منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتملة (بدون ردود) (https://www.liilas.com/vb3/f571/)
-   -   أشباه الظلال (https://www.liilas.com/vb3/t198404.html)

برد المشاعر 14-01-15 02:37 AM

أشباه الظلال
 
1 مرفق
[COLOR="Black"]


أشبـــــــــاه الظــــــلال




النص بالمرفقات

برد المشاعر 14-01-15 02:51 AM

رد: أشباه الظلال
 
1 مرفق





الفصل الخامس



النص بالمرفقات


برد المشاعر 14-01-15 03:02 AM

رد: أشباه الظلال
 
1 مرفق





الجزء التاسع





النص بالمرفقات




برد المشاعر 14-01-15 03:12 AM

رد: أشباه الظلال
 
1 مرفق





الجزء الرابع عشر




النص بالمرفقات

برد المشاعر 14-01-15 03:21 AM

رد: أشباه الظلال
 






الجزء التاسع عشر










غيث












لا أعلم من أين تتقاذف عليا المشكلات لم أفكر للحظة أن يحدث ذلك ( حامل ) ولكني لن أتخلى عن ابني
ولن يكون سببا لربطنا بمصير مجهول لن يسعد كلينا سيكون معي ولو نمنا بالشارع لكن زوجة امرأة
هذا شيء لا يمكنني استحمال وجوده طويلا و لا ألايد أن تسيطر عليا الأفكار السوداء فرنيم لا تخرج
ولا رجال يأتون هنا
" غيث ألن تذهب لجلب رنيم "
قلت بهدوء " لا أعلم كنت سأجلبها عند الغد لولا صهيب ومشاكله التي لا تنتهي "
قالت بحنان " ولكن قد تتأزم بعض الأمور هل ستتركها هناك "
قلت ببرود " أفكر في الذهاب اليوم لا حل أمامي "
قالت " هل أخبرتها بذهابك "
قلت بذات البرود " لا لقد أخبرتها أنني سأؤجل رحلتي , على كلن لا يحتاج الأمر أخبارها "
قالت بحيرة " ما بك يا بني أراك شارد الذهن كثيرا "
ثم أضافت بابتسامة " يبدوا لي غياب رنيم لم يكن فكرة جيدة "
نظرت لها ببرود وقلت " نحن ننتظر مولودا يا أمي "
سُرت أساريرها وكأنني أخبرتها أن والدي عاد للحياة من جديد وقالت بفرح
" حمدا لله مبارك عليكما يا غيث كم أسعدني هذا لقد كنت خائفة من هذا الموضوع "
نظرت لها بحيرة وقلت " خائفة من ماذا , أن لا ننجب مثلا "
قالت بهدوء " بل من أن تكون العلاقة بينكم وزوجاتكم سيئة لهذا الحد فأنتم متزوجون منذ أشهر ليست
بقليلة ولم تحمل لا حور ولا رنيم "
تنهدت بضيق وقلت " بقي لك زبير إذا ليشغل تفكيرك "
تنهدت بارتياح وقالت " يكفيني أن أرى ولو ابنك أنت فقط "
يالك من امرأة يا أمي رغم أني لست ابنك ولكن لم أشعر بذلك معك يوما
قاطعت أفكاري قائلة " هل أخبرك صهيب شيئا "
قلت بحدة " لا يخبر ذاك إلا بالسوء الفتاة وصلت أخبارها لكل الصحف وهوا وجنونه لا يفترقان أبدا "
وضعت يدها على فمها بصدمة وقالت " ماذا الصحف هل انتشر خبر الاختطاف "
نظرت لها بحيرة وقلت " ألم يخبرك أحد بذلك "
قالت بحزن " ومن سيخبرني صهيب الذي لا يتحدث معي حتى بالهاتف أم أديم الذي انقطعت أخباره
ولم يحظر هذه الإجازة أم بحر الذي أصبح غير موجودا إلا بالاسم فقط حتى زبير كثر سفره ولم نعد نراه "
قلت بضيق " أحدهم نقل الخبر للصحف وأصبح الموضوع على كل لسان ستأتيك صديقات السوء لأخبارك
في أي لحظة "
قالت بصوت دافئ وحزين " آه يا لها من مسكينة تلك الفتاة تعاني الاختطاف ثم الفضيحة الآن , اللوم على
صهيب لما لم يخلصها منذ البداية هوا السبب فيما حدث لها "
تنهدت وقلت " لن يجدي إلقاء اللوم الآن شيئا لقد حدث ما حدث وانتهى "
قالت بهدوء " وما تفكرون به الآن هل سيجلبها هنا "
قلت بضيق " نعم قال أنه سيجلبها معه في الغد "
ثم وقفت وقلت " عليا المغادرة الآن الرحلة ستستلزم وقتا "
قالت بحيرة " هل ستذهب الآن"
قلت مغادرا " نعم فلا وقت لدي عليا أن أكون هنا عند المساء "
وصلت إلى هناك جوا ثم برا وما أن وصلت حتى رأيت مالم ولن يسرني رؤيته أبدا كان أدهم مغادرا
المنزل لقد شعرت بالأبخرة تتصاعد من رأسي ولو كانت رنيم أمامي الآن لفصلت رأسها عن جسدها
دخلت المنزل بغضب لو أخرجته لفجر المكان فقابلتني والدتها في الخارج وكما يبدوا لي أنهم كانوا
يجلسون بالحديقة ألقيت التحية وعيناي تتجولان وتبحثان في كل مكان ثم قلت بضيق
" أين هي رنيم "
قالت بابتسامة " حمدا لله على سلامتك أولا , لما لم تخبرنا بقدومك "
قلت بهدوء مصطنع " سلمك الله يا خالة ولكن لم تجيبي عن سؤالي "
قالت بذات الابتسامة " إنها في الأعلى في غرفتها "
قلت بضيق " ألم تكن معكما هنا "
قالت بحيرة " معنا من نحن "
كادت عيناي تخرج من الصدمة ألا تعلم والدتها بمن خرج من هنا ويلك مني يا رنيم
قلت بضيق أكبر " هلا استدعيتها من فظلك بعد أن ندخل للداخل "
قالت باستغراب من نبرتي وغضبي " حسننا يا بني كما تريد "
دخلنا للداخل توجهت لمجلس الضيوف وبعد لحظات جاءت ودخلت الغرفة فقلت بضيق وحدة
" أغلقي الباب خلفك "














زبير







( خائنة هي الحروف وخائنة بعض الكلمات تلتف حول قلوبنا وتنسج مكائدها لتعبر شرايين
أجسادنا ثم تتناثر على ضفاف ألسنتنا لتقفز هاربة وتكشف سترنا من خلف حجاب الصمت لتنسج
عبارات تحكي ما ليس يفترض به أن يُحكى فيتحول الصمت لمعاني وتخرج الأنفاس تُلقي حديثا يعجز
عن قوله لسان الحال, فأعذر صمتي أيها الطيف البعيد وأعذر كلماتي أيها الرجل الغريب ولا تحملني
وزر النوايا كما يفعل الجميع )


أغلقت هاتفي بعد أن قرأت رسالتها هذه لعشرات بل ألاف المرات وفي كل مرة أقرأها فيها
أفهم منها معنا جديدا ويولد حينها شعورا غريبا وجديدا أيضا , كانت هذه الرسالة هي ردها
على اتصالاتي المتواصلة وإلحاحي معرفة ما حل بها وما قالته لي ردا على حديثي الأخير
لقد أصبحت هذه الفتاة لغزا محيرا وغموضا غريبا ومحادثتها شيئا أساسيا في جدول يومي
وحتى تفكيري

" هل أخبرك متى سيأتي وفي أي وقت "

صدق بحر عندما قال لا تسافر بخيالك وأنت في القصر لأن والدتي لديها نقاط تفتيش
لا يمكنك اجتيازها وستلقي القبض عليك وتعيدك من حيث بدأت
ابتسمت وقلت " أمي هل يسعدك حقا أن توقظي شارد الذهن مما هوا فيه "
نظرت لي مطولا باستغراب ثم قالت " لن تشعروا بشعور الأم أبدا لأنكم لم ولن تجربوه "
قلت بهدوء
" لذلك لن يكلف صهيب نفسه أبدا عناء أخبارك متى سيأتي وليس لدي الجواب الذي تريدي "
قالت بضيق " وأديم لم يأتي عطلة نهاية الأسبوع ولم يكلف نفسه عناء طمأنتي وغيث يبدوا لي
يعاني مشاكل مع زوجته ولا يرحمني بشرح الأمر لي وبحر يتعذب في صمت من ماذا لا أدري
وأنت وحور أحوالكم لا تزداد إلا سوءا والفتاة لا تزيد إلا وهنا ومرضا وكلكم ضائعون ولا تكترثوا
لشعور الأم التي يحترق قلبها عليكم كل حين "
قلت بهدوء " أمي لما ترفعين هم الجميع دائما أجزم أن الأمهات ليسوا جميعهن كذلك , بالنسبة
لبحر فهوا متكتم عن كل ما بداخله منذ صغره وأديم تحدث مع غيث وأخبره أنه لن يأتي وصهيب
سيأتي اليوم ونحدد ما سنفعل بشأن الفتاة أما أنا وغيث فأنتي أدرى منا بحالنا وبسببه وبأن كل
ما يجمعنا بزوجاتنا وصية منتهية المفعول في أي حين "
قالت بحدة " بما تهدي يا زبير أخبرني هل ستجد أنت أو غيث أفضل مما لديكما ثم غيث
ينتظر مولودا فهل سيحكمان عليه بالتشتت والضياع "
قلت بابتسامة " حقا ما تقولي هل سيصبح غيث أبا "
هههههه لقد فعلها ذلك المجرم
تنهدت وقالت " نعم وننتظر دورك أنت أيضا "
قلت ببرود وبعد صمت " لا تنتظري كي لا تتعبي وها قد أخبرتك "
قالت بحدة
" زبير لابد أن عقلك قد أصابه شيء أخبرني ما في حور لا يعجبك أم أن زمرد أفضل منها في شيء "
وقفت وقلت بضيق " أمي أنا لم أقل أن حور يعيبها شيء وزمرد لن أتزوج بها ولا بعد ألف عام
كوني مطمئنة فهي لم تعد تعنيني "

غادرت متضايقا وتوجهت لحديقة القصر جربت الاتصال بصديقتي التي أصبح الحديث معها ولو
من طرف واحد إدمانا لا يمكنني العيش بدونه ولكنها لم تجب أرسلت لها رسالتي العاشرة أو ما يزيد
ولكني هذه المرة كتبت فيها

( ليس من العدل أن يقطع قاسي القلب عن الظامئ المحروم منبع قطرات الماء التي ترويه )

ففوجئت بها تتصل بي ومن صدمتي لم أجب إلا بعد حين فتحت الخط وانتظرت في صمت
فجاءني صوتها عذبا هادئا وهي تقول
" هل ستنقلب الأدوار وستنتظرني لأبث همومي لك "
قلت بابتسامة " بل انتظر أن أعلم أن من أتحدث معه كائن موجود حقا "
قالت بذات الصوت الناعم
" ماذا عن الفتاة كيف أصبحت وشقيقك هل هوا بخير عليكم البحث عنه "
ضحكت ضحكة خفيفة وقلت " يبدوا لي أن همهم يشغلك أكثر مني "
قالت بصوت مبتسم " هل أقول لك شيئا ولا تغضب مني "
قلت مباشرة " أغضب منك , لا لن يحدث ذلك أبدا "
قالت بهدوء " أشعر أنني أشاهد مسلسلا وأرغب معرفة نهايته "
ضحكت وقلت " وأنا الراوي والممثل الوحيد وكاتب السيناريو والمخرج أيضا "
ضحكت وقالت " هذا لأنني المشاهد الوحيد "
قلت بعد صمت " ألن تسأليني عن شيء آخر "
ساد صمت غريب فقلت " أين أنتي "
قالت " عن ماذا مثلا "
قلت " عن التي كانت حبيبتي وليتها لم تكن "
قالت بهدوء " هل تقابلتم أو تحدثت معها "
قلت " لا ولن يكون ذلك بعد اليوم "
قالت مباشرة " ذلك أفضل "
قلت بابتسامة " لا أستغرب الآن أن يكرهها الجميع فحتى أنتي التي لا تعرفينها قد كرهتها "
قالت بهدوء " أنا آسفة لم أقصد ذلك ولكن الحب شيء ثمين والبعض لا يستحقه "
قلت " وهل جربتِ الحب يوما "
قالت بعد صمت طويل " لا ولا أتمنى ذلك "
قلت مباشرة " ولما "
قالت بحزن " لأنه كما أخبرتك هوا شيء ثمين ويستنزف منك الكثير من المشاعر والبعض
لا يستحق ذلك فلن تجني سوى الألم وأنت أعلم مني بذلك وها هوا شقيقك يعاني "
قلت بابتسامة " ولكن من لا يحاول لا يحصل على ما يريد والفشل أفضل طريق للنجاح "
قالت بذات الحزن " يكفيني ما فقدت حتى الآن لقد خسرت الكثير "
ثم قالت " والدتي تناديني عليا النزول إليها وداعا "
قلت باندفاع " هيه انتظري أنا لم اصدق أن أجبتي على اتصالي هل سنتحدث ثانيتا "
قالت " فلندعها للظروف وداعا الآن "
وأغلقت الخط وتركتني في حيرة من كلماتها أكثر من صمتها






















ليان
























كانت هذه الليلة من أسوء ليالي حياتي التي بدأت منذ أيام بعد أن ضربني شقيقي حتى تعب بعدما أخبره
شاهد أنني على علاقة برجال وأخرج معهم , سمعت صوت خشخشة عند السور الخلفي لمنزلي فأنا أتجول
بحذر كل ليلة وابقي أذناي مفتوحتان طوال الليل اقتربت من السور ووجدت أحدهم يحاول تسلقه فهوا كان
مرتفعا بعض الشيء ركضت لهاتفي السري واتصلت بوسيم ثم اتجهت من فوري لحجرة عمي لأخرجه
معي فلن أطمئن لبقائه بعدي وليس لدي مكان أذهب إليه سوى منزل وسيم رغم علمي أنه لو كان نائما
فلن يسمع طرقي على الباب ولكن كان يكفيني أن التصق بالباب لأشعر بالأمان ستقولون عني مجنونة
ولكنها الحقيقة فعندما لا يكون لك من تستند إليه وقت الشدة فستتعلق ولو بالأوهام وليس بحقيقة موجودة
وإن كانت خلف باب موصد فأنا أعلم ما يفكر به شاهد فلو فعل بي أي شيء لن يصدقني أشقائي بسبب كذبه
عليهم ولن ينصفوني في كل الأحوال وما أن خرجت من المنزل حتى وجدت وسيم خارجا بسرعة من منزله
ركضت جهته دون شعور وكأنني حلمت حلما مستحيلا وتحقق فجأة فأمسكت بيده وكل ما أخشى أن يكون
خيالا وأردت التحقق منه
اختفى داخل المنزل طويلا ثم عاد يجر شاهد في يده كأنه قطعة قماش ورماه أمام قدماي ثم غادر لمنزله وعاد
حاملا دفتره وما أن قرأت ما كتب حتى تجمدت من الصدمة فقد كتب لي
(هل تتزوجينني )
بقيت أنظر إليه بصدمة مطولا فكتب ( هل لأني أخرس )
أومأت برأسي نفيا وقلت " لا لما تفهمني هكذا ولكن .... آه ياله من إحراج "
كتب ( أنا من سيقوم برعايتك وعمك وسأوفر لنا سكننا ولن تعملي عملك ذاك بعد اليوم وسنعطي المنزل
لأخوتك لنرتاح من مشاكلهم )
تنهدت وقلت " لقد فاجأتني حقا يا وسيم "
كتب ( ماذا تقولي فأنا لا أسمعك )
كتبت له ( وما تفعله بزوجة لا شيء لها حتى المنزل ستخسره ومعها عمها الضرير لتزيدك هما فوق همومك )
كتب لي ( إن لم يكن خرسي هوا السبب فواقي يا ليان ليرتاح ضميري أرجوك )
نظرت له باستغراب ثم كتبت ( وما شأنك أنت ليؤنبك ضميرك )
كتب وفي عينيه نظرة ضيق ( لا تسأليني يا ليان قولي الآن رأيك لنجد حلا لهذا الملقى أرضا )
كتبت ( أعطني مهلة أفكر )
كتب ( إذا ترفضين عرضي )
أومأت برأسي نفيا فابتسم لي فابتسمت بخجل وقلت " يا لي من حمقاء متسرعة حتى مع الذين لا يسمعون ,
هل استحق كل هذا يا ترى شابا وسيما ومؤدبا وشهما وأنيقا حتى , وكأنه لا يمد للفقر بصلة "
كتبت له ( موافقة ولكن بشرط )
نظر لي باستغراب فكتبت ( لن أعود للعمل في الشركة )
ابتسم وأومأ برأسه موافقا ثم كتب ( وأنا لدي شرط , لا تسأليني عن عائلتي وماضيا شيئا مهما حدث )
نظرت له بتوجس وخوف فكتب لي
( لا تخافي فليس لي جرائم أو مطارد من الشرطة فقط أريدك بعيدة عن كل عالمي الحقيقي وأن أكون
دائما وسيم الذي عرفت فقط )
هززت رأسي بالموافقة ثم كتبت له ( وما نفعل بهذا المرمي تحتنا )
كتب ( دعيه سيستفيق وحده وأغلقي منزلك وتعالا لمنزلي عند الفجر سآخذ عمك للمحكمة لننهي الزواج )
وقفت مترددة ولكنه سحبني من يدي وأدخلني منزله ثم عاد وأخذ عمي إلى هناك أيضا دخلت المنزل
كان شبه فارغ من الأثاث نظر من حوله ثم كتب ( تعاليا معي لغرفتي فهي الوحيدة المفروشة هنا )
دخلنا الغرفة كانت بخشب جديد وراقي بعض الشيء وتبدوا لي باهظة الثمن الثياب كانت في كل مكان
والفوضى تعم الغرفة حك وسيم رأسه بخجل وكتب
( هذا مؤقت فقط عند الصباح سنستأجر غيره )
كتبت له ( لا بأس سأقوم بترتيبها )
خرج خارجا لا أعلم إلى أين وبدأت بترتيب غرفته كانت ثيابه قليلة وكأنه يقضي وقتا قصيرا هنا أو أنه
لا يملك غيرها رتبت قدر المستطاع وفي أسرع وقت ثم ذهبت للمطبخ فلم يكن أقل منها فوضى تنهدت
وقلت " آه ليت منزلك مرتب مثلك يا وسيم "
أحسست بشيء ما خلفي فابتعدت مفزوعة ثم قلت " آه لقد أفزعتني "
كتب لي مبتسما ( لا تتعبي نفسك في تنظيف هذا فسننتقل من هنا عند الغد , يمكنك النوم بغرفتي )
قلت بهدوء " وتحسبني وقحة لهذا الحد لا ينقص إلا أن أسحبك معي لها "
كتبت له ( عليا جمع أغراضنا من منزلي )
كتب لي ( لن تعودي إلى هناك سنجلب أوراق المنزل وأوراقكم الضرورية فقط والباقي سنشتريه )
نظرت له بصدمة ثم كتبت ( ولكن لما نشتري سيكلفك ذلك كثيرا )
كتب لي ( ليان عليك أن تتعلمي شيئا وهوا أن لا تناقشيني فيما أقرر راتبي جيد وليس لدي أحد وسنشتري
الثياب والحاجيات لك ولعمك وانتهى الأمر )
ابتسمت وقلت " يالك من رجل يا وسيم للجحيم كل الرجال الذين بألسنتهم "
ثم كتبت له ( لو لم تصبح زوجي ما قبلت منك ذلك ولو حفيت )
كتب لي متبسما ( من الغد فصاعدا ستطلبين مني كل ما تحتاجينه وإلا ضربتك فهمتي )
ضحكت لما كتب وكتبت ( تضرني من أول يوم )
كتب ( وأكسر رأسك أيضا فليان القديمة ستبقى هناك في منزلها القديم )
تنهدت وقلت " بل كل ذكرياتي الجميلة ستبقى مع منزلي هنا والدتي وطفولتي وصباي وكل شيء "
نزلت من عيني دمعة مسحتها لتلحق بها الأخرى رفع وسيم وجهي بأصابعه ومسح دموعي بإبهامه ثم
ابتسم سمعنا صوت جلبة ثم أحدهم قال " ليان أين ذهبتي وتركتني يا ابنتي فأنا لا أعرف السير
في هذا المكان "
ركضت بسرعة باتجاه عمي وأعدته للغرفة وطلبت منه النوم هناك وبقيت بجانبه حتى الصباح







أُديم






أعلم أنه قرار مجنون ولكني لم أتسرع في اتخاذه أبدا فهذه الفتاة لن يتركها شاهد وشأنها أبدا فلم يعد هدفه
الزواج بها وما حدث الليلة أكبر دليل على ذلك وكل هذا وغيره بسببي أنا فمنذ البداية لعبت معها لعبة من
الذي يثبت غروره ويكسر الآخر ولم أفكر بمصير هذه المسكينة
على كل حال فأنا أحاول النظر للجانب المشرق في الأمر فهي فتاة محترمة وطيبة قلب وجميلة وماذا أيضا
يا أديم حاول أن لا تتراجع أو تغير رأيك على كل حال هي ستعيش هنا وأنا لن أتركها حتى بعد اقتسام الميراث
وانتهاء مهمتي هنا وسأنقلها هناك فيما بعد ولن يعلم بها أحد ويمكنني الزواج بغيرها متى أردت لتكون تلك
زوجتي أمام الناس
كنت جالسا بجوار غرفة نومي والأفكار تسافر بي وتعود حتى طلع أول خيوط الفجر فخرجت ليان
ووجدتني هناك ابتسمت وقالت " هاهي المتاعب بدأت تنهال عليك من الليلة "
أشرت لها بيدي للحمام وشعرت بارتباكها وخجلها فوقفت مغادرا للخارج هذه الفتاة غريبة بالفعل لما
لا تنظر لعيوبي لا أنني أخرس ولا مجهول الهوية ولا فقير وبلا منزل حتى , إنها لا تفكر بذلك بل رأت
أني ورطت نفسي بها , عدت بعد فترة دخلت الحمام وتوضأت وصليت الفجر ثم سمعت صوت جلبة
عند المطبخ توجهت إلى هناك فكانت كما توقعت ليان تحاول إيجاد شيء ينفع كإفطار لنا جلبت الدفتر
وكتبت لها ( سأجلب شيئا نأكله فلا تتعبي نفسك بهذا )
ابتسمت وخرجت من المطبخ متوجهة لعمها في صمت خرجت بعد ذلك بوقت وجدت لنا منزلا مناسبا في
حي متواضع لكنه جيد والمنزل كان حديثا وجديدا بعض الشيء جعلته يكون الأقرب للبساطة لكي لا تشك
ليان بالأمر , أسهل شيء تجده هنا هي الإيجارات فالأغلب يترك الجنوب قاصدا العاصمة وما حولها من مدن
عدت لهم بالطعام واستأذنت للخروج برفقة عمها لنكمل باقي الترتيبات وجلبنا من منزل ليان جميع أوراقهم
حاولت ليان أخذ بعض الحاجيات ولكني اكتفيت بالنظر لها بضيق فتركتها وأخذت تذكارا واحدا فقط لوالدتها
خرجت بالعم سيرا على الأقدام حتى مسافة قريبة ثم أخذته بسيارتي التي لو رآها لما ركبها لشكه أني سرقتها
من أحد الأغنياء بعد وقت قلت بهدوء " عم سعيد "







ميس





لقد جن ذاك المغفل بالتأكيد ما هذه السخافة التي رماني بها كالقذيفة وخرج أنا أتزوج بابن تلك
العائلة وليس أي ابن من اختطفني وعرض حياتي للضياع مرات عديدة واتهمني في شرفي أيضا
بعد وقت انفتح الباب ثم دخل وأنا كنت واقفة مستندة بكتفي عند حافة باب الغرفة مكتفة يداي لصدري
نظرت له بضيق وقلت " خرجت بقرار مجنون فبما عدت "
قال بابتسامة تحدي " عدت بنفس القرار "
قلت بغضب " ولما هل لي أن أعلم "
قال " لعدة أسباب "
قلت بنفاذ صبر " وهي "
قال ببرود " لن يهمك الأمر فلما أقول "
قلت بضيق " إن كان من أجل الناس وما يقولون فللجحيم جميعا سأعود لوالدتي ولن يلحقوني هناك
وحتى إن حدث فلن أهتم فلا تدعي الشهامة لتصلح ما تسببت أنت به "
نظر لي مطولا بصمت ثم قال " سنغادر عند الغد هذا المكان وسنذهب لقصر عائلتي وسنتحدث في
الموضوع فيما بعد "
قلت بغضب " ليس لدي ما أقول غير الذي قلت ولن أكون زوجة لأبن لتلك العائلة ولو قتلتموني ولن
أذهب لهم أبدا "
قال بضيق " ميس أنا لا آخذ رأيك فهمتي "
قلت بأسى " ما الذي تريده مني أتركني وشأني أنا لا أريد منكم شيئا دعوني أرحل في سلام "
قال بغضب " ميس والدك لديه حق علينا استرجاعه أحببتي ذلك أم كرهتي "
قلت بحرقة " والدي مات وحقه لم يعد يعنيه الآن ولا يعنيني أنا أيضا "
قال بحدة " بل يعنيك ويعنيه ويعنيني كما عنى والدي الذي سعى لتحقيقه وأنا جلبتك هنا لأضغط
عليهم لكي يحققوا ما أردت ولكن أحدهم أفسد كل شيء وأوصل الخبر للصحف "
نظرت له مطوا في حيرة ثم قلت " وها قد فشل الأمر فأعدني لوالدتي حالا "
تنهد بضيق وقال " ستعودين معي للقصر يا ميس وغدا صباحا "
قلت بتحدي " لا "
ابتسم وقال " تذهبي معي أو تزوجنا عند الصباح ودون تأجيل "
قلت بحدة " ما بك أنت كيف تتزوج من فتاة لا توافق على الزواج بك "
قال بهدوء " لن أدع حقك وحق عمي يضيع ولو كان الثمن حياتي فهمتي "
قلت بذات الحدة " وما دخل ذاك بالزواج أم أن أحد الحقوق أن تتزوجني "
هز رأسه بيأس وقال " ميس أنتي متعِبة جدا والتفاهم معك أمر مستحيل "
قلت بسخرية " هنيئا لك بمثل هذه الزوجة "
قال بمكر " وما المانع إن روضتها فيما بعد "
ضربت بقدمي على الأرض وقلت " أنا لست حيوانا لتروضني ولن أتزوج بك فهمت "
تنهد بضيق وقال " دعينا نذهب في الغد إلى هناك ولندع كل شيء لوقته "
قلت ببرود " وهل لي أن أعرف سبب أخذي إلى هناك أم أن لقصركم سجننا ستضعني فيه "
قال بغضب " ميس أنتي لا تريدي أن تفهمي أبدا والدك كان متهما باختلاس أموال من شركة جدي ثم
سافر بعدها على الفور ولبسته تهمة أخرى هناك ومشابهة لها وسجن بعدها فعلينا معرفة الحقيقة وتبرئة
والدك الذي هوا عمي وإرجاع حقكم إليكم "
نظرت له بصدمة مما سمعت ثم قلت بهدوء يشبه الهمس " ماذا .... اختلاس وسجن مستحيل "
تنهد وقال " تلك هي الحقيقة لذلك أنا أخبرت جدي وأعمامي أنك مختطفة وأني لن أتفاوض مع
الخاطفين حتى يحققوا شروطي بإعطائك ووالدتك حقك من الميراث وتبرئة عمي من التهمة "
ثم ضرب بقبضة يده على الجدار وقال بغيض
" ولكن أحدهم أفسد كل شيء لابد أنه من كان وراء تلك التهم "
قلت بصدمة " وما قالوه لك "
نظر للجانب الأخر بضيق وقال " أعمامي رفضوا بشدة وقالوا أن لا حق له لدينا أما جدي فاكتفى بالصمت "
ابتسمت بسخرية وقلت " لم يخب ظني بكم يوما "
قال بحدة " ميس لا تضعي الجميع في نفس الكفة "
قلت بسخرية " وهل تسمي ما فعلته معي حتى الآن شيئا مختلفا عنهم "
قال بنفاذ صبر " قد أكون أخطأت في بعض الأمور ولكن قصدي لم يكن سيئا أبدا "
قلت بأسى " لن أسامحكم ما حييت يا آل يعقوب فكرهي لكم كان بحجم الكون وها هوا الآن يتضاعف كثيرا "
ثم قلت بحزن " والدي مختلس وخريج سجون مستحيل لن اصدق ذلك أبدا لقد كان رجلا شريفا ونزيها دائما في
عمله كيف يجتمع النقيضان كيف "
قال بهدوء " وهذا ما علينا معرفته "
قلت بضيق " ولم تجد إلا هذه الطريقة لقد كدت تتسبب بهلاكي عدة مرات لتتهمني بجريمة لم ارتكبها وأنت السبب
فيها يالك من متهور "
قال بهدوء " آسف يا ميس أعلم أنني عرضتك وحياتك للخطر ولكني .... "
قاطعته قائلة وأنا أدخل الغرفة " لن أستغرب ذلك منكم "
ثم أغلقت الباب خلفي بكل قوة وارتميت على السرير ببكاء مرير وحقد في قلبي يزداد في كل دقة من دقاته
أمسكت اللحاف بقبضة يدي وقلت ببكاء وصراخ غاضب
" سحقا لكم من عائلة سحقا لهم من والد وأخوة ليس في قلوبهم أي رحمة "







الجزء العشرون


















غيث

















دخلنا للداخل توجهت لمجلس الضيوف وبعد لحظات جاءت ودخلت الغرفة فقلت بغضب
" أغلقي الباب خلفك "
نظرت لي نظرة خوف لأول مرة أراها في عينيها ثم قالت " غيث ماذا هناك "
تنهدت بل زفرت نيرانا تخرج من جوفي وقلت بغضب
" أغلقي الباب يا رنيم فنهايتي أو نهايتك ستكون اليوم "
تراجعت خطوتين للوراء وقالت " غيث أنت في حالة سيئة من الغضب لن نستطيع التحدث الآن "
توجهت ناحيتها وأمسكتها من يدها سحبتها للداخل وأغلقت الباب ثم قلت بغضب
" ماذا كان يفعل ابن خالتك هنا "
قالت بضيق " اسأل والدتي هي من تعلم ولست أنا "
قلت بغضب أكبر " والدتك لا تعلم بوجوده هنا يا رنيم "
صرخت بغيض " ما تعني بما تقول أنا لم أره أو أتحدث معه واسأل والدتي عن الأمر "
توجهت ناحيتها أمسكتها من ذراعها بقوة وقلت بصراخ
" أخبرتك أن والدتك لا تعلم تكلمي يا رنيم قبل أن ارتكب فيك جرما "
قالت ببكاء " توقف عن ذلك واترك يدي يا غيث أنت تؤلمني , رغم حلفي لك وتحدثي معك ولكنك لا تكف
عن اتهامي "
قلت وكل شياطين الأرض تقفز أمامي " لن أتق بك ولا بأي امرأة يا رنيم هل تفهمي وها قد أتبتي لي ذلك "
دخلت حينها والدتها وقالت بخوف " ما بكما يا غيث لما كل هذا الصراخ "
صرخت و رنيم لازالت ذراعها بقبضتي " مع من كانت ابنتك قبل قليل "
قالت والدتها بدهشة " كانت في غرفتها "
ثم أضافت بهدوء " غيث يا بني اهدأ فالأمور لا تحل بهذه الطريقة ولا تنسى أن بينكما طفلا "
قالت رنيم ببكاء " إنه طفلي هوا لم يرده أبدا "
ضغطت على ذراعها بقوة أكبر وقلت من بين أسناني " لا تحلمي أن أترك ابني لخائنة لتربيه لن يتكرر
ذلك فهمتي "
قالت بغضب " أنت مريض يا غيث مريض ولا أمل في الحياة معك وأقسم ولن أكون رنيم لو لم تفكر
أن هذا الطفل ليس ابنك "
نظرت لها بصمت ولم استطع الإنكار أو التحدث فكانت ردة الفعل من والدتها التي شهقت
بصدمة وقالت " ماذا ... ما الذي يحدث بينكما أنتي قلتي لي مرارا يا رنيم أن أمورك جيدة هناك ما هذا
الذي اسمعه منكما للتو "
قلت بغضب " اسألي ابنتك , اسأليها إن كان أد...... "
قاطعتني رنيم قائلة " انتظر فأنا من سيسألها لأني أعلم جيدا عقلك إلى أين سيحملك , أمي مع من كنتي
عند مجيء غيث "
نظرت لي ولها ثم قالت " كنت لوحدي "
نظرتُ لها فكانت الصدمة تعلوا وجهها كنت سأتحدث لولا أنها قالت
" أمي من كان معك قبل وصوله مباشرة وليس عند دخوله "
قالت والدتها بسرعة " كان معي أدهم أبن خالتك وخرج أمام عيني قبل دخول غيث بدقائق "
قالت رنيم ببكاء " وأين كانت ابنتك الخائنة هذه حين قدومه "
قالت بحيرة " كنتي في غرفتك طلب رؤيتك ولكنك لم تنزلي ولما خائنة أنا من رباك وأعرفك جيدا "
قالت بألم " بل نتائج تربيتك كانت ابنة خائنة لا تستحق حتى الخروج أو التنفس "
أفلتت ذراعها وقلت بحدة " وماذا أراد منها , ماذا كان يريد "
قالت والدتها " لا أعلم أخبرني أنه يريد التحدث معها وعندما أخبرتها قالت أنها متعبة ولا تريد
النزول فطلب مني أن تحدثه بهاتفي ولكنها رفضت فتحججت له تجنبا للإحراج "
تنفست بغيض وضلوعي تكاد تتهشم من الاشتعال الذي كان بداخلي لقد تجنبت رنيم ذكر اسمه لوالدتها
كي لا أشك أنها لفقت الموضوع معي لتحمي ابنتها بقيت أتنهد بضيق وازفر كالتنين في صمت
نظرت لي رنيم بحدة وقالت " أنا لن أذهب معك ولا أريدك ولا طفلي أيضا أخرج من حياتي يا غيث "
قلت بغضب وأنا ألوح بيدي في الهواء " لا تحلمي أن اترك ابني ليربه ابن خالتك ذاك ابني من حقي وأنتي
وهوا للجحيم "
ثم توجهت عند الباب وقلت " أنا انتظرك في الخارج "
قالت بحرقة " لن أذهب معك ولا مع ابن خالتي ولا أي رجل أكرهكم جميعا هل تسمع "
ضربت الباب بقبضة يدي وقلت بغضب " لا تعانديني يا رنيم لأنك وحدك من سيخسر "
وخرجت للخارج أنفت بقايا نيران غضبي , ذاك التافه ماذا يريد منها هل يعلم بأمر الوصية يا ترى
وينتظر فكاكها أم ماذا هناك , بعد بعض الوقت جاءتني والدتها وقالت بضيق
" أدخل معي للداخل يا غيث دعنا ننهي هذا الأمر "
قلت بضيق أكبر " الأمر انتهى وعليها الخروج الآن لنغادر فلا وقت لدي "
تنهدت وقالت " أدخل ولو احتراما لي رجاءا يا غيث "
وقفت وقلت " من أجلك فقط وكلامي لن اثنيه أبدا "
قالت بهدوء " أدخل ولنرى ما سنفعل "
دخلت اتبعها فوجدت رنيم تجلس بمكانها حيث تركتها وتبكي بشدة توجهت والدتها ناحيتها أمسكتها
من يدها وقالت " توقفي عن البكاء يا رنيم وتعالي لتغسلي وجهك ونتحدث جميعنا "
قالت رنيم بغضب " لن أتحدث مع أحد فاتركاني وشأني "
صرخت والدتها بغيض وقالت " أنا أكبر منك ومن زوجك وعليكما احترامي وافعلي ما أقول يا رنيم
هذه ليست عادتك معي "
وقفت رنيم وقالت " آسفة يا أمي "
ثم خرجت وعادت بعد لحظه ووجهها شديد الحزن وخداها مشتعلتان من الاحمرار تنظر للأرض في
صمت فأمسكت والدتها بهاتفها وقالت " سأتصل الآن بأدهم وستتحدثين معه أمام زوجك وتفهمي منه
سبب زيارته "
اكتفيت بالصمت لغضب والدتها الشديد فما كنت لأسمح لها بالحديث معه لولا ذلك
اتصلت به ووضعت الهاتف أمامها وفتحت مكبر الصوت فقال أدهم " مرحبا خالتي هل من مكروه "
قالت بهدوء " مرحبا يا أدهم هذه رنيم معك لتتحدث معها "
قال بعد صمت " مرحبا رنيم كيف أنتي قالت لي خالتي أنك متعبة "
نظرت لي بحزن واكتفت بالصمت جاء صوت ابن خالتها قائلا " رنيم هل تسمعينني "
تنهدت وقالت ببرود " نعم أدهم أنا أسمعك , ماذا كنت تريد مني "
قال بلهجة غريبة " ماذا بك يا رنيم هل أنتي بخير علمت أن قدومك لأيام هنا ليس طبيعيا وصوتك الآن
أكد لي ذلك "
قالت بضيق " أدهم هل لهذا تريد الحديث معي منذ متى كنا نتحدث في الخصوصيات "
قال بهدوء " آسف يا رنيم لإزعاجي لك ولكن كما تعلمي كنا سنتزوج لولا ما حدث "
قالت رنيم بحدة " ولكن لم يحدث ذلك فما تريد مني يا أدهم أنا متزوجة ولا أريد مشاكل مع زوجي "
تحولت لهجته للغضب وقال " ولكني كما تعلمي رغبت بك كزوجة أعلم أنك لم تبادليني المشاعر يوما
ولكن أعلمي أن زواجك من ذاك لا يريحني وأشعر أن موضوعا ما وراء ذلك فإن أكدتِ لي ذلك الآن
فسأتصرف في الأمر "
توجهت جهة الهاتف وأخذته من على الطاولة وضربته بالحائط فتحول لقطع ثم قلت بغيض
" رنيم ألم أطلب منك التحدث معه سابقا ألم نتفق على ذلك "
قالت بضيق " لقد فعلت فما ذنبي أنا إن لم يقتنع "
قلت بحدة " لأن فـــــ ..... "
قاطعتنا والدتها قائلة " توقفا كليكما عن هذا الجدال الغير المجدي , واجلس أنت يا غيث هنا بجانب
زوجتك واستمعا لما سأقول "
جلست أتنهد بضيق وأشاحت رنيم بنظرها جانبا فجلست والدتها أمامنا وقالت
" اسمعاني جيدا كليكما أنتم لستم صغارا على ما يجري الآن لتتصرفا كمراهقين "
قاطعتها رنيم تود الاعتراض على كلامها لكنها قالت بغيض " رنيم لا تقاطعيني وأنا أتكلم "
سكتت متضايقة وتابعت والدتها قائلة " أعتقد أنكم ارشد من هذه التصرفات الصبيانية وتعلمان جيدا أن
مصير عائلة كاملة بين يديكم والتهور سيدفع ثمنه غيركما فلو كان وحدكما المتضرران فذلك سيكون قراركما
وعليكما تحمل نتائجه ولكن أن تدمرا تلك العائلة فهذا ما لن أسمح أنا به , وأنت يا غيث تعلم أن من ربى
رنيم هوا من رباك والسهم الذي ترميه في مرمى تربيتي لها يصيبني كما يصيبك أنت ويصيب والدك
, و رنيم لم توافق يوما على الارتباط بأدهم واتهامك لها دون دليل شيء لن أرضاه لي قبل ابنتي
وأنتي يا رنيم لم أربك يوما على أن ترفعي صوتك في وجه زوجك أو أن تخالفي أوامره , هذا الرجل الذي
اختاره لك والدك الذي رباك وعصيانه عصيان لوصيته ولتربيته وأن تتهمي زوجك باتهامه لك في شرفك
ونسب طفله لغيره دون أن يذكر هوا ذلك شيء لن أرضاه لغيث "
قالت رنيم بحدة " اسأليه يا أمي فليقسم أمامك أنه لم يفكر بذلك "
قلت بهدوء " أنا آسف يا خالتي لم أقصد إهانتك أو اتهامك في تربيتك لها "
تنهدت وقالت " أنت مدين باعتذار لرنيم أيضا وهي عليها طاعتك فيما تقرر وتقول , ومن خالف
ما أقول فلن يخاطب لساني لسانه أبداً ما حييت "
بعد صمت طويل ساد المكان نظرت جهة رنيم التي كانت تنظر للأرض بحزن وقلت
" أنا آسف يا رنيم "
ثم نظرت لوالدتها وقلت " ولكن عليكم أن تجدوا حلا لابن شقيقتك ذاك لأنني سأقتله "
قالت بهدوء " أنا من سأتفاهم معه وسينتهي الأمر ولكن هل ستنتهي المشكلات بذلك "
كان الجواب هوا الصمت فلن أعدها بما لا أستطيع ثم وقفت وقلت
" أنا انتظرك في السيارة يا رنيم فلا تتأخري "
بعد دقائق غادرنا البلاد في صمت موحش طوال الرحلة وكأنه لا يوجد بالسيارة أو الطائرة أحد














صهيب










يا لها من شرسة و عنيدة صدقت والدتها عندما قالت جرب صبرك على تكسير الحجارة أولا لتصبر
على عنادها وشراستها , يبدوا أنني سأتعب كثيرا مع هذه الفتاة
كان صوت بكائها يصلني بوضوح وكبتي لمشاعري يحرق أضلاعي أكثر , لما لا أحتمل بكائها لما
توجهت لباب الغرفة وطرقته وقلت " ميس توقفي عن البكاء "
لم تجدي محاولتي نفعا فطرقت مرة أخرى وقلت " ميس إن لم تتوقفي فتحت الباب ودخلت "
قالت بصراخ " دعني وشأني يا صهيب أرجوك "
لقد قالت كلمة السحر التي لا أسمعها منها إلا ناذرا لذلك ابتعدت وجلست قريبا من الباب أفرقع
أصابعي واضرب بقدمي بتوتر , لا اعلم أي يوم ينتظرنا في الغد هذه الفتاة تكره الجميع وإقناعها بتقبلهم
سيكون صعبا للغاية ألم تجد لك حفرة أيسر من هذه توقع قلبك فيها يا صهيب
استمرت في بكائها لوقت طويل ثم هدئت اتجهت لإحدى الغرف جربت النوم فيها ولكن دون فائدة ولم أنم
إلا بعد صلاة الفجر
عند الصباح استيقظت باكرا خرجت من الغرفة ووجدت ميس تجلس في المطبخ تحتسي كوبا من القهوة
وقفت عند الباب وقلت " جهزي نفسك يا ميس علينا المغادرة "
قالت بهدوء وعيناها على الكوب " كيف غادر والدي البلاد متهما بتلك التهمة "
قلت بذات الهدوء " بعض الأمور لا تزال غامضة عني حتى الآن "
قالت " أريد التحدث مع والدتي "
قلت مباشرة " علينا أن نذهب الآن وستتحدثين مع من تريدي "
قالت بحدة " لن اذهب قبل التحدث معها "
تنهدت بقلة حيلة فعليا تنفيذ ذلك فلن أخذ منها شيئا إلا بالحيلة مددت لها بهاتفي فقالت
" وأين هاتفي "
قلت " في السيارة هيا خذي هاتفي وتحدثي كما شئتي "
أخذت الهاتف واتصلت بوالدتها التي أجابت على الفور
" ...... "
ميس بضيق " هذه أنا أمي هذه أنا , منذ متى أصبح هذا ابنك "
" ................"
" أمي أنتي حقا طيبة قلب ماذا سأتوقع منك "
" ........ "
" حسننا حسننا أمي أخبريني ما تعرفيه عن سجن والدي والقضية "
" ....... "
" نعم لقد علمت هل كنتي تريدين إخفاء الأمر عني طوال العمر "
" ........ "
كانت ميس تستمع بصمت ثم امتلأت عيناها بالدموع دون نزول وقالت بأسى
" يستحيل ذلك "
" ....... "
" ومن كان وراء تلك القضية هل تعلمي "
" ......... "
" هل سيكون لديه شيء "
" ....... "
" نعم أنا أذكره جيدا "
" ....... "
" حسننا وداعا أمي "
" ........ "
" أجل أمي اطمئني فلن يحدث لي أكثر مما حدث "
أنهت المكالمة وتركت الهاتف على الطاولة وغادرت المطبخ لغرفتها بعد قليل خرجت تحمل
حقيبتها التي أحضرتها معها عند وصولها وخرجنا من المنزل في صمت متوجهين للعاصمة ولأن
المدينة قريبة فلم تأخذ منا وقتا طويلا وعند وصولنا القصر وقفت ميس تنظر له بشيء من التردد
وضعت ذراعي على كتفيها أحثها علي السير وقلت " ادخلي يا ميس الجميع هنا ينتظرون قدومك "
نظرت لي في صمت ثم قالت " لا تكذب علي لأنني لن أصدقك "
ابتسمت وقلت " ستصدقين عندما تعرفينهم "
دخل كلينا للداخل فكان هناك غيث وزبير ووالدتي و رنيم اقتربت والدتي وسلمت على ميس بحضن
كبير وقالت بحب " مرحبا بالفتاة الجميلة "
لقد حمدت الله أنها لم تمنعها من ذلك وتجرح مشاعرها
ثم تقدمت رنيم وصافحتها بابتسامة قائلة " مرحبا بك معنا يا ميس "
أجابتها ميس " شكرا لك "
كانت ملامح ميس تتسم بالبرود التام وهذا لا أستغربه أبدا بل وأتوقع الأسوأ
قالت أمي بابتسامة " لقد جهزنا لك غرفتك الخاصة أتمنى أن تجدي الراحة هنا "
ابتسمت ابتسامة باهتة وقالت " شكرا لك سيدتي "
ابتسمت أمي وقالت " أعلم أنك تعتبي كثيرا علينا ومعك كل الحق ولكن يا حبذا لو نديتني خالتي فأنا
زوجة عمك ولست بغريبة عنك "
أكتفت ميس بالبرود والصمت دون إجابة ثم قالت والدتي
" أعرفك يا ميس هذه رنيم زوجة غيث ابن عمك الواقف هناك وهذا زبير وزوجته في الأعلى فهي
متعبة بعض الشيء ولا زال هناك أديم وأبني من زوجي الأول واسمه بحر "
نظرت للجميع واحدا واحدا ثم ابتسمت بسخرية وقالت " يبدوا أنكم العائلة الوحيدة التي في استقبالي "
نظروا جميعا لبعضهم في صمت ثم قالت والدتي " أعمامك كلن له منزله "
قالت ميس بحدة " لا تقولي أعمامك من فضلك "
عاد الجميع لنظرات الاستغراب والصدمة التي تتقاذف بينهم كالكرة أما أنا فلم استغرب ذلك أبدا فهي
لم تعترف حتى بخالها فكيف بمن هنا
وقف غيث وقال " وجدي هنا هل تريدي رؤيته "
نظرت له ببرود وقالت " هل أبنائه أيضا هنا "
قال بهدوء " نعم وينتظرون قدومك إنهم في المكتب ألحقي بي "
غادر غيث وهي تتبعه نظرت للبقية وقلت " وأنا ذاهب أيضا "
قال زبير " ولما تذهب أنت "
قلت بابتسامة " لن أفوت هذا الحدث أبدا إن أردت أن ترى شيئا لن يتكرر في حياتك دائما فتعال "
قال بحماس " إذا سأكون معكم أيضا "








أديم





















نظرت ناحية الجالس بجواري في السيارة وقلت بهدوء " عم سعيد "
تلفت حوله كثيرا ثم قال " هل من شخص هنا هل ناداني أحدهم "
قلت بذات الهدوء " هذا أنا وسيم أتكلم معك "
قال بصدمة " وسيم الأخرس "
قلت بابتسامة " نعم وسيم الأخرس زميل ليان ومن سيكون زوجها "
قال باستغراب " كيف ... هل أنت لست بأخرس "
قلت " نعم وأسمي ليس وسيم أيضا ولكن عليك أن لا تخبر ليان بشيء "
بدت على ملامح العجوز القلق فقلت مطمئنا
" لا تخشى يا عم فلن يمس ليان سوء مادمت على قيد الحياة وأنت وهي في رعايتي "
قال بعد صمت " ولما تخفي حقيقتك وحقيقة اسمك لما لا تخبرها بالحقيقة "
تنهدت وقلت " عم سعيد إن حكيت لك كل شيء هل تساعدني وتتكتم على الأمر "
قال بابتسامة " لقد أحببت شهامتك مع ابنة أخي ولن أخذلك أبدا "
حكيت له عن كل شيء عن أسمي وعائلتي ووصية والدي وحتى ما جرى لي مع ليان وهوا يستمع
بصمت ودون مقاطعة فكبار السن يستمتعون بلباقة يفتقدها الكثير من الشباب وبعد أن انتهيت قال بهدوء
" حكايتك غريبة جدا يا بني أرجوك يا من كنت تكون وسيم أو الأخر لا تظلم ابنتي إنها حياتي المتبقية
وعيناي التي أرى بهما كل شيء "
قلت بهدوء مماثل " لا تقلق يا عم ستكونان بأحسن حال فقط لا تذكر اسمي أمامها لأنه سوف يجن جنونها
لو علمت وستأخذك وتغادر من حينها ولا تتكلم عن مركزي فهي تكره الأغنياء حد الجنون "
ضحك وقال " أعرف ليان جيدا فلا يحتاج أن تحكي لي لو تعلم أنها ستتزوج من صاحب ثروة كثروتكم
فستختار الموت من وقتها على الموافقة فليكن الله في عونك لو علمت "
ضحكت وقلت " ولما تعلم فلن نتحدث عن ذلك بعد الآن , فقط كان عليا إخبارك كي ننهي أمور الزواج
في المحكمة فأنت وليها وستعلم باسمي وإن لم أتكلم ولكي تتصرف لو أصابني مكروه فأنت الآن تعرف
عائلتي فالجأ إليهم من فورك لمساندتكم "
قال بابتسامة " على بركة الله على الأقل سيطمئن قلبي على المسكينة اليتيمة التي لم أستطع حمايتها يوما
ولم أجلب لها إلا المتاعب "
بعد أن انتهينا من عقد الزواج توجهت والعم للسوق واشتريت له من أرقى الثياب هناك هوا لن يراها
ولكنه يستحقها فلقد تعلمت شيئا مهما عن الفقر والفقراء ثم وقفت عند محلات النساء حائرا كيف سأجد
مقاسها لا يمكنني تحديد ذلك تحدث مع البائعة فسألتني أسئلة عديدة لتساعدني ثم قالت بنفاذ صبر
" لما لا تتصل بها لتسألها عن المقاسات سيساعدنا ذلك كثيرا "
خرجت خارجا واتصلت بليان فأجابت بعد فترة ثم أغلقت الخط وكتبت لها رسالة فيها
( أرسلي لي مقاسات ثيابك جميعها )
أرسلت لي ( لما لا نخرج فيما بعد للشراء )
أرسلت لها ( لا أرسليها الآن وسأجلبها لك )
كنت أعلم أن خروجها معي سيكون أفضل ولكن حينها لن أتمكن من شراء هذه الماركات الراقية من
الثياب أرسلت لي بمقاسها فأرسلت لها ( وغيره هيا يا ليان لا تتعبيني معك لقد أصبحنا زوجين الآن )
بعدها اتصلت بحور فهي من ستساعدني فرنيم لا تملك هاتفا سألتها عن ألوان الموضة النسائية وآخر
ما ترتدي النساء بعد أن أخبرتها أنني أود مساعدة صديق لي ليشتري لزوجته وكان العم سعيد يتحدث بجواري
لذلك لم تشك اشتريت ثيابا متنوعة وعديدة لها دون أن أطلب مساعدة البائعة لأني أعرف جيدا طرق تسويقهم
للبضائع النائمة والقديمة لديهم
خرجت بكل الحاجيات ونزعت منها ماركة شركاتها وذهبت بالعم والأغراض للمنزل الجديد ثم عدت لليان
أخذتها لشقيقيها أولا لتتنازل لهم عن المنزل واصطحبت العم معي ليؤكد لهم زواجي بها دون أن يروا ورقة
الزواج , لم يترددوا لحظة أو يسألوا حتى من أكون وكيف ستعيش معي وأين بل كان كل همهم المنزل يا لهم
من جشعين ولكن صبرك يا ليان فسيكون لك منزل أفضل منه مئة مرة وباسمك أيضا
نظر لها شقيقها ونحن نغادر وقال بابتسامة جانبية " لا تعودي إلينا في الغد بعد أن يعلم حقيقتك "
كانت ليان ستتكلم ولكني أمسكت يدها وسحبتها معي للخارج وتوجهنا لمنزلنا الجديد وحياتي
الجديدة التي الله وحده يعلم كيف ستكون فها أنا أغوص شيئا فشيئا في هذا العالم الذي اخترت الابتعاد عنه
قدر الإمكان ولست أعلم إن كانت هذه هي النهاية أم ثمة جديد سيكون أكبر من هذا ولكن بعدما رأيت من
أخوتها اليوم فلن أتخلى عن مساندتها ما حييت























ليان

















بعد أن خرجنا من عند إخوتي أخذنا وسيم في سيارة أجرة لمنزل كان رائعا وجميلا جدا كنت أنظر
في كل اتجاه وسرور العالم كله يعتريني والابتسامة لا تفارق ثغري نظر لي وسيم بابتسامة ثم كتب لي
( هل يعجبك المنزل )
كتبت ( وكيف لا يعجبني )
كتب لي ( اصبري قليلا وسيكون ملكا لك ما هوا أحسن منه )
تجول بي في جميع الغرف كان يتكون من طابق واحد به مجلس جميل ومرتب للضيوف وصالة جانبية وممر
يحوي ثلاثة غرف وحمام وغرفة نوم بحمامها الخاص كان المنزل بسيطا وجميلا ويبدوا جديدا بعد أن انهينا
الجولة عدنا حيث كان عمي وجلب وسيم الكثير من الأكياس واراني بعض الفساتين والبنطلونات وتنانير
وبيجامات وأشياء كثيرة رائعة بل مبهرة وكادت عيناي تخرج من مكانها من المفاجئة كنت أراها قطعة
قطعة وأقول بسعادة " هذه الثياب لم أحلم بها يوما كم أنت رائع يا وسيم أنا سعيدة بك حقا "
ثم كتبت له ( كم كلفك هذا تبدوا راقية جدا )
كتب لي ( أنتي تستحقي أفضل من ذلك , واطمئني الثياب تقليد عن الأصل فهي ليست باهظة الثمن كثيرا ثم
أنتي عروس ومن حقك أن يكون لديك ثياب جديدة وجميلة )
كنت منهمكة في تقليبها وتفتيشها فأقترب وجلس بجانبي وكتب لي ( هل أنتي متأكدة أن عمك لا يرى )
ضحكت وكتبت ( كل التأكيد لما هل تريد أن تختبره )
ابتسم وكتب لي ( أجل وفي الحال )
رفعت عيني من على الدفتر بحيرة فقبل شفتاي مطولا بعمق ثم قام وغادر جهة المطبخ شعرت بأنني سأذوب
من الخجل والإحراج وشعرت وكأن عمي كان يرانا , ما أسعدني بما أنا فيه لقد أعطاني الله فوق ما أتمنى زوج
يرعاني وعمي وأنهى مشاكلي ومنزل وثياب كثيرة ورائعة رجل لم أحلم به يوما شهما ورقيقا ووسيما أيضا
وحتى قبلته شيء آخر , أمسكت خداي بيداي في خجل ثم جلست بجوار عمي وقلت
" انظر يا عمي ما جلب لي وسيم من ثياب كلها جديدة وجميلة "
ابتسم عمي وقال " ليسعدك الله يا بنتي إنه شاب رائع لقد اشترى لي أيضا ثيابا كثيرة "
ثم توجهت للكيس الذي لم يرني وسيم إياه فتحته فكان يحوي ملابس داخلية وقطع لقمصان نوم لففت الكيس
بسرعة ورميته قبل أن يراني خرج وسيم من المطبخ سحبني من يدي لداخله ثم خرج وجلب عمي كان قد
جهز الأكل في الأطباق ووضع العصير وكل شيء نظرت للطعام بسرور وقلت
" يا لك من رائع يا وسيم لم أحلم يوما بزوج ولا حياة كهذه "
خرج مجددا وعاد بدفتره وكتب ( آسف لأني تزوجتك دون حفل زفاف )
كتبت له ( لا عليك فأنا لم أفكر في الأمر أساسا فلا عائلة لي ولا لك فمع من سنحتفل يكفيني كل هذا إنه أروع
من أي حفل )
انهينا طعامنا ووقف بعدها عمي وقال " خذيني لغرفتي يا ابنتي لأنام قليلا "
وقفت وقلت " بالتأكيد وحالا فأنت لم تنم منذ صليت الفجر "
أخذته لغرفته ولحق بنا وسيم وعند خروجي من غرفة عمي سحبني من يدي باتجاه غرفة النوم شعرت
بالخوف والخجل أمسكت يده وكتبت له فيها بإصبعي كلمة عليا ثم كلمة تنظيف ثم المطبخ فابتسم وقبلني
على خدي ثم حملني للغرفة دون أي رد
ومرت بي الأيام معه كان يخرج منذ الصباح لعمله ولكنه لم يكن يرجع إلا عند المساء ويقضي الليل كله
معنا كان يحيرني كثيرا أمره لما يغادر كل هذا الوقت وأيام الإجازة الأسبوعية يقضيها بعيدا عنا كنت أود
سؤاله عن كل هذا وعن عائلته ولكنني لم أرد إغضابه فقد اشترط عليا ذلك منذ البداية وليس علي سؤاله عن
خصوصياته وكنت أعلم ما ستكون النتيجة فستبدأ بسؤال عفوي ثم ستتحول لشجار وتكثر شجاراتنا وأتسبب
حينها بتدمير حياتي
" ما بك يا ليان صامتة طوال اليوم هل يشغل بالك شيء "
تنهدت وقلت " نعم يا عمي يشغلني أمر وسيم "
قال بحنان " وما في أمر وسيم يشغلك هل تشاجرتما "
قلت نافية " لا لم يحدث ذلك يوما ولكن الغموض الذي يلفه يحيرني يتغيب عن البيت أغلب اليوم وحتى
الإجازات أيضا , وعائلته لا نعرف عنها شيئا ولا يمكنني سؤاله فهوا اشترط علي وأنا وافقت "
قال عمي بهدوء " لا تجعلي الأفكار والهواجس تفسد عليك حياتك هوا لا يُنقص علينا شيئا فأحسني الظن
بزوجك وثقي به "
أجل وسيم رائع جدا معي رغم قلة رؤيتي له حتى أنه جلب لي سلسالا ذهبيا منذ أيام كان بسيطا ولكني لم
امتلك مثله يوما فعليا أن لا أفسد على نفسي ذلك
قلت بهدوء " كل ما أخشاه أن يصاب وسيم بمكروه لا قدر الله فمن سيكون لنا ولم يعد لدينا منزل
وهذا المنزل إيجار فقط "
قال مطمئنا " لا تقلقي يا ابنتي فالله لن ينسانا ولا تخافي فحتى لو أصابه مكروه فلن تضيعي بعده "
تنهدت وقلت " أتمنى أن لا يصيبه أي مكروه وأن يتركني نحسي أعيش باقي حياتي سعيدة "

























الجزء الواحد والعشرون









صهيب






كنت أعلم أن مواجهة ميس بالعائلة لن يكون أمرا سهلا وحمدا لله أنها لم تجرح والدتي أو
رنيم بكلمة من كلامها الناري غادرت ميس تتبع غيث للمكتب وغادرنا أنا وزبير خلفهم
متوجهين لمكتب والدي القديم دخلت ميس خلف غيث الذي جلس على الأريكة بينما اكتفت
هي بالوقوف مكتوفة اليدين وترسل بنظراتها الحادة للجميع ووقفت أنا وزبير جهة الباب
نراقب في صمت نظر لها عمي عاصم من أعلى لأسفل ثم قال
" أين كنتي "
ابتسمت بسخرية وقالت " كان يجدر بك أن تسأل مع من كنتي لتأخذ بالحق منهم وليس
أين كنت ولا تسألني ما فعلوا بك لأني أعلم أنه السؤال القادم ولن أجيب "
قال بحدة " احترمي أعمامك وجدك ولا تتواقحي "
قالت بذات السخرية " عندما تكونوا أعمامي سيكون عليا احترامكم "
وقف عمي جسار وقال " زني كلماتك يا ابنة نبيل "
قالت بحدة " أجل ابنة نبيل الغصن الطيب الذي نبت في التربة الخبيثة فرفضته لأنه لا يليق بها "
وكزني زبير وقال بهمس " ما هذه النارية "
ابتسمت وقلت بذات الهمس " لم ترى شيئا بعد"
قال عمي عاصم ببرود " من الذين اختطفوك وماذا حدث معك "
نظرت له بكبرياء وقالت " لن أقول ولن يهمك الأمر ولا سمعتي حتى فأنا لست ابنتكم على أية حال "
قال عمي جسار بحدة " سكتنا عن طول لسانك كثيرا فألزمي حدودك خيرا لك "
قالت بغضب " لا ترفع صوتك علي يا هذا ولا أحد له الحق علي ولا أريد من قمامتكم مليما ولكن حق
والدي سيخرج من بين عظامكم واقسم أن الفاعل سيندم حتى الموت "
قال عمي جسار بسخرية " وما سنتوقع من تربية الغرب ومختلسي الأموال "
كانت تلك هي الجملة التي ضربت قلب البركان فثارت ميس قائلة بصراخ تقذف
حممها عليهم
" بل اشرف وأنبل منك وممن ربيت ولست تساوي نعال والدي وإن لم تترجى وتتعذر
لابنة مختلس الأموال هذه فلن أكون ابنة نبيل الرجل الذي أفنى عمره يغرف دراهم
الحلال بأظافره وينام على الأرض ويأكل الماء والخبز ليكون شرفا وعزا لي ما حييت "
توجه عمي جسار ناحيتها بغضب وصراخ رافعا يده عليها
" وقحة ولم تجدي من يقوم بتربيتك التي ستكون على يدي "
ركضت جهته وأمسكت يده بقوة وقلت بغيض " لن تلمس شعرة منها ما دمت حيا "
سحب يده مني وقال بغضب
" رائع وتدافع عن سلاطة لسانها مع أعمامها و من هم في عمر والدها أيضا ولم تحترم حتى جدها "
قالت بغضب " لستم أعمامي وهوا ليس جدي وإن ضربتني أقسم أننا سنجتمع الليلة في قسم الشرطة "
قال بصراخ " بل سأكسر عظامك وأرني ما ستفعلينه "
قلت بحدة وأنا أقف بينهما " إن كنت ستضربها فعليك قتلي أولا "
قال بغيض " وبأي حق فأنا الأقرب لها منك وأضربك واضربها "
قلت بغضب " بحق أنها ابنة عمي الذي حرمتمونا من رؤيته وبحق أنها ستكون زوجتي ومن يمسها
بسوء فلن يسلم مني أبدا "
قال عمي عاصم بسخرية " انتقيت جيدا يا ابن أخي تليقان ببعض حقا "
ثم قال عمي جسار بغيض
" لا تعتقدي أن هذا الطفل يحميك مني وأقسم إن لم تحترميني ثانيتا كسرت رأسك "
قالت بسخرية " أنا لا أخاف منك ولا أحتاج لمن يحميني وإن كان بيننا حق فالقانون يحسمه وإن
لم يكن فلست أعرفك ولا أعترف بك "
وقف جدي وقال أخيرا " أنتهي الحديث في الأمر غادرا الآن "
نظر له عمي جسار بحدة وقال " هذا بدل أن تؤدبها وتوبخها يا أبي "
قال جدي بحدة " كل واحد منكم أخذ حقه بلسانه فلا ظالم ولا مظلوم هنا "
غادر عمي جسار غاضبا ثم قال عمي عصام
" لقد شوهتِ سمعتنا وسمعة بناتي يا مجتلبة المصائب "
قالت بسخرية " إن كان لشقيقك ذاك أبناء فزوجهن إياهم صاحبات السمو الآتي لم تدخل
عليهن تربية الغرب والمختلسين واتركوا عديمة الشرف والعفة هذه لكلام الناس الذي لا
يجد وزنا إلا في عقولكم "
خرج حينها عمي عاصم يهدد ويتوعد وغادر جدي في صمت دون أن يضيف كلمة وقال
حينها زبير
" اقسم أنه لن ينام أي منهما الليلة هههههه "
قال غيث " لن يسكتا أعرفهما جيدا قد تؤذي نفسك يا ميس "
قالت ببرود " لا يهم ولست بخائفة من أي منهم فلن أخسر أكثر مما خسرت والدي وسمعته
وحياتي وعملي ودراستي ثم سمعتي فما تبقى شيء أخاف عليه "
ثم نظرت لي ويداها في وسط جسدها وقالت بحدة
" هذا ما كنت تود جلبي إليه إهانتي واهنة والدي , لقد آذيتني حقا وبما فيه الكفاية يا ابن العائلة المبجلة "
ثم غادرت ونظر إليا زبير وقال " هل ستتزوجها حقا "
قلت " نعم ورغما عن أنفها فأنا من تسبب بما شاع عنها "
قال غيث " وهل تجد هذا حلا , لقد رأيت بنفسك إنها شرسة وحادة الطباع وتكرهنا جميعا ستتحول
حياتك لجحيم يا صهيب "
قلت بتصميم " لن أعود في كلامي وسيكون ذلك ولو بعد حين "
نظر زبير لغيث وقال " حمدا لله أن والدي لم يشترط زواجي بها في وصيته لقد نجونا حقا "
ضحك غيث وقال " لو كانت رنيم مثلها لتحول القصر لحطام بالتأكيد "
نظر لي زبير وقال " البنزين والنار لا يجتمعا يا أخي إنها تشبهك كثيرا لن ينجح الأمر اقسم لك "
ابتسمت بسخرية وقلت مغادرا
" وهل نجح معكما إنكما تتوجان زواجكما بالفشل كل يوم رغم اختلافهما عن ميس "
خرجت متوجها لحيت والدتي وقلت " أين هي ميس "
قالت " سألتني عن مكان غرفتها فدللتها عليه ماذا حدث هناك "
ابتسمت وقلت " حرب طاحنة خرجنا منها بأقل خسائر والحمد لله "
تنهدت بحزن وقالت " تبدوا لي هذه الفتاة ناقمة على الجميع هنا "
قلت بهدوء
" علينا بالصبر يا أمي فما مرت به ووالدتها في حياتهم ليس سهلا وستغير رأيها بنا حتما "
قالت بذات الحزن " أتمنى ذلك إني أرأف لحالها حقا لقد خسرت الكثير وأخرهم سمعتها "
قلت بعد صمت " أمي أنا المذنب وأنا من عليه إصلاح ذلك "
نظرت لي بصدمة وقالت " ما تعني بذلك يا صهيب "
قلت بتصميم " أعني ما فهمتي والفتاة لم يمسسها أحد فلا تقلقي "
تنهدت وقالت بأسى " ستتعب كثيرا قبل إقناعها "
قلت مغادرا " لا يهم وإن فشلت فسأجبرها "
وكان الأمر كما توقعت فقد سجنت نفسها في غرفتها ولم تخرج منها















جود








( ما أجمل السفر مع الأميات عندما لا تكون إلا جميلة وغير مستحيلة عندما تكون أرق من
النسيم وأنقى من عطر الزهور كم نهفو لتلك الأشياء وكم نتمنى أن لا تزول وإن لم تتحقق )
أغلقت دفتري بعدما نثرت على صفحاته جزءا جديدا من حبر قلمي ورميت به على السرير أمسكت
بهاتفي وفتحت الرسالة التي قرأتها اليوم عدد دقائق الساعات
( غريب أمر بعض البشر فمهما تحدث إليه تشعر وكأنك لم تقل شيئا ولم تتحدث مع أحد من
قبل فبعض القلوب الطيبة حديثها مطر وصمتها مطر فكيف لا نزهوا بقربها.... الرجل الكئيب )
ابتسمت وأغلقتها وقلت
" ويكتب أسمه أيضا تحت الرسالة هل يحب هذا الاسم رغم أنه ليس جميلا "
نحن لم نتحدث منذ ذاك اليوم ولم يتصل بي وكأنه يحترم رغبتي حال لم أشاء الحديث وأرسل
لي بهذه الرسالة فجر اليوم التي لازلت أترجم معانيها حتى الآن , بعد قليل رن هاتفي فكان كما
توقعتم الرجل الكئيب لابد وأنه يريد الاطمئنان على رسالته إن وصلت بسلام أجبت بعد لحظات
فجاء صوته قائلا " مساء الخير يا بلسم "
ضحكت وقلت " هل أصبح لي اسما جديدا ولا أدري "
قال بصوت مبتسم " وما أفعل في رأيك فأنا لا أعرف اسمك هل تخبريني به "
قلت " لا أستطيع "
قال بهدوء " إذا أنتي بلسم إن لم يعجبك فسأغيره "
قلت بابتسامة " بلى يعجبني فهوا أجمل من اسمك لدي "
ضحك وقال " ومن قال أنه ليس جميلا يكفي أنك من اختاره "
ساد الصمت للحظات ثم قال " بلسم أين ذهبتي "
قلت بهدوء " نعم أسمعك "
قال " اعذريني إن كان ما قلت أزعجك "
قلت بصوت مبتسم " لا أبداً وشكرا لتقديرك لما أختار "
قال " هل أزعجك اتصالي أخاف أن لا يكون الوقت مناسبا "
قلت مباشرة " لا أبدا لم أكن أفعل شيئا مهما "
قال " وما كنتي تفعلي "
قلت بعد صمت " أكتب في دفتري "
قال " أمممم أنتي لا تدرسي فما تكتبيه إذا في الدفتر "
قلت بخجل " بعض الكلمات التي تخطر ببالي "
قال بصوت دافئ " إذا أنا أنتظر منك أن ترسلي لي شيئا منها ما أن ننهي اتصالنا موافقة "
قلت بهمس " موافقة "
قال بهدوء " ما هي أخبارك وكيف تسير أموركم "
قلت بأسى " جيدة أحيانا وسيئة أحيانا أخرى "
قال بصوت حنون " حدثني عما يضايقك يا بلسم أو حتى أطلبي ما شئتي لمساعدتك "
قلت بحزن " شكرا لكرمك معي ولكن لا يمكنك مساعدتي في شيء لقد تحطمت كل أحلامي ولا
يمكن إعادة ما تحطم "
قال بحدة " ما هذا الذي تقولينه أنتي من علمني الوقوف بوجه ألمي ومشاكلي كيف تقولي هكذا "
قلت " الأمر معي مختلفا جدا صدقني , أخبرني ما هي أخبارك أنت "
تنهد وقال " لازال وضع شقيقي يشغلني كثيرا يبدوا لي الأمور تزداد تعقيدا عليا التصرف والتخلي
عن نصيبي من الإرث ومخالفة أوامر والدي لأتركها له , كنت أود التحدث معك في الأمر "
قلت بصدمة " تتحدث معي أنا "
قال بجدية " نعم وقد أفعل ما تشوري به علي "
قلت بحيرة " لما تضعني بهذا الموقف ماذا لو عمِلتَ بما أقول وفشل الأمر "
قال مباشرة " لا يهم ولا أعتقد أن ما تقولينه سيكون دون نفع "
قلت بهدوء " أعفني من ذلك أرجوك وكل ما يمكنني قوله لك أن ما تفكر به قد لا يكون
حلا مناسبا فسيكون على شقيقك أيضا أن يتخلى عن نصيبه وقد لا يفعل ذلك لو كان محتاجا
للمال فتذهب الفتاة لرجل آخر لا يمكنه حينها استرجاعها منه "
قال بحيرة " أخاف أن باقي الوصية لا يفك ارتباطي بها وتستمر المأساة لا استطيع مخالفة
أوامر والدي لا أستطيع "
تنهدت وقلت " ليس أمامكم إلا الصبر إنكم في مأزق حقيقي إلا إن كنت ترغب في تركها
لتتزوج بحبيبيك السابقة "
قال بحدة " بلسم "
قلت بتوجس " ماذا ... هل قلت شيئا أزعجك "
قال بضيق " بلى قلتي , أنا لم أعد أفكر في الزواج منها أبدا وأنتي تعلمي ذلك "
قلت براحة " ذلك أفضل كنت أود اختبارك لما انزعجت "
قال بحيرة " ولما تختبرينني "
قلت بعد صمت " لأرى إن تجاوزت أزمتك أم عدت من حيث بدأت أنا آسفة فلا تغضب مني "
قال بهدوء " أنتي آخر من قد أغضب منه , اعتني بنفسك جيدا ولا تنسي الرسالة وداعا "
قلت بابتسامة " وداعا "
ثم فتحت دفتري فتشت فيه وكتبت له رسالة وأرسلتها له

















رنيم












لولا والدتي وإصرارها ما كنت لأرجع معه وليصنع ما بدا له وليتصرفوا في مشاكل وصيتهم
أنا ينعتني بالخائنة أمامها ويقول أنه لن يترك ابنه لخائنة مثلي تربيه , ابنه الذي لم يصفه إلا بالمشكلة
لقد توسعت الفجوة بسببه حتى أنني توقفت عن الحديث معه حتى الكلمات القليلة المبتورة لم تعد تخرج
مني وأصبح هوا أيضا يتعمد ذلك فأنقطع الكلام بيننا وتحولت لشبة بكماء طوال فترة وجوده كنت أنوي
النوم في حجرة مستقلة عنه ولكني تراجعت كي لا يظن أني أمنعه من نفسي عقابا له
علينا اليوم زيارة الطبيبة لمتابعة حملي كم أكره الخروج برفقته رغم أنه سيكون متنفسي الوحيد فحتى
عند زيارتي لوالدتي لم أخرج أبدا ولم أجني خيرا أيضا فلو أني خرجت لكان أفضل
لقد تحسنت حالة حور شيئا فشيئا وها هي عادت لتعمل معي في هذا المطبخ الضخم الذي لا تنتهي أعماله
فليس سوانا وخالتي وهما يصران على تخفيف الأعمال عني بحجة حملي ولكني لازلت في البداية وعليا
مساعدتهما فابنة عمهم الجديدة تلك لا نراها إلا نادرا وتبدوا كارهة للجميع ومجبرة على البقاء أنا لا
ألومها فلو كنت مكانها وظهرت لي عائلة الآن لأكتشف أنها تخلت عني وعن مشاكلي كل تلك السنين
فسأفجرهم تفجيرا
" رنيم يبدوا لي حملك قد أفسد مزاجك أكثر من السابق "
نظرت لها بابتسامة وقلت " نعم يا رفيقتي في المطبخ "
ضحكت وقالت " رفيقة غير دائمة أنا آسفة لتركي لك وحيدة "
قلت بهدوء " لا عليك يا حور المهم أن تكوني بخير وبصحة جيدة "
أحوال حور غريبة جدا فشيء ما يسبب لها كل هذا الحزن والتعب
قالت بابتسامة " لما أنتي منزعجة من حملك يا رنيم فالأمومة شيء جميل جدا "
تنهدت وقلت " ولكن في وضعي أنا هي شيء في غير وقته "
قالت بذات الابتسامة " ظننت أن كل منكما ينام في جناح كما في السابق يبدوا أن الأمور قد تطورت "
قلت بحسرة " تطور سيء جدا لا أتمناه لك "
قالت بهدوء " إنه طفلك يا رنيم وعليك أن تكوني سعيدة به ولا تهتمي لشيء فما أن تريه
ستنسي كل همومك "
قلت بأسى " كل ما أفكر فيه هوا مستقبل هذا الطفل مع أبوين لم يحدد مستقبلهما بعد "
قالت " لابد أن وجوده سيغير ذلك "
قلت ببرود " لا أعتقد ولن يحصل أبداً "
قالت بهدوء " ولما التشاؤم يا رنيم كم من أبناء غيروا حياة أبائهم "
قلت بألم " ما بيني وبين غيث لا يغيره أبن أبدا ولا حتى عشرة إنه يحتاج لمعجزة ألاهية "
نظرت لي وهي تقف على المغسلة وقالت بابتسامة
" إذا انتظري المعجزات الإلهية ولا تيئسي "
ثم سقط الصحن من يد حور على الأرض وماتت ابتسامتها خلف حزنها المعتاد
وكل ذلك حدث بنظرة واحدة لشيء ما خلفي التفتت للخلف فوجدت بحر واقفا عند
الباب نظرت لحور فكانت منشغلة بجمع الزجاج عن الأرض
فقال بصوته الهادئ وعيناه على حور
" آسف لقد ظننت أن والدتي هنا هل تعرفان أين أجدها "
وما هي إلا أجزاء من الثانية وكانت خالتي تقف خلفه وقالت بحب
" مرحبا يا بحر مرحبا بني لما كل هذا الانقطاع عنا "
التفت ناحيتها وغادرا يتابعان حديثهما , توجهت ناحية حور لمساعدتها في تنظيف
الزجاج وقلت بهمس هادئ
" حور هل تعرفين بحر قبل مجيئك إلى هنا هل بينكما شيء ما "
لم يبدر منها أي ردة فعل لا صدمة من كلامي ولا إنكار لما قلت ولا شيء سوى أنها توجهت
للكرسي بخطى متثاقلة وجلست عليه فجلست بجانبها ووضعت يدي على يدها وقلت
" ما بك يا حور أخبريني "
شدت على يدي بقوة ونزلت من عينيها دمعتان سقطتا على الطاولة مباشرة ودون كلام
حضنتها وقلت " لا تقوليها يا حور لا تقولي ذلك أرجوك "
قالت بألم " لم أعد احتمل يا رنيم لم أعد أحتمل هذا "
كنت امسح على ظهرها بصمت يا لها من مصيبة التي أنتي فيها يا حور لهذا كانت
متعبة ومريضة وحزينة طوال الوقت يبدوا أنني لست الأتعس هنا كما اعتقدت كيف
لإنسان أن يكون بهذه التعاسة مجتمعة , زواج إجباري من شخص لا يحبها وحب لشقيقه
يا لا الكارثة
قلت بحنان " توقفي عن البكاء يا حور سوف تمرضي من جديد "
ثم قلت بابتسامة " من سيساعدني في المطبخ حينها "
رفعت رأسها وابتسمت ابتسامة حزينة فقلت لها " هل كنتِ تعرفينه في السابق "
قالت بحزن " بل كنت أحبه بجنون "
قلت بأسى " يا إلهي ويبدوا لي أنه هوا أيضا كذلك "
قالت بذات الحزن " كان .. كل شيء كان وانتهى "
قلت بهدوء " قد يكون كان ولكنه لم ينتهي على ما يبدوا لي فلما وافقت يا حور وهوا شقيقه لما
أوقعتي نفسك في هذه المصيبة "
قالت ودموعها بدأت بالنزول من جديد " أنتي تعلمي أني لم أوافق ولم يطلبوا موافقتي حتى ولم أكن
أعلم أنه شقيقه فليس لهما نفس الاسم لقد علمت بعد وصولي إلى هنا "
قلت بدهشة " يا إلهي لقد كانت صدمة كبيرة لك بالتأكيد "
قالت بابتسامة حزينة " بل كدت أفقد عقلي يومها "
قلت بحزن
" نعم أذكر ما مررت به بعد وصولك لم أتصور أن الأمر كذلك ولكن لما افترقتما ما الذي حدث "
قالت وهي تمسح دموعها " لقد رفضه عمي عند خطبته لي ولم أره من حينها قبل أربعة سنين "
تنهدت بألم وقلت
" سحقا لها من وصية كم حطمت من قلوب وأبكت من عيون كل يوم اكتشف سؤها أكثر "
قالت بضيق " لقد أصبحت أكره حرف الواو وحرف الصاد والياء والتاء المربوطة أيضا "
ضحكت من بين حزني وقلت " وحرف الواو أحد حروف اسمك والياء من أسمي "
ابتسمت بحزن وقالت " حمدا لله أنه لا يوجد باسمي حرفا آخر منها "
قلت بابتسامة
" هل سيكون هناك أسوء مما أنتي فيه ليزيده الحرف فحرف واحد قد دمر كل شيء "
ثم تابعتُ قائلة " وميس أيضا تملك حرفا لا بد أن الوصية سبب جلبها إلى هنا "
قالت بابتسامة " لقد سمعت زبير وصهيب يتحدثان عن ذلك "
ضحكت وقلت " شر البلية ما يضحك , بقي أديم لابد أن يحظر واحدة تحمل أحد الحروف
والكثير من التعاسة أيضا "
وقف حينها غيث عند باب المطبخ وقال " أين هي أمي "
تمنيت أن تجيبه حور ولكن ما باليد حيلة فالأفضل أن لا تتحدث هي عن بحر فقلت بهدوء
" لقد وصل بحر للتو وهما معا "
قال وهوا يغادر " جهزي نفسك لأخذكم للعيادة النسائية "
تنهدت وقلت بهمس " سيكون اليوم من أتعس أيام حياتي بالتأكيد "
ثم وقفت مغادرة لجناحنا لأجهز نفسي ولولا إصرار خالتي لما ذهبت فليولد أو يموت أو
يحدث ما يحدث له فكله بمشيئة الله























غيث









كانت هذه أول مرة نتبادل فيها الكلمات منذ ذلك اليوم لقد تحولت رنيم لعالم من الصمت
فلما أنا المذنب فيما حدث كيف أكون ملاما وقد رأيت ابن خالتها بعيني يخرج من منزلهم
وأنكرت والدتها وجوده هناك
لقد أصبحت رنيم تفهمني جيدا فلو أنها تركتني أسال والدتها عنه باسمه لبقيت شاكا طوال
الوقت أنها قد كذبت علي لتغطي على ابنتها ولو لم يقل أدهم بلسانه أنه لا يعلم سبب هذا
الزواج لبقيت على ضني بأنهما على اتفاق لتتخلص مني وتتزوجه بمجرد فتح باقي
الوصية , دائما ما أفكر بأشياء اتجاهها وأكتشف فيما بعد أني مخطئ ولكن ما بيدي حيلة
لا أستطيع أن أتق بامرأة كانت من تكون لا استطيع
توجهت لحيت كانت والدتي فوجدتها هي وزبير ألقيت التحية وقلت
" أين هوا بحر أليس هنا "
قالت " كان هنا وغادر وصهيب "
تنهدت وقلت " هيا يا أمي عليك مرافقتنا للطبيبة "
قالت بهدوء " ولما عليا الذهاب معكما "
قلت بذات الهدوء " لتكوني معها إنها أمور تخصكم أنتم النساء وقد تنفعينها بشيء أنا ما علاقتي "
وقفت وقالت " أمري لله الأبناء متعبين مهما كبروا "
قال زبير بابتسامة " لازال هناك تربيته ستكون عليك المساعدة فيها أيضا وكل من يليه "
ضحكت وقالت " أرجوكم لا تكثروا العدد من أجل صحتي "
ضحك وقال " لديك خمسة أبناء لو أنجب كل واحد منهم أثنين فقط فسيكونون عشرة "
قالت مغادرة بابتسامة " عشرة ولم نرى منهم إلا واحدا بعد قرابة العام "
خرجت خلفها وتوجهت للسيارة في انتظارهم وبعد وقت جاءت رنيم وحدها وركبت
بجانبي فنظرت لها باستغراب وقلت " أين أمي "
قالت بهدوء وعيناها للأسفل " قالت أن ابنة عمها قادمة الآن لزيارتها "
اجزم أنها خططت لذلك كي لا تأتي معنا انطلقنا في صمتنا المعتاد الذي أصبح كثيرا وموحشا
وصلنا لمجمع حديث للعيادات الخاصة دخلنا ووقفنا ننتظر دورنا فقلت بضيق
" أليس من المفترض بنا لو ذهبنا لعيادة خاصة خارجية على الأقل ستكون غير مزدحمة
وهناك صالة انتظار أو جعل طبيبة نسائية خاصة للعائلة "
قالت بعد صمت " سألت خالتي عنهم كثيرا فأغلبهم أطباء رجال أو طبيبات سيئات هي
من اختارت هذه "
كنت واقفا على أدق عصب من أعصابي هي المرة الأولى التي أخرج فيها مع رنيم وكلما
مر أحد الرجال نظرت باتجاهها لا شعوريا وكأني متأكد من أنها ستنظر إليه أو ستأشر له
ببعض الإشارات وكانت في كل مرة على حالها شاردة الذهن تنظر للأرض وتبدوا في
عالم آخر تماما وقف شابان مقابلان لنا كنت سأطلب منها تغيير مكاننا لولا خروج السيدة
التي كانت بالداخل فقلت
" إنه دورك "
فلم تتحرك نظرت لها وقلت " رنيم لقد حان دورك "
نظرت لي بعد أن عادت من شرودها وقالت " ألن تدخل معي "
قلت ببرود " ما من داعي لذلك أنتي من ستكشف عليها وليس أنا "
قالت بإصرار " بل عليك الدخول معي "
ثم ابتسمت بسخرية وقالت " قد تتحدث مع إحداهن وأنا بالداخل "
نظرت لها بضيق فقالت " آسفة نسيت أننا في هدنة "
ثم أمسكت بيدي وسحبتني معها للداخل ولا أعلم لما كل هذا الإصرار على دخولي
جلسنا أمام الطبيبة أخذت أسماءنا وبياناتنا وقالت " ما المشكلة التي تعانيانها "
قالت رنيم " أنا في بداية حملي وستكونين المشرفة عليه "
ابتسمت وقالت " زوجك معك ظننت أنها مشاكل في الإنجاب "
قالت رنيم " لا ولكني من أصر على وجوده معي "
ثم بدأت تطرح عليها الكثير من الأسئلة الروتينية وقامت بفحص الجنين ثم طلبت منها
رنيم طلبا غريبا وقالت
" هلا حددتِ لي وقت حملي بدقة رجاءا "
ها قد علمت الآن لما أدخلتني معها كانت تريدني أن أسمع منها هذا الجواب بالتحديد كتبت
الطبيبة بعض الأرقام والتواريخ التي سألتها عنها سابقا وبدأت تحسب ثم رفعت عينيها وقالت
" الحمل حدث في الأيام من السابع إلى العاشر من شهر محرم "
وكان بالفعل ذاك اليوم احد هذه الأيام ثم وقفت رنيم وشكرتها وأخذت منها مواعيد زيارتها
التي أصرت كثيرا أن تكون اقل ما يمكن وفي أبعد وقت ثم خرجنا فقلت بضيق
" ما معنى ما فعلته الآن "
قالت بهدوء " آسفة يا غيث أعلم أنك لم تقل أو تطلب ذلك ولكن لكي ترتاح وأرتاح
لأني سأظن بشكك بي دائما وإن لم يحدث "
لم أحب إطالة التحدث في الأمر خصوصا بعد كلامها الأخير ركبنا السيارة وغادرنا
ففكرت لوقت في مكان ليس به أحد وينفع للذهاب إليه فكرت وفكرت ودون جدوى في
النهاية قلت
" هل تريدي الذهاب لأي مكان "
نظرت لي باستغراب لوقت طويل ثم قالت بهدوء وهي تعيد نظرها للأسفل
" شكرا لا أريد فلنعد للقصر "
قلت بذات الهدوء " رنيم لما لا تعطيني الفرصة كلما حاولت إصلاح الأمور "
قالت بعد صمت " لأن الأمر سيفشل صدقني سيفشل مادامت أفكارك لم تتغير "
قبضت على المقود بقوة وقلت بضيق
" لهذا لم أرد الزواج ولم أكن سأتزوج أبدا كي لا أظلم امرأة معي فأتعب وأتعبها "
نظرت لي وقالت " لماذا يا غيث ما السبب "
لقد كانت المرة الأولى التي تسألني هذا السؤال فقلت
" لأنهن خائنات كريهات وأكرههن جميعا "
قالت بأسى " ألست تحب والدتك وتعامل حور وحتى ابنة عمك بلطف ألم تنجبك
امرأة وربتك ورعتك هل هي خائنة أيضا "
قلت بغضب " بل خائنة سمعتي خائنة وجميعهن كذلك الكثيرات كن خائنات "
نظرت لي بصدمة فتذكرتُ فجأة أنني خرجت عن السيطرة في كلامي فقلت بضيق
" أغلقي هذا الموضوع يا رنيم "
ثم وصلنا للقصر فنزلت هي في صمت وغادرت أنا





























أُديم













الآن قد ارتاح ضميري مادامت مشاكل ليان قد انتهت لم أتخيل يوما الزواج من فتاة
دون طبقتي وليس أي دون ولكن ما يعجبني أن حياتي معها هادئة جدا لا تسألني أين
كنت ولا لما تأخرت ولا أين تذهب أيام الإجازة حتى أنها لا تتذمر أمامي رغم ظنها
أني لا أسمع , تُرى إن كانت زوجة من الغنيات هل كانت ستكون هكذا
كنت أقضي يومي بعد العودة من الشركة في شقتي حيث عالمي الحقيقي
الرقي والفخامة وجهازي المحمول أتحدث عبره وعبر الهاتف والتقي
بصديقي ونتحدث ونمزح طويلا وعند المساء أذهب لعالمي الجديد المنزل
المتواضع والصمت التام والزوجة الجميلة المبتسمة والعم الطيب كنت
أجلس أستمع لحديثها المطول وعمها الحياة هناك شيء مختلف وكأنني
أعيش عالم غير عالمي وكأنني منهم أشعر أنني لست أديم بل وسيم الشخصية
الجديدة التي كرهتها عندما اضطررت لعيشها حتى أن ذاك المنزل والحياة
بدأت تشدني وأصبحت أرغب أحيانا في ترك شقتي والذهاب إليها قبل المساء
بكثير , كانت فرحتها لا تضاهى كلما اشتريت لها شيئا وأخذته لها ولو كان شيئا
بسيطا لو كانت من الغنيات ما فرحت بذاك السلسال الذهبي الذي لم يكلفني شيئا
لقد كانت وكأنها امتلكت طقما ألماسي
لا أعرف لما أتصرف هكذا كنت أتخيل لو أنني تزوجت من فتاة فقيرة ومعدومة كليان
فلن أعاملها إلا بتكبر ولن ألمسها حتى اللمس لو تزوجتها قبل أن أعيش هنا وأعرفها
وأعرف عالمها ما كنت لأعيش معها هكذا فالبساطة والطيبة والمحبة وأشياء كثيرة
توجد فيها وتفتقدها بنات طبقتي المترفة لقد طلبت منها اليوم أن نخرج للعشاء فهي لم
تخرج من المنزل أبدا منذ تزوجنا كنت جالسا في سيارة متواضعة قد استأجرتها لساعات
لنذهب فيها
خرجت بعد قليل وركبت السيارة تجولنا طويلا ثم توجهنا لمطعم مميز للعشاء وقد دفعت
لهم مسبقا كي لا يجلبوا الفاتورة أمامها تناولنا العشاء في صمت وأنا أراقب كل حركاتها
وعيناي لا تفارق وجهها كم تمنيت كسر حاجز هذا الصمت لنتبادل الأحاديث معا وأستمتع
بمزاحها وضحكاتها التي لا أسمعهم إلا مع الغير
انظروا ما حل بي فحتى ثرثرتها أصبحت شيئا يجذبني لامتلاكه نظرت لي وابتسمت فأمسكت
يدها وقبلتها بعمق فهذا كل ما أستطيع تقديمه لها الآن وغير ذلك ستكون عواقبه وخيمة
ولن تسامحني عليه
بعد مرور عدة أيام كنت جالسا في الشركة في مكتبي المعتاد طبعا وبعد ساعات من
العمل جلست أقلب هاتفي المحمول لأتواصل مع أحد فشدني حنيني لسيدة مسائي الجميلة
ليان فأرسلت لها رسالة كتبت فيها
( أجمل ابتسامة هي عندما تبتسم لشخص ليس موجودا من حولك ولكنه خطر على بالك )
كانت أول رسالة أعبر فيها عن مشاعري أرسلها إليها فأرسلت بعد قليل
( لا تنسى إحضار ثيابك )
ابتسمت وهذا ما توقعته فليان تخجل من الحديث معي عن مشاعرها بسبب خرسي الوهمي
فنحن لا نتحدث هذه الأحاديث ولا حتى على الورق فأرسلت لها
( بعض الرسائل تكفينا وإن كانت فارغة وكأن أحدهم يقول لك أنا أذكرك )
أرسلت بعد قليل ( لا تنسى أن تحظر كل الأغراض التي كتبتها لك )
هههه يبدوا أنها تتعمد فعل ذلك أرسلت لها
( ألا يوجد لديك شيء ترسليه غير الطلبات )
أرسلت على الفور ( بلى ...... عمي يسلم عليك )
ضحكت بصوت مرتفع فنظرت لي شروق باستغراب فتناولت الدفتر وكتبت لها
( هل ترغبي في رؤية ليان )
ابتسمت بلهفة ما أن قرأت المكتوب وأومأت برأسها إيجابا فكتبت لها
( إذا أعطني عنوانك لأحظرها إليك )
كتبت لي بسرعة ( كيف تحظرها لم أفهم )
كتبت لها ( ليان أصبحت زوجتي منذ فترة )
شهقت شروق شهقة كبيرة من الصدمة وقالت " تبا لتلك المحتالة تزوجتك إذا سأريها "
ثم كتبت لي ( هلا اتصلت لي بها لأكلمها أنا مشتاقة لها كثيرا )
كتبت ( حسننا ولكن هاتفي يعاني عطلا بسيطا ولا يتحدث إلا بواسطة مكبر الصوت ولأني
كما تعلمي لا أتحدث به فلم أصلحه )
قالت بلهفة وهي تهز رأسها لي إيجابا " موافقة "
وقد فاتها أن تطلب مني رقم هاتفها والحمد لله , اتصلت بها وفتحت مكبر الصوت لأسمع كل
ما يدور بينهما وما أن فتحت ليان الخط حتى صرخت بها شروق
" محتالة لقد تزوجتي بوسيمك إذا لقد شككت بأمره منذ البداية "
ضحكت ليان وقالت " مرحبا شروق كيف حالك لقد اشتقت لك كثيرا "
قالت شروق ببرود مصطنع
" ها اشتقتي لي يا كاذبة لابد أن هذا الوسيم أنساك كل شيء "
قالت ليان " لم أنساك يوما يا صديقتي "
قالت شروق بغضب " ولما لم تزوريني يا كاذبة مادمت مشتاقة إلي ولم تفكري حتى
في طلب ذلك من زوجك أو أن تحدثيني عبر هاتفه "
قالت ليان بهدوء " خفت أنه لا يريد قول ذلك لأحد فلم أشأ مضايقته أو إحراجه "
قالت شروق " نعم نعم ياقلبي على الذين يخافون على مشاعر أزواجهم "
قالت ليان " وسيم هوا كل دنياي وسعادتي يا شروق لقد تغيرت حياتي كلها منذ
ارتبطت به وفارقني النحس أخيرا "
( أسمعوا المحتالة لما لا تخبرني بكل هذا الكلام )
قالت شروق بابتسامة
" أتمنى لك السعادة حقا يا ليان لقد سرني ما علمت رغم أن شقيقي لازال ينتظر موافقتك "
ضحكت ليان وقالت " احتفظي بشقيقك لنفسك "
قالت شروق بحدة " ليس لأنه غير وسيم يعني أن تسخري منه "
قالت ليان " أنا لم أقس الأمر بشكله أبدا وليس لأن وسيم جميلا اخترته ولكن ما يمتلكه وسيم
لم يمتلكه أحد ممن تقدموا لخطبتي ولا حتى صاحب العقارات ذاك "
قالت شروق ببرود " نعم ولكنه يفتقد لسانا وأذنين "
قالت ليان بضيق " لم أتوقع منك هذا يا شروق لقد فعل وسيم من أجلي أشياء لم يفعلها الذين
بألسنتهم جميعا ولم أرى ذلك عيبا فيه ولا للحظة فلا تجعليني أغضب منك ولا تعيدي ذلك "
قالت شروق بضحكة " حسننا حسننا لا تغضبي مني لن أهين حبيب القلب ثانيتا , أخبريني
ألن تقرري العودة إلى هنا "
قالت ليان بضيق " أبدا ولو شنقوني وها قد أصبح لدي زوج يوفر لي كل ما أحتاج ودون
سؤال حتى , فما أصنع بعملهم الذي لم أجني منه سوى الذل والمهانة فليهنأ سيدكم أديم
بحياته بعد أن خرجت المستهترة الفاشلة من شركته "
ضحكت شروق وقالت " توقفي عن قول ذلك كي لا يسمعك ويذهب لك بنفسه "
قالت بغيض " آخر ما أتمنى في حياتي أن أراه أو أسمع صوته حتى "
ثم قالت بحزن
" لقد أهانني ذاك كما لم يهينني أحد من قبل أقسم أنه جرحني في كرامتي جرحا لم أنساه يوما "
( آه اعذريني يا ليان ماذا لو علمت أنك زوجته الآن )
قالت شروق
" لقد أخبرني وسيم أنه سيجلبك لزيارتي سأعطيه العنوان وسأنتظرك على أحر من الجمر "
قالت ليان بحدة " ولما تتحدثي مع زوجي ها , قومي بعملك ولا تحدثيه ثانيتا "
شهقت شروق وقالت " ليان هل جننتي هل تغارين على زوجك مني ومن كانت تناديه طوال
الوقت بالوسيم أليس أنتي "
ضحكت ليان وقالت " أمزح معك ولكن حاذري أن تقترب منه إحدى الموظفات كوني مستيقظة "
ضحكت شروق وقالت " وما ستفعلين لها "
قالت ليان " سأقتلع عينيها بالطبع وداعا الآن يا صديقتي قبل أن يفصلك سيدك بسببي "
ناولتني شروق هاتفي وكتبت لي عنوانها في ورقة وعادت لمكتبها وبعد ساعة أرسلت
لي ليان رسالة كتبت فيها
( لقد غمرتني دائما بهداياك واليوم اشتريت لك أنا هدية لأقدمها إليك ما أن تأتي مساء اليوم )
وهل سأنتظر حتى المساء بالتأكيد لا , بعدها بقليل وصلت منها رسالة أخرى كتبت فيها
( أحبك )
لقد كانت مفاجأة لم أتوقعها أبدا ابتسمت بحب ولم استطع إبعاد عينيا عنها ثم قررت الانتقام
منها لما فعلت بي عندما راسلتها فأرسلت لها
( لا تنسي غسل قميصي الأزرق )
أرسلت لي ( من عيني )
ضحكت وخبأت هاتفي في جيبي فقد فشلت في النيل منها , لقد أصبحت ليان شيئا
مهما في حياتي
بعد انتهاء الدوام ذهبت من فوري لمنزلي وليان ولم أذهب للشقة ما أن دخلت حتى
نظرت لي بصدمة وقالت
" لو أعلم أن الهدية ستأتي بك باكرا لجلبت لك واحدة كل يوم "
المحتالة إذا تشتاقي لوجودي ولا تخبريني , اقتربت منها وحضنتها بحب وقبلتها
كم كنت أود أن أخبرها عن كل ما في قلبي اتجاهها بأن تسمعها من لساني وهي
تنظر لعيناي وليس لورق الدفتر حملتها للغرفة بين ذراعي وضعتها على السرير
وكتبت
( أي هدية اشتريت لي وأنتي لا تخرجي من المنزل هل خرجت دون أذني )
كتبت ( لا لم أخرج ولن أخرج دون مرافقتك لي )
كتبت ( إذا ما هي وكيف اشتريتها )
كتبت ( لم اشترها لقد أعطوها لي لأقدمها لك )
كتبت لها ( ومن هذا الذي أعطاها لك سأقتلك يا ليان )
ضحكت وكتبت ( من يحبني كثيرا ويعطيني بغير حساب )
كتبت مستاء ( من )
كتبت ( الله )
نظرت لها باستغراب فكتبت ( أنا حامل )
































الجزء الثاني والعشرون









بحر





لقد كان هذا العام من أسوء أعوام حياتي لم أجني منه سوى الألم والحسرة والهروب
عليا اليوم زيارة والدتي فقد أصبحت تلومني على كثرة غيابي وهي لا تعلم أنه أكثر عذابا من وجودي
معهم , دخلت وكلي خوف من لقاء من كنت أهرب منها وأحترق شوقا لرؤيتها لو أني فقط أتوقف عن
حبها عن الشوق لها عن النظر إليها والحلم بها كل ليلة , لو أنها فقط تختفي كما اختفى الماضي والأمل
والكثير من السعادة , جلست مع والدتي وانظم إلينا صهيب وزبير فقالت بعتب
" لما كل هذا الغياب يا بحر هل يضايقك شيء هنا "
قلت بهدوء " لا شيء يضايقني إنه عملي يا أمي يأخذ أغلب وقتي "
قالت بضيق " أخوتك جميعهم يعملون لما لا يتغيبون مثلك "
تنهدت وقلت " وما تصنعونه بي تعاستكم حضرتها معكم والأخبار السعيدة لم تعد لها وجود بهذا القصر "
قالت بابتسامة " وما أدراك أنه لا أخبار سعيدة هنا "
نظرت لها مطولا في حيرة ثم قلت " هل من جديد "
قالت بفرح " أجل فحور حامل "
صفعتني تلك الكلمات وضربتني بالجدار ثم أعادتني حيث أنا , كنت أريد الصراخ بهم جميعهم لولا
أن الحروف خانتني حاولت أخراجها بكل قواي ودون جدوى وددت لو صرخت وقلت
( يكفيييييييييييييي ) فيكفيني ألما وهما وحزنا , لقد ضاعت منك يا بحر ضاعت تماما ولن تعود
كنت أحملق بها وعيناي تكادان تخرجان من الصدمة
فتكلم زبير قائلا " ماذا حور حامل يا أمي من قال ذلك "
قالت أمي باستغراب " ومن قال أن حور الحامل "
قال صهيب بضيق " أنتي قلتها للتو يا أمي "
رمشت بعينيها قليلا في صمت قاتل يذبحني في كل حين تكلمي يا أمي ارحميني أرجوك قولي أنها كذبة
قالت أخيرا ورأفت بي " هل قلت حور يبدوا أنني أخطأت رنيم وغيث هم من ينتظرون مولودا "
الخبر كان سعيدا يا أمي ولكنك جردته من كل معاني السعادة ورميتني به
ثم قالت بابتسامة " وها نحن ننتظر أن يفاجئنا زبير وحور أيضا ويسعداننا أكثر "
نظر زبير للجانب الآخر وقال بضيق " أمي قلت لك أن تنسي الأمر فلا تتعبي رأسي "
تأففت والدتي ثم نظرت لي وقالت " وأنت أيضا يا بحر ما إن يتقسم الميراث سنخطب لك "
قلت بهدوء حزين " لا يهم فأنا لا أريد الزواج "
قالت بحيرة " ولماذا ألم تخبرني فيما سبق أن ثمة فتاة تريد الارتباط بها "
قلت بأسى " قلت وكان ولم يعد ذلك موجودا "
قالت بصدمة " لماذا "
نظرت لها وقلت بحرقة " لأنها تزوجت يا أمي تزوجت وانتهى كل شيء "
وقفت حينها مغادرا فيكفيني أوجاع لقد جئت لأتلقى نصيبي منها ككل مرة وقد كانت هذه المرة
الأقسى على الإطلاق وفور خروجي تقابلت وحور وقفت مستندة بالجدار وتنظر للأسفل لتفسح لي
المجال للمرور ولكنني وقفت أمامها وأسندت يدي للجدار بجانب رأسها وضربت بها عليه بقوة وأنا
أشير بسبابة يدي الأخرى حيث زبير والبقية وقلت بألم
" اتركيه يا حور انفصلي عنه في الحال فهمتي "
قالت ببكاء ورأسها للأسفل " أرحمني يا بحر أرجوك "
قلت بذات الألم وأنا أضرب بقبضة يدي على صدري " وأنا من يرحمني من , تكلمي يا حور"
خرج حينها صهيب نظرت له بضيق وخرجت مغادرا وهوا يتبعني اقتربت من سيارتي وهوا ينادي
" أنتظر يا بحر هل جننت "
أمسكني من كتفي وأدار وجهي إليه وقال بدهشة
" تبكي يا أخي !!! لقد كنت قويا دائما أمام الصعاب هل تبكي الآن "
رميت بيده عني وقلت " لا شيء لي سواه فهل سأحرم نفسي منه أيضا "
ثم ركبت السيارة وغادرت المكان كله من جديد وككل مرة














ميس

















منذ وصولي هنا وأنا سجينة هذه الغرفة لا أريد أن أرى ولا أتحدث مع أحد كنت انزل لوجبات الطعام
بشكل متقطع ومجبرة إما بإلحاح من والدتهم أو صهيب
أشعر بمزاجي سيء للغاية منذ أتيت بسبب ما علمته عما عانى والدي وما اتهموه به ولازال ما قاله
المدعوين أعمامهم يدوي في رأسي كل حين فسحقا لهم من أعمام
يبدوا لي أنهم وهذه العائلة ليسوا على وفاق فقد تشاجرا مع صهيب حين دافع عني وحتى أخويه لم
ينهيانه أو يوبخاني لما قلت بل أن المدعو زبير كان سعيدا بذلك , آه لو أني أعود من حيث أتيت ولكن
ليس قبل أن آخذ بحق والدي من الفاعل
سمعت طرقا على الباب وأنا أجلس أمام النافذة وأتكئ بيدي عليها موليه ظهري إياه
فقلت ببرود " تفضل "
لابد أنها والدتهم جاءت لتلح عليا بالنزول كالعادة سمعت الباب يفتح والخطوات تقترب حتى
جاءني صوت ليس لها بل لصهيب قائلا " لماذا تسجني نفسك هكذا يا ميس "
قلت ببرود " وفيما يضركم ذلك "
قال " لا يضرنا ولكن يضرك أنتي لما لا تنزلي وتشاركي العائلة حياتها لترفهي عن نفسك وتري
الضيوف وتتعرفي عليهم "
ابتسمت بسخرية وقلت " أتعرف عليهم أم يتعرفوا هم على الفتاة التي اختطفتها العصابة أعلم جيدا
لما يسألون عني "
قال بضيق " ميس ليس عليك أن تأخذي الأمور بهذا الشكل قد يكونوا يريدون حقا رؤيتك ومن سيمسك
بكلمة أقسم أنني أنا من سيطرده "
قلت بحزن " وفر على نفسك ووالدتك الإحراج فأنا لن أنزل لرؤية أحد كي لا أخطئ بحق ضيوفكم فتوقعوا
مني الكثير "
ضحك وقال " من قال لك شيئا سيستحق منك ما سيأتيه "
ثم أضاف بهدوء " ميس لا تحملي هم ذلك وما أن نتزوج سينتهي كل الأمر "
قلت بضيق " ألن تتوقف عن هذه الأوهام "
قال بابتسامة " لا ليس بعد "
التفت إليه وقلت " وحتى متى "
قال بذات الابتسامة " حتى تصبح الأوهام حقيقة "
عدت أنظر للنافذة وقلت " إذا ستنتظر كثيرا "
قال مباشرة " لا بأس "
قلت بهدوء " أريد الذهاب لأيرلندا "
قال " لا شيء لتذهبي له هناك ووالدتك ستنتقل للعيش معك هنا "
وقفت وقابلته وقلت " ولما تتفضلون علينا بالمأوى نحن لا نحتاجكم "
قال بحدة " ميس توقفي عن العناد أنتم عائلتنا وعلينا حمايتكم وتلبية حاجياتكم جميعها فهمتي "
قلت بأسى " ليس لنا لديكم شيء فبأي حق ستتكفلون بنا "
قال بحدة " بلى لكم وليس لدينا فقط بل لدى جميع أعمامي إنه حقكم يا ميس وليس لأحد أن
يمن عليكم به "
قلت بحزن " وحدك من يقول ذلك "
قال بهدوء " وإخوتي جميعا من رأيي "
قلت ببرود " وأعمامك وجدك "
قال بجدية " سيعترفون بذلك رغما عنهم "
ابتسمت ابتسامة حزينة وقلت " أنت تهدر وقتك فقط فأنا لا أريد إلا براءة والدي "
اقترب مني أمسك كتفاي وقال بجدية " سأقتلعها من الجاني اقتلاعا كوني أكيدة من ذلك "
ثم أمسك وجهي بيده وقال بهدوء " وبالنسبة للمال وإن لم توافقي على ما لدينا فستكونين زوجتي ومالي
هوا مالك "
نظرت له مطولا في صمت ثم أبعدت يده وتنهدت بضيق وقلت
" إن كنت ترى في زواجك بي تكفيرا لما حدث فأنا أخبرك أني أحللك من ذلك فلا تصلح الخطأ بخطأ أكبر "
قال وهوا يشد بأصبعيه على خدي ويقرصه " ولكن ضميري لن يرتاح "
قلت بألم " آآآي إنك تؤلمني يا صهيب "
ابتسم وقال " من أجل هذه الكلمة فقط سوف آخذك لأيرلندا ولكن أخبريني لما "
نظرت له بحيرة وقلت " من أجل أي كلمة "
ابتعد وجلس على الكرسي وقال " أخبرتك سابقا أنك لن تفهمي ذلك ولن يهمك "
قلت بلا مبالاة " كما تريد , ولكن لن تذهب معي سأذهب لوحدي "
قال بحدة " لن تتوجهي لأي مكان بدوني يا ميس "
وضعت يداي في وسط جسدي وقلت بضيق " هل ستتحكم بي بأي حق "
نظر لي بحدة وقال " لن تذهبي بدوني يا ميس أو لن تذهبي أبدا وها قد خيرتك "
تنهدت بضيق وقلت " لقد كنتُ حياتي كلها وحيدة وحتى المجيء إلى هنا جئت لوحدي فما سيتغير الآن "
نظر لي مطولا ثم قال " ولما تريدي أن تذهبي لوحدك من ستقابلين هناك "
قلت بغضب " ما تضنني يا هذا وما رأيك أن تأخذني للطبيبة بعد عودتي "
وقف وصرخ غاضبا " ميس لا تقللي من احترامي "
نظرت للجانب الآخر بلا مبالاة وفي صمت تام
تنفس كثيرا بضيق ثم قال ببعض الهدوء " قولي إلى أين ستذهبين وسوف آخذك "
قلت بضيق " إلى ضابط في الشرطة كان يعرف والدي وهوا من يعرف عن قضية سجنه هناك
هل ارتحت الآن "
قال وهوا يغادر " إذا سنذهب معا ونحظر والدتك معنا , هيا أنزلي معي لنتناول الغداء مع البقية "
قلت ببرود " لا أريد "
عاد للداخل وقال " ميس لا تتصرفي كالأطفال أنتي تعلمي جيدا أن الجميع هنا يحبونك ويرغبون
ببقائك ووالدتك معنا فلما كل هذا "
قلت بضيق " أنا لا أريد أحدا "
تنهد وقال " وإن قلت من أجلي هذه المرة "
نظرت له وابتسمت بسخرية وقلت " وما الذي فعلته لي لأفعل شيئا من أجلك "
أحسست من تغير ملامح وجهه أن كلماتي جرحته كثيرا فقلت بهدوء ونظري للأرض
" أنا آسفة "
قال " لن أقبل أسفك ما لم تنزلي لتناول الطعام "
تنهدت وقلت " حسننا ولكن ليس لأجلك فلتكن على علم "
ضحك وقال " موافق وليس لأجلي "
نزلنا معا توجهنا لغرفة الطعام وكان هناك زبير وزوجة غيث ووالدتهم فقط
جيد أن الجد ليس موجودا لكنت عدت أدراجي للأعلى وعلى الفور , وصلنا الطاولة
فقالت والدتهم بابتسامة " لو كنت أعلم أنك ستجعلها تنزل لأرسلتك لها كل وجبة طعام "
قال صهيب بابتسامة وهوا يجلس " لا تعلمي كم أتعبني إقناعها حتى كدت أنزلها على كتفي "
نظرت له بحدة وقلت " وهل ستجبرني على هذا أيضا "
ابتسم بمكر وقال " وعلى ماذا أجبرتك سابقا "
قلت بضيق " على الكثير ولازال لديك المزيد "
قالت صاحبة البشرة ناصعة البياض المدعوة رنيم " لا تزعجوها كثيرا فنحن لا نريد أن تتركنا "
جلست أتناول الطعام في صمت وهم يتبادل بعض الأحاديث حتى قال صهيب
" سنسافر أنا وميس ونجلب والدتها وبعض أوراقها من أجل الدراسة "
نظرت له بصدمة وقلت " ومن قال أنني سأدرس هنا "
قال بهدوء " وأين ستدرسين إذا "
قلت بضيق " نحن لم نتحدث في هذا فلما تقرر وحدك "
قال وهوا يتناول الطعام " لا نقاش في أمر كهذا "
ما يضن نفسه ليتحكم بي هكذا فهوا ليس حتى الابن الأكبر للعائلة لا أحد له هذا الحق
وقفت وغادرت وأنا لم آكل شيئا يذكر وصعدت لغرفتي تجنبا لمشكلات مع أي منهم
























ليان















كنت خائفة كثيرا من ردة فعل وسيم لو علم بحملي هوا لم يخبرني سابقا إن كان يريد طفلا أو إن كان
علينا تأجيل الأمر ولكن اطمئن بالي حينما رأيت الفرحة في عينيه ثم قام باحتضاني بشدة وكتب لي
( أريد فتاة جميلة مثلك )
ضحكت وكتبت له ( وكيف تكون جميلة ومثلي يعني ذلك أن تكون مثلك )
كتب لي ( ومن قال أنك لستِ جميلة )
تنهدت وقلت " مهما كنت جميلة فأمامك سأكون الأقبح "
ثم كتبت له ( ولكني لا أريد فتاة أريد مولودا ذكرا )
كتب وعلى ملامحه الضيق ( بل فتاة )
كتبت ( بل فتى لأني أحتاج للذكور في حياتي كثيرا )
كتب بضيق ( لو أنجبت ولدا فسأضربك )
رميت الدفتر بعدما أخذته منه وارتميت في حضنه وقلت
" كلهم منك رائعون إن فتاة أو صبي أو حتى الاثنين معا "
مسح على شعري وقبل رأسي ثم وقف وناولني عباءتي وحجابي ففرحت حد الجنون لأنه على ما
يبدوا سنخرج معا وبالفعل خرجنا على الفور وتنزهنا كثيرا على قدمينا وفي السيارة
كان يوما رائعا ومن أجمل أيام حياتي وقد اشترى لي وسيم هدية جميلة لم أتخيلها أبدا
كنت أتمنى فقط أن يسعده خبر حملي ولم أفكر أن يفعل كل هذا من أجلي
وأصبحت زيارات وسيم لنا بمرور الأيام تزداد شيئا فشيئا فأصبح يتناول وجبة الغداء معنا أيضا وأحيانا
يمضي اليوم كله بالمنزل أخبرني أنه يعمل عملا إضافيا لذلك هوا يتغيب كثيرا لا استغرب الآن سبب توفيره
لنا لكل ما نحتاج حتى أنه بدأ بجلب ملابس المولود قبل أوانه بكثير وكانت كلها ملابس فتيات هههه يبدوا
مصرا جدا































رنيم












فور عودتي من العيادة صعدت لجناحنا بكيت هناك وحدي بحرقة ومرارة بكيت ما ضاع مني وما سيضيع
لما لا يتوقف عن ذلك لما يلومني على عدم إعطائه الفرصة وهوا من يؤكد أن نظرته لي لن تتغير وشكوكه
لن تتوقف بل كيف أنسى نعته لي بالخائنة على الدوام, ما ذنبي أنا إن صرت زوجته مرغمة وما دخل والدته
بالأمر يا ترى لما نعتها بالخائنة وقال أن الكثيرات كن مثلها ما عناه بذلك ومن هن وما فعلن له , آه ولما أدفع
أنا ثمن أخطاء غيري
بعد ساعات من الوحدة والبكاء نزلت للأسفل ساعدت خالتي في تحضير الغداء الشبه جاهز وقالت لي
أن حور لم تخرج من جناحها منذ الصباح مسكينة هذه الفتاة كنت أرى معاناتها والآن بعدما علمت أصبحت
اشعر بها صعدت للاطمئنان عليها طرقت الباب فخرج لي زبير وقال أنها قالت تريد النوم وأنها بخير لابد
وأن زبير لا يريد أن يقول أنها تسجن نفسها في غرفة لوحدها كي لا أعلم أنهما لا ينامان معا
لم يحظر غيث وجبة الغداء ولم يعد للقصر ولم يتناول حتى وجبة العشاء فبدأت شكوك خالتي وخوفها يزداد
ما أعظم هذه السيدة من يراها يظن أنه ابنها الذي أنجبته وليس ابن زوجها حاولت الاتصال به ولا يجيب
قامت بالتحدث مع أبنائها ليتصلوا به ودون جدوى لقد كان مستاء جدا عندما أوصلني صباح اليوم ترى هل
ما حدث بيننا سبب اختفائه لا أعتقد أن كلامي سيجعل غيث يغضب ويبتعد هكذا لابد وأنها كلماته التي
قالها كانت السبب وليس كلماتي لقد كان غاضبا وتحدث دون وعي منه , سمعت طرقا على باب الجناح فتحت
الباب وكانت خالتي فقالت لي بحزن
" رنيم هلا اتصلتِ به من هاتفي قد يجيب عليك أخاف أن مكروها أصابه "
قلت بعد صمت " إنه هاتفك فما يدريه أنها أنا "
قالت " أرسلي له رسالة رجاء يا ابنتي "
أدخلتها للداخل وقلت لها بحنان ويدي على كتفها " لا تترجيني يا خالتي أنتي تأمريني فقط "
جلسنا معا أخذت هاتفها وأرسلت له رسالة كتبت فيها
( غيث إن كنت بخير فأجب على اتصالاتنا لنطمئن عليك أرجوك ..... رنيم )
وجلست وخالتي ننتظر في صمت بعد أن تحول الانشغال منها لي فمهما كان بيننا هوا زوجي
ووالد ابني ومن يقوم بحمايتي من أولئك المتوحشين وبعد ساعة من الانتظار اتصل غيث أخيرا
فقالت خالتي بفرح " حمدا لله لو كنت أعلم لطلبت منك ذلك منذ النهار "
آه لو كنتي تعلمي ما دار بيننا ما كنتي طلبتي ذلك من أساسه
ثم فاجأتني وهي تمد لي بالهاتف وتقول " خدي يا رنيم أجيبي أنتي فهوا يريد طمأنتك بالتأكيد "
قلت بتوتر " لا يا خالتي أنتي من كان يحترق انشغالا منذ الصباح فتكلمي معه "
ولكنها لم تعطني أي فرصة لتستمع لما أقول ففتحت الخط وناولتني الهاتف أمسكته بتردد
ثم أجبت قائلة " مرحبا غيث هل أنت يخير "
جاء صوته هادئا " أنا بخير اطمئنوا "
تنهدت وقلت " حمدا لله لقد شغلتنا عليك وزوجة والدك تكاد تُجن "
قال بذات الهدوء " أنا قادم بعد قليل لا تقلقوا "
قلت بهمس " حسننا وداعا "
أعطيتها الهاتف وقلت " قال أنه بخير وسيصل بعد قليل "
تنهدت براحة وقالت " حمدا لله ظننت أن مكروها أصابه سوف أتصل بصهيب لأنه خرج للبحث عنه "
ثم غادرت الجناح عدت لغرفتي ودخلت السرير وبعد ساعة عاد غيث لم أتحرك ولم أتحدث معه ولابد
أنه يظن بأني نائمة استحم وغير ثيابه ولم يشغل النور يبدوا لكي لا يزعج نومي ثم نام في صمت
قلت بهمس هادئ " غيث ما بك هل أنت غاضب من كلامي اليوم "
قال ببرود " لا فهي ليست المرة الأولى فما سيتغير "
انقلبت للجانب الآخر وتركته سحقا له ولي , الحق علي أني سألته يبدوا مستاءً من الأمر بالفعل
بعدها بقليل أحسست بيده تسحبني إليه , هكذا هم الرجال إذا غضبوا أو حزنوا فرغوا شحناتهم عند
النساء وكأنها مجرد آلة لا تشعر ولا تحس نام بعد ذلك بوقت أمضاه في التنهد بضيق والتأفف من
حين لآخر ودون سبب لقد فارق النوم عيني تلك الليلة استحممت وأضجعت على السرير وعيناي
مفتوحتان يشغلني أمر حور وما أصابها وما علمته اليوم عنها وأمر غيث وما يخفيه
بعد وقت طويل بدأت أسمع أنينا خفيفا مصدره صدر غيث جلست وشغلت النور الخفيف بجواري
فكان نائما ويتنفس بقوة وأنين صدره يزداد شيئا فشيئا ثم بدأ يقبض بيديه على اللحاف بقوة ويشده ,
شعرت بالذعر لما أصابه فقلت بخوف " غيث "
قال من بين نومه " ابتعدي عني يا امرأة ماذا تريدي ابتعدي آه ابتعدي "
ثم أن قليلا وبعدها قال " أمي لا أريدك لا أريد البقاء ولا أريدها أبعدوها حسام لا تبكي أرجوك لا تبكي "
كنت أنظر له بصدمة ثم هززته بيدي بقوة وأنا أقول " غيث ما بك استيقظ يا غيث "
ولكنه لم يستيقظ بل مد يده وكأنه يمسك شيئا وقال " خائنات إنهن .... لا تبكي يا حسام "
أمسكت يده وحضنتها وبكيت قائلة " انهض يا غيث أرجوك ما حل بك "
ثم أخذت قارورة الماء من جانبي وسكبت بعضا منها في يدي ومسحت بها على وجهه ففتح عينيه
وجلس مفزوعا فقلت " غيث هل أنت بخير هل كنت ترى حلما "
مسح وجهه بيده وتنفس بضيق وقال " إنه كابوس "
سكبت له الماء في الكوب وقلت " خذ اشرب بعض الماء "
أخذه مني وشربه كله ثم عاد واستلقى في مكانه ينظر للسقف وصدره يعلوا ويهبط بشدة من قوة تنفسه
وضعت يدي على صدره وبدأت بقراءة آيات من القرآن حتى عاد تنفسه لطبيعته ثم أغمض عينيه ببطء
ونام أضجعت وأمسكت يده وبقيت أقرأ القرآن حتى غفيت دون شعور وبعد نوم طويل سمعت صوته
في حلمي يناديني استيقظت وكان الصوت حقيقتا لغيث وهوا يوقظني من النوم
" رنيم .... رنيم "
فتحت عيناي فقال مبتسما " هيا استيقظي واتركي يدي أريد الذهاب لعملي "
نظرت ليدي فكانت لازالت تمسك يده بقوة أفلتها وضممتها لصدري بخجل وقلت
" هل أنت بخير الآن "
قال وهوا يقف " نعم أنا بخير لم تأتيني تلك الكوابيس منذ مدة طويلة لا تخافي إنها شيء عادي "
جلست وقلت " ولكنك كنت تئن كثيرا وتهدي ولم تستيقظ رغم هزي لك بقوة "
فتح الخزانة أخذ منشف وقال " آسف على إزعاجي لك "
وغادر للحمام ثم لغرفة الملابس ثم خرج صلى الفجر ونزل مباشرة دون كلام يبدوا أنه لا يريد
التحدث في الأمر , نزلت بعده بقليل توجهت للمطبخ وكان جالسا هناك يحتسي القهوة دخلت خالتي بعدي
مباشرة وقالت " صباح الخير "
قلنا معا " صباح الخير "
جلست تتحدث مع غيث عن ميس وموضوع سفرها ووالدتها والكثير من الأمور أخذت أنا فنجان قهوة
وجلست أنظر لغيث المنشغل بالنظر للأوراق أمامه ويستمع لحديث زوجة والده ورحلت بي الأفكار
ما سبب تلك الكوابيس التي تحدث عنها يا ترى ومن تلك التي كان يطلب منها الابتعاد ووالدته وحسام
والخائنات ما الرابط بينهم جميعا ما الذي تخفيه يا غيث أفقت من سرحاني فوجدته ينظر إليا بحيرة
أخفضت نظري للأسفل ثم وقفت وغادرت المطبخ





















زبير

















ما أن أنهيت الاتصال معها حتى بدأت الدقائق تمر ساعات منتظرا رسالتها لما لم يجعلوا لساعة
الانتظار مفتاحا لتقديم الوقت , لا أعلم لما هذه الفتاة تأخذ كل هذا الحيز من تفكيري هل هوا الغموض
حولها أم ماذا , وصلت رسالتها أخيرا ففتحتها وكان فيها
( بعض الحاضرين من البشر حكاية ولكن بعض الغائبين حكاية أخرى تماما فبالرغم من أنك
لم تعرف ملامحهم يوما إلا أنك تراهم في كل تفاصيل الأشياء من حولك لتجد صورهم حتى على
الجدران الملساء )
كانت عيناي تنسخ كل حرف فيها مجيئا وذهابا وكأني أزرعها في دماغي وفجأة تغيرت الصورة في
شاشة هاتفي لاتصال من أحدهم فقلت
" آآآآخ منك هل هذا وقتك "
ثم فتحت الخط وقلت " ألا تخبرني ما صلة القرابة بينك وبين والدتي "
ضحك وقال " لا قرابة بالتأكيد فلما تسأل "
قلت بتذمر " كلاكما تظهران في الوقت الغير مناسب لتقطعا حبل الأفكار "
ضحك وقال " إذا أحمد الله أنني لا أقرب لها "
ضحكنا سويا ثم قلت " ما هي الأخبار لديك يا جبير "
تنهد وقال " على حالها يا صديقي ما أخبارك أنت "
قلت بهدوء " جيدة قبل أن تتصل بي وتفسدها هههه "
قال متبسما " لابد أنك كنت مع زوجتك آسف أعلم أن الوقت غير مناسب "
قلت " لا عليك فلم أكن معها , ها قل لي ما قررت بشأن ذاك الأمر "
قال بضيق " لا شيء جديد ولن أتزوجها مادامت لا تريد شقيقاي معي "
تنهدت وقلت " أعانك الله يا جبير أنت في مأزق حقيقي ولكن لا تدع قلبك يحكم بما يريد ويدمر
مستقبل أخوتك "
قال بعد صمت " وهذا ما يشغل تفكيري لذلك سأبحث عن غيرها فما يهمني الآن أخوتي وليس
أنا ولا هي , حسننا يا زبير وداعا الآن واعذرني لإزعاجي لك "
قلت بهدوء " لا عليك يا صديقي اتصل متى شئت وداعا "
عدت للرسالة أتفحص حروفها من جديد وأول شيء فعلته عند الفجر وفور نهوضي أن قادتني أصابعي
لإرسال واحدة لها فأرسلت ( مازال في القلب بقايا أمية أخاف أن يقتلها الفشل )
فجاءني الرد سريعا ( أحيانا الأشياء الجميلة التي تحدث مصادفة أكثر جمالا من التي طال انتظارها )
بالفعل صدقتي يا بلسم فمعرفتي لك بالمصادفة كان أكثر جمالا من حبي لزمرد الذي عاش في
قلبي لسنوات ولكني لازلت أخاف أن تموتي كباقي أمنياتي الفاشلة
ومرت بعدها أيام لم أتحدث فيها معها أو أرغمت نفسي على ذلك فقد أصبح هاتفي يشدني
كالمغنطيس إليها كلما أمسكته , أخبريني ما فعلتِه بي يا فتاة
وبعد مرور أيام أخرى وصلتني رسالة منها وقت الفجر تفاجئت أن تبادر هي بمراسلتي ففتحتها
بلهفة فكان فيها ( هذا الصباح قرعت أجراس قلبي أغمضت عيناي وتمنيت أن يكون غائبي بخير )
فاتصلت بها من فوري فجاء ردها سريعا قائلة
" صباح الخير أعذرني على إزعاجي لك ولكني ضننت أن مكروها أصابك "
قلت بهدوء " ولما ضننتِ ذلك "
قالت بعد صمت " لأنك لم تتصل من مدة و.... لا أعلم انشغل بالي عليك "
قلت بابتسامة " شكرا لك يا بلسم على كل شيء "
قالت بحنان " على ماذا أنا لم افعل شيئا يستحق "
قلت مباشرة " بلى فعلتي الكثير وأكثر مما يُحكى "
ساد الصمت قليلا فقلت " هل لي أن أسألك سؤالا "
قالت " وهل عليا الإجابة في كل الأحوال "
قلت " لا "
قالت بصوت مبتسم " إذا لا بأس اسأل ما تريد "
قلت بتردد " بلسم ما الذي أعنيه لك "
ساد الصمت من طرفها فقلت " إذا لا جواب "
قالت بهدوء " لا أعلم حقا أنا في حيرة من أمري فهلا أجبتني أنت عن مثيله "
قلت مباشرة " نعم ولكن انتظري قليلا "
ثم قلت " ماذا عن دراستك إلى أين درستي "
قالت بصوت حزين " أنهيت الثانوية للتو وبعد عناء وكدت أخسرها أيضا وبعدها لم أدرس أبدا لقد
خسرتها للأبد "
قلت بصدمة " أنتي صغيرة في العمر إذا "
قالت بذات الحزن " لا أعلم أحيانا أشعر أنني عجوز "
ضحكت وقلت " لو تسمعك العجائز فلن تقول إحداهن عن عمرها الحقيقي أبدا "
ضحكت وقالت " هل تظن ذلك "
ثم قالت " وكم عمرك أنت "
قلت " أمممم قريبا الخامسة والعشرون "
قالت بصدمة " حقا !!! توقعتك أكبر أنت صغير على ما حملك والدك وعلى ما عانيت "
ضحكت وقلت " لو سمعتك أمي لوبختك وقالت أي صغير هذا فمن هم في عمره لديهم خمسة أبناء "
ضحكت في صمت ولم تتكلم فقلت " وماذا بشأن الزواج لما يمنعك والدك "
تنهدت وقالت " والدي لا يمنعني ولكنه يقطعه تماما لقد كرهت أن أتزوج بسبب ما يُقال عنه "
قلت بإلحاح " ماذا عن سؤالي ألن تجيبي عليه "
قالت بصوت مبتسم " هيا عليك أن تلحق صلاة الفجر إنه وقتها وداعا "
قلت بنفاد صبر " حسننا سأنتظر منك الجواب أعتني بنفسك جيدا , وداعا "
أنهيت المكالمة وبعد أن صليت الفجر أرسلت لها رسالة فيها جوابي عن نفس السؤال , وأتمنى أن
لا تكسريني أنت أيضا أيتها الغريبة

برد المشاعر 14-01-15 03:30 AM

رد: أشباه الظلال
 
1 مرفق
[COLOR="Black"]




الجزء الثالث والعشرون


النص بالمرفقات

برد المشاعر 14-01-15 03:36 AM

رد: أشباه الظلال
 
1 مرفق






الجزء السابع والعشرون





النص بالمرفقات

برد المشاعر 14-01-15 03:43 AM

رد: أشباه الظلال
 
1 مرفق












الجزء الثلاثون








النص بالمرفقات









برد المشاعر 14-01-15 03:51 AM

رد: أشباه الظلال
 






الفصل الثالث والثلاثون

















ليان



























لابد وأنكم سعدتم لغيابي وتخلصتم من ثرثرتي أو أنكم افتقدتموني وتساءلتم عما
حدث لي لقد كنت أعلم أن حظي لن يبتسم لي دائما وأنه لن تتركني تعاستي أبدا
ما حدث في ذلك اليوم أنني سمعت طرقا على الباب ولأن وسيم حذرني من فتحه
لأي شخص فلم أفتح ولكن بعد وقت جاءني صوت رجولي قائلا
" هل أنتي زوجة المدعو وسيم إنه في المستشفى بسبب حادث وحالته خطيرة
جدا أنا جاركم المجاور لكم "
ففتحت الباب مذعورة مما سمعت فدفعني للداخل ودخل وحينما رأيته وعلمت
أنه شاهد ركضت للداخل فسمعته يغلق الباب من ارتباكي نسيت أين كان هاتفي
فأصبحت اركض كالمجنونة بحثا عنه واتصلت بوسيم فأخذه مني وحطمه فتوجهت
بسرعة ناحية الغرفة وأغلقتها خلفي فبدأ بضرب الباب بقدمه وهوا يصرخ بغضب
" أخرجي أو كسرت الباب عليك يا قدرة لن أفوت لك ما فعله بي أخرسك ذاك افتحي الآن "
كنت ابكي وارتجف خوفا توجهت للنافذة لأنها كانت الحجرة الأقرب للشارع وبدأت بالصراخ
والاستنجاد بالناس وكنت اصرخ واصرخ دون توقف لوقت طويل وأنا أسمع صراخهم في الخارج
وما هي إلا لحظات وفتح شاهد الباب بالمفاتيح الاحتياطية التي كانت في المنزل فصرخت به
" ابتعد عني يا شاهد واتركني وشأني "
أمسكني من يدي وجرجرني للخارج وهوا يصرخ قائلا
" عليك الإيفاء بالدين أنتي وزوجك الحقير ذاك "
قلت بغضب " إنه اشرف منك ومن أمثالك "
صفعني على وجهي حتى وقعت أرضا ثم رفعني من شعري وصفعني ثانيتا وأخرى
وأخرى حتى انفتح الباب ورأيت وسيم يدخل منه ورفع مسدسه وصوبه جهة شاهد ورماه
بالرصاص ولحظتها رأيت رجال شرطة يدخلون كلها كانت في نفس اللحظة ونفس الثانية
وأدركت حينها أنني انتهيت ولم أرى أو اسمع بعدها شيئا سوى الصمت والظلام الدامس
استيقظت بعد وقت لا أعلم كم كان وأنا أسمع صوت سيدة تقول لي
" هل أنت بخير هل تسمعينني "
رفعت رأسي ونظرت جيدا فكانت امرأة غريبة تجلس بجانبي وأنا مرمية مكاني على
الأرض ورجال يقفون عند الباب في الخارج فقلت
" من أنتي "
قالت " أنا جارتكم هنا وزوجي مع الواقفين هناك خارجا هل لك أقارب
تودين الذهاب إليهم أم ستبقي هنا "
جلست بتعب ثم قلت وأنا متوجهة لغرفة النوم " لا ليس لدي أحد "
أخذت حجابي وعباءتي ولا أعلم أين سأذهب ولا ما سأفعل فوسيم انتهى كما انتهت
غيره من أحلامي كما انتهت والدتي ومنزلي وعمي وعملي وكل شيء فحتى هذا
المنزل لن يكون لي عاجلا فخرجت تقودوني قدماي للمجهول لحيت لا أعلم وليس
لي أين أذهب ركبت سيارة أجرى وتوجهت لمنزل شروق فلم أجدها وتذكرت يومها
أخبرتني أنها ستغادر المدينة فغادرت سيرا على قدماي لمسافات طويلة دون وجهة أو
دليل وعندما تغلب عليا التعب جلست مستندة على أحد الجدران وعيناي تنظر للفراغ
في حزن ودموع ومرارة وكان بعض المارة يلقون لي بالدراهم ضننا منهم أنني متسولة
فضحكت على نفسي بل على حالي وما ألت وما سوف أءول إليه بعد الآن
نمت تلك الليلة مكاني حيث رست بي آخر محطات تعاستي ولأول مرة في حياتي أنام في
الشارع ولا أعلم غدا أين سأكون
" يا آنسة استيقظي , سبحان الله سبحان الله "
فتحت عيني فوجدت سيدة في الخمسين من العمر تقريبا توقظني فنظرت لها بحيرة وقلت
" ماذا هناك "
قالت بابتسامة حنونة " لما تنامين هنا "
عدلت في جلستي وقلت " أعتذر لو كان هذا جدار منزلك وسأغادر حالا "
قالت وهي تساعدني على الوقوف " تعالي معي لأحكي لك من أكون "
أدخلتني للمنزل الذي نمت على جداره وأحضرت لي الماء والطعام فرفضت بشدة
فجلست أمامي وقالت " سبحان الله أنا لا أصدق عينيا "
قلت بحيرة " ما بك تسبحين الله منذ رأيتني "
ابتسمت وقالت " لأنني رأيت حلما يخصك البارحة "
نظرت لها بصدمة ثم قلت " يخصني وهل تعرفينني "
قالت " لا لا أعرفك ولكني كنت اتحدت وصديقتي بالأمس عن المتسولين فقلت لها أنه لم
يعد يوجد من يخفي حاجته ويتعفف عن طلب المال وأنني لا أحب الانضمام للجمعيات الخيرية
لأن من يساعدونهم يملكون المال ويخفونه عن الجميع ويمدون أيديه لغيرهم وتناقشنا كثيرا في
الأمر والبارحة جاءتني أمي رحمها الله في المنام وكانت غاضبة مني وتقول
( كيف تفعلين ذلك يا حياة المرأة تنام على جدار بيتك وهي لا تسأل إلا الله وأنت ترمين
المحتاجين لك بالباطل )
فاستيقظت من نومي توضأت وصليت ثم عدت للنوم بعد صلاة الفجر فعادت لي أمي في المنام
من جديد وقالت لي بحدة
( حياة هل ستنتظرين أن تطرق بابك هي لن تفعل ذلك )
فصحوت مفزوعة وخرجت ووجدتك كما قالت والدتي في منامي وعندما رفضت الطعام مني
تأكدت من ذلك فما الذي جاء بك إلى هنا وما قصتك أخبريني أرجوك "
تنهدت بحزن وألم وحكيت لها كل ما مررت به يوم أمس فقالت بأسى
" يا لها من قصة حزينة وأين زوجك الآن "
قلت بحسرة " أين سيكون في السجن بالتأكيد "
قالت " وماذا عن أهله "
قلت " لا أعلم عن أهله شيئا ويبدوا أنهم لا يعلمون عني أو لا أهل لديه "
قالت " ما أسم زوجك لنسأل عنه وعما حدث معه "
تنهدت وقلت " وسيم فقط ولا أعلم غيره "
نظرت لي بصدمة وقالت " كيف تتزوجينه ولا تعلمين عنه غير اسمه "
قلت وأنا أقف " آسفة على إزعاجي لك ولكن عليا المغادرة "
وقفت وأمسكتني من يدي وقالت
" اقسم أنك لن تذهبي من هنا قبل أن تجدي زوجك أو عائلته "
قلت معترضة " يا سيدة حياة أرجوك أن تتركيني أذهب في حال سبيلي "
ولكن ما كان من جدوى لكل محاولاتي معها فقد رفضت كل الحلول التي اخترعتها
بأنني سألجأ إليها ما أن أغادر من عندها وأخذتني بنفسها لقسم الشرطة بعد يومين وسألنا
عن اسم وسيم لديهم وقالوا أنه لا يوجد لديهم هذا الاسم فخمنت أنه تم نقله لسجن العاصمة
وتجنبنا سؤالهم بأن لو كان لديهم شخص قتل رجلا كي لا أنجر في الأمر كما اقترحت
حياة ثم ألحت على مساعدتي فبقيت معها شريطة أن أقوم بخدمتها وابنها وزوجته وأولادهم
المقيمين معها ثمنا لبقائي بمنزلهم وهي لم تخبر عائلتها عن قصتي وقالت أنني صديقة لها
في محنة ستزول قريبا
فكرت مرارا أن أعود لعملي في الشركة ولكن كرامتي المهانة لم تسمح لي , لقد صرت
الآن في الشهر السابع من حملي وازداد التعب والإرهاق والسيدة حياة تعاملني معاملة
طيبة جدا حتى أنها كانت تبحث جاهدة عن أي معلومات عن وسيم وحتى في الشركة
سألت شخص يعرف مدير الشركة فأخبره أنه لا وجود لهذا الاسم لديهم , هكذا هم دائما
إن تخلوا عن خدمات أحدهم رموه كما ترمى القمامة ولا يذكرونه حتى التذكر , وأبقت
حياة أمري مخفيا عن الجميع خوفا من بحث عائلة شاهد عني وعشت معهم سجينة الغرفة
والمطبخ كي لا أحتك بابنها













أنيس











" نعم تكلم ماذا لديك "
قال بهدوء " خبر الصفقة المشبوه وصل للجرائد سمعة المصنع في الحضيض الآن "
قلت صارخا بغضب " متى حدث ذلك وكيف "
قال باستياء " ليلة البارحة "
قلت بغيض " سحقا له سيندم على ذلك "
أغلقت الهاتف في وجهه من غضبي الحقير صهيب إذا يهدد وينفذ
دخل حينها والدي قائلا " ماذا هناك صراخك يصل للشارع أنت في شركة وليس مدرج كرة قدم "
قلت بغيض " إنه ابن شقيقك سيرى ما سأفعل به "
قال " صهيب مجددا مصائبه لا تنتهي دعك منه فعلاجه لدي "
قلت بحدة " إن لم تأخذ منه بالحق سأقتله دون تراجع "
























غيث

















"رنيم ألم يتأخر ابنك هذا "
ضحكت وقالت بنفس متعب " لما الاستعجال لازال الوقت مبكرا "
وضعت أذني على بطنها ثم طرقت عليه فقالت بتألم
" آآآآآآي غيث ماذا تفعل "
قلت بتذمر " عليه أن يخرج أو يجيب "
أبعدت يدي عن بطنها وقالت
" أبتعد عن ابني ودعه يفعل ما يريد أليس هذا ما علمته إياه تحمل إذا "
تنهدت بضيق وقلت " ألم تدخلي شهرك التاسع من المفترض أن يشرفنا بطلته البهية "
سمعنا طرقا على باب الجناح وهمت رنيم بالوقوف فقلت " ابقي مكانك سوف أفتح أنا "
تساندت بالعكاز وفتحت الباب كانت والدتي وقالت بقلق " هل رنيم بخير "
قلت بابتسامة وأنا أحثها على الدخول " ومن قال أنها ليست بخير هيا تفضلي "
قالت وهي تدخل معي " ولكنها من يفتح الباب دائما هل هي نائمة "
دخلنا غرفة الجلوس وقلت " لا ها هي ذي لقد قررت أن أدعها جالسة علها تنجب فيبدوا أن الحركة
هي سبب تأخرها "
قالت رنيم بضيق " خالتي بالله عليك تنقديني من ابن زوجك هذا "
ضحكت وقالت " أخبريني ما فعله ولن تكوني إلا راضية "
قلت واضعا يدي وسط جسدي
" هل تتفقان علي , أمي ألم تتأخر رنيم في الولادة سوف أغير تلك الطبيبة منذ الغد "
ضحكت وقالت وهي تجلس بجانبها " وما دخل الطبيبة في ذلك "
قلت بضيق " لا أعلم ليس هناك شيء غيرها ألقي باللوم عليه "
ضحكتا سويا ثم قالت والدتي " لا يزال الوقت مبكرا بني "
قلت بسخط " آه أمي هل أنتما متفقتان على هذه الجملة أم ماذا "
تنهدت أمي بضيق وقالت " هلا وقفتي وقابلتني يا رنيم "
وقفت وقالت ضاحكة " هل ستجرين مقابلة تلفزيونية معه "
ضحكتا سويا ثم قالت " يبدوا لي بطنك قد انخفض للأسفل أليس كذلك "
نظرت لنفسها ثم قالت " نعم لاحظت ذلك أيضا ما يعني هذا "
نظرت لي والدتي وقالت " يعني قربت ولادتك "
قلت مباشرة " متى "
ضحكت وقالت " هذا أمر لا يعلمه غير الله بني صبرك قليلا فهي لم تنهي شهرها بعد "
اقتربت من رنيم أجلستها وجلست بجانبها فقالت والدتي " لدي موضوع سأتحدث معك فيه "
قالت رنيم وهي تهم بالوقوف " حسننا اعذراني ..... "
قاطعتها والدتي وهي تمسك يدها " لا داعي للذهاب يا ابنتي ابقي معنا "
قلت " إن كانت أخبار سيئة فدعيها تذهب رجاءا "
ضحكت وقالت " ألا تعلم أن الأخبار السيئة تجعل المرأة تلذ على الفور "
فتحت عيناي على اتساعهم وقلت " حقا إذا اجلسي يا رنيم "
ضحكت رنيم وقالت " يالك من أناني يا غيث "
قالت والدتي بابتسامة " لدي خبر سار لكما وأمور علينا مناقشتها بخصوصه "
قلت بابتسامة مماثلة " أتحفينا به بسرعة لقد اشتقنا للأخبار السارة "
ضحكت وقالت " لقد أصاب هذه العائلة مرض اسمه الخوف من المجهول "
قالت رنيم " يبدوا بخصوص أديم "
تنهدت بحزن وقالت
" لا ليس بخصوصه وكم أتمنى ذلك , إنه بخصوص صهيب وميس "
ضحكت وقلت " هل وافقت تلك الشرسة أخيرا "
ضحكت والدتي وقالت " أسكت لا تسمعك الآن "
قالت رنيم بضيق " ما الذي لا يعجبك في ميس إنها فتاة رائعة في كل
شيء , أنتم الرجال لا يعجبكم العجب "
قلت ضاحكا " معك نعم رائعة أما مع صهيب فلا قطعا "
ثم وجهت حديثي لوالدتي قائلا " وكيف أقنعها بذلك أجزم أنه قد هددها "
ضحكت وقالت " لا أعلم يبدوا لي ذلك لقد قال أنها وافقت على عقد القران
بأعجوبة والزواج لن يكون الآن "
قالت رنيم بسرور " كم هذا رائع حقا , إنهما يليقان ببعض كثيرا "
قلت " وماذا خططتما بشأن ذلك "
قالت بهدوء " لا شيء حتى الآن صهيب يقول نقيم حفلا كبيرا وميس ترفض
ذلك وتركتهما فجر اليوم يتخاصمان في الموضوع "
قالت رنيم بحيرة " ولما ترفض ميس ذلك "
قالت والدتي بحزن " هي لم تقل السبب ولكني أعلم جيدا لما "
قلت " من أجل الموضوع ذاته أليس كذلك "
قالت " نعم من أجل ما شاع عنها وهوا ذاته السبب الذي يجعل صهيب مصرا على ذلك "
قالت رنيم بحزن " يا لها من فتاة مسكينة أتمنى أن يكون
زواجهما حلا للمشكلة ولا يعقدها أكثر "
قلت بجدية " على أحدهما أن يقتنع برأي الآخر فكلاهما على حق "
قالت رنيم " أنا أرى أن نأخذ برأي ميس فخبر الزواج سيشاع بين الجميع على أية
حال وسيصل للجميع في بيوتهم أما حضور النساء إلى هنا ورميهم لها بالكلام القاسي
والجارح فهذا شيء سوف نجلبه نحن لأنفسنا ولن تستحمله ميس وسنفسد عليها تلك
الليلة , وما أن يتزوجا نقيم حفلا لهما سيكون الخبر عاديا بالنسبة للناس حينها "
قلت " معك حق أراه رأيا سديدا , ما قلتي يا أمي "
قالت " نعم هوا عين الصواب سنتحدث مع صهيب إذا فيبدوا لي مصرا وأنت تعرفه جيدا "
قلت ضاحكا " لا أعلم كيف ستكون حياتهما معا "
ابتسمت والدتي وقالت " ستكون مليئة بالمشكلات على ما يبدوا فكلاهما حاد
الطباع سريع الغضب وعنيد يفعل ما في رأسه مهما كانت النتائج "
ضحكت وقلت " صهيب يحتاج لواحدة جليدية كرنيم "
توقعت أن تهاجمني بشراسة ولكن ما حدث لم يكن بالحسبان فقد شهقت بعبرة
ونزلت دموعها ثم طأطأت برأسها للأسفل ضممتها بذراعي وقلت
" لا حبيبتي لا تبكي لم يكن ذلك إلا مزاحا "
ولكنها لم تزدد إلا بكاء ثم وقفت وقالت بعبرة
" أنت هكذا يا غيث لا تحبني ولم تحبني يوما ولا ترى إلا عيوبي ولست
تراني سوى شيئا قد فرض عليك "
ثم غادرت لغرفتنا وأغلقت الباب خلفها بقوة نظرت لوالدتي فقالت بضيق
" ما هذا الذي فعلته يا غيث لقد جرحتها حقا "
قلت بتذمر " ولكني لم أقل شيئا يغضبها كنت أمزح فقط ثم هي الحقيقة "
قالت بحدة " إن قالت هي شيئا حقيقيا عنك هل كنت ستغضب أم لا "
لذت بالصمت فقالت " من المفترض أنكم تجاوزتم الماضي فلا داعي لذكره من جديد "
قلت بعبوس " أمي يبدوا أنكم شكلتم حزبا نسائيا خاصا بكم "
قالت بضيق " لا تبحث لك عن مبرر فلو كانت هي من أخطأ في حقك لكنت وقفت
في صفك , يا لكم من متعبين صغارا كنتم أم كبار , سأذهب الآن عليا أن أنهي مشكلة
صهيب وعليك إرضاء زوجتك حالا فهمت "
قلت بقلة حيلة " حاضر أمرك سيدتي "
ثم وقفت ونظرت لي بعتب وقالت
" يبدوا لي أن رنيم تعاني من أمر يضايقها في علاقتكما "
قلت بحيرة " مما أنا لا أفهمك "
قالت مغادرة " فكر في كلماتها الأخيرة وستفهم ما كنت أقول "
فكرت مطولا فيما قالت ثم توجهت لغرفتنا طرقت الباب ودخلت كانت تجلس
على السرير وفي بكائها المستمر اقتربت منها ثم جلست بجوارها وقلت
" رنيم ها هي العكازة خذيها واضربيني بها "
ولكنها لم تجب يبدوا أن الأمر لم يجدي نفعا وعليا أن أغير من الطريقة قلت بهدوء
" أنا آسف "
فلم يجدي ذاك نفعا أيضا يا إلهي ما العمل الآن قلت في محاولة أخيرة وأخر ما تبقى لدي
" رنيم سوف أشتري لك طقما جميلا من أجل حفل ميس وصهيب هيا سامحيني "
ولكنها لم تزدد سوى في البكاء والعبرات حككت رأسي في حيرة ثم تذكرت مسلسلا
كانت تشاهده رنيم البارحة كان سخيفا بالنسبة لي ولكنها تحبه كثيرا فقررت أن أفعل
كما فعل بطل المسلسل اقتربت منها أكثر ضممتها بيدي وشددتها لحضني بقوة قبلت
رأسها وكتفها وقلت بهمس
" رنيم حبيبتي إن لم ترضي عني فلن أنام الليلة ولن أتناول العشاء ولن أتكلم أيضا أنتي
كل عالمي وبدونك سيفقد ألوانه ومتعته "
ماذا قال ذاك الأحمق أيضا أنا حقا لا أذكر , قلت
" رنيم سامحيني لن يتكرر ذلك حسننا "
توقفت عن البكاء أخيرا ما أغرب النساء لم يرضها كل ذلك ورضت بهذه الكلمات
البسيطة والمسروقة أيضا , يبدوا أنه هذا ما كانت تعنيه والدتي من كلامها
مسحت دموعها بأصابعي وقلت
" رنيم توقفي عن البكاء أرجوك ودعينا نتحدث في أمر مهم "
نظرت لي بحيرة فابتسمت وقلت
" لقد وبختني والدتي كثيرا لأجلك يبدوا أنكم متفقات علينا "
قالت بحزن " أهذا هوا الأمر المهم "
عدلت جلستي ثم نظرت للأسفل وقلت
" رنيم أهناك شيء ينقصك ولا أوفره لك , أعني لا تجدينه معي "
نظرت لها فنظرت هي للأسفل في صمت إذا كما توقعت
قلت بهدوء " رنيم لما الصمت "
ولكنها لم تجب أيضا فقبلت خدها وغادرت الغرفة في صمت
خرجت بحثا عن أي أحد فقابلت في طريقي صهيب آه لا صهيب قد لا ينفع
لذلك , عليا البحث عن زبير أو بحر ولكن زبير ليس لديه سوى السخرية هل
أتصل بأديم لا يبدوا لي ذلك مجديا بحر أفضل
خرجت للحديقة واتصلت ببحر فأجاب فورا " مرحبا غيث "
قلت بابتسامة " مرحبا بالبحر "
ضحك وقال " يبدوا لي ورائك شيء مهم "
حمحمت قليلا ثم لذت بالصمت فقال " ما بك يا أخي هل من مكروه "
قلت مباشرة " لا ولكن أردت سؤالك عن بعض الأمور "
قال بهدوء " كلي أذان صاغية "
قلت بعد صمت " أردت أن أعلم عن تلك الأمور السخيفة التي تحبها النساء "
ضحك كثيرا ثم قال " سخيفة , يالك من رجل يا غيث أنا لا أحسد زوجتك عليك "
قلت بضيق " بحر هل ستساعدني أم ستسخر مني "
قال بهدوء " بل أساعدك إن كانت زوجتك طبعا "
قلت بحدة " ومن ستكون يا أحمق , هيا أخبرني "
قال " من أي نوع تريد "
قلت بصدمة " وهل هناك أنواع "
ضحك وقال " حسب المناسبة والوقت والمكان "
قلت بنفاذ صبر " قلها جميعها وسآخذ منها ما يناسب "
قال " لن يجدي ذلك نفعا "
تنهدت وقلت " إنها غاضبة مني وترى أيضا أنني لا أحبها "
قال بهدوء " حسننا سأعطيك برنامجا كاملا هذا الأسبوع وسترى كيف
ستكون النتائج فقط لا تفسد شيئا "
قلت بدهشة " أسبوع لا لا هوا شيء واحد فقط يكفي "
قال بحدة " لا تكن جافا وقاسيا يا رجل إنها ليست مثلك هي امرأة لا تنسى ذلك "
قلت بتذمر " حسننا اختصر قدر الإمكان "
تنهد وقال " عليك أن تكون مقتنع بذلك أو لن ينجح الأمر "
قلت بضيق " ولما الاقتناع هل هي معادلة ثم أنا أحبها حقا وأكثر من كل هذه الأمور التافهة "
قال " أنت تراها كذلك ولكنها تعني كل ما تحمله لها في قلبك في نظرها "
قلت بهدوء " حسننا ولكن إن لم ينجح الأمر فسوف أريك "
ضحك وقال " إن لم ينجح ذلك فقم بذبحي عند باب جناحكما حسننا "
ضحكت وقلت " أنت قلتها فلا تتراجع وقتها "
ضحك وقال " وأنا عند كلمتي , اسمع أولا عليك أن ترسل لها رسالة غرامية حالا "
قلت " رسالة ولما يا لها من فكرة فاشلة "
قال بضيق " غيث لا تتعبني معك سوف أرسل لك واحدة ترسلها لها وفي المستقبل
أنت من عليه فعل ذلك بنفسك "
قلت " ولكن ليس لدى رنيم هاتف "
قال " أرسلها لها على هاتف والدتي وسوف تراها ستكون فكرة أفضل "
قلت بقلة حيلة " حسننا وغيره "
قال بهدوء " وتأخذ لها الليلة وردة جميلة وواحدة فقط وليس باقة وسأعطيك قرصا لأغنية
رومانسية وجميلة تسمعها إياها وعليك مقابلتي الآن بعد ساعة , هناك ما سأخبرك به لتفعله
فتبدوا لي بحاجة لإعادة برمجة من جديد "
قلت بضيق " يا لك من شقيق ومساعد هل تراني جهاز حاسوب "
ضحك وقال " نعم ومعطل أيضا أراك بعد ساعة حسننا "
قلت بهدوء " حسننا "

يا لها من أمور تافهة فإن كانت مهمة لرنيم حقا فأنا لا أفعل شيئا يعجبها أبدا لذلك
هي ترى أنني لا أحبها ولكن هل كل ما أفعله لا يجدي أبدا يالا سخافة النساء يغفلن
عن الأشياء المهمة ويحببن زهرة لا تكلف شيئا من النقود وتذبل بسرعة أيضا
































سماح





























خرجت من عند غيث و رنيم مستاءة جدا فأنا اعلم أي الأنواع يكون غيث إنه
صارم وجدي ويأخذ الأمور بمنطقية وعقلانية دائما ولا يولي للأشياء الصغيرة المهمة
للمرأة أي بال ويراها تافهة أتمنى أن يجدا مخرجا من ذلك وأن يكون فهم ما صبوت
إليه فالمرأة ترى أن الرجل لا يحبها مدام جافا في تعامله الخاص معها أنا لا أحسد سوى
زوجة بحر فستكون في عالم مميز معه , آه هذا إن فكر أن يتزوج بعد أن تحطم قلبه وحلمه
" أمي ستصطدمين بالجدار تبدين لي بحاجة للتصليح "
نظرت له بغيض وقلت " لو كان زبير لتوقعت هذا منه فهوا مجنون ولسانه قد تبرأ
منه منذ زمن أما أنت يا صهيب فليست عادتك "
ضحك واقترب مني وقبل رأسي ثم قال " أمزح معك أيتها الفاتنة ما بك "
دخل حينها زبير وقال بعبوس " من هذا الذي يذكرني بالسوء "
قلت بضيق " أنا ولم أكذب طبعا "
قال بتذمر " أمي أيتها العنصرية أنتي هكذا دائما سوف أرفع عليك قضية في المحكمة "
ضحكت حتى تعبت هذا الولد سيقتلني قبل يومي مر بجانب صهيب ضربه على كتفه وقال
" لا تؤدي أمي أو يتمتك الآن "
غادر وضحكنا كلينا فقلت وأنا أنظر لصهيب " لا أستبعد ذلك منك "
قال غامزا لي " أنتي ملاكي كيف أؤذيك "
قلت بمكر " تبدوا لي مسرورا هل اتفقتما على الزواج اليوم "
تنهد بضيق وقال " إن كان هناك من سيصيبني بالجنون فستكون ابنة عمي تلك "
ضحكت وقلت " من أراد الورد عليه أن يتحمل وخز الأشواك "
قال بضيق " أمري لله "
قلت بهدوء " لو كان هذا من أجل شعورك بالذنب لما حدث ومسؤوليتك اتجاهها
ووالدتها فستكون مخطأً في قرارك بني "
قال بجدية " بل أريدها لي أقسم يا أمي أني أحب ميس وأردتها زوجة "
قلت براحة " إن كان كذلك فلا بأس ولكن خفف من عنادك وحدتك قليلا يا صهيب "
قال بعتب " آه أمي أنتي لا تعلمي كم أكون رقيقا ومتساهلا معها إنها تصيبني بألم في الرأس "
قلت مغادرة " ولكن هذا لن يدوم فما أن تتزوجا فستكثر المشكلات ولن تستحملها مطلقا
انتظرني في غرفة الجلوس ولا تهرب قادمة إليك حالا "

توجهت للمطبخ فوجدت ميس وجود يتناقشان في آخر المطبخ عن أمر ما وحور تجلس
وأمامها صحن الخضار وفي يدها السكين وشاردة الدهن تماما , كم ستستحمل هذه
الفتاة لو كان الأمر بيدي لطلبت من زبير أن يعيش بها بعيدا عن هنا ابتسمت وقلت
" ما بكما ستتشاجران عما قريب "
قالت جود بضيق " اسمعي ما تقول ميس لا تريد حفل زواج يا لها من غبية "
ضحكت وقلت " النتيجة واحدة بالحفل أو بدونه المهم أن يكونا متفقين على ذلك "
قالت ميس بحدة " إن كان هناك حفل فلن تكون هناك عروس انتهى الأمر "
قالت جود بضيق " هذا عقد قران وفعلتي هكذا فما ستفعلين في يوم الزفاف يالك من متعبة "
ضحكت وقلت " تعالي يا ميس أريدك في أمر "
خرجت متوجهة لغرفة الجلوس وميس تتبعني دخلت حيث صهيب
ودخلت هي خلفي ثم جلست وقلت " تعالي واجلسي يا ميس "
قالت بضيق " ولكن .... "
قاطعتها قائلة " ميس أنتي في مقام أبنائي وعليكما احترامي كليكما "
جلست في صمت فقلت " سوف أتحدث ولن يقاطعني أحد "
كان جوابهما الصمت فتابعت " أنتما مقدمان على أمر ليس لعبا ولا ثوب تملان منه فترميانه
إنه زواج ومستقبل وأبناء فلا تستهينا بذلك وعليكما أن تجدا سبيلا لحل نزاعاتكم وتخالف
أفكاركم وتجدا طريقة تتخذان بها قراراتكما معا أو لن تنجح حياتكما أبدا "
ثم نظرت لميس وقلت " ميس أنتي لا تريدين الحفل بسبب الكلمات والنظرات
التي ستوجه إليك صحيح "
نظرت للأرض في حزن وصمت فتابعت
" كان عليك التحدث مع صهيب عن ذلك بكل صراحة وكان سيتفهمك
ولم يكن للحدة والعناد أي داعي "
ثم نظرت لصهيب وقلت " وأنت فكرت في رأي الناس وموقفك أمامهم ولم تعر مشاعر
ميس أي أهمية أليس كذلك "
قلت بجدية " لن يكون هناك حفل كبير وسوف نحتفل بزواجكما لاحقا "
قال صهيب بضيق " ولكن ..... "
قاطعته بحدة " يبدوا أنه ليس لي عندك رأي أو اعتبار يا صهيب "
قال بهدوء " آسف أمي لم أقصد ذلك , حسننا كما تريدين سنفعل "
ثم وقفت وقلت مغادرة " عليكما الاتفاق الآن على موعد عقد القران ولا تتشاجرا مفهوم "
وخرجت وتركتهما معا كم أخشى على حياتهما مستقبلا وأتمنى أن لا يصلا للانفصال يوما
فالمتضرر الوحيد حينها سيكون ميس











































الفصل الرابع والثلاثون





















































رنيم












































لقد أغضبني غيث بما قال حقا ثم جاء ليصلح الأمر بإفساده هل هكذا يرضي امرأة ولكنه
كاد يضحكني عندما سرق سيناريو المسلسل وهذا يثبت أنه لا يملك شيئا مما أنتظره منه
بعد وقت خرجت من جناحي وتوجهت حيث البقية ابتسمت جود ما أن رأتني وقالت
" مرحبا بالحامل والمحمول "
ضحكت وقلت " ومرحبا بالناظر والمنتظر "
ثم جلست في صمت كانوا جميعهن يتحدثن عن عقد قران ميس وصهيب وما سيعدون له
سيكون حفلا عائليا بسيطا قالت خالتي
" رنيم يجب علينا دعوة والدتك "
قلت بهدوء " ما من داعي لذلك خالتي سوف تتعبها الرحلة "
قالت " المشكلة أن غيث لم ينزع الجبيرة بعد لكان سافر لإحضارها
وبحر أيضا عليه إحضار والدته وشقيقه "
ثم نظرت لحور وقالت " وعائلة عمك أيضا مدعوة يا حور وسأطلب من زبير إعلامهم
وسندعو علياء وزمرد ووالدتهم وزوجة جسار وابنة عمي هذا فقط بالنسبة لنا نحن النساء
والرجال سيكونون قليلين أيضا المقربون من أبنائي فقط "
قلت " ومتى سيكون ذلك "
قالت " لا أعلم حتى الآن ميس وصهيب سيقرران ذلك "
ثم وقفت مغادرة فنظرت لي حور وقالت
" رنيم ماذا سترتدين مع هذا البطن المنتفخ أنتي مشكلة حقيقية "
قلت بابتسامة " هناك ملابس للحوامل فلا تشغلي بالك حوريتي "
تغيرت ملامح حور وكأن الكلمة أصابتها في قلبها فقلت
" آسفة حور هل أغضبك ما قلت "
قالت بدمعة محبوسة " لا لم يغضبني أبدا "
ووقفت مغادرة يبدوا لي أن الكلمة الأخيرة السبب ولكن لما
نظرت لي جود وقالت " هنالك محال رائع لبيع ملابس المناسبات الخاصة
بالحوامل ما رأيك أن نذهب معا "
قلت " أنا متعبة جدا ولن استطيع أن أسير شبرا واحدا سوف أعتمد عليك في ذلك حسننا "
بعد لحظات دخلت خالتي وخلفها ميس وقالت خالتي
" رنيم غيث طلب مني أن أعطيك هاتفي اتركيه لديك يبدوا أنه سيتصل بك "
ثم غادرت أمسكته وأنا انظر إليه بحيرة غريب لم يفعلها سابقا هل من أمر مهم يا ترى
" هيه رنيم ستصيبين الهاتف بعينك هههههه "
كان هذا صوت ميس نظرت لها بضيق وقلت
" وما يضايقك في الأمر لو لم تكوني عروس لضربتك الآن "
ضحكت وقالت " سأشتكيك لصهيب حينها "
نظرت لها بصدمة وقلت " ميس هل أنتي طبيعية "
قالت بعبوس " عليا أن أتأقلم مع الوضع يبدوا أمرا لا مفر منه "
قلت " آه ميس لن تجدي أفضل منه صدقيني إنه رائع وله مواقف شهمة معنا "
نظرت لي بنصف عين وقالت
" سوف أخبر زوجك بما قلتي للتو لن أرضى لابن عمي أن تتغزل زوجته بغيره "
ضحكت وقلت " غرتي من أجل غيث ولم تغاري على صهيب يالك من فتاة "
سمعت حينها صوت رسالة وكان مصدره هاتف خالتي هممت بالوقوف لإخبارها
ففوجئت بأنها من غيث فقلت " إنها من رقم غيث "
قالت ميس بحماس " لابد أنها لك افتحيها "
قلت " ومن قال ذلك قد تكون لوالدته "
يستحيل أن يفعلها أعرفه جيدا
قالت جود " ولكنه طلب إعطائك إياه يعني أنها لك "
معها حق ولكن لماذا لابد وأنه يريد شيئا ما , فتحتها فكان فيها
" بعض الأشخاص نحبهم وبعض الأشخاص نشتاق لهم والبعض لا نحيا
بدونهم مثلك أنتي حبيبتي رنيم "
لقد كادت عيناي تخرج من مكانهما وأنا أقرأ وأعيد وقرأت اسمي ألف مرة
لأتأكد منه ضحكت جود وقالت " رنيم ألم تنتهي الرسالة بعد "
خبأت الهاتف خلف ظهري وقلت " هذا لا يخصكما "

قفزت ميس وأمسكتني وجاءت جود خلفي لتأخذ الهاتف وأنا أصرخ مستنجدة بحور
ولكنهما أخذاه مني فوضعي لا يسمح لي بالمقاومة ضحكت جود وقالت
" انظري يا ميس لكل هذه الغراميات و الرومانسية "
أخذت ميس الهاتف وقالت بصدمة " هل كل هذا يخرج من تلك الصخرة الغيثية "
أخذت منهما الهاتف وقلت بضيق " لا تسخرا من زوجي يا وقحتان "
وغادرت للمطبخ وعيناي لا تفارقان الرسالة أشعر أنني في حلم , هل أخطأ غيث في
إرسالها يا ترى ولكنها باسمي آه رنيم يالك من عطشى حقا
عند العشاء دخل غيث وجلس بجانبي على الطاولة وأمسك يدي وقبلها أمام الجميع وقال
" رنيم أنا آسف حقا وأحمق وأستحق العقاب "
نظرت له بصدمة وكان هذا حال الجميع فنظر لهم وقال بابتسامة
" ما بكم لما لا تأكلون الطعام "
قال صهيب بابتسامة
" آه جيد ظننت أنك نسيت أنها طاولة الطعام وظننت نفسك في غرفة النوم "
شرقت خالتي باللقمة في فمها فقالت ميس بهمس وغيض
" صهيب هل جننت استحي من والدتك ووالدتي "
ضحك وقال " لو كنتي زوجتي لفعلت أكثر من ذلك "
غادرتا حور وجود من فورهما فهذه الجلسة تحولت لغراميات على ما يبدوا ثم
لحقت بهم خالتي وبقيت والدة ميس التي لا تفهم من الأمر شيئا
وحمدت الله أن بقية أخوتهم ليسوا هنا سحبني غيث من يدي وأخذني لجناحنا دخل وأنا
خلفه ويدي في يده أدخلني الغرفة وأخرج لي زهرة رائعة الجمال ومغلفة بطريقة مبهرة
من سعادتي أخذتها وحضنته بقوة لم أكن أصدق ما رأت عيناي لقد نسيت كل الزعل
طوقني بيديه وقال
" رنيم أنتي كل حياتي مكانك في قلبي وبين أضلعي حتى آخر العمر حبيبتي "
بكيت من التأثر يالا العجب من أين جاء كل هذا , تابع قائلا
" أنا لم أتعلم الحب إلا منك ومعك وهوا فقط لك أنتي ووحدك تستحقينه "
غصت في حضنه أكثر وقلت " غيث أنت أجمل ما حدث لي "
ضحك وقال " رغم كل ما كان في الماضي "
قلت " رغم كل شيء حتى في المستقبل "
قبل رأسي وقال " رنيم لا تفاولي لنا بالشر قولي لا قدر الله "
ضحكت وقلت " أحبك رغم كل شيء "
ومرت تلك الليلة من أروع بل هي أروع ليلة في عمري وكأن من كان معي ليس
غيث أبدا وكأن جنيا رومانسيا قد سكنه

























حور































هذا الأسبوع مر حافلا بسبب التحضير لحفل عقد القران على الرغم من أن
الحفل سيكون بسيطا جدا وشبه عائلي والكل كان سعيدا إلا قلبي المحطم رغم
سعادتي من أجل ميس وصهيب ولكني أموت حزنا لأني لم أحضا ولا بحفل
صغير كهذا ولم أحضا بما هوا أهم وهوا الزواج بمن أحب كيف كان سيكون
حينها حالي يا ترى
نزلت الدموع من عيني عندما عاش خيالي شيئا ليس له ولا يحق له مسحت تلك الدموع
الغبية بكم توبي وأزحت تلك الأفكار الساذجة من دماغي فلست سوى للحزن والهم وليس
غيرهما لي سمعت خطوات خلفي مباشرة فنظرت للخلف فزعة فكان بحر , لما يظهر دائما
في هذه الأوقات بالذات عدت مولية ظهري له فقال بهمس هادئ
" ما يبكيك يا حور "
عادت دموعي للسقوط من جديد وقلت " لا شيء "
قال " دائما لا شيء ولكني أعلم ما يكون ألا شيء هذا , حور اسمعيني وتأكدي مما أقول ما
أن تصيري حرة ستكونين لي ولو بعد عشرين سنة ولو كان لك من الأبناء ما سيكون , وهذا
الذي ترينه خلفك مُحَرم على غيرك حتى يموت "
ثم غادر وتركني خلفه كالرماد بعدما أشعلني وأحرقني حتى انتهيت ارتفع بكائي وزادت شهقاتي
فلم اشعر إلا بيد تمسك بذراعي وتوجهني ناحيتها وجسد يحضنني برفق وعطر هوا عطر زبير
بكيت في حضنه كثيرا ودون توقف أو مبالاة كان يمسح على ظهري ويقبل رأسي ويقول
" يكفي يا حور نحن لا نريد أن نخسرك سوف تموتين على هذا الحال "
ابتعدت عن حضنه فقال " ما بك يا حور صارحيني "
قلت بحزن " لقد تذكرت يوم زواجي وكيف لم أحضا بحفل ولم يكن والداي معي "
أمسك وجهي وقال " أهذا هوا السبب "
هززت رأسي وقلت " نعم اقسم على ذلك "
حضنني مجددا وقال " أقسم أن أعوضك عنه بحفل أكبر حتى من هذا يا حور "
صُدمت لما قال كيف يعوضني وماذا يعني وفيما يفكر أيضا ولكني شعرت حقا حينها أنه
صادق فيما قال وأن لي من يعنيه حزني وألمي أجلسني على الكرسي وقال
" حور كنت أود الحديث معك في أمر ولكن يبدوا لي ليس وقته "
مسحت دموعي وقلت " لا هوا وقته تحدث أرجوك "
ابتسم وقال " يالك من فضولية "
ضحكت وقلت " لم يكن ذاك ما قصدت "
ضحك وقال " أعلم أردت فقط أن تبتسمي قليلا "
عدل جلسته ثم قال
" حور ابنة عمك الكبرى يبدوا لي أنها صديقتك المقربة وتحبينها كثيرا "
نظرت له بحيرة وقلت " نعم ولكن لما "
قال مبتسما " أريد أن أخطبها "
نظرت له بصدمة ثم ضحكت حتى شرقت وقلت
" زبير هل أنت جاد حقا "
قال بضيق " نعم ألا أعجبك "
قلت بضحكة " بالتأكيد , ولكن ألا ترانا في شيء أشبه بالمسرحيات "
قال بابتسامة " لدي صديق يبحث عن زوجة هل تشجعينني على ذلك "
قلت مرحبة بالفكرة " بالطبع فمرام رائعة حقا وقد أنهت دراستها منذ أشهر قليلة فقط
وخطابها منذ كانت تدرس كثر ولكن عمي يرفض تزويجها قبل أن تتخرج "
قال " رائع إذا خذي رأيها ولكن بعد عقد القران حسننا "
قلت بابتسامة " حسننا ولكن من يكون "
قال " اسمه جبير توفي والده تاركا له شقيق وشقيقة صغيران من زوجته
الثانية وهوا يهتم بهما الآن "
قلت بحزن " يا إلهي تلك مسئولية كبيرة على رجل "
قال " نعم لذلك أريد له زوجة تحمل عنه ذاك العبء هل تنفع ابنة عمك لذلك "
قلت بابتسامة " مرام هي من ربت شقيقها الأصغر وهي تحب الأطفال كثيرا "
قال وهوا يقف مغادرا
" إذا خذي رأيها فيما بعد فلن أخبره عنها حتى أعلم ما ستقول "



















زبير
















لقد كنت غاضبا من جود طوال الفترة الماضية وأعصابي متوترة ومشدودة لأنها لم
تخبرني بأمر عوف وأنا لا أعلم إن كانت ستوافق عليه أم لا ولم يهنأ لي بال حتى
قال لي صهيب أن عوف صرف نظره عن الموضوع ولكن لم يقنعني ذلك فكيف
يصرف نظره عنها وهوا مصر عليها لدرجة أنه تحدث معها خصيصا , وبعد إلحاح
وجهد كبير علمت منه أنه تحدث معها ووعدها أن لا يعلم أحد بذلك فكم أسعدني وأراحني
ما علمت , وأخيرا ابتعد عوف عن ألماستي نهائيا ولكن قد يأتي غيره في أي وقت ومثلما
ترددت في شأن عوف سيحدث ذلك مع الآخر فكيف السبيل ليثني أستطيع شيئا
دخل حينها بحر وجلس مقابلا لي وفي عينيه نظرة حزن غريبة عن كل حزنه السابق
فقلت بقلق " ما بك يا بحر هل هناك شيء يحزنك "
قال " إنه والدي "
قلت بحيرة " والدك .... ما به "
قال بأسى " لقد تم القبض عليه هوا ورأس الأفعى ذاك وهم يحاولون إدخال المخدرات للبلاد
وحكموا عليه بالسجن سبع سنين "
يا إلهي ما هذه المصيبة ولكن مهلا مهلا هذا يعني أنه سيأخذ جود من هنا وسوف احرم من
رؤيتها كل يوم بل كل حين ولن أراها بعد الآن .... آه زبير يالك من تافه
قلت بهدوء " إنها مشكلة كبيرة حقا "
تنهد وقال " لعل حاله ينصلح بعد هذا "
قلت " إذا ما الذي يحزنك في الأمر "
قال بحزن " إنها جود "
قلت بصدمة " ما بها "
تنهد وقال " لن توافق على الزواج أبدا بعد اليوم أعرف مدى حساسيتها تجاه الأمر "

آه سحقا لتلك المصيبة المسماة وصية ولي ولحظي العاثر , قلت بهدوء يعاكس ما بداخلي
" سوف توافق عندما تجد الرجل المناسب الذي يستحقها ولا يعير لواقعها أي اهتمام "
ابتسم بسخرية وقال " من سيكون ذاك ومن سيتزوجها ولا يعيرها بوالدها , جود معها
حق فيما تفعل لقد بث مقتنعا برأيها "
قلت بحزم " سيحدث ذلك يوما تأكد يا بحر وسيتزوجها من يرى أنها أثمن
من أن ينظر لحقيقة والدها "
خرجت للخارج وجربت الاتصال بها ولم تجب لقد أصبحت هي غاضبة مني الآن لأنني
غضبت منها بدون سبب كما ترى وترفض الرد على اتصالاتي فأرسلت لها
( إن لم تجيبي على اتصالي الآن أقسم أن أذهب لشقيقك فورا وها قد أقسمت )



















جود





















لماذا الرجال أنانيون هكذا عندما يغضبون يحق لهم ذلك وبدون أي سبب وعندما يرضون
عنا فعلينا أن نرحب بهم وكأن شيئا لم يكن لن أجيب على اتصالاته مهما حدث
وصلتني منه رسالة صدمت لدى رؤيتي لها ثم تجاهلتها فمن أين يعرف شقيقي ليتكلم معه
بعد قليل وصلت أخرى وفيها ( أقسم أن أفعلها فلا تستهيني بكلامي )
شعرت بالجدية في كلامه فأجبت عليه في صمت فقال
" هل كنتي تحتاجين للتهديد لتجيبي عليا يا قاسية "
قلت ببكاء " هل أنا أصبحت القاسية الآن "
قال " لما البكاء حبيبتي هيا توقفي عن ذلك "
ولكن بكائي زاد أكثر فقال
" إن لم تتوقفي الآن كنت عندك و كنتي في حضني حالا "
ضحكت من بين دموعي وقلت " لم أعلم أنك سوبر مان قبلا "
ضحك وقال " بل لو كنت سلحفاة لوصلت فورا "
صدمت من كلماته التي لم أفهم منها شيئا يهدد بكلامه مع شقيقي ثم يقرب المسافة
بيننا هكذا هل علم من أكون يا ترى
قلت بحيرة " هل علمت من أكون قل الحقيقة "
قال " لو علمت لسرقتك وهربت بك أحبك يا ألماستي "
قلت بعتب " كاذب ولن أصدقك بعد الآن "
قال بصدمة " لماذا "
قلت بضيق " لماذا !!!! وتسأل لماذا يالك من متحجر "
قال بهدوء " اعذريني حبيبتي لقد رأيتك في منامي تتزوجين بغيري
ولم تخبريني فغضبت منك هذا ما حدث "
قلت بحدة " وهل تحاسبني بمنام لما كل هذا الظلم "
قال بحزم " أليس ذلك حقيقة , منامي لا يكذب يا بلسم "
تنهدت وقلت " ألم نتعاهد أن انتظرك فلما تكترث لتلك الأمور "
قال بحزن " بلسم لا تقتلينني يوما أرجوك "
قلت بخوف " لما تقول ذلك إنك تخيفني بهذا "
تنهد بأسى وقال " لو تزوجتي بغيري فسوف أموت من فوري "
ضحكت وقلت " كنت ستقتله ثم تقتلني والآن تموت أنت "
قال بضيق " بلسم كم مرة سأخبرك أن لا تسخري مني "
قلت بهدوء " حسننا لن أسخر منك , ولكن أخبرني كيف رأيت ذاك في المنام إنك مخيف "
ضحك وقال " احذري من مناماتي إنها تفشي بكل شيء "
قلت بابتسامة " مشكلة فلن أستطيع التسلي مع غيرك إذا "
قال بجدية " افعليها وستري ما سأفعله بك "
ضحكت وقلت " لن أفعلها أبدا اطمئن ولكن لا تغضب مني هكذا ثانيتا
لقد كدت تصيبني بالجنون "
تنهد وقال " وما حيلتي أنا , أقسم أنني أموت كل ليلة "
قلت بعد صمت " عليا الذهاب الآن فأنا مشغولة كثيرا "
قال " ما لديكم ليشغلك "
قلت " مناسبة سعيدة لأشخاص يهمني أمرهم كثيرا "
قال بحدة " ذكور أم إناث "
ضحكت وقلت " الاثنين معا "
قال بغضب " من هم هؤلاء "
قلت بهدوء " إنهم عائلتي الثانية وداعا الآن "
أغلقت الهاتف فدخل بحر جلس بجواري وقال بعد صمت وبهدوء حزين
" جود والدي في السجن "
نظرت له بصدمة وقلت " السجن "
قال " نعم والتهمة خطيرة وحكم عليه بسبع سنين "
نزلت دموعي رغما عني فقال " جود ما يبكيك في ذلك "
قلت بشهقة وبكاء " وهل سأفرح , كم تمنيت والدا أفخر به أمام الناس "
تنهد وقال بحزن " ذلك هوا قدرنا ولا مفر لنا منه , جود ستعودين لوالدتي ولمازن
ولدراستك أيضا ألا يسعدك ذلك "
نظرت له مطولا ثم قلت " دراستي "
ابتسم وقال " أجل دراستك فقد كنت أفكر في تسجيلك في الجامعة هنا ولكن عدم معرفتي بوقت
مكوثك هنا كان يجعلني أتردد في الأمر أما الآن فلن يمنعك شيء من إكمال دراستك هناك "
نظرت للأرض بحزن وقلت " لقد فات الأوان يا بحر أي دراسة سأدرسها بعد أن صرت ابنة
المجرم المسجون إنسا الأمر أرجوك "
قال بضيق " جود ما بك لا تكوني غبية هكذا وتضيعي مستقبلك "
وقفت وقلت " عليا مساعدة حور و خالتي من أجل الليلة معذرة منك يا بحر "

























ميس

























تأففت رنيم وقالت بتذمر " ميس توقفي عن العناد "
قلت بضيق " لما كل هذه الألوان سوف أبدوا وكأنني مهرج "
تنهدت وقالت بحدة " هذا ضروري يا ميس أنتي لستِ في أيرلندا الألوان الصاخبة
في الماكياج هي الموضة هنا "
قلت " يا لا عقولكم الصغيرة "
قالت ببرود " قولي ما شئتي فلن أغضب وأوقف عملي حتى ننتهي "
قلت بضيق " رنيم لما اخترتِ أنتي أن تزينينني ولم تتركي المتخصصة بذلك تأتي "
قالت بحدة " لأني أعرف جيدا ما ستطلبينه منها , هيا توقفي عن الحركة ودعينا ننتهي بسرعة "
قلت بضيق " هل فعلتي ذلك بنفسك أيضا عندما تزوجتي بغيث "
تنهدت وقالت " لا تذكريني بذلك أرجوك فلم تتكحل عيناي يومها إلا بالدموع "
قلت بحيرة " هل كنتي تكرهينه لهذا الحد "
قالت " نعم وأكثر مما تتصوري "
قلت بهدوء " والآن هل تحبينه "
قالت بابتسامة " نعم جدا "
قلت " وأنا لا أشعر أنني عروس أو أنه اليوم عقد قراني وكأنني في مسرحية "
قالت بحذر " ميس لما وافقتِ إن كنتي غير مقتنعة به "
لويت شفتاي وقلت " كنت سأتزوج برجل ما على أي حال فلن يختلف الأمر "
قالت بحيرة " تفكيرك غريب حقا يا ميس "
اتكأت على الكرسي وأغمضت عينيا لتتابع تجهيزي وقلت
" آخر ما كنت أتصوره أن أتزوج أحد أبناء هذه العائلة لقد كنت أكرههم كرها لو وزع
على البشرية أجمع لكفاهم ولكن هذا قدري "
قالت " ميس أنتي تضرين نفسك إن كنتي تكرهين صهيب "
فتحت عينيا وقلت " لم أعد أكرهه بعد الأشياء الكثيرة التي فعلها لأجلي ووالدتي
رغم أني كرهته دوننا عنهم جميعا لتهوره ولكني كما قلت لك سأتزوج ثورا ما يوما
فهذا خير من غيره "
ضحكت وقالت " سأخبره بهذا وسترين "
نظرت لها وقلت " يالك من حسودة تريدين إفساد ليلتي لأصبح مثلك "
تنهدت وقالت بحزن " كم تمنيت ليلة زفاف جميلة ومميزه كباقي الفتيات ولكن الأحلام
تبقى أحلاما أحمدي الله أنك تتزوجين شخصا يحبك "
قلت بهدوء " أنا آسفة يا رنيم لقد كنت أمزح "
ابتسمت وقالت " لا عليك يا ميس ولكن كل شيء تغير الآن , هيا توقفي عن الكلام
ودعينا ننهي هذا بسرعة "
أمضت وقتا طويلا وهي تلوي لي رأسي في كل اتجاه حتى كادت تكسر عنقي ليكون وضع
جلوسي مناسبا لها ولوضعها ونسيت أنني مخلوق بشري ولست دمية وبعد جهد كبير قالت
" جميل لقد انتهيت هيا قفي مقابلة لي "
وقفت وقابلتها فقالت بدهشة
" وآآآآو ميس كم أنتي مبهرة تصورتك ستكونين جميلة ولكن ليس لهذا الحد "
قلت بضيق " يالك من وقحة هل تعني أنني قبيحة "
قالت " بالعكس أنتي جميلة حقا ولكني لم أتوقع هذا تعالي وانظري لنفسك في المرآة "
قابلت المرآة وقلت بصدمة " هل هذه أنا "
ضحكت وقالت " رأيتِ أنه معي حق "
قلت بضيق " أبدوا مهرجا سقطت عليه الأمطار "
ضحكت وقالت " كاذبة بل رائعة والدليل سيكون على لسان صهيب "
نظرت لنفسي مطولا في المرآة كان الفستان زهري اللون وهوا لون صهيب المفضل وكأنه
هوا من سيرتديه وليس أنا وأصر أن تقوم مصممة مشهورة بتصميمه خصيصا وكأن الجميع
سيحضر ليراه الماكياج وتسريحة الشعر مع هذه الخصلات العريضة والبنية الغامقة التي
صبغتها رنيم في شعري الأشقر جعلت مظهره غريبا وجميلا وتسريحة الشعر كانت
عبارة عن لفات أمسكتها وجمعتها معا للأعلى لتنسدل على ظهري وكتفي الأيمن بحرية
نظرت لظهري في المرآة وقلت
" صهيب الأحمق ذاك هذا الفستان عاري من جميع الجهات "
ضحكت رنيم وقالت " عرف كيف يضعك في الأمر الواقع "
طرق أحدهم الباب ثم دخلت حور وأغلقت الباب بسرعة ثم شهقت وقالت
" ميس كم أنتي فاتنة تبدين كنجوم السينما "
ابتسمت وقلت " هل لفتاة بجمالك أن تقول هذا "
اقتربت وأمسكتني من يدي ولفت بي حول نفسي وقالت
" وفيما تنقصين جمالا عني "
ثم غمزت بعينها وقالت بهمس " صهيب في الخارج "
قلت بفزع " ماذا !!!! أغربي عن وجهي الآن وخذيه معك حالا "
ضحكت وقالت " لا أستطيع "
سمعنا طرقا على الباب فقلت بخوف " رنيم لا تتركيه يدخل أرجوك "
ابتسمت وقالت " لا أستطيع أيضا فهذا كان اتفاقنا منذ البداية "
ثم خرجت تتبعها حور وتركاني وحدي يا لهما من وقحتان لقد كانوا متفقين إذا , رأيت
مقبض الباب يفتح ببطء فكاد يغمى علي , صهيب المجنون هذا ما يريده بي الآن فكرت
أن أهرب للحمام ولكن لا يمكنني ذلك مع هذا الفستان فاختبأت خلف الستار في صمت
سمعت باب الغرفة يفتح وخطوات تقترب مني لقد كاد قلبي يتوقف وكأني مجرم سيتم
القبض عليه , بعدها دخلت أصابعه داخل الستار وأمسكته ببطء فخبأت وجهي بين
يداي سمعت الستار يفتح بقوة ثم شعرت بيديه يمسكان يداي ويبعدانهم عن وجهي ببطء
وأزاحهما بعيدا
كان رأسي في الأرض وقلبي لحظة ويتوقف من التوتر والخوف رفع وجهي بأصابعه نظر
لي مطولا ثم قبلني على شفتي قبلة صغيرة ثم أبعد يده ثم عاد وامسك ذقني قبلني ثانية ثم
ثالثة ورابعة فوضعت يدي على صدره ودفعته بعيدا وقلت
" صهيب توقف عن هذا "
قال بابتسامة " ليس بيدي فكلما قلت أنها الأخيرة رغبت بغيرها "
أخفضت رأسي خجلا فأمسك بيدي وأزالها عن صدره وشدني لحظنه وقال
" مبارك لنا ميس يالك من فاتنة ما كل هذا الجمال "
قلت بخجل " جيد أنك تذكرت أن تقول ذلك "
أبعدني عن حضنه وأمسك يدي وقبلها وقال
" ما أن رأيتك حتى نسيت نفسي فما عساي أفعل "
نظرت لملابسه وضحكت ضحكة خفيفة فوضع يده في وسطه وقال بحدة
" ما الذي يضحكك في ثيابي "
قلت بابتسامة " أين وجدت ربطة عنق ضخمة مثلك هكذا "
قال بضيق " ميس يالك من زوجة هل هذا ما تقولينه لي ليلة عقد قراننا "
قلت بضحكة " أنا لم أرك سابقا باللباس الرسمي وربطة العنق تبدوا مختلفا "
قال بحدة " وماذا أيضا "
قلت بخجل " ووسيما "
أمسك ذقني مجددا فقلت " صهيب أرجوك أنا أخجل من ذلك يكفي هذا "
رن عندها هاتفه تأفف وأخرجه من جيبه وفتح الخط قائلا
" ماذا تريد "
ثم قال بضيق " حسننا قادم يالك من مزعج "
قبلني بسرعة من جديد كي لا أعترض وخرج مسرعا ودخلت رنيم بعده مباشرة فقلت لها بغضب
" سأريك يا رنيم لن أنسى لك هذا أبدا "
ضحكت وقالت " علينا تعديل أحمر الشفاه مجددا "
أدرت ظهري لها في ضيق فاقتربت مني وقالت
" ميس لا تغضبي مني هوا من أراد ذلك إنه مغرم بك حقا يالك من محظوظة به "
ولكني لم أجب فقالت " حسننا هيا علينا النزول الآن "
قلت بغضب " لن أنزل انزلي لهم أنتي "
قالت بصدمة " ميس هل جننتي أم ماذا "
قلت بضيق " قلت لن أنزل يعني لن أنزل "
قالت بحدة " ستنزلين الآن أم أتصل بصهيب ليأتي لإنزالك حالا "

نزلت للأسفل كان المدعوين قليلون جدا ولا أحد غريب سوى والدة بحر وعائلة عم
حور أما أفراد العائلة الكريمة فلم يحظر منهم أحد طبعا غير علياء وصلت لهم فبارك
الجميع لي واحدا واحدا كنت غاضبة من رنيم ولم أقبل منها أي كلمة فقالت بضيق
" ميس هيا لا تغضبي مني هذا عوض أن تشكريني على اللحظات التي لا تنسى "
قلت هامسة بحدة " رنيم ابتعدي عني خيرا لي ولك ولابنك "
تبادل الجميع الأحاديث والفرح وكانت والدتي لا تتوقف عن مسح دموعها وهي تنظر
لي كل حين أعلم أنها مطمئنة البال الآن , توجهت ناحيتها جلست بجانبها وحضنتها بحب
وبقيت بجوارها طوال الحفل بعد ساعات خرجت خالتي ثم عادت وقالت
" صهيب سيدخل الآن "
ماذا يريد بي مجددا يا إلهي كم هوا موقف محرج حقا , بعد أن تحجبن جميعهن وغطين
وجوههن بسبب الزينة دخل صهيب وخالتي بجانبه وتنظر له بابتسامة وسعادة يبدوا لي
أن والدته ووالدتي الأكثر سعادة اليوم وقف أمامي أمسك وجهي وقبل جبيني ثم همس في أذني
" مبارك لنا حبيبتي يا لي من غبي هل كان عليا أن أوافقك على أن يكون عقد
قران فقط كيف سأنام الليلة "
ضربته بقبضة يدي وضحكنا كلينا اقتربت خالتي وقدمت له صندوق الحلي ليلبسني إياهم
لقد كان طقما رائعا وراقيا ألبسني إياه ثم ألبسني خاتم الزواج وأعطاني خاتمه لألبسه له
فنظرت للخاتم في يدي ثم له وابتسمت فضحك وقال
" أعلم فيما تفكري كيف وجدت خاتما ضخما مثلي هكذا "
رغبت أن ألطف الجو قليلا بدلا من جفافي التام فقلت بهمس
" بل رائعا مثلك "
نظر لي بصدمة ثم حضنني ضاحكا فضحكن جميعهن بصوت منخفض فقلت
" صهيب ابتعد هيا لقد فضحتنا "
همس في أذني قائلا " أقسم أنني لا أرى غيرك هنا "
ثم ابتعد عني وسلم على والدتي وباركت له وغادر فضحكن جميعهن
بصوت مرتفع فقلت بضيق
" ما المضحك أنتن "
قالت جود " ما الذي قلته له يا ميس كاد يهرب بك من هنا "
قلت بحدة " اخجلي من والدتك على الأقل يا وقحة "
قالت ابنة عم حور الصغرى " ياله من وسيم وطويل وعريض و..... "
ضربتها شقيقتها على رأسها وقالت " اصمتي يا سليطة اللسان "
ضحكنا جميعنا وانتهى الحفل المتعب على خير أخيرا , ولم يتوقف صيب تلك الليلة عن
الاتصال بي ولكني لم أجب عليه فأرسل يهددني أنه قادم لغرفتي فهربت منه ونمت مع
والدتي بحجة أني اشعر الليلة باحتياجي لقربها ولا تسألوا عن موقف صهيب حين علم بذلك

































الفصل الخامس والثلاثون

















































مرام







































هل تسمحوا لي أن آخذ حيزا صغيرا من حكايتكم , لقد تم دعوتنا اليوم لحضور عقد قران شقيق زبير وابنة
عمه كان قصرهم فخما جدا وضخما رغم عددهم القليل منزلنا من المنازل الراقية والفخمة ولكن هذا القصر
شيء خيالي حقا , وعائلتهم متواضعة ورائعة تعرفت على والدة زبير وزوجة شقيقه وابنة عمه ووالدة العروس
كلهم رائعون جدا وحتى زوجة والد بحر سارق قلب ابنة عمي كانت بسيطة ورقيقة كابنتها وحتى شقيقي أحمد
وجد له طفلان جميلان ليلعبان معه
همست لحور " أين والدة هذان الطفلان "
قالت " إنهما شقيقا صديق زبير ولا عائلة لهما غير شقيقهم "
قلت بحزن " يا لهما من مسكينان كم هما رائعان "
ضحكت وقالت " كل الأطفال بالنسبة لك رائعون "
قلت بابتسامة " ومن لا يحب الأطفال فهم زهور هذه الحياة كم كنت أتمنى أن أمي لم تتوقف عند
شقيقي أحمد وأنجبت المزيد منهم "
ضحكت وقالت " وهل ستمضين عمرك كله تربي وهي تنجب ألن تنجبي أطفالا لنفسك "
تنهدت وقلت " لن تصدقيني لو أخبرتك أني لم أعتبر أحمد يوما شقيقي كنت أراه ابني "
ثم نظرت لميس وقلت بابتسامة " كم تبدوا هذه العروس جميلة وملامحها غربية كثيرا وطفولية وكأننا
في حفل مدرسي "
ضحكت وقالت " لو تسمعك ستغضب منك أي مدرسة وأي حفل "
قلت " لم أقصد ذلك ولكنها حقا كالطفلة تبدوا لي صغيرة جدا "
قالت " إنها في السابعة عشرة "
نظرت لها بصدمة وقلت " إنها صغيرة ولم تنهي دراستها الثانوية بعد "
قالت بحزن " وما فعلنا نحن بالدراسة غير أنها حطمت أحلامنا "
لذت بالصمت فمعها حق لولا الدراسة لكانت زوجة لبحر منذ سنين ولكن هذا قدرنا ولا مهرب لنا منه
" مرام هل نخرج للحديقة "
قلت بضيق " أحمد هذا ليس منزلنا فلا تتسبب لنا بالمشكلات "
قالت الفتاة الصغيرة بابتسامة ومرح " هيا نخرج ... هيا نخرج "
كم هي فاتنة هذه الصغيرة قال أحمد " لن نبتعد أبدا أعدك "
وقفت وقلت " سوف أخرج معكم فأنا أعرفك جيدا "
خرجت بهم للحديقة الجانبية مبتعدة قدر الإمكان عن أبواب القصر كانت جميلة ومرتبة وخالية أيضا من
العاملين وهذا ما زاد جمال أجوائها كنت الحق بهم في كل مكان وأرجعهم كي لا يبتعدوا الأطفال مليئين
بالنشاط كالنحل لا يتوقفون أبدا , ركضت الطفلة ناحيتي وأمسكت ساقي وقالت " احمليني "
حملتها بين ذراعي فقالت بابتسامة " أريد تلك الزهرة "
قلت بحب " حبيبتي الجميلة هذه ليست لنا ولا يحق لنا قطفها "
نظرت لي قليلا ثم قالت " هل لديك أم "
قلت بحيرة " نعم "
قالت بحزن " أنا ليس لدي "
شددتها في حضني ونزلت من عينيا الدموع وقلت " ماذا لو كنت أمك "
قالت " هل ستأخذينني معك "
صدمت من سؤالها ولم أملك جوابا عنه
" أمجد ملاك هل أنتما هنا وأنا ابحث عنكما "
ركض الطفلان باتجاه الشاب وهما يضحكان فنظرت للأرض وقلت
" أنا آسفة لقد طلبوا الخروج للحديقة وأصروا على ذلك "
حمل الطفلة وقال " لا بأس يا آنسة لا داعي للاعتذار وآسف لما سبباه لك من إزعاج "
قلت " لا أبدا إنما لطيفان جدا "
ثم أمسكت أحمد من يده وأعدته للقصر



























رنيم



















لقد كان الأسبوع الماضي قبل زواج صهيب من أجمل أسابيع حياتي هنا كانت مفاجئات غيث فيه لا تنتهي
وعوضني عن کل ما فات وکل جفافه الدائم رغم حسن معاملته لي ولكن في ذاك الأسبوع كان شخصا آخر
لا أعرفه ولم أعرفه قبلا , حتى أنه أصر علي خروجنا مرارا ولكني كنت متعبة ورفضت لقد أصبح غيث
شيئا مهما في حياتي ولا يمكنني الاستغناء عنه ولا التفكير في أن يكون بعيدا عني أو لغيري يوما وکم أخشى
من عواقب هذه المشاعر ولكنه يحبني أيضا وحتى شكوكه أصبحت الحظ أنها في النقصان
سيقوم بنزع الجبيرة هذا الأسبوع ويعود كما كان , يحزنني حقا أن يرجع لأعماله التي لا تنتهي فكم
كان قربنا من بعض طوال تلك المدة رائعا ومفرحا لي واعتدت على وجوده بقربي طيلة النهار حتى أنني
كنت أطعمه بيدي
فتح الباب ودخل مبتسما وقال " ما بها حبيبتي اليوم لم تغادر السرير "
قلت بابتسامة " أشعر ببعض التعب "
جلس بجانبي قبل يدي وقال " هل آخذك للطبيبة أو نجلبها هنا "
قلت " لا يحتاج الأمر سوف أکون بخير "
وضع يده في جيبه وقال مبتسما "هناك مفاجئه لأم شامخ في جيبي "
آه يبدوا أن ذاك الأسبوع الأسطوري سيتكرر ثانيتا قلت بلهفة
" وأم شامخ في الانتظار ‏‎"‎‏
ضحك وأخرج من جيبه هاتفا محمولا وقدمه لي كادت عينيا تخرجان من مكانهما من
الصدمة في صمت فضحك وقال " يبدوا أنها لم تعجبك "
قلت بدهشة " قل أنه حقيقة يا غيث وليست مزحة منك "
قال بضيق " رنيم ما بك هل أنا مجرم لهذا الحد "
حضنته بكلى ذراعيا وقلت بدموع " کم أحبك يا غيث أنت أروع ما في هذه الحياة "
ضحك وقال " هل كل هذا من أجل الهاتف "
ضربته بقبضة يدي على صدره وقلت " يالك من خالي من الرومانسية يا غيث فلم يكن هوا
سبب سعادتي بل أنك غيرت نظرتك لي أخيرا "
رن هاتف غيث فنظر له بحيرة وقال " إنه بحر "
أجاب على الاتصال ثم قال " بحر يريد رؤيتي الآن "
وقفت وقلت " إذا سأفتح له الباب وأذهب هل تريد شيئا "
قال بابتسامة " قبلة صغيرة فقط "
أقسم أن جنيا سكنه فتحت الباب لبحر وخرجت من جناحنا وصادفت ميس مستاءة فقلت
" ما بك ميس عابسة هكذا "
قالت بضيق " ذاك الوقح صهيب إنه يعاقبني سيرى ما سأفعل "
ضحكت وقلت " ما بكما هكذا كالأطفال ماذا حدث "
قالت بتذمر " لقد قبل خدي وعانقني مرغمة أمام والدتي أعلم لما لأنني هربت منه صباح الأمس وأغلقت هاتفي "
ثم تأففت وقالت " وقح إنها ليست المرة الأولى "
ضحكت وقلت " لا أصدق أنك تخجلين كل هذا القدر "
نظرت لي بصدمة وقالت " رنيم ما تعنيه بذلك "
قلت بجزع " لا لا ميس لا تفهمي الأمر خطأ أقصد أنك عشتي في مجتمع منفتح أكثر من مجتمعنا وأنتي فتاة
قوية رغم صغر سنك لذلك استغربت "
نظرت لي بنصف عين وقالت " آه الآن فهمت كدتي تفقدين حياتك على يدي لو لم تشرحي لي "
وقف صهيب خلفها ضاحكا بصمت ويؤشر لي بأنني خفت منها فنظرت له بضيق ثم قلت لها
" ميس ما رأيك بصهيب صراحة ولن أخبر أحد "
قالت وهي تضع إصبعها على فمها وتنظر للأعلى " أمممممم متهور وعنيد وجريء حد الوقاحة "
ثم رفعت يديها وشكلت أصابعها كمخالب نمر وقال " وشرس "
اقترب منها وأمسكها من خصرها بذراعيه رافعا لها للأعلى فصرخت بذعر
" لاااااااااااا رنيم يا مخادعة سأريك "
قال صهيب ضاحكا " هكذا تقولين عني إذا , هذا بدل أن تدافعي عن زوجك إن تحدث عنه أحد يالك من زوجة "
قالت بضيق وهي تضرب بقدميها ساقيه ويديه بقبضة يديها
" صهيب أتركني أنزلني الآن ماذا لو رآنا أحد إخوتك "
قال مغادرا وهوا يحملها " بل سالف بك القصر عقابا لك كي لا تعديها "
ياله من شاب وكأنه لا يوجد أحد غيرهما هنا وهي عكسه تماما يبدوا أنه يفعل ذلك لأغاظتها






























بحر

































بعدما مضى على زواج صهيب أسبوع وسجن والدي أكثر من عشرة أيام كان عليا التفكير جديا في إعادة جود
لمنزلها فما من داعي لوجودها هنا بعد اليوم ولا لوجودي الدائم من أجلها فيكفيني مرارة لقد فكرت جديا لأكثر
من مرة أن أترك كل شيء وأهاجر من البلاد علي أرتاح وترتاح حور وتعيش حياتها الجديدة وتقتنع بواقعها
ولكن إخوتي هم من يعيقون أي فكرة لي للفرار ولكن هذا ما سوف يحدث يوما بالتأكيد وبث أراه قريبا جدا
اتصلت بغيث لأستأذنه للدخول له وبعد وقت قصير فتحت رنيم لي الباب قلت بهدوء وعينيا للأرض
" مرحبا يا رنيم كيف حالك "
قالت بابتسامة " بخير هيا تفضل غيث في الداخل وأنا مغادرة حالا "
قلت " شكرا لك واعذريني لإزعاجي لكم "
قالت وهي تخرج من جناحهم " لا تعتذر يا بحر أنت على الرحب والسعة "
دخلت لعند غيث وقلت مبتسما " مرحبا "
قال بذات الابتسامة " مرحبا بالبحر كيف أنت "
ضحكت وقلت " عدت لمناداتي بالبحر لم تقلها منذ سنوات "
ضحك وقال " لأنك كنت تكرهها عند صغرك وكنت أقولها لإغاظتك "
جلست وقلت " سوف آخذ جود من هنا فما عاد لبقائها من داعي شكرا لك يا غيث فلن أنسى وقوفك
معي في هذه المحنة "
قال مبتسما " ولما تشكرني يا بحر ما الذي فعلته أنا "
قلت بهدوء " بلى فعلت الكثير أنا أعلم أنك ترفض وجود الخادمات هنا لأنك لا تريد نساء غريبات عن
العائلة لا أعلم السبب ولكنها الحقيقة وعلى الرغم من ذلك استقبلت شقيقتي بكل سرور ولم تمانع ولا تسأل
عن شيء غير الذي قلته لك لقد أسديت لي معروفا لن أنساه "
قال " إن كنت تود رد المعروف لي فأعدل عن التفكير الجنوني الذي تحدثت عنه سابقا "
ابتسمت بألم وقلت " سأكون مجنونا لو فعلت ما تقول ولكن لا تقلق فقد أطر لذلك يوما "
قال بعد صمت " بحر علينا أن نحكم العقل عن العواطف بعض الأحيان "
قلت بحزن " هذا لأنك لم تجرب الحب يوما على ما يبدوا لي ويبدوا أنك لم تحب رنيم بعد أو أنك لم
تكتشف ذلك حتى الآن "
ثم وقفت وقلت " سآخذها الآن من هنا بعد أن مضى على سجن والدي بضع أيام كي لا يشك أحد بالأمر
وأعتذر عن أي إزعاج قد تكون شقيقتي تسببت به "
خرجت وعبرت بجانب غرفة الجلوس بحثا عن والدتي فسمعت صوت حور وزبير يضحكان فعذلت
عن الفكرة وخرجت خارج القصر فورا يبدوا لي أنك لن تكوني لي يوما يا حور ولكني لن أكون إلا للموت
إما أنتي أو لا أحد وإما معك أو للنفي عن هذه البلاد




















حور






















سوف تغادر جود اليوم کم أحببت هذه الفتاة وکم عانيت من وجودها أمامي طوال الوقت كانت مقربة جدا
مني وها هي سترحل الآن وها هوا بحر سيعود لغيابه التام الذي لم يغير وجود جود منه إلا القليل ولست أعلم
إن كان ذلك سيريحني أم سيتعبني أکثر
يعز علي قلبي فراقك يا جود فكم أنتي رائعة حقا استغرب أن زبير لم يرشحها هي للزواج بصديقه , آه
ويحي لقد نسيت أن أفاتح مرام في الأمر جيد أن زبير لم يسألني حتى الآن اتصلت بها فأجابت علي الفور قائلة
" مرحبا حور "
قلت بهدوء " مرحبا مرام کيف حالك "
قالت " بخير کيف حال زبير وعائلته "
قلت " الجميع بخير شكرا لاهتمامك ، مرام لقد کلفني زبير أن أتحدث معك في أمر "
قالت باستغراب " معي !!! ولكن هل زوجك يعرفني "
قلت " يعرفك من خلالي "
قالت " لم أفهم "
قلت " دعينا من ذلك الآن ولنتحدث فيما هوا أهم لقد تحدث معي زبير منذ أسبوع في أن أسألك عن رأيك في
الزواج من صديقه المقرب هوا يبحث عن زوجة وزبير رشحك أنتي وطلب أن آخذ رأيك فهوا يعرفك من حديتي
معك دائما "
قالت بعد صمت " صديقه !! وأنا !! ويرشحني , أنا لا أفهم شيئا "
قلت بتذمر " مرام ما بك أصبحت غبية هكذا فجئه أتذكرين الطفلين اللذان رأيت هنا "
قالت بهدوء " في الحفل "
قلت " نعم إنه شقيقهما الذي يقوم برعايتهم وهوا يبحث عن زوجة تقبل بشقيقيه سألني زبير عنك فشجعته
لعلمي بحبك للأطفال هم يحتاجون لواحدة حنونة ومحبة مثلك "
لاذت بالصمت فقلت " مرام ماذا قلتي "
قالت بحيرة " لا أعلم لقد فاجأتني وأنتي تعلمين أن والدي لم يرفض أو يوافق على أحدا حتى الآن "
قلت " سأقول أنك موافقة ويتحدث مع عمي مباشرة الطفلان يحتاجانك يا مرام وشقيقهم کذلك ولقد مدحه زبير
أمامي مرارا "
ضحكت وقالت " أراك فكرت وقررت عني يا حور"
ضحكت وقلت " هذا لأني أعلم أنه لا شخص معين تنتظرينه ثم عمي سيزوجك قريبا علي أية حال "
قالت بهدوء " أنا حقا لا أعلم ما أقول ‏‎"‎‏
قلت " الأمر محسوم يا مرام "
ضحكت وقالت " أمري لله ما عساي أقول "
















زبير














لو أن بحر الصامت ذاك يريحني ويقول إن كان سيأخذ جود من هنا أم لا ولكن هذا ما سيحدث
بالتأكيد ستذهب ألماستي الحبيبة عني ولن يكون بإمكاني رؤيتها متى أردت رن هاتفي فرفعته وأجبت
من فوري " مرحبا يا قاطع حبال الأفكار أقسم أنك تقرب لوالدتي "
ضحك وقال " بل أنا من يقسم علي أنك لا تتوقف عن التفكير فيما لا أعلم وتخفيه عني "
تنهدت وقلت " أترك ما في القلب في القلب وقل ما الذي جعلك تتصل بي في هذا الوقت المتأخر "
قال " لقد فارق النوم عيني يا صديقي "
قلت " يبدوا أن لديك شيء جديد "
قال " وجدت ضالتي يا زبير "
قلت باستغراب " وهل أضعت شيئا من قبل "
تأفف وقال " زبير عن الزوجة أتحدث ما بك يا رجل "
ضحكت وقلت " وأخيرا أين وجدتها "
قال مباشرة " في قصركم "
قلت بحيرة " قصرنا !!! متى "
قال " في الحديقة يوم عقد قران صهيب إنها جميلة بل فاتنة ورقيقة وساحرة وتحب الأطفال كما أريد "
قلت " مهلك مهلك قليلا من تكون هذه "
قال " لا أعلم هذا ما أريد معرفته منك , لقدر رأيتها تركض خلف الأطفال وتهتم لبقائهم بقربها وتتحدث
معهم برحابة صدر وحب وبكت من كلمات شقيقتي البسيطة جدا ومنذ ذاك اليوم لم أتوقف عن التفكير
فيها أريدها يا زبير هي وليس سواها "
قلت بضيق " جبير قد تكون زوجتي أو أحدى زوجات إخوتي أو شقيقة بحر ولن تحلم بإحداهن فهمت "
قال بحزن " لا تقلها يا زبير أرجوك "
قلت بنفاذ صبر " صفها لي أو ما كانت ترتدي "
قال " لا أذكر غير أنها جميلة جدا ولون عيناها سمائي فاتح "
يبدوا أنها حور قلت " هل توجد نقرة عند ذقنها "
قال بعد تفكير " لا "
قلت " هي ليست من عائلتنا إذا "
قال بارتياح " الحمد لله كدت تصيبني بالجنون يا رجل , من تكون يا ترى "
قلت بعد وقت " لم يتبقى أحد سوى بنات عم زوجتي لقد تحدث معها للتحدث مع الكبرى عن
رأيها في الزواج بك قبل إخبارك "
قال مباشرة " وماذا قالت "
ضحكت وقلت " يبدوا أن الأمر أخطر مما أتصور يا صديقي "
تنهد وقال " أرح قلبي يا زبير فأنا لم أتوقف عن التفكير فيها منذ أسبوع "
قلت " لو كانت هي ولا أحد غيرها بالتأكيد فحربك ستكون شديدة فقد أخبرتني زوجتي أن خطابها
كثيرين ووالدها يرفض بسبب الدراسة وهي لم تنهها إلا من أشهر قليلة "
قال مباشرة " ولما أنت صديقي تكلم معه فأنت صهرهم "
ضحكت وقلت " مهلك يا جبير لنعرف رأيها أولا ثم سأكون معك حين تذهب بكل تأكيد "
قال " أوقظ زوجتك واسألها ما قالت لها "
قلت بابتسامة " صبرك حتى الصباح هيا وداعا "
قال بتذمر " أمري لله وداعا "
وعند الصباح الباكر اتصل جبير كما توقعت يبدوا أنه لم ينم البارحة فأجبت ضاحكا
" بالله عليك هل نمت البارحة "
قال بهدوء " أقسم أنه لم يغمض لي جفن ها ما الذي حدث "
ضحكت وقلت " أصبر حتى نلتقي "
صرخ غاضبا " زبير أقسم إن لم تتحدث كنت عندك الآن "
ضحكت كثيرا ثم قلت " لقد وافقت أيها العاشق المتيم "
تنهد براحة ثم قال " لقد أرحتني يا زبير كم خشيت أن ترفضني سنذهب لوالدها اليوم "
تنهدت بحزن وقلت " ليس اليوم فلدي وداع مؤلم عليا حضوره "
قال بحيرة " وداع من !!!! "
قلت بهدوء " لا تكترث لكل ما أقول غدا سنكون في منزلهم حسننا "
قال " حسننا وداعا الآن "
أنهيت المكالمة وجربت الاتصال بجود كثيرا لأتحدث معها قبل خروجها ولكنها لم تجب هي منشغلة
بتوديعهم بالتأكيد لقد قتلتني حور اليوم عندما قالت أن جود ستغادر , آه عليا أن أنزل لرؤيتها للمرة
الأخيرة هنا , سحقا للوصايا ولمخترعيها
















جود















كان عليا اليوم مغادرة هذا القصر الذي عشت فيه لأشهر وتعرفت فيه على أشخاص ينذر وجودهم ومررت
هنا بأحداث كثيرة وغريبة بل وعشت معهم همومهم وحزنهم وسعادتهم وكأنهم عائلتي وها قد آن الأوان لأن
أعود لحضن والدتي لوطني الأصلي لضحكة أخي مازن ومرحه الدائم لغرفتي ومنزلي وليس لمشاكل والدي
التي لا تنتهي بالتأكيد , فلعله بهذا يتلقى درسا قاسيا يغيره ولعلنا نرتاح ويرتاح بحر من عنائه قليلا
ودعت الجميع بدموع وشهقات حضنت رنيم بحب وشكرتها على كل شيء
" شكرا لك يا رنيم وسامحيني على كل مضايقاتنا ومزاحنا الدائم معك "
قالت بدموع " وفقك الله يا جود لا تنسينا وقومي بزيارتنا دائما "
حضنت حور بدموع أكثر فهي كانت المقربة لي هنا فقد شعرت دائما بقربي لها بسبب حزنها وهدوئها وبعدها
عن الاحتكاك بالآخرين فهي كانت تحتاج من يجتاح عالمها ليكسر عزلتها الدائمة
" حور لو كانت لي شقيقة ما كنت أحببتها مثلك وداعا يا صديقتي "
قالت ببكاء " يعز عليا فراقك يا جود لقد اعتدت على وجودك معي لما الأشخاص الذين أحبهم يتركوني دائما "
قلت بدموع " تعالي لزيارتي يا حور أرجوك أطلبي من زوجك أن يأخذك لمنزلنا "
هزت رأسها بالموافقة دون كلام ثم حضنت ميس وقلت
" ميس أيتها الصغيرة العنيدة المشاكسة أتمنى لك حظا سعيدا حافظي على زوجك يا متهورة إنه شخص ينذر
وجوده وأكملي دراستك كي لا تندمي فيما بعد "
حضنت والدة بحر ووالدة ميس مودعة وقلت " سأكون على اتصال دائم بكم أتمنى لكم السعادة من قلبي , خالتي
اعتذري لأبنائك عن إزعاجي لهم جميعهم "
مسحت دموعها وقالت " وهل مثلك تزعج أحدا إنك كنسيم الهواء العليل لا يضر أحد "
وضعت يدي على جيبي وقلت " لقد نسيت هاتفي في المطبخ عليا أخذه عن إذنكم "
اقتربت من المطبخ وكنت اسمع رنينه المتواصل دخلت هناك فوجدت بحر ممسكا به نظر لي بحيرة بل
بصدمة وقال " من هذا يا جود "
وقفت مصدومة كالدمية لا ترمش ولا تتحرك يا إلهي لابد أنه ذاك الشاب ياله من موقف ومع من مع
بحر قال بحزم " تكلمي يا جود من هذا الذي يتصل بك ومسجل عندك باسم الـ..... "
" هذا الرقم يخصني أنا "
التفتت لمصدر الصوت فكان ................



برد المشاعر 14-01-15 03:59 AM

رد: أشباه الظلال
 





الجزء السادس والثلاثون



















جود













التفتنا لمصدر الصوت فكانت رنيم تقف عند الباب وتنظر لبحر بجدية فقال
" يخصك أنتي !!! إنه رقم رجل "
قالت " نعم أنا من يتحدث معه من هاتف جود فلا هاتف لدي كما تعلم "
قال بصدمة " ولكن ..... "
قاطعته قائلة " إنه رقم ابن خالتي يمكنك الاتصال به لتتأكد بنفسك "
وضع الهاتف على الطاولة وقال " هل غيث يعلم بهذا "
قالت " لا ... ولا تخبره أرجوك "
تنهد بضيق وقال " ولما تتحدثين معه بدون علمه وموافقته "
قالت " إنه أمر شخصي "
قال مغادرا " هيا يا جود ولا أريد رؤية هذا الرقم في هاتفك ثانيتا "
خرج من المطبخ وسمعته يتحدث مع أحد إخوته في الخارج ثم ابتعدا نظرت لرنيم وقلت
" لما فعلت ذلك يا رنيم "
ابتسمت وقالت " لا أريد أن تخسري شقيقك يا جود وها أنتي رأيت بنفسك أن الأمر لن يجلب لك إلا
المشكلات وأخشى أن لا تنتهي على هذا "
قلت بحزن " يبدوا لي معك حق شكرا يا رنيم لن أنسى لك هذا أبدا ولكن بحر سيضن بك سوءا "
ابتسمت وقالت " لا عليك سوف أتدبر الأمر بمعرفتي "
خرجت للخارج لنغادر فوجدت زبير يقف مع بحر فقلت بحياء
" أعتذر منك دوننا عن الجميع يا زبير وأتمنى أن لا يكون في قلبك أي شيء سيئ اتجاهي "
نظر لوجهي مطولا وكأنه يرسم ملامحي بمقلتيه ثم قال
" أبدا يا جود لا تفكري هذا التفكير الخاطئ وأنا من عليه الاعتذار منك عن كل ما بدر مني "
قلت بابتسامة " إذا متصافيان ولا أحد غاضب من الآخر "
قال بذات الابتسامة " متصافيان جدا , أتمنى لك التوفيق والسعادة الدائمة "
قلت وأنا أفتح باب السيارة " أحظر حور لزيارتي دائما أرجوك يا زبير "
نظر لي نظرة غريبة ثم لبحر ثم ابتسم وقال " سوف أفكر في الأمر "
استغربت من جملته وصراحة لم افهمها ركبت السيارة وغادرنا على بركة الله





















زبير













وقفت عند سيارة بحر كي أتأكد من أنني سوف أراها وما فاجئني هوا اعتذارها مني والكلمات التي قالتها لي
يالك من فتاة يا جود رغم كل شيء تعتذرين مني ثم ركبت وعينيا يتبعانها كمن أخذوا منه روحه بعدما نزعوها
من جسده انتزاعا ولا شيء بيدي سوى الصمت والتحديق ولم تفارقهم عيناي حتى توارت سيارتهم عن ناظري
تنهدت بحزن وما أن التفتت للخلف عائدا للقصر حتى سمعت صراخا من الداخل فركضت مسرعا ودخلت
فوجدت الجميع مجتمعين أمام باب جناح غيث وصراخه و رنيم خارج من هناك أمسكت يد أمي وقلت
" ماذا هناك يا أمي "
قالت بصياح " غيث يضرب رنيم في الداخل "
طرقت الباب بكل قوتي وصرخت به ليفتح ودون جدوى كان صراخه كالمجنون وبكائها ولا أفهم
مما يجري ويقولان شيئا نزل حينها صهيب راكضا وقال " ماذا بكم "
قلت بصراخ " أحضر إحدى مسدسينا بسرعة يا صهيب "
أمسكت بي أمي وقالت " ماذا ستفعل به "
قلت " لا تخافي لن أقتل أحدا "
ثم صرخت به " بسرعة يا صهيب علينا فتح الباب قبل أن يقتلها تعلم أنها حامل "
ركض كالبرق للأعلى وأحضر مسدسه فضربت قفل الباب ودخلت وهوا معي وأمسكنا غيث
وأبعدناه عنها قبل أن يقضي عليها ففك نفسه منا وخرج غاضبا دون كلام ودخلت حينها والدتي
وحور وميس وحتى والدتها فخرجت أنا وصهيب














سماح














يبدوا أن الفرح هنا لا يدوم فما أن تحسنت أحوال غيث وزوجته حتى عدنا من حيث بدأنا أنا لا أصدق أن
غيث يضرب امرأة كانت من تكون , دخلنا مسرعين فوجدناها ملقاة أرضا وغائبة عن الوعي تماما حاولنا
إيقاظها ولكن دون جدوى فصعقت وأنا أرى النزيف ينزل منها بشدة خرجت مسرعة وصرخت بهما
" إنها تنزف علينا أخذها للمستشفى قبل أن تموت هي وابنها "
جاءت سيارة الإسعاف في لحظات لأخذها وأصررت على الذهاب معها وركضت حور خلفي
قائلة " خالتي خدي معك حقيبة الطفل قد تحتاجونها "
آه يا لها من فكرة سديدة قلت مغادرة " شكرا لك يا حور جيد أنك تذكرتها "
وصلنا المستشفى وأدخلوها حجرة الولادة ومرت بنا الساعات ننتظر
" صهيب ألم يجب شقيقك بعد "
تنهد بضيق وقال " لا , وأغلق هاتفه أيضا "
قلت بحزن " يا رب سلمها يا رب "
قال " ماذا حدث يا أمي ألا تعلمي شيئا "
قلت بحيرة " لا لقد كانت أحوالهم على أحسن ما يرام مؤخرا لا أعلم ما حل بهما فجئه "
خرج حينها الطبيب فركضنا نحوه ثلاثتنا وقال زبير " ماذا حدث أيها الطبيب طمئنا عنهما "
قال بهدوء " لقد أجرينا لها عملية قيصرية لإنقاذ الطفل فهي في نهاية حملها "
قلت بخوف " وهل هما بخير "
قال " حمدا لله على سلامتهما إنه مولود ذكر وبصحة جيدة ولكن والدته نزفت كثيرا وتحتاج لنقل الدم "
قال صهيب " أنا جاهز "
قال زبير " وأنا كذلك "
قال الطبيب " ما هي فصيلتكما "
قال صيب " أي سالبة "
قال " جيد ضننت أننا لن نجد هذه الفصيلة بسهولة تعاليا معي "
وبعد قليل اتصلت حور فأجبت في الفور " نعم يا حور "
قالت بلهفة " ماذا حدث معكم "
قلت بسرور " حمدا لله لقد أجروا لها عملية وهي والمولود بخير "
قالت بدموع " حمدا لله على سلامتهما لقد خفنا عليها كثيرا , هل رأيتها "
قلت " لا ليس بعد فلم تستفق حتى الآن "
قالت " طمئنيني عنها حينما تستفيق , وداعا الآن "
وبعد ساعات استفاقت رنيم مسحت على شعرها وقلت
" حمدا لله على سلامتك يا ابنتي هل تشعرين بشيء "
قالت بتألم " ماذا حدث لي "
قلت بابتسامة " لقد اجروا لك عملية لإخراج الطفل حمدا لله على سلامتكما يا رنيم "
قالت " أين هوا ابني "
قلت " إنه في الحاضنة سيكملون بعض الإجراءات ويحضرونه لك "
نزلت من طرف عينيها دمعة عبرت طريقها فمسحتها ونزلت تلحقها الأخرى فأمسكت
بيدها وقلت " رنيم ما الذي حدث بينكما يا ابنتي "
قالت بعد صمت " لا شيء يا خالتي مجرد مشكلة بسيطة "
قلت بضيق " وأي مشكلة هذه التي تجعل غيث يضربك فلم يربي شامخ أبنائه على ضرب النساء أبدا "
قالت ببكاء " ابني يا خالتي أحضروه لي لا تدعوه يأخذه مني "
قلت وأنا أمسح على كتفها " لن يأخذه منك أحد يا رنيم ارتاحي الآن فأنتي لازلت متعبة "
سمعت طرقا على الباب فخرجت وكان صهيب فقال
" أمي عليك العودة للمنزل الآن وسوف أحضر ميس أو والدتها يجب أن ترتاحي "
قلت " سأبقى معها أنا لست متعبة "
قال بنفاذ صبر " أمي أرجوك لا تعاندي "
قلت بقلة حيلة " حسننا فعلينا إحضار بعض الثياب من أجلها كيف هوا الصغير "
ابتسم وقال " يشبه غيث كثيرا وبصحة جيدة لقد أنهينا الإجراءات وسيحضرونه لها حالا "
قلت " حمدا لله وهل جاء غيث "
قال " لا لم نره منذ الصباح لقد قمنا نحن بكل شيء لقد أتعبونا كثيرا معهم هيا يا أمي بسرعة "




















صهيب


















كان هذا اليوم مرهقا ومتعبا ومليء بالمفاجئات ولكن حمدا لله أن الطفل ووالدته بخير عليا الآن اخذ والدتي
للمنزل لترتاح وجلب ميس لتكون معها حتى نرى ما سنفعل إما نعلم والدتها أو نذهب لجلبها ولا أعلم ما ينوي
غيث فعله فقد خرج كالإعصار صباحا وها قد حل الليل ولم يرجع ولم يفتح هاتفه وزبير خرج للبحث عنه منذ
وقت ولم يجده
" صهيب ماذا بشأن البقية هل أخبرتهم "
قلت بهدوء " ما من داعي لذلك يا أمي فبحر غادر اليوم وسيسافر في الغد خارج البلاد وأديم كما تعلمين لا يمكنه
المجيء حتى نهاية الأسبوع فما من جدوى من أخبارهم مادامت رنيم والطفل بخير "
تنهدت وقالت " ولكن غيث مختفي منذ الصباح قد يكون به مكروه ما "
قلت " ذهب زبير للبحث عنه وسألحق به أنا أيضا , ولكن هل قالت لك رنيم شيئا عن سبب شجارهما "
قالت بحزن " قالت مشكلة بسيطة ولكن أي مشكلة تلك التي تجعله يضربها هكذا فلازالت أثار صفعاته لها
واضحة على وجهها والكدمات في جسمها "
قلت بضيق " لقد كادوا يفتحوا لنا تحقيقا لولا صديق لزبير طبيب هناك "
تنهدت وقالت " لا أعلم متى سنخرج من مصيبة ولا تلحقها أخرى "
وصلنا القصر ونزلت من السيارة مسرعا قبلها دخلت وكانت ميس ووالدتها وحور مجتمعات وينتظرن
فقفزت ميس راكضة نحوي وأمسكت بيدي وقالت " كيف هي الآن يا صهيب "
قلت متوجها للأعلى وممسكا يدها " إنها بخير لا تقلقوا ستذهبين معي للمستشفى الآن بدلا عن والدتي "
دخلت لغرفتي أمسكت وجهها وقبلتها وقلت " ميس هلا أخرجت لي ثيابا من غرفة الملابس عليا
الاستحمام سريعا "
قالت بابتسامة " بالتأكيد ولكن أيها تريد "
قلت وأنا آخذ المنشفة وادخل الحمام " لا يهم أي شيء تجدينه أمامك وجهزي ملابس لرنيم لنأخذها معنا "
غادرنا القصر وفي الطريق اتصل بي زبير وأخبرني أنه وجد غيث ولكنه رفض المجيء معه وأخبره أنه سيقوم
بتسجيل ابنه بنفسه وغادر , حمدا لله هذا غيث وجدناه وضننت أنها المشكلة الأخيرة لهذا اليوم حتى وردني اتصال
آخر فأجبت من فوري " نعم يا عصام هل من جديد "
قال بتردد " عمك جسار كما توقعت يا صهيب "
قلت بصدمة " ماذا !!! كيف ذلك "
قال " إنه متورط معهم والأخبار أكيدة "
قلت بحيرة " ولكن ما علاقته بهم وبتلك الأعمال "
قال بهدوء " إنها عصابة "
قلت بغيض " سحقا علمت أنه سيكون وراء ذلك "
قال " كيف ونحن لم نتأكد من مسئوليته عن ما حدث لعمك بعد "
قلت بجدية " سوف نتأكد وسيكون كما ظننا وسترى , حسننا وداعا "
نظرت لي ميس وقالت " ماذا هناك هل أحد إخوتك به مكروه "
قلت بضيق " ليس من أخوتي إنه عمي جسار "
قالت بصدمة " ما به "
قلت " سنتحدث فيما بعد حبيبتي دعيني أعلم كل شيء أولا "
قالت " هوا وراء كل شيء أليس كذلك "
قلت " لم أتأكد بعد ولكن وجدت الطريقة التي سوف أعلم بها وسيرى كان من يكون "
وصلت المستشفى دخلت ميس عند رنيم ووجدت زبير هناك فغادر زبير وبقيت أنا بالمقربة منهم
















غيث
لا أصدق أن رنيم تفعل بي هذا لقد وتقت بها لقد ....... لقد أحببتها حقا
لماذا يا رنيم لماذا كنتي مثلهن ما كان عليا الوثوق بك يوما ولا قبولك في حياتي لقد اثبتي لي صدق
نظريتي خائنات كلكن هكذا ولا تختلفن عن بعض لم ألقى في حياتي نموذجا مختلفا أبدا إلا الخيانة






الماضي







" ابتعدي عني ماذا تريدين , سوف أشتكيك لوالدتي سمعتي "
ابتسمت بسخرية وقالت " حسننا تعالى لترى والدتك "
تبعتها أخذتني لغرفة في الملحق الخارجي وقالت لي " انظر من هناك في الغرفة تعالى "
نظرت هي من فتحة الباب ثم قالت " انظر من هنا "
نظرت فكانت والدتي مع زوج هذه .... مع زوج الخادمة
نظرت لها بصدمة فابتسمت بسخرية فتحت الباب بسرعة وهي تحاول منعي نظرت لي
والدتي بصدمة وقالت " غيث ماذا .... "
قلت بصراخ " أمي ماذا تفعلان هنا "
وقفت وتوجهت ناحيتي ومدت يدها وقالت " غيث تعالى "
لكنني ركضت مسرعا للخارج فلحقت بي أمسكتني من يدي وقالت بحدة
" غيث انتظر قلت لك "
قلت بغضب وبكاء " ماذا كنتي تفعلي ماذا "
قالت " غيث هذا شيء عادي ماذا فهمت أنت "
قلت " إنه ليس زوجك "
قالت " هوا خادمنا "
قلت " الخادمة تضايقني لا أريدها اطرديها "
قالت " لا استطيع ولا تكترث لها لن تؤذيك "
قلت بغيض " لماذا لا تستطيعي وأين هوا زوجك أين ذهب "
قالت بحزن " لقد رحل ولن يعود "
قلت " أريد والدي لا أريدك "
قالت بغضب " بل ستبقى معي والدك لا يريدك سمعت "
قلت " كذب والدي كان يحبني دائما لم أره ينام مع امرأة غيرك ولا يتحدث في الهاتف مع غرباء مثلك
لماذا أنتي تفعلين ذلك ولما هوا لا ينام مع الخادمة "












الحــاضر











هه كم كنت مغفلا وطفلا ساذجا وكم كنتي خائنة وحتى حسام صديقي المقرب الذي لم أنساه يوما قتل نفسه
بسبب خيانة زوجته له لم أنسى يومها حين كان يبكي ويقول لي
( أحبها يا غيث كيف لي أن أنساها وكيف لي أن أغفر خيانتها لي ومع من مع صديقي )
وبالرغم من كل ذلك وثقت بك وأحببتك يا رنيم يا خائنة ومع من مع ابن خالتك استغفلتماني وضحكتي
عليا أنتي وهوا يا خائنان ولكن ابني لن تريه ولو طلت النجوم والسحاب ولن تربيه خائنة ليعيش طفولة
والده من جديد
ابقي هناك مع ابن خالتك واشبعي به وأنا وابني سنعيش بعيدا عنكم جميعا لا أريد منهم ثروة ولا شيء ولن
أضحي من أجل أحد بعد الآن هي مدة قصيرة انهي فيها كل شئون الشركات ليستلمها إخوتي ولن اربط نفسي
بك بعد اليوم
















أديم
















لم أذهب الإجازة الماضية لعائلتي بسبب ظرف حدث لصديقي لقد مر أسبوعان على ولادة رنيم وصار غيث
أبا ولم يزدني ذاك إلا شوقا لابنتي وزوجتي يبدوا أنني سوف أنتظر حتى آخر العمر ولن أراهم لقد بدأت افقد
الأمل حقا دخلت المنزل الخالي الذي لا يملأه إلا الغبار من كثرة فتح بابه ووجدت سيدة تقف بالداخل شبه مولية
ظهرها لي لم يكن يظهر عليها أنها حامل فليان الآن ستكون في نهاية الشهر السابع فتحت شفتاي لأسألها من تكون
فالتفتت قبل أن أفعل وكانت ............ ليان
ركضت ناحيتي فحضنتها بقوة ونزلت الدموع من عيناي الواحدة تتبع الأخرى لم أكن مصدقا أن ليان تقف أمامي
وبين ذراعاي الآن كنت أشدها لحظني بقوة وأبكي وهي تبكي بمرارة وعبرات متتابعة وتقول
" وسيم هذا أنت أمامي هنا لا أصدق ذلك أبدا "
كنت احضنها بقوة وأقبل رأسها وأمسح على ظهرها في صمت وصدمة يصعب معها الاستيعاب والتصديق تنهدت
تنهيدة طويلة مرة حارقة ومريحة ذات الوقت ثم تذكرت أن بطنها لم يكن كبيرا هل ماتت طفلتي يا ترى ولكن المهم
أن ليان عادت لي أخيرا , أبعدتها عني نظرت لجسمها فابتسمت وابتعت قليلا وعادت بقطعة قماش ملفوفة ومدتها
لي نظرت غير مصدق للوجه الصغير للغاية الذي كان يوجد في فتحة من تلك اللفافة نظرت لليان في دهشة فابتسمت
وقالت " ابنتك يا وسيم كما كنت تريد إنها فتاة "
أخذتها من يديها وحملتها بين ذراعي أنظر لها غير مصدق ثم غمرت وجهي في وجهها الصغير استنشقت رائحتها
الطفولية الجميلة وقبلتها على خدها وبين عينيها ونزلت دموعي تتساقط فوق وجهها وخرجت مني عبرة أسمعها للمرة
الأولى جلست على الكرسي وفتحت اللفافة عنها وأخرجت يدها الصغيرة الحجم وكأنها يد دمية كانت ناعمة وبيضاء
قبلتها مرة واثنتين وثلاثة وعشرة حتى تغيرت ملامح وجهها دليل الضيق وفتحت عيناها الجميلتان ببطء كانتا كعيني
ليان كبيرتان جدا وعسليتا اللون كعيناي شعرها كلون شعري تماما وتبدوا صغيرة للغاية وكأنها لم تكمل نموها بعد
نظرت لليان التي كانت تقف مكانها تنظر إلينا وتمسح دموعها مددت يدي لها فاقتربت وأمسكت بيدي وجلست
بجواري فطوقتها بها والأخرى تمسك ابنتي وحضنتهما لصدري كليهما وحمدت الله في قلبي كثيرا
بعد قليل وصلت رسالة عبر هاتفي فأخرجته وفتحتها فكانت من صديقي خيري وفيها
" هل وصلتك الأمانة "
ابتسمت بحب وأعدت الهاتف لجيبي نظرت لليان ومررت أصابعي في شعرها وقبلتها بعمق ثم حضنتها فقالت
بدموع " كم اشتقت لك يا وسيم وافتقدتك كثيرا وضننت أنني لن أراك أبدا وأني فقدتك كما فقدت كل شيء يالي
من حمقاء لو أني عدت إلى هنا لوجدتك في المنزل , لا تتركني ثانيتا أرجوك "
أعطيتها الصغيرة ودخلت الغرفة أحضرت الدفتر والقلم ومددتهما لها فضحكت من بين دموعها وقالت
" هل سأكتب لك ما حدث خلال كل هذه الأشهر "
ثم أخذت مني الدفتر والقلم وكتبت كلمات قليلة وناولتني إياه فكان مكتوب فيه
( أحبك يا وسيم أحبك وهذا كل شيء )
حضنتها مطولا ثم كتبت لها ( كيف أنجبتها الآن )
كتبت لي ( لقد مرضت كثيرا وأنجبتها في بداية الشهر السابع ونجت من الموت بأعجوبة )
كتبت ( هل صحتها جيدة هل هي بخير )
هزت رأسها بنعم دون كلام فكتبت ( كيف علمتي أنني هنا )
كتبت ( بعد ولادتي وبعد أن تعافيت توجهت للسجل المدني لتسجيل الطفلة فطلبوا مني عقد الزواج الموثق في
المحكمة حاولت معهم جاهدة وحكيت له قصتي فقال أعطني اسمك كاملا وعندما رآه اتصل من فوره بشخص
يعمل ضابطا في المخابرات فحضر وتحدث معي وقال لي أن أعود للمنزل عند هذا الوقت تحديدا وسوف
أجد الأوراق ولكنني وجدت ما هوا أهم وهوا أنت )
رميت الدفتر وحضنتها مجددا أذا هي أيضا لم تكن تعلم أنني هنا لقد لعبها خيري بشطارة كيف لم يخطر
في بالي أنها ستلجأ للسجل المدني لتسجيل الطفلة يا لا سعادتي بهما ويا له من يوم لا يضاهيه أي يوم , أخذت
الطفلة منها وحضنتها بقوة أستشعر وجودها أمسكت كتفي وقالت بابتسامة
" وسيم سوف تبكيها رفقا بها فهي لم تكمل نموها بعد "
دخلت الغرفة أخرجت جواز سفري وجوازها وأوراقنا ثم خرجت كتبت لها أن تبقى مكانها ذهبت وسجلت طفلتي
الحبيبة باسمي ( ميسم أديم شامخ آل يعقوب ) كاملا لا ينقصه أي حرف وكما أردته دائما , حجزت تذاكر لنا
فغدا إجازتي وعليا أن آخذها هناك وتعلم كل الحقيقة أعلم أنها مهمة صعبة للغاية ولكن لن أعيش معها على الكذب
بعد الآن اتصلت بصهيب وطلبت منه استقبالنا عند المساء في المطار وشرحت له أن لا يتحدث بشيء أمامها

عدت للمنزل وجدتها كما توقعت تحاول تنظيف الغبار أمسكت يديها قبلتهما ثم أجلستها وقضيت باقي اليوم وهما
في حضني غير مصدق لما حدث معي , خرجت لجلب الطعام وعدت من فوري وكأنني أخاف أن ارجع ولا أجدهما
وعند الثامنة مساء حملت حقيبة ابنتي على كتفي وحملتها وناولتها لها خرجت بهما وفتحت باب سيارتي فنظرت
لي بصدمة ثم للسيارة وقالت
" نركب هذه ولكن كيف تحصلت عليها ممن استعرتها "
ابتسمت وحثتها على الركوب وركبنا الطائرة كله في صمت وصدمة على وجه ليان من كل ما يجري ولكني لم
أتحدث معها في شيء وكنت ممسكا ابنتي طوال الرحلة وعيناي لا تفارقانها وكأنها حلم تحول فجئه لحقيقة























سماح





















" خالتي إنه لا يتوقف عن البكاء "
تنهدت وقلت " لا حل لدي يا ميس فعلت كل شيء وبلا فائدة "
قالت " لقد مر على ذهاب رنيم أكثر من أسبوع والطفل على حاله يبكي طوال الوقت "
آه لو أعرف فقط ما جرى بينهما فكلاهما لا يريد الكلام و رنيم جاء زوج خالتها وأخذها من المستشفى مباشرة
أنا حقا لا أفهم شيئا , ولما يحرم غيث الطفل من والدته لما كل هذه القسوة ترى ما حدث ليتحول غيث لقاسي معها
هكذا كالسابق , خرجت حور من المطبخ متجهة جهتنا وهي ترج رضاعة الحليب الخاصة بشامخ الصغير وقالت
" لقد غيرت نوع الحليب ثانيتا أحضره زبير للتو قد يتقبله "
قلت بقلة حيلة " هاتي لنجربه ناوليني الطفل يا ميس "
تحسس الحليب بلسانه ثم أمسك رأس المرضعة بشفتيه ورضع ببطء
قالت ميس بسرور " حمدا لله وأخيرا "
ضحكت وقلت " ميس يبدوا أنك كنتي متضايقة منه جدا "
دخل صهيب قائلا " كنت استغرب أنها لم ترمه خارجا "
قالت بضيق " ما تضنني متوحشة لهذه الدرجة "
اقترب مني قبل رأسي وقبل الطفل ثم جلس بجانب ميس قبلها على خدها فوكزته
بمرفقها في ضيق فضحك وقال " يا لي من محضوض بك يا ميس "
ميس تخجل كثيرا من جنون صهيب الذي لا يعرف الخجل رغم شراستها وحدتها إلا أنها تستحي منا كثيرا
قلت بهدوء " ميس تعبت معي كثيرا لقد أمضت البارحة كلها تحاول إسكاته "
همس لها شيئا في أذنها فنظرت له بصدمة ووقفت مغادرة في ضيق وهوا يضحك فقلت
" صهيب خف على زوجتك قليلا إنك تزودها أحياننا "
قال مبتسما " دعيني آخذ حقي منها فيما فات "
تنهدت وقلت " أخشى أن يتحول الأمر لمشاحنات ميس تخجل مني ومن والدتها كثيرا وأنت لا ضوابط
لديك أبدا "
قال بضيق " أمي إنها زوجتي ماذا في ذلك "
قلت " لست المتزوج الوحيد هنا لما غيث وزبير لا يفعلان ذلك "
قال بتذمر " وماذا في الأمر لما تعقدونها هكذا ما ذنبي إن كانا لا يحبان زوجاتهم "
هززت رأسي بيأس ونظرت لشامخ وقلت بسرور " ها قد نام أخيرا الحمد لله "
قال " هاتي دعيني أحمله "
قلت معترضة " لا هل تريد إيقاظه بعد أن نام بأعجوبة "
دخلت حور وقالت بسعادة " هل نام أخيرا ياله من مسكين لم ينم منذ يومين "
وقفت برفق وقلت " سوف آخذه لسريره وسنتناوب على مراقبته , آه لن أتخلص من تربية الأطفال أبدا "
ضحك صهيب وقال " أحمدي الله أنه معك مساعدات هذه المرة "
قلت مغادرة بابتسامة " أجل فلولاهن لتركت لكم القصر منذ أول يوم "
تلقى صهيب مكالمة غادرت وعدت فقال لي بابتسام " أمي لدي لك خبر يساوي الملايين "
قلت " ليس لدي شيء أعطيه لك "
ضحك وقال " أديم قادم اليوم مع زوجته وابنته "
قلت بفرح وأنا أركض ناحيته وأجلس وأمسك بيده " قل أنك لا تمزح قل قسما أنها حقيقة يا بني "
قال " أقسم أنه تحدث معي للتو لقد وجدهما يا أمي "
قلت بدموع وفرح غامر " حمدا لله ما أسعدني بهذا الخبر "
مد يده وقال " هيا هاتي مليونا واحدا فقط "
ضربته على يده وقلت " هذا الخبر لا تضاهيه النقود متى قال أنه قادم "
قال بابتسامة " عند المساء "
جلست وقلت ببكاء " أخيرا أقر الله عينه برؤيتهما وطمئن قلبي عليه وعليهما حمدا لك يا رب على كل
ما تعطي , سوف اتصل به "
قال معترضا " لا أمي لقد قال أنه لم يخبرها حقيقته بعد فعليكم أن تكونوا حذرين من الأمر حين مجيئها هنا "
مسحت دموعي وقلت بهدوء " حسننا ولكن أخبرني هل تحدثت مع غيث هل قال شيئا "
هز رأسه وقال " لم يترك لي مجالا حتى للحديث في الأمر أنا خائف مما قد يقدم عليه "
نظرت له بصدمة وقلت " هل تقصد أن ينفصل عن رنيم ويتركنا "
تنهد وقال " تحركات غيث في الأملاك لا تعجبني أخشى انه يفكر في ذلك "
شعرت بالأرض تتحرك بي فوضعت يدي على راسي وقلت " يا لا المصيبة "
قال " أمي ما بك إنه مجرد تخمين مني ولا شيء واضح حتى الآن "
مرت ميس فقلت لها منادية " هلا تفقدت شامخ يا ميس "
قالت بابتسامة " لا تخافي فصوته يشق الجدران ويصل إلينا بسهولة "
وغادرت ضاحكة فضحك صهيب وقال " لا اعلم كيف ستربي أبنائنا عليا جلب مربية منذ البداية "
ضحكت وقلت " تزوج عليها حينها "
نظر لي بصدمة ثم قال بصوت مرتفع " ميس تعالي واسمعي ما تقول زوجة عمك "
قلت بخوف " صهيب هل جننت لا توقع بيني وبينها يا محتال "
ضحك وقال " سأقول الحقيقة واعدك أن لا اكذب في شيء "
وقفت ميس بعيدا وقالت " هل ناديتني "
نظر لي بمكر وأنا أهدده بيدي ثم ضحك وقال " أديم وزوجته وابنته أيضا قادمون الليل "
اقتربت وقالت بسرور " حقا "
ثم احتضنتني وقالت " حمدا لله على سلامتهم يا خالتي "
قال صهيب بتذمر " أنا من نقل لك الخبر وليس أمي "
نظرت له بضيق وقالت " هل تعرف ما هوا اكبر أخطائي "
ضحك وقال " اعلم , انك وافقت على الزواج بي ... قديمة "
قالت بضيق " خالتي جدي لي حلا مع ابنك هذا "
قلت بابتسامة " ليس لدي حل يمسح الحب من القلوب "
قال بابتسامة " عاشت والدتي "
تركتنا ومضت فتبعها جهة المطبخ هذا الفتى سيجعلها تكرهه بالتأكيد , أتمنى من الله أن يوفقهما



















بحر




















" لقد قررت وانتهى يا صهيب هي مسألة وقت فقط "
قال بحدة " هل جننت يا بحر بما تهدي الآن "
تنهدت وقلت " لا خيار أمامي يجب أن تعيش حور حياتها كالبقية عليا أن أفكر بها أيضا وأتوقف عن التفكير
في نفسي فقط , انظر كيف أن حياة الجميع تسير للأفضل غيث أصبح أبا وأديم تزوج ولديه ابنة وأنت تزوجت
بمن أردت وحده زبير من يسير للخلف بينكم وانظر كم من الأشهر مضت وحور ليست لي ولا له سوف تنسى
وتتعايش مع واقعها يوما "
قال بهدوء " وأنت "
قلت بحزن " أنا حُرِمت عليا النساء بعدها سوف آخذ شقيقاي بعد أن أصبحا تحت وصايتي ووالدتهم أيضا وأسافر
وأعمل هناك وتنهي شقيقتي دراستها ويبتعدوا عن همز الناس لهم إنه الخيار الأفضل للجميع من أجلهم وليس من
أجلي فقط "
قال بأسى " ونحن يا بحر ووالدتك ألم تفكر بنا "
قلت بحزن " أنتم عائلة ستكونون سعداء معا ووالدتي لديها غيري أما أخوتي فليس لديهم غيري وليس لي غيرهم
بعد الآن "
قال بغيض " اقسم أنك جننت يا بحر جننت وستحطم قلبك وقلبها وقلوب الجميع "
قلت بألم " وماذا تريد مني أن أفعل أن أموت كل يوم وأقتلها معي وهي لن تكون لي أو أن أطلب من زبير أن يترك
عائلته وثروة والده من أجلي وأجلها أقسم لو كان الأمر بيدي لحاربت كل شيء لأحصل عليها فقد تعلمت درسا قاسيا
يجعلني أفكر مليا قبل ترك الأشياء التي بين يدي "
قال بضيق " وما الذي تفعله الآن أليس تخلي "
قلت بابتسامة سخرية " تخلي عن ماذا فهي ليست بين يدي الآن لأتخلى عنها لقد ضاعت للأبد لو كنت مكاني ما كنت
ستفعل يا صهيب أخبرني صراحة "
قال بحزن " لا أعلم ما أقول ولكني لا أريد أن نخسرك يا بحر لا أريد "
قلت بهدوء وأنا أنظر لعرض البحر " لا تخبر أحدا بما قلت لك فلم يعلم بما أفكر غيرك "
























الفصل السابع والثلاثون
















زبير




















كان عليا اليوم زيارة عم حور برفقة جبير لقد أجل الأمر كل هذا الوقت من أجلي ومن أجل ظروفي كم أصبح
عالمي كئيبا دون وجود جود ودون رؤيتي لها والقصر أصبح أشبه بالخراب دون ضحكاتها وصوتها وزد عليه
أنها تغلق هاتفها منذ غادرت القصر أكاد أجن ولا أعلم كيف أصل لها فلم تعد تحت نظري لكي أبعد كل من يقترب
منها وبحر شبه مختفي ولا أخبار لدي عنها
" ألم نصل بعد "
قلت بتذمر " أعطني شجرة عائلتك يا جبير في أقرب وقت "
ضحك وقال " لا تتعب نفسك فوالدتك لا تقرب لي "
تأففت وقلت " ها قد وصلنا أصمت الآن "
نزلنا وكان السيد راجي في استقبالنا فقال مرحبا " مرحبا زبير لم نعد نراك "
قلت بابتسامة " مشاغل الحياة وأنت تعرف الأعمال والسفر , أقدم لك صديقي جبير عسلاني "
مد يده له مصافحا وقال " هل أنت صاحب محلات العسلاني لقطع الغيار "
قال مبتسما " نعم تشرفت بمعرفتك سيد راجي "
قال بذات الابتسامة " ولي الشرف أيضا وقد نصبح شركاء عمل فمحلاتكم سمعتها كبيرة وطيبة بين الجميع
ونحن نحتاج لمثلها في شركتنا "
قلت ضاحكا " هذه ليست زيارة عمل فدعونا ندخل أولا "
قال راجي " لنجعلها اثنين في واحد هيا تفضلا "
دخلنا وجلس جبير وبدأ بالتوتر وهوا ينظر لي وكأنه ينتظر أن أتحدث ياله من مخادع هل أحضرني لأتحدث
أنا , ثم بعد صمت قال راجي " تفضل يا بني قال زبير أنك تريدني في أمر "
قال بتوتر " نعم , لقد جئت طالبا التقرب منك فأنا لا والد ولا إخوان لدي وزبير هوا صديقي المقرب وصهركم
فطلبت منه المجيء معي "
قال بهدوء " التقرب مني أنا ولكن في من "
قال " في ابنتك الكبرى لقد سمعت عنها طيبا ولدي شقيقان صغيران أنا من يقوم برعايتهم حاليا وأريدها زوجة
لي إن وافقت على أن يكونوا معها وتحت رعايتها "
قال بحيرة " شقيقاك طفلان "
قال " نعم هما شقيقاي من والدي أصغرهما ملاك في الثالثة وأمجد في الخامسة "
لاذ بالصمت فقال جبير " خد وقتك في التفكير وسأكون من يدك هذه لتلك وكل ما تشترطونه أوافق عليه
فيما عدا أمر شقيقاي "
قال بهدوء " بارك الله فيك يا جبير وفي من رباك لكن ابنتي خطبها حتى الآن ثلاثة خلال هذا الشهر ولم أعطي
الرد لأي منهم وأنا سأترك الخيار لها فلا شيء يعيبك ويعيبهم ومن اختارته هي وافقت أنا عليه فلا تلمني في
ذلك مهما كان قرارها "
قال " وأنا في انتظار ما تقرر ولن يغير رأيها شيئا فيما تحدثنا عنه "
وقف جبير ووقفت بعده فقال راجي " مهلكما فلم تشربا شيئا "
قال بابتسامة " في المرة القادمة "
ضحكت وقلت " قهوة الموافقة من العروس "
ثم غادرت و جبير وأوجع رأسي طوال الطريق وهوا يصر على أن تتحدث حور معها كي توافق , بعد أن
أوصلته لمنزله فسيارته هناك توجهت لمكتب الشركة واتصلت بجود وكان هاتفها للمصادفة مفتوحا ولكنها لم
تجب حاولت مرارا ودون جدوى فأرسلت لها
( لا تجعليني أجن وأفعل ما لا يحمد عقباه )
بعد وقت أجابت فقلت بغضب " ما معنى الذي تفعلينه معي الآن "
قالت بهدوء " لقد وجد أخي رقمك يتصل بي وكدت اخسره للأبد "
قلت بصدمة " متى "
قالت " لا يهم متى ولكنه وجده ولولا أن أحدهم عرض نفسه ساعتها للخطر لأجلي لكبرت المسألة "
قلت " حسننا والحل "
قالت بحزن " عندما تنتهي ظروفك فأوفي لي بعهدك وأنا سأكون عند وعدي وانتظرك فأعذرني عن مواصلة
المشوار أحبك أكثر من نفسي ولكن حتى هنا يكفي "
قلت بصدمة " ماذا تعني بذلك "
قالت ببكاء " الأمر ليس بيدي أعذرني "
قلت بغضب " كيف تتخلي عني الآن كيف "
قالت والعبرة تخنقها " أنا لا أتخلى عنك أخبرتك أني سأكون عند وعدي "
قلت بأسى " وتحرميني منك ومن الحديث معك لماذا "
قالت " أنا أخطئ بما أفعل وأدمر علاقتي بالأقربين لو كنت بدل شقيقي ما كنت ستفعل ولو كنت شقيقتك كيف
كانت ستكون ردة فعلك حين تعلم "
صرخت بغضب " الآن تقوليها يا جـ.... الآن الآن بعد كل هذا الوقت "
قالت ببكاء " لا تضع اللوم علي فأنت من تحدث معي إن كنت ستتخلى عن وعدك لي فأخبرني "
قلت بهدوء ممزوج بالضيق
" يبدو أنه لا يمكننا التحدث الآن فكري مليا فيما تقولين وهدئي من روعك وسنتحدث لاحقا حسننا وداعا "
وأغلقت الخط على صوت شهقاتها , ما الذي تهدي به يا جود ما هذا الهراء الذي تقولينه كيف تتركينني حتى
تنتهي ظروفي بل ومتى ستنتهي ولكن معها حق يا زبير أنت نفسك لا تعلم متى ستنتهي مأساتك آه منك يا جود
فقد زدتني فوق همومي هموم وها قد عادت لغلق هاتفها من جديد
رن هاتفي فكان المتصل عم حور استغربت أن يتصل بي وأنا كنت معه منذ قليل هل وافقت ابنته يا ترى أجبت
فجاء صوته هادئا " أعذرني يا زبير ولكن ثمة أمر مهم عليا التحدث معك فيه "
قلت بتوجس " لا عليك خد راحتك "
قال " أخاف أن تغضب مني حور لأنني خيرت ابنتي وفرضت عليها هي الزواج بك "
قلت بعد صمت " ولكن حور تعلم أن الأمر خارج عن إرادتك "
قال بجدية " تحدث معها يا زبير لا أريد أن تأخذ على خاطرها مني فلو كان الأمر بيدي ما أجبرتها "
قلت بهدوء " حسننا سأتحدث معها هل تأمرني بشيء آخر "
قال " شكرا لك يا زبير لا شيء غيره وداعا "
لقد ظلمناك يا حور ظلمك الجميع من والدك لوالدي لعمك لي أنا , أنا الذي لازلت أكمل مأساتك ومأساتي ولكن
ما بيدي حيلة فرسالة والدي لي لازالت تعيق أي فكرة تخطر ببالي , أريد ترك كل شيء الثروة وحور والفوز
بمن أحببت لأرتاح وترتاح هي ويرتاح شقيقي ولكن كيف أخيب ظن والدي بي , أنا من لم ارفض له طلبا أبدا
وهوا على قيد الحياة فكيف بعد موته وكلماته المكتوبة لازالت نصب عيني
( لا تترك شرط الوصية حتى اقتسام الميراث يا زبير أنا أعتمد عليك )
آه منك يا والدي ومن وصيتك فليست حور الخاسر الوحيد فبحر وأنا أيضا معها



























صهيب











ياله من هم حملني به بحر اليوم , أنا أعرف شقيقي جيدا لا يفكر في أمر إن كان غير مقتنع به وغيث أنا متأكد
من انه ينوي على ذات الشيء فهل سأخسر إخوتي واحدا تلو الآخر يا ترى
" صهيب هلــ ..... "
بترت كلماتها ثم قالت بصدمة " صهيب ما بك تبدوا حزينا جدا "
تنهدت وخفضت بصري للأسفل وقلت " لا شيء حبيبتي "
اقتربت مني جلست بجواري وأمسكت يدي وقالت " لا ليس لا شيء ماذا هناك "
قلت بحزن " إنهم أشقائي يا ميس بث أخشى بل أرى فقدنا لهم واحدا واحدا سيكون قريبا "
ثم نزلت من عيني دمعة وكأنها تريد رواية ما كنت أكبته منذ أيام مرة حارقة لا اعلم كيف سقطت مني
, دمعة لم أرها يوما تسقط من عينيا , ضمتني ميس بذراعيها واتكأت برأسها على كتفي وقالت
" صهيب لا تبتئس ولا تحزن , من أجلي أرجوك "
قلت " رغما عني كيف لي أن لا أحزن "
قالت بحزن " وكيف علمت بذلك هل هم من أخبروك "
قلت بأسى " لا يحتاج الأمر أن يخبروني إنه واضح تماما "
لازال هناك أديم فقد لا تقبل زوجته عيش عالمه هذا ويتركنا من أجلها ومن أجل ابنته أخشى أن لا يبقى غيري
في النهاية , تنهدت وقلت " أخشى أن أفقدك أنت أيضا ذات يوم يا ميس "
قالت بدموع " لا تقل ذلك أرجوك نحن لن نفترق أبدا "
طوقتها بذراعي وقبلت رأسها وقلت " أتمنى أن لا يحدث كل ما أتوقعه "
جلست مقابلة لي فمسحت دموعها بأصابعي وقلت " لا أريد رؤية هذه مرة أخرى حسننا "
ابتسمت بحزن وقالت " وأنا لا أريد أن أراك حزينا أبدا "
حضنتها وقلت " ما رأيك لو تزوجنا الآن لتبددي بعض حزني "
ضحكت وغمرت وجهها في صدري أكثر وقالت " يالك من محتال "
ثم ابتعدت عن حضني وقالت " ماذا عن عمك جسار لم تحكي لي ما حدث "
تنهدت وقلت بضيق " إنه متورط في تجارة مشبوهة وأفكر في تهديده بذلك "
قالت بصدمة " تجارة مشبوهة "
قلت " نعم ومتورط فيها حتى القاع وله صلة بالرجل الذي دبر تهمة والدك هناك "
قالت بغيض " إذا كما توقعت هوا من وراء ذلك "
ثم نظرت لعيناي وقالت " لكن قد تعرض نفسك للخطر بذلك أنا أتنازل عن شرطي "
ضحكت وأمسكت وجهها بكلى يدي وقلت " هل تخافين علي يا ميس "
قالت ودموعها عادت للنزول " أحمق لا أخاف عليك طبعا "
قبلتها على شفتيها وقلت " يالك من كاذبة , تم ألم أقل أني لا أريد رؤية دموعك "
هزت رأسها بالنفي ولم تتكلم فقلت بحزم
" ميس أنا لن أتخلى عن حقكم وبراءة عمي نبيل ولو كلفني ذلك حياتي "
ارتمت في حضني وقالت " وما نريد بكل ذلك لو فقدت حياتك "
مسحت على رأسها وقلت " وما أريد بحياتي وعمي يموت مجرما وهوا بريء وحقكم يضيع وأنتم أحياء "
طرق حينها أحدهم باب الغرفة ابتعت ميس عن حضني ودخلت أمي وقالت بعد صمت وهي تتأملنا
" ما بك تبكي يا ميس هل تشاجرتما "
نزلت دموع ميس من جديد في صمت فقلت بابتسامة
" لا شيء يا أمي فقط زوجتي تريد إفراغ خزاناتها الممتلئة منذ سنين "
قالت ميس بابتسامة " أحمق "
ضحكت وقلت " ما أجملها من شفتيك "
ثم حضنتها فابتعدت عني وهربت خارجا في خجل فضحكت وقلت
" أعرف كيف أتخلص منها في وجودكم "
قالت أمي بضيق " صهيب توقف إن إحراجها أمامنا لما تتعمد فعل ذلك "
قلت " أحبها أمي ما عساي أفعل "
قالت " أحبها برفق بني , ألم يخبرك أديم متى سيصل يبدوا لي تأخر "
نظرت للساعة في يدي وقلت " بعد قليل عليا الذهاب لاستقبالهم الآن أمي لا تنسي ما أوصيتكم به لا تتحدثوا
أمامها بشيء "
قالت " نعم أعلم وكن مطمئننا "





















ليان




















ظننت أنني نسيت السعادة وأن السعادة نسيت أن لي وجود حتى اليوم حين ذهبت للمنزل الذي ظننت طويلا
أنه ضاع كما وسيم وصدمت حين اخبرني ضابط المخابرات ذاك أن المنزل ما يزال مفتوحا منذ غادرته
واقترح عليا أن آتي لأبحث فيه عن أوراقي دخلت ووضعت ابنتي في أنظف مكان فيه فقد كان مليء بالغبار
ويبدوا لي أن بابه لم يغلق كما قال
كان ثمة أكياس للطعام استغربت وجودها وخفت أن يكون احدهم يعيش هنا هممت بالخروج عندما سمعت
خطوات ورائي التفتت فكان وسيم أمامي كالحلم بل كالمعجزة فلم تسعني الدنيا من فرحتي وركضت مرتمية
في الحضن الذي كان ملاذي لأشهر طويلة والذي فقدته لأشهر أيضا ولم اشعر بالأمان إلا وأنا أغوص فيه الآن
قضيت اليوم غير مصدقة لما أنا فيه يوم كأيامنا الجميلة تلك مع فارق بسيط وهوا وجود ابنتي الحبيبة معنا
الطفلة التي طالما تمناها وسيم وانتظرها كثيرا ثم عند أول المساء خرجنا من المنزل وركبنا سيارة لا أعلم من
أين لوسيم بمثل هذه السيارة الفاخرة جدا فراتبه كله ما كان يكفي لاستئجارها
والأغرب من ذلك أنه أخذني للمطار وركبنا الطائرة أيضا وهوا لم يقل شيئا لا أين سنذهب ولا لما ولا شيء
كانت الرحلة قصيرة لم يفارق خلالها ابنته وعيناه لم تتحول عنها وها قد نزلنا مطار دولتنا ذاتها كما يبدوا
من الأعلام واللافتات لذلك كانت الرحلة قصيرة كنا في المطار حين توجه ناحيتنا شاب تشابه ملامحه
لوسيم بعض الشيء وثياب لا تقل عنه أناقة بل قد تكون أرقى توجه وسيم ناحيته صافحه بحرارة ثم تعانقا
من يكون يا ترى هل هوا شقيقه ولكن لم يكن له أشقاء وما يدريني وهوا رفض الحديث عن عائلته قد يكون
ابن عمه أو ما شابه ابتعدا قليلا ثم عاد وسيم أخد ابنته وحملها إليه أخذها ذاك الشاب منه وقبلها بحب وداعب
خدها بأصابعه على ما يبدوا لي فالمسافة كانت بعيدة بعض الشيء ثم اقتربا مني في صمت وضع وسيم
ذراعه حول كتفاي حاثا إياي على السير معهم ولكن أين لا اعلم ومادمت مع وسيم فلن أخاف شيئا ركبنا سيارة
لا تقل فخامة عن تلك يبدوا لي الأمر مريبا جدا ما سر كل هذه التغييرات في حقيقة وسيم هل كان هذا المكان
الذي يأتيه أوقات الإجازات هل يكون صديقه آآآآه رأسي سينفجر من كثرة التحليلات فلنرى إلى أين سننتهي
سرنا مسافة لم يتحدث خلالها ذاك الشاب سوى رادا على بعض المكالمات التي وردته بعضهم صرخ في وجههم
غاضبا هكذا هم الأغنياء دائما كم أبغضهم وإحدى المكالمات كانت من امرأة نادها بحبيبتي يبدوا أنها زوجته
وكانت وكأنها تستعلم عن وقت وصوله ما كل هذه المتاهات اشعر أنني في لغز أو ما شابه
ثم توقفنا أمام سور ضخم جدا لا يكاد يرى ما خلفه ثم عبرنا بوابته الضخمة ودخلنا إلى مبنى أشبه بقصور
التلفاز الذي أحضره وسيم سابقا حديقة خيالية نافورات ومراجيح فخمة ومسبح وأضواء تزين كل المكان
وكأنني في الجنة نزلا ثم فتح لي وسيم الباب وأخذ الطفلة ومد يده لي لأنزل معه نظرت له بحيرة فابتسم
ومد يده أكثر وبإصرار فأمسكت بيده ودخلنا ذاك المكان وقفت عند الباب انظر بصدمة وحيرة وتساؤل
كانت الفخامة بالداخل أكثر من الخارج وهناك سيدة وشابان وفتاتان يقفون بعيدا فتوجه وسيم والشاب ناحيتهم



























أُديم


























كان لابد لهذا اليوم أن يأتي وأن تعرف ليان بحقيقتي قررت سابقا أن لا اخبرها وأن يبقى وسيم هوا عالمها
وهي عالمي المخفي والجانب الغير مرئي من حياتي ولكن كل ذلك قد تغير بعدما أحببتها وصارت تحمل
طفلتي في أحشائها وبعد أن فقدتها تعلمت معنى أن تكون حياتي من غيرها
اعلم أنها لن تكون بالمهمة السهلة ولكن لا خيار أمامي فعلى وسيم أن يموت كما ولد فسافرت بهما وصلنا
, نزلنا , ركبنا سيارة صهيب ودخلنا حتى القصر وليان على غير عادتها صامتة تماما لا اعلم هل هي الصدمة
بعد أن خمنت من سأكون أم هي الدهشة والحيرة لما يجري أمامها فمن عادة ليان أن تتحدث حتى إن كانت موقنة
أن من أمامها لا يمكنه سماعها اقتربت من والدتي والبقية احمل بين ذراعاي صغيرتي الحبيبة التي انتظر الجميع
قدومها وإيجادها وما أن وصلت لهم حتى أخذتها مني أمي والدموع بدأت ترسل مراسيلها من عينيها فقلت هامسا
" أمي لما البكاء الآن "
قالت بعبرة " لا اصدق أننا وجدناهم أخيرا حفيدتي الحبيبة الجميلة , ماذا سميتها "
قلت مبتسما بهمس " ميسم "
قالت ميس بابتسامة " دعوني أراها ياااااه كم هي جميلة وصغيرة جدا تبدوا أصغر حجما من شامخ بكثير "
قلت بهمس " لقد أنجبتها في شهرها السابع فهي لم تكمل نموها بعد لذلك هي نائمة اغلب الوقت "
ضحكت ميس وقالت " يعني لن تصدع رؤوسنا بصراخها "
نظرت لها بضيق وقلت " صهيب أنقذ زوجتك مني "
ضحك وقال " لو لمست زوجتي بسوء يتمت ابنتك ثم من حق غيث أن يغضب وليس أنت "
قال غيث ببرود " إن لم يصرخ الرجال فمن سيصرخ "
قالت حور " لما زوجتك مبتعدة عن الجميع هل أخبرتها بشيء "
قالت أمي بهمس " أديم يبدوا لي زوجتك مصدومة أو تائهة ألا تعلم شيئا !!!! لما لا تعرفها علينا "
قلت " ليس بعد سأتحدث معها أولا "
تركتهم وتوجهت ناحيتها أمسكتها من يدها وسحبتها معي للداخل وتخطيت الجميع في صمت تام وصعدت
بها للأعلى كنت أصعد السلالم حين انطلقت الكلمات الأولى منها قائلة
" وسيم أين تأخذني , يا إلهي أين نحن وما الذي يجري لا افهم شيئا هل هم عائلته أم ماذا "
وهاهي ليان عادت لطبيعتها أخيرا ويبدوا أنها تجاوزت نصف الصدمة وصلت لجناحي في الأعلى فتحت الباب
وأدخلتها للغرفة التي خصصتها لميسم غرفة أطفال جاهزة ومهد فخم وجميل والمئات من الألعاب والثياب نظرت
ليان لكل شيء بحيرة فقلت بهدوء " ليان "
نظرت خلفها وكأنها تتوقع أن من ناداها من عند الباب ثم نظرت لي بصدمة وقالت
" وســ وسيم "
هززت راسي نفيا وقلت " ووسيم أيضا ليس أسمي "
شهقت بصدمة وعادت بضع خطوات للوراء وقالت " مستحيل هل ..... هل أنت تتحدث معي "
نظرت للأسفل وقلت " نعم "
ثم نظرت لها وفتحت ذراعيا مشيرا لكل شيء حولي وقلت " وهذا هوا عالمي الحقيقي "
هزت رأسها نفيا بصدمة وقالت "لا اصدق أنت لست أخرس ولست ..... ولكن "
اقتربت منها أمسكتها من ذراعيها وقلت "نعم لست اخرس أسمع وأتحدث ووسيم ليس اسمي "
قالت بصدمة " من أنت إذا "
جئنا هنا للحظة الأصعب والموقف الأشد تنفست بقوة عدة مرات ثم قلت بهدوء
"أديم شامخ آل يعقوب "
رمت بيداي عنها وصرخت " لاااااااااااا ..... غير ممكن "
قلت مهدئا إياها ومحاولا إمساكها من جديد " ليان اهدئي حبيبتي دعيني ..... "
قاطعتني بغضب وهي تبتعد قائلة " ابتعد عني لا تلمسني فهمت ولا تقل حبيبتي "
قلت " ليان أرجوك استمعي إلي "
قالت وقد بدأت بالبكاء " كاذب يالك من محتال وكاذب لو كنت ثريا فقط ما قبلت بك كيف وأنت أديم الذي
أهانني ومسح بكرامتي الأرض "
قلت " ليان توقفي عن البكاء واسمعيني "
قالت بصراخ " لا أريد أن أسمعك كيف طاوعتك نفسك أن تكذب علي لأعيش معك طوال الشهور الماضية
على الكذب , بسببك فقدت عملي ثم منزلي ثم تشردت وابنتي في الشارع كله بسببك يا هذا "
تنهدت وقلت " دعيني اشرح لك أسبابي "
قالت ببكاء وهي تمسك رأسها " أديم ... أديم ابن آل يعقوب , الأبناء الذين يتحدث عنهم كل موظفات الشركة
ويتمنينهن وأنا وحدي من كنت أبغض الحديث عنهم وانعتهن بالسخيفات ... أنا أكون زوجة لأحدهم لا اصدق
, كيف كيف ذلك "
قلت بهدوء "هذا لأنك تستحقين الحياة الكريمة "
قالت بغضب " بل لأني أستحق الذل والمهانة والاستصغار قل كيف ستقدم زوجتك هذه للعائلات الثرية النبيلة
كيف سينظر لي الناس "
قلت بضيق " لا يهم ما يقولون فأنت في نظري ..... "
قاطعتني قائلة " توقف عن قول الحماقات ليتك لم تتحدث ليتك بقيت أخرسا بقيت وسيم الشاب الذي فعل الكثير
من أجلي وأجل عمي "
ثم شهقت بعبرة وقالت " ليثني لم أجدك اليوم بل ليثني لم ألتقي بك يوما ليثني تزوجت بشاهد أو شقيق شروق أو
حتى صاحب العقارات على الزواج بك أنت ... أنت أنت أنا لا اصدق "
قلت بغضب " توقفي عن إهانتي يا ليان أنا كنت رهنا لظروفي وهي من فرضت عليا أن أكون هناك وأن التقي
بك وأتزوجك أيضا ولمعرفتي كرهك الأغنياء لم أتحدث ولم أحكي لك عن حقيقتي "
قالت بأسى " ومادمت تعرف أنني أكره الأغنياء لماذا تزوجتني لماذا "
قلت بحدة " لأحميك من شاهد ومن أخوتك ومن كل شيء "
ابتسمت بسخرية وقالت " لا أصدق أن من أهانني يقوم بذلك هلا شرحت لي هذا الأمر "
قلت بضيق " لأنك كنتي تهينينني على مرأى ومسمع مني هل كنت سأسكت لك "
قالت بأسى " إن قلت أن الأغنياء يستصغرون الناس أكون أهنتك اعترف بغير ذلك إن كان كلامي غير صحيح "
تنهدت وقلت " ليان دعينا نجلس ونتحدث بروية "
قالت بضيق " لا لن أشوه لكم كراسيكم بملابسي المتسخة "
صرخت غاضبا " ومن قال ذلك يا ليان وحدك من يعتقد هذا أنتي لم تتعرفي عائلتي بعد لتحكمي عليها "
فتحت باب الغرفة وقالت مغادرة " لن أعرفهم ولن أتعرف عليهم ولن أنسى لك إذلالي وتعريضي للمهانة "
وخرجت وأنا اتبعها محاولا ردعها ودون جدوى وصلت للأسفل توجهت حيث البقية أخذت ميسم من والدتي
وقالت " عذرا فهذه لن تشرفكم ابنة الفقيرة الدونية المعدومة "
وخرجت فتبعتها وأمسكت بها وقلت غاضبا " ليان هل جننتي أين ستذهبين في هذا الليل وليس لك أحد هنا "
قالت بدموع " للشارع فليست المرة الأولى "
قلت بصراخ " ليان أنا زوجك ومن عليه أمرك وعليك طاعته وتوقفي عن هذا الجنون "
قالت بصراخ أكبر" لا لست زوجي , زوجي مات منذ نطق بما سمعت "
خرجت حينها والدتي اقتربت منا وقالت " ليان يا ابنتي أديم كان خائفا عليك وبحث عنك كثيرا هوا ابني
وأنتي من مقامه عندنا , الوقت متأخر وخروجك فيه خطر عليك وعلى ابنتك "
أشاحت بنظرها وقالت بضيق " لن أبقى هنا ولا للحظة أخرى بعد "
قلت بهدوء " أين تريدي الذهاب وسوف آخذك "
قالت " أعدني من حيث جئت بي "
فتحت باب السيارة وقلت " هيا اركبي "
قالت والدتي بصدمة " هل ستذهب للجنوب الآن "
قلت بحدة " وما تريدي مني فعله يا أمي اتركها تخرج للشارع وتنام فيه لا لن يحدث ذلك "
ركبت ليان في صمت ما أشرس هذه الفتاة عندما يتعلق الأمر بالغنى والأغنياء وهذا هوا الوجه الذي لم أره
لليان طوال بقائي معها , توقعت أن تثور وتغضب ولكن ليس لهذا الحد توجهت والدتي لنافذتها وقالت
" ليان أنا في سن والدتك إن كنتي لا تعتبرينني في مقامها الوقت ليل وبرد والمسافة طويلة وابنتكم صغيرة
دعي الأمر للصباح وافعلي ما تريدين "
نزلت ليان وأعطت ميسم لوالدتي في صمت وتوجهت للطاولة في الحديقة وجلست هناك تبكي في صمت
فأشرت لوالدتي براسي أن تدخل بالصغيرة وتوجهت ناحيتها جلست وقلت بهدوء
" ليان أدخلي ودعينا نتحدث "
قالت ببكاء وهي تخفي وجهها عني " لن أدخل هناك ولو قتلتني "
قلت بضيق " أنا لا أفهم لما كل هذا الموقف منا يا ليان "
اكتفت بالبكاء في صمت فقلت بهدوء
" أنا لم أكذب عليك في حقيقتي أخبرتك أن لا تسأليني شيئا عني ولكنني لم أكذب "
قالت بأسى " بل حاولت الانتقام مني وإهانتي ثم شعرت بالشفقة علي بسبب ما صنعت بي أليس كذلك "
صدمت من تفسيرها للأمر ثم قلت " بلى هوا كذلك ولكنني أحببتك حقا وكدت اجن لفقدي لك عندما اختفيتي
صدقيني يا ليان هي الحقيقة لقد غيرتي بي أشياء كثيرة وصرت أنظر للفقر والفقراء من منظور مختلف تماما "
قالت بضيق " ولكن نظرتي أنا لم ولن تتغير "
تنهدت وقلت " هل رأيت شقيقي الذي أتى بنا إلى هنا زوجته أحدى الموجودات في الداخل هي ابنة عمي وجاءت
من الفقر ولا أحد يشعرها بذلك "
قالت بتذمر " هي ابنة عمكم على كل حال "
قلت بضيق " شقيقي الأكبر أيضا زوجته ليست من طبقتنا , ليان لا تتعبيني معك أكثر "
قالت بغضب " ها أنت ذا بنفسك تعيرهن بفقرهن وأنكم تصدقتم عليهن بالزواج بهن ماذا سيقولون عنك وعني
ها هوا أخونا المبجل تزوج بمعدومة من الشارع فما في الأمر "
قلت بنفاذ صبر " والحل الآن "
قالت ببكاء " أعدني من حيث جئت بي هوا وحده الحل "
قلت بغضب " وأنا ألم تفكري بي وابنتنا أنا أريدكما يا ليان "
قالت بعبرة " لن أنسى لك ما قلت لي لن أنسى إذلالك لي ما حييت كل ذلك لأنك السيد والمالك والكل في الكل
ولأني المحتاج الفقيرة كان عليا السماع دون رد إهاناتك عن نفسي يا لكم من مغرورين "
مر وقت طويل وهي تجلس مكانها وتبكي ولا شيء سوى الصمت ثم قالت
" لا تتعب نفسك بالجلوس هنا فأنا لن أدخل ولن ابقي "
دخلت بعد وقت فكانت أمي وحور وزبير على حالهم توجهت ناحيتهم فوقفت والدتي وقالت
" ماذا حدث معك "
قلت بيأس " لم يحدث شيء إنها غاضبة مني حد الجنون وترفض الدخول "
قالت بحيرة " كيف لامرأة أن تكره أن تكون زوجة احد الأثرياء أنا لا أفهم "
قلت بأسى " كما أخبرتكم عنها هي تكرههم بشدة وزاد الأمر سوأ أنها تكره أديم خصيصا كرها خاصا به "
نظرت لصغيرتي وقلت " هل استيقظت "
قالت حور التي كانت تمسك بها " لا إنها نائمة منذ وصلت هل علينا إعطائها الحليب يا ترى "
قالت أمي " آه كيف نسينا ذلك كان يجب إطعامها منذ مدة "
أخذتها منها وقلت " سوف آخذها لوالدتها لترضعها لقد أعماها غضبها حتى عن التفكير في ابنتها "
قالت والدتي معترضة " الجو بارد في الخارج إنها طفلة "
قلت بغضب " وما في يدي لأفعله هل سنتركها تموت جوعا "
فتحت حينها عينيها وبكت فقالت أمي " أديم لما الصراخ لقد أفزعتها "
خرجت حينها ميس بشامخ يبكي بشدة وقالت " لقد استيقظ يا خالتي "
وأصبح الصراخ على نوعين ونبرتين مختلفتين فقال زبير ضاحكا
" ها قد وجد له مساعدا "
قلت بضيق " لا نفع لك سوى في السخرية "
قال بغضب " لا تفرغ غضبك بي ليس ذنبي إن أنجبتم الأبناء وتخلصتم من الأمهات "
قلت بحدة " زبير لا تدفعني للشجار معك الآن واحترمني فأنا اكبر منك "
خرج مغتاظا وترك القصر بمن فيه تلك أفضل عادات زبير فبقائه سيؤدي لمشاحنة أكيدة
















بحر
















عائلتي اليوم يستقبلون أديم وزوجته وابنته اتصل بي صهيب لأكون معهم ولكن أي مكان لي هناك يكفيني
عذاب وحزن وألم ولهفة واشتياق هكذا أفضل لي ولها وللجميع فلست سوى سببا لدموعها ولتعاستي
آآآآه ما أشد ذلك وأقساه أن تترك شيئا هوا قطعة من قلبك لغيرك وترحل للبعيد لحيت لا شيء سوى أحلامك
الميتة وذكرياتك المتوجعة
" بحر "
نظرت له وقلت بهدوء " نعم يا حامد "
قال وهوا يبحث عن الكلام في عينيا قبل لساني " ما بك "
أبعدت نظري عنه وقلت بحزن " لا شيء سوى الموت البطيء يقترب مني وأنا أركض إليه "
قال بحيرة " أنا لم اعد أفهمك أبدا "
ابتسمت بألم وقلت " ولا أنا أفهم نفسي هل جربت يوما الموت حيا "
قال بعد صمت " لا "
قلت بحسرة " أتمنى أن لا تجربه فهوا أقسى من الموت ذاته , أخبرني ماذا حدث فيما طلبته منك "
قال بهدوء " سأسافر قريبا وكل شيء سيكون كما تريد "
















رنيم


























" افتحي هذه حبيبتي وانظري "
ابتسمت وقلت " أتمنى أن لا تكون فخا "
ضحك وقال " لم يخطر ببالي هذا لكنت جربته "
ضربته بقبضة يدي ثم نمت على صدره وقلت " كم احبك يا غيث "
ضحك وضمني بيديه وقال " ألن تفتحيه "
جلست وقلت بابتسامة " بلى "
ثم فتحته فكان سلسال به الماسة مرسوم بداخلها أول حروف اسمي نظرت له وقلت
" أمتأكد انك غيث ذاته ولم تتغير "
قال بضيق مصطنع " هل هذا شكرك لي على الهدية "
حضنته وقلت بحب " ما أسعدني بك "
مسحت دمعة نزلت حارقة على خدي وأنا اجلس أمام نافدة غرفتي أشاهد الشارع والمارة وضحكات الناس
وتلك الذكريات لا تفارق مخيلتي كم أخطأت يوم قررت أن أصهر الجليد والغي الفجوة التي كانت بيننا فما
كان حالي سيكون هكذا حينها .... آه من الذكريات
صرخ بغضب " خائنة ووثقت بك يا رنيم تبيعينني من أجل ابن خالتك "
قلت ببكاء " لم أخنك يا غيث لم يحدث اقسم لك "
قال بصراخ أكبر " وماذا تفعلين به تسألينه عن الأحوال أم عن الطقس هناك "
قلت " ليس الأمر كما فهمت "
قال بغضب " كيف إذا كيف وأنتي تطلبي من بحر أن لا يخبرني وتتحدثين معه من ورائي لقد سمعتك
بأذني تقولينها "
قلت بتألم " ولكني لم أخنك أقسم لك فلا تفهم الأمر خطأ "
قال بسخرية " وكيف أفهمه "
قلت " كان بخصوص والدتي فقط فخفت أن تغضب مني لذلك ..... "
امسكني من شعري وقال بغضب " وتكذبين عليا يا رنيم هل تضنينني طفلا لأصدق هذا "
قلت بتألم " آه غيث إنك تؤلمني "
ثم انهال عليا بالضرب حتى فقدت الوعي
آآآآه من تلك الذكريات فبعضها من جمالها تتمنى أن تعود وبعضها من قسوتها تحاول حذفها من عقلك
ما الذي كنت سأتوقعه منه بعد ما سمعه مني ولكن ابني لما يحرمني من ابني أنا والدته ومن حقي أيضا أن
يكون معي , طرقت أمي الباب ودخلت اقتربت مني وقالت " رنيم ارحمي نفسك يا ابنتي "
قلت ببكاء " أريد ابني أريده إنه من حقي فغيث لم يرد الأبناء أبدا وتضايق حين علم به لما يأخذه مني الآن "
حضنتني وقالت بحزن " ما الذي حصل بينكما يا رنيم أخبريني "
قلت بعبرة ودموع " لا شيء لا شيء "
قالت بحدة " وكيف سننهي المشكلة ولا أحد منكما يريد التحدث "
ابتعدت عن حضنها وقلت " لما أنا من يخسر كل شيء لما , تحدثي معهم يا أمي أرجوك "
قالت بيأس " لقد تحدثت مع زوجة والده أكثر من مرة وقالت أنه يرفض حتى الخوض في الأمر ويثور
ويغضب من ذكره "
قلت بحزن " أطلبي من زوج خالتي أن يتحدث معه "
قالت بيأس " منذ اتصل به غيث وأنتي في المستشفى وقال له ابنتكم تعالوا لتأخذوها وابني لدي علمت أن
الأمر ليس طبيعيا حاولت معه أن لا يذهب لجلبك عل الأمور تنحل بينكم هناك ولكنه رفض بشدة وقال أنه
لن يرضى على نفسه أن تنهاني ويسكت وقال لن يراها ولو طال النجوم وهذا ما سيعقد الأمور أكثر "
قلت بحزن " هوا لن يفكر في إرجاعي على أية حال ولكن ابني ..... "
تنهدت وقالت " رنيم إن لم تخبريني ما حدث فلن أستطع مساعدتك في شيء "
قلت بهدوء " هوا يضن أنني أخونه "
قالت بصدمة " ألم تنتهوا من الموال القديم "
قلت بأسى " ظننت ذلك ولكن شيء ما أعاد كل شيء كما كان بل أسوأ مما كان "
قالت " ما هوا "
قلت " لا أستطيع يا أمي لقد أقسمت أن لا أقول ذلك لا أستطيع "
قالت بضيق " وهل ظنونه حقيقة أم ماذا "
قلت بصدمة " أمي هل تصدقي ذلك بي "
قالت بحدة " رنيم لقد حيرتني معك يا ابنتي "
اكتفيت بالصمت فقالت " ولكن بينكما وصية ما سيحل بها "
قلت " لا اعلم لابد وأنه يفكر في ترك كل شيء أعرفه جيدا "
وقفت وقالت مغادرة " ابن خالتك جاء اليوم أيضا لرويتك وأنا صرفته "
قلت بضيق " لا أريد رؤية احد أمي أرجوك "
غادرت دون تعليق فأمسكت بالهاتف الذي اشتراه لي غيث ذاك الصباح الذي لم أجد فيه الفرصة حتى
لفتحه ولم افتحه من يومها فتحته فكانت خلفيته صورة لي وأنا نائمة ومكتوب عليها ( حبيبتي للأبد )
نزلت دموعي وأغلقته دون أن افعل أي شيء


































الجزء الثامن والثلاثون





























حور























أحوال هذه العائلة سيئة دائما لما لا تنتهي مشاكلهم أبدا وبكاء الأطفال يزيد
التوتر هنا قلت متسائلة
" ترى ماذا فعل أديم وزوجته "
تنهدت وقالت بضيق " لا أعلم فمنذ غادرا لم يتصل بنا ولم يجب ولست أعلم شيئا "
قلت بهدوء " هل سيتركها هناك وابنتها هنا "
قالت بأسى " أبنائي سيصيبونني بالجنون بالتأكيد لقد تعبت منهم جميعهم "
دخل حينها بحر ملقيا التحية فقالت بضيق " حمدا لله أننا رأيناك ظننتك مت "
قال بهدوء ممزوج بالضيق " أمي ألن ننتهي من هذا الأمر "
قالت بتنهيدة " فوضت أمري لله فيكم "
اقترب وقال " كيف تعيشون مع كل هذا الصراخ ما بهما "
قالت بتذمر " ابنة أديم معدتها ليست بخير بسبب الحليب وابن غيث لا يحتاج أن تسال
لما يبكي فهوا يبكي دون سبب "
ضحكت رغما عني لما قالت فنظرت لبحر ووجدته ينظر لي بحزن نظرة لم أفهمها ثم قال
" أعطني الفتاة سآخذها معي علها تسكت "
قالت " لا خذ شامخ ودعها هي "
قال باعتراض ملوحا بيده " لا لا لا كل شيء إلا هوا أعطوني الفتاة أو لن آخذ أحدا "
ضحكت وقالت " لما لا يحبه أحد هنا سوى ميس "
قلت بابتسامة " لا يبدوا لي ذلك قد تكون مجرد مساعدة منها "
ضحكنا كلينا ونظرت له فكان على ذات النظرة لا أفهم ما يدور في رأسه وما سر هذه
النظرة الحزينة أخذ مني الطفلة وما أن حملها حتى سكتت فورا فقالت خالتي
" لما لا تحمل هذا يبدوا أن الأطفال يسكتون بين يديك "
غادر من فوره مسرعا وقال " لا تورطيني يا أمي فلن أخذه ولو قتلتموني "
وغادر حاملا عينيا معه وهما تراقبانه حتى خرج , كم يغيب عني وكم اشتاق إليه
" أسأل الله أن أرى أبناءه يوما فبحر تعب في حياته كثيرا "
نظرت لها بصدمة فتابعت في حزن وعيناها على مكان خروجه
" بعدما طلقني والده وكبر قليلا تشرد بيننا ولم يشعر بالاستقرار يوما وكان يلومني دائما على
تفكك عائلتنا ويقارن نفسه بأصدقائه وزادت همومه عندما كبر أخوته وها هوا الآن ينهار أمام
عيني ولا املك من أمري شيئا كم أخشى أن أخسره للأبد "
نزلت من عينيا دموع دون شعور وقلت " خالتي لما تقولين ذلك "
قالت بحزن " لأنني أم وشعور الأم لا يخطئ "
زاد بكائي رغما عني لتصوري ما قالته أن يحدث حقيقة فنظرت لي وقالت بهدوء
" حور هل أنتي الفتاة التي كان بحر يريد الزواج بها "
نظرت للأسفل في صمت وبكاء ولم أجب
ربتت على كتفي وقالت " توقعت ذلك , سامحك الله يا شامخ سامحك الله "
دخل حينها زبير وقال بدهشة " ما بك تبكي يا حور "
ثم قال بضيق " وما به هذا لا يسكت أبدا "
وقفت خالتي مغادرة بشامخ في صمت وجلس زبير بجانبي حضنني وقال
" حور توقفي عن البكاء هيا "
مسحت دموعي وقلت " حسننا "
أبعدني عن حضنه وقال " جبير سيصيبني بالجنون تحدثي مع ابنة عمك وأريحيه ليرحمني "
قلت باستغراب " فيما سأتحدث معها أيضا "
قال " والدها قال أن الخيار لها فيمن تقدموا لخطبتها "
نظرت للأسفل بحزن فضمني لحظنه من جديد وقال " أعلم أنك حزنت لذلك ولكنك
تعلمين ظروف زواجنا جيدا وعمك طلب مني التحدث معك خشية أن يغضبك الأمر "
قلت ببكاء " وسيقيم لها حفلا أيضا وستتسوق كالأخريات فهل طلب والدي منه حرماني من كل ذلك "
زاد من احتضاني وقال " سأعوضك عن كل ذلك أقسم لك يا حور أن تأخذي كل ما حرمتي منه "
دخل حينها بحر قائلا " أين أمي لقد نامت الـ ..... "
نظر لنا بصدمة فابتعدت عن زبير ونظرت للأسفل في صمت ولم أرى سوى خطواته تقترب ووضع
الصغيرة في حجري ثم قال بهدوء " أتمنى أن أرى أبنائكما قريبا "
وخرج من فوره مخلفا ورائه بقايا زلزال بعد أن ضربني به بما قال فشهقت بعبرة دون بكاء فوقف زبير
وغادر في صمت حضنت الطفلة وبكيت بمرارة وألم وأنا أشتم رائحة عطره في ثيابها بعد قليل دخلت ميس
وركضت نحوي بصدمة وقالت " حور ما بك "
قلت بتعب " ميس خذيها مني لم يعد بإمكاني التحمل "
ركضت جهة الباب نادت خالتي بصوت مرتفع ثم عادت نحوي أخذت الطفلة فاستندت بيدي
على طرف الكرسي ودخلت خالتي مرعوبة وقالت " ما بكما ماذا هناك "
قالت ميس " إنها حور تبدوا متعبة تعالي لها بسرعة "
ثم ركضت خارجا حاملة الطفلة وجاءت خالتي نحوي مسرعة أمسكتني وقالت
" حور ما بك يا ابنتي ماذا حدث لك "
قلت بصوت متعب " خذيني لغرفتي رجاء ليس بإمكاني الجلوس "















زبير












ركضت مسرعا خلف بحر لقد جن هذا الفتى بالتأكيد هل ينقص حور صفعات ليصفعها عمها ثم هوا
لحقت به أمسكته من ذراعه وقلت " بحر أين أنت ذاهب "
نظر لي مطولا ثم قال " ولما السؤال "
قلت بعد تردد " أنت لم تصل إلا الآن فأين ستذهب "
ابتسم بسخرية وقال " سوف أترك البلاد كلها سآخذ أخوتي ووالدتهم وأغادر للأبد "
نظرت له بصدمة وقلت " ماذا !!! تغادر "
قال وهوا يركب سيارته " نعم أغادر , أتمنى لك السعادة يا أخي "
وغادر من أمامي وأنا جامد في مكاني من هول ما سمعت ليقل لي أحدكم أن ما قاله حقيقة وليس كذبا ولست
أتوهم أو أتخيل نظرت للخلف وفكرت في القابعة بالداخل حين ستعلم , وجود أجل جود سوف يأخذها معه
ويمضي أخرجت هاتفي اتصلت بها وهاتفها على حاله مقفل
ولم تنتهي المأساة هناك فقد لازمت حور الفراش من جديد كم أخشى أن تموت هذه الفتاة بسببنا فكل هذا وهي
لا تعلم بما دار بيني وبينه ولكن ما باليد حيلة فلابد وأن تتأقلم مع الوضع يوما فيبدوا أنه علينا الرضا بالواقع
والتعايش معه











بحر




















أعلم أن الهروب ليس حلا ولكن الوجود هنا أسوء وأشقى منه فهل سأبقى كل حياتي أراها تضيع من بين
يدي شيئا فشيئا , عليا الرحيل من أجلها وأجلي ومن أجل زبير فمن حقه أن يحيا حياة سعيدة , رفعت هاتفي
واتصلت بصديقي احمد
" مرحبا احمد كيف أنت "
قال بهدوء " مرحبا بحر أنا بخير وأنت "
قلت بأسى " لست بخير طبعا ماذا بشأن ما تحدثنا عنه "
قال " هل قررت ألن تغير رأيك "
قلت بحزن " أجل قررت وسأطلب من غيث أن أسافر هناك لأتم كل شيء وأستأجر منزلا , فقط أنت تحدث
معهم "
قال بهدوء " بالتأكيد فمكانك جاهز فقط تعال وأتم وضعك وأوراقك "
قلت بامتنان " حسننا شكرا لك يا احمد "
أنهيت الاتصال واتصلت من فوري بغيث الذي أجاب من فوره
" مرحبا بحر كيف حالك "
قلت بأسى " لست بخير "
قال بتوجس " بحر ماذا بك "
قلت " لا شيء مهم أريد منك طلبا "
قال " بالتأكيد أنا في الخدمة "
قلت بعد صمت " أريد أن أسافر شهرا خلال الأيام القادمة لأمر شخصي ومهم "
قال " هل من مكروه "
قلت " لا ولكن تكتم عن الأمر فأنت تعرف والدتي ستضع ألف تحليل "
قال بعد صمت " حسننا كما تريد "
قلت " شكرا لك يا غيث وداعا "
ثم رميت الهاتف وتوجهت لصديق همومي الوحيد البحر
















صهيب














توجهت اليوم لشركة عمي جسار طلبت سكرتيرته إذنا فأدخلني على الفور وهذا ما كنت أتوقع , دخلت
بخطى ثابتة فوقف ونظر لي بحدة وقال " ماذا تريد مني يا صهيب "
قلت بجدية " تعلم ما أريد "
جلس وقال " سوف أعطي الفتاة بعض النقود وانتهى الأمر "
قلت ببرود " ليس هذا كل شيء "
قال بحدة " ماذا بعد "
قلت " نصيبها كاملا وبراءة عمي "
قال بغضب " هل تهدي أنت وأنصحك أن لا تعبث معي كي لا تخسر "
قلت مغادرا " إذا السجن ينتظرك ولن أتوانى لحظة في فعلها "
خرجت من عنده متوجها للقصر دخلت غرفتي أخذت الأوراق من خزانتي وتوجهت لغرفة ميس دخلت
ووجدتها تمسك شامخ فقلت بابتسامة " يبدوا لي أنه لن يفارقك أبدا لقد بدأت أشعر بالغيرة منه "
وضعته على السرير وقالت بابتسامة
" وما عساي أفعل عليا مساعدة والدتك المسكينة فهي تتعب كثيرا وحقيقة الأمر أنا لم أحب الأطفال يوما "
اقتربت منها جلست بجوارها وقلت " ومن سيحب أبناءنا إذا "
ضحكت وقالت " أنت تكفي "
نظرت لها بضيق فقالت " ما هذه الأوراق في يدك "
مددتها لها وقلت بجدية " ميس أسمعيني جيدا ما سأقوله لك إن حدث لي أي مكروه فهذه الأوراق ستكون
طريقك الوحيد لتبرئة والدك والدليل على قاتلي "
أمسكت قلبها بيدها وقالت بخوف " ماذا تقول يا صهيب "
قلت " ميس أرجوك أسمعيني عمي جسار وراء كل شيء ولن يتوانى في فعل المزيد "
نزلت الدموع من عينيها وقالت "لا , لا تقل ذلك إنك تخيفني كيف تتركني وترحل "
حضنتها وقلت " تخافين عليا إذا "
قالت ببكاء وهي تشد بيديها علي " بلى أخاف عليك ألست زوجي "
أبعدتها وقلت " زوجك فقط "
قالت بحياء " وحبيبي أيضا فلا تعرض نفسك للخطر أرجوك "
قبلتها وقلت " لا تخافي يا ميس فلا يموت أحد قبل أوانه "
هزت رأسها نفيا وقالت " ولكني لن أتوقف عن لوم نفسي حينها "
ثم غطت وجهها بيديها وقالت بنحيب " لا أريد أن أفكر في ذلك ولا مجرد التفكير "
حضنتها وقلت " هيا يا غبية لم أعرفك ضعيفة هكذا سابقا "
بكى حينها شامخ فابتعدت عني وأمسكته محاولة إسكاته فقلت بضيق " أقسم أنني بدأت أغار "
ضحكت بهدوء فقلت " نعم هكذا أريدك دائما ولا تحزني يوما يا ميس مهما كان "
دخلت حينها والدتي وقالت " عذرا ظننتك وحدك متى أتيت أنت "
قلت بتذمر " منذ أن أصبحت زوجتي مربية خاصة لابنكم "
ضحكت وقالت " دعها تعتاد على الأمر لتكون أم صالحة "
ضحكت وقلت " إذا كان الأمر كذلك فلا بأس "
ثم وقفت وقلت " حبيبتي لا تنسي ما تحدثنا عنه وخبئي هذه جيدا حسننا "
قالت بدموع تملأ عينيها " ولا تنسى ما قلت لك "
قبلتها على خدها وقلت مغادرا " أمي لقد أصبحت أموت من الغيرة من طفلكم هذا فجدوا له حلا "
ضحكت وقالت بصوت مرتفع لأسمعه " جد لك عقاقير ضد مرض الغيرة فلا أحد لدي الآن سوى ميس "
غادرت ضاحكا وخرجت متوجها لحيت سيبدأ اللعب الحقيقي مع الموت




















أُديم





















كان عليا أخذ ليان من هناك صباح اليوم التالي فقد قضت تلك الليلة في الحديقة ورفضت كل محاولاتي لإدخالها
ولو للملحق الخارجي , توجهت صباحا لوالدتي لأخذ ميسم معنا فأصرت على إبقائها حتى ننظر ما سنفعل حيال
الأمر وفي رأيي هوا عين الصواب فليان كالبركان ولا تفكر في أحد الآن ويبدوا أنها ستكرهها هي أيضا فهي ابنة
أديم عدوها اللدود , غادرنا القصر وركبنا الطائرة وليان في صمت تام ولا تنظر ناحيتي حتى, تحدث كثيرا حاولت
شرح أسبابي حكيت لها كل ما يخص وصية والدي وهي لا جواب وها قد انقلبت الأدوار وصرت أنا ليان وهي وسيم
وصلنا للجنوب توجهت لشقتي نزلت فقالت أخيرا " أين سنذهب "
قلت " هذه شقتي هنا "
قالت بحدة " لن أنزل هنا "
قلت " نذهب لمنزلنا إذا "
قالت بضيق " ولا هناك "
قلت بغضب ونفاذ صبر " ليان ما هذا بحق الله "
قالت ببكاء وغيض " لا تصرخ بي يا هذا فلست أرفع مني في شيء "
قلت بأسى " لا حول ولا قوة إلا بالله "
ثم قلت بهدوء " ليان أنا لا أراك اقل مني في شيء صدقيني "
قالت " أعدني من حيث أتيت لمنزل السيدة التي عملت لديها خادمة هوا مكاني ومكانتي ولن تشرفك أبدا "
قلت بصدمة " خادمة "
قالت بألم " وما تضن سأكون وقد تركتني للشارع هل ستجدني وزيرا أم رئيسا نعم خادمة هوا خير لي
من أن أعيش عالة عليها فلم أرضى أن تتصدق علي بمالها "
قلت " ليان لما كل هذا فأنت من المفترض أن تخدمك الخادمات لا أن تكوني خادمة "
قالت بغضب " خدني هناك أو ذهبت لوحدي وأحضر لي ابنتي "
قلت بأسى " وأنا لمن تتركاني أنا أريدكما وهي ابنتي أيضا "
نزلت من السيارة وقالت " إذا خدها وأحرق قلبي عليها لكن لا تنسى إخبارها حين تكبر عن حقيقة
والدتها كي لا يفاجئها الناس وتكرهني "
غادرت سيرا على قدميها فتبعتها وأمسكت بيدها وقلت " إلى أين ستذهبين "
قالت " لقد أخبرتك إلى أين "
سحبتها جهة السيارة وقلت " حسننا سوف أخذك إلى هناك فأنتي تحتاجين لأن تفكري مليا "
ركبت السيارة في صمت متجاهلة لكل ما قلت ونزلت عند منزل تلك السيدة في صمت أيضا أيعقل أن تكره
الأغنياء لهذه الدرجة , لدرجة أن تتخلى عن ابنتها على العودة معي أم أن كرهها لي هوا السبب عدت لشقتي
ومرت بي أيام الأسبوع أحاول التحدث معها ولكنها كانت ترفض الخروج إلي , عليا الذهاب لإحضار ميسم
لها نهاية الأسبوع القادم فلن أحرمها من ابنتها مهما كان , آه ولكني سوف أحرم منها أنا ولكن لا بأس فأنا سأكون
هنا وسأزورها يوميا لعل رأس ليان يلين يوما















ليان




















أشعر أنني في حلم بل في فلم لا في كابوس فحقيقة أن وسيم ليس بأخرس وحدها كفيلة بجعلي أجن من الصدمة
فكيف وهوا ليس أسمه وليس فقيرا وأديم أيضا وهذه أبشع الحقائق ها قد مر أسبوعان على عودتي بعد أن عرفت
كل تلك الحقائق البشعة القاسية وابنتي بعيدة عني والمدعو والدها لا يتوقف عن محاولة التحدث معي ما يضن نفسه
هل سأنزل نفسي له ليدلني هوا وعائلته وطبقته المترفة تلك , كيف أكون أنا زوجة ابن شامخ آل يعقوب مالك كل تلك
الشركة وكل تلك الأملاك كيف وأنا من رفضت من يملك بعض العقارات فقط , هل هوا انتقام الله مني لأني رفضته
لأنه يملك المال آه ما أقسى الواقع وما أسوءه , طرقت حياة الباب ودخلت تحمل ابنتي بين ذراعيها فركضت ناحيتها
وأخذتها منها وضممتها لصدري بحب وقلت " كم اشتقت لك يا حبيبتي "
ابتسمت حياة وقالت " زوجك قال أنه سماها ميسم وقد أحضرها لتبقى معك "
نظرت لها بصدمة فقالت " وقد جلب معه ما لا يكفي منزلنا لاستيعابه وحتى أبناء ابني لم ينسهم ولولا إصرارنا كان
يود دفع المال لأجل بقائكم هنا ووافق شريطة أن لا تعملي شيئا "
غمرت وجهي في وجه ابنتي وقبلتها بحب وفي صمت فأجلستني حياة وقالت بهدوء
" ليان أنا سأكون سعيدة ببقائك معي طوال العمر ولكن هل من حقك أن تحرمي زوجك أو نفسك من ابنتكما هل
ترضي أن تكبر وتجد نفسها مشردة بين والدين كل منهما في أرض "
تنهدت وقلت " حياة إن كان وجودنا يضايقك .... "
قاطعتني قائلة " أخبرتك منذ البداية أنني أتمنى أن تبقي معي كل العمر يا ليان تأكدي من ذلك ولكن فكري
في ابنتك وفي والدها الذي كان بإمكانه حرمانك منها بكل سهولة ولكنه رفض إلا أن تكون معك لقد حدثني
ابني عن أبناء شامخ فهوا عمل في العاصمة لسنوات وقال أن أديم هوا الأكثر غرورا بينهم ومع هذا أنظري
كيف يتمنى رضاك عنه ولو مرة وقد قال بنفسه لابني أنك غيرتي فيه الكثير "
نظرت لها مطولا في صمت فقالت " اخرجي للحديث معه هذه المرة من أجلي يا ليان "
مسحت دموعي وقلت " لن تفهمي ما اشعر به أبدا يا حياة "
قالت بحنان " بل أشعر وأشعر بما يشعر به زوجك وما ستشعر به ابنتك في المستقبل "
قلت " ولكن ..... "
قاطعتني قائلة " ليان تذكري أن من فعل كل تلك الأشياء من أجلك هوا أديم فهوا نفسه من تزوجك ليحميك من
شاهد ومن أخوتك أيضا و قتله لأنه اقترب منك وهوا من بحث عنك لأشهر وفعل كل ما فعل وهوا يعلم من يكون
ومن تكونين "
ثم وضعت يدها على كتفي وقالت
" هيا يا ليان أعطني الصغيرة واذهبي للتحدث معه جربا التحدث فقط ولا تغادري معه مادمت لا تريدين ذلك "
ترددت كثيرا ثم وقفت أعطيتها الصغيرة وخرجت ببطء متوجهة لمجلس الضيوف فتحت الباب ودخلت كان
جالسا في الداخل لوحده فوقف ونظر لي بصدمة وكأنه غير مصدق ثم اقترب مني وحضنني بحب فنزلت دموعي
مباشرة , آه ليتك وسيم وليتك أخرس ليتك الشاب الذي فعل كل ذلك من أجلي ولست أديم لقد اكتشفت الآن أنني أشتاق
لك حقا اشتاق لهذا الوجه ولهذا الحضن لوسيم وليس للآخر شهقت ببكاء وقلت
" وسيم "
أبعدني عن حضنه وامسك وجهي بيديه وقال " ليان ارحميني أرجوك "
أبعدت يديه وهززت رأسي بالنفي وقلت " لماذا تحدثت الآن كنت تركتني أحلم قليلا "
ثم أمسكت قميصه بقبضة يدي سحبنه جهتي وغمرت وجهي فيه وقلت بألم
" أريد وسيم أعده إلي أعده مثلما سرقته مني "
قال بأسى " أنا وسيم يا ليان أنا هوا وسأكون هوا إن أردتي وسأترك حتى ثروة والدي ووصيته إن كنتي تريدين
ذلك لكن عودي لي ولابنتنا لنعيش معا كما في السابق فقراء ومعدومين إن أحببتي "
أنزلت رأسي للأسفل دون كلام فقال " إذا هذا هوا جوابك , حسننا يا ليان اعتني بنفسك وبميسم جيدا وإن
احتجتما شيئا فاتصلي بي "
ثم غادر خارجا من الغرفة ومن المنزل كله




















غيث





















لقد تركتي لي مكانا شاغرا تعودت على وجودك فيه يا رنيم لماذا كنتي مثل الجميع خائنة وبلا مشاعر
" غيث ألن تأخذ الصغير لوالدته خذه لتراه وأعده "
قلت بضيق " أمي لن نتحدث في نفس الموضوع دائما "
قالت بحدة " تذكر أن ما تفعله ستحاسب عليه فالله لا يرضى بذلك يا غيث "
ثم غادرت من فورها لأنها كانت واقفة أمام الباب ودخل بعدها بحر جلس بجواري وقال بهدوء
" غيث أريد التحدث معك في أمر "
لذت بالصمت فتابع قائلا " سوف أغادر البلاد وأخذ عائلتي معي "
نظرت له بصدمة وصمت فقال " لم أراك تعترض "
ابتسمت بسخرية وقلت " حالي ليس بأفضل منك وأنا سأترك كل شيء أيضا "
نظر لي مطولا بصدمة ثم قال " تترك كل شيء "
قلت " نعم آخذ ابني وأرحل فالوصية ستعيد رنيم وتربطني بها لقد حسمت أمري وانتهى كل شيء "
قال بعد صمت طويل وعيناه لا تفارق ملامحي " وأين ستذهب "
قلت بهدوء " لقد جمعت بعض المال من رواتبي وسأتدبر أمري به "
تنهد وقال " أما أنا فلم يترك لي والدي مالا لأدخره وسأبدأ من الصفر واعمل بشهادتي , متى ستغادر "
قلت " سوف أبلغ المحامي عن قراري الأسبوع القادم , يعز عليا فراق الجميع لكن هذه هي الحياة لا يأخذ
الإنسان منها كل ما يريد "
قال بهدوء " أحيانا يكون الهروب أفضل حل للنسيان "
نظرت له وقلت " لم يكن هذا كلامك عندما كنا عند البحر "
ابتسم بألم وقال " ومن قال أن كلامي تغير أنا لازلت مصرا عليه فلن أتزوج بغيرها ما حييت "
هززت رأسي بيأس وقلت " الوصية وآه من الوصية بسببها عرفت رنيم وتزوجتها وصار لي ابن منها "
ثم ابتسمت بسخرية وتابعت
" وبسببها أحببتها واكتشفت أنها ليست تختلف عن غيرها وبسببها أنا مطر للرحيل "
ثم نظرت له وقلت " وكما ترى فما فعلته الوصية بك ليس بأقل مما فعلته بي "
دخلت حينها والدتي ونظرت لنا بصدمة ثم قالت " هل ما سمعته صحيح أم أنني أتخيل "
نظر بحر للأرض وقال بهدوء " بلى صحيح "
صرخت قائلة " هل جننتم يا أبناء شامخ هل فقدتم عقولكم بسبب النساء "
ثم أشارت بأصبعها لي وقالت " أنت تترك عائلتك هربا من امرأة "
ثم أشارت لبحر وتابعت " وأنت تهرب من حب امرأة وها هوا أديم يقول أنه مستعد أن يترك كل شيء
من أجل أن ترضى عنه امرأة أخبروني هل رباكم رجل لتفرقكم النساء "
لذنا بالصمت فقالت بحدة " وحتى متى كنتم تودون إخفاء الأمر عني "
قال بحر " كنتي ستعلمين على أية حال "
ثم وقف وقال مغادرا " لقد قررت وانتهى الأمر "
وخرج وخرجت تتبعه صارخة به " إن فعلتم ذلك فلستم أبنائي ولا أعرفكم "
وقد غضبت بعدها من الجميع وسجنت نفسها في غرفتها , سوف تعتاد على الفكرة هوا ابنها أما أنا فلم
يعد لدي شيء أخسره ولا أحد يخسرني



برد المشاعر 14-01-15 04:05 AM

رد: أشباه الظلال
 
1 مرفق







الجزء التاسع والثلاثون









النص بالمرفقات









برد المشاعر 14-01-15 04:16 AM

رد: أشباه الظلال
 
1 مرفق








الجزء الثاني والأربعون















النص بالمرفقات

















برد المشاعر 14-01-15 04:19 AM

رد: أشباه الظلال
 
1 مرفق




















الجزء الخامس والأربعون












النص بالمرفقات












برد المشاعر 14-01-15 04:29 AM

رد: أشباه الظلال
 
1 مرفق


















الفصل الثامن والأربعون
















النص بالمرفقات





انتهت الرواية





شكرا لكل من قرأها للنهاية



أتمنى تكونوا من متابعي روايتي الجديدة

منازل القمر على صفحات المنتدى حاليا



http://www.liilas.com/up/uploads/lii...1169332363.jpg



برد المشاعر 14-01-15 04:32 AM

رد: أشباه الظلال
 


















الفصل الثامن والأربعون




















سماح



















اليوم من أروع أيام حياتي وهوا يوم زواج صهيب وزبير وحتى عوف رغم رفض
والد علياء أن تكون العروس معنا هنا لكن عوف سيحتفل مع أبنائي أردت أن تكتمل
فرحتي ببحر وحور معهم أيضا ولكن لا بأس مادام المانع خيرا
أنا أعتبر هذا الزواج زواجا لأبنائي وبناتي فميس وجود وعلياء كلهم بناتي وأحببتهم
دائما كما أن عوف أحد أولادي أيضا فهوا الوحيد جيد السلوك معنا من أبناء أخوة شامخ
وافق غيث أخيرا وبعد جهد كبير من الجميع أن يثبت خادمات للمطبخ فقط على أن لا
يتعدين باب المطبخ ولا يرى إحداهن داخل القصر ولا تبات أي منهن في القصر فوافقنا
جميعا مكرهين يبدوا أن سببا ما وراء ذلك الرفض وحتى رنيم تعرفه وأصبحت توافقه عليه
أنا ووالدة ميس اليوم تخصصنا في رعاية الأطفال وحور المسكينة تتعذب فيهما معنا وتتنقل
رنيم وليان بين العروستان وهم يجهزونهم مع خبيرات التجميل والشعر
ميس تحتاج لوجود رنيم معها كي تجبرها على ما سيفعلون لها لأنها لم تعتد على حياتنا ولم
تتربى فيها وتريد أن تكون عروسا كالآتي هناك وكأنها مستيقظة من النوم
جود أيضا أصر زبير وبحر على أن تتجهز هنا ووالدتها معها منذ وصلت فبقيت حور تركض
خلف الخادمات وتراقب التحضيرات وأساعدها كلما سكت هذا الطفل قليلا لقد أصبح عمر شامخ
الآن ست شهور ونصف وقد ظهر له سنا واحدة وازداد معها صراخه على ما يبدوا , هههههه
ميس وزبير يتلمسان هذه السن كل يوم ويختليان بميسم خلسة عن أديم ليروا إن ظهر لها واحدا
حتى أنهما البساهما اليوم لباسان متشابهان تماما في الألوان وكأنهما تؤمان
الطفلان أصبح بإمكانهما الجلوس إنهما يكبران بسرعة
" حور بنيتي تعالي واجلسي قليلا سأذهب أنا لمتابعة التحضيرات "
قالت بابتسامة " لا عليك خالتي العاملون بشركة ترتيب الحفلات سيقومون بكل شيء لقد
اتفقت معهم وزبير منذ قليل وسننتقل لقاعة الأفراح هناك لنشرف على كل شيء "
قلت بسرور " باركك الله يا حور وأقر عيني برؤيتك عروسا لبحر "
نظرت للأسفل بخجل وقالت " شكرا لك خالتي "
تنهدت وقلت " لقد خشيت أن لا يسعد بحر يوما فمنذ علمت بما كان بينكما
وأنتي زوجة زبير وأنا أتعذب لأجله "
نظرت لي بصمت فقلت " لقد تمنيت حينها أني لم أعرف ذلك لكن الله عوضك وعوض بحر
المسكين الذي تشتت كل حياته بأن حقق له حلمه , حور بنيتي كوني له العوض عن كل ما عانى "
نزلت منها دمعتان مسحتهما وقالت " وأنا أحتاج لبحر ليكون عوضا لي عن كل ما قاسيته في
حياتي فكلانا سيجبر صدع الآخر ولن اتركه ما حييت "
كنت سأتكلم لولا أنني سمعت طرقات لأحدهم على باب المجلس وصوت يقول
" أمي هل أنتي هنا "
كان هذا صوت بحر نظرت لحور فأشارت لي أن لا أخبره أنها هنا وأن أخرج إليه ففعلت
وقفت عند الباب وقلت " نعم يا بحر هل تريد شيئا "
كانت عيناه تحاولان معرفة من في الداخل ثم نظر إلي وقال
" أمي من معك هنا "
قلت " هل هذا ما جئت لأجله "
قال بتذمر " أمي أجيبي الآن "
نظرت له بحدة وقلت
" بحر منذ متى كنت تسأل عن النساء وعن الموجودين معي لو سمعتك حور لغضبت "
قال بتذمر أكبر " أقسم أنها حور من في الداخل هيا أخبريها أن تخرج إلي "
قلت بضيق " بحر هذا لا يجوز كيف تطلب هذا هي ليست زوجتك حتى الآن وأنتما متفقان
على هذا حتى الزواج على حد علمي "
قال بذات الضيق " لما تحرمني من رؤيتها والتحدث معها كل هذا الوقت هذا ليس عدلا أبدا "
قلت بحدة " بحر استحي مني قليلا لم أعرفك هكذا "
تأفف وغادر متضايقا عدت للداخل ضاحكة فقالت حور
" ماذا أراد ولما كل هذا الضحك "
قلت " يبدوا أنك لم تتركي له مجالا اليوم "
ضحكت وقالت " هربت منه عدة مرات بأعجوبة فزبير يحاصره بشدة "
ضحكت وقلت " أعرف زبير جيدا وقد وقع بحر في قبضته سيكون
زواجكما قريبا لا أعلم لما كل هذا "
نظرت للأرض في حياء فقلت مغيرة لمجرى الحديث
" أين أصبحت العروستان "
قالت بابتسامة " يكادون ينتهوا منهما إنهما جميلتان جدا "
قلت بابتسامة " كم تمنيتك معهم اليوم "
قالت " زبير يصر بشدة حتى أنه حكم على عمي في كل ما يخص
زواجي والغريب أنه يطاوعه في كل شيء "
قلت بحنان " ليسعدكم الله جميعا كم تمنيت لو فرحت بغيث وأديم في يوم كهذا "
قالت بهدوء " أحمدي الله أنهم بخير وسعداء "
قلت بامتنان " حمدا لك يا رب , آه صحيح عليا تفقد زوجة نبيل لابد وأنها تعاني الأمرين من
ميسم فقد أصبحت تلك الطفلة حركية كثيرا "






















حور



















أحسست اليوم أنني أحتفل بزفاف شقيق لي من والداي وليس شقيق من الرضاعة فقط
أشعر بفرحة غامرة من أجله وحتى من أجل جود وميس وصهيب فقد عشت أياما كثيرة
مع هذه العائلة وعايشت فيها كل ما مروا به من عقبات في تلك الأيام فعامان مرا بي معهم
هنا وها أنا اليوم أشاركهم الفرح كما شاركتهم كل ذلك الحزن
كان اليوم من أكثر الأيام الشاقة التي مرت علي , رن هاتفي فكان زبير أجبت بترحاب
" مرحبا بعريسنا "
قال ضاحكا " حاذري من عينك أن تصيبني "
قلت بضيق " كنت أجاملك لأزيدك ثقة فقط "
ضحك وقال " أخرجوا لي عروسي ولا أريد منك أي دفعات تشجيعية "
قلت بتذمر " يالك من شقيق "
قال " هيا أخرجي يا شقيقتي الغالية علينا الذهاب لقاعة الحفل ورائك عمل كثير هناك "
قلت مبتسمة " فورا ولكن راقب لي الطريق جيدا "
ضحك وقال " لا تخافي لقد صرفته للتو هيا أخرجي "
أقسم أنني أموت شوقا له أكثر منه ولكن عليه أن يفتقد وجودي كي لا أكون عروسا عادية ثم
لا يجوز هذا أمام الناس وأمام نفسي وحتى أمامه لذلك عليا الهرب منه فلم يبقى سوى أسبوع على
زواجنا وصلنا الصالة نزلنا هناك توجهت للداخل وبدأت بمراقبة كل شيء والتحضير له وقد غادر
زبير لإحضار الهدايا من أجل طاولات المعازيم تنقلت بين الطاولات ووقفت عند باقات الورود
الكبيرة عندما سمعت صوت حداء زبير خلفي كنت أقف على طرف أصابعي بحدائي العالي
أحاول تثبيت أحدى الزهور حينما شعرت بيده تمسك يدي الأخرى أمسكتها بقوة وأنا منشغلة
بالزهرة وقلت " لقد تأخرت "
ثم سحبته معي قائلة " هيا علينا ترتيب الهدايا وتوزيعها حسب الألوان "
كان يتبعني في صمت , غريب هي ليست من عادة زبير وقفت فجئه شممت العطر بقوة
إنه ليس عطر زبير إنه ...
التفتت للخلف بسرعة فكان بحر أمامي وأنا ممسكة بيده نظرت له بصدمة وهوا يدقق في
ملامحي وشعري الملفوف وفستاني القصير العاري فقلت بصدمة
" بحر "
قال بهدوء وابتسامة " نعم بحر ويا ويل بحر اليوم "
تركت يده وتراجعت للخلف بضع خطوات فأقترب مني شدني إليه من ذراعي حتى ألصقني
بجسده وقال " حور لما تعذبيني بحرماني منك "
قلت وأنا أدفعه بيدي من صدره كي يبتعد
" بحر أتركني سيأتي زبير في أي لحظة ثم هذا لا يجوز ألا ترى أنني بدون حجاب وبهذه
الملابس بحر ابتعد وغادر فورا من أجلي أرجوك "
ترك ذراعي وقال وهوا ينظر لعيناي وأصابعه تلعب بخصلات من شعري تنزل على خدي
" حسننا من أجلك فقط أما لو كان الأمر لي لكنت سرقتك الآن وهربت بك , أحبك حوريتي "
وغادر وتركني بقلب يكاد يتفجر من كثر دقاته دخل حينها زبير توجه مسرعا نحوي وقال
" هل كان بحر هنا "
قلت " لا اعلم لا تقل أنه جاء "
التفت للخلف وقال " لقد رأيته يغادر المكان بسيارته ألم تريه "
قلت " لا "
قال بابتسامة " جيد أنه لم يرك هكذا لكان أصر على أن يكون زواجكم عند الغد أو يهرب بك "
ضحكت وقلت " هل تراه يجن ويفعلها "
قال ضاحكا " أجزم بذلك بل ولن ينام حتى الصباح "
نظرت للأرض بخجل فسحبني من يدي وقال
" هيا تعالي لنكمل العمل لتأتي العاملات للتوزيع أيتها الخجولة "












زبير

















كان اليوم شاقا وغامرا بالسعادة بالنسبة للجميع ولأن حور ستكون المشرفة على التحضيرات
فوجب عليا أن أكون أنا المساعد الأول لها وحارسا شخصيا لبحر أيضا لأبعده عن ساحة الحرب
هههههه هوا منزعج مني اليوم حد الجنون
تكفل أخوتي بكل ما يخص صالة الرجال واستقبال التهاني في القصر وها أنا أخيرا أنهيت مهمتي
أنا وحور وأعدتها للقصر وعدت حيث البقية وما أن دخلت حتى نظر لي بحر نظرة انتصار اقسم
أنه رآها لكن لما لم تعترف حور هل رآها دون علمها يا ترى أم أنها أخفت الأمر عني
جلست أنظر له ببرود فقد يكون هذا مجرد لعبة منه ولكنه كان هناك سأريه
نظرت له بضيق وقلت " لما عليك أن تأخذ أنت جود هي زوجتي أنا وليس أنت "
ضحك وقال " في أحلامك , جود شقيقتي ولن يأخذها من هنا أحد غيري "
قلت بحزم " وحور شقيقتي ولن تراها يوم زفافكم حتى الصباح "
نظر لي بصدمة فنظرت له نظرة تحدي فضحك أديم وقال
" أما أنا فكنت من أخذ ليان من منزلي لمنزلي هههههه وحدي دون مساعدات "
نظرنا جميعنا جهة غيث الذي كان يستمع للحديث من بعيد فنظر للجانب الآخر متجنبا للتحدث في
الأمر فضحكنا في صمت ولكنه رمانا بنظراته النارية فسكتنا ثلاثتنا همس بحر غامزا جهة صهيب
" إنه غاضب من غيث اليوم وكادا يتشاجران "
قلت بصدمة " ولما "
ضحك بحر وقال " لأنه هوا من سيأخذ ميس ويصر على إيصالهم للفندق أيضا "
ضحكت وقلت " لا أحسد صهيب على هذا "

لقد صرخت ميس وبكت بالأمس حد الجنون عندما أخبروها أن جدي من عليه أخذها وزفها
لزوجها وكادت تدمر لنا الدنيا ولم تهدأ حتى قال غيث أنه من سيتولى ذلك فقد هددت بصريح
العبارة أن الزواج لن يتم حينها يالها من حادة طباع أعانك الله عليها يا صهيب وأعانها عليك
لأنك لست بأقل منها وها هوا اليوم غاضب فهوا زوجها لما شقيقه من يأخذها
نظرت باحثا عن أحدهم وما أن وقعت عيني عليه حتى توجهت ناحيته من فوري وجلست
بجانبه وضحكت بخبث وقلت " العاقبة عندكم "
قال بضيق " أنا خطبت قبلك بكثير لما تتزوج قبلي "
ضحكت وقلت " هذا قدري وذاك قدرك "
لوا شفتيه باستياء وقال " ألم تحضر حتى الآن "
قلت " لا ليس بعد "
تأفف وقال " يبدوا أنها لن تأتي "
ضحكت وقلت " لا تقلق فلديها شقيقاك رهائن لابد وأن تحظر بهم "
تنهد وقال " كنت أود سرقة نظرة ولكن لا بأس فزواجنا قريب "
قلت بضيق " هيه جبير لا تنسى أنها ابنة عمي "
نظر للجانب الآخر وتجاهلني ابتعدت عنه وأمسكت بهاتفي , جود الحبيبة لم تغب ثانية
عن بالي اليوم ولو كان الأمر بيدي لدخلت لها الآن وطرت بها للفندق سأختبرها اختبارا
صغيرا اتصلت بها عدة مرات ولم تجب كنت أتوقع ذلك منها أرسلت لها رسالة كتبت فيها
( أجيبي على اتصالي يا بلسم )
لم تجب فأرسلت أخرى ( أجيبي علي برسالة أو فعلت مالا يعجبك )
أرسلت ( ماذا تريد مني يا هذا ألا يكفيك ما فعلت كاذب ومخادع وخذلتني لا أريدك
أن تتصل بي ثانيتا أنا متزوجة الآن وزوجي إنسان محترم لن أخونه ما حييت )
ضحكت وحضنت الهاتف يالا جود الحبيبة وفية في كل الظروف أرسلت لها
( لقد نقضتِ العهد إذا )
أرسلت ( بموافقتك أم نسيت ولا ترسل لأني لن أجيب )
جربت الاتصال بها فكان هاتفها مقفلا اقترب مني بحر وجلس وقال
" ما بك تحتضن الهاتف كالمجانين "
نظرت له بضيق وقلت " وما بك أنت تراقبني "
قال باستياء " جود اتصلت بي وقالت أنها ستتصل بي على رقم رنيم
وأن أكلمها عليه ماذا فعلت يا زبير "
قلت ببرود " زوجتي يا رجل أم نسيت "
قال مغتاظا " نعم زوجتك ولكني ما وافقتك على لعبتك تلك لتدمر مشاعر شقيقتي
لقد كان صوتها سيئا جدا ولم يعجبني يبدوا أنها بكت كثيرا "
نظرت له بصدمة وصمت فقال " زبير إياك وإغضاب جود مهما حدث بينكما أعرفك جيدا تحب إغاظة
من تحبهم فجود حساسة للغاية ولكي تكسبها زوجة لك كل العمر تعامل معها كقطعة الزجاج الثمينة "
قلت بابتسامة " لا تخف يا أخي وإن اشتكت لك يوما فخدها مني ولكن عليك قتلي أولا "
ضحك وقال " أخشى أن تقتلني أنت "

ثم غادر وتركني , آه جود حبيبتي موعدي معك الليلة





















صهيب

















غيث المجرم ذاك سأريه وميس كيف توافق على هذا هل هي غابة , لا أريد إزعاجها يوم
زفافنا لكني لن أنساها لهما أبدا , تلك العنيدة ما في الأمر لو أن جدي زفها لي هوا جدها
وإن لم يعتذر منها من أجل والدها وجدي أخطأ أيضا
كنت أتأفف بتذمر طوال الوقت فجلس عوف بجواري وقال
" ما بك يا رجل من يراك يضنك مكره على الزواج "
قلت بضيق " لا يعجبني شيء مما يحدث سوى أن ميس زوجتي "
ضحك وقال " وهذا المهم "
قلت باستياء " تبدوا لي منبسطا جدا "
تنهد وقال " أحاول أن أكون كذلك فأي سعادة ستحل بي يا صديقي ووالدي مسجون وأخوتي
لم يحظر منهم أحد وكلاهما خارج البلاد ووالدتي غاضبة مني وعلياء ستزف لي دون حفل
ولابد وأنها مجبرة على الزواج بي "
نظرت له وقلت بهدوء " آسف يا عوف لم أقصد تقليب مواجعك علياء فتاة رائعة وستجد
السعادة معها وستعوضك عن كل ما فات من حياتك وقاسيته "
ابتسم وقال " إذا هيا ابتسم وفك هذه التكشيرة كي لا تلتصق بك وتدخل بها على
عروسك فتظن ميس أنها لم تعجبك "
ضحكت وقلت " سوف تعاقبني حينها عقابا عسيرا "
ضحك وقال " وستكون تستحق ذلك "
رن هاتفه فوقف وقال " عليا المغادرة لأخذها والتوجه للمنزل "
قلت " لما لا تأتي بها هنا "
قال " لا يمكنني فعل ذلك قد نتسبب في مشكلات نحن في غنى عنها "
وقفت واحتضنته وقلت " مبارك لك يا عوف لا تنسى أن تكون لطيفا معها "
قال بابتسامة " شكرا لك يا صهيب ولا تنسى زيارتنا أنت وميس قبل أن تسافرا "
وخرج مغادرا مسكين عوف لم يحضا حتى بحضور أهله يوم زفافه وعلياء ليست بأقل
منه فلم تحظى بحفل كغيرها أتمنى أن يكونا على وفاق
جلس بحر بجانبي فهوا لم يفارقني اليوم إلا قليلا وهمس قائلا
" كم أحسدكم لما فعل بي شقيقك ذلك "
ضحكت وقلت بذات الهمس
" اصبر قليلا يا رجل لقد صبرت وعانيت الأمرين كله أسبوع واحد فقط "
تنهد وقال " أنت لا تعلم ما أشعر به لكنت عذرتني يالي من غبي هل كان عليا أن أراها "
نظرت له بصدمة فضحك وقال
" من الجيد أن زواجنا ليس اليوم لكانت حور أفسدت على عروستيكما بجمالها "
قلت بضيق " ما تعني بذلك هل ترى ميس قبيحة "
قال مدافعا " لا لا لم أقصد ميس وجود جميلتان دون خلاف في الأمر "
ثم غمز بعينه وقال " ولكن حور أجمل لا تنكر "
ضحكت كثيرا وقلت " بل كنت حينها أنا من سأفسد عليك فكل الأضواء ستوجه
إلي , لا أعلم كيف أحبتك فتاة بجمالها الخارق "
قال بضيق " بائس من تظن نفسك سأدخل أديم معكم وسترى أي أضواء ستسلط عليك "
ضحكت وقلت " لا كله إلا أديم فلن يروا أحد حينها حتى العروسان هل
ستدخله بكل هذه الأناقة على النساء "
ضحك وقال " لا تخف فزوجته هددته "
ضحكنا سويا وانظم إلينا البقية وأمضينا الوقت حتى جهزت العروستان لننتقل لصالة الحفل



















علياء





















لقد صعقني والدي حين قال لي مباشرة أن زواجي من عوف سيكون الأسبوع القادم قد أكون
تخلصت من كبار السن والمتزوجين ولكن عوف قد يحقد عليا بسبب رفضي الدائم له ولكن لما
طلبني من والدي إذا قد يكون انتقاما مني أو بسبب ما حدث مع عمي جسار فلن يزوجه أحد
غير والدي كم أتمنى أن يمضي هذا اليوم على خير
" علياء هيا زوجك جاء لأخذك "
وقفت واحتضنتها بدموع فقالت
" توقفي عن البكاء يا غبية ستفسدين الماكياج "
قلت ببكاء " زمرد سأشتاق لك أعتني بنفسك "
مسحت دموعها وأبعدتني عنها فتوجهت لوالدتي وارتميت في حضنها باكية فمسحت
على رأسي وقالت " سماح وأبنائها يعيشون السعادة ويتعسوننا نحن "
قلت مبتعدة عنها " وما دخلها في ذلك "
قالت بغضب " توقفي عن الدفاع عنهم لا أعلم لما تحبينهم وحتى زوجك هذا
كان مثلك دائما ما أشرفه من زواج "
قلت بضيق " أمي لما تقولين هذا هوا زوجي الآن وابن عمي ولم يخطأ يوما في حقنا "
نظرت للجانب الآخر باستياء فلبست عباءتي وغطاء الرأس وأنزلتني زمرد للأسفل حيث
والدي وعوف أما إساف فلم يكن مرحبا بكل هذا الزواج وقد خرج منذ الأمس ولم يرجع
حتى الآن , زمرد ألغي زواجها بذاك الرجل وهذا ما يهون عليها الأمر وقد تلقت درسا
جيدا مما حدث لها بعد أن تسرعت وخسرت زبير وكادت تكون زوجة لرجل متزوج
من اثنتين وكانت لن تكون هي الزوجة الأخيرة بالتأكيد
وصلنا للأسفل فسمعت عوف يقول لوالدي
" أعذرني يا عمي فعلينا المغادرة لأننا سنسافر غدا باكرا "
قال والدي " إذا على بركة الله وأوصيك خيرا في ابنة عمك يا عوف فعلياء ابنتي وأعرفها
حقها مهضوم منذ كانت صغيرة ولا تعرف سوى الصمت عن الأذى فكن رحيما بها "
قال عوف " لا تخف يا عمي ولا توصيني بها كن مطمئنا "
شعرت بيده تمسك كتفي مساعدا لي على السير وخرجنا وركبنا السيارة وانطلقنا حتى وصلنا
المنزل في صمت قاتل وعند دخولنا وصله اتصال فأجاب من فوره ضاحكا وقال
" علمت أنك ستفعلها إن اتصلت ثانيتا أفسدت عليك ليلتك "
ثم ضحك وقال " نعم نعم وداعا "
يبدوا انه صهيب أو زبير تنفست بقوة أمسك بيدي وصعدنا السلالم ثم دخلنا لحجرة أقفل
بابها خلفنا ثم رفع الغطاء عن وجهي نظر لي مطولا في صمت وأنا عينيا أرضا من شدة
الخجل قبل رأسي ثم رفع وجهي دقق مطولا في ملامحي فنزلت دموعي دون إرادة مني فقال
" علياء هل أنتي مجبرة على الزواج بي "
نظرت لعينيه ثم هززت رأسي وقلت " لا لست مجبرة "
ولم أخبره أن والدي لم يأخذ رأيي أبدا فقبلني على شفتي بسرعة وغادر الغرفة مسحت دموعي
يالي من غبية هل كان هذا وقت الدموع ولكنني خفت حقا من ردة فعله توقعته حينها سيصفعني
أو سيبصق على وجهي لكن حمدا لله هذا هوا عوف لم يتغير شاب مهذب ولطيف أنا من كنت
غبية دائما ولم أعرف أين أوجه مشاعري
غيرت ثيابي وارتديت فستانا قصيرا قرمزي اللون بحمالة واحدة وفككت تسريحة الشعر لتنزل
لفافاته على ظهري وأكتافي غيرت من الماكياج قليلا وخرجت وجدته يعد طاولة الطعام نظرت له
مطولا في صمت , عوف ليس أفضل حالا مني فلم يحتفل معه أحد من عائلته عليا أن لا أفسد هذه
الليلة اقتربت منه ببطء وقفت خلفه وقلت بهدوء
" هل أساعدك "
التفتت إلي نظر مطولا لجسدي ووجهي وشعري فابتسمت وقلت
" ألا يعجبك "
ابتسم وقال " بلى يعجبني ولطالما كنتي تعجبينني "
قلت بحياء وعينيا أرضا " اقسم أن أسعدك ما حييت "
رأيت يده ترتفع ثم أمسكت بخصري وقربني إليه وحضنني برفق وقال
" وأنا سأسعى جاهدا ليحصل ذلك , علياء هل أنتي سعيدة حقا "
قلت ببكاء " نعم كثيرا جدا "
أبعدني عنه وأمسك وجهي وقال " ولما البكاء إذا "
قلت بشهقة " خشيت أنك غاضب مني "
قال باستغراب " ولما أغضب منك فما فات قد مات وعلينا أن لا نذكره "
ابتسمت وقلت " سأفعل كل ما في وسعي لأكون زوجة صالحة لك طول العمر "
ابتسم وقبلني بعمق ثم سحبني من يدي وقال
" هيا تعالي لنتناول أول وجبة عشاء لنا في عش الزوجية "
ضحكت وقلت " ولن تكون الأخيرة "

حمدا لله كم حملت هم هذه اللحظات وهذه الليلة لقد كان لطيفا معي طوال الوقت وتعامل مع كل
الأمور برفق مراعيا لي وكانت ليلة جميلة مرت على خير أخيرا





















ميس































كم كان هذا اليوم متعبا وخبيرات التجميل ينهشونني كالكلاب كل واحدة تمسكني من جانب لا
اعلم لما كل هذه الكلفة وصهيب لا يتوقف عن إزعاجي باتصالاته لقد هددته إن فعلها مجددا ودخل
هذه المرة لغرفتي فلن أغادر معه كما هددت رنيم أيضا وبعد عناء طويل أنهين عملهن أخيرا
وقفت فقالت ليان " رائع كم أنتي جميلة يا ميس "
ابتسمت وقلت " شكرا لك يا ليان "
قالت " ما رأيك لو تحملين ابنتي ستكونان ثنائيا رائعا "
ضحكت وقلت " سيرميها صهيب حينها خارج القاعة في رمية واحدة "
ضحكت وقالت " لا لا لا سأطلب ذلك من جود إذا خذي أنتي شامخ "
ضحكت كثيرا وقلت " سيفسد الزفة كلها بصراخه "
وقفت أمام المرآة لأنظر لخارطة الألوان التي على وجهي كان الماكياج كثيرا جدا ولكنه
رائع وتسريحة الشعر ضمت بها شعري كله للأعلى في تداخلات غريبة ومدهشة وقد
صبغته بالون الأسود من أجل التغيير وقد غير في شكلي كثيرا رغم غرابته مع العينين
الزرقاء ولكنه أبرز لونهما كثيرا الفستان كان من تصميم المصممة ذاتها التي صممت
فستان العقد ولا تحتاج لتوصية في العري فهوا بدون أكمام ولا حمالات باللون الأبيض
ومطرز بالذهبي وحتى الطرحة كذلك وعند الخصر شكل التطريز يشبه الفراشة نازلا
للأسفل , أحضرت رنيم الغطاء ودخلت وقالت
" يااااه ما كل هذا يا ليلة صهيب الليلة "
ضحكت وقلت " ها قد فعلت كل ما تريدينه "
اقتربت مني وضعت الغطاء على راسي وقالت وهي تربطه من الأمام
" ستري إن لم تشكرينا , هيا بسرعة فغيث ينتظر في الأسفل سنأخذك معا "
رفعت غطاء الرأس وقلت " أين هي والدتي لم أرها منذ وقت "
قالت بابتسامة " إنها تبكي في الأسفل فلم تنشف عينيها اليوم أبدا "
ابتسمت بحزن ونزلت دموعي وقلت
" حبيبتي أمي كم تمنت أن تراني عروسا "
قالت رنيم بانزعاج
" ميس يا غبية ستفسدين كل شيء ستعيشين معها هنا فلما كل هذا الفيلم الهندي "
ضحكت وقلت " حسننا لن أبكي ولكن أين ابني لأودعه هنا فلا يمكنني الاقتراب منه هناك "
أمسكتني من خصري وغطت لي رأسي وقالت
" هيا بسرعة فلم يبقى إلا أن تحتضني الجدران مودعة لها "
نزلت بمساعدتها للأسفل احتضنتني خالتي بحب وقالت " ميس يا ابنتي لن أوصيك على صهيب
وكما قلت له عليكما نبذ الخلافات الدائمة فالحياة تحتاج للكثير من التنازلات لتسير بتفاهم "
قلت بهدوء " سأحاول "
ضحكت وقالت " لا فائدة ترجى منكما ما يطمئنني حب صهيب الشديد لك "
ابتعدت عنها وقلت بضيق
" هل تعني أنه لو كان الأمر علي لفسدت حياتنا أم أني أنا لا أحبه "
قالت بصوت مصدوم " لا يا ميس لا تفهميني خطأ "
رفعت الغطاء قليلا وقلت " أين هي والدتي "
اقتربت أمي مني فحضنتها بحب وقبلت رأسها وقلت
" أمي لما كل هذا البكاء ماذا أبقيتي لنهاية الحفل "
ضحكت من بين دموعها وقالت
" حمدا لله أني رأيتك عروسا وكما تمنيت دائما لأحد أبناء عائلتك "
قلت بضيق " من ورائي كنتي تتمنينها "
قالت ضاحكة " لو علمتِ بي حينها لقتلتني "
غطيت وجهي وقلت باستياء " لا بأس فأنا السيئة دائما "
اقترب غيث وقال
" بسرعة سنتأخر بحر ينتظر في الخارج لأخذ شقيقته ونمضي معا "
وكزت رنيم وقلت " أين حور "
ضحكت وقالت " هربت من جود منذ فترة فهما لم يتقابلا طوال اليوم "
أخرجاني غيث و رنيم ووالدتي كانت معنا أما خالتي فسترافق بحر وجود ووالدتها
وصلنا القاعة جميعا أدخلني غيث أولا وبغطائي طبعا لتدخل جود بعدي أوصلني عند
المنصة ثم خرج كانت الزفة جميلة جدا وكأن غيث هوا زوجي هههه اقتربت مني
رنيم وأزالت الغطاء عني كانت القاعة كبيرة بشكل مخيف والحاضرات بعدد خيالي
من جميع الأشكال والأحجام همست لرنيم قائلة
" ألست وغيث نليق ببعض اليوم "
نظرت لي بصدمة ثم قالت بضيق
" أي تليقان إنه أكبر منك بقرابة العشرين عاما "
ضحكت وقلت " لا بأس بذلك "
قالت بحدة " ميس ستري إن لم أخبر صهيب "
ضحكت وقلت " سأنكر ذلك طبعا يا غيورة "
تنهدت وقالت " كم تحبين تقليب المواجع علي يا ميس ألم تجدي غير غيث
كم تمنيت هذا اليوم وتلك اللحظة التي أدخلك فيها "
قلت بهمس حزين " أنا آسفة حقا يا رنيم فلم أفكر في هذا "
ابتسمت وقالت " لا عليك يا ميس "
أرسلت رسالة من فوري لزبير فأنا أعرفه صاحب أفكار جنونية وقد أعطتني رنيم هاتفي
بأعجوبة , كانت أعين الجميع ترصدني فتاة العصابة تتزوج اليوم لو أن جود تدخل بسرعة
غطتني رنيم وغادرت جهة المعازيم بعد لحظات سمعت صوت زفة جود ووصلت خطواتها
وشقيقيها بقربي ووضع غطائها ورحلا لو كان لي شقيق أو والد الآن لفعل ذلك آه حمدا لله على
كل حال رفعت الغطاء عني بمساعدة ليان التي صعدت لنا ثم جلست ونظرت لجود وقلت بابتسامة
" لم أتصور أننا سنجتمع هنا "
ابتسمت وقالت " ولا أنا "
تبدوا لي جود حزينة أو غير مقتنعة زبير المحتال ذاك كم يعشق المقالب
بعد حفل طويل مرهق ومتعب هنأنا فيه عدد خيالي من النساء الآتي لم أعرف فيهن أحدا غير بنات
عم حور ووالدتهم وابنة عم والدي غطتني رنيم ليدخل بحر ويزف جود لزبير الذي سيدخل بعده وأنا
كنت مجرد مستمع فقط بعدها أزالت رنيم الغطاء عني وأوقفتني استغربت ذلك فلما تزيله وغيث سيدخل
بعد لحظات دخل الجد بمساعدة صهيب نظرت لهما بصدمة هل يضعانني في الأمر الواقع أمام الناس
أم يحسبون أنني سأخجل من هذا الحضور لقد جنوا على أنفسهم
اقتربا مني ساعده صهيب على الصعود ونزل من فوره وقف أمامي وعيناي أرضا
ودموعي ملأت أطراف الفستان فقال
" ميس سامحيني يا ابنتي "
قلت ببكاء " أطلب من ابنك أن يسامحك إن استطعت فهوا من مات والحسرة تأكل قلبه أكلا "
تنهد وقال " لقد أخطأت ومنكم السماح "
لم أزد كلمة واحدة ونزلت بمفردي من المنصة بغضب حاملة غطائي في يدي وتجاوزت
حتى صهيب سيرا على البساط والكل مندهش لما يحدث من توقف الجميع عن الحديث
وكأن القاعة لا يوجد بها أحد تبعني صهيب أمسك يدي وقال
" ميس توقفي هل جننتي "
قلت هامسة ببكاء " هل تضعونني أمام الأمر الواقع يا صهيب لما تفسدون عليا حتى
يوم زفافي لماذا لا أسعد أبدا "
لم يتحدث ولكنه سحبني لحظنه وطوقني بيديه بقوة فسمعت صوت تصفيق الحاضرات
وتصفيرهن مشجعات فقال صهيب
" لقد طلب هوا ذلك هل نكسر بخاطره "
قلت ببكاء " لا أريده لا أريد "
مسح على ظهري وقبل رأسي وقال
" حسننا توقفي هيا لقد أصبحنا فرجة للجميع "
ابتعدت عن حضنه محاولة مسح دموعي فقبلني على خدي وغطى رأسي وجسدي جيدا
وخرج بي خارجا بين التصفيق الحار صهيب المجنون هذا لا يتوقف عن جنونه أبدا
ضننت أن الأمر لن يتعدى والدتي ووالدته ولكنه تخطاهم بكثير
وصلنا الفندق في صوت شهقاتي طوال الطريق وصهيب يحاول تهدئتي دون جدوى صعدنا
لجناحنا أدخلني الغرفة أزال اللحاف عني ثم قال
" ميس متى ستتوقفين عن البكاء "
ارتميت على السرير وانخرطت في بكاء طويل وشديد جلس بجانبي يمسح على ظهري وقال
" ميس حبيبتي لما كل هذا "
قلت بنحيب " لما ... وتسأل لما , هذا لأنك لا تشعر بي أبدا ولا أحد يشعر بما
أشعر ألم أرفض ذلك لما فعلتموه لما "
قال بغيض " أخبرتهم أن الأمر لن ينجح ولن أجني منه إلا التعب ووحدي
من سيخسر وها هوا حدث ما قلت "
جلست وقلت " لم أتوقعها منك في ليلتنا هذه لماذا وافقتهم على ذلك الأمر "
قال بضيق " كنت واحد ضد الجميع من كان سيأخذ برأيي ميس لقد كان يريد
الاعتذار منك أمام الجميع لما خذلته "
قلت ببكاء " أنا التي خذلته الآن وماذا عني لما لم يفكر أحد بي أين كان عندما اتهمني
أبنائه بالخزي والعار أمامه وهوا ساكت وأين كان عندما طردوا ابنه وسجنوه "
امسك وجهي وقال " حسننا امسحيها في وجهي هذه المرة ولن يتكرر ذلك "
قلت بحزن " لقد مضى الحفل وانتهى ولن يتكرر أيضا لما تفسدون فرحتي دائما "
قال " سنعيد الحفل أيضا فقط توقفي عن كل هذا البكاء "
قلت باستياء " إنها عين رنيم الحسودة لقد حسدتني وأفسدتها عليا "
ضحك وقال " وما دخل رنيم بما حدث "
قلت بضيق " لو كنت مثلها لاتصلت بزبير الآن ليلغي كل شيء لكن لا بأس
من أجل غيث وليس من أجلها "
نظر لي باستغراب وقال " لا افهم من هذا شيئا "
قلت بضيق " لا تتحدث معي أنا غاضبة منك ومنهم جميعا "
قال بصدمة " اغضبي منهم كما تشائين أما مني أنا الليلة فمستحيل "
وقفت وقلت بضيق " هيا أخرج أريد تغيير ملابسي ثم .... "
وقف واضعا يديه في وسطه وقال بحزم " وثم ماذا "
قلت ببرود " ثم أنام "
خرج منزعجا وأغلق الباب بقوة هذا لكي يتأدب سأريهم جميعا أعلم أنه سيعود عما قريب
استحممت وغيرت ثيابي ارتديت فستانا من الحرير الطويل بالون الوردي فقد حكم عليا
أن تكون جميع ملابسي بهذا اللون , الرجال يحتكرون المرأة ويتحكمون بها في كل شيء
فتحت تسريحة الشعر ونزل متموجا على ظهري حتى الخصر أمسكته من الأمام بقوس
شعر فضي اللون ونزلت بضع خصلات منه من تلقاء نفسها
مصففة الشعر الغبية تلك لقد جدعت لي غرتي , جلست طويلا وانتظرت ولم يأتي رغم
انزعاجي منه لا أريد إغضابه مني كما فعلوا بي خرجت بحثا عنه ولم أجده بأي مكان هل
خرج وتركني هنا وحدي توجهت للشرفة فتحتها فكان في الخارج يقف مستندا بمرفقيه على
حافة الشرفة ينظر للأسفل فقلت بهدوء " صهيب "
نظر لي وعاد كما كان ولم يجب فقلت
" لما تغضب مني الآن أنا من يحق له ذلك "
لم يجب أيضا فقلت " الجو بارد هنا ستمرض "
تجاهلني تماما وتوجه لطرف الشرفة دخلت للداخل توجهت للغرفة بكيت كثيرا ثم نزعت
الفستان ورميته بطول يدي على الجدار ليسقط أرضا ثم ارتديت بيجامة قطنية زهرية
اللون ببنطلون قصير يصل للركبة وقميص يصل طوله عند حافة البنطلون وله حمالات
عريضة وكتابة حمراء في المنتصف ولممت شعري كله للأعلى مثل ذيل الحصان ونزلت
غرتي متدرجة على طرف وجهي نظرت للمرآة كنت كطفلة في العاشرة تماما نظرت
للخلف فوجدت الفستان مرميا على الأرض عدت للسرير ارتميت عليه وعددت للبكاء
بعد لحظات قليلة سمعت صوت باب الغرفة يفتح وتوجهت خطواته نحوي جلس بجانبي وقال
" ميس هيا توقفي عن البكاء واجلسي "
جلست أمسح دموعي فشدني لحظنه وطوقني بيديه وقال
" حبيبتي أنتي يا ميس ودموعك غالية على قلبي "
قلت وقد عدت للبكاء من جديد
" لما غضبت مني ما الذي فعلته أنا "
قبل رأسي وشد يديه عليا بقوة وقال
" آسف حبيبتي كان عليا أن ابتعد قليلا كي لا أفرغ موجة غضبي فيك "
لففت يداي لظهره وشددت قميصه بقبضتي بقوة وقلت
" لا تغضب مني لقد جرحتموني كثيرا بما فعلتم وأفسدتم زفتي "
ضحك وقال " كان مشهدا رائعا وأنتي تزفين نفسك بنفسك "
ابتعدت عنه وقلت باستياء " أراك منبسطا بذلك "
قرص خدي وقال " لما رميتي الفستان على الأرض "
أبعدت يده وقلت " لم أعد أريده لقد كرهته ولن البسه ما حييت "
ضحك وقال " وهل ستفعلين ذلك مع كل الثياب كلما تشاجرنا "
قلت بحزن وعينيا للأسفل " لا فهذا ارتديته من أجلك "
أمسك يدي قبلها وقال " إذا سنرميه وسأشتري لك غيره "
ثم مرر يده على ظهري ببطء حتى لفها حول خصري وقبل عنقي فابتعدت عنه وقلت
" ألسنا متعبين قليلا "
أقترب وقال بابتسامة " لا لست متعبا إطلاقا "
قلت وأنا أقف مبتعدة " ولكنني متعبة لما لا ننام الآن "
وقف ووضع يديه وسط جسده وقال بحدة
" ميس لا تجعليني أغضب منك مجددا "
صعدت واقفة فوق السرير حافية القدمين وقلت
" لما لا ندع كل شيء للغد "
لف من الجانب الآخر القريب لي من السرير وهوا يقول
" ولا ثانية أخرى بعد أعرفك جيدا في الغد ستكررين هذا مجددا "
قفزت للجهة الأخرى وقلت ضاحكة
" اسمع سوف أصرخ فابتعد عني "
ركض لجهتي قائلا " في أحلامك يا طفلتي "
ركضت هاربة فأمسك بي من خصري وحملني جهة السرير ورماني عليه فقلت بصراخ
" صهيب انتظر قليلا لنتفاهم على أمر مهم أولا "
حاصرني بيديه واضعا لهما على السرير كل منهما في جانب ووجهه مقابل وجهي وقال
" نتفاهم في أي أمر إلا هذا "
حاولت الصراخ لكنه كتم صرخاتي بقبلاته ولم يكترث لي أبدا

عند الصباح تسللت بخفة من السرير وتوجهت للحمام استحممت وارتديت فستانا أسود قصيرا
بنقوش زهرية اللون طبعا وسرحت شعري
وقفت عند الشرفة وفتحت الستائر أشاهد منظر البحر شعرت بأصابع تتخلل بين أصابعي فابتسمت
ونظرت لصورته في الزجاج تسللت يديه الأخرى لخصري وسحبني إليه فقلت بضحكة
" صهيب يكفي ارحمني "
ضحك ورفعني بيديه وقال " أروع ما فيك أنك نحيلة وقصيرة "
قلت بضحكة " وأنك عملاق "
رماني على السرير وقال " لست عملاقا سوى بجانبك "
رن حينها هاتفه تأفف وضحكت بخفة وتسللت مبتعدة من تحته أمسكه وأجاب متذمرا
" نعم "
ثم قال بضيق " ليس لدينا واحدة اسمها ميس "
صرخ ضاحكا " لاااااااااااا , وداعا "
نظرت له بصدمة فباغتني وامسك بيدي وسحبني إليه قلت وأنا أحاول التخلص منه
" من كان يريدني "
قال وهوا يشدني لحظنه " دعينا من ذلك الآن "
قلت بضيق " صهيب اتركني وأعطني هاتفي لما تغلقه "
قال بهمس " أشششششششش "


































الجزء التاسع والأربعون والأخير


























جود




























لا اصدق أن هذا اليوم يوم زفافي , وكأنني أشاهد مسلسلا وسينتهي وأعود لمنزلنا
وعائلتي فلم أتخيل يوما أن أتزوج أحد أشقاء بحر وزبير تحديدا , لا اعلم لما أرادني أنا
زوجة له لما ترك حور وتزوجني لقد بكيت البارحة كما لم ابكي من قبل , بحر أثنى على
زبير كثيرا كما أنه أحظر لي جهازا غير جهاز بحر لي وغضب بحر منه كثيرا لولا حبي
الفاشل ذاك لكان تقبلي للأمر أكثر يسرا وسهولة حمدا لله أنني لم ألتقي به لكان الأمر أصعب
من الآن , هه وهل أسمي كل هذا غير تعلق
نحن هنا منذ الظهيرة وخبيرات التجميل لم يفارقوني إلا وقت الصلاة أرسل لي ذاك الخائن
رسالة ألم يجد غير اليوم ليرسل رسائله لقد حررني من وعده ليعود الآن ويلقي باللوم علي
لابد وأنه شعر بالملل ويريد أن يتسلى معي بكذباته ويضنني سأصدقه من جديد لقد أغلقت هاتفي
وسأغير رقمي نهائيا ولن يجدني بعد اليوم , ضننت الأمر انتهى على ذلك ولكن دموعي بدأت
بالنزول دون توقف وأربكت المزينة كثيرا من كثرة بكائي لقد افسد عليا ليلتي أفسد الله عليه حياته
انتهت أخيرا أوقفتني وقالت " جميلة جدا هيا انظري لنفسك في المرآة "
وقفت أمام المرآة كان الفستان سكري اللون مطرز ومزركش بالأبيض ليكون خلافا لفستان ميس
طرف من أعلاه له كثف وطرف بحمالة رقيقة من الكريستال فقط موصولا به سلاسل من الكريستال
الفضي تلتف حول ذاك الكتف وحول الخصر بشكل بيضاوي وذيل طويل وورود بيضاء صغيرة
منتشرة فيه بعشوائية لقد غيروا لون شعري من الأسود للبني الفاتح مع خصلات ذهبية وقد قامت
بلفه وجمعه ورفعه بطريقة غريبة ومدهشة كنت أنظر لنفسي وأقول أيعقل أن تكون هذه أنا لقد تغيرت
كثيرا حتى أني لم أعرف نفسي نظرت للخلف بحثا عن والدتي فوجدتها تجلس مكانها وتنظر لي
وتمسح دموعها توجهت ناحيتها وحضنتها ببكاء كم سأشتاق لها ولهذا الحضن الدافئ لما على الفتيات
الزواج من المفترض أن يزوجوهن منذ ولادتهن وتربينهن أمهات أزواجهم كي لا يقفوا مثل هذا الموقف
دخلت رنيم وقالت بغضب
" جود ما كل هذا البكاء لن نجد وقتا لنعدل الماكياج من جديد "
ثم شهقت بدهشة ما أن نظرت باتجاهها وقالت
" جود ما أروعك ما كل هذا الجمال أنتي وميس ستبهران الحاضرات جميعهن فكل
واحدة منكما أجمل من الأخرى "
ثم سحبتني من يدي وقالت " هيا بحر سيدخل بعد قليل فنحن سنخرج الآن أنزلي للأسفل فورا "
نزلت أنا ووالدتي لم يكن هناك أحد غير خالتي حضنتني وباركت لي وقالت بفرح
" جود كم أنا سعيدة أنك زوجة لأحد أبنائي ليكن زبير في عينيك صحيح أنه مشاكس وكثير
السخرية ويهوى استفزاز الغير لكنه طيب القلب ومحب لك كثيرا فأرعه واجعليه في عينيك "
نظرت للأرض بحزن وقلت " نعم سأفعل "
دخل حينها بحر نظر لي بدهشة وابتسامة ثم حضنني وقال " ما كل هذا الحسن كنتي تشبهينني
أما الآن فصرتي أجمل , مبارك يا شقيقتي الغالية ها قد تخلصت مني أخيرا "
قلت ببكاء " ليثني أبقى تحت رعايتك طول العمر فأنت لست كأي شقيق ولا حتى زوج "
همس ضاحكا " لو سمعك زبير لرمى بي خارجا وقطع لسانك هيا فغيث ينتظرنا "
غطاني وأخرجني ركبنا السيارة جميعنا وحتى مازن معنا فقال بحر بمرح
" أنظروا نحن أسعد حظا من تلك السيارة فوالدتي معي ووالدة جود معها سوف نسبقهم الآن "
وانطلق مسرعا وتخطى سيارتهم حتى كاد يوقع قلوبنا فقالت والدته بغضب
" بحر ما بك جننت فجأة هذه ليست عادتك يبدوا أن زبير قد عداك اليوم "
ضحك وقال " لن تكون شقيقتي في الخلف أبدا "
زبير هذا يشتكي الجميع هنا من مشاكسته ومقالبه أتمنى أن لا يهدي لي مقلب منها الليلة
وصلنا قاعة الحفل أنزلني بحر ثم أدخلني هوا ومازن ورفع الغطاء عني وأوصلني حتى المنصة
قبل رأسي وحضنني ثم حضنني مازن ونزلا وبحر واضعا يده على كتف مازن يحدثه مبتسما وما
أن اختفيا خارجا حتى صعدت ليان لنا وأجلستني وساعدت ميس في نزع غطائها هذه الأغطية مزركشة
وطويلة وثقيلة جدا والقاعة كانت فخمة للغاية بعد وقت رأيت حور بين الحضور صعقت لرؤيتها هنا حتى
كاد يغمى علي , لما حضرت اليوم يا ترى نظرت لها مطولا وهي تنظر لي ثم وقفت وتوجهت ناحيتنا
صعدت لنا فوقفت من فوري ونظرت للأرض وقلت
" حور سامحيني أقسم أنك كنتي المفضلة لدي وأنني لم أتزوج زبير إلا لأنني لم أكن أعلم من
يكون وإلا ما كنت لأفعلها وأوافق عليه "
حضنتني وقالت " لا عليك يا جود فزبير لم يرد غيرك زوجة وأنا لست غاضبة منك ولا منه مبارك
لك يا صديقتي فأنتي وزبير تستحقان كل الخير "
ثم نزلت وتركتني جامدة كالتمثال أنظر إليها بصدمة وكأنني في حلم أم أن حور ليست إنسانة
طبيعية بتاتا , عند نهاية الحفل دخل بحر وزبير لإخراجي كان يرتدي البذلة السوداء وربطة العنق
كان مختلفا ووسيما كعادته ترى لما تركته حور ما ينقصه لتنفصل عنه , وصلا عند منتصف الطريق
ووقف زبير ليتابع بحر سيره حتى صعد لي وأنزلني ممسكا يدي للأمام حتى أوصلني عند زبير ووضع
يدي في يده وقال له " زبير لا تنسى ما أوصيتك به "
ضحك زبير وقال " لقد نسيت هلا أعدته "
قال بحر بضيق " زبير هذا ليس وقت مزاحك "
قال " حسننا حسننا هيا أخرج قبل أن يغضب منك أحدهم ظننا منه أنك تتعمد البقاء ليرينك الفتيات "
ضحك بحر وخرج وتقدمت منا والدة زبير ووالدتي باركا له وحضناه ثم ابتعدا وجاءت حور
لتضربني بسهم من سهامها الغريبة اليوم فاحتضنت زبير وقالت
" مبارك لك يا زبير كن رفيقا بجود فهي صديقتي "
قال وهوا يشد من احتضانه لها
" شكرا لك يا حور ولكن لما الجميع يوصيني بها أوصوها بي ولو مرة واحدة "
ضحكت ثم ابتعدت وعيناي يتبعانها بصدمة ترى أمازالت زوجته ولكن لما تزوجني إذا , هل حور
تعاني مرضا ما أو أنها لا تنجب الأبناء أنا لا أفهم شيئا من هذا , نظرت لزبير للمرة الأولى بصدمة
فأمسك وجهي وقبل جبيني ثم قال " مبارك لك ولي يا جود "
قلت " ولكن حو ..... "
قاطعني قائلا " سنتحدث لاحقا "
غطاني وسار بي للخارج وأنا في بحر من الحيرة والتيه ولا أفهم شيئا مما يجري ركبنا السيارة
ووصلنا الفندق وصلنا الجناح أدخلني للداخل عند الردهة وكشف عن وجهي نظر لي مطولا وقال
" كم أنتي جميلة يا جود كنتي دائما رائعة وها أنتي اليوم أجمل "
نظرت له وقلت " زبير ماذا عن حور أنا لا افهم "
تنهد بضيق وقال " جود أنا أسبح في وادي وأنتي في وادي آخر "
نزلت دموعي وقلت " لما تزوجتني عليها لما "
ضحك بصوت مرتفع فقلت بضيق " هل قلت ما يضحك "
ابتعد عني وأولاني ظهره وقال بلهجة غريبة
" جود لن تحاسبيني على ماضيا لأني لم افعل ذلك بك أضنك تفهمينني "
ما الذي يعنيه بهذا , قلت بصدمة " ماضيا أنا "
التفت إليا وقال " نعم ماضيك "
قلت بتلعثم " ولـــ لكن عـــ عن أي ماضي "
قال بحزم " جود لما التغابي "
هل علم بأمر اتصالاتي تلك ولكن كيف هل رنيم أخبرته مستحيل لابد وأنه غيث كيف لم يخطر
هذا ببالي هاهي العقوبة الحقيقية على ما فعلت تنزل بي الآن قلت
" لما تزوجتني إذا "
اقترب مني وقال " لأنني أحببتك بل وعشقتك بجنون "
نظرت له بصدمة فقال " لما فعلتي ذلك يا جود "
نظرت للأرض وسقطت دموعي تباعا وقلت " من أخبرك بذلك هل هوا غيث "
لاذ بالصمت فنظرت له وقلت
" لما تزوجتني وتركت حور بل يبدوا أنك تزوجتني معها لماذا وأنت تعلم عني كل ذلك "
قال بابتسامة سخرية " لأن حور لا تحبني "
نظرت له بصدمة حتى كادت تخرج عيناي وقلت " هل تعاقبها بي أنا "
ضحك وقال " جود من أين تأتي بكل هذه الأفكار ثم أنا أخبرتك أنني تزوجتك لأنني أحبك "
هززت رأسي وقلت " أنا لا أفهم شيئا وسأصاب بالجنون "
قال مبتسما " حور ليست زوجتي "
قلت بدهشة " ماذا تكون إذا وهي تحتضنك أمام الجميع في القاعة "
نظر للسقف بابتسامة ثم نظر لي وقال " هي شقيقتي "
شهقت بصدمة وقلت " شقيقتك "
قال هازا رأسه وعيناه في عيناي
" نعم شقيقتي وتحب شقيقي وأنا أحب بلسم جروحي التي أخرجت الرجل الكئيب من عالم كآبته المظلم "
قلت بصدمة " أنــــ .... أنت من "
قال بابتسامة " الرجل الكئيب "
ثم بدأ بسرد قصائدي التي كنت أرسلها إليه تباعا وكان يحفظها بالحرف وبالترتيب وأنا
أستمع له بصدمة وعقلي يحاول برمجة ما أسمع ثم مددت يدي وأغلقت فمه وقلت
" أصمت , كاذب "
أبعد يدي وقال " بل صادق وسوف أتبث لك ذلك "
أخرج هاتفه وأراني إحدى رسائلي له من بعيد ثم قال
" افتحي هاتفك الذي أقفلته بعد اتصالي اليوم وبعد أن تراسلنا لكي اتصل بك الآن وتتأكدي "
أخرجت هاتفي كمن تبحث عن أي ثغرة لتخرج من هذا الكابوس فتحته فأتصل بي وظهر أسم
الرجل الكئيب على شاشة هاتفي فرميت الهاتف وارتميت في حضنه باكية فشد يديه حولي وقال
" لما البكاء الآن ألماستي الحبيبة "
قلت ببكاء " لما فعلت كل ذلك بي لما أخفيت عني "
ضحك وقال " لكي تكون مفاجأة , أحبك يا جود أحبك بجنون وكم سرني أنك لم تستنكري حقيقة
أنني زبير هوا نفسه ذاك الشاب الذي أحببته "
شددت من يداي حول جسده وقلت " مخادع محتال لقد أبكيتني لليالي طويلة وأنا أضنك خدعتني
وكذبت علي لو كان بواب الفندق لما استنكرت كونه هوا ولرأيته الشاب الذي أحببت "
قال ضاحكا " سنغيره منذ الغد فيبدوا أن البواب يعجبك "
ضحكت وابتعدت عنه وقلت " محتال منذ متى تعلم أنها أنا "
ابتسم وأمسك وجهي وقبلني وقال " منذ نسيتي هاتفك في جناحي "
شهقت وقلت " منذ ذاك الوقت لهذا إذا لم تعد تصر على رؤيتي يالك من محتال يا زبير "
ضحك وقبلني ثانيتا وقال " كدت أصاب بالجنون وأنا أراك أمامي ولا أستطيع التحدث معك "
قلت بابتسامة والدموع ملأت عيناي
" لقد أحببتك كما لم أحب أحدا قبلك ولقد جرحتني كما لم يجرحني أحد غيرك "
قال بابتسامة " لقد كنتي الهواء الذي أتنفسه يا جود وما كنت لأتركك لحظة تضيعين مني كيف
تتصوري ذلك فما كنت لأخلف وعدي لك أبدا "
نزلت دموعي من جديد فمسحها وقبلني فدفعته وقلت
" زبير أليس لديك شيء غير هذا دعني أفهم منك أولا "
ضحك وقال " بلى لدي الكثير هل أريك ذلك في الغرفة "
ضربته بقبضتي وقلت " ابتعد هناك هيا "
حضنني وقال " قال أبتعد قال هل جننت أم جننت "
قلت بهدوء " إذا أنتم من ربطتكم الوصية لقد عشت معكم لأشهر ولم ألحظ ذلك "
ثم ابتعدت عنه وقلت " ومن شقيقك ذاك "
ثم شهقت بصدمة وقلت واضعة يدي على فمي " بحر ..... وحور "
قال بابتسامة " نعم هما "
قلت بصدمة " بحر ... معقول , لهذا كان حزنه يتضاعف كل يوم ولهذا كانت حور حزينة
دائما لقد اخبرنا انه خطب فتاة وسيتزوجها قريبا لكن لم يخبرنا من تكون "
قال " نعم حور هي من ستكون زوجة شقيقك وهي شقيقتي "
أمسكت بباقة الزهور ورميتها عليه وقلت " سترى يا محتال لقد اتفقتم عليا إذا "
ثم أخذت حقيبتي ودخلت إحدى الغرف وأغلقتها خلفي بالمفتاح لأخرج ملابسي وأغير الفستان
وتركته في الخارج فتشت الحقيبة ولم أجد فيها سوى قميص نوم وبنطلون جينز وقميص وعباءة
ليان المخادعة لقد هددت وفعلتها ما كان عليا تركها هي ترتب حقيبتي لم يكن أمامي من خيار سوى
ارتداء قميص النوم هذا إنه قصير جدا وشفاف للغاية , جيد أننا تناقشنا وهربت منه لكنت مطره
لارتدائه الليلة , ما كان عليا أن اسخر من ليان لأنها ارتدت قميص النوم مرغمة في أول يوم لزواجها
فها هي انتقمت مني آه لا أصدق كل هذا وكأنني في حلم لقد كنت أبكي عليه لأيام وأسابيع وأنا زوجته
وكنت أبكي جرحه لي وهوا لم يجرحني وابكي تركه لي وخذلانه وهوا لم ينقض عهده أبدا , زبييييييييييير
يالك من محتال لقد خفت من مقالبه ولكني لم أتوقع أن يكون المقلب قد وضعت فيه من قبل قدومي إليه
بعد قليل طرق الباب وقال " جود أفتحي الباب "
وقفت عند الباب وقلت
" لا لن أفتح لك أبدا وعند الصباح سأتصل ببحر ليأتي ويأخذني "
قال بصدمة " ولكن لماذا "
قلت " لأنك مخادع ولن أسامحك "
قال " بحر أيضا يعلم قبل زواجنا "
قلت بغضب " هوا شريكك أيضا ستريان "
قال برجاء " جود حبيبتي أيعقل أن تتركيني هكذا ليلة زواجنا الأولى افتحي الباب هيا "
قلت بحدة " لا لن أفتح "
قال بهدوء " اقسم أني احبك جود وما فعلت ذلك إلا لتوافقي علي "
قلت بغضب " ولما لم تتحدث معي لما مثلت علي دورين زوج وحبيب خائن في وقت واحد "
قال " وكيف كنت سأتحدث معك وأنتي تغلقين هاتفك "
تجاهلته ولم أجب ناداني كثيرا ولم أجب أيضا ثم قال بحدة
" جود إن لم تفتحي خرجت من الفندق وتركتك وحدك هنا "
فلم أجب أيضا بعد قليل سمعت صوت باب الجناح يفتح وهوا يخرج منه ويغلقه خلفه هل فعلها
وذهب وتركني انتظرت قليلا ولا صوت في الخارج قررت فتح الباب لأتأكد فسمعت باب الجناح
يفتح حمدا لله أنني لم أفعلها لو رآني بقميص النوم هذا فسيغمى عليا بالتأكيد إنه الأسوأ بين المجموعة
كلها وما هي إلا لحظات ورأيت ضوء الباب يشير صرخت بذعر لقد ذهب لجلب بطاقة الباب من
الأسفل لقد خدعني ركضت جهة الخزانة واختبأت بها سمعت صوت الباب يفتح وخطواته تقترب ثم
رأيت ظله من أسفل الباب ثم فتح الخزانة بسرعة وأنا كنت مختبئة في الزاوية أحاول ستر جسدي
بظلام المكان ومغمضة عيناي فمد يده وقال
" أخرجي هيا يا محتالة "
لم أخرج ولم أتحرك فأمسك يدي وسحبني للخارج بقوة فوقعت من حافة الخزانة في
حضنه فقال مبتسما " ما هذا السقوط الرائع "
تلمس ظهري بصمت واستغراب وكأنه يستكشف شيئا ثم أبعدني عنه وقال وهوا ينظر لجسدي
" دعيني دعيني أرى "
قلت ببكاء " زبير توقف عن النظر لجسدي , كله بسببها سأريها "
وانخرطت في نوبة بكاء طويلة من شدة الإحراج ولكنه لم يكترث لحالتي تلك بل حملني بين ذراعيه
وتوجه بي لغرفة النوم , ما كنت سأتوقع منه وهوا يراني هكذا شبه عارية دخل الحجرة وأغلق الباب
بقدمه وأنا متمسكة به أخفي وجهي في عنقه وليس لي إلا البكاء من الإحراج وضعني على السرير
وهمس في أذني " لما البكاء ألماستي "
اكتفيت بالشهقات في صمت وغطيت وجهي بيداي وأنا أشعر بيده تلمس جسدي نزولا وكأنه
يتفقده كله همس في أذني " جود ما بك حبيبتي هيا توقفي عن البكاء ودعيني أرى وجهك "
قلت بنحيب " كله بسببها كله منها "
ضحك وقال " وهل كنتي تحلمي أن أتركك ترتدي غير هذا "
قلت ببكاء " ما كنت سأرتدي هذا ولو قتلتني "
ضحك ورفع يداي عن وجهي ووضع أنفه على أنفي وقال مبتسما
" حتى هذا بالنسبة لي كثير "
أغمضت عيناي بشدة ولم أشعر سوى بشفتاه تلامس شفتاي وقال هامسا
" أنتي وجودي يا جود "
قبلني بعمق ثم قال
" لولا شقيقك الأحمق ذاك وزواجه بعد أسبوع لسافرت بك لأجمل مكان في هذا العالم "
لم أعلق بكلمة لأنني لازلت تحت تأثير الخوف وعيناي مغلقتان بشدة فضحك وقال
" جود متى ستفتحين عينيك "
قلت " لن أفتحهما أبدا "
قال ضاحكا " ولماذا "
قلت " كي لا أرى نفسي "
ضحك كثيرا ثم قال " وما الحل الآن "
قلت " أطفأ النور "
ابتعد عن السرير ثم عاد جلس وقال " ها قد أطفأته "
فتحت عينيا بسرعة ووجدته فوقي والنور لم يطفأ بل ازداد بتشغيله لباقي المصابيح فصرخت
وغطيت وجهي حضنني وقال " ما سأفعله بك الليلة ستصيبينني بالجنون "

























رنيم







































كم كانت هذه الليلة رائعة وها هم من دمرت أحلامهم الوصية تجبر كسورهم إرادة الله ولم يبقى سوى
حور وبحر , حور التي عانت ما لم يعانيه الجميع كم مرضت وبكت وتعذبت
تنهدت وأنا أراقبها تغادر وعائلة عمها ولا اعلم من منا جميعا عانى أكثر من البقية ها قد بدأ بعض الحضور
بالمغادرة دخلت عاملتان من الفندق وأغلقتا الباب نظرنا جميعنا لهما باستغراب جاءني اتصال من حور
طلبت مني البحث عن قرطها في كرسي المنصة المخصصة للعروسين صعدت أبحث عنه وما هي
إلا لحظات وسمعنا صوت موسيقى هادئة لأغنية رومانسية وقفت ابحث عن مصدر الصوت وأظلمت
القاعة فجئه إلا من نور موجه للباب وفتح على مصراعيه ودخل منه غيث صفقت كل الحاضرات الآتي
لم يغادرن بعد واشتغلت الأنوار مجددا دخل بخطوات ثابتة وعينان موجهة لي وابتسامة ساحرة وجميلة
كنت أنظر له بصدمة ودهشة واستغراب صعد المنصة وقف أمامي أمسك بيدي قبلها ونظر لعيناي وقال
" رنيم سامحيني لأني لم أقدم لك شيئا بسيطا كهذه الليلة التي تتمناها كل الفتيات "
نزلت دموعي واحتضنته وأزداد التصفيق والتصفير والصراخ طوقني بيديه بقوة وقال
" لو كان بإمكاني إرجاع الوقت للوراء لحظيتي بأجمل من هذه الليلة "
قلت ببكاء " يكفيني هذا يا غيث أقسم أنك عوضتني الآن "
أبعدني وقبل جبيني وعينيا وهمس ضاحكا
" يبدوا لي وزنك ازداد قليلا لكنت حملتك الآن لقد أفسدت على نفسك "
ضحكت وقلت " كاذب أعرفك جيدا تريد التهرب من ذلك "
ضحك ثم حملني بين ذراعيه وغادر بي نازلا من المنصة وخارجا من القاعة غطاني بعباءتي وأركبني
السيارة وركب قلت بصدمة " غيث أين سنذهب وشامخ إنه بالداخل "
قال بابتسامة " دعيه لوالدتي تستمتع بصراخه الليلة فليس لدينا ابن نحن عروسان ولسنا أقل منهم "
قلت بابتسامة " أين سنذهب "
قال " لحيت ذهبوا بالطبع "
حضنت ذراعه وقلت " غيث ما أسعدني بك "
أمسك يدي بيده قبلها وقال " هذا أقل ما تستحقينه وأبسط حقوقك "
وصلنا الفندق فتحوا لنا باب السيارة ونزلنا على صوت زفة وكأننا عروسان فعلا صعدنا بالمصعد للطابق
المخصص لهم الليلة فهذا الفندق من ضمن أملاك العائلة كان مليئا بالورود والزينة أمسك يدي بيده وأدخلني
أحد الأجنحة بعدما فتحه بالبطاقة كان فخما ورائعا ومزينا لعروسين بالفعل دخلنا غرفة بطاولة وأضواء
خفيفة وأكل فاخر قال بابتسامة " أنتي من سيأكله طبعا "
قلت بضحكة " لو أخبرتني لأعددت أنا الطعام هنا الليلة "
ضحك وقال " الجميع هنا في خدمتك كيف تخدمينهم أنتي "
ثم حضنني وقال هامسا في أذني
" لو كان القمر بيدي لأهديته لك الليلة لأنك لا تستحقين أقل من الشيء المعلق في قلب السماء "
غصت في حضنه أكثر وقلت ضاحكة " من علمك هذه الكلمات الرائعة بحر بالتأكيد "
ضحك وقال " أقسم أنها مني أنا , لقد ألمني رأسي من كثرة ما كنت أعصره ليخرج بشيء "
قلت بحنان " يكفيني قلبك يا غيث هوا وحده قمري "
قال متبسما " ها قد تغلبتي علي الآن وليس لدي ما أقول غيرها "
شددت بيدي عليه وقلت " قل أحبك قلها هي وحدها تكفيني منك "
أبعدني عنه أمسك وجهي وقال " أحبك رنيم "
ثم نظر للأرض بصمت ثم لي وقال " هل تعلمي حين اختفيت ذاك اليوم الذي رأيت فيه الكابوس ليلا أين كنت "
قلت بحيرة " أين "
احتضنني وقال " للبحر ولأول مرة ألجأ للذهاب إليه لوحدي كنت أحاول فهم نفسي وجمع شتات أفكاري كنتي
بدأتي تسيطرين على مشاعري وأنا أحاول إنكار الحقيقة أدركت أنني كنت أحاول إعطاء فرصة لنا ليس
لتحسين حياتنا بل لأن مشاعري بدأت تتغير اتجاهك بالفعل وكلما صددتِ محاولاتي استغربت شعوري بالإحباط
لذلك كنت تائها وخائفا من انجراف مشاعري اتجاهك ومن خذلانك لي مستقبلا فحاولت الهرب لأكذب على
نفسي وأوهمها أن النساء خائنات والماضي هوا الدليل وانه عليا أن لا أتق بواحدة أبدا ولكني بعدها ضربت
تلك الأفكار عرض الحائط "
شددت من حضني له وقلت " غيث أقسم أنك وحدك بقلبي حتى آخر العمر "
ومرت تلك الليلة رائعة وهادئة كما حلمت دوما أن تكون وعوضني فيها عن كل ما فقدته منه زفة وحفل وليلة
في فندق فخم ومشهور وزوج محب وحضن دافئ


























سماح


























حمدا لله الذي طمأن قلبي على أبنائي أسأله وحده أن لا يغيبوا عني فكم القصر كئيبا بغياب أغلبهم فحتى بحر
ذهب منذ يومين لأخذ شقيقه ووالدته ولم يرجع حتى اليوم غيث و رنيم سافرا أيضا ليومين ياله من بخيل ومدمن
على الأعمال لكن لا بأس قد يكون عوضها قليلا بذلك
ليس بالقصر اليوم عداي أنا ووالدة ميس وليان وأديم الذي لم نره منذ الصباح وهذان الطفلان بصراخهما
المزعج نظرت لليان وقلت " ما بها ابنتك اليوم "
قالت بتذمر " لا أعلم لم تدعني أنم البارحة وهاهي قد حرمتني من الذهاب لعملي اليوم "
قلت بهدوء " مادامت لا تشتكي من شيء لما لم تذهبي وتتركيها معنا "
تنهدت بضيق وقالت " أنتي تعرفي أديم جيدا لن أحلم بذلك مادامت هي تبكي هكذا "
دخل حينها بحر فضحكت وقلت " ها قد جاء صديقها "
قالت ليان ضاحكة " ابنتي هذه انحرفت منذ الصغر ستريها حور "
توجه ناحيتنا ألقى التحية وقبل رأسي وقال بانزعاج " ما بهما هذان "
ضحكت وقلت " لديهما حفلة أوبرا الليلة "
ضحك ضحكته الهادئة وقال " هل هذا كله تدريب فقط "
ضحكت وقلت " هيا صديقتك تبدوا مشتاقة لك "
ضحك وأخذها من ليان وما أن حملها حتى سكتت كعادتها هذه المدللة التي لا تعترف سوى بأديم ولا تسكت إلا
عند بحر رفعها للأعلى ثم قربها لوجهه قبلها وقال بابتسامة " ما بها الجميلة اليوم "
ضحكت وقلت " لو يراك أديم ترفعها هكذا لقتلك ولو تسمعك حور تغضب منك "
قال بضحكة " سوف آخذها في جولة إن جاء أديم أخبروه أنها نائمة "
ضحكت ليان وقالت " سيتفقدها بالتأكيد ولن يجدها "
قال مغادرا " إذا أخبروه أنها هربت مع حبيبها "
ضحكنا سويا ثم قلت بهدوء " أفرحني الله برؤية أبنائك يا بحر وأخيرا عادت الابتسامة الصافية لوجهه "
دخل حينها صهيب وميس فأعطيت شامخ لليان ووقفت مرحبة بهما حضنت صهيب وباركت له ومن ثم ميس
التي قالت على الفور " أين هي والدتي "
قلت بابتسامة " إنها نائمة قالت تريد النوم قليلا "
نظر صهيب لشامخ وقال بضيق " أين ذهبا وتركاه يصرخ هكذا "
ضحكت وقلت " هل وجودهما سيغير شيئا دعهما يستمتعان قليلا بدونه "
نظر جهة ميس التي كانت تنظر لشامخ وقال " أعلم أن يداك تأكلانك الآن "
نظرت له بصدمة ثم عتب ثم أشاحت بوجهها للجانب الآخر في حزن وما هي إلا لحظة وشهقت باكية
فقال بتذمر " ها قد تنوع البكاء "
كانت تلك اللكمة قوية على ميس التي غادرت من أمامنا غاضبة وباكية نظرت له وقلت
" صهيب لقد أخطأت "
قال بضيق " وفيما الخطأ هل ستنكر أنني كنت صادقا "
قلت بحزم " صهيب هذا الذي تفعله لا يعقل ولقد أهنتها أيضا وسخرت من دموعها بدل أن تطبطب
عليها وتسكتها "
قال بغضب " أمي كم مرة كررت أني لا أريدها أن تقترب منه لا أريد ذلك أبدا "
قلت بحدة " صهيب هل جننت ما معنى هذا "
قال بضيق " معناه كما فهمته "
وقفت ليان قائلة " سوف أذهب لرؤيتها "
وتركت شامخ لدي نظرت لصهيب وقلت بجدية " بني كيف تتضايق منه إنه طفل وهي تعلقت به لأنها رعته لشهور "
قال ملوحا بيده في غضب " لا أحتمل أن تهتم به في وجودي لا أحتمل , الله خلقني هكذا "
قلت بحدة " صهيب لم أعرفك مريضا بالغيرة "
قال بهدوء وضيق " ليست غيرة "
قلت " وما تسميها إذا "
قال " حب أمي أحبها ولا أريد أن تهتم بغيري "
هززت رأسي بيأس وقلت " هذا تملك وليس حبا ثم هي لم تفعل شيئا "
وضع يديه وسط جسده وقال " أعلم ما كانت تريد "
قلت بضيق " هل دخلت قلبها لتعلم , صهيب لا تفسد حياتكما بأمور تافهة "
دخل حينها أديم ووضع يده على كتف صهيب وقال " ما به العريس "
قلت بضيق " نعم ذكره بأنه عريس وبأن زوجته عروس "
ضحك وقال " هل تشاجرا كنت أعلم أنهما لن يصبرا قليلا "
رمى صهيب بيد أديم عن كتفه وقال بضيق " لا دخل لك بنا "
قال أديم صاعدا للأعلى " لن يكون هناك خاسر غير ميس تذكر ذلك جيدا يا أخي "
معه حق إن فشل زواجهما وانفصلا فلن يخسر أحد غيرها أتمنى أن لا يحدث ذلك فميس ما تزال صغيرة
ولن تحتمل ذلك فالطلاق أمر صعب خصوصا في ظروف مثل ظروفها , أخرجني من أفكاري صوت زبير
داخلا وهوا يقول " لقد سبقتمانا إذا "
توجهت ناحيتهما باركت لهما فقال زبير ضاحكا " وأخيرا باركتِ لي يا قاسية "
ضحكت وقلت " كي لا تعيدها ثانيتا "
ضحك وقال " أعدك في المرة القادمة أن أخبرك باسم العروس "
نظرت له جود بصدمة فضحك وقلت بضيق " زبير متى ستقلع عن عاداتك السيئة "
قال بتذمر " أمزح فقط أمي ما في ذلك "
قلت بحدة " المزاح الثقيل لا ضرورة له ولن يأتي إلا بالشجار "
قال حاضنا لكتف جود " يستحيل أن أتشاجر مع عروسي سأكون مجرما حينها "
نظرت جهة صهيب بنصف عين وهوا جالس يقلب هاتفه وقلت بضيق
" هناك من أجرم قبلك فلا أستغرب أن تفعلها أنت أيضا "
قال بصدمة هامسا " هل تشاجرا "
نظرت جهة صهيب بضيق ولم أتحدث فقالت جود بذات الهمس " هل تشاجرا هناك "
قلت " لا هنا , هيا تفضلا بالجلوس "
دخلت حينها الخادمات بالعصائر والكعك والحلوى فضحك زبير قائلا
" يا غيبتك يا غيث لو كان هنا لدفعتم ثمن هذا "
ضحكت وقلت " لقد أقسم علينا إن رأى إحداهن في القصر طردهن جميعا ولم يدخل المطبخ منذ حضروا "
نظر زبير جهة صهيب وقال " مرحبا هل أنت هنا ظننتك كرسي "
نظر له صهيب بحدة فرمش زبير بعينيه وقال " جود ستدخلين العدة منذ اليوم "
ضحكت جود وقال زبير " أمي هل سمعتي أجمل من هذه الضحكة "
قلت مبتسمة " أسعدكما الله بني "
نظر جهة صهيب مجددا بعبوس مقلدا له وقال " ما بك يا رجل عابس هكذا "
قال له صهيب بحدة " دعني وشأني يا زبير فلست بمزاج دعاباتك "
تنهد زبير وقال " أعانها الله "
نظر له صهيب وقال بغضب " من تقصد "
قال زبير بخوف " الشمس "
لم نستطع إمساك أنفسنا فما أن نظرت لجود ونظرت لي حتى انفجرنا ضاحكتان وقف صهيب غاضبا وتوجه
للأعلى فقال زبير " يبدوا الأمر خطيرا "
تنهدت بضيق وقلت " كم أخشى على حياتهما معا "
قال " أمي صهيب يحبها كثيرا كما أن ميس كذلك فأنتي تذكري جيدا أنها كادت تجن حين منعناها من الذهاب
له في المستشفى سوف يتجاوزان كل هذا فميس ما تزال صغيرة على تحمل مزاج صهيب كما أنها تحمل نفس
أطباعه "
قلت بهدوء " أخشى أننا أخطأنا وتسرعنا في تزويجهما وسنندم يوما "
ضحك وقال " وكيف كنتي ستمنعين صهيب من ذلك لقد كان يصر عليها بجنون "
تنهدت وقلت " صهيب يحبها حبا مخيفا "
نظرا لي باستغراب فنظرت لشامخ وقلت " عليا أخذه لسريره لقد نام أخيرا "
خرجت ليان فقلت لها " ماذا حدث معك "
قالت " ما تزال تبكي تبدوا غاضبة منه جدا "
أعطيتها شامخ وقلت " خذيه لسريره سأتحدث معها "
توجهت لمجلس الضيوف وجدتها تستند على طرف الأريكة وتبكي اقتربت جلست بجانبها وقلت ماسحة على
ظهرها " ميس بنيتي لما كل هذا البكاء صهيب يغضب ويثور ثم سرعان ما يهدأ ويعود كما كان أنتي أكثر من
يعرف ذلك ثم لم أعرفك بكائه هكذا "
جلست معتدلة وقالت ببكاء أشد " لما لا أسعد أبدا لماذا فزواجي تعيس وبعده تعيس وقبله تعيس وحتى يوم قابلته
كان من أتعس أيامي وهوا لا يراعي مشاعري أبدا "
قلت بحنان "ميس صهيب يحبك وأنتي تعلمين ذلك جيدا وحبه لك هوا الذي يجعله يتصرف هكذا "
قالت بأسى " أبدا هوا لا يحبني ولم يحبني يوما "
دخل حينها صهيب توجه ناحيتها أمسكها من يدها وسحبها جهة الخارج قائلا " أمي تعالي "
خرجت أتبعهم للخارج حيث زبير وجود وحتى أديم وليان جلست معهم فأمسك صهيب وجهها ومسح دموعها
وقال " ميس توقفي عن البكاء أنا آسف وها أنا أمام الجميع أعتذر منك "
عادت للبكاء فقبل خدها وأحتضنها أمامنا كعادته وقال
" ميس أقسم أنني أحبك وليس كما تضنين بي فقط راعي مشاعري "
قالت من بين شهقاتها " ما الذي فعلته لتغضب مني "
مسح على ظهرها وقبل رأسها فابتعدت عنه تمسح دموعها بكفها وقالت
" أنا لا أستغرب شيئا أعرف نفسي تعيسة دائما وكل من يدخل حياتي لا يجلب لي إلا التعاسة "
قال صهيب بضيق " آه انظروا ما تقول هل أصبحت أنا مصدر لتعاستك حبيبتي "
دخل بحر حينها يحمل ميسم بين ذراعيه ضاحكة فشهق أديم بصدمة وقال
" أين كانت هذه المنحرفة الصغيرة "
ضحكنا جميعنا فأقترب بها وأعطاها لليان فبكت من فورها فقلت ضاحكة وأنا أنظر لصهيب
" أتمنى أن لا تسبب لنا مشكلة مع حور فيما بعد "
ضحكت ميس وقالت " لا أحسد بحر على ذلك حينها "
نظر لها صهيب بضيق وقال " ميييييييييس "
أغلقت فمها بيدها ضاحكة فقال بحدة " لما لا تتزوجينه وأتزوج أنا بحور "
نظرت له بصدمة وقالت " أقتلك إن فعلتها "
ضحك بحر وقال " بل أنا من سيقتله قبلك "
قالت بضيق " في وجهي ترفضني يا بحر "
قال مبتسما " أنتي رفضتني أولا أم نسيتي "
قال زبير " أقسم أنكم بالعكس تناسبون بعض أكثر "
نظر له بحر بضيق وقال " أصمت أنت يا سبب المصائب لما أجلت زواجي وحور يومين آخرين "
قال زبير " بسبب الترتيبات هكذا شاءت الظروف "
قال بحر بحدة " وما كل هذه الترتيبات وما الداعي لها "
قال زبير ببرود " شقيقتي وأزوجها كيف ومتى أريد "
قال بحر مغتاظا " والتي تجلس بجانبك أليست شقيقتي وزوجتك بها على مزاجك وحسب مخططاتك "
قال زبير ببروده ذاته " انتهى النقاش في الأمر "
قال بحر مغادرا " اللوم ليس عليك وحدك بل على التي تطاوعك في كل هذا "
نظرت لزبير وقلت " بني ستتسبب بمشكلة بينهما "
قال مبتسما " لا تقلقي أعرفه جيدا لا يطاوعه قلبه لإغضابها ولا بحرف "
نظرت ميس لصهيب بنصف عين وقالت بهمس وصلني بوضوح " ليتك تتعلم منه "
ضحك صهيب وسحبها من يدها متوجها بها للأعلى فتنهدت وقلت
" كم أفتقد لغيث و رنيم في هذا المجمع "
ضحك زبير وقال " لقد غار منا ذاك المغفل لا وسافرا ونحن لم نسافر "
قلت بابتسامة " يستحقان أكثر من ذلك فدعوهما ينبسطا قليلا , ليسعدكم الله جميعكم يا أبنائي "

























حور
























































اليوم هوا يوم زفافي وليس أي يوم وليس أي زفاف الزفاف الذي لطالما تمنيته والزوج الذي كم حلمت به وكم
رأيته حلما صعب المنال هل ابتسمت لي الحياة أخيرا هل سأنسى كل عذابي ومعاناتي
تأففت وقلت بضيق " مرام توقفي عن الدوران حولي ستصيبينني بالحول "
ضحكت وقالت " أريد أن أجد شيئا واحدا خطأ فيك "
ضحكت وقلت " ولما ذلك لكي تصلحيه "
ضحكت وقالت " بل لكي أتجنبه في زواجي "
قلت بضيق " أنانية "
قالت بابتسامة " خبيرة التجميل هذه شهرتها فوق الخيال ولا تجهز عروستين متشابهتين أبدا ولولا رفضنا
تصويرك لوضعوا صورتك في المجلات ككل من زينتهم سابقا لا أعلم كيف تحصل لك زبير على موعد معها "
ابتسمت وقلت " بل وسافر بي لأشتري ملابسي من أكثر من دولة كما وعدني ولازالت مفاجأاته لم تنتهي كما قال "
قالت بتنهيدة " آه أخيرا تزوجك بحر لا أصدق ذلك "
قلت بشرود " ولا أنا وأخشى أن يكون حلما وأستيقظ منه "
قالت بتذمر " حور ما بك تتعسين نفسك دائما بتشاؤمك "
ثم تنهدت وحضنت يديها لصدرها وقالت برومانسية " لا أتخيل كيف ستكون ليلتكم احكي لي كل شيء "
قلت بصدمة " مرام يالك من وقحة "
ضحكت وقالت " لم أعني ما فهمته "
دخلت حينها شادن وشهقت بقوة ثم قالت بصراخ " حور ما كل هذا الجمال "
قلت بابتسامة " شكرا لك يا شادن هذا من جمال عينيك فقط "
قالت والصدمة لم تغادرها بعد " أقسم لو كنت زوجك لأغمي علي "
ضحكت مرام وقالت " ألم اقل لك أن تحكي لي "
رن حينها هاتفي فقالت شادن " إنه هوا هيا أجيبي "
ضحكت وقلت " لا ليس هوا هذا زبير "
أجبت فقال مباشرة " كيف هي أخبار العروس "
قلت بضحكة " حاذر من أن تصيبني بعينك "
ضحك وقال " أنتي لا تنسي شيئا أبدا بحر سيصيبني بالجنون هل انتهى التجهيز "
قلت " نعم لقد غادرت وفريقها للتو "
قال بصوت هادئ " أنا قادم حالا عمك لم يوافق أن أزفك "
قلت برجاء " أريدكما كليكما زبير أرجوك "
قال " حسننا كنت أريدها مفاجأة ولكن لا بأس "
قلت بفرح " حقا ستزفانني معا "
قال بهمس " هناك شخص بجانبي لو سمعك لقتلك "
ثم قال بصوت مرتفع " آآآ آسف يا حور أعلم أنك تريدين بحر أن يأخذك لكن ما باليد حيلة "
ضحكت وقلت " كاذب سأريك "
قال " وداعا الآن وسأكون لديكم في دقائق أخبري بنات عمي ليجهزن لأخذهن معي ووالدتهم "
قلت بصدمة " وأنا "
ضحك وقال " مفاجئه "
قلت بتذمر " زبير لما كل شيء مفاجئه قد لا أوافق "
قال ضاحكا " رغما عنك وداعا يا حلوتي يا ملاكي "
ثم صرخ ضاحكا لابد وأن بحر يضربه زبير المشاغب أعان الله جود عليه
وما هي إلا لحظات ودخلت زوجة عمي وقالت أنه علينا النزول جميعا وما أن وصلنا للأسفل حتى خرجن
جميعهن وتركوني وحدي في حيرة وبعد وقت دخل زبير بعد أن أوصلهم وأول ما رآني صفر وقال
" عجبا هل أنتي من أهل الأرض "
ضحكت وقلت " وهل يوجد كوكب غير الأرض به سكان "
اقترب مني ضاحكا وقبل جبيني وقال بحنان
" حور يا شقيقتي الغالية ها أنا سأزفك اليوم لزوجك ولن تنتهي مهمتي هنا فسأكون معك كل عمري وسأقف
له بالمرصاد فإن جرحك بحرف واحد فأخبريني فقط "
حضنته وقلت ببكاء " شكرا لك يا زبير على كل شيء "
قال ضاحكا " ستفسدين الماكياج يا غبية وستضيع كل النقود التي دفعتها هباء "
ضحكت وابتعدت عن حضنه فأخذ الغطاء ليغطيني به فدخل حينها عمي قبل جبيني فقبلت يده ورأسه وقلت
" لن أنسى ما فعلته لأجلي منذ صغري حتى اليوم ما حييت "
قال مبتسما " وهل تقول فتاة لأبيها هكذا "
نزلت دموعي فقال زبير بتذمر " آه ويحي على نقودي التي ضاعت "
ثم ضحك وضحكنا معه وغطى لي وجهي وخرج بي حتى الحديقة ثم سمعت خطوات تقترب منا وقال زبير
" ها أنا أعيدها الآن إن رفعت غطاءها أو خالفت باقي أوامري لن تراها الليلة أبدا "
سمعت حينها ضحكة بحر الهادئة ثم صوته الهادئ يقول
" حسننا لقد أوجعت لي رأسي يا رجل هذا وهي زوجتي كيف لو لم تكن كذلك "
قال زبير " ما كنت ستحلم برؤيتها "
همس لي زبير قائلا " حاذري فسيختطفك ويهرب بك إن رأى وجهك فكوني حذرة "
قلت بذات الهمس " أين ستذهب هل سيأخذني هوا "
قال " نعم فكل شيء الليلة سيكون مختلفا يا أروع الشقيقات "
وخرج دون أن يضيف كلمة أو أعترض شعرت حينها بيد بحر تمسك كتفي ورفع بيده الأخرى طرف الفستان
المبالغ في طوله وسار بي للخارج في صمت يبدوا أنه هدده حتى في الكلام أركبني السيارة ثم ركب وأنطلق
وأصوات لسيارات أخرى اشتغلت فور ركوبنا وتسير معنا ببطء وتزف سيارتنا بعد لحظات قليلة أمسك بحر
بيدي وقبلها مطولا بعمق ثم قال " حور ســ .... "
وقاطعه رنين الهاتف تأفف وترك يدي وأخرج هاتفه وأجاب ضاحكا وقال
" حسننا حسننا لن أفعل شيء "
ثم ضحك وقال " ولن أتحدث أيضا "
ثم قال بتذمر " ماذا تريد بها "
ثم تأفف ومد الهاتف وقال " شقيقك المزعج يريدك "
مددت يدي فوضع هاتفه فيها أدخلته لأذني فقال زبير " حور لا تدعيه يراك اتفقنا "
قلت بهمس " حسننا "
قال " انظري من المرأة الجانبية ولكن بحذر حسننا "
قلت بذات الهمس " حسننا "
قال " وداعا الآن "
مددت له هاتفه تم رفعت طرف الغطاء ببطء ونظرت للمرآة فكانت سيارات زبير وإخوته جميعها خلفنا ومزينة
وكأنها كلها تحمل عرائس بداخلها فنزلت دموعي من التأثر زبير الرائع أراد أن يشعرني أنهم إخوتي جميعهم
ويزفونني أمام الناس وصلنا القاعة ونزل بحر وفتح لي الباب وأنزلني ممسكا بيدي دخلنا بضع خطوات ثم وضعها
في يد أخرى ودخلوا بي القاعة رفع عني الغطاء فكان زبير وعمي أدخلاني كليهما في زفة على بساط ممر لا يوجد
به سوانا وكأن المكان فارغ وأوصلاني للمنصة وأجلساني هناك بعدها على الفور دارت بنا المنصة نصف دورة
لنجد أنفسنا في القاعة الرئيسية المليئة بالنساء وأنا لازلت في صدمتي كانت كل القاعة بعض الشيء إلا جهتنا
مضاءة تماما ثم نزلت أشياء مضيئة وكأنها حشرات مضيئة سلم عليا عمي وزبير ثم نزلا وغادرا وأضاءت كل القاعة
كن الحاضرات كثيرات جدا فأول ما شعرت به الغثيان لكرهي الأماكن المزدحمة هكذا ففي زواج زبير وصهيب
قضيت أغلب الوقت خارج القاعة الرئيسية صعدت رنيم وباركت لي ثم جود وليان ثم ميس التي ضحكت وقالت
" حمدا لله أنك لم تتزوجي معنا كم أنتي فاتنة يا حور "
ضحكت وقلت " لن أكون أقل منكما أبدا "
ثم همست لرنيم " متى سينتهي الحفل "
ضحكت رنيم وقالت بهمس " ومتى بدأ لينتهي هل أنتي مشتاقة لهذا الحد "
قلت بضيق " غبية بل لأني لم أعد أحتمل سوف أختنق رنيم "
ربتت على كتفي وقالت " احتملي قليلا من أجل زبير الذي تعب في التحضير "
معها حق ولكن هذا شيء رغما عني وفوق استطاعتي
نزلوا وصعدت والدة بحر احتضنتني بدموع وباركت لي هي ووالدة ميس ووالدة جود ثم نزلوا وصعدت لي
شادن ومرام وقالت شادن بسعادة " كم كانت زفتك رائعة وبدأت من خارج منزلنا الكل هنا كان مبهورا "
قلت بصدمة " كيف علموا بذلك "
قالت مبتسمة " من شاشة العرض هناك "
وأشارت لها بأصبعها حيث كانت شاشة ضخمة على الجدار وفيها صورتي الآن وكل ما يجري فوق المنصة
آه من زبير هذا فوق ما أتخيل
قالت مرام " هذا الزواج سيتحدث عنه الجميع لما هوا شقيقك وحدك "
ضحكت وقلت " لن يشاركني فيه أحد أبدا "
قالت بضيق " لو أني أملك رقم بحر فقط "
واستمر الحفل وأحضروا قالبا ضخما من الكعك بطوابق كثيرة كنت أشعر بكتمه في نفسي وصدري وأغمض
عيناي عن رؤية المتواجدين أغلب الوقت ثم أشرت لرنيم فصعدت فقلت لها
" رنيم أرجوك أن تتصلي بزبير لم أعد أحتمل أكثر من ذلك "
شعرت بالتعب في صوتي فقالت " حسننا سأكلم غيث حالا "
نزلت وتحدثت معه ثم جاءت وأعطتني الهاتف وقالت " خدي زبير يريدك "
قلت مباشرة " زبير آسفة حقا ولكني متعبة ولا يمكنني احتمال البقاء هنا "
قال بصوت قلق " ما بك يا حور "
قلت " لا يمكنني احتمال الأماكن المزدحمة "
قال " لماذا "
قلت " تلك حالة نفسية مرتبطة بطفولتي "
قال بغيض " سحقا لهم لذلك كان ضوء غرفتك مضاء في الليل دائما "
قلت " أجل زبير لا تغضب مني "
قال مباشرة " أبدا يا حور سامحيني لو كنتي أخبرتني ما كنت أقمت حفلا "
قلت " لا أبدا تمنيت أقل من هذا إنه أروع من توقعاتي "
قال " حسننا سندخل لإخراجك فبحر ما أن سمع غيث يكلمني جن جنونه وهوا واقف عند الباب
ينتظرني وعيناه ستأكلني غيضا "
ابتسمت وقلت " لقد أحدثت رنيم شوشرة كبيرة "
ضحك وقال " بل غيث من أحدثها ها هوا بحر جاء وسيقتلني الآن "
ثم سمعته يقول " خد خد تحدث معها وارحمني منك "
جاء حينها صوت بحر قلقا " حور ما بك "
قلت بتردد وخجل " لا شيء بحر متعبة من وجودي هنا "
قال بغيض " لو كانوا أمامي لقتلتهم جميعا على ما فعلوه بك سنخرجك الآن حسننا "
قلت " حسننا "
أغلقت الهاتف فصعدت رنيم لتأخذه ثم أظلمت القاعة وشغلوا تلك الشاشة الضخمة آه لو أنها كانت هكذا مظلمة
منذ البداية لصبرت حتى ينتهي الحفل ظهر حينها في شاشة العرض بحر وأشقائه الأربعة خلفه داخلين من
الباب الخارجي بخطواتهم الثابتة كل أبناء شامخ وحتى شامخ الصغير معهم يحمله غيث ويرتدي مثلهم البذلة
الرسمية السوداء وربطة العنق كان مشهدا مبهرا والفتيات هنا في صرخة واحدة مؤكد أن زوجاتهم الآن ينقمن
على زبير وصلوا عند باب القاعة الرئيسية وانضم لهم عمي راجي ودخل هوا وبحر وزبير بعدما فتحت لهم
البوابة الضخمة وصلا عندي احتضنني زبير وقال " حور سامحيني لم أكن أعلم "
قلت بدموع غلبتني " لا عليك يا أخي فأنا التي لم أخبرك "
حضنني عمي بعده وقال " حور يا ابنتي سامحيني على كل ما حدث لك العامان الماضيان "
قلت ببكاء " كم مرة ستعتذر مني لأجل ذلك أقسم أنني لست غاضبة منك "
قال زبير " هيا يا عمي خدها لزوجها قبل أن يهجم علينا ويأخذها بنفسه "
ضحك عمي كثيرا زبير المشاغب هذا لقد أضحك عمي ضحكة لم أسمعها في حياتي التي قضيتها معهم كلها
إلا الآن ثم قال عمي " سأترك ذلك لك "
قال زبير بصدمة مندفعا " حقا شكرا شكرا هيا يا حور "
وأمسك يدي بسرعة وكأنه يخاف أن يغير عمي رأيه فضحك عمي راجي ونزل مارا ببحر ووضع يده على كتفه
وقال له كلمات لم أسمعها طبعا فهوا يقف في منتصف البساط أمسك حينها زبير بيدي وقال غامزا لي
" ما رأيك لو جلسنا نتحدث قليلا "
ضحكت وقلت " زبير أقسم أنه سيغمى علي أخرجني الآن "
قال مبتسما " أمري لله كنت أود اللعب بأعصابه قليلا "
آه بدل أن أخاف وأتوتر وأتمنى أن يطول الحفل كباقي الفتيات ها أنا أترجى الناس ليخرجوني منه
نزل بي وأوصلني حيث بحر ووضع يدي بيده وأنا رأسي أرضا فقال بحر بضيق
" جيد أنكم تركتماها ظننتكم ستنامون هناك "
ضحك زبير وقال " لولا حور تعبت لأستمر هذا الحفل لساعات "
ثم قال بجدية ويده فوق يدي وهي في يد بحر
" اسمع يا بحر إن ضايقت شقيقتي بربع كلمة حولتك لمستنقع ليس به سوى الطحالب "
لم استطع إمساك نفس فضحكت فقال بحر
" لم ينقدك شيء مني الآن إلا ضحكة حور غادر هيا قبل أن تطردك جود "
ضحك زبير وغادر فاقتربت والدة بحر وزوجة والده وجود وباركوا له تتركه واحدة لتحتضنه
الأخرى ثم غادروا رفع لي بحر وجهي بأصابعه قبل جبيني ونظر مطولا لوجهي ثم قال
" كان زبير محقا حين منعني من رؤيتك قبل الحفل لأني كنت سأهرب بك حينها يا فاتنة "
سمعنا حينها كلمات بحر هذه بصوت مرتفع من مكبرات القاعة التي أعادت كل ما قال وصفق الجميع فقال بحر
ناظرا للأعلى " زبير سأريه "
خرج صوته من جديد من مكبرات الصوت فضحك الجميع ثم قبل خدي وقال ممسكا وجهي بيديه ومكبر الصوت
يردد خلفه " حور حبيبتي حوريتي أقسم أن أسعدك ما حييت "
ثم احتضنني وقال " ها قد حان للحورية أن تسكن أحضان البحر "
فأزداد التصفيق والصراخ لكلماته ثم حملني بين ذراعيه وخرج بي من القاعة
وما أن وصلنا الفندق حتى بدأت زفة جديدة هناك حتى دخلنا الجناح رفع بحر الغطاء عني ورماه بعيدا ثم
حضنني وتنهد وقال " أنا لا أصدق هذا حور في حضني الآن وبين ذراعيا هذا أكثر من احتمالي "
بكيت وطوقته بيداي وشددت ثيابه بقوة وقلت " أحبك بحر أحبك وحدك ولا أصدق أنني صرت لك "
كنت أشد من احتضانه وأبكي وأبكي حتى شعرت بشيء ينزل على طرف وجهي وكأنها قطرة ماء ابتعدت
عنه ومسحتها بيدي فكانت حقيقة نظرت له وقلت بحزن " بحر لما تبكي "
عاد احتضنني من جديد وقال " كم بكيت فراقك ووجعي دعيني أبكي فرحتي بك اليوم "
قلت وأنا أغوص في حضنه وأهز رأسي " لا تبكي يا بحر لا أريد أن أراك تبكي "
مسح على شعري وقبل رأسي وقال " هيا غيري ثيابك سنغادر "
نظرت له بصدمة وقلت " أين "
ابتسم وقال " مفاجئه "
ضحكت وقلت " هل عداك زبير بهذه الكلمة "
ابتسم ومرر أصابعه على شفتاي وعيناه عليهما ثم رفع ذقني بأصابعه وقرب وجهه مني فأغمضت عينيا
بهدوء وشعرت بشفتيه تلامس شفاهي برقة ثم قال بهمس " أحبك حور "
وقبلني بعمق ولم تنتهي قبلته تلك حتى ابتعدت أنا عنه ونمت في حضنه وقلت " بحر يكفي "
شد عليا بذراعيه وقال " كلها معجزات كل هذه الأمور معجزات لم أتصور أن تتحقق يوما "
ابتعدت عنه وقلت " سأذهب لأغير ملابسي "
قال مبتسما " ارتدي شيئا يقي البرد حبيبتي "
ابتسمت وقلت " هل سنطير "
ضحك وقال " لو كان بإمكاني الطيران لطرت بك "
غيرت ثيابي وارتديت بنطلون ومعطفا يصل للركبة وحجابا بعدما مسحت الماكياج من وجهي ثم
خرجت له وقلت رافعة يداي " هل تنفع هذه "
اقترب مني احتضنني وقال " نعم تنفع كيف خطر ببالك إحضارها "
ضحكت وقلت " جود نصحتني أن أضع من كل أنواع الملابس قطعة وأن لا أعتمد على أحد غيري ولا
أعلم لما "
أدخل خصلات من شعري بأصابعه داخل حجابي ثم قبل خدي وقال " هيا وخدي حقيبتك "
قلت بحيرة " أين سنذهب بحر حيرتني "
ضحك وقال " لمكان ما وسنغلق هاتفينا أيضا "
خرجنا من الفندق ركبنا السيارة وتوجه بي للبحر نزلنا وكان ثمة يخت رائع ومزين وكبير في انتظارنا
ركبنا فيه وأخذنا لجزيرة وكأنها من جزر الأحلام نزل بحر ومد يده لي وأنزلني وقال
" هذا مكاني المفضل "
قلت بسرور " رائع لم أسمع به قبلا "
قال بابتسامة " لأنه لم يكن هكذا "
نظرت له بصدمة فقبلني وقال " ليس زبير وحده يعد لك المفاجأات "
قلت بهدوء " من غيرنا هنا "
قال هامسا " أنا وأنتي والقمر فقط "
حضنته بقوة وتعلقت بعنقه وقلت " بحر كم أنت رائع "
طوق خصري بيديه وقال " أنتي تستحقين النجوم لو بيدي لجمعتها بين كفيك حوريتي "
تنزهنا في تلك الجزيرة الصغيرة ثم جلس بي عند الشاطئ وأنا في حضنه قبل كتفي ثم قال
" انظر يا بحر هذه هي حبيبتي التي طالما حكيت لك عنها وتألمت أمام شواطئك لفراقها وبكيت على
أمواجك لفقدي لها , انظر هذه هي حوريتي "
نزلت دموعي رغما عني فمسحتها لأنه أقسم عليا أن لا أبكي ثانيتا الليلة وقلت
" ماذا أجابك البحر "
ضحك وقال " قال ما أجملها فأنا لا ألومك , لو كان رجلا لقتلته لأنه تغزل بك "
أمسكت يده التي كانت تحضن خصري وقبلتها وقلت " أنت عالمي كله يا بحر "
وها هوا حلمي ذاك اليوم على حوض الغسيل في مطبخ القصر تحول لحقيقة ولن أحكي لكم باقي تلك الليلة
لأنها كانت من الأحلام وسيطول شرحها لكم , وبعد هذه الليلة الرائعة التي قضيناها في كوخ رائع كالجزيرة
التي يوجد على ظهرها
وقف بحر وأطفأ النور فقلت " بحر لما تطفأ النور "
قال باستغراب " لأننا سننام حبيبتي "
وقفت وشغلته وقلت " لا أتركه مشتغلا "
قال بحيرة " لما "
قلت " لأني لا أنام إلا فيه هكذا "
قال بهدوء " ولكني لا أعرف النوم إلا في غرفة مظلمة "
هززت رأسي نفيا فأمسك وجهي وقبلني وقال " حوريتي هل تخافين وأنا معك "
قلت بخوف " الأشباح بحر تخرج لي في الظلام "
قال باستغراب " أي أشباح حور "
قلت " لا أعلم ولكنها تظهر أتركه أرجوك "
أطفأه وأمسكني من يدي وسحبني للسرير وقال " لا تخافي حور لا شيء هنا هذا لأنك كنتي تنامين وحدك
وما فعلوه بك أولئك المجرمين في صغرك السبب أما الآن فأنا أنام معك فلن تخافي "
سحبني مرغمة للسرير نمت وكأنني أنام على الجمر حاولت أن أجمع شجاعتي وأقنع نفسي أنه معي في الغرفة
ولست وحدي ولن أخاف
بعد وقت قصير قلت " بحر هل نمت "
قال بهدوء " لا حبيبتي لم أنم هل تريدين شيئا "
قلت بهمس " لا "
وبعد وقت قلت مجددا " بحر "
فلم يجب لقد نام وتركني لم استطع السيطرة على خوفي لما لم يترك النور مشتعلا ولا توجد إضاءة عند السرير
هنا اقتربت منه وتمسكت بقميصه ممسكة له بكلى يداي وأغمر وجهي فيه مغمضة عيناي فشعرت بيده تمسح
على ظهري وقال بهمس
" حور حبيبتي لا تخافي نامي في حضني لا شيء هنا "
وبقيت هكذا حتى نمت بدل أن أخجل وأنام في طرف السرير ها أنا ملتصقة به وهوا من ابتعد عني بادئ الأمر
مراعاة لي لأني أنام معه للمرة الأولى






















زبير






















تأففت وقالت " زبير ما بك هكذا مستاء الأمر لا يستحق "
قلت بغضب " كيف يغلق هاتفه وهاتفها إنها ثلاثة أيام الآن ولا ندري عنهم وفي الفندق يقولون أنهما غادرا
ذات الليلة "
قالت بضيق " بحر ليس طفلا إنه في الثانية والثلاثين وهي زوجته فلن يرميها ويرجع "
قلت بحدة " عليها أن تكون تحت ناظري افهمي ذلك إنها وصية والدي ووالدها ما كان سيحدث لو أنه اتصل
بي ليخبرني أو ترك هاتفه مفتوحا "
نظرت للأرض بحزن وصمت فجلست بجانبها حضنتها وقلت " جود حبيبتي لا تغصبي مني "
قالت بدموع " ولما تصرخ بي ما ذنبي أنا هذا عوض أن تخطط لسفرنا كما يفعل صهيب وميس "
قلت بحنان ماسحا على كتفها " اعذريني حبيبتي فهي لم تغب عن ناظري منذ قرأت رسالة والدي لي وحتى حين
كنت آخذها لمنزل عمها لا أنام قبل أن أتحدث معها وحتى بعد فتح الوصية الثانية كذلك "
ابتعدت عني مسحت دموعها وقالت " إنه زوجها وهوا يحبها أكثر حتى من نفسه لما الخوف الذي لا مبرر له "
أمسكت وجهها وقلت " حسننا أيتها الحساسة ما تقرب لك الغيمة "
نظرت لي بحيرة وقالت " ماذا !!!! لماذا "
قلت بابتسامة " كلاكما تبكيان بسهولة "
ضحكت وقالت " زبير ياله من مزاج هذا الذي تملكه "
ثم حضنتني وقالت " لا أعرف كيف أسميتك بالرجل الكئيب "
ضحكت وقلت " وأنا لا أعرف لما سميتك بلسم جروحي "
ابتعدت عني وقالت بصدمة " ماذا ستسمينني إذا غيمة "
ضحكت وقلت " لا إسفنجة مبلولة "
ضربتني بالوسادة وقالت وهي تقف مغادرة
" زبير أنت تحتاج لزوجة صماء لتعيش مع دعاباتك ومزاحك السخيف "
لحقت بها شدتها من خصرها وقبلت عنقها وقلت " أجمل ما حدث لي هوا أنتي يا جود "
ضربتني بقبضة يدها على ذراعي وقالت " ابتعد كي لا تبللك الإسفنجة يا نجم البحر "
ضحكت وضممتها بقوة وقلت " أحبك جود يا بلسم كل جروحي حتى آخر العمر "
طرق حينها أحدهم باب الجناح فتركتها وخرجت فتحت الباب فكانت والدتي قلت بابتسامة
" مرحبا أمي تفضلي بالدخول "
قالت مبتسمة " شكرا بني بحر وحور وصلا في الأسفل أين جود لترى شقيقها "
قلت ببرود " جاء أخيرا إذا سأريه "
ضحكت وقالت " زبير توقف عن الجنون "
أمسكت يدها وخرجت بها وأغلقت باب الجناح من الخارج وقبلت يدها وقلت
" لن يرى شقيقته مثلما فعل بي "
تنهدت وقالت " علمت الآن من قتل شامخ قبل وقته "
ضحكت وقلت " أنتي وأبنائك طبعا "
ضربتني على رأسي وقالت " أجزم أن جود ستموت ناقصة عمر أيضا من تحت رأسك "
نزلنا للأسفل وكان الجميع هناك وضعت يداي وسط جسدي بضيق فقفزت حور واحتضنتني فلم استطع إكمال
المقطع فحضنتها بحب وقلت
" حور شقيقتي الحبيبة مبارك لك أنتي وحدك أما ذاك المستنقع فسيرى حسابه مني "
ضحكت وابتعدت عني دون تعليق فقال بحر " أين جود أريد رؤيتها "
قلت ببرود " هربت بها وأغلقت هاتفها "
ضحك وقال " زبير بارك لي على الأقل "
أشحت بنظري عنه وقلت مخاطبا حور " أين أخذك هذا المجرم "
نظرت لبحر ثم لي وقالت بابتسامة " لمكان رائع لم ولن أرى مثله ما حييت "
تنهدت بضيق ونظرت له وقلت " لم يشفع لك سوى فرح حور بذلك وهذه السعادة في عينيها "
وقف وتوجه ناحيتي مبتسما عانقته وباركت له وقلت " لا تعيد فعلتك ثانيتا أو قتلتك "
ضحك وقال " زوجتي أم نسيت "
ابتعدت عنه وقلت بتهديد " عليا مهاتفتها كل ليلة رغما عن أنفك وإن لاحظت تغيرا بسيطا في نبرة صوتها فويل
لك مني يا بحر "
ضربني بقبضته على كتفي وقال " إن حدث ذلك فلك أن تفعل بي ما تريد ولا تنسى أن هذا القانون ساري على
شقيقتي أيضا وها قد جنيت على نفسك , أين شقيقتي هيا "
قلت بمكر " لن تراها قبل ثلاثة أيام "
قال بضيق " أمي جدي لي حلا مع ابنك أو ضربته "
قالت والدتي " زبير بني هذا لا يجوز "
تجاهلتهم وجلست بجانب أديم وقلت " أعطني هذه الجميلة "
قال بحدة " لا وسنها لن تلمسه ثانيتا مادمت حيا "
ضحكت وقلت " أمري لله ميس هل ظهر السن الأخر أم ليس بعد "
ضحكت وقالت " رأسه فقط "
نظر لها أديم بحدة فقال صهيب ضاحكا " إن قلت لها حرفا واحدا فلن تنجوا مني "
ضحكت والدتي وقالت " أديم لما كل هذا الخوف ها هوا شامخ يتفقدون أسنانه كل يوم "
قال أديم بضيق " ابنتي ولا أحد له علاقة بي "
قال غيث " أمي سنسافر عند الغد "
قلت بعبوس " يالك من غيور لما تقلدنا في كل شيء وابنكما بأسنانه ويحبوا أيضا "
ضحك وقال " وسنبقى مثلكم تماما "
قالت والدتي بسرور " هذا قرار جيد بني عليكما السفر أيضا "
قال غيث " وسنأخذ صفارة الإنذار معنا وأنتي وزوجة عمي نبيل "
قالت رنيم بضيق " غيث لا تقل عن ابني هكذا ثانيتا كم مرة سأعيدها "
قالت والدتي ضاحكة " اذهبا أنتما واتركاه معنا "
قال غيث " بل ستذهبان معنا أو لن نذهب من حقكما السفر والتنزه "
قالت معترضة " أديم معنا هنا اذهبا وخدا راحتكم "
قال أديم واضعا يده على كتف ليان " نحن أيضا سنسافر "
قلت بضحكة " الله أكبر على الغيرة "
رن هاتفي فكانت جود نظرت لبحر فابتسم لي بمكر أجبت عليها فقالت بغضب
" زبير أخرجني من هنا أريد رؤية شقيقي وزوجته "
قلت بحزم " لا , ليس قبل أن تغادر طائرتهما "
قالت بدموع " زبير أريد رؤيته قبل أن يسافر لا تكن قاسي قلب معي "
تنهدت وقلت " أمري لله فلا يمكنني مقاومة هذه الدموع توقفي الآن أيتها الغيمة "
ضحكت وقالت " بسرعة إذا أيها البرق "
ضحكت وأغلقت هاتفي وصعدت لها

































عارف











































لا تفزعوا مني أعرف أنني نذير شؤم ولا أحد منكم يحبني ولكني ظهرت الآن لأبيض صفحتي لديكم
وسأوافيكم بأخبارهم الآن بعد ما مر على تلك الأحداث خمس سنين

غيث و رنيم رزقا بابن آخر وأصبح لرنيم عمود تابت في صفحة جريدة كبيرة ومشهورة

بحر وحور رزقا بطفلين تؤمين يبلغا من العمر أربع سنين وينتظران المولود الجديد قريبا
بالنسبة لحور فقد اختارت الاعتناء بأبنائها ورفضت العمل ولها أسبابها التي تعرفونها

أديم وليان رزقا بابنة أخرى وينتظرا مولودا جديدا أقصى أميات أديم أن تكون فتاة ثالثة
ليان أصبحت تدير أعمالها بحرفية وطورت من ذاك المجمع

صهيب وميس لديهما أبن واحد رفض صهيب أن ينجبا بعده حتى يتجاوز العاشرة والسبب أضنكم خمنتموه
كي لا تتعلق به ميس
أما ميس فقد أنهت دراستها الثانوية والجامعية للتو واختارت أن تكون محامية لتدافع عن كل مظلومين السجون
خاصة المغربين في الخارج ودون مقابل وأضنكم تعلمون السبب أيضا وقد فتحت ملف قضايا عمها جسار
مجددا لتزيد من سنين سجنه وقد اشترطت أن يترجاها كي تعدل عن قرارها كما أقسمت يوم قابلته للمرة الأولى

زبير وجود رزقا بابنة من سنة فقط لأنه كان يرفض أن ينجبا مبكرا ويرى أنهما صغيران وعليهما التمتع بحياتهم
أولا هههههه تفكير غريب وقد سماها بلسم
جود أكملت دراستها الجامعية ودرست في كلية الآداب لحبها الكتابة والشعر





















وختاما وكما نعلم جميعا لا شيء يمكن أن يكون أفضل مما حكم به الله ورسوله والوصية لم تجبر من
الكسور شيئا بل هي إرادتهم وتماسكهم وكل هذا من نسخ خيالي فحتى واقعنا هنا في بلادي مختلف
ولا وجود للوصايا وفي المحاكم يتم تقسيم الإرث حسب شرع الله بعض الرواية يحاكي واقعنا في نقاط
كثيرة والبعض لا وجود له في مجتمعي أو ينذر جدا كالجواز من الأجنبية والقصور أما الشخصيات
أشكالهم لباسهم حياتهم أطباعهم أمور من الواقع وبعض العادات
ما أود قوله أن الرواية بشكل عام لا تمثل المجتمع الليبي








انتهت الرواية





شكرا لكل من قرأها للنهاية



أتمنى تكونوا من متابعي روايتي الجديدة

منازل القمر

الموجودة على صفحات المنتدى حاليا



http://www.liilas.com/up/uploads/lii...1169332363.jpg




الساعة الآن 02:49 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية