منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f833/)
-   -   فلنلتزم بالخطة..روايتي الأولى (https://www.liilas.com/vb3/t198165.html)

هناء كامل 17-12-14 04:44 PM

فلنلتزم بالخطة..روايتي الأولى
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أقدم لكم روايتي الأولى بعنوان :


فلنلتزم بالخطة

المجد والعار يكللانها، لكنها لا تشعر سوى بالخوف، والمطاردة..ولم تكن تنقصها تلك المشاعر الغريبة المقتحمة
هي لا تعرف أن مجدها وعارها كليهما قد جعلاها في عيني مطاردها أيقونة من الطهر والبراءة تثير اعجابه وتفجر فيه ما ظن أنه غير قادر على إعطائه أبدًا..
لكن يبقى بينهما شيء لا يملك أحدهما تجاوزه أو تجاهله..شيء بحجم الوطن
لذلك كان لكل منهما خطة للوطن
خطتها تخدم ثورة الوطن، وخطته تخدم أمنه
وتلتقي الخطتان عندها هي بالذات
طريق الحب، والثورة، والقتل..بأي خطة سيلتزم؟!

هناء كامل 17-12-14 04:49 PM

رد: فلنلتزم بالخطة..روايتي الأولى
 
فلنلتزم بالخطة

الفصل الأول


هنا، وفي هذه اللحظة بالذات، لا تشعر بأي شعور خاص..انها تتطلع بجمود إلى جثة الضابط بجوارها، وقد انفصلت عن كل ما حولها وعن نفسها شخصيًا
هي الآن شخص لا ذاكرة له ولا كيان..روحها تصعد إلى أعلى الزنزانة الفردية الوضيعة، تتخطى السقف لتقف هناك، تتابع الصورة كما هي..جثة هامدة لرجل يرتدي زيًا مدنيًا..وفتاة جامدة بشرتها أشبه بورقة شجر خريفية في لونها وهشاشتها..تعود إليها الروح تدريجيا، وتعاود دموعها الإنهمار..
عيناها لا تفارقان الجثة..تقترب منها بذعر..تحاول أن تهزها، وتبحث فيها عن روح..تؤجل كل ذكريات الدقائق السابقة، وتحاول أن تفيق إلى حقيقة واحدة
لقد قتلته..هي الآن قاتلة..دخلت هذا المكان منذ يومين بتهمة التظاهر، وهي الآن قاتلة
_أرجوك أفق..أرجوك لا تمت..أنا آسفة
لكنه كان قد مات بالفعل
بيد أن ملامسته قد أعادت إليها دفعة واحدة، ذكريات الدقائق الفاصلة السابقة..
نظراته الحيوانية..اغلاق باب الزنزانة..ثم لمساته المجنونة على جسدها..أنفاسه اللزجة تعاود الارتطام بعنقها كلما أغمضت عينيها الدامعة
وأصابعه مازالت تمر على صدرها وتجذب خصرها إليه بقوة
طوقت جسدها بذراعيها مذعورة، وأخذت تئن..حاولت أن تهديء من نفسها
_ اهدأي يا داليا..أنت بخير مالم يكتشف أحد هذا..أنت بخير
ألقت نظرة أخيرة على الجثة..كان المسكين قد أتى في هذه الليلة الأخيرة قبل ترحيلها للعرض على النيابة صباحا..لم يستطع أن يتصور أن صاحبة الغمازتين كما وصفها في أول استجواب، يمكن أن تمر من أمامه هكذا مرور الكرام..جاء بعد منتصف الليل، وقد نوى أن يمتع نفسه قليلا..لم يكن ينوي اغتصابها بالتأكيد، هو همس لها بهذا قبل أن تتحطم جمجمته في مزلاج باب الزنزانة..هو قال لها من بين أنفاسه اللاهثة "لا تخافي لست من الغباء بحيث أجعل منك بطلة وأقضي على مستقبلي..سنستمتع قليلا فقط"
لكن أحدهما وقتها لم يعلم أن فيما انتواه القضاء على مستقبله وحياته نفسها
تطلعت بذعر إلى سحاب بنطاله المفتوح وإلى خصلات شعرها المنتزعة بين يديه، وشعرت ببعض الأمل..الا أنها سرعان ما نحته جانبا
-انه ضابط يا بلهاء..ضابط مقتول..شهيد وطن..لن تفلحي أبدا في إثبات التهمة عليه
وضغطت صدغها بألم..متخيلة ما يمكن أن يفعله رفاقه بها
اقتربت من الجثة مجددا..سحبت مفاتيح الزنزانة من الجيب الميت..فتحت الباب وتطلعت إلى الممر مرعوبة

***

هي لا تعرف حتى هذه اللحظة، أين تذهب..غادرت القسم بكل بساطة عبر الباب الخلفي، كانت في رأسها فكرة عجيبة أن الأقسام والسجون، لا قيمة لها ولا فائدة لو فتح باب الزنزانة..فقط الزنزانة هي ما يمثل سجنًا منيعًا يغلق على روح المسجون نفسها..أما ان فتح بابها؛ فما أيسر أن تعبر كل المسجونات..
نفضت هذه الفكرة وهي تتعجب كيف يمكن أن تفكر هكذا في وضعها هذا..عليها أن تعرف إلى أين تتجه..ان بضع ساعات فحسب، لو كانت محظوظة، تفصلهم عن اكتشاف الجثة..وقتها، وان لم تكن قد دفنت في قاع الأرض؛ فإنهم سيجدونها بلا جدال..
- ماذا أفعل..يا الهي ماذا أفعل
تذكرت شقيقها الصغير..وأمها..
انهما لن ينجيان من الإزعاج والاستجواب والإهانة بالتأكيد، وفي كل الأحوال..لكن عليها أن تبتعد عنهما قدر الامكان..لا يمكنها أن تورطهما في ذلك..عليهما ان يكونا بريئان تماما وغير متورطان في نظر الشرطة، على الأقل سيكون إيذاؤهما مؤقتًا وقتها
وعليها كذلك أن تشيع قصتها..لن يحمي رفاقها وأهلها إلا شيوع القصة ولو بشكل غير رسمي
هنا عرفت تماما وجهتها

***
يتبع

bluemay 17-12-14 04:50 PM

رد: فلنلتزم بالخطة..روايتي الأولى
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

مقدمة شيقة ..

اتمنى لك التوفيق عزيزتي ..

ومرحبا بك معنا .. نورت المنتدى ويا رب تلقي المتعة والفائدة معنا وتفيدي وتستفيدي .

لك تحياتي ودي







«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

هناء كامل 17-12-14 05:06 PM

رد: فلنلتزم بالخطة..روايتي الأولى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3497474)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

مقدمة شيقة ..

اتمنى لك التوفيق عزيزتي ..

ومرحبا بك معنا .. نورت المنتدى ويا رب تلقي المتعة والفائدة معنا وتفيدي وتستفيدي .

لك تحياتي ودي







«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

شكرا على الدعم ، وأتمنى ألا تحرميني من تعليقاتك وآرائك

bluemay 17-12-14 06:57 PM

رد: فلنلتزم بالخطة..روايتي الأولى
 
تكرمي حبيبتي

وأكيد بسعدني هالشي ..


بإنتظارك

لك ودي

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

هناء كامل 20-12-14 01:00 AM

رد: فلنلتزم بالخطة..روايتي الأولى
 
تابع/ الفصل الأول

"داليا؟..هل أفرجوا عنك؟"
قالها بسعادة، ثم تراجع وهو يرى أثر الدموع والارتباك على وجهها
أفسح لها طريق إلى الداخل قائلا
-تفضلي
دخلت بخطى مرتجفة، كانت الأفكار تتصارع داخلها..هي حقًا لا تعرف من أين يمكن أن تبدأ..ارتمت على الأريكة والإرهاق بادٍ على قسمات وجهها
- بلال..اسمعني جيدًا
- قولي أولا ماذا تشربين
- لا شيء على الإطلاق..فقط اسمعني
جلس إلى جانبها، ومد ذراعه إلى ما خلف الأريكة؛ لتخرج ممسكة بفرخ ورق ملتف، فرده أمامها فاستطاعت أن تقرأ الكلمات المكتوبة عليه بخط جذاب
"هاتوا اخواتنا من الزنازين"
ثم تناول اللابتوب من على المنضدة الصغيرة أمامه وأشار إلى صفحة فيس بوك مفتوحة بعنوان "الحرية لداليا يوسف"..ابتسمت بمرارة
قال لها بحماس
- لا تعتقدي أننا خرجنا قبلك ولم نفكر فيك، لم يكن يومك الثالث في الحبس والأول لنا خارجه ليمر مرور الكرام..كنا نجهز ل...
قاطعته قائلة:
- بلال..أدرك تمامًا ما نفعله تجاه بعضنا البعض في مثل تلك الظروف..لست بحاجة إلى شرح..وأعتقد أن..أريد منك أن تواصل ما كنت تنويه، لكن بشكل آخر
عقد حاجبيه بعدم فهم وقال
- بأي شكل آخر؟
- أريد صفحة على الفيس بوك..فقط صفحة..
- لكن ما الفائدة؟..لقد خرجتِ بالفعل
- لم أخرج..أنا هاربة
نهض مصدومًا..ثم عاد يقول
- هاربة؟..ليس هذا هو الأسلوب الأمثل ل....
ثم عاود الجلوس وقال محاولًا السيطرة على انفعاله
- وأية صفحة تريدين؟
- سأحتاج لصفحة تشرح ما عانيته، وسبب هروبي
بمرارة، وبصوت خفيض أوجع قلبه
عاد يعقد حاجبيه بقلق..مد يده يداعب شعرها الثائر..
- يا إلهي!..ما الذي عانيته..ماذا فعلوا بك؟
استكانت للمسة يده، وقد كانت بحاجة إليها بعد ما مرت به، وزفرت قائلة محاولة السيطرة على دموعها
- سأحكي لك كل شيء
وارتجف جسدها، وبدأت تحكي

***


كانت عينا صديقها تتسع بينما هي تحكي، وبدا أنه مصدوم تمامًا..كان ينهض انفعالًا، ثم يكور قبضته في غضب
ثم يعاود الجلوس محاولًا تهدئة نفسه كي لا يقاطع حكايتها..ولما انتهت..كانت قد ذرفت كل ما بقي في جعبتها من دموع وأنات
-الكلب انتهك جسدك!
لم ترد
-قتلته؟
أومأت برأسها في أسف
-وتأكدت من موته؟
-عادت توميء برأسها
- ثم قررت الهروب؟
رفعت رأسها قائلة بانفعال
- ماذا أصابك يا بلال؟
هل ستردد علي الحكاية ألف مرة؟
الوقت ضيق
نهض قائلًا بصرامة
- نعم..أضيق مما تظنين..أيتها الغبية
نظرت له بذعر
وضع يده على كتفيها وهزها..
-أيتها الغبية..مادام الوقت أضيق من مواساتي وتعاطفي؛ فلندلف إلى ما ينبغي عمله فورًا
أنت هربت من جريمة قتل لتأتي إلى هنا؟
إلى هنا بالذات؟
نظرت له بذعر عاجزة عن الرد
- كيف لم تفكري أن منازل رفاقك هي أول مكان سيفتشونه بحثًا عنك..ربما حتى قبل منزلك، لاسيما وهو مكان يجتمعون فيه كثيرًا..
-كنت..أفكر أن..
أمسك يدها مقاطعًا بلهجة عملية:
-كنت تريدين الصفحة..حسن..سأنشيء هذه الصفحة فور عودتي..أما الآن فسنوفر لك مكانًا
-ماذا؟..لا..أنا لا أريد توريطكم...
-ستستمعين لما أقوله دون كلمة..سأبحث عن مكان تبيتين فيه حتى الصباح فقط
وغذا سأكون قد وفرت لك مكانًا لا علاقة له بي ولا بأي رفيق..وقبل أن تغادري، ستتصلين بي من هاتف عمومي في القاهرة..وستقصين علي حكايتك مجددًا وبالتفصيل؛ لأنني سأدّعي عند استجوابي أننا لم نلتق قط، وأنني أنشأت الصفحة بناء على مكالمة هاتفية منك شرحت لي الحكاية..وسأقوم بتسجيل هذه المكالمة لضمان حمايتي وعدم توجيه تهمة التستر..
قالت بهدوء
- أرجوك أن تفكر جيدًا..سأجلب عليك المصائب بهذه الطريقة
-ستجلبين علي وعلى كل معارفك هذه المصائب سواء ساعدتك أم لم أساعدك..
ثم تطلع إلى وجهها لحظة، وقال وهو يدفعها أمامه تجاه الباب
-لا أستطيع أن أتركك بلا مساعدة..ولن أتركك
***

كانت تثق به جدًا..كانت تثق بكل هؤلاء الثوار المندفعين المجانين المثاليين..كانت تحاول دائمًا أن تكون منهم وتظل لصيقة بهم
كانوا يمثلون لها الأمل والضمير اليقظ والمخرج الحقيقي لكل معاناة الوطن..لذلك لم تكن بحاجة إلى أن تفكر ثانية فيما قاله بلال
نفذت كل ما طلبه منها..قامت بالإتصال به من هاتف تجاري أرضي، وكذلك قامت بالاتصال بأكثر من رفيق، واتفقوا أن تكون الصفحة جماعية، وان يؤجل إطلاقها إلى أن يشاع خبر مقتل الضابط..ثم اتصل بلال من هاتف آخر بأخته، وابلغها أنه سيمر عليها ليأخذ مفتاح بيت زوجها القديم في الفيوم
قال لها
- آسف لأنك مضطرة إلى المبيت وحدك في هذا المكان الغريب الليلة..غدًا سأمر عليك وأصحبك إلى المكان الذي سأتدبره..لا أعرف تحديدًا ما هو لكن ثقي أنني سأكون تدبرته بحلول الغد..
- شكرًا..وهزت رأسها
تنهد وقال
- الفجر يقترب..لا تفصلنا سوى ساعات قليلة ويشاع الخبر، وتنقلب الدنيا على رؤوسنا..سأضعك في البيت وأطير عائدًأ إلى القاهرة لإتمام ما انتوينا عليه..هل ستكونين بخير؟
كان يقود سيارته بسرعة مجنونة، وساعده خلو الشوارع من المارة في ذلك الوقت..لم يتلق جوابًا
نظر إليها مستفهمًا؛ فوجدها غارقة في النوم
مد يده وجذبها إليه، مريحا رأسها على كتفه، وعاد يتطلع إلى طريقه
***


نهاية الفصل الاول

bluemay 20-12-14 07:28 AM

رد: فلنلتزم بالخطة..روايتي الأولى
 
بداية مثيرة وغامضة ..

داليا هاربة من قتل ضابط فاسد أعتدى عليها.

بلال وفر لها مخبأ و وعدها بالمساعدة .


بإنتظار الفصل القادم لنتعرف على المزيد .


سلمت يداك أسلوبك رائع ولغتك متمكنة أستمتعت بأجواء الرواية وأخذتني لعالمهم بجمال عباراتك ..

تقبلي مروري و خالص ودي





«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

bluemay 11-08-15 06:59 PM

رد: فلنلتزم بالخطة..روايتي الأولى
 
تنقل إلى اﻷرشيف


الساعة الآن 09:45 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية