منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t196893.html)

Rehana 25-09-14 07:28 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 
ولاحظت أن ديك تكلم ولكنها لم تستوعب كلماته ، بل سمعت هال يقول :
- لا .. في الواقع أردت التحدث إلى جودي .
وأخذ ديك ينظر إليهما ، ثم قال بصوت بدا عليه الإحراج .
- أوه .. فهمت .. حسنا سوف أذهب إذا ، إذا لم يكن هناك شيء ..
وقال هال باقتضاب :
- لا ... ليس هناك شيء .
ورفع ديك كتفيه ، وكأنه يحاول رد ضربة ما ، ثم ، ودون كلمة ، عبر الغرفة إلى الخارج ثم هبط السلم .
وبلعت جودي ريقها بصعوبة .
- أردت التحدث معي ؟ هل الأمر حول الأجر الذي يجب أن أعيده لك ؟ كنت أسال السيدة وايت عن الموضوع .
- أعلم هذا .. لقد قالت لي .
وانتظرت ، دون حراك ، فقال بصوت خفيض جدا :
- جودي .. التفتي نحوي .
وكأنها تحت تنويم مغناطيسي .. استدارت ، ونظرها إلى الأسفل ..
فقال لها :
- انظري إليّ.
ورفعت عينيها ، وأعمى نظرها ما شاهدته على وجهه .
- هل ستتزوجين هذا البورغلي الأبله ؟
- ديك ليس أبلها ، إنه رجل لطيف وصديق جيد جدا .
- هل ستتزوجين هذا البورغلي اللطيف ؟
- لم يطلبني للزواج .
منتديات ليلاس
- لم يطلبك ؟ هذا قصر نظر منه ، لأنه الآن خسر فرصته .
ها قد عاد للكلام بالألغاز .
- ماذا تعني بحق السماء ؟ ليس من شأنك من أتزوج أو لا أتزوج .
- ولكن هذا من شأني .. إنه من شأني تماما.
ونظر حوله .
- أريد التحدث معك يا جودي ، ولكن ليس هنا ، حيث يمكن أن نقع إلى الأسفل فوق المخزن في أية لحظة ، هيا بنا ، لنذهب إلى أي مكان متدمن .
كان يبدو في أقصى درجات تسلطه ، وبشكل غريب ، أحست جودي بأنه يتوقع منها الرفض ، فحضرت دفاعاتها ، ثم قالت :
- لست واثقة من أنني أرغب في هذا . لقد تركت لندن لأبتعد عنك .
- أعلم هذا ، وأتيت إلى هنا أبحث عنك ، وهذا يجعلنا سواء .. أترين .. أنا بحاجة إليك .
هل هو بحاجة لها لتعود إليه كسكرتيرة ؟ هل عاد كل هذه المسافة ليقنعها ، لأن الآنسة راو كانت كارثة في عملها له ؟ ولم تكن في حالة تستطيع التفكير بالأمر . وهزت كتفيها بقلة اكتراث ، وسارت عبر الحفر في
ارضية المكان . وفي الطابق الأرضي قادها إلى الخارج نحو سيارته ، ثم أدارها ، وتوجه نحو الريف .
- كنت سآخذك إلى شقتي .. ولكنني خشيت أن تسيئي فهمي . هناك مكان هادئ وجميل أعرفه ، ونستطيع تناول الغداء هناك .
ولم يقل المزيد ، إلى أن جلسا جنبا إلى جنب ، على مقعد طويل من المخمل الأحمر في غرفة خافتة الأضواء منخفضة السقف .
- المكان جميل أليس كذلك ؟
وكان عليها أن تقول شيئا :
- كنت أظن أنك لا تحب الأمكنة القديمة .
- كل إنسان بإمكانه أن يغيّر رأيه ، ويغيّر قلبه ، لقد أتيت بك هنا ، لأنني هنا ، وعلناً ، أستطيع أن أفعل الشيء الذي اتوق لفعله .
- وما هو ؟
- أن آخذك بين ذراعيّ وأحضنك حتى أخنق أنفاسك . أوه يا جودي .

Rehana 25-09-14 07:29 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 
لو تعلمين بما مررت به منذ تركتي المكتب يوم أمس ، وأنفك المرتفع في الهواء ! بدأت أحطم كل الأشياء حولي وأنا أفكر بأنك قد هربت مع ذلك الأبله .. تصحيح .. مع ذلك الشاب الجميل اللطيف ديك بورغلي . لقد أخذتك إلى لندن لأبعدك عنه بعد ذلك ، وأنا أحاول استجماع شجاعتي لأقول لك إنني وقعت في حبك . عاد للظهور ثانية ، ممسكا بيدك ، واضعا ذراعه حولك ، لقد كانت الجريمة تجري في دمي يوم أمس عندما دخلت إلى غرفة الانتظار ورأيتكما معا! .
ها هو الخطر قد برز للعيان الآن .. إنها تستطيع الحصول على هذا الرجل .. ولكن إلى متى ؟ أسبوع .. شهر ؟ ثم ماذا بعد ؟ سوف ينبذها ، مثلها مثل غيرها .
- جودي .. ارجوك قولي شيئا . ارجوك ! قولي إنك تحبيني ولو قليلا . في تلك الليلة ظننتك تحبيني .. كنت دافئة وناعمة بين ذراعيّ ، وأقسم على هذا . لو لو تتصل باربرا .. لكنت...
- أجل أعرف هذا .. ولهذا السبب هربت منك .
- هربت مني ؟
- بالطبع منك .. اية فتاة تكون حكيمة بأن تهرب منك . أنت رجل خطر ، وقلت لك من قبل بأنك مثير ، أنسيت هذا ؟
- أنا أذكر هذا وكأنه كنز ذكريات . لقد حاولت معك ، ولكنني اصطدمت بكل تحفظاتك . أنت صغيرة جدا ، واستمريت بالقول لنفسي هذا . ولكنك دخلت إلى رأسي منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها ، ورأيت عينيك الماسيتين . الزرقاوين . وأردتك . ولكنني شعرت بذنب كالجحيم ، وكنت مؤمنا على الدوام بأن الزواج لا يناسبني ، لقد شاهدت ما حصل لوالدي . وبدا الزواج لي مخاطرة .
- لقد كنت قادرا على الحصول على أية فتاة دون زواج ، اليس كذلك ؟ وهذه مشكلتك ، وكما أظن بأنني قلت لك ، أنا لا أريد الانضمام إلى اللائحة . ولم أرد أيضا أن أبدأ علاقة مع خطيب فتاة أخرى . - ماذا ؟ عما تتكلمين ؟
- ألن تتزوج من إفريل ؟
وعبرت وجهة نظرة رعب :
- يا إلهي .. لا ! لم أفكر بهذا في حياتي . وهي تعلم هذا .
- لقد حضرت إلى شقتك صباح الأمس قبل أن أغادرها ، وارتني خاتم زمرد كبير .. لقد كانت عدائية بشكل رهيب . عندها قررت أنني قد اكتفيت من صديقاتك ، وحان وقت رحيلي .
- نعم .. نعم أظن أنني فهمت ..
وعاد إلى الصمت ، ونظرت إليه جودي ، ثم عاد للكلام :
- وماذا أستطيع أن أقول لأقنعك أن ولا أية واحدة من الأخريات تهمني ؟ وبأنك تختلفين عنهن .. تختلفين عن أية فتاة عرفتها من قبل عن كل الفتيات ، لقد كان هناك العديد منهن ، وهل كنت تتوقعين مني أن أعيش مثل الراهب ، أكنت تتوقعين هذا ؟.
ومرر أصابعه في شعره الأسود وتابع :
- يا إلهي .. أنا أخلط الأشياء من جديد . أترين يا حبيبتي جودي .. أنا مجنون بحبك .. لقد دخلت تحت جلدي مباشرة . أفكر بك طوال الوقت . أنت تقفين بيني وبين عملي . اريدك .. أحتاجك معي .
ونظرت جودي إلى الخارج من النافذة نحو الحديقة ، أزهار الصيف كانت قد بدأت تزهر ، كانت تحس بشكل قوي بتأثير الرجل الذي يجلس إلى جانبها ، واستلزمها كل جزء من شجاعتها لتمنع نفسها من أن تذوب إليه ، وأن تشعر بذراعيه من حولها ، عندها سيأخذها إلى شقته ..ثم .. هذا جنون .. ولكنني أحبه ، أريده ، ولا أستطيع مقاومته ، ولن آبه بالأخريات ، ولا بما سيحدث لاحقا .

Rehana 25-09-14 07:30 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 
ومال إليها اكثر وقال بصوت خفيض ناعم:
- أقسم لك ، أنا لم أقل لفتاة من قبل إنني أحبها ، ولكنني أقولها لك يا جودي . أحبك يا حبيبتي . لم أكن أتوقع في عمري أن أسمع نفسي أقول هذا .. ولكن الأمر سهل الآن ، عندما يكون حقيقيا . عندما يعنيه المرء من أعماق قلبه . أحبك ، أحبك ، أحبك .
وأحست بالدوار من قربه لها ، ما كان عليها سوى أن تدير رأسها لتلتقي بعينيه . ولكن ، لو أنه ليس كاذبا بقوله إنه لم يقل لأية فتاة بأنه يحبها .. فماذا عن تلك الرسالة ؟ ماذا عن صوته الذي كان يقول " أحبيني ، فأنا أحبك " أوه .. لا .. بالطبع هذه ليست المرة الأولى التي يقولها !
وقامت بمحاولة يائسة أخيرة :
- لا أستطيع .. لا أستطيع أن أبدأ بشيء الآن ، أنا مسافرة إلى الخارج .
- إلى أين .. الخارج ؟ ولماذا ؟
- الى إيطاليا .. شقيقتي ، ماغي ، تزوجت ، وسأسافر إلى نابولي لأنضم إليها .
- أوه .. زيارة ، أهذا كل شيء ؟ حسنا .. ليس من مشكلة إذا ، سنتزوج نحن أيضا ، وفي الحال ، وسنسافر معا إلى نابولي ، فهي مكان رائع لشهر العسل ، ما رأيك ؟
وتجمد الدم في عروق جودي ، وبدا أن قلبها توقف . وأدارت عيناها نحو وجهه في ذهول كامل ، وشهقت قائلة :
- أتزوجك ؟
- بالطبع ، وعن ماذا تظنيني كنت أتكلم طوال العشر دقائق الفائتة ؟
وابتلعت جودي ريقها ، ثم تنفست ، ولم تقل شيئا .. فتابع :
- هل كنت تظنين أنني أقترح عليك علاقة مؤقتة ؟
وهزت رأسها بغباء . فقطب هال ونظر من حوله ... كان هناك ثلاثة رجال ، وثلاث نساء على الطاولة المجاورة .
- أوه يا إلهي ..هذا مكان سخيف لطلب يد فتاة ! لنعد إلى شقتي وهناك أطلب يدك بشكل لائق . أتفعلين هذا؟
صوته العميق الدافئ جعلها تلتقط أنفاسها بصعوبة ، فقالت هامسة :
- نعم .. أوه نعم ..
***
غرفتهما في الفندق تطل على جمال لا يصدق لخليج نابولي . كانت الشمس على وشك المغيب عندما وقفت جودي مستندة إلى حافة الشرفة الحجرية ، عيناها حالمتان ، وجسدها كله مليء بالمرح الذي غمرها منذ تلك اللحظة ، منذ ثلاثة أيام ، التي وقفت فيها إلى جانب هال في الكنيسة الصغيرة في لندن ، تعد بأن تحبه وتتعلق به طالما هما أحياء . لقد كان أهدأ زفاف ، لم تحضره العائلة ، ماغي لا يمكن الاتصال بها لعدم وجود هاتف لديها ، وأمه وزوج أمه في أميركا ، يزوران شقيقته الكبرى الوحيدة .
وكانا قد سافرا رأسا إلى إيطاليا ، وأقاما في هذا الفندق ، وجودي لا تزال تقنع نفسها أن تصدق بأنها لن تستيقظ لتجد أن الأمر كان حلما من خلفها , ان زوجها ممددا على السرير ، ويداه خلف رأسه ونادته :
- هال .
ومرى ساقيه الطويلتان عن السرير وتقدم نحوها عاري القدمين ولف وسطها بذراعيه من الخلف .
وأمسكت بيديه تشدهما أكثر إليها . وهي ترتعد شعورا بقوتهما ودفئهما . وتركزت نظراتها على المشهد الرائع أمامها .
- ألا تشعر وكأنه من خارج هذا العالم .
- إنه أروع من أن يكون هذا المنظر حقيقيا .
- ومع ذلك فهو حقيقي . أليست الحياة رائعة ؟ عندما تعتقد أنها أقفلت تماما في وجهك ، تعود لتتفتح من جديد ، مثل الزهرة ؟

Rehana 25-09-14 07:31 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 

وشدّ عليها أكثر وتمتم في أذنها :
- هه .. أنا لا أشعر بأنني فيلسوف في هذه اللحظات .. تعالي إلى الداخلي .
- هل نسيت أن ماغي وادي قادمان للعشاء معنا ؟ أليس رائعا أن ماغي سعدت لزواجنا ، وأننا سنصبح أصدقاء كلنا معا ؟
- ولكنك جميلة ، كل جزء منك جميل ، لا أستطيع المقاومة .
وجذبها إلى الداخل وهي تتمنع دلالا . بعدها ، بقيا لبرهة بين ذراعيّ بعضهما ، وهما يراقبان الشمس وهي تختفي من فوق الخليج ، وفكرت جودي : لقد أدركت الآن بأنني لم أعد طفلة ، لقد أصبحت امرأة ناضجة الآن ، أصبحت زوجة هال .
وأخذت تضحك .. والى جانبها تمتم هال :
- ما الذي يضحكك ؟
ولأنها أصبحت الآن واثقة منه ، غير خائفة من غضبه ، قالت :
- هل تذكر أول يوم أتيت فيه للعمل معك ، وتركت رسالة غرامية على الشريط المسجل ؟
ورفع رأسه عن الوسادة وحدق بها :
- أنا لم .. أنا متأكد .. ماذا قلت ؟
منتديات ليلاس
ودون مقدمات شعرت بالخجل فقالت بصوت خفيض ، حتى أنه اضطر إلى تقريب رأسه من فمها ليسمع الكلمات .
- أحبيني ، فأنا أحبك .. إلى أية فتاة على لائحة انتظارك كانت هذه الرسالة موجهة ؟
وللحظة بدا مرتبكا . ثم انفجر بالضحك .
- أوه .. تلك ! أجل تذكرت الآن ، ألم تكن هذه للفت الانتباه ؟
- لفت الانتباه.
- أجل . مجرد فكرة . كنت أفكر بدعاية جيدة لورق الشركة ، ثم اكتشفت أن الفكرة مستخدمة من قبل لذا محيتها عن الشريط ، والآن يا فتاتي الحبيبة ، على الرغم من الدليل الجرمي الذي ظننتي أنك وجدتيه ، فقد كنت صادقا عندما قلت بأنني لم أقل لفتاة إنني أحبها من قبل ، إلى أن قلتها لك يا زوجتي الحبيبة .
وصمتت جودي . لم يكن الأمر يهم ، ليس الآن . ولكنها شعرت برضى غريب بأن اللغز قد حل في النهاية ، وربت على شعرها بنعومة وقال :
- صدقتيني .. اليس كذلك؟
ولمعت عيناه لعينيها في الغرفة التي بدأت تعتم .
- هل صدقتي الآن بأنه لم يكن هناك فتاة أحببت أن أبقيها إلى جانبي .. إلى الأبد .. وأن الأخريات ما هن سوى أشباح من الماضي . حيث سيبقين هناك ؟ هل صدقتيني ؟
- أوه . . نعم .. لقد صدقتك .
وعاد رأسه ليرتاح على الوسادة إلى جانب رأسها . وذراعه تشدها إليه ، وتمتم لها في أذنها ، وابتسامة تلوح من صوته :
- أحبيني .. فأنا أحبك.



النهاية

bluemay 25-09-14 07:42 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 
يااااي فصول جديدة
يعطيك العافية
جااااري القراية لوووول

Sent from Mobile using Tapatalk


الساعة الآن 05:07 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية