام لكنه زَيَّن لي أن علاقتنا هي ما ظل يفتش عنه طوال حياته... أنا انجرفت وراء الحلم المستحيل.... بأن ذلك الشاب يريدني لنفسي وليس طامعا بي.... كنت أتوخى الحذر منه لا أمنحه تفويضا ليتصرف في أي شيء أملكه.... كنت أعرف في دواخيلي أنه مخادع يتلاعب بي..... فيجب في النهاية أن أتجرع من ذات الكأس الذي أذقته للجميع..... تلك هي العدالة يا ياقوتة...... وبسبب هواجسي تلك أنا لم أهنأ معه رغم معسول كلامه.... ورغم أني عصَّبت عيوني بيدي هاتين كي لا أستفيق... ولكنه كان أكثر دهاء ومكرا مني.... ظل حريصا على الكلمات المنمقة ينطقها بصوت مثخن بالأحاسيس.... وفي أثناء حوار عبر الأثير معه أمطرني فيه بكلمات غزل ترضي ظمأي للرومانسية منذ سنين دسَّ لي ورقة من مجمل بوسطة أوقعها كل صباح.... سلبتني كل شيء.... اتضح أن سكرتيرتي زوجة سرية له.... وهما تآمرا عليّ..... هو تشدق بملء فيه يا ياقوتة بأني معتوهة!!!!.... وبأن أمر سلبه نقودي لم يكن يستحق منه أن يتزوج بي.... فأنا في النهاية وقعت على كمبيالة دستها لي زوجته الأخرى بدون مراجعة وتدقيق.... هو شتت ذهني يا ياقوتة بإسباغه الحنان لي..... وهو وزوجته تسنيا ذلك ليطيحا بي..... "......
تواصلت جمرة مع أحداق ياقوتة وهي تردف :" كانت لي ابنة أخرى يا ياقوتة أنجبتها من زوجي الرابع.... أنجبتها ليكون لي ذرية.... لم أكن أتوقع مستقبلا مع والدها أصلا.... فهو كان من ذات الصنف الذي اعتدت الزواج به بعد فاروق.... أودعتها مدرسة داخلية لأني لم أستطع رعايتها..... وحينما كبرت عاشت معي وعلمتها أن الحياة هي النقود..... هي الرغد ومهما تطلب الأمر لتحقيق ذلك.... لن أُدْخِلَك أكثر في دهاليز علاقتي بها.... المهم أنها ماتت!!!!.... ماتت بسبب أفكاري السامة!!!!.... وأنا معدمة يا ياقوتة.... ابنتي المتوفية لم تعد مصدر دخل لي!!!!!.... ونعم أنا سأبتزكِ أنتِ وولدك ومهما تطلب الأمر ذلك.... سأدعي أن تبر هي ابنة سفاح!!!!.... ابنتي من علاقة آثمة جمعتني بأبيها.... أنا لا تهمني السمعة يا ياقوتة.... أنا أريد نقود حتى ولو كان الثمن أن أحيل ابنتي لقيطة بيدي!!!!..... وحتى لو أَثْبَتِ زواجي بفاروق سأزعم أنه تزوجني لتصحيح غلطته معي.... تلك الحلة الأنيقة التي أرتديها هي آخر ما تبقى لي من لباس مهندم.... الباقي تهالك وصار رثا ويزعجني!!!!..... أنا سأظل أضع مساحيق التجميل يا ياقوتة حتى في تلك البلدة المتزمتة لأني لا أحتمل بشاعة وجهي الحقيقي!!!!...."
هزت ياقوتة رأسها وأعربت بتمتمة خفيضة :" من الجيد أن ابنتي تبر ورثت الصلاح من أبيها.... الحمد والشكر لله كثيرا.... لو كان الأمر مادةً يا جمرة فأنا سأعطيكِ.... ليس لأنكِ مبتزة بل لأنكِ بائسة بأفكارك واستدررتِ شفقتي بمنوالك الأعوج في الحياة.... عل ربي يهديكِ يا جمرة.... عله يفعل لتلاقي السلام!!!!!"
تهدلت أكتاف جمرة وبان العجز بشعا على محياها رغم محاولتها إخفائه بمساحيق التجميل المتقنة وتمتمت وهي محنية الجبين:" دوما تغدقيني بكرمكِ يا ياقوتة"...
واستطردت بضراعة :" طبيعتي لا تلبث مؤذية.... سامحيني!!!!.... ادعيت أنني ظللت زوجة فاروق حتى وفاته لأجرحك وأزرع شقاقا روحيا بينكِ وبينه ولكنكِ تعرفيه.... لم يكن بقادر على خيانتكِ لفترة طويلة.... بل لم يكن قادرا على خيانتكِ أبدا يا ياقوتة"....
هزت ياقوتة رأسها وأعربت بصلابة :" كفاكِ خنوعا وذلة لأجل النقود يا جمرة.... صدقيني هي لا تستحق كل ما فعلتيه لأجلها.... وإمعانا في كرمي واحتراما لكِ باعتباركِ والدة طفلتي.... يمكنك البقاء معي هنا لو تحبين يا جمرة!!!!.... أنا لست غريبة الأطوار لأقدم لكِ عرضا سخيا تبعا لوجهة نظرك كهذا!!!!!.... أنا أيضا أريد أن أتطهر يا جمرة.... أريد أن أزيل العوائق النفسية التي تسببت في تبدد طفلتي مني.... أريد أن أثبت لنفسي أني لست مثلكِ!!!!"
وكانت بسنت قد نفضت تداعيها... واستعدت لمعركة تُمْنِّي فيها نفسها بهزيمة نكراء تلحقها بساندي وتلصصت كما هو طبعها وعرفت كل ما تفوهت به المرأتان بالحذافير.....
________________________
أعمار زبرجدة
استيقظت من سباتها بادية عليها علامات الانشراح والسعادة... وتمطت وتثاءبت وتجلى عليها الكسل اللذيذ.... إن الحب شعورا عذبا وجميل خصوصا حينما يكون متبادل بين المحبين.... وبغتة تبدد هناؤها كله... إنها عتيقة الطراز صعيدية من الصميم.... إنها متقدمة في العمر لتتمكن من الإنجاب... والأسرة لا تستتب أمورها بدون ذرية.... هزت رأسها نافضة أفكارها التي نغصت عليها حياتها وأوأدت سعادتها في لحظة واحدة.... سلمان انتظرها لسنين.... لم ينظر طوال سنوات بعادهما لصنف الحريم.... ولكن حماتها أسماء والتي تقيم معهم في نفس الدار ترميها دوما بكلمات مبطنة مفادها أنها مجرد هوس يسيطر على وليدها سينطفئ بعد حين... وهذا الحين اقترب لأنها لم تعد منتأية عنه بل صارت تساكنه نفس البيت.... هي لم تعد حلم شباب القرية.... هي لم تعد شهاب لامع يخطف بصر وليدها.... هي محض فتاة معدمة متقدمة في العمر لم تعد هالة النضارة تحيطها بل جمالها ينحسر عنها بحكم مرور السنين.... وجدت نفسها تتكور على ذاتها وتكتف ذراعيها أمام صدرها وتجهش في البكاء المرير.... وتنهار في التتمة على السرير....
إن ذنبها يكدر صفو عيشها.... يجعلها ترى نفسها غير مستحقة لأدنى شيء... متى تلاقي سلامها الداخلي.... متى ينفرج كربها النفسي..... أهذا شيء يندرج تحت بند المستحيل.... من الجيد أن سلمان لم ينتظر استيقاظها وارتحل في إثر الأعمال... لكان وصمها بأنها زوجة نكدية وتلك حقيقة يجب أن تخفيها عنه كي لا يطير!!!!....
الأعمال!!!!.... ناصر يضيق عليه الخناق.... لربما يجب أن تجابه ناصر.... ينبغي أن يتعقل فهو لم يعد شابا صغير.... عليه أن يفهم أبعاد الكارثة التي حلت عليهم في زمن مضى... الكل فيها مدان ولا ينبغي أن يستمر بتلك الروح الانتقامية المظلمة..... وبتلك الأفكار اللا أخلاقية المقرفة....
تناهى لسمعها صوت قرع متخاذل على الباب فقطبت جبينها متسائلة عن هوية الطارق، اقتحمتها صورة جمال شقيق زوجها الأصغر، ذلك المقيت العَفِن لكم تبغضه، لا يكف عن التحرش بها لفظيا، ويبدو أن الأمر يتم بإيعاز من حماتها فهي تغض الطرف عن ارتحال جمال هذا في إثرها - حالما تغادر حجرتها - ليلتصق بها ويمطرها أحاديثا فارغة يدس فيها بعض الكلمات المثخنة بشيء غير مريح، ويبدو أن حماتها هي المدبرة كذلك لاقتحامه غرفتها وهي مستغرقة في سباتها ذات مرة.... أعمار طردته شر طردة بعدما أشبعته ضربا كما اللص في سوق الثلاثاء.... ولا تدري أكان من الجيد أم السيء أن سلمان كان مسافرا حينها...
هي مستوثقة من أن فأر مثله لن يتمكن أبدا من إيذائها لكن ألم يكن رأيها في شكري المثل.... أنه محض فأر جبان ولكن اتضح في التتمة أنه ثعبان..... لمَ داهمتها صورة جمال من مجرد طرقة حيية على الباب.... هل صار يفزعها ويقض هنائها وراحة بالها.... ما بها هل هي حمقاء أم أنها تهاب ذلك الدنيء الذي يطمع بامرأة أخيه.... من غير المنطقي أن يكون هو الطارق فهو مثل الخفاش لا ينشط سوى ليلا والنهار يفضحه ولذا لا يجرؤ على طرق باب حجرتها فيه.... كما أن تلك الطرقات المترددة الخفيضة لا تصدر من شخصية وقحة وسافلة مثله.....
هو لم يقم بحقاراته في وجود سلمان أبدا، هو كان ينتظر مروقه ليبدأ في التقرب منها.... تارة بمعسول الكلمات... وتارة بتهديدها بأنه سيزعم أمام أخيه أنه على علاقة شائنة معها وأنها هي من أغوته وذلك إذا لم تستكين له وتمنحه ما يريد... هي لم تكشفه أمام أخيه.... ربما لأنها ليست واثقة من ردة فعل سلمان فلربما يصدقه وينحرها بتكذيبه لها..... ولربما لأنها لا تبتغي أن تزرع شقاق بين سلمان وأخيه.... ولربما لأنها واعية لكون الأمر يتم بمباركة حماتها وبذلك فإن جمال ليس المذنب الوحيد هنا.... بل هو محض تابع لأمه.... هي من تُسَيِّره.... من تخطط له بالحذافير!!!!.... أن تتسبب في صدع بين سلمان وأمه أمر ستشمئز من نفسها لو أقدمت عليه، إن حماتها محقة، هي وصمة عار في جبين زوجها، هي أحنت هامته حتى لو ادعى هو عكس ذلك، هي نقطة سوداء في تاريخه.... وعرقل أمام طموحه السياسي الذي كان يسعى إليه.... أن تبذل حثيث جهودها لإزاحتها من طريق ولدها أمر لا تلومها عليه!!!.... ولكنها لا تطيق أسلوبها الدنيء.....
نفضت تلك الأفكار التي تواترت على ذهنها وهبطت بأقدامها لمستوى الأرضية لتدس أقدامها في خف سُكَّرِي وتوجهت نحو الباب متسائلة وهي معقودة الحاجبين :" من؟!!!!"
كانت شفاء تعتصر أناملها توترا، وتتلفت يمنتا ويسارا هلعا من أن يلمحها أحد.... لقد قصدت أعمار خِفْيَةً عن عيون أمها..... سرى فيها تيار بارد شملها من قمة رأسها وحتى أخمص قدميها حينما تساءلت أعمار بتجهم عن هوية الطارق فسارعت لتجيب وهي تزدرد ريقها الذي تيبس وتتفوه بنبرة خفيضة جدا :" أنا شفاء"....
عقدت أعمار حاجبيها غير مستوعبة سبب زيارة شفاء لحجرتها.... إنهما لا تتبادلان الكلمات سوى لِمَاما.... يتراءى لها أن حماتها أوغرت صدر شفاء حيالها وزرعت أفكارا في دماغها تفيد بأنها فاسدة منحلة وينبغي أن تتحاشاها كي لا تتلوث بنهجها.... لقد كانت شفاء تتجنبها وكأنها طاعون وهي الآن تقرع بابها.... هذا أمر عجاب!!....
شرعت أعمار الباب.... وحينما لمحت رجفة جسد الفتاة وزوغان بصرها وانحسار الدم من وجهها أدركت أنها قصدتها بدون معرفة والدتها فبغتة جذبتها من يدها وأوصدت الباب خلفهما...
ربتت على كتفها وحادثتها تهدهدها :" اجلسي والتقطي أنفاسك"....
أذعنت شفاء لها..... وافترشت مقعد وثير في طرف الحجرة وعضت شفتها السفلى وتنحنحت وتمتمت بنبرة خفيضة وهي ناكسة الرأس:" أمي كانت تراكِ حجر عثرة في سبيل زواجي.... فمن سيتقدم لفتاة أخوها الكبير - والذي كفلها وأنشأها - مقترن بفتاة متورطة في فضيحة أخلاقية ومغادرة الزنزانة منذ وقت قليل.... كنت أرى أن أخي لم يحافظ على أمانة أبي بتجنيبي الضير بإصراره عليكِ وتشبثه بكِ... كنت ناقمة عليكِ حتى انتبهت لتقرب جمال منكِ.... ظننتكِ تغويه.... وصرت أرقبكما عن كثب....حتى رأيت أمي تعطي جمال مفتاح حجرتك في غياب أخي.... سقطت من عليائها حينها وإن التمست لها العذر فأنتِ نكبة تبعا لوجهة نظرها وحلت علينا.... أنا مازلت لا أريد إغضابها مني ولذا لا أجاهر باحترامي الكامل لكِ.... فأنتِ تصديتِ لجمال بعنفوان امرأة غيورة على عرضها ولم تتسببي في جلبة له أيضا كي لا تفضحيه أمام سلمان.... أنتِ احترمتِ تلك العائلة وجنبتيها شرخا هائلا..."
بغتة شعرت شفاء بأنفاس أعمار تلفح وجهها... لقد افترشت طرف المقعد الذي تتكئ شفاء عليه.... وجابهتها أعمار نظرا وطالبتها :" لم تقصدي حجرتي لتقولي فقط تلك الكلمات.... لقد تعبت من المراوغة في تلك الحياة.... أَفْرِغِي ما في جعبتك يا شفاء...."....
لم تتمكن من المداراة فعيون أعمار كانت مسلطة عليها تخترقها وتفضح مكنوناتها.... وهكذا انطلقت الكلمة من لسانها كما قذيفة مدوية :" ناصر!!!!"
لم تستوعب أعمار زبرجدة الكلمة التي نطقتها شفاء لوهلة.... ظلت محملقة بها واجمة وكأن على رأسها الطير....
رفعت أعمار - بحركة حادة - ذقن شفاء بإبهامها وأرغمتها على التواصل معها بصريا وسألتها بخشونة وتوجس :" ماذا فعل بكِ ناصر؟!!!"
زاغ إبصار شفاء وردت بنبرة أبحة متقطعة بعدما بَهُتَ لون وجهها بغتة :" لم... يفعل.... شيء"....
سألتها أعمار وهي مسلطة بصرها على ارتعاشة عيونها :" إذاً لمَ تبدين مذنبة؟!!!"
اعترفت شفاء :" أنا أعرفه منذ كنت صغيرة.... فلقد كانت كل نساء القرية يشيدون بروعة تقاسيمه وبهاء إطلالته .... أنا أعرفه!!!!.... ولكني عندما رأيته زعمت أني لا أعرفه... و..... ما مدى صلتكِ به؟!!!.... يشاع أنه ترك البلدة بسببك.... بأنكِ رفضتِ الزواج به فتحطم قلبه وتناثر أشلاء..... كنت أستمع في صغري لكون حليمة ورأفت الممثل خطيبين وبغتة هرب ناصر مع حليمة.... أتفهمين شيء.... الكل ينعته بالمتعجرف المتغطرس البغيض.... صالح صديق أخي أخبرني أن سبب تجهم وجه سلمان في الأونة الأخيرة هو كون ناصر يضيق عليه الخناق في الأعمال.... هل يفعل هذا بسببك؟!!!.... هو حبكِ لا يبرحه فعلا؟!!!!"
ابتعدت عنها بجسدها قليلا وإن كانت ظلت على حالها مفترشة طرف المقعد الذي تحتله شفاء وأخذت تلوح بكتفيها وأجابتها بهدوء:" أنا لن أزجركِ بسبب إعجابكِ بناصر.... فناصر ليس متعجرف ولا متغطرس ولا بغيض... هو فقط يحب أن يكون محط أنظار الجميع وهو متوقد الذكاء ويستحق بهذا التفاف العيون حوله.... ومع ذلك أنا سأخبرك.... حب ناصر سيُدْخِل قلبك مدى الأحزان... لن تنعمي بهناء وأنتِ تفكرين فيه بهذا المنوال... ناصر سيمتص روحكِ ويحيلكِ جيفة.... هو بارع في هذا.... هو حاقد على الجميع..... ناصر لا يجيد صيغة الحب بل لا يعرفها أصلا.... هو يسعى لتكدير صفو عيش سلالة التبريزي جمعاء.... فري راكضة من تأثيره عليكِ.... ناصر ليس شخصية سهلة... هو وعر مثل الجبال المحيطة بقريتنا وهو تسلقها كلها!!!!... هو يَكِن الضغينة لأخيكِ وبهذا فأنتِ ورقة رابحة في يده لو شعر بأنكِ إليه تميلين.... أنا لم أتلاعب بناصر كذلك سأنعت أنا ناصر بالنزيه!!!!!.... هو لم يستغل مشاعر فتاة من أسرتنا كانت مدلهة بحبه في زمن فات.... كانت تفوقه ثراءً وهو تلذذ بتأثيره عليها بعض الشيء إلا أن شيء نظيف بدواخيله أبى عليه أن يؤذيها أن يستخدمها ليصير من الوجهاء.... آمن بأنها تستحق الحب.... تستحق رجلا يَكِن لها عشقا فياض...."....
اتهمتها شفاء وعيونها تنكمش ومحياها يكفهر :" أنتِ تنفريني منه لأنكِ مازلت تحبينه".....
وهمت بالمغادرة.... جذبتها أعمار من ذراعها بقوة عاتية لتديرها إليها وقبضت على بدنها وجابهتها بمحيا متصلب :" انظري لي.... لا تلقين بتهمة شنيعة كتلك وتهربين.... أولا أنتِ لا تراعين اقتران ناصر بحليمة ووجود طفلة تجمعهما.... ثانيا أنتِ لا تعرفين مدى خطورة ناصر ولا الشر الكامن فيه.... ثالثا ما مدى العلاقة التي تربطكِ بناصر فحديثك يدل على أنكِ التقيتِ به خلال تلك الأيام.... رابعا ناصر ليس غولا ولكنه منغلق على ذاته وله أجندة خاصة به سينفذها ولو على رقبتكِ.... هو لا يبالي سوى بنفسه..... وبعد كل هذا تعفني بما ترتأيه.... لمَ سأزعج نفسي بقبس من حماتي..... هيا غادري"....
أجفل شفاء دنو توت منهما.... متى شرعت الباب ودلفت.... وكيف أمكنها فعل شيء بدون أن تثير أي نوع من الضجة.... ولت شفاء الأدبار مرتعبة من تلك المرأة.... إنها تتجول في البيت والكل نيام وأمها حاولت ضبطها وهي تقوم بأعمال سحر أسود إلا أنها لم تتمكن أبدا....
تشابكت توت مع أحداق زبرجدة وتفوهت بصوت وكأنه يصدر من بئر سحيق :" لديكِ ضيفة بالأسفل".....
سألتها أعمار زبرجدة :" ولمَ هذا الصوت يا توت؟!!!!"
دارت توت من حولها وتفوهت بحنق :" يزعجني أنني هرمت.... وتلافيف عقلي تلفت.... تلك الفتاة المتواجدة بالأسفل أنا أعرفها.... هي تزعم أنها تدعى ساندي ولكنها كاذبة.... اهبطي لملاقاتها..... "....
وتابعت :"طالعك الأسود سينقشع بها.... لقد زارتني في المنام قبل أن أراها اليوم.... هي صديقة رغم أنها لم تُرِد ذلك!!!..... طالعكما متشابك.... هيا.... لا تتأخري عليها...."
هبطت أعمار الدرج وانتصبت خديجة واقفة.....
قالتها أعمار وهي مسمرة بصرها عليها :" أنتِ!!!"
وغامت عيون أعمار بالدموع الغزيرة
أومأت خديجة برأسها وتمتمت بمحيا متصلب:" تلك المرة الثالثة التي نلتقي فيها يا أعمار زبرجدة!!!!".....
سألتها أعمار بجزع وهي متقلقلة البصر وتحيط جسدها بذراعيها:" لمَ أنتِ هنا؟؟!!!!"
تلاحمت خديجة معها بصريا وتفوهت :" لأن هذا هو قدرنا.... قدرنا أن نعود إلى هنا.... لا داعي ليتلقلق بصرك خوفا عليّ فشكري مات..... وقريبا شاهين!!!!!"
سألتها أعمار زبرجدة وهي متسمرة البصر عليها :" مازلتِ تكرهيني!!!!"
أجابت بما يشبه البصقة :" أنتِ منهم".....
قلبت خديجة بصرها وأعربت :" الردهة لن تصلح للحوار فهي مفتوحة ويمكن لأي متلصص الاستماع لما نتفوه به"....
في حجرة زبرجدة
" لم أكن أنتوي أن أرضخ لمناشدة ريحانة بموافاتك لإقناعكِ لتلحقي بالسلطانة.... نعم أنا أعمل معهم يا أعمار.... ولكن السلطانة هي من هاتفتني اليوم..... إن موجة يأس تُلِم بها..... هي تريدك بأية وسيلة كانت.... السلطانة استقصت أخبارك لأعوام يا أعمار.... هي بعثت برسالة لرحاب عندما خرجتِ من المحبس.... الفتاة التي تعطف عليها توت وذلك لتتخلى عن توت لصالحكِ.... لتجلبها لكِ..... أنا من كتبت تلك الرسالة يا أعمار!!!.... وأنا من استقصيت أخبارك لصالح السلطانة.... وأنا من طمأنتها اليوم بأنكِ ستلحقين بها ولا ريب!!!!.... ".....
تهكمت أعمار عليها وهي تلوي شفتها :" تبدين واثقة!!!"
أخرجت شفتا خديجة ابتسامة صغيرة لم تصل إلى أسنانها وأجابتها :" أنا خديجة يا أعمار.... آكل اللحم النيء.... ولحمكِ اليوم هو ما أكلته نيء.... لا تلبثين آملة في خيرا ولكن لا فائدة تُرْجِى مني.... اغروقت عيونك بالعبرات شوقا لي حينما رأيتيني منذ لحظات.... كيف لا تلبثين آملة في البشر خيرا أيتها الفتاة الحمقاء.... متى تنضجين؟!!!...."
سألتها أعمار وهي تميل برأسها وابتسامة واهنة تعبر ثغرها وهي مثبتة بصرها على خديجة :" أجئتِ توبخيني لسذاجتي؟!!!"
هزت خديجة رأسها نفيا وأعربت وهي تقوس بدنها تجاه أعمار وتشبك أناملها في قبضة واحدة وتعرب :" لا... ولكن لأخبرك أن زواجي من ابن عمك لا شيء مقارنة بعملي مع السلطانة.... وانتقامي من تلك البلدة لا شيء أمام من يُأَمِّن لي سبل الرغد الحقيقية.... ولذا فحتى لو وشيتِ بي لمنصور بعد ما سأخبرك به فأنا أولا سأنكر ومنصور لا يضع ثقة بكِ أصلا وثانيا سأغضب وهذا قد يفضي إلى كارثة تلحق بأقرب الناس إليكِ"....
عبس محيا أعمار وهي تُعْمِل نظرها وتفوهت شاردة اللب :" نعم ساندي زوجة منصور الجديدة.... هكذا سمعت.... أنتِ هي"....
واستمرت وهي تسمر بصرها عليها :" تبدين مرتعبة من إمكانية فقدانكِ لمنصور.... هكذا هو الحب.... كيف أكلتِ لحمي نيئا".....
تنهدت خديجة وتفوهت مسهبة :" كان هناك شيئا غريبا بخصوص رحاب.... بخصوص علاقتها الوطيدة بتوت.... رحاب.... تلك الفتاة التي وجدها أهل القرية المجاورة أمام باب الجامع والأمطار تهطل بغزارة.... هرعوا بها للمشفى وهناك تشقق قلب الطبيب المعالج حنانا عليها فمنحها اسمه وأنشأها هو وزوجته بدفقة حب واهتمام... ولكنه سرعان ما فارق الحياة وخلفها طفلة هشة.... ولكن وإحقاقا للحق فقد لفظ أنفاسه وهو يوصي أهله عليها ولكنهم لم يراعوا الوصية أبدا عاملوها كما الخادمة وأذلوها بكل السبل الممكنة وزوجوها من سائقهم حينما تمت السادسة عشر... كان زوجها سادي ينكب عليها ضربا مبرحا... وكان مدمن خمور أيضا يبتلعها بشراهة عالية... وتلك الخمور كانت تُذْهِب عقله تماما.... حينما كانت في شهور حملها المتأخرة عاد من الماخور مترنحا من فرط احتسائه الجعة فتأففت رحاب منه.... وعبرت عن ذلك فسدد لها ضربات قاتلة استهدفت رحمها وفي المقابل طعنته رحاب في صدره وأهدرت دمه.... ومنذ ذلك اليوم ورحاب لا تقدر على الإنجاب أبدا.... أرض بور... وبذلك فإن ناجي الطفل الذي تربيه رحاب ليس وليدها.... هي تعامله معاملة طفل حتى الآن ولكنه في الحقيقة شاب فارع الطول في طور المراهقة.... هل رأيتيه؟!!!!..... يحمل الكثير من.... ملامحك.... للأسف لو حجبته عنكِ توت سابقا فأنتِ الآن لن تتمكني من رؤيته مطلقا.... السلطانة اختطفته..... نعم.... أنتِ لم تتعرضي للإجهاض.... لقد أنجبتِ ناجي.... وابنك مُخْتَطَف حتى تتعقلي.... دفعت بقصاصة عبر فتحة الباب السفلية لبيت رحاب.... أُخْبِرَها فيها أن ناجي بخير مادامت زبرجدة ستتعقل وتغادر القرية للأبدية.... رحاب ستهرول في إثرك الآن... وها أنا سأمدكِ بصورة لابنك الوحيد لكي تقري عيونكِ به... لكي تتمعني في ملامحه بتروي وتمهل.... وتستوثقي من صحة أقوالي.... أنتِ وريثة السلطانة..... ولو عارضتِ مصيركِ ابنكِ سيفنى...."
كانت توت تسترق السمع من خلف الباب وانهارت على الأرض مع أقوال خديجة وتفصد جسدها عرقا ثجاج.... لم تقتحم الغرفة... لم تعوق خديجة عن إخبار أعمار الحقيقة..... هي لم تقوى على إبلاغ رحاب بأن ناجي يكون ابن أعمار فكيف تجرؤ على إنزال تلك الصاعقة على أعمار.... ناجي مخطوف.... من صَبَّرَها على بعاد أعمار مخطوف.... من بذلت عليه ثمار كدحها في الأعمال البيضاء مخطوف... من يُهَوِّن عليها ثقل الحياة بابتسامته الباشة مخطوف.... من تجنبته منذ عودة أعمار كي لا ترتاب في الأمر حينما تُبصر هيامها به مخطوف.... من ألغى المسافات بينها وبين رحاب وأحالهم أسرة واحدة مخطوف..... إلى متى ستصدق في خزعبلات دجلها.... تلك الفتاة طالع سوء وهي تلهفت لتصل لزبدجدة.... المنجمون كاذبون ولو صدقوا.... قد يكون طالعهم متشابك لكن نهاية أحدهم ستكون بنحرها للأخرى.... هكذا ستنقشع الغمة عن زبرجدة.... بموت تلك الخديجة الشمطاء...... ولكنها خديجة... نعم هي.... هي ابنة غجر مثلها.... والغجر لا يشربون من دماء بعض.... ذلك عهد قطعوه على بعضهم البعض....
حاولت أعمار أن تلاقي صورة ناجي بحيادية.... أن تتمعن فيه بدون أن يعتريها شعور حياله.... ألا تسير وراء الضلالات التي تزرعها فيها خديجة فمن السخيف انسياقها ورائها ولكن.... ومضت في عقلها ذكريات خاطفة غير واضحة..... (اتركوني..... رأسي سينفجر.... أريد المخدر.... لا تفعلي بي هذا يا قيثارة.... أرجوكِ..... أنا لن أسامحك يا توت..... لمَ تحتجزوني.... آه.... ابني..... لا....لا.... أنا لا أصدقكم..... أنا لا أفعل....)
كانت عيونه براعم خضراء تركض في أحداقها النهار، أنفه أشم باذخ، ولون بشرته خفقة غزيرة الضوء النجوم مصفوفة عليها.... كان وجهه يحمل مزيجا من براءة الطفولة وخشونة الرجال.....طفولة تذكرها بشقيق مات..... وخشونة تحمل طابع رجل تهواه يدعى زوجها.....
دقت رحاب ناقوس باب بيت سلمان بصورة ملحة وحينما شرعت لها الخادمة سألت عن موضع زبرجدة وهرولت في إثرها وارتطم بصرها بتوت متهاوية عند باب حجرة زبرجدة..... عقدت حاجبيها غير مستوعبة حال توت... ثم هزت رأسها غير مصدقة وترقرقت العبرات من أحداقها وسألتها :" لمَ يا توت.... لمَ لا تكفين عن إفحام قلبي.... انتقيتِ لي ابنها لأربيه.... والآن أحدهم يود الانتقام منها أو ابتزازها وابني هو أداته لتحقيق ذلك"......
انفجرت توت وهي تعتدل واقفة وتشوح بيديها وكانت عروق رقبتها بارزة :" أليس لديكم سوى توت لعتبها.... وماذا عنكم.... أنتِ تلاعبتِ في نسب طفل ليصير لكِ.... ما الفارق لو كان قريبا أو كان غريب.... أنتِ كنتِ متعطشة لطفل يحمل اسمك ولا يشاركك أحد فيه.... لم تهتمي ولم تستقصي حينما جلبته لكِ.... كلكم تضعوا أوزاركم على توت.... أنتم لا تفرقون عني... فأنتم قطعة مني.... أفيقوا".....
أثار انزعاج السيدة أسماء الجلبة الصادرة من الطابق العلوي فتوجهت حانقة إلى هناك إلا أنها لم تربط الجمل سويا ولم تستوعب غموض الكلمات.....
سارت توت وهي شامخة بأنفها مبتعدة عن قلب الأحداث واستقرت في حجرتها وأوصدت بابها وقررت التحصل على فسحة راحة ولتستغرق في السبات
تواصلت عيون أعمار مع رحاب مدادا....
وتمتمت خديجة بدون أن ينتبها لها :" بالإذن إني راحلة"....
مسحت أعمار العبرات التي انزلقت على وجناتها بحدة طائلة.... وأعربت بصوت ظاهره متماسك ومصقول وهي تُرْجِع خصلات شعرها المتهدل على جبينها للخلف :" لا تطلبيها مني يا رحاب.... أنا راحلة عن البلدة ليؤوب ناجي لكِ.... ولن أوصيكِ عليه فأنتِ أمه أكثر مني.... لقد أرهفت السمع لما تفوهتِ بهِ لتوت أمام الحجرة منذ برهات.... هو فعلا ابني.... وتوت فعلا لا تكف عن إتخامي بمدى حقارتها.... لقد فاض كيلي منها.... هي لا تستحق أن يشب نزاع بيني وبينك عليها.... هي امرأة بائسة وأَحْرَقَت سمائك وذبحت ربيعي.... أَحْضِرِي لي عملا طيبا قامت به في حياتها".....
ردت رحاب وهي متواصلة البصر معها وتتقدم نحوها:" ظلت تهرع لملاقاتكِ في السجن كل أسبوع في موعد الزيارة المحدد.... لا تُفَوِّت مرة رغم أنكِ لم تلاقيها ولا مرة... كانت تتحامل على نفسها في المرض كي تلحق بكِ متمنية أن تسمحي لها تلك المرة برؤية وجهكِ... لم يعوقها عنكِ شيء ولا حتى نفاذ النقود وعدم امتلاكها لأجرة المواصلات..... كانت تبيع أي شيء كي ترتحل في إثرك.... باعت ساعتها الفضية التي اشتراها والدها لها وهي صغيرة كي تسافر لكِ وهي التي كانت تعدها أثمن مقتنى في الوجود..... باعت أوانيها النحاسية التي ورثتها من أمها وتعتبرها من ريحها كي لا تخلف زيارة واحدة لكِ.... كانت تحيا حد الكفاف ولا تشتكي ولا تمد يدها لإحسان سلمان لها.... نعم حاول أكثر من مرة أن يقنعها بأخد نقود شهرية منه ولكنها أبت بضراوة... كانت عزيزة النفس لأنكِ حفيدتها.... وكانت تعمل خادمة بالبيوت ولكن في محافظة أخرى بعدما تبدد كل ما ادخرته وكانت تنفق منه.... وكانت تقتطع من لقمتها كي تسد جوعي أنا وناجي.... لم ترتضي عملي كي أنفق على نفسي وعليه.... كانت تقول بأنها تعدني كما حفيدتها وأن ناجي هو ابن حفيدتها وأن تلك الأعمال الوضيعة قد تناسب سيدة هرمة وعفنة مثلها ولكنها لا ترتضيها لي.... أنا أسامح توت يا أعمار رغم كل ما ألحقته بي وأنتِ أيضا سامحيها..... أعتقد أن كلينا يريد أن تجد توت السلام ولو لمرة واحدة في حياتها..... ".....
رددت أعمار والعبرات تغشي أحداقها وتنزلق على وجناتها :" أنا لست خائفة على توت وأنتِ موجودة!!!!!....."
هزت رحاب رأسها وأمسكت وجه أعمار بقوة عاتية وجذبتها لها وأعربت من بين أسنانها :" لم تفهمي بعد.... أنا كنت موجودة.... كل تلك السنوات التي كنتِ أنتِ فيها سجينة أنا كنت موجودة.... وتوت لم تكن سعيدة.... كانت عيونها منطفأة الجذوة.... وقلبها موصود عليكِ.... توت لا ترى سواكِ..... حتى وهي تعترف لي بأننا شقيقتان من الأم لم تنسى أن تختتم كلامها بأن أعتني بكِ.....".....
طالبتها رحاب :" سترحلي لأجل ناجي.... وستعودي لأجله.... ولأجل سلمان.... ولأجل توت.... ولأجلي.... اقطعي لي وعدا..... لقد تعبت من مناحرتكِ يا أختي.... بإمكاننا أن نصير أُمَيّن لناجي.... بإمكاننا أن نتغلب على أنانيتنا لأجله هو وتوت"....
أطرقت أعمار برأسها لهنيهة مديدة ثم رفعت عيونها لتلاقي عيون رحاب وأعربت :" إذا طالت غيبتي عن عام تزوجي سلمان.... عوضيه عن حظه العاثر معي.... لن أقطع لكِ وعدا بالأوبة يا رحاب.... لا تحمليني ما يفوق طاقتي.... لن أتمكن من الإفلات من براثن شبكة الفحش الدولية هذه بسهولة ويسر.... لقد ورطتني السلطانة وانتهى أمري.... ذلك ليس يأس... أنا أعرف ما أتفوه به تماما..... اجعلي توت تخبركِ ملابسات قتل شكري.... أنا أريدك أن تعرفي الحقيقة كاملة.... ستخبري ناجي بها فقط لو عرف صدفة - كما عرفنا نحن - أنني والدته"....
بعدما صارت وحدها انهارت أعمار على الأرضية وشعرت بألم رهيب يمزق صدرها..... طالعت الغرفة بنظرات متبعثرة شريدة..... كانت ليلة مثالية وكان نهارا داميا..... التقطت أثيرها الخلوي الذي ابتاعته السلطانة لها وكانت تحفظ رقم هاتف زوجها فلقد عبثت به يوما واستدلت على رقمه من خلال خدمة العملاء.... كانت تشعر بوجوب معرفتها لوسيلة اتصال وإياه....
كانت تشعر أن الفراق آتي لا محالة....
كان رقما مجهولا ينير شاشة هاتفه الخلوي، لم يكن من عادته الرد على أرقام غريبة ولكن مع إلحاح المتصل شرع الهاتف
واتاه صوتها متحشرجا وهي تزدرد ريقها :" كيف حالك؟!!!"
سألها متوجسا :" هل كنتِ تبكين؟!!!!"
ردت :" أليس الأهم أني أملك هاتفا لم تعلم عنه شيئا مسبقا ؟!!!".....
أجاب وهو يلوح برأسه نافيا :" علمت دوما أن معكِ هاتف خلوي.... أبصرته يوما ولكني زعمت أني لم أراه!!!!..... لم أحب أن أقيدك رغم أني كنت أبدو متعنتا وإياكِ.... تركت لكِ الحبل على الغارب يا مولاتي"....
رددت مبدلة دفة الحديث بعدما انهارت كل حصون مقاومتها أمام تلك الكلمات الجميلة جدا.... والجد صادقة :" حسنا وأنا لم أكن أبكي.... كنت فقط أريد أن أدلي لك باعتراف..... أعتقد أن زيجتنا محكوم عليها بالانهيار!!!!.... أنا مختنقة بذنبي حيالك ولذا يجب أن ألقي بهذا الثقل الرهيب المرفوع على كاهلي... في بداية احتجازك لي كنت ناقمة عليك وساخطة جدا وأحد سكان بيتك كان يتقرب مني ويمطرني غزلا وإطراءات وحدثت بيننا تجاوزات لا تنمحي من عقلي.... و..... سامحني لو تقدر.... أنا لست نزيهة جدا.... حتى ابنك أنا سلمته بيدي لرحاب لتغير هويته وتمحي دلالات علاقتك به.... ناجي يكون لك.... استمتعت بتمثيلية فقدان الذاكرة وإياك.... أنت ساذج وأخرق جدا.... لقد أسقمتني بغبائك.... حتى الظابط سيف يكون رفيقي في رحلاتي التي يعتبرها أمثالك غير أخلاقية.... أوافيه كل شهر في المخفر و".....
نضب احتماله من هذا الهذيان فهتف فيها متأففا وهو يصفع ظهر الطاولة التي كان يجلس حولها بحدة طائلة:" ما هذا الهذيان؟؟.... هل أنتِ محمومة؟؟..... أنا لا أتقبل هذا الخرف.... اخرسي...."
وأوصد الهاتف في وجهها... وانطلق صوب بيته كما العاصفة الهوجاء.... هي كاذبة محترفة هو يعرف ذلك.... ولكنه لم يعد يعرف متى تكون صادقة ومتى تكون كاذبة وماذا تستفيد في الحالتين....
استقل سيارته.... أرجع رأسه للخلف وأحل الأزرار العلوية من قميصه ومرر أناملة بوحشية في شعره ليصير متشعثا.... هو يعرف أن زبرجدة مجنونة.... ألم تخبره بنفسها أنها تسعى لشيء وحينما تنوله تحطمه بيديها.....
ولكن تفتك بنجمه بتلك القساوة لما؟؟.... ويحها إن كانت كاذبة.... وويله إن كانت صادقة
سيتصدى لقلبه الرقيق حيالها
لا هذا القلب هو ما سيُسَوِّمَها مر العقاب
فما تدعيه ليس طرفة
بل هو قلة حياء ووقاحة سافرة
أفرغ شحنة غضبه في المقود الذي كاد يتحطم في يده وانطلق يلتهم الطرقات ليصل لها
كان جمال يتناول الغذاء مع أمه فليس من عادتهم انتظار سلمان فهو دائما منكب على الأعمال ولا يلتزم بمواقيت للطعام
لقد كانت تنتوي تبديل تلك العادة فيه
كانت ستطالبه بالتزام في كل شيء
كما أن شفاء لم تكن متواجدة
تُرَى هل لا تلبث تلك الحمقاء هائمة بالدراكولا المسمى ناصر
نادته وهي مسمرة البصر عليه :" أريدك يا جمال"....
رددت حماتها مستهجنة تصرفها وهي تمط شفتها :" الوقاحة لها نساء".....
تداخل بصر اعمار مع حماتها وعقبت بملء فيها:" بل قولي لها حموات!!!!"
تخاذلت السيدة أسماء عن مجابهتها نظرا وأعربت متململة :" لمَ كانت تلك الجلبة منذ قليل.... كل الرعاع دهسوا بيتنا.... وأنتِ من يجلبهم"....
علقت أعمار :" ساندي ورحاب فتاتان محترمتان.... وأنتِ تعرفين ذلك ولكنكِ تتفوهين بأية ترهات.... هيا جمال أستلحق بي أم لا.... "

وأولجت بصرها لحماتها وتفوهت متقلصة المحيا اشمئزازا منها :" لا تدعي الشرف يا سيدة أسماء.... أنا سأحقق لكِ مأربكِ اليوم ولكن لنرى متى استعداد ولدك الصغير لهذا...."
حينما وصل جمال لها وجهت بصرها نحو السيدة أسماء وأملت عليها ووجهها كأنه مقدود من جرانيت :" أنتِ متعبة وراقدة في سريرك منذ الصباح.... لم تفارقيه اليوم مطلقا.... هيا اذهبي لمخدعك الآن فورا إذا كنتِ تودين اقتلاعي من عقر دارك للأبد.... واجعلي حاشيتك يرددون نفس هذا البيان أما جمال...."
وسحبته ورائها لمخدعه....
دلفت لحجرته فمشطتها بنظرات ثاقبة.... وخلال برهة وجيزة كانت تبعثر شراشف السرير.... وتنتزع بضعة شعرات من رأسها لتزرعهم عليه..... داهمتها فكرة فألقت نظرة متجهمة على جمال وأمرته :" لا تغادر حتى أعود فهمت".....
وأسرعت لحجرتها التقطت قنينة عطر ابتاعتها لها توت بعد عودتها بفترة واستخدمتها في رحلتها مع سلمان بالأمس
وولجت لحجرة جمال سكبت بعض القنينة عليها والبقية على الفراش لتعلق الرائحة به....
سألها جمال متململا وهو يحيط خصره براحتي يديه:" ما هي خطتك؟؟"
ردت أعمار وهي غير عابئة بملاقاته نظر وتفوهت ببلادة :" خيانة فجة في وضح النهار".....
ثم وكأنها انتبهت
توهجت عيونها غضبا وطوت المسافة التي تعزلها عنه وعنفته مزمجرة فيه :" لمَ أنت محتشم هكذا.... هيا أَحِل الأزرار العلوية من قميصك.... أريد لكَ منظر رجل مارس الخطيئة لتوه"....
انفجر فيها جمال وهو يشوح بيديه :" لا أريد هذا.... لا أفهم ما هو مخططك ولكن.... ولكني لا أريد لأخي أن يكرهني للأبد بسببك".....
حاد عنها ببصره وهو متقبض المحيا وكانت أنفاسه تتلاحق لهاثا
أجبرته أعمار على ملاقاتها بصرا وتفوهت من بين مطحنة أسنانها :" واقتحامك لحجرتي في غياب أخيك.... سأبتزك.... حسنا أنت من اضطرني.... حقاراتك التي تفوهت بها في حجرتي أنا مسجلة إياها منذ إدارتك لمقبض الباب.... نعم هاتفي سجل كل ما جرى.... من الجيد أنه في جيبي الآن.... سأشعله لك لترى".....
جحظت عيون جمال وجوما وتدلى فكه إمارة بلاهة أمام ذلك التسجيل الذي سيدفع بأخيه لقذفه خارجا وكراهيته للأبد
سألته بهدوء أسيلي وابتسامة تشفي تتشقق من محياها :" ستذعن لي الآن؟!!!!"
كبح جماح فرامل السيارة مخلفا عاصفة من الأتربة وترجل منها وانطلق نحو ما كان في الأمس عشهما الهانئ
كان يرتجف بموجة عاتية من الغضب
وينقل بصره في ربوع البهو الذي كان فارغا تماما ومظلما
بالأمس كانت مرفأه وماضيه وحاضره ومستقبله
واليوم كان يسعى لينجز أعماله بعجالة ليلتحق بها وينعم بدفئها وهي يخزها ذنب خيانته وتقرر الاعتراف له
ساقته أقدامه نحو حجرة جمال
لا يدري لمَ
كان يسير الهوينا كي لا ينتبه أحد لعودته
يكفيه حماقته بأن أعلن عن قدومه بصرير سيارته الهادر
تمتمت أعمار :" هو يسير في الرواق المؤدي للحجرة المتواجدين بها... "
سألها متقبض المحيا بلاهةً :" كيف تعرفين؟!!!"
ردت بيقين :" أنا فقط أعرف ومستوثقة مما أقول.... كما اتفقنا".....
اقترب من الحجرة وتناهى لسمعه صوت أخيه المتبرم... والمحتدم غضبا مضطرما:" كيف تخبرينه عنا.... هل أنت مجنونة.... متى دار بينكما هذا الحوار؟؟؟"
اهتزت الأرض من تحت أقدامه حينما واتاه صوتها هادئا فاترا ميتا :" منذ قليل"....
بدا الذعر على أخيه وهو يردد بصوت متلعثم :" قد يداهمنا الآن في أية لحظة.... وأنتِ تختارين ذلك الوقت تحديدا لتوافي مخدعي".....
تجهم صوتها وهي تجيبه ناهرة إياه :" تقصد مخدعنا".....
تسارعت أنفاس أخيه وهو يتفوه بتحشرج وبصوت يمضغه الندم الرهيب :" أنتِ أغويتني.... أنتِ السبب"....
ردت ببلادة :" أنا لا أنكر.... أنا أكرهك أنت وأخيك.... فأنت تضاهيه ملامح في النهاية... هو احتجزني رغما عني وفي بدء الأمر انتقى لي كوخا حقير ليحبسني فيه.... لم يجلبني للقصر الذي كان يخص أبي والذي عاث فيه فسادا منذ اشتراه فطمس هويته وأضاع ملامحه إلا حينما سقطت صريعة المرض.... قلبي يتلظى غِلَّا متفاقما عليه... أهانني بمعاملته السيئة لي.... أنا يعاملني كما السبية.... لقد أقسمت أن أقتص مما فعله بي... سيحدث بينكما شقاق أنا المتسببة فيه.... والموت سيتلقفني فيا مرحبا به... الموت أفضل عندي من أن يتم اعتصاري بين أحضان أخيك كما وقع بالأمس.... ابن الرعاع يذل أنف سيدته أعمار!!!!.... تعسا له.... لا عاش ولا كان..."
وتناهى لسمعه استطرادتها بنغمة ملداء أسقمته :" تعالى حبيبي لأحضاني.... أخوك ليس لديه نخوة أصلا ليتم استفزازها.... لقد أقرَّ المجتمع عهري وهو مازال متشبث بي.... لو رآك معي سيبتهج جما ولن يعترض أبدا"....
استجمع شتاته المتبعثرة وشرع الباب فهاله ما رأى..... كانت أعمار تعانق أخيه بضراوة
انتفض أخوه مبتعدا عنها بمجرد أن أبصره
تقهقر بخطواته وشحب محياه وهب شعر رأسه واقفا من فرط الذعر
بدت هادئة وبليدة التقاسيم
سمرت بصرها عليه وتفوهت بثبات وهي تتخصر :" لا يحق لكَ اقتحام خلوتي مع أخيك... ماذا تظن نفسك أيها العربيد لتداهمني هكذا؟!!!.... أنا أريد الطلاق منك"....
قبض على ذقنها وجذبها نحوه وأخبرها وهو يصر على أسنانه :" سمعت أن أمي بصقت عليكِ حينما كنت في غيبوبة فاستقبحت ما حدث وكنت سأطالبها يوما بالاعتذار لكِ بعدما تتعرف عليكِ جيدا وتختبر معدنك ولكن الآن...."
أجفلتها بصقة منه استهدفت وجهها.....
فتشابكت معه في عراك بالأيدي وهي تهذي بغضب عارم :" أنت تتطاول على سيدتك يا صعلوك.... أنت يا ابن العجاتي يا من كان جدك يمسح حذاء أبي تبصق علي".....
واستوحش فمها وهي تطالبه وعروق رقبتها نافرة :" لم أرى كائن مضمحل الرجولة مثلك.... حررني من أسرك يا لعين.... قلت لكَ مسبقا أنكَ ستندم على اليوم الذي لم تسمح لي فيه بالفرار من تلك القرية.... ومنك.... وها أنا وفيت بوعدي وأحلتك خائبا في ما كنت تظنه معركة هواك!!!!!... وجعلتك محض ذكرا فاشلا مضروبا في عنفوانه.... أنا شامتة بكَ".....
قالها أمام عيونها بنهرة واحدة:" كفى!!!!.... ".....
وتابع وهو يستجمع شتاته ويتحلى بقوة الشكيمة كي لا يُزْهِق روحها:"أنتِ طالق... لملمي أغراضك وغادري.... طالق... طالق.... طالق.... أنتِ نفسية مريضة ومظلمة.... لا رَبَّحك الله.... حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ.....".....
وخلفها ورائه وهو يتمتم :" حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ"......
سقطت أعمار مغشية عليها بعدما غاب سلمان عن مجال بصرها تماما.... هال جمال أنه رأى جسدها ينتفض بقساوة في تشنجات عصبية متوالية
لقد سقط قناعها مهشما قلبه.... لقد ظنها وجها حقيقيا للحب.... تفجر الألم بقلبه متناثرا شظايا حامية.... لقد أحالت حياته عبث ومحض هباء.... وانتشلته تلك الجملة من جحيمه.... لأول مرة ينتبه لها.... ناجي يكون لك
بدأ وعيها يتفتح من جديد على كلمات الطبيب وهي يتفوه بمهنية:" لقد حقنتها للتو بمضاد للتشنجات ولكن.... حتى لو استفاقت سنحتاج لإجراء المزيد من الأشعة والفحوص.... من غير الطبيعي أن يتشنج أحدهم بغير سبب"....
تذكرت كل ما وقع دفعة واحدة فهبت من السرير واقفة وأخذت تفتش عن حذاء أو خف يخصها حتى عثرت عليه فارتدته بعجالة..... حاول جمال إيقافها :" إلى أين أنتِ ذاهبة؟!!!"
زمجرت فيه وهي مقطبة الجبين :" مصيري يناديني.... اغرب عن وجهي...."
وقبل أن ترحل التفتت له وزجرته :" كيف تُحْضِرَني لمشفى أخيك.... لنفترض أنه عرف.... تصرف في تلك الفوضى وأَخْرِس الألسنة.... أفهمت"....
لحق بها جمال في الرواق وتوسلها وهو يسير بخطى واسعة كي لا تتجاوزه :" غادري وأنتِ منتقبة..... لقد حاول أحدهم قتلك بمجرد وصولك.... هذا قد يتكرر"....
زمجرت فيه وهي تشوح بيديها :" هل أنا مدعاة للرثاء إلى هذا الحد حتى الأشرار يتعاطفون معي".....
تضرعها مرة أخرى :" لأجل سلمان..... أنا لا أدري لمَ تفعلين هذا.... ولكني أعرف أنكِ تفعلينه لأجله"....
استجابت أعمار لإلحاح جمال وهو جلب لها نقابا لترتديه.....
رغم توخيها الحذر والحيطة.... بمجرد أن شارفت مغادرة البلدة تناهى لسمعها صوت يأمرها :" توقفي يا أعمار زبرجدة..... والتفتي لي.... الخسيس هو من يُفرغ بارودته في ظهر عدوه وأنا لست خسيسة.... سأقتلكِ وعيوني متشابكة مع خاصتيكِ"....
التفتت لها أعمار بهدوء وسلمت يديها للهواء وتفوهت وابتسامة هادئة تزين محياها :" كيف حالك يا خالة أم محمود..... أنا عدت للبلدة منذ شهور.... أأنتِ فاشلة لهذا الحد لتخفقي في إخماد أنفاسي طوال تلك المدة المنصرمة؟!!!"...... وتحجرت عيون أعمار وطالبتها بصوت أجش وبفم شَمُوس
:" لو تظنين أني سأصعر جبيني لكِ فأنتِ لا تعرفينني.... لن أحني هامتي لكِ.... معكِ بارودتكِ وأمامكِ صدري فهيا أَجْهِزِي عليّ.... لا تخفقي كما المرة الفائتة.... لا تزرعي أطلقتك النارية في جسد سواي.... أنتِ قناصة فاشلة يا أم محمود.... كدتِ تقتلين سلمان في المرة المنصرمة بسبب قلة خبرتك وانعدام مهارتك في الرماية"....
زمجرت أم محمود وأوداجها تنتفخ غضبا :" أيتها الحقيرة كيف تجرؤين على إلصاق تهمة وضيعة بي كتلك.... تعرفين أني لا أختبئ حينما تحين مواجهة.... أنتِ تعرفين ذلك فكيف تجرؤين على إدانتي بملء الفيه.... لست من حاول قتلك حينما وصلتِ.... أنا أُشْهِر بارودتي في وجه من أنتوي القصاص منه.... أنا لا أتوارى بنذالة وخسة....".....
___________________________________

نجمة ساطعة 21-01-16 04:17 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
اولا كلو ولا زعلك يا امونة
فاكيد البنات عندهن ظروف
وثانيا الف شكر على الهدية
وثالثا فصل جميل
الحوار بين جمرة وياقوتة عن الابنة تبر وحكاية الزواج من فاروق
جمرة وتعدد ازواجها
واصبحت مفلسة
وطلبت المال من ياقوتة التى وافقت على اعطائها
كويس ان شفاء توجهت لزبرجدة واخبرتها عن ناصر الذى يضيق عليهم الخناق
ومقابلة اعمار لخديجة التى اتت اليها
اخبرتها عن ابن اعمار ناجى
لينتهى الفصل بطلاق سلمان لزبرجدة بعد ان راها فى احضان اخوه جمال بتدبير منها
هل انتهت قصتهما فعلا ؟؟؟؟؟؟؟
يسلمووووو يا امونة على الفصل الطويل الرائع
وبانتظار الفصل القادم
ودى

بنت أرض الكنانه 21-01-16 07:08 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة ساطعة (المشاركة 3591446)
اولا كلو ولا زعلك يا امونة
فاكيد البنات عندهن ظروف
وثانيا الف شكر على الهدية
وثالثا فصل جميل
الحوار بين جمرة وياقوتة عن الابنة تبر وحكاية الزواج من فاروق
جمرة وتعدد ازواجها
واصبحت مفلسة
وطلبت المال من ياقوتة التى وافقت على اعطائها
كويس ان شفاء توجهت لزبرجدة واخبرتها عن ناصر الذى يضيق عليهم الخناق
ومقابلة اعمار لخديجة التى اتت اليها
اخبرتها عن ابن اعمار ناجى
لينتهى الفصل بطلاق سلمان لزبرجدة بعد ان راها فى احضان اخوه جمال بتدبير منها
هل انتهت قصتهما فعلا ؟؟؟؟؟؟؟
يسلمووووو يا امونة على الفصل الطويل الرائع
وبانتظار الفصل القادم
ودى

تسلمي يا جيجي
كل القصة لعيونك الحلوين
لا انا كتير زعلانه
ومش بعرف اكتب وانا زعلانه
بس وجودك كفاية وزيادة يا قمر
ربما انتهت قصتهما اقصد سلمان وزبرجدة
وايه رايك في سلمان ورحاب
تتقطع رقبتي فيها
ومن يدري
انا مزاجي مش متوافق على جعل كل النهايات سعيدة فاحدى النهايات القصة مأساوية باذن الله
وطلب اختي ان نهاية تبر وزبرجدة ما تبقاش هي المأساوية بس انا اميل ان احدهم هي المأساوية
تعيشي يارب ممتنة وجودك ارق التحايا لكي :dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::danci ngmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:
http://images.gofreedownload.net/red-rose-139895.jpg

بنت أرض الكنانه 21-01-16 07:10 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
http://www.mikesjournal.com/October%...f%20Summer.jpg

الخاشعه 22-01-16 01:28 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
السلام عليكم
فصل يجيب صدأااااااااع مو قادره قرأه قراءه متواصله
تشابك بالاحداث والشخصيات غير طبيعي
ما شاء الله عليك ...كيف قادره تربطينه مع بعض
حقيقة ام تبر والصديقة الخاينه الحسود
وأعمار وماضيها المخفي عنها وحاضرها التعيس ومستقبلها اللي ما ينبأ بخير...والله تكسر الخاطر...وسلمان قلبه ما لقى يحب الإ وحده كلها عموض ومشاكل
ناجي المفاجئه الجميله في هذا الفصل
تسلم ايدينك يا امونه😚

احلام طائرة 22-01-16 08:43 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
الفصل جميل جداً وفيه طبعاً مفاجآت وأحداث غير متوقعة عجبني جداً الحوار بين ياقوته وجمره بس ياقوته إزاي قبلت تستضيف جمره عندها في البيت دي حاجه صعب تتصدق وزبرجده تعيش في معاناة مستمرة حتى في اليوم الذى تكتشف فيه وجود ابن لها ناجي تضطر إن تترك سلمان حتى يعود ابنها الذي تم اختطافه ولا أستطيع تخيل سلمان يتزوج من رحاب أخت زبرجده وانا منتظره بشوق فصل جديد وأحداث جديدة مع خالص خالص الشكر على مجهودك الرائع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بنت أرض الكنانه 22-01-16 09:12 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخاشعه (المشاركة 3591662)
السلام عليكم
فصل يجيب صدأااااااااع مو قادره قرأه قراءه متواصله
تشابك بالاحداث والشخصيات غير طبيعي
ما شاء الله عليك ...كيف قادره تربطينه مع بعض
حقيقة ام تبر والصديقة الخاينه الحسود
وأعمار وماضيها المخفي عنها وحاضرها التعيس ومستقبلها اللي ما ينبأ بخير...والله تكسر الخاطر...وسلمان قلبه ما لقى يحب الإ وحده كلها عموض ومشاكل
ناجي المفاجئه الجميله في هذا الفصل
تسلم ايدينك يا امونه😚

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ممتنة وجودك الخاشعة
للدرجة دي
صداع!!!!
مش ربط شخصيات الرواية ببعض ووضح العلاقات اكتر
يعني متعاطفة مع سلمان ومش متعاطفة مع زبرجدة
تصدقي معاكي حق دي بومة حظها نحس
ناجي حبيبي
وما خفي كان اعظم
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55:
https://pbs.twimg.com/profile_images...8/YOcG3n3a.jpg
شكرا حبيبتي
القصة حلوة؟!!!!!
اصل ناس كتير مشككني لدرجة انهم بداوا يقنعوني
دراما من عشرين فصل باقي ستة
منوراني

بنت أرض الكنانه 22-01-16 09:15 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احلام طائرة (المشاركة 3591759)
الفصل جميل جداً وفيه طبعاً مفاجآت وأحداث غير متوقعة عجبني جداً الحوار بين ياقوته وجمره بس ياقوته إزاي قبلت تستضيف جمره عندها في البيت دي حاجه صعب تتصدق وزبرجده تعيش في معاناة مستمرة حتى في اليوم الذى تكتشف فيه وجود ابن لها ناجي تضطر إن تترك سلمان حتى يعود ابنها الذي تم اختطافه ولا أستطيع تخيل سلمان يتزوج من رحاب أخت زبرجده وانا منتظره بشوق فصل جديد وأحداث جديدة مع خالص خالص الشكر على مجهودك الرائع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسلمي حبيبة قلبي حللتي اهلا ونزلتي سهلا
منوراني
هي الدنيا مليانة حاجات صعب تتصدق بس ليه سهل نصدق الشر وصعب نؤمن بوجود السماحة في القلوب
نحس زبرجدة دي مش كده
وانا كمان مش متخيلة سلمان يتجوز رحاب
وطالما حاجه انا مش متخيلاها تبقى مش هتحصل
شفتي صراحة اكثر من كده
تعيشي يارب
وعليكم السلام يا قلبي
http://nawasreh.com/samieo/images-2ymu1qq.jpg

بنت أرض الكنانه 22-01-16 09:40 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
يا جماعه شجعوني افك شنكلة صوابعي بسبب البرد وانزل الفصل القادم ده فيه تبر ومصطفى وسلام ووليد وملك وعلي
يعني فصل حلووووووووووووو كتير براحتكم

نجمة ساطعة 23-01-16 01:24 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت أرض الكنانه (المشاركة 3591783)
يا جماعه شجعوني افك شنكلة صوابعي بسبب البرد وانزل الفصل القادم ده فيه تبر ومصطفى وسلام ووليد وملك وعلي
يعني فصل حلووووووووووووو كتير براحتكم

:party0033::party0033::party0033::party0033::party0033::part y0033:
ياريت نزلى يا بنت
:party0033::party0033::party0033:

بنت أرض الكنانه 23-01-16 05:40 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة ساطعة (المشاركة 3591857)
:party0033::party0033::party0033::party0033::party0033::part y0033:
ياريت نزلى يا بنت
:party0033::party0033::party0033:

تسلم يا جيجي
انتي اللي مصبراني عالقصة دي
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55::55::55:

بنت أرض الكنانه 26-01-16 12:20 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

توليب المرج 26-01-16 09:28 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
السلام عليكم ...

عودة حميدة بنت ارض كنانة واخيرا رجعتي ونورتينا انتظرناك بالفترة الراحت كثيراً 🎉🎉🎉🎊👏👏
لكن يبدو فاتني الكثير 😢
والامتحانات اللعينة الان لاتسمحلي اقرا الفصول واواكبكم مع الاحداث 😢😢 (فيس حزين)
متشوقة كثيييراً للابطال ...يارب اخلص امتحاناتي بسرعة واتفرغ للاستمتاع بروايتك الرائعة عزيزتي ..اعذريني عالتأخير

رحاب المانوليا 27-01-16 12:07 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
مساء الخير

ليش كل هالشر اللي عند توت صراحة مافيش ولا شي يشفعلها ان رحاب واعمار خوات ماشي بس يطلع ناجي ولدها مصيبه وسلمان طلقها اوف اوف تعقدت القصة مزبوط عاد بما ان ياتبر يازبرجده نهايتهم بتكون مأساوية شوفي غيرهم الاتنين تعذبوا بما فيه الكفاية وشافوا الهم كله شوفيلك حد تاني انتقمي منه

بنت أرض الكنانه 27-01-16 04:25 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توليب المرج (المشاركة 3592643)
السلام عليكم ...

عودة حميدة بنت ارض كنانة واخيرا رجعتي ونورتينا انتظرناك بالفترة الراحت كثيراً 🎉🎉🎉🎊👏👏
لكن يبدو فاتني الكثير 😢
والامتحانات اللعينة الان لاتسمحلي اقرا الفصول واواكبكم مع الاحداث 😢😢 (فيس حزين)
متشوقة كثيييراً للابطال ...يارب اخلص امتحاناتي بسرعة واتفرغ للاستمتاع بروايتك الرائعة عزيزتي ..اعذريني عالتأخير

انا قلت نسيتيني فقلت اذكرك فيني
تخلصي على خير يا حبيبتي
هنتظرك باذن الله
ربنا ييسر انا منتوية اخلصها المرة دي ومش هنقطع
تسلمي لي يارب ميرسي على ذوقك :55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:

بنت أرض الكنانه 27-01-16 04:27 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحاب المانوليا (المشاركة 3592669)
مساء الخير

ليش كل هالشر اللي عند توت صراحة مافيش ولا شي يشفعلها ان رحاب واعمار خوات ماشي بس يطلع ناجي ولدها مصيبه وسلمان طلقها اوف اوف تعقدت القصة مزبوط عاد بما ان ياتبر يازبرجده نهايتهم بتكون مأساوية شوفي غيرهم الاتنين تعذبوا بما فيه الكفاية وشافوا الهم كله شوفيلك حد تاني انتقمي منه

مساء النور
مع شري مش تقدري تغمضي عيونك
تعقدت بس الفرج عند الله
دي نوايا قد تتغير واخلي النهاية سكر على كافة المستويات
حاضر هنتقم من توت واسيب زبرجدة وتبر في حالهم
تسلمي رحاب ممتنة وجودك
نورتيني :55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:

bluemay 27-01-16 09:04 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
فصل رااااااااائع


قوي ومؤثر ﻷبعد حد ...

عن جد لاحظت بعد رجوعك قوة تعابيرك واستخداماتك المميزة للتشابيه والوصف

حقائق مزلزلة تجلت في هذا الفصل

كرهت اضطرار زبرجدة لهذا الفعل والتشويه لنفسها ولكنها من اجلهم تضحي وهم لا يعلمون.

رائعة واعجز عن تعليق يوفيك روعتك

متشوقة للقادم كثيرا

تقبلي مروري المتأخر وخالص ودي


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

بنت أرض الكنانه 30-01-16 06:47 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3592781)
فصل رااااااااائع


قوي ومؤثر ﻷبعد حد ...

عن جد لاحظت بعد رجوعك قوة تعابيرك واستخداماتك المميزة للتشابيه والوصف

حقائق مزلزلة تجلت في هذا الفصل

كرهت اضطرار زبرجدة لهذا الفعل والتشويه لنفسها ولكنها من اجلهم تضحي وهم لا يعلمون.

رائعة واعجز عن تعليق يوفيك روعتك

متشوقة للقادم كثيرا

تقبلي مروري المتأخر وخالص ودي


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

وحشتيني يا ميمي
عذرا لتأخري انا في الرد كان عندي ظروف عائلية عاقت دخولي المنتدى ليومين
كلامك اسعدني وأسرني جدا
ممتنة رقيك وسعة صدرك
اعجبني شعورك بان زبرجده تضحي وهم لا يعلمون
ربما تكون الحقيقة في النهاية
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:
بفنش الخامس عشر واتمنى يعجبك
شكرا جزيلا لكي :peace::peace::peace:

honayda 01-02-16 02:39 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
حبيبتي متل عادتك فصل ينسيك في الثاني اما المفاجأة واااااااو لم تكن في الحسبان ابدا مش هتكلم على ابطالنا لكن عندي سؤال اذا كنا احنا بنقرا الفصل على الجاهز كدة وبنتاثر وبنبكي وقلوبنا بتتفتت مع الاحدات انت انت ازاي بتكتبي وت وبتنظمي كل الاحدات بتفاصيلها واحسيسها وابطالها
حبيبتي انت جبااااارة ربنا يحميكي

بنت أرض الكنانه 02-02-16 02:04 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة honayda (المشاركة 3593715)
حبيبتي متل عادتك فصل ينسيك في الثاني اما المفاجأة واااااااو لم تكن في الحسبان ابدا مش هتكلم على ابطالنا لكن عندي سؤال اذا كنا احنا بنقرا الفصل على الجاهز كدة وبنتاثر وبنبكي وقلوبنا بتتفتت مع الاحدات انت انت ازاي بتكتبي وت وبتنظمي كل الاحدات بتفاصيلها واحسيسها وابطالها
حبيبتي انت جبااااارة ربنا يحميكي

يا حبيبتي تعيشي يارب
انا كاتبه على قد حالي كتير
وكلامك خلاني اطير
ربنا يسعدك زي ما اسعدتيني
خلصت الخامس عشر اخيرا
اتمنى يعجبك
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55::55::55::55::55:
انا عندي اهم حاجه تسلسل الاحداث بدون ان اغفل حدث وده صعب لان الشخصيات كتير بس ربنا بيلهمني تقطيع مقاطع القصة
ولسه احلى فصول لسه ما نزلتش
ممتنة رقيك ميرسي

بنت أرض الكنانه 02-02-16 03:02 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الرابع عشر
 
السلام عليكم
ممتنة حبكم ودعمكم لي
وبعتذر لكي نجمة ساطعة لاني قلت من ايام اني هنزل الفصل بس حالت ظروف انهائي كتابته على اللاب
انا بجد مبسوطة كتيرة من دعمكم لي واتمنى انه يستمر
ههدي كل من ترك تعليق ولو بسيط هنا هذا الفصل شاكرة الى ما لا نهاية دعمه لي


الفصل الخامس عشر تسيطر عليه اشعار نزار قباني واحمد شوقي وفاروق جويدة وابراهيم ناجي
بصراحة عمري ما غرقت في محيط شعر للدرجة دي قبل كده




اتمنى يعجبكم




وممتنة عميقا لكم

وكل الخواطر هي لشعراء عظماء وليست لي عدا الخاطرة الوردية فهي تخصني


مفترق الطرق
تبر
لا تستطيع أن تصف علاقتها بابنها بأنها في طور تحسن وتعافي، هي جامدة جدا، قاحلة كما الصحراء، هو لا يسمح لها بأن ترغمه على الإنصات والاستيعاب، هو منغلق الحواس عن الاستماع لها، يرميها بنظرات شزرة، ويراقب تحركاتها وسكناتها، ويبدو ممتعضا حينما تختفي هي ووالده عن مجال بصره، ما زال يرتعب عليه منها ويرتاب في نواياها حياله، هي لم تخبر مصطفى بما تناهى لأذن الصغير، هي لم ترغب في تكديره حينما استفاق، وهو سيلومها ويعنفها لأن غسيلهم القذر استحال منشورا أمام أحداق ولده، إن ابنها متقوقع تماما على نفسه ولا يسمح بمساحة تواصل سوى مع ياقوتته، قد يكون الأصغر منها عمرا إلا أنه خول ذاته مسئولية الاعتناء بها وتدليلها وتلبية كافة طلباتها
هي فقط أجبرته مرة على الاستماع لها وأقسمت له أنها لن تلحق ضيرا بوالده ما دام بها نفس يحيا، ولكنه فكَّ أسر قبضتها حينها ومضى مبتعدا غير عابئ حتى بالركض منسلخا عنها بل كانت خطواته متريثة متمهلة وكأنه يخبرها بلغة جسده أنها محض هواء بالنسبة له وأنه لا يطمر أية دموع في مآقيه تستوجب العدو مبتعدا كي يتمكن من سكبها، هو جلمود صخر لا يلين، هل ألحقت بصفحة قلبه جراحا لا تندمل؟؟.... هل إذا صار شخصا متشرنقا على ذاته مشمئزا من صنف الحريم ستكون هي السبب؟؟!!!..... هل سيزول يوما العطب الذي حفرته في دواخيله بالأزاميل؟؟؟.... ركونها للمذلة تسبب في كل تلك الفوضى، هي كانت منغلقة على معاناتها وغير واعية لكون أحدهم يتأثر بما تقترفه في حق ذاتها وبأنه ينزف دما غزيرا من جراء كونها تلزم الاضمحلال وكأنه قدرها.... حينما تسقط الأم من عليائها من ينتشل الابن من ذلك الحضيض.... تلك الجفوة الممتدة بينهما تذبحها وتفري أكبادها.....
هي استحالت مشدوهة ساهمة غير مصدقة حينما تفوهت ياقوتة الصغيرة بفحوى أن شقيقها أخبرها أن عليها أن تحب الخير لأمها تماما مثلما تحبه لنفسها كي لا تكون مدللة أنانية..... هل يتحدث بالخير عنها أمام أخته..... هل تلك الكلمات بصيص أمل تلوح في أفق رؤياها أم أنها لمع سراب تدل على أن ابنها لا يقدر على تهشيم عالم أخته الوردي وانتزاع ركائر الثبات التي تستند عليها.... ربما هي في عوز لعون مصطفى في النهاية حتى لو طلبت ذلك على مضض وهي آنفة.... ابنها هو الأثمن من مجمل هذا الركام المدفونة هي تحته...
هي لم تحب ياقوتة الصغيرة حينما كانت حامل بها، هي لم تجري إجهاضا وتتخلص منها لأنها لا تعرف أوكار تحت بئر السلم، ولأن مصطفى بدا راغبا في تستيرها طالما الأمر شمل جنينا مزروعا في أحشائها، لو كانت تخلصت من طفلها لما حظيت بهذا التستير المنقوص الذي أعطاها إياه مصطفى، مهما كانت سليطة اللسان وتبدو غير مكترثة ببرمة الأمر حينها إلا أنها كانت تعلم في مكنوناتها أنها ليس قاتلة لتسفح دم جنينها وليست ساقطة لتنبذ فرصة تستيرها....
زواج عرفي.... مجرد قصاصة مهترئة لا تساوي ثمن الحبر الذي كُتِبَت به..... تلك هي علاقتها بحبيبها الغادر ووالد أطفالها، هل ابنتها لقيطة لأنها نتاج علاقة سفاح..... سؤال يداهمها بقساوة في كل مواقيتها..... هل عيشتها مع مصطفى تندرج تحت بند الحرام فالزواج الذي تعرفه يحوي وثيقة سطرها مأذون ووكيل وشهود والكثير من الزغاريد والشربات الزاهي اللون....
وليلة العمر بالنسبة لها تعني الأعيرة النارية المنهمرة صوب السماء وحلبة فسيحة يتجمهر حولها الرجال يراقبون فيها العريس ممتطيا ظهر جواد أصيل، يُراقِصَه ببراعة وخفة على دقات المزمار الصداح، أما هي فتسير في موكب مهيب مفروش بالزهور والبتلات، وتكون مختالة بعفتها وبغتة يرفعها عريسها على ظهر جواده وينطلق بها لعشهما الهانئ ليحيا في سعادة أبدية...... تلك صور تتزاحم في عقلها وعليها أن تئدها من جذورها لقد كُتِبَ عليها التصاق وصمة العار الأبدية بجبينها ومثل ذلك الحلم ليس سوى عذابا صرفا لها
وخاطبت نفسها بتعقل إن علاقتها بمصطفى حلال حتى لو كانت عبر قصاصة زواج عرفي لن تسبغها يوما بحق الزوجة في أية معاملات قانونية، إن الزواج العرفي يُضيع حقوق الإناث فالفتاة المزجوجة فيه لا ترث زوجها أبدا ولا يعطيها القانون أدنى حق عليه.... حسنا هي لا تريد من مصطفى إرثا، وهي زوجته أمام الله ورغما عن أنفه فزواجهم محاط بالإشهار والقاصي قبل الداني يعلم عنه وذلك أهم شرط في الزواج ليكون صحيحا وحلالا....
وغزتها تلك الفكرة فشحبت لها أطرافها، لكم هي حمقاء تلك التي ترحل عن بيت أبيها لأي سبب كان، تصير منهشا لكلاب الطريق يتكالبون عليها وينشبون مخالبهم فيها ممزقين براءتها وعفتها إربا.....
هل هي نادمة لأنها غادرت منزل أبيها حيث كانت معززة مكرمة....... كثيرا وجما وجدا... كان بإمكانها استيعاب ياقوتة الكبيرة وتقلب مزاجها بعدما تعلم بأن الفتاة التي أنشأتها بدفقة محبة خالصة تكون ابنة زوجها من جراء علاقة قذرة..... إن ياقوتة طيبة جدا.... كانت تبر ستتمكن يوما من تذويب الجليد الذي أقامه منصور حائلا بينهما.... كانت ستُطْفِئ نار قهرها.... كانت ستجتاز معها ذلك الحاجز النفسي الرهيب بحضن يتشبث بها ويأبى انسلاخها.....
هي تتبع أخبار أخيها وتقتفي أثره جيدا، هي لا تستطيع الظهور أمامه مطلقا، بأية عين تواجهه هو وياقوتة، بعين من اقترفت خطيئة وأوصمت جبينها بالعار، هي تسامحه..... لو كانت متعمدا أن يُجْهِز على علاقتها بياقوتة بما أفرغه على أسماعها بقساوة وفظاظة هي تسامحه..... لو كان يسخر منها ويستخف بها طوال حياته هي تسامحه..... هي لا تَكِن له ضغينة فهو شقيقها الوحيد الذي عرفته وترعرعت وإياه..... وهي لا ينتابها الهلع من إمكانية عثورهم عليها ومعرفتهم بفعلتها الشائنة فيقرروا إخماد أنفاسها.... كل ما يعتريها هو الازدراء لنفسها وإيمانها المتأصل بدواخيلها بأنها لم تعد شريفة لتليق بهم وتستحق منزلة بينهم.... ولذا هي مدت بَيْنا بينها وبينهم لن يتقلص يوما.....
هي أعطت منصور من دمها حينما كان جريحا من جراء حادث أليم ألمَّ به، هي تعلم جيدا أنهما يحملان نفس زمرة الدم، وغزت عقلها تلك الذكرى البغيضة.... حينما انفجرت زائدتها كان الطبيب يتحدث أمامها عن وجوب توفر دم قبل خوضها الجراحة لكن منصور لم يكن متواجدا لأجلها ووالدها داخ كثيرا حتى جلب لها ما تحتاج..... كان حانقا على ابنه لأنه علم بمصاب أخته ولم يعبأ بها ولم يراعي كونه الوحيد في الأسرة الذي يحمل زمرة دمها..... هي تتفهم منصور فلقد كان أهوجا وطائشا ويافعا جدا ليشعر بنتاج أفعاله على أسرته..... هو ولا ريبة تعقل وصار مسئولا الآن.... تتمنى له كل الخير وأن يرتقي كافة درجات النجاح الباهر...... هو حاذق وماهر جدا رغم أنه لم يعرف يوما عن نفسه ذلك، رسوبه كان عائدا لحقده عليها وكراهيته لها، حينما رحلت عنه ازدهر شأنه وصار صرحا عظيما..... هي كانت المعول وراء فشله.... هي.... هي من تحبه بكل حروف الكون وتفتديه بكافة شغاف روحها.....
وهو لم يعد صغيرا لتقلق بشأن علاقاته النسائية ولكنها تقلق فهي شقيقته الكبرى.... أخيرا تخلص من بسنت ولفظها من حياته ولكنه في المقابل تزوج بفتاة ملامحها لا تبعث عن الراحة مطلقا..... من يمدها بأخبار أخيها بعث لها صورة لزوجته الجديدة وبدت في عيونها منفرة وخبيثة حتى أكثر من بسنت..... ما الذي اقترفه شقيقها في حياته ليصير حظه من النساء تَعِسا شقيا هكذا..... ولتحوم حوله الساقطات كما الذباب حول صحن العسل....
هو ليس سعيد هي تعلم هذا، فصورته الحديثة والتي تحصلت عليها أخيرا بعد تردد في طلبها من جاسوسها تدمغ ذلك باليقين، يبدو بائسا وشقيا ولا تدخل السعادة قلبه من أي طريق....
لقد أرسلها جاسوسها عبر الحاسوب وهي طبعتها وأودعتها محفظتها وصارت تختلس لها النظر كلما انفردت بنفسها، ومن ثم استحالت تلتهم تفاصيلها وتنكب مقبلة إياها بكل كيانها.... إنها من ريح أخيها الذي يحمل سيماء والدها..... من تلك الصورة تستمد أمانها وتستشعر وتدا يربطها ببلدتها الغالية النائية عن جسدها والمدموغة في روحها....
هي لا تفكر في هوية أمها الحقيقية، تشعر بأن مجرد التفكير نكران وجحود بأفضال ياقوتة عليها.... لو كانت والدتها حليلة لأبيها لما كان نسبها لياقوتة بالحيلة، إن والدها منصف ولن يجور على حق أم في رعاية وليدتها، ما دام والدها تلاعب بالأنساب هكذا فهي لقيطة ولا شك.... هي ليست ابنة حلال أبدا تماما مثل طفلتها المنغولية..... لربما لهذا وقعت في غرامها.... وصارت لا تطيق فراقها.... حينما أدركت أنها تحمل نفس وضعها مع الفارق بأنها لن تتعقل يوما لتفهم ماهية ابن الحرام التي تدمغهما سويا....
كانت الأفكار تتوارد عليها في مكتبها واستمرت سابحة في فلكها... وهي تتكأ بمرفقها على سطح مكتبها وتُسدل أهدابها.... هي تحب العناد لو كان في سبيل لفت نظر زوجها لها.... لذا فهي خُلقت لتعترض على أي قرار يصدره... تجادل وتناقش وترغب في تنفيذ عكسه وحينما يضيق ذرعا بها يفضي بنفاذ صبر أن تفعل ما يحلو لها فتنفذ ما خطط له مسبقا بالحذافير!!!!.... هي احتلت مكتبا صغيرا مجاورا لمكتبه لم ترتضي أن تشغل مكتبه على الرغم من كونه أكبر وأكثر فخامة وهي رئيسة مجلس الإدارة لأنها لم تحب أن تقزمه في عيون رعاياه أو تنتقص من مقداره.... ولكن مناوشات العمل أمرٌ آخر.... تُشعرها بأنها حية من جديد.... هذا السجال بينهما يبث إيمانا في دواخيلها بأن لهما فرصة وأنها ستكون معتوهة لو لم تقتنصها....
بدا مدير مكتبها منزعجا وهو يدلف لها ويخبرها وهو يزم شفتيه :" سيدة سوما هناك أحدهم بالخارج يطلب مقابلتك يقول أن اسمه مراد العجمي وأن هناك سابق معرفة به".....
مراد..... أيكون هو.... ذلك الذي افترى عليها كذبا في الماضي وزعم أنها بائعة هوى رخيصة وكما مكب النفايات العَفِن.... ما الذي يريده منها.... ولمَ مدير مكتبها هارون مستاء من إلقائه ذلك الخبر عليها.... أيغار عليها ذلك المعتوه.... يغار على ثروتها.... يخشى من روعة تقاسيم مراد.... يراه منافسا لا يستهان به.... إن زوجها محق... هارون لا يبعث عن الطمأنينة....
الشركة كلها تتحدث عن صدع قائم بينها وبين زوجها وهارون يتسنى ذلك ليتقرب منها ويستحوذ عليها...
هي تستخدم هارون لتثير غيرة زوجها ولكن.... منذ تلك الوهلة ستجبره على التزام حده وإياها
وتمتمت وهي مضيقة حيز عيونها وتسند رأسها على متكئها :" أدخله"...
مع تقدمه نحوها بخطوات وجلة وهو ناكس الرأس
طالبته وهي مشدودة المحيا :" أوصد الباب خلفك يا مراد"....
وسألته بمجرد أن استوى جالسا على المقعد المقابل لمكتبها:" لمَ تتذكرني بعد كل تلك السنوات؟!!!"....
رد بعدما أطلق تنهيدة وهو مطرق برأسه :" لقد قذفتك فجنيت الحصرم في حياتي.... بعدما استقلت من العمل لدي مصطفى أنشأت لنفسي عملا مستقلا بسيطا وراعيته يكبر ويزدهر... وبغتة كل شيء تهاوى.... تبددت كل النقود التي بذلت سنوات عمري المنصرمة لجنيها... وابنتي الوحيدة عانت سرطانا نادرا بالدم وراقبتها وهي تتداعى وكنت معدما لأتمكن من توفير سبل العلاج الحديث لها.... هي ماتت وزوجتي الحبيبة انفصلت عني...."....
ورفع بصره ليلاقيها واستطرد :" لم يعد أمامي سوى أن أكون شيخ منقطع للعبادة.... ولكن يجب أن أتطهر من ذنبي.... لسنوات وأنتِ تداهمين أحلامي وتذبحيني بنظرات الإدانة القاسية التي تسدديها لي... أتيتكِ لأطالبكِ بأن تكفي عن زيارة منامي... أحلامي كوابيس بسبب اقتحامك الدءوب لها.... أنتِ تزوجتِ مصطفى وأنجبتِ منه أي أن مسعاي للتفرقة بينكما لم يُكَلَّل بالنجاح... وزوجك ولا ريبة علم بطهرك بمجرد أن أتم زواجه منكِ فلمَ لا تتركيني وشأني... أنا رجل انزلقت للهاوية على كافة المستويات... مطاردتكِ لي لن تحقق لكِ شيء... فالله أخذ مني كل ما سبق وأعطى... أنا رازح تحت كنف الإملاق وراضي بذاك ولكن كفي أعينكِ عني في السبات... ما تفعلينه بي حرام!!!!!.... و لا..... هو لم يعد سبات هو استحال نوبات متقطعة بسببكِ.... فعيوني - منذ تَقَوَّلْت عليكِ زورا - لم تستقر في السبات أبدا"
تململت تبر في مقعدها وأعربت بزجرة :" امسح دموعك يا مراد فذرف العبرات لا يليق بالرجال"....
وتابعت بعدما أطلقت تنهيدة وهي تبسط أناملها نحوه:" أنا أسامحك.... وأمنحك كل صكوك الصفح والغفران.... أنا لا أحمل ضغينة نحوك... وكما أشرت وسأضيف... زواجي مستقر ومصطفى يثق بي وترهاتك المغرضة لم تلحق بي أدنى ضير!!!!!... بإمكانك أن تستريح يا مراد ولو تريد معونة مادية لتقف على أقدامك مجددا أنا مستعدة... "....
واستطردت بصوت ينبع من أعماقها :" لنكُن صرحاء... أنا استغللتك وأنت انتقمت... أنا من بدأت!!!!!"
أحنى هامته خجلا منها وصرح متمتما:" أنتِ تأسريني بأخلاقك الرفيعة سيدتي.... وتثبتي لي كم أنا وضيع بجوارك... أنا من يستحق لقب مكب النفايات"....
وأردف :" وبالنسبة لرغبتكِ في مساعدتي ماليا.... أنا لم آتيكِ سعيا لهذا... السماح يفوق أية نقود.... هو أغلى ما يمنحه إنسان لإنسان... غفرانك هو ما بث الحياة في عروقي مجددا.... شكرا لكِ"....
كان هارون يضم قبضتيه في ضفيرة واحدة ويقوس بدنه وهو محتل مقعده خلفه مكتبه في الرواق
ودلف مصطفى فاستحال واجما لبرهة من حالة هارون فهو يبدو كمن تغلي أعصابه على المرجل...
سأله بعنجهية :" هل سيدتك سوما في مكتبها؟!!!"
نهض ببطء مصطنعا التهذب لقدوم رب عمله
وأعرب بصوت كما الفحيح :" معها السيد مراد العجمي بالداخل... سمعتها تأمره بإيصاد الباب خلفه بمجرد مروقه لحجرتها"....
بدا الاسم مألوفا بالنسبة لمصطفى وإن كانت طريقة نطق ذلك الهارون للكلمات تبعث عن التوجسات.... هو يوحي له بشيء غير لطيف
إن زوجته عنيدة ولا تتقبل النصح أبدا
بقاء هارون حائما حولها لا يرضيه
ذلك الرجل البغيض يسعي للنفاذ بينهما لفلق عرى علاقتهما
وبغتة تذكر هوية مراد العجمي
فتجهم واكفهر وانطلق صوب حجرتها ليقتحمها
التفتت الأنظار صوبه بمجرد اجتياحه الغرفة كما الإعصار
تفوهت زوجته بهدوء لتمتص غضبه وهي تجابهه بصرا:" أستاذ مراد أتى ليقدم اعتذاره لأنه قذفني أمامك في زمن مضى... ويتراءى لي أن لعناتي المصبوبة عليه أضرمت الدمار في عمله وأحدثت صدعا بينه وبين زوجته ليحدث انفصال... وأنا أنأى بلعناتي أن أكون صببتها على نسله فابنته لاقت حتفها بسبب مرض خبيث رحمها الله"....
أخفض مراد جبينه وتمتم بضراعة لمصطفى :" أنا أعتذر لكَ أيضا سيدي.... فالسيدة سوما كما العملة الذهبية النادرة.... سمعتها فوق مستوى الشبهات.... أنا من أحطتها بلغط حينما لاحظت عشقها الواسع لك.... تلظى قلبي على ألسنة الحقد المصوب حيالها، حينما أدركت أن كل ما جنيته من جهود حثيثة للظفر بها كان هباءً منثورا.... فأنا لم ألفت يوما انتباهها!!!!!"....
اللعين الذي ظلت كلماته المدوية تتردد بدواخيله لسنوات يريد أن يمحي كل ما ارتكبه من فظائع بجرة قلم
بدا صادقا في عيون مصطفى فهو ضامر البدن مقصوف العود وكأنه صلى الجحيم فعلا وذاق شتى ألوان العذاب والابتلاء
كظم غيظه واعتصر أنامله حتى ودعتها الدماء ولفظ من بين مطحنة أسنانه :" انصرف فورا من هنا.... أنا أتماسك بشق النفس... جريمتك النكراء لن يلغيها مليار اعتذار.... أنا لا أتقبل أسفك.... ارحل عنا يا بغيض لا ربحك الله"....
بعدما رحل مراد ناكس الرأس ذليلا
عاتبته تبر وهي تتوجه نحوه :" لمَ تلك القساوة يا مصطفى.... ابنته تلاشت من الحياة.... هو كفنها وأودعها التراب... مهما كان ما تفوه به في حقي أنا سامحته!!!!"
سخر منها وهو يحيد ببصره عنها ويتخصر :" آه طبعا زوجتي امرأة حنونة جدا ومتفهمة لتصرفات رجل عربيد مثله تسبب في..... رمقي لها بدونية وإقامتي علاقة غير شرعية معها"....
تهدج صوته مع الكلمات الأخيرة
أما هي فقد جذبته من ياقة قميصه وأعربت بزجرة صارمة وهي ترجرجه :" اخرس.... تلك الكلمات لا ترددها.... "
وتبدلت سحنتها ليبرز البؤس والشقاء منها وأردفت بنبرة أبحة وقد تملكها الهذيان :" أنت قاسي وجلمود وتدهس مشاعري باستمرار!!!!.... أنا أكرهك... أكرهك.... لمَ تذكرني بوحلتي يا بغيض؟!!!"....
ومادت الأرض من تحت أقدامها وأظلمت الدنيا أمام أحداقها وسقطت مغشية عليها
اعتراه الجزع حينما سقطت أمامه كما ورقة في مهب الريح
تلقفها مانعا إياها من السقوط
وحملها للأريكة ليفرد جسدها الضئيل عليها
وأسرع لمكتبه ليجلب كولونيا يزكم بها أنفها لتستفيق
كان مرتعبا ونظراته متقلقلة
ويتشبث بيدها كما الطفل بأمه
سعلت وبدأت عيونها تتفتح رويدا رويدا
سحبت يدها بعيدا عنه بمجرد أن زال الضباب عنها
واعتدلت جالسة وجابهته :" أنا أكرهك... غادر مكتبي...لا... ذلك المكتب الصغير لم يَعُد يرضيني... أنا أملك أسهما أكثر منك وسأستولي علي الشاسع الفسيح أما أنت فستنتقل لهنا...."
اقترب منها رويدا رويدا غير عابئ بالثورة المحتدمة فيها
وردد على مسامعها :" أنا آسف.... أنا غيور.... اهدئي... لمَ طلبتِ من ذلك الخسيس أن يوصد الباب خلفه لتصيرا وحدكما في الحجرة"....
تهكمت عليه وهي تقوس شفتها عن ابتسامة ساخرة مريرة :" وتتصنت عليّ.... وتبعا لظنك لما سأُقْدِم على ذلك؟!!!.. آه تذكرت أنا حقيرة ورخيصة وهو مليح التقاسيم متناسق العود والشيطان ثالثنا".... تفوهتها بنعومة أسقمته
كظم غيظه بشق النفس وأعرب وهو يعتصر أنامله حتى هجرتها الدماء ويحني بدنه نحوها والغضب لطختان حمراوتان يتوقدان في وجنتيه :" أنتِ مستفزة وأنا لم أعد أتحملك"....
جابهته وهي تنتصب واقفة وعيونهما متلاحمين :" أنا أريدك أن تتزوجني رسميا"...
شملها برمقة تقييمية وأعرب بقساوة وغلظة :" الزواج الرسمي تتمتع به من تستحقه فقط.... أما من ترتضي العرفي فحياتها كلها عرفي.... لا فكاك لها منه!!!!"....
وتابع بفم شَمُوس ممزقا نياط قلبها :" تطلعي لنفسك يا سوما في المرآة.... ستجدي امرأة تفكيرها غير سوي.... متذبذبة الأركان.... هلامية الملامح... تتلذذ برمقات الإعجاب التي يسددها الرجال صوبها.... وتطرب حواسها من أية إطراء يفرغونه على مسامعها... تدعي الشرف والنزاهة وهي أبعد ما تكون عن ذلك... هذا منوال حياتك تتبعينه مع كافة رجالك وآخرهم هارون!!!!.... قبل أن تطلبي العقد الرسمي يجب أن تكوني شريفة كفاية لتناليه!!!!"
هزت رأسها يمنتا ويسارا وأعربت وهي مسمرة البصر على أحداقه :" لم أعد أصدقك!!!.... ستظل تكذب باحتراف حتى على نفسك!!!... أنت تعرف أني لست معوجة المسلك ولا منحرفة التفكير حتى.... ولكنك تحب زراعة تلك الأفكار الخبيثة بدواخيلي.... أنت تتلذذ حينما تُفقدني الثقة بنفسي... في الحقيقة... المتذبذب الأركان والهلامي الملامح والذي يحمل طابعا غير سوي بتفكيره هو أنت وليس أنا.... أنت... أنت من يركض خلف الحرام بالمشوار ويعف الحلال وكأنه جذام... أنا ناشدتك لتتزوج أخرى عوضا عن إقامة العلاقات المحرمة فلم تحفل بتضرعاتي... أنت من يستهويه العبث بقلوب النساء... العزف على أوتار أوجاعهن لتتجلى لهم حنون وداعم ولكنك في الحقيقة تستغلهم وتتلهى بأجسادهن.... أنت تعكس عيوبك في!!!..... تتهمني بما ليس في.... تُقيم ضلالات وتصدقها وتسمح لها بفلق عرى علاقتنا... أنا لم أعد أقوى على الاستمرار وإياك.... أية كلمة أتفوهها أمامك يتم تحويرها وتحميلها ما لم تتضمنه.... أية سكنة لي تفسرها تصرفا ماجنا تبعا لهواك.... أنا طلبت من مراد إيصاد الباب لأن الجدران لها آذان وخفت أن ينبش سيرة الماضي فتتلوث سمعتنا أكثر من ذلك.... أعتقد أنك لا تصدقني كما المعتاد ولكني جازمة من كوني سأتطلق منك فالحياة معك جحيم وعذاب"
قبض على بدنها وتفوه من بين صرير أسنانه وأوداجه منتفخة حنقا عليها :" الطلاق ليس علكة تلوكينها وقتما تبتغين ذلك"....
وتابع مهددا :" ولدي منصور متعلق بي بضراوة بعد مصابي على يديكِ، من اليسير أن ينقلب عليكِ بإيعاز ضئيل مني، وياقوتة أصلا تحبذني عليكِ، فأنا اعتبرتها أميرتي في الوقت الذي كنتِ فيه لا تطيقين التطلع حيالها، ستخسرين يا سوما لو عقدتِ العزم على الفكاك من تلك الزيجة العرفية، فأولادك رهن إشارة صغيرة مني، وتهافتك على التخلص مني لن يعني سوى كراهية أولادنا لكِ"....
وربت على وجنتها وهو يرمقها بلمعة تسلية ويردف بنغمة أسيلية :" تجشمي عناء تحملي يا صغيرتي فليس لكِ فكاك مني".....
وقبض على فكها بوحشية وهو يستطرد بصوت مفخخ غضبا وحنقا عليها :" وتلك الوصية اللعينة التي كتبتها أمي قبل وفاتها لا تساوي ثمن الحبر المسفوك فيها، هي لا تخولك صلاحية تقزيمي، أفيقي.... أنتِ عديمة الخبرة من اليسير عليّ أن أتخلص منكِ لو انتويت ذلك، اسمكِ الذي تركته يلمع ويتوهج بفرقعة إصبع مني يتلاشى للأبدية، أنتِ رئيسة مجلس الإدارة هنا بفضل سعة صدري، وأنتِ بدوني تغرقين، لو لم أستفق من غيبوبتي في الوقت المناسب لكانت تلك المؤسسة منهارة، ولكانت ثروة عائلتي المبذولة فيها متبددة"....
عاتبته بقساوة :" أكل ما تحفل به هو النقود؟!!!"
وسألته وهي متداخلة معه بصريا وابتسامة ساخرة مريرة تتشقق عن ثغرها :" أتتحملني فقط لأجلها؟!!!!"
تململ وشوح بيديه قائلا :" من منا يحور الكلمات ويحملها ما لا تتضمنه.... أنا أم أنتِ؟!!!..... أنا أقصد أني من صلب عودك في مضمار الأعمال.... لم أحيلها أرض عراك.... أنا أحببت وجودك بجواري وسمحت لكِ بذاك!!!!".... نطقها بلكنة متهدجة.....
((عبثاً ما أنطق سيدتي....
إحساسي أكبر من لغتي....
وشعوري نحوك يتخطى....
صوتي .. يتخطى حنجرتي....
عبثاً ما أنطق سيدتي .. ما دامت
كلماتي .. أوسع من شفتي))

أطرقت تبر برأسها وتمتمت محتقنة على ذاتها :" لك القدرة على تعميري بكلمة وتدميري بسكنة!!!!.... يجول الضوء في روحي حينما تترفق بي فحسب فكيف الحال لو أحببتني قليلا وأشعرتني بذلك...."
((أنا كتاب ضارعٌ في يدك.... يحصد الفضلة من إيمانك....
ليتك تضع به جُلَّ إيمانك ليتحرر كما العصفور صوب يديك))

تقدم نحوها والتقط يديها ليحتويهما بين يديه :" امنحيني الفرصة وسأُشْعِرَكِ بحبي كاملا"....
عاتبته وهي متلاحمه معه بصريا :" كل ما يشغل تفكيرك وتراوغ لأجله العلاقة الجسدية؟!!!!...."....
ولوحت برأسها نافية :" الحب ليس ما تظن.... الحب شعور أشمل وأقوى وأطهر وأعم"....
واستطردت معاتبة ومؤنبة :" من أحال تاريخنا الجميل خرائب؟!!.... من هدم بغلاظة قدسية حبنا؟!!!.... من لا تحركه فينا سوى الشهوات ومن أجل ذلك يدك كل المحرمات !!!!.... حبنا كانت له حرمة وأنت أهرقتها!!!.... كيف يستقيم حب بلا شرف؟!!!.... إلى متى سنظل نمثل أن كل شيء تمام؟!!!"..... نحن لسنا على صواب بخداعنا لأنفسنا"....
سألها بضراعة :" ألا يمكنكِ أن تتحملي جنوني؟!!!... أن تغفري اندفاعي ونزقي حينما تضطرم بداخلي الغيرة حيالك؟!!!...."....
واستطرد وقلبه متصل بدقاتها :" لو كنت أستطيع لتبت عنكِ ولكن كيف عن روحي المتاب وأنفاسي عالقة بكِ؟!!!.... أتحسبيني سعيدا لكوني أهواكِ رغما عن أنفي؟!!!!.... وأتحسبين أنني الوحيد المخطئ في تلك العلاقة؟!!!!.... وهل كنتِ نزيهة للغاية معي؟!!!!.... تُقام في رأسكِ أفكار فتدلين بأفكار أخرى ولا تعترفين بما يجول في دواخيلك.... مرت بيننا سنوات فهل سبق وأخبرتيني استشعارك حرمانية علاقتنا لأنها عرفية؟!!!!.... الآن بعد سنوات تفجرين الأمر.... أنتِ لستِ صريحة يا سوما.... أنتِ لستِ حقيقية معي.... دوما تخفين مشاعرك وتتذرعين بترهات تستخدمينها كدرع واق يفصلكِ عني.... ".....
ردت عليه وهي لا تلبث متواصلة معه بصريا :" نعم أنا لست حقيقية.... فوجهي الحقيقي لن يعجبك أبدا.... الجمال لم يكُن يكسوه بل بقع النمش التي أخضع لجلسات علاج بالليزر كل ستة شهور من جرائها.... وجهي الحقيقي لن يعجبك لأن الثقة كانت منعدمة فيه وبدون توفر سبب وجيه..... أنا لست حقيقية فعلا.... وذلك يعود ربما لأنني لست سوما أبدا!!!!!"....
أمسكت ذقنه بين أصابع يدها وأخبرته وأنفاسها تلفح وجهه :" سأسرف في الحديث عن الماضي الليلة ولكن في بيتنا.... تلك الحوارات لا تصلح في العمل... أرأيت كم أنا كفؤة ومتمرسة في عملي.... مجاذبتنا أطراف الحديث هنا كان خطأ وأنا انتبهت لتلك الحقيقة قبلك.... أنا صلبت عود الأعمال حينما كنت طريح الفراش مسترسل في الغشيان.... وأنا لن أسمح لك بالادعاء بعكس ذلك.... فلولاي ولو كنت سمحت لأختك بأن تتقلد زمام الأمور هنا لكانت تلك المؤسسة فعلا محض خرابة الآن وفي طي النسيان.... قد أبدو أمامك مندفعة ومتهورة في القرارات ولكن ذلك ابتدأ فقط بعدما ولجت لهنا وطاب لي تحديك ومعارضتك.... حينما كنتْ في المشفى كنت متريثة جدا.... وتستطيع سؤال أي حد هنا عن ذاك!!!".....
في البيت
بعدما أحالته ياقوتة منهوكا فلقد طالبته بحملها تارات مديدة وأحالته في مواقيت أخرى حصانا تمتطيه .... أهلكته حوارات طفولية ولعبا يهد الحيل....
وشكلت حيلولة بينه وبين حوارا مسترسلا مع سوما.....
داعب الوسن أجفانها أخيرا فارتحلت في خلده وهي هانئة القسمات وتحتضن دميتها الجميلة
غادر مصطفى حجرتها فلاقى ولده في الرواق
بدا في عيونه مضطربا وكأنه انتظر خروجه من حجرة أخته ليلتقيه
ربت على كتفه وسأله وهو يحتضنه بعيونه وملامحه تنفرج عن ابتسامة عذبة :" كيف حالك يا بطل؟!!!"
هز منصور رأسه وتفوه وهو يزدرد ريقه :" أنا بخير.... لقد ابتهلت لله نجاتك وعاهدته بأنه لو حقق لي مبتغاي سأكون ولدك أنت فقط طوال حياتي وسأجعلك تفتخر بي دوما"....
قطب مصطفى جبينه وكرر كلمات الصغير :" ابني أنا فقط؟!!!!...."
واستطرد وملامحه تطلق سراح ابتسامة واسعة وهو ينحني صوب الصغير ويداعب خده :" يبدو هذا القول شيئا جميل.... رجل من ظهر رجل.... هكذا أبتغيك!!!!".....
أطرق منصور برأسه وأعرب مغمغما :" أنا أعتذر لكوني قمت بمجانبتك منذ أوبتك للبيت.... فبرغم كون عيوني تركض خلفك أنا كنت متحفظا معك ومقيت...."....
وتواصل معه بصريا وصرح والعذاب يفريه :" ولكني لم أعتد على حضنك..... ولم أحظى يوما بالعلاقة الوطيدة التي تربطك بياقوتة...."....
واعترف وهو مطرق برأسه :" أريدك أن تعاملني كما ياقوتة...."
وتشابك معه بصريا وهو يستطرد بعنفوان وتبرم:" ليس مثلها تماما.... فإنها حمقاء لأنها فتاة!!!!.... ولكني أقصد..."
وتلعثم الصغير وهو يردف :" ألا يمكنك... أن تحبني مثلما.... تحبها.... أعرف أني رجل ولست بحاجة للتدليل مثل الفتيات الحمقاوات.... ولكني أقصد..."
واعتصر الصغير أنامله وطفرت دمعة من أحداقه
انكب مصطفى عليه وشمله في حضن عاصر وهو يردد :" أيها الأحمق أنا أحبك مثلها تماما"....
وشمل وجه ولده بين كفيه وهو يستطرد مغالبا عبراته ويمازحه قائلا :" ولكنها كما قلت.... محض فتاة.... والفتيات كلهن مدللات وحمقاوات.... ويستهلكون والدهم تماما.... أما الرجال فهم من يصلبون عود والدهم.... ومن يبقونه شامخ الأنف في تلك الحياة.... وأنت رجلي الصغير والحبيب يا ولدي".....
وتهدج صوته مع الكلمات الأخيرة
كانت تبر تحيط خصرها بيديها وتتكئ على حائط الرواق وعلقت باقتضاب متهكمة ومحياها متجهم :" الحب أضرم النيران في حقول الذرة!!!!".....
توجه نحوها وأمسك ذقنها بين أصابعه وتفوه متندرا على حالتها الغريبة :" يا من يَغِل صدرك من رؤية مشهد من المفترض أنه يَسُرك...."
وتابع بنعومة :" افردي سحنتك قليلا..... فمن الممكن أن نضمك في المشهد"..... قالها برحابة
تلفتت أحداقهما صوب منصور الذي أعرب بضِغْن يحمله لأمه :" ولكني لا أريد.... لا يحق لك يا أبتي أن تقرر شيئا نيابة عني.... لو تريد مشهدا معها فتفضل أما أنا فسأرحل..... عمت مساءً أبتي".....
شعرت بنفسها تخر من السماء فيتخطفها الطير أو تهوى بها الريح العاتية في مكان سحيق
شعرت بروحها تختنق
بثقل رهيب يجثم فوق صدرها كما الطَوْد
إن ولدها يستلذ بتعذيبها ويضمر كراهية غير متناهية لها
في حجرة تبر
سألها :" ستظلين منفطرة في النحيب؟!!!"
كانت جالسة القرفصاء على سريرها متداعية من جراء قساوة وليدها....
وكان مصطفى يحتل طرف الفراش ويحاول صرف الكرب عنها ويبذل جهود حثيثة لإعادة البسمة لثغرها
وتابع :" ستُشْعريني بالذنب فأنا لم أنهره وأوبخه حينها.... ولكنكِ من تشبثتِ بيدي وطالبتيني ألا أنفعل وأدع الأمر يمضي".....
هزت تبر رأسها وقالت من بين أنفاس متقطعة من جراء إجهاشها في البكاء :" هو لا يحبني.... هو يحتقرني...."
وتواصلت مع أحداق مصطفى واتهمته :" كله بسببك.... أنا عشت مسفوحة الكرامة مهرقة الاعتبار في بيتك..... وأنت كنت تعرف وكنت تستلذ بذلك.... أنا أمقتك".....
ودفعته باحتقان مزمجرة فيه :" ارحل من هنا.... أنا لا أرحب بأي مشهد معك!!!!.... أنا أريد مشهدا فقط مع أولادي..... أنت تقلبه عليّ بمسكنتك وبراءتك الزائفة...."....
وتابعت تنعي حظها العاثر :" لمَ لم أسقط أنا من على الدرج؟!!!!.... لكان يحبني أنا الآن ويراك على حقيقتك متحجر القلب.... سبب تجرع أمه الحنظل في تلك الحياة...."
تلاحمت معه بصريا وتفوهت بغتة :" أنا لست سوما ذلك ما كنت أنتوي إخبارك به الليلة.... أنا تبر فاروق التبريزي..... اسم والدي لم أغيره.... ولكن اسمي أنا طمسته من السجلات.... أنا تبر!!!!..... صعيدية المنبت.... ولا بد من كونك استشففت ذلك من انفعالاتي فكلها تنطق بلهجة بلادي.... أنا ابنة زبدة.... ثراء عائلة التبريزي يفوق ثرائك بمراحل.... والدي لم ينجب من أمي ياقوتة.... كان قلبه ينبض لها حبا واسعا لم أستشعر مثيله يوما وإياك.... ولكن لأن الأبناء زينة الحياة الدنيا أنجبني من علاقة محرمة ولكنه نسبني لأمي ياقوتة.... والحمد لله الذي جبر بخاطر أمي بعد سنوات من العقم، فمنحت أخي منصور الحياة... تلك حقيقتي.... بعد ملاقاة والدي لحتفه تناهى لسمعي حقيقتي فقررت الفرار من حضن بيتي فتلقفتني بين براثنك لتنشب مخالبك في روحي...."
وأطلقت سراح تنهيدة رتيبة وثبتت بصرها على نقطة بعيدة وأردفت :" كانت مجرد حقيقة قاسية لم تكن تستحق أن أغادر عالمي الذي عشت فيه موفورة الكرامة لأجلها.... أحبذ الجحيم في بيت أبي عن سنوات هناء وإياك.... فما بالك وأنت لم تُسْقيني سوى البؤس والشقاء!!!"....
ورددت أمام أعينه :" أنا تبر!!!!"
أجابها وهو يلوح بأكتافه غير مكترثا :" حسنا وأنا مصطفى"....
وتابع وابتسامة رقيقة تفارق محياه :" ليس لي اسمان ولكن لي قلب واحد تتبوئين عرشه وكأنك مليكته منذ أزل الحياة!!!"
عبس جبينها وهي تسأله :" أنت تتقبل الموضوع بسهولة ويسر... ألا تغضب؟!!!"
سألها وهو مقطب الجبين ويُعْمِل نظره :" أتحرضيني على ذلك.... هل يستوجب الأمر ذلك.... أم يستلزمني أن أقوم بذلك"....
أجفلها بأن جذبها بغتة ليحتضنها بضراوة استكان لها كيانها
تمتمت له :" أحب أن أكون زوجتك فعلا يا مصطفى.... هل تظن أن الأسوار التي كانت تعزلنا عن بعضنا البعض تحطمت.... وهل تحسب أن اعترافاتنا أزالت العراقيل التي كانت تحجبنا عن بعضنا البعض..... هل تكون تلك هي الحقيقة.... أن بارقة الأمل ستنشر بساطا على بيتنا وستصير جزءً من حياتنا"....
احتوى وجهها بين أكفه وتداخل معها بصريا وهو يزمجر بحنق :" أنتِ تتفوهين كثيرا...."
أجابت بخنوع ومحياها يفتر عن ابتسامة عذبة :" حسنا سألتزم الصمت.... وستكون تلك الحجرة لنا نحن الاثنين لبقية عمرنا"....
((وتعطَّلَتْ لغةُ الكـــــــــــــلامِ وخاطبَتْ عَيْنَىَّ في لغة الهــــــــــــــوى عيناك))
كانت ياقوتة تمعن في التفكير، سوما التبريزي تفتتح مشروعا جديد، خبر يتصدر جريدة تقرأها لها حفيدتها ابنة منصور، فلقد ابيضت عيونها حزنا على صغيرتها ولم تعد ترى، والصغيرة تقرأ بمنتهى التعثر والسوء ولكن ياقوتة تشجعها، فهي نافذة اطلاعها على عالم القاهرة الذي يحوي ابنتها، كلفت الكثيرين للبحث عنها ولكن مطالعة الجرائد صارت هاجسها وشغفها....
تلك ابنتها ولا ريب، لا وجود لصورة في خبر، مثل تلك الأخبار تكون دوما مزينة بصورة، ولكن ابنتها تخشى نشر صورها كي لا يصلوا لها ولكنها وصلت....
وهبت ياقوتة من جلستها مع حفيدتها ونادت خادمتها :" بهانة.... وضبي أمتعتي فإني راحلة الآن صوب القاهرة وإني مستعجلة فلا تتلكئي وتفقأي مرارتي كي لا أُسَرِّحَك وأستريح منكِ...."....
أمسكت تبر الصغيرة - حفيدتها من منصور - بثوبها وتوسلتها :" اصحبيني معكِ جدتي".....
وافقتها جدتها وهي تومئ برأسها :" بالطبع سأصطحبك.... تبر الصغيرة ستلاقي تبر الكبيرة!!!!"
دلف منصور للحجرة ليسأل أمه عن سبب صوتها الجهوري وعن سبب رغبتها في الرحيل للقاهرة الآن وهم في جوف الليل.... وتسمر مكانه حينما سمعها تتحدث عن ذهابها لملاقاة تبر الكبيرة فقطب جبينه وسألها غير مستوعبا :" تبر من.... ومنذ أين عرفتِ أين هي؟!!!!!"
أعربت أمه بصرامة وهي تشمخ بأنفها :" ستصحبني يا منصور.... تبر فرت بسبب كلماتك وأنت من سيعيدها معي لتُكَفِّر عن ذنبك الرهيب حيالها....".....
ورعدت فيه بغتة :" هيا جهز حقيبتك....".....
وتابعت متململة :" ليس ذنبي كوني قرأت الجرائد بمساعدة ابنتك ليلا.... بل ذنبك أنت.... فأنت من نَزَهتها اليوم مع أخواتها طوال النهار ولم تُعِدْها لي سوى ليلا.... أنا لن أسامحك يا منصور لأنك أخرتني عن ابنتي!!!"
مع انبلاجة خيوط الصباح
كانت مسترسلة في السبات وتخللت أنامله خصلات شعرها المنبسطة على الوسادة وقرر أنها بمجرد استفاقتها سيُدْلي لها باعتراف سيغير حياتهما للأبد
وشعر بسيارة تقتحم قصره... وتناهى لسمعه صوت هدير محرك يتوقف على غرة... ولا يدري لمَ تشبث بتبر بغتة... شعر بجزع مبهم يعتريه
طمأنته وهي تتثاءب فجَذْبِه لها تسبب في استفاقتها :" لا تقلق نحن معا على طول الطريق"....
التقط روبا قطيفيا وارتداه وتوجه صوب النافذة ليفهم ما يجري
استحال واجما حينما ارتطم بصره بسيارة شرطة تداهم بيته
اعتصر أنامله من فرط الارتعاب وألقى نظرة جانبية على تبر التي لم تستوعب بعد المستجدات
وضغط على أسنانه ليواري انفعالاته والتهم الخطى صوب السيارة والقلق ينهشه حتى النخاع وهو يحث نفسه على السير كي لا يتداعى وينهار
حينما وصل بهو قصره كانت الخادمة قد شرعت الباب بعدما دقَّ أحد ناقوسه بلَجَاجَاً وإلحاح
وجَّه الشرطي بصره صوب مصطفى وتفوه قائلا بمهنية باردة :" مطلوب القبض على المدعوة سوما فاروق التبريزي.... فهي المتهمة الأولى في مقتل محمد البايض الشهير بميدو!!!!"
_____________________________________________
وليد
((أراكِ الضوء حين تضل قافلتي وتطويني متاهاتي))
تلك الليمونة تغيب فتسلبه نكهة الحياة، وكأنها توازي في أعينه كل الحياة، استراحت منه وتحصلت على إجازة زوجية تُرَى كيف تنفقها، هي استراحت وهو مشتت الذهن من جراء رحيلها عنه، أين في الدنيا مكانا ليست فيه، يراها في كل الوجهات والزوايا، كان من الحماقة أن يظن نفسه قادرا على خيانتها، الأمر لم ينجح ولم يشتهي لوهلة أن يُكَلَّل بالنجاح، ود لو يخبرها قبل رحيلها بزلته وبأنه انتوى النكث بيمينه لها والذي يفضي بأن يكون مخلصا لها طوال حياتهما
لقد طالبته بهذا يوم زفافهما حينما أراد أن يُتِم زواجهما
"لست من هواة الزواج والطلاق كثيرا.... الزواج لدي مرة واحدة ويدوم.... لو تنتوي التسلية لا تقربني.... أعرف أن متعددي العلاقات يستحيل عليهم الوفاء لامرأة واحدة.... وغالبا يقعوا في الخطيئة أو الزواج الآخر بعد اقترانهم بحليلتهم الأولى.... لو كنت هكذا لا تورطني فيك... أنا لن أتحمل مرارة الخيانة يا وليد!!!.... لو تريدني ستُقسم لي يمين.... ألا تلمس امرأة أخرى سواي حتى يفرقنا الممات!!!....أنا أريد زوجا مخلصا ليس بارعا في استخدام الكلمات والتلهي على أوتار قلوب الفتيات"
وغاب عقله في جب ذكريات كثيرة معها، هو أصر على ارتدائها ثوب زفاف اسطوري رغم رحيل أمها قبل زفافهما بوقت قصير لأنها تستحق ذلك ولأنه أراد أن يعوضها غياب عائلتها عن يوم عرسها
لم يُرِدْها بفرحة منقوصة ولكنه لا ينكر أنها عاشت وإياه بسعادة مبتورة
إنه أحيانا يغار عليها من أخيها
فهي تراه صَرْحَا عظيما مقارنة به
ولا تكف عن امتداحه وترديد مواقفها وإياه
كان مستقليا على سريرهما مسندا رأسه على وسادتهما الوثيرة يحملق وهو سارح التفكير في السقيفة
((أسألكِ هل تجرؤين على تحدي ماضيّ المخزي المشين
على محو آثامي التي ارتكبتها ذات فين
على غسلي من ذنوب تثقل كاهلي منذ سنين
أسألكِ هل تجرؤين

هل تملكين شمعة تضيء ظلام قلبي الذي يحاكي الجحيم
هل تفهمين مأساتي؟؟؟
وهل تشفقين؟؟!!!
متى دخلت دائرة المعاصي؟؟؟؟
ومن جرّ أقدامي نحوها بدهاءٍ مكير؟؟؟؟
كيف سأتخلص من شرارة تسربت تحت جلدي وقبعت فيه لأعوامٍ وسنين؟؟؟؟

قلبي يدق لكِ كما الطبل من خلف أضلعي
ولكن لأجل الكبائر يهرول مثل المجانين


هل تفهمين؟؟؟؟؟



مذلولٌ بإدماني للمسلك الأعوج الكريه
معصوب الأعين في دوامة من صنع يداي الآثمتين


غريقٌ أنا فهل تنقذين؟؟؟؟؟
هل تكوي ندبات روحي؟؟؟؟
وهل تحرقين؟؟


لا تغارين!!!!!!
كانوا لا شيء وأنتِ تدركين
أنتِ من تملكين فؤادي وتأسرين
أنتِ طوق الحمامة الذي ظللت أبحث عنه لسنين

اللهو والعبث يجريان في دمي
ولكنكِ صميم فؤادي المشتت بين النزوات والرغبة في الخشوع لرب العالمين


هل تفهمين؟؟؟؟؟
أدرك أن كل هذا ليس كافيا
ولكن هل تحاولين لأجلي؟؟؟؟
وهل تنجحين؟؟!!!!!!))

لم يستطع الكف عن الاغتراف من الجعة حتى وهي موجودة، وإن كان لا يُفْرِط فيها ويتمضمض جيدا بعدما يُفَرِش أسنانه وذلك قبل ولوجه للبيت.... وكل ذلك كي لا تكتشف الأمر!!!!..... لا يريد أن يخيب أملها فيه!!!!
هو لن يحتمل ذلك!!!!
لقد تزوجها ليسيطر على إرثها وتمَّ له ذلك ولكنه لا يقوى على لفظها
لقد عاش منغمسا بألوان قوس قزح وإياها وصوت العندليب الصداح يرفرف من حولهما
وحاول الخروج من صومعة أفكاره التي تدور في رحاب تلك القاسية المتجبرة التي يطيب لها العيش بعيدا عنه
فتوجه صوب خزينته في حجرة المكتب ليُخْرِج تسجيلات مخلة لملك يحتفظ بها
الخبر منتشر كما الهشيم في النار ومتصدر كافة الجرائد
(ملك وانجيلا توءمتان)
إذاً الأخت الشريدة تم العثور عليها أخيرا
إلا أنها ميتة تماما
فعلي أخبره أن الحية هي ملك والدة أمورة أما شقيقتها التوءم فهي من لاقت حتفها
إنها تستحوذ على عالم أخيه
وهو لن يصمت بعد الحين
سيساومها لترحل عن أخيه للأبد
وإلا فإنه سيفضحها بيديه ولو على نطاق الأسرة فهي تحمل كنية عائلته
هاله أنه لم يعثر على التسجيلات
وتردد اسم بدواخيله
إنها سلام من استحوذت على تلك التسجيلات
هاتفها وهو محتقن الغضب وأتاه صوتها الناعس بعد وهلات
" من يتحدث؟!!!"
سألها وهو محتدم الغضب من جراء استهتارها ويعتصر أنامله غيظا منها:" هل من عادتكِ الإجابة على الاتصالات بدون التحقق من هوية المتصل؟!!!"
ردت وقد ضاقت ذرعا منه :" ومن سواك سيهاتفني في مثل ذلك الوقت المبكر يا غضنفر؟!!!!.... أصلا كل رفقتي معي في سفرتي وكلهم نيام فلقد سهرنا لوقت متأخر.... أنت الوحيد الذي لا يتوقف عن إزعاجي في سباتي!!!!"
((ناجاها بروحه.... حينما يَكون قَلبُكِ سمائي الواسِعة و كَتِفكِ غيمة أسند رأسي إليها سيكون ظُلماً أنْ تغيبي))
ونسى أمر التسجيلات وهو يعاتبها :" أنا مزعج يا سلام؟!!"
وتابع متحشرجا ومتألما :" أتدرين؟!!!!... منذ رحلتِ وأنا أنتظرك... أنتظر اهتمام... أنتظر سؤالك.... أنتظر على جمر ولكنكِ لا تكترثين.... أنتِ فقط نسيتيني وتستمتعين بحياتك ولا تبالين حتى بطمأنتي عليكِ... ولكن أنا حينما يأتي كل ليل أحن إليكِ بجنون ولكن يمنعني عنكِ وحش الكبرياء... حتى في النهار الشوق لكِ يضج بلا هوادة في جوانحي، الحياة في بعدك جدول أحزان، وعالم فارغ وخاوي ولا تنبثق منه نكهة حياة"....
تنهدت سلام بنفاذ صبر وتفوهت بعدم مبالاة :" ذلك الكلام مبتذل جدا يا وليد.... نحن تزوجنا.... فلا داعي لتنهدات الشوق تلك... وعتابك المبطن أنا لا أتقبله... تلك نزهة أستلذ بها أتستكثرها عليّ؟؟.... انضج يا حبي.... وتَجَاوَز ترهات المراهقة تلك... أنا لست من الفتيات التي يحيل حنينها لشخص كل الأشياء مضجرة في أحداقها... أنا أستمتع بالحياة فالعمر قصير لأُضِيعَه في مشاعر شوق تُفسِد الملذات.... السفر لدي حياة وأنا أحبذه بدونك وسيكون عليك الاعتياد لو تريد لنا مواصلة الحياة معا!!!!!..."
لم يصدق أنها توجه له تلك الكلمات
وكأن زوجته الحلوة الدافئة استحالت إنسانة باردة مقيتة
انفجر فيها معبرا عن كل ما يجيش في صدره من خيبات :" ما الذي حلَّ بكِ.... أنتِ لم تكوني هكذا..... وكأن زوجتي تبدلت بأخرى جلفة فظة لا تطاق"...
تنهدت متأففة منه
وبغتة تناهى لسمعه صوت ذكوري ناعس يتفوه :" استيقظتِ حلوتي.... كانت ليلة لا تُنْسَى قطتي"....
لم يستوعب مرمى الكلمات للحظات
واستحال قلبه يضرب بألم على أضلاعه بغتة
كان مثل من تلقى ضربة مطرقة ثقيلة من العدم
والتي لم يكن لديه أية دفاعات ضدها
شعر بأقدامه تستحيل هلاما فالتمس الطريق لأقرب مقعد وسألها مترنحا ومستغيثا بها وهو مقطب الجبين :" ما الذي يجري يا زوجتي!!!!"
أعربت بنفاذ معين الصبر وهي تحاول مداراة تلبكها:" فتحت التلفاز لأشاهد فيلما.... فأنت أيقظتني وما حدث حدث يا زوجي العتيد.... لن أتمكن من الاستغراق في السبات مجددا"....
سألها وهو لا يلبث على حاله الزائغ البصر المُشَتَّت الذهن:" وما اسم الفيلم؟!!!"
تنهدت وسألته بعبوس :" ولمَ تستفسر؟!!!"
أجاب وهو يرتقي بحاجبيه صعودا ويغالب ترقرق عبراته وابتسامة ساخرة مريرة تتشقق عن ثغره:" أريد أن أشاهده أنا أيضا!!!!.... فهو يبدو مسليا"....
خيم الصمت عليهما لوهلة ثقيلة قبل أن تجيب بتنهيدة :" حسنا لم يكن فيلم... هناك شخص معي في الحجرة!!!... استرحت!!!!"
وتناهي لسمعه زوجته وهي تعرب ببلادة :" غادر هيا.... قد نلتقي مجددا أيها النمر المخملي.... نعم غادِر فذلك حديث خاص يشملني بزوجي"....
وأعادت حديثها لتوجهه لوليد :" أنت لا تفهم... أنت السبب في خيانتي لك... احدى نسائك قصدتني وأخبرتني أنها تحمل مرض نقص المناعة المكتسبة وأنها ولا ريب نقلته لك.... وزعمت أنك تعلم ومع ذلك تزوجتني غير مكترثا بنقل المرض لي.... أنا لم أصدقها ولكن الهواجس ساورتني خصوصا وأنها أشهرت تحليلها في وجهي وعرضت عليّ مقتطفات من علاقتكما الخاصة...."....
تنهدت سلام وأردفت :" لم تَكُن تلك المشكلة يا وليد.... أنا لم أحفل بما قالت قدر اكتراثي بما تفوهت به بعد ذلك.... زعمت أنكما لا تلبثان على علاقة وأنكما تسخران من غبائي وثقتي اللا محدودة بك.... وأرتني مقطعا مسجلا آخر يجمعكما.... لو تذكر أنا دفعتك لتبدل تصفيفة شعرك قبل زواجنا بيوم.... وأنت لم تقص شعرك هكذا قبلا... وذلك المقطع كان يحتويك بتلك التصفيفة التي انتقيتها لك... لم يكُن هناك شك أنه مقطع حديث وغير مفبرك.... أنا قررت حينها بعدما جبت في الشوارع مطولا أن أرحل عنك... وفي بلاد الفرنجة أنا أجريت التحليل وحدي... وكانت النتيجة كما تفوهت تلك الساقطة... أنا أحمل السيدا... أنت نقلتها لي!!!!.... لا يحق لك عتبي أو زجري أو حتى قتلي بعد ذلك يا وليد... أنت فقدت كل الحقوق حينما ارتطم بصري بنتيجة التحليل.... ذلك ما كان يشغلني حيال جسدي... أنت دمرت حياتي... وأنا لم أعد راغبة سوى في الانتقام منك... بسببك استحلت ساقطة... بسببك أنت.... قد لا أعود مطلقا يا وليد إلى أرض مصر.... أنا سأهاتف أخي وأتوسله أن يتحمل نفقاتي في بلاد الفرنجة.... عموما أنت سلبتني ما أردت دوما.... أنا أعرف أن كل أموالي تحت حياذتك الآن عدا نصيبي في المؤسسة التي تملك معظم أسهمها سوما.... كان توكيل عام يخولك التصرف في كل ممتلكاتي إلا أنك تركت تلك الجزئية البسيطة، فبيعك لها كان سيكشفك أمامي سريعا وأنت أحببت سذاجتي في حبك وأردتها أن تستمر لأطول فترة ممكنة... بعدما كشفت لي تلك الساقطة حقيقة علاقتنا المهترئة، نقبت عما تفعله بنقودي فوجدتها لم تَعُد نقودي.... "....
والتزمت الصمت لهنيهة لتردف :" أنا حامل يا وليد رغم حرصنا على عدم حدوث ذلك وما يسقمني أنه منك أنت.... ونعم تسجيلات ملك معي ولو فكرت في إلحاق السوء بي لن تَكُن تسجيلات ملك المعيبة هي المنشورة عبر كافة وسائل الإعلام فحسب بل إن دفتر مذكراتك بحوذتي واعترافاتك المقززة بخيانتكِ لأخيك مع ملك أثناء فترة زواجهما قابعة فيه..... لو تريد حفظ الأسرار في مكانها لا تعكر صفو حياتي.... ومعلومة أخيرة سأدلي لك بها لم أكن عذراء حينما تزوجنا... أجريت تلك العملية التي تعيد البكارة.... ولكني كنت أنتوي أن أكون زوجة مخلصة لك إلا أن قذاراتك دنستني".....
وبغتة انقطع الاتصال تماما.....
وقذفت مزهرية لتحطم المرآة - التي كانت تحتل الحائط المقابل لها - شظايا متناثرةً
وانفطرت في نحيب بَكَّاء منهارة على السرير
((أعترض على أن يكون هناك شخصٌ متمرغ في وحلة الوصب مثلي!!!.... سحابة الحزن تلقفتني وأبت أن تلفظني.... نفحة ريح عاتية نفثت سمها في حلمي.... أنا لم أعد أنا حتى الهلام يرفض بضراوة أن يُشَكِلني))
استجمعت شتاتها بعد ساعات مطولة، ورمقت وجهها عبر شظايا المرآة التي لا تزال تحتل الحائط، ولم تتهاوى كما بعضها على الأرضية
وجهها تبعثر وجوها كثيرا تطالعها
تحدق بها
تبغضها!!!!
حسنا هو يستحق
هو أَجْهَز على حلمها
وتلك البداية فحسب
ستحيل حياته سعيرا عما قريب
فما في جعبتها لم ينفذ بعد!!!!
أدارت تسجيلا في هاتفها لينبعث صوت استخدمته لتمزق زوجها إربا
" استيقظتِ حلوتي.... كانت ليلة لا تُنْسَى قطتي"....
ورغم حالتها المتداعية انفجرت مقهقهة غير قادرة عن التوقف أبدا
كانت قهقهة عجيبة فلقد كانت العبرات تخالطها
والنشيج في بعض المواقيت يتخللها....
________________
ظل متسمرا مكانه غير واعي للكون من حوله
هو رجل ضائع في نفق مظلم بدون ضوء يقوده
لقد اجتاز للتو تحولا جذريا في حياته
زواجه الوردي اتضح أنه نسيج دامي مهترئ
وزوجته الرقيقة استحالت رخيصة من جرائه
وهو موصوم بمرض مرعب تشهق الأسماع رهبةً له و من مجرد ذكر اسمه
إحساس بالعار من نفسه زحف إلى شرايينه فلقد لوث حبيبته وملأ قلبها حتى فوهته حقدا
وهاتف احدى رفيقاته في الحرام لتوافي مخدعه هذا
البيت الذي تعاظمت حرمته في قلبه ها هو سيدنسه
سيعود للحضيض الذي هو فيه أصلا من سنوات
ولكنه سينقل لها المرض الذي تزعم سلام أنهما يحملانه
شعر بتأنيب الضمير
لا.... هو ليس خسيس لينقل المرض لفتاة لا ذنب لها ومهما كانت أخلاقها
دقَّ جرس الباب فتوجه ليشرعه وهو يسأل نفسه هل هو دنيء لتلك الدرجة التي تُسَوِمَه نقل هذا الوباء لسواه
إنه ينزلق لهاوية أعمق مما كان فيها
تجاوز وازعه الأخلاقي وقرر أن يعود عربيدا أسوأ مما كان
وفتح الباب.....
___________________________________________________




بنت أرض الكنانه 02-02-16 09:48 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الخامس عشر
 
مفيش امل في ردود النهاردة اظن
ليه كده بس
اغيب يومين يمكن تفتكروني
سلام

نجمة ساطعة 03-02-16 10:20 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الخامس عشر
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما تعتذريش يا امونة
احنا مقدرين ظروفك يا بنتى
وكلو ولا زعلك
اكيد البنات عندهن ظروف فاعذريهن
نيجى للفصل المؤثر
مصطفى وتبر
ابدعتى فى وصف مشاهدهما وحوراهما
كويس ان مراد اتى لتبر واعتذر لها على اللى عمله لها فى الماضي
وتبر سامحته فعلا
وتريد من ابنها منصور ان يحبها
وهى مقهورة مشان ابنها منصور
لينتهى مشهدها هى ومصطفى بوصول الشرطة للقبض على تبر المتهمة بقتل محمد
وليد وسلام التى طلعت حامل واكتشفت خيانة وليد المريض الذى طلع عربيدا واسوا من قبل
فصل جنااااااااااااااان يا امونة
ويعطيكى العافية
وبانتظار الفصل القادم

احلام طائرة 03-02-16 07:43 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الخامس عشر
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حوار روعة بين تبر ومصطفى قدرت توضحي فيه حقيقة علاقتهما وسلام ووليد حياتهم الزوجية انتهت قبل ان تبدأ بحقيقة مرض مميت كنت متفائلة خير في وليد لكن واضح انه ينتقل من سئ لأسوأ كده تبقى تبر وزبرجده مهددتان بالسجن احداث مشوقة وفي انتظار المزيد

بنت أرض الكنانه 04-02-16 08:17 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الخامس عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة ساطعة (المشاركة 3594163)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما تعتذريش يا امونة
احنا مقدرين ظروفك يا بنتى
تعيشي يا جيجي ما انحرمش لسانك الحلو
وكلو ولا زعلك
اكيد البنات عندهن ظروف فاعذريهن
اديني عاذراهم
نيجى للفصل المؤثر
مصطفى وتبر
ابدعتى فى وصف مشاهدهما وحوراهما
كويس ان مراد اتى لتبر واعتذر لها على اللى عمله لها فى الماضي
وتبر سامحته فعلا
وتريد من ابنها منصور ان يحبها
وهى مقهورة مشان ابنها منصور
لينتهى مشهدها هى ومصطفى بوصول الشرطة للقبض على تبر المتهمة بقتل محمد
ربنا يستر عليها لسه الهموم هتحاوطها اكتر من كل اللي فات
وليد وسلام التى طلعت حامل واكتشفت خيانة وليد المريض الذى طلع عربيدا واسوا من قبل
بس انا بحب وليد
فصل جنااااااااااااااان يا امونة
ويعطيكى العافية
وبانتظار الفصل القادم

ممتنة وجودك جيجي :55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55::55::55::55:
جريت ثانكس

بنت أرض الكنانه 04-02-16 08:20 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الخامس عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احلام طائرة (المشاركة 3594290)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حوار روعة بين تبر ومصطفى قدرت توضحي فيه حقيقة علاقتهما وسلام ووليد حياتهم الزوجية انتهت قبل ان تبدأ بحقيقة مرض مميت كنت متفائلة خير في وليد لكن واضح انه ينتقل من سئ لأسوأ كده تبقى تبر وزبرجده مهددتان بالسجن احداث مشوقة وفي انتظار المزيد

وعليكم السلام
هلا حبيبتي
انا لسه متفاءلة خير بوليد
تروح تبر شوية السجن ونرتاح منها بقى
اما زبرجدة فيمكن السجن لها رفاهية
تسلمي حبيبتي ممتنة وجودك:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:

كيلوبتراء 04-02-16 12:56 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الخامس عشر
 
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 حمامة الأرباش 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


🌹وليد وسلام🌹 اتوقع بأنه صديقته كذبت بشأن المرض ويمكن هي اصابها من شخص غير وليد ولان وليد يمكن تركها فهي ارادت الانتقام منه بخداع زوجته وتدمير العلاقة بينهم

🌹سلمان وزبرجدة🌹 صراحة كرهت زبرجدة بعد ما عملت حركة النذالة مع اخو زوجها علشان سلمان يطلقها أنا اتسائل عن سبب عزوف النساء عن الرجال في هالرواية كل وحدة ما تبغي زوجها وتسوي مصيبة علشان يطلقها

🌹مصطفى وزبر🌹 العلاقة بينهم في تحسن بطيء واتمنى بعد لقاء تبر بعائلتها ومعرفتها للحقيقة ستتحسن نفسيتها وتقدر تعيش بسلام مع نفسها ومع الآخرين

🌹أختي الغالية بنت أرض الكنانة 🌹 أشكر جهودك على كتابة هذه الرواية المميزة وأرجوك خففي من جو الزعل والمشاحنات

الكثيرة فالقارئ سيمل من كثرتها فنحن نهرب من الواقع الكئيب بقراءة روايات تحمل الرومانسية والحب والعشق فاعذريني

لصراحتي فكل شخصيات روايتك يكرهون بعض وحتى الذي يحب لا يظهر حبه وأصعب شيء عندي لما يتكلمون عن الشرف

والفتيات في الرواية يطعنون في شرفهن أنفسهن كثيراً حتى يتطلقن فهذا من أصعب الأمور عندي في روايتك احس بالقهر منهن

ومن اسلوبهن الفاشل لحل مشاكلهن ودائماً بطلاتك تظهرن بأنهن لا يحتاجون للرجال في حياتهم ومع ذلك احترم وجهة نظرك

ولكن على العموم انا أحب قراءة روايتك الصعبة وفي انتظار زوال غيمة السواد وبزوغ نور الحب والسلام والسعادة على ابطال

وبطلات روايتك واتمنى بأن تدخلي الإيجابية قليلاً وغرس الأخلاق الحميدة في روايتك وسامحيني لصراحتي واتمنى لك كل

التوفيق وفي انتظار الفصل بكل شوق 🌹🌹أختك كيلوبتراء 🌹🌹

بنت أرض الكنانه 04-02-16 04:08 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الخامس عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كيلوبتراء (المشاركة 3594418)
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 حمامة الأرباش 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
اهلين كيلوبتراء اشتقنا لك منوره

🌹وليد وسلام🌹 اتوقع بأنه صديقته كذبت بشأن المرض ويمكن هي اصابها من شخص غير وليد ولان وليد يمكن تركها فهي ارادت الانتقام منه بخداع زوجته وتدمير العلاقة بينهم
انا اعتقد انه فيه كذب كتير في قصة وليد وسلام واعتقد انك مش هتتوقعي التطور في قصتهم
🌹سلمان وزبرجدة🌹 صراحة كرهت زبرجدة بعد ما عملت حركة النذالة مع اخو زوجها علشان سلمان يطلقها أنا اتسائل عن سبب عزوف النساء عن الرجال في هالرواية كل وحدة ما تبغي زوجها وتسوي مصيبة علشان يطلقها
لكل واحدة سببها اعمار مضطرة تواجه السلطانة بعد ما كشرت عن انيابها هي كانت معاها في السجن وعارفة انها قلبت عليها وعارفة كده انها ممكن تؤذيها عبر دائرة عائلتها فلذا قررت بتر نفسها من عائلتها عشان تعرف تواجهها براحتها بس القدر واللي هيحصل.........................
تبر اعتقد انها مش عازفة عن مصطفى هي فقط كانت خائفة
سلام بتنتقم من خيانة وليد هي تظنها خيانة كاملة لكنها مش كده
حليمة وناصر اعتقد هتاخدي مفاجأة كبيرة جدا الفصل الجاي فمفيش داعي احرقها

🌹مصطفى وزبر🌹 العلاقة بينهم في تحسن بطيء واتمنى بعد لقاء تبر بعائلتها ومعرفتها للحقيقة ستتحسن نفسيتها وتقدر تعيش بسلام مع نفسها ومع الآخرين
تبر...................................
🌹أختي الغالية بنت أرض الكنانة 🌹 أشكر جهودك على كتابة هذه الرواية المميزة وأرجوك خففي من جو الزعل والمشاحنات
عويناتي او عيوني يا قمراية الفصل القادم رومانسي على كافة الاصعده
الكثيرة فالقارئ سيمل من كثرتها فنحن نهرب من الواقع الكئيب بقراءة روايات تحمل الرومانسية والحب والعشق فاعذريني
المعذرة معكي بس ما فيه كاتبات تضحكنا طول الاحداث وتغمنا في النهاية وفيه ناس تغمنا طول الاحداث وتفرحنا في النهاية ومن يدري
لصراحتي فكل شخصيات روايتك يكرهون بعض وحتى الذي يحب لا يظهر حبه وأصعب شيء عندي لما يتكلمون عن الشرف
طبيعي فيه ناس كتير بتكره بعض في الرواية لانها عن السماح اولا واخيرا وليست عن الحب.....
ليه اصعب حاجه لما بيتكلموا عن الشرف...... عندك زبرجده تصرفها الاخير غير اخلاقي لكن شوفي الظروف النفسية اللي فيها اختفاء ابنها اللي اكتشفته مصادفة بعد تدليس واخفاء توت............. هي بتنقذه
تبر اعتقد انها ندمت وتابت وانا اعتقد انها طيبة جدا لان لها القدرة عالسماح وفيه مفاجأة كبيرة في قصة تبر ممكن تغير من نظرتك الاخلاقية لها
حليمة اعتقد اكثر نموذج في الرواية شريف ونزيه وهتكتشفي كده بنفسك
سلام مجروحة والمجروح بيؤذي نفسه قبل الاخرين
اعتقد ان فيهم نسبة كبيرة شرفاء

والفتيات في الرواية يطعنون في شرفهن أنفسهن كثيراً حتى يتطلقن فهذا من أصعب الأمور عندي في روايتك احس بالقهر منهن
هما قاهريني انا شخصيا فلا ضير
ومن اسلوبهن الفاشل لحل مشاكلهن ودائماً بطلاتك تظهرن بأنهن لا يحتاجون للرجال في حياتهم ومع ذلك احترم وجهة نظرك
الجزء التاني من حمامة الارباش عن جيل الابناء هتلاقي العكس هتلاقي البطلة بتركض ورا البطل بالمشوار وبتعمل كل ما يلزم للبقاء بجواره
ولكن على العموم انا أحب قراءة روايتك الصعبة وفي انتظار زوال غيمة السواد وبزوغ نور الحب والسلام والسعادة على ابطال
قولي يارب وعموما هانت
وبطلات روايتك واتمنى بأن تدخلي الإيجابية قليلاً وغرس الأخلاق الحميدة في روايتك وسامحيني لصراحتي واتمنى لك كل
انا قاصدة ان الرواية دي ما يبقاش فيها مشاهد قبلات ولا سراير
قاصدة ان الرواية تبقى فكرتها اخلاقية
انا شايفاها رواية اخلاقية والله
لو فيه مواطن انتي شايفاها مش اخلاقية قوليلي
اصلحها
وعموما لانك مش عارفة كيف ستسير الامور فيها فانتي اصدرتي حكم مش صحيح عليها اتمنى تغيريه مع بزوغ النهاية وانا واثقة من انك هتغيريه وهتعتبريها رواية اخلاقية جدا
وبعدين مقارنة بالروايات الغربية انا كده في السليم خالص
هي فعلا مفيهاش فولتات ايجابية كتير هحاول ازود الايجابية.... وعد

التوفيق وفي انتظار الفصل بكل شوق 🌹🌹أختك كيلوبتراء 🌹🌹

ردك من احلى الردود عالرواية ممتنة لكي
هستنى رايك في جوهر القصة بعد ثلاثة او اربع فصول لانه هيختلف تماما مع توضح امور كان عليها تعتيم منذ البداية
شكرا :55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55::55::55::55::55:

كيلوبتراء 04-02-16 10:44 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الخامس عشر
 
بالنسبة لغرس الأخلاق انتي ما فهمتيني صح انتي روايتك نظيفة جداً زيادة عن اللزوم وما فيها شيء يخدش الحياء إنما كنت أقصد مثلاً البطلة تصلي او البطل سمع الأذان وذهب للمسجد. والنصيحة الطيبة لبعض لمحات هكذا بس مو البطل يشرب بعدين يغسل اسنانه بالمعجون ويسوي غرغرة ههههههههههههههههههههههههه هالمشهد موتني من الضحك 😂😁😃 لانه حسيته كأن البطل مأكل أكله بطعم الثوم وبعدين يبغي يبوس زوجته هههههههههه ،،،،،،، مع ذلك ما أقصدك إنتي شخصياً بل أقصد ابتعاد الشخصيات عن ممارسة الحياة الطبيعية مثل العبادات بس اتذكر الوالد شمس بس كان يصلي فقط هههههههههههه على فكرة أنا أهاجم الشخصيات كأنهم أشخاص حقيقيون وأنا أعرف بأن البنات شريفات بس سكوتهم عند اتهامهم في شرفهم يقهرني وعدم دفاعهم عن أنفسهن فمثلاً زبرجد صارحي زوجك لمخاوفك واجرام السلطانة حتى يقف معك وليس العكس تتركينه لأَنِّي شخصياً أحب المواجهة وعدم اللف والدوران . 😉😊وشكراً لك يا 🌹أختي الغالية 🌹على سعة صدرك وفي أمان الله 🌹أختك كيلوبتراء 🌹

بنت أرض الكنانه 04-02-16 11:34 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الخامس عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كيلوبتراء (المشاركة 3594487)
بالنسبة لغرس الأخلاق انتي ما فهمتيني صح انتي روايتك نظيفة جداً زيادة عن اللزوم وما فيها شيء يخدش الحياء
ما انا برضه كنت بقول كده انا حاطاها تحت مقص رقيب اخلاقي ما يخجلني يتم حذفه وما اضطر لكتابته آنفة عشان السياق الدرامي ببقى ماسكة ايدي فيه وربنا يكرمنا ويعفو عنا وندخل الجنة
إنما كنت أقصد مثلاً البطلة تصلي او البطل سمع الأذان وذهب للمسجد.
لو تفتكري انا اشرت للصلاة عند تبر انها تنقر فيها والاسم تؤديها وانها بدات تصلي بعمق بعد ما وقعت مصطفى من على السلم بس معاكي حق سلمان لازم ييجي في مشهد بيصلي هو وغيره
والنصيحة الطيبة لبعض لمحات هكذا بس مو البطل يشرب بعدين يغسل اسنانه بالمعجون ويسوي غرغرة ههههههههههههههههههههههههه هالمشهد موتني من الضحك 😂😁😃 لانه حسيته كأن البطل مأكل أكله بطعم الثوم وبعدين يبغي يبوس زوجته هههههههههه ،،،،،،،
اصل انا كوميدية متنكرة اه والله يبقى عندي مزاج بس ومش مضغوطه تلاقيني بكتب كلام غريب بس ده موقف يدل على ان وليد فيه امل فيه لان كل الردود قطعت لي الامل
مع ذلك ما أقصدك إنتي شخصياً بل أقصد ابتعاد الشخصيات عن ممارسة الحياة الطبيعية مثل العبادات بس اتذكر الوالد شمس بس كان يصلي فقط
هما مبتعدين فعلا لان صراعات الحياة شاغلاهم بس من كاركتر كل واحد تقدري تستشفي هو ملتزم دينيا ولا لا عموما معاكي حق بس انا قريت قصص كتير خالص نادرا ما قريت البطل او البطلة تصلي يمكن في الروايات العامية بقرا التزام الابطال بالصلاة اكثر ومعاكي حق
هههههههههههه على فكرة أنا أهاجم الشخصيات كأنهم أشخاص حقيقيون وأنا أعرف بأن البنات شريفات بس سكوتهم عند اتهامهم في شرفهم يقهرني وعدم دفاعهم عن أنفسهن فمثلاً زبرجد صارحي زوجك لمخاوفك واجرام السلطانة حتى يقف معك وليس العكس تتركينه لأَنِّي شخصياً أحب المواجهة وعدم اللف والدوران .
دي طبيعة شخصية زبرجده وتبر بس الطبيعة دي مش بتندرج عالاخرين انا شايفة سلام بتواجه وبتواجه بطريقة قاسية ومتجبرة ولسه هتعمل كتير.... كمان ملك هتدخل في مواجهات تكسير عظام قريبا
😉😊وشكراً لك يا 🌹أختي الغالية 🌹على سعة صدرك وفي أمان الله 🌹أختك كيلوبتراء 🌹

ممتنة ليكي
الحوار راقني
بس مشهد الفينال في دماغي اصلا هو مشهد صلاة
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:

bluemay 07-02-16 07:46 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الخامس عشر
 
يا بيييييي


نسبة هرمون الشر مرتفع عندك للتووووب


شو هاد ؟!!!


بلشت بزبرجد وهﻷ تبر وسلام مين ضل كمان ؟!!



الله يسامحك يا رب

ارجوووك عدلي مودك شوي وخفي عليهم

والله قلبي ما بتحمل هيك >>> فيس دموعه شلالات


تقبلي مروري و ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

بنت أرض الكنانه 07-02-16 09:32 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الخامس عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3595083)
يا بيييييي


نسبة هرمون الشر مرتفع عندك للتووووب


شو هاد ؟!!!


بلشت بزبرجد وهﻷ تبر وسلام مين ضل كمان ؟!!



الله يسامحك يا رب

ارجوووك عدلي مودك شوي وخفي عليهم

والله قلبي ما بتحمل هيك >>> فيس دموعه شلالات


تقبلي مروري و ودي



★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

اهلين مايا منوره
مش شر هو ده تطور الاحداث
هحاول اخف عليهم باذن الله
ربنا ييسر
زيارتك لنا غالية جدا
:peace::peace::peace::peace::peace::peace::peace::peace::pea ce::peace::peace::peace::peace::peace::peace::peace::peace:: peace::peace::peace:

بنت أرض الكنانه 12-02-16 06:36 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الخامس عشر
 
موعدنا الليله الساعه 11
هلاقي حد موجود

بنت أرض الكنانه 12-02-16 11:09 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الخامس عشر
 
البارتوت الأول من السادس عشر
احب اشوف توقعاتكم وشكرا جزيلا لكم
وكما ترون قلة الردود تتسبب في تباعد الفترة بين الفصول لاني بزعل وانا مش ماكينة
ادعموني بلايك بكومنت اي حاجه بس بلاش الصمت الرهيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخاطرة من اشعار فاروق جويدة

ما زلتِ غاضبة مني
*حليمة*
حليمة لرأفت
((مازال في قلبي بقايا .. أمنية
أن نلتقي يوماً ويجمعنا .. الربيع
أن تنتهي أحزاننا
أن تجمع الأقدار يوماً شملنا
فأنا ببعدكَ أختنق
لم يبقى في عمري سوى
أشباح ذكرى تحترق
أيامي الحائرة تذوب مع الليالي المسرعة
وتضيع أحلامي على درب السنين الضائعة
بالرغم من هذا أحبك مثلما كنا .. وأكثر
القلب يا دنياي كم يشقى
وكم يشقى الحنين
يا دربنا الخالي لعلك تذكر أشواقنا
في ضوء القمر
قد جفت الأزهار فيك
وتبعثرت فوق أكف القدر ..
عصفورنا الحيران مات .. من السهر
قد ضاق بالأحزان بعدكَ .. فانتحر
بالرغم من هذا
أحبك مثلما كنا .. وأكثر
في كل يوم تكبر الأشواق في أعماقنا..
في كل يوم ننسج الأحلام من أحزاننا..
يوماَ ستجمعنا الليالي مثلما كنا ..
فأعود أنشد للهوى ألحاني
وعلى جبينك تنتهي أحزاني..
ونعود نذكر أمسيات ماضية
وأقول في عينيك أعذب أغنية
قطع الزمان رنينها فتوقفت
وغدت بقايا أمنية
أواه يا قلبي ..
بقايا أمنية))
في بهو القصر الفسيح الذي ابتاعه ناصر
كانت مستلقية على مقعد هزاز تسند رأسها عليه وتُسْدِل أهدابها، وتنصت لأغنية قديمة تبعث فيها ذكريات أثيرة عزيزة، انتزعها من صدى ذكرياتها صوته الساخر وهو يتخصر ويهتف متشدقا :" من الرائع هذا السلام النفسي الذي تحيين فيه!!!"
وصفق بأكفه وكأنه يصفعها بلا هوادة ويعيدها لقتامة حياتها بمنتهى الفظاظة
تداخلت أعينها مع خاصتيه وعقبت بهدوء وهي مثبتة النظر عليه :" تتمناه ولا تطوله.... فقط لا يهدأ لكَ جفن حتى تنتزعه ممن يحوذه!!!!"....
افترش مقعدا مواجها لها وسألها وهو ممحور بصره عليها :" لن تسامحيني يوما... أليس كذلك؟؟؟"
أجابته وهي تمط شفتها وتغالب ترقرق عبراتها :" صدقني... أنا أشفق عليك.... أنت مسكين يا ناصر.... ولكن لا.... أنا لن أعفو عنك يوما"..... وهزت رأسها نافية وتابعت
:" كراهيتكَ سجنتني.... حرمتني من حبي.... حرمتني من نفسي... لم تُدمر حياتي أنا فقط يا ناصر.... دمرت رأفت كذلك.... وكانت جريرته الوحيدة أنه لم ينشأ معدم مثلك.... حقدك بلغ ذروته وأخفقت كل جهودي الحثيثة لأطفئه...."
سألها بنبرة أجشة :" لو أطلقت سراحك الآن هل تسامحيني؟!!!"
أجابته بتساؤل وهي متوجسة منه:" هل تناشدني أم تحيك لي عذابا جديدا؟!!!!....."
وتابعت بقساوة ومحياها يتحجر حقدا عليه :" لا تمنحني أملا زائفا يا ناصر.... لا تُحيي بداخلي أملا قتلته أنت بنفسك منذ سنوات مديدة..... أنت سادي وتستلذ بعذاباتي.... أنت لن تطلق سراحي يوما.... كن صادقا مع نفسك على الأقل"....
سألها :" لمَ لم تقتليني فأنا الحائل بينك وبين الحياة.... كان بإمكانك تسني فرصا لا تُحصى لتُجْهِزي عليّ وصدقيني لم أكن لأقاوم!!!!"
طفرت دمعة من أحداق حليمة وعلقت :" الحب حلم نقي يا ناصر لا يتلوث بالدم ليُلَم الشمل..... ولم أكن لأصير مثلك..... منتقمة حاقدة..... أعرف أنك حاولت دوما زجي ليتأجج حقدي عليك أكثر وأكثر لأُجْهِز عليك وأريحك من عذاباتك ولكني لم ولن أفعل يوما....."
انتصب واقفا وجذب مقعده الثقيل ليصير مجاورا لها وافترشه متمددا وتحدث معها :"أتلك طيبة يا حليمة أم طريقتك في القصاص مني..... أنا العقبة الكئود في سبيل أحلامك وأنتِ لم تفكري في إزاحتها يوما.... تعرفين أني بائس تعيس ولذا ترين الموت لي راحة فلا تسعين لتُلحقيه بي....".....
علقت عليه حليمة :" لا أريد للموت أن يقتنص عمرك يا ناصر قبل أن يُضيء الحب قلبك وتُدوي الرحمة في دواخيلك..... مازلت متخبط الوجهات ومن هنا ينبثق الأمل في بأنكَ ستستشعر يوما أن تضحيتي لم تذهب سدى وعُمْر زبرجدة خلف القضبان لم يزوى هباءً....."
وتابعت :" سأسامحك حينها يا ناصر.... حين تُدرك أني لست معتوهة حينما انصعت وراء حقدك وحققت لك مبتغاك كي لا تُلحق ضيرا بها!!!!.... صدقني أنا لا أكرهك يا ناصر وابنتك من الأجنبية صارت قطعة مني رغما عني ورغم تذبذبي حيالها....".....
تقلصت ملامحه وهو يسألها بسخرية مريرة :" كلكم طيبون وصالحون وأنا فقط الشرير؟!!!"
واستطرد بتبرم وهو يحِل الأزرار العلوية من قميصه:" لم يكن من المفترض أن يطول مكوثنا هنا..... ذلك المكان يخنقني.... يقبض على أنفاسي..... لم أُخَطِط للبقاء ولكنها لم تأبه برسالتي.... استساغت الذلة في بيت سلمان ولم تحفل حتى بالرد عليّ...."
علقت حليمة بقساوة :" وأنت تبذل كل ما بوسعك لتدمر زوجها وأعماله التي كدح كثيرا لتزدهر"....
توهجت عيونه سرورا من نفسه وأعرب وهو يمرر أنامله على فروة رأسه بشموخ واعتداد :" تصلك الأخبار سريعا يا حليمة.... وأنا الذي كنت أظن أنكِ في قوقعة عذاباتك ماكثة"....
علقت ووجنتها تلتوي سخرية وإحباطا منه :" ذلك ناصر الشرير الذي أعرفه.... ينتعش بإفساد حياة الناس.... لقد كنت في سكرة عذاب لم تَدُم سوى لهنيهات.... صحوة ضميرك مصيرها أن تئدها بوحشية كي تتابع اعوجاج مسلكك في تلك الحياة"....
وانتصبت واقفة لتغادر مشمئزة منه.....
تشبث بيدها ليعيدها إليه وأخبرها بتذبذب بين التهديد والتحريض :" لو رحلتِ يوما يا حليمة لتلتحقي برأفت ستخففي من وطأة العذاب عليّ.... ولكني سأستحيل وحشا كاسرا وسأبطش بها"....
عيونها استهزءت بتهديده السخيف وبتحريضه الأمسخ
وفكت نفسها من قبضته وارتحلت نحو المطبخ بهدوء.....
كانت الخادمتان تثرثران بهمهمات وبمجرد وصولها التزمتا الصمت المطبق مما أَشْعَل فضولها.....
افترشت مقعدا حول الطاولة وطالبتهما :" اسكبا لي طعام الإفطار...."
وهما تسرعان لتلبية طلبها سألتهما وهي معقودة الحاجبين :" فيمَ كنتما تثرثران؟!!!"
بان التلبك على احدى الفتاتين واندفعت قائلة بتفتت وهي تشوح بيديها:" سيد رأفت فخر بلدنا.... نحن فقط لا نصدق ما قرأناه في مجلة الفنانين منذ بضعة أيام"
بان على الخادمة أنها تعلم بشبه خطوبتها من رأفت في زمن مضى وعلى كل حال هو مازال قريبها ولذا هي متلعثمة ومذعورة فهي ولا ريب كانت تتحدث عنه بكلمات غير لائقة وتخشى أن تفضح نفسها
أما الخادمة الأخرى فاندفعت مهرولة صوبها ووبخت زميلتها وهي تلكزها بمرفقها :" ما تلك الترهات التي تنطقين بها؟!!!!"
قلبت حليمة بصرها بينهما وعلقت بصرامة :" لو تخافان على لقمة عيشهما.... وضحا..... وما تفوهتما به عن رأفت أنا لم أسمعه ولكنكما تبدوان مصممتين على إشعاري بطبيعة ما ثرثرتما به"....
تنحنحت احدى الفتاتين وأفصحت وهي تحني هامتها حياءً مما تقول :" زوجة سيد رأفت تم إلقاء القبض عليها في وكر فواحش متلبسة..... الخبر منتشر كما النار في الهشيم في كافة الجرائد والمجلات الفنية.... كيف لم يتناهى لكِ سيدتي؟!!!"
أعربت الفتاة مستنكرة بعض الشيء....
تتحاشى الجرائد والمجلات التي قد تحوي أخباره منذ حوارهما عبر الأثير وكأنهما السم الزعاف
هكذا هي متذبذبة الأركان حينما يتعلق الأمر به
فتارة تلتهم تفاصيل حياته بنهم وشغف وتاره تتفاداها وكأنها لا تعنيها في شيء
وهي الآن في مرحلة إنكار قيمته لديها
ولكن تلك الفتاة زلزلت ركائز الثبات في عالمها
شعرت بغصة تتكتل في حلقها
بالأرض تميد من تحت أقدامها
بالظلام ينتشر في أحداقها
بالتشتت يتوغل في تلافيف عقلها
لقد قطعت وعدا لسمرا أنها ستعيد رأفت لسابق عهده لكن حديثه الغليظ معها جعلها تنكث بيمينها وتقرر أنه لا يستحق أن تبذل جهدا في سبيل رده لنفسهِ
هي دوما تخلت عنه بمنتهى السهولة واليسر
هي دوما كانت منصفة مع الجميع عداه هو
بسببها اقترن بفتاة رخيصة عابثة
بسببها ترنح عالمه
وتبعثرت أشلائه
هذا يكفي
كفاها ما تركته يعانيه
قلبه عاش مُضْمَخَا بالجراح الغائرة من جرائها ولكن دمغة الهوان لا وألف لا.....
وانطلق التصميم من أحداقها وصوبت خطواتها نحو دار جدتها قيثارة
فلقد ولجت للبلدة منذ وقت طويل ولكنها تجاهلتها عامدة
حان أوان المواجهة مع كل أشباح الماضي
حان الأوان
كانت قيثارة تصطنع تلمس الطريق وهي تهبط الدرج متشبثة بالسياج.... هي تزعم العمى منذ أعوام.... البشر يُظْهِرون انفعالاتهم الحقيقية أمامها لأنهم يظنونها بعيون ميتة!!!!.... وهي تستلذ بهذا فما أروع أن ينطق اللسان بشيء ويخالفه الانفعال... فمثلا هناك من يزعم كونها نفيسة لديه وأحداقه تنطق بتهكم على عجزها وبكراهية غير محدودة لها.... وكما المعتاد هالة الشموخ والاعتداد تحيطها.... تكاد حليمة تجزم بأنها مولودة بها!!!!....
نهضت حليمة ببطء احتراما وتوقيرا لجدتها مع دنوها منها.... وكانت عيونها مغروقة بعبرات التوق لها.... برغم طبيعتها المتحجرة إلا أنها تكاد تقسم أن لجدتها جانب دافئ وحنون وحليمة عاشت مغتربة تفتقده....
بمجرد أن أكملت قيثارة الهبوط ووطأت بأقدامها أرضية البهو حتى ناشدتها بصوت رخيم :" هلمي لحضن جدتكِ يا صغيرتي!!!!"
فتحت لها قيثارة ذراعيها وهرولت حليمة لتتلاحم معها في عناق متوقد الجذوة
سألتها قيثارة وهي تسلخ نفسها عنها وتتلحف بالبرودة :" لمَ أنتِ هنا؟؟؟.... لقد كان بعادك عذاب ولكنه أفضل لدي من وجودك!!!"
ناشدتها حليمة أن تغفر لها :" لم أعد أقوى يا جدتي على إتمام ذلك المسلك بعد اليوم.... لقد هوى قلبي في بئر سحيق بلا قرار اليوم وانجرح في سويدائه.... زوجة رأفت لم تصنه وأحالت اسمه مضغة في الأفواه.... وهو تزوجها نكاية في.... وهذا يؤلم في الصميم يا جدتي.... كنت واهمة حتى النخاع بأن رأفت سيجتازني ويواصل حياته ولكن عالمه صار متمحور حولي رغم أنه ينكر ذلك.... هو يُدني العابثات منه لأنه يظنهم مثلي... هو تزوج تلك الفتاة لأنه اعتبرها تشابهني في اعوجاج المسلك الذي يظنه بي!!!!"....
انطلق من محيا قيثارة ابتسامة جزلة مضيئة وهي تحيط وجه حليمة بين أكفها وتمتمت تُقَرِّعَها وهي تقرص وجنتها:" مازلتِ تفكرين في ذلك المهرج الذي أَنْقَص من قدر العائلة بميله للتمثيل؟!!!!"
وتبدلت نبرتها لتحثها وهي تحتوي وجهها بين أكفها :" فِرِي إليه يا صغيرتي.... ولا تخشين علي شيء.... في النهاية أنا قيثارة.... أية عاصفة عاتية تلقف ما أمامها وتقتلعه من الجذور لا تهز شعرة واحدة بي!!!!....".....
وتابعت:" أنا سأتعامل مع ناصر!!!!.... ذلك الولد الضال بحاجة لتشذيب أظافر.... يتطاول عليّ ويسعى لتخريب أعمالي.... أنا أستطيع تحجيمه.... ولكن يعيث في أعمال زوج أعمار فسادا.... من يظن نفسه؟!!!!" هتفت بتململ وهي تشوح بيديها
قالت حليمة بإدراك وكأنها تُبْصِر جدتها للمرة الأولى :" تغيرتِ يا جدتي.... لم تعودي متحجرة القلب.... صرتِ تفكرين في أعمار وزوجها!!!!!"
أحادت قيثارة ببصرها فلقد كانت الدموع معلقة بأهدابها وهي تأبى عليها الإدرار بضراوة
واعتصرت أناملها في قبضة واحدة وعلقت بعتب وهي تصر على أسنانها كي تخفي الألم الرهيب الذي يقطع أحشائها :" أتحسبيني منعدمة الشعور لذلك الحد؟!!!!.... ذلك العذاب لا يتوانى.... لو أستطيع تغيير ما حدث يا حليمة لأبدلته ولو كان الثمن حياتي أنا!!!!!"
وطالبتها وهي تطلق تنهيدة :" ارحلي"....
واسترسلت وهي شاردة :" ولا تقلقي..... لن يكون هناك المزيد من الضحايا.... من أخطأ عليه أن يتحمل تبعات أفعاله.... وأنا الوحيدة المخطئة هنا!!!!"......
________________________
زُغُب خفيف انتشر على ذقنه بإهمال
هو معتزل الناس بمن فيهم والدته سمرا
ماكث في حجرته لا يبارحها
فضيحة زوجته أصابت كبريائه فقط
فمن تملك مقاليد قلبه لم تكون هي بتاتا
ولكن هذا مؤلم أيضا وبصورة مفرطة الوجع
لو تناهى الخبر لحليمة فهي ولا ريب ستتشفى فيه فلقد خاطبها بغلظة في آخر مرة شملهما حوار
شعر بنفحة عطر أثير تداعب خياشيمه بغتة
قطب جبينه متسائلا أين هي
وتلهفت عيونه في التفتيش عنها
لم يعثر عليها في حجرته
هب من رقدته وشرع باب حجرته ليستطرد البحث عنها فعانقتها عيونه
نجوم السماء مازالت تنبض في عيونها بريق
ثغرها لا يلبث معصية متكاملة
وجهها لا يزال محاط بهالة براءة لا تفتر
حادثته :" أظن أني كنت أهمهم مع والدتك فكيف وصلك الصوت.... كنا نتبادل الحديث بصوت خفيض كي لا نعكر صفو عزلتك وكي لا ننتشلك من بوتقة أشجانك!!!".... كانت تتهكم عليه بشفاة ممطوطة
رد عليها وهو يتقدم نحوها ويُصر على أسنانه :" لا أدري لمَ تستقبلك أمي في بيتنا؟!!!.... مثيلاتك موضعهم مكب النفايات وليست البيوت المحترمة".....
شهقت أمه من عمق الإهانة الذي وجهها لحليمة وضربت على صدرها
فطالعتها حليمة بابتسامة طفيفة وطالبتها وهي تربت على كتفها :" غادري خالتي سمرا لحجرتك.... أنا دوما أجيد التعامل مع هذا الثور الهائج!!!!"
امتثلت سمرا لطلب حليمة على مضض
كانت تود دعم حليمة والإفضاء لابنها بالحقيقة
ولكن حليمة ترى أن أوان الحقيقة لم يأتي بعد
فقبلها لابد من استعادة الثقة والاحترام
والاستوثاق من عمق الغرام
رأفت اختار أن يدور عالمه حولها حتى بعد رحيلها
وربما هذا لأن حبها عادة
أو ربما عذاب وهو يأبى أن ينساه لعمق الإهانة الذي شعر بها حينما خلفته ورائها وهربت مع سواه
هل لا يلبث الحب بداخله حي أم أنها من أزهقت أنفاسه
عليها أن تتيقن
بعد رحيل سمرا ساد بينهما صمت مشحون برعد... ببرق.... بأشواك.... وبشوق وحنين
قطعه هو وهو يميل برأسه سكرانا رغما عنه برؤيتها بعد كل ذلك البَيْن الطويل": لا زلتِ كما أنتِ.... لم ينشب الزمن مخالبه فيكِ.... لا تلبثين بهية الطلعة ظالمة الحُسْن...."
افترش مقعدا قريبا منه وارتسمت ابتسامة تهكم مريرة على ثغره وهو يردف :" لم يجازيكِ الله وِفَاق ما فعلتيه بي.... استمرت حياتك بوجه غض وزوج اتخم ثراء وابنة تضفي على حياتك نكهة الحياة.... أين العدالة؟!!!.... صراحة لا أجدها"....
سألته مستنكرة وهي متداخلة معه بصريا :" هل تكفر بالله لأجلي؟!!!.... هل تغرق في عوالم المعاصي نكاية في؟!!!!..... لا يا رأفت ليس ذنبي ما ارتكبته في حق نفسك.... أنا لم أُجْرِم سوى في حق حبنا أما في حقك أنا لم أُجْرِم.... ليس ذنبي كونك أسأت اختيار شريكة حياتك وأوصدت آذانك عن كافة الإنذارات والتحذيرات.... ليس ذنبي كون امرأة لعوب اتخذتك واجهة اجتماعية وتَلَهَّت بشرفك كيفما تشاء"....
ذرَّت الملح على الجرح النازف، ذاك الذي لازال طرياً، غضاً، لازال يسيلُ أبلهاً بقوة زخات المطر وبتموجات السم!!
طوى المسافة التي تعزله عنها وقبض على بدنها وهو يهدر وأوداجه منتفخة غضبا مستطير :" ولهذا أنتِ هنا لتشمتي وتتشفي.... أنا لا أدري كيف كنت ساذجا لأقع في هواكِ قديما".....
دوَّت كلمة قديما في كافة حواسها
إذاً هي بالنسبة له مجرد هوس كما كانت تتصور
الحب هي أزهقته بيديها
الأنفاس المتثاقلة جثمت على صدرها وضيقت عليها الخناق
استجمعت شتاتها وأخفت ارتعاشة ركبتيها وسألته وهي مثبتة البصر عليه وتطمر بؤسها وشقائها :" كيف استشعرت وجودي إذا لم تستمع لصوتي؟!!!"
زمجر فيها :" عقل النساء الصغير هذا أنا لن أستوعبه يوما.... أهذا كل ما يهمك؟!!!!...."
واندفعت الكلمات منه بدون تريث أو تفكير :" عطرك لا يزال يجتذبني كما الفراشة المنتحرة حول اللهب..... استرحتِ"
عقبت عليه وهي تحرك رأسها وتلوح بكتفيها :" ومازلت دوما أصحح لك تلك الفكرة.... أنا لا أضع عطر.... تلك رائحتي أنا، وأنا لا أشتمها وكذلك كل من أعرفهم فكيف تُمَيِّزها ومن على مسافة؟!!!!..."
أحاطت وجهه بأكفها وسألته بنبرة متهدجة:" رأفت هل كنت تحب تلك الأخرى؟!!!!.... هل تظن الأمر تلفيق؟!!!.... هل هي بريئة؟!!!!.... هل أنت منفطر القلب لأجل خيانتها لك؟!!.... هل ستغفر لها لأنك تحبها؟!!!!..... هل انتزعتها من أعماقك بمجرد أن تراءى لك عهرها؟!!!!!.... سألته بلهفة حقيقية
سألها :" لمَ أنتِ هنا؟!!!!.... ألا يكفيكِ كل ما ألحقتيه بي؟!!!!.... ألا تريدي أن تتركيني لمغبة الزمن علها تُنسيني خيانتكِ لي؟!!!!..... لمَ أنت تياهة الجبروت هكذا يا امرأة؟!!!!..... لم تجابهيني قبل الفراق فقط خلفتِ لي رسالة بكلمات مقتضبة إلى الآن لم أستوعبها.... سعادتي مع ناصر ما بيننا لعب أطفال وترهات مراهقة ستجتازها كما فعلت أنا.... أليست تلك كلماتك..... كيف تبرريها....."
اشتعل عرقا نابضا عند صدغه فورانا غاضبا وهو يقبض على بدنها ويهزها ويطالبها :" انطقي.... هيا فسري تلك الرسالة التي رفعت مذاق العلقم لفمي لأعوام مديدة".....
لم تكن تنتوي البوح الآن ولكن يتراءى لها أن لا مناص من إفراغ بعضا من الحقيقة على مسامعه كي يرتاح
سمرت بصرها عليه واعترفت :" ناصر ابتزني لأقوم بذلك..... هو عاش حاقدا علينا..... يرى ثرائنا فيتفاقم غله حيالنا.... نحن لم نتزوج يوما..... أنا لم يمسسني رجل أبدا.... وابنته أنجبها من زوجته الأجنبية..... هي ماتت وخلفت له ثروة طائلة.... لم يرى فيها يوما سوى كيس متخم نقود..... وهي لم ترى فيه سوى ديوث.... وهو لم يبالي وهي لم تبالي.... بدا وضعا مريحا لهما وكلاهما أسقماني بقذاراتهما..... أنا عشت متفاوتة المشاعر حيال ابنته ولكنها في النهاية مسكينة فهي نتاج علاقة مهترئة وأنا أتمنى من الله ألا تغلبها يوما جينات والديها فتحذو حذوهما...."
تململ وصاح فيها :" كلامك مرسل أنا لا أفهمه.... ما الذي كان يبتزك به ناصر؟!!!!"
ازدردت ريقها وسألت نفسها هل تبوح بأكثر من هذا، وواتتها الإجابة ذلك حقه، وتكاد جدتها قيثارة تكون منحتها ضوءً أخضر حينما ذهبت لها منذ بضعة سويعات
افترشت مقعدا ونكست رأسها وهمهمت :" اجلس إذاً فالحوار سيطول..... ليت حبكَ لي مات بانصرام السنوات يا رأفت.... لم أكن حينها لأبوح أبدا بهذا السر".....
وشردت بتفكيرها وفتحت قمقم الذكريات :" لم تكن توت تطيق جدتي قيثارة أبدا، كانت حاقدة عليها للتتمة وكان معها حق!!!، جدتي فعلا حاولت إخماد أنفاس زهر وابنتها أعمار زبرجدة لمرات متوالية، لم تكن تتوانى عن إلحاق الأذى بهما مطلقا، وسمعت مرارا أن ابن جدي شمس التبريزي من زهر لاقى حتفه بسبب مخطط خبيث من جدتي، ووفدت لبلدتنا امرأة غريبة تحمل سرا رهيب تبتز به جدتي، ولأن عيون توت تلاحق جدتي لتقتص منها لمحت اضطرابها من رؤية الغريبة حينما وافتها في حديقة الفواكه التي تخص جدي الكبير شمس التبريزي، وورطت توت أعمار زبرجدة في تلك التوجسات التي اعترتها حيال الأمر الذي تبتز به الغريبة جدتي، ودفعتها لتستقصي الأخبار معها، أجزلت جدتي العطاء للغريبة كي ترحل عنها ولا تُريها وجهها مرة أخرى لكن جدي شكري لم يكن ليترك مبتزة تشكل نقطة تهديد علينا، أعد العدة ليُجْهِز عليها، وكما المعتاد كانت عيون أعمار ترصد دناءات جدي وتتلصص عليه، أوصد جدي الأبواب على المرأة في قبو ملحق بحديقة الفواكه حيث أنه اختطفها واحتجزها فيه واستمتع بها ومن ثم رشَّ المازوت بتمهل سادي على جسدها وأضرم النيران فيها، انعقد لسان أعمار من المفاجأة، كانت جريرة جديدة تضاف لمحفل جدي المكتظ بالكثير، وكانت المرأة تصرخ بهيستيرية ((أغيثوني.... أغيثوني)).... وتملأ الكون ضجيج بجملة واحدة لا تفتأ تكررها.... ((لها كامل الحق في خيانتك يا بغيض.... أيها الخنزير القذر ومن الجيد أن أثر خيانتها لك لا ينمحي فناصر يُذكرك دوما بإخفاقك كرجل....)).... ألم أخبرك؟!!!... كان سرا رهيب.... ناصر هو ابن جدتي قيثارة من خطيئة وقعت فيها.... كانت جدتي على الدوام تنبذ ناصر وتطرده من قصرها إذا واتاه معنا ونحن صغار كي يلعب وإيانا.... عنفته وأكالت له الضربات المبرحة حينما أوقع بالخطأ مزهرية كريستالية كانت قابعة في بهو قصرها رغم أنها لم تكن ثمينة وتستحق الجلبة التي أصدرتها حينما تهشمت.... كانت قاسية ومتجبرة معه.... كانت تذله أمامنا مرددة أيها الفقير النحيل.... كان ناصر يمقتها ولا يزال.... كيف تفشى السر وصار علنيا لنا؟!!!!.... أعمار التزمت الصمت ولم تنبس ببنت شفة ولم تخبر توت حتى بما اكتشفته.... ولكن جدتي كانت دوما تسعى لاستفزاز أعمار وتبذل قصارى جهدها كي تكدر صفو عيشها.... رغم أن أعمار كانت تحاول قدر استطاعتها تفاديها.... كان جدي يعيش كما تعلم مع أعمار في بيت مستقل بهما وجلب توت بعد فترة مقاطعة لها بعدما رأى أعمار تَزوى بدونها.... ولكنه كما تعلم أيضا كان له مخدع خاص به في بيت جدتي فهو بيته أصلا.... ولذا فهو كان يعيش ترحالا بين هنا وهناك.... وفي ذلك اليوم المشئوم وصل جدي شمس بيت جدتي قيثارة ولكنها لم تعلم بذلك..... ولأول مرة منذ سنوات تطأ أقدام أعمار زبرجدة بيت جدتي أيضا.... هذا هو الحوار الذي دار بينهما في غرفة موصدة نقلا عن جدتي..... سألتها جدتي بعجرفة وهي تخاطبها من طرف أنفها :" لمَ أنتِ هنا؟!!!.... ألم تقسمي منذ أعوام أنكِ لن تطئي بأقدامك أعتاب بيتي مطلقا".... علقت أعمار بتنهيدة وبنفاذ معين الصبر :" ترددت كثيرا قبل أن أوافيكِ ولكن يكفي يا قيثارة.... شكري صار أخطبوط... سارق وفاحش وقاتل.... ماذا تريدين بعد ذلك كي تتحركي.!!!!.... قد يكون والد ابنك جابر الله يرحمه ولكنه أرقم بغيض.... خنق زبيدة حينما رفضت إقامة علاقة محرمة معه.... وأضرم النيران في الغريبة بعدما صوَّر لها أنها لو منحته جسدها فهو سيُخلي سبيلها.... ألا ترينه يتحرش بصباح.... ألا تلمحين نظراته العابثة حيال حليمة؟!!!..... ألا تخافين عليهما أن يتجرأ أكثر من ذلك فيدمر حياتهما للأبد..... قيثارة.... أنا لا أريدك سوى أن تتحدي معي.... ذلك الرجل لا مناص من تخلصنا منه.... في كل يوم يبقى على صفحة الدنيا تضاف لحياتنا أوجاع جديدة.... تلك يدي أمدها لكِ مرة أخرى فلا تخذليها.... لو كنتِ استسغتِ عذابكِ معه لأنكِ تتصورين أنكِ تستحقينه.... فيجب أن تُدركي أن بقائه في حياتكِ يدمرنا جميعا.... وليته كان يحبكِ..... وليته لا يُشكل خطرا عليكِ كما يشكل علينا.... أنا أتوسل إليكِ.... لا تسمحي له أن يعيث فسادا أكثر من ذلك....."...... ثبتت جدتي بصرها عليها وقالت بتململ وهي تضم قبضتها في ضفيرة واحدة :" لن تكفي عن ترديد تلك الاسطوانة المشروحة....".... وتابعت بصوت جهوري :" اسمعي يا بنت زهر.... يا من لا نعلم حقيقة نسبها بشمس التبريزي فعلا.... أنا ضجرت منكِ.... من تلك البراءة التي تزعمينها معي.... اغربي عن وجهي ولا تعودي إلى هنا أبدا.... نعم أنا أطردك يا حثالة.... هيا انقشعي يا بومة من هنا"..... ابتلعت أعمار الإهانة وانتصبت واقفة رافضة تنكيس هامتها وأَنَّبَت شقيقتها :" لا فائدة ترجى منكِ..... لا ربحك الله يا قيثارة!!!"..... تشابكت معها جدتي وهي بمزاج محتدم وتهتف :" أنتِ تَدْعِين علي يا ابنة الفرس زهر!!!"..... أعربت حينها أعمار بإدراك :" أنتِ تبصرين.... تزعمين كونكِ ضريرة لما؟!!!"..... استشاط مزاج جدتي أكثر وأمسكتها من تلابيبها ورعدت بانفلاتة أعصاب:" أنا سأتخلص منكِ يا حثالة..... فشلت كل مخططاتي لقتلك سابقا.... ربما لأنها كانت تتم عن طريق إيعاز.... ولكن الآن يدي هي من ستخمد أنفاسك..... لأجل أمي جيهان نور سأفعلها"...... واستحالت يدا جدتي طوقا فولاذيا حول رقبة أعمار زبرجدة..... جحظت عيون الفتاة وازرق وجهها وتدلى لسانها وكادت تفارق الحياة فعلا لولا قول جدتي وهي مطربة بحالتها :" ابنة الحثالة تموت..... افرحي يا والدتي..... أمكِ عديمة الشرف سلبت أمي أنفاسها.... أمكِ فاسقة".... استجمعت أعمار كل قوتها لتفك قبضة جدتي من عليها وهي تلهث قائلة :" أمي ليست فاسقة يا قيثارة بل أنتِ.... أتلصقين فحشكِ بغيركِ".... جزعت جدتي من قول أعمار حينما بانت لها حقيقتها فشحب وجهها وتقهقرت بخطواتها وتوسلتها بعيون زائعة وهي تدس أصابعها في آذانها:" لا تكرري ذلك القول.... أنا لست كذلك"..... استلذت أعمار بحالة جدتي قيثارة المتداعية فرددت بترنم :" وناصر يكون ولدك!!!".... وتابعت باشمئزاز منها :" سنوات تمرغين أنفه في الوحل ولا نفهم لمَ تزدريه..... الآن تجلت لي الحقيقة.... تحتقرينه لأنه يُذكركِ بخطيئتك.... بحياتك المزدوجة.... بشرفك المسكوب"..... توسلتها جدتي بتمتمة من بين أنفاس متلاحقة :" اخرسي.... اخرسي....."...... لم تأبه أعمار لتضرع جدتي وكررت بتلذذ :" نعم يا قيثارة..... ناصر يكون ابنك من وحلة وقعتِ فيها.... ابنك يا من تتلحفين بفضيلة ليست فيكِ"..... فُتِح الباب على مصراعيه حينها وتعلقت عيونهما بوالدهما وعيونه مغشية بالدمع وهو يتهاوى أرضا ويردد بفم ملتوي من جراء شلل يستشري فيه :" حسبي الله ونعم الوكيل فيكما!!!"..... في المشفى طردت جدتي أعمار ووصمتها أمامنا بأنها سبب مصاب والدها.... كانت تقذفها وتركلها في رواق المشفى وهي تردد بثائرة مضطرمة :" لا أريد أن أرى لكِ وجها ثانية.... أنتِ من فضحتِ السر.... وأبي تداعى من جراء ذلك....."..... وهتفت فيها بمرارة :" لم يكن يضرك كتمان الأمر فلمَ أفشيتيه؟!!!"..... أنا وصباح من جراء انفعال جدتي علمنا بأنها ليست ضريرة ولكن لأنها أرادت أن تكون كذلك نحن لم نفضح سرها..... وغادرت أعمار البلدة بعدما اطمأنت أن والدها اجتاز مرحلة الخطر ولم تعود أبدا..... ولكنها أنا.... من انزلق لسانها بالسر لناصر حينما أعرب عن انزعاجه من رحيل زبرجدة وعن خوفه من أن يغويها احدى شباب المدائن وتنساه.... كانت تغيب لدراستها.... نعم.... ولكنها كانت تعاود في عطلة كل أسبوع فكان يطمئن بأنه راسخ في دواخيلها.... ولكن الآن غيابها امتد ولا يبدو أنها تنتوي الرجوع أبدا.... وتفاقم حقد ناصر حيال جدتي حينما عرف الحقيقة..... وابتزني إما أن أرحل معه وأتركك وإما يفضح جدتي.... استحال حاقدا عليّ أنا أيضا لأني من انتزعته من عالمه الوردي حيث كان سيتزوج أميرة البلدة ويصير على خزائن الأرض ينهب بغير حساب..... للحق لم يكن ناصر يرى أعمار كيس نقود فقط..... هو كان فعلا يهواها..... كانت جوهرته المكنونة في صدر قلبه.... وهذا ما أَحْنَقَه أكثر من جدتي لأنها علمت بأمر هذا الحب ولم تحرك ساكنا وتركته يتمرغ في شعور مُحَرَّم عليه..... أرأيت إنها حقيقة متشابكة لعينة ولكن لو كانت تُبرئ ساحتي ولو قليل أمامك فأنت تستحقها.... ولا أعتقد أننا نصلح لبعضنا بعد تلك الحقيقة.... فأنا لن أقترن يوما بشخص أفضيت له بأن جدتي مدنسة.....".....
لا تدري متى اقتنص المسافة التي فصلتهما واحتواها بين ذراعيه وهو يردد لها :" ما زلت مصعوق من كل ما قلتيه..... ولكني فخور بك وأنا جد سعيد..... لقد عشتِ رهينة لناصر لكي لا يُلحق أذى بجدتكِ..... ولكنكِ خرقتِ اتفاقكِ معه لأجلي.... لتنتشليني من بوتقة أشجاني.... لأنكِ تدركين أن العمر مهما انسكب لن يطفئ جذوة حنيننا لبعضنا البعض.... أنا متيم بكِ بقلبي وعقلي وجوانحي... أنتِ كل ما يلزمني في الحياة.... أنا منكِ وأنتِ مني.... وما هذا الخرف الذي ترددين؟!!!!..... جدتك جزء من نسيج عائلتي.... نحن نتشاطر نفس المنبت يا جميلتي..... لن أعايركِ يوما وأنتِ مستوثقة من ذلك..... ولكن هذا اليوم يُنهي حياتي كمتسكع وينهي حياتك كراهبة في محراب قساوة ناصر..... نحن سنتزوج اليوم.... وسأمنحكِ كل الوقت الذي ترغبين حتى تتأكدي من أني لا زلت رأفت رفيق دربك وحبيب عمرك.... لم أتبدل سوى حينما ظننت أنكِ خنتيني..... ولم أعود لنفسي إلا حينما ولجتِ لي لتنتشليني..... ربما يكون إيماني منقوص كما سبق واتهمتيني.... فإيماني لا يكتمل سوى بكِ..... أنتِ إيماني بعدالة رب الأكوان".....
أكدت له وأصابعها تتشابك مع أصابعه وعيونها تتلاحم مع خاصتيه وابتسامتها تلاقي ابتسامته :" سنعمق صلتنا بالله..... وسنعود نتلو القرآن في كل مواقيتنا..... ونصلي دوما لرب العدل الذي جمع بيننا بعد شتات طال مدادا..... لن نكون ممن وصفهم سبحانه وتعالى ((ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين))..... نحن معا على هذا الطريق..... نحن نستحق فرصة وسننالها"......
انطلقت زغرودة من فم سمرا وهي تظهر أمامهم.....
قطب رأفت جبينه وأعرب بامتعاض :" لن تكفي عن التنصت يا أمي".....
أمرته أمه وهي معقودة الحاجبين :" اذهب واحلق زغبك يا ولد....".....
وتابعت بحبور :" أما أنا فسوف أبل الشربات....."
وانطلقت تزغرد بسعادة من جديد في حين أن وجه حليمة استحال حبة طماطم طازجة من فرط خجلها....... تأسره بصبغة الحياء التي تلون وجنتيها
صار مفتونا يحملق بها
فدفعته أمه صوب الحمام كي يستفيق
ارتطم وجهه بباب الحمام فتصنع التأوه
في حين لم تركض حليمة نحوه فهي تعرف ألاعيبه
وتدرك متى يمثل الألم ومتى يكون بالفعل جريح
صَوَّب شعاع بصره نحوها واغتاض حينما رآها تعقد ذراعيها أمام صدرها وتهز له رأسها بِلَا
واختفى متذمرا في الحمام وارتسمت ابتسامة حبور على محياها
تتذكره وهما يلعبان بكرات الطين..... يفتحان صدورهما لمطر يغسلهما من كل همٍ وكرب..... وهما يقهقهان..... يمرحان..... يتبسمان..... ينتحبان.... يتشاطران كل الأحلام والآمال....
وبغتة داهمتها ذكرى حقد ناصر فخافت على جدتها وابتهلت لله أن يلطف بها ويخفف من ضغن ناصر حيالها
____________________________
ناصر
في بهو قصره
مسندا رأسه على متكئه ومسدل أهدابه
حينما علم أنها لملمت أغراضها ورحلت تنفس الصعداء
إن معركته كانت وستظل مع والدته الحقيرة
ليس لحليمة دخل فيها سوى أنها ارتضت أن تكون قربانا لجدتها
اختارها لذلك الغرض لأنه يعلم مدى تعلق قيثارة بها
إن قيثارة دوما اعتبرتها حفيدتها الأثيرة وزمردتها الغالية
بِأَسْرِه لحليمة بان لقيثارة مدى ضآلتها أمامه وعجزها التام
وهذا شيء يسعى لإحرازه
ينبغي أن تعترف قيثارة يوما بتفوقه عليها
تلك السادية الشريرة التي دوما رمقته بنظرة فوقية
وعاملته بمنتهى التعجرف والاستعلاء
*****************
إن أعمار زبرجدة هربت من أسر سلمان كما وردته الأخبار
وليحفظ سلمان ماء وجهه أعلن أنه طلقها وغسل يده منها فهي لم تعد تخصه
الأغرب أن سلمان ادعى أمام البلدة أن ناجي - ذلك الطفل الذي أنشأته رحاب - يكون ابنه من أعمار زبرجدة
تلك الحياة غريبة وتُدْهشنا باستمرار
***************
ناصر يعلم يقينا أن أعمار لا تَحِل له
كان الأمر مؤلما في البدء إلا أنه تكيف معه واعتاده
ولكنه متمرد وعنيد ولا يستسلم بسهولة
لربما لهذا لا يزال يحارب القدر ولا يعترف به
هل هذه هي الحقيقة؟!!!!!
هل قيمة أعمار عنده حلم لا يُطال فحسب؟!!!
هل غضبه من قيثارة يعود لكونها منعته من حيازة حلم وليس حب؟!!!!!
***************
لا يدري لمَ تجسدت صورة شفاء أمامه
إن براءتها تجتذبه كما الشيطان ليلوثها
شيء يشده إليها لا يدري منتهاه ولكن كل ما يعرفه أنها فرصة حلوة للانتقام
الانتقام من من؟!!!!
هو صدقا لم يعد يدري
****************
سلمان طلق أعمار
وناجي ابن أعمار من سلمان
وأعمار أصلا تلاشت من البلدة
هو لا يشعر بأي شيء حيال ناجي
ليس منزعجا من وجوده
وليس مسرورا لوجوده
مشاعره حيادية تماما
أما سلمان فهو غريم قصة لا يريدها الله من فوق سبع سماوات أن تكتمل
إذاً فهو يحارب طواحين الهواء
ويعاند قدره فحسب لأنه مشمئز من حقيقة أن تلك المرأة البليدة الشعور أنجبته عن طريق السفاح
******************
كان ينحدر من فرع فقير ولكنه في نظر نفسه نِتاج حلال
كان هذا أفضل من أن يكون فعلا ابن سيدة الناس ولكن ثمرة سفاح
هو يمقت تلك المرأة
لطالما عايرته بفقره
طالبت حليمة بعدم الاختلاط معه
نهرتها حينما فعلت ذلك
وأكالت لها الضرب واحتجزتها في حجرتها لأيام تُمَرِّر لها فقط الخبز اليابس والماء
لقد تصرف بحقارة تجاه حليمة ورأفت
لطالما كان يعاملانه ببشاشة ورحابة
ولا يترفعا عليه
ولكنه شرير ولم يهنأ له سبات حتى فصم عرى علاقتهما
لا يدري لمَ ألحَّت عليه رغبة ملاقتها الآن وفورا
ربما لأنها الوحيدة التي ابتهلت له يوما
الأخبار تتردد أن خطبتها على صالح صديق سلمان ستُعْقَد قريبا
وسيارة صارت توصلها للجامعة يوميا وتعيدها
شعر بأحدهم يرفع حاجزا بينه وبينها وهذا استفزه جدا
ربما يكون شعور غير حقيقي
ولا أحد يحجبها عنه فعلا
ولكنه هكذا يشعر
وهو لا يطيق هذا الشعور
لا يطيقه بتاتا
شعر بأنه عاد لطور المراهقة
وهو يدلف لجامعتها يبحث عن مبنى كليتها ويسأل عن مدرج محاضرات دفعتها
هي في السنة النهائية بكلية تربية
وهي متفوقة في دراستها وتحصد دوما مقعد الأولى
لا يدري لمَ انتفخت أوداجه زهوا بها
عدَّل من وضع كوفيته حول رقبته وشدَّ جسده جيدا كي يبدو مثالي الإطلالة في أحداقها
أنهت محاضرتها فلملمت دفاترها وأسرعت لأن صالح ولا ريب ينتظرها
لم تستطع رفضه حينما فاتحها سلمان في الأمر
أولا لأن صالح ليس عليه لغط
ثانيا لأنها على وشك إنهاء دراستها ولا تملك ذريعة للرفض
وثالثا لأن أمها تبدو مسرورة جدا لهذا الأمر وكأن ثقلا ارتفع من على كاهلها
فزيجة سلمان من أعمار كانت تثير في أمها توجسات بأن لا أحد سيرغب في الاقتران بها
ناصر مجرد هاجس طفولي عليها التخلص منه
أعمار محقة هو متزوج ولديه طفلة
وهي ليست لديها علاقة به أصلا
فكل ما جمعهما موقف واحد ولكنه عالق في مخيلتها
تزلزل وجدانها حينما خرجت من المدرج ليرتطم بصرها بناصر
بهت اللون من وجهها وحدقت فيه مصدومة
لا تنكر أن الفرحة العارمة انتابتها ولكن القلق الرهيب نهشها
تقلقل بصرها لتطمئن أن لا أحد منتبه لاقتراب ناصر منها
صار يواجهها تماما فأعرب قائلا بصوت أجش وهو يمد يده مصافحا إياها:" كيف حالك يا آنسة شفاء؟!!!"
زجرته :" نحن صعيديون، نساؤنا لا يصافحن الرجال، أأنستك حياة الغربة التقاليد والأعراف؟!!!!".....
وتابعت وهي ترمقه بازدراء :" لا أفهم مطاردتك لفتاة مخطوبة..... وعلاوة على ذلك تسعى لتخريب عمل أخيها..... ألا تستحي؟!!!"
وهمت بالمغادرة فأجفلها بقبضه على رسغها ليديرها إليه
تضرجت وجنتها بحمرة الغضب ورفعت يدها لتهوى على خده بصفعة يستحقها لولا أنه أحجمها عن ذلك وتشابك معها في عراك، وتناهى لسمعه إعرابها من بين أنفاس متلاحقة :" أيها الوقح.... لا شيء يجمعنا.... لمَ تطاردني؟!!!...."
جذبها خلفه وهو يردد من بين أضراسه:" إذا كنت لا ترغبين في إثارة فضيحة.... فسيري ورائي أو بجواري حتى نجد بقعة تصلح لحديث هام بيننا"...
بلغا بقعة بعيدة نسبيا عن الأبصار تحفها الأشجار
فانتزعت شفاء نفسها منه وأعربت بتململ من بين أضراسها :" هيا أَفْرِغ ما في جعبتك.... لحظات وسَيَرِدَني اتصال من صالح.... فهو يوصلني كل يوم".....
أحكم قبضة فولاذية حولها وأعرب وأعصابه تغلي على مرجل الغضب:" وأنتِ تسمحين له بهذا... ظننتها سيارة تخص أخاكِ ولكنك بحاجة لإعادة تربية"
وتهكم عليها :" أيتها الصعيدية التي تعرف الأعراف والتقاليد".....
ردت وهي تشمخ بأنفها وتحيط خصرها بيديها :" لقد قرأ فاتحتي وقريبا ستُعْقَد خطبتي عليه.... نحن لا نقوم بشيء سري.... كل شيء بيننا علني.... وصالح أمين ومؤتمن تبعا لرأي أخي ووالدتي".....
أعرب بأسيلية وفمه يقذف حمم غيرة جلية:" ولماذا انتظر الأستاذ صالح كل تلك الأعوام ليعرب عن رغبته بالاقتران بكِ.... هل أنتِ عروس مناسبة فحسب له أم أنه كان يحوم حول أخرى وحينما زهدته قرر الارتباط بكِ؟!!!"
هزت رأسها وأجابت بجفاء واعتداد :" معك حق صالح متريث ليس متعجل أبدا، وهو أبدى رغبته في الارتباط بي منذ أعوام لكن سلمان أراد لي أن أنهي دراستي أولا ولم يخبرني بالأمر أصلا، انتظر إتمامي دراستي، ولكن صالح طفح كيله ونفذ معين صبره وخاف أن يختطفني غيره فخرج عن طوره وطالب أخي أن يجعل ارتباطنا رسمي، وعموما أنا في السنة النهائية، وربما هو فعل ذلك كي ينتشل أخي من بوتقة أشجانه بسبب تصرفات زوجته المعيبة وربما ليُكْمِل فرحتنا فناجي صار الزورق الذي طفا بنا على سطح السعادة والوئام"....
ضيق حيز عيونه وسمَّر شعاع إبصاره عليها وأعرب بهدوء الأفاعي :" من الممكن أن تُضيعي عمرك في قضبان زواجك من صالح.... ومن الممكن أن تعتبريه الزوج المثالي وشريك الحياة الذي تتوكأين عليه أمام المصاعب.... ومن الممكن أن تكون كل تلك الأمور هي الحقيقة.... ولكن الحياة المثالية جد ماسخة!!!!.... و زواجنا قد يكون قارب بلا وجهة تلاطمين فيه أمواج الجحيم.... ولكنكِ سوف تستمتعين به..... أخبرتكِ مسبقا أني شرير للغاية يا آنسة..... أنا كنت مكرس نفسي لتدمير سلمان لأنه انتزع مني حلما قديم وثمين.... ولكنكِ لو رفضتيني أنا لن أبقي ولن أَذَر..... أنا محتج وثائر على أي قيد يعرقلني عن هدف أبتغيه وأنتِ هدف أبتغيه فلا تجعليني أحطم سلمان وصالح كي أصل إليكِ...."
وتابع بصرامة حينما انتبه وهو مقطب الجبين :" وعلى زوجتي المستقبلية احترام أفراد عائلتي.... وأعمار زبرجدة جزء نفيس من عائلتي.... إياكِ أن تُحِطِي من قدرها بلفظة فما بالك بفعل..... هي طاهرة جدا وأطهر منكِ أنتِ ذاتك...."
ابتلعت الإهانة.... هو يرى تلك الساقطة أشرف منها..... الجدال معه لن يجلب لها سوى الحِطَّة من قدرها.... ستنصرف وستخبر أخاها بتهديداته وتوعداته....
آلمها أن يعطي لأعمار الأثرة عليها
كان من الممكن أن تذعن له وتفسخ ارتباطها بصالح كي تكون له
ولكن الآن لا وألف لا
كبلها بسلاسل المعاناة ورفع طعم الملح الأُجَاج في ثغرها حينما هان عليه التجرؤ على شرفها
في تلك الوهلة بالذات دق هاتفها الخلوي
شعرت بالارتباك فذلك صالح ولا ريب ويستعلم عن مكانها
شرعت الهاتف غير آبهة بناصر فهي لم ترتكب خطأ معه كي تخشى افتضاحه أمام صالح
تفوهت بهدوء :" حسنا سآتي.... المكان المعتاد... حسنا"....
ألقت نظرة أخيرة على ناصر وقالت وعيونها تؤنبه ولسانها يدعي عدم الاكتراث بما يفعله :" قُم بكل ما يحلو لك.... أنا وعائلتي لا نبالي.... أنا لست للبيع يا سيد ناصر.... وطهري ليس محل لغط".....
واستدارت مبتعدة عنه وتوجهت نحو صالح
حالما بلغته رسمت ابتسامة مصطنعة على ثغرها وتفوهت بحبور مفتعل :" كيف حالك؟!!!.... تأخرت قليلا اليوم فخفت أن يكون مكروه قد وقع لك!!!"
اعتراه الحرج من جراء قولها.... مازال محدود الخبرة حينما يتعلق الأمر بالنساء.... ولا يصدق أنها صارت له فعلا.... حك فروة رأسه وأخفض جبهته وتمتم لها :" أنا لا أتأخر عليكِ يا سيدة العرائس ولكنها ظروف المواصلات.... فالزحام على أوجه"....
بغتة اخترق سمعها تصفيرة منطلقة من حنجرة ناصر الذي يتكأ بجذعه على سيارة صالح
وأعرب بتنهيدة وهو يصفق بأكفه :" روميو وجولييت العصر الحديث".....

واستطرد :" أنا تأثرت!!!!..... قلبي الصغير لا يحتمل"
أصاب صالح الوجوم للحظة غير مستوعب سبب وجود ناصر هنا ولكنه سرعان ما تماسك وسأله وهو محتدم الغضب ويطوي المسافة التي تعزله عنه :" سيد ناصر أنا لا أفهم لمَ أنت هنا.... وما مرماك من وصفنا بروميو وجولييت..... وبأي حق تتهكم علينا يا هذا؟!!!"...... ودفعه صالح براحتي يديه ساخطا عليه
رد ناصر وهو يفرد ذراعيه في الهواء ويتحدث بأسيلية :" الكعكة في يد اليتيم عجبة يا صالح وأنت يتيم ولكن الفاتنة شفاء ليست كعكة أصلا".....
وتصلدت ملامحه قساوة وهو يردف بنعومة لادغة:" حسنا.... هي كانت كعكة شهية.... لن نظلمها.... ولكنها كعكة التهم غيرك منها النذر الكثير وخَلَّف فقط الفتات"....
امتقع لون وجهها وسرى الشحوب في بدنها ومادت الأرض من تحت أقدامها حينما استوعبت مرمى كلمات ناصر
هو يقذفها بغير وجه حق
نشبت وخزة ألم في صدرها
وتسربل قلبها بدمائه الجارية
واحتقرت نفسها
كيف اعتبرته يوما فارس أحلامها
هجم عليه صالح ليطرحه أرضا ويكيل له الضربات ولكن ناصر كان أمهر منه وتملص منه ببراعة ليسقط أرضا من فرط عزيمته صالح وليس ناصر
هرعت شفاء لتعاون صالح على النهوض وكراهيتها نحو ناصر تستشري وتتفاقم
ورمقه ناصر بقامته المديدة من فوقه وأعرب بنعومة بالغة:" كنت أنصحك فقط لوجه الله..... ليس لدي مصلحة من إيصال الحقيقة لك سوى جنيني الذي تحمله شفاء في رحمها....."......
وعبس محياه وهو يردف بصرامة:" ابني لن يكون لك..... افهم هذا جيدا.... واعتبره تهديد صريح مني".....
وسار ناصر مبتعدا وشفاء لا تصدق كم الافتراءات التي ألصقها ناصر بها
أولجت بصرها لصالح لترتطم بقوله وهو يرمقها بانكسار وبمزيج من العتب والاحتقار :" لا أصدق أنكِ تفرطين في نفسك بتلك السهولة يا شفاء ولمن..... لمن يسحقنا بلا هوادة وبقلب متأجج حقدا..... لماذا فعلتِ ذلك؟!!!!"
انتصبت شفاء واقفة وسارت بهدوء مبتعدة عن صالح
لقد صدق ترهات ناصر بدون استقصاء
من الجيد أنها اكتشفت حقيقته قبل التورط فيه
هو لا يثق بنفسه لذا فهو تباعا لا يثق بها
هو ظل لأخيها سلمان
أَخْفَق في أن يكون مثله
لأنه ببساطة خُلِقَ ليكون تابع وليس قائد
هو طلب منها بعد قراءة الفاتحة أن يقوم بتوصيلها للجامعة وإرجاعها منها
ظنت طلبه بدافع حب ولكن اتضح أنه بدافع خوف
كان يحتجزها بطريقته
يضيق عليها الخناق كي لا تطير
وهي حمقاء
انصاعت لطلبه وأقنعت أمها رغم اعتراضها في البدء
لا تدري لمَ سيرتها أقدامها نحو الوجهة التي يقصدها ناصر
كان ناصر قد غادر الجامعة وأَدْرَكَ رصيف الشارع وبغتة تناهى لسمعه نداء يحمل اسمه :" ناصر.... ناصر".....
استدار غير مصدق أن شفاء بعد تجنيه عليها واتهامها بالباطل سترغب في حديث وإياه
وفي نفس ذات اليوم الذي ادعى فيه عليها بغير وجه حق
ربما تناديه ليلتفت نحوها لتبصق عليه
يبدو هذا تفسيرا منطقيا لقيامها بمناداته
سكن مكانه منتظر قدومها لتحقق انتقامها منه بصفعة أو بصقة
هو لن يصد هجماتها عليه كيفما كانت
هو يستحق وهو لن يبالي ولكنه يريدها أن تُخْرِج شحنة المرارة والغضب التي بثها فيها
سألته وهي متشابكة معه بصريا :" لم أرتكب ذنبا معك فلمَ رميتني بإثم لم أقترفه؟!!!!".....
لم يُجِب
نكس رأسه
وارتشف نفسا عاتيا
ودس يديه عميقا في جيوب بنطاله
ساد الصمت بينهما لهنيهة وقطعه هو بنبرة حاول إخراجها متماسكة ولكنها تجلت مرتعشة وترشح بالاستعطاف لها كي تغفر له :" أخبرتك مرتين مسبقا أني شرير للغاية يا آنسة".....
سألته بغتة:" لن تُكمل انتقامك من سلمان لو صرت لك..... أليس كذلك؟!!!!".....
تطلع نحوها بلهفة أن تكون ما نطقت به حقيقة وليس من درب خياله
وتناهى لسمعه استطرادتها :" ستدعم أخي..... ستبذل نقودك كي يعود لسابق عهده.... ما أتلفته ستُصلحه بيديك.... الخراب الذي استشرى في أعماله من جرائك ستتحمله أنت.... علاوة عن ذلك أريد قصرا شاسعا وحديقة فسيحة وأموالا طائلة في المصارف مهرا لي.... إذا وافقت أنا لك!!!"
_________________________
وليد
هو لم يجري التحليل ليستوثق من إصابته بالسيدا
هو لم ينخرط في الرذائل مجددا
حينما شرع الباب للفتاة تمايلت عليه بخلاعة وتفوهت بنعومة :" اشتقت لك يا دودو"....
قبل أن تُطلق قهقهة ماجنة وتتوجه صوب الأريكة لتفترشها
وهي تدعوه بيديها لينضم لها
بغتة انشق صوت الحق ليعيد له رشده
"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ"
جاره وافتة المنية..... والصوت كان منطلق من سرداق عزائه..... الفتاة ذاتها بان عليها الهلع وكتفت ذراعيها حول صدرها لتستر عريها..... تظل الفطرة السليمة بداخل كل منا..... نحاول قهرها وإخمادها.... نحاول بشتى الطرق ألا يعلو صوتها..... يا حبذا حينما نستسلم لها....
هو راضي بابتلاء الله كيفما كان
لقد كان يعبد الله على حرف فحينما أصابته فتنة انقلب على وجهه وخسر الدنيا وكان على وشك خسارة الآخرة وذلك هو الخسران المبين
هو ليس ناقم بسبب مرضه
هو راضي
هو ليس حزين على الدنيا فهي فانية جدا ولا تستحق
ولكنه يخشى رقدة المرض
يخشى هوانه على الناس حينما يصير طريح الفراش
ورغما عنه يشتاق لها!!!!!
كفاه كذبا على نفسه
لقد أُعْجِب بولائها لأخيها في زمن مضى
بدهائها الطفولي الفذ
وبمسكنتها التي تجمع خليطا من المكر وقلة الحيلة
لقد سلط أحداقه عليها تتبعها منذ ذلك الحين
لقد كان يترقب أن تشب عن طورها ليتقدم لخطبتها
لقد عاش صالحا لأعوام لأجلها
ليكافئه الله بها
ملك كانت تسخر من ترفعه عن الرذائل
تستهزئ من استقامته وهو لم يكن يكترث بها فهي أدنى من قيمة الحشرة لديه
زواجها من أخيه الكبير فاجأه وأَنْكَبَه فهي بلية كبرى كما يعرف جيدا
ولم تتورع عن محاولات التقرب منه بعدها
كان "علي" دوما بالنسبة له حائطا صلب يتكأ عليه
وكان يواجه بعض المتاعب البسيطة في الحياة فقصد أخاه ليقصها عليه ليخف الثقل عن كاهله
كان ناسيا أن تلك الأفعى تحتل بيته الآن
أربكه أنها خرجت له بلباس مفتوح
وأعلنت بتنهيدة مديدة وهي تعض شفتها :" علي ليس موجود فهو مسافر داخليا في مصر اليوم".
فسر حركاتها إغواءً صارخا له فقرر الفكاك منها واستأذن لينصرف وهو يتفاداها بصريا
اعترضت طريقه وهي تعرب بصوت مستقيم مختلف عما سبق وتفوهت به :" عليك ارتشاف شيء قبل رحيلك فالمشوار لا شك واستهلكك وأنت بحاجة لشيء لتستعيد طاقتك ونشاطك"..... بدت متلهفة ولكنه لم يسئ الظن بها لأنها بدت متسربلة بزي الاحتشام في القول وبدت له دعوة صادقة لا تحمل نوايا شائنة
حينما استيقظ كان في فراشها متجردا من ثيابه، وكانت هي تمشط شعرها عند طاولة الزينة
اجتاحته قشعريرة اشمئزاز من الذات اهتز لها جسده
صر على أسنانه وقلص ملامحه وتكور على نفسه محاول تذكر ما اقترفته يداه
تناهى لسمعه صوتها الأملد المتشفي وهي تعرب :" مدعيين الفضيلة.... يا من ترجمونني بدون أن يرف لكم جفن..... يا من ترمونني برمقات ازدراء وكأنكم معصومون من السقوط للأبد...."
والتفت له وأعربت وعيونها مبللة بدمعة تأبى عليها الإدرار، و كانت عروق رقبتها نافرة، والمرارة تصرخ من كل أحبال صوتها:" كلكم تسقطون حينما أريد أنا ذلك..... من منكم ليس مثلي أنا أجعله مثلي".....
وتابعت شامتة به وهي تكشر عن أنيابها:" إياك أن تجرؤ مجددا على رمقي باحتقار..... أنت مثلي محض حثالة..... مدعي فضيلة فاسق..... على الأقل أنا واضحة ولكن كلكم بوجهين".....
انتزعه من عالمه صوت سكرتيرته وهي تخبره عبر الأثير الداخلي أن زوجته السيدة سلام سلحدار بالخارج
قطب جبينه غير مستوعب أية وقحة هي لتؤوب لمصر بعد ما أفرغته على مسامعه عبر الهاتف
اهتزت قاطبة حواسه حينما اقتحمت عليه غرفته مبدية انزعاجها واستهجانها:" ساعة لكي ترد على السكرتيرة يا وليد...... عموما أنا زوجتك وكان من الخطأ أن أستأذن السكرتيرة أصلا..... فعلت هذا لأن تلك أول مرة أوافيك فيها هنا".....
بدت السكرتيرة متحيرة لا تدري ما ردة الفعل التي يجب أن تصدر منها
خطت سلام متهادية صوبه وافترشت المقعد المقابل لمكتبه ووجهت بصرها نحو السكرتيرة وتفوهت آمرة وهي بقمة عجرفتها وتضع ساقا فوق ساق:" أوصدي الباب خلفك..... ذلك حديث خاص يجمعني بزوجي أم تريدي أن تحشري أنفكِ بيننا؟!!!!"....
امتثلت السكرتيرة لها
أرجعت رأسها للخلف وأعربت بأريحية:" كانت رحلة ممتعة استرخيت فيها جيدا وشحذت طاقتي من جديد"....
عقدت حواجبها وزجرته :" لمَ أنت واجم هكذا؟!!!!"
وطالبته وهي تتململ في مقعدها :" ألن تطلب لي شيء أرتشفه..... لقد أرحتك مني لفترة طويلة..... ولكن يتراءى لي أنك لم تشتاق إلي أبدا".....
سألها بجدية وهو يهز رأسه وينكب ببدنه صوبها:" ما هي خطتكِ؟!!!!"
شوحت بيديها وهي تهتف :" ساعات سفر مديدة..... ومعدتي تتضور جوعا.... ومع هذا ليمونتك الحامضة الغارقة في محيط السكر قررت بمجرد أن وطأت أقدامها أرض مصر أن ترتحل في إثرك عوضا عن التوجه لمطعم فاخر لتملأ معدتها فيه".....
حينما لم ينبس ببنت شفة وحاد ببصره عنها
قبضت على فكه بيدها وأجبرته على التواصل معها بصريا وهي تعرب بصوت أجش :" لمَ أنت قاسي جدا هكذا؟!!!.... أنا جد أستنكر برودتك معي!!..... لو كنت تريد التخلص مني لكنت طلقتني.... إلا أنك لم تَقُم بذلك.... وليد حبيبي أعرف أني اجتزت حدودي في مرتنا الأخيرة عبر الأثير... وأنا أعتذر لذلك!!!"
أطرق برأسه ونقل بصره يمنتا ويسارا وسألها بصوت أبح متحشرج :" كم مرة خنتيني معه؟!!!!.... وكم رجل انتقمتِ مني عبر إقامتكِ علاقة ماجنة معه؟!!!!"
سألته تحثه :" سؤال بعد محشور في حلقك؟!!!!"
أجابها بهمهمة منكسرة :" هل أحببتِ هذا الآخر؟!!!!..... هل هو أفضل مني وأرضاكِ أكثر مني؟!!!"
بانت الصدمة جلية على وجه سلام وهي تتمتم بذهول وتخذلها أقدامها فتعاود افتراش مقعدها كي لا تسقط:" أنت لم تجري اختبار السيدا بعد؟!!!!"
كان إقرارا أكثر منه سؤالا
سألها بعدم استيعاب :" ولمَ سأجريه؟!!!!"
أجابته وهي تحرك رأسها صوبه وتُقَبِّض تقاطيعها وهي غير مستوعبة ما يجري بعد :" أنت صدقتني!!!!!"
للمرة الثانية كان إقرارا أكثر منه تساؤلا
ثبتت بصرها على نقطة في الأرضية واعترفت بتنهيدة :" كنت أكذب.... أنا كنت عذراء حينما تزوجنا.... ولم يمسني رجل سواك أبدا.... وأنا لا أحمل السيدا وكذلك أنت.... وفي النهاية أنا لم أحمل جنينا أبدا امتثالا لرغبتك أنت.... توقعت أنك أجريت التحليل وعرفت بكذبي الجزئي".....
أرجعت رأسها للخلف وأعربت بغمغمة وهي توصد عيونها :" أنا لا أستحق منك أن تسلبني إرثي...".....
وانفعلت فتململت برأسها وهي تزمجر ودمعة تطفر من أحداقها:" وتعسا للإرث.... أنا لا أبالي به...."....
وهوت بيدها على ظهر الطاولة لتصفعها بحدة طائلة وهي تردف وبدنها متقوس صوبه :" أنت تلاعبت بمشاعري وأفسدت السلام الداخلي الذي كنت أعيش فيه.... وفعلت كل هذا من أجل حفنة نقود...... وأنا عدت لأبتزك..... معي دفتر يومياتك وشرائط ابنة عمك الفاضحة.... والمساومة ليست لأسترد إرثي فحسب.... لو تريد استرجاع أغراضك فأنا لن أقبل سوى بضعف ما سلبته مني..... ولو فكرت في التخلص مني لتستريح وتتنفس الصعداء..... ستجد كل فضائحك منشورة على كافة وسائل الإعلام المسموع والمرئي....."
اعتدلت واقفة ومشطت خصلات شعرها للخلف لتعيد إطلالتها المتألقة
والتقطت حقيبتها وفتشت بعيونها عن المرحاض حتى عثرت عليه فتوجهت نحوه وهي تثرثر :" سأُصْلِح زينتي قبل أن أنصرف..... وأنت مدعو اليوم على حفلة في عشنا الصغير بمناسبة أوبتي.... آه هي حفلة خاصة ستضمنا نحن فقط فلا تُحْضِر شخص غيرك.... ولكن قبل أن ألج البيت لأُجهز لها سأوافي زوجة أخي في المخفر لأطمئن على أحوالها.... هي لا تتخير عنك.... حثالة وحطت على عائلتي العريقة.... عائلة السلحدار!!!"
____________________________
كان أحد فلاحي القرية يمشط الترعة الرئيسية من القاذورات العالقة بها، ويزيل الحشائش التي تطفو على سطحها لتجلب الحشرات معها، وبغتة وقع إبصاره على كيس أسود منتفخ قابع أسفل الحشائش، أثار الكيس فضول الفلاح ففضه وهاله ما رأى، كان جلبابا مشربا بالدماء وخنجر مصطبغ ببقع الدم، وتوجه الفلاح صوب المخفر ليسلم ما حاز للشرطة، كان التساؤل من الفتاة التي اختفت من القرية منذ قرابة الأسبوعين، ومشطت الشرطة الترعة بأكملها لتعثر على جثة مطموسة التفاصيل لامرأة في الثلاثينات، وأشارت دلائل الاتهام لكونها واحدة من اثنتين إما جثة أعمار زبرجدة شمس صالح التبريزي وإما تعود لتقوى زوجة بلال المفقودة..... ما يدعم كونها أعمار اختفاء أم محمود تماما من البلدة في وقت متزامن مع اختفاء أعمار.... وما لا يرجح كونها تقوى حقيقة أن تقوى مختفية منذ شهور وليست منذ فترة بسيطة..... كان تحليل الحامض النووي هو نقطة الفيصل في تلك الأحجية.... وتم استخدام خصلة من شعر تقوى كان يحتفظ بها زوجها وتم استعمال بقعة دم لأعمار تحتفظ بها توت وتلطخ ثوبا قديما يعود لأعمار في صباها..... وكانت النتيجة أن تلك الجثة تعود لأعمار زبرجدة وتم استخراج شهادة وفاة لها..... ليسقط اسمها رسميا من كافة سجلات الأحياء!!!!

ومازال للحديث بقية

نهاية البارتوت ستكون عن صباح وملك وازاهير في قفلة لا تفوتكم

القصة 20 فصل وانتم احرار اسعدتوني هنجز/////////////// مفيش رد............. مفيش

مملكة الغيوم 13-02-16 07:47 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الخامس عشر
 
السلام عليكم ورحمة الله
عزيزتى بنت ارض الكنانه لس باقى لى كام فصل واحصلكم وان شاء الله تلاقى ردود ناريه حسب كمية البارتات الشريره لكن حاليا اهنيكى من قلبى على قلمك الرائع رغم ان هناك شحصيات حسيتها زباله وعاوز اخنقها
لكى حبى مملكة الغيوم

بنت أرض الكنانه 14-02-16 08:20 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الخامس عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3596076)
السلام عليكم ورحمة الله
عزيزتى بنت ارض الكنانه لس باقى لى كام فصل واحصلكم وان شاء الله تلاقى ردود ناريه حسب كمية البارتات الشريره لكن حاليا اهنيكى من قلبى على قلمك الرائع رغم ان هناك شحصيات حسيتها زباله وعاوز اخنقها
لكى حبى مملكة الغيوم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ممتنة وجودك الجميل
اسعدني جدا
اتمنى عودتك قريبا جدا
نورتيني :dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::danci ngmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonk eyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:

نجمة ساطعة 14-02-16 05:12 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج1
 
جزءمؤثر يا امونة
بدا الفصل بالحوار بين حليمة وناصر الذى ارادها ان تسامحه وهى مشمئزة منه ومن تصرفاته
وتوجهت لجدتها قيثار التى نصحتها بالرحيل
يبدو ان رافت اصيب كبريائه بسبب فضيحة زوجته المدوية
فعشقه لحليمة ما زال مستمرا
سعيدة جدا لتصالحهما بعد ان اعترفت حليمة له بكل شيء
ناصر وشفاء التى وافقت ان تكون له اذا قبل شروطها
وليد وسلام هل سيتصالحان؟
معقولة اعمار ماتت ؟؟؟؟؟؟؟
هل هى نهايتها ؟
يعطيكى العافية يا امونة
وبانتظار الجزء المتبقى
الله يستر من قفلاتك
ناوية على اشو ؟
تحياتى

نجمة ساطعة 14-02-16 05:13 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج1
 
:55::55::55::55::55:

bluemay 14-02-16 08:46 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج1
 
مجررررمة يا بت


نحن نقلك استهدي تقومي تخربي الشغل كله ...



بصراحة ابدعتي ابدعتتتتي


حوار حليمة وناصر

وحليمة و رأفت


وناصر وشفاء


حسيت بنقلة نوعية ابداعية

حسيتك حاطة كل احاسيسك ومشاعرك

وصلت لقلبي بدون استئذان ...


بالذات موقف ناصر ابدعتي وتفوقتي ع نفسك بإظهار شره ومشاغبته وطبيعته الخطيرة

حسيت حالي بحضرة فهد او نمر او حيوان مفترس ..

خطفتي انفاسي ببساطة





سلمت يداك ومنتظرة القادم بشووووق كبير



لك ودي


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

بنت أرض الكنانه 14-02-16 09:18 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج1
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة ساطعة (المشاركة 3596210)
جزءمؤثر يا امونة
بدا الفصل بالحوار بين حليمة وناصر الذى ارادها ان تسامحه وهى مشمئزة منه ومن تصرفاته
وتوجهت لجدتها قيثار التى نصحتها بالرحيل
يبدو ان رافت اصيب كبريائه بسبب فضيحة زوجته المدوية
فعشقه لحليمة ما زال مستمرا
سعيدة جدا لتصالحهما بعد ان اعترفت حليمة له بكل شيء
ناصر وشفاء التى وافقت ان تكون له اذا قبل شروطها
وليد وسلام هل سيتصالحان؟
معقولة اعمار ماتت ؟؟؟؟؟؟؟
هل هى نهايتها ؟
يعطيكى العافية يا امونة
وبانتظار الجزء المتبقى
الله يستر من قفلاتك
ناوية على اشو ؟
تحياتى

انا دايما بنتوي على كل خير انتي عارفاني
اولا اشرقت الانوار يا جيجي
اعمار ماتت طبعا مش طلع لها شهادة وفاة
سلام هدوء ما قبل العاصفة دي كانت بتسخن هتطلع البلاء الازرق على جتته
ده لو ناصر قبل ولو شفاء ما كنتش كرهت صنف الرجالة بسبب تجنيه عليها ومن يدري
حليمة ورافت انا قلت كفاية شر الحق ارجعهم لبعض قبل ما يموتوا
منوره :dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::danci ngmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonk eyff8:

بنت أرض الكنانه 14-02-16 09:22 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج1
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3596262)
مجررررمة يا بت


نحن نقلك استهدي تقومي تخربي الشغل كله ...



بصراحة ابدعتي ابدعتتتتي


حوار حليمة وناصر

وحليمة و رأفت


وناصر وشفاء


حسيت بنقلة نوعية ابداعية

حسيتك حاطة كل احاسيسك ومشاعرك

وصلت لقلبي بدون استئذان ...


بالذات موقف ناصر ابدعتي وتفوقتي ع نفسك بإظهار شره ومشاغبته وطبيعته الخطيرة

حسيت حالي بحضرة فهد او نمر او حيوان مفترس ..

خطفتي انفاسي ببساطة





سلمت يداك ومنتظرة القادم بشووووق كبير



لك ودي


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

شوفي البسمة من هنا لهنا على وشي جراء كلامك العذب الرقيق
ولسه ناوية اكتب الجزء الاخير كله من معاميقي
هتعيطوا هتعيطوا
مش قلت زمان انا بحب ناصر وانا اللي احبه لازم احبب فيه كل اللي يقرا عنه
والله انا مش شريرة لسه
انا لسه بسخن
انا شري مستطير والقادم مفاجأة بكل المقاييس
تسلمي حبيبتي :55::55::55::55::55::55:

بنت أرض الكنانه 14-02-16 09:23 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج1
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة ساطعة (المشاركة 3596211)
:55::55::55::55::55:

تعيشي يا جيجي ربنا يكرمك حبيبتي

احلام طائرة 15-02-16 02:31 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج1
 
السلام عليكم بنت ارض الكنانة فعلاً قلمك رائع ومخيلتك لا حدود لها بداية البارت كانت مفاجأة حقيقة ميلاد ناصر وكونه ابن قيثارة ونهايته ايضاً مفاجأة وفاة زبرجده مع انها قفلة مفجعة لكن عودة حليمة لرأفت كانت جميله وتبعث على الامل من جديد في انتظار باقي الفصل ولك التحية على بارت جميل جدا

بنت أرض الكنانه 15-02-16 02:03 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج1
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احلام طائرة (المشاركة 3596314)
السلام عليكم بنت ارض الكنانة فعلاً قلمك رائع ومخيلتك لا حدود لها بداية البارت كانت مفاجأة حقيقة ميلاد ناصر وكونه ابن قيثارة ونهايته ايضاً مفاجأة وفاة زبرجده مع انها قفلة مفجعة لكن عودة حليمة لرأفت كانت جميله وتبعث على الامل من جديد في انتظار باقي الفصل ولك التحية على بارت جميل جدا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلين حبيبتي منوره
شكرا لكلامك الجميل
اه شفتي قيثارة وعمايلها ست جهنمية مش ممكنة
ماتت زبرجدة الله يرحمها ويحسن اليها
انا قلت تبقى فيه نهاية حلوة في القصة الحزنانه دي فرجعت حليمة لرافت
لكي خالص الود حبي ولسه اللي جاي احلى :dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::danci ngmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonk eyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:

بنت أرض الكنانه 15-02-16 10:29 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج1
 
مفيش ردود تانية
يعني اكنسل نهاية 16 الاسبوع ده
اوكيه
براحتكم

مملكة الغيوم 16-02-16 04:54 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج1
 
السلام عليكم ورحمة الله
اخيرا وصلت لكم بجد كلها مشاعر مرهقه
توت مش عارف ازاى قادر تتعايش مع احقادها ودمرت اقرب الناس ليها احس ان شرورها ملهاش نهايه
اعمار احس انها هى من اختارت لنفسها النهايه ولكن يبقى سر حقد ام محمود عليها
قيثاره حقوده ولم يسلم من ازاها حتى اقرب الناس لها
مبصوطه لعودة حليمه لراءفت وحقيقة ان ناصر ابن قيثاره توضح لما هو حاقد لكن لديه بعض الامل لان نفسه بتلومه وتراجعه بعض الوقت
تبر وجوزها موضوع اخر كل منهم يعشق الاخر لكن يكابر والنتيجه ولد معقد ومحطم نفسيا
اما شكرى ده لو مكنش اتقتل كنت خنقته بيدى المجرد ه لعين ابليس لا ضمير ولا فضيله
قصه متشعبه وكل اطرافها تربطهم صل ما اما قرابه او جوار وضحتى اطرافها بحبكه فنيه جميله ومشاعر فياضه اهنيكى اكيد المشاهد استنزفتك سلمت يداكى حبيبتى انشاء الله نحتفل معك قريبا بتمامها وبداية عمل جديد دمتى بود ولكى منى كل الحب

بنت أرض الكنانه 16-02-16 12:34 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج1
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3596556)
السلام عليكم ورحمة الله
اخيرا وصلت لكم بجد كلها مشاعر مرهقه
توت مش عارف ازاى قادر تتعايش مع احقادها ودمرت اقرب الناس ليها احس ان شرورها ملهاش نهايه
اعمار احس انها هى من اختارت لنفسها النهايه ولكن يبقى سر حقد ام محمود عليها
قيثاره حقوده ولم يسلم من ازاها حتى اقرب الناس لها
مبصوطه لعودة حليمه لراءفت وحقيقة ان ناصر ابن قيثاره توضح لما هو حاقد لكن لديه بعض الامل لان نفسه بتلومه وتراجعه بعض الوقت
تبر وجوزها موضوع اخر كل منهم يعشق الاخر لكن يكابر والنتيجه ولد معقد ومحطم نفسيا
اما شكرى ده لو مكنش اتقتل كنت خنقته بيدى المجرد ه لعين ابليس لا ضمير ولا فضيله
قصه متشعبه وكل اطرافها تربطهم صل ما اما قرابه او جوار وضحتى اطرافها بحبكه فنيه جميله ومشاعر فياضه اهنيكى اكيد المشاهد استنزفتك سلمت يداكى حبيبتى انشاء الله نحتفل معك قريبا بتمامها وبداية عمل جديد دمتى بود ولكى منى كل الحب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هلا وسهلا مملكة الغيوم منوره
ولسه فيه مشاعر مرهقة قادمة الحلو لسه ما جاشي
انا بحب توت يؤذيني ان تروها حاقدة ربما تتوب في النهاية ومن يدري
اه اعمار اختارت النهاية ولكنها لم تختار البداية
هنعرف سر حقد ام محمود عليها في الفصل 17 باذن الله هذا لو ربنا احياني
والله انا بحب قيثارة برضه غلبانه كده في نفسها وضحية لذاتها
انا بحب بقى ناصر اعتقد انتي بتحبيه ولسه اللي جاي احلى اكيدددددددددددد
وصلتي والله اهو الولد المعقد نفسيا ده ابن تبر ومصطفى هو بطل قصتي الجديدة اللي بكتب فيها حاليا المسودات بتاعتها منصور بطل الرواية القادمة بس اتمنى ما اضربش بالطماطم فيها والبطلة بقى هتبقى مفاجأة هسيبك تتخيلي هتبقى بنت مين
انا قلت اموت شكري في الاول عشان مش كنت استحمل اكتب عنه مع علمي بانه حي
والله انا مبسوطه لانك ربطتي كل الاطراف ببعض لان كان حد اتهم القصة دي زمان بانها مهللة ومهترئه وغير مترابطه لدرجة انهم اوشكوا على ان يعقدوني منها بس محسوبتك مثابرة وبتعيش بالعند
والله استنزفتني المشاعر فعلا
وانا كمان بحب اللغه العربية فمستنزفاني برضه اللغه العربية
ان شاء الله نحتفل على خيرر قريبا بس المهم ان كل قصة تاخد حقها مواقف ومشاعر لان اللي اهم من احداث القصة نهايتها وانا بعاني في النهاية معاناة عسيرة لاني مش بحب النهايات الوحشة ولا النهايات العادية انا بحب النهاية تكون مبهرة قد تكون هناك نهاية حزينة وحيدة في حمامة الارباش ولكنها لازمة عشان الجزء التاني واللي هيكون منفصل عن الجزء الاول باعتباره عن منصور ابن تبر ومصطفى ولكن الخلفية الاجتماعية بتاعة الجزء الاول هي اللي هتتحكم في احداث حامية الوطيس
ربنا يسهل انا كسولة اصلا كتيررررررررررررر بس والله بحاول انشط لاني كافحت كثيرا لاوصل لقصة لمنحنى احبه عشان اعرف ارغي فيها براحتي والحمد لله وصلتها لمنعطف باسطني فتلاقيني مبسوطة وانا بكتب وده منعكس على الفصول الاخيرة اللي نزلت من حمامة الارباش
سعدت بوجودك ارق التحايا لكي
:55::55::55::55::55::55:

مملكة الغيوم 17-02-16 01:38 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج1
 
السلام عليكم ورحمة الله
خليكى واثقه من قلمك حبيبتى القصه بجد مش مجامله جميله هى عاوز صبر فى القرايه وفهم مش عاوز اللى يقراء بتسرع لازمها تاءنى وتركيز لجل تتفهم ده فى الست بارتات الاولى بعد كده واضحتى كل الخيوط وباتت سهله الاحداث ولو كانت التوقعات فيها صعبه نظرا لغموض الشخصيات وده لا يعيبك ككاتبه بالعكس ده يجعلك متفرده فى رؤيتك وقلمك كل لما كانت الروايه سهله والتوقعات بسيطه باتت الروايه اضعف لكن كل لما بات من الصعب توقع تصرفات الابطال كانت الروايه ناجحه وتجذب القارء الجيد فلتتمتعى بنجاحك ولا يحبطك احد

بنت أرض الكنانه 17-02-16 10:58 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج1
 
بقية البارتوت السادس عشر
ههديه لكم
نجمة ساطعة
blue may
احلام طائرة
مملكة الغيوم
ممتنة لكم تشجيعي
وانتم من يكتب حمامة الارباش فعلا
نجمة اول من قرأت حمامة الارباش حينما كان اسمها من منطلق حب واول من شجعتني
blue may عرابة القصة في ذلك المنتدى الباذخ
احلام طائرة اكتر انسانة بحبها في الدنيا وهي عارفة
مملكة الغيوم في تلك المرحلة كنت محتاجه لدعمك وردودك الطويلة الجميلة بثثتِ فيا طاقة عجيبة
يللا حاجه على ما أُسُم بلهجتنا
وحبيت ارسم بسمه على شفاهكم قبل ما اقلبها نكد في الفصل القادم
وانتم عارفين نكدي..... مستطير
بس احتمال اتحدف بالطوب واترمى بالشباك وحاجات كتير تحصل

البارتوت الثاني من السادس عشر
ملك
هوى "علي" في قلبها يُضيء العمر إشراقا، هي لم تعشق قبله أبداً بما في ذلك آدمز، آدمز ظهر في حياتها حينما تداعى العالم أمامها، اكتشافها أنها ليست ابنة الصديقي كان صدمة فاجعة لها، آدمز انتشلها من صومعة انهيارها.... من نبذها للحياة وتسربلها في زي الراهبة، هي ممتنة لآدمز مدى عمرها، التقته وهي راهبة تنشد الترانيم في كاتدرائية ستراسبورغ برفقة زميلاتها، ظل يحدق فيها مسحورا ومن ثم تبعها وكأنه ظلها، أبدت استيائها وطالبته بالتوقف عن اقتفاء أثرها ولكنه لم يأبى لحديثها، قدم تبرعا ضخما لدير الراهبات الذي تقيم فيه والذي يدير عدة مشروعات خيرية، شعرت أنه فعل ذلك كي لا تأبه الراهبة الأم بحنق ملك من تتبعه لها، وبالفعل ما خطط له أتى ثمره كاملا فالراهبة الأم اعتبرته كريما ومعطاء ويستشعر حاجة الفقراء، وباتت تمتدحه مع كل زميلاتها في الدير وتَعِدَّها متجنية عليه ومجحفة في حقه.....
التفرغ لعبادة الله والتقرب منه واستشعار عظمته في قلبها كانت فترة لا مناص من مرورها بها خصوصا بعد تخبطها ريثما اكتشفت أنها بلا هوية وليس لها محل انتماء حقيقي.....
فريدة الأحمدي كانت سِكِيرة... مقامرة.... مختلطة العرق، مزدوجة الجنسية تحمل المصرية والفرنسية، كانت منحلة إذا جاز لها أن تصف من منحتها اسمها بذلك، كانت تنحدر من سلالة عريقة إلا أنها كانت مهووسة حينما يتعلق الأمر برجل يلفظها وينبذها، وهذا الرجل لسوء حظ ملك كان والدها أحمد!!!!......
فريدة كانت مختالة فخورة بنفسها وساءها ألا يعيرها أحمد الجبالي أدنى اهتمام وألا يكترث بها.... ظلت تطارده وتُلْقِي بنفسها عليه.... ولكنه عافها وهذا جرح كبريائها فهي فاحشة الجمال وكل الرجال يسيل لعابهم عليها.... كان أحمد الجبالي مطلق والدتها أزاهير آنذاك لسبب لا يعلمه أحد، وكانت والدتها آنذاك تتنقل بين الرجال عبر ورقات زواج متوالية.... ولكن تلك الحقيقة لم تثني فريدة الأحمدي عن مخططها..... أوعزت ليتم اختطاف احدى الطفلتين من سرداق مشتريات بالاسكندرية.... لم ترغب في الاثنتين فقط واحدة لتفطر قلب أحمد عليها للأبد حينما يطالع شقيقتها التوءم ويتساءل بعجز عن مكانها وعن كيفية حالها..... ظلت ملك تجهش في البكاء لأيام وتطالب بأوبتها لعائلتها لكن فريدة كانت تستلذ ببكائها ولم تشفق عليها أبدا، كلما انفطرت في النحيب كلما سكبت لها طعام بائت ضئيل لا يقيها شر الجوع..... وكلما تملكها الهذيان المحموم باسم عائلتها اجتبت لها حَشِيَّة تالفة لتفترشها نائمة.... هددتها فريدة الأحمدي بإحراق وجهها لو ثرثرت في المطار عن حقيقتها وبأوراق مزيفة تمكنت من تمريرها من مصر واستقلتا الطائرة لفرنسا
غيرت فريدة الأحمدي مِلَّتِها كمسلمة..... واتخذت ديانة والدتها الفرنسية عقيدةً لها.... مزدرية الإسلام ومتهمة إياه بأنه سبب تخلف البلدان العربية..... خمر ورجال وسهرات فاحشة.... تلك كانت حياة فريدة الأحمدي..... تشعر ملك بالاشمئزاز... وبرجفة ارتعاب تنتهك بدنها كلما تذكرت تطاول بعض رجال فريدة أحمدي على جسدها... رغم أنها كانت لا تلبث طفلة في مقتبل عمرها ولا تُشكل مطمع في عيون أدنى أحد بفطرة سليمة.... ومن رحمة الله أن الأمر لم يجتاز التحرشات فهو لم يصل مطلقا لأبعد من ذلك..... بهتت ذكريات ملك بمرور السنوات..... عند سن التاسعة صارت الأيام التي عاشتها في مصر ضباب في عقلها....
روكسان ذلك الاسم الذي وصمتها فريدة به..... أرادتها صخرية المشاعر متحجرة الشعور.... كانت فريدة تأمر خادمتها بإلقاء الطير المذبوح لتوه صوب جسد ملك.... كان الطير يلاقي سكرة الموت على جسد الفتاة ودمه يلطخ كل ما فيها.... كانت فريدة غير سوية التفكير تستلذ بالسادية.... وفي أحيان أخرى تزعم غرامها بالصغيرة فتصطحبها في نزهات وتدعي أن هناك جن شرير متلبسها يُملي عليها تصرفاتها وعلى ملك تفهمها والغفران لها.... وحينما تتهدج حواس ملك لها وتقرر مقاربة فريدة والغفران لها تنقلب فريدة وتتلذذ وهي تقوم بحركة تُلقي الروع في قلب الصغيرة.....
أعلنت فريدة إلحادها بعدما تسربت الإنسانية تماما من قلبها.... كانت تجبر ملك على ممارسة طقوس الإلحاد معها وترغمها على التفوه بإهانات لمن خلقها.... كانت فطرة الفتاة السليمة تأبى تدنيسها.... تأبى الاعتراف بأن الكون منظومة عبثية ستبدأ وتنتهي من تلقاء ذاتها.... انطفأ بريق عيونها وذبلت كافة أغصانها وصارن الكون مريرا في نظرها..... كثرة الضرب المنهال على رأس الصغيرة عبر سنوات حياتها مع فريدة - والذي تفاقم حينما أبدت استهجانها وتقززها من منوال الحياة الأخير التي تتبعه فريدة - تسبب في طمس الذكريات التي كانت عالقة في ذهنها عن وطنها الأم.... وعن عائلتها...
على احدى الشطآن.... كانت ملك ترتدي لباس سباحة من قطعتين... كانت في التاسعة آنذاك.... ولكن جسدها كان قد بدأ الدخول في طور المراهقة.... وملك شعرت بأنها عارية أمام أحداق البشر يلتهمون آدميتها وينهشون براءتها..... فريدة أجبرتها على هذا اللباس.... وملك لم تعد تتحمل.... اختطفت مِبْذَل من أمام فريدة لتتستر به و ركضت بعيدا عن أحداقها لتنفطر في النحيب المرير.... لم تبالي فريدة بتتبعها فلقد كانت تتمتع مع صديقها الجديد وتقهقه وإياه عن خجل المعتوهة.... ولكن يدا حانية ربتت عليها..... سألها بصوت ملؤه الدفء بعث السكينة في حناياها :" ما بكِ يا صغيرتي؟!!!!!"
رفعت ملك أحداقها إليه ولأول مرة كانت تطالع الصديقي ميخائيل.... مغترب مصري يغترف من النقود الكثير
أجابته ملك وهي تُسرع الخطى مبتعدة عنه :" لا شيء يا عماه.... ذرة رمل جرحت عيني".....
جذبها الصديقي من معصمها ليديرها إليه وثبت بصره عليها وأعلن مستوثقا من صحة ما يتفوه به :" ذرة الرمل تجرح عين واحدة فما بالك بالعينين؟!!!.... كلتاهما متشربتان دما.... خيوط الدم تشابكت فيهما لتصيرا حمراوتين تماما.... لست أحمقا يا ابنتي فإياكِي أن تعتبريني كذلك!!!!.... أنتِ كنتِ تبكين بمرارة ولا أدري حقاً لمَ ولكن دموعك تؤذيني"....
نطقتها بلهجة مصرية... عاشت مع فريدة ضائعة منها... مطمورة بقاياها في تكوينها:" هو أمر تافه ولكنك تعرف الصغار كم تؤذيهم التوافه!!!"
انكمشت أحداق الصديقي محملقا فيها وسألها بفرحة عارمة تغمره :" أنتِ مصرية؟!!!!"
هزت رأسها لتجيبه بإدراك وهي مثبتة البصر عليه كذلك :" وأنت كذلك!!!"
تناهى لسمع ملك صوت فريدة يأتي من ورائهم متذمرا :" أين اختفيتِ يا فتاة.... خفت أن تكوني ودعتِ الحياة".... نطقتها بتهكم وهي تلوي شفتها وتتخصر
حينما التقى وجه فريدة بخاصة الصديقي تصلبت مكانها محملقة فيه
نقلت ملك بصرها بينهما غير مستوعبة ما الذي يجري
هتفت فريدة غير مصدقة آنذاك :" الصديقي"....
أجابها وهو يومئ برأسه وابتسامة حبور وتوق تعلو ثغره :" بشحمه ولحمه سيدتي".....
اتضح أنه كان هناك علاقة حب ملتهبة بين فريدة والصديقي في الماضي البعيد.... وأن حب الصديقي كان صادقا جدا ومضطرم الجذوة..... وأنه شعر بحائل يعوقه عن فريدة فهما من ديانتين مختلفتين في مجتمع لن يرحب بهما أبدا مجتمعين.... ولكنه قرر تحطيم العراقيل التي تفصله عنها فالحب الذي كان يستشعره هائج وفائر وثائر.... ارتطم برفض والدها له.... وآنذاك لم تكن فريدة تقوى على معارضة والدها..... كان وصيا عليها بالكامل وهي كانت تتبعه..... مدينة له بالولاء المطلق..... لم تكن فريدة تفعل ذلك لأنها تحبه بل لأنها تخاف على إرثها منه وعلى الرغد الذي تعيش فيه لو عارضته وهربت مع المعدم آنذاك الصديقي....
حب الصديقي لفريدة عاد ليتأجج من جديد..... ولم يستقصي عنها مطلقا وهي خدعته ببراءة مزيفة وبتمثيل متقن.... استحال الصديقي نجما في سماء فريدة يسري.... وغمر الصغيرة ملك بحبه ودعمه وتفانيه لإسعادها.... وسافرت ملك فوق قمم السحاب حينما أعلن الصديقي وفريدة وهما متشابكي الأيدي أنهما سيتزوجان..... فريدة استحالت حانية معها جدا في تلك الأيام خوفا من أن تفضحها ملك لدى الصديقي..... وملك بسذاجتها صدقت توبة فريدة..... وشعرت بالفرحة العامرة لأن الصديقي سيظل معهم للأبد.... هو حمايتها من شر الحياة.... هو استجابة الله لصلواتها التي كانت تسكبها بعيدا عن أحداق فريدة كي لا تطيح بها.....
انحنى الصديقي حيالها آنذاك وسألها بعيون تومض إشراقا :" سعيدة للخبر يا ملاكي!!!"
أومأت ملك برأسها وعيونها تشع بألف شمعة وأجابته بتمتمة أجشة :" أنت متيقن من أني كذلك".....
وتلاحما في عناق متقد الجذوة
وحينما انفصلا وعيونهما مغرغرة بالعبرات
سألته ملك بتردد :" أيمكنني مناداتك أبتي؟!!!"
بان التردد على محيا الصديقي ونقل بصره صوب فريدة ليُعيده للصغيرة وهو يتفوه بما فاجأ الصغيرة وأَسَرَّها جدا :" أنا فعلا والدك يا ملاكي...... ذلك خبر قررت أنا وفريدة أن نُعْلِمَكِ به اليوم.... وأنتِ منذ اليوم انجيلا فذلك الاسم هو ما يليق بكِ..... انجيلا الصديقي"...... وانتفخت أوداجه زهوا بها
ارتمت في حضنه تسكب العبرات مدرارا وهي تردد بتوق محموم للكلمة :" أبتي.... أبتي".....
وتوسدت راحته كما يتوسد طفل متعب راحة المهد.........
لقد كان ظمأها لكلمة أبتي مُرْدِي
والشجن حيال حرمانها منها قاتل
**********************
تتضح كل الأشاوات بمرور السنوات
الصديقي عقد اتفاقا مع فريدة أن يعلن أنه والد الفتاة الحقيقي ليكون لها محل انتماء
ففريدة زعمت بأنه قد تم التغرير بها على يد شاب متلاعب خلَّفها حامل ورائه ولكنه لاقى حتفه في حادث منذ سنوات
وأنها اضطرت هجر وطنها العزيز لأنه لن يرحب بأم عزباء أنجبت طفلا عن طريق السفاح
وهي ليست قاتلة لتجهض جنينها هي قررت أنها ستتقبله وتحبه وهذا ما فعلته برغم كل الصعوبات والتحديات
وزعمت أنها باقية على حب الصديقي ولكنها لحظة ضعف ألمَّت بها وترجو من الله ومنه أن يتجاوز عنها ويغفرها لها
بعد زواج فريدة من الصديقي
ظلَّ سر حياة فريدة العابثة سرا في جوانح ملك يختنق
لم تجرؤ على البوح به
خافت من تبدد ذلك العالم الوردي لو فعلت
خافت نبذ الصديقي لها أو تشكيكه في نسبها لو علم أية فاسقة كانتها فريدة
ظلت ملك تتلظى على الجمر لسنوات والتوجس يداهمها في كل ميقات بأن تلك السعادة لن تدوم وفضائح والدتها فريدة ستتجلى لوالدها الصديقي ذات يوم
لو تخلى عنها الصديقي كانت ملك ببساطة ستموت وهاجس أن ينبذها ظل يطاردها لسنوات لينغص عليها حياتها ويحرم عيونها رقدة الأجفان
كانت فريدة تُبدي غيرتها وتأففها من ملك كلما انفردتا في غياب الصديقي
وحاولت إقناع الصديقي بإرسالها لمدرسة داخلية لتصير منضبطة وجدية عندما تشب
ولتُقْصِي الفتاة التي تُذكر الصديقي بزللها في الخطيئة
وكل ذلك لم يُدحض عزيمة الصديقي بأن يُنشئ ملك كأنها ابنته
كان عقيم هذا ما اكتشفته ملك بعد سنين
هي الشراع الذي انتشل قاربه من الغرق المحتوم
وهو من أبرأ الكثير من الندوب الغائرة التي حفرتها فيها فريدة
كانت علاقة نفعية للطرفين ولكنها قائمة على الحب المتبادل الصادق العميق
حبهما وإيمانهما ببعضهما البعض كان الملاذ الوحيد لانتشالهما من دوامة بؤسهما وشقائهما
وتم طلاق فريدة والصديقي بعدما نشبت بينهما خلافات طاحنة
وتعلم ملك بعد مرور السنوات أن المعول الحقيقي وراء الطلاق كان خيانة فريدة الجسدية له
وصار الصديقي الوصي عليها وأغدق فريدة باتفاقية طلاق باذخة وكل ذلك كي لا تطالب بالصغيرة وتنتزعها من أحضانه
قبل أن تموت فريدة كان لا مناص من قيامها بعمل صالح أخير تبعا لوجهة نظرها
وعلى فراش المرض بالمشفى طلبت ملك لتمثل أمامها واعترفت لها بأنها ليست ابنتها أبدا وتباعا هي لا تمت للصديقي بأدنى صلة
وزعمت بأنها فتاة لقيطة كفلتها من ملجأ بمصر
كانت حاقدة عليها حتى وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة
لم تصدقها ملك
طالبت الصديقي بإجراء تحليل الحامض النووي لهما لتستوثق من مدى صلتها به
مدعية بأن فريدة زعمت بأنها ليست ابنته وهي تفارق الحياة
زاغ إبصار الصديقي وامتقع لونه وسرت قشعريرة باطشة في بدنه حينما أفضت له ملك بذلك
ذعره كشف لملك الحقيقة
وهو حاول التملص من ذلك المحشر الذي سيحطمهما
أحاط بيديه أكتاف ملك وحدق في وجهها وتوسلها ألا تفعل بهما ذلك
وأَجْزَم لها أنه مستوثق من نسبها
وأنها منه
ولكن عيونه كانت تشي بكل ما يعتريه من هلع
وملك رحلت بعدما عم المساء ربوع المكان
وبعدما طبع الصديقي قبلة على مفترق شعرها متمنيا لها ليلة طيبة ليخلفها في فراشها ريثما دثرها جيدا
تبعته ملك وهو يختفي من أمام أحداقها بحنين لرجل لن تنسى فضله عليها يوما
وحالما فعل التقطت حقيبتها المعدة أسفل الفراش ولاذت من ذلك الجحيم الذي ألقتها فيه فريدة
تلك المرأة الخبيثة أفسدت حياتها حية وميتة
دفنت ملك زهرة نقائها بيدها مغترفة من الجعة بنهم.... مكرسة نفسها لسهرات سرمدية لا تنتهي تبدأ في النوادي الليلية ولكنها غالبا لا تنتهي فيها
بل تنتهي في شقة أحد أفراد شلتها الجديدة
تخبطت وجهاتها وانتشر الغمام الأسود فوق حياتها
كان من الممكن أن تتخلى عن جسدها كما تخلت عن روحها ولكنه ظل نفيسا لها لا تدري لمَ
ربما لأنها وصية الصديقي لها.... أن تحافظ على طهرها لتكون فقط لبعلها
فهكذا كل الفتيات الشرقيات وهي شرقية في صميمها وإن نشأت في بلاد الفرنجة وترعرعت فيها
لم تجرؤ على تخريق الخيط الذي يربطها بهوية الصديقي كأب حقيقي لها!!!!
وفي احدى شقق أصدقائها حينما ثَقُل رأسها من جراء الخمر الذي ابتعلته بشراهة عالية
حاول أحدهم تدشينها ببصمته
ولكنها قاومت وصمدت وحاربت بضراوة عاتية
شعرت كأن غيمة الخمر تنقشع من عقلها
كأنها صاحية وواعية تماما لما يجري لها
ومتحفزة ضد من يضمر لها شرا وينتوي زجها في سبيل الهلاك
وكأن أحدهم يرفع يده في تلك اللحظة بالذات ويبتهل لها النجاة!!!!
حالما فكت ملك نفسها من قبضته غادرت الشقة مهرولة
ولم تعد لذلك المسلك أبدا
توجهت لكنيسة لتصلي فيها
وسكبت فيها عبرات الندم والتوبة
وصارت منذ ذلك اليوم راهبة تبتغي الوصول للسكينة الحقيقية
لربما لكل هذا اتخذت مارسيللا صديقة مقربة منها بعد ذلك
هي كانت آيلة للسقوط
ولذا هي تتفهم مارسيللا ولا تراها تستحق الجمر
هي مستأهلة فرصة لتتوب وتتطهر
كلنا نستحق تلك الفرصة
فكلنا آيلون للسقوط
بعدما أفضى لها "علي" أنها ملك وليست أمان قررت مواجهة أزاهير وسؤالها مباشرة
فاسم ملك الأقرب فعلا لها وتستشعره في دواخيلها يخصها
في غرفة أزاهير..... توجهت نحو النافذة الموصدة لتحدق بها ولم تراوغ واعترفت ببساطة وهي تشبك أناملها في قبضة واحدة
:" نعم أنتِ ملك أما أمان فهي من رحلت في حادث السيارة الدامي..... ونعم كنت أعرف أنكِ الابنة التي انسلخت عني لسنوات.... لم يكن هذا الأمر محل التباس عندي..... لا توجد أم لا تستطيع التفرقة بين أولادها حتى لو تماثلوا.... ونعم لم أتفاجئ حينما انتشر في الجرائد كون ملك الجبالي وانجيلا الصديقي وجهين لعملة واحدة.... أنتِ خدعتيني بادعائك فقدان الذاكرة وأنا خدعتك وزعمت أنكِ الابنة التي نشأت وترعرعت أمام أعيني.... متعادلان يا ملاكي.... متعادلان تماما.... أنتِ مخادعة وكذلك أنا...."....
واستطردت :" بعدما اِخْتُطِفْتِ منا.... دخلت أمان في مرحلة جمود..... كانت طفلة تقارب الخامسة ولكن هيئتها تتراءى لكِ وكأنها تموت.... طيفكِ يسيطر عليها.... يتراءى لها حتى في نوبة نومة متقطعة تداهمها من فرط إعيائها ولكنها لا تطول.... كانت تهذي بأنها تمنت أن تختفي قبل اختطافك لأنكِ تسرقين الأضواء منها.... ولهذا أنتِ اختفيتِ.... لأن الله لبى طلبها... كانت تتيقظ من موجة الغشيان التي تُلم بها من فرط إجهادها وهي تصرخ بأن أحدهم يُطفئ السجائر في جسدها..... ويكيل لها الضرب المبرح وهي لا تتمكن من صده أبدا..... وحشة تلفها حتى ونحن نحيطها.... تقول أنكِ تتعذبين..... أنها شريرة لتُلحق بكِ هذا المصير.... السقم استشرى فيها فالطعام لم تكن تتذوقه وحتى لو أجبرناها على تناوله كانت تتقيأه كاملا.... اختلَّ فودها.... لم يعد يتحمل إهمالها له..... وسقطت مغشية عليها.... في المشفى أعطاها الأطباء محاليل تغذية لتدب الحياة فيها..... وحينما استفاقت..... بدت متبدلة وهتفت في :" أين أمان يا ماما..... لمَ لم تُحضريها معكِ؟!!!"..... فسر الطبيب النفسي حالتها بأنها قررت إحياء ملك ولو على حسابها!!!!.... فكرنا في أن نواجهها بالحقيقة إلا أني رفضت..... لقد عادت تتبسم حينما تلحفت باسمك واستسقت بعطرك!!!!..... صدمة رحيل شقيقتها التوءم كانت فاجعة لها ولكن وطأتها كانت أقل وهي ملك عما كانت وهي أمان.... ومنذ ذلك اليوم صارت أمان ملك.... وصارت ملك روحا تحيا في جوف أمان".....
وأردفت وعيونها مغروقة بالعبرات الكثيفة :" حينما عثرت الشرطة على الملابس التي كنتِ ترتديها قبل اختفائك طافية على سطح احدى الترع بطريق القاهرة – الاسكندري خارت قواي تماما واستسلمت للانهيار..... ولكن أمان ظلت تردد أنكِ حية وأن علينا ألا نيأس ونبحث عنكِ لنعيدك إلينا.... كانت تقول أنها تشعر بكِ.... وتزعم بأنكِ تتنفسين في مكان ما وتبتهلين لله عثورنا عليكِ..... كنت أحسبها ترهات تتصورها..... ولكنها ظلت تفتش عنكِ.... كلما قست عليها الحياة كانت تفتش عنكِ بجنون لتتوكأ عليكِ.... كانت تؤمن بوجودك..... لأنها تعرف في بواطنها بأنها ستزعم أنها أنتِ فقط حتى عودتكِ.... حبكِ كان واحتها حينما يضيق عليها الليل ويلفظها النهار.... علمت بأمر فريدة الأحمدي.... بأنها كانت مهووسة بوالدك وهددت يوما أمام الملأ أنها ستحرق قلبه نكاية فيه لأنه تصرف بجلافة معها..... آمنت بأن يأس المرأة وحقدها حيال رجل قد يمزق أواصر أسرة بالكامل.... استقصت أخبارها وعلمت صدفة أنها تعيش في فرنسا وأنها تزوجت حبيب صباها الذي صار مليونيرا عملاقا.... سيطر عليها هوس الوصول إليها وقررت ذلك فعلا فحجزت تذكرة سفر لفرنسا وذهبت إلى هناك..... بقية القصة أريد أن أسمعها منكِ لأنها لم تخبرني بها..... كيف كان لقاؤكما؟!!!!.....".....
استدارت نحو ملك التي كانت واجمة مشدوهة من جراء ما سمعت واستطردت أزاهير وهي تومئ برأسها :" نعم لا تندهشي هكذا..... هي أخبرتني قبل وفاتها أنكِ حية وأنكِ ستوافي مصر لتقومي بمواساتها لرحيل زوجها نديم..... بعد حادثكما الأليم خُفْت أن تتبددي مني حينما تصلبي عودكِ وتتماثلي للشفاء لذا زعمت أنكِ ملك..... والعجيب أنكِ فعلا ملك".....
سألتها ملك وهي معقودة الحاجبين عابسة :" من كان يشكل تهديدا على حياتها؟!!!.... هل تلقت تهديدات قبل وفاتها؟!!!"...
كلمة واحدة انطلقت من فم أمها لتجمدها تماما :" رائد!!!!"
واستطردت وهي تقترب منها وتدور من حولها :" لم يهددها صراحة.... ولكني لم أثق به يوما.... هو وصولي ومادي وحقير!!!.... له علاقة بمقتل ابنتي.... هذا ما أشعر به.....".....
سرحت ملك بتفكيرها وعلقت شاردة :" التقيته منذ بضعة شهور.... بدى نادما على تخليه عني لصالح ورد...... بدى صادقا جدا"....
ردت أمها بعبوس :" هكذا هم الثعابين.... وهو أرقم أسود لعين.... لم أقبل أبدا زواجه من أمان.... بدى لي طامعا بها فهددتها بحرمانها من ميراثي لو تشبثت به..... وأبلغته بذلك فتخلى عنها بمنتهى اليسر والسهولة وبدأ يحوم حول ورد نوار..... أمان ورثت من والدها أحمد القدر الضئيل فجدكِ عليّ كان لا يلبث حيا ويمتلك كافة مقاليد الأمور.... وهو لم يحب أمان يوما ليشملها برعايته ويبسط لها نقوده.... كانت تمثيلية.... لم أكن أنتوي حرمانها من الميراث فعلا لو تشبثت برائد..... كنت ببساطة أختبره وهو أَخْفَق باقتدار.... ورد كانت واهمة في رائد بسبب أمان.... كان أي شيء تحوذه ابنتي تسعى هي خلفه أيضا.... وأي شيء تراه أمان نفيس لا يغمض لها جفن حتى يصير لها مثله تماما.... برغم كل هذا لن أنكر أنها أحبت ابنتي واعتبرتها قدوتها.... وصارت تحذو حذوها وتسعى لتكون مثلها!!!"....
عادت تلك الفكرة لتستحوذ عليها تماما
حقيقة أختها تكمن في عيون ذلك الشاب المدعو رائد
عيون زئبقية غامضة لا تفصح عن شيء مطلقا على عكس لسانه الأملد الذي يسترسل في الحديث ببراعة منقطعة النظير
وتخالطت تلك الفكرة مع كلمات جورية ذات فين
" اجتبيتيها لتكون صديقتك ولكنكِ لفظتيها بمنتهى السهولة واليسر فقط لأنها وقعت في شباك من أدنيتيه منها، لكِ جانب شرير يا رفيقة!!!!"
تناهى لسمعها صوت أمها ينتزعها من شرودها :" اجلسي يا ابنتي فالحديث سيطول".....
أعربت لها ملك وهي تلاقيها بصريا :" أريد أن أستوضح منكِ كافة الحقائق والأمور يا أمي فهل ستسمحين لي؟!!!"
أحاطت أزاهير أكتاف ابنتها بيديها وقالت وهي مسلطة بصرها عليها :" حياتكِ على المحك يا ابنتي..... خَفَتَ عنكِ الخطر حينما أعلنا فقدانك للذاكرة.... ولكن شهادتكِ في حق رائد عادت لتؤجج النار من جديد!!!!.... محاولة قتلكِ في المشفى بعدما أهرق علي دمكِ لم تُكَلَّل بالنجاح.... ولكنها تجبرني على البوح لكِ بكل شيء.... أعرف أن الصديقي ميخائيل يدعمك وأنه يستخدم كل نفوذه للوصول للمعتدي عليكِ في المشفى..... ولكن لم يَعُد من الممكن أن أخفي عنكِ أي شيء أكثر من ذلك....".....
افترشت ملك حافة السرير جالسة واحتلت أمها البقعة المجاورة وأفصحت بمرارة وكتفاها يتهدلان وهي ناكسة الرأس :" أحد أزواجي اغتصب أختك وهي صغيرة!!!!!..... استحالت تكرهني وطالبت بإدخالها لمدرسة داخلية.... ولم تواجهني بما ارتكب!!!!..... فقط قررت حبس نفسها في مدرسة داخلية كي لا تراه مجددا..... هو من تباهى بذلك أمامي..... تباهى بامتلاكه الأم وابنتها في نوبة جنون عظمة داهمته.... أمان فقدت شعورها بخصوصية جسدها منذ ذلك الحين.... صار تستشعر رخصا في نفسها وأضحى الأمر كابوسا لا يفتأ يقتحم ليلها....".....
طالبتها ملك بصوت أجش وهي مقلصة حيز عيونها :" وأمورة تعود لمن؟!!!.... من هو والدها الحقيقي؟!!!!"
زاغ بصر أزاهير وامتقع وجهها وحاولت التملص من المحشر الضيق ولكن ملك أجفلتها بقولها :" رائد.... أليس كذلك؟!!!"
وطالبتها :" هل يعرف أنه والد أمورة الحقيقي؟!!!!..... وهل لهذا تكرهينه وتريدي إلصاق حادث أختي المدبر به؟!!!"
هتفت أزاهير متبرمة :" هو أرقم أفعوان أنا لا أتجنى عليه..... ولا.... أمان لم تخبره يوما بشأن حقيقة صلته بأمورة...."....
واستطردت:" حينما كانت في مغبة حبه عمياء... استسلمت له كوسيلة لتخبره أنها ليست عذراء لتختبر ردة فعله..... بدت ردة فعله متحضرة وغير آبهة بما وقع لها..... وهذا أسعدها جدا وملأها إيمانا بأنها تحصلت على حبها الحقيقي.... ولكنه طالبها بتكرار الأمر المشين معه وحينما رفضت وأكدت أن هذا الأمر لن يتكرر حتى زواجهما.... وافاني ليتقدم لها وحينها أبلغته بملء فمي أني سأحرمها من كل شيء لو تزوجت به..... أخبرها أنه لا يُمْكِنَه تأمين سبل عيش كريم لها وأنه يُطلق سراحها لتستمر في رغد العيش مع أمها..... وحينها سألته ابنتي وماذا عما وقع بينهما أجابها بقساوة أنها لم تكن مرتها الأولى وأنها ستتأقلم كما فعلت قديما..... حدقت فيه صامتة وتفرست فيه قبل أن تبصق عليه وتغادره.... واستنجدت بعلي وهو لم يخذلها..... سترها ونسب أمورة له في سابقة شهامة غير مسبوقة..."
عاتبتها ملك :" وأنتِ أوغرتِ صدري حياله.... وزعمتِ أنه من كان يقلب أمورة على أمها"....
تململت أمها مدافعة عن نفسها :" حتى أمان كانت تزعم ذلك.... كانت تدعي أنه يوغر صدر الصغيرة حيالها..... ولكن الحقيقة أنها لم تكن تطيق ابنتها أبدا..... كانت تُذكرها بحماقتها في الحب.... وبوالدها الأفعوان الحقير.... "علي" بسط محبته للصغيرة وتقبلها برحابة واسعة.... أنا خشيت أن تتقربي منه بعد حادث السيارة حينما قرر موافاتك مع أمورة ليطمئنا عليكِ في المشفى.... فأحدثت وقيعة بينكما قبل أن تتلاقيا واتهمته بكل ما لم يكن فيه.....".....
أجبرتها ملك على ملاقاتها بصريا وطالبتها بصوت أجش :" أحدثتِ شقاقا بيني وبين "علي" قبل ملاقاتنا لمَ؟!!!"
زاغ إبصار أمها واعترفت بعدما عضت على شفتها السفلى حتى ذاقت طعم الدم :" علي تعهد أن يكون حاميكِ منذ مولدك.... تعهد بحماية ملك وأنتِ ملك.... وستر أختكِ لأنه ظنها أنتِ.... وهو يحتقرني وكان ببساطة سيُبْعِدكِ عني لو نشبت بينكما علاقة حب كما كان مقدرا لها أن تكون"....
سألتها ملك بعدما أطلقت تنهيدة وهي تثبت بصرها عليها :" لمَ طلقكِ أبتي؟!!!"
هزت رأسها وتفوهت قائلة :" ليس لأني معوجة المسلك كما تظنين.... أنا كنت أتزوج على سنة الله ورسوله.... لم أقترف يوما خطيئة تُدني الجبين.... كان مغرما بفتاة تدعى زهر من بلدتنا ولكنها للأسف الشديد تكون أخته من أبيه.... ابنة الجبالي التي لم يعترف بها أبدا.... حينما عرف الحقيقة ترنح عالمه وتداعى وأراد مسكنا لعذاباته فهرب معي ليتزوجني.... فوالده لم يكن يرتضي نكاحه من ابنة الغجر.... وهو لم يعد يبالي بأراء أبيه ومعتقداته منذ مزقته الحقيقة إربا..... ظننتني سأكون ترياقه ولكن دوري معه لم يَعْدُو مسكنا فاشلا ضعيف.... وحينما ماتت زهر كمدا على ابنها الصغير انهار عالم أحمد تماما.... لم يحتمل فقدان زهر أبدا.... ورأى أنه يظلمني بتلك الطريقة فأطلق سراحي..... وصراحة أنا كنت ضجرت منه وتنفست الصعداء حينما أراحني الله منه"....
أطرقت أزاهير برأسها وأعربت بنبرة أبحة خفيضة:" حسنا لمتى سأخدع نفسي.... والدكِ ركلني من حياته تماما وأوصد على نفسه في محراب حبه المحرم ولم يبارحه سوى وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.... كنت راضية بالفتات معه ولكنه استكثره علي وأقصاني من دنياه بمنتهى القساوة والضيم...."..... طفرت دمعة من أحداق أزاهير واحتضنتها ابنتها بكل قواها وهي تردد لها لتهدهدها :" عوضكِ الله بالعم مسعد.... يضعكِ في عيونه ولا يرى في الحياة امرأة سواكِ.... لا تكوني مجحفة في حق زوجك الحالي أمي.... افتحي قلبكِ له فهو يستحق....."
تواصلت مع أمها بصريا وهي تؤكد لها :" لقد تخطيتِ حب أبي منذ زمن بعيد يا أمي.... ولكنكِ تخدعين نفسك وتوهمينها بأنها باقية على حبه كي لا تقعي في الحب من جديد.... أنتِ تخشين تحطم قلبكِ في الحب من جديد لو سمحتِ له بالتنفس في دواخيلك.... حسنا.... أنتِ واقعة في غرام العم مسعد بالفعل يا أمي ولكنكِ تبذلين قصارى جهدك كي تُنَفِريه منكِ..... تخشين أن يتخلى عنكِ يوما كما فعل أبتي فتبالغي في حماية ذاتك بادعائك إمكانية العيش بدونه بل والسرور التام بذلك... أنتِ تستهلكين حبه ونعم يا أمي.... الحب الغير متبادل ينتهي بكراهية الطرف العاشق لمعشوقه المتحجر الشعور.... فتداركي خطئك".....
وانتصبت ملك واقفة والتقطت حقيبتها وهي تُبلغ أمها :" ألقاكِ على خير يا أمي.... سأذهب لعلي لأني أريده في أمر هام للغاية...."....
وبدت عجولة وهي ترحل عن أزاهير وتوسعت البسمة الجزلة على شفتي الأم
ارتفع رنين هاتفه المحمول فالتقطه وتوسعت ابتسامته حينما لمح اسمها يضيء الشاشة
شرعه وتناهى لسمعه صوتها العذب الرقيق :" هل أنت في البيت الآن يا علي؟!!....."
اصطنع المسكنة وهو يعتدل جالسا على السرير :" وحدي تماما.... لا ابنتي معي.... ولا زوجتي تؤنسني...."....
تفوهت بيقين :" تُبْرِم شفتك السفلى بامتعاض الآن!!!!"
أجفلته بقولها فأدار عيونه عن محجريهما يستقصي وجودها في المكان رغم تيقنه من خلوه منها....
وسألها وهو معقود الحاجبين ويُعْمِل نظره:" كيف تعرفين؟!!!"
لم تكترث في أن تجيبه ورددت وهي تقطب جبينها :" إذاً أنت وحدك تماما يا شهريار عصرك وأوانك"....
وضع النقط على الحروف :" أنا رجل ملتزم أخلاقيا يا زوجتي.... وكل صولاتي وجولاتي السابقة تندرج تحت بند الحلال".....
سألته بعد برهة صمت :" تدفعني لأغار؟!!!"
سألها غير مصدق برودتها :" هل أنتِ عقلانية هكذا دائما وتحللين كافة الأمور؟!!!"
أجابته بما أجفله وهي تكز على أسنانها :" تجنح نفسي إلى طوفان من الانفعال المصبوب عليك يجبرك بعد ذلك على انتقاء الكلمات وأنت تتحدث معي..... لو أشرت لعلاقاتك المنصرمة سأنتأي بنفسي عنك.... أنا لا أستطيع التعامل مع تلك الأمور أبدا.....".... فاض الأسى من كلماتها
أجاب وهو يبذل قصارى جهده ليُنسيها قساوة كلماته :" أنا مغتر ومختال بنفسي.... عليكِ أنا تتأقلمي يا مولاتي.... وعموما أنا مليار آسف يا حبيبتي وزوجتي وحياتي"....
تفوهت بعد هنيهة صمت :" حسنا.... ألن تسألني لمَ أهاتفك في ذلك الوقت المتأخر؟!!!"
رد برحابة تهدجت لها حواسها :" أنتِ ملاكي.... تهاتفيني في أي زمان ومكان.... لا تكترثي يوما لإمكانية أن أكون غطيط في السبات أو منهوك في الأعمال.... فحينما تتصلين بي تكونين بحاجتي.... وحينما تحتاجيني أشعر أن لحياتي قيمة.... وتستحيل حياتي من كهف مظلم لحديقة غَنَّاء"....
أطلقت تنهيدة وأعربت وهي تلملم شتاتها التي تبعثرت من جراء كلماته المندفعة :" حسنا.... هاتفتك لأني أريد إجراء حديث مطول وإياك.... وهو حديث لا يصلح على الهاتف ولذا فأنا أمام الباب.... لا أمتلك مفتاح لبيتك..... والشتاء القارس يلفني..... فهلا شرعت...."
وقبل أن تُكمل جملتها كان الباب مشروع وهو يجذبها للداخل ليوصد الباب خلفه عبر استخدامه لقدمه......
ولمها في حضنه بقوة عاتية وبمنتهى الشغف وكأنه يحفظها بين ضلوعه
تمتمت له بصوت متلعثم كي تخفي حمم الشوق له التي تفجرت في كيانها:" أمورة برفقة مدبرة منزل أمي.... والحديث الذي أريدك لأجله جدي جدا....".....
هتف بتأفف وحنق وهو يرخي قبضته عنها :" تدفعيني لأفلتك أيتها المنعدمة الشعور"....
نفخت بحنق لاتهامه لها بانعدام الشعور
وهتفت ممتعضة منه :" حينما تعرف أن حبك يسري في جوانحي فياضا.... ويسهل عليك اتهامي بما ليس في..... يحق لي حينها أن أصرح بكونك كريه"....
تشبث بيدها وتبدلت نظرته لتصير منكسرة ومقهورة بعض الشيء وتمتم بضعف ورجاء:" انعتيني بما تبتغين.... ولكن منذ الليلة لا تفارقين"....
واستطرد وهو يبتعد عنها ويكتف ذراعيه حول صدره
وازدرد ريقه وتفوه :" تمكثين بالاسكندرية وتخلفيني في القاهرة ولا تبالين.... شحيحة في الكلام معي عبر الهاتف وتتركيني أسكب مشاعري نحوك كل مرة ولا تبلين ريقي ولو بكلمة حلوة يتيمة.... أشباح إمكانية فراقكِ لي ترتع حولي وتغوص في دمي وأنتِ ببساطة مجافية ومتعنتة معي.... وأنا أموت ببطء شديد...."....
واستطرد ساخطا وناقما :" آدمز ذلك ملتصق بالاسكندرية وأنتِ ترحبين..... الصديقي لا يستسيغني حتى لو استحلت بهلوانا أقفز من حوله وأنتِ فقط تتفرجين.... راقبتِ عدم ترحابه بي ولم تحركي ساكنا يتيم....".....
شعر بيدها تحط على كتفه فاستدار لها وأعرب منفجرا :" حسنا شققت صدرك ولم أعد محل ثقة بالنسبة لكِ ولكل المحيطين بكِ....."
هرع نحو المطبخ وخرج بعد برهة وجيزة بسكين حامي وطالبها وهو يحرك رأسه صوبها ويمسكها من معصمها:" هيا شُقِّي صدري به لنصير متعادلين.... "
تقهقرت بخطواتها وازدردت ريقها بصعوبة وهي تتمتم بذهول :" هل أصبت بشطط؟!!!...."....
واستطردت بعتب :" حبكَ قنديل وفجر ساطع وددت لو أتوكأ عليه لبقية عمري.... وأنت تظنني مازلت أحقد عليك لأنك حاولت قتلي.... وأني أقتص منك بطريقتي"....
نكس رأسه واعترف بخوار قوى وهو متهدل الكتفين :" قلتِ أن رجفة ارتعاب ستظل تعتريكِ كلما لُحْت أمام مجال إبصارك بسبب حماقتي اللعينة"....
أعربت بمزيج من الحنق والمرارة :" ذلك أمر خارج عن إرادتي.... ولكني أسعى لتخطيه.... وجودي هنا يَدل على ذلك....".....
وتململت معربة بيأس:" كلما توارى الأمر في عقلي تدفعه أمام أعيني باستمرار ليعود مثل السوس ينخر في عظمي...."
تغضن وجهه بالبؤس وهو يتمتم لها ويلمها بين ذراعيه :" أنا خائف أن ترحلين....".....
احتضن وجهها بين أكفه واعترف لها:" زيجات فاشلة منيت بها قبلك.... من أرادتني لمالي.... ومن استنزفتني في حفلات ساهرة مع أصدقائها..... ومن كانت تراني ثور فائدته الوحيدة في الحياة غرس طفل في أحشائها.... أما زيجاتي السرية فكانت نزوة وقتية أُشْبِعَها عن طريق الحلال.... وباستخدام ورقة عرفية، كان مالي ونفوذي جواز عبوري إلى حياة النساء، ولكن معكِ المال لا يجدي والنفوذ تبدو شيئا سخيف فالصديقي عاملكِ معاملة الأميرات وأحال جميع سكان الأرض خدما لكِ وعبيد "....
وتكَسَّر الضوء في عيونه وأطرق برأسه شاردا حزين
رفعت وجهه إليها وأرغمته على التواصل معها بصريا وهي تعلق :" حبنا ليس حلما تجري وراءه بل واقعا نسعى سويا لتوطيده وإرسائه... الصديقي غالي جدا عليّ وهو يعاملك بتحفظ وحيطة فقط..... يصعب عليه تقبلك بعدما علم بأن حياتي كانت على المحك بسببك.... أنا مستقلة جدا يا عليّ.... حتى لو اعترض الصديقي عليك أنا قادرة على التشبث بك والعبور بحبنا لشاطئ النجاة... عليك فقط أن تضع ثقتك بي".....
قرر اجتياز ذلك الحديث الذي أَزْحَم الآلام في صدريهما ودعاها :" هيا لنفترش الأريكة لأنصت لما واتيتني ليلا لتسكبين، ولكن هل تسمحين لي ببعض التحرش الطفيف فأنا لست صنم أمام حضرة هذا الجمال الوفير"....
تضرجت وجنتاها بحمرة الخفر من جراء قوله المشاغب وتململت زاجرة إياه :" احترم نفسك يا علي"....
طمأنها قائلا وعيونه تزعم البراءة وهو يسلم يديه للهواء:" أنا بالطبع أحترم نفسي وأحترمكِ يا ملوكة وسأنجب منكِ أطفال بالمراسلة لإثبات ذلك"....
افترشت البقعة المجاورة له وأطرقت برأسها وأعربت بصوت حاسم :" علينا أن نتطلق.... لهذا واتيتك.... هناك محاولة للإجهاز عليّ تمت خلال رقدتي الأخيرة في المشفى.... لا يعلم بهذا الأمر سوى أنا وأمي والصديقي.... لقد استوثقت منذ ذلك الفين أن حادث السيارة مُخَطَط.... وتم عن سابق الإصرار والترصد.... لم تعد هناك شكوك حيال ذلك الأمر.... بقائي في الاسكندرية حتمي فذلك مجتمع أختي وأنا لا أستطيع مغادرته الآن.... الصديقي سلط حراسة مشددة عليّ تتبعني في كل ميقات.... لقد كافحت اليوم لأتمكن من الفكاك منها وهاتفت أبتي لأخبره أني بحاجة لفسحة بعيدا عن أعين الحراس.... هو زمجر ثائرا في طبعا ولكني أختنق ولن أقضي باقي حياتي وتصرفاتي موضوعة تحت المجهر لكي يتأكد أبتي من سلامتي.... أنا سلكت هذا الطريق وسأكمله.... الكل مدان.... وأنت الوحيد الاستثناء لأني أثق بك.... فأنت همجي ومتوحش وحينما تغضب تشق صدر... تفتح دماغ.... لا تخطط لجريمة قتل ببرودة أعصاب....".....
وبان التردد على محياها وهي تردف متحاشية النظر لزوجها:" فارس ابن خالي يسعى للتقرب مني تلك الأيام.... وكذلك رائد.... وأنا صراحة أشتبه في كليهما.... رائد هاتفني منذ مغادرته السجن شاكرا لي حسن صنيعي لشهادتي لصالحه.... وهو اليوم خابرني مجددا وأبدى رغبته الملحة في لقائي....".....
تعثر صوتها وهي تتفوه بالجملة الأخيرة وتحاملت على نفسها لتنهيها
وطالعت عيون زوجها التي تقدح شررا متطايرا فاندفعت تذود عن نفسها :" كنت صارمة معه صدقني.... أخبرته أنه لا يوجد مجال ولكن حديثي مع والدتي اليوم فجر مفاجأة مدوية لي.... أمورة تكون له.... لرائد..... أنا سأُكْمِل دوري كملك والدة أمورة..... انجيلا أو روكسان ماتت في حادث السيارة منذ شهور عديدة..... سأقنع الصديقي بالرحيل عن مصر كي لا يثير الارتياب بكوني انجيلا.... وأنت ستطلقني....."....
تلعثم صوتها وتَفَتَت وهي تردف بعدما تنحنحت وأبعدت بصرها عن زوجها وانكمشت على نفسها وشبكت أناملها في ضفيرة واحدة:" أنا.... سأسمح.... للذئاب.... الذين .... افترسوا... براءة أختي.... بالظهور من .... حولها مجددا... سأعطيهم الضوء الأخضر.... بأنها عادت... أفحش من ذي قبل.... "
أجبرها على التداخل معه بصريا، وتمتم ناهرا وهو يصر على أسنانه، ووجهه مكفهر تماما وصدره يعلو ويهبط بقوة ممزقة لأضلعه:" لا أريد لعيونك أن تتخاذل عن ملاقاتي ولسانك ينفث تلك السموم في!!!!".....
ازدردت ريقها وغمغمت له عله يتفهمها :" لا أريد أن أُهْرِق قيد أنملة من كبريائك الرجولي.... أريد أن أكون حرة طليقة لأحقق العدالة لشقيقتي الوحيدة... أنا لست خائنة ولذا وافيتك لأطالبك بتحريري....".....
شملها برمقة ازدراء وهو يُقَرِّعَها مشمئزا منها :" وإلى أي مدى تنتوين التفريط في نفسك يا ابنة عمي من أجل تحقيق العدالة؟!!!.....
تقلصت تقاطيعها أنينا من طريقته الممتهنة لها في الحديث.... فأوصدت عيونها بقوة عاتية وتفوهت بمرارة صرفة :" ليس لحد بعيد.... ولكن لا يمكنني حتى أن أخضع لأحدهم بالقول وأنا زوجة لك.... لا يمكنني مسايرة أحدهم بتاتا وأنا أحمل اسمك...."....
فتحت عيونها وتشبثت بيده وأقسمت له :" سأعود لك يا حبيبي كن واثق..... أنا أحمل الشوق إليك نبضا متجمرا في حناياي.... "....
واستطردت :"ولم أكن أهاتفك كثيرا كي لا يغلبني توقي إليك فأهرول صوبك ضاربة عرض الحائط بدماء أختي المسفوحة.... رجفة في القلب خفقت فقط لك.... كنت أظنها ميتة حتى شاهدتك... لا يحق لك ازدرائي.... لا يحق لك....".... نطقتها وهي تلوح برأسها يمنتا ويسارا والأنفاس تغص في حلقها
ضمها إليه وغمغم لها بصرامة :" لا يوجد طلاق..."....
وأجفلها وهو يردف بصوت ملؤه العزيمة :" سنخطط سويا.... أعرف أني خذلتك كثيرا.... وأعرف أنكِ لم تضغطي عليّ لأجل مساعدتكِ في قضية مقتل أختك حينما لمحتِ عدم اهتمامي.... كفاني تقاعس عن مد يد العون لكِ.... الخطر يحدق بكِ.... وأنا سأحميكِ.... لن أسمح لأحد بإيذائك أبدا"....
تلاحمت عيونها مع خاصتيه وتفوهت بنبرة أجشة تصدر من أعماقها :" وأنا سأكون لك الليلة.... أنا سأشعر بأني نصفك الآخر فعلا حينما يتم ذلك"....
سألها غير مصدقا وصوته يضج لهفة عارمة :" هل أنتِ واثقة؟!!!.... ألن تندمي؟!!!"
هزت رأسها يمنتا ويسارا وأعربت بملء فيها :" أبدا"....
راقبته مضطجعا على السرير غطيط في السبات هانئ ملء الأجفان
وانسلت هي بهدوء من جواره والحمرة تغطي وجناتها من جراء تذكرها ما وقع
ارتدت ثيابها في الحمام وعادت للحجرة وأطالت التحديق به
وانفرج محياها عن ابتسامة عذبة رقراقة يظللها الخفر
منحته نفسها ليطمئن قلبه حيالها
روت حبهما بليلة سرمدية لا تُنْسَى
اتفقا على إشاعة خبر طلاقهما بدون أن يكون هناك طلاق حقيقي
وأن يكون معها مسجل باستمرار يُمَكِنه من الإنصات لما يجري لها وتحديد مكانها
وتوجهت نحو المطبخ لتعد له الإفطار الشهي ولتسلي نفسها حتى يستفيق
فتلك تبدو ليلتهم الأولى والأخيرة معا
والصباح انبلج ليُنهي لجة الأشواق.... ربما للأبد
___________________________
سلام ووليد
(أن أكون معك , وتكون معي ولا نكون معاً : ذلك هو الفراق)
عاد متأخرا عن المعتاد.... لم يُرِد أن يشعر بخيبة أمل أنها خالفت قولها ولم تؤوب لدارهما كما صرحت أنها ستفعل
من المتوقع أن تغضب
أن ترغب في الثأر لكبريائها
أن تنبذ الإقامة معه في نفس ذات الدار
ولكن برودتها وتقبلها للأمر بتلك الطريقة لم يستسيغهما مطلقا
هو على أهبة الاستعداد لرد كل ما سلبه منها وتقديم مليار صك اعتذار لها
ولكنه يريدها أن تعود لسابق عهدها
على سجيتها معه
على سريرتها النقية التي تبهجه وتأسره
أدار مقبض الباب وشرعه
كان البيت أشبه بالاحتفال المبهرج الصارخ
تدلت طاقات من الورود والأزهار المزينة بشرائط فضية وذهبية من السقيفة
أما الإنارة فكانت كما ضوء القمر الشاحب ومرصعة بنجوم لامعة تتماوج في تقاطعات مبهرة
المفارش العقيقية انبسطت بنعومة لتغطي كافة الطاولات وتناثرت بكثافة المزهريات الكريستالية الممتلئة بالورود الجورية
الممر المؤدي إلى غرفة النوم كان محفوفا بلهيب عشرات الشموع المعطرة بعضها طويل ونحيل والآخر قصير وغليظ.... وكانت الحرارة والرائحة قويتين وتديران الرأس
وشعر بخفقات قلبه تتسارع
وتساءل متميزا غيظا منها (( ما الذي تخطط له؟!!))
هي تزج به من جحيم إلى جحيم!!!!!
**********
لم يغمض له جفن طوال الليل حتى بعدما استرسلت هي في السبات هانئة الأجفان
ظل مستلقيا على السرير محملقا في السقيفة
بدت حينما دلف للحجرة منذ سويعات كما هيلين طروادة التي تقام لأجلها حروبٌ ضروس تمتد أحقاب ودهور
ناعمة... معطرة... مغناجة
بشرتها كما قوارير الفضة وعيونها كما غيمات العسل المصفى
لم تمهله فرصة لينبس ببنت شفة
اجتاحته كما الإعصار
نقل بصره صوبها وهي غطيطة في سباتها
إنه يخاف شرها المستطير
لقد مزقت قلبه إربا منذ أيام قلائل
يشعر معها وكأنها تدس عن عيونه خنجرا ستُشْهِرَه حينما يقف أمامها أعزل لتُخَرِّقه قطعا صغيرة وترميه للطير
باغتته بسؤالها وهي تتثاءب:" ألم تَنَم بعد؟!!!"
أجاب وهو محيد ببصره عنها :" لا..."
تململت منه :" ردودك مقتضبة جدا...."
وتابعت متهمة إياه :" أنتَ أقلقت نومي.... لو ستستمر هكذا.... خذ نفسك واذهب لحجرة أخرى.... أنا أعشق النوم بجنون.... ولا أرحب بإزعاج من أي نوع".....
وجذبت الوسادة لتعدل من وضعها أسفل رأسها وأوصدت عيونها مرة أخرى
سألها وهو مثبت بصره على نقطة في الحائط المقابل :" ماذا تريدين يا سلام؟!!!!"
أجابت ببديهية.... وبنفاذ صبر من مستوى ذكائه المحدود :" أخبرتك... ضعف ما سلبته مني"....
رد عليها بهدوء وإطراق:" أنا لا أملك شيء.... في حياذة أبي كل شيء.... كل ما يمكنني فعله هو رد ما سلبته منكِ ولكني لا أستطيع الزيادة عليه"....
أجابت بفتور :" حسنا.... وأنا لا أريد ما سلبته فقط... بل أريد ضعفه.... وإن لم تتصرف وتبذله لي.... سأصنع جلبة وضوضاء حولك..." قالتها بتهديد وعيونها تومض ببريق وهاج
سألها معاتبا ومستنكرا وهو مشمئز من التطلع نحوها :" ولماذا أنتِ معي الآن كأية زوجة وزوجها؟!!!.... وكيف تسمحي لنا بهذا التقارب وأنتِ تضمري هذا السوء لي؟!!!"
أجابت ببلادة وهي تعتدل جالسة وتكشر عن أنيابها :" تلك نقرة والأخرى نقرة.... لمَ تخلط بينهما؟!!!"
وتابعت ببرود جليدي :" أنا معك الآن لأني أكتسب خبرة في مضمار الزواج.... وذلك كي أستثمرها مع من أنتوي الزواج بهم بعدك..... أنت بددت ثقتي بك ومن الطبيعي أني سأجتازك وسأتزوج رجلا بعدك يكون أكثر رجولة منك....."
ألجمتها صفعة مدوية هوت على وجنتها لتجرحها.... وأحكم قبضة فولاذية حولها وهدر فيها وهو يضغط على أسنانه والغضب لطختان حمراويتان في وجنتيه :" اجتازت وقاحتك وصفاقتك كل الحدود يا ربيبة الحسب والنسب... يا ابنة السلحدار العظيم.... ما يحجمني عن شرب دمكِ هو أني من ابتدأ بالخطأ نحوك.... ولكني اكتفيت من قلة حيائك وتجرؤكِ على التفوه بالقبائح"..... وقذفها بعيدا عنه
لملمت نفسها واعتدلت جالسة القرفصاء من جديد
وتفوهت بهدوء في الوقت الذي كان فيه زوجها يذرع الغرفة جيئة وذهابا كما النمر المحبوس في قفص :" لمَ لم تغادر الحجرة حتى الآن؟!!!...".....
وبدأ انفعالها يتجلى وصوتها يرتفع ناهرة إياه :" أخبرتك منذ بعض الوقت أني أريد أن أنام..."....
واستطردت وهي تضغط على أسنانها وتُضْرِم النيران فيه أكثر وأكثر :" أنا بالفعل أخطط لزيجة جديدة من رجل يستحق.... وأُثْقِل تجربتي في الزواج كي أُسعده جدا.... أنت فقدت كل حقوقك حينما غدرت بي.... وأنا لست خائنة فعلا.... فأنا لم ولن أتورط مع أي رجل حتى أطوي صفحتك تماما وأتخلص منك....."
التفت لها وتفوه وهو يصفق بأكفه ومسمر بصره عليها :" كلمات أخرى مدام أم تراكِ اكتفيتِ....."
((أروع ما في حبنا أنه
ليس له عقل ولا منطق
أجمل ما في حبنا أنه
يمشي على الماء ولا يغرق))
واقترب منها وقبض على فكها ليرفع وجهها إليه فحدجته بتحدي فأَجْزَم لها بنبرة أجشة:" أنا سأروضك يا سلام.... وسأعلمك معنى احترام زوجكِ"....
استفزته ببرود، وهي تستفسر منه زاعمة الغباء :" زوجي المستقبلي تقصد؟!!!!....."...
وتابعت متشدقة وهي تكور شفتها :" لا تقلق عليه.... فأنا سأروض نفسي لأجله.... وسأعشقه حتى النخاع وأذوب فيه تماما.... ".....
اشتدت عضلة قرب فكه احتقانا من قولها
واعتصر أنامله كي لا يقبض على عنقها المرمري ويزهق روحها
وتناهى لسمعه استطرادتها بنعومة أسيلية :" وبالنسبة لاستغلالي لك لأكتسب خبرة تُسعد زوجي القادم فأنت سبق لك استغلالي لتسيطر على مالي...."..... تخلل صوتها العتب رغما عنها
فتماسكت وتابعت بتقاسيم متصلدة :" أنا لا يعتريني أدنى ذنب حيالك وأنا أقوم بذلك..... وعموما مقاربتك تدفع بي لتجشؤ قيء فانعدامها أفضل وأنا مستغنية عن خدماتك تماما!!!"
__________________________
أزاهير ومسعد
كانت مفترشة أرجوحة قطيفية في حديقة قصرها
اقترب منها واحتل البقعة المجاورة لها وتفوه بصوت ملؤه الدفء :" الطقس البارد يعم المكان..... هلمي للداخل كي لا تتجمدي هنا.."
تملت النظر فيه مطولا وسألته بغتة:" ستظل تتحملني إلى متى؟!!!!"
أجابها وابتسامة عذبة رقيقة تفتر عن ثغره وهو يتواصل معها بصريا:" إلى أن أفنى..... حتى بعد الفناء سأظل زوجك إذا كنتِ تريدين ذلك"..... تجلى تردده وتحشرجه مع نطقه الكلمات الأخيرة
فسألته بعتب وهي تقلص حيز عيونها :" أنت مرتاب من أني لن أريد ذلك؟!!!!"
بان الاضطراب على وجهه فأخفاه بالإطراق صوب الأرضية العشبية
رفعت وجهه إليها وهي تتفوه بتمتمة :" جابهني بصرا وأنت تجيب عن هذا السؤال".....
أجاب معترفا :" أنتِ لم تحبيني يوما..... كنت دوما قريبك المنبوذ من قبلك..... راقبتك وزيجاتك تتعدد وحياتك تتدمر وكنت دوما الصديق الذي تتوكأين عليه.... استشعرتِ منذ البدء مشاعري الجياشة حيالك فلم تعيريها اهتماما وغضضتِ الطرف عنها وتابعتِ قصصك العاطفية مع هذا وذاك.... ".....
وأردف والكلمات تغص في حلقه رغما عنه :"وليت الأدبار مع أحمد وأنتِ فخورة ومسرورة بذلك...."....
واستمر قائلا :" وتحطمتِ حينما لفظكِ واستحالت حياتكِ ركام.... تنقلتِ بين أيادي الرجال لتنتقمي من حماقتك في حبه.... كنت تظنين أنكِ تقتصي منه قساوته وجفائه معكِ ولكنكِ صببتِ جام انتقامك على نفسك.... فاستحالت حياتك خرقة ممزقة بالية.... "
تابعت وهي تحيط وجهه الحبيب بأكفها :" وأتيت أنت وأنا في وسط هذا الركام.... لتدعمني وتشملني برعايتك.... لتجعلني أُزْهِر من جديد..... لتكون براحا واسعا أرتع فيه..... ظللت متنحيا رغم أنك صرت زوجي كي لا تجبرني على شيء لا أبتغيه..... كي لا تحيل حياتي زيفا وبؤسا لأني لا أستطيع أن أبادلك ما يعتريك.... ارتضيت بالفتات مني ولم تتذمر سوى مرات قليلة كنت حقا فيها متجنية عليك وأُبْخِس من قدرك لدي....".....
سألها وهو مأخوذ بعيونها الواسعة النجلاء :" وما هو مقداري لديكِ؟!!!!"
أجابته وهي تريح رأسها على صدره :" أنت عصاي أتوكأ عليها حينما ينحني ظهري ويدب الوهن في عظمي.... أنت المَصد حينما تهب الرياح العاتية وتوشك أن تقتلعني.... أنت أماني واستقراري وسكينتي.... أنا جرحتك كثيرا وآلمتك أكثر...."....
ضمها له بحنان وتمتم بأنفاس متهدجة من بين خصلات شعرها الساطعة :" لا تتحاملي على نفسك وتكملي... هذا يكفيني ويرضيني.... لبقية عمري من الممكن أن أعيش بتلك الكلمات الحلوة التي تفوهتِ بها للتو".....
تطلعت نحوه وعيونها مغروقة بالعبرات وقالت وهي تلوح برأسها يمنتا ويسارا:" ولكنها لا تكفيني أنا ولا ترضيني البتة!!!!!....".....
وزمجرت فيه بعصبية منفلتة وهي تشوح بيديها :" كفاك ارتضاءً بالفتات الذي كنت أَمِن عليك به....."
وتابعت وأنفاسها تتلاحق من فرط الغضب الذي يعتمل فيها:" الرجال الذين تزوجتهم قبلك كانوا يعاملوني كحثالة... وأنت عاملتني كملكة متوجة.... وأنا كنت خانعة وذليلة معهم... وأما معك فكنت متجبرة وحقيرة "....
وسألته بمرارة تنبع من أعماقها وهي تشير لصدرها بيديها:" متى ستدرك أني لا أستحق؟!!!!"
احتوى وجهها بين أكفه وأعرب بصوت رخيم :" أريد أن أصحح السؤال لكِ.... متى ستدركي أنكِ تستحقين.... فشل زيجتك الأولى عائد لأحمد كليا.... أنتِ لم تذنبين... وتعدد زيجاتك بعده يعود لكونكِ فقدتِ بوصلة الطريق ولم تجدي مرشدا وموجها يُمسِك بيدك وينتشلك من ضياعك وتخبطك.... ارتطمتِ فقط بالطامعين والمتشفيين.... ولكن وسط تلك المتاهة التي سقطتِ فيها والتي أفقدتك الشعور بالخصوصية حيال جسدك.... لجأتِ لي وطلبتِ عوني وكنتِ بهذا تصرخين وتحتجين على ضعفك المنصرم وتعلنين أنكِ برغم الدوامة التي سقطتِ فيها لم تعودي تقوين على المواصلة فيها لأنها غريبة عنكِ.... لأنها تُميتك بالبطيء.... سواء كنت موجود أو لا كنتِ ستستفيقين وتنبذين ذلك العالم الذي سقطتِ فيه...."....
وأشار لقلبها وأكد لها :" القوة الحقيقية تنبع من داخلك.... وأنا فقط عجلت بالأمر.... لا يُبْخِس قدرك أبدا تعدد زيجاتك.... أنا أحب ما وراء جسدك.... أحب روحك العذبة الهفهافة التي كانت تضج بالحيوية والتمرد ونحن في الصبا.... أبذل كل عمري لأعيد البسمة المتألقة لتعتلي ثغرك.... لأحمل على كاهلي أنا كل همومك كي تستريحي وتسترخي تماما ...."....
تمتمت له وهي مغمضة عيونها وكأنها تستحضر كل تاريخهما سويا :" أنا أحبك...."
تعطلت كافة مؤشراته الحيوية وصار الكون كامن في ثغرها الذي يستطرد بعذوبة ذبحته من الوريد للوريد :" أحبك بقوة... بفوران.... بجنون.... كليا...."....
تلاحما في عناق متوقد الجذوة
وفاضت الدموع من عيونه لتنزلق على وجناته متخللة الشارب واللحية اللذين يسبغانه بحلة الوقار
وطالبها بصوت أجش :" قوليها مرة أخرى..."
رددت بصوت ناعم كما تغريدة الهزار :" قلبي هائم بك.... وعقلي مُسْتَعْمَر من قبلك.... وكياني كله رهن إشارة منك"....
تلاقت عيونهما وتناهى لسمعه صوتها العذب يردف باعتذار :" أعرف أن جو حفلاتي لم يكن يروقك.... كنت أنغمس فيها كي أنسلخ عنك!!!..... كي تظل تربطني بالعالم الذي انتشلتني منه.... سأتوب عنها.... وعد".....
طالبها مرة أخرى بنفاذ صبر وهو يقبض على بدنها:" قوليها مرة أخرى"....
رددت وابتسامة عذبة تنفرج عن محياها :" أحبك بكل حروف الكون.... بكل تغاريد الهزار فوق الأشجار... بكل النجوم المرصعة في جو السماء...."....
والتزمت الصمت لهنيهة لتستطرد وابتسامة ندم مرتعشة تعتلي ثغرها :" أحبك بكل لحظات حِلْمَكَ علي وتفهمك لي... بكل لحظات خذلاني لك وتمسكك بي..."....
وعضت على شفتها وارتمت في حضنه وهي تجهش في البكاء المرير :" أنا آسفة.... أتدري لو كنت طلقتني فعلا في المشفى ريثما تشاجرنا لكنت استحلت ركام.... إن فكرة انسلاخي عنك تذبحني من الوريد للوريد....".....
تلفظ معاتبا لها :" ما زلتِ لا تعرفيني.... كان من المحال أن أتخلى عنكِ في وقت كهذا... بل إن المحال هو أن أتخلى عنكِ أبدا...."
وتابع بضراعة :" إياكِ أن تنغلقي على نفسك مجددا لأي سبب كان..."...
واستطرد بتأمل :" أية معاناة سنتشاطرها.... أية مشاعر إيجابية سنتقاسمها بالتمام"....
أومأت له برأسها وانطلقت من محياها ابتسامة عذبة رقيقة
وتفوهت مصححة له :" لم أنفر منكَ مطلقا حينما كنت تسقط طريح الفراش من فرط الإعياء والمرض.... لم أكن حينها أتوارى في الظل خشية التقاط عدوى كما ساوركَ الظن....".....
أطرقت برأسها وتحاملت على نفسها لتُكمل وهو سمح لها بتلك الفسحة :" دوما اعتقدت أنك تراني امرأة غير تقليدية.... متحررة... نافضة يدها عن أي التزام.... جامحة لا تخضع للقيود..... وأنا كنت حريصة على عدم تحطيم تلك الصورة بعد زواجنا..... خفت أن تنتبه لحقيقة أني امرأة عادية جدا.... فيفتر شغفك حيالي.... وتنطفئ مشاعرك نحوي.... كنت أظن أن تلك الشخصية التي أزعمها أمام العالم هي ما تجتذبك وتستميلك تجاهي.... كما أن منظور عائلتنا لنا كان يوترني ويُقلقني هم يعتبروني رخيصة بسبب تعدد زيجاتي وبسبب امتهاني مجال الفن.... وهم يبثون تلك الأفكار فيك برغم زجرك وتحذيرك المستمر لهم..."
أحاط كتفيها بيديه وتواصل مع عيونها وهو يردد :" تركتك تسهبين في الحديث عما يساورك لأعرف فيما تفكرين.... ولكني أكتفي بهذا القدر...."....
وطالبها بنفاذ معين الصبر وهو يهزها:" قوليها مرة أخرى".....
صرخت بصبيانية ليشق صوتها أجواز الفضاء وكانت آنذاك تفرد ذراعيها ليحلقا في الهواء :" أحبك..... أحبك..... والله العظيم أحبك"
أعرب بذعر عفوي ونظراته تتنقل في كل الوجهات :" أمورة ستتيقظ"....
أخفضت رأسها لتصير بمحاذاته وغمزت له :" أمورة نومها ثقيل عكس جدتها بالتمام"....
__________________________
صباح
تزوير نتيجة الحامض النووري للجثة التي عُثِرَ عليها في الترعة لم يكن أمرا هين
استعملت كل نفوذها ليتحقق لها ذلك
كان لزاما أن تُخَلِّص بلال من أنياب شاهين
كان لزاما عليها ذلك
ترتعب من احتمالية أوبة أعمار للقرية
ولتقضي على تلك الاحتمالية عليها أن تعثر عليها وتسفك دمائها
من يمس بلال بالماء هي تمسه بالنار
وشاهين ينتوي به سوء ولذا فعليها أن تمحي شاهين أيضا من على خارطة الحياة
كلب جدها الوفي سيموت بعظمة مسمومة تقدمها له سيدته وتاج رأسه التي مرغ شرفها في الوحلة قديما مجبرا إياها على الزواج منه
_________________________________________________




الفصل القادم مع كل المحاور الغائبة
تبر.............
اعمار..................
صباح...................
الصديقي وادمز...................
وفصل دامي بكل المقاييس
دمتم بالخير مع هذا البارتوت الحنون

بنت أرض الكنانه 17-02-16 11:02 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج1
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3596764)
السلام عليكم ورحمة الله
خليكى واثقه من قلمك حبيبتى القصه بجد مش مجامله جميله هى عاوز صبر فى القرايه وفهم مش عاوز اللى يقراء بتسرع لازمها تاءنى وتركيز لجل تتفهم ده فى الست بارتات الاولى بعد كده واضحتى كل الخيوط وباتت سهله الاحداث ولو كانت التوقعات فيها صعبه نظرا لغموض الشخصيات وده لا يعيبك ككاتبه بالعكس ده يجعلك متفرده فى رؤيتك وقلمك كل لما كانت الروايه سهله والتوقعات بسيطه باتت الروايه اضعف لكن كل لما بات من الصعب توقع تصرفات الابطال كانت الروايه ناجحه وتجذب القارء الجيد فلتتمتعى بنجاحك ولا يحبطك احد

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فعلا الفصول الاولى فيها مقتطفات عن كل حاجه وده سبب بعض التشتت وانا حاولت قدر امكاني معالجته في الفصول المتقدمة واتمنى اكون وفقت
انا الحاجه الوحيدة اللي عارفاها نهاية حمامة الارباش لكن اللي هيحصل في الوسط انا نفسي مش عارفاه بعرفه معاكم
ربنا يخليكي ممتنة لكي نورتيني واسعدتيني بكلامك جدا
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:

نجمة ساطعة 18-02-16 12:54 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج1
 
مساء الفل
فصل جميل كجمال احرفه
الجزء الاول عن ملك وحوارها مع امها ازهير التى اعترفت لها بك شيء
حبيت جدا الصديقى بحنانه وتفهمه مع ملك
سعيدة ان على رفض الطلاق وساندها لتنتقم ممن قتلو اختها التوام
سعيدة جدا لملك وعلى
سلام ووليد وحالة المد والجزر بينهما الى متى؟
ازاهير ومسعد وحوارهما الصريح الرومانسي
واعترافهما بحبهما لبعض كان رووووووووعة
لينتهى الفصل بتلك القفلة
سلمت يداكى يا امونة على البارت المتبقى
وشكرا لكى لانك ذكرت اسمى
سعيدة لانى تعرف عليكى وتابعت معاكى فى كل مكان وخصوصا اول مكان انتى اكيد فاكراه وحشوووووووونى
كانت ذكريات جميلة جدا
وروايتك ذكرتنى بهاد المكان الغالى
واللى عرفنى على انسانة رائعة زيك
واحمد لله عليها كل يوم
اموااااااااااااااااااااه يا امونة
وبانتظار القادم


bluemay 18-02-16 08:47 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج1
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اشكرك على اﻹهداء عزيزتي وانتي تستحقي التشجيع والدعم يا جميلة..


البارت رائع وكشف المستور من قصة انجيلا وازاهير

صباح صدمتني هالقد حاقدة ع اعمار ؟!!!


سلام متى ستجدي و وليد بعضا من اسمك ؟!!



اعتذر مرور سريع لا يوفيك حقك يا رائعة


تقبلي مروري وخالص ودي


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

توليب المرج 18-02-16 01:08 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
السلام عليكم

جاري قراءة الفصول الي فاتتني ...لم يبقى الا قليل واصل لكم ...
مازلت على رأيي رائعة انتي عزيزتي ورائع قلمك ..كل فصل اقراءه احاول التأني فيه وعدم الاستعجال للاستماع به اكثر ..
لي عودة ان شاء الله بعد ان اكمال قراءة الفصول ..لكي ودي

بنت أرض الكنانه 18-02-16 01:50 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج1
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة ساطعة (المشاركة 3596936)
مساء الفل
فصل جميل كجمال احرفه
الجزء الاول عن ملك وحوارها مع امها ازهير التى اعترفت لها بك شيء
حبيت جدا الصديقى بحنانه وتفهمه مع ملك
سعيدة ان على رفض الطلاق وساندها لتنتقم ممن قتلو اختها التوام
سعيدة جدا لملك وعلى
سلام ووليد وحالة المد والجزر بينهما الى متى؟
ازاهير ومسعد وحوارهما الصريح الرومانسي
واعترافهما بحبهما لبعض كان رووووووووعة
لينتهى الفصل بتلك القفلة
سلمت يداكى يا امونة على البارت المتبقى
وشكرا لكى لانك ذكرت اسمى
سعيدة لانى تعرف عليكى وتابعت معاكى فى كل مكان وخصوصا اول مكان انتى اكيد فاكراه وحشوووووووونى
كانت ذكريات جميلة جدا
وروايتك ذكرتنى بهاد المكان الغالى
واللى عرفنى على انسانة رائعة زيك
واحمد لله عليها كل يوم
اموااااااااااااااااااااه يا امونة
وبانتظار القادم


يسعد اوقاتك كلها يا جيجي منوره
الصديقي ده حبيبي
ما تسعديش اوي لملك وعلي انا موجوده وانتي عارفاني ما اطيقيش اشوف كابل سعيد هههههههههههه
مسعد ده أكل الجو كله
هي دي الرجالة وإلا فلا
سلام ووليد في حالة مد وجزر لحد ما اقرر اعفو عنهم او اموت حد فيهم
انا بحب المنتدى الاولاني ايضا لكني اقتنعت بعد سنوات فيه اني قارئة مش كاتبة فيه احسن حفظا لسلامي النفسي وراحتي وهم فعلا ناس ذوق ولهم ودي
القادم جميل ما عدا الفصل القادم 17
بصراحة ممكن تحذفوه من القصة بعد ما تخلص لو حبيتم
تعيشي يا جيجي منوره دوم
:55::55::55::55::55::55::55:

بنت أرض الكنانه 18-02-16 01:54 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج1
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3596963)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اشكرك على اﻹهداء عزيزتي وانتي تستحقي التشجيع والدعم يا جميلة..


البارت رائع وكشف المستور من قصة انجيلا وازاهير

صباح صدمتني هالقد حاقدة ع اعمار ؟!!!


سلام متى ستجدي و وليد بعضا من اسمك ؟!!



اعتذر مرور سريع لا يوفيك حقك يا رائعة


تقبلي مروري وخالص ودي


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
منوره مايا ومشرفه
صباح كان مفروض اكتب عنها في الفصل ده بس لقيته طول فقلت انهيه وابدا بيها الفصل الجاي عشان نعرف حكايتها هي وبلال وتقوى
سلام ربما لن تجد السلام بس المهم انها مفترية وعنيدة وده باسطني
تسلمي حبيبتي :dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::danci ngmonkeyff8:

بنت أرض الكنانه 18-02-16 01:55 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توليب المرج (المشاركة 3597003)
السلام عليكم

جاري قراءة الفصول الي فاتتني ...لم يبقى الا قليل واصل لكم ...
مازلت على رأيي رائعة انتي عزيزتي ورائع قلمك ..كل فصل اقراءه احاول التأني فيه وعدم الاستعجال للاستماع به اكثر ..
لي عودة ان شاء الله بعد ان اكمال قراءة الفصول ..لكي ودي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اشتقنا لك يا بنتي
جوك انتي والاميرة البيضاء ونسائم عشق انا كتيرررررررر مفتقداه
هنتظرك على احر من جمر
رايك يُبقيني على نار
نورتي وشرفتي
:55::55::55::55:

توليب المرج 18-02-16 03:04 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
انهيت الفصل الرابع عشر ...
فصل استنزف مشاعري كلها ..يالله كم انقهرت على زبرجدة ويطلع عندها طفل طول هذه السنوات ولاتدري به ..
وتوت كم كرهتها وكرهت الحقد الي عندها ..حرمت كل الي تحبهم من السعادة وحرمتهم من اطفالهم ..
وسلمان كسر قلبي هو وزبرجدة والموقف الي ادى للطلاق ..ياربي يعرف الحقيقة بسرعة ويرجعون لبعض ..
يابنت انتي فضيييعة وعليج افكار ولاتخطر عالبال وكل فصل تتحفينا باكثر من السابق ..دام ابداعك عزيزتي

بنت أرض الكنانه 18-02-16 04:15 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توليب المرج (المشاركة 3597024)
انهيت الفصل الرابع عشر ...
فصل استنزف مشاعري كلها ..يالله كم انقهرت على زبرجدة ويطلع عندها طفل طول هذه السنوات ولاتدري به ..
وتوت كم كرهتها وكرهت الحقد الي عندها ..حرمت كل الي تحبهم من السعادة وحرمتهم من اطفالهم ..
وسلمان كسر قلبي هو وزبرجدة والموقف الي ادى للطلاق ..ياربي يعرف الحقيقة بسرعة ويرجعون لبعض ..
يابنت انتي فضيييعة وعليج افكار ولاتخطر عالبال وكل فصل تتحفينا باكثر من السابق ..دام ابداعك عزيزتي

ازيك يا توليب مبسوطه انك رجعتي النهارده
لسه فيه فصول جاية هتستنزف مشاعرك
ناجي بس رحاب ربته واحتمال ما يحبش زبرجده
توت مسكينة ما الشر والحقد مرض برضه ربنا يشفيها
يعرف الحقيقة... يرجع لها.... سلمان!!!! ربما نعم ربما لا
تعيشي يارب
نورتيني وشرفتيني واسعدتيني :dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::danci ngmonkeyff8:

مملكة الغيوم 19-02-16 02:46 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
السلام عليكم ورحمة الله
بارت ممتع تجلت فيه حقيقة علاقة ملك ورائد وعلاقتها بعلى وحقيقة اختطاف تؤامها وعلاقتها بالصديقي حقاءق كثيره ظهرت اجلت الغموض عن حياة ملك وامان وازهير اللى اعترفت اخيرا بحبها لزوجها
ملك وعلى والاعترافات المتبادله بالحب وقراره ان يقف جنبها فى ايجاد قاتل اختها سوف يدعم حبه فى قلبها ويعطيها الامان
وليد وسلام وتبدو لعبة سلام هى النيل من كرامة وليد قبل تركه فهى تبدو حقوده وتريد الانتقام
فصل وضح الكثير سلمت يداكى فى انتظار القادم دمتى بود ولكى منى كل الحب

بنت أرض الكنانه 19-02-16 10:52 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3597150)
السلام عليكم ورحمة الله
بارت ممتع تجلت فيه حقيقة علاقة ملك ورائد وعلاقتها بعلى وحقيقة اختطاف تؤامها وعلاقتها بالصديقي حقاءق كثيره ظهرت اجلت الغموض عن حياة ملك وامان وازهير اللى اعترفت اخيرا بحبها لزوجها
ملك وعلى والاعترافات المتبادله بالحب وقراره ان يقف جنبها فى ايجاد قاتل اختها سوف يدعم حبه فى قلبها ويعطيها الامان
وليد وسلام وتبدو لعبة سلام هى النيل من كرامة وليد قبل تركه فهى تبدو حقوده وتريد الانتقام
فصل وضح الكثير سلمت يداكى فى انتظار القادم دمتى بود ولكى منى كل الحب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
انا كنت مستتقلة الكتابة عن ملك يمكن عشان كده وصلنا الفصل ال 16 لحد ما بقى لازم اتكلم عنها
بس من البارتوتات القريبة من قلبي في التتمة
سلام لسه عمايلها سودا هتربيه من اول وجديد وتبدل في خارطة تكوينه
ولسه اللي جاي احلى
منورة ومشرفة
:lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol:
ممتنة وجودك الجميل

احلام طائرة 19-02-16 08:48 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
بارت روعة أخيراً استقرت علاقة على وملك الى حد ما وتجلت حقيقة اختطاف فريدة لملك وبذلك تكون فريدة ثاني اكثر شخصيات القصة شرا بعد شكري من وجهة نظري وعجبني ايضاً مصارحة ازاهير لمسعد بعد معاناتهما معا التي استمرت طويلاً ومازلنا في انتظار معرفة ما حدث لزبرجدة اشكرك على قلمك الغير متوقع الذي تفاجئينا به في كل مرة

بنت أرض الكنانه 20-02-16 06:09 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احلام طائرة (المشاركة 3597277)
بارت روعة أخيراً استقرت علاقة على وملك الى حد ما وتجلت حقيقة اختطاف فريدة لملك وبذلك تكون فريدة ثاني اكثر شخصيات القصة شرا بعد شكري من وجهة نظري وعجبني ايضاً مصارحة ازاهير لمسعد بعد معاناتهما معا التي استمرت طويلاً ومازلنا في انتظار معرفة ما حدث لزبرجدة اشكرك على قلمك الغير متوقع الذي تفاجئينا به في كل مرة

اهلين حبيبتي منوره
فعلا فريدة هي الأشر بعد شكري ترتيبك صحيح
مين زبرجده دي
اه البنت الصدمانة العدمانة دي
هنشوف
تعيشي يا حبيبتي هذا من ذوقك
نورتيني
:lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol:

بنت أرض الكنانه 20-02-16 09:51 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
مفيش توقعات كده تفرح الخاطر؟!!!!!!!

مملكة الغيوم 20-02-16 10:02 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
السلام عليكم ورحمة الله
اتوقع ان سلام بتلاعب وليد فقط وعاوزه تذله لكن مش عاوز طلاق واتوقع كمان ان الجثه اللى وجدت فى الترعه ليست لاعمار زبرجدة دى تغطيه ليها حتى تهرب مش عارف من السلطانه بقى ولا من القريه واهلها

بنت أرض الكنانه 21-02-16 12:04 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3597546)
السلام عليكم ورحمة الله
اتوقع ان سلام بتلاعب وليد فقط وعاوزه تذله لكن مش عاوز طلاق واتوقع كمان ان الجثه اللى وجدت فى الترعه ليست لاعمار زبرجدة دى تغطيه ليها حتى تهرب مش عارف من السلطانه بقى ولا من القريه واهلها

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكلك هتشجعيني اكتب البارتوت القادم خلاص
سلام دي طفلة لسانها طويل بكل ما تحمله الكلمة من معنى بس هي اكيد هتعمل لسه مصيبة كبيرة
اخر مقطع في ال 16 يقول ان صباح حفيدة قيثارة هي اللي عملت كده ليه بقى هنشوف الفصل الجاي
مفيش توقعات عن الغلبانه تبر ده انا ممكن اتجنن واشنقها ههههههههه
تعيشي يارب
جبرتي بخاطري
شكرا

بنت أرض الكنانه 21-02-16 10:54 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:
كده مش تسألوا عني كده

مملكة الغيوم 24-02-16 10:35 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت أرض الكنانه (المشاركة 3597778)
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:
كده مش تسألوا عني كده

حبيبتى كل يوم لازم نمرو على كل الرويات اللى متبعينها بس انتى ما حددتى معاد للبارت القادم عشان كده احنا منتظرين انقشاع القريحه عن برتوت جديد :lol:

بنت أرض الكنانه 24-02-16 11:32 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3598304)
حبيبتى كل يوم لازم نمرو على كل الرويات اللى متبعينها بس انتى ما حددتى معاد للبارت القادم عشان كده احنا منتظرين انقشاع القريحه عن برتوت جديد :lol:

ما اعرفش ادي ميعاد طالما لسه ما خلصتش البارتوت ونفس الفكرة ما اعرفش اخلص بارتوت وما انزلوش فور انتهائه
لا اجيد تسقيع البارتوتات
ودي مشكلة فعلا عندي
المشكلة ان الفصل القادم فكرته مؤلمة شوية كنت اتمنى الا اضطر اني اعمل كده بس لا ضير
ماحدش عرف يلهب قريحتي بفكرة مغايرة
فانا على خطى افكاري هسير
هنلتقي فور انتهائه وانا شرعت فيه للتو
هو ثقيل على قلبي كتابته
لاني مش بحب اكتب مواقف مؤلمة ولكني مضطرة
تسلمي على المرور ارق التحايا لكي

bluemay 25-02-16 06:48 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
لا ارجوك عشان خاطري ما بدنا احزان .. والله اللي بالقلب بكفي وبزيد


رفقا بقلبي المرهف وقولوني المسكين T_T

بالتوفيق حبيبتي وبإنتظارك يا حنونة


لك ودي

نجمة ساطعة 26-02-16 01:26 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
انا متفقة مع بلو مى
بليز بدون احزان
خفى على ابطالنا يا امونة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 2 والزوار 0)
‏نجمة ساطعة, ‏الخاشعه

بنت أرض الكنانه 27-02-16 10:39 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
يا حبايب انتم تأمروا وعذرا للتاخير بكرة او بعده انزله باذن المولى

نجمة ساطعة 28-02-16 01:39 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥

بنت أرض الكنانه 28-02-16 10:04 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة ساطعة (المشاركة 3598874)
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥

:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55::55:
:party0033::party0033::party0033::party0033::party0033::part y0033::party0033::party0033::party0033::party0033:
:wookie::wookie::wookie::wookie::wookie::wookie::wookie::woo kie:
:lol::lol::lol::lol::lol::lol:

بنت أرض الكنانه 28-02-16 03:26 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السادس عشر ج2
 
قبل ما تحدفوني بالطماطم المعطوبة والحجارة الخشنة تذكروا اني انسانة من لحم ودم وقد ازعل لو قمتم بذلك فاحبس عنكم اخر فصلين من حمامة الارباش .....................................
خدوا نفس عميق وادعولي ربنا يهديني وما تسيطرش عليا نزعتي الدموية عند حلول الفينال

اولا هشكر كل من مر على الرواية ولو بتعليق او لايك.....
دعمكم أحياني وخلاني أنفض الكسل واقرر اكمل الرواية دي

ثانيا شكرا خاص لكل صاحبات تعليقات المتابعة لأنكم كتبتم القصة دي مش انا
blue may
الاميرة البيضاء
توليب المرج
نسائم عشق
الخاشعة
وصديقتي نجمة ساطعة
وصديقتي احلام طائرة
وكليو بتراء
رحاب مانوليا
مملكة الغيوم
احزان الابتسامة
وكل من دعمني في اكتر كبوة نفسية مريت بها في حياتي
وكانت قائمة طوال فترة كتابتي لحمامة الارباش
حيث اني قررت ان الرواية تبقى 19 او 20 فصل بالكثير
فده بيتطلب مني مجهود ذهني لربط كل الاحداث ببعضها لاخراج نهاية منطقية فرجاءً لو تأخرت فصولي القادمة قليلا تلتمسوا لي العذر الا انها لن تتاخر كثيرا وهذا وعد

وحاجه اخيرة حابة اوضحها رغم اني غيرت قليلا في نسيج القصة عن اساسها الاول الا ان نهاية حمامة الارباش مقررة عندي مسبقا وهي لن تتغير ابدا فالزعل مرفوع وكمان الرواية دي انا كتبتها عن إمكانية الغفران مش عن الحب فيه قصص ممكن تكلل بالغفران فيه قصص لا يصلح فيها غفران عموما وعد احاول تكون النهاية محكمة وحلوة حتى لو استدعت منكم بعض التفكير ولكم وافر الشكر
حسبنا الله
((يا ليلةً سنحت في العمر وانصرمَتْ
هَلاَّ رجعتِ؟ وهلاَّ عادَ أحبابي؟))
تبر
كانت متكورة على نفسها في سرير الزنزانة.... عاقدة ذراعيها أمام صدرها..... وشعرها مربوط من الخلف بوشاح منبسط على الجزء الأمامي من فروة رأسها..... خدها متلاحم مع الوسادة التي تستلقي عليها رأسها ... وتصطنع إغماضة الجفن كي تتركها بقية النزيلات وشأنها لتتمكن من التفكير كيفما حَلَى الأمر لها.....
لو كانت امرأة أخرى لم تلاطم الويلات الواحدة تلو الأخرى منذ إشراقة الصبا لأصابها الشطط من جراء ما وقع لها....
من رحمة الله أن عقلها ظل باقيا على رشده ورجاحته بعد كل ما جرى
انتشلوها من حضن زوجها بعد ليلة هناء يتيمة قضتها وإياه
مصطفى حاول ردعهم
أكد لهم أنه سيجلبها بنفسه للمخفر ولكن لا يسوقوها هكذا أمام أولادها
توسلهم واستجداهم الرحمة بها.... وبأسرته
هم لم يأبهوا لتضرعاته
فازدرد ريقه وأخبرهم بعدما ضجت جوانحه باليأس :" حسنا.... أنا سأُحْضِرَها من العلية بنفسي..... لا داعي لتنتهكوا حرمة غرفتنا".....
ارتقى الدرج صاعدا لها
وشرع الباب وتسمر لبضعة هنيهات متأملا إياها وهي غطيطة في السبات ومحياها منفرج عن ابتسامة عذبة وهي تتلو اسمه وكأنه صلاة
نَدَّت عن روحه آهة وجع، وأوصد الباب خلفه وجرَّ نحوها أقدام متثاقلة وافترش السرير بجوارها
ربت على كتفها بحنو لتستفيق
تفتحت عيونها رويدا وتثاءبت وتمطت وتفوهت بسخط وعتب :" لمَ توقظني مبكرا هكذا..... حرام عليك يا مصطفى..... مازال جسدي بحاجة للسبات".....
نكس رأسه كي يواري انفعالاته عنها....
فتوقظت حواسها ورفعت ذقنه إليها وتمتمت بأسف :" لا عليك حبيبي"....
وكررتها بجزم وثغرها يتلوها بتلذذ:" نعم أنت حبيبي منذ إشراقة عمري.... أنت قدري الجميل....."
واعتدلت جالسة القرفصاء وأعربت بتهدج :" أنا جاهزة لأي شيء تبتغيه مني".....
واصطبغت وجنتاها بحمرة الخفر فأخفضت جبهتها وهي تعض على ناجذها من الداخل
ضمها إليه بقوة عاتية على حين غرة وتمتم بصوت أجش من بين خصلات شعرها الساطعة :" الشرطة بالأسفل.... يتهمونك بقتل ذلك الرقيع".....
واعتصر أنامله واستطرد من بين مطحنة أسنانه وبمحيا متجهم مشدود :" ذلك الرقيع ميدو..... يمد بيننا النوى في حياته وحتى بعد وفاته..... كان ينبغي أن أخمد أنفاسه أنا بنفسي لكي لا تتورطي في أمر كهذا....."
كانت تحدق فيه مبهوتة اللون واجمة متهدلة الأكتاف
بسط أنامله على ذراعيها وأَجْزَم لها وهو يتحلى برباطة الجأش كي لا تنتبه لمدى الذعر الذي يكتسح كافة ثكناته وكي لا يتبعثر شظايا أمامها:" سنثبت براءتك وستكونين حرة طليقة.... وسنعوض ما فاتنا..... ثقي بي.... بأني سأبذل قصارى جهدي لتتحرري.....".....
تفوهت له بعدما تماسكت قليلا وهي آخذة في الربت على وجنته :" لا ترهق نفسك هكذا يا مصطفى، لن أتناثر شظايا، أنا امرأة قوية وصلدة وصعيدية، لا تكسرني حتى الرياح العاتية، كل شيء سيكون بخير يا حبيب...."
بترت الكلمة وتنحنحت وأردفت والمرارة ترتفع في حلقها وهي تطمرها بشق النفس :" كل شيء سيكون بخير يا مصطفى"....
قبض على بدنها وشرع يهزه وهو يزمجر فيها ثائرا :" تبتري كلمة حبيبي.... لم أعد حبيبك الآن، صرت فقط مصطفى!!!!!"
نكست رأسها وهي تغالب ترقرق عبراتها وتشبك أناملها في قبضة واحدة :" ليس تخاذلا مني، ولكني وصمت الآن جبينك بالعار، سمعتي ستصير مضغة في الأفواه، سيتندرون عليك لأنك تُبْقِي على زوجة سمعتها محل لغط، والأولاد سيكرهوني ويلعنون اليوم الذي خرجوا فيه من رحمي"
.أعرب متململا منها :" أنهيتِ حديثك المرسل السخيف مثلك أم أن هناك لا تلبث بقية..... نعم أنا أوبخك وأعنفك فأنتِ امرأة بائسة مجذوبة..... لن أسمح لكِ بأن تعيشي دور الضحية وتجلدي نفسك بسياط العذاب..... ولن تنتأي عني مطلقا مهما حاولتِ..... أنتِ مني وموئلك صدري.... ميدو ذلك..... كلانا تسبب في وجوده بحياتنا..... ونحن سنتخلص منه تلك المرة للأبد ونحن مع بعضنا..... سنقضي حتى على ذكراه العفنة التي كانت تزكم في بعض المواقيت أنوفنا وتكدر صفو عيشنا...."......
تشبثت به متفوهة بتأمل واستبشار :" أنتَ لن تتخلى عني البتة؟!!!!"
أجابها فورا وبعتب صريح لها :" أتنازل عن روحي حينها!!!!"
ارتمت في حضنه وتوسلته :" اغفر لي....."
وأردفت بصوت يضج منه الندم الرهيب :" أنا أهرقت ماء وجهك.... وأحططت من كبريائك.... ولكني أقسم لك..... أنت الوحيد المرفوع في قلبي مكانا عَلِيَّا.... وبدني لم يلوثه مطلقا رجل سواك".....
أحاط وجهها بأكفه وتمعن النظر فيها مطولا وأعرب بإدراك :" مازلتِ تعتبرين العلاقة بيننا حرام".....
تفوهت بتأمل :" أنا بريئة والله سيُظْهِر الحق..... وبعدما أغادر السجن أنت ستعقد عليّ رسميا وستجعلني موفورة الكرامة مبجلة الاعتبار".....
بان التردد على وجهه وهو يتمتم بتأثر :" سوما أنا....."
صححت له ومحياها ينفرج عن ابتسامة عذبة لم تشمله بها مطلقا مسبقا :" اسمي تبر يا مصطفى..... نحن مصطفى وتبر ولسنا مصطفى وسوما يا حبيبي".....
سألها بعد برهة صمت وهو يتفرس فيها:" تبر.... هل تعديني ظالم وطاغية لأني حبست عنكِ الوثيقة الرسمية طوال فترة زواجنا؟!!!"
ردت وهي تلوح برأسها نافية :" لا يا حبيبي.... أنا تراءيت لك في بعض الأحيان كامرأة لعوب وكله من جراء تصرفاتي.... أنا أغويتك بخضوعي لك بالصوت وبلباسي الصارخ في ذلك الحفل المشئوم.... لا شك في أنك اعتبرت ما قمت به دعوة صريحة لك..."....
وأكدت له لتزيل من نفسه أية شكوك عالقة :" أنا كنت عذراء يا مصطفى قبل تلك الليلة التي....."
وعضت على شفتها السفلى وبدلت دفة الحديث :" وأنا ممتنة لكَ لأنك لم تتوانى عن تستيري حينما علمت بأمر حملي.... رجل سواك لكان ألقاني لذئاب الطريق تستبيح لحمي وتنهش جسدي..."
انتزعهم من اعترافاتهم صوت نقرات متوالية على الباب
ازدردت تبر ريقها وهي تعرب قائلة ونظراتها متقلقلة :" تلك ولا ريبة احدى الخادمات تستعجلنا..... سأجهز نفسي فورا".....
وانتصبت واقفة والتقطت ثيابا عشوائية من خزينة الملابس وتوجهت نحو الحمام لتبدل وفي غضون وهلات كانت جاهزة
هبطت الدرج ويدها في يد مصطفى وعيونها في حضرة عيونه
تباغت الجميع بهرولة حارس البوابة نحوهم وإعلانه من بين أنفاس لاهثة :" والدتكِ وأخيكِ يا سيدتي في سيارة عند المدخل ويطالبا بالمروق وتلك أول مرة أراهما ولذلك أردت التحصل على الإذن منك.... اسمهم ياقوتة ومنصور على اسم أولاد سعادتكِ وأروني وثائق التحقق من الهوية"....
استحالت تبر واجمة ساهمة مشدوهة
واستشعرت موجات برودة كاسحة تجتاحها
وأعربت بصوت أجش :" أَدْخِلهَم".....
وتابعت تحضه بنهر :" هيا فورا"....
استعجلها الشرطي متململا :" هيا بنا..... لقد تأخرنا"....
أكلمت هبوط الدرج وحدها متخاذلة عن التواصل مع زوجها....
وسلمت نفسها للشرطة ليصفدوا معصميها بقيد من فولاذ ويسوقوها خلفهم
كان منصور الصغير يراقب ما يجري من العلية
لا يجسر على الركض نحو أمه لاحتضانها ومطالبتها بالتوضيح
بتخلصه منها لم تعد هناك خطورة على حياة والده
بإمكانه تنفس الصعداء
ولكنها أمه وهو يود بضراوة أن يجهش بمرارة في البكاء
هي غاضبة عليه لأنه رماها بسهام الكلمات ليلة أمس
لأنه فطر قلبها بقساوة وفظاظة
لأنه أَعْرَب عن احتقاره لها ولم يتورع ولو لهنيهة عن نبذ دورها في حياته
الله يعاقبه هو بقبض الشرطة عليها
لأنه تمنى زوالها
وعاملها وكأنها باغية وليست والدة
ترجلت ياقوتة الكبيرة ووليدها من السيارة وهي مقطبة الجبين لوجود عربة الشرطة في بيت ابنتها الشاردة
وتوسعت عيونها وجوما حينما رأت الشرطة تسوق ابنتها خلفهم وهي مصفودة بقيد الاحتجاز
وكانت تبر الصغيرة متشبثة بيدها وهي ترتجف خوفا من رؤية سيارة الشرطة
وهرولت ياقوتة نحوها فأبدى رجل الشرطة امتعاضه من إعاقة الحركة لأن تلك المرأة الطاعنة في السن تسد الطريق
همَّ بطرح المرأة أرضا ليستأنف المسير فأردعه مصطفى ومنصور الكبير
توسلته تبر :" تلك أمي.... أرجوك دعني أوضح الأمر لها".....
توجهت بإبصارها نحو أمها وتفوهت :" توحشتك جدا يا أمي ياقوتة..... الحياة بدونك كانت خاوية من عبق الحياة..... فارغة ومظلمة وجدباء..... أنا بريئة وسيكشف الله براءتي من فوق سبع سماوات.... ألن تتكلمي يا ياقوتة..... ألن تمنحيني صوتا داعما لأتمكن من مواصلة الحياة"......
هزت أمها رأسها يمنتا ويسارا وأعربت بإيمان ويقين:" لن يهدأ لي جفن حتى تبارحي المخفر..... وستبارحيه.... سأستقصي الأمور وأمك بجوارك فلا تجزعي ولا تقلقي.... أنا هنا يا صغيرتي لأجلك....."
نقلت تبر بصرها نحو الطفلة الصغيرة التي ترتعش فزعا
فأخبرتها ياقوتة :" تلك ابنة أخيك.... أطلقنا عليها اسم تبر تيمنا بكِ لتشب وتصير مثل عمتها الجميلة"....
فاجأت أمها :" أعرف أنها تبر الصغيرة.... أنا أعرف عنكم كل شيء يا أماه.... أقتفي أخباركم منذ سنوات".....
حثته :" لن تقول شيء يا منصور؟!!!!"
خر راكعا على ركبته أمامها وتوسلها :" سامحيني يا أختي الكبيرة".....
ردت عليه بتهدج :" أنا أحبك يا منصور وأنت تعرف..... أنا سامحتك منذ البداية..... لم أحقد عليك سوى لوهلات ولكن طوال السنوات المنصرمة وأنا كنت أبتهل لك سداد الخطى وتوفيق الإله".....
استقلت عربة الشرطة وتبعتها سيارات مصطفى ومنصور حتى وصلت المخفر.....
قبل أن يتم عرضها على الظابط المختص عرفتهما على بعضهما البعض في رواق المخفر
:" ذلك مصطفى السلحدار زوجي ووالد أطفالي.... وتلك أمي وشقيقي العنيد الصغير.... أتمنى أن تتصافحوا قبل دلوفي للظابط.... فأنتم لم تتمكنوا من ذلك في الفيللا".....
سارع الجميع لتلبية طلبها وابتسمت برغم الظروف عن ملء شدقيها
أشياء مريعة كشفتها التحقيقات.....
ميدو ادعى كذبا وبهتانا في دفتر مذكراته أنه كان على علاقة شائنة بها وأنها كانت عشيقته بكل ما تحمله الكلمة من معنى
وزعم أيضا أنها حاولت إخماد أنفاسه قبلا وأنه كان يسعى بجهود حثيثة للاقتصاص منها
هذا أَضْعَف من موقفها في القضية وجعلها على المحك وتحيا بأعصاب متلفة
هي تخشى الهاوية النفسية التي انزلق لها وليدها ولا شك
وماذا عن طفلتها ياقوتة.... لمَ تنبذها دوما - رغما عنها - حتى على مستوى تفكيرها
لمَ لا تحتل الصدارة في ما يغزو خلدها
لمَ عقلها مسلط دوما على وليدها منصور
على الرغم من أن ياقوتة هي أول فرحتها
ربما هي تعرف في كينونتها أنها أم ظالمة لطالما حبذت منصور على طفلتها الكبيرة
منصور هو ثمرة حلال ولكن ياقوتة هي إمارة سقوطها
يا الله ما الذي سيَحِل بها
مصطفى مختفي عن مسرح حياتها منذ نشرت الصحف ما تحتويه مذكرات ميدو من افتراءات وبهتان
تلك ولا ريبة ضربة قاضية لعنفوانه ورجولته
ولكنه لو تخاذل عن نصرتها الآن وهي بين المطرقة والسنديان لن تغفر له أبدا
هي منهارة رغم تماسكها الظاهري
مدمرة تماما والكلاب الجائعة تعوي من حولها وتنهش لحمها
ياقوتة هي من تواظب على زيارتها باستمرار
وتؤكد لها أن منصور مستوثق من طهرها ويبذل كل الجهود الحثيثة ليقتنصها من مخالب ما هي فيه
وأنه تعهد أمام نفسه أنه لن يراها مرة أخرى سوى وهي حرة طليقة
في زمن الغبار الذي عاشت فيه وحدها واتتها من جديد أمها ياقوتة لتنشر رائحة الورد من حولها
لتبثها دعمها ومساندتها والإيمان المطلق بها
القذيفة الحقيقية التي دمرت سمعتها تماما وأحالتها ركام كان ما أقدمت عليه اللعينة سلام
الشمطاء الحقيرة أعلنت في الصحف أن ما يجمع بينها وبين مصطفى علاقة زنا وأنها ورطته بالحمل فاضطر على مضض منحها وثيقة زواج عرفي لتكون غطاء شرعي لأطفاله.... وأنه لم يثق مطلقا بها ولم يَكِن لها يوما أدنى احترام
سلام بغضتها دوما ولكنها توقعت أن تتحلى بحس أخلاقي كي لا تزج بأطفال أخيها في ذلك الدرك الأسفل
هي لن تعفو عنها أبدا..... مطلقا..... البتة!!!!!
***************************************
مازال لا يستوعب لمَ قد يُقْدِم ميدو على نعت تبر بعشيقته في دفتر مذكراته
هي لم تكن كذلك
هي أكدت ذلك
ولكن الفضيحة منفجرة من حوله
وهو لم يعد يقوى على مجابهة البشر
ينكس رأسه كي لا تطالعه رمقات التشفي والازدراء والاستهانة برجولته
يتوارى من الناس لسوء مسلك زوجته
لا.... تبر بريئة..... هي ذهبه الخالص ومعدنه الباهظ النفيس
ذلك خيال ميدو المريض وهو عليه إثبات ذلك
إثبات أنه محض خيال مريض كان مسيطرا على ميدو ولا يمت للواقع بأدنى صلة
دلفت "ألما" سكرتيرته الصبية بهدوء ووقفت أمامه لتنتزعه من شروده وأعربت بأسف وهي تمضغ شفتها من الداخل :" للأسف يا سيدي مصطفى.... شخص آخر ألغى التعاقد معنا..... العمل ينزلق للهاوية!!!!"
هو سيظل فاحش الثراء حتى لو انهار هذا العمل أنقاض
ثروته ستتناقص بالطبع إلا أنها لن تتبدد كليا
علق بصره على نقطة في سطح مكتبه وتفوه بهدوء وهو يعقد أنامله فوق سطح المكتب :" بإمكانك ترك العمل لو أحببتِ.... وسأمنحك شهادة خبرة وتوصية لتتحصلي على عمل آخر سريعا..."
باغتته ألما بقولها وهي تفترش المقعد المقابل له جالسة :" أنا لن أتخلى مطلقا عنك!!!!"
وعاتبته :" كيف يخطر في بالك أني سأتخلى عنك..... ثروة أبي تلاشت وأنت قدمت لي الدعم وجعلتني أتحصل على وظيفة تحقق لي الاكتفاء المادي.... لم تَكُن مثل البقية.... من تجاهلونا ونبذونا كأننا جذام بمجرد إعلان إفلاسنا".....
وتابعت باستغراب وهي تلوح برأسها وتقطب جبينها:" أنا لا أفهم.... كيف تلجأ امرأة لرجل سواك وهي تمتلكك زوجا!!!!".....
وأجفلته باستطرادتها المريرة اليائسة :" ليتك كنت زوجي أنا.... ليتك كنت لي!!!!"
تدلى فكه وجوما من هجوم الصبية المباغت عليه
لملم شتاته وأعرب بهدوء وبنبرة أبوية وهو يُصَرِّف انفعاله في قبضة يديه المتلاحمتين:" ألما.... والدكِ كان صديقي العزيز.... وأنا لم أسدي لكِ معروف بتوظيفي لكِ... وانظري لنفسك أنتِ في عمر الزهور وأنا في خضم الخريف... لا تجوز تلك الترهات التي تفوهتِ بها.... "...
واستطرد موبخا وهو ينتصب واقفا ويتوجه نحوها :" ألما .... أنتِ كما ابنتي.... عيب عليكِ ما تفوهتِ به"....
باغتته ألما وهي تنهض واقفة :" لن أسمح لك بأن تبسط أناملك على أكتافي وتمعن النظر في عيوني وتطالبني بالاعتذار على ما تظنه حماقة تفوهت بها.... دور الأب يصلح مع أولادك أما معي فأنا أريدك حبيب!!!!"
وتلاحمت معه بصريا
واستمرت وهي ترقب الارتباك الذي اعتلى وجهه والتردد الذي يعتمل فيه وكانت تتقدم نحوه بثبات حينها :" أنا أملك خارطة إسعادك.... فقط ثق بي".... ومدت يدها له فكانت وكأنها المغناطيس
كيف انساق ورائها وسمح لها بسحبه للمأذون ليعقد قرانهما
وكيف وصل معها لحجرة بفندق ليقضي شهر العسل وإياها
إنها تُلْئِم جرح رجولته بكلماتها عن المشاعر القوية التي تعتمل فيها حياله
إنها مُسَكِّن محترف يلهيه عن أزمته الحقيقية مع زوجته الحقيقية.... تبر
واستحال جزوعا بغتة حينما انتبه لما ستكون عليه ردة فعل تبر لو عرفت
هي لم تَعُد ضعيفة.... مهضومة الحق.... معدمة
هي تنحدر من عائلة عريقة جدا
لا يفهم حتى الآن لمَ انسلخت عنهم ولمَ وصمت نفسها بأنها ابنة خطيئة في حديثها وإياه
هل أمها ياقوتة وقعت في الخطيئة مثلا وهي كانت نتاجها ونسبتها لزوجها فاروق
خرجت ألما من الحمام وهي تجفف شعرها المنسكب حتى خصرها الممشوق
وتوجهت نحو المرآة لتعدل من زينتها وأبدت تأففها بقولها :" زواجنا المباغت لم يمنحني الفرصة للتجهز جيدا.... كل أدوات الزينة التي أملكها هي فقط ما كانت في حقيبتي"......
وبعدما انتهت اقتربت منه متهادية بخطوات منمقة وافترشت السرير بجواره وأرغمته على التواصل معها بصريا :" توحشتني خلال تلك الدقائق المنصرمة.... أليس كذلك يا حبي"....
وطبعت قبلة عميقة مليئة بالإيحاءات على ذقنه
وسحبته من جديد إلى بئر الخيانة السحيق في حين أنها هنأت نفسها على استراتيجيتها المثمرة
***************************
سلام
((يا عالم الضيم والقيود هلا ترفقت بالطائر الأسير!!!!!))
مكبلة بطبيعتها المؤذية
أسيرة كراهيتها لزوجة أخيها
ظالمة طاغية متجبرة بما ارتكبته في حق أولاد شقيقها
ما اقترفته أمها ملأ قلبها حتى فوهته بالحقد الأسود حيال سوما
هي منحت سوما وصية حبستها عنها هي ابنتها
أمها أعطتها الأثرة عنها
وأخوها أغدقها بالأفضلية عليها
سوما انتزعت منها محبة أسرتها
أعادتها يتيمة وحيدة بائسة
كانت سلام تذرف العبرات فوق سريرها وهي متكورة على نفسها
وتعالى شهيقها ونحيبها
هي لم تقصد ما تفوهت به
مشكلة سلام أنها تتعامل مع الحياة بطفولية شريرة
شريرة نعم
ولكنها تظل طفلة
كانت تدرك تبعات ما تدلي به للصحف إلا أنها لم تكن مدركة تماما
فمصطفى دوما كان منقذها الذي يُخَلِصَها من نزقها وطيشها
وأمها لم تعنفها مرة للسانها السليط نحو سوما
بل على العكس كانت عيونها تلمع بالبهجة حينما تُقْدِم على ذلك
كل هذا لا يشفع لها تدميرها لمستقبل ابن شقيقها
إن ياقوتة متأخرة ذهنيا ستظل عبء على الأسرة حتى تلفظ أنفاسها
ولكن منصور هو مستقبل العائلة بأسرها
هو يقظ ومتوقد الذهن ومُطَرِّد الذكاء
تشعر وكأن صدر الظلام يضيق بها
حتى هو لم يَعُد يطيقها
هي لم تقترف ذلك بدافع الحقد حيال سوما فقط
بل لتُحَسِّن من صورة أخيها أمام الأنام
ولتبرز أنه أضحية لأفعى رقطاء
ولكن هذا لم يتحقق
صورة أخيها اهتزت واضمحلت أكثر
تناهى لسمعها وليد الذي افترش حافة السرير بجوارها :" كنت أحسبكِ سعيدة.... حققت انتقاما هائلا من سوما.... لمَ لم ترفعي نخب انتصارك عليها.... لمَ أنتِ منهارة هكذا؟!!!!"
أطرقت برأسها وتمتمت وهي تزم شفتها :" أنت تعرف بأني لاذعة اللسان ولذا فأنا بالفعل ليمونة حامضة!!"
أَيدها وليد :" معكِ حق.... أنتِ لاذعة اللسان وسوداء القلب أيضا..... أدخلتيني مدى الأحزان لأيام عصيبة وأنا أظنكِ صرتِ باغية من جرائي وأنكِ التقطتِ عدوى مميتة مني.... لم أَعُد أعرف متى تكوني صادقة ومتى تخادعين بتمرس واحتراف لترفعي طعم الملح الأُجَاج لفمي.... الثقة بيننا تقوضت تماما يا ليمونتي"....
اكفهر محياها وهي تعرب بجفاء بعدما استجمعت شتاتها وعادت قوية صلدة وعقدت ذراعيها أمام ركبتيها المضمومتين نحو صدرها ومدت بصرها نحو الأمام :" وكأني أكترث لثقتك بي"
وتابعت وهي ترمقه بملامح متحجرة :" على الأقل بت متيقن من كوني شريرة وأستطيع صنع الجلبة والضوضاء نحو أي كان بتمرس واحتراف.... فاخشاني!!!"
واستطردت :" تهديدي بأن أدمرك مازال قائما لو لم تلبي لي طلبي"
أعرب بأريحية وهو يستلقي على السرير بجوارها :" لم آخذ يوما تهديدك لي على محمل الجد..... ولن آخذه يوما..... أنا أعدت لكِ أموالك التي نهبتها منكِ.... ولكنكِ لن تتحصلي مني على أكثر من هذا لأني ببساطة لا أملك.... افعلي ما يحلو لكِ يا سلام، أنا لم أعد أبالي، ستحطمين علاقتي بأخي الكبير وما الضير، هي محطمة بداخلي منذ سنين، لن ينوبكِ سوى البغضاء التي ستزرعيها بداخل أخي حيالي، أنا سأتركك لضميرك، ولكن قبل أي شيء أود أن أؤكد لكِ أني لم أخنك طوال فترة زواجنا، وليس لشيء سوى لأنكِ أعدتيني شيء بعدما أحالتني الدنيا لا شيء!!!!"
تداخلت معه بصريا لوهلات بدى وكأن الزمن تعطل خلالها
كان صدرها مختلج بمشاعر متضاربة
قلبها متهدج من جراء كلماته العذبة الرقراقة الأخيرة
وروحها لا تلبث غائرة الجرح تنزف دما غزيرا لأنه اتخذها درج في زمن مضى ليستولي على وفرها
كيف تنسى أنه طوال الوقت الذي قضياه معاه كان يتآمر ضدها ويسعى للاستيلاء على نقودها
كيف فقط تنسى أنه في الوقت الذي كانت فيه تسكب عليه قاطبة أحاسيسها كان يسخر منها في سره ويتسلى بخداعها
تمتمت وهي تثبت بصرها على نقطة في السرير :" مشكلتنا مطوية في ذهني أمام الحريق الذي ألحقته بأخي وأولاده....".....
وهجمت بأناملها على سحنتها لتبعثرها ببربرية.....
وتابعت وهي لا تلبث مطرقة :" تلك الصحافة البغيضة استفزتني ووجهت أسئلة عن فارق السن بين أخي وبين زوجته... وبأنها لا تلبث في ريعان الشباب بينما هو في خضم الخريف.... وأن هذا قد يفسر إقدامها على خيانته مع ذلك الميدو... أردت أن أنتزع تلك الكلمات السامة من حلوقهم وأُخْرِسَهم للأبد فقلت ما قلت.... أخي ليس مضمحل الرجولة ولذا لجأت زوجته لرجل سواه....."....
ووجهت بصرها نحو وليد وتابعت :" أخي يمتلك سلطة رجولية كاسحة على النساء..... هو فقط متعثر الحظ ولا يتورط سوى مع الباغيات".....
قَطَّعَ لها الكلمات وهو يشوح بيديه وملامحه عابسة:" لا يوجد تبرير لفضحكِ أخيكِ يا سلام..... كفي عن التبرير لنفسك!!!!".... كانت نهرة قاسية لها وكأنه يصفعها لتستفيق
واستطرد :" في الماضي سعيتِ لتخليصه من زوجة باغية..... مادلين.... أتذكريها.... أعجبت بكِ وبمحبتكِ الدافقة حيال أخيك.... ولكن الآن لا أرى سوى امرأة حاقدة.... بسبب غلها المتفاقم نحو زوجة أخيها دمرت أسرته بأكملها...."
نهضت سلام غير آبهة بالرد عليه والتقطت ثيابا من الخزينة وابتدأت في ارتدائها وتفوهت بهدوء ورزانة :" سأذهب لمصطفى.... يجب أن أتحدث وإياه ليستوعبني ويغفر لي كما كل المرات المنصرمة....".... تلفظتها بتأمل واستبشار.....
انتصب وليد واقفا هو الآخر وتفوه باحتقار لها :" حسنا وأنا أيضا سأذهب لمتابعة أعمالي.... فهي وفية ومخلصة أكثر منكِ.....".....
والتوى فمه ساخرا وهو يردف :" وبالنسبة للعرض السخي المجاني الذي تقدمينه الآن أنا لست مهتم به البتة.... روحك الملوثة بالكراهية والمتلبسة جسدك الفاتن تسقمني..... ولذا فأنتِ كلك على بعضكِ لا تساوين شيئا عندي".....
تصلب جسدها لهنيهة قبل أن تسحقها قشعريرة باردة ورسمت على وجهها قناع من اللامبالاة لتخفي الألم الثخين الذي استقر في أحشائها إزاء ما تفوه به
وتحدثت متشدقة بخيلاء وهي مستهينة بقوله المنصرم :" لو كنت ترى تبديلي ثيابي أمامك عرض سخي فأنت بالتأكيد تركز معي جيدا يا "لودي".... ولو كنت تركز معي هكذا فأنا بكل تأكيد أساوي كل شيء عندك..... تدعي أنك لست مهتم.... حسنا بإشارة مني أستطيع أن أجعلك راكعا على ركبتيك أمامي.... ولكنها أنا التي تعفك وتزهدك وتحتقرك"....
هوت على وجنتها صفعة مربدة ألجمت لسانها تماما وتشابكت عيونهما مع بعضهما لوهلة وجيزة قبل أن تنكب عليه مسددة له الضربات وهي تهتف بهيستيرية ومن بين أنفاس متلاحقة:" أنت يا حقير تصفعني أنا.... أنا أمقتك..... ليتك تموت وتتعفن في الجحيم..... كان قولي المنصرم صائبا ولذا صفعتني.... أنت بالفعل رهن إشارة واحدة مني.... أنت صاغر وذليل أمامي..... أنا بالفعل كاذبة باحتراف وأتسلى بك جيدا.... خنتك بالفعل أثناء سفرتي إلا أني حينما عدت صدقتني.... صدقتني لأنك لا تقوى على لفظي من حياتك.... أنا أسير في عروقك كما الإدمان لا يمكنك مقاومتي أبدا...."....
سَمَّر بصره عليها لهنيهة وعضلة تشتد قرب فكه وهو يعتصر أنامله كي لا يزهق أنفاسها
وأجفلها بتمتمته الناعمة كما الحرير :" أنتِ تستفزيني لأفعل هذا.... حسنا يا صغيرتي".....
وهجم على جسدها فحاولت التملص منه ولكن قوته كانت تفوقها بأشواط وبمرور الوقت تسربت لها أحاسيس جعلتها تستسلم له عن تتمة رضا
بعد وقت قليل بدأ في ارتداء ثيابه بهدوء وأعرب بدون أن يلقي عليها نظرة :" أنتِ طالق.... لا تلزميني بشيء..... روحك المتعطشة للقصاص بغيضة ومعتمة وأنا منكِ اكتفيت.... افعلي كل ما يحلو لكِ بي.... أنا لا أهتم.... أنتِ طالق بالثلاثة يا ليمونة حامضة مريرة المذاق"...... التوى فمه عن سخرية منها وخلفها ورائه شاحبة شحوب الموتى
***********************************
في حجرة الياقوتة الصغيرة
كانت ياقوتة الكبيرة تلاعب ياقوتتها الصغيرة.... إنها ممتنة لابنتها لأنها تحبها لتلك الدرجة التي تُطْلِق على وليدتها اسمها.... هاتفت جمرة لتوافي ابنتها لتزورها وتتعرف بها ولكنها أبت بضراوة وادعت بأن الظروف لا تسمح.... في حين أن ياقوتة تعرف بأن جمرة تغترف من رغد العيش في قصرها ولا تكف عن الإنفاق ببذخ خصوصا وأن ياقوتة ربطت لها مصروف شهري كبير.... لم يخبرها أحد بما نشرته الجرائد بالعكس وليدها منصور أخفى عنها الأخبار متعمدا ولذا فهي لا تعرف ما تفوهت به سلام.... وتنتظر انقشاع الغمة عن ابنتها بفارغ الصبر.... هي ليست مستساغة تحفظ منصور الصغير وإياها..... الولد متقوقع عن نفسه ولا يفصح عن أفكاره البتة.... وهم كفوا عن إرساله للمدرسة للتعلم خوفا من أن يتندر عليه أحدهم أو يزفه في الطرقات متسليا بأن أمه قاتلة لعشيقها....
يا الله فَرِّج همومنا وارزقنا انقشاع الغمة
بغتة تناهى لسمع ياقوتة الكبيرة زمجرة كما الرياح الهوجاء :" أليس هناك أحد هنا؟!!!"
تفوهت لصغيرتها ياقوتة :" حِلِّي أسري يا أميرتي الصغيرة.... سأذهب لأرى من وافتنا الآن كما زوبغة أمشير...." كانت ياقوتة تتفكه مع حفيدتها فلقد تمكنت من خلق لغة تواصل مذهلة معها
وأجفلتها ياقوتة وأسنانها تصطك ببعضها وجسدها يرتجف ارتعابا وهي تزداد تشبثاً بها:" إنها عمتي سلام..... هي دوما ذات صوت جهوري وتؤذيني بالكلمات!!!"
جزعت ياقوتة وهي تقبض على الصغيرة :" لمَ عيونك مغرغرة بالدمع يا صغيرتي وزائغة النظرات؟!!!!.... لا يقوى أحد على إيذائك مادامت بي حياة....."..... وزرعت الصغيرة في حضنها لتبثها الإيمان بها وانسلخت عنها على مضض لتلاقي تلك التي لا تطيقها الفتاة.....
كانت ياقوتة تهبط الدرج حينما تلاقت عيونها مع سلام التي هتفت بعنجهية :" أنتِ الخادمة الجديدة..... ولمَ أنتِ رتيبة في الحركة هكذا..... هل تسيرين على قشر بيض أم ماذا".....
وهبت فيها راعدة :" هيا اهبطي سريعا أيتها العجوز الهرمة"....
وسألتها وهي متململة من تراخي الخادمة الجديدة عن مداهنتها وتملقها:" أين سيدك مصطفى.... ناديه فورا"....
أجابتها ياقوتة وهي لا تلبث تمشي الهوينا هابطة الدرج وكانت تكز على أسنانها موضحة لها كل حرف يتشقق من ثغرها :" زوج ابنتي مصطفى يلاحق أعماله.... هو لم يَعُد ليلة أمس".....
حركت سلام رأسها للأسفل وأعربت بإدراك حريري وعيونها تومض ببريق شرير :" إذاً فأنتِ أم الباغية.... وأين كنتِ يا والدة..... أكنتِ تصطادين الرجال كما ابنتكِ من الطرقات... وحينما جار عليكِ الزمن قررتِ الأوبة لدور الأم المعطاءة"....
سألتها ياقوتة حينما صارت بمواجهتها :" لمَ أنتِ خبيثة وشريرة هكذا يا فتاة؟!!!!"
ازدردت سلام ريقها وأعربت بصوت أبح جهوري وهي تشوح بيديها :" لست أنا الخبيثة بل ابنتكِ.... هي من حملت سفاحا من أخي لتجبره على الزواج بها.... ابنتكِ..."
وهوت صفعة مربدة على وجه سلام ترنح لها جسدها وتناهى لسمعها ياقوتة تقول من بين مطحنة أسنانها :" تفترين على ابنتي كذبا يا لعينة!!!"
فاندفعت منفلتة الأعصاب تقبض على جسد ياقوتة وتصرخ فيها بهيستيرية :" لست أكذب.... ياقوتة ابنة حرام.... اسألي حتى ابنتكِ الطاهرة.... هي ستُصَدِّق على قولي.... ابنتكِ لوثت سمعة عائلتي.... أخي صار في الحضيض النفسي من جراء فسقها..... أعمالنا تنهار من جراء فحشها....".....
وتلاقى بصرها مع ياقوتة وهي تردف بغمغمة :" الشريرة والخبيثة من تلاعبت بشرف أخي وهدمت كل بناه عبر امتدادة عمره..... ابنتكِ ستتعفن في السجن لأنها قتلت عشيقها..... كانت تخون أخي.... حتى أخي يعرف ذلك يقينا في قرارة نفسه".....
قبضت ياقوتة على فك سلام وطالبتها بصوت أجش :" غادري كي لا أتهور وأخنقكِ....."
ارتفع صوت أثير سلام فشرعته والتزمت الصمت لهنيهة قبل أن تصرخ بسرور بالغ:" حقا يا ألما.... أنتِ وأخي تزوجتما.... ذلك خبر مبهج طبعا..... لا مناص من أن نحتفل سويا".....
وبان التردد على محياها وهي تسترسل بحذر:" هل أخي بجوارك؟!!!!.....".....
ولأنها في حضرة والدة سوما لم تجسر على الاستطراد بما يهز كيانها.....
(( هل هو ناقم عليّ؟!!!"))
أوصدت سلام الهاتف فتناهى لسمعها صوت ياقوتة الهزيل المتحشرج وهي تُكَذِب ما وصل لها :" أنتِ تكذبين..... أنتِ فعلا مؤذية كما قالت حفيدتي"....
هتفت سلام باستهانة وهي تتخصر :" تقصدين تلك المنغولية الدميمة..... ابنة الخطيئة..... ابنة الباغية.... بالتأكيد هي لا تعرف أين تقبع أمها الآن....."
وانتبهت سلام لكون ياقوتة الصغيرة تتجسس عليهما من العلية وهي متشبثة بدميتها ولأنها خرقاء في كل شيء فتَخَفِّيها مفضوح بالنسبة لعيونها وسمرت سلام بصرها عليها وتفوهت بصوت كما حفيف الأفاعي :" أمكِ في السجن.... قتلت من عبثت بشرف والدكِ معه.... هي لن تؤوب مطلقا..... لو لا تصدقيني فاسألي والدكِ وأخاكِ.... ووالدك تزوج أخرى وهي من ستشذبكِ وتُربيكِ أيتها المتخلفة القبيحة..... بل وستنجب له طفلة باهرة الجمال تنتزع منكِ الأضواء وتُرِيكِ كم أنكِ دميمة!!!"
كانت ياقوتة الكبيرة واجمة غير مستوعبة كمية الشر المنطلق من ثغر تلك اللعينة
تنقل بصرها بين سلام وبين حفيدتها التي اندفعت بغتة تسابق أقدامها الريح كي تغادر تلك البقعة التي تتواجد فيها عمتها المؤذية
كانت البوابة مشرعة كخطأ غير مقصود من حارسها
وانطلقت الصغيرة عابرة إياها كما السهم والدموع تغشي مجال إبصارها
هرولت سلام وياقوتة الكبيرة للحاق بها
انتبه منصور الذي كان غارقا في نوبة نوم متقطعة داهمته رغما عنه من فرط إعيائه والذي كان يتثاءب وهو يطالع النافذة المشرعة في حجرته
وانطلق راكضا بأقصى طاقته بعدما أَبْصَر أخته وهي تعدو مخلفة القصر ورائها
ارتفع بوق حافلة مسرعة مزمجرا
وغشى وميض الحافلة عيون الصغيرة
ليرتطم جسدها بها وتتمزق أشلاء وطارت دميتها الجميلة في الهواء لتستقر على الأرض ولم يسعفها الوقت فدهستها سيارة أخرى مسرعة لتلتحق بصاحبتها التي صعدت روحها للسماء.....
************************
((ولأن الحياة مؤلمة... فإنها تسير رغم عنا لتحشرنا في زوايا لم نكن نتخيل أن نصل إليها))
صباح
منذ طفولتها البائسة وهي تعاني من رمقات جدها الشهوانية لها وتحرشاته المستمرة بها
منذ طفولتها البائسة وهي تتناحر مع شقيقتها من الأب حليمة للظفر بقلب جدتها الفاحشة الثراء
منذ طفولتها البائسة وهي مجرد ترس في طاحونة تمزقها هي إربا
بلال كان من يسد ثغراتها النفسية من جراء طفولتها الغريبة
كان رفيق صباها الذي تمنت منذ الأزل أن يطويها بين أحضانه
بلال كان مستقيم
كان يحافظ عليها حتى من رمقته لها
كان ثقله كرامة وشهامة
ولكنه كان لقيط!!!!!
كانت أمه بائعة هوى من الغجر ووالده حام حولها ليتمتع بها وقتيا
وحينما حملت اختفت عن القرية تماما ولكنها عادت بعد عام وهي متزوجة والد بلال
اتضح أن الرجل لأنه ذريته كانت قاصرة على البنات قرر أن يُبْقِي حملها ولكنه انتوى فقط الزواج بها لو وضعت صبيا يحمل اسمه ويصلب عوده في الحياة
بناته من زوجته الأولى هن من فضحن كون شقيقهن ابن سفاح
أردن الإطاحة به كي يكون إرثهم من والدهم مقصورا عليهم
ابن الزنا لا يرث والديه حتى لو تزوجا بعد ذلك
حقيقة شرعية يعلمها كل مسلم
وذلك كان هدف البنات من الثرثرة حول موعد زواج والدهم من أم بلال
فهو تزوجها بعد إنجابها الصغير
ولكن مأربهم لم يُكَلل بالنجاح
فوالدهم أصر على أن بلال ابن حلال ونكاية فيهم كتب كل أملاكه لوالدة بلال لكي لا ترث بناته الشريرات أدنى شيء
ولحق والد بلال ببارئه بعد ذلك بأيام قلائل
واستحوذت أم بلال على كافة ممتلكات زوجها وطردت البنات من بسطة عيش أبيهم
وكانت حريصة على تنمية ثروة زوجها المرحوم
ولم تبالي بالرجال مطلقا رغم سمعتها السابقة كساقطة
أحاطت بلال برعايتها وكانت تؤكد له أنه ابن حلال وأن أخواته الطامعات هن السبب في تردي صحة والده ومفارقته الحياة
كان لبلال جحيمه الخاص وكان لها جحيمها الخاص
هذا ما جمعهما وجعلهما عاشقين
رحبت والدة بلال بمصاهرتها لقيثارة وبتزويج ابنها من صباح
لكن جدتها من طردتهما من دارها وقالت بملء فيها أنها لن تزوج حفيدتها ابن حرام
كانت صدمة مهولة هبطت على بلال
هو يعرف عن قيثارة أنها نزيهة ولن تفتري كذبا على أمه
إذاً فما تردده أخواته باستمرار حقيقي
هو ابن سفاح
ألغاها بلال من حياته في ذلك الوقت
وأَجْبَر أمه على توزيع نقودها كلها على أخواته من أبيه ليعوضهن السنوات العجاف اللواتي قضيناها معدمين
احدى أخواته كانت عقيم وترعى ابنة زوجها من امرأة أخرى
تلك الأخت تقاسمت معه ما أعطاها إياه
لم ترتضي أن يستحيل فقيرا معدما
وشجعته ليتزوج ابنة زوجها تقوى
اعترض بلال بلطافة على طلب أخته الكبيرة
فهو كان لا يلبث يهوى صباح
فتَمَلَّك الشيطان من الأخت أن ينبذ شقيقها الطيب تستير من تعدها ابنتها بسبب تلك الصباح أمر لم تتقبله
كانت الأخت تعلم عن شاهين أنه كلب جدها الغير مؤتمن
فطلبت منه المدد ووعدته بأن تبدل له نقدية طائلة لو فصم عرى الأحبة
كانت الخطة أن يحاول التقرب من صباح مستغلا نبذ بلال لها
فهو ولو كان لايزال باقيا على حبها إلا أنه لن يتزوجها مطلقا مادامت ترفضه الجدة قيثارة
صدت صباح محاولات شاهين للتقرب منها وهي تبرز له كم هي مشمئزة منه
كان شاهين كلب جدها ولذا فهو تباعا كان يعلم كل أسراره ويكاد يكون ابتزه ليزوجه حفيدته
ولكن جدها كان صلدا في الموقف هذا فهو رفض بضراوة أن تتزوج حفيدته من كلب!!!!!
ويكاد يكون هو من هدد شاهين إذا لم يرتدع ويعود فأرا في جحره كما كان فهو من سيقلم أظافره ويقتلع لسانه من سقف حلقه ويقطع أيديه وأرجله من خلاف
التزم شاهين الوداعة بعد ذلك مدعي أن تهديد شكري له لم يؤجج حقده عليه
وبان الصدع في العلاقة بين شكري وشاهين
وبات شكري يسعى لتحجيم نفوذ شاهين
لم يَكُن لدي شاهين ما يخسره
حاك لصباح مؤامرة لتوافي شقة صاحبتها الفقيرة في المدينة حيث أنها مريضة
ولكنه في المقابل بذل للصديقة نقود طائلة لتُخْلي له الشقة لسويعات ولتهاتف صباح قبلا ناشدة إياها زيارتها حيث أن الطبيب كتب لها دواء وهي لا تمتلك ثمنه
حينما وصلت شرعت لها الصديقة الباب وقبل أن تنبس صباح ببنت شفة امتدت يد لتكمم ثغرها وزكمت قطعة قماش مبللة بمخدر أنفها
حقق مأربه الوضيع منها وبذلك كانت صباح من توافق فورا على عرضه باصطحابها لمأذون ليمنحهما وثيقة زواج رسمية
كان حملها من شاهين نكبة وحطَّت عليها
وبلال لم يستوعب خيانتها السريعة له
فتزوج بتقوى لإسعاد قلب شقيقته التي قبلت به وقاسمته نقودها
سنوات وهي محرمة على شاهين لمسها
وهي تمقته بكل حواسها
وسنوات وهي تتحرق توقا لبلال
اكتشافها وجود علاقة آثمة بين شاهين وتقوى أمر أوجمها وأحالها ساهمة غير مصدقة مفككة الدماغ
اكتشفت الأمر صدفة حينما وافت شاهين في مكتبه لتتشاجر معه من جراء سرقاته التي باتت علنية لها ولجدتها
وشهدت تقوى وهي في موضع مخل وإياه
كانت توافيه منقبة كي لا يتعرف عليها أحد
وحيث أن مكتب شاهين في المدينة المجاورة للقرية فلن تقتفي العيون أثرها أو تشتبه بها
حينما اختفت تقوى من القرية
تعالت الثرثرات بأن بلال أَلْحَق بها سوء فلقد كانت على خلاف حامي الوطيس معه قبل اختفائها
وحققت الشرطة مع بلال
كانت صباح تعرف بأن شاهين يغسل قذارته بطريقته المعتادة
بإلصاق جريمته بخصمه ليضرب عصفورين بحجر واحد
كانت تعرف بأن المعول وراء الثرثرة كان شاهين
هو من حرض أحدهم لينشر الخبر في القرية كما النار في الهشيم
ولكن لم تُسْفِر التحقيقات عن الشيء الكثير
وتم إطلاق سراح بلال
بظهور الكيس الذي يحوي جلبابا مشربا بالدم وخنجرا مصطبغ ببقع الدم
وبعد ذلك بالعثور على الجثة المطموسة التفاصيل
بات وضع بلال حرج
وكان لزاما على صباح أن تتصرف
كانت متيقنة من أنها جثة تقوى وبأن شاهين تعمد إظهارها ليُلقي ببلال في غيابات السجن
تم استخدام خصلة من شعر تقوى لإجراء تحليل الحامض النووي للجثة
صدقت أخت بلال على أن الخصلة تعود فعلا لتقوى
وكذلك قريبات تقوى من جهة الأب
فمن المعروف عن تقوى احتفاظها بخصلات شعرها المقصوصة لتستخدمها لإطالة شعرها وقتما أحبت
تدخلت صباح مستخدمة كل نفوذها لتزوير تقرير الطب الشرعي وأفلحت في ذلك
النقود لطالما اشترت لها ما تبتغي
الشيء الوحيد الذي لم تفلح النقود في تحقيقه لها
كان جمعها بمن أحبت
كانت صباح مستلقية على سريرها والأفكار تتواتر عليها
وبغتة شرع شاهين الباب ليصفقه خلفه وتقدم نحوها بعيون تومض شررا مخيف وتبدلت ملامحه على حين غرة ليستولي على حافة سريرها وهو يتمتم لها مهنئا بنعومة ويُقرب أنفاسه منها :" مبارك لكِ تخليص بلال من السجن.... ولكن تخلصكِ مني سيتم على جثتكِ أنتِ الهامدة.... لو فكرت في لم الشمل مع بلال سيكون عليكِ أن تتذكري أن شاهين جُبِلَ ليكون شرير".....
واعتلت ابتسامة مقيتة ثغره وهو يردف وكان يدق على وجناتها حينها :" أفيقي يا صباح..... ليس لكِ مني فكاك".....
تراجعت صباح بجسدها وشبكت أناملها في قبضة مضمومة وقالت بملامح متصلدة منغلقة التعابير :" ذلك ذات ما تفوه به جدي الله يجحمه لجدتي قبل أن يلاقي حتفه مقتولا..... لست أنا من تتهدد يا شاهين..... أنت من ينبغي عليه أن يستفيق!!!!!"
قالتها بنعومة جففت الدم في عروقه
وارتعدت لها فرائصه
فهو يعرف الحقيقة
يعرف كل شيء......
***************************************
دلف أحد العساكر له وتفوه برسمية :" هناك سيدة تريد مقابلتك يا حضرة الظابط تقول أنها تدعى ريحانة وأنك تعرفها".....
قطب سيف جبينه غير متذكر هوية تلك الريحانة فأعرب بنفاذ صبر :" أَدْخِلَها وكفى"....
دلفت ريحانة بهدوء وافترشت المقعد المقابل لمكتب الظابط.....
أَعْمَلَ سيف نظره وهتف :" أنتِ هي.... صديقة أعمار زبرجدة".....
أومأت ريحانة برأسها وتمتمت:" نعم أنا هي"....
وجابهت سيف نظرا وأعربت وابتسامة باهتة مريرة تتشقق من ثغرها :" حينما قابلتك أول مرة اعتبرتك فلقة قمر..... بارقة أمل لم تسمح لي أعمار زبرجدة بأن تلوح في أفق رؤياي.... السجن امتص عمري أنا وزبرجدة وأذاب شبابنا وأحالنا جيفة بعدما كنا شابتين يافعتين مفعمتين بالأمل في الحياة.... أعمار دوما وصفتني بالمتذبذبة الأركان المتخبطة الوجهات.... وذلك يليق بي.... التهمة التي تم إدانتي فيها كانت جريمة قتل.... قتلت أمي بأعصاب باردة لأنها سبق ودست السم لأبتي لتتخلص منه ويصفو لها عيشها مع عشيقها... تلك الفأرة الجبانة التي هي أنا استحالت في لحظة قاتلة تتلذذ برؤية نوافير الدم تتفجر من جسد والدتها.... لن أسهب في الحديث عني.... وعموما أنا ممتنة للقضاء الذي أَشْفَقَ على عمري الغض الصغير وحكم عليّ بخمسة عشر عام.... في السجن لم يَكُن لي ظهر فصرت بهلوانا يجتذب القهقهة عليه وذلك كان أفضل من إحالتي خادمة لاحداهن.... حينما دلفت أعمار السجن كانت منغلقة على نفسها.... حاولت احدى السجينات الثريات نتف ريشها والحِطَّة من قدرها.... لم يعجبها تقوقعها على نفسها.... وعدم تملقها لها.... واستخدمتني لأقوم بحركة تجتذب القهقهة عليها..... أَلْصَقْت ذيلا بثوبها من الخلف.... تطلعت نحوي حينها كانت تعرف بأني الفاعلة فمن سواي تجيد تلك الأمور.... وابتسمت عن ملء شدقيها لي.... كانت فتاة مجذوبة ولازالت.... لم أفهم لمَ ابتسمت لي حينها..... بمرور السنوات عرف المعول وراء ابتسامتها.... كانت سعيدة لأني أحططت من قدرها..... كانت تستلذ بإذلال البشر لها.... كانت بتلك الطريقة تكفر عن ذنبها..... كانت تمنحني الضوء الأخضر لأباشر بإهاناتها دون رادع منها..... وواتت السلطانة الزنزانة.... وأية هيلمان لسجينة سواها اضمحل بمجرد وصولها.... لم تعجبها أعمار كذلك.... وسعت لمضايقتها وإزعاجها لأنها لم تداهنها مثل البقية.... وبغتة انفجرت الزائدة الدودية للسلطانة وحدثت لها مضاعفات خطيرة واحتاجت نقل دم فوري فتبرعت لها أعمار عن طيب خاطر بمجرد معرفتها بأنها تحمل ذات زمرة دمائها.... صارت زبرجدة المقربة للسلطانة..... ولم يجسر أحد على إزعاج زبرجدة بعد ذلك بما في ذلك السلطانة نفسها..... حينما خرجت من السجن تلقفتني السلطانة وأدخلتني في مجال أعمالها.... وصرت قوادة آثمة مثلها.... واكتسبت ثقة بالنفس ولم أَعُد بهلوانا.... وأحببت هذا الهيلمان ونسيت أني بت أعمل في مستنقع قذارة.... خططت مع ساندي كيفية إعادة أعمار لتصير طوع بنان السلطانة.... استخدمنا أمورا عرفناها عنها وحققنا مأربنا.... وأعدناها..... رغم أن كلتينا أحبت أعمار في زمن مضى إلا أننا لم نرتضي أن تظل بريئة ولا تتلوث مثلنا بتلك القذارة التي نعمل فيها.. كان عليها أن تسقط مثلنا لنستريح كلنا!!!!...."....
أطلقت ريحانة زفرة حارقة وأعربت وهي تتواصل مع سيف بصريا :" أعمار لم تموت..... تلك الجثة التي انتشلتموها لم تَكُن لها..... أعمار ستضيع لو صارت مثلي ومثل ساندي.... أعمار تختنق وتتهاوى.... وتلك برغم كل شروري المنصرمة تظل صديقتي الوحيدة.... أنا أتوسل إليك الوقوف بجوارها.... أعمار لها عائلة تحبها ولا مناص من أوبتها لها..... وهي حدثتني عنك.... عن كونك انتقلت لقريتها وتعمدت إذلالها منذ ذلك الوقت.... أنا متأملة فيك على عكسها!!!!.... أنت مختلف عن بقية الظباط الذين كانوا يتوافدون على سجننا.... لم تكن متعجرف مثلهم.... لست زائغ البصر مثل بعضهم.... لست شهواني مثل من سبقك ذلك الذي يدعى سامح والذي لم يكن يتوقف عن استغلالهم.... أنت نزيه.... ولكن عيبك الوحيد أنك تطلق أحكاما خاطئة وتصدقها.... أنا أستجير بك..... بأن تُعيد الظبية الشاردة لقريتها موفورة الكرامة.... بأن تنقب عن الحقيقة خلف الأكاذيب التي طمستها..... هل تجرؤ يا حضرة الظابط؟!!!!"
سألها سيف وهو مقطب جبينه مفكرا :" كل ما استخلصته من كلامك أن أعمار حية وأنها تعمل قوادة الآن!!!!"
قاطعته ريحانة محتدة وهي تصفع ظهر المكتب بحدة طائلة :" ذلك لأنك بليد التفكير.... أعمار رفضت أن تسير في ذلك الطريق.... هي رفضت بضراوة.... والسلطانة ماتت.... وهي مهددة الآن بقتل توت وناجي وسلمان إذا لم تذعن وتستجيب.... إلى متى ستظل العدالة معصوبة الأعين.... يبدو أني أخطأت بالمجيء".... وشملته برمقة احتقار وغادرت كما العاصفة العاتية المكان
ظل واجما لهنيهة قبل أن يلحقها بأقصى طاقته.....
وبغتة جحظت عيونه عن محجريهما حينما رأى من كانت تنتظر ريحانة في سيارتها.....
وهتف بتلقائية وهو غير مستوعب أبدا:" أم محمود!!!!"
جابهته أم محمود نظرا وتفوهت بصرامتها الصعيدية وهي تشمخ بأنفها:" بشحمها ولحمها".....
*******************************************

نجمة ساطعة 28-02-16 05:45 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
فصل بجين رغم كمية الالم فيه
حزنت جدا لحالة تبر التى فى السجن
مسكينة
مصطفى كرهته لانه خان تبر وتزوج الما
الله يستر من ردة فعل تبر
سلام اخطات جدا بالانتقام من تبر
وندمت بعدها
فهى دمرت اخوها مصطفى وتبر بافعالها
كويس ان وليد طلقها بالثلاث
ياقوتة الصغيرة هل ماتت فعلا ؟؟؟؟؟؟
اذن اعمار لم تمت من الحوار بين سيف وريحانة
لينتهى الفصل بتلك القفلة لام محمود
سلمت يداكى يا امونة
ويعطيكى العافية
وبانتظار الفصل القادم
اتمنى تكون اخف وطاة وتحنى على الابطال
تحياتى


بنت أرض الكنانه 28-02-16 05:55 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة ساطعة (المشاركة 3598955)
فصل بجين رغم كمية الالم فيه
حزنت جدا لحالة تبر التى فى السجن
مسكينة
مصطفى كرهته لانه خان تبر وتزوج الما
الله يستر من ردة فعل تبر
سلام اخطات جدا بالانتقام من تبر
وندمت بعدها
فهى دمرت اخوها مصطفى وتبر بافعالها
كويس ان وليد طلقها بالثلاث
ياقوتة الصغيرة هل ماتت فعلا ؟؟؟؟؟؟
اذن اعمار لم تمت من الحوار بين سيف وريحانة
لينتهى الفصل بتلك القفلة لام محمود
سلمت يداكى يا امونة
ويعطيكى العافية
وبانتظار الفصل القادم
اتمنى تكون اخف وطاة وتحنى على الابطال
تحياتى


والله مسكت نفسي كتيررررررررررررر كتيررررررررررررررررر وقللت كمية الشر قدر استطاعتي
ولكن الصغيرة ياقوتة ماتت فعلا الله يرحمها ويحسن اليها
اعمار عايشة بس هتتمنى لو كاتت ماتت الفصل القادم
أحن ازاي انا بتغذى على دماء ابطالي اصلي شريرة
منوره يا جيجي
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:
ارق التحايا لكي
والله انا سمعت الكلام وغيرت افكاري الشريرة وكتبت فكرة نصف شريرة وكل ده عشان خاطر عيونك
تبر ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, لما تخرج من السجن بقى نشوف هتعمل ايه في المعدول
انا رايي تمسح بيه البلاط
ومن يدري
تسلمي

نجمة ساطعة 28-02-16 05:57 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 3 والزوار 1)
‏نجمة ساطعة, ‏مملكة الغيوم

مملكة الغيوم 28-02-16 07:26 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
السلام عليكم ورحمة الله
فصل دمار شامل بنت الكنانه ابتدى بمين من الابطال اللى فارسنى الاول
سلام اقدر اقول بملئ فى انها احط انواع البشر تكافئ اخوها بعد ما رباها بتشويه سمعته وسمعة ولاده وتقذف زوجته الغافله باحط انواع الاتهام دون بينه وزوجها لم يسلم من شر لسانها ونالت ما تستحق تسلم وليد اللى طلقتها وختمتها الغبيه بالتسبب بقتل الطفله البريئه الله يولع فى امثالك يا سلام خسارة الاسم فيكى كان سمتيها زوبعه حقد او اعصار الكراهيه
تانى واحد فاقع مرارتى مصطفى اللى تارك حرمته فى السجن ورايح يتجوز ونعم الرجال اللى الواحده ممكن تتسند عليهم يمكن لو كانت الظروف مختلفه مكنتش حلومه من حقه يتجوز وهى محرم نفسها عليه لكن الظروف اختلفت واتصالحتو بدل ما يقف جنبها رايح يتجوز اول واحده تشاور له بصابعها وبئس الرجال رجل يغدر بك عندما تدير ظهرك
التالت شاهين قذر وحقير ولا يعد اصلا من الرجال من كانت تحركه غرائزه ليس برجل من يتبع حقير مثل شكري ويكون كلب له فهو مثله المرء على دين خليله وما فعله مع صباح يؤكد ذلك
ريحان و ساندى طبعا من وجهة نظرهم الملوثه انهم لازم يساو الكل بيهم لازم يكونو كلهم فى الهوى سوى زى ما هم ملوثين لازم كمان اعمار تبقى زيهم محدش احسن من حد ونعم الصحاب ولكن يمكن تدارك ريحان للامر وذهابها لسيف يغفر لها
سيف اتمنى يكون قد المسؤليه وينقذ اعمار من ايدى الشبكه العنكبوتيه اللا اخلاقيه
ياقوته الكبيره ضربت مثل للام اللى عارف معدن بناتها ولا يمكن تصدق فيهم النقيصه
وتبر مسكينه تستمر تدفع من عمرها تمن اخطاء لم ترتكبها قطعت قلبى فرفقا بها ايها الشريره الصغيرة
صباح قصتها محزنه اتمنى تتخلص من هذا الشاهين وتتزوج بلال رغم انف قيثارت النواكب
بعد ما شرحنا وقطعنا كل الابطال نتوجه برجاء للكاتبه الشريره بالرفق بنا وكفايه ماءسى وعاوزين الغفران يبدءوالصفح فصل دسم ياعسوله شفتى مقلتش شريره اهو انتظر الباقى دمتى بود ولكى منى كل الحب

بنت أرض الكنانه 28-02-16 08:42 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم (المشاركة 3598966)
السلام عليكم ورحمة الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فصل دمار شامل بنت الكنانه ابتدى بمين من الابطال اللى فارسنى الاول
سلام اقدر اقول بملئ فى انها احط انواع البشر تكافئ اخوها بعد ما رباها بتشويه سمعته وسمعة ولاده وتقذف زوجته الغافله باحط انواع الاتهام دون بينه وزوجها لم يسلم من شر لسانها ونالت ما تستحق تسلم وليد اللى طلقتها وختمتها الغبيه بالتسبب بقتل الطفله البريئه الله يولع فى امثالك يا سلام خسارة الاسم فيكى كان سمتيها زوبعه حقد او اعصار الكراهيه
ليه بس هي مسكينة اتعودت تغلط وتتكافئ على غلطها ما كنتش متوقعة ان غلطها ممكن يتسبب في كل ده الغلط على مامتها ما عملتهاش التزام الحدود في تعاملها مع الحياة
تانى واحد فاقع مرارتى مصطفى اللى تارك حرمته فى السجن ورايح يتجوز ونعم الرجال اللى الواحده ممكن تتسند عليهم يمكن لو كانت الظروف مختلفه مكنتش حلومه من حقه يتجوز وهى محرم نفسها عليه لكن الظروف اختلفت واتصالحتو بدل ما يقف جنبها رايح يتجوز اول واحده تشاور له بصابعها وبئس الرجال رجل يغدر بك عندما تدير ظهرك
والله اغلب الرجال كده مصطفى مش الاستثناء وما تنسيش ان ميدو مفتري على سوما في مذكراته وده تصرف شاذ بالنسبة لمصطفى ومالوش تفسير غير ان مراته كدبت عليه وكان فيه بينها وبين الراجل ده حاجه مش محترمة
التالت شاهين قذر وحقير ولا يعد اصلا من الرجال من كانت تحركه غرائزه ليس برجل من يتبع حقير مثل شكري ويكون كلب له فهو مثله المرء على دين خليله وما فعله مع صباح يؤكد ذلك
ماليش تعليق على شاهين انا اصلا ما بحبوش اشتمي براحتك يستحق
ريحان و ساندى طبعا من وجهة نظرهم الملوثه انهم لازم يساو الكل بيهم لازم يكونو كلهم فى الهوى سوى زى ما هم ملوثين لازم كمان اعمار تبقى زيهم محدش احسن من حد ونعم الصحاب ولكن يمكن تدارك ريحان للامر وذهابها لسيف يغفر لها
شخصيات كتير برضه زي ريحانة وساندي ان كان مريض الايدز ربنا يعافينا بيحضن في كل اللي بيقابلهم واحيانا بيسيب ابر ملوثة بالدم في مقاعد الحافلات والسينمات لنقل المرض الطبيعة المؤذية في اشكال كتير ودي طبيعة مريضة لكنها موجودة باشكال مختلفة
سيف اتمنى يكون قد المسؤليه وينقذ اعمار من ايدى الشبكه العنكبوتيه اللا اخلاقيه
اتمنى
ياقوته الكبيره ضربت مثل للام اللى عارف معدن بناتها ولا يمكن تصدق فيهم النقيصه
انا بحب ياقوتة فيها من امهاتنا طيبة وعزوة
وتبر مسكينه تستمر تدفع من عمرها تمن اخطاء لم ترتكبها قطعت قلبى فرفقا بها ايها الشريره الصغيرة
انا مش صغيرة اولا وان كانت كومبليمو رقيقة منك اما موضوع اننا شريرة فانا لا انكر هيحصلها ايه اكتر من كده قوليلي اكيد اللي جاي هيبقى رفقا بها مهما كان
صباح قصتها محزنه اتمنى تتخلص من هذا الشاهين وتتزوج بلال رغم انف قيثارت النواكب
هي قيثارة النواكب اه والله بس انا برضه بحب قيثارة يعني حطي نفسك مكانها تقبلي ان حفيدتك تتجوز واحد انتي عارفة ان امه كانت مش ولابد ونسبه فيه شك
بعد ما شرحنا وقطعنا كل الابطال نتوجه برجاء للكاتبه الشريره بالرفق بنا وكفايه ماءسى وعاوزين الغفران يبدءوالصفح فصل دسم ياعسوله شفتى مقلتش شريره
انتي اللي عسولة اللي جاي كل خير دونت وري ده انا طيوبة متنكرة في زي شريرة
اهو انتظر الباقى دمتى بود ولكى منى كل الحب

شكرا لردك الدسم الجميل المسهب الواعي لكل التفاصيل
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:

بنت أرض الكنانه 28-02-16 08:43 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة ساطعة (المشاركة 3598958)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 3 والزوار 1)
‏نجمة ساطعة, ‏مملكة الغيوم

تعيشي يا جيجي اي لاف يو...............
:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::danci ngmonkeyff8:

بنت أرض الكنانه 28-02-16 10:35 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
سؤال فعلا واتمنى تجاوبوا عليه تحبوا فعلا يبقى فيه جزء تاني من حمامة الارباش عن الابناء ولا متحبوش هيبقى جزء بطله منصور ابن تبر وبطلاته هخليها مفاجاة
لو تحبوا قولولي لو ما تحبوش قولولي

نجمة ساطعة 29-02-16 08:11 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت أرض الكنانه (المشاركة 3599003)
سؤال فعلا واتمنى تجاوبوا عليه تحبوا فعلا يبقى فيه جزء تاني من حمامة الارباش عن الابناء ولا متحبوش هيبقى جزء بطله منصور ابن تبر وبطلاته هخليها مفاجاة
لو تحبوا قولولي لو ما تحبوش قولولي

:peace:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ازيك يا امونة ان شاء الله تمام
اشتقت لكى مووووووت
اهم شيء اكتبى اللى يريحك وانا معاك باجزاء او بدون اجزاء
بس خفى وخلى النهاية حلوة لابطالنا
اموااااااااااااااااه

bluemay 29-02-16 08:39 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



جميييييل جدااا ولو انه محززززن كتير



تبر هل هناك اسوأ من هذا لتواجهه !!!

سعيدة بعودة امها واخيها واكيد سيكونون عزوة وسند لهاا ..

وليد احببته ﻷول مرة يفعل ما هو مشرف ..

سلااام كررررررهتهها المعفنة اﻷنانية اتمنى لها جزااء سيء يليق بشرها ..


سيف عاد للساحة هل سيخلص اعمار زبرجدة ؟؟


ألما اتمنى ان تقعي في شر اعمالك نذله وحقيرة .


سلمت يداك يا قمر


متشوووقة للقادم


اتفق مع جيجي اعملي اللي يريحك وبتحبيه بس رفقا بقلوبنا ..


لك ودي


★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

احلام طائرة 29-02-16 01:41 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
فصل حزين جدا موت ياقوته الصغيرة أثر في جداً ولم أتخيل أن تكون سلام بهذا الشر الفظيع فهي حتى لم ترحم ابنة أخيها البريئة وحالة تبر صعبة واشفق عليها من كل ما ينتظرها وزوجها مصطفى لم يفي بوعده لها أصبح أملها الوحيد في أمها ياقوته واخيها منصور وأخيراً نطق أحدهم بالصدق في حق زبرجده وهي ريحانة صديقتها أرجو أن تستطيع انقاذها ولكي مني خالص الشكر وفي انتظار ابداعاتك

بنت أرض الكنانه 29-02-16 11:56 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة ساطعة (المشاركة 3599068)
:peace:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ازيك يا امونة ان شاء الله تمام
اشتقت لكى مووووووت
اهم شيء اكتبى اللى يريحك وانا معاك باجزاء او بدون اجزاء
بس خفى وخلى النهاية حلوة لابطالنا
اموااااااااااااااااه

انتي تؤمري يا جيجي
انا بس كنت بجس النبض بشوف جو القصة قاتم وكئيب ومش تحبوا لها تكمله ولا لا
ربنا يخليكي ليا ويسعدك دايما
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:

بنت أرض الكنانه 01-03-16 12:00 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3599071)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


جميييييل جدااا ولو انه محززززن كتير

اه هو محزن حتى انا دمعت


تبر هل هناك اسوأ من هذا لتواجهه !!!

سعيدة بعودة امها واخيها واكيد سيكونون عزوة وسند لهاا ..
لا مفيش اسوا من كده ربنا يستر على مصطفى واخته
وليد احببته ﻷول مرة يفعل ما هو مشرف ..
مش كده لازم تبدا تاخد على دماغها دي جمحت وافترت
سلااام كررررررهتهها المعفنة اﻷنانية اتمنى لها جزااء سيء يليق بشرها ..

ليه كده بس امممممممممم هنشوف

سيف عاد للساحة هل سيخلص اعمار زبرجدة ؟؟

ربما
ألما اتمنى ان تقعي في شر اعمالك نذله وحقيرة .

مغناجة مستغلة الدور والباقي على اللي ادالها وش وما صانش صلحه مع مراته

سلمت يداك يا قمر
تعيشي يا مايا

متشوووقة للقادم

ده من ذوقك
اتفق مع جيجي اعملي اللي يريحك وبتحبيه بس رفقا بقلوبنا ..
انا طيبة حتى اسالي جيجي هي مجرباني قبل كده

لك ودي

لكي ارق التحايا
★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

سبحان الله وبحمده لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
:55::55::55::55::55::55::55::55::55:

بنت أرض الكنانه 01-03-16 02:53 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احلام طائرة (المشاركة 3599105)
فصل حزين جدا موت ياقوته الصغيرة أثر في جداً ولم أتخيل أن تكون سلام بهذا الشر الفظيع فهي حتى لم ترحم ابنة أخيها البريئة وحالة تبر صعبة واشفق عليها من كل ما ينتظرها وزوجها مصطفى لم يفي بوعده لها أصبح أملها الوحيد في أمها ياقوته واخيها منصور وأخيراً نطق أحدهم بالصدق في حق زبرجده وهي ريحانة صديقتها أرجو أن تستطيع انقاذها ولكي مني خالص الشكر وفي انتظار ابداعاتك

سلام شريرة بس باب التوبة مفتوح
حالة تبر في تحسن باذن الله
زبرجده من ينقذها نفسها غير كده شكليات
منورة حبيبتي ممتنة وجودك
:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::danci ngmonkeyff8:

بنت أرض الكنانه 02-03-16 09:12 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
ليه كده يا جماعه
ليه مفيش توقعات

سمرو 03-03-16 06:15 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
السلام عليكم .هذا اول رد لي ع الروايه رغم اني متابعتها من الاول .الحقيقه الروايه غريبة الاحداث ولا استطيع التوقع لان اسرارها كثيره وخيوطها متشابكه في كل بارت تقريبا ينكشف سر غريب ولكن لاحظت ان أغلب ابطال القصة مارسوا الزنا والرذيله سواء جسديا او روحيا وفي كل بارت نكتشف احدهم ابن حرام .نحن في انتظارك كيف سيتوبون وكيف سيأخذ كل واحد جزاؤه وبيوضح كيف ان البعد عن الله والحلال والانغماس في الحرام يؤدي الى الهلاك في الدنيا قبل الاخره .

بنت أرض الكنانه 03-03-16 07:14 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمرو (المشاركة 3599649)
السلام عليكم .هذا اول رد لي ع الروايه رغم اني متابعتها من الاول .الحقيقه الروايه غريبة الاحداث ولا استطيع التوقع لان اسرارها كثيره وخيوطها متشابكه في كل بارت تقريبا ينكشف سر غريب ولكن لاحظت ان أغلب ابطال القصة مارسوا الزنا والرذيله سواء جسديا او روحيا وفي كل بارت نكتشف احدهم ابن حرام .نحن في انتظارك كيف سيتوبون وكيف سيأخذ كل واحد جزاؤه وبيوضح كيف ان البعد عن الله والحلال والانغماس في الحرام يؤدي الى الهلاك في الدنيا قبل الاخره .

وعليكم السلام
هو ردك تسبب لي للحظة بصدمة وتشتت ذهني
يعني لو هقارنها بروايات غربية اعتقد ان القصة مش فيها لا مشاهد سراير ولا قبلات وده كان مقصود على فكرة
ومفيش فيها لفظ خادش للحياء ولا جملة تثير الغرائز
اعتقد ايضا انها مش مليانه شخصيات بتمارس الرذيلة
يعني انتي عندك نماذج نزيهة زي حليمة وشفاء وملك الكاثوليكية
ونماذج موصومة رغم براءتها زي اعمار وتوت
اعتقد ده بيحقق التوازن
لو تقصدي باولاد الحرام ياقوتة بنت تبر وبلال وناصر فدول بس اللي ينطبق عليكي وصفهم وان كان انتي ذاتك قلتي اني بعتمد على عنصر المفاجأة يعني فيه مفاجأة ممكن تغير رايك
بصي هو ردك خلى قلبي ينقبض وعذرا بس انا مش عندي كياسة في تقبل رد بالقساوة دي
روايات الاحضان والقبل الناس بتصفق لها
وانا مش بحب الشخصيات الملائكية عند حديثي عن الحياة
موسى عليه السلام ارتكب جريمة قتل
امرأة العزيز قبل ما يجعل الله الحق يحصحص كانت بتفتري كذبا على يوسف عليه السلام
امراة نوح عليه السلام كانت من الغابرين
قوم لوط رغم ان بينهم نبي الله عليه السلام الا انهم عاثوا فسادا وارتكبوا فاحشة لم يسبقهم احد اليها
الرجل الصالح الذي تبعه موسى عليه السلام بلسان موسى قاله باستنكار ازاي يقتل نفسا زكية بغير نفس
واذا يخرق سفينة لمساكين يعملوا في البحر
وازاي يشيد جدار لبيت وما ياخدش اجر
اخوة يوسف عليه السلام كدبوا الكدبة وصدقوها تالله إنك لفي ضلالك القديم
الحياة مش نماذج وردية
انا مش شايفاها بتدعو للرذيلة
عذرا وانا لا اتقبل وصمها بهذا
شكرا لمشاركتك
ممتنة لكي سلام

سمرو 03-03-16 12:13 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
ياحبيبتي يابنت أرض الكنانه أنا مش باقول انك تدعين للرذيله لا سمح الله بس انا اقول انهم مارسوا الرذيله انتظرك توضحين كيف سيتم الانتقام منهم .وفعلا في قصص تخدش الحياء ومليانه مشاهد قذرة ونسأل الله يتوب على أصحابها.تقبلي تحياتي وبانتظارك.

توليب المرج 03-03-16 01:52 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
السلام عليكم ...

فصل رائع جدا لكن حزين جدا جدا 😭

تبر المسكينة كلما ضنت انها تصافت مع الحياة وفتحت صفحة جديدة تأتيها المصائب والاحزان ولاترحمها ..ومع هذا كله تبتلي بزوج بدل ان يكون سندها ويقف معها يذهب وراء لذاته ويخونها في اصعب موقف لازم يكون معها .كرهته وكرهت شخصيته الانانية والساذجة سحقا له 😡

وياقوته الصغيرة المسكينة حزنت عليا لكن ربما افضل لها بدل ان تعيش وهي موصومة بابنة الحرام وايضا لكي يكون جزاء لمصطفى عله يحس على دمه طبعا اذا كان يحس تارك بيته واطفاله وزوجته باحلك الضروف ورايح يستمتع ...😡 لاحضي شقد انا غضبانه عليه الخاين وبودي اضربه 👊

سلام كم هي شريرة دمرت حياة اخيها واولاده بزعم انها تحب اخيها ..حقدها والكراهية التي تملكها دمرت بها حتى نفسها وهاهي اصبحت وحيده حتى وليد تركها نتيجة ذلك ووقعت بشر افعالها ..

ياقوته الام كم هي رائعة وحبها لأبنائها وثقتها بصدقهم اعجبني ..مسكينة بعدما وجدت ابنتها الضائعة لم تهنأ بها وتراها امام عينها تقاد للسجن ..وبعدما احبت طفلتها وتكون سميتها واصبحت بينهم لغتهم الخاصة تموت ام عينها ..

سلمتي عزيزتي ابدعتي كالعادة بافكارك الجميلة ويبدوا النهاية اصبحت وشيكة اتمنى تكون سعيدة فقلوبنا لاتتحمل الحزن ..دمتي بود

توليب المرج 12-03-16 10:14 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
السلام عليكم...
عزيزتي بنت ارض كنانة طولتي الغيبة عسى المانع خيراً ان شاء الله.. افتقدناك واشتقنالك.. متشوقين للنهاية.

بنت أرض الكنانه 13-03-16 07:25 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
ممتنة سمرو تعليقك واهتمامك بالتواصل معي وسعيدة لأنك لم تؤثري جانب الصمت واتمنى التطورات تعجبك نورتيني,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وانا متشوقة لكي دوما توليب اتمنى التطورات تعجبك باذن الله متشكرة دعمك ليا جدا وجما وكثيرا

fadi azar 22-03-16 01:36 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
رواية رائعة جدا وصلت لفصل الحادي عشر استمتعت بروايتك وساكون من متابعين الرواية

مملكة الغيوم 22-03-16 08:35 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
السلام عليكم ورحمة الله
حبيبتى بنت ارض الكنانه تاءخرتى كثير بالبارت لعل المانع خير ارجو ان تكونى بصحه وسلامه طمئنينا عليكى ارسلت لك على الخاص ولكن لم يستدل عليكى وارسلت رد وكان النت بطيئ فلم ترسل وده رابع رد كتبته على الصفحه لعله يصلك ارجو ان تكونى بخير

fadi azar 23-03-16 08:34 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
رواية جدا رائعة سلام انسانة حاقدة دمرت عائلة اخوها وكانت السبب بموت ياقوته الصغيرة مسكينة راحت ضحية حقد عمتها
تبر ماتتحمل المسكينة من الضربات وخاصة الان بعد ان تعرف بخيانة زوجها وموت طفلتها
أتمنى يكون هناك جزء ثاني عن حياة منصور ابن تبرا أتمنى ان تكون نهاية الرواية مفرحة وليست حزينة

~FANANAH~ 02-08-16 02:23 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
يُنقل للأرشيف لمرور 6 أشهر بدون تحديث ..!

بنت أرض الكنانه 27-08-19 06:01 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل السابع عشر
 
:8_4_134::8_4_134::8_4_134:


الساعة الآن 12:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية