رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
- حسنا .. أنا .. أعتقد أن السبب هو التزامات مصاريف المنزل ..أترى .. مرتب ماغي هو كل ما نملك للعيش وإبقاء المنزل بحالة جيدة . ولدفع كل الفواتير ، وكانت رائعة معي طوال هذه السنين ، ففكرت أن أحصل على وظيفة أكبر مما أتوقع ، عندها تستطيع الاحتفاظ بمالها لتصرفه على ما تريد حقا أن تفعله .. مثل رحلة إلى الخارج .. أو .. أو أخذ دروس في الرسم ، أو اي شيء . أترى .. ماغي لم تحصل على أي مرح في حياتها .. ولهذا .. لهذا ..
وعضت على إصبعها ثانية ، ثم تابعت : - عندما فاجأتني بعرضك العمل عليّ .. ظننت .. وتلاشى صوتها بضعف وهي تلتقي بالعينين الرماديتين اللتان تراقبانها بفضول ، وقال : - أجل .. أستطيع فهم هذا الأمر .. ولا تفعلي هذا ! ومدّ يده عبر الطاولة وامسك بذراعها وانتزع إصبعها من بين شفتيها . - ألا تعلمين أن هذا إيحاء بالإثارة ؟ أم أنك لا خبرة لك إطلاقا ؟ إضافة إلى عدم خبرتك في أعمال المكتب ؟ -أوه .. سأتذكر هذا في المستقبل . - جيد . حسنا ، لنبدأ عملنا من حيث توقفنا ، فقد أضعنا ربع ساعة من وقت العمل ، وهذا أمر لا أسمح به .. أنظري إلى آلة الطباعة الكهربائية جيدا ، وادرسي الدليل ، وانظري ماذا تستطيعين أن تفهمي منه ، الكومبيوتر مرتبط مع الآلة الكاتبة ويعملان معا ، أو بإمكانك استخدام الآلة الكاتبة لوحدها ، بمجرد لمسة زر . الفتاة التي ستأتي لتدريبك ستشرح لك كل هذا . وفي هذا الوقت ، اعملي على الآلة الكاتبة ، وإذا لم تستطيعي تدبير الأمر قولي لي عندما أعود وسأساعدك . هل هذا واضح ؟ - نعم سيد دايفدسون . ووقفت من مكانها لتذهب إلى طاولتها . فقال : - جيد .. سأكون في المخزن تحت إذا طلبني أحد . وسار نحو الباب ، ثم استدار وتلك الابتسامة الغريبة على وجهه ! - ارفعي رأسك يا جودي .. لن آكلك .. ولكن لا تخبريني أية أكاذيب بعد الآن ، لأنني سأكتشفها . وأدار ظهره ثانية ثم خرج ، وركّزت انتباهها على الدليل .. بعد نصف ساعة تأكدت أن الأمر ليس صعبا ، وليس مختلفا عن الآلة الكهربائية التي كانت تستخدمها في المدرسة . ووجدت نفسها مستعدة لأول تجربة لها في طباعة الرسالة ، وفتحت آلة التسجيل ووضعت أول شريط ، ثم ركّزت السماعات على أذنيها . سماع صوت هال دايفدسون ، الثابت العميق والقريب من أذنيها ، كان له وقع حميم على نفسها ، مما جعلها تجفل . كان وكأنه يميل فوق كتفيها ويضع رأسها على راسها .. لا تكوني سخيفة يا جودي ، أنتِ تتوهمين أشياء عن الرجل ، وكما قال لك ، هو لن يأكلك ، لذا ابدأي بالعمل . في أقل من نصف ساعة كانت قد انتهت أول رسالة ، وبعد عشرين دقيقة أخرى ، أنهت اثنتين . وغيّرت الشريط وبدأت بالآخر ، وارتفعت معنوياتها بعد كل رسالة كانت تنهيها . إنها فعلا قادرة على هذا العمل .. الأمر رائع ! إملاء هال دايفدسون كان واضحا ومن السهل متابعته ، وله صوت جذاب . ووضعت ورقة جديدة في الآلة الكاتبة ، وضغطت الزر لتبدأ الكتابة من جديد . |
رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
وأحسّت بالتوتر ، وسمعت صوته يقول :
" يا فتاتي الحبيبة .. هل فكرت بي اليوم ، وهل ظللت تتذكريني ليلة امس .. كما أفعل أنا طوال الوقت ؟ أكتبي لي ردا لهذا السؤال .. كي أرى خطك فهو مصدر إثارة لي .. الرسالة ستكون حقيقية وأكثر إرضاء من مجرد صوت على الهاتف .. أتحبيني ؟ أنا أحبك .. المخلص لك وإلى الأبد والأبد " وكان هذا آخر ما قاله ، وصمت الشريط من بعدها ، وانطلق طرف أصبع جودي عن لوحة الأحرف ، وأحسّت برعدة خفيفة تسري في جسدها . أن تسمع صوته يقول هذه الكلمات بتلك اللهجة المثيرة ، القريبة جدا من أذنيها ، هو أمر مرهق للأعصاب .. ولكن كيف كانت ستعلم أن هذه الرسالة الخاصة مسجلة على الشريط الذي ستنقله ، وافترضت أنه سجّله لنفسه ثم نسي أن يلغيه ، واوقفت آلة التسجيل ثم خلعت السماعات عن رأسها . وعلى الفور تقريبا سمعت وقع خطواته على السلم في الخارج ، وكاد قلبها يتوقف عن الخفقان . وتقدم رأسا إلى طاولتها والتقط كومة الرسائل . وأخذ يتفحصها ثم قال : - جيد جدا .. هل صادفتك مشاكل مع الآلة . - لقد اعتدت عليها . وسأكون أسرع في الطابعة مع التمرين . - جيد .. هل هذا كل شيء ؟ سأوقفها إذا . - أنا .. هناك فقط .. - أجل .. ماذا ؟ - هناك رسالة في نهاية الشريط الثاني .. يبدو أنها .. رسالة شخصية .. لم أكن أعلم .. - آه .. تلك ! لقد نسيت أن أمحيها . منتديات ليلاس ونظر إلى خديها المتوردين : - يا جودي المسكينة .. هل أحرجتك الرسالة ؟ لا تفكري بها . - لقد فكرت أنك لا تريدني أن أطبعها . - لم أصل بعد إلى مرحلة طباعة رسائلي الغرامية . أنت حقا محرجة ، أليس كذلك ؟ لا تقولي لي إنك لم تتلقي رسالة غرامية أبدا . - لم أكن أظن أن الناس لا يزالون يكتبون رسائل الغرام ، ليس عندما يكون الأمر أسهل على الهاتف . - آه .. ولكن هذه هي النقطة الأساسية ، فالفتاة لا تستطيع تقبيل المكالمة الهاتفية ، ولا وضعها طوال الليل تحت وسادتها ، أليس كذلك ؟ بينما الرسالة لها معنى خاص . وسمعا دقا على الباب ، فقال : - ادخل . ودخلت دوريس ، الفتاة التي تساعد السيد براون في المكتب ، تحمل صينية عليها فنجاني قهوة : - ها هي قهوتك سيد دايفدسون ، والسيدة وايت تسأل ما إذا كانت الآنسة ليندساي تتناولها مع السكر . فابتسمت جودي وهزت رأسها بالنفي ، وقال هال دايفدسون : - الآنسة ليندساي حلوة بما فيه الكفاية دون سكر ، ألا توافقين على هذا يا دوريس ؟ فأجالت دوريس النظر بينهما ثم ابتسمت بخجل : - أووه .. سيد دايفدسون ، أنت لطيف جدا ! وجلس هال دايفدسون على طرف طاولته ، وأخذ يشرب القهوة . وهو يهز ساقه الطويلة . - الأفضل أن أضعك في الصورة يا جودي ، سأكون في لندن الأسبوع الاقدم وسأتركك لتتعاملي مع كل طارئ قد يحدث ، ستتعاملين مع المكالمات الهاتفية ، والمواعيد ، عندك تدريبك على السكرتاريا ، وهذه هي فرصتك أمام الأمر الواقع ، فافعلي ما باستطاعتك ، أنا لا أتوقع أن يحدث شيء هام . وستكونين مشغولة بالتدريب على الكومبيوتر على كل الأحوال ، وإذا حدث شيء لا تستطيعين التصرف معه ، اتصلي بالسيدة وايت ، فتلك السيدة الطيبة هي قمة في المقدرة والفهم ، ولكنها كثيرة المشاغل ، لذا لا تضيعي وقتها دون لزوم . |
رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
ورن جرس الانترفون على طاولته ، وجاء صوت السيدة براون يقول :
- السيد بورغلي هنا لرؤيتك سيد دايفدسون . - شكرا سيدة وايت ، ارسليه إلى هنا أرجوك . والتفت إلى جودي . - بورغلي هو المهندس الذي يأمل في التزام أعمال إعادة ديكور المكتب التي أنوي تنفيذها هنا . إنها عملية إعادة تنظيم للمبنى كله . ومن الأفضل أن تكوني موجودة لهذه المقابلة حتى تأخذي فكرة عما سيبدو عليه هذا المكان بعد انتهاء العمل فيه . وتستطيعين أخذ ملاحظات لمعلوماتك إذا شئت ، فكلما عرفت المزيد عن العمل كان هذا أفضل . وسمعا قرعا خفيفا على الباب ، ثم فتح ليدخل شاب طويل نحيل شعره بني فوق جبين عريض يوحي بالذكاء : - صباح الخير سيد دايفدسون . وجلس على حافة الكرسي الذي أشار إليه دايفدسون ليجلس عليه . - هل وصلت باكرا ؟ - لا .. كل شيء جاهز لك . أوه بالمناسبة يا ديك ، هذه جودي ، إنها سكرتيرتي الجديدة ، ستكون المسؤولة عن المكتب في الأسبوع القادم أثناء غيابي . وتستطيع ترك أية رسالة لي معها . ونهض المهندس الشاب عن كرسيه قليلا وابتسم . - تشرفنا . من دواعي سعادتي . ولم تفت هال دايفدسون النظرات المتبادلة بين الاثنين ، فقال : - ليس سعادة كاملة يا ديك . جودي ليست مجرد وجه جميل ، فلديها عمل كثير يشغلها . - أجل .. بالطبع .. أنا واثق أنني لن أزعج سكرتيرتك . - انتبه ان لا تفعل إذا ، والآن هل خريطة قسم الإدارة معك ؟ لنلقي نظرة عليها . وفتح الشاب خريطة على الطاولة ،وقال هال من فوق كتفه : - جودي ، الأفضل أن تجلسي قربي ، لتعرفي قدر الإمكان عن هذا . ومدّ يده ليجذب كرسيا بالقرب من كرسيه ، حتى كادا أن يتلاصقا وتقدمت جودي وأبعدت الكرسي قليلا ، ولكن قبل أن تجلس مدّ يده وأعاد الكرسي إلى مكانها . وبدأ النقاش ، وأطلق هال أسئلة على المهندس الشاب واحدا بعد آخر ، وبالكاد يعطيه فرصة للإجابة . ويده تمتد فوق الخريطة مشيرا إلى هذا الشيء وإلى ذلك ، منتقدا ، معترضا ، وشعرت جودي بالأسف على الشاب ، ولاحظت توتره أكثر فأكثر تحت هجومه عليه. وكانت تتوتر بدورها كلما سترة هال تلمس ذراعها كلما حرّك ذراعه ، فتراجعت قدر ما تستطيع في كرسيها . وأدركت أنه يفعل هذا متعمدا ، ولكن لماذا ؟ وأخيرا ، استوى في مقعده ، وهو ينظر إلى ديك بورغلي : - هذا ليس حقا ما أريده أبدا .. لقد شرحت لك كل شيء في لقائنا السابق . ألا تستطيع أن تقوم بأفضل من هذا ؟ فاحمرّ وجه الشاب ، وتمتم شيئا عن صعوبة الحصول على المواد التي يطلبها السيد دايفدسون بشكل خاص فقال له هال مقاطعا : - الصعوبات موجودة كي نتغلب عليها . وبدأ ديك في تجميع الخرائط ، ولاحظت جودي أن يداه لم تكونا ثابتتين . وفي النهاية أوقع الخريطة وانحنى ليلتقطها وهو يضحك باضطراب : - أنا متوتر قليلاً هذا الصباح سيد دايفدسون ، لقد أمضيت معظم الليلة الماضية وأنا أعمل على هذه الخرائط. |
رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
ولم يضحك هال دايفدسون ولم يبتسم حتّى ، بل سار نحو الباب وفتحه قائلا :
- أقترح عليك إذا أن تجرب بضع ليال أخرى دون نوم في سبيل أن تصل إلى شيء يقارب مما أطلبه . هذا إذا كنت تريد الحصول على العمل . وقال ديك بورغلي بهدوء : - أوه أجل .. أريد هذا العمل سيد دايفدسون . - حسن جدا .. اعمل على هذا أثناء غيابي .. واتصل بسكرتيرتي للحصول على موعد . وأقفل الباب وراء المهندس التعيس الحظ ، واستدار نحو جودي مبتسما : - حسنا .. هل فهمت شيئا من كل هذا ! لا أتصور أنك فهمت .. ولكن الخرائط بعيدة جدا عما طلبته منه . - هل كانت الخرائط حقا سيئة ؟ - ليس تماما ، ولكن يجب إبقاءه متيقظا وإلا سيصبح مغرورا بنفسه . لديه عدة أفكار عظيمة أعجبتني ، ولكنني أنوي أن أبقيه متواضعا ، إنه مبتدئ كما ترين ، وعليه أن يشق طريقه ، وهو بحاجة ماسة لهذه المهمة . ووقفت جودي وهي تتنهد : - يا للشاب المسكين .. لقد انزعج حقا ، فقد جرحت مشاعره ، أليس كذلك ؟ - مشاعره ؟ وما دخل المشاعر بالأمر ؟ المشاعر أمور شخصية لا دخل لها بالعمل . منتديات ليلاس ونظر إليها بارتياب وهي واقفة تحدق به .. القدرة على الشعور هي الشيء الوحيد الذي يميز الإنسان عن الحيوان .. فأين سيصنف هذا هال دايفدسون ؟ وسألها بنفاد صبر : - ما الأمر ؟ - لا شيء .. لا شيء أبدا . وسارت نحو طاولتها وجلست ، فتقدم ليقف وراء ظهرها . - انت صغيرة السن يا جودي ، والعمل عندي هو مثل معمودية النار .وإذا استطعت رؤية الأمور من وجهة نظري ، وليس عبر عواطف وردية ، مثل معظم الفتيات من عمرك ، فأعتقد بأننا سننجح معا . ومدّ يده إلى كتفها وضغط عليه قليلا : - أوكي ؟ فأجابته ببرود : - أوكي ! وبدأت فكرة تأخذ شكرا في مخيلتها ، ولم تكن فكرة مريحة . لماذا جذب كرسيها قريبا جدا من كرسيه ، حتى أنه عندما كان يمد ذراعه كان يلامس يدها ؟ ولماذا تخلص من ماغي التي في الرابعة والثلاثين من عمرها ، واستخدم بدلا عنها فتاة شابة قد تكون أقل تذمرا ، وأكثر تأثرا بسحره وجاذبيته ؟ وأحسّت جودي بموجات باردة وساخنة على التوالي وهي تفكر بالرد الواضح على السؤال الأخير . لقد اتهمها بأنها مثيرة . فأي نوع من الفتيات يظنها ؟ من النوع السهل المنال ؟ والتفتت إليه تسأله : - هل هناك عمل آخر لي سيد دايفدسون ، أم أتابع تمريني على الآلة ؟ فجلس على حافة طاولتها قرب الكومبيوتر ، ووضع يده على الشاشة . - الأفضل أن آخذ قليلا من الوقت لأضعك في الصورة ، ولكن ليس الآن . لدي مخابرات خارجية عديدة سوف تشغلني حتى وقت الغداء ، وأقترح أن تخرجي معي لتناول غداء سريع وعندها سأعطيك كل التعليمات ، فعليك أن تنسجمي مع خططي للمستقبل، إذا اردتِ أن تكوني ذات فائدة لي . |
رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
ورن جرس الهاتف على مكتبه . فنهض ليرد :
- نعم .. سيدة وايت ؟ مكالمة من نيويورك ؟ أوصليه بي أرجوك . ووضع يده على السماعة وقال لجودي : - انزلي الى دان وتعلمي قدر استطاعتك منه حول الجانب الخاص به من العمل ، وسآخذك عندما أصبح جاهزا. ودون أن يتوقف تابع حديثه على الهاتف : - جوزيف ؟ مرحبا ، كيف حالك ؟ أنا بخير شكرا ، والآن ، حول ذلك العقد ... وخرجت جودي بهدوء من المكتب . هذا الرجل مختلف ، لا يملك سوى ذكاء بارد دقيق .. دون قلب .. ليس العمل بالتأكيد .. ولكن خارج ساعات العمل ؟ كلمات تلك الرسالة عادت إلى ذاكرتها وسمعت ثانية ، صوته المثير : أحبك ! ولم تنتبه لحلول وقت الغداء وهي تمضي الوقت مع دان الذي شرح لها نوعية عمله ، ولم تسمع هال دايفدسون ينزل السلم بل سمعته فقط يقول لها : - هل أنت جاهزة ؟ - آه .. أجل جاهزة تماما سيد دايفدسون . والتفتت إلى دان لتشكره على ما أراها في المخزن ، فقال : - من دواعي سروري آنسة جودي .. وعاد إلى العمل في دفاتره .. وقال هال وهو يقودها نحو الخارج : - إنه رجل طيب ، دان بونز ..لا يوجد شيء لا يعرفه عن العمل . وقالت جودي بحرارة وهو يصعد وراء المقود بقربها . - إنه محبوب. - آه .. ربما .. أجل .. لك نظرة موضوعية عن الناس ، أليس كذلك يا جودي ؟ - إذا كنت تقصد أنني أنظر إليهم كبشر لهم مشاعر ، نعم .. أعتقد أن لي مثل هذه النظرة. - لا زلت تلمحين إلى الطريقة التي عاملت بها شقيقتك ؟ - لقد سألتني سؤالا وأجبت عليه . فضحك بصوت مرتفع : - أرى أن عليّ أن أنتبه لخطواتي معك ، جودي ! أنت لست خائفة مني ، أليس كذلك ؟ احب هذا ، سنذهب إلى مطعم يدعى " ديننغتون " . - يا للسماء ، لا ! إنه مكان فخم ، وغير مناسب لي أبدا . ودخلا المطعم .. واستقبلتهما على الفور رائحة عطر فاخرة تبعثها فتاة ركضت فوق سجادة الممر باتجاههما ، كانت ترتدي ثوبا بلون اللافندر وشعرها الأشقر يتماوج ويتطاير حول وجه ناعم كوجه الطفل . وشفتاها منفرجتين عن ابتسامة وهي تمد يديها إلى هال لتضعهما على كتفيه . وبدا أنها لم تلاحظ وجود جودي . - هال .. حبيبي ! لقد كان ظني صحيحا ، لقد اعتقدت أنك قد تأتي إلى هنا لتناول الغداء .. لقد حجزت طاولة .. طاولتنا قرب النافذة. وتراجعت جودي لتقف قرب الباب الموصل إلى المطعم ، ولم يبدو على الفتاة أنها لاحظت أن هال ليس لوحده. واعتقدت أن هذا يحدث عادة للسكرتيرات ، ولكن ، لم تفتها البرودة في صوته وهو يقول للفتاة : - آسف يا آن .. لن نتناول الغداء معا اليوم ولا في أي يوم آخر في المستقبل . ظننت أني أوضحت هذا ليلة أمس. - ولكنك لم تقصد هذا ، لا يمكن ، لس بعد .. هناك سوء تفاهم ، أليس كذلك ؟ لقد كنت قلقا حول عملك ، هذا هو السبب . هال حبيبي ، قل لي إنك لم تعني ما قلته ! - أوه .. بحق الله يا آن .. لا تفتعلي فضيحة ، لقد انتهى كل شيء ، وهذا كل ما أستطيع قوله ، كنت تعرفين هذا طوال الوقت ، لذا لا تبدأي بالتأوه حول الأمر الآن . |
الساعة الآن 09:38 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية