منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   أشباه الظلال (https://www.liilas.com/vb3/t197600.html)

حكاية امل 07-11-14 06:47 PM

رد: أشباه الظلال
 
اه والله صحيح ..انشالله تكون بخير ...ِ

bluemay 07-11-14 06:59 PM

رد: أشباه الظلال
 
آمين يا رب.

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

برد المشاعر 09-11-14 01:08 PM

رد: أشباه الظلال
 


شكرا لكم أمولة وميمي

والله وليكم وحشة أنا بخير وأموري تمام شوي ظروف ويا رب تزول قريبا

أعتذر عن التأخير وهذا جزئين لعيونكم الحلوة ولكل من يتابع الرواية ولطعون طبعا

شكرا لاهتمامكم إلي أسعدني







الجزء التاسع











زبير





كيف لي أن أتخلص من كل همومي ومشاكلي , بدأت أرى الصدع الذي أحدثه والدي يكبر
شيئا فشيئا , حور طريحة الفراش منذ أيام وقد حكم علينا قدرها وقدري أن تكون بهذا المكان
وزمرد ازدادت أموري معها سوءً ولا تسمح لي بالتحدث معها

كنت جالسا بتململ أتنهد بضيق ولا أتوقف عن تغيير جلستي بين الحين والآخر متضايقا وبحر
يجلس مقابلا لي لا تفارقني عيناه أبدا ويرصد كل تحركاتي

نظرت ليديه وقلت " ما حل بأصابعك لما كل هذا الشاش هل جرحت "

نظر لهما وقال " لاشيء , بعض ما خبأه لي الزمن "

ثم نظر لي وقال

" يبدوا أنك لن تتمكن من السفر للشركة الجديدة سأذهب أنا مكانك ماذا قلت "

نظرت له مطولا ثم قلت " لا بل سأذهب أنا أنت آخر من تفقد العمل هناك علينا الأشراف
على بعض المشاريع إننا في تقدم ولا نريد التأخر عنها , شكرا لاهتمامك يا أخي "

نظر للأرض مطولا ثم قال " ولكن زوجـ.... "

ثم سكت لبرهة وعاد قائلا " ولكن ظروفك لا تسمح بذلك قد يحتاجونك هنا "

قلت بلا مبالاة " سأذهب فلا حاجة لهم بي الأمور ستكون على ما يرام "

حينها اقتربت منا والدتي وقالت " هل ستسافر يا زبير "

قلت وعينيا أرضا " نعم فعليا السفر الأمر ضروري "

قالت بضيق " ولكن زوجتك ما تزال مريضة ماذا لو تعبت أكثر وأنت غير موجود فلا سائقين
لدينا وأديم وصهيب خارج المدينة وقد يكون باقي أخوتك بعيدين كيف سنتصرف حينها "

قلت بتململ " وهل سأبقى ملاصقا لها طوال الوقت , بحر هنا فليبقى حتى عودتي "

قال بحر بهدوء " أنا سأسافر الليلة لأخوتي لا تعتمدوا علي "

قالت أمي بضيق " هي زوجتك وليست زوجة بحر ليبقى بقربها "


وقف حينها بحر وغادر دون أي حرف ووقفت مغادرا بعده ركبت سيارتي وغادرت
كل ذلك المكان الذي لم يصبح إلا محرقة للمشاعر والأحلام تجولت كثيرا وأنا أحاول
التفكير في كل ما حل بي وبالجميع جربت الاتصال مرارا بزمرد ولكن دون جدوى ,
مرت الساعات وأنا أتنقل من مكان لآخر حتى حل الظلام أرسلت رسالة لزمرد وكتبت فيها

( إن كنت أعني لك شيئا ولو بسيطا فأجيبي على اتصالي يا زمرد )

بعد وقت طويل أرسلت لي رسالة فيها

( لو كنت أعني لك شيئا ولو بسيطا ما كنت تزوجت بغيري وتركتني )

جربت الاتصال بها مرارا ولكن لا أمل فأرسلت لها ( كنت مجبرا )

أرسلت لي ( تزوجني إذا )

آه يالا كبر حجم مصيبتي ليتك تعلمي بذلك , أرسلت لها

( ليتني أستطيع فالأمر ليس بيدي أصبري معي قليلا , قليلا فقط يا زمرد )

أرسلت ( كم من الوقت أو من العمر , يكفي ما ضيعته حتى الآن وأنا أنتظر سرابك يا زبير )

ثم وصلت رسالة أخرى كتبت فيها ( لا ترسل رسائل أخرى لأنني لن أجيب )


رميت بالهاتف وأوقفت سيارتي أسندت رأسي للخلف وأغمضت عيناي , كنت أشعر
بالضيق والحاجة لأن أتحدث مع أحدهم مع شخص يفهمني ويمكنني قول ما أريد له
أمسكت بهاتفي ضغطت الأرقام الأولى الرئيسية ثم ضغطت أرقام اخترتها بعشوائية
وضغطت على زر الاتصال رن الهاتف مطولا ثم فتح الطرف الآخر الخط في صمت
تحدث دون توقف وقمت ببث كل همومي له ثم أغلقت الهاتف دون أن يتحدث معي ولا
أن أعرف من يكون ولم يكن يهمني ذلك المهم أنني أحسست ببعض الراحة فشغلت سيارتي
وعدت للقصر وهذا أنا لم أسافر حتى لوجهتي التي كنت أريد








حور







مرت أيام كنت فيها طريحة الفراش وكم تمنيت أن لا أنهض منه إلا لقبري ولكن الحياة
لازالت تتمسك بي رغم رفضي لها , لقد اعتنى بي زبير كما عمتي و رنيم فلم تفارقاني
لحضه حتى تحسنت حالتي علمت أن بحر غادر منذ أيام لزيارة أخوته فقررت العودة
للتحرك في القصر فلست أخشى من شيء أكثر من مواجهته فليس لي قلب يتحمل ذلك
هل علمتم الآن ما كنت أعنيه سابقا بمعادلة الحظ والجمال فها أنتم رئيتم ذلك بأم أعينكم
ولازال هناك المزيد , نزلت للأسفل فوجدت خالتي تجلس مع ... لا , لا تقولوها ,
كان بحر نظرت لي والدته بابتسامة وقالت

" حمدا لله ها أنتي صرتي أحسن تعالي يا حور ما بك يا ابنتي "


جلت بعيناي في صمت حتى وفقعتا على العينان الخضراء اللتان تنظران لي ثم سرعان
ما أنزل نظره للأرض في حزن شعرت بالعبرة ستخرج مني فقلت بصوت مبحوح
يكاد يختنق

" لا شيء يا خالتي بعض التعب فقط "

تنهدت وقالت " يبدوا أنهم فاجئوك بزواجك بزبير أو أجبروك عليه "

قلت بحزن " لقد اعتدت ذلك , كل حياتي كانت مفاجأات لم أتوقعها يوما "

وقف حينها بحر ليغادر فقالت والدته " أين يا بحر أنا لم أرك منذ مدة وأنت لم تصل إلا الآن "

قال مغادرا ومارا بجانبي

" عليا السفر من أجل العمل عليك أن تعتادي غيابي يا أمي فما أحد منا يختار واقعه "


أغمضت عيناي بألم محاولة إمساك دموعي كي لا تنزل فآخر ما كنت أتوقع بل أكثر ما كنت
أتمنى كل حياتي أن أقترب منه أن أعلم واقعه وعالمه وأعيشه , كيف يأكل كيف ينام عن
ماذا يتحدث ماذا يحب وماذا يكره كان كاللغز بالنسبة لي وها قد حدث ذلك ولكن بالطريقة
التي لا أتوقعها و لم أتمناها يوما










رنيم







ها هي الأيام تمضي بي هنا ولا شيء سوى أعمال المطبخ والإشراف على عاملات
شركة النظافة حور المسكينة ورفيقة وحدتي الوحيدة انهارت أعصابها حتى كادت تجن
وكل أفراد هذه العائلة يبدون كالتائهين لا أعلم هل هذه العائلة مشتتة وضائعة منذ البداية أم
أن اللعنة المسماة وصية هي السبب فمن يرى القصر من الخارج ويرى أملاك هذه العائلة
وأسمها الذي يصل لنا نحن في الدول المجاورة لا يتخيل أنه لا خدم في هذا المكان
لا أعلم كم يحمل هذا الرجل من عقد لم أكتشفها بعد , دخل حينها غيث يزمجر غاضبا
في هاتفه أنا لا أحسد من يتحدث إليه الآن

قال بحدة " وما الذي سأفعله له هل أقتله مثلا تعالوا لنتفاهم ونجد حلا للأمر "

أخذ كأسا وقال لمن يخاطبه مغادرا " شقيقي أجل اعلم ولكن من له سلطة عليه هوا ليس
طفل لأضربه وآمره, وكأنه ليس لدي مصيبة تكفيني ليأتيني بأخرى , لا اعلم من أين
تتقاذف علينا كل هذه المشاكل "


لا مصيبة على وجه الأرض أكبر من وجودك فيها هل أصبحت أنا مصيبة حلت عليك فما
الذي سأقوله أنا عنك حمدا لله الذي خلق لي أعصابا باردة حيال الكلمات المتطايرة كالقذائف
وإلا ما كنت لأبقى هنا يوما واحدا فإما سأكون قتله أو قتلني












غيث







جلست في المكتب مع جدي وأعمامي الذين حظروا للتو بعدما اتصلوا بي , كنت
أضرب بقدمي على الأرض بضيق وعمي عاصم يصرخ بغضب

" علينا إيقاف ذلك المجنون صهيب ماذا لو أنتشر الخبر وعلمت الصحف والناس
فلن نتدارك الفضيحة ابنة آل يعقوب مختطفة منذ فترة ستكون كارثة فلدينا سمعتنا
ومكانتنا بين الجميع وأنا لدي بنات لم يفكر بهم أحد غيري ولن يفكر أحد بالزواج
منهم بعد تلك الفضيحة "

قال عمي جسار غاضبا " ليس بإمكاننا حتى أن نشتكي للشرطة لست أعلم كيف
وجدها الخاطفون ومن أين علموا بمكانها وكيف لذاك المعتوه صهيب أن يضع
تلك الشروط الغبية ليتفاوض مع الخاطفين "

قلت مقاطعا " هل لكم أن تشرحوا لي ما حدث في الماضي لكي أفهم على الأقل "


سكت كليهما ونظرا لجدي الصامت منذ بداية الحديث ثم غادر عمي عاصم وقال
عمي جسار مغادراً خلفه

" عليكم أن تجدوا حلا لجنون شقيكم ذاك يا غيث قبل أن يفوت الأوان كنت أعلم أنه
لن يجلب لنا إلا المشاكل " وخرج غاضبا ,

نظرت لجدي وقلت " هم لم يحبونا يوما على كل حال , فما تقول أنت "

قال بعد صمت " ليس لدي ما أقول "

قلت بضيق " ومن يقول إذا ومن لديه الجواب , كيف تكون لنا ابنة عم لا نعرف عنها
شيئا فكل ما أعرفه أن عمي نبيل مات وليس لديه أبناء "

وقف جدي مغادرا أيضا يستند على عكازه فقلت بيأس

" يبدوا أنكم تخفون أمرا لن نعلمه أبدا "


وقفت غاضبا مغتاظا وتوجهت باحثا عن والدتي ولكني لم أجدها في غرفتها ولا في
المطبخ بل وجدت من سيكون متنفسا لغضبي فيه ( رنيم )

نظرت لها بحدة وقلت " أين هي أمي "

قالت ببرود " لا أعلم "

صرخت بها غاضبا " أليس لديك شيء غير لا أعلم , أليس لديك مشاعر غير الجليد والبرود "

صرخت غاضبة " وما الذي قلته أنا لتصرخ بي أنا لا أعلم أين تكون حقا "


توجهت ناحيتها والغضب يسري في عروقي كالنار أمسكت بذقنها بيدي بقوة حتى
كاد يتهشم بين أصابعي وقلت بغضب ومن بين أسناني

" أقسم إن استفززتني بكلماتك الباردة مجددا فسأحطم لك وجهك هذا "


نزلت من عينيها دمعتان عبرتا طريقهما للأسفل أرخيت من قبضتي ثم تركتها وخرجت
وجدت أمي تدخل من باب القصر فقلت مخاطبا لها بضيق

" أمي أريد التحدث إليك قليلا "


ثم توجهت لمكتبي ولحقت هي بي جلست على الأريكة وجلست مقابلة لي فقلت بهدوء

" أمي هلا حكيت لي ما تعرفيه عن عمي نبيل رحمه الله وعن زوجته "

نظرت لي بصمت فقلت " أمي أرجوك قولي لي أي شيء تعرفينه لا تسكتي كالجميع "

قالت " بسبب هذا الموضوع إذا خرج أعمامك غاضبون من هنا "

قلت متسائلا " يبدوا أن هناك شيء ما وعليا معرفته منك "

هزت والدتي رأسها وقالت " لا أعتقد أنني سأفيدك بشيء "

قلت " قولي كل ما تعرفيه مهما كان غير مهما "

قالت بهدوء " ألن تقول لي ما الذي يجري أولا "

قلت بنفاذ صبر " سأقول لك كل شيء فقط أريحي لي عقلي "

تنهدت وقالت " عندما تزوجت والدك شامخ كان عمك نبيل ما يزال أعزبا وفي عمر العشرين
تقريبا وفي عمر الخامسة والعشرين سافر خارج البلاد ولم يكن متزوجا أيضا بعدها بخمسة عشر
سنة سمعنا خبر وفاته ولم نره منذ سفره "

نظرت لها بصدمة وقلت " إذا كنت أنا في نهاية العشرين من العمر عندما توفي كيف
لم نعلم بذلك لما قالوا أنه ميت "

قالت والدتي بحيرة " لا أعلم فثمة مشكلة كبيرة حدثت بينه وبين أعمامك وجدك
عندما كانوا يعملون مع جدك في شركته بعدها سافر وكان والدك على اتصال دائم به وبعد
عام من سفره دخل السجن بأيرلندا وبعد أربع سنوات خرج منه ولم يجده والدك رغم بحثه
الطويل عنه حتى يئس من وجوده بعد ذلك بسنين جاءنا خبر وفاته مع أوراق تثبت هويته
ويوم وفاته وبدأ والدك بالبحت عن زوجة له , قال والدك أنه تزوجها هناك بعد خروجه من
السجن لعله يكون لديه أبناء منها ولم يتوصل لنتيجة هذا كل ما أعلمه يا غيث "

تنهدت وقلت " إذا ما قاله صهيب صحيح مثلما أكده أعمامي ولكن كيف علموا بوجودها "

نظرت لي بحيرة وقالت " وما الذي قاله صهيب وقالوه أعمامك "

قلت بهدوء " عمي نبيل لديه ابنة وهي هنا ومختطفة أيضا والخاطفون يطالبون بالفدية
وصهيب وحده من يعلم طريق التفاوض معهم "

شهقت أمي بدهشة وقالت " معقول ... ابنة وخاطفين وفدية هل نحن في فيلم أم في واقع "

قلت " بل في واقع وأعمامي سيجن جنونهم مخافة الفضيحة "

قالت بهدوء " ولما لا تدفعوا الفدية وتحرروها "

قلت بضيق " وهنا المشكلة فمنذ أن علم صهيب وهوا رافض للتفاوض معهم حتى نحقق
شروطه وأنتي تعرفي صهيب جيدا وشراسته وعناده "

قالت بصدمة " شروط , عن أي شروط تتحدث يا بني "

قلت بضيق " يشترط أن نقتسم عليها ثروة جدي من جديد وبما حققته من أرباح لأنها من
حقها وثمنا لسنين فقرها واحتياجها ووالدتها وأن نثبت براءة عمي من التهم الموجهة إليه
هنا وفي ايرلندا ولا أفهم ما عنى بهذه "

كانت عينا أمي ستخرج من مكانها من الصدمة لما سمعت ثم قالت " وماذا قررتم "

قلت بضيق " لا شيء حتى الآن , أعمامي غاضبون ورافضين وبشدة وجدي يكتفي بالصمت
لا أبرد منه إلا الجبل الجليدي الذي لدي "

قالت بتساؤل " وماذا عنكم أنتم أبناء شامخ "

قلت بحيرة " لا اعلم فأخوتي لا يعلمون بالأمر حتى الآن والتركة لا يمكننا التصرف
فيها قبل التقسيم ولو كان لها حق لدينا فستأخذه كاملا دون نقصان "

ابتسمت وقالت لي " بارك الله فيك وفي من رباك يا غيث , إذا تحدثت مع صهيب عليه
إحضارها ووالدتها إلى هنا "

قلت بقلة حيلة " أخبرتك أنه يضع شروطا نعجز عن تحقيقها وحدنا , وتعرفي أعمامي جيدا "

ثم وقفت مغادرا فقالت لي " وما الحل يا غيث هل ستبقون الفتاة لديهم الله وحده يعلم ما
فعلوا بها إنها فتاة وأنت تفهم ما أعني جيدا "

قلت مغادرا " لا اعلم ما سنفعل حتى يقرر أعمامي وجدي أولا لقد ورطنا ابنك في مصيبة
جديدة وكأنه ينقصنا مصائب "

عند وصولي للباب التفتت إليها وقلت " أين هوا بحر قد يتمكن من إقناعه فهوا المقرب إليه "

قالت " قال أنه سيسافر اليوم لزيارة أخوته تحدث معه عبر الهاتف أو انتظره حتى يعود "

قلت بضيق " وزبير لم يسافر اليوم للشركة الجديدة ولم يخبرني إلا بعد ذهاب بحر لا أعلم
متى سينتهي كل هذا "


خرجت وتوجهت لجناحي بالأعلى وقفت أمام الباب ثم تقدمت جهة الجناح المجاور لي
وهوا جناح رنيم عليا أن أراها فقد تتهور وتفعل شيئا بنفسها فلا ينقصني مصائب أخرى
وأعلم كيف تفكر النساء عند الحزن واليأس الخائنات عديمات المشاعر , لقد فجرت بها
كل غضبي هي تستحق ذلك بسبب برودها القاتل فكيف للنار والجليد أن يجتمعا كيف
دخلت الجناح دون أن أطرق الباب وتوجهت للغرفة التي تنام فيها كانت تجلس باكية
وأثار أصابعي لا تزال على ذقنها










رنيم





ذلك القاسي المتحجر عديم الإحساس ما الذي فعلته له ليفعل بي هذا
كنت أنظر للمرآة ودموعي على خدي أتلمس أثار أصابعه على ذقني فلم يتجرأ أحد قبله
على لمسي بأذى سامحك الله يا والدي شامخ , آه كم سأقولها مرة لقد تجاوزت الألف بكثير


توجهت للسرير جلست هناك وتابعت مسيرة بكائي حين سمعت صوت الباب يفتح تساءلت
في نفسي من هذا فلا أحد يصعد إلى هنا أتمنى أن لا تكون خالتي فتكتشف أمرنا ولكن للمفاجأة
لم تكن هي بل كان أبن زوجها المتحجر جاء ليكمل ما بدءه منذ قليل ولكني لك يا غيث فأنت لم
تعرف عنادي بعد وقف أمام الباب ينظر إلى مكان جريمته بصمت وقفت ووضعت ظهر كفي على
ذقني وقلت

" ماذا تريد هل جئت لتنهي ما فعلته بي "

قال ببرود " أنتي من استفزني "

ابتسمت بسخرية وقلت " حقا لقد صدقتك , لا تكذب على نفسك يا غيث أنت تعتبرني أداة
لتفجر بها غضبك وكرهك للنساء , أتمنى فقط بعد أن تقضي عليا نهائيا أن ترتاح ويموت
كرهك لبنات جنسي "

أستند بيده على الباب وقال بذات السخرية

" بعد أن أقضي عليك نهائيا كما قلتي فسأرى ما سأفعل بعد ذلك "

قلت ببرود " وماذا تريد مني الآن هل جئت تبرد على قلبك برؤيتي هكذا "

اقترب مني وامسك بذقني من جديد وأصبح وجهي أمام وجهه مباشرة فقلت بألم

" يكفي يا غيث هل تريد تحطيمه لقد حطمته بالفعل "

قال بغيض " حذرتك من استفزازي ببرودك يا رنيم"

قلت بحدة " هذه أنا ولن أتغير فهل لك أن تغير قسوتك وتحجرك وكرهك لي "

قال بغيض " وإن كنتي هكذا فعليك أن تتغيري "

قلت ببرود " لا أريد ولن تجبرني على ذلك "

ضغط على ذقني أكثر وقال " إذاً أنا من سيغيرك "

قلت بابتسامة سخرية " جرب ولن تخسر شيئا "


قرب وجهي له أكثر ثم قبلني على شفتاي بقوة وهوا يضغط على ذقني حتى شعرت
به سيتحطم بين أصابعه وبشفتي ستتمزق حاولت الفكاك منه فلم أقدر ثم رمى بي على
السرير وقال مغادرا

" كريهة كبنات جنسك الخائنات "

مسحت فمي بظهر يدي بتقزز فالتفت إلي ورأى ما فعلت فابتسم بسخرية وقال

" هذا هوا عقابك هذه المرة "


ثم خرج ذلك الكريه القاسي المقزز مسحت شفتاي بيدي بقوة حتى نزفتا محاولة إزالة
أثر قبلته الكريهة من نفسي, كيف لي أن أعيش مع رجل يكره كل النساء وهوا لا يتوقف
عن نعتي بالخائنة يمنعني من الخروج ومن التحدث عبر الهاتف أيضا وحتى من التنفس
لو بيده , رغم معاملته الحسنة للجميع فما ذنبي أنا إن خانته إحداهن لما لا يكون لطيفا
معي كزبير مع حور واضح أن العلاقة بينهما تعاني فتورا كبيرا ولكنه على الأقل يحترمها
ويعاملها بلطف أمام الجميع حتى يقضي الله أمره , ليس كهذا القاسي كم أكرهه ... أكرهك
يا غيث ومنايا الفكاك منك في أقرب وقت










جود






كنت أجلس مع أخي مازن بغرفته لأساعده في حل مسائل الرياضيات عندما سمعت
صراخ والدتي الغاضب نزلت ركضا من السلالم فرأيت والدي يقف في منتصف البيت
يضع يديه بوسط جسده وأمي تصرخ به قائلة

" يكفيك ما أخذت يا جابر لن اسمح لك بأخذ هذه إنها تخصني هي ذكرى من والدتي ولن أعطيها لك
ولو قتلتني "


هجم عليها كالغول وبدأ يضربها بقسوة ركضت وخلفي مازن محاولان أبعاده عنها
ونلنا من الضرب نصيبنا حينها انفتح الباب ودخل أخي بحر منه راكضا باتجاهنا وكان
كالحلم الذي تحول لحقيقة , كالمعجزة التي جاءت في وقتها, أمسك بيدا والدي ولفهما
خلف ظهره وهوا يصرخ بغضب

" يكفيك إجرام يا أبي يكفي ذلك "


ثم تبته على الأرض ملقيا إياه على بطنه وخده على السجادة وبحر جالس فوق ظهره مثبتا له بقوة

قال والدي بغضب " أبتعد عني يا قذر أبتعد عني يا أبن شامخ وسماح وأخرج من هنا وأترك عائلتي "

صرخ بحر

" عن أي عائلة تتحدث يا جابر عن أي عائلة , أنت لا تستحق أن يكون لك لا زوجة ولا أبناء "

ثم نظر إلينا بحر بغضب وقال " ألم أقل لكم ألا تمنعوه كي لا يضربها "

قالت والدتي بصراخ مؤلم " أراد السوار الذهبي الذي تركته لي والدتي ولن أفرط فيه ما
حييت هوا الذكرى الوحيدة منها فليقتلني أولا قبل أن يأخذها "

صرخ بنا بحر " اذهبوا للأعلى جميعا هيا "

صعدنا ثلاثتنا وكنت أراقبهم من هناك , ابتعد بحر من فوق والدي ثم أخرج محفظته
وأخرج منها نقودا كثيرة ورماها على والدي وقال

" هذه أكثر من ثمن السوار فخدها وأرحل هيا "

جمع والدي المال بكل برود وخرج ثم وقف عند الباب وقال

" ابن والدتك حقا يا بحر , إن لم أبعدك عن أبنائي فلن أكون أنا "


ثم خرج فأغلق بحر الباب خلفه بقوة وغادرت راكضة جهة غرفتي التي كان فيها أمي
ومازن بعد قليل دخل علينا بحر فارتميت ومازن في حضنه ببكاء مسح على رأسينا وقال

" يكفي يا مدللان ألم تعتادا على ذلك بعد "

ثم نظر لأمي وقال " خالتي عليك أعطائي السوار لأخفيه عنه فسيأتي مجددا للبحث عنه بالتأكيد "

ثم أبعدنا عنه وقال " عليا الخروج قليلا وسأعود "

أمسكت به وقلت " إلى أين ستذهب يا بحر "

قال وهوا يخلص نفسه مني مبتعدا " سأذهب قليلا وأعود أطمئنوا "

صرخت به قائلة " لا تذهب خلف والدي يا بحر قد يكونوا مجموعة ويؤذونك "

قال بهدوء وهوا يقف عند الباب " لا تخافي سأعلم شيئا ضروريا وأعود قريبا "


ثم خرج وخرجت اركض خلفه فسبقني وخرج من المنزل , بقيت أنتظره وحدي
في الأسفل لساعات وانتصف الليل ولم يأتي كنت منشغلة عليه حد الجنون ثم رن
هاتفي فركضت مسرعة ناحيته فكان رقما غريبا يتصل بي نظرت له بحيرة كنت
سأتركه دون الرد عليه ولكني خفت أن يكون شقيق بحر أو أنه حدث مع بحر شيء
شعرت بالخوف الشديد والتوتر ثم فتحت الخط ووضعت الهاتف على أذني بصمت
تام أنتظر لأعرف من على الطرف الآخر فجاءني صوت رجولي غريب ليس صوت
بحر ولا شقيقه صهيب كان صوتا رجوليا حزينا قال

" لا تغلق الخط في وجهي أرجوك فأنا أريد أن أتحدث مع أحد أريد أن يسمعني شخص
ما لا تتحدث فلستَ مجبرا على الحديث معي فقط استمع إلى "


ثم سكت عن الكلام ومن صدمتي لم أتحرك من مكاني حتى أنني لم أرمش بعيني بعد صمتي الطويل قال

" حسننا أنت موافق على الاستماع إلي إذاً , شكرا لك يا صديقي , سأبث لك همي وحزني
هل أنت مستعد أن تحمله معي , آه أكاد أتحطم وأنا اكتمه في صدري هل جربت يوما ذلك
هل جربت أن تموت أمانيك وأن تقتل أماني غيرك في وقت واحد , أن يموت الحلم ليعيش
الواقع أن تحترق مشاعرك وتحرق مشاعر غيرك , لقد حرموني الفتاة التي أحب يا صديقي
وأجبروني على أن أكون زوجا للفتاة التي يحبها أخي أرى ذلك في عينيه في حزنه في صمته
وحتى في كلماته وما بيدي حيلة غير أن أزيد ناره نارا وألمه ألما وأنا لست بأقل منه توجعا بعد
أن فقدت كل شيء حتى حبيبة طفولتي لأسأل بحيرة لما يحدث معي ومعه هذا وما من مجيب
ليثني لم أعرف بذلك , ليثني لم ألمح والحظ ذلك في عينيه تبا لي ولوصايا الأموات التي تقتل الأحياء "


ثم تنهد بألم وقال " شكرا لك يا صديقي أنا فعلا ممتن لك على استماعك لي , وداعا "


ثم أغلق الخط وتركني واقفة كالتمثال والهاتف لازال على أذني أبعدته ونظرت له
بحيرة مستغربة من حال هذا الرجل يحكي لي همه وأنا تكاد همومي تكسر ظهري
حمدا لله فلسنا وحدنا نعاني

سمعت صوت الباب يفتح فرميت الهاتف من يدي وكل ما حدث من راسي
وتوجهت راكضة جهته قائلة

" بحر ... هل عدت يا أخي لماذا تأخرت لقد شغلتني عليك "

أقترب مني وقال " لما أنتي مستيقظة حتى هذا الوقت يا جود ألم أقل لك أنني
سأكون بخير هيا اصعدي لتنامي "

قلت بابتسامة " هل أعد لك الطعام فأنت لم تأكل شيئا "

قال بابتسامة مماثلة " لا رغبة لي في الأكل يا جود سأصعد لأنام قليلا "


ثم تركني وصعد للأعلى حملت هاتفي وصعدت لغرفتي غيرت ثيابي ونمت بعد
أن اطمأننت على أخي الغالي









صهيب





وصلت المستودع برفقة حامد عند الغروب ليأخذ معه جهاد وأبقى أنا هنا وما أن
وصلنا خرج جهاد لنا خارج المستودع فقلت متسائلا

" لما خرجت "

قال " ولما لا أخرج ها أنتم وصلتم وسأغادر "

قلت بحدة

" وإن لم نكون نحن من وصل هل تريد إعلام المارة أن هناك أناسا هنا , بكل بساطة هيا تعالوا وخذونا "

قال بضيق " من يمر من هنا لم أرى أحدا طوال فترة بقائنا ثم لما يأخذونا وما يصنعوا بنا "

قلت بغضب " بك أنت لن يصنعوا طبعا ولن يأخذوك ولو وضعنا معك مالا لأخذك أما الفتاة لا يا غبي "

تأفف وأشاح بوجهه عني فقلت بغيض " إن كررتها ثانيتا قطعت رأسك غادرا هيا "

غادرا المكان ودخلت أنا المستودع ووجدت ميس تضرب بقدمها الأرض بغضب وتنظر لمكان قدمها

نظرت لها بحيرة وقلت بتساؤل " ما بك "

نظرت لي بحدة وقالت " الصراصير إنها تخرج لي دائما "

قلت بهدوء متوجها لمكان جلوسي " هذا لأنك لا تأكلين كل الطعام الذي احضره لك وهي تخرج له "

نظرت باتجاهي وقالت بغضب " ولما لا ترحمني من سجني ما فعلت لك لتفعل بي كل هذا "

قلت باستياء " ميس كنتي هادئة طوال الأيام الماضية ما بك اليوم "

قالت بصراخ " هادئة ..... ما رأيك أن تقول مبسوطة بوجودي معكم هنا "

نظرت للأعلى متكأ على العمود في صمت فقالت بأسى

" لما لا تطلق سراحي ما الذي ستستفيد به مني "

لم أجب فقالت بهدوء " لو اختطف أحدهم شقيقتك أو زوجتك هل كنت ترضى بذلك "

قلت بهدوء مماثل " لا طبعا "

قالت بحدة " لما تفعلها معي إذا هل لأنه ليس لي أب ولا شقيق تختطفني بدم بارد "

تأففت بضيق ولم أتحدث فقالت بغضب " أنا من يحق له التأفف والتذمر وليس أنت "

ثم قالت بحزن " والدتي مريضة وستموت إن أهملوها هناك وأهملوا أدويتها لا تخسروني
آخر ما تبقى لدي في هذه الحياة "

نظرت لها وقلت بهدوء " لن أتركك تذهبي يا ميس فلا تتعبيني معك "

قالت بغيض " لما ومن تكون أنت وهل أنت من أرسل لي تلك الرسالة لما لا تجيبني
عن كل هذه الأسئلة وما الذي تريده بالمال لتطالب بالفدية فثيابك ورائحة عطرك لا تدل
على أنك ممن يحتاجون المال فلما اختطفتني "

يبدوا أنها ترغب في السهر الليلة أغمضت عينيا متظاهرا بالنوم فجاء صوتها غاضبا

" هل تدعي النوم أقسم لو خرج لي صرصور آخر سأحمله وأرميه عليك وارني أي نوم تنام حينها "


لم أستطع تمالك نفسي فضحكت وعيناي مغمضتان ثم قلت

" ميس يبدوا أنك تريدين النوم صباح الغد أو أنك نمت في الصباح لهذا لم تنامي
فور وصولي كعادتك "

قالت بسخرية " حقا ياله من استنتاج رائع ويا لك من ذكي "


توقفت بعدها عن الكلام فتحت عيناي ونظرت جهتها فكانت نائمة على الفراش
ووجهها مغطى بالبطانية آه أتمنى أن أنجح في هذا ولا تجني هذه الفتاة بسببي
متاعب جديدة على ما رأته في حياتها










برد المشاعر 09-11-14 01:23 PM

رد: أشباه الظلال
 
الجزء العاشر









زمرد







أنا يا زبير , أنا تتلاعب بي وتخدعني كل تلك السنوات وتتحجج الآن بالحجج الواهية
وتريد مني تصديقك ككل مرة , ذاك الغبي يتأمل أن أستمر معه كالسابق يضنني لعبة
بين يديه يتزوج بغيري ويلهوا معي

"زمرد ما بك هلا أخبرتني "

قلت بضيق " لا شيء أمي لا شيء , أين هي علياء سأذهب أنا وهي لزيارة جدي "

بدا الضيق واضحا على وجهها وقالت
" جدك كان معنا منذ أيام , زمرد أحفظي كرامتك فالرجل قد تزوج "

نظرت لها بصدمة مما قالت ثم قلت

" ومن قال أنني سأذهب لأهدر كرامتي هناك , لم تلده أمه من أذل نفسي له "

وقفت وقالت مغادرة " إذا ما من داعي لذهابك لمنزل تلك العائلة "

صرخت قائلة لتسمعني " بلى سأذهب لرؤية جدي وليس لهم "

ثم وقفت وصعدت للبحث عن علياء ووجدتها أخيرا , نظرت إليا وقالت بتذمر

" خيرا إن شاء الله ما الذي جعلك تشرفينني بزيارتك "

قلت بغيض " يا لك من متعجرفة هيا لنذهب ونزور جدي "

ضحكت وقالت " تلك قوليها لأمي وليس لي "

قلت بلا مبالاة " افهميها كما تريدي المهم هيا بنا "

نظرت لي بضيق وقالت " من أجل زبير "

قلت بغضب " يخسأ ذاك الخائن الكذاب أن أنظر إليه حتى "

قالت وهي توليني ظهرها " لا أريد الذهاب أذهبي لوحدك "

نظرت لها بضيق وقلت " ولا من أجل أديم "

قالت ببرود " ولا من أجل أي أحد لست مستعدة لأن أتلقى صفعة موجعة منه إن
كان زبير الذي أرادك دائما وبعلم الجميع تصرف هكذا فكيف بمن لم أعني له
شيئا لقد صرفت النظر عن الموضوع برمته "

نظرت لها بنصف عين وقلت " هل هذا هوا السبب حقا أم لأنه غادر المدينة "

قالت بحدة " بل السبب الذي ذكرته "

قلت بغيض " ومن قال لك أني حزنت لفراق زبير ذاك فالحياة لم تتوقف عليه وحده وليس
هوا الوحيد من تلك العائلة "

نظرت لي بدهشة وقالت " ماذا تعني بذلك "

قلت بلا مبالاة " ما فهمتي "

تنهدت بضيق وقالت " غيث متزوج وبحر ليس ابن عمي وأديم ليس هنا كما قلتي
وصهيب والدي يكرهه ضعف كرهه للجميع كما إسياف كذلك , فأريحي نفسك
يا زمرد وغيري هذا التفكير الذي شوه لك عقلك "

قلت بإصرار " بلى سأفعل ذلك فلازال أمامي صهيب فإن لم يجدي الأمر فهناك أديم
ما دمتِ قد أعلنتِ انهزامك وخسرت الحرب "

نظرت للجانب الآخر وقالت " أنا لم ادخل الحرب كي أنهزم فيها أخبرتك مرارا
أني لا أفكر مثلك فقد أحببت أديم باختياري وأزحت الفكرة الآن باختياري ولا أفكر
بغيره من أبناء عمي شامخ "

شددتها من يدها وقلت " إذا ستأتي معي شئتي أم أبيتي "

تأففت كثيرا ثم وقفت لتأخذ عباءتها وحجابها

ذهبت وإياها لقصر عمي شامخ فهوا لا يبعد كثيرا عنا كما منزل عمي جسار دخلنا
القصر فوجدنا زوجة عمي استقبلتنا وأدخلتنا حيث يوجد جدي ولكنه لحسن الحظ كان
نائما فاقترحت عليهم أن ننتظره قليلا ونتعرف على زوجات أبنائها لأكسب الوقت


جاءتنا أولا فتاة شديدة البياض وكأنها قطعة من الجبن وشديدة سواد العينين تبدو
كالحوريات صافحتنا بابتسامة وجلست قالت عمتي سماح

" هذه رنيم زوجة غيث وهاتان هما زمرد وعلياء بنات عاصم عم أبنائي "

قالت بابتسامة " تشرفت بالتعرف إليكما "

قالت علياء " ونحن كذلك "


أما أنا فاكتفيت بالصمت والتفكير في ضالتي الآن وهوا صهيب طبعا مضى بعض
الوقت وعلياء التافهة تتحدث بثرثرة توجع الرأس مع المدعوة رنيم وتشاركهم العمة
أحياننا أما أنا فكنت أكتفي بالابتسامات الباردة وبعض التعليقات الجانبية , بعد ذلك دخلت
فتاة باهرة الجمال وذات حسن خرافي توجهت ناحيتنا مبتسمة وكان يبدوا على وجهها
أثار بعض التعب سلمت علينا وجلست قالت عمتي طبعا

" هذه حور زوجة ابني زبير وهاتان بنات عم زوجك يا حور "


كم هي فاتنة هل كل هذا الحسن في زوجته ويراسلني ويصر على مكالمتي يا لكم من
جشعين معشر الرجال ضننت أنه لا أجمل من زوجة غيث حين رأيتها لكن هذه كسرت
القاعدة , تحدثنا بعض الوقت ثم قالت

علياء بابتسامة " تبدين شاحبة يا حور هل أنتي متعبة "

ابتسمت بسخرية وقلت " قد تكون تشاجرت مع زبير "

تغير وجهها من الصدمة ولم أفكر في خطورة ما قلت إلا حينها , سحقا لي سأفسد
الأمور على نفسي فقلت متداركة للأمر

" عفوا منك يا حور أنا لم أقصد ذلك فاعذريني "

قالت ببرود وهي تقف " لا بأس عليك سأذهب لجلب العصير عن أذنكم "

ثم خرجت فوجدت عمتي تنظر لي بضيق بسبب ما قلت لكني لم أعر الأمر اهتماما

قلت بعد قليل " كيف هم أديم وصهيب لم نرهم من مدة "

قالت عمتي بعد صمت " بخير وهما خارج البلاد "

قلت مدعية السذاجة " هل صهيب أيضا نقل عمله من هنا "

قالت بنفاذ صبر " لا هوا في مهمة وسيعود "


( أصنعي ما شئتي ما أن أرمي بشباكي عليه فلن أعيرك أي اهتمام ) بعد وقت قصير
عادت حور تلك تحمل العصير والكعك وكان وجهها مكفهرا وعيناها تكادا تتفجران دموعا
ثم استأذنت وغادرت من فورها شربت القليل من العصير ثم وقفت فوقفت علياء أيضا فقالت
رنيم مبتسمة وهي تقف معنا

" ما بكما لا زال الوقت مبكرا "

غبية ما حاجتي بك لقد جئت لشيء لم أجده فلن يعنيني رأيك قلت بابتسامة مصطنعة

" علينا الذهاب فوالدتي تنتظرنا "

نظرت لعلياء بحب وقالت " عودي لزيارتنا قريبا يا علياء "


حقيرة وهل تضنيني أموت لهفة عليك , خرجت وعلياء فقابلنا زبير خارجا من
جهة المطبخ نظر لي بابتسامة وكأنه يريد قول شيئا أو يلقي التحية فأشحت بوجهي
عنه بضيق وخرجت مسرعة ياله من عديم دوق أتكون لديه كل تلك الملاك ويبتسم لي
يالك من خائن تافه وعدت أدراجي لمنزلنا أجر ذيول الخيبة ولكن ليس اليأس








حور








ليته بإمكاني سجن نفسي في هذه الغرفة ولا أخرج منها أبدا لكي أرتاح سمعت طرقا على
باب الجناح ففتحت الباب وكانت خالتي وقالت أن بنات عم زبير هنا ويريدون رؤيتنا كنت
أريد الرفض خشية أن يكون بحر قد عاد فلا يمكنني السؤال عنه , ولكن ما باليد حيلة فكان
عليا النزول لهم ولو قليلا ثم عليا مساعدة خالتي و رنيم ولن أسجن نفسي طوال الوقت
واتركهما خصوصا أن خالتي سعيدة كثيرا بتخفيفنا للحمل عنها نزلت وتوجهت لمجلس
الضيوف وجلست معهم , علياء كانت تبدوا لي لطيفة وبشوشة الوجه أما زمرد تلك فلم
ارتح لها ولا لبرودها وجفاف معاملتها للجميع وقد زادت الطين بله بجملتها التي ألقتها
كالقذيفة على وجهي يا لها من وقحة ما الذي تعنيه بذلك ولكن ما خفف الأمر نبرة الاعتذار
الواضحة التي بدرت منها فقررت بعدها أن أخرج متعذرة بجلب العصير والكعك للضيوف
لأبتعد بعض الوقت , توجهت للمطبخ وبدأت بإعداد الضيافة للفتاتين بعد دقائق قليلة سمعت
أصوات لشخصين يقتربا من المطبخ ويتحدثان مع بعضهما كنت منشغلة بأعداد الكعك
عندما سمعت سحبا لكراسي الطاولة وصوت أحدهم يقول لي

" هلا أعطيتني بعض العصير يا حور "

كان ذلك الصوت ... نعم أعرفه جيدا ومنغرسا في قلبي منذ سنين وهل تخطئ
الشجرة أوراقها اليابسة على الأرض مهما كثرت الأوراق , التفتت لمصدره
وشعرت بأحشائي تسقط أرضا عندما رأيت بحر يجلس مع زبير وينظر إلي

قلت بتوتر " حسننا "

كنت أشعر بأن قدماي تيبستا وأنا أقترب منه وعيناه تأكلان ملامحي أكلا ,وضعت
العصير أمامه وأنا أنظر لأصابعه المليئة بآثار الجروح التي لم تشفى بعد بل كانت
أثار ذلك اليوم المدمر الذي لم ولن تشفى أثار صدمته من قلبي ما حييت , ياله من
شعور لا يصفه أي وصف وأنت تُحرم من شيء هوا النور والهواء بالنسبة إليك , تراه
أمامك وليس لك ومعك ولست له , كنت أتمنى أن تأتي أي قوة لتعيد الزمن للوراء بضع
دقائق كي لا أخرج من عند الضيوف أو لا أخرج من غرفتي بتاتا كنت أموت من الحنين
إليه ومن الحسرة والألم بسبب خذلانه لي ونقضه لعهده , عدت لترتيب أطباق الكعك
برجفة وتوتر حتى أنها كانت تكاد تقع من يدي

أتاني صوت زبير قائلا " هل لي بواحد أيضا يا حور "

نظرت إليه وقلت بعد صمت " هل تريده بالثلج أو بدونه "

لأني علمت من خالتي خلال أعدادنا لمائدة الطعام أن زبير يفضل الثلج مع العصير طوال العام

قال متبسما " لا بدون ثلج "

وضعت أمامه كوبا فوقف حينها بحر وقال بضيق واضح وهوا يغادر

" أنا لم أعد أريد العصير ليشربه غيري "

تسمرت في مكاني غير واعية لما يجري ثم نظرت لزبير الذي كان ينظر لي فأشحت
بنظري للأرض لماذا يفعل ذلك وفيما أنا أخطأت هل كان عليا سؤاله أيضا لكن الجو
بارد فما الداعي للسؤال وإن يكن كذلك ما كان عليه أن يتضايق هكذا وبشكل ملحوظ ,
حملت الصينية وتوجهت بها لحيت يجلس الجميع وضعتها في صمت وأنا أسير على شيء
لا يشبه الأرض يبدوا لي قطعة قماش تطير في الريح أو موج بحر هائج وآه من هذه الكلمة
ومنك يا بحر


كانت عيناي ستسكبان كل ما فيهما من دموع لو لم أستأذن وأخرج مسرعة , صعدت
السلالم بخطوات سريعة وأنا أمسح دموعي التي وجدت لها طريقا تعبر خلاله وبغزارة
حينها أوقفني جسد يقف أمامي مباشرة عرفته من ثيابه لا بل من رائحة عطره التي لم
تتغير منذ سنين لا بل عرفه قلبي قبل أن ترى جسده عيناي ابتعدت من أمامه ونظري
في الأرض لأعبر من جانبه فوضع يده على حافة السلالم موصدا بها الطريق أمامي
وقال بصوته الهادئ كما كان دائما

" لما تبكي يا حور "


عادت بي حينها السنين إلى الوراء بل عادت بي هذه الجملة إلى ما وراء السنين
( لما تبكي يا حور ) ولكن المكان كان غير المكان والزمان غير الزمان وحتى
الظروف كانت أجمل من الآن بكثيرلم أجبه بل لم أتحرك ولم أتنفس حتى التنفس
فرفع يده من أمامي وقال

" لا تغضبي مني فلقد خانني لساني " ثم نزل


ركضت مسرعة للأعلى دخلت غرفتي وارتميت على السرير ابكي بحرقة وألم ولم
أنزل ولم افتح الباب لأحد بحجة أنني اشعر ببعض التعب وأريد النوم .. لا لم تكن حجة فقد
كنت أشعر فعلا بكل تعب الدنيا وكل وجع العالم يطبق على قلبي حتى كاد يتفجر











غيث







قررت اليوم الاجتماع بأعمامي من جديد لنناقش القضية الجديدة التي ظهرت لنا ولكن لم
أكن وحدي هذه المرة فزبير معي والكل لازال عند رأيه أعمامي يرفضون الأمر برمته
وجدي على صمته المعتاد من المفترض بوالدي أن زوج في وصيته رنيم بجدي وليس
أنا إنهما يليقان ببعض تماما غير أن رنيم تغضب أحيانا

تكلم زبير محاولا تليين رأس أعمامي فقال

" للفتاة حقان لدينا أن نحميها ونخلصها منهم وأن تأخذ حقها كالبقية "

صرخ عمي عاصم كعادته " ليس لديها شيئا عندنا "

فصرخ الزبير الذي وصل حده منهم

" بل لديها هي ابنة شقيقكم أم نسيتم لو كانت أحدى بناتك هل رضيت لها هذا "

صرخ عمي عاصم أكثر وقال بعصبية " ليس لنبيل شيء من هذا "

قال زبير " ولما "

قال عمي جسار بحدة " لأنه أختلس أموالنا "

صُدمنا كلينا مما قال وسكتنا إلا عن التنفس هنا نطق الحجر وقال جدي بحدة

" جساااااار "

صرخ عمي جسار قائلا " دعهما يعلمان لكي يريحانا وشقيقهم المجنون ذاك من هذه القضية "

قلت بصدمة " أختلس أموالا ... متى "

أجاب عمي عاصم " قبل رحيله وفي أيرلندا أيضا لذلك سجنوه هناك "

وقفت من صدمتي بالخبر وقلت " ماذا "

قال جدي بحدة " أنهوا هذا الموضوع هيا "

قلت " كيف ننهي الموضوع ولم نفهم شيئا "

وقف جدي وغادر كعادته وتبعه عمي جسار فقلت لعمي عاصم

" أريد أن افهم ما حدث "

وقف وقال مغادرا " اسأل شقيقك البطل الهمام وسبب مشاكلنا "

ثم خرج من فوره فنظرت لزبير وقلت " ما رأيك فيما سمعت "

هز رأسه وقال " وكأني في حلم , أتصل بصهيب وأسأله كما قال فيبدوا أنه يعلم شيئا "

قلت بضيق " هوا لا يجيب على اتصالاتي ولا أعلم لما يتهرب منا "

تنهد وقال " سأجرب أنا معه "

اتصل به فلم يجب قلت بيأس " لا نتيجة "

قال بضيق " لم يجب ولكن تذكر ما اشترطه صهيب بأن نبرئ عمي من التهمتين يعني
أنه يعلم شيئا وأن التهمة الأولى مرتبطة بالثانية "



تنهدت بضيق وغادرت المكتب خارجا وتمنيت من قلبي ألا ألتقي برنيم لأني
سأقتلها هذه المرة لو استفزتني كالعادة ولكن من قابلته لم يكن هي بل بحر هذا
الشاب يجعلك تشعر بالهدوء وأنت في غمرة ثورانك بسبب هدوءه , نظر لي
مطولا ثم قال بصوته الهادئ

" ما بكم تصرخون مع أعمامكم هل من مشكلة "

قلت بضيق " نعم مشكلة وستجر مشاكل عديدة سنتحدث على طاولة العشاء أمام الجميع "

توجهت لجناحي وجلست أفكر في حل لهذه المصيبة بعد قليل سمعت طرقات خفيفة على
الباب وبعدها بدقائق فتحت رنيم الباب ودخلت , آه هذا ما كان ينقصني الآن , هي لم تزرني
من قبل هل استحلت ذلك اليوم بالذات وقفت وقالت ببرودها القاتل

" هل لي أن أتحدث معك قليلا "

قلت بضيق " ليس الآن في وقت آخر "


بدا على وجهها الاستياء ولكنها لم تتكلم كتمت ما بداخلها خلف صمتها الدائم
وخرجت , بعد ساعتين نزلت لتناول العشاء مع البقية كان الجميع حاضرا اليوم
فيما عدا حور وصهيب فأديم وقت إجازته وبحر الذي عاد من سفره اليوم
فقد أصبحت أحرك أخوتي في ممتلكاتنا أكثر من السابق جلست بجانب جدي الذي
لا يتناول الطعام معنا إلا نادرا كان الجميع يأكل بصمت كسرت الصمت قائلا

" هناك ما عليكم معرفته جميعا "

نظر الجميع لي فقلت

" لعمي نبيل ابنة وتواجه مشكلة ما أن تُحل المشكلة قد تأتي للعيش هنا معنا "

نظر لي أديم بصدمة وقال " ابنة عم لنا نحن "

قلت بهدوء " نعم عمي نبيل رحمه الله لقد كان متزوجا بأيرلندية ولديه منها ابنة "

قال بحر " متى , لقد توفي وأنا في السادسة أذكره جيدا ولم يكن لديه زوجة "

ابتسمت بسخرية وقلت

" هذا ما كنا نظنه جميعا ولكنه توفي وأنت في منتصف العشرين من عمرك يا بحر "

قال " وما المشكلة التي تعانيها "

صمتت مطولا ثم قلت " مشكلة معقدة ولا تزداد إلا تعقيدا وكأنه تنقصني مشاكل "

قالت رنيم ببرود " المشكلة دائما تجلب خلفها مشكلات اسألني أنا "

كان الجميع ينظر للمشاحنة التي بدأت للتو فاكتفيت بالصمت فحسابي معها فيما بعد
وقف جدي مغادرا وقال أديم

" أنا لم أفهم شيئا مما قلت "

قلت بهدوء " سنتحدث فيما بعد "

وقف قائلا " إذا أنا أنتظرك في غرفة المكتب حسننا "

قلت " حسننا "

ووقف بحر وزبير مغادران لغرفة الجلوس فوقفت أمي وغادرت فلم يبقى سوانا أنا
و رنيم , نظرت لها ونظرت إلي ثم أنزلت عينيها وقالت

" متى يمكننا التحدث "

وقفت وقلت ببرود " عندما أرى الوقت مناسبا سأسألك بنفسي "

قالت " ولكن .... "

فقلت بحدة " انتهى "


وغادرت غرفة الطعام متوجها للمكتب ولم أرها بعد ذلك ولم أكن أعلم أنها كانت تخبأ لي
مفاجئة حتى فاجأتني بها لاحقا












أُديم





أكذب لو قلت أنني اعتدت الوضع هنا فغيابي عن أهلي زاد الأمر سوءا ويومي الإجازة
لا يبردان على الخاطر شيئا أحاول فقط أن أقنع نفسي لعلي أتأقلم مع الوضع الجديد لأنه
مصيري حتى متى لا أعلم, هذه الثرثارة توقفت عن الكلام يبدوا أنها تلقت درسا جيدا فلا
تتحدثان إلا نادرا وبشبه همس , أحيانا يشعرانني بالملل وأحيان كثيرة يطردانه عني , مواضيع
النساء سخيفة جدا ثياب بيت أولاد موضى قصص وأحداث لنساء أخريات , ولكن ليس
غيرهما يسليني في ساعاتي الطويلة هنا حتى أنهما يتحدثان عن أمور لو علما أنني اسمع لما
تحدثا عنها وكأني لست بموجود فلولا إلقاء ليان التحية علي عند دخولها ومغادرتها
( صباح الخير أيها الوسيم , وداعا أيها الوسيم ) لظننت أنني تحولت لقطعة أثاث هنا وبالرغم
من ذلك لم أسلم منها ومن لسانها أذكر جيدا يوم استلمتني وبدأت باستجوابي
( ما هوا اسمي أين أعيش من عائلتي من أنا )
فلم أجد خيارا أمامي سوى تضليلها عن الإجابة وأخبرتها أن أسمي وسيم كما كانت تناديني
ولكم أن تتصوروا ردة فعلها عندما علمت فقالت أسم على مسمى هههههه لو تعلم أنني أسمعها
لانتحرت من فورها بالتأكيد , هذه الفتاة تجعلني أنظر للمرآة مطولا عند عودتي للشقة كل يوم
وأنا أحاول رؤية نفسي من خلال عينيها ستتسبب لي بالتخمة من الغرور


عالم الفقراء غريب حقا لم احتك بهم يوما ولكن لم أتصورهم هكذا ينظرون للفقر ببساطة
ويكرهون الغنى والأغنياء كهذه الفتاة مثلا, لم أتخيل يوما أن ادخل عالمهم ولو عن بعد
وأتمنى أن لا أغرق فيه أكثر

" هيه ليان " كان هذا صوت شروق الهامس

قالت ليان بتذمر " نعم ما بك يا شروق "

قالت بابتسامة " الفتى وسيم ينظر إليك مجددا "

قالت لها بضيق دون أن تنظر إليا ولا إليها " تابعي عملك واتركي الشاب في حاله تذكرين
المرة الماضية ما ألت إليه عندما سخرنا منه يبدوا لي أن الله يحميه ويأخذ له بحقه "

ابتسمت شروق وقالت " صحيح ليان أخبريني َمن من مالكي الشركة الذي تغزل بك يومها "

نظرت لها بنصف عين وقالت " هل أعتبر ما قلتي مراعاة لمشاعري أم هي سخرية مني "

ضحكت وقالت " أنا أسخر منك حاشا لله "

قالت لها بضيق " اتركيني وشأني يا شروق وإلا حولتك لغروب الآن "

ضحكت الأخرى وقالت " وكيف ستعودين لبيتك في الظلام "


أوقعت قلمي وادعيت أنني أجلبه من تحت الطاولة لأني لم أستطع إمساك نفسي عن
الضحك وهذه الخطة التي أتبعها دائما

تأففت ليان بضيق فقالت شروق "هيا أخبريني يا ليان "

قالت بحدة " شروق بالله عليك تتركيني وشأني كم أكره الأغنياء وسيرتهم "

قالت شروق بهدوء " قالوا أن أولاد السيد شامخ رحمه الله خمسة وبعضهم يقول أربعة
آه رحمك الله يا سيد شامخ لقد كان الجميع يحبه حتى أن هذه الشركة أسسها هنا في الجنوب
من أجل أهل المدينة ومجاوراتها بعد أن دمرتها الحرب منذ سنوات "

تنهدت ليان وقالت " صدق من قال أن الخير يلد شرا دائما "

( ها قد عادت لإهانتي وفي وجهي أيضا )

قالت شروق " كانوا يتحدثون كثيرا عن ابنه الأكبر الذي كان يأتي هنا من حين لآخر اسمه
أعتقد غيث هل هوا من تحدث معك "

قالت بضيق " لا هوا أسمعه أديم هكذا قال المدير أتمنى أن لا أسمع صوته ثانية ولا أراه في حياتي "

ضحكت شروق وقالت "ليس كل ما يتمناه المرء يدركه يا ليان "

قالت ليان بنفاد صبر " شروق أنهي هذا الموضوع فلقد أنكسر كعب حدائي اليوم في طريقي
إلى هنا ولازلت أنتظر المصيبة الثانية فلا تتسببي أنتي بها لي "


وما هي إلا لحظات حتى دخل شاب مكفهر الوجه قاسي الملامح يقدح من عينيه الكره
والغضب وما أن رأته ليان حتى وقفت على طولها وقالت

" قيس ماذا تريد مني وما جاء بك إلى هنا "

صرخ بها قائلا " أخرجي أمامي الآن أو ضيعتك "

صرخت به " لن أخرج هذا عملي ولن أسمح لك أن تتسبب بخسارتي له "

أقترب منها وأمسكها من ذراعها وقال بغيض " ستخرجين أو تعطينا المنزل حالا "

قالت بحدة " أبتعد عني يا قيس ولنتفاهم خارج هذا المكان ولا تتسبب لي بالمشكلات "

قال بذات الحدة " بل الآن ستعيدين لنا منزل والدتي أيتها الحقيرة يا ابنة الخائن "

قالت بغيض " لا أسمح لك بإهانة والدي أنت هوا الحقير الخائن أيها الفاشل "


صفعها على وجهها حتى سقطت أرضا ممسكة بطاولة مكتبها حينها خرجت أنا عن
السيطرة على نفسي فلم أرد التدخل بدايتا في مشاكل عائلية لا دخل لي بها ثم أني
ارفض الاحتكاك بأي من الموجودين هنا ولكن شهامتي وما تربيت عليه لا يسمح
لي بذلك ركضت ناحيته وأوسعته ضربا لأن الفارق في أجسادنا كبير حتى تجمع
حولنا الموظفين وفكوا العراك وأخذوا شقيقها خارج الشركة وجلست هي تبكي طوال
الوقت ثم استدعاها مدير القسم ولم يستدعني طبعا لأني خارج حدود كل الشركة هنا


بعدها جاءت وجلست بمكانها ترفض التحدث حتى مع شروق مكتفية بالصمت والبكاء
وفي نهاية الدوام غادرت بصمت وحزن حتى أنها لم تلقي عليا التحية كعادتها ولا حتى
على شروق يبدوا أنها تلقت توبيخا من المدير أو خصموا لها من راتبها , يبدوا أنه ما كان
عليا التدخل فقد تسببت لها بمشكلة في اليوم التالي لم تأتي ليان ولا الذي بعده ولا بعده لم
أكترث للأمر فهذا قدرها تواجهه وحدها وفي اليوم الرابع أنبني ضميري لأني جزء مما
ممكن نقلها أو فصلت لمدة معينة أو أشقائها منعوها أو قتلوها فهي لا تعلم شيئا عنها
حدث هنا فكتبت لشروق أسألها عنها فكتبت أنهم قرروا فصلها أو سألتها عن رقم هاتفها
فكتبت أنها لا تملك واحدا بسبب مشاكل أخوتها سألتها إن كانت زارتها في بيتها فقالت أن
زوجها يمنعها من الخروج فتهورت وطلبت عنوان بيتها فأنا السبب لما حل بها وعليا
إصلاح الأمر












ميس








لابد وأنكم نسيتم أنني لازلت سجينة ذلك المستودع إنهم يتبادلون حراستي وكأنه
بإمكاني الهروب من هذا المكان المقطوع الموحش فلو تركوني لوحدي ما فكرت
بالهرب منه , جاء وقت المغيب فحظر جهاد والشاب بني الشعر الذي لم يذكروا
أسمه أمامي حتى الآن قال وهوا ينظر لجهاد

" ستبقى أنت والفتاة هنا الليلة "


وكانت المرة الأولى التي لا يكون هوا فيها هنا ليلا يعني لا نوم الليلة حيث أنني
كنت أنام طيلة بقائه هنا حتى مغادرته فجرا نظر جهاد لي ثم له وقال بهمس ولكني
كنت اسمعه جيدا

" لا تتركاني معها ولا ليلة فلن أضمن لكم نفسي "

نظر له بنظرة حارقة كالنار وقال بحدة " هل هي حجة أم حقيقة ما سمعته الآن "

توتر جهاد فيبدوا أنه كان سيلقى عقابا منه عليها لو كان صادقا فقال بخوف

" بل حجة يا رجل فأنا كنت هنا بالأمس ولا يجوز أن أبقى اليوم أيضا "

نظر له نظرة تشكك ثم قال " إذا ليبقى حامد "

صرخ حامد قائلا " لا لن يحدث ذلك فقد كنت هنا طوال اليوم هذا ليس عدلا "

نظر لهما ثم لي وتقدم ناحيتي وقال " انتقلي هناك عند نهاية المستودع "

قلت بذعر " لا تتركني معه لا أريد "

قال بحزم " لا يمكنني البقاء الليلة الأمر خارج عن إرادتي "

قلت بابتسامة سخرية " لن يضر الأمر لو لم تنم مع زوجتك الليلة "

قال بغيض مكتوم " لقد حذرتك من استفزازي يا ميس لا تجعليني أخطأ معك "

قلت بغضب " وما الذي لم تخطئه معي حتى الآن اتركوني هنا وحدي فلن أهرب "

نظر جهاد وحامد لبعضهما فيبدوا أنهما فهما كلامي على مزاجهما

أشار بأصبعه للزاوية وقال بغيض " أجلسي هناك في الزاوية يا ميس قلت لك "


أخذت الفراش والبطانية ورميتهما حيث قال ووقفت بغيض , وقف بالمقربة مني
وأشار بأصبعه لخط في أرضية المستودع الإسمنتية وقال موجها كلامه لجهاد

" إن تجاوزت هذا الخط فلن ينقدك مني إلا الموت فهمت "

ثم وجه حديثه لي وقال " إن تجاوز هذا فأخبريني في الغد "

نظرت للجانب الآخر بضيق وقلت " هذا إن كان ثمة غد "


نظر لي مطولا ثم أخد معه حامد وغادر , جلست بالزاوية حيث أشار مبتعدة عن جهاد
أبعد حد وبدأ يغني كعادته لا أعلم من هذا الذي أخبره أن صوته جميل لابد وأنها زوجته


فكرت أن أفضل طريقة للتخلص من هذه العصابة هوا الإيقاع بينهم وهذا البدين يبدوا
أحد طباعا من الآخر فسيكون هوا ضحيتي بعد ساعات طويلة عاد للغناء من جديد
فصرخت به قائلة

" لما لا توقف هذا النشاز المقرف لقد أقرفتني "

وضع يده بوسطه وقال " هل تعجبك مرافقة ذاك لك في الليل حتى أصبح الآن فقط صوتي نشازا "


سحقا لك من حقير علمت أنهم فكروا بذلك منذ حديثي معه عندما كان هنا بداية المساء

قلت بغضب " تعلم كيف تنتقي كلماتك أيها الصعلوك المغفل فأنا أشرف منك ومن أمثالك "

ضحك بسخرية وقال " لم أكن أعلم أن فراقه لك ليلة واحدة سيصيبك بالجنون هكذا , أسمعي
سيرميك فيما بعد وأنا من سيحتفظ بك وسأتزوجك ما قلتي "

صرخت به غضبا " يالك من منحط ووضيع أيضا "

ضحك وقال " الحق علي سأتستر عليك "

قلت بغيض " سأخبره بكل ما قلته الآن وسترى "

وقف مغتاظا وقال " هل تضني أني أخاف منه أو أن تهديده ذاك يخيفني "

قلت بسخرية " بلى تخاف منه "

اقترب مني بضع خطوات وقال " إن أعدتي ما قلته للتو فستندمين على ذلك "

قلت ببرود " تخاف منه اعترفت أم لم تعترف "


أقترب مني وأمسكني من ذراعي وشدها بقوة حتى شعرت بأظافره تنغرس فيها من فوق
القماش وأن عظامها ستتكسر بين أصابعه وقال

" هل تعي ما تقولينه يا رخيصة "

نظرت له بصدمة لما قال وقلت بغيض

" أقسم أن أخبره بكل هذا وبأنك تجاوزت الخط الذي حدده أيضا "

نظر للأسفل بدهشة وكأنه استيقظ من موجة غضبه وقال بغيض

" إن أخبرته أريتك ما لم تريه من قبل وأعلمي أنه لن يصدقك وأعرف كيف أتبت عكس ما قلتي "


ثم رماني على الأرض وعاد حيث كان بعد سعتين كان وقت الفجر قد حان دخلت الحمام
توضأت وصليت وما أن أشرقت الشمس حتى جاء الآخران وما إن دخل وأقترب مني حتى
ركضت مخبئتا خلفه وأنظر جهة جهاد أمسكني من ذراعي وقابلني لوجهه وهوا يؤشر بأصبعه
جهة ذاك الإمعة وعينيه تقدح شررا وقال بغيض

" هل فعل لك شيئا ماذا حدث تكلمي "

نظرت جهة جهاد ثم إليه ولم أتحدث فقال بصراخ غاضب " قولي يا ميس ماذا حدث "

قلت وأنا أهز رأسي نفيا بصراخ " لا أستطيع لقد هددني "


أكفهر وجهه وتحول من البياض للون الأحمر القاتم ومرر أصابعه في شعره الكثيف الناعم
المتدرج ثم توجه جهة جهاد أمسكه من ياقة قميصه وقال بغضب

" ما فعلت يا أحمق "

قال بصوت مخنوق " لم أفعل شيئا إنها تكذب كي توقع بي لقد طلبت مني التأمر معها
وإخراجها ولكني رفضت فلفقت لي هذه الكذبة "

صرخت به بعنف " كااااااذب لقد قال أنك سترمي بي بعد أن تشبع مني وهوا من سيأخذني
بعدك ونعتني بالرخيصة كما أنه تجاوز الخط الذي حددته له "


زاد من شده على رقبته حتى ضننت أنه سيموت على يديه لولا أن حامد هدئه قليلا ليتركه
سعل جهاد كثيرا ثم قال

" هل تصدقها وتكذبني لا دليل لديها على كل ما تقول "


اقتربت منهم وكشفت عن ذراعي فظهرت آثار أصابعه التي كانت لا تزال فيها ومكان أظافرة
قد انسلخ الجلد عنها وقلت

" هذا هوا الدليل أم أنك ستقول أنني من قام بهذا لأنه يستحيل أن تكون آثار أصابعي متوجهة
للداخل هكذا ولا حجم أصابعي كأصابعك "


سحبه الشاب حينها حتى ألصقه بالحائط وانهال عليه بالضرب ولم يستطع حتى حامد إيقافه بسبب
بنيته الجسدية وقوة غضبه فضربه حتى تعب ثم صرخ به قائلا

" ستندم على ما فعلت يا جهاد وحسابك معي ليس هنا بل في السجن وتعلم جيدا ما أعني
أغرب عن وجهي الآن "

نهض بعدها جهاد وخرج خارجا وسمعت صوت سيارة تغادر نظر لي وأمسكني
من كتفاي وقال بحدة

" ماذا فعل لك ماذا حدث أيضا "

قلت مشيحة بوجهي عنه " لاشيء غير ذلك "

نظر لحامد وقال

" ابق هنا وسأعود بعد ساعة أو ساعتين لو كررت ما فعله ذاك فحسابك سيكون أشد منه تفهم "

كان الصمت جواب حامد فخرج وركب سيارته وغادر وبعد نصف ساعة سمعت صوت
سيارة ولكنها لم تكن لذاك الشاب بل لجهاد دخل ونظر لي بحدة ثم لحامد فقال له بغيض

" لما عدت يا جهاد سيسجنك ويسجنني يا مغفل اذهب هيا "

قال بعصبية " أنا لم اذهب لأعود "

ثم نظر باتجاهي وقال " جئت لأتحدث معك يا حامد ولكن في الخارج "


خرجا كليهما وبعد وقت طويل عادا وأخداني معهما مرغمة لا أعلم ما حشا به جهاد رأس
حامد ليوافقه وما سيفعلانه بي ولكنه بالتأكيد سينتقم مني لما فعلت , سحباني سحبا وأنا
أقاومهم كم تمنيت حينها أن يأتي ذاك الشاب لينقدني منهم وإن كان مجرد مختطِف مثلهم
ولكنه ارحم منهما

ولكن الأماني لا يمكن أن تتحقق ويبدوا أنه كالشرطة في الأفلام لا يأتي إلا متأخرا , اركباني
السيارة وغادرا بي في طريق غير الذي جئنا منه وإلى أين لا أعلم كل ما أعلمه أنني أصبحت
مختطفة للمرة الثانية



نهاية الجزء العاشر


التطورات أصبحت تجر الأبطال فإلى أين تأخدهم

ميس أين سيكون مصيرها القادم وما سيفعله صهيب وهل سيستعيدها منهم

أديم هل سيزور ليان بالفعل وهل ستكون الأخيرة

زبير ومفترق الطرق الذي أصبح يقف فيه فأيهم سيعبر خصوصا بعد علمه بمشاعر أخيه اتجاه زوجته

غيث ورنيم حور وبحر والمزيد من الأحداث كونوا معي فيها


ولا تحرموني توقعاتكم وتعليقاتكم

bluemay 09-11-14 03:17 PM

رد: أشباه الظلال
 
الحمدلله على سلامتك
وتسلم عيونك وكلك يا رب

مشكورة عالفصلين

بقرأ وبرجع أعلق ..



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»


الساعة الآن 01:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية