منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f833/)
-   -   (رواية) الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات (https://www.liilas.com/vb3/t197252.html)

صّبا 06-10-14 05:51 PM

الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

صباحكم\مسائكم خير بإذن الله :hR604426:


.
.
.
عدت مرة اخرى بروايتي الاختباء في حضن الجحيم التي سأضمها إلى سلسلة
" الموت على جرعات "

.
.
.
السلسلة مكونة من اربعة روايات مبدئياً و بعضها روايات قديمة لي لم انشرها من قبل :
1) الاختباء في حضن الجحيم - انهيتها بالفعل و حالياً اعدت صياغتها لأعرض الماضي ثم اتطرق للمستقبل و بإذن الله تكون اوضح هذه المرة .
2) الموت الأصغر .
3) صوفين مختلفين .
4) الحياة من اجل الموت ! .


.
.
.
و سنعيش مع كمية من النكد حتى انتهاء السلسة :ma1:


وعدتكم بسبعة اجزاء , لكنني لم انهيها بعد لأنني و بصراحة غيرت بعض الأحداث
لذلك سـ ادرج مبدئياً جزئين و التكملة سأدرجها فيما بعد بإذن الله ان انهيتها , ارجو منكم إلتماس العذر لي و الدعاء لي :hR604426:
سأتمهل في ادراج الأجزاء فيما بعد لأنني سأعيد صياغتها من بعد الجزء السابع شيء فشيء و كذلك اتأكد من ان الفكرة وصلت كما يجب و قد احتاج بعض الاستشارات .

.
.
.

كل عام و انتم بخير احبائي و عيد سعيد بإذن الله على امة محمد اجمعين :hR604426:

الرواية إهداء إلى كل القراء السابقين و اخص :
حكاية امل
ريماس
الساحرة الصغيرة

شاكره لكم تفاعلكم معي سابقاً :hR604426:
دمتم بخير جميعاً
و كـل عـام و أنـتم بـخيـر مرة اخرى :dancingmonkeyff8::party0033::ma1:

صّبا 06-10-14 05:55 PM

مقدمة
 
بداية النهاية !







في الجزء الخلفي من مبنى تجاري ضخم
في استوديو قديم و مهجور
و امام جدران رمادية متقشفة
و خلف طاولة احتلت نصف مساحة الاستوديو
و على كرسي خشبي عتيق مكسور نصف ظهره
تجلس بهدوء ,تلعق يديها و تربت على خصلات شعرها . تشد ثيابها البيضاء زهيدة الشكل الى الاسفل ، و تحرك فكها للاعلى و الاسفل . و لم تنسى التغرغر بالقليل من الماء
تحاول ان تظهر بمنظر ممتاز امام "الكاميرا " عتيقة الطراز , ذات الصوت المزعج
.
.
.

وقفت و انحنت قليلا لتكبس على زر التشغيل ,واخيراً عادت للجلوس
00:01

تنفست بعمق
و حالما فتحت شفتيها لتتحدث .. تاهت الكلمات عن مسار قلبها !
لذلك صمتت لفترة و هي تنظر الى كفها البارد ..

00:06

: انا كبدي تقريباً منتهية !
ابتسمت و هي تعيد فتح الجروح القديمة و تذر الملح على الجرح
: هي اصلن متضررة من و انا عمري سنتين . كان عندي الم بالأذن و الطبيب وقتها ما قصر وصف لي مضادات حيوية ، بإختصار أقذر نوع !
.
.
.
00:11

صمتت طويلاً ، لتطرق رأسها و ينساب شعرها القصير على وجهها , كانت كمن غاب عن الوعي .. طالت فترة جلوسها على تلك الوضعية ، و مرت الدقائق من ذلك الفيلم الذي لا تتجاوز سعته مدة ساعة واحدة
أعادت رأسها للخلف .. و تنهدت بعمق قبل ان تردف بصوت مبحوح و هي تنظر الى الكوب الحديدي الصدئ امامها
: مين كان يصدق اني كبرت و انا ما اقدر افتح قارورة الماي بدون مساعدة !
ضحكت بسخرية و هي ترفع الكوب بيد مرتعشة و تهزه امام العدسة قبل ان ترتشف القليل منه بتشفي !
.
.
.
00:19

وضعت الكوب بقوة على الطاولة ، و مالت بجسدها لتضع رجل فوق الاخرى بكل أريحية
ثم اردفت ببرود و فم مرتعش ..
: انا حاولت انتحر مرتين ..
: بنفس النوع القذر بس على جرعة اكبر !

سرحت قليلاً في سقف الاستوديو و كانها تحاول التذكر . بدأت الحديث و هي تحرك يد في الهواء و تتشبث بالكرسي باليد الاخرى لألا تسقط
: المرة الاولى ما اتذكر الكمية اللي اخذتها ، بس على ما يبدو انها ما كانت كبيرة لاني ظليت عايشة بعدها !
:كانت تجربة غريبة ، ما حسيت فيها لاني خضتها بدون شعور , كنت خايفة .. يومها ، لكن شعور عن شعور يفرق , شعور ان روحي كانت راح تطلع مني وقتها ما انساه ! كانت اول تجربة عبارة عن فشل في اني اهرب من مخاوفي !
ابتسمت ابتسامة باهته و هي تتلمس ذقنها
: اما المرة الثانية كانت جرعة الموت !
: كنت متأكدة اني خلال اقل من عشر ثواني راح اقول مع السلامة للحياة
هزأت رأسها بالنفي و هي تردف
: ما كنت حزينة ، بالعكس انا كنت مرتاحة و انا اودعني !
.
.
.
00:25

ضحكت بسخرية و هي تعتدل و تنفض الغبار عن ظهرها
: بس المفاجأة اني ظليت عايشة اكثر من 15 سنة بعدها

توقفت عن نفض الغبار و مالت برأسها , سالت دمعة على خدها الأسمر
: انا كنت حزينة لاني صحيت بعد يومين بخير و ما اشكي الا من الجوع !
: كانوا احلى يومين بحياتي لاني ما حسيت بأي الم فيهم ! و آخر يومين !
.
.
.
00:37

ارتعشت شفتيها .. و شعرت بأن جسدها يتنمل بأكمله
شدت عليها معطفها القطني بقوة
أغلقت عينيها بقوة
و أحكمت عض وشاحها !
بدت و كأنها ستموت في الحال !
لكنها
و ببساطة

هدأت خلال خمسة دقائق
فتحت عينيها التي تحول لونها الى الاحمر ببطئ ، و أفلتت وشاحها لتقول ساخرة
: و انا بصحتي و بعافيتي .. ما كنت مهتمه غير بأقذر الامور ! كانت حياتي صفحة من سواد ، كل شيء كان عندي بس انا ما كنت قنوعة ! كنت مثل الغني .. الاعمى ! ، ما عمري ظهرت على الناس بحقيقتي علشان ما أأذيهم او أأذيني ! كنت احاول أتخلص من حياتي بحلوها و مرها .
سالت دموعها بعد فترة من الصمت
: و لما بدت حياتي تتحسن شوي شوي ، كان الوقت فات ، و ربي اخذ مني هالنعمة .. نعمة الصحة !
.
.
.
00:44

بدأت تضغط على صدرها و تتنفس بصعوبة
: انا ما هربت علشان اخليكم تحرصوا علي أكثر ، مو علشان تدوروني .. انا هربت لاني بغيت اطويكم من حياتي و ابدأ حياة جديدة
صمتت لبرهة ثم أشارت الى الجرح الكبير على عنقها
: انا انغدر فيني ! قابلت انسان بحياتي كان أسوأ لي من كل المضادات الحيوية !
بلعت ريقها و حركت يديها امام "الكاميرا"بعشوائية , كانت تتكلم بصعوبة : بس .. بس تعبت ........

.
.
.

صّبا 06-10-14 06:04 PM

الجزء الأول
 
الجزء الأول
تمنيت لو ان لي خطاً احمر اللون .. حينما اتخطى حدودي - يخبرني بأن لا اتجاوزه !


.
.
.
لم تستمع إلى كلمات والدتها التي كانت على عجلة من امرها لحضور حفل احدى صديقاتها - في ذلك اليوم
كانت ببساطة تكذب لتغطي امر تسللها كل ليلة إلى مكتبة والدها القابعة خلف المنزل !
و مع طلوع كل فجر كانت تنهي إحدى كتب التحقيق المثيرة , و احياناً إحدى الروايات المريعة التي تجعلها تدلف الى اسفل مكتب والدها و تقرأها على ضوء شمعة ..
و دائماً ما كانت تختبئ خلف جدار الكتب , الذي رممه جدها قبل موته و الذي لا يعلم عن وجوده .. سواها ! هنالك حيث كان جدها يخبئ محاليله و مختبره الصغير , الذي يقوم فيه بتجارب كيميائية على بعض الحيوانات المحنطة هناك !
و بالرغم من خوفها من الحيوانات المحنطة إلا انها تخشى غضب والدها اكثر ان اكتشف سر اطلاعها على كتبه و مكتبته لذلك تحشر جسدها النحيل هناك و تخلع اساورها الرنانة و تنظف المكان الخفي بين اللحين و الآخر .

و ها هي اليوم و كـ لعنة حلت عليها , اضطرت لإرهاف سمعها و التطفل على الحديث الحاد الذي دار بين اخوها عمر و والدها !
كانت و بلا شعور تقضم شفتيها , تتجاهل الشحنات الكهربائية في رأسها و التي سببت لها تشنجات تشابه إلى حد ما نوبات الصرع ! أدت إلى سقوطها على اسنانها بقوة .. بلا شعور كانت تذرف الدموع بكل خضوع و استسلام و تهمس بصوت خافت
: اختي .. أسماء !
كانت ذكريات الماضي تعود لها بالتدريج , و الصداع في رأسها يزداد .. و الطنين في اذنها مزعج لدرجة الصمم !
ترى طفلة بسن الحادية العشر , تضرب ضرب مبرح .. تلطم .. تركل .. تفقد الوعي .. و يسكب عليها الماء المثلج مرة تلو الأخرى .. حتى فارقت الحياة !
كانت ترى والدها الذي يبكي من خلف باب زجاجي و يركع بكل ذل امامه .. يصرخ .. يترجى .. و ينادي .. لكن لا حياة لمن تنادي !
كانت ترى رجلين يضربون ضرب مبرح بعد ان حاولوا الدفاع عن اختها أسماء , تراهم و هم يصارعون الموت و يتخبطون في دمائهم !
كانت ترى طفل بريئ يمسك بكم والدتها و يحتضنها و يصرخ بكل ألم , بكل فاجعة على اخته التي كانت قبل ساعات تلعب معه الغميضة ! ..
الآن تفهم .. الآن تستوعب .. بأن تلك الذكريات , ليست إلا جريمة قتل اختها !
بأن تلك الطفلة التي كانت تركل و تضرب بشدة .. ما هي إلا أسماء .. اختها !

*
كانت تدلك معصمها برقة و هي تذرف الدموع
بعد ان دفعها ذلك الرجل البغيض بقوة للخلف
تنظر الى والدها- هادف -بإستنجاد من خلف الزجاج
إلى والدتها , و إلى عمر اخوها الاصغر , إلى اختها غيداء التي كانت تدعك عينيها ببراءة و تبكي من بكاء والدتها
تترجى والدها بعينيها بأن يرحمها من هذا العذاب


تقدم منها ذلك الرجل و لكمها بقوة على وجهها
اندفعت بقوة للخلف ..
بدأت تزحف للخلف , تحاول الهروب من هذا الكابوس


لكنه تقدم مرة أخرى
ركلها في بطنها بكل قوته
كان ينتقم من والدها فيها
ينتقم من لمعة عينيها البريئة
من نظرات الفزع و الدموع
من كل الآلآم التي تسبب ذلك الرجل بها !


و مع كل ركله كانت تشعر بأن روحها ستخرج منها
و مع كل نظرة ترجي منها او خوف
كان والدها يموت ألف مرة
هو الآخر يشعر بأنه مجرد كابوس !
يضرب الزجاج بكل قوته
حتى دموعه جفت و لم يعد قادر على البكاء او الصراخ
: خذوني انا , انا .. راح اعطيكم كل اللي تبغونه .. خذوني بدلها !


صرخت برقة و صوت باكي
: خلاص , لا تضرب .. تعورني
و انكمشت على نفسها تحاول بذلك صده
كان عمرها حينها احدى عشرة عام فقط !


اقترب منها محاول رفع رأسها
امسك بشعرها بقوة و سحبه للخلف
نظر الى وجهها الملائكي للحظة
و قبل ان تثنيه شهقاتها الخافته
لكمها على وجهها
ظل يلكمها
حتى انسابت بين يديه فاقدة الوعي ..


و مع سقوطها .. سقط والدها هادف معها !
حتى صرخاتها في ذلك اليوم لم تكن مسموعة
بكائها كان وهم
و عذابها يمر في ذهنه كالحلم !
هكذا تصلب قلب والدها للابد !
.
.
.
صرخ في الحراس خلفه بغضب
: ماي بارد يال****** !


تقدم احدهما اليه بقارورة ماء للشرب
فتحها و سكبها في وجهه , ثم ركله ليسقط على الارض
: ماي مثلج ! مش أي ماي , ابي فيه ثلج , في سطل كبير خلال خمس دقايق !


ابتلع الحارس الآخر ريقه و عينيه تلمع خوفاً و حزناً على تلك الطفلة
همس لزميله و هو يسانده
: ماقدر اتحمل .. اذا صارلي شيء اهتم بأهلي !
ربت على ظهر زميله لينفض عنه الغبار , و ابتسم له
كانت كأنها ابتسامة وداع في ذلك اليوم


امسك زميله بمعصمه بقوة
: راح تودينا فداهية يا غسان , احنا حتى ما نعرف من هالبنت !


ابتلع ريقه و هو يبعد يده و ينهره
: لو كانت وحده من اخواتك مكانها , راح تسكت يا نايف ؟!
نظر بحزن له , عض شفتيه و اندفع إلى ذلك الرجل البغيض
ركله بقوة في منتصف الظهر !
ليسقط الرجل البغيض على وجهه و يصرخ شخص آخر على الجانب الآخر من الاستراحة
: يا ****** ! كيف تجرأت تلمس ولدي !


لـ يندفع سبعة حراس آخرين بإتجاه غسان و نايف
في ذلك اليوم .. تعلموا درس آخر ..
لا تندفع لفعل أمر يرضي ضميرك و تندم عليه طوال حياتك !
كادوا ان يفقدوا ارواحهم يومها حينما اشهروا السلاح عليهم
ضربوا يومها الى ان سبحوا في بركة من الدماء
حصلوا على العديد من الكسور , و الكثير من الرضوض
و قضوا ثلاثة اشهر في المشفى بعدها ..
و رغماً عنهم عادوا مرة أخرى الى الرجل البغيض !



أما تلك الطفلة
فلم تستيقظ يومها
لأن البغيض عاد يلكمها و يركلها بعد ان وقف مترنح اثر ضربة غسان
عاد ليلكمها و هو ينظر إلى غسان بتشفي !


و هي بإستسلام كانت خاضعه لكل الركلات
لكل الماء المثلج الذي يلقى على وجهها حينما تفقد الوعي
كانت مستسلمه لدموعها التي تنساب على وجهها و تسقط على الأرض
تنظر إلى النافذة .. و قد استبدلت نظرة الاستنجاد بالحزن .. فقدت الأمل في لحظة


بعدها بنصف ساعة .. لم تستيقظ أسماء
لم توقظها اسطل الماء المثلج التي سكبت عليها
و امامهم .. ماتت أسماء ,
و لفظت آخر أنفاسها و هي تنظر إلى والدها الراكع خلف الزجاج !
تنظر إلى كل العاجزين من الذكور في هذا المكان
لا يوجد رجل فيهم يستطيع ردع الوزير الحقير و ابنه البغيض !
.
.
.


*
.
.

.

توقف حديث عمر و والده هادف بعدما سمعوا صوت خشخشات , ظنوا للحظة بأنها لـ قطة في الخارج !
لذلك بكل هدوء اقترب من والده و حنى رأسه ليطبع قبلة حانية عليه و بنبرة رجاء يهمس
: اعفيني يبه تكفى .. حسناء بدر هاذي لا اعرفها و لا تعرفني , كيف اوصلها لقصر الوزير ! كيف اهتك عرض انسان علشان خاطر سلامة شخص ثاني .. صديقك هذا غلط و لازم يتحمل غلطته !
و بدون ان ينبس بحرف زائد , مشى بخطوات واسعة للخارج قبل ان يفتح والده الحديث مجدداً فـهو و لأول مرة يرى والده يخالف القوانين التي لطالما عاش حياته يتغنى بها ! والده الذي سقط لأول مرة من عينه , ذلك الشخص الذي كان يعتبره قدوته الأولى في الحياة ! لم يكن نقي كما يبدو حقاً !
.
.
.
اما هادف فقد بقي في المكتبة لعدة ساعات .. يفكر و يهذي في زوجته منال , في وعده لها بأن يحافظ على طفلتهم زينب ذات الثلاثة اعوام ..!

يرغب فقط في الوصول إلى حل مع الوزير
بعد تناقل فضيحة علاقته بأخت الوزير منال !
إلى حل مع المأساة التي يعيشها و هو ينتظر عودة ابنته ذات الثلاثة أعوام من زوجته بالسر منال – اخت الوزير - !
زوجته التي وجدت ميته قبل أربعة اشهر في شقتهم !.. زوجته التي عاش معها لـعشرة أعوام و ذاق معها معنى الحب لأول مرة .. زوجته التي تحمل في احشائها طفله الثاني منها ! ماتت .. و مات معها كل امل بعودة طفلته زينب التي لم يرها منذ أربعة اشهر !


أما الحل الذي وصل إليه الوزير .. و الذي بقي كـ هاجس مؤلم سيلاحق هادف للأبد
فـ هو إذلال رجل الشوارع الأكثر شهرة نايف بدر ! الرجل الذي قتل ابنه الأكبر قاسم خلال عراك شوارع قبل عدة سنوات بعد خروجهم من الثانوية !
عن طريق اخت نايف , حسناء !

.
.
.

صّبا 06-10-14 06:09 PM

الجزء الثاني
 
الجزء الثاني
لولا الكذبات التي يبصقها لساني .. لما دمت على قيد الحياة !



.
.
.
استيقظت بعد عدة ساعات يومها
فتحت عينيها و امعنت النظر في الأرض
إلى دمائها التي تسبح فيها , و إلى اساورها التي تعكس لمعات لطيفة على الجدار
أو إلى سنها اللبني الأمامي الذي سقط تاركاً السن الأمامي الآخر يترنح في فمها
كانت تشعر بأنها عطشى
تشعر بألم شديد لدرجة انها تريد البقاء على الأرض لأطول مدة ممكنة !



لكنها ايقنت بعد ان عم الصمت في المكان بأنها ان لم تنهض الآن فستبقى حبيسة المكتبة للغد !
بضعف و رجفة خفيفة في يديها التي ثبتتها على الأرض حاولت ان تعتدل بجلستها .. لكنها سقطت بسبب رجفة يديها لترتطم جبهتها بالأرض , و سالت دموعها حينها .. لفترة طويلة ظلت على حالها و هي مؤمنة بأنها ستقضي أسوأ يوم في حياتها هنا !



اظلمت السماء في الخارج بعد عدة ساعات , و ها قد شارفت الشمس على المغيب ! و المكان اصبح مظلم قليلاً , ترى ظلال تلك الحيوانات المخيفة و يتهيأ لها بأنها ترغب في ايذائها ! ..


لكنها و بالرغم من خوفها في مكانها تضع رأسها على الأرض و تتقلب يمنى و يسرى على دمائها التي جفت .. تزحف قليلاً و تتوقف لفترة طويلة لتلتقط أنفاسها , ببطئ كانت تجر جسدها النحيل إلى حيث رفوف معمل جدها الصغير , و بعد عدة محاولات وصلت إلى كرسي متحرك اخيراً كان يستخدمه جدها في آخر سنوات حياته و استندت عليه , وقفت لكن وقوفها لم يطل لأنها شعرت بالوهن مرة أخرى و سقطت على الكرسي و هي تشعر بأنها ستلفظ آخر أنفاسها بعد قليل !



اعادت رأسها للخلف , لكنها بعد لحظات امسكت به بكل قوة و راحت تصرخ ! عادت إليها تلك الذكريات السيئة عن أسماء !


و تراقصت الحيوانات المحنطة امامها .. و خرجت لها أطياف من الظلام من حيث لا تدري ..
كان كل شيء من حولها يدور , تشعر بأن الزمن توقف , و بأنها على وشك الموت .. هنا بين مجموعة حيوانات جدها الثمنية !


لكنها تذكرت دواء جدها السحري , الدواء الذي يخبئه في صندوق قمامة في الدرج اسفل صنبور المياه ! الدواء الذي يجعل جدها يعود الى حالته الطبيعية بعد لحظات حالما يتناوله !


ادارت عجلات الكرسي و حاولت دفعه للأمام قليلاً , على بعد بضع خطوات فقط , حيث صنبور المياه ! حيث يختبئ احد الكائنات المخيفة كما خيلت لها مخيلتها الطفولية .. مدت يديها للأمام و حاولت دفع جسدها اكثر إلى حيث الخزانة اسفل الصنبور و قطرات العرق تتصبب منها .. لا تعلم كيف سقطت على الأرض ليندفع الكرسي للخلف و يرتطم في بعض السلال محدثاً فوضى عارمة زادت من رعبها !


لذلك بدون شعور فتحت الدرج و امسكت بصندوق القمامة لـ تأخذ كف من الحبوب و ابتلعتها بدون شعور !


هدأت لثوان بسيطة , تتذوق مرارة الحبوب المتكدسة في فمها و تركز مع تدافع الحبات إلى جوفها .. لكنها ..

لم تلبث عشرة ثواني .. حتى ابيضت عينيها و سقطت مغشياً عليها , او ربما متأثرة بجرعة زائدة من المضادات الحيوية , بانتحار من نوع بريئ !
.
.
.


بعد يومين *




فتحت عينيها
على رائحة العفن !
رائحتها !
ظلت على حالها لدقائق
تشعر بالجوع و التعب
و مع ذلك تقيئت كل ما بجوفها بجانبها
و البعض عاد لجوفها مع كثير من الدم !


بكت كثيراً و توسلت لربها حتى ينقذها من ما هي فيه
ببراءة طفلة عمرها عشر سنوات ..
سالت دموعها على حالها

لا احد يهتم بشأنها فوالدتها و والدها مشغولين بأعمالهم خارج المنزل و لن يعودوا قبل السابعة للنوم !
اما اخواتها الثلاث الكبار متزوجات و لا يحضرن إلا كل جمعة لإلقاء التحية , و عمر غادر في الأمس إلى دورة عسكرية !

لم ينتبه أي من والديها على غيابها ليومين متتاليين !! فهم يظنون بأنها إما في غرفتها او في منزل خالتها عفراء !
.
.
.
مالت برأسها على الجهة الأخرى بعد ان اتسخت بالقيئ و الدماء , و بكت كثيراً .. شعرت و كأنما هنالك خناجر تغرس في بطنها .. تعالت شهقاتها شيء فشيء .. و بقيت على حالها هادئة لأكثر من ساعة .. فالألم في جسدها لا يطاق ! نسيت حتى ما حدث لها قبل يومين هنا !


بعد ان بكت كثيراً .. و شعرت بقليل من الراحة النفسية , راحت تدفع قدمها للخلف ليندفع جسدها للأمام , ظلت على هذا الحال و عينها على نافذة التكييف السفلية التي تخرج منها احياناً حينما تهرب من والدها .. كانت خالية المشاعر , تقاوم من اجل لحظة أخرى في الحياة بغريزتها الإنسانية !

بعد خمسة دفعات خلال أربعين دقيقة .. وصلت بجسدها النحيل إلى النافذة , راحت تضربها بضعف شديد في محاولة منها لدفعها للخارج !
لكنها فُتحت فجأة و لا تعلم كيف
و كأنما استجاب دعائها , لتمتد يد سمراء و تجرها للخارج , حينها فقط غابت عن الوعي مسلمة نفسها لتلك اليد ..
تلك اليد التي لم تكن سوى يد خادمتهم الهندية , اليد التي طبطبت عليها لأيام بعدها و اعتنت بها !

.
.
.
ملاحظة :

غيداء – 10 سنوات و نصف
عمر – 19 سنة

.
.
.

remas2007 21-10-14 06:17 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
السلاام عليكم
ماشاء الله عوداا حميداا
بس مو كأنك غيرتي شوي ملامح الروايه
الحين هااادف الحيوااان هذاا متزوج بالسرررر ....
وعنده بنت بعد ..
شكراا على الباارت الحلوو

حكاية امل 25-10-14 01:42 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
السلام عليكم ..
واخييييرا ,,,عوده جميله,,,شكرررررا ,,,ننتظرك:55:

حكاية امل 26-10-14 12:39 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
بااااارت رائع وسهل ومفهوم ,,,, يلا ما تتاخري علينا في البارت القادم....:waves:

حكاية امل 26-10-14 08:31 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
وينك صبوووووووش ناطرينك؟.....؟:dancingmonkeyff8:

حكاية امل 27-10-14 04:13 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
وينك صبوش ؟؟ طمنينا عنك ؟؟؟؟:party0033:

حكاية امل 30-10-14 09:49 AM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وينك صبووووش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا تخلينا ننتظرك..؟؟.؟.؟.؟.؟.؟
:dancingmonkeyff8:

حكاية امل 30-10-14 07:53 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
صبووووووش اخبااارك طمنينا عنك؟؟؟؟؟؟.
ع اساس راح تزبطيلنا الروايه ؟.؟:52::V8Q04529:

حكاية امل 01-11-14 01:23 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
صبوووووش طمنينا عنك؟؟؟
وشو مصير الروايه؟؟؟؟؟؟؟

صّبا 05-11-14 07:13 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

غاليتي حكاية امل ~

انصدمت بعد ان شاهدت ردودك , لقد تركت الرواية بعد اسبوعين من نشرها سواء هنا او في المنتدى المجاور
لم القى التشجيع .. و تعبت حقيقة من قلة التشجيع لدرجة ان حماسي قل كثيراً
و توقفت عن تعديل الرواية منذ حوالي ثلاثة اسابيع مضت ..

اصدقت القول بأنني فرحت كثيراً بردودك ,
و اشكرك انتي و ريماس على تشجيعكن لي =)
سـ اكون هنا قريباً بإذن الله ..

دمتم بخير ..

حكاية امل 06-11-14 10:52 AM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
وعليكم السلام ورحمه الله
اهلا وسهلا واخيراااا حنيتي علينا صبوش !!!!!!:f63:
امممم والله اني فقدت الامل في الروايه او انك تردي علينا , صراحه الروايه كثيير عجبتني رغم اني ما كنت كثير فاهمتها في البدايه لانو مثل ما قلنا لك كثير بلخبط الاسلوب الي تابعتيه في البدايه ,, وبعد ما قلتي انك راح تعدليها ضليت في انتظارك رغم انك غبتي لفتره , لحتى سالت في المنتدى عن مصير الروايه ويجزاها خير الي ردت علي وخبرتني انك نزلتيها في منتدى قصص من وحي الاعضاء , وبعد قراءتي للجزء المعدل كثير فهمت الروايه وتحمست اتابعها ,,.
والحين اذا بتغيبي عنا وما بتنزليلنا الروايه بتزعليني كثير وما اتابعك ابداااااا.
وبعدين يا حلوه كتابتك رائعه واستمري وكوني على ثقه بنفسك وانشالله تلاقي معجبين وانا من الاوائل ....:flowers2:

صّبا 06-11-14 11:48 PM

تابع للجزء الثاني ~
 
تآبع ~
الجزء الثاني
لولا الكذبات التي يبصقها لساني .. لما دمت على قيد الحياة !


.
.
.


كانت تحتضن صديقة طفولتها و تبكي بحرقة
: صارله فترة هاملني و يطلع الفجر ما يرجع الا آخر الليل !
جففت انفها بمنديلها الزهري
: ما قصرت معه بشيء يا غدير
: كل ماله يتغير اكثر .. ما يكفي اني خسرت بنتي بسببه ..
حالما تذكرت ابنتها ..
اليوم الذي توفيت فيه , الطريقة التي عذبت بها قبل موتها
كل تلك الدماء التي لم تتوقف لتكسو بياض كفنها
الكدمات الزرقاء على جسدها و القبلة الأخيرة على جبينها ..
انهارت باكيه و تعالت شهقاتها اكثر

أما غدير فقد كانت تستمع اليها بصمت
تنظر إلى الحال الذي وصلت إليه رفيقتها سلمى !
كانت تحسدها في الماضي على زوجها المحب
و على عائلتها المتماسكة ..
على جمالها المميز و اخلاقها الرفيعة , ابتسامتها الدائمة
لم تعلم بأن تلك الحياة البهية .. كانت قناع فقط !
تخفي به آلالامها .. تسكت به الافواه التي تحاول عبثاً ان تثير الاشاعات

.
.
.
أما في منزل هادف *

كانت الخادمة في اوج قلقها .. خوفها من هادف و حبها لغيداء التي أشرفت على تربيتها كان يدفعها لتلفيق الكثير من الكذبات !
ها قد مضت ستة ساعات على فقدان غيداء الوعي ~
اقتربت منها بتردد
ترغب في الاطمئنان عليها للحظة فـ تأنيب الضمير بسبب اهمالها لها يجعل قلبها ينكمش و يؤلمها بشدة !


اخبرها الطبيب بأنها ستستيقظ قريباً
و ان حرارتها ستنخفض بالتدريج

إلا ان الوقت مضى و ما زال جسدها ملتهب
حتى المناديل امتلئت بقطرات العرق المنسابة على جبينها و رقبتها
ابتل الفراش و فاحت رائحتها
تخشى اخبارهم بحالة غيداء حالياً .. فقد يضيع مستقبلها بالكامل
خصوصاً و انها اخبرت هادف قبل قليل بأن غيداء التقت بمعلم اللغة الإنجليزية و ان مستواها تحسن جداً !
ربتت على بشرتها الناعمة برقة بمنديل مشبع بالمياه الباردة
و همست بالقرب من اذنها بلغة مكسرة
: غيييدا قوم بليز !
: غييييدا !

نظرت الى ساعة الحائط بقلق
فبعد قليل سيأتي معلم اللغة الفرنسية !
و بالتأكيد لن تجد العذر لتصرفه كما فعلت مع معلم الإنجليزية في الأمس !
لن تجعله يغض البصر ببعض الثمن المدفوع! لن تسلم جسدها مجدداً مقابل ان يكذب على هادف و يخبره بأن غيداء حضرت فعلاً و ابلت جيداً !
اليوم لن تسلم نفسها لرجل آخر .. ما الذي ستقوله لوالدها هادف !
انها كانت تحادث خطيبها إلى منتصف الليل و لم تنتبه إلى ابنته ! لم تقم بوظيفتها ..
انها قضت يوم في أحضان معلم اللغة الإنجليزية العجوز !


مرت ساعة أخرى
و رن الهاتف الثابت بجانبها
شعرت بالهلع !
ماذا لو كان هادف , و يرغب في الحديث مع غيداء !
وقفت بسرعة و سحبت سلك الهاتف


و قررت اخيراً بأن تهدأ من روعها و تتصل بـ عمر
لعلها تجد عذراً فيما بعد يشفع لها عند هادف !
إلا ان عمر لم يجب ..
كان يقوم بأكبر خطأ فادح في حياته !

.
.
.
.

أما عمر ~
لم يكن في الخدمة العسكرية كما كذب على والدته !
بل كان في خدمة اجبارية وصلته من الضابط المسؤول عنه !
الضابط حسام الذي ارسله هادف لـ يجبر عمر على تنفيذ أوامره بطريقة غير مباشرة
حسناء بدر مقابل ابنته زينب !


يتذكر نبرة الضابط حسام على الهاتف قبل ساعة من ذهابه اليها .. حسناء بدر – اخت نايف الذي لا يعلم عنه أي شيء !
: تاخذها من الحمام العمومي ع استراحة الباشا !-يقصد الوزير –
: ما تنسى تروح بسيارة ايجار مو بسيارتك !


لم يقم سوى بتوصيلها , بدون ان يعلم بأنها حسناء التي طلب منه والده ان يجلبها بالقوة إلى استراحة الوزير قبل ايام , و بدون ان يعلم خالف مبادئه التي عاش عليها طوال حياته ! بدون ان يعلم بأنه يرسل حسناء إلى قاتل اخته أسماء قبل ثمان سنوات !


حسناء الفتاة التي تعمل كـ راقصة لسداد ما يمكن سداده من متطلبات الحياة و مسؤوليتها
لـ ترضي غرورها و جشعها بقليل من المال
لتتباهى امام باقي رفيقاتها
هكذا كانت هي في النهار بشخصية فتاة جامعية و في الليل بائعة هوى !
كان الرقص خيار سيء و مكسب حرام
إلا انها اختارته
بدون ان تجبر عليه
بالسر
و بدون علم اخوها الاكبر .. نايف !

حسناء التي ذهبت لتسلية الوزير و ابنه !
هي حتى لم تخبره بأنها في مأزق يومها حتى سمع عن حادثة الاعتداء في اليوم الذي يليه !
يتذكر جيداً بأنه كان يتحدث معها بالفرنسية و يرتدي بدلة رسمية كنوع من التنكر !
اجاد في ذلك اليوم بان يوهمها بأنه مجرد سائق !
بذلك التنكر خدع حسناء !
لم يعلم بأنه مخدوع كذلك !
انخدع هو من قبل الضابط الذي غطى على جريمة الاعتداء التي حدثت هناك بعدها !


يتذكر بأنه استيقظ في الثالثة فجراً من نفس اليوم لينقلها للمشفى !
و يلقي بكامل التهم على احد الحراس الذين تم اقالتهم و دفع مبالغ لا بأس بها لهم و لعوائلهم !


يتذكرها حينما كانت تتمايل بخصرها في ذلك اليوم من خلف نوافذ الاستراحة !
تضرب بأرجلها المزينة بخلخال- فضي تتدلى منه أجراس و كريستالات على هيئة دموع – الأرض و تتلوى بخصرها

.
.
.

تنهد بعمق و هو يخلع سترته السوداء و يرتدي الزي الرسمي للعمل ..
و راح يحمدالله في داخله على ان هذا الاسبوع المريع مضى على خير و المهمة قد تم انجازها !

شاهد الخادمة تركض بإتجاهه و على وجهها ملامح لم يستطع تفسيرها إلا انها نبأته بأن هنالك مصيبة قادمة !
و على صرخات الخادمة دلف إلى غرفة الجلوس و رقى درجات السلم خلف الخادمة , و حالما توقفت امام غرفة غيداء
دفعها جانباً و دلف اولا للغرفة ..
انفجع من منظر اخته التي لا حياة في وجهها !

ألقى بكل مافي يديه و تقدم ناحيتها
طبطب بكفه على وجهها , و بنبرة مليئة بالحزن همس في اذنها
: غيداء .. غيداء حبيبتي ؟ غيداء !
امتلئت عينيه بالدموع و لا يعلم لماذا ! ربما لأنه تذكر اسماء ! او ربما لأنه شعر بأنه سيفقدها !

لم تبدي غيداء اي حركة , شعر بأنه سيقتل الخادمة في التو و اللحظة , ألقى عليها نظرة نارية و صرخ
: من متى هي كذا ؟
: ليش ما اتصلتي ؟


لم يترك لها مجال للتفسير و دفعها للأمام يحثها على السير
: امشي قدامي اشوف
: افتحي الباب و طلعي المفتاح من جيب القميص
كانت الخادمة تنفذ ما يقوله بخوف شديد , فتشت في جيوب قميصه الملقي على الارض برجفه
و عينها عليه و هو يلف غيداء بغطاء السرير و يحملها بين يديه


.
.
.


قبل اربعة ايام *


كان يجلس في استراحة قسم الطوارئ و في يده كوب قهوة دافئة
حالياً لا توجد حالات كثيرة في المشفى ..
لذلك قرر اخذ استراحة بسيطة مع نفسه , يرغب في ترتيب افكاره
و قد بقيت له ساعة و نصف فقط قبل ان يأخذ اجازة لمدة يومين
من الصباح و هو يحاول ان ينهي عمله و يعود للمنزل ليطمئن على اخته حسناء التي لم يرها منذ يومين
سيعود للأطمئنان على حسناء و تصفيت بعض الحسابات مع ابن الوزير المدلل !


اندفع بعض الممرضين بإتجاه الباب الخلفي يدفعون احد الاسرة , لإستقبال سيارة الإسعاف
صرخ الطبيب فهد من بعيد و لوح لنايف بالملف في يده
: هالحالة لك !

لم يفهم نايف وقتها كلام الطبيب فهد كما يجب !
فهم بأنها مجرد حالة سيشرف على علاجها !
لم يعلم بأنها .. اثمن شخص فيه حياته !

صرخ في الممرضين و الطبيبة المساعدة
: الملف !
اندفع خلفهم لمكان خالي في نهاية قسم الطوارئ

: في جروح سطحية

: و كسر في الرقبة و ممكن الظهر !

كان يردد خلفهم و يملي البيانات
: جروح سطحية , كسور في الرقبة و الظهر ..
انهى جملته و رمى ما بيديه بكل بؤس
فهو يعلم بأن حالة مثل هذه نهايتها الشلل او الموت إن لم يتم اسعافها جيداً !
همس و هو ينظر إلى الفستان الممزق على المريضة
: و نزيف داخلي !

همس الدكتور فهد من خلفه
: بسبب الاعتداء اللي صار , و النزيف , غير الكسر بالرقبة و الحوض .. ممكن تبقى مشلولة للأبد
: و مع الاسف اسعفوها خطأ .. و نزفت كثير !
: نهايتها ممكن تكون ...


اكمل جملة الطبيب فهد
: الموت !
اقترب منها بعد ان مسحت الممرضة بمنشفة مبلولة على وجهها
بعد ان ازالت مساحيق الزينة و الدماء الجافة و الاتربة
كانت الكدمات الزرقاء و البنفسجية تأخذ مساحة كبيرة من وجهها بالإظافة الى انتفاخ شفتيها و عينيها
بدأ يمعن النظر في وجه تلك المرأة ..
بعد ان ظهر له وجهها القمري خلف الوان الزينة و الغبار و الدماء , خلف الكدمات الزرقاء التي تملئ جسدها و وجهها .. كانت صدمة عمره !

عاد للخلف بفزع شديد و كأنه قد رأى شبحاً للتو !
لم يستطع استيعاب الامر
فهذه المرأة التي تشبه الجثة الهامدة اكثر .. هي اغلى ما يملك في هذه الحياة !

بأمل ألقى نظرة على قدمها فإن كان الخلخال الذي اهداها اياه موجود فإنها حتماً ستكون هي !
لكن خاب امله ! فخلخالها اكد له بأنه هي ..
و ليست شخص آخر كما كان يحاول تكذيب واقعه
اخته الحبيبة .. حسناء !

لم ينطق بحرف
شعر بأن الرؤيا بدأت تصبح ضبابية
إلى ان اظلمت الصورة امامه
و فقد الوعي
.
.
.

صّبا 07-11-14 01:15 AM

الجزء الثالث
 
الجزء الثالث
انا الشخص الوحيد الذي يشعر بأنه ليس وحيد .. بالرغم من انه وحيد !





بعد اربعة سنوات *



كانت تستعد من اجل حفل خطوبة ابنة خالتها عفراء غداً
علقت فستانها الزهري المزركش و المرصع بأحجار ملونة و اللؤلؤ الطبيعي على جسدها , ألقت عليه نظرة اعجاب و رمت قبلة لنفسها في المرآة *
متحمسة جداً فهي لم تخرج منذ خمسة اشهر سوى إلى السوق مع والدتها .. و على مدى اربعة سنوات لم ترى العالم الخارجي سوى ستة مرات و قد دونتها بكل تفاصيلها في مذكراتها ! شكل العمال هناك و نوع البضائع , بدون ان تعرف حتى أي شيء عن موقع منزلهم من هذه المنطقة ! بدون ان تعرف حتى عن العالم الخارجي او التطورات التي طرأت عليه !
و على مدى سنوات بعيدة قضتها في التنقيب خلف والدها و الانغماس في الدراسة المنزلية , ظلت شخصيتها البريئة على ما هي عليه .. كـ طفلة تقوم بما يملى عليها .. كـ طفلة لا تحتاج إلى كل ما يحتاجه شخص في مثل سنها في الرابعة عشر , بل كـ طفلة لا تحتاج سوى عطف من حولها و حب والديها !
اقامت علاقة وثيقة مع الكتب , و مختبر جدها .. مع حديقة المنزل و اشتهت ان تشرب القهوة المرة مثل والدها او حتى تدخين سيجارة مثل اخوها عمر !
حملت كتاب استعارته من مكتبة والدها يتحدث عن الظواهر الغريبة حول العالم , و قد وصلت إلى الظواهر الغريبة في روسيا , متحمسة جداً ف هذا القسم هو الافضع و الأكثر اثارة بالنسبة إليها في هذا الكتاب ! حتى ان والدها كتب عليه ملاحظاته الشخصية بقلم احمر
انطلقت بجسدها النحيل لترمي نفسها على سريرها القطني بين الوسائد الملونة .. ظلت تقرأ حتى وقت متأخر من الليل .. إلى ان غلبها النعاس , و نامت و الكتاب على وجهها

.
.
.

استيقظت باكراً في الساعة الخامسة لتصلي الفجر
ابعدت الكتاب عن وجهها البريئ

ببيجامتها الزهرية الفضفاضة من الاسفل و الضيقة من الاعلى
كانت تتحرك ببطئ بإتجاه دورة المياه في آخر الرواق

ها قد انتهت من الوضوء و قد دب الحماس في جسدها
اليوم ستخرج اخيراً !
بدأت بـ اخوها عمر حيث ايقظته للصلاة و طرقت الباب على والديها ثم قبلت رأسيهما طمعاً في رضاهم
.
.
.
و على ثنايا سجادتها حيث كانت تشعر بالدفئ .. بدفئ الجلباب , و دفئ الايمان و السلام النفسي
في ذلك اليوم ,كانت متسامحة جداً مع نفسها
بالرغم من انها لا تعلم لماذا شاهدت في عقلها فتاة صغيرة تضرب و تعذب !
ذرفت الكثير من الدموع و هي تطلب العفو من رب العالمين و السلامة لأهلها
.
.
.
لم يسعها الوقت لتنهي تجهيزاتها للذهاب لمنزل خالتها , فـ اشيائها متناثرة في الغرفة هنا و هناك !
ألقت نظرة على كتاب لا عنوان له وجدته في مكتبة والدها و هي تنظف المكتبة في الأمس
كانت مندهشة من وجود مثل هذا الكتاب لدى والدها , فوالدها رجل عسكري لا اهتمامات ادبية له , لكنه لم يكن مجرد كتاب !

.
.
.
كنزت جميع الاشياء التي ستحتاجها في شنطة سفر صغيرة
احكمت لف حجابها , و حملت الكتاب و هي تقول بداخلها " سـ اقرأه في السيارة "
كان منزل خالتها على بعد ساعة و نصف من منطقتهم

اليوم مهم , لأن ابنة خالتها ستصبح على ذمة شخص آخر غير زوج خالتها !
ستصبح أمرأة ابتداء من اليوم !
.
.
.
# الساعة 8:32 صباحاً ~



قطب حواجبه
: ليش كل هالاغراض يا بابا

ابتسمت بمرح , و تعلقت بيديه بخجل
:لأني راح انام ببيت خالتي اليوم , بليز بابا بليز

طوقها بذراعيه و ابتسم بحنو
: يا حبيبتي انتي ما عادك صغيرة , و عيب اسيبك هناك حتى لو بيت خالتك.. اولاد خالتك كبار اللحين

اخفضت رأسها بيأس , بعد تلك الكلمات المقنعة لا تعتقد بأنه سيغير رأيه فمنذ اربع سنوات مضت لم يعد يسمح لها بفعل الكثير من بينها المبيت لدى خالتها !
تلك هي سياسة والدها , ان كان مقتنع بالامر فلن يثنيه عنه احد , كما انه على حق
: و لا يهمك يبه
وقفت على اطراف اصابعها و قبلت رأسه
: بس تجيني عالساعة 11 ؟

ضحك و هو يضمها اكثر
: يعني راح تستغليني ببوسة , امشي بس اسبقيني عالسيارة
ابتسم لزوجته التي كانت تلف طعام الغداء من اجل زوجها , و تنهد بعمق
: كبرت هالبنت يا سلمى

اقشعر بدنها , و توقفت عن التوضيب
نظرت اليه بشيء من الخوف , وهمست بجدية
: قبل صلاة العشاء تجيبها البيت
اقتربت منه بوجهها المحتقن
رفعت رأسها , نظرت الى عينيه مباشرة
و تساقطت دموعها فجأة
و بدأت تضربه على صدره كنوع من اللوم
: انت السبب .. و اذا صار لها شيء ما راح اظل يوم واحد هنا

كان يمسح على ظهرها بهدوء و يهمس
: مايصير خاطرك الا طيب
: اهدي

.
.
.

: يبه انا راح اجلس ورا

ابتسم و هو يطرق نافذتها
: انزلي انزلي , اجلسي قدام سولفي معي

قفزت بين الكراسي بجسدها النحيل الى الكرسي الجانبي لوالدها
: كنت حابه اقرأ كتاب بس قلت بابا المسكين ماله غيري
ضحكت بخفة

كان يرجع بسيارته للخلف
وقبل ان يتخطئ المنزل , مال على غيداء و احكم وضع حزام الامان
: اكيد ياحلوة الحلوات من لي غيرك , علشان كذا اليوم الساعة 8 لازم نكون بالبيت !

تقوست شفتيها و مالت برأسها على النافذة
معترضة على حرص والدها
و مضربة عن اسلوبه الحنون

تجاهلها فهو يعلم بأنها ان نبست بحرف سيخل بوعده لزوجته امام وجه غيداء البريئ
لذلك ظل صامتاً طوال الطريق
الى ان وصلوا امام المدخل الرئيسي لمنزل خالتها






# الساعة 10:15 صباحاً ~





اطلقت غيداء سراحها من حزام الامان
و دلفت لمنزل خالتها بدون ان تودع والدها

اما هو فقد تنهد و خرج ليوصل حقيبتها
و يلقي التحية على نسائبه
و قبل ان يغادر
اوصى خالتها عليها
و شدد على عدم خروجها من المنزل!
.
.
.



# الساعة 6:50 مساءاً ~



كان امام المنزل
و بين الحضور
ألقى السلام و هنئ نسائبه
و طلب غيداء للعودة للمنزل



لم تستهويه فكرة ترك ابنته هنا لوحدها
لذلك قرر اخذ اجازة لهذا اليوم
و راح يساعد نسائبه في تجهيز حفل عقد قران ابنتهم
.
.
.
كان يجلس في سيارته بإنتظارها
مرت خمس دقائق
شاهدها تودع خالتها بحزن
: سلمي على كل البنات خالتو .

: ان شاء الله ياقلبي
قبلت جبينها
: سلمي على ماما و اخوانك ,طيب ؟
: يالله حبيبتي لا تتأخري على بابا


كانت تمشي ببطئ
و تتوقف تارة و تلتفت للخلف لتلوح بيدها لخالتها

مال بجسده ليفتح لها الباب الامامي
إلا انها تجاهلته و فتحت الباب الخلفي
: السلام عليكم

ابتسم حينها
: وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
: فينها .. فينها ؟ فينها
كان يشير الى خده الايمن

اما هي فقد اجابت بضجر
: ميين

قوس شفتيه
: بوسة المسا !

اشاحت بوجهها للنافذة
و بدأت تبكي بصمت

تنفس بعمق قبل ان يقول بجدية
: نور الشوارع يطفي بمنطقتنا بعد صلاة العشا
: و تتجمع الناس المش كويسه حول المنطقة
: ماما خايفة عليك
لم يسمع اي رد
لذلك التفت للخلف
كانت تغط في نوم عميق !
ابتسم و ادار المحرك ,قال في نفسه " يالها من طفلة "

.
.
.
# الساعة 7:56 مساءاً~

كانت غيداء قد استيقظت
بقت صامته طوال الطريق
وبخفة اخرجت الكتاب من جيب الكرسي

كان كتاب غريب حقاً
للوهلة الاولى تظن انه مجرد كتاب ممل من مقدمته الطويلة
لكن ما ان تتخطى المقدمة حتى تفقد نفسك بين طياته
هنالك الكثير من الكلمات الكبيرة التي لم تفهمها
و هنالك الرسوم و الخرائط , و صور لبعض الاماكن
و الجثث !

.
.
.
كانوا قريبين من المنزل
سيصلون اليه بعد اجتياز منحدر صغير , و طريق وعر !


و هم على بداية الطريق الوعر
صرخت غيداء
لأول مرة تشاهد صورة لجثة
و لو انها انتبهت على التعليق اسفل الصورة لعلمت
بأنها جثة اختها أسماء ,التي لا تبدو كأختها في هذه الصورة !


بينما التفت والدها للخلف بتعجب
: ايش في غيداء ؟


خبئت الكتاب داخل سترتها
و ابتلعت ريقها
-كانت تلك اول كذبة لها طوال سنواتها ال14 الماضية !-
: مافي شي , كا... كابوس بابا !
زمت شفتيها , و ارجعت رأسها للخلف
.
.
.
وبينما نظرات والدها تتفحصها
اشارت لوالدها للأمام بتعجب ..

التفت والدها ليرى رجلين يدخنون السجائر بشراهة في سيارة جيب قديمة الطراز بين الحشائش !
اعشاهم نور السيارة الامامي لأبوغيداء فتوقفوا قليلاً و استقاموا
احدهم كان مألوف لوالدها لدرجة انه همس بصدمة : نايف !


.
.
.
اما الرجل الآخر القريب من جهتها .. كان ينظر بإتجاهها , الى وجهها , يدخن و يتأملها بهدوء بعينيه الحادة
ثم يميل برأسه و يغمز لها !

في حين صرخت غيداء بعد غمزته مفزوعة , و هزت كتف والدها بعنف
: يالله بابا .. يالله

.
.
.
تحرك والدها بالسيارة و عبر الطريق بصمت
كان مشغول بالرجل الذي شاهده قبل قليل
متجاهل نداء غيداء المتكرر
كانت تتذكر نظرات ذلك الرجل الغريب و تشعر بالقشعريرة تسري في جسدها
.
.
.
وصلوا المنزل اخيراً في الثامنة و عشرة دقائق
كانت ام غيداء تنتظرهم من خلف الباب
سبقها والدها للداخل , كان لديه حديث مهم مع والدتها لدرجة انهم اكملوا الحديث خلف الباب !

اما هي فقد خبئت الكتاب داخل سترتها و اخفته بأطراف الشال
واخيراً لحقت بوالدها للداخل
كان نقاش والدها و والدتها , و اخوها الاكبر حاد جداً
فصرخاتهم ارعبتها حقاً


لم تفهم اي كلمة لذلك
فضلت ان تبتعد و تدلف الى داخل المنزل
لكن
بلا سابق انذار
طُرق باب المنزل بعنف
واندفع الباب بقوة ليرتطم بالجدار
ليدخل نفس الرجلين !


.
.
.

صّبا 07-11-14 01:19 AM

الجزء الرابع
 

الجزء الرابع
ماذا لو تصادفنا يا حبيبي يوماً .. و لم تعلم بأنني مستقبلك و انك مستقبلي ؟!







طُرق باب المنزل بعنف
واندفع الباب بقوة ليرتطم بالجدار
ليدخل نفس الرجلين !
مباشرة تحولت نظرات غيداء لأحد الرجلين و تشبثت بكم والدتها بشدة



كان الجو متوتر جداً
لدرجة ان ام غيداء صرخت و هي تدفعها
: روحي من هنا

افلتت غيداء كم والدتها لتسقط على الارض
انطلقت منها صرخت ألم لكن لم يلقي لها احد منهم بالً
و انطلقت باكية الى خارج المنزل

.
.
.

مضت خمس دقائق على وقوفها في الخارج
كانت تدلك كتفها و الدموع تفر من عينيها بلا شعور
ظلت على هذا الحال
الى ان همس احدهم بالقرب من اذنها
: ليش الحلو يبكي ؟


شعرت بالخوف حينها
همست بشفاه مرتعشة و هي تلتفت للخلف
: مييين ؟
و ما ان التقت عينيها بعينيه حتى صرخت فزعه
وهربت خلف سيارة والدها



كان يسير بإتجاهها ببطئ
: خايفة مني ؟
لوح بمسدسه في الهواء ليتباهى امامها
: انا ما اعض !


كانت تبتلع ريقها بإستمرار
تشد سترتها عليها بقوة
و تمسك بكف من التراب !
و فجأة..
امسك بيديها
صرخت ,ترجته لثانية
ثم ألقت بكف الرمل في وجهه
لكن مع ذلك لم يفلتها
بل اسقط عليها وابل من اللعنات !
و شدها اليه بقوة


كانت الرؤية ضبابية لديه
لكنه يشعر بعودها النحيل بين يديه
كانت ترتجف , وتصرخ بشدة
ثبت السلاح عليها و همس
: امشي قدامي !


حاولت التملص من بين يديه
حاولت دفعه
حاولت الصراخ
لكن كل ذلك لم يسعفها
لأنه في كل مرة يشدها اليه اكثر !



فجأة
نجحت.. اخيراً فلتت من بين يديه
لتنطلق رصاصة اليه !
كان الزناد عالق بقميصها بإتجاهه !


حينها توقف الصراخ بداخل منزلها
اضيئت المصابيح في بعض البيوت المجاورة
والبعض خرج من منزله
و شعرت هي بأن عالمها .. بدأ ينهار
تسائلت في نفسها ببراءة و هي تجلس على ركبتها بالرغم من فزعها ..
و تقترب منه ثم تهزه " هل مات ؟ هل انا قاتلة ؟"
: انت ... انت ... هييي انت
لم يتحرك !
وقفت يومها.. و بشعور عدم الامان
ركضت الى الشارع
تعثرت مرات
و اضاعت خفيها
لكنها استمرت بالركض
بإتجاه مبنى ضخم في نهاية المنطقة !
.
.
.



وجه نظره للناس المتجمهرة حولهم
صرخ
: يالله يا جماعة الخير كل واحد على بيته ، حصل خير !


اما الآخر فقد سحب رفيقه غسان الذي ينزف الى داخل المنزل
ما زال حي ، الرصاصة لم تصبه !
كان مجرد جرح غائر على الخصر !



ما ان دخلت عائلة غيداء حتى بدأو بالصراخ
فسلمى تصرخ و تبكي
و هادف اسود وجهه
اما عمر
فقد ضرب نايف على كتفه و دفعه بقوة للخلف
صرخ حتى ظهرت عروق رقبته
: وين اختي !


احكم لف قبضته
و نظر الى عيني عمر ليثبت صدقه
: ماعرف !

اما هادف فقد زمجر و هو يشهر بسلاحه على نايف
: الا بنتي يا نايف ..

صرخ غسان و هو يمسك على جنبه بقوة
: وراك يا نايف !


اخفض رأسه بسرعة و اندفع للخلف على هادف
سقط حينها هادف و سقط سلاحه !
انقض عليه بشراسة ..
صرخ نايف و هو يمسك بياقته
: انا ما شفتها حتى !
: مفكر كل الناس انجاس مثلك !
: انت اعتديت على اختي زمان ، و انا صحيح ناوي ارد الصاع صاعين ، بس مو على اضعف خلق الله !


تيبست أطراف عمر حينها
شعر و كأن احد ما سكب عليه ماء مثلج
ابتلع ريقه
لم يكن يقوى على الحراك او الوقوف اكثر
جلس على ركبتيه
الآن فقط يفهم سبب ملاحقة نايف لهم منذ اكثر من أربعة سنوات
لكن لماذا والده يحاول اخفاء الحقيقة عنه
هل اعتدى على اخت نايف حقاً !
: اخ..اخت..ك ! أختك شسمها ؟


توقف عن هز هادف والد غيداء
و التفت ببطئ للخلف
تأمل عمر اخ غيداء لفترة طويلة
كانت عينيه مليئة بالشك و التساؤل
: حسناء بدر !


اغلق عينيه بقوة
و كأنما دوت قنبلة في المكان بعدها
حسناء بدر ، الفتاة التي اوصلها إلى قصر الوزير بنفسه !
لا يعلم
هل يفرح لأنه اخيراً سيقدر على رفع الظلم عن عائلته
ام يحزن لانه سيبدأ رحلة مأساة جديدة
لكن قبل ان ينبس بحرف


وقف نايف و ساعد رفيقه على النهوض
كان على وشك الخروج
و قبل ان يخرج ، توقف لبرهة
التفت للخلف و ألقى نظرة سريعة عليهم
: كلامنا ما خلص للحين !

.
.
.
# الوقت 1:46 صباحاً ~



في منزل قديم متهالك في منطقة مجاورة لمنطقة عائلة غيداء
كان نايف و غسان مع زميل نايف سابقاً فهد
وسط عراك لا مجرد عملية بسيطة !

كان غسان يعض على منديل الطبيب فهد بقوة
في حين يقوم نايف بسكب المطهر و يشطب على التعقيمات الاخيرة
تم خلال نصف ساعة إيقاف نزيف جرح غسان
وسط صرخاته لأن العملية تمت بدون مخدر موضعي
وسط الغبار والقاذورات
منزل مهجور منذ سنين , في مكان شبه خالي بين حقول القمح و بعض المزارع و المقابر
مكان لن يقبل به الشياطين انفسهم !
لن يقبل به سوى اشخاص نزعة الانتقام في قلوبهم بالدنيا و ما عليها !
اشتروه قبل اكثر من ثلاثة سنوات بسعر بخس


ودع نايف الطبيب فهد في المشفى و تم توقيع عقد
على اثره سيخسر الطبيب حياته ان تم فضح أمرهم !
و قبل ان يغادر الطبيب السيارة
همس نايف
: احياناً الثقة شر ! شكراً على اليوم ! في امان الله


عاد إلى غسان
اغلق الباب خلفه و ثبته بعصا خشبية
رمى بعض الألواح على الارض بقرب سرير غسان
و افترشها ببعض الخامات القديمة


كان أنين غسان يتعالى شيء فشيء
و نومه خفيف
لذلك بقي نايف مستيقظ طوال الليل


يتذكر كلمات عمر اخ غيداء
و يخفق قلبه بشدة
يشعر بأن هنالك سر حول اخته و هو لا يعلم بشأنه


: نا...آآآآ
: نايف ؟
: انت نمت ؟


اعتدل بجلسته ليستمع لغسان
و حينما نظر الى وجهه ، علم بأنه شبه غائب عن الوعي
غسان يهذي على اثر الحمى
كان يتحدث بصوت مسموع عن ما يجول بخاطره كالعادة
: انا ....


تثائب و وضع بعض الحطام تحت رأسه
: يا رجال ارتاح ، نام و سمي بالله


: انا اعتديت عليها , اقصد حاولت اعتدي عليها , وهي هربت ! .. بنت هادف .. !
: انا انتقمت لك ، بس ماعرف ليش قلبي يعورني !
: يعورني عليها !


تجمد للحظات ، ربما لان الهواء نفذ
و أظلمت الدنيا
ربما لانه شعر و كأن كيانه تزلزل مرتين
مرة على حسناء
و مرة على غيداء !
غيداء التي لم ينظر لوجهها حتى
لم يفكر بها كوسيلة انتقام و لا للحظة ..

شعر بعد حديث غسان بنفس الشعور حينما علم
بأن اخته حسناء تم الاعتداء عليها


وقف و حمل السطل اسفل جهاز التكييف
ذلك السطل الذي يمتلئ نصفه بالماء الذي يقطر من جهاز التكييف
سكبه بقوة على وجه غسان
رقد فوقه و بدأ يلكمه بقوة
لـيستوعب مدى فظاعة فعلته
ليستفيق من كذبة الانتقام
او يقتله !
هذا ما تمناه وقتها
لكنه فقط قضم شفتيه
الى ان سالت الدماء الساخنة
الى ان تحشرج صوته
و صرخ
: هادف ما اعتدى على اختي ! انت ضيعت كل شيء !
: لكن انت اعتديت على بنته !
: لو اشرب من دمك اللحين ما راح يكفيني
صمت لبرهة و هو ينظر الى جرح غسان
الذي بدأ بالنزيف مرة اخرى
: الجرح .. هي اللي تسببت فيه !
استقام واقفاً , و راح يجوب الغرفة
: كم عمرها قلت لي ..

اعتدل في جلسته
جفف وجهه بطرف ثوبه..
ابتلع قرص مسكن
و رمى بجسده مرة اخرى
على السرير المتهالك
لتتطاير الاتربة و تتكون هالة دخانية
و يهمس
: 14 !
ادار وجهه ليأن بصمت
بكل ذل و خضوع
بعيداً عن نايف الذي يجمح غضبه
وبعيداً عن ضميره الذي بدأ يخنقه
بعيداً عن جرحه الغائر الذي سيقتله وجعاً
بعيداً عن العار الذي ألحقه بنفسه!

.
.
.


كان نايف يدخن بشراهة يومها
يطحن الحشائش بقدمه امام المنزل
ذهابا و ايابا
عقله متشتت
بين غيداء و حسناء
يشعر بأنه المسؤول عن ما فعله غسان بغيداء !
واخيراً قرر
ان يسير على بعد ميل
الى كبينة الهاتف العمومي
و يرفع الهاتف على شخص رفع عليه السلاح ذات مرة
: تقدر ترد لي الدين اللحين!
: الدين اللي ثمنه رقبتك
: انا ادور على شخص معين !
: نلتقي بعد ساعة ..

.
.
.
# الوقت 3:55 صباحاً ~


كانوا عبارة عن عشرة رجال
يقفون امامه و تحت امرته
نفس الرجال الذين وقف معهم ذات مرة
و ساعدهم .. ليدمروه !
و دمروه ..
: البنت عمرها 14 سنة
: بنت ضابط الشرطة هادف ...


وعلا همس الرجال بعد اسم هادف
" ماذا يريد من ابنة الشخص اللذي لطخ سمعته , هل حان وقت الانتقام !"


اخفض رأسه
رمى السيجارة و ابتسم بسخرية
: لا و الله حابب اطبطب عليها بس !
ابتلع ريقه و شتت نظراته بعيداً عنهم
: اكيد حاب انتقم , بس ابيها حية !


اشار الى المنزل
: اتبعوني
دلف الى الداخل
اطال النظر في غسان
اما غسان فقد كان يتحاشى النظر الى عيني نايف



جلس بقرب غسان .. و ساعده في الجلوس
و اطبق يديه على جرح غسان !
ضغط على الجرح بقوة و هو يهمس في اذنه
: اوصف البنت !


.
.
.

صّبا 07-11-14 01:29 AM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكاية امل (المشاركة 3489085)
وعليكم السلام ورحمه الله
اهلا وسهلا واخيراااا حنيتي علينا صبوش !!!!!!:f63:
امممم والله اني فقدت الامل في الروايه او انك تردي علينا , صراحه الروايه كثيير عجبتني رغم اني ما كنت كثير فاهمتها في البدايه لانو مثل ما قلنا لك كثير بلخبط الاسلوب الي تابعتيه في البدايه ,, وبعد ما قلتي انك راح تعدليها ضليت في انتظارك رغم انك غبتي لفتره , لحتى سالت في المنتدى عن مصير الروايه ويجزاها خير الي ردت علي وخبرتني انك نزلتيها في منتدى قصص من وحي الاعضاء , وبعد قراءتي للجزء المعدل كثير فهمت الروايه وتحمست اتابعها ,,.
والحين اذا بتغيبي عنا وما بتنزليلنا الروايه بتزعليني كثير وما اتابعك ابداااااا.
وبعدين يا حلوه كتابتك رائعه واستمري وكوني على ثقه بنفسك وانشالله تلاقي معجبين وانا من الاوائل ....:flowers2:


بإذن الله غاليتي
لكن من غير المعقول كذلك بأن ادرج الرواية و لا اجد رد
خصوصاً بأنها النسخة المعدلة على رواية الاختباء في حضن الجحيم و ليست الاصلية
ارغب حقاً في معرفة رأي القارئ , هل باتت مفهومة اكثر او لا

كما قلت لك انتظرت اسبوعين و لا رد ! حتى خبى حماسي و شعرت بأنني لن استمر اكثر
و اصدقك القول بأنني توقفت حتى عن التعديل على الرواية .. قلت لنفسي ما الفائدة من تعديل الرواية ف الاصلية موجودة و التعديل هو للقارئ ليفهم الاحداث بطريقة افضل , لكن لم اجد اي عامل يجعلني استمر

ردودك حقاً جميلة و تدعمني نفسياً للأستمرار :55: اشكرك عزيزتي
دمتي بخير جميلتي ~

صّبا 07-11-14 01:56 AM

الجزء الخامس
 
الجزء الخامس
الانسان ينصب في مكان لينشأ عليه ، فيجر الى مكان آخر بأداة القدر !




# بعد ثلاثة ايام ~


في تلك الايام الثلاثة الصعبة التي قضتها في حجرة متفحمة .. بدأت حياتها !
ثلاثة ليال تقضيها مع مخاوفها و آلآمها , مع تلك الكوابيس التي لا تكاد تفارقها
اما النهار فتقضيه في البحث عن لقمة , و عن منزلها الذي تاهت عنه !
اخرستها صدمة ما حدث لها و تقريباً لم يبقى في تلك الذاكرة سوى ذكرى الاعتداء
لم تكن تعلم بشأن العيون التي تترصد حركاتها
لم تفهم لماذا هي هنا و ليست في السجن ، لماذا هي هنا و ليست في المنزل !
المنزل ! لقد اشتاقته حتى جفت كل الدماء في عروقها


و ها هي عصافير الجوع تأن ايضاً
منذ ثلاثة ايام و هي تذهب للمجأ تقتات بعض الطعام
و تعود الى هنا مرة اخرى
طعام لا يسمن و لا يغني من جوع
بعض الطعام من القمامة و البعض الآخر من بعض الناس الصالحين و غالباً لا تجد منه الا البقايا
هذا الملجأ به الكثير من المشردين
عشرات النساء و الرجال
يعيشون معاً ، يعادون بعضهم
يشهد هذا المكان الكثير من جرائم القتل مؤخراً .. من اجل شح الطعام !


الملجأ عبارة عن مخزن كبير خلف مجمع تجاري ضخم
مطلي باللون الأصفر الباهت
فارغ من كل شيء .. الا المشردين
هنالك ألواح و جرائد مصفوفة هنا و هناك كسرير
و هنالك بعض الصناديق كخزائن


كل شخص يعرف مكانه هنا
الا هي
دخلت قبل ثلاثة ليالٍ الى هنا
كانت تركض بسرعة
لمحوها ترتطم بالجدار قرب النافذة
و تسقط بهدوء



ألتموا حولها
صاحبة الملامح البريئة
بملابسها الفاخرة
و الحلي الثمينة التي ترتديها
جردوها من كل شيء
لولا الشفقة لكانوا جردوها حتى من ثيابها مقابل بعض الطعام


استيقظت على موجة من المياه
لتشهق مختنقة
: آآآآآآ
و الآن هي مبلولة بالكامل


صرخت امرأة في منتصف العمر بغضب
: هذا مكاني ! ما تشوفي ! قومي من هنا قووومي
وبدأت تدفعها


كانت ترتجف من البرد
ففصل الشتاء في بدايته الآن
و بعد صرخة المرأة بدأت تزحف بإتجاه النافذة على بعد مترين
لتلتصق بها الاتربة و الاوصاخ
كانت مجردة من حليها الثمينة
لم يبقى سوى ذلك السوار حول قدمها اليمنى و عليه رقم منزلهم

تقوست شفتيها
و بدأت تبكي
تعالت شهقاتها شيء فشيء


و التفتت أنظار الجميع إليها
البعض شعر بالتأنيب على سرقة حليها
و البعض شعر بالشفقة تجاه تلك اليافعة
و البعض رفع بعضا من ألواح الخشب و الجرائد و قدموها اليها
و آخرين لم يستطيعوا النوم لان أغلى الناس على قلوبهم لم يعودوا للمنزل بعد !

و آخرين يوزعون الطعام بالمجان على امل ان لا تنام تلك اليافعة و هي جائعة
قلب الاب الذي يسهر كل ليلة عند نافذة الاستوديو المتفحم بقرب المخزن
و يحرسها في النهار بزي رجل متشرد في المخزن
لقد اتقن فن التشرد من اجلها !
كان يعرف مكانها منذ اللحظة الاولى
فالضباط حول منزله و في المنطقة حصلوا على ترقيات من اجل هذا الغرض !

.
.
.


كانت تبكي بحرقة على سجادتها
تبكي و تهلل
و تأن ! .. و حرارتها مرتفعة على اثر قلة النوم و الجوع


ها قد خرجت شمس ثالث صباح بعد اختفاء غيداء
و لا اثر .. لغيداء او زوجها هادف اللذي يطمئن عليها بين اللحين و الآخر , و يختفي مرة اخرى !

ينتظرون اي خبر من الشرطة , أي خبر من الناس



اما عمر فقد جمع رفاقه و معارفه من الشرطة ,و راحوا يجوبون الشوارع - المستشفيات - اقسام الشرطة و الاسواق على امل ان يجدوا لها اثر
اخته الوحيدة لا يجب ان تتحمل اثمه !
.
.
.

# في الملجأ - المخزن خلف المبنى التجاري

ها قد وصل الطعام من اهل الخير مرة اخرى
كانت في اول الصف , تريد القليل فقط
ضائعة بين الروائح النتنة و الاجساد الضخمة
وكلما رأت شخص اكبر منها في السن تعود للخلف
للخلف .. للخلف .. حتى باتت الاخيرة !
و نفذ الطعام !


اخفضت رأسها و جلست بهدوء في الزاوية
لعل احدهم يشبع و يترك القليل !
تقدم رجل عجوز بإتجاهها
بجلبابه المتشقق , و حذائه المتسخ
بلحيته الكثيفة
وشواربه الطويلة
بشعره الاشعث
ترك صحن من العصيدة امامها
و غادر بصمت


و عند المخرج , اتكأ بجسده و اغلق عينيه بقوة
و امسك بصدره جهة القلب بكل ألم
اقترب منه رجل آخر
ضابط متنكر هو الآخر بزي متشرد , و يحمل كيس قمامة في يديه و لوح
اتكأ على الجدار بقربه و همس بدون ان ينظر اليه
: سيدي , خلينا ناخذها لمكان ثاني .. بنتك في خطر هنا !

اخذ نفس عميق
و اشار الى المخزن الضخم بعينيه بثقة
: هذا أأمن مكان بالنسبة لها !
: أي مكان ثاني راح تتأذى فيه , و تموت .. مثل ما ماتت اختها !مثل ما شفت حاول واحد منهم يعتدي عليها امس !
: هالبنت بالذات مابيها تتحمل اثمي !يكفي اني سجنتها 14 سنة في هالبيت و حرمتها من كل شيء
ادار ظهره و ابتعد بعد فترة صمت طويلة
لا يعلم لماذا شعر حينها بأنه على وشك الموت من انين قلبه
و في مفترق الطرق بقرب المبنى التجاري
سقط مغشياً عليه ..
.
.
.

# بعد ليلتين ~

كانت مسرورة جداً
فقبل يومين بعد ان التهمت صحن العصيدة
و بعد ان عادت الى ملاذها الآمن , ذلك الاستوديو المتفحم المجاور للمخزن..
وجدت المكان نظيف
بالاحرى بلا قمامة
و جدرانه بدت و كأنها مطلية للتو , باللون الرمادي
و في الوسط
كان هنالك طاولة عليها بعض الطعام
و كرسي
و كاميرا قديمة الطراز !
.
.
.
ها قد طلع الصبح
حملت قنينة مشروب فارغة
ستجلب الماء لتصلي..
و ستقف في الصف الاول
لتعود للخلف مرة اخرى ..
و ينتهي الطعام
و يتقدم رجل عجوز بطبق طعام
و يغادر بدون اي يأبه بندائها


لكنه اليوم لم يأتي !
لذلك وقفت في الزاوية
لمت ملابسها المتسخة اليها
فهي لم تأخذ حمام دافئ منذ خمسة ايام
تحسست الكتاب بداخل سترتها
و عانقته !
اخرجته .. تلمست جلده برقة
فتحته بهدوء و جلست لتقرأ تكملة الفصل الاول
لعلها تنسى الجوع أو تتذكر كيف وصلت هنا !


اقتربت منها فتاة تبدو صغيرة
جاءت الى الملجأ في الامس مع جدها العجوز
هذه الفتاة غريبة الاطوار فهي تنظر إليها منذ ان وطأت قدمها المخزن
جلست بقربها و على وجهها ابتسامة بريئة


كانت غيداء تبتعد زاحفة
و هي تقترب منها .. و هكذا
واخيراً تنهدت غيداء و قد ضجرت منها
: ايييش !


مدت يديها
: تلعبي معي ؟


ابتسمت غيداء حينها
و لمعت دمعة في عينيها
هزت رأسها بالموافقة


صافحتها الفتاة و هي تشير الى نفسها و جدها
: انا زين و هذاك جدي !


.
.
.


.
.
.

# بعد اسبوعين ~


امام المبنى التجاري الضخم
صرخ بأسمها و هو يلوح بيديه
: غيداء
ظل يكرره إلى ان التفتت إليه اخيراً


نظرت الى الخلف
ثم الى اليمين
ثم الى اليسار
أشارت على نفسها بعلامة استفهام


هز رأسه بالإيجاب
: إيه .. تعالي يا غيداء !


لكنها صرخت على الفتاة الصغيرة بجانبها : اركضي يا زين .. اركضي
وهربت !

صّبا 07-11-14 02:12 AM

الجزء السادس
 
الجزء السادس
هنالك ما يمكن التخلي عنه .. ما لم يكن معناه الحرفي - حياتي !






كانت قبل ساعتين من هذا الوقت
تقرأ في الكتاب الذي وجدته في المخزن
تبحث في تفاصيله
و في صفحاته التي تعرجت بسبب
الرطوبة و المطر


السماء ملبده بالغيوم السوداء
تنبأ اهل الملجأ بطقس شديد البرودة


كانت تسير ببطئ حول المبنى التجاري
و امامها تلعب زين
تلك الفتاة الجميلة
ذات الخمسة أعوام
بشعرها الأشقر الذي قامت بتجديله لها هذا الصباح
و بشرتها القشدية
مليئة بالنشاط هي
لم تكن لتكبحها صرخات غيداء القلقة
: زين عييييب ، لاااا ، أجلسي هنا ، لا تروحي للشارع ، زييييين اسمعي الكلام !


فالشارع أمامهم مباشرة
و الأشخاص هنا مجموعة من الطائشين
المتعطشين للسرعة
لا تشعر بأن سيارة مرت من جانبك بل رصاصة !


كانت تقرأ نهاية الجزء الاول
ترى خلال تفاصيله بشاعة نهاية احد الأشخاص
على يد بعض اتباع الوزير


قلبت الصفحة ، و شاهدت صورة جثة !
جثة شخص تم قتله بالمنشار!
من الوريد الى الوريد


صرخت و سقط الكتاب من يديها
عندها التفت اليها الجميع
نظروا اليها بنظرة شفقة و اشمئزاز
و اكملوا طريقهم بدون اكتراث
لما سببته نظراته لها .. من وجع


ابتسمت ابتسامة باهتة حينها
و رفعت الكتاب من على الارض
: يالله نرجع يا زين
عانقت يد زين بالقوة و جرتها على الملجأ
لم تأبه بصرخاتها المعترضة


كانت دموعها تتساقط طوال الطريق
و خطواتها تتسارع
تُريد الهرب من تلك النظرات التي تحتقرهم


وصلوا الى الملجأ
القت زين بجانب جدها و رمت بجسدها في احدى الزوايا
كانت تشعر بالوحدة الشديدة حينها
و تنظر الى كل وجه بالملجأ
تشعر بأنها لا تنتمي لهذا المكان
و لكنها هنا على اية حال
انه المكان الوحيد الذي يمكن لأي انسان ان يتعايش مع وضعه
و مع نمط حياته الغريب
تستطيع ان تكون عائلة مع هاؤلاء الغرباء
كما فعلت هي مع زين و جدها !


دموعها المالحة تنساب على خدها
و هي بكل خضوع مستسلمة لوضعها
رأت زين و هي تقترب
لذلك خبأت وجهها
و تجاهلت تساؤلات زين الطفولية
و تعلقها بها


اما زين فقد كانت تهز غيداء بخفة
و تبكي معها !
لا تعلم لماذا تبكي و لكن من اجل غيداء
تلك الفتاة التي اشعرتها بحنان الام الذي فقدته منذ ان خرجت على الحياة
: غيداء .. غيداء
: غيداء
: آآآآآآ
: غيداء


و كلما سمعت شهقات زين
زاد أنينها
و كأنما هنالك علاقة طردية بينهما
بكوا كثيراً يومها
الى ان نامت عيونهم
و سكنت قلوبهم
اتكأت غيداء على الجدار
و اتكأت زين على غيداء
و هي تضع أصبعها في فمها


جميع من في الملجأ البائس
كان يحسدهم على علاقتهم اللطيفة
مرح زين و هدوء غيداء
كان كفيلم يوم الجمعة بالنسبة اليهم
يقضون جل وقتهم و هم ينظرون الى علاقتهم الحميمة


استيقظت غيداء بعد ساعة و نصف
و جسدها بأكمله يؤلمها
كانت تحاول ان تعتدل بجلستها
الا ان عود زين النحيل كان يعيقها
همست في اذن زين و هي تمسح على ظهرها
: قومي حبيبتي
ساعدتها بالوقوف و سارت معها الى حيث جدها
ذلك الرجل الثمانيني
كان نحيل هو الآخر


مجرد النظر في وجهه سيجعلك تبكي
بتلك التجاعيد التي تتخلها بقع البهاق ..
احدى عينيه بيضاء بالكامل
و الاخرى تعينه على النظر على بعد مترين !
لحيته كثيفة
ملابسه مهترءة , متشققة من كل جانب
و كمه الايسر مقطوع بالنصف !

و حذائه الجيشي اكل الزمن عليه و شرب
تصدر منه رائحة نتنة للغاية
تنفر الجميع من حوله !


لم تتجرأ حتى الآن على سؤاله
لما هو هنا ، لما زين معه و ليست مع والديها ..


خرجت لتتنفس بعض الهواء قبل ان تختنق من افكارها
جلست على عتبة الباب الحديدي
و مالت برأسها
ها قد حل المساء
تشعر بأنها خالية البال بالرغم مع انها هنا
في هذا المكان الغريب
الذي لا تعلم كيف وصلت اليه
تسال الناس عن اسم منطقتهم
فينظرون اليها بسخرية
فلو نظرت غيداء الى اللافتة على الشارع لعلمت بأنها في منطقتهم !
الامر فقط انها لم تخرج من منزلهم منذ عدة سنوات الا في مناسبات نادرة
الأمر فقط انها لا ترى السوق الا كل عيد لمدة ساعة و مع كل العائلة ..


تنفست بعمق
ثم اخرجت الكتاب مرة اخرى
و نبضات قلبها تزداد
ارتعشت يديها حينما تذكرت صورة الجثة
لذلك أغلقت الكتاب بقوة
و أدخلته لسترتها


بعد قليل ستبدأ نافورة المياه امام المبنى التجاري بالعمل
متحمسة جداً لتمرح هناك
نفضت ثيابها من الغباء بعد او وقفت و احكمت لف حجابها
سارت ببطئ و هي تتمتم بأغنيتها المفضلة
و تنظر الى الأضواء التي بدأت تشتعل على الرصيف امام المبنى التجاري
شعرت و هي تسير عليه بأنها اميرة !
لذلك بدأت تقفز بمرح و تغني بصوت مرتفع
المكان خالي تقريباً


جلست على حافة النافورة
اخرجت الكتاب و هي تشعر بالأمان
حيث الكثير من الأضواء و بعض الناس هنا و هناك


فتحت الكتاب على صورة الجثة
قطعة لحم تغوص في الدماء
كل شيء بها مشوه !
من قمة رأسها الخالية الا من بعض الشعيرات البيضاء !
ابتلعت ريقها و هي تدقق النظر في الجثة
ظنت للحظة بأنها جثة رجل
و بعد ان نظرت الى الاسم
" هديل صقر ال..... " عمرها 20 عام ..
شهقت و هي تتخيل نفس المصير لنفسها !
آلمها قلبها حينما أكملت باقي السطور
" تم قتل آخر فرد من عائلة آل **** ! "
و تسائلت " لماذا ؟ "
" ما الهدف من قتلها ؟ "
قالت في نفسها
" يال لؤم كاتب هذه الرواية، كيف له ان يقتل ابطال روايته من اول جزء ! "
و في المقابل رأت خريطة
تشير الى منطقة مجاورة لمنطقتهم -الى مكان محدد - بنجمة سوداء ، تلك المنطقة التي تقطن بها أغلى رفيقاتها
لم تفهم المغزى من وجود هذه الخريطة
لم تأبه بها ، فالنافورة بدأت بالعمل
أغلقت الكتاب و خبأته في سترتها


بخجل كانت تخلل يدها في المياه و تحركها
تنتظر فقط خلو المكان
لتدخل بجسدها الضئيل اسفل النافورة و تقفز بمرح تلك الطفلة البريئة في داخلها !


صرخت زين من خلفها
: غيداء ، انتظريني


أرادت ان تسبق زين للداخل
لذلك رمت بجسدها في النافورة و هي تضحك
: سبقتك ؟
فتحت ذراعيها لزين
: تعالي يا حُلوة
حملتها بين ذراعيها و راحت تدور بها
تبللوا بالكامل و تعالت ضحكاتهم

بعض الماره كانوا ينظرون إليهم بإشمئزاز
والبعض كان يلقي بعض الشتائم عليهم !

قبل ان تلمح غيداء طيف رجل الأمن يلوح من بعيد
حملت زين و خرجت من النافورة تركض
: شفتي لو كنا ساكتين كنا لعبنا اكثر !
أنزلتها على الارض
و زادت من سرعتها
: يالله اسرع


و في منتصف الرصيف
تعثرت زين و هي تركض
صرخت و هي تتأوه
و تمد ذراعيها لغيداء
: تعورت !

لمحت غيداء طيف رجل الامن يقترب منهم
عادت للخلف و حملت زين
حاولت ان تسرع
اخيراً وصلت الى بوابة الملجأ
شعرت و كأنها وصلت الى المنزل ! شعرت بالأمان !


صرخ احدهم بأسمها , ظنت بأنه رجل الأمن
لذلك خبأت زين خلفها و التفتت اليه
لم يكن رجل الأمن ! لا تشعر بأنه مألوف


كان يتأملها
يتفحص وجهها
و خطوط جسدها الواضحة بعد ان تبللت بالماء


عادت خطوتين للخلف و نظرت حولها
الى زين التي تهز رأسها تحاول بذلك تجفيف شعرها
و الى بوابة الملجأ


ظل يصرخ بأسمها
لذلك أشارت الى نفسها " هل تقصدني ؟! "
اومئ برأسه بالإيجاب
: إيه .. تعالي يا غيداء !


كانت عيناه مخيفة
تلمع حتى في الظلام
كانت تسمع دقات قلبها تتعالى الى حنجرتها

استمر ينظر اليها ويقترب ببطئ
كما كان ذلك الرجل الذي اعتدى عليها ينظر لها
هزت رأسها بالرفض و هي تجر زين بجانبها
و تصرخ
: اركضي يا زين .. اركضي

.
.
.

على بعد بضع امتار فقط من الاستوديو *



و على الرصيف جلس عجوز في منتصف الثمانينات
مات و هو يبكي ، و يتجمد من البرد
كاد يفقد عقله و هو يبحث عن حفيدته
و يصرخ
: زين

: يبه زين وينك ؟

: زين

: ايييي يا زين

: زين .. وينك يا يبه

لم تعد قدماه قادرة على حمله اكثر


فهو لم يأكل اي شيء من صباح الامس
تجمدت حتى لحيته التي اخضبت بالدموع
و كساه الثلج
و مات هناك
من الجوع و البرد ..


.
.
.

صافرات الشرطة تصدع في الخارج
و صرخات بعض الأشخاص
كانت تنظر لكل ذلك من خلف ثقب في باب الاستوديو الحديدي
لم تعلم بما يحدث في الخارج
لم تكن لتخرج حتى من هذا المكان الدافئ
بعد ان دخلت اليه مع زين هرباً من ذلك الرجل
نظرت لبرهة الى زين الصغيرة بين يديها
كانت تفكر كيف ستوصل زين من هنا الى الملجأ
لابد ان جدها قلق عليها الآن !



نامت يومها و هي تحتضن زين على سيراميك الاستوديو الابيض المرقط
كان دافئ ، نظيف ، و المكان .. آمن
وسط ازعاج صافرات الشرطة و الإسعاف
كانوا يحاولون اخراج جثة الجد من اسفل الثلوج التي تسد الطريق ..
لم يكن واضح من كومة الثلج تلك سوى طرف من معطفه و قمة رأسه !
.
.
.


بعد عدة ساعات ~




اعتدلت بجلستها ، و نظرت الى زين التي تغط في نوم عميق
فكت حجابها و غطت به زين بكل هدوء
نظرت من ثقب الباب
لقد هدأ الإزعاج ، لكن ما يزال المكان مظلم في الخارج


لم يمنعها ذلك من الاقتراب من الأجهزة في الاستوديو
و محاولة اكتشافها مع بعض الحذر
كانت تضغط الأزرار بلا مبالاة
و فجأة سطع نور على كامل الجدار امامها من احد الأجهزة بعد ان كبست على كل زر موجود به
لمعت عينيها بسعادة لأول مرة منذ هروبها
كان فيلم كرتوني طويل



تربعت فوق الطاولة
و راحت تتابع تحركات الشخصيات الكرتونية بحماس
كان الفيلم صورة بدون صوت !
و مع ذلك ولمدة 45 دقيقة استمتعت
و اصبحت حينما ترغب في مشاهدة الفيلم
تتعبث , و تكبس جميع الازرار
ليبدأ الشريط بالدوران !

.
.
.


حكاية امل 07-11-14 02:18 AM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
مساكي عسل صبوش ,,اشوف انك متصله,,كنت بسجل حضور هلا شفت البارتات الي منزلتها شكرا كثير ...
غدا انتظري برد على البارت ,,لاني والله حليا مافي اقرا كلمه ,,

حكاية امل 07-11-14 02:23 AM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
ها صبوش في غيرنا زوار..

صّبا 07-11-14 02:31 AM

الجزء السابع
 
الجزء السابع
الأمر فقط انه لو لم تصقلني الحياة .. لما لمعت اليوم !


.
.

كانت ضحكاتهن تملئ الاستوديو في ذلك المساء
كانت تدغدغ زين
: راح تسمعي الكلام
: هااا
: قولي توبة ما اعيدها

كانت تكتم نفسها
لا تريد ان تبكي امام زين
و لم تشئ اخبارها
بأن ضجيج الاسعاف و الشرطة بالامس
كان بسبب جثة جدها..



بعد ان كررت غيداء الفيلم للمرة ثانية
سقط رأس زين في حضنها
و سكنت انفاسها
اليوم مختلف فالطعام وفير
لكن لم يشتهي احداً منهم الاكل
ما عدا زين
التي لطخت وجهها و ثيابها بالحساء
وما زالت تلك الآثار على ثيابها



اليوم خرجت إلى المجمع التجاري
مع احد الرجال من الملجأ
اخبرها بأن هنالك فرص عمل في المحل التجاري !


قابلت في غرفة مزدوجة في الدور الثالث .. امرأة عجوز
كان الرجل من الملجأ قد اخبرها بأمر غيداء
دعت غيداء للجلوس و قدمت لها بعض العصير الطازج يومها
: انا اسمي ماما فرح ..طيب ؟

هزت غيداء رأسها بالايجاب

: انتي تدرسي ؟

: كنت .. حالياً .. لا

تنهدت بعمق و هي تنظر الى ثياب غيداء الرثة
: الشغل هنا بسيط , راح تكوني مسؤولة عن الطباعة, المطبخ, و التنظيف احياناً
: ممكن نوفر لك غرفة في سكن العمال
صمتت لبرهة
: او ممكن تجي بيتي

هزت رأسها بالنفي
ابتلعت ريقها
: شكراً خاله بس انا معي بنت ثانية , اقصد اختي!

ربتت على كتف غيداء
وابتسمت
: شو قلنا ؟ انا ماما فرح
: راح اخليكم بعيوني يا قلبي
: لا تخافي
وقفت متكأه على عكازها بإتجاه احد الادراج الرمادية الموزعه في الغرفة بعشوائية و اخرجت زي ازرق
و وضعته في حضن غيداء
: هذا هو الزي الرسمي هنا , يعني تلبسيه وقت الشغل علشان يتعرف عليك الكل

كانت غيداء شاردة الذهن في الزي الذي امامها
الزي عبارة عن قطعتين قميص بأكمام ساتره و به جيوب جانبية
و تنورة بها كسرات – طويلة

: غيداء .. غيداء ؟
همست المرأة

: ها ..... آسفة ما انتبهت

احتضنت كف غيداء بيديها
و ابتسمت
: اسألك موافقة على الشغل ؟

تنفست بعمق و هي تفكر بزين
قبل ان تجيب
: اي..
:متى راح ابدا ؟

: تقدري تبدأي من اليوم
: حابه تبدي اليوم ؟

اومأت برأسها
وبخجل نطقت اسمها
: اي ... ماما فرح ..


شعرت فرح حينها بالدفئ
لم تشعر بحنان الام يوماً
لكنها تعيشه الآن مع غيداء
شعرت و كأنها تعرفها منذ زمن طويل
و كأنها ستصبح قطعة من قلبها
لذلك كانت تسير معها بين الادوار
و هي تحتضن يديها
وبلطف تجعل باقي الموظفين يرون
بأنها اصبحت اهم شخص هنا
: شوفي هذا الزر تكبسيه اذا صار احمر
: و بعدها يقول لك الطلب و توصليه للمكتب
: هناك البريد و جنبه الطابعة
: اذا ضوى الزر هذا بالاحمر معناها في امر طباعة
: و نفس الشيء توصليه للمكتب المطلوب
حاوطت كتف غيداء و ابتسمت
:و اذا محتاجه اي شيء .. اي شيء .. تعالي لعندي بالمكتب , طيب ؟


شعرت غيداء بالخجل من كرم فرح و لطفها
لم تكن تستطيع ان تجيبها , كانت فقط تهز رأسها بالايجاب

.
.
.
# الساعة العاشرة صباحاً



بنشاط و همة كانت تركض بالطلبات
اخذت حمام سريع في غرفة السيدة فرح قبل ساعتين
و انتعشت من جديد , و كأن الحياة عادت لها
كانت في الدور الثالث مشهورة
جميع الموظفين يحبونها منذ اليوم الاول لها
و البعض يقدم لها الحلوى
لم تكن تنزل من الدور الثالث الا اذا
اضطرت لأحضار الورق و الحبر, و احياناً مستلزمات الضيافة
.
.
.
ها قد شارفت الشمس على المغيب
وهي قد انهكها الجري بين المكاتب
تريد العودة الى زين التي تركتها نائمة في الصباح لدى امرأة في الملجأ


استبدلت ثيابها بثوب قطني جلبته لها السيدة فرح
و علقت الزي الرسمي خلف باب المطبخ التحضيري
خرجت بهدوء بعد ان وضعت بقايا طعام الغداء في كيس قماشي
فضلت ان تنزل السلالم بدل المصعد
كانت تقفز بمرح و شوق الى زين


وقبل ان تتخطئ الباب الرئيسي للمجمع
اعترضت السيدة فرح طريقها
: غيداء.. تعالي شوي

بعجلة اقتربت من السيدة فرح
: معليش يا ماما فرح , اختي لوحدها اللحين


ابتلعت السيدة فرح ريقها حينها
حاولت ان تبتسم و كانت النتيجة ابتسامة مصطنعة باهته
طوقت ذراعي غيداء و سارت معها الى كراسي سيراميكية في منتصف المجمع
: اجلسي شوي ..
: انتي مؤمنة بقضاء الله و قدره يا بنتي ؟

نظرت بغرابة الى السيدة
وابتسمت
: اكيد

كانت السيدة فرح تتلفت يمنة و يسرى
تحاول ان تخفي دموعها
ترمش بسرعة لتخفي توترها ..
تنفست بعمق ثم نظرت الى عيني غيداء مباشرة
وطوقتها بذراعيها
: الاستوديو قرب الملجأ احترق..
صمتت طويلاً و تجعدت بشرتها البيضاء اكثر
: اختك كانت هناك..
: بس الحمدلله قدروا يطلعوها


كانت غيداء تضع ثقل جسدها على السيدة فرح
تشعر بأن الحياة اسودت في وجهها !
و كأن احد ما حملها لأعلى السماء و القى بها على الارض
لم تكن قد استوعبت الامر بعد !
كانت ساكنه لبرهة في احضان السيدة
لكن فجأة بدأت دموعها تتفجر من مدامعها
و راحت تصرخ تارة و تشهق تارة
تحاول فك نفسها من بين ذراعي السيدة
: سيبييييني ارجوكِ .. خليني اروح اشوفها
: تكفين ..


بدأت السيدة فرح بالبكاء معها
و راحت تشدها لحضنها اكثر
لا تريدها ان ترى ذلك الاستوديو المتفحم
او جسد زين الذي تشوه بحروق من الدرجة الثانية
ملابسها التي ذابت على جسدها
او التفسخ الذي حدث لجلدها ! ..
لم تكن تريد منها ان ترى الاسعاف و هي تحمل
زين التي باتت تشبه الجثة اكثر !
.
.
.


همس لنايف
: يقولون هادف لقى بنته !


نظر اليه لبرهة يحاول ان يلمس الصدق في نبرة صوته
و تنهد براحة
: الحمدلله

نظر الى نايف و هو يشعر بان هنالك خطب ما
: انت قلت ان البنت عمرها 14 ؟
: بس البنت اللي أخذوها طولها ما يجي متر !
قال ذلك و هو يشير الى طول معين اكثر المتر بقليل

نظر اليه نايف بريبة
شعر هو الآخر بالغرابة
: من اخذها !

: الإسعاف ، البنت كانت ف الاستوديو ورا المجمع و احترق المكان فجأة بدون سبب !

صرخ بفزع و هو يتخيل الموقف
: فين غسان ؟

: طلع من ساعتين

دفعه و هو يصرخ مجدداً
: يعني فين !

: طلع معانا يدور عليها !

.
.
.


فلتت من بين ذراعي السيدة فرح
وانهارت امام الاستوديو المتفحم بعد ان رأت بقايا اشيائها و زين
كانت تبكي لوحدها هناك بين الدخان المتطاير من بعد اخماد الحريق
لفترة طويلة و على نفس الوضعية بقت هناك
الناس المارين هناك ينظرون إليها بشفقة
لم يهتموا حتى بمواساتها



أما هي فقد وقفت بعد فترة و عينيها تشع غضباً
امسكت بكفين من الرماد
سارت بإتجاه الملجأ
اقتربت من امرأة اربعينية تجلس في منتصف الملجأ-المخزن
و ألقت عليها كف من الرماد و صرخت
: قولي لي ليييييش !
: دفعت لك نصف راتبي بس علشان تنتبهي لها كم ساعة
اقتربت منها اكثر و ألقت بالكف الآخر من الرماد على وجهها
كورت كفيها الضئيلين و بدأت تضربها على اجزاء مختلفة من جسدها بكل قوتها
: قولي لي ليش .. ليش تركتيها .. ليش .. ليش




اما المرأة الاربعينية التي تكنى ب"فطومة"
فقد دفعتها بقوة لدرجة انها ارتطمت بالجدار و سقطت على الارض مرة اخرى بلا حراك
صرخت فطومة
و هي تدعك عينيها , و تحاول ابعاد الرماد عن وجهها الذي تحول الى اللون الاسود
: انا ما اشتغل عندك , و زين ما تجلس من مكان لمكان



كانت غيداء حينها قد فقدت الوعي اثر الارتطام
: اطلعي برا مابيك فـ المخزن
لم تسمع اجابة من غيداء , ظنت بأنها تتجاهلها
لذلك اقتربت منها و بعنف امسكت بقميصها من الخلف و جرتها
: لما اقولك اطلعي , يعني تطلعي !
جرتها إلى ان وصلت الى الباب الحديدي الخارجي و دفعتها بكل قوتها للخارج
ليرتطم رأسها مرة اخرى بالارض !



.
.
.


على بعد خمسة امتار من الملجأ
كان يقف هناك بعينيه الحادة
ينظر إلى امرأة اربعينية تجر فتاة نحيلة
و تلقي بها بقوة على الارض
كان يريد الاقتراب منها إلا ان صوت من خلفه صرخ
: غسان ؟


اقترب منه رجل ضخم الجثة
و همس
: يقولون لقوا غيداء بنت هادف !


نظر إليه غسان بتعجب
: و البنت ال....
كان ينظر للفتاة الملقاه امام الملجأ


:بنت ايش؟


: و لا شيء و لا شيء
: نايف درى ؟


: ايه درى, هو جاي لهنا على فكرة
اشار للأستوديو الذي يقفون بجانبه
: غيداء لقوها هنا , احترق المكان و هي داخله !


تنفس بعمق
: طيب روح روح , راح الحقكم

.
.
.
وقف في نفس مكانه بإنتظار ان يذهبوا
و هرول بعدها إلى الفتاة الملقاه امام باب الملجأ-المخزن
كانت مقلوبة بحيث لا يرى وجهها



دفعها قليلاً
و ما ان ظهر له وجهها حتى ارتد للخلف بهلع !
و همس
: غيداء !
: مين اللي احترق فالاستوديو !
شاهد بقعة دم كبيرة على الارض

وضع اصبعه تحت انفها , تنهد براحه حينما علم بأنها على قيد الحياة
ففي هذا المخزن ترمى الجثث خارجاً بدون اي احترام لكيان الميت لتتولى الشرطة امر الجثث



ابتلع ريقه و هو يحملها بين ذراعيه
كانت نحيلة للغاية
سار الى حيث سيارته على بعد عدة امتار من المخزن -الملجأ
كان ينظر إلى وجهها البريئ و يشعر بالغرابة
لا يعلم لماذا للحظة خفق قلبه بشدة
ربما لأنها اول مرة يحمل فيها فتاة بين يديه



مدد جسدها في الجزء الخلفي من سيارته
و ادار المحرك , سار في الشوارع
لا يعلم إلى اين و لكنه فقط سار
توقف امام صيدلية و ابتاع مطهر و بعض القطن و الشاش
وضع رأسها في حضنه و ازال حجابها
بدأ يبحث عن الجرح بين شعرها
اخيراً وجده و يبدأ يصب المطهر عليه بيد مرتعشة
لم يعرف حتى كيف يعالجها
وضع كمية وفيرة من القطن خلف رأسها محاولاً ايقاف النزيف و لفه بالشاش
تنهد بعمق قبل ان يضع حجابها على رأسها مرة اخرى و يلفه بطريقة خاطئة



حرك سيارته إلى اقرب هاتف عمومي
لم يكن يعرف اين سيخفيها !
ماذا سيكون عذره امام نايف لو علم بأنه وجدها قبله !
لذلك قرر الاتصال بوالدها

: السلام عليكم
: هادف آل*** و الا انا غلطان ؟
: لقيت بنتكم غيداء !
: كيف يعني مش بنتك !
: يا هادف هاذي بنتك و انا متأكد
: اللي بالحريق بنت من الملجأ
: هادف .. هادف !

أقفل سماعة الهاتف في وجهه !

.
.
.


صرخ عمر في والده يومها ~

: هاذي مو غيداء ! غيداء اطول و اعرض
: مو غيداء
: يبه ويييين اختي ! وش هببت هالمرة !


فاجئ عمر بصفعة
: ما تعصاني يا عمر
: لما اقولك كفاية تدور على غيداء يعني كفاية !
: انت لفتت انظار النايمين علينا .. فهمت و الا لا !



امتلئت عينيه بالدموع
تنفس بعمق
: هاذي اختي
ضرب على صدره بقوة
: عرضي !


:كلامي وصلك ! ما انت بأحرص على بنتي كثري !
: و اذا حصل شيء لأخواتك او لأولاد اخواتك اعتبرها مسؤوليتك من اليوم !
: هالكلام ما يطلع من بينا !
: البنت اللي وصلت المشفى اليوم تاخذها معك على لندن , اسمها من اليوم غيداء !


صرخ و هو يجلس على ركبتيه و يتعلق بقدم والده
: ارجوك يبه , شيل هالشور من راسك


دفعه بقدمه بقوة و تخطاه ..
خرج ببساطة تاركً خلفه
رجل محطم ..

.
.
.

صّبا 07-11-14 02:36 AM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكاية امل (المشاركة 3489303)
مساكي عسل صبوش ,,اشوف انك متصله,,كنت بسجل حضور هلا شفت البارتات الي منزلتها شكرا كثير ...
غدا انتظري برد على البارت ,,لاني والله حليا مافي اقرا كلمه ,,


صباحك-مسائك سُكر
كيف حالك ؟

لا بأس جميلتي =) الأهم هو انني عرفت رأيك مسبقاً و اطمئن قلبي قليلاً .

دمتي بخير

صّبا 07-11-14 03:10 AM

الجزء الثامن
 
الجزء الثامن
يحاوطني سرب من النجوم و ضوء القمر و ظلك .. فكـيف تتركني أعيش اليوم في ظـلائم ساحـاتـي ؟!



.
.
.


وصله اتصال من احد الضباط
يخبره فيه
بأن غيداء مفقودة !
تذكر الشخص الذي اخبره بأنه وجد غيداء
و بجنون عاود الاتصال على الهاتف العمومي الذي وصله الاتصال منه قبل ساعة
حطم الهاتف برميه على الجدار و حطم المكان حوله
بدأ يصرخ و يضرب صدره بكل قوة
يشعر بأن أنفاسه تحتضر داخل قفصه الصدري و تأبى الخروج !
خرج بإتجاه المنزل من مجلسه الخارجي
و دلف الى غرفة الجلوس , كان عمر ما يزال على حاله على الأرض


صرخ من قمة رأسه منادياً ابنته غيداء ..
و سقط مغشياً عليه .. !


.
.
.


كان في غرفة العناية المركزة تحرسه اعين بناته الثلاث عائشة و مروة و هناء .. تحرسه عين زوجته سلمى و دعواتها ..


و على بعد غرفتين من غرفته كانت هي الأخرى في العناية المركزة , بجسدها الغض المشوه و دقات قلبها الضعيفة , تحرسها عين عمر
الذي اخذ عهد على نفسه بأن يعتني بهذه الطفلة – زين - , لا يريد ان تتكرر مأساة اخته أسماء مرة أخرى !
"ستخرج غيداء غداً " هكذا صرح له الطبيب و هو يمسك بهوية غيداء الحقيقية و ملفها ..
أما والده الذي سقط بجلطة فسيتركه هنا هو و الحياة السقيمة !
لقد انكسرت فيه اشياء كثيرة بسبب والده .. و لا يمكن اصلاحها !


جذبه نداء والدته من خلفه
: يمه عمر روح شوف الدكتور , متى راح يقوم أبوك ؟!


تنهد بعمق و هو يمسك بكف والدته و يطبع عليه قبلة حنونة
: يا ام عمر خلاص عاد , قالك الدكتور كلها كم يوم بس , هو بس زعلان على غياب غيداء ..
و قبل ان تبكي بعد ذكر اسم غيداء
ربت على ظهرها و احتضنها لفترة طويلة
: يمه انا مسافر بكرة ..
و اردف قبل ان تقاطعه
: ما راح أطول كثير يمه , لا تخافي كلها أسبوع و راجع و ابوي ما عليه الا العافية ان شاء الله !
: نسايبنا ما راح يقصرون لحد ما ارجع ..

.
.
.


كان يجلس على سريره يقلب مذكراته بين يديه
يضع نظارته الطبية و يتفحص الصور في المذكرات
ينظر تاره إلى اخته أسماء و تارة الى غيداء
و يغطي فمه بكفه !
كان يحاول منع نفسه من البكاء
يشعر بأنه رجولته مهتزة ..
لمرتين عجز عن حماية اخواته من خوف والده و من البغيض الوزير !
حتى الآن لم يعد يهتم لأمر والده الذي اتخذ قرار مثل هذا بدون استشارته !
لقد استقال رسمياً من كونه ذراع والده الأيمن !



تنهد بعمق و هو يدفن دفتر ذكرياته مع اخواته اسفل حقيبة السفر
فتح الباب الزجاجي لشرفته و استلقى على سريره
يحب النوم و هو ينظر الى تلك الستائر التي تتمايل مع الريح
اغلق عينيه لبرهة لكنه اعتدل بجلسته فجأة و هو يمسك برأسه بقوة



خطرت على باله ذكرى غريبة عن حسناء , اخت نايف !
في تلك الليلة التي صعدت فيها الى سيارته بفستانها الفاضح و عطرها الذي خدر حواسه ..
تلك الليلة التي طلب فيها الضابط منه ان يذهب ليقلها من دورة المياه العمومية !!


استلقى مرة أخرى على جنبه الأيمن , ظل يتابع الستائر التي تتراقص
كما كانت حسناء تتمايل بخصرها في ذلك اليوم !
تضرب بأرجلها المزينة بخلخال فضي تتدلى منه أجراس و كريستالات على هيئة دموع

منذ ان كشف نايف سر ملاحقتهم و هو يفكر بحسناء تلك
قلق من فكرة اخباره بالحقيقة , ف اخته ليست شريفة كما كان يعتقد !
و المكان الذي تم الاعتداء عليها فيه , ذهبت إليه بكامل قواها العقلية !


تأفف و هو يستدير للجنب الأيسر
اغلق عينيه و كأنه يحاول اجبار نفسه على النوم !
ابتسم فجأة و هو يتذكر ابنة خالته و خطيبته ..
ميس .. اسمها ميس
فتاة خجولة , لم تعرف عن الحياة سوى ابيض الأمور !
لم تتعرف على الشر يوماً و قلبها لا يؤمن به
عاشت حياتها و هي مؤمنة بأنها مهما فعلت فالله مقدر لها كل شيء مسبقاً
ابتسم اكثر و هو يتذكر الفاتحه التي قرأوها في خطبته و النظرة الشرعية
لم يطمح يوماً لملكة جمال .. بل استشار والده في امر الزواج
و انتقت له والدته ميس الفتاة البسيطة


وجد فيها سلامه النفسي , و الرضى بالمقسوم , و الحمد لله في السراء و الضراء
لم تكن ذات جمال
لكنها على خلق عال
كانت ترتدي ثوب طويل في النظرة الشرعية و عليها "بشت " والدها الأسود
تحتضنه بخجل و خوف


انقلب على جهة اليمين مرة أخرى و هو يحاول النوم
تفاجأ بأتصال في منتصف الليل من الطبيب الذي يتابع حالة زين
: ولي امر المريضة غيداء هادف ؟
: لاحظنا شيء غريب في التقرير اللي عملته غيداء قبل ستة اشهر.. ممكن اقابلك بكره اذا ممكن ؟


همس
: طبعاً , تصبح على خير
حادث نفسه " التقرير هذا حصل قبل ستة اشهر معناها يخص اختي غيداء !"


.
.
.
# الساعة الرابعة صباحاً ~



رن منبهه , لم ينم جيداً
فقد قضى طوال الليل و هو يتفحص مذكراته
و يفكر بأخته , و بحسناء , و بين الحين و الآخر بميس خطيبته و يبتسم


استيقظ بشيء من الكسل , اخذ حمام دافئ على عجل ليلحق بصلاة الفجر
اخذ حقيبة سفره معه .. قرر عدم توديع والدته و اخواته فهو يعلم كيف سيقلبون سفرته إلى أنين و دموع
لكن لم يمنع نفسه من إلقاء نظرة سريعة على غرفة والدته التي كانت غافيه على سجادتها و بيدها كتاب الاذكار


دعا في داخله لوالدته و استودعها الله
خرج بهدوء من الباب الخلفي
سار في طريقه للمشفى مسافة ربع ساعة و صلى مع الأطباء في مسجد المشفى
و على عجل طلب ملف " غيداء هادف "
و سار الى غرفة الطبيب المسؤول عن حالة زين التي و للجميع تبدو و كأنها اخته غيداء !
طرق الباب و دخل .. لم يجد الطبيب لذلك فكر بأن يتريث قليلاً



لكن بعد حوالي عشرة دقائق من تفحص المكتب بنظراته
دخل الطبيب سامي المسؤول عن الحالة
مد كفه مصافحاً عمر
: السلام عليكم



اما عمر فقد رد السلام بشيء من التعب
و على عجل سأل الطبيب
: ايش المشكلة بخصوص غيداء ؟



اخفض رأسه بلا حول و لا قوة
ثم اعتدل بجلسته
: بصراحة .. اختك الكبد عندها متضررة ..
: آآآآآآ .. مادري كيف ممكن افيدك
: بس يبدو أنها كانت تأخذ مضادات حيوية فوق الحاجة ؟!


قطب حاجبيه و هو ينظر إلى عيني الطبيب مباشرة
: لا اختي ما تأخذ مضادات حيوية ! تقدر تكشف عليها اللحين..
" خاطب نفسه بأن المستلقية هناك ليست اخته على اية حال ! "
: و ما عندي كلام ثاني لأني مضطر اخذ غيداء معي على لندن اليوم !
لا يعلم لماذا كذب يومها و لم يقل الحقيقة ..
خضعت زين الغائبة عن الوعي إلى فحص سريع
و لم يكتشفوا أي خلل بالكبد !!


قبل ان يرمي الطبيب .. التقرير لأخته غيداء
همس
: ممكن آخذه ؟!
اخذ التقرير و راح يتفحصه .. اختي انا تأخذ مضادات حيوية !


ناوله الطبيب التقرير و قفى راحلاً لتجهيز زين لطيارة العلاج الخاصة
اما عمر فقد اسرع إلى غرفة الانتظار و اتصل بوالدته
و حالما اجابته
: يمه , اختي غيداء كانت تأخذ مضادات حيوية من قبل ؟


بشيء من العتب همست
: ما تبي تسلم علي قبل ما تسافر


بضجر و قلق علا صوته
: يا يمه الله يرضى لي عليك , جاوبيني ! اختي كانت تأخذ مضادات حيوية ؟


: ماعرف يا ولدي , هي كانت مريضة و تشكي من اذنها من وهي صغيرة و كانت تأخذ دوا لحد ما فطمتها و كتب الله لها الشفى بعد ما وسمتها ام عزام !

: اكلمك بعدين يمه ..
اغلق بدون ان ينتظر اجابتها
سار الى غرفة زين حيث الطبيب سامي بشيء من التردد
وقف خلف الزجاج و هو ينظر إلى كل تلك الأجهزة التي اختفت من حول زين بعد ان استقرت حالتها منذ يومين
فاجأه صوت الطبيب من خلفه
: انصحك تنقلها على طبيب تجميل من البداية ! لأن حالتها ممكن تسوء لو شافت نفسها .. المكان اللي راح تقيم فيه احرص على انه يكون بلا مرايا !


ابتلع ريقه و هو يسأل بتردد
: تلف الكبد .. خطير يا دكتور ؟


ابتسم محاولاً التخفيف عنه
: اختك ما فيها إلا العافية .. الحمدلله يعن...


قاطعه بغضب و اصرار
: خطير او لا ؟!

رفع الطبيب حاجبه بشيء من التعجب من تقلبات مزاج عمر
قبل ان يتنهد و يهمس
: شيء بديهي انه خطير , انا امي عانت لسنوات .. و ماتت بعدها !
تنفس بعمق و هو يربت على ظهر عمر
: شد حيلك , اختك محتاجتك ..


اما عمر فقد وقف في مكانه متسمراً
يشعر بأنه يختنق ..
اخته تعاني من تلف في الكبد !
" وينك يا غيداء وينك ! وين ارضك يا اختي "
.
.
.



مر الوقت سريعاً
لم يشعر بكل لحظات الرحلة الطويلة
لم يشعر بطاقم الإسعاف الذي نقل زين إلى الطائرة الخاصة
لم يشعر بنفسه و هو يقضي ساعات يحملق في الغيوم في الخارج
لم يشعر بطاقم المشفى الآخر الذي سيستقبل حالة زين
و بالاسعاف التي استقلها معهم على عجل


دخل على الطبيب بصورة مستعجلة
ايقضه سؤال الطبيب في لندن
بلكنته الإنجليزية ’ و رائحة التبغ التي تنبعث منه
: هل من الممكن ان احصل على صورة لها لـ أحاول إعادة هيكلة تقاسيم وجهها ؟


ظل صامت لفترة غير آبه بنداء الطبيب له
فتح حقيبته و اخرج مذكراته
قلب الصفحات بصورة سريعة قبل ان يتوقف عند احدى الصور لغيداء و هي طفلة
ابتلع ريقه و هو يهمس بأنانية ..
و يلوح بالصورة امام وجه الطبيب
: هكذا تبدو !
.
.
.






* الاجزاء لم يتغير فيها الكثير فقط من ناحية التنظيم و بعض الاضافات البسيطة , سيبدأ التغيير في الأجزاء القادمة بإذن الله ~
دمتم بخير ~


حكاية امل 08-11-14 03:18 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
رائع..... شكرررررررا ,,,,متشوقه للبقيه..
انتظراك بفارغ الصبر.

remas2007 08-11-14 07:00 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
السلام عليكم
ماشاء الله بعد مارتبتي الاحداث طلعت رووعه الاان
من جد اتمنى انه ماتهتمي في عدد الردوود .....وتكملي الرواايه
لانه روايتك متميزه وصدقيني ....تلقائيا راح تشوفيهم يتابعوونك ....بس انتي ابداا لاتخذلينا وتوقفين الروايه

هااااادف
الشخص هذاااا بغييييييييض وكااارهته بشكللللللل وقراراته احسهاا مو مفهوومه يعني واحد يتصل علييك يقولك بنتك مامات في الحريق ....تقووم تقفل الجوال في وجهه ....ومتكلف عمرك تتأكدمن كلاامه


غيداااااء
الله يكوون بعووونك في حيااتك الجاايه وبنشووف مع صبا ايش راح تسوي فيك

زين

قلبي عوورني على الشايب وطريقه موووته القااااسيه ...وان شاء الله تتحسن حيااتك

عمرررر
مادري انت ايش راح تسوي مع اب غبي بالشكل هذاا ....ان شاء الله تتخذ قرارات صح تعدل اللي خربه ابووك

صبااا
متشوووقه لبااقي الرواايه ...والتغيراات اللي راح تصيير فيهااا

صّبا 09-11-14 03:11 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكاية امل (المشاركة 3489604)
رائع..... شكرررررررا ,,,,متشوقه للبقيه..
انتظراك بفارغ الصبر.

تستحقون اكثر من ذلك :55:
س أكون هنا من أجلكم ~

صّبا 10-11-14 07:06 AM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة remas2007 (المشاركة 3489639)
السلام عليكم
ماشاء الله بعد مارتبتي الاحداث طلعت رووعه الاان
من جد اتمنى انه ماتهتمي في عدد الردوود .....وتكملي الرواايه
لانه روايتك متميزه وصدقيني ....تلقائيا راح تشوفيهم يتابعوونك ....بس انتي ابداا لاتخذلينا وتوقفين الروايه

هااااادف
الشخص هذاااا بغييييييييض وكااارهته بشكللللللل وقراراته احسهاا مو مفهوومه يعني واحد يتصل علييك يقولك بنتك مامات في الحريق ....تقووم تقفل الجوال في وجهه ....ومتكلف عمرك تتأكدمن كلاامه


غيداااااء
الله يكوون بعووونك في حيااتك الجاايه وبنشووف مع صبا ايش راح تسوي فيك

زين

قلبي عوورني على الشايب وطريقه موووته القااااسيه ...وان شاء الله تتحسن حيااتك

عمرررر
مادري انت ايش راح تسوي مع اب غبي بالشكل هذاا ....ان شاء الله تتخذ قرارات صح تعدل اللي خربه ابووك

صبااا
متشوووقه لبااقي الرواايه ...والتغيراات اللي راح تصيير فيهااا

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
كيف حالك جميلتي ؟

باذن الله س أكون هنا من أجلكم
جميل ردك بحق ، ابهجني جداً :55:
شكراً لك على التشجيع :dancingmonkeyff8:

اخشى ان ارد على تفاصيل ردك و اكشف الأحداث القادمة :LgN05096:
س افصله بعد الاجزاء القادمة :331:
دمتي بخير :flowers2:

حكاية امل 15-11-14 12:23 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
صبووووووووووووش وينك ,,,,طمنينا عنك.....

حكاية امل 17-11-14 01:28 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
مرحبا
صبوووووش رجعتي للاختباء والغياب ثانيه...
اتمنى تطمنينا عنك في اقرب فرصه؟؟؟؟

صّبا 17-11-14 06:27 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكاية امل (المشاركة 3491436)
مرحبا
صبوووووش رجعتي للاختباء والغياب ثانيه...
اتمنى تطمنينا عنك في اقرب فرصه؟؟؟؟

الى الغالية حكاية امل ~
سلام الله يغشاك و عين الله ترعاك
كيف حالك ؟




متأسفة جداً ..

حقاً متأسفة و هنالك سوء فهم ايضاً
انا لم أغب ! و لن اترك الرواية كذلك
لكنني لم احدد مواعيد نزول الاجزاء منذ البداية و هذا خطأي ، اسفة حقاً

حبيبتي لا وقت محدد لنزول الاجزاء ف لا اعلم كيف تسير الظروف ، كما انني في قيد تطوير الرواية كما قلت في المقدمة
لكنني احددها بكل أسبوعين حيث ادرج من جزئين الى اربعة اجزاء خلال الجمعة كما فعلت قبل فترة لكي يسهل على القارئ ربط الأحداث
بما ان الاسبوع الماضي لم ادرج اجزاء ف هذه الجمعة س أتمم أسبوعين تقريباً و سأدرج اجزاء نهاية ماضي غيداء و مراهقتها و بداية الوقت الحالي (نصف جزء للتشويق ) - و كتعويض لك اختاري اليوم الذي يناسبكِ لإدراج الاجزاء ان لم يناسبك يوم الجمعة


شكراً جميلتي على تذكيري و السؤال
اسال الله ان يجمعنا على خير قريبا
دمتي بخير

حكاية امل 20-11-14 08:05 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
مساكي عسل صبوووووش ...
كيفك ؟؟؟
انا الحمدلله بخير ...في انتظارك...شكرا لك للتوضيح..اممم انا صراحه يوم الجمعه اتتابع روايه في منتدى اخر لذلك افضل يوم اخر لو سمحتي اي يوم اخر عادي ...وبانتظارك ...:55:

حكاية امل 20-11-14 08:10 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
رغم ذلك انتظرك غدااا

صّبا 21-11-14 06:23 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكاية امل (المشاركة 3492002)
مساكي عسل صبوووووش ...
كيفك ؟؟؟
انا الحمدلله بخير ...في انتظارك...شكرا لك للتوضيح..اممم انا صراحه يوم الجمعه اتتابع روايه في منتدى اخر لذلك افضل يوم اخر لو سمحتي اي يوم اخر عادي ...وبانتظارك ...:55:

مسائك معطر بذكر الرحمن
الحمدلله كيف حالك انتي ؟

لا باس بالنسبة الي ، ان كان الغد مناسب ف سادرجه مع بداية فجر السبت
كوني بخير جميلتي

حكاية امل 21-11-14 09:00 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
مساكي خير وبركه صبووش
يوم السبت يوم مناسب ..شكرا لك بانتظارك..دمتي بود عزيزتي..

صّبا 22-11-14 10:58 AM

الجزء التاسع
 
الجزء التاسع
يجب ان اجد سبب .. لا يجعل لحياتي معنى !


.
.
.

فتحت عينيها بعد نوم عميق ..
النوم ! لم تذق لذته منذ ان فارقت منزلها !

نظرت إلى سقف السرير بستائره البيضاء و الرياح تداعب الستائر
و رائحة جميلة تفوح منها
شعرت بالسلام النفسي
و ظنت بأنها للحظة في الجنة !
.
.
.
اعتدلت بجلستها و هي تمسك برأسها
شعرت بألم قوي فجأة
صرخت بوجع و راحت تأن

ما زالت تعتقد بأنها في الجنة !
لدرجة انها حينما رأت وجه تلك المرأة التي بدأت تبعد الستائر احتضنت نفسها بفزع

أما المرأة فقد اشارت إلى الممرضة من خلفها و بقلق اخبرتها بأن تفحصها

كانت تحتضن نفسها بشدة كالجنين
ابتسمت الممرضة قبل ان ان تقترب منها و تربت على كتفها
: انتي بخير ؟ في شيء يألمك ؟

بالرغم من ان الألم كان بادً على وجهها , إلا انها حركت رأسها بـ لا !
لكن تلك الـ لا كشفت امرها فقد توجعت اكثر حينما حركت رأسها

بقلق اتصلت الممرضة بأحدى الأطباء
اما المرأة فقد نهرت الممرضة بغضب
: لمياء !!! قلت لك احنا ما نعرف هالبلوى من وين جابها غسان ! يعني بلاش فضايح !
همست لمياء لها
: لكن يا خالتي البنت في ضربة ف راسها و كدمات فجسمها و صارلها أسبوع عايشه عالمغذيات , لازم نعمل لها اشعة
صرخت مرة أخرى تلك المرأة
: تحملي مسؤوليتها اجل ! اخذيها و لا ترجعيها !

مع صرختها زاد الطنين في اذنها
شعرت و كأن عينيها ستخرج من مكانها
صرخت بكل وجع و هوت بجسدها على السرير

امسكت بها لمياء قبل ان تهوي على الأرض
رفعت الهاتف مرة أخرى على طبيب اخر
: دكتور سامي بليز ؟
انتظرت لخمسة دقائق ف المضيفة فالاستقبال اخبرتها بأنه نائم في استراحة الاطباء
: هلا دكتور , معليش اسفة لاني اتصل عليك بدري
: في حاله خاصة .. خاصة جداً ممكن تعتني فيها ؟
: بصراحة بنت عمرها بين ال11 و ال13 ممكن , - نظرت الى خالتها – لقيناها بالشارع و ما عندها وثائق
: في عندها ضربة بالرأس , كدمات في جسمها , و فقر دم على ما يبدو !
: معليش دكتور الحالة خاصة ماقدر استخدم الإسعاف لأن اكيد بتتسجل الحالة و هي ما عندها وثائق
: - بتردد اخفضت نبرتها و هي تنظر إلى وجه خالتها الغاضب – انا راح اتحمل المسؤولية
: عطني خمس دقايق و أكون عندك

.
.
.

كان الوقت يمضي ببطئ , ف غسان للآن لا يعلم بأنها اخذت هذه الفتاة
و هي تحاول إخراجها من الباب الذي يصل بين منزل غسان و خالته ام لمياء تفادياً لصديق غسان الذي يحرس الباب الامامي !
تنفست الصعداء حينما وصلت إلى سيارتها المهترئه , كانت تسند الفتاة لوحدها فخالتها قد رفضت مساعدة هذه الفتاة
مددت جسدها في الجزء الخلفي من السيارة
لكنها نسيت اخبار أهلها بخروجها .. أهلها الذين يرفضون عملها كممرضة بشدة !
كان المشفى الذي تعمل به يبعد مسافة ربع ساعة بالسيارة هذا سبب اقتناع والديها و اخوتها الكبار بالعمل كممرضة
كانت تسرع قليلاً و لكنها تخفض السرعة مرة أخرى حينما تتذكر بأن ما سيحدث بعد هذا لا يحمد عقباه !
.
.
.
كانت تشعر بأن الدقائق تجعلها تحتضر
باتت هذه ال 15 أطول بكثير مما كانت تعتقد !
اخيراً وصلت !
ها هي امام مدخل المشفى العتيق
ركنت سيارتها على جنب و هرولت إلى الداخل لتجلب كرسي متحرك
تشعر بأنها في حلم !
اخيراً وضعت الفتاة على الكرسي و راحت تسابق الريح إلى غرفة الطبيب سامي
ادخلتها مباشرة إلى غرفة الطبيب بالرغم من وجود مرضى في هذا الصباح الباكر , فالطبيب سامي مشهور بخبرته في مجاله و كثير من الحالات تماثلت للشفاء على يديه !

حضر الطبيب سامي بعد عدة دقائق
جلس امام كرسي الفتاة و امسك بذقنها ليرفع رأسها
شعر بأنه يعرف هذه الفتاة ! شعر بأنه رآها من قبل !
لا يعلم أين ..
لم يفكر كثيراً , اخبر لمياء بأن تمددها على السرير و تقوم بالكشوفات الاعتيادية
: نادي على ممرضة المختبر و اطلبي منها تعمل لها فحص دم
مضت نصف ساعة , قامت لمياء بمساعدة ممرضة أخرى بتبديل ثيابها
أصبحت جاهزة لأخذتها لغرفة الاشعة
و في منتصف الطريق صاح هاتفها ذو الطراز القديم
كان غسان !
اشارت الى الطبيب سامي و الممرضة
: اسبقوني

اجابت على غسان بهدوء
هي اكثر واحدة تعلم جيداً ما يدور في عقل هذا الانسان
لذلك لمدة عشرة سنوات جاهدت ضد أهلها لترفض الزواج منه
و النتيجة انها قد وصلت إلى سن العنوسة ! عمرها 32 الآن !
: السلام عل...
: انا ما اسمحلك تصرخ علي
: صارلي أسبوع اهتم فيها و تاركه اهلي و شغلي !
: اللوم عليك يوم ما جبتها البيت , كان المفروض توديها الشرطة, المستشفى , مش بيتكم !!
: انت تعرف هالبنت يا غسان ؟!
أغلقت الهاتف في وجهه , فـ صمته اكد لها شكوكها !
تنهدت قبل ان تهرول الى غرفة الاشعة

المثير للسخرية هو مرورهم بغرفة والد هذه الفتاة و عائلتها.. الرجل الغارق في غيبوبة منذ أيام .. هادف !

.
.
.

هز رأسه بلا حول و لا قوة
: اسعاف هالبنت كان غلط من البداية
: و الضربة على الراس الحمدلله انها ما سببت نزيف , لكن سببت كسر ف الجمجمة من هنا
" اشار الى الجزء الخلفي من الجمجمة "
: ماقدر احكم لحد ما تقوم بالسلامة و نشوف اذا تقدر تتعرف على هويتها و إلا لا ! يمكن نقدر نوصل لأهلها

حكاية امل 22-11-14 01:40 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
ليش قصير صبوش ؟!!
احسو فقره حتً مو بارت!!؟

صّبا 22-11-14 02:16 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
.
.
.
بعد مرور 34 يوم *



أوقف سيارته في نهاية الطريق الوعر , ليتسنى له مراقبة منزل غيداء !
منذ ان اخذ غيداء معه في ذلك اليوم و هو بأن هنالك خطب ما في ذلك المنزل !
كل شيء يسير بعكس توقعاته , هو ايضاً شهد على موت أسماء ابنة هادف
و يعلم جيداً بأن غيداء قد تكون القشة التي ستقسم ظهر والدها بغيابها !



صاح هاتفه اللاسلكي
لابد من انه نايف !
مضى شهر و هو في حالة جنون تامه .. فقد شعر منذ اللحظة الأولى بأن الفتاة التي صعدت على متن طيارة لندن لم تكن غيداء !
قلب منطقة اهل غيداء و المناطق المجاورة ليجدها ..
ضحك في نفسه , فنايف لا يعلم بأن الحقيقية لديه !

أجاب بصوت مبحوح
: هلا ابومرار ؟!

صرخ من الجانب الآخر
: انا مش طيب ابداً يا غسان !
: و انت عارف هالشيء عدل !

أجاب بشيء من القلق
: كيف ؟؟؟! ما فهمت !

اما نايف على الجانب الآخر فقط انعس عينيه و اتكأ على بعض الالواح
: وش اللي يخليك يا ترى تراقب بيت هادف ؟

ضحك بتوتر شديد بان على نبرة صوته
: هههه .. مااا في ش..يء , انفذ التعليمات !

: مكانك قدام المركز ! مش قدام بيت هادف !
: انتظرك هناك

اغلق بدون ان ينتظر إجابة غسان
اما غسان فهو يعلم منذ البداية بأن النهاية لن تكون سعيدة !
خصوصاً و ان علم بشأن غيداء !

.
.
.

قرر ان يمر في طريقه على محل والده
محل بسيط لتحميض الصور ..
بالرغم من ان العمل قليل إلا ان والده يملك محل آخر في منطقة وسط المدينة يدر عليه المال الذي يغطي كل مستلزمات الحياة ..


ربما يتسنى له رؤيتها و لو عن بعد !
او حتى إلقاء التحية عليها !
بالرغم من انه اخبر والده بأنها مجرد فتاة يتيمة
إلا انه قلق عليها من والده!
كيف لرجل لا يحسن معاملة زوجته أو عائلته (كـوالده) ان يعامل فتاة غريبة بمعاملة حسنة ؟!

.
.
.
تعيش الآن في غرفة صغيرة بجانب المطبخ التحضيري في المحل
تنظف المحل و تحضر الفطور و الشاي لـ والد غسان و غسان في بعض الاحيان
انها الساعة الرابعة و النصف صباحاً
موعد بدأ العمل قبل حضور والد غسان
الرجل البغيض الذي يصرخ عليها حالما يراها
اما عائلة غسان فهم يشعرون بالراحة منذ قدومها
فـ والدهم وجد شخص يرمي عليه جل غضبه الآن!


استيقظت لتصلي الفجر و تبدأ بالتنظيف
وضعت ابريق ماء ليغلي و يساعد في تدفئت المكان قليلاً

الجو بارد هذه الأيام
و من الصعب حتى ان تمسح الأرضية الرخامية

امسكت بمنشفة قذرة للغاية لدرجة انها تغسلها كل يوم و لونها لا يعود الى بياضه و لا حتى قليلاً
رفعت طرف ثوبها و ربطت خصرها بشالها
راحت تنثر الماء على الارض بيديها العارية
و تمسحه بسرعة , يجب ان تجف الارض قبل ان يحضر والد غسان !


.
.
.
كان ينظر لها من خلف باب المحل الزجاجي المغطى بالاعلانات
" لم تنتبه على وجوده لأن الزجاج عاكس في الظلام , من في الخارج يرى من في الداخل "
يتأملها و في نفسه يتألم لحالها , فلو علمت من هو والدها و كيف كانت تعيش كالاميرات..
انتبه على نفسه اخيراً
اخفض رأسه احتراماً لها فهي من غير حجاب حالياً
طرق الباب بهدوء

اما هي فقد تركت المنشفة من يديها و اقتربت من الباب بشيء من التردد
وضعت شالها على رأسها و غطت نفسها جيداً
بصوت رقيق نادت
: ميييين ؟


ابتسم للحظة قبل ان يجيب
: غسان ..

تراجعت بخوف للخلف
لا تعلم لماذا تخاف من عينيه
بالرغم من انها فاقدة للذاكرة !
ربما لأنه اعتدى عليها في يوم من الأيام !
: عمي مو موجود !


تنهد بألم و لا يعلم لماذا
: عارف .. معليش حضريلي كوب شاي و خليه على عتبة الشباك

اما هي فقد سارت على الرخام بسرعة بدون ان تنتبه للماء
انزلقت و صرخت بألم

لم يشعر بنفسه و هو يقول
: غييييداء في شيء !

: لا ... ما..ش..شي !
وقفت ببطئ و هي تتكأ على الطاولة
و سارت حتى المطبخ

كان ينظر اليها و هي تسحب خطواتها للمطبخ
و يقول في نفسه " يالها من فتاة !"

مرت 15 دقيقة .. ما زال ينتظر
شاهدها و هي تقترب من النافذة و تدفع الطاولة امامها
وقف امام النافذة
حالما فتحت النافذة تفاجأت من وقوفه هنا
للحظة أسرتها عينيه
لكنها اخفضتها بسرعة بكل خجل
كانت تريد رفع صحون الفطور لتضعها امامه
: عنك عنك .. مرتاح كذا

اما هي فقد كادت تسقط على وجهها حينما قال
: افطري معي !!

ابتلعت ريقها و راحت تدعك كفيها
: الحمدلله فطرت !
و راحت تسرع بخطاها الى المطبخ
اغلقت الباب خلفها و اتكأت عليه
تشعر بأن قلبها سيخرج من مكانه !
نظرات هذا الرجل تصيبها بالجنون !


.
.
.

انهى الفطور بسرعة فـ والده سيحضر بعد قليل و نايف في انتظاره !
و احدهما يشكل خطر عليه و الآخر يشكل خطر على غيداء

.
.
.

بعد خمس سنوات *


كان يقف امام والده عاجز عن الكلام !


رفع كفه و هوى به على خدها الرقيق
امتلئت عينيها بالدموع حينها
و صرخت فيه
: حسبي الله عليك .. حسبي الله عليك !

كان سيفتك بها لولا ان غسان وقف امامه

: انا تتحسبين علي ! ما يكفي ان لميتك في بيتي خمس سنين ! بنت شوارع ما عليك شرهه

صرخت من قهرها
: بنت الشوارع هاذي اشرف منك

صفعها غسان بدون شعور بعدها

نظرت اليه بصدمة لعدة دقائق , لم تكن قادرة على ان ترمش حتى
لمت شالها عليها تلثمت به و راحت تركض للخارج

كان سيلحق بها لولا ان والده صرخ من خلفه
: ان لحقتها لا انت ولدي و لا انا اعرفك !


اما هو فقد زأر في والده بغضب
: خمس سنين تضربها بسبب و بدون سبب , قلت لك يتيمة ! خاف الله فيها , خمس سنين تخدمك .. قد مرة عطيتها كم فلس تشتري فيها ثوب او حاجة !
خرج من المحل بعدها
لا يعلم كيف رفع يده عليها !
ربما لأنه اعتاد على رؤيتها تضرب كل يوم امامه !
او ربما لأنها قالت الحقيقة فهي .. اشرف بكثير من شخص مثل والده !


.
.
.

كانت تركض بغير هدى
حتى وصلت الى مفترق الطرق بين منطقتهم و منطقة مجاورة
خدها اعتاد على الضرب , جسدها بأكمله تحمل الضرب لخمس سنوات .. لكن ليس منه هو بالذات !
تنهدت بعمق ..
ستهرب إلى اي مكان آخر
لا يهم المكان ..
لأنها لم تعد قادرة على التذكر
يجب ان تذهب اولاً الى منزل صديقتها ابتسام , الخادمة التي تعمل في منزل خالة غسان

لكنها لا تعلم اين هي الآن !
قررت ان تسأل اول شخص تصادفه في طريقها

اوقفت سيارة اجرة و سألت السائق عن الطريق
إلا انه صرخ فيها أما ان تدفع او تغرب عن وجهه !
و هي بخوف تراجعت للخلف و اشارت له بـ اذهب

سارت ببطئ على طول الطريق
تشعر بالجوع .. و الطريق شبه وعر لأنه بلا رصيف
ها قد مضت ساعة و نصف .. لا ترى امامها سوى طريق طويل .. طويل جداً
جلست بيأس على قارعة الطريق
و وضعت رأسها في حجرها
لكن توقفت بجانبها سيارة بعد عدة دقائق
رفعت رأسها
كانت سيارة غسان !
لكنها لم تأبه .. لن تصعد معه حتى لو كان اخر يوم في حياتها


دنى منها و جلس امامها
همس بنبرة غاضبة
: قومي معي !

لكنها لم تجبه
بل ظلت في مكانها ساكنه

امسك بذراعها و شدها اليه
: يعني اشيلك عالسيارة !

صرخت فيه بغضب
: لا تلمسني !
: مالك حق لا انت و لا ابوك !
: صحيح يتيمة بس اراعي ديني صح !


ألجمته جملتها الاخيرة
و قبل ان يستوعبها
شاهدها تنزل من على منحدر الشارع
تعلم بأنه لن يستطيع الوصول الى هناك بسيارته الجديدة !

صرخ بفزع
: غيداااااء !


صّبا 22-11-14 02:33 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
الجزء العاشر
لأن قلوبهم ماتت منذ زمن .. لا يشعرون بالذنب تجاهنا !


.
.
.





صرخ بفزع
: غيداااااء !
كيف لم ينتبه بأنه دخل على منطقة هادف !
نزل خلفها بسرعة
اما هي فقد تابعت السير حتى نهاية المنحدر
و فجأة وجدت نفسها امام منطقة لا تستطيع رؤيتها من الشارع لأنها تقع اسفل المنحدر و لها شارع آخر سفلي
اخذت الطريق الايسر لأنه مضاء
و اختبئت خلف شجيرات اول منزل صادفها
لم تأبه بصرخات غسان
انشغلت بالنظر إلى فتاة تنزل من احدى السيارات امام احد المنزل المجاور للمنزل الذي تقف فيه
إلى فتاة..
فتاة تبدو نسخة منها !

امسك احدهم بكتفها و كمم فمها قبل ان تصرخ
كان غسان !
اشارت بيديها إلى تلك الفتاة
هو الآخر كان ينظر إلى المسرحية الهزلية التي تحدث !

همس في اذنها
: امشي المنطقة كلها خطر يا مجنونة !

عضت كفه قبل ان تلم شالها عليها و ترميه بنظرات نارية
: قلت لك لا تلمسني !

تنهد و هو يشير إلى مجموعة رجال خلف شجيرات على قارعة الطريق
: شايفة اللي هناك , هاذول سكرانين ! , المنطقة هنا كلها مخدرات و جرايم ! امشي بالطيب لا اشيلك شيل !

ارادت ان تخفي كبريائها المكسور
و هي تهمس
: ابوك اتهمني بشرفي .. كل هذا بسببك عارف هالشيء !
: مابي اكلمك بعد اليوم ! يكفيني اللي جاني منكم اثنينكم ..

ابتسم بخفة
:قبل سنة و نص لما كملتي ال18 قلت لك خلينا نملك و عملتي فيها اللي انا مو من مستواكم !
تنهد بعمق
: امشي بس و احنا راح نتفاهم هناك !
مشى .. لكنها لم تلحق به
كانت تبكي بصمت
في مكانها

صرخ فيها
: امشي !

لكنها صرخت بنبرة طفولية
: يعني لو حبيت اعطي نفسي فرصة اكثر معك , هالشيء يعطي ابوك الحق انه يتهمني بشرفي ! و الا يعطيك الحق انك تمد ايدك علي
مشت بسرعة بإتجاه المنحدر
لم تنتبه إلى الرجل الذي صدمت فيه

تراجعت للخلف
و همست بخجل
: آسفة اخوي


: بنت هادف بشحمها و لحمها هنا ! شو هالسعادة !


رفعت رأسها لتنظر الى وجه ذلك الرجل , قطبت حاجبيها و هي تتراجع للخلف
: مين هادف !
آلمها رأسها حينما رأت ذلك الرجل يقترب منها
اوجعها اكثر بعد دققت النظر في ملامحه
امتلئت عينيها بالدموع و لا تعرف السبب
صرخت مناديه غسان
لكن لا اجابة
كان الضغط يزداد في رأسها
و الطنين يعلو
شعرت بالدوار و بدون شعور همست " اسماء "
ثم سقطت مغشياً عليها

لم يترك لها الرجال اي مجال فقد قيدوها و اخذوها معهم تحت انظار غسان الذي يرتعد في الخلف
فـ ابن الوزير هذه المرة بنفسه اتى لـ اخذ غيداء !

تمالك نفسه و انطلق خلفه
: سيدي ؟
: اسمحلي اشرح لك !

اشار الي الرجال الذين معه
: اخذوه !

كان يقاومهم و يصرخ
: سيدي !
إلى ان اوسعوه ضرباً و اخذوه رغماً عنه !


.
.
.


فتحت عينيها اخيراً بعد ستة ساعات
على سطل ماء مثلج !
لكنها لم تتوقف عن البكاء !
عادت إليها الذاكرة بعد خمس سنوات !
و الفضل للرجل الذي قتل اختها اسماء !

كانت تبكي بشدة ..
و هي تتذكر من هو غسان !
و ذلك المنزل !

اندفع غسان بإتجاهها فجأة
كان كالجثة الهامدة بعد ان اوسعوه ضرباً
اغلقت عينيها بقوة .. و علا صوت صياحها

ايقظوا غسان في ظرف عشرة دقائق
ليصرخ ابن الوزير
: سلاح !

رفع احد الحراس سلاحه و قدمه له
إلا انه حمل السلاح و ضرب راس الحارس به
: مش لي , لـ هذا ! - اشار براسه الى غسان -
لكن قبل ان يقدم لغسان المسدس صاح في الحارس
: و الا اقولك .. خليها سكين و تكون جريمة حمل سلاح ابيض بدون ترخيص !

دنى من غسان
و ربت على وجهه بإستخفاف
: اقتل بنت هادف !

صرخ فيه مرة اخرى
: عندك خمس دقايق , او حياتك و حياة ابوك !
: عطيتك خمس سنين , تقتلها بالطريقة اللي تحب , لكنك اخترت هالطريق !

جلبوا والده و دفعوه امامه و هو مكمم العينيين
: اختار اللحين !
اقترب من اذن غسان و همس
: انا ما راح اختار بنت على ابوي !
دار حوله و همس في اذنه الأخرى
: بدل البنت .. عشر ! بس الاب ما يتعوض !

اما غسان فقد جلس بكل برود
ثبتها امامه و ثبت السكين على رقبتها
كانت ترتجف بين يديه
ليس لأنها ستموت الآن , بل لأن موقف اليوم الذي اعتدى عليها فيه بات يتكرر امامها !
كانت الدموع تفر من عينيها
و مع ذلك همست له
: ليش !


سمعوا اصوات اطلاق النار في الخارج
و قبل ان يخرجوا لـ اكتشاف الأمر
دخل نايف !
الذي ابتسم بكل سخرية
: كنت شاك فيك من زمان يا غسان !
: راح تظل نذل طول عمرك !

اشار نايف برأسه بإستخفاف على ابن الوزير
: و انت يا حبيب بابا , العملية كلها موثقة , اقتلها من هنا و انا راح ادخلك السجن بنفسي !

اما ابن الوزير فقد صرخ في الحراس و هو يرتجف من الغضب و عروق رقبته باتت بارزه
: جيبوه !

و التفت على غسان
اخرج سلاحه و اشهره على والد غسان
: اللحين تختار ! انا مليت هاللعبة !

بكل برود مرر السكين على رقبتها بخط مستقيم
تدفق الدم من رقبتها بعدها
و سقطت على الارض
كانت تضغط على رقبتها و هي تشعر بأن روحها تخرج منها
حينها فقط هرب ابن الوزير !


انطلق نايف بإتجاهها
حملها بين يديه و صرخ في مجموعة من رجال الشوارع الذين جلبهم معه
: اهتموا فيهم عدل !
: بالذات حبيب بابا !

.
.
.

ابتسم بخفة و هو يرى الجرح في رقبة غيداء
: الخبيث !
لم يكن سوى جرح بسيط يوهم فيه ابن الوزير بأنه قتلها !
اما هي فقد فقدت الوعي من شدة الرعب و لابد

ثبتها في الكرسي الخلفي لسيارته
لم يفكر حينها سوى بمنزله !
المنزل الخالي من اي حياة سواه و اخته المقعدة حسناء !

صّبا 22-11-14 02:35 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
المشكلة من الجهاز غاليتي اعذريني
احاول ادراج الاجزاء منذ ساعات مع الاسف و للآن بطيئ

صّبا 22-11-14 03:38 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
في نفس هذا الوقت في مكان آخر
كان هنالك شخص ..
شخص يرغب في توثيق جريمة حدثت
قبل 17 عام ..




.
.
.
00:17
أشار إلى احد القبور
: هذا قبر أسماء هادف آل .....
: ماتت قبل اكثر من 25 سنة
: قتلها زايد محمد آل.....
أشار الشخص إلى كتاب في يده و سلط عليه الضوء
: جثة أسماء هادف , كان عمرها وقتها 11 سنة

وضع الكاميرا ارضاً
و جلس بقرب القبر
و راح يقرأ من الكتاب في يده
: أسماء حصلت على 108 كدمة في جسدها , و على 33 جرح , بالاظافة لكسر في الجمجمة تسبب بنزيف حاد أدى إلى موتها , تم تشخيص وفاتها على انها حادثة سيارة غير متعمدة ! الذي ادلى بهذه الشهادة والد الفتاة " هادف آل...."
طغت نبرة الحزن على صوت الشخص في الفيلم
لذلك صمت لفترة طويلة
.
.
.
00:31

كانت شهقات هذا الشخص تتعالى و تمنعه حتى من متابعة الحديث
: أسماء تم قتلها بسبب علاقة غير شرعية بين اخت زايد محمد و بين هادف آل....
: و تم عقد قران كلاً من هادف آل.... و منال محمد اخت زايد بالسر للتكتم على الفضيحة التي حدثت بعد ان حملت
: و ماتت في شقتها و هادف اثر نزيف داخلي .. مشخص الحالة الدكتور سامي آل.... طبيب عائلة زايد محمد !
تعالت شهقاته و توقف الفيلم لتسع دقائق ..
كان المكان مظلم إلا ان الضوء المسلط على الكتاب كان واضح
.
.
.
00:53

تنفس بعمق و تابع الحديث
: يذكر بأن لمنال محمد ابنة من هادف بعلاقة غير شرعية تم انتزاع حضانتها من هادف بعد موت منال , و هذا عقد تنازله عن ابنته
شد على اسنانه لتصدر صرير مزعج
: الذي وقعه بدمه يومها !

.
.
.
00:58

: الشريط تم تصويره في يوم ** في عام ****


.
.
.

نهاية الجزء العاشر ~

صّبا 22-11-14 03:47 PM

الجزء الحادي عشر
 
الجزء الحادي عشر
تاريخ الإنسان يبقى ملازم له كـ ظله .. لا يفارقه إلا ساعة موته !

.
.
.
بعد 10 اعوام *




وقفت و انحنت قليلا لتكبس على زر التشغيل ,واخيراً عادت للجلوس
00:01

تنفست بعمق
و حالما فتحت شفتيها لتتحدث .. تاهت الكلمات عن مسار قلبها !
لذلك صمتت لفترة و هي تنظر الى كفها البارد ..

00:06

: انا كبدي تقريباً منتهية !
ابتسمت و هي تعيد فتح الجروح القديمة و تذر الملح على الجرح
: هي اصلن متضررة من و انا عمري سنتين . كان عندي الم بالأذن و الطبيب وقتها ما قصر وصف لي مضادات حيوية ، بإختصار أقذر نوع !
.
.
.
00:11

صمتت طويلاً ، لتطرق رأسها و ينساب شعرها القصير على وجهها , كانت كمن غاب عن الوعي .. طالت فترة جلوسها على تلك الوضعية ، و مرت الدقائق من ذلك الفيلم الذي لا تتجاوز سعته مدة ساعة واحدة
أعادت رأسها للخلف .. و تنهدت بعمق قبل ان تردف بصوت مبحوح و هي تنظر الى الكوب الحديدي الصدئ امامها
: مين كان يصدق اني كبرت و انا ما اقدر افتح قارورة الماي بدون مساعدة !
ضحكت بسخرية و هي ترفع الكوب بيد مرتعشة و تهزه امام العدسة قبل ان ترتشف القليل منه بتشفي !
.
.
.
00:19

وضعت الكوب بقوة على الطاولة ، و مالت بجسدها لتضع رجل فوق الاخرى بكل أريحية
ثم اردفت ببرود و فم مرتعش ..
: انا حاولت انتحر مرتين ..
: بنفس النوع القذر بس على جرعة اكبر !

سرحت قليلاً في سقف الاستوديو و كانها تحاول التذكر . بدأت الحديث و هي تحرك يد في الهواء و تتشبث بالكرسي باليد الاخرى لألا تسقط
: المرة الاولى ما اتذكر الكمية اللي اخذتها ، بس على ما يبدو انها ما كانت كبيرة لاني ظليت عايشة بعدها !
:كانت تجربة غريبة ، ما حسيت فيها لاني خضتها بدون شعور ، لكن شعور عن شعور يفرق , شعور ان روحي كانت راح تطلع مني وقتها ما انساه ! كانت اول تجربة عبارة عن فشل في مواجهة مشاكل حياتي !
ابتسمت ابتسامة باهته و هي تتلمس ذقنها
: اما المرة الثانية كانت جرعة الموت !
: كنت متأكدة اني خلال اقل من عشر ثواني راح اقول مع السلامة للحياة
هزأت رأسها بالنفي و هي تردف
: ما كنت حزينة ، بالعكس انا كنت مرتاحة و انا اودعني !
.
.
.
00:25

ضحكت بسخرية و هي تعتدل و تنفض الغبار عن ظهرها
: بس المفاجأة اني ظليت عايشة اكثر من 15 سنة بعدها

توقفت عن نفض الغبار و مالت برأسها , سالت دمعة على خدها الأسمر
: انا كنت حزينة لاني صحيت بعد يومين بخير و ما اشكي الا من الجوع !
: كانوا احلى يومين بحياتي لاني ما حسيت بأي الم فيهم !
.
.
.
00:37

ارتعشت شفتيها .. و شعرت بأن جسدها يتنمل بأكمله
شدت عليها معطفها القطني بقوة
أغلقت عينيها بقوة
و أحكمت عض وشاحها !
بدت و كأنها ستموت في الحال !
لكنها
و ببساطة

هدأت خلال خمسة دقائق
فتحت عينيها التي تحول لونها الى الاحمر ببطئ ، و أفلتت وشاحها لتقول ساخرة
: و انا بصحتي و بعافيتي .. ما كنت مهتمه غير بأقذر الامور ! كانت حياتي صفحة من سواد ، كل شيء كان عندي بس انا ما كنت قنوعة ! كنت مثل الغني .. الاعمى ! ، ما عمري ظهرت على الناس بحقيقتي علشان ما أأذيهم او أأذيني ! كنت احاول أتخلص من حياتي بحلوها و مرها .
سالت دموعها بعد فترة من الصمت
: و لما بدت حياتي تتحسن شوي شوي ، كان الوقت فات ، و ربي اخذ مني هالنعمة .. نعمة الصحة !
.
.
.
00:44

بدأت تضغط على صدرها و تتنفس بصعوبة
: انا ما هربت علشان اخليكم تحرصوا علي أكثر ، مو علشان تدوروني .. انا هربت لاني بغيت اطويكم من حياتي و ابدأ حياة جديدة
صمتت لبرهة ثم أشارت الى الجرح الكبير على عنقها
: انا انغدر فيني ! قابلت انسان بحياتي كان أسوأ لي من كل المضادات الحيوية !
بلعت ريقها و حركت يديها امام "الكاميرا"بعشوائية , كانت تتكلم بصعوبة : بس .. بس تعبت ........

.
.
.




انتهى الفيلم و قد كان طرف الشريط يصدر صوت مزعج كناية عن نهايته

علا صوت اكثر من عشرين شخص في تلك القاعة , ما كان يجمعهم هو انهم جميعاً تخرجوا من نفس الجامعة من تخصصات مختلفة ,كانوا يتهامسون فيما بينهم و البعض كان يكتب كـنوع من التوثيق , و آخرين - كانوا قد سجلوا الصوت - يعيدون تشغيله مرة اخرى

اما هو فقد وقف و صرخ بغضب ، كان على وشك تحطيم الفيلم
: كانت تبي تقول شيء مهم .. لي انا ! و انتهى الفيلم ! انتهى .. ليش انتهى
تقدم الى ناحية جهاز العرض العتيق -الذي وجدوه بصعوبة لدى بعض الزملاء- و طبطب عليه براحة يديه بقوة و كأنه سيعمل بعد الارتجاج الذي حصل له ! ثم عاد ليحمل إناء حلوى زجاجي من على الطاولة الصغيرة امامهم ، و هم برميه - لتتناثر نصف كمية الحلوى على الارض- الا انهم تجمعوا حوله ليمنعوه في آخر لحظة
.
.
.
و من خلفهم تجلس الدكتورة النفسية صابرين التي تعلو وجهها ابتسامة سخرية
: شو مسيو نايف شكلك من اللي انقال فيهم انهم اسوأ من المضادات الحيوية !

توقف عن مقاومتهم , رفع يديه بإستسلام و التفت الى صابرين , كان يفترسها بعينيه
: شوفو هديت..هديت يا جماعة , زيحوا عني شوي
تقدم ناحية صابرين ببطئ و لوح بأصبعه امام وجهها
: اذا اكتشفت ان في اي تلاعب بالفيديو, لا تلومي الا نفسك !

وادار ظهره ليهم بالمغادرة لكن قبل ذلك التقطت صابرين جهاز مكبر الصوت
: الشريط من النوع اللي مستحيل يتفبرك او حتى يتلاعب فيه يا فاهم !
:بعد ما ارسلته لي جيت جري على هنا , يعني ما لحقت اتلاعب فيه ,هذا اولاً !
:ثانياً مالي مصلحة اتلاعب فيه لأنه يخص حالة مريضة عندي !

صرخ احدهم : ليش ما بلغتي عنها من البداية لو كانت تهمك فعلاً ماعرضتي اسرار شغلك هنا !
و تعالت الاصوات و كأن صابرين كانت تحتاج لمزيد من الاعداء !
.
.
.

توقف على اثر كلماتها .. لكن ما ان انتهت حتى تابع السير , لم يعد يقوى على الرد
يكفيه صدمة واحدة لهذا اليوم ,ذاق ذرعاً من هذا الجو الخانق
سار ببطئ الى سيارته " الكورولا" بيضاء اللون
صعد اليها لكنه لم يدر المحرك
قرر فجأة بأن يفرغ غضبه في السجائر !
التقط علبة السجائر من جيب بنطاله , وضع سيجارة في فمه و رمى العلبة على الكرسي الجانبي
تلمس جيوبه بحثاً عن ولاعة , ثم فتح الدرج الاحتياطي بحثاً عنها , استغرق مدة دقيقة ليجد ولاعته الالمانية اسفل كومة اوراق
نظر الى العبارة المنقوشة عليها " لا تخنقني حبيبي"
تنهد بعمق , اشعل السيجارة على أية حال
كان ينظر الى الولاعة بين يديه , يتذكر ايامه القلائل معها
كان يدخن بشراهة ..سيجارة سيجارتين ثلاثة ..امتلئت السيارة بالدخان ففتح النافذة و هو يسعل
فتح باب السيارة و مدد قدمه , ما يزال سارحاً في صاحبة الولاعة
تذكر الفيلم .. رمى السيجارة و اغلق الباب .. ادار المحرك و مضى
كان يخاطب نفسه " كيف ما انتبهت على المكان اللي هي فيه !"
رفع هاتفه ليتصل بزميله : غسان .. معليش لا تقاطعني .. ابي منك خدمة ..تسلم.. دور لي على اقرب استوديوهات موجودة حول عيادة الدكتورة صابرين .. لا تسأل بعدين افهمك !
اغلق الهاتف و بدأ يفكر جدياً بـصابرين التي و لثالث مرة تعرض اسرار المريضة رقم 34 التي اكتشف انها و عن طريق الصدفة غيداء التي ضاعت قبل 15 عام !
.
.
.

# قبل يومين ~
# الساعة 8:55 صباحاً



: ارجوك تعاوني معي علشان مصلحتك , قرب وقت الجلسة يخلص و انا عندي مرضى غيرك
تنفسك بعمق تحاول كبح غضبها
: شوفي يا زين , بهدوء خذي نفس بالانف و خرجيه عن طريق الفم , مرة و مرتين و ثلاث لحد ما تحسي انك هديتي

كانت تتنفس بصعوبة من شدة التوتر
: اوصفيلي دوا اول

اعادت شعرها للخلف و صرخت بغضب
: انا قلت مافي دوا بعد اليوم لحد ما تتعاوني معي , حالتك من اسوأ لأسوأ

امتلئت عينيها بالدموع وتقوست شفتيها
: ما ... ماقدر .. خلينا نو..نوقف اليوم .

تنهدت و ربتت على كتف زين و هي تحاول اخفاء غضبها
: اسفة ..معليش
: خلاص معناها ارجعي البيت اللحين و براحتك سجلي فيديو كالعادة و قولي اللي نفسك فيه , او اكتبي بورقة اللي تبيه و ارسليه لي !
رفعت سماعة الهاتف لتصرخ على السكرتيرة : يا سناء اطلبي تاكسي للمريضة و تعالي خذيها !

.
.
.

# في مساء نفس اليوم ~
# الساعة 9:22

كانت صابرين تتمدد في صالة شقتها– المكونة من صالة جلوس و مطبخ صغير و غرفة بحمام داخلي - و تمسك اناء كبير من بوظة الفستق , كانت تلتهمه بنهم و هي تشاهد احد المسلسلات المكسيكية
سمعت صوت هاتفها يرن , و لكنها تجاهلته لأنها تعلم بأنها والدتها كالعادة تحاول الاطمئنان عليها
.
.
.
اندمجت في مسلسلها بعد ان انهت نصف اناء البوظة!
سمعت صوت الجرس , فنظرت الى ساعة الحائط التي تشير الى 9:22 بإستغراب "مين اللي جاي في هالوقت !"
ارتدت خفي القطن و سارت بإتجاه الباب , صرخت :مييييين ؟!
لم تردها أي اجابة ..نظرت من عين الباب لكنها لم تجد احد
فتحت الباب ببطئ و ارتطمت قدميها بظرف بني كبير امام الباب
ابتسمت بسخرية , قطعت الظرف بإهمال و كأنها كانت تعرف ما يحويه
انه الشريط الذي سجلته زين كالعادة !
دخلت و اغلقت الباب بقدمها
عادت لتكمل مسلسلها المكسيكي
رمت الشريط بأهمال و امسكت بأناء البوظة لتجهز على الباقي منه
صاح هاتفها مرة اخرى
ردت بدون ان تنظر الى اسم المرسل و صرخت : ايييييش في ماما !

: يوم الاربعاء بعد بكره بالقاعة الكبرى في جامعتنا , الساعة 6 المسا لازم تكوني موجودة !

ابتلعت ريقها
: عندي شغل !

:مو لمصلحتك تتأخري و لا تنسي شريط اليوم مرريه علي بكره !
اغلق الهاتف بدون ان ينتظر ردها

اغلق عينيها بقوة و عضت شفتيها لتكبح صرخة!
رمت اناء البوظة على الطاولة .. حملت الشريط بغضب لتهوي به بقوة على الارض
"ويتأمر علي !مين فاكر نفسه ! "
اغلقت مصابيح غرفة الجلوس و دلفت الى غرفتها , وضعت قناع البابايا على وجهها و نامت بعمق
.
.
.
استيقظت في الساعة العاشرة صباحاً على صوت الهاتف !

رمت قناع البابايا عن وجهها وقامت بتكاسل الى غرفة الجلوس, ردت اخيراً بعد ثالث رنة
: نعم .. نعم

: فين الشريط يا حلوة !

فتحت عينيها بصدمة الى اجزاء الشريط المتفتت , ابتلعت ريقها
: راح يوصلك ان شاء الله !

: اللحين مشغول ,انتظرك عالغدا الساعة 1 !
اغلق الهاتف كالعادة بدون ان يسمع ردها

تنهدت بعمق و ضربت جبينها بقوة "انا ليش كسرته بس ! شبسوي بهالمصيبة!"
رفعت الهاتف مرة اخرى
: صباح الخير نسرين , معليش تسكري العيادة و تلغي كل مواعيدي .
اغلقت الهاتف و جمعت قطع الشريط و وضعتهم على الطاولة
هرولت ترتدي ثيابها .. و خلال اقل من ساعة كانت امام محل العم ابوسعد
دخلت المحل كالريح و نثرت بقايا الشريط امام العم ابوسعد
: بليز بليز قول لي ان هالشريط ممكن يتصلح !

تخلخلت اصابعه داخل لحيته الشقراء
: آآآآ ...... راح ياخذ وقت !

: كم يعني !

: و اللهي على حسب متى راح ألقى نفس هالموديل , مثل ما تشوفي المحل كل الاجهزة اللي بيه جديدة

: انا احتاجه قبل الساعة 1 , حياتي تعتمد عليه !
: ما تعرف احد ممكن يخدمني يا عم؟

تنهد و هز رأسه .. تناول ورقة كتب عليها عنوان زميل له , ثم ناولها لصابرين
:شوفي اسبقيني على هالعنوان , بس تزودي العمولة
غمز لها و هو يجمع القطع في جيب مريوله

بتوتر اشارت اليه
: من عينيا بس يالله بسرعة !

: معليش اتصل بأبني الاول , اسبقيني المكان مو بعيد

.
.
.

على بعد ثلاثة شوارع و دوار مركزي كان يقبع محل زميل ابوسعد الذي يكنى بأبوغسان ~
# الساعة12:44

انحنى ابو غسان لـيهمس لأبوسعد:هالشريط غالي شوي يابوسعد!

: هي قالت راح تعطيك العمولة اللي تطلبها

نظر بخبث الى ابوسعد
: موهذا القصد
:الشريط هذا غريب و ممكن يدخل علينا ارباح فوق اللي تتصوره
: ما تشوفها متعلقه فيه !

: لكن


نظر الى صابرين من خلف زجاج المعمل بخبث
:لا لكن و لا شي , انا بس راح اقطع منه كم دقيقة !
.
.
.

remas2007 22-11-14 08:08 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
السلام عليكم
كيفك صباااا .....مبدعه كالعاااده ياااعسل

هااادف ....
عسى الله ياخذك وانت المصايب كلها من تحت رااااسك ....بس قبل لااتمووت تتعذذذب مثل مااعذبت كلل اللي يقربووون لك

غيدااء ....
اتااريك فقدتي ذااكرتك ..وربااك ابو غساااان ....ومن سووووء الصدف ..انه الشريط وصل لابو غسااان ....واكيييد راح يتعرف على غيداء ...الا اذاا المرض المنتشر فيهااااا والسنين اللي مررت غيرت من شكلها ,,,,

غسااان .....
حبيت غيداء صح بس مادري ايش صاار معك في الخمس طعشر سنه اللي مررو ,,,,

نايف ....
يعني الولاعه تكوون من غيداءء معقووووله .. وانت وهي صار بينكم تقاارب في الخمس طعشر سنه اللي مروو ,,,,

صبااا ....
الله يعطيك العاافيه ....وكل العااده منتظريييينك ,,,,

حكاية امل 22-11-14 10:27 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
تسلم يدك ،البارت اكثر من رائع ، مشوق ،حماس ،،بانتظارك!!!!!

صّبا 25-11-14 04:36 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة remas2007 (المشاركة 3492408)
السلام عليكم
كيفك صباااا .....مبدعه كالعاااده ياااعسل

هااادف ....
عسى الله ياخذك وانت المصايب كلها من تحت رااااسك ....بس قبل لااتمووت تتعذذذب مثل مااعذبت كلل اللي يقربووون لك

غيدااء ....
اتااريك فقدتي ذااكرتك ..وربااك ابو غساااان ....ومن سووووء الصدف ..انه الشريط وصل لابو غسااان ....واكيييد راح يتعرف على غيداء ...الا اذاا المرض المنتشر فيهااااا والسنين اللي مررت غيرت من شكلها ,,,,

غسااان .....
حبيت غيداء صح بس مادري ايش صاار معك في الخمس طعشر سنه اللي مررو ,,,,

نايف ....
يعني الولاعه تكوون من غيداءء معقووووله .. وانت وهي صار بينكم تقاارب في الخمس طعشر سنه اللي مروو ,,,,

صبااا ....
الله يعطيك العاافيه ....وكل العااده منتظريييينك ,,,,

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
كيف حالك غاليتي ؟

مسائك سُكر اولاً كما جعلتني أتلذذ بقراءة كل حرف من ردك
اشكركِ جميلتي على دعمك المتواصل ..

و تعقيبا على ردك السابق

هادف
ما زالت هناك اسرار مخبأة ، ف ذلك الكتاب في مكتبته و زواجه من منال ثم انتزاع حضانة ابنته من منال منه بالإظافة الى شهادته زور في قضية موت ابنته اسماء ، هنالك الكثير لم يكشف حتى لو انتهينا من الماضي ف تعقيبات أفعالنا ستظهر مستقبلا اكيد .

غيداء
هنالك مقتطفات سأذكرها حول حياتها مع عائلة غسان لم اذكرها بعد ، و مع ذلك غيداء لديها كمية سذاجة لا تصدق لدرجة انها تلدغ من جحرها عشرات المرات و لا تعتبر .

زين
بطريقة ما ستكون غيداء و ستكون غيداء زين ، مع ذلك لم أتطرق لمستقبلها لانه مفاجأة الجزء القادم

عمر
فجاة اكتشف بان مثله الأعلى مركز خراب ! تصرفاته بعد أهانه والده و كسر كبريائه كيف ستكون يا ترى !

غسان
كذلك هذا الشخص لديه أوراق سرية لم اكشفها بعد ، و بما اننا عرفنا من خلال الجزء الماضي بانه الشخص الذي قالت عنه غيداء بانه أسواء من المضادات الحيوية .. كيف ستمضي حياته و حياتها بعدها ؟!

نايف
بالرغم من انه متأخر خطوة دائماً لكن يستطيع إنقاذ الموقف في النهاية ، بعد إنقاذه لغيداء هل ستتكون علاقة جديدة غيداء طرف فيها. ؟! من يدري :peace:

كل هذه التساؤلات اعتقد بانها ستحصل على جواب في الاجزاء القادمة

اشكركِ جميلتي على تعليقك الجميل
حقاً انعشتي لي يومي الرتيب ، الحمدلله
دمتي بخير جميلتي

صّبا 25-11-14 04:39 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكاية امل (المشاركة 3492422)
تسلم يدك ،البارت اكثر من رائع ، مشوق ،حماس ،،بانتظارك!!!!!

مساء الجمال
الله يسلمك
اشكركِ جميلتي على التشجيع المتواصل
س أكون هنا بعد اسبوع باذن الله بأجزاء جديدة
كوني بخير غاليتي

remas2007 27-11-14 11:01 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صّبا (المشاركة 3492961)
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
كيف حالك غاليتي ؟

مسائك سُكر اولاً كما جعلتني أتلذذ بقراءة كل حرف من ردك
اشكركِ جميلتي على دعمك المتواصل ..

و تعقيبا على ردك السابق

هادف
ما زالت هناك اسرار مخبأة ، ف ذلك الكتاب في مكتبته و زواجه من منال ثم انتزاع حضانة ابنته من منال منه بالإظافة الى شهادته زور في قضية موت ابنته اسماء ، هنالك الكثير لم يكشف حتى لو انتهينا من الماضي ف تعقيبات أفعالنا ستظهر مستقبلا اكيد .

غيداء
هنالك مقتطفات سأذكرها حول حياتها مع عائلة غسان لم اذكرها بعد ، و مع ذلك غيداء لديها كمية سذاجة لا تصدق لدرجة انها تلدغ من جحرها عشرات المرات و لا تعتبر .

زين
بطريقة ما ستكون غيداء و ستكون غيداء زين ، مع ذلك لم أتطرق لمستقبلها لانه مفاجأة الجزء القادم

عمر
فجاة اكتشف بان مثله الأعلى مركز خراب ! تصرفاته بعد أهانه والده و كسر كبريائه كيف ستكون يا ترى !

غسان
كذلك هذا الشخص لديه أوراق سرية لم اكشفها بعد ، و بما اننا عرفنا من خلال الجزء الماضي بانه الشخص الذي قالت عنه غيداء بانه أسواء من المضادات الحيوية .. كيف ستمضي حياته و حياتها بعدها ؟!

نايف
بالرغم من انه متأخر خطوة دائماً لكن يستطيع إنقاذ الموقف في النهاية ، بعد إنقاذه لغيداء هل ستتكون علاقة جديدة غيداء طرف فيها. ؟! من يدري :peace:

كل هذه التساؤلات اعتقد بانها ستحصل على جواب في الاجزاء القادمة

اشكركِ جميلتي على تعليقك الجميل
حقاً انعشتي لي يومي الرتيب ، الحمدلله
دمتي بخير جميلتي

السلام عليكم
كيفك يااعسوووله ....
هاااادف ....
من كلااامك انه لسه في مصايب غير اللي سواها ....والحمدلله انه راح ينال جزاء افعاله في النهايه

غيداااء .....
استغفر الله ..تعليقك ما طمني عليها .....هي الناقصه البنت حراااااام
يعني على المشاكل اللي فيها والمرض ....زادت عليها بالغباء والسذاجه ...شكلك راح تعورين قلبنا كثيييييير عليهاااا

زين ....
ياارب تكون قوييه وتاخذ حق غيدااء ...وتكون شخصيه غيداء اللي مفرووض تكونه غيداء الحقيقيه
يعني لما كانت زين صغيره ...راعتها غيداء واهتمت فيهاا وداافعت عنها لاخرررر نفسسس ...ياارب تكوون زين ....هي الدرع القوي اللي تاخذ حقها من كللل اللي ظلمهاا ....

غسان ونايف وعمرر ....
ياترى ايش الجديد اللي راح تكشفينه لنا وتكووون الصدمممه ....

شكراا غاليتي ,,,,,

حكاية امل 28-11-14 01:08 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
مرحبا صبوووش
بكره حيكون في بارت؟؟؟؟

صّبا 30-11-14 01:37 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مسائكم خير

كيف حالكن ريماس و حكاية
أرجو من الله ان تكن في تمام الصحة و العافية

لي تعقيب على ردك غاليتي ريماس


حكاية امل الغالية
عدة اجزاء غير محددة تدرج بين كل أسبوعين ف السبت القادم س أتمم أسبوعين منذ اخر جزء
تقسيمي للأجزاء يعتمد على مجهودي في الكتابة ف ان كتبت اكثر أدرجت اجزاء اكثر
اتمنى بان أكون عند حسن ظنكم بي للان
لقائنا يوم السبت بإذن الله


دمتم بخير

برد المشاعر 04-12-14 05:30 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته


انا قرأت أول صفحة في الروایة الصراحة روووووعة واستغرب من أنه مشجعیها قلال استمري صبا

ولي عودة بس أقرأ باقي الأجزاء




هذي أول روایة آنزل رد علیها في هالمنتدی لأنها تستحق‎ ‎وشيء ثاني لأني شفت اسم حکایة امل من مشجعیها فخمنت أنها بتکون علی دوقي




من تقدم لتقدم صبا وأیاک توقفي کتابتها مثل الکثیرات کانت روایاتهم رائعة ووقفوها


لک خالص ودي واسجل اعجابي بابداعک

سارا سوسو 04-12-14 10:52 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
صبا روايتك روعه وعن جد اسم على مسمى الاختباء في حضن الجحيم لانه الي صار ل اسماء شى فظيع كلما تصورت معانات تلك الطفله اشعر ب الالم يعتصر قلبى ربما هي روايه ولكن عندما نقراء نعش ب دور شخوصها هادف ضحيه اخرى ل ذاك الوالوزير وابنه ربما الخوف ما جعله خانع فمن شهد ماساته وهو يرى ابنته ينكل بها وهو عاجز اكيد رح يخاف يعش متل ها تجربه مره اخرى وعمر ايضا ربما هو مختلف بخنوعه وتخازله عن والد بس هو كمان اخد حيناء الى الوزير وصمت على جريمته و رضي ان يزيف حقيقة موت غيداء التى كانت شاهدشاهده على مقتل اسماء وايضا عانت كثيرا ب اعتداء غسان عليها وتشردها وتكملة الجراح عليها مرضها المزمن وابو غسان الذى كان يضربها لا اعلم ربما الموت كان الحل الوحيد ل معانتها بس نواف هل تزوجها ووضعها مع شقيقته حسناء التى تحقد عليها بسبب عمر
الحقيقه لازم اشكر اموله وبرد المشاعر الى دلوني على روايتك مع اني كنت قارئه بدايتها ب منتدى اخر فلما قرات ردت برد المشاعر قولت اكيد الروايه جميله جدا لاني اثق بذوق برد المشاعر كا كاتبه اعتز ان اقراء لها شكراا صبا بتوفيق

صّبا 06-12-14 07:10 PM

الجزء الثاني عشر
 
الجزء الثاني عشر
في مثل حالي يا صديق .. لا الموت رحمة و لا الحياة عذاب !


.
.
.


# تابع ~
# قبل يومين,الساعة 1:15 مساءاً ~



مع وشاحها الاحمر الذي تغطي به نصف شعرها , كانت وحيدة تجلس على طاولتهم المعتادة ، ترتدي ثوب زيتوني متوسط الطول - مطرز بالأحمر القاني .
كانت مبرمجة على طلب كوب بعد كوب من القهوة !
طلبت حتى الآن اربعة فناجين من القهوة خلال اقل من نصف ساعة !
و ها قد بدأ النادل بالتأفف بل وبات يضع الفنجان بقوة على الطاولة !


ألقت عليه نظرات نارية
كانت تنفخ على طلاء اظافرها , و تمضغ العلكة فارغة الفاه !
: فيييين المدير ؟! ايش الخدمة ال***** هاذي !

نظر اليها النادل بإحتقار قبل ان يرد ببرود
: المدير العام بشحمه ولحمه , أي خدمة ؟
و قبل ان ترد
اردف بضجر
: انتي عارفة ان القهوة ما عليها بقشيش و احنا يا دوب نسد ايجار هالمطعم , و دايماً تعملي بموظفيني نفس الموال و على نفس الطاولة و اعتقد بعد شوي مع نفس الشخص ! لذلك انا جاي لك بنفسي !


: و يعني؟!


تأفف و هو يشيح بوجهه
: يعني اطلبي شيء يسوى او تفضلي مشكورة


صرخت و هي تطبطب على شفاهها بتوتر
: اشش اشش , ابعد و انا اعطيك ضعف السعر , يالله روح !


حرك رأسه بـ"ما باليد حيلة !"
تجاهلها و راح يكمل عمله

.
.
.

ها قد مضت ساعة
زاد توترها "يا ترى لماذا تأخر "
ما تزال تختلس النظر الى الساعة و تارة الى الباب
و تقضم أظافرها بشراهة !
و في النهاية تنزعها بشدة و تبصقها على الارض !
لقد دمرت جمال طلاء اظافرها
لانها متوترة بشدة
لدرجة انها غير مهتمة لواجهتها الاجتماعية او الى نظرات الناس التي تحتقرها في المطعم !
.
.
اخيراً وصل الشخص المنتظر
و التفتت أنظار الناس الى ذلك الشخص الذي يسير بخط مستقيم بإتجاه تلك الفتاة القذرة التي تقضم أظافرها و تبصقها هنا و هناك
لقد كرهوا الطعام و المطعم بسببها
هل يعقل بأن ذلك الشخص الذي يبدو كشخص نبيل .. يعرف فتاة مثلها !


كان شخص ذو ملامح حادة و لكنها عادية في نفس الوقت فأنفه طويل ينتهي بغضروف متوسط الحجم ، اما عينيه فقد كانت صغيرة و حادة ، بشعر اجعد طويل مبسوط بالجل للخلف .. اما ما يميز شكله الخارجي فهو الخاتم في الأصبع الصغير على شكل مسمار ملتف حول نفسه مرتين ، و عصا برأس مدبب الحواف لها قدم من الفضة
و مع بدلة سوداء بوشاح اسود مخطط بالرمادي - طويل يغطي نصف ظهره و عنقه - مثبت بدبوس فضي تتدلى منه سبع سلاسل متفاوتة الطول


وقفت حالما رأته ، هزتها نظراته الباردة ، و مدت يديها لتصافحه ..


تجاهلها و بسط كفه امامها
: الشريط و التقرير !

ابتلعت ريقها قبل ان تهمس له بصوت متقطع
: انا ما شفت الفيديو علشان اعمل تقرير عليه

نظر اليها لبرهة ، مال برأسه و ابتسم بسخرية و هو يرتكز على عصاه
: انتي سمعتي عني اني صبور ؟!


بدأت تشعر بالحر
احمر وجهها و بدأت تبلع ريقها
: انا .. آسفة .. آآآآ .. حقك علي

: الاربعاء تكوني موجودة قبل الكل ، وراك سيناريو تسمعيه للناس !
انحنى قليلاً و نزع الظرف من يديها
استدار و غادر بهدوء


اما هي فقد شعرت بأنها تختنق بالكثير من الكلمات
حمقاء ! .. كانت في مخيلتها تعتقد بأنه سيطبع قبلة رقيقة على جبينها كما الماضي !

.
.
.


# بعد اسبوع ~


00:05

مسحت قطرات العرق من على جبينها و بدأت تتنفس بصعوبة
: ابوي مثل كل الرجال ، ضاعت منه فرص كان ممكن تغير له حياته
: لكن هو اكثر مثل الآباء ، جاته فرص افضل .. لكن اختارني انا على نفسه
.
.
.

00:15

فتحت الزر العلوي من سترتها
كانت تختنق بشدة حينها
و وجهها محتقن من اثر الدموع
: لكن انا جاتني فرصة وحدة

صمتت و ارتشفت القليل من الماء
: و ما كنت مثل كل البنات
: كنت مثل كل الغبيات ، اخترت شخص تحرك له قلبي يوم من الايام
: و خسرت ابوي !

سقط رأسها على الطاولة
انهارت كل قواها
و ارتفع صوت بكائها
لم تعد قادرة على قول المزيد
مضى الوقت و هي على نفس الوضعية

00:47
لكن بعد نصف ساعة رفعت رأسها ببطئ ، مسحت وجهها بطرف كمها
ربتت على وجهها تحاول أفاقت نفسها
انتبهت على ان الكاميرا ما زالت تعمل

تنهدت قبل ان تهمس
: انا باختصار .. كان نفسي من زمان أقابل انسان واحد يعطي بدون ما ينتظر مقابل !

انكمشت على نفسها فجأة و شدت معطفها
مالت برأسها و بلا وعي .. بدأت تهذي
: لكن انا أنغدر فيني ..
:انا بقيت وحيدة فالنهاية ..
:حتى انتي يا دكتورة صابرين ما قدرتي تنقذيني من نفسي ......

.
.
.



انتهى الفيلم و قد كان طرف الشريط يصدر صوت مزعج كناية عن نهايته !


همست بغير تصديق و هي تعتدل بجلستها
: انتهى الشريط

لم تكن منتبهة
على تقوس شفتيها و على تلك الدمعة التي سقطت من عينيها
الآن فهمت شعور نايف حينها ، حينما اراد تحطيم جهاز التشغيل !
: آآآآه
فلتت منها تلك الآه ، لأول مرة تنتبه لذلك .. لأول مرة تكتشف بأنها لم تكن تعامل زين كمريضة حقيقية
بل كشيء استغلته لتحافظ على مستقبلها !
حينها لا تعلم لماذا أوجعها قلبها
و رفعت سماعة الهاتف
لأول مرة تُريد بصدق ان تطمئن على زين و تسألها عن سبب تغيبها عن جلسة هذا الأسبوع !
" إن الجهاز المتحرك الذي طلبته مغلق........."
قطبت حاجبيها و عاودت الاتصال
لكن لا اجابة !
في داخلها تسائلت " غريبة وين ممكن تكون ، هي قالت انها ما تطلع من البيت ابداً ! "

اتصلت برقم آخر على عجلة ، و بعد ثاني رنة أجابت
: اهلا سناء ..معليش آسفة ادري ان الوقت متأخر ...
: بس حابه اطلب منك ملف تجيبيه معك بكره الصبح ضروري ...
:مريضة رقم ع34م .. تصبحي على خير .



لن تنسى هذه المرة كتابة التقرير !
اخرجت الشريط و أدخلته مرة اخرى
و على ظهر ورقة بيضاء كتبت


" المريضة ع34م ، تغيبت عن الحضور هذا الأسبوع الا انها قامت بإرسال شريط مدته ساعة واحدة .. لم تشرح سبب تغيبها , المريضة حالتها تبدو سيئة من الهالات السوداء التي تحت عينيها و مظهرها الذي يبدو غير مرتب ، المريضة ع34م لم تبتع الدواء الاسبوع الماضي لذلك فمن المتوقع ان تسوء حالتها اكثر و نشهد من خلال الشريط في آخر خمسة دقائق احدى نوباتها ، حديثها في الشريط مبهم و قد كان مقتصر على الماضي كما هو معتاد بالتحديد حول والدها الذي شكل دور العقدة في حياتها الصحية ، المريضة استهلكت الفليرازيبام مهدى جديد عليها و مدة مفعوله أطول لان حالتها الصحية بدأت تسوء في الاسبوع الماضي و قد قمت بأخذ استشارة طبيب الجراحة سامي ال.... من مستشفى جامعة ال***** احد اللذين حضروا الاجتماع الاربعاء الماضي ، المريضة ترفض الخضوع للجراحة بالاضافة الى ان زيارتها للمشفى انقطعت منذ اكثر من شهر . توقيع : د.صابرين فهد


رمت القلم بقوة على الطاولة و بدأت تجمع الاوراق " تأخر الوقت ، بكرة راح ارتب التقرير و أطبعه " هكذا حدثتها نفسها
القت نظرة خاطفة على هاتفها المحمول ( 17 مكالمة من ماما ) !
" بكرة اصبح عليها "

تركت الهاتف في غرفة الجلوس و خلدت الى فراشها





# الساعة 3:30 صباحاً ~

وصلت رسالة صوتية على جهاز صابرين

: دكتورة ...... ملف المريضة ع34م ماله اثر لا بالبيت و لا بالعيادة !


.
.
.



صّبا 06-12-14 07:22 PM

الجزء الثاني عشر
 

# في احدى مراكز الشرطة
# الساعة 4:50 مساءاً
# يوم الاربعاء


دخل الى احد قسم الشرطة بخطوات واسعة و سريعة
دلف الى حيث تصطف مكاتب المحققين عموديا
حيث يقبع كل المحققين امام اجهزة الكومبيوتر الحديثة
و يمتلئ المكان برائحة القهوة و الدخان
بتلك الوجوه المتعبة التي يبدو بأنها لم تذق طعم الراحة منذ ايام


وضع يده على كتف غسان و هو يلهث
: طمني يا غسان لقيت شيء ؟!


نظر الى نايف لبرهة
كانت مجرد ثلاث ثواني
مرت امامه كل تلك اللحظات المؤلمة منذ 15 عام
كان راضٍ عن نفسه حينها و هو يبوح بأمر يعلم بشأنه
: في استوديو فنفس منطقة الضابط عمر هادف !


شاح بوجهه الى الجهة الاخرى بضجر
ثم نظر الى غسان و ركل المكتب
: انا قلت لك الاستوديوهات القريبة من عيادة الدكتورة صابرين
: الدكتورة ال**** صابرين , مش منطقة اهل غيداء !


بتصحيح همس
: زين مش غيداء !
علت نبرة صوته ليحاول ان يوصل فكرته الى نايف
: الاستوديو راح ينهدم قريب مع المجمع
ارتشف القليل من القهوة
و أدار وجهه
كان يوضب أشيائه في كيس اسود
: قبل 15 سنة ..
صمت لبرهة و التفت الى نايف
: انا ما لقيت غيداء في الاستراحة على الشارع العام مثل ما قلت لك!


صاح هاتفه ليقطع حديثه مع غسان
" صابرين يتصل بك "
أشار بيده لغسان
: انتظر شوي



أجاب و هو يرد ببرود
: خير !
صرخ فجأة بغضب و هو يكور كفه
: هذا رابع شريط يتسرب يا حضرة الدكتورة
: هاذي اسرار شغلك اللي المفروض تحافظي عليها
: طيب و اللهي عارفه حاجه ؟ انا اقدر اطلع من هنا على المحكمة و ارفع عليك قضية !
: آلو .. آلو !


صرخ بغضب لغسان و هو يهوي بالهاتف على السيراميك
: انا طالع ، اذا سأل المدير قوله مطلوب بقضية خاصة !
تناثرت قطع الهاتف مع تلك الكلمات التي ماتت على شفاه غسان ..

.
.
.


# الساعة السادسة مساءاً
# يوم الاربعاء
# في القاعة الكبرى في الجامعة



وقفت تستعرض آخر شريط أرسلته زين
: المريضة ع34م
: اختفوا ملفاتها من عيادتي و من بيت السكرتيرة سناء ، و الغريبة انهم اختفوا من بيتي !
: كان هذا آخر شريط أرسلته لي يوم الاثنين الماضي و تخلفت عن جلستها هالاسبوع
: حاولت اتصل عليها , و الرد كالعادة مغلق !



نايف كان احد الحضور
و غيره 22 شخص
يجلس و يهز قدمه بتوتر
و يطلق نظرات نارية على صابرين
يشعر بأنه سيصعد على المسرح و يخنقها في التو و اللحظة !
يريد فقط إلقاء نظرة على الشريط
فضوله سيقتله ليعلم ما ستقوله زين هذه المرة
يعلم بأن صابرين تستفزه بتلك المقدمة الطويلة
بطريقة او بأخرى تقوم صابرين بذلك وإلا لما دعته على الاجتماع قبل بساعة فقط !


.
.
.

00:05
مسحت قطرات العرق من على جبينها و بدأت تتنفس بصعوبة
: ابوي مثل كل الرجال ، ضاعت منه فرص كان ممكن تغير له حياته
: لكن هو اكثر مثل الآباء ، جاته فرص افضل .. لكن اختارني انا على نفسه
.
.
.

00:15

فتحت الزر العلوي من سترتها
كانت تختنق بشدة حينها
و وجهها محتقن من اثر الدموع
: لكن انا جاتني فرصة وحدة

صمتت و ارتشفت القليل من الماء
: و ما كنت مثل كل البنات
: كنت مثل كل الغبيات ، اخترت شخص تحرك له قلبي يوم من الايام
: و خسرت ابوي !

سقط رأسها على الطاولة
انهارت كل قواها
و ارتفع صوت بكائها
لم تعد قادرة على قول المزيد
مضى الوقت و هي على نفس الوضعية

00:47
لكن بعد نصف ساعة رفعت رأسها ببطئ ، مسحت وجهها بطرف كمها
ربتت على وجهها تحاول أفاقت نفسها
انتبهت على ان الكاميرا ما زالت تعمل

تنهدت قبل ان تهمس
: انا باختصار .. كان نفسي من زمان أقابل انسان واحد يعطي بدون ما ينتظر مقابل !

انكمشت على نفسها فجأة و شدت معطفها
مالت برأسها و بلا وعي .. بدأت تهذي
: لكن انا أنغدر فيني ..
:انا بقيت وحيدة فالنهاية ..
:حتى انتي يا دكتورة صابرين ما قدرتي تنقذيني من نفسي ......

.
.
.

بدأ الشريط بالعمل
كانت غيداء هذه المرة بحالة سيئة اكثر
شعر و هو ينظر اليها و كأنها تودع الحياة و تودعه


انتهى الشريط و عم الصمت المكان
لم ينطق احدهم
حتى صابرين التي نظرت الى الشريط مرارا و تكرارا ظلت صامته


سمعوا وقع خطوات خلف المسرح
و من خلف الستائر يتوارى احد المحققين
من احدى الفرق الحكومية
حمل مكبر الصوت و همهم
: انتباه .. انتباه !

أشار الى آلة العرض التي تصدر صوت مزعج بسخرية
: هذا مجرد شريط ، ما يفيدني بشيء
: في اكثر من خمس قضايا تهمتهم لابسه زين بس ناقص الدليل ! خصوصا و ان الجثث تخلصت منها ..
صمت لبرهة
: و هالدليل موجود معها شخصياً !


لم يعد قادر على الصمت
حتى و ان كان السبيل الوحيد هو ان يخسر وظيفته !
كان في اوج توتره حينها من بعد الشريط ,يرتعش بالكامل .. غيداء التي في الشريط لا تعترف بأنها غيداء ! باتت تسمي نفسها زين ! يشعر بأنه سيجن !



تقدم من المسرح و رمى تقرير صابرين في وجه المحقق
: المتهم بريئ حتى تثبت ادانته !
: هالانسانة لا انت و لا القذارة اللي انت جامعهم في هالقاعة عندهم اي دليل ضدها ، و لا حتى هالشريط اللي تتمهزأ فيه !
و ببساطة أدار ظهره و سار الى باب الخروج
هكذا اهانهم ، او ربما لم يفعل لانهم مجموعة قذارة بالفعل !
لهذا السبب لم يرد احد على ما قاله
صمت الجميع امام جراءة كلماته , او بالنسبة إليهم وقاحته
ذلك المحقق المبتدأ نايف يقف في وجه اربعة محامين ، محقق حكومي و مدعي عام !
امام اثنان من اشهر الاطباء من الباطنية و الجراحة
و امام صاحبة السمعة السيئة صابرين ، امام خمسة من الضباط ، و امام قاضي من اكفئ القضاة
امام اربعة شهود و ثلاثة اشخاص جلبوا ليوافقوا المحقق الحكومي على كل ما يقوله !


.
.
.


صّبا 06-12-14 07:55 PM

الجزء الثالث عشر
 
الجزء الثالث عشر
الأمل في حياة البؤساء .. هو ان تستطيع ادخال السعادة الى قلبك بأقل جهد ممكن !


.
.
.



# بعد ثلاثة ايام - يوم السبت
# الساعة 11:30 صباحاً







كانت في المجمع التجاري
مع باقي رفيقاتها
يتسوقن من اجل الجامعة ، من اجل العام الجديد


كانت تنظر لكل زاوية من هذا المكان بشيء من التأمل
لم تبخل بالوقت بعد انتهائهن من التسوق و جلست على حافة النافورة
كانت جافة و الأتربة متراكمة فيها
القت نظرة على يدها المغطاه بالحروق
و تنهدت بعمق .. لكنها لا تعلم لماذا !


وقفت لبرهة .. و دققت النظر في باب المخزن الحديدي الذي يبدو بأنه طُلي مؤخراً بلون جديد و براق
اقشعر بدنها و هي تسير الى باب مخفي خلف المخزن - إلى الاستوديو ! و ربتت على ذراعيها لتهدأ نفسها
قفت عائدة الى المجمع لتجد رفيقاتها
بعد ان شاهدت مجموعة من العمال يخرجون من المخزن ..
و على بعد تسعة أمتار شاهدت والدتها التي يبدو بأنها تبحث عنها
صرخت و هي تلوح بيديها لوالدتها : يمه !!


اقتربت منها بشيء من القلق و التوتر
: اه اخيراً
دفعتها قليلاً و قالت مؤنبه إياها
: قلت لك من المجمع ع السيارة ما تطلعي لوحدك
: شكلي ما راح أخليك تروحي معهم مرة ثانية


تقوست شفتيها و هي تلتصق بذراعي والدتها
: يمااااه !

: بس بس ، امشي أبوك ينتظرنا ع الغدا

القت نظرة على ساعتها التي كانت تشير الى الساعة الثانية الا ربع !
: يااااه مر الوقت بسرعة ما حسيت
اخرجت هاتفها
: ويت ماما راح اقول للبنات اني راجعه معك

طوقت ذراعها و جرتها الى السيارة
: غيداء يا بنت امشي أبوك على لحم بطنه من الصبح
: ما يبغى يتغدا الا و انتي بوجهه !


أرسلت رسالة الى صديقاتها تعلمهم بأنها عائدة للمنزل
و التفتت الى والدتها و تصرفاتها الغريبة اليوم
: ايش فيه ماما ؟

لم تعد قادره على كتم الامر عنها اكثر
غطت وجهها بطرف حجابها و ابتسمت و هي تدفعها برقة
: أبوك عامل لك مفاجأة ، امشي بس

.
.
.


صرخت حالما فتحت باب المنزل
: عمووووووووووووري حبيبي !
قفزت اليه و تعلقت برقبته و هي تقبل خديه


أبعدها عنه بقسوة و دعك خده
صرخ في والدته
: انا قلت محد يقول لهالخبلة اني هنا !
: كنت مسافر اللحين و لا من درى و لا من شاف !
القى نظرة احتقار عليها
حمل حقيبته و ودعهم صوت ارتطام الباب بقوة



هز هادف راسه بلا حول و لا قوة
: ما تتوبي يا سلمى
: يعني احنا ما نشوفه الا مرة بالأسبوع لازم تزعليه !

بدأت تخلع عباءتها بهدوء
اقتربت من غيداء و بدأت تربت على ظهرها
: ما عليه يا غيداء
: تعرفيه من لما صارلك الحادث قبل 15 سنة وفقد كثير اشياء بحياته, لا تلوميه ..

كان في عينيها دموع تأبى الخروج
و احمرار انفها كان دليل على ابتسامتها الكاذبة
: معليش يمه ، هو اصلن يحبني بس يكابر!
: يالله بروح احضر دروسي !

.
.
.

هزت رأسها على طاولة الطعام
: تقول شبعانه ..

جلست بقرب زوجها و بدأت تغرف له قليل من الارز المحمص
و تضع فوقه بترتيب القليل من اللحم و السلطة باللبن الرائب

كان يقلب الارز في صحنه و هو مشغول البال
اكل القليل فقط و الآن هو يشعر بالشبع !
تنهد و حمل طبقه للمطبخ
: الحمدلله ، تسلم يمينك يأم عمر


ردت بأبتسامة باهته و هي تحمل صحنها
: الله يسلمك
ابتلعت ريقها و كأنها تحاول ابتلاع غصة تخنقها
: عنك يابوعمر
حملت طبق زوجها و راحت توضب باقي طعام الغداء في الحافظات
أشارت للعامله في نهاية الرواق لتنظف المكان

و كمحاولة لإرضاء هادف - قامت بتحضير فنجان من القهوة العربية
و معه التمرية و البسكويت الهش الذي يحبه
صعدت الى حيث مكتبه في الدور العلوي
طرقت الباب الى ان تعبت يداها
دخلت
و تعجبت من زوجها الذي يكون بنفس هذه الحالة كل اسبوع من بعد عودة غيداء من لندن
كان يجلس في مكتبه على الكرسي الهزاز و رأسه للخلف ، هكذا بلا حركة لساعات طويلة
يبدو للحظة و كأنه قطعة أثاث اثرية اخرى !


وضعت صينية القهوة امامه و فضلت الخروج
و على ظهر ورقة ملاحظة كتبت " انا آسفة "


لو لم تخرج سلمى في الوقت المناسب
لفُضح أمره بتلك الدموع التي خطت طريقها على وجهه
هكذا و منذ 15 عام لم يذق طعم الراحة
و هو يكذب على كل من في المنزل
يطمس شخصية زين هي الاخرى لتصبح شخص آخر ل15 عام !
و يعاني لوعة فراق ابنته التي لا يعلم اين هي الآن !




زين هي الأخرى طمست شخصيتها لتصبح شخص آخر ل15 عام !
سافرت و تغربت ل15 عام ، رممت ما سببته لها الحروق من ضرر
و أنهت دراستها .. و ها هي الآن تعود لأكمال الجامعة على ارض الوطن
و تعيش في كنف عائلة تظن بأنها عائلتها
حتى بالرغم من وجود القليل من الذكريات التي تمر في ذهنها كالحلم عن الملجأ!



.
.
.



# الوقت 12:45 مساءاً



اتصل على ابنه الذي لم يره منذ عدة أسابيع
يفتقده بشدة فهو الوحيد الذي بقي بلا زواج للآن
يقلقه بقاءه عازباً للآن , فـ من في مثل عمره قد تزوجوا منذ سنين
و هو ما زال يحرس ذكرياته !
يعيش على امل إيجاد الفتاة المناسبة التي ضاعت منه ذات مرة !

عاود الأتصال مرة أخرى , لكن لا إجابة !
ظل يعادو الاتصال حتى دخل احد الزبائن و انشغل معه للعصر


صاح هاتفه فجأة ليفيقه من غفوته القصيرة
نظر الى اسم المتصل "
إنه ابنه
رد بشيء من اللهفة
: آلووو ؟ الو ؟
سمع صوت انفاس ابنه السريعة و أناته التي توجع القلب و صرخ بفزع
: شفيك ؟ غسان .. غسان , شفيك يبه !
: ألو , غسان .. وينك ؟!
امتلئت عينيه بالدموع قبل ان يردف
: ما تسوى علي يا ولدي , لو يرجع بي الزمن كنت ارخصت لك الغالي و النفيس بس ترجع غسان الاولي !
وضع الهاتف على الطاولة و غطى وجهه .. راح يبكي على الحال الذي وصل له ابنه ..


اما غسان فلم يكن احسن حال عن والده
كان هو الآخر يعاني من الربو منذ الصغر
نوبات بسيطة تحدث له بين الحين و الآخر
لكن اتصال والده به يسبب له نوبات قاتله !
فهو الشخص المسؤول عن ضايعها منه !
: يبه .. ي...به ؟
بدأ ينادي على والده لكن لا رد
شعر بألم قاتل في صدره حينها –" لابد من انه يبكي الآن ! والدي المسكين , كم يعاني ! "
تناول البخاخ و استلقى على الاريكة المزدوجة في غرفة استراحة المركز
ظل على حاله لساعة تقريباً .. ثم استوى بجلسته و هب مغادراً المركز لمحل والده حاملاً معه كيس سوداء و حقيبته

.
.
.
نظر الى اللافته على باب المحل – مـغـلـق !-
لم يأبه باللافته و دفع الباب بهدوء
توقف للحظات امام طاولة الاستقبال على الجانب الايسر من المحل
كان والده يضع رأسه عليها بكل هدوء و استسلام


تقدم منه .. لف يديه حول كتف والده و طبع قبلة حنونة على رأسه
و هو يكتم دموعه
: اسف يبه , ادري اني مقصر
صمت لفتره


إلى ان رفع والده رأسه بهدوء
كان وجهه محتقن اثر الدموع
لكن تلك الابتسامة الباهته جعلت منه اقل بؤساً !
كان يتحاشى النظر الى عيني غسان
و يفرك يديه بقلة حيلة
: تشرب شاي ؟


: قهوة سادة بدون سكر !

وقف ببطئ بمساعدة غسان و هو يتكأ عليه
اوصله الى حيث المطبخ التحضيري في نهاية المحل
بدأ بصنعها بصمت
و على الجانب الآخر يتكأ غسان على الجدار و هو مغلق العينين
حاول قطع الصمت
: يبه ؟
لم يجبه .. و قد بدا عليه انه يفكر بعمق
لدرجة ان القهوة احترقت !
ابعد يد والده عن مقبض الابريق الساخن و هو يصرخ فيه
: يبه ايدك !!!


فتح صنبور الماء البارد و وضع يد والده
تناول علبة الحليب من الثلاجة و وضعها على يد والده بعدها
: خلاص يا يبه مابي قهوة , قلت لك مابي
قالها بغضب و هو يحاول منع والده الذي كان يحاول سحب يده لصنع قهوة جديدة !


اخرجه الى حيث المعمل و مدد جسده على الاريكة
: راح اساعدك بالشغل من اليوم , انا قررت أوقف تحقيق و استقيل !

حاول ان يعتدل
و وجهه تعلوه ملامح الفرح
همس
: يعني خلاص ؟ ندور لك على بنت الحلال ؟!

تنفس بعمق و هو يلقي الأغراض بالمعمل
كانت يصرخ بجنون و هو يركل الادراج بقوة !
: قلت لك لااااا , لااااا , لاا, ليش ما تفهم , ليش !
و ببساطة خرج و اغلق باب المعمل بقوة
جلس على طاولة الاستقبال في محاولة لتهدئت نفسه
استبدل اللافته على المحل بـ"مفتوح "
و جلس بإنتظار دخول أي زبون
و خلال هذا الوقت , لم يستطع منع نفسه من قراءة ملفات التحقيق مرة أخرى !

.
.
.
# بعدها بأيام ~



كانت ينظم ارشيف والده و يحاول ايجاد العمل المستعجل لتسليمه اولاً
كان ينظر الى كل الاوراق بحرص كي لا يوقع والده في مشكلة مع الزبائن
حمل الملفات من المعمل إلى حيث قسم الاستقبال بعد ان سمع صوت جرس الباب

وضع الملفات بكل ثقلها على الطاولة امامه و قبل ان يرفع رأسه ليرى من الزبون
سمع شهقة
: أنت !


رفع رأسه ليرى امامه شخص لم يتوقع رؤيته خصوصاً في مكان كهذا !
رص على اسنانه و بسخرية اجاب
: لهنا لاحقتني يا صابرين !


شعرت بأن قلبها سينفجر و هي تنظر إلى وجهه المرهق
مندهشة من وجوده في مكان كهذا
ابتلعت ريقها و هي تهمس بفزع بعد ان بانت العروق في رقبته
: اجهز الشريط علشانك .. !


امسكها من رقبتها و ثبتها على الجدار
: لما ابيك راح ادق عليك , و هالمحل تنسيه نهائياً , مفهوم


بدأت تسعل بشدة و هي تنظر إليه بترجي ليتركها
و راحت تهز رأسها مؤيدة لحديثه


افلتها بعد ثوان و هو يدفعها للباب
: برا !
: انتظري
سحب حقيبتها و نثر محتوياتها على الطاولة
اخذ ظرف بني اللون منها
: اللحين برا
قالها و هو يرمي حقيبتها في وجهها


أما هي فتراجعت للخلف بفزع
كانت مصدومة و تشعر بأن عقلها متوقف
لدرجة انها و لثلاث مرات عجزت عن تشغيل محرك سيارتها
ضاعت الكلمات منها و راحت تبكي و هي تسند رأسها على باب السيارة


.
.
.


كان يحاول التقاط انفاسه بعد خروجها
يشعر و كأنه رأى ملك الموت بدخولها
فمجرد كشف وجود علاقة بينه و بينها قد ينهي كل ما بناه تلك السنين !


نظر إلى الظرف البني بين يديه للحظة
يشعر بإنقباض في قلبه من فكرة رؤية محتوى هذا الشريط ..
و ليقضي على صوت وساوسه انطلق بإتجاه معمل والده
فتح احد الأدراج ليدخل الشريط في جهاز التشغيل ..
لكنه ..
جلس على الارض بدهشة و هو ينظر إلى ظرف بني آخر فوق الجهاز
فتح الظرف على عجل
و نظر بسرعة الى نوع الشريط , فتح الظرف البني الذي اخذه من صابرين
و قارن بين النوعين .. همس
: مستحيل ابوي تكون له يد فقضية غيداء !
ابتلع ريقه و دفع الشريط في جهاز التشغيل
كان الشريط عبارة عن 14 دقيقة !
و حالما بدأ الشريط بالدوران شاهد غيداء ..
ترتدي نفس الثياب التي كانت ترتديها في احد الاشرطة قبل ثلاثة اسابيع


.
.
.
00:01

تنفست بعمق
و حالما فتحت شفتيها لتتحدث .. تاهت الكلمات عن مسار قلبها !
لذلك صمتت لفترة و هي تنظر الى كفها البارد ..

00:06

: انا كبدي تقريباً منتهية !
ابتسمت و هي تعيد فتح الجروح القديمة و تذر الملح على الجرح
: هي اصلن متضررة من و انا عمري سنتين . كان عندي الم بالأذن و الطبيب وقتها ما قصر وصف لي مضادات حيوية ، بإختصار أقذر نوع !
.
.
.
00:11

صمتت طويلاً ، لتطرق رأسها و ينساب شعرها القصير على وجهها , كانت كمن غاب عن الوعي .. طالت فترة جلوسها على تلك الوضعية ، و مرت الدقائق من ذلك الفيلم الذي لا تتجاوز سعته مدة ساعة واحدة
أعادت رأسها للخلف .. و تنهدت بعمق قبل ان تردف بصوت مبحوح و هي تنظر الى الكوب الحديدي الصدئ امامها
: مين كان يصدق اني كبرت و انا ما اقدر افتح قارورة الماي بدون مساعدة !
ضحكت بسخرية و هي ترفع الكوب بيد مرتعشة و تهزه امام العدسة قبل ان ترتشف القليل منه بتشفي !
.
.
.
00:19

وضعت الكوب بقوة على الطاولة ، و مالت بجسدها لتضع رجل فوق الاخرى بكل أريحية
ثم اردفت ببرود و فم مرتعش ..
: انا حاولت انتحر مرتين ..
: بنفس النوع القذر بس على جرعة اكبر !

سرحت قليلاً في سقف الاستوديو و كانها تحاول التذكر . بدأت الحديث و هي تحرك يد في الهواء و تتشبث بالكرسي باليد الاخرى لألا تسقط
: المرة الاولى ما اتذكر الكمية اللي اخذتها ، بس على ما يبدو انها ما كانت كبيرة لاني ظليت عايشة بعدها !
:كانت تجربة غريبة ، ما حسيت فيها لاني خضتها بدون شعور ، لكن شعور عن شعور يفرق , شعور ان روحي كانت راح تطلع مني وقتها ما انساه ! كانت اول تجربة عبارة عن فشل في مواجهة مشاكل حياتي !
ابتسمت ابتسامة باهته و هي تتلمس ذقنها
: اما المرة الثانية كانت جرعة الموت !
: كنت متأكدة اني خلال اقل من عشر ثواني راح اقول مع السلامة للحياة
هزأت رأسها بالنفي و هي تردف
: ما كنت حزينة ، بالعكس انا كنت مرتاحة و انا اودعني !
.
.
.
00:25

ضحكت بسخرية و هي تعتدل و تنفض الغبار عن ظهرها
: بس المفاجأة اني ظليت عايشة اكثر من 15 سنة بعدها

توقفت عن نفض الغبار و مالت برأسها , سالت دمعة على خدها الأسمر
: انا كنت حزينة لاني صحيت بعد يومين بخير و ما اشكي الا من الجوع !
: كانوا احلى يومين بحياتي لاني ما حسيت بأي الم فيهم !
.
.
.
00:37

ارتعشت شفتيها .. و شعرت بأن جسدها يتنمل بأكمله
شدت عليها معطفها القطني بقوة
أغلقت عينيها بقوة
و أحكمت عض وشاحها !
بدت و كأنها ستموت في الحال !
لكنها
و ببساطة

هدأت خلال خمسة دقائق
فتحت عينيها التي تحول لونها الى الاحمر ببطئ ، و أفلتت وشاحها لتقول ساخرة
: و انا بصحتي و بعافيتي .. ما كنت مهتمه غير بأقذر الامور ! كانت حياتي صفحة من سواد ، كل شيء كان عندي بس انا ما كنت قنوعة ! كنت مثل الغني .. الاعمى ! ، ما عمري ظهرت على الناس بحقيقتي علشان ما أأذيهم او أأذيني ! كنت احاول أتخلص من حياتي بحلوها و مرها .
سالت دموعها بعد فترة من الصمت
: و لما بدت حياتي تتحسن شوي شوي ، كان الوقت فات ، و ربي اخذ مني هالنعمة .. نعمة الصحة !
.
.
.
00:44

بدأت تضغط على صدرها و تتنفس بصعوبة
: انا ما هربت علشان اخليكم تحرصوا علي أكثر ، مو علشان تدوروني .. انا هربت لاني بغيت اطويكم من حياتي و ابدأ حياة جديدة
صمتت لبرهة ثم أشارت الى الجرح الكبير على عنقها
: انا انغدر فيني ! قابلت انسان بحياتي كان أسوأ لي من كل المضادات الحيوية !
بلعت ريقها و حركت يديها امام "الكاميرا"بعشوائية , كانت تتكلم بصعوبة : بس .. بس تعبت ........

.
.
.

00:45

همست بوهن
: انا كنت اشتغل في محل ابوه لمدة شهرين
: ذقت فيهم انواع الويل ..
تنهدت بعمق و هي تعيد خصلات شعرها للخلف

: اسمه غسان
ضحكت بسخرية و ضربت على صدرها
: اعتدى علي فيوم بس انا مادري كيف رجعت و وثقت فيه !

.
.
.
00:57

كانت تتلمس الجرح على رقبتها بألم
كان تغلق عينيها بشدة و هي تتلمسه
: كذا ببساطة انا سلمته رقبتي , كنت ظالمه ابوي
: كنت اظن انه تخلى عني , و تعمد يعذبني
تنفست بعمق قبل ان تردف
: علشان كذا لما جاتني الفرصة اتخلى عن ابوي مثل ما تخلى عني .. تخليت عنه
: رفضت اشوف ابوي او اقابله .. و هربت معه هو اللي كان راح يقتلني بس علشان يحافظ على مكانته و اهله !
بصوت مبحوح اكملت و هي تتلمس الجرح مجدداً
: وعدني يحميني , و ما يخليني بيوم احس اني فقدت عيلتي ..
: بس نحرني فالنهاية , رفع السكين و ..
حركت يديها على رقبتها و كأنها ترى ما حدث يومها امامها
: و جرحني كذا
ابتسمت ابتسامة باهته
: يومها لقيت الانسان اللي يعطي بدون ما ينتظر مقابل , الانسان اللي كنت اتمناه بالضبط , بس خفت .. خفت اثق فيه .. و هربت لأني ما لقيت اللي يضمن لي انه ما راح يتخلى عني بيوم
صمتت لفترة قبل ان تردف
: لأن قلبي بدأ ينبض مرة ثانية !


.
.
.
كانت تعلو وجهه نظرة خيبة ..
اما قلبه فقد كان يخفق بشدة .. لم يستوعب ما قالته في ال14 دقيقة الاخيرة !
بجنون ضغط على زر الإعادة مرات عديدة

كان يتنفس بصعوبة بالغة
إلى ان امسك بصدره و بدأ يشهق
رمى كل ما على الطاولة
كان يبحث عن البخاخ


و على صوت ذلك الضجيج استيقظ والد غسان
همس من خلفه بفزع
: زين !! من وين جبت هالشريط يا غسان !
التفت عليه غسان بوجه فيه زرقة و كأن الحياة سلبت منه
صرخ بفزع و هو يقترب منه
: وين البخاخ !
.
.
.

حكاية امل 06-12-14 08:07 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
الحمدلله اخيييرا ،،،والله الانتظار صعب
كيفك صبووش ،،اخبارك ؟؟؟
لي انشاءالله تعليق بعد قرأتي للجزء...شكرا وتسلم يدك حبيبتي ع المجهود الرائع ...
وانا بانتظارك دائما ......

صّبا 06-12-14 08:30 PM

الجزء الرابع عشر
 
الجزء الرابع عشر
الظل .. صديق مزيف يظهر عندما اكون في الشمس و يختفي حينما يحل الظلام !






ابتسمت و كأنها آخر ابتسامة لها
كانت جميلة جداً حينها
وجهها منير بالرغم من آثار الزمن عليه
و بالرغم من التعب و المرض

بالرغم من تلك الابتسامة
كانت هنالك دمعة متعلقة على حدود عينها
كان لعينها بريق خاص

و ثيابها
كانت كاللتي هربت بها للملجأ
قبل 15 عام !

شغلت الكاميرا

00:01

جلست و امامها دفتر غلافه مصنوع من الجلد الاسود
تصفحته ببطئ
و لأكثر من عشرين دقيقة كانت تقلب الصفحات ببطئ
تلقي نظرة على كل صفحة و تقلبها .. و كأنه محفور في ذاكرتها
: هالدفتر, كان كل شيء املكه
: هو و الجثث اللي فيه
: لـ15 سنة كان مثل الصديق بالنسبة لي
: افتحه كل يوم
: واقرأه .. و كأنها اول مرة !

.
.
.
00:25

اعادت خصلات شعرها للخلف
ابتسمت ابتسامة جانبية قبل ان تهمس
: اعتبريه آخر شريط يا دكتورة
: هدية وداع يعني لك و لل22 شخص اللي مجمعتهم
ابتسمت بسخرية
: انا اعترف بكل الجرائم اللي تتهموني فيها !
: خذلك اجازة اسبوعين ياحضرة المحقق , القضية راح تتسكر قريب !

.
.
.
00:33

ساد الصمت فجأة
و ارتفع صوت الطرق على الجدار
كان المكان مليئ بالاتربة
و مع كل طرقة يتناثر التراب و يتطاير الغبار

ألقت على المكان نظرة وداع
: هالمكان راح ينهدم قريب
تنهدت بعمق
: بنفس اليوم اللي اختفيت فيه من 15 سنة !
: نفس اليوم اللي تخليت فيه عن شخصيتي و صرت زين
: وحشتيني يازين ..وحشتيني..

.
.
.

00:45

: هالمكان اللي تسبب بحرقه شخص كنت احترمه بيوم من الايام
: مع انه حرق هالمكان , و اخذ زين مني
ابتسمت بهدوء
:الا اني اشكره ..
: لأني ما كنت راح اقدر اقدم لزين حياة افضل من النعيم اللي هي عايشه فيه اللحين !


.
.
.

00:55

بدأ الغبار يملئ المكان
لدرجة انها بدأت تسعل بشدة
و الرؤية اصبحت معدومة


ومع ذلك كانت تبتسم
إلى ان امتلئت عينيها بالدموع
بدأت تضحك و تذرف الدموع
: دكتورة صابرين , نصيحة اخيرة علشان ارضي ضميري لا اكثر
: لا تثقي بشخص تلاعب فيك يوم من الايام , و سلمي لي على......


قطعت حديثها بعد ان
سقط جزء من السقف على الطاولة امامها
و انعدمت الرؤية تماماً
انتهى الشريط بدون ان يعلموا ماذا حدث سيحدث لها بعد هذا الشريط !

.
.
.


صرخ نايف من الخلف : كذب .. كذاااااابة .. ما قتلت احد .. كذابة !
ركض بإتجاه آلة العرض , صعد فوقها و راح يركلها بكل قوته
لم يستطع يومها ان يهدأه اي من الحاضرين
كان انهيار من نوع فريد ! حتى صابرين هربت من القاعة في ذلك اليوم !

اما البقية فكانوا متعجبين من ما قالته في هذا الشريط ! اذا كانت زين ماتت في الحريق , فمن تكون هي !
.
.
.

# بعد اسبوع ~


استيقظت في ذلك المساء البارد و هي تشعر بجفاف في حلقها
رفعت شالها الأسود لتغطي به اكتافها العارية
و آثار من حادثة احتراق الاستوديو في الماضي !

و بعد ثلاثة اكواب من الماء شعرت بشيء من الامتلاء
و بكثير من البرد
قررت في ذلك المساء بأن تحضر كوب من القهوة العربية
و تأخذه معها الى مكتبة والدها في الفناء الخلفي

بالرغم من ان المكان يبدو مخيف في الخلف
إلا انها شجعت نفسها و هي تتصل بصديقتها
و تطلب منها البقاء معها على الهاتف حتى تصل إلى المكتبة التي تبعد مسافة بضع مترات فقط !
همست بصوت خافت
: شسوي طيب ما جاني نوم !
: هيييياااا .. هيا , صحصحي معي !
: وش الساعة ثلاث اللحين الفجر تقريباً , كثر الله خيري قومتك للصلاة
لتطلق ضحكة طويلة على تمتمات و لعنات صديقتها المكتومة

وضعت كوب القهوة على الأرض لتفتح الباب الموصد
أخرجت مفتاح المكتبة من فم تحفة على شكل اوزة بجانب باب المدخل
و دلفت للداخل .. تفاجأت بأن المصابيح مضاءة بالاضافة الى جهاز التدفئة !
همست في داخلها " لابد من ان الفاتورة سترتفع هذا الشهر !"
ضحكت و هي تسمع صديقتها تصرخ
: نعم , نعم
: اخمدي نامي نامت عليك .. و الا بلاش ادعي , نامي اشوف
لتغلق الهاتف بسرعة و تضعه في جيبها قبل ان تنهال عليها الشتائم !

كانت مكتبة والدها فسيحة , كبيرة
الرفوف تحيط بثلاثة جدران من هذا القسم
فيها مجموعات منوعة من الكتب التي يشتريها والدها دفعة واحدة
و يقرأها دفعة واحدة حينما يشعر بالحزن !
على مدى 15 عام تم توسيع هذه المكتبة شيء فشيء من جهة واحدة فقط
فوالدها اناني جداً حينما يتعلق الامر بمكتبته و لا يتخلى عن كتبه بسهولة

اقتربت من جهاز التدفئة على يمين الباب و اغلقته
و أغلقت بعض المصابيح فهي لا تحتاج لمثل هذه الانارة التي تذهب البصر

جلست على مكتب والدها و اعادت رأسها للخلف كما يفعل والدها دائماً
دارت به .. و دارت ..
لكنها سقطت فجأة ..
حينما لمحت طيف يدخل إلى دورة المياه !
و اسقطت معها كوب القهوة الساخن
ابتلعت ريقها و هي تكبس ازرار الهاتف .. تخطأ الرقم و تكتبه مرة أخرى
دلفت الى اسفل الطاولة و الدموع تتجمع في عينيها
سمعت صراخ صديقتها من الهاتف لتقاطعها مستنجدة
: هيا .. في احد ف المكتبة .. .. في احد اقولك شفته يدخل الحمام !
صرخت بفزع فجأة حينما خرج لها وجه شخص بلثام !
و فقدت الوعي ..


استيقظت بعد عدة ساعات على صوت والدتها
كانت الشمس قد اشرقت
و هي لا تعلم كيف ستجيب والدتها
تشعر بالخمول و الكسل .. بأن جسدها لا طاقة فيه حالياً
رفعت يدها اليمنى بصعوبة و بدأت تطرق على جدران الطاولة
و بصوت مبحوح و عينين تملئها الدموع
: ي...م...ه .. يمه .. ما..مااا

اطلت والدتها بحذر إلى قطع الكوب المتناثرة
ثم إلى اسفل الطاولة و هي تشهق
: غيداااااء يمه .. شفيك
انحنت إليها لتساعدها على النهوض بدون ان تشعر بقطع الزجاج التي جرحت قدمها
خلال هذا الوقت زاد بكائها و هي ترى آثار قدم والدتها على الأرض من الدماء

جلست على عتبة الباب مع والدتها و بكت
تعالت شهقاتها شيء فشيء
ساعدتها على النهوض و سارت معها الى الباب الامامي من غرفة الجلوس .. مددت جسدها على الاريكة في غرفة الجلوس
و قبل ان تتركها والدتها
امسكت بكتفها و همست
: يمه رجولك ..

انتبهت على آثار الدماء التي تمتد على طول الممر الى الباب الخلفي
ابتسمت لتطمئنها
: ما عليه .. حصل خير , انتظريني لا تنامي


اما هي ف جلست لفترة طويلة على تلك الحالة
ظلت تفكر فيما رأته في الامس
لساعتين ظلت تتقلب و تزفر بصوت مرتفع

رن الهاتف الثابت بجانبها
مدت يديها للخلف و انتزعت السماعة
: آلو ..

صرخت صديقتها هيا بصوت مرتفع
و امطرتها بوابل من الشتائم
: وججججع فينك يا بنت ! حرقت فونك حرق
اخذت نفس عميق و راحت تصرخ مرة أخرى
: من الساعة ثلاثة و انا على هالحالة !
: ايش صار , لو يطلع مقلب من مقالبك يا بنت يا غيداء انا ممكن اخسرك

: خلصتي حكي و الا باقي شي ؟
تنهدت بعمق
: يعني اللي شفته امس كان حقيقة !
ابتلعت ريقها و هي تردف
: سبحان الله عيون هالانسان حاسه اني شايفتها من قبل !!


: فينك يا خالتي تعالي , شوفي بنتك مسخنة !
: انهبلتي ! مافي شي يا خبلة اكيد تهيؤات !


كانت تهز رأسها بالنفي و تقضم اظافرها المطلية بالزهري
: لاااااا , انا متأكدة

ضحكت بإستهزاء من الجانب الآخر قبل ان تودعها
: يمكن جني ازعجتيه بقرقرتك طوال الليل
و أغلقت الهاتف بعد ان اطلقت ضحكة طويلة


اما هي فظلت على حالها تقلب سماعة الهاتف بين يديها
فجأة وقفت و هي تنوي الذهاب الى المكتبة مرة أخرى !
لكن والدتها سدت الطريق عليها و نادتها للفطور
: يمه مالي نفس , ليش تعبتي نفسك
و على الطاولة همست و هي ترفع قطع الجبن و تحشو بها رغيف الخبز
: كم الساعة ؟!

: الساعة 11
بقلق قالتها و هي تنظر الى ساعتها
: تأخر ابوك !

: ليش وين راح ؟


: مالك دخل ..
و بغضب عاتبتها لتغير مجرى الحديث
: ايش اللي موديك للمكتبه , ما تعرفي ان ابوك ما يحب احد يروح هناك !


بتردد قالت و هي ترتشف القليل من الشاي الساخن
: تصدقيني لو قلت لك اني قريت كتاب قبل عشر سنوات مرة وحده و بعدين ما لقيته ! ماله عنوان مع الأسف .. و اليوم شفت شيء بالمكتبه


: ايش ؟
و قبل ان تجيبها كان والد غيداء قد دخل و ملامح الغضب بادية عليه
ألقى السلام و صعد للأعلى و هو يشير إلى زوجته سلمى بعينيه


تركت ما بيديها و راحت تركض بإتجاه المكتبة لتنظفها قبل ان يكتشف زوجها الامر
تتذكر جيداً بأنها قد تركت الباب مفتوح ..
و ما زاد تساؤلاتها و تعجبها هو المكان بعد ان دخلت إليه
كان نظيف للغاية ! لا بقايا كوب القهوة و لا آثار الدماء !
خرجت ببساطة و أغلقت الباب .. طمئنت نفسها بأن الخادمة هي من قامت بتوضيب المكان و تنظيفه


دلفت للداخل و صعدت للأعلى إلى حيث مكتب زوجها
طرقته عدة مرات
توقعت بأنه كالعادة منغمس في التفكير
: هاد...
تعجبت من وجود ابنها عمر في مثل هذا الوقت
الذي انطلق ليخرجها للخارج و هي يهمس بغضب
: رجال يمه .. رجال مع ابوي
رفع شالها الرمادي على رأسها و ثبته جيداً و طبع قبلة حنونة على جبهتها
ثم تغيرت نبرته فجأة
: وينها بنتك ؟!


ابتلعت ريقها و هي تهمس
: تحت جالسه تفطر .. تكفى...


لم تكمل حديثها لأنه انطلق الى الدور الأول حيث غرفة الجلوس
امسكها من ذراعها بقوة و لفها بإتجاهه
ضاعت الكلمات منه و هو ينظر إلى الخوف في عينيها
لكنه تجاهلها و هزها بعنف
: كم مرة قايل لك هالشيلة ما تنزل من على راسك في هالبيت ؟!
دفعها بقوة للخلف و صرخ فيها اكثر بعد ان تقوست شفتيها
: ليش مو رايحه للجامعة اليوم !!


بدأت بتدليك يديها و اخفضت بصرها
: طحت و تعورت .. اغمى علي و ما قدرت اروح ..


صرخ فيها اكثر و رفعها إليه
: طفلة انتي طفلة تتعوري
ألقى نظرة خاطفة على وجهها
: وين تعورتي ؟


هدأت عن الحركة بين يديه
و راحت تنظر إلى والدتها بترجي
: ما تعورت ..

دفعها للخلف مرة أخرى و رمى سترته عليها
: تغطي و انقلعي فوق ..

تساقطت دموعها و راحت تدلك ذراعها برقة
: ان شاء الله

صرخ فيها بحزم
: اللحيــــــــن !
تقدم بإتجاهها بغضب

اما هي فراحت تتراجع للخلف و تستنجد بوالدتها
: يــــمه ..
: ماما

امسك بيديها بقوة و نظر إليها عينيها مباشرة
كان حينها يتذكر اخته أسماء حينما فارقت الحياة !
نظر إليها بحنان مفاجأ و وضع يديها على وجهه
بقي على هذه الحالة اكثر من خمسة دقائق

و حالما هدأ و اتضحت له الرؤية
و بأن من امامه هي بديلة اخته غيداء , هي ليست أسماء
ابعد يديها بقوة و وقف و هو يمسك بكتفها و يضع عليها سترته
: امشي !

اما والدة غيداء التي كانت تنظر إلى الموقف بصمت
فـ اقتربت من عمر و أبعدته عنها
طوقتها بذراعيها و نهرته
: شفييييك على اختك , ايش عملت يعني !

: يمه تكفين خلاص .. ابوي طالبها فوق ..
: و بعدين انا قايل و منبه اكثر من مرة عليها ما تتمشى براحتها ف البيت بدون حجابها

اما والدته فألقت عليه نظرة تعجب
و اشارت إليها بين ذراعيها
: هذا بيتها و تمشي فيه مثل ماهي حابه مافي احد غريب ابوها و اخوانها !

صرخ بغضب و هو ينتزعها من بين ذراعي والدته
: مو اختي .. مو اختي ! .. امشي قدامي
قالها و هو يدفعها امامه


و امام باب مكتب والده , و قبل ان يهم بالدخول
التفت عليها و هو ينظر إلى القلادة في رقبتها
و بسخرية
: حتى عقدها اخذتيه !
ثبت شاله على رأسها و احكم اغلاق ازرار سترته الطويلة عليها
امسك بمعصمها يحثها على الدخول ..

اما هي فقد كانت هادئه
تعودت على نوبات الجنون هذه منذ ايامها معه في لندن
الفرق بإنها لمست حنان والدتها هنا و وجدت من يحميها من جنون عمر !
مسحت آثار الدموع على وجهها و انصاعت له
و حالما دلفت إلى مكتب والدها نظرت إلى ثلاثة رجال
احدهم كبير في السن و خلفه يقف شاب و رجل متوسط العمر ينظر اليها بتأني و نظرة انبهار تعلو وجهه

خبئها عمر خلف ظهره و هو يلقي نظرات نارية على الرجال
: هاذي هي يبه !
سألها من خلفه بشيء من الغضب
: قد شفتي هالرجال من قبل ؟!

هزت رأسها بالنفي من خلف عمر و همست بـ"لا" في اذنه
لكن حينما دققت النظر عرفت الرجل متوسط العمر ذلك الذي كان يفتعل المشاكل معها في الثانوية , معلم الرياضيات !

ربت العجوز على كف ابنه الشاب
: احنا كنا جيران ولدكم عمر في لندن !
: و ولدنا مثل ما تشوف متخرج من كلية الطب و ألف من تتمناه .. لكن هو عارف اخلاقكم يابوعمر و احنا جايين نطلب ايد بنتكم لولدنا و حاضرين باللي تامر فيه


لم يعلم عمر سبب استدعاءه من عمله في مثل هذا اليوم سوى الآن
بغيرة امسك بمعصمها و اخرجها للخارج و هو يغطيها بظهره " على غرفتك !"
اغلق الباب جيداً و هو يقترب من والده
: يبه ابيك شوي !
قالها و هو يلقي نظرات نارية على الرجال

: ما من غريب يا عمر ..

اقترب من اذن والده و همس
: خلينا طيبين ..
و خرج بدون ان يأبه بهم


بعد دقيقتين خرج والده و هو يتكأ على عصاه
و بصوت مكتوم و عينين تشع شرر
: فضحتنا مع الرجال !


نظر إلى والده ببرود و ابتسم ابتسامة باهته
: لا يكون صدقت ان هالبنت بنتك!
و اردف قبل ان يقاطعه والده
: هالبنت انا ربيتها , 15 سنة و انا متحمل و ساكت !
: و تجي انت عالجاهز تزوجها ! مين اعطاك الحق !


اما والده فنظر إليه بصدمه و صمت لفترة
تنفس بعمق بعدها و هو يتذكر ذلك اليوم الذي حمّل عمر فيه مسؤولية اخواته و ابناءهن ان خالف امره
: و مو معقولة تقطع رزقها , هالرجال ما...

قاطع والده بحزم
: ارفضهم يبه طالما انا ماسك نفسي و الا اطردهم !
: و هالبنت انا حر فيها , اقتلها احرقها .. المهم ان حياتك ماشيه صح بعد ما دمرت حياتي !
و غادر تاركاً والده في صدمة أخرى .. فهي المرة الأولى التي يعصيه فيها و يرفع صوته !

اما هي فكتمت شهقاتها من خلف ستائر الشرفة ..

.
.
.

في مكان آخر بقرب منطقة هادف ~




نظر إلى الضابط بتعجب
: كيف يعني استقال !

: استقال قبل فترة ! ليش ما قالك ؟

شعر بغصة تخنقه حينها
و هو يتذكر اليوم الذي اخذ فيه غيداء
و اليوم الذي هربت فيه غيداء منه .. بعد ان تعرف على هويتها ! و بعد ان اصبحت جزء من روحه !
تعاهد مع غسان بأنهم سيجدونها مهما كلف الأمر , ذلك اليوم الذي عاهد نفسه فيه بأنه لن يسلك طريق الآثام مرة ..


اليوم هو الأربعاء , اليوم الذي يجتمعون فيه لمناقشة حالة غيداء
وقف و هو يشعر بعدم الرغبة في الذهاب إلى اجتماع اليوم بخصوص قضية زين و التي هي غيداء في الحقيقة
او غيداء الحقيقية كما يؤمن قلبه بها
سار ثملاً بالحزن مترنحاً إلى سيارته
جلس على كرسي السائق و أعاد رأسه للخلف
فكر ملياً بكل تلك السنين التي قضاها و هو يبحث في قضيتها التي و اخيراً .. تلبستها و ثبتت التهمة عليها بإعترافها شخصياً
بات يسأل نفسه كل يوم , لماذا اعترفي بقضايا لم تقترفيها يا غيداء لماذا ؟!
تنفس بعمق و هو يحاول تشجيع نفسه للذهاب إلى الاجتماع اليوم
فغداً محاكمتها الغيابية !

دلف إلى القاعة متأخر عشرة دقائق
جلس في الخلف منعزل عنهم و عن عقولهم التي لا تلائم مستواه الفكري أو الإنساني !
كانوا يحاولون تشغيل الشريط الذي ارسلته غيداء هذا الأسبوع .. يبدو بأنها لم تمت بعد !
هكذا طمئن قلبه و هدأ من روعه و هو ينتظر ان تصدر تلك الآلة صوتها المزعج


اخيراً اغلقوا المصابيح و انعكس محتوى الشريط على اللوحة البيضاء
تعجبوا للحظة حينما بدا الشريط بظلام حالك , التصوير كان ليلي
و الإضاءة شبه معدومة !
صرخ احدهم من القاعة بفزع .. حينما شاهد الشخص الذي في الشريط يقف امام قبر
: هاذي مقبرة !

.
.
.
00:17
أشار إلى احد القبور
: هذا قبر أسماء هادف آل .....
: ماتت قبل اكثر من 25 سنة
: قتلها زايد محمد آل.....
أشار الشخص إلى كتاب في يده و سلط عليه الضوء
: جثة أسماء هادف , كان عمرها وقتها 11 سنة

وضع الكاميرا ارضاً
و جلس بقرب القبر
و راح يقرأ من الكتاب في يده
: أسماء حصلت على 108 كدمة في جسدها , و على 33 جرح , بالاظافة لكسر في الجمجمة تسبب بنزيف حاد أدى إلى موتها , تم تشخيص وفاتها على انها حادثة سيارة غير متعمدة ! الذي ادلى بهذه الشهادة والد الفتاة " هادف آل...."
طغت نبرة الحزن على صوت الشخص في الفيلم
لذلك صمت لفترة طويلة
.
.
.
00:31

كانت شهقات هذا الشخص تتعالى و تمنعه حتى من متابعة الحديث
: أسماء تم قتلها بسبب علاقة غير شرعية بين اخت زايد محمد و بين هادف آل....
: و تم عقد قران كلاً من هادف آل.... و منال محمد اخت زايد بالسر للتكتم على الفضيحة التي حدثت بعد ان حملت
: و ماتت في شقتها و هادف اثر نزيف داخلي .. مشخص الحالة الدكتور سامي آل.... طبيب عائلة زايد محمد !
تعالت شهقاته و توقف الفيلم لتسع دقائق ..
كان المكان مظلم إلا ان الضوء المسلط على الكتاب كان واضح
.
.
.
00:53

تنفس بعمق و تابع الحديث
: يذكر بأن لمنال محمد ابنة من هادف بعلاقة غير شرعية تم انتزاع حضانتها من هادف بعد موت منال , و هذا عقد تنازله عن ابنته
شد على اسنانه لتصدر صرير مزعج
: الذي وقعه بدمه يومها !

.
.
.
00:58

: الشريط تم تصويره في يوم ** في عام ****

.
.
.

كانت افواههم مفتوحة و هم ينظرون إلى المأساة التي عاشها الضابط هادف
صرخ احدهم
: التصوير تم من 17 سنة ! قبل ما تختفي زين كما يزعمون و غيداء كما يعرفها نايف !

كانت صابرين هي الأخرى غير قادرة على التفسير للحضور سبب وجود مثل هذا الشريط لديها !
و لا حتى غسان الذي لم يستطع مشاهدة الشريط قبل ان يسمح لصابرين بعرضه !

أما نايف فكانت ملامحه مبهمة
لم يعلم هل يفرح لتبرئت غيداء من احدى التهم التي ألصقت بها
أم يختنق حزناً لأنه لا يعلم هل ما زالت على قيد الحياة بعد ذلك الشريط أم رحلت قبل ان يخبرها بإحساسه الحقيقي .. بأنه حقيقي و البقية مزيفين !
.
.
.


صّبا 06-12-14 08:49 PM

مسائكم معطر بذكر الرحمن
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مسائكم خير بإذن الله ~

اشكركم جميعاً ريماس , حكاية امل , برد المشاعر و سارا
لي تعقيب على تعليقاتكم الجميلة بإذن الله
اسعدكم الله مثلما اسعدتموني بهذه الكلمات الجميلة غالياتي سارا و برد المشاعر
اعذروني ان بدا مني اي تقصير غالياتي ..


دمتم بخير

سارا سوسو 06-12-14 09:15 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
غيداء او زين هل عرفت انها منها ابنتهم الحقيقه شكله عمر واقع بحبها واش مصير غيداء الحقيقه بعد تبرئتها
الفصل جميل جدا الله يعطيكي العافيه

برد المشاعر 07-12-14 02:03 AM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
یا ویلي منکم شکل الروایة تجنن بس مشغولة مع روایتي اول ما تخلص لي رجعة بعد القراءة

یعني اکتملت بوجود سوسو وبتکون ملیون بالمیة رااااائعة

اعذریني صبا لأني للأن ما کملت روایتک وفهمت اکثر

لي رجعة قریییییییبا

وعاذرتک حبیبتي خدي وقتک


ههههه افکر اقرأ آخر بارت هوا الأول


کله بسبب الحماس



تحیة لسوسو ولکلماتها الرائعة ولأمولة أکید بتدخل بسرعة عشان تعلق عالبارت

حكاية امل 07-12-14 08:16 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
رائعه انتي صبووش ،،،رائعه وروايتكي اروع ،،،لا اعلم ماذا اقول سوى انني سانتظرركي بفارغ الصبر لتنزيل الجزء الاقادم ،،،
ما زال الغموض يلف الروايه ،،،والاحداث مبهمه بشكل ما لدي ،،،الا انني متحمسه ومتشوقه الاكمالها...
دمتي بود عزيزتي بانتظارك ،،....😍😍😍

برد المشاعر 07-12-14 09:10 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
وین ابنة هادف من أخت الوزیر وایش دورها في الروایة یمکن تکون زین

الیوم ما ارتحت إلا وانا مخلصة الأجزاء کلهم


صبااااا الله یخلیک لا تقتلي غیداء في النهایة مسکینة هالبنت شافت المر في حیاتها


عندي سؤال الفترة إلي عرفت فیها غیداء نایف بتذکریها أو لا

صّبا 11-12-14 09:38 AM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارا سوسو (المشاركة 3495277)
غيداء او زين هل عرفت انها منها ابنتهم الحقيقه شكله عمر واقع بحبها واش مصير غيداء الحقيقه بعد تبرئتها
الفصل جميل جدا الله يعطيكي العافيه

صباح الخير
اشكركِ على تعليقك الجميل
و طبعاً لن اجيب بشكل واضح لألا تفسد احداث الجزء التالي :ekS05142:

غيداء المزيفة - زين
تعيش حالة و حياة غيداء المستقبلية التي فلتت منها غيداء الحقيقية ، ف ها هي في صراع مع عمر الذي تحبه ك اخ حقيقي لها ، لكن ماذا يخبئ عمر ؟!!

غيداء الحقيقية
وداع من نوع فريد ف هي و لآخر لحظة لم تحصل على ما تُريد بل و لم تنصف ايضاً و أصبحت متهمة ! للان لم اذكر كيف أصبحت متهمة ، و حكاية تلك القضايا التي لفقت لها .. حقيقة للان لم يبدأ جزء التشويق من الرواية

كوني بخير غاليتي

صّبا 11-12-14 10:42 AM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكاية امل (المشاركة 3495260)
الحمدلله اخيييرا ،،،والله الانتظار صعب
كيفك صبووش ،،اخبارك ؟؟؟
لي انشاءالله تعليق بعد قرأتي للجزء...شكرا وتسلم يدك حبيبتي ع المجهود الرائع ...
وانا بانتظارك دائما ......

صباح الخير

الحمدلله ، كيف حالك انتي ؟ اسال الله بان تكوني في تمام الصحة و العافية
ماذا ستفعلين ان علمتي بأنني على باب الاختبارات النهائية لمواد التخصص و بأنني س أتغيب لفترة
لكنني لن أتغيب هكذا فقط ، بالتأكيد س ادرج الاجزاء التي يتوجب علي عرضها لكم في ذلك الأسبوعين مع الاجزاء القادمة بعد اسبوع لن يكون هنالك تخلف في ادراج الاجزاء ان شاء الله
و انا فخورة بقارئه مثلك جميلتي
دمتي بخير غاليتي

صّبا 11-12-14 11:01 AM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة برد المشاعر (المشاركة 3495323)
يا ويلي منکم شکل الرواية تجنن بس مشغولة مع روايتي اول ما تخلص لي رجعة بعد القراءة

يعني اکتملت بوجود سوسو وبتکون مليون بالمية رااااائعة

اعذريني صبا لأني للأن ما کملت روايتک وفهمت اکثر

لي رجعة قريييييييبا

وعاذرتک حبيبتي خدي وقتک


ههههه افکر اقرأ آخر بارت هوا الأول


کله بسبب الحماس



تحية لسوسو ولکلماتها الرائعة ولأمولة أکيد بتدخل بسرعة عشان تعلق عالبارت

صباحك خير باذن الله
أسعدني تعليقك جداً :ekS05142:


غيداء -
هي الان ذات مصير مجهول ، كما كانت دائماً تختبئ في حضن الجحيم و تظن بانها ستنجو
لكن جحيم عن جحيم يفرق ! ف جحيمها في الجزء الماضي بدا و كأنه حقيقة
للان لدينا قضايا كثيرة اشتبهوا فيها غيداء ، و السبب !! مجهول حتى الان سيكون الامر ممتعا لو اننا تطرقنا لكل القضايا و لكن وقتها القصة ستفقد جوهرها و كذلك محاكمتها الغيبية في الجزء القادم !
و لدينا ايضاً حياتها مع نايف لم تذكر بعد ، حياة زين مع عمر في لندن و ما بعد التشافي من التشوهات
لدينا ابنة هادف المجهولة ، و لماذا الوزير و ابنه حقدوا لهذه الدرجة على هذه العائلة و نايف ، عموما سندخل في حياة الوزير قبل ان يصبح وزير و بعد
التشويق لم يبدأ بعد كما قلت ، لكنني عرضت بداية النهاية لتستوعبوا باقي الأحداث التي سنشهدها في الرواية باذن الله

الرواية طويلة نوعا ما و هي أطول الروايات في السلسلة حتى الان من ناحية الفكرة و الأحداث و الاجزاء

دمتي بخير جميلتي

برد المشاعر 11-12-14 10:51 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
طیب الحمد لله المهم الجزء الرومنسي من الروایة ما راح هههه

فکرتها قربت تنتهي

بس لیش صبا التنزیل کل سبت والله بدأت انسی الأحداث

اتمنی لک التوفیق في دراستک وتتکرمي علینا بجزء کل یوم



ههههه لو تسمعني امولة تدبحني


منتظرة الآجزاء اقادمة

صّبا 12-12-14 03:13 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة برد المشاعر (المشاركة 3496394)
طيب الحمد لله المهم الجزء الرومنسي من الرواية ما راح هههه

فکرتها قربت تنتهي

بس ليش صبا التنزيل کل سبت والله بدأت انسي الأحداث

اتمني لک التوفيق في دراستک وتتکرمي علينا بجزء کل يوم



ههههه لو تسمعني امولة تدبحني


منتظرة الآجزاء اقادمة

مساء الورد
ههههههه انا اكره كتابة جزء الرومانسية حقيقة لذلك أجلته قليلاً، و لنفس السبب لم أتطرق كثيراً الى علاقة غسان و غيداء
ما زالت الرواية قيد التطوير و الاجزاء قابلة للتمديد او العكس
و كذلك انا اعمل على رواية الموت الأصغر( النوم ) و صوفين مختلفين ل أتيح لكم بعد الانتهاء من الاختباء في حضن الجحيم فرصة القرار أيهم ستكون التالية و كذلك وقتها يسهل ادراج الاجزاء أسبوعيا او يومياً ان رغبتم :ekS05142:

حاليا سيكون من الصعب جداً ان اجعل الاجزاء أسبوعية لانني على ابواب الاختبارات
التنزيل كل سبت بناء على رغبة الغالية حكاية امل ، ان كانت حكاية امل لا تمانع نستطيع تغيير يوم ادراج الاجزاء
يوميا كذلك ستكون اصعب ، فدمج الاجزاء يحدث مباشرة في المنتدى لا أكون قد قررت مسبقاً ماذا سيحدث بل يكون القرار في نفس اليوم ، و لكن الاقتراح قابل للتطبيق بعد الاختبارات بإذن الله س أتفرغ للرواية كليا
آمين جميلتي اشكركِ على الدعوة الصادقة

بإذن الله س أكون هنا قريباً
دمتي بخير

حكاية امل 17-12-14 06:03 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
هههههههههههه
تستاهلي ميشو ،،،جربي شعورنا كقراء هههههههه
كيفك صبوووش ،،،! ،،،عزيزتي نحن بانتظاااارك دائما ...

حكاية امل 17-12-14 06:05 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
عزيزتي صبوش ،،،لا يهم اي يوم لتنزيل البااارت ،،لكني اتوافق مع ميشو ،،،لزياده ايام التنزيل ،،،انشاءلله بعد ما تنهي امتحاناتك ،،،خذي راحتك ...

صّبا 20-12-14 02:59 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكاية امل (المشاركة 3497491)
عزيزتي صبوش ،،،لا يهم اي يوم لتنزيل البااارت ،،لكني اتوافق مع ميشو ،،،لزياده ايام التنزيل ،،،انشاءلله بعد ما تنهي امتحاناتك ،،،خذي راحتك ...

الحمدلله كيف حالك انتي ؟
باذن الله غاليتي س أتفرغ لها بعد الاختبارات ، و حتى ذلك الحين ستكون مواعيد التنزيل كما هي ف اعذروني


س أكون هنا اليوم لإدراج الاجزاء بإذن الله

صّبا 21-12-14 10:04 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
قبل كل شيء حقاً آسفة على التأخير فقد طرأ لي ظرف سبب كل هذا التأخير ,

اعزائي القراء مواعيد تنزيل الاجزاء ستكون كـ التالي
الجمعة القادمة بتاريخ 26\12 , و 2\1 جزئين جزئين
بعدها سـ اتوقف لأسبوعين و سنتفق على التقسيم الجديد بإذن الله
اتمنى لكم قراءة ممتعة ~

صّبا 21-12-14 10:14 PM

الجزء الخامس عشر
 

الجزء الخامس عشر
لا يعود الغائب كاملاً .. لسببين : إما اننا تغيرنا , او انه عاد مثقلاً بالآمال !


.
.
.
ها قد تم تبرأت غيداء من احدى القضايا ..
مدد ذراعيه قبل ان يقف و يحرك شعره بكل توتر
كانت الأنظار عليه , و على ردت الفعل التي قد يبديها
لكن صمته .. هو الشيء الوحيد الذي لم يتوقعوه !


ادار ظهره مغادراً القاعة بدون ان ينبس بحرف !
ألن يشمت بهم ! هكذا كانوا يتسائلون في داخلهم
هل الامر بهذه البساطة فقط ! ألن يلقنهم درسا لأنهم آذوه في الاجتماعات السابقة و آذو من يحب !
كانوا ينظرون للخلف جميعهم , يخيل لهم طيفه المغادر
و أفكارهم المشوشه جعلت منهم اضحوكة امامه اليوم .. هل حقاً غيداء بريئة !
من تهمة قتل اختها !
هل ظلموها حقاً
كانوا يتسائلون بين انفسهم لفترة ..


اما هو فقد كان يسير و الدموع تترقرق في عينيه
يعلم جيداً بأنهم هناك في القاعة يكوون بنفس النار التي كان يكوى منها !
غداً محاكمتها ! محاكمتها الغيبية .. و التي سيحضرها و يتلقى التهمة كـ رصاصة في قلبه ..
اخرج سيجارة .. لربما تساعده في تخفيف وجع قلبه !
جلس على الرصيف و اخرج الولاعة من جيبه .. تلك الذكرى التي جعلته يدمن التدخين عوضاً عن تركه !
قرأ العبارة المنقوشة على الولاعة " لا تخنقني حبيبي !" .. بقي يتأملها لفترة
قبل ان يرميها بكل قوته على الجدار امامه
و يصرخ و كأن روحه تغادر جسده
كان يخاطب نفسه قبل رميها " لو كنتي خايفة علي .. ما غبتي ! ما هجرتيني ! "


لكن لم تمر سوى ثوان حتى بصق السيجارة من فمه و انطلق ليلتقط الولاعة
كان يحملها بحرص و تأنيب ضمير , يزفر عليها و يمسحها بكم قميصه
مسحها إلى ان سقطت دمعته عليها ..
يشعر بأنه مجرد رجل مهزوز .. مكسور .. و وحيد
كانت كل ما يملك و يرى في هذه الحياة .. و بذهابها و كأن حياته سلبت منه !

.
.
.




و من جانب آخر
كان غسان
الرجل الاحمق الذي خسر شخص ظن للحظة بأن غيابه لن يشكل فارق !
الشخص الذي من اجل الحفاظ على حياته .. قدمه قربان !
و اليوم من اجلها .. مستعد لـ تقديم حياته قربان !



كان وجهه باهت اللون و كأن الحياة سُلبت منه
ينظر إلى الشريط الذي راح يعيد تشغيله مرة تلو الأخرى ..
اخبره والده بأنه فكر بإقتطاع جزء من الشريط ليبتز صابرين به في حال عادت مرة اخرى .. لكنه نسى امره مع مرور الوقت

00:45

همست بوهن
: انا كنت اشتغل في محل ابوه لمدة شهرين
: ذقت فيهم انواع الويل ..
تنهدت بعمق و هي تعيد خصلات شعرها للخلف

: اسمه غسان
ضحكت بسخرية و ضربت على صدرها
: اعتدى علي فيوم بس انا مادري كيف رجعت و وثقت فيه !

.
.
.
00:57

كانت تتلمس الجرح على رقبتها بألم
كان تغلق عينيها بشدة و هي تتلمسه
: كذا ببساطة انا سلمته رقبتي , كنت ظالمه ابوي
: كنت اظن انه تخلى عني , و تعمد يعذبني
تنفست بعمق قبل ان تردف
: علشان كذا لما جاتني الفرصة اتخلى عن ابوي مثل ما تخلى عني .. تخليت عنه
: رفضت اشوف ابوي او اقابله .. و هربت معه هو اللي كان راح يقتلني بس علشان يحافظ على مكانته و اهله !
بصوت مبحوح اكملت و هي تتلمس الجرح مجدداً
: وعدني يحميني , و ما يخليني بيوم احس اني فقدت عيلتي ..
: بس نحرني فالنهاية , رفع السكين و ..
حركت يديها على رقبتها و كأنها ترى ما حدث يومها امامها
: و جرحني كذا
ابتسمت ابتسامة باهته
: يومها لقيت الانسان اللي يعطي بدون ما ينتظر مقابل , الانسان اللي كنت اتمناه بالضبط , بس خفت .. خفت اثق فيه .. و هربت لأني ما لقيت اللي يضمن لي انه ما راح يتخلى عني بيوم
صمتت لفترة قبل ان تردف
: لأن قلبي بدأ ينبض مرة ثانية !



كان يكرره و العبارة الأخيرة تدور في ذهنه
يرفض التصديق حتى لو على سبيل الخيال
" قلبها بدأ ينبض مرة أخرى ! "
" هل احبت شخص غيري ! "
" ألا يمكن ان تغفر غلطتي ! لم اقصد قتلها يومها .. كان يجب علي فعل ذلك و الا خسرت حياة ابي .. و حياتي !!"
" يالها من لئيمة .. نسيت ما فعلته من اجلها !"



كان يحاول تبرير غلطته بأي سبب ذريع كان
كان يحاول تشويهها في عقله
إلا ان الحقيقة دائماً ما كانت تأتي عكس توقعاته
فـ اتصال نايف قبل عدة دقائق كان بمثابة الصدمة
القضية الأكثر بشاعة و التي حضرها بنفسه
الجريمة التي قام فيها ابن الوزير بقتل ابنة هادف .. أسماء اخت غيداء
تم تبرأت غيداء " او زين كما يعرفونها " منها بعد ان اكتشف بأنها توفيت قبل وقت طويل من ولادتها " ولادة زين الحقيقية " !

.
.
.




اليوم : الأسوأ في حياته على الاطلاق بعد الاعتداء على اخته حسناء
الوقت : الذي سيتلقى فيه حكم اعدامها الغيبي !


كان يجلس في مقدمة القاعة
ينظر الى جميع الوجوه البشعة الحاضرة
الأعداء و الأصدقاء هنا
جميعهم متشابهون !
جميعهم ألتقوا بها .. و لم يفهمومها مثلما فهمها
كان مقتنع بأنه الأقرب لها
بأنه من يستحقها
و بأنها المقدره له !


صوت أنفاسه كان مرتفع .. و كأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة
يزفر بشدة و يتنهد
هكذا ظل إلى ان دخل القاضي و اعلن عن بدأ المحاكمة
و وقف المدعي العام لـ يدلي بما لديه
كان يبدو بأنه ليس منهم ! اتباع الوزير و الشخص الآخر الذي يحاول إيقاعها بكل تلك الجرائم
كانت الأدلة جميعها واضحة و بين يديه
سبعة عشر شريط من أماكن متفرقة تظهر غيداء في نفس المكان لحظة وقوع تلك الجرائم !


كان يبتلع ريقه مع كل كلمة ينطقها القاضي
لكنه شعر بأن قلبه توقف تماماً عند اللحظة التي دخل فيها الشاهد على قضيتها !
لأن ذلك الشاهد لم يكن سوى .. هادف ! والدها !


كان المدعي العام يسأله و هو يجيب بكل ثقة
لم يكن في عينيه أي تردد
أي ندم او خوف
هكذا كان يراه نايف في كرسي الشاهد
مجرد رجل وضيع !

وقف و ادار ظهره .. كان يسير و هو يستمع إلى احد الأسئلة التي يطرحها المدعي العام
" هل رأيتها تدخل إلى هناك بوضوح ؟ "
" نـــعـــم "
و يبتسم بكل سخرية
فـ هادف قضى حياته يبحث عنها و يحاول التكفير عن ذنبه
و الآن يوصلها بنفسه إلى حبل المشنقة بدون ان يعلم بأنها ابنته !
.
.
.



خرج و لم ينتبه على الرجل الذي صدم كتفه امام باب القاعة
سار فقط مترنحاً .. متشبعاً من التفاهات التي بات يسمعها مؤخراً
خرج بدون ان يأبه بالحكم , فـ في مثل هذه الجرائم التي تشتبه بها , يكون الإعدام هو الحكم الأول دائما ً!


اتصل بـ زميله عله يكون قد حصل على معلومة حول مكانها
: هلا فهد
: لا ما خلصت , المهم
: لقيت أي شيء عن موضوعنا ؟!
: ما عليش اطلب الملفات مرة ثانية و اياك تغلق التحقيق
: اعتبرها آخر خدمة ..
: كيف يعني غسان هو اللي طلب اغلاق التحقيق ! بأي حق !
: و كيف نفذت أوامره بكل بساطة .. غسان قدم استقالته يا فهد !!
: انا جاي اللحين
.
.
.


لم تمضي سوى نصف ساعة في الطريق إلى المركز
كان و ما زال يجهل سبب تصرفات غسان الغريبة

دخل المركز و علامات التعب بادية على وجهه
ألقى السلام
و انطلق الى الصف الثالث حيث فريقهم
كانوا خمسة اشخاص و باتوا أربعة بعد استقالة غسان
نايف , فهد , فيصل و ثامر
لم يكن حالهم جيد ايضاً فهم يمسكون بأحدى القضايا التي تشتبه فيها غيداء
اكواب القهوة الفارغة كثيرة لدرجة ان كثير منها متساقط على الأرض
الهالات السوداء تحت اعينهم , فروة رأسهم باتت دهنية و وجوههم أصبحت شاحبة
و كم كان من صعب على نايف ان يعرض التقرير و يتهم فيه ثلاثة اشخاص غيداء منهم قبل عدة أيام

ابتسم ابتسامة باهته قبل ان يخبرهم بأن يغادروا اليوم باكراً و سيحل محلهم
سهر طوال الليل على ملفات القضية التي استهدفت فيها امرأة ثلاثينية
يقال بأنها كانت تنتظر الحمل منذ تسع سنين مضت , منذ زواجها برجل يكبرها بـ 40 عام
الغريب في القضية هي انها حملت بعد ثمانية اشهر من وفاة زوجها !
و قبل وفاتها بستة اشهر كانت تعيش حياة سعيدة في منزلها الريفي الذي ورثته من زوجها العجوز
وفق ما قالته جاراتها هناك
انها كانت تستيقظ باكراً في الخامسة و تتمشى إلى ان تشرق الشمس
تعود و تطعم الدجاج في الباحة الخلفية و تقضي باقي اليوم في الخبز و الحياكة
في أحيان أخرى كانت تحضر القمح النيئ و تذهب إلى المطحنة بنفسها
و تجلب مؤن البيت بنفسها

قضت الثلاثة اشهر الأخيرة من الحمل في مستشفى قريب من منزلها بعد ان حاولت الانتحار للمرة الثانية!
مشفى للمرضى النفسيين !
تم تخصيص غرفة لها نظراً لكونها امراة حامل
قضت اول ثلاثة أيام نائمة , تعيش على المغذيات
و بعد استيقاظها كانت تتصرف بغرابة
تضحك فجأة بدون سبب
و تتحدث مع نفسها !
تستيقظ في الليل
و تقضي نصف النهار نائمة
و في بعض الأحيان تظل تتلمس الأشياء بغرابة و تنظر لكل من حولها بدهشة و كأنها عادت إلى طبيعتها
إلى انها سرعان ما تعود إلى حالة من الجنون بعدها و تحاول الانتحار

وجدت مقتولة في غرفة مشتركة مع مريضة أخرى , و لم يستطيعوا انقاذ الجنين
المريضة الأخرى غادرت في نفس يوم مقتلها
و لم تكن سوى غيداء !

تم الاشتباه بثلاثة اشخاص : الرجل الذي يزورها بين الحين و الآخر
غيداء
و الطبيبة المسؤولة صابرين !

.
.
.
ابتسم بسخرية حالما قرأ اسم صابرين بين أسماء المشتبه بهم !
اخرج من ملف القضية شريط تسجيل استجواب للرجل الذي كان يزور تلك المرأة بين الحين و الآخر
"
كان الرجل في متوسط العمر
لا توجد صلة بينه و بين هذه المرأة سوى انه صديق زوجها الراحل
ابتدأ الشريط على لحظة دخوله الغرفة
كان يرتدي معطف قطني طويل مبطن بالصوف
طويل القامة و وجهه عبارة عن لوحة من الخدوش !

جلس امام المحقق فيصل بكل هدوء
إلى انه كان يهز قدمه بسرعة
و يشد على يده بكل قوة ربما ليوقف الرجفان الذي ينتابه في لحظات التوتر
و حالما بدأ المحقق بالسؤال
: شو صلة القرابة بينك و بين جمانة بنت عمر بن .... آل...

اعتدل بجلسته قبل ان يجيب و هو يبتلع ريقه
: صديق زوجها الله يرحمه , وصاني عليها قبل ما يموت لأن ما عندها قرايب !

بدأ المحقق بالسؤال الثاني بعد ان كتب ملاحظات في دفتره
: كم مدة زيارتك لها و شو اللي يحصل اثناء الزيارة

همس بشيء من الغضب و هو يقرب وجهه من المحقق
: اعتقد انها خصوصيات !

لكن المحقق صرخ فيه بصوت مرتفع و هو يضرب الطاولة بقبضته
: خصوصيات لا صارت زوجتك ! و انت ولي امرها !
: جاوب !

ابتلع ريقه مرة أخرى و هو يبحلق في وجهه المحقق بغضب
كان يحاول تهدأت نفسه
بالرغم من ان فترة صمته طالت
إلا انه في النهاية أجاب بعد صرخة المحقق الثانية
: جاوب و الا راح تنحجز الليلة !

همس
: كنت اتطمن عليها ..

أوقف الشريط
لم يكن هنالك ما يثيره في هذا الاستجواب البائس
ف في النهاية تم الكشف عن ان والد الجنين هو نفسه هذا الرجل , قال في نفسه " يالها من وقحة , بعد وفاة زوجها بأشهر قليلة تقوم بعلاقة مع صديقه ! "
لكنه كان يبحث عن خيط يدله على صابرين في هذه القضية , لماذا هي احد المشتبه بهم !
لماذا لم تستجوب ؟!


قلب أوراق الملف , عله يجد عذر ظرفي لها
لكنه لم يجد أي شيء
ما زالت أوراق هذه القضية قيد التحقيق
لذلك قرر بأن يحصل على امر استجواب لصابرين اليوم !

.
.
.


كان ما يزال يقف في مكانه
ذلك الرجل الذي صدمه نايف بكتفه
يلف الشال حول رقبته و يتلثم به و كأنه في موسم الشتاء
بملابسه الرثة و معطفه الطويل
يبدو و كأنه خرج من تحت الرمال !


بقي في مكانه ينظر إليه إلى ان غادر
لم يتوقع بأن يصادفه هنا
نظر إلى ساعته , ظن بأن المحاكمة فاتته
لكنه و مع ذلك دخل بخطوات بطيئة يسير بإتجاه القاعة
حيث محاكمة غيداء الغيبية


جلس بهدوء في نهاية القاعة
كان يبدو عليه التعب هو الآخر

مضت الدقائق الأولى و الشاهد يدلي بما لديه
أما هو فيقول في نفسه "ألم اسمع هذا الصوت من قبل ؟"


انتهاء الأسئلة لم يدع مجال للشك او لمخيلته
كان هادف بالفعل ..
أما هو شعر بأنه سيموت في الحال
كيف ..؟ كيف .. يشهد ابي ضد اختي !


كان عمر يشعر وقتها بأنه في حلم
فوالده تخطى كل الحدود بالنسبة اليه في هذا اليوم
كانت عينيه جاحظة و هو ينظر إلى والده
يصرخ في نفسه " كيف يشهد ضد اختي !"
وقف و سار متجهاً إلى الخارج
هو الآخر شعر بانه متشبع من هذه التراهات وقتها
لا مزيد من الحبر على الورق
و لا مزيد من الحديث التافه
حان وقت الفعل .. فعل يجعله يستعيد نفسه , و اخته غيداء ! غيداء الحقيقية !

كان في المنزل بعد ثلث ساعة
بعد ان تصارع مع نفسه خلال ذلك الوقت
حالما امسك بمقبض غرفة الجلوس
صرخ في والدته
: وين غيداء يمه ؟

اما والدته التي أتت و بيدها ملعقة كبيرة بها حبيبات ارز عالقة
فقد سألته بنفس مقطوع
: هلا عمر
: وين أبوك ؟ حسبالي ابوك .. يالله الغدا قرب يجهز

ابتلع ريقه قبل ان يرمي بقنبلة
: انا رايح لندن يمه .. و راح اخذ معاي "بتردد همس " اختي غيداء !
لم يشعر بنفسه و هو يقول
: انا مختنق يمه " ضرب على صدره بشدة "
: مو قادر أعيش هنا اكثر ! " و بملامح تملئها الوجع " , انا راجع مع غيداء على طيارة الليلة !
كان يحاول ان يتدارك صدمة امه التي لم تعش معهم كـ عائلة واحدة إلا منذ سنوات بسيطة
فـ هو ظل يرفض فكرة العودة للوطن حتى مع إلحاح والدته و زياراتها المستمرة لهم في لندن


أما غيداء – زين- كانت تقف في الخلف و بيدها قمع بوظة
متسمرة في مكانها و قطرات البوظة تتساقط على الأرض
في نفسها تصرخ " لااااااااااااا "
كيف ستعيش مع ذلك المتبلد مرة أخرى لوحدهم !
كيف ستتكيف معه بعد ان علمت بأنها ليست ابنة هذه العائلة !
ظلت حبيست الغرفة لأسبوعين بعد معرفة الحقيقة ..
و اليوم هو اول يوم تشعر فيه بالهدوء و الراحة بعد خروج عمر و والدها هادف !

اخرجتها صرخة هادف الذي كان خلف عمر من الهذيان الذي كان في اوله
: على وين ماخذ اختك !!

التفت عمر حينها على والده و هو ينظر إليه بتحدي
: على لندن ! في أي اعتراض ؟!
و ابتسم بسخرية بعدها
و هو يقترب منها و يطوق يديها بكل قوته
كان في بداية السلالم على وشك الصعود معها
إلا ان هادف طلبه للحديث في الخارج !
: عمر ! تعال مكتبي !

لم يتحرك من مكانه بل التفت على والده و ببرود اخبره
: شو اللي كنت تعمله في المحكمة اليوم يا ترى ؟!
: آآآه صحيح , من عجيب الصدف يبه انك شهدت على اكثر من ميتين جريمة لليوم
ضحك بسخرية قبل ان يردف
: اكثر من ميتين جريمة صارت قدامك ؟!
: المفروض انت و القاضي صرتوا ربع و رفاقه !!
نظر إليه بإحتقار و كره شديدين لفترة
شد بعدها على يديها و حاول الصعود معها إلى الأعلى

إلا ان حديث والده اوقفه
: انا فعلاً شهدت على هالجريمة !
: كنت فـ المستشفى يومها بعد ما وصلني خبر مهم .. و شفت الشخص اللي قتلها لحظة هروبه !

حينها فقط حرر عمر يديها
و تقدم من والده
اقترب من اذنه و همس
: بس هاذي ما قتلت ! هاذي ما عمرها لوثت ايدها
: هه , شفت يا يبه جزاة اللي يشهد زور ؟ يوم جيت بتشهد بحق شهدت ضد بنتك فالمحكمة !
ابتعد عن والده بعدها و ربت على كتف والده بشيء من الحزن و السخرية , بعينين تملئها الدموع
و همس
: هاذي غيداء اللي تدور عليها من سنين ! , كيف ما تعرفت على بنتك يبه !
: و الا هاذي خطة من خططك علشان .. هه .. تحميها !

اما هادف فقد كان يحرك رأسه يمنى و يسرى
و كأنه يحاول إلتماس صدق عمر
يحاول تكذيبه
راح يتذكر الفتاة في الشريط , صورة تلك الفتاة و ملامحها
همس غير مصدق
: انا تركتها بمركز .. مو بنتي ! مو هي !
امتلئت عينيه بالدموع و هو ينظر إلى ملامح عمر الكئيبة
لكنه همس في النهاية قبل ان تظلم الرؤيا و يغشى عليه
: غيداء ..
.
.
.

صّبا 21-12-14 11:24 PM

الجزء السادس عشر
 
الجزء السادس عشر
لو عاد بي الزمن لـ آلآف المرات .. لكنت اتخذت نفس القرار !



.
.
.




كانت تجلس في مكتبة والدها
تحديداً على مكتبه
و تبكي بهدوء
المكان في الخارج متوتر
فوالدها يناقش عمر في مكتبه منذ ساعة مضت بعد ان استفاق
و عمر ينوي اخذها للندن مساء اليوم

حزمت بعض الكتب الجديدة التي احضرها والدها مؤخراً بهدوء و استسلام
و اتجهت الى الطابعة بقرب مكتب والدها
قررت اخذ نسخ منها فـ غياب احد الكتب الجديدة سيكون واضح بالنسبة إليه
توقفت عن الطباعة بعد ان سمعت صوت خشخشات قريب من المكتبة و اختبئت خلف الستار الخشبي في الزاوية
و راحت تراقب من فتحات الستار و هي تحاول كتم أنفاسها المتسارعة


.
.
.



على الجانب الآخر , و من خلف المكتبة
كان يفك مسامير نافذة غرفة التهوية في الأسفل
دخل من فتحة التهوية الخلفية لمكتبة هادف
و قبل ذلك احكم وضع لثامه
كان مغطى بالاتربة
و وجهه لا ملامح واضحة فيه
مطموس خلف قناع من التراب
فقط عينين يميل لونها للأحمر ..
حالما عبر بجسده إلى الجانب الآخر
كشف على غطاء رأسه
و مسد شعره الطويل بيديه




توقف لبرهه ينظر إلى المكان حوله
و وضع حقيبته القماشية على الطاولة
حاول ابعاد الاتربة عن وجهه بمسحها بكمه
و حينما ادرك بأنه لا جدوى
اقترب من احدى زوايا المكتبة و دفعها من الأسفل بيديه
لـ يستدير الجدار و يدخل الرجل من خلفه
و يغلقه على نفسه مرة أخرى



وقتها فقط شهقت هي من خلف الستار
و على شهقتها استدار الجدار مرة أخرى و خرجت من خلفه أمرأة !
قطرات الماء تنساب على وجهها
و التعب باد على ملامحها
اقتربت من المكتب و أخرجت منه كتاب جلدي
كانت تتصفحه بهدوء الا ان عقلها مع الفتاة خلف الستار
مرة دقيقة .. دقيقتين ..
إلا ان الفتاة لم تخرج أي صوت

لذلك دفعت احد الكتب بقرب الستار !
و ببرود ادعت بأنها فقط تحاول رفعه !



كانت ترغب في ان ترعبها !
إلا انها توقفت عن ذلك حالما نظرت إلى ملامحها الخائفة و عينيها التي تغلقها بشدة من فتحات الستار
حملت الكتاب ببرود و اتكأت على المكتب
قالت بهدوء و برود و هي تتصفح الكتاب الجلدي
: سيذكرني قومي إذا جد جدهم .. و في الليلة الظلماء يفتقد البدر ..
: تعرفي من قال بيت الشعر هذا ؟ يا .. " ابتسمت بسخرية " غيداء ؟!
: اذا حابه نكمل تمثيل ان احنا ما شفنا بعض , ما عندي مشكلة
: أول خلينا نتكلم بصراحة يا .. " رددت " غيداء .. غيداء
: غيداء .. " ظلت تردد غيداء " حتى اسمي اخذتيه مني !
.
.
.




صرخ في المدير بحنق و هو يلوح بالاوراق امام وجهه
: كيف يعني التحقيق تقفل و مافي مجال ينفتح
: التاريخ هنا يقول ان في وقت
: و صابرين لسى ما تم استجوابها !

أما المدير الذي كان يركز في جهازه يحاول تجاهل نايف بقدر استطاعته
و يحاول الحفاظ على هدوئه لـ يحافظ على مركزه !
: هاذي هي الأوامر

صرخ مرة أخرى
: الأوامر .. الأوامر
: كل ما نسأل احد قال هاذي الأوامر !
: الأوامر اللي صادره من عند من ؟
: من المسؤول !



وقف ببرود و قرب وجهه من نايف
: المسؤول شخص اعلى سلطة مني و منك !
: انا ماقدر اساعد اكثر من كذا
: اذا ما كان عندك شيء تخسره , جرب تخالف الأوامر !

كان وجه نايف المحتقن وقتها لا يمكن تفسيره
و حتى لو كان لا يملك شيء ليخسره .. فهو لن يخسرها لآخر لحظة !
خرج و ترك الباب خلفه مفتوح
سار إلى جهة السلالم مبتعداً عن باقي الافراد التي بالتأكيد سيتسائلون بشأن قضيتها
جلس على احدى الدرجات
ثبت رأسه على ركبته و راح يفكر

يشعر بأنه متشتت
غير قادر على تجميع الاحداث ببعضها
و غير قادر على معرفة نقطة البداية !

فجأة تذكر الممرضة سناء التي أشرفت على حالة غيداء بعد ان حاول غسان قتلها في ذلك اليوم
و التي أصبحت فيما بعد مساعدة الطبيبة النفسية صابرين !

تذكر وقتها الأيام التي قضتها سناء في الاعتناء بغيداء




" صرخت بقسوة في الممرضة
راحت تنتزع المغذي من يدها
كانت في حالة يرثى لها

اما الممرضة فقد كانت تحاول فيها بكل امل ان تهدا

مضت ثوانً فقط على صراخها
دلفت حسناء تطل برأسها من الباب
على الفتاة الغريبة التي أحضرها اخوها منذ بضعة ايام
و صراخها لم يتوقف منذ ذلك اليوم
ما ان تستيقظ حتى تبدأ بالصراخ و البكاء

اما هي فقد كانت تحاول دفع الممرضة بقوى خائرة
تصرخ في الفراغ ، في انسانة تحملت صراخها لأيام و اعتادت عليه
تشعر بانها تغرق .. فتستيقظ على هذا المكان الغريب ، تحاول الهرب و لكنهم يصرون على تعذيبها
و تاره تستيقظ على سكين تقطع وريدها .. تصرخ بألم .. تستنجد و تبكي .. تتوسل اليهم ، اتركوني و شاني !
و تارة ترى غسان يضع السكين على رقبتها

على صراخها دخل هو الاخر ثائر .. تقدم ناحيتها
امسك بيديها بكل قوته و ابعد الممرضة
: سناء أخذي حسناء و اطلعوا برا !

لم تترد سناء في الخروج وقتها امام عينيه التي يندلع منها الشرر
سارعت باتجاه حسناء و دفعتها ب كرسيها للخارج ، و بهدوء شديد أغلقت الباب خلفها


اما هو فقد كان يحاول أخبارها فقط بانها في مكان آمن !
لكنها هجمت عليه ، خدشت وجهه بل و حصل على لكمات قوية لم يعتقد بانه سيحصل عليها من فتاة نحيلة مثلها !
أمسك بكلتا يديها بيد و باليد الاخرى ثبتها على لوح السرير
لكن كل ذلك لم يفلح في تهدئتها
بل راحت تستخدم رجليها في دفعه بعيداً عنها


لم تكن في وعيها حينما صفعته !
و لا حينما ملئت وجهه بالخدوش منذ ايام خلت
و لا حتى لتلك الكدمات التي تملئ يديه و صدره

صرخ من قمة راسه : كفاية !
أمسك بفكها و ارغمها على النظر في وجهه
ظل يحدق في عينيها مباشرة
غير آبه بصراخها و انينها من قبضته التي شعرت بعدها بان فكها قد خلع من مكانه


بدأ صراخها يقل
و حركتها تسكن
كانت و كانها تستفيق لاول مرة منذ عدة ايام !
هي الاخرى فتحت عينيها ببطئ
على عينيه العسلية الناعسة ، و راحت تحدق في عينيه بكل هدوء
بالرغم من انها كانت تحاول تخليص نفسها منه
الا انها يأست بعد ان راح يشد قبضته عليها كلما تحركت
و يهمس من بين أسنانه بغضب : أهدي !

ابتلعت ريقها بعدها
ظلت على هذه الحالة لفترة
كانت تنظر الى كل جزء من وجهه ما عدا عينيه !
توجع قلبها تلك النظرات ، تذكرها بشيء من الماضي !
ربما اليوم الذي اعتدى فيه غسان عليها !
ذلك اليوم الذي هربت فيه إلى الملجأ !

لاحظت بعدها بان الغضب بدا يختفي من على ملامح وجهه
و يحل الهدوء محلها
كان يحدق بها و عقله مشغول في مكان اخر !
لذلك حينما همست بخوف : خلاص وخر !

شدد من قبضته
لكنه انتبه بعد ثوانً على صوتها
تركها و لسان حاله يقول لها "و اخيراً نطق الحجر ! "
فك قبضته ببطئ و اندفع للخلف قليلاً
همس : لا باس .. كل شيء بخير !
: اعتبري المكان مكانك !


لم تنبس بحرف فقط راحت تدعك يديها و فكها تحاول ان تخفف من الوجع الذي تسبب به ذلك المجنون كما تلعنه في عقلها !
"



صّبا 22-12-14 12:34 AM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
ابتسمت بخفة
: يعني حابه نمثل ؟! .. طيب
: تذكري هالاسم عدل " منال محمد زايد آل ... "
: ماتت لما كانت حامل بأخوي !
: منال هاذي لما ماتت ما كان فيها جزء واحد صاحي
: عذبها خالي لحد ما فقدت كل شعرة في راسها
: ضربها كل يوم هو و ولد خالي لمدة شهرين
: جسمها كان رقعة زرقا .. رقعة خضرا .. حتى الضرب ما صار له طعم !
: حتى انا اخذوني منها !
: و تركوني عند رجال عجوز !
: مات من سنين و هو يدور علي ..
: منال هاذي تكون " بلعت ريقها و هي تهمس بتردد " امي .. تذكري هالكلام عدل ..


همست بعد طول صمت
: من انتي ؟! لي .. ش تبي.ني أت..ذك..ر منال !


فتحت الكتاب الجلدي بين يديها على صورة جثة
قطعة لحم تغوص في الدماء
كل شيء بها مشوه !
من قمة رأسها الخالية الا من بعض الشعيرات البيضاء !
و جسدها المليئ بالكدمات
رمت الصورة من اسفل الستار إليها
همست بشيء من الحزن
: انا .. انتي !

حملت حقيبتها القماشية و توارت خلف الجدار
بعدها لم تخرج ابداً
حتى بعد ان ارتفعت شهقات غيداء – المزيفة- خلف الستار
كانت تبكي و هي تنظر إلى الصورة التي رمت بها تلك المرأة من اسفل الستار
تشعر بإنقباض في قلبها
تشعر بالدوار
ربما لأنها تشعر بأنها في حلم
و ان ما حدث قبل قليل لم يكن
لكن تلك الصورة تؤكد لها بأنه واقع

مضت ثلث ساعة و هي على حالها
إلى ان صاح هاتفها على مكتب والدها
نهضت بتثاقل و هي تتشبث بفتحات الستار
إلا انها سقطت على ركبتيها
ظلت تبكي و هي تنظر في الصورة على الأرض
حملتها و ادخلتها في جيب سترتها

تمالكت نفسها قبل ان يغلق الهاتف و تظل هنا طوال النهار
رفعت الهاتف و حاولت تحسين نبرة صوتها
: احححمم .. احم
اجابت على والدتها التي كانت بقلق تحذرها من دخول المكتبة في هذا الوقت !
لأن والدها في طريقه للمكتبة !

على عجل راحت تعيد الكتب إلى مكانها حيث وضعها والدها
سمعت صوت مفاتيح والدها خلف الباب
لم تعلم إلى اين ستذهب و لا تملك الثقة للعودة إلى خلف الستار مرة أخرى

و قبل ان يفتح الباب بثوان بسيطة
امسكت بها يد و جرتها إلى خلف الجدار !

كانت تلك المرأة
طوقتها بذراعيها و أغلقت فمها جيداً
: ابوك هنا , أي نفس راح يكلفك كثير !
ظلت تحتضنها بذلك الشكل بكل ثبات
حتى دخل هادف و جلس على مكتبه
لم يكن وحده , كان معه عمر

نقاشهم كان عقيم و لا جديد فيه بالنسبة إلى غيداء و المرأة
لذلك افلتتها المرأة و ألقت عليها نظرات تحذيرية
و راحت إلى حيث صنبور المياه , أخرجت صندوق كبير ممتلئ بالحبوب
تناولت حبتين منه
ابتلعتهم بدون ماء
و جلست متكأه على الجدار
كان الألم و الوجع باد على ملامح وجهها
و بالرغم من ذلك كله إلا انها كانت تقاوم الوجع و تعض بكل قوتها طرف شالها
.
.
.
كان حديث عمر و هادف قد بدأ يحتد

صرخ عمر فيه
: ما نسيت سالفة منال اخت زايد للحين !
: و البنت هاذي راح اخذها معي لأني ربيتها بنفسي لـ 15 سنة و تحملت بما فيه الكفاية !


لم ينبس هادف بأي حرف وقتها
كان فقط يتلقى ما يقوله عمر بكل هدوء
يعلم بأن ذكر منال على طرف لسان عمر
يعني تهديد لحياته و كل ما بناه خلال السنوات الـ 16 الماضية !


: لا تتوقع مني اصدق انك رحت تشهد ضد بنتك و انت ما تدري !
ابتلع ريقه و هو يهمس
: آخر شريط لها كان يوضح ان المكان انهدم و هي فيه !
بسخرية اردف
: اووه ما يحتاج اقولك , اللحين انت اكيد يمديك طلبت كل ملفاتها !


لم ينبس هادف بحرف !
لذلك كان عمر على وشك المغادرة قبل ان يسأله هادف
: كيف عرفت انها غيداء !

ابتسم بحزن و هو يسترجع ذكرياته ببطئ
جلس على الكرسي بقرب باب المكتبة
أعاد رأسه للخلف
: انا قلبي مو قاسي مثلك يبه ..
:اليوم اللي قلت لي اسافر فيه بـ البنت او خل نقول غيداء !
: رحت فيه لمكان الحريق
: سألت الناس اللي هناك عن البنت اللي احترقت .. الكل قالي ان اسمها زين !
: عمرها وقتها كان خمس سنوات !
صمت لبرهة قبل ان يردف
: لكن قبل هذا كله أتذكر عدل اني جيت لهالمكان و لمحت بنت تشبه اختي غيداء !
اعتدل بجلسته و نظر إلى والده مباشرة
: و كنت ألحقك مع الأسف !
: عارف ان زياراتك اليومية هناك لها سبب وقتها ..
ابتسم بسخرية
: و بعد سنتين من سفرنا للندن
: رجعت أحاول اقنع زوج خالتي انه ما يفسخ خطوبتنا و يصبر علي شوي .. نفس هاليوم
: انا شفت فيه بنت تشبه اختي !
: كانت تشتغل في محل *****
: اكتشفت وقتها ان اسمها زين !
ابتسم بسخرية
: تذكر اللي حاول يعتدي على اختي قبل 15 سنة , اللي جا مع نايف بدر .. غسان ؟
: هالمحل يصير محل ابوه !


وقف و امسك بمقبض الباب
: ظليت اراقبها لثلاث سنوات .. بعدها اختفت .. و محد يعرف لها طريق !!
: ماعرف ليش فكرت يومها كذا , لكن ليش محد فكر يدور على هالبنت – يعني غيداء المزيفة - ؟ يمكن لأن في احد حل محلها , يمكن غيداء اختي حلت محلها !
ابتسم بحزن و خرج .. لا ينتظر إجابة والده
فقد كانت اليوم آخر فرصة لوالده منه .. لم يعد قادر على مقاومة والده اكثر !
و لا يريد شهد اليوم الذي ستعدم فيه اخته بتهم لم ترتكبها يوماً !

.
.
.

من الجانب الآخر كانت هي و المرأة الغريبة في حالة صمت غريبة

ابتسمت المرأة بغرابة الى القدر الذي جمعها بها مرة اخرى
لكن كل واحدة منهن اخذت شخصية الأخرى
بهمس اخبرتها و هي تمد يدها المرتجفة
: انا زين .. و انتي ؟

رفعت رأسها و عينيها تسألها
: اللي عمر حكى عنها قبل شوي ؟

ابتسمت بتعب
و هزت رأسها بالإيجاب !

برد المشاعر 22-12-14 02:55 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
هلا صبوووووش الحمد لله انک بخیر

لي عودة بعد القراءة

صبا لا تهملي الجانب الرومانسي هوا جنون القرآء خصوصا لأن آغلب الجمهور من الجنس الناعم


شکرا لک عالفصلین

برد المشاعر 22-12-14 03:38 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
روووووووعة صبا سلمت اناملک


بس عندي شوي تشوسیش

یعني البنت في المکتب هي بنت هادف من أخت الوزیر یعني تکون زین الحقیقیة او انها غیداء الحقیقیة ویطظلعوا نفس الشخص


ههههه الصراحة اختلطت عندي الأمور

حكاية امل 22-12-14 07:26 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
مرحبا ...كيفك صبووووش
يعطيكي الف عافيه الفصل يهبلللللل يجننننن ،،،،رغم انو نهايته لخبطتني ....ياريت تفهمييني شوي ؟؟؟مين منال ،،؟؟ام مين ....والبنت الي دخلت من النافذه هي غيداء الحقيقه صحيح ،،،،.

حكاية امل 22-12-14 07:29 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
انا مع ميشو بشان الجانب الرومانسي ...بس اقول غموض الروايه ولاثاره فيها لنكشف الحقيقه ،،،،وانها. بتحتاج تركيز وانتباه ،،بغطي على نقص الرومانسيه بالروووايه ،،،...بجد رووووعه البارت حميني كثير ،،،بانتظاااااااااركً على احر من جمممر ،،،.😍😍😍

صّبا 22-12-14 09:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة برد المشاعر (المشاركة 3498762)
روووووووعة صبا سلمت اناملک


بس عندي شوي تشوسيش

يعني البنت في المکتب هي بنت هادف من أخت الوزير يعني تکون زين الحقيقية او انها غيداء الحقيقية ويطظلعوا نفس الشخص


ههههه الصراحة اختلطت عندي الأمور


مساء الورد غالياتي
كيف حالكن ؟ أرجو من الله بان تكن في احسن حال

توقعت ذلك ، لهذا الجزء القادم هذه الجمعة سيكون به تكملة لهذا المقطع
استطيع توضيح ما حدث في النهاية


المراة أخبرت غيداء المزيفة (زين الحقيقية) بان اسمها زين !
و ان والدتها تدعى منال زايد (اخت الوزير ) و حكت بعدها قصة منال ( ألا تشعرين بأنها تحاول أخبارها بحقيقتها خصوصاً بعد ان اوصتها بان تتذكر اسم منال )

بدأ عمر و هادف بالحديث ، خلال هذا الوقت كلا من المراة و غيداء المزيفة (زين)استمعوا الى المحادثة
أخبرتها بعدها المرأة بأن اسمها زين
و تذكرت المرأة وقتها اول لقاء لها مع غيداء المزيفة(زين الحقيقية) و كيف ان شخصيتها و غيداء المزيفة(زين) تبدلت !

ف من هي هذه المرأة في الحقيقة ؟
بإنتظار توقعاتكم

برد المشاعر توقعك شبه صحيح و لكنك لم تحددي هل تلك المراة التي تسللت للمكتبة هي زين الحقيقية ام غيداء الحقيقية
تذكري بأن الشخصيات تبدلت و غيداء المزيفة هي في الحقيقة زين
صحيح بان تلك المراة قالت بانها زين ، لكن ليس كل ما يقال حقيقي ! ف ربما وراء ادعائها بانها زين سبب ما

حكاية امل توقعك صحيح ، منال هي اخت الوزير
برد المشاعر إياك و قراءة تعليقك حكاية امل
اتمنى ان تستشفي الاجابة بنفسك :ekS05142:
.
.
.

هههههه لا تقلقوا على الجانب الرومانسي
قليلاً خائفة منه لكن و مع ذلك س ابذل ما في وسعي ل إظهاره في اجمل حلة لكم

دمتم بخير

برد المشاعر 23-12-14 12:17 AM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
خلاص انا جبتها غیداء الحقیقیة هي زین الحقیقیة وهي بنت هادف من منال وهي البنت في المکتب وهذا ألي حبیت اوضحه في ردي السابق والدلیل الکتاب الي تملکه غیداء ههههه مخیلتي واسعة



لکن زین التانیة من بتکون

الصراحة جننتیني هههههه





والله حن قلبي علی غیداء وعلی نایف الشخص الوحید الواقف في صفها





حبیبتي صبا لا تخافي ولا تترددي في الجانب الرومنسي اسلوبک وصیاغتک للأحداث تجنن وهذا إلي شدني لروایتک في بدایتها قبل ما أعرف انها جرائم وغموض


لو تکتبي روایة رومانسیة بتنجح بتفوق ‏


هههه طماعة لکن استاهل صح ‏



بانتظار فصول الجمعة بتشویق ‏

‎ ‎

صّبا 23-12-14 01:17 AM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة برد المشاعر (المشاركة 3498930)
خلاص انا جبتها غيداء الحقيقية هي زين الحقيقية وهي بنت هادف من منال وهي البنت في المکتب وهذا ألي حبيت اوضحه في ردي السابق والدليل الکتاب الي تملکه غيداء ههههه مخيلتي واسعة



لکن زين التانية من بتکون

الصراحة جننتيني هههههه





والله حن قلبي علي غيداء وعلي نايف الشخص الوحيد الواقف في صفها





حبيبتي صبا لا تخافي ولا تترددي في الجانب الرومنسي اسلوبک وصياغتک للأحداث تجنن وهذا إلي شدني لروايتک في بدايتها قبل ما أعرف انها جرائم وغموض


لو تکتبي رواية رومانسية بتنجح بتفوق ‏


هههه طماعة لکن استاهل صح ‏



بانتظار فصول الجمعة بتشويق ‏

‎ ‎

ههههههه
أصدقك القول بأنني مندهشة من ردك ، تحليل رائع و خيال له مستقبل باهر
أعجبني التواصل الفكري اللاسلكي = )
لدرجة انني س اقول حاليا " لا تعليق "
لكننا متفقون على ان هنالك غيداء و هنالك زين ، واحدة حقيقية و الاخرى مزيفة للأولى
بالرغم من ان تعليقك مدهش كونه يمتلك شيء من الصحة سنكشفه في الاجزاء الاخيرة من الرواية
دعينا ننتظر و نرى كيف ستكون الاجزاء القادمة


اخجلتيني بكلماتك
هههههههه تستحقين اكثر من ذلك غاليتي
س احاول من أجلكم ، تستحقون اكثر من ذلك حقيقة
لن انسى دعمكم لي في بدايتي :55:
البداية دائماً صعبة
الا انني تخطيتها معكم هنا
شكراً برد المشاعر

دمتي بخير

برد المشاعر 23-12-14 03:15 AM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
واااااااو فرحني انه استنتاجي صحیح

لکن یبقی السؤال من غیداء المزیفة هل تکون حقیقة ابنته والسبب قبوله بها
اممممممم الصراحة الروایة تحیر وما کان یخطر في بالي تکون غیداء زین یعني بتوقع منک الکثیر





والله صبا صراحة مش مجاملة من اول ما قرأت وصفک لیها في البدایة في الاستودیوا وجلستها وحرکاتها وکلماتها بصمت لک بالتمیز ولو ترکزي ما انزل ردود علی غیر روایتک وما شدتني وحدة مثلها وصفک للأحاث ابداع وروایة رومنسیة منک بتکون قنبلة


انا معک للنهایة وتأکدي انه النجاح ما یکون في عدد المشجعین لک لا في عدد القراء



موفقة حبیبتي

سارا سوسو 25-12-14 10:11 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
روعه صبا
بس عندي سؤال اذا هاي زين ويعني غيداء الاصليه ب السجن ط مين الى كانت متخبيه خلف جدار المكتبه
الف شكر الك بتوفيق

صّبا 27-12-14 03:06 AM

الجزء السابع عشر
 
الجزء السابع عشر
الجزء الأسود من قلبك .. قد يفتح لك ابواب الرحمة أو قد يرميك في طي النسيان !







همست لها
: ساعديني اجلس !

اقتربت منها و هي ترتعد
: شو هالحبوب اللي اخذتيها ؟
: كيف هالمكان موجود و انا ماعرف عنه !

ابتسمت بخفة
: هالمكان بس اثنين اللي يعرفون عنه !
: جدي -الله يرحمه - كان يشتغل هنا ..
: شوفي هاذاك الفار .. اول حيوان شرحه و حنطه !
: داخل هالفار في سر !
ابتسمت و هي تمسك بيدها
: قوي نفسك و حاولي تكتشفي السر !

هزت رأسها بكل اشمئزاز
: لا لا

ضحكت بخفة وهي ترمي حقيبتها على الأرض و تضع رأسها عليها
: هالمكان سر يا ..
: غيداء !
صمتت لبرهة
: انا اعرف هالمكان من قبل لا تجي انتي !
اعتدلت بجلستها
: اوعديني ؟

همست
: انا مسافرة الليلة ! وعدي ما راح يفرق
: ما راح ارجع هنا ثاني ! عمر زعلان من بابا ..
صمتت لبرهة
: من متى و انتي تعرفي عمر ؟

همست
: من لما انولدت !

: و منال ؟

: منال ؟ منال زايد ..
: ماتت ..
: و مات معها اخونا او اختنا !

همست
: اخونا !!
: مين انتي ؟

ابتسمت
: انا غيداء هادف آل ..
ضحكت بخفة و هي ترى تغير ملامح غيداء المزيفة
: امزح .. انا زين !
: اقصد زينب..
خفق قلبها بشدة و هي تنطق اسمها بثقة " غيداء هادف آل "
لكنها شعرت بأنها هبطت في القاع حينما تذكرت بأنها حالياً " زينب !"
اخت غيداء المزيفة "زين الحقيقية " الغير شقيقة و التي تجلس امامها و تقضم اظافرها بقلق
: انا لازم اروح .. و انتي بعد !


همست غيداء الزيفة
: راح اشوفك مرة ثانية ؟!
شعرت بأن قلبها تعلق بهذه المرأة الغريبة


هزت رأسها بالنفي و على وجهها ابتسامة حزينة
: ما عندي وقت .. يمكن ما تلقيني لما ترجعي ..


حملت قلم ازرق جاف من على طاولة المختبر
و امسكت بيد " غيداء الحقيقية " – المرأة الغريبة
و كتبت رقمها على يدها
: كلميني !
: لا تنسي ..
امتلئت عينيها بالدموع
: يمكن ما راح ارجع هنا مرة ثانية ..

.
.
.


كان نايف يرتعد من البرد و هو يحمل الحطب الرطب من المستودع الخارجي
كان المطر غزير في الامس لدرجة انه تسرب من اسفل الباب و بلل مأونة الحطب بأكملها

إنه الرابع من ديسمبر
اليوم الذي ارتبط فيه بها !


جذبها من شالها الرمادي .. إليه
ابعد مقدمة معطفه القطني
و احتضنها بكل قوته بمعطفه


بالرغم من انها كان تحاول تخليص نفسها منه
بالرغم من انها كانت تخبره بأنها ثمينة غير قابلة للمس
لم ينفذ مطلبها اليوم و لن يفعل
هي اليوم له ! لن تذهب إلى اي مكان قبل ان يجعلها تختبر مرارة الحرمان !

كانت تنظر الى ذقنه
و ك محاولة لتخليص نفسها همست
: ما حلقت اليوم !

ابتسم بخفة وقتها
لن تنفع معه هذه الحيلة
: دايم كنتي تقولي ان الذقن احلى علي !

كانت وجنتيها ملتهبة حينها
و ملامحها متجمدة
تستحق ذلك ! ف هي من جعله هكذا اليوم !
: متى ؟! ما اذكر اني قلت !!

ثبتها في حضنه
نفث على غرتها
: أهدي شوي .. حفرتي ايدي حفر !

انتبهت اخيراً على أظافرها المغروسة في صدره !
و ابتسمت بتوتر
أبعدت أظافرها و وضعت راسها على صدره
كانت تعلم بأنه لن يفلتها اليوم !


اما هو فقد كانت أفكاره مختلفة !
ليست افكار شهوانية كما تفكر هي بأنه يفكر
كان خالص رجائه هو احتضانها بهذه الطريقة و في هذا المكان !
بعد ان جعلته يهيم على وجهه في هواها
: خلينا كذا ..


.
.
.


# قبل 10 سنوات ~



منذ مساء الأمس و هو يفكر
كيف سيوصلها إلى منزل هادف !
كيف سيخبره بأن ابنته وصلت إلى منزله عندما انقذها من محاولة قتل ؟!


لم يكن وحده من سهر تلك الليلة
كان هنالك هي .. في غرفة مجاولة لغرفته
شاردة الذهن و تنظر الى كوب الشاي بالعسل في يديها , حضرته لها سناء قبل قليل
لم تكن شاردة في وضعها المثير للشفقة
و لا لغسان الذي تسبب بكل هذا لها
و لا لشعرها المتساقط الذي يملئ المكان حولها , على السرير و جوانبه
كانت شاردة في الشخص الذي جعلها تستفيق من ما هي فيه !
بالرغم من انه كان غاضب وقتها و شديد في التعامل معها , بالرغم من انها جعلت من وجهه خريطة خدوش و كدمات .. إلا انه لم يؤذيها ابداً ! لم يضربها كما فعل الناس معها في الملجأ و كما فعل والد غسان .. لم ينهرها و يشتمها كما فعلوا ..
كان يشبه اباها الحنون إلى حد كبير !
يغضب حينما تقوم بفعل خاطئ فقط , و مهما بلغ خطأها .. لا يمد يده عليها , بل ينصحها بنبرة حنونة .. نفس النبرة التي استخدمها معها ذلك الشخص بعد ان هدأت !

مضت الساعات و هي تفكر في كل ما مرت به
وصولاً إلى منزل هذا الشخص
كاد الفضول يقتلها لتعرف كيف وصلت إلى هنا ؟!
أين غسان ؟! لماذا جعلها في وجه المدفع .. لماذا تخلى عنها !
شعرت بالرعب حينما حاولت سناء مساعدتها في تبديل ثيابها
و اخبرتها بأن الدكتور نايف سيأخذها معه باكراً !

أما سناء فقد بقيت معها طوال الليل
حاولت تهدأتها و جعلها تأخذ قسط من الراحة
إلا انها لم تهدأ إلا حينما اجابتها على تساؤلاتها !
: سناء ؟

: هممم
قالتها و هي منهمكه بترتيب فراش غيداء

بتردد سألتها
: انا كيف جيت هنا ؟ مين جابني ؟!

تركت وقتها سناء ما بيدها و جلست بجانبها على اريكة مقابلة للسرير
ابتسمت و هي تخبرها
: جابك الدكتور نايف !

: دكتور !!

: أي , و كان المشرف علي بالمستشفى لكن ترك الشغل و صار محقق !
: تقدري تقولي انه صح تخلى عن مهنة الطب , لكن لو ما اسعفك صح كانت حالتك راح تصير أسوأ !

: ليش ؟

نظرت إليها سناء بإستغراب
: شو ليش ؟ ما قلتي لي كم عمرك ؟

تنهدت قبل ان تجيبها
: عمري 19 ! , قصدي ليش ترك الطب !

صمتت سناء فترة طويلة قبل ان تهمس
: بسبب حسناء .. اخته ..
و لتغير مجرى الحديث , تلمست شعرها و اخبرتها بأنها جيدة في قص الشعر
: خليني اقصه لك .. مافي اعتراض ! نفسي اطلع مواهبي
ألقت عليها نظرة شريرة و هي تخرج مقص و بخاخ من ادراج التسريحة
: راح اوريك مواهبي !!
ابتسمت غيداء وقتها و هي تتلمس شعرها البني الطويل
كان لنهاية ظهرها
لكنه خفيف .. و كل يوم يصبح اقل كثافة
ادارت ظهرها لسناء و وضعت رأسها في حضنها
و بهمس
: ما تفرق ..

أما سناء فقد ابتسمت و بدأت بـ بخ الماء على شعرها
بدأت بقص الأطراف
ثم قسمت الشعر إلى عدة اقسام
و قصت كل قسم إلى طول معين
كان تقص بطريقة عمودية
ترغب في الوصول إلى صورة تسريحة في رأسها تناسب وجه غيداء الصغير

توقفت عن القص فجأة
: ما سألتيني ليش صار محقق ؟

همست غيداء بصوت مكتوم
: ليش ؟

: علشان يلقى بنت الشخص اللي اعتدى على اخته !

التفتت إلى سناء حينها
: ليش ؟ ليش بنته ؟

ابتسمت سناء وقتها
: حتى انا مادري ليش ..
تنهدت سناء و هي تفلت شعر غيداء و تنثره على ظهرها
: خلصنا , خذي لك حمام و ارتاحي شوي راح اجيب لك شي تاكليه
: لا تنسي بكره راح اقومك بدري !

امسكت يد سناء بترجي
: روحي معي !

ضحكت و ربتت سناء على يديها و هي تبعدها
: ما يعض ! صحيح عليه حركات غريبة , بس هاذي اول مرة بصراحة يعمل هالحركة مع شخص ! شكلك جننتيه أسبوعين و انتي ايدك طويلة عليه

شهقت و هي تمسك بيد سناء مرة أخرى
: ضربته !!!

ضحكت بشدة حتى ظهرت اسنان الرحى
:هي جات ع الضرب !
: لو انا منه ما تحملتك .. بس يمكن لأنك بنت ...
صمتت حينها و أبعدت يدي غيداء عنها
مشت بخطوات سريعة قبل ان تبدأ غيداء بالتساؤل
كانت ستفشي ما نهى نايف عن ذكره امام غيداء

.
.
.
كان نشيط جداً بالرغم من انه لم ينم منذ الامس
صلى الفجر و حضر الفطور
كان المكان هادئ للغاية و بارد
طرق باب اخته حسناء و اتصل بفريدة المشرفة على حالتها لتحضر باكراً
مر بجانب غرفة غيداء و توقف امامها لبرهة
طرق الباب
: صباح الخير !
لم يعرف كيف سيخبرها بأنها يجب ان تنزل إلى الطابق السفلي لتناول الفطور
اخرجت سناء رأسها من الباب
ابتسمت قبل ان تهمس له
: صباح النور

أما هو فقد كان يحاول إلقاء نظرة خاطفة من خلال فتحة الباب
: ما راح تنزل.. ننزل نفطر ؟

ابتسمت حينها سناء
: ان شاء الله

أما هو فقد بقي متسمراً في مكانه تعلو وجهه ابتسامة غبية لم ينتبه لها
ربما لأنها المرة الأولى التي يدخل بها شخص غريب الى منزلهم منذ ان باتت حسناء طريحة الفراش و انتشرت رائحة الفضيحة النتنه في الارجاء
ربما لأنه وجد ضالته بعد خمس سنوات من البحث عنها

همست حسناء و هي تضحك بخفة
: نعم ! أي خدمة دكتور

هز رأسه بالنفي ..
: لا , كنت راح انزل , انتظركم !

حمل اخته حسناء بين يديه و نزل بها السلالم
كانت هادئة بشعرها الأحمر و بشرتها البيضاء بشكل ساحر
لا يعلم لماذا جعلت حسناء من نفسها شخص حي بقلب ميت
يرتعد خوفاً حينما يفكر بمحاولة الانتحار الأخيرة قبل ثلاث سنوات !
قبل ان يدخلها إلى مركز تحفيظ القرآن , حيث قضت سنة كاملة في حفظ سورة النبأ ! كانت ترفض فكرة اجبار نايف لها على دخول المركز
لكنها شيء فشيء احبت الذهاب و الاختلاط مع فتيات مهذبات , بسيطات و متواضعات
فتيات لا يشبهن صديقاتها اللواتي تخلين عنها بعد ما حدث لها , مليئات بالغرور و الغيرة ..

اجلسها على كرسي مقابل له على طاولة تحتل منتصف المطبخ
طبعت قبلة رقيقة على جبينه و همست
: كوب كوفي بليز !
: ما نمت امس .. اميرة من المركز ظلت تتصل و تتصل
: تسألني ليش ما حضرت
: متصور انها ظلت تتصل لـ 12 بالليل ! آي كانت بيليف !

ابتسم بخفة على طريقة حديث اخته
و وضع كوب قهوة امامها
: و ليش بالله ما رديتي عليها
: هاذي جزاتها قلقانه عليك !

أما حسناء فقد ردت بحماس مفاجأ
: انت ما تعرف شيء
: هي ..
توقفت عن الحديث ما ان وقعت عيناها على سناء و غيداء
تغيرت ملامحها للجدية فجأة
رفعت كوبها و ارتشفت القليل منه

ابتسم نايف حينها ابتسامة جانبية و حاول تمالك مشاعره و نفسه امام اخته حسناء
فالسعادة تملئ قلبه في هذا الصباح و لا يعلم السبب
: تفضلوا

بصوت مبحوح همست
: صباح الخير

ابتسم و هو يرد
: صباح الورد !

همست سناء لغيداء و هي تجرها لكرسي مجاور لكرسيها
: شو حابه تفطري ؟

: شاي !

ابتسمت سناء على ملامحها الخجولة
: كان صمتي بعد مو احسن بدل اكل العصافير !

دنى نايف منها و وضع امامها صحن به تشكيلة من المقبلات و الشطائر
و جلس بقرب حسناء

أما هي فقد كان من الصعب جداً حتى التنفس امامه
فكيف بالبلع !
لم تلمس شيء من الصحن
بل امسكت بالكوب بكلتا يديها و ظلت ترتشف الشاي حتى انتهى
نظراته التي لم يرفعها عنها كانت السبب وقتها في شربها الشاي الساخن كما لو كانت تشرب العصير !
شدت كم سناء تحثها على النهوض
: يالله !

ابتسمت سناء و همست
: ترى راح تطلعي من هنا على سيارته !
: خليني اتهنى بلقمتي !

رفعت عينيها عن طريق الخطأ .. لتقع عليه
كان و ما يزال ينظر إليها !
اخفضت نظرها إليها يديها
: شوفي يطالعني ! نفسي اختفي !
صمتت لبرهة و هي تختلس النظر
: انا سويت كل هذا ف وجهه ؟!

شرقت سناء و وكزتها
: قومي بلاش نفتح هالسيرة هنا
وقفت و شدت على يد غيداء
: احم .. راح تاخذها معك ؟

وقف هو الآخر و هو ينظر مباشرة إلى عينيها
: حابه تروحي معي مشوار اليوم ؟

ابتلعت ريقها و اخفضت رأسها

بعدها علم بأنها لم تعتد عليه بعد !
فهو على مدى أسبوعين رأى عدة أوجه لها
فهي تتحدث اثناء النوم
و قوية البنية ليست ضعيفة كما تبدو
: طيب يوم ثاني ..
صمت لبرهة
: بس على شريط !
دنى قليلاً و أشار إلى الطبق
: تاكلي كل شي فيه !

ابتسمت سناء و هي تراها ترجع إلى خلفها و تتشبث بظهرها
: اكيد راح تاكل و على ضمانتي
همست له
: بس يا دكتور اطلع برا !

هز رأسه و عينيه ما تزال عليها
كانت تشد وشاحها عليها و تنظر للأرضية
: يالله انا رايح .. فمان الله

مد ذراعيه لحسناء
: يالله اوصلك المركز
حملها بين يديه و خرج
حينها فقط جلست هي على الكرسي و قدميها غير قادرة على حملها اكثر
همست لسناء
: اول مرة يشوف بنت ؟!

ضحكت بخفة
: بالعكس شاف أنواع و اشكال
: قلت لك اول مرة يتصرف بهالطريقة !

تنهدت
: خفت ..
: احس نفسي بأختبار ! او جالسه اعمل شيء خطأ !

: يمكن لأن حسناء هنا
: انتي ما تعرفي انها تغار على اخوها

همست
: وين زوجته طيب ؟
: بس هو و اخته ؟!

جلست بجانبها و هي تتكأ على رأس الكرسي
: ما تزوج لسى !

شهقت بشدة لدرجة انها شعرت بأنه لا يوجد اوكسجين كاف لها في هذا المكان
: انا في بيت عزابي ! بابا قالي م...
صمتت بعد ان تذكرت بأنها بلا اب منذ خمس سنوات ! بلا مأوى و لا سند

اما سناء فقد ضحكت بشدة
لدرجة انها كادت ان تقع ارضاً
و على ضحكاتها المرتفعة دلفت حسناء بكرسيها
: تخيلي يا حسونة ...
لم تستطع ان تكمل جملتها من فرط الضحك

لدرجة ان حسناء ابتسمت على طريقتها في الضحك
و دلف نايف إلى المطبخ مرة أخرى
: ممرضة سناء ؟!
: تجننتي

كانت تحاول كتم ضحكتها لكنها لم تقدر حتى بعد ان شربت الماء و رشقته على غيداء
: قالت عزابي قالت .. ههههههه
: دكتور نايف انصحك تاخذها معك اليوم !
خرجت من المطبخ تاركه غيداء في حالة تعجب
فهي لا تعلم سبب ضحكها المفرط !
و لا حتى حسناء و نايف اللذان تعلو وجهيهما ابتسامة على وضع سناء الغريب
.
.
.

في ذلك اليوم
المكان الذي كان يرغب نايف في اخذ غيداء اليه
لم يكن مكان غريب
كان منزل عائلتها
منزل هادف !

ذلك اليوم الذي أوقف فيه سيارته
اليوم الذي طرق فيه جرس المنزل
حينما إلتقى هادف لأول مرة منذ خمس سنوات
منذ حادثة الإعتداء

كان وجه هادف متجهم , متصلب و هو ينظر اليه
يعلم نايف جيداً بأنه آخر شخص على وجه الأرض يرغب برؤيته !

كان نايف يمسك بمفتاح سيارته و يتلاعب به بين يديه
: السلام عليك !
صمت لبرهه
: ما راح تقولي تفضل ؟

بهمس أجاب هادف و هو يضغط على عصاه
: حياك !
سار بشيء من الخوف الذي يسري في اوصاله
نفس الرجل الذي اتهمه بالاعتداء على اخته
نفس الرجل الذي كاد ان يقتله قبل خمس سنوات

كانت ثلاث دقائق حتى وصل إلى مجلسه مقابل لنايف بدر
همس
: تشرب شي ؟

: لا
: و اخبار الاهل ؟

نظر إليه بشيء من الغضب
: ما اعتقد يهمك !
: قول اللي عندك

همس
: ما فقدت شيء يا هادف ؟ قبل خمس سنين ..
و قبل ان يقاطعه
: غيداء ! بنتك غيداء .. كانت ف حريق المصنع قبل أسبوعين !

حاول تمالك نفسه و هو يضغط على عصاه
: غيداء بنتي هنا !

: هه كنت عارف انك راح تقول كذا
اخرج ظرف بني من معطفه
: هاذي غيداء بنتك و انا متأكد !
رفع يده ليمنع هادف من الحديث
: بنتك بالحفظ و الصون , وقت ما تحب تاخذها تقدر .. تشرفني البيت !
وقف و ترك الظرف البني امامه
خرج ببساطة
لا يرغب في ان يطيل الحديث معه حتى لا يتحول إلى شجار
شجار .. هو في غنىً عنه الآن
توقف قليلاً امام الباب
مال برأسه ليرى هادف يلتقط الظرف !
ابتسم بسخرية و هو يمشي بسرعة للخارج
هادف سيبقى لئيم كما هو , صلب من الخارج و لكنه هش جداً من الداخل !
.
.
.
رفع هاتفه و صرخ في الضابط
: ابيك ترسل دورية لبيته
: بيت نايف بدر
: غيداء في بيته يا سالم !
.
.
.



ملاحظة :
للتمييز بين غيداء و زين
غيداء المزيفة == زين الحقيقية
المرأة الغريبة == غيداء الحقيقية



bluemay 11-08-15 06:58 PM

رد: الاختباء في حضن الجحيم - سلسلة الموت على جرعات
 
تغلق إلى حين عودة الكاتبة


الساعة الآن 10:16 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية