منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t196893.html)

Rehana 15-09-14 04:44 PM

18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( كاملة )
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...0791639671.gif

رواية .. بعدك لا احد

من احلام القديمة

الملخص

كيف يمكن لأي إنسان ان يكون دون قلب مثل هال دايفدسون ويطرد شقيقة جودي من العمل كسكرتيرة له , بعد خدمة سنوات من الإخلاص !
صحيح ان ماغي تتفهم الأمر جيداً.. إذا ربما تكون الوظيفة قد اصبحت فوق طاقتها .. ولكن جودي غضبت لأجلها , ولن تسامح هال لمعاملته القاسية.
ولكن, وامام دهشتها , عرض عليها هال الوظيفة بدلاً من شقيقتها , فهل ستكون هذه فرصتها للانتقام منه؟ أم ان العمل معه سوف يهزمها ايضا؟


الرواية للامانة منقولة فقط ثلاث الصفحات الاولى من كتابتي .. تم تدقيقها من قبلي

Rehana 15-09-14 04:45 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة
 
فصول الرواية


1- سوف تريه !


2 - لا مكان للمشاعر

3 - اكثر من سكرتيرة !

4 - قفزة في الظلام

5 - طفلة تكبر بسرعة

6 - في فراش رجل

7 - لم يبق إلا الدموع

8 - أحبيني ، فأنا أحبك !

Rehana 15-09-14 04:48 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الاول )
 

1- سوف تريه !


ماغي على حق .. فالرجل وغد غير انساني , وقاومت جودي ليندساي اندفاع الغضب والاحتقار , وهي تواجه العينين الرماديتين اللتان تتفحصانها من الجانب الآخر للطاولة الكبيرة , مع ان ماغي لم تستخدم تلك الكلمات بالضبط, فقد وصفته بأن وحش غير إنساني , فجيل جودي ليس معتاداً على استخدام كلمات اعتاد عليها جيل شقيقتها الصغرى جودي.
وتحركت كتفا هال دايفدسون بنفاذ صبر وقال:
- أترين يا آنسة...
وحدق في ورقة امامه كان قد سجل عليها اسم جودي عندما دخلت الى مكتبه منذ خمس دقائق.. وتابع:
- آنسة ليندساي, اخشى ان تكوني تضيعين وقتك ووقتي.
عينا جودي الزرقاوين العميقتين كالمحيط كانت باردتان.ريحانة
- اتعني انك مستعد لرمي شقيقتي الى الخارج هكذا , رغم انها عملت للمؤسسة لسبعة عشر سنة, منذ ان كانت في السابعة عشر ؟ ورغم انها كانت سكرتيرة والدك الموثوقة خلال عشر من هذه السنوات؟
وتأملت عيناه الرماديتان السقف وكأنه يبحث عن الصبر وقال :
- هذه هي الفكرة بالضبط آنسة ليندساي, فشقيقتك عملت في نفس الوظيفة لفترة طويلة جداً, حتى انها اصبحت اسيرة روتين لا تستطيع الخروج منه والأشياء في تغير دائم , كما تعرفين , وقريباً ستصبح هذه المؤسسة مختلفة ايضاً عما كانت تحت إدارة والدي.

Rehana 15-09-14 04:51 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الاول )
 
وادارة نظرة في المكتب العتيق الطراز بنفور, من خزانة الملفات الحديدية الى السقف المتشقق بنقوش الجفصين الأصفر .
- كان يناسبه هذا كما هو .. ولكنه لا يناسبني ابداً, وانا انوي جعل هذه المؤسسة جاهزة لتشق طريقها الى القرن الواحد و العشرين.
ونظرت جودي بكراهية الى الوجه الاسمر النحيل, والعينين الرماديتين العميقتين برموشهما الغريبة السوداء , والفم القاسي , اجل , لتشق طريقها , هذه هي الكلمة المناسبة , كل شيء قد يفعله هذا الرجل سيكون عنيفاً , حتى اسمه , هال دايفدسون , يبدو وحشياً وقالت:
- على الاقل تستطيع منح ماغي وقتاً كي تتكيف .. فهي لم ....
- وقتاً! وكم يلزمها من وقت بعد؟ لقد حصلت على خمس دورات تدريب على الاختزال , وهذا يعتبر اكثر ضروري لسكرتيرة مؤهلة, وقد اشتكت وتأوهت من هذه الدورات , ولم تركز ابداً عليها , ويوم امس كان لديها الجرأة لتقول لي بأنها تنوي الاستمرار باستخدام آلة الطباعة القديمة التي كان يجب ان تلغي من الاستعمال منذ سنوات طويلة, وبأنها ليست مستعدة لتعلم التقنيات الجديدة .. لا.. من الواضح جداً ان شقيقتك لم تعد ملائمة لهذه الوظيفة, وأي إنسان لا يريد ان يتطور لن يبقى في هذه الشركة بعد ان توليت إداراتها بنفسي الآن , فليس لدي مكان لعابري السبيل .. والآن آنسة ليندساي, انا مشغول جداً.. لقد سمحت لك بالدخول عليّ دون موعد, وقاطعتي عملي , ونظراً الى ان شقيقتك كانت سكرتيرة والدي فقد اعطيتك من وقتي لأشرح لك الأمور بالتفصيل , ولكن وقتي ثمين ولا استطيع الاستغناء عنه أكثر , وعليّ ان اطلب منك الرحيل.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
- لا .. ليس بعد .
- ماذا قلت ؟
- لقد قلت لا, لقد استمعت الى كلامك التافه , ولن اخرج قبل ان أُسمعك ما سأقوله.
ووقفت , فمن السهل اكثر عليها ان تقول ماتريد قوله وهي واقفة .. ونظر اليها هال دايفدسون بغضب وقال:
- ليس عندي النية لأن...
ولكنها قاطعته كما كان يقاطعها منذ لحظات.
- سوف تستمع إليّ سيد هال دايفدسون , إلا إذا كنت مستعداً لأن تجعل موظيفك يرمونني الى الخارج, وأشك في ان دوان العجوز سيرغب في هذا حتى ولو أمرته بذلك, إنه صديق قديم لي, وأنا اعرفه منذ كنت طفلة صغيرة .
واستوى هال دايفدسون في كرسيه , وتجولت عيناه ببطء من شعرها الأشقر الناعم , المربوط برباط اسود , إلى جسدها الذي يرتجف قليلاً من التوتر والغضب , واحست جودي بالدم يعلو الى وجهها , إنها معتادة تماماً على تحديق الرجال بها , فهي شابة وجميلة ومرغوبة, ولكن كان هناك شيء ما في هذا الرجل ارسل موجات من الرعدة في جسدها , واخيراً قال لها:
- حسناً .. قولي ماترغبين في قوله , ولكن باختصار .ليليان بيك
- سأفعل .. فأنا متلهفة تماماً للخلاص من وجودك كما انت متلهف للخلاص من وجودي معك , وما اريد معك , وما أريد قوله , إن شقيقتي قد تجاوزت لتوها نوبة انفلونزا , ولم يكن من المفروض ان تعود الى روتين العمل بسرعة , وقد لاحظت انت هذا .. أليس كذلك ؟ لقد جعلتها تعمل لساعات متأخرة , وبعد كل يوم عمل كانت تصل الى المنزل مرهقة .. تعبة لدرجة لا تستطيع معها النوم, ولم تكن في حالة تمكنها من استيعاب اي شيء جديد عليها, ولكن , هل اعطيتها اية علاوة على هذا العمل الاضافي ؟ لا.. بل حشرت رأسها في نظام العمل الجديد, وعندما لم تستوعبه بسرعة قمت.. كما اعتقد .. بالاستغاء عن خدماتها كما عبرت عن الأمر سيد دايفدسون؟

Rehana 15-09-14 04:52 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الاول )
 
كانت جودي قد أتت إلى هنا على أمل ان تجعل هذا الرجل يغّر رأيه ، ولكنها بعد أن شاهدته ، أدركت دون أي شك بأنه لن يفعل . وأدركت أيضا أن العزيزة ماغي لن تستعد بالعمل معه . فماغي دافئة ومحبة وحساسة . وكانت بمثابة ابنة للسيد دايفدسون العجوز . و لم تتغلب بعد على حزنها لوفاته ، منذ شهرين ، وهي بالتأكيد ليست في حالة تستطيع فيها أن تكون على مستوى العمل مع رجل مثل ابنه ، هال دايفدسون ، الرجل الذي بإمكانه أن يهزّ ثقة أية فتاة بنفسها بتلك النظرة المزدرية .وقررت جودي عندها أن شقيقتها يجب أن لا تعود إلى هنا للعمل في فترة شهر الإنذار .
وسوف تقوم جودي بتدبير وظيفة لها كي تحصل ماغي على فترة راحة ، ولا تتحمل وحدها عبء مصاريف الحياة لكليهما .
وقال هال دايفدسون ببرود :
- أجل .. هذا ما عنيته ، كما أذكر أنني دبّرت أمر تسليم وظيفتها بكل احترام وبتعويض أكثر مما هو مطلوب.
- المال ؟ المال لن يعوض لها عن الطريقة المهينة التي صرفتها بها ! لو كان والدك يعلم ..
- أظن انني تحملت الكثير منك آنسة ليندساي ، ولست أعلم سبب مجيئك إلى هنا أساسا ، وبالطبع لم تتمكني من تغيير رايي . وإذا كان هذا يرضيك ، فباستطاعتك أن تقولي لشقيقتك إنني آسف لأنها تشعر بأنني عاملتها بقليل من الإنصاف . ولكنني لا أستطيع إعادة النظر في قراري ..وهذه المسألة لم تكن من ضمن خططي ، فأنا ذاهب إلى لندن لبضعة أيام في الأسبوع المقبل ، وكنت آمل ان تكون شقيقتك قد أصبحت مستعدة لتبني طريقتي في العمل ، كي أترك لها أمر إدارة المكتب أثناء غيابي. وبدلا عن هذا أثبتت بنفسها أنها غير قادرة على القيام بهذا العمل إطلاقا.
وضحك بسخرية وتابع :
- أنتم النساء . كلكن سواء ! تقلن إنكن ترغبن في المساواة ، ثم عندما تواجهكن التحديات تصبن بالانهيار .
ولم تستطع جودي أن تترك هذا الكلام يمر ، وتغلب الغضب على التوتر الذي شعرت به عندما قابلت هذا الشخص الذي يقبض على مستقبل شقيقتها بين يديه . فصاحت به :
- كيف تجرؤ على هذا القول ! إذا لم يكن هناك من يستطيع الوقوف في وجه التحدي ، فستفعل شقيقتي هذا . لا أعتقد بأنك تفهم كيف يكون الأمر عندما تكون لوحدك وأنت في السابعة عشر من عمرك ، دون مال ، ولديك طفلة شقيقة لرعايتها ؟ أنت لا تعرف هذا ، اليس كذلك سيد دايفدسون ؟ كان لديك المال دائما . والمركز ... حسنا.. هذا هو التحدي لو أردت أن تعلم .. إنه رهيب بشكل مضاعف ، بالنسبة لتعلم العلم على آلة حديثة سخيفة . كان يمكن لماغي أن تفعل غير هذا ، وأن تضعني في ميتم أو منزل آخر ، ولكنها لم تفعل ، وربتني برغم التحدي . وتعلمت ليلا الاختزال والطباعة . وحصلت على وظيفة في هذه الشركة ،وتقدمت خلال السنوات لتصبح سكرتيرة والدك الموثوقة . لقد كانت رائعة معي ، طوال حياتي ، إنها شخص عظيم ، ولكنك لا تستطيع تقدير أمثالها ، أليس كذلك سيد دايفدسون ؟ إنك تريد فتاة متفوقة لها رأس أكثر مما لها قلب ، تستطيع أن تقوم بالعمل حسب تقنيتك الجديدة . حسنا .. آمل أن تجد مثل هذه الفتاة ، وحظا سعيدا لك معها ! وأنا بالطبع لن أحسد أية فتاة ستعمل معك .
واستدارت نحو الباب وهي تقول :
- شكرا لاستماعك لي .. صباحك سعيد ، سيد دايفدسون !
كانت ساقاها ترتجفان ، وكل ما ترغب فيه أن تخرج بأقصى سرعة ممكنة .. ولكنه صاح بها :
- إنتظري لحظة ...

Rehana 15-09-14 04:54 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الاول )
 
ووقف على قدميه . وسار ببطء حول طاولته ووقف أمامها ، وأحسّت بالرعدة لتأثير شخصيته ، لقد قالت ماغي عنه إنه فاتن " الفتيات يحمن حوله دائما وأنا أكره العمل لرجل من هذا النوع . مع أنه لم ينظر إلي مرتين "
وقال لها :
- عودي إلى هنا واجلسي .. هناك شيء آخر يجب ان يقال .
- ليس عندي شيء أقوله .
كانت ساقاها ترتجفان ، وكل ما ترغب فيه أن تخرج بأقصى سرعة ممكنة .. العودة إلى ماغي ، التي تركتها في حالة سيئة في المنزل هذا الصباح .. وقال لها بصوت خافت :
- لا .. انا من سيتكلم .. تقدمي .. لا تكوني حساسة هكذا لمجرد أنني قلت لك الحقيقة حول بعض الأمور .
وأمسك بمعصمها ، ووجدت نفسها تنقاد دون إرادة إلى المقعد الذي تركته لتوها . وجلست هناك تغلي بالغضب ، بينما عاد إلى مكانه وجلس في مقابلها ثانية .. كيف يجرؤ .. كيف يجرؤ أن يضع يده عليها ! يجب عليها أن تقف وتركض خارجة من مكتبه ، ولكنها كانت خائفة أن لا تساعدها ساقاها .
واستند إلى مقعده الجلدي ، وتفحصها بصمت لفترة طويلة حتى شعرت بأنها على وشك الصراخ .. ثم قال بهدوء :
- ماذا تعملين لكسب معيشتك ، آنسة ليندساي ؟
- وهل هذا يهمك حقا ؟
- لا أعلم بعد ، ولكن ربما سأهتم ، هل لديك مانع بإخباري ؟
- حسنا ، بما أنك مهتم .. أنا أعمل في الطباعة على الآلة الكاتبة .
- هه .. وليس بالسكرتاريا ؟ معظم الطابعات يسمين أنفسهن سكرتيرات في هذه الأيام ، كما أعتقد .
- أنا طابعة .
منتديات ليلاس
في الواقع إنها ليست طابعة ، فلم تنه دروسها بعد في كلية السكرتاريا ، ولكنها لن تقول له هذا .
- وهل لديك وظيفة ؟
- أنا دون عمل حاليا ، لديّ عرض أو عرضين ، ولكنني لم أقرر أيهما سأقبل .. والآن .. لو سمحت لي سيد دايفدسون ..
ووضعت يدها على الطاولة لتساعد نفسها على الوقوف .
- أوه . لأجل الله يا فتاة .. إجلسي ولا تقفزي وكأنك بهلوان يقف على الحبل ! لهذا ما أريد أن اتحدث به معك . فإذا كانت شقيقتك غير قادرة على العمل ، كما تقولين . ولن تأتي للعمل خلال فترة الإنذار ، فأنا محتاج للتعاقد مع شخص غيرها . وقد لاحظت أنك فتاة ذكية بشكل معقول . وقد تناسبين لملء الفراغ ، وتوفرين عليّ مقابلات مع متقدمات لا فائدة منهن على الأرجح .. وفي لندن لن أواجه مشاكل . وكما قد تكونين لاحظتي آنسة ليندساي ، أنا لست رجلا يسهل العمل معه . فأنا لا أتسامح مع الأغبياء . وقد أكون مخطئا ، ولكنني لا أظن أنك غبية ، على الأقل تستطيعين أن تبدأي دون أفكار خاطئة عني .
واتسعت عينا جودي الزرقاوين من الرعب . العمل لهذا الشخص الكريه ، الذي لا يحتمل والذي بدون مشاعر ؟ الأفضل أن تقف في الصف أمام مكتب الاستخدام ! وهذا ما ستفعله بالتأكيد عندما ستنهي دراستها في شهر تموز . فالوظائف صعبة المنال في هذه الأيام ، وهي تعلم هذا ، وخاصة إذا لم يكن للمتقدم أية خبرة سابقة .. وبرزت أمام عينيها صورة ، دفعة الإيجار ، وفاتورة الغاز ، وفاتورة الكهرباء ، أجر ماغي الإضافي سوف يغطي هذا ، بالطبع ، ولكن كم سيكون أفضل لو تحتفظ بمالها ، وتريح نفسها بعمل تتمتع به .
وكان هال دايفدسون ما زال ينظر إليها .
- عملك الأخير .. هل كان الاختزال والطباعة ؟

Rehana 15-09-14 04:55 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الاول )
 
- الطباعة المسجلة .. معظم الرجال ، كما أعتقد ، يفضلون استخدام التسجيلات هذه الأيام ، إنها طريقة أسرع وأكثر ملائمة .
معظم الفتيات يتلقين دراسة في الاختزال ، ولكن جودي أرادت أن تنهي تأهيلها بأقصر وقت ممكن ، وفضلت أن تركز على الطباعة ، وبدا هال دايفدسون موافقا على هذا :
- لا مشكلة إذن . وأنا أفضل استخدام التسجيلات . فليس لديّ الوقت الكافي لأبدي إعجابي بساقي فتاة وهي تسجل كلماتي بطريقة الاختزال .حسنا إذا آنسة ليندساي ، ما رأيك ؟ هل نجرّب ، لنقل لمدة شهر ؟
كل شيء في جودي أراد الصراخ أن لا ... لا .. لن أعمل لك ولو بعد مليون سنة ! وهذا أعقل ما يمكن أن تفعله . ومع ذلك ، كان هناك شيء في الرجل الجالس إلى الجهة الأخرى من الطاولة ، يراقبها بهاتين العينين الرماديتين الغريبتين ، لعلها تريد أن تقبل التحدي . إنها تريد أن .. أن تريه . ولكن تريه ماذا إنها لا تدري .
ربما السبب هو الدافع السخيف الدائم لديها لقبول التحدي . وهذا الدافع سبب لها المشاكل من قبل .. حتى في المدرسة ، من المعروف بشكل عام أن جودي ليندساي يعتمد عليها دائما في قبول التحديات .
وسمعت نفسها تقول :
- ولكنك لا تعرف شيئا عني يا سيدي دايفدسون . ألا ترغب في التوصيات ؟
هذا بالتأكيد سينهي الأمر ، لأنها لا تملك أية توصيات . فهي لم تحصل على أية وظيفة .. وهي في الواقع لم تقل له سوى الأكاذيب . وهز راسه وقال بصوت سريع وحازم :
- أنا لا أعتمد على آراء الناس . فأنا أقرر رأيي بنفسي ، ولكن لمجرد المعلومات ، هل تخبريني لماذا تركت وظيفتك الأخيرة ؟
الأمر مريع .. فكذبة تقود لأكاذيب بشكل محتم :
- أردت .. ان أحسن وضعي .. اردت أن أكون حرة في البحث عن وظيفة مثيرة أكثر .
ونظر إليها بحدة طويلا حتى أحسّت بالفراغ في داخلها . كان وكأنه يقرأ أفكارها ، ولكنه عندما تكلم قال فقط :
- وهل تعتبرين نفسك طموحة ؟
- أوه .. أجل .
وهذه حقيقة أخيرا . إنها فعلا طموحة .. جزئيا لمصلحتها ، ولكن الأكثر لأجل ماغي . لانها تريد أن تكون قادرة على رد جميل ماغي لمنحها لها كل شيء ، طوال أيام طفولتها ودراستها ، كل شيء ، والحب أيضا .
وربما أساسا الحب . وسرى الدفء في جسدها وهي تفكر بماغي وما فعلته لأجلها ، والآن ، ولأول مرة ، ماغي بحاجة لمساعدتها ، وستفعل أي شيء ... أي شيء ، كي تخفف الحمل عن شقيقتها .
- وماذا ستدفع لي ؟
- هذا ما أحب سماعه .. فتاة لا تخاف أن تسأل من المؤكد أنك لن ترضى بالأجر الذي كانت تتقاضاه شقيقتك .. ولكن .. أستطيع أن أقول .. دعيني أرى أولا ...
ونظر إلى الخارج عبر النافذة ، ثم إليها ثانية ، وذكر مبلغا جعل جودي ترفرف بعينيها غير مصدقة ، بينما كانت تحاول أن لا تخفي دهشتها . وتابع كلامه :
- هذا على ما أعتقد ، عرض جيد آنسة ليندساي ، وكلما زادت ثقتي بك ، سيرتفع الأجر بالطبع بالتدريج ، إذا أنت أثبتي جدارتك ، وأظن أنك لا تشاركين شقيقتك الخوف من التكنولوجيا وسوف تتقبلين بكل إرادتك التدريب ؟

Rehana 15-09-14 04:56 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الاول )
 
وابتلعت جودي ريقها . كل شيء يتحرك بسرعة . وشعرت وكانها بدأت السير في رحلة . ثم قالت :
- أنا .. أجل .. سوف أكون مهتمة بالتعلّم .
وبدأت معنوياتها ترتفع . فهناك آلات طباعة الكترونية في المعهد ، ولكن لا شيء أكثر . وإذا استطاعت الحصول على تديب هنا ، وإذا استطاعت ان تبدأ حياتها العملية وبالتدرب على أكثر الآلات تقدما ، فلن يكون هناك حدود لنوع الوظيفة التي ستحصل عليها في النهاية ، وربما تستطيع ان تتولى كل المسؤولية عن مصاريف المنزل وتريح ماغي أخيرا لتنصرف إلى فنها الذي تحبه .
يجب أن تكون شجاعة حتى تستغل هذه الفرصة وتتحمل العمل لفترة قصيرة مع هال دايفدسون . ويجب أن تكون فترة التدريب قصيرة .. لأنها لا تظن بأنها تستطيع احتماله لفترة طويلة . وقال لها جازما :
- إذا لقد انتهى الأمر .. وتستطيعين البدء غدا عند التاسعة صباحا تماما .
ووجددت جودي نفسها بعد قليل في الشارع ، مؤسسة " دايفدسون المحدودة " تقع في بناية قديمة في شارع جانبي في وسط البلدة ، على مقربة من حديقة عامة جميلة . وذهبت جودي إليها وجلست على مقعد ، تحت ظل شجرة كرز مزهرة ، كي تستعيد توازنها .
منتديات ليلاس
ماذا فعلت ؟ منذ عشرين دقيقة دخلت مكتب دايفدسون وابتسمت لدان بونز الذي يعمل في الأرشيف في أسفل البناء ، حيث أكوام الأوراق مصطفة فوق الرفوف ، وخزائن الجوارير ترتفع حتى السقف مليئة بالملفات .
وابتسم لها دان ، كان دائما يسر لرؤيتها ، إنه الآن في الستين من عمره وقد عمل لدايفدسون منذ أن كان شابا ، ومنذ أن عملت ماغي في المؤسسة ، كانت تأتي بجودي معها وتتركها في المخزن ، كان يراقبها وهي تكبر من طفلة جميلة إلى طالبة مدرسة طويلة الساقين ، إلى شابة جميلة .. كما هي الآن ، نحيلة مستقيمة القوام ، عينان زرقاوان تغطيهما أهداب طويلة ، في وجه صغير فاتن ، يمكن أن تتغير ملامحه بسرعة حسب مشاعرها من المرح والطيش إلى الحنان والود .
وتذكّرت جودي كيف سارع دان لتحيتها عندما وصلت هذا الصباح .
- صباح الخير آنسة جودي .. هل تبحثين عن شقيقتك ؟ إنها لم تأتِ اليوم .
- أعلم يا دان .. لقد تركتها في المنزل ، إنها في الواقع لم تتغلب بعد على آثار الانفلونزا .
وتذكرت وهي تبتسم لدان ، كيف كانت ماغي مرتمية على الفراش ، وكم بدت شاحبة عندما قالت لها إنها لن تذهب اليوم إلى العمل .
- لا أستطيع .. لا أستطيع .
وبدأت بالبكاء الصامت ، لم تقل لها أكثر من أن السيد دايفدسون يريدها أن تعمل على المعدات الالكترونية الجديدة ، والتي تكره مجرد النظر إليها .. وكانت على وشك ان تصاب بانهيار عصبي ..
- لا تهتمي يا حبيبتي ، سأبلغهم الخبر بنفسي ، خذي قرصي اسبرين الآن ونامي ، ولا تقلقي سأهتم بكل شيء .
وهكذا أصبح الأمر بين يديها الآن . كل هذه السنوات كانت ماغي تأخذ كل شيء على مسؤوليتها وها قد بلغت الآن النهاية فخسارة وظيفتها أصابتها بالهزيمة .
وجلست على المقعد ، في الحديقة ، وعادت تتذكر كيف ورطت نفسها في هذا الموقف ، ولكن كل ما استطاعت التفكير به كان عينا هال دايفدسون الرماديتين ورموشه السوداء حولهما ، وارتجفت قليلا مع أن طقس نهاية الربيع كان دافئا .

Rehana 15-09-14 04:57 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الاول )
 
لماذا عرض عليها الوظيفة ؟ هنا يكمن السؤال . وقلبت جودي الأمر في ذهنها ، وأخيرا فرض احتمالان نفسيهما عليها : الأول إنها شابة راغبة بالتقدم وتعلم كل التقنيات الجديدة التي كدرت ماغي . وهو يتكلم على تدريبها ، ودفعها ، نحو تعلم طرقه الخاصة في العمل . والثاني إنه قد يكون يسعى لإرضاء ضميره بتوظيف الشقيقة الصغيرة للموظفة القديمة الكبيرة . ويمكن أن يكون هنك احتمال ثالث لم يبرز لها فورا ، ربما يكون هناك شيء فيها قد أثّر فيه . وبين كل الاحتمالات فضلت الأول ، فهال دايفدسون لم يظهر أنه يزعجه الضمير . فالعمل يأتي عنده بالدرجة الأولى ، والبشر يأتون بعد مسافة بعيدة جدا ، وهذه تماما خطته بالعمل .
حسنا ، إذا كان يفكر بان يستفيد منها فلن تتردد هي في أن تستفيد منه ، وستقبل الوظيفة وتقبض الأجر المرتفع الممتاز الذي عرضه عليها لشهر واحد ، وتتعلم كل شيء تستطيع إستيعابه في أقصر وقت ممكن ، ثم تقدّم له استقالتها . وإذا استطاعت حتى ذلك الوقت أن تنجح في جعله لا يستغني عنها أبدا ، فسيكون هذا أفضل . وسيتلقى الرد على ما فعله بنفس عملته ، وعليها الآن أن تتحمل طريقة عمله المزعجة لأجل اكتساب الخبرة في العمل ، وتستطيع دفع إيجار المنزل دون استخدام مال ماغي .
وما إن توصلت إلى هذه النتيجة ، حتى أحست بتحسن كبير في نظرتها إلى كل شيء .. ولكن الأسوأ قد يكون قادما ، وأحست بشعور غريب في معدتها عندما فكرت بالامر ! عليها أن تعود الآن إلى المنزل لتواجه ماغي بالخبر .
- جودي حبيبتي ، لن تستطيعي ! بكل بساطة لن تستطيعي . ولن أدعك تفعلين .
وجلست ماغي في المقعد القديم وأخذت تحدّق بشقيقتها بفزع .
- سأستطيع وسأفعل .
وابتسمت لها جودي . كانت قد سرّت بأن ترى ماغي غير مستقلية على الفراش تعاني من توتر أعصابها ، وتتعامل مع كل ما جرى بين هال دايفدسون وجودي وكأنه مزحة سوداء ، وبدت ماغي شاحبة ودوائر سوداءتحيط بعينيها البنيتين . ومالت نحوها ووضعت يدها على ذراعها وقالت :
- أنا آسفة لقد كنت متوترة هذا الصباح يا جودي ، ولا أعلم ماذا دهاني . وسأعود لأعمل خلال شهر الإنذار . سأعود غدا . وفي نفس الوقت سأفتش عن وظيفة أخرى ، وهذا ـ الكذا والكذا ، هال دايفدسون لن يرفض أن يعطيني خطاب توصية ، وعندها ستواصلين دراستك وتتقدمين للامتحان ، ثم تبحثين عن عمل .. عمل جيد ترتاحين له . يا إلهي كيف أسمح لك بالدخول إلى ميدان العمل في مثل هذه الوظيفة المستبعدة لك . . لا .. لن أسمح بحصول هذا .
- لن تستطيعي منعي يا أختي .. أنا في الثامنة عشر الآن ، أتذكرين ؟ وإذا كنت راغبة في أن أبيع حريتي لسيد يستعبدني ، فسأفعل ؟والآن كفي عن القلق عليّ ، فأنا قوية ولن يرعبني مثل هال دايفدسون . ولعلمك ، أنا لن أمانع في تعلم هذه التقنية الجديدة التي تكرهينها . فأنا ممتازة في الحساب ، ولقد اعترفت مدرسة الحساب بأن لي عقلا منطقيا ،فكري بهذا ! وافضل ان أتعلم وأتقدم لوظيفة أعلى ، وأجر يناسبنا . والآن لنبحث ماذا ستفعلين بتعويض صرفك من الخدمة . أعتقد أن عليك الذهاب إلى مدرسة فنون . تستطيعين أن تدخلي صفوف الكبار ، هذا أمر سخيف .. أنت لست كبيرة ، لا زلت صغيرة يا أختي ..
- لن أستطيع العودة إلى الدراسة يا حبي ، الأمر سخيف .
- ليس سخيفا أبدا . على كل ، فكري بالأمر . فقد تحصلين على درجة وهذا سيساعدك ، وإذا كنت أنا أكسب جيدا ، سنتدبر أمرنا بشكل رائع .
وكادت أن تقول لها ، أن بإمكانها أخيرا ان تتزوج من إيدي . ولكنها ضبطت لسانها ، مع أنها متأكدة أن إيدي اريكسون يحب ماغي ، وقد مضى على حبهما الآن أكثر من سنتين ، ولكن ماغي لم تعترف بالأمر أبدا . إنه فنان يعيش في شقة صغيرة عند طرف البلد الآخر . وبالنسبة لماغي كان رائعا جدا أن تتعرف إلى فنان حقيقي ، وأن تلتقيه ليتحدثا عن الفن . وكان ايدي قد اعتاد أن يأتي لتناول العشاء معها كل ليلة سبت ، ولم تستطع جودي إلا أن تلاحظ كيف يشع وجه ماغي عندما تراه .

Rehana 15-09-14 04:58 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الاول )
 
وجلست ماغي هادئة وقالت ثانية :
- لا .. الوقت متاخر جدا لي للتفكير بالذهاب إلى المدرسة . لن ينجح هذا أبدا على كل حال يا حبي ، لن تعملي مع هذا الرجل الفظيع لأكثر من شهر .
وهذا كان رأي جودي أيضا . ولكنها لم تعترف به . ونهضت نحو المطبخ قائلة :
- لنتناول بعض القهوة . وستعطيني كل التعليمات عن العمل هناك ، لأنني أنوي أن أبدأ غدا . وأواجه هال دايفدسون بنتيجة قراره المتسرع باستخدامي .
المسؤولية الآن سوف تتحملها جودي . والأمر عائد لها ، ويجب أن لا تفشل . الثقة بالنفس . هذا كل ما هي بحاجة إليه . ولكن الشعور بداخلها كان ينبئها بأن ما قررت القيام به ليس مزاحا . ليس مزاحا أبدا .
وسمعت صوت هال دايفدسون العميق يقول لها " أنا رجل ليس من السهل العمل معه يا آنسة ليندساي ، ولا أتسامح مع الأغبياء "
يا إلهي .. بماذا ورطت نفسي ؟
التاسعة تماما ، ووصلت جودي إلى المكتب قبل دقيقتين من الموعد .
وكان هال دايفدسون في مكتبه . محنيا رأسه فوق كومة من الوثائق . ولم يرفعه عندما دخلت جودي . فوقفت تنتظره كي يلاحظ وجودها ، وأخيرا فعل . وابتسم لها وقال بنزق :
- ماذا تريدين .. أوه يا إلهي ، أجل .. أنت الفتاة الجديدة . حسنا ، هل رتبتي أمورك مع السيدة وايت ؟ بطاقة التأمين وما إلى ذلك ؟
منتديات ليلاس
وخفق قلبها ، لماذا لم تفكر بهذا الأمر ؟ ولماذا لم تقل لها ماغي ؟
آه .. بالطبع إنها لم تخبر ماغي بأنها خدعت هال دايفدسون حول نقص خبرتها ، وها هي الآن تواجه كذبة جديدة في أول يوم عمل لها :
- لا .. لم أفعل .. فكرت أن أدخل إليك أولا سيد دايفدسون ، لأرى إذا كان هناك شيء مستعجل ترغب في أن أنفذه لك .
- لن أستطيع استخدامك قبل أن تصبحي موظفة رسمية . إذهبي وقابلي السيدة وايت . فهي تعلم أن شقيقتك ستترك العمل ، ولكنني لم أخبرها بشيء آخر . قومي أنت بالتوضيح .
- أجل يا سيدي .
واستدارت إلى الباب ، فناداها قائلا :
- و .. آنسة ليندساي .. أنا لا أحب مناداتي بالسيد ، وخاصة من النساء ، سوف تناديني سيد دايفدسون وسأناديك .. ما اسمك ؟
- جودي .
وكتب الاسم على قطعة ورق .. يا إلهي .. لقد أثّرت فيه ، أليس كذلك ؟ حتى أنه ليس متأكدا من أنه سيتذكر اسمها :
- جيد جدا يا جودي ، اذهبي الآن ، ثم عودي إلى هنا بأسرع وقت ممكن .
- أجل .. سيد دايفدسون .
وأغلقت الباب بهدوء وراءها .. المكتب العمومي كان في الطابق الأرضي خلف المخزن ، والسيدة وايت كانت المسؤولة هناك ، كانت امرأة متوسطة العمر ، شعرها رمادي غير مرتب ، وابتسامتها مرحة . وما تعرفه جودي عن المرأة ، حسبما أخبرتها به ماغي ، أنها قادرة على السيطرة على كل الأمور المكتبية التي لا تتصل مباشرة بالإدارة بمساعدة فتاة شابة تطبع على الآلة الكاتبة . وفتاة تعمل كالحاجب تتلقى الرسائل ، وتذهب إلى البريد ، وكل الأعمال المشابهة ، بما فيها إعداد الشاي خلال أوقات العمل .

Rehana 15-09-14 04:58 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الاول )
 
ونظرت السيدة وايت إلى جودي نظرة مناسبة لجنازة أكثر مما هي مناسبة لمكتب .
- أوه .. جودي .. آسفة كثيرا ، لقد أزعجني كثيرا سماع خبر ترك ماغي العمل ، وعندما أبلغني السيد دايفدسون لم أصدق . أخبريني كيف حالها ؟ ماذا يقول الطبيب ؟ هل الأمر خطر ؟
وشعرت جودي بالارتياح . على الأقل كان السيد دايفدسون محترما ، لدرجة أنه لم ينشر سبب ترك ماغي للعمل ، واضح أنه قال إنها استقالت لأسباب صحية .
- ليس الأمر خطيرا حقا ، ولكن عليها أن ترتاح مدة طويلة ..
- وهل ستعود إلى العمل بعد ذلك ؟
- أشك في هذا ..وحتى ذلك الوقت طلب مني السيد دايفدسون أن أحل مكانها .. للتجربة فقط . ليرى كيف ستجري الأمور معي ، ولقد بدأت هذا الصباح ، وأرسلني إلى هنا لأجل بطاقة التأمين وما إلى ذلك ، ولتسجليني في قائمة الموظفين .
- ولكنني أعلم أنك لم تنهي تدريبك ، وقالت ماغي إن أمامك امتحانات ..
- عليّ أن أتخلى عنها الآن . أظن أن هذا العرض جيد ولا أستطيع رفضه . كل شيء حدث فجأة سيدة وايت ، ولا أعلم شيئا عن الاجراءات ، لذا أرجوك أن تساعديني .
- بالطبع سأساعدك يا عزيزتي ، وحظا سعيدا ، لك . قد تجدين أن السيد دايفدسون ليس من السهل العمل معه ، إنه يختلف عن والده ، راسه مليء بالأفكار الحديثة ، مثل معظم الشبان ، ولكن قد تنجحين معه ، فأنت شابة ايضا ، وأعلم من ماغي أنك ذكية جدا .
- آمل أن أكون ذكية ما في الكفاية سيدة وايت . وعليّ أن أقول لك إن السيدة دايفدسون لديه انطباع بأنني كنت أعمل من قبل ولم يبدو بأنه راغب في معرفة المزيد عني ، لذا لم أقل له شيئا . إنه قد دفعني دفعا إلى العمل إذا كنت تفهمين ماذا أعني .
- بالطبع أفهم ما تعنين يا جودي . إنه رجل مندفع ، ولا تدعي هذا يقلقك يا عزيزتي ، فطالما تقومين بوظيفتك كما يجب ، فهذا ما يهمه . فهو لا يتأثر بالأوراق ، مع أن الأوراق عملنا ، أليس كذلك ؟
وضحكت من قلبها لنكتتها الصغيرة ، وتابعت :
- والآن عودي إليه يا عزيزتي واتركي كل التفاصيل لي ، وسأجهز لك الأوراق لتوقيعها .
وشكرتها جودي ، متنهدة ، واسرعت صاعدة السلم الخشبي الذي يصدر صريرا تحت وطء الأقدام .. وبدا لها أن هذه أول صعوبة قد تجاوزتها ، ولم تكن تدري أن الكثير من الصعاب لا تزال أمامها .
وعندما وصلت باب المكتب ، أحسّت بجفاف فمها ، ولم تكن المرة الأولى في حياتها التي تتمنى فيها لو لم تخلق مع هذه الروح المتحدية فيها ، وأدرات مقبض الباب ، ويداها مبللتان بالعرق . فقد قضمت هذه المرة لقمة أكبر مما تستطيع أن تبلعه . . .


نهاية الفصل

bluemay 15-09-14 04:59 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الاول )
 
يعطيك العافية ريحانتي
لسه اليوم بسأل عنك .

ربي يحفظك ويسعدك

Sent from Mobile using Tapatalk

Rehana 16-09-14 01:01 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الاول )
 
الله يعافيك ماياتي

سألت عنك العافية حبيبتي

الله يسعدك .. سؤالك عني اسعدني جدا

ودي وحبي لك

Rehana 16-09-14 01:07 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
2- لا مكان للمشاعر


لم يكن هال دايفدسون يجلس خلف طاولته عندما دخلت جودي ، بل كان يقلب في جوارير خزانة الملفات بعنف ، واستدار عندما فتحت الباب ، ونظر اليها نظرة طويلة متفحصة ، من قمة رأسها الأشقر المالس إلى كعب حذائها الأسود ، ثم إلى فوق ثانية .
كانت قد استيقظت باكرا ، وأمضت وقتا طويلا أمام المرآة حتى تطمئن أن هندامها لن يخذلها في عملها كسكرتيرة ، وقابلت نظرة هال دايفدسون المتفحصة دون أن يرمش لها جفن . وابعد نظره عنها نحو الملفات المكومة أمامه في الخزانة :
- ما هذه الفوضى ! هذا هو النظام الغير مناسب الذي أنوي الخلاص منه .
ودفع الجارور الذي أغلق بصوت مرتفع وعاد ليفتح ثانية . وعاد إلى خلف طاولته وجلس على كرسيه .
- والآن جودي .. إلى العمل . طاولتك هناك ، والدي كان يحب أن تعمل سكرتيرته في نفس المكتب معه ، ولكن أفكاري مختلفة ، على كل ، المكان كله لن يستمر هكذا طويلا ، وعلينا أن نعمل في الوقت الحاضر . ستجدين شريطين مسجلين جاهزين في الجارور العلوي . أحب أن تكون رسائلتي نسختين .. لكن بعد أن نبدأ العمل على الكمبيوتر ، سنخزّن الرسائل على اسنطوانات ولن يلزمنا نسخة أخرى . لقد تدبرت أمر بدء تدريبك الاثين المقبل . عندما أكون مسافرا . وحتى ذلك الوقت ، أعتقد أن بإمكانك الطباعة على آلة طباعة كهربائية ؟
كلامه كله كان بلهجة سريعة وعدوانية تقريبا ، وشعرت جودي بالصدمة عندما انتهى .. طابعة كهربائية ؟ هل هي مختلفة كثيرا عن التي كانت تستخدمها في المدرسة ؟ وسارت نحو طاولة الطباعة ، ها هنا آلة التحدي الزمني الذي خافت منها شقيقتها ماغي . كانت تبدو من قسمين : أحدهما إلى جانب يظهر أنه الكمبيوتر ، وله شاشة عرض صغيرة بحجم التلفزيون النقال . وإلى الجانب الآخر آلة طباعة أو ما ظنته جودي كذلك ، تحتوي على صف من الأزرار الإضافية على يمين ويسار لوحة الحروف العادية ، وتبعها هال دايفدسون ووقف وراءها بالضبط . قريب منها حتى أنها أحسّت بعدم الراحة ، وقال لها :
- حسنا ؟
قرب هذا الرجل منها وإحساسها به بقوة جعلها تلتقط أنفاسها ، وابتلعت ريقها بصعوبة وهي تقول :
- لم أستخدم مثل هذا الموديل من قبل ، ولكنني واثقة أنني سأتمكن من استخدامه قريبا . هل هناك كتيب دليل له ؟
وبدأ بفتح الجوارير قليلا :
- يجب أن يكون هناك كتيب . هذا إذا لم تمزقه شقيقتك في نوبة هستيرية .
فردت عليه بغضب :
- ليس لطيفا منك ان تقول هذا عن شقيقتي ، وكأنما ماغي قد تفعل شيئا كهذا !!
- لا أظن أن هذا بعيد عنها . فقد أصبحت هستيرية قبل أن تترك . أرجو أن لا تكوني هستيرية أنت ايضا يا جودي ؟ أمر واحد لا يمكن أن أتساهل به هو العواطف المبالغ فيها .

Rehana 16-09-14 01:08 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
- لا تقلق سيد دايفدسون ، فكما أعتقد هناك شعو رواحد قد أحسّ به وأنا أعمل هنا .
- ربما من الأفضل أن تقوليه لي ؟ أم أستطيع أن أحزر !
وردّت عليه :
- أفضل أن لا يستمر هذا الحديث .
ثم شاهدت الدليل في أسفل أحد الجوارير فسارعت لالتقاطه :
- آه .. هذا ما أحتاجه .. أين الشرائط ؟ ها هي ، وماكينة التسجيل هي نفس النوع الذي كنت أستخدمه .
وكان لا يزال مائلا إلى الوراء ، وعيناه مركزتان عليها ، فسألها بهدوء :
- في وظيفتك السابقة ؟
- أجل .. في وظيفتي السابقة ..
وجلست ، ثم فتحت الكتيب ، وكأنها تشير إلى أنها تريد أن تبدأ عملها ، ولكنه لم يتحرك ، بل سألها فجأة :
- كم عمرك يا جودي ؟
فنظرت إليه مجفلة :
- أنا .. في العشرين .
منتديات ليلاس
كانت تكذب ، ولكن ما تاثير ستة أشهر بالزائد أو الناقص ؟
- أرى هذا ، أنت في العشرين ، وتركت لتوك وظيفة وكنت تبحثين عن أخرى ، وأمامك العديد من العروض لتختاري من بينها ، بالطبع . وكنت على وشك اتخاذ القرار عندما أتيت فجأة الى هنا يوم أمس لأجل مسألة أخرى ، هذه هي المسألة ، أليس كذلك يا جودي ؟
- أجل ..
فقال بصوت ناعم :
- والآن .. لنفترض أنك ستقولين لي الحقيقة .
فهمت :
- لست أدري ماذا تعني .
- أظن أنك تعرفين . فأنت لست كاذبة مقنعة يا جودي .
أوه .. هذه هي النهاية إذا .. مسكينة جودي ، سوف تضطر لصرف تعويضها .. ووقفت جودي وغطت الآلة ثانية ، وقالت :
- حسنا . أنا في الثامنة عشرة ، وثمانية أشهر .. ولم يكن لديّ عمل آخر . في الواقع لم أنه بعد درس السكرتيريا في المدرسة ، وعليّ أن أجتاز الامتحان النهائي بعد شهر .
والتقطت حقيبتها ثم اتجهت إلى الباب :
- أنا آسفة لأنني خدعتك وضيّعت وقتك سيد دايفدسون .. سأقابل السيدة وايت ، وأنا خارجة لأخبرها ..
وكانت في منتصف طريقها إلى الباب ، فقاطعها صائحا :
- توقفي !
وتوقفت جامدة في مكانها ، ووجهها إلى الباب ، صوته كان له تأثير غريب عليها ، وسألها متوترا :
- أين تظنين نفسك ذاهبة الآن ؟ هناك شيء يجب أن تتعمليه يا فتاتي ، إذا كنت ستعملين لديّ ، وهو الهدوء ، وعليك أن تتخلصي من عادة القفز والجري نحو الباب عند أقل إثارة .
واستدارت ببطء شديد .
- أتعني .. أنك لا زلت تريدني سكرتيرة لك ؟
- على الأرجح أحتاج لفحوصات لرأسي ، ولكن أجل ، أنا مستعد للمجازفة . ارجعي واجلسي وأخبريني لماذا اخترعت تلك القصة .
وعادت لتجلس على الكرسي المقابل له ، وعضّت على طرف إصبعها ، وهي عادة تقوم بها عندما تفكر .

Rehana 16-09-14 01:10 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
- حسنا .. أنا .. أعتقد أن السبب هو التزامات مصاريف المنزل ..أترى .. مرتب ماغي هو كل ما نملك للعيش وإبقاء المنزل بحالة جيدة . ولدفع كل الفواتير ، وكانت رائعة معي طوال هذه السنين ، ففكرت أن أحصل على وظيفة أكبر مما أتوقع ، عندها تستطيع الاحتفاظ بمالها لتصرفه على ما تريد حقا أن تفعله .. مثل رحلة إلى الخارج .. أو .. أو أخذ دروس في الرسم ، أو اي شيء . أترى .. ماغي لم تحصل على أي مرح في حياتها .. ولهذا .. لهذا ..
وعضت على إصبعها ثانية ، ثم تابعت :
- عندما فاجأتني بعرضك العمل عليّ .. ظننت ..
وتلاشى صوتها بضعف وهي تلتقي بالعينين الرماديتين اللتان تراقبانها بفضول ، وقال :
- أجل .. أستطيع فهم هذا الأمر .. ولا تفعلي هذا !
ومدّ يده عبر الطاولة وامسك بذراعها وانتزع إصبعها من بين شفتيها .
- ألا تعلمين أن هذا إيحاء بالإثارة ؟ أم أنك لا خبرة لك إطلاقا ؟ إضافة إلى عدم خبرتك في أعمال المكتب ؟
-أوه .. سأتذكر هذا في المستقبل .
- جيد . حسنا ، لنبدأ عملنا من حيث توقفنا ، فقد أضعنا ربع ساعة من وقت العمل ، وهذا أمر لا أسمح به .. أنظري إلى آلة الطباعة الكهربائية جيدا ، وادرسي الدليل ، وانظري ماذا تستطيعين أن تفهمي منه ، الكومبيوتر مرتبط مع الآلة الكاتبة ويعملان معا ، أو بإمكانك استخدام الآلة الكاتبة لوحدها ، بمجرد لمسة زر . الفتاة التي ستأتي لتدريبك ستشرح لك كل هذا . وفي هذا الوقت ، اعملي على الآلة الكاتبة ، وإذا لم تستطيعي تدبير الأمر قولي لي عندما أعود وسأساعدك . هل هذا واضح ؟
- نعم سيد دايفدسون .
ووقفت من مكانها لتذهب إلى طاولتها . فقال :
- جيد .. سأكون في المخزن تحت إذا طلبني أحد .
وسار نحو الباب ، ثم استدار وتلك الابتسامة الغريبة على وجهه !
- ارفعي رأسك يا جودي .. لن آكلك .. ولكن لا تخبريني أية أكاذيب بعد الآن ، لأنني سأكتشفها .
وأدار ظهره ثانية ثم خرج ، وركّزت انتباهها على الدليل .. بعد نصف ساعة تأكدت أن الأمر ليس صعبا ، وليس مختلفا عن الآلة الكهربائية التي كانت تستخدمها في المدرسة . ووجدت نفسها مستعدة لأول تجربة لها في طباعة الرسالة ، وفتحت آلة التسجيل ووضعت أول شريط ، ثم ركّزت السماعات على أذنيها .
سماع صوت هال دايفدسون ، الثابت العميق والقريب من أذنيها ، كان له وقع حميم على نفسها ، مما جعلها تجفل . كان وكأنه يميل فوق كتفيها ويضع رأسها على راسها .. لا تكوني سخيفة يا جودي ، أنتِ تتوهمين أشياء عن الرجل ، وكما قال لك ، هو لن يأكلك ، لذا ابدأي بالعمل .
في أقل من نصف ساعة كانت قد انتهت أول رسالة ، وبعد عشرين دقيقة أخرى ، أنهت اثنتين . وغيّرت الشريط وبدأت بالآخر ، وارتفعت معنوياتها بعد كل رسالة كانت تنهيها . إنها فعلا قادرة على هذا العمل .. الأمر رائع !
إملاء هال دايفدسون كان واضحا ومن السهل متابعته ، وله صوت جذاب .
ووضعت ورقة جديدة في الآلة الكاتبة ، وضغطت الزر لتبدأ الكتابة من جديد .

Rehana 16-09-14 01:11 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
وأحسّت بالتوتر ، وسمعت صوته يقول :
" يا فتاتي الحبيبة .. هل فكرت بي اليوم ، وهل ظللت تتذكريني ليلة امس .. كما أفعل أنا طوال الوقت ؟ أكتبي لي ردا لهذا السؤال .. كي أرى خطك فهو مصدر إثارة لي .. الرسالة ستكون حقيقية وأكثر إرضاء من مجرد صوت على الهاتف .. أتحبيني ؟ أنا أحبك .. المخلص لك وإلى الأبد والأبد "
وكان هذا آخر ما قاله ، وصمت الشريط من بعدها ، وانطلق طرف أصبع جودي عن لوحة الأحرف ، وأحسّت برعدة خفيفة تسري في جسدها . أن تسمع صوته يقول هذه الكلمات بتلك اللهجة المثيرة ، القريبة جدا من أذنيها ، هو أمر مرهق للأعصاب .. ولكن كيف كانت ستعلم أن هذه الرسالة الخاصة مسجلة على الشريط الذي ستنقله ، وافترضت أنه سجّله لنفسه ثم نسي أن يلغيه ، واوقفت آلة التسجيل ثم خلعت السماعات عن رأسها .
وعلى الفور تقريبا سمعت وقع خطواته على السلم في الخارج ، وكاد قلبها يتوقف عن الخفقان . وتقدم رأسا إلى طاولتها والتقط كومة الرسائل .
وأخذ يتفحصها ثم قال :
- جيد جدا .. هل صادفتك مشاكل مع الآلة .
- لقد اعتدت عليها . وسأكون أسرع في الطابعة مع التمرين .
- جيد .. هل هذا كل شيء ؟ سأوقفها إذا .
- أنا .. هناك فقط ..
- أجل .. ماذا ؟
- هناك رسالة في نهاية الشريط الثاني .. يبدو أنها .. رسالة شخصية .. لم أكن أعلم ..
- آه .. تلك ! لقد نسيت أن أمحيها .
منتديات ليلاس
ونظر إلى خديها المتوردين :
- يا جودي المسكينة .. هل أحرجتك الرسالة ؟ لا تفكري بها .
- لقد فكرت أنك لا تريدني أن أطبعها .
- لم أصل بعد إلى مرحلة طباعة رسائلي الغرامية . أنت حقا محرجة ، أليس كذلك ؟ لا تقولي لي إنك لم تتلقي رسالة غرامية أبدا .
- لم أكن أظن أن الناس لا يزالون يكتبون رسائل الغرام ، ليس عندما يكون الأمر أسهل على الهاتف .
- آه .. ولكن هذه هي النقطة الأساسية ، فالفتاة لا تستطيع تقبيل المكالمة الهاتفية ، ولا وضعها طوال الليل تحت وسادتها ، أليس كذلك ؟ بينما الرسالة لها معنى خاص .
وسمعا دقا على الباب ، فقال :
- ادخل .
ودخلت دوريس ، الفتاة التي تساعد السيد براون في المكتب ، تحمل صينية عليها فنجاني قهوة :
- ها هي قهوتك سيد دايفدسون ، والسيدة وايت تسأل ما إذا كانت الآنسة ليندساي تتناولها مع السكر .
فابتسمت جودي وهزت رأسها بالنفي ، وقال هال دايفدسون :
- الآنسة ليندساي حلوة بما فيه الكفاية دون سكر ، ألا توافقين على هذا يا دوريس ؟
فأجالت دوريس النظر بينهما ثم ابتسمت بخجل :
- أووه .. سيد دايفدسون ، أنت لطيف جدا !
وجلس هال دايفدسون على طرف طاولته ، وأخذ يشرب القهوة . وهو يهز ساقه الطويلة .
- الأفضل أن أضعك في الصورة يا جودي ، سأكون في لندن الأسبوع الاقدم وسأتركك لتتعاملي مع كل طارئ قد يحدث ، ستتعاملين مع المكالمات الهاتفية ، والمواعيد ، عندك تدريبك على السكرتاريا ، وهذه هي فرصتك أمام الأمر الواقع ، فافعلي ما باستطاعتك ، أنا لا أتوقع أن يحدث شيء هام . وستكونين مشغولة بالتدريب على الكومبيوتر على كل الأحوال ، وإذا حدث شيء لا تستطيعين التصرف معه ، اتصلي بالسيدة وايت ، فتلك السيدة الطيبة هي قمة في المقدرة والفهم ، ولكنها كثيرة المشاغل ، لذا لا تضيعي وقتها دون لزوم .

Rehana 16-09-14 01:11 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
ورن جرس الانترفون على طاولته ، وجاء صوت السيدة براون يقول :
- السيد بورغلي هنا لرؤيتك سيد دايفدسون .
- شكرا سيدة وايت ، ارسليه إلى هنا أرجوك .
والتفت إلى جودي .
- بورغلي هو المهندس الذي يأمل في التزام أعمال إعادة ديكور المكتب التي أنوي تنفيذها هنا . إنها عملية إعادة تنظيم للمبنى كله . ومن الأفضل أن تكوني موجودة لهذه المقابلة حتى تأخذي فكرة عما سيبدو عليه هذا المكان بعد انتهاء العمل فيه . وتستطيعين أخذ ملاحظات لمعلوماتك إذا شئت ، فكلما عرفت المزيد عن العمل كان هذا أفضل .
وسمعا قرعا خفيفا على الباب ، ثم فتح ليدخل شاب طويل نحيل شعره بني فوق جبين عريض يوحي بالذكاء :
- صباح الخير سيد دايفدسون .
وجلس على حافة الكرسي الذي أشار إليه دايفدسون ليجلس عليه .
- هل وصلت باكرا ؟
- لا .. كل شيء جاهز لك . أوه بالمناسبة يا ديك ، هذه جودي ، إنها سكرتيرتي الجديدة ، ستكون المسؤولة عن المكتب في الأسبوع القادم أثناء غيابي . وتستطيع ترك أية رسالة لي معها .
ونهض المهندس الشاب عن كرسيه قليلا وابتسم .
- تشرفنا . من دواعي سعادتي .
ولم تفت هال دايفدسون النظرات المتبادلة بين الاثنين ، فقال :
- ليس سعادة كاملة يا ديك . جودي ليست مجرد وجه جميل ، فلديها عمل كثير يشغلها .
- أجل .. بالطبع .. أنا واثق أنني لن أزعج سكرتيرتك .
- انتبه ان لا تفعل إذا ، والآن هل خريطة قسم الإدارة معك ؟ لنلقي نظرة عليها .
وفتح الشاب خريطة على الطاولة ،وقال هال من فوق كتفه :
- جودي ، الأفضل أن تجلسي قربي ، لتعرفي قدر الإمكان عن هذا .
ومدّ يده ليجذب كرسيا بالقرب من كرسيه ، حتى كادا أن يتلاصقا وتقدمت جودي وأبعدت الكرسي قليلا ، ولكن قبل أن تجلس مدّ يده وأعاد الكرسي إلى مكانها .
وبدأ النقاش ، وأطلق هال أسئلة على المهندس الشاب واحدا بعد آخر ، وبالكاد يعطيه فرصة للإجابة . ويده تمتد فوق الخريطة مشيرا إلى هذا الشيء وإلى ذلك ، منتقدا ، معترضا ، وشعرت جودي بالأسف على الشاب ، ولاحظت توتره أكثر فأكثر تحت هجومه عليه.
وكانت تتوتر بدورها كلما سترة هال تلمس ذراعها كلما حرّك ذراعه ، فتراجعت قدر ما تستطيع في كرسيها . وأدركت أنه يفعل هذا متعمدا ، ولكن لماذا ؟
وأخيرا ، استوى في مقعده ، وهو ينظر إلى ديك بورغلي :
- هذا ليس حقا ما أريده أبدا .. لقد شرحت لك كل شيء في لقائنا السابق . ألا تستطيع أن تقوم بأفضل من هذا ؟
فاحمرّ وجه الشاب ، وتمتم شيئا عن صعوبة الحصول على المواد التي يطلبها السيد دايفدسون بشكل خاص فقال له هال مقاطعا :
- الصعوبات موجودة كي نتغلب عليها .
وبدأ ديك في تجميع الخرائط ، ولاحظت جودي أن يداه لم تكونا ثابتتين . وفي النهاية أوقع الخريطة وانحنى ليلتقطها وهو يضحك باضطراب :
- أنا متوتر قليلاً هذا الصباح سيد دايفدسون ، لقد أمضيت معظم الليلة الماضية وأنا أعمل على هذه الخرائط.

Rehana 16-09-14 01:12 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
ولم يضحك هال دايفدسون ولم يبتسم حتّى ، بل سار نحو الباب وفتحه قائلا :
- أقترح عليك إذا أن تجرب بضع ليال أخرى دون نوم في سبيل أن تصل إلى شيء يقارب مما أطلبه . هذا إذا كنت تريد الحصول على العمل .
وقال ديك بورغلي بهدوء :
- أوه أجل .. أريد هذا العمل سيد دايفدسون .
- حسن جدا .. اعمل على هذا أثناء غيابي .. واتصل بسكرتيرتي للحصول على موعد .
وأقفل الباب وراء المهندس التعيس الحظ ، واستدار نحو جودي مبتسما :
- حسنا .. هل فهمت شيئا من كل هذا ! لا أتصور أنك فهمت .. ولكن الخرائط بعيدة جدا عما طلبته منه .
- هل كانت الخرائط حقا سيئة ؟
- ليس تماما ، ولكن يجب إبقاءه متيقظا وإلا سيصبح مغرورا بنفسه . لديه عدة أفكار عظيمة أعجبتني ، ولكنني أنوي أن أبقيه متواضعا ، إنه مبتدئ كما ترين ، وعليه أن يشق طريقه ، وهو بحاجة ماسة لهذه المهمة .
ووقفت جودي وهي تتنهد :
- يا للشاب المسكين .. لقد انزعج حقا ، فقد جرحت مشاعره ، أليس كذلك ؟
- مشاعره ؟ وما دخل المشاعر بالأمر ؟ المشاعر أمور شخصية لا دخل لها بالعمل .
منتديات ليلاس
ونظر إليها بارتياب وهي واقفة تحدق به .. القدرة على الشعور هي الشيء الوحيد الذي يميز الإنسان عن الحيوان .. فأين سيصنف هذا هال دايفدسون ؟ وسألها بنفاد صبر :
- ما الأمر ؟
- لا شيء .. لا شيء أبدا .
وسارت نحو طاولتها وجلست ، فتقدم ليقف وراء ظهرها .
- انت صغيرة السن يا جودي ، والعمل عندي هو مثل معمودية النار .وإذا استطعت رؤية الأمور من وجهة نظري ، وليس عبر عواطف وردية ، مثل معظم الفتيات من عمرك ، فأعتقد بأننا سننجح معا .
ومدّ يده إلى كتفها وضغط عليه قليلا :
- أوكي ؟
فأجابته ببرود :
- أوكي !
وبدأت فكرة تأخذ شكرا في مخيلتها ، ولم تكن فكرة مريحة . لماذا جذب كرسيها قريبا جدا من كرسيه ، حتى أنه عندما كان يمد ذراعه كان يلامس يدها ؟ ولماذا تخلص من ماغي التي في الرابعة والثلاثين من عمرها ، واستخدم بدلا عنها فتاة شابة قد تكون أقل تذمرا ، وأكثر تأثرا بسحره وجاذبيته ؟ وأحسّت جودي بموجات باردة وساخنة على التوالي وهي تفكر بالرد الواضح على السؤال الأخير . لقد اتهمها بأنها مثيرة . فأي نوع من الفتيات يظنها ؟ من النوع السهل المنال ؟
والتفتت إليه تسأله :
- هل هناك عمل آخر لي سيد دايفدسون ، أم أتابع تمريني على الآلة ؟
فجلس على حافة طاولتها قرب الكومبيوتر ، ووضع يده على الشاشة .
- الأفضل أن آخذ قليلا من الوقت لأضعك في الصورة ، ولكن ليس الآن . لدي مخابرات خارجية عديدة سوف تشغلني حتى وقت الغداء ، وأقترح أن تخرجي معي لتناول غداء سريع وعندها سأعطيك كل التعليمات ، فعليك أن تنسجمي مع خططي للمستقبل، إذا اردتِ أن تكوني ذات فائدة لي .

Rehana 16-09-14 01:13 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
ورن جرس الهاتف على مكتبه . فنهض ليرد :
- نعم .. سيدة وايت ؟ مكالمة من نيويورك ؟ أوصليه بي أرجوك .
ووضع يده على السماعة وقال لجودي :
- انزلي الى دان وتعلمي قدر استطاعتك منه حول الجانب الخاص به من العمل ، وسآخذك عندما أصبح جاهزا.
ودون أن يتوقف تابع حديثه على الهاتف :
- جوزيف ؟ مرحبا ، كيف حالك ؟ أنا بخير شكرا ، والآن ، حول ذلك العقد ...
وخرجت جودي بهدوء من المكتب .
هذا الرجل مختلف ، لا يملك سوى ذكاء بارد دقيق .. دون قلب .. ليس العمل بالتأكيد .. ولكن خارج ساعات العمل ؟ كلمات تلك الرسالة عادت إلى ذاكرتها وسمعت ثانية ، صوته المثير : أحبك !
ولم تنتبه لحلول وقت الغداء وهي تمضي الوقت مع دان الذي شرح لها نوعية عمله ، ولم تسمع هال دايفدسون ينزل السلم بل سمعته فقط يقول لها :
- هل أنت جاهزة ؟
- آه .. أجل جاهزة تماما سيد دايفدسون .
والتفتت إلى دان لتشكره على ما أراها في المخزن ، فقال :
- من دواعي سروري آنسة جودي ..
وعاد إلى العمل في دفاتره .. وقال هال وهو يقودها نحو الخارج :
- إنه رجل طيب ، دان بونز ..لا يوجد شيء لا يعرفه عن العمل .
وقالت جودي بحرارة وهو يصعد وراء المقود بقربها .
- إنه محبوب.
- آه .. ربما .. أجل .. لك نظرة موضوعية عن الناس ، أليس كذلك يا جودي ؟
- إذا كنت تقصد أنني أنظر إليهم كبشر لهم مشاعر ، نعم .. أعتقد أن لي مثل هذه النظرة.
- لا زلت تلمحين إلى الطريقة التي عاملت بها شقيقتك ؟
- لقد سألتني سؤالا وأجبت عليه .
فضحك بصوت مرتفع :
- أرى أن عليّ أن أنتبه لخطواتي معك ، جودي ! أنت لست خائفة مني ، أليس كذلك ؟ احب هذا ، سنذهب إلى مطعم يدعى " ديننغتون " .
- يا للسماء ، لا ! إنه مكان فخم ، وغير مناسب لي أبدا .
ودخلا المطعم .. واستقبلتهما على الفور رائحة عطر فاخرة تبعثها فتاة ركضت فوق سجادة الممر باتجاههما ، كانت ترتدي ثوبا بلون اللافندر وشعرها الأشقر يتماوج ويتطاير حول وجه ناعم كوجه الطفل . وشفتاها منفرجتين عن ابتسامة وهي تمد يديها إلى هال لتضعهما على كتفيه . وبدا أنها لم تلاحظ وجود جودي .
- هال .. حبيبي ! لقد كان ظني صحيحا ، لقد اعتقدت أنك قد تأتي إلى هنا لتناول الغداء .. لقد حجزت طاولة .. طاولتنا قرب النافذة.
وتراجعت جودي لتقف قرب الباب الموصل إلى المطعم ، ولم يبدو على الفتاة أنها لاحظت أن هال ليس لوحده. واعتقدت أن هذا يحدث عادة للسكرتيرات ، ولكن ، لم تفتها البرودة في صوته وهو يقول للفتاة :
- آسف يا آن .. لن نتناول الغداء معا اليوم ولا في أي يوم آخر في المستقبل . ظننت أني أوضحت هذا ليلة أمس.
- ولكنك لم تقصد هذا ، لا يمكن ، لس بعد .. هناك سوء تفاهم ، أليس كذلك ؟ لقد كنت قلقا حول عملك ، هذا هو السبب . هال حبيبي ، قل لي إنك لم تعني ما قلته !
- أوه .. بحق الله يا آن .. لا تفتعلي فضيحة ، لقد انتهى كل شيء ، وهذا كل ما أستطيع قوله ، كنت تعرفين هذا طوال الوقت ، لذا لا تبدأي بالتأوه حول الأمر الآن .

Rehana 16-09-14 01:13 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
البرودة ف يوصته جعلت جودي تجفل . ونظرت بسرعة إلى الفتاة الواقفة ممسكة بمقبض الباب وكأنها بحاجة لشيء يسندها ، وجهها كان شاحبا وهناك دوائر سوداء تحت عينيها الغارقتين بالدموع .
- أقترح عليك العودة إلى منزلك ، هل أنت لوحدك ؟ تعالي إذاً ، سأوصلك حتى سيارتك .. جودي .. اين أنت ؟ اوه ، أنت هنا.
وأراح يده متعمدا على خصرها ثم تابع :
- إنتظريني هنا ، يا فتاتي العزيزة .
وأمسك بذراع آن ودفعها نحو الباب . وتطلعت بجودي للحظة بعينين مرتعدتين . ثم صدر عنها صوت تنهيدة غريبة . وخرجت نحو موقف السيارات ، وهال لا يزال يمسك بذراعها .
وعاد بعد دقائق :
- أنا آسف لهذا . لندخل المطعم .
كان هنك طاولة طويلة في أحد جوانب غرفة الطعام الطويلة يشرف عليها أحد الطهاة مرتديا قبعة بيضاء عالية ، وبدت الأطباق لذيذة ومغرية حتى أن جودي نسيت ما حدث منذ لحظات مع تلك الفتاة .
وسألها هال :
- ماذا ستأخذين ؟ قد يعجبك اللحم والفطر .. أليس كذلك ؟ بعض الخبز والزبدة ؟ سلطة ؟ أوكي ، اذهبي إلى تلك الطاولة قرب النافذة وسأجلب الطعام إلى هناك .
وهو متجه نحوها عبر الغرفة الطويلة يحمل الصينية ، فكرت بأنه يجعل من كل الرجال هناك رجال عاديون ، وابتسم لها وهو يضع الصينية على الطاولة أمامها .. لا بد أنه بدأ هكذا مع تلك الفتاة ، آن . لا بد أنهما كانا يجلسان هنا ، وعلى نفس الطاولة . مسكينة آن ، وتذكرت النظرة المزدرية التي كان هال ينظر بها إليها ، لو أنه نظر إليّ هكذا لتمنيت الموت ولكن هذا لن يحدث لها بالطبع . فعلاقتهما مختلفة . إنه " الريس " الكبير وهي سكرتيرته ، قيد التجربة لشهر ، إنه رجل خبير بالدنيا ، ولن ينظر إليها أكثر من فتاة صغيرة خرجت لتوها من المدرسة ، ولن تريده أن ينظر إليها أكثر من هذا .
ولكن ، هل تريد هذا حقا ؟
وهي تفكر ، بدأت ترفع طرف إصبعها إلى فمها . ثم تذكرت ، وبسرعة أنزلتها ، فآخر شيء ترغب فيه أن يتهمها بالإثارة . فهذا لن يوصلها إلى أي مكان مع هال دايفدسون ، بل ربما قد يوصلها لفقدان وظيفتها في اسرع وقت .هناك طريقة واحدة لإقامة علاقة منطقية مع هذا القاسي عديم القلب وهي ان تعمل حسب شروطه . ولن يكون سهلا عليها التظاهر بالبرودة ، والتحفظ ، ولكن إذا كان هذا سيساعدها في الاحتفاظ بوظيفتها ، فعليها على الأقل أن تجرب .
وهي تقطع قطعة الحلوى اللذيذة التي وضعها أمامها ، فكرت جودي ، لدهشتها ، أنها لن تكون خائبة الأمل جدا الآن ، لو أنه صرفها من العمل .


نهاية الفصل

زهرة منسية 16-09-14 02:10 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
مرحبا ريحانتى

مبروك ألف مبروك على نزول الرواية الجديدة

بعتذر عن المباركة المتأخرة بس العتب على الدوام

ليا عودة للقراءة الملخص أروع من راااااااااااااااااااااااااااائع

يسلم أيديكى و ذوقك ريحانتى

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...1086928532.gif

زهرة منسية 17-09-14 07:28 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
مرحبا ريحانتى رجعت بعد القراءة

فى البداية ظنيت أن هال وظف جودى شفقة

أو لأن كلامها و دفاعها عن أختها أثر فيه

لكن أظن أنه أعجب بيها و بأندفاعها

هال بداخله أنسان طيب لكن بيخبى طيبته

أظن أن الأحداث القادمة هتكون مثيرة كتيررررررررررر

bluemay 17-09-14 07:49 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
عوافي يا صبايا

لسه ما قرأتها بس شوقتيني زهورتي


Sent from Mobile using Tapatalk

saeda45 18-09-14 01:51 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
شكرااا يا ريحانة

Rehana 18-09-14 05:04 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3474081)
مرحبا ريحانتى

مبروك ألف مبروك على نزول الرواية الجديدة

بعتذر عن المباركة المتأخرة بس العتب على الدوام

ليا عودة للقراءة الملخص أروع من راااااااااااااااااااااااااااائع

يسلم أيديكى و ذوقك ريحانتى



اهلين زهوري
الله يبارك فيك
على راحتك .. الكل مشغول.. الله يعين الجميع
سعيدة ان الملخص عجبك^^
الله يسلمك ويحفظك يارب .. كلك ذوق

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3474421)
مرحبا ريحانتى رجعت بعد القراءة

فى البداية ظنيت أن هال وظف جودى شفقة

أو لأن كلامها و دفاعها عن أختها أثر فيه

لكن أظن أنه أعجب بيها و بأندفاعها

هال بداخله أنسان طيب لكن بيخبى طيبته

أظن أن الأحداث القادمة هتكون مثيرة كتيررررررررررر

اهلين والله

هذا بطلنا من تحت لتحت ههههه

ان شاء الله تكون مثيرة ومشوقة كما تتمني ^^
نورت حبيبتي

Rehana 18-09-14 05:05 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3474432)
عوافي يا صبايا

لسه ما قرأتها بس شوقتيني زهورتي


Sent from Mobile using Tapatalk


الله يعافيك ماياتي

ان شاء الله تعجبك اذا قراتيها ^^

Rehana 18-09-14 05:06 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثاني )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saeda45 (المشاركة 3474647)
شكرااا يا ريحانة

العفووووو سعيدة

Rehana 18-09-14 05:14 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثالث )
 
3- أكثر من سكرتيرة !



واكمل هال طعامه بصمت مضجر . ثم وضع سكينه وشوكته وقال :
- لن أستطيع ان أدع ما حدث مع آن يمر دون كلمة أقولها . أستطيع الافتراض بأنها قد تذهب الى المكتب ، ومن الأفضل أن تكوني مستعدة للتعامل معها .
باردة ، متحفظة ، ولا علاقة لها بشيء .. ذكرت جودي نفسها بأن عليها ان تكون هكذا فرفعت حاجبيها وقالت:
- وهل هذا جزء من وظيفتي ، أن أتعامل مع صديقاتك اللواتي تتخلى عنهن ؟
وأطلق ضحكة قصيرة ، مريرة :
- طبعا .. السكرتيرة يجب أن تكون مستعدة لحماية رئيسها من أي زائر غير مرغوب به .
وقطعت قطعة صغيرة من الخبز ووضعت فوقها الزبدة .
- نعم .. افهم ما تقصده .. وهل سيكون هناك الكثير منهن ؟ أعني صديقات منبوذات . يجب أن أفكر بتكتيك جيد للتخلص منهن .
- هل تحاولين أن تسخري مني أيتها السيدة الشابة ؟ إذا كان هذا صحيحا ...
- لا .. بالطبع لا .. أنا أسأل فقط عن المعلومات . فمن الطبيعي أن أتوقع من رجل مثلك أن يكون عنده العديد من الصديقات ، منبوذات أم غير منبوذات .
- وماذا تعنين بالضبط ؟ رجل مثلي ؟
وتفحصت وجهه النحيل الوسيم مفكرة :
- حسنا . . أنت وسيم ومثير.
- حقا ؟ وكيف تعرفين هذا وانت لا زلت صغيرة يا جودي ؟
- إنهم يدعون هذا بالحس الأنثوي .
منتديات ليلاس
- فهمت .. حسنا لا تدعي حسّك الأنثوي يغلبك . وبالنسبة لآن لا حاجة بك لأن تتصوري أنني عاملتها بشكل سيء ، فالمسكينة ثقيلة الظل نوعا ما ، وهناك طريقة واحدة للتعامل مع أمثالها ، قول كل شيء لها بكلمات واضحة كي تفهم . عندما ترمي فتاة بنفسها على رجل وتتعلق به ، فلا يجب أن تلوم سوى نفسها للنتائج ، لقد أوضحت لها عدة مرات أنني لست في وارد الزواج ، وهو الأمر الذي كانت تضعه في ذهنها . والآن لنعد إلى الحديث عن العمل .. فلهذا الامر اتيت بك للغداء .
- طبعا .. هل أسّجل الملاحظات ، معي دفتر في حقيبتي .
- لا .. لا حاجة لهذا ، إنها أمور عامة
وهزت جودي رأسها وصمتت ، فأنهى حلواه ثم دفع الطبق جانبا .
وقال :
- أولا . . قد تكونين تساءلتي عن علاقتي السابقة بالعمل ؟
- أجل .. لا أستطيع فهم لماذا لم تذكرك ماغي طوال السنوات الماضية . ولماذا لم أكن أراك أبدا عندما كنت أجيء إلى المكتب .
- هذا أمر سهل .. لم أحضر إلى المكتب لسنوات إلى أن توفى والدي .ولا لزوم للخوض في تاريخ العائلة ، ولكن الواقع أن والداي كانا مطلقان منذ أن كنت صغيرا . وتزوجت والدتي ثانية وتربيت معها ومع زوجها . وعملت مع زوج أمي في الالكترونيات ، وعندما تقاعد منذ بضع سنوات ، توليت إدارة مؤسسته ، كنا نعيش خارج لندن ، وكنت أجيء لزيارة والدي مرارا . ولكنني لم أشارك أبدا في أعماله هنا . لم يكن والدي يؤمن بالتقنيات الحديثة مع أنه كان واثقا بأنها ستكون ضرورية لجيلنا . كان يحب كل شيء قديم وتقليدي وهذا يفسّر سبب كون هذا المكتب قديم ومتأخر ، ولم يستطع تحمل تغيير أي شيء.

Rehana 18-09-14 05:15 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثالث )
 
وقالت جودي ببطء :
- أفهم الآن لماذا كان ناجحا مع ماغي . فهي تحب كل ما هو قديم .أحيانا كان دان يعطيها بعض الأوراق المصنوعة باليد ، التالفة والتي لا تصلح للبيع . . فكانت تكتب عليها أبيات شعر وتزينها برسومات على الطريقة التي كانوا يفعلونها في الأديرة القديمة . ولكن طبعا .. لن تغيرأنت كل شيء .. اليس كذلك ؟ أعني أن والدك له سمعة ممتازة بصناعة أفضل أنواع الورق .. وماغي كانت تقول إن الناس يأتون من مختلف أنحاء البلاد لشراء نوع معين من الورق .
ومال إلى الخلف ينظر إليها متفحصا:
-لا أستطيع تصور نفسي راهبا . ولكنني قررت أن أتابع العمل بصناعة الورق هنا ، لفترة ما على الأقل ، بدلا من أن أبيع المصلحة . ولا أستطيع أيضا أن أعمل في مكتب خارج من قصص التاريخ . ومن ناحية أخرى ، أوافق معك أنه من غير الحكمة أن أغير أي شيء هام في المخزن أو في قسم السيدة وايت ، من الممكن أن أحول كل شيء هناك إلى العمل بالكومبيوتر ، ولكن السيدة وايت لن تقبل ، واستطيع أن أفهم لماذا . ولكن في مكتبي ، أنوي أن أحصل على التقنيات الحديثة التي اعتدت عليها
ولهذا لم تعد شقيقتك تنفعني . فهي لن تتمكن من استيعاب ما أنويه ، وهو ما أعتقد أنك ستوافقين عليه إذا كنت منصفة ، فهذا سيكون أبعد مما قد تتصورينه عن الدير .
وكان يبتسم الآن ، وكادت أنفاس جودي تتوقف عندما فهمت أبعاد ابتسامته هذه . يا للسماء ، الرجل كالديناميت ! ولا عجب أن العديد من الفتيات يسعين وراءه ، ولكنها تشفق عليهن .
وأحست بخديها يحمران ، فوضعت منديلها على فمها بسرع
- إذا ، لهذا السبب وظفتني ، أليس كذلك ؟ لأنني لست آتية من كتب التاريخ ؟
- هذا أحد الأسباب . لقد تأثرت بك كفتاة معتادة على العصر الحديث .وأنا أفضل أن يكون لدي سكرتيرة تستطيع التدرب على طرقي الخاصة بالعمل منذ البداية ، بدلا من أن أتحمل الطرق السيئة التي قد تكون فتاة غير خبيرة قد تدربت عليها .
ورفعت جودي عينيها إليه بجهد .
- واحد من الأسباب ؟ وهل لي أن أعرف ما تبقى منها ؟
- أنت طفلة ذكية ، الست كذلك ؟ هل ترغبين ببعض الحلوى ؟ كاتوا أو آيس كريم ؟
من الواضح أنه لن يذكر لها الأسباب الأخرى ، مهما كانت .
- أحب ان أتناول " الآيس كريم ".
- والقهوة ؟
- شكرا لك .. أحبها بيضاء .
وخلال باقي وجبة الطعام تبادلا الحديث بعيدا عن العمل . وحاولت جودي التركيز وهو يقوم بشرح العقود التي ستنفذ قريبا . وما قد تتوقع من مراسلات بشأنها.
- أجل .. افهم ما تقصد.
ولكنها وجدت نفسها تراقب وجهه بدل الإصغاء إلى ما يقول .وتساءلت كيف سيكون تصرفه لو أن هذه مناسبة اجتماعية بدل أن تكون غداء عمل ، ولو أنها كانت بداية إحدى علاقاته العديدة ، وسمعت صوته يتردد ثانية عبر السماعات : " أحبيني .. فأنا أحبك "

Rehana 18-09-14 05:16 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثالث )
 
ولملمت شتات تفكيرها عندما سمعته يقول:
- هذا سيضعك في الصورة الكاملة للايام القادمة بينما أكون مسافرا . لن أتوقع المعجزات منك ، ولكن افعلي أفضل ما بوسعك . وسأكون مهتما بمعرفة مدى نجاحك في التدريب على الكومبيوتر والآن ، هل انتهيتي ؟ تعالي إذا .. لنعد إلى المكتب .
والتقطت حقيبة يدها وتبعته مطيعة إلى خارج المطعم .
عندما فتحت جودي باب الشقة الصغيرة الأنيقة التي تسكنانها في إحدى ضواحي البلدة الصغيرة ، كانت ماغي تذرع المكان بقلق . وأخذت منها حقيبتها وسترتها ثم قادتها إلى غرفة الجلوس .
- حسنا .. كيف جرت الأمور ؟
من الواضح أنها كانت تتوقع الأسوأ ، ورمت جودي نفسها على الكنبة .
- ليس بشكل سيء ، ليس سيئا أبدا ، حقا .
خلال عودتها إلى المنزل كانت تفكر بشدة ، وقررت بالضبط ماذا ستقول لماغي .
- لقد وجدت الطابعة الجديدة معقدة قليلا في البداية ، ولكنني في النهاية تدبرت أمري ، وتعلمت عليها ، ولم يكن أمامي عمل كثير لحسن الحظ ، بضع رسائل فقط ، لذا أمضيت بقية الوقت أقرأ كتيب التعليمات وأتمرن . والسيد دايفدسون سيدبر لي شخصا من لندن لتدريبي على الكومبيوتر ، وأعتقد أن الصعوبة سوف تكون عند ذلك .
- أنت رائعة يا جودي ! لن أستطيع شكرك بما فيه الكفاية ، تعالي لنأكل . الشاي جاهز سأحضر بيضا مقليا ، هل يكفيك هذا ؟ هل ذهبت إلى " عش الغراب " للغداء كالعادة ؟
- حسنا .. لا .. أعني أن البيض المقلي سيكون لذيذا . ولكن لم أذهب إلى " عش الغراب " بل في الواقع أخذني رئيسي إلى الغداء ، في مطعم " ديننغتون " .. صدقي أو لا تصدقي !
واستدارت ماغي عن الطباخ ، الملعقة الخشبية مرفوعة ، فمها مفتوح إلى آخره ، وصاحت " لا ؟ " فاسرعت جودي لإكمال كلامها:منتديات ليلاس
-لا بأس بهذا يا أختي .. أراد فقط أن يخبرني باختصار عن كيف أدير المكتب في غيابه ، وكان مشغولا خلال فترة الدوام .
وصاحت ماغي متعجبة " حسنا ! " وكان هذا كل شيء استطاعت ان تقوله، وأنهت تحضير البيض ، وحضرت بعض التوست وحملتها بأطباق إلى الطاولة ، ثم نظرت إلى جودي وابتسمت :
- آسفة حبيبتي جودي ، لم أقصد أن ألعب دور الأخت الكبيرة ، ولكنني أعرف هذا الرجل ، دايفدسون . إنه زير نساء ، ولا شك في هذا ، خلال الفترة القصيرة التي عملت بها معه ، كان هناك ثلاث فتيات على الأقل يتصلن به ، ويزرنه في المكتب عند المساء . ولا تقولي لي بأنه لا يشجعهن .
وابتسمت لماغي :
- دعينا لا نتحدث عنه . مستحيل أن تحبي هذا الرجل ، ولكنني استطيع تحمله لفترة ما ، إذا كان هذا سيوافقني . والآن لنتكلم عنك بماذا كنت تشغلين نفسك اليوم ؟ وهل أنت أحسن حالا ؟
- أنا أفضل بكثير والفضل لك ، مع أنني كنت قلقة قليلا لسماحي لك بأخذ وظيفتي .. واشعر بالذنب ، ما كان عليّ أن ادعك تفعلين هذا .. كان يجب أن اعود اليوم وأعمل خلال فترة إنذاري .
- لا تقلقي عليّ يا أختي . أنا واثقة أنني سأدبر أمري . ومن الأفضل لي أن أبدأ التعلم بالطريقة الاصعب . . فهذا نوع من التحدي .
وتنهدت ماغي وهزت رأسها :
- فقط لا تدعيه يدفعك كثيرا ، وسيحاول وأنت تعرفين هذا .
- لن أدعه.

Rehana 18-09-14 05:16 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثالث )
 
اليوم التالي كان يوم الجمعة ، ومرت جودي بمدرسة السكرتاريا باكرا ، في طريقها إلى المكتب ، وشرحت لهم الموقف ، وتاثرت المديرة وهنئتها على هذه الوظيفة الجديدة . ولو كانت مؤقتة .
- سأبقيك مسجلة لستة أشهر ، وإذا رغبت بعدها بتقديم الامتحانات عليك أن تتصلي ، يمكن أن أدبر لك موعدا خلال عطلة الميلاد ، على كل إبقي على اتصال بي ، ودعيني أعرف إلى أي مدى ستنجحين ، وإذا ما كنتِ بحاجة إلى نصيحة.
وشقت جودي طريقها إلى مكتب شركة " دايفدسون المحدودة ، للورق الفاخر " وهي تشعر بأنها بحاجة إلى كثير من النصائح ، ولكن ليس من النوع الذي في ذهن مدربتها .
ومرة أخرى وجدت هال قد سبقها ، جالسا إلى مكتبه ، وكانت جودي قد أمضت الليل تفكر كيف سيكون العمل معه ، وكيف ستبقى على اتصال به يوما بعد يوم .
ونظر إليها ، وواجهت التأثير الكامل لعينيه .
- صباح الخير سيد دايفدسون.
واستدارت بسرعة ، وعلقت سترتها في الزاوية .
- آسفة لتأخري قليلا . كان يجب أن أخبرهم في المدرسة أنني لن أحضر الدروس بعد اليوم .
- أوكي .. لنبدأ العمل إذا .
وأعطاها كومة من الملاحظات.
- أنظري ماذا ستفعليه بهذه . لا حاجة لطبعها بالترتيب ، وعندما تنتهين منها أعطيني إياها لأصنفها .. فأنا بحاجة إليها معي في لندن .
واشنغلت جودي بالمهمة وأنهتها خلال ساعة ، وسحبت آخر ورقة من الآلة متنهدة بارتياح ورفعت نظرها لترى هال يراقبها من الطرف الآخر للمكتب " هل انتهيتِ ؟ "
وهزّت رأسها ووقفت ، ولكن قبل أن تجلب له الأوراق كان يسير باتجاهها . النافذة الجانبية كانت تطل على ساحة وقوف سيارات الموظفين ، ونظر من خلالها وهو يمر أمامها ، وسمعته يتنفس بسرعة ، ثم انحنى فوق الأوراق التي طبعتها متفحصا :
- جيد .. أنت فتاة ذكية يا جودي .
كلامه بدا غريبا . وسمعت صوت أقدام مسرعة تصعد السلم الخشبي خارج المكتب . واقترب هال أكثر من جودي . اضاف بصوت منخفض :
- وجميلة أيضا.
ما حدث بعدها ، لم يكن متوقعا . أحست بذراعه تنسل حول خصرها ، وجذبها بقوة إليه ، بحيث لم تعد تستطيع الابتعاد عنه ، وحاولت جود مقاومته ، وكل ما استطاعته هو أن تحرك ساقا واحدة ، لأن ذراعاه كانتا تلتفان حول ذراعيها .
ثم ، ومن خلفهما ، سمعت صوت باب المكتب يفتح بقوة . وبعد فترة طويلة التفت هال مبقيا ذراعيه حولها . وأدرات رأسها بضعف ، لترى فتاة في ثوب أخضر تقف عند الباب .. إنها آن ؟
ووقفت الفتاة حيث هي ، تحدق بالمشهد أمامها ، وجهها شاحب ، ولون احمر قرمزي على كل خد ، عيناها ثابتتان وواسعتان من الصدمة . ووقف الثلاثة دون حراك وكأنهم في مسرحية صامتة وتكلمت الفتاة :
- هكذا الأمر إذا ؟ ولم يكن عندك الجرأة لتخبرني أن هناك فتاة أخرى ؟ أنت نذل يا هال دايفدسون .. نذل مطلق!
ووقفت للحظات ، ولكن عندما لم يتحرك هال أو يتكلم أصدرت من حنجرتها صوتا خفيفا كحيوان جريح ، وخرجت متعثرة من المكتب .

Rehana 18-09-14 05:17 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثالث )
 
وترك هال جودي على الفور ، وتحرك ليقفل الباب ، واستدار وهو يهز كتفيه وكأنه على وشك قول شيء ما . ولكن جودي سبقت إلى الكلام :
- وهذا تماما رأيي بك أيضا .. لقد فعلت هذا متعمدا . لقد استغليتني .. وأعتقد أنك مقرف تماما .
وعاد إليها ببطء وقال بهدوء :
- وهل تظنين هذا فعلا يا جودي ؟ فعلا ؟ هذا مؤسف ، لأنني ظننت أنك ستكونين مسرورة ، واستطيع أن أكون أفضل من هذا ، دعيني أريك.
وأحاطها بذراعيه ثانية ، وجذبها إليه ، كان يبتسم لعينيها بطريقة صاعقة ، ودار رأسها ، أين قرأت أن وحوش الغابة ينومون فريستهم قبل أن يضربوا ضربتهم القاضية ؟ وهمست بضعف " لا .. لا " لم تشعر بهذا
الضعف من قبل في حياتها . وردّ عليها هامسا بصوت مثير :
- بل .. أجل ..
وأغمضت عينيها وتأوهت ، إنه يعرف تماما كيف يستغل ضعف امرأة وأرادت أن يستمر هذا العناق إلى الأبد ، وعندما أبعدها عنه بكل رقة شعرت بالبرد والضياع . وقال :
- هاك .. ما رأيك بهذا ؟
واقترب منها أكثر .. " جودي ؟ "
- ابتعد عني ..
فأمسك بكتفيها وأدارها نحوه .
- جودي .. انت تبكين ! يا طفلتي ، إنه مجرد عناق ، ولم أقصد شيئا ، لا تكدري نفسك ، لأجل السماء .
- أنا لست متكدرة ، أنا أعتقد فقط بأنك وحش ، وكما قلت لقد استغليتني لتظهر للفتاة بأنك انتهيت منها ، وأظن أن هذا الأمر فظيع وشرير.
منتديات ليلاس
ورفع هال حاجبيه وكأن الفكرة جديدة وغريبة عليه :
- وهل كان الأمر هكذا ؟ بدا لي انه أفضل ما أفعله في تلك اللحظة . هذا إذا كنا لا نريد أن نشهد " ميلودراما " جديدة ، ولقد نجح الأمر على كل الأحوال . ولا تستطيعين الإنكار .
- ألا يمكن أن تفكر بأحد سوى نفسك ؟
- هذه طريقة قاسية لوصف الأمر ، ولكن أجل ، إذا فكّرت بالأمر ، لا أعتقد أنني أفكر بغير نفسي . ولكن لن نتجادل حول هذا . إنسي ما حدث وكوني فتاة عاقلة . ولا أظن أن آن سوف تزعجنا بعد الآن .
وسار نحو الطاولة والتقط الأوراق التي طبعتها .
- والآن إلى العمل . أين كنا ؟ أوه أجل .. كنت سأرتب هذه الأوراق ، أليس كذلك ؟
وتنفست جودي عميقا .. ربما ثارت من أجل لا شيء . فالطريقة التي حدث بها الأمر كانت مجرد مزاح له ، ولكن في أعماق نفسها لم يكن الأمر مزاحا ، إنه بداية شيء جديد ، ومخيف .
كان هال سيسافر في منتصف النهار إلى لندن . ومرّ ما تبقى من الصباح في الإجابة على المكالمات الهاتفية ، وتعليمات اللحظات الأخيرة . كان مسافرا بالقطار ، وطلبت له جودي تاكسيا يوصله إلى المحطة . وعندما اتصلت السيدة وايت لتقول إن التاكسي ينتظر تنهدت جودي بارتياح.
- التاكسي هنا سيد دايفدسون .
وخرج من غرفة الحمام يحمل حقيبته ، وعيناه تبرقان .
- حسن جدا .. لقد انتهيت .. لديك كل التعليمات ، صح ؟ افعلي ما بوسعك يا جودي . وكوني جيدة .
ولدهشتها انحنى وقبّل منتصف راسها قبل أن يستدير ليهبط السلم الخشبي . وسمعت صوته في المخزن ، ثم صوت باب التاكسي يقفل فاستدارت وعادت إلى داخل المكتب الذي بدا فارغا بشكل غريب .
وما إن بدأت بترتيب مكتبه حتى سمعت دقا خفيفا على الباب .
وفتح الباب ليكشف عن وجه المهندس الشاب ، ديك بورغلي ، ونظر يمنة ثم يسرة وقال :
- مرحبا .. هل ذهب ؟

Rehana 18-09-14 05:18 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثالث )
 
فضحكت ونست:
- أجل لقد ذهب ، تفضل بالدخول .
ودخل المهندس الشاب إلى المكتب مظهرا ارتياحه .
- جيد ، لم أكن أرغب في ان أصطدم بالمزيد من العقبات والاعتراضات من رئيسك اليوم ، لقد عدت لأنني فقدت لائحة ببعض المعلومات كانت متعلقة بإحدى الخرائط التي فتحتها فوق المكتب . هل عثرتي عليها بالصدفة ؟ والتقطت جودي قطعة ورق عن طاولة هال .
- هل هي هذه ؟ لقد شاهدتها لتوي .
- أجل هذه هي . لا بد أنك سكرتيرة كفؤءة.
- أشك في كفاءتي .. ليس بعد على كل الأحوال . فأنا أعمل سكرتيرة منذ يومين ونصف فقط .
وأسند نفسه على الطاولة ، محدقا بها ، غير مصدق :
- حقا ؟ أنت لا تسخرين مني ؟ تبدين هادئة ومعتدة بنفسك .
وسارت نحو طاولتها وأخذت تجمع الأوراق من عليها ، وتبعها ديك ووقف يراقبها . وبعد لحظات من الصمت قال:
-أتصور أن الصديق دايفدسون ليس رجلا من السهل العمل معه .وأعتقد بأنك فعلا بحاجة إلى واجهة .
ولم ترد عليه ، وبعد صمت آخر ، أطول قليلا هذه المرة ، التقط ديك مشبكا على الطاولة ، وأخذ يعبث به بين أصابعه وقال :
- أتعطيني نصيحة لو طلبتها منك ؟
وأدارت جودي عينيها المندهشتين إليه :
- أنا .. أنصحك ؟ يبدو الأمر غير ممكن . ولكن .. أعتقد أنني سأفعل لو كان بإمكاني . حول ماذا ؟
وقال بسرعة :
- انظري .. أنت لم تتناولي الغداء بعد ، أليس كذلك ؟ هل تشاركيني بعض السندويشات وسأشرح لك الأمر ؟
وترددت جودي ، ديك يبدو لا بأس به ، ولكن لو حاول أن يورطها بأية طريقة بمشاريع المكتب الجديد فسيكون هذا مربكا لها . ولاؤها هو لهال دايفدسون ، رئيسها ، مهما يكن الأمر .
وتوسل إليها الشاب " أرجوكِ " ولم تستطع جودي أن تخذله.
- حسنا ، ولكنني أشك في قدرتي على مساعدتك ، وإذا كان الأمر يتعلق بخطط البناء ، لا أستطيع ...
- لا .. في الواقع لا .. ليس الأمر تجسسا ، ولا اي شيء مشابه ،أعدك.
فضحكت جودي ، والتقطت حقيبتها .
- حسن إذا .. هيا بنا !
وهي خارجة ، أدخلت راسها في كتب السيدة وايت قائلة :
- سوف أخرج لتناول الغداء سيدة وايت ، لن أغيب أكثر من نصف ساعة ولقد أقفلت المكتب فوق .
ووضعت المفتاح على طاولة السيدة وايت . التي رفعت رأسها وقالت :
- أنا عادة أخرج الساعة ، أرجو ان تعودي في هذا الوقت يا عزيزتي . إذاً لقد ذهب أخيراً ؟
- ظهرت عراقيل في اللحظات الأخيرة ن ولكننا تغلبنا عليها .
- سوف نتمتع بالهدوء لبضعة ايام إذاً.
وخرجت جودي مع جيك نحو مطعم صغير عند نهاية الشارع وجلسا على طاولة في الزاوية والقهوة والسندويشات بينهما ، وابتسم ديك قائلا :
- هذا مكان لطيف وودود . وأنا سعيد أن دايفدسون لم يصطحبك معه إلى لندن .
- ولماذا يصطحبني معه ؟

Rehana 18-09-14 05:19 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثالث )
 
- أوه حسنا . الرجال يفضلون أن تكون سكرتيرتهم الجميلة معهم ، لقد لاحظت هذا .
وتغيرت ملامح وجهه عندما رأى التعبير القاسي على وجهها .
- آسف لأن أتكلم بموضوع لا يخصني.
- لقد فعلت . ماذا تريد مني سيد بورغلي ؟
- ديك ، ارجوك ، انظري لا تتحاملي عليّ لأجل ما قلت ، هل أستطيع أن أدعوك جودي ؟
وبدا فعلا آسفا . فابتسمت له :
- ما هي النصيحة التي تريدها ؟
- أخشى أن لا تكون البداية جيدة . في الواقع أنك سوف تظنين أنها وقاحة ، وأنا أقبل هذا ، ولكن ، الأمر يتعلق بمقابلتي مع رئيسك هذا الصباح . أتساءل إذا كان بإمكانك أن تقولي لي إذا كان تعليقه سلبيا ، بعدأن تركت المكتب ، هذا كل شيء .
وعبست جودي وهي تنظر إلى طبقها وتتساءل عما ستجيب . فالسرية ، كما تعلمت ، هي أول ما يتوقع من السكرتيرة أن تفعله .
- أنا آسفة ، أخشى أن لا أستطيع مساعدتك . فأنا لا أعرف ما بذهن السيد دايفدسون . ولكنت أعرف فلا أظن بأن من الصائب أن أقول لك .
- هذا يوقفني عند حدي . أليس كذلك ؟ ولكن اعتقد أنك محقة . ولكن .. لقد تعبت كثيرا لأحصل على هذا العمل ، وإذا كان السيد دايفدسون ينوي أن لا يعطيني إياه ، فالأفضل أن أعرف منذ الآن ، ولكن لا تهتمي بالأمر ، أعلم أنني لم يكن يجب أن أسألك.
منتديات ليلاس
كانت خيبة الأمل مرتسمة على وجهه بالكامل ، بالرغم من محاولته أن يخفيها . وفجأة غيرت جودي رأيها ، فهي مؤمنة أن الناس يتضاعف مجهودهم لو لقوا التشجيع . فقالت بتهور :
- لا أعرف شيئا بشكل مؤكد بالطبع ، وأظن أنه لم يقرر بعد ، وفي الواقع قال لي بعد أن غادرت المكتب . إنه يعتقد أن بعض أفكارك جيدة.
لو أنها شعرت بالذنب ، فقد تلاشى هذا بعد أن شاهدت وجه الشاب يضيء .
- أوه ليباركك الله يا جودي ، لقد رفعتي معنوياتي ! سأعمل كالمجنون على هذه المشاريع ، واستطيع وضع فكرتين أو ثلاث كبدائل عندما يعود السيد دايفدسون من لندن . أتعلمين .. ليس من السهل أن يبدأ المرء انطلاقة في هذه المهنة ، ولكن هذه الفرصة ستدفعني إلى الأمام ، فاسم دايفدسون له ثقله في البلد .
وعندما افترقا عند باب المخزن أمسك بيدها وضغط عليها:
- شكرا مرة ثانية يا جودي . أنت لا تعرفين كم شجعتني . ربما نتناول الغداء ثانية لأخبرك كيف تجري الأمور ؟
- سأكون منشغلة كثيرا في غياب السيد دايفدسون . ولا أستطيع أن أعدك .
- حسنا .. سأراك فيما بعد .
عند الخامسة بعد الظهر ، لاحظت جودي سيارة سبور بيضاء تقف إلى الجانب الآخر من الشارع . ونظرت إليها بسرعة . إنها لا تعرف أحدا يملك مثل هذه السيارة الفخمة . ودهشت عندما فتح بابها وخرجت فتاة بثوب أخضر وركضت عبر الشارع نحوها .
- مرحبا .. توقفي للحظة .. أرجوك !
وتوقفت جودي بعد أن تعرفت على آن بيور . يا إلهي ! ها قد عدنا ! ولكن على الأقل هال ليس موجودا ليعيد تمثيل ما فعله هذا الصباح .
ووصلت إليها آن على الرصيف . إنها حقا جميلة جدا ..
- لقد كنت أنتظر منذ فترة طويلة .. ارجوكِ قولي لي .. هل هال في مكتبه ؟
- لقد سافر إلى لندن . آسفة .

Rehana 18-09-14 05:21 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثالث )
 
- أوه .. لا تذهبي أرجوكِ ! يجب أن أتحدث إليكِ . أرجوكِ تعالي لنجلس في سيارتي لدقيقة او اثنتين .
وتنهدت جودي . يبدو أن هذا جزء من وظيفتها . . وعلى كل حال ، لا تستطيع سوى الشعور بالأسف على الفتاة ، التي من الواضح أنها مريضة بحب رجل لا يريدها . فقالت لها :
- لا أعتقد بأنني أستطيع مساعدتك .
ولكنها تبعت آن الى السيارة وجلست في المقعد الأمامي إلى جانبها . وبحثت آن عن منديل ، لتمسح عينيها .
- لا بد أن منظري فظيع .. ارجوكِ قولي لي .. هل هناك علاقة بينك وبين هال ؟ أوه .. لا تقولي شيئا . لا ألومك على هذا ، أعلم جيدا أن هال .. لا يمكن لفتاة أن تقاومه .
وقالت جودي في سرها ، ولكنني أستطيع ! راقبيني وسترين . ولكنها لم تتكلم فتابعت الفتاة :
- أنا أعرف بأنه كان يحتضنك عندما دخل المكتب هذا الصباح ، ولكن اعتقدت أنها مجرد .. صدفة .. فأنا أعلم أن الرجال عادة يغازلون سكرتيرتهم ، أوه يا عزيزتي ، أنا لا أحسن التعبير .
وجالت عيناها الغارقتان بالدموع في وجه جودي:
- أترين .. يجب أن أعرف ، لأن الشك يقتلني .. ولست متأكدة .لقد تخاصمت مع هال من قبل ، وتخلى عني ، ولكنني استطعت استعادته . ولكن هذه المرة .. يبدو أنه .. يا إلهي .. أنا خائفة .. إذا كان الأمر قد انتهى فعلا ... فسأموت !
- أخشى أن لا أستطيع إعطاءك أية نصيحة .. ما عدا أن ليس هناك رجل يستحق الموت لأجله . وانا واثقة أن هال دايفدسون لا يستحق . لم أعرفه منذ وقت طويل ، ولكنه يبدو فاقدا لكل المشاعر تماما .
- وكيف تستطيعين قول هذا .. وأنت ...
وكان على جودي تجنب الوصول إلى ما يهدف إليه السؤال :
- أستطيع هذا بكل سهولة . لقد عملت معه وراقبته وهو يعمل . إنه واثق بنفسه ومتعجرف . وقاسي جدا . وليس رجلا يستحق أن تقع الفتاة بحبه.
- ولكنه .. كان رائعا معي ..
- في علاقته ؟
كانت تقوم بتمثيل دور الخبير ، ولم تكن حتى واثقة من ثبات موقفها .ولكن بالرغم من حداثة سنها وبراءتها ، فقد قرأت العديد من الكتب وشاهدت الكثير من الأفلام التي تدور حول هذه الأمور .
- ولكن هذا ليس كل شيء ، أليس كذلك ؟ وبالطبع لا يستحق الموت لأجله .
- ولكن ماذا سأفعل ؟
حقا الفتاة ثقيلة الدم . لقد قال لها هال أن تتخلص منها . ولكنه لم يقل لها كيف .. فلم يقل لها كم هي غبية وطفيلية .
- أظن أن أفضل نصيحة ، هي ما يقولونه لك عندما تفقدين كلبا عزيزا عليكِ .جدي لك واحدا آخر وباسرع وقت ممكن.
- أوه .. أوه .. أظن أن هذا أمر فظيع ! أنت تسخرين مني !
- أبدا ، إنه أمر متعقل جدا . والآن إذا سمحتي لي ، عليّ أن أذهب إلى منزلي . وأرجو أن تتحسن مشاعرك قريبا آنسة بيور ، إنه حقا لا يستحق ، وأنت تعرفين هذا .
وخرجت من السيارة وسارت بسرعة مبتعدة عنها . هذا أمر صعب ! لقد تركها هال دايفدسون بالتأكيد أمام قطع عديدة لتجمعها ، الخسيس ! مسكينة آن . إنها ليست كفوءة لأمثاله من القساة عديمي القلوب .
وهي تسير نحو منزلها ، وجدت نفسها تتساءل عن نوع الفتاة التي ستكون كفوءة له .. سيكون مبعث إثارة أن تلتقي بها.


نهاية الفصل

bluemay 18-09-14 07:18 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثالث )
 
آآآآآآآه ريحانتي شو قصة أشباه فيرجي عليه اللحمة

بطل الرواية هاي المرة شكله أزنخ من فيرجي ...

بس بطلتنا جودي شكلها قووية عجبتني تتحداه لووول

خليها هاي المرة تتجوز مليونير يوناني ههههه
لسه ما قرأت الفصلين الجداد

Sent from Mobile using Tapatalk

bluemay 18-09-14 07:19 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثالث )
 
يعطيك العافية ريحانتي ولي عودة.

Sent from Mobile using Tapatalk

زهرة منسية 19-09-14 08:09 AM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثالث )
 
صباح الخير ريحانتى وجمعة مباركة

شوفى هال حيرنى فى لحظة بحسه استغلالى

و ما بيهمه غير انه يوصل للى هو عايزة

و فى لحظة تانية بحسه حنون و مهتم بجودى

صحيح هو استغلها علشان يخلص من الهبله آن

لكن هى دى طريقة تفكيره اللى تغلب به العب به

و فى حاجة بتشده لجودى

مشكورة ريحانتى و يعطيكى الف عافية

بانتظارك لا تطولى الغيبة علينا

Rehana 20-09-14 07:44 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثالث )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3474742)
آآآآآآآه ريحانتي شو قصة أشباه فيرجي عليه اللحمة

بطل الرواية هاي المرة شكله أزنخ من فيرجي ...

بس بطلتنا جودي شكلها قووية عجبتني تتحداه لووول

خليها هاي المرة تتجوز مليونير يوناني ههههه
لسه ما قرأت الفصلين الجداد

Sent from Mobile using Tapatalk

لا اظن وقاحة فيرجي ما في منها
انا عجبتني شخصية البطلة صارمة وقوية رغم صغير سنها

ههههههههههههه

على راحتك حبيبتي والله يعافيك

Rehana 20-09-14 07:48 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثالث )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3474865)
صباح الخير ريحانتى وجمعة مباركة

شوفى هال حيرنى فى لحظة بحسه استغلالى

و ما بيهمه غير انه يوصل للى هو عايزة

و فى لحظة تانية بحسه حنون و مهتم بجودى

صحيح هو استغلها علشان يخلص من الهبله آن

لكن هى دى طريقة تفكيره اللى تغلب به العب به

و فى حاجة بتشده لجودى

مشكورة ريحانتى و يعطيكى الف عافية

بانتظارك لا تطولى الغيبة علينا

صباح ومساء الانوار

وجمعة مباركة لك ولو انها متأخرة
نفس احساسي ههههههههههههه
العفوووو حبيبتي والله يعافيك يارب

كان المفروض انزل فصل امس بس انشغلت

Rehana 20-09-14 08:33 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
 

4- قفزة في الظلام



وصل إدي يوم السبت للعشاء كالعادة ، ودخلت جودي إلى المطبخ لتعد الطعام ، تاركة المجال لماغي للتحدث معه في غرفة الجلوس .
ولتقول له ما تشاء عما حدث في هذا الأسبوع ، وأطالت جودي بقاءها في المطبخ قدر ما استطاعت ، ولكن كان عليها أخيرا أن تعلن عن جهوز الطعام .
وجلسوا حول الطاولة الخشبية في المطبخ .. وقال إدي :
- هذه مفاجأة يا جودي . لقد أخبرتني ماغي بخبر تخليها عن وظيفتها وبأنك ستتابعين عنها .. وهذا أمر غير عادي الحدوث الآن .
لماذا .. الآن ؟ وبدأت ماغي تصب المعكرونة بالجبنة والفطر في صحن إدي .. ماغي دائما قلقة على إدي لأنه يسكن لوحده ولا يحصل على ما يكفي ليأكل . وتبدو عليه بالفعل علامات سوء التغذية وحدقت به جودي عبر الطاولة وانتظرت أن يوضح ما عناه " بالآن " .
ولكن ماغي تكلمت قبله . وكأنها تتوسل :
- أنت تعتقد فعلا أنهافكرة جيدة . أليس كذلك يا ادي ؟ سيعطي هذا فرصة رائعة للتدرب لجودي ، وهي فعلا متحمسة لفكرة أن تصبح سكرتيرة حديثة متفوقة ، أليس كذلك يا حبي ؟

Rehana 20-09-14 08:34 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
 
وضحكت جودي وهزت رأسها . من الواضح أن ماغي لا تزال تشعر بالذنب ، ولكنها لم تبلغ إدي ، كما ظنت جودي ، تفاصيل وصولها إلى حافة الإنهيار ، ومعاملة هال دايفدسون القاسية لها . ومال إليها ادي قائلا :
- أعتقد أن هذا أفضل شيء حدث منذ مدة طويلة لنا جميعا . كان عليك أن تتخلي عن وظيفتك يا ماغي ، فأنا لم أعتقد أبدا بأنك ملائمة لأن تكوني سكرتيرة . والآن سوف تصبحين حرة .
- إلى أن أصرف كل مكافأتي . وعندها سأضطر إلى التفتيش عن وظيفة أخرى . ولكنني لا أرغب في التفكير بالموضوع الآن . هيا احكي لنا أخبارك .
وبدا ادي غامضا ، ثم متحفظا ، واخيرا قال إن لديه أخبار هامة بالتأكيد . لقد سمع أنه فاز بمنحة دراسية ، وهذا يعني دراسة وعمل لستة أشهر في نابولي , وأضاءت عينا ماغي بالفخر والسعادة .
- ادي ! هذا رائع .. نابولي ! هذه بداية شيء عظيم لك . كنت أعلم دائما أنك ستحصل على فرصة كهذه .. نابولي !
وبالطبع ، استمر الحديث عن نابولي طوال وقت العشاء ، وأرادت ماغي أن تعرف كافة التفاصيل ، وتعلقت بكلمات ادي وعيناها مفتوحتان على اتساعهما ، وراقبتهما جودي بصمت .. كانا ملائمين تماما لبعضهما ، وسيكون رائعا لو تزوجا .. كانت تتساءل أحيانا إلى أي مدى وصلت علاقتهما ، ولكن ماغي متحفظة كثيرة في الكلام عن علاقة الحب وبالطبع لم تسألها جودي أبدا ، فهي وماغي من جيلين مختلفين ، وآراءهما مختلفة حول عدة أمور . ليس لأن ماغي عنيدة وعقلها ضيق ، ولكن لن هناك هوة بينهما في العمر ، وجودي تدرك هذا .
منتديات ليلاس
وعند انتهاء الطعام ، أخرجتهما من المطبخ قائلة :
- سوف أغسل الصحون ، وبعدها وعدت بالذهاب عند صديقتي اديت ، وقد نذهب إلى السينما .
- حسنا يا حبي .. لا تتأخري.
ودخل ادي وماغي إلى غرفة الجلوس ، وضحكت جودي واقفلت الباب وراءهما .
عند التاسعة والنصف من صباح الاثنين ، رن جرس الهاتف على طاولة جودي . وأتاها صوت السيدة وايت :
- الآنسة هيلدا غراي على الهاتف يا جودي ، تريد السيد دايفدسون هل تتحدثين معها ؟
- هل المكالمة تتعلق بالعمل ؟
- لا أظن !
- حسنا ، أوصليها بي أرجوكِ .. صباح الخير ، سكرتيرة السيد دايفدسون تتكلم . هل أستطيع مساعدتك ؟
- أريد التحدث مع هال . قولي له إنني هيلدا .
- آسفة .. السيد دايفدسون ليس هنا . هل عندك رسالة ما له ؟
- ليس هنا ؟ أين هو ؟
- لا أستطيع أن اقول لك . لقد سافر يوم أمس ، تستطيعين الاتصال بعد عدة أيام .
- لا أصدق كلمة مما تقولينه . إنه هنا ، وأعلم هذا . أنت كاذبة !
وردت عليها جودي بصوت بارد :
- آسفة .. معلوماتك خاطئة آنسة غراي . السيد دايفدسون ليس في المكتب ، ولن يكون هنا قبل بضعة أيام . عمت صباحا.
وأعادت السماعة إلى مكانها . واحدة أخرى .. منهن ، وتبدو هذه أكثر عدائية من المسكينة آن بيور .
وعادت لتقرأ كتيب تعليمات الكومبيوتر . وبعد عشر دقائق عاد الهاتف يرن .
- جودي .. دايفدسون يتكلم .

Rehana 20-09-14 08:35 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
 
صوته المفاجئ لم يكن متوقعا ، وخفق قلب جودي بشدة . لا بد أن السيدة وايت أوصلته مباشرة بها دون إعلامها ، فقالت :
- نعم ...
- ارفعي صوتك .. لا أستطيع سماعك .
- نعم سيد دايفدسون .
- هل أنت بخير يا جودي ؟ هل انت مريضـة ؟
- انا بخير تماما . شكرا لك سيد دايفدسون .
- جيد .. كيف تجري الأمور ؟ هل من مخابرات لي ؟
- واحدة فقط هذا الصباح . الآنسة غراي .
وسمعت تنهيدة على الطرف الآخر .
- أوه يا إلهي .. ليس هي ثانية ! ماذا قلت لها ؟
- قلت بأنك مسافر ولا أعلم إلى أين . أو إلى متى .
- فتاة طيبة ، وهذا جيد ، إذا اتصلت ثانية قولي لها إنني اتصلت بك وإنني سافرت الى سيبريا أو الى صحراء كالاهاري .
ولم تستطع جودي أن تمنع ضحكة .
- لا أظن أنها ستصدقني . فقد قالت إنني كاذبة.
- لا تهتمي يا عزيزتي .. هذا كله في سبيل قضية جيدة . والآن إلى العمل ، هل اتصلت باربرا ؟
وغاص قلب جودي .. باربرا ؟ أليست فتاة أخرى !
- لا لم التقي بمن تدعى باربرا .. وماذا سأقول لها ؟
- ماذا ستقولين لها ؟ أوه .. فهمت .. لا يا جودي استنتاجك خاطئ هذه المرة . باربرا جوردن ستأتي من مكتبي في لندن لتدربك على الكومبيوتر . وستكون معك في أي لحظة من الآن . إنها ساحرة في الكومبيوتر . . فتاة رائعة .. افعلي ما تقول لك وسوف تتعلمين في وقت قصير .
- أجل سيد دايفدسون .
- هل عندك ما تسأليني عنه ؟
- لا سيد دايفدسون .
- جيد ، وداعا .
- وداعا سيد ...
ولكنه كان قد أقفل الخط ، وتأملت بالسماعة في يدها ، ثم أعادتها ببطء إلى مكانها .
ووصلت باربرا جوردن بعد ساعة . ودخلت إلى المكتب حاملة معها جو لندن وحيوية العمل فيها .
- مرحبا .. أنت جودي أليس كذلك ؟ لقد أخبرني هال كل شيء عنكِ .
وضحكت بطريقة جعلت جودي تتساءل عما أخبرها به هال ، ولكن ابتسامتها كانت ودودة . وأحست جودي بالراحة وهي ترد على ابتسامتها ، وتفحصت باربرا المكتب بنظرة شاملة ، بطاولاته القديمة وخزائن الملفات،وسقفه المتشقق ، وقالـت :
- هل هال يعمل هنا ؟ لا أصدق ، إنه كشيء خارج من ...
- قصص التاريخ ؟ هذا ما يقوله . وسوف يعيد بناءه ، كما علمت .
- آه .. هكذا إذا .. السيد هال دايفدسون رجل يقود نفسه نحو القرن الواحد والعشرين ، وماذا عنك ، هل تعودتي على طريقة عمله ؟
- أجل .. وأنا أرغب جدا أن أتعلم كل ما هو حديث .
وضحكت باربرا وهي تخلع سترتها وتضعها بعناية فوق التعليقة القديمة ؟
- هذا أمر مفيد لك ! حسنا، عليك أن تتعلمي بسرعة إذا . فأنا أكره تعليم الفتيات اللواتي يقاومن التدريب .
- وهل التعليم صعب ؟
- بل بسيط جدا ، هيا بنا .. لنبدأ .

Rehana 20-09-14 08:35 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
 
ولم يكن الأمر سهلا بالضبط . ولكنه كان مثيرا . وبعد ساعتين وعدة فناجين قهوة ، استقامت جودي في كرسيها وأطلقت تنهيدة كبيرة .
- هذا أكثر مما أستطيع استيعابه في جلسة واحدة . ما رأيك بالغداء يا باربرا ؟
- فكرة رائعة ! أنا أنزل في فندق " ديننغتون " فلنذهب إلى هناك على حسابي ، فلدي حساب خاص للمصاريف.
ونظرت إليها جودي بإعجاب ، كيف تشعر يا ترى لحصولها على وظيفة عالية وحساب مصاريف خاص ، وتسافر في سيارة الشركة وتتمكن من شراء أفخر الثياب ؟ هل تتمكن هي يا ترى أن تصل إلى هذه الدرجة ؟
وبقيت باربرا هناك يومين ، نما خلالهما شعور من الصداقة بين الفتاتين . مع أنهما لم تتبادلا أخبارهما الشخصية . وأشارت باربرا فقط أنها متزوجة من رجل في البحرية . وأنها تقضي معظم وقتها لوحدها ، لكنها لا تشعر بالضجر أبدا ، بحصولها على مثل هذه الوظيفة الهامة .
وتكلمت جودي عن أملها في أن تصبح شقيقتها ماغي يوما ما فنانة . ولكنها لم تذكر لها بأنها كانت تعمل في الشركة طوال سنين . وبعد نهاية أربع جلسات دراسية عبرت باربرا عن رضاها لتقدم جودي ، وقالت لها عندما كانت تودعها في سيارتها:منتديات ليلاس
- لقد كنت أنوي أن أخصص لك جلستين بعد ، ولكن هذا مضيعة للوقت لك ولي . لقد تعلمتي بسرعة وعليك الآن أن تتدربي وتتدربي ثم بعد أسبوعين نعود للدراسة مرة أخرى . كنت أعتقد دائما أن التدريب يستغرق شهرا أو ستة أسابيع ، ولكنك ذكية يا جودي وأرى أنك لست بحاجة لهذه المدة . ولديك الكتيب لتعودي إليه . وإذا تعذر عليك شيء اتصي بي للمساعدة في أي وقت . وإذا لم أكن في المكتب سترد عليك فتاة أخرى . وبالطبع سيكون السيد دايفدسون الرائع هنا لتسأليه . فليس هناك شيء لا يعرفه حول كل أنواع الكومبيتر .
فردت عليها جودي بسرعة :
- أوه .. لن أرغب في طلب المساعدة منه ، فسيكون هذا اعترافا بالفشل .
وأدركت فجأة كم ترغب في التأثير على هال دايفدسون بتقدمها عندما يعود ، ونظرت اليها باربرا وسألتها :
- منذ متى وأنت تعملين لهال دايفدسون ؟
- مدة قصيرة فقط .
وهزت باربرا رأسها ببطء:
- سيمضي وقت طويل قبل أن تتعودي عليه . إنه يتوقع الكثير .
- أوه نعم . لقد لاحظت هذا ، لديه عقل رائع .
- ليس عقله هو الرائع فقط ، صح يا جودي ، أتوقع أن تتعلمي هذا خلال عملك معه . أنت صغيرة جدا وجميلة جدا . وهال خطر على أية فتاة ، لذا حاذري في خطواتك معه ، وداعا يا جودي . لطيف أن أتعرف عليك ، وآمل ن نرى بعضنا ثانية .
وتحركت بسيارتها عبر الباحة رافعة يدها بالتحية ، وصعدت جودي ببطء السلم الخشبي نحو المكتب ، كل شيء كان يحذرها حتى تعتبر هال دايفدسون كربّ عملها فقط ، رجل يستطيع مساعدتها لتصل إلى مستقبل عملي ناجح ، وأن لا تسمح لنفسها بالتفكير به بطريقة أخرى بعد أن توصلت إلى هذه النتيجة ، عادت إلى الكومبيوتر ، الذي كان لا يزال يعمل ، وبدا لها وكأنه صديق قديم الآن . ولكن شعور ما أوحى لها وكأن الضوئين الأحمرين على اللوحة هما اشارات بالخطر .
خلال الأيام التي تلت ، عملت جودي ضد الوقت ، مصممة أن تصبح خبيرة بهذا الكومبيوتر قبل عودة هال . كان يتصل بها كل يوم ، ولكن لم يكن لديها شيء تبلغه اياه . وكل الرسائل الموجودة ممكن أن تنتظر عودته ليتعامل معها بنفسه ، السيدة وايت ودان كانا يتوليان أمر الطلبات والمبيعات ، ولم يك قد قال كم سيغيب ولم تسأله . وبدا غير مهتم ، وتوقعت أن يكون العمل في لندن قد استحوذ على كل طاقته .

Rehana 20-09-14 08:36 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
 
يوم الجمعة حضر ديك بور غلي الى المكتب .
- مرحبا يا جودي ، ألم يعد الريس بعد ؟
وابتسمت له جودي ، ولأنها كانت تشعر بالوحدة ، كانت البسمة مرحة ومرحبة أكثر بقليل مما قصدت ، فملأت الابتسامة وجه ديك .
- هاي .. أعتقد أنك فعلا مسرورة بمشاهدتي !
- بالطبع . كيف تجري أعمالك ؟
- بشكل جيد تماما ، كما آمل . سوف أجعل رأس رئيسك يدور من روعة أفكاري ، متى سيعود ؟
- لم أعرف بعد .. لكن ليس هذا الأسبوع كما هو ظاهر .
- حسنا لا تدعي هذا يحزنك . لديك هنا بديل يرغب بك . ما رأيك بالخروج معي للغداء ؟
وترددت جودي ونظرت إلى الساعة :
- لم يحن وقتي بعد . وهناك بضعة رسائل عليّ طباعتها . ربما في يوم آخر يا ديك ..
- أستطيع الانتظار .. تعالي .. ليس هناك أية روابط بيننا ، وأنت تعلمين هذا .
- أوكي ديك .. عشر دقائق إذا .
وعادت إلى الكومبيوتر . واستدار ديك حول الطاولة .
- ماذا سأقول ! لديكم إحدى هذه الآلات المتطورة ، أليس كذلك ؟ هل استطيع أن أنظر إليه ، أم أنه يعض ؟
- أحيانا .
- أنت رائعة تماما يا جودي . متى تعلمتي العمل عليه ؟
- هذا الأسبوع فقط ، كنت أتلقى دروسا .
وسمعت صوت نفسه السريع ، كان يميل من فوق كتفها ووجهاهما متقاربان جدا ، وقال بصوت مرتجف :
- لا تنظري إليّ هكذا يا جودي أو...
- أو ماذا ؟ إذا كنت تفكر بإغواء سكرتيرتي يا بورغلي ، فالأفضل أن تنسى الأمر .
ووقف ديك ، وقد احمر وجهه عندما دخل هال دايفدسون المكتب ، وكأنه الرعد ، وأجفلت جودي تماما .
وقال ديك بسرعة وأدب :
- أؤكد لك سيد دايفدسون ، أن إغواء الفتيات الجميلات ليس من عادتي . أنا فقط معجب بمهارتها على هذه الآلة الجديدة ، فهي تبدو خبيرة جدا في استخدامها .
- أنت معجب بأكثر من مهارتها . أستطيع تصور هذا . على كل ، توقف عن هذا .
وتقوم نحو طاولته دون أن ينظر إلى جودي . كما لو انها جزء من أثاث المكتب ، وشعرت بالغثيان في داخلها . كانت تخطط لأن يصل هال ويجد كل شيء على ما يرام ، ولكن الأمر انقلب إلى الأسوأ .. وتبع ديك هال ، والتقط خرائطه.
- لقد أتيت على أمل أن أراك سيد دايفدسون . لدي خطتان بديلتان هنا جاهزتان بانتظار الموافقة .
ووضع الخرائط على الطاولة ونظر إليها هال بعدم اهتمام .
- أوكي .. اتركها معي .
وأزاحها إلى جانب ، والتقط البريد المشار إليه بكلمة " شخصي " والذي لم تتعامل جودي معه . ووقف ديك حيث هو مترددا ، ونظر إلى جودي ، التي تجاهلت نظرته ، ولم يلتفت إليه هال حتى أنهى قراءة الرسائل ، ثمنظر إلى جودي .

Rehana 20-09-14 08:37 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
 
- هيا يا جودي ، سوف نخرج لتناول الغداء . هناك أشياء أود أن ابحثها معك .
والتفت ديت عندها قائلا :
- عمت صباحا يا سيد دايفدسون ، أتوقع أن أسمع رايك قريبا .
ورفع هال رأسه ، وكأنه لم يشاهد ديك من قبل ، ثم تمتم :
- أوه .. اجل .. ربما...
وهز ديك كتفيه وقد بدا عليه الغضب وغادر المكتب .
وأحست جودي بالغضب أيضا . حقا إنها لا تحتمل الطريقة التي يعامل هذا الرجل هال ديفدسون الناس الذين يعملون معه بها . وبدأت متعمدة ، بإقفال الكومبيوتر ببطء ، بعد أن أخرجت الاسطوانات منه ووضعتها بعناية في مغلفاتها .
- هيا .. بسرعة!
ولكنها لم ترد ، فقد تعلمت بأنها قد تتلف الاسطوانات لو تعاملت معها بعدم عناية ، وأعادت الاسطوانات إلى مكانها في الصندوق ، وأغلقته وأطفأت الآلة ، وعندها فقط انضمت إليه في الناحية الأخرى منه المكتب .
- لقد تأخرتي .
فابتسمت له ببرود ، متجاهلة قسوته ، وقالت :
- انا جاهزة الآن .
وتناولا الغداء في مطعم " ديننغتون " على نفس الطاولة . ولم تكن جودي تشعر بشهية للأكل .
- حساء فقط وبعض الخبز ، أرجوك .
وأخذ هال صينية وعاد بها الى طاولتهما وعليها الحساء وصحن مليء باللحم والسلطة لنفسه . وقال باختصار :
- لم أتوقف لتناول الإفطار في طريقي إلى هنا .
وأفرغ نص صحنه قبل أن يقول :منتديات ليلاس
- والآن جودي . أخبريني بما كان يجري أثناء غيابي . ولا أريد سماع أي شيء عما دار بينك وبين ديك المهندس .
وسيطرت على غضبها وقال ببرود:
- لم يكن بيننا أي شيء . لقد أحضر خرائط جديدة وهذا كل شيء ، قبل دقائق من وصولك .
- هه . . لقد ظننتي أنني أتجسس عليك ، أليس كذلك ؟
- ألم تكن ؟
- لا تكوني طفولية يا جودي ، لست أهتم بما بينك وبينه طالما لا تضيعين وقت المكتب . ولمعلوماتك لقد اشتريت حذاء بكعب مطاط . وهكذا لن تعرفي بعد اليوم عندما أكون قادما .. أليس كذلك ؟
وابتسمت جودي بالرغم منها . بإمكانه أن يظهرها كالغبية دون جهد كبير . وتغير التعبير على وجهه وعاد إلى أمور العمل.
- حسنا ما هو تقريرك ؟ كيف سارت الأمور مع باربرا ؟ لقد التقيت بها لوقت قصير عندما عادت وقالت إنك كنت سريعة في التعلم . هل تمتعتي بالتدريب ؟
- أوه .. أجل .. كثيرا . باربرا كانت رائعة ، كما قلت تماما ، وصبورة كثيرا معي . لقد بدأت أشعر بالألفة مع الكومبيوتر . وسيكون مضجرا جدا العودة إلى الطراز القديم من الطابعات .
- هذه هي جودي التي تعجبني .. هل تعلمين أن عيناك يتغير لونهما عندما تكونين متحمسة . إنهما تلمعان كالماس الأزرق . وهذه ظاهرة مثيرة للاهتمام ، لم أراها من قبل.
- حقا ؟
ولخيبتها لم يتابع الحديث عن الموضوع .
- أنا مسرور لأنك أصبحت خبيرة بالكومبيوتر ، وهذا مفيد جدا . وماذا عن العمل اليومي ؟ هل هناك شيء غير عادي ؟

Rehana 20-09-14 08:37 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
 
- لا أعتقد فالسيدة وايت كانت مشغولة بالكتب ودان مهتم بالمخزن .
وطبعت بعض الرسائل . وهناك اتصالات هاتفية ، ولكن ليس بينها ما هو طارئ . وكتبت لك ملاحظات لتتعامل معها .
- إتصالات بخصوص العمل ؟
- حسنا .. معظمها .
- أخبريني عن التي ليس لها علاقة بالعمل .
- تلك الآنسة ، غراي ، التي استمرت بالاتصال . ولم تصدق بأنك لست في المكتب ، وكان عليّ أن أكون حازمة معها .
- وهذا ما احببت سماعه .
- بإمكاني دائما أن أكون حازمة لو أردت . وتعاملت مع الآنسة بيرو لصالحك أيضا .
- آن ؟ وهل ظهرت ثانية ؟ كنت أخشى هذا . فهي على عكس هيلدا التي عندها وظيفة تشغلها . فوقت آن ملكها ، وأموال أبيها تجعلها فتاة مدللة وفاسدة . ماذا كانت تريد ؟
- إنها تريدك بالطبع . ولكن عندما أبلغتها بأنك مسافر ..
- نعم ؟
- حاولت أن تعرف .. إذا .. أنت وأنا كنا...
- أوه يا عزيزتي . أخشى بأنني وضعتك في موقف حرج يا جودي أرجوكِ اقبلي اعتذاري القلبي ، أنا آسف جدا .
- لا أعتقد بأنك آسف ، ولا يمكن أن أتصور بأنك متواضع .
- أنت مخطئة يا جودي ، قد أكون متواضعا جدا عندما أكون أطلب شيئا ما .
وحاولت أن تتجاهل خفقان قلبها لما قاله .
- أود أن أوضح لك سيد دايفدسون ، قبل أن أتابع العمل معك . لقد وضعتني بالفعل في موقف حرج عندما دخلت الآنسة بيور إلى المكتب ، وكنت .. كنت..
- نعم ! تابعي ..
- كنت تعانقني ..
واصبح لونها أحمر من الارتباك والاحراج ، فمال إلى الخلف في كرسيه يتفحص وجهها .
- هكذا فعلت إذا . وكنت مسرورا ، فأنتِ مرغوبة للعناق يا جودي ليندساي ، وأنا متأكد تماما أن هذا قيل لك عدة مرات من قبل .
ونسيت أنه رئيسها وأنها موظفة تقبض راتبها منه فصرخت به.
- اخرس ! واسمع ما سأقوله لك . فأنا أظن بأنني أعرف الآن لماذا وظفتني .. أحد هذه الأسباب التي لم تخبرني بها عندما سألتك أظن أنك تريد أن تعطي انطباعا بأننا .. بأننا على علاقة مع بعضنا ، وأظن أنك تريدني أن أكون نوعا .. نوعا من السياج يبعد عنك صديقاتك عندما يصبحن متطلبات زيادة عن اللزوم ، أو يرفضن كلمة " لا " منك !
وساد صمت طويل ، مزقت خلاله قطعة الخبز أمامها ، وأبقت نظرها على صحنها .. وأخيرا قال :
- إذا هذا ما توصل إليه عقلك الذكي الصغير ، اليس كذلك ؟
- أجل...
والتقت بنظراته متحدية . لقد بدأت التحدي وستتابعه حتى النهاية .
- لا حاجة لأن تكون ساخرا .. انا أظن بأنك تستغلني ، وأنا لا اوافق على هذا الاستغلال . لقد كنت مستعدة للعمل مكان ماغي لأن الأمر يناسبني ، ولكنني لست مستعدة للبقاء والعمل سكرتيرة لك إذا كان هذا يعني أن يظن الناس أنني .. أنني عشيقتك .. الأمر الذي أفضل أن أموت قبل أن يحدث .
- كلامك متماسك ومختصر ، مع أن المنطق مهتز قليلا ، ألا تظنين هذا ؟

Rehana 20-09-14 08:39 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
 
فشهقت ، وهي اقرب للدموع:
- أوه .. أنت .. أنت .
وحدق بها للحظات ، ثم مال على الطاولة وغطى يديها بيديه ، وتمتم :
- أيتها المسكينة الصغيرة ، جودي ، عيب أن أداعبك بإزعاج . فأنت لا زلتِ صغيرة ، ولكنك تقفزين إلى الطعم بشكل لذيذ ، وأعترف أن الفتاة التي يحمر وجهها خجلا في هذه الأيام نادرة الوجود . ولنعد لاتهامك لي ،الذي أنكره تماما . فأنا لم أستخدمك لأبعد عن نفسي الصديقات المتطلبات جدا من النساء ، فعادة أستطيع أن أقوم بهذا العمل بنفسي دون مساعدة.
ونظرت إليه, إلى الخطوط القاسية المتغطرسة تقريبا ، في وجهه ، ولاحظت النغمة المتعجرفة في صوته ، وظنت أن بإمكانها التصديق . وتابع قوله :
- أنا حقا آسف لأن تلك الحادثة الصغيرة مع آن أزعجتك . فعندما عانقتك كنت أتصرف باندفاع ، وهذا أمر نادرا ما أفعله .. والسبب بصراحة أنني أردت إنقاذ نفسي .. وإنقاذك من الفضيحة التي كنت أعلم بأنها ستحدث ولم يكن لدي وقت للتصرف معها ، وأمامي موعد قطاري للسفر إلى لندن . وهذا كل ما في الأمر .
ولكن هذا لم يكن كل شيء . فجودي تتذكر أن أول عناق تبعه آخر ولم تكن آن حاضرة لتشهده ، ولذا فإن توضيحه لم يكن متماسكا ، وتابع كلامه بلطف:
- هاك .. ها قد اعتذرت .. هل أنتِ راضية ؟
- أعتقد هذا .
منتديات ليلاس
- جيد .. ولكن لمجرد إرضاء فضولي قولي لي كيف تدبرت أمر آن ؟
وسنحت لها الآن فرصة تسجيل نقطة عليه فقالت ببرود :
- لقد أقنعتها بأنك لا تستحق بأن يتحطم قلبها لأجلك . ونصحتها أن تفعل ما يقال عندما يضيّع المرء كلبه . . إذهبي وجدي لنفسك واحدا آخرا بأسرع وقت ممكن .
وتراجع رأسه إلى الخلف بقوة ، وكأنما تلقى ضربة على فكه ، ثم انفجر بالضحك .
- أوه يا جودي .. أنتِ رائعة ّ ماذا سأفعل من دونك ؟
وابتسمت على مضض ، ثم تغير كل شيء ، وانفجرا معا بالضحك .
وعندما تركها ليحضر القهوة راقبته وهو يقطع القاعة ، بين الطاولات ، نحو طاولة الخدمات ، وبدأت مخاوفها وشكوكها تتلاشى ، إنه يبدو رئيسا رائعا ، واستطاعت ان تتخيل العمل معه مستقبلا بشكل حميم ، كما يجب أن تكون السكرتيرة الشخصية ، تتفهمه ، وتتسامح معه ، لا أن تغضب عندما يكون متوترا ، تدافع عنه أمام الثقلاء من الناس الذين يحاولون التعدي على وقته ومشاغله .
وتراجعت عن هذا الحلم الوردي عندما وضع فنجان القهوة امامها على الطاولة وقال :
- والآن دعيني أشرح ما في ذهني عن المستقبل القريب . سوف اقبل أحد مشاريع بورغلي الشاب لإعادة البناء هنا . وأطلب منه أن يبدأ فورا.
وبما أنه لن يكون لي مكتب إلى أن ينتهي من أعماله ، فسوف أنقل كل ما هو أساسي .. الملفات وما شابه .. إلى مكتب السيدة وايت .. وأتخلص من ما تبقى من الأثاث القديم . وأعتقد أن الأمر سيستغرق حوالي الشهر ،وفي هذه الأثناء سأعود إلى لندن .
وتنفست بصعوب ، وشعرت بأن معدتها تقلصت وكأنها هبطت فجأة في مصعد سريع . وفاجأها شعور خيبة الأمل . ألن تراه لمدة شهر !وكان يراقب وجهها عن كثب ، وقال:
- بالطبع . أريدك أن تأتي معي إلى لندن .

Rehana 20-09-14 08:39 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
 
فشهقت ، مقطوعة الأنفاس ، وكررت بغباء :
- آتي معك إلى لندن ؟ معك ..؟
فابتسم وقال:
- لا تجعلي الأمر يبدو وكأنه اقتراح امبراطوري ، سأطلب منك خدمات سكرتيرة فقط ، على الرغم من وساوسك ، أعتقد أن هذه مفاجأة لك يا جودي . فأنت صغيرة جدا ، وهذه أول وظيفة لك ، ولكن كما قلت لك مرة ، أعتقد أنك فتاة منفتحة على العالم الحديث ، والعالم الحديث مليء بالتحديات . المرأة التي كانت تعمل كسكرتيرة خاصة لي في لندن ستترك العمل بعد أسبوعين بسبب توقعها طفلا ، وسأحتاج إلى بديل ، ومما رأيته من عملك ، وسمعته عن طريقة استيعابك للمعلومات عن التقنيات الحديثة ، أعتقد بأنك ستنجحين معي تماما.
- ولكن .. ولكن لندن .. لا أعرفها أبدا ، وليس عندي مكان أسكن فيه .
- لقد تدبرت الأمر ، باربرا جوردن ستعطيك غرفة في شقتها في الوقت الحاضر . فزوجها بعيد في الخدمة في الشرق الأقصى ، وأعتقد بأنها ستكون سعيدة برفقتك .
- لا أعلم .. هل أستطيع أن أفكر بالأمر ؟
- إذا أردتِ هذا ، وأخبريني بقرارك غدا .. هل أنتِ جاهزة الآن ؟ سنبدأ بعملية النقل .
ومضى بعد الظهر بنشاط متسارع . وحضر ديك بورغلي بعد طلبه على الهاتف وقد بدا عليه القلق . وبعد لقاء قصير قبل هال أحد مشاريعه وقال:
- ابدأ به في الحال .. هل قلت إننا لن نحتاج إلى رخصة ترميم ؟ وهل عمالك مستعدون ؟ هذا جيد ، سأترك المشروع كله بين يديك إذا ، وسأعتمد عليك . وسأكون في لندن أثناء العمل وسأتصل بك باستمرار لإعطائي تقريرا عن سير العمل . هل هذا كله واضح ؟
وقال ديك وهو ينظر باتجاه جودي ، التي كانت تضع الملفات فوق طاولتها :
- ستكون في لندن ؟
فابتسم هال وقال :
- أجل .. وسكرتيرتي ستأتي معي .
وحملت جودي كومة الملفات إلى مكتب السيدة وايت ، وساعدتها في ترتيبها على الرفوف . وعندما عادت إلى المكتب كان ديك قد ذهب وهال منكب على ما أمامه على الطاولة ، وقال لها دون أن ينظر إليها :
- هذا كل شيء لهذا اليوم يا جودي ، اذهبي إلى منزلك .
كانت ماغي منحنية فوق الطباخ تنظر إلى شيء ما في طنجرة ، عندما فتحت جودي الباب ، فاستدارت وابتسمت :
- مرحبا حبيبتي ، كيف جرت الأمور ؟
- بشكل رهيب ، لقد وصل السيد دايفدسون اليوم دون توقع . وبعد ذلك أصبح المكان في ثورة . سوف يغير معالم المكتب ويجعله عصريا. وبما أنه قرر بدء الترميم ، سوف يعود إلى لندن .
وأزاحت ماغي الطنجرة عن النار ، وأقبلت نحو جودي قائلة :
- إذا ستتوقف وظيفتك ؟ مسكينة يا جودي ، لقد بدأتِ تستمتعين بعملك ، أليس كذلك ؟
- يريدني أن أذهب معه إلى لندن ، فسكرتيرته هناك ستترك عملها ويبدو أنه واثق بأنني سأذهب معه . حتى أنه دبّر لي مكان أسكن فيه مع باربرا جوردن ، الفتاة التي دربتني ، في الوقت الحاضر .
- ولكن هل تريدين أن تذهبي ؟
- حسنا أعتقد هذا . وأعتقد بأنها ستكون تجربة مفيدة . فلندن قلب الأعمال في البلاد وهي المكان المناسب لسكرتيرة شابة طموحة ! ولكنني لن أتركك هنا لوحدك يا ماغي وذهاب ادي إلى نابولي اصبح مؤكدا . وهذاقرار نهائي.
ولاحظت أن كتفا ماغي يهتزان من الضحك ثم قالت بعد قليل وهي تمسح عيونها من دموع الضحك .
- نحن زوج من المغفلين .. ها أنت .. تفكرين بترك فرصة رائعة للذهاب إلى لندن بسببي .. وها أنا قد تخليت عن فرصة العمل بالسفر إلى نابولي لأنني لا أستطيع التفكير بتركك لوحدك هنا .. أوه يا جودي ، ياحبيبتي ، كلانا غبيتان.
- نابولي .. انت ؟
- أجل .. ادي يريدني أن أذهب معه . وأستطيع استخدام مال تعويض الخدمة في السفر ، وممكن أن أعمل هناك في تدريس الانجليزية أو اي شيء . حتى غسل الصحون في المطاعم . سأعمل أي شيء كي أسافر إلى نابولي .. إنه .. إنه يريد ان نتزوج فيما بعد يا جودي .. ولكن ...
وأحاطت جودي عنق ماغي بذراعيها وحضنتها بقوة:
- هذا أروع شيء حدث لنا ! ولا أستطيع تمني أفضل من هذا . ادي شاب عظيم وأنا واثقة بأنك ستكونين سعيدة معه ، أوه ماغي يا حبي . لنضع الخطط على الفور . وعندما نتعشى يجب أن تذهبي لرؤية ادي وتقولي له " نعم "
- ولكن ...
ووضعت جودي يدها على فم ماغي .
- دون ولكن .. فهذا ما يجب أن يحدث .
- وستذهبين إلى لندن ؟ وهل سيعجبك هذا ؟ هل أنتِ واثقة ؟
- نعم .. سأذهب إلى لندن . وسيعجبني هذا ، أنا واثقة .
ولكن عندما خرجت ماغي في طريقها لرؤية ادي لتبلغه الخبر .
جلست جودي ترتشف آخر ما تبقى من قهوة في فنجانها وحاولت تهدئة أعصابها المتوترة . فهذه فرصتها لتصبح فتاة لندنية مثل باربرا ، الفتاة العصرية بالكامل ، ولن تستطيع التخلي عن التحدي الآن . ولكن .. هل سيعجبها الأمر ؟ إنها ليست واثقة من هذا تماما . في الواقع ، تذكّر الطريقة التي راقبتها بها عينا هال دايفدسون ، جعلتها تشعر بأنها لن تكون واثقة من شيء ، واقل شيء ، هو ما قد خطّطه لها ، تلك النظرة أخافتها وأثارتها . فهي ستقفز قفزة رهيبة نحو الظلام ، واخذت معدتها تتقلص ، وهي تفكر بالمستقبل.


نهاية الفصل

زهرة منسية 21-09-14 12:45 AM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
 
مرحبا ريحانتى

التطورات سريعة كتير مش خايفة على جودى من ذهابها لندن

علشان شخصيتها قوية و متحدية و تعرف تدافع على نفسها

و بتعجبنى سخصيتها كتير هال مش هيقدر يقاوم

موفقة ريحانتى
تم اﻹرسال من موبيلى

Rehana 21-09-14 06:13 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الرابع )
 
اهلين زهوري

شيء جميل الحماس الى عند جودي بس في موقف حصل معاها
زعلني عليها .. اذا وصلني الى الفصل فيه موقف .. خبريني ايش رايك فيه ؟

منورة حبيبتي

Rehana 21-09-14 06:17 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الخامس )
 
5- طفلة تكبر بسرعة


وصلت جودي إلى المكتب في الصباح التالي لتجده خاليا . كان هناك عاملان في زيهما الأزرق ينقلان الطاولتين الخشبيتين الكبيرتين . واختفت الكراسي وخزانات الملفات ، والتعليقة الخشبية القديمة ، وطبعا الكومبيوتر ونظر إليها هال من فوق كتفه ، من حيث كان يقف قرب النافذة يقرأ رسالة :
- حسنا .. هل قررتِ ما إذا كنتِ ستقبلين مواجهة تحدي المدينة الكبيرة ؟
- إذا أردتني أن أعمل في لندن سيد دايفدسون ، فأنا مستعدة .
- شكرا لك لهذا التنازل الكريم .
صوته كان يحمل رنة سخرية ، ولكنها لاحظت فيه نبرة انتصار أيضا .
فهو رجل لا يحب أن يرفض له طلب . وطوى الرسالة ووضعها في مغلفها . الرسالة والمغلف كانا بلون ليلكي فاتح . وشمّت جودي رائحة عطر كانت متأكدة أنه لا ينبعث من هال دايفدسون.
- لنضع بعض الخطوط إذا . من الواضح أنه لم يعد هناك ما يمكن عمله هنا اليوم . لذا أقترح أن تعودي إلى المنزل يا جودي وتوضبي أغراضك ، سوف أوصلك بعد الظهر عند باربرا . إنها بانتظارك . اذهبي الآن وسآخذك من منزلك حوالي الساعة الخامسة . ما العنوان ؟
منتديات ليلاس
وشعرت جودي :ان الأرض انشقت ، وظهرت أمامها هوة عميقة ، ولكنها استجمعت شجاعتها لتقول :
- لست واثقة من أنني سأكون جاهزة عند الخامسة . وافضل أن لا تأخذني من منزلي .
- ولماذا .. للأمرين معا ؟
- حسنا .. أنا .. ليس لديّ ثياب مناسبة للعمل في لندن . كنت سأشتري بعض الثياب أولا ..
- هذا أمر سهل .. بإمكانك شراء ما تريدين عندما تصلين لندن . وهناك مجال أوسع للاختيار ، وباربرا تعرف أفضل المحلات وستساعدك .ولماذا لا تريدين أن آخذك من المنزل ؟
- لأنني أشك إذا كانت أختي ان تود رؤيتك .
- حقا ؟ ألا زالت تحقد عليّ ؟
- لا .. ولكنني أعتقد من الأفضل أن أستقل سيارة أجرة واقابلك في أي مكان تشاء .
- حسن جدا . إذا كان هذا ما تريدينه . تعالي إلى شقتي .
وكتب لها العنوان وأعطاها الورقة .
- لا تـتأخري .
قد تتمنى جودي الموت قبل أن تتأخر .. وأوصلها التاكسي إلى خارج المجمع السكني ، في الضاحية الراقية من البلدة ، والساعة على وشك أن تصبح الخامسة . وكان هال يقف قرب سيارته . وتقدّم ليدفع إلى السائق قبل أن تتمكن من إخراج حقيبة نقودها . ووضع حقائبها في صندوق سيارته المرسيدس قرب حقائبه .
وجلس أمام المقود ، ومال جانبا ليفتح لها الباب من الداخل .
ولم يبدو بأنه ميال للكلام . وأمالت جودي رأسها على ظهر المقعد وحاولت أن تسترخي ، ولكن لم يكن الأمر سهلا . فقد بقيت متوترة وهي تتذكر آخر كلمات ماغي لها :
- حياتك بين يديك الآن يا جودي ، وسوف تنجحين ، أعلم هذا . ولكنني فقط آسفة ..

Rehana 21-09-14 06:18 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الخامس )
 
- آسفة على ماذا .
- يجب أن أقول يا حبيبتي ، أنا أسفة على أنك ذاهبة إلى لندن مع هال دايفدسون .. إنه ليس مناسبا لك .
وضحكت جودي وضغطت على ذراع ماغي :
- ماغي ! .. أنا ذاهبة للعمل معه ، وليس للزواج منه .
وشاركتها ماغي الضحك .
- أتمنى أن لا يحدث هذا ! فلن أحب أن يصبح هذا الرجل صهري ..
ونظرت جودي جانبيا إلى وجه الرجل الذي إلى جانبها ، وأحست بانقباض خوف في داخلها . لقد قالت ماغي إن حياتها الآن بين يديها ..
ولكن يبدو أن هال دايفدسون قد أمسك زمام حياتها ما بين يديه ، وهو يفعل ما يريده بها . كل ما طلبه منها حتّى الآن وافقت عليه . والتفت إليها قائلا :
- أرجو أن لا تكوني حساسة تجاه السرعة الزائدة ؟
- لا أعلم .. لم أركب مثل هذه السيارة السريعة من قبل .
- إذا يجب أن أعلمك .
وابتسم ، ثم نظر في المرآة أمامه ، واتجه بالسيارة إلى الممر المخصص للسرعة . وانطلقت السيارة كقط كبير ، وهي تتخطى السيارات الأخرى على الطريق ، واتجهت عينا جودي إلى لوحة السرعة : تسعون .. خمسة وتسعون .. مئة ميل تقريبا في الساعة . ولم تكن تعرف شيئا عن حدود السرعة ، ولكنها خمنت بأن هال قد تجاوز الحدود دون شك . أصابعه كانت ثابتة ولكن دون توتر ، على المقود ، واستوى على مقعده مرتاحا .
وبدا عليه الاستمتاع ، وبعد بضع دقائق بدأت جودي تستمتع بدورها وجالت في رأسها أفكار كثيرة لم تختبرها من قبل ، وشعرت بالحيرة مما تتوقعه ، وأخذت مخاوفها وندمها لترك المنزل تتزايد .
عندما اقتربا من لندن . علقا في زحمة سير . وهكذا خفف هال من سرعته وسألها :
- حسنا .. هل استمتعتي بالسرعة ؟
- أوه .. كانت رائعة ! لم أحصل على مثل هذه الإثارة منذ أن ذهبت في رحلة مدرسية على متن طوافة بحرية إلى " بلاك بول! "
فضحك عالياً :
- كم أنت طفلة يا جودي ! أشعر وكأنني اختطفتك من مهد طفولتك وأبعدتك عن منزلك .
وتبخر كل ما تشعر به من سرور . أمر سخيف ان يقول هذا . وقالت بتصلب :
- أنا أتعلم بسرعة .
الساعة فوق لوحة السيارة كانت تشير إلى السادسة والربع . واعتقدت جودي أن هذه ساعة الازدحام ، وهكذا كانت بالفعل . وتأثرت بإعجاب بالطريقة التي سيسطر بها هال على سيارته الضخمة خلال الزحام . واخيرا
استدار إلى باحة واسعة ، وأوقف السيارة بمهارة في أحد الامكنة القليلة الفارغة ... وقال لها :
- سأوصلك إلى فوق وأتاكد من استقرارك براحة .
وأخرج حقائبها من السيارة . وتوجه إلى لوحة طويلة عليها العديد من الأسماء قرب المدخل ، وضغط على أحد الأزرار . وعندما لم يتلق ردا قال :
- يبدو أن باربرا لم تعد بعد .. سوف ندخل الشقة لوحدنا .

Rehana 21-09-14 06:19 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الخامس )
 
وأخرج مفتاحا ، وفتح الباب وحمل الحقائب عبر ردهة بدت لجودي وكأنها مدخل فندق كبير . وضغط هال على زر المصعد ، وعندما حضر لاحظت أنه صغير جدا بحيث لم تعرف كيف سيدخلانه معا ، عدا عن الحقيبتين الكبيرتين . ولكنهما دخلاه ، وهذا يعني أنها التصقت بهال ولم تستطع الحراك . ومدّ يده محتكة بها ليضغط على زر الطابق الثالث ، وبينما بدأ المصعد بالتحرك بصمت ، أنزل يده ليضعها فوق كتفها . ولم تجرؤ على رفع وجهها نحوه ، لأن وجهها لم يكن يبعد سوى إنشات قليلة عنه ، واستطاعت الإحساس بدفء أنفاسه فوق شعرها . وتراجعت قليلا ، فشعرت بيده تضغط أكثر على كتفها وقال:
- المكان ضيق هنا . كنت أعتقد دائما أن هذا المصعد صُمم خصيصا للعشاق .
وعندما فُتح باب المصعد ضغط عليها قليلا قبل أن تخطو إلى الخارج . وشعرت بالرهبة ، وبضعف في ساقيها . يجب عليها أن تبقى دائما على مسافة منه في المستقبل , ولن يكون هذا صعبا خلال العمل .
باب شقة باربرا كان أحد ثلاثة أبواب في هذا الطابق . ووضع هال مفتاحا آخر في قفل الباب وفتحه ثم دخل . وتساءلت جودي عما إذا كان بحوزته مفاتيح كل شقق موظفيه . وقال لها:
- في حال كنت تفكرين أفكار سوداء لأنني أتصرف وكأنني في بيتي ولأنني أملك مفاتيح الشقة ، فأنا وباربرا نعمل بشكل مقرب ويناسبني كثيرا أن أستخدم شقتها لبعض المشاورات أحيانا . وهذا كل شيء . لذا تستطيعين التخلي عن شكوكك السوداء .
- أنا لم أكن .. لم أفكر ..
ومال نحو الباب ليقفله وابتسم :منتديات ليلاس
- أوه .. بل فعلتِ .. أنتِ تعتقدين أنني لعوب أليس كذلك يا جودي ؟ فأنت قد حكمتِ عليّ ، وتتساءلين ما إذا كنت ِ آمنة معي . ولديّ أخبار لك أيتها الشابة ، عندما تنظرين إليّ هكذا بهاتين الماستين الزرقاوين . لا تكونين آمنة ! والآن ادخلي ، وسنفتح خزانة باربرا لنجد لنا شرابا.
وقادها نحو غرفة الجلوس الواسعة ، وعلى الفور أحست جودي بشخصية باربرا ، بطريقة ترتيبها للمقاعد بلون القهوة ، الطاولات الزجاجية المنخفضة ، وكان هناك خزانة كتب من الخشب على طول الحائط فيها رفوف للكتب ، وآلة التسجيل ، والستيريو ، والتلفزيون والزهور والصور .
ووقفت جودي تنظر حولها بإعجاب ، وقال هال :
- إنها غرفة رائعة ، ألا تظنين هذا ؟
- إنها جميلة . حقا جميلة.
وتقدمت نحو النافذة ووقفت تتأمل المنظر الخلاب عبر النهر . كانت الشمس قد غابت ، ولكن نورها ما زال يلمع فوق الماء ، مضيفا عليه اللونين الزهري والذهبي .
واقبل هال من خلفها ووقف واضعا يده على حافة النافذة ، وقال :
- هذا جسر " تاور " فأنتِ الآن قرب برج لندن وستشعرين بالأمان والحماية .
ووضع يده الأخرى على كتفها . ونسيت جودي الغرفة والمنظر وكل شيء ، ما عدا قربها من هذا الرجل الذي يملك القدرة على تحويل عظامها إلى سائل ، وحاولت أن تنسحب بعيدا عن ذراعه ، ولكن ساقاها لم تتحركا .. وتمتم :
- كم أنتِ صغيرة الجسم .. بإمكان يداي أن تحيطا بخصرك وتلتقيا .
وانزلت يداه نحو خصرها ، وجرها نحوه .وبشكل غريب ، لم يفاجئها هذا ، وبدا لها طبيعيا أن تميل إلى الوراء وتريح رأسها على كتفه وكأنها فعلت هذا مئات المرات من قبل ، وضحكت قائلة.

Rehana 21-09-14 06:20 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الخامس )
 
- لست صغيرة الجسم إلى هذا الحد .. انظر .. راسي يصل إلى أعلى من كتفك .
- هذا صحيح .. إنه الطول المناسب لي ..
هذا مجرد خداع . ذكرت جودي نفسها ، إنه مجرد غرور بالنفس . وربما لا يكون معتادا على التصرف هكذا مع سكرتيرته ، ولكنهما كانا على علاقة عمل أكثر من المعتاد منذ البداية . وكرر هال قائلا :
- الطول المناسب تماما .
وأدارها لتواجهه ، ويداه لا زالتا تمسكان بخصرها . كان راسها منخفضا إلى الأسفل ، فرفع إحدى يديه ، وضغط على ذقنها إلى فوق بأصابعهه وتلاقت عيناهما ، وأحست جودي بالرعدة ، تماما كما حدث في المكتب من قبل . وبدأت المسافة بينهما تضيق . وأدركت بأنه سيعانقها ، وأحست بصدمة لشعورها بالحاجة إلى عناقه ، وتمتم لها:
- أيتها الساحرة الصغيرة .
وشعرت برعدة تسري في أوصالها ، ثم سبحت في مياه عميقة ، والأمواج العالية تغسلها ، وغمرها شعور بالضياع ، ثم أبعدها عنه ولكن ليس بلطف . وقال :
- هذا يكفي ! آسف يا جودي . لم يكن يجب أن أفعل هذا . أنت مغرية لعينة . وأنا بشري أكثر من اللزوم .
ونظر إليها باكتئاب:
- ربما لم يكن يجب أن أوظفك . والأهم أن لا آتي بك إلى لندن .
ووقفت جودي حيث تركها والإذلال والخجل يحرقانها . لم تكن قد تصرفت هكذا مع أي رجل من قبل . كان يجب أن تبقى آمنة ضمن مجتمعها ، مع رجل لطيف غير معقد وشاب مثل ديك ربما . لا أن تتعلق بهذا الرجل المحنك هال دايفدسون وللحظات أحست بالضياع .. وجنوح للخوف والرعب ، ثم ، برز أمامها الوجه الآخر للوضع ، وكأنها تقلب قطعة عملة معدنية ، " كنت تعرفين أن هذا سيحدث.. لذا لا تخدعي نفسك ، وعليكِ الآن أن تتعاملي مع هذا الوضع " إنه التحدي . أكبر تحدي واجهها في حياتها حتّى الآن . وهو اصعب بكثير من تعلم استخدام الكومبيوتر . وبدأت تضحك ، واستدار هال لسماعه الصوت ، وسألها :
- ما المضحك؟
ولاحظت من وجهه أنه كان يعتقد بأنها ستلجأ إلى البكاء ، فهذه هي الطريقة التي يبدو انه يثر بها على النساء . ولكنها جودي ليندساي ، وأتت إلى لندن لتتعلم كيف تنضجح وتكبر . إضافة لأشياء أخرى . وسوف تعتبر ما حدث جزء من عملية التعليم . وإذا كان هال دايفدسون يخشى من أن يجابه أنثى هستيرية أخرى ، فباستطاعته التفكير ثانية . وسمعت نفسها تقول بصوت بارد رابط الجأش :
- أرغب في بعض الليموناضة إذا كان يوجد منها .
ولم يظهر على وجه هال أي تعبير ، أخرج زجاجة وصبّ لها ما ترغب ثم صبّ لنفسه . وجلسا مقابل بعضهما كخصمين على وشك القتال ، يشربان بصمت .
- شكرا لك .. هذا الشراب رائع ووضعت كأسها ، وهي ممتنة لتأثير الشراب البارد المنعش على حنجرتها الجافة من العطش . فقال لها :
- جودي .. أعتقد أنه أفضل لو أنك ..
ورفعت يدها ، وتوقف عن الكلام مندهشا .
- أرجوك .. إذا كنت تفكر بإعطائي تبريرا لما حدث من أمر غير ذي أهمية أبدا ، فانسى . هذا ليس له أي تأثير على واقع أنني أتيت إلى لندن لأعمل عندك . ولن أتمسك بما حدث ضدك ، على أنك رجل وأنا .. أبدو لك كامرأة . فلن ندع هذا يحصل ثانية . وهذا كل ما في الأمر . موافق ؟ .

Rehana 21-09-14 06:21 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الخامس )
 
- أنتِ طفلة باردة يا جودي .. أين تعلمت كل هذه الحكمة ؟
- بالبديهة كما أعتقد .
وهزّ رأسه مفكرا ، وعيناه مركزتان على وجهها الصغير الحاد .
- هذا هو الشيء المفترض أن تملكه النساء ويعوزه الرجال ، وعليك أن تعلميني يا جودي .
وسمعا صوت مفتاح في قفل الباب ، ودخلت باربرا إلى الغرفة . وبدت وكأنها خارجة لتوها من صالون تجميل بدلا من عمل يومي .
- مرحبا ، لكما معا ، لقد وصلتما قبلي . جويس واجهت مشكلة في طباعة تقرير رينولدز ، وبقيت لأساعدها ، هل حضرتما شرابا لنفسيكما ؟
ووقف هال قائلا :
- سأترككما لتدبرا أموركما .. جودي تقول إن عليها شراء بعض الثياب ، فخذي يوم غد عطلة يا بربرا ، واصطحبيها إلى افضل المحلات .
ووضع مغلفا أمام جودي على الطاولة:
- هذا مرتب شهر مقدما . إضافة إلى علامة انتقالك إلى لندن فستحتاجينها . سأراقكما بعد الغداء غدا .
وغرقت باربرا في المقعد وركلت حذاءها من قدميها .
- واو ! هكذا افضل . نستطيع الارتياح الآن . فلهذا الرجل تأثير فضيع عليّ .. يجعلني أتوتر .
وانتظرت جودي بصمت مفكرة . هل باربرا يا ترى واحدة أخرى من ضحايا هال ؟ وإذا كان كذلك فلا بد أن هذا حدث منذ وقت طويل .
منتديات ليلاس
وحدقت بصورة ذات إطار فضي قرب التلفزيون . رجل في زي البحرية ، شعره أشقر ، عينان زرقاوان ضاحكتان . لا شك أنه زوج باربرا . والزواج من رجل جذاب كهذا لم يترك أي مجال لهال في حياة باربرا . مهما كان ما بينهما في الماضي . أم هل يكون هناك مجال ؟ لقد أتت إلى عالم جديد عليها حيث كل القيم مختلفة عن التي تربت واعتادت عليها لو أن باربرا أتت لتعيش عندها في منزلها ، لكانت ماغي الآن قد أرشدتها إلى غرفتها ، وقدمت لها وجبة طعام ، وجعلتها تشعر بأنها مرحب بها . وها هي الآن جالسة هنا تنظر الى باربرا ممدة على الصوفا ، وعيناها مغمضتان ، غير ملتفتة إليها ، وشعرت جودي فجأة بأنها ضائعة هنا ووحيدة .
بعد الغداء في اليوم التالي قالت لها باربرا وهي تقودها إلى موقف السيارات تحت الأرض .
- عادة آخذ السيارة معي إلى المكتب ، يجب أن تكون جاهزة ، فلا أدري في أي وقت أستدعي فيه لتصليح نظام الكومبيوتر.
ووصلتا إلى " الميني " البيضاء وفتحت باربرا الباب وتابعت :
- سوف تفضلين استقلاليتك ، لذا أنصحك باستخدام الباص ، وسأرشدك إلى المحطة . وإذا توافقت أوقاتنا سأكون سعيدة بمرافقتك .
- أوه .. لا أريد إزعاجك .. لقد كنت لطيفة في الخروج معي وإرشادي إلى المحلات هذا الصباح . ولكن يجب أن أدبر أموري بنفسي بعد الآن .
- وهل تعتقدين أنك ستحبين العمل في لندن ؟
- أجل .. أنا واثقة .. شكرا لك كانت هي وباربرا تتعاملان بشكل رسمي منذ ان وصلت يوم أمس .
عندما كانت باربرا تدربها ، بدا أنهما تصادقتا ، ولكن هنا ، في لندن ، كل شيء مختلف . حتّى هذا الصباح عندما أخذتها باربرا في جولة على المحلات ونصحتها أي ثياب تشتري ، لم يكن الأمر ممتعا ، فقد بدت باربرا ضجرة على الرغم من تأدبها ، وسرت جودي عندما انتهت جولة التسوق .

Rehana 21-09-14 06:22 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الخامس )
 
مكتب هال كان بناية بيضاء عالية في وسط المدينة . وقادت باربرا سيارتها عبر ممر ضيق وأوقفتها في موقف مخصص لها واسمها مكتوب عليه , ودخلتا المبنى من مدخل خلفي ، ثم في المصعد إلى الطابق العاشر ، وقالت باربرا وهي تقود جودي إلى مكاتب مفتوحة بقياس ملعبي تنس :
- نحتل هذا الطابق والذي يليه.
المساحة كلها مقسمة بحواجز إلى وحدات صغيرة ، كل منها مفروش بطاولات خاصة ، واجهزة الكترونية . كومبيوتر ، آلات طباعة ، تلفونات .. الشبان يرتدون زي عمل موحد وشعرهم مقصوص بعناية . والفتيات ، يبدون لجودي متشابهات ، كنّ جالسات وراء الطاولات أو يتحركن حولها .
نوافد زجاجية كبيرة كانت إلى جانب واحد من المكتب ، آنية نحاسية فيها نباتات خضراء موزعة في أماكن متفرقة وبعناية . الجو كله كان مختلفا ، باردا ومنعشا يختلف تماما عن جو المكتب الذي تركته جودي .. وهمست لباربرا :
- المكان هادئ جدا .. كل هؤلاء الناس ، ولا يسمع أي صوت !
- إنها حواجز عازلة للصوت .
وأحست جودي بأنها تلميذة جديدة في مدرسة جديدة . ولاحظت بعض نظرات الاهتمام حولها وهي تلحق بباربرا التي كانت توزع التحيات .
- لا فائدة الآن من تقديمك لكل هؤلاء . سوف نقيم حفلة عما قريب وستلتقين بهم جميعا .
وصعدتا سلما صغيرا وأشارت باربرا إلى احد الأبواب .
- هنا الحمامات ..
ثم استدارتا عند الزاوية ، وصعدتا بضع درجات أخرى إلى ممر مفروش بسجاد أسمك من الذي في الأسفل .
- هنا الإدارة العليا .. وهذا مكتب رالف ستانفورد .. إنه الثاني في القيادة بعد هال ، والباب التالي السيدة برادشو إنها مديرة العلاقات العامة وهي بارعة جدا ، تعرف كل من في لندن ، ثم رئيس المحاسبة السيد بكمان وهو شديد الذكاء . وبعدها الاستعلامات وغرفة المقابلات .
وحاولت جودي أن تستوعب كل هذا ، ولكنها كانت تشعر برنين غريب في أذنيها لمجرد التفكير بأن هال موجود في مكان ما هنا . خلف أحد هذه الأبواب ، وبعد دقيقة أو اثنتين سوف تراه .
ووصلتا إلى أحد الأبواب ، وفتحته باربرا وقالت :
- مرحبا ساندي ، لقد جلبت معي بديلتك؟
ساندي كانت ، ضخمة الجسم ، حمراء الشعر ، وحامل . ودفعت كرسيها إلى الوراء بقلق وهي تقول :
- أشكر الله على هذا ! ركلات الطفل أصبحت قوية حتى أنني لا أستطيع التركيز على عملي .. لقد توترت علاقتي معه هذا الصباح ، وهو في مزاج سيء من هذه النتيجة .
ونظرت إلى جودي ، مرتدية ثيابها الزرقاء الجديدة التي اشترتها هذا الصباح ، وشعرها الأشقر مربوط إلى الخلف وابتسامة على وجهها وقالت لها :
- إذا أنت التي أتى بها دايفدسون من الخارج .. أليس كذلك ؟
- الخارج ؟
- خارج نطاقنا الحميم هنا . آمل أن تكوني قد عرفت ماذا ستتوقعين ..هل أخبرتيها عن النظام حول الآنسة راو يا باربرا ؟
- سأترك الأمر لك .
وسمعوا صوتا خفيفا من الخلف فأسرعت باربرا للقول :
- الأفضل أن أهرب لدي موعد عند الثانية.
وما إن غادرت المكتب حتى فتح باب مكتب داخلي ، وظهر منه هال .وبدا رائعا في بذلته السوداء وجسده الضخم يملأ المكان . وشعرت بالخوف في داخلها . وقال :
- أريدك أن تدخلي على الفور يا جودي .

Rehana 21-09-14 06:23 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الخامس )
 
ولم ينظر إليها ، وبدا مهذبا ومتعاليا . وحاولت تذكير نفسها أن هنا مكان عمل ، وأن تنسى الاضطراب الذي تشعر به وهي تتذكر كيف أمسكها بالأمس بين ذراعيه ، ودعاها بالساحرة الصغيرة .
- وتستطيعين العودة إلى منزلك الآن يا ساندي .. سأضع جودي في صورة العمل بنفسي .. وحظا سعيدا للمناسبة السعيدة .. وأتمنى أن يظهر ، أو تظهر ، على وجه هذه الدنيا دون ضجة كبيرة . تابعي اتصالك بنا ...
واختفى داخل المكتب ، وبدأت ساندي بفتح الجوارير ولملمة أغراضها ، ثم التفتت إلى جودي وقالت :
- هيا ادخلي إليه ، لا تدعيه ينتظر ، وأتمنى أفضل حظ لك ، سوف تحتاجين إلى الحظ !
وتبعت جودي هال إلى مكتبه ، وعندما وصلت إلى الداخل شعرت بأنها صغيرة . كان المكتب واسعا جدا ، وسارت ياردات وياردات فوق سجاد بني سميك حتى وصلت أخيرا إلى طاولة ضخمة ، عند أبعد نقطة من المكتب ، حيث كان جالسا ووقفت أمام الطاولة وانتظرت وهو يدقق في بعض الأوراق . ثم نظر إليها وقال بنزق :
- اجلسي .. اجلسي ..
منتديات ليلاس
وجلست جودي على حافة مقعد في مواجهته ، وأخيرا رفع نظره إليها، ثم إلى الساعة الأنيقة فوق مكتبه :
- لديّ اجتماع عند الثانية ، لذا لا وقت لنضيعه .. وهذا ما أريدك أن تفعليه : هناك عقد ياباني كبير في طريقه إلينا ، وأريد تقريرا مطبوعا عنه بعد ظهر الغد . كل شيء مسجل وجاهز ، وساندي بدأت العمل به ، وأستطيع القول إنها كانت بداية سيئة . فانظري إذا كان بإمكانك تنقيحه ، وأن تطبعي النسخة النهائية صباح الغد . أوكي .
- نعم سيد دايفدسون .
- استخدمي حكمك الخاص على النموذج . وسجلي التقرير على اسطوانة . هل تستطيعين استخدام الكومبيوتر ؟ هل أصبحت متوفقة فيه ؟
- نعم سيد دايفدسون .
- جيد .. سأذهب إذا .. مفكرتي هنا على الطاولة .. لا تأخذي أي موعد لليومين المقبلين ، والأفضل أن تضعي الهاتف على الرد الأوتوماتيكي ، فلا أريد أن يقاطعك أحد عندما تكونين مشغولة بالطباعة ، فهذه تأتي في الدرجة الأولى.
وقطع المكتب في ثلاث خطوات وأغلق الباب وراءه ، وسارت جودي ببطء أكثر عادة إلى مكتب السكرتيريا ، ونظرت برعب إلى فوضى الأوراق والمذكرات فوق الطاولة . ما هذه الفوضى التي خلفتها لها ساندي !
وجلست على مقعدها ، وأدارت زر الكومبيوتر ، وبدأت التركيز .
كانت الساعة الخامسة والنصف عندما عاد هال ، ولكن الوقت كان قد توقف منذ مدة بالنسبة لجودي . عيناها كانتا تؤلمانها من التحديق بالأحرف البيضاء فوق الشاشة السوداء ، ويداها متعبتان ، وشعرها يشبق حقلا من القمح بعد عاصفة مطر . ولكنها كانت قد أنهت طباعة التقرير .
ولم تسمع هال وهو يتقدم نحوها فوق السجادة السميكة لأنها كانت مستلقية إلى الخلف فوق كرسيها منهكة ، وعيناها مغلقتان ، بينما الطابعة لا تزال تعمل ، مرسلة صفحات التقرير الى الخارج .
- حسنا .. كيف جرت الأمور؟
وقفزت من مكانها ، تلتقط أنفاسها ، واستدارت بكرسيها الدوار بسرعة .
- لم أسمعك قادما .

Rehana 21-09-14 06:23 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الخامس )
 
- هل كنتِ مشغولة جدا بالكومبيوتر ؟
وبدا مرحا الآن ، مزاجه أرق مما كان عندما خرج . ومال إلى الأسفل قليلا من فوق كتفها ليتفحص الصفحات النهائية للتقرير تنطبع فوق الورق . وقال :
- يبدو جيدا .. هل واجهت صعوبة كبيرة ؟
- حسنا .. بعض الأشياء لم تكن مألوفة لديّ ولم أكن متأكدة من تهجئتها وحاولت الاتصال بباربرا لأسلها ولكنها كانت قد خرجت ومن تكلمت معها في قسمها لم تساعدني كثيرا وكانت هذه معلومات ناقصة ، فالمرأة التي تكلم عنها كانت قد نظرت إليها من خلف مكتبها وقالت بعنف :
" أظن أنك سكرتيرة السيد دايفدسون الجديدة ، وأنت بالتأكيد لست بحاجة إلى أن تنزلي إلى هنا عند المخلوقات الأقل درجة لتطلبي المساعدة "
وضحك هال وقال :
- ها . لا بد أن هذه الآنسة راو ، ولن تجديها متعاونة كثيرا . لقد كانت تعتقد أنها ستحصل على الوظيفة بعد أن تترك ساندي . ولكنني كنت أفكر بشكل آخر تماما . فأنا لا أستطيع العمل جيدا مع ذوات الوجوه الصفراء .
ووضع كلتا يديه على كتفيها وتابع :
- أحب ان تبدو سكرتيرتي جميلة . المسكينة سادي كانت جميلة قبل أن ترتكب الخطأ بالزواج والحمل .. الزواج .. هذا الفخ الكبير للرجال والنساء . لا تقدمي على الزواج يا جودي .. هل ستفعلين ؟
- لست أخطط لهذا في الوقت الحاضر .
- ولكن لهجتك لا تنم على أنك توافقيني في نظرتي إلى الزواج .
- بالطبع لا .. فكل الفتيات .. تقريبا .. يردن الزواج .
- ألا أعلم هذا ؟
وتوقفت الطابعة العمل مصدرة صوت صفير ، وانتزع الورقة من الآلة والتقط كومة الأوراق الصغيرة عن الطاولة .
- والآن .. لنراجعها معا .
كانت الساعة قد جاوزت السادسة عندما أنها هال تنقيح التقرير وامتلأت الأوراق بالأسهم والإشارات والخطوط :
- أظن بإمكانك أن تطبعيها بشكل نهائي صباح الغد ، أتستطيعين إنهاءها قبل موعد الاجتماع عند الثانية ؟
- أنا واثقة من هذا .
قالت هذا بثقة أكبر مما كانت تشعر ، سوف تصل في الغد باكرا ، وتعطي لنفسها بذلك مزيدا من الوقت . فهذا أول تكليف كبير لها ن ولن تفشل به ووقف هال ، وتمطى قائلا :
- كل هذا الجلوس لا يناسبني . سوف أتمرن جيدا في ملعب التنس صباح الغد .
ورن جرس الهاتف وتمتم هال :
- من المتصل في هذه الساعة ؟
والتقطت جودي السماعة :
- هنا سكرتيرة السيد دايفدسون . . هل أستطيع ..
وقاطع كلامها المؤدب صوت نسائي :
- أريد التحدث إلى هال دايفدسون .. صليني به فورا .
ها قد عدنا ثانية ، كيف يمكن أن أتخلص من هذه ؟ وقالت بنعومة :
- لست متأكدة إذا كان السيد دايفدسون قد غادر أم لا .. سأذهب لأتأكد .. من أقول له ، أرجوك ؟
- قولي له هارتس ، تنتظره .
ووضعت جودي يدها فوق السماعة ، ونظرت إلى هال .

Rehana 21-09-14 06:24 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الخامس )
 
- يبدو أن هناك فتاة تنتظرك ، الا زلت هنا أم تريدني استخدام الروتين القديم ثانية ؟
وأخذ السماعة منها ، وقال :
- افريل .. أجل أجل .. كنت مشغولا ، كنت أنوي الاتصال بك .أعطيني عشرين دقيقة ..معي سيارتي هنا ، وداعا يا حبيبتي .
كانت جودي ترتب طاولتها ، محاولة بصعوبة أن لا تستمع . ولكن كل كلمة قالها مزقت ذهنها وبقيت فيه ، كوخز أطراف السهام .
وابتسم هال لها وهو يضع السماعة مكانها .
- لن أحتاج إلى مساعدتك مع هذه الفتاة يا عزيزتي جودي .
وأخذت حقيبة يدها من الجارور العلوي لطاولتها :
- هل أستطيع أن أذهب إلى المنزل الآن ؟
- بالطبع .. عمت مساء يا جودي . سأقفل المكتب بنفسي .
- عمت مساءا سيد دايفدسون.
ثم قالت ، لانها قررت بأن تكون جودي جديدة ، باردة ، عصرية ، تعطي بقدر ما تتلقى :
- تمتع بسهرتك .
واستدار نحوها ، وشاهدت حاجبيه يرتفعان باستغراب ، وحدقا ببعضهما للحظات ، ووجهه دون تعبير ، وعلى وجهها ابتسامة باردة ، والله وحده يعلم كم كلفها هذا من جهد . ثم استدارت خارجة من المكتب وأغلقت الباب وراءها.
وخرجت إلى الشارع حيث الهواء البارد يهب من جهة النهر . والناس على الرصيف بدأوا يقلون . وانضمت إلى الناس المنتظرين الباص ، عليها أن تتوقف عن التفكير بهال طوال الوقت ، وكان يجب أن تكون مستعدة لواقع أن له صديقة هنا في لندن . فتاة لا يريدها أن تتخلص منها .
ماغي كانت على حق ، هال زير نساء . من وجهة نظرها الخاصة إنه لا يستحق التفكير به ثانية ، ولكن من الغباء فقدان فرصة الحصول على وظيفة هامة لمجرد أنها تميل إلى رئيسها . وسوف تتغلب على هذه المشاعر مع الوقت ، وهذا الشعور المقبض بالغيرة سيفقد قوته بالتأكيد ووصل الباص ، وصعدت إلى الطابق العلوي فيه . ونظرت من النافذة .
وكررت لنفسها بصمت : " أنا الآن فتاة لندنية .. هادئة باردة ، عصرية . نشيطة وفعالة . وعندي وظيفة هامة ولها مسؤولياتها ، وأنا لست مفرطة العاطفة مثل آن بيور ، أو عدوانية مثل هيلدا غراي .. أو قوية ومغرية مثل افريل .. وأنا ..أنا .. وعليّ أن أتغلب على هذا الشعور الذي أكنه لهال دايفدسون يجب عليّ أن أفعل ! "
وأخرجت من حقيبتها كتيب التعليمات للكومبيوتر وبدأت تراجع بعض التفاصيل ... إلى أن وصلت إلى محطتها.


نهاية الفصل

زهرة منسية 21-09-14 07:01 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الخامس )
 
مرحبا ريحانتى

أكيد بعرفك لما بنوصله

شوفى اعترف و اقر أن جودى أول بطلة بتعجبنى من كل النواحى

شخصيتها ردودها و مواقفها و قوة أرادتها

فتاة لندنية قوية و الأهم واقعية ما راح تخلى هال يأثر عليها

مشكورة ريحانتى على الأختيار الرائع

Rehana 22-09-14 05:46 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الخامس )
 
اهلين زهوري

انا كمان عجبتني من اول ما دخلت تدافع عن اختها ^^

العفووو حبيبتي :14:

Rehana 22-09-14 05:52 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
6- في فراش رجل

- ما رأيك بيوم الجمعة كموعد للحفلة ؟ لقد آن لك أن تتعرفي على الموظفين .. لقد كنت خلف الحجاب ، منذ أن وصلتي إلى مكتب هال.
فضحكت جودي وردت على سؤال باربرا :
- إنك تجعلين الأمر يبدو وكأني في " الحريم ! "
وأضافت قليلا من قطع الخيار فوق وعاء من اللبن . اليوم دورها لتطهو العشاء ، وكانت تحضر الدجاج بالكاري . باربرا طباخة ماهرة ، وتستطيع تحضير أطباق لذيذة في نصف الوقت الذي تستغرقه جودي ، ولكن جودي كانت تتعلم منها بسرعة وتوقفت باربرا عن إكمال العمل الذي أتت به معها إلى المنزل ، وبدأت تحضر الطاولة ، في المطبخ .
- هذا يفسر الأمور .. هناك دائما العديد من الحريم عندما يتعلق الأمر بهال دايفدسون .
- لكنني أعلم هذا ! عملي القديم في بلدتي ، كان أن أتولى أمر إبعاد من ينبذ من فتيات .. ولكن هذا العمل ليس ضروريا هنا حتّى الآن .
- انتظري قليلا إلى أن يضجر من افريل الرائعة . لقد كانت الرقم واحد له منذ عدة شهور حتى الآن ، وقد أصبح الوقت وشيكا كي يتحرك ، ويتابع طريقه ، كما أعتقد .
- افريل ؟ .. أجل .. لقد اتصلت به منذ يومين .. من هي ، هل تعرفينها؟
- إنها ممثلة .. في دعايات التلفزيون ، مع أنني لم أشاهدها على التلفزيون منذ فترة ، ربما يكون حظها قد تغير .
كان هناك لهجة اشمئزاز في صوت باربرا ، ولم تكمل الكلام في هذا الموضوع، بل سألت :
- ماذا بخصوص الحفلة ؟ أظن أن الجمعة سيكون يوما ملائما للجميع .
وأمضتا بقية السهرة تحضران الخطط للحفلة ، وعندما آوت جودي أخيرا إلى غرفة نومها الصغيرة المطلة على مساحات واسعة مليئة بالأشجار ، شعرت بالرضى من أنها قد بدأت فعلا بالاستقرار في لندن . والتعود على هذه المدينة الواسعة .
العمل كان يتطلب منها المزيد من الجهد ، وكانت تعود كل مساء إلى المنزل مرهقة . علاقتها بهال قد تغيرت ، وأصبح الآن الرئيس المتنفذ ، الصعب التقرب إليه ما عدا في أمور العمل . ولم تستطع تصور نفسها تصرخ به أن يخرس كما تتذكر أنها قالت له مرة. باختصار كانت مسرورة من تقدمها نحو أن تصبح امرأة شابة عصرية في وظيفة محترفة ، مثالها دائما هو باربرا ، ولم يكن هناك الكثير من الأخبار المثيرة تكتبها لماغي ، التي كانت الآن تتمتع بأوقاتها في نابولي .. " كل شيء يسير على ما يرام وبشكل رائع ، أنا أتعلم بسرعة وأتمتع بحياتي حقا يا عزيزتي ماغي . لذا لا تقلقي عليّ "
يوم الحفلة كان يوما كثير العمل . وبدأت جودي تشعر بالتوتر عندما قاربت الساعة السادسة والنصف ولم تصدر أية إشارة من هال بأنه سيصرفها . وبينما هي في مكتبه تأخذ منه بعض التعليمات عن الصفقة اليابانية توقف عن الكلام فجأة وقال:
- ماذا دهاك هذه الليلة يا جودي ؟ أنت متوترة بحدة .. هل لديك موعد أو شيء ما ؟

Rehana 22-09-14 05:53 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
- لا .. لا .. أنا على ما يرام .
- كما قلت لك مرة ، أنت كاذبة سيئة ، هيا قولي ما الأمر ؟
- الأمر فقط أن باربرا تقيم لي حفلة صغيرة الليلة واريد أن أصل في الوقت المناسب لأساعدها .. ولكن الأمر لا يهم .. أرجوك لنتابع عملنا.
ودفع الأوراق جانبا وقال :
- ليس هناك ضرورة ملحة لكل هذا . سنتركه إلى الغد .
ثم استوى في مقعده متفرسا بوجهها :
- كيف تجري الأمور يا جودي ؟ هل أصبحت مرتاحة بالعيش في لندن ؟
- أوه أجل شكرا لك سيد دايفدسون ... باربرا جعلتني مرتاحة جدا .
- ولا بد أنها قدمت لك صديقا مناسبا ، دون شك ؟
- حسنا .. لا .. لم يكن الوقت متاحا للمناسبات الاجتماعية بعد. وهذه الحفلة مخصصة لي كي أتعرف على باقي الموظفين في الشركة .
- فهمت.. حسنا يا جودي .. اذهبي الآن .. وتمتعي بحفلتك .
- شكرا لك سيد دايفدسون .. عمت مساء .
عند التاسعة والنصف بدأ الناس يتوافدون ، واعتبرت باربرا أن هذا أنسب وقت ، مع أنه متأخر جدا بالنسبة لجودي لبدء حفلة . وتغيرت ملامح غرفة الاستقبال ، فدفعت المقاعد غلى الخلف متيحة حرية التحرك للضيوف ، وامتلأت الطاولات الزجاجية بألذ المآكل ، وبأطباق مليئة بالمكسرات والبسكويت ، والبراد مليء بزجاجات المرطبات والشراب والعصير . الأضواء كانت خافتة ، ولون زهري يلف الغرفة كلها ، والموسيقى الناعمة تنطلق من السيتيريو في الزاوية وبدأت جودي تفهم لماذا تتأخر مثل هذه الحفلات ، فالماكياج الذي تضعه الفتيات من النوع الذي لا يمكن إنجازه في وقت قصير ، ولا شعرهن ممكن أن يصبح بمثل هذا الجمال في ساعات ، وبدت كل واحدة منهن وكأنها موديل لمجلة أزياء. في البداية قدمت باربرا جودي إلى جميع القادمين ولكن بعد قوت قصير امتلأت الغرفة وعلا صوت الحديث والضحك بحيث لم تعد جودي تستطيع التقاط الأسماء . ووقفت قرب الجدار محاولة تذكر الجميع .
منتديات ليلاس
الوحيدة التي تكلمت معها عن قرب ما عدا قول " مرحبا " في المصعد كانت الآنسة راو ، التي تعمل في قسم باربرا . وشاهدتها جودي تقف عند طرف الغرفة تتحدث مع امرأة أخرى ، ورأساهما متقاربان وكأنهما بعيدتان عن المكان . وابتسمت جودي قليلا عندما تذكرت بأن هال قد سماها ذات الوجه الأصفر .
وتقدم رجل ممتلئ الجسم بوجه مستدير أحمر من جودي وقدم لها كوب عصير وقال :
- أنت تعملين في الطابق العلوي ، أليس كذلك ؟ سكرتيرة هال الجديدة ؟ إنه شيطان محظوظ !
ووضع يده حول خصرها واضاف:
- أنا جايمس اشتون ، أعمل خارج الشركة .
وتحركت جودي قليلا لتحرر نفسها من يده ، وأكمل :
- أعمل ممثل مبيعات .
- آه .. صحيح كم هذا جيد لك . هل تعذرني .
وتوجهت نحو المطبخ ، وكانت باربرا تغسل الكؤوس .
- كان عليّ أن أستأجر من يساعدنا ، عندنا عدد كبير من الضيوف الدخلاء ممن لم أدعهم . هل تتدبرين أمرك يا جودي ؟ هل تعرفتي على الجميع ؟
- أجل .. شكرا لك .. كل شيء على ما يرام ، ألا تظنين ذلك ؟

Rehana 22-09-14 05:54 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
- آسفة لدعوتي الآنسة راو وصديقتها من المحاسبة . ولكنها تعمل معي ولم أستطع سوى أن أدعوها . ألم تلتقي معاه في المكتب بعد.
- ذهبت أبحث عنك في أول يوم لي في المكتب . ولم تساعدني الآنسة راو كثيرا .
- اوه .. لا تأبهي لها ، الجميع يعرفها . أتدخلين هذه الكؤوس يا جودي ؟ سوف تنتهي الشروبات كلها قريبا إلا إذا أحضر بعض الضيوف معهم بعض الشراب .
وحملت جودي الصينية ووازنتها لتفتح الباب بقدمها ، ثم توقفت بعد أن لمحت ثوبا أصفرا في الناحية الأخرى من الباب . صوت الآنسة راو من نوع غريب ، ومع أنها كانت تتكلم سرا وبصوت منخفض مع شخص آخر فقد سمعت جودي كل كلمة ، فوقفت جامدة في مكانها وهي تسند الصينية إلى خصرها .
- وقد أتى معه بهذه الفتاة الرخيصة التي التقطها من الأرياف ،وتعرفين ما يعني هذا ؟ أليس كذلك يا عزيزتي ؟ إنه يدعوها سكرتيرته ، ولكنها لا تعرف شيئا عن الأعمال . لقد نزلت إلى عندي تتوسل إلي
للمساعدة ...
وساد صمت قصير قطعته ضحكة ثم تابعت الحديث :
- بعدما حدث ، مع من تعرفينها جيدا ، كان عليه أن يبقي علاقاته خارج المكتب ، ألا تظنين هذا ؟ إن هذا مقرف !
وسمعت تمتمة من الشخص الآخر لم تفهمها ثم ذلك الصوت الكريه ثانية :
- هيا بنا يا عزيزتي لنذهب ، أعرف كيف تنتهي مثل هذه الحفلات ، فيما بعد ، وأنا أشمئز من هذه الأشياء لقد أتيت إلى الحفلة مضطرة ، من أجل مسايرة ب . ج لأنني اعمل معها لسوء حظي .
وانتظرت جودي إلى أن ابتعدت ، ثم خرجت نحو غرفة الجلوس .
الحديث الذي سمعته يجب أن تنساه في أقرب وقت ممكن ، ولم تكن متعجبة لما سمعته عن نفسها ، فهذا تماما ما يجب أن تقوله امرأة حاقدة. ولكن تلك الجملة عن " تعرفين من " و " ب . ج " التي لا يمكن إلا أن تكون باربرا جوردن ، شغلت بالها بينما كانت تقوم بدور المضيفة . انسي الأمر . فهذا أمر لا يعنيك .
وبدأ الرقص ، على أنغام الديسكو ، ولم تفتقر جودي لمن يراقصها فالرجال تهافتوا عليها ، وبدأت تشعر بأنها تمرح وأنها الآن واحدة من الموظفين .
وبالتدريج أصبح الجو حارا ورطبا ، وخفتت الأنوار أكثر وتغيرت الموسيقى إلى " السلو " وكان الراقصون يتهادون على أنغامها . وشاهدت جودي جايمس اشتون يقترب منها ، فهربت نحو غرفة نومها لترتاح ، ولكنه لحق بها قائلا :
- كنت أبحث عنك يا عزيزتي .. تعالي نرقص .
ونظرت من حولها بيأس ، لم تكن باربرا موجودة ، وليس هناك من تلجأ إليه ، ولا مجال للتخلص سوى بأن تتصرف بعنف ، ولكن هذه حفلة باربرا ولا يمكن أن تثير فضيحة غير محتسبة .
الدقائق التالية كانت فظيعة ، وكان اشتون لا يحتمل أبدا ، وحاولت أن تبتعد عنه .
- لا تفعل هذا معي !
- أوه.. تعالي يا حلوتي ، ليكن عندك روح رياضية .
أنفاسه كانت حارة ، ورائحته كريهة قرب وجهها وقاومته بيأس وهي تصيح دون أن يلاحظ أي من الموجودين ما يحدث :
- اتركني !
وفجأة ، امتدت يد رجل ، من المجهول ، بينها وبين اشتون وصوت قاس وقاطع يقول :
- لقد سمعت ما قالته السيدة . والآن اخرج من هنا إلى الجحيم .

Rehana 22-09-14 05:55 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
وشاهدت جودي وجه اشتون المستدير ، الشديد الاحمرار ، يتلاشى من أمامها ، ويدا تمسكها بقوة ، وقال هال دايفدسون :
- هيا بنا نخرج من هنا ، أنا واثق أنك قد اكتفيت من كل هذا.
وجرها من بني المجموعة المترنحة نحو الباب ، وسمعته يصيح :
- سآخذ سكرتيرتي لفترة ، فهناك عمل عاجل يا باربرا .
ثم نزلا السلالم بسرعة إلى خارج المبنى في الهواء الطلق . وسالها هال بحدة :
- هل ترغبين في السير نحو سيارتي ؟ إنها قرب الزاوية ، أم تنتظرين لحظة لآتي بها ؟ هل تشعرين بالدوار ؟
- بالطبع لا !
- لا تكوني منزعجة هكذا ! أعرف نوعية حفلا باربرا ، وأنت صغيرة جدا كي تنغمسي في هذا النوع من النشاطات يا طفلتي ، ولهذا أتيت لأنقذك . ويبدو أن قلقي كان له ما يبرره . ذلك الغبي اشتون كان يحاول اغوائك ، اليس كذلك؟
وسارا في الشوارع المظلمة الخالية تقريبا . وذراعهما متشابكان وأحست جودي بالإثارة للمسته . وقامت هذا الاحساس ، وهي تفكر كم هو غريب أن تثيرها لمسة رجل كهذا ، وترسلها لتسبح بين النجوم ، بينما لمسة رجل آخر قد تبعث في نفسها الاشمئزاز.
منتديات ليلاس
- سوف نذهب إلى شقتي وسنبقى هناك الوقت الكافي ليظهر وكأنك كنت تعملين معي ، ثم أعيدك إلى الحفلة .
- لأظهر وكأني أعمل معك ؟
- طبعا .. هذه هي الفكرة .
- إذا لم تأتِ لتأخذني من أجل العمل ؟ ظننت أن هذا قد يتعلق بهاتف وصلك متأخرا عن اليابان .
- لا .. لم يصلني شيء هذه الليلة .
- إذا .. لماذا .. تزعج نفسك بسببي ؟
- أسال نفسي ذات السؤال .. لنقل إنك صغيرة جدا .. واشعر بمسؤولية معينة نحوك .. لقد سألتيني مرة ما إذا كنت أهتم بشخص ما عدا نفسي .. حسنا هذا هو جواب سؤالك .. ويجب أن أقول إنه جواب يدهشني كما سيدهشك دون شك.
وأدار محرك السيارة وانطلق بها بنعومة ، طوال الطريق ، كانت جودي غارقة في بحر من المشاعر المتضاربة تتراوح من ما يقارب الذعر ، إلى منتهى السعادة المطلقة ، وأخذت الحفلة تظهر وكأنها ذكرى قديمة ، فالواقع الآن هو أنها تجلس إلى جانب هال في سيارته الفاخرة ، في الساعات الأولى من الصباح ، تنطلق بهما في شوارع لندن المظلمة . هذا هو النعيم ، وهذا هو الإغراء بعينه ، وشعرت بالارتباك والتوتر أكثر ، مع كل لحظة كانت تمر وذكرت نفسها : هذه هي لندن ، وهذا هو الزمن الذهبي لها ، هذا ما أرادته . وهو أكثر إثارة مما حدث لها في حياتها كلها ، ولكنها كانت خائفة ايضا لأنها لم تكن تدري ما هو مخبأ لها عند نهاية هذه الرحلة ، عندما تصل إلى شقة هال دايفدسون ، هل يأخذ رجل من نوعه فتاة إلى شقته في مثل هذه الساعة ، ولا يتوقع منها شيء ، ما عدا حوار صغير مؤدب ؟ هناك جواب واحد على هذا السؤال ، ولا تعرف ماذا ستفعل ؟
ونظر نحوها وأحست أنه يبتسم ، مع أنها لم تشاهد وجهه وسألها بلطف .
- هل أنت تعبة ؟
- نعم .. لقد فات موعد نومي بكثير .
وضحك عاليا وقال :
- سنرى ما نستطيع عمله بهذا الخصوص.
وتصلبت جودي ، وأبعدت نفسها حتى الباب وقالت بتوتر :

Rehana 22-09-14 05:55 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
- أنت لا تفكر بــ ...
لأنه إذا كان يفكر بهذا يجب أن تعرف مسبقا ، ولكنه قال :
- سآخذك إلى الفراش .. وأغني لك أغاني النوم ؟ لقد خطرت هذه الفكرة لي ، لا أعرف سوى تهويدة واحدة أغنية لفتاة جميلة مثلك في الفراش ولكنك قد تكونين صغيرة جدا لفهم نغماتها .
إنه يخدعها دون شك ، فلو كان ينوي هذا ، لما كان يمزح هكذا .ولكن لديه هذه الموهبة بتحميل كلامه عدة معاني تقود كلها إلى نفس الاتجاه . وجلست جودي جامدة دون أن تقول شيئا إلى أن أوقف السيارة أمام منزل طويل في ساحة مربعة .
كان المكان هادئا جدا في هذا الحي من لندن .. لا يسمع سوى صوت حركة السير الذي لا ينقطع من بعيد ، والليلة كانت هادئة ودافئة وقال هال :
- هيا ادخلي .. سنعد القهوة ، وستخبريني قصة حياتك .
وضحكت ، وأحست بأنها تطير وهما يصعدان الدرج وذراعهما متشابكان . وفي الداخل كانت الردهة فاخرة ، مضاءة بنور خفيف ، ومفروشة بسجادة ليلكية اللون . وسارا نحو الطابق الأول ، وأدخل هال مفتاحه في قفل باب ابيض كبير مكتوب عليه اسمه ، واشار إليها بالدخول ، وأخذ يشعل الأضواء وهو يدخل ، ووقف في ردهة صغيرة ، وقال وهو يشير إلى الأبواب كل بدوره :
- غرفة الاستقبال ، المطبخ ، الحمام ، غرفة النوم . اختاري .
وتحركت نحو الحمام وقالت:
- أحب ان اغسل وجهي .
- عظيم . سأدخل إلى المطبخ لأحضر القهوة .
- أعتقد أننا لا نستطيع ... أوه لا ، الأمر لا يهم .
- بل يهم .. لا نستطيع ماذا ؟
- كنت سأقول إننا لا نستطيع تناول الشاي بدل القهوة .
ونظر إليها باستغراب ، ثم انفجر بالضحك:
- يا لك من طفلة مضحكة .. بالطبع نستطيع .. أنسى دائما كم أنت صغيرة .
ودفعت باب الحمام ودخلت .. ما علاقة عمرها بتناول الشاي ؟ وصرفت السؤال عن ذهنها لأنها لم تجد له جوابا .
وغسلت وجهها الساخن ، ثم جففته بمنشفة ذهبية اللون عطر هال عالق عليها ، مما سبب لها رعدة في ظهرها ، يجب عليها أن تكون حذرة ، إذا لم تكن ترغب في أن ينتهي بها الأمر كواحدة من صديقات هال المسجلات في لائحة طويلة .
وخرجت من الحمام نحو المطبخ حيث كان يجلس منتظرا أن يغلي ابريق الشاي ، وخفق قلبها بقوة عندما ابتسم لها ، وسألها :
- هل أنتِ أفضل حالا ؟
- أنا بخير الآن .. الحفلة كانت ثقيلة الظل .
- آه .. إنها ليست من النوع الذي يناسبك ؟
- لا .. حقا .. لم أكن أتمتع بها كثيرا . إنها فعلا أكثر .. ما هي الكلمة المناسبة ..؟ مزعجة .. إذا كنت تعرف ما أعني .
وحمل الصينية الى غرفة الجلوس ، ووضعها على طاولة منخفضة قرب صوفا ليلكية اللون ، غرق فيها ، وربت عليها لتجلس إلى جانبه .
- أجل ، أعتقد أنني أعرف ما تعنينه ، فأنت صعبة الاختيار مع من تسمحين له بأن يأخذ حريته معك . وأنت محقة بكل ما في الكلمة من معنى ايضا .
وجلست جودي عند الطرف الآخر من الصوفا . وقالت :
- حسنا . أنا فتاة ريفية صغيرة ! ولا شك بأنني ساذجة وبدون خبرة وأبدو سخيفة لك .. ولكن .. نعم .. هذا بالضبط ما أشعر به نحو مثل هذه الأمور .

Rehana 22-09-14 05:56 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
وصب هال الشاي ، ودفع كوبا نحوها ، ثم استلقى إلى الخلف في زاوية الصوفا ، ووضع ساقيه الطويلتان فوق بعضهما ، وإحدى ذراعيه على ظهر الصوفا ، وتأمل وجهها بصمت لفترة طويلة جعلت فمها يجف ،فارتشفت رشفة كبيرة من الشاي .. وأخيرا سألها :
- ماذا تريدين من الحياة يا جودي ؟ وعلى ماذا كنت تأملين بالحصول في لندن ؟
- الخبرة ..
- وهل كنت تأملين بأن اقدم لك الخبرة.
- أجل .. هكذا أملت .. أعتقد بأنني إذا نجحت في أن أكون سكرتيرتك ولو لفترة قصيرة ، وأتدرب على التقنيات الحديثة ، عندها سيؤهلني هذا لأن أتقدم إلى اية وظيفة ، دون الحاجة للبداية من الأسفل ، كما كان علي أن أفعل في الظروف العادية .. أردت أن أتمكن من دفع حصتي من مصروف البيت وأساعد شقيقتي التي فعلت الكثير من أجلي طوال حياتي .
وهز رأسه ببطء وقال:
- هه .. وهل هذه الخبرة الوحيدة التي أملتي أن أقدمها لك ؟
واتسعت عيناها ، وشعرت بالحرارة ترتفع إلى وجنتيها.
- نــ .. نعم .. بالطبع .
ثم اكتسبت الشجاعة ، لأنها ترغب في أن توضح له هذه النقطة لمجرد الحذر .. فأضافت :
- إذا كنت تفكر بأنني أطمح أن أصبح واحدة من الصف الطويل لفتياتك المنبوذات ، فأرجوك أن تنسى الأمر ، فهذا أمر لا يروق لي.
منتديات ليلاس
وأدار إليها نظراته الشيطانية وقال :
- ألا يمكن أن أقنعك لو حاولت ؟ إذا كنت ترغبين في أن تكوني فتاة لندنية فعليك أن تتعلمي طرق الحياة في هذه المدينة الكبيرة السيئة . وأنا أشك في أن يوجد هنا كثير من البريئات بعد . كم عمرك ؟ تقريبا تسعة عشر ، أليس كذلك؟
إنه يمزح .. وهذا شيء مريح . فضحكت ، وظهرت غمازة صغيرة على خدها الأيمن .
- إذا يجب عليّ أن أكون من ضمن القلائل .. أليس كذلك ؟
- هل أكون أول من ترفضينه ؟
- طبعا سيد دايفدسون.
ومررت له كوبها ليعيد ملأه ، وأعاد إليها الكوب بعناية ثم عاد ليجلس في زاوية الصوفا ، وعيناه لا تغادران وجهها ، وحاولت جودي إبعاد نظرها عنه ، ولكنها لم تستطع ، وأخيرا .. بعد أن اصبح الصمت لا يطاق ، مال هال إلى الأمام وغطى يدها بيده .
- لا تدعينا نتظاهر بأنه غير موجود يا جودي .. لقد بدأ الأمر هناك ، في المكتب في البلدة . لقد بدا أننا نعني شيئا لبعضنا ، أليس كذلك ؟ لقد رغبتي بي بالقدر الذي رغبت بك ، اعترفي .
ها هو الأمر أخيرا ، ما كانت تخشاه ، وتتوق إليه معا ، ولم تكن مستعدة بعد للخيار ، ليس هنا ، في شقته ، وأصابعه تلمس أصابعها . وتعدها بالأكثر بضغظها على يدها .
وتنفست باضطراب وقالت :
- لا .. الأمر مبكر جدا ، وهذا ليس صوابا ، أنا أعمل لك ، الا يقولون إنه لا يجب المزج بين العمل .. والمتعة.
- يقال العديد من الأشياء السخيفة .
وتحرك نحوها ويده لا تزال تمسك يدها . وأعطاها وقتا للتراجع ولكنها لم تفعل وأحست بالخوف والحيرة .
وانخفضت ذراعه عن الصوفا لتلفها وتجذبها نحوه .

Rehana 22-09-14 05:57 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
- لا فائدة من المقاومة .. يا صغيرتي جودي ، سأحصل عليك في النهاية .
ولا كلمة حب .. مجرد رغبة فقط ..
وفجأة استطاعت تذكر صوته الذي سمعته على الشريط .." أحبيني ! أنا أحبك " . هذا كان حبا ، ولكنه لم يقل لها هذا ، حتّى إنه لا يدعي بأنه يحبها ، كل هذا خطأ .. يا إلهي .. ماذا سأفعل ؟ لو أنه عانقني سأضيع . ولكن .. لماذا لا ؟ يجب أن يحدث لها هذا يوما ما ، كما قال .
- أنت جميلة .. جميلة جدا .
وأحست بخفقان قلبه إلى جانب قلبها .
ورن جرس الهاتف في الجهة الأخرى من الغرفة ، فتمتم :
- فليرن ، اللعنة عليه .
واستمر الرنين ، واستمر ، وبدا أن الصوت ملأ رأس جودي ، فلوت جسدها مبتعدة عنه ، وقالت :
- ردّ عليه .
وسار هال إلى الهاتف:
- نعم ؟ .. ماذا ؟ . أجل .. إنها هنا .. حسنا .. سأقول لها .
وأغلق السماعة ، وعاد إليها ووقف يحدق بها ، وقال :
- إنها باربرا .. هل ترغبين في العودة إلى الحفلة ؟ يبدو أن معظمهم قد غادرها .
وشعرت جودي فجأة بالذنب يطغى عليها ، فقد نظمت باربرا الحفلة لها ، وهي تركتها وخرجت ، وهذا أمر لا يمكن التسامح به .
- نعم .. ما كان عليّ أن أغادر الحفلة .
- ربما أنت على حق .. لقد أنقذك الهاتف مني ، أو بالأحرى تفكير باربرا المتشكك .. قد لا تصدقين يا جودي .. ولكن عندما أتيت بك إلى هنا لم أكن أنوي أن أفعل كل هذا . أعتقد أن سيطرتي على نفسي ليست قوية كما أتخيلها ، والآن هيا رتبي نفسك وسأعيدك.
وتمت التوصيلة بصمت تام . وعندما وقفت السيارة خرج هال وفتح لها الباب ، وترددت . ماذا ستقول ؟ أتقول بأنها سعيدة لأن شيئا لم يحدث ؟ أكان يقول الحقيقة بأنه لم يكن يقصد هذا ؟ وتمتمت :
- تصبح على خير ..
واسرعت صاعدة الدرج نحو المدخل .
كان الضيوف قد غادروا جميعا ، غرفة الجلوس فارغة ما عدا باربرا التي تجلس وسط الفوضى بعد الحفلة ، الكؤوس الفارغة والصحون ، وأعقاب السجائر مرمية خارج المنافض ، ورائحة الدخان تعبق فوق كل هذا ، وتقدمت جودي نحوها.
- باربرا .. أنا فعلا آسفة .. أرجوكِ سامحيني لأنني تركتك . لقد أرادني هال لأجل عمل مستعجل .. و ...
وماتت الكلمات في حنجرتها عندما شاهدت وجه باربرا الشاحب وبقعتان حمراوان على خديها :
- عمل ؟ لا تقولي لي هذا ، أيتها الساقطة الصغيرة ! لقد ظننتك شريفة ، وليس ساقطة عادية !
وسارعت نحوها وقد صدمتها الكلمات ووضعت يدها على ذراعها :
- باربرا ، لقد فهمت الأمر بشكل خاطئ .. انا لم .. كان عليّ أن أذهب معه ، وأنت تعرفين أنه يتصل باليابان في الليل.
ودفعت باربرا يدها عنها وقالت بعنف :
- أوه .. اخرسي . أنت تجعليني أشعر بالغثيان ! لقد ذهبت إلى شقته ، وماذا كنت تتوقعين عندما وصلت إلى هناك ؟ أنسيتي بأنني اعرف هال دايفدسون منذ وقت طويل ، وأعرف ما يحدث عندما يأخذ فتاة إلى شقته في منتصف الليل ، وهو أمر لا علاقة له بمكالمات اليابان .. آه .. نعم .. أعرف تماما ما كان يجري بينكما ، أستطيع تصور كل شيء !

Rehana 22-09-14 05:58 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
وتغير وجهها ، أصبح بشعا ومجعدا ، وتراجعت جودي برعب والكلمات تتدفق نحوها ، لا يمكن أن تكون هذه باربرا جوردن الهادئة ، الفتاة العصرية ، التي تأمل بأن تصبح مثلها في يوم ما ، فهذه المرأة مجنونة ، مجنونة تتآكلها الغيرة والكراهية.
- اخرجي من هنا .. اخرجي من هنا .. لا أستطيع القبول بك هنا وأنت خارجة من فراشه لتوك .. لن أتحمل قذارتك .
ووضعت جودي يديها على أذنيها كي لا تسمع المزيد ، والوجه الأبيض ، بخديه الحمراوين بدأ يقترب منها ، ويكبر ، ويكبر . وكأنه قادم من كابوس ، واستدارت جودي غلى الخلف وأدارت مقبض الباب ، وتعثرت نازلة السلم وكأن كل الأرواح المنتقمة تجري وراءها وفي الخارج ، في برودة هواء الليل . مالت على الحائط ، تلتقط أنفاسها ، وترتجف من الرعب ، لقد حدث كل شيء فجأة ، ودون توقع ، وضمت يديها ، بطفولية ، ووضعت قبضتيها على عينيها ، وكأنما تريد أن تزيح المنظر البشع من أمامها .
وبعد برهة بدأ الهدوء يعود إليها ، كل شيء حولها ساكن ومظلم والبرودة التي كانت مرغوبة منذ دقائق أصبحت بردا جعلها ترتجف .
ونظرت الى ساعتها ، إنها الثالثة وعشر دقائق ، الى أين تستطيع الذهاب في مثل هذه الساعة ، دون ثياب ، وبعض المال فقط في حقيبتها . ونظرت من حولها ، من هنا الشارع يقود إلى المدينة ، ومن هنا إلى النهر .
وكانت ترتجف من البرد ، والصدمة ، والبؤس .. هل هذه هي نهاية مغامرتها الكبيرة ، ونهاية كل آمالها وحياتها في لندن ؟ غدا .. إذا أقبل الغد عليها .. سوف تستقل القطار لتعود إلى بلدها ، وفكرت باشتياق بمنزلها الصغير ، حتى ولو لم تكن ماغي هناك فسيكون مألوفا لها وأكثر دفئا وراحة ، ولكن عليها بطريقة ما ، أن تمضي ما تبقى من الليل . وبدأت تسير نحو المدينة ، وليس النهر ، فالنهر يجلب لها أفكارا مرعبة عن السفاحين ، والرجال الذين ينامون عند ضفافه . وبدأت مخيلتها تعمل ، وسارت بمحاذاة البنايات السكنية واستدارت عند الزاوية ، ثم أطلقت صرخة مكتومة ، وتصلب جسدها عندما هبط فوقها ظل رجل ..
منتديات ليلاس
واستدارت وبدأت تجري . وهي تتعثر فوق الطريق الجانبية غير المستوية ، وعلق طرف ثوبها في الحائط ووقعت على الأرض ، تأن من الألم والرعب . ووصل فوقها الآن ، وأطبقت يداه الكبيرتان عليها ، وجذبتاها عن الأرض ، وأخذت تقاومه بضراوة ، تضربه بقبضتيها وحقيبة يدها ، وطارت حقيبتها من يدها .
- توقفي عن هذا أيتها الفتاة الحمقاء ! هذا أنا .. هال !
ورفرفت بعينيها وحدقت غير مصدقة ، إنه فعلا هال .
- شكرا يا إلهي .. شكرا يا إلهي .. لقداعتقدت ...
وأمسكت بذراعه لتتمكن من الثبات على قدميها . وبدأ وجهه يترنح ويتلاشى ، إلى أن اختفى تماما ، ووقعت جودي مغميا عليها .
عندما استعادت وعيها كانت جالسة في سيارة هال وكان يميل فوقها ، يمسح شعرها إلى الخلف عن وجهها ، ويتمتم بشيء لم تسمعه . وحاولت الجلوس ، وأسنانها تصطك ، وذراع هال من حولها مريح جدا .
- أنتِ بخير .. يا جودي ؟ .. لقد أقلقتني .
- أنا .. أنا .. آسفة .. انا .. لا أعرف .. ماذا حدث ..
- لقد أغمي عليك أمامي...
- آه .. أجل .. لقد كنت مرعوبة ! .. اعتقدتك واحدا من السفاحين الذين قرأت عنهم .
وضحك عاليا ..
- لقد أطلقوا عليّ العديد من الأسماء من قبل ، ولكن ولا مرة السفاح .

Rehana 22-09-14 05:59 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
- أوه ..لم أعني هذا .
واشتدت ذراعه من حولها وقال :
- لا بأس ، يا طفلتي .. لا بأس ، كنت أمزح ، والآن استلقي ، وارتاحي ، وسنذهب . الأفضل أن لا تعودي إلى شقة باربرا .
وارتعدت للفكرة وصاحت بجنون متعلقة بذراعه :
- لا .. لا .. لا أستطيع العودة إلى هناك .. لا أستطيع !
وألقاها فوق المقعد ، وربت يدها ، وقال بحزم :
- إذا لن تذهبي .. ما كان عليّ أن أقترح أن تسكني هناك من الأساس . لقد كنت ابلها لعينا ، في العديد من الأمور التي تخصك يا جودي . ولكن لا تهتمي ، لم يفت الوقت بعد لإصلاح كل شيء .
لم تكن تدري عما يتكلم ، واستلقت على المقعد وأغمضت عينيها ، بينما أدار السيارة ، وما إن سمعت صوت هدير المحرك الناعم حتى غطت في النوم ، واستيقظت على صوته يقول :
- لقد وصلنا .. وأخشى أن يكون المكان نفسه ، ولكن ليس هناك مكان آخر آخذك إليه .
وساعدها على الوقوف حتى كاد أن يحملها وقال :
- وهذه المرة دون جدال .. ستذهبين راسا إلى فراشي ، مع زجاجة ماء ساخن ..
ووضعها في الفراش وأخرج روبا من وبر الجمل ولفها به ، وهو يبتسم :
- ها أنتِ يا جودي .. أنت تبدين الآن مثل لعبة الدب.
وابتسمت له ، الطريقة التي يعاملها بها ، كانت وكأنها في السادسة من عمرها .. ولكن الأمر الذي أدهشها ، أنه يمكن أن يكون لطيفا ، ورقيقا ، ومرحا ، لم تكن تصدق بان هذا قد يحدث ، واستلقت وتركت الراحة والدفء يتسللان إليها ، ودفعت هذه اللحظات المريعة التي مرت بها ، خارج شقة باربرا ، بعيدا عن ذهنها ..
وعاد هال بعد بضع دقائق ومعه زجاجة ماء ساخن وصينية .. وقال بمرح " مزيد من الشاي " ؟ قوي وحلو . لقد صدمت يا طفلتي .. أتريدين أن تقصي عليّ ما حدث ؟ "
واستوت في جلستها ووضعت زجاجة الماء الساخن تحت الروب ، وأخذت ترتشف الشاي .
- لا شيء مهم .. لقد كانت باربرا .. صعبة معي ، قليلا ، وهذا كل شيء ، وفضلت أن أهرب من طريقها .
وجلس على طرف الفراش ، وقال:
- هذا قول غير دقيق .. وعندما يُترجم ، يعني أن باربرا قد رمتك من شقتها ، وأخافتك حتى الموت وهربت منها دون أن تتوقفي لالتقاط معطف ، وكان أمرا جيدا أن أنتظرت قليلا لأتأكد من أنك على ما يرام .كان لدي فكرة بأن شيئا ما سيحدث .. لا يا جودي .. ليس من الجيد محاولة تجنب المسألة ، باربرا جوردن موظفة ممتازة .. ولكنها تصبح هستيرية في بعض الأحيان . مشكلتها الرئيسية أنها لم يكن يجب أن تتزوج من بحار يقضي كل وقته خارج المنزل ولفترات طويلة ، هذا إذا فهمت ما أعنيه .
- أعتقد بأنني فهمت .. إنها بحاجة إلى رجل .
- بالضبط . ولسوء الحظ حاولت عدة مرات أن تلتصق بي .. ولكن دون نجاح . فأنا أبتعد كثيرا عن النساء المتزوجات . فهن يسببن مشاكل كبير.
- فهمت .. وهذا يفسر ما جرى إذا .
ولكن هذا لا يفسر كل شيء ، ليس هجوم باربرا العنيف عليها واتهاماتها المسعورة ، وتابع كلامه :
- أنا آسف لوضعك في هذا الموقف . غنه أمر لم أفكر به جيدا .إنه أمر لم افكر به جيدا.
وأخشى أن أكون قد فكرت خاطئا أن باربرا قد عقلت ، بعد العديد من محاولات إفهامها ، واعتقدت أن من الجيد لها .. ولك .. أن تتعرفا وترافقا بعضكما . ولكنني عرفت الآن بأنني مخطئ . وسأجد لكِ سكنا آخر . والآن ، نامي جيدا لما تبقى من الليل . وسندرس كل الأمور عند الصباح ، سأنام على الصوفا وسأكون مرتاحا جدا ، نامي جيدا يا صغيرتي ، ولا تقلقي ، كل شيء سيكون على ما يرام ، وسترين .
بعد أن خرج .. استلقت جودي على الفراش وأغمضت عينيها .
وتجعت دموع كثيرة تحت جفونها وانحدرت على خديها . لا فائدة بعد اليوم أن تضلل نفسها حول مشاعرها . فما تشعر به نحو هال دايفدسون بعيدا جدا عن المشاعر العادية . إنها واقعة في حب عميق معه كما تحب المرأة بالضبط ، بعمق يخيفها ، لأنها ليست مقتنعة بأنه قد يحبها . إنه ليس رجلا يجد ضرورة للتحدث عن الحب إنسي الأمر يا جودي ، إنه لن يقول لك تلك الكلمات التي تستمرين بتذكرها .. الدفء في كل ما حولها ، ولكنها كانت ترتجف وجذبت روب وبر الجمل عليها ، وغرقت في الأغطية حتى ذقنها ، في فراش هال .
هذا مزاح ثقيل يخترقها كالسكين ، ستكون هذه المرة الأولى والأخيرة التي ستنام فيها في هذا الفراش .


نهاية الفصل

bluemay 22-09-14 06:10 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
يعطيك العافية ريحانتي

للأسف ما قرأت اللي فاتو لسه [emoji29]

Sent from Mobile using Tapatalk

زهرة منسية 22-09-14 07:00 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
مرحبا ريحانتى

فصل صعب جداً على جودى ما تخيلت أن باربرا تكون بكل السوء ده

على فكرة مش مصدقة أن هال أخدها من حفلة باربرا علشان يحميها

و مش كان عنده أى نية تانية الوقح

bluemay 22-09-14 08:51 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
حمستيني زهورتي
أتول شي آنا وتاني بربرا وتالت ما بعرف مين
شكلها حرب عصابات لووووول



Sent from Mobile using Tapatalk

bluemay 22-09-14 08:52 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
أتول >أول شي.

ما رضي يعدل [emoji29]

Sent from Mobile using Tapatalk

منى على سيد 22-09-14 11:09 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
بليز لاتتاخرى علينا فى التكملة

Rehana 23-09-14 05:50 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3475870)
مرحبا ريحانتى

فصل صعب جداً على جودى ما تخيلت أن باربرا تكون بكل السوء ده

على فكرة مش مصدقة أن هال أخدها من حفلة باربرا علشان يحميها

و مش كان عنده أى نية تانية الوقح

اهلين زهوري

انا اثر في هذا الفصل كثير .. ومثلك ما توقعت باربرا يصدر منها هذا التصرف

لا صدقي .. هال في منتهى الرقة وراح تقولي .. ريحانة قالت ^^

Rehana 23-09-14 05:52 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3475923)
حمستيني زهورتي
أتول شي آنا وتاني بربرا وتالت ما بعرف مين
شكلها حرب عصابات لووووول



Sent from Mobile using Tapatalk



عصابة نسوان :lol:

Rehana 23-09-14 06:11 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى على سيد (المشاركة 3475977)
بليز لاتتاخرى علينا فى التكملة

لا ما بتأخر ان شاء الله

Rehana 23-09-14 06:13 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السادس )
 

7- لم يبق إلا الدموع



استيقظت جودي من نوم عميق على رنين الهاتف إلى جانب السرير ، ومدت يدها لتمسك السماعة ، وهي تنظر من حولها إلى الغرفة غير المألوفة ، والذاكرة تعاودها عما حدث الليلة الماضية . وبالطبع .. هي الآن .. في شقة هال .. وفي فراش هال . وطوحت بساقيها عن الفراش وهي تتثاءب . لا بد أن المكالمة لهال ، وقالت على طريقة السكرتيرات المدربات :
- ألو .. هنا شقة السيد هال دايفدسون .
أين هو هال الآن .. وكم الساعة يا ترى ؟
وأجابها صوت أنثوي من الناحية الاخرى من الخط .
- أوه .. حقا ؟ ومن تكونين أنت ؟
- أنا جودي ليندساي .. سكرتيرة السيد دايفدسون .
- حقا ؟ .. وهل عادة تبدأين عملك في شقة السيد دايفدسون في مثل هذه الساعة من الصباح ؟
ونظرت جودي من حولها في الغرفة فوجدت ساعة حمراء من الجلد على الطاولة قرب السرير ، إنها الآن التاسعة إلا ربع .. كيف ستشرح لهذه الغريبة ؟
- أنا .. أنا .. هل أبحث لك عن السيد دايفدسون ؟

Rehana 23-09-14 06:17 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السابع )
 
وسمعت ضحكة قاسية مريرة :
- أوليس مستلقيا إلى جانبك على الفراش ؟ لا .. شكرا سأتصل به فيما بعد .
وصدر عن السماعة صوت مرتفع ، بعد أن وضعت السماعة في الطرف الآخر بقوة في مكانها .
وهزت جودي كتفيها ، وخرجت من السرير ، بالطبع هذه فتاة أخرى من فتيات هال . حتى هنا ليس بإمكانها الابتعاد عنهن ، وكانت واثقة بأنها تعرفت على الصوت ، ولا بد أنه صوت افريل .
ولم يستغرقها وقت كبير لتكتشف بأنه ليس في الشقة ، ولتجد رسالة منه " جودي .. ذهبت إلى باربرا لأجلب لك بعض الثياب ، سأعود في الحال .. هـ . . "
وضعت بعض الشاي وتناولته ، ثم دخلت الحمام ، وبعد الدوش شعرت بالانتعاش والاستعداد لمواجهة يومها ، ولفت منشفة حمام خضراء على نفسها وخرجت إلى غرفة النوم ، لتجد هال يقف مستندا إلى الباب ، وابتسامة عريضة على وجهه:
- جميلة جدا !
وشهقت جودي ، واستدارت لتجري عائدة إلى الحمام ، ولكنه سارع ليقول :
- ولكن للأسف ، الواجب ينادينا ، وليس لدينا أي وقت نضيعه . فأمامي الاجتماع مع السيد نازاكي عند الثانية عشرة .
- أوه .. يا إلهي .. اردت أن أذهب باكرا إلى العمل لأطبع لك التقرير . إنه جاهز على الاسطوانة ولا يحتاج سوى للطبع .
- سأكلف المرأة راو لتبدأ به حتى تحضري إلى المكتب . إنها قادرة تماما على هذا العمل .
- ألا يمكن الانتظار إلى أن أصل ؟ سوف أكون ..
منتديات ليلاس
- أريد أن يطبع في الحال ، فأنا أرغب في مراجعته قبل ان أذهب إلى الاجتماع ، فهذا الاجتماع حاسم كما تعلمين وأنت عليك تناول الإفطار ، وخذي وقتك ، والأفضل أن تطلبي تاكسي عندما تنتهين .لقد جلبت لك بعض الثياب .. وهناك رسالة وصلت لك هذا الصباح . وعلى فكرة ، باربرا ندمت على ما حصل أمس ، وأظن بأنها ترغب في مصالحتك ، ولكنني أشعر بأن عليك عدم العودة إلى عندها ثانية ، على كل الأحوال ، سندرس الأمر فيما بعد .. يجب أن أسرع بالذهاب الآن .
ووقفت جودي حيث تركها ، تفكيرها بعيد ، في مكان ما ، وكأنها تطفو فوق سحابة في السماء ، ثم سمعت صوت مفتاح يدور في قفل الباب الخارجي لقد عاد ! فأمسكت بالمنشفة التي لا زالت حولها لتمسكها بقوة أكثر واستدارت نحو باب غرفة النوم وقلبها يخفق وغار قلبها ، فالذي دخل الغرفة لم يكن هال ، ولكن فتاة جميلة مذهلة ، ترتدي سترة من الفرو الأبيض وتنورة حمراء قانية . شعرها أشقر وبشرتها رائعة وعيناها خضراوان صافيتان .
ووقفت ويدها على مقبض الباب في وقفة عارضة أزياء أنيقة .
- إذا .. أنت السكرتيرة الجديدة التي سمعت عنها ، أليس كذلك ؟ لم يطل بك الوقت لتصلي إلى غرفة نوم هال وحاولت جودي أن تحتفظ بهدوئها ، ولكن وجودها هناك والمنشفة فقط ملتفة حولها ، أمر ليس من صالحها .
- انظري .. آنسة .. لقد فهمت الأمور بشكل خاطئ ، لم يكن عندي مكان أنام فيه ليلة أمس ، وعرض عليّ السيد دايفدسون بكل ذوق أن أنام ..
وضحكت الفتاة عاليا :
- هارتس .. افرل هارتس اسمي .. وأنا الفتاة التي سيتزوجها هال دايفدسون .

Rehana 23-09-14 06:18 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السابع )
 
ولوحت بيدها لتظهر الخاتم الزمردي في إصبعها .
- ولكنك لست بحاجة للشرح لي يا عزيزتي ، فأنا معتادة تماما على أعماله .. وأنا بالطبع لن أمنع من المرح .. اظن أنه ليس هنا الآن ؟
- لقد .. غادر إلى المكتب مبكرا .
هال مخطوب لهذه الرديئة الطباع ! ويدعي بأنه لا يفكر بالزواج .
- إذا يجب أن تسرعي وراءه ، أليس كذلك ؟ هذا إذا كنت حقا سكرتيرته ، ولست فتاة ساقطة التقطها من الشارع ليلة أمس.
- كيف تجرؤين ؟
وطوحت بيدها باتجاه المرأة دون حذر أو تفكير ، ولكن قبل أن تصل يدها إليها كانت قد أمسكتها بقبضة قاسية .
- لا .. لا تحاولي فعل هذا لي ..
ودفعتها إلى الخلف فاصطدمت بالجدار وانهارت على الأرض .
ووقفت المرأة فوقها ، وللحظة مخيفة ، اعتقدت جودي بأنها ستركلها في وجهها ، ولكنها مالت فوقها وصفعتها بقوة على وجهها :
- تذكري هذا يا فتاة . . ولا تحاولي التسلل إلى فراش خطيبي في المستقبل !
واستدارت مغادرة الغرفة ، ثم أقفلت الباب وراءها بقوة . ولملمت جودي نفسها وهي تغلي بالغضب وتفكر وجهها مكان الصفعة ، وارتدت ثيابها بسرعة ، وهي تكلم نفسها ، وتكاد تنفجر بالبكاء :
" هذه النهاية ، سيد هال دايفدسون . إذا كنت تظن بأني سأبقى هنا كي أهان وأهاجم على يد فتياتك ، فعليك أن تعيد النظر بالامر " . سوف تقدم استقالتها حالما تصل المكتب ، وستعود إلى بلدتها ولحياتها الهادئة عند أول فرصة ممكنة.
كانت الآنسة راو جالسة إلى طاولتها عندما دخلت المكتب ، وهال واقف قربها ، وما إن دخلت جودي حتى لاحظت أن شيئا خطيرا قد حدث ، فقد كانت قد شاهدته غاضبا من قبل ، ولكن ليس بهذا الشكل ، ليس هذا الغضب الجارف الذي يحاول أن يسيطر عليه بشكل ظاهر ، وبصعوبة كبيرة ، وصاح قائلا :
- إذا ها أنت أخيرا ! تعالي وانظري ماذا حصل .
وانتقتلت عيناها من الإتهام على وجهه إلى ابتسامة الرضى على وجه الآنسة راو .
- ما .. ما الأمر ؟ ماذا حدث ؟.
- ماذا حدث ؟ .. لا اثر للتقرير عن اجتماع اليوم . الآنسة راو لم تطبعه لأنه غير موجود على الاسطوانة . وليس موجودا في الفهرس ولا على الاسطوانة الأخرى . فأين يمكن أن يكون ؟
وأجفلت جودي عندما تذكرت بأنها لم تطبع التقرير على اسطوانة أخرى قبل أن تغادر المكتب ليلة أمس . وأحد أول قواعد العمل على الكومبيوتر أن تطبع نسخة أخرى من أي تقرير على اسطوانة . لقد كانت مستعجلة للذهاب إلى الحفلة ، فنسيت الأمر ، ولكن الوثيقة الأصلية موجودة على الديسك الأصلي .. فماذا حدث له ؟ لا يمكن أن يكون قد اختفى .. لا يمكن ! إلا إذا فعل أحد ما هذا عن عمد . ولاحظت لمحة الانتصار في عيني الآنسة راو الزرقاوين الباهتتين ، وأصبحت متأكدة أن هذا ما حدث ، إنه عمل دقائق معدودة ، لشخص متعود على هذه الآلة ، ليمحو كل أثر للتقرير بمجرد طلب الفهرس على الشاشة ، ثم التعامل مع الوثيقة الأصلية .
ودفعت الآنسة راو عن المقعد وجلست مكانها :
- دعيني ألقي نظرة .
وبعد نصف دقيقة ، بدا واضحا أن التقرير ليس مسجلا . لا تقرير ، والرقم " 46 أ " مفقود من الفهرس . وصرخ هال :
- حسنا ؟

Rehana 23-09-14 06:18 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السابع )
 
- ليس موجودا .
- أعرف أنه ليس موجودا ! ماذا تنوين أن تفعلي ؟ الاجتماع عند الثانية عشر والساعة العاشرة الآن تقريبا . لقد أمضيت أياما وأنا أعمل على هذه الأرقام .
ولم يكن هناك وقت للجدال ، أو حتى توجيه الإتهامات للآنسة راو ، وهي على كل الأحوال لا تستطيع إثبات أي شيء ، وهذا أمر طارئ ومستعجل . وأصبح تفكير جودي باردا كالثلج .
- لا يزال لدي التسجيل الذي سجلت التقرير عليه قالت هذا وهي تأمل أن لا تكون الآنسة راو قد وجدت هذا أيضا وأتلفته .
- كما أن لدي أول طبعة منه ، التي أصلحتها ، وسأعيد الطباعة بعد .. ساعة ونصف .
وتساءلت عما إذا كان هذا باستطاعة أي بشري . ولكن يجب أن يتم .
وحدق بها هال متجهما :
- حسن جدا . ابدأي العمل إذا . لن يعطيني هذا الوقت لأراجعه ، ولكن علي المخاطرة . ابدأي الآن .
وصفقت الآنسة راو بيديها قائلة :
- أليس هناك ما أستطيع المساعدة به سيد دايفدسون ؟ أستطيع ..
- اخرجي ..
وفتح لها الباب ، فخرجت بعد أن ألقت على جودي نظرة احتقار .
بعد أقل من ساعة ونصف ، كان التقرير مطبوعا ، وآحست جودي بالتعب المضني ، رأسها كان يضج بالدولارات والين ، وكلمات عن الالكترونيات التي لم تتعود عليها بعد . ولكنها أنهت التقرير . وحملته إلى مكتب هال ووضعته أمامه فنظر إليه وقال :
- جيد .
منتديات ليلاس
وعادت جودي إلى مكتبها ، وجلست ورأسها بين يديها . كل ما أحست به هو الرغبة في أن تغادر هذا المكان ، أن تغادر لندن ، أن تبتعد عن هال دايفدسون . إنها غلطة مريعة منذ البداية ، ولكنها ستنتظر إلى أن ينتهي من توقيع العقد الياباني ، ثم تقدم استقالتها. وعلى الأقل لن يلاقي صعوبة باستبدالها، فالآنسة راو ، تنتظر استدعائها لاستلام الوظيفة . إنها مصممة على الحصول عليها ، ولن تتردد في عمل أي شيء في هذا السبيل .
وخرج هال من مكتبه قبل الثانية عشر بقليل ، فوقفت جودي:
- هل .. هل سينفع التقرير ؟
- من الأفضل أن يفعل .
ودون أية كلمة ، غادر المكتب .
وبعد خمس دقائق ظهرت باربرا ، وجهها شاحب ، ولم يكن يبدو عليها الثقة بنفسها كالمعتاد .
- جودي .. كان عليّ أن أجيء إليكِ .. لأعتذر .. ليلة أمس ..لست ادري ماذا حصل لي .. أعتقد أنني فقدت صوابي تماما .. لقد قلت لك اشياء فظيعة ، ولم أكن أعنيها صدقا . وليس من شأني أن تفعلي ما تشائين ، بالطبع .. وأنا آسفة . وهذا كل ما أستطيع قوله .
ووقفت جودي على قدميها وقالت:
- دعينا ننسى الأمر .
وشاهدت ابتسامة بطيئة تظهر على وجه باربرا وساد صمت قصير في المكتب الصغير ، ثم قالت باربرا :
- ما رأيك أن نخرج ونتناول الغداء ، على حسابي بالطبع .
- أحب هذا ..
والتقطت جودي حقيبة يدها ، وأقفلت باب المكتب ، وخرجتا معا ، هال لن يعود قبل وقت طويل ، وشعرت بأنها فعلا قد استقالت من مسؤولياتها هنا .

Rehana 23-09-14 06:19 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السابع )
 
وسارت الفتاتان نحو النهر ، بعد الغداء ، وقالت باربرا :
- أنت لست جادة حقا حول تركك العمل ، أليس كذلك يا جودي ؟ لماذا ؟ أنت هنا منذ مدة قصيرة ، وأنت تتدبرين أمرك بشكل رائع.
ووقفت جودي تراقب النهر وهو يجري ببطء تحت الجسر ، قبل أن تجيب :
- أنا فعلا جادة ، فأنا لست ملائمة للعمل هنا يا باربرا ، وهذه هي الحقيقة . لقد ظننت أنني سأحقق طموحي بأن أصبح سكرتيرة رفيعة المركز وما إلى ذلك . ولكنني غيرت رايي الآن .
- هل هال دايفدسون هو السبب ؟ هل وقعت بحبه ، مثلنا جميعا.
ولم ترد جودي رأسها، بل وقفت تتأمل المياه ، محاولة التفكير ، محاولة ان تكون صادقة مع نفسها ، وأخيرا قالت :
- أعتقد أنك مصيبة يا باربرا ، لقد أربكتني هذه الوظيفة ، والناس الذين يعملون في المكتب ، وخاصة الآنسة راو ، ولكن أعتقد أن السبب الرئيسي هو أنني أحاول إقناع نفسي بأنني أسعى إلى التعاسة لو بقيت بقرب هال . وأنا أعلم تماما أن لا مستقبل لفتاة مثلي معه . وعلى فكرة .. لقد التقيت بهذه المدعوة إفريل هارتس هذا الصباح ، وتخاصمنا قليلا .. وأعلمتني أنها مخطوبة لهال ، وأظهرت لي خاتم زمرد كبير .
- أو .. هل فعلت هذا ؟ أوقل إن هذا مجرد رجاء . هال دايفدسون لن يتزوج من أحد ، إذا كانت معلوماتي صحيحة ، على الأقل ليس قبل أن يصل إلى السبعين من عمره ويحتاج إلى زوجة تدفئ فراشه .
ووضعت يدها على ذراع جودي:
- أنت محقة يا جودي .. اهربي من هذا الرجل قبل أن تغرقي أكثر . باستطاعته أن يمزقك .. وأنا أعلم هذا ! لا بد أنك سمعت بعض الاشاعات في المكتب عني . لقد جننت به ، وعرضت زواجي للخطر ، وانتهى بي الأمر في المستشفى في محاولة للانتحار .. لا .. لا تقولي شيئا يا عزيزتي .. لقد حدث هذا في العام الماضي ، وانتهى الأمر الآن ، أو على الأقل هذا ما ظننته حتى ليلة أمس ، ولكن يبدو أن الأمر لم ينته . انظري إلى الطريقة التي انفعلت بها عليك عندما علمت بأنك معه ، شعور بالغيرة المدمرة ، وأنا خجلة من نفسي ، وأستطيع أن أقول لك إن هذا الرجل يستطيع التسلل إلى تحت جلدك .
- لم يحدث شيئ بيننا ، وأنت تعرفين هذا ، أعتقد أن علينا العودة الآن .. وشكرا لك على صراحتك معي يا باربرا ، لقد ساعدني هذا كثيرا في تقرير رأيي.
في المكتب قال البواب لجودي :
- هناك شخص يود مقابلة السيد دايفدسون ، آنسة ليندساي . السيد بورغلي . لقد وضعته في غرفة الانتظار ، فالسيد دايفدسون لم يعد بعد ، هل ستتعاملي مع هذا ؟
- أوه .. نعم .. شكرا لك . أنا أعرف السيد بورغلي ، سأذهب لأراه .
كان ديك جالسا عند الطاولة يقرأ مجلة ،وقفز واقفا عندما فتحت الباب ، واضاء وجهه بالسعادة :
- جودي .. كنت آمل أن أراك . كيف حالك ؟وأمسك بكلتا يديها وضغط عليهما .
- اشعر أنني أفضل لرؤيتك يا ديك .
وابتسمت له ابتسامة مشرقة .. لقد أعاد معه كل الذكريات التي تركتها خلفها .. بلدتها .. بيتها .. المكتب القديم ، وكل ما ما كانت تشعر فيه بالراحة هناك .
- لقد قالوا لي إن " الرئيس " ليس هنا .
- يمكن أن يتأخر قليلا ، إنه في اجتماع معهم .
- رائع ! لديك إذا وقت لتبادل الحديث ، أريد سماع كل أخبارك ، وكيف تنظرين إلى لندن والوظيفة وكل شيء . هل الأمور على ما يرام ؟ .

Rehana 23-09-14 06:20 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السابع )
 
وأبعدت نظرها عنه ، محاولة أن تمنع تساقط دموع ظهرت سريعا :
- جودي ! ما الأمر ؟ ماذا هناك ؟ أخبري العم ديك !
- كل شيء يسير بطريقة خاطئة .. لقد قررت لتوي أن أترك كل شيء .
ولم تستطع إلا أن تلاحظ نظرة الأمل على وجهه وهو يقول :
- وهل ستعودين إلى بلدتك ؟
- وإلى أين إذا ؟ أليست بلدتي ؟
ولم يتكلم لدقيقة كاملة بل جلس يحدق بها .
- حسنا .. هذه أفضل أخبار سمعتها منذ زمن طويل ! لا أستطيع أن أقول لك كم خابت آمالي عندما تركتي البلدة .. عندما كنت أظن بأننا سوف نتعرف إلى بعضنا أكثر ، هل نستطيع العودة للبدء من حيث توقفنا يا جودي ؟
ومال إلى الأمام وأمسك بيدها ، وفي هذه اللحظة فتح الباب بقوة ووقف هال ينظر إلى جودي جالسة ويداها بين دي ديك .
ووقف كلاهما ، وتقدم ديك إلى الأمام ويده ممدوده .
- لقد أتيت لأراك بينما أنا هنا سيد دايفدسون .
ونظر إليه هال ببرود ، وتجاهل يده الممدودة.
- هل لديك شيء لتقوله ؟ أي شيء تستشيرني به ؟
- لا .. ليس بالضبط . كل شيء يسير على ما يرام .. و ..
- جيد إذا .. اعذرني .. لدي عمل أريد إنهاءه . ادخلي إلى مكتبي يا جودي .
واستدار ليدخل غرفته ، واصبح وجه ديك أحمر قانيا .
- اللعنة عليك .. كم أنت فظ . أشعر بأن عليّ التخلي عن العمل له !
- لا تفعل هذا يا ديك ، إن مزاجه سيء اليوم ، وهذا كل شيء .. الأمور كانت سيئة بالنسبة إليه .
- أوكي .. سأعمل بنصيحتك ، أنا عائد هذا المساء ، اتصلي بي ، أنت تعرفين عنوان مكتبي . أرجوكِ يا جودي.
وابتسمت له ، ثم ركضت نحو مكتب هال ، لقد أشعل هال غضبها أكثر بمعاملته الفظة لديك ، وعليها أن تقدم له استقالتها قبل أن تغير رايها .
منتديات ليلاس
وتساءلت ما إذا كانت الاتفاقية اليابانية قد فشلت ، وأن هذا هو سبب تجهمه عندما دخل غرفة الجلوس .
ودخلت مكتبه كما أمرها ، ووقفت قرب طاولته ، وانتظرت ، فمال إلى الخلف ونظر إليها للحظات صامتا ، ثم قال :
- حسنا .. ألن تسأليني كيف جرت الأمور في الاجتماع ؟ كما يجب أن تفعل السكرتيرة الجيدة .
ولم تعجبها لهجته الساخرة أبدا ، ولكنها قالت :
- كيف جرت الأمور ؟
وابتسم فجأة ، فأدارت وجهها عنه ، لأن ابتسامته لها هكذا تضعفها :
- بشكل رائع . . الاتفاق في حقيبتي .
هذه فرصتها إذا . كانت ترتجف في داخلها ، ولكنها قالت بهدوء :
- أنا سعيدة لأن التقرير كان دون أخطاء . كنت سأكون حزينة لو أن آخر عمل لي معك انقلب ليكون كارثة ، ويفسد الاتفاق لك.
- آخر عمل ؟ عن ماذا تتحدثين بحق السماء ؟
- أحب أن أقدم لك استقالتي سيد دايفدسون . وارغب في أن أترك العمل فورا ، وأنا واثقة أن الآنسة راو ستكون مسرورة تماما بأن تملأ هذا المركز.
- لا تكوني سخيفة يا جودي ، لا تستطيعين أن تتركي العمل هكذا فجأة ! هذا غير ملائم إطلاقا .
- ولكنني أستطيع ، فأنا لا أتوقع الحصول على أجر بالطبع ، ولست أدري ما هي الاجراءات القانونية . هل سأدفع لك أجر شهر الإنذار؟
- انظري .. هذه السخافة بلغت أقصى مداها . لن أقبل باستقالتك ، يا فتاة ، وهذا كل شيء ، ماذا دهاك يا جودي ؟ لما هذا التغير الفجائي ؟ ظننتك راغبة في التعلم ، لتحصلي على الخبرة ، وأن تكوني سكرتيرة من الدرجة الأولى ؟

Rehana 23-09-14 06:21 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السابع )
 
- لقد ظننت هذا في البداية ، ولكن الأمر لم ينجح .. أليس كذلك ؟
- أوه .. أتعنين ما حدث بالنسبة للتقرير هذا الصباح ؟
وبدت على وجهه نظرة ارتياح وتابع:
- لا يجب أن تنظري الى هذا الأمر بهذه الطريقة ، ففي الواقع لم يكن الأمر مهما ، فالسيد نازاكي ، كان قد قرر رأيه كما يبدو ، حتى قبل أن نلتقي ، والتقرير لم يكن مهما . لذا لا تدعي هذه الهفوة تزعجك . على كل الأحوال .. لست مقتنعا بأن هذه هفوة منك . فالمرأة راو كانت تقلب الاسطوانات ، ولن أكون مندهشا لو أنها خربت كل شيء قبل وصولك كنت اشك في صدقها في عملها منذ وقت طويل ، وأظن أنه يجب أن أصرفها من عملها .
- أنا التي سأذهب .أرجوك .. ارجوك ، لا تنظر إليّ هكذا وكانك مهتم بي .. وكأنك ستتأثر بوجودي أو بعدمه .
وضرب يده بقوه على الطاولة وقال :
- لا يا جودي . لن أدعك تذهبين ، حتى ولو كان " الإنشاء " لديك لا يزال ضعيفا .
وابتسم لها ، محاولا جرها لمشاركته هذه النكتة ، وتتخلي عن هذه الفكرة السخيفة بترك العمل ، كان واثقا أنه يستطيع أن يجعلها تغير رأيها ، ولكنها أدارت رأسها ، لأنه عندما يبتسم تتذكر كيف أمسكها بين ذراعيه ، ويذوب كل شيء في داخلها ، وتخاف أن تضعف إرادتها . ثم وضعت يدها على خدها ، حيث صفتها تلك الفتاة افريل وهي واقعة على الأرض ، افريل التي تلبس خاتمه ، حتى ولو لم يتزوج افريل ، فهناك قائمة طويلة من الفتيات في انتظاره . ولن تستطيع البقاء لتتفرج . وقالت وهي تعض شفتها بقوة :
- أنا آسفة ، فأنا ذاهبة اليوم.
وتجهم وجه هال بقساوة ، وادركت بأنها قد أثرت عليه أخيرا .
- هل السبب ذلك الوغد بورغلي ؟ هل لهذا انت مصممة على تركي ؟
ولم ترد عليه .. فليظن ما يريد . فسيكون أسهل عليها لو أنه ظن بأنها ستتركه من أجل ديك .
ووقف على قدميه ، محدقا بها عبر الطاولة :
- حسن جدا ، إذا ، اذهبي ، كان عليّ أن أفكر بأنك سوف تتخلين عني ، فلم يكن يجب أن أتوقع الولاء من فتاة مثلك ، ولكن لا تعودي زاحفة اليّ لأجل وظيفة مرة ثانية . او لأعيد شقيقتك إلى العمل .. لقد انتهى أمري معكما . والآن اخرجي من هنا .. اخرجي !
وخطا باتجاهها خطوة ، وشعرت بانقباض في صوتها وقد ظنت أنه على وشك أن يضربها ، وأمسكت بطرف الطاولة لتهدئ نفسها ، كانت ترتجف ، وركبتاها تصطكان .. لم تكن تحلم بأن الأمر سيكون سيئا هكذا . وبأن ردة فعله ستكون بهذا الغضب . وحدقت به للحظات طويلة مخيفة ، وعيناها واسعتان من الرعب . ثم استدارت وخرجت راكضة من المكتب. كانت قد تركت حقيبتها ، التي جلبها لها في الصباح من شقة باربرا ، في غرفة السيدات في المكتب ، واسرعت نحو الغرفة ، واقفلت الباب وراءها واستندت اليه ، في أية لحظة الآن سيأتي وراءها ليضرب الباب ويأمرها بأن تخرج ، ولكن بعد لحظات هدأت . بالطبع لن يأتي وراءها ، ولماذا يفعل ؟ لا بد أنه الآن يهنئ نفسه لأنه كان غبيا لدرجة أن يستخدم فتاة صغيرة طائشة مثلها .

Rehana 23-09-14 06:22 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السابع )
 
وقطعت الغرفة لتنظر في المرآة .. لقد فعلتها ، لقد هربت من الأخطار المحيطة بي ، عاجلا أم آجلا سوف تسنح له الفرصة لإغوائي ولن أستطيع مقاومته . لم تستطع أية فتاة أخرى مقاومته ، فكيف أتوقع أنا أن أقاومه ؟ من الحكمة أكثر أحيانا الهرب ، فليس أمامها أية فرصة للكسب . إنها عاقلة ، ولا يجب أن تبكي هكذا وهي تشعر بالخسارة ، هيا يا جودي ، استجمعي رباطة جأشك . واحضري أغراضك من شقة باربرا ، ثم استقلي القطار التالي إلى بيتك ..
ما إن خطت خارجة إلى الطابق الأرضي ، حتى تقدم رجل منها بسرعة ، خطواته دون صوت ، وأجفلت .. هل أتى هال ليعيدها ويفرغ غضبه عليها ولكنه كان ديك بورغلي ، وقال لها شارحا :
- كنت أستجمع شجاعتي ، للعودة لأتأكد بأنك على ما يرام . لقد كنت .. اعتقدت بأنك بحاجة لإنقاذ .
ونظرت جودي إلى وجهه اللطيف العادي وقالت ببطء :
- ربما كنت بحاجة للإنقاذ ، ولكنني دبرت نفسي ، وأنا ذاهبة من هنا ، يا ديك ، هل تأخذني معك إلى البلد ؟
- بالطبع ! هاتي حقيبتك . أين بقية أغراضك ؟ سأحضر تاكسي ونذهب كي نأخذها .. أوكي ؟ ثم نلحق بقطار الساعة السادسة.
وأمسك بحقيبتها ووضع ذراعه الأخرى حول كتفها وكأنه يحميها ، وفي هذه اللحظة فتح أحد أبواب المصاعد ، وأستدارت جودي وقلبها يخفق .
كان هال دايفدسون يقف خارج المصعد ، فاقتربت من ديك أكثر وتمتمت :
- هيا بنا ، لنخرج من هنا.
منتديات ليلاس
وسمعت باب المصعد يغلق ثانية وهما ينزلان الدرجات الحجرية خارج البناء ، وأمسكت بذراع ديك ، وشعرت بالأمان .. لقد خرج هال دايفدسون من حياتها .
يجب أن تكون مسرورة ، أن تهنىء نفسها لانها تخلصت من وضع مستحيل ، ومع الوقت يجب أن تشعر هكذا ، ولكنها الآن ، وهي تقف إلى جانب ديك ، وهو يحاول إيجاد سيارة تاكسي ، شعرت بأنها تريد أن تموت .
كان الظلام قد حل عندما وصل القطار بهما إلى البدة . سيارة ديك كانت متوقفة في المحطة ، ووضع حقائب جودي فيها ، وقاد سيارته رأسا إلى منزلها المنزل بالطبع كان فارغا ، فدخلت وإياه ، ثم صنعت القهوة ووجدت علبة بسكويت وعلبة حليب جاف في الخزانة ، ونزل ديك من غرفتها بعد أن أوصل الحقائب ودخل غرفة الجلوس .
- المكان بارد فوق ، ولا أحب فكرة بقائك لوحدك هنا ، لدينا غرفة إضافية في منزلنا ، وستكون والدتي مسرورة باستقبالك .
وشكرته جودي ، ولكنها رفضت دعوته ، ديك يعجبها ، ولكنها بحاجة الآن لأن تكون وحدها .. لتضمد جراحها ، وتقرر ماذا ستفعل ، كذلك فآخر ما قد ترغب به ، هو أن تلزم نفسها بعلاقة جدية مع ديك ، الذي يبدو أنه يرغب في هذا وغادر ديك المنزل ، بعد أن سجل لها رقم هاتفه في حال وجدت نفسها بحاجة لمساعدة من أي نوع . فشكرته وودعته عند الباب ملوحة له بينما كانت السيارة تبتعد . ثم دخلت وأغلقت الباب . .وفي الحال توجه تفكيرها إلى لندن ، وعاشت ثانية آخر لحظات لقاءها مع هال لم يكن له عذر أن يصب غضبه عليها كما فعل . وافترضت بأنها تصرفت بشكل سيء بتركها له دون إنذاره بشكل لائق . ولكن عندما فكرت بالأمر ، أدركت بأنها عاملته كما عامل هو ماغي تماما ، ولا يجب أن تشعر بالذنب . لقد اعترف بأنه لا يهتم بأحد سوى نفسه . إذا هو لا يستحق اهتمامها ، ولكنه كان لطيفا ورقيقا معها عندما كانت تقف لوحدها في الشارع المظلم في منتصف الليل . وشعرت بالحيرة والبؤس .

Rehana 23-09-14 06:23 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السابع )
 
وأحست بالدموع تكاد تخرج من عينيها ، ففتحت حقيبتها لتخرج منديلا ، ووجدت وهي تفتش رسالة ماغي التي أعطاها إياها هال هذا الصباح ، ولم تكن قد فتحتها بعد كانت الرسالة مدهشة ، ماغي كان لديها أخبار رائعة ، وأول شيء تخبر به جودي أنها آسفة لأنها ليست معها هناك . فهي تعلم أنها لا تستطيع ، بوجود هذه الوظيفة الرائعة ، وستكون حمقاء حقا لو فكرت بتركها .. ولقد حصلا في نابولي على شقة رائعة ، في منزل قديم وجميل . " ولكن المناظر يا حبيبتي جودي ! لو نظرتي من فوق سطوح المنازل لرأيتي الخليج وهو حقا أزرق تماما كما يقولون ، والشمس والسماء ، والمباني الجميلة القديمة ، وكل هذه المعارض والمتاحف .. كل شيء في نابولي وكأنه الجنة !" وتنفست جودي نفسا عميقا ، وجلست قرب المدفأة ، وقلبت الصفحة التالية من الرسالة ، وهنا أصبح كل شيء واضحا ، لقد حصلت ماغي على وظيفة لتدريس الانجليزية في مدرسة محلية ، وادي حصل على وظيفة ، لجزء من وقته، بالارتباط مع أحد المعارض الفنية كدليل للسياح الأميركيين والانجليز . وعلى ضوء هذا الأمر ، وبعد أن هداهم صديق فنان لأدي إلى هذه الشقة ، قررا الزواج في الحال .
" وهكذا أنا الآن السيدة ادي اريكسون ، ألا يبدو هذا رائعا ؟ أوه يا عزيزتي جودي ، إننا سعداء جدا جدا ، لا أستطيع القول لك كم نحن سعداء ، وأنا أعلم بأنك ستكونين سعيدة ايضا ، اكتبي لي بسرعة وقولي لي بأنك تسامحيني على هذه العجلة ، وبأنك تفهمين ! ولا نعرف بعد ما هي خططنا للمستقبل ، ولكن قد نقرر أن نستقر هنا . وربما يكون من الأفضل بيع منزلنا في البلدة ونتقاسم المبلغ ، بما أن والدنا قد تركه لنا معا ، هذا بالطبع إذا كنت قد قررت البقاء في لندن ، ودعيني أعرف رايك .. أختك التي تحبك كثيرا .. ماغي "
" ملاحظة : هل هناك أية فرصة لك لزيارتنا ، ولو لبضعة أيام ؟"سيكون رائعا أن نتقابل لأريك كل هذه الروائع هنا . هل بإمكانك الطلب من هذا الرجل ، دايفدسون ، أن يعطيك دفعة مسبقة على الحساب وبضعة ايام فرصة ؟ أعتقد بانه مدين لي بهذا ، ألا تظنين ؟ من ناحية أخرى لا أستطيع الشعور بالغضب عليه بعد الآن ، لأنه لو لم يطردني من عملي لما كنت الآن هنا ، أرجوكِ .. حاولي أن تأتي إلينا بسرعة وأعادت جودي قراءة الرسالة ثانية .. الحبيبة ، الرقيقة ماغي ، إنها تستحق كل السعادة ، ولكن هذا كان صدمة لها . ففي مؤخرة تفكيرها كانت هناك فكرة بأن ماغي ستعود ، وستعودان لمشاركة الحياة هنا ، معا .
أنت الآن لوحدك يا فتاة ، لذا .. من الأفضل أن تتعودي على هذا ، وشعرت بالتعب ، ثم لاحظت بأنها لم تأكل شيئا بعد منذ ساعات وساعات ن ما عدا سندويشا في القطار ، ودخلت المطبع ، وفتحت علبة سردين ، وأفرغتها على قطعة خبز ، وجلست عند طاولة المطبخ بعد أن أحضرت قنينة مياه غازية " جينجر " ورفعت القنينة بعد أن فتحتها وقالت بصوت مرتفع :
- في صحة ماغي وادي.
وضحكت بارتجاف . . سردين على قطعة " توست " وقنينة " جينجر" ياله من احتفال بزواج !
لا حاجة لها الآن بوظيفة عالية المركز ولكسب الكثير من المال لتساعد ماغي . فماغي لن تحتاج لمساعدتها بعد الآن ، ولا سبب يدفعها لتبقي هذا المنزل ، لها وحدها ، سوف تكتب لماغي موافقة على البيع .. ثم ماذا ؟ فجأة .. الطموح للنجاح تلاشى ، ولا فائدة من الطموح لا ماغي .. لا منزل .. لا وظيفة .
لا هال ..
وألقت جودي برأسها على الطاولة الخشبية ، وتركت لدموعها العنان....


نهاية الفصل

زهرة منسية 23-09-14 07:00 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السابع )
 
فصل حزين جدا على جودى المسكينة

اؤيد قرارها مليون فى المية احسن حاجة عملتها انها سابته و سابت لندن بحالها

ل هال و على قولتك ريحانتى نسوانه

أكيد لما بتبعد عنه بيحس بقيمتها و يفكر فى الارتباط بيها

هال بيحبها و من البداية لكن ما هيعرف إلا لما يفتقدها

صحيح هى هتتعذب شويا لغاية ما يفوق بس برافو عليها فى القرار اللى أخدته

ارفع لها القبعة و اكيد ليكى ريحانتى على الاختيار المميز

مشكورة حبيبتى

تم اﻹرسال من موبيلى

bluemay 23-09-14 07:44 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السابع )
 
راااااائعة

عن جد حبيتها عقلها راجح .. وتصرفها حكيم
خليه ينقلع خرجه الله لا يقيمه

ما أزنخ أفريل .. نفسي شدها من شعرها المتعحرفة السخيفة

باربرا أمممم حزنت ﻷنها وحيدة .

وماغي وجدت السعادة بحياتها

ديك ممكن يكون حل لتنسى هال مع أنه شخصية مش متحكمة بحسه خجول نوعا ما .

بإنتظار الفصل الجاي ع ناااار

يعطيك العافية ريحانتي

Sent from Mobile using Tapatalk

منى على سيد 23-09-14 07:59 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السابع )
 
شكرا ريحانه على المجهود نفسى اشارك بكتابة قصة لكن مش عارفة ازاى وقريت طريقة التنزيل بس ما فهمتها الرجاء مساعدتى

حجابي عفتي 24-09-14 05:25 AM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السابع )
 
ريحانة رواية كتر من رائعة كتيييير عجبتني وحبيتا وهال اخخخ من هال وبظن انو افريل عم تكذب وباربرا نصحتا بس كيييييف حا ترجع تتلافى في يا رورو

Sent from my GT-N7105 using Tapatalk

Rehana 25-09-14 07:06 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السابع )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3476308)
فصل حزين جدا على جودى المسكينة

اؤيد قرارها مليون فى المية احسن حاجة عملتها انها سابته و سابت لندن بحالها

ل هال و على قولتك ريحانتى نسوانه

أكيد لما بتبعد عنه بيحس بقيمتها و يفكر فى الارتباط بيها

هال بيحبها و من البداية لكن ما هيعرف إلا لما يفتقدها

صحيح هى هتتعذب شويا لغاية ما يفوق بس برافو عليها فى القرار اللى أخدته

ارفع لها القبعة و اكيد ليكى ريحانتى على الاختيار المميز

مشكورة حبيبتى

تم اﻹرسال من موبيلى

وانا كمان ايدت ان تتركه .. اكيد راح يحس بقيمتها

العفووو حبيبتي وسعيدة ان الرواية نالت اعجابك

Rehana 25-09-14 07:12 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السابع )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3476320)
راااااائعة

عن جد حبيتها عقلها راجح .. وتصرفها حكيم
خليه ينقلع خرجه الله لا يقيمه

ما أزنخ أفريل .. نفسي شدها من شعرها المتعحرفة السخيفة

باربرا أمممم حزنت ﻷنها وحيدة .

وماغي وجدت السعادة بحياتها

ديك ممكن يكون حل لتنسى هال مع أنه شخصية مش متحكمة بحسه خجول نوعا ما .

بإنتظار الفصل الجاي ع ناااار

يعطيك العافية ريحانتي

Sent from Mobile using Tapatalk

ههههههههههههههههههه.. ضحكتيني ماياتي

هال خجول! .. ممكن .. بس شخصية قوية

حياج الله في اي وقت
الله يعافيج عيونيّ

Rehana 25-09-14 07:17 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السابع )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى على سيد (المشاركة 3476328)
شكرا ريحانه على المجهود نفسى اشارك بكتابة قصة لكن مش عارفة ازاى وقريت طريقة التنزيل بس ما فهمتها الرجاء مساعدتى

ان شاء الله اكلمك على الخاص
حتى اشرح لك يا منى
وان شاء الله نشوف رواية مكتوبة من يديك

Rehana 25-09-14 07:19 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل السابع )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حجابي عفتي (المشاركة 3476416)
ريحانة رواية كتر من رائعة كتيييير عجبتني وحبيتا وهال اخخخ من هال وبظن انو افريل عم تكذب وباربرا نصحتا بس كيييييف حا ترجع تتلافى في يا رورو

Sent from my GT-N7105 using Tapatalk

اهلين عزيزتي

سعيدة بتعليقك ونورتيني :toot:

راح نشوف هذا في الفصل الاخير ^^

Rehana 25-09-14 07:25 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 
8- أحبيني ، فأنا أحبك !

الشعور بالغربة هو تقريبا أسوأ شعور على الإطلاق . في اليوم التالي استيقظت جودي ، وارتدت ثيابها ، ثم حضرت الإفطار . طوال الوقت كانت تشعر أن شخصا آخر يفعل ما تفعل وأنها تتفرج على ما يجري .
ومضى بها الوقت . نظفت المنزل ورتبته ، ثم غسلت الملابس التي كانت معها وأخيرا حضرت إبريقا من القهوة وجلست إلى طاولة المطبخ محاولة التفكير بما ستفعله وبعد فترة أخرجت دفتر التوفير في البنك وبدأت تدون بعض الحسابات وأخرجت جواز السفر الذي طلب منها هال تحضيره فور بدئها العمل معه قائلا : " لن تدري متى ستحتاجين إليه . فأنا أسافر إلى الخارج كثيرا وأريدأن أصطحبك معي " حسنا ستحتاجه الآن ولكن ليس للسفر معه .. بل للهرب منه . ستسافر إلى نابولي إلى ماغي . إلى تلك المدينة الساحرة التي وصفتها لها . وهناك سوف تتمكن من نسيان هال دايفدسون ، وكل ما حدث لها خلال الأسابيع الماضية منذ أن وقفت أول مرة أمام طاولة مكتبه ، وأحست بتاثير هاتين العينين الغريبتين اللتان استطاعتا أن تثيرا بها مشاعر لم تشعر بها من قبل ، إنه رجل خطر على النساء ، ولكن مع الوقت ستنساه . ولكن مشاعرها لم تبدِ أية موافقة ، كانت تتوق إلى لمسته ، إلى رنة صوته ، حتى ولو كان يصيح في وجهها ، وارتجفت فجأة ، أجل .. يجب عليها أن تبتعد ، وستفهم ماغي ، وربما تدبر لها عملا وأخذت تخطط لما ستفعله ، وعندما أنهت شرب قهوتها ، خرجت نحو البلدة ، ودخلت مكتب سفريات.

Rehana 25-09-14 07:26 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 
وقالت لها الفتاة الموظفة هناك من خلف الطاولة رافعة رأسها نحو السقف :
- نابولي ؟ آه .. هذا جميل جدا ! إنها رومانسية حقا .. لقد ذهبنا إلى هناك في العام الماضي ، خلال جولة سياحية في إيطاليا ، أنا وصديقي ، ألا يقول المثل " شاهد نابولي ثم مت " و هل تريدين أسعار جولة كاملة ، أم مجرد أجرة السفر إلى هناك؟
- أسأل فقط عن أجرة السفر بمفردي ، أرجوكِ .
وأسقط في يدها عندما سمعت المبلغ .
- شكراً لك .. علي أن أدرس الوضع .
وبدأت تدرس الموضوع وهي جالسة على مقعد في الحديقة ، قرب مكتب دايفدسون ، حيث جلست أول يوم قابلت فيه هال . منذ أسابيع فقط ، ولكنه يبدو وكأنه دخل حياتها منذ الأبد . ودفعته خارج أفكارها ثم عادت للنظر في دفتر التوفير ، لديها ما يكفيها لدفع أجرة السفر والبقاء هناك الأسبوع ، أو لأسبوعين .. هذا إذا ، وهنا الأمر المزعج .. إذا لم تضطر إلى إعادة أي قسم من مرتبها الذي حصلت عليه سلفا من هال . وبعد فترة وقفت على مضض ثم سارت نحو مكتب دايفدسون . وفي المخزن استقبلها دان بحرارة من فوق رؤوس عدة زبائن ، ثم دخلت إلى المكتب الخلفي ، حيث نظرت إليها السيدة وايت بعبوس تحول إلى ابتسامة عريضة بعد أن تعرفت على جودي :
- حسنا حسنا .. وماذا تفعلين هنا يا جودي ؟ كنت أظنك مشغولة في مكتب السيد دايفدسون في لندن ..
منتديات ليلاس
- كنت .. ولكن الأمر لم ينجح .. إنها قصة طويلة يا سيدة وايت ولكن .. لقد تركت العمل بالأمس .
ونظرت إليها السيدة وايت بفضول:
- الأمر مفاجئ قليلا .. أليس كذلك ؟
- أجل .. أخشى أن يكون هكذا .. لقد تركت العمل هكذا .
- لقد حدثت أمور .. جعلت من المستحيل بقائي هناك ليوم آخر . لقد أتيت أطلب نصيحة منكِ . أنا لا زلت مسجلة في سجلات الموظفين هنا ، أليس كذلك ؟ أعني أن أجري يدفع من هنا . وأعتقد أن عليّ دفع أجر شهر الإنذار الذي لم أعطيه . اليس كذلك ؟
- حسنا .. هذا يتوقف بالطبع على سبب تركك العمل فجأة . يجب أن أتشاور مع السيد دايفدسون بالأمر .
- أوه .. أرجوك لا . لا تفعل هذا . كنت أتساءل .. هل بإمكانك تأخير الأمر لبضعة أسابيع ؟ أترين ، لقد علمت لتوي أن ماغي تزوجت وهي تعيش الآن في نابولي ، وأرغب كثيرا في السفر إليها ، وإذا أعدت دفع مرتبي لن يكون معي ما يكفيني وبدت السيدة وايت وكأنها نسيت كل شيء عن الأجر :
- ماغي .. تزوجت ! كم هذا رائع ، أنا مسرورة جدا ، أحب شقيقتك جدا يا جودي . وكنت قلقة عليها عندما تركت العمل ، وهذه أخبار رائعة عنها ، سأرسل لها معك هدية صغيرة وأبلغها كم أنا سعيدة لها .
ثم عادت إلى الموضوع الأساسي.
- سأتدبر الأمر مع السيد دايفدسون عندما يعود إلى هنا ، لا بد أنه سافر الآن ، لقد اتصل وقال إنه ذاهب إلى اليابان . كان سيأتي إلى هنا لإلقاء نظرة على الأعمال فوق ، لماذا لا تصعدين وتلقي نظرة ؟ أظن السيد بورغلي موجود فوق . وأنت تعرفنيه . إنه شاب لطيف جدا.

Rehana 25-09-14 07:27 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 
ما شاهدته فوق سبب لها صدمة ، لم تستطع التعرف على المكتب القديم حيث عملت مع هال . الحائط الذي يفصل غرفة الملابس أزيل من مكانه ، وستائر من النايلون وضعت مكان النوافذ ، الأرضية الخشبية رفعت من مكانها وهناك العديد من الأسلاك ممددة في كل اتجاه تحتها . واختفى السقف تماما ، وملأت الجو رائحة الغبار والعمل ، كان ديك في ثياب عمله العادية يتحدث إلى أحد العمال عند طرف المكان . ولوح لها عندما شاهدها ، وصاح:
- انتظري لحظة ، أنا قادم .
العمال كانوا يتحضرون للذهاب إلى الغداء ، وأقبل ديك نحو جودي ، والبسمة تملأ وجهه الأشقر .
- هذه مفاجأة سارة ، كنت سأزورك فيما بعد لأطمئن عليك . اعتقدت أن بإمكانك الحضور لتناول العشاء معنا هذه الليلة . فوالدتي راغبة أن تراك.
وبدا لها مليئا بالأمل ، حتى أن إراداتها بدأت تخونها . هل هي بلهاء في قرارها الهرب ؟ ألن يكون أكثر تعقلا لو أنها تبقى وتجد لها عملا هنا ، وتبدأ علاقة جديدة مع ديك ، وهي واثقة الآن أن هذا سيقودها نحو مستقبل جيد وسعيد ؟
ولمس ذراعها ، وعيناه تتوسلان ، وكأنه يعرف أن هذه لحظة حاسمة .
- جودي؟
ولكنها هزت رأسها ببطء وحزن :
- أنا آسفة جدا يا ديك ، ولكنني لا أستطيع .. لقد قررت مغادرة بريطانيا ، أنا ذاهبة إلى إيطاليا ، لاكون مع شقيقتي . لقد تزوجت لتوها ، وتريدني أن أذهب اليها .
- إلى الأبد ؟
واصبح وجهه فجأة شاحبا .. فقالت :
- لست أدري .
وساد صمت متوتر ، ثم تنحنح ديك وقال :
- إذا .. عليّ أن اكون واضحا يا عزيزتي . اعلم بأننا لا نعرف بعضنا جيدا ، ولكنني كنت آمل أن نفعل هذا معا .لم .. ألتقِ من قبل بفتاة مثلك يا جودي . ولم أفكر كثيرا في الحب من قبل . ألن تعيدي النظر بسفرك . لو أننا استطعنا ..
وهزت رأسها :
- أنا آسفة يا ديك .. آسفة حقا ، أنت تعجبني كثيرا .
وللحظة مريعة قصيرة اعتقدت أنه سينفجر بالبكاء . ثم ابتسم .
- أوه .. حسنا .. لقد حاولت .
وسمعت صوتا على السلم الخشبي .. لا بد أن أحد العمال نسي غداءه ، وتحركت جودي مبتعدة عن ديك ، واستدارت إلى حيث كان الباب . ثم جمدت مكانها ، وكأن موجة جليد قد ضربتها فجأة .
- هال !
ولم تكن واثقة بأنها قد لفظت اسمه بالفعل أم لا .
وتقدم إلى الداخل ، ولم تستطع إبعاد نظرها عنه . كان يبدو رائعا ، ولم تكن قد لاحظت تماما كم هو وسيم . وقال دون اكتراث :
- مرحبا يا جودي . هل تبحثين عن عمل .
- ليس تماما . لقد قالت السيدة وايت بأنك سافرت إلى اليابان .
- سوف أسافر .. قريبا . ولكنني الآن هنا .
والتفت إلى ديك ، بعد أن أدار نظره في المكان .
- أرى أنك تتقدم في عملك .. عمل رائع .. هل هناك أية عقبات ؟
- ليست بذات الأهمية...

Rehana 25-09-14 07:28 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 
ولاحظت أن ديك تكلم ولكنها لم تستوعب كلماته ، بل سمعت هال يقول :
- لا .. في الواقع أردت التحدث إلى جودي .
وأخذ ديك ينظر إليهما ، ثم قال بصوت بدا عليه الإحراج .
- أوه .. فهمت .. حسنا سوف أذهب إذا ، إذا لم يكن هناك شيء ..
وقال هال باقتضاب :
- لا ... ليس هناك شيء .
ورفع ديك كتفيه ، وكأنه يحاول رد ضربة ما ، ثم ، ودون كلمة ، عبر الغرفة إلى الخارج ثم هبط السلم .
وبلعت جودي ريقها بصعوبة .
- أردت التحدث معي ؟ هل الأمر حول الأجر الذي يجب أن أعيده لك ؟ كنت أسال السيدة وايت عن الموضوع .
- أعلم هذا .. لقد قالت لي .
وانتظرت ، دون حراك ، فقال بصوت خفيض جدا :
- جودي .. التفتي نحوي .
وكأنها تحت تنويم مغناطيسي .. استدارت ، ونظرها إلى الأسفل ..
فقال لها :
- انظري إليّ.
ورفعت عينيها ، وأعمى نظرها ما شاهدته على وجهه .
- هل ستتزوجين هذا البورغلي الأبله ؟
- ديك ليس أبلها ، إنه رجل لطيف وصديق جيد جدا .
- هل ستتزوجين هذا البورغلي اللطيف ؟
- لم يطلبني للزواج .
منتديات ليلاس
- لم يطلبك ؟ هذا قصر نظر منه ، لأنه الآن خسر فرصته .
ها قد عاد للكلام بالألغاز .
- ماذا تعني بحق السماء ؟ ليس من شأنك من أتزوج أو لا أتزوج .
- ولكن هذا من شأني .. إنه من شأني تماما.
ونظر حوله .
- أريد التحدث معك يا جودي ، ولكن ليس هنا ، حيث يمكن أن نقع إلى الأسفل فوق المخزن في أية لحظة ، هيا بنا ، لنذهب إلى أي مكان متدمن .
كان يبدو في أقصى درجات تسلطه ، وبشكل غريب ، أحست جودي بأنه يتوقع منها الرفض ، فحضرت دفاعاتها ، ثم قالت :
- لست واثقة من أنني أرغب في هذا . لقد تركت لندن لأبتعد عنك .
- أعلم هذا ، وأتيت إلى هنا أبحث عنك ، وهذا يجعلنا سواء .. أترين .. أنا بحاجة إليك .
هل هو بحاجة لها لتعود إليه كسكرتيرة ؟ هل عاد كل هذه المسافة ليقنعها ، لأن الآنسة راو كانت كارثة في عملها له ؟ ولم تكن في حالة تستطيع التفكير بالأمر . وهزت كتفيها بقلة اكتراث ، وسارت عبر الحفر في
ارضية المكان . وفي الطابق الأرضي قادها إلى الخارج نحو سيارته ، ثم أدارها ، وتوجه نحو الريف .
- كنت سآخذك إلى شقتي .. ولكنني خشيت أن تسيئي فهمي . هناك مكان هادئ وجميل أعرفه ، ونستطيع تناول الغداء هناك .
ولم يقل المزيد ، إلى أن جلسا جنبا إلى جنب ، على مقعد طويل من المخمل الأحمر في غرفة خافتة الأضواء منخفضة السقف .
- المكان جميل أليس كذلك ؟
وكان عليها أن تقول شيئا :
- كنت أظن أنك لا تحب الأمكنة القديمة .
- كل إنسان بإمكانه أن يغيّر رأيه ، ويغيّر قلبه ، لقد أتيت بك هنا ، لأنني هنا ، وعلناً ، أستطيع أن أفعل الشيء الذي اتوق لفعله .
- وما هو ؟
- أن آخذك بين ذراعيّ وأحضنك حتى أخنق أنفاسك . أوه يا جودي .

Rehana 25-09-14 07:29 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 
لو تعلمين بما مررت به منذ تركتي المكتب يوم أمس ، وأنفك المرتفع في الهواء ! بدأت أحطم كل الأشياء حولي وأنا أفكر بأنك قد هربت مع ذلك الأبله .. تصحيح .. مع ذلك الشاب الجميل اللطيف ديك بورغلي . لقد أخذتك إلى لندن لأبعدك عنه بعد ذلك ، وأنا أحاول استجماع شجاعتي لأقول لك إنني وقعت في حبك . عاد للظهور ثانية ، ممسكا بيدك ، واضعا ذراعه حولك ، لقد كانت الجريمة تجري في دمي يوم أمس عندما دخلت إلى غرفة الانتظار ورأيتكما معا! .
ها هو الخطر قد برز للعيان الآن .. إنها تستطيع الحصول على هذا الرجل .. ولكن إلى متى ؟ أسبوع .. شهر ؟ ثم ماذا بعد ؟ سوف ينبذها ، مثلها مثل غيرها .
- جودي .. ارجوك قولي شيئا . ارجوك ! قولي إنك تحبيني ولو قليلا . في تلك الليلة ظننتك تحبيني .. كنت دافئة وناعمة بين ذراعيّ ، وأقسم على هذا . لو لو تتصل باربرا .. لكنت...
- أجل أعرف هذا .. ولهذا السبب هربت منك .
- هربت مني ؟
- بالطبع منك .. اية فتاة تكون حكيمة بأن تهرب منك . أنت رجل خطر ، وقلت لك من قبل بأنك مثير ، أنسيت هذا ؟
- أنا أذكر هذا وكأنه كنز ذكريات . لقد حاولت معك ، ولكنني اصطدمت بكل تحفظاتك . أنت صغيرة جدا ، واستمريت بالقول لنفسي هذا . ولكنك دخلت إلى رأسي منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها ، ورأيت عينيك الماسيتين . الزرقاوين . وأردتك . ولكنني شعرت بذنب كالجحيم ، وكنت مؤمنا على الدوام بأن الزواج لا يناسبني ، لقد شاهدت ما حصل لوالدي . وبدا الزواج لي مخاطرة .
- لقد كنت قادرا على الحصول على أية فتاة دون زواج ، اليس كذلك ؟ وهذه مشكلتك ، وكما أظن بأنني قلت لك ، أنا لا أريد الانضمام إلى اللائحة . ولم أرد أيضا أن أبدأ علاقة مع خطيب فتاة أخرى . - ماذا ؟ عما تتكلمين ؟
- ألن تتزوج من إفريل ؟
وعبرت وجهة نظرة رعب :
- يا إلهي .. لا ! لم أفكر بهذا في حياتي . وهي تعلم هذا .
- لقد حضرت إلى شقتك صباح الأمس قبل أن أغادرها ، وارتني خاتم زمرد كبير .. لقد كانت عدائية بشكل رهيب . عندها قررت أنني قد اكتفيت من صديقاتك ، وحان وقت رحيلي .
- نعم .. نعم أظن أنني فهمت ..
وعاد إلى الصمت ، ونظرت إليه جودي ، ثم عاد للكلام :
- وماذا أستطيع أن أقول لأقنعك أن ولا أية واحدة من الأخريات تهمني ؟ وبأنك تختلفين عنهن .. تختلفين عن أية فتاة عرفتها من قبل عن كل الفتيات ، لقد كان هناك العديد منهن ، وهل كنت تتوقعين مني أن أعيش مثل الراهب ، أكنت تتوقعين هذا ؟.
ومرر أصابعه في شعره الأسود وتابع :
- يا إلهي .. أنا أخلط الأشياء من جديد . أترين يا حبيبتي جودي .. أنا مجنون بحبك .. لقد دخلت تحت جلدي مباشرة . أفكر بك طوال الوقت . أنت تقفين بيني وبين عملي . اريدك .. أحتاجك معي .
ونظرت جودي إلى الخارج من النافذة نحو الحديقة ، أزهار الصيف كانت قد بدأت تزهر ، كانت تحس بشكل قوي بتأثير الرجل الذي يجلس إلى جانبها ، واستلزمها كل جزء من شجاعتها لتمنع نفسها من أن تذوب إليه ، وأن تشعر بذراعيه من حولها ، عندها سيأخذها إلى شقته ..ثم .. هذا جنون .. ولكنني أحبه ، أريده ، ولا أستطيع مقاومته ، ولن آبه بالأخريات ، ولا بما سيحدث لاحقا .

Rehana 25-09-14 07:30 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 
ومال إليها اكثر وقال بصوت خفيض ناعم:
- أقسم لك ، أنا لم أقل لفتاة من قبل إنني أحبها ، ولكنني أقولها لك يا جودي . أحبك يا حبيبتي . لم أكن أتوقع في عمري أن أسمع نفسي أقول هذا .. ولكن الأمر سهل الآن ، عندما يكون حقيقيا . عندما يعنيه المرء من أعماق قلبه . أحبك ، أحبك ، أحبك .
وأحست بالدوار من قربه لها ، ما كان عليها سوى أن تدير رأسها لتلتقي بعينيه . ولكن ، لو أنه ليس كاذبا بقوله إنه لم يقل لأية فتاة بأنه يحبها .. فماذا عن تلك الرسالة ؟ ماذا عن صوته الذي كان يقول " أحبيني ، فأنا أحبك " أوه .. لا .. بالطبع هذه ليست المرة الأولى التي يقولها !
وقامت بمحاولة يائسة أخيرة :
- لا أستطيع .. لا أستطيع أن أبدأ بشيء الآن ، أنا مسافرة إلى الخارج .
- إلى أين .. الخارج ؟ ولماذا ؟
- الى إيطاليا .. شقيقتي ، ماغي ، تزوجت ، وسأسافر إلى نابولي لأنضم إليها .
- أوه .. زيارة ، أهذا كل شيء ؟ حسنا .. ليس من مشكلة إذا ، سنتزوج نحن أيضا ، وفي الحال ، وسنسافر معا إلى نابولي ، فهي مكان رائع لشهر العسل ، ما رأيك ؟
وتجمد الدم في عروق جودي ، وبدا أن قلبها توقف . وأدارت عيناها نحو وجهه في ذهول كامل ، وشهقت قائلة :
- أتزوجك ؟
- بالطبع ، وعن ماذا تظنيني كنت أتكلم طوال العشر دقائق الفائتة ؟
وابتلعت جودي ريقها ، ثم تنفست ، ولم تقل شيئا .. فتابع :
- هل كنت تظنين أنني أقترح عليك علاقة مؤقتة ؟
وهزت رأسها بغباء . فقطب هال ونظر من حوله ... كان هناك ثلاثة رجال ، وثلاث نساء على الطاولة المجاورة .
- أوه يا إلهي ..هذا مكان سخيف لطلب يد فتاة ! لنعد إلى شقتي وهناك أطلب يدك بشكل لائق . أتفعلين هذا؟
صوته العميق الدافئ جعلها تلتقط أنفاسها بصعوبة ، فقالت هامسة :
- نعم .. أوه نعم ..
***
غرفتهما في الفندق تطل على جمال لا يصدق لخليج نابولي . كانت الشمس على وشك المغيب عندما وقفت جودي مستندة إلى حافة الشرفة الحجرية ، عيناها حالمتان ، وجسدها كله مليء بالمرح الذي غمرها منذ تلك اللحظة ، منذ ثلاثة أيام ، التي وقفت فيها إلى جانب هال في الكنيسة الصغيرة في لندن ، تعد بأن تحبه وتتعلق به طالما هما أحياء . لقد كان أهدأ زفاف ، لم تحضره العائلة ، ماغي لا يمكن الاتصال بها لعدم وجود هاتف لديها ، وأمه وزوج أمه في أميركا ، يزوران شقيقته الكبرى الوحيدة .
وكانا قد سافرا رأسا إلى إيطاليا ، وأقاما في هذا الفندق ، وجودي لا تزال تقنع نفسها أن تصدق بأنها لن تستيقظ لتجد أن الأمر كان حلما من خلفها , ان زوجها ممددا على السرير ، ويداه خلف رأسه ونادته :
- هال .
ومرى ساقيه الطويلتان عن السرير وتقدم نحوها عاري القدمين ولف وسطها بذراعيه من الخلف .
وأمسكت بيديه تشدهما أكثر إليها . وهي ترتعد شعورا بقوتهما ودفئهما . وتركزت نظراتها على المشهد الرائع أمامها .
- ألا تشعر وكأنه من خارج هذا العالم .
- إنه أروع من أن يكون هذا المنظر حقيقيا .
- ومع ذلك فهو حقيقي . أليست الحياة رائعة ؟ عندما تعتقد أنها أقفلت تماما في وجهك ، تعود لتتفتح من جديد ، مثل الزهرة ؟

Rehana 25-09-14 07:31 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 

وشدّ عليها أكثر وتمتم في أذنها :
- هه .. أنا لا أشعر بأنني فيلسوف في هذه اللحظات .. تعالي إلى الداخلي .
- هل نسيت أن ماغي وادي قادمان للعشاء معنا ؟ أليس رائعا أن ماغي سعدت لزواجنا ، وأننا سنصبح أصدقاء كلنا معا ؟
- ولكنك جميلة ، كل جزء منك جميل ، لا أستطيع المقاومة .
وجذبها إلى الداخل وهي تتمنع دلالا . بعدها ، بقيا لبرهة بين ذراعيّ بعضهما ، وهما يراقبان الشمس وهي تختفي من فوق الخليج ، وفكرت جودي : لقد أدركت الآن بأنني لم أعد طفلة ، لقد أصبحت امرأة ناضجة الآن ، أصبحت زوجة هال .
وأخذت تضحك .. والى جانبها تمتم هال :
- ما الذي يضحكك ؟
ولأنها أصبحت الآن واثقة منه ، غير خائفة من غضبه ، قالت :
- هل تذكر أول يوم أتيت فيه للعمل معك ، وتركت رسالة غرامية على الشريط المسجل ؟
ورفع رأسه عن الوسادة وحدق بها :
- أنا لم .. أنا متأكد .. ماذا قلت ؟
منتديات ليلاس
ودون مقدمات شعرت بالخجل فقالت بصوت خفيض ، حتى أنه اضطر إلى تقريب رأسه من فمها ليسمع الكلمات .
- أحبيني ، فأنا أحبك .. إلى أية فتاة على لائحة انتظارك كانت هذه الرسالة موجهة ؟
وللحظة بدا مرتبكا . ثم انفجر بالضحك .
- أوه .. تلك ! أجل تذكرت الآن ، ألم تكن هذه للفت الانتباه ؟
- لفت الانتباه.
- أجل . مجرد فكرة . كنت أفكر بدعاية جيدة لورق الشركة ، ثم اكتشفت أن الفكرة مستخدمة من قبل لذا محيتها عن الشريط ، والآن يا فتاتي الحبيبة ، على الرغم من الدليل الجرمي الذي ظننتي أنك وجدتيه ، فقد كنت صادقا عندما قلت بأنني لم أقل لفتاة إنني أحبها من قبل ، إلى أن قلتها لك يا زوجتي الحبيبة .
وصمتت جودي . لم يكن الأمر يهم ، ليس الآن . ولكنها شعرت برضى غريب بأن اللغز قد حل في النهاية ، وربت على شعرها بنعومة وقال :
- صدقتيني .. اليس كذلك؟
ولمعت عيناه لعينيها في الغرفة التي بدأت تعتم .
- هل صدقتي الآن بأنه لم يكن هناك فتاة أحببت أن أبقيها إلى جانبي .. إلى الأبد .. وأن الأخريات ما هن سوى أشباح من الماضي . حيث سيبقين هناك ؟ هل صدقتيني ؟
- أوه . . نعم .. لقد صدقتك .
وعاد رأسه ليرتاح على الوسادة إلى جانب رأسها . وذراعه تشدها إليه ، وتمتم لها في أذنها ، وابتسامة تلوح من صوته :
- أحبيني .. فأنا أحبك.



النهاية

bluemay 25-09-14 07:42 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 
يااااي فصول جديدة
يعطيك العافية
جااااري القراية لوووول

Sent from Mobile using Tapatalk

bluemay 25-09-14 08:00 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 
النهااااااية ...
حلوة كتير مع إني حسيتها أستعجلتها شوي.

ديك مسكين ليش كسرو بخاطره ؟

وكتير حبيت إنه قاومت للرمق اﻷخير لحد ما أعترف لها ونفذ ع طول هههههه

يسلمو ريحانتي

يعطيك العافية يا قمر ..
لك ودي

Sent from Mobile using Tapatalk

زهرة منسية 25-09-14 10:02 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 
كل عام وانتى بخير ريحانتى تتعاد عليكى و علينا اﻷيام بخير

واااااو ريحانتى نهاية حلوة كترررررر

و هال طلع رومانسي كان سايب الرسالة ليها

و ما ستحمل و راح يدور عليها علطول

تسلمى ريحانتى و مشكورة على اﻷختيار المتميز

بانتظار جديدك
تم اﻹرسال من موبيلى

منى على سيد 25-09-14 10:08 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 
تسلم ايديك ياريحانه

حجابي عفتي 27-09-14 09:28 AM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 
تسلم ايديكي يا احلى ريحاننة ههههههههه يا ريت كل رجال هيك متل هال حناين ورومنسين ههه٧ بس للاسف عجلة الحياة دوارة اول ما بحب بكون رومنسي وبعدين خلص بتعود والحب بيطير من الشباك كتير فصل حلو ريحانة كتير حبيت غيرتو عليا وديك هيدا بدو ضربة على راسو بشي مقلاية حدا بقول لبنت انا عمري ما عرفت الحب بس،خلينا نجرب شو هو الحب للتجربة ولا هيك بيخبط فيك وبخلي قلبك يرجف ويتوجع اخخخخخ سلام

Sent from my GT-N7105 using Tapatalk

اميرة الكثيري 27-09-14 12:37 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 
رووووووعه يعطيك الف عافية

هبه فرج 13-04-15 07:54 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( كاملة )
 
مشكووووووووره

ندى ندى 21-04-15 04:47 AM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( كاملة )
 
جميله جدا ورائعه جدا جدا

يسلمو حبيبتي وشكرا على

المجهود الرائع

أم المهدي 27-04-15 02:03 AM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( كاملة )
 
يسلموا أناملك حلووووة

mongia 23-10-15 02:42 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( كاملة )
 
الملخص حلو واتمنى انها تكون كلها حلوة تسلمي اديك حبيبتي

mongia 23-10-15 03:36 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثالث )
 
مساء الخير يا أحلى ريحانة وشكرا عالرواية الحلوة أنا عجبتني كتيييييير شخصية البطلة انها قوية تسلم اديك

روميساء على 25-10-15 02:36 AM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( كاملة )
 
:0041::0041:

روينا99 24-01-16 01:06 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( كاملة )
 
يسلموا الأيادي وألف شكر

الطاهري ليلى 03-02-16 01:51 AM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( الفصل الثامن و الاخير )
 
شكرا اك كتيرا الله يعطيك الصحة

انا مغربية 13-02-16 01:43 AM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( كاملة )
 
يسلمووووووووا كثير

فرحــــــــــة 01-09-16 01:33 AM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( كاملة )
 
غاليتى القديرة
ريحانة
قصة رائعة كعادتنا بكِ
تغوصين فى الاعماق
لتستخرجى لنا روائع القصص
فلك كل الشكر والتقدير
على جهودك الراقية
دمتى بكل الخير
فيض ودى

حنان محمد ابراهيم 31-07-17 11:36 AM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( كاملة )
 
جميلة جدا ااااااا شكرا على مجهودك الرائع جدا ااااااا

Oka chan 02-08-17 01:37 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( كاملة )
 
حبيتهاا تسلمي

نجلاء عبد الوهاب 26-10-21 08:11 PM

رد: 18 - بعدك لا احد - كارول روم - كنوز احلام القديمة ( كاملة )
 
:7_5_129::7_5_129::7_5_129::7_5_129::7_5_129::7_5_129::7_5_1 29::7_5_129::7_5_129::7_5_129::7_5_129::7_5_129::e106::e106: :e106::e106::e106::e106::e106::e106::e106::e106::e106::e106: :e106::e106::LgN05096::LgN05096::LgN05096::LgN05096::LgN0509 6::LgN05096::LgN05096::LgN05096::075::075::075::075::075::07 5:


الساعة الآن 02:36 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية