رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
ولاحظت أن ديك تكلم ولكنها لم تستوعب كلماته ، بل سمعت هال يقول :
- لا .. في الواقع أردت التحدث إلى جودي . وأخذ ديك ينظر إليهما ، ثم قال بصوت بدا عليه الإحراج . - أوه .. فهمت .. حسنا سوف أذهب إذا ، إذا لم يكن هناك شيء .. وقال هال باقتضاب : - لا ... ليس هناك شيء . ورفع ديك كتفيه ، وكأنه يحاول رد ضربة ما ، ثم ، ودون كلمة ، عبر الغرفة إلى الخارج ثم هبط السلم . وبلعت جودي ريقها بصعوبة . - أردت التحدث معي ؟ هل الأمر حول الأجر الذي يجب أن أعيده لك ؟ كنت أسال السيدة وايت عن الموضوع . - أعلم هذا .. لقد قالت لي . وانتظرت ، دون حراك ، فقال بصوت خفيض جدا : - جودي .. التفتي نحوي . وكأنها تحت تنويم مغناطيسي .. استدارت ، ونظرها إلى الأسفل .. فقال لها : - انظري إليّ. ورفعت عينيها ، وأعمى نظرها ما شاهدته على وجهه . - هل ستتزوجين هذا البورغلي الأبله ؟ - ديك ليس أبلها ، إنه رجل لطيف وصديق جيد جدا . - هل ستتزوجين هذا البورغلي اللطيف ؟ - لم يطلبني للزواج . منتديات ليلاس - لم يطلبك ؟ هذا قصر نظر منه ، لأنه الآن خسر فرصته . ها قد عاد للكلام بالألغاز . - ماذا تعني بحق السماء ؟ ليس من شأنك من أتزوج أو لا أتزوج . - ولكن هذا من شأني .. إنه من شأني تماما. ونظر حوله . - أريد التحدث معك يا جودي ، ولكن ليس هنا ، حيث يمكن أن نقع إلى الأسفل فوق المخزن في أية لحظة ، هيا بنا ، لنذهب إلى أي مكان متدمن . كان يبدو في أقصى درجات تسلطه ، وبشكل غريب ، أحست جودي بأنه يتوقع منها الرفض ، فحضرت دفاعاتها ، ثم قالت : - لست واثقة من أنني أرغب في هذا . لقد تركت لندن لأبتعد عنك . - أعلم هذا ، وأتيت إلى هنا أبحث عنك ، وهذا يجعلنا سواء .. أترين .. أنا بحاجة إليك . هل هو بحاجة لها لتعود إليه كسكرتيرة ؟ هل عاد كل هذه المسافة ليقنعها ، لأن الآنسة راو كانت كارثة في عملها له ؟ ولم تكن في حالة تستطيع التفكير بالأمر . وهزت كتفيها بقلة اكتراث ، وسارت عبر الحفر في ارضية المكان . وفي الطابق الأرضي قادها إلى الخارج نحو سيارته ، ثم أدارها ، وتوجه نحو الريف . - كنت سآخذك إلى شقتي .. ولكنني خشيت أن تسيئي فهمي . هناك مكان هادئ وجميل أعرفه ، ونستطيع تناول الغداء هناك . ولم يقل المزيد ، إلى أن جلسا جنبا إلى جنب ، على مقعد طويل من المخمل الأحمر في غرفة خافتة الأضواء منخفضة السقف . - المكان جميل أليس كذلك ؟ وكان عليها أن تقول شيئا : - كنت أظن أنك لا تحب الأمكنة القديمة . - كل إنسان بإمكانه أن يغيّر رأيه ، ويغيّر قلبه ، لقد أتيت بك هنا ، لأنني هنا ، وعلناً ، أستطيع أن أفعل الشيء الذي اتوق لفعله . - وما هو ؟ - أن آخذك بين ذراعيّ وأحضنك حتى أخنق أنفاسك . أوه يا جودي . |
رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
لو تعلمين بما مررت به منذ تركتي المكتب يوم أمس ، وأنفك المرتفع في الهواء ! بدأت أحطم كل الأشياء حولي وأنا أفكر بأنك قد هربت مع ذلك الأبله .. تصحيح .. مع ذلك الشاب الجميل اللطيف ديك بورغلي . لقد أخذتك إلى لندن لأبعدك عنه بعد ذلك ، وأنا أحاول استجماع شجاعتي لأقول لك إنني وقعت في حبك . عاد للظهور ثانية ، ممسكا بيدك ، واضعا ذراعه حولك ، لقد كانت الجريمة تجري في دمي يوم أمس عندما دخلت إلى غرفة الانتظار ورأيتكما معا! .
ها هو الخطر قد برز للعيان الآن .. إنها تستطيع الحصول على هذا الرجل .. ولكن إلى متى ؟ أسبوع .. شهر ؟ ثم ماذا بعد ؟ سوف ينبذها ، مثلها مثل غيرها . - جودي .. ارجوك قولي شيئا . ارجوك ! قولي إنك تحبيني ولو قليلا . في تلك الليلة ظننتك تحبيني .. كنت دافئة وناعمة بين ذراعيّ ، وأقسم على هذا . لو لو تتصل باربرا .. لكنت... - أجل أعرف هذا .. ولهذا السبب هربت منك . - هربت مني ؟ - بالطبع منك .. اية فتاة تكون حكيمة بأن تهرب منك . أنت رجل خطر ، وقلت لك من قبل بأنك مثير ، أنسيت هذا ؟ - أنا أذكر هذا وكأنه كنز ذكريات . لقد حاولت معك ، ولكنني اصطدمت بكل تحفظاتك . أنت صغيرة جدا ، واستمريت بالقول لنفسي هذا . ولكنك دخلت إلى رأسي منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها ، ورأيت عينيك الماسيتين . الزرقاوين . وأردتك . ولكنني شعرت بذنب كالجحيم ، وكنت مؤمنا على الدوام بأن الزواج لا يناسبني ، لقد شاهدت ما حصل لوالدي . وبدا الزواج لي مخاطرة . - لقد كنت قادرا على الحصول على أية فتاة دون زواج ، اليس كذلك ؟ وهذه مشكلتك ، وكما أظن بأنني قلت لك ، أنا لا أريد الانضمام إلى اللائحة . ولم أرد أيضا أن أبدأ علاقة مع خطيب فتاة أخرى . - ماذا ؟ عما تتكلمين ؟ - ألن تتزوج من إفريل ؟ وعبرت وجهة نظرة رعب : - يا إلهي .. لا ! لم أفكر بهذا في حياتي . وهي تعلم هذا . - لقد حضرت إلى شقتك صباح الأمس قبل أن أغادرها ، وارتني خاتم زمرد كبير .. لقد كانت عدائية بشكل رهيب . عندها قررت أنني قد اكتفيت من صديقاتك ، وحان وقت رحيلي . - نعم .. نعم أظن أنني فهمت .. وعاد إلى الصمت ، ونظرت إليه جودي ، ثم عاد للكلام : - وماذا أستطيع أن أقول لأقنعك أن ولا أية واحدة من الأخريات تهمني ؟ وبأنك تختلفين عنهن .. تختلفين عن أية فتاة عرفتها من قبل عن كل الفتيات ، لقد كان هناك العديد منهن ، وهل كنت تتوقعين مني أن أعيش مثل الراهب ، أكنت تتوقعين هذا ؟. ومرر أصابعه في شعره الأسود وتابع : - يا إلهي .. أنا أخلط الأشياء من جديد . أترين يا حبيبتي جودي .. أنا مجنون بحبك .. لقد دخلت تحت جلدي مباشرة . أفكر بك طوال الوقت . أنت تقفين بيني وبين عملي . اريدك .. أحتاجك معي . ونظرت جودي إلى الخارج من النافذة نحو الحديقة ، أزهار الصيف كانت قد بدأت تزهر ، كانت تحس بشكل قوي بتأثير الرجل الذي يجلس إلى جانبها ، واستلزمها كل جزء من شجاعتها لتمنع نفسها من أن تذوب إليه ، وأن تشعر بذراعيه من حولها ، عندها سيأخذها إلى شقته ..ثم .. هذا جنون .. ولكنني أحبه ، أريده ، ولا أستطيع مقاومته ، ولن آبه بالأخريات ، ولا بما سيحدث لاحقا . |
رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
ومال إليها اكثر وقال بصوت خفيض ناعم:
- أقسم لك ، أنا لم أقل لفتاة من قبل إنني أحبها ، ولكنني أقولها لك يا جودي . أحبك يا حبيبتي . لم أكن أتوقع في عمري أن أسمع نفسي أقول هذا .. ولكن الأمر سهل الآن ، عندما يكون حقيقيا . عندما يعنيه المرء من أعماق قلبه . أحبك ، أحبك ، أحبك . وأحست بالدوار من قربه لها ، ما كان عليها سوى أن تدير رأسها لتلتقي بعينيه . ولكن ، لو أنه ليس كاذبا بقوله إنه لم يقل لأية فتاة بأنه يحبها .. فماذا عن تلك الرسالة ؟ ماذا عن صوته الذي كان يقول " أحبيني ، فأنا أحبك " أوه .. لا .. بالطبع هذه ليست المرة الأولى التي يقولها ! وقامت بمحاولة يائسة أخيرة : - لا أستطيع .. لا أستطيع أن أبدأ بشيء الآن ، أنا مسافرة إلى الخارج . - إلى أين .. الخارج ؟ ولماذا ؟ - الى إيطاليا .. شقيقتي ، ماغي ، تزوجت ، وسأسافر إلى نابولي لأنضم إليها . - أوه .. زيارة ، أهذا كل شيء ؟ حسنا .. ليس من مشكلة إذا ، سنتزوج نحن أيضا ، وفي الحال ، وسنسافر معا إلى نابولي ، فهي مكان رائع لشهر العسل ، ما رأيك ؟ وتجمد الدم في عروق جودي ، وبدا أن قلبها توقف . وأدارت عيناها نحو وجهه في ذهول كامل ، وشهقت قائلة : - أتزوجك ؟ - بالطبع ، وعن ماذا تظنيني كنت أتكلم طوال العشر دقائق الفائتة ؟ وابتلعت جودي ريقها ، ثم تنفست ، ولم تقل شيئا .. فتابع : - هل كنت تظنين أنني أقترح عليك علاقة مؤقتة ؟ وهزت رأسها بغباء . فقطب هال ونظر من حوله ... كان هناك ثلاثة رجال ، وثلاث نساء على الطاولة المجاورة . - أوه يا إلهي ..هذا مكان سخيف لطلب يد فتاة ! لنعد إلى شقتي وهناك أطلب يدك بشكل لائق . أتفعلين هذا؟ صوته العميق الدافئ جعلها تلتقط أنفاسها بصعوبة ، فقالت هامسة : - نعم .. أوه نعم .. *** غرفتهما في الفندق تطل على جمال لا يصدق لخليج نابولي . كانت الشمس على وشك المغيب عندما وقفت جودي مستندة إلى حافة الشرفة الحجرية ، عيناها حالمتان ، وجسدها كله مليء بالمرح الذي غمرها منذ تلك اللحظة ، منذ ثلاثة أيام ، التي وقفت فيها إلى جانب هال في الكنيسة الصغيرة في لندن ، تعد بأن تحبه وتتعلق به طالما هما أحياء . لقد كان أهدأ زفاف ، لم تحضره العائلة ، ماغي لا يمكن الاتصال بها لعدم وجود هاتف لديها ، وأمه وزوج أمه في أميركا ، يزوران شقيقته الكبرى الوحيدة . وكانا قد سافرا رأسا إلى إيطاليا ، وأقاما في هذا الفندق ، وجودي لا تزال تقنع نفسها أن تصدق بأنها لن تستيقظ لتجد أن الأمر كان حلما من خلفها , ان زوجها ممددا على السرير ، ويداه خلف رأسه ونادته : - هال . ومرى ساقيه الطويلتان عن السرير وتقدم نحوها عاري القدمين ولف وسطها بذراعيه من الخلف . وأمسكت بيديه تشدهما أكثر إليها . وهي ترتعد شعورا بقوتهما ودفئهما . وتركزت نظراتها على المشهد الرائع أمامها . - ألا تشعر وكأنه من خارج هذا العالم . - إنه أروع من أن يكون هذا المنظر حقيقيا . - ومع ذلك فهو حقيقي . أليست الحياة رائعة ؟ عندما تعتقد أنها أقفلت تماما في وجهك ، تعود لتتفتح من جديد ، مثل الزهرة ؟ |
رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
وشدّ عليها أكثر وتمتم في أذنها : - هه .. أنا لا أشعر بأنني فيلسوف في هذه اللحظات .. تعالي إلى الداخلي . - هل نسيت أن ماغي وادي قادمان للعشاء معنا ؟ أليس رائعا أن ماغي سعدت لزواجنا ، وأننا سنصبح أصدقاء كلنا معا ؟ - ولكنك جميلة ، كل جزء منك جميل ، لا أستطيع المقاومة . وجذبها إلى الداخل وهي تتمنع دلالا . بعدها ، بقيا لبرهة بين ذراعيّ بعضهما ، وهما يراقبان الشمس وهي تختفي من فوق الخليج ، وفكرت جودي : لقد أدركت الآن بأنني لم أعد طفلة ، لقد أصبحت امرأة ناضجة الآن ، أصبحت زوجة هال . وأخذت تضحك .. والى جانبها تمتم هال : - ما الذي يضحكك ؟ ولأنها أصبحت الآن واثقة منه ، غير خائفة من غضبه ، قالت : - هل تذكر أول يوم أتيت فيه للعمل معك ، وتركت رسالة غرامية على الشريط المسجل ؟ ورفع رأسه عن الوسادة وحدق بها : - أنا لم .. أنا متأكد .. ماذا قلت ؟ منتديات ليلاس ودون مقدمات شعرت بالخجل فقالت بصوت خفيض ، حتى أنه اضطر إلى تقريب رأسه من فمها ليسمع الكلمات . - أحبيني ، فأنا أحبك .. إلى أية فتاة على لائحة انتظارك كانت هذه الرسالة موجهة ؟ وللحظة بدا مرتبكا . ثم انفجر بالضحك . - أوه .. تلك ! أجل تذكرت الآن ، ألم تكن هذه للفت الانتباه ؟ - لفت الانتباه. - أجل . مجرد فكرة . كنت أفكر بدعاية جيدة لورق الشركة ، ثم اكتشفت أن الفكرة مستخدمة من قبل لذا محيتها عن الشريط ، والآن يا فتاتي الحبيبة ، على الرغم من الدليل الجرمي الذي ظننتي أنك وجدتيه ، فقد كنت صادقا عندما قلت بأنني لم أقل لفتاة إنني أحبها من قبل ، إلى أن قلتها لك يا زوجتي الحبيبة . وصمتت جودي . لم يكن الأمر يهم ، ليس الآن . ولكنها شعرت برضى غريب بأن اللغز قد حل في النهاية ، وربت على شعرها بنعومة وقال : - صدقتيني .. اليس كذلك؟ ولمعت عيناه لعينيها في الغرفة التي بدأت تعتم . - هل صدقتي الآن بأنه لم يكن هناك فتاة أحببت أن أبقيها إلى جانبي .. إلى الأبد .. وأن الأخريات ما هن سوى أشباح من الماضي . حيث سيبقين هناك ؟ هل صدقتيني ؟ - أوه . . نعم .. لقد صدقتك . وعاد رأسه ليرتاح على الوسادة إلى جانب رأسها . وذراعه تشدها إليه ، وتمتم لها في أذنها ، وابتسامة تلوح من صوته : - أحبيني .. فأنا أحبك. النهاية |
رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
يااااي فصول جديدة
يعطيك العافية جااااري القراية لوووول Sent from Mobile using Tapatalk |
الساعة الآن 05:07 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية