منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t196893.html)

Rehana 16-09-14 01:10 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
- حسنا .. أنا .. أعتقد أن السبب هو التزامات مصاريف المنزل ..أترى .. مرتب ماغي هو كل ما نملك للعيش وإبقاء المنزل بحالة جيدة . ولدفع كل الفواتير ، وكانت رائعة معي طوال هذه السنين ، ففكرت أن أحصل على وظيفة أكبر مما أتوقع ، عندها تستطيع الاحتفاظ بمالها لتصرفه على ما تريد حقا أن تفعله .. مثل رحلة إلى الخارج .. أو .. أو أخذ دروس في الرسم ، أو اي شيء . أترى .. ماغي لم تحصل على أي مرح في حياتها .. ولهذا .. لهذا ..
وعضت على إصبعها ثانية ، ثم تابعت :
- عندما فاجأتني بعرضك العمل عليّ .. ظننت ..
وتلاشى صوتها بضعف وهي تلتقي بالعينين الرماديتين اللتان تراقبانها بفضول ، وقال :
- أجل .. أستطيع فهم هذا الأمر .. ولا تفعلي هذا !
ومدّ يده عبر الطاولة وامسك بذراعها وانتزع إصبعها من بين شفتيها .
- ألا تعلمين أن هذا إيحاء بالإثارة ؟ أم أنك لا خبرة لك إطلاقا ؟ إضافة إلى عدم خبرتك في أعمال المكتب ؟
-أوه .. سأتذكر هذا في المستقبل .
- جيد . حسنا ، لنبدأ عملنا من حيث توقفنا ، فقد أضعنا ربع ساعة من وقت العمل ، وهذا أمر لا أسمح به .. أنظري إلى آلة الطباعة الكهربائية جيدا ، وادرسي الدليل ، وانظري ماذا تستطيعين أن تفهمي منه ، الكومبيوتر مرتبط مع الآلة الكاتبة ويعملان معا ، أو بإمكانك استخدام الآلة الكاتبة لوحدها ، بمجرد لمسة زر . الفتاة التي ستأتي لتدريبك ستشرح لك كل هذا . وفي هذا الوقت ، اعملي على الآلة الكاتبة ، وإذا لم تستطيعي تدبير الأمر قولي لي عندما أعود وسأساعدك . هل هذا واضح ؟
- نعم سيد دايفدسون .
ووقفت من مكانها لتذهب إلى طاولتها . فقال :
- جيد .. سأكون في المخزن تحت إذا طلبني أحد .
وسار نحو الباب ، ثم استدار وتلك الابتسامة الغريبة على وجهه !
- ارفعي رأسك يا جودي .. لن آكلك .. ولكن لا تخبريني أية أكاذيب بعد الآن ، لأنني سأكتشفها .
وأدار ظهره ثانية ثم خرج ، وركّزت انتباهها على الدليل .. بعد نصف ساعة تأكدت أن الأمر ليس صعبا ، وليس مختلفا عن الآلة الكهربائية التي كانت تستخدمها في المدرسة . ووجدت نفسها مستعدة لأول تجربة لها في طباعة الرسالة ، وفتحت آلة التسجيل ووضعت أول شريط ، ثم ركّزت السماعات على أذنيها .
سماع صوت هال دايفدسون ، الثابت العميق والقريب من أذنيها ، كان له وقع حميم على نفسها ، مما جعلها تجفل . كان وكأنه يميل فوق كتفيها ويضع رأسها على راسها .. لا تكوني سخيفة يا جودي ، أنتِ تتوهمين أشياء عن الرجل ، وكما قال لك ، هو لن يأكلك ، لذا ابدأي بالعمل .
في أقل من نصف ساعة كانت قد انتهت أول رسالة ، وبعد عشرين دقيقة أخرى ، أنهت اثنتين . وغيّرت الشريط وبدأت بالآخر ، وارتفعت معنوياتها بعد كل رسالة كانت تنهيها . إنها فعلا قادرة على هذا العمل .. الأمر رائع !
إملاء هال دايفدسون كان واضحا ومن السهل متابعته ، وله صوت جذاب .
ووضعت ورقة جديدة في الآلة الكاتبة ، وضغطت الزر لتبدأ الكتابة من جديد .

Rehana 16-09-14 01:11 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
وأحسّت بالتوتر ، وسمعت صوته يقول :
" يا فتاتي الحبيبة .. هل فكرت بي اليوم ، وهل ظللت تتذكريني ليلة امس .. كما أفعل أنا طوال الوقت ؟ أكتبي لي ردا لهذا السؤال .. كي أرى خطك فهو مصدر إثارة لي .. الرسالة ستكون حقيقية وأكثر إرضاء من مجرد صوت على الهاتف .. أتحبيني ؟ أنا أحبك .. المخلص لك وإلى الأبد والأبد "
وكان هذا آخر ما قاله ، وصمت الشريط من بعدها ، وانطلق طرف أصبع جودي عن لوحة الأحرف ، وأحسّت برعدة خفيفة تسري في جسدها . أن تسمع صوته يقول هذه الكلمات بتلك اللهجة المثيرة ، القريبة جدا من أذنيها ، هو أمر مرهق للأعصاب .. ولكن كيف كانت ستعلم أن هذه الرسالة الخاصة مسجلة على الشريط الذي ستنقله ، وافترضت أنه سجّله لنفسه ثم نسي أن يلغيه ، واوقفت آلة التسجيل ثم خلعت السماعات عن رأسها .
وعلى الفور تقريبا سمعت وقع خطواته على السلم في الخارج ، وكاد قلبها يتوقف عن الخفقان . وتقدم رأسا إلى طاولتها والتقط كومة الرسائل .
وأخذ يتفحصها ثم قال :
- جيد جدا .. هل صادفتك مشاكل مع الآلة .
- لقد اعتدت عليها . وسأكون أسرع في الطابعة مع التمرين .
- جيد .. هل هذا كل شيء ؟ سأوقفها إذا .
- أنا .. هناك فقط ..
- أجل .. ماذا ؟
- هناك رسالة في نهاية الشريط الثاني .. يبدو أنها .. رسالة شخصية .. لم أكن أعلم ..
- آه .. تلك ! لقد نسيت أن أمحيها .
منتديات ليلاس
ونظر إلى خديها المتوردين :
- يا جودي المسكينة .. هل أحرجتك الرسالة ؟ لا تفكري بها .
- لقد فكرت أنك لا تريدني أن أطبعها .
- لم أصل بعد إلى مرحلة طباعة رسائلي الغرامية . أنت حقا محرجة ، أليس كذلك ؟ لا تقولي لي إنك لم تتلقي رسالة غرامية أبدا .
- لم أكن أظن أن الناس لا يزالون يكتبون رسائل الغرام ، ليس عندما يكون الأمر أسهل على الهاتف .
- آه .. ولكن هذه هي النقطة الأساسية ، فالفتاة لا تستطيع تقبيل المكالمة الهاتفية ، ولا وضعها طوال الليل تحت وسادتها ، أليس كذلك ؟ بينما الرسالة لها معنى خاص .
وسمعا دقا على الباب ، فقال :
- ادخل .
ودخلت دوريس ، الفتاة التي تساعد السيد براون في المكتب ، تحمل صينية عليها فنجاني قهوة :
- ها هي قهوتك سيد دايفدسون ، والسيدة وايت تسأل ما إذا كانت الآنسة ليندساي تتناولها مع السكر .
فابتسمت جودي وهزت رأسها بالنفي ، وقال هال دايفدسون :
- الآنسة ليندساي حلوة بما فيه الكفاية دون سكر ، ألا توافقين على هذا يا دوريس ؟
فأجالت دوريس النظر بينهما ثم ابتسمت بخجل :
- أووه .. سيد دايفدسون ، أنت لطيف جدا !
وجلس هال دايفدسون على طرف طاولته ، وأخذ يشرب القهوة . وهو يهز ساقه الطويلة .
- الأفضل أن أضعك في الصورة يا جودي ، سأكون في لندن الأسبوع الاقدم وسأتركك لتتعاملي مع كل طارئ قد يحدث ، ستتعاملين مع المكالمات الهاتفية ، والمواعيد ، عندك تدريبك على السكرتاريا ، وهذه هي فرصتك أمام الأمر الواقع ، فافعلي ما باستطاعتك ، أنا لا أتوقع أن يحدث شيء هام . وستكونين مشغولة بالتدريب على الكومبيوتر على كل الأحوال ، وإذا حدث شيء لا تستطيعين التصرف معه ، اتصلي بالسيدة وايت ، فتلك السيدة الطيبة هي قمة في المقدرة والفهم ، ولكنها كثيرة المشاغل ، لذا لا تضيعي وقتها دون لزوم .

Rehana 16-09-14 01:11 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
ورن جرس الانترفون على طاولته ، وجاء صوت السيدة براون يقول :
- السيد بورغلي هنا لرؤيتك سيد دايفدسون .
- شكرا سيدة وايت ، ارسليه إلى هنا أرجوك .
والتفت إلى جودي .
- بورغلي هو المهندس الذي يأمل في التزام أعمال إعادة ديكور المكتب التي أنوي تنفيذها هنا . إنها عملية إعادة تنظيم للمبنى كله . ومن الأفضل أن تكوني موجودة لهذه المقابلة حتى تأخذي فكرة عما سيبدو عليه هذا المكان بعد انتهاء العمل فيه . وتستطيعين أخذ ملاحظات لمعلوماتك إذا شئت ، فكلما عرفت المزيد عن العمل كان هذا أفضل .
وسمعا قرعا خفيفا على الباب ، ثم فتح ليدخل شاب طويل نحيل شعره بني فوق جبين عريض يوحي بالذكاء :
- صباح الخير سيد دايفدسون .
وجلس على حافة الكرسي الذي أشار إليه دايفدسون ليجلس عليه .
- هل وصلت باكرا ؟
- لا .. كل شيء جاهز لك . أوه بالمناسبة يا ديك ، هذه جودي ، إنها سكرتيرتي الجديدة ، ستكون المسؤولة عن المكتب في الأسبوع القادم أثناء غيابي . وتستطيع ترك أية رسالة لي معها .
ونهض المهندس الشاب عن كرسيه قليلا وابتسم .
- تشرفنا . من دواعي سعادتي .
ولم تفت هال دايفدسون النظرات المتبادلة بين الاثنين ، فقال :
- ليس سعادة كاملة يا ديك . جودي ليست مجرد وجه جميل ، فلديها عمل كثير يشغلها .
- أجل .. بالطبع .. أنا واثق أنني لن أزعج سكرتيرتك .
- انتبه ان لا تفعل إذا ، والآن هل خريطة قسم الإدارة معك ؟ لنلقي نظرة عليها .
وفتح الشاب خريطة على الطاولة ،وقال هال من فوق كتفه :
- جودي ، الأفضل أن تجلسي قربي ، لتعرفي قدر الإمكان عن هذا .
ومدّ يده ليجذب كرسيا بالقرب من كرسيه ، حتى كادا أن يتلاصقا وتقدمت جودي وأبعدت الكرسي قليلا ، ولكن قبل أن تجلس مدّ يده وأعاد الكرسي إلى مكانها .
وبدأ النقاش ، وأطلق هال أسئلة على المهندس الشاب واحدا بعد آخر ، وبالكاد يعطيه فرصة للإجابة . ويده تمتد فوق الخريطة مشيرا إلى هذا الشيء وإلى ذلك ، منتقدا ، معترضا ، وشعرت جودي بالأسف على الشاب ، ولاحظت توتره أكثر فأكثر تحت هجومه عليه.
وكانت تتوتر بدورها كلما سترة هال تلمس ذراعها كلما حرّك ذراعه ، فتراجعت قدر ما تستطيع في كرسيها . وأدركت أنه يفعل هذا متعمدا ، ولكن لماذا ؟
وأخيرا ، استوى في مقعده ، وهو ينظر إلى ديك بورغلي :
- هذا ليس حقا ما أريده أبدا .. لقد شرحت لك كل شيء في لقائنا السابق . ألا تستطيع أن تقوم بأفضل من هذا ؟
فاحمرّ وجه الشاب ، وتمتم شيئا عن صعوبة الحصول على المواد التي يطلبها السيد دايفدسون بشكل خاص فقال له هال مقاطعا :
- الصعوبات موجودة كي نتغلب عليها .
وبدأ ديك في تجميع الخرائط ، ولاحظت جودي أن يداه لم تكونا ثابتتين . وفي النهاية أوقع الخريطة وانحنى ليلتقطها وهو يضحك باضطراب :
- أنا متوتر قليلاً هذا الصباح سيد دايفدسون ، لقد أمضيت معظم الليلة الماضية وأنا أعمل على هذه الخرائط.

Rehana 16-09-14 01:12 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
ولم يضحك هال دايفدسون ولم يبتسم حتّى ، بل سار نحو الباب وفتحه قائلا :
- أقترح عليك إذا أن تجرب بضع ليال أخرى دون نوم في سبيل أن تصل إلى شيء يقارب مما أطلبه . هذا إذا كنت تريد الحصول على العمل .
وقال ديك بورغلي بهدوء :
- أوه أجل .. أريد هذا العمل سيد دايفدسون .
- حسن جدا .. اعمل على هذا أثناء غيابي .. واتصل بسكرتيرتي للحصول على موعد .
وأقفل الباب وراء المهندس التعيس الحظ ، واستدار نحو جودي مبتسما :
- حسنا .. هل فهمت شيئا من كل هذا ! لا أتصور أنك فهمت .. ولكن الخرائط بعيدة جدا عما طلبته منه .
- هل كانت الخرائط حقا سيئة ؟
- ليس تماما ، ولكن يجب إبقاءه متيقظا وإلا سيصبح مغرورا بنفسه . لديه عدة أفكار عظيمة أعجبتني ، ولكنني أنوي أن أبقيه متواضعا ، إنه مبتدئ كما ترين ، وعليه أن يشق طريقه ، وهو بحاجة ماسة لهذه المهمة .
ووقفت جودي وهي تتنهد :
- يا للشاب المسكين .. لقد انزعج حقا ، فقد جرحت مشاعره ، أليس كذلك ؟
- مشاعره ؟ وما دخل المشاعر بالأمر ؟ المشاعر أمور شخصية لا دخل لها بالعمل .
منتديات ليلاس
ونظر إليها بارتياب وهي واقفة تحدق به .. القدرة على الشعور هي الشيء الوحيد الذي يميز الإنسان عن الحيوان .. فأين سيصنف هذا هال دايفدسون ؟ وسألها بنفاد صبر :
- ما الأمر ؟
- لا شيء .. لا شيء أبدا .
وسارت نحو طاولتها وجلست ، فتقدم ليقف وراء ظهرها .
- انت صغيرة السن يا جودي ، والعمل عندي هو مثل معمودية النار .وإذا استطعت رؤية الأمور من وجهة نظري ، وليس عبر عواطف وردية ، مثل معظم الفتيات من عمرك ، فأعتقد بأننا سننجح معا .
ومدّ يده إلى كتفها وضغط عليه قليلا :
- أوكي ؟
فأجابته ببرود :
- أوكي !
وبدأت فكرة تأخذ شكرا في مخيلتها ، ولم تكن فكرة مريحة . لماذا جذب كرسيها قريبا جدا من كرسيه ، حتى أنه عندما كان يمد ذراعه كان يلامس يدها ؟ ولماذا تخلص من ماغي التي في الرابعة والثلاثين من عمرها ، واستخدم بدلا عنها فتاة شابة قد تكون أقل تذمرا ، وأكثر تأثرا بسحره وجاذبيته ؟ وأحسّت جودي بموجات باردة وساخنة على التوالي وهي تفكر بالرد الواضح على السؤال الأخير . لقد اتهمها بأنها مثيرة . فأي نوع من الفتيات يظنها ؟ من النوع السهل المنال ؟
والتفتت إليه تسأله :
- هل هناك عمل آخر لي سيد دايفدسون ، أم أتابع تمريني على الآلة ؟
فجلس على حافة طاولتها قرب الكومبيوتر ، ووضع يده على الشاشة .
- الأفضل أن آخذ قليلا من الوقت لأضعك في الصورة ، ولكن ليس الآن . لدي مخابرات خارجية عديدة سوف تشغلني حتى وقت الغداء ، وأقترح أن تخرجي معي لتناول غداء سريع وعندها سأعطيك كل التعليمات ، فعليك أن تنسجمي مع خططي للمستقبل، إذا اردتِ أن تكوني ذات فائدة لي .

Rehana 16-09-14 01:13 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
ورن جرس الهاتف على مكتبه . فنهض ليرد :
- نعم .. سيدة وايت ؟ مكالمة من نيويورك ؟ أوصليه بي أرجوك .
ووضع يده على السماعة وقال لجودي :
- انزلي الى دان وتعلمي قدر استطاعتك منه حول الجانب الخاص به من العمل ، وسآخذك عندما أصبح جاهزا.
ودون أن يتوقف تابع حديثه على الهاتف :
- جوزيف ؟ مرحبا ، كيف حالك ؟ أنا بخير شكرا ، والآن ، حول ذلك العقد ...
وخرجت جودي بهدوء من المكتب .
هذا الرجل مختلف ، لا يملك سوى ذكاء بارد دقيق .. دون قلب .. ليس العمل بالتأكيد .. ولكن خارج ساعات العمل ؟ كلمات تلك الرسالة عادت إلى ذاكرتها وسمعت ثانية ، صوته المثير : أحبك !
ولم تنتبه لحلول وقت الغداء وهي تمضي الوقت مع دان الذي شرح لها نوعية عمله ، ولم تسمع هال دايفدسون ينزل السلم بل سمعته فقط يقول لها :
- هل أنت جاهزة ؟
- آه .. أجل جاهزة تماما سيد دايفدسون .
والتفتت إلى دان لتشكره على ما أراها في المخزن ، فقال :
- من دواعي سروري آنسة جودي ..
وعاد إلى العمل في دفاتره .. وقال هال وهو يقودها نحو الخارج :
- إنه رجل طيب ، دان بونز ..لا يوجد شيء لا يعرفه عن العمل .
وقالت جودي بحرارة وهو يصعد وراء المقود بقربها .
- إنه محبوب.
- آه .. ربما .. أجل .. لك نظرة موضوعية عن الناس ، أليس كذلك يا جودي ؟
- إذا كنت تقصد أنني أنظر إليهم كبشر لهم مشاعر ، نعم .. أعتقد أن لي مثل هذه النظرة.
- لا زلت تلمحين إلى الطريقة التي عاملت بها شقيقتك ؟
- لقد سألتني سؤالا وأجبت عليه .
فضحك بصوت مرتفع :
- أرى أن عليّ أن أنتبه لخطواتي معك ، جودي ! أنت لست خائفة مني ، أليس كذلك ؟ احب هذا ، سنذهب إلى مطعم يدعى " ديننغتون " .
- يا للسماء ، لا ! إنه مكان فخم ، وغير مناسب لي أبدا .
ودخلا المطعم .. واستقبلتهما على الفور رائحة عطر فاخرة تبعثها فتاة ركضت فوق سجادة الممر باتجاههما ، كانت ترتدي ثوبا بلون اللافندر وشعرها الأشقر يتماوج ويتطاير حول وجه ناعم كوجه الطفل . وشفتاها منفرجتين عن ابتسامة وهي تمد يديها إلى هال لتضعهما على كتفيه . وبدا أنها لم تلاحظ وجود جودي .
- هال .. حبيبي ! لقد كان ظني صحيحا ، لقد اعتقدت أنك قد تأتي إلى هنا لتناول الغداء .. لقد حجزت طاولة .. طاولتنا قرب النافذة.
وتراجعت جودي لتقف قرب الباب الموصل إلى المطعم ، ولم يبدو على الفتاة أنها لاحظت أن هال ليس لوحده. واعتقدت أن هذا يحدث عادة للسكرتيرات ، ولكن ، لم تفتها البرودة في صوته وهو يقول للفتاة :
- آسف يا آن .. لن نتناول الغداء معا اليوم ولا في أي يوم آخر في المستقبل . ظننت أني أوضحت هذا ليلة أمس.
- ولكنك لم تقصد هذا ، لا يمكن ، لس بعد .. هناك سوء تفاهم ، أليس كذلك ؟ لقد كنت قلقا حول عملك ، هذا هو السبب . هال حبيبي ، قل لي إنك لم تعني ما قلته !
- أوه .. بحق الله يا آن .. لا تفتعلي فضيحة ، لقد انتهى كل شيء ، وهذا كل ما أستطيع قوله ، كنت تعرفين هذا طوال الوقت ، لذا لا تبدأي بالتأوه حول الأمر الآن .


الساعة الآن 09:38 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية