منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f833/)
-   -   حمامة الأرباش الفصل السابع عشر (https://www.liilas.com/vb3/t198422.html)

بنت أرض الكنانه 22-02-15 01:23 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
تحول بيني وبين نفسي
ولعلك تكون نفسي
يتخطفني الناس ويزجوا بي في منعطفات لا تُرْضِيني


الوحشية في روحي ومسطورة على جبيني
وثأري منك لأنك منهم
هم كتلة لم ينصفوا حقا ويثرثروا بلغوٍ يؤذيني


ولا أحب الإقامة فيها فهي بلد جائرة بمن فيها
والمال مطلبي ومأربي في دنيا تبجله وتُعطيه السطوة فيها
انتقيتك لتكون لي
لتكون بيدق أتلهى به
ويحقق لي ما أسعى إليه
مستكينة حتى انفجارة قريبة
وأحيك نسيجا سيُدمي من يُمسكه بين يديه

بنت أرض الكنانه 22-02-15 01:31 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
شر الأنام من يحيق بحبيبه جرحا ثخينا
لا معاذير حينما تكون الهاوية التي يُسْقِط الإنسان نفسه فيها سحيقة
الطامة الكبرى هي وقتما ترتفع الغشاوة عن عينيك لتُبْصِر مصيبة بينة اقترفتها بيديك
من يُنْقِذَك والحقيقة تقول أنكَ أصل النُكَب والمعول وراء الشرور
تنازع يقوم في ذاتك
بين الهرب من ذاتك
والبقاء لعلك تقابل ذاتك
يستحب قلبي سلامتك ولو كان الثمن فنائي
في تلك اللحظة لا أبالي بكل العار الذي ألصقته بي
في تلك اللحظة أنا أغفر لكَ كل ما ألحقته بي

الاميرة البيضاء 22-02-15 02:48 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
خواطر غايه فى الجمال تسلم افكارك يا عسل

بنت أرض الكنانه 22-02-15 01:02 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
خواطر العاشر يا أميرة ربنا يكتب له تتمة على خير تقدري تقولي أقصد مين بكل خاطرة

الاميرة البيضاء 22-02-15 10:45 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3513244)
تحول بيني وبين نفسي
ولعلك تكون نفسي
يتخطفني الناس ويزجوا بي في منعطفات لا تُرْضِيني


الوحشية في روحي ومسطورة على جبيني
وثأري منك لأنك منهم
هم كتلة لم ينصفوا حقا ويثرثروا بلغوٍ يؤذيني


ولا أحب الإقامة فيها فهي بلد جائرة بمن فيها
والمال مطلبي ومأربي في دنيا تبجله وتُعطيه السطوة فيها
انتقيتك لتكون لي
لتكون بيدق أتلهى به
ويحقق لي ما أسعى إليه
مستكينة حتى انفجارة قريبة
وأحيك نسيجا سيُدمي من يُمسكه بين يديه

دى ممكن تخص ساندى ومنصور

الاميرة البيضاء 22-02-15 10:46 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3513246)
شر الأنام من يحيق بحبيبه جرحا ثخينا
لا معاذير حينما تكون الهاوية التي يُسْقِط الإنسان نفسه فيها سحيقة
الطامة الكبرى هي وقتما ترتفع الغشاوة عن عينيك لتُبْصِر مصيبة بينة اقترفتها بيديك
من يُنْقِذَك والحقيقة تقول أنكَ أصل النُكَب والمعول وراء الشرور
تنازع يقوم في ذاتك
بين الهرب من ذاتك
والبقاء لعلك تقابل ذاتك
يستحب قلبي سلامتك ولو كان الثمن فنائي
في تلك اللحظة لا أبالي بكل العار الذي ألصقته بي
في تلك اللحظة أنا أغفر لكَ كل ما ألحقته بي

اعتقد دى مناسبة لتبر ومصطفى

الاميرة البيضاء 22-02-15 10:48 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
لو تخميناتى صح اكمل ولو غلط اسكت وبلاش فضايح

bluemay 23-02-15 05:23 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
السلام عليكم

فعلا خواطر جميلة ومؤثرة

اﻷولى خوخة أكيد

بس التانية مش متأكدة ولكن ممكن تناسب منصور .


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 23-02-15 02:20 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
صح يا أميرة كملي ممتنة لكي

بنت أرض الكنانه 23-02-15 02:21 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
الأولى زبرجده مفاجأة حلوة صح والثانية تخص خوخه تسلمي يا ميمي منوراني

ام سلمي 23-02-15 05:27 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
السلام عليكم ورحمة الله
مرحا حبيبتي الغالية
مشمشة وحشتيني جدااااااااااااااا
ايه المفاجاة الجتمدة دي
الف مليون مبروك حبيبتي الرواية الجديدة
اكي حتكون مبدعو طالما منك
انا لسه مقراتش فيها حاجة بس قلت لازم ابارك واهني الاول
وطبعا قلمك غني عن التعريف من الاقلام التي احببتها جدااااااااااااااااا
وبجد اهدائك وسام على صدري
ان شاء الله اقرا الرواية واعود لك بالتعليق على قلمك المبدع
شكرا لك
سلام وفي امان الله

بنت أرض الكنانه 23-02-15 05:55 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
وعليكم السلام والرحمة هلا أم سلمى أشرقت الأنوار يا قمر أتمنى تعجبك سعدت بوجودك جدا جدا جدا ممتنة كل خصالك الكريمة ما رضيتش اقولك تقديرا مني لإنشغالك يسر الله امورك انا برد من التليفون لما ادخل من اللاب هحط صورة ورد يليق بيكي فرحت اوي شكرا يا ايمي

بنت أرض الكنانه 23-02-15 09:25 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
الأولى أنجيلا الثانية زبرجده الثالث ساندي أو خوخه الرابعه تبر شاكرة توقعاتكم الثمينة ميمي وأميرةترقبوا العاشر الاسبوع ده مع أرق التحايا لكم

بنت أرض الكنانه 23-02-15 09:44 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
لأصدقائي الأعزاء هنا ميمي وأميرة وتوليب ونسائم خليتو الكتابة تستحق وخليتوني انا نفسي استحق ككاتبة ممتنة لكم

bluemay 24-02-15 09:28 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
الله يسعدك وشاكرة لطفك ...


نورت أم سلمى ...



لكن ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

نسائم عشق 25-02-15 07:36 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
وربى تهت انا مش بقيت فاهمة حاجة فى البارت الاخير
مع انى قريته اكتر من مرة كل الشخصيات عندى دخلت فى بعضها الله المستعان

نسائم عشق 25-02-15 07:44 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
ثوانى كده خوخة دى تبقى ساندى
رأفت دا اللى كان تبر بتحبه ولا حد تانى ولو هو يبقى ازاى اخوهم من الرضاعة
على دا اللى لسه قصته نش باينه
زبرجدة ليها اسمين اعمار وزبرجده ليه بقى
تبر مش بانت فى الفصل التاسع بس لسه هنشوف هيحصل ايه معاها
حليمة تبقى حفيدة قيثارة
منصور اخو تبر وزبرجده
سلمان زوج زبرجده بس نفسى اعرف يقربلهم ولا لا
تمام كده

بنت أرض الكنانه 25-02-15 08:07 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
للتوضيح
شمس التبريزي عنده بنتان قيثارة من جيهان نور
واعمار زبرجده من زهر
شكري من عيلة التبريزي ايضا واتجوز قيثارة
فاروق اخو شمس عنده تبر ومنصور
ناصر من عيلة التبريزي لكن من فرع تاني
رافت من عيلة التبريزي ابوه يبقى ابن عم شمس وفاروق
سلمان مجرد واحد من البلد ما يقربش ليهم حاجه لكنه صاحب منصور
عيلة الجبلاوي فيها علي واخته ريح الخزامي
علي عنده عيسى وابنه سامي
ومحمد وابنه علي ووليد
وابو ملك وامان وهو مات
انجيلا وروكسان اسمان للابنه الضالة من التوءم
الغجر
ازاهير وتوت وزبيدة غجريات
ساندي هي خديجة او خوخه بعد عوامل التعرية ومرور السنوات
ورد ورائد اصحاب لملك
رافت اخو تبر واعمار في الرضاعه اونلي مش اخوهم بجد
ناصر كان بيشاغل تبر وحليمة وزبرجده في نفس الآن
تمام كده يا نسائم ولا لسه فيه لبس
وما جرى في الماضي لا يلبث حبيس الادراج
مش شرط تكون 30 فصل ممكن توصل خمسين عادي انا نفسي طويل وبحب روايات الابطال المتعددين زي روايات انفاس قطر ومش هسمح زاوية من القصة تخلص بدون اسهاب وتوضيح كل الغموض اللي فيها
وتبر هي سوما
البنت الواحدة لها كذه اسم في القصة
يمكن ما فرشتش الموضوع ده كويس اعتذر عن ذلك
وسأسعى لتوضيحه جيدا في القادم
علي وزبرجده كانوا مخطوبين ازاي وامتى هنعرف كل حاجه عن قريب
وزبرجدة حفيدة علي الكبير من توت يعني زهر بنته ازاي برضه هنوضحها
اعتذر لتعدد اسامي فتياتي ولازدياد جرعة الغموض وهخسف بها الارض عن قريب
تحياتي لكي

بنت أرض الكنانه 25-02-15 08:14 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
قيثارة لها ابن واحد وهو متوفي ولها حفيدتان صباح وحليمة
وصباح لسه ما ظهرتش سوى كاسم عابر في التاسع
عادي يا نسائم اعمار زبرجدة اسم مركب
اعمار لانها واجهت المنون مع اشراقة حياتها كونها اتولدت غير كاملة وقبل ميعادها بسبب مخططات قيثارة لابادتها
وزبرجدة معدن نفيس
يعني باباها سماها كده لتكون معدن نفيس طوال اعمارها
ولو تفتكري السلطانة بتقول لزبرجدة مرمرة دلع اعمار
يمكن ما اخدتش بالي ولكنه خطأ متدارك
ميرسي لكي واتمنى تعجبك البقية

بنت أرض الكنانه 25-02-15 08:16 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
ممكن اعيد تنقيح الفصول لازالة الغموض
سأرى لكم وافر الشكر سلام

بنت أرض الكنانه 25-02-15 08:19 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
ملحوظة
الرواية هنا حمامة الارباش بقلمي زهرة المشمش وفي منتدى اخر باسمي هناك ايضا عبدة الله
ما دون ذلك احرم نقل روايتي لمكان اخر
شخابيطي انا بحطها في المكان اللي يناسبني وانا مطلعة على كافة المنتديات وراقني هنا وهناك

بنت أرض الكنانه 25-02-15 08:42 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
نسائم لو تثقي اني منتبهة لكل ما اكتب في الرواية واني قادرة على تخليص القصة من التشابك
واني قد اكتب شيء وارجع في موقف متقدم وانقضه وانا منتبهة لذلك
انا منتبهة يا نسائم جدا
لكن خيالي بيسرح جدا ومش بعرق الجمه
فبسيبه
توضيح اسم اعمار زبرجدة وانجيلا وروكسان وساندي وخوخه في الفصل القادم وتوضيح اكثر لطبيعة العلاقة بين الابطال ايضا
شكرا للتنبيه
انا مجنونة تماما لا انكر

نسائم عشق 25-02-15 08:54 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
ايووووة ككده خلص التشابك اللى عندى
شكرا جدا ياقلبى على الإيضاح
بطلتى حبيبتى طلع معنى اسمها المعدن النفيس
هو دا الكلام المضبوط
ومستنية البارت بشدة ياقلبى
اوعى تتاخرى علينا انا بقولك اهو :-D <<الاخت بتهدد

توليب المرج 25-02-15 09:33 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
واخيرا رجعلي المنتدى على الستايل القديم بعد ماعذبني...
مشمشة عزيزتي خواطر رائعة تسلمي عليها تعبر عن دواخل ابطالنا سلمت اناملك..

الاميرة البيضاء 26-02-15 12:54 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
مساكم ورد يا قمرات
ومرحباااااااااااااااااا بأم سلمى
نورتى جمعنا اللطيف:e418:

bluemay 26-02-15 07:51 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
السلام عليكم

يسعد صباحكم يا حلوين


توضيحك تام وشامل ...

بس العتب ع ذاكرة الذباب اللي عندي لوووول


لك خالص الود

بنت أرض الكنانه 26-02-15 07:30 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
جاري العمل عالعاشر واعذروني لو تأخر للسبت ارق التحايا لكم

الاميرة البيضاء 26-02-15 09:46 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3514594)
جاري العمل عالعاشر واعذروني لو تأخر للسبت ارق التحايا لكم

الله يوفقك براحتك يا مشمشه
ا

بنت أرض الكنانه 02-03-15 01:06 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
اعتذر لكم اعصابي اتحرقت من اوبريت مصر قريبة كما اصبت بانفلونزا ولكني اعمل عليه الان اتمنى السماح منكم

bluemay 02-03-15 10:57 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
سلامتك حبيبتي

وبإنتظارك اكيد

الاميرة البيضاء 02-03-15 10:46 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
الف سلامة يامشمشه تعالى جمبى العدة متوفرة
مناديل وجنزبيل بالليمون والعسل وبطانيتين
ونعيش حياتنا

توليب المرج 03-03-15 08:13 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
سلامتك مشمشة ..ربي يعينك ونحن بانتظارك

بنت أرض الكنانه 05-03-15 08:19 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
السلام عليكم
دي اعتى موجة احباط انا اصبت بها في حياتي
ربنا ييسر انا مصممة اتمام تلك القصة وهتمها
بس انا عندي امتحانات في شهر خمسة هتنتهي في سبعة
ده توضيح لظروفي ارجو تفهمها
ربنا يسهل فعلا انا في العاشر بقالي اربع ايام وما خلصتش فيه غير خمس صفحات
ربنا يسهل لي الامور
الحمد لله تعافيت من الانفلونزا شكرا سؤالكم
سلام

بنت أرض الكنانه 05-03-15 08:27 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بنت أرض الكنانه 05-03-15 08:30 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
لذا انا بعتذر لو حد ما لقاش بارتوتات جديدة من وقت طويل وبقوله هما في صفحة 32 و36
وممتنة تقدير الجميع لي

بنت أرض الكنانه 05-03-15 08:32 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا

يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا

وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا

مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا

وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا

أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا

وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا

وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا

ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا

وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ بِسَاطًا

لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلا فِجَاجًا

بنت أرض الكنانه 05-03-15 08:34 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ

وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ

وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ

لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ

وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ

وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ

وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنقَذُونَ

إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ

بنت أرض الكنانه 05-03-15 08:35 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ

وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ

فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ

بنت أرض الكنانه 05-03-15 08:39 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
من سورة نوح وياسين
دائما تعودت عندما اشير لايات اقول مصدرها
انا كتير متضايقة كتيررررررررررر جدا

بنت أرض الكنانه 05-03-15 08:41 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ

أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ

إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ

فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

بنت أرض الكنانه 05-03-15 08:42 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ

قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ

بنت أرض الكنانه 05-03-15 08:43 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الثامن
 
إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ

بنت أرض الكنانه 10-03-15 09:21 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
السلام عليكم اديني جيت
اليوم لو النور مش قطع الفصل هينزل سوري عالتأخير البطارية كانت فارغة جدا

بنت أرض الكنانه 10-03-15 09:59 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
السلام عليكم
العاشر مهدى لصبركم عليّ
عذرا للانقطاع فترة طويلة كنت مشغولة جدا فعلا
ده البارتوت الاول ولسه بارتوت عسول هينزل بعديه
أستخدمك كدرع واق
العاشر
تبر
شر الأنام من يحيق بحبيبه جرحا ثخينا
لا معاذير حينما تكون الهاوية التي يُسْقِط الإنسان نفسه فيها سحيقة
الطامة الكبرى هي وقتما ترتفع الغشاوة عن عينيك لتُبْصِر مصيبة بينة اقترفتها بيديك
من يُنْقِذَك والحقيقة تقول أنكَ أصل النُكَب والمعول وراء الشرور
تنازع يقوم في ذاتك
بين الهرب من ذاتك
والبقاء لعلك تقابل ذاتك
يستحب قلبي سلامتك ولو كان الثمن فنائي
في تلك اللحظة لا أبالي بكل العار الذي ألصقته بي
في تلك اللحظة أنا أغفر لكَ كل ما ألحقته بي
حثها يوما لكي لا تكف عن مناداته باسمه مجردا، حضها لتلغي كافة الحواجز الداخلية التي تفصلهما عن بعضهما
" قولي مصطفى مرة أخرى.... لأول مرة أسمع اسمي وهو يخرج من شفتيكِ.... عذب جدا.... حلو جدا.... مدموغ بالحياة جدا وجدا وجدا"....
هي لا تكف عن مناداته الآن فهل يستمع لها، لقد تجنبت لفظ اسمه قدر استطاعتها طوال حياتها معه ولكنها في تلك الوهلة تَسِر اسمه في قلبها وتجهر به فهل يعي وجودها من حوله لتعتني به، لتبذل عمرها قربانا فداء تفتيحه عيونه من جديد، أفكار تغزوها بلا أدنى هوادة، كيف تمكن ميدو من إيفاد رسالة من هاتفها بدون معرفتها، تلك الرسالة البغيضة هي من رفعت حاجزا سميكا بينها وبين مصطفى، هي من وأدت فرصة تصالحهما للأبدية وما بعدها، تتذوق العذاب الصرف من رمقة ابنها المنحطة لها، تحيى ابتلاء روحي كثيف فولدها يحتقرها للمنتهى، هل ابنها أحمق لكي يستخلص من المشاحنة التي وقعت بينها وبين مصطفى قبل حادثه بأنها ساقطة، لقد عبرت في تلك المشادة عن عشقها لمصطفى وأكدت على طهر جسدها ولو تدنست روحها، مسكين طفلها الصغير يقذف سمعه منذ نعومة أظافره سباب مزدانة لها، و تلميحات سلام التي تنحر في شرفها، هي من اغتالت براءته بارتضائها إهانة عائلة زوجها لها، هي من جعلته متوجس فيها لا يطيق النظر إليها ولا يستطيع الإنصات لها ولو لهنيهة واحدة.... لقد ضلت عن الصراط المستقيم وتلك مثوبتها العادلة، ولكن لمَ تتأذى في ولدها، لمَ تُخْمِد جذوة نقائه بأفعالها، لمَ تعكر سمائه بسحائب سوداء، لمَ تدك قدسية الأم في دواخيله، ولدها يتدمر من جراء ذلك... هل كتبت عليه أن يُدْمَغ بجرائرها؟؟، ولهذا كان متباعد عنها لأنه يراها امرأة من الحضيض وصر اع بداخله يقوم بين الرغبة في الارتماء بأحضانها وبين وجوب نبذه لها... سبيل شقاء ولدها هي من حفرته بيديها، ولدها لم يشي بحقيقة ما وقع ملتزم الصمت لا ينبس ببنت شفة، حينما حشرته سلام ليبوح لها تملص منها وأكد على أن حادث والده تم بصورة عارضة ولم تسبقه أية زوابع مطلقا، ترى في عيون ولدها عدم ثقته بها، هو يظنها تود الفتك بأبيه كي تتخلص منه، هو يسعى لملازمة أبيه قدر استطاعته كي يحميه.... منها، هو يَكِد ليكون حائلا متواجد دوما فيما بينهما، لكي يعيقها عن تنفيذ مأربها الذي يتصوره، بأنها ستبيد أبيه بمجرد استفرادها به... تعذر عليه القيام بتلك المهمة التي كلف نفسه بها فبقائه مع والده طيلة الوقت أمر مستحيل بالنسبة له، فهو لديه دروس ينبغي عليه ملاحقتها، ويجب أن يتصرف بفطنة كي لا يثير ارتياب عمته سلام بوالدته، التصاقه بأبيه أمر سيجعل الشك مخيما على الأجواء خصوصا وأن عمته سلام لا تطيق أساسا والدته، ولذا فمنصور أطلق تهديدا عنيف اللهجة لها
" لو مسَّ والدي ضير فأنتِ المسئولة وسأفضحكِ حينها وأزج بكِ في قاع السجون"....
مقهور لأنه منسلخ عن والده رغم أنفه.... مُعَذَّب لأنه يظن أمه تسعى لتمزيق أبيه إربا وهو لا يستطيع المجاهرة بفعلتها الشنيعة كي لا تطردها عمته سلام من حياة شقيقته.... وحياته، أسير ذنبه الفظيع فحبه لأمه دفعه لدأب الصمت واتخاذه سبيل، ولو تأذى والده من جراء أمه فدمه سيكون في رقبته لأبد الآبدين، التظاهر بأنه لم يسمع شيء يفوق قدرته على التحمل برمتها
عالمها هلامي.... ماسخ.... فاقد النكهة بدون مصطفى، لو أتمَّ الله شفائه ستكون في قمة غبطتها وابتهاجها، لا يهمها ما ستقاسيه لو دبت فيه الحياة من جديد، يكفيها أن يتنفس بين أولاده ويحتوي ياقوتة ويزهو بمنصور، بئس العمل ما وقعت فيه، أنصتت لترهات شاب رقيع، فرماها بالزنا وعمَّق الهوة التي تفصلها عن زوجها، معضلتها باختصار أن قلبها تعلق بمصطفى.... أَمْسَكَ بشغاف قلبها وامتلكها... فلما أحالها مرتكبة للفواحش اشمئزت من كيانها الذي وثق وهام به، أن ينبض قلبها جما لمن أهان كينونتها أمر يفوق وسعها.... يتجاوز كل طاقاتها، كيف تعشق شريكها في الإثم؟؟.... كيف لا تكون في وحلة عار حينها؟؟.... كيف تسامح نفسها؟؟.... ناصر كان حلم مراهقة غبي سيطر على حواسها، كان مجرد شاب مغتر بوسامته لاحقها بنبذه لها!!!!.... أجل ناصر لاحقها وتأكد من أنه المتربع على عرش قلبها وافتخر بذلك.... ولكنه لم يضمر لها الحب، فقط هو يعشق كونه محط الأنظار، لا يطيق خفوت بريقه مطلقا، لقد استغل سذاجتها ليشيد لنفسه صرحا رجوليا عملاق، من انبهارها به تغذى.... ومن اضمحلال ثقتها بنفسها تعاظم اعتداده واطرد اختياله وفخره بذاته.... لقد استخدمها بوقاحة ليغطي على فقره وضعف مستواه الاجتماعي، صحيح أنه ابن التبريزي أيضا ولكنه من فرع يرزح تحت وطأة الإملاق.... ناصر مسكين هي تعي ذلك الآن فقط، لقد استخدمها كبيدق ليلفت انتباه أعمار زبرجدة له
سلام هدَّها وفاة مزدانة، لولا ذلك لكانت استغلت النهزة وأقصتها من حياة أولادها، فمصطفى لم يعد يحول بينها وبين كراهية أخته لها، هي زوجته بمجرد ورقة لا تُمكنها من أي شيء وهي ليست بحوذتها أيضا، مزدانة استفاقت لبرهات وجيزة من غيبوبتها، كانت صحوة الموت كما يقولون، طلبت مثول تبر أمامها وحدهما وتفوهت لها بتمتمة خفيضة يمضغها الإعياء وتبر تجثو على ركبتيها بجوارها وتمسك بيدها
" أعرف أني افتريت عليكِ كذبا لردح طويل.... سلام تزعم أن مصطفى اضطر لسفرة مفاجئة، وأنها أخفت عنه حقيقة مرضي الأخير كي لا تفزعه، سلام فاشلة جدا حينما تكذب!!!!"
وارتفعت ابتسامة واهنة لوجنتيّ مزدانة وهي تتابع " أشعر أن سوء أصابه ولكن لا تخبروني أرجوكم، أنا سأدعي تصديقي لأكاذيبكم وأنتم لا تنفوها"....
وشردت مزدانة وهي تردف " أحضركِ مصطفى لنا وأعرب بملء فيه لي حينما انفردت به بأنه تزوجكِ عن تتمة حب واقتناع، استشعرت أن ولدي متيم بكِ فعلا فشبت ألسنة الغيرة في صدري تجاهكِ، وملت لتصديق أنكِ أفعى رقطاء حامت من حوله بغنج ودهاء لتوقعه في فخها، مستغلة تداعيه النفسي من جراء خيانة زوجته الأولى له، أنا أنحدر من ضاحية فقيرة جدا.... شعبية للتتمة، زواجي بوالد مصطفى كان لأجل تنمية أعماله المتصدعة فلقد كان يمتلك الأصل العريق ووالدي بحوذته من الذهب قناطير، أبتي كان يريد مصاهرة شخص ذي نسب مرموق ليواري به حقيقة أصلنا المتواضع، مترفة.... منعمة منذ صغري، ولكن حينما زجَّ والدي بي في عالم الزبدة صرت نشازا فيما بينهم!!!!، لم أستطع مواكبتهم، أصلي حال بين انصهاري في بوتقتهم، كنت كما الغراب الذي وضع ريش الطاووس على جسده ولكنه ظل محض غراب، لم يرتقي ليكون طاووس فعلا وصار يشمئز من حقيقته كغراب، لم أستطع مجاراة هذا الجو فتقوقعت على نفسي بفشل، والد مصطفى كان مفلس ولكن جد وسيم وراقني!!!!، وظننت أن أموال والدي تضعني على قدم تكافؤ وإياه، كان كلامه معسول لم ينطق بلفظة الحب ولكنه عاملني كأميرة في البداية وأنا مطلقا لم ولن أكون كذلك، فانشرح قلبي له، بعد زواجنا صرت أُحْرِجه أمام الجموع، وتعاظمت صورتي كفاشلة أمام ذاتي فصرت خرقاء أكثر وأكثر وأزِل وكأني أتعمد تقزيمه أمام الناس فزوجته من بيئة لا تستطيع مجاراة الارستقراطيين مطلقا، وانعزلت في صومعتي بعيدا عن الأعين التي تشمت بي وتتشفى في.... بعيدا عن ذاتي، ولم أعد أرحب بالخروج وإياه، صرت أتحاشى حتى تبادل حديث معه فلغته راقية جدا ولكنتي شعبية جدا وجدا، أنا أحببته وهو.... لم يرى في سوى نقود والدي، صرت ألعن الثروة التي حطت على أبتي بفرقعة حظ من القدر... زهق أنفاسه في حادث سيارة، كانت معه سكرتيرته اتضح أنها كانت أيضا زوجته!!!!، لقد تباعدنا عن بعض لسنوات وحملي بسلام جاء بعد تذللي له ليقربني فلقد كنت توحشته جما، وضعت في مصطفى كل آمالي، وصرت أغار عليه من أية فتاة تدنو منه، كنت أوجد العيوب في الفتيات التي يود نكاحهن لكي لا يُكَون أسرة ويبتعد عني، ولذا فلقد شارف الأربعين بدون زواج، مادلين كانت مختلفة.... كانت طاووس حقيقي!!!!.... لم أستطع الخيلاء بريش مزيف أمامها، كانت كل ما فشلت لأكونه صعرت لها خدي مدهسا ورأيتها الجديرة بابن مزدانة التي تزعم عجرفة ليست فيها وحقيقتها ضحلة وبسيطة!!!، خيانتها لولدي ذكرتني بخيانة زوجي لي، ونكأت جرحا غائرا في، حينما جلبكِ ولدي كان قد أَحْضِر فتاة تذكرني بنفسي، فاشلة وخرقاء مثلي، لذا لم أحبكِ، لسنوات عذبتكِ وكنتِ صامدة، أنتِ فتاة رائعة وكما الجوهرة، في الماضي السحيق لم يهنأ لي بال حتى علمت بأنكِ حملت بياقوتة قبل زواجكِ منه، مارست ضغوطات كثيرة عليه حتى باح بذلك، ظننته يحتقركِ لأجل ذلك ولكنه لم يكن مبالي بالأمر، عمقت الهوة فيما بينكما، خفت أن تستحوذي عليه ويلفظني كما فعل والده، خفت أن أحتل الدرجة الثانية بالنسبة له، كانت معيشتكِ ضنكا في حملكِ بياقوتة ربما بسبب تكديري لكِ وُلِدَت ضحلة العقل محدودة التفكير، نغصت عليكِ حياتكِ فصبرتِ واعتنيت بي خلال فترة مرضي الطويلة بمنتهى التفاني والإخلاص، لم تسعي لامتهاني في سقمي مطلقا كنتِ ذات قلب ذهبي كما اسمكِ، لست فتاة التقطها ولدي من على قارعة الطريق، أنتِ ذات معدن نفيس، أنتِ ثمينة جدا، اعتني به في غيابي فأنا على مشارف التواري تحت الثرى".....
اغروقت عيون تبر بالدموع الغزيرة تأثرا من أقوال حماتها لها وأشفقت عليها أن تشعر بدونية في ذاتها أمام زوجها، وأن تسعى لتكون طاووس منفوشا لتحظى باستحسان والدها وبعلها وقد خلقها الله طائرا مغايرا، مدت مزدانة يدها لتكفكف دمع تبر وتمتمت لها " لا تبكي لأجلي، أنا لا أستحق!!!!، اغفري لي، لا أتصوركِ زانية أبدا في الأمر سر لم أنبش فيه، عسى الله أن يهديكي إليه"....
جعلت تبر ما تلفظت به حماتها لها قبل رحيلها هو مطويات قلبها حيالها، لم تعد ناقمة عليها، غفرت لها، تقوس ثغرها عن ابتسامة مريرة متهكمة، حماتها ظنتها طاهرة وحقيقتها متعفنة، هي ابنة خطيئة وابنتها جاءت من نفس السبيل، زارت السيدة نور مزدانة خلال رقدتها بالمشفى وتمنت لها الشفاء العاجل وتبادلا أحاديث سويا، وبوغتت السيدة نور برغبة مزدانة في تزويج سلام باحدى أبنائها، لقد فكرت نور في التمهيد لذلك ولكنها وجدت الظروف غير ملائمة، ولكن مزدانة أجفلتها برغبتها المتأججة في تستير ابنتها، رحبت نور باقتراح مزدانة فورا وأكدت على رغبتها في تزويج وليد بسلام، كيف تطور الأمر وقرآ الفاتحة، لا أحد يدري، تم إحضار محمد ووليد ليشهدا ذلك، توارت تبر عن الأعين قدر استطاعتها، عموما نظرات وليد لم تكن مسلطة عليها، ولكنها تعرفه وهو ولاريبة يعرفها هما يتشاطران نفس المنبت.... نفس البلدة، لقد تورطت سلام بموافقة على خطبتها لوليد الجبالي، وأقسمت لأمها بأنها لن تحنث بيمينها لها... بألا تُنَفِرَه فيها وألا تسعى لتخريب تلك العلاقة مطلقا بيديها.... وألا تَحْبِط البتة عمل والدتها لتستيرها، سلام مسكينة جدا الآن وكأن شوكتها كُسِرَت بمفارقة والدتها للحياة، لم تلازمها يوما في مرضها لأنها لا تتحمل أصلا طبيعة مرض أمها، لا تطيق رؤيتها طريحة الفراش تشق لتلتقط الأنفاس وتواصل الحياة... وكان وجود تبر من حولها فرض كفاية بالنسبة لها فتبر بارعة في الاعتناء بها وتَحُفُها بتفان ملحوظ، مسكينة سلام عاشت يتيمة بوفاة أبيها، ترى في مصطفى والدا لم تشهده مطلقا، وهو الآن خائر القوى مغيب العقل، قضت عمرها تعشق رحلات السفاري ولكنها لا تنخرط في المعاصي، سلام تعشق مراقبة ما يجري من حولها ولكنها لاتشارك فيه، هي تضع نفسها على حافة الحياة ولا تنصهر فيها سوى لسرقة متعة رحلة تكفيها...
ربما حادث مصطفى هو ما جعل تبر تستفيق وتستوعب أشياء كثيرة جدا، هو يؤكد على عدم عذريتها، لربما يكون هو أيضا مُعّذب مسكين، سهم خيانة مادلين اخترقه حتى الصميم وأَنْبَت في قلبه ريبات تجاه كافة النساء، لقد توجهت بحليها الذي ابتاعه لها على مدار السنين وكان يُلْقِيه لها بفظاظة وغلظة ليواري المعول الحقيقي وراء بذله النقود فيه، وذلك لمحل مجوهرات، كان الحلي أصلي وحقيقي ونفيس جدا مما جعلها تشهق باكية لقد كذب عليها ادعى أنه لم يبتع لها سوى المقلد الرخيص وهو أنفق ثروة طائلة ليشتري لها أطنانا من المعدن النفيس، دوما تتوارى الحقيقة خلف الأكاذيب... دوما لا نرتضي البوح بما يعترينا من أحاسيس فتتبدد سنوات عمرنا هباءً، ستار الكبرياء يقينا نزيف كرامتنا ويُلْقِي بنا في وهدة تضطرم بها نار حامية فالقلب منحول من فرط الإجهاد والضير....
قلبها مشرق بحبه ومأواها وموئلها صدره، ولن تطمر تلك الحقيقة بعد الآن مطلقا، دوما ستتلوها في كل أوقاتها لتطهر قلبها بها ولتستعيد علاقة وثيقة بمن فطرها
وليرزقه الله العافية ليقتلها حينها... ليطردها من عالمه... وعالم أولادها.... هي لا تعبأ بكل هذا يستحب قلبها نجاته ولو كان الثمن فنائها....
ميدو لا يلبث يقض مضجعها ويُلْقي توعدات لها، هو لا يزال يشكل خطرا كبيرا على سمعتها، لقد استحال حاقدا عليها بشكل فظيع، هزت رأسها طاردة إياه من أفكارها.. لا هي لا تكترث بتهديداته السخيفة البتة....
______________________
أعمار زبرجدة
دعنا نكتب ميثاقا جديدا
نتلو فيه عهودا تُرْضِينا
تُبْرِئ جرح البَيْن الذي ينزف فينا
تكون سماءً ذات حُبُكٍ تُظَلِّل علينا
مهما ابتعدنا نعاود
مهما نسينا نخلق بيننا ذكريات جديدة
دعنا نشيد لبنات بيتاً يأوينا
نتحرق للأوبة له يربط بين قلبينا
أَيِدَني بحبك وأَغْدِقَني مغفرتك
فأهدم الجسور التي تعوقنا عن بعضنا
وأصير مقيمة بدوام في صومعة عشقك
هانئة اللب ومستقرة البال
تتبسم حواسي لو مر على خلدي طيفك
وأهرع صوبك لو أطللت على امتدادة بصري كيانا أتضور توقا له
وأغفو بأريحية بين ذراعيه
وألاقي الرضا بين يديه
حسنا هي لم تتوقع أن يُهلك نفسه في مرضها، وألا يغمض له جفن مع امتدادة هذيانها المحموم، نقلها لقصره الفسيح الذي اتضح لها أنه بيتها القديم، باعته قيثارة له وقبضت ثمنه بخسا خلال سجنها، جلب لها توت لتلازمها وتعتني بها، توت.... ولا ريبة كانت تعرف بأن سلمان هو مالك قصر أبيها الجديد ولم تُفصح لها!!!!!... امرأة تتصرف بغرابة طوال عمرها، هي لا تطيق سلمان وتسدد له نظرات قاتلة، حتى والدة سلمان لم تسلم من تحديجاتها النارية المرعبة، لقد بصقت عليها السيدة أسماء مسبقا ولكن زبرجدة غفرت لها وتفهمت دوافع تصرفها المندفع لقد كانت بمزاج نزق من تهاوي وليدها، لسلمان شقيق يصغره سنا ولا يروقها، وشقيقة لا تلبث ترتاد الكلية وتبدو غضة الوجه والروح كليهما... بشوشة ومرحة وتذكرها بشقاوتها المنصرمة....
له سلطة عليها حاليا فلقد تهدج قلبها له، يتملك كافة مقاليده وتلك مشكلتها، طريق الاعتراف بالحقيقة مستحيل، والصمت يعني استمساكها بواجهة صخرية كما الجرانيت، هو ليس لها، هي من اختارت سبيلها وسارت فيه، لم تعد تستبعد صدقه حينما أدلى لها بأن زواجهما كان مكتمل الأركان... ولكن كيف تنساه، كيف تلغيه من عقلها وتمحيه من ذكرياتها، هل فعلتها متعمدة؟؟... ولمّ؟؟؟....
لقد أبلغتها توت أن حليمة وناصر آبا للقرية من جديد، ومعهما طفلة تدعى أعمار زبرجدة، كانت توت تزم شفتها وهي تنطق بتلك الكلمات رافضة أن تتواجد أعمار زبرجدة أخرى على تلك الحياة ولو حملت بعضا من دماء حفيدتها، فرار حليمة مع ناصر لاتلبث علامات الاستفهام تحيطه، حليمة يستحيل أن تكون لناصر، لا ريبة في أن ناصر ابتزها، فهو له جانب دنيء في بعض المواقيت يتباهى به ويجيد استعماله بالحذافير، ألا يكفيه زرعه الشقاق بينها وبين تبر، يدمر حياة حليمة بمنتهى الخبث أيضا، هي تشفق عليه، مسكين يا ناصر، كُتِبَ عليك دور الشرير، لم تتعمد يوما أن تكون كذلك، موجة القدر كانت عاتية وظالمة على الجميع...
لمَ ولجت يا ناصر؟؟..... السر في قاع البئر السحيق لن يبزغ ولو سالت أنهارا من الدم.... هل مازلت تخاف عليّ؟؟.... صارت لي أنيابا قاطعة.... تجربة ليلة في السجن تُبَدِل أي شخص لأبد العمر.... أهرقوا دمي هناك يا ناصر ولا يزال جدار القلب جريحا متقيحا.... عد من حيث أتيت فلقد سطر غيري كتاب تلك الحكاية ولكني من أتممت....
لقد تجاهلها سلمان منذ تماثلها للشفاء، لم يجمعهما حديث منذ تلك الليلة المشئومة التي أُصابت فيها زبرجدة بالشطط وهانت عليها الحياة برمتها، ودت لو تتجمد وتفارقها، لم يكن هذا تمثيلا، كان يأسا بَيِنَا نخر فيه وهزه حتى النخاع....
أمه أسماء تنعته بالفاقد للرجولة فهو مقترن بساقطة ارتكبت أفحش رذيلة في الوجود، قتلت عشيقها والذي هو زوج شقيقتها، ولا تفتأ تعبر عن خيبة أملها العميقة فيه فلقد أخفى خبر زواجه عنها لسنين، تحثه ليتخلص من عقدة نكاحه بزبرجدة ليستعيد وقاره واعتباره أمام أهل القرية، ولكنه لا ولن يستجيب، ربما يلين يوما ويقصي زبرجدة من حياته ولكن ذلك سيكون ليحررها من أسر تلك الزيجة وليمنحها الحق في التحليق بعيدا عن القرية، وذلك سيكون حينما يفتر غله نحوها ويجد قلبا يغفر لها....
أسرته تتحمل زبرجدة وتوت على مضض وخصوصا توت فتلك المرأة أفعى حقيقية، قاربت التلحف بالمنون ولكنها عادت أشرس وأكثر حقدا مما كانت، الكل يؤكد على حقيقة توت كنفاثة للعقد، وعيونها تدمغ تلك الأقاويل بالبرهان، هي لم ولن تتوب!!!!، ما يثير استغرابه كون زبرجدة تتحمل تلك المرأة الخبيثة بمنتهى الرحابة، هي معلقة بأذيالها وكأنها طفلة بحاجة لأمها، هي ضائعة حقيقية بدونها وخانعة بصورة تامة لها، لمَ لفظتها زبرجدة طوال سجنها، لمَ لم ترتضي ولو لمرة يتيمة مقابلتها، في الأمر سر، ما يوجمه جدا كون توت تتعامل مع زبرجدة بغلظة وتأنيب، كيف تطيق زبرجدة صبرا مع توت؟؟؟؟
لقد ترك زبرجدة في مرضها تحت رعاية توت، في البدء كان هو من يباشر علاجها ولما تحسنت قليلا وبدأت تستفيق قرر نقلها للقصر وجلب توت لملازمتها، لكي لا ترميه زبرجدة بسياط لسانها اللاسع بمجرد أن تستعيد قواها، وتقذفه بأنه مقيت وأنه سبب ابتلائها وأنه لاصقة بالغراء تقتات من دمها.... وأنه منعدم الرجولة ليُبقي على امرأة لا تريده البتة
في الليلة التي أحضرها للقصر مع توت خلفهما في الحجرة التي أكدت توت على أنها تخص زبرجدة قديما، لقد استشعر أنها مالكتها بمجرد أن ابتاع القصر فهي تحمل طابع شخصيتها المتناقضة، جدران سوداء تتخللها خيوط حمراء متشابكة وسقيفة ناصعة البياض مزخرفة بسرب من الحمام الزاجل، في منقار كل حمامة رسالة لم تُفَض تطلق الخيال من معقله!!!!!، وستائر محلاة بتطريز حمامات الأرباش تغطي كافة الجدران لتعطي للغرفة بهجة تخفي الكآبة التي تخيم عليها....
لربما لهذا حافظ على تلك الحجرة شاغرة كما خلَّف غرفة شمس التبريزي فارغة أيضا رافضا أن يشغلها شقيقه جمال، الذي شغف حبا بها بمجرد أن وقع إبصاره عليها، أيا كان.. في تلك الليلة التي أعاد زبرجدة فيها لبيت أبيها الذي صار منزله هو بتوالي الأحقاب كان جزعه عليها متملكه فود الاطمئنان عليها وتوجه بخطى مترددة نحو الحجرة وهمَّ بالقرع على الباب ولكن صوت توت تناهى لسمعه فألجمه وسمره مكانه
" تمرضين يا فاشلة؟!!!.... تهربين من الواقع كعادتك.... أنا أكرهك يا فتاة، ربما تكوني حفيدتي ولكنكِ ساذجةٌ خرقاء.... لا أدري لمَ أتحمل غبائك وعتهك.... دوما خيبتِ آمالي ووأدتِ جذوة أحلامي.... حاولت صناعة توت جديدة فيكِ ولكنكِ خذلتيني"....
وتلاحقت أنفاس توت وقاربت وجه زبرجدة لتبصق عليه بكراهية مستطيرة
لم يكن سلمان من المتلصصين ولكن كلمات توت جعلته يرغب رؤية سحنتها وهي تُفْرِغ غلها على زبرجدة المتهالكة التي لا حول لها ولا قوة، فألصق ناظريه بخرم المفتاح بالباب
وتوسعت عيونه وجوما وتصلب جسده لما ارتطم بصره ببصقة توت على زبرجدة واضطرمت به شهوة اقتحام الغرفة وطردها من القصر للأبد
ما حال بينه وبين تحقيق ذلك هو صوت زبرجدة الواهن المتقطع من فرط الإعياء
" اغفري لي يا توت"..... كانت تسترحمها وتتوسلها الصفح وعيونها مغروقة بالعبرات المتدفقة....
استمرت توت في وصلة جبروتها زاجرة ومعنفة إياها " لن أغفر لكِ.... ويحكِ أيتها الحمقاء، أتمزقين أحلامي أشلاء وتمتلكين من الوقاحة القدرة على طلب صك الغفران"....
وتابعت توت وهي تبتعد عنها بتأفف ملحوظ وتمسد عرق نابض برقبتها احتقن من فرط الانفعال " فأرة جبانة وفاشلة.... في كنف سلمان ابن الصعاليك تعيشين... أجل يحق لي توبيخك... أتلك نهايتكِ يا ابنة زهر... المال لا يعطي الأصل، وسلمان لا يمتلك سلالة عريقة لينحدر منها"...
وأردفت بتململ " هو لا يروقني البتة"....
وحرضتها بسحنة متجهمة متحجرة " تخلصي منه!!!!"
أجفلته زبرجدة بردها المحتد الواضح رغم قواها الخائرة " ولكنه يروقني أنا ولو فكرتِ في التخلص منه يا توت فلن تجدي سواي لتقتص له"....
واستطردت بسخرية يخالطها الاشمئزاز " وعن أية سلالة عريقة تتحدثي يا توت..... لا تُقْرِفيني رجاءً!!!!!"
سلمان يغلي على مراجل الغيرة فحليمة واتت القصر وطالبت لقاء زبرجدة، هي من ريح ناصر، والكل تحدث دوما عن زبرجدة وناصر، زجر نفسه حليمة زوجة ناصر هي لن تعمل رسولا بين الأحبة، ولن تسعى لتآلف بين القلوب المتباعدة، حفيدة قيثارة الأثيرة.... ابنة جابر رحمه الله... ابن قيثارة الأوحد.... لمَ هي هنا الآن؟؟!!!!!...
كانتا في البهو وحدهما.... تدرسان بعضهما بالنظرات.... حليمة!!!!.... وكأن قيثارة تحدق بها.... وجه حليمة يخلو من جبروت قيثارة ولكنه يحمل نفس التقاسيم التي تمقتها زبرجدة
بدأت حليمة الحديث وهي تستوي جالسة وتمط شفتها " توقعت مصافحة فاترة... عبارة ترحاب منمقة.... وشطَّ بي العقل لعناق متأجج الجذوة... أي شيء يا أعمار زبرجدة شمس صالح التبريزي.... ولكنكِ فقط تحدقين بي.... وتتصفحين التغييرات التي طرأت عليّ.... ألم تشتاقي لي خالتي؟!!!!!"
ردت أعمار وهي تعتدل جالسة على المقعد المجابه لها وكانت ترفع حاجبها الأيسر " أهذا عتب؟؟"
واستطردت أعمار وهي تحرك رأسها صوبها " لمَ أتيت؟!!!!!"
زمت حليمة شفتها وأجابت بصوت رخيم " متحجرة القلب يا خالتي... لو أورثتني قيثارة ملامحها فلقد ختمت على قلبكِ قساوتها"...
وأردفت حليمة وهي تهز رأسها يمنتا ويسارا " عجيب أمركِ يا خالتي تعتبين على جدتي تصلد أحاسيسها وأحاسيسك بليدة وفاترة مثلها!!!!"
تشابكت عيون زبرجدة معها وتلفظت " دعكِ من الترهات لمَ تركتِ رأفت؟؟.... أنا أعرف الحقيقة فلا تقولي لي لأجل ناصر"....
تشققت ابتسامة مريرة على سحنة حليمة وهي تتراجع برأسها لتريحها على ظهر المقعد
وعقبت وهي تتلاحم مع زبرجدة نظرا " بل لأجل قيثارة.... جدتي الحبيبة"...
ومطت شفتها وأعربت ساهمة " أسماها شمس التبريزي قيثارة لتكون آلة صداحة تُعْزَف عليها أرق الألحان وأطلق عليكِ أعمار زبرجدة لتكوني ثمينة ونفيسة في كل الحيوات التي ستتنفسي فيها، نجوتِ من المنون مع إشراقة عمركِ يا أعمار وكأن الله قد كتب لكِ أن تعيشي حيوات متعددة، مسكين شمس التبريزي!!!!!.... أتوقع أنه مات من خيبة أمله فيكما".... غرغر الدمع أحداق حليمة
تململت أعمار في مقعدها وعقبت محتدة من بين مطحنة أنفاسها " جئتِ لتذكرينا بخيبة أمل أبينا فينا"
ثقبتها حليمة نظر وهي تعقب " لأول مرة تجمعين بينكِ وبين قيثارة، لا يزال شمس التبريزي يربط بينكما، كلتاكما في الجحيم تحيا، اصفحا عن أنفسكما يا خالتي"
غيرت أعمار زبرجدة دفة الحديث متعمدة " تراوغين ولا تردين لمَ فطرتِ قلب رأفت؟؟"
خرجت ابتسامة لم تصل للأسنان من وجه حليمة وهي تعلق " كلتانا مراوغتان، دعك من ذلك الحديث الفارغ أتيتك برسالة من ناصر يا ملكة الحمام الزاجل".... والتوى ثغرها عن ابتسامة متهكمة وأردفت
" ينتظر منكِ رد، فضيها الآن واقرأيها وامنحيني الجواب لأبلغه به"....
لم تكترث زبرجدة بكلمات حليمة قطبت جبينها وسألت " لم تزوري قيثارة بعد؟!!!!"
رفت حليمة أهدابها وعلقت بعدم اكتراث " هي تحت رعاية أختي صباح، وعائشة تحوم من حولها، عالمها مكتظ لم يعد يسعني!!!!!"
وتصلدت عيون حليمة قساوة سافرة على جدتها
اعتدلت زبرجدة في جلستها وفردت ظهرها ملتصقا بمتكئها وعقبت بتوبيخ خفي لحليمة
" اعتنت بكِ بعد وفاة أبيكِ، في حين أن والدتكِ ركضت خلف رجل جديد واقترنت به وتركتكِ، ولكن جدتكِ غمرتكِ بعطفها وحبها، تستحق منكِ التقدير"....
أشهرت حليمة إصبع نافر من قبضة مضمومة تجاه عيون زبرجدة وعقبت باتهام لقيثارة
" للتصحيح غمرتني بالمال ثم المال أم المشاعر فكانت شحيحة جدا، لا أتذكر أنها احتضنتني يوما، هي وصباح من نفس المدرسة هما تليقان ببعضهما"....
جادلتها أعمار "تظلين حفيدتها ولو بقيت بها طاقة حب فلقد وجهتها لكِ"....
اقتحمتها حليمة بصريا " لستِ مهتمة برسالة ناصر؟!!!!"
هزت أعمار رأسها " ربما!!!!.... ما الجديد الذي سيضيفه؟!!!!... أنه سيعمل على تهريبي.... أنه ولج لأجلي..... أنا لا أعبأ بكل هذا..... أو بالأحرى بكل ما قد يقدمه لي ناصر".....
انتصبت حليمة واقفة وتوجهت نحو زبرجدة بخطى واسعة وقدمت لها المظروف وهي تعرب " هو طالبني بإيصالها إليكِ وقد لبيت، دوري انتهى، خذيها فإني راحلة"....
لم تبالي أعمار بكلامها المقتضب وأجفلتها " لم يتزوج بعد.... رأفت لا يلبث ينتظرك... تحرري من أنانية ناصر العقيمة.... تلك الطفلة ولا ريبة ابنته من فتاة أجنبية خدعها بمعسول الكلام.... لا تؤدي دورا ليس لكِ..... فكي قيودك وتحرري".... كانت مناشدة صادقة جدا
اختلج وجه حليمة بمشاعر متضاربة حينما باغتتها زبرجدة بخبر أن رأفت لا يلبث وفيا لعهدها، انتابتها الفرحة العارمة ولكنها سرعان ما تذكرت نكبتها فتبخر السرور من محياها وخلَّف وجها مغضن تعاسة وكدرا.... بدت وكأنها عجوز من الغابرين تفوق عمرها بأشواط وسنين..... وسلمت ساقيها للريح كي لا تلمح زبرجدة تصدع واجهتها الجليدية الفاترة...
وجدت زبرجدة القصاصة في يدها فكورتها بغية إلقائها في سلة المهملات.... ولكنها رغبت في معرفة محتواها بدافع الفضول والاطمئنان على ناصر.... فأزالت تجعيداتها وقرأتها
"كيف حالكِ يا زبرجدة.... لمَ لا تتقلص المسافات التي تفرقنا عن بعضنا... لمَ لا تتهدم الحوائل التي تعيق وصالنا.... حانقة من كلماتي.... متبرمة بسبب سهم حبكِ المستقر في أحشائي... ذلك ذنبكِ يا ابنة شمس... ذلك ذنبكِ.... هدمت حياة حليمة لأقتص من قيثارة... واطربت حواسي من ظلمة رأفت الروحية... هو مثلي تبريزي إلا أنه من الفرع المتخم ثراءً وتلك جريرته نعم يا زبرجدة تلك جريرة كبيرة!!!!!... أن أكون رادح تلك وطأة الإملاق ومن حقي.... لم أتخلى عنكِ يا زبرجدة، أنتِ من نبذتيني في محنتك، القرية تضيق بكِ هيا لتولي الأدبار معي.... لا تقولي مستحيل.... لا تشعري بالولاء تجاه ذلك المعدم الفقير الذي اختطفكِ مني.... سلمان مجرد معتدي على شيء يخصني وحدي... أنتِ هذا الشيء..... لو تريدي سعادة حليمة وتصبو روحكِ لإطلاقي سراحها كوني أنتِ أسيرتي عوضا عنها..... يا مليكتي لا تترددي.... لقد ضاع عمرنا اشتياقا في اشتياق.... ابنتي تحمل اسمك وأسعى لأحفر فيها روحكِ.... لو وافقتِ على تهريبي لكِ فقط أبلغي حليمة..... هي ستنتظر ردك في التو لو فضضتِ المظروف في حضورها، ولو أحببت قراءته خفية عن الأعين ليمكن لقلبك التهدج لكلماتي كما كان دائما فهي ستلج لكِ غدا لمعرفة قرارك.... تذكري أني أكثر من عشقك على ظهر الأرض يا ابنة التبريزي.... تذكري هذا وكوني منصفة معي"....
تقلص وجه زبرجدة اشمئزازا من رسالة ناصر.... لا فائدة تُرْجَى منه البتة....... همَّت بتمزيقها فتافيت لتبعثرها من حولها لتتخلص من تدنيسها لها.... لا.... لتحرقها لتحيلها رمادا متوقدا.... كانت تلك مخططاتها ولكن يد سلمان اختطفتها منها..... لم تحاول انتزاعها منه.... فقط راقبت ما يجري بدون أن تدافع عن نفسها.. رفع سلمان حواجبه مغالبا ترقرق الدمه من عيونه وأعرب بعزة وكبرياء يخالطهما التهكم المزدري لها
" لم أظن زوجة ناصر تعمل مرسال حب بين العشاق... دوما أخطئ الظن بالناس... لو كنت أتصور ذلك لما استقبلتها في بيتي من الأساس... لو تريدي الفكاك معه فأنا سأحررك.... لقد استهلكني حبكِ يا ابنة بلدتي.... وأنتِ متبدلة عن الفتاة التي شغفت بها"....
همهمت بإطراق تذود عن نفسها " ناصر مريض نفسي، بحاجة للعلاج، أنا أشمئز من أفكاره اللا أخلاقية"....
وجابهت زوجها بصريا " أنا لم أحبه يوما، هو دوما كان يلاحقني، لأني الوحيدة التي لم يسل لعابها عليه وكنت عصية المنال بالنسبة إليه، لا.... أنا لا أحب ناصر، تلك الخيالات المريضة التي تقوم في عقله تقرفني، أنت لن تفهمني، ولكن حتى ابن الجبالي.... علي لم يلهب قلبي ببراضة حب واحدة، لقد ارتضيت الخطبة له في زمن فات لأجل..... كنت ضحية أفكار بالية، أنا لست أدري لمَ أتلفظ للتو بترهات فارغة!!!!"
وتابعت بتململ وشراسة وهي تشوح بيديها " أنا لا أريد الطلاق، أنا بحاجتك!!!!، لم تعد لدي النية لأغادر البلدة، ذلك موطني وسأقبع فيه حتى الممات، أنا أستخدمك كدرع واق، لو اختفيت من حياتي سيمزقوني إربا، سيتكالبوا عليّ بفظاعة، أنتَ تحميني منهم يا سلمان لا تتخلى عني أتوسل إليك، أنا لست قوية أبدا كما أزعم، أنا هلعة من فكرة نبذكِ لي يوما، حينما تدرك أني محض بشرية ضعيفة ليست الأميرة النضرة التي كانت حلم جميع شباب القرية"....
ربت على كتفها بحنو وتلفظ لها بتمتمة متفهمة " أنفاسك تتلاحق جدا، اهدئي والتقطيها رويدا رويدا، فقط وضحي لي لمَ ارتضيت الخطبة لعليّ قبلا ولمَ تحرضك زوجة ناصر لتولي الأدبار معه؟؟"
أجفلته زبرجدة " حليمة ليست زوجة ناصر، هي فريسته التي ينهش فيها بلا أدنى وازع من ضمير!!!!، وبالنسبة لعليّ فأعفني من الإجابة فهي لا تخصني!!!!"
قرر التغاضي عن تكتمها وسألها " تريدين تذكر ما كان بيننا، حسنا سأساعدك، هيا تعالي معي، في حجرتي تقبع وثيقة زواجنا أريدك أن تطلعي عليها!!!!"
تبعته مأخوذة برجولته الكاسحة وسط شهقات استنكار من والدته وأخته، وتحديجات مرعبة من توت....
حثها بنبرة تشوبها السخرية " ألن تقتربي، ملتصقة بالباب، وتغوصين بحوافرك وكأنها مسامير تثبتيها في الأرضية، هيا ادلفي وأوصدي الباب خلفك، أنا غريب عنكِ جدا فأنا فقط زوجكِ"....
زجرته وهي مقطبة الجبين ومتبرمة كما الطفلات " لا تتهكم عليّ"....
وصفقت الباب محدثة جلبة عاتية تسببت في تضرج وجهها بالدماء المتدفقة من فرط حرجها
أخرج الوثيقة من صندوق خشبي بخزانة الثياب واقترب منها وأعطاها لها، التهمت تفاصيلها بتفرس وتوصلت لقناعة رجرجت الأرض من تحت أقدامها وتمتمت وهي تقارب التهاوي
" كنت زوجي وأنا خطيبة عليّ، كيف ترتضي بذلك؟؟!!!!!، أنا لم أعد أفهم شيء، ظننتك رجلا حقيقيا، ولكن الآن أنا مشتتة تماما ومشوشة جدا!!!!"
وسقطت مغشية عليها فلقد خاب أملها في سلمان فلقد ظنته لا يرتضي شيئا فاحشا كذلك..... لقد تلقت صدمة مهولة!!!!!
__________________________
تحول بيني وبين نفسي
ولعلك تكون نفسي
يتخطفني الناس ويزجوا بي في منعطفات لا تُرْضِيني

الوحشية في روحي ومسطورة على جبيني
وثأري منك لأنك منهم
هم كتلة لم ينصفوا حقا ويثرثروا بلغوٍ يؤذيني


ولا أحب الإقامة فيها فهي بلد جائرة بمن فيها
والمال مطلبي ومأربي في دنيا تبجله وتُعطيه السطوة فيها
انتقيتك لتكون لي
لتكون بيدق أتلهى به
ويحقق لي ما أسعى إليه
مستكينة حتى انفجارة قريبة
وأحيك نسيجا سيُدمي من يُمسكه بين يديه



غزتها تلك الأفكار، نظرات زوجها المذهولة المشمئزة أجبرتها على التراجع في كلماتها، أنكرت ما سبقت وتفوهت به، أنكرت أنها مالكة ماخور وادعت وهي تمارس الغنج عليه أنها كانت تختبر مدى حبه لها، لربما أفلحت في حيلتها فمنصور التزم الصمت وولج لأسلوب حياته المعتاد وإياها، وهي مضطرة لتنقطع عن الحماية لتصير حامل كي لا تثير ارتيابه فيها، عموما طفل منه سيكون ثمين جدا، خصوصا لو كان ذكر فذرية زوجها حتى الآن مقصورة على البنات، لا تنكر أنها فزعت قليلا حينما أعرب أن حادثه كان مدبر وأن بسنت المعول ورائه، ولكنه مجرد زبون لا يجب أن تنسى ذلك أبدا، لا ينبغي أن تنخرط معه في دوامة عشق، لا.... هي ليست سلبية هي ستتخذ منحى إيجابي ستردع بسنت عن مد يد الإيذاء لمنصور من جديد، ستقتص لمنصور منها!!!!!
زبيدة الصغيرة التي قاست أوجاع كثيرة، التي خضعت لجراحة دقيقة وهي لا تلبث طفلة ضئيلة، لا تفتأ تذكر أعمار زبرجدة، لا تفتأ تطالب بوجوب رؤيتها لها، مرت سنوات طويلة والطفلة صارت مراهقة بارعة الحسن ولكنها لا تنسى تلك الزبرجدة البتة، خديجة تغار منها فمع كل ما قدمته لابنة أختها ظلت زبرجدة مالكة قلبها، وزبرجدة أيضا كانت منافستها على محبة أختها، زبرجدة من منحت الصغيرة اسما، فلقد حملت أختها المنقوصة العقل عن طريق السفاح، الأفعوان البغيض اغتصبها، زبرجدة من دفعت جارتها التي يعاني زوجها من العقم لإغداق الصغيرة باسمه خصوصا وقد لحقت المنية أمها الضحلة التفكير وصارت يتيمة لم يتوقع أحد أبدا أن خالتها ستفتش عنها وستستردها!!!!!........
زبيدة لا تعرف شيء عن حقيقة خديجة، لا تعرف أنها مالكة ماخور، ولا أنها جزء من شبكة آثام وفواحش دولية تقودها السلطانة ربيبة السجون.... تُرَى لو عرفت هل ستزدريها... هل ستبصق باشمئزاز عليها..... هل ستنسى كل ما بذلته لتكون مترفة منعمة لا يعوزها شيء ولا تبتلعها الفاقة ولو لبرهة وجيزة...
الحياة تسير يا خوخه ولكن على جثث بشر كثيرين!!!!!
_______________________
لا تحسبني أحقق مفازة حينما يرعد الألم فيك
لا تظنني ستنتفخ أوداجي سرورا حينما أُخزيك
لا تُشهر بيننا العداوة فتنكيس هامتك يُذيقني البأس والضير
قلبي مزدان باسمك وهذا جديد عليه
اِنْحَت حبكَ في روحي بيتا صبت ذاتي لتلتقيه وتستقر فيه
لو كانت عاقبة إعلاء الحق نبذكَ لي فهو عذاب يفوق طاقتي لا تُلْحِقَه بي
اصطفاك قلبي فترفق بي
هواك غلٌ لن أحطمه مهما تجبر عليّ الشقاء ولوَّح لي متشفيا الأنين
ارتفع صوت أثيرها فأبصرت الشاشة المضيئة كان رقما من فرنسا، افترستها التوجسات فربما يكون تهديد جديد من ليون ولكنها دوما كانت محاربة ولا ترتضي وصمة الجبن أبدا شرعت الهاتف
بتردد أبح تناهى لها صوت أثير على قلبها " ألو... روكسان هل أنتِ معي؟!!!!... هل أنتِ هي حقا؟!!!"
ردت روكسان وصوتها ملؤه الحنين لمارسيلا ووجهها متقلص تأثرا رقراق" أعاتبكِ يا رفيقة تنصاعين لأقاويل ليون بأني لاقيت حتفي، أبتي لم يعلم عن شقيقتي التوءم التامة الشبه بي، لو كان يعلم لما اعتكف في صومعة اغتمام وكدر ولا شك، لكان تبعني ومكث بجواري وعرف أني روكسان من مجرد هيئتي حتى لو غطت الضمادات سحنتي ولم يصدح صوتي من جراء تمزق أحبالي الصوتية، حتى لو كنت عظاما بالية لكان تعرف عليّ، ذلك الصديقي، يعرفني لأني قطعة من روحه، لا أفهمكِ يا مارسيلا ومعاذ الله أن أرتاب فيكِ، ولكنكِ تعرفين عن شقيقتي ملك، فلمَ لم تخبري الصديقي، لمَ انسقتم وراء خبر موتي بدون التيقن منه، يستحيل وصولي للصديقي فطمئنيني عليه فلا ثقة بكلام ليون، هل هو حي يرزق، هل تجاوز محنة وفاتي المزعوم، كيف أتواصل وإياه القلب يهفو لمجرد سماع نغمة صوته الحبيب"...
امتد الصمت لهنيهة قبل أن تعقب مارسيلا بتدفق عاطفي مزيف باتقان " ويحكِ يا روكسان أتظنين أن لو احتمالية حياتك كانت قائمة بنسبة واحد بالمائة لكنت دأبت الصمت لكنت ملأت الكون ضجيج، هيئتك متبدلة عن خاصة ملك، تصفيفة الشعر ولونه مختلفان فأختك كانت تصبغه على الدوام، وعدد أرطال البدن متقاربة إلا أنها ليست متماثلة، طراز الملابس هو الشتان، أزاهير قالت أن الحية هي ملك والمتوفية هي الأجنبية وتلك أمكما أمن المعقول أنها لم تتعرف على هوية ابنتها المتوفية فعلا، كنتِ أنتِ التي تقود السيارة وتلك السيارة ملكية لشقيقتك، من البديهي أن يكون القائد هو صاحبها، كنتِ ترتدين ثيابها في ذلك الحين وكانت هي مكسوة بهندامك، لا أدري لمَ قد أقدمتما على ذلك؟!!!!، لمَ تبادلتما الطلة في ذلك الميقات؟!!!!، ملابسات كثيرة أثبتت أن روكسان هي من فارقت الحياة، لم أرتضي إعطاء الصديقي أملا كاذبا يتحطم على صخرة الحالة المزرية التي كنتِ فيها، وأن يتبدد أمله ويجدكِ أختكِ ملك، حينها كان سيتجرع ألم فقدانك مرتين، وكان سيتألم لأنكِ فتشتِ عن عائلتكِ الحقيقية وألغيتيه من حياتك، كانت الوجع سينخر فيه لأنه لم يعد فحسب كل أهلك وناسك، لقد صدقت أزاهير ولكني لم أصدق ليون!!!!، لا أسامحكِ على نبرة الاتهام التي شابت صوتك لهنيهة، تبا لكِ كيف تعتريكِ التوجسات نحوي؟!!!"
وتابعت مارسيلا بنبرة متبدلة لينة " دعينا نفرح بأوبتك للحياة يا روك، حمدا لله على سلامتك يا رفيقة، عذرا كنت في غمار سفر طويل وعدت للتو ولذا تأخرت في الرد على الرسائل الصوتية التي خلفتيها لي"....
كان رد روكسان مربكا وحادا وقد اكفهرت ملامحها بغتة " لم أطالبكِ بتبرير فلمَ تمنحيه لي؟!!!!!"
لا تدري انجيلا كانت هي أو روكسان لمَ ساورها الشك في مارسيلا ونهشها على حين غرة... مارسيلا زئبقية في الكلام الآن تركز كثيرا في كل حرف تُخْرِجَه من ثغرها... لماذا؟؟؟.... ما الذي تخفيه؟؟؟.....
لفَّ مارسيلا التوتر من ردة فعل روكسان المحتدة واقشعر بدنها كاملا ووقف كل الشعر الصغير في جسدها
انحبست الأنفاس في جوفها وانطلقت الكلمات منها صاخبة تعبر عن انفعالها المحتدم الذي هو في باطنه غضبها من نفسها
" كيف تجرؤين على إهانتي بالتشكيك في.... لم تقوليها ولكن كلامك يرشح بذلك.... صحيح أنا فقيرة معدمة انتشلتيها من بوتقة الفسادة التي سقطت فيها وسبغتيها بحنانك وكرمك... ولكني في المقابل كنت لكِ الصديقة التي لم تحظي قبلا بها..... صنعتِ مني محترمة بعدما كنت امرأة في الحضيض.... وأحلتكِ معطاءة تمنح الكثير من روحها لأجل الحق والخير.... بسببي خرجتِ من كبوتكِ النفسية بعدما عرفت أن فريدة الأحمدي ليست والدتكِ الحقيقية.... وأنكِ اِنْتُزِعْتِ من عائلتكِ نكاية فيهم ولفطر قلوبهم"....
وأردفت مارسيلا من بين أنفاسها المتلاحقة " أنا خففت ألمكِ... أنا انتشلتكِ أيضا من حضيضكِ النفسي.... نحن صديقتان فكيف تنسين ذلك بمنتهى السهولة لمجرد أننا متباعدتان الآن".... كان عتبا أَشْعَر روكسان بالضآلة لأنها جرحت قلب صديقتها الهفهاف.... ليس معنى أنها كانت ساقطة تمارس الرذيلة وتتقاضى لأجل ذلك المال أنها أقل منها طهرا ونقاءً... السقوط وارد للجميع... والمغفرة للرحمن المستوي على العرش رب السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى....
لقد كانت مارسيلا فقيرة جدا ولم تكن تملك سوى جسدها لتتقوت منه لا تستحق احتقار روكسان بل المجتمع من يستحق ذلك... المجتمع من يفرض علينا ضريبة الفقر ذلا وهوان....
تفوهت روكسان بهمس خفيض متوسل " آنا آسفة"....
ردت مارسيلا فورا " وأنا تقبلته"...
وساد الصمت بينهما لهنيهة مطولة قطعتها مارسيلا " لن تسألين عنه؟؟"
تعمقت تقطيبة تفكير على جبهة روكسان وسألت " من تقصدين؟؟"
ازدردت مارسيلا ريقها وشخصت ببصرها نحو السقيفة وأحرقت دمعة عيونها وأسندت يدا على خصرها وأوضحت بشيء من التلعثم والترقب " خطيبك آدمز"....
لا تدري روكسان لمَ طلت عليها صورة عليّ من بين غياهب أفكارها... تجلت واضحة ومحفوفة بجواهر قلبها.... متى زرع نفسه في خفقات فؤادها؟؟؟....
تمتمت بدون تركيز منها... بتلقائية لم تطرق عقلها " هو ماضي لن يعود أبدا"....
انتهت مخابرتها مع مارسيلا واتفقت مارسيلا وإياها على موافاة مصر في غضون هذا الأسبوع لتستعد هي وروكسان جيدا لمجابهة شرور ليون... وطمأنتها على الصديقي واقترحت عليها ألا يعلم الآن بحياتها قبل أن تطيحا بليون وامتثلت روكسان لها....
ولا تزال مصدومة جدا من تجلي حقيقة مشاعرها تجاه علي... لا... هذا ليس حب أبدا هذا فقط إعجاب.... لم تبر بالكلام الذي ألقته على مسامعه بأوبتها هي وأمورة لداره... والسبب بسيط يجب أن تكون على قرب لمعرفة كافة تطورات حادث ورد نوار... رائد تم إلقاء القبض عليه وروكسان تفتش على شاهد يدلي بحقيقة تواجده تلك الليلة في الاسكندرية ولكنها لم تعثر عليه أبدا.
جورية أكدت عدم رؤيتها له.... العاملون بالموضع حيث التقيا لم يلمحا طيفه البتة... هي الشاهدة الوحيدة... أبشع مخاوفها تحقق وصار واقعا ملموس... لقد حاولت مرارا ألا تُقدم على ذلك ولكن لأجل إعلاء راية الحق هاهي ستتوجه للمخفر مع اشراقة الفجر لتدلي بأقوالها.... ولتفرغ ما في جعبتها.... لترمي أثقالا ارتفعت على كاهلها فأحالتها محتدمة المزاج ثائرة لأتفه الأسباب....
ولج عليّ لبيته وحيدا، تمدد على أريكة وثيرة بالردهة، وفرد أرجله لتستقر على منضدية مقابلة للأريكة، أرخى عقدة ربطة عنقه، وأحل الأزرار العلوية من قميصه، قطعت وعدا لتلج هي وأمورة منذ يومين ولكنها لم تفي به أبدا، ذلك طبعها، كيف تُغْرِقَه في بحور أكاذيبها، كيف يصدقها وقد اكتوى بنارها، آن أوان استعماله الورقة الرابحة، تسجيلات علاقاتها الآثمة في حوذته وهي وسيلة يحني بها هامتها ويجبرها على الخنوع التام له....
توجه نحو خزينته الفولاذية ليفتحها ويطلع على تسجيلاتها الفاحشة ليتذكر حقيقتها المتعفنة.... لكي لا تتهدج مشاعره تجاهها... فتوسعت عيونه من هول الصدمة المرعبة... شحب وجهه وانحسر الدم عن أطرافه قاطبة، تيبس مكانه تماما وعقله متخبط بين أمواج أفكار عاتية، هناك من سرق تلك التسجيلات.... هناك من يمتلك تهديدا قد يعصف بحياته كلها ولكن من فعلها؟!!!!.... وما الذي سيستفيده؟!!!!....
_____________________
كيف انصاع لأمه وأبيه وخطب ابنة السلحدار، أمه خابرت أبيه ليمارس عليه ضغوطات، ووالده هدده بالطرد من بيته... وبحرمانه من الإرث مالم يمتثل لطلب أمه ويقرأ فاتحة تلك الفتاة التي كانت ذكرى عطرة فيما مضى ولكنها الآن عدوته اللدودة التي يمقتها من الصميم... لا.... هو يرفض التخلي عن منوال تلك الحياة العابثة التي يدعي الاستمتاع بها.... لقد كان يوما زينة الشباب... صالح وتقي ويخشى الإله... في لحظة قد تبدل ليستحيل عربيدا متعطش للخمر والنساء.... حينما يلتف الذنب حولك ليصير قيدا يجرك نحو السقوط أكثر فأكثر، ما الذي بوسعك فعله وروحك مرتضية انزلاقك للدرك الأسفل، عموما مصطفى في خضم غيبوبة ربما لن يستفيق منها أبدا، وتبعا لأقوال أمه لقد أغدق أخته الوحيدة بتوكيل عام يتيح لها التصرف بأملاكه حسبما تشاء لم تكن تعرف هي عنه شيئا مسبقا، لا شيء يجبره على إتمام الزيجة، بوسعه أن يدفع سلام لنبذه خصوصا وقد بدت مكرهة عليه، وباستطاعته أن يتخذ سلام فريسة سهلة المنال ينشب مخالبه في نقودها ويستولي على وفرها وبذلك لن يعد يخضع لتهديدات أبيه بحرمانه من الإرث فهو يملك النذر الكثير، المخططات كثيرة وتُظْهِرَه أمام نفسه فاسد ودنيء، ولكن هو كذلك فعلا، ذلك ذنب لن يمحيه شيء، هل يشوه ذكرى عطرة حملتها سلام له؟؟.... هل يحطم قلبها؟؟.... هي وحيدة تماما وعصفورة من اليسير إيقاعها في شباك الإغواء وهو نذل منذ قرر ذلك...
زوجة مصطفى تبدو أنها كانت على الهامش في حياته فلقد اجتبى أخته ليمنحها ذلك التفويض الباذخ وحبسه عن قرينته... تُرَى لماذا؟؟... وفيمَ يهمه ذلك؟؟... سلام تبدو قوية جدا من الخارج ولكنه يعرف أنها مجرد فتاة ضعيفة وجبانة تخشى السقوط في الحب وتتفاداه قدر استطاعتها، ولكن الحب قدر وقدرها ارتبط به، وهو سيفطر قلبها غير مبالي بذلك.... هكذا عقد العزم...
لا يروقه أبدا عودة ملك لعليّ، سيستخدم تسجيلاتها المخلة التي نهبها ليدفعها لترك أخيه وإذا لم تذعن سيحطم حياتها برمتها، في التتمة أمورة ليست ابنة أخيه فعلا، ولربما حان وقت إفاقته لأخيه من تلك الغيبوبة التي يستكين لها!!!!!.... ملك تلك البومة التي حطت على عائلتهم آن أوان إخماد أنفاسها تماما.... تلك النبتة السامة لن تستشري في أراضي أخيه أبدا.... هو من سيمنع ذلك!!!!
____________________





























بنت أرض الكنانه 11-03-15 02:09 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
بإدلائها بشهادتها دقت مسمارا في نعش أخلاقها أمام زوجها، حسنا هي تهتم جدا بنظرة عليّ لها، رغم أنها لا تستثنيه من مؤامرة اغتيال أختها، لا مناص من أن وشاية مغرضة ستصل إليه إذا لم تبادر هي بإخباره، ولكن ما الذي يمكنها قوله له، انتقلت ببصرها يمنتا ويسارا لا.. عليها إبلاغه بما جرى، هي لم ترتكب فعلا مشينا لتواريه، الجهر بما وقع يقيها شر غضبه المستطير... ويمنع تعميق الهوة التي تعزلهما عن بعضهما... استنشقت الهواء جرعةً مديدةً وكأنها تُعَبِئ حبه نجوما متوهجة في قلبها، ستستمد قوتها أمامه من صدقها، قطبت جبينها ويحها هي كاذبة منذ البدء، هي تتقمص دورا ليس لها، وتطلي عليه خدعة أنها توءمتها، كيف تعتمد على صدق جريح هزيل؟!!!!!...
أحيانا تتمنى لو كانت المُخْتَطفة أختها ملك، وكانت هي التي ظلت برفقة ذويها، لكانت تحصلت على محبة عليّ، لكان درب حياتها طُرِزَ بياسمينة هواه، لكانت أمورة لهما هما فقط، كائنا يمزجهما معا، كانت ببساطة ستهواه وهو سيضطر لمبادلتها جذوة الأشواق، فالمرأة حينما تضع رجل نصب عيونها ينصاع لما تريده منه بدون جدال، وهي كانت ستعد عليه حتى الأنفاس وتحيطه من كافة الجهات، ما كان ليتزوج نساء كُتُر، ما كانت لتعيش بمخدعه أشباح البؤس والخيانة منذ ما لاقاه على يد ملك، أختها ملأته بالمرارة الصرفة ورفعت بينهما حاجزا لأبد الحياة، فهي تحمل ملامحها مهما شذبت سحنتها عمليات التجميل وهو كان زوج أختها وهذا يُشْعِرها بأنها خسيسة ووضيعة حينما تفكر فيه....
لم تكن ملك تطيل الحديث عنه، كان لسانها رطب بزوجها الأخير فحسب، وفي مرات قليلة أشارت إليه باعتباره سلخها عن ابنتها امورة، وبأنها تمقته من الصميم.... كانت تتلفظ برتوش غير واضحة عنه، وكأنها لا تطيق الكلام بشأنه البتة، وحينما تضطر لذلك تتملص من وجهة الحديث ببراعة ومهارة، لم تكن روكسان تضغط عليها لأن أختها كانت تشحب بغتة حينما يصل الحديث إليه... وكأن شبحا مخيفا يتمثل أمامها ويقبض روحها!!!!!
في مكتبه
لظى الجحيم يسد عليه مجرى الهواء، ومزاجه مضطرم متعطش للدماء، وملامحه مشدودة ومكفهرة جدا، تلك الطائشة المنحلة مرغت شرفه في الوحل من جديد، لقد سلط عليها رقيبا ينقل له تحركاتها وسكناتها، فكبريائه يحجمه عن اللحاق بها لإعادتها لبيته، وهي غير مكترثة حتى بالاتصال به لتبرير سر تأخرها، لقد استدرجها لتلج بحديثه المنمق معها في آخر مرة تشاطرا مخابرة، كان الهدوء والتفهم اللذين يسبقا العاصفة، ولكن اللعينة لم تؤوب ليهذبها ويعيد تربيتها، هي ببساطة انطلقت متجولة في المواخير، متسكعة هنا وهناك، وفي التتمة تقاسمت ليلة حمراء مع عشيقها رائد، أجل... هذا ما وقع، كز على أسنانه وهوى على سطح المكتب بحدة طائلة، الكلبة شهدت بأنها تواجدت مع رائد ليلة اغتيال ورد نوار لتطلق السلطات سراحه، وقحة.... وتتمتع ببجاحة عالية المقدار.... العيون المتلصصة أخبرته بذلك ولهذا فلقد اتخذ قرارا طائشا... سيقتلها ليغسل عاره.... ليمحو خطيئتها التي تحيل حياته جهنما متوقدا...
في صميمه غيمة سوداء... وشمعة مسلولة خامدة من فرط الابتلاء....
وانطلق في إثر المنحطة ليذيقها البأساء
كانت أمورة برفقة أزاهير فلقد تركتها روكسان في عهدتها لتتمكن من الذهاب للمخفر للإدلاء بشهادتها، لقد نطقت كلمة الحق، كما أنشأها الصديقي، لها ثمن باهظ ستدفعه ولا شك حينما يعلم عليّ، وحينما تذبحها الصحافة باعتبارها ابنة أزاهير، وتلك فضيحة مدوية لن يتورعوا إزباد الكلام فيها، تهالكت على سريرها خائرة القوى غير قادرة على تبديل ثيابها، قد سارت كثيرا بعد شهادتها الحق وتحت وطأة القيظ المحتر، تفكر في وقع الخبر على زوجها، هي من ستبلغه.... مترددة... حائرة.... ولكن عليها أن تكون هي من تبلغه بالأمر، فمن سواها سيخفف من وطأة النبأ عليه...
دقت عليه مستخدمة هاتفها النقال... وعضت شفاهها مترقبة رده... ريح الخزامي من تمدها بكافة الأرقام التي تطلبها منها... وكلها أرقام متعلقة بعلي فحسب... هي تزعم أمامها وجود فجوات بذاكرتها وهي تستقبل التبرير برحابة
واتاها صوته المتجهم الذي يضمر لها شرا محدقا بها " أين أنتِ؟؟"
ردت عليه بعفوية عذبة " أنا منهكة وحدي في رقعة تأويني ولا أقوى على نعتها بيتي"....
تنفس الصعداء وكأنها رفعت ثقلا عن كاهله " لستِ لدي أزاهير إذاً"....
ناوشته بشيء من الدلال وهي تلفلف أطراف شعرها الذي لايلبث قصير" أخبرتكَ أني وحدي تماما"....
باغتها بقوله المجفل لها " إذاً افتحي الباب، فأنا واقف أمام عتبة الرقعة التي تأويكِ ولا تقوي على نعتها بيتك"... كان يتندر عليها بفجاجة وغلظة
قطبت جبينها متسائلة وهي تُعْمِل نظرها " لمَ تتهكم علي؟؟...."...
وتابعت مناوشة ومشاغبة " حسنا سأفتح، ولكن انتظر لبرهة فلدي عشيق يزورني وعليّ تأمين خروجه من الرقعة قبل شرعي الباب لأسدي".... كانت ترد له الصاع صاعين
ولكنها نكأت جرحا غائرا فيه ودفعت بكتل النار الملتهبة لتسري في دمائه حارقة مربدة
وفتحت له الباب
وصدحت الموسيقى في خلاياها مع اطلالته
قنينة عطر فاخرة نشرت رذاذها على خياشيمها مع إشراقته
أجل هي تعشقه
استفاقت من دوختها لرؤيته على ملامحه العابسة التي تحدق بها.... كانت عيونه تلمع بشر خالص لها... فتقهقرت في خطواتها... وقد ألقى الروع في نفسها بهيئته الفوضوية..... وبشعره المتشعث.... وبهندامه المتبعثر... عيَّت قائلة بتلعثم بَيِّن " لم أقصد ما تفوهت به، كنت أغيظك، وأرد على سخريتك فقط، أنا ليس لدي عشيق مطلقا".... وارتفعت غصة علقمية بحلقها.....
وحاولت ازدرادها وهي تتابع بنبرة أبحة " لم ألج لأن والدتي أصرت على بقائي لعدة أيام فحادثي جعلها متعلقة بي جدا"....
تفوه بهدوء وهو يتقدم نحوها بثبات " مذعورة أنتِ، تتنقل نظراتك بزوغان، لن ينقذك أحد مني، الباب موصود علينا، ونحن وحدنا الآن"....
سألته بتعثر وهي تتراجع بخطواتها لتلتصق باحدى الجدران " ما الذي تنتوي فعله؟؟..."
وناشدته ومحياها متقلص هلعا " تريث يا مجنون، أقسم بالله لم أقترف فعلة مشينة منذ زواجي بك"...
سألها وهو يرفع حواجبه وفكه متصلب وعيونه مظلمة متمحورة عليها " وتقاسمك ليلة حمراء مع رائد، رأيتيه واستمتعتِ بوصاله في جوف الليل، وسخرتِ من زوجكِ الغافل عن وضاعتك، والذي توسم فيكِ خيرا وقرر فتح صفحة جديدة وإياكِ بعد حادثك"....
سألته بلهفة حقيقية والفرحة تغرد في دواخيلها وهي تتشبث بتلابيبه " حقا كنت تنتوي فتح صفحة جديدة معي"....
استقرت عيونه الوامضة بالشر على عنقها المرمري
فانتشر الجزع في خلاياها، وشملت رجفة عاتية كل أونصة بجسدها
حاولت التملص منه إلا أن قبضته كانت محكمة عليها
وتحت لهيب نظراته مشَّط كل إنش ببدنها
وسبحت مآقيه بالرغبة في العبث بها
عقد حواجبه متفوها بشفاة متكورة " أطعمتِ حسنكِ لكل رقيع، ربما آن أوان إدخال عقد زواجنا حيز التنفيذ، سأستمتع بكِ ثم سأدق هذا العنق الجميل"... نفرت عروق رقبته احتقانا مع الجملة الأخيرة..... كان يتلظى على نيران الغل المستطير....
صرخت فيه بفرنسية خالصة وهي تحاول التخلص منه " أنت متوحش وسادي ودنيء، تقيم حكما على أساس افتراضات خاطئة تسيطر على تفكيرك، ما الدليل أن علاقة آثمة جمعتني برائد بعد زواجي بكَ؟!!!!، ويمكنكَ مقاربتي لتطفئ غلة شهواتك وأنت تضمر لي هذا المصير"
كانت خائبة الأمل فيه
ولكن ماذا عنه
حينما تفتحت عيونها بعد مولدها كزهرة دِفْلَى لتنتشله من العالم بأسره وتودعه بقعة نضرة رحبة ثم ألقت به في وهدة الشقاء بعد ذلك بإفضائها بحملها عن طريق السفاح، سترها لأنها ابنة عمه.... ولأنها حلم الطفولة العذب الذي مزقته الحياة أو خرقته هي
هو يعتبر أمورة ابنته... هي كذلك... وذلك أمر لا يقبل الجدال....
وهو سيحميها من أم لا تراعي الحياء
لا تدرك كنه الشرف وتلك الأشياء
لم يسترعي انتباهه نطقها بالفرنسية لأنه يجيدها من خلال دراسته
ولم تلاحظ هي تلفظها بها لأنها في غمار حالة متلفة مزرية
ورعد فيها وهو يجرجرها ورائه لحجرة مشرعة ليلقيها على سريرها
" نعم يمكنني تدشينك ببصماتي ثم سحقك باقدامي وسأفعل"....
رددت معاندة من بين أنفاس صاخبة متلاحقة " لا لن يحدث".... وهزت رأسها بإباء
هي لا تلبث عذراء ولن تكون مرتها الأولى مع ساخط عليها يظن بها السوء ويضمر لها الاحتقار والبغض.... مهما كانت تهواه
انتقلت نظراتها مرتعشة في ربوع المكان تفتش عن شيء ينجيها من مزاج زوجها المستطير
ارتطم بصرها بمزهرية كريستالية قابعة على المنضدية المجاورة للسرير
أمسكتها بسرعة وحطمتها بالجدار القريب وهددت علي وهي تلتصق بقبة السرير وتثني ركبتيها وتزدرد ريقها بصعوبة " لو اقتربت مني سأقتلك... ابتعد عني وإلا ستكون العواقب وخيمة"....
شفته التوت عن ابتسامة مقيتة ولم يعبأ بهذا التهديد الذي رآه سخيف
" ما الدور الذي تمثليه بالتحديد؟؟.... كلانا يعرف أنكِ آكلة رجال، لو على انتوائي قتلك فلو استجديتيني بتذلل ربما أفكر"....
انكب عليها محتجزها بجسده المديد
يهم بافتراسها
ومشاعرها متصارعة من جراء قربه الشديد المحبب لها ونظرته الوضيعة المنحطة لها
يحاول فك أسر قطعة المزهرية الحادة التي تتشبث بها ولكنها تقاوم بضراوة عاتية
يركلها بأقدامه... يحاول أن يوهنها بشتى الطرق الممكنة
هتفت فيه منتحبة ومحياها متقلص أنينا من هجومه الوحشي عليها " أنا أحبك يا غبي"...
هزته كلماتها إلا أنه غض الطرف عنها
وهدر فيها بفم شَمُوس " أنتِ مدنسة... وأنا هو الغبي لأني سترت يوما كلبة مثلك"....
هتفت بشراسة فيه ومزاج لبؤة يتملكها " دعني، لن تنالني أبدا مادام رأيك بي وضيع"....
بغتة ترنح جسده فوقها وأبصرت نافورة دم تتشقق من كتفه لقد انغرزت قطعة المزهرية في جلده وغاصت في لحمه
توسعت عيونها وجوما مما جرى وشحبت كافة خلايا جسدها
استحالت متصلبة متدلية الفك مذهولة تماما
ازدردت ريقها وهتفت بلهفة وهي تستشعر ذنبها " هل أنتَ بخير؟!!!!"
اندلعت نيران الغضب من عيونه وهو يعرب من بين مطحنة أسنانه متأوها " تريدين قتلي يا حقيرة!!!!"
والتفت أياديه حبلا متينا حول رقبتها
حاولت التخلص من أسر أنامله المعتصرة لعنقها وخرجت عيونها عن محجريهما وازرق وجهها
وارتطم بصرها بشظية المزهرية الملطخة بدمائه فزحفت يدها بحذر لتُمسك بها
وكانت لحظة عصيبة أن توجهها لصدره لتخير قواه وتتراخى أياديه عنها
لمح بزاوية عينه إمساكها بالقطعة من جديد فتحركت أياديه لتطيح بالكريستال الحاد من قبضتها الواهية
وتناحرا من جديد
وهو في خضم حالته المندفعة لم ينتبه لكونها تخاذلت عن مقاومته لأكثر من ذلك
وبغتة استشعر عليّ مادة لزجة حارة تتدفق بكثافة من تحته فتوسعت عيونه ساهما فصدر ملاكه مشقوق ونازف بسبب نزوة الغضب التي استبدت به
كانت تتصبب عرقا ثجاجا وعيونها تقاوم لتبقى منفرجة وجسدها يستحيل أبيضا بياض الموتي
وتمتمت له وريقها أكثر تيبسا من العصا الجافة " لم أقوى على التعارك معكَ لأكثر من ذلك، أنا استسلمت لكي لا أكون أنا المتسببة في إخماد أنفاسك، لم أستطع أن أبسط لك يدي بالشر حتى لو بسطت لي يدك لتقتلني، لقد اكتشفت ذلك وأنا في غمار المشاجرة الدامية وإياك، لدي سر صغير اود اطلاعك عليه انا لست ملك، أنا انجيلا أختها التوءم التي ظننتوها لاقت حتفها منذ سنوات"....
وتابعت وهو مشدوه من قولها وجسدها يئن من فرط الوجع الذي يداهمه وعروقها تحتقن من شدة ألمها الذي يستشري فيها " أنا فرنسية... فرنسية كاثوليكية، ولي اسمان روكسان أسمتني به فريدة الأحمدي وانجيلا هو الاسم الذي أطلقه الصديقي عليّ"...
وانفرجت عن محياها ابتسامة واهنة وهي تردف من بين أسنانها من عزم جرحها النازف فيها " كان خطأ منذ البداية أن أدعي كوني ملك، خطأ لا ينبغي أن تتحمل أنت عواقبه، كانت كلمة حق فقط يا عليّ شهادتي في حق رائد، لم يكن يجب عليك أن تزهق روحي بسببها"....

bluemay 11-03-15 11:03 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
بارت مخيييييف فعلا



تبر ما زالت تعاني ذنب ليست متعمدة فعله .. يمزقها كره أبنها وخوفها على منصور


زبرجدة ما زالت تعاني من سلمان و جميع من حولها ضدها حتى توت
ولكن قدوم حليمة برسالة من ناصر جعلها تواجه حاجتها لوجود سلمان
ولكن معرفتها بحقيقة زواجها جعلتها تمقته.


وليد ينوي الشر بسلام وملك وسرق من علي دليل ادانتها ليبتزها



خوخة تبديل طفيف على خطة إنتقامها وكشفت سر زبيدة الصغيرة المتعلقة بزبرجدة.



انجيلا تواجهت مع علي ولكنها استفزته وخسرت المعركة امامه
اعترافها سيقلب الموازين
هل سيصدقها علي ؟!!!


عودا حميدا زهورتي وبإنتظار القادم

لك ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 11-03-15 04:56 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
السلام عليكم
يسعد اوقاتك يا ميمي
انا سعيدة انك لسه فاكرة الاحداث
فيه مفاجأة تخص تبر في الفصل القادم باذن الله
يمكن تقلب موازين حكايتها
زبرجدة كانت خطيبة علي وهي مقترنة بسلمان حاجه مش مفهومة اوي يا ترى يبررها سلمان زي
سلام امممممممممم يا ترى تبقى ضحية ضياع وليد ولا العكس هو اللي يبقى ضحيتها
لم يكن بي مزاج للكتابة عن خديجة او ساندي فأجلتها قدر استطاعتي ولنا عودة لها باذن الله
مخيف ليه؟؟؟؟ بصي هي روكسان تحسيها غبية سنة يعني كانت مفروض تقوله وتفهمه ليه هتشهد في قضية رائد بس هي خافت وترددت بس يا ترى هيحصل بينهم ايه اممممممممم ربنا يستر
ممتنة ليكي يا ميمي شكرا يا قمررررررررررررر

بنت أرض الكنانه 11-03-15 05:05 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
عايزة ردود حلوة والا اكسل
منتظراكم مش تحبطوني
سلام

بنت أرض الكنانه 11-03-15 05:10 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
الفصل القادم
ثأر أم محمود وتعويذة توت

بنت أرض الكنانه 11-03-15 09:16 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
عايزة ردود تشجيعية يا جماعه

بنت أرض الكنانه 11-03-15 09:49 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
اللي يقرأ القصة يعلق عليها أرحب بكافة أشكال النقد

بنت أرض الكنانه 11-03-15 11:25 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
انا عارفة اني اتاخرت في التنزيل تو ماتش بس انا كتير زعلانه يفوت يوم وما حدش يعلق غير العزيزة ميمي

بنت أرض الكنانه 11-03-15 11:27 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
اوكينا هذهب لقراءة بين الامس واليوم وعشاق من احفاد الشيطان واشوف وشكم بخير قريب

بنت أرض الكنانه 12-03-15 01:56 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
انا ممتنة لكي ميمي ولكي ساكتب الحادي عشر وارسله لكي عالخاص واؤجل نزوله حتى اشعار اخر

بنت أرض الكنانه 12-03-15 02:19 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
معلش كنت غاضبة شوية عشان مفيش ردود
بتحصل ممتنة لكم

bluemay 12-03-15 02:37 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
يا حبيبتي يا زهورة

ما تتضايقي ...

بتمر ظروف مرات الواحد بنبسط باللي بقرأه ولكن بسبب ضيق وقت أو عدم قدرة على التعليق لا يعلق.

مش معناه مش مقدر للكاتب بالعكس بس ظروف اجبرته على ذلك.

بتمنى تروقي ولا تزعلي

الاميرة البيضاء 12-03-15 03:36 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
مسا الخير زهورة
انا لسه شايفه البارت دلوقتى
بالنسبه للردود متزعليش ده بس لان ميعاد تنزيلك مش محدد
وده لا ينقص من جمال قصتك
نيجى للبارت
الاحداث بغلب عليها الحزن
موت مزدانه وغيبوبة مصطفى
تبر وزبرجدة وحالة تشتت وضياع مشتركة
ومازال الغموض حول قصة زبرجدة
ساندى الضياع عنوان لها تغرق فى بئر من الاثام
سلام تعيش حزن فراق والدتها وهموم خطبة فرضت عليها بجانب مراعاة اموال اخيها الغائب عن الوعى
مزدانة انكشفت حقيقة تعاملها مع تبر وغيرتها منها والاهم انها استسمحت منها قبل موتها
علاقة علي بساندى
انكشفت الحقيقة انتظر بشوق معرفة رد فعل على بعد معرفته
يا ريت يا زهورة تبقي تعرفينى مواعيد نزول البارت برسالة او نزلى على شريط الاهداء زى المرة دى كده
دمتى فى امان الله
ومتزعليش يا قمر كله ولا انك تزعلى

بنت أرض الكنانه 12-03-15 04:09 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
ممتنة رقيك يا ميمي
ربنا ييسر الخير
شكرا لكي

بنت أرض الكنانه 12-03-15 04:15 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
شكرا لكي اميرة نورتي
تلخيص حقيقي وموجز لما وقع
ولكني احب التوقعات
فليست الحياة كما تظهر للعيان
تفتكري هيحصل ايه
سلام ووليد
زبرجدة وسلمان
انجيلا وعلي
خديجة ومنصور
حليمة ورافت
احداث مجنونة جدا الفصل القادم
ربنا ييسر الخير ممتنة لكي
اوكينا هبقى اعلن في الشريط
بس انا مش عنت بحب ارسل رسالة للاعضاء
عشان لو مش حد زار او اتأخر ما ازعلش منه هو بالتحديد
انا لسه زعلانه شوية حلويين وده هينعكس على افكاري وهيخليها اكثر كآبة فور شور بس نو ضير
الكآبة بتريحني كتيرررررررررررررررررررررررررررررررررررر
تسلمي يا اميرة وواضح انك لسه بتحبي زبرجدة وتبر وانك بتضعيهم في بوتقة واحدة
مسيرك تكرهيهم هو انا ورايا ايه
سلامي لكي
وهرسل الفصل القادم لميمي ولكي عالخاص لاني ماليش مزاج انزله عالعام هأخره اسبوع او نحو ذاك

بنت أرض الكنانه 12-03-15 04:25 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
مزاجي يزداد رومانسية كلما اكتئبت ودي بشرة خير

بنت أرض الكنانه 12-03-15 08:10 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
انا بشكر طيبة قلبكم وتفهمكم ميمي واميرة

بنت أرض الكنانه 12-03-15 11:57 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
عسى المانع خير مع توليب ونسائم
انا مختفية عن القصه بقالي كتير اكيد مش خدوا بالهم
واكيد كل اللي بيقراها ومش بيعلق مش واخد باله اني بنتظر رايه
دعواتكم لي بالتيسير
القلب همه شديد

الاميرة البيضاء 13-03-15 12:09 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
سلامتك من الكأبه زهورتى
اما بالنسبه للتوقعات فأنا حقيقة اعجز عن قراءة افكارك وعلى فكرة دى ميزة ليكى كاتبات قليلات هن من اعجز عن توقع افكارهن
اما عن تبر وزبرجدة انا فعلا مازلت احبهما
واكره قيثارة ومحتارة مع سلام ومتعاطفة مع حليمه
اما الابطال فهم عندى فى منزلة واحده(مصطفى-سلمان-على)
ناصر ومنصور اقلهم عندى لان اخطاءهم اكبر من غيرهم -العقوق والانتهازية-
انتظر جديدك لارى هل ممكن تغيري رأيى فعلا؟ ام سأظل على نفس الرأى

بنت أرض الكنانه 13-03-15 12:37 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة البيضاء (المشاركة 3518031)
سلامتك من الكأبه زهورتى
اما بالنسبه للتوقعات فأنا حقيقة اعجز عن قراءة افكارك وعلى فكرة دى ميزة ليكى كاتبات قليلات هن من اعجز عن توقع افكارهن
اما عن تبر وزبرجدة انا فعلا مازلت احبهما
واكره قيثارة ومحتارة مع سلام ومتعاطفة مع حليمه
اما الابطال فهم عندى فى منزلة واحده(مصطفى-سلمان-على)
ناصر ومنصور اقلهم عندى لان اخطاءهم اكبر من غيرهم -العقوق والانتهازية-
انتظر جديدك لارى هل ممكن تغيري رأيى فعلا؟ ام سأظل على نفس الرأى

هو المشكلة ان انا نفسي بعجز عن قراءة افكاري ههههههههه مشكلة بعانيها باطراد في الفصول الاخيرة دوما ان الملم المبعثر واحكم النسيج وانا حقا اعاني حينما اصل لهذه النقطه
بحب اروح لحتت غريبة واكتشف نفسي فيها
ما القديم كلنا رحنا له وكتبناه واستهلكناه
انا احب اعيده للحياة بس بشكل مختلف شوية
معاكي حق انا بقرا لكاتبات عربيات كتار اوي واحب اشيد بان مستواهم في الكتابة عن النفس البشرية تجاوز الغربيات باشواط وسنين
الغربية تجيب مليونير وعارضة ازياء وحمل مش متوقع وتعمل قصة مللت هذا الروتين العقيم سأمت حبا بالله الرحمة
اقولك سر انا بحب قيثارة وتوت
انا بحب النفوس المعتكرة بسواد ولسه جواها نور خافت هما بيقمعوه هما بيحاولوا يموتوه بس بيفضل فيهم بيفضل مؤرقهم زي انين هادئ هما اتعودوا عليه وحاسين انهم ما يقدروش يطلعوا من المنطقة دي تأنيب ضمير يمكن بس هما محكمين جوه دايرة مغلقة
انا فعلا يمكن لاني اتكلمت عنها كتير حبيتها تبر بس لغاية دلوقتي ما قدرتش احب زبرجدة ولا انجيلا
ما لمسوش مشاعري لغاية دلوقتي يمكن سلام لمست وهحاول اخليها تلمس اكتر في الفصول الجاية لان قصتها اللي في دماغي مجنونة بعض الشيء
مش عارفة قريتي لي قبل كده ولا بس اقول اسامي قصص يمكن تكوني مريتي عليها انا حذفتهم لانهم اضروني عائليا ودينيا كنت بكتب باسلوب احلام كده وده اسلوب جلب لي الفقر النفسي والدمار الانساني
تسنيم ومهدي الى الحب مستواهم ركيك
وردة من بستان الحب وتسربت رمال العمر
رواية ما كملتهاش كي تهواني
الحبو فوق سطح القمر
لان الحب يترصدنا
كتبت باسامي مستعارة كتيرة بس عمري ما كملت قصة بيهم اللهم الا زهرة الرمان
انا بشكر ادارة المنتديات انها حذفت قصصي عشان المضار العائلية اللي اصابتني ورافة بدماري النفسي
ماشي انا ممكن اقولك توقعاتي للفصل القادم مصطفى يفوق السلطانة تظهر هي وخيال الماتة توما زواج سلام ووليد وحاجات تانية كتير في دماغي
جايز يبقى فصل رومانسي ومن يدري
شكرا ليكي يا اميرة

الاميرة البيضاء 13-03-15 10:44 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
الحقيقة يا مشمشة دى اول قصة اقرأها ليكى
احترم وجهة نظرك فى حب اى شخصية من الابطال
لكن الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية
مازلت افضل زبرجدة وتبر :lol:
اتمنى لك التوفيق

بنت أرض الكنانه 13-03-15 03:18 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
يا اميرة خانوم اللي انتي مش مدركاه ان مشمشه لو حبت بطل يبقى هتحبب فيه خلقه باذن الله
كويس انك مش قريتي ليا سابقا لاني مش كنت معجبة بنفسي قديما بس دلوقتي وي
على فكرة البارت شكله هيطلع مسكر قولي يارب
حبي تبر وزبرجده انا مانعاكي وسيبيني احب توت وقيثارة وسلام الناس فيما يعشقون مذاهب وبيننا الايام

بنت أرض الكنانه 15-03-15 01:13 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
هو انا مهما اغيب ما تفتكرونيش
ازيكم ربنا يسعدكم

بنت أرض الكنانه 15-03-15 02:57 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
السلام عليكم بارتوت من الحادي عشر
مهدى لميمي الجميلة BLUE MAY والاميرة البيضاء والعزيزة اندو ENGDO
عسى الله يفرج همومها ويرزقها دوما الفرح والخير
هذا البارتوت اخر فرصة للي بيقرا ومش بيرد بعد كده هرسل البارتوتات فعلا عالخاص قبل النزول للعام بفترة
كتير متضايقة من قلة الردود
شكرا لكم ارق التحايا لكم واحبكم في الله
الحادي عشر
أنتِ قطعة سكر
وليد
هي لاذعة وحامضة وصفراء النكهة كما الليمونة، هو طامع بنقود عائلتها، هو ينتوي استنزافها، لا يجب عليه أن ينسى ذلك، تلك الصغيرة الجسورة التي أقنعته قديما ليساعدها على تخليص أخيها من براثن زوجة لعوب، لا تلبث تأسره بعصافير عيونها القادرة على استعمال أجنحتها، وقتما انتوت لتحلق من حوله ولتحيله خاضعا كما المنوم مغناطيسيا لما تريد، غاب عقله في جب ذكرى قراءتهما للفاتحة، اصطنع الرغبة في الاطمئنان على مزدانة، وهرع صوب سريرها وأمسك بيدها ليبث بها مشاطرة الكرب والابتلاء، كانت مزدانة منبسطة الأسارير تربت على يده بحبور جعله يتمنى لو تنشق الأرض وتبتلعه لأنه مخادع حقير، لهجت له قائلة " سأهديكَ قطعة مني، فاحفظها بين أضلعك، هي صالحة وعفيفة وستصونك كما أنها قمر مدور"....
سقطت منه نظرة عابرة غير مقصودة حينها على سلام كانت منتحية قصيا في ركن منزوي بالحجرة تعض شفاهها وتطأطئ رأسها.... بدت ممتعضة مما يجري.... مخزية من ترخيص أمها لها.... تعتصر أناملها في قبضة واحدة.... والحمرة تقصف وجناتها.... بدت متبدلة عما عهدها فتاة حقيقية وليس صبي بثياب النساء كما تتعامل مع معترك الحياة، تمتم حينها لمزدانة وهو شارد في سلام " سأحفظها بين أضلعي خالتي"....
ربتت مزدانة على وجنته برضا وأطرقت بحزن وهي تعرب بنبرة خفيضة " كنت أود أن يحضر أخوها قراءة الفاتحة ولكنه مسافر عسى الله يرده سالما"....
وقتها انفجرت سلام بشهقة بكاء خانتها رغما عن إرادتها
استقرت نظرات مزدانة عليها وكأنها أدركت ما وقع لوليدها فجحظت عيونها وكأن قلبها اِقْتُلِعَ من مكانه.واِعْتُصِرَ بواسطة حزام ناري... وأوجمه ما أقدمت عليه مزدانة لاحقا.... تماسكت ولملمت شتاتها المبعثرة في لحظة، وتوجهت ببصرها نحو والديه وتفوهت بكياسة وبصوت يطوي هدوءً مصطنع وباطنه نيرانا تحرق فؤادها " لنقرأ الفاتحة!!!!!"
صار الكل ساهما محملقا بها... إلا أنهم جاروها فيما أرادت ورفعوا أياديهم لتتمازج القلوب وتتآلف في قراءة سورة الفاتحة.... كانت نظرات وليد مستقرة على سلام في خضم القراءة الخافتة، كانت تقرأ على مضض ولكن تحاول قدر استطاعتها الخشوع فيما تتفوه به... لأجل تنكسيها هامتها رفْضَا غير صريحا منها لزج والدتها لها في ذلك الموقف المهين لها قرأت كل حواسه فاتحته عليها.... وود لو يؤكد لها أن كرامتها محفوظة وأن والدتها لم تبخس قدرها
اعتلت ابتسامة شاحبة محيا مزدانة بعد الانتهاء من القراءة ودمدمت بنبرة ترشح إعياءً " بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في الخير، مبارك"....
انحنى وليد طابعا قبلة تبجيل واحترام لهذا الكيان الأمومي العظيم.... استقرت القبلة على ظهر يد مزدانة فاستحالت ابتسامتها عريضة مشرقة وهي تلهج له بالدعاء " حفظك الله من كل سوء"....
وحثت سلام " اقتربي يا سلام، قولي مبارك لعريسك، وتحصلي على تباريك والدته وأبيه"....
لبت سلام طلب والدتها، وقفت أمام حماتها كتلة متحجرة عاجزة عن التصرف فلأول مرة تلاقي موقفا كهذا فشملتها نور في أحضانها وأعرب لها محمد بشوشا راضيا " خطبة مباركة وزواج مثمر خيرا بإذن الله"....
اقتربت في التتمة من وليد وهي مطرقة الرأس فثبت إبهامه وسبابته على ذقنها ورفع وجهها له وتمتم لها متبسما " مبارك يا أحلى عروس.... يا قطعة السكر".....
كانت زوجة أخيها مختفية عن معظم الاحتفالية البهيجة والسبب كما أدلت سلام رقدة أخيها في المشفى هي لا تقوى على تركه وحده مطلقا فهي محطمة مما وقع له، ولذا فقد واتت المكان لمحض هنيهات، بعدما تمت القراءة، وغادرت بعجالةٍ... جلفة بعض الشيء.....
وكم بدت سلام كاذبة وهي تحاول اصطناع علاقة وثيقة بين أخيها وزوجته والحقيقة في عيونها تبدو متبدلة، تسعى لرسم صورة عشق واسع يجمع بين مصطفى وسوما ولكن جوهر الشيء يتجلى الشتان، ولكنه غض الطرف عن ذلك، لم يتفرس في ملامح زوجة مصطفى بعد وعموما الأمر لا يشغل تفكيره مطلقا، هي لاشيء بالنسبة إليه، مجرد نسيبة من بعيد....
كان ممددا على سريره ورأسه مستلقية على وسادة مخملية وثيرة وداعبت سلام خياله من جديد فأمسك هاتفه النقال وطلبها بدون أن يشعر، فاجأه صوتها الصارم المكفهر وهي تصر على أسنانها " استمع لي جيدا يا كازانوفا، لست من الفتيات اللواتي تتسامرن ليلا مع رقيع، لتتعفن في الجحيم قبل أن تتصورني فتاة سهلة المنال، لحمي أمر من العلقم، وأنتَ.... أنا لست متفرغة لكَ لأربيكَ وأشذبك من جديد، أيها المنعدم الحياء الساعة تتجاوز الواحدة صباحا"....
تقلص سيماؤه تفكيرا وسألها " لم أستمع لوصلة سباب نابية حتى الآن باستثناء رقيع، وكازانوفا تلك إطراء أشكرك عليه، صراحة أنا كنت متأهب لها فلمَ لم تقذفيها في وجهي، أهكذا تردي على اتصالات المعاكسة، بانفجارة لفظية تُزِيد المطمع فيكِ، لأول مرة أهاتفك لذا من الطبيعي أنكِ لا تملكين رقم أثيري، أنا الخائب الأمل هنا فآنستي المحترمة ترد على اتصالات ترِدَها من غرباء وفي ساعة متأخرة جدا، ألا تقيم وزنا للحياء"..... كان مقطب الجبين يصطنع العبوس والجدية ويزعم أنه عاشق مُبْتِلى بحبيبة خائنة
انكمش حيز عيونها واشتدت صلابة فكها وانخفضت بمستوى رأسها وأطلقت قذائف لسانها متتابعة بدون هنيهة توقف واحدة " أيها المنحرف التفكير قبل البدن.... أيها المنغمس في الرذيلة حتى النخاع.... أيها الفاسد العقل والمدنس الجسد.... نهايتك جيفة حقيرة بإذن الله... ستصلى الجحيم قل إن شاء الله.... رقم هاتفك ليس سر حربي يا كازانوفا.... أمك أطلعتني عليه وهي تمنحني التعازي في أمي.... ورب الكعبة لولا وعدي للغالية مزدانة بأن أعاملكَ باحترام لكنت أزبدت لكَ من الإهانات ما لم تستمع لمثله في حياتك!!!!!.. ليس معنى أن النساء اللواتي تخالطهن مكبات للنفايات أنني مثلهم، أصلا من أجل موافقتي على الاقتران بك عليك أن تشكر الله بكرة وأصيلا وتسبحه في الليل طويلا .. أنا ملكومة في أمي ومنكوبة في أخي وأنت تظنني منحلة يا معرة الرجال، أين دعم الخطيب لخطيبته؟؟؟.... أين الاحتواء والكلمات المنمقة يا جلف؟؟؟..... كنت شهاب لامع في نظري وأنا صغيرة، ولكن كلما كبرت أراك تضمحل أكثر وأكثر، أخاف أن تتلاشى من فرط التقزم، لم تُدرك أمي أنك لعنة ولست تستيرا، عرفت لمَ أجبت يا زينة الرجال يا غضنفر، لأنك ولنكبتي خطيبي، ولكنك لا تلبث غريبا بالنسبة لي، لذا فأنا شرعت الهاتف لأوضح لك أن همسات الليل لا تليق بي، وأنصت لي جيدا يا أستاذ وليد.... أقسم بالله لو خنتني بأي شكل كان لأرمي خاتم الخطبة التي دسته أمك في بنصري وذلك بعد وفاة حبيبتي في وجهك البليد، أنا لست محور شك يا فاسد، أنا سيدتك وتاج رأسك"....
وسحبت نفسا عميقا وأخرجته مسموعا وأردفت بكياسة عالية " طابت ليلتك والسلام عليكم".....
رد عليها وهو يكبت انفجارة ضاحكة بشق النفس " أيتها المجذوبة..... العاقة عن تنفيذ رغبة أمها وهي تحتضر بأن تعاملي حبيبك كما يستحق وبمنتهى التوقير والتبجيل، أيتها السليطة اللسان.... كنت أمازحك فلو اضطرمت بي الشكوك نحو كافة نساء الأرض لن تنتابني تجاه الطفلة سلام.... أعرف أنكِ الآن مضيقة عيونك ومقبضة محياك، وجالسة القرفصاء وتغوصين بقبضتيكِ في أفخاذك، ويجب أن أخاف على نفسي ولكني صراحةً لم أجد أبذئ من ذلك لسان، أنتِ لعنة ولولا رغبة أمكِ الطيبة لما استمررت معكِ بعد ذاك، بمناسبة الحياء اتصلت بكِ فقط لأقول بأنكِ قطعة سكر ثم أُغْلِق في الحال!!!!، لم أكن أنتوي التوبة عن الفواحش حاليا ولكن لأجل عيونك التي تحاكي غيمات العسل أنا سأسبح في بحر الفضيلة وسأعف نفسي عن الآثام، لم تمتدحيني سوى بنعتين يتيمين.... زينة الرجال.... وغضنفر.... وإن شاب صوتكِ وأنتِ تنطقيهما التهكم على والسخرية مني، سامحك الله يا خطيبتي المهذبة جدا، ومتى تتفرغين لي؟؟؟..... كلما تحدثت معكِ تقولين بأنكِ لستِ متفرغة لي.... لقد وعدتيني منذ سنوات أن تمزقي وجهي المتعجرف البغيض حينما تكوني متفرغة، وأجل يحق لي عتبك يا سلام، كل تلك السنوات لم تمتلكي وقت فراغ لتبري بوعد قطعتيه لي"....
بررت سلام وهي تجاريه " الوجه تغير يا وليد، لم يعد متعجرف بغيض صار سمج وبليد.... ما حيلتي ووجهك يتبدل مثل الحيات مع مرور السنوات"....
اصطنع الغضب الشديد منها وقال مزمجرا " أنتِ"....
حثته ليكمل وهي متربصة به " أنا ماذا؟؟؟"
رد بنبرة أجشة ومحياه يطلق سراح ابتسامة عذبة " أنتِ قطعة سكر".....
ساد الصمت بينهما لهنيهة أمالت رأسها وتمتمت بصدق نازف " وأنا"....
حضها لتكمل " أنتِ ماذا؟؟؟"
ردت وهي تعض شفتها السفلى والحمرة تعتلي وجناتها، كانت حمرة خفر صافية وليست ذات اعتذار
" أنا آسفة"....
وحضته وهي بائسة المحيا بصوت يزخر تململا وإحباطا " ألن ترد؟؟"....
أجابها " أنتِ قطعة سكر!!!!"
سألته والفرحة تناوش قلبها الغض البريء " هل أنا قطعة سكر فعلا؟!!!!!"
رد بعدما اصطنع التفكير " أنتِ ثمرة ليمون غرقت في محيط سكر فصارت نكهة تثير الجنون".....
افتعلت الغضب العنيف وعلقت وهي عابسة التقاسيم " أنا ليمونة"....
أجابها فورا " غارقة في محيط سكر"....
قالت ممتعضة من بين أنفاس مسموعة " تظل حامضة"....
رد بنبرة أوهنت كافة مفاصلها " تظل النكهة التي تثير جنوني"....
زجرته وهي تلملم شتاتها" أوْصِد الهاتف يا فاسد"....
أجابها " أوصدي أنتِ أولا"....
أعربت بصوت يزخر توبيخا واستياء وبصرها يشخص لأعلى وهي تستشعر رخص المحادثة
" أنتَ قديم للغاية ومفضوح جدا وهل هكذا تحتال على الفتيات..... عبد الحليم حافظ فعلها في الوسادة لا تزال خالية وأنت تكررها بعد سنوات".....
وأنهت المحادثة تاركة إياه ساقطا في دوامة من القهقهة امتدت لساعات..... هي حامضة لاذعة فعلا ولكنه لم يكن يتصور أنها لذيذة جدا هكذا.....
_______________________________
" طلبكَ مقابلتي لم أفهمه، أنتَ محامي العائلة، وحماتي مزدانة توفت وميراثها متروك لأولادها، ومصطفى خول شقيقته حق التصرف في أملاكه المترامية لو أصابه أي ضير، لمَ ألححت مقابلتي إذاً، لولا أنكَ رجل مشهود لك بالكفاءة والنزاهة لما امتثلت لطلبك وحضرت لملاقاتك، زوجي بحاجتي فرجاءً ادخل في صلب الحديث"....
كانت تبر محتلة مقعدا رغيدا مجابه لمكتب محامي العائلة تتحدث برسمية بحتة
رد المحامي ومحياه يخرج ابتسامة تقدير " أنتِ زوجة عظيمة لا تتوانى عن خدمة زوجها في مرضه"....
قاطعته تبر باحتداد ممتعض... وباقتضاب مكفهر، وهي تكز على أسنانها " قلت لكَ ادخل في صلب الحديث، علاقتي بزوجي ليست شأن أحد سوانا"....
تراجع المحامي على مقعده ليريح رأسه على ظهر متكئه وأعرب " أحترم كل ما قلتِ سيدتي، حسنا سألقي كل ما جعبتي مرة واحدة، حماتك كتبت وصية منذ بضعة سنوات.... وصية ليس عليها لغط.... أوصت لكِ بثلث ثروتها، و أنتِ تعرفين جيدا أن كل ما يملكه مصطفى ليس سوى نذر ضئيل مقابل ما تحوذه والدته، حماتك أوصت لكِ بواحد وخمسين بالمائة من قيمة الشركات، أما عن العقارات والقصور والأراضي فهم لأولادها مصطفى وسلام، لقد قررت أنها تريدك مالكة معظم أسهم الشركات، ودبرت ذلك بمنتهى الحرفية والتمرس، واحد وخمسين بالمائة من قيمة الشركات حصة تعادل ثلث ثروة مزدانة رحمها الله".....
حثها بعدما امتد صمتها، كانت مطرقة رأسها معقودة الحاجبين وجهها مغلق عن التعبيرات
" ألن تنبسي ببنت شفة؟؟"
ازدردت ريقها وعلقت بلهجة أبحة " لست سعيدة مما قلت، رحمها الله لم أفهمها حية كانت ولا ميتة، لم أكن أريد هوة تتسع بيني وبين سلام، ولا شقاق يمتد بيني وبين مصطفى حينما يستفيق، ما هدفها مما فعلت؟؟"
أجاب المحامي وهو يُعْمِل نظره " ربما أرادت تأمين مستقبلك، أو رد اعتبارك من وجهة نظرها، أيا كان تلك الوصية سارية وغير قابلة للطعن، مزدانة استوثقت من ذلك عبر سنوات، لقد خلفت لكِ مظروفا طالبتني بإعطائه لكِ بعدما تفارق الحياة، وأنا بصفتي محامي الأسرة والشركات أيضا لي تعليق أود أن تنصتي له جيدا، سلام مجرد طفلة، لا تفقه شيء في الإدارة مطلقا، هم يضللوها، ولو استمر الوضع على ذلك سيُجْهِزوا على الشركات، عليكِ أن تتولي أنتِ مقاليد الأمور، أنتِ تعرفي طبيعة العمل فلقد كنتِ سكرتيرة نشطة وكفؤة، استعادة مفردات العمل لن تأخذ منكِ النذر الكثير، مستقبل أولادك بين يديك، مصطفى طريح الفراش، وتلك الشركات ضمان مستقبل أولادك.... فكري فيما قلت"...
سألته تبر وهي مقطبة الجبين " هل أخبرت سلام بالوصية؟؟"
أومأ المحامي وعلق قائلا " بالطبع أخبرتها فتلك الوصية ستقتطع من إعلان الوراثة، ولكني أجلت إخبارها حتى تخف حدة أحزانها على أمها، كلتاكما عرفتما اليوم، فضلت ألا تعلما بذلك سويا كي لا تبدر انفعالات من سلام قد تضايقك وتعمق هوة بينكما بعد ذاك"....
هزت تبر رأسها وامتدحت المحامي العجوز " أنتَ راجح العقل أيها المحامي، سأفكر فيما قلت، أنا أعدك بذلك".... ولاحت ابتسامة هزيلة على محياها وانتصبت واقفة لتغادر.... ما قيمة النقود وخلد مصطفى مرتحل نحو بسيطة ضبابية.....
في السيارة لم تُشعل محركها، فضت مظروف مزدانة وقرأته لتعرف حقيقة ما أقدمت عليه
"أعرف أنكِ لست طامعة بي... أو بمصطفى، ويقال أن الإنسان يحوذ دوما ما لا يرتجيه!!!!!، جربي لستة شهور تلك اللعبة ولو لم تروقك تخلي عنها، وعودي أدراجك صفرا على الشمال، أنا أطالبكِ بالتجربة وتلك وصيتي، مصطفى سيثور وما الضير، سلام ستغلي غيظا اطربي فلقد آذيناكِ كثيرا وكثير، تبر!!!.... اسمك الحقيقي تبر، فقط أخبركِ لتعرفي أن كذبة سوما لم تنطلي عليّ سوى لنذر ضئيل، أنا امرأة كهينة يا تبر أعرف ما أقوم به بالحذافير، لا تثقي بي فلقد تعاملت معكِ بشر لأمد طويل، ولكن ثقي بالله، الله هو موزع الأرزاق وكاتب كل ما سنلاقيه، رزقكِ أن تكوني المتحكمة بمجموعة السلحدار، والمال نعمة ونقمة، وبما أنكِ ابنة زبدة فأنتِ تُدركين، لمَ أهنتكِ لسنين وأنا أدري الحقيقة، أنتِ تمثلين دورا وأنا فقط كنت أجاريكِ، الشائعات في بلدك تضطرم حول هروبك مع عشيق، لم أفهم سر هربك يا تبر في البدء ولكني بعدما قدحت زناد أفكاري توصلت للسر، لن أخبركِ به أنا امرأة محاطة بالغموض حينما أبتغي، تبر.... وصيتكِ عائلتي وتلك وصية ثقيلة جدا لو تعلمين، أعرف أنكِ صالحة وتبرين بوصايا الأموات إلى اللقاء يا تبر، سنلتقي يوما في جنة الخلد بإذن الرحيم".....
_________________________________
أزاهير نهشها القلق على ابنتها، لقد تركت امورة بعهدتها لفترة سويعات تبعا لنيتها، الوقت تأخر هاتفتها فلم تجب، فاضطرمت بها التوجسات وهرولت صوب مستقر ابنتها لتفتش عنها، كان معها المفتاح دسته في ثقب الباب وشرعته، وانطلقت كما المجنونة تبحث عنها واصطدم بصرها بها وهي مخضبة بدمائها، وعلي مذهول وعلى رأسه الطير بجوارها....
هتفت وقد انفرط عقد رباطة جأشها وهي تلتهم الخطوات التي تعزلها عنه وتمسكه من تلابيبه " قتلت ابنتي يا حقير سأسفح دمائك لأستريح"....
واسترعى انتباه أزاهير أنفاس ضئيلة تشق لترتشفها وليدتها فهرولت صوبها وانكبت عليها وبغتة حملتها بقوة الغضنفر وكأن روكسان محض ريشة وخرجت مسرعة بها لسيارتها وعلي في ريحها مشدوه من قوة شكيمة أزاهير.....
كشرت أزاهير عن أنيابها وصرخت بأعلى صوتها لتجمهر الناس من حولها " قاتل ابنتي ألقوا القبض عليه، سأصطحبها للمشفى ولكن قوموا بالواجب يا أبناء اسكندرية ذوي النخوة والشهامة"..... وانطلقت أزاهير تجوب الطرقات وبصرها يتوجه كل ثانية صوب ابنتها المتبددة منها حرارة جسدها.....
اقتحمت المشفى بمحيا صلب مشدود وهددت الجميع لو تقاعسوا عن إنقاذ ابنتها أن تزج بهم في فضيحة إهمال مدوية....
وروكسان تخضع لجراحة دقيقة جديدة هاتفت أزاهير الشرطة وبلغت عن قيام زوج ابنتها بمحاولة قتلها.... واتتها الشرطة فأدلت بشهادتها.... ولم تكتفي بذلك اتصلت بالصحافة وخلقت جلبة عاتية في غضون وهلات.... لم تسترح سوى بعدما أخبرها الظابط أن علي قد أُلْقِيَ القبض عليه....
في الرواق المطل على غرفة عمليات ابنتها تحشد الصفوف للانتقام عوضا عن الدعاء لوليدتها بالنجاة....
واتاها مسعد حانقا منها فهي لم تكلف نفسها مشقة الاتصال به لتخبره بما وقع لابنتها......
كان عليّ في بوتقة يأس، ركام الأشجان خلفه مُفَرَّغ العقل، كل الحياة متجمدة..... وهو لا يشعر بأدنى شيء، لو انغرز فيه خنجر الآن فلن يحس ببراضة ألم واحدة..... فحتى جسده قد تبلدت حواسه قاطبة..... لا يذكر شيء مما وقع بعدما انفجرت نافورة دم من جسد ملاكه..... قالت أشياء كثيرة بعدها وربما ركز فيها حينها ولكنها ضبابية في عقله الآن....
لأول مرة يعترف لنفسه بحقيقة أنه مغرم بها، هو لم ينتظر تفسيرها على شهادتها في حق رائد، الغيرة نهشته فاستسلم لشرها..... وهو يعض أنامل الندم الآن، تكالب الرجال عليه بعد هتاف أزاهير وملأوا جسده بالكدمات والرضوض والسحجات، ولكنه يقسم أن حتى الألم الخافت جدا لم ينتابه.... هو في قعر زنزانة رثة ولكنه لا يبالي، عسى الله أن ينجيكِ يا ملاكي..... وظل يردد والدمع يخالط طعم لعابه " إن بعض الظن إثم.... إن بعض الظن إثم".....
أَبْسِط عليها رحمتكَ ياربي ولا تؤذيني فيها ولا تجعلني أداة الإطاحة بها من الحياة......
افترش مسعد المقعد المجاور لأزاهير في صالة الانتظار وهمس لها بتأنيب " عوضا عن إثارة ضجيج حول عليّ، كنتِ مدي يدكِ بالدعاء لها، لقد سأمت يا أزاهير، سأمت غلظة قلبكِ، تزعمين أن حياتكِ توقفت بعد مصاب ابنتكِ..... بعد حادث سيارتها الدامي، وأفتش الآن عن ملامح أم منكوبة فلا أجد سوى الخواء، على قلبكِ أقفال يا أزاهير، ابتهلي لها النجاة".....
ردت وهي تقضم شفتها وتزعم عدم الاكتراث " لست بارعة في الدعاء، أقوم به أحيانا ولكني أفضل حشد الخطط للقصاص".....
تقدمت ممرضة تجاه أزاهير ومدت لها يدها بكأس عصير وحثتها " تفضلي سيدتي، اشربيه هنيئا مريئا"...
وتابعت بإشفاق حقيقي " التبرع بكيسين دم في سنك يعني مخاطر جسيمة وكثيرة، حاولنا ردعكِ إلا أنكِ كنتِ مصممة"....
عبست أزاهير وقالت متململة انكشاف سرها وبنبرة تزخر احتدادً عنيف " لا أطيق الحديث المرسل، ولم أطالبكِ بعصير يا ممرضة، هيا اغربي عن وجهي، لن أبل ريقي بشيء وابنتي تجابه المنون، وأنا لن أموت، لا تموت غجرية من فقدان الدم، لقد وقعت لكم وثيقة تفيد بأني مدركة كافة عواقب التبرع بالدم في سني، لن يقاضيكم أحد فارحلوا عني.... أقول لكِ لا تقفي هكذا أمامي متسمرة يا بليدة"....
انصرفت الممرضة محرجة بعدما قذفت أزاهير العصير في وجهها ولطخت ثوبها
تنهد مسعد وأعرب بنبرة من عقد العزم " تخبئين عني تبرعك بالدم يا أزاهير، العتب بين الأحباب، أنا أعتذر لكِ فلقد نسيت، أنتِ لا تحبيني، لذا فليس بيننا عتب!!!!!، أنا منكِ اكتفيت، بعدما يبث الله الحياة في ابنتكِ سننفصل يا أزاهير، لن أبقى حلية زينة في منزلك أكثر من ذلك، لقد اتخمت اشمئزازا من الحفلات الماجنة التي تسرفين فيها بحجة كونكِ مطربة، لن أكون زوج السيدة أكثر من ذلك، عموما أن مجرد سد خانة..... كنتِ تريدين سد خانة الزوج فاقترنتِ بي..... تفهمت طبيعة عملك لأمد طويل..... وصبرت على غلظتك معي ولم أشتكي، حينما كنت أمرض لم تكوني تطلي علي ولو لهنيهة، كنتِ تخافين التقاط العدوى، أنتِ متصلدة المشاعر يا أزاهير، مازلت معلقة بأذيال حبكِ القديم، أحمد مات ولكنكِ أنتِ من لا تستوعبين، وقبل رحيله طلقكِ واعتبركِ ملغاة من حياته برمتها، ليتم الله شفاء ابنتكِ روكسان يا أزاهير!!!!!"......
توسعت عيون أزاهير وجوما وتصلب جسدها من قوله
فأخرج محياه ابتسامة واهنة وعلق بمرارة " نعم عرفت يا أزاهير، عرفت منذ البدء أن ملك من ماتت من جراء الحادث ومن البديهي أن تكون أمان من تصارع المنون الآن، أتسألين كيف عرفت، من اختلاجات وجهكِ حينما تُذْكَر أسمائهما.... من هذيانكِ في سباتك..... من تبدل ابنتكِ في التصرف معكِ، ملك كان من المحال مغفرتها لكِ ولكن روكسان لا تدري الشيء الكثير، لم أصدق ترهات فقدان الذاكرة التي زعمتماها، القابعة في غرفة العمليات هي أمان، والميتة هي ملك".....
أجفلته أزاهير من بين مطحنة الأسنان متحدية إياه " مخطئ الحية هي ملك والمتوفية هي أمان!!!!!!!!"
انتشر خبر إلقاء القبض على عليّ في الصحف المسائية وكان وقع النبأ مهولا على نور ومحمد ووليد.... وهرولوا صوب الاسكندرية
قرأت سلام الخبر فشعرت بهم فوق همها، أمها انتقت سوما لتذلها، وأرادت الحديث فقط مع وليد فشرعت الهاتف وخابرته " كيف حالك؟؟"
تمتم لها " أنا بخير"
سألته وهي متقلصة المحيا " أين أنتم؟؟"
رد بتنهيدة " في الطريق للاسكندرية"....
سألته " من يقود؟؟"
أجاب " السائق، فأنا وأبي متلفا الأعصاب".....
ساد الصمت بينهما لهنيهة وقطعته قائلة بصوت يزخر تعاطفا ودفئا " سألحق بكم، اعتني بنفسك"....
رد عابسا " لا داعي لمجيئك"....
سألته معاتبة " لا تريد قطعة السكر خاصتك؟؟.... أنتَ هكذا تجرح مشاعري، وأنا مفرطة الحساسية أصلا، هل كان كلام مرسل لم يلقى صدى في نفسك؟؟..... أم تجد الموقف مخزيا ولا ترتضي معونة أجنبية، ولكن الموقف ليس مشين والله يقف بجوار عليّ ويشد من أزره ويفرج كربه، كما أني لست أجنبية، أنا أحشر أنفي في كل ما يعنيني، وأنت تعنيني، سأوافيكم"..... وأوصدت الهاتف
______________________
ولجت تبر للمنزل لتتحمم وتبدل ثيابها التي التصقت عليها من فرط كثرة تعرقها فيها....فهي تغادر مصطفى لفسحات قليلة..... غالبية وقتها هي ماكثة بجواره....

الاميرة البيضاء 15-03-15 05:45 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل التاسع
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3518140)
يا اميرة خانوم اللي انتي مش مدركاه ان مشمشه لو حبت بطل يبقى هتحبب فيه خلقه باذن الله
كويس انك مش قريتي ليا سابقا لاني مش كنت معجبة بنفسي قديما بس دلوقتي وي
على فكرة البارت شكله هيطلع مسكر قولي يارب
حبي تبر وزبرجده انا مانعاكي وسيبيني احب توت وقيثارة وسلام الناس فيما يعشقون مذاهب وبيننا الايام

ماشي هنتظرك يا مشمشه بس انا مقلتش مبحبش سلام انا كنت متحيرة فيها لكن توت وقيثاررة الايام بيننا ونشوف وعل فكرة انا شوفت البارت صدفة

الاميرة البيضاء 15-03-15 05:53 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
الظاهر يا مشمشة الاكتئاب بيجيب نتيجة رائعه معاكى
عجبنى البارت ده
يمكن ده يكون احسن بارت فى نظرى
عجبنى كيد مزدانه ووصيتها لتبر ومع ذلك مستغربه معاملتها لها مع انها كانت عارفة اصلها هل ده بسبب الغيرة ولا فيه دافع تانى خلاها تعمل كده


عجبتنى علاقة وليد وسلام احس ان كل واحد فيهم هيكمل التانى

ازاهير هل كانت عارفة من الاول ان امان لسه عايشة؟؟ لان بالتأكيد مفيش ام بتغلط او تلخبط بين اولادها حتى لو تؤام


فى انتظار ابداعك يا مشمشة
دمتى فى امان الله

الخاشعه 15-03-15 06:23 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
السلام عليكم
كيف حالك يا مشمش
انا بس تعرفت عليك امس بالصدفه....واحلا صدفه
رائعه هذه الروايه سلاسه وحبكه ولغه وغموض ما قدرت اخليها
لين قريتها....فيها جاذبيه ما قدرت اوقف قرايه
لا تزعلين من قلت القراء لان روايتك قويه ما يقدر يستوعبها
القراء المخضرمين احم احم امثالي بلا غرور
شكرا مشمش امتعتيني بحق

bluemay 15-03-15 07:49 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
السلام عليكم

وأشكرك على اﻹهداء يا قمر


لي عودة بتعليق بعد القراءة



لك ودي

bluemay 15-03-15 07:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخاشعه (المشاركة 3518519)
السلام عليكم
كيف حالك يا مشمش
انا بس تعرفت عليك امس بالصدفه....واحلا صدفه
رائعه هذه الروايه سلاسه وحبكه ولغه وغموض ما قدرت اخليها
لين قريتها....فيها جاذبيه ما قدرت اوقف قرايه
لا تزعلين من قلت القراء لان روايتك قويه ما يقدر يستوعبها
القراء المخضرمين احم احم امثالي بلا غرور
شكرا مشمش امتعتيني بحق


حياك الله اختي نوورت بمرورك

ايوه اقنعيها مش راضية تصدق كلامنا ...

bluemay 15-03-15 11:26 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
عدنااا


وليد متعلق بسلام وإن قال عكس ذلك ...

سلام قوية وردت له الصاع عشرة ههههههه

أحببت تشبيهها بالليمون المسكر هههه رائعة يا زهرتي.



تبر واجهت صدمة بقرار مزدانة ... ولكن كيف عرفت سرها ؟!!
اتوقع ان تبر ستباشر الإشراف على شؤون الشركات ﻷن سلام ليست بخبيرة .


أزاهير خربت الدنيا بتدخلهاولكنها انقذت انجيلا من موت متربص بها .
علي اعترف لنفسه بحبها ولكنه لا يذكر حديثها واعترافها بحقيقتها.
مسعد فاجأني فقد عرف حقيقة انها ليس ملك .
وها هو سيتخلى عن ازاهير بعد ان فاض الكيل.



بارت رائع
أرجو ان تغيري رايك وتواصلي التنزيل ولا تنتظري شكرا من أحد
أبدعي وأرضي ربك ولا عليك من قلة الردود .


تقبلي مروري وخالص ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

بنت أرض الكنانه 15-03-15 09:36 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة البيضاء (المشاركة 3518514)
الظاهر يا مشمشة الاكتئاب بيجيب نتيجة رائعه معاكى
عجبنى البارت ده
يمكن ده يكون احسن بارت فى نظرى
عجبنى كيد مزدانه ووصيتها لتبر ومع ذلك مستغربه معاملتها لها مع انها كانت عارفة اصلها هل ده بسبب الغيرة ولا فيه دافع تانى خلاها تعمل كده


عجبتنى علاقة وليد وسلام احس ان كل واحد فيهم هيكمل التانى

ازاهير هل كانت عارفة من الاول ان امان لسه عايشة؟؟ لان بالتأكيد مفيش ام بتغلط او تلخبط بين اولادها حتى لو تؤام


فى انتظار ابداعك يا مشمشة
دمتى فى امان الله

ازيك يا اميرة منورة
اتمنى تكوني حبيتي سلام ولو شوية بعد الردح ده كله ههههههههههههههه
انا بكتب حلو وانا مكتئبة فعلا والغريب اني بكتب حوارات عجيبة ميالة للون الكوميدي وانا مكتئبة حاجة انا بستغربها في نفسي
اكيد مزدانة هتطل علينا تاني بقصاصة ومن يدري
سلام طيوبة حتى الان ومن يدري
اكيد طبعا كل ام عارفة ولادها كويس اوي
شاكرة وجودك يا اميرة ميرسي يا قمرة عالطله

بنت أرض الكنانه 15-03-15 09:42 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخاشعه (المشاركة 3518519)
السلام عليكم
كيف حالك يا مشمش
انا بس تعرفت عليك امس بالصدفه....واحلا صدفه
رائعه هذه الروايه سلاسه وحبكه ولغه وغموض ما قدرت اخليها
لين قريتها....فيها جاذبيه ما قدرت اوقف قرايه
لا تزعلين من قلت القراء لان روايتك قويه ما يقدر يستوعبها
القراء المخضرمين احم احم امثالي بلا غرور
شكرا مشمش امتعتيني بحق

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كيف حالك يا الخاشعة
انا بالف خير والحمد لله
وانا كمان سعيدة بالصدفة
ربنا يكرمك لرأيك الحلو خالص ده
فعلا انا اكتشفت ان نسبة كبيرة من القراء بيحبوا اسلوب السرد في القصص مش بيحبوا الغموض
كمان لغتي قديمة تحسيها عتيقة
مش غرور :55::55::55::55:قمة التواضع ان الانسان يعرف نفسه وامكانياته
وامتعني تعليقك بحق ممتنة لكي جدا
شكرا

بنت أرض الكنانه 15-03-15 09:43 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3518546)
السلام عليكم

وأشكرك على اﻹهداء يا قمر


لي عودة بتعليق بعد القراءة



لك ودي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شاكرة وجودك يا ميمي
تسلمي حبيبتي على الطلة

بنت أرض الكنانه 15-03-15 09:47 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3518577)
عدنااا


وليد متعلق بسلام وإن قال عكس ذلك ...

سلام قوية وردت له الصاع عشرة ههههههه

أحببت تشبيهها بالليمون المسكر هههه رائعة يا زهرتي.



تبر واجهت صدمة بقرار مزدانة ... ولكن كيف عرفت سرها ؟!!
اتوقع ان تبر ستباشر الإشراف على شؤون الشركات ﻷن سلام ليست بخبيرة .


أزاهير خربت الدنيا بتدخلهاولكنها انقذت انجيلا من موت متربص بها .
علي اعترف لنفسه بحبها ولكنه لا يذكر حديثها واعترافها بحقيقتها.
مسعد فاجأني فقد عرف حقيقة انها ليس ملك .
وها هو سيتخلى عن ازاهير بعد ان فاض الكيل.



بارت رائع
أرجو ان تغيري رايك وتواصلي التنزيل ولا تنتظري شكرا من أحد
أبدعي وأرضي ربك ولا عليك من قلة الردود .


تقبلي مروري وخالص ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°

لأه مصدقة كلامكم يا ميمي بس ضيق النفس يحدث رغما عني
شكرا لكي
هي ليمونة حامضة فعلا انا بشوفها كده من الاول انا مبسوطة ان التشبيه عجبك
اووووووبا لو تبر خدت الاشراف عالشركات هيبقى الدم للركب ههههههههه
ان شاء الله مواصلة وكفاية رقيكم معايا وصبركم عليا

الاميرة البيضاء 15-03-15 10:28 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخاشعه (المشاركة 3518519)
السلام عليكم
كيف حالك يا مشمش
انا بس تعرفت عليك امس بالصدفه....واحلا صدفه
رائعه هذه الروايه سلاسه وحبكه ولغه وغموض ما قدرت اخليها
لين قريتها....فيها جاذبيه ما قدرت اوقف قرايه
لا تزعلين من قلت القراء لان روايتك قويه ما يقدر يستوعبها
القراء المخضرمين احم احم امثالي بلا غرور
شكرا مشمش امتعتيني بحق

يا هلا وسهلا بالقراء المخضرمين
نورتينا يا شوشو

الاميرة البيضاء 15-03-15 10:32 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المشمش (المشاركة 3518731)
ازيك يا اميرة منورة
اتمنى تكوني حبيتي سلام ولو شوية بعد الردح ده كله ههههههههههههههه
انا بكتب حلو وانا مكتئبة فعلا والغريب اني بكتب حوارات عجيبة ميالة للون الكوميدي وانا مكتئبة حاجة انا بستغربها في نفسي
اكيد مزدانة هتطل علينا تاني بقصاصة ومن يدري
سلام طيوبة حتى الان ومن يدري
اكيد طبعا كل ام عارفة ولادها كويس اوي
شاكرة وجودك يا اميرة ميرسي يا قمرة عالطله

ههههههههههههه ايوه عجبتنى وصله الردح قوى :lol:
مزاجك مزاج فنانين يا مشمش بتبدعى تحت الضغط النفسي
نستمتع بابداعك ولكن نتمنى لك حالة نفسيه افضل

بنت أرض الكنانه 16-03-15 12:38 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
تعرفي ان القصة دي غريبة اوي تكاد تكون اول قصة ليا لما حد جديد بيعلق عليها القراء القدامى يرحبوا بيه
اعتقد حاجه ما حصلتش قبل كده في عالم القصص وبالشكل ده
انا بقول لاهلي كده مزاجي مزاج فنانين وهما يقولولي اضغاث احلام
اه ولسه ردح سلام هيجلجل
شكلكم منتويين تخلوني اكمل الحادي عشر
ربنا ييسر الخير

نسائم عشق 16-03-15 01:47 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
السلام عليكم
ازيك يازهوووووووورى وحشتينى ووحشتنى روايتك اعذرى تقصيييرى ف الرد بس انا بجد بمر بظرووووووف صعبة جدا واول مالقييييت وقت جيت وردييييت ع الروووووووايه مش تزعلى منى ياقممممممر كليتى والامتحانات دعووووواتك

نسائم عشق 16-03-15 02:03 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
نجى للبارت المممتع دا بجد انتى مجنوووووونه ف افكارك عليكى افكار ماورت ع بالى اصلا ربنا يحميييكى ياقمر
زبر جده زى ماقولت هى بطلتى ف الروايه حبييييييييت اخلاصها بعد رسالة ناصر خصووووصا انها مش معترفة بسلمان زووووج لها ورساله ناصر فهمتنى اشا جديده اممممممم حبيت برضو ردها ع تووووت بس مش حبيييت ضعفها قدامها ف بعض المواقف وعرفت قد ايه هى متعلقه فيها بس برضو ليه مش كانت بترضى تقابل توت ف السجن لغز عجبنى كيف صرحت بمشاعرها لسليمان لان المراه مهما تقوى محتاجه ظل رجال يحمييييييييها وهى عرفت هاد الشئ مستنية اخر جنونونها ف البارت القادم
سليمان امممممممممم معجبة بشخصيييية الراحل مهما حب بس كرامته هى الاساس عجبنى انو مش ملهوووووف انو بين حبو لواحده صرحت ماتبيييه حتى بعد ماعترفت بمشاعرها انا هكووون حياديه بينهم بالرغم من اعجابى بزبر جده الا انى مش عجبتنى باللى بتقوووله لسليمان هو مش غبى يدافع عن واحده هتجييييبله بلاوى كتيييييييرة من غير مايكن لها اى شعوووور ويرتبط بيها رسمى المشكلة ف فقدان زبر جده ذاكرتها ربنا يستر ف القادم
اممممم تبببببببببببببر انظلمتتتت كتييييييير جدا ف الروايه خصوووووووصا موقف ابنها مهما تكوووووون عملت هى ام اصعب شئ ع الام تشوف ابنها مشمئز منها او مو متقبلها بجد شعوووووور صعب اما حكايتها مع مصطفى مصطفى هو اللى حولها لهاد الشئ والمشكله انو مو معترف بهاد الشئ زى ماحصل ف البارت اللى فات اتوووووقع هيفوق لنفسه بس بعد فوات الاوان
تووووووووت بكرها اكتر شخصييييييه مش حبيتها ف الروايه مع انى بحس انو اللى بتسويه ف زبر جده علشان تحميها وهى بذات نفسها مخفية وشها بقناع القوة
خووووووخه ومنصور ماتقبلتهم ماعرف ليششش
سلام ووليد منتظرة اللى هيحصل بينهم
مزدرانه صعبت عليا كتييييييييير مش حلو انك تعيش بشخصيه غير شخصيتك علشان ترضى حدا او تنجبر انك تنعزل علشان المستوى والكلام هادى ربنا يرحمهههها
فى الختام طبعا مش محتاجه اقولك ان روايتك فيها من الحبكه وقوة اللغه اللى تخلى اى شخص مستمع بيها كان الله ف عووووونك ياقمر وتكملى الروايه وتوصلى بينا لبر الامان

الاميرة البيضاء 16-03-15 04:07 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
مرحبا نسائم نورتى بعد غياب كان الله فى عونك ربنا ينجحك وبالتوفيق يا قمر
يلا يا مشمشه شدى حيلك ونزلى الحادى عشر
منتظرين ابداعك

bluemay 16-03-15 08:24 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
الحمدلله على سلامتك نسومتي

فعلا افتقدنك يا قمر


موفقة وجميع الممتحنين يا رب


عوافي زهورتي

بنت أرض الكنانه 16-03-15 11:34 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسائم عشق (المشاركة 3518888)
نجى للبارت المممتع دا بجد انتى مجنوووووونه ف افكارك عليكى افكار ماورت ع بالى اصلا ربنا يحميييكى ياقمر
ليكي وحشة يا بنتي اين كنتي منورة كنت كتير مقموصة انك مش عنتي بتسألي عليا وقلت دي نستني وزهقت مني :dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::danci ngmonkeyff8:اهلين مخي هو اللي مسيطر عالقصة دي هو السبب في اللي هيجرى انا قلت اهو انا ماليش علاقة
زبر جده زى ماقولت هى بطلتى ف الروايه حبييييييييت اخلاصها بعد رسالة ناصر خصووووصا انها مش معترفة بسلمان زووووج لها
يا بنتي اخلاص مني انتي بس اللي مش واخده بالكورساله ناصر فهمتنى اشا جديده اممممممم حبيت برضو ردها ع تووووت بس مش حبيييت ضعفها قدامها ف بعض المواقف وعرفت قد ايه هى متعلقه فيها بس برضو ليه مش كانت بترضى تقابل توت ف السجن لغز عجبنى كيف صرحت بمشاعرها لسليمان لان المراه مهما تقوى محتاجه ظل رجال يحمييييييييها وهى عرفت هاد الشئ مستنية اخر جنونونها ف البارت القادم
وربنا شكلها هتهرب وتبقى الامبراطورة بعد السلطانة ومن يدري ههههههههههه
سليمان امممممممممم معجبة بشخصيييية الراحل مهما حب بس كرامته هى الاساس عجبنى انو مش ملهوووووف انو بين حبو لواحده صرحت ماتبيييه حتى بعد ماعترفت بمشاعرها انا هكووون حياديه بينهم بالرغم من اعجابى بزبر جده الا انى مش عجبتنى باللى بتقوووله لسليمان هو مش غبى يدافع عن واحده هتجييييبله بلاوى كتيييييييرة من غير مايكن لها اى شعوووور ويرتبط بيها رسمى المشكلة ف فقدان زبر جده ذاكرتها ربنا يستر ف القادم
شفتي ازاي فاهماني
اممممم تبببببببببببببر انظلمتتتت كتييييييير جدا ف الروايه خصوووووووصا موقف ابنها مهما تكوووووون عملت هى ام اصعب شئ ع الام تشوف ابنها مشمئز منها او مو متقبلها بجد شعوووووور صعب اما حكايتها مع مصطفى مصطفى هو اللى حولها لهاد الشئ والمشكله انو مو معترف بهاد الشئ زى ماحصل ف البارت اللى فات اتوووووقع هيفوق لنفسه بس بعد فوات الاوان
هو ما حدش متوقع اللي هيحصل لتبر ودي حاجه كويسة ههههههههه ضحكة شريرة
تووووووووت بكرها اكتر شخصييييييه مش حبيتها ف الروايه مع انى بحس انو اللى بتسويه ف زبر جده علشان تحميها وهى بذات نفسها مخفية وشها بقناع القوة
انا بحب توت مش تجرحوا شعوري وتكرهوا بنتي المفضلة والمدللة
خووووووخه ومنصور ماتقبلتهم ماعرف ليششش
وربنا ولا انا متقبلاهم
سلام ووليد منتظرة اللى هيحصل بينهم
كل شر ان شاء الله مش انا فيها
مزدرانه صعبت عليا كتييييييييير مش حلو انك تعيش بشخصيه غير شخصيتك علشان ترضى حدا او تنجبر انك تنعزل علشان المستوى والكلام هادى ربنا يرحمهههها
ست مؤذية حتى بعد موتها هنشوف هيحصل ايه
فى الختام طبعا مش محتاجه اقولك ان روايتك فيها من الحبكه وقوة اللغه اللى تخلى اى شخص مستمع بيها كان الله ف عووووونك ياقمر وتكملى الروايه وتوصلى بينا لبر الامان

دونت وري انا مخططة لكل شيء في دماغي بدق دلوقتي على جمجمتي زي ريا وسكينة
افتقدناكي يا بنتي وربنا ياخد بيدك ويوفقك ويكتب لك ولي النجاح في معمعة الامتحانات يارب

بنت أرض الكنانه 16-03-15 11:38 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
يا احلى واجدع قارئات وبنات في الدنيا كلها ميرسي ليكو ربنا يخليكو ويحميكو ويرزقكم الخير دنيا واخرة
شكرا اميرة وميمي
نسائم قريتي نتفة الحادي عشر ولا لا
انا مش فاكرة هي كانت في انهي صفحة ولسه هتم ال11 ان شاء الله على حتة رقيقة باذن الله
كفاية مشاحنات شوية سلام ده الحمام رمز السلام

بنت أرض الكنانه 16-03-15 11:39 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
ومن يتق الله يجعل له مخرجا
أعينوني ان تكون قصة جيدة لغويا وحبكة ولا تخزني يوم يبعثون
سلام

بنت أرض الكنانه 17-03-15 01:49 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
ممتنة رقي قراء تلك الرواية لو كان لرقيهم سقف حقا

بنت أرض الكنانه 21-03-15 01:16 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
وحشتوني ازيكم

بنت أرض الكنانه 21-03-15 01:44 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
عن اللاشيء أتحدث
عن عالم بلا قلب بلا ضمير بلا رحمة وبلا شفقة
عن الغدر والغش والخداع
عن اللؤم وازدواجية الرؤية والكهن المكير
عن يوم تصبح فيه جزء من تلك المنظومة
وحينها تكون قد فقدت كل شيء
هو ليس عن شيءولكنه عن كل شيء
عن صفعة على الوجه بدلاً من الترحيب
عن خوف من الغد
ونسيان أو التغاضي عن كل ما حدث بالأمس القريب
عن يوم تكون فيه أمام نفسك لاشيء
عن كل المعاني الجميلة المقتولة
عن كل المخاوف والتوجسات المفتعلة لك فقط لتشتت التفكير
نعم أنا أتحدث عن اللاشيء
بعقل مستنزف القوى وبطعنة في القلب
لا هذا ليس كل شيء أكون بكامل قواي ولا زلت أفتقد شيء
أبحث عنه أفتش في جنبات نفسي ولا أجد هذا الشيء
أريده بشدة أريد لقائه فقط لأستريح فقط لأستطيع أن أكون شيء
لا أدري ماذا كتبت حقاً فأنا منزوعة التفكير
وماهذا هل هذا كل شيء؟..
أريد أن أكون نفسي لأني أريد أن أكون شيء وليس مهماً مامضى
أستطيع البدء من الآن
ولكن على أي أساس فلا زال هذا الشيء مفقود وهو كل شيء،
مازلت أخاف البشر وأنسى مخافة الرب
مازلت أتسول نظرة رضا ولا أطيق التوسل للرب
تلك هي نفسي وتلك هي اللاشيء
يوم تلقى مخافتك
يوم تعانق محبتك
حينها ربي أكون قد بت كل شيء ولا يهم حينها أي شيء

بنت أرض الكنانه 21-03-15 01:45 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
جاري الانتهاء من الحادي عشر دعواتكم اعتذر للتاخير فعلا ظروفي عصيبة

الاميرة البيضاء 21-03-15 03:35 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
منتظرينك يا مشمشة
ربنا ييسر لك احوالك

bluemay 21-03-15 07:12 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
هلا والله

الحمدلله بخير ...


موفقة وبإنتظارك أكيد


لك ودي

بنت أرض الكنانه 24-03-15 11:19 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخاشعه 25-03-15 12:06 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
وعليكم السلام
اجر وعافيه للوالد ان شاء الله...ويقوم بالسلامه ان شاء الله
بالنسبه لموضوع اعتزال الكتابه فهذا امر شخصي لا يمكن نتدخل فيه
مع حزننا لغياب كاتبه مبدعه مثلك...لكن عمر الامل ما يموت
وراح نعتبر هذه الفتره راحة محارب تعب من كثر الضغوط ومحتاج راحه
عني انا راح انتظر تكميلة الرواية متى ما نويتي تستأنفينها
الله ييسر امرك ويشرح صدرك ويشفي والدك
الى اللقاء

الاميرة البيضاء 03-04-15 08:54 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
مسا الورد عليكم يا حلوات

بنت أرض الكنانه 21-04-15 03:48 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
السلام عليكم هو وعد مني بالعودة لها هذا العام لانهائها باذن الله عساني استطيع دعواتكم لي بالتيسير

bluemay 21-04-15 04:47 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
وعليكم السلام

هلا ومرحبا

بالتوفيق حبيبتي وبإنتظارك اكيد.

لك ودي

negmet elamar 23-04-15 12:48 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
جزاك الله خيرا على الرواية الرائعة

توليب المرج 01-05-15 02:43 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
اول شي السلام عليكم..

اشتقت لكم كثيرا وماصدقت لقيت وقت واترك دراستي التي لاتنتهي واجي افتح المنتدى على طول والاحلى من هذا اجد بارتات دسمة رائعة ومذهلة ومشوقة ازالت عني التعب والارهاق النفسي قبل كلشي ...رائعة انتي يامشمشة ورائع بل مذهل قلمك اتمنى الايتوقف هذا الابداع ..

زبرجدة وتبر بطلاتي اشتقت لهن ايضا وحقا لااعرف ماذا اقول عنهن الاانهن حقا عرفن قيمة ازواجهن ومدى ضعفهن وحاجتهن لهم ارجو ان يصلحن الوضع قبل ان يكون فات الاوان..

ملاك او روكسان حزنت عليها لكن مع هذا كله مؤسف ان علي لايتذكر ماقالته بعد هذه المعاناة توقعت ان يصدم من الحقيقة ..خاب ضني

سلام ووليد احببت مناوشاتهم يظهرون عكس مابداخلهم فواضح كل منهم معجب بالاخر ...
مشمشة عزيزتي ابطالك كلهم غامضين يظهرون عكس مابداخلهم .كم احب غموضك وافكارك المذهلة ..

اتمنى بالمرة القادمة ان اجد هكذا باراتات دسمة وملهبة للاعصاب وممتعة ..بانتظارك عزيزتي لاتطولي علينا..لكي ودي

بنت أرض الكنانه 09-06-15 12:58 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
توليب نورتي لضيق الوقت تعذر عليا الرد عليكي سعدت لكونك واصلتي قراءتها حتى اخر بارتوت ولنا موعد مع بارتوتات جديدة ومتواصلة بعد الشهر الفضيل باذن الله عذرا لتاخري الطويل ولكنها ظروفي

بنت أرض الكنانه 10-07-15 10:35 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
عائدة لحمامة الارباش بعد غياب طويل استمحي المعذرة منكم قريبا جدا تشوفوا بقية الحدوتة باذن القدير والفصول القادمه غريبة فعلا عن كل ما تتصوروه كل سنة وانتم طيبين

بنت أرض الكنانه 10-07-15 10:40 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
ملحوظة بحق الملكية الفكرية انا سحبت كل اعمالي المنصرمة من كافة المنتديات واشكر تعاون كل المنتديات التي تعاونت معي واجرم ظهور تلك الروايات مرة اخرى وحمامة الارباش هي ميلادي من جديد

أنجيلا 13-07-15 04:03 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
:55::55::55::55::55:

بنت أرض الكنانه 21-07-15 04:36 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
شكرا انجيلا لوجودك

بنت أرض الكنانه 21-07-15 06:26 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
بعد غياب شهور بسبب دراستي وظرف عائلي
هل عودتي لاكمال حمامة الارباش تلقى تشجيعا وقراء ولا اوفر صحتي
لو نعم فاتمنى اعرف مين هيتابعها معي لو قررتم عدم متابعتها لعدم انتظامي في تنزيلها مسبقا فانتم محقون ولكني ساكون محقة ايضا في تكاسلي تجاهها عموما البارت القادم هيوضح ما سيجري عذرا للانقطاع وهكملها باذن القدير

الاميرة البيضاء 21-07-15 07:05 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
اهلا وسهلا مشمشة والحمد لله على سلامتك
متابعينك يا قمر بس عرفينا مواعيد البارتات

bluemay 21-07-15 09:22 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل العاشر
 
هلا وغلا

ونووورت يا قمر


تقبلي خالص ودي

الخاشعه 22-07-15 12:51 AM

رد: حمامة الأرباش البارت اﻷول من الفصل الحادي عشر
 
يا مرحبا يا زهره💖نورتينا
احنا في انتظارك...وجاري تنشيط الذاكره راح اقرا كذا بارت
علشان اتذكر الشخصيات

بنت أرض الكنانه 22-07-15 03:58 AM

رد: حمامة الأرباش البارت اﻷول من الفصل الحادي عشر
 
تعيشوا يارب ربنا يخليكم ليا
البارتوت لا الجمعه لا السبت القادم انا كمان كنت بنشط ذاكرتي ونشطتها الحمد لله
تسلمو يارب ميرسي لذوقكم وانكم لسه فاكريني

بنت أرض الكنانه 24-07-15 02:42 PM

رد: حمامة الأرباش البارت اﻷول من الفصل الحادي عشر
 
هو باتوت طلع صغنون حبه بس انا مصممه على تنزيله اليوم اهداء لمن ساكتب له اهداء في اول البارتوت اراجعه وارجع اليوم باذن الله

بنت أرض الكنانه 24-07-15 06:14 PM

رد: حمامة الأرباش البارت اﻷول من الفصل الحادي عشر
 
السلام عليكم بارتوت صغنون تفتكروا بيه الجو ههديه لمن حفزني لاكمال الرواية
لعرابة القصة دي blue may
حابة اقول ل الخاشعه ممتنة تشجيعك لكلماتي المتواضعه
ولاميرتي البيضاء انا لسه بسخن بس لازم ارمي بذور بعض الافكار في الفصل ده لان الفصل 12سيشهد اختلاف جوهري وسريع في منحى القصة
عارفة انها مش حاجه قد المقام لكن اصعب شيء الكتابة بعد فترة انقطاع

ارق التحايا لكم
مع بارتوت صغنون هو نهاية الفصل الحادي عشر
ويوم الاثنين باذن الله هنزل الفصل 12

كان يوما يلفه الصقيع وينتشر فيه الضباب الكثيف... وكانت مارسيلا تسعى بدأب ونشاط لتوضب أمتعتها... أخبرت آدمز أن أعمالها التي تبذل قصارى جهدها لتنميتها تحتاج سفرتها لبرن عاصمة سويسرا فورا.... يروق لآدمز كونها تكدح لترتقي بعملها المتواضع رغم ثروته الطائلة... لقد تورط فيها فلقد التصقت به كما العلقة بمجرد ورود خبر رحيل انجيلا عن عالمه... ساندته في خضم أزمته النفسية... يكاد يكون ممتنا لها... ويكاد يكون محتقنا منها فمن جرائها لم يستمر عهد وفائه لذكرى انجيلا ولو لعام يتيم في عرف السنين.... تتوق روحه لزيارة قبر ملاكه من جديد... هو لم ينعم بالانفراد بها وحدهما في المرة المنصرمة... فلقد رافقته مارسيلا وبذلك لم يتمكن من مناجاة انجيلا و بثها أشواقه لها وما فعله رحيلها به.... يجتاحه الخزي من ذاته فإخلاصه لانجيلا نُسِفَ بسبب سماحه لمارسيلا بمواساته ومؤازرته... مارسيلا عقار فاشل لم يبرئه من سقم انجيلا الذي طاله منذ التقت العين بالعين... ربما هو مسرور جدا لسفرة مارسيلا فابتعادها عنه أمر منذ التصاقها به وهو يسعى إليه... هو يهوى فراقها أكثر من وصالها... في غياب مارسيلا سيجد الفسحة لزيارة قبر ملاكه من جديد....
صميم فؤادها كسير فلقد قرأت لمعة الفرحة في عين آدمز حينما أبلغته بسفرتها الطارئة.... خاضت حربا ضروسا مع ضميرها كي تظفر بحبيبها.... وهو صار زوجها وهي مازلت خاسرة لم تعرف للانتصار طريق!!!!!... ستلحق بانجيلا لتنفذ مخططها مع ليون.... لتزيحها من العالم بأسره لعل وجه حبيبها يخلو لها بمرور الأيام.... الصباح لا يضيء والقمر لا يتراقص في عتمة ليلها.... العمر يمضي أياما مظلمة على روحها وهي السبب فيما آل إليه حالها... ولكنها لا تحفل بكل ما يعتريها من احتقار للذات ومن دونية رهيبة تسحقها في بعض الفينات...
انتهت من حزم حقائبها.... فازدردت ريقها والتفتت صوب آدمز وقالت له بلهجة خفيضة تضاهي التمتمات " اعتني بنفسك جيدا، وابسط رعايتك تجاه الفونسو، أعرف أنك تعشقه ولكني مولعة به ولا يسعني سوى توصيتك عليه"....
لم يتناهى لسمعها ردا منه فتحاملت على نفسها وأردفت معربة وهي تبتلع مذاق ريقها المر وتدنو منه " سأتوحشك جما لن أكف عن إمطارك باتصالاتي ويا ويلك لو لم تجب علي مهما كان الوقت الذي أهاتفك فيه".... قالتها بمناوشة لتخفف من حدة الحزن الذي يقتات عليها
رد باقتضاب وهو يخرج تنهيدة " لا تقلقي سأجيب عنها كلها"....
ربما تحاول أن تشعر بأنها حجر أساس في تلك العائلة ولهذا تفوهت قائلة " أَحْكِم الدثار حول الفونسو جيدا فهو دائما يركله حينما يسترسل في السبات، تفقده عدة مرات طوال الليل، وانتبه لنفسك جيدا، تغذى جيدا فحينما لا يهتم أحد لطعامك تنساه تماما"....
أجاب وهو يجعد ذقنه الارستقراطي تململا من ثرثرتها فقد فاض كيله منها " قلت لكِ لا تقلقي"...
لم تكترث لجفائه معها وأخذته في حضنها واعتصرته تماما ودمدمت له " لا تنساني وعموما أنا لن أسمح لكَ ولو لوهلة منحسرة بذلك"... قالتها بتصميم وإصرار بالغين المدى وعيونها تبرق بوميض مخيف
تملص من قبضتها عليه وأبعدها بشيء من الخشونة والجلافة وهو يردد وابتسامة غير حقيقية يواري بها نفوره المنصرم منها تعبر محياه الوسيم " لا وقت لهذا ستتأخري عن الطائرة هيا سأوصلك بنفسي"....
أومأت برأسها مدعية تفهمها لرغبته في ألا تُفَوِّت رحلتها وكان محياها منقوش عليه ابتسامة كدرٍ عظيم...
حررتها انجيلا من آثامها... وطهرتها من ذنوبها.... وبسطت لها طريقا جديد لتسير فيه... كانت تشعر بقلبها قنديلا يضيء برفقتها.... ولكن الحب هو من لوثها من جديد وأعادها للحضيض.... هي خبيثة ولا فائدة تُرْجَى منها... ستظل مكب للنفايات حتى تلفظ رمقها الأخير....
الفونسو الصغير لا يطيق لحظات الوداع ولا الرحيل.... منذ ودعته انجيلا واعدة إياه بالأوبة عن قريب وهو لم يعد يثق بالعهود.... وصار يتحاشى أية لحظة مماثلة... هو متكور على نفسه في فراشه... جسده يرتعد كما ورقة في مهب الريح... وأسنانه تصطك ببعضها... ويشعر بتيار صقيع يجتاح أوصاله كلها... هو يرفض تسليم قلبه لمارسيلا التي اعتنت به جيدا بعد غياب انجيلا.... هو لا يفتأ يؤذيها بجفائه وبرودته معها ولكنها صابرة عليه وهو سيموت لو فقد أمه للمرة الثانية.... تُرَى لمَ يعتريه ذلك الإحساس البغيض؟؟.... بأن مارسيلا لن تعود لأنها سأمت جفوته معها وأن ميلها لأبيه آدمز سيزوى لأنه لم يُقدر يوما مشاعرها الجياشة حياله...
هو ببساطة لم يستطع أن يخون أمه انجيلا هكذا بأن يمنح قلبه لمن تريد احتلال مكانها
هتف صميمه بيقين ليدحض تلك التوجسات التي تقتات عليه
((مارسيلا ستعود لأنها مختلفة عن انجيلا، هو كان جزء من عالم انجيلا المكتظ بالنذر الكثير ولكنه كل عالم مارسيلا الذي كان ضيقا وصار براحا بفعل وجوده فيه))
في المطار كانت مارسيلا مترددة وهي تخطو مبتعدة عنه، وبغتة استدارت إليه وهرعت لتلقي بنفسها عليه، والدموع تغطي محياها وزمجرت بلهجة غريبة بعض الشيء وأناملها تتخلل خصلات شعره وتُحكم القبضة حول بشرة وجهه وكأنها اجتياح عاصف تود لو تبدل خارطة تكوينه كلها ليكون وحده لها لتمحي ملامح وجه حبيب صاحبتها لتحيله صافيا لها
" كنت حلما عصيا وصرت واقعا يقتلني ببطء شديد، ورغم كل ذلك أنا لن أتخلى عنك مطلقا.... ولن أسمح لكَ بتركي أبدا، حبك سم زعاف يسري في دمي وذلك قدرنا سويا لم يعد قدري أنا وحدي، تفهم ذلك جيدا"
كانت نبرتها خشنة وشرسة وهي تتفوه بالعبارة الأخيرة وانسلخت عنه بعدها وكأنها انتهت للتو من سكب كل أمانيها وأحلامها وصارت فارغة تماما حتى من نفسها!!!!
((قف على ناصية الحلم وقاتل.... محمود درويش))
................................................
((أيُّ سرٍّ فيك إني لستُ أدري ** كلّ ما فيك من الأسرار يفري... ابراهيم ناجي))
كانت ممددة على سريرها والغشيان يحلق من حولها ودموعها جمرات أوقظت نيران سخطه من ذاته كلها....
كلماتها لا تفتأ تراوده
أجل هو سمح بتلك المهزلة.... بأن تُخْطَب لعلي ذاك وهي على ذمته هو....
وهاجمته الذكرى ففتح عقله مصراعيه أمام تفاصيلها التي لا تفتأ تنحر فيه وتدك كل أحلامه ركاما متطايرا
قلما اجتمعت العدوتان اللدودتان معا ولكنهما اجتمعتا في ذلك اليوم لتكون أحدهما المطرقة والأخرى السنديان وهو الشيء الذي يتمزق فيما بينهما....
أرسلت قيثارة في طلبه فلم يستوعب السر وراء ذلك... كانت أخبار أعمار منقطعة عنه والقلق الرهيب يمضغ أحشائه وينهش فيه.... منذ تلك الليلة التي قادته الريبات فيها لخلف وعده لها وإدخال زواجهما حيز التنفيذ وهي مختفية عن عالمه تماما.... حينما شرع الباب بعد اغتساله لم يعثر عليها في الشقة مطلقا.... انطلق كما المجنون يفتش عنها في كل ركن حتى في القوارير!!!!.... ولكنها فص ملح وذاب.... لبس ثيابه على عجاله وهرع خارجا من الشقة يبحث عنها في الشوارع والأزقة... يركض خلف أية هيئة تشبهها ويسارع في الاعتذار عندما يدرك حمقه واندفاعه الأرعن في إثر أي لمع سراب يلوح في أفق رؤياه....
وصل للمحل الذي طلبت قيثارة ملاقاته فيه... كانت استراحة خشبية وثيرة وسط حدائق تعج بأشجار الفواكه من موالح ونخيل وموز وتفاحيات وأعناب... ولدهشته كانت توت منتظراه هي أيضا هناك!!!!... تحالف غريب هذا ما جال في خاطره وهو يقلب بصره فيما بينهما...
كان جسد توت متحفز ضده.... قبضتها متشابكة في تلاحم شديد.... وعيونها تثقبه بكراهية لم يجد يوما لها مثيل... أما قيثارة فلقد افتر ثغرها عن ابتسامة ترحيب به وحثته " تفضل بالجلوس"....
امتثل لطلب قيثارة... وباغتته قيثارة بالقول " لا مناص من تطليقك زبرجدة"...
وأطلقت تنهيدة وأردفت " زواجكما خطأ منذ البداية"....
هب منتصبا وقال باستيعاب وهو ينقل بصره فيما بينهما " لهذا أرسلتما في طلبي"...
وصر على أسنانه وصاح بفم شَموس " على جثتي الهامدة".... وهم بالانصراف كما العاصفة الهوجاء
ولكن قيثارة لم تعبأ لثورته العارمة وواصلت بنفس هدوئها المستفز المتأصل فيها " زبرجدة كانت غاضبة من علي لأنه خانها واقترن بملك"...
تسمر سلمان مكانه فانتاب قيثارة الشعور بأنها حققت في نفسه الأثر المرجو فتابعت بفتور ظاهري وهي تخفي حماسة متوقدة تجتاحها "ولكن الزيجة لم تستمر سوى لشهور قلائل، وعلي حر وأعمار تتوق للأوبة له، كانت تقتص منه بطريقتها وكنت مجرد الأداة المتاحة لها لتنفيذ انتقامها، ولكنها أدركت أخيرا أنها لم تكن تعاقب سوى ذاتها، زواجكما غلطة فادحة"...
واستدار لها سلمان فأجفلته قيثارة بتعقيبها وهي تتداخل معه بصريا " وحتى لو دخل زواجكما حيز التنفيذ يا سلمان يظل خطأً رهيبا اقترفته برعونة وطيش"...
قيثارة أدركت مكنوناته... سبرت أغواره.... كل من وصفها بداهية حية كان محقا... وإن كان هذا الوصف يبخسها قدرها فعلا!!!!!
أمر إدخال زواجه من زبرجدة حيز التنفيذ هو شيء شخصي يشمله وإياها فقط ولكنها باحت به لقيثارة وتوت.... لقد نشرت خصوصيتهما علنا.... لمَ ستُقْدِم على ذلك إلا إذا طالبت قيثارة فعلا لتخلصها منه... تزلزلت الأرض من تحت أقدامه.... وزاغ إبصاره... وانسحب اللون من جسده.... وانتشر العرق زخات في كل زواياه....
كانت توت ترمقه بتشفي واضح..... وعيونها تتوسع حملقة شامتة فيه!!!!!
أما قيثارة فلقد كان وجهها منغلق عن التعابير... ولدهشته يكاد يجزم أن وجهها اختلج بتعبير غريب وأنها غالبت ترقرق عيونها بالعبرات!!!!!!!!.... ولكن كل ذلك لم يدوم سوى لبرهة وجيزة جدا
قرر أن يكابر فشمخ بأنفه وأعرب وهو يعقد ساعديه حول صدره " أريد أن أستمع لتلك الكلمات منها هي، لو نطقتها أمامي فعلا فسأحررها فورا"....
احتدمت ثورة بربرية بداخل توت فهبت واقفة وطوت الأرض لتمسكه من تلابيبه وترجرجه وهتفت بزئير فيه
" سلبت ابنتي بتلتها يا حقير، اتخذتها زوجة في العتمة، ابنتي لم يقام لها عرس مهيب يليق بها ويظل موضع حديث نساء القرية حتى تخمد أنفاسهم، من جرائك ابنتي صارت مستهلكة وثوب زفافها لن يتلون بالأبيض مطلقا مثلما رغبت واشتهيت، أنا سأقتلك وأدفنك هنا"....
تنهدت قيثارة ودمدمت بحبور " وأتخلص منكما أنتما الاثنين وأستريح"....
وحضت توت " هيا أَجْهِزي عليه، لمَ التردد؟؟.... أعشق نوافير الدم حينما تتفجر خصوصا حينما يكون ذلك على إثر شجار محتدم وعنيف بين اثنين أود الإطاحة بهما من على خارطة الحياة بأسرها!!!!"....
أفلتته توت وهي تكظم غيظها لقد أفاقتها قيثارة ولم تدري توت أتكون ممتنة لها أم ناقمة عليها
تبدلت نبرة قيثارة لتستحيل آمرة " اجلسي يا توت ودعينا ننهي الموضوع كبشر متحضرين"....
صار سلمان مشدوها وهو يرى توت تمتثل لقيثارة وحينما استفاق قطَّع الكلمات وهو يقابل كراهيتهما لعلاقته بزبرجدة بمنتهى الثبات " أخبرتكما حينما تردد على مسامعي رغبتها في الطلاق سألبي في الحال"...
أطرقت قيثارة برأسها والتزمت الصمت لهنيهة وكأنها تفكر في ما قد ينجيها من المحشر الضيق الذي وضعها سلمان فيه.... عضت شفتها السفلى ورفعت عيونها إليه تلك التي برقت بغتة بلهيب ظفر شديد وتفوهت بنعومة كما الحرير "سلمان أنا مشفقة عليك... أعمار تلاعبت بك وتمادت في استغلالك لتشعل غيرة علي... علي يقتفي أثرها وكل أخبارها تصل إليه.... حتى بعد زواجه من ملك ظلت نصب عيونه وكل أنبائها أول بأول ترد إليه... لقد أفلحت خطة زبرجدة وعلي يريدها أن تلج إليه بعدما التهب صدره غيرة متأججة عليها.... من الصعب على العاشق أن يستفيق على واقع مرير يفضي بأن معشوقه كان متخذ إياه مجرد سلم يوصله لما يبتغيه.... مجرد بيدق يتلهى به.... محض عروس ماريونيت يُمسك بخيوطها بين يديه... أعمار لا تريد لقائك وكلفتنا بإنهاء الأمر وإياك.... لقد أجهضت وليدك يا بني.... هي لا تريد شيئا يربطها بك.... وتلك أكبر دلالة على نبذها فكرة استمرارية زواجها منك.... ابنتنا هوائية مجذوبة المزاج.... نزقة.... مندفعة كما الفرس الجامح.... تهوى التسلية بالآخرين.... ولكنها ابنتنا رغما عن أنوفنا مجتمعين.... نحن لا نريد فضيحة بأي شكل من الأشكال.... كل ما تبتغيه سنبذله راضيين"
عقل سلمان توقف على جملة قيثارة تلك التي دستها كما السم في العسل وعرفت بدهاء الكوبرا أنها ستحرك المياه الراكدة التي يغمر وجهه بها
" لقد أجهضت وليدك يا بني"....
وتابعت قيثارة بعدما أرهفت السمع لأنات صمته "هي محرجة من ملاقاتك وجها لوجه.... تركت لكَ شريطا مسجلا بحوذتنا تخبرك فيه بأن قلبها معلق فقط بعلي.... لو كنت نفيسا على زبرجدة كما تظن لما تبددت من يدك بعدما امتلكتها لقد احتقرت نفسها لأنها استسلمت لرجل لا تحبه ولذا لاذت بالفرار....لا يوجد تبرير مقنع لاختفائها عنك طوال الفترة المنصرمة سوى بأنها لم تعد ترغب بملاقاتك أبدا كي لا تتذكر جريرتها في حق حبها الحقيقي.... لقد أُصِيبت بهزال خلال الأونة الأخيرة لأنها كانت في لجة سعير متوقد.... علي يطالبها بالأوبة وهي تخشى إخباره بزواجها كما تخشى مجابهتك بحقيقة استغلالها لك... فهي ممتنة لكَ جدا لأنك أنقذت زبيدة الصغيرة.... وصمة عارها التي نجحت في إلصاقها بغيرها... لقد أصيب والدي بالشلل بعدما علم بأنها أنجبت طفلة عن طريق السفاح.... زبيدة هي ابنة أعمار من محمود.... قدمي له يا توت شهادة ميلاد الصغيرة ليستوثق من صحة كلامنا..."...
كان واجما مما تقول وكانت توت تمد يدها له بوثيقة شهادة ميلاد زبيدة ولم تكن قيثارة كاذبة أبدا.... وعقبت قيثارة قبل أن يحتج بأن أعمار كانت عذراء " النقود تبتاع كل شيء بما في ذلك العذرية.. زبيدة نقطة سوداء في تاريخ زبرجدة.... صراحة تاريخ أختي الصغيرة يحفل باللطخات السوداء"....
سألها سلمان وهو يزعم تماسك ظاهري " ولمَ لم تقوموا بقتلها لو كان ما تدعون صحيح ألستم صعيديين حقيقيين؟!!!!!"....
ردت قيثارة وهي تطلي نفسها برداء قلة الحيلة " هي بارعة في خداع أبينا.... هي حازقة جدا في تصوير نفسها كأضحية .... والدي سيتداعى أكثر وأكثر لو أصابها سوء.... هو يعتبر زلتها لحظة ضعف وفؤاده يغفر لها.... وأنا يستحيل أن أبطش بفتاة تتوقف دقات قلب أبي عليها.... لربما تفهم الآن لمَ لجأت لكَ زبرجدة لأجل نقود عملية ابنتها لقد شعرت بالخجل لتطلب مني مال تنقذ به المتسببة في مصاب أبي.... وصراحة لم أكن لأعطيها...."....
أعرب سلمان بيقين " زبرجدة ليست ساقطة كما تصورونها.... وتوت.... خالتها التي تهيم بها زبرجدة تستمع لطعنك لها بدون أن يرف لها هدب!!!!!... لقد كادت تفتك بي منذ قليل لأني سلبت زبرجدة عذريتها من خلال زيجة سرية .. لا أفهم لمَ تجتمعان لتشوها صورتها أمامي".......
وقطب سلمان جبينه مفكرا
وهنا تدخلت توت أخيرا بنبرة هادئة جدا وهي تضيق حيز عيونها " تشكك في محبتي لابنة أخيتي..... أسرارنا القذرة لا ننشرها علنا وزبيدة سر قذر جدا.... لا أفهم لمَ باحت لكَ قيثارة بالكثير.... ولكن كل ما جاء على لسانها صحيح.... "....
وشردت توت وهي تستطرد بلهجة غريبة " خطأ واحد لا يستحق إهدار دم زبرجدة.... لحظة ضعف لا يجب أن تدفع ثمنها لآخر حفنة هواء تعبر جوفها.... "....
وتململت رأس توت وهي تردف وتتلاحم معه بصريا " تريد أن تستمع لها وهي تخبرك بنفسها رغبتها في الفكاك منك والأوبة لعلي.... حسنا سأرتب الأمر وستبلغك بملء ثغرها!!!!!..سأُبْطِلَكَ حججك كلها.."
................................
" لمَ أنت ساهم هكذا؟؟.... نعم أنا تفوهت بذلك المخطط منذ قليل.... ينبغي أن نزيل تلك المشعوذة التي مرغت شرف ولدي في التراب من ذاك الدار.... بل يجب أن نقتلعها من البلدة بأسرها.... ولا أجد سبيل لذلك سوى أن يلفظها سلمان وينبذها تماما.... دعمه لها يكبل يديّ!!!!"
هكذا أفضت أسماء والدة سلمان لولدها جمال
قد يكون جمال شاب لعوب يتلهى بقلوب الفتيات.... قد يكون مداهن لأخيه ليجزل له العطاء.... قد يكون إنسان غير مُؤْتَمَن ينهب من مصنع المربى الذي يخص أخيه والذي خوله إدارته ويظبط الأوراق كي لا يكتشف ذلك.... قد يكون غير ملتزم بالطاعات ومتمرغ في الخطايا.... ولكن خيانة أخيه الأكبر شيء جديد عليه ولم يطرق لبه مسبقا.... ولكن خيانة الأمانة أليست الدرجة التي تسبق خيانة الفراش؟؟.... هكذا جالت الفكرة في خاطره
قرأت أمه حيرته جلية على سيمائه فالتقطت يداه وأغرقتهما في أكفها
وتوسلته قائلة " لأجل راحة أمك يا ولدي... الناس تأكل وجهي.... أشعر بالخزي مما اقترفه ولدي.... جلب لي ساقطة لتصير كنة لي.... من سيرتضي مصاهرتنا بعد ما ارتكبه ولدي الذي كنت أظنه عاقلا.... أختك ستصاب بالعنوسة لن يطرق أحد باب دارنا"....
كانت أمه تولول وهي تدق بيديها على فخذتيها
أومأ جمال برأسه وأعرب لأمه وابتسامة مشدودة غير مسترخية تعبر قسماته " لا تقلقي... سأغويها لأجلكِ"..... لقد انساق لتدبير أمه يتمنى ألا يندم أبدا
......................................
طرقت الخادمة على الباب الذي كان مواربا فأذن لها سلمان بالدلوف.... كان بصره لا يلبث مسمرا على أعمار زبرجدة المُرْتَحِل عقلها لبسيطة ضبابية من جراء صدمتها فيه
بسطت له الخادمة يدها وابتسامة مشدودة تعلو ثغرها وأعربت قائلة بتمتمة " سيدي.... هذا مظروف ورد للسيدة زبرجدة من مخفر الشرطة... يريدون توقيعها على كونها استلمته.... هناك رجل ينتظرها بالخارج لتنقش إمضائها...."
قطب سلمان جبينه ونهض ليلتقي بالرجل ليستعلم منه....
أنبأه الغفير بتعتعة وهو محرج قليلا وناكس الرأس فهو من بلدة سلمان وأفضاله مُغَرِّقَة أسرته كلها
" بعد إطلاق سراح السجين خصوصا ذلك الذي صدر ضده حكم في قضايا جللة مثل القتل والنصب وغيرهما يظل يتردد على المخفر لمدة بعد مغادرته السجن وذلك ليطمئن جهاز الشرطة على توديعه نشاطه الإجرامي السابق وانخراطه في مجالات شريفة تخدم المجتمع.... ويستمر ذلك التتبع قرابة العام يكون لزاما على السجين الحر فيها الذهاب للمخفر شهريا والسيدة أعمار لا ريبة في كونها على دراية بذلك وقد مر أكثر من شهر وهي لم تَفِد للمخفر أبدا.... ولقد طُلِبَ مني أن أستدل على عنوانها وأبلغها بوجوب المثول أمام المخفر فورا"....
لم يتبدل محيا سلمان عن المهاب الصلب وكأن عار زوجته لا ينتقص من كبريائه وعبر بتنهيدة " هي متعبة قليلا... يمكنني التوقيع عوضا عنها".....................
عيَّ الغفير قائلا " ذلك لا يجوز يا سيدي لابد أن توقع بنفسها تلك مسئولية جسيمة عليّ"....
وحينما لمح اختلاجة عجز تلوح على محيا سيده سلمان نفض الجبن المتأصل فيه عنه وأعرب بجسارة وسماحة قائلا " ولكنك استثناء سيدي.... وسيادتك ستُرْسِل لنا السيدة أعمار بعدما تطيب بإذن الله.... حضرتك موضع ثقة يمكنك الإمضاء بالاستلام عوضا عنها.... حضرتك لا ترتضي الإيذاء لي... أنا أثق بك بروحي..."
وقع سلمان وهو يطمئن الغفير العجوز " ستفد لكم لا تقلق"...
هو من طالب بنقله للصعيد بعظمة لسانه.... محيط معارفه اعتبروه قد مسه الشطط ليفعل بنفسه شيء مماثل.... ولكنه ببساطة لا يقوى على البقاء في نفس المسكن القديم.... لا يستطيع التعامل مع ذات البشر الذي كان يتواصل معهم في حياة ذويه.... كان لامناص من الانسلاخ كي يقدر على مباشرة الحياة.... لقد توفى والديه محترقين بالشقة الذي كان يمكث فيها وإياهما.... والبعد علاج لحالته تلك!!!!!...... سيف وحيد في عالم الصعيد يهلك نفسه في العمل كي ينسى وتناهى لسمعه مرة بصورة عابرة ثرثرات بين اثنين من غفره اتضح أنهم يلوكون سمعة أعمار زبرجدة وبإمعان بسيط في التفكير أدرك أنها ذات الأعمار التي كانت محتجزة لديه في الاسكندرية.... فاستخدم سلطاته ليجلبها خصوصا وأنه محتدم المزاج من جرائها فالخانوم اتضح أنها متزوجة وهو شعر بعدما علم بذلك وكأنه تلقى خيانة عظمى!!!!!.... ربما كان سامح محقا في ادعائاته هي مراوغة وزئبقية.... وربما عليه أن يقتص منها.......
............................................................ .....
خرجت تبر من الحمام بعدما اغتسلت سريعا.... وارتدت ثيابها على عجالة وذهبت لتطمئن على أولادها قبل أن تلحق بمصطفى في المشفى.... اصطدمت بسلام التي كانت هي الأخرى على عجلة من أمرها.... جهزت حقيبة صغيرة أودعتها أساسيات لها ستحتاجها في سفرتها لتؤازر وليد...
سمرت سلام بصرها عليه وتفوهت وحقدها عليها يتصاعد في دواخيلها " سلبتيني جزء كبير من إرثي يا أفعى...."....
لم تأبه تبر للغل عليها المستشري في صوت سلام وتفوهت بهدوء وبصرها يتمركز على الحقيبة الصغيرة " إلى أين؟؟"....
وتابعت ومحياها يلتوي سخرية وازدراء لها " إن غاب القط العب يا فأر"....
استشاطت سلام غضبا منها وألقت الحقيبة بعشوائية وأمسكت تبر من شعرها وتفوهت وهي منتفخة الأوداج سخطا منها وتتعارك معها بالأيدي " أنا توجهي لي هذا الكلام يا فتاة التقطها أخي من على قارعة الطريق"....
أجفلتها تبر وربما أجفلت نفسها هي بأن هوت على وجنة سلام بصفعة مدوية وهي تردد بنبرة أجشة لم تألفها سلام في صوت تبر مسبقا " انتهى زمن ارتضائي الامتهان.... منذ تلك اللحظة عليكِ بالتزام التهذيب معي.... لا تنقصني القوة الجسدية لأعربد على جسدك ضربا وركلا.... ولن يخذلني اللسان لأقذفك بوبيل من السبات النابية لو تجاوزتِ حدك معي.... أنتِ تحت رحمتي الآن!!!!!".....
تقهقرت سلام أمام النبرة الجديدة قي صوت تبر.... وأمام التصميم الصلد المطل من أحداقها.... ولكنها سرعان ما لملمت شتاتها واندفعت قائلة بنبرة يشوبها الاضطراب وتخالطها العصبية ورأسها تتقلقل على عنقها وهي تشوح بيديها بحركة عشوائية " سيستفيق أخي.... وسيُخْرِس لسانك ذلك إلى الأبد.... أمي هي السبب جعلتكِ تتطاولي على أسيادك".... كانت حانقة جدا على أمها.....
ولم تبالي تبر لحقد سلام عليها وتفوهت بمزيج من الهدوء والنعومة قائلة وهي ترتقي بحاجبيها صاعدة " أنتِ أمانة في عنقي إلى أن يستفيق مصطفى.... عليكِ أن تبلغيني بتحركاتك كلها.... لا خروج سوى بعد أن أعلم وأطمئن للوجهة التي تقصدينها.... فسري سبب تجهيزك حقيبتك ورغبتكِ في المغادرة الآن وإلا.." وبغتة تجهم وجه تبر مع العبارة الأخيرة التي حملت في طياتها التهديد والوعيد
هبت فيها سلام وهي تُسقط حقيبتها وتتخصر وتحرك رأسها صوبها " وإلا ماذا".... هكذا حثتها لتتعارك معها..... كان الجو مشحون بالتحدي السافر
وارتسم على محيا تبر ابتسامة ظفر وهي تقبل التحدي وتواجه بأسيلية غريبة عنها وبنبرة متشدقة جدا " وإلا لا تلومي سوى نفسك.... وصدقيني أنا قادرة على ما أهدد به"
...................................

bluemay 24-07-15 06:35 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
يسلمو حبيبتي عاﻷهداء

لي عودة لاحقا بتعليق بعد القراءة ..


لك ودي

○° الله أغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانتيته وسره .°○

بنت أرض الكنانه 24-07-15 06:53 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
السلام عليكم منتظرة رايك منوارني

بنت أرض الكنانه 24-07-15 07:33 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
انا احب الردود كتير بلاش تزعلوني سلام

الاميرة البيضاء 24-07-15 08:11 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
راااااااااائع مشمشة
حبيييييييييييييت تبر فى ثوبها الجديد يبدو ان وصيه حماتها بدلتها بشكل جذرى ليظهر فيها كل ما غرسه والدها سابقا
وتظهر شخصيتها الحقيقيه


سلام
هل ستتقبل الواقع ام ستحارب لاسترداد ما هو لها من املاك


توت وقيثارة

ما زالوا على غموضهم ومازلت لا احبهما


سلمان وزبرجدة
فى انتظار جديدهم


مارسيلا

كرهتها الحقودة ناكرة الجميل والادهى انهاتعلم وتميت ضميرها -اللهم عافنا من امثالها-

فى انتظار القادم مشمشة دمتى فى امان الله

بنت أرض الكنانه 25-07-15 05:05 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
ربي يسعدك يا اميرة انا بحب القصه دي عشان انتي بتطلي عليا فيها نورتيني
انا مصممة انك تحبي توت وقيثارة وبيننا الاحداث
تبر هنشوف النتفه الجايه هتعمل ايه

bluemay 25-07-15 06:17 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
عدناااا




وااااو رجعة قوية زهورتي ...


مارسيلا مخادعة حقيرة ما اتعاطفت معها ابدا .. ومبسوطة انه آدامز مل منها.






سلمان وقع في مكيدة الداهيتين قيثارة وتوت .. ورغم مقاومته الشك اتسلل لقلبه.



زبرجدة كأنه ناقصها مكايد حتى تنزل أم سلمان عالساحة وتنوي بها الشر .







تبر يا تبر .. ... حبيت الثوب الجديد لإلك ع قولة أميرتي .

حللللوة يا بت وقفتي سلومة عند حدها .






رااائعة زهورتي متشوقة للجااااي كتير .

تقبلي مروري وخالص ودي

بنت أرض الكنانه 26-07-15 04:29 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
ازيك يا ميمي ليكي وحشه منورة
يعني يوم ما اتفقت توت وقيثارة اتفقوا على زبرجدة
تبر هتداوم قوية ولا هتنهار اعتقد ان نفسية ابنها هي اللي ادتها القوة مش الفلوس بس
سكوتها خلى ابنها يظن فيها الاسوا وخلى حماتها وسلام يمسكوها اهانات متوالية
طبيعي ام سلمان تسعى للتخلص منها
طبيعي لسه المكايد ما بداتش
شكرا لوجودك لكي خالص ودي

ورد وشوك وريحان 01-08-15 03:14 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
السلام عليكم انا زهرة المشمش معرفي ضاع لكن نلتقي مع الفصل الثاني عشر قريبا عذرا لدي ظروف حياتية عاقت تنزيل الفصل 12 بعتذر

بنت أرض الكنانه 09-10-15 07:43 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعواتكم لي بتيسير الامور
بنعي جوهرة كاتبات المنتديات العزيزة الغالية وجع الكلمات اسكنها الله فسيح جناته بدون سابقة عذاب
انقطعت فترة طويلة ولكن المشاكل والمشاغل لازمتني تباعا فعلا
فكنت ادخل تخاطيف لقراءة الروايات لاسري عن نفسي ولكن لم تكن لي طاقة للكتابة ابدا
سانتظم باذن الله تلك المرة ولن اعطي موعد لانزال الفصل ال12 لاني لم اتم كتابته بعد ولكنه في غضون ايام الاسبوع المقبل باذن الله وسيكون طويل وصادم باذن الله
واعتذر مرة اخرى لانقطاعي الطويل
وشكرا لكل من ساندني هنا في هذا المنتدى العريق
شكرا لكم

بنت أرض الكنانه 27-12-15 03:10 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
اخيرا هنتظم وشي منكم في الارض اليوم موعدنا بس النت ما يفصلش وحشتوني

بنت أرض الكنانه 27-12-15 03:20 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
السلام عليكم
وحشتوني كتير وبعتذر بس كنت بمر بظروف كانت الكتابة معها عسيرة
هي انتهت وانا حابة انشط واخلص القصة دي في شهر او اتنين بالكتير لاني زهقت منها
اتمنى انكم تدعموني ومنتظرة ارائكم
الفصل مهدى لحبيبتي وجع الكلمات الله يرحمها
كل شيء صار مرا في فمي بعدما أصبحت بالدنيا عليما..... آه من يأخذ عمري كله ويعيد الطفل والجهل القديما
سلام
بعد مرور ثلاث شهور
أحيانا نرى الدنيا كنزا ثمين نود لو ننهل منه جما ونغترف منه للتتمة.... وأحيانا أخرى نبصرها خاوية مؤلمة مريرة نلاطم الويلات فيها ولا نقبض سوى على السراب منها، لا أحد يستحق أن يتحكم في دقات قلوبنا.... لا أحد يمتلك الحق في تخريق أحاسيسنا ونزع الأمان الزائف الذي نحيط به حياتنا!!!.... قلبها مصفود بسلاسل السعير.... وروحها مغلولة بمعاناة استفاقتها من دور الساذجة الغريرة.... تسير على غير هدى في الطرقات والليل الحالك يمتد حولها والدموع تشكل طبقة كثيفة على مآقيها وتنحدر بلا توقف على وجناتها... ثناياها مثقلة بالهم وتود لو تكيل لنفسها الضرب تأنيبا منها لذاتها لأنها انساقت وراء الحلم وآمنت به وعاشت كل تفصيلة فيه بمنتهى التفاني والضمير....
ترفع ظهر يدها لتمسح ترقرق العبرات الذي شوش مجال إبصارها.... وتدق على سحنتها ملامح الصلابة والعزم.... دور الأنثى الضعيفة لا يليق بها.... هي ستقتص لنفسها.... ستجرعه جزاء ما ألحقه بها علقما صرفا....
تواترت الذكريات على عقلها فارتسمت ابتسامة تهكم مريرة على ملامحها، لا أحد يحبها، لا أحد يفتقدها حتى أخاها تخلى عنها ونفض يده تماما عنها... تلك الأفعى الرقطاء سلبتها أخاها مصطفى....
لم تتوقع هذا من مصطفى!!!!
إنه أبوها قبل أن يكون أخيها!!!!
كانت استفاقته من الغيبوبة مبعث سرور وراحة بالنسبة لها، لقد ردت لها الحياة عكازها وأمانها وظهرها، ولكنه هو من خذلها، لقد انصاع وراء تلك السوما، سممت أفكاره حيال سلام، وانتزعته منها، لا تدري كيف تم ذلك، ولكنه تم!!!!، سلام حثته لينتقم منها لأنها زورت توقيع والدتهما خلال احدى نوبات مرضها ودقت وثيقة مزورة تفيد بأن واحد وخمسين بالمائة من الشركات صار ملكا خالصا لها، توقعت إنصافا من شقيقها إلا أنه بدى غير مكترثا بما تقول، وأعرب عن أن هذا حق زوجته فلقد خدمت والدته بتفاني وإخلاص أثناء مرضها وكرست نفسها لمداوتها في الوقت الذي كان هو فيه منطلق في غمار الأعمال وهي راكضة خلف نزوات السفاري التي تستبد بها، ترنحت سلام من المفاجأة لقد أجفلها مصطفى بمؤازرته لتلك الحثالة.... أجل.... هي لم تكن متواجدة حينما استفاق ولكن كل ما تطلبه الأمر سويعات لتكون عنده بعدما تناهى لها خبر زوال الغشيان عنه... سويعات قليلة قطعتها بسرعة متلهفة من الاسكندرية للقاهرة.... كيف استطاعت سوما أن تقلبه عليها وتسيطر عليه خلال تلك المدة الوجيزة..... وهو أين ذهب عقله ليصدق أن أمه كانت تعد سوما كوليدتها لتورثها كل ذلك الوفر الفاحش.... أوبته للحياة كانت روح وريحان وجنة نعيم بالنسبة لها، لكن ببرودته وفتوره شعرت بخيبة أمل فيه تزحف لصدرها، لتستشري، وتتوغل في خلاياه.... وبزمهرير يحيط أنفاسها ويسد عليها مياسم الهواء .... طالبته سلام بكل بقاياها أن يرفع الغشاوة من على عيونه ويرى سوما على حقيقتها جرثومة عفنة وفاسقة وقحة تستحق نبذه واحتقاره... وذكرته بأنها مجرد سكرتيرة قفزت لموضع زوجة الرئيس بأقدم حيلة تلجأ لها المرأة عبر التاريخ ألا وهي الحمل.... فتبدلت سحنته وارتسم العبوس جليا عليها وعوضا عن دعمها فيما تتفوه به طردها وطالبها بألا تريه وجهها مادامت لا تحترم زوجته.....
كانت يتيمة تشعر بمرارة فقدان أمها لتوها ولم تتوقع أبدا أن تخسر مصطفى بسبب تلك الحقيرة....... حركت رأسها يمنتا ويسارا في إباء أن يكون ما يقوله أخيها حقيقيا وسلمت ساقيها تسابق الرياح لكي تجد موضعا بعيدا عن أعين الشمطاء سوما لتسكب فيه عبراتها..... لقد انتصرت عليها حقا وكان انتصارها مدويا!!!!!
حسنا وليد كان موجود ليقف بجوارها خصوصا وأنها ساندته في محنة أخيه علي حتى تحصل على البراءة باعتراف ملك وغادر المخفر، لا تدري لمَ كان يتسلى بها؟؟.... لمَ كان يغشها ويرسم ملامح حلم وردي لها؟؟؟.... لمَ كان مزيفا ككل شيء قابلته في حياتها؟!!!.....
لقد بنته في قلبها سماءً تَظِلُّهَا.... ورسمته بستانا يعطر أنفاسها.... وهو....
يا إلهي لمَ الردى بطيء في مزاره لها؟؟؟.... لمَ لا يتلقفها وينشب مخالبه فيها لتستريح من تلك الحياة الممزقة لروحها؟؟.... توقفي عن البكاء يا حمقاء ومزقت سحنتها مرورا بربريا بأصابعها عليها.... أخذت تنهر وتعنف نفسها لتماديها في الغباء..... تلك مرتها الأخيرة مع الحماقة.... ولحظتها الأخيرة مع دور الخرقاء!!!!!...
لجأت لوليد رافضة بمنتهى العند العودة للبيت فمصطفى تخلى عنها لأجل الشمطاء!!!!
مصطفى خابرها مرات وهي مستمسكة بدور ذات العقل الصلد أبت مجرد الرد عليه
كان لا يلبث مريضا في المشفى ليذهب لها ويجرجرها من شعرها ليعيدها لبيتها
ووليد استأجر لها شقة تأويها وكان لطيفا متفهما لها ساندها بدون طلب إيضاحات وتفاسير وكانت ممتنة له جدا لأجل هذا
أشبعت محاجرها بكاءً صامتا في تلك الليلة وقررت ألا تسامح أخيها إلا حينما يقوم بطرد الحقيرة أمامها تماما مثلما طردها وطالبها بأن تغرب عن وجهه
في تلك الليلة دق ناقوس الباب فانتفضت مكانها وزاغ إبصارها وامتقع وجهها إنها وحيدة تماما... أيكون وليد... ستقتلع عينه لو كان ينتوي بها سوءً.... تكتفت حول نفسها وحاولت طرد الذعر الذي انتشر فيها ممزقا التماسك الزائف الذي كانت تحاول أن تطلي به نفسها...
اقتربت من الباب رويدا رويدا مع استمرار ضجيج جرس الباب وعدم توقفه ولو لوهلة واحدة
وكانت تتشبث بالمقشة في قبضتها تنتوي أن تهوى بها عمن ينتوي بها سوء وتُقلب بصرها في كل الوجهات
استرقت النظر عبر العين السحرية فتبدلت سحنتها وصار الشر المستطير والحقد الفياض هما الشعوران الوحيدان المتبقيان على تقاسيمها... إن سوما تتشفى بها ولذا توافيها لتستلذ بانتصارها....
شرعت الباب بقوة بعدما قذفت المقشة.... دلفت سوما للداخل بهدوء استفزها وأشعل ثائرتها أكثر وأكثر....
استوت سوما جالسة واضعة ساقا فوق ساق وتنقل بصرها في ربوع المكان موضحة اشمئزازها من مستواه فهو يبدو متواضعا نسبة لما اعتادت سلام العيش فيه... رفعت حاجبيها ومطت شفتها واستفهمت مستنكرة " تخليتِ عن حياة القصور لتعيشي في مخادع الفقراء؟!!!"
استشاطت سلام غضبا وهتفت بدفاع مستميت وهي تشوح بيديها " وليد سيبتاع لي أرغد القصور ولكني فاجأته اليوم بتركي البيت فسارع ليفتش لي عن مكان لأبيت فيه فمن غير اللائق سكني مع أسرته ونحن لا نلبث خطيبين"....
وكأنها انتبهت لنفسها : " ومن تكوني يا حثالة لأبرر لكِ؟؟...."
وهدرت فيها وهي تعقد حواجبها وتلوح بكتفيها " لا تجلسي هكذا، أَنْزِلِي ساقيك لمستوى الأرضية"
ابتسمت سوما لها.... لم تكن بسمة سخرية وتشفي ولكن إشفاق عليها....
" لم أظنك طفولية المزاج هكذا.... لقد صنعتكِ مخيلتي لأعوام مديدة وحشا يتقوت من آهاتي وأنتِ أضعف وأهزل مني بمراحل، لا ترخصي نفسكِ هكذا عودي لبيت عائلتك، عزتك تبدأ من بيت عائلتك وأنتِ من بدأ بإهانتي ولقد أخبرتكِ سابقا أن زمن امتثالي للذل والهوان ولَّى لغير عودة ولو لم ينصفني مصطفى لكنت مسحت بك رواق المشفى وجعلتك فرجة للقاصي والداني"....
تشبثت سلام بتلابيب تبر ورفعتها لمستواها وهتفت فيها وهي منتفخة الأوداج غضبا واحتقانا :" ماذا؟؟... تمسحي بي الرواق.... ماذا تظنين نفسك؟؟.... انظري لحقيقتك وتذكريها.... أنا ابنة قصور وأنتِ...."
فكت تبر قبضة سلام عنها وأعربت بهدوء عجائبي : " وأنا ابنة قصور أيضا.... وسيدتك وتاج رأسك فأنا لم أحتقر يوما أحد في زمن رغدي في بيت أبي ولكنكِ تستلذين بآهات الناس.... ذلك الجانب السادي فيكِ عليكِ أن تشذبيه لن تجدي رجلا يتقبله برحابة...."
وناشدتها بضراعة : " مصطفى يموت قلقا عليكِ ولقد تجاوز الغيبوبة منذ سويعات قلائل لا نريده أن ينتكس، عودي أدراجك لبيتك وأعدكِ ألا أسعى لاستفزازك بعد ذلك مطلقا ولكن في المقابل عليكِ أن تَقُصِي لسانك حينما يصل الأمر لي فأنا أظنك تحبي أولاد شقيقك، ومنصور وياقوتة يتدمران بسبب لسانك البذيء معي"....
كان كلاما هادئا مقنعا وربما تلك الطريقة الرحبة من قبل تبر هي ما جعلت سلام تزداد عندا وتشبثا بموقفها المتزمت حيال أخيها الكبير...
عقدت سلام ذراعيها وشمخت بأنفها وقالت بملء فيها وهي تحيد عنها ببصرها :" الزيارة منتهية..... أنتِ مطرودة"...
صدرت ابتسامة ساخرة واهنة من تبر واقتربت منها وأجبرتها على ملاقاتها بصريا :" لا يوجد رجل يستحق الدفاع عنه.... أحسنهم أخوكِ بكل ما اقترفه في حقي فما بالك بأسوأهم!!!!.... وافقكِ على مغادرتك لبيت أهلك، لم ينصحكِ، لم يوجهكِ لأن ما ترتكبيه خطأ فادح، هو ليس أهل ثقة أو لا يحبكِ كفاية".... قالتها بصيغة إقرارية
ودقت على وجناتها بقوة وهي تتلفظ لها بملامح صلبة : "أفيقي".... ورحلت مخلفة إياها حائرة رغما عنها إلا أنها سرعان ما نفضت الأفكار التي سعت تبر لتُقحمها فيها وواصلت طريق القصاص من أخيها لأنه أهانها تبعا لاعتقادها أمام النكرة سوما....
هي لاتدري ما الذي دار في عقل حمويها بعدما بلغهما نبأ استقلالها بالحياة عن شقيقها.... أيا كان... لم ينصحها أحد، الوحيدة التي وجهت لها إرشاد من هذا النوع كانت عدوتها تبر!!!!
بدا وليد متلهفا لتسريع الاقتران بها، ولكنه مع ذلك ذهب لشقيقها على مضض بعد قرابة الشهر من مغادرتها المنزل، لأنها هي من ألحت عليه كثيرا ذلك، فهي لن تقيم عرسا بدون مباركة أخيها الوحيد، كان وليد حانقا بعد ملاقاته مصطفى، فمصطفى سأل واستقصى عنه ووجده عربيد لا يليق بأخته يقضي حياته في المواخير ومتنقلا بين صالات القمار، فطرده شر طردة مؤكدا أنه لن ينال ولو ظفرا واحدا من شقيقته الوحيدة مادام به نفس يحيا....
وحث الخطى لها معلنا نهاية الفسحة الزمنية التي أمدها بها لتعود أدراجها وتضع بعض التعقل في تفكيرها الأرعن المتهور، عالما بأنها كانت تنفق على نفسها من الأموال السائلة التي ورثتها وهذا يثلج صدره فهو لم يكن يقبل أن ينفق عليها ذلك الفاسد قرشا واحدا....
شرعت الباب عالمة بأنه قرر أخيرا موافاتها بعد شهر من البَيْن امتد بينهما فلقد رأته من العين السحرية وهو يدق ناقوس الباب
وقفت أمامه معتدة بنفسها كاتمة سرورها لقدرته على استئناف الحياة مجددا بدون أدنى معاونة من أحد، لقد نجا تماما وهذا ملأها فرحة عارمة
كان متجهما ولكن حين رأى محياها يشرق عن أجزل ابتسامة وأن عروقها مملوءة حنينا إليه وبخ نفسه لأنه أتى للقياها مصكوك القسمات عابس التضاريس
دلف وأوصد الباب خلفه والتفت لها ولمها بين ذراعيه وسألها بصوت أجش :" متى تعودي؟؟"
أجابت بعند وهي تكتف ذراعيها:" حينما تطرد الحثالة ويصير البيت نظيفا منها"
باغتها بقوله :" هي استغلت حالة أمنا الصحية وحرضتها لتمنحها نقودها أو زورت توقيعها.... أيا كان، أنا لن أدعها تفلت بعرق جبيني وحصيلة عمري، أنا من بذل سنوات شبابه ليرتقي هذا العمل ولنحافظ على مكاننا في الصفوة"....
سألته متلهفة وهي تطمر سرورا يتوغل في دواخيلها :" أنت لا تحبها ولا تثق بها؟؟"
رد مستهجنا ومشمئزا من الفكرة أصلا :" من يثق بحثالة مثلها ولكن علي أن أعيدها للحضيض قبل أن أحيل حياتها ركام".......
نطق الكلمات ببغض متأجج
لانت تقاسيم سلام وحينها طالبها مصطفى :" لملمي أغراضك سنغادر مخدع الفقراء هذا فورا"....
استحالت عيونها كوارتز دخانية حينها من فرط الغضب الذي عصف بها واحتدت قائلة بأعصاب منفلتة :" تكرر نفس رأيها في الشقة.... أنت تحسبني منقوصة العقل لأصدق كراهيتك لها، سنوات مرت كان بإمكانك التخلص منها ولم تفعل وها أنا أخبرك أنتَ لن تتخلى عنها أبدا طالما الأمر مرهونا على إرادتك، أنتَ خانع وذليل أمام فسقها"....
هوى على وجنتها بصفعة مدوية ألجمتها مكانها وتسببت في جحوظ عينيها وفي تفاقم غضبها....
رددت أمام عيونه : " أنا أكرهك!!!!"
جادلها فورا :" وأنا أحبك"
طالبته :" طلقها وأنا أتعقل وألفظ وليد وأعاود وإياك"....
انتفخت أوداج مصطفى غضبا منها وهزها وهو محكم قبضة فولاذية عليها :" لا تساوميني.... ذلك العابث لن ينال ظفرا منك، أنا بمثابة أبيكِ فأنا من أنشأتك وتابعتك في كافة أطوارك.... كلامي يطاع بلا نقاش.... ويكفي أني سأغض الطرف عن إهانتكِ لي"....
جابهته سلام وهي ترتقي بحاجبيها صاعدة :" حسنا لو كنت بمثابة أبي فأنا طفلتك العبقرية التي خلصتك من براثن مادلين، لولاي لكان طفلها اللقيط يحمل اسمنا ونسبنا، أنا يحق لي النقاش حينما يكون هناك محل اعتراض.... ووليد..."
بترت جملتها حينما هالها أثر ما قالت على سحنة أخيها
بان متصدعا ومتقوض الأركان
وسألها وهو يتهاوى على أقرب مقعد له:" كنتِ تعرفين أنه ليس طفلي.... نعم أتت على سيرتك وقالت أشياء لم أفهمها حينها... أنتِ من خلصني منها؟!!!!!" سألها بمزيج من الضياع والتشتت
لم تنتبه سلام لما تتفوه به كان تفكيرها منصبا على حالة أخيها الرثة هو لا يحب نفسه أن يظهر قزما أمامها وهي لا تحب ذلك أيضا، دنت منه وافترشت طرف المقعد ومدت أناملها لتدعم كتفه :" نعم ووليد عاونني قديما في ذلك، هو صالح جدا وخدوم يا أخي.... أنت لا تعرفه...
سألها متدلي الفك واجما مذهولا غير قادر على الاستيعاب :" أخبرتيه بعاري ولم تخبريني؟؟؟!!!!..."
بررت بعصبية وهي تمضغ خدها من داخل تجويف فمها :" هي حازقة في الكذب وأنا طالبته ليساعدني على ضبطها متلبسة لكي لا يكون لها فكاك ولا تفلح مجددا في طلي أكاذيبها عليك... "
طالبها وهو يحاول التمسك برباطة الجأش وقوة الشكيمة :" اروي لي ما حدث بالتفصيل... أريد أن أستمع للقصة كاملة من منظورك".....
انطلقت تسرد كل شيء عليه متحاشية التطلع لوجهه ومحاولة تلطيف ما ترويه قدر استطاعتها إلا أنه لم يسمح لها فلقد كان يأمرها كلما لاحظ تلعثمها أو ترددها أن تقص عليه كل ما وقع بدون تحريف
بعدما انتهت من روايتها صفق لها بكلتا يديه وأعرب متشدقا بسخرية مريرة :" منقذتي.... أنا مدين لكِ بالكثير فعلا، أنتِ عبقرية حقا وحقا لولاكِ لصرت قرطاس ونسبت لي مادلين طفلا ليس لي وربما درزينة من الأطفال وليس طفلا واحدا"....
استجمع قواه ولملم شتاته وطالبها بملامح صلبة :" ولو كان وليد مثاليا لا تشوبه شائبة.... لا ينبغي أن تقترني به..... لقد شهد عار أخيكِ.... وأنا لن أكون قادرا على التعامل معه أبدا في المستقبل بعدما عرفت الحقيقة".....
قذفتها في وجهه حينما أتى الأمر على سيرة وليد، ما الذي فعله وليد سوى أنه آمن بها قديما وقدم لها العضد والمساندة، أتلك مثوبته العادلة من أخيها الذي حفظ ستره طوال تلك السنوات ولم ينبس ببنت شفة لأي أحد
" هذا لأنكَ جبان...."
انتصب أخيها واقفا بغتة وأعرب بغلظة وخشونة :" جربي الحياة بدون أخيكِ كيف ستكون.... أنتِ فتاة قليلة الأدب منعدمة التهذيب.... سوما التي لا تروقك نعلها برقبتكِ.... هي محترمة أكثر منكِ....معكِ ميراثك....حينما يستنزفه ذلك الوليد لا تعاودي لي عاضضة أطراف الندم، أنتِ لستِ أختي منذ تلك اللحظة"....
هتفت دفاعا عن نفسها بصوت متحشرج ونظراتها تتقلقل وأنفاسها تغص في صدرها وازدراد الريق رفاهية لا تحلم بها :" وليد اختيار والدتنا..... أنت تعاند اختيار أمنا".....
تحداها :" لم تستقصي عنه، ظنتني أحتضر وخافت عليكِ أن تكوني فريسة للذئاب، أمي ما كانت ترتضي تزويجك من مدمن نساء وخمور وأنت تدركين ذلك جيدا، لستِ صغيرة لأكبلك.... أنتِ حرة يا سلام.... حرة مني بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لو تساوين ما فعلته لكِ بما فعلتيه لي فنحن الآن متعادلان ولم نعد شقيقين!!!!".....
أخوها كان محقا كان خطأ فادحا زواجها من وليد، مصطفى عنيد مثلها وضع حبها له في كفة وحبها لوليد في كفة أخرى، وهي لم تحب وليد يوما أكثر منه، كل ما في الأمر أنها اعتبرته متطرفا في موقفه وظنت أنه سيرضخ لقرارها بالزواج من وليد في تتمة الأمر لأنه يحبها أكثر من الحياة نفسها ولا يقوى على فراقها أبدا مادام الأمر يعود إليه، ولكن هيهات إنه من علمها تحجر التفكير والتشبث بالرأي حتى الرمق الأخير
أصر وليد على إقامة عرس رغم وفاة والدتها القريبة ولكنه خطط له أن يكون ضيق النطاق ومقتصر على العائلة احتراما لمشاعرها فحسب أما التقاليد فهو لا يعبأ بها....
كان ثوب زفافها أسطوري، مطرزا بأناقة عالية، وكان مزينا بالتول والورد الأبيض، وتجري على أكتافه العريضة عروقٌ لؤلؤيةٌ شقيةٌ كثيفةٌ متبارية، وكانت الزنابق كنارا مموجا حول وسطها الذهبي الممشوق، وكان الثوب ينزل في صفوف انسيابية.... وفي طيات مصطفةٍ شاعرية حتى كاحلها المخضب في خفةٍ وهدوء.... يعلو قمة رأسها تاج علائها، وتتهدل خصلاتها كشرارات من نور....
وكان الحفل في حديقة قصر حمويها.... وكان باذخا وأنيقا رغم أنه بسيط ولم يحوي قائمة كبيرة من المدعوين.... وكانت تحس بلسعة دموع تلدغ مؤخرة حلقها وتكافح كي لا تتصدر حيز عيونها.... وتفرط في الابتسامات والضحكات كي لا تنهار باكية في بؤس وشقاء... أين مصطفى؟؟... أين سندها؟؟؟...
ولم تبدو حماتها سعيدة بها لأنها تتزوج دون حضور شقيقها.... بدت ممتعضة ومنزعجة لذلك.... أما حماها فبدا غير عابئ بالأمر أو غير منتبه له
وفي عرسها لم تعتريها أية بهجة حقيقية، فلقد هاتفت أخيها الكبير لتحضه على الحضور..
" مصطفى... كيف حالك؟!!"
نطقتها بصوت ملؤه التلعثم والتحشرج والتأمل
أجابها بقساوة وجفاء :" أتمنى أن تكوني سعيدة في عرسك اليوم"
تضرعته :" هو لا يفرق عنك الكثير.... أنت أيضا سقطت في الفواحش لأعوام وأعوام"
رد عليها بصوت متجهم وهو يصر على أسنانه :" ألم أقل لكِ أنكِ فتاة قليلة الأدب منعدمة التهذيب...."
سألها بعد برهة صمت امتدت بينهما :" هل تحبينه؟"...
تمتمت وهي تزدرد ريقها :" لو كنت تحب سوما فأنا أحبه"....
هَمَسَ الشقاء في صوته وهو يردد لها بصوت حاول إسباغه بنبرة خشنة :" إذاً ستتجرعي المرارة أطنانا يا أخيتي.... وهذا اختيارك وأنا من حقي الاعتراض كما من حقك عصياني!!!!.... أنتِ أطحتِ بكل قدسٍ ممجد في صدرك حيالي بكل أرائك المتعفنة المتعلقة بي.... حينما تبحثين عن كبير لكِ عودي.... ولكن مادمتِ ترين أخيكِ فاشل في اختياراته وفي الحضيض الأخلاقي فلا تؤوبي أبدا فأنت لن تجدي أخيكِ المتسامح الذي عهدتيه"....
بطشت بها رعدة ندم بعدما تذكرت كل هذا، لن تعيش في بوتقة عذاب وهو منشرح الأسارير هانئ البال لا يكدر صفو حياته شيء، ذلك المجرم في حقها سيسلك الأنين شرايين قلبه وسيجتر الندم الرهيب جزاء خيانته لها....
غدره بها وسلبه نقودها لن يمرا مرور الكرام، لن يعي سوى والمصائب منهمرة من كل حدب وصوب عليه....
علا رنين هاتفها المحمول فأخرجته من جيب سترتها وشرعته وعيونها يتطاير منها لهيبا حاقدا وتفوهت بعد برهة بهدوء وأسيلية لا يتناسبا مع الألم الثخين الذي هي فيه
" لم أعد للبيت بعد لأني كنت أبتاع أغراضا خاصة بالنساء.... نسيت أن أخبرك.... المعذرة.... نعم سأعود الآن...."....
وأردفت بغنج ودلال :" وأنا أيضا توحشتك جما.... ستظل شقيا حتى وفاتك يا وليد.... سلامممممم حبيبي"....

يتبع "

بنت أرض الكنانه 27-12-15 10:51 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
اشوف ردود حلوة اذا امكن

الخاشعه 28-12-15 07:28 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
السلام عليكم.....الحمد لله على السلامه
البارت جميل ..لكن الذاكره عندي يلزمها تحديث احسن نسيت بعض الاحداث وهذا قلل المتعه عندي لازم ارجع أقرأ كذا بارت سابق علشان أذكر الاشخاص والاحداث زين.....لكن الوقت الحالي صعب في اختبارات ومسؤليات كثيره..لكن الشوق لكل جميل بخليني اشد حيلي وسترجع الاحداث
الله يعطيك العافيه يا مشمش واستمري💖

بنت أرض الكنانه 28-12-15 05:35 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخاشعه (المشاركة 3585251)
السلام عليكم.....الحمد لله على السلامه
البارت جميل ..لكن الذاكره عندي يلزمها تحديث احسن نسيت بعض الاحداث وهذا قلل المتعه عندي لازم ارجع أقرأ كذا بارت سابق علشان أذكر الاشخاص والاحداث زين.....لكن الوقت الحالي صعب في اختبارات ومسؤليات كثيره..لكن الشوق لكل جميل بخليني اشد حيلي وسترجع الاحداث
الله يعطيك العافيه يا مشمش واستمري💖

وعليكم السلام
ممتنة ردك جدا
ان شاء الله انتظم وتخلص بقى
ربنا يوفقك في اختباراتك
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:

بنت أرض الكنانه 03-01-16 03:21 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأهدي هذا البارتوت ل الخاشعه ولاختي العزيزة
متمنية بعض التفاعل
لان العودة للكتابة وفي هذا الطقس البارد امر عسير يحتاج تشجيع
البارتوت الثاني من 12
ولسه بارتوت كمان واخلص الفصل ده الذي اوشك ان يخلص عليا انا....
لكم ارق التحايا
خالص محبتي لابراهيم ناجي ونزار قباني اللي اثروا هذا البارتوت وشكرااااا
وإذا بكيتُ فقد بكيتُ مخافةً من أن يكون غرامُنا أحلاما
ولربما خطرَ النّوى فبكيتُهُ من قبل أن يأتي البعادُ سجاما
تبر
كان الدمع ينسل من أحداقها مدرارا ولا تدري له سبب، ولا تفقه ما يعتريها، وكانت آنذاك تصفف شعرها المنساب كما الشلال حول خصرها أمام منضدية الزينة مفترشة متكأ لين رغيد وبغتة زاغ إبصارها وامتقع وجهها حينما انتبهت لنقر على الباب انتشلها من بوتقة أفكارها المبعثرة، فكفكفت دمعها وعبست ملامحها وذلك بمجرد استماعها للطرق، هذا ولا شك مصطفى، سلطانه عليها رفع حدة دقات قلبها لتبلغ المنتهى، واضطرابها أدرك الذُرْوَة وتجاوزها بسرعة فائقة، تنحنحت ورفعت صوتها متحلية بتماسك غير حقيقي :" نعم.... ادخل".....
دلف للحجرة بثقة واعتداد، وافترش مقعد زهري قطيفي ملتصق بالحائط الجمشتي، ووضع ساقا فوق ساق وطالبها :" اجلبي كرسيك ليصير بمحاذاتي فأنا أريدك في حديث جدي"....
امتثلت له وهي تتمتم بالموافقة مستخدمة اللغة الانكليزية وزاعمة عدم الاكتراث بأسلوبه المتسلط العتيد:" ok"
جابهت عيونه رافضة تنكيس رأسها لتخفي الاختلاجات التي تطرأ عليها جراء قربه الشديد منها ومستعملة قناع تدربت عليه منذ بدء زواجهما، ضيقت حيز عيونها وانتظرت أن يفرغ ما في جعبته.....
تنهد وأعرب وهو يقتحمها بصريا :" أنا صدقت أن ابنة الخادمة بإيعاز من ذلك الميدو..."
بدى متأففا ممتعضا من مجرد نطقه لاسمه ولكنه تجاوز اشمئزازه واستطرد :" أرسلت تلك الرسالة الخليعة مستخدمة هاتفك ومنتهزة فرصة غفلة منكِ.... وأنه أَجْزَل لها العطايا ولا شك مقابل ذلك... وكان مرماه تقويض علاقتنا المتداعية..."
وكانت هي من تردف بصلابة وثبات :" على الرغم من أنها تبدو رواية غير منطقية تبعا لمنظورك، فما الدافع لتضع تلك الفتاة حياتها هي وأسرتها في ذلك القصر على المحك، فاكتشافنا لأمرها لا ريبة وأنه كان سيتسبب بطردها هي وعائلتها وهي بالتأكيد كانت تدرك تبعات الأمر جيدا، أليس هذا ما تكمم فاهك كي لا تقوله.... وما تجاهد نفسك كي لا تفرغه عليّ.... فلقد تجلت يائسة تماما حينما قذفتها هي وأسرتها خارجا فعلا ريثما اكتشفت فعلتها الدنيئة.... كانت تتوسلك ألا تصدقني وتؤكد لكَ على براءتها وأنتَ بدوت حائرا جدا، صدقت الوضيعة ولم تضع ثقتك بي أنا وتزعم الآن العكس أمامي!!!!! "....
كانت عيونها الجليدية تسخر منه وتستخف بمحاولته تنميق كلماته وتتحجر قساوة عليه.....
فانتصب واقفا بغتة، وأحكم قبضة فولاذية حول ذراعيها، ولهث من فرط غضبه وبمنتهى نفاذ الصبر :" أقول لكِ أني أصدقكِ فلا تقتنعين وتتهميني بالكذب؟!!!...."....
وطالبها بمزيج من الغلظة والخشونة والتأنيب :" من أَقْحَم ذلك الرقيع بيننا، من أَعْلَمَه بالأرضية الرخوة التي نقف عليها ليعمق الهوة فيها ويسحق النذر المتبقي من تماسكها؟!!!!"
نزعت قبضته من عليها وتمتمت بحدة وفي مجابهة عيونه وهي تكز على أسنانها ومآقيها بحر ثائر العباب :" أنت.... وإياك أن تظن أنها أنا!!!!!.... لقد عشت كسيرة الفؤاد وذليلة الجبين في بيتك.... امرأة غيري كانت لترتكب الخطيئة الكبرى على الأقل انتقاما منك ومن ظلمك وجنايتك في حقها..."
أخرستها صفعة مدوية هوت على وجنتها فخدشتها وشققت الدماء منها....
وانطلق يهزها وهو منفلت الأعصاب ومتأجج الغضب :" أنتِ عديمة الحياء ولا أمل ينبثق منكِ.... أنا اكتفيت منكِ...."
ونفضها لتسقط على الأرضية الرخامية الباردة
إنها ترتكب الحماقات الواحدة تلو الأخرى وهي المخطئة في ذلك الموقف تماما كما الكثير من مواقفها السابقة، لم يكن يجب أن تتلفظ بتلك الترهات المستفزة لرجولة أيا كان خصوصا لزوجها الجريح في عنفوانه والمطعون في كبريائه، محاولة منها لإصلاح الوضع ورأب الصدع هبت واقفة وألجمته عن مغادرة الغرفة بتشبثها به ودمدمت من بين أنفاس لاهثة وأكفها تحيط وجهه وكأنه طوق نجاتها :" أنا مندفعة في الكلام تلك الأيام، صرت سليطة اللسان وثرثارة ووقحة جدا، أعتقد أني أعوض سنوات انصرمت كنت ألتزم الصمت حينما كان ينبغي عليّ الكلام.... ".....
وحركت رأسها وقلصت تقاسيمها وكأنها طفلة تطلب الصفح من أبيها على خطأ لا تفتأ تكرره.... وأخذت تحك فروة رأسها وكانت ببساطة تمازحه بطريقتها وتتضرعه أن يطوي جملة لم تقصدها فعلا..... وأعادت راحتي يديها لتستقران حول تقاسيمه وعيونها عالقة في مدار جاذبيته الممغنطة...
وساد الصمت بينهما هنيهة لا يقطعه سوى صوت أنفاسهما المتلاحقة، وغمغم لها وهو لا يحاول نزع أكفها من على وجهه :" لم أطالبك يوما بالامتثال لإهانات أمي وأختي وبتصعير جبينك لهما.... أنتِ من كان يُقْبِل على ذلك بشغف عجيب وكأنكِ"....
قاطعته هي مكملة :" وكأني أستلذ بسبابهما وإهاناتهما.."
أخفضت جبينها وأومأت وغصة ترتفع في حلقها وهي تضفر أناملها في قبضة واحدة وتعض شفتها السفلى حتى نزل خيط دم منها وغمغمت بصوت هزيل:" معك حق..."
أعرب متنهدا :" أنتِ شخصية غريبة الأطوار جدا يا سوما.... مهما حاولت سبر أغوارك أنا فاشل تماما... أنتِ أحجية مستعصية التفسير بالنسبة لي".....
واستطرد متسائلا بصوت ملؤه الحنو والاهتمام وهو يرفع ذقنها لتنصهر عيونهما سويا في بوتقة واحدة ويضم وجهها الوضاء بين أكفه :"لمَ كنتِ متسربلة بزي الذليلة المهانة طوال فترة زواجنا ولمَ قررتِ الآن نفض ذلك الثوب عنكِ.... من سوما الحقيقية من بين كل الأقنعة التي ترتديها؟!!!!"
أجابته بمرارة وهي غائبة في جب الذكرى :" ضاعت مني.... سلبوني إياها.... صرت غريبة عن نفسي لا أكاد أميزها من بين كل نكباتي.... هانت عليّ ولم أعد أكافح لأجلها.... هي صدئة تماما وربما تكون متعفنة.....وميتة!!!!!"
استنكر لفظة ميتة، واستقبحها جدا، وكأنه لا يحتمل إمكانية حدوثها، وسألها مستجوبا كي يتملص من محشر حبه لها، ومراوغا لنفسه كي لا تنتبه تلك النفس لما اعتراها من فيض أحاسيس عصيبة مضنية حينما تراءت له احتمالية فقدها :" من أنتِ؟؟.... وماذا لاقيتِ في حياتك.... لقد بذلت جهودا مضنية للتفتيش عما وقع في ماضيكِ ولكني لم أعثر على شيء أبدا.... وكأنكِ دفنتِ ماضيكِ في بقعة يستحيل الوصول لها"....
رفعت عيونها وتمتمت :" دفنته بداخل نفسي فصار متعذرا على الجميع إيجاده مهما حاولوا"....
ازدردت ريقها وأردفت ووجهها خليط من دمعة ساخرة وابتسامة مريرة :" أنا لقيطة!!!!"
كان وقع الخبر غريبا على أذنه، فالكلمة ذاتها ظلت غير مفهومة للحظات، وإن بدت الإجابة المنطقية لركون زوجته للمذلة لسنوات، شخصيتها المتفاوتة بين الكمال والنقصان.... بين الاحترام والانحلال... بين تقدير النفس وتبخيسها.... نعم تبدو إجابة تفوق الشافية بأشواط....
تفسر تخبطها.... وتجعله يُقدم على شيء واحد... على معانقتها بقوة ودسها بين أضلعه لينقل لها مؤازرته التامة وتفهمه الكامل لكل تصرفاتها المنصرمة..... وذلك ما كان...
منذ وفاة أبيها لم تجد صدر دافئ يسعها لتبكي عليه..... ولكن مصطفى في تلك الهنيهة بدى الحضن الذي ظنت أنها افتقدته للأبد برحيل والدها....
مسد خصلات شعرها وتمتم لها بنبرة متفهمة تحثها لتفرغ كل مكنوناتها التي لطالما عذبتها ودفعتها لتكون إنسانة متبدلة لا تكاد تعرفها :" تريدي أن تقصي عليّ الأحداث بالتفصيل؟"
وتابع يحضها متسائلا ومشاغبا :" من يرفع الثقل من على كاهلك سوى بأنه تُسقطيه كاملا عليّ؟!!!"
أرادت التملص من الخوض في اعترافها المنصرم، فراوغت وحادت ببصرها عنه وسألته وهي تزدرد ريقها وتثبت نظرها على بقعة بعيدة في الأرضية :" كنت تقول (أنك صدقت أن ابنة الخادمة بإيعاز من ذلك الصعلوك أرسلت تلك الرسالة الخليعة مستخدمة هاتفي ومنتهزة فرصة غفلة مني.... وأنه أَجْزَل لها العطايا ولا شك مقابل ذلك).... لو لم أقاطعك ما كانت تتمة حديثك؟!!!!!"
ثبت ذقنها بإبهامه ورفع وجهها إليه ودمدم لها بلطافة ومراعاة وقد أدرك الغرض من تغييرها وجهة الحديث وكانت ابتسامته التي تفتر عن ثغره تشملها هي :" أنتِ تعرفين.... فأنتِ قاطعتيني سابقا لأنكِ تعرفين مرماي...."
نعم راقه أنها استبدلت اسم ميدو بالصعلوك.... ولم تعيد عليه كلامه بالحذافير..... يكاد يكون مفتونا بها.... متيقظ الحواس لكل تفاصيلها.... ويا إلهي فقلبه يدق بقوة عاتية.... ولكنه منضبط النفس وعليه أن يستجيب لمرواغتها....
وتابع قوله بأسيلية ونعومة جعلتها تشعر بالخطورة وتتقهقر بخطواتها بينما يتقدم هو نحوها:" أنا صدقت أنكِ لا يمكن إرسال مثل ذلك الانحلال أبدا وفي المقابل أنتِ تصديني وتقصيني من غرفتك وتجعليني أبيت كل ليلة وحيدا".....
حسنا هو يبيت مع ياقوتة الصغيرة ولكنه يقصد شيئا آخر....
وتلعثمت إزاء هجومه اللفظي المباغت عليها وعتابه لها الذي اخترق كل دفاعاتها، يا إلهي يكاد يدك كافة ثكناتها وعليها أن تتمالك أعصابها :" أخبرتك... يمكنك الزواج بأخرى، أعجبتني فكرة أنك كففت عن الآثام بعد الحادث خوفا من جحيم الآخرة.... ولكني لست مطالبة لتحمل شيء لا أطيقه... وأنبذ حتى مجرد التفكير فيه"....
وأردفت وهي ثائرة النفس وكأنها تذكرت:" وأنا قاطعتك في الحديث لأني متيقنة من أنك لا تصدق روايتي عن الرسالة، أنت تحسبني كاذبة.... ولا تضع ثقتك بي أبدا ولذا فمحاولاتك النيل مني لن تؤتي يوما ثمارها ".....
سألها وهو كاظم غيظه منها.... ربما لأنها محقة تماما وكلاهما يعرف ذلك يقينا
:" ومتى تنتوين سيادتك أن تعيدي النظر في قرارك المجحف المتعلق بي؟!!!"
هو يسخر منها ويستهزئ بقرارها في البعاد..... حسنا يا مصطفى.... حسنا مرة أخرى هي لن تقتص منه.... تلك الفكرة التي راودتها أن ترد عليه بأن سيادتها ستعيد النظر حينما يصير فبراير ثلاثين يوما لم تعد تلقى رواجا في نفسها.... تلك لحظات صدق ودفء بينهما وهي ستمدها مهما حاول هو أن يجتازها....
وأجفلته بردها الرقيق والصارم في الوقت ذاته :" حينما أرى تصديقك لي يشع من أحداقك سأكون لك..... ليس قبل ذلك أبدا"......
لوح بكتفيه وأعرب باتهام وهو يدور حولها :" حسنا أنتِ أيضا لا تصدقين كلماتي بأني أصدقك وأثق بكِ.... أعتقد أننا متعادلان"....
جابهته :" الفارق أني صادقة ولكنك كاذب باحتراف..."
احتدم السخط عليها بدواخيله وقبض عليها وشرع يرجرجها :" أنتِ تتهميني بالكذب..... أنتِ أيتها...."
تمالك نفسه في هنيهة واحدة..... ليس عليه أن يفضح نفسه ويجاهر بما يَسِرَّه في دواخيله أمامها أبدا....
أَصَرّ على أسنانه وقبض على أنامله بقوة عاتية ليتماسك ويتحكم في الثورة المضطرمة فيه.... وقال برباطة جأش وهو يحاورها عله يقنعها :" حسنا.... أنا لم أدلي للشرطة بما يفيد احتمالية جنائية في حادثي... وأنتِ تحت سقف بيتي الآن زوجةً لي... وأنا قدرت اعتنائك بي في مرقدي.... صدقت حقيقة الرسالة الحقيرة...وذللت لكِ سبل النجاح في عملك بالمؤسسة.... لم أحاربك واستقبلت حقيقة أنكِ تعتلي مقعد رئيس مجلس الإدارة برحابة واسعة.... لا تكفين عن معارضتي في القرارات التي أتخذها ولا أعتبر ما تقومي به نقيصةً في حقي.... فهذا حقك الذي منحته لكِ أمي وهي بتتمة إدراك.... وبعد كل هذا أظل كاذبا في عينك!!!!!".....
كان عتبا جليا وتقريعا صريحا لها....
((أقدم اعتذاري لحماقة ارتكبتها في لحظة يأس اختلجت في.... لغبارٍ أحطته بي فصار من العسير تصديقك لي... لنفسي التي خنتها وأوصمتها بالعار فمدت شرخا هائلا في علاقتك بي))
مر تاريخها مع مصطفى شريطا مصورا أمام أحداقها.... تقاربها من مراد... خيانتها الأولى له... إرهافها السمع لكلام ميدو.... وتعطشها لرسائله وأحاديثه في زمن مضى... خيانتها الثانية له.......... مادامت ترى نفسها خائنة وفي الحضيض الأخلاقي فهي لن تضع يوما ثقة فيه وستظل دوما متوجسة شرا منه.... يا الله لكم تعبت دروبها وأُجْهِدَت أعصابها وأُنْهِكَ قلبها.... أليس مكتوبا لها أن تجد راحة وهناءً في حياتها؟!!!... هي مشمئزة من نفسها فكيف تقنع ذاتها بأن مصطفى لا ينفر منها في الحقيقة ويحتقرها مثلما تفعل هي.... أجل هي مازالت رافضة بمنتهى الإباء أن تسامح نفسها وأن تعتبر ما وقعت فيه كبوة وتجتازها.... هي لا تلبث ملوثة أمام نفسها حتى الصلاة التي تصطنع الخشوع فيها لم تفلح إلى الآن في تطهيرها....
عضت ناجذها من الداخل وازدردت ريقها وأشاحت ببصرها عنه وقررت الرد عليه بتمتمة مرتعشة لم تفلح في إخفائها تدل على البرودة التي تجتاحها فهي شائنة التصرفات أمام ذاتها:" علينا أن نكتسب الثقة فالحياة بدونها جحيم صرف"....
كان إقرارا أكثر منه تحاورا معها :" أظن أننا في طريق مسدود!!!!!"....
همهمت من بين أنفاسها وهي تركز بصرها على نقطة بعيدة في الأرضية :" لا أرغب في الانفصال مادمت لا تريده، أنت ستظن لو طلبته أني أبتغيه لأتمكن من التفتيش عن رجل سواك كما سبق واتهمتني، ولكن في المقابل حياتنا سويا لا يمكن أن تستتب، لا وجود لبصيص أمل واحد"....
نطقتها بإحباط بالغ ومرارة صرفة وتهدلت أكتافها....
ازدردت ريقها وأردفت بقوة شكيمة لا تدري من أين بسطت عليها نفوذها :" إذا أردت امرأة فتزوج أخرى ولكن دعني وشأني، أنا اكتفيت من تلك العلاقة تماما"....
قالتها بنفاذ صبر بيِّن...

لكم هي متناقضة تماما، ومتذبذبة جدا فتارة تتوق للأوبة له بكل ما تحملها الكلمة من معنى، وتارة ترى انفصالهما وهما تحت سقف واحد الحل الأمثل، ربما تستطيع أن تستعيد احترامه لها لو ظلت على موقفها المتزمت، فبقائها عزباء وصمودها أمامه أكبر دليل على أنها ليست الفاسقة التي كان يتصورها...
أعاد وجهها إليه، واحتوى أناملها الباردة بين أكفه، وأعرب بصوت ملؤه الدفء يبثها الأمل والطمأنينة:" سنستعيد الثقة ولا أريد امرأة سواك"....
وأخرجت شفته ابتسامة عذبة وهو يستطرد :" فمن سواك لها عيون كحقول الجاردينيا... نقية آسرة، ومن سواك تتحدي في إطلالتها دورة الفصول فتجمعها كلها.... ومن سواكِ أحبها؟!!!"
نطقها بتهدج أطاح بصوابها ولكنها توازنت وتمتمت بصلابة :" كانت ياقوتة الكبيرة تقول أن الرجل المتزوج حينما يسبغ زوجته إطراءً ومديحا يكون خائنا أو يدبر لها مصيبة!!!!!"....
عقد حواجبه وسألها :" من ياقوتة الكبيرة؟!!!"
تململت وعقبت بحدة :" حياتي المنصرمة ليس لك شأن بها.."
قبض عليها ووجه لها حديثا محتدا ووجهه محتقن غضب منها :" ولكن ابنتنا تحمل اسم تلك المرأة وأنتِ تقولي أنكِ.."
بتر جملته كي لا يخز سهما في قلبها ويتراءى لها أنه يعايرها.....
رفعت حواجبها وعلقت بفتور :"أريد أن أخلد للنوم.... عمت مساءً...."
تجهم وجهه ولكنه قرر ألا يضغط عليها أكثر من ذلك فأخرج نفسا وأخبرها قبل أن يهم بمغادرة حجرتها :" مدير أعمالك لا يروقني..."
قالها زاعما عدم الاكتراث
اعتلت السرير ودثرت نفسها جيدا وقالت بعيون كما المسامير مثبتة على وجهه :" وسكرتيرتك الصغيرة لا تروقني أيضا".....
ضجر من مجادلتها المستمرة له، فلوح بكتفيه وقال متأففا :" ألا تعرفين تقبل النصح أبدا؟!!!"
ردت :" هذا لو كان كلامك يندرج تحت بند النصح والإرشاد أصلا!!!"
قلص المسافة بينهما وسألها متأجج الغضب منها :" وتحت أي بند يندرج؟!!!"
أجابته وعيونها متشابكة مع خاصتيه :" تحت نفس البند الذي أخبرتك بسببه أن سكرتيرتك الصغيرة لا تروقني".....
هتف فجأة بتلقائية أجفلتها :" الغيرة!!!!!"
كانت تقصد الريبة والشك... وهو يقصد الغيرة!!!!!....
زاغ إبصارها.... هل هو صادق فعلا..... عفويته في الرد تجعله كذلك وتوصمها بأنها أكثر منه سوءً.....
قضمت شفتها في احتقار لتفكيرها....
ولكن كلماته كان لها وقعا مدويا عليها فلقد زرعت مساماتها عصافيرا وعبأتها شعورا رقراقا منعشا جميلا.... وأولجت بصرها إليه وأفضت له بعذوبة صادقة :" أنا أهواك فلا داعي لقلقك عليّ....."
رد بالمثل وهو يحيط وجهها بأكفه :" وأنا أهواكِ فلا داعي لغيرة تجتاحك عليّ"....
وطبع قبلة رقيقة على مفرق شعرها...
سألها مناوشا:" ألن تكفي عن معارضتي في كافة قراراتي المتعلقة بالعمل.... وفي مناقرتي وكأننا ديك ودجاجة؟!!!!".....
عبست ملامحها وعلقت باستهجان لقوله المنصرم :" أنا أناقرك كديك وليس كدجاجة.... وأنت رزين في قراراتك وأنا متهورة ونحن نحقق توازن سويا.... وأنا أحمي أموالي...."....
قاطعها مكملا بمناوشة داعبت شغاف قلبها وهو يقرص وجنتها المكتنزة :" فأنا رزين وأنتِ متهورة..... وجهة نظر صائبة".....
رفعت حواجبها واعتدلت جالسة وصرحت بتأهب وهي تكز على أسنانها:" أنت تتهكم علي؟!!!!"....
أطلق تنهيدة مديدة واصطنع تثاؤب وعلق :" أعتقد أنني يجب أن أخلد للنوم فلدي شريكة عمل متعبة ومزعجة وينبغي أن أكون متأهبا ومتيقظا لها"....
وافقته قائلة بهدوء أملد :" معك حق وأنا لدي شريك رزين وحليم في قراراته.... يبذل كل ما في وسعه ليرفع لي الضغط ويصيبني بالسكري.... عمت مساءً".... وأولته ظهرها
وهو يهم بالانصراف استدارت نحوه وتشبثت بيده وسألته بتردد سافر :" هناك أمر يشغل تفكيري..... ولكني أجلته كثيرا خوفا من ردك... ولكن القلق ينهشني... وينبغي أن أعرف.... ميدو مات مقتولا في شقته منذ بضعة أيام.... هل لكَ علاقة بالأمر؟!!!!"
أظلمت عيونه مع كلامها.... وأجابها وهو يمحور نظره عليها :" ما رأيكِ أنتِ؟؟.... هل أبدو لك كقاتل.... ومن أين عرفت بهذا الخبر.... لا أحسبه مهما وذائع الصيت كي يتم نشر خبر وفاته في الجرائد.... مازلتِ تقتفي أخباره!!!"...
كانت إدانة صريحة لها.....
احتجت مستهجنة اتهامه وهي متململة في فراشها :" لا... أخباره لا تشكل فارقا لي.... هو نقطة سوداء في تاريخي.... ابتهلت الله كي يطويها من صفحة حياتي...."....
وتداخلت معه بصريا واستطردت :" لقد استمر في ابتزازي وأنت طريح الفراش في المشفى.... نهب مني نقودا كثيرة... كان جشع لا يشبع أبدا..... لم يكف عن مساومتي كي لا ينشر أحاديثي وإياه... لقد قام بتسجيل أي حوار دار بيني وبينه وصنع منهم أداة ابتزاز عملاقة كادت تدهسني وتفتك بي... نعم تمنيت موته ولربما كنت نفذته ولكني خفت على مصير أولادي...."
أخفضت هامتها واعترفت بتوجساتها :" أخاف أن يعثر أحدهم على ما كان يهددني به.... سيكون عدوا وخصما مجهولا بالنسبة لي.... وأرتعب أكثر من فكرة أنك من قمت بالإجهاز عليه.... هل تستوعب ارتعاباتي؟!!!!"..... كانت مناشدة خالصة له....
افترش حافة سريرها مرة أخرى ورفع وجهها إليه وطالبها بصلابة وقوة وعيونه تتصلد قساوة عليها وهو يطمر وقع مناشدتها على دواخيله فلقد مال لوهلات للاستجابة لها:" أخبريني بما كان يهددك به بالظبط"....
ردت بتململ وتهكم :" مستندات فسقي التي أعطاها لك بعد حادثه هي كل ما ابتزني به..."
وأردفت بغمغمة :" وهي كانت تتضمن تسجيلات حوارات الأثير وبعض السكرين شوتس لبعض محاداثاتي معه على الفيس بوك.... حتى تلك الرسالة الرخيصة الذي أوعز لابنة الخادمة لتبعثها له مستخدمة هاتفي كان يستعملها كورقة رابحة معي"....
وشمخت بأنفها واستطردت :" هو لم يكن يملك شيئا حقيقيا يبتزني به هو فقط ثعبان أرقم ويجيد تحوير كافة الأمور، ولكني لم أتورط معه عميقا"....
تهكم عليها :" وهل يوجد أعمق من ذلك؟!!!"
دفعته بعيدا عنها وهي تغالب ترقرق عبراتها أمامه وهتفت فيه :" ارحل من هنا.... ولا تعاود لحجرتي أبدا.... أتفهم؟؟؟؟.... لا أمل بيننا.... أَدْرِك هذا ودعني وشأني"....
اقتحمت ياقوتة الصغيرة الحجرة في تلك اللحظة وهي تهتف ساخطة وحواجبها معقودة وهي متخصرة :" تخونني يا أبتي.... وتتركني أبيت وحيدة في حجرتي..... بمجرد أن يغمض لي جفن تنسل من جانبي وتخونني مع أمي..."
منذ خروجه من المشفى وهو يبيت مع ابنته.... فهي من طالبته بذلك فهي تشعر بالطمأنينة هكذا وهو انصاع لها.....
عقدت ياقوتة حواجبها وهي ممركزة البصر على أمها وهتفت بحنق واتهام :" هل أبكيت أمي؟"
نفت تبر هذا الاتهام بقوة وعنفوان وذادت عنه بأصالة معدنها :" لا يا حبيبتي.... فقط كنت أتذكر حينما كان والدك مريضا.... كنا تعساء جدا حينها.... الله لا يعيدها أيام"....
اقتربت ياقوتة منها وضمتها إليها وأصدرت هذا البيان وكأنها تمنح أمها قطعة كبيرة من سكينتها وراحتها وتغدقها بتنازل هائل :" حسنا لا تبكي يا أمي.... سأكف عن الأنانية وسأترك أبتي ليبيت معكِ"....
شهقت تبر مجفلة مما تقوله ابنتها.... وتناهى لسمعها استطرادها :" منصور يقول أني مدللة أنانية وعلي أن أحب الخير لأمي كما أحبه لنفسي.... وأنا لم ألقى بالا لكلماته قبلا.... ولكنكِ تعيسة الآن لأني أحرمكِ من أبتي.... أنا لست غبية كما تظنون أنا أفهم كل شيء جيدا...."
وتطلعت نحو أبيها وعقبت :" سأتوحشك جما يا أبتي".....
وأملت عليه شروط تنازلها عنه :" ولكن عليك أن تقص لي حكاية كل يوم قبل نومي وعليك أن تلعب معي كل يوم أيضا حتى أضجر ويغلبني النعاس.... سأتركك اليوم لأن أمي حزينة ولكن منذ الغد سيكون عليك تنفيذ شروطي"....
وأوصدت ياقوتة الباب عليهما وتركتهما في قبالة بعضهما..... عاجزين عن فتح جسر تواصل جديد بينهما.....
يتبع

بنت أرض الكنانه 03-01-16 03:56 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
اشوف ردود حلوة اذا امكن كي اعود سلاممممممممممممممممممم

الاميرة البيضاء 03-01-16 04:22 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
حمدا لله على السلامة يا مشمشة
الاحداث نسيتها للاسف مع طول الفترة
لى عودة بعد القراءة من تانى بس طمنينى ناوية تكملى ؟؟؟؟؟

بنت أرض الكنانه 03-01-16 04:28 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بنت أرض الكنانه 04-01-16 01:54 AM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
حمدا لله على السلامة يا مشمشة
الاحداث نسيتها للاسف مع طول الفترة
لى عودة بعد القراءة من تانى بس طمنينى ناوية تكملى ؟؟؟؟؟


ازيك يا اميرة وحشتيني كتير
انا ناوية اخلصها الشهرين دول
شهر واحد واتنين
عشان ابدا الجزء التاني منها
هجرت حبيبي طوعا
هذه نيتي وانا ما عنديش ظروف تعوق تنفيذ خطتي
بس اكيد لو مش لاقيت حد متابع الاحداث ولو واحد اكملها لاجله
اكيد عزيمتي هتخمد وربنا يسهل
نورتيني وعذرا لتاخيري الطويل بين ظروف حياتية ودراسية عصيبة كنت ارزح
وشكرا لكي

الاميرة البيضاء 04-01-16 09:32 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
ان شاء الله ترجع المتابعة مع استمرار التنزيل متقلقيش
استمرى وهتلاقى المتابعين واحده واحدة بيتجمعوا

بنت أرض الكنانه 04-01-16 10:02 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
مش تقلقي انا بكتب في تلك الهنيهة البارتوت الثالث من الاثنا عشر ومعيطة ومصدعة ومنهارة وكله كله
اه هستمر
انا بحب القصة دي
تسلمي يا اميرة نورتي

الخاشعه 04-01-16 10:24 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
السلام عليكم
كيف حالك....الله يعطيك العافيه
انا بدأت اقرأ الرواية من الاول وجدت متعة فيها احلى من قراءة اول مره ولحد الحين ما وصلت لأخر بارت لضيق الوقت لكن انصح بقراءتها من جديد لأن الغموض اللي كان مسبب صعوبه في الروايه ألغى وصارت المتعه في الاحداث والشخوص الممتلئه فيها الروايه أكثر واجمل
شكرا مشمش

بنت أرض الكنانه 04-01-16 10:33 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
متاكده ان مفيش فيها غموض ههههههههه الم عزالي وامشي يعني..... والله بصي انا بعتبرها اضعف رواية لغويا ليا منذ ردح طويل.... ودي حقيقة ...... بس لما قراتها انا تاني حبيت الاحاسيس اللي فيها ولاجلها واحتراما لكم ولي قررت اكملها..... طيب كويس يعني ما حدش قرا لغاية دلوقتي الاثنا عشر اكمله براحتي يعني.......... هنزل منه بارتوت دلوقتي ويبقى لسالي بارتوت فيه اكتبه واتشاهد............ متشكرة ليكي يا الخاشعة......... نورتي

بنت أرض الكنانه 04-01-16 10:54 PM

رد: حمامة الأرباش البارت الثاني من الفصل الحادي عشر
 
بشكر دعمكم ليا وممتنة لكم جدا الخاشعه والاميرة البيضاء
انااااا عايزة ردود من كل شخص بيقرا القصة دي لو سمحتم
الصمت الرهيب ده ................. يللا
وبعدين ياريت اشوف لايكات كمان


(((مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ

قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ

وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ

وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ

وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ

حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ

فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ

فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ

كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ

فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ

بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفًا مُّنَشَّرَةً

كَلاَّ بَل لا يَخَافُونَ الآخِرَةَ

كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ

فَمَن شَاء ذَكَرَهُ

وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ))))
سورة المدثر

البارت الثالث من 12
بسم الله الرحمن الرحيم
أعمار زبرجدة
أعمار لسلمان......
لك ظلٌّ مقتفٍ في خاطري حيثما سرتَ مضى فاتبعكْ

منذ أعوام مديدة.......
تفترسني الأنات ويلتهمني طريقي ولا أجد الفكاك
وما بين ذاك وذاك تتبلد أحاسيسي وتتحجر القسمات
وتمضغني فجيعتي وتلفظني فتات
ويظنني البشر على الدوام امرأة مقدودة من صخر لا يتشقق منه نبات
ويقولون في وصفي امرأة هاربة رغم عدم ارتكابها جريرة تستوجب ذاك
وذنبي يلذعني آه منكِ يا حياة لا يمكنني الثورة على قدر صنعته بيدي ليبعثرني ويحيلني بلا شتات
...........................................................
" أُقَبِّل يديكِ يا أمل، الصداع يعصف بي، أنا سأموت لو لم تعدي القهوة التي كنتِ تُحضريها لي كل يوم.... لقد فرغ برطمان حبيبات البن الذي أعطيتيه لي مسبقا حينما أخبرتك بأني صرت مدمنة على قهوتك وأنكِ لا تكوني متاحة دائما لإعدادها كما أنه لا يمكنني أن أعرج عليكِ كل يوم بعد استقلالك بالحياة عني ".....
كانت أعمار تتوسل أمل.... فتاة تعرفت عليها منذ التحاقها بالكلية ولكنها صارت مقربة منها منذ أشهر معدودة فحسب.... وكانت أمل فتاة تحيطها الأقاويل ويدينها المجتمع باعتبارها ساقطة وينبذها الكل وكأنها جذام.... ولكنها كانت تجيد المسكنة واستطاعت استدرار تعاطف زبرجدة.... واكتساب ثقتها والأدهى من ذلك محبتها
تمركزت نظرات أمل عليها وتفوهت بهدوء الحيَّات :" أنت تعرفين في قرارة نفسك أنكِ مدمنة فعلا يا أعمار ولكن ليس لقهوتي بل للمخدرات.... وما بثثته فيكِ ليس مخدرا عاديا بل خطيرا جدا.... في دمكِ تسري جرعات عالية جدا من الهيرويين"....
ردت عليها أعمار وهي تحيط أذرع أمل بيديها و تطلق سراح ابتسامة واهنة وتجبرها على التواصل معها بصريا:" نعم كنت أعرف أن ما يداهمني حينما أتأخر عن تناول قهوتك السامة ليس أمرا طبيعيا أبدا، لكن لمَ أنتِ حقودة وشريرة هكذا؟!!!.... ما الذي اقترفته في حقك لتطعنيني في ظهري... أويتك في شقتي لشهور حينما لم يكن لكِ مسكن تلجأي إليه... أمددتك بالنقود ودفعتك لتواصلي دراستك بعد حماقتك التي جعلت والدكِ يغسل يده منكِ.... حثثتك لتشاركيني مقهاي مع محمود لكي يكون لكِ مورد دخل وتستطيعي الوقوف على أرض صلبة لكنكِ من لم يوافق واعتبرتِ ما عرضته عليكِ امتهانا لمقدارك فأنتِ ابنة رجل فاحش الثراء وإن غضب عليكِ وحرمكِ من الميراث إلا أنكِ تظلي ابنة زبدة رفيعة المقام لا يصح أن تحط قدرها في مثل تلك الأعمال الوضيعة.... أنا اعتبرتك صديقتي.... أنا التي لا تطيق النظر في وجه أختها وتعادي ابنة عمها وأحيانا تقف خصما لدودا لنفسها... اعتبرتك صديقتي وأنتِ"....
أجابتها أمل وهي تشيح عنها ببصرها وشاردة في تفكيرها :" في الحياة لا يوجد صديق يا صديقتي.... الكل يستخدمك لتحقيق مآربه أو لتضميد جراحه وبمجرد أن يبرأ منها يلغيكِ من دفتر أولوياته ويحذفكِ من حياته... أخي استغل طيشي واندفاعي بزواجي من عربيد لم يرضى به أبي وحرضه ليحرمني من الميراث... أخي الذي كنت أظنه أخ!!!... لم يكن أخ..... وأنا التي كنتِ تعديها صديقتك لم أكن فعلا صديقتكِ... "....
تلاقت معها بصريا وأطلقت تنهيدة مديدة وأعربت بنبرة خرجت منها خابية ونادمة رغما عنها وهي تعض على شفتها :" اسمعي.... كنت أظن أني سأستلذ بإذلالك... وسأشمت في حالك.... ولكنني الآن لست كذلك.... تبقى قليل من البن المخلوط في حياذتي.... من كان يمدني به لم يعطني الكثير.... فقط ما يكفي لإحالتك مدمنة... أغدقني عربونا سخيا كي أدس لكِ المخدر يوميا ولفترة تكفي لإيصالك للحالة التي بلغتها الآن.... سأجلب لكِ ما تبقى معي.... أعمار.... أعرف أنني خائنة وحقيرة ولكنكِ غبية لتثقين بفتاة يزدريها المجتمع بأسره.... لا أريد مسامحتكِ فقط أشتهي ألا يحقق شكري مأربه منكِ.... ذلك الرجل مهووسٌ بكِ حد المرض.... يكرهكِ جدا ويرغب في تحطيمك بكل ما أوتي من قوى...".....

قبضت عليها أعمار بقوة عاتية وشرعت ترجرجها بهيستيرية :" أعطني ما تبقى معكِ.... نفذ صبري ولم أعد أحتمل.... هيا اذهبي وأحضري القهوة وكفي عن الكلام المرسل أيتها الخائنة!!!!!"..... قذفتها أعمار بعدما زجرتها فقد عيل صبرها ونضب معين تجلدها
بمجرد أن دلفت أمل للمطبخ لإحضار كيس البن المخلوط هرولت أعمار في إثرها.... فهي لم تحتمل الانتظار في الردهة.... واختطفت الكيس منها وأفرغت محتوياته القليلة في حلقها على جرعة واحدة
أنزلت أعمار جسدها للأرضية لتفترشها بعدما هدأت الحالة التي كانت تبطش بها وسألتها بصوت خالطه العتب رغما عنها :" لمَ كنتِ تريدي أن تشمتي بي؟!!!.... ما الذي اقترفته في حقك سوى أني لم أكن حذرة معكِ كما كنت مع باقي البشر.... سوى أني وضعت ثقتي فيكِ"....
أولتها أمل ظهرها وتفوهت باقتضاب :" لن تفهمي يوما شخصية مريضة مثلي... ارحلي من هنا.... "......
ورحلت أعمار وتركتها وحدها تتجرع ندم خذلانها للإنسانة النقية الوحيدة التي التقت بها في دنياها، وتحيا على ذكريات عذبة جمعتها بها، ومنذ ذلك اليوم وأمل وحيدة رغم تعدد زيجاتها... ورغم نجاحها في التسلق لعالم الزبدة من جديد.... نعم هي وحيدة تماما ولا تسمح لأي حد بالتقرب منها خوفا من أن يغدر بها مثلما فعلت بصديقتها، الخدم يتذوقون طعامها قبلها، كل ورقة تقرأها بتمعن قبل التوقيع عليها فهي لا تمنح سكرتيرتها ثقتها كما أنها لا تمنحها لكل البشر..... إنها متوجسة من الجميع، ومتقوقعة على ذاتها....
كانت أمل تسترجع ذكرياتها وهي مستلقية على سريرها على احدى جانبيها ومتكورة على نفسها...ورغما عنها وبرغم كل الجبروت الذي تدعيه حاليا انسلت منها عبرة مالحة....
________________________________
حينما تقع عيونها على أية شجرة وارفة الظلال عطوفة على الطير كريمة الثمر تتذكره.... لو كانت الحياة شيء فهي شجرة.... وبذلك يكون هو معنى الحياة بالنسبة لها.... تفتقده جدا وجما وأية درجة تعطي معنى النذر الكثير.... أين هو لتتحسس الدفء والأمان من جديد.... لتسترد ذاتها التي لا تزدهر إلا حينما يستحسن ويمتدح عملا قامت به... لأجله....
والدها شمس.... لكم تشتاق إليه... وتصبو روحها للقياه من جديد ولو لهنيهة واحدة فقط لتخبره أنها تغيرت مثلما حلم دوما.... فقط لتخبره أنها لم تعد حاقدة على قيثارة حتى لو اضطرت إلى الادعاء أمام توت ذلك.... فقط لتملي عيونها بابتسامة رضا عنها تنفرج عن وجهه الحبيب....
لقد أذتها قيثارة كثيرا إلا أنها تصفح عنها إكراما له هو فقط.....
فقط لو كانت تودها قليلا.... ترحمها ولو حد الكفاف..... لربما تغيرت كافة الأحوال....
وغاب عقلها في جب الذكرى رغما عنها
حينما كانت أعمار في الثالثة عشر....
كانت مستقلة السيارة مع أبيها وأختها قيثارة بقيادة السائق كي يقوموا بتوصيل والدها للمطار حيث أنه سيركب الطائرة إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج... وعلى الرغم من رغبته في اصطحاب أعمار معه إلا أنه لم يستطع تنفيذ الأمر فأعمار امتحاناتها وشيكة وبحاجة للتركيز على دراستها....
أفلتته أعمار على مضض.... فلقد أخبرته بتذمر ألا يذهب بدونها وهو أجابها برحابة أنه سيفعل ما تشاء.... فقررت الموافقة على سفره وحده كي لا تحرمه من شيء يتلهف له ويتمناه..... تركت أعمار لقيثارة الأريكة الخلفية لتحتلها مع أبيها وافترشت هي المقعد الأمامي المجاور للسائق.... كانت تعرف أن والدها يحبذ جلوسه مجاورا لشقيقتها عنها.... وهي حققت له ما يرنو إليه.....
كانت أختها تفرغ على مسامع والدها كلمات من عينة سأفتقدك .... ادعي لي.... تذكرني.... سأتوحشك وكانت أعمار صنما لا تنبس ببنت شفة وكأنها لم تتعلم بعد لغة الكلام.... كانت تدعي التركيز على الطريق الذي يطل عبر النافذة الجانبية المشرعة... تراقب ترعة تمتد أمامها ترسل ومضات من ألوان زاهية خلال المياه الصافية اللازوردية التي تملأها.... ولم تكن عيون أعمار تستمتع بجمال المنظر بل كانت متوجسة خيفة بدون سبب مفهوم.... كان هناك خوف مبهم يحيطها ويلقي عليها ظلاله السوداء....
في المطار أشبعته قيثارة قبلا وعبارات تبلغه بمدى الشوق الذي سيحتدم بداخلها مع رحيله....
أجفلها والدها باستدارته لها وبسؤالها بشيء من القساوة وهو مثبت بصره عليها:" وماذا عنكِ.... ألن تشتاقي لي؟!!!!"....
سألته أعمار حينها بعتب :" وهل يحتاج الشوق إلى إذاعة كي يكون حقيقيا ويبلغ المشتاق إليه؟!!!.... ألا تكفي العيون.... ألا يكفي احتضاني هكذا لك؟!!!!"
وعانقته أعمار بكل التوق الذي سيضطرم فيها مع غيابه..... وكان عناق أبلغ من أي حديث سبق وسكبته قيثارة حتى بالنسبة إلى أبيها.... وكانت متشبثة به بضراوة وتأبى انسلاخها عنه وكانت وكأنها تتوسله بألا يتركها وأن يظل هنا معها
وكانت آخر جملة قالها والدها قبل ركوبه الطائرة:" اعتني بها يا قيثارة.... إنها في عهدتك حتى أعود.... إنها شقيقتك الوحيدة!!!!!"
كان والدها آنذاك قد قام بطرد توت لأنه ضبط تعويذة سحر مدسوسة تحت وسادته وحينما استجوب الخدم ليتوصل لهوية الفاعل الدنيء أشار أحدهم على استحياء وبعد تردد خوفا من ألا يصدقه سيده بهمهمة وهو منكس الرأس تفيد بأنه لمح طيف توت وهي تغادر حجرة سيده منذ بضعة أيام.... لم يكن شمس يرتاب في رعاياه حينما قرر استجوابهم فكلهم تربية يديه ولا يبدر عنهم مثل ذلك فعل منحط خسيس... ولكن توت... إنها فعلا لا تروقه ولا يستريح لها أبدا.... إنها تقلب عيون ابنته أعمار.... تحولها لعيون لئيمة حاقدة على الحياة بأسرها.... ولكن إن بعض الظن إثم لا يحق له طردها بدون بينة واستنادا على شهادة أحد خدمه فقط، ابنته أعمار لن تسامحه أبدا حينها....
قرر أن يفتش حجرة المشعوذة كي يكتشف الحقيقة فمن تمارس مثل تلك طقوس دنيئة.... رائحة العفونة ستتجلى في حجرتها بمنتهى اليسر والسهولة، أظلم وجه توت حينما صارحها بنيته ولم يتجلى الاضطراب ولو لوهلة وجيزة عليها فإنها داهية!!!!.... وقالت له بتهديد ووعيد وهي ثابتة وتحدجه بنظرات نارية قاتلة :" لو فعلتها سأغادر بيتك للأبد وستعيش أعمار يتيمة فعلا.... وستتجرع الندم أطنان وسترى الأفاعي تطاردك في كل مكان...."
بُهِتَ من قولها فلقد رأى حقيقتها الشيطانية فعلا حينها.....
ولكن أعمار التي وصل لها ما يجري هرعت إليهما وهما في الرواق أمام حجرة توت وأنَّبَت أبيها من بين أنفاس لاهثة :" ويحك يا أبي ماذا تفعل، إن توت هي الريح المتبقي لي من أمي"....
سألها حينها والدها وهو مركز البصر عليها :" ولو كانت تدبر لأبيك شرا هل ستظلين تدافعين عنها وتوبخيني لأجلها؟!!!!"
اغروقت عيون أعمار بالعبرات فلقد كانت تعرف مدى شر توت الذي يتفاقم كل يوم أكثر من ذي قبل
قلبت بصرها يمنتا ويسارا وتمتمت وهي مطرقة الرأس فهي لم تقوى على مواجهة نظرات توت والتي لا شك كانت تزدريها وتمقتها :" لو دبرت لي شرا أنا أسامحها مهما بلغ مقداره ولكن لو خدشتك غير قاصدة أنا لن أغفر لها أبدا"....
أَسْفَر التفتيش في حجرة توت عن كتب سحر أسود وتعويذات مكتوبة بخط يديها وقطع قماش ملطخة ببقع دم جاف وجِلْد حيوانات مسلوخ....
فقط أخبرها بعدما اكتشف كل ذلك وهو مشمئز من التطلع نحوها :" اجمعي أغراضك وارحلي.... ليس لديك ابنة أخت هنا.... وإياك أن تقربي بيتي مرة أخرى أو تمتد يدكِ على ابنتي.... الله يحمينا من شرك أيتها الملعونة".....
هنا خرج صوت أجش لم تسمعه أعمار قبلا من توت وهي تصفق بيديها وتحوم حول أبيها:" معشر ملائكة البشر.... كفاكم نفاقا!!!!.... كلنا درجات من الشر بما فيهم أنت.... ابنتي زهر تجرعت الخيبة في زيجتها الأولى ولكنها معك اجترت نقائصك كاملة... أفرغت عليها شعورك بالذنب الرهيب لأن زوجتك الأولى سقطت ميتة ريثما بلغها خبر حمل ابنتي.... لم يكن ذنب زهر ولكنك رفعته فوق كاهلها كاملا وكأنها المتسببة فيه... حينما تقدمت لتتزوج ابنتي كنا نظنك ستحميها حتى من نفسك.... كنت متوسمة فيك خير!!!!.... زرعت الشقاء والبؤس في أرض ابنتي أيها الظالم.... نعم أنا أمقتك.... وتلك حفيدتي وليست ابنة أختي.... وهي أيضا ستمقتك يوما.... حينما تنقشع الغمامة من على عيونها ستعرف حقيقتك.... وحينها ستبغضك من كل شغاف قلبها.... ألا تريد أن تعرف ما الذي ستكتشفه حفيدتي ويحيلها مشمئزة منك... ستكتشف أنك لم تحبها يوما ولن تحبها أبدا!!!!...."...
ناشدتها أعمار من بين دموعها التي انسكبت منها مدرارا :" جدتي... اصمتي"....
أكملت توت غير آبهة بتوسلها :" أترى هي تعرف.... هي تعرف أنك تفضل تلك الشريرة عليها.... تفضل قيثارة عليها وتمنحها الأثرة.... أنت لا تحبها لأنها السبب في ملاقاة زوجتك الأولى حتفها.... لقد ظننتها لا تعرف ولكن اتضح أنها تعرف.... هي تعرف أنك ظالم وتعرف أنها ليس لديها سواي.... أنا وحدي أحبها.... ابنتك الأخرى حاولت مرارا قتل ابنتي وحفيدتي وحضرتك لم تحرك ساكنا.... تسترت عليها وحميتها.... على حساب من... على حساب شعور ابنتي وحفيدتي بالأمان والطمأنينة.... ولو تحبك أعمار أكثر مني فالأمان لا يعتريها مع أحد سواي..."
واستطردت ساخرة :" أتريد أن تعرف الغرض من التعويذة.... كان هدفها الوحيد أن تحب حفيدتي... كانت تعويذة فاشلة.... لأن السحر من الممكن أن يتسبب في الكراهية ولكنه لا يمكن أن يزرع المحبة... وكنت أعرف ذلك يقينا ولكني مع ذلك كتبتها مستخدمة كل خبراتي ومهاراتي... ومستعينة بكل الجن السفلي الذي يعمل تحت إمرتي... لم أرتضي أن أؤذيك ببث أي شعور آخر فيك لصلة القرابة التي تربطك بحفيدتي... وأنت تطردني من قصرك الرغيد"....
فردت توت ذراعيها وأردفت :" لم أهنأ أبدا به فابنتي لم تتذوق الفرح فيه.... لن أخسر شيء بمغادرتي هنا أبدا.... وأبشرك لن تعاني من رحيلي سوى ابنتك التي لا تحبها.... مسكينة فضلتك عليّ على الرغم من أنها تعرف حقيقة مكنوناتك حيالها...."....
توسلته أعمار بدموعها التي انسابت منها مدرارا وبصوت ينزف بكاءً مرير :" لا تدعها ترحل يا أبتي... أرجوك.... ستعتذر لك.... لن تكرر ذلك الأمر مرة أخرى.... توت طيبة في معدنها.... أنتم فقط من لا ترون هذا.... أرجوك يا أبتي...."
تنحنح والدها وأخبرها وهو محيد النظرات عنها وعاقد ذراعيه حول صدره :" دست لي تعويذة سحر... لا يمكن الوثوق بها".....
فردت أعمار راحتي يديها على ذراعيه وتضرعته :" لقد قالت أنها تعويذة حب"...
عاتبها والدها :" وأنتِ صدقتيها؟!!!"
أجابت وهي تلوح برأسها يمنتا ويسارا :" توت لا تكذب... وأنت تعرف ذلك.... بها كل الخصال السيئة إلا أنها ليست كاذبة..... أنت تتذرع بأي حجة واهية كي تطردها.... أنا لن أغفر لك أبدا حرماني من حبيبتي توت"....
برحيل والدها وجدتها.... بقيت أعمار وحدها في القصر.... كان هناك بعض الخدم... وكان الارتعاب يصطخب في زواياها باطراد رهيب... تكورت على نفسها في المطبخ مفترشة مقعد ملتصق بالحائط تراقب الخادمة السمين العجوز وهي تجمع أغراضها لترحل لبيتها...
سألتها أعمار بصوت يخالطه اللوم والعتب :" ستتركيني وترحلي؟"....
دنت منها الخادمة وقلبها يقطر إشفاقا عليها وأجابتها تهدهدها وهي تحتوي وجهها بين أكفها :" يا ابنتي أنتِ لستِ صغيرة... أنتِ فتاة عاقلة كبيرة لا تستسلمي للتوجسات... أعرف أنها المرة الأولى التي تبيتي فيها بدون أبيك وخالتك... ولكنك قوية وتستطيعين التغلب على أي وحش كاسر يتربص بك شرا وينتظر نهزة غياب ذويكِ"....
سألتها أعمار مستنكرة وهي تشخص ببصرها نحوها :" أنتِ هكذا تطمئنيني؟!!!... وحش وكاسر!!!!!"
هزت الخادمة العجوز رأسها نافية وأعربت لها بتمتمة تفيض إيمانا بها:" لا يا صغيرتي أنا أخبرك حقيقتك... أنتِ فقط من لا تعرفيها"....
وهي عند عتبة الباب هرولت أعمار في إثرها وتشبثت بها وتوسلتها :" خذيني معكِ.... أَبِيت وإياكِ.... حسنا يجب أن تعودي لأبنائك ولكن لمَ لا تصطحبيني معكِ... هل أنا فقط ابنة الرجل الذي يعطيكِ مرتبا شهريا وهل تحضيرك الطعام لي مهنة فقط بالنسبة لكِ.... ألا تحبيني ولو قليلا لتجعليني أرافقكِ لبيتكِ...."....
ردت عليها الخادمة وهي تغالب ترقرق دموعها تأثرا بحالها المتداعي:" لا يصح يا سيدتي أن تبيتي في مخدع فقراء.... أنتِ ربيبة حسب ونسب.... أنتِ..."
أولتها أعمار ظهرها وقاطعتها بصوت صلد وبعزة ابنة التبريزي :" ارحلي أنا لست بحاجتكِ...."
فتشت حجرتها مليون مرة قبل خلودها للنوم... فتشت حتى في القوارير التي يستحيل أن تحوي إنسيا فهي متناهية الصغر... أوصدت الباب عليها بالمفتاح... وأبدت انزعاجها واستيائها لأن مزلاج الحديد الذي كان يغلق بابها من الداخل به خلل ولذا لا يعمل أبدا... لقد كان والدها موجودا ولذا فهي لم تكترث قبلا لإخباره أصلا بحالة ترباس حجرتها... كفاها إذعانا لمخاوف بدون أساس تستبد بها... ستخلد للنوم.... ولن يحدث شيئا أبدا....
بعد تقلب على الفراش استمر لوقت طويل غلبها النعاس أخيرا وغطت في سبات عميق....
اعتراها شعور مرعب بغتة.... وكأن ثعبان يلتف حولها.... وينفث سمه الزعاف في رقبتها.... فتحت عيونها على وسعها مدركة أن الثعبان فعلا على سريرها يلثم رقبتها وينتوي بها شرا.... لوقاحته كان هو من أضاء نور مصباح المنضدية المجاورة للسرير....
" من الجيد أنكِ استيقظتِ.... لا أحب القيام بتلك الرحلة الممتعة وحدي.... أريدك أن تستلذي بها وإياي... أرجو فقط ألا تكوني باردة كأختك الكبيرة..."
سألته وهي هادئة تماما وكأنها معتادة على الصدمات المميتة طوال حياتها :" كيف دلفت لهنا؟؟"
مرر أنامله على وجنتها وأجابها :" بالمال يا صغيرتي.... اشتريت خادما وهو دس المنوم للبقية... وفوق ذلك عاونني كي أعثر على المفتاح لحجرتك.... الحاج شمس الله يمسيه بالخير حسن النية جدا خلف سلسلة مفاتيحه في صوانة سريره، عثرنا عليها بعد مجهود ضئيل من البحث...."
سألته بنفس ثباتها المنصرم :" ما الذي تريده مني؟!!!"
رد عليها وهو يبتسم عن شدقيه ابتسامة مستفزة مقيتة :" أنتِ تعرفين!!!!!"
سألته :" ولماذا أنا؟!!!"
حدجها تلك المرة ببغض وكراهية منقطعي النظير :" أنتِ أيضا تعرفين.... تتهمينني أمام أبيك وقيثارة أنني قاتل زبيدة.... وتحسبين أنكِ أيتها الصغيرة الحقيرة ستنجين بفعلتكِ؟!!!...".... تصدعت واجهته الجليدية وبان ارتعابه منها هي!!!!!!....
وانتصب واقفا وأردف وهو يحوم حولها:" أنتِ الدليل الوحيد المتبقي على إدانتي ولذا يجب أن أوصمك ببصمتي.... مقتلك سيثير الشكوك حتى ولو نفذته بعد عمر مديد من حادث زبيدة... شمس لم يعد يثق بي بعد ما قلتيه وكذلك قيثارة... أن تكوني عشيقتي يبدو الحل الأمثل بالنسبة لي!!!!"... ورفعها له وهمَّ بها....
تمتمت له :" كنت مرتعبة جدا منك.... لسنوات وأنا أموت هلعا منك.... "
انتفض مذعورا مبتعدا عنها حينما وصل إدراكه أنها هي من تقهقه ضاحكة وليس هو....
سمرت بصرها عليه وأعربت وهي متجهمة التقاسيم ومضيقة حيز عيونها :" لسنوات وأنا أتفاداك.... أخشى أن أراك فأفارق الحياة من فرط ارتعابي منك.... لسنوات كنت أظنك وحشا كاسرا.... لسنوات... وسنوات.... ولربما لن تُدرك يوما كيف انتزعت مني بمنتهى الوحشية أحلام طفولتي وإيماني ببراءة البشر في تلك الحياة.... لسنوات وسنوات كنت أهلع من مجرد ذكر اسمك.... ولكن وأنت تتقهقر الآن وجلا مني.... أدرك أني كنت سخيفة جدا لأخشى جرذ وأرفعه لمرتبة الوحش العملاق...."....
نفض عنه اضطرابه بسبب كلماتها الحقيقية جدا.... والتهم الخطوات التي تعزله عنها وأعرب بزمجرة ثور هائج :" الآن ستفقدي طهارتك للأبد"....
كزت على أسنانها وتمتمت له :" أنت دوما تقلل من شأني.... لتعاوني روحك الشريرة يا توت.... كلموت سنتوت لتتعفن وتموت.... "...
لم تكن تعرف شيء فعلا عن السحر.... ولكنها قالت أية ترهات ولكن بدى أنه صدقها فلقد تراخت قبضته عنها لوهلة وجيزة جدا ولكنها انتهزتها وحملت مصباح المنضدية المجاورة للسرير وهوت به بكل قوة على رأسه وقبل أن يستفيق كانت تشرع نافذة حجرتها التي أوصدتها جيدا جدا قبل خلودها للنوم وتنزل منها للأرض مستخدمة ماسورة الماء.... هي تجيد التسلق والهبوط جيدا.... سواء كان شجر.... سواء كانت مواسير.... هي قردة على رأي أبيها....
يبدو أنه استفاق... هو ومعاونه هنا، وباقي الخدم نيام..... بالتأكيد سيحاولا أن يُجهزا عليها.... ليست معاونة قوى الشر من تنجيها فقط إرادة ربها لها.... ربها هو العدل حتى لو ظن أي مجرم خلاف ذلك.... أطلقت ساقيها تسابق الريح، وفي غضون وهلات وجيزة كانت تتسلق سياج القصر الخارجي وتركض في الشارع.... ريثما بلغت الطريق أطلق صوتها ضجيج :" النجدة.... جرذ في حجرتي والكل نيام!!!!!".....
انتباه الناس لها وتجمهرهم حولها يحميها من أي سوء ينتويه شكري ويحدق بها.... كان أمامها بيتان... بيت قيثارة.... وبيت توت.... كانت يجب أن تستنجد بتوت إلا أن أقدامها ساقتها رغما عنها لقيثارة!!!!....
وقفت قيثارة في منتصف الدرج مبدية حنقها وامتعاضها من صوت أختها الجهوري المزعج الذي أيقظ الأموات المدفونين تحت الثرى...
" جرذ يفعل بكِ كل ذلك!!!"...
كانت تزدريها وتستخف بها
ردت أعمار بحدة تحضها :" بل يفعل بنا... وعلينا أن نجليه من أرضنا فما جزاء من ينتوي السوء بعرضنا"....
انكمشت أحداق قيثارة وسألتها بريبة وهي تدنو منها :" على ما تحرضيني؟!!!... وما الذي وقع لكِ فعلا؟!"
سألتها أعمار وابتسامة تأمل رقيقة تفارق ثغرها :" هل أنتِ مرتعبة عليّ؟؟؟...."
ذكرتها :" أنا في عهدتكِ حتى عودة أبي.... هو اصطفاكِ ليوصيكِ عليّ... "....
ومدت لها يدها وأردفت :"بإمكاننا أن نبدأ صفحة جديدة... سامحيني لأني حرمتك من أمك... وأقسم لكِ أني أسامحكِ على محاولاتك الدءوبة لإخماد أنفاسي منذ مولدي"....
بدت قيثارة مترددة حائرة خجلة من كرم قلب الصغيرة... ترى يدها الممدودة شعاعا ينتشلها من وهدة شقائها.... مغناطيسا قويا يجتذبها...
وحينها اقتحم شكري البيت وهو يزمجر بثورة محتدمة :" ما الذي تفعله السافلة هنا؟!!!!"
سألته قيثارة بهدوء :" ما الذي فعلته؟!!!!"
اقترب من زوجته وقال مشمئزا وهو يلوح بكتفيه :" تصوري... دست منوم للخدم في قصر أبيكِ.... ووافتني في المزرعة وأنا أكدح لأجلنا جميعا وقالت كلاما يعجز لساني عن تكراره عن مدى إعجابها بي وعن أن القصر يصلح خلوة لنا فالكل يغط في سبات عميق وكلام آخر مقرف جدا يا قيثارة لا أستطيع أن ألوث آذانك به.... وحينما قذفتها مشمئزا منها كشرت عن أنيابها والتقطت مزهرية من مكتبي وقذفتها نحوي وواتتك لتنتقم مني لأني عففتها"....
تنهدت قيثارة وقالت بنعومة وعرة مصطنعة التأثر بمصابه... والالتياع لحاله :" مسكين يا شكري وهل الجرح في رأسك عميق؟!!!!....."
تنحنح وتمتم لها :" أنا بخير"...
أومأت قيثارة وتفوهت معارضة له من بين مطحنة أسنانها :" إذاً قل ما تظن أنه سيلوث آذاني... أحب معرفة كي حاولت إغوائك ابنة التبريزي!!!"...
رفرف بأهدابه تلبكا وسرعان ما استجمع شتاته وقال باضطراب خرج فاضحا له رغما عنه :" قالت أنكِ باردة وعجوز وأنها صبية يافعة.... وأنها ستسعدني"....
ذكرته قيثارة :" لديها ثلاثة عشر عام فقط يا شكري!!!!"....
قال مصمما والاضطراب جليا على قسماته :" ولكنها ساقطة وشائنة التصرفات مثل أمها"...
ردت قيثارة بهدوء وهي تطلق تنهيدة رتيبة :" معك حق هي مثل أمها"...
ونقلت بصرها يمنتا ويسارا ونوهت مستهجنة:" كيف نسيت ذلك؟!!!!"
لم تكن قيثارة فقدت بصرها بعد... اقتربت من أعمار بخطى رتيبة متراخية.... وسألتها وهي مركزة بصرها عليها :" ما قولك في ذلك؟!!!"
ردت عليها وهي مشمئزة من رد فعلها الفاتر اللزج المهين لأمها:" وما رأيك أنتِ؟"...
هوت صفعة مربدة على وجنة أعمار فترنح جسدها وتناهى لسمعها قيثارة وهي تعرب باحتقار بَيِّن لها :" أنتِ مثل أمك تماما.... خطافة رجال"...
واستطردت ببلادتها المعهودة ريثما يختفي أبيها فهي تمثل أمامه دور الابنة المحبة العذبة الرقيقة ولكن في غيابه يستوحش فيها تحجر الأحاسيس فتصير قطعة صلدة من جرانيت :" أبتي ترككِ في عهدتي وإلى أن يعود سأحمي شرفه من إهراقكِ له... سأحبسك في حجرة ببيتي... لا تقلقي... ملتحق بها مرحاض لتقضي حاجتك... وسأمرر لك الطعام عبر شق الباب السفلي.. أريدك مطيعة وهادئة.... وإلا فإني سأضطر لأخبر أبي بأني رأيتك بأم عيني تحرضين زوجي الطاهر ليرتكب الفاحشة معكِ......"
________________________________________

بنت أرض الكنانه 05-01-16 07:29 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
https://pbs.twimg.com/media/CQRqNWGWsAABela.jpg

بنت أرض الكنانه 05-01-16 07:34 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
http://img.khleeg.com/imgcache/2013/09/170331.jpg
http://img.khleeg.com/imgcache/2013/09/170331.jpg
http://img.khleeg.com/imgcache/2013/09/170333.jpg

بنت أرض الكنانه 05-01-16 07:39 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...c0P_7-Q1N_AvXc
http://www.haeaty.com/up/uploads/1373243842692.jpg

بنت أرض الكنانه 05-01-16 07:41 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
http://kl28.com/portal/images/upload...32009_6_01.jpg

بنت أرض الكنانه 05-01-16 07:42 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
http://girls-names.ws/images/img_12/...44509498a5.gif

بنت أرض الكنانه 05-01-16 07:43 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
http://up.graaam.com/uploads/imag-6/...c3436f0d37.jpg

بنت أرض الكنانه 05-01-16 07:45 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
http://up.graaam.com/uploads/imag-6/...66d576bb33.jpg

بنت أرض الكنانه 05-01-16 07:47 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
http://i48.servimg.com/u/f48/13/38/17/92/uooo10.jpg

بنت أرض الكنانه 05-01-16 07:48 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/i...PUDU1B1dtHIyNQ

بنت أرض الكنانه 05-01-16 08:03 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...z9mP2MyyrtD1OQ

بنت أرض الكنانه 05-01-16 08:04 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
http://www.alhadeeqa.com/vb/imgcache/2011/05/25.jpg

honayda 05-01-16 08:29 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
السلام عليكم اهلا زهورة الحلوة مشكوووووورة على الدعوة الشرف ليا حبيبتي ليا عودة بعد قراءة الاجزاء

بنت أرض الكنانه 05-01-16 08:36 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة honayda (المشاركة 3587687)
السلام عليكم اهلا زهورة الحلوة مشكوووووورة على الدعوة الشرف ليا حبيبتي ليا عودة بعد قراءة الاجزاء

وعليكم السلام
تسلمي حبيبتي
جبرتي بخاطري
اتمنى تعجبك
ولو مش عجبتك سيبيها ولا يهمك
يكفيني ذوقك
شكرااااا

بنت أرض الكنانه 05-01-16 10:14 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
غيرت اسمي ....... انا بحلة جديدة........... تسلموووووووووووووو

بنت أرض الكنانه 05-01-16 11:02 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رحاب المانوليا 05-01-16 11:18 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
بسم الله الرحمن الرحيم

يسعد مساك ومساء كل الليلاسيين
مبروك ع الرواية مع انها متأخرة عاد ماقريت الا الجزئية الاولى وان شاء الله اخلص باقي الاجزاء عجبني الغموض خاصة وان الرواية تتكلم عن فئات مختلفة وتناقش مواضيع مختلفة والحلو انها تتكلم عن الماضي يعني اكثر من جيل رائعة عزيزتي

بنت أرض الكنانه 05-01-16 11:25 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحاب المانوليا (المشاركة 3587776)
بسم الله الرحمن الرحيم

يسعد مساك ومساء كل الليلاسيين
مبروك ع الرواية مع انها متأخرة عاد ماقريت الا الجزئية الاولى وان شاء الله اخلص باقي الاجزاء عجبني الغموض خاصة وان الرواية تتكلم عن فئات مختلفة وتناقش مواضيع مختلفة والحلو انها تتكلم عن الماضي يعني اكثر من جيل رائعة عزيزتي

تسلمي يا رحاب
يسعد مساكي
الله يبارك فيكي
كويس انك لحقتيها في الطور ده
لاني ماشيه فيها دلوقت بسرعة وهخلصها قريبا باذن الله
هي طويلة جدا اتمنى تعجبك وعزيمتك ما تفترش لاكمالها
اه انا غامضة من يومي ولسه اللي جاي احلى
اصل انا عجوزة فطبيعي ابقى شايفة العواجيز لسه شباب وما عاشوش حياتهم
تسلمي يارب
اخيراااااااااااااا رد حلو النهاردة
تسلمي ونورتي

بنت أرض الكنانه 05-01-16 11:52 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55::55::55::55:

نجمة ساطعة 06-01-16 09:51 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صدقت لما بعتى لى على الخاص يا
وحشتينى ياامونة
طمنينى عنك كيفك واشو اخبارك وكيف ظروفك ان شاء الله منيحة
من زمااااااااااااااان ما حكينا
كنت متابعاكى اكثر من مرة فى نفس الرواية
ومتشوقة لتكمليها حتى اخر فصل
مشان اتابعك اولا باول
بصراحة افتقدتك جدااااااااااا

نجمة ساطعة 06-01-16 10:02 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
خلصت قراية الفصول كلها
وقلت لكى اكثر من مرة كما اذكر
بحب اسلوبك جداااااااااااا
وثقى بنفسك وكملى لاخر فصل
زبرجدة وسلمان
ومصطفى وتبر
قيثارة الشريرة
واعمار ووحدتها
وباقى الابطال
يسلمووووووو عىل الفصول الجميلة
ويعطيكى العافية
متابعاكى
وبانتظار الفصل القادم
ودى

عالم خيال 06-01-16 10:59 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
شاكرة لك دعوتك لي لقراءة الرواية
سأحاول ذلك في أقرب فرصة فقد قرأت بداية الفصل الأول وأعجبني ما قرأت
سأوافيك برأيي في ما سأقرؤه في أقرب فرصة إن شاء الله

bluemay 06-01-16 04:43 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
هلا ومرحبا بعودتك وبحلتك الجديدة
يا بنت ارض الكنانة

مشتاقة لابطالنا

ومتل ما قالت الخاشعة

بدي ارجع للفصول الماضية لنعش ذاكرتي

سامحيني ع التقصير

بس ظروفي صعبة هالفترة ومضغوطة بشغلي كتير
ومنتقلة لبلد جديد و وضعي مش مستقر

بس قلبي معك
ومتمنية تنهيها ع خير وسلامة
ونتوجها بالمكتملة إن شاء الله

تقبلي مروري وخالص ودي

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

الخاشعه 06-01-16 10:38 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
السلام عليكم
ما شاءالله الرواية عاده لها قرائها ...فياليت ماتحرمينا منها
ويصير تنزيل البارتات ورى بعض ....حامي حامي لا يبرد
الحماس
متعه عجيبه لما قريت الروايه بسترسال ....كأني عايشه معهم
جميل ورائع ما تكتبين مشمش...شكرا

Maysan 06-01-16 10:50 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
يالله كتبت رد طويل وضاع بضغطت زر 😖😖.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مشكوره ياعمري على دعوتك لي.. أنا للامانه قرأت جزئية بسيطه ولسى باقي لي مشوار على ماأوصل لأخر بارت نزلتي .. نأتي للروايه انا أحب أقرأ الروايه المخلوطه عربي وعاميه او عاميه ماأميل للفصحى كثير لكني أقرأها لو جذبتني .. روايتك شدتني فيها غموض لطيف .. اللي أعجبني وصفك للاحداث وللشخصيات حسيت نفسي أعيش معهم بنفس المكان 😁.. بعض الاسماء مافهمت معناها ؟!! .. راجعه بإذن الله لإكمالها حسب ظروفي بس صبرك علي ههههه ..
ربي يسعدك ،، دمتي بخير ..

بنت أرض الكنانه 07-01-16 12:19 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة ساطعة (المشاركة 3587839)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صدقت لما بعتى لى على الخاص يا
وحشتينى ياامونة
طمنينى عنك كيفك واشو اخبارك وكيف ظروفك ان شاء الله منيحة
من زمااااااااااااااان ما حكينا
كنت متابعاكى اكثر من مرة فى نفس الرواية
ومتشوقة لتكمليها حتى اخر فصل
مشان اتابعك اولا باول
بصراحة افتقدتك جدااااااااااا

انا افتقدتك اكتر بكتير
وحشتيني يا جيجي
انا حبيت اقولك اني بكملها
مش فكرة احباط
كان عندي امتحانات استغرقت قرابة 4 شهوراااا
ظروف مرض في عائلتي
تشكيكي في حرمانية الكتابة
وتوصلي لقناعة ان ارسم لوحة بيضاء غير ملطخة باي شيء قد اندم عليه مستقبلا
هكملها اخيرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
ربنا يخليكي ليا :peace::peace::peace::peace::peace::peace::peace::peace::pea ce::peace::peace::peace::peace:

بنت أرض الكنانه 07-01-16 12:22 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة ساطعة (المشاركة 3587841)
خلصت قراية الفصول كلها
وقلت لكى اكثر من مرة كما اذكر
بحب اسلوبك جداااااااااااا
وثقى بنفسك وكملى لاخر فصل
زبرجدة وسلمان
ومصطفى وتبر
قيثارة الشريرة
واعمار ووحدتها
وباقى الابطال
يسلمووووووو عىل الفصول الجميلة
ويعطيكى العافية
متابعاكى
وبانتظار الفصل القادم
ودى

اعمار وزبرجدة واحد
قيثارة دي عسل انا دايما بحب الشخصية الشريرة جدا لانها اللي بتحلي اي فكرة وتلمعها
الفصل الجاي حلو فعلا
تسلمي يا جيجي
انا محرجة من ذوقك العالي
:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::danci ngmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonk eyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:

بنت أرض الكنانه 07-01-16 12:24 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عالم خيال (المشاركة 3587852)
شاكرة لك دعوتك لي لقراءة الرواية
سأحاول ذلك في أقرب فرصة فقد قرأت بداية الفصل الأول وأعجبني ما قرأت
سأوافيك برأيي في ما سأقرؤه في أقرب فرصة إن شاء الله

شاكرة تلبيتك للدعوة اتمنى تعجبك حين تقرئيها
نورتي :55::55::55::55:

بنت أرض الكنانه 07-01-16 12:27 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3587907)
هلا ومرحبا بعودتك وبحلتك الجديدة
يا بنت ارض الكنانة
تسلمي يا ميمي يا هلا بيكي
مشتاقة لابطالنا

ومتل ما قالت الخاشعة

بدي ارجع للفصول الماضية لنعش ذاكرتي
على فكرة مش شرط انا كقارئة معتادة اقرا الرواية من المنتصف واكملها للاخر لو عجبتني ارجع لها من الاول بس انا طبعا مش مقياس اتمنى تعجبك التطورات باذن الله
سامحيني ع التقصير
كفاية ذوقك ورقيك واحتضانك ليا وللرواية تسلمي حبيبتي
بس ظروفي صعبة هالفترة ومضغوطة بشغلي كتير
ومنتقلة لبلد جديد و وضعي مش مستقر

بس قلبي معك
ومتمنية تنهيها ع خير وسلامة
ونتوجها بالمكتملة إن شاء الله
ان شاء الله ربنا يعينك
تقبلي مروري وخالص ودي
نورتي يا ميمي
«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

:55::55::55::55::55::55::55::55::55:

بنت أرض الكنانه 07-01-16 12:37 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخاشعه (المشاركة 3588024)
السلام عليكم
ما شاءالله الرواية عاده لها قرائها ...فياليت ماتحرمينا منها
ويصير تنزيل البارتات ورى بعض ....حامي حامي لا يبرد
الحماس
متعه عجيبه لما قريت الروايه بسترسال ....كأني عايشه معهم
جميل ورائع ما تكتبين مشمش...شكرا

وعليكم السلام
انا رواياتي تتقرا كلها على بعضها مش حتة واحدة اي نو ذات
انتي تشجيعك ليا بيبث فيا حماسة عجيبة فلا تقلقي مش هغيب
انا برضه بشتغل وعندي ظروف عائلية
فالتمسوا لي العذر
يعني النهاردة كان يستحيل اكتب سطر او حتى اعرف اخش
انا هقولك سر
انا مؤجلة كتابة القصة دي بقالي خمس سنين لغاية ما حمضت مع الفكرة
مش هغيب هذا وعد الا اذا مت وهذا حق
بس فعلا كفاية شهرين واغسل ايدي من حمامة الارباش واتشاهد
هو انا طبيعتي اني لما بكتب بارت ببقى منتظرة رد الفعل عليه عشان اعمل عكسه مش بحب امشي مع التوقعات
انا دايما بتعامل مع الاحداث بمرونة
يعني ممكن تكون الاحداث شيء لكن الحقيقة تكون شيء اخر
فلما مش بلاقي رد فعل بتبقى مهمتي اصعب
اني اخالف توقعاتي انا وده شيء بيبقى عسير عليا جدا
بصي هو انا مجنونة حبة بس حاليا انا فاهمة نفسي
انا بشكر محبتك للرواية تسلمي وهخلصها هذا وعد قريبا

بنت أرض الكنانه 07-01-16 12:44 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنان الياسمين (المشاركة 3588028)
يالله كتبت رد طويل وضاع بضغطت زر 😖😖.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مشكوره ياعمري على دعوتك لي.. أنا للامانه قرأت جزئية بسيطه ولسى باقي لي مشوار على ماأوصل لأخر بارت نزلتي ..
وانا رغاية فاتمنى مشوارك ما يبقاش طويل
نأتي للروايه انا أحب أقرأ الروايه المخلوطه عربي وعاميه او عاميه ماأميل للفصحى كثير لكني أقرأها لو جذبتني ..
انا عكسك وان كنت انحني اعجابا لروايات عامية فاقت كل معايير الجودة والروعة زي روايات انفاس قطر ومالي اراك عصي الدمع وعشاق من احفاد الشياطين وزينة هي الموت والمنعوت والنجوى وغيرهم
بس الفصحى هي لغة القران والفصحى هي ما توحد بين الشعوب العربية

روايتك شدتني فيها غموض لطيف .. اللي أعجبني وصفك للاحداث وللشخصيات حسيت نفسي أعيش معهم بنفس المكان 😁.. بعض الاسماء مافهمت معناها ؟!!
تبر تعني ذهب.... زبرجدة حجر نفيس.... ريح الخزامي نبات طيب الرائحة.... روكسان صخرة.... أزاهير هي زهور....
.. راجعه بإذن الله لإكمالها حسب ظروفي بس صبرك علي ههههه ..
ربي يسعدك ،، دمتي بخير ..

هنتظر عودتك واتمنى تكون قريبة نورتيني :dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:

بنت أرض الكنانه 07-01-16 12:47 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
ممتنة لكل من كتب تعليق هنا
نفختم في عزيمة قوية
شكرا لكم

بنت أرض الكنانه 08-01-16 12:55 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
كان من اطول الفصول اللي كتبتها في حياتي وانهيت الثاني عشر اخيرااااااا بعد ما استنفذني انا حبيت البارتوت ده لان فيه بانوراما حلوة على الاحداث وفيه بتظهر معظم الشخصيات اتمنى اشوف راي على الفصل 12 كاملا لاني فعلا بشوفه من احلى بارتات القصة احداثا وان لم يكن احسنها لغة ووحشتوني
لما نشوف رايكم في الثاني عشر نبقى ننزل الثالث عشررررررررررررر سلام
انا احب اعرف توقعاتكم وشكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
نسيت اقول الجزء الاول من البارتوت يعود لقصيدة اعشقها لنزار قباني

سلمان
من أين يأتينا الفرح؟
ولوننا المفضل السواد
نفوسنا سواد
عقولنا سواد
داخلنا سواد
حتى البياض عندنا
يميل للسواد
منذ ثلاث شهور كانت حالتها المتداعية تنخر فيه وود لو فسر لها إخفائه لأمر زواجهما حينما خُطِبَت لعلي، ولكنه تذكر كافة الوقائع فأبى عقله أن يصدق أن فتاة حقيرة مثلها من الممكن أن تكون ضائعة في غياهب النسيان... إن أعمار زبرجدة داهية وماكرة باعتراف كل من عاشرها بمن فيهم منصور ابن عمها والذي كان صديق مقرب له في وقت مضى، إن منصور لم يفتأ عن نعتها بسيدة الأقنعة وبالمتحجرة في أحاسيسها وكان يبدي عجبه وعدم تصديقه لفكرة أنها وقعت في غرام سلمان فعلا وبعثت لوالدها خطابا لتخبره بذلك ولتطالبه بالمباركة على زواجهما.... إن أعمار زبرجدة تبعا لرأي قريبها لا ترفرف بأهدابها تأثرا لرؤية منظر الدم ولو لطخ وجهها.... ولم تكن تتورع عن افتتاح ذبح الضأن الذي يخص والدها بمناسبة عيد الأضحى... إنها رابطة الجأش في أشد المصائب وبليدة لا تسلك الشفقة قلبها....
ماذا كان عليه أن يخبرها... أنها من جعلت شمس الحب تغرب عن سماء حياته.... أنها أحالت أحلامه في لحظة ركاما متطايرا... أنه يمقتها مهما كان يهواها.... ولا ولن يضع بها يوما مثقال ذرة من ثقة....
وشرد بتفكيره حينما داهمته الذكريات التي دفعت الأحزان لتعربد فيه عبر أمد طويل...
" حسنا.... أنا سأبر بالتزامي لك.... سأدعك تسمع أعمار زبرجدة بنفسك وهي تتحدث عن رغبتها في الزواج بعلي... أنا من ستدلف لحجرتها بالمشفى وأنت ستسترق السمع خارجا.... لا تجفل هكذا.... هي بالمشفى لأن إجهاضها لجنينك تسبب لها في مضاعفات طبية خطيرة استلزمت بقائها فيها إلا أنها تجاوزت مرحلة الخطر الآن وعلى وشك المغادرة... علي كان القلق ينهشه عليها وظل بجوارها طوال مدة مكوثها هنا... لم نخبره بطبيعة العملية التي خضعت لها زعمنا أن الزائدة الدودية انفجرت لديها ولذا أحضرناها لهنا.... أنت أدليت بأنها لو نطقت أمامك برغبتها في التخلص من تلك الزيجة فإنك ستحررها فورا.... لا تنسى ما سبق وأدليت به.... لأني أعد ما تفوهت به سابقا يمينا قطعته على نفسك وأقسم.... حسنا أنا لا أحب القسم ولا أطيقه!!!.... ولكن إن حنثت بهذا اليمين سترى كيف يكون على الأرض الجحيم"....
هكذا أخبرته توت وهي حانقة لاضطرارها مجاراته فيما يريد.... بدت متوجسة قليلا من شيء ما لم يفهم كنهه.... ولكن الظلال السوداء التي كانت تغمر تقاسيمها رغما عنها وهي تتحدث وتحاول بشتى الطرق نفضها كانت تشي بشيء مريب!!!!!
دلفت توت للحجرة وخلفته يسترق السمع ولا يجسر على النفاذ للداخل من فرط ارتعابه أن يكون فعلا مخدوع وأن يرى ما تزعمه قيثارة وتوت وينكره هو... جليا وصارخا على تقاسيم أعمار زبرجدة....
سألتها توت وهي تتنحنح وتحاول طمر اضطرابها:" مستعدة للمغادرة.... لم تخلفي شيء هنا؟!!!!"
تنهدت أعمار وأجابت :" لا.... ولكن علينا انتظار علي، هو هاتفني وقال أنه سيوافينا لينقلنا.... لكوخي الذي لا يعجبك يا توت"..... تجهم صوتها مع العبارة الأخيرة
وساد الصمت هنيهة ثقيلة لتقطعه أعمار بتردد :" توت.... أعرف أنكِ متأرجحة الرأي بخصوص علي، وأنكِ.... حسنا أنتِ تفهمين وأنا أفهم.... لا داعي للخوض في هذا الحديث ولكنه أكثر المحيطين بي صدقا، ليس مبتزا طامعا مثل محمود أو متغطرس بغباء مثل ناصر... أنا لا أعرف الحب يا توت أنا فقط أعرف أن علي يناسبني...".... كانت مناشدة خالصة توجهها لتوت
وسألتها توت غير عابئة باسترسالها المنصرم وهي تسبر أغوارها:" محمود يهددك؟!!!"
أجابت أعمار بتململ وهي تطلق تنهيدة ساخطة:" كانت غلطة رهيبة لا يمكنني الفكاك منها وهو لا يفتأ يبتزني بها"....
أعربت توت ببلادة :" ربما علينا أن نُجْهِز عليه!!!!"
هتفت أعمار فورا بجزع حقيقي وهي تحجم توت عن الاسترسال في الحديث بتثبيتها يدها على فم توت :" لا... محمود لا.... أَبْعِدي شرورك عنه يا توت.... إنه ضحيتي!!!.... ضحيتي أنا فقط.... هو ليس مذنب أبدا... أنا استغللته يا توت.... آه يا الله.... لمَ لا يفتر هذا الشعور الذي صار يداهمني في الأونة الأخيرة؟؟.... بأني أدفع بمحمود إلى التهلكة وأحفر قبره بيدي!!!!"....
سألتها توت غير مكترثة بيأسها الذي استشرى فيها بدون سبب بَيِّن :" لن تعاودي البلدة بعد!!!"....
تناهى لسمعه صوت أعمار تجيبها وهي محتقنة الغضب وتكز على أسنانها :" متى ستلتزمين بالصمت يا امرأة؟!!!!.... تعرفين أني لا أستطيع الأوبة.... أنا هاربة!!!!.... حالة أبي.... أنا المتسببة فيها.... لم أصل لدرجة بلادة إحساس قيثارة بعد لأري والدي متيبس بسببي وأزعم أمام الناس أني أراعيه!!!!"....
علقت توت بصوت يتجلى منه الازدراء لأعمار:" حسنا لا تؤوبي.... أنتِ حرة... حينما تنشب قيثارة مخالبها في وَفْر أبيك لا تزعمي أني لم أحذرك.... أنتِ ضعيفة وجبانة وغبية.... ".....
تمتمت أعمار بتململ ونفاذ صبر حينها، وكأنها تختنق وتسعى بكل طاقتها لاستنشاق الهواء.... ليُبْقِيها على قيد الحياة:" أين هو علي.... أنا بحاجته... هو الوحيد الذي يفهمني ويستوعب دواخيلي!!!!!"
رددت توت بغلظة قلب معقبة عليها:" سيبصق عليكِ حينما يعرف الحقيقة التي نخفيها عنه.... لا يمكن طمر سر للأبد..... هذا لا يمكن"..... وكأنها تستلذ بأناتها..... إن توت تبغض حتى نفسها ولذا فقلبها لا يمكنه أن يَكِن المحبة النافعة حتى لفلذات أكبادها....
خيم الصمت عليهما حتى خُيِلَ لسلمان أنهما يثقبا بعض نظرا
تنهدت أعمار واعترفت وهي تحك فروة رأسها وتُنْزِل جسدها ليستقر على حافة الفراش :" أنا مثلك يا توت فلا يمكنني لومك.... أنا أيضا أستمتع بوصب من أحب.... أورثتيني حبك المريض فتلونت حياتي بنكهة الخواء.... "....
وحادت ببصرها وتفوهت بصرامة وهي جامدة المحيا :" اغربي عن وجهي يا توت.... أنا لن أغادر معكِ".....
تحدتها توت وهي تقترب منها وتزعم الرثاء لحالها وترفع حاجبيها :" أنتِ بحاجتي فأنتِ ناشفة العود.... الإجهاض استهلك الكثير من صحتك... "....
زأرت أعمار حينها وهي تقذف مزهرية كانت تحتل طاولة مجاورة لها وأوداجها منتفخة من فرط الغضب:" لا تكرري سخافات قيثارة.... أنا أشمئز من كلتيكما.... طعنتما في السن ولا أمل ينبثق منكما"....
_______________________________
بسنت
" ابنة المدينة الملتصقة ببعضها احتلت مكانك ودفعت بمنصور ليركلك خارج حياته.... وأنتِ مستكينة للأمر وباستثناء حثك للبنات لتعكرن صفو حياة أبيهن لا تقومي بأدنى شيء... ".....
قالت ريانة باحتقار لابنتها بسنت الخاملة تماما والتي لا تكف عن النوم.....
تململت بسنت منزعجة وهي تحك فروة رأسها بكلتا يديها :" أوصدي النور أريد استكمال سباتي"....
هبت ريانة تزجرها وهي تشوح بيديها :" فعلا أنتِ في سبات... أنا مشمئزة من عدم تحريكك ساكنا... نحاك منصور عن عالمه المترف وأنتِ لا تسعين للقصاص منه"....
ثبتت بسنت بصرها عليها وابتسامة مريرة باهتة تتشقق عن ثغرها:" هو قال أنني سعيت لاغتياله حينما كان يقوم بعمل في القاهرة... التحريات التي قام بها كشفت تورط أخي وأبي في الأمر.... أعتقد أنه محق في رغبته التخلص مني.... أوصدي النور... أريد أن أنام".....
صاحت ريانة مزمجرة وهي تكيل لها الضربات والثورة محتدمة فيها :" بمَ تتهميني يا ابنة بشير.... تصدقين خزعبلات زوجك وتوجساته فينا.... هو كان يفتش عن أية حجة ليغسل يده منكِ ويقذفك خارج حياته...."...
وبان الاضطراب جليا على سيمائها وهي تردف بتلعثم حاولت مغالبته :" حسنا... أخوك كان مسافر القاهرة وقت حادث زوجك لكن..... حسنا... لا تنظري لي هكذا.... منصور مقطر علينا.... هو لئيم معنا....البخل فيه شيمة وخلائق حيالنا نحن فقط.... وأنا وأبوك وأخوك كان من حقنا أن نحيا رافلين في ثوب الرغد.... فأنت ابنتنا وأنت متزوجة رجل فاحش الثراء.... ولا يصح أن يكون شحيح هكذا.... نرى النعيم الذي تحيين فيه ونتطلع لمثله.... هذا حقنا!!!!"....
وبختها أمها وبكتتها :" لمَ أجهضتِ جنينك الأخير.... كان ليصير ورقة رابحة في أيدينا الآن... فهو لم يكن ليقدر على سلخه عنكِ وحرمانك منه فالأم هي الوحيدة التي تصبر على وليدها في سنواته الأولى... كان ليصير ذريعة تسمح لنا باقتحام عالمه من جديد".....
ردت بسنت وهي تعاود الاستلقاء لتغمض عيونها وتزعم عدم الاكتراث بكل ما ترزح تحت وطأته :" شكك في نسبه.... بدايتي المشينة معه لا يستطيع أن يجتازها... اشترط علي.... ليغدقني نقودا طائلة حين انفصالنا أن أقتل نبتته التي زرعها في أحشائي.... تبر تحول بيننا.... تلك التبر لكم أكرهها.... لطالما قارنني بها.... سذاجتها مقابل لؤمي.... براءتها مقابل فحشي.... النتيجة لم تكن يوما لصالحي.... أوصدي النور أريد أن أنام.... سأستفيق يا ريانة.... كوني على يقين ولكن ليس الآن.... أنا ابنتكِ ولذا لا تركني للهواجس بأني لن ألملم شتاتي لأصير أسوأ مما كنت.... عديها مرحلة نقاهة.... كما تقول الفتيات في المسلسلات"....
تفكهت بسنت على نفسها بمرارة وأوصدت عيونها عل خلدها يرتحل إلى بسيطة النوم الضبابية فهناك فقط تشعر بالراحة والسكينة واستقرار البال!!!!!....
إلا أن ريانة لم تسمح لها.... أحكمت عليها قبضة فولاذية وعنفتها متفوهة من بين أضراسها:" لا يا ابنة ريانة... أفيقي... وأنصتي لي... بسببي غادرتِ عالم الإملاق الذي نرزح تحت وطأته... بسببي صرتِ مترفة... بسبب نصائحي وتوجهاتي تزوجتِ منصور... لولاي لصرت الآن متزوجة معدم ونضارتكِ مفقودة وحالكِ كفاف... تحسبين عدد اللقيمات التي تدفعيها لثغرك وتشعرين بالذنب لأنكِ ابتلعتيها ولم تعطيها لأبنائك... تتطلعين لثياب بسيطة جدا ومع ذلك لا تستطيعي ابتياعها لأن كيس نقودك خاوي.... لا.... لم تكوني لتمتلكي كيس نقود أصلا.... الشتاء كان ليهدد دارك فهو مبني من الطوب النيء ومعرض لخطر الانهيار أمام أية زخة من الأمطار.... كنتِ لتعيشي بائسة جدا.... أنتِ الآن مترفة... رغم أنكِ مطلقة... فمرحلة النقاهة التي تمرين بها الآن كانت لتكون رفاهية لو استمررت فقيرة معدمة".... كانت تسخر منها بقساوة....
صححت لها بسنت وهي متلحفة بزي البرود وتخفي المرارة المتشعبة فيها رغما عنها :" لم تحرمي نفسكِ يوما من شيء لأجلنا يا أمي العزيزة.... حرمتينا نحن كل الأشاوات بما فيما رقدة الأجفان كي نحقق لكِ هدفك في الحياة ونصير فاحشي الثراء... دفعتِ أختي لتتخلى عمن تهوى وزوجتيها لرجل يكبرها بخمسين عام فقط لأنه أجزل لكِ العطاء.... لم تحتمل تلك الحياة العجيفة الميتة فوقعت في الخطيئة وحينها كثرت السكاكين المطالبة برقبتها وليُحْجِم والدي زوجها عن النبس ببنت شفة ليفضحها ويفضحنا معها أزهق هو روحها وكانت حامل حينها..... كنت صغيرة نعم إلا أني أذكر... وحينما شببت قليلا عن طوري طمع بي زوج أختي الكهل وكنتم متأهبين لبيعي له غاضين الطرف عن كل ما وقع لأختي وكل ذلك في سبيل المال.... ولولا أنني ألقيت شباكي على منصور لأني كنت مشمئزة من فكرة ارتباطي بهذا العجوز المقزز لأصبحت في خبر كان تماما مثل أختي.... لم تتورعوا عن ابتزاز منصور بحقيقة أن تبر ابنة والده من خطيئة وقع بها وليست ابنة ياقوتة فعلا... استخدمتِ كلماتي التي تفوهت لها بكِ في لحظة يأس لأن منصور يعدني الشيطانة التي فصمت عرى المحبة بينه وبين شقيقته وابتززتيه بها... حتى أخي الصغير لم يسلم من شرك... حرضتيه ليُجْهِز على منصور كي نرثه وذلك بعدما اطمأننت أن الطفل الذي كنت أحمله تلك المرة ذكر وأن كل ما يملكه منصور سيصير إرثا خالصا لي... تزعمين أنكِ حرمتِ نفسكِ من ملذات الحياة لأجلنا؟!!!!... الطعام الجيد إذا صادفتيه كنتِ تلتهميه في غفلة عنا وتخلفي لنا الفتات منه... كنتِ تبتاعين لكِ الملابس قبلنا ولم تكوني تكترثين أبدا لو مضى علينا ثلاث أعياد أو أكثر ولم نفرح بهندام جديد نفتخر به أمام أترابنا.... أنا مشمئزة منكم... أنتم مقرفون للغاية... ظللتم تتملقون الكهل الذي اشترى أختي بثمن بخس وتدفعون له ببنات صغيرة لينكحها وحينما اشتهاني لم تجدوا ضير في بيعي له... نعم لقنتيني أساليب الإغواء وغضضتِ الطرف عن أمر العجوز حينما راق لكِ أن يكون منصور ابن فاروق التبريزي صهرك... يجمع كلتا المال والمكانة... أما العجوز فلم يكن سوى كيس نقود منتفخ ولكن معدنه صدئ ووضيع... أنا ممتنة لكِ لأنكِ مكنتيني من اصطياد منصور... وليس لأنه كيس نقود ومنحدر من سلالة عريقة... ولكن لأنه رجل صالح رغم أنه نفسه لا يعرف ذلك.... سأنازل ساندي تلك بأسلحتها.... متيقنة من أن السلاح الذي استخدمته لتصيد زوجي لم يكن الإغراء فذلك مضماري بل النقاء.... أنا أسعى لأكون نقية تلك الأيام يا أمي لا أريد أن أتلوث بسمومك أنتِ وأبي ولذا أتجنبكم وأعيش بعزلة، فاطمئني ودعيني لأنام".....
________________________________
أعمار زبرجدة
"أنتِ لم تطمئنيني يا سلطانة، قلتِ أنك ستتولي موضوع تبر إلا أنكِ لم توردي لي ذكر عن الأمر بعد ذلك"....
حاولت السلطانة التملص للحظة من الإجابة إلا أنها قررت الاعتراف وهي تطلق تنهيدة:"وكلت توما ليتصرف في الأمر ولم أُحْدِث له ذكرا عن كون سوما مغيرة اسمها وأنها ابنة عمك، فأخبرني أنه قرص أذن الفتى ودبر له حادث مميت ولكن لم يكن الغرض منه اغتياله بل تلقينه درسا قاسيا ليلتزم الصمت، إلا أن ميدو ذلك لم يتعظ وظل يلاحق تبر مستغلا حادثا أًلَمَّ بزوجها فطالبت توما ألا يتراخى عنه وأن يقبض روحه كي لا يشكل تهديدا على الفتاة، إلا أن توما أثار ارتيابي بتقاعسه عن تلبية أمري ظنا منه أني لا أراجع وجهة الأمور التي كنت أكلفه لها، يصعب علي الاعتراف بغلطتي إلا أني أخطأت حينما وضعت ثقة بتوما، كان ناعما كما الأفعوان التف من حولي دون أن ألحظ ذلك، عرف أسرار عملي ونقاط ضعفي وكان يعد العدة لينحيني ويتبوأ عرشي، حتى أنه أقام تحالفا مع ميدو ذلك ضدنا... أخبره أني المتسببة في حادثه ولكنه أفضى له بأن الإيعاز كان من تبر وليس منكِ... واقتفى أثر تبر ليعرف صلتها بكِ وأوفد أحدهم لقريتكِ بصورة حديثة لتبر.... "....
جحظت عيون زبرجدة وامتقع لون وجهها وسألت من بين أنفاس لاهثة وهي تنتصب واقفة:" ماذا... صورة.... أية صورة؟!!!"
رددت عليها السلطانة :" اهدئي.... ارتشفي نفسا والفظيه.... لم يحدث سوء.. صورة محتشمة عادية..."....
وتلعثمت السلطانة وهي تردف :" حسنا تريدي بقية الحقيقة.... القروي تعرف عليها.... ونادى في شباب القرية ليجتمعوا حوله ليكشتفوا هوية السائل وليعرفوا مكان الظبية الشاردة... إلا أنه لاذ بالفرار... "...
أكملت زبرجدة وهي تُعْمِل نظرها :" ولكن القروي أشاع الخبر.... ووصلني بعد تحريف.... ولذا سألتك.... لأعلم إن كان هذا الشخص من طرفك"....
واستطردت بخوف حقيقي على السلطانة :" الشر يحدق بكِ.... هل أعددت العدة له..... كيف تثقي بذكر يبيعك جسده في سبيل النقود.... ".... كان تقريعا صريحا للسلطانة إلا أنها غضت الطرف عنه.... وأخبرت زبرجدة ببشارة :" ميدو راقد تحت الثرى".....
انتفضت زبرجدة ملسوعة وصرخت بهيستيرية :" طالبتك ألا تقتليه يا سلطانة.... لمَ ترفعي هذا الذنب على كاهلي؟!!!!".....
أجابتها السلطانة ووجهها يكفهر :" لتعرفي أننا في مركب واحد.... يستحيل أن تفلتي مني للأبد.... إقامتك في الصعيد لن تطول أكثر من ذلك.... أعطيت خادما لديكِ هاتفا نقالا ليعطيه لكِ وأخابرك من خلاله منذ شهور وكلما اتفقنا على موعد جديد لهروبك تؤجليه..... يبدو أنكِ ستظلين تؤجليه لأبد الدهر... أنتِ متورطة في قتل ميدو... ولكي لا أكشر عن أنيابي لململي أشيائك من البقعة الصعيدية التي تقطنين فيها والتحقي بي..."
سألتها أعمار وهي ترفع حاجبيها الأبنوسيين :" تهدديني وتتوعديني.. ولكنني لا أخضع لتلك الأمور... افعلي ما يحلو لكِ... لم يُخْلَق من يفرض شيئا على أعمار زبرجدة التبريزي".... وأوصدت الهاتف في وجهها!!!!
__________________________
مارسيلا
نهض الظابط حينما وصلت السجينة مارسيللا وأعرب قائلا :" سأترككما سويا... بالإذن"....
تلاقت عيون مارسيلا مع خاصتي آدمز فنكست رأسها كي لا ترى المزيد من الازدراء يطل من أحداقه واستوت جالسة في هدوء عجيب...
سألته ببرودة تصطنعها :" لمَ أتيت؟!"
أطلقت شفته ابتسامة تهكم وأعلن :" حينما وردني أن زوجتى حبيسة الزنزانة في مصر لم أصدق آذاني.... لم تخبريني أنكِ متوجهة إلى هنا... الجريمة المتهمة بها بدت في البداية أيضا غير مفسرة بالنسبة لي"... كان عابس المحيا يدينها بقساوة وهو يوجه لها الكلمات
سألته بمرارة :" أتيت لأنك شعرت بالفضول أم لتفرغ على مسامعي اطرابك لتخلصك مني؟!!!!"
رد عليها غير عابئا بما تفوهت به وهو يزم شفته :" لم آتي وحدي حتى الصديقي أتى معي... مصر مرتبطة في ذهنه بابنته انجيلا... ووجودك هنا وإلقاء القبض عليكِ أثار ريبته... نحن نستقصي الأمر والملابسات الآن"....
رددت مارسيلا وهي تلوي زاوية شفتها :" أتيت أنت وحماك العتيد لأن رائحة روك لا تلبث تزكم أنوفكما"....
غض آدمز الطرف عن كلماتها المريرة وأعرب وهو يوجه يده نحوها :" سأصدق ما تسكبيه على مسامعي يا مارسيلا..... شريطة أن تتفوهي بالحقيقة فحسب"....
تشابكت معه بصريا وتفوهت ببساطة :" أنا حامل... تلك حقيقة.... فعن أية حقيقة أخرى تبحث؟!!!"
باغتته بقولها صار واجما يحملق بها فاغر فيه لبضعة وهلات
استجمع شتاته وسألها بقساوة:" طفل من تحملين؟!!!.... لا تُشْدَهي من قولي أنا أعرف حقيقة مسلكك الأعوج قبل زواجنا... وطبعكِ مبتذل وعاهر ورخيص والطبع يغلب التطبع!!!!"....
ردت مارسيلا بهدوء وهي تطلق سراح ابتسامة واهنة :" لم أُشْدَه.... حينما يولد اجري له تحليل الحامض النووي"....
وتابعت برباطة جأش وقوة شكيمة وبنفس ذات الوتيرة الهادئة التي أثارت استغراب آدمز وإعجابه في الوقت ذاته:" كنت أظن أن روك ما تحولني عنك... وكنت أعرف أن لروك شقيقة توءم... وأخفيت هذا الأمر عنكما بعدما وردنا خبر وفاتها بإيعاز من ليون... كان يهمه أن يتداعى الصديقي وينهار لينهب ثروته ويستحوذ على ممتلكاته... وكان يهمني أن تلتفت لي... روك استفاقت وولجت للحياة... وواتيت مصر لأدبر لها شرك مميت.. استقبلتني بحفاوة خصوصا أنها كانت تتعافى من حماقة ارتكبها زوجها المصري... وكان يمكن أن أسقيها السم في عصير... أو أدبر لها حادث يبدو عرضيا ولا يخضع لمبدأ الإصرار والترصد... إلا أنني قررت أن أقلب الطاولة على ليون الذي ابتزني لأقتل روك مستغلا ارتعابي من أن يخبرك بحقيقة تكتمي على وجود شقيقة توءم لروك وهلعي من فكرة أن تعاود علاقتك بها لأجتر أنا كل عذابات الأرض وحدي... فأفضيت لروك بحقيقة خستي فصفحت عني وأنبأتني أنها تجاوزتك ولم تعد تفكر فيك... ودبرنا سويا حادثا شكليا لها أبدو أنا ظاهريا المتسببة فيه ونشرنا الخبر في كافة الجرائد حتى الأجنبية منتهزين فرصة أن روك في الحقيقة ابنة مطربة شهيرة حتى لدى الجاليات العربية بالخارج والكل يتلهف لأخبارها... وبهذا زعزعنا ثقة ليون في العالم الذي ظن أنه بناه في غياب الصديقي... صورة روك تصدرت كافة الجرائد وفي سطور أي مقال كُتِبَ تساؤل كيف يمكن أن تكون ملك الجبلاوي صورة طبق الأصل من انجيلا الصديقي... كنا نعرف أنكم ستوافونا في النهاية وأن ليون سيتقزم ويتلاشى لأنه في الأصل حشرة استوحشت شرورها بسبب نذالتي وغيبوبة روك... أما عن طبيعة الحادث الذي دبرناه فلقد فتحنا الغاز ليتوغل في تلافيف شقة روك ومن المفترض أن روك كانت ناعسة آنذاك وبغتة تأجج حريقا مهولا التهم الأخضر واليابس في طريقه وتسبب في بعض الجروح العميقة لها وكانت نجاتها بمحض إرادة الرب أولا وأخيرا ولأن علي الذي هو زوجها سارع لنجدتها في خطوة جسورة من قبله... أما الحقيقة فهي أن روك كانت من فتح الغاز وأضرم النيران في الشقة وغادرتها بمجرد أن تم لها ذلك.... وبفضل ماكيير عبقري ظهرت جروحا عميقة على وجهها وبانت ضحية لصديقة شريرة وحامت الشبهات حولي إلى أن اعترف أحدهم لقَّنَاه ما يتفوه به جيدا أنه ضبطني أهرول خارج شقة روك في الوقت الذي تأججت فيه النيران بالشقة... الخطة كانت مدروسة بعناية فأولا البناية التي تقطنها روك غير آهلة بالسكان حتى الشقة الوحيدة التي كانت تحوي بشر غادروها لأن رب الأسرة يعمل بالخارج وهم التحقوا به... لم يكن هناك خطر يذكر على أية صعيد من تنفيذ الفكرة وأعلنت روك أن في حالة حدوث ضرر للبناية هي من ستتكفل به فهي لن تُفسد للناس بيوتهم.... لمَ أنا هنا؟؟... جزء من الخطة حتى يكتمل لنا ما أردناه... أن ينتشر الخبر... أن يتصدع ليون وينهار... أن توافوا مصر... سأغادر قريبا جدا.. كانت من الممكن أن أكون شريرة وأقتل روك إلا أني لمحت شغفها بزوجها فانتبهت لحقيقة أني أطارد أشباح بخوفي وارتعابي منها... كما أني أشعر بنفسي غير عادية ومشحوذة بالاعتداد والكرامة وأنا رفيقتها... تبث في إحساسا بأني شريفة ومرفوعة الهامة فأصدقها وأرفع هامتي فأجدها تجتاز أجواز الفضاء وأجدني أبتسم رغما عني لتلك الحياة".....
وانتصبت مارسيلا واقفة وأعربت وهي شامخة بأنفها :" انتهت الزيارة... المرأة التي تركن لتقزيم شريكها أو زوجها لها لا تستحق الحياة!!!!.... "....
واستطردت وابتسامة عذبة تفتر عن ثغرها :" هذا حلمي وسأقاتل من أجله.... حلمي بأن يتطهر تفكيري من حقارات ارتكبتها في زمن فات.... حلمي بأن أعاود شريفة أمام نفسي في المرآة..."
وغادرت تاركة إياه واجما من التغييرات التي طرأت عليها وتناهي لسمعه صوتها وهي تترنم بأناشيد مبهجة عن الحياة واختفي الصوت رويدا رويدا وبقى وحيدا لا يستوعب ما وقع أمامه منذ بضعة لحظات.... إن وجهها يشع حياة أما معه فكانت ميتة بدرجة كائن يتجرع الأنفاس... لقد توهجت سحرا عذبا منذ تصالحت مع نفسها وحددت أهدافها الحقيقية لتنجزها في تلك الحياة....
_________________________
صباح
على مأدبة العشاء الشهية المحملة بكل ما لذ وطاب....
سألتها قيثارة :" ما بكِ يا صباح؟!!!!"
همهمت صباح مجيبة :" ما بي؟!!!"
علقت قيثارة :" صامتة وكأن على رأسك الطير"...
تمتمت صباح :" أحيانا نتعب من الكلام يا جدتي"....
تململت جدتها :" لا تلبثين في ريعان الشباب يا صباح لتكوني كئيبة هكذا.... قري عينك بابنتك فنظرة لها تمنح لذة خالصة للحياة... "....
تهكمت صباح :" نظرة لها تذكرني بأنها تضاهي والدها تماما يا جدتي"....
رددت جدتها حانقة وممتعضة منها :" أنتِ دوما تنظرين للنصف الفارغ من الكوب".....
سألتها صباح مبدلة دفة الحديث:" لمَ لا تزوري حليمة مادامت لم تبادر لزيارتك يا جدتي؟!!!"....
أجابتها قيثارة ساخرة :" ومنذ متى وأنتِ تأبهين لأختكِ من أبيك...."
ثبتت صباح عيونها على جدتها وعقبت :" منذ صارت نقودك نقمة عليّ يا جدتي!!!!"....
انتصبت صباح واقفة وأعلنت :" شبعت.... سأذهب لمراجعة الدفاتر ولمتابعة سير العمل... زوجي الحقير العتيد لن يسلبنا قرشا واحدا في غفلة منا كوني متيقنة.... يا جدتي"....
سألتها جدتها بإصرار وتصميم :" لمَ حزنك منذ الصباح يا صباح؟!!!!.... "....
خرج صوتها معاتبا لقيثارة رغما عنها وهي تغالب عبراتها :" ومنذ متى وأنتِ تكترثي.... يا جدتي؟!!!"..... وهرولت مبتعدة عنها وانزلقت العبرات على وجناتها رغما عنها.... أن يمتطي بلال عتبة السجن ذلك يفوق قدرتها على التحمل.... ستجهز له جيشا غفيرا من المحامين وسيغادر ذلك المخفر المظلم رغما عن إرادة زوجها شاهين....
وانطلق العزم من أحداقها وهجا مشعا.... وكفكفت عبراتها....
______________________________
ساندي
هتفت ريحانة حانقة عبر الهاتف الخلوي :" أنتِ تلقين بالعبء كاملا على كاهلي يا ساندي.... وأنا سئمت من ملاحقة كافة الأعمال وحدي... أنا متقلدة أمور كثيرة فالسلطانة عهدت لي بمسئوليات جسيمة وأنتِ تستمتعين بشمس الصعيد وتخلفين الأعمال متكردسة على عاتقي..."
صاحت فيها :" اهدئي.... لمَ هذا التذمر الآن؟!!!"
أجفلتها :" السلطانة تمر بوعكة صحية قد لا تنجو منها.... أنتِ تقطنين نفس بلدة أعمار زبرجدة... السلطانة لم تطلب مني أن أخابرك لأجل ما سأفضي لكِ به... ولكني رافقت السلطانة لمستشفى حيث كانت تجري فحوصا و.... السلطانة دلفت وحدها للطبيب لتجلب النتائج وبدت مهمومة جدا بعد خروجها من لديه.... وكانت مشتتة التفكير جدا حتى أنها نسيت مظروف الفحوصات فطالبتني وهي فاقدة للتركيز أن أذهب لإحضاره ولم يكن الطبيب متواجد فأعطته لي الممرضة وهي تظنني ابنتها وأوصتني بها وقالت أنها مسكينة فرغم ثرائها علاجها مستحيل فالسرطان مستشري في كل جسدها.... هي تدفع بزبرجدة لتلحق بها ولكنها تأبى ولم تعد تجيب على اتصالاتها.... أحضريها لها يا ساندي... سيمكنك الدلوف لبيت مرمرة فأنتِ متزوجة قريبها.... أنا مرتعبة إنها تتداعي ولو ألمَّ بها شيء... العمل الذي يوفر لنا حياة كريمة سيتبدد..."
هتفت ساندي بنفاذ صبر :" ريحانة.... هناك شيء مبتور في كلامك... الشيء الذي تحاولي إخفائه عني أفرغيه على مسامعي لننتهي"....
أجفلت ريحانة ساندي بما قالت فجحظت عيون ساندي وتهاوت على أقرب مقعد لها :" من سترث السلطانة وستُمْسِك بمقاليد الأمور بعد رحيلها هي أعمار زبرجدة!!!!... السلطانة اصطفتها لتكون وريثتها ولا يمكنها الفكاك أبدا فذلك قدرها الذي لا مناص لها منه!!!!!.... ستطير رقبة مرمرة لو اعترضت على هذا المصير.... فالسلطانة مجرد حلقة في شبكة دولية ومن يتحكم فيها ليس فردا أبدا ولكنها دول فاحشة النفوذ يهمها أن تُغيب عقول شبابنا بالفواحش والمخدرات.... على شبكتنا أن تستمر حتى بعد رحيل السلطانة.... أنا أرى أنكِ كنتِ الأنسب يا ساندي لتتبوأي عرش الزعامة ولكن السلطانة فجرت تلك المفاجأة المدوية كما أنها أعلمت من تعمل تحت إمرتهم أن أعمار من ستحمل الراية.... على أعمار أن تستعد وأن تعلم حقيقة ما دبرته السلطانة لها.... دور لم تريده أبدا في حين أننا كلنا تمنيناه ولكن هكذا هي الحياة!!!!!"....
___________________
" اهدئي يا أمي... ربما تكون شبيهة فعلا بأختي تبر ولا تكن هي...."
كان منصور جاثي على ركبته مجاورا لسرير أمه التي لا يتوقف نحيبها منذ وردها الخبر.... وتناهى لسمعه صوتها الباكي وهي تلوح برأسها يمنتا ويسارا :" هي... هي... تبر.... ما الذي يريدونه منها.... لمَ يسأل عليها أحدهم هنا؟؟؟... يدبرون لها شيء.... أنا أشعر بهذا... أنا لست مجنونة.... ابنتي في خطر".....
افترش السرير مجاورا لها واحتضنها وهدهدها قائلا :" اهدئي يا أمي... تبر بخير"...
دفعته صارخة وحدجته بنظرة وكأنها تكرهه وتعتبره عدوها :" أنت لا تحبها .... دوما كنت تبغضها... ابتعد عني... أنا لن أهدئ حتى أتوصل لمكانها ويطمئن بالي عليها.. سنوات وأنا أفتش عنها ولا أعثر على أثر واحد لها ولكن اليوم معي الأثر!!!... "....
واستطردت ياقوتة بعزيمة وإصرار :" أول خيط هو أن اسمها سوما... ذلك الغريب حينما تشابك معه القروي هتف متملصا أنها ليست تبر ولكنها سيدة قاهرية راقية اسمها سوما... سيدة وقاهرية وراقية واسمها سوما... يمكنني بسهولة إيجادها!!!!"
تهكم منصور عليها :" كيف يا أمي؟!!!!"
زجرته ياقوتة :" لا تستهين بامرأة تفتش عن ابنتها... هل فهمت؟!!!... أبدا.... إن كنت لا تفهم شيئا عن الأبوة وتتعامل مع بناتك وكأنهن دُمَى فإياك أن تجسر وتزعم أمامي أنك تفهم كنه الأمومة"....
بعدما غادر ابنها الحجرة هرعت لتخرج صورة تبر من احدى القوارير واحتضنتها وطمأنتها :" لن يصيبك ضير يا ابنتي... فأمك لن يغفل لها جفن حتى تطمئن عليكِ"....
_________________________________
دلف صالح لحجرة مكتب سلمان ساخطا ووجهه متجهم التقاسيم وأعرب وهو يفترش المقعد المقابل لمكتب سلمان ويلقي بأوراق لتتبعثر على سطح المكتب:" أنا لا أفهم ما الذي يجري.... ناصر هذا حوت يلتقم أعمالنا بمنتهى السهولة واليسر... هو مكرس نفسه لتدميرنا ولقد اتضح أنه عاد بثروة هائلة جدا... لا يكترث بالخسارة قدر اهتمامه بسحقنا....."......
سأله سلمان :" أنتَ تتهم زوجتي بأنها السبب فيما آل له حالنا في الأعمال"....
نكس صالح رأسه وهمهم بصيغة اعتذار :" أنا أستمحي منك المعذرة يا سلمان ولكن ضع نفسك مكاني.... كل ما بذلنا طاقتنا لنبنيه يتبدد ويتلاشى.... ربما ينبغي أن تلتقي به وجها لوجه لتسأله ما الذي يريده".....
سأله سلمان :" ولو كان يريد زوجتي؟!!!!.... "
وعاتب صديقه :" تريدني أن أحني جبيني لحقير ينتعش بتدمير حياة الغير".....
واستطرد سلمان بعزة وهو يلوح برأسه نافيا :" لا وألف ألف لا.... لأموت من الجوع ولكن لا أنحني لذلك الوغد مادامت في حياة"....
_________________________
كان ناصر ممتطي ظهر جواد أصيل ابتاعه بنقود طائلة كما اشترى غيره من الجياد وأنشأ لهم اسطبل فسيح وأودعهم فيه.... لقد اشترى معظم البلدة منذ أوبته.... آن لعائلة التبريزي أن تعلم أن ناصر الذي ينحدر من الركن الفقير في العائلة صار أفحشهم ثراءً..... ومتخم بنقود هائلة.... الكل سينحني له عدا بنات شمس التبريزي.... هو يعرفهم جيدا!!!!!
كان شاردا في تفكيره وهو منطلق بجواده الذي عَفَّر الهواء في الشارع الذي ركض فيه.... وبغتة تناهى لسمعه نبرة استياء وسخط أنثوية تنفذ من بين شهيق وسعال :" هل هو شارع أبيك لتُغَبِّر الجو هذا؟!!!"
ألجم حصانه والتفت للصوت وأعرب بسماحة :" أنا آسف يا آنسة...."
شوحت بيديها وأعربت :" أحيانا ستصادف بشراً لا يقبلوا أسفك..... فأنت من الممكن أن تُمِيتهم بعدم اكتراثكَ سوى لنفسك"....
كانت عيونها محتقنة دما وتلهث لتلتقط نفسها وأخرجت بخاخة من حقيبتها لترش بها لتعافيها من الربو المزمن الذي اشتد عليها
ترجل من الجواد وأكد لها وهو يعض على شفته السفلى خجلا من نفسه :" أنا آسف يا آنسة مرة أخرى"....
ردت بسماحة بعدما بدأ نفسها يهدأ :" لا عليك..... أنت لم تكن تقصد"....
أجابها وهو يطلق تنهيدة :" خطأ أنا فعلا كنت قاصدا أن أزكم الأنوف برائحة الغبار.... أن يسعل البشر دما جاريا.... أنا شرير للغاية يا آنسة"....
ابتهلت له :" علَّ ربي يعفو عنك ويطهر قلبك مما وقر فيه"....
اللعنة.... لقد داهمت ثكناته كلها بذلك الابتهال..... هو يستطيع التعامل مع من يرون فيه الشر والخسة ولكنه يعجز عن التصرف أمام تأمل أحدهم فيه....
شعر بأنها فرصة قد تتبدد من يده ولا يلاقيها ثانية فسألها بعجالة حينما انتبه لكونها تستعد للتلاشي من أمامه :" اسمي ناصر وأنتِ؟!!!"
تضرجت وجنتاها بالحمرة القانية وهمهمت وهي تحني هامتها :" أنا شفاء عبد الرحيم العجاتي".....
انسحب الدم من وجهه وبدا واجما للحظة حينما اكتشف أنها شقيقة سلمان الصغرى.....
وسارعت بخطى حثيثة لتختفي عن مجال إبصاره..... وبغتة انفجر مقهقها يضرب كفا بكف.... ويجدها فرصة أخرى لتدمير سلمان.... لا أحد ينتزع منه أعمار زبرجدة فهي خاصته... لا أحد ينتزعها منه ويبقى هانئا في تلك الحياة..... وارتسم الحقد جليا على محياه وعاودت عيونه لتتحجر قساوة .....
____________________________________

دقَّ على باب حجرتها فتمتمت وهي متثائبة :"من؟!!!"
رد وهو يعتصر أنامله ويصر على أسنانه مغالبا رغبة تلح عليه بالفرار :" أنا سلمان!!!!"
أجابته بعد هنيهة بشرعها الباب على مصرعيه وصارت تحملق فيه مشدوهة على الرغم من أن هيئتها تدل على أنه أفاقها من سباتها للتو.....
فتنحنح واجتازها وافترش مقعد ملاصق للحائط وأعرب بصوت يخالطه الحنين :" لم يجمعنا حوار منذ ثلاث شهور.... "....
وتنحنح مرة أخرى بخجل وأردف بنبرة خفيضة تكاد لا تكون مسموعة كي لا يذكرها ويزعجها :" حتى أمر استدعائك وكلت أم السعد لتخبرك به".....
احتلت بقعة جانبية من السرير وعقبت :" إلزاما عليّ كل شهر أن أعرج على سيف هذا.... ظابط سمج...."....
قطب جبينه وسألها وثورة هائجة ترعد فيه :" هل ضايقك؟!!!!.... هل يتجاوز حده معكِ؟؟؟"
ردت عليه وهي تمط شفتها :" إن سيف شخص غير مؤذي.... هو فقط يتسلى فالجو مُقْفِر في الصعيد بالنسبة لمن اعتاد حياة المدن"....
سألها بعبوس زاجرا إياها وهو ضاغط على أسنانه :" أنتِ تتباسطين معه وتنادينه بسيف؟؟؟!!!"
ردت عليه بثبات وابتسامة تسلية طفيفة تفارق ثغرها :" أنا لا أتذكر أني أتباسط... أنا فقط أعرف أني أكفهر حين ألاقيه وأرمقه بنظرات استهانة بمقداره...."
أجفلها بقوله وهو مثبت نظره على بقعة بعيدة في الأرضية :" ناصر يسعى لتدميري تنكيلا بي لأنه يعتبرني اختطفتك منه"....
أطرقت أعمار برأسها ورفعت وجهها إليه بعد برهة وجيزة وعلقت وهي تتداخل معه بصريا :" ناصر يعلم جيدا أني سيدة قراري.... هو لا يبطش بك.... هو يبطش بي أنا... يظنني سأستكين له وأستسلم... على جثتي الهامدة أن أستجيب لمآربه التي تثير اشمئزازي...."
إنها تدفع بأعصابه لتغلي على المرجل.... إنها تتفوه بأشياء لا يصح لها أن تقولها له... إنه زوجها وإنها صريحة بصورة فجة....
طوى المسافة التي تعزله عنها وقبض عليها وشرع يرجرجها وهو في حالة هيستيرية ووجنتاه لطختان حمراوتان من فرط حالته وزمجر فيها بارتياب وكأنه ثور تلوح أمامه قطعة قماش حمراء :" هل ساومكِ على شيء.... هل راسلكِ بعد ذلك الخطاب الذي أوصلته لكِ حليمة؟!!!!"
تفوهت وهي تقتحمه بصريا :" أنت لا تصدق أني فاقدة للذاكرة فيما يخصك أنت فقط.... ومعك حق فالأمر يبدو غير منطقي وأنا لا أجد له تفسير..... ومن جهة أخرى الحقائق تقول أنك غريب الأطوار ومنزوع النخوة.... وأنت لا تبرر!!!!.... أنت ببساطة تخشى أن أكون فعلا فاقدة للذاكرة..... لأنك هكذا لا يكون لك حق لتقتص مني!!!!.... سلمان ..... ربما أكون قاتلة إلا أني لست ساقطة.... هناك أشياء تشبه المناطق المحرمة لا يحق لي التفوه بها.... الأمر لا يخصني وحدي بل لا يتعلق بي أساسا.... أشعر أني سأفارقك في يومٍ قريب فأريدك أن تعلم هذا.... لم يتبقى لي بعد مطحنة الحياة قلبٌ يحب ولكن لو برأت يوما من ذلك الألم الثخين.... لو اجتزت ذلك الذنب الرهيب... فلربما....."
وازدردت ريقها لتردف :" ولو كان الحب يعني أني سأمحيك من حياتي للأبد لأن بقائك فيها يعني لك الهلاك وسيراودني شعور دائم بالخواء والوحدة مهما اكتظ من حولي البشر وكان شعورا لا يتبدد سوى برؤياك وسأعلم يقينا في نفسي مهما ارتفع الضباب على عقلي بأنك الوحيد الذي عشقته في تلك الحياة فبهذا أنا أكون أهواك!!!!!...."

honayda 08-01-16 02:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت أرض الكنانه (المشاركة 3587698)
وعليكم السلام
تسلمي حبيبتي
جبرتي بخاطري
اتمنى تعجبك
ولو مش عجبتك سيبيها ولا يهمك
يكفيني ذوقك
شكرااااا

صاحبة القلم الذهبي سطورك غموض لذيذ استنزفتني
وصلت للجزء التامن اكتر شخصية اثرتبي
الى الان هي سوما لكم هي مؤلمة الحياة لم ترحمها من مرض الى صدمتها بموت والدها ومعرفة الحقيقة التي نحرتها لكم حقدت على منصور ثم ياتي مصطفى ليشيع جنازتها

زبرجد استنبطت شخصيتها من اسمها فالزبرجد قاس واسود وبرغم هذا يضل حلي راق وغالي مثل بطلتنا

روكسانا رائعة بتضحيتها لاجل امورة

عزيزتي لكم انا متشوقة ومتحمسة لاكمال هذا المشوار معك.. اسال العلي القدير ان يوفقك

بنت أرض الكنانه 08-01-16 04:37 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة honayda (المشاركة 3588318)
صاحبة القلم الذهبي سطورك غموض لذيذ استنزفتني
وصلت للجزء التامن اكتر شخصية اثرتبي
الى الان هي سوما لكم هي مؤلمة الحياة لم ترحمها من مرض الى صدمتها بموت والدها ومعرفة الحقيقة التي نحرتها لكم حقدت على منصور ثم ياتي مصطفى ليشيع جنازتها

زبرجد استنبطت شخصيتها من اسمها فالزبرجد قاس واسود وبرغم هذا يضل حلي راق وغالي مثل بطلتنا

روكسانا رائعة بتضحيتها لاجل امورة

عزيزتي لكم انا متشوقة ومتحمسة لاكمال هذا المشوار معك.. اسال العلي القدير ان يوفقك

انا ممتنة ليكي ولذوقك ولتشجيعك الراقي ليا
سوما اكتر الشخصيات اللي اسهبت في الحديث عنها فبقى لها عندي اعلى مكانة وبالتالي اكيد انا نقلت هذا الاحساس لكي
لكن انا ناوية اركز على باقي البنات الفصول الجاية عشان يبقى حظهم معايا متساوي
روكسان طيبة وزبرجدة سوداء المظهر فهل هي سوداء القلب ايضا
هنعرف
شكرا جزيلا لكي :55::55::55::55::55::55::55::55::55:

نجمة ساطعة 08-01-16 11:28 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
مساء الفل
ابحرت فى فصلك يا امونة
جميل جدا ما كتبتيه
زبرجدة وسلمان
زبرجده شكل السلطانة ستورث لها العرش بعد مرض السلطانة وقرب موتها
وناصر يحاربهم وهذه المرة سيتشغل اخت سلمان شفاء دون ان يفطن حد له
مارسيلا ورامز واجهاضها كلامها له مؤثر جدا
ياقوتة هل ستجد ابنتها سوما كما اكتشفت وجودها ؟
يسلمووووو امونة على الفصل المبهر
وبانتظار الفصل القادم
ودى

بنت أرض الكنانه 09-01-16 12:41 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة ساطعة (المشاركة 3588526)
مساء الفل
ابحرت فى فصلك يا امونة
جميل جدا ما كتبتيه

زبرجدة وسلمان
زبرجده شكل السلطانة ستورث لها العرش بعد مرض السلطانة وقرب موتها
وناصر يحاربهم وهذه المرة سيتشغل اخت سلمان شفاء دون ان يفطن حد له
مارسيلا ورامز واجهاضها كلامها له مؤثر جدا
ياقوتة هل ستجد ابنتها سوما كما اكتشفت وجودها ؟
يسلمووووو امونة على الفصل المبهر
وبانتظار الفصل القادم
ودى

مساء النور نورتي يا جيجي
مالهم زبرجدة وسلمان مالهم ربنا يبعد اذايا عنهم
ان شاء الله تورثه على خير
اممممممممممم ناصر ده حدوتة بس انا كبنوته بحبه
كويس انها فاقت ما ينفعش تبقى كل الصديقات غدارات في القصة
اكيد ياقوته تلاقي سوما بس تلاقيها فين هو ده السؤال
اه والله كان فصل طويل هد حيلي
تعيشي يارب بتجبري خاطري
لكي ارق التحايا :55::55::55::55:

بنت أرض الكنانه 09-01-16 12:43 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
هعمل الفصل القادم مفاجاة اكراما لجبركم خاطري مع شري مش هتقدروا تغمضوا عيونكم
لكم ارق التحايا

كيلوبتراء 10-01-16 06:33 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
💕💕💕💕💕💕. حمامة الأرباش 💕💕💕💕💕💕
🌹🌹أختي العزيزة بنت أرض الكنانة🌹🌹
ماشاءالله تبارك الرحمن على ابداعك في هذه الرواية الصعبة
ولكن في نفس الوقت سهلة في تسلسل الأحداث و
صراحة أسلوب كتابتك مختلف وشيق مع ان الرواية فيها الكثير من المشاكل والانتقام ولكن ليست كئيبة
وحبيت المفأجأت وتقلب الأحوال في الأحداث والشخصيات
أما بالنسبة لأبطال و بطلات الرواية ،،،، المساكين ولا شخصية مرتاحة في هذه الرواية هههههههههه
البنات قمة في العناد وكبت المشاعر والهروب الدائم من حل المشاكل
الشباب قمة في الانحراف والخيانة و الغيرة المريضة على زوجاتهم والعقد النفسية
الوالد شمس التبريزي
زبرجدة وسلمان
ناصر وشفاء
قيثارة وشكري
وتوت والسلطانة
تبر ومصطفى وأولادهم منصور وياقوتة
سلام ووليد
منصور وبسنت وساندي
علي وملك و انجيلا
مارسيلا وأدامز وألفونسو

صباح وشاهين
ريحانة صديقة زبرجدة في السجن
الضابط سيف وسامح
العميد رؤوف
أزاهير وأحمد وبناتها التوأم ملك وانجيلا
أزاهير وزوجها الحالي مسعد
بسنت ابنة ريانة وبشير
أمورة ابنة ملك
محمود وأم محمود وزوجها الحارس المتوفي
السلطانة وزوجها الشاب سعيد
كريمة خادمة السلطانة
تومة ابن زبدة
رحاب جارة توت
حليمة وخديجة
أمل الصديقة الخائنة لاعمار زبرجدة
زبيدة
الصديقي
🌹🌹أختي العزيزة بنت أرض الكنانة🌹🌹 روايتك جميلة واسمك اجمل وأتمنى لك التوفيق وإلى الأمام دائماً
وحافظي على قلمك الجميل وخاطري تكتبين قصة رومانسية ودمتي في رعاية الله وحفظه وفي انتظار الفصل القادم بكل شوق وحبة 💕
🌹🌹أختك كيلوبتراء🌹🌹

بنت أرض الكنانه 10-01-16 07:47 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كيلوبتراء (المشاركة 3588895)
💕💕💕💕💕💕. حمامة الأرباش 💕💕💕💕💕💕
🌹🌹أختي العزيزة بنت أرض الكنانة🌹🌹
ماشاءالله تبارك الرحمن على ابداعك في هذه الرواية الصعبة
ولكن في نفس الوقت سهلة في تسلسل الأحداث و
صراحة أسلوب كتابتك مختلف وشيق مع ان الرواية فيها الكثير من المشاكل والانتقام ولكن ليست كئيبة
وحبيت المفأجأت وتقلب الأحوال في الأحداث والشخصيات
أما بالنسبة لأبطال و بطلات الرواية ،،،، المساكين ولا شخصية مرتاحة في هذه الرواية هههههههههه
البنات قمة في العناد وكبت المشاعر والهروب الدائم من حل المشاكل
الشباب قمة في الانحراف والخيانة و الغيرة المريضة على زوجاتهم والعقد النفسية
الوالد شمس التبريزي
زبرجدة وسلمان
ناصر وشفاء
قيثارة وشكري
وتوت والسلطانة
تبر ومصطفى وأولادهم منصور وياقوتة
سلام ووليد
منصور وبسنت وساندي
علي وملك و انجيلا
مارسيلا وأدامز وألفونسو

صباح وشاهين
ريحانة صديقة زبرجدة في السجن
الضابط سيف وسامح
العميد رؤوف
أزاهير وأحمد وبناتها التوأم ملك وانجيلا
أزاهير وزوجها الحالي مسعد
بسنت ابنة ريانة وبشير
أمورة ابنة ملك
محمود وأم محمود وزوجها الحارس المتوفي
السلطانة وزوجها الشاب سعيد
كريمة خادمة السلطانة
تومة ابن زبدة
رحاب جارة توت
حليمة وخديجة
أمل الصديقة الخائنة لاعمار زبرجدة
زبيدة
الصديقي
🌹🌹أختي العزيزة بنت أرض الكنانة🌹🌹 روايتك جميلة واسمك اجمل وأتمنى لك التوفيق وإلى الأمام دائماً
وحافظي على قلمك الجميل وخاطري تكتبين قصة رومانسية ودمتي في رعاية الله وحفظه وفي انتظار الفصل القادم بكل شوق وحبة 💕
🌹🌹أختك كيلوبتراء🌹🌹

اهلا وسهلا نورتي كيلوبتراء
انتي اول حد ينتبه لكونها صعبة ومجهدة حتى بالنسبة للتفكير فيها
انا مش بحب القتامة لكني تورطت في عدة افكار قاتمة
ما حدش يرتاح ويايا لازم كلهم يتعبوا ويلفوا حوالين نفسهم
سلام عنيدة بس مصيبة هي الاستثناء لقاعدة هروب البنات من المشاكل هنشوف
مش كل الشباب عندك سلمان يا عيني نسمة جنب زبرجدة هي المفترية عليه
توما زوج السلطانه وخديجة هي ساندي
بس اسمحيلي اهنئك ما شاء الله قدرتك على حفظ الاسماء قوي حتى بالنسبة لناس تم التنويه عنهم لمرة واحدة
شكرا لرايك هي رواية متشعبة وانا من ضمن ناس ما بحبش الروايات المتشعبة ولكني تورطت في الفكرة
خاطرك في عيني بس تبر ومصطفى رومانسيين خالص
عموما ربنا يحييني واخلصها على خير وساعتها هشرع في كتابة رواية محدودة الابطال وفكرتها رومانسية ومش طويلة
اسمك احلى
ممتنة لكي كيلوبتراء ردك المسهب الجميل
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55::55:

بنت أرض الكنانه 12-01-16 04:35 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
http://www.shuuf.com/shof/uploads/20...67f4060300.jpg

بنت أرض الكنانه 12-01-16 08:59 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثاني عشر
 
السلام عليكم
ممتنة لكي نجمة ساطعة
ممتنة لكي كيلوبتراء
ممتنة لكي honayda
اتمنى تصلي لحيث نقف الخاشعة
ممتنة لكل رد جميل
اتمنى اخلصها قريبا على خير
البارتوت الاول من الثالث عشر
سانتظر رأيكم وتوقعاتكم فلا تبخلوا بها
ارق التحايا لكم

سلام
بيني في الحب وبينك ما لا يقدر واش يفسده
ما بال العاذل يفتح لي باب السلوان وأوصده
ويقول تكاد تجن به فأقول وأوشك أعبده
مولاي وروحي في يده قد ضيعها سلمت يده
ناقوس القلب يدق له وحنايا الأضلع معبده
وليد
ولي طفلة جازت العشرين كبعض الملائك أو أطهر
بعينين في مثل قارورات العسل وسنين يا حبذا الجوهر
تسيطر عليّ بصفائها فأجحد بها وأحاول أن أهرب
حيرانٌ ففخ الحب مُرْدِي وأنا يجب ألا أذعن
ما بالي قد هويت امرأة ينبلج الصبح من ثغرها وتستوطن الأفراح أغاريد صوتها
لو كانت صفد سأحطمه ولو كانت روضة غَنَّاء فمن أين لي الفكاك
" لا يروقني ولوجك للبيت في مثل هذا الوقت المتأخر... إن ألحَّ عليكِ التسوق فكان يجب أن تستقلي السيارة.... الأوبة عن طريق وسائل المواصلات غير آمن أبدا في مثل ذلك الميقات"....
يبدو مستهجنا وممتعضا من عودتها المتأخرة.... أَسْرَفَ وقته في انتظارها.... لمَ لم يستمتع به مع الساقطات اللواتي ولج لأحضانهن... لماذا وثقت به ومنحته تفويض ليتصرف في إرثها... ما الذي كانت تريد أن تثبته لنفسها... أنه سيراعي أموالها ولن يخذل حبها... أكانت تدفعه لكشف أوراقه سريعا أم كانت متأملة أن يكون الهوى الذي لطالما سخرت منه بل وأحيانا اشمئزت من تأثيره على من يعتريه حقيقةً ساطعة... وليد ذلك العربيد ستتركه قريبا ولكن والحطام محاوطه... لقد كانت تتوخى الحذر تجاه الحب طوال عمرها ولكنه أحالها حمقاء معتوهة على يده ولذلك ثمن باهظ سيدفعه.... حسنا ليلهو مع الساقطات ليهدم محراب مقدساتها... ليحتفظ بتسجيلات معيبة لابنة عمه وزوجة أخيه ليتسلى بها منفردا.... لقد أوقعت نفسها حبة دراق طازجة بين يديه.... لقد خالفت معتقداتها لأجله.... وضعت ثقة في شخص غير جدير بها.... حسنا هو نعتها بليمونة لاذعة مسبقا وهي ستحشو ذلك المذاق صرفا في ثغره ليرفع غصة دائمة في حلقه.. ستلقنه درس عمره ثم تنفض يدها منه....
نهض من مقعده غير مستوعب حالة الوجوم التي اعترت زوجته.... هي هادئة جدا وعيونها فقط هي ما يُظْلِم في وجهها.... متسمرة البصر عليه وكأنه تلاقيه لأول مرة في حياتها....
اقترب منها وأحاط ذراعيها بيديه وسألها مناوشا :" ألن تريني الأشياء الأنثوية التي ابتعتيها؟!!"....
نقل بصره على يديها كانتا فارغتين فقط حقيبتها الصغيرة والتي يستحيل أن تسع مشتريات مثبتة على كتفها....
تمتمت وهي مقطبة الجبين بعدما أطلقت تنهيدة :" فقدت كيس المشتريات... لا أدري أين نسيته تحديدا... "....
هدهدها :" حسنا لا داعي لذلك العبوس... بإمكاننا أن نخرج سويا غدا لتبتاعي ما تشائين وأنا سأخالف طبيعتي الرجولية وسأتحمل إهدار الوقت في التسوق ولن أتذمر".... كان يمازحها....
أعلنت وهي لا تلبث متجهمة التقاسيم :" لا... لم أعد أرغب في التسوق... أريد أن أسافر!!!"
سألها متوجسا :" أين؟!!!"
ازدردت ريقها وأحادت ببصرها عنه وأعلنت وعودها ينتفش وأصابعها تشتبك:" اشتقت لرحلات السفاري خاصتي... الوقت الوحيد الذي كنت أشعر فيه بالراحة تنتابني كان الوقت الذي أقضيه منخرطة فيها.... تلك أيامي الخوالي وأنا أريد استردادها.... والحمد لله لم يحدث حمل يعيق مخططاتي فأنت اقترحت تأجيله وأنا لبيت رغباتك... "....
غض الطرف عن اتهامها الصريح له برغبته في أن يؤخر الإنجاب منها إلى أجل غير مسمى
كتفت ذراعيها أمام صدرها وأبلغته بصيغة الأمر الواقع وهي شامخة بأنفها:" أنا حجرت بالفعل سأسافر شرم الشيخ أولا ومنها سأنطلق لجنوة وباريس".....
عقد حاجبيه وأعرب ساخرا :" لا أدري لمَ يوحي لي كلامك بأن تلك المخططات لا تشملني...فأنا لا أعتقد أنكِ حجزتِ لي خلسة رغما عن أنفي...."
واستطرد وشفته تلتوي تهكما وهو يدور من حولها :" وسيادتكِ أصدرتِ القرار معتبرة زوجك مقطف... ليس له أدنى حق في رفض مخططاتك"...
التقت عيونها بخاصتيه وعقبت وهي تطلق تنهيدة تذمر :" أنت تطلق أحكاما غير صحيحة عني... مخططاتي تشملك.... لو تريد أن تنضم لي على الرحب والسعة... وأعتقد أن رجل بقامتك المديدة وبعراضة منكبيك ليس مقطفا أبدا.... لا أحب أن تقزم من نفسك ولو حتى في ثنايا حديث وإياي".... تفوهتها بنعومة مريبة....
أجبرها على التداخل معه بصريا وسألها متوجسا من حالها :" ما الذي طرأ عليك اليوم"....
راوغت حتى اقتحم عقلها جواب مجحف في حق شقيقها :" أخي يبسط نفوذه على الشركات.... والنسبة التي ورثتها من أمي متجمدة تماما فلا أخي يعطيني أرباحها ولا يرتضي شرائها مني فأنا لن أبقى في شركة تحمل معظم أسهمها تلك السوما ..." وبترت الجملة كي لا تكشف ستر عائلتها لحقير مثله ستغسل يدها منه قريبا جدا
هدهدها :" باقي إرثك من أمك كبير وتحت سيطرتك فلمَ تعولين على تلك النسبة كثيرا.... بإمكانك التفاوض مع أخيكِ وستصلان لأرضية وسط تقفان عليها.... أحسب مصطفى يعدك كابنة له أكثر من شقيقة ومهما بلغت سيطرة زوجته عليه سيحن لكِ فأنتِ لحمه ودمه"....
رددت قائلة بتذمر مبدلة دفة الحديث :" في بداية زواجنا كنت تقريبا مقيما معي بصفة دائمة... لا تفارقني أبدا.... منذ استسلمت لمحاولات أبيك وأخيك ليعيدوك لحقل الأعمار وأنت صرت تهملني ولم تعد تهتم بي... أنا أريد أن أستجم وأريح أعصابي... أشعر أني كنت صغيرة على الزواج وذلك الالتزام يقيدني ويرفع ثقلا على كاهلا.... أنا أبتغي فسحة من الحرية لأتمكن من التقاط أنفاسي.... أيصعب عليك أن توافقني على شيء ستكمن فيه راحتي؟!!!!"
دار من حولها وهو مازال مرتاب في أمرها وتفكه عليها قائلا :" وقلبتِ الأمر ليصير صيغة لوم توجهيها لي.... كم أنتن بارعات يا معشر النساء.... حتى أنتِ يا سلام مراوغة ومكيرة وزئبقية لا أكاد أستوعب دوافعك ومبررات تصرفاتك"....
تبرمت سلام معربة وهي تشوح بيديها :" أنا أيضا لا أستوعب المرارة التي نطقت بها كلماتك الأخيرة.... ولا أفهم لمَ تُشْعِرَني أنك محبط وخائب الأمل في... هل أنا جاريتك الحبشية التي ابتعتها لتصير مقصورة في بيتك لا تغادره أبدا.... أنا أطالب بإجازة زوجية وذلك حقي.... لقد أُلْقِيَت عليّ مسئوليات بيت على حين غرة.... لقد اعتدت الحرية ذلك التقيد يخنقني.... أريد أن أتفاهم مع نفسي بعيدا عنك قليلا... أحسبني كنت زوجة مطيعة طوال الشهور المنصرمة... كنت متفانية في إحالة بيتك لجنة لكي تميل نفسك للأوبة له وتهفو روحك للإقامة فيه... لو تريد أن ترافقني لا بأس... وإن كان من سيصحبني فيها مجموعة من الشباب والبنات من نفس عمري ولا أظنك ستستريح معهم فنحن غادرنا للتو المرحلة الجامعية ومازالت نفوسنا مشربة تفاصيلها وتفكيرنا لا يتناسب مع من اختبر معترك الحياة"....
كز على أسنانه وقبض عليها كاتما تميز غيظه منها بشق النفس:" أنتِ تعتبريني عجوزا على مجاراتك أنتِ ورفاقك"....
وتهكم عليها بقساوة مردفا :" أظن أنكِ تأقلمتِ معي جيدا طوال الفترة المنصرمة.... لم يبدو عليكِ تبرم وضيق سوى اليوم"....
علقت بفتور وهي تمط شفتها وتعقد ذراعيها أمام صدرها:" حسنا لكل شيء بداية!!!!!"
حدجها برمقة احتقار وعقب قائلا :" إذاً لم تكوني تقومي بتسوق من الأصل.... كنتِ تتسكعين مع رفاقك القدماء.... صبيان وبنات.... وقررتم في نزوة استبدت بكم أن تعيدوا أيامكم الخوالي غير عابئين بوجود أشخاص آخرين في حياتهم لهم حق الاعتراض على تهوركم ونزقكم".....
هبت قائلة مستنكرة وهي تشير لصدرها بيديها :" أنا متهورة ونزقة..."
وتمالكت نفسها وقالت وعيونها تزداد قساوة وعتامة :" معك حق.... أنا رخصت نفسي بزواجي منك دون موافقة أخي.... ذلك القرار الوحيد الذي اتخذته بتهور ونزق.... وبالنسبة لرفاقي من الصبيان فأنا لا أحتك بهم أصلا لأني محترمة ولكن صديقاتي المحترمات أيضا ولكن اللواتي لديهن قناعات مختلفة عني يخالطونهن بشكل متحضر ولا ينتقص من قدرهن...."....
تململ منها معربا :" ما بكِ اليوم يا امرأة.... كان البيت جنة بالفعل ولكنك اليوم تحيليه جحيم.... ظننت أنني فهمتك ولكن يبدو أنكِ متقلبة المزاج ومجنونة... أنتِ غير صريحة أبدا.... في البداية قلتِ أنكِ ترحبين بمرافقتي لكِ وتغيرت الصيغة لتصير إجازة زوجية أي إجازة مني أنا...".....
وتحجرت عيونه قساوة عليها وتلفظ بغلظة:" افعلي ما يحلو لكِ أنا لا أبالي"....
واستطرد باعتداد :" وإن كنتِ تظني الزواج قفصا بالنسبة لكِ فهو بالنسبة لي شيء مقيت.... كان كذلك وسيستمر كذلك.... لا تحسبيني سأتشبث بكِ أبدا... أنا أيضا أريد إجازة منكِ.... وأنتِ مجرد امرأة عادية.... ملامحك ليست خلابة للدرجة.... قوامك ليس متناسق مقارنة ب....".....
ناشدته بصوت متحشرج وغصة ترتفع في حلقها :" لا تردف..."
وتشابكت معه بصريا وهي تستطرد مغالبة عبراتها :" أعرف أني لست مميزة للدرجة.... ولكنك شرير جدا لتجعلني أظن أنني كذلك على الأقل بالنسبة لك وأنت نافر ومشمئز من ملامحي وقوامي في الحقيقة أو على الأقل لست راضيا عنهما"....
أحجمها عن الهروب لحجرتهما لتوصد الباب خلفها.... واحتجزها بين أضلعه متمتما لها وأنفه يستنشق عبير شعرها :" من ينتهج اليوم سلوك شجار للبيع... أنا أم أنتِ.... من يتصرف اليوم بغموض ويعمق هوة بيننا على شيء لا أفهمه.... لو تريدي الرحيل عني لفترة أنا لن أمانع.... ولكني أريدك أن تعلمي شيء أنتِ مميزة جدا بالنسبة لي... وأنتِ أحلى ظبية شاهدتها أعيني.... وأنتِ أثمن مقتنياتي لأنكِ من لحم ودم تتنفسين في اختلاجاتي"....
أحاط وجهها بأكفه وأردف وهو متواصل معها بصريا :"وجمالك الداخلي قبل الخارجي هو ما يأسرني.... أما حسنك وبهائك فهما أسطورتان في حد ذاتها.... حسنكِ ظالم يا سيدتي له نهكة لاذعة تُفْقِدني صوابي تماما"....
أعلنت متبرمة ومبرزة شفتيها :" نكهة الليمون"....
أردف فورا ومحياه يطلق سراح ابتسامة طفيفة حالمة :" الغارق في محيط السكر"....
أعربت ممتعضة وهي تشيح عنه ببصرها :" لكَ تشبيهات تزعجني!!!!!"
وأولجت بصرها إليه وأعلنت بجدية وسيماؤها متجهم :" حسنا أنا سأرحل عنك لفترة وجيزة وأنت لا تمانع وهذا جيد".....
سألها مشاغبا :" حسنا سيدتي الوقورة ألن تفردي سحنتك قليلا فلقد تم لكِ ما تريدين كما أنكِ ستشيبين سريعا هكذا لو استمررت في التشبث بزي العبوس"....
ردت بغتة منتهزة فرصة كلامه:" ليس هذا ما يقلقني.... هناك أمر آخر يشغلني حيال جسدي..."
عقد حاجبيه غير مستوعبا :" ماذا؟؟؟"
غضت الطرف عن حيرته من قولها وأعربت مجفلة إياه :" دعك من كل هواجسي وهواجسك حيال جسدي.... هل أنت مغرم بي؟!!!"
_______________________________________
كم تجرّعنا هوانا
ولقينا في هوانا
فهو نصلٌ مستقرٌّ
ولهيب لا يداني !
يا حبيبي هدأ الليل
ولم يسهر سوانا
لا الدجى ضمَّد جرحينا
ولا الصبح شفانا
حليمة
لم يكن بقاؤهم في مصر أمر مخططا له، كان ينبغي لناصر أن يقنع أعمار زبرجدة بالرحيل معه ويغادروا كلهم البلاد إلى اللاعودة، ولكن أعمار يبدو أنها غير عابئة برمقات الاحتقار التي يسددها لها المجتمع الذي تعيش فيه، واللاتي دفعتها ولا ريبة إلى الإحجام عن الخروج من الدار الذي يعزلها فيه سلمان، بل لربما فكرة المروق من البيت لم تطرق لبها من الأساس، وفي النهاية فأعمار زبرجدة متبدلة عنها لا يمكن لناصر أن يبقيها معه عن طريق الابتزاز والتهديد، لقد قررت حليمة قديما أن تكون قربانا ولكن مكوثها في مصر عذابا، رأفت تزوج تلك الممثلة الخليعة وكأنه يتحداها ويثبت لها أنه غير عابئ بعودتها للبلاد، تبا له لقد عاش أعزبا لسنين لمَ انتظر عودتها ليعربد على جراحها ويذكرها بإخفاقها في قصة حبها، لو كانت زوجته فتاة محتشمة حيية لهان الأمر عليها وتمنت له السعادة ولو مع غيرها ولكن سوء اختياره يخز فيها وذنبها حياله يحرقها في كل أوقاتها، إنها لا تطيق تلك الأعمار الصغيرة، إنها تمقتها رغم كل محاولاتها لتحبها وتؤدي دور الأم الحنونة لها، ولكنها ببساطة تبغضها إنها قبس من الشيطان ناصر، تحمل كل صفاته التي تكرهها، دارت بعيونها عن محجريهما متأملة تلك الحجرة الباردة التي تضيق عليها لربما تكون فعلا فسيحة وشاسعة لكنها تخنقها، ناصر ذلك الداهية يبتاع كل ما تصله يداه ويسلك منوال من يمقتها بكل قواه، كانت مستلقية على سريرها متكورة على نفسها تحمي كينونتها من لسعات البرد العاتية التي تحدق بها من كافة الاتجاهات، وتململت من خنوعها لدور الضحية ألا يمكنها الاستمتاع بتلك الحياة، وهبت من رقدتها ساخطة على ركونها للعزلة خلف أسوار الحياة والتقطت جهاز التحكم عن بعد وشرعت التلفاز وشهقت مشمئزة حينما ارتطم بصرها بمشهد خليع تؤديه من جمع الرباط المقدس بينها وبين رأفت، لم يتسلل لها ولو نذر ضئيل من الشماتة برأفت فهو ساوى بينها وبين تلك الوقحة حينما أعلن أمام وسائل الإعلام أنه قابل نصفه الثاني وحبيبة حياته أخيرا، لم تشعر بنفسها وهي تطلب رقم الخالة سمرا ولكنها انتبهت لما وقعت فيه حينما واتاها صوتها الرخيم ومعه قولها المرحب :" السلام عليكم... من معي"....
خيم الصمت على حليمة لهنيهة ولكنها قررت المواجهة ولو لمرة يتيمة في حياتها :" كيف حالك يا خالة، أنا حليمة"....
يبدو أن الصمت عدوى في تلك المحادثة فلقد التزمت الخالة الصمت لبضعة برهات ومن ثم عقبت ساخرة وموبخة وهي تُعْمِل نظرها :" أمازلتِ تذكرين رقم الخالة سمرا بعد كل تلك السنوات يا حليمة... أم أنه عالق في تلافيف مخك لأنه رقم ولدي رأفت كذلك"....
سألتها بقساوة وهي عابسة المحيا :" لمَ تخاطبيني يا حليمة؟!!!"
شعرت بغصة تتكتل في حلقها إلا أنها استجمعت كل شجاعتها واعتصرت أناملها في قبضة واحدة وأعلنت:" أريد رقم رأفت.... أريد أن أحدثه"....
عاتبتها سمرا كاشفة عن طبيعتها السمحة رغما عنها :" لمَ غدرتِ به يا ابنتي.... لقد عاش عمره مخلصا لقصة هواكِ.... أتستطيعين انتشاله من الدرك الأسفل الذي انزلق فيه.... حفلات ماجنة وزوجة فاسقة وما خفي كان أعظم"....
أجابتها بإصرار وعيونها تومض بشرر من عقد عزمه على القيام بشيء ما :" أستطيع يا خالة... أنا في النهاية حليمة من روضت قساوة جدتها قيثارة لسنوات"....
كانت الشاشة تومض برقم غريب... قطب رأفت جبينه متسائلا عن هوية المتصل.... ذلك الرقم يخص دائرة معارفه المقربين هو رقم لا يستخدمه في مجال عمله.... وعلام الحيرة ليشرع الهاتف ويكتشف الهوية...
واتاه صوتها ليهدد بتقوض عالمه الذي كان يظنه صلبا متماسكا واتضح أنه رخو متداعي:" كيف حالك يا رأفت؟؟"
اصطنع أنه لم يتعرف على صوتها وأعرب بغلظة ونفاذ صبر:" لقد سئمت من النساء عديمات الكرامة اللواتي لا تكففن عن اقتحام خصوصياتي والادعاء بأن لهن ركن في حياتي... معاكسة الشباب ومغازلتهم يا آنسة أوووو يا مدام في مثل هذا الوقت المتأخر عيب ويدل على نوع التربية التي تلقيتها!!!!.... الركض خلف الشباب المشهور يدل على أن نساء هذا الزمان كلاب مسعورة"....
اندفعت ناهرة إياه غير عابئة بطبيعة الموقف الذي هما فيه وهي تعتدل جالسة القرفصاء:" أنا حليمة توجه لي هذا الكلام.... كل ما تفوهت به كيف حالك يا رأفت فاندفعت تنفث ضغائنك في.... تسنيت نهزة رغبتي في الاطمئنان عليك فأخرجت أحقادك الدفينة... أيها القرطاس... من لا يغار على امرأته يكون ديوث في مرتبة الخنزير أوأدنى... فلو كنت تراني كلبة مسعورة فأنت خنزير... لقد شاهدت فيلما مخلا لزوجتك... أعرف أنها صورته قبل زواجك منها... ولكنها مازالت تسير على نفس المنوال المعيب وعليك أن تردعها حفظا لشرفك وشرف عائلتنا...."....
وأردفت مطالبة إياه بمزيج من السخرية والأسى عليه :"أفهمت أيها النجم اللامع الذي غرق في الوحلة بدون أن يشعر"....
علق غير مكترث بما سبق وتفوهت به وهو مختال بنفسه ومنتشي ويستوي مستريحا على متكئه ويضع ساقا فوق ساق :" تترقبين أخباري عن كثب.... وتعرفين تاريخ زواجي وتاريخ أعمال زوجتي.... حسنا أنت مُسْتَفَزة لأني تجاوزتك وتنفث آذانك دخانا أسود.... لم أكن لأُصْفَد بقيد هواكِ للأبد.... أنا مُطَّرِب بحالتك... تعفني أكثر بما يعتريكِ من ندم رهيب يا حليمة...."....
أوصدت الهاتف في وجهه فأوجمته وأشعرته بالخواء برحيل صوتها عن عالمه لمرة أخرى.... كان هو من يدق عليها تلك المرة ولكن بإلحاح... ولكنها لم تشرع هاتفها له أبدا....
_____________________________________
توت
" توحشتك يا رحاب... شهور لا تسألين عن توت؟!!!"
سألتها توت بعتب وهي واقفة عند عتبة دارها ومنكسة رأسها....
جذبتها رحاب لحضنها واعتصرت عيونها وانزلقت العبرات مدرارا على وجناتها وتمتمت بلوعة :" آه يا توت... قد تكونين قاسية ولئيمة فعلا لكنكِ تسكنين دمي وكأني قطعة منكِ.... أنتِ من لا يسأل يا توت....أنتِ من التزم رفقة أعمار زبرجدة منذ خروجها من محبسها... أنتِ من لا ترين سواها"....
اندفع وبيل من الحجارة صوب توت والأطفال في الشارع يهتفون :" خالة القاتلة هنا.... خالة الفاسقة هنا.... هيا لنحيلها بركة من دماء"....
ذادت عنها رحاب بجسدها وهي محتدة والشرر يتطاير من أحداقها :" أطفال عدماء التربية.... هل هكذا يلقنكم ذويكم؟!!!.... أن التجبر على جسد سيدة عجوز مفخرة ونيشان؟!!!"....
وانهالت عليهم رحاب بحفنات من تراب كورتها من على الأرض عَفَّرت بها أجسادهم وهي محتدمة المزاج منفلتة الأعصاب..... ومن ثم أوصدت الباب في وجههم وهي تقذفهم بوبيل سباب نابي وتلعنهم بملء فيها....
والتفتت لها رحاب وسألتها بجزع ولهفة:" هل جرحوكِ يا توت؟!!!!"
هزت توت رأسها نافية وهي تغالب ترقرق عبراتها وضمت رحاب لصدرها بقوة عاتية وهي تتوسلها :" سامحيني يا رحاب... أنا إنسانة لئيمة وشريرة الله لن يعفو عني يوما.... لقد دمرت حياتك أنتِ وأعمار... ولكنكم لا تلبثون تتلقفوني بمنتهى المحبة وكأني فعلت شيئا لكم يوازي الطهر الكامن في قلوبكم حيالي"....
ضاقت رحاب ذرعا بتوت لمَ تجمعها مع أعمار في بوتقة حديث واحدة.... ألا تستطيع التلفظ بجملة بدون أن تأتي على سيرتها... فاندفعت متبرمة :" أعمار أعمار أعرف أنها ابنة أختك الوحيدة ولكن ألا تكفين عن ترديد اسمها ألا يستطيع لسانك أن يقوم بشيء سوى ذكرها.... تجمعيني بها لمَ.... ما الذي يجمعني بتلك الحثالة.... لم أقتل مثلها... لم ألوث شرف قريتي أبدا.... أعيش فقيرة وعلى هامش الحياة وهي تجد زوجا بعد سنوات سجنها مستعد ليحارب بلدته كلها لأجلها يغدقها نعيما وكأنه يجازيها خيرا على غدرها به.... "....
وأومأت رحاب برأسها وأردفت وطعم المرارة يتشعب في حلقها :" معكِ حق... هي أفضل مني.... هي محط أنظار الجميع منذ نعومة أظافرها وأنا مجرد فتاة متواضعة الجمال منحسرة الحظ.... أنا أغار منها فعلا.... تلك المرة الأولى التي تتفوهي فيها باسمها في خضم حديث يجمعني بكِ ولكني فضحت نفسي.... كنت أراها تشع من أحداقك كلما تحدثنا عن الأمل.... كنت أراها تلتصق بشغافك كلما أخذتنا دفة الحديث صوب الجروح الغائرة والآلام الثخينة.... تحدثت عيونكِ عنها كثيرا جدا يا توت على الرغم من أن لسانك التزم الصمت المطبق.... وأنا.... أنا مجرد جارتكِ الفقيرة يا توت التي تحسنين إليها حالما توفر لديكِ مال.... فلمَ تصطلي في رغبة دائمة بأن أتنافس مع أعمار عليك؟!!"
أطلقت توت تنهيدة رتيبة وتهاوت على أقرب متكأ وصلته أقدامها وأسهبت متذكرة في تفاصيل الماضي :"كان زوج ابنتي الأولى أمير فقيرا جدا إلا أن زهر كانت مغرمة به وتتحمل مرارة العيش وقصر ذات اليد لأجله بابتسامة صبر باشَّة.... نعم زهر تكون ابنتي يا رحاب...."
وتلاحمت عيون توت ورحاب وبدى وكأن رحاب بدأت تربط أشياءً ببعضها فأشاحت توت عنها ببصرها ونكست من جديد هامتها وهي تردف :" أنا من كان يغار من أمير فابنتي شُغِفَت به حبا وأنساها مرارة تجربتها الأولى مع الهوى حينما صارحتها بأن محمد ابن على الجبلاوي الجبالي يكون شقيقها!!!!!.... لن أجسر على التطلع نحوك يا رحاب إلى أن أفرغ ما في جعبتي... دعيني وأنا منكسة الرأس يا رحاب أكشف لكِ حقارتي...."....
جثت رحاب على ركبتيها بجوارها وتوسلتها وهي تلوح برأسها يمنتا ويسارا :" لا تكملي... لا أريد أن أعرف... لا أحب أن أكرهكِ يا توت"...
تابعت توت غير عابئة بحالة رحاب الرثة وهي مثبتة بصرها على نقطة في الأرضية :" كان أمير شعاع الفجر لابنتي.... كان غيمة وردية أظلتها.... صارت قمرا في أفلاكه تجري... وأنا.... وأنا صرت مهمشة.... صارت ترغب في إقصائي من حياتها.... كانت تخافني.... كانت تحسبني حقودة شريرة وسأهدم سعادتها إذا ظللت على مقربة منها.... كانت محقة يا رحاب.... ابنتي كانت محقة!!!!... كان حقدي صوب أمير يتنامى وحينما وردني خبر حمل ابنتي صرت معتكرة المزاج كثور هائج... أوعزت لغانية أن تغويه وبذلت لها كل ما ادخرته من نقود لتعيد لي ابنتي واثقة من أن الشيء الوحيد الذي سيفرق بين زهر وأمير هو الخيانة.... فابنتي تتحمل الكفاف في سبيله!!!!... كانت راقصة توافي بلدنا كل عام مع استهلال مولد سيدي عباس ويقام لها سرداق ويبذل الشباب النقدية ليتفرجوا عليها، لم يكن أمير من ضمن هؤلاء الشباب فلقد كان حسن الخلق.... رفاق السوء اصطحبوه لهناك بإيعاز مني وهي قامت بالبقية وتم لي ما أردت.... انهارت زهر خائبة الأمل في أمير... ونزف رحمها دما غزيرا.... كادت تجهض وصارت ملتزمة داري لا تخرج منه ولا تلاقي أحد... وفي المرة الوحيدة التي قابلت زهر فيها أمير كان الصدع الذي أقمته مهولا بينهما... وكل ما طلبته بجفاء وبكلمات مقتضبة كان الطلاق... وأكدت على شائعة إجهاضها لأن أمير سألها.... وحينها شعر بوضاعته لأنه تسبب في قتل طفله فأطلق سراحها.... ازداد انهيار زهر حينها كانت تتصور أن أمير سيتشبث بها مهما طالبت بالفكاك منه.... اقترحت عليها أن نرحل عن البلد لفترة لتهدئ أعصابها وحسنا لم أخطط لما جرى يوم ولادة زهر الأولى ولكنها كانت فكرة شيطانية داهمتني حينها وتمكنت من تنفيذها.... غابت زهر عن الوعي بعدما وضعت طفلتها الأولى فاتفقت مع القابلة ونبشنا قبر طفل حديث الولادة وأودعناه بجوارها.... أما أنتِ يا رحاب.... نعم أنتِ يا رحاب تركناكِ عند مسجد القرية التي كنا مستقرين فيها آنذاك.... كان المطر ينهال عليكِ وثيابك الرقيقة لا تحتمل لسعة البرد وزمجرة الرياح العاتية.... أمعنت النظر فيكِ لوهلة قبل أن أركض مبتعدة عنكِ.... مرتعبة من رسالة خستي التي حملتها عيونكِ البريئة لي.... كان يجب أن تموتي يا رحاب لأن بقائك في حياة ابنتي كان يعني أن تكرس نفسها لكِ ولا تسعى لتحقيق تطلعاتي... كان يعني إمكانية أوبتها لوالدكِ.... ولجنا للقرية وابنتي تسكب عليكِ العبرات مدرارا بلا نشيج... كل ما فيها ذَبُل وكأنها عجوز من الغابرين... أمير حاول رد أمكِ لعصمته إلا أني لم أسمح لهما بفسحة من الوقت يمضياها متعاتبين ليصفو الجو بينهما.... قصدت الشيخ شمس ليوظف ابنتي عنده في محالج القطن خاصته.... كنا معدمتين تماما ولذا اضطررت أن أخفض سقف طموحاتي وأن أدفع بابنتي لعمل يكفينا شر الفاقة.... إلا أن إعجاب زهر بشخصية شمس أبرزت فكرة جديدة في عقلي.... كان إعجابا بريئا ولكني أردت توجيهه لشيء آخر.... شمس لا يدري كيف انتشرت في البلدة شائعة ارتكابه الفاحشة مع ابنتي ولكني من دبرت ونفذت.... ابنتي عرفت.... عرفت من عيوني أني العقل المدبر لتلك المصيبة ولكنها لم تعاتبني.... تقوقعت وانطفأت وذبلت قاطبة أغصانها.... لم أتعظ يوما ولا أنتوي أن أتوب أبدا..... رحاب وأعمار شقيقتان.... تلك حقيقة تعبت من إخفائها.... والشيخ أمير مؤذن القرية منذ أعوام يكون والدكِ.... أعمار ليست سيئة يا رحاب.... إنها مسكينة.... إنها ضحيتي أكثر منكِ أنتِ وأبيكِ.... أحبيها وادعميها....نجم أعمار يتهاوى بسرعة فائقة يا رحاب.... الطالع يقول أن ذلك العام سيكون نذير شؤم عليها"
وانتصبت توت واقفة ورحاب مفترشة الأرضية متهاوية.... واختفت توت عن ناظريها بخطوات رتيبة تقطعها وانطلقت الحجارة ترشق جسد توت البالي.... لقد كان الكل يرهبها في زمن مضى... متى انحسرت عنها تلك الهالة المعتمة التي كانت تحاوطها.... متى صارت عادية في نظر الناس... أمنذ أن كفت عن تعاوذيها السحرية إكراما لسجن حفيدتها أعمار فلقد كان هذا طلبها التي لم تفتأ تكرره عليها عبر سنوات عمرها.... توت مازالت شريرة تحيط نفسها بتعاويذها ولكنها لا تنفخ فيها محبةً لأعمار التي تحسبها لم تتوب بعد ولن تتوب أبدا لأجل أي كان ولكنها تابت نسبيا وفقط لأجلها....
_______________________
" هناك سيدة عجوز تطلب مقابلتك يا سيدة ياقوتة، تزعم أنها معرفة قديمة"....
عقدت ياقوتة حاجبيها غير مستوعبة من تكون الغريبة التي وافتها والتي تزعم علاقة تربطها بها
فنهضت من فراشها وغسلت وجهها ولبست عباءتها ونزلت لمقابلة الضيفة الغامضة نافضة انهيارها بسبب ذلك الغريب الذي حمل صورة ابنتها
سمرت ياقوتة بصرها عليها وهي في منتصف الدرج وصرحت بمزيج من التجهم والاحتقار :" لمَ أنتِ هنا يا خرابة البيوت العامرة؟!!!!"
انتصبت جمرة واقفة ببطء وتقاعس وشبكت أناملها في قبضة واحدة وتفوهت بنعومة لادغة :"يبدو أن فاروق أورد لكِ ذكرا عني قبل أن توافيه المنية، انزلي يا ياقوتة يجب أن يكون حديثنا خفيض لكي لا تتأجج فضيحة نحن في غنى عنها"....
أذعنت ياقوتة لكلام جمرة على مضض وافترشت مقعد وثير في الردهة وفردت جسدها في عزة وخيلاء
سألتها جمرة :" أنتِ تعرفين من أكون صحيح؟!!!"
أجابتها ياقوتة :" تواريتِ من ذاكرتي لأعوام.... ولكن وأنا أحدق بكِ منذ لحظات أدركت من تكونين!!!"
طالبتها جمرة بفظاظة :" ومن أكون؟!!!"
ردت ياقوتة بنفس ذات الهدوء الذي يخفي لهيبا متأججا وهي تصر على أسنانها :" خائنة.... أنتِ خائنة"....
هزت جمرة رأسها نافية وعلقت بفحيح الأفاعي :" خطأ.... أنا كنت وسأظل زوجة فاروق التبريزي.... لست فاسقة يا ياقوتة... كنت قرينة زوجكِ على سنة الله ورسوله.... أنتِ لا تتصورين أن فاروق كان سيرحب بإنجاب الطفل الذي رغب فيه طوال عمره عن طريق السفاح... ابنتي التي فرت هاربة من فرط قساوتكم عليها أنا سأنتقم لها منكم.... قولي الحقيقة يا ياقوتة هل أجهزتِ عليها أنت وولدك لتستوليا على وفر فاروق وحدكماا!!!!!".....
________________________________

نجمة ساطعة 13-01-16 03:58 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل رائع بكل معنى الكلمة يا امونة
بداء الفصل بحوار بين سلام وزوجها الخائن
هى تريد فسحة وتريد الرحيل
رافت وحليمة هل انتهت قصتهما ؟
من اعترافات توت ان رحاب واعمار زبرجدة اخوات
يسلمووووو امونة على الفصل الرقيق
ويعطيكى مليون عافية
وبانتظار الجزء المتبقى
ودمتى بود ياغالية

الخاشعه 14-01-16 06:08 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1
 
السلام عليكم
كيف حالك.....كل بارت لازم فيه سر ينكشف...حليمه واعمار خوات والجد الشريرة توت مستمره عندها مشكله عقليه تدمير من تحب نسأل الله العافيه
تبر حقيقة انها بنت فاروق وجمرة بالحلال راح تخليها تتصافا من نفسها وتكبر في عين زوجها
علاقة حليمه وناصر مو فاهمتها تعيش من رجل خوان يجيبلها بنته تربيها ...
وليد وسلام علاقه تفسدها الريبه والشكوك
تسلم ايدينك

بنت أرض الكنانه 14-01-16 06:14 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة ساطعة (المشاركة 3589619)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل رائع بكل معنى الكلمة يا امونة
بداء الفصل بحوار بين سلام وزوجها الخائن
هى تريد فسحة وتريد الرحيل
رافت وحليمة هل انتهت قصتهما ؟
من اعترافات توت ان رحاب واعمار زبرجدة اخوات
يسلمووووو امونة على الفصل الرقيق
ويعطيكى مليون عافية
وبانتظار الجزء المتبقى
ودمتى بود ياغالية

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تعيشي ليا يا جيجي انتي اكتر حد داعمني وداعم القصه دي فانا ممتنة لكي كثيرا
مين قال تريد فسحة او ناوية ترحل
لا القصة مختلفة تماما
مين قال قصة رافت وحليمة انتهت
ربما بدات ومن يدري
واعترافات توت لسه كتيرة
تسلم لي عيونك الحلوة
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:

بنت أرض الكنانه 14-01-16 06:19 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخاشعه (المشاركة 3589735)
السلام عليكم
كيف حالك.....كل بارت لازم فيه سر ينكشف...حليمه واعمار خوات والجد الشريرة توت مستمره عندها مشكله عقليه تدمير من تحب نسأل الله العافيه
تبر حقيقة انها بنت فاروق وجمرة بالحلال راح تخليها تتصافا من نفسها وتكبر في عين زوجها
علاقة حليمه وناصر مو فاهمتها تعيش من رجل خوان يجيبلها بنته تربيها ...
وليد وسلام علاقه تفسدها الريبه والشكوك
تسلم ايدينك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
انا فل الفل وكمان عناب ويارب تكوني بخير كمان وكمان وكمان
هي لسه الاسرار اصلا ما اتكشفتش
انا بسخن فقط
توت مسكينة بتؤذي نفسها اكثر من ايذائها للغير
مين قال تتصافى مين قال تكبر انا قلت
لا المطحنة قادمة
معاكي حق علاقة ناصر وحليمة غير مفهومة اية توقعات
عللاقة وليد وسلام لسه هتفسد انا بسخن فقط
تسلمي وخلاص راجعتي كل البارتوتات الماضية
حمد لله عالسلامة
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55::55::55:
منورة وشكرا لكي

bluemay 15-01-16 03:57 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ااخيرا وصلت



رووووعة



اكتر تغيير اثر بي سوما ونفضها لرداء الخنوع

ومارسيليلا التي اختارت طريق الحق بعد الضلال ..


كل الابطال حياتهم اخدت منحنى خطير بشكل او آخر

ماذا ينتظر الزبرجدة من تخطيط السلطانة ؟!!


سلمت يداك يا رائعة

متشوقة للقادم

تقبلي مروري وخالص ودي

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

كيلوبتراء 15-01-16 11:57 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1
 
🌹سلام ووليد🌹 حياتهم الزوجية كارثة بس ما سبب تغير وليد الصديق الشهم في الماضي وتحوله لهذا الشخص الذي هو عليه الأن فاجر ومستهتر
وفي لحظة حسّيت باللي يحصل لسلام هذا عقاب القدر صارت تشرب من نفس الكأس التي كانت بتشربه لزوجة أخوها لأنها كانت ظالمة وحقيرة في حق زوجة أخوها مصطفى فالإنسان الذي يحب بصدق يفرح لفرح الشخص الذي تحبه وتتمنى له الخير وليس العكس تتمنى بأن. يعيش في تعاسة ولكن يبقى أعزب ولا يتهنى في حياته صراحة ما حبيت شخصيتها لأنها أنانية وحقودة جداً وحتى زوجها أحس بأنها متكبرة عليه لو كانت تحترمه وتشعره بالإهتمام والحب كان سيتغير وتتحسن شخصيته بس أنانيتها لا المريضة تجعلها دائماً تأخذ الاهتمام ولا تعطي بالمقابل وعندما تصادفها مشاكل مع زوجها تطلب اجازة لتسافر مع صديقاتها وأصدقائهم ولا تجلس وتتحاور مع زوجها عن علاقتهم ليصلون لبر الأمان في حياتهم فهي لاتملك ثقة في نفسها ولا تثق بزوجها فالمرأة الصالحة تغير الزوج الطالح للصالح


🌹ناصر🌹 شخص قمة في الأنانية دمر حليمة بأن أخذها معه وحرم من يحبها بصدق من أن يتزوجها
وأيضاً يبعث رسالة لأمرأة متزوجة بتحبه وتتزوجه صراحة حسّيت بهذا الشخص مريض بجنون الأنا وجنون العظمة ما تعود بان يسمع كلمة لا فالأن الموضوع كتحدي له ليفوز بهدية العيد واستغل حليمة للوصول لأهدافه أولاً تربية ابنته أعمار زبرجدة
وثانياً تشتغله مرسال محبه بينه وبين الحب الضائع


🌹حليمة ورأفت🌹 للأسف تركت حب وعشق رأفت اللي كان يموت عليها وركضت وراء سراب حبها الوهمي لناصر الخبيث والأناني والاستغلالي والأن بعد هالفترة بعد مارأت رأفت في مشاهد على شاشة التلفاز ضميرها صحى وما تحملت واتصلت فيه هههههههههه وصارت تتكلم عن الشرف والاخلاق حبيبتي حليمة انصحي نفسك قبل ماتنصحين غيرك وسؤال لك انتي تعيشين في بيت ناصر بصفتك ماذا ؟؟؟؟!!!!

🌹رحاب أبوها أمير وأمها زهر ابنة توت🌹
إعمار زبرجدة أبوها شمس وأمها زهر ابنة توت ...........يعني هم أخوات من الأم زهر ويشتركون بجدتهم توت
صراحة هالجدة شخصيتها قمة في الأنانية فرقت بيت ابنتها وزوجها الأول أمير الذي طلقها وأصبح بعد مرور السنين مؤذن القرية ولا يعلم بأن لديه إبنة على قيد الحياة ألا وهي رحاب
وثانياً فرقت بين زبرجدة وأبوها شمس
هذه الجدة مجنونة بحب ابنتها وكل شخص يقرب لها بطريقة مخيفة ومرضية جداً

🌹ياقوتة وجمرة وفاروق التبريزي🌹 في انتظار كشف السر وما يحمله من تبعات فسيكون راحة لأشخاص وتعاسة لأشخاص آخرين

🌹🌹أختي الغالية بنت أرض الكنانة🌹🌹 شكراً لك على هذا المجهود الرائع وربي يزيدك من فضله وإلى الأمام دائماً ودمتي في أمان وسلامة وفي الانتظار الفصل القادم بكل شوق ومحبة🌹🌹 أختك كيلوبتراء🌹🌹

بنت أرض الكنانه 16-01-16 12:38 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3590002)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ااخيرا وصلت



رووووعة



اكتر تغيير اثر بي سوما ونفضها لرداء الخنوع

ومارسيليلا التي اختارت طريق الحق بعد الضلال ..


كل الابطال حياتهم اخدت منحنى خطير بشكل او آخر

ماذا ينتظر الزبرجدة من تخطيط السلطانة ؟!!


سلمت يداك يا رائعة

متشوقة للقادم

تقبلي مروري وخالص ودي

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اشتقنالك
اولا وثانيا وثالثا بشكرك لثقتك الغالية فيا
سوما ستصير شخصية اخرى قد يتطلب الامر عودتها لمسقط راسها
ستكون مجزرة هكذا انتوي
مارسيلا لسه ليها دور بس يمكن قرب انتهاء الاحداث
زبرجدة دي اللي صعبانه عليا انا مش عارفة ليه الشر بيحلالي اتجاهها
ممتنة لوجودك ميمي :55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:
شكرا لكي

بنت أرض الكنانه 16-01-16 12:55 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كيلوبتراء (المشاركة 3590084)
🌹سلام ووليد🌹 حياتهم الزوجية كارثة بس ما سبب تغير وليد الصديق الشهم في الماضي وتحوله لهذا الشخص الذي هو عليه الأن فاجر ومستهتر
وفي لحظة حسّيت باللي يحصل لسلام هذا عقاب القدر صارت تشرب من نفس الكأس التي كانت بتشربه لزوجة أخوها لأنها كانت ظالمة وحقيرة في حق زوجة أخوها مصطفى فالإنسان الذي يحب بصدق يفرح لفرح الشخص الذي تحبه وتتمنى له الخير وليس العكس تتمنى بأن. يعيش في تعاسة ولكن يبقى أعزب ولا يتهنى في حياته صراحة ما حبيت شخصيتها لأنها أنانية وحقودة جداً وحتى زوجها أحس بأنها متكبرة عليه لو كانت تحترمه وتشعره بالإهتمام والحب كان سيتغير وتتحسن شخصيته بس أنانيتها لا المريضة تجعلها دائماً تأخذ الاهتمام ولا تعطي بالمقابل وعندما تصادفها مشاكل مع زوجها تطلب اجازة لتسافر مع صديقاتها وأصدقائهم ولا تجلس وتتحاور مع زوجها عن علاقتهم ليصلون لبر الأمان في حياتهم فهي لاتملك ثقة في نفسها ولا تثق بزوجها فالمرأة الصالحة تغير الزوج الطالح للصالح


🌹ناصر🌹 شخص قمة في الأنانية دمر حليمة بأن أخذها معه وحرم من يحبها بصدق من أن يتزوجها
وأيضاً يبعث رسالة لأمرأة متزوجة بتحبه وتتزوجه صراحة حسّيت بهذا الشخص مريض بجنون الأنا وجنون العظمة ما تعود بان يسمع كلمة لا فالأن الموضوع كتحدي له ليفوز بهدية العيد واستغل حليمة للوصول لأهدافه أولاً تربية ابنته أعمار زبرجدة
وثانياً تشتغله مرسال محبه بينه وبين الحب الضائع


🌹حليمة ورأفت🌹 للأسف تركت حب وعشق رأفت اللي كان يموت عليها وركضت وراء سراب حبها الوهمي لناصر الخبيث والأناني والاستغلالي والأن بعد هالفترة بعد مارأت رأفت في مشاهد على شاشة التلفاز ضميرها صحى وما تحملت واتصلت فيه هههههههههه وصارت تتكلم عن الشرف والاخلاق حبيبتي حليمة انصحي نفسك قبل ماتنصحين غيرك وسؤال لك انتي تعيشين في بيت ناصر بصفتك ماذا ؟؟؟؟!!!!

🌹رحاب أبوها أمير وأمها زهر ابنة توت🌹
إعمار زبرجدة أبوها شمس وأمها زهر ابنة توت ...........يعني هم أخوات من الأم زهر ويشتركون بجدتهم توت
صراحة هالجدة شخصيتها قمة في الأنانية فرقت بيت ابنتها وزوجها الأول أمير الذي طلقها وأصبح بعد مرور السنين مؤذن القرية ولا يعلم بأن لديه إبنة على قيد الحياة ألا وهي رحاب
وثانياً فرقت بين زبرجدة وأبوها شمس
هذه الجدة مجنونة بحب ابنتها وكل شخص يقرب لها بطريقة مخيفة ومرضية جداً

🌹ياقوتة وجمرة وفاروق التبريزي🌹 في انتظار كشف السر وما يحمله من تبعات فسيكون راحة لأشخاص وتعاسة لأشخاص آخرين

🌹🌹أختي الغالية بنت أرض الكنانة🌹🌹 شكراً لك على هذا المجهود الرائع وربي يزيدك من فضله وإلى الأمام دائماً ودمتي في أمان وسلامة وفي الانتظار الفصل القادم بكل شوق ومحبة🌹🌹 أختك كيلوبتراء🌹🌹

ازيك يا كيلوبتراء منوراني حللتي اهلا ونزلتي سهلا
شايفاكي متحاملة على سلام وشكلك هتكرهيها بجد قريب
هي سلام بنت في اوائل العشرينات مشربة بافكار امها وسخريتها واحتقارها لتبر هي تابع لافكار مزدانة كمان سلام اضطلعت بمسئولية انقاذ اخيها في المرة الاولى من مادلين هي حبها استحواذ شويه ويمكن هي بتحب مصطفى حب البنت لابوها اكتر من حب الاخت لاخوها فالغيرة واردة في قلبها تجاه تبر وبعدين تبر راكنة للمذلة بسبب افكارها هي كمان وعقدها اعتقد ان مفيش طرف بريء في العلاقات المشوهة دي وان وجد فهو سلام لانها انخرطت في الجو ده رغم عنها منذ طفولتها لانقاذ اخوها من براثن مادلين
موضوع تكبرها على وليد صحيح بس مش تكبر غرور تكبر خوف هي بتخاف تحط مشاعرها في اي معادلة فبتنأى بنفسها شوية عشان ما تتورطش في المشاعر خصوصا انها شايفة زيجات اخوها الفاشلة وشايفة نفسها شريرة عشان بتهين وتذل تبر
سلام تنفع تكون حمامة الارباش او رمز للطهارة بشكل او اخر وان كانت عمايلها كلها ولفترة قدام هتمشي في طريق كله سواد
ناصر انا بحبه بشوفه قدامي لحم ودم وبفهمه يمكن انتي مش عارفة حكايته كلها يمكن هو بيتعالى على ألمه وانكساره
ناصر رمز للنزاهة احيانا هو ما استغلش تعلق تبر بيه في زمن فات بالعكس فوقها وعرفها انه مش بيحبها ما استغلهاش ولا حتى عشان يكسب مكانة وثروة من ورائها مع انه من الفرع الفقير في العائلة
ناصر كمان ما تعالاش على شفاء واعتذر لها حد عنده جنون عظمة ما يبقاش عنده ثقافة اعتذار ولا تأنيب ضمير لما يؤذي احد
انا برضه بحب توت بشوفها ركيزة شر اساسية وبتفهم دوافعها ونهاية توت هي اللي محيراني من سنين لأن توت شرها بيؤذيها هي مثل ما بيؤذي غيرها هي برضه بتعاني بجفائها لنفسها وانا مرة كتبت عنها ان الحياة بتلفظ توت وكذلك الموت وانها لما بتحس بفرحة حد بتزعل كأنه اذاها حينها
توت حبها مشوه ومخنوق جواها ويمكن قدام تتعاطفي معاها
جمرة مش راجعة لسواد عيون تبر لها اجندتها الخاصه
انا همتنع عن الدفاع عن حليمة وعن الرد على رأيك فيها يمكن تحبيها قدام
فيه امور لسه ما وضحتش
ممتنة وجودك الجميل :55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:
بشكرك جزيلا وارق التحايا لكي

honayda 16-01-16 02:00 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخبارك يا حلوة انشالله تكوني في احسن حال
ابدعت كالعادة رحاب واعمار اخوات سر خطير والاخطر تبعات توت يا توت دمرت بنتك وبنات بنتك لا تعليق
وليد دون جوان عصرك يبدو انك نسيت ان سلام تربية مصطفى حتاخد استراحة محارب وراجعاااااااالك
عزيزتي استمري ولك مني اجمل تحية.

بنت أرض الكنانه 16-01-16 08:54 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة honayda (المشاركة 3590102)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخبارك يا حلوة انشالله تكوني في احسن حال
ابدعت كالعادة رحاب واعمار اخوات سر خطير والاخطر تبعات توت يا توت دمرت بنتك وبنات بنتك لا تعليق
وليد دون جوان عصرك يبدو انك نسيت ان سلام تربية مصطفى حتاخد استراحة محارب وراجعاااااااالك
عزيزتي استمري ولك مني اجمل تحية.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله من فضل ربي الامور كلها تمام ممتنة لسؤالك واتمنى لكي كل خير
تعيشي يارب
هي تدميرها لسه مستمر وهناك شيء اخر ساكشف عنه النقاب اخيرا بس ما اتضربش اوكيه
هتسود حياته كيدهن عظيم
تسلمي هتلم واروح اكمل البارتوت اهوه وبطلب اختي رومانسي
ممتنة وجودك الجميل تسلمي :peace::peace::peace::peace::peace:

أنجيلا 16-01-16 09:36 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1
 
:welcome3::welcome3::welcome3:

عالم خيال 17-01-16 04:45 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1
 
السلام عليك ورحمة الله وبركاته

كما وعدتك، سأوافيك برأيي فيما قرأته من الرواية حتى الآن، وأنا لم أقرأ إلا للفصل الخامس
لذا سيكون تعليقي على الأحداث قاصراً بالتأكيد
لذا سأترك هذا التعليق للنهاية، بعد أن تتوضح جوانب الرواية بالكامل أمامي
وسأكتفي بالتعليق على أسلوب الكتابة والتنظيم والتنسيق
وأتمنى أن يطول صبرك معي

الرواية من البداية تشد، حيث بدايتها في سجن النساء، وهو موقع غير معهود للكتاب عنه بين الكاتبات
أعجبني حتى الآن أن الرواية لا تتمحور حول الرومانسية وعلاقات الحب بين الأبطال
قد يكون هناك بعض منه في الفصول المتأخرة، لكنها ليست محور الحكاية الرئيسي
وهذا أيضاً غير معهود بين الأقلام النسائية عموماً إلا ما ندر

كنت أتمنى أن تهتمي أكثر بترتيب الفقرات، وعنوان الفصول بشكل أوضح، لا بجعل الفصول والردود على التعليقات بنفس الرد.. هذا يشتت القارئ أحياناً..
لغتك والكلمات المختارة جميلة جداً، بل أجمل من المعتاد
تستخدمين كلمات يندر استخدامها، لكنك تستخدمينها بشكل جيد ولا يشكل حاجزاً أمام القراء للاندماج مع الرواية وأحداثها
لكن، رغم الكلمات الجميلة والسجع المبدع، تأتي تراكيب الجمل نفسها ضعيفة أحياناً وأقرب للعامية.. ربما هذا راجع لقلة المراجعة.. فأتمنى منك الاهتمام بها لكي لا تفسد مستوى الرواية نفسها
أسماء الشخصيات جميلة، لكنها أجمل من أن تكون واقعية..
ليست هناك أسماء معتادة أبداً.. زبرجدة.. قيثارة.. توت.. سوما.. تبر.. أنجيلا.. روكسان..
فقط أسماء الرجال عادية مثل علي وسلمان.. أما النساء، فاحتجت لجهد مضاعف لأعرف من هي من..
من وجهة نظري، هذا يجعل الرواية أبعد ما تكون عن الواقعية حتى لو اقتصر الأمر على الأسماء
طبعاً لا يمكن تغيير ذلك الآن، لكن لتضعي هذا في ذهنك في الروايات القادمة
وأخيراً، كعادة الكاتبات الرواية محتشدة بحشد كبير من الشخصيات أكبر من أن يتمكن القارئ من ملاحقته
في الفصل الأول رأينا مقاطع لأغلب الأبطال، وحتى الآن بعد خمس فصول أجد صعوبة في تذكر الشخصيات خاصة مع تكرار بعض الأسماء بين الشخص وحفيده أو المرأة وحفيدتها مثلاً
كان الأولى بك التركيز على شخصية واحدة ثم إدخال الشخصيات الأخرى بالتدريج..
التشابك في الحكاية بين الشخصيات كبير جداً أيضاً
وملاحظتي الأخيرة التي أتمنى أن تتقبليها أن الفصل الواحد من الرواية مركب من عدة مقاطع لكل مقطع شخصيات منفصلة
لكن المقاطع هي كما اسمها، مقاطع سريعة تدخل بنا وتخرج من موقف أو مكان بسرعة كبيرة
ينقصك التركيز على الوصف قليلاً، لا أعني وصف الشخصيات، وأن تتدرجي بنا في الانتقال من مقطع لآخر
للحقيقة حاولت قراءة الفصول متتابعة لكن هذا أشعرني بإنهاك شديد، لا بسبب الأحداث لكن بسبب تشابك الشخصيات وصعوبة الأسماء وتسارع المقاطع..

هذا عموماً رأيي الشخصي، وأنت طلبت رأياً صريحاً بدون تحامل..
وأنا لم أكن لأعلق على الرواية لو لم ترق لي بتاتاً..
ولم أكن لأكمل فصولها حتى الخامس..
لازلت عازمة على قراءة بقية الرواية، وسأخبرك برأيي فيها بعد انتهائها بإذن الله تعالى..
أتمنى ألا تتأخري ببقية الفصول حتى لا تتوه منا الأحداث مع تطاول الأيام

بنت أرض الكنانه 17-01-16 06:04 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنجيلا (المشاركة 3590260)
:welcome3::welcome3::welcome3:

ممتنة لردك الجميل وكنت اكون اكثر سعادة لو كان فيه تعليق على الاحداث
:55::55::55::55::55::55::55::55:
شكرا جزيلا لكي

بنت أرض الكنانه 17-01-16 06:50 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عالم خيال (المشاركة 3590367)
السلام عليك ورحمة الله وبركاته

كما وعدتك، سأوافيك برأيي فيما قرأته من الرواية حتى الآن، وأنا لم أقرأ إلا للفصل الخامس
لذا سيكون تعليقي على الأحداث قاصراً بالتأكيد
لذا سأترك هذا التعليق للنهاية، بعد أن تتوضح جوانب الرواية بالكامل أمامي
وسأكتفي بالتعليق على أسلوب الكتابة والتنظيم والتنسيق
وأتمنى أن يطول صبرك معي

الرواية من البداية تشد، حيث بدايتها في سجن النساء، وهو موقع غير معهود للكتاب عنه بين الكاتبات
أعجبني حتى الآن أن الرواية لا تتمحور حول الرومانسية وعلاقات الحب بين الأبطال
قد يكون هناك بعض منه في الفصول المتأخرة، لكنها ليست محور الحكاية الرئيسي
وهذا أيضاً غير معهود بين الأقلام النسائية عموماً إلا ما ندر

كنت أتمنى أن تهتمي أكثر بترتيب الفقرات، وعنوان الفصول بشكل أوضح، لا بجعل الفصول والردود على التعليقات بنفس الرد.. هذا يشتت القارئ أحياناً..
لغتك والكلمات المختارة جميلة جداً، بل أجمل من المعتاد
تستخدمين كلمات يندر استخدامها، لكنك تستخدمينها بشكل جيد ولا يشكل حاجزاً أمام القراء للاندماج مع الرواية وأحداثها
لكن، رغم الكلمات الجميلة والسجع المبدع، تأتي تراكيب الجمل نفسها ضعيفة أحياناً وأقرب للعامية.. ربما هذا راجع لقلة المراجعة.. فأتمنى منك الاهتمام بها لكي لا تفسد مستوى الرواية نفسها
أسماء الشخصيات جميلة، لكنها أجمل من أن تكون واقعية..
ليست هناك أسماء معتادة أبداً.. زبرجدة.. قيثارة.. توت.. سوما.. تبر.. أنجيلا.. روكسان..
فقط أسماء الرجال عادية مثل علي وسلمان.. أما النساء، فاحتجت لجهد مضاعف لأعرف من هي من..
من وجهة نظري، هذا يجعل الرواية أبعد ما تكون عن الواقعية حتى لو اقتصر الأمر على الأسماء
طبعاً لا يمكن تغيير ذلك الآن، لكن لتضعي هذا في ذهنك في الروايات القادمة
وأخيراً، كعادة الكاتبات الرواية محتشدة بحشد كبير من الشخصيات أكبر من أن يتمكن القارئ من ملاحقته
في الفصل الأول رأينا مقاطع لأغلب الأبطال، وحتى الآن بعد خمس فصول أجد صعوبة في تذكر الشخصيات خاصة مع تكرار بعض الأسماء بين الشخص وحفيده أو المرأة وحفيدتها مثلاً
كان الأولى بك التركيز على شخصية واحدة ثم إدخال الشخصيات الأخرى بالتدريج..
التشابك في الحكاية بين الشخصيات كبير جداً أيضاً
وملاحظتي الأخيرة التي أتمنى أن تتقبليها أن الفصل الواحد من الرواية مركب من عدة مقاطع لكل مقطع شخصيات منفصلة
لكن المقاطع هي كما اسمها، مقاطع سريعة تدخل بنا وتخرج من موقف أو مكان بسرعة كبيرة
ينقصك التركيز على الوصف قليلاً، لا أعني وصف الشخصيات، وأن تتدرجي بنا في الانتقال من مقطع لآخر
للحقيقة حاولت قراءة الفصول متتابعة لكن هذا أشعرني بإنهاك شديد، لا بسبب الأحداث لكن بسبب تشابك الشخصيات وصعوبة الأسماء وتسارع المقاطع..

هذا عموماً رأيي الشخصي، وأنت طلبت رأياً صريحاً بدون تحامل..
وأنا لم أكن لأعلق على الرواية لو لم ترق لي بتاتاً..
ولم أكن لأكمل فصولها حتى الخامس..
لازلت عازمة على قراءة بقية الرواية، وسأخبرك برأيي فيها بعد انتهائها بإذن الله تعالى..
أتمنى ألا تتأخري ببقية الفصول حتى لا تتوه منا الأحداث مع تطاول الأيام

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سعيدة بعودتك
حللتي اهلا نزلتي سهلا
منوراني
انا صبورة جدا تفضلي
اصل انا شخصيتي برضه تختلف عن شخصية بقية الكاتبات فلازم تكون افكاري نوعا ما مختلفة
ثقة بالنفس شوية من نفسي
الحب محور القصة لكن مش الحب بين الرجل والمراة فحسب
الحب بالوانه بانواعه بتشوهاته بجمالياته بانسانياته
حب اعمار لابوها
حب قيثارة لامها
حب منصور لاخته تبر والعكس
انا قاصدة تكون الردود عالمعلقين عالقصة في نسيج الفصل
انا عاجباني الفكرة دي ولو سببت تشتيت فانا هخليها بلون تاني مستقبلا
لكل انسان مواطف ضعف وحيث انكي اشرتي ببراعة لمعظم مواطن ضعفي ككاتبة في ردك فانا في بعض الجزئيات مش عندي رد
انا بحب اسامي البنات تضوي
ولو صارت القصة غير واقعية فكل القصص بها مسحة خيالية لا تمت للواقع بصلة حتى تلك التي تدعي الحديث عن الواقع
وبعدين اسامي البنات دلوقتي في مصر ايه
حلا وجنى وجودي ورتال وريتاج وكرمى ودي اسماء مش جميلة وملفتة وبتضوي؟!!!!
والادب هو فن الجمال مش فن محاكاة الواقع
اه قاصدة بعض الجمل تكون اقرب للعامية لكن مع ذلك مفيش فيها حرف واحد عامي ده كان شيء مقصود
احيانا تلاقيني بركز على شخصية في فصل لكن لان القصة كما قلتي تحتوي زخم وافر من الابطال فلازم اشير لهم ولو بسطر في كل فصل
بس متعة القراءة مش بتبقى المقاطع الصغيرة بتبقى الجزء اللي انا ركزت فيه على احدهم
انا سعيدة برايك
انا فعلا تورطت في بداية القصة دي كنت دايما متصوراها بشكل معين فيه وفرة في الشخصيات وتلك الوفرة اجهدتني جدا على مستوى الكتابة وندمت على الاقدام عليها
اعتقد اني ساعود لرواية عن بطلين مستقبلا هذا لو احببت العودة للكتابة بعد حمامة الارباش
واعمل قصة محندقة على قدي فيها تلات اربع شخصيات بالكتير وثمات تسع فصول
انا راجعت الفصول الاولى قبل تنزيلها مرات كثيرة فلو فيه نقد لتراكيب الجمل فهو لم يعد لنقص مراجعة
بس انا مهووسة بصياغة الجمل احيانا
وانا توقفت عن الهوس ده لاني عايزة اخلص الرواية دي واخلص
ما عدش عندي هوس بالصياغه
مش هتستشعري هذا الامر في الفصول المتقدمة
انا مش بتأخر
ربنا يسهل
فيه روايات قريتها كان فيها عدد رهيب من الشخصيات اكتر بكتير من اللي في حمامة الارباش والروايات المتعددة الابطال بقت موضة
انا متفقة معاكي على ان فيه مقاطع صغيرة كتيرة في الاحداث ومتفقة معاكي ان تركيب بعض الجمل شابه عدم التوفيق
بس انا فصلت تماما من حمامة الارباش قرابة السبع شهور ولما عدت اقراها شعرت باني غير قادرة على استكمالها نظرا لاني انا نفسي تغيرت عن الشخصية اللي بدات كتابتها
الشيء الوحيد اللي خلاني اكملها هو اعجابي بيها كقارئة
حيث اني لما انسلخت عنها ككاتبة تمكنت من قرائتها بحيادية
ونظرا لاعجابي بصياغتها وبفكرتها انا كملتها
شايفة ان رايك في حمامة الارباش قد يتحسن مستقبلا او قد يسوء ولكن في كلتا الحالتين لو اكملتيها للنهاية لن تشعري انها عمل مهترء او ينقصه الخبرة والاحكام
وشكرا جزيلا لكي
اسعدني ردك جدا خصوصا ان 90 في المائة منه انا بتفق واياه
وبمناسبة الروايات كقارئة شفت روايات فيها اخطاء لغوية قاتلة ومتعددة وحبكة درامية ساذجة وحققت نجاح في عرف المنتديات كان باهرا

اعتقد ان اخطائي اللغوية شبه معدومة
واعتقد ان نجاح رواية او عدمها بيعود لارادة الله اولا واخيرا
احيانا مش لازم تبقى القراءة عمل سهل ويسير احيانا يلزمها التركيز لنربط الاحداث ببعضها ونستنتج علاقات الشخصيات ببعضها احيانا بتكون دي في حد ذاتها متعة
ممتنة لكي :55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55::55::55::55::55::55::55::55::55:
والله انا بستمتع كثيرا كقارئة عن كوني كاتبه على الاقل بيحق لي كتابة رد مثل ردك
نقد جميل وراقي
:peace::peace::peace::peace::peace::peace::peace::peace::pea ce:

عالم خيال 17-01-16 08:05 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1
 
شاكرة لك تقبلك للنقد، وثقي أنه مجرد طرح لنقاط الضعف وليس تهميشاً لكتاباتك أو إبراز مساوئها فقط
مسألة الأسماء في النهاية راجعة لك..
لكن بالنسبة للردود ووضعها في الفصول، فضعي في بالك أن ترتيب الرواية من ناحية الخط والفواصل وابراز اسم الفصل، يساعد ويرفع الرواية كثيراً (طبعاً لا غنى للمحتوى رغم ذلك)
ولا أدري سبب تعمدك ذلك مثلما قلت.. لكنه عموماً لا يلغي استمتاعي بأحداث الرواية

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت أرض الكنانه (المشاركة 3590392)
انا فعلا تورطت في بداية القصة دي كنت دايما متصوراها بشكل معين فيه وفرة في الشخصيات وتلك الوفرة اجهدتني جدا على مستوى الكتابة وندمت على الاقدام عليها
اعتقد اني ساعود لرواية عن بطلين مستقبلا هذا لو احببت العودة للكتابة بعد حمامة الارباش
واعمل قصة محندقة على قدي فيها تلات اربع شخصيات بالكتير وثمات تسع فصول
فيه روايات قريتها كان فيها عدد رهيب من الشخصيات اكتر بكتير من اللي في حمامة الارباش والروايات المتعددة الابطال بقت موضة

كون تعدد الشخصيات موضة فهذا لا يعني أنه يحسب للكاتبة أو للرواية
أحياناً يغطي تعدد الشخصيات على المحتوى الضعيف أو على قلة الأحداث
فالروايات الهادئة بحاجة لعدد من الشخصيات لملء الفراغ
لكن روايتك هذه فيها الكثير من الأحداث والتشعبات، بحيث يغدو تعدد الشخصيات الكبير فيها يضعفها شيئاً ما
لا مانع من وجود عدد من الشخصيات لكن التركيز لا يجب أن يتشعب كثيراً عليها

وبقصدك كون الرواية تحتاج لتفكير، فأنا لا أحب قراءة الروايات السطحية
وروايتك الجميل فيها أنها لا تعرض خلفيات الشخصيات دفعة واحدة، بل على مراحل على مستوى الفصول وهذا يمكننا من التفكير وتجميع الخيوط شيئاً فشيئاً
لكن عندما أقول إن الرواية قد أتعبتني في ملاحقة شخصياتها وأحداثها، فهذا شيء مختلف
الرواية بصراحة ينقصها الكثير من التخطيط والترتيب لتكون أجمل

والنقطة الثانية هو بداية المقاطع، حيث يبدأ المشهد بجملة بسيطة مثل (في أحد مستشفيات العاصمة) ويبدأ بعدها الحدث الفعلي.. هذه نقلة سريعة بين مقطع وآخر
وحتى لو قلت إنك تعمدت جعله هكذا، لا يعني أنه يجعل المقطع أجمل

وأخيراً، موضوع كتابة الرواية ونشرها فصلاً بفصل
كما جرى معك، عند الانقطاع الطويل بين كتابة الفصول، قد تواجهين مشكلة في العودة للكتابة من جديد
قد تتغير نفسيتك، وقد تتغير تركيبة الرواية في ذهنك
من الأفضل كتابة الرواية كاملة قبل نشرها، كي تتخذ مساراً متكاملاً بعيداً عن التقطيع والفصل بين فصولها لفترات طويلة
وهذا قد يخلّ بأحداثها ومسارها بشكل كبير

هذه قناعة كبيرة أحملها، وأطبقها أنا نفسي في كتابة رواياتي
لكني أرى الخطأ ذاته يتكرر مع الكثير من الكاتبات اللواتي ينقطعن لأشهر وسنوات عن كتابة ونشر فصول إحدى رواياتهن
وهذا ليس في صالحهن بالتأكيد

بنت أرض الكنانه 17-01-16 08:32 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عالم خيال (المشاركة 3590415)
شاكرة لك تقبلك للنقد، وثقي أنه مجرد طرح لنقاط الضعف وليس تهميشاً لكتاباتك أو إبراز مساوئها فقط
مسألة الأسماء في النهاية راجعة لك..
لكن بالنسبة للردود ووضعها في الفصول، فضعي في بالك أن ترتيب الرواية من ناحية الخط والفواصل وابراز اسم الفصل، يساعد ويرفع الرواية كثيراً (طبعاً لا غنى للمحتوى رغم ذلك)
ولا أدري سبب تعمدك ذلك مثلما قلت.. لكنه عموماً لا يلغي استمتاعي بأحداث الرواية


كون تعدد الشخصيات موضة فهذا لا يعني أنه يحسب للكاتبة أو للرواية
أحياناً يغطي تعدد الشخصيات على المحتوى الضعيف أو على قلة الأحداث
فالروايات الهادئة بحاجة لعدد من الشخصيات لملء الفراغ
لكن روايتك هذه فيها الكثير من الأحداث والتشعبات، بحيث يغدو تعدد الشخصيات الكبير فيها يضعفها شيئاً ما
لا مانع من وجود عدد من الشخصيات لكن التركيز لا يجب أن يتشعب كثيراً عليها

وبقصدك كون الرواية تحتاج لتفكير، فأنا لا أحب قراءة الروايات السطحية
وروايتك الجميل فيها أنها لا تعرض خلفيات الشخصيات دفعة واحدة، بل على مراحل على مستوى الفصول وهذا يمكننا من التفكير وتجميع الخيوط شيئاً فشيئاً
لكن عندما أقول إن الرواية قد أتعبتني في ملاحقة شخصياتها وأحداثها، فهذا شيء مختلف
الرواية بصراحة ينقصها الكثير من التخطيط والترتيب لتكون أجمل

والنقطة الثانية هو بداية المقاطع، حيث يبدأ المشهد بجملة بسيطة مثل (في أحد مستشفيات العاصمة) ويبدأ بعدها الحدث الفعلي.. هذه نقلة سريعة بين مقطع وآخر
وحتى لو قلت إنك تعمدت جعله هكذا، لا يعني أنه يجعل المقطع أجمل

وأخيراً، موضوع كتابة الرواية ونشرها فصلاً بفصل
كما جرى معك، عند الانقطاع الطويل بين كتابة الفصول، قد تواجهين مشكلة في العودة للكتابة من جديد
قد تتغير نفسيتك، وقد تتغير تركيبة الرواية في ذهنك
من الأفضل كتابة الرواية كاملة قبل نشرها، كي تتخذ مساراً متكاملاً بعيداً عن التقطيع والفصل بين فصولها لفترات طويلة
وهذا قد يخلّ بأحداثها ومسارها بشكل كبير

هذه قناعة كبيرة أحملها، وأطبقها أنا نفسي في كتابة رواياتي
لكني أرى الخطأ ذاته يتكرر مع الكثير من الكاتبات اللواتي ينقطعن لأشهر وسنوات عن كتابة ونشر فصول إحدى رواياتهن
وهذا ليس في صالحهن بالتأكيد

ممتنة ردك الجميل وسأضعه في عين الاعتبار
انا اخالفك قناعة انهاء رواية قبل نشرها
نشرت ثمانية روايات سابقا وحذفتهم لسبب متعلق بي
والثمانية كانوا مكتملين
وفي كل الروايات السابقة لم انهي سوى واحدة فقط قبل عرضها
كما لي مساوئ انا اعرف نقاط قوتي ايضا
اعرف الاثنين وهذا شيء جيد
الشخصيات الرئيسية ليست مهولة العدد جدا اعمار وسلمان.... ملك وعلي.... تبر ومصطفى..........................
توت وقيثارة وصباح توابع لقصة اعمار
ولاد مصطفى توابع ليه وهكذا
اما سلام ووليد....... منصور وبسنت وساندي..... رافت وحليمة...... ناصر وشفاء.... ازاهير ومسعد
هم فروع لا اطيل فيها لكني اؤمن ان الشخصيات الثانوية اكثر تالقا وجمالا من الابطال ذاتهم
والله انا بخططلها وبرتبلها بقالي كتير فده مخي ومش هعرف احسنه اكثر من ذلك مهما حاولت
انا بحط اسم الشخصية قبل المقطع بتاعها
احيانا لازم يكون المقطع صغير لانك احيانا بتشيري لشخصية .... لوجودها بس لكن دورها ايه لسه مش موجود كأنك بترسخي وجودها او بتقولي ان الشخصية دي موجودة زي سيف زي ريح الخزامي زي مسعد زي فارس زي سامي واحيانا هم كومبارس دورهم يبدا وينتهي في لقطة
انا لما اقول انا بشكر فلانه في اول الفصل انا مش كده بهدم الفصل فيه ناس كتير كده غيري من الكاتبات وانا بعبر عن امتناني ومحبتي بتلك الطريقة وغالبا هشكرك في البارتوت القادم لان انا كنت بعيط وانا بكتبه وانتي انتشلتيني بردك منه وخلتيني افكر في الرواية بشكل مختلف
وما ينفعش تقولي ده بيفكر ازاي من اول مرة
لازم اصنع له خلفية الاول
وما ينفعش تكشفي ورقك من اول فصل
لازم الشخصيات تبقى في ايدي زي عرايس ماريونيت
حتى الان ده متوفر لي في حمامة الارباش
لو افلتت الخيوط من يدي اكون بكده فاشلة
انا قريت رواية لكاتبة انا بحبها كتير قريبا كان فيها خمس كابلات وقصص اهلهم وخلفياتهم والشخصيات اللي بيقابلوها في حياتهم
احيانا انا كقارئة بتعامل مع الروايات دي من منطلق اقرا كل كابل على حدة كاني بقرا خمس روايات
يمكن نظرا لتشابك الاحداث ده مش ممكن في حمامة الارباش
بس والله شايفاها مش مرهقة فكريا للدرجة ولا اسلوبي بيشتت القارئ
فيه افلام بيبقى مكتوب على بدايتها نرجو التركيز لفهم الاحداث
ممكن الجملة دي تصلح لحمامة الارباش
هو انا لما ابدا بمكان
في كازينو مطل على النيل
في حجرة انجيلا بقصر جدها
هل كده الموقف وضح
وبعدين ما في نسيج الكلام بعد سطر او اتنين هنعرف الاحداث فين
هي وجهات نظر
مش غلط تتغير نفسيتي او تتغير تركيبة القصة في ذهني بالعكس طالما مش هيبقى فيه تعارض مع ما انسكب من احداث هيبقى شيء افضل
لاني كده بكتبها بروح قصتين مختلفتين وده يعمل تجديد
والله عادي انا منتظرة رواية متنزلة في احد المنتديات تخلص بقالها خمس سنين ما بتخلصش انا بقيت شاكة انها عمرها ما هتخلص
فانا مش عندي الروح دي اخلل قصة للوقت ده كله انا ملولة وبحب التغيير
ومن هذا المنطلق لازم اخلص القصة دي
والله انتي كتير منوراني ميرسي

بنت أرض الكنانه 18-01-16 12:14 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1
 
السلام عليكم ورحمة الله

بنت أرض الكنانه 18-01-16 12:39 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج1
 
السلام عليكم
انا بشكر اللي بيحب مخي بقصوره وشطحات عقلي بجموحها
لكن بعد تفكير قررت اهدي البارتوت ده لنفسي لاني استمتعت بمعايشته كثيرااااا
وادعو الله ان يعجبكم وان تسعدوني برودوكم عليه
كانت مباراة صراحة من الكابل الافضل اعمار وسلمان ولا ملوكة وعلي
اتمنى ان حد منكم يعرفني

((هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ))


البارت الثاني من الثالث عشر
لجة الأشواق
أعمار وسلمان
ضجت شكيمتي على احتمال رباطة جأشي وإياكِ
تستعمرني عيونكِ ولن أفتش يوما عن سبيلِ الفكاكِ
ظمآن لقلبكِ يهدهدني وينتشلني من وهدة البؤس والشقاء
يا حاجتي الوحيدة في الدنيا متى ينصفني القدر وإياكِ
تهتف روحي باسمك وتذمني لو قسوت عليكِ بالكلماتِ
يا نجمٌ يتجول بأريحية في جو السماءِ
يا برجٌ جدير بأن تتوافد عليه قاطبة أفواج حمام الأرباشِ
يا حبيبتي تعبت من العراك وإياكِ أو حتى من تفاديكِ كي لا نُجَرِّح بعض بطلقات الكلماتِ
يا ريحانة ريعان الصبا
وسر السرور
مهما تلاحقت علينا الأحقاب
واشتدت الخطوب
وأنكرت بكل قواي أنكِ لو كنتِ سقمي فأنتِ وحدكِ إكسيري وترياقي

تسيطر عليه ذكرى الليلة المنصرمة....
يمر العمر متثاقل الخطى على الجريح المُسْتَنْزف....
وبغتة يتوقف تماما عند لحظة معينة ليحيلها ومضة تتدفق بدواخيله كذكرى تسبغ الحياة بنكهة الحياة.... وتبدل الصحراء الجرداء سلسبيلا عذبا رقراق.... خلق الله زبرجدة من ذات نفسه.... ملتصقة بشغافه.... حجر أساس أعمدة رجولته... بس إن أنوثتها تُقيم رجولته وتصلب عود عنفوانه....
لقد عاش كل لحظة من الليلة المنصرمة بتأن قبل أن تؤول إلى خانة الذكريات لتستحيل أحلى وأعذب الذكريات.... لقد انقضت سراعا رغما عنه.... رغم أنه قسمها تفاصيلا ولم يغمض له جفنٌ فيها...
تفوهت وهي تقتحمه بصريا :" أنت لا تصدق أني فاقدة للذاكرة فيما يخصك أنت فقط.... ومعك حق فالأمر يبدو غير منطقي وأنا لا أجد له تفسير..... ومن جهة أخرى الحقائق تقول أنك غريب الأطوار ومنزوع النخوة.... وأنت لا تبرر!!!!.... أنت ببساطة تخشى أن أكون فعلا فاقدة للذاكرة..... لأنك هكذا لا يكون لك حق لتقتص مني!!!!.... سلمان ..... ربما أكون قاتلة إلا أني لست ساقطة.... هناك أشياء تشبه المناطق المحرمة لا يحق لي التفوه بها.... الأمر لا يخصني وحدي بل لا يتعلق بي أساسا.... أشعر أني سأفارقك في يومٍ قريب فأريدك أن تعلم هذا.... لم يتبقى لي بعد مطحنة الحياة قلبٌ يحب ولكن لو برأت يوما من ذلك الألم الثخين.... لو اجتزت ذلك الذنب الرهيب... فلربما....."
وازدردت ريقها لتردف :" ولو كان الحب يعني أني سأمحيك من حياتي للأبد لأن بقائك فيها يعني لك الهلاك وسيراودني شعور دائم بالخواء والوحدة مهما اكتظ من حولي البشر وكان شعورا لا يتبدد سوى برؤياك وسأعلم يقينا في نفسي مهما ارتفع الضباب على عقلي بأنك الوحيد الذي عشقته في تلك الحياة فبهذا أنا أكون أهواك"
تزلزل كيانه واضطربت ركائز ثباته من جراء قولها... لقد أنكرت أن لها قلب يهوى ولكنها في النهاية اعترفت بعشقه بأروع بيان قد يصدر من لسان....
أكدت له وهي لا تلبث متداخلة معه بصريا :" أنا لم أحنث بيمين وفاء قطعته لك... فقدان الذاكرة الانتقائي أنا أيضا لا أستوعب كيف أصابني... أنا ممتنة لك لأنك تحبني بهذا المقدار... لأنك شيدت لي مشفى لتحقق حلمي في تلك الحياة... لأنك ابتعت منزلي كي لا تُخَرِّق يد آثمة كل ما لي من ذكريات... أنا ممتنة لك لأنك تتحمل توت بكل ما يحيطها من عتمة وشرور... لأنك تتحمل تعاليها عليك وبغضها لك بابتسامة تفهم واحتواء... لأنك لم تقذفها خارجا على الرغم من أن أي شخص سواك كان له كل الحق في الإقدام على ذاك... أنت تجابه اتهام الناس لك يوميا بأنك قرطاس لأنك متزوج بي بمنتهى الصلابة والثبات..."....
ولوحت رأسها يمنتا ويسارا وواصلت بيأس وهي تغالب عبراتها:" كل ذكريات معك تدخل تحت بند الهباء المنثور... لن أُمْسِك بأحدها يوما... لا فائدة من بقائي هنا... أنا لن أتذكرك أبدا... ضقت ذرعا من معاتبتك المبطنة لي لأني لا أذكر شيء وضقت أكثر من ارتيابك في لأنك تظنني أذكر كل شيء ومع ذلك طويت قصة هوانا بمنتهى القساوة والجمود... حينما يصل الأمر إلى قلبي فإني لا أتسلى... وأنا قلبي في هذا البيت على المحك..."....
عضت على ناجذها من الداخل وأردفت بصوت أبح وبمزيج من التوسل والاعتداد وهي تُخفض بصرها وتُهَدل أكتافها :" أرجوك أَطْلِق سراحي... قصتنا معتكرة بالكثير ولن تصفو يوما... كلانا يعلم هذا فدعنا ننفصل كبشر متحضرين"....
رفع ذقنها بإبهامه كي يجبرها على التواصل معه بصرها وضيق حيز عيونه وسألها :" هل قلبك على المحك فعلا أم أنه غرق في لجة العشق وانتهى أمره؟!!!...."....
وتابع يزجرها بلطافة :" أراكِ تراوغين وتكذبين على الرغم من ادعائك الصدق النازف في ذلك الحين"....
سألته بقنوط وطعم المرارة الصفراء يرتفع في حلقها والعبرات تغشي أحداقها:" كيف لنا أن تكون لنا نهاية سعيدة؟!!!!"
ضمها لصدره منزعجا ومستاءً وهو يهتف ساخطا :" أنتِ تبكين... "....
وطالبها بخشونة:" كفكفي دموعكِ في...."....
واستطرد يبث فيها الأمل:" بإمكاننا أن نحقق ما نشاء فالقدر محجوب عنا وصدقي أو لا تصدقين قد يكون القدر يريدنا سويا عبر امتدادة الحياة... فقط لنحارب بصمود أمام من لا يظن ذاك"....
وأحاط ذراعيها بأكفه وتابع وهو يتشابك معها بصريا :" أنتِ لا تذكريني.... حسنا سنصنع ذكريات أخرى جديدة... فقط آمني بنا... بأن بقائنا سويا يكون قدرنا...".....
أقسمت له :" أنا لن أنساك مجددا أبدا.... هذا وعدٌ أقطعه لك".....
مد يده مصافحا إياها وأعرب وابتسامة عذبة تزين ثغره :" لنتعارف من جديد.... اسمي سلمان"....
أجابته ويدها تعانق خاصته :" وأنا أفضل اسم زبرجدة... حينما تكون مغتاظ مني أو ناقم علي قل لي أعمار وسأفهم حينها!!!!"
استحال واجما ساهما مشدوها.... لقد مر بهذا الموقف معها سابقا وتسببت في سقوط فكه حينما أردفت وابتسامة باشة تعبر تقاسيمها :" وردا على سؤالك أنا فعلا غارقة في لجة هواك، لستُ مجذوبة ولكن ما الحل معي وأنا أراك في كل الوجهات.... حتى وأنت على مقربة مني أنا أشتاق لسناك.... قاسية أنا... متذبذبة... أسعى لشيء وحينما يصبح في يدي أقذفه ليتناثر أشلاء.... سيكون عليك التعامل مع تلك الطبيعة الطائشة والغير مسئولة، وسيكون عليّ الآن أن أخبرك أنك لست شيئا بالنسبة لي... أنتَ تعني لي الرجولة والنخوة والشهامة... أنتَ تعني لي نكهة الحياة... "...
كانت تكرر أحاديث جمعتهما مسبقا.... مرة تتحدث بلسانه ومرة تتحدث بلسانها... كيف يمكن أن تكون فاقدة لذاكرتها.... استحال مقطب الجبين متحيرا ومفكرا.....
تمتمت له وهي مطرقة بجبينها وتلوح برأسها وتبدو متكدرة لاضطرارها التفوه بذلك :" يحق لك بعض التفسير"....
أجابها بسماحة وابتسامته تشملها هي :" لو كنتِ لا تريدين البوح... لا تبوحي"...
واستطرد وهو يحتويها بين أكفه :" لا أريدك أن تغتمي لأنكِ تظني نفسك بحاجة للتفسير لي"....
لوحت برأسها معترضة على قوله وتمتمت أمام عيونه :" لن تستقيم حياتنا سوى ببعض المصارحة.... الحاج علي الكبير... جد عليّ الصغير يكون جدي كذلك!!!!!"....
وتابعت بشيء من الزهو وهي تشيح ببصرها عنه وتتوجه صوب الحائط لتقف عنده :" حينما كنت صغيرة... كنت لصة بارعة!!!!.... أسرق التفاح من حقول الحاج علي.... "....
وبررت تصرفها :" كان مذاقه رائعا ومثاليا أما التفاح خاصة جنينة أبي فكان طعمه لاذعا وغير محبذا.... أنا لا أضر ما دمت آخذ واحدة كل فينة وأخرى... ولكن ذات يوم بعدما تسلقت الشجرة والتقطت التفاحة الحمراء الطازجة وأنا أهم بالنزول رفعني أحدهم من ملابسي فاستدار بصري حياله وكان الحاج علي.... سألني بتجهم ماذا أفعل هنا... فأجبته بضراعة وأنا زائغة البصر ومرتعبة جدا أني لصة ولكني سأتوب... لو انتشر الخبر في القرية سأصير وصمة عار أبدية لأبي... فسألني من يكون أبي.... فاضطررت للبوح له وأنا مكرهة أنه الحاج شمس التبريزي... توقعت تأنيب لوالدي لأنه أنجب سارقة مثلي... ولكن خفف من قبضته علي قليلا وجثى على ركبته أمامي وأمعن النظر في وكأنه يود لو يحفظ قسماتي... شرعت بالهرب بمجرد أن فكني قليلا من احتجازه لي... ولكنه أحكم عليّ تلك المرة قبضة حديدية ورفعني من على الأرض وتواصل مع عيوني... ووبخني بقساوة وهو يصطنع الجدية ويطلق وعيدا (لصة لا تتوب... سأخبر والدك)... اندفعت قائلة وأنا مصرة على أسناني وناقمة عليه ( أنتَ شرير... أنا مطلقا لن أغفر لك لو فعلت بي ذلك... لم أقترف في حقك سوء لتوصمني بالعار!!!.... لمَ تلطخ شرفي يا شرير؟!!!)... تراخت قبضته عني وغامت عيونه بالدمع الغزير.... كان سبيل الفكاك حينها متاحا أمامي ولكن.... دموعه ثبتتني مكاني... وجدتني أتقدم صوبه وأتمتم له وأنا أزدرد ريقي ( حسنا لا تأسى هكذا.... أنتَ لست شرير وأنا لصة تائبة.... صدقني لا أسرق من حقل سوى خاصتك... لقد سرقت عشرات التفاحات عبر امتدادة عمري الغض الصغير... بإمكانك أن تحسب ثمنهم وأنا سأحضره لك... أنتَ لن تفضحني يوما لأنك طيب وصالح... أليس كذلك؟!!!!).... صرنا صديقين منذ ذلك الفين وهو أخبرني أنه يمكنني أن آخذ كل ما أريد من التفاح وقتما أحببت، وأبلغ حراس الحقل أن تفاحه كله ملكٌ لي.... آخذ منه حالما أشتهي... تطورت صداقتنا عبر السنوات.... كان حنونا للغاية معي.... إلى أن اكتشفت توت تلك العلاقة استشاطت غضبا حينها.... وجذبتني بعنف لدارها المتهالك لنكون وحيدتين وتُفرغ ما في جعبتها عليّ... بعدما أكالت لي الضرب.... ونشرت الكدمات والرضوض على جسدي... وحفرت الجروح الغائرة في كل إنش ببدني.... انهارت باكية كطفلة صغيرة بائسة وأخذت تعفر وجهها بالتراب وتولول ( عليّ أخذكِ مني.... ذلك الحقير يسعى لينتزعكِ مني).... لم تُقدر توت يوما سني الصغير وهي تُفرغ عليّ أحزانها وتطالبني بدعمها... لم تراعي براءتي أبدا وهي تنفث بداخلي ضغائنها وأحقادها.... أحكمت قبضة فولاذية علي وتفوهت وهي مشدودة المحيا وبغضها لجدي عليّ تنقله لي كما العدوى (أنتِ تعلمين أني جدتكِ... أما هو فمن استغلني ورماني بعدما انتهكني وحقق مأربه مني... أجل هو جدك.... تزوجني على يد مأذون لكي لا تظني بجدتكِ السوء... ولكن والده الطاغية حرَّض على سرقة وثيقة زواجنا لأنني غجرية تجري في عروقي دماء قذرة لا تليق بزوجة ابنه الوحيد... كمم فاه المأذون بالنقود الطائلة التي أغدقه بها... وحرق وثيقة زواجي أمام جدكِ وبمباركته لتستحيل رمادا متطايرا.... وجدكِ لم يراعي الله في.... كنت متيمة به وحمقاء جدا حينها... كنت بريئة لا أعرف سبل السحر الأسود ولا أطيق التفكير فيه... هو أحالني سوداء القلب وشريرة.... هو لم يعترف بزواجه مني.... هو أنكر نسب جنيني.... بسببه ابنتي صارت أختي.... بسببه حُرِمْت للأبد من لفظة أمي!!!!.... لو كان اعترف بأمك لكانت حية للآن... لما ماتت من القهر والعجز والإحساس بالخزي والهوان... أنا مطأطئة الجبين بسببه.... أداري عار لم أقترفه.... أداري عار اقترفه هو وأبيه.... ابغضيه.... احتقريه.... يجب أن تنتزعي منه كل ما يملك ذات فين.... ينبغي أن تحشي في فمه مذاق الحميم)..... وأنا..... أنا لم أعد أسرق منذ ذلك الحين.... كان عليّ الصغير مقربا ومحببا لنفسي منذ نعومة أظافري.... كنت أتلهف لحضوره للقرية مع عائلته في عطلة كل أسبوع وأنتظره عند مدخل البلدة بشوق عارم وأظل أركض خلف سيارة خالي محمد حتى يكبح جماحها وتستقر أمام دار الجبالي.... حتى تلك العادة المتأصلة في ماتت بداخلي!!!!... أنا ابتعدت وعاملته بجفاء وهو ظل يحاول التقرب مني... زواجه من ملك فصم عرى روحي.... ظننتني أحبه لسنوات وحسبت أن حقيقة منبتي هي ما رفعت سياجا شاهقا بيننا.... بعد انفصاله عنها صار يعرج عليّ بين الفينة والأخرى في الاسكندرية.... استفقت من غيبوبة ذات يوم في مشفى فوجدته يمسك بيدي ومتهلل الأسارير لنجاتي... عرض علي الزواج.... فرأيته حلا مثاليا لمعاناة توت.... ذلك الزواج هو ما سيُخمد نارها حتى لو أنكرت هي ذلك... سيخامر توت الرضا والاعتزاز بالنفس حينما يتم ذلك.... رد اعتبار توت أمام نفسها يكمن في تلك الزيجة..."....
واستطردت وهي تتذكر حالها في ذلك الميقات :"كنت هزيلة جدا ومتهالكة القوى نوعا ما... كنت مشتتة التفكير تتراءى لي ومضات لا أفهمها.... كنت ضائعة بدون أن أستوعب سبب لذلك... قيثارة زارتني.... وقالت أن زواجي بعلي لا يجوز!!!!.... لأني أجريت إجهاضا لتوي.... لأني حملت بذرة رجل سوى علي في أحشائي.... لأني شائنة التصرفات تماما مثل أمي!!!!.... طردتها.... وقذفتها باحدى نعالي.... واعتراني شعورا غريبا حينها.... شعرت وكأن قطعة مني قد تم فعلا انتزاعها.... بسطت يديّ على بطني وهالني أن أنتبه لجرح عملية بها.... توت ذاتها كررت نفس كلمات قيثارة حينما وافتني في الوقت الذي حدده الطبيب لمغادرتي المشفى.... نفس الكلمات.... إجهاض!!!!.... رأس بها شرخ هائل.... وبطن تحوي ندبة مريبة.... بتلك الحالة أنا غادرت المشفى.... ارتبت في شكري.... هو يمقتني جدا.... من سواه يدبر لي حادث مميت.... هو اعترف... اعترف بأنه بعدما يأس من نيلي قرر الإجهاز علي.... هو أيضا قال أني مسلكي أعوج وأني لست طاهرة البدن كما أدعي وأني حملت سفاحا من أحد الرعاع.... أنا لم أصدقهم كلهم!!!!.... ولكن.... حينما ولجت لهنا بعد سنوات متحدية مصيري بأنه سيتم قتلي في مسقط رأسي لعدة أسباب.... كنت أنت من يحميني.... من يدرئ عني شرور البلدة كلها.... عيون توت قالت أنني أعرفك فعلا رغم أن لسانها أنكر... عيون منصور كانت تعنفني وتحتقرني.... عيون والدتك كانت تزدريني.... عيونك أنت كانت تهدهدني وترفع الضيم عن سنيني!!!!.... لهذا كان لا مناص من هروبي.... لأني في تلك اللحظة تحديدا عرفت بأنك نقطة ضعفي الوحيدة.... بأني يجب ألا أسمح بتفتح هذا الشعور بداخلي.... بأني دمرت حياتك بالأسلاك الشائكة التي تحيط بي.... لهذا صرخت فيك لمَ دبت فيك الحياة من جديد ونعتك باللعين... لأن دبيب الحياة فيك يعني أني لست ميتة القلب كما أدعي.... يعني أنني لا ألبث أتنفس ولا ألبث أحيا.... أنا ما زلت آملة في الدنيا.... أنا مازلت حتى ولو لم يذكرك عقلي مغرمة بجنون بكل ما يتعلق بك.... أنا عرفتك يا سلمان... عرفتك منذ وقعت عيوني عليك.... عرفتك ولذا....."
تواصلت معه بصريا وأردفت بضراعة :" أنا أرجوك... لا تتخلى عني أبدا وكن دائما لي".....
أنا امرأة من زجاج
أدعي صلابة في تلك الحياة
هشة وضعيفة
وأزعم التماسك والثبات
استبدادك بي يشفيني
يرفع الضيم عن سنيني
كن للأبد لي مُمْهِرَا قلبك بتوقيعي
أنفاسه المتلاحقة لفحت وجهها وهو يعرب قائلا ممررا أنامله على خدها :" أنا لن أتخلى عنكِ أبدا... لقد مزقتكِ توت بسياط أحقادها.... إلا أني لم أستطع أن أكرهها رغم مواقفها القاسية والمشينة معكِ.... أنتِ تحبيها.... أنا أتفهمها كما تتفهميها ولكن..."
ابتعد عنها شاردا بتفكيره
هرعت نحوه وتشبثت به وسألته :" ما بك؟!!!"
قرر أن يصارحها هو الآخر بما يعتمل فيه فأعرب متململا وهو يتفاداها في النظر ويلوح بكتفيه:" توت.... وقيثارة.... أشهرتا في وجهي وثيقة بشعة تحوي اسمك في خانة الأم لزبيدة وتحوي اسم محمود شحاتة في خانة الأب... لم تبدو لي كوثيقة مزورة!!!"...
ارتشفت نفسا عميق وأخرجته مربدا وسمرت بصرها عليه وتمتمت وهي تدرسه بنظراتها:" اتهام جديد توجهه لي؟!!!"
أومأت برأسها وتابعت :" معك الحق... أنا من تسببت لنفسي في تلك الورطة... ولكني لا أصدق.... توت وقيثارة لم تتفقا يوما... أحينما تتوحد مصالحهما يكون الهدف تشويهي أمامك والإطاحة بي.... شكري قتل زبيدة.... راقصة غجرية فاحشة الفتنة... ابنة زبيدة الصغيرة اختفى أثرها.... تعذر الوصول إليها وكأنها فص ملح وذاب... ولكن ابنتها الكبيرة المنقوصة العقل بقيت هنا... دفعت والدي ليرعاها ويبسط لها محبته ودعمه.... هو أيضا كان يشعر بالذنب الرهيب حيالها فلم يتوانى عن تدليلها وتلبية كافة طلباتها.... الذنب اعتراه حيالها لأنه التزم الصمت تجاه شكري.... سمح له بأن يرتع فسادا... بأن يستحل دم الغزالة.... نشأت زبيدة منعمة ومترفة في كنف أبي... أحيانا كنت أغار منها فبراءتها لم تفتر يوما لأن ربي كتبها طفلة منذ مولدها وحتى شيخوختها.... كنت أغار من تأخرها العقلي.... لم تلوثها الحياة وتنشب قساوتها فيها... لم يَرُق لتوت ملازمة زبيدة لأبي... خافت أن يتعلق بها فيعدها ابنة له.... خافت أن يمنحها وصية أو يكتب لها شيء من أملاكه في حياة عينه... بدأت تنفث سمومها ليضج الفوران في عروق أهل القرية.... فجسد زبيدة ينمو ويصير ممشوقا ووجهها يَطَّرد نضارة فاحشة ورثتها من أمها.... وهي تعيش في بيت واحد مع رجل لا يمت لها بأدنى صلة.... اضطر والدي مكرها أمام استهجان أهل القرية لذلك بأن يقيم بيتا مستقلا لزبيدة وجلب لها خادمة ترعاها وكان يدفعني لزيارتها كل يوم وبأن أمكث معها قدر المستطاع لأن حينما كان الأمر يتعلق بزبيدة لم يكن أبي يثق سوى بنفسه.... و بي!!!!!... كان للخادمة ولد فاسد يغترف من الخمور ويركض خلف اللذات المحرمة.... لم يكن طامعا بزبيدة فهو لا يحب الخرقاوات المنقوصات العقل... "....
بدا الكلام ثقيلا عليها ولكنها أكملت رغم ذلك:" حينما سقط أبي صريع المرض.... خلفته ورائي وسافرت للاسكندرية لأكمل دراستي ولم ألج للبلدة أبدا.... كنت أهاتف زبيدة كلما استبد بي الحنين لها... لقد عاشت كأخت لي.... وأنا صدقا ورغم كل غيرتي منها كنت ولازلت جدا أحبها.... كانت تناشدني العودة.... تتوسلني أن ألج لها!!!!.... كانت تظن أنني هجرت البلدة لأنها كانت تضايقني أحيانا.... وقطعت لي وعدا ألا تضايقني مرة أخرى... مطلقا لو ولجت لها... "....
ساد الصمت لهنيهة قاسية قبل أن تردف أعمار وهي متلاحمة مع سلمان بصريا :" لم أرضخ يوما لمناشادتها.... كان في آذاني وقر عن توسلاتها.... وفي يوم هاتفتها فأجابت الخادمة وكانت مرتبكة ومتلعثمة.... وادعت بأن زبيدة سقطت صريعة الانفلونزا الغاشمة وأنها محمومة وهاذية.... خامرني شعورا جازما بأنها كاذبة!!!.... وشعرت بثقل يجثم على صدري فرعدت فيها أن تقرب الأثير لها لأستمع لهذيانها.... انقطع الاتصال فأصبت بشطط وقررت الأوبة للقرية لأفهم ما حلَّ بزبيدة.... لم تتوقع الخادمة عودتي سقط فكها وجوما حينما شرعت لي الباب انسحب اللون من وجهها وبدت وكأن إطلالتي قد ألقت الرعب في قلبها.... تقهقرت بخطواتها وبغتة شعرت بعاصفة مقبلة علي.... ارتمت علي زبيدة وانهارت باكية... طأطأت الخادمة رأسها وهتفت بلوعة بأن هذا ليس ذنبها فابنها من منحها نقودا لتؤدي العمرة التي تتوق لها.... وحينما أخبرته أن عليها إبلاغي لأفتش عن خادمة أخرى سواها لترعى زبيدة رفض بشكل قاطع ووسوس لها أن الخادمة الأخرى التي ستجالس زبيدة أثناء فترة سفرها قد تتمكن من انتزاع الوظيفة بصفة دائمة منها... فمن الأفضل أن ترحل دون إعلامي وهو من سيعتني بزبيدة.... لم يكن شاهين ابن الخادمة طامع بزبيدة.... كان يمهد السبيل للكلب شكري ليرتع في جسدها فسادا.... ظنوا أني لن أعود... كان شاهين يتزلف لشكري.... وكان شكري يود الإجهاز على براءة زبيدة... كان شكري نفسية مشوهة يمقت البراءة أينما وجدها ولا يطيب له وقت سوى حين ينتزعها ويخرقها بيديه الآثمتين.... واستحالت زبيدة أرنبا مذعور.... يتكور على نفسه ولا تفهم لمَ قد يُقْبِل أحدهم على مثل هذا المجون والشر... كنت أقسمت لأبي حينما كثرت الشكوى بأني متوحشة وأكيل ضربا لكل أترابي من الذكور أني لن أُقْدِم على هذا مجددا... ولكني أخلفت يميني في ذلك اليوم وأشبعت جسد شاهين ضربا مبرحا مميتا... ولفقت تهمة سرقة لأم شاهين وأودعتها السجن.... ولم تنفي يوما جريمتها.... يبدو أنها شعرت بالراحة هناك وبأنها تكفر عن إثمها في حق البريئة زبيدة... شاهين من تأجج حقده عليّ وصار ملازما لشكري كي يقتص مني.... تلك المرة الوحيدة التي ولجت فيها للبلد خلال السقم الذي استبد بأبي... وعاشت زبيدة معي بالاسكندرية واكتشفت حملها وهي في شهور متأخرة.... كان حملها غزالي وكان الدم يتساقط منها في الشهور الأولى فلم أرتَب في الأمر.... كانت روحا تتشكل بداخلها ولم أكن قادرة على إزهاقها.... ماتت وهي تضع طفلتها.... أسميتها زبيدة أيضا... كان استخراج شهادة ميلاد للطفلة أمر يشبه المستحيل... فمن سأضع في خانة الأب ومن هي الأم... انتهز محمود فرصة عجزي وحيرتي وقبض على بطاقتي في غفلة مني وسجلها باسمنا... انفعلت عليه غاضبة حينما علمت ولكني وجدته حلا منطقيا لتلك المعضلة المستعصية.... تم تشخيص مرض زبيدة بأنه سرطان بالدم وبأنها في حاجة لعملية عاجلة لزرع نخاع عظام... لم أكن أملك نقودا... فاستحلت بائسة.... جارتي كانت تظن أن زبيدة ابنتي عن طريق السفاح فعرضت علي أن تكفلها... لم يكن زوجها ينجب... أنا وافقت.... كان الأمر أشبه بإلقاء الثقل عن كاهلي... بعد فترة أخبرتني أنها استخرجت شهادة ميلاد جديدة للطفلة واستبقت اسمها كزبيدة ولكنها منحتها اسمها هي وزوجها.... تنفست الصعداء حينها فلقد تخلصت من أثر طيش محمود.... وتكفلت الجارة وزوجها بمصاريف علاج زبيدة ولكن سرعان ما تعرضوا لأزمة مالية طاحنة وداهم المرض زبيدة من جديد وكانت في عوز مُلح لتجري جراحة أخرى عاجلة... توت أخبرتني أنني طلبت النقود من قيثارة وأنها منحتها لي برحابة.... وأن عملية زبيدة رغم نجاحها إلا أن ثانويات بمخ الصغيرة كانت السبب في فنائها.... زبيدة وافتها المنية.... كنت في غيبوبة حينها.... ولما استفقت كانت زبيدة متوارية تحت الثرى...... شعرت بأني أخفقت في تحمل المسئولية التي عهدت لي بها زبيدة الكبيرة قبل أن تلفظ أنفاسها... شعرت بأن خذلان أحدهم لمناشدة حبيبه جريمة نكراء يقترفها بحقارة.... أنا خذلت صديقتي زبيدة المنقوصة العقل... لم أستجب لتضرعاتها فأحميها من براثن الذئب الجائع.... ولم أتمكن من إنقاذ وليدتها... أنا مدينة لعلي بدعمي في ذلك الميقات... كنت سأتزوجه لأجل توت.... لأفعل شيئا يرد كرامتها... لم أرد أن أفشل في إثبات حبي لتوت كذلك.... تلك هي قصتي... لن أفصح عن أكثر من هذا... أستطيع تصور ما قالته توت وقيثارة في حقي.... أوغرتا صدرك حيالي واستخدمتا ذريعة محمود لابتزازي لتلصقا بي وصمة إنجاب طفل عن طريق السفاح"....
كانت ترتجف مشمئزة مما فعلتاه بها....
ضمها لصدره بقوة عاتية يحميها من برودة تكتسحها...... يؤكد لها أنه يثق بها... يطالبها بألا تزبد أكثر في الشرح.... ألا ترهق نفسها... فلقد تحملت تموجات نفسية رهيبة وهي تقص عليه عذاباتها.... وهذا يكفي.... لا يريدها أن ترتجف أكثر.... أن تترقرق العبرات من أحداقها أكثر.... الأمر لا يستحق.... نعم أن تفسر له وتتداعى هكذا أمر لا يستحق..... هو يستطيع التحمل ولكنها لا.... كفاها تحملا بما يفوق وسعها.... كفاها تبريرا وكأنها فعلا الجانية.... تطور الأمر وصار يروي غِلَّة أشواقه لها وهي لم تحتج.... بادلته ذات الشوق وسافرا عبر مدائن الأحلام الوردية....
زمان لم يفارقه العذاب فيه ولازمه الشقاء به كظله.... ها هو يندثر وينزوي.... حياة قفر بعد قفر ها هو الصباح ينجلي.... صفا الدهر له بعد أن قَلَّبَه على الخناجر وانمحى الشجن من ربوع حياته برحيق شذاها الفاتنِ...
_________________________________
علي وانجيلا
الحلة الرمادية الغامقة التي كان يرتديها مصممة تماما على كتفيه القوية العريضة وقميصه الوردي المفتوح عند العنق تناقض بشكل حاد مع جلده البرونزي، كانت السترة مفتوحة وحزام من الجلد الرمادي الخفيف يزين خصره وكانت هيئته مهلكة وتسبغه برجولة كاسحة.....
كان يضع ساقا فوق ساق وينتظرها في بهو أحد الفنادق الفخمة مستوليا على أريكة وثيرة تقبع في ركن منزوي من البهو
تقدمت نحوه بإطلالة محتشمة من رداء فاحم اللون ينسدل في طيات حتى الكاحل.... تناقُض لونه مع بشرتها أبرز بياضها العاجي.... وكان شعرها مرفوع بشكل جديلة مشدودة لامعة تمنحها مظهر صحي....
حالما أدركته تناهى لسمعها صوته يقول بصرامة :" الحوار في مكان عام لن يصلح... صرت أكثر شهرة من بعض الفنانات.... فأخبارك تتصدر كافة الجرائد"....
هزت رأسها ورددت باطراب وجزل وثغرها يفتر عن ابتسامة عذبة :" وهذا يثير حنقك وانزعاجك"....
لم ينكر وتمتم بعبوس وفمه يتصلب في خط رفيع للغاية :" نعم لا أحب أن تكون زوجتي مشهورة"....
انطلق وميض كاميرات التصوير صوبهم وتمكن من إنقاذها ودفعها لتستقل المقعد المجاور له في السيارة وانطلق بها.....
تنحنح وهو مركز بصره على الأفق الممتد أمامه :" حمدا لله على سلامتك...."
ردت عليه وهي تصطنع المرح :" ربما يجب أن أجري تعاقد مع المشفى التي يتم احتجازي فيها.... مرتان في نفس ذات العام وبحوداث دامية!!!!"....
حدجها برمقة اعتذار وأكد لها :" أنتِ لن تتعرضي لمآسي مجددا.... ذلك قسم أقطعه لكِ..... لن يلحق بكِ أي ضير.... سأقدم حياتي قربانا قبل أن يتم ذلك"....
استراحت على مقعدها واصطنعت عدم الاكتراث بوعده....
ألحَّ عليها في القول :" لن تردي!!!!"
تنهدت واعترفت وهي تطلق سراح ابتسامة ممطوطة وتطرق برأسها وتلوح بكتفيها :" عليّ... أنت حاولت قتلي وأنا زعمت أمام الشرطة أنه حادث عفوي وبرأت ساحتك.... وأنا أجلس الآن بجوار من سبق وسفح دمي وأنا راكنة للهدوء ومدعية أن الأمور بخير ولكن في الحقيقة كلما وقع بصري عليك أشعر بارتعادة هلع تجتاحني.... "....
التزمت الصمت لهنيهة ومن ثم استطردت بتحشرج وبشيء من الاختناق وهي تشبك قبضتيها الباردتين :"وأنا منحتك صك العفو والغفران وأنت تطالبني بما هو أكثر من ذلك.... بأن أمنحك ثقتي وأعاود الحياة وإياك.... وتلك الأمور تفوق طاقتي.... عصبيتك مفرطة ولا يمكنك كبح زمام غضبك ولا يمكن الثقة بك.... الأمر بذلك البزوغ عندي"....
صار مزاجه طفوليا وهو يدق بانفعال على عجلة القيادة ويطالبها بوحشية حادة:" ولمَ رافقتيني ورضيتِ بمقابلتي مادامت الأمور بالنسبة لكِ بازغة؟!!!"
بادلته الاحتداد وهي تكز على أسنانها :" أولا ركز على الطريق.... أنت ستتسبب في ملاقتنا حتفنا.... ثانيا قررت أن أطلب الطلاق منك وجها لوجه فأنا لست جبانة كي أتوارى منك.... ويمكنني مواجهة كل الوحوش الكاسرة الرابضة فيك..."
كبح فرامل السيارة في حركة مباغتة مما دفع بجسد انجيلا ليرتطم بالإطار الزجاجي الأمامي للسيارة.... استشاطت غضبا فالتفتت له وهتفت فيه وأوداجها منتفخة غضبا :" منذ برهة وجيزة أقسمت بأنك لن تسمح لأي ضير بأن يلحق بي.... وماذا عن الكدمة التي شوهت وجهي الآن؟!!!.... وماذا عن كونك ثور هائج لا يمكنه التحكم في انفعالاته؟!!!.... كلام.... كلام.... وأفعالك مناقضة تماما لما تتفوه به...."....
كانت تهم بمغادرة السيارة ولكنه فجأة انطلق بها من جديد وصار يلتهم الطرقات بسرعة فائقة مخلفا عاصفة من الأتربة خلفه....
شهقت فزعا حينما فعل ذلك فقدمها كادت تقارب أرضية الشارع قبل أن ينطلق بها كما النفاثة المضطرمة.... اضطرت لإرجاع قدمها للسيارة وإلى إيصاد الباب مجددا... والأدهى من ذلك أنها اضطرت آنفة أن تتحلى بالهدوء كي لا تنفذ فكرة ألحت عليها بأن تقتص منه... بأن تخمش وجهه بأظافرها وتقتلع عيونه من محجريهما....
وتناهى لسمعها تحدثه بأسيلية أشعلت ثائرتها أكثر وأكثر:" حسنا.... سيدة انجيلا يبدو أنكِ أيضا زمهريرية المزاج مثلي... ولا يمكنك التحكم في انفعالاتك.... يتجلى على صفحة وجهك تأهبك للانقضاض عليّ بمجرد أن تتوقف السيارة.... حسنا يا فاتنتي أنا لا أمانع.... "......
واستطرد وهو يلقي عليها نظرة جانبية :" وجهك اَطَّرد حلاوة بسبب تلك الكدمة القرمزية الصغيرة الفاتنة.... أرى أن تحافظي عليها ولا تسعين لمعالجتها".....
كان صوت أنفاسها يتصاعد وهو يكتم قهقهة بشق النفس.... يراها تعتصر أناملها وتكمم فاهها رغما عنها.... وتضغط على أسنانها ووجناتها تشتعل لهيبا.... وبمجرد أن أدركا شاليه تمتلكه أسرته بالاسكندرية.... حتى قفزت فوقه وسددت له ضربات متلاحقة غير واعية لحالتها وهي تهتف هاذية :" تريدني مشوهة أبد العمر يا سادي.... تتحقق لذتك حينما ينغرز قبحا في ملامحي".....
رفع أياديه مستسلما لثورتها العارمة وتمتم متشدقا بهدوء استفزها :" أهذا كل ما يشغل عقل النساء... القبح والجمال؟!!!!"
احتدم مزاجها أكثر وأكثر وتهيأت لتكيل له الضرب أكثر وأكثر ولكنه أحجمها تلك المرة عن المواصلة فازمهرت عيونها وغمغمت وهي تصر على أسنانها :" أنتَ تسخر مني.... وتستهزئ بي!!!"....
أجابها بصدق نازف :" أنا أحبك"....
واستطرد حينما راقه الاختلاجة التي طرأت على وجهها :" تلك أول مرة أدلي بها لكِ.... فما رأيك؟؟.... أتحبين الاستماع لها لمرات أُخَر"....
اعتدلت على مقعدها وأحادت ببصرها عنه ودمدمت له :" لن نكمل المحادثة في الشارع.... جلبتني لمكان لا أعرفه... ولكني لا أمانع أن ننهي ذلك الحوار فيه"....
وترجلت من السيارة.....
بغتة اختطف يدها منها.... وسحبها ورائه وهو يتمتم لها بصوت مثقل بالعواطف الجياشة :" شاليه صغير تمتلكه أسرتنا ولكن بوسعي أن أجعله لنا فحسب لو أردتِ"....
أشاحت ببصرها عنه ولم تمنحه رد
في ردهة الشاليه المحدودة المساحة نوعا ما....
ركزت بصرها على نقطة في الحائط وشرعت تتحدث وهي تشوح بيديها:" حسنا الحب لا يهبط فجأة يا علي.... الحب له مقدمات.... وبغتة بعدما شققت صدري صرت مغرما بي ولا تقوى على مفارقتي وتبذل حياتك قربانا كي لا يصيبني ضير.... حتى أيام المراهقة لم تكن المشاعر مندفعة هكذا.... أنت تعرف أنا ابنة من.... أنا ابنة أزاهير وأخت ملك وتلك حقيقة لن تتبدل يوما.... أنت رأيك وضيع بالاثنتين!!!!... رجل يرى أختي كلبة وآكلة رجال أية مستقبل قد يجمعني به؟!!!!... ألا ترى أنه من الجيد لنا كوننا لم نتورط في علاقة زوجية حقيقية؟!!!... "....
شعرت بيده تديرها إليه وهو يتمتم لها بصرامة :" أنتِ أيضا ابنة عمي.... تلك الحقيقة قد تلغي أية شيء آخر".....
ولوح برأسه نافيا واستطرد :" ولا... ليس من الجيد لنا أننا حتى الآن لسنا زوجين حقيقيين.... يجب أن نُدخل زواجنا حيز التنفيذ.... أنتِ اعترفتِ بحبي قديما وبإمكاني لو منحتني فرصة أن أزرعه بدواخيلك مجددا....".....
عاتبته وهي تلوح برأسها وتغالب ترقرق عبراتها :" أنت لم تصدق حبي قديما.... لم تهتز لكلماتي... غضضت الطرف عنها واستمررت تكيل لي الإهانات وتضمر لي شرورا.... وكل هذا على الرغم من أنها المرة الوحيدة في عمري التي تفوهت بكلمة أحبك لرجل وأنا صادقة تماما....".....
ضغط على أسنانه وهو يذكرها ويبسط أنامله على لحم أكتافها:" لا تعيشي دور الأضحية يا انجيلا.... أرجوكِ أنا أود اجتياز خداعك لي.... لقد جعلتني أظن أنكِ ملك.... بكل فحش ملك... بكل فجورها... أنتِ تعلمين في قرارة نفسك أن أختك كانت معوجة المسلك.... كانت منحرفة وخبيثة التفكير.... ردود أفعالي كانت طبيعية فلقد رددت لعصمتي زوجة لا تقيم وزنا للوفاء.... أنا سأطلعك على أمر لا أدري إن كانت أختك قد تفوهت به لكِ أم لا..... أنا لم أمس ملك يوما.... فكرة مقاربتها كانت تدفع بالاشمئزاز ليعربد في.... لقد توسلتني سترها كونها حملت عن طريق السفاح.... بسببها تخليت عن فتاة محترمة كنت أنتوي الزواج بها.... كنت أتقزز من فكرة اتخاذها زوجة فعلية ولكن حينما اقترنت بكِ كان الأمر متبدلا وكان الفارق بداخلي شاسعا وددت لو أحتجزك بين أضلعي لو أبثك محبتي طوال أيام حياتي.... وصرت أشمئز من نفسي أنا... لأن قلبي يركض وراء امرأة عابثة فاسقة.... تخيلي شخص بوضعي المتقلب على جمر النار يقرأ خبر إفادتك بقضائك ليلة مع حبيبك السابق.... قلبي استحال أوتارا دامية!!!!.... وأنتِ أيضا لم تساعدي.... أخفيتِ الأمر عني لأطالعه في جريدة وحينما هاتفتك تحدثتِ عن عشيق لك بوقاحة منقطعة النظير.... أنتِ أيضا مستفزة يا زوجتي العزيزة"..... استقرت ابتسامة طفيفة لطيفة على وجهه مع قوله الأخير
والتزم الصمت لوهلة ليردف بعدها :" حينما قررتِ أنك لم تعودي تقوين على التعارك معي وسمحتِ لي بأن أغرز الشظية الحادة في جسدك..... واعترفتِ بأنكِ لست ملك.... شعرت بمساحة حرية تتسع في صدري لا تهتف سوى باسمكِ ولا يطيب لها سوى ذكرك.... لقد حررتني حينها لأسقط صريع هواكِ.... لأصير مصفودا بأغلال عينيكِ.... لم أحتمل ألم أنني سأفقدك بسبب اندفاعي الأرعن.... فقدت ذاكرة مشاجرتنا التي وقعت.... ولكنني لم أستطع نسيان أنني أهواك.... صار صوتي يلهج بالدعاء لكِ.... صار العالم مقصورا عليكِ.... تقولين أن الحب يحتاج مقدمات... وأنه لا يصيبنا بغتة.... حسنا أنا أهواكِ منذ إشراقتكِ على صفحة البسيطة.... أنتِ ملك الحقيقية ووالدة أمورة تكون أمان.... لا أدري لمَ قد تقوم أمكما بشيء مماثل... لمَ تدعي أن ابنتها المفقودة هي أمان وهي في الحقيقة ملك.... أمكِ أحجية مستعصية بالنسبة لي.... تلك المرأة لم أفهمها يوما.... نعم أنا وقعت في هوى ملك منذ تفتحت عيونها لي.... منذ أشرق وجهها بابتسامة صافية لي.... وأنتِ ملك وأنا أحبك تبعا لهذا لسنوات طوال.... لقد طال شوقي لكِ مدادا..... وظننت أن ذلك الاكتفاء الذي اعتراني حينما أبصرتك عند مولدك قد تبدد مني للأبد....."....
علقت رافضة تصديق ما يتفوه به :" عبرت لي عن امتنانك لأني أطلقت سراحك بحديث مقتضب عبر الهاتف.... لم تهرع لملاقاتي.... لم تتلهف للاطمئنان علي.... استلزم الأمر منك شهرين كاملين منذ استردادي وعيي لتهاتفني طالبا رؤيتي.... وها نحن هنا.... دعنا نتحدث بواقعية... ذلك الحب الأسطوري الذي تسهب كلاما عنه أنا لا أؤمن بوجوده!!!!.... حتى الحب الذي خامرني حيالك يوما كان يحوي جزءً ماديا.... أنا لا أؤمن بالروحانيات الصرفة سوى في علاقتي بربي.... أنا أيضا ممتنة لك يا علي لأنك لم تفضح كوني انجيلا للصحف... احترمت رغبتي في ملاعبة الجرائد.... وارتضيت أن أزج باسمك في تمثيلية حريق شقتي التي خططتها مع مارسيلا بمعاونة الشرطة.... لو كان الحب في قلبك أسطوريا كما تزعم فلمَ لم تسعى لملاقاتي قبلا.... الحديث عن الشعور بالذنب أنا لن أصدقه..... فلو كنت تنتوي البدء به من الأفضل أن أنصرف من هنا.... أنا لا أحب الاستماع للترهات.... أنا باقية هنا لأكشف هوية قاتل أختي.... وموضوع أن أمورة ابنة سفاح كما تدعي أنا لا أصدقه.... سأجري تحليل الحامض النووي لك ولها لو كنت مصرا على تنصلك من أبوتها"......
حضها وهو يدور من حولها:" اجريه.... أتحسبيني كاذبا..... أختك هي الكاذبة.... حينما تنقشع غمامة خداعها لكِ سترغبين في البصق على قبرها"....
تصاعد اللهيب الأزرق في عيونها واشتدت تقاسيمها وأعربت وهي تضغط على أسنانها وتكشر عن أنيابها:" إياك أن تقلل من احترام أختى..... ولو بها مساوئ الدنيا قاطبة يكفيني أنها ضحت بحياتها لأجلي.... فضلتني عليها في لحظةٍ حاسمة.... كنا نسيج واحد في تكويننا الأول وانفصلنا شطرين لنصير شقيقتين متماثلتين...."....
وتهدلت أكتافها وانطفأت جذوة عيونها وهي تردف :" أرأيت لا أمل لنا معا...."
تلاحم مع عيونها وهو يعرب بصوت أجش:" الأمل نحن من نصنعه..... يحتاج أن نبذل جهدا ليصير واقعا ملموس.... كنت أستقصي أخبارك منذ خروجي من المخفر... أخبار انجيلا أو روكسان.... كنت أعرف كيفية التعامل معكِ وأنتِ تتسربلين بزي أختك وكنت أجيد التعامل مع نوعيات النساء اللواتي كنت أتخذهن زوجات لي قبلك فهن إما سطحيات التفكير إما باحثات عن ذهب إما متعة وقتية بالنسبة لي.... حسنا لم أتعامل سابقا مع جراحة وظننت أن الأمر يحتاج استعداد وتحضير.... فالحب يموت مالم نرويه ما بالك وأنا غرزت شظية فيه"......
رغما عنها انفجرت مقهقهة ووكزته في مرفقه وهتفت غير مصدقة :" تتفكه في موقف كهذا؟!!!"
حدثها بجدية حينها :" الغيرة نهشتني حينما ارتطم بصري بصورة تجمعكِ بخطيبك السابق.... كانت تشوه الصفحة الأولى من جريدة فرنسية!!!.... كنتِ تبتسمين فيها وكنتِ جزلة جدا.... وحينما علمت بقدومه لمصر قررت أن التأني والتمهل معك لن يجديا.... لن ينتزعك أحد مني لذا نحن هنا..."
ارتفع صوت أثيرها المحمول فأبصرت الاسم عبر الشاشة المضيئة ورسمت ابتسامة متقنة على ثغرها لتغيظه أكثر وتفقده صوابه
وقبل أن يهم بانتزاع الهاتف منها أفصحت وهي تسكب على مسامعه :" ذلك أبي الصديقي.... ستحبه جما حينما تلتقيه.... حياتي أنا تقوم فقط على إشراقة عينيه".....
وشرعت الهاتف أمامه واستوت جالسة القرفصاء على مقعد قريب
" أنا مع عليّ.... لا اطمئن أنا أبعدت عنه كل الأدوات الحادة!!!.... تصور يقول أنه يحبني.... هل من يغرز شظية في قلب أحدهم يكون محبا له يا أبتي؟!!!!.... تريد أن تلاقيه.... حسنا سأخبره..... سأوافيك بعد قليل يا أبتي.... عمت مساءً".....
قطبت جبينها وأولجت بصرها لعلي ورددت كلماته:" كانت صورتي تشوه الصفحة الأولى من جريدة فرنسية".....
أعرب عابسا وهو يطوي الخطوات التي تعزله عنها وعيونه تقدح شررا متطايرا:" لو كنتِ تمنحيني فرصة للتراجع فانسي.... أية صورة لكِ مع رجل سواي تقوم عليها حروبٌ ضروس يا زوجتي".....
انتابها الحبور من جراء قوله..... هي تحبه وهو غيور
عددت له كي تجتث النبتة الخبيثة من علاقتهما:" ترمي أمي بالكذب وتشكك في هويتي كأمان... وترغب في البصق على قبر أختي.... وتود لو تلغي تاريخ حياتي التي عشتها قبلك.... لا يمكنني الإنكار بأني خُطِبْت لأكثر من مرة... وبأن آدمز كان شخصا مثاليا لي.... ظننت لفترة ليست هينة بأنه المنشود لي... أنا لا أحب الاختناق يا علي.... الزواج عندي حرية وليس قفصا تحتجزني فيه.... احترام متبادل.... وشعور بالهوية والأمان.... حينما تعتريني تلك المشاعر معك سأكون زوجة حقيقية لك.... لقد اعتدت الصنف الرديء من النساء.... عليك ألا تعاملني مثلما اعتدت معاملتهم... أعتقد أني جديرة بما أبتغي..."
تفاوض معها وهو يدنو منها :" عليكِ أن تقلصي الشروط قليلا... أنتِ تضعين لي شروطا تعجيزية.... لقد عشت أكثر من نصف عمري أتعامل مع الحياة بطريقة معينة.... لن أستطيع نزع جلدي وتركيب آخر بدلا منه فما بالك بعقلي أنتِ تسعين لتبديل تلافيفه وتغيير تضاريسه... وماذا عن قلبي هو يميل للكلام الناعم خصوصا في حضرة جمالك الطاغي... أنتِ الزواج لديكِ حرية وبالنسبة لي قفص فضعي منطقة وسطى نتلاقى فيها... بالطبع أنا أحترمك وأوقرك وسأنجب منكِ أطفالا بالمراسلة لإثبات ذلك!!!!... وبالنسبة للهوية والأمان... أنتِ هويتي وسريرتكِ هي أماني فهي كما البتلة النقية يا فتاتي..."
اصطنعت الجدية طامرة ما داهمها من شعور لذيذ من جراء أقواله الملداء
وتفوهت وهي مقطبة الجبين :" الرجل الناعم في كلامه ليس محل ثقة... حقيقة تعرفها كل النساء!!!... شروطي مازالت قائمة ولكني بعد بحث وتروي قررت إضافة بند عليهم... هو أهم بند فيهم... ستساعدني على قلب رجل واحد لأكتشف هوية قاتل أختي... ستتعلم احترامها والدعاء لها كلما ذُكِرَ اسمها.... عليّ.... أنا وأختي وجهان لعملة واحدة... فلو كنت تبغضها فأنت تبغضني أيضا ولو تعلمت تفهمها فأنت ستفهمني أيضا.... تلك شروطي ولن أقبل أية مفاوضة أخرى فيها"....
همت بالمغادرة فلحق بها وحثها :" تأبطي ذراعي"...
سألته ساهمة :" لمَ"....
رد بتلقائية أفقدتها صوابها :" لأني سأرافقكِ لأبيكِ... لا مناص من اكتسابه لصفي... وهو دعاني"
تشابكت معه بصريا وتمتمت له ومحياها يطلق سراح ابتسامة واهنة:" لقد نسينا شيء هام... أنا مسيحية... أنا من ملة مغايرة ولا أنتوي تبديلها"....
ارتعشت ابتسامة متوترة على ثغره وتلك المرة لم يتمكن من منحها تعليقا ولكنه اكتفى بتقريبها منه ليضمها لصدره العريض... لتتوحد دقات قلبيهما ولو لهنيهة.... فمن يدري ما الذي يخبئه القدر لهما....
________________________________

الخاشعه 18-01-16 07:27 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج2
 
السلام عليكم
تسلم شطحات هالمخ العبقري
لجة الاشواق تصافت فيه النفوس المرهقه والمشتاقه
عجيبه حياة أعمار كلها غموض ودهاليز مظلمه....نورتها اليوم لسليمان... واعمار ما تتنازل إلا لما تحب💘
انجيلا وعلي لهم حق يعيشون حياه نظيفه...وان كان علي صادق انه ستر على بنت عمه وساعد أعمار تتخطها أزمتها الصحيه.. فهو اثبت انه يستاهل انجيلا بجداره
البارت كله مشاعر جميله💞
شكرا جميل يليق بما تكتبين👏

bluemay 18-01-16 11:16 AM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج2
 
سلمت يداك عزيزتي

فصل مؤثر وانبساط زبرجدة مع سلمان مبشر خير انها احست بصدق محبته لها

علي وانجيلا ماذا تخبئ اﻷيام لهما ؟!



سامحيني مروري سريع ولكن احببت ان اضع بصمتي المتواضعة


تقبلي خالص الود

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

احلام طائرة 18-01-16 06:55 PM

قصة أكثر من رائعه وفيها مزيج رائع من الحبكة الدرامية واللغوية التي قلما أجدها في قصة قرأتها والبارت الأخير فيها زاخر بالمشاعر الجميلة التي أثرت كثيرا فيا ارجو ليكي التوفيق فيها وفي أعمالك القادمة واتمنى ان أظل اتابع معكي حمامة الارباش حتى نهايتها مع جزيل الشكر ليكي وارجو ان تقبلي مروري والسلام عليكم

بنت أرض الكنانه 18-01-16 08:08 PM

رد: حمامة الأرباش الفصل الثالث عشر ج2
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخاشعه (المشاركة 3590556)
السلام عليكم
تسلم شطحات هالمخ العبقري
لجة الاشواق تصافت فيه النفوس المرهقه والمشتاقه
عجيبه حياة أعمار كلها غموض ودهاليز مظلمه....نورتها اليوم لسليمان... واعمار ما تتنازل إلا لما تحب💘
انجيلا وعلي لهم حق يعيشون حياه نظيفه...وان كان علي صادق انه ستر على بنت عمه وساعد أعمار تتخطها أزمتها الصحيه.. فهو اثبت انه يستاهل انجيلا بجداره
البارت كله مشاعر جميله💞
شكرا جميل يليق بما تكتبين👏

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تسلمي يا حبيبتي
ممتنة لكي كثيرااااا
مين قال تصافت انا قلت انا قررت اعمل هدنة مستمرة لنهاية الفصل 13 اللي انا لسه ما خلصتوش
بعدها ارجع للعذاب تاني طوالي
مش كده برضه ردي بخصوص اعمار
علي ده ما يستاهلش حاجه مش مرتحاله بكرة نشوف جايز ربنا يهديني واكف عن الشر
:peace::peace::peace::peace::peace::peace::peace::peace::pea ce::peace::peace::peace:
شاكرة مرورك الجميل
نورتي :55::55::55::55::55:


الساعة الآن 05:25 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية