منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   [قصة مكتملة] ملامح تختبئ خلف الظلام (https://www.liilas.com/vb3/t196450.html)

برد المشاعر 15-08-14 04:17 PM

ملامح تختبئ خلف الظلام
 
ملامح تختبئ خلف الظلام




هل من الممكن أن نتعلق بأشخاص لا نعرف ملامحهم
هل لك أن تتصور أنك قد تحب شخص لا تراه ليس لأنك أعمى ولا لأنه ليس أمامك
بل إنك تسمعه تتحدث معه يمكنك رؤيته ولكنك لا ترى ملامحه ولا تستطيع أن ترسم له صورة حتى في
مخيلتك ولن تتعرف عليه إذا ما قابلته في مكان ما
أعلم أنه أمر لا يستوعبه العقل ولكن هذا ما حدث لبطلات قصتي بالفعل
الرواية يتخللها الخيال من أكثر من جانب فعايشوها على أنها واقع لأنها قد تحاكي الواقع في مكان
ما من هذا العالم ... ليس لقصتي بطلة واحدة فبالتالي ليس للقصة بطل واحد
لمحة قصيرة عن بطلات القصة
آنين .. لجين .. ولين
ثلاث فتيات جمعتهم المصادفة ليصبحن صديقات لم يفترقن عن بعضهن لثماني سنوات واجهن فيها المصاعب
الضغوط المشاكل والتحديات ثلاث فتيات بقلب واحد ورأي واحد ويد واحدة عبروا تلك السنوات وكلهم أمل
وإشراق وطموح بلا حدود تشابهن في الكثير من الأشياء في واقعهم في ملامحهم وفي طباعهم وحتى في
طموحاتهم وأحلامهم
فحينما تراهن أمامك مجتمعات سترى ثلاث شابات بملامح مختلفة تماما ولكنهن في نفس العمر ونفس الطول
وحتى تناسق الجسم أعينهن الخضراء الواسعة والشعر ألبندقي الفاتح
لأنهن ثلاثتهن من أمهات أجنبيات مسلمات وآباء عرب مسلمين فقدوا من أوجدهم في هذه الحياة وعاشوا
في واقع وظروف مختلفة ومتشابهة في الكثير من المواقف لحد ألا معقول
عاشوا في تلك البلاد الغربية ولم يعرفوا بلدانهم ولم يروها يوما فهل ستفترق الفتيات وما الذي
سيواجههن هذا ما سنعرفه من خلال أحداث الرواية


الفصل الأول


على طاولة دائرية الشكل تتوسطها مزهرية أشبه ما تكون بالأكواب عن المزهريات تتوسطها وردة واحدة في
أحدى المقاهي البسيطة وكوبين من القهوة وبطلاتنا الثلاث متقابلات يجلسن حولها بحجابهن المرتب وملابسهن
الأنيقة التي تتفاوت بين الرقي والبساطة بنفس الألوان ونفس الترتيب بأطقم متشابهة الشكل بماركات مختلفة
هذا ما اعتدن عليه دائما وكل من يراهن يضن أنهن توائم غير متشابهين
آنين بمرح : آآآآه وأخيرا انتهت الدراسة وودعنا الثانوية البائسة تلك كم أكره نضامهم المعقد
لين بضيق واضح : آنين أنتي دائما هكذا لا تتوقفين عن التذمر ولا يعجبك شيء على الإطلاق أنتي مدلـله جدا
آنين وهي تبتسم ابتسامة جانبية مغصوبة دليل أن الكلام لم يرق لها :لين أنا افتقدت والديَ قبلك بسنوات كثيرة
والدتك لم تترك الدنيا إلا من أشهر إذا أنتي المدللة ولست أنا
لين وهي ترمي بيدها بلا مبالاة : أنا متأكدة أنه في حلقة ماضيك المفقودة تلك تأكيد لكلامي
أنين بحزن : لقد رأيت حلما غريبا البارحة
لجين رفعت رأسها عن جهازها المحمول الذي لا يفارقها حيثما ذهبت وها قد خرجت من صمتها المعتاد
وفي عينيها نضرة خوف وفضول: ماذا رايتي في الحلم
آنين بصوت هادئ وعيناها مرتكزة على كوب القهوة أمامها : رأيت يدين متشابهتان وكأنهما لشخص واحد
ولكنهما كانتا لشخصين مختلفين ومرتفع مخيف وكانت أحدى اليدين تشدني للأسفل والأخرى ترفعني للأعلى
كي لا أسقط وفي النهاية سقطت اليد الأولى للأسفل وبقيت متعلقة بالأخرى تم اكتشفت أن صاحب اليد التي
كانت ترفعني هو من سقط للأسفل كنت أنظر أليه من أعلى ولا أتبين ملامحه
وضعت أنين يدها على عنقها ورفعت نظرها أليهم وتابعت بصوت مختنق : لقد كنت أصرخ وأصرخ وانظر
أليه واستفاق جميع من في المنزل على صراخي خالتي كانت تود اصطحابي للطبيب كم أكره هذا الحل الغبي
لين بصوت خائف: إنه كابوس مرعب
آنين وهي تحرك رأسها بالنفي : لا ليس كابوسا وليس حلما أيضا إنه واقع .. هوا واقع ..أنا متأكدة
لجين باندفاع مفاجئ : آنين لما لا تسألي طبيبا آخر عن ذلك وعن رفض عقلك تذكر ذلك الجزء فقط من ماضيك
لابد أن يفيدك حتى ولو لم يطلع على حالتك من البداية أشرحي له فقط
هزت أنين رأسها بيأس : لن يجدي هذا أبدا لأن عقلي هوا من يرفض وبقوة تذكر ذلك الجزء من حياتي ولم
أخرج من حالتي تلك إلا عندما مسح عقلي تلك السنوات من ذاكرتي ولم يسمحوا لأي أحد بتذكيري بأي شيء
لأن مقاومة عقلي للتذكر حينها سينتج عنها الآم قاسية في رأسي وقد أعود لحالتي المرضية تلك لقد قال
الطبيب أن عقلي سيستجلب تلك الأحداث والذكريات لوحده
لين : ومتى سيحدث ذلك
آنين : لقد مضت كل هذه السنوات ولم أذكر خلالها شيئا , ثمة شيء لا أفهمه يبدوا أن هذه البلاد ومنزل
خالتي لا يحوي ذكرياتي تلك
لجين بتساؤل : لأجل ذلك إذا قررتي السفر والذهاب لبيت جدك
لين : ولكنهم لم يأخذوك طوال هذه السنين لماذا
آنين بنضرة شاردة وتائهة : ثمة أمور كثيرة لا أفهمها غموض الإجابات عن بعض أسئلتي الصمت المفاجئ
عند ذكر بعض الأشياء أمامي لذلك أصررت على الذهاب هناك بحجة جدي ما إن علمت عن عائلتي المخفية
تلك , لقد أخبروني أنني عشت طوال حياتي هنا مع والدي ووالدتي بعيدا عن بلادي العربية تلك التي
هي بلاد والدي وأن تلك العائلة لم تكن تعلم بأمري لم أعد أفهم شيئا هل يقومون بحمايتي من الماضي
أم يحاولون إخفائه عني
لين : ومما يشكوا جدك
آنين : إنه لا يتكلم ولا يتحرك لا يمشي ولا يستطيع تحريك حتى يديه هوا ينضر ويستمع فقط
لجين بصدمة : يا إلهي ما هوا هذا المرض
آنين رفعت كتفيها للأعلى علامة على عدم الفهم وقالت : كل ما أعلمه أنه ليس بمرض عضوي يبدوا أنه نفسي
وهوا متزامن تماما مع زمن فقدي الجزئي لذاكرتي
تم قالت بحيرة وهي تقبض حاجبيها وكأنها تكلم نفسها : ولكن ماذا عن السنتين الباقيتين
وبدأت تحرك أصابع يديها كما يفعل الأطفال عندما يعدون الأشياء وبدأت تحسب وفي ملامحها الحيرة
: خمس سنين ... واحدة .... واثنتين ووو .... كيف كيف
ثم أمسكت رأسها بيديها وتابعت بأسى : آآآآآخ لا أفهم شيئا لقد شتتوني بسبب إجاباتهم المتناقضة

( سنتوقف هنا قليلا لنتعرف على إحدى بطلات قصتنا التي عرفتم القليل عنها من حوارهم السابق )
[[ آنين ... فتاة فقدت والديها عندما كانت طفلة بعمر الأربع سنوات في حادث سيارة , ولا تذكر سوى ملامح
بسيطة لهم بسبب صغر سنها ذلك الوقت ولكنهم موجودون بالفعل في ذاكرتها تتحدث اللغة العربية بلهجة
دولتها التي تعتقد أنها قد تلقتها من والديها في صغرها تتحدث بها مع صديقاتها دائما والتحقت بالمدرسة
المخصصة للمسلمين فيما بعد وهي تفقد الجزء المتبقي من عمرها في ذكرياتها حتى العشر سنوات حيث
كانت كل ذكرياتها بعد العاشرة في بيت خالتها المسلمة أيضا
عاشت فيه طوال تلك السنين لا تعرف أهل لها غيرهم لتكتشف فيما بعد وبالمصادفة أن عائلة والدها موجودة
فأخبروها أنهم قد فقدوا مكانها بعد وفاة والديها ولم يعرفوا طريق الوصول إليها فأصرت بطلتنا الشابة ذات
الثمانية عشر عاما على الانتقال إلى قصر العائلة في بلادها العربي علها تجد إجابات لأسئلتها وتفسير
لكوابيسها المستمرة
آنين فتاة حالمة جدا تحب قراءة الروايات الطويلة والقصص والشعر وتحب كتبا معينة وكتَاب معينين وإذا
سألتها عن السبب ستجيب ( لا أعلم لماذا ) تحب المرح والحركة تتنقل في كل مكان في بيتهم ركضا كالأطفال
ذات ملامح طفولية بريئة وجميلة للغاية وكما علمتم سابقا فهي ذات عينين خضراوين واسعتين وشعر بندقي
اللون ذو كتافه متوسطة ونعومة تفوق الحرير يصل لخاصرتها تكره أمساكه بأي نوع من الإكسسوارات
المخصصة بإمساك الشعر فهو مفتوح يغطي ظهرها طوال الوقت وإذا ما ارتدت الحجاب تدخله تحت ملابسها
تعيش مع خالتها وزوج خالتها وأبنيهما الشابين اللذان يكبرانها سننا
آنين فتاة مسلمة متحجبة ولكن لديها قناعة غريبة لم يستطع أحد تغييرها وهي أنه ليس عليها ارتداء الحجاب في
المنزل الذي تعيش فيه مهما كانت قرابة ساكنيه وحتى الخدم وعندما يزورهم أحد الرجال تتحجب أمامه
(قناعة غريبة) ........
أحداث كثيرة تنتظر بطلتنا آنين هناك وأمور شيقة تفوق الخيال سنعرفها معا ]]

سنعود الآن للطاولة من جديد
تنهدت لين بحيرة وقالت : من كان يتوقع أننا سنفترق وسنغادر هذه المدينة التي ضمت ذكرياتنا لسنوات
طويلة وفي وقت واحد أيضا هههه إنه لأمر غريب حقا
آنين : وما الغريب في الأمر نحن دائما كنا نواجه مواقف متشابهة وكأننا ذات الشخص
أتذكرون في المدرسة فرقوا بيننا ووضعوا كل واحدة منا في فصل وكنا نجتمع عند المشرفة
في ذات الوقت مرسلات من قبل أساتذة المواد ههههههههه
لجين تمسك خصرها من الضحك : ههههه عندما كنت أطرد من الفصل أقرر أن أمر أمام فصليكما لأتباهى بأنني
أتنزه في الممرات وأنتما مسجونتان في الحصص لأتفاجأ بكما في مكتب المشرفة ههههه
آنين ولين : ههههههههه
آنين بلهجة ضاحكة : أجزم أننا سنحب ونتجوز بذات الطريقة المتشابهة وننجب نفس عدد الأولاد وسنموت
بالطريقة ذاتها أيضا هذا إن لم نتجوز نفس الشخص ونموت نحن وهوا معا ههههههههههههه
آنين لين ولجين : ههههههههههههه
صمتت لين فجأة وقالت بحزن : يعز عليا فراقكما لم أتصور يوما أن نفترق
آنين : أجل أنتي على حق ولكن ما من داعي للقلق سنتواصل عبر الهاتف والإنترنت وسنزور بعضنا أيضا في
أوقات كثيرة ولابد لنا أن نعود يوما ونجتمع مرة أخرى
وعم الصمت للحظات لتقطع لجين صمتهم بنبرة جدية وواثقة وهي تضم كلتا يديها لبعض أمام وجهها :
مارأيكم أن أقترح عليكم اقتراحا سيعجبكم بالتأكيد ولكن لا تعارضوني
كانت إجابة الفتاتين صمت مبهم ونضرات يملأها التساؤل
تابعت لجين بذات النبرة : لاحظوا أننا منذ أن تصادقنا ونحن نعتمد على بعضنا في كل شيء ونواجه كل
المصاعب والأمور معا وكل واحدة منا تتصرف وكأن الأمر يخصها
آنين أدخلت أصبعها السبابة في خدها حتى شعرت بملمس أضراسها في حركة عفوية وقالت
: أجل أنا عندما كنت أواجه مشكلة أو حتى أحتار في أمر وإن كان بسيطا أول شيء أفكر فيه هوا اللجوء إليكما
ولم أتخيل يوما أن أواجه مشكلة تخصني لوحدي
هزت لين رأسها بالإيجاب وقالت : وأنا أيضا .... وكأنك تصفين مشاعري بالضبط
لجين بنبرة متحمسة : إذا فلننقطع عن بعضنا لمدة معينة ما دمنا سنفترق ولتواجه كل واحدة منا مشاكلها في
معزل عن الأخيرتين لتعزز كل واحدة منا شخصيتها وتكتشف جوانب الضعف والقوة فيها
وضعت أصبعها السبابة على شفتيها وتابعت : آممممم أنا أقترح أن ننقطع عن أخبار بعضنا لسنة كاملة ومن تم
نجتمع هنا وفي نفس هذا المكان ستحمل كل واحدة منا قصصا وأحداث جديدة وسنستمتع بالاستماع إليها
بدلا من هذا الروتين الممل
آنين بمرح : فكرة راااائعة ولكن ........وحركت يديها مفتوحتين أمام وجهها : انقطاع ...انقطاع نهائي
لا لا أستطيع
لجين ( عليا أن أقنعهما بذلك لن أجركما يا صديقتاي إلى الخطر معي لن تتركاني أغادر دونكما متأكدة
من ذلك ) وقالت بجدية ممزوجة بالمرح : الأمر سيكون ممتعا صدقاني
لين بتوتر : لا لا لا كيف تريدان مني أن أذهب لذاك المكان ولا أتواصل معكما
آنين قاطعتها : أمازلتي تصرين على الذهاب لذاك القصر الغامض يا لين
لين هزت رأسها بقلة حيلة ويأس كبيرين : ما من خيار آخر أمامي لم يعد لي مكان ألجأ أليه
آنين بحزن : تعالي معي
لين : لابد وأنك جننتي كيف سأذهب معك لعائلة لم تعرفيها إلا من شهور فليستقبلوك أنت أولا ليستقبلوني معك
آنين بتفاؤل : إنهم يرحبون بقدومي أليهم
لين هزت رأسها بالنفي : لا يمكن هذا غير معقول
لجين : إذا تعالي للعيش معي أنا
لين بضحكة : ههههه إلى أين ...... أنتي تعلمين أن جدك لا يحبنا أنا و آنين , أم يبدوا أنك نسيتي سفرك القريب
هل ستتركينني وجدك هناك أنتي تريدينه أن يقتلني بالتأكيد
آنين بأسى : ألا حل أخر يا لين ألا يوجد مكان آخر ترشحينه
لين بنبرة هادئة : لا للأسف فأنا لم يعد لدي منزل
تم ابتسمت بسخرية وقالت : بل لم يكن لدي منزل منذ
البداية والعجوز الذي كنا نقيم عنده لم يعد مرغوب ببقائي لديه بعد وفاة والدتي ثم أنه غير مسلم وضيوفه
مخيفين للغاية أمي الشخص الوحيد الذي كان يشكل الحماية بالنسبة لي
تنهدت بحزن وتابعت : حتى أنني خسرت وضيفتي البسيطة تلك وذلك يعني لا مسكن ولا مصروف ولا
أهل لي بعد والدي ووالدتي
آنين بجدية : أنتي تعلمين ما يقوله أهل الريف عن ذلك القصر لا ترمي بنفسك للمجهول
لين تهز يدها بلا مبالاة : لا يجب أن نصدق كل ما يقال الريفيون مهووسون بالشائعات كما تعلمين
لجين نضرت للأرض نضرة شاردة وكأنها تحدث نفسها وقالت بصوت أقرب للهمس : يقولون أن سيد ذلك
القصر أرتكب ذنبا ما فنزلت به لعنة وتحول إلى مسخ وأنهم يسمعون صراخه في الليل كما أن باب قصره لا
يفتح أبدا ثم نضرة للين بنضرة حيرة وتشكك وقالت : ألا تخافين من الذهاب إلى هناك
لين بابتسامة رقيقة : لجين حبيبتي أنتي مسلمة وتعلمين جيدا أنه لا وجود للعنات ولا لأشخاص يتحولون لمسوخ
أنين بضحكة مرحة : قد يحبك سيد القصر ذاك ويطلب يدك للزواج ومن تم توافقين ويتحول إلى أمير وتعيشان
بسعادة ههههههه
لين ضربت آنين على كتفها وقالت بعصبية : يبدوا أن القصص التي تقرئينها قد أثرت في عقلك
أنين وهي تتحسس مكان الضربة بيدها : آآآآآي لقد كنت أمزح فقط
لجين : ماذا عن باقي المعلومات قد تكون صحيحة
لين : علي أن لا أنساق وراء الشائعات سأذهب إلى هناك وأتأكد قبل الذهاب للقصر ثم أنني سأعمل كمربية
لطفل ولا دخل لي بسيد القصر ذاك وهم يعلمون بقدومي سيوفرون لي المسكن والطعام على الأقل
آنين بعتب : أتمنى أن لا تندمي على قرارك هذا فيما بعد
لين قالت بحماس وكأنها تحاول تغيير الموضوع : حسننا أنا أوافق على اقتراح لجين سيكون أمرا ممتعا
أن أحضر إلى هنا بعد عام لأستمع لحكاياتكم المشوقة
آنين بضحكة مرتفعة : إن كان ثمة تشويق فسيكون في حكايتك أنتي ههههه
لين تجاهلتها ونضرة بالاتجاه الأخر
( وسنقف هنا أيضا لبعض الوقت لنتعرف على بطلتنا الثانية عن قرب ...( لين ) ... )
[[ لين فتاة بسيطة عاشت حياة أبعد ما تكون عن الترف توفي والدها عندما كانت طفلة حيث أنها لا تعرف
ملامحه عاشت مع والدتها عند قريب لأمها من جهة الأم كان لوالد أمها فضل كبير على هذا العجوز
فاستقبل الوالدة وابنتها للعيش معه أكراما لأبيها وبعد وفاة والدة لين أصبح العجوز يرى أن مسؤوليته
اتجاه الفتاة قد انتهت كانت لين تعمل في مطبخ لأحد المطاعم تلك الوظيفة البسيطة التي حصلت عليها بعد تعب
كبير عملت في البداية في غسل الأطباق وعندما لاحظ الطباخ (توماس) في ذلك المطعم سرعة لين وخفة
حركتها في غسل الأطباق أقترح على صاحب المطعم أن يعطيها مهمة تقطيع الفواكه والخضار واللحوم بدلا
من غسل الصحون ومن ثم جعلها مساعدا أولا له لسرعة بديهتها وفهمها السريع للأشياء ولكن في أيام وفاة
والدتها تغيبت عن عملها ذاك وبسبب صرامة القوانين لديهم التي لا تعير المشاعر الإنسانية أي اعتبار تم فصلها
من ذلك المطعم وبكل بساطة لتصبح بلا مال لأن عملها ذاك كان الدخل الوحيد لها لمتابعة دراستها ومصاريف
علاج والدتها التي توفيت منذ ثلاثة أشهر لم تشعر لين حينها باليأس والإحباط وبحثت بكل جهد عن
وضيفة أخرى ولكن دون جدوى ثم تذكرت توماس عندما أعطاها ورقة لعنوان ذلك القصر الذي أخبرها
أنهم يحتاجون لمربية لطفل وأنه تحدث مع شخص هناك سيعطي الوظيفة لها خصيصا وكان ذلك منذ عامين
وفور وصول توماس للمطعم واستلامه للوظيفة حيث أن لين كانت تعمل هناك قبله بعدة أشهر ولكنها لم تعر
الأمر اهتماما لأنها كانت تملك وضيفة ولا تستطيع ترك دراستها ووالدتها تحدثت لين مع توماس وأخبرها
أن الوظيفة لازالت تنتظرها فقررت الذهاب إلى هناك كحل أخير
لين فتاة قنوعة وصبورة للغاية علمتها حياتها أنه ليس بإمكانها امتلاك كل مقومات الحياة وأن الحياة ستكون
جميلة حتى لو لم تكتمل لديها تلك الأمور فكانت ترى الفقر راحة والموجودات نعمة والمفقود لا حاجة إليه
والانكسار فرصة للتعلم من جديد فكانت تعيش الحياة بكل بساطتها وكأنها تملك كل شيء ومن دون اعتراض
عيب لين أنها تتحدث بكل ما لديها عند الغضب وتقول كلمات لا تلقي لها بالا وتهدد وتتوعد وهي بلا حيلة هههه
ولكنها سرعان ما تصمت وتهدأ وتفكر بالأمر من أوجهه الأخرى فهي ليست متسرعة في الأفعال على الإطلاق
لين تشاركت مع صديقاتها في الصفات التي ذكرناها سابقا ولكنها كانت تمتلك الملامح الأجمل بينهم رغم جمال
الأخريات ولكنها أجمل , ذات عيون خضراء لوزية الشكل والشعر ألبندقي اللون بتدريجات مرتبة حتى نصف
الظهر ووجه دائري بخدود وردية ممتلئة ]]
( فما الذي ينتظر بطلتنا لين في ذلك القصر الريفي الغامض ..... تابعوا معي الإحداث الغريبة والمشوقة )

لنعد الآن لطاولة بطلاتنا من جديد
لين وكأنها تذكرت شيئا : حقا لجين أنتي لم تخبرينا عن سبب سفرك المفاجئ
لجين بهدوء حذر : إنها دورة كبيرة ومهمة في مجال الكمبيوتر وتقنية المعلومات في العاصمة ستساعدني كثيرا
في دراستي الجامعية لاحقا إنها أشبه بفصل دراسي كامل ومهم إنها فرصة ثمينة ولا يمكن لأي كان
أن يحضا بها
آنين بابتسامة ماكرة : آآآآه لجين أنتي فايروس في هذا المجال ما الحاجة لكل هذا العناء
لين بحيرة : لجين وما الحاجة لعام كامل إن كانت مجرد دورة
لجين ( لين يا إلهي لا يمكن لذكائك أن يضيع شيئاً ) وأجابت بثقة : لين لقد أخبرتك أنها أشبه بفصل دراسي
متكامل ثم إنني أفكر بالدراسة في جامعة العاصمة هناك
آنين : وما الحاجة لذلك .. الجامعة هنا هي الأشهر في البلاد من ناحية هذا التخصص
لجين : اوفففففففففف هل ستتركان الحديث عن سفراتكم الغريبة وتجادلوني على سفري من أجل الدراسة
لين بجدية : لجين هل فكرتي في الأمر من جميع جوانبه لابد أن تكوني مقتنعة
لجين أنزلت رأسها للأسفل وفي عينيها نضرة غضب قاسية وهي تحدث نفسها ( لا جوانب لهذا الأمر هوا
جانب واحد فقط سأدفع عمري للوصول إليه)
تم رفعت رأسها وقالت بلا مبالاة : آآآآه لين أنتي آخر من قد يتحدث عن التفكير في جوانب الأمور
وأضافت بنبرة تهديد : أعلمي جيدا يا لين إنني لست مقتنعة بما تقدمين عليه ولا تلومينا لاحقا بأننا لم نحذرك
لين تنهدت بأسى : لن تفهمانني أبدا
آنين بنبرة هادئة وحنونة وهي تضع يدها على كتف لين : لين ياصديقتي أقسم أننا نفهمك جيدا أم أنك نسيتي من
نكون ولكننا قلقات بشأنك....... آآآآآخ لو أنهم فقط يستقبلون مربيتين لذهبت معك دون تفكير
وقفت لجين بهدوء ووضعت جهازها المحمول في الحقيبة الأنيقة المخصصة له وقالت : عليا المغادرة لقد
أقترب وقت الظهيرة وجدي لن يتناول الغداء حتى أحضر ولن يستطيع تناول الدواء مالم يتناول الوجبة أولا
آنين بتذمر : وماذا سيفعل جدك المدلل هذا بعد سفرك
لجين بابتسامة : لن يكون عليه أنتضاري لأنه يعلم أنني غير موجودة يا أكبر مدللة في التاريخ
آنين بضيق : آآآآآآخ لماذا تنعتيني أنتي أيضا بالمدللة خالتي لا تفرق بيني وبين أبنيها في المعاملة
إنها تعاملني كشاب وبحزم
لجين بابتسامة ونبرة ساخرة : وأنا أتفق مع لين أن في ماضيك الضائع ذاك سبب لكل هذا الدلال هههه
آنين بنبرة استهزاء : لم يكن والديَ موجودان في تلك السنوات الضائعة كما سميتها فمن سيدللني برأيك
ثم أضافت بذات النبرة وهي تلوح بيدها باتجاه لجين : أذهبي هيا هيا إلى جدك الحبيب قبل أن يموت جوعاً
لجين : هههههه آنين لماذا تكرهين جدي لهذا الحد
آنين بضيق واشمئزاز : أسمعي يا لين ما تقوله هذه الحمقاء
ثم وجهت حديثها للجين : من عضم حب جدك لي لكي أحبه أم أنك نسيتي ما فعل لو كان بإمكاني لقتلته
وبقيتي بلا جدك الحبيب الحنون
لجين : ههههههههههه .... آنين أنتي حقا رائعة ...
وقالت وهي تغادر المكان وتلوح بيدها لهما : وداعا الآن يا صديقتاي
خرجت لجين من المقهى ووقفت أمام سيارتها وأخرجت جريدة من حقيبة جهازها المحمول قد صدرت منذ أيام
ونضرت للخبر المعنون في أحد الصفحات بنضرة غامضة وهي تعقد حاجبيها بغيض كان عنوان الخبر الذي
تتوسطه صورة لرجل مابين سن الخامسة والثلاثين والأربعين ( ظهور المليونير العربي [غافر سلام ] المفقود
منذ أربع سنوات بعد انتشار خبر وفاته
ثم ابتسمت بسخرية وقالت : غااااافر ... هه أسم لا يليق بك على الإطلاق كان من المفترض أن يسموك مذنب
فكلمة الغفران لا تليق بأمثالك
ضغطت لجين قبضتها على الجريدة بكل قوة وقالت بلهجة انتصار وهي تكلم الصورة أمامها وعينيها يملأها
حقد شديد : لقد حزنت كثيرا عندما علمت باحتمال موتك منذ أربعة أعوام وكرهت نفسي لأني لم أبلغ السن التي
تمكنني من الانتقام منك حينها أما الآن فلن يمسكني عنك شيء ثم رمتها في سلة المهملات الموجودة بجانب
المقهى وركبت سيرتها وغادرت

آنين تحدث لين وهما تغادران المقهى : لجين لا تبدوا لي على ما يرام هذه الأيام
لين بنبرة هادئة : وأنا أيضا لا حضت ذلك عليها يبدو أن ثمة مشكلة تواجهها أنتي تعرفينها جيدا
يا آنين إنها لا تعبر عما بداخلها بسهولة
آنين : ولكننا صديقات منذ أعوام ونتحدث عن كل ما يواجهنا وبأريحية تامة

لين بحيرة : قد يكون السبب سفرها للعاصمة أنتي تعلمي أنها بعيدة جدا عن مدينتنا ولجين لم تفترق عنها وعنا
ولا عن جدها من قبل
ثم تابعت الفتاتان طريقهما وهما يتحدثان عن سفرهما القريب
في تلك الأثناء وصلت لجين لقصر جدها وصعدت مباشرة لغرفتها ارتمت على السرير بعد أن رمت بالحقيبة
عليه ونزعت حجابها ونزلت من عينها دمعة وحيدة حارقة لتعبر بجانبها وتصل لأذنها وظهرت صورة
الماضي الأليم أمام عينيها ... ذلك الماضي الذي لم تستطع دفنه كل تلك السنوات
الماضي منذ ثلاثة عشر عاما
(( والدة لجين الملقاة على الأرض وهي تصرخ وتستنجد وأبنتها الوحيدة ترتجف في زاوية الغرفة وتبكي
السيدة أنوار باستجداء : لا ... لا أرجوك لا تقترب مني أرجوك أرأف بحالي وبابنتي ليس لديها أحد غيري
غافر يضحك بسخرية وبصوت مرتفع أجش : لا تحاولي استعطافي لن يجدي ذلك معي أنتي أحد ممتلكات
عامر وأنا لن أترك شيئا من ممتلكاته
أنوار بغيض : إذا أنت أيها الحقير أنت من سلب زوجي كل أملاكه وأنت من تسبب بقتله
غافر يتحدث من بين أسنانه وهو يمسك والدة لجين الحامل في شهرها الرابع من قدميها : نعم أنا وسأريك من
يكون هذا الحقير
أنوار تصرخ بألم : لجين أغمضي عينيك صغيرتي لا تنضري لا تنضري
لجين الطفلة ذات الأعوام الخمس تضغط على عينيها بأطراف أصابعها بشدة حتى أصبحت تشعر إنهما
سيغرقان بالداخل ودموعها تنسكب بغزارة وتأن بمرارة وهي تبكي
توقف صراخ والدتها فجئه فرفعت أصابعها بحذر ورأت والدتها ملقاة على الأرض والدماء تنزف من بين
ساقيها نضرت لغافر الجلمود القاسي الواقف أمام والدتها وهو ينضر باتجاه لجين بمكر
أنوار بصوت مرتجف مرهق وهي ترفع يدها إليه : أترك أاااابنتي .... لا تقترب منها يا غااآآآافر ....لقد دمرت
كل شيء ألا يكفيك هذا
غافر أتجه للجين وحملها من ذراعها بكل سهولة للأعلى كأنه يحمل دجاجة ميتة ساكنة فقد شل الرعب أطرافها
وقال بمكر : لا تخافي فليست هوايتي الأطفال ولكنني سأحجزها لي حتى تكبر لأنها جزء من الممتلكات أيضا
أما الآن فلا حاجة لي بها وحملها وغادر الغرفة ورما بها على أرضية الصالة
لجين التي كانت شبه مخدرة من صدمتها بما يحدث وما سمعته لم تتحرك ولم تصرخ وجهت نضرها للغرفة
ورأت والدتها تزحف باتجاه الباب وتئن بصوت متألم : أآآآبنتي .... أبنتي .... لجين أهربي هيا
لكن لجين لم تتحرك لأنها لم تستطع الحراك أخرج غافر شيئا من جيبه أسطواني الشكل يشبه القداحة غير أنه
يختلف عنها في الحجم فتح غطائه وأمسك بثوب لجين ورماه لأعلى ساقيها ثم أمسك بفخذها الأيسر من أعلى
بيده الأخرى وتبته بقوة ووضع تلك الاسطوانة عليه وضغط بكل قوته فأنطلق صوت لجين بصرخة عالية من
شدة الألم ثم انتزعه وأدخل يده في جيبه وأخرج كيسا صغيرا يحوي غبار مادة سوداء وسكبه فوق مكان الجرح
بفخذها ثم وقف وابتسم بانتصار وقال : الآن أنتي محجوزة لي وسأجدك مهما حاولتي أخفاء هويتك وتغيير
ملامحك ولن تكوني لغيري بعد هذه العلامة ثم أطلق ضحكة عالية وقال : من سيتزوجك دون أن يشك بك بعد
أن يرى هذا وأشار لفخذها بأصبعه وغادر المكان بضحكاته الكريهة التي لم تتوقف ))

الوقت الحاضر
توقف سيل الذكريات عن لجين فنهضت وجلست على سريرها بألم ثم رفعت ثوبها وتحسست أعلى فخدها من
الداخل بأطراف أصابعها حيث الوشم الأسود اللون الذي يأخذ شكل نسر يفرد جناحيه وكأنه يحلق في سماء
فخدها شديد البياض وكأنما رُسم بإتقان فنان مبدع
نزلت دموعها تنزلق فوق فخدها العاري وقالت بوجع وهي تنضر للوشم : لقد تركت لي شيئا أقوى من أن
تجعله دليلا لإيجادي إنه أقوى سبب لتحطيمي كل يوم بل كلما نضرت إليه مجبرة شيء لم يعطني الفرصة
لأتناسى ولو لبعض الوقت ومهما حاولت ... لأني لم أرد النسيان يوما ... أردت أن أتناسى فقط
سمعت لجين صوت طرقات خفيفة على باب حجرتها فقالت : من
أجابتها الخادمة أن جدها ينتظرها على طاولة الطعام وأن هاتفها مقفل لذلك أتتها بنفسها نهضت لجين بتثاقل
واستحمت بسرعة ونزلت لتتناول الغداء وتعود لأداء الصلاة لأنه أرتفع الأذان للتو
وصلت لصالة الطعام الفخمة قبلت رأس جدها وجلست بالقرب منه
الجد : مرحبا بطفلتي الصغيرة الحبيبة
لجين بابتسامة : جدي لقد بلغت الثامنة عشر وأنت لازلت تناديني بطفلتي الصغيرة
الجد بضحكة مرحة : ولكنني لم أكبر بعد لذلك أراك الطفلة الصغيرة ذاتها
لجين بمزاح : آآآآه جدي لا تبحث عن شبابك الضائع على حسابي إن كنت تنوي الزواج فأخبرني فقط
الجد : ههههههههه يالك من محتالة صغيرة ..... أخبريني ماذا قررت بشأن سفرك هل ستتركينني وحدي حقا
لجين : آه جدي لا تقلق سأعود قريبا عليا زيارة دولتي إنها بلادي وبلاد والدي لقد قضيت كل طفولتي فيها
وخال والدي أيضا يصر على زيارتي له كل ما أحتاجه بعض المال ونفوذك هناك لأنني سأدرس في
بعض الدورات المخصصة بالكمبيوتر وقد التحق بالجامعة في بلدي فكما تعلم أنا لم أعد أحمل الجنسية
تنهد الجد بقلة حيلة وقال : إذا لا أمل لي بإقناعك
هزت لجين رأسها بالنفي وهي تبتسم لجدها ابتسامة رقيقة
الجد : حسننا أنا لن أرغمك على شيء لقد بلغت السن الذي تكونين فيه حرة في اتخاذ قراراتك بالنسبة للمال فلا
يحتاج الأمر أن تخبريني تملكين بطاقة مفتوحة الحساب يمكنك أخد كل مالي إن شئتِ ونفوذي كلها في خدمتك
لجين : هههه لا لا لا جدي ما لذي سأفعله بكل مالك هل تتوقع أن أشتري مدينتنا بالكامل
قالت لجين وهي تقف عن طاولة الطعام : الحمد لله .... جدي أنا أنتضرك في الصالة الداخلية لأعطيك الدواء
الجد : أنتي لم تأكلي شيء صغيرتي لماذا وقفتي
لجين : لقد شبعت جدي ولا رغبة لي في أكل المزيد
دخلت لجين الصالة وتوجهت للطاولة بنضرة استغراب وهي ترفع الشيء الموضوع فوقها
تم التفتت لصوت الجد المتوجه إليها وابتسمت بأريحية وقالت وهي تشير بعينيها للجريدة التي في يدها
: جدي هذا العدد نزل منذ الأسبوع الماضي لماذا تحتفظ به حتى اليوم
الجد أخد الجريدة من يدها وقال وهو يقلب صفحاتها : لقد أردتك أن تري هذا
وأشار بأصبعه على الصورة في الخبر الخاص بغافر
لجين بحيرة : وماذا في الصورة يا جدي
الجد : أنظري ألا تعرفين هذا الشخص
لجين أمسكت الجريدة من جدها ونظرت بتمعن وكأنها تحاول التذكر وقالت :وكأنني رأيته من قبل
ولكني لا أذكره جيدا
الجد : هذا الرجل كان صديقا مقربا لوالدك ألا تذكرينه يا صغيرتي
لجين وهي ترفع كتفها بلا مبالاة : ربما ولكنني لا أذكره
ثم نظرت له باستفهام وقالت : جدي ... كيف علمت أنه صديق والدي وأنت لم تلتقي والدي يوما
الجد وهو يجلس ويتناول دوائه من يديها : لقد رأيته مرة واحدة في العاصمة عند خال والدك السيد راشد
بعد وفاة والدتك عندما ذهبت لأخذك للعيش معي هنا ولم نتعارف أو نتحدث حينها وخرج قبل مغادرتي
لجين : لم يعرف أنك جدي
الجد : لا لم نتبادل الأحاديث أبدا ولا يمكنه معرفة ذلك بسبب الأسماء ولكن لما تسألي
لجين : لا لا شيء سؤال خطر ببالي فقط
الجد وهوا يلف ذراعيه حول لجين ويحتضنها بحب : جولي صغيرتي الحبيبة سأشتاق لكي حقا
لجين بابتسامة حزينة وهي في أحضان جدها : جدي الحبيب لماذا لا تناديني بأسمى لجين
الجد : لا أنتي حبيبتي الصغيرة جولي
لجين بابتسامة بريئة وهي تنضر لعيني جدها : ولكنني سأسترجع أسمي الحقيقي يوما ما
الجد : ههههه حتى ذلك الوقت أنتي حفيدتي الغالية جولي
ابتسمت لجين لجدها برقة ثم أخذت الجريدة وخرجت ورمتها عند أول سلة للمهملات وقالت
: هذا هوا المكان الوحيد الذي يليق بصورتك القبيحة ... ثم توجهت لجناحها بالأعلى

(ولابد أن نقف هنا قليلا أيضا لنعطي بطلتنا الثالثة حقها في التعريف بها )
.... لجين....
[[ فتاة أقل ما يقال عنها أنها الأقوى عند الصعاب ما رأته لجين وعاشته في طفولتها صنع منها امرأة قبل أوانها
لا يخيفها شيء لأنها عاشت الخوف الحقيقي ولا يكسرها شيء لأنها ذاقت كل معاني الانكسار تراها رقيقة طيبة
وهشة من الخارج ولكنها تحمل قوة وحقد كبيرين بداخلها فتاة قليلة الكلام كثيرة التفكير سريعة الإجابة والتنفيذ
ولا تندم على شيء فعلته باقتناع حتى وإن أخسرها الكثير
لين وأنين كانتا تعتبرانها الذراع الحامي لهما منذ الطفولة فكانوا فريقا مثاليا آنين المغامرة سريعة الحركة التي
تدفع بنفسها في أي مأزق ودون تردد مادام لمصلحة نفسها أو مصلحة أحداهن لين العقل المدبر شديد الدهاء
لجين الدرع القوي الذي لا يخشى ولا يتنيه شيء وحتى في طفولتهم لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منها
أومن أحدى صديقاتها لم تعرف البكاء إلا مع ذكرياتها المؤلمة لذلك لم يرها أحد تبكي طوال السنوات الماضية
لا تعتقدوا أن غافر صنع منها إنسانة معقدة متحجرة بلا قلب بل هي أرق من النسيم ولا ترضى أن يظلم أحد
أمامها , لها الكثير من الأصدقاء ويحبها الجميع
لجين فقدت والدها وهي بعمر الخمس سنين بعد أن فقد كل ثروته ودخل العناية المركزة مصابا بأزمة قلبية اثر
الصدمة التي تلقاها ثم مات في ذات الغرفة في ظروف غامضة وفقدت والدتها بعد ذلك بثلاث أشهر بسبب
نزيف حاد أصابها إثر إجهاضها لجنينها الذي كان عمره أربعة أشهر ومؤكد أنكم تعرفون جيدا السبب وراء
وفاة والديها السبب الذي لم يعرفه أحد غير لجين وشخص أخر ستتعرفون عليه خلال سرد الأحداث فلم تخبر
لجين أحدا عما حدث في ذلك اليوم إلا هذا الشخص إذا ما استثنينا غافر طبعا لأنه سيد المشهد
لجين الأشد بياضا بين بطلاتنا الثلاثة اللاتي لا ينقصهن البياض ولكن لجين كانت الأكثر بياضا
جدة لجين من جهة والدها كانت غير عربية أيضا بالإضافة لوالدة لجين لهذا اكتسبت كل هذا البياض الخرافي
وكما تعلمن سابقا فهي تشترك مع صديقتيها ببعض الصفات ذات عينين خضراء جميلة واسعة وناعسة تجعلك
تهيم في النظر إليها وشعر بندقي اللون يصل لنهاية خاصرتها ولكنه يختلف عنهما في شكله الغريب فللجين
شعر ناعم ذو لفات غريبة جدا يتقسم لعشرات ألفات وكأنها خرجت للتو من مصفف للشعر قام بلف كل
خصلة عل حدا على الرغم من نعومته
بعد وفاة والدتها جلبها جدها أو زوج جدتها لأنه لم يكن والد أمها الحقيقي والمقيمة معه حاليا وأعطاها أسم
حفيدته جولي التي توفت في السنة التي حظرت فيها لجين
لجين لم تعرف جدها هذا إلا بعد وفاة والدتها فقد كانت تعيش في بلادها العربي مع والديها ولم يكن له أي
صلة بهم أو بوالدتها سافر بها إلى بلاده , أحتضنها وتعلق بها كثيرا فهي الآن تحمل أسمه كاملاً وكان هذا
بطلب من خال والد لجين السيد راشد الذي ذكر أسمه الجد سابقا وسنتعرف عليه من خلال الأحداث
جد لجين مسيحي الديانة وهوا مسيحي (محافظ للغاية كما يرى هوا في نفسه ) فلا دين أطهر من الإسلام
وهوا لا يشرب الخمر ولا يقيم حفلات للنساء والرجال في قصره ولا يحضرها لا يأكل لحم الخنزير لأنه
مقتنع بمضاره الصحية ومن أجل حفيدته التي يستعد لفعل كل شيء لإرضائها جعل الخدم في داخل القصر
وحتى طبيبه الخاص من النساء لتأخذ لجين كامل راحتها
كره الجد لأنين ولين سببه انه يرى أنهما السبب وراء تمسك حفيدته بالإسلام لأنه أعتقد أنها كانت طفلة عند
لقائها بهم ونست كل ما غرسه والديها في داخلها من شرائع الإسلام لقد كان ينوي إدخالها المسيحية باقتناع
هوا يترك لها حرية التصرف فيما يخص دينها لشدة حبه لها أما هي فتحاول جاهدة أقناعه بدين الإسلام ولم
تيأس طوال تلك السنين
لقد وجدت لجين مند عدة أيام ضالتها التي أعتقدت لسنوات أنها لن تحضي بالفرصة للانتقام منها
.... (غافر).... الرجل الذي ملئت لجين قلبها بالحقد اتجاهه لسنوات وكادت تجن عندما علمت قبل أربعة أعوام
ومن خلال الصحف أنه مفقود واحتمال موته كبير اليوم لجين تستعد لتنفيذ ما خططت له لسنوات والتنفيس عن
حقد ملأ قلبها اتجاهه ولم يترك متسع فيه لتكره به شخصا آخر ]]
( فما الذي ينتظر بطلت قصتنا لجين من مفاجآت وأحداث وكيف ستنفد كل مخططاتها للانتقام من غافر )

بعد أن تعرفتم على بطلات روايتي عن قرب فتعالوا نعش معهم الأحداث والمفاجئات
التي تنتظرهم لحظة بلحظة




فصول الرواية ستكون طويلة بسبب الفترات الزمنية المتباعدة لنظرا للظروف المحيطة

أتمنى أن تكون نالت إعجابكم



نانَمي 17-08-14 07:31 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
انها اكثر من رائعة جمييييلة جدا وانا بانتظار فصول القصة على أحر من الجمر :55:

برد المشاعر 17-08-14 11:40 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
شكرا لك نانمي ئعردك هوا الرائع

أنصحك بالمتابعة معي فالتشويق لم يبدأبعد

أتمنى رؤية ردودك دائما

برد المشاعر 17-08-14 11:48 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
الجزء الثاني

في صباح اليوم التالي

لجين : ما بك يا لين لماذا كل هذا الركض يبدوا أن آنين أصابتك بعدواها ما الذي حدث ولماذا أخرجتني في هذا

الوقت الباكر

لين بأنفاس متقطعة من التعب : آآآآآآنين ....آنين يا لجين

لجين بصدمة وهي تمسك كتفي لين وتهزها بقوة : ما بها آنين أخبريني هيا هل أصابها مكروه

لين وهي تخلص نفسها من يدي لجين : آه لجين أنتي تؤلمينني توقفي لقد أسقطتي أحشائي

لجين بنفاد صبر : أخبريني ما بها أنين يا لين

لين بصراخ وهي تضرب بقدمها الأرض : الغبية تلك الغبية آنين لقد سافرت منذ الفجر ولم تودعنا تبا لها تبا

لجين بدهشة : لقد .... أااخبرتني أنها ستسافر نهاية الأسبوع

لين تمسح دموعها التي غلبتها بكف يدها : حمقاء لم تودعنا كم سأفتقدها يا لجين

لجين تمسح دمعة واحدة خانتها وفاءً لصديقتها : تلك المحتالة لقد هربت من وداعنا يا لها من محتالة

لين ارتمت في حضن لجين وبدأت بالبكاء ولجين تمسح على رأسها مواسية لها

لجين : توقفي عن البكاء يا لين ستبكينني معك ونصبح فرجة للمارة لقد سافرت ولم تمت

لين ابتعدت عن حضن لجين وقالت بصوت باكي وهي تمسح دموعا : سأشتاق لها لم أتصور يوما أن أفارقها

ولا أتمكن من وداعها ولا مراسلتها

لجين بحزن : وأنا أيضا سأشتاق لتلك المشاكسة الصغيرة ولكننا سنجتمع يوما كوني أكيدة يا لين

لين أخرجت ورقة مطوية من جيبها وقالت : لقد تركت تلك المحتالة الهاربة هذه الرسالة

لجين أمسكت الورقة وقالت بتساؤل : ماذا يوجد فيها هل قرأتها

لين هزت رأسها بالنفي دون كلام

فتحتها لجين وبدأت بقراتها :

لين و لجين صديقتاي الحبيبتان

أعذراني لأني لم أودعكما وداعي لكما شيء أكبر من أن يحتمله قلبي

سأذكركما دائما وسأشتاق لكما في كل وقت يعز على قلبي أننا لن نتواصل مع بعضنا طوال

العام القادم ولكني لن أخل باتفاقنا أبدا لقد تركت شريحة هاتفي القديمة بمنزل خالتي

واشتريت أخرى جديدة لكي لا أضعف وأتصل بكما اعتنيا بنفسيكما جيدا من أجلي

لقد أخذت صورتنا المشتركة معي أفعلا الأمر ذاته لكي

نكون بجانب بعضنا دائما أحبكما وداعا

نزلت دموع لجين التي كانت المرة الأولى التي تراها فيها لين مسحتها وطوت الورقة وقالت بحزن : سأحتفظ

بهذه الرسالة يا لين إن لم تمانعي .... أخبريني من أعطاك إياها

لين من بين شهقاتها : لا ... لا أمانع بإمكانك أخدها ... لقد أعطتني إياها خالتها عندما ذهبت للسؤال عنها لأنني

كنت أتصل بها وهاتفها مقفل قالت لي أنها سافرت فجرا بصحبة زوج خالتها

حضنت لجين لين من كتفها وقالت : تمني لها السعادة وأدعي الله دائما أن يحفظها تعالي معي لنتسكع قليلا

بالسيارة وحاذري أن تهربي أنتي أيضا دون وداعي

لين بابتسامة حزينة : لا لن أهرب بالطبع لأنك أنتي من ستقلينني بسيارتك لمحطة القطارات أم أنك نسيتي

لجين بابتسامة مازحة : أذا لا فرصة لكي للهرب يا لين ( أعذراني يا صديقتاي لن أسامح نفسي ما حييت إن

تعرضت إحداكن للخطر بسببي علي أن أحميكما من ماضيا البائس حتى أتخلص منه )

وركبا سيارة لجين وغادرا



آنـــــين

في تلك البلاد البعيدة وأمام ذلك القصر بارتفاعه شاهق تقف آنين بعد أن عادت لوطنها من جديد رافعة بصرها

للأعلى مندهشة من هذا الارتفاع المخيف تم نظرت للباب بتردد وتقدمت بخطوات بطيئة

وخلف ذلك القصر وفي ذات الوقت قدمان بحداء جلدي أسود تقيل وطويل لمنتصف الساق ومعطف أسود اللون

يصل لحافة الحداء السفلة وأغصان أشجار يابسة تتكسر تحت وطأة تلك الخطوات الثقيلة السريعة وصوت

جهوري غاضب يتمتم : ما الذي تريدون فعله بي لقد حرمتموني منها كل هذه السنوات أبعدتموها أخفيتموها عني

لتعيدوها الآن , وبكل بساطة تريدوا أن تطردوني من أفكارها وذكرياتها سحقا لكم سترون ما بإمكاني فعله

وركض مسرعا واختفى خلف ظلام نهاية القصر الضخم

دخلت أنين القصر بتردد ووقفت في بداية ردهته الكبيرة وقالت باندهاش : شكل هذا القصر من الخارج لا يوحي

بهذا الرقي الحديث من الداخل

وأضافت وهي تجول ببصرها في الأنحاء : يبدوا أنهم يجددونه حديثا لقد رأيت عمالا كثيرين بالخارج ثم وقف

بصرها على درج حلزوني ضخم كان يضم جميع أروقة القصر وكان خالي من الدرجات تماما كان أملسا وقد ثم

تغطيته ببساط سميك لتصعده مباشرة دون صعود أي درجة

ابتسمت بمكر وقالت : رائع هذا الدرج الجميل سيجعل الركض أثناء الصعود والنزول منه أكثر متعة

ثم اختفت ابتسامتها فجأة عندما رأت ممرا مظلما خلف ذلك الدرج شعرت بشيء غريب بداخلها يشدها إليه

وكأنها تريد الركض إلى هناك

.... : مرحبا بك أيتها الجميلة

كان هذا الصوت الذي أخرج آنين من أفكارها نظرت باتجاه صاحب الصوت وكان شابا طويلا ونحيلا بعض

الشيء يرتدي ملابس راقية جدا وأنيقة يبدوا على ملامحه المرح ويبدوا أنه لا يكبرها بكثير وكان ينظر إليها

بابتسامة عفوية

ابتسمت آنين ومدت يدها للمصافحة وقالت : مرحبا أنا آنين

صافحها متبسما وقال : حقا أنت آنين ... علمنا أنك ستأتي في نهاية الأسبوع مرحبا بك في بيتك

أنا هوا أبن عمتك الوسم زياد

ضحكت أنين من كلماته ثم سمعت صوت امرأة يأتي من خف الشاب وهي تقول : زياد أيها المخادع لقد قلت لي

أنك ستذهب للمطبخ الداخلي وتعود وأنت كنت تخطط للهرب مني كعادتك

زياد يحك رأسه بإحراج : آآآآه أمي أنت دائما تتعمدين إحراجي لقد كنت في المطبخ بالفعل ولم أفارقك إلا من

دقائق معدودة تعالي أنضري من لدينا هنا وابتعد من أمام أنين لأنه كان يقف بينهما مباشرة

نظرت العمة قليلا لأنين في صمت ثم فتحت ذراعيها وقالت بحب : آنين بنيتي الحبيبة هيا تعالي إلي

آنين وقفت مندهشة ( كيف علمت عمتي أنني آنين هي لم تراني سابقا على حد علمي ) ثم اقتربت منها ببطء

فحضنتها الأخرى بقوة وهي تلقي بعبارات الترحيب

آنين : عمتي كيف غرفتي من أكون

العمة : لقد أرسلت لي خالتك صور لكي منذ أسبوعين

آنين في حيرة : غريب خالتي لم تخبرني بالأمر

قالت العمة بمرح وهي تسحب آنين من يدها لمنتصف مجلس القصر : هيا تفضلي يا بنيتي لما تقفي عند الباب

آنين : أرغب في رؤية جدي والبقية أين هم

زياد وهو يضع يديه خلف ظهره : ياسر سافر خارج البلاد منذ أسبوع وسيأتي في غضون أيام أما شاكر فقد

غادر منذ الصباح إلى الشركة كعادته وقد يصل في أي وقت أما جدي ففي غرفته طبعا

سمعوا حينها صوت إطارات سيارة تتوقف في الخارج وما هي إلا لحظات حتى دخل شاب يقارب الثلاثين

من العمر دو ملامح تندمج بين الوسامة والجدية كان يتحدث عبر هاتفه المحمل بغضب ويحرك يده دليل الاستياء

مر بجانبهم دون أن ينضر إليهم أو ينتبه للشخص الغريب الواقف معهم توجه إلى غرفة بباب ضخم يصل إلى

قرابة ثلثي الجدار ارتفاعا دفعه بيد واحدة ودخل مسرعا وكان يبدوا أنه مكتبه الخاص

قال زياد بمرح : لا تستغربي يا آنين ستري هذا المشهد كثيرا ثم أشر بأصبعه على تلك الحجرة وقال : ذاك

الغاضب هو أبن عمك شاكر

العمة تضرب زياد بخفة وهي تقول : أسكت أيها المغفل شاكر أستلم جميع ممتلكات العائلة وأفنى عمره للحفاظ

عليها من الطبيعي أن يكون غاضبا وهوا يواجه كل تلك المشكلات ماذا تفعل أنت سوى الضحك والتهريج

أو التسكع

زياد بامتعاض : أمي لماذا تقولين عني هذا الكلام أنضري ستضيعين هذه العروس من يدي وأشر بلسانه لأنين

آنين بمرح ممزوج بالخجل : لا لن أتزوج شابا فاشلا بالتأكيد هههه

العمة : وأنا لن أزوجها لك حتى تمشي بواسطة إذنيك

زيا د : أأمي وكأنني لست أبنك الوحيد

الجميع : هههههه

خرج حينها شاكر متوجها للخارج وهوا ينهي مكالمته ويمسك بيده بعض الأوراق ولم ينتبه لأحد مثل دخوله

ويسير بسرعة متوجها لباب القصر

زياد : هيه شاكر

وقف شاكر فجأة والتفت ناحيتهم نضر لأنين نضرة مطولة وكأنه يجمع معلومات في عقله حول شكل الفتاة الماثلة

أمامه تم أقترب منهم بخطوات واسعة

زياد : شاكر هذه أنين لقد وصلت للتو

مدت أنين يدها لمصافحته وقالت بابتسامة : مرحبا شاكر

ابتسم شاكر وصافحها قائلا : مرحبا أنين لقد سعدنا بخبر قدومك تصرفي في قصرك بكل راحة وأخبريني إن

إحتجتي أي شيء

أنين بابتسامة رقيقة : شكرا لك شاكر

ثم أعتذر من الجميع ليعود لعمله وغادر القصر

أنين : عمتي هل لي أن أقابل جدي

العمة : بالطبع حبيبتي غرفة جدك هناك ( وأشارت بأصبعها وتابعت ) إنها في نهاية ذلك الممر

أنين : شكرا لك عمتي .... أغدراني سأذهب لرؤيته قليلا

توجهت آنين للممر وعبرته ببطء وتوتر كبيرين ثم وقفت عند نهاية الممر حيث كانت غرفة جدها وهي تحدق

بالجدار الذي يسد نهاية ذلك الممر وحدثت نفسها بحيرة : هذا الجدار يبدوا وكأنه ليس بمكانه الصحيح

لمست أنين الجدار بيدها وكأنها تحاول دفعه أو تحريكه وتابعت :لابد أن ذلك الممر المظلم في الجانب الآخر

ينتهي هنا يبدوا أنهم بنو هذا الجدار حديثا

ثم استغربت أنين من نفسها أن تنجذب لكل هذه الأشياء وكيف أن عمتها وشاكر كانا يدققان كثيرا في ملامحها قبل

أن يتعرفوا إليها وكأنهم يعرفونها مسبقا

تنهدت آنين بضيق وقالت : يبدوا أن عقلي أصبح يخلط جميع الأمور ليهرب من الواقع

ثم طرقت باب غرفة جدها بخفة وفتحته ودخلت

أول شيء وقع عليه عيني آنين فتاة تقف عند سرير الجد ولم تتبين وجه جدها من خلفها

أنين بابتسامة رقيقة : لابد وأنك الممرضة الخاصة بجدي

الممرضة بابتسامة مماثلة وهي تفسح المجال أمام أنين لجدها : ولابد وأنك الآنسة آنين

حينها وقع نظر أنين على جدها القابع فوق سريره بلا حراك وهوا يوجه رأسه إليها بابتسامة وفي عينيه

بريق غريب

ركضت أنين مسرعة باتجاه جدها وهي تشعر بكم هائل من اللهفة والاشتياق إليه وكأنها تعرفه منذ قرون

ارتمت في حضن جدها وقالت من بين دموعها: جدي اشتقت لأن أراك كثيرا يا جدي

ثم جلست بجانبه على السرير وقالت وهي تمسح دموع جدها من على خديه بيدها : لقد تخيلتك أكبر سننا تبدوا

صغيرا ووسيما جدا ثم احتضنته بقوة وقالت : أنت حقا وسيم ... أجمل وأصغر مما توقعتك بكثير

ولم يكن الجد يرد على كلام آنين بسبب مرضه كما تعلمون إلا بابتسامة رقيقة وعينان تترقرق بالدموع

استوت آنين في جلستها مرة أخرى ومسحت على شعر جدها وقالت بحب : سوف أحظر كل يوم للاطمئنان

عيك والتحدث معك حتى وإن كان ليس بإمكانك التحدث معي يكفيني سماعك لي

ثم نظرت أنين للممرضة وسألتها : ألا تستخدمون طريقة للتواصل معه

الممرضة هزت رأسها بالنفي وقالت : لا آنستي إنه على حاله هذا كما ترين

آنين : نضرت لجسد جدها نضرة تفحصيه شاملة ثم نضرت للممرضة وقالت : هل بإمكانه تحريك أصابعه

الممرضة بابتسامة : نعم بعض الشيء

وضعت أنين أصابع يدها في يد جدها وقالت : جدي هل بإمكانك شد أصابعي ولو قليلا هيا جرب

شد الجد على أصابع آنين بضغطة خفيفة وابتسم لها

أنين بسرور غامر :راااااااائع جدي لقد وجدت طريقتا للتواصل معك قم بالضغط على يدي عندما تريد

الإجابة بنعم ولا تضغط عليها عند الإجابة بلا حسننا جدي

ضغط الجد على يد أنين كرد بحسننا

احتضنته أنين بحب ثم جلست وقالت : هل توافق على حضوري إليك كل يوم لأتبادل معك الحديث

ضغط الجد على أصابعها كإشارة لموافق

كانت الممرضة تراقب الوضع بدهشة تم تحولت دهشتها لابتسامة تفاؤل وسعادة

قبلت أنين رأس جدها واستأذنت وغادرت

قابلت أنين أحدى الخادمات التي أوصلتها لجناحها في الأعلى وأخبرتها أنهم حملوا حقائبها إلى هناك

دخلت أنين الجناح وقالت بدهشة : يا إلهي هذا ليس جناح إنه شقة كاملة أيتوقعون مني أن أنام وحدي هنا

بالتأكيد سوف أجن قبل الصباح

نزلت أنين للأسفل دون أن ترتب حقائبها وتوجهت لعمتها عند غرفة الجلوس ونادت بصوت خافت : عمتي

العمة : نعم حبيبتي هل من مشكلة

أنين بتردد : آآآآآآآآ .. إمممم أردت أن اسأل هل كل ذلك الجناح في الأعلى لي وحدي

العمة : أجل صغيرتي لكلن جناحه الخاص هنا

آنين : ولكن ......

العمة : لكن ماذا صغيرتي إن لم يعجبك فيمكنك استبداله

آنين : لا لا لا لا أنا فقط كنت أريد أن أقول أنه ليس بإمكاني النوم وحدي هناك

وكأنني أنام ببيت لمفردي أنا لم أعتد على ذلك منزل خالتي كان كبيرا ولكننا كنا نقتني غرف متقاربة

الأجنحة هنا كبيرة ومتباعدة جدا يستحيل أن أنام هناك

العمة : ولكن القصر كله مكون من أجنحة وكلها بنفس الحجم لا غرفة هنا سوى غرفة جدك

التي كانت في الأساس غرفة مكتب

آنين : وما الحل إذا

العمة : لا أعلم بنيتي بإمكانك التحدث مع شاكر عن الأمر سيجد لك حلا بالتأكيد

آنين ( آآآآه ليس شاكر سيسخر مني بالتأكيد لقد سعدت عندما لم أجد زياد هنا معك )

ثم قالت بيأس : حسننا لا حل لي غيره .... أين يمكنني إيجاده

العمة : شاكر لم يعد مند غادر سيكون هنا عند وقت الغداء

آنين : شكرا عمتي سأصعد لبيتي الآن

العمة : هههه انتبهي أن تصدمك سيارة في الطريق

آنين : هههههه لا تقلقي عمتي سأنتبه للإشارات

صعدت آنين للأعلى وابتسمت العمة بسرور وقالت : لم تتغيري يا أنين هي أنت كما كنتي قبل ثمانية أعوام

استحمت أنين وغيرت ملابسها ارتدت فستاننا أنيقا فأنين تحب ارتداء الفساتين عن باقي الثياب منذ طفولتها

مشطت شعرها الحريري وتركته منسدلا على ظهرها كالعادة ثم قفزت على السرير الواسع المريح بأغطيته

الحريرية وسافرت في نوم عميق من شدة التعب ودون أن تشعر

استيقظت آنين على صوت جرس يأتي من مكان ما في الغرفة لا تعلمه جلست بتعب بسبب نومتها الغريبة تجول

ببصرها بحثا عن مصدر الصوت وبلا جدوى تكاسلت قليلا ثم قالت : لا بد وأنهم يستخدمون هذا الجرس لمواعيد

الطعام تسمرت عينا أنين من الصدمة وهي تغادر السرير عندما رأت زهرة مقصوصة الطرف بعناية ومقلمة

الأشواك زهرة جميلة لم ترى أنين هذا النوع من الأزهار سابقا ... تنام في سلام على وسادتها

أمسكتها بحيرة ثم نظرت لباب الغرفة ثم لباب الشرفة الواسعة عند نهاية غرفتها

( باب الغرفة أوصدته بنفسي وأغلقته بالمفتاح أنا متأكدة والشرفة بابها موصد من الداخل

من أين جاءت هذه الزهرة ومن أحضرها )

وقفت أنين وتأكدت من باب الغرفة ثم وضعت الزهرة على الطاولة توضأت وصلت الظهر وغادرت

الجناح للأسفل

بعد الغداء توجهت أنين لغرفة المكتب الخاصة بشاكر طرقت الباب بخفة وانتظرت أمامه

شاكر باستغراب ( من صاحب هذه الطرقة الخفيفة الخدم لا يدخلون هنا عمتي طرقتها أعلى ومتتالية ) : تفضل

دفعت أنين الباب ببطء ودخلت : شاكر أنا آسفة على الإزعاج ولكني .......

شاكر : تحدثي أنين لما أنتي مترددة هل ثمة مشكلة تواجهك هنا

آنين بخجل : نعم إنه الجناح المخصص لي هوا كبير للغاية أنا غير معتادة على النوم في مكان كبير كهذا

ثم أشرت له بأصبعها السبابة في تهديد وقالت : إياك أن تضحك أو تسخر مني أجل أنا خائفة من النوم هناك

ابتسم شاكر قائلا : حسننا أنين أنا أتفهمك الأجنحة كبيرة هنا بالفعل .... ماذا تريدين أنا في الخدمة

أنين بارتياح كبير : غرفة .... أريد غرفة بحمام وغرفة ملابس فقط هذا يكفي

شاكر : حسننا سنفتح باب غرفة نومك على الممر المؤدي لجناحك لأن جدار الغرفة مشترك معه

ولكن غرفتك ستصبح مزدحمة بالأبواب

آنين : لا بأس المهم أن يكون الممر قريبا مني

شاكر : هههه ولماذا

آنين وهي تأشر بأصبعها بحركة نصف دائرية في الهواء متبسمة : لكي أهرب إليه ومن ثم للأسفل بسرعة

عند أي خطر

شاكر بضحكة خفيفة : ولكن لا مخاطر في القصر كوني مطمئنة

آنين تهز رأسها بالنفي : لا ... يجب على عقلي أن يطمئن لكي ينام

شاكر : حاضر كما تريدين يا آنين سأطلب من العمال أن يباشروا العمل على الفور أطلبي من الخادمات

أن يخرجوا أغراضك من الغرفة

آنين بابتسامة شكر : حسننا .... شكرا جزيلا لك

وعند وصولها للباب مغادرة تذكرت شيئا فالتفتت فجأة كان شاكر يبحث عن أحد الكتب في رفوف المكتبة الدائرية

المحيط بمكتبه الدائري الشكل قالت بهدوء : ومتى سينتهون

شاكر : غدا صباحا لأنه عليهم إحضار باب جديد

أنين تحدث نفسها وهي تغادر( إذا سأنام عند عمتي الليلة )

صعدت أنين لجناحها لأنها لا تريد أن تعبت الخادمات بأغراضها

وتفاجأت عند دخولها أن الزهرة التي كانت على الطاولة قد اختفت

آنين بدهشة : ما هذا الجنون هل أنا أتخيل أم ماذا

نظرت ليدها وقالت : لقد أمسكتها بيدي لقد كانت هنا إنها حقيقة وليست خيال

ثم هزت كتفها بلا مبالاة وقالت : يبدوا أن صاحب الزهرة غير رأيه في أعطائها لي

ثم قامت بترتيب أغراضها ونزلت لاستدعاء الخادمة لإخراجهم

آنين : عمتي سأنام عندك الليلة هل تمانعي

العمة : على الرحب والسعة حبيبتي بالتأكيد لا أمانع ولكن لماذا هل من خطب ما

آنين : لا ... لقد تحدثت مع شاكر وسيقوم العمال بفتح باب لغرفتي على الممر وسينتهي

العمل غدا صباحا

العمة : إذا ستكون الليلة من أجمل ليالي عمري هل ستنامين معي على سريري

آنين : أنا أتقلب كثيرا قبل أن أنام قد يزعجك ذلك سأنام بإحدى غرف جناحك

ولكن لا تخبري أحد أنني سأنام عندك سوف يسخروا مني بالتأكيد

العمة : كما تحبين حبيبتي تعالي عندما ينام الجميع حسننا

آنين وهي تحتضن عمتها بحب : شكرا لكي عمتي أنتي رائعة فعلا

في صباح اليوم التالي : استفاقت أنين وهي تشعر بالراحة بعد نومها طوال الليل لتجد زهرة أخرى

تشبه السابقة تماما تنام عند وسادتها

قفزت أنين واقفة من الصدمة وقالت : هل هذه الزهرة تسير على قدمين أم ماذا

ثم أمسكتها بخوف ( هذه تبدوا غير السابقة لازال القطع في غصنها أخضر ومكان الأشواك

المنزوعة بعناية كذلك لا أحد يعلم بنومي هنا غير عمتي هل تكون هي من أحضرتها

ولكن لا لا لا ... لو كانت عمتي لكانت أعطتني إياها مباشرة لما ستفعل هذا )

استحمت أنين وارتدت فستانا وردي اللون يصل لمنتصف الساق ومشجر باللون الأخضر عند الأطراف

وذو كمين كاملين يصلان حد الأصابع يضغطان على كامل يديها سرحت شعرها وحملت الزهرة

وخرجت تبحث عن عمتها ولكنها لم تجدها

خرجت إلى حديقة القصر وبدأت بالبحث عن شبيهاتها في الحديقة كانت عيناها تبحثان بتمعن في الأزهار

ولم تنتبه لنفسها حتى شعرت أنها ستصطدم بشيء ما ... رفعت رأسها لتجد أنها أمام العجوز المسئول

عن تقليم أشجار الحديقة

آنين بخجل : أنا آسفة يا عم أعذرني لم أنتبه لوجودك

العم : لا بأس آنستي نادني صابر العم صابر ... يبدوا أنك تبحثين عن شيء ما

أنين وهي تمد له الزهرة : أبحث عن شبيهة لهذه الزهرة هنا

أمسكها وفي عينيه نضرة استغراب : لا وجود لهذا النوع في حديقة القصر

آنين : هل أنت متأكد يا عم

العم صابر : أجل متأكد آنا أعمل هنا منذ أعوام وأعرف كل شجرة وكل زهرة في الحديقة وفي أرض القصر كلها

ثم قلب الزهرة أمام عينيه وقال في حيرة وهدوء : كما أن هذا النوع من الأزهار النادرة لا تغرس في الحدائق

آنين : لماذا

العم صابر : هذه الزهرة يطلق عليها أسم فراشة النور هوا ليس أسمها الحقيقي ولكنها تعرف بهذا الاسم

عند الجميع وهي زهرة نادرة جدا سميت بهذا الاسم لأنه يشترط عند غرسها أن تكون معرضة للنور تماما

ودون حاجز يحجز الهواء عن السطح العلوي للزهرة وأوراق شجرتها لكي تنموا وتزهر وتكبر

وبعيدا عن أشعة الشمس في ذات الوقت

آنين باستغراب ( فراشة النور ... أعرف هذا الاسم ولكنني لا أذكر كيف و أين سمعته .... )

: وكيف يتم غرسها إذا

العم : يغرسونها في حدائق ترتفع جدرانها لارتفاعات كبيرة جدا ومساحة أرض واسعة

من أجل الجذور وتربة مخصبة بسماد معين

آنين : أنا لم أرى هذه الزهرة سابقا حتى في محلات بيع الزهور

العم : بالتأكيد هذه الأزهار ونضرا لندرتها وسرعة ذبولها فإنها تكون باهظة الثمن لذلك لن تريها

إلا في المعارض الكبيرة والخاصة بالزهور

ثم نظر للقطع في ساق الزهرة وقال : يبدوا أنها قطفت حديثا منذ ساعات قليلة جدا من أين لك بهذه الزهرة

أنا لم أراها هنا سابقا طوال سنين عملي في هذا المكان

آنين : أحدهم وضعها لا أعلم من يكون ... هل تكون هذه الزهرة هنا في مكان ما من القصر

العم : أو مكان قريب جدا منه إنها حديثة القطف

آنين : حسننا هل يبقى هذا الأمر سرا بيننا

العم صابر : بالتأكيد آنستي كوني مطمئنة

(( ملاحظة :لا تبحثوا عن هذه الزهرة لأنها من نسج الخيال ))

مشت آنين في الحديقة عائدة إلى القصر وفي رأسها ملايين الأسئلة

( ترى من جلب هذه الزهرة ... زهرة اليوم غير زهرة الأمس وبالأمس اختفت فجأة

لا أحد يعلم أين كنت سأنام البارحة والغرفة مقفلة بإحكام كيف لم أشعر بها تفتح )

ثم نظرت آنين للزهرة بحيرة ( فراشة النور أعرف هذا الاسم أجل أعرفه ... من أحضرك لي

من كلف نفسه عناء ثمنك أجيبيني أرجوك ..... يا إلهي أكاد أجن ويريدون مني أن أنام

في ذلك الجناح الواسع لوحدي .... سأترك هذه الزهرة هنا لكي لا أقع فريسة أسئلة لن أعرف لها إجابات )

وضعت أنين الزهرة فوق سياج أحد ممرات الحديقة بلطف ثم غادرت مسرعة باتجاه القصر.

يد بقفاز أسود جلدي يغطي نصف طول الأصابع فقط , أمسكت بالزهرة الموضوعة فوق السياج وحملتها

ولا شيء يسمع بعدها إلا صوت الأغصان تتكسر تحت تلك الخطوات

دخلت أنين القصر ووجدت عمتها تسأل الخادمة عنها

آنين : عمتي ها أنا هنا ... صباح الخير

العمة : صباح الخير صغيرتي أين خرجتي في هذا الصباح الباكر ولم تتناولي إفطارك بعد

آنين وهي تحتضن كتف عمتها بذراعها : لقد خرجت لتلك الحديقة الجميلة الصباح رائع بين الأزهار

العمة : هيا تعالي تناولي إفطارك معي

آنين : سأرى جدي أولا فأنا لا أحتاج إلا لفنجان قهوة عند الصباح

دخلت آنين غرفة جدها بهدوء فأستقبلها الجد بابتسامة رقيقة اتجهت إليه واحتضنته بحب : صباح الخير

أيها الوسيم لقد اشتقت إليك جدا

ثم نظرت للممرضة الجالسة على كرسي يبعد عنهم بمسافة قصيرة وتمسك بيدها

كتاب تقلب صفحاته وقالت : صباح الخير آنسة ...... آه اعذريني فأنا لم أسألك عن أسمك بالأمس

الممرضة بابتسامة : صباح النور ..... أسمي هوا أشواق

آنين : جيد ستكونين أحد المرشحات لتكون زوجة لجدي الوسيم هذا .... لقد أحببتك يا أشواق

أشواق : هههههه حقا هل ستزوجين جدك يا آنسة أنين وتضعينني ضمن المرشحات أيضا

آنين وهي تحتضن جدها : بالطبع ما إن يشفى جدي فسأزوجه من امرأة جميلة سنقيم حفلا

تحضره الأميرات الجميلات فقط لنختار أحداهن

أشواق بضحكة رقيقة : إذا ستزوجين جدك بالسند ريلا يا آنسة آنين

آنين : بالتأكيد لن يتزوج جدي إلا بأميرة الحفل هل توافق أن أختار لك عروسا يا جدي

ضغط الجد على يد أنين علامة موافقة فضحكت أنين بمرح وقالت : جدي ستكون الزوج الأكثر وسامة

على مر التاريخ

ثم تحدث أنين لجدها عن أشياء كثيرة عن دراستها عن صديقاتها لين ولجين وأخبرته الكثير عنهم

وعن مواقف عديدة حصلت لهم معا وقبلت رأسه وودعته وخرجت قائلة : وداعا يا أشواق أعتني بجدي

جيدا وإلا ستفقدين الفرصة للزواج به

وتوجهت بعدها لعمتها لكي يشربا القهوة بعد أن مضى وقت وجبة الإفطار

في الغداء كان الجميع يجلس على طاولة الطعام العمة وشاكر وزياد و آنين يأكلون جميعا في صمت

وضعت آنين ملعقتها وقالت : هل يتناول جدي الطعام دائما بمفرده

العمة : أجل صغيرتي فلا يمكنه المجيء هنا

آنين : ولما لا نذهب نحن له هناك

زياد رمى ملعقته وامسك فمه وهوا يضحك : هههههه آنين كيف سندخل طاولة الطعام هذه كلها إلى هناك

ثم أن جدي لا يستطيع الجلوس والاستناد إلا على ظهر السرير

آنين ردت باستياء : هيه ما الذي يضحكك أيها المتعجرف جدي يقضي جل يومه وحيدا

جميعكم تلقون عليه التحية لثواني معدودة ثم تغادرون إنه يعاني الوحدة ألا تشعرون به

إذا أسمحوا لي أن أتناول أنا معه الطعام وسأطعمه بنفسي ولن نحتاج لطاولتكم هذه

نظرا كليهما لشاكر وكأنهما ينتظران القرار الذي سيصدر منه

آنين ( يبدوا أن كل القرارات هنا متعلقة بموافقة شاكر ) : شاكر هل تسمح لي بذلك

شاكر وهوا ينظر لصحنه : علينا أخد الموافقة من طبيبه أولا

آنين باستياء : ماذا.... ولكنني سأطمعه بنفسي وأتناول طعامي معه أنا لن أعطيه دواء جديدا لتستشير الطبيب

شاكر بلهجة قاسية بعض الشيء : آنين أنتي تأخذين موافقتي أم تبلغيني بالأمر فقط

أنين بحزن : ولكن ماذا في ذلك هوا يتناول الطعام على أية حال

شاكر بنبرة جعلها هادئة قدر الإمكان : أنين أنت تعلمين أن مرض جدي نفسي لذلك علينا أن نراعي

كل الأمور التي قد تؤثر في نفسيته سلبا أو إيجابا الطبيب سيزوره في الغد وأعدك أن أتحدث معه في الأمر

آنين بهدوء وحزن : حسننا كما تشاء .... ووقفت مغادرة

العمة : آنين أنتي لم تأكلي شيء ولم تتناولي إفطارك أيضا

آنين وهي تغادر : شكرا لاهتمامك عمتي أنا لا أولي الطعام أي أهمية والقليل يكفيني .... عمتم مساء

خرجت أنين مستاءة من الجميع ومقتنعة أيضا بكلام شاكر تسير ورأسها للأسفل

..... : مرحبا لابد وانك أنين

رفعت أنين رأسها والتقت عيناها بعيني شاب يشبه شاكر في بعض ملامحه كان وسيما ودو جسد رياضي متناسق

ابتسمت أنين بمجاملة : نعم من أنت

مد يده مصافحا وقال : أنا أبن عمك ياسر سررت بلقائك

أنين صافحته قائلة : وأنا أيضا ..... حمدا لله على السلامة

خرج زياد حينها قائلا : مرحبا بالحاضر الغائب ضننا أنك لن تعود

التفتا إليه كلاهما ثم صافحه ياسر وغادر دون أي كلمة

أقترب زياد من آنين وهمس : إنه لا يتحدث أكثر من خمس كلمات أو أقل

أنين بصدمة وعيناها على أتساعهما : خمس كلمات لماذا هل يشتري الحروف

زياد: هههههه لا بالطبع ولكنه هكذا دائما لقد توقف في السنوات الماضية عن الحديث نهائيا ثم عاد ليتحدث بشح

إننا نتسول منه الكلمات تسولا

آنين : ولما توقف عن الكلام هل هو مريض

زياد بحيرة وهوا يمسح ذقنه : لا ... ولكنني أذكر أنه كان كالبلبل عندما كنت صغيرا ثم صمت

صمتا نهائيا فجأة رافضا الحديث وبعد وفاة والده ووالدي أصبح يتحدث بالمفيد فقط وبإيجاز

آنين : غريب حقا ...... وهل هوا شقيق شاكر

زياد : نعم هوا شقيقه الأكبر

آنين : أليس غريبا أن يتولى شاكر مسئولية أملاك العائلة وياسر هو الأكبر

زياد وهوا يتجه لباب القصر مغادرا : ياسر يتولى جميع الأمور التي تحتاج للسفر لذلك هوا غير موجود

دائما ... أنا ارأف لحال خطيبته المسكينة

.... : آنين

التفتت أنين لمصدر الصوت

شاكر : غرفتك أصبحت جاهزة يمكنك الانتقال إليها متى شئتي

آنين : حسننا .... شكرا

ثم صعدت للأعلى لترى الغرفة وطلبت من أحدى الخادمات نقل أغراضها إليها

وبعد مرور بضعة أيام كانت آنين في غرفتها ارتدت ملابس النوم ثم استلقت على السرير لتأخذ قيلولة صغيرة

أغمضت عينيها قليلا بعد أن تقلبت لعشرات المرات وبعد وقت قصير شعرت بهواء قوي

كان اتجاهه من ناحية الشرفة كانت عينا آنين مغمضتين رفضت فتحهما وكأنها تخاف من مواجهة

الحقيقة وبدأت بتحليل الأمر مغمضة العينين

( اتجاه الهواء من الخارج من جهة الشرفة والشرفة موصدة بأحكام )

لم تجد حلا إلا فتح عينيها وفور فتحهما قفزت أنين جالسة على السرير كان باب الشرفة الزجاجي

مفتوحا على مصراعيه والستائر تطير مبتعدة عن الشرفة بسبب الهواء القوي وشخص يقف خارجها

مستندا بيديه على حافة الشرفة يرتدى ملابس سوداء بنطال أسود وقميص أسود معطف خريفي يصل

لحافة حداءه الأسود الطويل وقفازات سوداء لا يظهر منها إلا نصف طول الأصابع

يخفي وجهه بعمامة سوداء تلتف حول شعره ثم تمر بوجهه لتخفي أكثر من نصف الوجه وكأنها تحتضن

رأسه لا يظهر منها إلا عينيه وعظمة الأنف الموجودة بينها

لعيناه حدقتان شديدتا السواد كانت الريح تحرك معطفه بقوة للأمام وياقة المعطف ترفرف مع الريح لتلفح

وجهه من كل الاتجاهات ينظر إليها بتركيز دون حراك وكأنه عمود من أعمدة الشرفة

آنين فاقت من صدمتها أخيرا وقفت صامتة شعرها يطير مع الريح للوراء تتبادل معه النظرات آنين بنضرة

مصدومة مندهشة والشاب بنضرة تعسر على آنين فهمها

خرجت من صمتها أخيرا بعدما استوعبت الموقف وقالت : من أنت

لكنه لم يجب ولم يتحرك تقدمت ببعض الخطوات مقتربة من باب الشرفة والشاب واقف في مكانه لم يتحرك

لم يتحدث ولم يشح بنظره عن عينيها ولازالت فيهما ذات النضرة الغامضة صوت طرق على باب غرفة آنين

كان الصوت الوحيد الذي كسر الصمت الطويل نظرت أنين للباب بسرعة وركزت نظرها عليه وكأنها

تنتظر دخول احدهم ثم استوعبت الأمر فجأة وعادت بنظرها للشرفة ولكنها لم تجد أحد

ركضت باتجاه الشرفة نظرت يمينا ويسارا ولم تجده كانت الشرفة ممتدة إلى مالا نهاية في نظرها

لأن شرفات القصر عبارة عن شرفة واحدة تلف حول القصر ولكبر حجم القصر فإن الركض عبر هذه

الشرفة يعد جنونا حقيقيا فطراز القصر قديم قد تم تجديده لعدة مرات

آنين بتفكير ( يستحيل أن يهرب خلال الشرفة لن يجد الوقت فالباب الذي يلي باب شرفتي بعيد كنت سأراه

يعبر من هناك ) نظرت لأسفل الشرفة ( إنها مرتفعة جدا لا يمكنه القفز من هنا )

ثم نضرت للجزء المقابل لشرفتها من الحديقة وجدت شابا يبدوا انه بستاني رفع بصره فأبتسم لها وحياها

بيده ثم عاد لعمله في قطف الحشائش المنتشرة على الأرض

فكرت آنين ( لن يكون هذا البستاني بالتأكيد لن يقفز من هنا ويبدل ملابسه بهذه السرعة من يكون ذلك

من يكون .. كيف ظهر فجأة واختفى فجأة....نعم سأنزل وأسأل هذا البستاني لابد وأنه قد رآه )

ازداد الطرق على باب الغرفة تأففت آنين ودخلت وأغلقت باب شرفتها ثم وقفت أمامه تفكر( لا يمكنه فتح

باب الشرفة من الخارج هل قام بفتحه من الداخل يستحيل أن يدخل من باب الغرفة ويعبر أمامي ويفتح باب

الشرفة وأنا مستيقظة ولا أشعر به )

أمسكت أنين رأسها بيد واحدة وقالت : سأجن بالتأكيد

ثم رفعت عينيها ووجدت زهرة جديدة من ذات النوع فوق سريرها غير أنها لم تكن هذه المرة فوق الوسادة

بل كانت في منتصف السرير

قالت آنين باندهاش : آآآآه لا يمكن أن تكون هذه الزهرة موجودة هنا قبل أن أنام على السرير

لأنني كنت سأحطمها بجسدي لقد وضعت للتو بالتأكيد ... عاود الطرق على الباب من جديد فصرخت

آنين بضيق : من

جاءها صوت الخادمة : آنسة آنين السيد شاكر يطلبك في مكتبه

آنين : حسننا قادمة

استبدلت آنين ملابسها بسرعة ونزلت للطابق السفلي وعقلها في عالم آخر تماما لم تستطع الذهاب باتجاه مكتب

شاكر قبل أن تقابل البستاني خرجت مسرعة ووجدته في مكانة وقف عندما رآها وابتسم لها في صمت

آنين : اسمع أيها الشاب هل رأيت شخصا يقف هناك عند الشرفة ( وأشرت بأصبعها للأعلى باتجاه شرفتها )

وتابعت : يرتدي ملابس سوداء اللون .

ولكن الشاب بقى صامتا ينظر إليها في حيرة

آنين بيأس : آآآآه تكلم أرجوك أخبرني هل رايته

ثم رأت آنين العم صابر قادم باتجاههم وقال متبسما : مرحبا آنستي الصغيرة هل من مشكلة

آنين بابتسامة حزينة : مرحبا أيها العم .. لا شيء فقط كنت أسال هذا الشاب عن أمر

(ونضرت باتجاه الشاب البستاني باستياء) ولكن يبدوا أن سؤالي لم يعجبه

العم : هههه لا آنستي هذا الشاب أخرس إنه لا يسمع ولا يتحدث

آبين بصدمة : ماذا ... أخرس ... آآآآه أنا آسفة اعتذر له نيابة عني

العم : لا تقلقي سأشرح له الأمر ثم أشار له ببعض الإشارات فابتسم الشاب لأنين وغادر

رجعت أنين للقصر وهي تتمتم باستياء : إنه أخرس ... إذا لم يشعر به بكل تأكيد ياله من شبح محضوض

وقفت أنين مصدومة عند هذه الكلمة وقالت : شبح لا لا لا كل شيء إلا هذا الأمر

طردت الأفكار كلها عن رأسها ثم دخلت القصر وتوجهت لمكتب شاكر وطرقت الباب

شاكر : أدخلي يا آنين

دخلت أنين قائلة : كيف علمت أنها أنا

شاكر بابتسامة : من طرقتك الخفيفة على الباب لقد أرسلت لك الخادمة منذ وقت ظننتك غاضبة ولن تأتي

آنين : لا... لست غاضبة أنت محق فيما قلته .. لقد شعرت ببعض الاستياء فقط

شاكر : لقد تحدثت مع الطبيب وشرحت الأمر وقد رحب بالفكرة

أنين بسعادة وهي تضم كفيها لبعضهما : حقا ... هذا أمر رائع منذ الغد سأتناول أنا وجدي وجبة الغداء

والعشاء أيضا ... شكرا جزيلا لك يا شاكر

خرجت أنين من المكتب متجهة لغرفتها وقد راودتها الأفكار من جديد ولكنها لم تكن تجد أي إجابة لتساؤلاتها

دخلت الغرفة ولم تجد الزهرة فوق السرير فقالت باستياء : لقد كنت أعلم بأن أزهاره لن تهون عليه ما إن

يعطيها حتى يرجع لاستردادها من جديد .... ياله من شبح بخيل قليل الدوق

جلست على السرير شاردة الدهن تحاول فك رموز هذا اللغز المحير ثم وقفت وتوجهت ناحية الشرفة

فتحتها وخرجت ووقفت تنظر للحديقة مستندة على حافة الشرفة بمرفقيها وتضم وجهها بين يديها

وتفكر في أحداث اليوم الغريبة نظرت باتجاه اليمين ثم عادت تنظر للأمام وفوجئت بالشاب صاحب الملابس

السوداء يقف بين أشجار الحديقة العالية البعيدة على استقامته و يديه مكتوفتان عند صدره وينظر باتجاهها

ومعطفه الطويل يطير مع الريح

اعتدلت أنين في وقفتها وكانت هذه المرة غير متفاجئة كانت تنظر إليه بصمت رفع يده ملوحا لها

ثم أعادها حيث كانت وأستمر ينظر إليها للحظات ثم نظر فجأة ناحية اليسار فنقلت أنين بصرها سريعا

لحيت كان ينظر ولكنها لم تجد شيئا عادت بنظرها إليه ولكنها لم تجده

آنين باستياء وهي تضرب حافة الشرفة بقبضة يدها : تبا لك أيها المخادع لقد استغفلتني مجددا لكي تهرب

ودخلت غرفتها ونظرت باتجاه سريرها وهي تمسك خاصرتها بيديها وقالت : بالتأكيد لن تكون هناك زهرة

هنا الآن لأني إن وجدتها فسأقفز من الشرفة منتحرة فلن يضعها وهو يقف هناك إلا إن كان شبحا

وضعت أنين يدها على فمها في خوف وقالت : ترى هل يكون شبحا بالفعل هل ثمة شخص ميت في هذا القصر

وروحه تطاردني ... لا لا لا لا إن الأزهار حقيقية كيف لشبح أن يمسكها ... استغفر الله لا وجود للأشباح يا آنين

لابد وأن هذا الشخص حقيقي ولكن لما يخفي ملامحه ترى هل علي أن أتحدث مع أحدهم عما رأيت هنا لعلهم

يعلمون بأمره أو قد رآه شخص غيري .... لا لا لا لن يصدقونني و سوف يسخروا مني بالتأكيد ويضنوا بأنني

أصبحت أرى أشياء ليست موجودة بسبب الخوف )

استحمت أنين وغيرت ملابسها مرة أخرى ثم نزلت للأسفل جلست مع عمتها وزياد اللذان كانا يتحدثان عن

سفر ياسر صباح الغد وهوا قد عاد للتو

زياد : أمي عليكم أن تزوجوه لكي يستقر قليلا لقد مر عام على خطبته

العمة : أنت تعلم أن شاكر يعتمد عليه في كل الأمور المتعلقة بالثروة في الخارج ما فهمته من ياسر أنه يفكر

أن يتزوج ويستقر هناك ... ثم أنه سيسافر ليومين فقط وسيعود

زياد : هيه أنين أين ذهبيتي

آنين : ها ..لا.. لاشيء لقد شردت قليلا ونظرت لوجه زياد الذي كان يعبث بهاتفه المحمول ويستمع لحديث

والدته وفكرت ( ترى هل يكون ذلك الشاب زياد أو شاكر أو ياسر لا لا لا لا هيئته ليست كهيئة زياد

مطلقا ربما كهيئة ياسر أو شاكر .... ياسر كان مسافرا ويتصل من أرقام دولية .. أيكون شاكر له نفس لون

العينين شديدة السواد ولكن مستحيل لقد كان شاكر بمكتبه اليوم عندما زارني

ذلك الشبح الغريب ... هل يكون أحد العمال أو خدم الإسطبلات أم أنه من خارج القصر )

زياد بابتسامة ماكرة وهو ينظر إليها : يبدوا أنك معجبة بي يا آنين

آنين بإحراج : يالك من غبي أخبرتك أني لن أتزوج من فاشل

زياد :هههههه ولكن الحب أعمى يا آنين

أنين وقفت وتوجهت إليه وضربته على ساقه بقدمها وقالت : أنت تهدي بالتأكيد

زياد يمسك ساقه ويتألم : اووووه يلك من شرسة بالتأكيد لن أتجوز من عنيفة مثلك

رفعت آنين قدمها تستعد لضربه مجددا فصرخ قائلا : لا لا لا لقد تبت أقسم بذلك

كانت العمة تضحك من حديثهما وشجارهما ... سكتت آنين ثم نظرت باتجاه الممر المظلم وقالت

: ذلك الممر لما هوا مظلم هل هوا كذلك دائما

زياد : نحن لا نستخدم ذلك الجزء من القصر

آنين باستغراب : لماذا

العمة : هذا القصر كبير جدا يا آنين وأكبر مما قد تتخيلي هل رايتي القصر من الخارج في الخلف هوا

أضعاف ذلك الحجم

زياد وهو يؤشر لها بأصبعه مهددا إياها : لذلك حاذري أن يأخذك فضولك إلى ذلك الممر لأنه متفرع ومعقد

وستضيعين هناك بالتأكيد

آنين : أنا لم أجن لأدخل ممرا مظلم سأموت من الخوف فيه قبل أن أضيع بداخله .... ولكن ما حاجتنا بقصر

كبير كهذا وعائلتنا صغيرة جدا

زياد : سأشرح لك الأمر ذلك لأن جدة جدة جدة جدتنا ايرلنديه تزوجت بجد جد جد جدنا وقد أورثت عائلتها

هذا القصر حتى يومنا هذا وقد تم تجديده من الداخل عدة مرات

نظرت آنين باتجاه الممر الآخر المؤدي لغرفة جدها وقالت : يا لها من قصة سخيفة ... هل هذا الممر كان

موصولا بالممر المظلم ذاك ثم توجهت بنظرها لعمتها التي كانت مبهوتة الملامح من صدمتها بسؤال آنين

العمة : ااااااججججـ ... لا ...لا ذلك الممر به غرف مكاتب جدك وأعمامك السابقة وهوا كذلك منذ بناءه

آنين محدثة نفسها ( الكذب وتشويه الحقائق ... يبدوا أنه موجود هنا أيضا ضننت أنه حقوق محفوظة لعائلة

خالتي فقط )

دخل حينها شاكر وتوجه ناحيتهم وقال : زياد عليك أن تشرف على العمال في الإسطبلات لأني لن أكون

هنا عند المساء

زياد : لماذا ... متى عدت وأين ستكون مساء اليوم

شاكر : عدت للتو من عند صديق لي أصيب في حادث سيارة وسأعود إليه حالا

العمة : يا الهي هل هوا بخير

شاكر : الأطباء يقولون أن الحالة مستقرة الحادث كان قويا جدا

زياد : من هوا

شاكر : إنه شقيق وليد الأوسط

في تلك الأثناء دخل أحد العاملين من خارج القصر راكضا ووقف أمام الباب وقال صارخا : سيدي لقد عاد

من جديد لقد رأيـ...... وصمت فجأة عندما تذكر وجوده داخل القصر و لأنه يمنع على العاملين الدخول

ثم قال :أسف سيدي لدخولي ولكن .......لكن شاكر وزياد لم ينتظراه حتى ينهي كلامه ركضا مسرعين

باتجاه الأسلحة التي كانت معلقة على الجدار خرج شاكر أولا وخلفه زياد

ركضت آنين ناحيته وأمسكته من يده وقالت بفزع : زياد ماذا هناك من هذا الذي

ظهر وستقتلونه

زياد بارتباك وكأنه يبحث عن إجابة : إإإنننن إنه حيوان يهدد الخيول

آنين لم تصدق تلك الحكاية لأنه لا حيوانات هنا قد تهدد الخيول فقالت وهي تمسكه بقوة : ولماذا تريدون قتله

زياد يسحب يده من يدها بصعوبة : اتركيني يا آنين سأخبرك فيما بعد

وخرج مسرعا خلف شاكر ركضت أنين خلفهم للخارج ووقفت عند أعلى درجات القصر تنظر في كل

الاتجاهات وتنتظر

بعد فترة عاد شاكر وزياد تنهدت أنين عندما رأتهم يرجعون ولم تسمع صوت أطلاق النار

آنين وهي تتبعهما للداخل : شاكر ماذا حدث هل قتلتما ذلك الحيوان

نظر إليها بتعجب وقال : أي حيوان

آنين : الحيوان الذي يهدد حياة الخيول لقد أخبرني زياد بذلك وأنتما تغادران

نظر شاكر لزياد ثم نظر باتجاه آنين وقال وهو يعيد الأسلحة إلى مكانها : لا لم نمسكه بعد

آنين : هل هذه الأسلحة تعمل لقد ظننت أنها مجرد زينة

شاكر : أجل تعمل

آنين : وكيف تتركونها هكذا معلقة في جدران القصر وهو مليء بالعمال

شاكر : هذه الأسلحة تعمل بطريقة خاصة إنها تفتح برمز سري لا يعرفه أحد إلا أفراد هذه العائلة في

الأيام القادمة سنأخذك لساحة الرماية هنا لتتدربي عليها

ثم خرج من القصر يتبعه زياد

شاكر موجها حديثه لزياد وهما خارجان : أحمق ألم تجد عذرا أفضل من ذلك الحيوان الذي حدثها عنه

حتى الأطفال لا يصدقون تلك الحكاية

زياد : وما أدراني لقد انهالت عليا بالأسئلة ماذا كنت ستقول لو أنك مكاني ... كما يبدوا أنها صدقت القصة

فأنت تعلم أن مخيلة آنين واسعة ... ماذا بشأن العامل

شاكر وهوا يفتح باب السيارة : لقد أخبرته أن يجمع أغراضه ويغادر ما كان عليه أن يخالف الأوامر بدخوله

ثم انه الغبي كاد أن يتحدث بكل شيء أمامها ... سأذهب للصلاة ثم للمستشفى لا تنسى ما كلفتك به

ركب شاكر سيارته مغادرا أما زياد فاتجه ناحية الإسطبلات
توجهت آنين لجناحها توضأت وصلت العصر ثم شغلت التلفاز وجلست على الأريكة ولازالت في دوامة

تلك الأفكار :

( لابد وأنهم يطاردونه لماذا يريدون قتله وأين كان ليعود الآن هل هوا من أعداء العائلة ولكن من يستطيع

اختراق جدران القصر العالية الحراس والعاملون في كل مكان .... قد يؤذيني انتقاما منهم ...... اااااخ لا بد

وأنني جننت أو أن القصص والروايات كما قالت لين قد أترث في عقلي .... آه لين لجين كم افتقدكما وكم احتاج

لوجودكما بقربي الآن لتفسرا معي ما يحدث هنا ... لجين كله بسبب فكرتك الغبية تلك .... أجل علي أن اعتمد

على نفسي وأواجه الأمر بشجاعة ... لكن ماذا إن كان يفكر بإيذائي لا أستطيع أن اخبرهم عن أمره قد

يستخدموني للامساك به وهو لا ينويني بسوء... ترى أين أنتما الآن يا صديقتاي وماذا تفعلان )







[COLOR="rgb(220, 20, 60)"][COLOR="rgb(220, 20, 60)"][COLOR="rgb(220, 20, 60)"]لـــين
[/COLOR][/COLOR]

في تلك الأثناء وفي إحدى محطات القطارات المكتظة بالأشخاص الراحلين بأمانيهم وحكاياتهم المعلقة

في أفكارهم إلى وجهاتهم المختلفة

فتاتان تحتضنان بعضهما بحب يخالطه دموع الوداع ولا وجه مقارنة بين دموع لجين والشلالات التي

تسكبها عيني لين

لجين : حبيبتي لين أعتني بنفسك جيدا وتأكدي مما يشاع حول ذلك القصر إن كان ثمة أمر ما فعودي وأنا

سأحاور إقناع جدي من جديد ليوفر لك وظيفة

لين من بين شهقاتها : لا تقلقي عليا يا لجين سأكون بخير ... سأشتاق لكي كثيرا أعتني بنفسك أنتي أيضا

وأدعي لي دائما

لجين : ليوفقك الله يا صديقتي الغالية

ركبت لين القطار الذي أطلق صفارته وبدأ رحلته الطويلة بسرعة تدريجية ولين تخرج نصف جسدها من

نافذته الكبيرة وتلوح للجين مودعة : وداعا يا جولي وداعا يا حبيبتي

لجين تركد مع حركة القطار ملوحة للين وتمسح دمعاتها بيدها الأخرى وتصرخ : لجين ... يا حمقاء أسمي

هوا لجين .. أحبك يا لين أعتني بنفسك

وبعد مضي ساعات من سفر ذلك القطار حاملا بين إحدى مقصورته أحلام فتاة تتأمل في الغد كل الخير كما

اعتادت وكل الاحتمالات قيد لتوقعاتها حسنة أو سيئة

انتهت رحلته مؤقتا في محطة لريف من الأرياف الخلابة اندهشت لين لجمال ما تراه عيناها قالت في دهشة

: إنه ريف ولكنه يكاد يصبح مدينة , الخضرة والجبال والمزارع كريف حقيقي , والمنازل والمرفقات العامة

وكأنها مدينة صغيرة توجهت لين لفندق البلدة الصغير لأن الليل قد حل وعليها أن تستعلم عن القصر قبل أن

تذهب إليه كانت ترتدي تنوره سوداء طويلة وقميص زهري اللون وحجاب وقبعة كبيرة تخفي بها بعض

معالم حجابها ووجهها لأنها علمت سابقا أن عدد المسلمين في هذا المكان قليل جدا لذلك أرادت أن تتجنب بعض

نظرات الفضوليين بما أنها غربية عن المكان

فتحت حقيبة يدها وأخرجت بعض النقود : هذا المال سيكون كافيا لهذه الليلة لقد نفدت كل نقودي لم أعد أملك

غيرها

ثم رفعت عيناها للسماء وهي تمسك قبعتها بيدها وتنهدت ثم أنزلته للأسفل وقالت : يا رب وفقني لأجد مكاننا

يؤويني لا أريد الكثير فقط منزل وطعام وبعض المال لشراء الثياب

قضت لين ليلتها تلك في أحدى حجرات الفندق المتواضع حاولت أن تنام دون التفكير في شيء وتركت

المستقبل للغد بكل ما فيه

في الصباح نزلت لين لطاولة الطعام التي يستخدمها نزل الفندق فهي طاولة واحدة طويلة بشكل نصف

دائري يقدمون عليها الطعام وصاحب الفندق وزوجته يجلسان خلفها لتقديم الوجبات البسيطة طلبت لين

فنجان قهوة فهذه عادة الإفطار عندها وعند صديقاتها

صاحب الفندق بابتسامة : يبدوا أنكي غريبة عن البلدة

لين : نعم لقد وصلت البارحة فقط

صاحب الفندق : هل أنتي هنا لزيارة أحدهم أم لاستلام وظيفة

لين تضايقت من استجوابه لها ولكنها وجدتها فرصة مواتية لتستفسر عن وجهتها : جئت لاستلام وضيفتي

في القصر الموجود في نهاية الريف هناك وأشرت بإصبعها في ناحية نافدة الفندق الواسعة لان القصر كان

مرتفعا ومبني في مكان مرتفع فهوا ظاهر لجميع الأعيان

صاحب الفندق بصدمة وهوا يؤشر للنافدة : القصر ... ذلك لا غيره

لين : نعم وهل يوجد غيره هنا

صاحب الفندق : لا ... لا يوجد غيره ولكن ألا تعلمين ما يقال عنه

لين : أنا لا اصدق ذلك إنها محض شائعات

تكلم رجل كان يجلس على بعد مسافة يتناول بعض الخبز الفرنسي والجبن وفي يده فنجان من الشاي

: يوجد عجوز في البلدة كان يعمل هناك وقد أكد ما قيل

آنين نظرت إليه باستغراب وقالت : أيوجد رجل هنا كان يعمل في القصر

الرجل وهوا يقطع قطعة جبن ويضعها على الخبز : أجل إنه رجل عجوز مسلم

لين : هل لك أن تدلني على منزله

أخبر الرجل لين عن عنوان منزل ذلك العجوز , دفعت لين ثمن كوب القهوة وغادرت الفندق حاملة حقيبة

يدها وحقيبة ملابسها وتوجهت لوجهتها الأولى القريبة

وصلت إلى منزل صغير ذو طلاء خارجي أنيق تحيط به حديقة صغيرة جميلة ومرتبة بعناية سور المنزل

كان عبارة عن سياج مصنوع من الخشب والنحاس وتمت رجل عجوز منحني للأسفل يبدو انه يرفع شيئا ما

عن الأرض يعطي بظهره لها

لين : مرحبا أيها العم

وقف العجوز مستقيما ونظر إليها وابتسم قائلا : مرحبا يا ابنتي هل أساعدك في شيء

لين بادلته الابتسامة قائلة : نعم ... أردت التحدث معك في أمر

العجوز : تفضلي أدخلي يا أبنتي

دخلت لين لحديقة المنزل وعلمت للفور أن العجوز مسلم كما قال لها الرجل لأنه دعاها للجلوس
على طاولة الحديقة ولم يخيرها بين الجلوس عليها أو الدخول للمنزل ( وهذه هي طبيعة لين تفسر كل

الأمور وتحرك عقلها بسرعة لتجد التفسير الصحيح والحل المناسب في الوقت المناسب حيث أنها كانت

العقل المدبر لفريق الفتيات الثلاث )

لين : اعذريني على إزعاجك في هذا الصباح الباكر

العجوز : لا بأس يا أبنتي لا شيء مهم كنت أقوم به .... أسمي مايكل نادني بالعم مايكل

لين بابتسامة رقيقة : سررت بمعرفتك ..... وأنا اسمي لين

مايكل : هل أنتي عربية

لين : أجل والدي عربي

مايكل : ظننت ذلك في البداية ولكن ملامحك الجميلة جعلتني أشك ... هل أستطيع خدمتك

لين : لقد جئت لأستفسر منك عن شيء أظنك وحدك تعلم عنه

مايكل : يسعدني مساعدتك تفضلي يا أبنتي

لين : شكرا لك .... كنت أود سؤالك عن القصر الموجود هنا لقد علمت بأنك كنت تعمل فيه سابقا

مايكل : نعم كنت أعمل هناك منذ سنوات ولكن لماذا السؤال يا لين
لين : سوف أذهب للعمل هناك


مايكل باستغراب : تعملين هناك .... ولكن على حد علمي أنهم يستقبلون العاملين هناك من الرجال فقط

لين : الوظيفة التي سأستلمها لا تنفع لرجل

مايكل : وماذا ستعملين هناك

لين : سأعمل كمربية لطفل

مايكل ( غريب لا أطفال في ذلك القصر عندما كنت هناك هل تزوج سيد القصر يا ترى ) : وكيف لي أن أخدمك

لين : لقد علمت من الريفيين هنا بعض الأمور و أعتقد أن اغلبها مجرد شائعات وأردت التأكد منك

العجوز مايكل : هههههه أتقصدين أللعنة وتحول سيد القصر لمسخ

لين بابتسامة واسعة : بالتأكيد لم اصدق ذلك نحن مسلمون ونعلم جيدا أنه لا يعاقب على الارتكاب الذنوب

إلا الله ولكن أردتك أن تحدثني عن القصر

مايكل : لقد عملت هناك منذ ستة أعوام مضت وقد قضيت هناك ثماني سنوات إنه قصر كبير لا يسكنه

سوى سيد القصر العربي المسلم وله خادمة واحدة إنها سيدة في الأربعين من العمر تقريبا تقوم بشؤونه جميعها

هذا ما أعلمه عن الداخل لأني لم أدخل القصر أبدا ولم أرى السيد في حياتي قالوا أن له ولعائلته أملاك

كثيرة في هذه البلاد ويترددون عليها ولكن لا أعلم من يكون

الأرض المحيطة بالقصر كبيرة للغاية توجد فيها حظائر للأغنام والأبقار والمعز وحتى الدجاج والأرانب

وهناك بساتين كبيرة فيها أغلب أنواع الفواكه وكل الخضار تقريبا ومعمل صغير لصنع اللبن والاجبان

وعدد كبير من العمال

لين وعيناها مفتوحتين على اتساعهما : كيف يدير كل تلك الأمور وهوا لا يغادر القصر هل يكلف شخصا

بذلك وكيف لخادمة واحدة أن تعمل وحدها في ذلك القصر

مايكل : هههه أنت ذكية حقا كيف استنتجتي ذلك من كلامي ....ولكنني لا أعلم هوا يتحكم بكل شيء ولا نراه

ولا مشرفين على العمال كل العاملين هناك مسلمون مع اختلاف جنسياتهم وكلهم لا أهل لهم في هذه البلاد ولا

مأوى إنه يجمع كل من يحمل هذه الصفات إنهم يعملون هناك ويأكلون ويقيمون في منزل مخصص لهم مجانا

ويتقاضون رواتب أيضا

لين : هوا فندق بخمس نجوم إذا

مايكل : هههه باثنتين أو ثلاثة فقط الخمس نجوم قد تكون داخل القصر

لين : هل صحيح أن باب القصر لا يفتح

مايكل : بعض الشيء ... فالقصر لا يفتح بابه إلا عند مقربة الفجر تخرج منه الشاحنات الصغيرة المحملة

بالحليب و الأجبان والبيض والفواكه والخضراوات كل يوم وفي نفس الوقت ثم يعود ليقفل من جديد لذلك

لا يرى الريفيون هنا باب القصر مفتوحا

لين : ولماذا ذلك الوقت بالتحديد وأين يأخذون تلك الأشياء هل يبيعونها
مايكل : لا أعلم لما ذاك الوقت بالتحديد ولا أعلم أين يأخذونها .. سائقوا الشاحنات قالوا أنهم يحملونا

إلى مستودعات مخصصة يضعونها هناك وتنتهي مهمتهم


لين بتوتر وترقب : وماذا عن صوت الصراخ هل هذا الأمر صحيح

مايكل بنظرة شاردة : نعم لقد كنت أسمع صوت صراخ رجل قادم من القصر في بعض الليالي

لين بخوف : من يكون ذلك هل هم يعذبون العمال هناك

مايكل : لا اعتقد أنا لم أراهم يأخذون أحدا منهم لأي مكان ثم للعمال حرية المغادرة إذا أرادوا الرحيل

ويعاقب المخالفون للأوامر بالطرد فقط .... أنا حقا لا أعلم

وقفت أنين وابتسمت قائلة : شكرا لك عم مايكل لقد أسديت لي معروفا بإطلاعك لي على الحقيقة

مايكل : على الرحب والسعة أنا في الخدمة دائما ... ولكن لما وقفتي أنتي لم تشربي شيئا

لين : شكرا لك ... لقد شربت قهوتي للتو

مايكل : من سيقلك إلى هناك .. فالقصر بعيد بعض الشيء

لين : لا أعلم ... لا يبدوا أنه يوجد سيارات أجرى هنا

مايكل : سأوصلك بسيارتي المتواضعة لو رغبتي

لين : هل لديك سيارة

مايكل : إنها سيارة صغيرة وقديمة بعض الشيء أستخدمها لنقل الخضار التي أشتريها من هنا لأبيعها

في البلدة المجاورة

لين : أنا حقا ممتنة لك ... لا أعلم كيف أشكرك

أوصل العجوز مايكل لين إلى القصر , شكرته وطلب منها أن يبقى في انتظارها حتى يتأكد من دخولها للداخل

وقفت لين أمام البوابة ومشاعر تتضارب بداخلها بين الخوف والتوتر, الحيرة والتردد

( أعلم أنني ارمي بنفسي للمجهول ولكن على الأقل علمت أنهم سيوفرون لي سكننا وراتبا ويمكنني المغادرة

متى أحببت لا شيء يستلزم الخوف )

نظرت لين للخلف حيث يقف مايكل أمام سيارته ابتسمت له ثم تقدمت من البوابة وضغطت على الزر الموجود

بجانبه ففتح الباب مباشرة وبطريقة آلية فتحت لين فمها بدهشة ثم قالت : هم حتى لم يسالوا من يكون الطارق

نظرت مرة أخرى للعجوز مايكل لوحت له مودعة ثم دخلت أغلقت البوابة خلفها آليا كما فتحت

سارت لين باتجاه القصر حتى أنهكت قواها وقفت متعبة وهي تلتقط أنفاسها قائلة : آه ..اوووه ألم يكن

بإمكانهم بناء هذا القصر بمقربة من البوابة ثم تابعت سيرها عبر الطريق المخصص للعبور وبعد عناء طويل

وصلت لباب القصر وقفت أمامه لبرهة ثم دخلت بخطوات بطيئة وعيناها تتجولان وتستكشفان الموجود حولها

لين : أثاث هذا القصر أنيق جدا ولكن ينقصه بعض الاهتمام والدوق في الترتيب يبدوا أنه لا خادمات في هذا

القصر كما قال مايكل ولا سيدة له لأنها لن ترضى بكل هذا الإهمال

استمعت لين للخطوات التي كانت تقترب ببطء ثم خرجت سيدة تبدوا في منتصف الأربعين من العمر

توجهت ناحية لين مبتسمة وتضع كف يدها في كف يدها الأخرى وقالت

: مرحبا بك يا آنسة هل أنتي التي تم استقدامك للعمل هنا

لين مدت يدها مصافحة لها وقالت : نعم ... أنا ادعى لين

صافحتها السيدة بابتسامة وقالت : وأنا اسمي روز

لين : لقد سررت بلقائك هل لي أن أتعرف على عملي

روز : عليكي أن ترتاحي أولا يا لين لقد وصلتي للتو وأنا اعلم أن المسافة إلى القصر متعبة جدا لمن لم يعتد

عليها وكذلك فإن السيد قال أن عليك استلام عملك في الغد

لين : هل لي بسؤال

روز : لا

لين : ولكنني لم أطرح السؤال بعد لترفضي الإجابة


روز : أنا لا أجيب عن الأسئلة هذا ليس تخصصي

لين ( آه كم أنتي خادمة مجتهدة ) : حسننا ما الذي سأفعله حتى الغد ألن أقابل سيد القصر لأفهم منه

روز : تعالي معي غرفتك من هنا

لين تبعتها وهي تتمتم : يبدوا أن يومي الأول سيء بعض شيء

سارتا معا في ممر مليء بالغرف في الطابق الأرضي عبرتاه ووقفت روز عند آخر غرفة فيه ففتح باب

الغرفة آليا بمجرد وقوفها أمامه بطريقة السحب الجانبي ثم دخلت وخلفها لين

روز : هذه غرفتك وستقابلين السيد صباح الغد الغداء عند الثالثة والعشاء عند العاشرة لا تصعدي للطابق العلوي

إلا بأذن من السيد إذا احتجتني لشيء فغرفتي التي في بداية الممر

كانت الغرفة راقية ومرتبة ونظيفة وضعت لين حقيبتها وغادرت روز على الفور دون أي كلمة أضافية

لين : شيء ما لا يريحني في الأمر هذه السيدة تخفي شيئا ويبدوا أنها حصلت على تعليمات صارمة حتى

في كلامها معي يبدوا أنني لن أقضي وقتا طويلا هنا

نزعت لين حجابها وبدأت بترتيب ثيابها في الخزانة ثم استحمت في حمام الغرفة المخصصة لها والحمام

مظلم تماما لأنها لم تشغل الإضاءة فيه هي شديدة الحذر من هذه الناحية ولا تتق في الحمامات , ارتمت

على السرير ونامت نوما عميقا استيقظت لين على صوت طرقات على الباب توجهت إليه في حيرة وما إن

وقفت أمامه حتى انفتح لوحده مباشرة وكانت روز واقفة أمام الباب في الخارج نظرت لين لروز ثم نظرت

لعتبة الباب ثم لروز وقالت : لماذا لم يفتح لك الباب عندما وقفتي أمامه كما في المرة الأولى وفتح لي أنا التي

في الداخل هل لهذا الباب نظام معين

روز: الباب لا يفتح من الخارج عندما يكون احد موجود بالداخل أي أن الذي خارج الغرفة لن يفتح له الباب

إلا إن كانت الغرفة خالية والذي بالداخل يمكنه فتحها ما إن يقف أمامه وأشارت بأصبعها للأسفل عند عتبة الباب

من الداخل والخارج وقالت : هنا في هذا المكان

كان يوجد مستطيلان على الأرض عند العتبة من الداخل والخارج يمتدا على طول فتحة الباب باللون الرمادي

الغامق حيث كانت الأرضية من الرخام الأبيض

ثم تابعت روز قائلة : هذا هوا نظام الأبواب هنا ولا يستطيع أحد تغييره إلا السيد

لين : وهل عليا أن أقف أمام الباب كلما طرق أحد باب غرفتي

روز : يوجد زر يفتح الباب هناك عند السرير

نظرت لين للزر وقالت : جيد وماذا إن كان مغمى علي أو أشتعل حريق هنا هل سأبقى في الداخل حتى أموت

روز : لا تكثري الأسئلة لقد أخبرتك أن السيد يمكنه التحكم في جميع أبواب القصر... إنه وقت وجبة الغداء

نظرت لين للساعة في دهشة وقالت : هل نمت كل هذا الوقت علي أن أصلي الظهر أولا ثم سآتي

شكرا لكي يا روز

صلت لين الظهر وغيرت ملابسها وارتدت حجابها وخرجت متوجهة للمطبخ وجدت الطعم على الطاولة

و روز غير موجودة رفعت كثفيها بلا مبالاة وجلست تأكل من الطعام

.... : ليس عليكي ارتداء الحجاب هنا

كان هذا صوت روز جاءها من الخلف غصت لين باللقمة وبدأت تسعل ثم أمسكت كوب الماء وشربت

منه ووقفت واستدارت باتجاه روز وقالت : ما قصدك بنزع حجابي

روز : أنا لم أقل لك أن تنزعي حجابك أنا قلت ليس عليكي ارتداءه لا أحد من الرجال هنا

لين : ولكن أليس ثمة ساكنين لهذا القصر

روز : نعم ولكن لا رجال غير السيد وهوا لا ينزل للطابق الأرضي وحتى إن نزل فلن يراك لذلك

لا تضايقي نفسك بهذا الحجاب

لين باستغراب : لماذا .... هل السيد أعمى كي لا يراني إن نزل للأسفل

روز : أخبرتك أن لا تكثري الأسئلة لأنني لن أجيب فهذا ليس تخصصي

لين : آه حسننا اعذريني

قامت لين من على طاولة الطعام وغادرت لغرفتها أمضت يومها وحيدة قرأت القرآن وتجولت في الطابق

السفلي كانت كل الغرف تفتح بمجرد وقوفها أمامها الإهمال واضح والغبار يملأ الأثاث

لين : يبدوا أن المكان لا يتم تنظيفه دائما فطبقة الغبار ليست كثيفة جدا توحي أنه يتم التنظيف هنا في فترات

زمنية متباعدة ولا أثر ليدين ولا أصابع عليه كيف يكون في هذا القصر طفل هل هوا مريض ولا يغادر غرفته

أنا لم أسمع صوت صراخه أو حتى صوت لعبه قد يكون في مكان بعيد عن هنا فالقصر يبدوا أنه مكون من

طوابق , لم ترى لين روز باقي يومها ذاك , تناولت العشاء وبعد جهد عظيم استطاعت النوم بسبب نومها نهارا .

طبعا لين لم تنزع حجابها حتى تتأكد مما قالته روز

استيقظت لين مبكرا لأنها معتادة على ذلك استحمت وارتدت ملابسها وتوجهت للمطبخ وجدت روز جالسة

على الطاولة تقطع بعض الخضار

لين : صباح الخير

روز : صباح الخير يا لين هل تتناولي إفطارك الآن أم فيما بعد

لين : لا شكرا روز أنا أشرب القهوة فقط عند الفطور

اتجهت لآلة تحضير القهوة سكبت كوبا لها ثم التفتت ناحية روز وقالت : هل أسكب لك واحدا

روز : لا شكرا لقد شربت ... السيد يود مقابلتك

لين : حسننا سأقابله أولا ثم أشرب قهوتي

روز وضعت السكين من يدها ووقفت عند حوض الغسيل لتغسل يديها: كما تشائين هيا تعالي معي

صعدا للطابق الثاني الذي كان عبارة عن ممر يبدوا أنه دائري الشكل وبه مجموعة من الأبواب المتباعدة

عكس الطابق الأرضي الذي أبوابه متقاربة نسبيا

لين ( يبدوا أن هذا الطابق مقسم لأجنحة ) : روز هل الطوابق الأخرى في الأعلى يتم استخدامها

روز : لا هي فارغة تماما

ثم وقفت روز عند ثاني باب من الأبواب انتظرت قليلا فتح الباب دخلت ودخلت لين خلفها كان عبارة عن

جناح مكون من ردهة بها أربعة أبواب يوجد بها كنبة طويلة وثلاث كراسي ملتفة حول طاولة كان الأثاث

أنيقا ونظيفا للغاية عكس الطابق السفلي بقيت روز واقفة دون حراك وكأنها تنتظر الأوامر من شخص غير

موجود ثم فتح أحد الأبواب آليا دون أن يتجها له أو يقفا أمامه

لين ( آه إذا روز كانت تنتظر أن تعرف مكان السيد من بين الأماكن الموجودة خلف الأبواب )

تقدمت روز وتتبعها لين إلى الغرفة كانت غرفة مكتب بطاولة سوداء كبيرة وكرسي من الجلد

الأسود ذو مسند مرتفع جدا وكان الكرسي مستديرا للخلف لا يمكن رؤية الجالس عليه بسبب ارتفاعه

وكبر حجمه كنت صامتة و روز أيضا والجالس خلف الكرسي لم ينطق بكلمة ولا حتى نفس مرتفع

لين ( يبدوا أنه ينتظر مني أن أقول ما لدي ) : سيدي لقد جئت هنا بطلب منك كمربية لطفل وكنـ

... : لا أطفال هنا .

كان هذا الصوت الرجولي المخنوق وكأن صاحبه ابتلع شيئا ومازال عالقا برقبته هو صوت الجالس

خلف الكرسي

لين بصدمة : ولكن ...

السيد وبنفس الصوت : من دون لكن قلت لا أطفال هنا

لين : ولماذا أنا هنا إذا

السيد : لتعملي طبعا

لين : وماذا سأعمل

عندها استدار الكرسي ليواجههم , فتحت لين عينيها وفمها بدهشة وهي تنظر للجالس على الكرسي أمامها

رجل رأسه مائل للأسفل يرتدي سترة رمادية اللون بقبعة تغضي وجهه كلباس مصاصي الدماء تماما تحت

السترة قميص أبيض بأزرار أمامية ويرتدي في يديه قفازا من الجلد الأسود

لم تستطع لين أن تحدد عمره هل هوا شاب هل هوا رجل أم عجوز فالصوت المخنوق لا يعطي أي انطباع عن

عمره وحتى يديه يخفيها خلف القفازات )

قال بصوته المخنوق ذاته وبصرامة : خااااادمة

لين وهي ترمش بعينيها بسرعة ونظرها مرتكز على الجالس أمامها : ماذا ... خخخــ أدمة

السيد بغضب : هل أنتي صماء

لين باستياء : لا لست صماء ولكن لم أحضر إلى هنا لأعمل خادمة

السيد : وهل عملتي عملا أفضل من هذا من قبل

لين ( كيف علم عن عملي ) : لا وكما تعلم فقد غسلت الأطباق وقطعت الخضار وطهوت الطعام وطردوني

منه أيضا

السيد ( أترمينني بالنار ... أذكى مما توقعت ) : إذا لم يتغير عليكي شيء

لين : عملي ذاك كان بمحض إرادتي وكنت أعلم بطبيعته قبل أن أعمله هل ستمن عليا بوظيفة أنا لم أطلبها

السيد : أنا لا أمن عليكي ولا أطلب رأيك ستعملين هنا شئتي أم أبيتي وفي الوظيفة التي أحددها أنا فهمتي

لين تصرخ بغضب وتهز رأسها نفيا : لا ... لن أعمل لديك ولا يمكنك إجباري وسأغادر قصرك فورا

السيد ( لو أني لم أقسم أن لا أعذب النساء ما حييت لكنت لقنتك درسا قاسيا ولكن لدي الحلول البديلة )

ثم قال بصراخ مخنوق وبحدة : أخبرتك أنني لا أطلب رأيك أم تريدي أن تنامي بالشارع و تتسولين في

الطرقات لا ترفعي صوتك عندي مرة أخرى لكي لا تري عقابي

لين بسخرية : وتقول بأنك لا تمن ... ليس أنت من يرزق العباد أيها السيد المحترم الله وحده من يفعل ذلك

وقف من على كرسيه والظاهر انه لم يكن يرتدي سترة لقد كان معطفا صيفيا أتعرفون مصاصي الدماء في الأفلام

إنه كلباسهم تماما وضع يديه في جيوبه ورأسه على حاله للأسفل تغطيه قبعة المعطف لو رفع رأسه مستقيما

لظهر ذقنه وشفتيه توجه للنافدة وقف عليها معطيا إياهم ظهره

وقال بضحكة سخرية : لن تخرجي من هذا القصر لقد انتظرت طويلا أن تأتي بمحض إرادتك وستعملين مع

روز حتى تأتيك أوامر أخرى وإلا .... لجين وأنين لا بد وانكي تعرفين هذان الاسمان جيدا أحداهما سافرت

لقصر جدها المريض بداية الأسبوع والأخرى ....

قاطعته لين بحدة : لا دخل لك بصديقاتي سأقتلك إن اقتربت منهما ثم كيف علمت بكل هذه الأمور عني

السيد : لقد انتهت الزيارة وأظنك أذكى من أن تعانديني ولا تفكري بالهرب لأنك لن تستطعي و أحذرك من

أن تجربي عقابي

روز طبعا كانت صامتة طوال الوقت أولا لأنه ليس عليها أن تتدخل وثانيا هي لا تفهم مما يقولون شيئا

لأنهم يتحدثون بالعربية وهي لا تفهم منها إلا بعض الكلمات لأنها مسلمة

خرجت لين تتبعها روز عكس دخولهما ودموع لين لا تتوقف عن النزول الواحدة تليها الأخرى ركضت

لغرفتها و انخرطت في نوبة بكاء طويلة فكرت في كل ما واجهها اليوم ثم جلست مسحت دموعها وحدثت

نفسها بحزن

( لا يمكنه سجني هنا وجعلي خادمة لديه ... لماذا يفعل بي هذا أنا لم أؤدي شخصا في حياتي ما الذي يعنيه

بأنه كان في انتظاري لقد كان يعلم عني كل شيء ترى هل هوا من أرسل ماكس الطباخ ليعطيني العنوان

ولما يخفي ملامحه ترى هل هوا مسخ حقا كما قالوا .... آآآآه لين لابد وأنك جننتي .....

يمكنني أن أستحمل أي شيء أي عقاب سينزله بي على أن يرغمني على ما يريد ولكن صديقتاي ... لا يمكن

أن أعرضهما للخطر أبدا أنا مستعدة لمواجهة الموت من أجل حمايتهم كيف سأسامح نفسي إن أصابهم مكروه

بسببي ... آآآآخ لقد عرف كيف يكسرني )

لين الراضية دائما بظروف حياتها والمقتنعة بأن الغد بيد الله وحده كان من السهل عليها أقناع نفسها

بالواقع المرير الذي فرض عليها

لين باستسلام : ليس أمامي حل أخر سأعمل هنا حتى أجد سبيلا للخروج من هذا المنفى أو قد يموت

السيد المتعجرف ذاك وأتحرر .... آنين تعالي وانظري للمسخ الذي اعتقدتِ أنه سيحبني ويتحول

لأمير ويتزوجني إنه يريد سجني هنا كخادمة ويهددني بإيذائك .... آآآآآآه عليا أن أواجه قدري بصبر

وإرادة فكل شيء بيد الله

طرق أحدهم الباب فضغطت لين على الزر ليفتح وهي تعلم من الموجود خلفه

روز : لا تغضبي مني يا لين أنا مجرد عبد مأمور

لين بابتسامة حزينة : لا عليكي يا روز أنا لن ألومك على شيء ليس لك دخل فيه أنتي لا تعرفينني جيدا

روز : علينا أعداد الطعام ستعملين معي في الطابق السفلي جناح السيد أنا من سيقوم بتنظيفه

لين : هذا أفضل أنا لا أريد مقابلة سيدك ذاك

روز : لين لا تقولي كذلك ... لا تعرضي نفسك للعقاب

لين : وهل ثمة عقاب أشد من هذا هيا إلى المطبخ يا رفيقتي في عملي الجديد

روز : هههههه هل تأخذين جميع الأمور هكذا ببساطة

لين : أجل من سوء حظي

في الأعلى وعلى الكرسي الجلدي الأسود يجلس الرجل الذي لا تفارق سماعات الأذن أذنيه ولا يفوته

همس يهمسان به وبصوته المخنوق : إذا لن تكون تصفية الحساب معك بالسهلة أيتها الفتاة القنوعة

طلبت لين من روز أن تترك لها مهمة أعداد الطعام على طريقتها لأنها عملت مع ماكس في المطعم لفترة

طويلة وقد تعلمت منة طرق جديدة ومختلفة لأعداد الطعام وبالطريقة العربية أيضا

روز : لين أرجوك لا تعبثي في الطعام إن لم يعجب السيد فسيعاقبني

لين : لا تقلقي يا روز لن أعرضك للعقاب أبدا أنا أحب أعداد الطعام ولدي طريقتي الخاصة إن لم

تعجب السيد فسأترك لكي مهمة الطهي وأنا سأساعدك فقط

روز : أتمنى ذلك لأن السيد سيعاقبني معك إن خالفت أوامره

لين : تبا له ولما سيعاقبك أنت أيضا ... أليس بقلبه رحمة

روز : السيد لم يعاملني يوما بسوء ولم يصرخ بي حتى وكذالك مع الجميع

لين : ولماذا معي أنا رحلت كل تلك الطيبة

روز : يبدوا أنك فعلتي شيئا كبيرا ليغضب منك ويعاملك هكذا

لين : آه يا روز ليثني فعلت له شيئا لأقتنع بأنني أستحق العقاب

روز : أنا لم أفهم شيئا من حديثكما بالأمس ولكن يبدوا لي أن شجارا عنيفا قد حصل

لين : أجل لقد طلب مني سيدك قتلك ورميك في قمامة القصر وأنا رفضت وتشاجرنا

روز : هههههه يالك من كاذبة

لين : هيا أعملي بصمت وإلا طردتك من العمل


روز : هههه هل ستفعلينها

لين : روز لماذا يخفي ملامحه وما به صوته هل يعاني من مرض في حنجرته

روز : لين لا تكثري الأسئلة أنا لا أعلم

لين : ألم تري وجهه قبلا

روز وهي تقطع البصل ببطء : لا

لين : منذ متى تعملي هنا

روز : منذ سبعة أعوام

لين شهقت بصدمة : سبعة أعوام ولم تريه يوما

روز : نعم

لين : هل أنتي مجبرة على البقاء هنا

روز : لا لقد بقيت بمحط إرادتي أنا أعيش هنا كسيدة لما أجبر على البقاء ويمكنني الرحيل متى شئت وكذلك

باقي العمال الموجودين بالقصر

لين : إذا أنا فقط يحبني السيد محبة خاصة

روز :ههههها أجل يبدوا كذلك


لين : أخشى أن يحبني طوال العمر

روز :هههه الحب لا يموت يا لين ألا تعلمين ذلك

لين بضحكة مازحة : لا... ياله من خبر سيء

أنهتا لين وروزا أعمال المطبخ ثم خرجت خارجه وقالت : روز علينا أن ننظف كل هذا والصالة الداخلية

أيضا وغرف الجلوس وغرفة الطعام وسنغير ترتيب بعض الأثاث أنها مرتبة بطريقة فوضوية أفسدت

مظهرها الراقي

روز بصدمة : ماذا ننظف كل هذا ...لا لا لا أنا لا يمكنني القيام بكل هذا العمل ثم لماذا كل هذا العناء لا

ضيوف يأتون هنا ولا سكان في هذا الطابق غيري أنا وأنتي

لين وضعت يديها في خصرها وقالت بضيق : لهذا أنتي تتركي الغبار في كل مكان هنا أيتها المهملة الكسولة

لو كنت سيدك لطردتك على الفور

روز ترمي بيدها باتجاه لين : قولي ما شئتي لا يمكنني فعل كل هذا لم يكلفني السيد بذلك فلي الحرية أنضفه

متى أشاء ... ستقتلينني بالتأكيد ماذا تضنينني

لين : يالك من عجوز هل ستغلبك بعض الأثاث

روز : عجوز عجوز لا يهم ألا تري كثرتها وتقولي بعض الأثاث

لين : حسننا سنبدأ بهذا المكان لليوم وسننظف كل يوم مكان مختلف ما رأيك

روز : أمري لله ولكن لما تتعبي نفسك بأعمال لم تكلفي بها

لين : أنا لا أحب الفوضى ولا وجود الغبار أيضا , في منزل الرجل الذي كنت أقيم معه ووالدتي كنت أرتب

كل شيء و أنظف فوضته وأصدقاءه البائسين طوال اليوم

روز : مع من كنتي تعيشين

لين : مع قريب لوالدتي لكنه لم يعد يرغب بوجودي لقد صرفني من الخدمة لديه

روز : هههه ... حسننا فعل .. لكي أحضا بفرصة التعرف الكي

لين باستياء : روز يالك من أنانية أنتي لا تفكرين إلا في نفسك لو كنت أستطيع الوصول إليه الآن لقتلته على

هذه الرمية التي رماني فيها

ثم صمتت لين وقالت باستغراب : روز ... غريب لم تسأليني عن والدتي هل تعلمين أنها متوفاة

روز : يعجبني أنك لا تتركين شيء من دون تفسير .... لقد توقعت ذلك فكل العاملين هنا لا ذوي لهم

لين : لماذا وضع السيد كل هذه الشروط للعمل لديه ولماذا لا توجد خادمات هنا

روز : لا ...

لين قاطعتها : أعلم ... أعلم لا تكملي ليس عليا أن أكتر الأسئلة

روز : ههههه يبدوا أنكي قد تعلمتي الدرس جيدا

أنهت لين وبمساعدة روز تنظيف المكان وترتيب بعض الأثاث في أماكن أخرى مناسبة

لين : رااائع لقد أصبحت أجمل هكذا ... سنقوم في الغد بتنظيف مكان آخر وهكذا حتى ننتهي ثم

نعود لهذا المكان من جديد

روز : جميل لقد تغير كل شيء بمجرد تغيير مكان الأثاث ولكن لما العناء يا لين لن يأتي أحد إلى هنا

لين : السنا أنا وأنتي نقيم هنا ... إذا لماذا لا نقيم في مكان جميل ومرتب حتى نفسيتك ستتغير

روز : اجل أشعر أنني في مكان آخر

قضت لين يومها مع روز تريها معدات المطبخ وأغراض المخزن الخارجي وشرحت لها بعض الأمور

عن الطابق اللذان سيقيمان ويعملان فيه

لين : من يحضر أغراض المطبخ من الخارج

روز : كل شيء من داخل القصر الفواكه الخضار الحبوب الدقيق البيض الجبن والحليب وحتى اللحوم

لين : من المزرعة والحظائر

روز : أجل العمال يحضرونها كل يوم

لين : إذا عملك هنا هوا أعداد الطعام وتنظيف جناح السيد فقط

روز : أجل

لين ( لا بدا أنه لن يكلفني بهذا العمل السهل فقط لقد قال حتى تأتيك أوامر أخرى ترى ما الذي يخبأه لي

ذلك المتعجرف )

روز : لين في ماذا شردتي

لين : لا شيء مهم ما الذي سنقوم به الآن

روز : سنبدأ بتحضير العشاء

لين : جيد ... أخبريني أي الأطباق العربية تحبين لكي نعدها وعلى طريقتي

روز : ههههه لين نحن هنا من أجل خدمة السيد ونطهو الطعام له وليس لي

لين : هيا هيا اخبريني هوا سيتناول الطعام في كل الأحوال

روز : آمممممم لقد تذوقت طبقا عربيا لمرة واحدة في حياتي لقد أعجبني كثيرا ولازلت أذكر طعمه حتى

الآن .. أسمه .. اسمه .. أعتقد كسكوس

لين : ههههه إنه الكسكسى هذا الطبق تشتهر به دول المغرب العربي هيا ساعديني سنعد طبق

الكسكوس وسيعجبك كثيرا ههههه

روز : لا تسخري مني اسمه صعب جدا

لين : هل يوجد سميد هنا

روز : نعم كل شيء متوفر

لين : من يجلب الأغراض الغير متوفرة في المزرعة كأدوات الاستحمام المنظفات و الأغراض الخاصة

روز : لا أعلم أنا فقط أدون الأشياء في ورقة وأعطيها للسيد شهريا ثم يقوم أحد العمال بجلبها إلى هنا

لين : هل يخرج العمال من القصر

روز : لا إلا للضرورة القصوى وبعلم وموافقة السيد حتى الطبيب يوجد هنا واحد

لين : إذا حياتي هنا لن تختلف عن باقي العمال سوى أنه بإمكانهم المغادرة متى شاءوا وأنا لا يمكنني ذلك .

انتهتا من جميع الأعمال لينتهي يوم لين الأول في عملها الجديد

روز : طبق لذيذ حقا يا لين أنتي ماهرة

لين : شكرا يا روز سأعد لكي كل الأطباق التي تحبينها وسنكثر الملح للسيد لكي يصاب بالضغط ويموت هههه

روز : هههه لو سمعك السيد فسيعاقبك ويعاقبني هل تفكرين حقا في قتله

لين : لا بالطبع أنا لا أؤذي شخصا حتى ولو فكر بإيذائي حتى أعلم لماذا يفعل ذلك أولا

روز : ألا تعلمين شيئا عن سبب كره السيد لك و إجبارك على العمل هنا

لين : أخبرتك أنني لا أعلم , أقسم أنني لم أعرف سيدك في حياتي ... آه حقا ما هوا أسمه قد أكون قابلته من قبل

روز : لا أعلم

لين مندهشة : روز ستقتلينني قبل أواني بالتأكيد , تعملين هنا لسبع سنوات ولا تعرفين أسمه

روز : اجل وليس لي أن أسأله عن أي أمر يخصه

لين : أليس لديه أقارب ألا يزوره أحد

روز : منذ عملي هنا لم ألتقي شخصا في هذا القصر سوى السيد

لين : هل هوا وحيد

روز : لا أعلم باب القصر لا يفتح إلا من غرفته لا أعلم إن كان ليس لديه أقارب أم أنه هوا الذي لا يستقبل أحد

لين : كيف تتحدثي معه ولا تسألينه عن كل هذه الأمور الغامضة لو كنت مكانك لأصبت بورم في عنقي

من كثرة أمساك صوتي عن الخروج

روز : هههه أنا لا أتحدث معه كثيرا ماذا تضنيننا ...أصدقاء مثلا

لين : روز كيف تستحملين العيش هنا لا تلفاز لا هاتف ولا حتى شخص تتحدثين معه

روز : أنا أحب هذا المكان وعملي فيه أيضا وأحب السيد ومستعدة لأن أخدمه كل عمري

لين : كيف وصلتي إلى هنا ولما تحبين هذا السجن على الخروج خارجا

تنهدت روز وقالت : آآآآآه هذا القصر جنة أمام حياتي في الخارج لقد عشت في دار للأيتام لقيطة ليس لي

أهل وعندما بلغت الثامنة عشرة أخرجوني من الميتم ذهبت لأبحث عن عمل وأكمل دراستي التقيت

بسيدة عاملتني معاملة رائعة ووفرت لي عملا أيضا ثم ورطتني في أعمالها المشبوهة وأصبحت تهددني

فاستسلمت لها على دخول السجن أصبحت تبيعني للرجال وتصورني معهم أيضا هربت منها عدة مرات

وكانت تعيدني وتهددني بالصور والأفلام والسجن كان لها جارة مسلمة كنت أتحدث معها دائما عبر الجدار

كانت تحدثني عن الإسلام حتى اقتنعت به وأسلمت سبحان الله لقد أخبرتني أن عليا أن أتوجه لله بالدعاء

واطلب أي شيء وهوا يعطيني ما فيه الخير لي ويدخر الباقي ليوم الحساب كنت أدعوا الله في صلاتي

التي علمتني إياها تلك الجارة وفي يوم طرق الباب شخص ولم يكن بإمكاني فتحه طبعا لأنها تسجنني هناك

رأيته من عين الباب كان يبدوا عربي الملامح تلفت يمينا ويسارا عدة مرات ثم قام بتمرير ورقة لي من

تحت الباب كان فيها عنوان هذا القصر استغللت أول فرصة للهرب وقدمت إلى هنا

لين : وكيف وتقتي برجل لا تعرفينه يضع لك عنوانا في ورقة

روز : لقد كان مكتوب في الورقة بسم الله الرحمن الرحيم فعلمت إنها من شخص مسلم تم مكتوب تعالي إلى

هذا العنوان ولن تتمكن هذه الفاجرة من الوصل إليك

لين : يا الهي ... روز كم عانيتي في حياتك ولكن هل ستبقي طوال عمرك هكذا لن تتزوجي ولن تنجبي أطفالا

روز : لا لم يعد لي رغبة في كل الرجال بسبب ما رأيته منهم لقد أقترح علي السيد أن يزوجني من أي العمال

الراغبين بالزواج أشاء و أقيم معه في منزل لوحدنا واعمل هنا في القصر ولكنني رفضت

لين : أنتي محقة الرجال سيئون جدا كل الرجال الذين قابلتهم في حياتي كذلك أساتذتي في المدرسة كانوا

يكرهونني لأنني كنت أتوقع نوع الأسئلة التي سيضعونها في الاختبارات من أسلوبهم في الشرح ومن

كلامهم عند أخبارنا بموعد الامتحانات

العجوز الذي كنت أقيم لديه طردني ما إن توفت والدتي وحتى جد لجين كان يكرهني لأنه أعتقد أني

و آنين شجعنا حفيدته على البقاء في دين الإسلام .. وختام الأمر هذا السيد الذي سجنني هنا دون محاكمة

ثم تنهدت لين وقالت : هيا علينا أن نخلد للنوم لقد سهرنا كثيرا لن نستيقظ غدا نشيطين .... تصبحين على خير

غادرت لين المطبخ توجهت لغرفتها استحمت وارتدت ثياب النوم ونامت كالعادة تحاول ألا تفكر في

شيء وتركت الغد للغد

في الصباح توجهت لين للمطبخ وجدت روز هناك

لين : صباح الخير

روز : صباح الخير ... هل أسكب لكي القهوة

لين : لا شكرا لا تتعبي نفسك سأسكبها لوحدي هل أعدتي الافطار

روز : نعم وحملته للسيد منذ قليل

لين : لماذا لم تقومي بإيقاظي ما كان عليكي تركي أنام حتى هذا الوقت



روز : لقد كان يومك بالأمس شاقا وسيئا جدا لذلك تركتك ترتاحي

لين : ماذا سنفعل اليوم

روز : لا شيء الغداء فقط

لين : لن تهربي من التنظيف علينا أن ننظف غرف الجلوس

روز : ألن تغيري رأيك أبدا

لين وهي تهز رأسها نفيا : أبدا ... لا يمكنني العيش في مكان غير نظيف أمامنا وقت كافي قبل الغداء

سننظف ما يمكن تنظيفه ونترك الباقي فيما بعد

روز : حسننا لا حل لدي يبدوا أن السيد يريد عقابي انا بتركك هنا

لين : هههه هيا أيتها الكسولة هذا العمل ليس بشيء

لين و روز قامتا بالتنظيف وأصوات ضحكاتهما تملا المكان وهما يحاولان الوقوف بتبات فوق

الأرضية الرخامية الزلقة المليئة بالماء والصابون و قد وقعتا أكثر من مرة

شخص ما في الأعلى لم يفته شيء من تلك الأصوات وبصوته الرجولي المخنوق: وكأنها تعمل هنا

بمحض إرادتها ......يبدوا أنه عليا تغيير عملك قريبا

أما في الأسفل

روز : أووووه إنه عمل متعب ولكنه ممتع

لين : أجل لقد عملتي جيدا اليوم

روز : آآآآخ البارحة لم أنم جيدا بسبب الإلم في قدماي


لين : هذا لأنك كسولة ومفاصلك قد أكلها الصدأ هههه

روز : أنا لست شابة مثلك لأتحمل كل هذا

لين : لا ليس كذلك هذا لأنك لم تعتادي إلا على النوم أيتها العجوز ههههه

روز : الن ترأفي بهذه العجوز إذا

لين : لا هههه

روز : علينا أعداد الغداء السيد طلب أن تتولي أنتي أعداد الطعام يبدوا أن طعامك قد أعجبه

لين : لا أعتقد ذلك هوا يريد تكليفي بالعمل فقط

روز : الطعام كان لذيذا جدا بالأمس ثم أن السيد أكل كمية كبيرة منه أنا لا أعرف إلا الأطباق الغربية

التقليدية يبدوا أن الطعام قد أعجبه بالفعل

كانت لين تعد الغداء بانسجام تام فهي تحب الطبخ بجنون ومنذ طفولتها و روز تراقبها بتمعن

روز : لين أنتي فتاة جميلة ونشيطة وطباخة ماهرة أيضا لماذا لم تتزوجي حتى الآن

لين: لم أكن أفكر إلا بدراستي ثم أنني أرفض الزواج بغير عربي مسلم لن أتزوج من غير عربي

حتى لو كان مسلما

روز : غريب مع انك عشتِ حياتك كلها هنا... هل زرتي بلادك العربي سابقا

لين : لا .. ولا مرة ... لم يكن لدينا مال لنسافر هنا كيف كنت سأسافر لبلدي

روز : وماذا عن أهل والدك أين هم

لين : لا أعلم ... لم أعرفهم في حياتي

مرت بضع أيام على لين وهي على هذا الحال تعمل في النهار تطهوا الطعام وتنظف البيت هي و روز

وتنام في الليل

لين وهي مستلقية على سريرها وقد فارق عينيها النوم ( ترى كم سأبقى على هذا الحال إلى متى ستطول فترة

سجني ... آآآآه لين يبدوا أن الشيطان قد وجد مدخلا واسعا لكي , كنتي قادمة للعمل هنا على أية حال أما فترة

بقائي فالله وحده من يحددها ليس أنا ولا ذاك السيد.... اووووف كنت سأتقاضى معاشا على الأقل وأجمع

بعض المال وأرحل )

ثم تنهدت بضيق وقالت : أستغفر الله ... أنا دعوت الله كثيرا قبل قدومي ولن يحدث إلا ما فيه الخير لي

حمدا لله أنها ليست آنين أو لجين في مكاني آنين مدللة ولن تستحمل ولجين شخصيتها القوية لن تتأقلم مع

الوضع ... آه لو بإمكاني الهرب لهربت على الفور

ثم فكرت ( لو هربت أين سأذهب ... بل وكيف سأهرب ... لجين و آنين لن يبحثا عني قبل سنة ...

لجين يا غبية اقتراحك ذاك كان سيئا للغاية ... أتمنى أن يكون حظكما أفضل من حظي يا صديقتاي )

وفي الأعلى وعلى سرير بارد جثة لرجل هوا أقرب للموت من الحياة

أمسك بخيط سماعة الأذن بيده وسحبها بكل قوته ورما بالسماعات على السرير وبدأت صورة الماضي

تتراءى أمام عينيه

فتاة صغيرة تركض وتضحك : هههههه هيا أمسك بي

وتغيرت الصورة لشابة تبكي بألم : أرجوك أرحمني أرجوك .... أقسم أنه لا دخل لي أقسم لك .

أغمض عينيه بقوة وبدأت تلك الجزيئات الصغيرة تسري بجسده وتمزق كل خلية تعبر بها فانطلقت منه

صرخة مدوية زلزلت المكان .... صرخة رجل يتقطع ألما : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه

قفزت لين من على السرير جالسة وهي ترتجف بقوة : ما هذا من هذا الذي يصرخ بالأعلى

خرجت راكضة من غرفتها واتجهت لغرفة روز طرقت الباب بكل قوتها وهي تصرح : روز افتحي

الباب يا روز هيا أفتحي

فُتح الباب بوقوف روز أمامه سحبتها لين للخارج بقوة وقالت : ما هذا يا روز من الذي يصرخ في الأعلى

روز : لا أعلم ولا دخل لي هيا عودي للنوم يا لين

لين وهي تسحبها من يدها : لا لن أنام هيا تعالي معي علينا أن نصعد إنهم يعذبون شخصا هناك

جرتها روز للغرفة وقالت بغضب : لا لن نصعد وأحذرك من الصعود لن نستطيع تحمل عاقبة مخالفة

الأوامر هيا أذهبي لغرفتك ولا تخرجي منها

دخلت لين غرفتها مستسلمة وخائفة وتأكل رأسها الحيرة وما هي إلا ثواني معدودة وسمعت الصرخة

ذاتها من جديد

لين برجفة ( هذا ما تحدث عنه الريفيون وما أخبرني به العجوز مايكل ترى أيعذبون شخصا في الأعلى

أم انه ثمة شخص مريض هناك روز أخبرتني أن الطوابق العلوية فارغة وهي تحمل الطعام لشخص واحد

فقط وهو السيد , مايكل أخبرني أنهم لم يأخذوا أحدا أمامه للتعذيب هل هوا السيد أم شخص يحتجزه

ولا يدري عنه أحد ... لا أستغرب ذلك من شخص غريب الأطوار مثله )

ثم أغلقت أذنيها بيديها وخفضت رأسها للأسفل وقالت بأسى : يا رب إن كان شخصا مريضا فأشفه وإن

كان شخصا يعذبونه فخلصه منهم .... يا رب

ومرت الأيام على لين وهي على حالها منذ قدمت تعمل في النهار وتصبر نفسها على التحمل في الليل

ولم تجد إجابة لسؤالها عن الصراخ عند روز

سمعت الصراخ في ليلة أخرى مضت وما كان منها إلا أن أغلقت أذنيها وهي تدعوا لصاحب الصرخات

وتبكي لألمه

كانت لين جالسة تتناول غداءها عندما نزلت روز من عند السيد

روز : لين السيد يريد مقابلتك

لين : علمت أن هذه الوظيفة المريحة التي تكرم بها علي لن ترضيه

روز : لما تستبقي الأحداث أذهبي وأعلمي أولا

لين : حسننا يبدوا أن هذا اليوم سيكون من أجمل أيامي هنا

روز : هههه هل أنت مشتاقة لرؤية السيد لهذا الحد

لين : آه روز إنني أتشقق شوقا لرؤيته ألم تعلمي .... هيه أنتي لن تذهبي معي

روز بدأت بغسل الأواني وهي تعطي لين ظهرها : لا ... أذهبي لوحدك لا يمكنني حضور لقاء

المشتاقين سيكون كاللقاء السابق بالتأكيد
لين : اوووه روز يا غيورة هل تغارين مني على سيدك ههههه
روز رمتها بالإسفنجة المليئة بالصابون وهي تغادر المطبخ هاربة

روز : ستعودين يا سليطة اللسان وسأريك

ثم ابتسمت روز وقالت : كم أتمنى أن لا يسيء معاملتها لقد أحببتها كثيرا أتمنى أن لا ينقلها من القصر لمكان آخر

صعدت لين للطابق العلوي وهي تعلم أن كارثة ما بانتظارها

وقفت أمام الباب وقالت : لن يعفوا عني بالتأكيد لابد من أن مفاجأة سارة تنتظرني .... ( لو كانت لجين

في مكاني الآن لحطمت رأسه بالتأكيد .... آه أين أنتي الآن يا لجين )










[COLOR="rgb(220, 20, 60)"]لجــين[/COLOR]



بعد سفر لين بشهرين

وفي تلك البلاد البعيدة جدا عن لين والقريبة جدا من آنين نزلت لجين من الطائرة بملابسها الأنيقة

وحجابها المرتب تسير بثقة وخطوات ثابتة خرجت لجين وهي تتابع كل المارة السيدات العربيات

المحجبات الرجال بلباسهم التقليدي الخاص بدولتها شعرت بشعور غامر من الرضا شعرت أنها تنتمي

لهذا العالم لهذه الوجوه رغم اختلاف شكلها عنهم ببياضها الناصع وعيناها الخضراء الناعسة عرفت

لجين السيارة التي ستقلها من الحارسين الموجودين أمامها فقالت بضيق : آه جدي وخالي متفقان على كل

شيء ما كنت بحاجة لهما

ثم تقدمت ناحيتهم وقالت : لا بأس من أجل البرستيج فقط

ركبت السيارة الفاخرة وقالت : إلى قصر خالي راشد

وصلت لجين القصر صعدت الدرجات بخطى ثابتة وكان راشد في استقبالها

رجل في الخمسين من العمر يتمتع ببنية جسدية قوية ابيض البشرة أبيض الشعر يشوبه السواد .

طبعا هوا خال والدها , أم والدها لم تكن عربية كما علمنا سابقا وراشد هوا أخوها غير الشقيق أي أن

جدها قد تزوج من امرأة عربية ثم من جدتها والدة والدها

راشد فاتحا ذراعيه لها : مرحبا بحبيبتي الجميلة لجين

لجين احتضنته بقوة وكأنها تبحث عن والدها في حضنه وقالت : حبيبتك وتنقطع عن زيارتها أيها المخادع

راشد : من خوفي عليك بنيتي ما عساي أن أفعل .... لم أوافق على مجيئك لولا إصرارك

لجين : وهل سأختبئ طوال العمر

راشد : حتى يصبح غافر في السجن أو مع الأموات على الأقل

ضحكت لجين وقالت : يبدوا أنه لن يكون في أحد ذاك المكانين إلا على يدي

راشد : ألن تغيري رأيك

لجين : ما جئت هنا لأغير رأيي أم أنك ترى أن ما فعله غافر بي وبابن أختك وزوجته هين

راشد : لا بنيتي ولو أني وجدت دليل واحد على ما فعله لسجنته منذ أعوام , و الانتقام منه بالطرق

الأخرى تركته لك لأنك الأحق به .. ولكن هوا خوفي عليكي صغيرتي

لجين : لا شيء قد يضرني إلا الموت وأنا مستعدة لأن أموت في سبيل الانتقام منه

راشد : لجين أنا أخاف عليك من هذا الحقد الذي يملأ قلبك أكثر من خوفي عليك من غافر

لجين : لا حياة لي وهوا موجود .... عندما أخد بحقي منه سيموت كل شيء أسمه حقد في قلبي

لأنني لا أحمل حقدا إلا له ...... هيا أخبرني بكل المعلومات

راشد : هههههه لما كل هذا الاستعجال لقد وصلتي للتو لنتناول الغداء وارتاحي قليلا أولا

لجين : لن أرتاح ولن أتناول الطعام قبل أن تخبرني

راشد وهوا يضع يده على كتف لجين ويصطحبها لمكتبه : يبدوا أن نهاية غافر ذاك قد قربت

دخل راشد وبصحبته لجين إلى غرفة المكتب جلس على مكتبه وجلست هي مقابلة له

وضع راشد يديه على طاولة المكتب مضمومتين لبعضهما وقال : ما الذي تريدين معرفته

لجين : كل شيء

راشد : حسننا لقد اختفى غافر منذ أربعة أعوام كما تعلمي في كمين فاشل نصب لعصابة متاجرة الأسلحة

التي كان يتعامل معها في صفقة تسليم لدفعة سلاح في أحد الدول الأفريقية وقد أفلتوا من قبضتهم بسبب الحريق
الكبير الذي نشب حينها في المكان ووصل الحريق لكل الغابة المحيطة ولم يجدوا جثثه ولم يظهر بعدها وضنوا

أنه مات ويبدوا أنه كان يختبئ عن الوجود حتى هدئت الشوشرة حول القضية ففي نظر القانون هنا هوا غير
مذنب بسبب الخلافات بين الدولتين ... عاد للظهور منذ حوالي ستة أشهر

لجين بشهقة : منذ ستة أشهر ولم تخبرني

راشد : ما كنت لأخبرك قبل أن نتجهز لكل شيء وفكرت مرارا أن لا أخبرك

لجين : إذا لولا الصحف ما كنت سأعلم

راشد : لا ... ما كنت سأخفي عنك أمرا كهذا ولكن كان ثمة أمور عليا تجهيزها أولا ... حسننا هل نتابع

لجين : بالتأكيد
راشد : غافر عاد بحروق بليغة في بعض أنحاء جسمه أنا لم أقابله ولكن المعلومات أكيدة وهوا لا يخرج من

قصره المليء بالحراس يدير أملاكه من هناك وشركته الرئيسية المكان الوحيد الذي يذهب إليه

والمعلومات الأكيدة تفيد أنه عاد لتجارة الأسلحة ويبدوا هذه المرة أن التجارة توسعت لدول عربية

بلادنا قد تكون من ضمنها

لجين : سحقا حتى الحرق بالنار لم يجعله يتوب ... وكيف تسكت السلطات عنه لما لا يلقوا القبض عليه

راشد : ثمة مجرمين كبار لا أحد يستطيع المساس بهم حتى الحكومات قد تحميهم بسبب الفساد الداخلي

فيها .... ها ... هل أنتي مستعدة

لجين : كل الاستعداد

راشد : لقاءاتي بك يجب أن تكون قليلة ومدروسة وسنتواصل عبر الهاتف لكي لا يراك أو يعلم بقربك مني

لأنه يعرفني جيدا ويعرف من تكوني بالنسبة لي وحتى دعمي لك سيكون في الخفاء فنفوذ جدك تقوم بأكثر

من اللازم ستكونين محمية تماما ومراقبة ولن يستطيع لمس شعرة منك اشتريت لك منزلا كبيرا باسمك

رفض جدك إلا أن يدفع ثمنه وزدت عدد الحراس في الخارج والداخل والمنزل مزود بكمرات مراقبة

حتى في الحديقة لأضمن سلامتك حتى مع الحراس وهناك ممر سري للخروج سأطلعك عليه من أجل

الضرورة ... رائد هوا مهندس الكمبيوتر الأشهر في البلاد سيكون تحت خدمتك وإن لم تطلبي ذلك أنا أعلم

أنك خبيرة في هذا المجال ولكنه سيساعدك كثيرا وبامكانك الوثوق به وسأعرفك عليه في القريب العاجل

وهناك أمر آخر بخصوص غافر... لقد علمت أنه وبعد ظهوره يتزوج النساء الأجنبيات من أصل عربي

وحتى بعض الأجنبيات لليلة واحدة فقط ويطلقها في ذات الليلة بسرية تامة وبموافقة النساء اللواتي يتزوجهن

وبعلمهن المسبق بموضوع الطلاق

لجين : ولما يفعل ذلك

راشد : لا أعلم الأمر غامض جدا وغريب لا أفهم لما يقوم بذلك ولا أحد يعلم السبب غيره حتى اللاتي يتزوجهن

لا يعلمن بالسبب وقد قالت إحداهن أنه لم يلمسها مطلقا

لجين : غريب .... ذلك الفاجر لن يحتاج للزواج من أجل نزواته يبدوا أن التشوهات هي السبب فهوا يبحث

عمن تستحمل منظرة ... قد تكون الحروق سببت له تشوهات في جسده

راشد : لا أعلم .... وهناك معلومات سرية عن يوم حادث إختفاء غافر قد تفيدك سأخبرك عنها في وقتها

...ولكن عليكي أن تكوني حذرة لا بد وأنه لازال يذكرك وسيبحث عنك لقد وفرنا لك الحماية

ولكن عليك توخي الحذر... إنه مليونير مشهور في دول كثيرة و خطير أيضا

لجين : بالتأكيد خالي الحبيب .... هل نتناول الغداء الآني إني جائعة جدا

راشد : ههههه... يالك من محتالة ... بالتأكيد الغداء في انتظارنا وزوجتي وبناتي خارج البلاد بصحبة

أبني الأكبر لقد رتبت الأمر لكي يكونوا بعيدين ولا يعلموا بأمرك أنتن النساء كثيرات الترترة وقد يفسدن

كل شيء

لجين : هههه هل نحن النساء الثرثارات وماذا عن المعلومات الاستخبارات التي لا يسربها إلا الرجال

راشد : ههه كل هذا بسبب جدك الثرثار ذاك هوا من يخبرك عن كل ذلك

غادرت لجين قصر خالها بعد أن تناولت وجبة الغداء متوجهة بصحبة الحراس لمنزلها الجديد كان منزلا

كبيرا مكون من طابقين في الطابق السفلي غرفة جلوس وغرفة للطعام ومطبخ داخلي وآخر خارجي

وحديقة واسعة وجميلة أما الطابق العلوي فغرف نوم وجناحين فرديين

صعدت لجين للطابق العلوي واختارت أحد الجناحين الذي تطل شرفته على الجانب الأمامي للمنزل وطلبت

من الخادمة حمل حقائبها وترتيبها في غرفة النوم وجلست في ردهة الجناح خلعت حجابها ببطء

وقالت بألم : علي تركك بعض الوقت لكي لا يُكشف أمري

فتحت شعرها الملفوف بلفات غريبة ومدهشة لينزل على أكتافها وظهرها وكأنه أمواج بحر

وقالت بحزم : الآن حان دورك يا ( جولي)

رن هاتف لجين نظرت لشاشة جوالها بحيرة ( هذا الرقم ليس مسجل لدي غريب لا أحد يعرف رقم هاتفي

الجديد سوى جدي وخالي راشد قد يكون أحدهما هو المتصل ) ردت لجين على هاتفها وجاءها صوت رجولي

غريب عنها لم تسمعه من قبل : مرحبا آنسة لجين

لجين ألجمتها المفاجئة ولم تستطع الكلام ( من هذا الذي يعرف رقمي وأسمي الحقيقي )

لجين : من أنت

..... : ألن تردي التحية بمثلها أولا

لجين : قل من أنت أو سأغلق الخط

...... : أنا رائد حدثك عني السيد راشد اليوم

لجين : آه أجل المهندس رائد ... أعذرني لم أتوقع أن تكلمني عبر الهاتف

رائد : لا بأس آنستي يسرني التعرف إليك والتعامل معك استشيريني في أي أمر تريدينه ، سأرسل إليك

ببريدي الالكتروني لنتواصل عبره أو عبر الهاتف لنبعد الشكوك

لجين : جيد سأرسل لك بعض المعلومات وسنعمل عليها .... المعلومات لدي عن شركاته وحساباته

لقد أوصلتني لنصف الطريق سأرسل إليك قرص يحوي معلومات في حالة أختفائي عليك أن تكمل المهمة

خطوة بخطوة كما هوا مدون في القرص أنا أعتمد عليك

رائد : لا تقلقي بشأن شيء سأدرس المعلومات وسأساعدك إن واجهتك إشكالية لقد أخبرني السيد راشد

عن مهاراتك ... أي أنك لن تحتاجي الكثير من المساعدة ... أرسلي لي البيانات الآن وسنتحدث فيما بعد

لجين : حسننا أعطني البريد ولنبدأ

فتحت لجين جهازها المحمول لتكمل مشوارها الذي بدأته من سنين

بعد ساعتين جاءها اتصال من رائد

لجين : مرحبا رائد .... ها ما رأيك

رائد : رائع .... لقد درستي كل شيء بدقة ووضعتي الخطط للمستقبل أيضا وبالتدريج يبدوا أنكي عملتي

على الموضوع طويلا أردت أن أكلمك مباشرة لأهنئك ... أنتي عبقرية

لجين : شكرا لك أنا لا أستحق كل هذا الإطراء من مهندس مشهور مثلك

رائد : بلى لقد قمتي بعمل رائع ... لو بدأنا به الآن لاحتجنا لسنين للوصول لهذه النقطة ولكن كيف تجمدت

أملاكه كل هذه السنين ولم يتقاسمها الورثة

لجين : لا أعلم يبدوا أنهم كانوا يعلمون أنه لازال على قيد الحياة وإلا ما تركوا أملاكه لأربع سنوات على

حالها حتى ظهر من جديد هذا ما جعلني أشك في خبر موته بعد مرور سنة عليه

رائد : عدوك لن يكون سهلا فهل أنتي قوية على ذلك

لجين : لا يهم مقدار قوته ... أكمل ما بدأته في حال اختفائي ولا تأبه بشيء

رائد : حتى إن هدد بحياتك .... اعذريني قد لا أستطيع

لجين : بلى تستطيع ... لا تعطه فرصة لإيقاف كل شيء سأكون حينها سلاحه الوحيد ....لا تقلق سأكون

بخير... ثم أن جدي يوفر لي حماية كبيرة فلا تتراجع يا رائد أرجوك

رائد : أتمنى أن لا أطر لفعل ذلك..... سأقوم بدراسة وتعديل بعض الأشياء التي قد تعيقك في

المستقبل وبعض الثغر التي قد تعرضنا للمسألة القانونية علينا أن نحصل على عنوان يساعدنا على اختراق

حسابه الثالث إنه محمي جدا

لجين : لا تقلق أعلم ما قد يجدب ذلك الوغد من الإعلانات ليقوم بفتحه .... أخبرني بكل جديد

رائد : حسننا سنكون على اتصال ... وداعا

لجين : وداعا

توجهت لجين لغرفة نومها استحمت وارتدت ثياب مريحة و انسدحت على السرير

لجين : وأخيرا بدأ العمل



بعد مرور عدة أيام في غرفة مكتبه التي يحيطها السواد من كل جانب الأثاث الستائر وحتى السجاد يدمج

اللون الرصاصي مع الأسود يتحدث لمدير أعماله بغضب وصراخ : كيف يحدث هذا كيف ثم اختراقه بهذه


الكيفية يا لكم من أغبياء لا يمكن الاعتماد عليهم في شيء لقد ثم سحب الكثير من الأموال قبل أن نذرك

الأمر وحتى حساب الشركة الـ...... المحمي بعناية كادوا أن يخترقوه لآخر لحظة

مدير الأعمال : سيدي لقـ

غافر : أخرج هيا

خرج مدير الأعمال تاركا غافر يشتعل غضبا

غافر : سحقا من يقوم بکل هذا في وقت واحد وکأنه هجوم ممنهج

خرج من قصره كإعصار من نار يحرق کل ما يراه في طريقه

غافر : من يظن نفسه مع من يعتقد أنه يلعب ‏

رکب سيارته وخرج من القصر متوجها لشرکته الرئيسية ‏

السكرتير : سيدي وردك اتصال منـ ..... ‏

غافر : اترك کل شيء واتصل لي بأمجد ‏

السكرتير : حاضر سيدي ولکـ

غافر : اترك کل شي الآن



دخل غافر مكتبه ثم رن الهاتف رفعه وقال مباشرة : أمجد أحضر الملف الأصفر الموجود لديک وتعال فورا


سمع غافر صوت رسالة نصية وصلت لهاتفه المحمول فتحها وکانت من رقم مجهول وفيها عبارة


واحدة فقط ....( سأسحقک )

ثم وصلته رسالة جديدة مكتوب فيها ..... سأسحقک يا غافر

عاود الاتصال بالرقم ووجده مقفل رمي بهاتفه علي الطاولة طرق الباب أحدهم ثم دخل كان مدير

أعماله ( نادر) : سيدي لقد تم اختراق بريدي الخاص التفت غافر بسرعة باتجاه جهازه المحمول علي الطاولة

فتح بريده وجده قد ثم اختراقه وبطاقة مكتوب عليها ....( أقسم بأنني سأسحقك يا غافر )

رمي غافر بالجهاز علي الأرض وقال : سحقا من يفعل کل هذا

نادر : تکلمت مع المهندس وسيعيد قفل الحسابات بحماية جديدة وسنعيد کل الصفحات لن يخترقوها مرة آخري

غافر بغضب : معلومات مهمة تمت سرقتها إنها أهم من المال علينا أن نعرف من وراء هذا وبأ أسرع

وقت ممکن

نادر : سنقوم بکل شيء وسنعرفه علي الفور

غادر نادر ودخل السكرتير : سيدي السيد طلال ينتظرك علي الخط منذ وصولک

غافر بغضب : ولما لم تحول الاتصال حتى الآن

السكرتير : سيدي لقد حاولت أخبارك ولكنك أمرتني أن اترك کل شيء

غافر : حوله لي حالا

خرج السكرتير ورفع غافر الهاتف

غافر : مرحبا أستاذ طلال

: نعم مازلنا علي الاتفاق الشرکة ستكون مسئولة عن أي تأخير

: أجل سنکون علي اتصال

: نعم بالتأكيد

: وداعا

دخل المکتب شاب في أواخر والعشرين من العمر يحمل في يده ملفا أصفر اللون يمسکه بيد واحدة

غافر : أخبرتك أن تحضر فورا أين كنت

أمجد : وأنا حضرت فورا ماذا تضنني أنام بجوار سور الشرکة

غافر بغيض : ليس وقت دعاباتك الآن

أمجد : ماذا حدث لما تبدوا غاضبا ولما طلبت الملف أنت لم تطلبه منذ أربعة سنين

جلس امجد علي الكرسي المقابل لغافر وهو يستمع له باهتمام

أمجد : لا أعتقد ولکن الملف ها هنا أمامك يمكنك فعل ما تريد



وفي مكان آخر ليس ببعيد ..... لجين تتحدث بهاتفها المحمول

رائد: هههه کم أتمني رؤيته الآن

لجين : نحن لم نفعل شيء بعد أنا لا أشعر بلدة الانتصار

رائد : لازال هناك الكثير لنفعله لقد حصلنا علي معلومات ستجعله يرکع تحت قدميك

لجين : إنك لا تعرف غافر لن يکون سهلا
رائد : لقد تداركوا الأمر وأعادوا الصفحات والمواقع المخترقة ولكننا سحبنا مبلغا لا يستهان

به هل نعاود الكرة من جديد

لجين : قد يستخدموا ذلك ضدنا أنا لا أحبذ ذلك

رائد : ستکون مغامرة ولكننا سننجح بالتأكيد

لجين : لنؤجل الموضوع قليلا حتى ننفذ الخطوة القادمة

رائد : كما تشائين ... هل أخدمك بشيء

لجين :لا شكرا ... ولكن لا تنسى المعلومات

رائد : ستكون لديك في أقرب وقت

رفعت لجين هاتفها النقال وطلبت رقما معيننا

لجين : مرحبا بك أيها السيد

: ......

: نعم... البديل موجود والأرباح مضاعفة بالتأكيد

: ......

: هل تحدثت معهم

: ........

: سأوصلك بمكتبه مباشرة

: .......

: ألا تتق بقدراتي ... ستتحدث معه بعد قليل .... حسننا وداعا

طلبت رقما جديدا ورفعت الهاتف لأذنها

لجين : نعم مرحبا

: .......

: أجل سيقوم بالاتصال بك فورا أريدك أن تكسب أكبر عدد منهم لصفك

: .......

: ستكون تلك خدمة العمر ... بالتأكيد سأبلغه

: .......

: شكرا هذا ما أردته فقط

: .......

: بالتأكيد إن احتجت أي شيء لن أتردد شكرا لك

: .......

: وداعا

أنهت لجين المكالمة ثم ابتسمت بسخرية وقالت : سترى يا غافر لقد سقطت بين يدي ... ترى ما شعورك

الآن هل جربت ما تذيقه للآخرين



بعد عدة أيام وفي قصر غافر بالتحديد

جالس على مكتبه وفي الكرسي المقابل له تماما شقيقه الأصغر أمجد

غافر : أنا لا أتق في أحد أكثر منك ومن نادر أعتني بنفسك جيدا

أمجد : هذا مستحيل
غافر : الملف فيه كل شيء والمعلومات في القرص المرفق به أهم وأخطر لن أبعده عن عيني

وسيبقى هنا لقد قام أحدهم بسرقة بعض المعلومات سيفسد كل شيء

أمجد : لما أدخلت نفسك في كل هذا

غافر : هذا ليس وقت الحديث عن الماضي

أمجد : من وراء كل ما يجري ألم تعلم حتى الآن

غافر : إنه شخص يعمل بدهاء وحيلة ولكنني سأعرفه قريبا ... كن حدرا .. قد يحاول الوصول إليك يبدوا

أنه يريد تدمير كل شيء يخصني

أمجد : قد يكون أحد أفراد العصابة توقف عن ذلك يا غافر

طرق الباب ثم دخل مدير أعماله نادر بخطوات مندفعة سريعة : سيد غافر

غافر : ماذا هناك يا نادر أي مصيبة جديدة تحمل إلي .... لقد أصبحت أتشاءم من رؤيتك

نادر : وما ذنبي أنا فيما يحدث

غافر : ماذا حدث

نادر : أغلب الشركاء سحبوا أسهمهم من مشروع البرج

غافر بصدمة : كيف حدث هذا ومتى

نادر : اتصلت بهم اليوم لتأكيد موعد الاجتماع فبذؤا بالاعتذار واحدا بعد الأخر

غافر بغضب : أليس عليهم أن يبلغوني شخصيا وقبل أن يقرروا ... لقد حددنا موعدا وستتحمل

الشركة النتائج سنضيع بالتأكيد

نادر : يبدوا أن المشروع سيُسحب وهذا جيد

غافر : وما الجيد في الأمر سمعة الشركة ستصبح في الحضيض

نادر : علينا أن نتصرف ونعلم من وراء الأمر لأنه على ما يبدوا لن يتركنا وشأننا فهوا لم

يستخدم المعلومات بعد يبدوا أنه يخطط لشيء

غافر (تبا ... من يخطط لكل هذا وماذا يريد مني ) : لذلك علينا معرفة من يكون وفي أسرع وقت علينا

التفاوض معه

نادر: نعم سوف يتم تتبع بريده ورقم الهاتف وقريبا سوف نعرفه
غافر : هل أنت أحمق أتضن من يفعل كل هذا سوف يتركك تكشفه من رقم هاتفه أو بريده

نادر: آه نعم كيف نسيت هذا بطبع لن يترك دليل خلفه

غافر: إذا تصرف قبل فوات الأوان

نادر : نعم لدي شخص سيساعدنا بالتأكيد ... ولكنه لن يرضى بسهولة

غافر : أعطه كل ما يريد المهم أن نعلم من يكون بأسرع وقت ممكن

وصلت رسالة أخرى لهاتفه مكتوب فيها : لم نبدأ اللعب بعد يا غافر

غافر : هذه من رقم آخر

نادر : أعطني الرقم قد نعرف من يكون

غافر : لن يجدي الأمر إنه يستعمل أرقام مستخدمة وتم بيعها .... تحدث أنت فقط مع الشخص الذي

أخبرتني عنه

أرسل غافر رسالة للرقم مكتوب فيا : لو كنت رجلا واجهني وجها لوجه

جاءه الرد سريعا : عندما تكون أنت رجل

رمى الهاتف ونظر غافر باتجاه أمجد وقال : أراك لم تتحدث

أمجد وهوا يقف مغادرا : لا دخل لي بالأمر أخبرتك أن توقف عملك مع العصابات



في قصر راشد وعلى طاولة الطعام

لجين : هل علي فعل كل هذا فقط لكي أراك

راشد : علينا أن نحتاط غافر لن يسكت عن الأمر ... لقد فقتِ توقعاتي يبدوا أنه لا يستهان بك

لجين : هل أطلعت على المعلومات

راشد : نعم إنها مهمة وخطيرة للغاية لكن ثمة حلقة مفقودة

لجين : لقد تحدثوا عن ملف وقرص تلك هي الحلقة المفقودة

راشد : لجين بنيتي لا تلعبي مع العصابات .. غافر هوا هدفك ما خطوتك القادمة

لجين : مشروع مجمع المصانع الذي أنهار بناءه منذ ست سنوات كانت شركته هي المسئولة عنه

سأضع شركته تحت الأقدام

راشد : ألم يعلم من يكون وراء ذلك حتى الآن

لجين : لا على ما يبدوا

راشد : لن يسكت وسيعلم بالتأكيد

لجين بضحكة سخرية : وهذا ما كنت أنتظره لقد تأخر كثيرا لم أكن أعلم أنه غبي لهذا الحد

راشد : ههههه أعرفك واعرف رائد جيدا لن يتمكن منكما بسهولة



بعد مرور يومين

غافر : ماذا هناك يا نادر هل علمت شيء

نادر : إنها فتاة إنجليزية واسمها جولي ريتشارد

غافر: وماذا تريد هذه

نادر : الأعداء كما تعلم كثر ولكن كيف فعلت ما لم يستطع فعله الكثير هذا ما يحيرني

غافر : ما المعلومات التي لديك عنها

نادر : لقد وصلت للبلاد منذ أسابيع أنها فتاة في الثامنة عشر من العمر وهي حفيدة رئيس المخابرات الـ.......

غافر : في الثامنة عشرة وتفعل كل هذا ما هذه الداهية ....أترك لي الأمر

نادر : ثمة أمر أخر .... مجمع المصانع الذي قامت شركتنا باستلام مشروعه منذ ستة أعوام

غافر : ما به

نادر : إنهم يطالبون برفع قضية على الشركة

غافر : يبدوا أننا نواجه عدوا لا يستهان به رغم صغر حجمه

رفع غافر هاتفه وطلب رقما معيننا

غافر : مرحبا

: ......

: أجل تمكنا من معرفة الشخص علينا أن نتصرف سيفسد علينا كل شيء

: ......

: لقد أرسلت لك الاسم والبيانات تصرفوا في الأمر

: ......

: ماذا تعني بأن الفتاة محمية ولا يمكنكم فعل شيء ..... لما أنتم أسم على غير مسمى

: ......

: أنا لا أرفع صوتي ولكن الأمر خطير

: ......

: حسننا سنرى ما يمكننا فعله وداعا

نادر : هل سيفعلون شيء حيال الأمر

غافر : أغبياء يقولون أن علينا التفاوض معها إنها داهية ومحمية من جهات معلومة وأخرى مجهولة أيضا

حتى مخابرات الدولة الفاشلة تحميها ... يبدوا أنه علينا حل الأمر وديا


[/COLOR]

نانَمي 18-08-14 02:29 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
جميييييييييييييييييييييييييلة جدا وشوقتيني أكثر للباقي وانا في الانتظار

برد المشاعر 21-08-14 08:56 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
شكرا لك نانمي أسعدني تواجدك

برد المشاعر 31-08-14 07:59 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 

الجزء الثالث :

آنـــــين

وبعد مرور أيام على الأحداث الغريبة الغامضة التي مرت بها أنين .. وفي غرفة الجد

آنين : جدي هيا كل أنت ملعقتين وأنا سأكل واحدة حسننا أثنين بواحدة

قربت أنين ملعقة الطعام لفم جدها وقالت بعبوس :هيا جدي كل الثانية لا أستطيع أكل كمية كبيرة أنت عليك أن

تأكل جيدا لا يمكننا أكل ملعقة بملعقة أنا وأنت

وضعت آنين يدها في يد جدها وقالت : جدي هل شبعت

ضغط الجد على يدها فقالت : حسننا سنشرب العصير الآن وسنأكل الكعك أيضا ... ما رأيك لو قرأت لك

بعض القصص أنا أحب الروايات والشعر كثيرا

ضغط الجد بالموافقة فابتسمت أنين بسرور وقالت : رااائع سأقرأ لك كل يوم جزء من قصة ونكمل الباقي

في اليوم التالي من أجل التشويق هههههه سيكون الأمر رائعا

خرجت آنين من غرفة جدها بحثت عن عمتها ولم تجدها كانت ترتدي فستانا أحمر اللون يصل لنصف

الساق مطرز بالخرز الأسود عند حزام الخصر وأطراف الأكمام الطويلة وحداء أسود اللون بأشرطة ملفوفة

حول الساق تنتهي بربطة عند حافة الفستان وشعرها مفتوح يغطي ظهرها وأكتافها وبعض الخصلات

القصيرة التي تنزل على جبينها وخديها كالعادة

آنين : بيكي أين عمتي

بيكي (الخادمة) : لا أعلم لم أرها منذ وقت

آنين ( غريب أين ذهبت ترى هل خرجت خارج القصر) خرجت آنين للخارج سارت في الاتجاه المعاكس

لاتجاه الحديقة كان المكان كله أشجار عالية نظرت باتجاه اليمين وسارت هناك وكأن قدماها تقودانها لا إراديا

وقفت أمام شجرة معينة كانت الأكبر والأقوى بينهم لمستها بيدها باستغراب

آنين : غريب ... لما هذه الشجرة مختلفة .. ما الذي قادني إليها وكأنني أعرف الطريق مسبقا

نظرت أنين لأعلى الشجرة فوجدت أرجوحة مرمية على أحدى الأغصان ومليئة بالغبار وكأن أحدهم

قذفها للأعلى لكي لا يركبها أحد

قفزت أنين عدة مرات وحاولت جاهدة أن تنزلها ولكنها كانت تبعد قليلا عن يدها عندما تقفز ولم تتمكن من

أمساكها سمعت صوت خطوات نظرت للخلف فوجدت أحد العمال يسلك الطريق

آنين : عذرا هلا أنزلت لي هذه الأرجوحة

العامل : اعذريني سيدتي لا أستطيع

أنين : ولما لا تستطيع أنزلها فقط

العامل : لا أستطيع فعل أي شيء دون أوامر قد أعاقب

آنين : من رفعها للأعلى

العامل : لا أعلم لم أرها في الأسفل من قبل ... السيد شاكر سيعاقبني إن أنزلتها

آنين : لن أخبر أحدا أنك أنزلتها هيا أفعل ذلك

العامل مغادرا : اعذريني يا آنسة لا استطيع

آنين وهي تضع يديها بخاصرتها: تبا لك ... يالك من جبان

.... : لماذا تريدي إنزال هذه الأرجوحة

التفتت أنين لمصدر الصوت فكان هوا نفس ذاك الشاب صاحب الملابس السوداء وكان متكأ على شجرة

تقع خلف تلك الشجرة الكبيرة وقف على استقامته وأقترب منها عدة خطوات

آنين : هذا أنت ... ظننتك لن تعود

.....: ولما لا أعود ..

ثم نظر للأرجوحة وقال : لماذا تريدين هذه الأرجوحة يوجد واحدة من النحاس بأريكة في الحديقة

آنين : لا أعلم ... لا أريد تلك أريد هذه

أقترب من الشجرة رفع يده للأرجوحة وأنزلها كانت عبارة عن حبلين متينين معلق بهما قطعة خشب

مستطيلة الشكل مخصصة لصنع الأراجيح التقليدية وموصولة بأعلى الشجرة بالحبلين

آنين بابتسامة : شكرا لك... ألن تخبرني من تكون

قال وهوا ينظر للأرجوحة : لماذا ظننتِ أنني لن أعود

آنين : حسننا ... يبدوا أنك لن تجيب على هذا السؤال أبد .... أخبرني إذا من أين تأتي أين هوا منزلك

نظر إليها وأشار لصدره وقال : منزلي هنا في قلبي

آنين بحيرة : ماذا ...!! كيف ذلك

ثم ابتسمت ابتسامة ماكرة وقالت : وقلبك الذي فيه منزلك أين يقع في هذه البلاد

أشار بأصبعه لها وقال : إنه في قلبك

صمتت لبرهة مندهشة ثم أشارت بأصبعها لنفسها وقالت : في قلبي أنا

ركز نظره على عينيها وقال : نعم كلهم في قلبك أنتي

هزت أنين رأسها بالنقي وعينيها تنظر لعينيه في حيرة وقالت : لا ... أنا لا أفهم شيئا

ثم أنزلت رأسها بحزن وقالت : لم يعد بإمكاني فهم أي شيء هنا

عادت ونظرت إليه بحذر وأضافت : لماذا يلاحقونك

..... : لأنهم يريدون أبعادي

آنين : لماذا

..... : آنين آآآآآآآآآآآآآنين

كان هذا صوت عمتها مناديا لها من قريب

نظرت إليه بخوف وقالت : أرحل من هنا هيا ... سيرونك

وغادرت راكضة باتجاه صوت عمتها


أبتسم الشاب ملوحا بيده لها وهي تركض معطية ظهرها له وقال بهمس : لم تتغيري يا أنين ... ما زلتي تلك

الطفلة البريئة ... لم تتغيري أبدا

العمة : أين كنتي يا آنين ... لا تبتعدي كثيرا المكان هنا أشبه بغابة قد تضيعي إن أبتعدتي

آنين : لا تخافي ياعمتي أنا لم أبتعد كثيرا ... كما أن القصر يمكن رؤيته من بعيد سأستذله بسهولة

العمة وهي تسحب أنين من يدها : أنتي لا تعرفي حجم هذا المكان ... تعالي ثمة ضيوف هنا

آنين : ضيوف ... غريب لم يزرنا أحد منذ أتيت

العمة : منذ مرض جدك ونحن لم نعد نستقبل الضيوف بشكل كبير من أجل صحته ما عدا المقربين

جدا من العائلة

آنين : ومن يكونوا هؤلاء

العمة : إنهم أقارب لنا من جهة جدك

وصلا للقصر وتوجها لحيت تجلس سيدة كبيرة في السن بعض الشيء وشابة ذات ملامح بسيطة وجذابة

بنفس الوقت

العمة : هذه آنين ابنة أخي خيري رحمه الله

آنين مدت يدها وصافحتهما

العمة : هذه السيدة فاديه ابنة عم والدك وهذه ابنتها أنغام

آنين : لقد سررت بلقائكما

فاديه : ونحن أيضا ... سماح ( العمة ) هل لنا أن نتحدث معك في موضوع مهم

أنغام لم تتحدث ولاحظت آنين نضرتها الغريبة لها

آنين ( ما بها هذه هل قتلت لها أحدا ) : أعذروني عليا المغادرة

أنغام بنبرة غريبة : لا .... من الأفضل أن تبقي

آنين كانت مصدومة مما يجري ولكنها لم ترد إحراج عمتها أمام الضيوف

دخلوا لمجلس خاص بالضيوف وجلسوا

فاديه : سماح أعلم أنه ليس علي المجيء للتكلم في مثل هذا الأمر ولكن ياسر وأنغام مخطوبان من فترة

طويلة ولا حديث لياسر عن أمر الزواج ... هوا حتى لا يزورنا إلا نادرا

أنغام خرجت من صمتها : اتصلت به مرارا في الآونة الأخيرة ولم يجب على مكالماتي لقد جئت ووالدتي

وفي نيتنا التحدث إليه وأريد محادثته بنفسي هناك أمور لا بد من أن أستعلم عنها إن كان بيننا ثمة ارتباط

قالت جملتها الأخيرة وهي تنضر لأنين بغيض

العمة : ياسر مسافر لقد جاء هنا ليوم واحد وعاد للسفر من جديد أخبرنا أنه سيسافر ليومين ثم عاد وأتصل

وقال أنه سيمكث قليلا بعد .. عليكي يا أنغام يا أبنتي أن تراعي ظروف خطيبك

أنغام نظرت لأنين نظرة من أعلى رأسها لأسفل جسدها وقالت : يبدوا أن ثمة ظروف لا يمكن مراعاتها

العمة : إنـه .....

قاطعتها آنين التي ليس من عادتها تحمل إهانة أحد : عذرا يا عمتي ولكن لا تبرري لمن لا يريد تبريرا..

وتوقفي أنتي عن النظر إلي بهذه الطريقة وتوجيه كلماتك المسمومة لي ... لقد احترمتك لأنك ضيفة

عمتي وخطيبة ياسر

أنغام : لا دخل لكي أنتي بياسر


أمتلات عينا أنين بالدموع وخرجت راكضة وما أن وصلت للخارج إلا ودموعها على خديها تمسحها بكف

يدها أمسكتها يد من ذراعها وهي تصعد السلالم باكية

شاكر : ما بك يا أنين ما الذي يبكيك

آنين من بين شهقاتها : لا شيء ... لا شيء يا شاكر


وركضت مسرعة لجناحها

في تلك الأثناء خرجت العمة وضيفتيها


العمة بضيق : شكرا على الزيارة وسأوصل الرسالة لياسر ما إن يعود ... هذا ما عليا فقط

وما كان عليكي أن تكلمي أنين بهذه الطريقة يا أنغام المسألة بينك وبين ياسر ولا دخل لأنين بالموضوع

غادرت أنغام ووالدتها صامتة ومتضايقة لم تتكلم لأنها ترى من لا تراه العمة والواقف خلفها

شاكر : عمتي ما الأمر

العمة : ها .... أنت متى أتيت

شاكر : كنت هنا منذ خروجكم أنتي والعمة فاديه وصعود أنين وهي تبكي ... ما الذي حدث

العمة : لا .... لا شيء

شاكر بحزم : عمتي ما الموضوع وما الذي قالته أنغام لأنين

تنهدت العمة فلم يعد باليد حيلة وحكت لشاكر ما حدث بالتفصيل


شاكر بغضب : وما دخل آنين بالأمر هذه الفتاة جُنت بالتأكيد
العمة : أنت تعرف أنغام منذ صغرها وأنين لا يتحابان

شاكر بذات النبرة : الموضوع لا يتعلق بالصغر .... لما جعلتها تقابلهم .... ثم ماذا لو ثرثرت أنغام

أمامها بما يفيد ولا يفيد

العمة : آنين سألتني مرة عن أقارب العائلة وسبب عدم زيارتهم لنا فتهربت من الإجابة واليوم

وجدتها فرصة مناسبة لترى ضيوفا لدينا ... لم أكن أعلم أنهما قادمتان لهذا الموضوع

غادر شاكر غاضبا وقال بصوت مرتفع : سأتصل بياسر ليرى حلا لهذا الموضوع

العمة تضع يديها على خديها وتتمتم : يا إلهي .... ما الذي جاء بك الآن يا شاكر

أنغام الغبية .... ياسر كان ينوي الزواج بها والسفر قريبا ...

آنين دخلت حجرتها ارتمت على السرير واستمرت في البكاء : ولكن ما دخلي أنا بالأمر أنا لم أصل

إلا منذ أيام ولم أرى ياسر إلا مرة أو أثنين .... ليشرح لي أحد ما يجري هنا

وبكت حتى غلبها النعاس

شاكر يتحدث بالهاتف وهوا متوجه لشركته بالسيارة

: هذا ما حدث وعليك أن ترى حلا للموضوع إما أن تتزوجا وتقيما بعيدا أو .....

قاطعه ياسر على الطرف الأخر

ثم قال شاكر : حسننا فعلت .... وأنهى المكالمة وتابع طريقه

استيقظت آنين من نومها بعد ساعتين وهي تشعر بألم في عينيها ورأسها جلست وشعرت بشيء ثقيل

في شعرها نضرت أليه فكانت زهرة عالقة به

ابتسمت آنين من بين حزنها وقالت : لو أني فقط أعرف كيف تدخل غرفتي والأبواب مغلقة

أخدت الزهرة ووضعتها في خزانتها وأغلقت عليها بالمفتاح وقالت : كي لا ترجع وتاخدها أيها البخيل

أخذت المفتاح معها ودخلت الحمام استحمت وخرجت صلت العصر ثم غادرت بعدما خبئت المفتاح في

ثيابها

نزلت للأسفل ووجدت العمة تتحدث في الهاتف

العمة : ولكن بني

: أجل .... حسننا .. حسننا ..سأفعل ما تريد

أغلقت الهاتف وتنهدت بضيق

آنين : عمتي ماذا هناك

العمة : إنه ياسر

آنين بخوف : ما به ياسر هل أصابه مكروه

العمة : لا... لا قدر الله ذلك

آنين : هل تحدثت معه أنغام ... هل هوا غاضب مني .... سأعتذر منها لأجله

العمة بابتسامة لطيفة وهي تمسح على شعر أنين الجالسة بجوارها : لا حبيبتي هوا ليس غاضب منك يبدوا

أن الجميع غاضب لأجلك لقد طلب مني ياسر أن أخبرهم أنه سينهي الخطبة

آنين بصدمة : ينهي الخطبة ... ولكن لماذا إنهم مخطوبان منذ زمن ... وكيف علموا بما حدث

العمة : شاكر سمعنا نتحدث أنا وهما عندما غادرا وأصر أن يعلم بالأمر وخرج من هنا غاضبا ويبدوا

أنه تحدث مع ياسر

آنين : لماذا فعل هذا لقد كانا سيتزوجان ويسافران

العمة : ياسر إنسان عاقل ويعرف ما يريد ولو كان يريد الاستمرار في الأمر لم يكن أحد ليجبره ثم

إنها هي من أفسدت الأمر على نفسها

آنين : لو أنك لم تخبريني بزيارتهم ... لما حدث كل هذا

العمة وهي تقف مغادرة : آنين بنيتي كلمة "لو" تدخل عمل الشيطان ولا تلومي نفسك فيما حدث هي من أفتعل

المشاكل .... أووووف سأرى كيف سأنقل لهم الخبر ... الرجال لا يأتون إلا بالهموم

ذهبت أنين لغرفة جدها حدثته عما جرى لها بضيق ثم تمنت من الله أن لا يحزن ياسر بسببها

وقبلت رأس جدها وغادرت

سارت للسلالم مغادرة غرفة جدها ورأسها للأسفل

.... : مااااا بها الجميلة ... لما هي حزينة هكذا

نظرت آنين له بحزن وقالت : ياسر أنهى خطوبته

زياد : ولما أنتي حزينة هكذا

آنين : قد أكون أنا السبب

زياد : ولما تكونين السبب

آنين : لقد جاءت اليوم هي ووالدتها وتحدثت معي بسوء فرددت عليها وعلم ياسر بالأمر وأخبر عمتي

أنه يريد إنهاء الخطوبة

ثم قالت آنين ببكاء : أقسم أنني لم أفتعل مشكلة معها هي من بدأ بأهانتي

زياد : لا تقلقي ولا تحزني أنغام لم تحبك يوما

آنين : ماذا ... ؟

زياد : ااا أقصد لم تحب وجودك هنا أنتي أجمل منها يبدوا أنها غارت منك على ياسر

انصرفت آنين دون إضافة أي كلمة وصعدت السلالم وهي تتمتم بهمس حزين : كاذب .... كلكم كاذبون ..

أعلم أنكم تفعلون ذلك لأنكم تحبونني ... ولكنكم كاذبون

دخلت غرفتها ذهبت للخزانة أخرجت المفتاح وفتحتها ولكنها لم تجد الزهرة

أغلقت باب الخزانة بقوة وقالت : سحقا لك أيها الأحمق هل تضنني آكل الأزهار

ثم انتبهت لشيء ( لقد أخدت المفتاح معي كيف فتح الخزانة )

ثم قالت بضيق : آآآآآآآخ يبدوا أنه ليس علي محاولة تفسير كل هذا الأمر لأنني ساجن بالتأكيد





ومرت عدة أيام

كانت آنين جالسة في جناحها تشاهد التلفاز بانسجام وترتدي فستان من الحرير الصناعي أزرق اللون

بسحابات بيضاء مغيمة طويل من الخلف ويصل لنصف ساقيها من الأمام وحداء أبيض اللون

سمعت طرقات خفيفة على الباب قالت بهدوء : من هناك

... : بكي آنستي ... السيد شاكر يطلبك

آنين : حسننا ... قادمة في الحال ( لا بد أنه تحدث مع طبيب جدي )

نزلت آنين السلالم ركضا كعادتها وتوجهت لمكتب شاكر طرقت الباب

شاكر : أدخلي يا آنين

دخلت أنين وقالت مبتسمة : لن أفكر في سرقتك أبدا لأنك ستعرفني من خطواتي

شاكر : هههههه وهل تفكرين في سرقتي يا أنين

آنين وهي تجلس على الكرسي المقابل له : لا بالتأكيد وما لديك يسرق هههههه

شاكر : لقد تحدثت مع الطبيب اليوم وقال أنه قادم لزيارة جدي غدا

آنين : هل لي أن أقابله عندما يزوره أود أن أكون موجودة

شاكر : إن وافق الطبيب فكما تعلمين نحن لا نفعل شيء بدون علمه

آنين : بالطبع

شاكر : ماذا بشأن دراستك الجامعية يا آنين نحن لم نتحدث في أمرها بعد

آنين : الوقت مبكر على الحديث عنها

شاكر : أنا أرى أن تدرسي كمنتسبة سأحضِر لك مدرسين وفي جميع التخصصات لن نطمأن عليك في الجامعة

آنين : ولكن لماذا

شاكر : سأشرح لك كل شيء في وقته حسننا .... هذا الأمر لا أريدك أن تخالفيني فيه هل تفعلي

ذلك من أجلي

آنين تنهدت بحزن : لقد أردت أن أخرج من هنا وأرى العالم وأتعرف على فتيات بلادي ... ولكن

سأفعل ذلك من أجلك فقط

شاكر : سنسافر بك متى شئتي و إلى أي مكان تريدين للتنزه وبإمكانك أيضا السفر لبلاد والدتك لتزوري خالتك و

أصدقاءك هناك

آنين : لا بأس كما تريد


شاكر : سيعود ياسر في الغد ... بعد غد سنذهب لساحة الرماية

آنين : هل سيعود ذلك المهاجر أخيرا .... عليكم أن تراقبوه قد يكون تزوج هناك ولديه عائلة هههه

شاكر : هههه لو سمعك سيغضب منك


آنين : لا تخبره أرجوك لا تكن فتانا

شاكر : هههههه


وقف وتوجه ناحيتها ووقف أمامها وقفت أنين مقابلة له

شاكر : سنرى مدى قدرتك على إصابة الأهداف

آنين : سأعجبك بالتأكيد ولكن عليك أن تعلم أنني جبانة جدا

ضحكا مع بعضهما ثم سكتت أنين فجئه واختفت ابتسامتها عندما رأت شيئا من باب شرفة المكتب الزجاجية

نعم كان الشاب صاحب الثياب السوداء يقف خارج الشرفة وينظر لعينيها في سكون

انتبهت أنين أن شاكر انتبه لها وكان يلف بوجهه لينظر للخلف عندما تداركت أنين الموقف وأمسكت

بكم قميصه وقالت بسرعة : شاكر .... هل لك أن تعطيني كتابا يتحدث عن السياسة

شاكر باستغراب : وماذا تريدي بكتب السياسة يا أنين

آنين : أخبرني جدي أنه يحبها لذلك أريد واحدا لأقرأه له

شاكر : وكيف أخبرك جدي بذلك

آنين : لقد وجدت طريقتي الخاصة التي أتواصل بها معه

شاكر وهوا يخرج كتابا من مكتبته ويعطيها إياه : هلا أخبرتني بها

آنين وهي تغادر مسرعة : هههه حتى أستشير طبيبه أولا

ضحك شاكر وتوجه لمكتبه فتح جهازه المحمول ثم نظر لباب الشرفة مطولا

ثم قال : ترى أتجرأ على فعلها .... لا أعتقد ذلك

خرجت أنين مسرعة ووضعت يدها على قلبها وقالت : حمدا لله .. ذلك المغفل كاد أن يراه ... ماذا

بي لما أهتم لأمره هكذا ... فهوا لا يبدوا أنه خائف على نفسه منهم

وضعت أنين الكتاب في غرفتها ثم نزلت وخرجت للحديقة رأت العم صابر فتوجهت له مبتسمة

آنين : مرحبا .... كيف أنت اليوم

العم : بخير بنيتي كيف تقضين وقتك هنا ... هل أنتي مستمتعة

آنين : نعم ... أحيانا ... وأحيانا أخرى أشعر بالملل

العم : ستعتادين على الأمر وقريبا تلتحقي بالجامعة وتتسلي

ثم سكت وتنهد بحزن

آنين : ما بك يا عم ... لما أنت حزين هكذا

العم : إنها قصة طويلة لن أرهقك بسماعها

آنين : حسننا كما تشاء ... أتمنى لك السعادة دائما

غادرت آنين ومشت متقدمة داخل الحديقة وهي تفكر في صمت ورأسها للأسفل وأخذتها الأفكار

وهي تبتعد شيئا فشيئا

( ترى لما كان في مكتب شاكر ألا يخاف أن يراه .... ولما قال أنهم يريدوا أن يبعدوه ...ولما قال

أن مسكنه في قلبه .... إذاً هوا لا يريد أخباري عن أسمه أو من أين يأتي ....لو أني أتمكن من خنقه

ليتفوه بالحقيقة كاملة )

..... : لا تبتعدي كثيرا فستضيعين

رفعت أنين رأسها فقد عرفت جيدا صاحب الصوت ولكنها لم تجده قفز فجئه من أعلى الشجرة واقفا أمامها

..... : فيما كنتي تفكرين

آنين : كنت أفكر بك

.....قال بدهشة : حقا.... ولما

آنين : كنت أفكر لو أني أتمكن من خنقك

..... : هههههه ولما تخنقينني ... هل تكرهينني لهذا الحد

آنين وهي ترفع كتفا واحدا وتميل برأسها باتجاه ذلك الكتف في حركة سريعة

وتنظر إليه بابتسامة وقالت: ولما أكرهك وأنت تهديني الزهور ... وتجدني عندما أبتعد .. وأنزلت

لي الأرجوحة .... وتقوم بتهوية غرفتي على الدوام

.... قال بصوت مبتسم : ولماذا كنتِ تريدين خنقي

آنين بابتسامة ماكرة : لتخبرني عن حقيقتك

....التفت حوله وقال : أين كنتي ذاهبة ستضيعين إن إبتعدتي كثيرا والمكان قد يصبح خطرا عليك

آنين ( كم أنت ماهر في التهرب من هذا السؤال ) : وما يعنيك إن ضعت ... هل تخاف علي

....قال وهوا ينظر لعينيها : بالتأكيد أخاف عليك

آنين بصوت هادئ أقرب للهمس : تخاف علي .... ولكن لما

قال وهوا ينظر لعينيها ويمسك كتفيها بيديه : لأنكي ملكي ... لي وحدي

أنين بصدمة : مـــ ـ ـ ـا

ولم تكمل جملتها لأنه وضع أطراف أصابعه أمام شفتيها وقال : أششششششششش لا تتكلمي

عودي الآن باتجاه القصر ولا تبتعدي مرة أخرى سأراقبك حتى تصلي

غادرت أنين وهي صامتة ساكنة شاردة الدهن ولا تفهم شيئا مما يجري

وصلت لباب القصر ثم التفتت للوراء كان واقفا في مكان بعيد لوح لها بيده وغادر

لم تدخل آنين للقصر ولكنها توجهت للأرجوحة لا تعلم لما أرادت الذهاب هناك تحديدا

جلست فيها وبدأت تحركها ببطء ورأسها منحني للأسفل وشعرها يغطي كل وجهها

شعرت بالأرجوحة تقف بقوة رفعت رأسها تم ابتسمت للواقف فوقها

شاكر : ماذا تفعلي هنا عمتك كانت قلقة عليك

ثم نظر لأعلى الأرجوحة وقال : من أنزل هذه

آنين : لما كنتم تعلقونها في الأعلى

شاكر : كما تري كلنا كبرنا ولم نعد نركبها ولو بقت بالأسفل فستتلف الشمس حبالها

ولكن كيف علمتي بمكانها

آنين : لا أعلم ... شيء ما يصطحبني لهذه الأرجوحة وكأنني أعرفها من قبل

صمت شاكر ولم يجب

..... : هل أنتم هنا ... أمي ستبكي بعد قليل إن لم تعودي

شاكر : هههههه وما الذي سيبكيها

زياد : هي تظن أن آنين قد ضاعت ... أسمعي أنتي يا فتاة لا تقتلي والدتي بأفعالك

آنين : هههههه عليك أن تصبح مثلي ومثل شاكر وياسر لماذا أنت فقط لديك أم

سمعوا فجئه صوت أطلاق نار

زياد نظر لشاكر وقال بغير شعور : لقد وجدوه

ركضا مسرعين باتجاه الصوت

وقفت أنين من الأرجوحة فزعة عندما سمعت أطلاق النار ثم ركضت باتجاههم وكان ضحيتها هذه

المرة شاكر أمسكته من ذراعه وقالت باندفاع وخوف : لا تقتلوه أرجوكم يا شاكر لا تقتلوه لا بد وأن

له عائلة سيعود إليها

شاكر : اتركيني يا آنين لن نقتله

آنين : لا ... عدني بذلك أولا

شاكر : أعدك يا آنين .... أقسم لك لن نفعل ....

أمسكها من كتفيها وقال بحزم : عودي للقصر ولا تلحقي بنا أو تغادري لأي مكان سأغضب منك

يا آنين إن لم تعودي إلى هناك على الفور

وانطلق مسرعا خلف زياد ... عادت أنين أدراجها للقصر ووقفت في أعلى درجاته تنتظر وبعد وقت

عاد زياد وحده

آنين وهي تتبعه للداخل : أين هوا شاكر

زياد : لقد ذهب للإسطبلات ... أحدى الخيول ستضع مولودا

آنين : وماذا عنه هل قتلتموه أو أمسكتم به ... لقد وعدني شاكر أنكم لن تقتلوه

زياد : لا ... لا تخافي إنه بسبعة أرواح

آنين : وماذا عن صوت أطلاق النار

زياد : أنين لقد أخبرتك أننا لم نصبه ثم إن تلك البنادق لا تقتل

آنين : وماذا تفعل إذا ... تدغدغ

زياد : لا يا ذكية بنادق الصيد رصاصتها تتحول لعشرات الرصاصات الصغيرة فتسبب إصابات بسيطة فقط

ثم تابع طريقه للداخل وهوا يتمتم : آآآآه لما عليا أنا دائما أن أقع فريسة استجوابها

آنين : ماذا تقول

زياد : لم أقل شيء .... لما لا ترحميني واستجوبي شاكر عندما يعود

دخلت آنين القصر وجدت عمتها جالسة قفزت العمة باتجاه آنين واحتضنتها : أين كنتي حبيبتي

لقد قلقت عليك ... ومن أطلق النار

آنين بحزن : أنا بخير عمتي لا تقلقي علي لقد كنت واقفة في الخارج هنا أمام الباب

صعدت لغرفتها وفي رأسها ألف سؤال ولا توجد حتى إجابة واحدة .... استحمت وارتدت ثيابها

وصلت المغرب وجلست تشاهد التلفاز ثم أغلقته بعد لحظات ونزلت للجلوس مع عمتها



في صباح اليوم التالي

نزلت آنين من غرفتها ركضا على السلالم المسطحة ترتدي فستانا أخضر اللون بأشرطة بيضاء , وتحمل

الكتاب الذي طلبته من شاكر ... كادت تصطدم بأحدهم فوقفت مسرعة

ياسر : آنين لما كل هذا الركض حاذري أن تسقطي

آنين : آه أعذرني ياسر لم انتبه لك .... حمدا لله على سلامتك .... متى ستسافر هههههه

ياسر بابتسامة : في القريب العاجل هل ستذهبين معي

آنين : لا لا لا بالطبع فهذا يعني أنني لن أعود

ضحك ياسر و أكمل طريقه للأعلى

أكملت آنين طريقها وهي تعد على أصابعها .... في .... القريب .... العاجل ...

.... : آنين ماذا تفعلي

آنين بفزع : لقد أفزعتني يا شاكر... كنت أعد كلمات ياسر التي قالها لي

شاكر بضحكة عالية : هههههه ولما تعدي كلماته

آنين : لقد أخبرني زياد أن ياسر لا يقول إلا خمس كلمات فقط

شاكر : هههههه زياد المغفل ذاك .... لا تحتكي به كثيرا فسيفسدك بالتأكيد

وغادر صاعدا للأعلى ... كانت أنين تراقبه وتفكر ...( شاكر يصبح وسيما جدا عندما يضحك أو يبتسم

إنه يتغير كثيرا... هوا دائما غاضب ويتشاجر مع أشخاص عبر الهاتف ... آآآآه أنا لا أحسد التي

ستتزوجه ) .... ثم تذكرت شيئا ونادت : شاكر

ألتفت إليها من أعلى الدرج فقالت : هل سيأتي طبيب جدي اليوم

شاكر : لا ... لقد أعتذر عن المجيء

آنين : آه ياله من طبيب مهمل

غادرت أنين لجهة غرفة جدها وتابع شاكر صعوده للأعلى وهوا يضحك

طرقت آنين باب غرفة الجد ودخلت : صباح الخير ... للجد الأروع على مر العصور

أنظر ماذا أحظرت إليك ... ووضعت أمام عينيه الكتاب ليراه ثم اتجهت ناحيته وحضنته بقوة

آنين : جدي سنبدأ القراءة في هذا الكتاب لقد أختاره لنا شاكر ... أنا لا أفهم في هذه الأمور شيئا ولكنك

بالتأكيد ستفهم ما أقول

ثم فتحت الكتاب وبدأت بالقراءة

: وإن كانت الإدارة جزء من السياسة، لكن بينهما فصل مهم حيث إن الإدارة أخص من السياسة،

وتأتي أهمية الإدارة في أن الأمم تتسابق في تعداد منجزاتها الإدارية حتى أصبحت اليابان تفخر على الغرب

بتفوقها الإداري، وعلينا لكي نستعيد مكانتها في العالم أن ندرك أن الأمة الإسلامية عرفت الإدارة في

أرقى صورها وأكثرها تطوراً

آآآآه جدي أنا لا أفهم شيئا من هذا .... لقد كان قريب لين صديقتي يتحدث عن مثل هذه الأمور دائما عندما

كنا نزورها ولكني لم أكن أفهم منه شيء إلا كلمة سياسة هههههه .... لين حبيبتي ترى ماذا تفعلي الآن












لـــين



انفتح الباب بعد دقائق من وقوفها : دخلت الردهة فوجدته جالسا هناك

لين ( آه يبدوا أنه يشعر بالحر اليوم ) : تقدمت لين بخطوات قليلة ثابتة كان جالسا على الكرسي

ذات الهيئة والجلسة التي رأته عليها أول مرة ونفس الصمت القاتل

لين : لقد أخبرتني روز ...

قاطعها قائلا : ستعملين في الحظائر منذ الغد

لين بجمود : لا يمكنني العمل هناك

السيد ببرود : أخبرتك مرارا أنني لا أخد رأيك .... هذا أمر

لين : لكن الحظائر مليئة بالعمال كيف تريد مني العمل معهم أنا الفتاة الوحيدة بينهم أطلب مني أي شيء

إلا العمل مع أولئك الرجال

السيد بحزم : لا تجادلي ولا تعصي أوامري لأنك ستبكي دما إن فعلتي

لين باستياء : لماذا تفعل كل هذا بي ما الذي فعلته لك

لم يجب لين على سؤالها وقف مغادرا إلى غرفة فتحت عند وقوفه أمامها و أنغلق الباب آليا خلفه

خرجت لين راكضة وتوجهت للمطبخ ودموعا على خديها احتضنت روز واستمرت في البكاء

روز : ما بك يا لين لما كل هذا البكاء هل قال لك السيد شيئا سيئا

لين وهي تبتعد عنها وتجلس على الكرسي : وهل يقول ذاك إلا الأشياء السيئة ماذا تتوقعين منه أن

يعطيني هدية عيد الميلاد مثلا

روز : ماذا حدث

لين تقلد صوته المخنوق : ستعملين في الحظائر منذ الغد

روز : هههههه لو يسمعك تقلدين صوته فسيقتلك بالتأكيد .... وماذا ستفعلين

لين : لا أعلم .... كيف لي أن أعمل هناك , المكان مليء بالرجال لقد ضعت يا روز ضعت وسيدك هوا

السبب ... من سيحميني منهم ...

ثم نظرت لروز نظرة استجداء وقالت : روز لما لا تتحدثي معه أنت تخدمينه منذ أعوام قد يستمع إليك

روز وهي تمسح على رأس لين : لا أعتقد أن الأمر سينجح ولكنني سأحاول أعدك بذلك

لم تتناول لين وجبة العشاء ولم تتحدث , طوال الوقت كانت تعمل بصمت وتحدث نفسها

( لولا خوفي على روز أن تعاقب بسببي لما عملت اليوم , ولولا خوفي على صديقتاي لما عملت مطلقا

... قد يكون كلامه مجرد تهديد .... وقد يكون لا ... ماذا يقصد ببكائي دما غير لجين و آنين فلم يعد لدي

غيرهما الآن )

حملت روز العشاء للسيد وهي مصممة على التحدث معه وضعت الطعام على الطاولة وظلت واقفة أنتبه

السيد في غرفته للمؤشر يعطي ضوءا أحمر دليل أن أحدهم لا يزال واقفا في الخارج فتح باب الغرفة

بعد أن ارتدى معطفه وخرج

السيد : ما بك يا روز هل من خطب

روز بتردد : أعذرني سيدي ولكن بشأن لين ...

قاطعها قائلا بغضب : الأمر لا يخصك يا روز لا تجعليني أغضب منك

روز : لو لم يكن الأمر مهما لما تحدث معك فثمة أمر تجهله بالتأكيد

السيد : ماذا هناك


روز : يا سيدي الفتاة جميلة جدا إنها فاتنة ووضعها مع العمال أمر لن يحمد عقباه لقد قاسيت كثيرا في حياتي

كما تعلم ولا أريد لهذه الفتاة الصغيرة أن تعاني ما عنيت

السيد : لن يصيبها أي مكروه يا روز كوني مطمئنة

روز : ولكن ...

السيد بحزم : روز أخبرتك أن لا مكروه سيصيبها هل ترينني كاذبا

روز : لا .. لا .. بتأكيد لست كاذبا سامحني على تدخلي وأسمح لي بالمغادرة

غادرت روز ... وعاد للغرفة رفع سماعة الهاتف وقال : صلني بمنزل العمال

في منزل العمال الكبير والمليء بالغرف والحمامات كانوا يجلسون جميعهم في غرفة الطعام الواسعة

بطاولاتها الطويلة المتصافة يتناولون وجبة العشاء بعد نهار كامل من العمل الشاق كانوا أغلبهم من جنسيات


عربية مختلفة والغير عرب قليلون

على أحدى الطاولات

أشرف : أسمع يا عم رشدي أبعد هذا الطفل عن طاولتنا لقد أصبحنا سخرية للعمال

رشدي رجل في الستين من العمر يعمل في المزرعة منذ فترة لا بأس بها

رشدي وهو ينظر لصحن الطعام أمامه ويشير بيده حاملا فيها ملعقته باتجاه أشرف ( أحد العمال )

: أنظم لمجموعة أخرى من الغد إن لم يعجبك الوضع

أشرف : إذا تطردني من أجل هذا الرضيع

وقف عماد ( فتى في الرابعة عشر من العمر عمل في المزرعة مند فترة بسيطة ) : أنا لست طفلا

ولست رضيعا ولا يحق لك طردي من طاولة الطعام أنا فرد في مجموعتكم شئت أم لا

أشرف : لست أنت الملام ... بل الملام هوا هذا العجوز الذي طلب ضمك إلى مجموعتنا وهوا يشير

بأصبعه لرشدي ثم حمل صحنه والكوب وغادر الطاولة وجلس على الأرض

كان العمال منقسمين إلى مجموعات لكي يؤذوا الأعمال بانتظام كل يوم مجموعة تقوم بمهمة معينة هكذا


كانت أوامر السيد

ضحك أحد العمال الجالسين وقال : هل اشتقت لأكل السجن يا أشرف هههه

وضحك الجميع فنظر أشرف نظرة غيض لرشدي ومن ثم لعماد

ما كان بإمكانه افتعال شجار مع أحد لأنه يعلم بأنه سيطرد على الفور هوا ومن تشاجر معه دون

السماع لأقوالهم ومعرفة الظالم من المظلوم هكذا هي القوانين لذلك ترى العمال يتجنبون الشجار بالأيدي

قدر الإمكان والاعتماد على الكلمات فقط

اشتغلت المكبرات وجاءهم صوت مرتفع صمت له الجميع


...... : السيد يود الحديث معكم ليصمت الجميع

بدأ العمال يتهامسون

... : ماذا ... السيد .. ولكن ماذا يريد

..... : لم يكلمنا مباشرة من قبل

..... : ثمة أمر مهم بالتأكيد

في العادة كانت الأوامر تنقل لهم بالمكبرات بواسطة شخص آخر مكلف بنقل الأوامر من السيد لذلك

كان الأمر مفاجأ للعمال

جاءهم صوته الرجولي الجهوري المخنوق : في الغد ستباشر فتاة العمل معكم في الحظائر فقط

إن مسها أحدكم بسوء فلا يلوم إلا نفسه والعقاب لن يكون الطرد فلا يأخذ أحدكم فضوله لمعرفة نوع

هاذ العقاب إن علمت شيئا أو اشتكت الفتاة من أحدكم فليبدأ يعد أيام عمره بالعد التنازلي

ولا تضنوا أنه قد يغيب ما يجري هناك عني أو أن الاستفراد بها بعيدا عن الأعين لن يكون في علمي

فلا يقترب منها أحد كي لا يرى وجهي الأخر

وأغلقت بعدها المكبرات على الفور وبدأ العمال بتبادل الأحاديث المختلفة حول هذا الحدث الغريب

بين معارض وغاضب ومتذمر ومازح وساخر أيضا

رشدي نظر باتجاه أشرف وقال : يبدوا أننا وجدنا من يسد النقص في مجموعتنا

ضحك أشرف بسخرية وقال : هذا ما ينقص مجموعتكم البائسة طفل ثم فتاة يا لكم من قمامة سأنتقل من الغد

عماد همس لرشدي : عم رشدي هل صحيح أنك ستطلب انضمام الفتاة للمجموعة

رشدي : نعم .... كي لا يلتهمها العمال بالسخرية ويوكلوا لها الأعمال الصعبة كما فعوا معك من قبل



في القصر

نزلت روز من عند السيد قابلتها لين عند أول السلالم وهي تنتظرها بفارغ الصبر

لين : ماذا حدث معك

روز وهي تعبر أمام لين ولين تتبعها : لم ينجح الأمر إنه مصر ووبخني أيضا ...ولكنه وعدني أنه

لن يصيبك أي مكروه أو أذى هناك

ثم ألتفتت للين ووضعت يدها على كتفها وقالت: لا تخافي يا لين السيد سيحميك منهم كما قال لا أحد

يستطيع مخالفة أوامره

أنزلت لين رأسها بحزن وهي تغادر باتجاه غرفتها وقالت : كيف يحميني وهوا هنا وأنا هناك

..... ثم ضحكت بسخرية وقالت : هه ... هل سيحمينني منهم وهوا يكرهني لهذا الحد

دخلت غرفتها استحمت ولبست ثياب النوم ثم ارتمت على سريرها وقالت : قد أفقد هذه الغرفة أيضا

يوما ما لأجد نفسي نائمة في كوخ أو سجن خارج القصر...

ثم أمسكت بالصورة التي تجمعهم وقالت : آنين .. لجين .. كم أحتاج لوجودكما بقربي الآن ...

أحلاما سعيدة لكما ...

وقبلت صورتهما ثم استسلمت للنوم ولا حل آخر أمامها إلا الطاعة لأوامر السيد

في الصباح وبعد أن صلت الفجر سمعت صوت طرقات على باب غرفتها فتحت الباب فدخلت روز

روز : صباح الخير

لين بحزن : صباح الخير... سترتاحين مني اليوم لن يكون هناك تنظيف

روز جلست بجانبها واحتضنتها من كتفيها : كلها بضع ساعات وستعودين ستعملي صباحا فقط وفي

الحظائر فقط أيضا

لين : إذا صدرت باقي الأوامر من السيد ... لما لم يتحفني بها بالأمس

روز : هههه يبدوا انه كان يريدها مفاجأة

لين : ما أكثر مفاجأته وما أجملها

روز : هيا يا كسولة ... لكي تعودي مبكرا لتحضير الغداء

وقفت لين وكانت ترتدي بنطلون من الجينز الأسود وقميص أزرق غامق يصل لنصف الفخذ مزركش

بالأسود وحجاب أسود يلتف حول وجهها الدائري بخديه الورديين والعيني الخضراء لوزية الشكل

روز : كل هذه الأناقة من أجل الحظيرة

لين : هههه أجل قد يقع أحد العمال في غرامي ويقوم بتهريبي ... لم أجد ما هوا مناسب لهذه الوظيفة إلا

هذه الثياب

روز : هههههه كم أحب أخدك للأمور بكل هذه البساطة أنتي مدرسة في الرضي بالقدر يا لين

لين : الحمد لله ...... وماذا بيدي غير الرضا

وقفت روز وأخرجت من جيبها صندوق صغير فتحته وأخرجت منه قلادة عبارة عن سلسال به زهرة

مكورة الشكل وغريبة بعض الشيء وقالت : لين أرتدي هذه القلادة ولا تخلعيها أبدا عديني بذلك فأنا أتق

بوعودك ولا تسأليني عن شيء

نظرت لين باستغراب وأخذت القلادة دون كلام وارتدتها في عنقها

روز : هيا خبئيها تحت حجابك وعديني أنك لن تنزعيها حتى أطلبها منكي ولا تفسديها بالماء

لأنها عزيزة على قلبي

لين وهي تدس القلادة داخل ياقة القميص : أعدك يا روز رغم أنها هدية قبيحة جدا ... هههه

خرجت لين من الباب و روز تراقبها ( ليحفظك الله يا صغيرة لقد وعدني السيد أن يحميك والقلادة ستكون

الواصل بينكم سيستمع لكل ما يدور حولك ... اعذريني فهوا طلب مني أن لا أخبرك )

توجهت لين لباب المطبخ الخارجي وجدت رشدي في الخارج

رشدي : صباح الخير يا آنسة لقد قمنا بإيصال الأغراض جميعها

لين : شكرا لك .... أنت من العمال أليس كذلك

رشدي : نعم يا أبنتي هل من خدمة أقدمها لك

لين : أجل .... أنا سأعمل معكم منذ اليوم هل تسمح لي بمرافقتك إلى هناك

رشدي : بالطبع صغيرتي هيا تعالي الطريق من هنا

شعرت لين بالراحة للعجوز فهوا على الأقل سيعتبرها كابنة : هل المكان بعيد

رشدي : لا إنه هناك سنسير بعض المسافة وسنصل

لين : يبدوا للعين قريبا ولكنك تسير كثيرا لكي تصل .... كيف هوا الوضع هناك هل العمال كثيرين

رشدي : يبدوا انك خائفة

لين : كثيرا .... كيف سأعمل في مكان مليء بالرجال أنا الفتاة الوحيدة بينهم

رشدي ( وليس أي فتاة سامحك الله يا سيدي ) : لا تخافي لن يستطيعوا مخالفة أوامر السيد كوني مطمئنة

وأنا سأكون معك ولن أتركك أبدا

لين : شكرا لك ... يسعدني ذلك كثيرا

رشدي : نحن لم نتعرف بعد .... أنا أسمي رشدي

لين : وأنا أسمي لين

رشدي : ملامحك تدمج بين العرقين بشكل مبهر ظننتك غير عربية قبل أن تتكلمي

لين : أجل الكل يظن ذلك

رشدي : لماذا تعملي هنا إن كنتي لا ترغبي في ذلك

لين : ظروف الحياة يا عم

رشدي : نحن منقسمون لمجموعات هناك .... سأضمك لمجموعتي ... ماذا قلتي

لين : يسعدني ذلك ولكن لما تم تقسيمكم

رشدي : تلك أوامر السيد كل مجموعة تؤدي وضيفة معينة وتتغير الوظائف كل يوم وبالترتيب

لين : وما عملكم اليوم

رشدي : اليوم سنعمل في حظيرة الأبقار

وصل رشدي ولين للحظائر ورأت لين الكثير من العمال يتحركون هناك

تأمر : مرحبا بالعم من أحضرت معك ... هل أنتي الفتاة التي جعلتنا نسمع صوت السيد لأول مرة في حياتنا

رشدي همس للين : لا تعيري اهتماما لكل ما يقال لك هنا فهؤلاء العمال لا حيلة لهم إلا اللسان

ولكن لين لم تكترث لما قال لأنها لاتريد أن تبدوا ضعيفة أمامهم لكي لا يستضعفوها وهذا ما تعلمته من


لجين وضعت يدها في نصف جسدها ونظرت إليه بحدة وقالت : ألا يعجبك ذلك أم لا يعجبك كلام السيد

تأمر : يبدوا أنك لستي سهلة ... يا فتاة المراعي هههههه
وغادرهم وهو يضحك ولين تكاد تشتعل

رشدي : قلت لك ألا تعبئي لما يقال تعالي سأعرفك على المجموعة

توجها لحظيرة البقر كانت مصنوعة من الأخشاب المتينة المدعمة بالطوب الأحمر والأسمنت وواسعة

ومقسمة لأجزاء من الداخل وبها ما يقارب الخمسة عشر بقرة

رشدي : مرحبا يا رفاق هذه لين زميلتنا الجديدة

نظر الجميع لها في صمت إلا واحد تقدم ناحيتهم

عماد : مرحبا بك معنا ... أنا أسمي هوا عماد

لين بابتسامة : مرحبا يا عماد يبدوا أنك في الرابعة أو الخامسة عشرة من العمر لما أنت هنا

عماد : جيد أنك لم تقولي يبدوا أنك صغير لأني كنت سأغضب منك

ضحكت لين وقالت : بل رجل ( لين لم يفتها ذلك لأنها تعلم أن الفتيان في هذا السن يكرهون نعتهم بالصغار )

أشرف الوحيد الذي لم يتقدم ناحيتهم أما باقي العمال فاجتمعوا حولهم وعرفها عليهم رشدي واحدا واحدا

عماد همس للين : ذلك المتعجرف أسمه أشرف كوني حذرة منه

لين : نعم .... شكرا لك

تفرق العمال داخل الإسطبل للعمل ولين كانت طوال الوقت برفقة عماد أو رشدي

عماد وهوا ينظف القش بمساعدة لين : كم عمرك يالين لا تبدين لي كبيرة

لين : ثمانية عشرة سنة

عماد : أنتي صغيرة لما تعملي هنا

لين : وأنت لست بعمر العمال هنا ..... عماد ماذا عن دراستك ألا تدرس

عماد : نعم السيد هنا سيوفر لي فرصة للدراسة سأدرس هنا وسأتقدم للامتحانات كل

من يرد الدراسة من العمال يوفر له السيد كل ما يلزمه ... آه لولا السيد بعد فضل الله لضعت وضاعت

دراستي ... وأنتي يالين لابد وأنك ستلتحقين بالجامعة كمنتسبة أليس كذلك

لين : لا أعلم ... أنا حقا لا أعلم ولم يعد يعنيني الأمر

.... : هيه أنتما هناك تعالى لتساعدان في حلب الأبقار

لين بصدمة : حلب الأبقار يا الهي أنا لا أعرف ... وأخاف حتى من الاقتراب منها

عماد : لا تخافي سأعلمك

ذهبا لبقرتين متجاورتين


عماد : ضعي الدلو تحتها وافعلي كما أفعل وأقول

لين وهي تضم يديها لصدرها : أنا خائفة ... لا أستطيع لمسها

عماد : لا تخافي هي لن تتحرك ... هيا أحلبيها برفق كي لا تؤديها

بذات لين بتقريب يديها لضرع البقرة ببطء وهي ترتجف

لين : سحقا لك ... أنت السبب في كل ما يحصل لي


بدأت لين بحلب البقرة بذعر وهي تتبع نصائح عماد فجئه حركت البقرة ساقها وكأنها ترفس أحدا

خلفها سقطت لين للخلف وهي تصرخ ثم تحول الصراخ لضحك وضحك بعدها عماد

عماد : يبدوا انك أديتها يالين لا تستعجلي في حلبها

لين : يا الهي لقد كادت تقتلني يالك من بقرة سيئة

ثم توجهت لوجه البقرة ووقفت أمامه وكأنها تحدثها وقالت : بقرة سيئة


وأغمضت عينيها بقوة وأخرجت لسانها في وجه البقرة : أممممممممممم

وعماد يشاهدها ويضحك بصوت مرتفع

أقترب منهم رشدي : ما بكما .... لما تضحكان وتتركان العمل

عماد : هههههه لين تتشاجر مع البقرة

رشدي : هههههه ولماذا

مر أشرف بجانبهم وقال : لهذا ضممتهم للمجموعة ليكثر التهريج وتضييع الوقت

لم يرد أي منهم على كلماته ... لين علمت جيدا أن لا حيلة للعمال هنا إلا الكلام لذلك هي تعلم أن

أفضل علاج لهم هوا التهميش وعدم الرد

عماد : تعالي يا لين سننظف القش من تحت الأبقار

لين : لا إنها ترفس

عماد : هههه لا ... لا تخافي سنخرجها أولا .. نظفي أنتي حظيرة تلك وأنا هنا لكي نضع

القش الجديد

بدءا بالعمل بنشاط وجد

رشدي : ها ... أخبرني يا عماد كيف هي زميلتك الجديدة

عماد : جيدة .... أفضل مني بكثير عند مجيئي إنها تتعلم بسرعة مدهشة

ثم سمعوا صوت لين وهي تضحك لوحدها

نظرا لبعضهما ثم اتجها لها


عماد : لين ماذا تفعلي ولما تضحكين لوحدك ... هل جننتي

لين : هههههه ... تعالا بسرعة وانظرا

كانت لين تمسك بقشة طويلة وتقربها من أنف البقرة وتخربش بها أنفها ووجهها والبقرة تهز رأسها وتزفر

عماد : هههههه دعيني أجرب هيا

عماد : هههههه منظرها مضحك حقا

كان رشدي يراقبهما ويضحك ( أخيرا وجد عماد مع من يتأقلم ) عند الساعة الثانية عشرة غادرت لين

الحظيرة متجهة للقصر وأصر عماد ورشدي على إيصالها

عماد : في الغد سنحلب المعز هل أنتي مستعدة


لين : لا لن أحلب أبدا سأنظف الحظيرة مع البقية وأضع الطعام والماء لهم فقط

عماد : هههه يالك من جبانة

ودعتهم لين ودخلت من باب المطبخ لم تجد روز توجهت لغرفتها استحمت وغيرت ثيابها وخرجت

لتحضير الغداء


دخلت روز المطبخ : مرحبا ... كيف كان يومك ... لقد أفتفدت إزعاجك لي طوال الوقت

لين ضيقت عينيها وهي تنظر لها وقالت : لا بد وأنك نمتِ طوال الصباح ولم تفعلي شيئا

روز : هههههه ... لا لقد قمت بتلميع الزجاج والمرايا وبعض الأثاث أيضا

لين : غرييييييب ماذا حدث لك اليوم

روز : وهل كنتي تريدينني أن أتركك تسخري مني .... أخبريني كيف كان يومك هناك

لين : جيد .... ماذا سنعد اليوم


روز : السيد يريد ذلك الكسكوس الذي حضرته سابقا

لين : أأأه كم أتمنى أن يختنق به ... ولما يريده بالتحديد

روز ( يا إلهي هذه الفتاة ستجني على نفسها هي لا تعلم أنه يستمع لكلامها الآن ) : لا أعلم .. لين

أنتي متعبة اتركيني أنا أحضر كل شيء أنتي أسكبي المقادير واطهي فقط

لين : حسننا أنا سأجلس هنا على الطاولة وأنتي أحضري لي كل شيء هههههه

روز : يالك من استغلالية ... أنا متأكدة أنك لم تفعلي شيء هناك سوى مراقبة العمال


لين : وهل تضنينني مثلك يا كسولة ... لقد حلبت البقر و نضفت القش تحته أيضا

روز : هل حقا فعلتي كل ذلك ... لين كيف تريدين البصل

لين : قطع صغيرة جدا

أنهت لين باقي يومها في القصر بصحبة روز .... وأمضت لين أيامها على هذا الحال


لين : روز لما لا نجلس في الحديقة إنها رائعة والجو جميل في الخارج

روز : لا

لين : ولما

روز : إنها الأوامر لا خروج من القصر


لين : أوووووف

دخلت لين غرفتها وأمضت باقي يومها هناك

بعد مرور يومين

في الحظيرة

لين : هل علينا جمع كل هذا البيض إنه كثير لما لا يعطون للدجاج حبوب منع الحمل ستموت

من كثرة وضع البيض

عماد : هههههه وما فائدة الدجاجة إن لم تبيض

لين : أنظر لذاك الديك هناك إنه ينظر لي منذ دخلنا في الصباح ... نظراته لا تعجبني


عماد : هههه يبدوا أنه معجب بك

نظرت لين لعماد بضيق وقالت : وهل تراني دجاجة أمامك



عماد : هههه أنا لا .... ولكن الديك ربما يراك دجاجة جميلة

ضربت لين عماد بالكرتون المخصص بجمع البيض على رأسه وتوجهت للديك تركد خلفه وتضربه


وهوا يفرفر في الحظيرة


عماد : هههه أتركية وشأنه قد يكون وجدك تشبهين أمه هههه

بعد مرور ساعتين

لين : آآآخ .. لقد انتهينا أخيرا العمل هنا أفضل من حلب الأبقار والأغنام وتنظيف الحظائر


عماد : هذا لأننا لم ننظف الحظيرة هنا... لكنتي كرهتي هذا المكان للأبد


لين : لابد وأنني سأجرب ذلك يوما ... عماد أحكي لي قصتك لماذا أنت هنا


عماد : لقد فقدت والدي منذ أعوام وأخوتي كلهم صغار أمي كانت تعمل لتوفر لنا كل احتياجاتنا المستطاع

عليها ثم مرضت أمي من فترة وتركت العمل لقد بحث عن عمل ولم أجد عملا يوفر لي ما يحتاجه



أخوتي ودراستهم وعلاج والدتي , لقد أخبرني صديق كان لوالدي وقد كان مهاجرا عن الهجرة وعن

ما يمكن أن أجنيه وأساعد به أهلي فهربت إلى هنا عن طريق البحر لأصطدم بالواقع لا شيء هنا سوى


النوم في الشارع وأكل الخبز الجاف ولا سبيل للعودة

وفي يوم جاءني رجل عربي وأعطاني عنوان هذا المكان .. سأدرس وأرسل كل المال الذي أحصل عليه
لعائلتي


لين : أنت رائع حقا يا عماد ورجل يمكن الاعتماد عليه لو كان لي راتب لأعطيتك نصفه لترسله لعائلتك
عماد : شكرا لمدحك لي ... إذا هل تتزوجينني


لين : هههه أنت أصغر مني يا عماد ستكون أبني هههه

عماد : العمال يتحدثون هنا عنك

لين بصدمة : عني .... ماذا يقولون

عماد : يقولون أنك جميلة ولو أن السيد يفكر في تزويجك من أحدهم وأشياء من هذا القبيل لذلك وافقي

عليا أنا الأفضل بينهم هههههه

لين بضيق : أولئك الحمقى كيف يفكرون بهذا الشكل

عماد : لا تعبئي لهم يا لين أنتي جميلة جدا ومن الطبيعي أن يفكروا بهذه الطريقة لقد قال أحدهم يومها

لم أكن أظن أن هناك فتاة عربية بهذا الجمال

لين : تباااا .... ألا يخجلون من التحدث عن محارم غيرهم ياله من أسلام الذي يحملونه

عماد : هناك من يكرهونك أيضا ويقولون أن ثمة علاقة قد تكون بينك وبين السيد .... لين لا تغضبي

مني أنا أخبرتك بذلك لكي تستعدي لأي كلمة جارحة قد يقولها لك أحدهم

لين بغيض ومن بين أسنانها : هوا السبب .... إنه السبب في كل ما يجري

عماد : من هذا الذي السبب

لين : لا... لاشيء ... هل ترافقني لطريق العودة

عماد :نعم بالتأكيد ... ولكن أخبريني أليس لديكي راتب هنا ألا تتقاضي مالا على وضيفتك

لين بحزن : لا ... فراتبي مدفوع مسبقا

عماد : لم أفهم

لين : دعنا من هذا الأمر

وسارت لين برفقة عماد للقصر وهي صامتة و طوال الطريق لم تتحدث

عماد : لين هل غضبتي مني لقد كنت أمزح بشأن الزواج وكلام العمال ظننت أنه من واجبي أخبارك به

لين : لا يا عماد أنا لست غاضبة منك ثم أنه من الطبيعي أن يفكر العمال بهذا الشكل فتاة يجلبها سيدهم

للعمل في مكان وقصر ليس فيه إلا الرجال ما الذي سيعتقدونه

ودعت لين عماد ودخلت المطبخ

روز : لقد تأخرتي اليوم هيا لنبدأ بتحضير الغداء

لين وهي تخفض رأسها وتسير متوجهة لخارج المطبخ : كان لدينا الكثير من العمل اليوم لذلك تأخرنا ...

سأذهب لغرفتي ولن أحضر أي غداء اليوم

روز : لين هل من مكروه أصابك


لين لم تجب وغادرت لغرفتها

توجهت لين لغرفتها ارتمت على السرير بثيابها وبكت بحرقة وألم

في جناح السيد

روز : سيدي لا تغضب مني ... ولكن لين عادت اليوم على غير طبيعتها ولم تحظر الغداء ... أنا أخاف

أن مكروها قد أصابها هناك

السيد : لا تقلقي يا روز لم يمسسها أحد بسوء ... مشكلة بسيطة وسأقوم بحلها ألم أخبرك سابقا أنني


أعلم بكل شيء

روز : الحمد لله ... أعذرني سيدي

غادرت روز .... و أمسك السيد بأحد القفازين بيده الأخرى وأنتزعه ثم مسح وجهه بيده وهوا يستمع


لصوت لين وهي تبكي وقال بضيق : سنرى ما يمكن فعله

ثم رفع سماعة الهاتف

السيد : حسننا هكذا إذا .... هيا صلني بالعمال


في منزل العمال وأثناء تناولهم لوجبة الغداء وأصوات تبادل الأحاديث وتصادم الملاعق بالصحون سمعوا

صوت المكبرات تفتح وجاءهم الصوت

.... : السيد سيتحدث إليكم


سكت الجميع

السيد : أنور وسعيد الراسي وعصام .... يجمعون أغراضهم ويتركون المزرعة منذ الغد وكل من

سيتفوه بما قالوه عن الفتاة سيلقى ذات المصير ولو توجه أحدكم لها بكلمة مما قيل سيلقى عقابا قاسيا قبل

أن يغادر

وأنهى المكالمة ليترك العمال في صمت موحش غريب من الدهشة

أبتسم عماد ابتسامة انتصار وقال : يستحقون ذلك ( لين يبدوا انك لستي بهينة لا بد وأنها تحدثت مع السيد


مباشرة ولكن كيف علم من المتكلمين في الأمر يبدوا أن لا شيء يفوته هنا )



في القصر... بعد المغرب

روز : لين مآبك حبيبتي ... اليوم لم تخرجي من غرفتك ولم تتناولي الطعام

لين : لا شيء روز لقد كنت متضايقة قليلا هل نبدأ بتحضير العشاء

روز : بالتأكيد فالسيد لم يتناول إلا كمية قليلة من الغداء اليوم يبدوا أنه أعتاد على طبخك ولم يعد

يعجبه طعامي


لين : ألم أقل لك أن نضع له الملح في طعامه ليموت

روز : أمازلتي تفكرين في قتل السيد .. أسمعي إننا نحتاجه


لين : أجل عماد أيضا سيخسر دراسته و وضيفته إن مات السيد لا بأس سأعفو عنه لأجلكم

روز : ومن عماد هذا

لين : إنه فتى يعمل مع العمال

روز : ألن تخبريني بما حدث اليوم قد أساعدك

لين : لقد جربت مساعداتك الفاشلة من قبل

ثم تنهدت بحزن وقالت : العمال يتحدثون عن علاقة بيني وبين السيد ... لماذا يظنون هذا بي أنا لم أقم

أي علاقة بأي شاب من قبل لماذا أتهم بهذا الاتهام .... ولكنهم لا يعلمون مقدار كره السيد لي وإلا

ما كانوا قالوا ذلك

روز : ولما لا تخبري السيد بالأمر

لين : لا لن أخبره أمرا يخصني ... ثم ماذا تريدين مني أخباره .... العمال يقولون أن بيني وبينك علاقة


غرامية كيف سأجرؤ على قول ذلك له .... الموت أهون بالنسبة لي

روز ( لو تعلمي يا لين أنه سمع كل ما قلتي .... يا الهي لو علمت ستقتلني بالتأكيد ) : لن يسكت السيد

عن الأمر بالتأكيد سيحل الموضوع

لين : لم يقل أحد ذلك في وجهي لكنت شرحت لحمه بأظافري


روز : قد يكون الكلام الذي سمعتي غير صحيح مالم يقولوه لك

لين : ليس من مصلحة عماد أن يكذب ... يكفي النظرات التي أراها في أعينهم

روز : أي نظرات

لين باشمئزاز : بعضها نظرات وقحة وقدرة والبعض نظرات استحقار لقد كانت أعينهم تتحدث دائما

ثم أنهت لين تحضير العشاء في صمت وضيق

روز : يبدوا أنك أصبحتي تخسرين صبرك وصمودك


تنهدت لين : أخشى أن لين القديمة بدأت تموت بداخلي يا روز

روز : أنتي أقوى من ذلك يا لين ودعي الغد للغد كما تقولي لي دائما فلا تعلمي الغد ما سيكون فيه ...لقد

علمتني الكثير عن الصبر والرضي فلا تنهاري الآن

لين : استغفر الله .... اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا

في اليوم التالي : خرجت لين ووجدت عماد ينتظرها قال مبتسما : صباح الخير ... هل نذهب

لين : صباح الخير .... غريب لما حضرت اليوم .... أين العم رشدي هل أصابه مكروه

عماد بسرور : لا لم يصب العم أي مكروه أنا من طلب منه أن آتي لاصطحابك لأنقل الأخبار

السارة لك بنفسي

لين : عن أي أخبار تتحدث

عماد : لقد قام السيد بطرد العمال الثلاثة الذين تحدثوا عنك


لين باستغراب : وكيف علم السيد بأمرهم

عماد : غريب ألم تخبريه بالأمر

لين بضيق : ماذا تضنني على علاقة به كباقي العمال


عماد : لا أبدا يا لين كيف تظني هذا بي ... أنت تسكنين في القصر اعتقدت أنك تحدثي معه

لين : لا ... أنا لا أراه ولا أتحدث معه .... هل لديه كميرات للمراقبة هناك

عماد : لا أعتقد كنا رأيناها لو كانت هناك ... قد يكون لديه جواسيس أو ما شابه ... أي أشخاص ينقلون

له الأخبار ... لقد تحدث مع الجميع وتوعدهم إن وجهوا لك أي كلمة .. هههههه ليتك رايتي وجوههم يا لين

لين : هذا لأني أتغاضى عن سخافاتهم دائما ظنا مني أنه الحل الأنسب لهم

وصلوا للحظائر ولاحظت لين نظرات العمال الغريبة لها

لين ( على الأقل ستخافون قليلا .. لقد أصبحت مطمئنة أنهم لن يصيبوني بمكروه )

رشدي : مرحبا بصغيرتي كيف أنتي اليوم


لين بصوت مرتفع : هههه أبتعد عني يا عم رشدي قد يضنوا أني على علاقة

بك ( لن أسكت لكم بعد اليوم أيها الحثالة فأنا على علاقة بالسيد في نظركم على أية حال )

توجهت لين مع مجموعتها لحظيرة الأبقار ليبذؤا العمل هناك أقترب أحدهم للين

عوني : لين لا تكثرتي لما قالوه لقد طرد السيد سبب تسريب الشائعات نحن لا نصدق ذلك أنتي تعملي

معنا من فترة ولم نلحظ عنك أي شيء سيء ... لقد دافعنا عنك أمام الجميع

لين : شكرا لك يا عوني لا تهتم للأمر لن تستطيع تغيير نظرتهم لي


ثم التفت لجهة عماد وقال : وذاك الشاب كاد يضربه سعيد بالأمس بعد طرده وهوا يدافع عنك

نظرت لين لعماد مبتسمة وقالت : عماد سيكون شخصا مهما في المستقبل أنه بطل

أنجزوا عملهم وعادت لين للقصر دخلت غرفتها ثم استحمت وغيرت ثيابه ثم توجهت للمطبخ

روز : يبدوا أنك أفضل حالا اليوم

لين : نعم لقد طرد السيد العمال الذين تحدثوا عن الأمر


روز : جيد ألم أقل لك أن السيد سيحل ألأمر
لين : آآآآه يصلح الأمور وهوا سبب أفسادها .... ما يحيرني كيف علم بكل هذا لا كميرات في المزرعة

ومنزل العمال ... إذا لابد أن لديه جواسيس

ثم نظرت لروز بشك و قالت : روز هل أنتي جاسوسة لدى السيد اعترفي هيا ...سأقتلك إن كنتي تنقلي

كلامي في السابق

روز بخوف : لا لا لا أبدا لم يحدث ذلك أنا أضع له الطعام في الردهة وتكون فارغة ولا يتحدث


معي إلا نادرا

لين : هههههه روز يالك من جبانة أنتي الوحيدة التي تخاف مني هنا

روز بضيق : يالك من سخيفة لذلك تستقوي علي دائما ... هيا أمامي السيد يريد البيتزا

لين : ياله من مدلل هههههه

روز بخوف : لين لما لا تتوقفي عن السخرية منه

لين : وما حيلتي غير هذا









لجــين


بعد مرور عدة أيام

كانت تجلس في جناحها وتتحدث عبر هاتفها الجوال

لجين : هههه يقول نتفاوض لابد وأنه جن ولكنني سألقنه درسا بهذا الطلب سأذهب لمقابلته

راشد : لجين لا تتمادي في الأمر قد تضري نفسك

لجين : وماذا يعني أن أموت ... لا يهم


راشد : لقد حذرتك وما عليا إلا حمايتك قدر المستطاع

لجين : أخبرتك سابقا إن حدث لي شيء فلا تبحثوا عني قبل الأربعة والعشرين ساعة التي حددتها

المخابرات ... خالي لا تفسد مخططاتي متأكدة أنه سيحاول الإمساك بي وهي ستكون فرصتي

راشد : ليس أمامي إلا أن أقول حسننا

أغلقت لجين الخط من خالها واتصلت برائد

رائد : هل أنتي مستعدة للقائه

لجين : كل الاستعداد

رائد : هل من أوامر

لجين : في حال اختفائي في أي ظرف وأي وقت أكمل المهمة خلال الأربع وعشرين ساعة قبل

أن يتم تحريري اتفقنا

رائد : اتفقنا

أغلقت لجين الهاتف وقامت متجهة لخزانتها ارتدت بنطال من الجينز الأزرق المزركش بالأبيض عند

الحزام والجيوب والأطراف وقميص ابيض يصل لحافة الحزام و جاكتة بيضاء تصل للحافة السفلية من

الجيوب بأزرار زرقاء و تركت شعرها منسدل على ظهرها وكتفيها بإهمال راعت أن تكون أقرب للغربيات

في مظهرها مع بعض التكلف وبدون أي إكسسوارات أو ماكياج واتصلت بمدير أعمال غافر



في مكتب غافر

نادر وهو يدخل المكتب : سيد غافر إنها قادمة لمقابلتك

غافر : وأخيرا تصدقت علينا برؤيتها فلننظر ماذا تريد

نادر : أجل .... لننهي الأمر

بعد نصف ساعة

السكرتير طرق الباب ودخل : فتاة تطلب مقابلتك في الخارج بلا موعد تقول أنها ستغادر

حالا ... ولكن عليك مقابلة السيد .....

قاطعه غافر : أدخلها فورا

السكرتير : حاضر سيدي

بعد ثواني أنفتح الباب دون طرق ودخلت لجين بحضور أنثوي قوي وخطوات ثابتة يتبعها حارسين

أذهلها للحظة ما رأت ... كان رجل يجلس على كرسي المكتب يرتدي عمامة على رأسه تغطي أطراف

وجهه الجانبية ويرمي أحد أطرافها بإهمال على كتفه الأخر لتغطي ذقنه ورقبته وباقي وجهه ملفوف كله

بالشاش ما عدا فتحة للأنف والفم وعين واحدة تكاد لا تُرى ويرتدي في يديه قفازات طبية مخصصة للحروق

بعد قليل تحولت نظرة لجين من الدهشة لابتسامة سخرية

غافر(في حضور هذه الفتاة المميز شيء لا يمد للغربيين بصلة ... لولا الاسم والبشرة ناصعة البياض

ولون العينين والشعر الغريب لقلت أنها عربية )

قال ببرود : هل أعتبر هذا شفقة منك أم سخرية

لجين ولازالت على ذات الابتسامة : يبدوا أن القدر بدأ يصفي حسابه معك يا غافر

غافر : وهل تظني أنك من سيكمل ما بدأه

لجين : مهما فعل بك فلن يصفي حسابي اتجاهك

غافر : حتى إن سحقني قبلك

لجين بحزم ونبرة حادة : لن يكون ذلك إلا على يدي ... وسأسحقك حتما ... أم تظن أن " نفق غاري "

و " جيسيكا " سينقدانك كما في ذلك اليوم ... قالتها وهي أشارت برأسها للوراء وعينيها على وجهه


غافر ( كيف علمت بما حدث ذلك اليوم .... هل هي من العصابة ... يبدوا أنها كانت هناك .... يستحيل

أن تعلم بكل هذا .... مستحيل ففارق العمر بينها وبين الحدث )

ضحك غافر بسخرية وقال : يبدوا أننا كنا زملاء عمل أم أنك تقصيتي عني أكثر من اللازم

لجين : لن أجيب عن سؤالك لأني أعرف مغزاه .... أعلم عنك كل شيء حتى الـ .....

غافر بصدمة ( يستحيل أن تعلم كل هذا ... هذه الكلمة سرية للغاية )

قال ببرود لكي لا تلاحظ توتره : لا تلعبي بالنار لكي لا تؤذيك

ضحكت لجين ضحكة رقيقة : النار لم توقفك عند حدك .... هذا يعني أنها لا تخيف

غافر : والمطلوب

لجين مررت أصبعها الإبهام على عنقها وباقي أصابعها مقبوضة ونظرت له نظرة انتقام

وقالت : رقبتك

ثم أشرت له بأصبعها السبابة وقالت : لكن قبلها تدميرك نهائيا

غافر بسخرية : هه وبأي صفة .... لن تخيفيني بهاذان الوحشان اللذان أحظرتهما معك

لجين : غيرهم في الخارج كثير... ولست آبه إن لم يأتوا معي ..... لا أحتاج إليهم

إن اختفيت فبعد أربع وعشرين ساعة ستكون في السجن ولكن قبلها سيتم تدميرك ... وحتى

موتي على يديك لا يعنيني فافعل ذلك أرجوك

ثم خرجت دون استئذان كما دخلت وتركت الجميع في دهشة

نادر : ما هذه برب الكون


غافر بغيظ : سحقا ... يبدوا أنها أخطر من الخطر الذي توقعناه

نادر : ماذا سنفعل الآن

غافر : عليا أن أعلم سبب كرهها وانتقامها أولا

نادر : ليس وقت معرفة الأسباب رأيت بنفسك من تكون


غافر بهمس : بلى .... عليا أن أعلم



وصلت لجين للقصر ركضت باتجاه غرفتها ارتمت على السرير وبدأت بالبكاء : أكرهك ....أكرهك

يا غافر ... لقد حرمتني من كل شيء ... من أبي ... من أمي ... من حياتي

حتى من أسمي وهويتي .... لن يهدأ لي بال حتى أراك تتعذب ... أقسم

ثم نهضت توضأت وصلت وجلست تستغفر الله كثيرا وتدعوا

ثم عادت وارتمت على السرير وقالت بحزن : كم اشتقت للين وأنين ترى هل هما بخير لين كم

أنا قلقة بشأنك .... لقد رأيت حلما سيئا يخصك ... لو أني فقط أستطيع الاطمئنان عليك وعلى آنين لو

كنتما معي الآن لوضعت لين خطة الاقتحام بدراسة دقيقة و جلبت أنين الملف في ساعة واحدة .... تلك


المشاكسة مدمنة الركض والتسلل



بعد مرور عدة أيام

نادر : سيدي لقد تم اختراق حساب أحدى الشركات من جديد إن لم نتدارك الأمر فسيتكرر

ثمة خبير في الاختراقات يفعل ذلك بالتأكيد

غافر : تبا ... لقد خسرنا مشروعين باليومين الماضيين وها هي المشاكل تانهال علينا من كل جانب

نادر : علينا أن نتصرف ... هي لم تضع شروطا حتى للتفاوض معها

غافر : بلى وضعت وها هي تقوم بتنفيذها بموافقتنا أو دونها " ابنة العصابات " تلك

نادر : هل سنتركها تفعل ذلك

غافر : هي تريد اللعب مع العصابة فلها ذلك إذا

نادر : ما الذي تنوي فعله

غافر أمسك هاتفه وطلب رقما معيننا

: .......

غافر: لقد وجدت المطلوب

: ........

غافر : بلى هذه المرة الأمر مختلف جدا

: .......

: هذه الصفقة ناجحة بالتأكيد ستصلكم التفاصيل و ستشكرونني

: .......

غافر : سنتفاهم على كل شيء

: .......

غافر : وداعا

نادر : هلـ ....

غافر : عليها أن تلعب مع أمثالها .... أما نحن فسنضرب عصفورين بحجر واحد




في قصر راشد

لجين : هههههه هل حقا فعلت ذلك يبدوا أنها فتاة شقية ... كم أتمنى التعرف أليهم

راشد : ستتعرفين عليها قريبا وعليهم جميعا فقط حافظي على حياتك لتتمكني من ذلك
لجين : لا أعدك .... ولكنني سأحاول

راشد : إن بقيتي على هذا الطريق فستضعينه على شفير الإفلاس

لجين : عليه أن يترجاني لأنقده كما فعل والدي ويترجاني أن أرحمه كما فعلت والدتي ولن

آبه له كما فعل هوا بهما

راشد : وما الخطوة القادمة

لجين : سنستمر في بعض المناوشات حتى أجد طريقة أحصل بها على الملف والقرص

راشد : لجين لا تقحمي نفسك في شراك العصابات

لجين : ذلك الملف سيكون نهاية غافر بالتأكيد وسنخلص البلاد من أحدى العصابات

أي أنه عصفورين بحجر

في اليوم التالي

كانت لجين جالسة في الطابق السفلي لمنزلها ترتدي بجامة حريرية خضراء اللون تعكس

جمال عينيها الخضراء الناعسة , تشرب قهوة الصباح وأمامها جهازها المحمول

دخل أحد الحراس : سيدتي رجل أسمه غافر في الخارج يصر على رؤيتك ويرفض المغادرة

لجين ( ماذا يريد هل وصلت به الجرأة للمجيء هنا ) : من معه

الحارس : لا أحد


لجين : رجل أعماله الحراس لا أحد منهم

الحارس : لا .... لا أحد منهم

نظرت لجين لثيابها ( لا يهم إن كنت بهذه الثياب لا يهمني مظهري أمامه ) : أدخله

دخل غافر ووقفت لجين تبتسم بخبث : ما سبب هذه الزيارة المفاجئة

غافر نظر لها من أعلى لأسفل ( لو وجدتك بغير ثياب النوم في المنزل لشككت في كونك أجنبية )

قال بصوته البارد ذاته : لم تزورينا من مدة ففكرت في الاطمئنان عليك

لجين : هههههه لو أنك شخص آخر لصدقتك .... ماذا تريد

غافر : أهكذا تستقبلين الضيوف

لجين : من الآخر ... ماذا تريد

غافر : لماذا تفعلي كل هذا الذي تفعلينه بي .... السبب فقط

لجين : وهل لك وجه تسأل كهذا السؤال .... آه حقا ضحاياك كثر بالتأكيد ستنسى بسهولة

غافر : لا تجعلي نفسك أسوأهم

لجين ببرود ممزوج بالثقة : لم يتبقى لك إلا قتلي وأخبرتك لست آبه

غافر : أتوقع الكثير من فتاة العصابات


لجين : هههههه و أنت أبنهم المدلل أم نسيت
غافر : ماذا تريدين مني

لجين : القرص والملف

غافر: هااااه هكذا إذا ... ولمصلحة من تعملين

لجين : لمصلحة نفسي ... وأنا لا أطلبه منك أنا أخبرك فقط ... وبعدها سأخبرك لمصلحة

من أعمل وماذا أريد

غافر : لن تحصلي عليه


لجين : إذا سأستمر في إرسال الهداية الجميلة لك حتى أخده
غافر ( بالتأكيد ليست الفتاة ضالتي التي أبحث عنها ولكن لا مانع .. إنها تعجبني ) : سأعطيه لك بشرط

لجين بصدمة حاولت إخفاءها : والشرط


غافر : تتزوجينني
لجين : هههه ولليلة واحدة كالسابقات

غافر : لم أكن أعلم أنك تحبينني بهذا الشكل لتجمعي كل هذه المعلومات عني


لجين : أقسم أني سأقتل قلبي لو فكر في حب أمثالك

غافر ( لو لم تكوني من حثالة العصابات أمثالي لكان عرضي مختلف ) : حسننا سنرى إذا

لجين : ماذا ... هل ستقتلني ... هل ستقوم باختطافي ... أفعل ما يحلوا لك أنا لا أهتم لمصيري ليكن

ذلك واضحا لديك وكل شيء سيستمر حتى بموتي أو اختفائي

غافر : للمرة الأخيرة .... لا تلعبي معي كي لا تندمي

لجين : الند بالند وأرني أفضل ما لديك

خرج غافر وغادر المنزل متجها لقصره




دخل القصر ومدير أعماله يتبعه

نادر : ماذا حدث هل توصلت لنتيجة

رمى غافر بالعمامة على الكرسي وقال بغضب : أتصل لي بأمجد وليحظر فورا


نادر : حالا ... يبدوا أنه ليس من جديد

غافر : أسوء شيء أن تتعامل مع شخص لا يأبه بمصيره ولا يخشى الموت

نادر : إنها تقول ذلك لأضعافنا فقط

غافر : لا ... ذلك ليس تمثيل ... عيناها تقول مرحبا بالموت في أي لحظة

جلس وأجرى مكالمة


: .....


غافر : سأرسل لكم الصورة وأريد الجواز جاهزا في أقرب وقت
: .......


غافر : جيد شكرا ... ستكون الصورة لديكم في الحال

نادر : ماذا هناك

دخل أمجد ... رفع غافر رأسه باتجاه الباب الداخل منه وقال : ستعلم حالا

أمجد : مرحبا ... هل من خطب أنت لا تطلبني إلا في المشكلات


غافر: لأنه لا تأتي بك إلا المشكلات

أمجد : ماذا هناك

غافر : سأسافر قريبا وسأخد نادر معي .... سأترك لك كل أمور الشركات حتى أعود

أمجد : هل ستترك لي عدوتك اللدود وتذهب .... لا أعذرني

غافر : لا تقلق عدوتي لن تكون هنا ... سأعتمد عليك

أمجد : وأين ستكون هل ستأخذها في شهر عسل هههههه

غافر : لا تتحفني بسخافاتك ... كم مرة سأخبرك بذلك

أمجد : إلى أين ... وكم ستبقى

غافر : إلى إفريقيا ولكن عبر دولة أخرى من أجل العلاج و الإجراءات ثم إلى إفريقيا

أمجد : إفريقيا من جديد

غافر : هي لم تصبح في القديم يوما لتكون جديد ... سنبقى على اتصال أخبرني بكل شيء


أمجد : حسننا كما تريد ... كم ستبقى

غافر : لا أعلم .... سأخبرك في وقته





في منزل لجين وعلى الهاتف

لجين : لقد زارني اليوم


رائد : أقسمي بذلك .... لا أصدق

لجين : ولما سأكذب بهذا الشأن

رائد : وماذا يريد .... هل من جديد

لجين : يهدد ويتوعد ... رائد لا تنسى الاتفاق مهما حصل يا رائد


رائد : الذي تطلبيه مني صعب ... صعب جدا ولكنني وعدتك وسأفعل كل ما باستطاعتي

لجين : أخبرتك أن مصيري لايهمني المهم أن غافر يتحول لحطام .... مجرد حطام ... حتى إن


لم أرى ذلك بعيني

رائد : ماذا عن الخطوة القادمة هل ننفذ أم ننتظر قليلا


لجين : بل ننفذ لا تنتظر أي شيء نفذ على الدوام


رائد : لقد قدمنا التقارير وسيخسرون المشروع الثالث عما قريب

لجين : إذا سنبدأ في الخطوة التالية .... لن يكون انهيار عرشه سهلا

رائد : ولن يكون مستحيلا علينا أيضا

بعد مرور أسبوعين

نادر : سيدي إننا نتراجع بشكل كبير لقد أنقدنا أنفسنا مرات عدة ولكن الحرب معها قوية أخشى أن نخسر

كل شيء

غافر : لقد حانت ساعة الصفر أمهلني بعض الوقت فقط .... هل رتبت كل شيء

نادر : كل شيء جاهز ولكن أخبرني ما المخطط

غافر : ستعلم قريبا






رن هاتف لجين نظرت للمتصل فوجدت اسم " الوغد "


لجين : جيد لم نسمع صوتك منذ مدة


رفعت السماعة لأذنها


لجين : هل أردت الاطمئنان هذه المرة أيضا

غافر : بل أردت أتمام الاتفاق

لجين : عن أي اتفاق تتحدث

غافر : الزواج مقابل الملف


لجين ( أحمق يعتقدني أصدق أنه سيعطيني الملف ولكني سأحصل عليه ) : أعطني فرصة أفكر


غافر : وأفعالك بشركاتي ألن تتوقف

لجين : لا هي خارج الاتفاق


غافر : ومتى الرد

لجين : هههههه لا تستعجل

وأغلقت الخط في وجهه



نادر : هل تفكر في الزواج منها حقا

غافر : أجل عليا إنهاء المهمة بنجاح .... لن أتمكن من الوصول إليها إلا بهذه الطريقة .... سترى ما سأفعله

نادر : وهل صدقت أنك ستعطيها الملف

غافر : بالتأكيد لا ... ولكنها تدبر لأمر لتحصل عليه ... ولا تتوقع مفاجئتي التي أخبئها لها

نادر : ماذا بشأن السفر

غافر : في وقته كي لا يشك أحد

نادر : لقد وصلت الجوازات التي طلبتها أرسلوها للتو وفيها جواز لفتاة باسم لجين عامر

غافر وهوا يأخذ الجواز منه ويفتحه : أجل كل أوراقها التبوتية كانت معي وجواز سفرها ... لقد استبدلنا

صورة الصغيرة المنزوعة منذ سنوات بصورة ابنة العصابات تلك ... فلتعذرينا يا صغيرة سنستعير هويتك

قليلا

نادر : وهل ستعلم الفتاة أن هذا أصبح جواز سفرها

غافر : لا ... ما إن نصل هناك سنتخلص منه




في قصر راشد
راشد بغضب وهوا يتحدث عبر الهاتف : هل جننتي ... أم تصدقين أن غافر سيعطيك الملف

لجين : أعلم أنه لن يعطيني إياه ولكنها الطريقة الوحيدة لدخول عرين الأسد

راشد بغضب : لا تلعبي مع العصابات يا لجين ... أنا أستغرب أن غافر لم يقحمهم في الأمر حتى

الآن قد لا نستطيع أنقادك منهم الدولة تخطط للقبض عليهم بمساعدة دول أفريقية والمخابرات هنا لن

تساعدك بعد الآن

لجين : لا يهمني أمر العصابة .... لن يتم تدمير غافر إلا بهذه الطريقة .. الملف أهم عنده من حياته وسأجد

فيه بالتأكيد دليل ما فعله بوالدي وكيف قتله

راشد : لقد حذرتك وافعلي ما تريدين ولكن لا تلومي إلا نفسك

لجين : لما لا تفهموا أن سلامتي آخر ما أهتم لأمره .... وداعا خالي ولا تغضب مني .... أحبك

وأغلقت لجين الخط ( أعلم أنني ألعب بالنار و لكن لا سبيل آخر .. والموت لا يخيفني لأني سبق وعشته )

راشد : هذه الفتاة أعماها حقدها ولكن فلتعش ما اختارته لنفسها ... كله بسببك يا " غافر " أنت

من حطمها منذ طفولتها .. أنت من سرق منها كل شيْ حتى هويتها ... أنت من خلق بداخلها وحش

أسمه الانتقام .... لجين لن ترتاح إلا إذا فعلت ذلك ... فلتفعله إذا ... إما أن تموت وترتاح .... أو تنتقم

وتعود لحياتها الطبيعية )





في مكان آخر

لجين : هل فهمت جيدا ما طلبته منك يا رائد

رائد : أجل ... هل أنتي متأكدة أن السيد راشد موافق

لجين : نعم .... ولا دخل لك بشيء إلا ما كلفتك به

رائد : سأفعل ... ولكنك تعلمي أن غافر لن يتزوجك فقط لتكوني زوجته ... لابد وأنه يخطط لشيء

لجين : أعلم



بعد يومين .... في قصر غافر

رن هاتفه المحمول نظر لشاشته كان أسم المتصل " القطة الجميلة " أبتسم غافر ورفع الهاتف لأذنه

غافر : جيد لم تتأخري كثيرا

لجين : أوافق بشروط

غافر : موافق

لجين : ألن تعلم ما هي

غافر : أخبريني إن أردتي ولكنني موافق دون علم

لجين : لن تتزوجني لليلة واحدة فقط ولن تقترب يداك القذرة من جسدي

غافر : موافق


لجين : ستكون هذه الشروط في عقد الزواج
غافر : موافق

لجين ( لو أعلم لما تخطط ولكني لك يا غافر حتى لو كنت وحدي ) : حسننا

غافر : والآن شروطي

لجين : هل لك شروط أيضا

غافر : ليس أنتي فقط تضعين الشروط ... أنتي مستفيدة أيضا

لجين : وما هي

غافر : تعالي لوحدك لن أتزوجك أنتي وكومة حراسك وأحضري أوراقك وجواز سفرك أمامنا شهر

عسل ولا أعتقد أنكي تخافي مني لأن جدك سيلحقك في أي مكان

لجين : حسننا والمكان

غافر : نحن لا نسلم بضائع .... تعالي هنا لقصري بالتأكيد












حكاية امل 03-09-14 08:13 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
روووووووووووعه

حكاية امل 04-09-14 07:59 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
السلام عليكم ,,,
اتمنى تقبلوني في منتداكم الجميل ليلاس
اانا سجلت فيه فقط من اجل انو اششجعك كاتبه روايه ملامح ,,, رغم اني دائما زائره لمنتداكم لاني مدممنه روايات ,,,,الرروايه اكثر من رررررائعه وانا مثل ما قالت الكاتبه في بدايه الرووووايه انو معقول نحب اشخاص دون رؤيتهم ؟؟؟ انا كذلك حبيت ابطال الروايه , ما ودي اطول عليكم ,,,شككككككرا كثسسسسر ع الروايه الجميله واتنمى ما تخلينا ننتظر كثيييير لاني انتظظر على احرمن جمر لللبارت الجاي متشوقه كثيير والحماس ممو طبيعي ,,ياريت تقولي النا اذا في وقت محدد لتنزيل البارتات , وشكككرا مره اخرى ,:55:

حكاية امل 05-09-14 07:17 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
صباحكم عسل
احم الحين انا ابي اعلق ع الرووايه الرائعه :
اولا فيها من الاثاره والتشويق والحماس شي خياللي صراحه متحمسه كثيييير للبارت الجاي .
ثانيا اجمل شيء الغموض الي يلف ابطال الرروايه رائع بمعنى الكلمه / دوختينا صراحه برد بابطالنا .
شخصيات بطلات الرووايه جممممممممممممممميله وحبيتها كثثثير :
انين : شخصيتها الهادئه الناعمه تحمل الكثثير من الطيبه والمحبه خصوصا لجدها .
لين (امووت عليها انا اممم راحمتهها مره مع السيد القاسي ):بجمالها وصبرها ورضاها بالقدر صراحه كبرت حيل بعيوني لو اقدر اطول السيد ذا واقولو حافظ عليها كالجوووهره .
ونجي الحين لجانب القوه في القصه, لجين (واخ من لجين القوويه ):جمال وقوه وروح الانتقام ومغامرتها بالزواج بغافر رائع صراحه احب المره االقويه ما تسكت عن حقها . صح طبعا لا ننسى جمال اللامووره انين .
والحين الجانب الررومانسي من قصتنا اللحللووه : امموت اما بالورد وصاحب الورد الملثم , حسيت في حبه لانين واهتمامه نيالها .
والحيييييييين دوري انا ارجوووووك برد بردي علينا شوي ونزلي لنا بااااارررت طويل يطفي نار الاننتظار والحماااس ارجووووك مره اخرى ؟:asd:
ولا تعبت من الانتظار ,
تسلم اناملك الرائعه .
مللاحظه : ليش ما في تشجيع لكاتبتنا وتحميس وشكرا . زعلتوومني ابي اشوووف ردود تحممس وتشكر .
ووووششششششكررررررررررررا

حكاية امل 05-09-14 12:41 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
ابي بااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااررررررررررررررررررررررررررررررررررر ررتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت
طوووووووووووووووووووووووووويل حرااااااااااااااااااااااااااااااام عليكككككككككككككككيييييييي تعلقينا هيك بين السسسممما والارررض بليييييييييييييييييز حني علينننننا برد تكفييييييييييييين , ترا انا قاعددددددده ابكي :0oiiii:

برد المشاعر 06-09-14 07:37 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
حكاية أمل

أعذريني لأني قرأت ردك اليوم فقط وبنزل البارت

لعيونك الحلوة ولتشجيعك لي لأني فكرت إن الرواية ماعجبت أحد

فشكرا لك وللأخت نانمي وبالنسبة لوقت تنزيل البارتات فصعب أحدد لك

وقت بسبب ظروف دولتي متل ما إنتي عارفة

وشكرا لتعليفك الجميل على الرواية وحبك للبطلات

وغموض الأبطال بتكتشفيه شوي شوي والمفاجئات ما أنتهت وباقي التشويق مستمر

برد المشاعر 06-09-14 07:42 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 



الجزء الرابع


آنـــــين




خرجت آنين من عند جدها بعد ا ن قرأت له بعضا من الكتاب وهي تضحك على بعض الكلمات محاولة فهم

شيء مما فيه وتوجهت للخارج وجدت شاكر وياسر هناك

شاكر : هيا يا أنين سنذهب لساحة الرماية ... عليك أن تتعلمي كيفية استخدام الأسلحة والرماية بها

آنين : هل سنذهب ثلاثتنا جميعا

ياسر :هل تمانعي

آنين : لا .... ولكنني أخشى أن تسرقنا وتسافر بنا هههههه

ياسر : هههههه

شاكر وهوا يضحك : هيا لنذهب

ركبت أنين في سيارة شاكر وركب ياسر سيارته و اتجهوا لساحة الرماية الموجودة بالقصر بعد ما

حملوا الأسلحة معهم

وصلوا و نزلت أنين : واااااااو المكان كبير من الخارج

شاكر : هيا تعالي لنراه من الداخل

آنين : لو أحظرنا زياد معنا لجعلناه هدفا هههه

شاكر : هههههه لن نجمعك أنتي وزياد في هذا المكان سنخرج بأحدكما ميت بالتأكيد

دخلوا المبنى وكان مكون من منصة للرماية ومجموعة كبيرة من الاهدااف على أرض ترابية واسعة

موزعة عليها بعشوائية

أنين بتفكير : وكأنني رأيت هذا المكان ... يبدوا لي في الأفلام

حمل شاكر السلاح وقال : أمسكي أنتي بالأخر جميع الأسلحة تفتح بنفس الطريقة ونفس الرمز

سأعلمك كيف تفتحينه أرتدي أولا سماعات الأذن من أجل الصوت كان ياسر يمسك مسدسه ويرمي الأهداف


في صمت كعادته

أمسكت آنين بالسلاح وأمعنت النظر فيه مطولا ثم قامت بسحبه وفتح الرمز بسرعة خاطفة ودون أن

يخبرها شاكر عن ذلك

نظرت آنين باتجاههم بدهشة ثم قالت : كيف فعلت ذلك

نظروا لها كليهما في صمت ودهشة

..... : يبدوا أن خالي كان يملك سلاحا مثله فهوا مخصص لكل العائلة لابد وأنه قد دربك عليه

التفت الجميع لمصدر الصوت

زياد : لماذا لم تخبروني أنكم قادمون إلى هنا هل كنتم تفكرون بالهرب مني

شاكر : لن نتمكن من التركيز في شيء و أنت موجود معنا .... إنك تشتت الانتباه

زياد : لا لا لا لم أحب هذا منك يا ابن الخال .... هيا أرينا ما لديك يا أنين

شاكر : صوبي باتجاه تلك الدمية وركزي على الساق سيكون الأمر صعبا في البداية ولكن حاولي

آنين : ولماذا الساق

زياد : هههههه لكي لا تقتلينا في الظلام ظنا منك أننا أحد اللصوص

آنين ( بل لكي أصيب ذاك الشاب أعلم ذلك )

زياد : تخيلي هدفك الشخص المكون في رأسك عن الهدف وأضربي ... هيا

شاكر : ألم أخبرك أنك تشتت الانتباه دعنا نعمل في صمت .... آنين حركي الزناد هكذا وصوبي عليها

وانظري من هنا ويدك هذه ضعيها فوق الأخرى

آنين كانت ترى الشاب صاحب الملابس السوداء يتجسد أمامها في الدمية

فقالت بحزن: لا أستطيع

شاكر : هيا الأمر سهل جربي

آنين وهي تلوح بالسلاح في يدها : لا أستطيع ... لا أستطيع ... قلت لك لا أستطيع


شاكر بحزم : آنين عليكي أن تفعلي ذلك الآن .... كيف لا تستطيعي

هزت أنين رأسها بالنفي وهي تنزله للأسفل دون كلام

شاكر بغضب : آنين جربي هيا

رفعت رأسها وعيناها مليئتان بالدموع ورفعت السلاح باتجاه الهدف وأفرغت كامل المخزن فيه ثم رمت

السلاح وخرجت راكضة للخارج

زياد بدهشة وعينيه مفتوحتان على اتساعهما باتجاه دمية الهدف : أنظروا كلها في الدمية وفي الصدر جميعها

ياسر اكتفى بابتسامة سخرية وجهها لشاكر

زياد : سأذهب لرؤيتها قد تتهور وتحاول العودة

ياسر نظر لشاكر الذي كان ينظر باتجاه سلاح أنين في صمت

ياسر بسخرية : لن تستطيعوا الكذب عليها دائما ستكتشف كل شيء ... أنت تعلم جيدا من علمها الرمي

بهذا السلاح لسنوات .... من كان لا يفارقها لحظة ولا يرفض لها طلبا .... من كان لا يسمح لأحد بلمس

شعرة منها ... بل من رباها على يديه... ستتذكر يا شاكر ستتذكر .... ولن تستطيعوا أبعاده عن ذاكرتها

كما استطعتم أبعاده عنها

شاكر بحزن وعيناه لازالت على السلاح : إخبارها بالحقيقة لن يجدي نفعا ... الماضي لن يعود ولن تجني منه

سوى المرض

ياسر: إنها ليست جبانة مثلكم ... فأستعد لذلك ... لأنك أكثر شخص ستحاسبه آنين

نظر ياسر للأهداف وعاد للرماية بغضب بينما غادر شاكر حاملا معه الأسلحة وجد آنين واقفة في الخارج

متكئة على سيارته ورأسها للأسفل

شاكر : هل أنتي غاضبة

آنين ولازال رأسها للأسفل : لا ... هيا لنعود ... زياد الأحمق رفض اصطحابي معه

شاكر : ليس قبل أن تقولي أنك لست غاضبة

رفعت آنين رأسها ومسحت الدموع من عينيها ولم تتكلم توجهت لباب السيارة ووقفت أمامه

شاكر : ما رأيك أن نذهب للخيول هناك مفاجأة لك

آنين نظرت له بابتسامة حزينة وقالت : حقا

شاكر : هههه الم تعودي غاضبة

آنين : بما أنه في الأمر خيول ومفاجئة فسأفكر في الأمر

شاكر : هههه يالك من مذللة

آنين : آآآآآآآآآآه لو أعلم فقط المذنب في تدليلي فالكل يتهمني بذلك

شاكر ( ترى هل تغفري لي يا آنين إن علمتي به ) : حسننا لنذهب هناك .... ستعجبك

المفاجأة بالتأكيد ( أعلم أنه علقك بالخيول أيضا )

وصلا لساحة ترويض الخيول وتدريبها

آنين وهي تقف على أولى أخشاب السياج : ياااااااااااااه ما أكثرها إنها رائعة ... هل تركبونها

شاكر: نعم ... هل تجربي

آنين : نعم ...

أركب شاكر آنين على أحدى الخيول وسارت بها مسافة ثم عادت نزلت منها وقالت

: لقد كان زوج خالتي يصطحبني دائما لركوب الخيل قال أنني مهووسة بذلك منذ الصغر فكرت

مرارا أن أطلب منك زيارة الخيول ولكنني خفت أن ترفض

شاكر : سأصطحبك لها متى احببتي

آنين : حقا شكرا لك ... ما اسم هذه الفرس

شاكر : أسمها البلقاء

آنين : اسمها غريب

شاكر : إنه اسم فرس سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

آنين : حقا ..... وما أسم تلك

شاكر :اليحموم

آنين : وهل هذا الاسم لفرس مشهورة أيضا

شاكر : نعم الكثير ... منهم الحسن أبن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما

آنين بدهشة : لم أكن أعلم ذلك وماذا عن الأخريات

شاكر: ذلك هناك اسمه ( البَرْق ) اسم فَرس كرز بن ربيعة وقد كان سَبب حرب قريش وبني عامر

بن صَعْصَعَة والذي بجانبه (لاحق) اسم فرس معاوية بن أبي سفيان

آنين : وذاك الأسود إنه جميل ... ما اسمه

شاكر : ذاك ( الأَبْلَق ) أسم فرس للنبيّ صلى الله عليه وسلم

آنين بهمس (صلى الله عليه وسلم) ثم قالت : عجيب لم أسع عن أسماء خيول النبي سابقا

شاكر : هناك ( الأَدْهَم ) و ( البحر ) و ( المِقدام ) و ( النجيب ) كلها أسماء لأفراس الرسول عليه الصلاة والسلام

آنين : لأول مرة اسمع بها

شاكر : يبدوا أنكِ نسيتي المفاجئة

آنين : لا بالطبع أذكرها ... ما هي

شاكر : تعالي معي كي تريها

أصطحبها شاكر للإسطبلات دخلوا للداخل


شاكر : هذه هي المفاجئة ... إنها لك

آنين بدهشة ممزوجة بالفرح : هل هي لي ... هل مولود هذه الفرس لي ... إنه رائع

وبدأت بالمسح على رأسه ووجهه

شاكر : نعم هوا لك لقد ولد بالأمس

آنين : شكرا لك يا شاكر ... لا أعلم كيف أشكرك .... هذه أجمل هدية تلقيتها من قبل ...سأقوم بتصويره

بكمرة هاتفي لأريه لجدي ....يا آآآآه كم أنا سعيدة به

شاكر : هيا اختاري له أسما

آنين : سأسميه الأدهم لقد أعجبني هذا الاسم الذي ذكرت منذ قليل

شاكر : حسننا إذا هوا الأدهم

عادت أنين بصحبة شاكر للقصر وقد أرت صورة فرسها الصغير للجميع ثم اتجهت صاعدة لغرفتها

وقفت في منتصف السلالم ونظرت للممر المظلم ( لما لم أدخل هناك ...غريب أن آنين محبة المغامرات

والتسلل لم تحملني لهذا المكان ولكن قد أضيع بداخله ويغضب مني الجميع ... وقد تكون تلك كذبة من

الأكاذيب ... ما السر يا ترى ... الممر و الأرجوحة والزهرة والسلاح والرماية وحتى الخيول ... من

سيخبرني الحقيقة فكلهم كاذبون ...)

ثم صعدت لجناحها استحمت و غيرت ثيابها صلت الظهر وجلست تشاهد التلفاز

بعد مرور أيام وانين لا تتوقف عن طرح الأسئلة على الجميع ولا تجد الإجابات إما تهرب أو كذب

أو ( اسألي غيري ) جملة ياسر المشهورة

كانت جالسة في الأرجوحة حزينة وتشعر بالغربة عن كل العالم شعرت بالأرجوحة تندفع بها بقوة

رفعت رأسها للأعلى فوجدته يحرك بها الأرجوحة

عادت آنين بنظرها للأسفل وقالت : هذا أنت

..... : لما أنتي حزينة

آنين : لأنهم جميعهم كاذبون كلهم يكذبون علي

....: فيما يكذبون

آنين : في كل شيء يخصني .... أنا أشعر بالوحدة بالغربة وبأن شيء ما ضائع مني

وقفت أنين وتوجهت لجدع الشجرة اتكأت عليه بظهرها وهي واقفة وأسندت رأسها للخلف متكئه على الجدع

تنظر للسماء وقالت بحزن

: ليثهم يفهموا فقط أنهم يعذبونني ... و أني أشعر بالضياع وكأني لا أعرف من أكون

توجه الشاب ناحيتها وقف أمامها مباشرة واتكأ بكف يده بجانب رأسها على الشجرة كان وجهه مقابل

لوجهها قال بهمس


.... : لا تحزني يا آنين ستجدين نفسك يوما أنا متأكد

أرجعت آنين رأسها للأمام وأصبحت عينيها في عينيه ولا يفصل بينهم سوى سنتيمترات قليلة

شعرت بقلبها يخفق بقوة وكأنه سيخرج من صدرها قالت بحزن : متى

...... : عندما يصبح عقلك جاهزا

آنين : أنا لم أعد أرغب بمعرفة من تكون أنت ... أخبرني فقط أنا من أكون

..... : أنتي آنين

آنين هزت رأسها بالنفي وقالت : ليس هذا ....إنما آنين الطفلة من تكون أخبرني أرجوك

.... ( لا تقولي أرجوك يا آنين .. لا تعلمي ما تفعله بي هذه الكلمة ) .. : ستعلمي كل شيء أؤكد لك ذلك

دفعته آنين من صدره بقوة وأبعدته من أمامها وركضت باتجاه القصر وهي تقول بصوت

باكي : أنت مثلهم أيضا كلكم كاذبون

نظر إليها وهي تغادر وقال بهمس : وما عساي أن أفعل ... أخبريني يا حبيبتي

دخلت آنين للقصر وتوجهت لغرفة جدها ارتمت في حضنه وهي تبكي بحرقة

آنين : لماذا يخفون الحقيقة عني لماذا يفعل الجميع ذلك بي كم أتمنى أن تشفى يا جدي ولكن لا أتمنى أن

تتحدث بالأكاذيب مثلهم ليتك تشفى وليتك لا تتحدث أبدا ... بل ليثني أنا أموت

شعرت آنين بيد جدها تقع بقوة على رأسها وهي بحضنه

جلست بصدمة وأمسكتها بين يديها وقبلتها وهي تبكي : جدي لقد حركت يدك ... سامحني لم أكن أرد إقلاقك

ولكنك الوحيد الذي تستمع إلي دون أن تكذب علي

ثم خرجت راكضة وجدت عمتها حضنتها وهي تبكي وقالت : عمتي لقد حرك جدي يده

ثم أشارت بيدها لرأسها وقالت من بين شهقاتها : لقد وضعها على رأسي ثم سقطت أقسم أنه حركها

اتجهت راكضة لمكتب شاكر فتحته ولم تجده هناك اتجهت لهاتفها و اتصلت به

آنين : شاكر جدي ... جدي... لقد حرك يده لقد حركها

: .....

آنين : لا لمرة واحدة فقط

: .....

آنين : حسننا .... وداعا

العمة : ماذا قال شاكر

آنين : قال أنه سيخبر الطبيب ويأتي به في الغد إلى هنا


ثم اتجهت لغرفتها ارتمت على سريرها واستمرت في البكاء لوقت طويل

رفعت رأسها بتعب توجهت لداخل الجناح شغلت التلفاز وجلست حزينة ومهمومة

في المساء دخلت أنين لغرفتها وأغلقت الباب نظرت باتجاه الشرفة وجدته يتكأ على باب الشرفة وهي

مفتوحة ويكتف يديه لصدره وينضر باتجاهها

....: لماذا كنتي تبكي

آنين : .....

..... : ألن تتحدثي معي

آنين : ....

..... : هل أنتي غاضبة مني

لم تجبه آنين فتحت خزانتها أخذت ملابس النوم أغلقت الخزانة وتوجهت للحمام استحمت ولبست ثيابها

وغسلت أسنانها وخرجت فوجدته لازال واقفا هناك

دخلت إلى سريرها وتغطت باللحاف ثم غطت رأسها وقالت بغضب : أغلق الشرفة عندما تغادر

..... : لن أغادر حتى تتحدثي إلي

آنين : .....

..... : لا تغضبي مني يا أنين ... أنا لا حيلة لدي

آنين : ......

..... : حسننا وإن أخبرتك

رفعت آنين اللحاف من على وجهها وقالت : حقا ...

ثم جلست وقالت : ألن تكذب علي

قال ضاحكا : ألستِ غاضبة مني

قفزت أنين من السرير وركضت باتجاهه وقالت : لن أغضب منك إن أخبرتني

.... : في المرة القادمة سأخبرك ... أعدك بذلك

توجهت أنين لسريرها دخلت تحت اللحاف وقالت بحزن : أرحل هيا

سمعت باب الشرفة يوصد.... بكت قليلا ثم استسلمت للنوم

بعد يومين دخلت آنين لغرفة جدها الذي طمأنهم الطبيب أن حالته في تحسن كبير واستجابة أطرافه

للاختبار أثبتت نتائج جيدة

وقفت عند الباب وقد ألجمتها الصدمة ... كان الشاب بغرفة جدها يتراجع بخطواته للوراء باتجاه الشرفة

المفتوحة وهوا ينظر إليها والجد ينظر باتجاهه

قال الجد بصوت متقطع هامس مخنوق لم يسمعه أحد وهوا ينظر للشاب : إياااااد









لـــين





بعد مرور عدة أيام

لين : روز أريد قلما وورقة هلا أعطيتني

روز بنظرة ماكرة : ماذا هناك ... هل سترسلين رسالة غرامية لأحد العمال

لين : يالك من غبية أي رسالة و أي غرام الذي تتحدثين عنه

روز : أخبريني هيا لا تخفي عني شيئا

لين بضيق : إن لم تصمتي فسأقتلك

روز : هههه أنتي ستقتلين الجميع لو نفذتِ تهديداتك

لين : لأنك تستحقين القتل .... هيا أعطني الورقة والقلم سأتأخر عن العم رشدي لابد وأنه ينتظرني

روز : حسننا سأجلبها حالا ولكن لا تسببي لي مشكلة مع السيد

لين : هيا ولا تقلقي لن يكون هناك أي مشاكل

خرجت لين ووجدت رشدي بانتظارها

رشدي : تأخرتِ عني اليوم سأخصم من راتبك

لين : هههه بل خده كله ... روز الغبية أخرتني بسخافاتها

رشدي : وماذا ستصنعين بهذه الورقة والقلم

لين : هل تساعدني

رشدي : هل سترسلين رسالة لأحدهم

لين : هيا ... لا تتفوه بالحماقات أنت أيضا ... يكفيني روز

رشدي : وفيما سأساعدك

لين : ثمة سرقة تحدث في المزرعة

رشدي بصدمة : سرقة ... مستحيل من سيفعل ذلك ... و كيف علمتي

لين : شككت في الأمر من عدد الإنتاج والمستهلك والخارج من القصر

رشدي : الكل يعلم أن السيد لا تفوته فائتة هنا من سيتجرأ ... قد تكوني مخطئة

لين : أنا متأكدة وسأتحقق من ذلك ... لذلك جلبت الورقة والقلم فهل ستساعدني

رشدي : بالتأكيد ولكن ما عليا فعله

لين : ستكتب لي عدد الأشياء التي ستخرج في الشاحنات أنا لا أستطيع التسلل هناك لوحدي أنت

تعلم .... و سائقي الشاحنات من أندل من رأيت

رشدي : حسننا ... ولكن ماذا فعلوا لك

لين : لقد اقتربت مرة من الشاحنة لأتأكد من محتواها فكانوا أثنين منهم هناك بدئوا يوشوشون في أذان

بعض وينظرون إلي ويبتسمون فكانت تلك المرة الأولى والأخيرة التي أقترب فيها يالهم من مقززين

رشدي : هههههه إن بقيتي كذلك يا بنيتي وبهذا التفكير فلن تحبي ولن تتزوجي أبدا

لين : وما أريد بالرجال أنا لم أرى منهم خيرا كل حياتي

رشدي : احكي لي قصتك يا لين

لين : لا شيء.... كان لدي والد فمات ولا أذكره ... وكانت لي أم فرحلت منذ شهور وتركتني ... وكان لي

شبه منزل فطردت منه ... وكان لي عمل فصرفوني منه أيضا .... وكان لي صديقتان منذ سنين وسافرتا

لذلك أنا هنا

رشدي : وها قد أصبح لديك أصدقاء وعائلة هنا ... أم أننا لا نعجبك

لين : بالطبع ... انتم عائلتي

رشدي : إذا اتفقنا ... سأكتب لك كل شيء

لين : حاذر أن ينتبهوا لك

رشدي : لا تخافي علي ... أنا أحمل البضائع مع العمال دائما وسأخفي الورقة والقلم جيدا

لين : رائع وأنا سأقوم بعد الإنتاج

عملت لين لعدة أيام عملها اليومي وكانت تدون كل شيء بمساعدة رشدي ... في نهاية الأسبوع جلست

بغرفتها تجمع البيانات وتطرح النواتج

لين : لقد انتهيت .... أيها اللصوص ثمة سرقة كما توقعت

في صباح اليوم التالي وخلال سيرها للحظائر

رشدي : هل تأكدتِ جيدا

لين : نعم .... لقد طرحت المستهلك في مطبخ العمال ومطبخ القصر من المنتج اليومي من جميع

الأصناف والفرق كبير ثمة سرقة ممنهجة كل يوم

( كل يوم السرقة من حظيرة مختلفة وبذلك أصبح معلوم لدي أن اليوم ستكون السرقة من حظيرة الأبقار

سيكون الحليب ناقصا أثناء التحميل وسأعرف المجموعة السارقة لن أخبر العم رشدي لكي لا يدخل في أي

مشكلة ويطرد بسببها أما أنا فلن يطردني السيد مهما حصل )

رشدي : ومن يفعل ذلك يا ترى

لين : بل أين يذهبون بالمسروقات

رشدي : بالفعل .... هل يتفقون مع سائقي الشاحنات يا ترى

لين : لا أعتقد فالنقص مدون في أرقام الشاحنات ولن يستطيعوا أخراجها داخل الشاحنة من الأمام ... ولكن

كيف غفل السيد عن هذا

رشدي : وما العمل

لين : أترك هذا لي ... دون لي البضائع لليوم

وصلا للحظائر مرت لين بجانب حظيرة الأبقار فدخلتها

تآمر : ماذا .... هل ستنتقلين للعمل معنا

لين : أنا لا أعمل مع أمثالك ... لقد سقط مني شيء بالأمس وجئت لأبحث عنه

تآمر : حسننا ولما أنتي متضايقة نحن نتحدث فقط ... كرشدي وعماد

لين : أخرس أو أقطع لسانك السيئ هذا

تآمر : حقا ... وكم لسان قطعتي

لين : أبتعد عني وإلا تشاجرت معك الآن وستطرد

صمت تآمر وخرجت لين

لين : جبناء عرفت نقطة ضعفكم

في الداخل ...

عارف : أبتعد عن الفتاة يا تامر لا تعرض نفسك للمشاكل

ثامر : ولما يضعها هنا إن كانت غالية على قلبه هكذا

عارف : لا تتمادى في الكلام كي لا تلقى مصير الثلاثة الآخرين

أخذت لين الورقة من رشدي ورجعت للقصر بصحبة عماد

بعد الغداء دخلت لغرفتها وأخرجت الورقة وأجرت الحسابات

لين : كما توقعت إنها مجموعة الوغد تامر ... لكن أين يذهبون بتلك الأشياء

في اليوم التالي راقبت مجموعتهم عن بعد ورأت تامر وأليكس وحيان لا يفترقون و يتهامسون طوال

الوقت وعند الظهيرة هم قاموا بنقل المنتجات

لين ( إذا أنتم اللصوص )

سارت لين باتجاههم ووقفت أمامهم وقد كانوا يقفون بعيدا عن العمال بعض الشيء

لين : أيها اللصوص ألا تخجلون من أنفسكم السيد يوفر لكم الطعام والمسكن وحتى الملابس والدراسة

و مجانا .... وأنتم تكافئونه بسرقته .... لقد آواكم من الشارع والسجون يا حثالة

صدموا لكلامها وصمتوا بعض الوقت دون كلام

ثامر : هيه أنتي تعلمي كيف تتكلمي مع من هم أكبر منك ولا تتهمينا بأفعالك

لين : كل شيء مدون عندي في الأوراق والسرقة كل يوم من حظيرتكم والنقص كبير في المنتجات

أنا أحذركم من تكرار ذلك أو سأخبر السيد

حيان : ولما لم تخبريه إن كنت صادقة

لين : لأني لا أريد أن تعودوا للشارع قد يكون الشيطان غرر بكم ولعلكم تتوبوا

ثامر : هههههه أنظروا من يتحدث أسمعي يا صغيرة أبتعدي عن طريقنا وإلا ندمتِ

لين : إن سرقتم في الأيام القادمة فسأخبر السيد سأراقب كل شيء وكل يوم

تأمر : ومن كلفك كمسؤل عنا هنا

لين وهي تغادر : لقد حذرتكم وأنتم أحرار

حيان : الخبيثة كيف علمت

تأمر : لن يصدقها أحد

الكيس : ماذا هناك ماذا يجري ... لا تتحدثوا بالعربية لم أفهم منكم شيئا

تامر : لا شيء

في اليوم التالي

تامر أقترب من لين : أسمعي لما لا نتفق وستكونني الرابحة

لين ( الوغد لقد توقعت ذلك ) : وإن رفضت

تامر : سنورطك وستطردين ... هذا إن لم تعاقبي قبل الطرد

لين ( الأحمق لا يعلم أنه لن يتم طردي مهما حدث )

لين : لا أرجوك كل شيء إلا الطرد

تامر : إذا تسكتي

لين : بشرط

تامر : ما هوا

لين : تخبرني أين تأخذون الأغراض

تامر : نتخلص منها

لين : كاذب

تامر : ليس من شأنك

لين : إذا سأقول كل شيء

تامر : لقد حذرتك

لين : جرب وسأجرب واعلم أنك الخاسر ... ألست على علاقة بالسيد ... أليس هذا

ما تضنونه بي ... إذا فأنا الرابحة

تامر : وماذا إن أخللتي بوعدك و أوشيتِ بنا

لين : أنت خاسر في الحالتين فتكلم أفضل لك

تامر : ولما أخبرك إن كنت الخاسر في الحالتين

لين : إن أخبرتني فسأتستر عن ماضيكم وتوقفون السرقة أو سأخبر السيد

تامر : نبيعها ... ولن أخبرك المزيد و إن اعترضت طريقنا فسنتسبب في طردك

ذهبت لين وتركته ( لم أستفد شيئا كيف يبيعونها وكيف يخرجونها من هنا .... سأطلب من عماد

مراقبتهم ... ولكن قد أعرضه للخطر .... إذا أنتقل لمجموعتهم ... وهذه أيضا فكرة سيئة )



كان السيد يستمع لكل شيء دار بينهم حرك كرسيه للخلف ووقف ( تبا ... لقد وتقت بهم لأني أعلم عدد

ما يخرج بدقة وجواسيسي يسمعون كل الكلام ....لكن لم يخطر ببالي حساب المنتج بهذه الطريقة

لأن باب القصر واحد ولا يفتح إلا بعلمي وتحت مراقبتي ... يالك من فتاة ... لم أعتقد أنك بهذه القوة

والحكمة ... لم تتهور ولم تتراجع ... لنرى ماذا ستفعل بعد )

ذهبت لين لعملها وهي عازمة على فعل شيء لتعلم كيف يخرجون البضائع

عماد : ماذا كان يريد منك تامر

لين : يريد أ ن يطرد من العمل وطلب مني مساعدته

عماد : هههههه فهمت ... لابد وأنه يضايقك

لين : بل يضايق نفسه وسيجني عليها ... أخبرني يا عماد هل لهذا القصر باب آخر

عماد : لا

لين : أو حتى فتحة في الجدار

عماد : هل تفكرين في الهرب ... أطلبي من السيد تسريحك وغادري

لين بجدية : تأكد لي من الأمر يا عماد

عماد : ماذا هناك يا لين

لين : لا تسألني لأني لن أجيب أفعلها من أجلي يا عماد وكن حذرا

عماد : سأفعل

أنهت لين عملها وعادت للقصر برفقة عماد كالعادة

لين : عماد تسلل خلسة للبحت عما طلبت لا تذهب عند الليل ولا عند الظهيرة أو بعد العصر

تلك الأوقات من المتوقع التحرك فيها بل قبل وقت الغروب هو الوقت الأنسب ... جدار القصر مساحته

شاسعة لدى أختر الجهات الأكثر نموا للأعشاب والحشائش لأنها الجهات التي لا يتردد عليها أحد في

أغلب الوقت وإن كان ثمة فتحة فستكون فيها ... أسلكها حتى إن كانت جهة مقطوعة وخد أحد كتبك

عند ذهابك ...." تامر واليكس وحيان " لا تجعلهم يلاحظون دائما غيابك خد كل هذا الأسبوع ولا تخبر

أحدا ولا حتى العم رشدي ... أنا اتق بك

عماد : مع أنني لا أفهم شيئا ولكن سأفعل ما تطلبين



في منزل العمال

حيان بهمس : تامر ماذا بشأن الفتاة

تامر بذات الهمس وهما يلعبان ولا يتمكن أحد من ملاحظة طريقتهما في الهمس

كالعادة : سنتوقف ليومين وسنرى ... لن يصدقها أحد

حيان : وبعد ذلك

تامر : سيعود كل شيء كما كان

في نهاية الأسبوع

لين تجلس في غرفتها وتحسب ما في الأوراق

لين : سحقا ... كما توقعت لقد عادوا للسرقة من جديد وعماد لم يجد شيئا للآن ... لم يبقى

إلا الشاحنات سأقترب منهم بنفسي

في اليوم التالي بقت لين حتى تم شحن البضائع اقتربت من أحد السائقين اللذان يبتسمان لها دائما

لين : أسمع عندي غرض وأريد منك إخراجه من القصر لقريبة لي ودون علم السيد

السائق : والمقابل

لين ( يا لك من وضيع ) : ليس لدي أي مال

السائق : لديك أشياء أثمن

لين : ولا مجوهرات

السائق : هههههه يبدوا أن جميع الجميلات غبيات

لين : حسننا أوافق .... كيف سأعطيك الغرض العمال سيرونني

السائق : أعطه لتامر وأخبريه أنه لي وسيوصله

لين ( لقد وقعت في المصيدة ) : بعد وقوفي معك لن يجدي الأمر نفعا سيراني العمال أعطيه له هل

يعطيه لسائق آخر

السائق : حسننا سأخبره لمن يعطيه منهم

لين ( أوغاد إذا أنتم مجموعة ) : بل اليوم ... إنه معي عليا أن أخبره لمن يعطيه


السائق : أخبريه أن يعطه لكارلوس هوا يعرف كيف سيوصله له

لين ( يبدوا أن هذا السائق غبي سأستدرجه في الحديث ) : هل تخرجون أغراضا للعمال دائما

السائق : لا ... لكن لك يا جميلة لا بأس

لين : أنا لا أصدقك قد تخدعني وترمي الغرض في أرض القصر ... كيف ستخرجه والشاحنات

مراقبة ويتم التأكد من محتواها الموضوع بها قبل أن تخرج

السائق : لي طريقتي الخاصة

لين : إذا إنسي الأمر أنا لا أتق بصدقك

السائق : نحن ننقل الأغراض تحت الشاحنات ونخفيها بسرية ولا يمكن لأحد ملا حضتها مهما حاول

ما لم يكن يعلم مسبقا .... لذلك كوني مطمئنة ودعينا نكمل الاتفاق

لين ( الخبثاء ) : رائع يا لكم من أذكياء لو كنت مكانكم لسرقت وأخرجت البضاعة

السائق : هههههه يالك من لصة

لين ( بل أنت اللص ) : كلكم تفعلون ذلك

السائق : لا ولا تفكري في عرض الاتفاق على غيري

لين : لا لن أفعل بالتأكيد ... أسمع إن سألك تامر عن حديثنا فأخبره أنني سألتك عن عدد البضائع في

الشاحنة اتفقنا .... أو إنس الأمر كله وسأبحث عن غيرك

السائق : بالتأكيد ... ولكن ألن تعطي الغرض له

لين : لا ... فأنا لا أتق به لقد تشاجرت معه سابقا .... أنا لا أحبه

السائق : إن ضايقك فأخبريني

لين ( لم يبقى إلا أنت لتدافع عني ) : بالتأكيد ... وسأجد طريقة لإيصال الغرض لك في الأيام القادمة ... وداعا

السائق : وداعا يا حلوه

لين : آه حقا ما اسمك أيها الوسيم

السائق بسرور : بلانشارد

في الطابق العلوي من القصر هناك من يعنيه كل ما حدث

السيد ( حقا يا لها من ذكية أظهرت غبائها ليتق بها ذلك الغبي ولا ينتبه للاستجواب في أسئلتها واستدرجته

بذكاء لتحصل على ما تريد ولم ينتبه حتى للتغير في كلامها وقراراتها .... ولكن الأدهى اختيارها له من

بين الجميع )

: لقد أبهرتني فعلا .... وهنا انتهى دورك يا ذكية لأني لن أعرضك للخطر أكثر

رجعت لين للقصر و دخلت المطبخ

روز : لقد تأخرتِ ولم نعد الغداء بعد لقد أعددت كل شيء تعالي لتطهيه

لين : أووووووه روز أنتي لا يعتمد عليك في شيء

روز : لم أستطع التعلم منك ماذا عساي أفعل

لين : هههه لا عليك سآتي حالا

روز : لا بل الآن إن دخلتي لتستحمي فلن تخرجي

لين : أريد رؤية السيد سأتحدث معه في أمر

روز : سأخبره

لين : لا بل سأذهب أنا

روز : قد يعاقبني ويعاقبك

لين : والحل

روز : سأخبره انك تريدين رؤيته

لين : حسننا

بعد الغداء في غرفة مكتب السيد

لين : ثلاثة من العمال يسرقون من المزرعة و بعض السائقين ينقلون البضائع المسروقة في أسفل الشاحنات

حيان وتآمر واليكس هم العمال والسائقين كارلوس وبلانشارد ولا أعلم من البقية ولن أستطيع الذهاب

للحظائر حتى ينتهي الأمر لأنهم سينتقمون مني بالتأكيد

السيد ببرود : أعلم بذلك

لين بصدمة : تعلم ... ولما لا توقفهم


السيد : لما لم تأتي لإخباري من بداية اكتشافك للأمر

لين : لأنك لن تصدقني إنهم يعملون بدهاء ولم يكن ليكتشفهم أحد

السيد : ولما لم تخبري أحد العمال ليتولى الأمر

لين : لم أشأ أن اعرض أي منهم للمشاكل ويطرد بسببي ... أما أنا فلن اطرد على أية حال

السيد بغضب : وهل تعرضي نفسك للخطر من أجل بعض الحليب والجبن

لين بغيض : لم يكن مجرد حليب وجبن إنه الكثير إنك تخسر الكثير إذا ما حسبتها شهريا فماذا سيكون

خلال سنة

السيد بصوت غاضب مرتفع : وما ستربحينه أنتي إن خسرتي نفسك

لين بصدمة ( لو لم أكن أعلم مقدار كرهه لي لقلت أنه خائف على سلامتي ) : لماذا أنت غاضب مني ... فيما

أنا أخطأت

السيد بصوت هادئ : لا تعودي للحظائر حتى آذن لك

لين بذات الهدوء : حسننا

ثم غادرت لين الجناح وهي تتمتم : خيرا تعمل شرا تلقى .... ولكن لا بأس المهم أنهم لن يسرقوه بعد اليوم

أولئك الخونة ناكري الجميل

روز : لين ... ماذا حدث .... ماذا قلتي للسيد

لين : لا تكتري الأسئلة هههه

روز : يالك من محتالة أنتي تنتقمين مني إذا

لين : أجل هذا جوابك دائما فجربيه

روز : كيف كنتي تريدين مني إجابتك عن أشياء لا أعلمها

لين : هيا سنبدأ التنظيف

روز : ماذا .... أنتي متعبة وعليك النوم

لين : وأنتي نشيطة وتلقين الأسئلة ومستعدة لسماع الجواب

روز : حسننا لا أريد أن أعلم

لين : يالك من كسولة هههه .... سأذهب للنوم

اليوم التالي في الصباح خرجت لين لتقول لرشدي أنها لن تذهب لأيام لكي لا ينتظرها

رشدي : هل من مكروه

لين : لا ... السيد طلب ذلك حتى يأذن لي من جديد

رشدي : لابد أنك أخبرته عن السرقة ولم يصدقك

لين : أبتعد عن عد المنتج وأنسى الأمر حاليا وكن دائما بقرب عماد ولا تفارقه لحظة عدني بذلك يا عم

رشدي : ماذا هناك يا لين

لين : ستعلم في الأيام القادمة فقط عدني أن تفعل ما طلبت منك

رشدي : أعدك

دخلت لين المطبخ

روز : ما بك لما لم تذهبي

لين : لن أذهب بعد اليوم وسنعود للتنظيف المكثف أيضا

روز : ولماذا لن تعملي في الحظائر

لين : لا تكتري الأسئلة ولنبدأ العمل

روز ( أأخ لقد أنقلب السحر على الساحر ) : إذا لن تخبريني

لين : لا .... حتى أقرر

روز : يالك من محتالة

لين : هههههه سأعد لك اليوم طبقا لم تذوقيه من قبل إن عملتي جيدا

روز : تعجبني أطباقك القديمة

لين : هههههه ... يبدوا أنه على السيد تحويلك للمزرعة ليسقط الصدأ عن عظامك

روز بنظرة ماكرة : آه لقد علمت ... أرسلتي رسالة لأحدهم وأكتشف السيد الأمر فطرده وذهبتي

لتتحدثي مع السيد فمنعك من الذهاب إلى هناك

لين : هههههه يا لها من فكرة غبية لاستدراجي للكلام

روز : إن لم تخبريني فسأقتلك

لين : وكيف ستقتلينني

روز : هل تضني أنه وحدك بإمكانك التوعد بالقتل

حكت لين لروز كل ما حدث بعد أن أتعبتها في التنظيف معها شريطة أن تحكي لها

روز : يا إلهي هل يحدث كل هذا

لين : أجل الحثالة ناكري الجميل مكانهم الشارع ... هوا يليق بهم

روز : كيف يفعلون ذلك ... ألا يكفيهم ما يحصلون عليه

لين : بعض البشر يحسدون أنفسهم على ما هم فيه .... والطماعون لا يكفيهم شيء

روز : لما لم تخبري السيد منذ أكتشفتي العمال ماذا لو فعل لك تامر شيء

لين : كان سيطردهم والسائقين سيتعاملون مع غيرهم ولن يستفيد شيء كان عليا اكتشاف

كيفية أخراج المسروقات

روز : وذلك السائق لازال ينتظر موعدا غراميا معك هههه

لين : هههههه وسيراه قريبا ولكن برومانسية أكبر

ضحكتا معا ثم سكتت روز وقالت : لين لما تخبري السيد عن كل هذا وهوا عاملك بهذه القسوة

لين : ليس ذلك فقط فعندما أخبرته قال أنه يعلم ووبخني أيضا فأنا في نظره مجرد مخطئة ..... ما كنت

لأسكت عما فعلوا حتى لو كان السيد يجلدني بالسياط ... هذه سرقة والسيد لم يقصر معهم في شيء ليكافؤه بهذا

روز : ولكنك كنتي تستطيعين التأمر معهم لإخراجك كما يفعلوا بالبضائع

لين : وهل تعتقدي أن السيد لن يعرف مكاني ويعيدني من جديد .... ثم إلى أين سأذهب وأنا لا أملك حتى

المال والوحوش في الخارج أكثر من الداخل ... وما كنت لأهرب وأتركهم يسرقوا من مد لهم يد الخير



بعد مرور أيام

روز : لين السيد يطلبك

لين صعدت لجناح السيد دون كلام

وجدت الباب مفتوح دخلت وأنغلق الباب خلفها وجدت باب المكتب مفتوح فدخلت ووجدته هناك

السيد : ستعودين في الغد للمزرعة

لين : هل اختفوا جميعهم لن أكون هناك معهم ولو قطعتني قطع

السيد : ليسوا هناك ولا تفعلي شيء دون أعلامي به

تنهدت لين وقالت : ألن ترحمني

السيد : من ماذا

لين بابتسامة سخرية : أجل فهمومي منك كثيرة ..... من سجني طبعا

السيد : أنتي لم تري السجن بعد فهل تسمي هذا سجن

لين : إذا قم بسجني ... فهوا أرحم لي من العمال

السيد: لا أنصحك بعصيان أوامري لأنك لم تعرفيني جيدا بعد

غادرت لين غاضبة وقفت أمام باب مكتبه المغلق وضربت بقدمها على المستطيل الرمادي تحت الباب

وكأنها تجبره عل الفتح

أنفتح الباب بضغطة زر من السيد طبعا وخرجت لين مسرعة

السيد : هههههه تتشاجرين حتى مع الأبواب .....

ثم تنهد وقال : لقد أصبحت تضحك كثيرا في الآونة الأخيرة وأنت من لا يستحق إلا البكاء فقط



في اليوم التالي

خرجت لين من باب المطبخ

لين بسرور : عم رشدي مرحبا بك لقد اشتقت لك كثيرا

رشدي بابتسامة حنونة : و أنا أيضا بنيتي

لين : لم أتوقع أن أراك هنا لقد كنت خائفة أن يكون أحد سيئي النظرات من جلب البضائع اليوم

رشدي : لقد جاءتنا أوامر بالأمس أن آتي أنا اليوم لم أكن أعلم أنكي ستعودين للعمل.... لقد أخذوا بعض

العمال والسائقين للسجن بتهمة السرقة... علمت الآن لما لم يسمح لك السيد بالعمل في الأيام الماضية

لين : يستحقون ذلك فالسجن أفضل مكان لهم.... أخبرني ما هي أخبار الفريق وعماد

تابعا السير ورشدي يحكي لها قصصهم

وصلوا الحظائر ولاحظت لين في عيني أحد العمال نظرات حقد وغل ولكنها لم تكثرت له

دخلوا حظيرة المعز

عماد وهوا يركض باتجاههم : ليييين أيتها الشقية لقد اشتقت لك

لين : و أنا أيضا أيها الرجل الشهم

عماد : لما لم تخبرينا من البداية عما كنتي تفعلي لنساعدك ونحميك ... ماذا إن مسوك بأذى

لين : ما كنت لأتسبب في طردكم مهما حدث وخصوصا أنت يا عماد لأني أعلم مدى احتياجك لهذا المكان

عماد : لقد أصبح جميع العمال يرونك جاسوسة للسيد

لين : فليظنوا ما شاءوا ... لقد كنت عشيقة له في نظرهم سابقا هذه الإشاعة البسيطة لن تؤذيني أبدا

وما كنت سأسمح لهم بسرقة من آواهم

عماد : معك حق لو كنت مكانك لفعلت ذات الشيء ولكنهم سوف يكونوا عبرة لغيرهم بالتأكيد



وبعد مرور أيام ولين متوجهة للحظائر برفقة العم رشدي

لين : أخبرني قصتك يا عم ... أليس لديك أبناء وعائلة

رشدي تنهد بضيق وقال : ماذا تفعلي بالهموم يا بنيتي

لين : حسننا إن لم ترد الكلام فلأبأس ... ولكني أردت حقا أن أعلم

رشدي : لقد تورطت في قضية سياسية في بلدي وقام أحدهم بتهريبي بجواز سفر مزور في آخر لحظة .

سافرت لهذه البلاد وتم القبض علي هنا بعدها بسنتين وسجنت كثيرا ودقت كل أنواع العذاب ثم أخلوا

سبيلي ... ومن الجيد أنهم لم يسلموني لدولتي

بقيت هنا مشرد من عمل سيء لأسوء منه حتى جئت لهذا المكان

لين : يا إلهي قصصكم تعلمني أني لم أرى من الأسى شيء .... ولما لم يسلموك وأنت مطلوب في دولتك

رشدي : أحد المخبرين ساعدني في ذلك لأني أدليت لهم باسم المجموعة وبعض المعلومات عنها

لين : ولما عذبوك مادمت اعترفت بالحقيقة

رشدي : لأنهم ظنوا أنني جئت هنا في مهمة

لين : إنها حقا مأساة

رشدي : ألم أقل لك أن لا ترهقي نفسك بسماع الهموم

لين صمتت لوقت ثم قالت : انتم تعملون في الحقول عند المساء أليس كذلك

رشدي : نعم

لين : خدني إلى هناك

رشدي : لا أستطيع سيعاقبني السيد بالتأكيد

لين : إذا سأذهب وحدي





في وقت الظهيرة

عامر : هيا يا لين سأقوم بإيصالك للقصر

لين : لا سأذهب قليلا للحقول سأراها من قرب فقط

عامر: سيعاقبك السيد يا لين

لين : ولما يعاقبني أنا سأذهب هناك قليلا وأعود

عماد : تحملي العواقب إذا ... ولست المسئول عن أي خطر قد يواجهك هناك

لين : لا تقلق فالعمال جميعهم يتوجهون لمنزلهم

سارت لين باتجاه الحقول ( أكاد أختنق من هذا السجن من حقي أن أخرج قليلا و أرى شيئا جديدا حتى

الحديقة لا نخرج إليها .... لن أبتعد كثيرا )

سارت لين بين الأشجار والكروم وهي منبهرة من جمال ما ترى ثم سمعت صوت خطوات تتبعها التفتت

للخلف بسرعة وكان .....










لجــين

بعد مرور يومين عند الصباح ارتدت لجين تنوره طويلة باللون البني وقميص أسود مذهب أمسكت

شعرها للخلف بمشبك كريستالي ارتدت خاتم وأسواره من الألماس

( هه عروس يا لجين ولمن لغافر يا لا السخرية .... ولكن لا يهم عليا أن أحصل على الملف ولو دخلت القصر

لليلة واحدة فقط .... ما يخطط له غافر يا ترى .... سجني اختطافي .... سيجدونني بالتأكيد وحتى إن لم يجدوني

فلا يهم سأتصرف لوحدي ... ولكن كيف سأخرج من هناك .... آآآآه ليس عليك التفكير بهذا يا لجين لكي لا

تترددي وتغيري رأيك ودعي الغد للغد كما تقول لين ... آآآآه يا لين يا صديقتي أدعوا لي أرجوك )

حملت حقيبة يدها وحقيبة ملابسها وخرجت

في قصر غافر

غافر : ستأتي حالا ما بك

.... : ورائي أعمال أنا لست ملزم بتضييع يومي هنا

غافر : سأدفع لك ما تريد المهم أنجز العمل ولا تدعها تنتبه للأمر

دخل أحد الحراس : سيدي لقد وصلت

غافر : من بصحبتها

الحارس : غادرت بيتها وجاءت إلى هنا لوحدها ولكنهم كثر بالخارج

غافر ( كنت أعلم أنهم لن يتركوها ولكني لهم ) : أدخلها حالا ماذا تنتظر

بعد لحظات دخلت لجين

غافر ( يا لها من تقه ... قوة في فتنه في تقه تمشي على وجه الأرض ) : لما كل هذا التأخير يا عروس

لجين ( يالك من مقزز ) : هل كل شيء جاهز دعني أرى أولا

غافر : بالتأكيد

أعطاها الملف تصفحته لجين بدهشة سحبه منها غافر و أغلقه

غافر : لم ننهي الاتفاق بعد

لجين : حسننا

.... : وقعي هنا لو سمحتي

لجين : دعني أرى الشروط أولا وبطتقتك أيضا

.... : حسننا ذلك من حقك

وقعت لجين على العقد حمل دفاتره وخرج

غافر : مبروك يا عروس

لجين : في أحلامك تلك الورقة لا تعني لي شيء

أخذت الملف وحقيبتها وصعدت للأعلى وقفت أمام الأبواب في حيرة

غافر : غرفتك من هنا

دخلت لجين الغرفة أخد غافر جهازها الجوال والمحمول وقف عند الباب وقال

: لن تحتاجي لهم بعد الآن و ستتصلين بمن تريدي من هاتف القصر

خرج من الغرفة وجلست لجين على السرير تقلب أوراق الملف

لجين : أحمق أتظنني غبية مثلك

أخرجت آلة تصوير رقمية صغيرة جدا وبدأت بتصوير الأوراق

لجين : سحقا لن أتمكن من رؤية القرص ولكن لا بأس

تجولت في الغرفة نظرت من النافدة فكان الحراس في كل مكان

لجين : لابد و أن أجد طريقة للخروج

اقتربت من الباب لتفتحه فوجدت غافر أمامها

غافر : إلى أين

لجين : لا شأن لك لن أهرب بالتأكيد وقصرك يعج بالحراس

دخل غافر أخد الملف وضعه في خزانة الغرفة أغلقها بالمفتاح ووضعه في جيبه

لجين : ماذا تفعل

غافر : لم أفعل شيء هوا لا زال في غرفتك .... من أجل الاحتياط فقط

دفعته لجين من أمامها وخرجت ... تجولت في كل القصر

لجين ( هذا القصر محصن جدا )

في مكتب غافر

غافر : هل حصلت على تقارير طبية باسمها

نادر : نعم لقد طلب الكثير لذلك بحثنا عن غيره والتقارير جاهزة

غافر : الرحلة ستكون مساء الغد لا تبلغهم عن الرحلة قبل ساعة فالطيارة طبية وخاصة

ولن نحتاج للحجز

نادر : بالتأكيد كما تريد .... وماذا عن الحجز في الفندق

غافر : بالطبع من أجلي وأجلك أما هي فسنضعها في الشقة كي لا تثير المشاكل إنها شرسة

عادت لجين لغرفتها حاولت جاهدة فتح الخزانة ولكن دون جدوى أمسكت هاتف غرفتها وأجرت

اتصالا بأحد حراسها

لجين : أنا بخير ولا تقلقوا و ابتعدوا من هنا أعلم أنكم ستحيطون بالمكان

الحارس : حسننا ولكن عليك مها تفتنا يوميا لكي لا ننفذ الأوامر

لجين : حسننا



في غرفة المكتب

غافر : هههههه يبدوا أن هذه الفتاة أقوى من كل التوقعات ... هل غادر حراسها المكان

نادر : لا ليس بعد

غافر : إذا لم يستمعوا لأوامرها ... لا بأس فليبقوا كما شاءوا



في صباح اليوم التالي

كانت لجين في غرفتها ترتدي بجامه حمراء اللون ببنطال قصير لأول الساق وبدون أكمام وشعرها

منسدل على ظهرها وكتفيها بلفاته المدهشة والغريبة وتضع أحمر شفاه دمي اللون

سمعت مفتاح يدور في باب الغرفة وقفت مصدومة

لجين : يا إلهي كيف نسيت ... لابد و أنه يملك مفتاح آخر للغرفة

أنفتح الباب ودخل غافر وقف مبهورا أمامها ينظر لكل جسمها ووجهها وشعرها بعينه الواحدة

لجين ( سحقا ما كان علي أن أرتدي مثل هذه الثياب ) قالت بحدة : إلى ما تنظر أيها الوغد

غافر أقترب منها أمسكها بقوة من ذراعها وقال بنفس الحدة : لا تنسي أني زوجك ويحق لي النظر كيف أشاء

ثم قرب وجهها من وجهه و تفحص ملامحها مطولا ثم أدخل يده في ثيابها وأخرج

آلة التصوير وقال : وهذه ... ليس لك بها حاجة أيضا

ثم رمى بلجين على السرير وخرج

عند المساء

نادر : نحن جاهزون والفتاة منومة تماما منذ شربت العصير عند الظهر ولم نتركها تستيقظ

غافر : هل تكلمت مع حراسها

نادر : نعم

غافر: إذا حان وقت المغادرة

صعد غافر لغرفة لجين حملها بين ذراعيه نظر لوجهها مطولا ثم خرج ونزل السلالم

غافر : هيا اتبعني يا نادر وباقي الحراس لا يتحرك منكم أحد من القصر وستأتيكم الأوامر في وقتها

غادر بصحبة نادر حاملا لجين بين يديه سلكا نفقا من القبو أخرجهم لمنطقة تبعد عدة أمتار عن القصر

نادر : هل تعبت يا سيدي يمكنني حملها عنك

غافر : مغفل ... هل تظنني سأتركك تحملها

نادر : لم اقصد ولكني ظننتك تعبت و...

غافر بغضب : أخرس

ركبوا السيارة وغادروا تتبعهم سيارتين سوداوين وسيارة إسعاف وضعت فيها لجين

نادر : ألن يكتشفوا الأمر

غافر : لا ... فكل الجوازات بأسماء مزورة ... لقد رتبت لكل شيء لن يجدوها ولوا حفروا الأرض

ولن يخطر ببالهم أننا سافرنا خارج البلاد

نادر : وما الخطوة التالية

غافر: لم يتغير شيء ... علينا إنهاء الأمر نحن على اتصال بهم وكل شيء حسب الاتفاق

نادر : هل ستسلم الفتاة للعصابة

غافر : أليست من أراد اللعب معهم سنجعلها الهدف فهمت الهدف

نادر : وبعد ذلك هل ستسلمها لهم حقا

غافر : لا أعلم سنرى وقتها

نادر بابتسامة : يبدوا أنك لن تفرط فيها

غافر : هي أبنتهم فلتذهب للجحيم

وصلوا المطار وغادروا البلاد بطائرة طبية ووصلوا لوجهتهم

في شقة غافر في اليوم التالي أستيقضت لجين وهي تشعر بخدر في كامل جسدها وبألأم في مفاصلها

لجين وهي تمسك رأسها : آآخ ما هذا الألم كم من الوقت نمت أشعر أنني كنت ميتة فتحت عينيها على أتساعهما

من الصدمة

لجين : هذه ليست غرفتي في قصر غافر هل تم نقلي منها ولكن كيف لم أشعر

نظرت جهة النافذة وقالت : ما هذه الغيوم الكثيفة لم يكن الجو غائما هكذا عند الظهيرة آآه رأسي يكاد ينفجر

فتحت باب الغرفة وكانت الصدمة الأشد

لجين : مستحيل هذه شقة وليس القصر ركضت باتجاه جميع الغرف وتفقدتها ولم تجد أحد أبواب الشرفات

موصدة بشكل جيد نظرت من النافدة للمباني وإشكال الناس

لجين أمسكت رأسها بيدها وبدأت تصرخ : غااااافر يا حثالة لقد أخرجتني من البلاد ولكنك لن تهرب بفعلتك

بقت لجين طوال اليوم تتجول في الشقة لا تتوقف عن الدوران مثل لبوه مسجونة

لجين ( لست أعلم كم مضى من الوقت هنا ولا حتى كم فأتني من فرض للصلاة كنت أصلي في القصر

وغرفتي مظلمة تماما كي لا يشك بي لو كان يراقبني أما هنا فلا أعلم حتى مواقيت الصلاة لقد غابت الشمس

منذ قليل وصليت كل الفروض عليا أن أقدر لأوقاتها تقديرا .... جدي وخالي لما لم يبحثا عني حتى الآن سيجدان

أسمي وأسم ذاك الوغد ضمن المسافرين ... أين ذهب ذاك الغافر أين ذهب وتركني كل هذا الوقت لقد

خطر ببالي أن يختطفني ولكن ليس لخارج البلاد وبعد أن تزوجني )



قصر راشد

راشد بغضب : ماذا تعني بأختفوا

الحارس : لقد أخلى الحراس القصر اليوم ولا وجود لهما

راشد: الوغد أين سيذهب بها ومن يظن نفسه

أجرى راشد مكالمة هاتفية ثم رمى بهاتفه على الطاولة وقال بغيض : سحقا ... لم يسافر بها خارج البلاد

أين ذهب بها وكيف أخرجها من القصر.... لقد حذرتك يا لجين حذرتك كثيرا... وها قد أوصلك عنادك

إلى ما أنتي فيه

ثم أتصل برائد و أخبره عن اختفائها وسأله إن كان لديه أي معلومات

رائد : لا ... لا معلومات لدي ولم نتحدث أنا وهي منذ أيام

: .....

رائد : حسننا سأرى ما يمكن فعله وداعا

رائد ( كما توقعني يا لجين ... اختفاءها أمر لابد منه عليا أن أكمل الاتفاق ... أتمنى أن تكون بخير ولا تتأذى )



في شقة غافر

انفتح الباب فركضت لجين للصالة ... دخل غافر وأغلق الباب

لجين : وغد

غافر : شكرا على الإطراء ... لم أستغرب أن تسميني في هاتفك بهذا الاسم

لجين : أين نحن

غافر : في شهر عسل ... يكفي أنني لم أقِم لك حفلة عرس

لجين : أعدني من حيث جئت بي لا أريد منك شيء

غافر : أنتي زوجتي و آخذك متى شئت وحيتما شئت

لجين : سحقا لك أنت وورقة زواجك تلك ... سيعلمون بغيابي ولن يتركوك وشأنك

غافر: هههههه يبدوا أنك لم تعرفيني بعد ... إنسي أن يجدوك يا جميلة

لجين: ماذا تعني

جلس غافر على الكرسي ووضع ساق على الأخرى وقال بمكر

: أعني لن يجدوك أبدا

لجين : لا يهمني سأدمرك على كل حال

غافر : هههههه حتى وأنتي مسجونة هنا

لجين ( رائد قم بكل شيء ولا تتوقف أرجوك ) قالت بعناد : سترى

غافر ( من أي كوكب جاءت هذه لم أرى مثل عنادها وقوتها ) : تعالي وأجلسي بجانبي لنتحدث فأنا أشعر بالملل

لجين بضحكة سخرية : ألم يخبرك أحد من قبل أنك سخيف

غافر : ها قد علمت منكِ أنتي يا زوجتي العزيزة

لجين بغيض : لا تقل زوجتي مرة أخرى ... أكرهك

غافر : أعلم أنك تكرهينني ولكنك زوجتي شئتي أم أبيتي

دخلت لجين غرفة النوم وأغلقتها بالمفتاح جلست تضرب بقدمها على الأرض بغيض

( ماذا يعني بلن يجدوني ... ماذا فعل لابد وأنه .... آه أجل كوب العصير ذاك بعده لا أذكر أي شيء

كيف أخرجني من البلاد دون علمهم ... ولكن لا يهمني حتى إن لم يجدوني وكنت وحيدة ومسجونة لديه

فلست خائفة منه ولم يعد لدي شيء أخسره ... عليا أن لا أدعه يقترب مني لكي لا يعلم من أكون )

فتح باب غرفة النوم على أتساعه وهوا يقف أمامه

وقفت لجين وقالت : لا تقترب مني أيها المشوه المقزز

غافر : هههههه لم أحظر لأجل هذا فلا تستفزيني كي لا أفعلها

لجين : هههههه وليكن في علمك أنا مصابة بالإيدز

غافر : هههههه فكرة غبية لأبعادي

لجين ( كيف خطرت ببالي هذه الفكرة الغبية .. لا يهم ها قد جربت )

نظر لها لبرهة ثم قال بسخرية: فتاة عصابات ........ و***** أيضا

لجين وهي تقبض على يدها بغيض ( بل أشرف و أنزه منك أيها الإمعة ) : بعض مما لديك

غافر : لا تخافي لن أخل بشروط العقد ليس لأجلك بل لسبب آخر

لجين ( يبدوا أن النار لم ترحمك ) : هههههه يبدوا أنك أنت المصاب ولست أنا .... والملف من شروط العقد أيضا

غافر : الملف عندك هنا في الشقة كليه أو مزقيه أو أفعلي به ما شئتي

ثم تقدم من السرير وجلس عليه ممددا ساقيه

لجين : ماذا تعني بوجودك هنا

غافر : قلت لك لن أقترب منك

لجين : هههههه صدقتك .... هل أكلت النار أطرافك

غافر : وكأنك تتعمدي استفزازي

نظرت له لجين بتقزز وخرجت

غافر بصوت ساخر مرتفع : تعالي لا تخجلي فنحن متزوجان هههههه

لجين صرخت بغضب من خارج الغرفة : سحقا لك ولي ولليوم الذي وافقتك فيه على عرضك السخيف

غافر : هل ندمتي بعد أن قصصت جناحيك

عادت لجين ووقفت أمام باب الغرفة وقالت : لا تضن أنك أبعدت أذاي عنك .... سترى ما سأفعل

قفز غافر من السرير راكضا باتجاهها وهوا يقول بضحك ....: تعالى لأخبرك أمرا

فركضت لجين للغرفة الأخرى وأغلقت الباب وغافر واقف أمام الباب ويضحك

لجين : قدر

غافر من خلف الباب : أعلم

ثم غادر غافر الشقة بعد أن أغلقها

خرجت لجين بعد ساعات وهي تشعر بجوع فضيع فهي لم تأكل منذ أيام دخلت المطبخ ووجدت أكياس

طعام هناك ... جلست على الطاولة و أكلت من الكيس مباشرة دون وضعها في صحون

ثم ابتسمت وقالت : لو رآني جدي لوبخني على طريقة أكلي .... آه يا جدي تعالى بسرعة أرجوك

فالملف لدي ولا ينقصني سوى الهرب من هذا المسخ قبل أن يكتشف أمري

مر يومين على لجين لم يزرها فيهما غافر ولم يحظر لها شيء فكانت تأكل من المعلبات و النواشف الموجودة

في الشقة

لجين : ماذا إن مات هذا المشوه أو سجنوه سأموت هنا بالتأكيد حتى أني طرقت باب الشقة عشرات المرات

ولم يغثني أحد هل هذه العمارة فارغة يا ترى ... أنا لم أسمع أي أصوات في الخارج



في قصر راشد

راشد بغضب : أين اختفى كيف لم تجدوه .... سحقا لك يا غافر لن تضيع من يدي ( ليس أمامي سوى

جدها السيد ريتشارد)

أتصل به فأجاب على الفور

راشد : مرحبا سيد ريتشارد

الجد : مرحبا سيد راشد هل أنت بخير وهل جولي بخير لم تكلمني منذ أيام

راشد : أنا لست بخير وجولي مختفية مند أيام ولم نجدها

الجد بغضب : كيف مختفية وكيف لم تجدها

راشد : تزوجت ثم اختفت

الجد : ماذا .... ما الذي حدث يا راشد أعيدوا لي حفيدتي أو مسحتكم عن وجه الأرض

راشد : أنت تعلم كل شيء من البداية ولكن ما حدث منذ أيام غير الكثير من مجريات الأمور


الجد صرخ بغضب : لقد كذبتم علي وقلتم أنها ستكون محمية وها أنتم لم تحافظوا عليها حتى لشهور لن

أغفر لكم ذلك

راشد : لقد كانت محمية بالفعل لكنها هي من أفسد كل شيء بزواجها من غافر

الجد بدهشة : كيف ..... ماذا ... هل زوجت حفيدتي بذلك الوغد المجرم

راشد : أنا لم أزوجها هي من زوجت نفسها .... لقد أعماها الانتقام ولم تعد تزن الأمور

الجد: أين أخدها ... هل سافر بها

راشد : لا يبدوا ذلك لا وجود لهم على الرحلات يبدوا أنه يخفيها في مكان ما

الجد : تجارته القدرة تلك في أفريقيا أليس كذلك

راشد : نعم

الجد : لقد اعتمدت عليك يا راشد وعلى رجالي والمخابرات لديكم لكنكم لم تكونوا أمناء عليها لن أنسى لكم ذلك

ثم أغلق الجد الهاتف من راشد بغيض وطلب رقما معيننا

الجد : مرحبا جوزيف

: ....

الجد: أريد أسماء الركاب النازلين في رحلات جنوب أفريقيا جميعهم وكل يوم منذ الأسبوع الماضي وحتى

أطلب منك أن تتوقف

: ......

الجد : حسننا أنا أعتمد عليك ... وداعا

( لن يغيب ذلك الحقير عن ذلك المكان .. وكره المعتاد لابد أن يذهب إليه ... لن ائتمنك عليها مجددا يا راشد


ولن أعتمد عليك في إيجادها )







غافر : جيد سنبدأ منذ الغد

نادر : هل أنت واتق مما تقوم به

غافر : أجل

نادر : حسننا كما تريد .... ومتى سيكون السفر

غافر : ليس بعد ... أمامي بعض المشاوير المهمة وعليا زيارة تلك القطة لقد تركتها دون طعام منذ يومين

رن هاتف غافر فأجاب بسرعة

غافر : نعم ماذا لديك يا أمجد هل الأمور بخير

أمجد : أي خير ... هل كذبت علي بشأن عدوتك إنها لازالت تحاربك وبشدة

غافر بغيض ودهشة : ماذا تعني بأنها لازالت تحارب إنها هنا معي ومفصولة عن العالم الخارجي

أمجد : إذا ثمة من يساعدها

غافر : تبا .... هل هي مستغنية عن حياتها لهذه الدرجة ... لهذا لازالت تهدد

أمجد : والعمل

غافر : سأرى ما بإمكاني فعله .... وداعا الآن

أمجد : وداعا



نادر : ماذا هناك

غافر : الحقيرة لازالت تشن حربها علي

نادر : يعني أنه ثمة من يساعدها

غافر : بالتأكيد ولكن من يكون فلم يكن يزرها أحد ولا تذهب لأحد

نادر : لا تنسى نفوذ جدها

غافر : لن يضحي بها جدها بالتأكيد ..... أنا استبعد أن يكون هوا

نادر : هاتفها ... لابد أن تجد فيه رقما له

غافر : لا يوجد ... يبدوا أنها حسبت حساب كل شيء .... تصرف أنت في الموضوع وأدفع لذلك الجشع

الذي كشفها لنا سابقا ليعرف من وراء الأمر

نادر : حسننا سأفعل



في الشقة

كانت لجين جالسة على الأريكة وسط الشقة وترتدي فستان أسود اللون يصل لحد الركبة وبأكمام تصل

لحد الكوعين بنقوش زهرية اللون وشريطه زهرية أيضا مربوطة حول الخصر وشعرها مرفوع لأعلى

بشريط من ذات اللون

انفتح باب الشقة ودخل غافر

لجين : من الجيد أنك تذكرت أن ثمة مخلوق حي يوجد هنا

أقترب منها أمسكها من ذراعها ورفعها إليه وقال بغيض : أوقفي هجومك علي وإلا ندمتي

لجين بصمود : وماذا ستفعل ستقتلني .... قلت لك سابقا لا آبه و أفعل ذلك متى شئت

غافر بصراخ : أعقلي يا جولي ولا تجعليني أفقد أعصابي و أضربك

لجين : لا يهمني أضرب كيفما تشاء

رماها غافر على الأريكة وخرج ثم عاد بعد دقائق رمى بأكياس الطعام وغادر

أخذت لجين الأكياس وأكلت بسعادة وهي تشعر بلدة الانتصار ( رائع يا رائد لا تتراجع مهما حدث )








الكاتبة برد المشاعر

حكاية امل 06-09-14 06:11 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
مرحبا
شكرررررا كثييير رائع البارت انشالله وقت ثاتي اعلق عليه.
برد انتي رائعه وروايه جمييله استمري في الكتابه
وانشالله تتحسن ظروفكم ويعم السلام عكل العرب .
والى الامام دمتي بخيير .

حكاية امل 06-09-14 06:43 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
لا لا لا لا لا اهي شو هالتشويق للبارت الجاي , ليش كدا تعملي فينا برد انا الصراحه الحين خلصت قراءه بقيه الروايه تهههههههببببل , مين اياااااد . بجد حبيته اياد والجد يعرفه كمان ,
ارججججججووووووك للا تطولي عليننننننننننا وشكرا

برد المشاعر 12-09-14 06:52 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 

الجزء الخامس
آنـــــين

بعد مرور عدة أيام وأنين في شرفة غرفتها تشاهد الحديقة وهي في عالم آخر تماما

( لقد خدعني ذاك المخادع يبدوا أنه قد غادر ولن يعود .... لقد هرب من قول الحقيقة لي ألم يقل سأخبرك
في المرة القادمة .... تبا له ... سأريه )

سارت في الشرفة الطويلة يميننا لمسافة بعيدة ثم عادت ... ثم سارت باتجاه اليسار وعادت
دخلت لغرفتها وجدت زهرة على سريرها حملتها في يدها ثم رمتها على السرير وقالت :هذا فقط ما تستطيع
عليه .... مخادع

نزلت للأسفل ووجدت زياد وعمتها جالسان

زياد : آنين تعالي أجلسي أريدك في أمر

آنين وهي تتجه ناحيتهم : ماذا .... هل تريد الزواج وسنبحث لك عن عروس

زياد : هههههه .... لا عروسي جاهزة فاشلة مثلي ..... آنين دراستك موعدها أصبح يقترب أنتي لا
تتحدثي بخصوصها مطلقا

آنين : آآآآه ..... لماذا جميعكم تفكرون بدراستي كم اكره هذه الدراسة
زياد : هههههه ظننت أني الفاشل الوحيد في العائلة ألم أقل لك لقد تحصلت على عروس

نظرت له أنين بنظرة جانبية حادة وقالت : أنا لا أحب الدراسة ولكني لست فاشلة فيها ... أتفهم

زياد : وماذا قررتِ بشأنها يا متفوقة

آنين : شاكر قال أنني سأدرس في القصر و أتقدم للامتحانات فقط

زياد : وأي التخصصات ترغبين

آنين : لا أعلم .... أخبرني عن أسهل تخصص في الجامعة

زياد : هههههه .... بواب

آنين بضيق : قلت تخصص وليس وظيفة يا أبله .... تلك تركتها لك أنت

زياد : لما لا تدخلي أحد التخصصات الأدبية أنت تحبين القراءة والأدب

آنين : شهادتي علمية كيف سأدخل التخصصات الأدبية

زياد : إذا عليك أن تقرري سريعا

وقفت أنين خارجة من القصر وقالت : لا رغبة لي في شيء

اتجهت للأرجوحة مكانها المعتاد والمحبب لديها .... كانت جالسة تفكر في كلام زياد ثم نهضت منها
وبدأت تتمشى في الأنحاء بفستانها الأحمر الفاتح وحدائها الأبيض وشرائط بيضاء تزين الفستان والشعر
الحريري وكأنها أميرة من أميرات الحكايات


.... : ألم أقل لك سابقا ألا تبتعدي

رفعت آنين رأسها ونظرت للواقف أمامها وقالت بحزن : أهذا أنت ظننتك مت .... لو كنت أعلم أن ألابتعاد
سيخرجك لكنت ابتعدت من أيام .... أيها المحتال

إياد : ولما تنعتيني بالمحتال أنا لم أخدعك في شيء

آنين بغضب : بلى محتال ألم تعدني أنك ستخبرني الحقيقة لماذا كذبت علي

إياد : أنا لم أكذب عليك ولازلت عند وعدي

آنين : هيا أخبرني إذا

إياد : عند العصر أخرجي من القصر وتوجهي محاذية لجدرانه يسارا سأقابلك هناك اتفقنا

آنين بحزن : ألن تخلف وعدك

مد إياد أصابعه لوجهها أزال خصلات الشعر القصيرة عن عينها وهوا ينظر لهما

وقال بهمس : لن أخلف وعدي .... هل ستأتي

آنين وقلبها يكاد ينفجر من قوة دقاته : بالتأكيد

وضع إياد يديه في جيوبه وقال : إذا سنلتقي هناك عند الخامسة .... والآن وداعا

آنين وهي تراقبه وهوا يغادر : وداعا

أبتعد عنها حتى اختفى بين الأشجار وعادت أنين أدراجها للقصر مضى الوقت على أنين وكأنه دهور
لم تصعد لغرفتها كي لا تستسلم للنوم وكل تفكيرها أنها ستعرف شيئا عن ماضيها المظلم

عند الخامسة خرجت أنين وتوجهت حيث أخبرها وكلها خوف أن لا تجده ويكذب عليها .. سارت كثيرا
حتى شعرت بالخوف

آنين : أليس لهذا القصر نهاية لو كان ملعبا لأنهيته من مدة

.... : ولو كان قلبي لما انتهى أبدا

ألتفتت أنين خلفها و ابتسمت له وقالت : كم أتمنى أن أعرف حجم قلبك هذا الذي يحوي كل شيء

إياد : بل يتسع لفتاتي فقط

قالت آنين بخجل : كنت سأعود لقد ظننتك لن تحظر

إياد : وأنا ما كنت لأذهب حتى تأتي

ثم مد يده لها وقال : هيا تعالي

نظرت آنين لعينيه ثم ليده ثم لعينيه وضمت يدها لصدرها وقالت : أين

إياد : ألستِ تريدي معرفة الحقيقة .... هيا امسكي بيدي

آنين : هل سنذهب لبيتك

إياد وهوا يمد يده ويمسك يدها : أجل .... ولا تخافي مني يا أنين أنا أحميك حتى من نسيم الهواء

قبض على يدها بقوة وعينيه في عينيها ثم قال : أغمضي عينيك ولا تفتحيها أبدا حتى نصل وسنبدأ الآن
بالركض ... عديني ألا تفتحي عينيك

آنين : أعدك

إياد : إن فتحتها فلن أخبرك بشيء

آنين : لن أخلف وعدي

إياد : هناك شيء آخر .... عديني أن لا تجبري عقلك على تذكر أي شيء .... عديني يا آنين

آنين : أعدك بذلك أيضا

أغمضت أنين عينيها ثم شعرت به يسحبها ويركض بسرعة ... ركضا لمسافة ثم حملها بين
ذراعيه وقال : لا تفتحي عينيك .... أو أعدتك جهة باب قصر

تمسكت آنين به بقوة وقالت : لن أفتحها أقسم لك بذلك

ركض بها كثيرا ثم أنزلها وأمرها ألا تفتح عينيا وأمسك يدها وتابعا الركض ولكن هذه المرة داخل

ممرات كثيرة متفرعة ثم توقف وقال : أفتحي عينيك الآن

فتحت آنين عينيها فشهقت من الدهشة كانت في حديقة كبيرة بجدران تكاد تصل للسماء من ارتفاعها مليئة
بزهرة فراشة النور..... كل الأزهار من نفس نوع الزهرة بتنسيق مبهر ومنظر خلاب ألتفتت يميننا ويسارا
ولم تجده بجانبها

نظرت في كل الاتجاهات ..... المكان واسع والأبواب كثر

آنين ( من أين ذهب .... لست أعلم من أي باب دخلنا إلى هنا لأخرج منه .... لما تركني وحدي .... الأبواب
كلها مظلمة )

بعد ثواني قليلة بدأت أوراق الأزهار تتساقط عليها من الأعلى وكأن السماء تمطر بورق الأزهار صرخت
أنين من الدهشة والسرور ورفعت يديها والأوراق تتساقط في كفوفا وعلى رأسها وكتفيها ثم بدأت تسمع
صوت أطفال يلعبون ويضحكون ويصرخون وكأنهم يركضون في كل مكان حولها ... ثم سكتوا فجأة ... ألتفتت
أنين خلفها فوجدته يقف أمامها مد يده لها وقال : هيا تعالي

مدت آنين يدها له مستسلمة ولم تسأل عن شيء

دخل بها أحد الأبواب وبدأ الركض وهوا يمسك يدها بقوة خلال الممرات الشديدة الظلام وكأنه يسير في النور
يحفظ كل شبر و يعبر خلالها بكل يسر وسهولة .... ثم دخلا لغرفة تحوي مهدا لطفلة وألعاب وغرفة نوم
فخمة ومرتبة ركضت أنين باتجاه الخزانة فتحتها كانت مليئة بالملابس أخرجت فستانا قرمزي اللون من
الحرير حضنته أنين بقوة وغمرت وجهها فيه وهي تبكي : أمي .... أمي ... إنه لك ... إنها رائحتك الحبيبة
ثم أظلمت الغرفة فجأة حتى أنها لم تعد ترى شيء

آنين وهي تدور حول نفسها : أين أنت ... لماذا أظلمت الغرفة ... بعدها بقليل ظهرت على الجدار صورة
لجهاز عرض ضوئي وكأنها سينما تعرض فيلما وظهر عليها أرقام تعد تنازليا 1 2 3 4 5 نظرت أنين لليمين
فوجدته يقف بجانبها أمسك ذقنها بأصابعه ووجه وجهها جهة الجدار بدأ الفلم يعمل وظهرت صورة سيدة
جميلة تمسك طفلة رضيعة بين ذراعيها وتغني لها وتبتسم

آنين بصوت هامس مخنوق وباكي وهي تنظر للجدار: أمي ... إنها أمي

اقتربت ومدت يدها وكأنها تريد لمس أمها ولكنها لمست برودة الجدار قلبت يدها و نظرت إليها من
الداخل ووجدت الصورة منعكسة عليها

شعرت به يمسكها من كتفيها ويسحبها للخلف وعاد ليقف بها حيث كانا

نظرت إليه وقالت : تلك أمي ... إنها هي

لم يتكلم بشيء عاد وأمسك ذقنها من جديد ووجه وجهها جهة الجدار

تغير الفلم وظهرت صورة أطفال يركضوا ويلعبوا في الحديقة ذاتها التي كانت فيها منذ قليل

كان من بينهم فتى في قرابة سن الرابعة عشرة يحمل طفلة فوق كتفه ويركض بها

عرفتها أنين بسرعة لأنها كانت تشبهها بل إنها هي نفسها .... كانت ترتدي فستانا قصيرا أخضر اللون وشعرها
الحريري ينساب على ظهرها وكتفيها وتمسك برأسه من جهة عينيه وتصرخ وتضحك
وهوا يضحك ويصرخ قائلا : أتركي عينيا يا أنين .... أنا لا أرى شيئا .... سوف نقع

وكان أطفال آخرين يركضون في الحديقة خلف بعضهم وواحد يقف مستندا على الجدار ولا يلعب معهم
وكأن الوضع لا يعجبه ... ما شد انتباه أنين أنه كان نسخة مصورة عن الذي كان يحملها على كتفه
لم تكن تتبين ملامحهم جيدا ولكن الشبه ملحوظ حتى في هيئتهم

ثم عادت وانتبهت للذي كان يحملها ويركض بها ... ثم سمعت صوت رجل يبدوا أنه من كان يصورهم
وهوا يقول : لا تتحركي هكذا يا أنين سوف تسقطي

ثم نضرت للفتى وكان يمسكها من يديها ويدور بها وهي تضحك ثم أعادها فوق كثفه

أشارت أنين الواقفة الآن بأصبعها للفتي الذي يحملها في الفلم وقالت : إيـااااد .... إنه إياد

ثم أمسكت رأسها و انحنت للأسفل وبدأت تصرخ بقوة

أمسكها إياد وهوا يصرخ قائلا : آنين ... لا تحاولي التذكر ... لا تحاولي ..... لقد وعدتني يا أنين لا تتذكري شيئا

صرخت آنين بألم : لا أستطيع .... رأسي رأسي

ثم غابت تماما عن الوعي .... حركها إياد كثيرا هزها ولم تجدي محاولاته نفعا

حملها بين ذراعيه وهوا يقول : سحقا لك يا إياد ... لن أسامحك أبدا إن حدث لها مكروه

ثم خرج بها وأعادها ووضعها بجانب أقرب شجرة في حديقة القصر ليجدها البستاني بسرعة ...مسح على وجهها

وقال : لا تتركيني يا آنين .... لا تفعلي هذا بي مجددا

ثم تركها وأبتعد

بعد ذلك ببعض الوقت كان شاكر عائدا من الخارج أوقف سيارته ونزل منها التفت للخلف عندما سمع صراخ
رجل لا يفهم منه شيئا ... وجد البستاني الأخرس يركض باتجاهه

صرخ شاكر : ما بك .... ماذا هناك

كان البستاني يحاول أفهامة الأمر بالإشارات وهوا يقفز ويصرخ ولكن شاكر لم يفهم شيئا شده البستاني
من يده وشاكر ركض خلفه مسرعا أخده لشجرة في الحديقة كانت آنين متكئة على جدعها وغائبة عن الوعي
تماما ... هزها شاكر بقوة وهوا ينادي : آنين... آنين .... هيا استيقظي ... ما بك يا آنين

ثم وضع يده على جبينها وقال بفزع : يا إلهي حرارتها مرتفعة تكاد تحترق

حملها بين ذراعيه وركض بها باتجاه القصر دخل راكضا باتجاه السلالم وهوا يصرخ بزياد الذي وجده نازلا
: أتصل بالطبيب بسرعة يا زياد

زياد : ما بها .... ماذا حدث

شاكر : اتصل بالطبيب يا زياد ليس وقت الأسئلة

حظر الطبيب بسرعة طلب منهم الخروج و انتظروا جميعهم في الخارج حتى خرج

ياسر : ما بها أيها الطبيب هل هي بخير

الطبيب : انخفضت الحرارة نسبيا وبصعوبة وسوف تنخفض بالتدريج

شاكر : هل استيقظت

الطبيب : ليس بعد ... هل هي تعاني من أي مرض

شرح شاكر للطبيب حالة أنين وما مرت به في السابق

الطبيب : خلال الست ساعات القادمة إن لم تستيقظ فاستشيروا طبيبها المختص بحالتها

شاكر : هل ستدخل في غيبوبة مرة أخرى

الطبيب : هذا ليس اختصاصي ولكن حسب ما فهمت فالأمر راجع لاستقبال عقلها للوضع هل
حدث معها شيء ذكرها بالماضي

زياد : لا نعلم ما حدث ... لقد كانت في الحديقة لوحدها ومن عادة آنين الذهاب دائما إلى هناك ثم جاءنا
البستاني وأخبرنا أنه وجدها مغمى عليها هناك

الطبيب : إن لم تنخفض حرارتها للمعدل الاعتيادي فاتصلوا بي ... وإن لم تستيقظ بعد ست ساعات
فأنصحكم بنقلها للمستشفى

أوصل شاكر الطبيب للباب ثم جلس ثلاثتهم في الأسفل ينتظرون

والعمة بقيت عند آنين تضع لها الكمدات ولا تفارقها لحظة

بعد مرور ساعتين نزلت العمة راكضة من السلالم نظرت لهم وصرخت : لقد استفاقت .... آنين استعادت وعيها
قفز ثلاثتهم راكضين للأعلى

كانت أنين تفتح عينيها بصعوبة وتمسك رأسها وتتوجع

شاكر : آنين هل أنتي بخير .... هل تشعرين بشيء

آنين بصوت متعب : رأسي إنه يؤلمني

زياد : ماذا حدث لك يا آنين

آنين : كيف وصلت إلى هنا

شاكر : البستاني وجدك مغمى عليك في الحديقة

استلقت أنين وقالت : لقد شعرت برأسي يتألم بشدة ولم أعد أعي شيئا بعدها

العمة : هيا أتركوها ترتاح لقد اطمأننتم عليها .... هيا

ياسر : هل انخفضت حرارتها

العمة : نعم وعادت لمعدلها الطبيعي

خرجوا جميعهم وبقت آنين لوحدها ( لابد أنه هوا من حملني إلى هنا ..... رأسي السيئ هذا .... كنت سأعلم
منه عن المزيد ..... " إياد " من يكون ..... هل هوا الشاب صاحب الملابس السوداء أم شخص يعرفه
و توأمه ذاك من يكون هل هما من هذه العائلة هنا .... آه صحيح الحلم ... ذاك الحلم الذي كنت أراه .... اليدان
المتشابهتان ... لكن ماذا عن ذلك المرتفع وسقوط أحدهم .... لو أني أتذكر فقط )

ومرت الأيام على آنين تحاول ألا تسأل احد عن شيء مما رأت لكي لا يشكوا بالأمر

وفي ذات مساء كانت نائمة وشعرت بالهواء البارد يلفح وجهها جلست بسرعة ووجدته واقف عند باب
الشرفة بعدما فتحه ..... وقفت آنين وسارت باتجاهه

آنين : أين اختفيت

إياد : لم أختفي كنت بقربك دائما

آنين : أريد الذهاب إلى هناك مجددا

إياد وهوا يهز رأسه بالنفي : لا .... لن آخذك إلى هناك مرة أخرى

آنين : لن أحاول تذكر أي شيء أعدك بذلك ... أقسم أنني لن أفعل

إياد : لن أعرضك للخطر يا آنين أفهمي ذلك .... لقد وعدتني في المرة الماضية ولم تفي بوعدك

آنين : سأوقف أفكاري منذ البداية وسأترك عقلي هوا من يجلب الذكريات أعدك

إياد : سأفكر.... ولكني لا أعدك بذلك

آنين بترجي وهي تقبض يديها معا لصدرها : أرجوك أفعل هذا من أجلي أرجوك

إياد بحدة : قلت لك سأفكر يا أنين فلا تترجيني

آنين : حسننا أخبرني من هوا إياد ومن توءمه ذاك هل أنت أحدهما هل أنت إياد

إياد : لم أحضر لأجيب على أسئلتك بخصوص ما حدث

وضعت آنين يديها في وسط جسدها وقالت بضيق : ولما جئت إذا

إياد بهدوء : جئت لكي أراك

آنين : .......

إياد : لما الصمت .... قولي شيء يا أنين

آنين بنضرة حيرة : من أنت

إياد : ستتذكرين يوما وستعلمين من أنا

آنين وهي تنظر لعينيه بحيرة : متى ستأتي مجددا

إياد : عندما أشتاق إليك

آنين : ......

إياد : هل عدتي للصمت مجددا

آنين : إذا أنت لا تشتاق لي أبدا

إياد : بل في كل حين

أنزلت آنين عينيها للأسفل وقالت بهمس : من أنت .... أخبرني

إياد وهوا يبتعد عن باب الشرفة : ستعلمين يا أنين ... ستعلمين قريبا

ثم أختفي خلف الظلام أغلقت آنين باب الشرفة ثم عادت لسريرها بكت كثيرا ثم استسلمت للنوم


في صباح اليوم التالي خرجت أنين للشرفة نظرت للأسفل فكان البستاني الأخرس في الأسفل أبتسم لها
وحياها كعادته كل صباح ابتسمت آنين وردت له التحية ثم عاد لعمله

نزلت للأسفل شربت كوب قهوتها الصباحي وتوجهت لجدها تحدثت معه كثيرا ثم قبلت رأسه وغادرت

خرجت للحديقة تقدم البستاني ناحيتها وأعطاها زهرة من زهور الحديقة ابتسمت له آنين و أشارت له
ببعض الإشارات بمعنى أنت فتى رائع ... سعد الفتى كثيرا وأصبح يؤشر لها بإشارات كثيرة

آنين بيأس : آه أنا لا أفهمك حقا .... أعذرني فتلك بعض الإشارات التي علمونا إياها في المدرسة عندما
أخذونا لحضور حفل يقيمه الصم والبكم

ثم ابتسمت له وأشرت برأسها بمعنى شكرا وكانت ستغادر عندما رأت إياد ينظر إليهما من بعيد بنظرة
لم تفهمها أنين ولم تراها في عينيه من قبل .... وبعدها سار واختفى خلف الأشجار

عادت آنين من فورها للقصر قابلت عند الباب ياسر خارج من القصر يحمل حقيبة سفره

آنين : آه ياسر بربك أخبرني أين تذهب أنا أشك أنك تسافر

ياسر بابتسامة : أين أذهب إذا

آنين : آمممممم لابد أنك متزوج في السر

ياسر : هههه ولما في السر

آنين : لا أعلم قد تكون من محبي الغموض هههههه

ياسر : هههه سأعود قريبا ... أرك بخير

آنين : وداعا يا بساط الريح هههههه

دخلت آنين وهي تضحك وغادر ياسر ضاحكا أيضا

مرت عدة أيام لاحظت خلالها آنين أن البستاني غير موجود لم تعد تراه عند الصباح ولا في الحديقة

نزلت أنين للأسفل وبحثت عنه فوجدت العم صابر

آنين : أين هوا البستاني الأخرس الذي كان هنا

صابر : لقد غادر ولا أعلم كيف ولا أين

عادت آنين للقصر متضايقة وتوجهت لمكتب شاكر

طرقت الباب ودخلت وجدته يفتش في بعض الأوراق

آنين بضيق : أين البستاني الأخرس لماذا صرفته من عمله

شاكر : أنا لم أصرفه من عمله هوا من غادر فجأة ودون أن يعلم أحد

آنين : إنه فتى مسكين قد لا يجد وضيفة أخرى كنتم سألتموه ونقلتموه لعمل آخر حتى خارج القصر على
تركه يذهب هكذا لابد أن أحدهم أجبره على الذهاب ... أبحث عنه يا شاكر ووفر له أي عمل خارج القصر

شاكر : و أين سنجده

آنين وهي تغادر راكضة باتجاه الباب : أنا سأجده و أعيده

خرجت آنين تركض بجانب القصر وتنادي : إياد ..... إيااااااااااد

بعد وقت من الركض والنداء خرج لها من بين الأشجار

إياد : ماذا تفعلي هنا يا آنين .... ولما تناديني بهذا الاسم

آنين : لأنك إياد

إياد : ومن أخبرك أنني إياد

آنين : أنا أشعر بذلك .... فأخبرني من أنت إن لم تكن إياد

إياد : هل جننتي ماذا إن إبتعدتي كثيرا وضعتي من سيجدك

آنين : كنت أعلم أنك ستجدني

إياد بضيق : وماذا إن لم أجدك

آنين بضيق أكبر : أين الفتى البستاني ما الذي قلته له لكي يغادر

إياد : أخرجته من القصر

آنين بغضب : ولماذا

إياد : ما كان عليه أن يقترب منك

آنين : أعده للقصر

إياد : لن أفعل

آنين : أعده أو لن أتحدث معك أبدا وسأغضب منك أيضا

إياد : لن أسمح لأحد بالاقتراب منك

آنين : لن يقترب مني سأطلب من شاكر أن يجد له عملا آخر

إياد : إذا سأخبره أن يعود لكن إن أقترب منك فسأقتله ...... هيا عودي للقصر ولا تأتي هنا مجددا

آنين : متى ستأخذني لذلك المكان

إياد : في المرة القادمة أعدك بذلك ....هيا عودي و سأسير خلفك

عادت آنين أدراجها للقصر وهي تسير ببطء تحملها أفكارها التي لا تنتهي توجهت لمكتب شاكر
طرقت الباب ودخلت

شاكر بابتسامة : ماذا .... هل وجدته

آنين :لا تسخر مني .... نعم و سيعود في الغد وفر له وظيفة خارج القصر ... أفعل ذلك من أجلي يا شاكر

شاكر : ما كان عليه أن يترك وظيفته دون أعلامي ... ولكن سأوفر له وظيفة لأنه وجدك وأخبرنا عندما
أغمى عليك في الحديقة

آنين : المهم أن تتوفر له وظيفة

شاكر : كيف علمتي بمكانه

آنين : الذي أخرجه هوا من سيعيده ولكن لا تعده هنا

شاكر : لا أفهم شيئا ولكن كما تريدين .... ماذا عن الدراسة يا آنين لقد أقترب موعدها

آنين : حسننا سأفكر فيما أريد

وخرجت أنين من عند شاكر وتوجهت لغرفتها




لـــين



سارت لين بين الأشجار والكروم وهي منبهرة من جمال ما ترى ثم سمعت صوت خطوات تتبعها التفتت
للخلف بسرعة وكان ....

لين : سـ سـ سيدي

السيد : ماذا تفعلي هنا

لين تنظر للواقف أمامها بمعطفه المنسدل على وجهه والحارسان الضخمان خلفه في صدمة وخوف

لين : لـ لـ لقد

أتجه نحوها وأمسكها من يدها بقوة وقال محدثا الحارسان بغضب : توجها للقصر
سار الحارسان والسيد خلفهما يمسك لين من يدها ويجرها خلفه بخطوات سريعة
وصلوا للقصر صعد بها للأعلى و روز تتبعه وتصرخ : سيدي ماذا حدث إلى أين تأخذها

السيد بغضب : أخرسي يا روز ولا تتدخلي ولا تتبعيني أو عاقبتك معها

لين ( يا إلهي يبدوا أنني سأضرب أو سأجلد ) : أتركني أنا لم أرتكب أي ذنب لتضربني
ولكنه لم يجب عليها وأستمر في سحبها خلفه حتى صعد الطابق الثالث فتح غرفة خالية تماما ولا تحوي
أي قطعة أثاث أو فرش و بها حمام فقط رماها في نهاية الغرفة

وقال بغضب : أبقي هنا حتى تتأدبي وتتعلمي تنفيذ الأوامر ... ألم أخبرك أن تعملي في الحظائر ولا تتعديها
وخرج وأغلق الباب خلفه ولم يعطها أي فرصة للكلام

بكت لين كثيرا وهي مرمية على الأرض ... بكت وحدتها في هذه الحياة بكت ما تعيشه الآن بكت كل ما مر بها
في هذا القصر وبكت حتى فقدها لوالدتها ووالدها

كانت برودة الأرض تتسلل إلى عظامها ولا تجد حلا سوى التقلب يميننا ويسارا والوقوف تارة والجلوس
تارة أخرى

لين ( على الأقل هوا لم يضربني كما توقعت .... آه لو أنه ضربني لكان أفضل على الأقل كان سيسخن جسدي
وسأتحمل برودة الرخام ... هل جننتي يا لين كيف ستستحملين شدة الضرب )

كانت روز تتنقل من مكان لمكان ذهابا و إيابا لا تستطيع الصعود للين ولا سؤال السيد عنها تنتظر
أن تسمع صراخ لين وهي تتعرض للضرب

روز : لين أيتها المشاغبة .... لما تغضبي السيد دائما ... لم أره يخرج من القصر من قبل ... وطوال سنين
عملي هنا ... حتى عندما أحترق مخزن الشعير

كانت تمشي هنا وهناك وتفرك يديها عندما رأت السيد في منتصف السلالم

روز : سيدي لا تغضب منها ... أرجوك لا تضربها ... إنها ....

قاطعها السيد بغضب : لن أضربها ولكن ليس لأجلك ولا لأجلها أما هي فتستحق الضرب .... لا تصعدي
للأعلى إلا بأوامري وها قد حذرتك يا روز

روز : حاضر سيدي

ثم عاد للصعود مجددا

روز : لين لقد فعلتي ما لم يفعله أحد قبلك حتى هذا الطابق لم يكن ينزل إليه السيد .... يا رب إحفضها
وخفف غضب السيد عليها

مر باقي اليوم على لين وهي تتنقل في الغرفة الخالية إما تصلي وإما تفكر أو تبكي

في صباح اليوم التالي خرجت روز لتقابل العم رشدي

رشدي : أين هي لين هل أصابها مكروه

روز نزلت دموعها وبدأت تمسحها : السيد عاقبها بالسجن ولكن لا تخبر أحد كي لا يعاقبني ... اخبرني هل
فعلت شيئا في المزرعة أغضبه

رشدي : لابد أنه علم عن ذهابها للحقول لقد حاولنا منعها و حذرناها ولكنها لم تستمع

روز : إذا من أجل ذلك

رشدي : ولما يغضب منها لهذا الحد بسبب ذهابها هناك

روز : لا اعلم قد يكون أصابها مكروه وهوا أنقدها أو ما شابه

رشدي : حسننا عليا المغادرة طمئنيني عنها دائما

روز : حسننا

مرت تلك الليلة سيئة على لين نامت فيها على الأرض دون فراش أو غطاء تشعر بالألم في كل جسمها
وكذلك مرت التي تليها ولم يزرها فيها أحد في صباح اليوم الثالث لم يعد السيد يسمع بكائها ولا قراءتها
للقرآن ولا حتى دعائها عليه ... أمر روز أن تصعد لها لتنزلها

حملت روز معها الماء والطعام وصعدت للين وجدت الباب مفتوحا ولين مرمية على الأرض

روز: يبدوا أن السيد كان هنا

تقدمت منها بخطوات سريعة أو قضتها برش وجهها بالماء قدمت لها الطعام ثم حضنتها لين بقوة وهي تبكي

لين : أكرهه يا روز أكرهه .... لما يفعل بي كل هذا

روز : ما كان عليك مخالفة الأوامر والذهاب للحقول ... ماذا لو تأديتي

لين ببكاء شديد وهي لازالت تحتضنها : لماذا علي أن أسجن بهذا الشكل ماذا في الأمر لو ذهبت للتنزه قليلا
ما كنت سأكل أي ثمرة من الثمار كنت سأتنزه فيها فقط ألست بشر ومن حقي أن أعيش كما أريد

روز : يكفي يا لين يكفيك بكاء هيا قومي لننزل لغرفتك

أوقفتها روز وساعدتها على السير ونزلا للأسفل

أما في الطابق الثاني فثمة شخص قد عاش أحداث أخرى مختلفة منذ قليل

منسدح على السرير ويدور في رأسه كل ما حدث

قبل نصف ساعة من الآن .... لم يعد يسمع أي صوت لها منذ ساعتين انتظر بعض الوقت و لم يشعر بنفسه
إلا وهوا يقف ويصعد الطابق الثالث ويفتح باب الغرفة وقف ولم تتحدث ناداها مرارا ودون جدوى أقترب
منها وضع يده على كتفها وهزها ولم تجب وقف لكي يغادر وينادي روز ولكن شيئا ما منعه كان صوت هذيانها

لين : أرجوك يا عمي لا تضربني لا تضربني

عاد بخطواته اتجاهها وفكرة مجنونة تقوده .... وصل إليها نزل على ركبته وعندها رفع يده و أزال غطاء
الرأس في معطفه عن رأسه ونظر لوجهها في صمت طويل وكأنه يجمع صورة في رأسه عن الصوت
والضحكات التي كان يسمعهم من قبل وهذه الفتاة المرمية أمامه بجمالها الباهر وشعرها الحريري المقصوص
والمتناثر في كل جانب

ثم مد أصابعه ولمس خدها بأطرافهم ثم وقف مسرعا وغادر الغرفة وطلب من روز الصعود إليها

عاد من أفكاره ... أغمض عينيه بقوة وفتحهما وكأنه يحاول طرد صورتها من رأسه جلس على السرير
تنهد بقوة أغمض عينيه بأصابعه السبابة و الإبهام

وقال بألم : لماذا رأيتها .... لما طاوعت فضولك لرؤيتها لماذا

مرت بضعة أيام على لين عادت فيها للعمل في القصر ولم تعد تعمل في المزرعة فقد حكم عليا السيد
بالسجن في القصر

بالنسبة للين هوا أفضل من العمل مع العمال وكانت ممنوعة حتى من الخروج عند الباب لرؤية رشدي
أو عماد وكانت روز تنقل لها سلامهم وأخبارهم

في صباح أحد الأيام توجهت لين للمطبخ أعدت الإفطار للسيد واستغربت تأخر روز في النوم ذهبت
باتجاه غرفتها أنفتح الباب وهي تناديها

لين : روز أنهضي أيتها الكسول لتأخذي طعام السيد للأعلـ .....

ولكن لم تجد أحد

صعدت لين لجناح السيد ركضا وهي مذعورة طرقت الباب بقوة ففتح لها وجدته في مكتبه

دخلت وقالت بخوف : روز ... إنها ليست في غرفتها قد يكون مكروها أصابها

السيد : أعلم

لين : وأين هي إذا .... هي ليست في كل القصر

السيد : لقد غادرت

لين بصدمة : غــا ـا ـادرت .... ولكن متى

السيد : عند الصباح الباكر

لين : ولكنها لم تخبرني ولم تودعني أيضا

تم بدأ صوتها ينشج بالبكاء قائلة : كيف ترحل وتتركني .... كيف

السيد : لا علاقة لي ولا لك بالأمر هذا شيء راجع لها ... أحضري لي طعام الإفطار بسرعة

خرجت لين راكضة ونزلت للأسفل اتجهت لغرفتها واستمرت بالبكاء

لين : كيف ترحل وتتركني هنا وحيدة ... روز أخبرتني أنه لا مكان لها سوى هذا المكان كيف لم تخبرني
أو تودعني .... أقسم أنه وراء ذلك فهوا لا يريد إلا حزني و ألمي

بكت لين كثيرا ولوقت طويل ثم سمعت صوت جرس يرن في غرفتها نظرت لكل الاتجاهات
ثم تذكرت ( لابد أن ذلك البائس يريد إفطاره لن أخد له شيا فليمت جوعا أو يطعم نفسه بنفسه ما كان عليه
أن يصرف روز خادمته المطيعة .... آه يا روز مع من سأتحدث و أتسلى ..... سامحيني يا صديقتي )

بعد ساعة كانت لين تجلس على السرير وتضم ساقيها لحظنها تحتضنهم بيديها ورأسها على ركبتيها
عندها انفتح باب الغرفة رفعت رأسها وكأنها تأمل أن تكون روز قد عادت

السيد : ألم أخبرك أن تحضري الطعام

لين : لن أحضر شيئا .... لماذا طردت روز هي ليس لها مكان غير هذا القصر

السيد : أنا لم أطردها .... وأنا أعلم بظروف روز منك

لين بألم : لم تترك لي شيء ولا أي شيء ... ألا يكفيك كل ما فعلته

السيد : ستقومين بخدمتي من اليوم فصاعدا و أعتقد أنك لا تحبين سماع أخبار سيئة عن صديقتيك

ثم غادر تاركا لين تعيش مع دموعها و ألمها .... بعد ساعة نهضت لين وخرجت من غرفتها سارت

للمطبخ أعدت طعام الغداء وهي جثة تتحرك .... إنسانة ميتة تتنفس وترى ... ليس بجوارها إلا الصمت

حملت الطعام للأعلى كان يجلس في الردهة وضعت الطعام دون أي حرف وهمت بالخروج عندما وصلت
للباب انغلق في وجهها

السيد : من الغد ستتولين تنظيف جناحي وطعامي والباقي لك الحرية فيه

لين : .......

السيد : كما تعلمين الفطور عند التاسعة والغداء عند الثالثة والعشاء عند العاشرة والتنظيف عند الخامسة مساء

لين : ........

السيد : إن خرجتي من القصر فلا تلومي إلا نفسك

ثم انفتح الباب وخرجت لين ونزلت للأسفل متوجهة لغرفتها

مرت عدة أيام على لين تعد الطعام وتنظف الجناح والقصر كما اعتادت ولم تقابل السيد خلالها كانت تضع
الطعام وهوا في أحد الغرف وتنظف وهوا في غرفته لأنها لا تنظفها ... تغسل ثيابه وتغير أدوات الحلاقة
الخاصة به وفرشاة الأسنان والمعجون وأدوات الاستحمام وحتى شراشف السرير تضع النظيفة وتأخذ المتسخة
كانت لين واقفة في ردهة جناحه بعدما أكملت التنظيف

لين : و كأنني متزوجة من رجل معاق وغير موجود في ذات الوقت

ثم نظرت باتجاه غرفة مقفلة على الدوام ومظلمة : ترى ما يوجد في تلك الغرفة هذه غرفة نومه وتلك
المكتب وذاك الحمام فما هذه يا ترى

انتبهت لباب غرفته يفتح وخرج منه

السيد : هل أنهيتي التنظيف

لين : .....

السيد : لما لا تجيبي عن السؤال

لين : ......

السيد : هل أصبتي بالصمم

لين : لم يكن ضمن أوامرك أن نتسلى معا بالأحاديث

ثم خرجت من جناحه ونزلت للأسفل

عند المساء كانت تجلس بغرفتها عندما بدأت تسمع صوت الصراخ من جديد أغلقت أذنيها وبدأت
بالبكاء ( يا الهي ما الذي يجري هناك لابد وأنه يعذب أحدهم )

في الصباح حملت طعام الإفطار فوجدته في الردهة على غير عادته وكان واقفا باتجاه النافذة

السيد : أجلسي يا لين

لين : لا أريد

السيد : قلت أجلسي ... هيا أجلسي الآن

توجهت لين للكرسي وجلست

السيد : هل جربت يوما أن قاسيتي وعانيتي بسبب أحدهم

لين : قبلك أنت لا

السيد : هل تنقمين علي

لين : ......

السيد : ماذا لو تسببت أنا بموت أحدهم على يديك ..... شخص يعني لك الكثير

لين : ......

السيد : وجاءتك الفرصة للانتقام مني فماذا ستفعلي

فكرت لين لو أنها بسببه قتلت والدتها أو أحدى صديقتيها أو روز أو عامر أو ....

صرخت بألم : كنت سأجعلك تتعذب و أتعذب معك

السيد : إذا لا تلوميني على شيء

لين : ولكني لم أفعل لك شيء ... أخبرني هل أعرفك سابقا .... أنا لا أعرف حتى أسمك ولا شكلك
أرحمني أرجوك وأخبرني ما ذنبي .... من الذي تسببت أنا بموته على يديك

السيد : لا تلوميني .... فقط لا تلوميني

لين : كيف لا ألومك وأنت تسجنني هنا ... لقد رأيت في هذا القصر ما لم أره في حياتي

السيد : ولا حتى ضرب عمك لك

لين بصدمة ( كيف علم عن هذا ) : ذلك شيء وهذا شيء

السيد : ولكنه منغرس في قلبك أكثر من كل شيء

لين ( هل يتجسس حتى على قلبي ) : لأنني كنت طفلة وما يقاسيه الإنسان في الطفولة لا يضاهيه أي شيء
آخر يراه في حياته

السيد : ألا تفكري في الانتقام منه

لين : الله وحده من يحاسب البشر على ذنوبهم وأنا لا أريد أن أكون وهوا عند الله سواء

السيد : ألا تعلمي لما كان يفعل ذلك

لين : لا ولا أريد أن أعرف

السيد : لماذا

لين اكتفت بالصمت والبكاء

التفت ناحيتها وقال : لما تبكي

لين : كان يقول لي ذوقي العذاب لأنك أبنته .... دوقي دوقي ....ولم أكن أفهم شيئا

السيد بلهجة غريبة : وعندما كبرتي ماذا كان يفعل

لين : لم يعد يضربني كان يخاف من والدتي ولم أعلم لما بالرغم من أنه لم يكن يخشاها في صغري .

أقترب منها السيد ومد لها منديلا ورقيا نظرت له لين بدهشة

السيد : ألن تأخذيه ... أتكرهينني لهذا الحد

مدت لين يدها وأخذته منه وقالت بهمس : شكرا

السيد : أتكرهينني يا لين

لين : لا أعلم .... عندما أرى معاملتك لي دون ذنب وتهديدك لي بصديقاتي أكرهك وبشدة ..... ولكن عندما
أرى ما تفعله من أجل العمال ... حتى أنك لا تعاقبهم سوى بالطرد فإنني أراك رجلا نبيلا تحب فعل
الخير ..... أنا حقا لا أفهمك

السيد : كلنا نحمل لونين في قلوبنا يا لين

لين : من الذي يصرخ ليلا ... هل هوا من الجزء الذي أنا فيه من قلبك .... هل تعذب شخصا

السيد : لا ... لا أعذبه بل هوا من يعذب نفسه وهوا يستحق التعذيب

لين وهي تقف مغادرة : لا يمكن لشخص أن يحمل لونين في قلبه بل واحد منهما فقط تأكد من ذلك
فمهما حاول الإنسان الجيد أن يكون سيء مع أحدهم فلن يستطيع ... قد يخدع نفسه في البداية ولكنه
لن يستطيع ... أقسم لك.... كما أن الشخص السيئ لا يمكن أن يكون جيدا مع أحدهم إلا إن كان
خائفا منه أو مصلحته لديه ....هكذا هم البشر قسمان فقط

ثم غادرت الجناح .... جلس على الكرسي

وقال بهمس : محقة يا لين والدليل أنني لم أستطع سجنك في القسم الأسود من قلبي دائما ... لم أستطع
... أما نفسي فلن تخرج من هناك إلا ميتة

نزلت لين للأسفل وتوجهت لغرفتها وهي تفكر في كل ما قاله لها

( ماذا يعني بموت أحدهم على يديه وبسببي .... لكن لو كان بسببي ما قال لي لا تلوميني .... بسبب من إذا
هل بسبب شخص يقرب لي ولكن من .... كيف يكون هناك شخص يعذب نفسه هنا ...لابد أنه هوا
فلا يوجد غيره ... كيف يفعل ذلك بنفسه ... يسجن نفسه طوال هذه السنين حتى انه لا يجعل أحدا يراه ويصرخ
بألم من العذاب أنا لا أفهم شيئا )

في وقت الغداء وعندما صعدت لين لحمل الطعام وجدت أنه لم يأكل من فطوره شيء وقفت مستغربة
ثم حملت الطعام ونزلت به ( ترى هل يكون مريضا .... وما دخلي به .... لماذا أصبحتي تهتمي لأمره
فجأة .... أنا حقا أرأف لحاله لما يضيع عمره هكذا ..... لو كنت أنا قتلت شخصا أحبه لكنت ساجن
بالتأكيد .... ياله من مسكين ..... لين يا غبية هل نسيتي ما فعله بك .... أوووووف يكفي )

ثم توجهت للمطبخ لتنهي أعمالها

عند المساء حضرت العشاء وحملته له .... وفوجئت بالغداء كما هوا لم يأكل منه شيئا
( لما لم يخبرني لكي لا أتعب نفسي بالطهي ) ثم نظرت باتجاه غرفته ( ترى أيكون مريضا أو غادر
القصر ..... لا مستحيل فهوا يفتح لي الباب )

اقتربت لين من باب غرفته وضعت أذنها على الباب ولم تسمع شيئا طرقت الباب طرقات خفيفة فجاءها
صوته من الداخل

السيد : نعم يا لين هل من مشكلة

لين ( إذا هوا بخير كما يبدوا ... آه وكيف علمتي وصوته المخنوق ذاك لا يوحي بشيء )

قالت بهدوء : أعذرني سيدي ولكنك لم تأكل اليوم شيئا ظننت أن مكروها أصابك

السيد : لا تقلقي أنا بخير لم أرغب في الطعام فقط

لين : إن لم يعجبك أعددت غيره

السيد : لا هوا يعجبني بالتأكيد

لين : حسننا تناول العشاء إذا .... فلن أنزل حتى تعدني

السيد : حسننا أعدك أن أتناوله (كم أنتي طيبة يا لين .... ولكنني لست الشخص المناسب لتكوني طيبة معه
.... أين كنتي في الماضي .... لما لم تظهري في حياتي قبل أن أتحول لمجرم )

وفي منتصف الليل أستيقضت لين على صوت الصراخ من جديد أمسكت رأسها وبدأت
بالبكاء : لا تفعل هذا بنفسك أرجوك ... لا تفعل .... فما من شيء قد يعيد الماضي أو يغيره

في اليوم التالي صعدت لين بالفطور فوجدته قد أكل وجبة العشاء

( جيد على الأقل لم ينم جائعا ... لين يا غبية كم أنتي طيبة ويمكن الضحك عليك بسهولة )

خرج من غرفته فارتبكت لين وقالت بخجل : أنا آسفة فقد كنت أريد حمل الإطباق فتأخرت قليلا

السيد : لا بأس ..... هلا أعددتِ لي طبقا من الأرز بالسمك اليوم على الغداء

لين : بالتأكيد ... هل لديك طريقة معينة تحب أن أتبعها

السيد : لا فطرقك تعجبني

لين : حسننا .... المهم أن تأكل ليس كما في الأمس

ثم خرجت وتوجهت للمطبخ ومن ثم لتنظيف القصر كانت طوال الوقت تفكر في تعامله الطيب معها
وكلامه الذي قاله ... كانت تطرد الأفكار ثارة وتتغلب عليها أفكارها ثارة أخرى

لين : آآآآخ ... يبدوا أن الوحدة ستصيبني بالجنون أنا أخاف على لساني أن يصدأ ... ولكن لسان السيد لم
يصدأ حتى الآن فلن يصدأ لساني بالتأكيد ... ترى ما تفعله لجين و آنين الآن كم أتمنى أن تكونا بخير

مرت عدة أيام على لين في القصر كالسابق تنظف وتعد الطعام ولم ترى السيد

في ليلة من الليالي وفي وقت متأخر أستيقضت لين وتوجهت للمطبخ لشرب الماء وهي في المطبخ

سمعت صوت خطوات تمشي خارج القصر وبالقرب من باب القصر ثم أنفتح الباب شعرت لين
بالخوف الشديد وهي تسمع الخطوات تدخل القصر

لين ( ترى من يكون هل هوا لص ولكن اللص لا يملك مفتاحا .... قد يكون أحد العمال لاااااا هذه كارثة
ولكن السيد موجود وسيحميني وماذا إن قتلوه ... لا لا لا عليا أن لا أتوهم أمور لن تحدث)

سمعت الخطوات تقترب من المطبخ وما هي إلا لحظات ودخل المطبخ شاب طويل ذو قدر من الوسامة
وبعينين رماديتين اللون جميلتين وغريبتي الشكل

لين : من أنت وماذا تريد

.... : أنتي من عليه الإجابة عن هذا السؤال

لين : أخرج من هنا هيا ألا تراني بدون حجاب

خرج الشاب من المطبخ وخرجت لين وتوجهت لغرفتها لبست حجابها وخرجت

لين : ماذا تريد وكيف دخلت هنا

......: لابد أنك الخادمة

لين : أنا لست خادمة أحترم ألفاظك

عندها سمعوا صوت الصراخ يأتي من الأعلى

صرخ الشاب وهوا يركض باتجاه السلالم مسرعا : تبا لك يا " روح " هل تعذب نفسك ما الذي
تود الوصول إليه

توجه للأعلى ولين تتبعه ... وقف أمام باب جناحه وفعل شيئا للباب ففتحه على الفور ... توقف الصراخ
ودخل يركض للغرفة المغلقة طوال الوقت

وقفت لين مذهولة مما ترى كان السيد ساقطا على الأرض وساقه ترتجف بقوة ويمسك وجهه بيديه والغرفة
شبه مظلمة فلم تتمكن من رؤيته

أقترب منه الشاب وأمسكه من كتفه وهوا يهزه بقوة ويصرخ : بالكهرباء يا روح هل تصعق نفسك بالكهرباء
وضعت لين يدها على فمها وهي تشهق بقوة ودموعها تتقاطر على الأرض





لجــين


مر على لجين يومين آخرين لم ترى فيهما غافر

لجين : إلى متى سيتمر في سجني وما الذي يخطط له يا ترى ... أين جدي وخالي عن كل هذا كيف أخفاني
عنهم .... جدي لن يقف مكتوف اليدين أعرفه جيدا ولكن ما سيحل بي إلى وقتها .... حسننا لا يهم فالموت
أشرف لي من أن أترك غافر يعيش حياته وأنا أتعذب طوال الوقت سأجد طريقة للهرب فلست مستعجلة
على شيء فأنا لا أعيش إلا من أجل الانتقام منه


في الفندق

نادر : كل شيء جاهز والرحلة ستكون بعد يومين

غافر : جيد .... ماذا بشأن مهندس الكمبيوتر ذاك

نادر : لديه عائلة... فمن السهل جدا تهديده وإيقافه

غافر : إن لم نقطع الرأس فلا جدوى من الأمر فقد يكون لديها حلفاء آخرون لا تنسى حفيدة من هي
فأترك الأمر لي أعطني عنوان بريده الإلكتروني وأتصل لي بأمجد سنرى ما حدث معه

نادر : في الحال

غافر : مرحبا .... كيف الأمور لديك

أمجد : فيما ورطتني يا رجل مع من تلعب أنت

غافر : سنحل الأمر قريبا

أمجد : ستخسر كل شيء إن بقيت على هذا الحال

غافر : لا لن يستمر الوضع .... ماذا عن المعتوه " روح " هل من جديد

أمجد : لا جديد لدي عليك أن تيأس منه هذا اختياره فليعش كما يحب

غافر : أحمق ... هل علينا أن نستسلم بسرعة هكذا ... يكفي ما أضاعه من عمره

أمجد : وما الحل في نظرك

غافر : " يزيد " هوا الوحيد الذي قد يؤثر في روح لا حل غيره هوا شقيقه والأقرب إليه

أمجد : شكرا ضعها هنا ..... نعم ..... أنت تعرف ما فيه يزيد الآن فهل سينجح الأمر

غافر :لا مانع من المحاولة..... أخبرني بكل جديد حسننا

أمجد : بالتأكيد ..... وداعا

غافر : وداعا


في اليوم التالي في شقة غافر

سمعت لجين باب الشقة يفتح ( لابد وأنه قادم للنيل مني ولكني له )

دخل غافر وأتجه ناحيتها أمسكها من ذراعها وقال : رائد الساري هوا من تركته لمحاربتي إن لم يتوقف
الأمر فسنؤديه وعائلته

لجين ( سحقا كيف علم به هذا ما لم نحسب حسابه ولكني أتق برائد سيفكر في حل آخر)

غافر : تكلمي

لجين : لا تؤديه فهوا لا علاقة له بما بيننا وإيقافه لا يعني توقف كل شيء

غافر : ستتحدثين معه عبر البريد و ستطلبين منه التوقف أو سيدفع شريكك ذاك الثمن

وخرج ثم وقف عند الباب وقال : لا تكتري السهر يا جميلة فأمامك رحلة طويلة
وتركها وخرج

لجين : ماذا يعني بما يقول .... سحقا لك أيها الحشرة ... على رائد أن يوقف ما يفعل لن أكون سببا في أديته
وعائلته .... تبا ... لقد بدأت أخسر أوراقي الرابحة ولكن لا يهم فلن أيأس أبدا ..... لابد أن أجد طريقة ما فليذهب
بي للجحيم إن أراد


في صباح اليوم التالي

دخل غافر الشقة يحمل معه أكياس الطعام والعصائر وبيده جهاز لجين المحمول

كانت لجين تقف في الصالة ترتدي فستانا قصيرا لبداية الساق أزرق اللون ومموج باللون الأبيض
به إكسسوارات فضية عند الخصر والرقبة وهذه عادة لجين أنيقة حتى لو كانت لوحدها تمسك شعرها
من الأمام بمشبك كريستالي بفصوص زرقاء وتقف حافية الأرجل

وقف غافر ينظر إليها مطولا وبتمعن

لجين : إلى ما تنظر أيها المشوه

غافر : أخبرتك سابقا ... زوجتي ويحق لي رؤيتك كما أشاء

لجين : قدر

غافر : هههههه قديمة ..... وهل من العقل أن تكوني بكل هذه الأناقة وحافية من دون حداء

لجين : هذا الأمر لا يخصك

وضع غافر جهازها المحمول على الطاولة

غافر : سترسلين له رسالة مختصرة ليوقف كل شيء وسنغلق البريد بسرعة فهمتي

لجين : فهمت ... هل من أوامر أخرى

غافر : لا .... حتى الآن

قامت لجين بإرسال رسالة له فيها : أوقف كل شيء يا رائد لأن عائلتك في خطر

لأن لجين أرادت أن يتوقف بالفعل فالخطر لا يحدق بها وحدها الآن فقد أفهمته سابقا أن لا يكترث لسلامتها

لجين ( سيعرف مكاني بالتأكيد أعرف رائد جيدا )

غافر وهوا يغلق الجهاز : جيد ها أنتي رائعة ومطيعة

لجين نظرت للجانب الآخر ولم تعره اهتمام

دخل غافر لغرفتها وجلس على الطرف الآخر للسرير وظهره للباب بعد قليل لحقت به ووقفت عند الباب

لجين : أخرج من غرفتي ... هناك غيرها الكثير

غافر : شقتي وأختار ما أريد

لجين : إذا أنا من سيحمل أغراضه ويخرج

كان غافر مطأطئا برأسه للأسفل وبلا عمامة فوقف والتفت إليها فشهقت لجين عندما رأته بلا شاش على
وجهه ولا عمامة تغطي رأسه ... كان ثمة بقع حمراء كبيرة في وجهه ومنطقة العين اليسرى مشوهة
تماما حتى نصف الخد وأعلى الجبهة

غافر : بالتأكيد يسرك ما ترين

لجين ابتسمت بسخرية : لا .... لأني لست أنا من فعل بك هذا ... وثمة من سبقني إليك

غافر : وهل كنتي تريدي حرقي

لجين : أجل و لكن من الداخل أولا

غافر : لما تحقدين علي هكذا

لجين بغيض : أتعلم أنني أكرهك بشدة وكلما سألتني هذا السؤال كرهتك أكثر

توجه غافر ناحيتها ووقف أمامها وقال : كما تعلمي أعدائي كثر ذكريني فقط

لجين : ولما أذكرك ... سأسحقك على أية حال ... علمت أم لم تعلم

أمسكها غافر من خصرها وقربها إليه ودفن رأسه في شعرها وهوا يتمتم بكلمات لم تفهمها لجين
قامت بدفعه عنها بكل قوتها ولم تستطع أبعاده

غافر بهمس في أذنها : لا تقاومي يا جميلة أخبرتك أني لن أقربك

لجين وهي تحاول دفعه : وما الذي تفعله الآن يا مقزز ابتعد قلت لك أبتعد

غافر : أتذوق فقط هل ستحرمينني من هذا أيضا

لجين : أبتعد يا غافر هيا

أفلتها من يده فخرجت من الغرفة ودخلت غرفة أخرى وأغلقت الباب خلفها

بعد مرور ساعة سمعت باب الشقة يغلق ... خرجت وتوجهت لأكياس الطعام وجلست تأكل

لجين : سحقا له كاد يكتشف أمري ذلك المسخ القدر

بعد لحظات بدأت لجين تشعر بالدوار

لجين : ما كاااااان علي أأأأن أتق بك يااااغافـــ ...... وسقطت على الأرض

بعد ساعة دخل غافر جمع أغراضها في حقيبتها أنزل الحقيبة ثم حمل لجين بين يديه نظر لها
مطولا ثم قال : لم يمنعني عنك اليوم إلا شيء واحد فقط .... وإلا ما كنت سأقاوم

ثم خرج من الشقة ونزل بها للأسفل حيث سيارة إسعاف بانتظارهم



عند المساء في قصر راشد

راشد : حقا هل أنت متأكد

رائد : أجل متأكد وكل التأكيد لن يصعب هذا الأمر على شخص مثلي

أمسك راشد الهاتف وأتصل بجد لجين

راشد : مرحبا سيد ريتشارد .... لدي أخبار طيبة

الجد : أي طيب سيأتيني منك بعد الخبر السيئ الذي نقلته

راشد : علمت أين سافر بها وحتى عنوان الشقة

الجد : تأخرت كثيرا لأنه دخل إفريقيا من نصف ساعة

راشد : ماذا .... غادر

الجد نعم : فتاة دخلت أفريقيا باسم لجين عامر ولكني لم أجد أسم ذلك المجرم يبدوا أنه زور الجوازات
وقد فاتك هذا في المرة الأولى يا راشد

راشد : تبا لذاك الجبان هل علم من تكون يا ترى .....كيف فعل ذلك بأوراق لجين

الجد : هل نسيت أنه سرق كل شيء من سنوات

راشد : سأرسل رجالي إلى هناك

الجد : لا تتعب نفسك فلن أعتمد عليك بعد اليوم سأسافر لجلبها بنفسي

بعد مرور ساعات بدأت لجين تستفيق وتشعر بجسمها يهتز بقوة فتحت عينيها فوجدت نفسها في سيارة
تسير عل طريق ترابي وعر ..... ألتفتت للجهة الأخرى ووجدت غافر يجلس بجانبها ويبدوا أنه نائم وفي
الأمام كان نادر ورجل أفريقي يبدوا أنه دليلهم

نظرت للخلف كان هناك سيارتان بزجاج مظلم وبسببه وسبب الظلام لم تتبين من فيهما

ضربت لجين غافر بقبضة يدها على كتفه وقالت : أستيقظ أيها الوغد إلى أين تأخذني

غافر دون أن يتحرك ويبدوا أنه لم يكن نائما : اهدئي يا جولي لا نفع مما تفعليه الآن

لجين بغضب : إلى أين تأخذني

غافر : لرحلة في براري أفريقيا وسنصل قريبا

لجين بصدمة : أفريقيا

غافر : ألست مشتاقة لرؤية العصابة واللعب معها عن قرب .... ها أنا سأحقق لك أمنيتك

لجين : لن تنجوا بفعلتك يا غافر أقسم بذلك

غافر : نامي هيا أمامك رحلة طويلة

صمتت لجين وبدأت تفكر محاولة إيجاد مخرج لها

لجين : أريد الحمام

غافر : خطة فاشلة

لجين : وماذا إن لم تكن خطة

غافر : سنصل أحدى القرى بعد قليل وستنزلين لحمام المحطة

لجين : أريد النزول الآن

غافر : لا أنصحك بما تفكري فيه الآن فلن تجدي مكانا آمننا إن هربتِ ... أنا أعرف المكان جيدا

لجين : وهل تراني أجد الأمان معك وأنت تفكر في تسليمي للعصابة

غافر : ستلعبين معهم قليلا فقط كما أردت فلما تتعبي نفسك باقتناء ذلك الملف عيشي الحدث بالصوت والصورة

لجين : هل تسلم زوجتك للعصابات .... ولكن لا أستغرب ذلك منك

غافر : هل تعترفي الآن أنك زوجتي

لجين : أخرس وتابع نومك

غافر : هههههه .... لم أكن أعلم أن هذا الأمر سيجعلك ترحميني من ثرثرتك لكنت قلتها
من البداية ..... والآن تصبحي على خير يا زوجتي العزيزة

لجين : مقزز

بعد ساعتين وصلوا لأحدى القرى

غافر : هيا أنزلي ألستِ تريدي النزول للحمام

لجين : لا أريد

غافر : انزلي يا جولي فلن نمر بأخرى قبل الصباح

نزلت لجين برفقة غافر دخلت الحمام جالت بنظرها فيه كان ضيقا جدا ولا يحوي فتحة في الأعلى
والنافدة محمية تماما

لجين : سحقا .... هذا سجن وليس حماما

خرجت وتوجهت للسيارة .... ركبتها وأغلقت الباب بكل قوتها

لجين : أريد طعاما أنا جائعة

نادر : ثمة مطعم صغير هنا هل نشتري الطعام يا سيدي

غافر: إن كنت أنت جائع فأحظر لك ولها وإن لم تكن لديك رغبة في الطعام فلنغادر

نادر : بلى أريد طعاما فلم نأكل من ساعات

لجين : أنا لم أعد أريد

بعد أن سارت السيارة لساعات كثيرة .... ضربت لجين غافر المتكأ على زجاج السيارة بقبضة يدها دون كلام

غافر : ماذا هناك

لجين : ما كل هذا الطريق الطويل هل ستتجول في كل أفريقيا

غافر : لا شأن لك

لجين ( أريد أن أصلي الفجر لقد شارفت الشمس على الشروق يكفي ما فأتني من صلوات لقد أستيقضت
بعد وقت صلاة العشاء ولم أصلي اليوم سوى الفجر والصبح ما هذه الورطة )

لجين : متى سنصل

غافر : قريبا

صمتت لجين وبدأت تتأمل الضوء يتسلل إلى السماء

بعد ساعة وصلوا لقرية تبدوا كبيرة بعض الشيء ويبدوا أنها أحدى المدن نزلوا إلى فندق أخد غافر
للجين وهوا غرفة مشتركة

لجين بحدة : ما الذي تفعله .... لن أنام معك بنفس الغرفة هل تفهم

غافر بغضب: أصمتي ولا تتكلمي معي بهذه الطريقة أمام الناس ... مفهوم

لجين بسخرية : حقا ..... من حسن حظك أنني لا أعرف لغتهم وإلا كنت حدثك بها

أمسكها غافر من يدها وتوجه بها للغرفة بعد أن حمل الحراس حقائبهم سارت لجين بهدوء لأنها
لاحظت نظرات الجميع عليهم

لجين ( كله بسبب الشاش الذي يضعه لقد أصبحنا فرجة للجميع وهذه الثياب التي أرتدي لم يعطني
الأحمق فرصة لأرتدي غيرها )

دخل بها لغرفة بسريرين منفصلين

غافر وهوا يأخذ ثيابا له من حقيبته : لن نمكث هنا طويلا سنغادر في الغد أو بعد الغد

لجين : أخرج من الغرفة أريد تبديل ملابسي والاستحمام

غافر : وما بها ملابسك إنها تعجبني

لجين : ولكنها لا تعجبني أنا .... ألم ترى نظرات الرجال لي وحراسك من ضمنهم

وقف غافر بغضب : هل ضايقك أحد الحراس

لجين : وهل سأنتظر حتى يفعلوا ذلك .... نظراتهم تكفي

غافر وهوا يغادر الغرفة غاضبا : سحقا لهم جميعا

قفزت لجين للحمام توضأت وخرجت للصلاة في أسرع وقت لأنها ستصلي قصرا ثم أخذت ثيابا من
حقيبتها ودخلت الحمام حاولت فتح النافذة ولكنها لم تستطع

لجين : حمقى .... ياله من فندق بالي متهتك .... حتى النوافذ لا تصلح

غافر صرخ عليها من الخارج : إن تأخرتي أكثر فسأكسر الباب

خرجت لجين كانت ترتدي بنطلون من الجينز الأبيض وقميص مغلق من الأمام وليس به أزرار

أسود اللون بزخارف بيضاء عند الرقبة ويصل طوله لنصف الفخذ

وتمسك شعرها كله للأعلى وينزل على طهرها

غافر : إن ضايقك أحدهم فأخبريني

لجين بسخرية : لم أتوقع أن يهمك أمري لهذا الحد

غافر : أنتي زوجتي وعليهم أن يحترموني

لجين : أجل هذا كل ما يهمك في الأمر .... سترمي بي حتى للعصابة فكيف سأستغرب ذلك منك

غافر : لأنك على شاكلتهم

لجين : هههههه أنظروا من يتحدث

أمسكها غافر من شعرها بقوة وقال : لقد سكت عن حماقاتك كثيرا فأمسكي لسانك وأشتري سلامتك مني

لجين بثقة وقوة وهوا لازال يمسك شعرها ووجهها في وجهه : لا يهمني ..... لن تفعل أكثر مما ستفعله الآن
وأخبرتك مرارا أمري لا يهمني

رماها غافر بعيدا عنه ( أي تقه وقوة هذه ما الذي يجعلها تحقد عليا حد الموت )

غادر غافر الغرفة وأغلقها خلفه حاولت لجين مرارا فتح نافذة الحمام ولكن دون جدوى

خرجت وتناولت الطعام في الغرفة ولم ترى غافر حتى المساء


نادر : سيدي لقد حددوا الموعد .... هل أنت واتق من نجاح الأمر

غافر : نعم فكل شيء يسير على ما يرام

نادر : علينا أن لا نتق بهم

غافر : أجل ومن يتق برجال العصابات

نادر : متى سنغادر

غافر : بعد الغد


عند المساء فتح غافر باب الغرفة فوجد لجين نائمة على أحد السريرين بعدما قامت بسحبه لآخر الغرفة
ضحك غافر وهز برأسه ثم توجه للحمام استحم وغير ثيابه ونام ..... نام كليهما نوما عميقا من شدة التعب

استيقظت لجين و ارتدت ثيابها التي كانت ترتدي بالأمس لأنها كانت تتأمل الهرب في أي لحظة وهذه
الثياب ستساعدها في الركض

استيقظ غافر واستحم وغير ثيابه

غافر : سنخرج لنتناول الغداء في أحد المطاعم

لجين : لا أريد

غافر : ليس الأمر بـــــ

ولم يكمل غافر جملته حتى سمعوا صوت انفجار هائل في الخارج والأبواب تتهتز والصراخ في كل مكان
سقطا على الأرض من قوة الضربة ثم نهض غافر مسرعا فتح الباب فوجد أحد الحراس أمامه

الحارس : سيدي لنخرج بسرعة

غافر : ماذا هناك

الحارس : هجوم انتحاري وعصابات السرقة ستملأ المكان حالا والنار في كل مكان

سحب غافر لجين من يدها وسمعوا انفجارا آخر والسنة اللهب تكتر في الفندق

الحارس : يوجد باب من هناك هيا

خرج غافر ولجين ركضا من باب الفندق الخلفي وقد تفرقا عن الحراس

لجين : ثيابنا وأغراضنا وحتى الملف بالداخل

غافر : إلى الجحيم جميعها هل تريدينا أن نموت بالداخل من أجل ثياب

سمعوا أصوات الرصاص يتقاذف في كل مكان

سحب غافر لجين من يدها وعبر الأشجار الكثيفة ركضا على الأقدام

غافر : علينا أن نبتعد قليلا حتى يهدأ الأمر ستصل الشرطة قريبا بالتأكيد .... عندها سنعود إلى هناك

لجين : المصائب تتقاذف علي منذ أن دخلت حياتي لتحولها إلى جحيم

غافر وهوا يسحبها مبتعدا : أنا من يفترض به قول ذلك فمنذ رأيتك لم أرى خيرا قط

لجين : الوغد يبقى وغدا حتى وهوا يهرب من الموت

غافر : أي نوع من النساء أنتي حتى البكاء لم تبكي حتى الآن

لجين بغيض : لم تترك لي دموعا لأبكيها يا غافر

توقف غافر فجأة ونظر إليها وقال : ما الذي فعلته لك حتى كرهتني لهذا الحد كيف كنت سأصل لحفيدة رئيس
مخابرات أحدى كبرى الدول .... أي ذنب من ذنوبي أنتي .... ماذا تريدي يا جولي

لجين بضحكة عالية : ذنب .... هل تسمي جرائمك التي تفخر بفعلها دائما ذنب .... مثلك لا يعرف الذنوب

غافر بحدة : كلها جرائم .... إلا أنتي..... ذنب لحقني بنحسه إلى هنا

لجين : ولعلمك فهوا ذنب لن تجد له الغفران يا غافر

سمعا صوت خطوات وأصوات لرجال غير مفهومة اللهجة

غافر بهمس : أشششششششششش أخرسي وابتلعي لسانك يا سليطة اللسان لقد علم أحدهم بوجودنا

لجين بذات الهمس : أنت السبب .... هل كان علينا أن نبتعد عن المكان الذي ستأتيه الشرطة

خرج من خلف الأغصان الكثيفة خمسة رجال أفارقة مسلحين تكلموا بلغة لم يفهمها كليهما
حاول غافر التحدث معهم ببعض الكلمات الأفريقية و الإنجليزية ولكن لم يفهموا شيئا
أمر أحدهم أثنين منهم فتقدموا وأمسكوا بهم و أخذوهم معهم تحت تهديد السلاح

لجين : أرئيت ما صرنا فيه بسببك يا غافر ..... هيه يدي يا أحمق إنك تؤلمني

غافر : بل بسبب صراخك الأرعن فتحملي النتائج

وصلوا بهم لكوخ صغير من الخشب توجهوا بهم ناحيته ودخلوه

فتشوا جيوب غافر وثيابه وأخرجوا نقودا من محفظته وجوازات السفر

أقترب أحدهم من لجين ليفتشها فصرخت به قائلة : أبتعد عني

سحبها غافر ناحيته رفع قميصها قليلا وأخرج جيوب بنطالها ليريهم أنها فارغة

أعطى الرجل لسيدهم الذي يتلقون الأوامر منه محفظة غافر وجوازات سفرهم فتح جواز سفر غافر
وأقترب منه ... أزال جزء من الشاش للأسفل ناحية العين بدت على وجه الرجل الصدمة ثم التقزز
فتح جواز لجين ونظر إليها مطولا

غافر ( من الجيد أن جوازها ليس باسم جولي لكانوا سيقايضون بها وينكشف الأمر أما لجين فلا أحد لها
وهاتفي بقى في الفندق أي أنهم لن يجنوا من اختطافنا شيء وهم لا يفهمون حتى الإنجليزية )

تحدثوا مطولا بين بعضهم البعض ثم خرجوا للخارج وأغلقوا الباب على غافر ولجين

لجين : ماذا سيحصل لنا

غافر : لا أعلم ... لابد وأنهم يفكرون في تركنا كرهائن

لجين : هل سيطلبون الفدية

غافر : هذا ما يفكرون فيه ولكنه لن ينجح

لجين : ولما لن ينجح ولديهم جواز سفري

غافر : الجوازات مزورة

لجين : لهذا كنت تهرب بي من مكان لمكان مطمئن البال أيها الفاشل المزور

غافر بغضب : لو كان جوازك معنا الآن لصرنا في مشكلة

لجين : السنا فيها الآن ... ثم أنه لو كان جوازي معي لخلصني جدي منهم لأنهم سيطالبونه بالفدية ولبقيت
أنت هنا لديهم كتذكار

غافر : هههههه ولكننا في النحس معا دائما ألم تلاحظي ذلك

لجين : لأنك منحوس وأنا تزوجتك بنحسك لتنحسني

ثم توجهت لجين لفتحة بين خشب جدار الكوخ لتنظر منه للخارج

لجين : ثلاثة منهم يغادرون يعني أنهم تركوا أثنين للحراسة

غافر : فيما قد يفكرون

ثم بدأ بتفتيش الزوايا و أخشاب الجدران يتفقد ويتلمس كل شيء

غافر : تعالى و أنظري

لجين : ماذا هناك

غافر : ثمة قطعة خشب غير ثابتة هنا

تقدمت لجين و اقتربت منه قائلة : أجل ... ولكن ما الفائدة من هذا

غافر : سنزيلها لنخرج

لجين : لا يمكننا تحريكها سنحتاج لفكها من الأخرى

غافر : أتركي الأمر لي أشغلي أنتي الحراس

توجهت لجين للباب وبدأت بطرقه بقوة والصراخ التفتت لغافر وغمزت له وقالت : أبدأ العمل

أبتسم لها غافر وبدأ في فك الخشبتين عن بعض ولجين تصرخ وتركل الباب بيديها وقدميها والحارسان
في الخارج يصرخان عليها

غافر : رائع لقد نجحت

لجين : هل انتهيت

غافر : أجل و سنثبته مكانه حتى نستطيع الخروج

لجين : وماذا إن نقلونا من هنا

غافر : إذا لنخرج الآن أتمنى أن لا ينتبهوا لأصوات خروجنا

خرجت لجين من الفتحة بسهولة وخرج غافر بصعوبة بالغة بسبب الفارق في الحجم

لجين : كدت أن تعلق هنا .... هذا كله بسبب أكلك لأموال الناس حتى تضخم جسمك

غافر بغضب : أخرسي يا فتاة العصابات وإلا حطمت رأسك

لجين : هيا هيا .... لم يمسكونا ونحن نهرب يمسكونا ونحن نتشاجر ... وركضا باتجاه الأشجار



هيفا هفوش 12-09-14 09:52 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
بارت رااااائع وروايه راائعه اهنننئك من قلببي ويا رين ما تطولي علينا بالبارتات :peace:

برد المشاعر 15-09-14 08:00 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
شكرا لمرورك الكريم هيفا


اسعدني تواجدك

برد المشاعر 15-09-14 08:02 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
~~~***~~~

الجزء السادس

آنـــــين

في غرفة الجد

آنين : جدي حاول أولا هز رأسك لي بالإيجاب أو النفي قبل أن تجيب بقبض يدك حسننا حاول فقط
في المرة القادمة

قبض الجد على يدها بمعنى حسننا

آنين : هل تحبني يا جدي

حاول الجد تحريك رأسه فتحرك حركة بطيئة بسيطة جدا

آنين : رائع جدي كنت واتقه أنك ستفعلها هههههه خشيت أن تجيب بلا

جدي لدي أخبار سارة لك .... لقد قال الطبيب أنه بإمكاننا أخراجك من الغرفة في كرسي متحرك إذا
ما تحسنت حالتك قليلا بعد ... لتجلس عليه دون أن يتعبك لذلك عليك أن تتحسن سريعا

أبتسم الجد ابتسامة رضا وقبض على يدها بقوة

قبلت أنين رأس جدها وخرجت

زياد : آنين أين أمي

آنين : لم أرها .... هل من خطب ما

زياد : لا ..... لاشيء

آنين ( يبدوا أن هناك أمرا يخفيه )

كان زياد والعمة يتحدثان في غرفة الجلوس دخلت آنين فسكت كليهما

آنين : ماذا هناك

العمة : لا شيء نفكر في مفاجئة لك

آنين : مفاجأة .... وما هي

العمة : كيف ستكون مفاجئة إن علمتي بها

سمعوا صوت عدة أطلاقات نارية في الخارج

آنين وهي تخرج راكضة ( إياد .... سيقتلونه ) ثم قالت بهمس : سحقا لكم جميعا ... يا لكم من خدم مطيعين

تخطاها زياد مسرعا لكي لا تمسك به

وقفت أنين في الخارج كعادتها تنتظر وطال بها الانتظار

ثم قررت الدخول كي لا يشك زياد بأمرها ولم تسأل طوال اليوم عما حدث وهي تكاد تحترق من الدخل لكي تعلم

آنين وهي جالسة مع عمتها وزياد وشاكر ( ترى هل قتلوه أم أمسكوا به ... لو أنهم فقط يتحدثوا عن
الأمر ويريحوني .... لابد أنهم أمسكوا به )

زياد : هيه آنين يبدوا أنك لستي معنا

آنين : من أطلق النار اليوم لا تخيفوني أريد أن أذهب للأرجوحة دائما

زياد : لا شيء أطمائني

آنين ( كنت أعلم أنكم لن تخبروني بشيء )

وقفت آنين وصعدت لغرفتها

العمة : حال آنين لا يعجبني لقد أصبحت تسرح كثيرا بدهنها وتسأل عن كل شيء بطرق غير مباشرة كما
أني رأيتها تمسك رأسها ألما عدة مرات

شاكر : سأتحدث مع طبيبها ونرى الأمر

زياد : يبدوا أن عقل أنين يعيد ذكرياتها ..... منذ يومين سألتني عن الجرح القديم في يدي فأخبرتها أنني
سقطت من الدراجة عندما كنت طفلا فقالت فجأة عندما دفعك شاكر بالخطأ ثم سكتت وأمسكت رأسها قليلا
سألتها ما بها فقالت أنها أصبحت بخير ثم غادرت

العمة : يبدوا أنها أصبحت تتذكر بعض الأمور ثم تجبر عقلها على تذكر الباقي لذلك يؤلمها
بالأمس سألتني عن زوجي رحمه الله وقالت لي هل مات غريقا .... نحن لم نخبرها سابقا ولم أسألها كيف
علمت لكي لا تحاول التذكر

زياد : يبدوا أنها منذ ذلك الحادث في الحديقة عندما أغمى عليها وهي تتذكر

شاكرا : إذا لا يسألها أحد عن أي شيء تتذكره أمامه وليتصرف الجميع بشكل طبيعي حتى نرى ما يقوله الطبيب

العمة : خالة آنين ستأتي لزيارتنا قريبا هي وعائلتها قالت أن أمرا مهما ستخبرنا به

شاكر: هل علمت آنين بالأمر

العمة : لا .... لقد تركناها لها مفاجأة

زياد : هل ستأخذها معها

العمة : لا أعلم يبدوا أن ألأمر يخصها فقد سألتني إن كانت التحقت بالدراسة ولمحت للدراسة هناك ... قد تقنعها

زياد : نحن أهلها ونحن من يقرر

شاكر : من المبكر قول ذلك فلنعلم ما يريدون أولا

مرت عدة أيام لم ترى فيها آنين إياد خرجت للخارج عدة مرات تبحث عنه ولم تجده

آنين ( يبدوا أن مكروها أصابه .... لابد أنهم أمسكوا به أو قتلوه ..... لا .. لا ليسوا من هذا النوع أبدا لا يمكن أن
يقتلوا شخصا أبدا) ثم قررت آنين أن تكتب له رسالة وتتركها في الخارج

آنين : لا حل أمامي سأتركها له في لحاء الشجرة وإن كان بخير فسيجدها

نزلت آنين للحديقة بعدما كتبت الرسالة وطوتها وخبأتها في ثيابها وضعتها في شق شجرة وغادرت مسرعة

أمسكت يد بقفاز أسود بالورقة فور مغادرة آنين فتحها فكان مكتوب فيها

إياد

أخبرني إن كنت بخير أرجوك

أنا منشغلة كثيرا بأمرك منذ سمعت أطلاق النار

أخبرني أنك بخير فقط .. لا تأتي ولا تخبرني بشيء عن الماضي

فقط أخبرني إن كنت بخير

طمئني عنك يا أمير الظلام


طوى إياد الورقة وغادر المكان ركضا وهوا يقول بلهفة : تذكرينني يا آنين ... لا زلتي تذكرين أمير الظلام
لازلت تذكرينني ... و اختفى خلف الأشجار

في صباح اليوم التالي خرجت آنين مسرعة للشجرة دارت حولها لم تجد الورقة بل وجدت زهرة فراشة النور
في المكان الذي تركت فيه الورقة أمسكتها بسرور واحتضنتها

أنين ( حمدا لله إذا هوا بخير لم يصبه مكروه )

...... : هل قلقتي بشأني

التفتت أنين بسرعة للخلف وركضت باتجاهه

آنين : أين كنت ..... لقد شغلتني عليك ظننت أنهم أمسكوا بك أو قتلوك

إياد : لن يستطيعوا أمساكي لا تخافي

آنين : ولكنهم يملكون الأسلحة ويبحثوا عنك

إياد : لا يهم ذلك

آنين : ألم تقل أنك تأتي لأجلي

إياد : نعم

آنين : لا أريد أن يصيبك مكروه بسببي

إياد : هل تخافي علي يا آنين

آنين ودموعها تملأ عينيها : بالطبع أيها الأحمق ماذا لو قتلوك

إياد : لا تبكي يا أنين لا تجعليني أتهور

مسحت آنين دموعها وقالت : حسننا لن أبكي ولكن عدني أن تعتني بنفسك

إياد : لماذا دعوتني بأمير الظلام من أخبرك عنه

آنين : لا أعلم وحدي تذكرته ..... متى ستأخذني هناك

إياد : اليوم في نفس الموعد السابق .... هل أنتي راضية

آنين بسرور : بالطبع راضية سأكون هناك عند الخامسة

وغادرت مسرعة وإياد يراقبها حتى اختفت

عند الخامسة خرجت آنين لحيت قابلته في المرة السابقة وما إن وصلت حتى وجدته يقف هناك

إياد : هل نذهب

آنين : نعم

إياد : عديني أولا أن تتوقفي عن إجبار عقلك على التذكر

آنين باندفاع : أعدك وأقسم لك لن يحدث ما حدث في المرة السابقة

إياد : إن حدث وتألمتي كالسابق فلن أحكي لك شيئا عن الماضي

آنين : إن تكرر الأمر فلا تتحدث معي أبدا

إياد وهوا يمسك يدها ويسير للأمام : هل تعتقدي أنني أستطيع أن أفعل ذلك .... هيا أغمضي عينيك
وسنبدأ هوايتك المجنونة وهي الركض .... أخبريني أين تريدي الذهاب

آنين : للحديقة أولا

إياد : هيا إذا

وصلا للحديقة ركضت فيها آنين في اتجاهات مختلفة وكأنها تبحث عن شيء

إياد بصوت مرتفع : آنين ما بك ... عن ماذا تبحثي

آنين بهمس : لا ليس هنا .... شيء ما ولكن ليس هنا

ثم ركضت باتجاه جهة موضوع فيها صندوق خشبي كبير

إياد لحق بها وقال : آنين ماذا تفعلي

آنين : أريد إزاحة هذا الصندوق إنه ثقيل

إياد : ولماذا تريدي إزاحته

آنين وهي تحاول رفع الصندوق : لا أعلم شيء ما يوجد تحته هيا ساعدني

سحب إياد الصندوق ولم يكن موجودا تحته شيء إلا التراب

إياد : لا شيء

آنين وهي تهز رأسها نفيا : مستحيل شيء ما هنا

ثم ألتفتت يمينا ويسارا رأت معولا فأخذته وبدأت تحفر في المكان

إياد : ناوليني إياه أنا سأحفر

حفر إياد قليلا ثم ضرب طرف المعول في شيء

صرخت آنين : ها هوا يوجد شيء هنا

جلسا على الأرض وحفرا بأيديهم وأخرجا صندوقا خشبيا صغيرا فتحته آنين وأخرجت منه دمية صغيرة
ترتدي فستانا أحمر اللون ودراجة نارية صغيرة يركبها دراج بلباس أحمر وقبعة حمراء

آنين : من وضعها هنا ...... ثم بدأ عقلها يجلب الأفكار

في الماضي

طفلة في الخامسة ترتدي فستانا زهري اللون وتمسك شعرها بشرائط زهرية اللون وتركض باتجاه
فتى في السادسة عشرة يفتح ذراعيه لها

آنين : إياد تعالى معي هناك سنفعل أمرا

إياد : ماذا هناك يا آنين

آنين : سنخفي أشياء تخصنا لنجدها في المستقبل

إياد : حسننا وماذا سنخفي

آنين : شيء تحبه كثيرا لنخفيه في صندوق تحت الأرض

إياد : أنت هههههه

آنين وهي تمد شفتيها للأمام مستاءة : هل تريد دفني تحت التراب

حضنها إياد وقال : بل أنتي أكثر شيء أحبه .... هيا تعالي سنحضر أشياء لندفنها

أخرج إياد لعبته المفضلة وهي الدراجة النارية التي أشترتها له آنين في عيد ميلاده وأخرجت آنين دمية
أشتراها لها إياد عندما غضبت منه لأنه نام خارج المنزل وتركها وحدها.... وضعاها في الصندوق ودفناها
من أجل المستقبل

الحاضر

حضنت آنين الدمى إلى صدرها بقوة وبكت وقالت بصوت متألم : آنين الماضي .... ماضيا .... آجل هذا
هوا ماضيا الذي بحثت عنه لسنوات الذي كنت أشعر أنني من غيره جوفاء وبلا حاضر

بكت كثيرا وهي تحتضنهم بكت بألم ومرارة

إياد وهوا يضع يديه على كتفيها : لا تبكي يا أنين لا تبكي يا حبيبتي

آنين : لماذا تركتني وحدي لماذا

إياد : لا تلوميني يا آنين أنا مثلك سرقوا مني ماضيا .... كدت أجن ولا أعلم إلى أين أخذوك

وقفت آنين وهي تحتضن اللعبتين بيد وتمسح دموعها باليد الأخرى وقالت : هيا

إياد : إلى أين

آنين : للداخل

دخلا لداخل الممرات المظلمة

آنين : لما هي مظلمة هكذا

إياد : لأنهم أرادوا دفنها مع ما دفنوه

آنين : لماذا

إياد : عليك أن تكوني جاهزة أولا لمعرفة كل شيء يا أنين أنتي وعدتني و أنا أؤذي نفسي ولا أؤذيك
لذلك لا أستطيع إطلاعك على كل شيء

دخلا غرفة بها مكتبة صغيرة وكرسي وطاولة وسرير وكتب متناثرة فوق الطاولة كما هي لم تلمس منذ زمن بعيد

اقتربت آنين من الطاولة وقالت : هذه الغرفة ..... وعادت للماضي

طرقات خفيفة ومتقطعة على باب الغرفة

إياد : أدخلي يا آنين

تفتح الباب طفلة في عمر السبع سنوات تحمل بيدها كتابا وعيناها حمراء من كثرة البكاء

إياد : ماذا بك يا آنين

آنين فتحت كتابها وأرته صفحة مليئة بالخطوط والألوان : أنظر ماذا فعل زياد بكتابي

إياد : سأريه .... لقد حذرته كثيرا أن لا يزعجك

خرج إياد غاضبا يبحث عن زياد

دخل غرفة فوجد فيها زياد طفل في التاسعة يقف فوق الطاولة هربا منه ودخلت خلفه آنين

إياد بغضب : ما الذي فعلته يا زياد ألم أحذرك

زياد : لم أضربها أقسم لك إنها كاذبة لم ألمسها أبدا

إياد : أنا لا أتحدث عن الضرب .... لو أنك ضربتها ما كنت واقفا الآن أتحدث معك لكنت دققت عنقك منذ
دخلت ..... أنا أتحدث عن الذي فعلته بكتابها

زياد : هي بدأت أولا وخربشت لي الصورة التي رسمتها

إياد بغضب : رسمه وليست كتابا .... ثم إنها فتاة وصغيرة ليس عليك مجاراتها في كل شيء..... هيا تعالي
يا أنين سنزيل كل هذه الخطوط أما أنت فعقابك فيما بعد وتعرف ما أعني جيدا

خرج إياد ومدت آنين لسانها لزياد وخرجت تركض خلف إياد

إياد : آنين ما كان عليك أن تفعلي هذا بورقته لقد أخطاتي

آنين : هوا من قال أنني قبيحة ولا يريد رسمي ... هل أنا قبيحة يا إياد

إياد أمسكها من كتفيها وهوا جالس على ركبتيه عند مستواها ثم احتضنها وقال : بل أجمل فتاة في الوجود


الحاضر

ضحكت آنين من بين دموعها وقالت : عرفت الآن من السبب وراء تدليلي

ثم توجهت للخزانة وهي لا تزال تحتضن اللعبتين فتحت بابها وكانت كلها ملابس رجالية لأعمار مختلفة
أخرجت قميصا أبيض اللون وقالت : في يوم العيد سكبت كوب العصير على هذا القميص الجديد وإياد
مرتديه ... فلبس القديم ولم يوبخني

ثم أعادته و أخرجت قميص كرة قدم عليه صورة للاعب مشهور وممزق من المنتصف عند الصورة

ابتسمت بحزن وقالت : هذا كان قميص إياد المفضل لقد قصصته لكي أصنع به ثيابا لدميتي فغضب
مني ولم يكلمني يوما كاملا وبكيت طوال اليوم ولم آكل ... وفي اليوم التالي أشترى لي هدية ليرضيني

أمسكت أنين برأسها فأمسكها إياد من كتفها وقال : آنين

آنين وهي تبعد يدها عن رأسها : لا تقلق أنا بخير لن أجبر عقلي على التذكر

ثم جلست على السرير ونظرت إليه وقالت : كم من السنوات عشت هنا

إياد : عشر سنين

آنين : ومتى توفي والدي ... هل صحيح عندما كنت في الرابعة

إياد : نعم

آنين : هل كنت أعيش هنا مع والداي

إياد : نعم

آنين : ما السبب الذي جعلني أمرض

إياد : هذا ما يجب على عقلك أن يجلبه لوحده لأنه أخطر أمر قد تتذكريه

آنين : هل لما حدث علاقة بمرض جدي

إياد : نعم ... فما حدث غير الكثير من الأشياء ... والحق الضرر بالكثيرين أنا و أنتي والجد

آنين : متى سأعرف ما حدث

إياد : لا أعلم

آنين : وماذا عنك ... ما الذي حدث لك بعد ذلك

إياد : لا تسألي عني .... لن أستطيع قول شيء

وقفت آنين ومدت يدها له وقالت : خذني لغرفة والداي

أمسكها من يدها وعبر بها الممرات حتى وصلا للغرفة ودخلاها

تجولت آنين في كل مكان تلمس كل شيء بيدها السرير الكنب الكراسي الوسائد وحتى الستائر

فتحت الخزانة وبدأت تحتضن ثيابهم وتبكي : لماذا تركتماني وحيدة ... لماذا حرمت من كل ماضيا

أمسكها إياد من كتفها وقال : هيا يا آنين لنخرج

آنين : أريد أن آخذهم معي

إياد : لا يمكن ذلك الآن ... ولكنك ستأخذينهم يوما ... كوني أكيدة يا آنين

خرجا معا ووصلا للمكان الذي اجتمعا فيه

إياد : هل ستأخذين الدمى معك

آنين وهي تحتضن اللعبتين : نعم ولن أغادر من دونهما ولن أسمح لك بمنعي

إياد بصوت ضاحك : حسننا .... ولكن لما لا تتركي لي دراجتي وتأخذي دميتك

آنين بابتسامة وعيناها تمتلئ بالدموع : إذا كما توقعت أنت إياد

إياد : ألا يكفيك دموع لليوم يا آنين ..... ارأفي بحالي إن كان حالك لا يهمك

مسحت آنين دموعها وقالت : حسننا ... لن أبكي

مد يده لها وقال : هيا أعطني الدراجة إنها هديتك لي ومن حقي أن أحتفظ بها

نظرت آنين للعبتين ثم لإياد وقالت : حسننا خدها .... مع أني أريدهما لي

ضحك إياد قائلا : لطالما قالوا أنني أفسدتك بتدليلي لك

ابتسمت آنين وقالت : لو تراك صديقتي لين فستضربك بالتأكيد فهي أكثر شخص يشتكي
مني وتبحث عن السبب

ثم غادرت آنين عائدة للقصر خبئت الدمية وحملتها للأعلى وخبأتها في خزانتها


بعد مرور عدة أيام ..... كانت آنين جلسة مع عمتها

العمة : لدينا زوار في الغد

آنين : زوار غريب لم يزنا أحد سابقا سوى ..... آه عمتي أتمنى أن لا يكونوا كزوارك السابقين

العمة : هههه لا بالتأكيد فلم يعد لدينا شباب مرتبطين

آنين : لن أقابلهم لا أريد لما حدث أن يتكرر يبدوا أن هذه العائلة لا تحبني

العمة : كنت أود تركها مفاجأة لكن أمري لله ... خالتك ستكون هنا في الغد هي وعائلتها

قفزت آنين من الفرحة في حضن عمتها وقالت بسرور : حقا سيأتون جميعا كم أنا سعيدة برؤيتهم فأنا لم
أرهم منذ شهور وكنت أفكر في زيارتهم ... ولكن غريب لما تأتي خالتي لقد طلبت مني أنا أن أزورها

العمة : قالت أن لديها أمرا مهما

آنين في حيرة : ما هوا يا ترى

في اليوم التالي آنين تحتضن خالتها بحب وتبكي : خالتي اشتقت لك كثيرا

الخالة : هل تشتاقي لي وتقاطعيني كل هذه المدة أي حب هذا

آنين : كنت أود زيارتك ولكن شاكر مشغول وياسر مسافر دائما وزياد يدرس

الخالة وهي تجلس وتمسك يدا أنين بيديها: لا بأس يا حبيبتي ها قد جئت لزيارتك بنفسي


وفي مكان آخر من القصر

"إبراهيم " اسم زوج الخالة بعد تغييره : يا سيد شاكر اليوم جئتك بولدي الاثنين راغبا في خطبة آنين
التي أعتبرها أبنتي " محمد " هوا ابني الأكبر إن لم ترضى آنين فأبني الآخر موجود أبني يريدها ونحن
تعودنا على وجودها بيننا لقد تركت فراغا كبيرا في حياتنا تلك المشاكسة الصغيرة
خذوا وقتكم و أسألوا عنا وخذوا رأي الفتاة ونحن تحت أمركم

لم يجب شاكر بأي كلمة حتى من باب المجاملة فقد فاجأه الخال بما قاله وزياد كان بنفس الحالة

بقت الخالة في ضيافتهم يومين لم تفارقها خلالها آنين ولم تفتح معها موضوع الخطبة بتاتا

بعد مغادرة الخالة لاحظت آنين الجميع يتحدثون ويتهامسون وبعض الأشخاص بمزاج سيء ولم تفهم
شيئا حتى ياسر الذي عاد من سفره اليوم يشاركهم الأحداث

عند المساء كانت آنين تجلس بغرفتها تدرس في بعض المواد تحضيرا للدراسة التي ستبدأ بعد أيام
و سيباشر المدرسون تدريسها مع بداية العام الدراسي .... حينها طرق الباب

آنين : من

...... : شاكر

آنين ( غريب ما الذي أتى بشاكر لغرفتي ) وقفت وتوجهت للباب وفتحته

آنين : مرحبا

شاكر : لو كنتي أذنتِ لي بالدخول فدخلت وحدي لما أتعبتي نفسك

آنين : هذا لأنها المرة الأولى في المرات القادمة ستفتحه بنفسك هههه

شاكر : هههه يالك من محتالة .... هيا تعالي أجلسي أريدك في موضوع

آنين : هههه شاكر أنت كالآباء في المسلسلات عندما يتحدثون مع بناتهم عن مواضيع الخطبة

شاكر : وهذا بالفعل ما جئت من أجله

آنين أحمرت وجنتاها خجلا وشعرت بالارتباك والإحراج

شاكر : اعذريني يا آنين أعلم أنه كان علي ترك عمتي تخبرك بالأمر ولكن الموضوع مهم

آنين وهي تجلس : ما المهم

شاكر : زوج خالتك قام بخطبتك لأبنيه وقال أنه يريدك في عائلته وفي بيته

آنين : أنا .... ولأبنيه ..... كيف

شاكر : طلبك لأبنه الأكبر وقال إن لم ترغبي به فالأصغر أيضا موافق

آنين : ولكني تربيت معهم ولم أراهم أكثر من أخوة ولم أتوقع أن يكون هذا تفكيرهم بي

شاكر : إذا أنتي لا توافقي

آنين : كيف لي أن أرد خالتي التي ربتني وزوجها ومن دون سبب وجيه يالها من ورطة كيف
أرفض أبنيهما الاثنين وليس حتى واحداً

شاكر : قولي لهم أنك لا تريدي ترك جدك

آنين وهي تهز رأسها نفيا : هذا ليس عذرا ... ماذا سأفعل .... يا الهي

شاكر : آنين نحن أبناء عمك والأولى بك ولم نتربى معك أيضا فاقبليني زوجا لك لتبقي بجوار جدي
وتدرسي وأنا سأتكفل بالكلام معهم في الأمر

آنين : وهل تتزوجني فقط لتحل المشكلة يا شاكر

شاكر : لا بل أريدك زوجة لي يا أنين

وضعت آنين يدها على رأسها ( لقد كبرت الورطة وتفاقمت خلال دقائق )

شاكر : فكري في الأمر يا أنين والخيار راجع لك

خرج وتركها مع أفكارها لا تعرف لها برا ترسى عليه

آنين ( كنت أفكر في خالتي وأبنيها وصارت المشكلة في شاكر .... إن قلت عن أبناء خالتي لا أريدهم لأنهم
ليسوا عرب فشاكر عربي ... وإن قلت لم يبنوا مستقبلهم بعد فشاكر كون مستقبله ومستقبل العائلة
كلها ...... وإن تحججت بجدي الذي أصبح لا يتناول الطعام إن لم أكن موجودة فشاكر يعيش معه .... يا لها
من ورطة يا آنين )

مر يومين و آنين لم تخرج من غرفتها إلا لإطعام جدها ولم تقابل شاكر وهي تدور في دوامة أفكارها
ولم تتوصل لحل

آنين : عليا رؤية إياد .... أجل

خرجت آنين لخارج القصر اتجهت يسارا وبدأت بالركض والمناداة

خرج إياد من بين الأشجار : ما بك يا آنين لما كل هذا الركض .... ألم أخبرك ألا تبتعدي

آنين وهي تلهت من التعب : إياد ساعدني أنا في ورطة

إياد : ماذا هناك

حكت آنين لإياد كل ما حدث ولاحظت صمت إياد والهدوء الغريب في عينيه

آنين : ماذا أفعل

إياد : ارفضيهم

آنين : وبأي حجة سأرفض شاكر .... لما لا تظهر وتحل الأمر

إياد : لا أستطيع

آنين : ماذا تعني بلا أستطيع

إياد : يعني لا أستطيع تصرفي يا آنين

غادرت آنين باكية وتركته واقفا مكانه وهي تشعر بالجرح والإهانة من كلامه ( لما لا يستطيع .... لماذا
يجرح كرامتي وأنا من جئت إليه أطلبه بنفسي لماذا ...لماذا جرحتني وأهنتني يا إياد )

إياد كان يراقبها بحزن وهي تغادر : سامحيني يا أنين ليثني أملك شيئا أفعله ... الموت أهون علي من
أن تكوني لغيري

وصلت آنين القصر فوجدت عمتها

العمة : آنين أين كنتي وما بك

آنين : عمتي هلا أوصلتي لشاكر رسالتي

العمة : أي رسالة فأنا لا افهم شيئا

آنين : أخبريه فقط أنني موافقة على عرضه

~~~***~~~



لـــين
أقترب منه الشاب وأمسكه من كتفه وهوا يهزه بقوة ويصرخ : بالكهرباء يا روح هل تصعق نفسك بالكهرباء

وضعت لين يدها على فمها وهي تشهق بقوة ودموعها تتقاطر على الأرض

ثم نزلت مسرعة قبل أن يلحظها أيا منهما ... دخلت غرفتها ارتمت على السرير وبدأت بالبكاء ... بكت و كأنها
لأول مرة تبكي في حياتها

خرجت عند الصباح من غرفتها ووجدت الشاب في المطبخ

لين : من أنت

...... : أنا يزيد شقيق روح الأكبر

لين : وأين أنت عنه من سنوات

يزيد : ومن أنتي

لين : الخادمة ألم تقلها عند وصولك

يزيد : وجدت القصر نظيفا على غير العادة ففكرت أنك الخادمة ... ومن تكوني إذا

لين : خادمة .... مجرد خادمة

يزيد :هل يعذب روح نفسه دائما

لين : عما تتحدث ... أنا لا أفهمك

يزيد : الصراخ .... هل تسمعينه دائما

لين : بعض الأوقات

...... : لين عودي لغرفتك

علمت لين من صاحب الصوت دون أن تلتفت إليه من نبرته المخنوقة

توجهت لغرفتها وأغلقت الباب

روح : ماذا تريد من الفتاة

يزيد : لا أريد منها شيئا

روح : لا تتحدث معها ولا تسألها عن شيء

يزيد : من هذه الفتاة يا روح

روح : لا دخل لك بالفتاة .. أنت لم تأتي لتسألني عنها أليس كذلك

يزيد : بل جئت لأرى ما آلت إليه حالتك من الضياع

روح : هذا الأمر لا يعنيك ولا تقترب من لين ولا تتحدث معها وها قد حذرتك

يزيد وهوا يقترب من روح ويمسكه من رقبة قميصه : لين ..... هل هذه لين .... لما هي هنا يا روح هل
تسجنها لديك لتخدمك

روح وهوا يرمي بيد يزيد بعيدا : لا دخل لك بما يجري هنا ... لين ليست خادمة لين سيدة هذا القصر
ولكن على ذلك الوغد أن ينال العقاب

يزيد : وهل تعاقبه بشخص لا ذنب له .... أترك الفتاة وشأنها يا روح

روح : عليه أن يشعر بالمرارة التي أشعر بها أنا

يزيد : وما ذنب الفتاة

روح : أخبرتك مرارا بأن الأمر لا يعنيك أخرج من هنا وأرحل بسرعة ....هيا

يزيد بغضب : ما تفعله بنفسك تستحق العيش فيه لأنك أنت اخترته .... ولكن أن ترمي بغيرك في ظلامك
الدامس فهذا أمر لن أسمح لك به

روح : إن تحدثت معها بكلمة واحدة عن الموضوع فانسي أن لك شقيق أسمه روح ولن تجدني ما حييت

يزيد : وهل يوجد لدي شقيق بهذا الاسم ..... لقد مات من عشر سنين ..... لقد قتلته ودفنته بيديك يا روح

روح وهوا يغادر : لأنه لا يستحق الحياة

يزيد وهوا يتبعه : ولما تدفنها معك ..... إن كنت لا تريد الحياة فهي تريدها

صعد روح السلالم وهوا يقول : ها قد حذرتك من الاقتراب منها ... وغادر القصر حالا

كانت لين تسمع أصوات صراخهم ولكنها لم تكن تفهم شيئا

لين ( يا الهي ما الذي يحدث هنا كيف دخل شقيقه دون علمه ... " روح " ياله من أسم غريب .... لما
يفعل ذلك بنفسه ... " كهرباء " يا الهي أشعر بالرجفة بجسمي كلما تذكرت هذه الكلمة
ومنظره البارحة وهوا ينتفض بقوة )

... وضعت لين يداها على وجهها وبدأت بالبكاء من جديد

في وقت الغداء خرجت لين لتعد الطعام فهي لم تعد له طعام الإفطار ولم يتناول اليوم شيئا

خرجت ووجدت يزيد جالس على الأريكة وكأنه ينتظرها

يزيد : عليك أن تخرجي من هنا و أنا سأخرجك .... لا حق له بسجنك معه

لين : لا .... لا أريد

يزيد بحدة : وهل تريدي البقاء هنا طوال عمرك

لين وهي ترمي بيدها أمام وجهه : وهل تريد مني أن أتركه كما تتركونه جميعكم

يزيد وهوا يقف مستقيما : نحن لم نتركه هوا من أراد البقاء على هذا الحال

لين بغيض : هذا ليس عذرا أيها السيد .... ليس عذرا يشفع لكم تركه هكذا ... ماذا لو أتفق عليه العمال أو
الحراس وقتلوه من أجل المال وهم متأكدين أنه وحيد لا أحد يعيش معه ولا أحد يزوره ...... ماذا لو مرض
ولم يجد من ينقده حتى يموت ..... كيف لكم قلوبا ترضى بأن تتخلوا عنه كيف .... أنتم حقا لا تمدون
للبشرية بصلة .... هل كنتم ستتركونه يعذب نفسه حتى يموت ...هل تريد مني تركه ليموت جوعا ... لن
أكون مثلكم فأعذرني

يزيد : نحن لم نتركه ولم نتخلى عنه لقد حاولت معه مرارا

لين ودموعها تنزل وشهقاتها ترتفع : وما النتيجة التي وصلت إليها .... تركته هنا ورحلت

يزيد بغضب : ولما ترأفين لحاله وهوا يسجنك هنا

لين : أعلم أنه يسجنني ويعاقبني لذنب ليس لي به دخل ولكنني لن أتركه حتى يقرر هوا ذلك .... ليس
علينا أن نعيش حياتنا وهوا يموت كل يوم ... الذنب ذنبنا جميعا معه

يزيد : ليس ذنبنا ولا ذنبك يا لين فلا تورطي نفسك بأفعاله

لين : بلى ذنبنا جميعا .... ذنبكم أنكم استسلمتم ليأسكم وتركتموه .... وذنبي لأنني عشت كل سنين حياتي
الماضية وشخص يموت لذنب أنا جزء فيه وإن كنت لم أرتكبه

يزيد وهوا يقف مغادرا : ما دام هذا اختيارك فعليك تحمل نتائجه

ثم وضع لها كرتا على الطاولة وقال : هذه أرقام هواتفي إذا قررتي المغادرة

حملت لين الكرت ورمته عليه وقالت : خذه معك .... لا أريده ولن أكون مثلك تأكد من ذلك ... سأبقى هنا
ليعاقبني كما شاء إن كان هذا سيريحه من عذابه ولو قليلا ... فخد ورقتك البالية معك وأنت ذاهب

رفع يزيد الورقة وقال : لن تجني شيء سوى ضياع سنين عمرك هنا

لين وهي تصرخ به : تلك عبارة المهزومين الذين يبحثون عن عذر ليهربوا من فشلهم ومسئولياتهم

خرج يزيد وأغلق الباب خلفه

يزيد : قد تكوني محقة يا لين ..... عليا أن أعود للبقاء معه كان عليا أن أستمع لرأي عمي غافر منذ
البداية ... إن كانت هي المسجونة لديه تحركت مشاعرها الإنسانية ناحيته .... فأنا شقيقه المحبب لديه في
الماضي أولى بهذه المشاعر... أتمنى أن تفعل هذه الفتاة ما عجزت عن فعله لسنوات


وفي الأعلى

روح وهوا يمسك رأسه بيديه : لما لم ترحلي معه يا لين لما تفعلي هذا بي ... أنا لا أستحق التضحية منك ..
أنا ميت .. ميت يا لين

لين كانت تقف في الأسفل وعيناها للأعلى ( لن أرحل حتى تشفي غليلك مني أو من السبب في عذابك ... لن
أرحل ولو ضاعت سنين عمري هنا ..... شخص يفعل كل هذا الخير بالآخرين لن يقوم بتعذيبي دون سبب )

ثم توجهت للمطبخ وبدأت بتحضير الغداء .... حملته للأعلى ووجدت روح يجلس في الردهة فشعرت بالارتباك

لين : هل ترغب بشيء معين على العشاء بإمكانك طلب ما تريد أو تركه لي في ورقة على الطاولة لأعده لك

روح : شكرا لك يا لين يعجبني ما تختاريه لي وعندما أشتهي شيئا سأخبرك

لين : سيــــ

قاطعها روح بحدة : لا تقولي سيدي يا لين اسمي روح نادني باسمي ولا تقولي سيدي مرة أخري

لين : لا أستطيع .... كيف أناديك باسمك فقط .... أنت السيد هنا

روح بصراخ غاضب : قلت لك لا تناديني بالسيد يا لين أنتي لستِ خادمة هنا فهمتي

لين : حسننا كما تريد فلا تغضب

ثم خرجت لين وعادت للمطبخ لتنهي أعمالها

وفي آخر الليل ومن نوم لين العميق قفزت جالسة وهي تسمع الصراخ من جديد أمسكت رأسها وهي تبكي
بألم ثم انطلقت بلا شعور راكضة للأعلى وصلت باب الجناح وبدأت بطرقه بكل قوتها وصوت الصراخ
لازال مستمرا بصوت منخفض و متقطع

لين بصراخ باكي وهي تطرق الباب بكل قوها : لا تفعل هذا بنفسك يا روح توقف أرجوك ...
أسجني و أضربني .... أعدني للحظائر سأعمل طوال اليوم .... ولكن توقف عن تعذيب نفسك أرجوك

ثم نزلت على الباب وهي تبكي

روح بصوت متألم ومتقطع بهمس : اتركيني يا لين ... لا تعذبيني أكثر من عذابي

بعد مرور أيام .... كانت لين تنظف جناح السيد عندما أسقطت الجائزة الزجاجية التي كانت تنظفها وهي
عبارة عن رجل يحمل في يده مضرب يرفعه للأعلى ... شهقت لين ووضعت يدها على فمها وهي تنظر
للجائزة محطمة على الأرض ثم أمسكت قطعة منها في يدها وهي مصدومة

خرج روح مسرعا : ماذا هناك يا لين

لين بكلمات متقطعة وهي تضغط بيدها على القطعة دون شعور : الـ الجائزة لقد كسرتها

روح : لا بأس لا تهتمي للأمر هي مجرد قطعة زجاج

لين : ولكنها ثمينة هي جائزة

روح : لا عليك هي جزء من الماضي ولم يعد لها نفع

لين : هل كنت تلعب كرة المضرب

روح : نعم

لين : والآن هل لازلت تلعبها

روح : لا .... فالماضي مات وانتهى

لين : ولكنك لم تمت

روح : أنا ميت على كل حال .... لين هل تريدي الدراسة ... لقد بدأت الدراسة الجامعية منذ فترة

لين : لا ..... لا أريد

روح : ولماذا لا تريدي

لين : لأنني لا أريد .... إن خرجت أنت سأخرج أنا

روح : ولكنني لن أخرج

لين : إذا أنا أيضا لن أخرج

روح : أذهبي لتمتحني ثم عودي

لين : لا .... لن أذهب .... ولن أدرس ... ولن أخرج

أقترب منها وأمسك يدها وقال : هل جرحك الزجاج .... هل حاولتي جمعه بيدك

نظرت لين للأسفل فوجدت بقع من الدم على الأرض

ثم انتبهت ليده تمسك يدها وشعرت بقلبها يخفق بقوة شديدة

لين ( ما الذي يحدث لك يا غبية ما كل هذا الشعور ) : نـ ــ نــ ـعم

روح وهوا يسحبها: ما هوا حجم الجرح يبدوا عميقا .... تعالي وعالجيه

سحبت لين يدها لأنها لم تعد تقدر على مقاومة ما يجري لها ولا فهم مشاعرها

ثم خرجت من الجناح تركض بسرعة وهي تضغط على يدها المجروحة

نزلت للمطبخ فتحت صنبور المياه ووضعت يدها تحته

لين ( تبا لك يا لين .... ما الذي يحصل معك .... هل جننتي )


بعد مرور عدة أيام كانت لين تجلس على طاولة المطبخ تقطع الخضار عندما شعرت بشخص
يحتضنها من كتفيها بقوة ... قفزت لين وهي تصرخ : روز ... أيتها الكسولة الهاربة أين ذهبتي وتركتني
وبدأت بالبكاء

حضنتها روز وهي تبكي معها

روز : لقد اشتقت لك أيتها المشاكسة الصغيرة مرت أشهر ولم أرك

دفعتها لين بعيدا وقالت بعتب : كيف ترحلي وتتركيني ولم تودعيني حتى ... يالك من محتالة

روز : اعذريني يا صديقتي تلك كانت أوامر السيد

لين : كنت أعلم أنه من فعل ذلك

روز وهي تجلس وتجلس لين معها : أخبريني عنك

لين : ما سأخبرك عني .... أخبريني أنتي أين كنتي وأين ذهبتي

روز : سافرت للتنزه وعدت

لين وهي تضيق عينيها : يالك من كاذبة ... قولي أنكي كنتي في السجن هههههه

روز بصدمه : السجن

لين : نعم لا مكان لك غير هذا المكان إلا السجن

ضربتها روز على كتفها وقالت بغيض : وهل تريني لصة ليدخلني السيد السجن يبدوا أن بقائك
لوحدك كل هذه المدة لم يؤدبك

لين وهي تمسك رقبتها بيدها : بل شعرت برقبتي تصدأ من كثرة الصمت حتى أن الصدئ خرج للخارج

روز : هههههه كم اشتقت لكي يا أجمل شقية رأيتها ..... لقد أحظرت لك معي هدية

لين : إذاً لم تكوني فالسجن .... أتمنى أن لا تكون قبيحة كقلادتك التي أهديتني

روز : هههه وهل لازلت تحتفظين بالقلادة

لين : بالتأكيد إنها الشيء الوحيد الذي بقى لي منك كيف ارميها

روز : ماذا تفعلي

لين : آه يوجد لدينا عزيمة كبيرة اليوم سيحضرها رئيس الدولة سنحتفل بعيد ميلاده هنا

روز : هههههه كاذبة

لين : ماذا تريدين أن أخبرك إذا .... أحظر الغداء بالتأكيد ... ياله من سؤال سخيف

روز : آآآآه كم اشتقت لطعامك الطيب يا لين

لين : ألم يعجبك الطعام الذي كنتي تتناوليه في رحلة تنزهك الكاذبة تلك ... أين كنتي يا مخادعة

روز : لا تكثري الأسئلة هههههه

لين : حمقاء ... سأريك

روز : هههههه وماذا ستفعلي

لين بمكر : لقد زارنا أحدهم في القصر وأنتي غائبة

روز : كاذبة

لين : أقسم بذلك

روز بدهشة وفضول : من

لين : لا تكثري الأسئلة هههه

روز : آه هيا لين أخبريني لأخبرك

لين : لن أخبرك ولا بعد مئة سنة يا محتالة

روز : سترين

لين : هههه هيا علينا أن نبدأ بالتنظيف

روز : ألا تتعبي من التنظيف يا لين كل شيء يلمع في الخارج

لين : هل تريديني أن أتكاسل مثلك و أعيش بين الأتربة والغبار

أمضت لين و روز يومهما في التحدث والضحك والشجار وكأنهما غابتا عن بعضيهما لسنوات

عند المساء

لين : آه لقد بكيت كثرا وقاسيت كثيرا و أنتي هناك

روز : ماذا حدث هل عاقبك السيد مجددا

لين : لا لم يعد السيد يعاقبني لقد عقدنا هدنة

روز : هل أصبحتما أصدقاء هههههه

لين بضيق : لا بل عشاق وتزوجنا أيضا

روز : هههههه وهل أنجبتم أطفالا أيضا

لين : هيا هيا قومي لتنامي لقد أصابك الخرف من كثرة السهر

خرجت لين باتجاه غرفتها و روز تتبعها وتضحك : هههههه لين ماذا تفعلي هنا ألن تنامي عند زوجك هههه

لم تهتم لين لكلامها ودخلت غرفتها ونامت


في الأعلى

أزال روح سماعات الأذن من أذنيه بقوة ورماها على الأرض استلقى على السرير وغاب في ذكريات الماضي

رمزي : هيه روح ألن تذهب معنا

روح : لا .... فطلعاتكم لم تعد تعجبني

رمزي : هيا أيها الوسيم ولا تكترث لكريم إنه مجرد معتوه ثم هوا قد عاش حياته في الخارج كما تعلم

روح : بل شاد وعليكم الابتعاد عنه

رمزي : هيا يا رجل لا تعقد الأمور هوا يفعل ذلك معك فقط إنه ليس بشاد

روح : أنسوا أن لكم صديق أسمه روح

رمزي : لن تصادق أحدا على هذه الحال

روح : لن أصادق أمثاله وأمثالكم ولن أصادق أحدا إن كان الجميع هكذا لقد جركم لطريقه

رمزي وهوا يضع يده على كتف روح : لقد كنا نتسلى فقط أعتبرها مزحة يا رجل

روح وهوا يرمي بيد رمزي عن كتفه : أخبرتك أنني سأنهي علاقتي بكم فلا تسأل عني مجددا ولا تأتي
لزيارتي تفهم


أغمض روح عينيه بقوة ثم فتحهما وذكريات الماضي لا تريد تركه


الماضي قبل أربعة عشرة سنة

رجل في الثانية والخمسين من العمر يرفع طفلة صغيرة عمرها ثلاث سنوات للأعلى بيديه وهما يضحكان

الرجل : قولي أحبك يا أبي هيا قولي يا لين

الطفلة : أحبك يا أبي

الرجل يحتضن الطفلة بقوة ويلف بها وهما في منتصف الشارع

روح " شاب في العشرين من العمر " : مرحبا يا عم هل تلف بالطفلة في الشارع وأنت بهذا السن

الوالد : أنها ابنتي الوحيدة التي حصلت عليها على كبر ومستعد للف العالم كله بها

روح : والدي يطلبك .... لدينا عشاء الليلة ويريد الجيران معه

العم : حاضر يا بني سأكون هناك

أبتعد روح ثم أنتبه لشخص يقترب من الرجل والد الفتاة كان ذلك كريم سلم عليه الرجل بحرارة ودخلوا
جميعهم للمنزل


وتغيرت الصورة لماضي مؤلم آخر

روح يتحدث في الهاتف بغضب : ماذا تريد

كريم : تعلم ما أريد

روح : أنت إنسان مريض

كريم : سأدمرك إن لم تأتي .... تسمع

أغلق روح الهاتف في وجهه وصرخ : أتضنني جننت مثلك يا مقزز


هز روح رأسه وكأنه يريد طرد الماضي منه ثم جلس وبعدها غادر الغرفة


مرت الأيام على لين وهي تستمتع بصحبة روز والتحدث معها دائما ... وفي أحدى الليالي شعرت لين بألم
في رأسها منعها من النوم فخرجت قاصدة غرفة روز لتسألها إن كان لديها مسكننا

خرجت وذهبت لغرفة روز : طرقت الباب عدة مرات خرجت روز ويبدوا عليها التعب

لين : ما بك يا روز هل أنتي مريضة

روز بصوت متعب : نعم أنا لست بخير

لين أمسكتها وساعدتها على دخول الغرفة ووضعتها على السرير

لين : بماذا تشعرين يا روز

روز : لا أعلم يبدوا أنها حمى أنا أشعر بدوووووااار

ثم غابت عن الوعي تماما .... خرجت لين راكضة وتوجهت دون وعي منها لجناح السيد لأنه المكان الوحيد
الذي يمكنها الذهاب إليه طرقت الباب بقوة عدة مرات ولا من مجيب

لين : هل هذا وقت نومك الآن

نزلت لين عند روز وجدتها تقاوم لتفتح عينيها

لين : لقد صعدت لغرفة السيد طرقت الباب ولم يجب ماذا أفعل يا روز أخبريني ما الذي يؤلمك كيف
يمكنني الوصول للطبيب

روز بصوت متعب : لا يا ليييين سيعاقبك السيد

لين : لا يهم أين الطبيب .... كيف أصل إليه

روز : المزرعة بيييت العماااااااال أسرعي

خرجت لين راكضة بأسرع قوتها لجهة الحظيرة لأنها المكان الوحيد الذي تعرف من خلاله طريق منزل العمال
كانت تركض بلا توقف مع شدة تعبها ... سمعت خطوات تركض نحوها التفتت للخلف ورأت طيف أسود
لرجل لم تتبينه من شدة الظلام

صرخت لين وركضت مسرعة ولكنه أمسك بها وبدأ يجرها من يدها ويقول بغضب : لن أسامحك على
سجنك لشقيقي .... لقد وقعتي بين يدي ولن أرحمك أبدا

لين كانت تصرخ وتبكي بمرارة محاولة الإفلات منه وهوا يضربها ويحاول تمزيق ثيابها


في القصر

نزل روح راكضا من الأعلى بثياب نومه ودون معطفه وتوجه لغرفة روز وبدأ يهزها من كتفيها
وهي غائبة عن الوعي

روح : روز استفيقي هيا .... أين لين أين هي إني أسمع صراخها أين ذهبت

روز : آآآآه إإإإإممممم

روح : تكلمي يا روز وإلا قتلتك أين ذهبت

روز وهي مغمضة العينين : الطبيب ..... ذهبت لأحظر الطبيب لقد طرقت بابك ولم تجب .... طلبت
منها إحضار الطبيب .... لم أعد أحتمل

رماها روح على السرير وخرج راكضا كالمجنون وهوا يسمع صراخها وكلام الرجل وهوا يسبها

كان يركض ويصرخ : سأريك .... سأريك أيها الوغد الحقير

لين كانت تضربه بقدميها بقوة وهوا يبصق عليها ويضربها ويسبها في ذات الوقت

...... : لن ينقدك أحد مني لن يسمعك أحد .... سأربيك على فعلتك تلك .... سأبكيك دما

شعرت لين أنه أبتعد عنها فجئه فتحت عينيها ورأته معلقا في الهواء بيد شخص لا تتبين ملامحه بسبب
الظلام والدموع والدم النازف من وجهها على عينيها ثم غابت عن الوعي

الحارس وصل للمكان ركضا : سيدي ما ذا هناك

رمى له روح بالعامل وقال : أسجنوه حتى الصباح وسيرى عقابه

حمل روح لين بين ذراعيه للقصر وضعها على سريرها وغطاها باللحاف وبدأ بمسح وجهها من الدماء بمنديله
فتحت لين عينيها بصعوبة ورأت أمامها شابا بوسامة لم تعهد لها مثيل عند الرجال الذين رأت بعينين رماديتين
اللون كلون عيني يزيد ولكن ثمة فارق شاسع بين جمال هاتين العينين وتلك رغم جمال عيني يزيد ... وبشرة
شديدة البياض والصفاء يشقها شارب ولحية خفيفة بنية اللون وملامح أقل ما يقال عنها أنه كل معاني الجمال
في الرجال متجسدة في هذا الوجه ..... وأثر لجرح عميق في رقبته

لين بألم وصوت متقطع : سـ سيـ

روح : اسكتي يا لين ولا تقولي سيدي ..... لا تخافي لم يصبك ذاك الحقير بأذى

لين بكلمات متقطعة وعينين شبه مفتوحة : الطبيب ... روز ... الطبيب

روح ( يالك من فتاة تفكري في غيرك حتى وأنتي بهذه الحالة ) : لا تقلقي يا لين الطبيب عند روز
وسيأتي لرؤيتك أيضا

مدت يدها فأمسك بها ثم غابت لين عن الوعي من جديد



~~~***~~~


لجــين
لجين : هيا هيا .... لم يمسكونا ونحن نهرب يمسكونا ونحن نتشاجر ... وركضا باتجاه الأشجار

ركضا مسرعين باتجاه الغابة وبعد مسافة قليلة وقفت لجين

لجين : لما تركض بكل هذه السرعة ستقتلني

غافر : لا تصلحين لشيء إلا في طول اللسان

لجين وهي تضع يداها في وسط جسدها : لما لا تعلمني أنت كيف أتحدث

غافر وهوا يسحبها من يدها ويمشي : ما تزوجتك إلا لأربيك من جديد

لجين : خسئت ... أنت آخر من يتحدث عن التربية أيها الوغد المشوه

سمعا صوت خشخشة في الأشجار

لجين بهمس : وجدونا

خرج من خلف الشجر ما لم يتوقعه كليهما ...... نمر يقترب منهم ببطء

لجين بصدمة : نـ نـمـ يا الهي

غافر سحب لجين خلف ظهره وقال : أهربي يا جولي

لجين بذعر وصدمة من كلماته : وأنت

غافر بصراخ : أهربي قلت لك هيا

لجين : لا أستطيع

التفت غافر للخلف ودفعها بقوة وقال : أهربي ياغبية سيقتك أنت أيضا

ثم نظر باتجاه النمر الذي كان يقفز باتجاهه ثم سقط النمر على الأرض في الوقت الذي سمعوا فيه صوت
أطلاقة نارية شقت أذانهم .... كانا الرجلين الذين هربا منهما للتو

لجين كانت تقف مصدومة وغافر يسحب ذراعه من وجهه التي رافعها عليه لحظة قفز النمر باتجاهه

تقدمت لجين ووقفت بجانب غافر ... تكلم الرجل الأفريقي بغضب ورفع مسدسه نحوهما

صرخت لجين به : معتوه

ضغط الرجل على الزناد فتحرك غافر أمامها وتلقى الرصاصة وسقط أرضا

لجين كانت تقف في صدمة ... غافر ينقدها من الموت مرتين ويقع طريحا أمامها .... خرج من خلف
الشجيرات باقي الرجال أحدهم دفع الذي ضرب النار وبدأ بشتمه وكادا يتشاجران لولا أن أحدهم فك
بينهما .... حمل أحدهم غافر وساعده على الوقوف لأن الرصاصة أصابت ذراعه من الأعلى بالقرب من
عظمة الكتف وسارا بهم وأعادوهم للكوخ الخشبي وضعا غافر بالداخل وأدخلا لجين معه ثم خرجوا جميعهم
بعد أن تبتوا قطعة الخشب جيدا في مكانها وتركوا غافر ينزف بالداخل وقد جلبوا معهم طعام وماء يبدوا
أنهم أحضروه عند مجيئهم لأنهم وجدوه عند دخولهم

اقتربت لجين من غافر وأمسكت يده التي تنزف وقالت : انزع قميصك

غافر : أبتعدي عني لما تساعديني

لجين وهي تفتح أزرار القميص : هذا ليس وقت الشجار إنك تنزف هيا علينا ربط الجرح

نزعت لجين القميص من اليد السليمة ثم دارت من خلف ظهره وهي تمسك القميص لتنزعه من
الأخرى وقفت بصدمة وعيناها مثبتتان على كتف غافر الذي به اليد المصابة و عيناها مفتوحتان على
أتساعهما من الصدمة ونفسها يكاد يتوقف

لجين بصدمة ودهشة ( ليـ ليـ س غافر .... هذا الرجل ليس غافر )

ثم استفاقت من صدمتها ونزعت القميص من يده برفق وهوا يتألم ... نزعته ثم مزقت الكمين وربطت
ذراعه بقوة ليخف النزيف ثم ألبسته القميص بدون أكمام

ابتعدت وجلست بعيدا عنه وقالت : الرصاصة لم تخترق ذراعك لقد جرحتها فقط ولكن الجرح بليغ

لم يجب غافر كانت لجين تنظر له باستفهام والحيرة والأفكار تأكل رأسها ( من هذا ... إنه ليس غافر أنا متأكدة )


ثم عادت بها الذكرى للوراء

لجين الطفلة تركض باتجاه غافر الذي لم يكن يعلم بوجودها

لجين : عمي غافر ما هذا في كتفك

غافر : هذا نسر ... من أين خرجتي أنتي

لجين : هل أنت من فعل هذا

غافر : نعم أنا فعلته

لجين : أصنع لي واحدا

غافر : هههههه حسننا عندما تكبرين قليلا سأصنع لك نسرا مثلي في كتفك

لجين : لا .... لا أريده في كتفي

غافر : وأين تريدينه إذا

لجين وهي تشير بأصبعها السبابة لخدها : هنا أريده هنا

غافر :هههههه ولما تريدينه هناك

لجين :لكي يراه الجميع

غافر : هههههه .... لا تخبري أحدا بما رايتي وسأصنع لك واحدا

لجين : هل هوا سر

غافر : نعم سر ولا تخبري به أحدا

لجين : أمي أخبرتني أن من يفشي الأسرار فالله لن يحبه

غافر: أجل ... لذلك لا تخبري أحدا


أخرج لجين من أفكارها صوت غافر : لما تنظري إلي ... لابد وأنك تشمتي في حالي

نظرت لجين للجانب الآخر ولم ترد على كلامه ثم عادت للنظر ناحيته وهي تفكر

( ليس هوا ... من يكون إذا وأين يخفي غافر الحقيقي .... مستحيل ... كيف يكون هذا .... من الذي أمامك
يا لجين و أنتي زوجته الآن ويريد تسليمك للعصابة .... غبية ... كان عليك أن تعلمي منذ البداية .... ما كان
غافر سيتزوجك وما كان ليبتعد عنك طوال هذا الوقت دون أن يلمسك ما كان سيخرجك من الفندق المشتعل
وما كان ليعاملك بغير الضرب ... غبية .... غبية .... غبية ... كيف لم تفكري بهذه الأمور )

غافر : لو لم أكن أعلم مقدار كرهك لي وأنني لست سوى مشوه كما تناديني لقلت أنك معجبة بي

لجين : أخرس أيها الوغد

غافر : هههههه ألن ترقيني لمرتبة أعلى منها

توجهت لجين للباب وبدأت تطرقه بشدة .... لجين : أفتحوا أيها الحثالة

فتحوا الباب ودخلوا وهم يشتمونها بلهجتهم

اقتربت لجين من غافر وأشرت لهم على الجرح وهي تقول : أنظروا أنه ينزف سيموت إن أستمر النزيف
ولكنهم لم يتحركوا وكانوا ينظرون لها بجمود تقدمت منهم رفعت كمها وخلعت السوار الماسي الذي كانت
ترتدي وكان مختفيا تحت كمها الطويل

لجين وهي تمد يدها لهم بالسوار : " الماس " مؤكد أنكم تعلمون معنى هذه الكلمة بالانجليزية يا لصوص

فتحوا أعينهم من الدهشة ثم أخد زعيمهم السوار وتكلم لأحدهم فغادر مسرعا

رجعت لجين لعند غافر وأزالت القماش عن الجرح

غافر : مجنونة سيعلمون الآن أنك ثرية ولن يتركونا

لجين : أخرس ( وهل كنت تريد مني أن أتركك تموت وأنت أنقدت حياتي مرتين و أنت لست الوغد غافـ
.... سحقا أين يكون إذا )

بعد قليل رجع الرجل يحمل معه حقيبة إسعافات أولية صغيرة وقديمة

أخذتها لجين منه وقالت : يالكم من عصابة مفلسة ... مجموعة مشردين

ثم فتحت الحقيبة وعقمت الجرح ولفته بالشاش

لجين : سيلتهب الجرح إن لم نذهب للمستشفى لخياطته

غافر : المشوه لن يضره أن يكون مقطوع اليد أيضا

لجين : هل تعرف كلاما آخر غير السخافات

غافر : أجل أعرف كلمات غرامية تعالي لأقولها لك

لجين : حقا ... لم أكن أعلم أن المجرمين يعرفون الغراميات

غافر بابتسامة ماكرة : هل تجربي

لجين : تافه .... وكأنك لست مصابا وستموت

غافر : ألست تريدي موتي

لجين : بلى ولكن ليس الآن ( ليس قبل أن تدلني على مكان غافر)

ابتعدت لجين ووقفت عند الشق في خشب الجدار وضعت أذنها وقالت : لازالوا هنا ... سحقا لما لم يعلمونا
اللغة الأفريقية في المدارس

غافر : هههههه أنت من كان عليك أن تأخذي دورات فيها

لجين وهي تضع يديها في وسطها : لم أكن أعلم أنني سأتزوج رجلا سيأخذني في شهر عسل لأفريقيا
ويضيعني فيها لكنت تعلمتها هي فقط

غافر : يالك من زوجة ... يبدوا أن أمي كانت تكرهني ودعت عليا بزوجة سليطة لسان

لجين : بل يبدوا أني أنا من دعا لي الجميع بزوج شهم وطيب وحنون ولكن دعواتهم لم تتخطى أنوفهم

غافر : هههههه أقسم أنهم دعوها لك من قلب

لجين : آآآآه ما كل هذه الثقة .... ولكن ليس هذا غريبا عن المجرمين

غافر : لو لم أكن مصابا للقنتك درسا رائعا في الحياة الزوجية

لجين : وغد ... ليس غريبا عليك

غافر : هههه أتعلمي أنني أصبحت أحب هذه الكلمة

لجين : أخرس .... سأنتظر حتى يذهبوا وسأتصرف علينا أن نخرج من هنا سريعا

غافر : وماذا ستفعلين

لجين : لا شأن لك ... لماذا أنقدت حياتي

غافر : لأسلمك للعصابة

لجين : هكذا إذا ( أتظنني غبية كيف تنقدني لتسلمني لهم وأنت رميت بنفسك للموت أمامي ... لماذا تنقدني وأنا
فعلت كل ذلك بك .... لماذا )

مرت ساعات ولجين جالسة بعيدا في صمت وتفكير مستمرين تغير الضمادات لغافر وتعقم الجرح كلما
كثر النزيف وبدأ الليل بالحلول

غافر : لما لا تأتي وتجلسي لنتحدث قليلا

لجين : لما لا تتركني وشأني

غافر : أردت أن أزيل عنك الملل قليلا

لجين : شكرا .... يعجبني الملل

غافر : أنتي متى تبتسمي دائما غاضبة

لجين : عندما أكون بعيده عنك

غافر : حسننا لما لا تقتربي قليلا

لجين بغضب : هل جننت أنت

غافر : هههه هيا قليلا فقط

لجين : إن لم تصمت حطمت رأسك

غافر : أخبرتك ألا تخجلي مني فنحن متزوجان

لجين : عش مع خيالاتك سوف تطلقني قريبا

غافر : بل عيشي أنتي مع خيالاتك فلن أطلقك أبدا

لجين : أكرهك

غافر: أعلم

سكتت قليلا ثم اقتربت منه ووضعت يدها على جبينه

غافر وهوا يحاول إمساك يدها ولكنها أسرعت بأبعادها : هل غيرتي رأيك في الأمر

لجين : واهم ومغفل أيضا .... كيف لم ترتفع درجة حرارتك للآن توقعتك ستصاب بالحمى

غافر : وهل كنتي تتمني ذلك

لجين وهي تتركه وتتوجه للشق وتنظر من خلاله : يبدوا أنهم رحلوا وتركوا واحدا فقط ستبدأ الخطة

غافر : ماذا ستفعلين

لجين : نم أنت الآن على الأرض وكأنه مغمى عليك وعندما تسمع صوت أطلاق النار في الخارج
أخرج ولا تلحق بي قبلها فهمت

غافر : لا لن أسمح لك بأن تعرضي نفسك للخطر لأجلي

لجين بحدة : وهل تريد أن تموت هنا يا أبله .... سأفعل ذلك ولا أنتظر موافقتك فلا تفسد الأمر ... أنا أيضا
لا أريد البقاء هنا .... أهرب بعد مغادرتي .... إن كنت حية هربنا سويا وإن كنت ميتة فأهرب أنت هيا نفد
ما قلت ولا تتراجع ولا تفسد عليا ما سأفعل

غافر : لست مقتنع

لجين : آآآآآآخ هل ستصيبني بالجنون يا هذا ليس من حل أمامنا ( لو كنت غافر لتركتك تتعفن هنا أنت
وجرحك وما أكثرت لأمرك )

وقفت لجين بجانب الباب غمزت لغافر وقالت : سنبدأ الخطة هيا نم

أبتسم وهز رأسه وقال : لا فائدة منك ... تفعلين ما في رأسك

لجين : هيا إن كنت تريد الهروب أو هربت لوحدي وتركتك .... ولا تنسى الحقيبة الطبية أجلبها معك

طرقت لجين على الباب طرقات خفيفة ثم ألقت بخاتمها الماسي الذي كانت خبأته في ملابسها بعد خروجهم
من الفندق وكلام غافر عن عصابات السرقة

استلقى غافر على الأرض وأغمض عينيه

فتح الرجل الباب ونظر لها بابتسامة ثم مد بيده وكأنه يطلب المزيد لإخراجها

لجين بابتسامة مصطنعة : وقح عرفتك ستطلب المزيد

مدت لجين بيدها وأمسكت بيده وابتسمت له ابتسامة خاصة ليفهم منها أنها ستعطي بشكل آخر وليس
لديها الماس بعد ... أبتسم لها الرجل بخبث ودناءة وسحبها للخارج وترك الباب مفتوحا لأن غافر كان
مرميا على الأرض ومغمض العينين فلم يجد من داعي لغلق الباب

سحبت لجين الرجل لجهة الأشجار

في الداخل ... فتح غافر عينيه ما إن سحبها الرجل للخارج وقفز واقفا

غافر بهمس : إلى أين تأخذها يا حقير ... لن أسمح لك

وصل عند الباب ثم تذكر كلامها وأنه سيفسد كل شيء

غافر : لن أسلم من لسانها إن أفسدت الأمر... إنها جنية وستخرج من المأزق بكل تأكيد

سمع غافر صوت أطلاق النار فخرج مسرعا ركض في جميع الأنحاء

غافر بهمس : هل عليا أن أهرب .... هل قتلها يا ترى ... قد تكون مصابة فقط.... لن أذهب حتى أبحث
عنها فليمسكوني إن أرادوا .... ما كان عليا تركها تفعل ذلك

..... : غافر أيها المغفل هيا تعالى من هنا إلى ما تنظر

نظر غافر باتجاهها أبتسم بسرور وذهب ناحيتها راكضا وتسللا بين الأشجار

لجين : إلى ما كنت تنظر .... كان سيمسكك لو أنه قتلني

غافر : كنت سأبحث عنك حتى أجدك

لجين : غبي ألم أخبرك أن تهرب

غافر : هل تضنيني سأتركك تهربي مني

لجين : أعلم أن نحسك لن يفارقني حتى أموت

غافر وهما يركضان : هههه أليس نحسي جميلا

لجين : بالفعل والدليل ما نحن فيه الآن

غافر: ماذا فعلتي بالرجل

لجين : تبادلنا القبل و ....

سحبها غافر ناحيته بقوة وقال : ماذا قلتي

لجين وهي تخلص نفسها منه : أتركني هل كنت تظن أنني سأسلم نفسي لذاك الوسخ

غافر بحدة : ماذا حدث هناك

لجين : هل ستحاسبني .... بأي حق

غافر : زوجك أم نسيتي

لجين : و أي زوج منهم أنت .... الذي دمرني ودمر حياتي ... أم الذي خطفني وهرب بي ... أم الذي
سيسلمني للعصابة .... أيهم أنت الذي يتحدث بصفة الزوج

غافر : وأي زوجة هذه التي سأتق بها ...التي تدمرني ... أم التي تنعتني بكل الألفاظ البذيئة ... أم التي يبدوا أنها
معتادة على النوم في أحظان الرجال

دفعته لجين ناحية الشجرة وبدأت تضربه على صدره بقوة : بل أشرف منك يا حثالة ومن أمثالك ...أخرس
..... أخرس يا مجرم

وقف غافر يشاهدها تضربه دون أن يمسكها ( كيف لأجنبية أن تتحدث عن الشرف مؤكد ليست تلك الفتاة
فمن تكون إذا)

أمسكها غافر من يديها وقال : يكفي يا جولي يكفي .... انتهينا من هذا الأمر علينا أن نبتعد سريعا

لجين بحزن وهدوء وهي تنظر للأرض : لم أفعل معه شيء ولا مع أي رجل غيره أقسم لم أفعل لقد رباني
جدي جيدا كما ربوني والدي أكثر .... ولم أقتله لقد أصبته في ساقه فقط

غافر وهوا يمسكها من كتفيها : يكفي يا جولي .... أنا آسف لم أقصد ذلك.... هيا لنغادر

ركضا طويلا حتى ابتعدا وقفت لجين : لا أستطيع لا يمكنني الركض أكثر لقد تعبت

غافر : حسننا سنقضي الليلة هنا ونواصل السير عند الصباح

اتكأ كليهما على جذوع الشجر غفت لجين بسرعة أما غافر فلم ينم أغمض عينيه قليلا فشعر بيدها تلمس جبينه
فتح عينيه وأمسك بيدها

لجين بارتباك : كنت أريد التأكد من حرارتك لقد بدأت ترتفع ... هناك حقنة في الحقيبة سأحقنك بها

حقنت لجين غافر بالحقنة وجلست بعيدا( ماذا عن الحرق في وجه هل هوا مزيف أيضا ... لماذا يأخذ دور
غافر ... كيف لم انتبه للأسماء في عقد الزواج لقد لعبها بذكاء .... لقد كان يصلي عندما كنت نائمة كان يضن
أني لن أنتبه كيف لمجرم عصابات أن يصلي ما حقيقته يا ترى .... هل أقوم بأخباره أنني عرفت من يكون
ليخبرني عن مكان غافر .... لا .. عليا أن أهرب وهوا من هنا أولا .... العصابة ما علاقته بها .... آآآآه أكاد
أجن أين أنتي يا لين كم أحتاج لتحليلاتك الآن )

غافر بهدوء : لما تنقمين علي يا جولي ألن تخبريني

لجين : أخبرتك عن مفعول هذا السؤال في داخلي فلا تسأله أرجوك ( لو كنت غافر ما سألتني هذا السؤال لولا
غبائي وحقدي لكنت لاحظت ذلك ... يكفي يا لجين فلم يعد يجدي ذلك نفعا )

عادت لجين للنوم وغافر مستمر في حراسة المكان بعدما أصبح بحوزتهم مسدس

غافر ( الألم في ذراعي يزداد ولا أعلم متى سأتمكن من الوصول للمستشفى لولا هذه الفتاة لتعفن
الجرح .... آه ولولاها ما أصبت بتاتا ... ترى ما الذي فعلته بها يا غافر أي الذنوب ارتكبت بحقها يبدوا
أنه قد تضرر منك الكثيرين ..... ما علاقتها بالعصابة يا ترى هل كانت تعمل معهم أم أنها الآن تعمل
لصالح أحداها .... على الأقل لن يؤنبني ضميري لأنني سأجعلها طعما لهم .... هه هل تضحك على نفسك
هل أنت حقا تريد تسليمها لهم بشكل نهائي .... لا تعبث مع قلبك فلن تقدر عليه )

عند الصباح واصلا السير وكان باديا على ملامح غافر التعب

لجين : هل أنت بخير

غافر : أجل تابعي السير

بعد قليل صرخت لجين : هل تسمع هذا هل تسمع

غافر الذي أعياه السير والجرح : لا ماذا هناك

لجين : مروحية ... صوت مروحية هنا قريبة

غافر : علينا إيجاد إشارة لهم

لجين : فلنشعل نارا

غافر : ليس لدينا كبريت

لجين : لدي قداحة لقد أخدتها من جيب ذلك الأفريقي

غافر : جيد سنجمع الحشائش اليابسة

بعد قليل أرتفع الدخان في الجو ونزلت المروحية جهتهم اقتربت لجين منهم وشعرها يتطاير من شدة الهواء
بسبب المروحة خرج منها رجل وقال : آنسة جولي

ركضت لجين مسرعة ناحيتهم : نعم من أنت

الرجل : لقد أرسلنا جدك وعلمنا أنك نزلتي في فندق المدينة هنا وبحثنا عنك هنا في الغابة بعد احتراق الفندق

عادت لجين جهة غافر وقالت . هيا تعال سنغادر .... علينا أخدك للمستشفى

غافر : ولما تساعديني

لجين : ألم تنقد حياتي في السابق واحدة بواحدة

غافر : ألهذا الحد تكرهينني حتى أنك لا تريدي حمل جميل أنقادي لك

لجين : هيا بسرعة ( أقسم لو كنت غافر ما كنت لآخذك معي شبرا واحدا وما كنت ستنقدني لأفكر في جميلك )

غادرت بهم المروحية لطريق معبد استقبلتهم هناك سيارة جيب ركبوها وانطلقوا

لجين : للمستشفى حالا

السائق : ولكن سيدتي الأوامر تــ . . .

لجين بصراخ غاضب : عن أي أوامر تتحدث للمستشفى قلت لك

السائق : حسننا

وصلوا لمستشفي المدينة التي كانوا فيها وغافر في أسوء حالاته

خرج الطبيب من عنده وقال : حمى بسيطة بسبب الجرح وسيستيقظ خلال ساعات لقد قمنا بخياطة
الجرح ... من الجيد أنك كنتي تعقمينه ولم تتأخروا عن الحضور

اتصلت لجين بجدها من أحد الحراس و طمأنته عنها وأخبرته أنها تريد بعض النقود نزلت لسوق المدينة
أشترت أفضل فستان وجدته من بين الأزياء الغريبة و استحمت وغيرت ثيابها و أشترت حقيبة وحداء مريح
ثم اتصلت بخالها

راشد : لجين يا بنيتي العصابة تبحث عن غافر فابتعدي عنه و أرجعي

لجين : لا

راشد : ألم تتعلمي من ما مررتِ به

لجين : ماذا تريد العصابة منه

راشد : المخابرات تجهز لكمين لهم ويبدوا أن غافر معهم والعصابة قد تكون اكتشفت أمره ... إنهم يبحثون
عنه في كل مكان

أغلقت لجين الخط من خالها وسارت ركضا في الممرات رأت رجال أجانب غريبي الشكل يسألون
في الاستعلامات عن غافر عادت مسرعة لحجرته فوجدته مستيقظ

لجين وهي تجمع بعض الشاش والمطهرات في حقيبتها : بسرعة سنغادر المكان

غافر : لماذا .... ما الذي حدث

لجين : لا تكثر الأسئلة بسرعة سأخبرك بكل شيء لاحقا

خرجت لجين برفقة غافر وفي الخارج طلبت من أحد رجال جدها أن يعطيها مفتاح السيارة وهاتفه المحمول

.... : يا آنسة لا تعرضيني للعقاب أرجوك

لجين : لست آنسة ألا ترى كل هذه الجثة هنا .. إنه زوجي .... ولا تقلق لن يعاقبك السيد سأتحدث معه
ثم ركبت هي وغافر السيارة وانطلقت مسرعة



حكاية امل 15-09-14 12:18 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
شكررررررررررررررررررررا البارت الخامس رائئئئئئئئئئئئع , ظروفي ما سمحت لي اشكرك سابقا , , انشاءالله ظروفي تسمح لي اقرا الجزء السادس ,,, انشالله لنا لقاء اخر , دمتي بود

حكاية امل 15-09-14 02:43 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
وااااااااااااااااااوو اذهلتينا برد وجننتينا بالبارت صراحه , احس نفسي في دوامه,
غافر مو غافر ؟
وروح ليش يعمل في نفسو كدا , شو قصتو مع كريم ؟
وانين واياد اخ منهم وتوام اياد ؟ انين زعلتني ليش توافق ع شاكر؟؟؟
شكررررررررررررا الله لا يحرمنا ممن ابداعاتك الى الامام , دمتي بود:dancingmonkeyff8::

روعة المحمد 16-09-14 01:20 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
تسلم يدك ابداع ماشالله استمري والى الامام دائما

حكاية امل 16-09-14 12:05 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
من ارووووع ما قرأت صراحه , اهنيكي على الاسلوب الرائع , والافكار المذهله ,اتمنى ما تكون اخر ابداعاتتك , اتحفينا , نحن نشجعك ومعك دائما .
ننتظرك بشوق :peace:

نانَمي 17-09-14 08:38 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااو جمييييييييييييييييييييييييييييييييلة تحححححححححححححححححححححححححححححححححفة أكثر من رائعة والله شوقتيني كثير للباقي :dancingmonkeyff8:

حكاية امل 19-09-14 01:07 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
وييييييييييييييييييييييييييييييين البارررررررررررررررررت , والله عذاااااااااااااااااااااب افوت المنتدى وما الاقي بااااااارت , حرااااااام برد ,:qUA04678:.
تكفين لا تطولي علييينا ننتتظرك يا الغلا:flowers2:

الساحره الصغيره 19-09-14 10:54 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل الخامس
 
منورة القسم يا قمر يا رب تستفيدي وتفيدي يا حببتي ممكن الدخول هنا للاطلاع على قوانين القس من باب العلم مش اكتر

قوانين وشروط الانتساب للقسم

منوره بين كاتبات القسم ياعسل

الساحره الصغيره 19-09-14 11:29 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل الخامس
 
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااو وااااااااااااااااااااااااااااااااو واااااااااااااااااااااااااااااااو واااااااااااااااااااااااااااااو

ابدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع يفوق الوصف

مش هقولك انها من اجمل ما قرأت ولكن من اكثر ما قرأت تشيق واثاره روووووووووووووووووووووووعة انا حتى مبقتش عارفه هو الوحي مكانها ولا اوديها قسم مغامرات ليلاسيه هههههههههههه من كتر ما انا كنت مستمتعه ومنتبهة لكل مشهد

في الاول قريت الاسم قلت ايه الاسم الغريب ده بس شدني دخلت فضلت اقلب في الصفحات مككنش بيظهرلي غير انين مشتنديش قلت يلا اقرا اولها واشوف شدتني كان بها مشتندين اضيف الروابط والفصول واغير العنوان واجررري يا محدي احب اقولك اني مقمتش غير وانامخلصة ال5 فصول وبقيت بصوت انا مخلصتش نقل الفصول هههههههههههههه

ابداع وتشويق واثاره يفوق الوصف دخلتيني عالم التلت بنات غصب عني ارغمتني باسلوبك البسيط ان اركز مع كل مشهد ومع كل حركة ولو بسيطه من البطلاب بداية من التجمع في الكافي لتلت بنات تشابهوا في نفس الاقدار والمصير وربط بينهم 8 سني صداقة لحد ما الفصل ال5 خلص

بما ان الرواية بتتقسم لتلت اجزاء بتلت قصص وتلت بطلات فانا تعليقي برضوا هيكون على تلت اجزاء وبنفس ترتتب الظهور انين ولين ولجين

خدي نفس عميقكده وصحيحي معايا عشان هنبدأ :) :)

انـــــــــــــــــــــــــين
اسمها غريـــــــــــــــــــــــــيب وا يحتوي على مرحها وشخصيتها لاعفوية
انين البنوته المدلعه العسولة المتسلله عاشقةالمغامرات والفرفوشة هههههههه انا حبيت شخصيتها جدا بعيدا عن كل الغموض التعقيد اللي هي فيه بس حبيتها وحبيت رحها وعفويتها
استنكرت في البداية حبها لجدها وللعائلة وتعودها على القصر بالرعة دي بس مع الوقت حسيته عادي حسيت ان دي طبيعة انين لحد ما هبلتني بالورده اللي بتظهر وتختفي والعفريت البخيل ههههههههههههههه
يخربيت عقلك عندك حبكة للاحداث محصلتش روعة بجد وخصوصا ظهور اياد بالطريقة الغامضة دي حبيتها جدا
دي كمان حاجه استنكرتها انها مخفتش من اياد والعفريت ساعتها زي ما كانت بتناديه وراحت تتكلم معاه في اول مره شافته بس احساس انين اللي وصلتيه وانها كانها تعرفه مش خايفه منه واسه منه بالامان خلاني اعدي الحته دي
تعودها على جدها حبيته عفويتها في التعامل اجدتي وصفها
طبعا وصفك لملامحها اللي كونته مع شخصيتها واسلوبها كان عامل كبير جدا في اني استقبل شخصية انين بالطريقة دي
لحد ما بدأتي تلعبي باعصابي اكتر ويبدأ العفريت ياخد وضع تاني ويظهر زياد والتؤم واللي بقيت وثقة انهم الايدين في الحلم اللي حكته اول الروايه
الجزء اللي فقداه من ذاكرتها الكل عارفه وبيخبيه عنها وفشلوا فشل محصلش طبعا وبقت وثقة ان في مصيبه حصلت وواضح ان المصيبة دي تتعلق نوعا ما بجدها وتؤم اياد
كل اللي فات حمادة وكل اللي جاي حماده لما راحت مع العفريت الحته الغريبة دي اللي كها الورد اللي انت ابدعتي في وصفة واختلقتيه بصورة حلوة لولا ملحظتك كنت افتكرتها ورده بجد << بس ليه معملتش سيرش وجبتي ورده حقيقه بموصفات قريبه من دي << ما علينا الورده حبيتها ونرجع للعفريت وشاشه العرض وصورتها هي وامها واياد وهووووووب اغمن عليها << لا ناصحة يا موكوسه يعني لام يغمى عليها دلوقتي كنا قربنا نفهم ولما جدها في المشهد اللي قبله قال اياد وهو خايف هبتيني وتهوتني بجد ههههههههههههههههههه
مممممم واضح ان انين حاكية وحكايه كبيره كمان ومش سهله خالص وياسلام بقي على جزء الرمايه كده كملت صلاه النبي احسن هههههههههههههههههههههه
شعورها ان المكان مش غريب عليها وذكريتها لاجزاء معينه وبالذات المرجيحه دي بقي من الحجات اللي شداني لروايه ابدددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددعتي بجد والله
طبعا الاحداث كتيره حاولت اختصر التعليق على اد ما اقدر وده اللي طلع معايانيجي بقي لابطال انين
العفريت البخيل او اياد
حبيييييييييييييييييييييييييييييييييته جدا حبيت غموضه اختفاءه وظهره وقت ما يحب تقله كلاه اللي بيتوهني خالص خوفه على انين وحبه الواضح جدا حبيته التركيبه اللي انت ابدعتي في وصفها ورسمها ههههههههههههه حبيت كل حاجه تتعلق باياد سوبر هيرو الرجل الخفي <3 <3 <3 بجد بجد مستمتعه جدا جدا بقصة اياد والعفريت البخيل هههههههههههههه واياد هو الجزء التاني للقصة ولسه اللي جاي احلللللللللللللللللللللى

ياسر
انا بعد كلماته على فكره ههههههههههههه شخصيته مش مريحاني ايه الللي خلاه يلتزم الصمت فجأة وايه اللي خلاه يرجع يكلم بالقطاره وايه اللي بيخليه يسافر كتير تفتكري يا اخوتشي متوز زي ما انين بتقول ههههههههههههه
حبيت الشخصيه برضوا واغرمت بياسر للاسف  شكله هيوديني في داهيه ومن اولها فسخ الخطوبه يلا اهي اصلا كانت بت رخمه تستاهل

شاكر
حبيب قلبي الراجل الغاضب هههههههههه انا بجد بعشق الشخصية دي اللي بتبقي مسؤله عن العيلة رسمها الشخصيه بتمكن ووضوح واتقان شديد جوانبه باينه كلها الغموض حوليه كتير وخصوصا ان شكله المسؤل عن ابعاد انين وهو عارف اغلب الحكايه ان لم يكن هو جزء من الحكايه
مستمتعه جدا ببشاكر وبليييييييييييييز مطلعهوش وحش هاجي اضربك لو عملتي كده هههههههههههه

زياد
ده بقي اللي فيهم مشاهد بضحكني جدا بجد مرح عفوي مضيع الدننيا وبالذات في حته الوحش اللي بيهااجم الحصنه ملقاش سبب مقنع شويه هههههههههههه
لا زياد ده مسخره بحبه اكتر من اياد وياسر شاكر يخبر ابيض عليه ابدعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي في وصفة وفي شخصيته بجد بجد بجد احستني جداااا مش بقولك مستمتعه جدا بالقصة دي

الجد والعمة ظهورهم قليل اه بس ماسكين القصة كلها وده اللي مخليني على نار للباقي

عارفه ان تعليقي مش موفقيكي حقك بس سوري الوقت والضغط معايا عاملين حلى شغل وكمان انا لسه ورايا تعلقين للين ولجين يعني بارت تاني ههههههههههههههههههههههههههه وانت فصولك طويله والاحداث فيها كتير وتواصله وده اللي حبيته جداااااااااا
ليا باك بالجزء التاني مع لين 

حكاية امل 21-09-14 12:25 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 

بررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر رررررررررررررررد وييييييييييييييييييييييييييييين اللللللللللللبااااااااااااااارررررررت حرام علييييييييييييكي تععععععععب الانتظار اكرهو , وبعديييييين احس نفس ي نسيت القصة ,بلييييييييييز نزلي لنا باااااارت مرتب بلييييز , :toot:

حكاية امل 22-09-14 05:09 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
لييييييييييييييييييييييييش مافي باااااااارت ما اتفقنا كدااااااااااااااااااااااا
واي واي واي ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
تععععععععععععععبببببببببب:lol:بببببت ابيييييييييييي بااااااااااااااااااااااااارتت بليييييييييييييييييييييييييييييزززززززز
وين معجبييييييييييييي الرووووووووووووواية ,
بليييييييييييز برد طمنينا عاااااااليييييييكي ,

حكاية امل 23-09-14 09:56 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
ويييييييييييييييييييييييييييييييييييييين الببااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارت بلليييييييييييييييييييييييييييييييييززززززززززززز.

نسمات الحنين 24-09-14 05:14 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل الخامس
 
ابدعتي:lol:

negmet elamar 24-09-14 11:33 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل الخامس
 
الرواية رائعة

حكاية امل 25-09-14 12:53 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
بررررررررررد وير ار يو ،،،،،،،،،،وير إز ذ بارت ،،،،،،بليييييييييييز ،،،هيلب مييييييييييي........

برد المشاعر 28-09-14 04:42 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل الخامس
 
حکایة أمل حبیبتي أعتذر منک ومن کل متابعي الروایة المدة الماضیة کان عندنا انقطاع تام في الکهرباء والاتصلات بسبب التوتر الحاصل عندنا وانفجار محطات الکهرباء وما قرأت ردودکم إلا فجر الیوم
أوعدک فجر الغد أو أقرب وقت یکون البارت بین یدیکم إن شاء الله
وبالنسبة لکتاباتي عندي روایة جدیدة تحت التشطیب حالیا وأکتب نهایة فصولها أتمنی تکونوا من متابعیها وتکوني من مشجعي دائما حکایة أمل والأخریات
واعذروا لي تغیبي أنا مش من محبي التأخر في وضع البارتات لکن ظروفي کانت أقوی مني فلا تنسوا لیبیا وأهل لیبیا من دعواتکم لأننا بحاجة لها
نانمي روعة المحمد نسمات الحنین نجمة القمر شکرا لکم من قلبي

الساحرة الصغیرة شکرا لردک ولتعلیقاتک الحلوة الصراحة زعلني إني ما لقیتش بائي تعلیئک علی لین ولجین الصراحة تعلیئاتک تجنن وبینتلي نقاط الظعف في شرحي للأمور بالنسبة لتقبل أنین للعیلة بسهولة أنا تعمدته عشان یرکز القارء علی العنصر المهم في الروایة وما یتهش في أحداث ملهاش لزمه وبردوا عشان ما تکنش مشابهة لروایات کثیرة من ناحیة النقطة دي ولسبب تاني مهم إنه رفض آنين لیهم حیغیر من الشخصیة إلي آنا رسماها لیها البنت الطفولیة البریئة

یتبع

برد المشاعر 28-09-14 09:27 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل الخامس
 
بالنسبة للوردة تعمدت تکون خیالیة عشان تنسجم مع الخیال في القصة
وبالنسبة لخوف آنین من العفریت البخیل فبسبب شخصیتها المحبة للقصص والخیال والمغمرات کان وجودوا بالنسبة لیها حاجة تخلیها ترکض وراه عشان تتکلم معاه ولسبب تاني مهم إرتباطه بماضیها في عئلها الباطن وبحثها عن آي حد یشرح لها إلي حصل معلها في الماضي
شاکر حیکون لیه دور مهم في بائي الروایة وحتی یاسر وتئسیم البارت بالطریئة دي أنا عملاه عمدا عشان تساعد في فهم الأحداث وفي الأجزاء الجایة حیکون فیه تداخل بین الشخصیات في الأحداث وحیتغیر التئسیم وتعمدت تکون البارتات طویلة عشان أنا مابحبش الروایات تکون زي المسلسلات في الحلئة الوحدة یتئابل الآبطال في مشهد واحد بس ده والمسلسل بتتعرض یومیا فازاي لو کانت مرة في الأسبوع عشان کده قسمتها لبارتات طویلة وقلیلة
تمنیت أنک تکوني علئتي علی لین ولجین أبل البارت الجدید لکن یلا مالناش في الطیب نصیب اتمنی یتواصل تعلیقک وملاحظاتک الجمیلة
لاحظت إنک وصلتي للفصل الخامس بس رغم إن الفصل السادس وراه بنفس الصفحة فلو ما انتبهتیش اقریه هوا الأول عشان ما اتوهیش في الأحداث
الفصل القادم حیبین حاجات ومفاجئآت ما تتوقعوهاش

انتظر دائما تفاعلکم وتشجیعکم

الساحره الصغيره 28-09-14 09:46 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل الخامس
 
يعني انت نزلتي السادس مخدش بالي مع اني نزلت روابط الصفحات ومغيره العنوان

ع العموم انا هكتب اهو التعليقين لو استنيني شويه هتلاقيني منزلاهم بعتذر بس النت هو اللي فصل ولسه شحنه الفلاشه امبارح للاسف

برد المشاعر 29-09-14 04:36 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل الخامس
 
هذا الجزء إهداء لكل قراء الرواية ولكل من شجعوني



~~~***~~~

الجزء السابع

آنـــــين

العمة : أي رسالة فأنا لا افهم شيئا

آنين : أخبريه فقط أنني موافقة على عرضه

ركضت آنين باتجاه غرفتها أغلقت الباب وجلست خلفه تبكي بألم من كرامتها المجروحة

آنين : لما ظهرت في حياتي إن كنت ستتخلى عني وتفعل بي هكذا .... لقد خذلتني يا إياد

ارتمت على السرير واستمرت في البكاء لوقت طويل ثم غلبها النعاس ونامت ... استيقظت بعد ساعات
ووجدت زهرة أمام عينيها مباشرة أمسكتها آنين بغضب وقطعتها بين يديها ورمت بقطعها في كل مكان
وهي تقول بصراخ وأسى : جبان ... مخادع ... هل ستبقى تهديني أزهارك إلى أن أتزوج وأنجب أطفالا
هذا ما أحصل عليه منك ...الكلام الواهم والأزهار البالية ....حتى أنك لم تكلف نفسك بقول شيء
لي ... أكرهك يا إياد أكرهك .... ثم بدأت بالبكاء من جديد

بعد ساعات نزلت آنين للأسفل وكانت ترتدي فستانا بلون السماء بخيوط ملفوفة حول الخصر ومن عند
الكتف حتى الكتف الآخر باللون الأزرق الغامق وبكمين طويلين ... وجدت العمة وياسر وزياد في الأسفل

العمة بابتسامة سرور : هيا تعالي يا عروسنا الجميلة

ابتسمت آنين ابتسامة باهتة حاولت قدر الإمكان أن تكون طبيعية ومعبرة

زياد بابتسامة : مخادعة لقد خدعتني وستتزوجين غيري

آنين : أنا لم أعدك بشيء يا هذا

زياد : بلى فاشل وفاشلة من المفترض أن نكون زوجان

آنين : لنكون آسرة فاشلة وأبناء فاشلين ونقدم برنامج تلفزيوني عن الفشل ونأخذ جائزة الفاشل الأكبر

زياد : هههههه ستكونين فخورة بي .... لقد خسرتني وستندمين في المستقبل

مد يده لها وقال : مبارك يا ابنة خالي العزيزة

آنين : شكرا لك

زياد : لا أحسدك على الزوج ألنكدي الغاضب ..... متى ستتزوجان

آنين : ولن أحسد زوجتك على الحياة الزوجية الفاشلة

ياسر بابتسامة : دع لنا مجالا لنبارك لها أمسكت شاكر ساعة والآن آنين .... مبارك يا آنين أتمنى لك السعادة

آنين بابتسامة رقيقة : شكرا لك يا ياسر أتمنى أن أبارك لك قريبا

ثم وجهت كلامها لزياد : يعرف كيف يبارك ليس كمن يجعلك تكره الزواج

زياد : الحق علي لأني كنت أحذرك مما ورطتي نفسك فيه

..... : أرى الجميع مجتمعين هنا

العمة : تعالى وانقد عروسك من هذا الوحش

شاكر وهوا يقترب من أنين : ما الذي يفعله المتوحش بعروسي .... أحذرك يا زياد من مضايقتها ها أنا
لديك فافعل ما شئت

زياد : كنت أقنعها بالحياة السعيدة معك وأن لا تتراجع عن قرارها

ضحك الجميع إلا شخص واحد وهوا ياسر كانت نظرات الاستياء الموجهة منه لشاكر وحدها الشيء
الصادر عنه

العمة : هل سنقيم حفل خطوبة أم ماذا قررتما بهذا الشأن

شاكر : لم نتحدث بالأمر بعد

ثم نظر لأنين : آنين هل لي أن أتحدث معك قليلا

آنين : بالتأكيد

غادرا باتجاه مكتب شاكر وزياد يصرخ بهما : هيه لما لا تتحدثان هنا أمامنا

شاكر : عمتي أسكتي ابنك أو قطعت لسانه

العمة : أسكت أنت لا شأن لك بهما

زياد : غبية كيف تركت زرق العينين شقر الشعر أولئك ووافقت على شاكر

العمة وهي تضربه على كتفه : وما به شاكر ألا يعجبك .... إنه أجمل منك حتى

جلست آنين على الكرسي وجلس شاكر بجانبها

شاكر : لقد تحدثت مع زوج خالتك

آنين : بهذه السرعة

شاكر : لماذا هل غيرتي رأيك بالأمر

آنين وهي تهز رأسها نفيا : لا لم أقصد ذلك .... ماذا قلت لهما

شاكر : أخبرتهم أني أبن عمك وأولى شخص بك هم أجانب ولا يفهمون في هذه الأمور ولكنهم يعلمون
أهميتها عندنا نحن العرب وأخبرتهم أنه عليك أن تكوني قريبة من جدي وأن تعيشي هنا مع أهلك سألني
إن كنا قد أجبرناك فأكدت له أنك موافقة ولكنه أصر على سماع رأيك

آنين : هل عليا قول ذلك لهما .... لا أستطيع

شاكر : إنه متقبل جدا رفض أبنيه ولكنه خائف عليكي ويظن أننا نجبرك على الزواج بي

تنهدت آنين بضيق وقالت : حسننا سأتكلم معهما

شاكر : ماذا بشأن الحفل .. كل ما تريدينه سأقوم به

آنين : لا داعي لكل هذه الشكليات

شاكر : أنا أرى أن نعقد قراننا مباشرة والزواج تقررينه أنتي متى شئتي

آنين بصدمة : قران ...... نتزوج الآن

شاكر : سنعقد قراننا فقط إن كان لديك مانع نؤجل الأمر أيضا

سكتت آنين قليلا ثم قالت : حسننا كما تشاء

شاكر بابتسامة : إذا الخميس القادم نعقد القران ما رأيك

آنين وهي تقف مغادرة : كما تريد ... أعذرني أشعر بألم في رأسي سأصعد لغرفتي لأرتاح

شاكر وهوا يقف معها : حسننا لكن لنخرج معا لننقل لهم الخبر

خرجا لخارج المكتب ووجدا الجميع موجودين

شاكر : جيد أنكم جميعا هنا لدينا خبر لكم

زياد : ههههه لابد أن الخطوبة حديثة الولادة قد ماتت

شاكر : أنت لا تعرف شيئا أسمه تفاؤل بالخير ..... سنعقد قراننا الخميس القادم

صدمة كانت تعلوا وجوه الجميع وكانت العمة أول من تكلم وهي تحتطن آنين : حقا مبارك يا صغيرتي

شاكر : ما هذه العنصرية من المفترض أن تباركي لي أولا

العمة وهي تحتضنه : الآنسات الرقيقات أولا ... مبارك لك يا بني

ياسر بضيق واضح : فليعقدوا القران أولا ثم باركوا لهم .... وخرج متوجها ناحية باب القصر

زياد : مآبه مستاء هكذا .... لقد كان يبارك لأنين منذ قليلا وهوا مبسوط

العمة : هل سنقيم حفلا للعقد .... علينا أن نرتب للأمر

آنين : ما من داعي لذلك عمتي حالة جدي أصبحت تتحسن لا نريد العودة للوراء

العمة : ماذا عنك يا شاكر ما رأيك

شاكر : كما تريد آنين .... فالحفل من أجلها إن لم ترغب به فلا داعي له

العمة : أيعقل أن نعقد قران أبنينا هكذا ... دعونا ندخل الفرح لهذا المكان الذي عاش الكآبة لسنوات

شاكر : سنحتفل بزفافنا وافعلي فيه ما شئتي

آنين : عن إذنكم سأرى جدي وأصعد لغرفتي

غادرت آنين باتجاه الممر الذي يحوي غرفة جدها وهم يراقبونها

العمة : ما بها آنين هل هي متعبة

شاكر : قالت أنها تعاني من الصداع وهي قلقة أيضا بشأن خالتها وزوجها


آنين وهي تحتطن جدها : جدي لدي خبر قد يسعدك

ثم استوت جالسة وقالت : أنا وشاكر سنتزوج ..... جدي ما بك الست سعيدا لما لا تبتسم

ثم احتضنته وبدأت بالبكاء : جدي قل أنك سعيد قل شيئا أرجوك ساعدني لأكون قوية

همس الجد بصوت غير مفهوم : إياااااد ... إياااااد

آنين : جدي هل قلت شيئا ..... هل تحاول قول شيء

مسحت آنين دمعة تسقط من عين جدها وقالت بحب : يبدوا أن ثمة شخص أخر غيري غير سعيد بذلك

ثم احتضنته من جديد وقالت : كلهم سعداء إلا أنا وأنت يا جدي شكرا لأنك بقربي وتشعر بي

ثم غادرت غرفة جدها وصعدت لغرفتها وواصلت مسيرة بكائها التي لا تتوقف

عند المساء كانت آنين تجلس على سريرها تضم ساقيها لصدرها وتغمر رأسها في ركبتيها عندما
شعرت بهواء الشرفة يتسلل للغرفة .... رفعت رأسها ونظرت للواقف عند الشرفة بحزن وأعادت
رأسها عند ركبتيها

إياد : لما تبكي يا أنيني

آنين : لا شأن لك

إياد : لما وافقتي إن كنت لا تريدينه

آنين : ......

إياد : آنين أجيبي على سؤالي

آنين وهي تقف بغيض : هل ستخبرني عنك ... هل ستجعلني أرى وجهك ... هل ستظهر للجميع لتخبرهم
أنني لك و ملكك ولن أكون لغيرك كما كنت تقول .... هل ستفعل كل هذا يا إياد والآن

إياد : ليس الآن يا آنين لا أستطيع

آنين ببكاء وألم : إذا لا تلمني على ما سأفعل يا إياد لقد عرضت نفسي عليك مرتين وجرحت كرامتي

إياد ( أنتي لا تعرضي نفسك يا آنين أنتي أنبل من ذلك تأكدي ) : ......

آنين بعد أن رأت صمته توجهت للخزانة وأخرجت الدمية منها ورمتها على صدره لتقع أرضا

آنين : خدها .... هذا آخر ما تبقى لك لدي .... لا أريد رؤيتك مجددا أتفهم ذلك

وخرجت من الغرفة متوجهة لردهة الجناح ... ولأول مرة تدخلها في الليل ... ارتمت على الأريكة واستمرت
في البكاء

في يوم الخميس يوم عقد القران ....

كانت آنين ترتدي فستانا سكري اللون يلتف حول خصرها وينزل بانسيابية حريرية للأسفل ملامسا للأرض
مليء بالزخارف ومطرز بالأحجار الكريمة والخرز والعقيق في منظر خلاب .... شعرها مرفوع للأعلى
ومجموع من الأمام بواسطة تاج كريستالي ولأول مرة .... وماكياج مبهر زاد من جمالها وروعتها
نزلت للأسفل حيث كان أفراد العائلة يقيمون حفلا عائليا بسيطا

العمة : ما شاء الله .... ما شاء الله .... ما كل هذا الجمال يا صغيرتي

آنين بابتسامة وعيون الكل عليها : ألم أكن جميلة في السابق

العمة : بالطبع ولكنك الآن أجمل أنتي كالأميرات

زياد وهوا يكز شاكر بمرفقه : هيه أنت ستلتهمها بعينيك ألن تلبسها ما جلبت لها

تقدم شاكر منها ألبسها العقد والسوار الماسيين ثم الخاتم الماسي .... أمسك رأسها وقبل جبينها ثم همس
في أذنها : مبارك يا آنين ..... ثم قبل خدها وأحتضنها بقوة

آنين بهمس : شاكر إنك تخنقني

ضحك الكل وحك شاكر مؤخرة رأسه بيده بإحراج

زياد : ههههه كنت ستقتلها يا رجل ألا تستحي منا أو من عمتك على الأقل

شاكر : سنراك عندما تتزوج وتكون مكاني

زياد : ههههه لو كنت مكانك لحملتها بين ذراعي وركضت بها للأعلى

العمة وهي تضربه على رأسه : استحي قليلا أيها الفاشل

آنين كانت تكاد تبكي من الإحراج .... جلس الجميع وكانت آنين تجلس بجوار شاكر الذي كان ملتصقا
بها ويمسكها من كتفها تارة ومن خصرها تارة أخرى ... وهي تحاول تبادل الأحاديث معه ومع الجميع
والابتسامة قدر الإمكان لتكون طبيعية أمامهم

انتهت سهرتهم المتعبة لأنين وغادرت لغرفتها لتنفرد بألمها وحزنها

مرت الأيام الطويلة على آنين وهي منهمكة في دراستها التي جعلتها شغلها الشاغل ولم تكن تغادر غرفتها
إلا نادرا وحتى شاكر لم يكن يجلس معها إلا فيما نذر .... كانت تراجع دروسها عندما سمعت أحدهم يطرق
باب غرفتها بخفة

آنين : من

..... : هذا أنا شاكر.... هل أستطيع الدخول

آنين : أجل تفضل

دخل شاكر مبتسما وجلس بجوارها : ماذا تفعلي

آنين : أدرس .... الامتحانات أصبحت قريبة جدا

شاكر : لا تنهكي نفسك كثيرا لكي لا تزداد ألام رأسك

آنين : لم يؤلمني من مدة طويلة .... سأكون بخير

شاكر : آنين أود التحدث معك في أمر

آنين بقلق : هل هناك خطب ما

شاكر وهوا ينظر لهاتفه المحمول بين يديه : آنين لما أنتي لستِ سعيدة ... أراك حزينة دائما وصامتة
وشاردة الدهن طوال وقت جلوسك النادر مع العائلة وحتى معي وكأننا لسنا متزوجان .... آنين أخبريني بالحقيقة

آنين : أنا أحتاج بعض الوقت فقط .... تحملني يا شاكر أرجوك

شاكر : أنا سأستحملك لآخر العمر ولكن هل ستستحملين أنتي نفسك وهل ستستحملينني كزوج ..... آنين
تكلمي معي بصراحة إن كنتي لا تريدينني فسننفصل حالا ولن يتغير شيء اقسم لك ... ستبقي ابنة عمي التي
أحترم ولن تتزوجي أبناء خالتك ولا غيرهم حتى تنهي دراستك وتقرري بنفسك بمن سترتبطين ...بأي رجل
كان وأنا سأقف معك للنهاية

أنزلت آنين رأسها للأسفل ( لن أكسرك يا شاكر كما كسرني إياد .... لن أكون مثله .... لن أتركك في منتصف
الطريق كسير القلب والخاطر مثلما فعل بي ) ثم قالت بهدوء : لا شيء يا شاكر أريد بعض الوقت فقط

شاكر وهوا يقف ويضع يده على كتفها : آنين سأنتظر أن تحكي لي ما بك تعالي للحديث معي متى شئتي
وأنا لا زلت عند وعدي

أمسك بذقنها ورفع رأسها للأعلى طبع قبلة خفيفة على خدها وشفتيها ثم خرج

نزلت دموع آنين تنحدر من عينيها ( كيف لي أن أكسرك يا شاكر أنت شاب رائع في كل شيء ...تبا لقلبي
الغبي هذا )

بعد مرور عدة أيم و آنين جالسة في غرفتها لم تدرس خلالهما حرفا واحدا تعيش حزنها وحيرتها تحاول
أمساك نفسها عن الدموع كما كانت تفعل طيلة الشهور الماضية

آنين : عليا أن أتحدث مع شاكر عن كل شيء وأعلم حقيقة إياد ... لن أذهب لذلك الشاب ولن أهين نفسي أكثر
سأفعل ذلك لكي أرتاح و لأريح شاكر... لن أكون السبب في تعاسته معي طوال العمر

خرجت من غرفتها ونزلت راكضة بسرعة للأسفل

زياد : هيه مهلك قليلا ... لقد تزوجتي وسيصبح لديك أطفال ولازلتي تركضين على السلالم

آنين : أين هوا شاكر هل خرج

زياد : آآآآه قولي أن كل هذا الركض شوقا لرؤية زوجك ..... لقد رأيته يدخل الحديقة منذ قليل

آنين : سأذهب لرؤية جدي وأراه عندما يعود

توجهت للممر وغادر زياد متوجها للأعلى

وقفت آنين فجئه .... ( سأذهب للتحدث معه هناك سيكون الأمر أسهل)

خرجت آنين بحثا عن شاكر سمعت أصوات وكأنها شجار اقتربت فرأت ياسر وشاكر يتناقشان بحدة
والصوت أصبح واضحا لها

ياسر : ما الذي تفعله يا شاكر .... ما كل هذا الجنون

شاكر : إنها حياتي ووحدي أقرر... آنين زوجتي وانتهى

ياسر : هي ليست حياتك لوحدك يا شاكر هي حياة آنين أيضا ..... آنين من المفترض أن تكون زوجة
إياد وليس شاكر

شاكر : إياد مات لقد قتله الجميع منذ سنين يا ياسر فبأي حق ستقول أنها له الآن ... لقد سرقتم ماضيه
وحاضره ... لقد قتلتموه ليعيش شاكر خسر كل شيء بل أتمن شيء وهي آنين فليأخذها شاكر هي أيضا
دعوا إياد وشأنه دعوه يعش سعيدا ولو لأيام

ياسر : وهل سيكون سعيدا هكذا ... سوف تكونوا تعساء جميعكم جميعكم يا ... يا إياد

شاكر بابتسامة سخرية : أنا شاكر يا ياسر.... شاكر وليس إياد أم نسيت

ياسر : لم أنسى ولن أنسى ... ولم أتحدث معك الآن إلا لأنني ما نسيت ذلك يوما

شاكر : وما الذي فعلته يا ياسر غير أنك توقفت عن الكلام هل ترى هذا حلا

ياسر : قررت الصمت حينها على التفوه بالأكاذيب كيف كانوا يريدون مني أن أعلم أنك إياد و أعيش
معك على أنك شاكر ما كان من حل أمامي .... أخبرني ما الذي فعلته أنت لقد كنت تعلم انك غير فاقد
للذاكرة كما يتخيلون وعشت الدور الذي رسموه لك

شاكر : ماذا كنت ستفعل لو كنت مكاني تستيقظ من غيبوبتك لتجد الكل يناديك بشاكر وهم يعلموا جيدا
أنه لست أنت .... ماذا كنت ستفعل وأنت تراهم يقتلوك ليحيوا غيرك ويسرقوا منك كل شيء حتى آنين سرقوها
مني لتموت مع ماضي إياد بل لتموت مع إياد الماضي .... لقد قتلوني يا ياسر أتعي ما أقول ... قتلوا إياد وأنين
وجدي ليحيوا شاكر ... شاكر تؤمه الذي لا يشبهه إلا في الشكل ... سيء الخلق الصعلوك الفاشل الذي يكرهه
الجميع ليصبح رجل الأعمال الذي يمسك كل أموال العائلة وكل شؤونها ثم ليحظى بأثمن شيء وهوا آنين

ياسر : أنت تحكم عليها وعلى نفسك بالتعاسة طوال العمر.... إنها لا تريدك هي تريد إياد كما تعلم جيدا

شاكر : و هل كنت تريد مني أن أتركها تتزوج من أبن خالتها وتذهب مني مجددا و أنا أتفرج ....زواجها
من شاكر هذا لنحيا حياة تعيسة لكلينا أهون علي ألف مرة من أن تكون لغيري .... من أن تنام بحضن
رجلٍ غيري .... ولو عشت في تعاسة معها طوال العمر كان يكفيني أن تكون لي ... لي لوحدي

كانت آنين تغلق فمها بيدها ودموعها تنهال بغزارة وهي تستمع لما يقولانه

آنين ( شاكر وإياد ..... لا مستحيل ما الذي يجري هنا..... شاكر هوا نفسه إياد .....أنا زوجة إياد وإياد
هوا زوجي زوجي أنا..... سأجــــنـنننـ .....آه راسي ) أمسكت رأسها وغادرت باتجاه القصر صعدت السلالم
وزياد نازل للأسفل .... بعد قليل دخل شاكر

زياد : آنين كانت عند جدي وصادفتها الآن تصعد للأعلى ممسكة برأسها وملامحها لا تندر بخير أذهب
لرؤيتها يا شاكر

صعد شاكر لغرفة آنين طرق الباب ودخل مباشرة وجدها تجلس على الأرض مستندة بالسرير وتبكي

نزل عندها وقال وهوا يضع يده على رأسها : ما بك يا آنين أخبريني ...سننفصل إن أردتي ذلك ولكن
لا تبكي أرجوك

حضنت آنين شاكر ولأول مرة .. وهي تبكي بمرارة .... بكت كل دموع الشهور الماضية التي أمسكت
فيها نفسها دون جدوى عن البكاء .... بكت آنين و إياد الماضي ..... و بكت آنين وشاكر الحاضر
وهوا يمسح على رأسها ويقبله بين الحين والأخر

شاكر : لا تقلقي يا آنين سأفعل كل ما تريدي ليس بإمكاني استحمال دموعك الغالية .... لن أغضب ولن
أتغير معك لانفصالنا ولن ألقي باللوم عليك أقسم لك بذلك

آنين دفنت نفسها في حضنه أكثر وقالت بصوت باكي : لا .... لا تتحدث عن الانفصال مرة أخرى ... لن
ننفصل أبدا

شاكر : إذا ما بك .... أخبريني هيا

آنين : لا شيء .... أنا أريد فقط البكاء في حضنك .... ألا يحق لي ذلك

شاكر وهوا يزيد من أحتظانها : بلى يحق لك .... وحدك من يحق لها هذا .... و أقسم لن يكون حقا
لغيرك يا آنين حتى الموت

آنين : لا تتحدث عن الموت ... يكفي ما فقدته بسبب الموت .... لا تتركني ... لا تتركني أرجوك

شاكر : هيا توقفي عن البكاء

ابتعدت آنين عن حضنه ومسحت دموعها أمسك شاكر بوجهها وهوا يمسح دمعة من عينها بإبهامه
وقال بابتسامة : إذا أريني ابتسامتك الجميلة التي غابت كثيرا

ابتسمت أنين ونزلت دمعتان من عينيها احتضنها وقال : قلت ابتسمي وليس ابكي من جديد يا مشاغبة


مرت أيام على آنين سجينة الغرفة تأكل الأفكار رأسها ولا تجد تفسيرا واضحا لما يجري

آنين ( لو أني أتذكر الماضي فقط ... لا أستطيع أجبار رأسي السيئ هذا لأنني سأتألم بشدة ..... لما قتلوا
حقيقة إياد ليكون شاكر لماذا .... إن كانوا لا يحبونه فلماذا فعلوا بإياد ما فعلوه ما الذي حدث في ذلك اليوم ..
مات شاكر ودخل إياد في غيبوبة ومرضت أنا وجدي أيضا لأصبح في بلاد آخر وقد نسيت كل شيء ويصبح
إياد شاكر ... يشبه اللغز المحير..... كيف لي أن أصدق هذا .. إياد كان أمامي طوال الوقت وأنا .... آآآخ منك
يا إياد كيف كنت تخدعني وتلعب علي الدورين ... لهذا تركتني أتزوج شاكر أنت من طرد البستاني لأنه
أعطاني زهرة وهددت بقتله إن أقترب مني ما كنت لتسمح لأحد أن يأخذني منك ..... ولكن كيف سأعيش
معه و أنا أعلم من يكون أناديه شاكر كما يناديه الجميع اسمي في عقد الزواج مرتبط بشاكر ..... يجب
أن يتغير كل هذا لكني لا أستطيع التحدث معه عما سمعت ... عليا أن أتذكر )

سمعت آنين صوت طرقات على الباب ثم دخلت عمتها بعدما استأذنت

العمة : ما بها صغيرتي الحبيبة لم نعد نراها

آنين قامت و احتضنت عمتها بحب وقالت : بخير عمتي لا تقلقي ( ذاك المغفل إياد حرمني حتى من
فرحتي بالارتباط به .... سأريه )

العمة : هيا أنزلي معي للأسفل لأتأكد أنك بخير

آنين : حسننا سأفعل ذلك لتتأكدي

نزلت آنين وعمتها للأسفل فكان شاكر وزياد هناك

جلست آنين بجانب عمتها بعيدا عنه ونظرت إليه وهي تحدث نفسها ( أنت إياد ليناده الجميع إياد ...إياد فقط )

زياد : ههههه لما أنتي هاربة أجلسي بجانب زوجك ... أم أنكما قد تشاجرتما

آنين : لو كنت أعلم أنك هنا ما نزلت

زياد : ههههه ولا حتى من أجل شاكر

آنين سكتت محرجة ولا تدري ما تقول

إياد بحدة : لما لا تتركها وشأنها ما إن تراها حتى تانهال عليها

زياد : لا لا لا مهلك علي لا تقتلني ..... لا تخف لن تتأذى مشاعر زوجتك

إياد : لما لا تتزوج أنت وترحمنا من شرك

زياد : من زوجة كئيبة كهذه لم تبتسم منذ شهور بالتأكيد لن أستحملها مثلك يا رجل

إياد بغيض : زيااااد

زياد : سأقوم لترتاحوا مني

آنين ( معه حق كيف استحملني كل ذلك ... بل كان مستعدا للعيش معي بتعاستي على أن يتركني لأبن
خالتي .... ولكنه المخطئ لما لم يخبرني بالحقيقة .... آآآآه هوا يعلم أنني لن أرضى بذلك وبالفعل لن أرضى
أن أكون زوجة شاكر وهوا إياد )

ثم نضرت له بتمعن ( إياد كان أمامي دائما وأنا أتمنى رؤية وجهه ولو دقيقة هذه العينان السوداء الجميلة
والملامح الوسيمة والبشرة السمراء الجذابة كلها لإياد وأنا لا أعلم )

نظر لها إياد وأبتسم .. ابتسمت أنين في خجل لأنه أمسكها تنظر إليه ثم أشار لها برأسه لتلحق به لمكتبه
دخل المكتب ودخلت خلفه وقف مقابلا لها أمسك وجهها بيديه وقال : هل صرتي بخير... لم تعجبيني ذاك
اليوم لقد بكيتي كثيرا

ثم ابتسم قائلا : حتى أنني قمت بتبديل قميصي لأنه غرق بدموعك

ابتسمت أنين بخجل وهي تنزل عينيها للأسفل ثم احتضنته وقالت : نعم أصبحت بخير أنا آسفة على كل
الأيام الماضية

إياد وهوا يحتضنها بقوة : ما كل هذا التطور .... إذا سنبدأ من جديد

آنين : أعدك أن أحاول

ابتعدت عن حضنه رفع رأسها للأعلى بأصابعه ثم وضع انفه على أنفها وجبينه يلامس جبينها وقال وعينيه
في عينيها : هل ستكونين لي .... لي وحدي

آنين : أجل ...

ثم شعرت بشفتيه تلامس شفتيها ويداه تحيط بخصرها بقوة فخلصت نفسها منه وركضت
مسرعة باتجاه الباب

إياد : انتظري يا آنين أنا آسف فلنتحدث فقط ( أحمق ما كان عليك أن تتهور )

ثم جلس على الكرسي واتكأ برأسه على يده وقال : سامحني يا إياد فلم يتركوا لك شيء ولا مكان .... ولكن
هل سترضى أن يسرقها منك شاكر أن تحبه وتنسى وجود إياد ماذا لو تذكرت كل شيء لن تسامحك حينها
لن تحبك ولن تحب إياد

صعدت آنين السلالم راكضة ( ماذا فعلتي يا غبية كله بسببك ما كان عليك احتضانه ألا تستطيعي التحكم
في نفسك قليلا )

ثم دخلت غرفتها وارتمت عل السرير ( كنت مشتاقة إليه أردت أن احضنه فقط ... أحبك يا إياد ولكن كيف
تريدني أن أحب شاكر وأنساك .. كيف تريد مني هذا .. كيف تجرم في حقي كل هذا الجرم ... لما تفعل بي
هكذا .... كيف سأناديك طوال الوقت بشاكر وأنت إياد ... كيف أحبك على أنك إياد وأنت تعتبره حبا لشاكر
كيف أحتضنك على انك إياد و أنت تحسبني أرتمي لحضن شاكر ...... كيف .. كيف يا إياد )

في اليوم التالي خرجت من غرفتها ونزلت لغرفة جدها أخرجته بالكرسي المتحرك بعدما أصبح بإمكانه
الجلوس عليه وسارت به خارجا للحديقة

آنين : أنظر يا جدي لقد أصبحت الحديقة أجمل وأنت فيها

..... : مرحبا بصغيرتي وجدها الحبيب

آنين : مرحبا بالعم صابر.... كيف حالك

تنهد صابر بأسى وقال : جيد بعض الشيء

آنين : ألم تقرر بعد أن تحكي لي ما يؤلمك

صابر : وما تفعلي بالمآسي

آنين : وماذا إن قلت لك أني أريدها

صابر : أبنتي يا سيدة آنين

آنين : ما بها أبنتك وهل لديك ابنة لم أكن أعلم

صابر : نعم لدي وليس لدي في نفس الوقت

آنين : لم أفهم

صابر : لدي أبنه ضاعت مني منذ سنوات ولم أعلم بوجودها على قيد الحياة
إلا من أشهر ولا استطيع الوصول إليها

آنين : كيف ذلك ..... كيف تعلم عنها أين تكون ولا تستطيع الوصول إليها

صابر : تلك قصة طويلة إنها الآن عند رجل يسجنها ويجعلها تخدمه وتعمل في حظائر الحيوانات لديه

آنين : يا الهي كيف يفعل كل هذا بها

صابر : يريد الانتقام مني

آنين : وما ذنب أبنتك

صابر : ليس لها ذنب سوى أنها أبنتي

آنين : لما لا تخلصها منه

صابر : لا أعرف أين تكون إنه يتصل بي ويسمعني صوتها يعذبني ليرتاح من عذابه

آنين : لماذا ... ما الذي فعلته له

صابر : إنها قضية قتل وسجن وحكاية طويلة لا يريد أن يسمع شيء مني

آنين : إنها حقا حكاية محزنة كم أتمنى أن تجدها وتعودا لبعضكما لما لا تطلب
من شاكر ( آه كم أصبحت أكره مناداته بهذا الاسم ) ليقوم بمساعدتك

صابر : هوا يحاول مساعدتي كثيرا ولكننا لم نصل لنتيجة حتى الآن

آنين : ستجدها يوما مادامت على قيد الحياة الأموات وحدهم من لا يعودون

صابر : أتمنى ذلك ..... اتركيني أساعدك في تحريك كرسي السيد

آنين : لا شكرا يا عم أنا أحب فعل ذلك بنفسي


مرت أيام على آنين تحاول فيها ترجمة مشاعرها وتوجيهها للشيء السليم ودون جدوى

آنين ( كيف لي أن أفعل ذلك كيف سأرضى بهذا الشيء إنه صعب صعب جدا لقد أصبحت أتجنب مقابلته
بحجة الدراسة التي لم تعد تنتهي والأساتذة داخلون خارجون وهوا يتجنبني مراعيا لي ... ولكنني لم أصل
لنتيجة كيف سنعيش بهذا الوضع مستحيل ... لدي فكرة مجنونة ولكن سأطبقها يجب أن أعلم مشاعره
اتجاهي يوجهها بأياد أم شاكر قد أدفعه للاعتراف بحقيقته لي )

نزلت أنين من السرير ارتدت فستانا زهري اللون يصل نصف ساقيها مقلم الأطراف ومقلم الأكمام
الواسعة التي تصل للكوعين مشطت شعرها وخرجت لخارج القصر

سارت بعيدا مبتعدة قدر الإمكان حتى رأته يخرج من بين الأشجار

آنين ( لو أعلم فقط كيف يعرف أني ابتعدت ) : ماذا تريد

إياد : لا تبتعدي ألم أقل لك ذلك أعرف أنك تفعلين هذا لتريني

آنين : ولما كل هذه الثقة أنا لم أحظر لأراك

إياد : لما تغضبي مني وأنتي التي تزوجتي أنا من عليه أن يغضب

آنين ( ممثل ) : بل أنت الملام أنت رددتني خائبة و أنا أكاد أترجاك أن ..... وبدأت بالبكاء

أقترب منها وضمها بين ذراعيه وقال : أقسم أنني أحبك يا غبية أقسم بذلك

آنين وهي تشد من احتضانه : كاذب

أبعدها عنه وقال : لست كاذبا يا أنين وأنتي من تزوج

آنين ببكاء : ماذا كنت تريد مني أن أفعل ... أنت لم تعطيني حلا لقد تهربت من الأمر كله ... لماذا خرجت
في حياتي مادمت ستتركني وحيدة.. لماذا جعلتني أحبك من جديد فوق حب الطفولة و أنت لا تملك سوى
كلمة " لا أستطيع "... لقد أحببتك يا إياد ولكنك خذلتني ... لم أستطع نسيانك أو نسيان جرحك لي لما
تركتني ... لماذا

أمسك وجهها بيده وقال : أنيني

ضربت آنين يده لتبعدها قائلة : لا تقل أنيني ... لا تقلها ... أنا لم أعد ملكك أتفهم

إياد : ما كان بيدي شيء أنتي لم تعرفي ظروفي لكنتي عذرتني

آنين : كنت قلت أي شيء ... أي شيء يا إياد لأرفضهم جميعا ولكنك لم تفعل ... لو أنك طلبت مني الهرب
معك لفعلت ولكنك أحمق وجبان وستخسرني للأبد

إياد : هل صرتي تحبينه

آنين : لا .... لأنني غبية وحمقاء .... ولكن سيحدث ذلك يوما ولن تجدني بعدها .... ستموت آنين مع
ذكرياتك التي تخليت عنها .... ستموت كما مات الماضي

ثم ارتمت في حضنه وبكائها يزداد شدة : علمني كيف أنساك مثلما علمتني كيف أحبك مرتين ... علمني
كيف أقتل حبا عاش بداخلي منذ الطفولة

مسح على شعرها وقال : كيف لي أن أعلم نفسي أولا لأعلمك ... أنا ضائع ... ضائع يا آنين ولا أعلم ما سأفعل

ثم أبعدها من حضنه وقال : أنتي متزوجة ... هل ترضي لزوجك أن يحتضن أخرى

دفعته آنين بقوة وقالت : أحمق ولن تتوقف عن إهانتي ماذا تظنني خائنة ولكن الحق معك ماذا أفعل هنا
مع معتوه مثلك

ثم غادرت آنين وتركته يتبعها بعينين محبة ومشتاقة وتائهة حزينة : كم أحبك .... كم أحبك يا فراشتي الجميلة


سجنت آنين نفسها في غرفتها لأيام ولم تستقبل حتى أساتذتها للدراسة ولاحظ الجميع التغير على شاكر أيضا
أصرت عمتها على الدخول لها حتى فعلت

العمة : آنين ما بكما أنتي وشاكر

آنين : وما به شاكر

العمة : غاضب طوال الوقت وحزين ومستاء حتى أني أخبرته أنك لا تخرجي من غرفتك فلم يرد علي
ماذا حدث بينكما

آنين : لا شيء يا عمتي لا شيء

العمة : هل أكذب عيني وأصدقك .... عليكما التحدث معا والوصول لحل للخلافات لن يجدي ما تفعلانه
نفعا ..... آنين مزاج شاكر في أسوء حالاته ما الذي حصل قد أساعدكما

آنين بحزن : لن تستطيعي مساعدتنا ولن يستطيع أحد فعل ذلك

العمة : ألن تخرجي من هذا السجن على الأقل

آنين : حسننا سأفعل ( مؤكد أنه غاضب مني ... هوا يعتقد أنني أخونه .... أبكي في حضن رجل غيره وأخبره
أنني لازلت أحبه مؤكد سيغضب مني .... ولكن ما عساي أفعل )

بدأت أنين تخرج من عزلتها ولكن إياد كان يتجنب البقاء معهم في وجودها ولا يتحدث معها
كان يجلس في مكتبه والأفكار تدور حوله كالهواء ( كيف لي أن أعيش معها وهي تراني شخصا آخر وتحب
غيري وتبكي بحضنه ... كيف سأتنازل لشاكر عنها أيضا ... كل شيء قد أتنازل له عنه إلا أنين إلا هي ...
هي تعرف أنه شخص أخر غيري أنا وتخبره أنها لا تستطيع نسيانه ... لماذا خرجت لها لما لم يلحقها شاكر
لإرجاعها لتعلم أن إياد رحل للأبد .... لا وبدأت أتفوه بالحماقات أمامها و أخبرها بمشاعري التي لم تمت
بعد اتجاهها ... ما العمل ..... ما العمل ..... ولكن لن يرجع إياد لأنه لم يرده أحد ... لن يعود لهم بعدما
تخلصوا منه ودفنوه مكان شاكر ....ولكني أريد آنين أريدها لإياد وليس شاكر أن تكون أمام الجميع لي
... لي وحدي لإياد فقط )

طرق الباب وعلم من الطارق فقد سمعه قلبه قبل أذنيه

إياد : أدخلي يا آنين

دخلت أنين قائلة : هل لي أن أتحدث معك

إياد : أنا مشغول الآن في وقت آخر

آنين : لا تتهرب مني يا شاكر سنتحدث الآن يعني الآن

إياد : حسننا تعالي أجلسي

جلست آنين مقابلة له وكل واحد منهما يجهز نفسه لقول ما عنده وقد قرر قرارا لنفسه

آنين ( عليا أن أوضح له ولوا توضيحا بعيدا ليعلم أنني لا أخونه كشاكر و أني لست سيئة فلو لم أكن
أعلم أنه هوا نفسه ما كنت لأذهب إليه أردته أن يعترف ولكني أفسدت كل شيء )

إياد ( عليا أن أنهي هذي المأساة التي أعيشها وأضعها معي فيها ... سننفصل وتعود آنين لإياد ترجع لي
حتى نجد حلا للأمر )

إياد :ماذا كنتي ستقولين

آنين : أ أ نــــ

إياد : أنا سأختصر عليك الطريق يا آنين سأبدأ منذ الغد بإجراءات الانفصال

آنين بصدمة : ولكن ليــــ ....

إياد يقاطعها ببرود : نحن لا يمكن أن نكون لبعض فلا داعي للكذب على أنفسنا أنا سأحررك مني
وعيشي حياتك كما تريدين

آنين ودموعها تتساقط ( لا ليس هذا ما أريده يا إياد كيف وأنا صرت لك ) : لا لن يكون هذا ... كل هذا
لأنك تضن بي الظنون أنا لست خائنة ولم أخنك معه ولم أكن لأبكي بحضنه و أخبره بمشاعري لو لم
أكن أعلم أنه أنت ولكنك لا تجد حلولا لمشاكلنا إلا بتعقيدها يا إياد أنا لست خائنة لتتخلص مني

الصدمة ألجمت إياد عن الكلام ولم يستوعب ما تقول

تابعت آنين : أجل علمت أنك إياد وسمعت حديثك و ياسر كنت أتمنى أن يتغير شيء بذهابي لك منذ أيام
ولكنك جبان ولا تريد إلا الاختباء خلف قناعك ... وضننت أنني أخون من أنا زوجتا له مع غيره وقلتها
لي في وجهي هل ترضي أن يحضن زوجك أخرى ... ولم تجد حلا سوى الانفصال ... ليكن إذا فأنا أيضا
لا أريد أن أكون زوجة لشاكر

ثم خرجت ودموعها تنهال على خديها وركضت لغرفتها وأغلقتها على نفسها

أمسك برأسه وقال : ما هذا الذي ألت إليه يا إياد كانت تعلم .... وأنت تفسد الأمر ضننا منك أنك ستصلحه
لماذا يحدث كل هذا لي


بعد مرور يومين

إياد: عمتي أين هي آنين

العمة : الست تعلم

إياد : أعلم بماذا

العمة ( يا الهي ضننتهما متفقان على الأمر)

إياد بحدة : أعلم بماذا يا عمتي .... ما بها آنين

العمة : جاءت خالتها وأخذتها ظننتك تعـــــ ....

إياد بغضب : ماذا ..... أخدتها أين ..... وكيف تذهب دون أذني

العمة بفزع : كانت تبكي ومرضت كثيرا بالأمس ويبدوا أنها اتصلت بخالتها لتأتي

إياد : مرضت ... ولما لا أعلم أنا بكل هذا الست زوجها

العمة : أنت كنت خارج المنزل طيلة اليومين الماضيين وهي رفضت أن أتصل بك كانت تصرخ من
رأسها ولم تنم طوال الليل ورفضت حتى الطبيب

إياد وهوا يغادر مسرعا : كيف تذهب دون علمي كيف تذهب وتتركني هكذا بين السماء والأرض

العمة ركضت خلفه وأمسكته : أين ستذهب يا شاكر

إياد : سألحق بها ... أين سأذهب لغير هناك

العمة : لا يمكن حل الأمور بهذه الطريقة يا شاكر .... أنت غاضب ولن تتوصلا لحل أهدأ قليلا وأعطها
فرصة لتبتعد وتفكر

إياد بأسى : أتركها .... كيف أتركها هناك مع أبناء خالتها هل تريديني أن أجن تماما هنا

العمة : أفعل ذلك من أجلي يا بني لقد أخبرتني أنكما قررتما الانفصال وأنه عليها أن تبتعد قليلا عدني
أن لا تلحق بها حتى تفكرا جيدا وتصلحا الأمور

إياد : أعدك .... اتركيني الآن

العمة : أين ستذهب

إياد : للجحيم.... فلم يعد يعنيني أين



ومرت الأيام والأسابيع على آنين وإياد ويفصل بينهما كل شيء حتى الهواء

إياد : هل تكلمتي معها

العمة : لا .... لقد رفضت كالعادة ... قالت خالتها أنها لم تخرج من عزلتها حتى الآن إنها تسجن نفسها
وترفض الحديث مع الجميع

إياد : تغلق هاتفها كي لا ترد على مكالماتي ذهبت إلى هناك مرتين ولم تنزل لرؤيتي رفضت حتى طلب
زوج خالتها منها النزول

العمة : لقد أضاعت حتى دراستها وتعبها وفاتتها الاختبارات مند زمن

إياد ( إلى الجحيم جميعها لقد ضيعت مني عقلي ) : إذاً لم تتوصلي لأي نتيجة

العمة : قالت خالتها أنهم عندما أخبروها أن زوجها يريد رؤيتها قالت لهم أنا لست زوجته هوا يريد
الانفصال عني ... هل ستنفصلان هل أخبرتها ذلك حقا يا شاكر

إياد : لم أجن لأفعلها لن ننفصل إلا على جثماني ...هي لا تعطيني فرصة للحديث معها

العمة : آنين ستقابل صديقاتها قريبا هي تحبهم كثيرا وهم مرتبطين ببعظهم بشدة لقد طلبت من خالتها
أن تتحدث معهم ليقنعوها ولنتأمل خيرا



~~~***~~~


لـــين


في الصباح أستيقضت لين فتحت عينيها رأت روز فوقها

لين : ضننت أنني قد مت ودخلت الجنة لكن عندما رأيتك عرفت أنني يستحيل أن أكون فيها

روز : ماذا تعني .... أنني لن أدخل لها أبدا

لين : هههه كيف حالك يا روزي

روز : بخير أنتي من يجب السؤال عن حالها

لين : بخير .... من غير لي ثيابي أنتي

روز : هههه ومن ظننتي زوجك النائم فوق

لين : وقحة .... كيف تقولي هذا الكلام

روز : أنا لم أقله أنتي قلتي أنكم عشاق وتزوجتم أيضا

لين وهي تقف : جيد أنك لا تعملي مع العمال وإلا كنتي أفضل مروج للشائعات

روز : أين ستقومين ... الجروح والخدوش في جسمك كثيرة عودي للسرير هيا قبل أن يعاقبني السيد

لين : وما علاقة السيد بالأمر

روز : هوا طلب أن لا تعملي أو تغادري السرير حتى تشفي تماما وقال أنه سيعاقبني إن لم تفعلي

جلست لين على السرير وقالت : لابد وأنه غاضب مني بسبب البارحة

روز : لقد خرج اليوم صباحا من القصر برفقة الحراس يبدوا أنه توجه للحظائر أو منزل العمال لم
يخرج السيد لهم سابقا أبدا

لين : وهل عاد

روز : نعم منذ وقت .... ماذا حدث لك البارحة يا لين من ضربك هكذا ومزق ثيابك يبدوا أن السيد
أحضرك إلى هنا

لين ( آه ذاك الوسيم لم أتخيله بهذا الشكل ) : لا أعلم احدهم امسكني وكان يشتم ويتكلم عن تسببي بسجن
أخيه ولا أذكر الكثير ... آآآآه

روز : ما بك هل أنتي متألمة من شيء

لين : لا ... قليلا فقط



قبل ساعات في بيت العمال

الجميع يتناول إفطاره في نشاط لبداية يوم جديد

سيف ( أحد العمال ) : هيه أين هوا سامح لم أره اليوم

سامر : لا أعلم لقد خرج البارحة ... ألم يعد

اشتغلت المكبرات بصوت رجل قائل : ليخرج الجميع للخارج وفورا

تفاجئوا جميعهم بما قيل وخرجوا رأوا سامح مرمي عل الأرض وقد تعرض لكل أنواع الضرب ورجل

بمعطف يغطي حتى وجهه وحراس ضخام مخيفين معه ... يقفون جميعا فوق العامل المرمي أرضا

روح : هذا هوا عقاب كل من يقترب من الفتاة و أشد من هذا أيضا .. تساهلت في الكثير من الأمور فلن
أتساهل في أمرها مطلقا وليكن ذلك معلوم للجميع إن لمس أحدكم شعرة منها فسيقتل على يدي

ثم غادر والحراس حملوا سامح وغادروا أمامه

نظر العمال لبعضهم ثم انصرفوا لأعمالهم دون كلمة لأنهم أصبحوا يخافوا حتى من الحديث عن لين

عماد : عم رشدي ترى ما فعل هذا الرجل بلين يبدوا أنه قد أذاها

رشدي : لا أعلم و أتمنى أن تكون بخير .... طوال الفترة الماضية لم أرها كنا نضع الأغراض عند
الباب ونغادر حسب الأوامر ولكني في الغد سأسأل عنها روز لأنها عادت منذ أيام وتستلم الحاجيات منا



في اليوم التالي

روز : هيا كلي هذا الحساء يا لين إنه مفيد

لين : لا أريد .... أععع ... أنا أكره جميع أنواع الحساء وحسائك خصيصا كيف كان يتناول السيد طعامك
طوال هذه السنوات

روز بغضب : كان يأكل ولا يتذمر مثلك ولم يقل لي يوما أن طعامي سيء

لين : آه مسكين لابد أن معدته تعاني من جميع الأمراض بسبب طعامك هذا

روز : لقد سأل عنك أحد العمال الذي أسمه رشدي يبدوا أنهم يعلمون بالأمر وقد ألح علي لأكلم السيد
ليراك هوا والصبي عماد ويطمئنوا عليكي ولكن بعد ما قلتي فلن أتحدث معه مطلقا

لين : لا روز لم أعرفك سيئة هكذا أنتي طيبة كثيرا

روز : يا لك من محتالة .... لقد تحدث مع السيد وقد سمح لهم برؤيتك

لين بسرور : حقا وكيف وافق

روز : لكي تعرفي قدراتي

ثم نظرت روز للقلادة التي أعطتها للين على الطاولة بعد أن انقطعت ليلة الحادث وضعتها في الدرج كي
لا يسمعها السيد وجلست بجانب لين وقالت بهمس : السيد سألني عنك خمس مرات كلما صعدت إليه بالطعام
أربعة بالأمس وواحدة اليوم حتى أنه بالأمس أتاني للمطبخ ليسأل عنك ... ما الذي حصل بينكما في غيابي
ها ... اعترفي هيا

لين : أبتعدي عني لم يحصل شيء ما الذي تعنيه بما قلتي

روز : حتى أنه وافق فورا على أن يزورك العاملان .... الأمر لم يعد طبيعيا

لين : إن لم تصمتي قطعت لسانك الصدئ هذا .... السيد يتعامل مع الجميع بطيبة لما الأمر معي أنا
سيكون غريبا

روز ( يبدوا أن ثمة أمور بينهم وعلي المساعدة ) : أسمعي يا لين الروماتزم يتعبني كثيرا والطبيب منعني
من صعود السلالم ما إن تشفي ستتولين أنتي المهام فوق ... سمعتي

لين : ولما ... تلك وضيفتك أنتي هذا كله بسبب كثرة النوم والكسل في الماضي حتى صدئت عضامك

روز : قولي ما شئتي لن أصعد السلالم فلن يفيدني شيء إن صرت مقعدة وسأتحدث مع السيد في الأمر

لين : على السيد أن يصرفك من العمل لأنك لم تعودي مفيدة لشيء أنتي هنا لتخدميه وها أنتي لن تعدي
له الطعام ولن تصعدي للأعلى ما نفعك إذا

روز : أفسد عليكي يومك ههههه

لين : بائسة ولا أبأس منك إلا أنا


في صباح اليوم التالي دخل رشدي وعماد إلى القصر لأول مرة في عملهما هنا وفي عمل جميع العمال

رشدي : كيف حالك يا صغيرة لقد قلقنا عليك كثيرا يبدوا أن مشاكلك لا تنتهي

لين : سامحك الله يا عم هل جئت لتقول لي هذا

رشدي : بل لأطمأن عليك

عماد: حمدا لله على سلامتك يا لين ... كيف حالك

لين : شكرا لك يا عماد أنا بخير والحمد لله مجرد حادث بسيط

عماد : ولكنه لن يكون بسيطا على سامح الوغد ذاك لقد ضربه السيد حتى الموت وأراه للجميع
وهددهم من الاقتراب منك ... لم أرى السيد يعذب أحدا قط ... يبدوا القصر رائعا هل تقيمين حقا في
هذه الغرفة

رشدي : لما لا تصمت قليلا لم تترك شيئا لم تقله ... لين ماذا حدث لما ضرب حراس السيد العامل سامح

لين : يبدوا أنه شقيق أحد المتهمين بالسرقة الذين تم سجنهم لقد مرضت روز وذهبت لجلب الطبيب فلحق بي.

عماد : لابد أن السيد عاقبك على ذلك

لين : لا حتى الآن ولكن بالتأكيد ثمة عقاب ينتظرني وأنا أستحقه

عماد : هل سيعيدك للحظائر سيكون عقابا رائعا لكي تعودي إلينا

لين : لا تكن أنانيا يا عماد أنا أتمنى الموت عل العودة للحظائر

رشدي : هيا بنا لنغادر لقد ثرثرت بما فيه الكفاية

ودعا لين وغادرا


عند المساء جلست روز بجوار لين على السرير وهمست لها : لقد سأل عنك السيد اليوم أيضا ألن
تفهميني الحكاية

لين بجدية : إن عدتي إلى هذا الموضوع مجددا فسأغضب منك ولن أكلمك أبدا أقسم على ذلك يا روز

روز : حسننا حسننا لا تغضبي ولكن السيد يريد رؤيتك في الغد

لين ( ها قد حان وقت عقابي ) : حسننا هيا انصرفي أريد أن أنام

روز : كنت أود أن أسهر برفقتك ولكنك لا تستحقين .... تصبحين على خير


في اليوم التالي صعدت لين للأعلى لتتلقى عقابها الذي وضعت له عشرات الاحتمالات
دخلت لين جناح السيد وجدت باب المكتب مفتوحا فدخلته وجدته يقف جهة النافذة يعطيها ظهره ولكنه لم
يكن يغطي رأسه

لين (لماذا لم يخفي وجهه ... لابد أنه يريد قتلي بوسامته .... ما أقساه من عقاب لم أتوقعه ..... هيه لين
هل جننتي )

روح : ما رأيك فيما فعلتي منذ يومين يا لين

لين : مخطئة ومستعدة للعقاب

روح : ما كان عليك المغادرة ... ماذا لو لم ألحق بك ... ماذا كان سيحدث لك

لين : روز كانـــ

قاطعها بحدة وصوت مخنوق : لا روز ولا غيرها يستحق أن تعرضي نفسك للخطر لأجله يا لين
لِما سلامتك آخر ما يهمك دائما ... كم مرة عرضتِ نفسك للخطر من أجل الآخرين ولن تسلم الأمور دائما

لين : أنا آسفة لن يتكرر الأمر

روح : أنا لا أريد توبيخك يا لين ولا معاقبتك أردتك أن تعلمي خطورة ما تقدمي عليه دائما دون تفكير

لين : حقا ... و لن تعيدني للحظائر أبدا

روح وهوا يتجه ناحية كرسيه : لا لن تدخليها مطلقا

لين : أي عقاب غيره أنا أقبل به

روح وهوا ينظر لعينيها مباشرة ولين تكاد تنصهر : لن أعاقبك بعد اليوم ولكن لا تعرضي نفسك للخطر
من أجل أيا كان يا لين

لين ( آه لا تنظر إليا هكذا أرجوك أشعر بحرارتي ترتفع ) : أعدك أن أحاول

روح : بل عديني أن لا تفعلي

لين وهي تهز رأسها نفيا : لا ... لا استطيع ..... ثمة أشخاص في الحياة قد تدفع عمرك ثمنا لإنقاذهم

روح : من هم

لين ( ياله من سؤال محرج ... إنها ورطة حقيقية )

روح : مثل من يا لين

لين : صديقاتي و روز و عماد ورشدي أيضا و ..... أنت

قبض روح على طرف الطاولة بقوة وقال : أنا

لين بعد صمت طويل وخديها قد زادا توهجا : أجل لما تستغرب ... لقد أنقدت حياتي و ...

روح : وماذا يا لين

لين ( ماذا يريد مني هذا بالضبط يكاد يقتلني بوسامته و أسئلته المحرجة ... من قال أنني جميلة ليأتي
ويرى أنه يتوهم )

روح : هل تحتاجي لساعة لتجيبي عن كل سؤال

لين : لما تسألني عن كل هذه الأمور أنا لا أفهمك

روح : لأني ظننتك تكرهينني

لين وهي تهز رأسها بالنفي : لا .... لا أحمل لك أي مشاعر كره

روح : إذا أي مشاعر تحملينها لي

لين ( ماذا به هذا يبدوا أنه يشعر بالملل ويريد التسلي بأعصابي ) : يبدوا أنك درست علم النفس سابقا
وتقوم بمراجعته الآن علي .... أسئلتك تحرجني جدا لا أريدك أن تفهم إجاباتي خطأ

روح بابتسامة : لا لم أدرس علم النفس ... وكيف سأفهم أجابتك خطأ لم أفهم

لين : علمت الآن ما هوا عقابي

روح : ما هوا

لين وهي تشير له بأصبعها السبابة : هذا ما تقوله الآن

روح : هههه حسننا هوا لم يكن عقابا هي مجرد أسئلة ولكنك تستحي كثيرا من الإجابة .... ولم أفهمك
خطأ يا لين اطمئني ... لقد أردت أن أعلم فقط

لين : ما معنى ما تقول

قام من كرسيه وتحرك باتجاهها اقترب منها شيئا فشيئا وعينيه في عينيها حتى وقف أمامها ورفع يده
لوجهها قربها حتى كاد يحضنه بكفه و أصابعه وكلاهما تجتاحه مشاعر متدفقة من الداخل ثم أنزل يده
قبل أن تصل إليها وأعطاها بظهره وقال : لو لم أكن شخصا ميتا لا محالة ولا أستحق الحياة ولو لم
تكوني قطعتا منه لكان حديثنا اليوم مختلفا.... يمكنك المغادرة يا لين و أعتني بنفسك جيدا

خرجت لين تهف على وجهها بيدها من شدة الحرارة التي تشعر بها وقلبها يكاد يتوقف ( كاد يحرقني
يبتسم ثم يضحك ثم يقترب مني .... أقسم أنني تلقيت أقسى عقاب منه اليوم )

نزلت للأسفل ووجدت روز تنتظرها

روز : ما بهما خداك مشتعلتان كالموقد

لين : إن لم تبتعدي من أمامي فسيحرقانك

روز ( أقسم أن بينهما شيئا ) : ما هوا العقاب الذي أختاره السيد لك

لين : من المفترض أن تتلقي أنتي العقاب وليس أنا

روز : هل عاقبك

لين وهي تتوجه لغرفتها : لا ..... ولا تسألي أكثر لأني لن أجيب

روز ( أقسم أن ظنوني في محلها .... إن لم تحرك هذه الفاتنة مشاعر السيد فلن يحركها شيء آخر )

دخلت لين غرفتها ووقفت مستندة بالحائط ويدها على قلبها ( لين يا حمقاء ماذا يحدث لك ..... إن كنتي قبل
أن تري وجهه بدأت أشياء غبية تتحرك بداخلك بقوة فكيف سيكون حالك الآن )

ثم ارتمت على السرير ...... ( ولكن ما قاله ... والدي ... هل لوالدي علاقة بالأمر ولكن كيف يعاقبني بذنب
شخص ميت كيف ..... أمي حدثني كثيرا عن أبي ولم تقل لي سوءا عنه لقد كانت تحبه كثيرا ولم تكن أمي
إلا امرأة فاضلة جدا فلن تحبه إن كان سيئا .... عليه أن يفهمني ما حدث .. وحده فقط من يعلم )

مر باقي اليوم على لين وهي تفكر طوال الوقت ولم تتحدث بكلمة

روز : لين ما بك

لين : لا شيء

روز : أنتي لم تتحدثي طوال اليوم

لين : أخبريني يا روز هل كان أحدهم يزور السيد في السابق

روز : لا ....

لين : هذا لأنك نائمة كالجثة طوال الليل

روز : من زار السيد

لين : شقيقه

روز : له شقيق

لين : نعم

روز : يبدوا أن أحداثا كثيرة حدثت في غيابي .... وماذا أيضا

لين وهي تغسل الأطباق ونظرها موجها ليديها وكانت تشعر برغبة في الحديث من كثرة التفكير

قالت بهدوء: علمت اسم السيد منه

روز : وماذا علمتي عنه أيضا

لين : رأيت وجهه

روز بدهشة : حقا .... أقسمي بذلك

لين : ولما سأكذب

روز : وكيف هوا شكله هل هوا شاب أم كبير

لين : إنه شاب

روز ( ها قد نطق الحجر ) : آآآآه وكيف يبدوا

لين وهي تضع الصحن من يديها وعينيها مثبتتين للأسفل وبهمس : حارق ... إنه حارق .... تشعرين أنك
ستحترقين إن نظرتي إليه فكيف إن أقترب منك

روز ( يبدوا أن التشويق بدأ ) : لين ما بك حبيبتي لا تبدين بخير ماذا حدث بينكما

صمتت لين طويلا ثم قالت : روز ألم أحذرك من طرح هذا السؤال علي .... قلت لك لا شيء ... لا شيء

وغادرت المطبخ متوجهة لحجرتها

مرت عدة أيام ولين تقوم بعملها كالسابق في جناح السيد بعد أن رفضت روز الصعود و بشدة ... كانت
تتحرك وشيء ما يشدها دائما للحجرة التي يسجن نفسه فيها عندما تكون هي هناك وحال من بالداخل لم
يكن أفضل منها

وفي يوم قررت لين أن تتحدث معه لتفهم ما حدث وضعت الطعام ولم تغادر

خرج روح من غرفته

روح : ما بك يا لين هل هناك شيء

لين : نعم أود التحدث معك في أمر

روح : إن كانت الدراسة فلم يعد هناك وقت

لين : لا ليست الدراسة أنا لازلت عند قراري لن أخرج

روح : إلى أن أخرج أنا ..... ولكنني لن أخرج من هنا

لين : إذا سأبقى هنا أيضا ولن أخرج ...عقابي سينتهي بنهاية عقابك أنت لنفسك

أقترب منها كان يتقدم للأمام وهي تتراجع للخلف وعيناها في الأرض

روح ( سحر وجاذبية ... عينان كاللؤلؤ ووجه كالبدر... لم أرى لهذا مثيل أبدا كيف جمعت سحر
الشرق والغرب )

التصقت لين بالجدار أقترب منها مد يده وأمسك يدها طبع قبلة عميقة في باطن كفها

وقال : حبيــ ...ثم سكت

لين ورأسها في الأرض : لما تفعل بي هذا

روح : بل أنظري ما فعلته أنتي بي

لين : أرحمني أرجوك

روح وهوا يرفع وجهها ليصبح مقابلا لوجهه : مما من السجن

لين : بل من عذابي

روح : ومن سيرحمني أنا

لين : أنت من عليه أن يرحمنا جميعا

روح : أنا ميت يا لين .... من تريه أمامك مجرد جثة بلا روح

أعادت لين رأسها للأسفل ودموعها تسقط من عينيها مباشرة على الأرض : أنت لست ميت .... لست ميت

مد يده تحت عينيها لتسقط الدموع بداخلها وقال : لما تبكي يا لين لما

لين : ما الذي فعله بك والدي أخبرني

أفلت يدها وتوجه ناحية النافدة معطيا إياها ظهره وقال : وما ستفعلينه بمعرفة الحقيقة

لين : أريد أن أعرف لما أتعاقب بذنب شخص ميت

روح : ليس ميت أنه حي ويتعذب كما أتعذب

لين بصدمة وعيناها قد فتحت على أتساعها : مـــااااذاااا ... حي ... والدي حي ..... مستحيل

روح : بلى وقد كان في السجن وقد قتل رجلا أيضا ..... هوا لا يستحق أن يكون والدك ....لماذا أنتي
أبنته يا لين .... لماذا

لين ولازالت تعيش الصدمة : هل من قتله يقربك

روح : لا بل حفيد العجوز الذي كنتي تعيشي معه

لين ( لهذا كان يضربني ويقول لأنك أبنته ) : وما علاقتك أنت بالأمر ما الذي فعله لك

بدأ روح بسرد ماضيه الأليم على مسامع لين


قبل أربعة عشر عاما

صبا : روح ألم تعدني أن تأخذني لحضور العرض الختامي

روح : أجل وفي الحال كم شقيقة لدي

احتضنته صبا وهي تشكره بكل العبارات ثم غادرت

يزيد : روح أنت تدللها كثيرا صبا لم تعد طفلة إنها في السابعة عشرة الآن علينا أن نشد في تربيتها

روح : شد أنت أنا لن أعاملها بقسوة هي شقيقتنا الوحيدة ولا تنسى وصية والدتي قبل أن تموت

يزيد وهوا يغادر : أنت فقط الملام عن أي تصرف خاطئ قد يصدر منها

كان هاتف روح لا يتوقف عن الرنين ( ماذا يريد مني هذا الشاذ القدر ) أغلق هاتفه ورماه على
الطاولة وخرج

بعد مرور عدة أيام عند الساعة الثالثة فجرا وصلت لهاتف روح رسالة فتحها فكانت من كريم وفيها

" أذهب لتفقد شقيقتك أين تكون أيها الشريف النزيه "

قفز روح متوجها لغرفة صبا فتحها ووجدها فارغة ركض في كل القصر بحثا عنها وهوا يصرخ باسمها
ولم يجد ردا وصلت رسالة أخرى فيها

" أنظر من الشرفة المطلة على الشارع الرئيسي لتعلم أي شقيقة لديك "

ركض روح للشرفة وجد شقيقته تخرج من بيت الجار صابر بعد أن احتضنته أمام الباب وهوا يمسح
على رأسها ثم ركضت وهي تلتفت إليه وهوا واقف أمام باب بيته

ما إن وصلت للبيت حتى كان شعرها في قبضة روح كانت تصرخ وهوا يجرها ورمى بها في أحدى
الغرف خرج وعاد يحمل صوتا في يده وبدأ ينهال عليها بالضرب

روح : سافلة هذا ما تكافئينا به يا سافلة ... مع جارنا ... مع رجل في سن والدك

صبا وهي تصرخ وتبكي بألم : لا ليس صحيحا ليس .... آه أرجوك يا روح أرجوك

وبعد وقت طويل من الضرب المبرح حتى تعبت يداه من تبادل الصوت فيهما رفعها من شعرها

لوجهه وقال : ستموتين على يدي ... أنتي عار على العائلة وعليك أن تموتي

رماها فسقطت ورأسها على الطاولة غريقة في دمها



الحاضر

لين وهي تمسك فمها بيدها وتبكي : مستحيل

روح : بلى هذا ما حدث ولكن المأساة ليست هنا

لين : وماذا غير كل هذا

روح : وجدوا كريم ميتا بسبب نزيف من طعنة وجهت لكليته ووالدك الجاني بعدها هرب بفعلته عامين
كاملين ثم أمسكوا به و أعترف أنه أستدرج شقيقتي بالحيلة لبيته بمشاركة كريم لاختطافها وطلب الفدية
ويبدوا أنهم أجلوا الأمر .... ثم قتله في اليوم التالي وهما يتشاجران

ضرب روح بقبضة يده على النافدة وقال بصراخ غاضب : لقد قتلت شقيقتي بيدي بسبب والدك
خرجت من السجن بعد أربعة أعوام لأجد الحقيقة المرة بانتظاري ... قتلتها عذبتها حتى الموت وهي
بريئة .... لم أستمع لرجاءاتها ... لم أكن عند ظن والدتي بي وهي توصيني بها لأنني الأقرب لصبا
والدك السبب يا لين والدك ... والأشد من ذلك أنه خرج من السجن بعد ثمانية أعوام فقط .. ليكون حرا
طليقا ...... لذلك سجنتك هنا و أعلمته بأنك خادمة لدي لأني أعرف حبه لك وأنه يبحث عنك من سنوات
كان عليه أن يعاني كما أعاني .... لقد كرهت شكلي الذي بسببه ألت لما ألت إليه من حال وأخفيته عن
الجميع .... وكرهت نفسي التي عذبت شقيقتي البريئة بغير ذنب وسلبت منها الحياة .... حاولت قتل نفسي
ولكن الموت يرفض أن يأخذني من هذا العذاب فلم أجني سوى هذا الجرح في عنقي والصوت المخنوق
بسبب تأذي حنجرتي .... فسجنت نفسي وعذبتها بالكهرباء لكي تقاسي وستموت هنا معذبه كما اقترفت في
الماضي .... جلبتك ليموت والدك احتراقا عليك ولكنني اكتشفت أنني جلبت لنفسي عذابا جديدا هي تستحقه
.... أنتي محرمة علي يا لين محرمة على هذه النفس التي تتوق إليك بجنون وفي كل لحظة .... محرمة
عليها لكي تعيش العذاب الأقسى من كل العذاب الذي عاشته .... محرمة عليها حتى الموت


خرجت لين تبكي راكضة ونزلت وتوجهت لغرفتها مباشرة روز خرجت من المطبخ على صوت بكائها
و لحقت بها مسرعة ... طرقت الباب بقوة وهي تنادي : لين أفتحي الباب ... ما كل هذا البكاء ماذا حدث
هناك في الأعلى لين أفتحي الباب أرجوك

لكنها لم تفتح ولم تتكلم بكلمة سوى صوت النحيب المرتفع والشهقات المتواصلة

صعدت روز لجناح السيد وجدته مفتوحا دخلت مكتبه فوجدته جالسا على الكرسي ويظم رأسه بين يديه
موجها إياه للأسفل

روز : آسفة سيدي على دخولي

روح وهوا على حاله : ماذا هناك

روز : لين إنها ....

وانقطعت الحروف عن حنجرتها عندما رفع رأسه لها ( يا الهي ... لم تعطه حقه في الوصف يا لين )

روح بتوتر : ما بها لين .... ماذا حدث لها

روز : إنـ إنـ ـ

روح بغضب : تحدثي ما بها

روز : تغلق غرفتها وتبكي بنحيب مخيف ماذا حدث

روح بعد هدوء مفاجئ: لا شيء ... دعيها وحدها وكوني قريبة منها ... هيا انصرفي

مر يومين على لين سجينة الغرفة ولا شيء سوى البكاء فتح روح باب غرفتها لتدخل روز إليها

روز وهي تحتضن لين بقوة : ما بك يا حبيبتي ما بك يا لين هل تشاجرتما .. لا بأس فهذا يحدث بين كل حبيبين

حضنتها لين بقوة وهي تبكي بمرارة : لسنا حبيبين يا روز ... هوا لا يحب شيء إلا الموت

روز وهي تهمس في أذنها : بلى حبيبين وليس أي حبيبين .... لما لم تخبريني أنه بكل هذه الوسامة كيف
سيكون أطفالكما ... ها أخبريني

لين وهي تبتعد عن حطنها : يالك من صانعة للتخاريف والأوهام .... كيف دخلتي إلى هنا

روز : وهل كنتي تريدي منا تركك هنا حتى تموتي عطشاً وجوعاً وبكاءً أيضا

لين : هل السيد من فتح لك الباب

روز : نعم .... وهوا قلق عليك كثيرا اصعدي للتحدث معه ... وحلا الخلاف هيا

لين : لن أصعد إلى هناك وليس لما بيننا حل .... روز اتركيني لوحدي أرجوك

روز : ليس قبل أن تتناولي الطعام

لين : حسننا فقط أريحيني من إزعاجك

روز : سأحظره لك هنا

تناولت لين الطعام بلا رغبة تحت ضغط من روز
ثم اتكأت على السرير وقالت : هل سيبقى هذا الباب مفتوحا

روز : أجل لكي لا تفعليها ثانيتا

خرجت روز وعادت لين لحزنها وأفكارها ( كيف يكونان متفقان على اختطافها وتغادر منزله وهي تحتضنه
وكأنها تشكره على شيء ..... لا أصدق أن السبب أنهما قد غيرا رأيهما في الاتفاق ... و اتصال كريم
بروح في ذاك الوقت ما معناه إن كانا متفقان ..... هناك حقائق مخفية ولا يعلمها أحد سوى أبي .... آه أبي
على قيد الحياة لا أصدق ومجرم أيضا أمي لم تخبرني بذلك وكيف لم يجدني هل أخفوني عنه ... لما كان
العجوز الذي أسكن لديه خائفا من أمي بعدما كبرت .... هناك أمور عالقة وحلقة مفقودة في الموضوع )


مرت الأيام على لين وهي في حزن وشرود تعمل ولا تتكلم ورفضت الصعود للأعلى بعدما فهمت من
كلام روز الأخير أنها تتعمد عدم الصعود ولم تكن تعاني أي مرض في ساقيها

روز تخاطب لين وهما تعملان في المطبخ : لين ألن تفكي عقدة لسانك هذه ... ما سبب كل هذا الصمت
والحزن أنتي لا تجيبي على أسئلتي أبدا والسيد لا يقول شيء سوى " كوني قريبة منها و أعتني بها جيدا "
ألن يرحمني أحدكما

...... : روز غادري لغرفتك

روز بصدمة : حاضر سيدي

روح : ما بك يا لين

لين : .......

روح : غاضبة مني إذا

لين وهي تعطيه ظهرها تغسل الأواني : بل من نفسي

توجه ناحيتها وقف بجانبها وهوا ينظر إليها : ولما تغضبي من نفسك

لين وعيناها على الماء المنهمر من الصنبور : أين هوا والدي

روح : هل تريدي الذهاب إليه

لين وهي تلتفت ناحيته : ليست تلك كل الحقيقة

روح : بلى هي الحقيقة هوا من أعترف بها كيف لا تكون حقيقة

لين : لا .... شيء ما مفقود

روح : هذا فقط لأنه والدك

لين وهي تهز رأسها نفيا ودموعها قد بدأت بالنزول : لا .... ليس صحيحا

مسح روح دمعة على خدها بأطراف أصابعه وقال : لا تبكي يا لين يكفيك بكاء

لين وهي تبعد يده عن وجهها : ألست محرمة عليك ... لما تقترب مني إذاً .. لما لا ترحمني

روح : أنتي عذابي يا لين .... عذابي أتفهمي

لين بغضب : وأنا لما أتعذب .... لما تعذبني هكذا بقربك البعيد ... أتركني وشأني يا روح ..... عاقب
والدي بي أنا راضية .... ولكن أرحمني و أبتعد عني

غادرت لين راكضة لغرفتها و ارتمت على السرير في بكاء مر وطويل ( عليا أن أعلم الحقيقة عليا
أن أقابل والدي وأعلم منه )

عند منتصف الليل خرجت لين من غرفتها فوجدت باب القصر مفتوحا ( غريب باب القصر يقفل أليا كيف
للسيد أن يتركه مفتوحا لم أره يفتح سابقا ... ترى هل الباب الخارجي مفتوح أيضا هل السيد من فعل ذلك
متعمدا ... عليا التأكد إن كان مفتوحا فسأغادر لمعرفة الحقيقة )

عادت لين لغرفتها جمعت البعض من ثيابها وخرجت .... ركضت كثيرا ناحية باب القصر الخارجي

أحد الحراس : أنظر أليست تلك هي الفتاة .... إنها تغادر القصر

الحارس الآخر : أتركها السيد أمر أن لا يمنعها أحد ... كل الحراس رأوها وهي تخرج

وفي نافدة من نوافذ القصر خيال لرجل يشاهد كل ما يجري في الخارج

روح : وداعا يا لين ... وداعا يا حبيبتي .... فلن أمنع نفسي عن قولها مجددا " حبيبتي " ... وداعا يا أجمل
وأشرف فتاة رأيتها في حياتي .... وداعا للأبد

خرجت لين من القصر وبدأت بالسير المتقطع تسير تارة وتجلس تارة أخرى من التعب ولم تصل القرية
إلا مع بزوغ الفجر ... توجهت فورا لمنزل العجوز مايكل طرقت الباب فخرج لها بسرعة

مايكل : من ... أهذه أنتي

لين : ألازلت تذكرني

مايكل : وكيف أنسى هذا الوجه ... تبدين متعبة أدخلي هيا

دخلت لين وقدم لها مايكل الماء والطعام

مايكل : هيا كلي يا صغيرة لا تخجلي مني

لين : شكرا لك يا عم ولكنني لا أحب تناول الطعام عند الصباح

مايكل : ما بك ... ماذا حدث لك

لين : لقد غادرت القصر سيرا على الأقدام منذ منتصف الليل

مايكل : يا إلهي هل قطعتي كل تلك المسافة ولكن لماذا

لين : عليا الخروج لمعرفة بعض الأشياء ثم العودة ..... لقد هربت من هناك

جلس مايكل وقال : أحكي لي كل شيء يا لين .... و أعدك أن أساعدك

شعرت لين بالسرور من عرضه للمساعدة وحكت له مختصرة الأحداث قدر الإمكان

مايكل : ما هذا الذي أسمعه .... هل كنتي سجينة القصر طوال تلك الشهور ... ولكن كيف تمكنتي من
الخروج من هناك

لين : يبدوا أن السيد هوا من أرادني أن أجد طريق الخروج ( لا يريد سوى تعذيب نفسه وبكل الطرق )

مايكل : وما تنوين فعله الآن

لين : عليا مقابلة والدي لأعرف منه ما حدث ولكن قبل ذلك عليا مقابلة صديقتاي بعد شهرين من الآن ... هما
من سيساعدانني في إيجاده ... وعليا زيارة ذلك العجوز الذي كنت أعيش معه فهوا من يملك مفاتيح الوصول
لوالدي بالتأكيد

مايكل : حسننا وبما يمكنني المساعدة أنا جاهز لفعل ما تريدين

لين : أنا لا أملك مكانا أقيم فيه ولا حتى مالا ... أريد العيش هنا في مخزنك الصغير بالخارج سأقوم بكل
الأعمال سأنظف و أطهوا وأفعل لك كل شيء في المنزل أثناء عملك ولن تراني فيه بقية اليوم ... فقط حتى
تعود صديقتاي .... وسأبحث عن عمل هنا أيضا لأكسب المال ثمن طعامي ورحلة القطار

مايكل : لك كل ما تريدين سنفرغ المخزن فهوا شبه فارغ ونحوله لغرفة لك ولو أحببتي البقاء في المنزل فلا
أمانع .... ولكن لن أسمح لك بالعمل في القرية قد يجدك ذاك السيد ويعيدك ثم قد تتعرضي للمضايقات فالأغلب
هنا ليسوا مسلمين وأعرف تفكيرهم جيدا



وفي مكان آخر

روز وهي تصعد راكضة : سيدي ... سيدي

روح : ما بك يا روز لما كل هذا الركض

روز : لين يا سيدي ليست هنا

روح : أعلم لقد غادرت البارحة

روز : أجل لكن .... أين ولماذا

روح : انتهى يا روز .... إنسي أن هناك فتاة اسمها لين

روز : مستحيل أن أنسى لقد تركت لي رسالة وقالت أنها ستعود وتركت لك واحدة أيضا

روح : رسالة لي

روز : أجل لقد وجدت ورقة مطوية على طاولة المطبخ وقد كانت رسالة منها لي وبداخلها أخرى كتبت لي
أن أعطيك إياها

روح : أتركي الورقتين وغادري

روز : حسنا

أمسك روح بورقة روز وقرأها

روز ... اعذريني لأني لم أودعك ... لا تنسينني أبدا ولن أنساك دائما

أعتني بنفسك وبالسيد جيدا

حاولي أن تطبخي له الطعام كما علمتك سابقا

وغيري سكاكين الحلاقة في آلته كل يوم يا كسولة لكي لا يمرض بسببك

أحبك يا روزي وسأشتاق لكي كثيرا

وأعدك بأنني سأعود قريبا

لين



وضع الورقة جانبا وفتح الأخرى


أعذرني يا روح

أعلم أنك من سمح لي بالمغادرة و أعلم السبب جيدا

أنا مازلت عند كلمتي لك و وعدي لنفسي لن أخرج من القصر حتى تخرج أنت

ولن ينتهي عقابك لي إلا بانتهاء عقابك لنفسك

ولكن عليا أن أفهم الحقيقة كاملة أنا لا أراها من منظورك أنت ولا من منظور ابنة لوالدها

سأعود قريبا فلا تغلق باب قصرك حتى أعود

وحتى إن أغلقته فسأدخل لأنني سأفجره

لذلك لن أقول وداعا

لين



قبض على الورقة بيده بقوة وقال : اذهبي يا لين .... أذهبي وعيشي حياتك يا غبية ... لما تعيشي الحياة
دائما من أجل الآخرين ... أرحلي بعيدا و اتركيني في عذابي فما أنا فيه الآن حتى الصعق بالكهرباء أهون
منه .... أنتي عذابي ولن تكوني إلا عذابي أما أنا فميت قبل موعد موتي


في الأسفل كانت روز تفتح ورقة أخرى لم يرها السيد .... روز : سأفعل ما طلبتي يا لين أعدك بذلك

وكان مكتوبا في الورقة " روز هذا رقم هاتفي لقد تركته لدى خالة صديقتي إن حصل مكروه فخدي هاتف
السيد و أتصلي بي أفعلي ذلك من أجلي "



ومرت الأيام على لين في بيت العجوز مايكل تعمل في بيته عند غيابه الطويل خلال النهار وتغادر المنزل
عند اقتراب موعد وصوله ولا يراها إلا لو طلب الحديث معها في أمر ... ولا أخبار لديها عن ذلك القصر
الذي تقف كل صباح تتأمله من منزل مايكل

مايكل : إذا ستغادرين يا لين

لين : نعم ... شكرا لك يا عم لن أنسى ما فعلته لأجلي ما حييت ... وعندما أصبح مليونيرة سأجعلك
مديرا لأعمالي ههههه

مايكل : هههههه وما تفعلينه بعجوز لا يعرف شيئا إلا الخضار

لين وهي تمسح دموعها : لا أعرف كيف أشكرك .... أتمنى لك السعادة دائما

مايكل : لا تنسيني يا لين .... وعودي لزيارتي دائما

لين : بالتأكيد


غادرت لين راكبة قطار العودة بعد عام كامل من الغياب حمل في طياته أحداث لن تنساها مدى الحياة





~~~***~~~


لجــين



ركبت هي وغافر السيارة وانطلقت مسرعة

غافر : ما ذا هناك و إلى أين نحن ذاهبان

لجين : العصابة تبحث عنك في كل مكان لقد كانوا في المستشفى كادوا يجدوك

غافر : بيننا موعد محدد فلما يبحثوا عني

لجين : اسأل أعوانك الفاشلين عن هذا السؤال

غافر : ماذا تقصدين

لفت لجين وعبرت طريق فرعي ومؤدي لأحدى القرى ثم نزلت من السيارة إلى أرض فارغة ليس فيها
إلا الطريق ونزل خلفها غافر

غافر : ما الذي حدث

لجين : أين غافر

غافر : ......

لجين : أين غافر قلت لك ألا تسمع

غافر : أنا غافر هل أصابتك الحمى

لجين :لا .. لست غافر .... فأين هوا غافر يا هذا

غافر : ومن أخبرك أني لست هوا

لجين : أنا علمت بنفسي .... النسر الأسود الذي كان في كتف غافر كان عليك أن تسرقه هوا أيضا

نظر لها نظرة احتقار ( هكذا إذا فتاة العصابات إحدى عشيقات غافر)

لجين : لا تنظر إليا بهذه النظرة أيها السافل فحتى عشيقات ذاك المسخ لا يعرفون عن النسر شيئا وتوقف
عن النظر لي بهذه الطريقة أو أفقدتك عينك السليمة

غافر : عشيقاته لا يعلمون وأنتي تعلمي

لجين : نعم .... ولا يهمني إن صدقتني أم لا فأنا النائمة في أحضان الرجال في نظرك على أي حال ..... فأين
غافر أجب الآن

غافر : مات

لجين : كاذب .... أين هوا

غافر : أخبرتك أنه مات غافر ميت

لجين : من أنت

غافر : أبن شقيقه " يزيد عادل "

لجين : وأنت والمخابرات تعدون كمينا للعصابة ... وأنا الطعم

يزيد : نعم أنتي والملف

لجين : فاشلون ... لا يمكنهم الإمساك بحشرة ويفسدون الأمر دائما ... أين غافر أين تخفونه

سمعوا صوت سيارات تقترب

لجين : أركب بسرعة

ركبوا السيارة .... لجين : أربط الحزام لقد وجدونا

سارت بسرعة جنونية ونزلت لطريق ترابي وتابعت السير بدأت السرعة لأن السيارة كانت معدة لهذا الأمر

يزيد : لم يعودوا خلفنا لقد نجونا هيا توقفي ستخرجين بنا من الخريطة

توقفت لجين وتنفست بارتياح

لجين : كادوا يمسكوا بنا

يزيد : كيف يمسكوا بنا مع هذه السرعة الجنونية .... كل يوم أكتشف فيك شيئا جديد

لجين : لم أترك شيئا لم أتعلمه لأنتقم من غافر وفي النهاية كان كل شيء وهم .... ولكنني سأجده ولن
تخفوه عني سمعت

نزلت لجين من السيارة بعدما ضربت بابها بقوة وابتعدت وجلست بعيدا .... كان يزيد ما يزال جالسا داخلها
( إذا هي اكتشفت أمري ... ولكن كيف علمت بذلك إن كنت أنا أبن شقيقه لا أعلم ولا عشيقاته كما تقول إذا من
تكون لتعلم بكل هذا ليست زوجته بالتأكيد ... تعمل لصالح العصابات وتعلم أشياء عن عمي لا يعلمها أحد
وتحقد عليه كل هذا الحقد .... من تكون )

نزل يزيد متوجها ناحيتها وعند اقترابه منها جاءه صوتها الحزين

لجين : دعني وشأني

يزيد : عليا أن أفهم

لجين : لا يحق لك ... الأمر لم يعد بيني وبينك فأبتعد عني

يزيد : ما الذي بينك وبين غافر

وقفت لجين قائلة : سيحل الظلام قريبا علينا أن نغادر

يزيد وهوا يمسكها من يدها : لا .... أنا أعرف هذه البلاد جيدا الخطر أكبر عند الليل أنوار السيارة ستكشفنا

توجهت لجين للسيارة فتحت حقيبة يدها أخرجت الهاتف ثم رمته في السيارة بغضب

لجين : سحقا لقد خرجنا من منطقة الإرسال

ثم توجهت عند أطار السيارة وجلست مستندة عليه وقف يزيد أمامها مباشرة

لجين : أبتعد عني يا يزيد أرجوك

جلس بجانبها وقال : لن أتكلم عن شيء ... حسننا

مر وقت طويل وهما يجلسان هناك ثم وقفت لجين أخدت حقيبتها و ابتعدت صرخ بها قائلا : جولي

لجين : قريبه ... قليلا وسأعود

ابتعدت عن نظره أخرجت العباءة و غطاء الرأس وصلت ما فاتها اليوم ثم عادت و ذهب كليها في نوم
عميق جلوسا خارج السيارة ... شعرت لجين بشيء صلب يلمس رأسها فتحت عيناها فكانت فوهة مسدس
ومجموعة من الرجال الأجانب ويزيد يمسكه أحدهم وكان ضوء الشمس قد بدء يتسلل خلال الظلام
وقفت لجين

.... : إذا هذه هي حفيدة ريتشارد الحبيبة

لجين وهي تأشر بأصبعها ليزيد : وهذا شريككم الذي خطفني ليسلمني لكم

أتجه ليزيد وقال : مرحبا بغافر ضننا أنك انتهيت أين الملف لنكمل الصفقة

يزيد : أحترق في الفندق

...... : حسننا أحضرت الفتاة على الأقل ...ولكن القرص والملف جزء من الصفقة وعليك تسليمها

ثم أقترب أحدهم من لجين سحبها من يدها وهي تسبه وتصرخ

أمسكها رئيسهم من شعرها ثم مرر لسانه على خدها وهوا يضحك ... يزيد كان يكاد يمزق يديه من
الشد عليهما من الغيظ ولم يكن ينوي التصرف في الأمر وهوا يصبر نفسه ( يكفي يا يزيد هي فتاة
عصابات وقد أرادت اللعب معهم فدعها تجرب )

رمى زعيمهم بلجين أرضا وقال لمن معه وكانوا ثلاثة : هي لكم حتى نقايض بها

تقدم أحدهم منها وهي تزحف للخلف وتدعوا بهمس " اللهم إني أجعلك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم "

يزيد كان يشاهد شيئا لم يروه جميعا وفستانها يرتفع لأكثر من نصف فخدها والنسر في عيني يزيد كأنه
أمامه مباشرة .... صرخ بهم قائلا : توقفوااااا

نظروا باتجاهه جميعهم سكت مطولا وهوا يتبادل النظرات معهم ثم قال : إنها مصابة بالإيدز هي حامل
للفيروس لقد رأيت التقارير بعيني ... أفعلوا ما يحلوا لكم ولكن لا تعاقبوني على ما سيجري فيما بعد ولا
تحملوني العواقب فقد حذرتكم .

نظروا لبعضهم مطولا ثم ابتعدوا عنها وكأنها وباء ينتشر في الهواء .... أشار لهم زعيمهم أن يركبوها
السيارة وأركبوا يزيد بجانبها وركبوا سيارتهم وقاد احدهم سيارة لجين والآخر جلس بجانب يزيد الذي
كان يجلس بجانبها

لجين ( لقد أنقدني للمرة الثالثة ما الذي يريده مني هذا الرجل كان بإمكانه الانتقام مني الآن أمام عينيه على
كل ما فعلت فأنا في نظره ابنة العصابات عشيقة غافر وغيرها الكثير ... لقد انقدني منهم بأعجوبة على الرغم
من أنه رماني بالإيدز ... ألم يجد حلا أفضل )

نظر لها يزيد بتمعن وهي تتكئ على زجاج السيارة وكأنه يرسم ملامحها بعينيه ( لجين ... هي لجين زوجتي
التي كتبت اسمها في عقد زواجنا هي زوجتي التي ظننت أنها فتاة أخرى غير موجودة ... هي التي أمامي الآن
ليست عشيقة عمي غافر وليست فتاة عصابات وليست أجنبية مسيحية )

لجين وهي تنظر لخارج السيارة : لو لم أكن فتاة عصابات ولو لم أكن عشيقة عمك ولو لم أكن ... وأكن ...
... لكنت قلت أنك معجب بي

تحدث يزيد معها بالعربية فأفراد العصابة لن يفهموها : يكفي يا لجين

نظرت لجين له بدهشة بعد أن رفعت رأسها عن الزجاج المتكئة عليه

يزيد: أنتي لجين أليس كذلك

لجين : ....

يزيد : النسر الأسود نسيتي أنتي أيضا أن تخفيه

لجين ( لقد رأى النسر إذاً ... ولكن ما عرفه بارتباطه باسم لجين ... وهوا ليس غافر )

قالت مبادلة له الحديث بالعربية : نعم لجين

يزيد : لما لم تخبريهم أنني لست غافر

لجين : ولما أنقدت أنت حياتي ثلاث مرات

يزيد : إن أخبرتك ستخبرينني

لجين : لا

يزيد : إذا لن أقول

رجعت لجين مستندة برأسها على النافدة ثم قالت بهدوء وحزن : أين غافر يا يزيد

يزيد : مات

لجين : لن أصدقك أبداً

وبعد السير طويلا وصلوا لمكان كبير و كأنه مجمع مستودعات فتحوا بوابة كبيرة وأدخلوا السيارات فيها

لجين : يبدوا أنه وكرهم

يزيد : نعم يبدوا ذلك

تم أنزلوهم من السيارة وقادوهم لزعيمهم الحقيقي

تهامس هوا ومن أمسكهم كثيرا ثم قال : سنتركهم الليلة هنا وغدا نتم الصفقة

.... : والسيارة إنها تعجبني

الزعيم : خذها

ثم أمر رجاله فأخذوا لجين ويزيد وسجنوهما في مكان يبدوا أنه مستودع لتصليح السيارات وخرجوا
وأقفلوا عليهم الباب

لجين : سحقا .... كم مرة سيتم اختطافي هنا

يزيد : هههه بل كم مرة سوف يسجنونا معا

لجين : لا يبدوا الأمر مضحكا

يزيد : بلى فنحن لا نعرف مصيرنا .... علينا أن نضحك قليلا فقد نموت في الغد

لجين : ألن تخبرني عن مكان غافر

يزيد : ميت .... ميت يا لجين لما لا تريدي أن تصدقي ... لقد مات من حينها وليس له وجود

وقفت لجين وقالت بصراخ : كذب ... كاذب

وقف يزيد وأتجه لها وقال : بلى ... أنا لست كاذبا ... عليك أن تصدقي ذلك .... أنسي يا لجين أنسي كل
شيء وعيشي حياتك الباقية

أدارت لجين له بظهرها وقالت : أنسى .... أنسى ماذا يا يزيد .... أنسى عذاب السنين أنسى الحرمان
أنسى بكائي و ألمي كلما رأيت النسر ... وكم تتوقع مرة أراه في اليوم ... لقد حرمت على نفسي السوائل
وعشت بالمغذيات لكي لا أطر لرؤيته كل حين .... كيف تريد مني النسيان ... كيف

ثم قالت بصوت باكي ودموع لأول مرة تنزل أمامه : كيف تنسى شخصا قتل والدك بعد ما سلبه ماله و
أغتصب والدتك أمام عينيك ليقتلها ويقتل جنينها وتوعدك أنه سيسحقك أنت أيضا في المستقبل ... كيف
تنسى شخصا حرمك ويتمك وجردك من كل شيء حتى هويتك

أمسكها يزيد من كتفيها ووجهها لوجهه ثم أحتضنها بقوة وقال : أعلم ... أعلم كل ما تقولين وأشعر به

لجين : لا.... لا تشعر به لأنك لم تعشه ... وحدي أنا من يشعر بذلك

يزيد وهوا يزيد من أحتظانها أكثر : أنتي تشعري وهذا يكفي ليجعلني أشعر به يا لجين

شدت لجين يديها عليه بقوة وقالت : قل لي أنه كذب يا يزيد ... قل لي أنك تكذب ... أعطني أملا ولو كاذبا

يزيد وهوا يمسح على رأسها : لقد نال عقابه يا لجين .... لقد أحترق وعانا من ألم الحروق لأيام ..... لقد تكلم
معي بنفسه وأوصاني بالبحث عنك وإعطائك كل ما يملك عسى ذلك أن يكفر ذنوبه ..... لقد تعاون مع
المخابرات للإمساك بالعصابة لأنه قرر أن يغير حياته .... هذه هي الحقيقة يا لجين وهذا هوا الواقع فصدقي

ابتعدت عن خضنه وقالت بأسى : لن يموت حقدي عليه لن يموت أبدا

يزيد : ها أنا أمامك هنا فافعلي بي ما شئتي أطفئي نار حقدك في .... اقتليني حتى إن أردتي

لجين وهي تهز برأسها نفيا وهي منزلة إياه للأرض : كيف .... كيف وأنت لست غافر وأنت من أنقد
حياتي عدة مرات .... وزوجي أيضا ... كيف .... كيف ذلك

أقترب منها و أمسك وجهها بكلتا يديه ولامس أنفها بأنفه الملفوف بالشاش يحركه عليه يميننا ويسارا وعينه
في عينها وقال مبتسما : أعترفتي أنك زوجتي مرتين .... هذا يعني لا طلاق على الإطلاق

ابتعدت عنه وجلست بعيدا وقالت : لنخرج أحياء أولا ثم لنتحدث عن الطلاق ولا تنسى أنني سأعيد أسمي
السابق أنا لازلت لجين فورقتك منتهية المفعول قريبا

يزيد وهوا يجلس بعيدا : ولكن الطريف في الأمر.... والذي لا تعلمينه أنني تزوجتك باسم لجين وسافرتي
باسم لجين أيضا

لجين بصدمة : كيف

يزيد : أوراقك التي كانت عند عمي غافر وحتى جواز سفرك استخدمتها لإخراجك من البلاد ولعقد الزواج أيضا

لجين : أنت حقا نحس لا يمكنني التخلص منه .... لا تقل أنك تزوجتني باسم يزيد

يزيد : نعم لحسن الحظ

لجين : هل تراه حسن حظ .... ولكنني فتاة عصـــ

قاطعها يزيد بحدة : أسكتي يا لجين لا تكملي ... أنسي كل ما قيل أنا لم أكن أعلم من تكوني ثم أنك أيضا لم
تتركي مسبة لم تسبيني بها حتى بعد أن علمتي أنني لست غافر

وقفت لجين وبدأت بالتفتيش في الأغراض الموجودة في المستودع

يزيد : ماذا ... هل ستعيدين خطتك السابقة

لجين : لا بالتأكيد فأنت قد شوهت سمعتي فمن سيقترب مني

يزيد : ههههه لقد فعلت خيرا لأنني سأمزق من سيقترب منك وليقتلوني أولا قبل أن يلمسوك

لجين وجدت أدوات حادة فخبأتها في ثيابها

يزيد : مجنونة سيكتشفونك

لجين : يبدوا أنك نسيت أنني مصابة بالإيدز ولن يقترب مني أحد حتى عن بعد

يزيد : لما تخططين

لجين : لا شيء محدد ولكن قد نحتاجها

عادت للجلوس بعيدا مختبئة عنه خلف عمود من أعمدة المستودع مربع الشكل وكبير اتكأت عليه وبدأت
كل ذكريات الماضي تعرض أمامها وفكرة أن غافر ليس موجود ولن تنتقم منه تمزق قلبها تمزيقا لقد كان
صوت بكائها الذي تحاول كتمه و إخفائه يطرق مسامع يزيد بوضوح ... وقف وتوجه ناحيتها سمعت لجين
خطواته تقترب منها فقالت : اتركني وحدي .... أرجوك يا يزيد .... وحدي من يعرف معنى هذا العذاب

يزيد وهوا يجلس بجانبها ويشدها لحظنه : لن ابتعد ولن أتركك يا لجين أعلم أنه لا مكان لي في قلبك الذي ليس
فيه إلا الحقد على غافر .... ولكنك لامستي قلبي قبل أن أعرف حقيقتك أما الآن فأنتي تسكنيه وتملئينه ولا
مجال لغيرك ليسكنه فلعلي أجد ولو حيزا بسيطا لي في قلبك يوما ما ... دعيني أكون بجانبك ولو لهذه الليلة
فقط يا لجين لا تحرميني منك ... قد لا تريني أبدا من جديد

لجين ( ومن قال أنك لم تحرك بي أشياء لم تتحرك سابقا في قلبي الميت كيف و أنت من عرض نفسه للموت
لأجلي ) واكتفت بالنوم في حضنه في صمت وهوا يمسح على رأسها وشعرها ووجهها دون كلام

وبعد وقت على هذا الحال تكلم يزيد

يزيد : لجين ألا تريدي رؤية وجهي

لجين : منذ علمت أنك لست غافر انتابني الفضول لأراك ... هل الحروق غير حقيقية

أبعدها يزيد عنه ثم بدأ بإزالة الشاش عن وجهه ثم أزال اللاصقات التجميلية التي كان يضعها ليظهر
وجهه الحقيقي بالعينين الرمادية الواسعة والبشرة البيضاء وأنف مدبب محدد الأطراف نظرت له لجين
بتمعن لوقت طويل ثم عادت للنوم على صدره وقالت : مخادع جعلتني أتصورك بملامح غافر طوال الوقت
رفع وجهها بأصابعه وهوا يقول : أنظري لعيني أود أن أخبرك أمرا

نظرت لوجهه اقترب منها وقبلها قبلة عميقة على شفتيها ابتعدت عنه بصعوبة وقالت وهي تضربه بقبضة
يدها على صدره: محتال لقد خدعتني

حضنها لصدره بقوة وقال : ههههه ما كنت لأحصل منك على شيء لولا الحيلة

صمت طويلا ثم قال : لجين هل لي أن أجد مكانا في قلبك يوما

لجين : قد يكون ذلك يوما .... إن خرجنا أحياء

عند الصباح فتح عليهم احد الرجال الباب أمسك بيزيد من ذراعه وأمر لجين أن تتبعهم نظر يزيد للجين
بابتسامة وقال : رايتي ... لقد خلصتك منهم للأبد

لجين وهي تضربه بقبضة يدها في خصره : بل أنقدتني منهم

أركبوهم في السيارة وخرجوا من وكرهم وساروا لمسافة طويلة نام خلالها يزيد الذي لم ينم طوال الليل
وصلوا لغابة بالقرب من قرية ... كانوا عشرة رجال والزعيم طبعا لم يكن منهم
قابلوا هناك مجموعة مكونة من سبعة رجال معهم أسلحة وذخائر بعدد كبير محملة في سيارات
تقدم أثنين منهم وتحدثوا معهم مطولا

لجين : يبدوا أنهم يقايضوا بنا

يزيد : يبدوا ذلك....

لجين : لم أكن أتوقع يوما أن أكون بهذا السعر .... ولكن ما الذي سيفعلونه بك أنت فقد فقدت حتى الملف

يزيد : سيجعلونني وسيلة للحصول عليه بالتأكيد

لجين : ماذا لو علموا أنني لست حفيدة ريتشارد ولست أنت غافر ولسنا سوى صعلوكان متزوجان هههههه

يزيد : أنتي أثمن لدي من كل ذلك

لجين : اسكت لا أريد أن نموت و أنت آخر من يتحدث

يزيد : لماذا

لجين : هههه لكي لا أخسر لقب سليطة اللسان التي أعطيتني

ارتفعت أصوات أفراد العصابة وكأنه شجار يدور بينهم ثم هجم عليهم أفراد منهم كانوا مختبئين يبدوا
أنهم حفروا لهم كميننا

صرخ يزيد بلجين عندما بدأ أطلاق الرصاص : انبطحي أرضا يا لجين

ولكن لجين شدته من يده وسحبته وهي تقول : إن انبطحنا أرضا فلن نهرب ... تعال بسرعة إما أن نخرج
من هنا أو نموت ... أقترب أحد أفراد العصابة الأخرى من لجين أمسك يدها وقال : لن تهربي لأي مكان
فأخرجت الأداة الحادة التي كانت تخبأهت وطعنته بغتة وركضا بعيدا والرصاص يتطاير في الأجواء
هربا بعيدا ودخلا المدينة وركضا فيها طويلا

أوقفت لجين أحد المارة أخرجت له من جيبها باقي النقود التي تحصلت عليها و أشرت له بيدها بمعنى
أريد هاتفا أعطاها هاتفه و أخد كل النقود اتصلت لجين بجدها وأعطت الهاتف ليزيد الذي ابتعد عنها وتحدث
فورا مع نادر

نادر : أين أنتما لقد بحثنا عنكم طويلا حتى ظننا أنكم قد متم

يزيد : نحن بخير حتى الآن إننا في "....... " تكلم مع المخابرات و لنكمل المهمة

نادر : قد تعرض نفسك للخطر فقد شكوا بأمرك

يزيد : تعالى لأخذي وسنتفاهم معهم لاحقا لقد أصبحت قريبا من هنا ... لقد ابتعدنا قليلا جهة الغابة لأن
المروحية ستنزل هنا أنا أنتظرك

نادر : حسننا سأكون هناك بعد قليل

يزيد : ماذا عن أمجد هل تكلمت معه

نادر : لقد أنتقل لقصر روح ... الأمور لا تسير على ما يرام هناك

يزيد : ماذا حصل

نادر : سنتحدث ما إن نتقابل

يزيد : حسننا وداعا

عاد للجين التي أمسكته من ذراعه وقالت : ماذا هناك ... لما ابتعدت عند اتصالك

يزيد : لقد اتصلت بفتاة و أخبرتها أنني أحبها وسأتزوجها عليك هههه

لجين وهي تضربه : أحمق ... أفعل ما شئت

يزيد بحزن مصطنع : ألن تتصدقي عليا ببعض المشاعر أبدا

نزلت عندها مروحية الجد ونزل منها فركضت لجين ناحيته و احتضنته وهي تبكي

لجين : جدي لقد اشتقت إليك ... ظننت أنني لن أراك مجددا

الجد : أيتها المشاغبة المحتالة وهل تضنيني سأغفل عنك لحظة ... هيا سنرحل

لجين : لن أرحل دون زوجي سنأخذه معنا

الجد : من ... المجرم غافر مستحيل

لجين : لا هوا ليس غافر إنها قصة طويلة سأخبرك بها

عادت لجين ليزيد وقالت وهي تسحبه من يده : هيا ... علينا الرحيل من هنا

يزيد أوقفها وأمسكها من وجهها بيديه قبل جبينها وعينيها وقال : اذهبي أنتي ثمة مهمة علي أكمالها
وسألحق بك

هزت لجين رأسها نفيا ودموعها تنزل : لا ... لن أتركك هنا .. مستحيل .. سوف يمسكوا بك وسيقتلونك

يزيد : لا تخافي علي يا لجين سأكمل المهمة وأعود

احتضنته لجين بقوة وقالت من بين دموعها : لا تفعل هذا بي يا يزيد .... عدني أنك ستعود لا تتركني في
الحياة لوحدي

أبعدها يزيد عن حضنه وأمسك بوجهها وقال بابتسامة : هل تحصلت على المكان يا لجين هل أصبح لي جزء
في قلبك الحقود

أشارت له برأسها بنعم احتضنها وقال : و أخيرا تصدقتي عليا بزاوية صغيرة من قلبك

لجين وهي تشد من احتضانه : بل كل الحيز يا يزيد كله يا منقذي وبطلي

ابتعدت لجين وركبت المروحية التي بدأت بالصعود وهي تنظر ليزيد الذي كان يلوح لها بيده ويصرخ
قائلا : أحبك يا جولي ... أعتني بنفسك يا حبيبتي

لوحت له لجين قائلة بذات الصراخ : لجين أيها الأحمق لجين .... عد قريبا ... عد من أجلي يا يزيد

ثم همست قائلة : أحبك أكثر من أي شيء










~~~***~~~

الجزء السابع

آنـــــين

العمة : أي رسالة فأنا لا افهم شيئا

آنين : أخبريه فقط أنني موافقة على عرضه

ركضت آنين باتجاه غرفتها أغلقت الباب وجلست خلفه تبكي بألم من كرامتها المجروحة

آنين : لما ظهرت في حياتي إن كنت ستتخلى عني وتفعل بي هكذا .... لقد خذلتني يا إياد

ارتمت على السرير واستمرت في البكاء لوقت طويل ثم غلبها النعاس ونامت ... استيقظت بعد ساعات
ووجدت زهرة أمام عينيها مباشرة أمسكتها آنين بغضب وقطعتها بين يديها ورمت بقطعها في كل مكان
وهي تقول بصراخ وأسى : جبان ... مخادع ... هل ستبقى تهديني أزهارك إلى أن أتزوج وأنجب أطفالا
هذا ما أحصل عليه منك ...الكلام الواهم والأزهار البالية ....حتى أنك لم تكلف نفسك بقول شيء
لي ... أكرهك يا إياد أكرهك .... ثم بدأت بالبكاء من جديد

بعد ساعات نزلت آنين للأسفل وكانت ترتدي فستانا بلون السماء بخيوط ملفوفة حول الخصر ومن عند
الكتف حتى الكتف الآخر باللون الأزرق الغامق وبكمين طويلين ... وجدت العمة وياسر وزياد في الأسفل

العمة بابتسامة سرور : هيا تعالي يا عروسنا الجميلة

ابتسمت آنين ابتسامة باهتة حاولت قدر الإمكان أن تكون طبيعية ومعبرة

زياد بابتسامة : مخادعة لقد خدعتني وستتزوجين غيري

آنين : أنا لم أعدك بشيء يا هذا

زياد : بلى فاشل وفاشلة من المفترض أن نكون زوجان

آنين : لنكون آسرة فاشلة وأبناء فاشلين ونقدم برنامج تلفزيوني عن الفشل ونأخذ جائزة الفاشل الأكبر

زياد : هههههه ستكونين فخورة بي .... لقد خسرتني وستندمين في المستقبل

مد يده لها وقال : مبارك يا ابنة خالي العزيزة

آنين : شكرا لك

زياد : لا أحسدك على الزوج ألنكدي الغاضب ..... متى ستتزوجان

آنين : ولن أحسد زوجتك على الحياة الزوجية الفاشلة

ياسر بابتسامة : دع لنا مجالا لنبارك لها أمسكت شاكر ساعة والآن آنين .... مبارك يا آنين أتمنى لك السعادة

آنين بابتسامة رقيقة : شكرا لك يا ياسر أتمنى أن أبارك لك قريبا

ثم وجهت كلامها لزياد : يعرف كيف يبارك ليس كمن يجعلك تكره الزواج

زياد : الحق علي لأني كنت أحذرك مما ورطتي نفسك فيه

..... : أرى الجميع مجتمعين هنا

العمة : تعالى وانقد عروسك من هذا الوحش

شاكر وهوا يقترب من أنين : ما الذي يفعله المتوحش بعروسي .... أحذرك يا زياد من مضايقتها ها أنا
لديك فافعل ما شئت

زياد : كنت أقنعها بالحياة السعيدة معك وأن لا تتراجع عن قرارها

ضحك الجميع إلا شخص واحد وهوا ياسر كانت نظرات الاستياء الموجهة منه لشاكر وحدها الشيء
الصادر عنه

العمة : هل سنقيم حفل خطوبة أم ماذا قررتما بهذا الشأن

شاكر : لم نتحدث بالأمر بعد

ثم نظر لأنين : آنين هل لي أن أتحدث معك قليلا

آنين : بالتأكيد

غادرا باتجاه مكتب شاكر وزياد يصرخ بهما : هيه لما لا تتحدثان هنا أمامنا

شاكر : عمتي أسكتي ابنك أو قطعت لسانه

العمة : أسكت أنت لا شأن لك بهما

زياد : غبية كيف تركت زرق العينين شقر الشعر أولئك ووافقت على شاكر

العمة وهي تضربه على كتفه : وما به شاكر ألا يعجبك .... إنه أجمل منك حتى

جلست آنين على الكرسي وجلس شاكر بجانبها

شاكر : لقد تحدثت مع زوج خالتك

آنين : بهذه السرعة

شاكر : لماذا هل غيرتي رأيك بالأمر

آنين وهي تهز رأسها نفيا : لا لم أقصد ذلك .... ماذا قلت لهما

شاكر : أخبرتهم أني أبن عمك وأولى شخص بك هم أجانب ولا يفهمون في هذه الأمور ولكنهم يعلمون
أهميتها عندنا نحن العرب وأخبرتهم أنه عليك أن تكوني قريبة من جدي وأن تعيشي هنا مع أهلك سألني
إن كنا قد أجبرناك فأكدت له أنك موافقة ولكنه أصر على سماع رأيك

آنين : هل عليا قول ذلك لهما .... لا أستطيع

شاكر : إنه متقبل جدا رفض أبنيه ولكنه خائف عليكي ويظن أننا نجبرك على الزواج بي

تنهدت آنين بضيق وقالت : حسننا سأتكلم معهما

شاكر : ماذا بشأن الحفل .. كل ما تريدينه سأقوم به

آنين : لا داعي لكل هذه الشكليات

شاكر : أنا أرى أن نعقد قراننا مباشرة والزواج تقررينه أنتي متى شئتي

آنين بصدمة : قران ...... نتزوج الآن

شاكر : سنعقد قراننا فقط إن كان لديك مانع نؤجل الأمر أيضا

سكتت آنين قليلا ثم قالت : حسننا كما تشاء

شاكر بابتسامة : إذا الخميس القادم نعقد القران ما رأيك

آنين وهي تقف مغادرة : كما تريد ... أعذرني أشعر بألم في رأسي سأصعد لغرفتي لأرتاح

شاكر وهوا يقف معها : حسننا لكن لنخرج معا لننقل لهم الخبر

خرجا لخارج المكتب ووجدا الجميع موجودين

شاكر : جيد أنكم جميعا هنا لدينا خبر لكم

زياد : ههههه لابد أن الخطوبة حديثة الولادة قد ماتت

شاكر : أنت لا تعرف شيئا أسمه تفاؤل بالخير ..... سنعقد قراننا الخميس القادم

صدمة كانت تعلوا وجوه الجميع وكانت العمة أول من تكلم وهي تحتطن آنين : حقا مبارك يا صغيرتي

شاكر : ما هذه العنصرية من المفترض أن تباركي لي أولا

العمة وهي تحتضنه : الآنسات الرقيقات أولا ... مبارك لك يا بني

ياسر بضيق واضح : فليعقدوا القران أولا ثم باركوا لهم .... وخرج متوجها ناحية باب القصر

زياد : مآبه مستاء هكذا .... لقد كان يبارك لأنين منذ قليلا وهوا مبسوط

العمة : هل سنقيم حفلا للعقد .... علينا أن نرتب للأمر

آنين : ما من داعي لذلك عمتي حالة جدي أصبحت تتحسن لا نريد العودة للوراء

العمة : ماذا عنك يا شاكر ما رأيك

شاكر : كما تريد آنين .... فالحفل من أجلها إن لم ترغب به فلا داعي له

العمة : أيعقل أن نعقد قران أبنينا هكذا ... دعونا ندخل الفرح لهذا المكان الذي عاش الكآبة لسنوات

شاكر : سنحتفل بزفافنا وافعلي فيه ما شئتي

آنين : عن إذنكم سأرى جدي وأصعد لغرفتي

غادرت آنين باتجاه الممر الذي يحوي غرفة جدها وهم يراقبونها

العمة : ما بها آنين هل هي متعبة

شاكر : قالت أنها تعاني من الصداع وهي قلقة أيضا بشأن خالتها وزوجها


آنين وهي تحتطن جدها : جدي لدي خبر قد يسعدك

ثم استوت جالسة وقالت : أنا وشاكر سنتزوج ..... جدي ما بك الست سعيدا لما لا تبتسم

ثم احتضنته وبدأت بالبكاء : جدي قل أنك سعيد قل شيئا أرجوك ساعدني لأكون قوية

همس الجد بصوت غير مفهوم : إياااااد ... إياااااد

آنين : جدي هل قلت شيئا ..... هل تحاول قول شيء

مسحت آنين دمعة تسقط من عين جدها وقالت بحب : يبدوا أن ثمة شخص أخر غيري غير سعيد بذلك

ثم احتضنته من جديد وقالت : كلهم سعداء إلا أنا وأنت يا جدي شكرا لأنك بقربي وتشعر بي

ثم غادرت غرفة جدها وصعدت لغرفتها وواصلت مسيرة بكائها التي لا تتوقف

عند المساء كانت آنين تجلس على سريرها تضم ساقيها لصدرها وتغمر رأسها في ركبتيها عندما
شعرت بهواء الشرفة يتسلل للغرفة .... رفعت رأسها ونظرت للواقف عند الشرفة بحزن وأعادت
رأسها عند ركبتيها

إياد : لما تبكي يا أنيني

آنين : لا شأن لك

إياد : لما وافقتي إن كنت لا تريدينه

آنين : ......

إياد : آنين أجيبي على سؤالي

آنين وهي تقف بغيض : هل ستخبرني عنك ... هل ستجعلني أرى وجهك ... هل ستظهر للجميع لتخبرهم
أنني لك و ملكك ولن أكون لغيرك كما كنت تقول .... هل ستفعل كل هذا يا إياد والآن

إياد : ليس الآن يا آنين لا أستطيع

آنين ببكاء وألم : إذا لا تلمني على ما سأفعل يا إياد لقد عرضت نفسي عليك مرتين وجرحت كرامتي

إياد ( أنتي لا تعرضي نفسك يا آنين أنتي أنبل من ذلك تأكدي ) : ......

آنين بعد أن رأت صمته توجهت للخزانة وأخرجت الدمية منها ورمتها على صدره لتقع أرضا

آنين : خدها .... هذا آخر ما تبقى لك لدي .... لا أريد رؤيتك مجددا أتفهم ذلك

وخرجت من الغرفة متوجهة لردهة الجناح ... ولأول مرة تدخلها في الليل ... ارتمت على الأريكة واستمرت
في البكاء

في يوم الخميس يوم عقد القران ....

كانت آنين ترتدي فستانا سكري اللون يلتف حول خصرها وينزل بانسيابية حريرية للأسفل ملامسا للأرض
مليء بالزخارف ومطرز بالأحجار الكريمة والخرز والعقيق في منظر خلاب .... شعرها مرفوع للأعلى
ومجموع من الأمام بواسطة تاج كريستالي ولأول مرة .... وماكياج مبهر زاد من جمالها وروعتها
نزلت للأسفل حيث كان أفراد العائلة يقيمون حفلا عائليا بسيطا

العمة : ما شاء الله .... ما شاء الله .... ما كل هذا الجمال يا صغيرتي

آنين بابتسامة وعيون الكل عليها : ألم أكن جميلة في السابق

العمة : بالطبع ولكنك الآن أجمل أنتي كالأميرات

زياد وهوا يكز شاكر بمرفقه : هيه أنت ستلتهمها بعينيك ألن تلبسها ما جلبت لها

تقدم شاكر منها ألبسها العقد والسوار الماسيين ثم الخاتم الماسي .... أمسك رأسها وقبل جبينها ثم همس
في أذنها : مبارك يا آنين ..... ثم قبل خدها وأحتضنها بقوة

آنين بهمس : شاكر إنك تخنقني

ضحك الكل وحك شاكر مؤخرة رأسه بيده بإحراج

زياد : ههههه كنت ستقتلها يا رجل ألا تستحي منا أو من عمتك على الأقل

شاكر : سنراك عندما تتزوج وتكون مكاني

زياد : ههههه لو كنت مكانك لحملتها بين ذراعي وركضت بها للأعلى

العمة وهي تضربه على رأسه : استحي قليلا أيها الفاشل

آنين كانت تكاد تبكي من الإحراج .... جلس الجميع وكانت آنين تجلس بجوار شاكر الذي كان ملتصقا
بها ويمسكها من كتفها تارة ومن خصرها تارة أخرى ... وهي تحاول تبادل الأحاديث معه ومع الجميع
والابتسامة قدر الإمكان لتكون طبيعية أمامهم

انتهت سهرتهم المتعبة لأنين وغادرت لغرفتها لتنفرد بألمها وحزنها

مرت الأيام الطويلة على آنين وهي منهمكة في دراستها التي جعلتها شغلها الشاغل ولم تكن تغادر غرفتها
إلا نادرا وحتى شاكر لم يكن يجلس معها إلا فيما نذر .... كانت تراجع دروسها عندما سمعت أحدهم يطرق
باب غرفتها بخفة

آنين : من

..... : هذا أنا شاكر.... هل أستطيع الدخول

آنين : أجل تفضل

دخل شاكر مبتسما وجلس بجوارها : ماذا تفعلي

آنين : أدرس .... الامتحانات أصبحت قريبة جدا

شاكر : لا تنهكي نفسك كثيرا لكي لا تزداد ألام رأسك

آنين : لم يؤلمني من مدة طويلة .... سأكون بخير

شاكر : آنين أود التحدث معك في أمر

آنين بقلق : هل هناك خطب ما

شاكر وهوا ينظر لهاتفه المحمول بين يديه : آنين لما أنتي لستِ سعيدة ... أراك حزينة دائما وصامتة
وشاردة الدهن طوال وقت جلوسك النادر مع العائلة وحتى معي وكأننا لسنا متزوجان .... آنين أخبريني بالحقيقة

آنين : أنا أحتاج بعض الوقت فقط .... تحملني يا شاكر أرجوك

شاكر : أنا سأستحملك لآخر العمر ولكن هل ستستحملين أنتي نفسك وهل ستستحملينني كزوج ..... آنين
تكلمي معي بصراحة إن كنتي لا تريدينني فسننفصل حالا ولن يتغير شيء اقسم لك ... ستبقي ابنة عمي التي
أحترم ولن تتزوجي أبناء خالتك ولا غيرهم حتى تنهي دراستك وتقرري بنفسك بمن سترتبطين ...بأي رجل
كان وأنا سأقف معك للنهاية

أنزلت آنين رأسها للأسفل ( لن أكسرك يا شاكر كما كسرني إياد .... لن أكون مثله .... لن أتركك في منتصف
الطريق كسير القلب والخاطر مثلما فعل بي ) ثم قالت بهدوء : لا شيء يا شاكر أريد بعض الوقت فقط

شاكر وهوا يقف ويضع يده على كتفها : آنين سأنتظر أن تحكي لي ما بك تعالي للحديث معي متى شئتي
وأنا لا زلت عند وعدي

أمسك بذقنها ورفع رأسها للأعلى طبع قبلة خفيفة على خدها وشفتيها ثم خرج

نزلت دموع آنين تنحدر من عينيها ( كيف لي أن أكسرك يا شاكر أنت شاب رائع في كل شيء ...تبا لقلبي
الغبي هذا )

بعد مرور عدة أيم و آنين جالسة في غرفتها لم تدرس خلالهما حرفا واحدا تعيش حزنها وحيرتها تحاول
أمساك نفسها عن الدموع كما كانت تفعل طيلة الشهور الماضية

آنين : عليا أن أتحدث مع شاكر عن كل شيء وأعلم حقيقة إياد ... لن أذهب لذلك الشاب ولن أهين نفسي أكثر
سأفعل ذلك لكي أرتاح و لأريح شاكر... لن أكون السبب في تعاسته معي طوال العمر

خرجت من غرفتها ونزلت راكضة بسرعة للأسفل

زياد : هيه مهلك قليلا ... لقد تزوجتي وسيصبح لديك أطفال ولازلتي تركضين على السلالم

آنين : أين هوا شاكر هل خرج

زياد : آآآآه قولي أن كل هذا الركض شوقا لرؤية زوجك ..... لقد رأيته يدخل الحديقة منذ قليل

آنين : سأذهب لرؤية جدي وأراه عندما يعود

توجهت للممر وغادر زياد متوجها للأعلى

وقفت آنين فجئه .... ( سأذهب للتحدث معه هناك سيكون الأمر أسهل)

خرجت آنين بحثا عن شاكر سمعت أصوات وكأنها شجار اقتربت فرأت ياسر وشاكر يتناقشان بحدة
والصوت أصبح واضحا لها

ياسر : ما الذي تفعله يا شاكر .... ما كل هذا الجنون

شاكر : إنها حياتي ووحدي أقرر... آنين زوجتي وانتهى

ياسر : هي ليست حياتك لوحدك يا شاكر هي حياة آنين أيضا ..... آنين من المفترض أن تكون زوجة
إياد وليس شاكر

شاكر : إياد مات لقد قتله الجميع منذ سنين يا ياسر فبأي حق ستقول أنها له الآن ... لقد سرقتم ماضيه
وحاضره ... لقد قتلتموه ليعيش شاكر خسر كل شيء بل أتمن شيء وهي آنين فليأخذها شاكر هي أيضا
دعوا إياد وشأنه دعوه يعش سعيدا ولو لأيام

ياسر : وهل سيكون سعيدا هكذا ... سوف تكونوا تعساء جميعكم جميعكم يا ... يا إياد

شاكر بابتسامة سخرية : أنا شاكر يا ياسر.... شاكر وليس إياد أم نسيت

ياسر : لم أنسى ولن أنسى ... ولم أتحدث معك الآن إلا لأنني ما نسيت ذلك يوما

شاكر : وما الذي فعلته يا ياسر غير أنك توقفت عن الكلام هل ترى هذا حلا

ياسر : قررت الصمت حينها على التفوه بالأكاذيب كيف كانوا يريدون مني أن أعلم أنك إياد و أعيش
معك على أنك شاكر ما كان من حل أمامي .... أخبرني ما الذي فعلته أنت لقد كنت تعلم انك غير فاقد
للذاكرة كما يتخيلون وعشت الدور الذي رسموه لك

شاكر : ماذا كنت ستفعل لو كنت مكاني تستيقظ من غيبوبتك لتجد الكل يناديك بشاكر وهم يعلموا جيدا
أنه لست أنت .... ماذا كنت ستفعل وأنت تراهم يقتلوك ليحيوا غيرك ويسرقوا منك كل شيء حتى آنين سرقوها
مني لتموت مع ماضي إياد بل لتموت مع إياد الماضي .... لقد قتلوني يا ياسر أتعي ما أقول ... قتلوا إياد وأنين
وجدي ليحيوا شاكر ... شاكر تؤمه الذي لا يشبهه إلا في الشكل ... سيء الخلق الصعلوك الفاشل الذي يكرهه
الجميع ليصبح رجل الأعمال الذي يمسك كل أموال العائلة وكل شؤونها ثم ليحظى بأثمن شيء وهوا آنين

ياسر : أنت تحكم عليها وعلى نفسك بالتعاسة طوال العمر.... إنها لا تريدك هي تريد إياد كما تعلم جيدا

شاكر : و هل كنت تريد مني أن أتركها تتزوج من أبن خالتها وتذهب مني مجددا و أنا أتفرج ....زواجها
من شاكر هذا لنحيا حياة تعيسة لكلينا أهون علي ألف مرة من أن تكون لغيري .... من أن تنام بحضن
رجلٍ غيري .... ولو عشت في تعاسة معها طوال العمر كان يكفيني أن تكون لي ... لي لوحدي

كانت آنين تغلق فمها بيدها ودموعها تنهال بغزارة وهي تستمع لما يقولانه

آنين ( شاكر وإياد ..... لا مستحيل ما الذي يجري هنا..... شاكر هوا نفسه إياد .....أنا زوجة إياد وإياد
هوا زوجي زوجي أنا..... سأجــــنـنننـ .....آه راسي ) أمسكت رأسها وغادرت باتجاه القصر صعدت السلالم
وزياد نازل للأسفل .... بعد قليل دخل شاكر

زياد : آنين كانت عند جدي وصادفتها الآن تصعد للأعلى ممسكة برأسها وملامحها لا تندر بخير أذهب
لرؤيتها يا شاكر

صعد شاكر لغرفة آنين طرق الباب ودخل مباشرة وجدها تجلس على الأرض مستندة بالسرير وتبكي

نزل عندها وقال وهوا يضع يده على رأسها : ما بك يا آنين أخبريني ...سننفصل إن أردتي ذلك ولكن
لا تبكي أرجوك

حضنت آنين شاكر ولأول مرة .. وهي تبكي بمرارة .... بكت كل دموع الشهور الماضية التي أمسكت
فيها نفسها دون جدوى عن البكاء .... بكت آنين و إياد الماضي ..... و بكت آنين وشاكر الحاضر
وهوا يمسح على رأسها ويقبله بين الحين والأخر

شاكر : لا تقلقي يا آنين سأفعل كل ما تريدي ليس بإمكاني استحمال دموعك الغالية .... لن أغضب ولن
أتغير معك لانفصالنا ولن ألقي باللوم عليك أقسم لك بذلك

آنين دفنت نفسها في حضنه أكثر وقالت بصوت باكي : لا .... لا تتحدث عن الانفصال مرة أخرى ... لن
ننفصل أبدا

شاكر : إذا ما بك .... أخبريني هيا

آنين : لا شيء .... أنا أريد فقط البكاء في حضنك .... ألا يحق لي ذلك

شاكر وهوا يزيد من أحتظانها : بلى يحق لك .... وحدك من يحق لها هذا .... و أقسم لن يكون حقا
لغيرك يا آنين حتى الموت

آنين : لا تتحدث عن الموت ... يكفي ما فقدته بسبب الموت .... لا تتركني ... لا تتركني أرجوك

شاكر : هيا توقفي عن البكاء

ابتعدت آنين عن حضنه ومسحت دموعها أمسك شاكر بوجهها وهوا يمسح دمعة من عينها بإبهامه
وقال بابتسامة : إذا أريني ابتسامتك الجميلة التي غابت كثيرا

ابتسمت أنين ونزلت دمعتان من عينيها احتضنها وقال : قلت ابتسمي وليس ابكي من جديد يا مشاغبة


مرت أيام على آنين سجينة الغرفة تأكل الأفكار رأسها ولا تجد تفسيرا واضحا لما يجري

آنين ( لو أني أتذكر الماضي فقط ... لا أستطيع أجبار رأسي السيئ هذا لأنني سأتألم بشدة ..... لما قتلوا
حقيقة إياد ليكون شاكر لماذا .... إن كانوا لا يحبونه فلماذا فعلوا بإياد ما فعلوه ما الذي حدث في ذلك اليوم ..
مات شاكر ودخل إياد في غيبوبة ومرضت أنا وجدي أيضا لأصبح في بلاد آخر وقد نسيت كل شيء ويصبح
إياد شاكر ... يشبه اللغز المحير..... كيف لي أن أصدق هذا .. إياد كان أمامي طوال الوقت وأنا .... آآآخ منك
يا إياد كيف كنت تخدعني وتلعب علي الدورين ... لهذا تركتني أتزوج شاكر أنت من طرد البستاني لأنه
أعطاني زهرة وهددت بقتله إن أقترب مني ما كنت لتسمح لأحد أن يأخذني منك ..... ولكن كيف سأعيش
معه و أنا أعلم من يكون أناديه شاكر كما يناديه الجميع اسمي في عقد الزواج مرتبط بشاكر ..... يجب
أن يتغير كل هذا لكني لا أستطيع التحدث معه عما سمعت ... عليا أن أتذكر )

سمعت آنين صوت طرقات على الباب ثم دخلت عمتها بعدما استأذنت

العمة : ما بها صغيرتي الحبيبة لم نعد نراها

آنين قامت و احتضنت عمتها بحب وقالت : بخير عمتي لا تقلقي ( ذاك المغفل إياد حرمني حتى من
فرحتي بالارتباط به .... سأريه )

العمة : هيا أنزلي معي للأسفل لأتأكد أنك بخير

آنين : حسننا سأفعل ذلك لتتأكدي

نزلت آنين وعمتها للأسفل فكان شاكر وزياد هناك

جلست آنين بجانب عمتها بعيدا عنه ونظرت إليه وهي تحدث نفسها ( أنت إياد ليناده الجميع إياد ...إياد فقط )

زياد : ههههه لما أنتي هاربة أجلسي بجانب زوجك ... أم أنكما قد تشاجرتما

آنين : لو كنت أعلم أنك هنا ما نزلت

زياد : ههههه ولا حتى من أجل شاكر

آنين سكتت محرجة ولا تدري ما تقول

إياد بحدة : لما لا تتركها وشأنها ما إن تراها حتى تانهال عليها

زياد : لا لا لا مهلك علي لا تقتلني ..... لا تخف لن تتأذى مشاعر زوجتك

إياد : لما لا تتزوج أنت وترحمنا من شرك

زياد : من زوجة كئيبة كهذه لم تبتسم منذ شهور بالتأكيد لن أستحملها مثلك يا رجل

إياد بغيض : زيااااد

زياد : سأقوم لترتاحوا مني

آنين ( معه حق كيف استحملني كل ذلك ... بل كان مستعدا للعيش معي بتعاستي على أن يتركني لأبن
خالتي .... ولكنه المخطئ لما لم يخبرني بالحقيقة .... آآآآه هوا يعلم أنني لن أرضى بذلك وبالفعل لن أرضى
أن أكون زوجة شاكر وهوا إياد )

ثم نضرت له بتمعن ( إياد كان أمامي دائما وأنا أتمنى رؤية وجهه ولو دقيقة هذه العينان السوداء الجميلة
والملامح الوسيمة والبشرة السمراء الجذابة كلها لإياد وأنا لا أعلم )

نظر لها إياد وأبتسم .. ابتسمت أنين في خجل لأنه أمسكها تنظر إليه ثم أشار لها برأسه لتلحق به لمكتبه
دخل المكتب ودخلت خلفه وقف مقابلا لها أمسك وجهها بيديه وقال : هل صرتي بخير... لم تعجبيني ذاك
اليوم لقد بكيتي كثيرا

ثم ابتسم قائلا : حتى أنني قمت بتبديل قميصي لأنه غرق بدموعك

ابتسمت أنين بخجل وهي تنزل عينيها للأسفل ثم احتضنته وقالت : نعم أصبحت بخير أنا آسفة على كل
الأيام الماضية

إياد وهوا يحتضنها بقوة : ما كل هذا التطور .... إذا سنبدأ من جديد

آنين : أعدك أن أحاول

ابتعدت عن حضنه رفع رأسها للأعلى بأصابعه ثم وضع انفه على أنفها وجبينه يلامس جبينها وقال وعينيه
في عينيها : هل ستكونين لي .... لي وحدي

آنين : أجل ...

ثم شعرت بشفتيه تلامس شفتيها ويداه تحيط بخصرها بقوة فخلصت نفسها منه وركضت
مسرعة باتجاه الباب

إياد : انتظري يا آنين أنا آسف فلنتحدث فقط ( أحمق ما كان عليك أن تتهور )

ثم جلس على الكرسي واتكأ برأسه على يده وقال : سامحني يا إياد فلم يتركوا لك شيء ولا مكان .... ولكن
هل سترضى أن يسرقها منك شاكر أن تحبه وتنسى وجود إياد ماذا لو تذكرت كل شيء لن تسامحك حينها
لن تحبك ولن تحب إياد

صعدت آنين السلالم راكضة ( ماذا فعلتي يا غبية كله بسببك ما كان عليك احتضانه ألا تستطيعي التحكم
في نفسك قليلا )

ثم دخلت غرفتها وارتمت عل السرير ( كنت مشتاقة إليه أردت أن احضنه فقط ... أحبك يا إياد ولكن كيف
تريدني أن أحب شاكر وأنساك .. كيف تريد مني هذا .. كيف تجرم في حقي كل هذا الجرم ... لما تفعل بي
هكذا .... كيف سأناديك طوال الوقت بشاكر وأنت إياد ... كيف أحبك على أنك إياد وأنت تعتبره حبا لشاكر
كيف أحتضنك على انك إياد و أنت تحسبني أرتمي لحضن شاكر ...... كيف .. كيف يا إياد )

في اليوم التالي خرجت من غرفتها ونزلت لغرفة جدها أخرجته بالكرسي المتحرك بعدما أصبح بإمكانه
الجلوس عليه وسارت به خارجا للحديقة

آنين : أنظر يا جدي لقد أصبحت الحديقة أجمل وأنت فيها

..... : مرحبا بصغيرتي وجدها الحبيب

آنين : مرحبا بالعم صابر.... كيف حالك

تنهد صابر بأسى وقال : جيد بعض الشيء

آنين : ألم تقرر بعد أن تحكي لي ما يؤلمك

صابر : وما تفعلي بالمآسي

آنين : وماذا إن قلت لك أني أريدها

صابر : أبنتي يا سيدة آنين

آنين : ما بها أبنتك وهل لديك ابنة لم أكن أعلم

صابر : نعم لدي وليس لدي في نفس الوقت

آنين : لم أفهم

صابر : لدي أبنه ضاعت مني منذ سنوات ولم أعلم بوجودها على قيد الحياة
إلا من أشهر ولا استطيع الوصول إليها

آنين : كيف ذلك ..... كيف تعلم عنها أين تكون ولا تستطيع الوصول إليها

صابر : تلك قصة طويلة إنها الآن عند رجل يسجنها ويجعلها تخدمه وتعمل في حظائر الحيوانات لديه

آنين : يا الهي كيف يفعل كل هذا بها

صابر : يريد الانتقام مني

آنين : وما ذنب أبنتك

صابر : ليس لها ذنب سوى أنها أبنتي

آنين : لما لا تخلصها منه

صابر : لا أعرف أين تكون إنه يتصل بي ويسمعني صوتها يعذبني ليرتاح من عذابه

آنين : لماذا ... ما الذي فعلته له

صابر : إنها قضية قتل وسجن وحكاية طويلة لا يريد أن يسمع شيء مني

آنين : إنها حقا حكاية محزنة كم أتمنى أن تجدها وتعودا لبعضكما لما لا تطلب
من شاكر ( آه كم أصبحت أكره مناداته بهذا الاسم ) ليقوم بمساعدتك

صابر : هوا يحاول مساعدتي كثيرا ولكننا لم نصل لنتيجة حتى الآن

آنين : ستجدها يوما مادامت على قيد الحياة الأموات وحدهم من لا يعودون

صابر : أتمنى ذلك ..... اتركيني أساعدك في تحريك كرسي السيد

آنين : لا شكرا يا عم أنا أحب فعل ذلك بنفسي


مرت أيام على آنين تحاول فيها ترجمة مشاعرها وتوجيهها للشيء السليم ودون جدوى

آنين ( كيف لي أن أفعل ذلك كيف سأرضى بهذا الشيء إنه صعب صعب جدا لقد أصبحت أتجنب مقابلته
بحجة الدراسة التي لم تعد تنتهي والأساتذة داخلون خارجون وهوا يتجنبني مراعيا لي ... ولكنني لم أصل
لنتيجة كيف سنعيش بهذا الوضع مستحيل ... لدي فكرة مجنونة ولكن سأطبقها يجب أن أعلم مشاعره
اتجاهي يوجهها بأياد أم شاكر قد أدفعه للاعتراف بحقيقته لي )

نزلت أنين من السرير ارتدت فستانا زهري اللون يصل نصف ساقيها مقلم الأطراف ومقلم الأكمام
الواسعة التي تصل للكوعين مشطت شعرها وخرجت لخارج القصر

سارت بعيدا مبتعدة قدر الإمكان حتى رأته يخرج من بين الأشجار

آنين ( لو أعلم فقط كيف يعرف أني ابتعدت ) : ماذا تريد

إياد : لا تبتعدي ألم أقل لك ذلك أعرف أنك تفعلين هذا لتريني

آنين : ولما كل هذه الثقة أنا لم أحظر لأراك

إياد : لما تغضبي مني وأنتي التي تزوجتي أنا من عليه أن يغضب

آنين ( ممثل ) : بل أنت الملام أنت رددتني خائبة و أنا أكاد أترجاك أن ..... وبدأت بالبكاء

أقترب منها وضمها بين ذراعيه وقال : أقسم أنني أحبك يا غبية أقسم بذلك

آنين وهي تشد من احتضانه : كاذب

أبعدها عنه وقال : لست كاذبا يا أنين وأنتي من تزوج

آنين ببكاء : ماذا كنت تريد مني أن أفعل ... أنت لم تعطيني حلا لقد تهربت من الأمر كله ... لماذا خرجت
في حياتي مادمت ستتركني وحيدة.. لماذا جعلتني أحبك من جديد فوق حب الطفولة و أنت لا تملك سوى
كلمة " لا أستطيع "... لقد أحببتك يا إياد ولكنك خذلتني ... لم أستطع نسيانك أو نسيان جرحك لي لما
تركتني ... لماذا

أمسك وجهها بيده وقال : أنيني

ضربت آنين يده لتبعدها قائلة : لا تقل أنيني ... لا تقلها ... أنا لم أعد ملكك أتفهم

إياد : ما كان بيدي شيء أنتي لم تعرفي ظروفي لكنتي عذرتني

آنين : كنت قلت أي شيء ... أي شيء يا إياد لأرفضهم جميعا ولكنك لم تفعل ... لو أنك طلبت مني الهرب
معك لفعلت ولكنك أحمق وجبان وستخسرني للأبد

إياد : هل صرتي تحبينه

آنين : لا .... لأنني غبية وحمقاء .... ولكن سيحدث ذلك يوما ولن تجدني بعدها .... ستموت آنين مع
ذكرياتك التي تخليت عنها .... ستموت كما مات الماضي

ثم ارتمت في حضنه وبكائها يزداد شدة : علمني كيف أنساك مثلما علمتني كيف أحبك مرتين ... علمني
كيف أقتل حبا عاش بداخلي منذ الطفولة

مسح على شعرها وقال : كيف لي أن أعلم نفسي أولا لأعلمك ... أنا ضائع ... ضائع يا آنين ولا أعلم ما سأفعل

ثم أبعدها من حضنه وقال : أنتي متزوجة ... هل ترضي لزوجك أن يحتضن أخرى

دفعته آنين بقوة وقالت : أحمق ولن تتوقف عن إهانتي ماذا تظنني خائنة ولكن الحق معك ماذا أفعل هنا
مع معتوه مثلك

ثم غادرت آنين وتركته يتبعها بعينين محبة ومشتاقة وتائهة حزينة : كم أحبك .... كم أحبك يا فراشتي الجميلة


سجنت آنين نفسها في غرفتها لأيام ولم تستقبل حتى أساتذتها للدراسة ولاحظ الجميع التغير على شاكر أيضا
أصرت عمتها على الدخول لها حتى فعلت

العمة : آنين ما بكما أنتي وشاكر

آنين : وما به شاكر

العمة : غاضب طوال الوقت وحزين ومستاء حتى أني أخبرته أنك لا تخرجي من غرفتك فلم يرد علي
ماذا حدث بينكما

آنين : لا شيء يا عمتي لا شيء

العمة : هل أكذب عيني وأصدقك .... عليكما التحدث معا والوصول لحل للخلافات لن يجدي ما تفعلانه
نفعا ..... آنين مزاج شاكر في أسوء حالاته ما الذي حصل قد أساعدكما

آنين بحزن : لن تستطيعي مساعدتنا ولن يستطيع أحد فعل ذلك

العمة : ألن تخرجي من هذا السجن على الأقل

آنين : حسننا سأفعل ( مؤكد أنه غاضب مني ... هوا يعتقد أنني أخونه .... أبكي في حضن رجل غيره وأخبره
أنني لازلت أحبه مؤكد سيغضب مني .... ولكن ما عساي أفعل )

بدأت أنين تخرج من عزلتها ولكن إياد كان يتجنب البقاء معهم في وجودها ولا يتحدث معها
كان يجلس في مكتبه والأفكار تدور حوله كالهواء ( كيف لي أن أعيش معها وهي تراني شخصا آخر وتحب
غيري وتبكي بحضنه ... كيف سأتنازل لشاكر عنها أيضا ... كل شيء قد أتنازل له عنه إلا أنين إلا هي ...
هي تعرف أنه شخص أخر غيري أنا وتخبره أنها لا تستطيع نسيانه ... لماذا خرجت لها لما لم يلحقها شاكر
لإرجاعها لتعلم أن إياد رحل للأبد .... لا وبدأت أتفوه بالحماقات أمامها و أخبرها بمشاعري التي لم تمت
بعد اتجاهها ... ما العمل ..... ما العمل ..... ولكن لن يرجع إياد لأنه لم يرده أحد ... لن يعود لهم بعدما
تخلصوا منه ودفنوه مكان شاكر ....ولكني أريد آنين أريدها لإياد وليس شاكر أن تكون أمام الجميع لي
... لي وحدي لإياد فقط )

طرق الباب وعلم من الطارق فقد سمعه قلبه قبل أذنيه

إياد : أدخلي يا آنين

دخلت أنين قائلة : هل لي أن أتحدث معك

إياد : أنا مشغول الآن في وقت آخر

آنين : لا تتهرب مني يا شاكر سنتحدث الآن يعني الآن

إياد : حسننا تعالي أجلسي

جلست آنين مقابلة له وكل واحد منهما يجهز نفسه لقول ما عنده وقد قرر قرارا لنفسه

آنين ( عليا أن أوضح له ولوا توضيحا بعيدا ليعلم أنني لا أخونه كشاكر و أني لست سيئة فلو لم أكن
أعلم أنه هوا نفسه ما كنت لأذهب إليه أردته أن يعترف ولكني أفسدت كل شيء )

إياد ( عليا أن أنهي هذي المأساة التي أعيشها وأضعها معي فيها ... سننفصل وتعود آنين لإياد ترجع لي
حتى نجد حلا للأمر )

إياد :ماذا كنتي ستقولين

آنين : أ أ نــــ

إياد : أنا سأختصر عليك الطريق يا آنين سأبدأ منذ الغد بإجراءات الانفصال

آنين بصدمة : ولكن ليــــ ....

إياد يقاطعها ببرود : نحن لا يمكن أن نكون لبعض فلا داعي للكذب على أنفسنا أنا سأحررك مني
وعيشي حياتك كما تريدين

آنين ودموعها تتساقط ( لا ليس هذا ما أريده يا إياد كيف وأنا صرت لك ) : لا لن يكون هذا ... كل هذا
لأنك تضن بي الظنون أنا لست خائنة ولم أخنك معه ولم أكن لأبكي بحضنه و أخبره بمشاعري لو لم
أكن أعلم أنه أنت ولكنك لا تجد حلولا لمشاكلنا إلا بتعقيدها يا إياد أنا لست خائنة لتتخلص مني

الصدمة ألجمت إياد عن الكلام ولم يستوعب ما تقول

تابعت آنين : أجل علمت أنك إياد وسمعت حديثك و ياسر كنت أتمنى أن يتغير شيء بذهابي لك منذ أيام
ولكنك جبان ولا تريد إلا الاختباء خلف قناعك ... وضننت أنني أخون من أنا زوجتا له مع غيره وقلتها
لي في وجهي هل ترضي أن يحضن زوجك أخرى ... ولم تجد حلا سوى الانفصال ... ليكن إذا فأنا أيضا
لا أريد أن أكون زوجة لشاكر

ثم خرجت ودموعها تنهال على خديها وركضت لغرفتها وأغلقتها على نفسها

أمسك برأسه وقال : ما هذا الذي ألت إليه يا إياد كانت تعلم .... وأنت تفسد الأمر ضننا منك أنك ستصلحه
لماذا يحدث كل هذا لي


بعد مرور يومين

إياد: عمتي أين هي آنين

العمة : الست تعلم

إياد : أعلم بماذا

العمة ( يا الهي ضننتهما متفقان على الأمر)

إياد بحدة : أعلم بماذا يا عمتي .... ما بها آنين

العمة : جاءت خالتها وأخذتها ظننتك تعـــــ ....

إياد بغضب : ماذا ..... أخدتها أين ..... وكيف تذهب دون أذني

العمة بفزع : كانت تبكي ومرضت كثيرا بالأمس ويبدوا أنها اتصلت بخالتها لتأتي

إياد : مرضت ... ولما لا أعلم أنا بكل هذا الست زوجها

العمة : أنت كنت خارج المنزل طيلة اليومين الماضيين وهي رفضت أن أتصل بك كانت تصرخ من
رأسها ولم تنم طوال الليل ورفضت حتى الطبيب

إياد وهوا يغادر مسرعا : كيف تذهب دون علمي كيف تذهب وتتركني هكذا بين السماء والأرض

العمة ركضت خلفه وأمسكته : أين ستذهب يا شاكر

إياد : سألحق بها ... أين سأذهب لغير هناك

العمة : لا يمكن حل الأمور بهذه الطريقة يا شاكر .... أنت غاضب ولن تتوصلا لحل أهدأ قليلا وأعطها
فرصة لتبتعد وتفكر

إياد بأسى : أتركها .... كيف أتركها هناك مع أبناء خالتها هل تريديني أن أجن تماما هنا

العمة : أفعل ذلك من أجلي يا بني لقد أخبرتني أنكما قررتما الانفصال وأنه عليها أن تبتعد قليلا عدني
أن لا تلحق بها حتى تفكرا جيدا وتصلحا الأمور

إياد : أعدك .... اتركيني الآن

العمة : أين ستذهب

إياد : للجحيم.... فلم يعد يعنيني أين



ومرت الأيام والأسابيع على آنين وإياد ويفصل بينهما كل شيء حتى الهواء

إياد : هل تكلمتي معها

العمة : لا .... لقد رفضت كالعادة ... قالت خالتها أنها لم تخرج من عزلتها حتى الآن إنها تسجن نفسها
وترفض الحديث مع الجميع

إياد : تغلق هاتفها كي لا ترد على مكالماتي ذهبت إلى هناك مرتين ولم تنزل لرؤيتي رفضت حتى طلب
زوج خالتها منها النزول

العمة : لقد أضاعت حتى دراستها وتعبها وفاتتها الاختبارات مند زمن

إياد ( إلى الجحيم جميعها لقد ضيعت مني عقلي ) : إذاً لم تتوصلي لأي نتيجة

العمة : قالت خالتها أنهم عندما أخبروها أن زوجها يريد رؤيتها قالت لهم أنا لست زوجته هوا يريد
الانفصال عني ... هل ستنفصلان هل أخبرتها ذلك حقا يا شاكر

إياد : لم أجن لأفعلها لن ننفصل إلا على جثماني ...هي لا تعطيني فرصة للحديث معها

العمة : آنين ستقابل صديقاتها قريبا هي تحبهم كثيرا وهم مرتبطين ببعظهم بشدة لقد طلبت من خالتها
أن تتحدث معهم ليقنعوها ولنتأمل خيرا



~~~***~~~


لـــين


في الصباح أستيقضت لين فتحت عينيها رأت روز فوقها

لين : ضننت أنني قد مت ودخلت الجنة لكن عندما رأيتك عرفت أنني يستحيل أن أكون فيها

روز : ماذا تعني .... أنني لن أدخل لها أبدا

لين : هههه كيف حالك يا روزي

روز : بخير أنتي من يجب السؤال عن حالها

لين : بخير .... من غير لي ثيابي أنتي

روز : هههه ومن ظننتي زوجك النائم فوق

لين : وقحة .... كيف تقولي هذا الكلام

روز : أنا لم أقله أنتي قلتي أنكم عشاق وتزوجتم أيضا

لين وهي تقف : جيد أنك لا تعملي مع العمال وإلا كنتي أفضل مروج للشائعات

روز : أين ستقومين ... الجروح والخدوش في جسمك كثيرة عودي للسرير هيا قبل أن يعاقبني السيد

لين : وما علاقة السيد بالأمر

روز : هوا طلب أن لا تعملي أو تغادري السرير حتى تشفي تماما وقال أنه سيعاقبني إن لم تفعلي

جلست لين على السرير وقالت : لابد وأنه غاضب مني بسبب البارحة

روز : لقد خرج اليوم صباحا من القصر برفقة الحراس يبدوا أنه توجه للحظائر أو منزل العمال لم
يخرج السيد لهم سابقا أبدا

لين : وهل عاد

روز : نعم منذ وقت .... ماذا حدث لك البارحة يا لين من ضربك هكذا ومزق ثيابك يبدوا أن السيد
أحضرك إلى هنا

لين ( آه ذاك الوسيم لم أتخيله بهذا الشكل ) : لا أعلم احدهم امسكني وكان يشتم ويتكلم عن تسببي بسجن
أخيه ولا أذكر الكثير ... آآآآه

روز : ما بك هل أنتي متألمة من شيء

لين : لا ... قليلا فقط



قبل ساعات في بيت العمال

الجميع يتناول إفطاره في نشاط لبداية يوم جديد

سيف ( أحد العمال ) : هيه أين هوا سامح لم أره اليوم

سامر : لا أعلم لقد خرج البارحة ... ألم يعد

اشتغلت المكبرات بصوت رجل قائل : ليخرج الجميع للخارج وفورا

تفاجئوا جميعهم بما قيل وخرجوا رأوا سامح مرمي عل الأرض وقد تعرض لكل أنواع الضرب ورجل

بمعطف يغطي حتى وجهه وحراس ضخام مخيفين معه ... يقفون جميعا فوق العامل المرمي أرضا

روح : هذا هوا عقاب كل من يقترب من الفتاة و أشد من هذا أيضا .. تساهلت في الكثير من الأمور فلن
أتساهل في أمرها مطلقا وليكن ذلك معلوم للجميع إن لمس أحدكم شعرة منها فسيقتل على يدي

ثم غادر والحراس حملوا سامح وغادروا أمامه

نظر العمال لبعضهم ثم انصرفوا لأعمالهم دون كلمة لأنهم أصبحوا يخافوا حتى من الحديث عن لين

عماد : عم رشدي ترى ما فعل هذا الرجل بلين يبدوا أنه قد أذاها

رشدي : لا أعلم و أتمنى أن تكون بخير .... طوال الفترة الماضية لم أرها كنا نضع الأغراض عند
الباب ونغادر حسب الأوامر ولكني في الغد سأسأل عنها روز لأنها عادت منذ أيام وتستلم الحاجيات منا



في اليوم التالي

روز : هيا كلي هذا الحساء يا لين إنه مفيد

لين : لا أريد .... أععع ... أنا أكره جميع أنواع الحساء وحسائك خصيصا كيف كان يتناول السيد طعامك
طوال هذه السنوات

روز بغضب : كان يأكل ولا يتذمر مثلك ولم يقل لي يوما أن طعامي سيء

لين : آه مسكين لابد أن معدته تعاني من جميع الأمراض بسبب طعامك هذا

روز : لقد سأل عنك أحد العمال الذي أسمه رشدي يبدوا أنهم يعلمون بالأمر وقد ألح علي لأكلم السيد
ليراك هوا والصبي عماد ويطمئنوا عليكي ولكن بعد ما قلتي فلن أتحدث معه مطلقا

لين : لا روز لم أعرفك سيئة هكذا أنتي طيبة كثيرا

روز : يا لك من محتالة .... لقد تحدث مع السيد وقد سمح لهم برؤيتك

لين بسرور : حقا وكيف وافق

روز : لكي تعرفي قدراتي

ثم نظرت روز للقلادة التي أعطتها للين على الطاولة بعد أن انقطعت ليلة الحادث وضعتها في الدرج كي
لا يسمعها السيد وجلست بجانب لين وقالت بهمس : السيد سألني عنك خمس مرات كلما صعدت إليه بالطعام
أربعة بالأمس وواحدة اليوم حتى أنه بالأمس أتاني للمطبخ ليسأل عنك ... ما الذي حصل بينكما في غيابي
ها ... اعترفي هيا

لين : أبتعدي عني لم يحصل شيء ما الذي تعنيه بما قلتي

روز : حتى أنه وافق فورا على أن يزورك العاملان .... الأمر لم يعد طبيعيا

لين : إن لم تصمتي قطعت لسانك الصدئ هذا .... السيد يتعامل مع الجميع بطيبة لما الأمر معي أنا
سيكون غريبا

روز ( يبدوا أن ثمة أمور بينهم وعلي المساعدة ) : أسمعي يا لين الروماتزم يتعبني كثيرا والطبيب منعني
من صعود السلالم ما إن تشفي ستتولين أنتي المهام فوق ... سمعتي

لين : ولما ... تلك وضيفتك أنتي هذا كله بسبب كثرة النوم والكسل في الماضي حتى صدئت عضامك

روز : قولي ما شئتي لن أصعد السلالم فلن يفيدني شيء إن صرت مقعدة وسأتحدث مع السيد في الأمر

لين : على السيد أن يصرفك من العمل لأنك لم تعودي مفيدة لشيء أنتي هنا لتخدميه وها أنتي لن تعدي
له الطعام ولن تصعدي للأعلى ما نفعك إذا

روز : أفسد عليكي يومك ههههه

لين : بائسة ولا أبأس منك إلا أنا


في صباح اليوم التالي دخل رشدي وعماد إلى القصر لأول مرة في عملهما هنا وفي عمل جميع العمال

رشدي : كيف حالك يا صغيرة لقد قلقنا عليك كثيرا يبدوا أن مشاكلك لا تنتهي

لين : سامحك الله يا عم هل جئت لتقول لي هذا

رشدي : بل لأطمأن عليك

عماد: حمدا لله على سلامتك يا لين ... كيف حالك

لين : شكرا لك يا عماد أنا بخير والحمد لله مجرد حادث بسيط

عماد : ولكنه لن يكون بسيطا على سامح الوغد ذاك لقد ضربه السيد حتى الموت وأراه للجميع
وهددهم من الاقتراب منك ... لم أرى السيد يعذب أحدا قط ... يبدوا القصر رائعا هل تقيمين حقا في
هذه الغرفة

رشدي : لما لا تصمت قليلا لم تترك شيئا لم تقله ... لين ماذا حدث لما ضرب حراس السيد العامل سامح

لين : يبدوا أنه شقيق أحد المتهمين بالسرقة الذين تم سجنهم لقد مرضت روز وذهبت لجلب الطبيب فلحق بي.

عماد : لابد أن السيد عاقبك على ذلك

لين : لا حتى الآن ولكن بالتأكيد ثمة عقاب ينتظرني وأنا أستحقه

عماد : هل سيعيدك للحظائر سيكون عقابا رائعا لكي تعودي إلينا

لين : لا تكن أنانيا يا عماد أنا أتمنى الموت عل العودة للحظائر

رشدي : هيا بنا لنغادر لقد ثرثرت بما فيه الكفاية

ودعا لين وغادرا


عند المساء جلست روز بجوار لين على السرير وهمست لها : لقد سأل عنك السيد اليوم أيضا ألن
تفهميني الحكاية

لين بجدية : إن عدتي إلى هذا الموضوع مجددا فسأغضب منك ولن أكلمك أبدا أقسم على ذلك يا روز

روز : حسننا حسننا لا تغضبي ولكن السيد يريد رؤيتك في الغد

لين ( ها قد حان وقت عقابي ) : حسننا هيا انصرفي أريد أن أنام

روز : كنت أود أن أسهر برفقتك ولكنك لا تستحقين .... تصبحين على خير


في اليوم التالي صعدت لين للأعلى لتتلقى عقابها الذي وضعت له عشرات الاحتمالات
دخلت لين جناح السيد وجدت باب المكتب مفتوحا فدخلته وجدته يقف جهة النافذة يعطيها ظهره ولكنه لم
يكن يغطي رأسه

لين (لماذا لم يخفي وجهه ... لابد أنه يريد قتلي بوسامته .... ما أقساه من عقاب لم أتوقعه ..... هيه لين
هل جننتي )

روح : ما رأيك فيما فعلتي منذ يومين يا لين

لين : مخطئة ومستعدة للعقاب

روح : ما كان عليك المغادرة ... ماذا لو لم ألحق بك ... ماذا كان سيحدث لك

لين : روز كانـــ

قاطعها بحدة وصوت مخنوق : لا روز ولا غيرها يستحق أن تعرضي نفسك للخطر لأجله يا لين
لِما سلامتك آخر ما يهمك دائما ... كم مرة عرضتِ نفسك للخطر من أجل الآخرين ولن تسلم الأمور دائما

لين : أنا آسفة لن يتكرر الأمر

روح : أنا لا أريد توبيخك يا لين ولا معاقبتك أردتك أن تعلمي خطورة ما تقدمي عليه دائما دون تفكير

لين : حقا ... و لن تعيدني للحظائر أبدا

روح وهوا يتجه ناحية كرسيه : لا لن تدخليها مطلقا

لين : أي عقاب غيره أنا أقبل به

روح وهوا ينظر لعينيها مباشرة ولين تكاد تنصهر : لن أعاقبك بعد اليوم ولكن لا تعرضي نفسك للخطر
من أجل أيا كان يا لين

لين ( آه لا تنظر إليا هكذا أرجوك أشعر بحرارتي ترتفع ) : أعدك أن أحاول

روح : بل عديني أن لا تفعلي

لين وهي تهز رأسها نفيا : لا ... لا استطيع ..... ثمة أشخاص في الحياة قد تدفع عمرك ثمنا لإنقاذهم

روح : من هم

لين ( ياله من سؤال محرج ... إنها ورطة حقيقية )

روح : مثل من يا لين

لين : صديقاتي و روز و عماد ورشدي أيضا و ..... أنت

قبض روح على طرف الطاولة بقوة وقال : أنا

لين بعد صمت طويل وخديها قد زادا توهجا : أجل لما تستغرب ... لقد أنقدت حياتي و ...

روح : وماذا يا لين

لين ( ماذا يريد مني هذا بالضبط يكاد يقتلني بوسامته و أسئلته المحرجة ... من قال أنني جميلة ليأتي
ويرى أنه يتوهم )

روح : هل تحتاجي لساعة لتجيبي عن كل سؤال

لين : لما تسألني عن كل هذه الأمور أنا لا أفهمك

روح : لأني ظننتك تكرهينني

لين وهي تهز رأسها بالنفي : لا .... لا أحمل لك أي مشاعر كره

روح : إذا أي مشاعر تحملينها لي

لين ( ماذا به هذا يبدوا أنه يشعر بالملل ويريد التسلي بأعصابي ) : يبدوا أنك درست علم النفس سابقا
وتقوم بمراجعته الآن علي .... أسئلتك تحرجني جدا لا أريدك أن تفهم إجاباتي خطأ

روح بابتسامة : لا لم أدرس علم النفس ... وكيف سأفهم أجابتك خطأ لم أفهم

لين : علمت الآن ما هوا عقابي

روح : ما هوا

لين وهي تشير له بأصبعها السبابة : هذا ما تقوله الآن

روح : هههه حسننا هوا لم يكن عقابا هي مجرد أسئلة ولكنك تستحي كثيرا من الإجابة .... ولم أفهمك
خطأ يا لين اطمئني ... لقد أردت أن أعلم فقط

لين : ما معنى ما تقول

قام من كرسيه وتحرك باتجاهها اقترب منها شيئا فشيئا وعينيه في عينيها حتى وقف أمامها ورفع يده
لوجهها قربها حتى كاد يحضنه بكفه و أصابعه وكلاهما تجتاحه مشاعر متدفقة من الداخل ثم أنزل يده
قبل أن تصل إليها وأعطاها بظهره وقال : لو لم أكن شخصا ميتا لا محالة ولا أستحق الحياة ولو لم
تكوني قطعتا منه لكان حديثنا اليوم مختلفا.... يمكنك المغادرة يا لين و أعتني بنفسك جيدا

خرجت لين تهف على وجهها بيدها من شدة الحرارة التي تشعر بها وقلبها يكاد يتوقف ( كاد يحرقني
يبتسم ثم يضحك ثم يقترب مني .... أقسم أنني تلقيت أقسى عقاب منه اليوم )

نزلت للأسفل ووجدت روز تنتظرها

روز : ما بهما خداك مشتعلتان كالموقد

لين : إن لم تبتعدي من أمامي فسيحرقانك

روز ( أقسم أن بينهما شيئا ) : ما هوا العقاب الذي أختاره السيد لك

لين : من المفترض أن تتلقي أنتي العقاب وليس أنا

روز : هل عاقبك

لين وهي تتوجه لغرفتها : لا ..... ولا تسألي أكثر لأني لن أجيب

روز ( أقسم أن ظنوني في محلها .... إن لم تحرك هذه الفاتنة مشاعر السيد فلن يحركها شيء آخر )

دخلت لين غرفتها ووقفت مستندة بالحائط ويدها على قلبها ( لين يا حمقاء ماذا يحدث لك ..... إن كنتي قبل
أن تري وجهه بدأت أشياء غبية تتحرك بداخلك بقوة فكيف سيكون حالك الآن )

ثم ارتمت على السرير ...... ( ولكن ما قاله ... والدي ... هل لوالدي علاقة بالأمر ولكن كيف يعاقبني بذنب
شخص ميت كيف ..... أمي حدثني كثيرا عن أبي ولم تقل لي سوءا عنه لقد كانت تحبه كثيرا ولم تكن أمي
إلا امرأة فاضلة جدا فلن تحبه إن كان سيئا .... عليه أن يفهمني ما حدث .. وحده فقط من يعلم )

مر باقي اليوم على لين وهي تفكر طوال الوقت ولم تتحدث بكلمة

روز : لين ما بك

لين : لا شيء

روز : أنتي لم تتحدثي طوال اليوم

لين : أخبريني يا روز هل كان أحدهم يزور السيد في السابق

روز : لا ....

لين : هذا لأنك نائمة كالجثة طوال الليل

روز : من زار السيد

لين : شقيقه

روز : له شقيق

لين : نعم

روز : يبدوا أن أحداثا كثيرة حدثت في غيابي .... وماذا أيضا

لين وهي تغسل الأطباق ونظرها موجها ليديها وكانت تشعر برغبة في الحديث من كثرة التفكير

قالت بهدوء: علمت اسم السيد منه

روز : وماذا علمتي عنه أيضا

لين : رأيت وجهه

روز بدهشة : حقا .... أقسمي بذلك

لين : ولما سأكذب

روز : وكيف هوا شكله هل هوا شاب أم كبير

لين : إنه شاب

روز ( ها قد نطق الحجر ) : آآآآه وكيف يبدوا

لين وهي تضع الصحن من يديها وعينيها مثبتتين للأسفل وبهمس : حارق ... إنه حارق .... تشعرين أنك
ستحترقين إن نظرتي إليه فكيف إن أقترب منك

روز ( يبدوا أن التشويق بدأ ) : لين ما بك حبيبتي لا تبدين بخير ماذا حدث بينكما

صمتت لين طويلا ثم قالت : روز ألم أحذرك من طرح هذا السؤال علي .... قلت لك لا شيء ... لا شيء

وغادرت المطبخ متوجهة لحجرتها

مرت عدة أيام ولين تقوم بعملها كالسابق في جناح السيد بعد أن رفضت روز الصعود و بشدة ... كانت
تتحرك وشيء ما يشدها دائما للحجرة التي يسجن نفسه فيها عندما تكون هي هناك وحال من بالداخل لم
يكن أفضل منها

وفي يوم قررت لين أن تتحدث معه لتفهم ما حدث وضعت الطعام ولم تغادر

خرج روح من غرفته

روح : ما بك يا لين هل هناك شيء

لين : نعم أود التحدث معك في أمر

روح : إن كانت الدراسة فلم يعد هناك وقت

لين : لا ليست الدراسة أنا لازلت عند قراري لن أخرج

روح : إلى أن أخرج أنا ..... ولكنني لن أخرج من هنا

لين : إذا سأبقى هنا أيضا ولن أخرج ...عقابي سينتهي بنهاية عقابك أنت لنفسك

أقترب منها كان يتقدم للأمام وهي تتراجع للخلف وعيناها في الأرض

روح ( سحر وجاذبية ... عينان كاللؤلؤ ووجه كالبدر... لم أرى لهذا مثيل أبدا كيف جمعت سحر
الشرق والغرب )

التصقت لين بالجدار أقترب منها مد يده وأمسك يدها طبع قبلة عميقة في باطن كفها

وقال : حبيــ ...ثم سكت

لين ورأسها في الأرض : لما تفعل بي هذا

روح : بل أنظري ما فعلته أنتي بي

لين : أرحمني أرجوك

روح وهوا يرفع وجهها ليصبح مقابلا لوجهه : مما من السجن

لين : بل من عذابي

روح : ومن سيرحمني أنا

لين : أنت من عليه أن يرحمنا جميعا

روح : أنا ميت يا لين .... من تريه أمامك مجرد جثة بلا روح

أعادت لين رأسها للأسفل ودموعها تسقط من عينيها مباشرة على الأرض : أنت لست ميت .... لست ميت

مد يده تحت عينيها لتسقط الدموع بداخلها وقال : لما تبكي يا لين لما

لين : ما الذي فعله بك والدي أخبرني

أفلت يدها وتوجه ناحية النافدة معطيا إياها ظهره وقال : وما ستفعلينه بمعرفة الحقيقة

لين : أريد أن أعرف لما أتعاقب بذنب شخص ميت

روح : ليس ميت أنه حي ويتعذب كما أتعذب

لين بصدمة وعيناها قد فتحت على أتساعها : مـــااااذاااا ... حي ... والدي حي ..... مستحيل

روح : بلى وقد كان في السجن وقد قتل رجلا أيضا ..... هوا لا يستحق أن يكون والدك ....لماذا أنتي
أبنته يا لين .... لماذا

لين ولازالت تعيش الصدمة : هل من قتله يقربك

روح : لا بل حفيد العجوز الذي كنتي تعيشي معه

لين ( لهذا كان يضربني ويقول لأنك أبنته ) : وما علاقتك أنت بالأمر ما الذي فعله لك

بدأ روح بسرد ماضيه الأليم على مسامع لين


قبل أربعة عشر عاما

صبا : روح ألم تعدني أن تأخذني لحضور العرض الختامي

روح : أجل وفي الحال كم شقيقة لدي

احتضنته صبا وهي تشكره بكل العبارات ثم غادرت

يزيد : روح أنت تدللها كثيرا صبا لم تعد طفلة إنها في السابعة عشرة الآن علينا أن نشد في تربيتها

روح : شد أنت أنا لن أعاملها بقسوة هي شقيقتنا الوحيدة ولا تنسى وصية والدتي قبل أن تموت

يزيد وهوا يغادر : أنت فقط الملام عن أي تصرف خاطئ قد يصدر منها

كان هاتف روح لا يتوقف عن الرنين ( ماذا يريد مني هذا الشاذ القدر ) أغلق هاتفه ورماه على
الطاولة وخرج

بعد مرور عدة أيام عند الساعة الثالثة فجرا وصلت لهاتف روح رسالة فتحها فكانت من كريم وفيها

" أذهب لتفقد شقيقتك أين تكون أيها الشريف النزيه "

قفز روح متوجها لغرفة صبا فتحها ووجدها فارغة ركض في كل القصر بحثا عنها وهوا يصرخ باسمها
ولم يجد ردا وصلت رسالة أخرى فيها

" أنظر من الشرفة المطلة على الشارع الرئيسي لتعلم أي شقيقة لديك "

ركض روح للشرفة وجد شقيقته تخرج من بيت الجار صابر بعد أن احتضنته أمام الباب وهوا يمسح
على رأسها ثم ركضت وهي تلتفت إليه وهوا واقف أمام باب بيته

ما إن وصلت للبيت حتى كان شعرها في قبضة روح كانت تصرخ وهوا يجرها ورمى بها في أحدى
الغرف خرج وعاد يحمل صوتا في يده وبدأ ينهال عليها بالضرب

روح : سافلة هذا ما تكافئينا به يا سافلة ... مع جارنا ... مع رجل في سن والدك

صبا وهي تصرخ وتبكي بألم : لا ليس صحيحا ليس .... آه أرجوك يا روح أرجوك

وبعد وقت طويل من الضرب المبرح حتى تعبت يداه من تبادل الصوت فيهما رفعها من شعرها

لوجهه وقال : ستموتين على يدي ... أنتي عار على العائلة وعليك أن تموتي

رماها فسقطت ورأسها على الطاولة غريقة في دمها



الحاضر

لين وهي تمسك فمها بيدها وتبكي : مستحيل

روح : بلى هذا ما حدث ولكن المأساة ليست هنا

لين : وماذا غير كل هذا

روح : وجدوا كريم ميتا بسبب نزيف من طعنة وجهت لكليته ووالدك الجاني بعدها هرب بفعلته عامين
كاملين ثم أمسكوا به و أعترف أنه أستدرج شقيقتي بالحيلة لبيته بمشاركة كريم لاختطافها وطلب الفدية
ويبدوا أنهم أجلوا الأمر .... ثم قتله في اليوم التالي وهما يتشاجران

ضرب روح بقبضة يده على النافدة وقال بصراخ غاضب : لقد قتلت شقيقتي بيدي بسبب والدك
خرجت من السجن بعد أربعة أعوام لأجد الحقيقة المرة بانتظاري ... قتلتها عذبتها حتى الموت وهي
بريئة .... لم أستمع لرجاءاتها ... لم أكن عند ظن والدتي بي وهي توصيني بها لأنني الأقرب لصبا
والدك السبب يا لين والدك ... والأشد من ذلك أنه خرج من السجن بعد ثمانية أعوام فقط .. ليكون حرا
طليقا ...... لذلك سجنتك هنا و أعلمته بأنك خادمة لدي لأني أعرف حبه لك وأنه يبحث عنك من سنوات
كان عليه أن يعاني كما أعاني .... لقد كرهت شكلي الذي بسببه ألت لما ألت إليه من حال وأخفيته عن
الجميع .... وكرهت نفسي التي عذبت شقيقتي البريئة بغير ذنب وسلبت منها الحياة .... حاولت قتل نفسي
ولكن الموت يرفض أن يأخذني من هذا العذاب فلم أجني سوى هذا الجرح في عنقي والصوت المخنوق
بسبب تأذي حنجرتي .... فسجنت نفسي وعذبتها بالكهرباء لكي تقاسي وستموت هنا معذبه كما اقترفت في
الماضي .... جلبتك ليموت والدك احتراقا عليك ولكنني اكتشفت أنني جلبت لنفسي عذابا جديدا هي تستحقه
.... أنتي محرمة علي يا لين محرمة على هذه النفس التي تتوق إليك بجنون وفي كل لحظة .... محرمة
عليها لكي تعيش العذاب الأقسى من كل العذاب الذي عاشته .... محرمة عليها حتى الموت


خرجت لين تبكي راكضة ونزلت وتوجهت لغرفتها مباشرة روز خرجت من المطبخ على صوت بكائها
و لحقت بها مسرعة ... طرقت الباب بقوة وهي تنادي : لين أفتحي الباب ... ما كل هذا البكاء ماذا حدث
هناك في الأعلى لين أفتحي الباب أرجوك

لكنها لم تفتح ولم تتكلم بكلمة سوى صوت النحيب المرتفع والشهقات المتواصلة

صعدت روز لجناح السيد وجدته مفتوحا دخلت مكتبه فوجدته جالسا على الكرسي ويظم رأسه بين يديه
موجها إياه للأسفل

روز : آسفة سيدي على دخولي

روح وهوا على حاله : ماذا هناك

روز : لين إنها ....

وانقطعت الحروف عن حنجرتها عندما رفع رأسه لها ( يا الهي ... لم تعطه حقه في الوصف يا لين )

روح بتوتر : ما بها لين .... ماذا حدث لها

روز : إنـ إنـ ـ

روح بغضب : تحدثي ما بها

روز : تغلق غرفتها وتبكي بنحيب مخيف ماذا حدث

روح بعد هدوء مفاجئ: لا شيء ... دعيها وحدها وكوني قريبة منها ... هيا انصرفي

مر يومين على لين سجينة الغرفة ولا شيء سوى البكاء فتح روح باب غرفتها لتدخل روز إليها

روز وهي تحتضن لين بقوة : ما بك يا حبيبتي ما بك يا لين هل تشاجرتما .. لا بأس فهذا يحدث بين كل حبيبين

حضنتها لين بقوة وهي تبكي بمرارة : لسنا حبيبين يا روز ... هوا لا يحب شيء إلا الموت

روز وهي تهمس في أذنها : بلى حبيبين وليس أي حبيبين .... لما لم تخبريني أنه بكل هذه الوسامة كيف
سيكون أطفالكما ... ها أخبريني

لين وهي تبتعد عن حطنها : يالك من صانعة للتخاريف والأوهام .... كيف دخلتي إلى هنا

روز : وهل كنتي تريدي منا تركك هنا حتى تموتي عطشاً وجوعاً وبكاءً أيضا

لين : هل السيد من فتح لك الباب

روز : نعم .... وهوا قلق عليك كثيرا اصعدي للتحدث معه ... وحلا الخلاف هيا

لين : لن أصعد إلى هناك وليس لما بيننا حل .... روز اتركيني لوحدي أرجوك

روز : ليس قبل أن تتناولي الطعام

لين : حسننا فقط أريحيني من إزعاجك

روز : سأحظره لك هنا

تناولت لين الطعام بلا رغبة تحت ضغط من روز
ثم اتكأت على السرير وقالت : هل سيبقى هذا الباب مفتوحا

روز : أجل لكي لا تفعليها ثانيتا

خرجت روز وعادت لين لحزنها وأفكارها ( كيف يكونان متفقان على اختطافها وتغادر منزله وهي تحتضنه
وكأنها تشكره على شيء ..... لا أصدق أن السبب أنهما قد غيرا رأيهما في الاتفاق ... و اتصال كريم
بروح في ذاك الوقت ما معناه إن كانا متفقان ..... هناك حقائق مخفية ولا يعلمها أحد سوى أبي .... آه أبي
على قيد الحياة لا أصدق ومجرم أيضا أمي لم تخبرني بذلك وكيف لم يجدني هل أخفوني عنه ... لما كان
العجوز الذي أسكن لديه خائفا من أمي بعدما كبرت .... هناك أمور عالقة وحلقة مفقودة في الموضوع )


مرت الأيام على لين وهي في حزن وشرود تعمل ولا تتكلم ورفضت الصعود للأعلى بعدما فهمت من
كلام روز الأخير أنها تتعمد عدم الصعود ولم تكن تعاني أي مرض في ساقيها

روز تخاطب لين وهما تعملان في المطبخ : لين ألن تفكي عقدة لسانك هذه ... ما سبب كل هذا الصمت
والحزن أنتي لا تجيبي على أسئلتي أبدا والسيد لا يقول شيء سوى " كوني قريبة منها و أعتني بها جيدا "
ألن يرحمني أحدكما

...... : روز غادري لغرفتك

روز بصدمة : حاضر سيدي

روح : ما بك يا لين

لين : .......

روح : غاضبة مني إذا

لين وهي تعطيه ظهرها تغسل الأواني : بل من نفسي

توجه ناحيتها وقف بجانبها وهوا ينظر إليها : ولما تغضبي من نفسك

لين وعيناها على الماء المنهمر من الصنبور : أين هوا والدي

روح : هل تريدي الذهاب إليه

لين وهي تلتفت ناحيته : ليست تلك كل الحقيقة

روح : بلى هي الحقيقة هوا من أعترف بها كيف لا تكون حقيقة

لين : لا .... شيء ما مفقود

روح : هذا فقط لأنه والدك

لين وهي تهز رأسها نفيا ودموعها قد بدأت بالنزول : لا .... ليس صحيحا

مسح روح دمعة على خدها بأطراف أصابعه وقال : لا تبكي يا لين يكفيك بكاء

لين وهي تبعد يده عن وجهها : ألست محرمة عليك ... لما تقترب مني إذاً .. لما لا ترحمني

روح : أنتي عذابي يا لين .... عذابي أتفهمي

لين بغضب : وأنا لما أتعذب .... لما تعذبني هكذا بقربك البعيد ... أتركني وشأني يا روح ..... عاقب
والدي بي أنا راضية .... ولكن أرحمني و أبتعد عني

غادرت لين راكضة لغرفتها و ارتمت على السرير في بكاء مر وطويل ( عليا أن أعلم الحقيقة عليا
أن أقابل والدي وأعلم منه )

عند منتصف الليل خرجت لين من غرفتها فوجدت باب القصر مفتوحا ( غريب باب القصر يقفل أليا كيف
للسيد أن يتركه مفتوحا لم أره يفتح سابقا ... ترى هل الباب الخارجي مفتوح أيضا هل السيد من فعل ذلك
متعمدا ... عليا التأكد إن كان مفتوحا فسأغادر لمعرفة الحقيقة )

عادت لين لغرفتها جمعت البعض من ثيابها وخرجت .... ركضت كثيرا ناحية باب القصر الخارجي

أحد الحراس : أنظر أليست تلك هي الفتاة .... إنها تغادر القصر

الحارس الآخر : أتركها السيد أمر أن لا يمنعها أحد ... كل الحراس رأوها وهي تخرج

وفي نافدة من نوافذ القصر خيال لرجل يشاهد كل ما يجري في الخارج

روح : وداعا يا لين ... وداعا يا حبيبتي .... فلن أمنع نفسي عن قولها مجددا " حبيبتي " ... وداعا يا أجمل
وأشرف فتاة رأيتها في حياتي .... وداعا للأبد

خرجت لين من القصر وبدأت بالسير المتقطع تسير تارة وتجلس تارة أخرى من التعب ولم تصل القرية
إلا مع بزوغ الفجر ... توجهت فورا لمنزل العجوز مايكل طرقت الباب فخرج لها بسرعة

مايكل : من ... أهذه أنتي

لين : ألازلت تذكرني

مايكل : وكيف أنسى هذا الوجه ... تبدين متعبة أدخلي هيا

دخلت لين وقدم لها مايكل الماء والطعام

مايكل : هيا كلي يا صغيرة لا تخجلي مني

لين : شكرا لك يا عم ولكنني لا أحب تناول الطعام عند الصباح

مايكل : ما بك ... ماذا حدث لك

لين : لقد غادرت القصر سيرا على الأقدام منذ منتصف الليل

مايكل : يا إلهي هل قطعتي كل تلك المسافة ولكن لماذا

لين : عليا الخروج لمعرفة بعض الأشياء ثم العودة ..... لقد هربت من هناك

جلس مايكل وقال : أحكي لي كل شيء يا لين .... و أعدك أن أساعدك

شعرت لين بالسرور من عرضه للمساعدة وحكت له مختصرة الأحداث قدر الإمكان

مايكل : ما هذا الذي أسمعه .... هل كنتي سجينة القصر طوال تلك الشهور ... ولكن كيف تمكنتي من
الخروج من هناك

لين : يبدوا أن السيد هوا من أرادني أن أجد طريق الخروج ( لا يريد سوى تعذيب نفسه وبكل الطرق )

مايكل : وما تنوين فعله الآن

لين : عليا مقابلة والدي لأعرف منه ما حدث ولكن قبل ذلك عليا مقابلة صديقتاي بعد شهرين من الآن ... هما
من سيساعدانني في إيجاده ... وعليا زيارة ذلك العجوز الذي كنت أعيش معه فهوا من يملك مفاتيح الوصول
لوالدي بالتأكيد

مايكل : حسننا وبما يمكنني المساعدة أنا جاهز لفعل ما تريدين

لين : أنا لا أملك مكانا أقيم فيه ولا حتى مالا ... أريد العيش هنا في مخزنك الصغير بالخارج سأقوم بكل
الأعمال سأنظف و أطهوا وأفعل لك كل شيء في المنزل أثناء عملك ولن تراني فيه بقية اليوم ... فقط حتى
تعود صديقتاي .... وسأبحث عن عمل هنا أيضا لأكسب المال ثمن طعامي ورحلة القطار

مايكل : لك كل ما تريدين سنفرغ المخزن فهوا شبه فارغ ونحوله لغرفة لك ولو أحببتي البقاء في المنزل فلا
أمانع .... ولكن لن أسمح لك بالعمل في القرية قد يجدك ذاك السيد ويعيدك ثم قد تتعرضي للمضايقات فالأغلب
هنا ليسوا مسلمين وأعرف تفكيرهم جيدا



وفي مكان آخر

روز وهي تصعد راكضة : سيدي ... سيدي

روح : ما بك يا روز لما كل هذا الركض

روز : لين يا سيدي ليست هنا

روح : أعلم لقد غادرت البارحة

روز : أجل لكن .... أين ولماذا

روح : انتهى يا روز .... إنسي أن هناك فتاة اسمها لين

روز : مستحيل أن أنسى لقد تركت لي رسالة وقالت أنها ستعود وتركت لك واحدة أيضا

روح : رسالة لي

روز : أجل لقد وجدت ورقة مطوية على طاولة المطبخ وقد كانت رسالة منها لي وبداخلها أخرى كتبت لي
أن أعطيك إياها

روح : أتركي الورقتين وغادري

روز : حسنا

أمسك روح بورقة روز وقرأها

روز ... اعذريني لأني لم أودعك ... لا تنسينني أبدا ولن أنساك دائما

أعتني بنفسك وبالسيد جيدا

حاولي أن تطبخي له الطعام كما علمتك سابقا

وغيري سكاكين الحلاقة في آلته كل يوم يا كسولة لكي لا يمرض بسببك

أحبك يا روزي وسأشتاق لكي كثيرا

وأعدك بأنني سأعود قريبا

لين



وضع الورقة جانبا وفتح الأخرى


أعذرني يا روح

أعلم أنك من سمح لي بالمغادرة و أعلم السبب جيدا

أنا مازلت عند كلمتي لك و وعدي لنفسي لن أخرج من القصر حتى تخرج أنت

ولن ينتهي عقابك لي إلا بانتهاء عقابك لنفسك

ولكن عليا أن أفهم الحقيقة كاملة أنا لا أراها من منظورك أنت ولا من منظور ابنة لوالدها

سأعود قريبا فلا تغلق باب قصرك حتى أعود

وحتى إن أغلقته فسأدخل لأنني سأفجره

لذلك لن أقول وداعا

لين



قبض على الورقة بيده بقوة وقال : اذهبي يا لين .... أذهبي وعيشي حياتك يا غبية ... لما تعيشي الحياة
دائما من أجل الآخرين ... أرحلي بعيدا و اتركيني في عذابي فما أنا فيه الآن حتى الصعق بالكهرباء أهون
منه .... أنتي عذابي ولن تكوني إلا عذابي أما أنا فميت قبل موعد موتي


في الأسفل كانت روز تفتح ورقة أخرى لم يرها السيد .... روز : سأفعل ما طلبتي يا لين أعدك بذلك

وكان مكتوبا في الورقة " روز هذا رقم هاتفي لقد تركته لدى خالة صديقتي إن حصل مكروه فخدي هاتف
السيد و أتصلي بي أفعلي ذلك من أجلي "



ومرت الأيام على لين في بيت العجوز مايكل تعمل في بيته عند غيابه الطويل خلال النهار وتغادر المنزل
عند اقتراب موعد وصوله ولا يراها إلا لو طلب الحديث معها في أمر ... ولا أخبار لديها عن ذلك القصر
الذي تقف كل صباح تتأمله من منزل مايكل

مايكل : إذا ستغادرين يا لين

لين : نعم ... شكرا لك يا عم لن أنسى ما فعلته لأجلي ما حييت ... وعندما أصبح مليونيرة سأجعلك
مديرا لأعمالي ههههه

مايكل : هههههه وما تفعلينه بعجوز لا يعرف شيئا إلا الخضار

لين وهي تمسح دموعها : لا أعرف كيف أشكرك .... أتمنى لك السعادة دائما

مايكل : لا تنسيني يا لين .... وعودي لزيارتي دائما

لين : بالتأكيد


غادرت لين راكبة قطار العودة بعد عام كامل من الغياب حمل في طياته أحداث لن تنساها مدى الحياة





~~~***~~~


لجــين



ركبت هي وغافر السيارة وانطلقت مسرعة

غافر : ما ذا هناك و إلى أين نحن ذاهبان

لجين : العصابة تبحث عنك في كل مكان لقد كانوا في المستشفى كادوا يجدوك

غافر : بيننا موعد محدد فلما يبحثوا عني

لجين : اسأل أعوانك الفاشلين عن هذا السؤال

غافر : ماذا تقصدين

لفت لجين وعبرت طريق فرعي ومؤدي لأحدى القرى ثم نزلت من السيارة إلى أرض فارغة ليس فيها
إلا الطريق ونزل خلفها غافر

غافر : ما الذي حدث

لجين : أين غافر

غافر : ......

لجين : أين غافر قلت لك ألا تسمع

غافر : أنا غافر هل أصابتك الحمى

لجين :لا .. لست غافر .... فأين هوا غافر يا هذا

غافر : ومن أخبرك أني لست هوا

لجين : أنا علمت بنفسي .... النسر الأسود الذي كان في كتف غافر كان عليك أن تسرقه هوا أيضا

نظر لها نظرة احتقار ( هكذا إذا فتاة العصابات إحدى عشيقات غافر)

لجين : لا تنظر إليا بهذه النظرة أيها السافل فحتى عشيقات ذاك المسخ لا يعرفون عن النسر شيئا وتوقف
عن النظر لي بهذه الطريقة أو أفقدتك عينك السليمة

غافر : عشيقاته لا يعلمون وأنتي تعلمي

لجين : نعم .... ولا يهمني إن صدقتني أم لا فأنا النائمة في أحضان الرجال في نظرك على أي حال ..... فأين
غافر أجب الآن

غافر : مات

لجين : كاذب .... أين هوا

غافر : أخبرتك أنه مات غافر ميت

لجين : من أنت

غافر : أبن شقيقه " يزيد عادل "

لجين : وأنت والمخابرات تعدون كمينا للعصابة ... وأنا الطعم

يزيد : نعم أنتي والملف

لجين : فاشلون ... لا يمكنهم الإمساك بحشرة ويفسدون الأمر دائما ... أين غافر أين تخفونه

سمعوا صوت سيارات تقترب

لجين : أركب بسرعة

ركبوا السيارة .... لجين : أربط الحزام لقد وجدونا

سارت بسرعة جنونية ونزلت لطريق ترابي وتابعت السير بدأت السرعة لأن السيارة كانت معدة لهذا الأمر

يزيد : لم يعودوا خلفنا لقد نجونا هيا توقفي ستخرجين بنا من الخريطة

توقفت لجين وتنفست بارتياح

لجين : كادوا يمسكوا بنا

يزيد : كيف يمسكوا بنا مع هذه السرعة الجنونية .... كل يوم أكتشف فيك شيئا جديد

لجين : لم أترك شيئا لم أتعلمه لأنتقم من غافر وفي النهاية كان كل شيء وهم .... ولكنني سأجده ولن
تخفوه عني سمعت

نزلت لجين من السيارة بعدما ضربت بابها بقوة وابتعدت وجلست بعيدا .... كان يزيد ما يزال جالسا داخلها
( إذا هي اكتشفت أمري ... ولكن كيف علمت بذلك إن كنت أنا أبن شقيقه لا أعلم ولا عشيقاته كما تقول إذا من
تكون لتعلم بكل هذا ليست زوجته بالتأكيد ... تعمل لصالح العصابات وتعلم أشياء عن عمي لا يعلمها أحد
وتحقد عليه كل هذا الحقد .... من تكون )

نزل يزيد متوجها ناحيتها وعند اقترابه منها جاءه صوتها الحزين

لجين : دعني وشأني

يزيد : عليا أن أفهم

لجين : لا يحق لك ... الأمر لم يعد بيني وبينك فأبتعد عني

يزيد : ما الذي بينك وبين غافر

وقفت لجين قائلة : سيحل الظلام قريبا علينا أن نغادر

يزيد وهوا يمسكها من يدها : لا .... أنا أعرف هذه البلاد جيدا الخطر أكبر عند الليل أنوار السيارة ستكشفنا

توجهت لجين للسيارة فتحت حقيبة يدها أخرجت الهاتف ثم رمته في السيارة بغضب

لجين : سحقا لقد خرجنا من منطقة الإرسال

ثم توجهت عند أطار السيارة وجلست مستندة عليه وقف يزيد أمامها مباشرة

لجين : أبتعد عني يا يزيد أرجوك

جلس بجانبها وقال : لن أتكلم عن شيء ... حسننا

مر وقت طويل وهما يجلسان هناك ثم وقفت لجين أخدت حقيبتها و ابتعدت صرخ بها قائلا : جولي

لجين : قريبه ... قليلا وسأعود

ابتعدت عن نظره أخرجت العباءة و غطاء الرأس وصلت ما فاتها اليوم ثم عادت و ذهب كليها في نوم
عميق جلوسا خارج السيارة ... شعرت لجين بشيء صلب يلمس رأسها فتحت عيناها فكانت فوهة مسدس
ومجموعة من الرجال الأجانب ويزيد يمسكه أحدهم وكان ضوء الشمس قد بدء يتسلل خلال الظلام
وقفت لجين

.... : إذا هذه هي حفيدة ريتشارد الحبيبة

لجين وهي تأشر بأصبعها ليزيد : وهذا شريككم الذي خطفني ليسلمني لكم

أتجه ليزيد وقال : مرحبا بغافر ضننا أنك انتهيت أين الملف لنكمل الصفقة

يزيد : أحترق في الفندق

...... : حسننا أحضرت الفتاة على الأقل ...ولكن القرص والملف جزء من الصفقة وعليك تسليمها

ثم أقترب أحدهم من لجين سحبها من يدها وهي تسبه وتصرخ

أمسكها رئيسهم من شعرها ثم مرر لسانه على خدها وهوا يضحك ... يزيد كان يكاد يمزق يديه من
الشد عليهما من الغيظ ولم يكن ينوي التصرف في الأمر وهوا يصبر نفسه ( يكفي يا يزيد هي فتاة
عصابات وقد أرادت اللعب معهم فدعها تجرب )

رمى زعيمهم بلجين أرضا وقال لمن معه وكانوا ثلاثة : هي لكم حتى نقايض بها

تقدم أحدهم منها وهي تزحف للخلف وتدعوا بهمس " اللهم إني أجعلك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم "

يزيد كان يشاهد شيئا لم يروه جميعا وفستانها يرتفع لأكثر من نصف فخدها والنسر في عيني يزيد كأنه
أمامه مباشرة .... صرخ بهم قائلا : توقفوااااا

نظروا باتجاهه جميعهم سكت مطولا وهوا يتبادل النظرات معهم ثم قال : إنها مصابة بالإيدز هي حامل
للفيروس لقد رأيت التقارير بعيني ... أفعلوا ما يحلوا لكم ولكن لا تعاقبوني على ما سيجري فيما بعد ولا
تحملوني العواقب فقد حذرتكم .

نظروا لبعضهم مطولا ثم ابتعدوا عنها وكأنها وباء ينتشر في الهواء .... أشار لهم زعيمهم أن يركبوها
السيارة وأركبوا يزيد بجانبها وركبوا سيارتهم وقاد احدهم سيارة لجين والآخر جلس بجانب يزيد الذي
كان يجلس بجانبها

لجين ( لقد أنقدني للمرة الثالثة ما الذي يريده مني هذا الرجل كان بإمكانه الانتقام مني الآن أمام عينيه على
كل ما فعلت فأنا في نظره ابنة العصابات عشيقة غافر وغيرها الكثير ... لقد انقدني منهم بأعجوبة على الرغم
من أنه رماني بالإيدز ... ألم يجد حلا أفضل )

نظر لها يزيد بتمعن وهي تتكئ على زجاج السيارة وكأنه يرسم ملامحها بعينيه ( لجين ... هي لجين زوجتي
التي كتبت اسمها في عقد زواجنا هي زوجتي التي ظننت أنها فتاة أخرى غير موجودة ... هي التي أمامي الآن
ليست عشيقة عمي غافر وليست فتاة عصابات وليست أجنبية مسيحية )

لجين وهي تنظر لخارج السيارة : لو لم أكن فتاة عصابات ولو لم أكن عشيقة عمك ولو لم أكن ... وأكن ...
... لكنت قلت أنك معجب بي

تحدث يزيد معها بالعربية فأفراد العصابة لن يفهموها : يكفي يا لجين

نظرت لجين له بدهشة بعد أن رفعت رأسها عن الزجاج المتكئة عليه

يزيد: أنتي لجين أليس كذلك

لجين : ....

يزيد : النسر الأسود نسيتي أنتي أيضا أن تخفيه

لجين ( لقد رأى النسر إذاً ... ولكن ما عرفه بارتباطه باسم لجين ... وهوا ليس غافر )

قالت مبادلة له الحديث بالعربية : نعم لجين

يزيد : لما لم تخبريهم أنني لست غافر

لجين : ولما أنقدت أنت حياتي ثلاث مرات

يزيد : إن أخبرتك ستخبرينني

لجين : لا

يزيد : إذا لن أقول

رجعت لجين مستندة برأسها على النافدة ثم قالت بهدوء وحزن : أين غافر يا يزيد

يزيد : مات

لجين : لن أصدقك أبداً

وبعد السير طويلا وصلوا لمكان كبير و كأنه مجمع مستودعات فتحوا بوابة كبيرة وأدخلوا السيارات فيها

لجين : يبدوا أنه وكرهم

يزيد : نعم يبدوا ذلك

تم أنزلوهم من السيارة وقادوهم لزعيمهم الحقيقي

تهامس هوا ومن أمسكهم كثيرا ثم قال : سنتركهم الليلة هنا وغدا نتم الصفقة

.... : والسيارة إنها تعجبني

الزعيم : خذها

ثم أمر رجاله فأخذوا لجين ويزيد وسجنوهما في مكان يبدوا أنه مستودع لتصليح السيارات وخرجوا
وأقفلوا عليهم الباب

لجين : سحقا .... كم مرة سيتم اختطافي هنا

يزيد : هههه بل كم مرة سوف يسجنونا معا

لجين : لا يبدوا الأمر مضحكا

يزيد : بلى فنحن لا نعرف مصيرنا .... علينا أن نضحك قليلا فقد نموت في الغد

لجين : ألن تخبرني عن مكان غافر

يزيد : ميت .... ميت يا لجين لما لا تريدي أن تصدقي ... لقد مات من حينها وليس له وجود

وقفت لجين وقالت بصراخ : كذب ... كاذب

وقف يزيد وأتجه لها وقال : بلى ... أنا لست كاذبا ... عليك أن تصدقي ذلك .... أنسي يا لجين أنسي كل
شيء وعيشي حياتك الباقية

أدارت لجين له بظهرها وقالت : أنسى .... أنسى ماذا يا يزيد .... أنسى عذاب السنين أنسى الحرمان
أنسى بكائي و ألمي كلما رأيت النسر ... وكم تتوقع مرة أراه في اليوم ... لقد حرمت على نفسي السوائل
وعشت بالمغذيات لكي لا أطر لرؤيته كل حين .... كيف تريد مني النسيان ... كيف

ثم قالت بصوت باكي ودموع لأول مرة تنزل أمامه : كيف تنسى شخصا قتل والدك بعد ما سلبه ماله و
أغتصب والدتك أمام عينيك ليقتلها ويقتل جنينها وتوعدك أنه سيسحقك أنت أيضا في المستقبل ... كيف
تنسى شخصا حرمك ويتمك وجردك من كل شيء حتى هويتك

أمسكها يزيد من كتفيها ووجهها لوجهه ثم أحتضنها بقوة وقال : أعلم ... أعلم كل ما تقولين وأشعر به

لجين : لا.... لا تشعر به لأنك لم تعشه ... وحدي أنا من يشعر بذلك

يزيد وهوا يزيد من أحتظانها أكثر : أنتي تشعري وهذا يكفي ليجعلني أشعر به يا لجين

شدت لجين يديها عليه بقوة وقالت : قل لي أنه كذب يا يزيد ... قل لي أنك تكذب ... أعطني أملا ولو كاذبا

يزيد وهوا يمسح على رأسها : لقد نال عقابه يا لجين .... لقد أحترق وعانا من ألم الحروق لأيام ..... لقد تكلم
معي بنفسه وأوصاني بالبحث عنك وإعطائك كل ما يملك عسى ذلك أن يكفر ذنوبه ..... لقد تعاون مع
المخابرات للإمساك بالعصابة لأنه قرر أن يغير حياته .... هذه هي الحقيقة يا لجين وهذا هوا الواقع فصدقي

ابتعدت عن خضنه وقالت بأسى : لن يموت حقدي عليه لن يموت أبدا

يزيد : ها أنا أمامك هنا فافعلي بي ما شئتي أطفئي نار حقدك في .... اقتليني حتى إن أردتي

لجين وهي تهز برأسها نفيا وهي منزلة إياه للأرض : كيف .... كيف وأنت لست غافر وأنت من أنقد
حياتي عدة مرات .... وزوجي أيضا ... كيف .... كيف ذلك

أقترب منها و أمسك وجهها بكلتا يديه ولامس أنفها بأنفه الملفوف بالشاش يحركه عليه يميننا ويسارا وعينه
في عينها وقال مبتسما : أعترفتي أنك زوجتي مرتين .... هذا يعني لا طلاق على الإطلاق

ابتعدت عنه وجلست بعيدا وقالت : لنخرج أحياء أولا ثم لنتحدث عن الطلاق ولا تنسى أنني سأعيد أسمي
السابق أنا لازلت لجين فورقتك منتهية المفعول قريبا

يزيد وهوا يجلس بعيدا : ولكن الطريف في الأمر.... والذي لا تعلمينه أنني تزوجتك باسم لجين وسافرتي
باسم لجين أيضا

لجين بصدمة : كيف

يزيد : أوراقك التي كانت عند عمي غافر وحتى جواز سفرك استخدمتها لإخراجك من البلاد ولعقد الزواج أيضا

لجين : أنت حقا نحس لا يمكنني التخلص منه .... لا تقل أنك تزوجتني باسم يزيد

يزيد : نعم لحسن الحظ

لجين : هل تراه حسن حظ .... ولكنني فتاة عصـــ

قاطعها يزيد بحدة : أسكتي يا لجين لا تكملي ... أنسي كل ما قيل أنا لم أكن أعلم من تكوني ثم أنك أيضا لم
تتركي مسبة لم تسبيني بها حتى بعد أن علمتي أنني لست غافر

وقفت لجين وبدأت بالتفتيش في الأغراض الموجودة في المستودع

يزيد : ماذا ... هل ستعيدين خطتك السابقة

لجين : لا بالتأكيد فأنت قد شوهت سمعتي فمن سيقترب مني

يزيد : ههههه لقد فعلت خيرا لأنني سأمزق من سيقترب منك وليقتلوني أولا قبل أن يلمسوك

لجين وجدت أدوات حادة فخبأتها في ثيابها

يزيد : مجنونة سيكتشفونك

لجين : يبدوا أنك نسيت أنني مصابة بالإيدز ولن يقترب مني أحد حتى عن بعد

يزيد : لما تخططين

لجين : لا شيء محدد ولكن قد نحتاجها

عادت للجلوس بعيدا مختبئة عنه خلف عمود من أعمدة المستودع مربع الشكل وكبير اتكأت عليه وبدأت
كل ذكريات الماضي تعرض أمامها وفكرة أن غافر ليس موجود ولن تنتقم منه تمزق قلبها تمزيقا لقد كان
صوت بكائها الذي تحاول كتمه و إخفائه يطرق مسامع يزيد بوضوح ... وقف وتوجه ناحيتها سمعت لجين
خطواته تقترب منها فقالت : اتركني وحدي .... أرجوك يا يزيد .... وحدي من يعرف معنى هذا العذاب

يزيد وهوا يجلس بجانبها ويشدها لحظنه : لن ابتعد ولن أتركك يا لجين أعلم أنه لا مكان لي في قلبك الذي ليس
فيه إلا الحقد على غافر .... ولكنك لامستي قلبي قبل أن أعرف حقيقتك أما الآن فأنتي تسكنيه وتملئينه ولا
مجال لغيرك ليسكنه فلعلي أجد ولو حيزا بسيطا لي في قلبك يوما ما ... دعيني أكون بجانبك ولو لهذه الليلة
فقط يا لجين لا تحرميني منك ... قد لا تريني أبدا من جديد

لجين ( ومن قال أنك لم تحرك بي أشياء لم تتحرك سابقا في قلبي الميت كيف و أنت من عرض نفسه للموت
لأجلي ) واكتفت بالنوم في حضنه في صمت وهوا يمسح على رأسها وشعرها ووجهها دون كلام

وبعد وقت على هذا الحال تكلم يزيد

يزيد : لجين ألا تريدي رؤية وجهي

لجين : منذ علمت أنك لست غافر انتابني الفضول لأراك ... هل الحروق غير حقيقية

أبعدها يزيد عنه ثم بدأ بإزالة الشاش عن وجهه ثم أزال اللاصقات التجميلية التي كان يضعها ليظهر
وجهه الحقيقي بالعينين الرمادية الواسعة والبشرة البيضاء وأنف مدبب محدد الأطراف نظرت له لجين
بتمعن لوقت طويل ثم عادت للنوم على صدره وقالت : مخادع جعلتني أتصورك بملامح غافر طوال الوقت
رفع وجهها بأصابعه وهوا يقول : أنظري لعيني أود أن أخبرك أمرا

نظرت لوجهه اقترب منها وقبلها قبلة عميقة على شفتيها ابتعدت عنه بصعوبة وقالت وهي تضربه بقبضة
يدها على صدره: محتال لقد خدعتني

حضنها لصدره بقوة وقال : ههههه ما كنت لأحصل منك على شيء لولا الحيلة

صمت طويلا ثم قال : لجين هل لي أن أجد مكانا في قلبك يوما

لجين : قد يكون ذلك يوما .... إن خرجنا أحياء

عند الصباح فتح عليهم احد الرجال الباب أمسك بيزيد من ذراعه وأمر لجين أن تتبعهم نظر يزيد للجين
بابتسامة وقال : رايتي ... لقد خلصتك منهم للأبد

لجين وهي تضربه بقبضة يدها في خصره : بل أنقدتني منهم

أركبوهم في السيارة وخرجوا من وكرهم وساروا لمسافة طويلة نام خلالها يزيد الذي لم ينم طوال الليل
وصلوا لغابة بالقرب من قرية ... كانوا عشرة رجال والزعيم طبعا لم يكن منهم
قابلوا هناك مجموعة مكونة من سبعة رجال معهم أسلحة وذخائر بعدد كبير محملة في سيارات
تقدم أثنين منهم وتحدثوا معهم مطولا

لجين : يبدوا أنهم يقايضوا بنا

يزيد : يبدوا ذلك....

لجين : لم أكن أتوقع يوما أن أكون بهذا السعر .... ولكن ما الذي سيفعلونه بك أنت فقد فقدت حتى الملف

يزيد : سيجعلونني وسيلة للحصول عليه بالتأكيد

لجين : ماذا لو علموا أنني لست حفيدة ريتشارد ولست أنت غافر ولسنا سوى صعلوكان متزوجان هههههه

يزيد : أنتي أثمن لدي من كل ذلك

لجين : اسكت لا أريد أن نموت و أنت آخر من يتحدث

يزيد : لماذا

لجين : هههه لكي لا أخسر لقب سليطة اللسان التي أعطيتني

ارتفعت أصوات أفراد العصابة وكأنه شجار يدور بينهم ثم هجم عليهم أفراد منهم كانوا مختبئين يبدوا
أنهم حفروا لهم كميننا

صرخ يزيد بلجين عندما بدأ أطلاق الرصاص : انبطحي أرضا يا لجين

ولكن لجين شدته من يده وسحبته وهي تقول : إن انبطحنا أرضا فلن نهرب ... تعال بسرعة إما أن نخرج
من هنا أو نموت ... أقترب أحد أفراد العصابة الأخرى من لجين أمسك يدها وقال : لن تهربي لأي مكان
فأخرجت الأداة الحادة التي كانت تخبأهت وطعنته بغتة وركضا بعيدا والرصاص يتطاير في الأجواء
هربا بعيدا ودخلا المدينة وركضا فيها طويلا

أوقفت لجين أحد المارة أخرجت له من جيبها باقي النقود التي تحصلت عليها و أشرت له بيدها بمعنى
أريد هاتفا أعطاها هاتفه و أخد كل النقود اتصلت لجين بجدها وأعطت الهاتف ليزيد الذي ابتعد عنها وتحدث
فورا مع نادر

نادر : أين أنتما لقد بحثنا عنكم طويلا حتى ظننا أنكم قد متم

يزيد : نحن بخير حتى الآن إننا في "....... " تكلم مع المخابرات و لنكمل المهمة

نادر : قد تعرض نفسك للخطر فقد شكوا بأمرك

يزيد : تعالى لأخذي وسنتفاهم معهم لاحقا لقد أصبحت قريبا من هنا ... لقد ابتعدنا قليلا جهة الغابة لأن
المروحية ستنزل هنا أنا أنتظرك

نادر : حسننا سأكون هناك بعد قليل

يزيد : ماذا عن أمجد هل تكلمت معه

نادر : لقد أنتقل لقصر روح ... الأمور لا تسير على ما يرام هناك

يزيد : ماذا حصل

نادر : سنتحدث ما إن نتقابل

يزيد : حسننا وداعا

عاد للجين التي أمسكته من ذراعه وقالت : ماذا هناك ... لما ابتعدت عند اتصالك

يزيد : لقد اتصلت بفتاة و أخبرتها أنني أحبها وسأتزوجها عليك هههه

لجين وهي تضربه : أحمق ... أفعل ما شئت

يزيد بحزن مصطنع : ألن تتصدقي عليا ببعض المشاعر أبدا

نزلت عندها مروحية الجد ونزل منها فركضت لجين ناحيته و احتضنته وهي تبكي

لجين : جدي لقد اشتقت إليك ... ظننت أنني لن أراك مجددا

الجد : أيتها المشاغبة المحتالة وهل تضنيني سأغفل عنك لحظة ... هيا سنرحل

لجين : لن أرحل دون زوجي سنأخذه معنا

الجد : من ... المجرم غافر مستحيل

لجين : لا هوا ليس غافر إنها قصة طويلة سأخبرك بها

عادت لجين ليزيد وقالت وهي تسحبه من يده : هيا ... علينا الرحيل من هنا

يزيد أوقفها وأمسكها من وجهها بيديه قبل جبينها وعينيها وقال : اذهبي أنتي ثمة مهمة علي أكمالها
وسألحق بك

هزت لجين رأسها نفيا ودموعها تنزل : لا ... لن أتركك هنا .. مستحيل .. سوف يمسكوا بك وسيقتلونك

يزيد : لا تخافي علي يا لجين سأكمل المهمة وأعود

احتضنته لجين بقوة وقالت من بين دموعها : لا تفعل هذا بي يا يزيد .... عدني أنك ستعود لا تتركني في
الحياة لوحدي

أبعدها يزيد عن حضنه وأمسك بوجهها وقال بابتسامة : هل تحصلت على المكان يا لجين هل أصبح لي جزء
في قلبك الحقود

أشارت له برأسها بنعم احتضنها وقال : و أخيرا تصدقتي عليا بزاوية صغيرة من قلبك

لجين وهي تشد من احتضانه : بل كل الحيز يا يزيد كله يا منقذي وبطلي

ابتعدت لجين وركبت المروحية التي بدأت بالصعود وهي تنظر ليزيد الذي كان يلوح لها بيده ويصرخ
قائلا : أحبك يا جولي ... أعتني بنفسك يا حبيبتي

لوحت له لجين قائلة بذات الصراخ : لجين أيها الأحمق لجين .... عد قريبا ... عد من أجلي يا يزيد

ثم همست قائلة : أحبك أكثر من أي شيء
















~~~***~~~

الجزء السابع

آنـــــين

العمة : أي رسالة فأنا لا افهم شيئا

آنين : أخبريه فقط أنني موافقة على عرضه

ركضت آنين باتجاه غرفتها أغلقت الباب وجلست خلفه تبكي بألم من كرامتها المجروحة

آنين : لما ظهرت في حياتي إن كنت ستتخلى عني وتفعل بي هكذا .... لقد خذلتني يا إياد

ارتمت على السرير واستمرت في البكاء لوقت طويل ثم غلبها النعاس ونامت ... استيقظت بعد ساعات
ووجدت زهرة أمام عينيها مباشرة أمسكتها آنين بغضب وقطعتها بين يديها ورمت بقطعها في كل مكان
وهي تقول بصراخ وأسى : جبان ... مخادع ... هل ستبقى تهديني أزهارك إلى أن أتزوج وأنجب أطفالا
هذا ما أحصل عليه منك ...الكلام الواهم والأزهار البالية ....حتى أنك لم تكلف نفسك بقول شيء
لي ... أكرهك يا إياد أكرهك .... ثم بدأت بالبكاء من جديد

بعد ساعات نزلت آنين للأسفل وكانت ترتدي فستانا بلون السماء بخيوط ملفوفة حول الخصر ومن عند
الكتف حتى الكتف الآخر باللون الأزرق الغامق وبكمين طويلين ... وجدت العمة وياسر وزياد في الأسفل

العمة بابتسامة سرور : هيا تعالي يا عروسنا الجميلة

ابتسمت آنين ابتسامة باهتة حاولت قدر الإمكان أن تكون طبيعية ومعبرة

زياد بابتسامة : مخادعة لقد خدعتني وستتزوجين غيري

آنين : أنا لم أعدك بشيء يا هذا

زياد : بلى فاشل وفاشلة من المفترض أن نكون زوجان

آنين : لنكون آسرة فاشلة وأبناء فاشلين ونقدم برنامج تلفزيوني عن الفشل ونأخذ جائزة الفاشل الأكبر

زياد : هههههه ستكونين فخورة بي .... لقد خسرتني وستندمين في المستقبل

مد يده لها وقال : مبارك يا ابنة خالي العزيزة

آنين : شكرا لك

زياد : لا أحسدك على الزوج ألنكدي الغاضب ..... متى ستتزوجان

آنين : ولن أحسد زوجتك على الحياة الزوجية الفاشلة

ياسر بابتسامة : دع لنا مجالا لنبارك لها أمسكت شاكر ساعة والآن آنين .... مبارك يا آنين أتمنى لك السعادة

آنين بابتسامة رقيقة : شكرا لك يا ياسر أتمنى أن أبارك لك قريبا

ثم وجهت كلامها لزياد : يعرف كيف يبارك ليس كمن يجعلك تكره الزواج

زياد : الحق علي لأني كنت أحذرك مما ورطتي نفسك فيه

..... : أرى الجميع مجتمعين هنا

العمة : تعالى وانقد عروسك من هذا الوحش

شاكر وهوا يقترب من أنين : ما الذي يفعله المتوحش بعروسي .... أحذرك يا زياد من مضايقتها ها أنا
لديك فافعل ما شئت

زياد : كنت أقنعها بالحياة السعيدة معك وأن لا تتراجع عن قرارها

ضحك الجميع إلا شخص واحد وهوا ياسر كانت نظرات الاستياء الموجهة منه لشاكر وحدها الشيء
الصادر عنه

العمة : هل سنقيم حفل خطوبة أم ماذا قررتما بهذا الشأن

شاكر : لم نتحدث بالأمر بعد

ثم نظر لأنين : آنين هل لي أن أتحدث معك قليلا

آنين : بالتأكيد

غادرا باتجاه مكتب شاكر وزياد يصرخ بهما : هيه لما لا تتحدثان هنا أمامنا

شاكر : عمتي أسكتي ابنك أو قطعت لسانه

العمة : أسكت أنت لا شأن لك بهما

زياد : غبية كيف تركت زرق العينين شقر الشعر أولئك ووافقت على شاكر

العمة وهي تضربه على كتفه : وما به شاكر ألا يعجبك .... إنه أجمل منك حتى

جلست آنين على الكرسي وجلس شاكر بجانبها

شاكر : لقد تحدثت مع زوج خالتك

آنين : بهذه السرعة

شاكر : لماذا هل غيرتي رأيك بالأمر

آنين وهي تهز رأسها نفيا : لا لم أقصد ذلك .... ماذا قلت لهما

شاكر : أخبرتهم أني أبن عمك وأولى شخص بك هم أجانب ولا يفهمون في هذه الأمور ولكنهم يعلمون
أهميتها عندنا نحن العرب وأخبرتهم أنه عليك أن تكوني قريبة من جدي وأن تعيشي هنا مع أهلك سألني
إن كنا قد أجبرناك فأكدت له أنك موافقة ولكنه أصر على سماع رأيك

آنين : هل عليا قول ذلك لهما .... لا أستطيع

شاكر : إنه متقبل جدا رفض أبنيه ولكنه خائف عليكي ويظن أننا نجبرك على الزواج بي

تنهدت آنين بضيق وقالت : حسننا سأتكلم معهما

شاكر : ماذا بشأن الحفل .. كل ما تريدينه سأقوم به

آنين : لا داعي لكل هذه الشكليات

شاكر : أنا أرى أن نعقد قراننا مباشرة والزواج تقررينه أنتي متى شئتي

آنين بصدمة : قران ...... نتزوج الآن

شاكر : سنعقد قراننا فقط إن كان لديك مانع نؤجل الأمر أيضا

سكتت آنين قليلا ثم قالت : حسننا كما تشاء

شاكر بابتسامة : إذا الخميس القادم نعقد القران ما رأيك

آنين وهي تقف مغادرة : كما تريد ... أعذرني أشعر بألم في رأسي سأصعد لغرفتي لأرتاح

شاكر وهوا يقف معها : حسننا لكن لنخرج معا لننقل لهم الخبر

خرجا لخارج المكتب ووجدا الجميع موجودين

شاكر : جيد أنكم جميعا هنا لدينا خبر لكم

زياد : ههههه لابد أن الخطوبة حديثة الولادة قد ماتت

شاكر : أنت لا تعرف شيئا أسمه تفاؤل بالخير ..... سنعقد قراننا الخميس القادم

صدمة كانت تعلوا وجوه الجميع وكانت العمة أول من تكلم وهي تحتطن آنين : حقا مبارك يا صغيرتي

شاكر : ما هذه العنصرية من المفترض أن تباركي لي أولا

العمة وهي تحتضنه : الآنسات الرقيقات أولا ... مبارك لك يا بني

ياسر بضيق واضح : فليعقدوا القران أولا ثم باركوا لهم .... وخرج متوجها ناحية باب القصر

زياد : مآبه مستاء هكذا .... لقد كان يبارك لأنين منذ قليلا وهوا مبسوط

العمة : هل سنقيم حفلا للعقد .... علينا أن نرتب للأمر

آنين : ما من داعي لذلك عمتي حالة جدي أصبحت تتحسن لا نريد العودة للوراء

العمة : ماذا عنك يا شاكر ما رأيك

شاكر : كما تريد آنين .... فالحفل من أجلها إن لم ترغب به فلا داعي له

العمة : أيعقل أن نعقد قران أبنينا هكذا ... دعونا ندخل الفرح لهذا المكان الذي عاش الكآبة لسنوات

شاكر : سنحتفل بزفافنا وافعلي فيه ما شئتي

آنين : عن إذنكم سأرى جدي وأصعد لغرفتي

غادرت آنين باتجاه الممر الذي يحوي غرفة جدها وهم يراقبونها

العمة : ما بها آنين هل هي متعبة

شاكر : قالت أنها تعاني من الصداع وهي قلقة أيضا بشأن خالتها وزوجها


آنين وهي تحتطن جدها : جدي لدي خبر قد يسعدك

ثم استوت جالسة وقالت : أنا وشاكر سنتزوج ..... جدي ما بك الست سعيدا لما لا تبتسم

ثم احتضنته وبدأت بالبكاء : جدي قل أنك سعيد قل شيئا أرجوك ساعدني لأكون قوية

همس الجد بصوت غير مفهوم : إياااااد ... إياااااد

آنين : جدي هل قلت شيئا ..... هل تحاول قول شيء

مسحت آنين دمعة تسقط من عين جدها وقالت بحب : يبدوا أن ثمة شخص أخر غيري غير سعيد بذلك

ثم احتضنته من جديد وقالت : كلهم سعداء إلا أنا وأنت يا جدي شكرا لأنك بقربي وتشعر بي

ثم غادرت غرفة جدها وصعدت لغرفتها وواصلت مسيرة بكائها التي لا تتوقف

عند المساء كانت آنين تجلس على سريرها تضم ساقيها لصدرها وتغمر رأسها في ركبتيها عندما
شعرت بهواء الشرفة يتسلل للغرفة .... رفعت رأسها ونظرت للواقف عند الشرفة بحزن وأعادت
رأسها عند ركبتيها

إياد : لما تبكي يا أنيني

آنين : لا شأن لك

إياد : لما وافقتي إن كنت لا تريدينه

آنين : ......

إياد : آنين أجيبي على سؤالي

آنين وهي تقف بغيض : هل ستخبرني عنك ... هل ستجعلني أرى وجهك ... هل ستظهر للجميع لتخبرهم
أنني لك و ملكك ولن أكون لغيرك كما كنت تقول .... هل ستفعل كل هذا يا إياد والآن

إياد : ليس الآن يا آنين لا أستطيع

آنين ببكاء وألم : إذا لا تلمني على ما سأفعل يا إياد لقد عرضت نفسي عليك مرتين وجرحت كرامتي

إياد ( أنتي لا تعرضي نفسك يا آنين أنتي أنبل من ذلك تأكدي ) : ......

آنين بعد أن رأت صمته توجهت للخزانة وأخرجت الدمية منها ورمتها على صدره لتقع أرضا

آنين : خدها .... هذا آخر ما تبقى لك لدي .... لا أريد رؤيتك مجددا أتفهم ذلك

وخرجت من الغرفة متوجهة لردهة الجناح ... ولأول مرة تدخلها في الليل ... ارتمت على الأريكة واستمرت
في البكاء

في يوم الخميس يوم عقد القران ....

كانت آنين ترتدي فستانا سكري اللون يلتف حول خصرها وينزل بانسيابية حريرية للأسفل ملامسا للأرض
مليء بالزخارف ومطرز بالأحجار الكريمة والخرز والعقيق في منظر خلاب .... شعرها مرفوع للأعلى
ومجموع من الأمام بواسطة تاج كريستالي ولأول مرة .... وماكياج مبهر زاد من جمالها وروعتها
نزلت للأسفل حيث كان أفراد العائلة يقيمون حفلا عائليا بسيطا

العمة : ما شاء الله .... ما شاء الله .... ما كل هذا الجمال يا صغيرتي

آنين بابتسامة وعيون الكل عليها : ألم أكن جميلة في السابق

العمة : بالطبع ولكنك الآن أجمل أنتي كالأميرات

زياد وهوا يكز شاكر بمرفقه : هيه أنت ستلتهمها بعينيك ألن تلبسها ما جلبت لها

تقدم شاكر منها ألبسها العقد والسوار الماسيين ثم الخاتم الماسي .... أمسك رأسها وقبل جبينها ثم همس
في أذنها : مبارك يا آنين ..... ثم قبل خدها وأحتضنها بقوة

آنين بهمس : شاكر إنك تخنقني

ضحك الكل وحك شاكر مؤخرة رأسه بيده بإحراج

زياد : ههههه كنت ستقتلها يا رجل ألا تستحي منا أو من عمتك على الأقل

شاكر : سنراك عندما تتزوج وتكون مكاني

زياد : ههههه لو كنت مكانك لحملتها بين ذراعي وركضت بها للأعلى

العمة وهي تضربه على رأسه : استحي قليلا أيها الفاشل

آنين كانت تكاد تبكي من الإحراج .... جلس الجميع وكانت آنين تجلس بجوار شاكر الذي كان ملتصقا
بها ويمسكها من كتفها تارة ومن خصرها تارة أخرى ... وهي تحاول تبادل الأحاديث معه ومع الجميع
والابتسامة قدر الإمكان لتكون طبيعية أمامهم

انتهت سهرتهم المتعبة لأنين وغادرت لغرفتها لتنفرد بألمها وحزنها

مرت الأيام الطويلة على آنين وهي منهمكة في دراستها التي جعلتها شغلها الشاغل ولم تكن تغادر غرفتها
إلا نادرا وحتى شاكر لم يكن يجلس معها إلا فيما نذر .... كانت تراجع دروسها عندما سمعت أحدهم يطرق
باب غرفتها بخفة

آنين : من

..... : هذا أنا شاكر.... هل أستطيع الدخول

آنين : أجل تفضل

دخل شاكر مبتسما وجلس بجوارها : ماذا تفعلي

آنين : أدرس .... الامتحانات أصبحت قريبة جدا

شاكر : لا تنهكي نفسك كثيرا لكي لا تزداد ألام رأسك

آنين : لم يؤلمني من مدة طويلة .... سأكون بخير

شاكر : آنين أود التحدث معك في أمر

آنين بقلق : هل هناك خطب ما

شاكر وهوا ينظر لهاتفه المحمول بين يديه : آنين لما أنتي لستِ سعيدة ... أراك حزينة دائما وصامتة
وشاردة الدهن طوال وقت جلوسك النادر مع العائلة وحتى معي وكأننا لسنا متزوجان .... آنين أخبريني بالحقيقة

آنين : أنا أحتاج بعض الوقت فقط .... تحملني يا شاكر أرجوك

شاكر : أنا سأستحملك لآخر العمر ولكن هل ستستحملين أنتي نفسك وهل ستستحملينني كزوج ..... آنين
تكلمي معي بصراحة إن كنتي لا تريدينني فسننفصل حالا ولن يتغير شيء اقسم لك ... ستبقي ابنة عمي التي
أحترم ولن تتزوجي أبناء خالتك ولا غيرهم حتى تنهي دراستك وتقرري بنفسك بمن سترتبطين ...بأي رجل
كان وأنا سأقف معك للنهاية

أنزلت آنين رأسها للأسفل ( لن أكسرك يا شاكر كما كسرني إياد .... لن أكون مثله .... لن أتركك في منتصف
الطريق كسير القلب والخاطر مثلما فعل بي ) ثم قالت بهدوء : لا شيء يا شاكر أريد بعض الوقت فقط

شاكر وهوا يقف ويضع يده على كتفها : آنين سأنتظر أن تحكي لي ما بك تعالي للحديث معي متى شئتي
وأنا لا زلت عند وعدي

أمسك بذقنها ورفع رأسها للأعلى طبع قبلة خفيفة على خدها وشفتيها ثم خرج

نزلت دموع آنين تنحدر من عينيها ( كيف لي أن أكسرك يا شاكر أنت شاب رائع في كل شيء ...تبا لقلبي
الغبي هذا )

بعد مرور عدة أيم و آنين جالسة في غرفتها لم تدرس خلالهما حرفا واحدا تعيش حزنها وحيرتها تحاول
أمساك نفسها عن الدموع كما كانت تفعل طيلة الشهور الماضية

آنين : عليا أن أتحدث مع شاكر عن كل شيء وأعلم حقيقة إياد ... لن أذهب لذلك الشاب ولن أهين نفسي أكثر
سأفعل ذلك لكي أرتاح و لأريح شاكر... لن أكون السبب في تعاسته معي طوال العمر

خرجت من غرفتها ونزلت راكضة بسرعة للأسفل

زياد : هيه مهلك قليلا ... لقد تزوجتي وسيصبح لديك أطفال ولازلتي تركضين على السلالم

آنين : أين هوا شاكر هل خرج

زياد : آآآآه قولي أن كل هذا الركض شوقا لرؤية زوجك ..... لقد رأيته يدخل الحديقة منذ قليل

آنين : سأذهب لرؤية جدي وأراه عندما يعود

توجهت للممر وغادر زياد متوجها للأعلى

وقفت آنين فجئه .... ( سأذهب للتحدث معه هناك سيكون الأمر أسهل)

خرجت آنين بحثا عن شاكر سمعت أصوات وكأنها شجار اقتربت فرأت ياسر وشاكر يتناقشان بحدة
والصوت أصبح واضحا لها

ياسر : ما الذي تفعله يا شاكر .... ما كل هذا الجنون

شاكر : إنها حياتي ووحدي أقرر... آنين زوجتي وانتهى

ياسر : هي ليست حياتك لوحدك يا شاكر هي حياة آنين أيضا ..... آنين من المفترض أن تكون زوجة
إياد وليس شاكر

شاكر : إياد مات لقد قتله الجميع منذ سنين يا ياسر فبأي حق ستقول أنها له الآن ... لقد سرقتم ماضيه
وحاضره ... لقد قتلتموه ليعيش شاكر خسر كل شيء بل أتمن شيء وهي آنين فليأخذها شاكر هي أيضا
دعوا إياد وشأنه دعوه يعش سعيدا ولو لأيام

ياسر : وهل سيكون سعيدا هكذا ... سوف تكونوا تعساء جميعكم جميعكم يا ... يا إياد

شاكر بابتسامة سخرية : أنا شاكر يا ياسر.... شاكر وليس إياد أم نسيت

ياسر : لم أنسى ولن أنسى ... ولم أتحدث معك الآن إلا لأنني ما نسيت ذلك يوما

شاكر : وما الذي فعلته يا ياسر غير أنك توقفت عن الكلام هل ترى هذا حلا

ياسر : قررت الصمت حينها على التفوه بالأكاذيب كيف كانوا يريدون مني أن أعلم أنك إياد و أعيش
معك على أنك شاكر ما كان من حل أمامي .... أخبرني ما الذي فعلته أنت لقد كنت تعلم انك غير فاقد
للذاكرة كما يتخيلون وعشت الدور الذي رسموه لك

شاكر : ماذا كنت ستفعل لو كنت مكاني تستيقظ من غيبوبتك لتجد الكل يناديك بشاكر وهم يعلموا جيدا
أنه لست أنت .... ماذا كنت ستفعل وأنت تراهم يقتلوك ليحيوا غيرك ويسرقوا منك كل شيء حتى آنين سرقوها
مني لتموت مع ماضي إياد بل لتموت مع إياد الماضي .... لقد قتلوني يا ياسر أتعي ما أقول ... قتلوا إياد وأنين
وجدي ليحيوا شاكر ... شاكر تؤمه الذي لا يشبهه إلا في الشكل ... سيء الخلق الصعلوك الفاشل الذي يكرهه
الجميع ليصبح رجل الأعمال الذي يمسك كل أموال العائلة وكل شؤونها ثم ليحظى بأثمن شيء وهوا آنين

ياسر : أنت تحكم عليها وعلى نفسك بالتعاسة طوال العمر.... إنها لا تريدك هي تريد إياد كما تعلم جيدا

شاكر : و هل كنت تريد مني أن أتركها تتزوج من أبن خالتها وتذهب مني مجددا و أنا أتفرج ....زواجها
من شاكر هذا لنحيا حياة تعيسة لكلينا أهون علي ألف مرة من أن تكون لغيري .... من أن تنام بحضن
رجلٍ غيري .... ولو عشت في تعاسة معها طوال العمر كان يكفيني أن تكون لي ... لي لوحدي

كانت آنين تغلق فمها بيدها ودموعها تنهال بغزارة وهي تستمع لما يقولانه

آنين ( شاكر وإياد ..... لا مستحيل ما الذي يجري هنا..... شاكر هوا نفسه إياد .....أنا زوجة إياد وإياد
هوا زوجي زوجي أنا..... سأجــــنـنننـ .....آه راسي ) أمسكت رأسها وغادرت باتجاه القصر صعدت السلالم
وزياد نازل للأسفل .... بعد قليل دخل شاكر

زياد : آنين كانت عند جدي وصادفتها الآن تصعد للأعلى ممسكة برأسها وملامحها لا تندر بخير أذهب
لرؤيتها يا شاكر

صعد شاكر لغرفة آنين طرق الباب ودخل مباشرة وجدها تجلس على الأرض مستندة بالسرير وتبكي

نزل عندها وقال وهوا يضع يده على رأسها : ما بك يا آنين أخبريني ...سننفصل إن أردتي ذلك ولكن
لا تبكي أرجوك

حضنت آنين شاكر ولأول مرة .. وهي تبكي بمرارة .... بكت كل دموع الشهور الماضية التي أمسكت
فيها نفسها دون جدوى عن البكاء .... بكت آنين و إياد الماضي ..... و بكت آنين وشاكر الحاضر
وهوا يمسح على رأسها ويقبله بين الحين والأخر

شاكر : لا تقلقي يا آنين سأفعل كل ما تريدي ليس بإمكاني استحمال دموعك الغالية .... لن أغضب ولن
أتغير معك لانفصالنا ولن ألقي باللوم عليك أقسم لك بذلك

آنين دفنت نفسها في حضنه أكثر وقالت بصوت باكي : لا .... لا تتحدث عن الانفصال مرة أخرى ... لن
ننفصل أبدا

شاكر : إذا ما بك .... أخبريني هيا

آنين : لا شيء .... أنا أريد فقط البكاء في حضنك .... ألا يحق لي ذلك

شاكر وهوا يزيد من أحتظانها : بلى يحق لك .... وحدك من يحق لها هذا .... و أقسم لن يكون حقا
لغيرك يا آنين حتى الموت

آنين : لا تتحدث عن الموت ... يكفي ما فقدته بسبب الموت .... لا تتركني ... لا تتركني أرجوك

شاكر : هيا توقفي عن البكاء

ابتعدت آنين عن حضنه ومسحت دموعها أمسك شاكر بوجهها وهوا يمسح دمعة من عينها بإبهامه
وقال بابتسامة : إذا أريني ابتسامتك الجميلة التي غابت كثيرا

ابتسمت أنين ونزلت دمعتان من عينيها احتضنها وقال : قلت ابتسمي وليس ابكي من جديد يا مشاغبة


مرت أيام على آنين سجينة الغرفة تأكل الأفكار رأسها ولا تجد تفسيرا واضحا لما يجري

آنين ( لو أني أتذكر الماضي فقط ... لا أستطيع أجبار رأسي السيئ هذا لأنني سأتألم بشدة ..... لما قتلوا
حقيقة إياد ليكون شاكر لماذا .... إن كانوا لا يحبونه فلماذا فعلوا بإياد ما فعلوه ما الذي حدث في ذلك اليوم ..
مات شاكر ودخل إياد في غيبوبة ومرضت أنا وجدي أيضا لأصبح في بلاد آخر وقد نسيت كل شيء ويصبح
إياد شاكر ... يشبه اللغز المحير..... كيف لي أن أصدق هذا .. إياد كان أمامي طوال الوقت وأنا .... آآآخ منك
يا إياد كيف كنت تخدعني وتلعب علي الدورين ... لهذا تركتني أتزوج شاكر أنت من طرد البستاني لأنه
أعطاني زهرة وهددت بقتله إن أقترب مني ما كنت لتسمح لأحد أن يأخذني منك ..... ولكن كيف سأعيش
معه و أنا أعلم من يكون أناديه شاكر كما يناديه الجميع اسمي في عقد الزواج مرتبط بشاكر ..... يجب
أن يتغير كل هذا لكني لا أستطيع التحدث معه عما سمعت ... عليا أن أتذكر )

سمعت آنين صوت طرقات على الباب ثم دخلت عمتها بعدما استأذنت

العمة : ما بها صغيرتي الحبيبة لم نعد نراها

آنين قامت و احتضنت عمتها بحب وقالت : بخير عمتي لا تقلقي ( ذاك المغفل إياد حرمني حتى من
فرحتي بالارتباط به .... سأريه )

العمة : هيا أنزلي معي للأسفل لأتأكد أنك بخير

آنين : حسننا سأفعل ذلك لتتأكدي

نزلت آنين وعمتها للأسفل فكان شاكر وزياد هناك

جلست آنين بجانب عمتها بعيدا عنه ونظرت إليه وهي تحدث نفسها ( أنت إياد ليناده الجميع إياد ...إياد فقط )

زياد : ههههه لما أنتي هاربة أجلسي بجانب زوجك ... أم أنكما قد تشاجرتما

آنين : لو كنت أعلم أنك هنا ما نزلت

زياد : ههههه ولا حتى من أجل شاكر

آنين سكتت محرجة ولا تدري ما تقول

إياد بحدة : لما لا تتركها وشأنها ما إن تراها حتى تانهال عليها

زياد : لا لا لا مهلك علي لا تقتلني ..... لا تخف لن تتأذى مشاعر زوجتك

إياد : لما لا تتزوج أنت وترحمنا من شرك

زياد : من زوجة كئيبة كهذه لم تبتسم منذ شهور بالتأكيد لن أستحملها مثلك يا رجل

إياد بغيض : زيااااد

زياد : سأقوم لترتاحوا مني

آنين ( معه حق كيف استحملني كل ذلك ... بل كان مستعدا للعيش معي بتعاستي على أن يتركني لأبن
خالتي .... ولكنه المخطئ لما لم يخبرني بالحقيقة .... آآآآه هوا يعلم أنني لن أرضى بذلك وبالفعل لن أرضى
أن أكون زوجة شاكر وهوا إياد )

ثم نضرت له بتمعن ( إياد كان أمامي دائما وأنا أتمنى رؤية وجهه ولو دقيقة هذه العينان السوداء الجميلة
والملامح الوسيمة والبشرة السمراء الجذابة كلها لإياد وأنا لا أعلم )

نظر لها إياد وأبتسم .. ابتسمت أنين في خجل لأنه أمسكها تنظر إليه ثم أشار لها برأسه لتلحق به لمكتبه
دخل المكتب ودخلت خلفه وقف مقابلا لها أمسك وجهها بيديه وقال : هل صرتي بخير... لم تعجبيني ذاك
اليوم لقد بكيتي كثيرا

ثم ابتسم قائلا : حتى أنني قمت بتبديل قميصي لأنه غرق بدموعك

ابتسمت أنين بخجل وهي تنزل عينيها للأسفل ثم احتضنته وقالت : نعم أصبحت بخير أنا آسفة على كل
الأيام الماضية

إياد وهوا يحتضنها بقوة : ما كل هذا التطور .... إذا سنبدأ من جديد

آنين : أعدك أن أحاول

ابتعدت عن حضنه رفع رأسها للأعلى بأصابعه ثم وضع انفه على أنفها وجبينه يلامس جبينها وقال وعينيه
في عينيها : هل ستكونين لي .... لي وحدي

آنين : أجل ...

ثم شعرت بشفتيه تلامس شفتيها ويداه تحيط بخصرها بقوة فخلصت نفسها منه وركضت
مسرعة باتجاه الباب

إياد : انتظري يا آنين أنا آسف فلنتحدث فقط ( أحمق ما كان عليك أن تتهور )

ثم جلس على الكرسي واتكأ برأسه على يده وقال : سامحني يا إياد فلم يتركوا لك شيء ولا مكان .... ولكن
هل سترضى أن يسرقها منك شاكر أن تحبه وتنسى وجود إياد ماذا لو تذكرت كل شيء لن تسامحك حينها
لن تحبك ولن تحب إياد

صعدت آنين السلالم راكضة ( ماذا فعلتي يا غبية كله بسببك ما كان عليك احتضانه ألا تستطيعي التحكم
في نفسك قليلا )

ثم دخلت غرفتها وارتمت عل السرير ( كنت مشتاقة إليه أردت أن احضنه فقط ... أحبك يا إياد ولكن كيف
تريدني أن أحب شاكر وأنساك .. كيف تريد مني هذا .. كيف تجرم في حقي كل هذا الجرم ... لما تفعل بي
هكذا .... كيف سأناديك طوال الوقت بشاكر وأنت إياد ... كيف أحبك على أنك إياد وأنت تعتبره حبا لشاكر
كيف أحتضنك على انك إياد و أنت تحسبني أرتمي لحضن شاكر ...... كيف .. كيف يا إياد )

في اليوم التالي خرجت من غرفتها ونزلت لغرفة جدها أخرجته بالكرسي المتحرك بعدما أصبح بإمكانه
الجلوس عليه وسارت به خارجا للحديقة

آنين : أنظر يا جدي لقد أصبحت الحديقة أجمل وأنت فيها

..... : مرحبا بصغيرتي وجدها الحبيب

آنين : مرحبا بالعم صابر.... كيف حالك

تنهد صابر بأسى وقال : جيد بعض الشيء

آنين : ألم تقرر بعد أن تحكي لي ما يؤلمك

صابر : وما تفعلي بالمآسي

آنين : وماذا إن قلت لك أني أريدها

صابر : أبنتي يا سيدة آنين

آنين : ما بها أبنتك وهل لديك ابنة لم أكن أعلم

صابر : نعم لدي وليس لدي في نفس الوقت

آنين : لم أفهم

صابر : لدي أبنه ضاعت مني منذ سنوات ولم أعلم بوجودها على قيد الحياة
إلا من أشهر ولا استطيع الوصول إليها

آنين : كيف ذلك ..... كيف تعلم عنها أين تكون ولا تستطيع الوصول إليها

صابر : تلك قصة طويلة إنها الآن عند رجل يسجنها ويجعلها تخدمه وتعمل في حظائر الحيوانات لديه

آنين : يا الهي كيف يفعل كل هذا بها

صابر : يريد الانتقام مني

آنين : وما ذنب أبنتك

صابر : ليس لها ذنب سوى أنها أبنتي

آنين : لما لا تخلصها منه

صابر : لا أعرف أين تكون إنه يتصل بي ويسمعني صوتها يعذبني ليرتاح من عذابه

آنين : لماذا ... ما الذي فعلته له

صابر : إنها قضية قتل وسجن وحكاية طويلة لا يريد أن يسمع شيء مني

آنين : إنها حقا حكاية محزنة كم أتمنى أن تجدها وتعودا لبعضكما لما لا تطلب
من شاكر ( آه كم أصبحت أكره مناداته بهذا الاسم ) ليقوم بمساعدتك

صابر : هوا يحاول مساعدتي كثيرا ولكننا لم نصل لنتيجة حتى الآن

آنين : ستجدها يوما مادامت على قيد الحياة الأموات وحدهم من لا يعودون

صابر : أتمنى ذلك ..... اتركيني أساعدك في تحريك كرسي السيد

آنين : لا شكرا يا عم أنا أحب فعل ذلك بنفسي


مرت أيام على آنين تحاول فيها ترجمة مشاعرها وتوجيهها للشيء السليم ودون جدوى

آنين ( كيف لي أن أفعل ذلك كيف سأرضى بهذا الشيء إنه صعب صعب جدا لقد أصبحت أتجنب مقابلته
بحجة الدراسة التي لم تعد تنتهي والأساتذة داخلون خارجون وهوا يتجنبني مراعيا لي ... ولكنني لم أصل
لنتيجة كيف سنعيش بهذا الوضع مستحيل ... لدي فكرة مجنونة ولكن سأطبقها يجب أن أعلم مشاعره
اتجاهي يوجهها بأياد أم شاكر قد أدفعه للاعتراف بحقيقته لي )

نزلت أنين من السرير ارتدت فستانا زهري اللون يصل نصف ساقيها مقلم الأطراف ومقلم الأكمام
الواسعة التي تصل للكوعين مشطت شعرها وخرجت لخارج القصر

سارت بعيدا مبتعدة قدر الإمكان حتى رأته يخرج من بين الأشجار

آنين ( لو أعلم فقط كيف يعرف أني ابتعدت ) : ماذا تريد

إياد : لا تبتعدي ألم أقل لك ذلك أعرف أنك تفعلين هذا لتريني

آنين : ولما كل هذه الثقة أنا لم أحظر لأراك

إياد : لما تغضبي مني وأنتي التي تزوجتي أنا من عليه أن يغضب

آنين ( ممثل ) : بل أنت الملام أنت رددتني خائبة و أنا أكاد أترجاك أن ..... وبدأت بالبكاء

أقترب منها وضمها بين ذراعيه وقال : أقسم أنني أحبك يا غبية أقسم بذلك

آنين وهي تشد من احتضانه : كاذب

أبعدها عنه وقال : لست كاذبا يا أنين وأنتي من تزوج

آنين ببكاء : ماذا كنت تريد مني أن أفعل ... أنت لم تعطيني حلا لقد تهربت من الأمر كله ... لماذا خرجت
في حياتي مادمت ستتركني وحيدة.. لماذا جعلتني أحبك من جديد فوق حب الطفولة و أنت لا تملك سوى
كلمة " لا أستطيع "... لقد أحببتك يا إياد ولكنك خذلتني ... لم أستطع نسيانك أو نسيان جرحك لي لما
تركتني ... لماذا

أمسك وجهها بيده وقال : أنيني

ضربت آنين يده لتبعدها قائلة : لا تقل أنيني ... لا تقلها ... أنا لم أعد ملكك أتفهم

إياد : ما كان بيدي شيء أنتي لم تعرفي ظروفي لكنتي عذرتني

آنين : كنت قلت أي شيء ... أي شيء يا إياد لأرفضهم جميعا ولكنك لم تفعل ... لو أنك طلبت مني الهرب
معك لفعلت ولكنك أحمق وجبان وستخسرني للأبد

إياد : هل صرتي تحبينه

آنين : لا .... لأنني غبية وحمقاء .... ولكن سيحدث ذلك يوما ولن تجدني بعدها .... ستموت آنين مع
ذكرياتك التي تخليت عنها .... ستموت كما مات الماضي

ثم ارتمت في حضنه وبكائها يزداد شدة : علمني كيف أنساك مثلما علمتني كيف أحبك مرتين ... علمني
كيف أقتل حبا عاش بداخلي منذ الطفولة

مسح على شعرها وقال : كيف لي أن أعلم نفسي أولا لأعلمك ... أنا ضائع ... ضائع يا آنين ولا أعلم ما سأفعل

ثم أبعدها من حضنه وقال : أنتي متزوجة ... هل ترضي لزوجك أن يحتضن أخرى

دفعته آنين بقوة وقالت : أحمق ولن تتوقف عن إهانتي ماذا تظنني خائنة ولكن الحق معك ماذا أفعل هنا
مع معتوه مثلك

ثم غادرت آنين وتركته يتبعها بعينين محبة ومشتاقة وتائهة حزينة : كم أحبك .... كم أحبك يا فراشتي الجميلة


سجنت آنين نفسها في غرفتها لأيام ولم تستقبل حتى أساتذتها للدراسة ولاحظ الجميع التغير على شاكر أيضا
أصرت عمتها على الدخول لها حتى فعلت

العمة : آنين ما بكما أنتي وشاكر

آنين : وما به شاكر

العمة : غاضب طوال الوقت وحزين ومستاء حتى أني أخبرته أنك لا تخرجي من غرفتك فلم يرد علي
ماذا حدث بينكما

آنين : لا شيء يا عمتي لا شيء

العمة : هل أكذب عيني وأصدقك .... عليكما التحدث معا والوصول لحل للخلافات لن يجدي ما تفعلانه
نفعا ..... آنين مزاج شاكر في أسوء حالاته ما الذي حصل قد أساعدكما

آنين بحزن : لن تستطيعي مساعدتنا ولن يستطيع أحد فعل ذلك

العمة : ألن تخرجي من هذا السجن على الأقل

آنين : حسننا سأفعل ( مؤكد أنه غاضب مني ... هوا يعتقد أنني أخونه .... أبكي في حضن رجل غيره وأخبره
أنني لازلت أحبه مؤكد سيغضب مني .... ولكن ما عساي أفعل )

بدأت أنين تخرج من عزلتها ولكن إياد كان يتجنب البقاء معهم في وجودها ولا يتحدث معها
كان يجلس في مكتبه والأفكار تدور حوله كالهواء ( كيف لي أن أعيش معها وهي تراني شخصا آخر وتحب
غيري وتبكي بحضنه ... كيف سأتنازل لشاكر عنها أيضا ... كل شيء قد أتنازل له عنه إلا أنين إلا هي ...
هي تعرف أنه شخص أخر غيري أنا وتخبره أنها لا تستطيع نسيانه ... لماذا خرجت لها لما لم يلحقها شاكر
لإرجاعها لتعلم أن إياد رحل للأبد .... لا وبدأت أتفوه بالحماقات أمامها و أخبرها بمشاعري التي لم تمت
بعد اتجاهها ... ما العمل ..... ما العمل ..... ولكن لن يرجع إياد لأنه لم يرده أحد ... لن يعود لهم بعدما
تخلصوا منه ودفنوه مكان شاكر ....ولكني أريد آنين أريدها لإياد وليس شاكر أن تكون أمام الجميع لي
... لي وحدي لإياد فقط )

طرق الباب وعلم من الطارق فقد سمعه قلبه قبل أذنيه

إياد : أدخلي يا آنين

دخلت أنين قائلة : هل لي أن أتحدث معك

إياد : أنا مشغول الآن في وقت آخر

آنين : لا تتهرب مني يا شاكر سنتحدث الآن يعني الآن

إياد : حسننا تعالي أجلسي

جلست آنين مقابلة له وكل واحد منهما يجهز نفسه لقول ما عنده وقد قرر قرارا لنفسه

آنين ( عليا أن أوضح له ولوا توضيحا بعيدا ليعلم أنني لا أخونه كشاكر و أني لست سيئة فلو لم أكن
أعلم أنه هوا نفسه ما كنت لأذهب إليه أردته أن يعترف ولكني أفسدت كل شيء )

إياد ( عليا أن أنهي هذي المأساة التي أعيشها وأضعها معي فيها ... سننفصل وتعود آنين لإياد ترجع لي
حتى نجد حلا للأمر )

إياد :ماذا كنتي ستقولين

آنين : أ أ نــــ

إياد : أنا سأختصر عليك الطريق يا آنين سأبدأ منذ الغد بإجراءات الانفصال

آنين بصدمة : ولكن ليــــ ....

إياد يقاطعها ببرود : نحن لا يمكن أن نكون لبعض فلا داعي للكذب على أنفسنا أنا سأحررك مني
وعيشي حياتك كما تريدين

آنين ودموعها تتساقط ( لا ليس هذا ما أريده يا إياد كيف وأنا صرت لك ) : لا لن يكون هذا ... كل هذا
لأنك تضن بي الظنون أنا لست خائنة ولم أخنك معه ولم أكن لأبكي بحضنه و أخبره بمشاعري لو لم
أكن أعلم أنه أنت ولكنك لا تجد حلولا لمشاكلنا إلا بتعقيدها يا إياد أنا لست خائنة لتتخلص مني

الصدمة ألجمت إياد عن الكلام ولم يستوعب ما تقول

تابعت آنين : أجل علمت أنك إياد وسمعت حديثك و ياسر كنت أتمنى أن يتغير شيء بذهابي لك منذ أيام
ولكنك جبان ولا تريد إلا الاختباء خلف قناعك ... وضننت أنني أخون من أنا زوجتا له مع غيره وقلتها
لي في وجهي هل ترضي أن يحضن زوجك أخرى ... ولم تجد حلا سوى الانفصال ... ليكن إذا فأنا أيضا
لا أريد أن أكون زوجة لشاكر

ثم خرجت ودموعها تنهال على خديها وركضت لغرفتها وأغلقتها على نفسها

أمسك برأسه وقال : ما هذا الذي ألت إليه يا إياد كانت تعلم .... وأنت تفسد الأمر ضننا منك أنك ستصلحه
لماذا يحدث كل هذا لي


بعد مرور يومين

إياد: عمتي أين هي آنين

العمة : الست تعلم

إياد : أعلم بماذا

العمة ( يا الهي ضننتهما متفقان على الأمر)

إياد بحدة : أعلم بماذا يا عمتي .... ما بها آنين

العمة : جاءت خالتها وأخذتها ظننتك تعـــــ ....

إياد بغضب : ماذا ..... أخدتها أين ..... وكيف تذهب دون أذني

العمة بفزع : كانت تبكي ومرضت كثيرا بالأمس ويبدوا أنها اتصلت بخالتها لتأتي

إياد : مرضت ... ولما لا أعلم أنا بكل هذا الست زوجها

العمة : أنت كنت خارج المنزل طيلة اليومين الماضيين وهي رفضت أن أتصل بك كانت تصرخ من
رأسها ولم تنم طوال الليل ورفضت حتى الطبيب

إياد وهوا يغادر مسرعا : كيف تذهب دون علمي كيف تذهب وتتركني هكذا بين السماء والأرض

العمة ركضت خلفه وأمسكته : أين ستذهب يا شاكر

إياد : سألحق بها ... أين سأذهب لغير هناك

العمة : لا يمكن حل الأمور بهذه الطريقة يا شاكر .... أنت غاضب ولن تتوصلا لحل أهدأ قليلا وأعطها
فرصة لتبتعد وتفكر

إياد بأسى : أتركها .... كيف أتركها هناك مع أبناء خالتها هل تريديني أن أجن تماما هنا

العمة : أفعل ذلك من أجلي يا بني لقد أخبرتني أنكما قررتما الانفصال وأنه عليها أن تبتعد قليلا عدني
أن لا تلحق بها حتى تفكرا جيدا وتصلحا الأمور

إياد : أعدك .... اتركيني الآن

العمة : أين ستذهب

إياد : للجحيم.... فلم يعد يعنيني أين



ومرت الأيام والأسابيع على آنين وإياد ويفصل بينهما كل شيء حتى الهواء

إياد : هل تكلمتي معها

العمة : لا .... لقد رفضت كالعادة ... قالت خالتها أنها لم تخرج من عزلتها حتى الآن إنها تسجن نفسها
وترفض الحديث مع الجميع

إياد : تغلق هاتفها كي لا ترد على مكالماتي ذهبت إلى هناك مرتين ولم تنزل لرؤيتي رفضت حتى طلب
زوج خالتها منها النزول

العمة : لقد أضاعت حتى دراستها وتعبها وفاتتها الاختبارات مند زمن

إياد ( إلى الجحيم جميعها لقد ضيعت مني عقلي ) : إذاً لم تتوصلي لأي نتيجة

العمة : قالت خالتها أنهم عندما أخبروها أن زوجها يريد رؤيتها قالت لهم أنا لست زوجته هوا يريد
الانفصال عني ... هل ستنفصلان هل أخبرتها ذلك حقا يا شاكر

إياد : لم أجن لأفعلها لن ننفصل إلا على جثماني ...هي لا تعطيني فرصة للحديث معها

العمة : آنين ستقابل صديقاتها قريبا هي تحبهم كثيرا وهم مرتبطين ببعظهم بشدة لقد طلبت من خالتها
أن تتحدث معهم ليقنعوها ولنتأمل خيرا



~~~***~~~


لـــين


في الصباح أستيقضت لين فتحت عينيها رأت روز فوقها

لين : ضننت أنني قد مت ودخلت الجنة لكن عندما رأيتك عرفت أنني يستحيل أن أكون فيها

روز : ماذا تعني .... أنني لن أدخل لها أبدا

لين : هههه كيف حالك يا روزي

روز : بخير أنتي من يجب السؤال عن حالها

لين : بخير .... من غير لي ثيابي أنتي

روز : هههه ومن ظننتي زوجك النائم فوق

لين : وقحة .... كيف تقولي هذا الكلام

روز : أنا لم أقله أنتي قلتي أنكم عشاق وتزوجتم أيضا

لين وهي تقف : جيد أنك لا تعملي مع العمال وإلا كنتي أفضل مروج للشائعات

روز : أين ستقومين ... الجروح والخدوش في جسمك كثيرة عودي للسرير هيا قبل أن يعاقبني السيد

لين : وما علاقة السيد بالأمر

روز : هوا طلب أن لا تعملي أو تغادري السرير حتى تشفي تماما وقال أنه سيعاقبني إن لم تفعلي

جلست لين على السرير وقالت : لابد وأنه غاضب مني بسبب البارحة

روز : لقد خرج اليوم صباحا من القصر برفقة الحراس يبدوا أنه توجه للحظائر أو منزل العمال لم
يخرج السيد لهم سابقا أبدا

لين : وهل عاد

روز : نعم منذ وقت .... ماذا حدث لك البارحة يا لين من ضربك هكذا ومزق ثيابك يبدوا أن السيد
أحضرك إلى هنا

لين ( آه ذاك الوسيم لم أتخيله بهذا الشكل ) : لا أعلم احدهم امسكني وكان يشتم ويتكلم عن تسببي بسجن
أخيه ولا أذكر الكثير ... آآآآه

روز : ما بك هل أنتي متألمة من شيء

لين : لا ... قليلا فقط



قبل ساعات في بيت العمال

الجميع يتناول إفطاره في نشاط لبداية يوم جديد

سيف ( أحد العمال ) : هيه أين هوا سامح لم أره اليوم

سامر : لا أعلم لقد خرج البارحة ... ألم يعد

اشتغلت المكبرات بصوت رجل قائل : ليخرج الجميع للخارج وفورا

تفاجئوا جميعهم بما قيل وخرجوا رأوا سامح مرمي عل الأرض وقد تعرض لكل أنواع الضرب ورجل

بمعطف يغطي حتى وجهه وحراس ضخام مخيفين معه ... يقفون جميعا فوق العامل المرمي أرضا

روح : هذا هوا عقاب كل من يقترب من الفتاة و أشد من هذا أيضا .. تساهلت في الكثير من الأمور فلن
أتساهل في أمرها مطلقا وليكن ذلك معلوم للجميع إن لمس أحدكم شعرة منها فسيقتل على يدي

ثم غادر والحراس حملوا سامح وغادروا أمامه

نظر العمال لبعضهم ثم انصرفوا لأعمالهم دون كلمة لأنهم أصبحوا يخافوا حتى من الحديث عن لين

عماد : عم رشدي ترى ما فعل هذا الرجل بلين يبدوا أنه قد أذاها

رشدي : لا أعلم و أتمنى أن تكون بخير .... طوال الفترة الماضية لم أرها كنا نضع الأغراض عند
الباب ونغادر حسب الأوامر ولكني في الغد سأسأل عنها روز لأنها عادت منذ أيام وتستلم الحاجيات منا



في اليوم التالي

روز : هيا كلي هذا الحساء يا لين إنه مفيد

لين : لا أريد .... أععع ... أنا أكره جميع أنواع الحساء وحسائك خصيصا كيف كان يتناول السيد طعامك
طوال هذه السنوات

روز بغضب : كان يأكل ولا يتذمر مثلك ولم يقل لي يوما أن طعامي سيء

لين : آه مسكين لابد أن معدته تعاني من جميع الأمراض بسبب طعامك هذا

روز : لقد سأل عنك أحد العمال الذي أسمه رشدي يبدوا أنهم يعلمون بالأمر وقد ألح علي لأكلم السيد
ليراك هوا والصبي عماد ويطمئنوا عليكي ولكن بعد ما قلتي فلن أتحدث معه مطلقا

لين : لا روز لم أعرفك سيئة هكذا أنتي طيبة كثيرا

روز : يا لك من محتالة .... لقد تحدث مع السيد وقد سمح لهم برؤيتك

لين بسرور : حقا وكيف وافق

روز : لكي تعرفي قدراتي

ثم نظرت روز للقلادة التي أعطتها للين على الطاولة بعد أن انقطعت ليلة الحادث وضعتها في الدرج كي
لا يسمعها السيد وجلست بجانب لين وقالت بهمس : السيد سألني عنك خمس مرات كلما صعدت إليه بالطعام
أربعة بالأمس وواحدة اليوم حتى أنه بالأمس أتاني للمطبخ ليسأل عنك ... ما الذي حصل بينكما في غيابي
ها ... اعترفي هيا

لين : أبتعدي عني لم يحصل شيء ما الذي تعنيه بما قلتي

روز : حتى أنه وافق فورا على أن يزورك العاملان .... الأمر لم يعد طبيعيا

لين : إن لم تصمتي قطعت لسانك الصدئ هذا .... السيد يتعامل مع الجميع بطيبة لما الأمر معي أنا
سيكون غريبا

روز ( يبدوا أن ثمة أمور بينهم وعلي المساعدة ) : أسمعي يا لين الروماتزم يتعبني كثيرا والطبيب منعني
من صعود السلالم ما إن تشفي ستتولين أنتي المهام فوق ... سمعتي

لين : ولما ... تلك وضيفتك أنتي هذا كله بسبب كثرة النوم والكسل في الماضي حتى صدئت عضامك

روز : قولي ما شئتي لن أصعد السلالم فلن يفيدني شيء إن صرت مقعدة وسأتحدث مع السيد في الأمر

لين : على السيد أن يصرفك من العمل لأنك لم تعودي مفيدة لشيء أنتي هنا لتخدميه وها أنتي لن تعدي
له الطعام ولن تصعدي للأعلى ما نفعك إذا

روز : أفسد عليكي يومك ههههه

لين : بائسة ولا أبأس منك إلا أنا


في صباح اليوم التالي دخل رشدي وعماد إلى القصر لأول مرة في عملهما هنا وفي عمل جميع العمال

رشدي : كيف حالك يا صغيرة لقد قلقنا عليك كثيرا يبدوا أن مشاكلك لا تنتهي

لين : سامحك الله يا عم هل جئت لتقول لي هذا

رشدي : بل لأطمأن عليك

عماد: حمدا لله على سلامتك يا لين ... كيف حالك

لين : شكرا لك يا عماد أنا بخير والحمد لله مجرد حادث بسيط

عماد : ولكنه لن يكون بسيطا على سامح الوغد ذاك لقد ضربه السيد حتى الموت وأراه للجميع
وهددهم من الاقتراب منك ... لم أرى السيد يعذب أحدا قط ... يبدوا القصر رائعا هل تقيمين حقا في
هذه الغرفة

رشدي : لما لا تصمت قليلا لم تترك شيئا لم تقله ... لين ماذا حدث لما ضرب حراس السيد العامل سامح

لين : يبدوا أنه شقيق أحد المتهمين بالسرقة الذين تم سجنهم لقد مرضت روز وذهبت لجلب الطبيب فلحق بي.

عماد : لابد أن السيد عاقبك على ذلك

لين : لا حتى الآن ولكن بالتأكيد ثمة عقاب ينتظرني وأنا أستحقه

عماد : هل سيعيدك للحظائر سيكون عقابا رائعا لكي تعودي إلينا

لين : لا تكن أنانيا يا عماد أنا أتمنى الموت عل العودة للحظائر

رشدي : هيا بنا لنغادر لقد ثرثرت بما فيه الكفاية

ودعا لين وغادرا


عند المساء جلست روز بجوار لين على السرير وهمست لها : لقد سأل عنك السيد اليوم أيضا ألن
تفهميني الحكاية

لين بجدية : إن عدتي إلى هذا الموضوع مجددا فسأغضب منك ولن أكلمك أبدا أقسم على ذلك يا روز

روز : حسننا حسننا لا تغضبي ولكن السيد يريد رؤيتك في الغد

لين ( ها قد حان وقت عقابي ) : حسننا هيا انصرفي أريد أن أنام

روز : كنت أود أن أسهر برفقتك ولكنك لا تستحقين .... تصبحين على خير


في اليوم التالي صعدت لين للأعلى لتتلقى عقابها الذي وضعت له عشرات الاحتمالات
دخلت لين جناح السيد وجدت باب المكتب مفتوحا فدخلته وجدته يقف جهة النافذة يعطيها ظهره ولكنه لم
يكن يغطي رأسه

لين (لماذا لم يخفي وجهه ... لابد أنه يريد قتلي بوسامته .... ما أقساه من عقاب لم أتوقعه ..... هيه لين
هل جننتي )

روح : ما رأيك فيما فعلتي منذ يومين يا لين

لين : مخطئة ومستعدة للعقاب

روح : ما كان عليك المغادرة ... ماذا لو لم ألحق بك ... ماذا كان سيحدث لك

لين : روز كانـــ

قاطعها بحدة وصوت مخنوق : لا روز ولا غيرها يستحق أن تعرضي نفسك للخطر لأجله يا لين
لِما سلامتك آخر ما يهمك دائما ... كم مرة عرضتِ نفسك للخطر من أجل الآخرين ولن تسلم الأمور دائما

لين : أنا آسفة لن يتكرر الأمر

روح : أنا لا أريد توبيخك يا لين ولا معاقبتك أردتك أن تعلمي خطورة ما تقدمي عليه دائما دون تفكير

لين : حقا ... و لن تعيدني للحظائر أبدا

روح وهوا يتجه ناحية كرسيه : لا لن تدخليها مطلقا

لين : أي عقاب غيره أنا أقبل به

روح وهوا ينظر لعينيها مباشرة ولين تكاد تنصهر : لن أعاقبك بعد اليوم ولكن لا تعرضي نفسك للخطر
من أجل أيا كان يا لين

لين ( آه لا تنظر إليا هكذا أرجوك أشعر بحرارتي ترتفع ) : أعدك أن أحاول

روح : بل عديني أن لا تفعلي

لين وهي تهز رأسها نفيا : لا ... لا استطيع ..... ثمة أشخاص في الحياة قد تدفع عمرك ثمنا لإنقاذهم

روح : من هم

لين ( ياله من سؤال محرج ... إنها ورطة حقيقية )

روح : مثل من يا لين

لين : صديقاتي و روز و عماد ورشدي أيضا و ..... أنت

قبض روح على طرف الطاولة بقوة وقال : أنا

لين بعد صمت طويل وخديها قد زادا توهجا : أجل لما تستغرب ... لقد أنقدت حياتي و ...

روح : وماذا يا لين

لين ( ماذا يريد مني هذا بالضبط يكاد يقتلني بوسامته و أسئلته المحرجة ... من قال أنني جميلة ليأتي
ويرى أنه يتوهم )

روح : هل تحتاجي لساعة لتجيبي عن كل سؤال

لين : لما تسألني عن كل هذه الأمور أنا لا أفهمك

روح : لأني ظننتك تكرهينني

لين وهي تهز رأسها بالنفي : لا .... لا أحمل لك أي مشاعر كره

روح : إذا أي مشاعر تحملينها لي

لين ( ماذا به هذا يبدوا أنه يشعر بالملل ويريد التسلي بأعصابي ) : يبدوا أنك درست علم النفس سابقا
وتقوم بمراجعته الآن علي .... أسئلتك تحرجني جدا لا أريدك أن تفهم إجاباتي خطأ

روح بابتسامة : لا لم أدرس علم النفس ... وكيف سأفهم أجابتك خطأ لم أفهم

لين : علمت الآن ما هوا عقابي

روح : ما هوا

لين وهي تشير له بأصبعها السبابة : هذا ما تقوله الآن

روح : هههه حسننا هوا لم يكن عقابا هي مجرد أسئلة ولكنك تستحي كثيرا من الإجابة .... ولم أفهمك
خطأ يا لين اطمئني ... لقد أردت أن أعلم فقط

لين : ما معنى ما تقول

قام من كرسيه وتحرك باتجاهها اقترب منها شيئا فشيئا وعينيه في عينيها حتى وقف أمامها ورفع يده
لوجهها قربها حتى كاد يحضنه بكفه و أصابعه وكلاهما تجتاحه مشاعر متدفقة من الداخل ثم أنزل يده
قبل أن تصل إليها وأعطاها بظهره وقال : لو لم أكن شخصا ميتا لا محالة ولا أستحق الحياة ولو لم
تكوني قطعتا منه لكان حديثنا اليوم مختلفا.... يمكنك المغادرة يا لين و أعتني بنفسك جيدا

خرجت لين تهف على وجهها بيدها من شدة الحرارة التي تشعر بها وقلبها يكاد يتوقف ( كاد يحرقني
يبتسم ثم يضحك ثم يقترب مني .... أقسم أنني تلقيت أقسى عقاب منه اليوم )

نزلت للأسفل ووجدت روز تنتظرها

روز : ما بهما خداك مشتعلتان كالموقد

لين : إن لم تبتعدي من أمامي فسيحرقانك

روز ( أقسم أن بينهما شيئا ) : ما هوا العقاب الذي أختاره السيد لك

لين : من المفترض أن تتلقي أنتي العقاب وليس أنا

روز : هل عاقبك

لين وهي تتوجه لغرفتها : لا ..... ولا تسألي أكثر لأني لن أجيب

روز ( أقسم أن ظنوني في محلها .... إن لم تحرك هذه الفاتنة مشاعر السيد فلن يحركها شيء آخر )

دخلت لين غرفتها ووقفت مستندة بالحائط ويدها على قلبها ( لين يا حمقاء ماذا يحدث لك ..... إن كنتي قبل
أن تري وجهه بدأت أشياء غبية تتحرك بداخلك بقوة فكيف سيكون حالك الآن )

ثم ارتمت على السرير ...... ( ولكن ما قاله ... والدي ... هل لوالدي علاقة بالأمر ولكن كيف يعاقبني بذنب
شخص ميت كيف ..... أمي حدثني كثيرا عن أبي ولم تقل لي سوءا عنه لقد كانت تحبه كثيرا ولم تكن أمي
إلا امرأة فاضلة جدا فلن تحبه إن كان سيئا .... عليه أن يفهمني ما حدث .. وحده فقط من يعلم )

مر باقي اليوم على لين وهي تفكر طوال الوقت ولم تتحدث بكلمة

روز : لين ما بك

لين : لا شيء

روز : أنتي لم تتحدثي طوال اليوم

لين : أخبريني يا روز هل كان أحدهم يزور السيد في السابق

روز : لا ....

لين : هذا لأنك نائمة كالجثة طوال الليل

روز : من زار السيد

لين : شقيقه

روز : له شقيق

لين : نعم

روز : يبدوا أن أحداثا كثيرة حدثت في غيابي .... وماذا أيضا

لين وهي تغسل الأطباق ونظرها موجها ليديها وكانت تشعر برغبة في الحديث من كثرة التفكير

قالت بهدوء: علمت اسم السيد منه

روز : وماذا علمتي عنه أيضا

لين : رأيت وجهه

روز بدهشة : حقا .... أقسمي بذلك

لين : ولما سأكذب

روز : وكيف هوا شكله هل هوا شاب أم كبير

لين : إنه شاب

روز ( ها قد نطق الحجر ) : آآآآه وكيف يبدوا

لين وهي تضع الصحن من يديها وعينيها مثبتتين للأسفل وبهمس : حارق ... إنه حارق .... تشعرين أنك
ستحترقين إن نظرتي إليه فكيف إن أقترب منك

روز ( يبدوا أن التشويق بدأ ) : لين ما بك حبيبتي لا تبدين بخير ماذا حدث بينكما

صمتت لين طويلا ثم قالت : روز ألم أحذرك من طرح هذا السؤال علي .... قلت لك لا شيء ... لا شيء

وغادرت المطبخ متوجهة لحجرتها

مرت عدة أيام ولين تقوم بعملها كالسابق في جناح السيد بعد أن رفضت روز الصعود و بشدة ... كانت
تتحرك وشيء ما يشدها دائما للحجرة التي يسجن نفسه فيها عندما تكون هي هناك وحال من بالداخل لم
يكن أفضل منها

وفي يوم قررت لين أن تتحدث معه لتفهم ما حدث وضعت الطعام ولم تغادر

خرج روح من غرفته

روح : ما بك يا لين هل هناك شيء

لين : نعم أود التحدث معك في أمر

روح : إن كانت الدراسة فلم يعد هناك وقت

لين : لا ليست الدراسة أنا لازلت عند قراري لن أخرج

روح : إلى أن أخرج أنا ..... ولكنني لن أخرج من هنا

لين : إذا سأبقى هنا أيضا ولن أخرج ...عقابي سينتهي بنهاية عقابك أنت لنفسك

أقترب منها كان يتقدم للأمام وهي تتراجع للخلف وعيناها في الأرض

روح ( سحر وجاذبية ... عينان كاللؤلؤ ووجه كالبدر... لم أرى لهذا مثيل أبدا كيف جمعت سحر
الشرق والغرب )

التصقت لين بالجدار أقترب منها مد يده وأمسك يدها طبع قبلة عميقة في باطن كفها

وقال : حبيــ ...ثم سكت

لين ورأسها في الأرض : لما تفعل بي هذا

روح : بل أنظري ما فعلته أنتي بي

لين : أرحمني أرجوك

روح وهوا يرفع وجهها ليصبح مقابلا لوجهه : مما من السجن

لين : بل من عذابي

روح : ومن سيرحمني أنا

لين : أنت من عليه أن يرحمنا جميعا

روح : أنا ميت يا لين .... من تريه أمامك مجرد جثة بلا روح

أعادت لين رأسها للأسفل ودموعها تسقط من عينيها مباشرة على الأرض : أنت لست ميت .... لست ميت

مد يده تحت عينيها لتسقط الدموع بداخلها وقال : لما تبكي يا لين لما

لين : ما الذي فعله بك والدي أخبرني

أفلت يدها وتوجه ناحية النافدة معطيا إياها ظهره وقال : وما ستفعلينه بمعرفة الحقيقة

لين : أريد أن أعرف لما أتعاقب بذنب شخص ميت

روح : ليس ميت أنه حي ويتعذب كما أتعذب

لين بصدمة وعيناها قد فتحت على أتساعها : مـــااااذاااا ... حي ... والدي حي ..... مستحيل

روح : بلى وقد كان في السجن وقد قتل رجلا أيضا ..... هوا لا يستحق أن يكون والدك ....لماذا أنتي
أبنته يا لين .... لماذا

لين ولازالت تعيش الصدمة : هل من قتله يقربك

روح : لا بل حفيد العجوز الذي كنتي تعيشي معه

لين ( لهذا كان يضربني ويقول لأنك أبنته ) : وما علاقتك أنت بالأمر ما الذي فعله لك

بدأ روح بسرد ماضيه الأليم على مسامع لين


قبل أربعة عشر عاما

صبا : روح ألم تعدني أن تأخذني لحضور العرض الختامي

روح : أجل وفي الحال كم شقيقة لدي

احتضنته صبا وهي تشكره بكل العبارات ثم غادرت

يزيد : روح أنت تدللها كثيرا صبا لم تعد طفلة إنها في السابعة عشرة الآن علينا أن نشد في تربيتها

روح : شد أنت أنا لن أعاملها بقسوة هي شقيقتنا الوحيدة ولا تنسى وصية والدتي قبل أن تموت

يزيد وهوا يغادر : أنت فقط الملام عن أي تصرف خاطئ قد يصدر منها

كان هاتف روح لا يتوقف عن الرنين ( ماذا يريد مني هذا الشاذ القدر ) أغلق هاتفه ورماه على
الطاولة وخرج

بعد مرور عدة أيام عند الساعة الثالثة فجرا وصلت لهاتف روح رسالة فتحها فكانت من كريم وفيها

" أذهب لتفقد شقيقتك أين تكون أيها الشريف النزيه "

قفز روح متوجها لغرفة صبا فتحها ووجدها فارغة ركض في كل القصر بحثا عنها وهوا يصرخ باسمها
ولم يجد ردا وصلت رسالة أخرى فيها

" أنظر من الشرفة المطلة على الشارع الرئيسي لتعلم أي شقيقة لديك "

ركض روح للشرفة وجد شقيقته تخرج من بيت الجار صابر بعد أن احتضنته أمام الباب وهوا يمسح
على رأسها ثم ركضت وهي تلتفت إليه وهوا واقف أمام باب بيته

ما إن وصلت للبيت حتى كان شعرها في قبضة روح كانت تصرخ وهوا يجرها ورمى بها في أحدى
الغرف خرج وعاد يحمل صوتا في يده وبدأ ينهال عليها بالضرب

روح : سافلة هذا ما تكافئينا به يا سافلة ... مع جارنا ... مع رجل في سن والدك

صبا وهي تصرخ وتبكي بألم : لا ليس صحيحا ليس .... آه أرجوك يا روح أرجوك

وبعد وقت طويل من الضرب المبرح حتى تعبت يداه من تبادل الصوت فيهما رفعها من شعرها

لوجهه وقال : ستموتين على يدي ... أنتي عار على العائلة وعليك أن تموتي

رماها فسقطت ورأسها على الطاولة غريقة في دمها



الحاضر

لين وهي تمسك فمها بيدها وتبكي : مستحيل

روح : بلى هذا ما حدث ولكن المأساة ليست هنا

لين : وماذا غير كل هذا

روح : وجدوا كريم ميتا بسبب نزيف من طعنة وجهت لكليته ووالدك الجاني بعدها هرب بفعلته عامين
كاملين ثم أمسكوا به و أعترف أنه أستدرج شقيقتي بالحيلة لبيته بمشاركة كريم لاختطافها وطلب الفدية
ويبدوا أنهم أجلوا الأمر .... ثم قتله في اليوم التالي وهما يتشاجران

ضرب روح بقبضة يده على النافدة وقال بصراخ غاضب : لقد قتلت شقيقتي بيدي بسبب والدك
خرجت من السجن بعد أربعة أعوام لأجد الحقيقة المرة بانتظاري ... قتلتها عذبتها حتى الموت وهي
بريئة .... لم أستمع لرجاءاتها ... لم أكن عند ظن والدتي بي وهي توصيني بها لأنني الأقرب لصبا
والدك السبب يا لين والدك ... والأشد من ذلك أنه خرج من السجن بعد ثمانية أعوام فقط .. ليكون حرا
طليقا ...... لذلك سجنتك هنا و أعلمته بأنك خادمة لدي لأني أعرف حبه لك وأنه يبحث عنك من سنوات
كان عليه أن يعاني كما أعاني .... لقد كرهت شكلي الذي بسببه ألت لما ألت إليه من حال وأخفيته عن
الجميع .... وكرهت نفسي التي عذبت شقيقتي البريئة بغير ذنب وسلبت منها الحياة .... حاولت قتل نفسي
ولكن الموت يرفض أن يأخذني من هذا العذاب فلم أجني سوى هذا الجرح في عنقي والصوت المخنوق
بسبب تأذي حنجرتي .... فسجنت نفسي وعذبتها بالكهرباء لكي تقاسي وستموت هنا معذبه كما اقترفت في
الماضي .... جلبتك ليموت والدك احتراقا عليك ولكنني اكتشفت أنني جلبت لنفسي عذابا جديدا هي تستحقه
.... أنتي محرمة علي يا لين محرمة على هذه النفس التي تتوق إليك بجنون وفي كل لحظة .... محرمة
عليها لكي تعيش العذاب الأقسى من كل العذاب الذي عاشته .... محرمة عليها حتى الموت


خرجت لين تبكي راكضة ونزلت وتوجهت لغرفتها مباشرة روز خرجت من المطبخ على صوت بكائها
و لحقت بها مسرعة ... طرقت الباب بقوة وهي تنادي : لين أفتحي الباب ... ما كل هذا البكاء ماذا حدث
هناك في الأعلى لين أفتحي الباب أرجوك

لكنها لم تفتح ولم تتكلم بكلمة سوى صوت النحيب المرتفع والشهقات المتواصلة

صعدت روز لجناح السيد وجدته مفتوحا دخلت مكتبه فوجدته جالسا على الكرسي ويظم رأسه بين يديه
موجها إياه للأسفل

روز : آسفة سيدي على دخولي

روح وهوا على حاله : ماذا هناك

روز : لين إنها ....

وانقطعت الحروف عن حنجرتها عندما رفع رأسه لها ( يا الهي ... لم تعطه حقه في الوصف يا لين )

روح بتوتر : ما بها لين .... ماذا حدث لها

روز : إنـ إنـ ـ

روح بغضب : تحدثي ما بها

روز : تغلق غرفتها وتبكي بنحيب مخيف ماذا حدث

روح بعد هدوء مفاجئ: لا شيء ... دعيها وحدها وكوني قريبة منها ... هيا انصرفي

مر يومين على لين سجينة الغرفة ولا شيء سوى البكاء فتح روح باب غرفتها لتدخل روز إليها

روز وهي تحتضن لين بقوة : ما بك يا حبيبتي ما بك يا لين هل تشاجرتما .. لا بأس فهذا يحدث بين كل حبيبين

حضنتها لين بقوة وهي تبكي بمرارة : لسنا حبيبين يا روز ... هوا لا يحب شيء إلا الموت

روز وهي تهمس في أذنها : بلى حبيبين وليس أي حبيبين .... لما لم تخبريني أنه بكل هذه الوسامة كيف
سيكون أطفالكما ... ها أخبريني

لين وهي تبتعد عن حطنها : يالك من صانعة للتخاريف والأوهام .... كيف دخلتي إلى هنا

روز : وهل كنتي تريدي منا تركك هنا حتى تموتي عطشاً وجوعاً وبكاءً أيضا

لين : هل السيد من فتح لك الباب

روز : نعم .... وهوا قلق عليك كثيرا اصعدي للتحدث معه ... وحلا الخلاف هيا

لين : لن أصعد إلى هناك وليس لما بيننا حل .... روز اتركيني لوحدي أرجوك

روز : ليس قبل أن تتناولي الطعام

لين : حسننا فقط أريحيني من إزعاجك

روز : سأحظره لك هنا

تناولت لين الطعام بلا رغبة تحت ضغط من روز
ثم اتكأت على السرير وقالت : هل سيبقى هذا الباب مفتوحا

روز : أجل لكي لا تفعليها ثانيتا

خرجت روز وعادت لين لحزنها وأفكارها ( كيف يكونان متفقان على اختطافها وتغادر منزله وهي تحتضنه
وكأنها تشكره على شيء ..... لا أصدق أن السبب أنهما قد غيرا رأيهما في الاتفاق ... و اتصال كريم
بروح في ذاك الوقت ما معناه إن كانا متفقان ..... هناك حقائق مخفية ولا يعلمها أحد سوى أبي .... آه أبي
على قيد الحياة لا أصدق ومجرم أيضا أمي لم تخبرني بذلك وكيف لم يجدني هل أخفوني عنه ... لما كان
العجوز الذي أسكن لديه خائفا من أمي بعدما كبرت .... هناك أمور عالقة وحلقة مفقودة في الموضوع )


مرت الأيام على لين وهي في حزن وشرود تعمل ولا تتكلم ورفضت الصعود للأعلى بعدما فهمت من
كلام روز الأخير أنها تتعمد عدم الصعود ولم تكن تعاني أي مرض في ساقيها

روز تخاطب لين وهما تعملان في المطبخ : لين ألن تفكي عقدة لسانك هذه ... ما سبب كل هذا الصمت
والحزن أنتي لا تجيبي على أسئلتي أبدا والسيد لا يقول شيء سوى " كوني قريبة منها و أعتني بها جيدا "
ألن يرحمني أحدكما

...... : روز غادري لغرفتك

روز بصدمة : حاضر سيدي

روح : ما بك يا لين

لين : .......

روح : غاضبة مني إذا

لين وهي تعطيه ظهرها تغسل الأواني : بل من نفسي

توجه ناحيتها وقف بجانبها وهوا ينظر إليها : ولما تغضبي من نفسك

لين وعيناها على الماء المنهمر من الصنبور : أين هوا والدي

روح : هل تريدي الذهاب إليه

لين وهي تلتفت ناحيته : ليست تلك كل الحقيقة

روح : بلى هي الحقيقة هوا من أعترف بها كيف لا تكون حقيقة

لين : لا .... شيء ما مفقود

روح : هذا فقط لأنه والدك

لين وهي تهز رأسها نفيا ودموعها قد بدأت بالنزول : لا .... ليس صحيحا

مسح روح دمعة على خدها بأطراف أصابعه وقال : لا تبكي يا لين يكفيك بكاء

لين وهي تبعد يده عن وجهها : ألست محرمة عليك ... لما تقترب مني إذاً .. لما لا ترحمني

روح : أنتي عذابي يا لين .... عذابي أتفهمي

لين بغضب : وأنا لما أتعذب .... لما تعذبني هكذا بقربك البعيد ... أتركني وشأني يا روح ..... عاقب
والدي بي أنا راضية .... ولكن أرحمني و أبتعد عني

غادرت لين راكضة لغرفتها و ارتمت على السرير في بكاء مر وطويل ( عليا أن أعلم الحقيقة عليا
أن أقابل والدي وأعلم منه )

عند منتصف الليل خرجت لين من غرفتها فوجدت باب القصر مفتوحا ( غريب باب القصر يقفل أليا كيف
للسيد أن يتركه مفتوحا لم أره يفتح سابقا ... ترى هل الباب الخارجي مفتوح أيضا هل السيد من فعل ذلك
متعمدا ... عليا التأكد إن كان مفتوحا فسأغادر لمعرفة الحقيقة )

عادت لين لغرفتها جمعت البعض من ثيابها وخرجت .... ركضت كثيرا ناحية باب القصر الخارجي

أحد الحراس : أنظر أليست تلك هي الفتاة .... إنها تغادر القصر

الحارس الآخر : أتركها السيد أمر أن لا يمنعها أحد ... كل الحراس رأوها وهي تخرج

وفي نافدة من نوافذ القصر خيال لرجل يشاهد كل ما يجري في الخارج

روح : وداعا يا لين ... وداعا يا حبيبتي .... فلن أمنع نفسي عن قولها مجددا " حبيبتي " ... وداعا يا أجمل
وأشرف فتاة رأيتها في حياتي .... وداعا للأبد

خرجت لين من القصر وبدأت بالسير المتقطع تسير تارة وتجلس تارة أخرى من التعب ولم تصل القرية
إلا مع بزوغ الفجر ... توجهت فورا لمنزل العجوز مايكل طرقت الباب فخرج لها بسرعة

مايكل : من ... أهذه أنتي

لين : ألازلت تذكرني

مايكل : وكيف أنسى هذا الوجه ... تبدين متعبة أدخلي هيا

دخلت لين وقدم لها مايكل الماء والطعام

مايكل : هيا كلي يا صغيرة لا تخجلي مني

لين : شكرا لك يا عم ولكنني لا أحب تناول الطعام عند الصباح

مايكل : ما بك ... ماذا حدث لك

لين : لقد غادرت القصر سيرا على الأقدام منذ منتصف الليل

مايكل : يا إلهي هل قطعتي كل تلك المسافة ولكن لماذا

لين : عليا الخروج لمعرفة بعض الأشياء ثم العودة ..... لقد هربت من هناك

جلس مايكل وقال : أحكي لي كل شيء يا لين .... و أعدك أن أساعدك

شعرت لين بالسرور من عرضه للمساعدة وحكت له مختصرة الأحداث قدر الإمكان

مايكل : ما هذا الذي أسمعه .... هل كنتي سجينة القصر طوال تلك الشهور ... ولكن كيف تمكنتي من
الخروج من هناك

لين : يبدوا أن السيد هوا من أرادني أن أجد طريق الخروج ( لا يريد سوى تعذيب نفسه وبكل الطرق )

مايكل : وما تنوين فعله الآن

لين : عليا مقابلة والدي لأعرف منه ما حدث ولكن قبل ذلك عليا مقابلة صديقتاي بعد شهرين من الآن ... هما
من سيساعدانني في إيجاده ... وعليا زيارة ذلك العجوز الذي كنت أعيش معه فهوا من يملك مفاتيح الوصول
لوالدي بالتأكيد

مايكل : حسننا وبما يمكنني المساعدة أنا جاهز لفعل ما تريدين

لين : أنا لا أملك مكانا أقيم فيه ولا حتى مالا ... أريد العيش هنا في مخزنك الصغير بالخارج سأقوم بكل
الأعمال سأنظف و أطهوا وأفعل لك كل شيء في المنزل أثناء عملك ولن تراني فيه بقية اليوم ... فقط حتى
تعود صديقتاي .... وسأبحث عن عمل هنا أيضا لأكسب المال ثمن طعامي ورحلة القطار

مايكل : لك كل ما تريدين سنفرغ المخزن فهوا شبه فارغ ونحوله لغرفة لك ولو أحببتي البقاء في المنزل فلا
أمانع .... ولكن لن أسمح لك بالعمل في القرية قد يجدك ذاك السيد ويعيدك ثم قد تتعرضي للمضايقات فالأغلب
هنا ليسوا مسلمين وأعرف تفكيرهم جيدا



وفي مكان آخر

روز وهي تصعد راكضة : سيدي ... سيدي

روح : ما بك يا روز لما كل هذا الركض

روز : لين يا سيدي ليست هنا

روح : أعلم لقد غادرت البارحة

روز : أجل لكن .... أين ولماذا

روح : انتهى يا روز .... إنسي أن هناك فتاة اسمها لين

روز : مستحيل أن أنسى لقد تركت لي رسالة وقالت أنها ستعود وتركت لك واحدة أيضا

روح : رسالة لي

روز : أجل لقد وجدت ورقة مطوية على طاولة المطبخ وقد كانت رسالة منها لي وبداخلها أخرى كتبت لي
أن أعطيك إياها

روح : أتركي الورقتين وغادري

روز : حسنا

أمسك روح بورقة روز وقرأها

روز ... اعذريني لأني لم أودعك ... لا تنسينني أبدا ولن أنساك دائما

أعتني بنفسك وبالسيد جيدا

حاولي أن تطبخي له الطعام كما علمتك سابقا

وغيري سكاكين الحلاقة في آلته كل يوم يا كسولة لكي لا يمرض بسببك

أحبك يا روزي وسأشتاق لكي كثيرا

وأعدك بأنني سأعود قريبا

لين



وضع الورقة جانبا وفتح الأخرى


أعذرني يا روح

أعلم أنك من سمح لي بالمغادرة و أعلم السبب جيدا

أنا مازلت عند كلمتي لك و وعدي لنفسي لن أخرج من القصر حتى تخرج أنت

ولن ينتهي عقابك لي إلا بانتهاء عقابك لنفسك

ولكن عليا أن أفهم الحقيقة كاملة أنا لا أراها من منظورك أنت ولا من منظور ابنة لوالدها

سأعود قريبا فلا تغلق باب قصرك حتى أعود

وحتى إن أغلقته فسأدخل لأنني سأفجره

لذلك لن أقول وداعا

لين



قبض على الورقة بيده بقوة وقال : اذهبي يا لين .... أذهبي وعيشي حياتك يا غبية ... لما تعيشي الحياة
دائما من أجل الآخرين ... أرحلي بعيدا و اتركيني في عذابي فما أنا فيه الآن حتى الصعق بالكهرباء أهون
منه .... أنتي عذابي ولن تكوني إلا عذابي أما أنا فميت قبل موعد موتي


في الأسفل كانت روز تفتح ورقة أخرى لم يرها السيد .... روز : سأفعل ما طلبتي يا لين أعدك بذلك

وكان مكتوبا في الورقة " روز هذا رقم هاتفي لقد تركته لدى خالة صديقتي إن حصل مكروه فخدي هاتف
السيد و أتصلي بي أفعلي ذلك من أجلي "



ومرت الأيام على لين في بيت العجوز مايكل تعمل في بيته عند غيابه الطويل خلال النهار وتغادر المنزل
عند اقتراب موعد وصوله ولا يراها إلا لو طلب الحديث معها في أمر ... ولا أخبار لديها عن ذلك القصر
الذي تقف كل صباح تتأمله من منزل مايكل

مايكل : إذا ستغادرين يا لين

لين : نعم ... شكرا لك يا عم لن أنسى ما فعلته لأجلي ما حييت ... وعندما أصبح مليونيرة سأجعلك
مديرا لأعمالي ههههه

مايكل : هههههه وما تفعلينه بعجوز لا يعرف شيئا إلا الخضار

لين وهي تمسح دموعها : لا أعرف كيف أشكرك .... أتمنى لك السعادة دائما

مايكل : لا تنسيني يا لين .... وعودي لزيارتي دائما

لين : بالتأكيد


غادرت لين راكبة قطار العودة بعد عام كامل من الغياب حمل في طياته أحداث لن تنساها مدى الحياة





~~~***~~~


لجــين



ركبت هي وغافر السيارة وانطلقت مسرعة

غافر : ما ذا هناك و إلى أين نحن ذاهبان

لجين : العصابة تبحث عنك في كل مكان لقد كانوا في المستشفى كادوا يجدوك

غافر : بيننا موعد محدد فلما يبحثوا عني

لجين : اسأل أعوانك الفاشلين عن هذا السؤال

غافر : ماذا تقصدين

لفت لجين وعبرت طريق فرعي ومؤدي لأحدى القرى ثم نزلت من السيارة إلى أرض فارغة ليس فيها
إلا الطريق ونزل خلفها غافر

غافر : ما الذي حدث

لجين : أين غافر

غافر : ......

لجين : أين غافر قلت لك ألا تسمع

غافر : أنا غافر هل أصابتك الحمى

لجين :لا .. لست غافر .... فأين هوا غافر يا هذا

غافر : ومن أخبرك أني لست هوا

لجين : أنا علمت بنفسي .... النسر الأسود الذي كان في كتف غافر كان عليك أن تسرقه هوا أيضا

نظر لها نظرة احتقار ( هكذا إذا فتاة العصابات إحدى عشيقات غافر)

لجين : لا تنظر إليا بهذه النظرة أيها السافل فحتى عشيقات ذاك المسخ لا يعرفون عن النسر شيئا وتوقف
عن النظر لي بهذه الطريقة أو أفقدتك عينك السليمة

غافر : عشيقاته لا يعلمون وأنتي تعلمي

لجين : نعم .... ولا يهمني إن صدقتني أم لا فأنا النائمة في أحضان الرجال في نظرك على أي حال ..... فأين
غافر أجب الآن

غافر : مات

لجين : كاذب .... أين هوا

غافر : أخبرتك أنه مات غافر ميت

لجين : من أنت

غافر : أبن شقيقه " يزيد عادل "

لجين : وأنت والمخابرات تعدون كمينا للعصابة ... وأنا الطعم

يزيد : نعم أنتي والملف

لجين : فاشلون ... لا يمكنهم الإمساك بحشرة ويفسدون الأمر دائما ... أين غافر أين تخفونه

سمعوا صوت سيارات تقترب

لجين : أركب بسرعة

ركبوا السيارة .... لجين : أربط الحزام لقد وجدونا

سارت بسرعة جنونية ونزلت لطريق ترابي وتابعت السير بدأت السرعة لأن السيارة كانت معدة لهذا الأمر

يزيد : لم يعودوا خلفنا لقد نجونا هيا توقفي ستخرجين بنا من الخريطة

توقفت لجين وتنفست بارتياح

لجين : كادوا يمسكوا بنا

يزيد : كيف يمسكوا بنا مع هذه السرعة الجنونية .... كل يوم أكتشف فيك شيئا جديد

لجين : لم أترك شيئا لم أتعلمه لأنتقم من غافر وفي النهاية كان كل شيء وهم .... ولكنني سأجده ولن
تخفوه عني سمعت

نزلت لجين من السيارة بعدما ضربت بابها بقوة وابتعدت وجلست بعيدا .... كان يزيد ما يزال جالسا داخلها
( إذا هي اكتشفت أمري ... ولكن كيف علمت بذلك إن كنت أنا أبن شقيقه لا أعلم ولا عشيقاته كما تقول إذا من
تكون لتعلم بكل هذا ليست زوجته بالتأكيد ... تعمل لصالح العصابات وتعلم أشياء عن عمي لا يعلمها أحد
وتحقد عليه كل هذا الحقد .... من تكون )

نزل يزيد متوجها ناحيتها وعند اقترابه منها جاءه صوتها الحزين

لجين : دعني وشأني

يزيد : عليا أن أفهم

لجين : لا يحق لك ... الأمر لم يعد بيني وبينك فأبتعد عني

يزيد : ما الذي بينك وبين غافر

وقفت لجين قائلة : سيحل الظلام قريبا علينا أن نغادر

يزيد وهوا يمسكها من يدها : لا .... أنا أعرف هذه البلاد جيدا الخطر أكبر عند الليل أنوار السيارة ستكشفنا

توجهت لجين للسيارة فتحت حقيبة يدها أخرجت الهاتف ثم رمته في السيارة بغضب

لجين : سحقا لقد خرجنا من منطقة الإرسال

ثم توجهت عند أطار السيارة وجلست مستندة عليه وقف يزيد أمامها مباشرة

لجين : أبتعد عني يا يزيد أرجوك

جلس بجانبها وقال : لن أتكلم عن شيء ... حسننا

مر وقت طويل وهما يجلسان هناك ثم وقفت لجين أخدت حقيبتها و ابتعدت صرخ بها قائلا : جولي

لجين : قريبه ... قليلا وسأعود

ابتعدت عن نظره أخرجت العباءة و غطاء الرأس وصلت ما فاتها اليوم ثم عادت و ذهب كليها في نوم
عميق جلوسا خارج السيارة ... شعرت لجين بشيء صلب يلمس رأسها فتحت عيناها فكانت فوهة مسدس
ومجموعة من الرجال الأجانب ويزيد يمسكه أحدهم وكان ضوء الشمس قد بدء يتسلل خلال الظلام
وقفت لجين

.... : إذا هذه هي حفيدة ريتشارد الحبيبة

لجين وهي تأشر بأصبعها ليزيد : وهذا شريككم الذي خطفني ليسلمني لكم

أتجه ليزيد وقال : مرحبا بغافر ضننا أنك انتهيت أين الملف لنكمل الصفقة

يزيد : أحترق في الفندق

...... : حسننا أحضرت الفتاة على الأقل ...ولكن القرص والملف جزء من الصفقة وعليك تسليمها

ثم أقترب أحدهم من لجين سحبها من يدها وهي تسبه وتصرخ

أمسكها رئيسهم من شعرها ثم مرر لسانه على خدها وهوا يضحك ... يزيد كان يكاد يمزق يديه من
الشد عليهما من الغيظ ولم يكن ينوي التصرف في الأمر وهوا يصبر نفسه ( يكفي يا يزيد هي فتاة
عصابات وقد أرادت اللعب معهم فدعها تجرب )

رمى زعيمهم بلجين أرضا وقال لمن معه وكانوا ثلاثة : هي لكم حتى نقايض بها

تقدم أحدهم منها وهي تزحف للخلف وتدعوا بهمس " اللهم إني أجعلك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم "

يزيد كان يشاهد شيئا لم يروه جميعا وفستانها يرتفع لأكثر من نصف فخدها والنسر في عيني يزيد كأنه
أمامه مباشرة .... صرخ بهم قائلا : توقفوااااا

نظروا باتجاهه جميعهم سكت مطولا وهوا يتبادل النظرات معهم ثم قال : إنها مصابة بالإيدز هي حامل
للفيروس لقد رأيت التقارير بعيني ... أفعلوا ما يحلوا لكم ولكن لا تعاقبوني على ما سيجري فيما بعد ولا
تحملوني العواقب فقد حذرتكم .

نظروا لبعضهم مطولا ثم ابتعدوا عنها وكأنها وباء ينتشر في الهواء .... أشار لهم زعيمهم أن يركبوها
السيارة وأركبوا يزيد بجانبها وركبوا سيارتهم وقاد احدهم سيارة لجين والآخر جلس بجانب يزيد الذي
كان يجلس بجانبها

لجين ( لقد أنقدني للمرة الثالثة ما الذي يريده مني هذا الرجل كان بإمكانه الانتقام مني الآن أمام عينيه على
كل ما فعلت فأنا في نظره ابنة العصابات عشيقة غافر وغيرها الكثير ... لقد انقدني منهم بأعجوبة على الرغم
من أنه رماني بالإيدز ... ألم يجد حلا أفضل )

نظر لها يزيد بتمعن وهي تتكئ على زجاج السيارة وكأنه يرسم ملامحها بعينيه ( لجين ... هي لجين زوجتي
التي كتبت اسمها في عقد زواجنا هي زوجتي التي ظننت أنها فتاة أخرى غير موجودة ... هي التي أمامي الآن
ليست عشيقة عمي غافر وليست فتاة عصابات وليست أجنبية مسيحية )

لجين وهي تنظر لخارج السيارة : لو لم أكن فتاة عصابات ولو لم أكن عشيقة عمك ولو لم أكن ... وأكن ...
... لكنت قلت أنك معجب بي

تحدث يزيد معها بالعربية فأفراد العصابة لن يفهموها : يكفي يا لجين

نظرت لجين له بدهشة بعد أن رفعت رأسها عن الزجاج المتكئة عليه

يزيد: أنتي لجين أليس كذلك

لجين : ....

يزيد : النسر الأسود نسيتي أنتي أيضا أن تخفيه

لجين ( لقد رأى النسر إذاً ... ولكن ما عرفه بارتباطه باسم لجين ... وهوا ليس غافر )

قالت مبادلة له الحديث بالعربية : نعم لجين

يزيد : لما لم تخبريهم أنني لست غافر

لجين : ولما أنقدت أنت حياتي ثلاث مرات

يزيد : إن أخبرتك ستخبرينني

لجين : لا

يزيد : إذا لن أقول

رجعت لجين مستندة برأسها على النافدة ثم قالت بهدوء وحزن : أين غافر يا يزيد

يزيد : مات

لجين : لن أصدقك أبداً

وبعد السير طويلا وصلوا لمكان كبير و كأنه مجمع مستودعات فتحوا بوابة كبيرة وأدخلوا السيارات فيها

لجين : يبدوا أنه وكرهم

يزيد : نعم يبدوا ذلك

تم أنزلوهم من السيارة وقادوهم لزعيمهم الحقيقي

تهامس هوا ومن أمسكهم كثيرا ثم قال : سنتركهم الليلة هنا وغدا نتم الصفقة

.... : والسيارة إنها تعجبني

الزعيم : خذها

ثم أمر رجاله فأخذوا لجين ويزيد وسجنوهما في مكان يبدوا أنه مستودع لتصليح السيارات وخرجوا
وأقفلوا عليهم الباب

لجين : سحقا .... كم مرة سيتم اختطافي هنا

يزيد : هههه بل كم مرة سوف يسجنونا معا

لجين : لا يبدوا الأمر مضحكا

يزيد : بلى فنحن لا نعرف مصيرنا .... علينا أن نضحك قليلا فقد نموت في الغد

لجين : ألن تخبرني عن مكان غافر

يزيد : ميت .... ميت يا لجين لما لا تريدي أن تصدقي ... لقد مات من حينها وليس له وجود

وقفت لجين وقالت بصراخ : كذب ... كاذب

وقف يزيد وأتجه لها وقال : بلى ... أنا لست كاذبا ... عليك أن تصدقي ذلك .... أنسي يا لجين أنسي كل
شيء وعيشي حياتك الباقية

أدارت لجين له بظهرها وقالت : أنسى .... أنسى ماذا يا يزيد .... أنسى عذاب السنين أنسى الحرمان
أنسى بكائي و ألمي كلما رأيت النسر ... وكم تتوقع مرة أراه في اليوم ... لقد حرمت على نفسي السوائل
وعشت بالمغذيات لكي لا أطر لرؤيته كل حين .... كيف تريد مني النسيان ... كيف

ثم قالت بصوت باكي ودموع لأول مرة تنزل أمامه : كيف تنسى شخصا قتل والدك بعد ما سلبه ماله و
أغتصب والدتك أمام عينيك ليقتلها ويقتل جنينها وتوعدك أنه سيسحقك أنت أيضا في المستقبل ... كيف
تنسى شخصا حرمك ويتمك وجردك من كل شيء حتى هويتك

أمسكها يزيد من كتفيها ووجهها لوجهه ثم أحتضنها بقوة وقال : أعلم ... أعلم كل ما تقولين وأشعر به

لجين : لا.... لا تشعر به لأنك لم تعشه ... وحدي أنا من يشعر بذلك

يزيد وهوا يزيد من أحتظانها أكثر : أنتي تشعري وهذا يكفي ليجعلني أشعر به يا لجين

شدت لجين يديها عليه بقوة وقالت : قل لي أنه كذب يا يزيد ... قل لي أنك تكذب ... أعطني أملا ولو كاذبا

يزيد وهوا يمسح على رأسها : لقد نال عقابه يا لجين .... لقد أحترق وعانا من ألم الحروق لأيام ..... لقد تكلم
معي بنفسه وأوصاني بالبحث عنك وإعطائك كل ما يملك عسى ذلك أن يكفر ذنوبه ..... لقد تعاون مع
المخابرات للإمساك بالعصابة لأنه قرر أن يغير حياته .... هذه هي الحقيقة يا لجين وهذا هوا الواقع فصدقي

ابتعدت عن خضنه وقالت بأسى : لن يموت حقدي عليه لن يموت أبدا

يزيد : ها أنا أمامك هنا فافعلي بي ما شئتي أطفئي نار حقدك في .... اقتليني حتى إن أردتي

لجين وهي تهز برأسها نفيا وهي منزلة إياه للأرض : كيف .... كيف وأنت لست غافر وأنت من أنقد
حياتي عدة مرات .... وزوجي أيضا ... كيف .... كيف ذلك

أقترب منها و أمسك وجهها بكلتا يديه ولامس أنفها بأنفه الملفوف بالشاش يحركه عليه يميننا ويسارا وعينه
في عينها وقال مبتسما : أعترفتي أنك زوجتي مرتين .... هذا يعني لا طلاق على الإطلاق

ابتعدت عنه وجلست بعيدا وقالت : لنخرج أحياء أولا ثم لنتحدث عن الطلاق ولا تنسى أنني سأعيد أسمي
السابق أنا لازلت لجين فورقتك منتهية المفعول قريبا

يزيد وهوا يجلس بعيدا : ولكن الطريف في الأمر.... والذي لا تعلمينه أنني تزوجتك باسم لجين وسافرتي
باسم لجين أيضا

لجين بصدمة : كيف

يزيد : أوراقك التي كانت عند عمي غافر وحتى جواز سفرك استخدمتها لإخراجك من البلاد ولعقد الزواج أيضا

لجين : أنت حقا نحس لا يمكنني التخلص منه .... لا تقل أنك تزوجتني باسم يزيد

يزيد : نعم لحسن الحظ

لجين : هل تراه حسن حظ .... ولكنني فتاة عصـــ

قاطعها يزيد بحدة : أسكتي يا لجين لا تكملي ... أنسي كل ما قيل أنا لم أكن أعلم من تكوني ثم أنك أيضا لم
تتركي مسبة لم تسبيني بها حتى بعد أن علمتي أنني لست غافر

وقفت لجين وبدأت بالتفتيش في الأغراض الموجودة في المستودع

يزيد : ماذا ... هل ستعيدين خطتك السابقة

لجين : لا بالتأكيد فأنت قد شوهت سمعتي فمن سيقترب مني

يزيد : ههههه لقد فعلت خيرا لأنني سأمزق من سيقترب منك وليقتلوني أولا قبل أن يلمسوك

لجين وجدت أدوات حادة فخبأتها في ثيابها

يزيد : مجنونة سيكتشفونك

لجين : يبدوا أنك نسيت أنني مصابة بالإيدز ولن يقترب مني أحد حتى عن بعد

يزيد : لما تخططين

لجين : لا شيء محدد ولكن قد نحتاجها

عادت للجلوس بعيدا مختبئة عنه خلف عمود من أعمدة المستودع مربع الشكل وكبير اتكأت عليه وبدأت
كل ذكريات الماضي تعرض أمامها وفكرة أن غافر ليس موجود ولن تنتقم منه تمزق قلبها تمزيقا لقد كان
صوت بكائها الذي تحاول كتمه و إخفائه يطرق مسامع يزيد بوضوح ... وقف وتوجه ناحيتها سمعت لجين
خطواته تقترب منها فقالت : اتركني وحدي .... أرجوك يا يزيد .... وحدي من يعرف معنى هذا العذاب

يزيد وهوا يجلس بجانبها ويشدها لحظنه : لن ابتعد ولن أتركك يا لجين أعلم أنه لا مكان لي في قلبك الذي ليس
فيه إلا الحقد على غافر .... ولكنك لامستي قلبي قبل أن أعرف حقيقتك أما الآن فأنتي تسكنيه وتملئينه ولا
مجال لغيرك ليسكنه فلعلي أجد ولو حيزا بسيطا لي في قلبك يوما ما ... دعيني أكون بجانبك ولو لهذه الليلة
فقط يا لجين لا تحرميني منك ... قد لا تريني أبدا من جديد

لجين ( ومن قال أنك لم تحرك بي أشياء لم تتحرك سابقا في قلبي الميت كيف و أنت من عرض نفسه للموت
لأجلي ) واكتفت بالنوم في حضنه في صمت وهوا يمسح على رأسها وشعرها ووجهها دون كلام

وبعد وقت على هذا الحال تكلم يزيد

يزيد : لجين ألا تريدي رؤية وجهي

لجين : منذ علمت أنك لست غافر انتابني الفضول لأراك ... هل الحروق غير حقيقية

أبعدها يزيد عنه ثم بدأ بإزالة الشاش عن وجهه ثم أزال اللاصقات التجميلية التي كان يضعها ليظهر
وجهه الحقيقي بالعينين الرمادية الواسعة والبشرة البيضاء وأنف مدبب محدد الأطراف نظرت له لجين
بتمعن لوقت طويل ثم عادت للنوم على صدره وقالت : مخادع جعلتني أتصورك بملامح غافر طوال الوقت
رفع وجهها بأصابعه وهوا يقول : أنظري لعيني أود أن أخبرك أمرا

نظرت لوجهه اقترب منها وقبلها قبلة عميقة على شفتيها ابتعدت عنه بصعوبة وقالت وهي تضربه بقبضة
يدها على صدره: محتال لقد خدعتني

حضنها لصدره بقوة وقال : ههههه ما كنت لأحصل منك على شيء لولا الحيلة

صمت طويلا ثم قال : لجين هل لي أن أجد مكانا في قلبك يوما

لجين : قد يكون ذلك يوما .... إن خرجنا أحياء

عند الصباح فتح عليهم احد الرجال الباب أمسك بيزيد من ذراعه وأمر لجين أن تتبعهم نظر يزيد للجين
بابتسامة وقال : رايتي ... لقد خلصتك منهم للأبد

لجين وهي تضربه بقبضة يدها في خصره : بل أنقدتني منهم

أركبوهم في السيارة وخرجوا من وكرهم وساروا لمسافة طويلة نام خلالها يزيد الذي لم ينم طوال الليل
وصلوا لغابة بالقرب من قرية ... كانوا عشرة رجال والزعيم طبعا لم يكن منهم
قابلوا هناك مجموعة مكونة من سبعة رجال معهم أسلحة وذخائر بعدد كبير محملة في سيارات
تقدم أثنين منهم وتحدثوا معهم مطولا

لجين : يبدوا أنهم يقايضوا بنا

يزيد : يبدوا ذلك....

لجين : لم أكن أتوقع يوما أن أكون بهذا السعر .... ولكن ما الذي سيفعلونه بك أنت فقد فقدت حتى الملف

يزيد : سيجعلونني وسيلة للحصول عليه بالتأكيد

لجين : ماذا لو علموا أنني لست حفيدة ريتشارد ولست أنت غافر ولسنا سوى صعلوكان متزوجان هههههه

يزيد : أنتي أثمن لدي من كل ذلك

لجين : اسكت لا أريد أن نموت و أنت آخر من يتحدث

يزيد : لماذا

لجين : هههه لكي لا أخسر لقب سليطة اللسان التي أعطيتني

ارتفعت أصوات أفراد العصابة وكأنه شجار يدور بينهم ثم هجم عليهم أفراد منهم كانوا مختبئين يبدوا
أنهم حفروا لهم كميننا

صرخ يزيد بلجين عندما بدأ أطلاق الرصاص : انبطحي أرضا يا لجين

ولكن لجين شدته من يده وسحبته وهي تقول : إن انبطحنا أرضا فلن نهرب ... تعال بسرعة إما أن نخرج
من هنا أو نموت ... أقترب أحد أفراد العصابة الأخرى من لجين أمسك يدها وقال : لن تهربي لأي مكان
فأخرجت الأداة الحادة التي كانت تخبأهت وطعنته بغتة وركضا بعيدا والرصاص يتطاير في الأجواء
هربا بعيدا ودخلا المدينة وركضا فيها طويلا

أوقفت لجين أحد المارة أخرجت له من جيبها باقي النقود التي تحصلت عليها و أشرت له بيدها بمعنى
أريد هاتفا أعطاها هاتفه و أخد كل النقود اتصلت لجين بجدها وأعطت الهاتف ليزيد الذي ابتعد عنها وتحدث
فورا مع نادر

نادر : أين أنتما لقد بحثنا عنكم طويلا حتى ظننا أنكم قد متم

يزيد : نحن بخير حتى الآن إننا في "....... " تكلم مع المخابرات و لنكمل المهمة

نادر : قد تعرض نفسك للخطر فقد شكوا بأمرك

يزيد : تعالى لأخذي وسنتفاهم معهم لاحقا لقد أصبحت قريبا من هنا ... لقد ابتعدنا قليلا جهة الغابة لأن
المروحية ستنزل هنا أنا أنتظرك

نادر : حسننا سأكون هناك بعد قليل

يزيد : ماذا عن أمجد هل تكلمت معه

نادر : لقد أنتقل لقصر روح ... الأمور لا تسير على ما يرام هناك

يزيد : ماذا حصل

نادر : سنتحدث ما إن نتقابل

يزيد : حسننا وداعا

عاد للجين التي أمسكته من ذراعه وقالت : ماذا هناك ... لما ابتعدت عند اتصالك

يزيد : لقد اتصلت بفتاة و أخبرتها أنني أحبها وسأتزوجها عليك هههه

لجين وهي تضربه : أحمق ... أفعل ما شئت

يزيد بحزن مصطنع : ألن تتصدقي عليا ببعض المشاعر أبدا

نزلت عندها مروحية الجد ونزل منها فركضت لجين ناحيته و احتضنته وهي تبكي

لجين : جدي لقد اشتقت إليك ... ظننت أنني لن أراك مجددا

الجد : أيتها المشاغبة المحتالة وهل تضنيني سأغفل عنك لحظة ... هيا سنرحل

لجين : لن أرحل دون زوجي سنأخذه معنا

الجد : من ... المجرم غافر مستحيل

لجين : لا هوا ليس غافر إنها قصة طويلة سأخبرك بها

عادت لجين ليزيد وقالت وهي تسحبه من يده : هيا ... علينا الرحيل من هنا

يزيد أوقفها وأمسكها من وجهها بيديه قبل جبينها وعينيها وقال : اذهبي أنتي ثمة مهمة علي أكمالها
وسألحق بك

هزت لجين رأسها نفيا ودموعها تنزل : لا ... لن أتركك هنا .. مستحيل .. سوف يمسكوا بك وسيقتلونك

يزيد : لا تخافي علي يا لجين سأكمل المهمة وأعود

احتضنته لجين بقوة وقالت من بين دموعها : لا تفعل هذا بي يا يزيد .... عدني أنك ستعود لا تتركني في
الحياة لوحدي

أبعدها يزيد عن حضنه وأمسك بوجهها وقال بابتسامة : هل تحصلت على المكان يا لجين هل أصبح لي جزء
في قلبك الحقود

أشارت له برأسها بنعم احتضنها وقال : و أخيرا تصدقتي عليا بزاوية صغيرة من قلبك

لجين وهي تشد من احتضانه : بل كل الحيز يا يزيد كله يا منقذي وبطلي

ابتعدت لجين وركبت المروحية التي بدأت بالصعود وهي تنظر ليزيد الذي كان يلوح لها بيده ويصرخ
قائلا : أحبك يا جولي ... أعتني بنفسك يا حبيبتي

لوحت له لجين قائلة بذات الصراخ : لجين أيها الأحمق لجين .... عد قريبا ... عد من أجلي يا يزيد

ثم همست قائلة : أحبك أكثر من أي شيء

احتاج الامان 30-09-14 09:01 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل الخامس
 
اكثر من رائعة شكرا

حكاية امل 30-09-14 07:58 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل الخامس
 
باااااااااااااااااااااااااااااارت ولا ارووووووووووووووووووع صراحه جميييل جدا شككررررررا كتييييييييييير .
سامحييينا تعبببناكي معانا, يارب تتحسن ظرووووفكم .
لا تحرمينا ابداعاتك , اتاكدي انو احنا معك خطوه خطوه الى الامام.
دمتي بود:flowers2:

روعة المحمد 01-10-14 03:34 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
الله يحفظكم يااهل ليبيا من كل شر ومشكوره على البارت عمل رائع وجهد مشكور

حكاية امل 04-10-14 07:13 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
مساااااااااااكم عسل
عيدكم مباااااااااااااااارك وعساااااكم من عواده ,:e106::364::jvhhvhvhv:

حكاية امل 09-10-14 07:49 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
مساااااااااااااااااااكم عسل :lol:
شو هالهدوء المخيف ............ ما في حدا ما لككوووم , وييييييينك برد عسا امورك طيبه ,شو هالغيبه , طمنينا عنك.

برد المشاعر 10-10-14 07:15 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
الله يخليك حكاية امل

الحمد لله بخير

شكرا لك عالمرور الطيب

اسعدني تواجدك

برد المشاعر 10-10-14 07:21 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
الجزء الثامن



نزلت آنين السلالم وهي ترتدي ملابس الخروج وتغطي رأسها

الخالة : آنين هل تريدي الخروج

آنين : نعم عليا مقابلة صديقتاي

الخالة : هذا جيد فأنتي لم تخرجي من مدة ... بلغيهم سلامي و أطلبي منهم زيارتنا لقد اشتقت لهم كثيرا

آنين وهي تغادر : حسننا

الخالة : انتظري يا آنين لدي شيء عليك أخذه للين

آنين : ما هوا

العمة : خذي هذا إنه هاتف لين لقد تركته عندي حتى تعود لقد حرصت على جعله مفتوحا طوال السنة الماضية

قدر الإمكان لتجد كل ما يرد لها فيه

آخذت آنين الهاتف من خالتها وخرجت نظرت له بحب وقالت : و أخيرا يا لين سأراك أخيرا ... كم اشتقت لكما يا

صديقتاي كم اشتقت لتلك الأيام التي عشناها بفرح وبدون هموم أتمنى أن تكونا أفضل حضا مني سأكون المنكوبة

الوحيدة ولكن لا بأس

وصلت آنين للمقهى وجلست على ذات الطاولة

آنين : يا لكم من بائسين سنة ولم تغيروا شيئا هنا حتى المزهرية نفسها والزهرة لا زالت واحدة

.... : هل تطلبين شيئا يا آنسة

رفعت آنين رأسها قائلة : قهوة منــ ...

ثم قفزت وهي تصرخ : لين ..... هذه أنت يا محتالة

احتضنتا بعضهما بقوة وحب ودموعهما كالأمطار الغزيرة

آنين : اشتقت لك يا لين اشتقت لك يا حبيبتي .... خفت أن مسخ القصر قد أكلك .... هههه

لين وهي تبعدها عن حضنها وتمسح دموعها : وهل هناك مسخ يقدر علي

حينها أمسكت يدان بكتفيهما بقوة وصراخ

لجين : مخادعتان لقد سبقتماني إلى هنا أحتضن ثلاثتهم بعضا في شهقات وبكاء مستمر

آنين وهي تضرب لجين على كتفها : من أين لك بكل هذه الدموع يا متحجرة ... حتى في طفولتنا لم تبكي ولا

من شدة الضرب

لين : لم تريها يوم خدعتنا وهربتي دون أن تودعينا لقد بكت لفراقك كثيرا

آنين وهي تتنهد بحزن : آه يا صديقتاي لقد بكيت كثيرا هذه السنة بكيت لشهور متواصلة لم أكن أعلم من أين

تأتي كل تلك الدموع

لين : آه آنين يا حبيبتي ظننت أني وحدي من قاسى هذا العام شككت أنني سأتكسر جفافا من كثرة ما بكيت

نظر كليها للجين الصامتة

آنين : لا تقولي أنك أيضا كنتي تعاني لا تقوليها يا لجين لتكن واحدة منا سعيدة على الأقل

تنهدت لجين وقالت : لقد عشت كل معاني السعادة ودرست ونجحت وسعدت جدا

لين : كاذبة .... عيناك الحزينة لا تقول ذلك

لجين : وما تظنان هل تتعسان أنتما وأسعد أنا ... كنا نتشارك دائما في كل شيء فما الذي سيختلف الآن لقد

واجهت الكثير من الصعاب بقوة ولكنني أنهرت في النهاية وبكيت ما لم أبكه لسنوات .. شهرين مرا وأنا أبكي

فقده وحرماني منه

وكزتها لين بمرفقها وقالت بمكر : من هذا ها ... من يكون


لجين : ماذا بك ... إنه زوجي يا غبية

قفزت لين وأمسكت بكتفي لجين : تزوجتي ... تزوجتي يا لجين

لجين بأسى : نعم تزوجت ولم أتزوج

ثم نظرت لأنين وقالت : و أنتي أيتها المحتالة الأخرى هل تزوجتي أيضا

آنين : آآآآه أجل أنا أيضا تزوجت ولم أتزوج

لين بحزن : إذا أنا التي كسرت القاعدة هذه المرة .... لما لم يتزوجني ذلك الأحمق

آنين : لا تقولي أنه سيد القصر المسخ

لين : لا تقولي عنه مسخ لو رأيته لذهبتي في رحلة حول العالم تبحثي لك عن مسخ آخر

لجين : يبدوا أننا نحمل الكثير من المفاجآت لنتحدث بها ... هيا دعونا نجلس


لين : آنين هل تزوجتي أحد أبناء عمك

آنين : نعم بل باثنين منهما

لين بشهقة : أثنين وخلال سنة واحدة

آنين : بل وفي ذات الوقت .... إياد وشاكر تزوجتهما معا

لجين : آنين هل تمزحي معنا

آنين : أنا لا أمزح إنها قصة طويلة سأحكيها لكما ... ولكن أخبرينا أنتي من تزوجتي يا لجين

لجين : ذهبت لأنتقم من أحدهم فتزوجته ثم اكتشفت أنني متزوجة من أبن أخيه كنت معه لمدة طويلة ولم أرى

وجهه إلا مرة واحدة

لين : هل هذه قصة خيالية أم ماذا

لجين : بل هي حقيقة

آنين : هل تزوجته وأحببته ولم تري وجهه

لجين : نعم

آنين : أصدقك لأني أحببت شخصا لم أعرف ملامحه بالرغم من أني كنت أراه مرارا لأكتشف أنه كان أمامي

دائما.... تزوجت بغيره و أنا أبكي فقده وهوا كان زوجي طوال الوقت

لجين : ما هذه الأحجية الغريبة

لين : هههههه

آنين : لا تضحكي على حالنا لا تشمتي كي لا يصيبك ما أصابنا


لين : ومن قال لك أني أضحك شامته في حالكما

لجين : ولما تضحكي إذا ... من السعادة التي نحن فيها

لين : بل أضحك لأننا نتشارك في كل شيء .... لقد أحببت شخصا لم أره أيضا وهوا أمامي ثم أصبحت عقابا

يعاقب به نفسه وقد حرّمني علي نفسه ليكمل العقاب

آنين : لين قولي شيئا واقعيا

لين : وهل ما تقولاه أنتما واقعيا .... إنها الحقيقة لقد سجنني في قصره وجعلني أعمل خادمة لديه لن تصدقا لقد

عملت في حظائر الحيوانات لشهور مع العشرات من العمال الرجال

لجين : ألم نحذرك يا لين لما فعلتي هذا بنفسك

لين : لا تلوميني لو كنتي مكاني ماذا كنتي ستفعلين

آنين : ولما كان يفعل بك كل هذا

لين : ليعذب والدي .... عليا أن أجده لأعرف منه الحقيقة

لجين : ولكن والدك ميت

لين : لا هوا ليس ميتا

آنين : كيف

لين : القصة طويلة و سأسردها عليكم لأكون أول مراحل البؤساء

حكت لين لهما كل ما مرت به من خروجها من المدينة وحتى اللحظة ولجين و آنين في دهشة مما يسمعان ولم

يتكلما بكلمة طوال حديثها

لين : والآن أنا جئت لأبحث عنه لأعرف الحقيقة و أنقد روح مما هوا فيه ساجن إن أصاب ذاك المغفل مكروه

آنين التي غاب عن ذهنها ما حكاه لها صابر : هل مررتي بكل هذا يا لين يالك من مسكينة و ياله من مسخ مسكين

لين بضيق : لا تقولي عنه مسخ يا آنين أيعجبك زوجك القبيح

آنين : ومن قال لك أن زوجي قبيح هل رأيته لتحكمي عليه .... حسننا لن أقول ذلك عن حبيب القلب مرة أخرى

تجاهلتها لين ونظرت باتجاه لجين : و أنتي يا لجين ما هي قصة الانتقام و الطلاسم التي ذكرتها ولم أفهم منها شيئا

حكت لهم لجين رحلتها المأساوية الطويلة وهي تسكتهما كلما حاولت أحداهما مقاطعتها

لجين : وهوا مختفي في أفريقيا منذ شهرين ولا اعلم عنه شيئا والمخابرات تخطط الخطط الفاشلة للقبض على

العصابة ولا تزال تؤجل كل شيء والمنظمات الدولية وعود بلا فائدة

لين وهي تخنق لجين بيديها : لن نسامحك يا كاذبة كيف تخفي الأمر عنا لسنوات ثم تذهبي هناك وحدك كيف

لجين وهي تبعد يدي لين : لأني كنت أعلم أنكما لن تسمحا لي بالذهاب وحدي وما كنت سأعرضكما لكل ذلك

الخطر

آنين التي لا تزال تعيش الصدمة مما سمعت : لجين لقد خرجتي من عين الموت مرات عديدة .... ياله من بطل

زوجك هذا

لجين : آه نعم بطل .... ولكنني خسرته للأبد ... حمدا لله أنني عبرت له عن مشاعري في آخر لحظة و إلا كنت

سأعيش الحسرة الأكبر فوق حسرتي طوال العمر

لين وهي تنظر لأنين : بقيتي أنتي البائسة الثالثة

آنين : أسمعا ما كان يفعل بي ذاك المحتال

حكت لهما آنين كل حكايتها ودموعها لا تفارق خديها

وقفت لين وتوجهت لها و احتضنتها : آنين يا حبيبتي ماكنتي لتستحملي كل ذاك العناء يا مدللة

آنين : هل عرفتي الآن من سبب تدليلي

لجين : وهل تريدي الانفصال عنه بالفعل

آنين : أحبه يا لجين أحبه بشدة ولكني لا أريد العيش معه على أنه شخص آخر أمام الجميع ولا أرضى منه


أن يكون قد فكر بي ذلك التفكير السيئ

لجين : يا لها من مآسي كل واحدة فيها أسوء من الأخرى

جلست لين من جديد على الطاولة مدت يدها فوقها وقالت : لنتعاهد جميعا على حل مشاكلنا وتحسين ماضينا

المشئوم وحاضرنا البائس

أمسك ثلاثتهن بأيدي بعض كعهد على البدء معا ويد واحدة هذه المرة

آنين : آه لين لقد تذكرت .... لقد أعطتني خالتي هذا الهاتف

لين : شكرا يا آنين لقد تركته لديها لنكمل اتفاقنا الغبي ذاك

فتحت لين الهاتف فوجدت عدد خيالي من المكالمات من رقم مجهول

لين وهي تمسك قلبها : لابد و أنها روز هل حدث مكروه لروح يا ترى

لجين : لما لا تتصلي بها لتعلمي

اتصلت لين ويداها ترتجفان بخوف رن الهاتف طويلا ثم أتاها صوت رجولي واضح

لين ( ليس مخنوقا هوا ليس روح ولكن قد يكون بسبب الهاتف ) : روح

.... : لا لست روح أنا عمه من أنتي

لين : أعطني روز أين هي

أمجد : هل أنتي لين

لين : أجل هل من مكروه أصاب روح أين هوا

أمجد : حسننا حسننا انتظري قليلا يا روز .... خدي وأريحيني

روز ببكاء : لين أين أنتي السيد مريض إنه يموت يا لين

لين وهي تقف وعيناها بدأت تمتلئ بالدموع : ما به روح ما الذي حصل له وما تعني بأنه يموت

وقفتا لجين و آنين بخوف وترقب

روز : لقد سقط بعد ذهابك بأيام وجدته مرميا أرضا في عرفته لقد أحضرت الطبيب ثم اتصلت بك كثيرا

ولكنك لم تكوني تجيبي وجدت رقما لشقيقه فكان مقفلا طوال الوقت وجدت رقم عمه أمجد فاتصلت به وهوا

منذ ذلك الوقت معه هنا


لين : أعطني روح أريد التكلم معه

روز : هذا مستحيل إنه لا يتكلم معنا هوا غائب عنا تماما وكأنه نائم في غيبوبة لا نعرف حتى إن كان يسمعنا

الطبيب قال أنه لن يعيش مادام يرفض الحياة إنه يموت شيئا فشيئا ولن يشفى إلا إن أراد هوا ذلك الكهرباء اثرث

في جسمه كثيرا ... تعالي يا لين فلن ينقذ الأمر أحد غيرك لقد وجدت رسالتك مهترئة من كثرة ما قرأها تعالي

بسرعة أرجوك


أغلقت لين الهاتف واحتضنتها آنين فانهارت باكية

لين : سيموت يا آنين سيموت ويتركني وحيدة


آنين بكت وكأنها هي المعنية بالأمر : مغفل يا لين هل يكون لديه واحدة بجمالك ورقتك ويرفض الحياة

لجين : هذا ليس وقت البكاء أنتما ... علينا أن نتصرف بسرعة

لين : عليا زيارة ذلك العجوز لأعرف مكان والدي

أمسكتها آنين وهي تفكر ( لين صابر والعم صابر وفتاة مسجونة ) ثم صرخت : لين وجدته لقد وجدت والدك

لين : أين في حقيبتك

آنين : أنا لا أمزح يا حمقاء والدك يعمل في القصر لدينا لقد حدثني مرة عن ابنة له قام شخص بسجنها لتعمل

لديه انتقاما منه وأسمه صابر أيضا .... لدي رقم هاتفه سأتصل به حالا


اتصلت به أنين وجاءها رده سريعا

آنين باندفاع ودون أي مقدمات : وجدتها ياعم وجدتها

: ........

آنين : ما اسم ابنتك هل هوا لين

: ......

آنين : إنها هنا أمامي .... أقسم بذلك ... لا تبكي يا عم لا تبكي سأحضرها لك قريبا أقسم

أغلقت آنين الخط ودموعها لا تتوقف عن النزول : يا له من مسكين لم يتوقف عن البكاء أبدا .... ما أقسى

دموع الرجال

لين ودمعتين على خدها ( كن بريئا ... كن بريئا من أجلي أرجوك عد إليا يا والدي )

لجين : إذا سنبدأ من عند لين

لين : بل آنين ألا تري أننا سنذهب هناك

آنين بحزن : إنسيا أمري .... في الوقت الحاضر على الأقل

لجين : متى سنغادر


لين : سنتكفل نحن بالأمر يا لجين أبقي هنا حتى نعود

لجين : بل قدمي على قدميكما ألم نتعاهد .... فقد تحتاجان لأن أضرب لكما أحدا هناك .... هههههه

لين : آنين أعلم أني مصيبة قد حلت على رأسك ولكن لا مكان لي سوى بيت خالتك لأكون معك حتى نرى

إلى ما ستئول الأمور

آنين وهي تحتضنها بقوة : بل في عيني وقلبي وستنامين معي في غرفتي أيضا

لين بابتسامة حزينة : لا لقد جربت النوم معك سابقا أنتي لا تنامي حتى تتقلبي مئة مرة وكأنك في مقلاة .... أنا

أرأف بحال زوجك

آنين وهي تضربها : حمقاء الحق علي

توجهت لين مع آنين لمنزل خالتها التي رحبت بها كثيرا أستاذنت آنين منهما لتجري مكالمة صعدت لغرفتها


واتصلت بإياد الذي أجاب في الفور

إياد : أخيرا قررتي أن ترأفي بحالي

آنين : لا

إياد : وهل يعجبك ما نحن فيه يا آنين

آنين : ما نحن فيه أنت اخترته الست من أختار الانفصال يا شاكر

إياد : إياد ولست شاكر

آنين : بل شاكر مادمت تختبئ خلف شخصيته ... هل ستعود إياد لأناديك باسمه

إياد : لا يريدونه يا آنين هم لا يريدونه
آنين : أنا أريده


إياد : ولنكن آنين وإياد معا ولا نهتم بالبقية
آنين : لا .... هل أناديك أمام الجميع شاكر و أبنائي من شاكر زوجة شاكر ... وإياد لا يمكنني ذكر أسمه أمام


الجميع و ذكرياتنا يا إياد كل تلك الذكريات الجميلة ألن نتحدث عنها حتى لأبنائنا .... وكل هذا شيء وشكك
بأخلاقي شيء آخر


إياد : دعيني أشرح لك يا آنين أعطني فرصة

آنين : لا

إياد : لماذا أتصلتي بي إذا هل تريدي تعذيبي بعد أن قتلتني
آنين : لأنني سأعود في أول رحلة إلى هناك

إياد : هل ضايقك أحد هل فعل أحد أبناء خالتك شيء

آنين : هذا فقط ما تفكر فيه


إياد : وماذا تتوقعي مني ... أكاد أجن و أنتي في بيتهم وتعيشين معهم

آنين : سآتي برفقة صديقتاي لبعض الوقت

إياد : سأذهب لأحظاركم

آنين : لا داعي لذلك زوج خالتي سيوصلنا

إياد : إذا سأكون في استقبالكم شئتي أم أبيتي

بعد يومين نزلت الطائرة بالصديقات الثلاث مطار دولتهم جميعا

لين : أين هوا زوجك ذاك يبدوا أنه لن يأتي

آنين : ها هوا يدخل من هناك

لجين : ما كل هذا الحضور المميز والجسد الرياضي ... الوسيم الأسمر هذا لك يا آنين

وكزتها لين بمرفقها : وكأنك لست متزوجة احترمي غياب زوجك
تقدمت أنين بضع خطوات منه وهوا قادم نحوها احتضنها بقوة دون أي كلمة ولم يطاوعها لتفلت منه


آنين : إياد أبتعد عني ألا ترى أين نحن

إياد : مشتاق إليك أيتها القاسية التي لا تعرف الاشتياق

لين وهي تضرب لجين التي كانت تعدل حدائها : لجين يا حمقاء انظري ... سيفوتك المشهد الرومانسي

لجين وقفت وقالت : لا تتدخلي بشئون الغير ... زوجان يلتقيان بعد مدة كيف سيكون الأمر

افلت إياد آنين عندما قرر هوا ذلك ثم اقتربا من الاثنتين

آنين : هذه لجين وتلك لين وهذا زوجي شــ شاكر

لين بابتسامة : لقد عرفناه من الاستقبال المميز

إياد : مرحبا بكما ضيوف لدينا كيفما شئتم ... أنتم بمثابة أفراد العائلة لأنكم شقيقات آنين

لين وهي تهمس للجين : أنظري للأسلوب الراقي وعيناه التي لا تفارق آنين لحظة لما ليس لدي حبيب

طفولة ليحبني هكذا .... و أنظري لهذه الغبية التي لا تنظر إليه حتى

أمسكت لجين بيدها وسحبتها وهم مغادرين وقالت : أخبرتك ألا تتدخلي في شئون الآخرين

لين : لم أتدخل لقد كنت أتمنى فقط

لجين : أليس لديك شخصا يحبك ... لا تكوني طماعة
لين : آه أي حب هذا وهوا يريد الموت


وصل الجميع للقصر أمسكت آنين بيد لين وركضت بها في اتجاه الحديقة ولجين وإياد يتبعانهم

آنين : عم صابر ها هي
وقف صابر والدموع تتساقط من عينيه وهوا ينظر لها بشوق وحب ركضت لين وارتمت في حضنه ( اقسم أنه


بريء هذه الملامح ليست لمجرم )

صابر : بنيتي حمدا لله أن مد في عمري حتى رئيتك حمدا لله

لين ببكاء : قل أنك بريء يا أبي قل أنك لم تفعل شيئا

صابر : اقسم أنني لم اقتل كريم لست أنا يا لين

لين : وصبا

صابر : هي أيضا بريء مما أصابها هي مثل أبنتي كيف أفعل ذلك

لجين و إياد كانا يشاهدان من بعيد ودموع لجين لا تتوقف

إياد : جربا الحديث مع صديقتكم العنيده تلك لترجع إلي

لجين : لا أعلم إنها غاضبة منك كثيرا .... هي تحبك ولن يستطيع أحد التأثير عليها غيرك أنت

وقف صابر غادر قليلا ثم عاد يحمل بيده ظرف ورقي أبيض اللون جلس بجوار لين وفتحه ثم أخرج


منه مجموعة من الصور

صابر : هذا ما أخفيته كل هذه الأعوام إنها صور لصبا وكريم لقد اكتشفت تلك الليلة أنه على علاقة بها ويلتقيا

في حديقة منزلي تعاركنا وضربته وأخذت الفتاة وأدخلتها منزلنا كانت تبكي وتتحدث عن صور يهددها كريم بها

وعدتها أن أساعدها و أخرجتها لتعود لقصرهم وراقبتها حتى وصلت ... شقيقها ظن ما ظنه بلعبة من كريم

في اليوم التالي ذهبت لمنزل كريم لآخذ منه الصور وجدته مقتولا فتشت عن الصور حتى وجدتها و علمت فيما

بعد أنني المتهم ... فما كان مني إلا الهرب لعلي أجد الحقيقة وفي النهاية سلمت نفسي بنفسي فأنا متهم على كل

حال ضحيت بنفسي لأنقد سمعة الرجل الذي كان له عليا الكثير من الأفضال وهوا والد صبا اعترفت أنني قتلته

وأن الفتاة بريئة من كل شيء ولم أكن أعلم أنني بتلك التضحية أخسر زوجتي و ابنتي التي رزقت بها على كبر

بعد أن يئست أن يكون لي أطفال هي ثلاث سنوات فقط التي رأيتك فيها تكبرين أمامي تمشين أولى خطواتك

و تلفظين أولى كلماتك ثم خسرت كل شيء خرجت من السجن بعد ثماني سنين بمساعدة شاكر لأنه كان حفيد

الجد وهوا صديق قديم لي فخرجت بريئا من تهمة قتل كريم الذي تبين أن أبن الرجل الذي أخدك أنتي و أمك

هوا من قتله ومحتمي بالهرب في الخارج

لين : إذا لهذا كان يخاف من والدتي .... ولكن لما لم تجدنا لما لم تبحث عنك والدتي

صابر : لا أعلم يبدوا أنه قد أخفى أمري عنكم لقد أنتقل بكم ولم أتمكن من إيجادكم

حضنته لين بقوة : أبي .... حمدا لله أنك بريء لن أتركك بعد الآن أبدا

قضت لين ليلتها مع والدها أما لجين ففي غرفة من جناح آنين

دخلت آنين غرفتها التي حملت كل ذكرياتها الجميلة والحزينة فتحت الخزانة فوجدت دميتها هناك و أزهارا بعدد

الأيام التي غابتها عن القصر أمسكت بالدمية وحضنتها بحب ودموعها تكاد تنهمر شعرت بهواء الشرفة يحرك

شعرها المنساب على كتفيها الشيء الذي افتقدته وقت بقائها مع خالتها

التفتت للخلف ووجدت إياد يرتدي الملابس السوداء والعمامة ولكنها كانت تغطي رأسه ورقبته وذقنه فقط وباقي

وجهه مكشوف يكتف يديه لصدره وينظر إليها أنزلت آنين رأسها للأسفل ودموعها تتقاطر على الأرض أقترب

منها و شدها لحضنه

إياد : ألا يكفي بكاء يا أنيني ... ألا يكفي فراق .... أتذكري يوم قدومك للقصر عندما رأيتك تقفين مع زياد وعمتي

لم يحتج الأمر أن يخبرني أنها أنتي عرفتك بمجرد النظر إليك ... آنين الطفلة ذات الأعوام العشر التي سرقوها

مني ليأخذوها للبعيد تقف أمامي بعد ثماني سنوات من البعد والشوق والحنين ... قطعة مني وجدتها أخيرا

كنت لحظتها ساجن و أجدبك من يدك و أحضنك بقوة لقد أمسكت نفسي بشق الأنفس عن فعل ذلك

عندما طلبتي مني أن تتناولي الطعام مع جدي رفضت لأنني لا أريدك أن تغيبي عن ناظري وأن تكوني أمامي

وعندما رأيت الحزن في عينيك لم أستطع إلا أن أوافق ... كنتي كلما طلبتي شيئا أنفذه على الفور إن قلتي

" أرجوك يا شاكر " أصبحت خاتما بين يديك ... في الأيام التي قضتها خالتك وعائلتها هنا بعد أن خطبك

زوجها لأبنه لم أتذوق طعم النوم ... كنت سأحارب الجميع لأجل أن تكوني لي ...لوحدي ... عندما رأيت التعاسة

في عينيك و أنتي زوجة لي على أني شاكر قررت أن ننفصل لتعودي لإياد لتعودي لي لأني كنت سأخسرك

بكليهما ... كنتي ستذبلي كالزهرة حتى تموتي ولكنك فهمتي قصدي بشكل خاطئ ولم تعطني مجالا للتوضيح .

آنين اكتفت بالبكاء والصمت

إياد : آنين أسمعيني صوتك ... قولي شيئا ... قولي أي شيء

آنين : عندما سألتني عمتي اليوم من أحضرك من المطار قلت شاكر عندما تحدث العم صابر عن الذي ساعده

ليخرج من السجن قال شاكر .... آنين زوجة من ...شاكر .... شركة من .... شاكر .... والأموال بناها شاكر

الأبناء سيكونون لشاكر .... أريد إياد أريدك أنت وليس شاكر

إياد وهوا يشدها لحظنه بقوة : سيحصل كل ما تريدين ... فقط لا تحزني وتوقفي عن البكاء ... و لا تحرميني منك

مجددا يكفيني حرمان ... لأجلك فقط ... يا حبيبة إياد ... وزوجة إياد .... وأم أبناء إياد

ابتعدت آنين عنه وقالت : صحيح ..... ستعود... ستكون إياد

إياد أمسك وجهها بيديه وقبلها ثم قال : سأكون زياد إن أردتي

آنين وهي ترتمي في حضنه : لا ... إلا زياد الفاشل ذاك

إياد : ما رأيك أن أقضي الليلة معك

آنين : محتال ليس قبل أن تقيم لي حفل زفاف يكفي أنك حرمتني فرحة الزواج بك في السابق

إياد : سيكون علي إنهاء بعض الإجراءات قبل أن أغير أوراقي سأحتاج لأيام ومن ثم سنحتفل

بزفافنا .... ها ما قلتي

آنين وهي تبتعد عنه وتجلس على السرير : عليا مساعدة صديقتاي أولا لقد تعاهدنا على ذلك

جلس بجانبها أمسك بيدها وقبلها ثم وضعها على قلبه وقال : ولمن تتركي هذا

آنين : أرجوك يا إياد لا تمنعني من مساعدتهم كما ساعدوني الآن ... أنت لا تعرف من يكونوا بالنسبة لي

إياد : وهل ستغيبين طويلا

آنين : بالتأكيد لا ... و سنكون على اتصال

إياد : لن نخبر الجميع عن ما قررت حتى حينها ... أريد أن أفهم لما فعلوا ذلك

في اليوم التالي نزلت آنين ووجدت زياد وإياد بالأسفل توجهت جهة إياد وجلست بجانبه

زياد بابتسامة ماكرة : يبدوا أن ثمة تطورات حدثت هنا

أمسك إياد آنين من كتفها وقبلها على رأسها

زياد : هل تصالحتما أخيرا .... كدتِ تصيبين الرجل بالجنون يا فتاة

دخل ياسر وناداه زياد : هيه ياسر تعال هناك أمر مهم

ياسر وهوا يتجه نحوهم : كل الأمور مهمة بالنسبة لك

زياد : آنين أحضرت صديقاتها معها لما لا نخترهما أنا وأنت عروسين

آنين : هههههه ومن منهما سترضى بك

زياد : لا تفسدي الأمر من أوله ..... شاكر هل هما جميلتان كزوجتك

إياد : هههههه أخاف أن تغضب مني آنين

زياد : إذا قضي الأمر

آنين : واحدة متزوجة والأخرى على وشك الزواج فلا تتعب نفسك

ياسر : هههههه ..... انتظر بناتهم

ضحك الجميع ثم وقفت آنين قائلة : علينا المغادرة يا .... هيا لتوصلنا للمطار

إياد بابتسامة : حاضر لخدمتك وصديقاتك

ثم همس في أذنها : هل صرتي تكرهي الاسم لهذا الحد

ابتسمت له آنين وقالت : لا تتصور كم

وصلت الصديقات مطار المغادرة

لين : لجين هذا الرجل متى سيترك آنين منذ ساعة وهما واقفان وهوا لم يحتضنها مودعا بعد

يعني ساعة أخرى

لجين : ألن تتوقفي عن التدخل

لين : لما أنا سيئة الحظ بينكم لم أحضي حتى بحضن صغير

لجين : هههههه كان عليك أن تكوني أذكى لتجعليه يتزوجك

لين : هوا لم يحبني إلا بالعافية كيف سيتزوجني .....



آنين : أجل حبيبي فهمت ... أقسم فهمت ... لن أفعل شيئا حتى أخبرك ... وسأعتني بصحتي ... و أذهب

للطبيب وكل شيء قلته .... حسننا

إياد : لأني أعرفك جيدا يا مدللتي العنيدة

احتضنته بقوة ثم غادرت جهة صديقاتها

لين : ضننا أنكي ستعودين معه .... تمنيت أن لي حبيب طفولة مثلك ولكني الآن غيرت رأيي

آنين : هههههه لا أنصحك بذلك .... لأنه سيكون عليك الاقتناع أنك ملك خاص له وحده

اتصلت لين بروز فور وصولها وأخبرتها أنها ستكون هناك في الغد

في صباح اليوم التالي

لين : أين هي تلك الكسولة لجين سنتأخر عن القطار


آنين : كان عليك أن تأخذي برأيها لنسافر بسيارتها .... كيف سننتقل من القرية للقصر

لين : سنزور العم مايكل وهوا من سيقلنا

آنين : وكيف ستتسع لنا سيارته

لين : اصمتي هيا ... ها قد غادر القطار


آنين ( لقد نجحت الخطة ) : علينا السفر بالسيارة أو سننتظر بضعة أيام

دقائق وحضرت لجين : آسفة على التأخير ولكن سيارتي في الخارج سنسافر فيها

لين : لن تكونا صديقتاي إن لم تكونا من رتب للأمر

غادر ثلاثتهن ووصلوا لأرض الريف بعد ساعات


آنين : ما أجمل هذا المكان ... هل علينا زيارة عمك مايكل ذاك

لين : لن تعي أنتي يا مدللة إياد ما قدمه لي العم مايكل

آنين : آه كنت مدللة فقط والآن صرت منسوبة للسبب أيضا

لجين : هههه هي تحسدك فقط

لين : بائستان لما سأحسدها

وصلوا القصر عند قرابة المساء بعدما زاروا مايكل في طريقهما ووجدوا باب القصر مفتوحا دخلت السيارة


فأوقفها أحد الحراس نظر لهم ثم قال : الآنسة لين ... اعذريني لم أعرفك ... انتظروا قليلا لأتصل بجميع
الحراس كي لا يوقفكم أحد

دخلت لين وصديقتاها القصر بعد غياب لتجد نفسها أمام كل تلك الذكريات الجميلة والحزينة ثم شعرت بشيء


يقع عليها

روز : مرحبا بالمشاغبة الصغيرة ظننت أنك لن تعودي أبدا

احتضنتها لين ودموعها تنهال بغزارة : روز لقد اشتقت لك كثيرا أخبرتك أنني سأعود وها أنا قد عدت

روز : السيد مرض كثيرا ما كان عليك الذهاب

لين : بل كان يجب أن أذهب فهوا كان سيمرض على أية حال وبقائي ما كان سيغير شيئا

روز : بلى سيغير الكثير فلم يمرض السيد طيلة تلك السنين ... آه أعذراني يا صغيرتاي من فرحتي بلين

لم أنتبه لكما هل أنتما صديقتا لين لقد أخبرتني عنكما كثيرا

آنين : أنا آنين وهذه لجين لقد سعدنا بلقائك

روز : تعاليا معي لأريكما غرفتيكما و أنتي يا لين عليكي أن تصعدي للأعلى فالسيد أمجد ليس هنا

صعدت لين تحملها كل تلك الذكريات تتذكر كل مرة صعدت فيها هذه السلالم وخوفها يزداد من أن تفقد

النائم في الأعلى إلى الأبد


وصلت الجناح كان مفتوحا دخلت وتوجهت لغرفة نومه المكان الذي لم تزره يوما ... دخلت ووقع بصرها على

النائم على سريره بغير حراك

نزلت دموعها مباشرة ثم ركضت ناحيته واحتضنته بقوة وهي تبكي بمرارة : روح لقد عدت يا روح عدت كما

وعدتك ... فلما لم تنتظرني

سمعت صوته مخنوقا هامسا : لين ... لييييين

لين : نعم هذه أنا لين ... لما تفعل كل هذا بي و بك ... لما يا روح

روح : لأنني لا أستحق الحياة

لين وهي تفتح الظرف بعدما أخرجته من حقيبتها وتخرج الصور : أنظر يا روح أفتح عينيك وانظر ....ما كنت

أريد لك أن ترى هذا ولكن عليك أن تعلم .... أنظر يا روح لقد كانت شقيقتك على علاقة بكريم أنت لم تظلمها لقد

أعترف والدي بذنب لم يقترفه لكي ينقذ سمعة والدك ... لم يقتل ولم ينصب على صبا ... هي من ذهبت بمحط

إرادتها لمقابلة كريم ووالدي وعدها أن يساعدها لترجع الصور منه... روح أنت لم تذنب في حقها لقد قتلتها خطأً


لقد ظلمت نفسك وظلمت والدي

روح : لييييين .... لين

لين : قم يا روح قم أرجوك من أجلي ...

بقت لين بجواره لساعات وهوا لا يزال مغمض العينين وبلا حراك وليس على شفتيه سوى أسمها

في صباح اليوم التالي

لجين : أين هي تلك الحمقاء لين لم نرها منذ وصلنا بالأمس

آنين : لنسأل روز قد تكون اشتاقت للعمل مع العمال

خرجت روز قائلة : لين عند السيد منذ الأمس

لجين : الم يستيقض من غفلته

روز : لا يبدوا ذلك

لجين وهي تصعد السلالم : تعالي يا آنين ألحقيني

آنين : إلى أين


لجين : لنوقف هذه المهزلة

دخلا للجناح وتوجها فورا للغرفة كانت لين تنام على طرف السرير ويدها تمسك يده بقوة

آنين بدهشة : أنظري لهذا السحر النائم هل هوا من البشر ... لا ألوم لين على نومها هنا لو كنت مكانها ما غادرت

القصر لحظة

تقدمت لجين من لين دون كلام أمسكتها من يدها وهي تسحبها


لجين بغضب وصوت مرتفع : قومي يا لين هيا ... سنذهب من هنا فهذا الميت لا يستحقك دعيه وجنونه هذا
سأزوجك من ذاك الرجل المتيم بك على الأقل هوا يقدر قيمتك ... هذا ميت ولو كان يريدك ما كان أختار الموت

ستخرجي الآن معي ولن تعودي هنا إلا على جتتي

كانت تسحبها لتخلص يده من يدها الممسكة به وتصرخ : دعيه ... دعيه للموت فهوا أولى به

.....: ليييين لا تتركيني يا لين

كان هذا صوت روح وهوا يشد على يدها وعينيه شبه مفتوحة أفلتت لين يدها من قبضة لجين وأمسكت بها يده

لجين ( رائع لقد نجحت الخطة لو لم يستفيق كنت سأخرجها ولن أعيدها )

لين وهي تغمر وجهها في السرير ممسكة بيده : روح لقد عدت لي .. أنت بخير يا روح .. لا تفعل هذا بنا مجددا

وضع يده على رأسها وقال وهوا مغمضا عينيه : لين حبيبتي ... لقد تأخرتي


لين : لن أتركك أبدا يا روح ... لن أتركك مجددا

آنين وهي تمسح دموعها : هذه الحمقاء كم شخصا ستعده أنها لن تتركه مجددا

لجين : هيا لننزل وندعهما

آنين : لا أريد ... دعيني أشاهد الوسيمان وهما يلتقيان بعد غياب

لجين بحدة : لو سمعك زوجك لقطع لسانك

آنين بابتسامة : وهل سينكر أن هذا الملاك أجمل منه ...لو فقط يفتح عينيه لنرى كيف سيبدو

لجين بحدة : آنين أنتي متزوجة وهذا سيكون زوج صديقتك فاحترمي زوجك ولين أيتها المجنونة


سحبتها وخرجت بها خارجا
لين وهي تمسك يد روح : لماذا يا روح لما تفعل كل هذا بنفسك لقد عذبتها لسنوات وهي بريئة من الجرم

الذي نسبته لها


روح : يبدوا أنني لا أنفع في شيء إلا التعذيب عذبت شقيقتي و إن كانت هي الجانية ثم والدك وهوا بريء
وأنتي التي لا ذنب لك ما الذي ستفعله بي الحياة ... لا رغبة لي بها لولا وجودك فيها


لين : سنكون معا سنصلح كل ما هدمه الماضي ... والدي لا يعتب عليك كان يود زيارتك معي ولكني رفضت

ووعدته أني سأعود إليه ولن يحرم مني من جديد

روح : لا يا لين لا تذهبي وتتركيني
لين : لن أتركك ولن أترك والدي كل واحد منكما شرطي للبقاء مع الآخر


روح : سنتزوج يا لين سأتزوجك في الحال و أجلبي كل من تريدي للعيش معي سأعوضك عن كل ما

قاسيته ووالدك بسببي

لين : أجل ... سنكون سويا ولكن تعافى أولا
روح : هل سامحتني يا لين


لين : ما هذا السؤال الغبي ... أنا لم أكن غاضبة منك لأسامحك لو كنت مكانك ما كنت أضمن نفسي أن لا أفعل

ما فعلت بي

بعد مرور أيام ... ولين واقفة عند نافدة القصر المطلة على الحظائر شعرت بيدي روح تلتف حول خصرها

روح بصوته المخنوق : ماذا تفعلي هنا يا جميلتي

لين وهي تمسك يديه التي تحتضناها : ما الذي جعلك تنهض من السرير أنت لم تتعافى بعد

روح : أنا بخير مادمنا معا لقد تعبت من النوم عليه طوال الوقت .... ما كان عليكي أن تتركينا نتزوج

هكذا دون حفل زفاف ... أنتي سيدة كل هذا المكان فكيف تدخليه عروسا هكذا

لين وهي تتكئ برأسها للخلف على كتفه : هل كنا سنقيم حفل زفاف و أنت على السرير لو كنت صبرت قليلا
لأقمنا حفلا كبيرا


روح وهوا يضمها أكثر و يقبلها على جبينها : ما كنت لأصبر يوما بعد.... لم تقولي لي فيما كنتي تفكري

و أنتي تنظري هناك

لين : في الحظائر

روح : هههههه هل تريدي العودة إليها

لين : بل أن تختفي عن الوجود

روح : إن كانت تضايقك مسحتها عن أرض هذا القصر
لين : لا مستحيل ... والعمال وكل تلك الجمعيات التي تعطيهم ثمن البضائع


روح : إذا سنجعل سورا بيننا وبينها ما رأيك

لين : رائع فأنا لا أطمأن للعمال بعدما رأيته بعيني .... ماذا بشأن عماد
روح : عماد رفض بشدة كل عرض أقدمه له لذلك جعلته مع رشدي ومايكل مشرفا على كل الأعمال في القصر

لين : هذا الفتى رائع وسيكون رجلا مميزا في المستقبل

روح وهوا يوجه لين جهته : هل فكرتي في الأمر يا لين


لين : أنت ما تزال متعبا يا روح وستحتاج لفترة علاج لنؤجل الموضوع قليلا

قبلها على شفتيها بخفة وقال : أنتي من ستحمل وتنجب فما علاقتي بالأمر

لين : لا أريد أن أنشغل عنك فأنا أعلم ما تقاسيه النساء و منذ الشهور الأولى ... سيكون لدينا فريقا كاملا من
الأبناء فلا تستعجل


روح : أريد واحدا الآن و أجلي الفريق
لين : أريد زيارة صديقتاي ولنرى ما سنفعل من أجل لجين


روح بحدة : لين لن تعرضي نفسك للخطر من أجل أحد أتفهمي

لين : هما من ساعداني وصرنا لما صرنا فيه بعد فضل الله بمساعدتهما ونحن قد تعاهدنا ولن أخلف

وعدي لهما .... ثم أنا أخبرتك سابقا أن هناك أشخاص أنا على استعداد للموت من أجلهم

روح وهوا يحتضنها : لا أريد أن أخسرك يا لين لا أريد

لين : سأعود يا روح كلها بضعة أيام فلا تفعل بي كما فعل زوج آنين بها عندما علم بالأمر إنها لا تزال

تترجاه حتى الآن ... لقد تركت حتى بلادي وبلاد والدي و أقنعته بعد عناء ليكون معي وجئت للعيش معك هنا
روح : متى ستذهبي لزيارتهم

لين : في الغد ... لقد اتفقنا على أن نتقابل عند خالة آنين

في اليوم التالي

آنين : لقد أبتلعك ذاك الوسيم ولم نعد نراك

لين : أنتي تعلمي أن روح ما يزال متعبا وعليا البقاء بجانبه ..... ماذا بشأن زوجك هل أقنعته ... روح يبدوا

أنه سيوافق

آنين : لم أتحدث معه منذ أيام .... أنا غير مطمئنة كلما تحدثت معه تحجج بأنه مشغول

لجين : لما تصران كل هذا الإصرار لقد أصبح لديكما عائلة ولن يرضى زوجيكما أبدا و هذه المهمة ليست

بالسهلة

لين : لا لن يحدث ذلك أبدا يا لجين وأحذرك من خداعنا كما في السابق

آنين : كان من المفترض بنا أن نقوم بحل مشكلتك أولا أنتي لا يؤتمن لكي جانب يا لجين

رن هاتف آنين : غريب هذا ياسر ترى ما الأمر

آنين : مرحبا ياسر

ياسر : مرحبا آنين آسف على إزعاجي لك

آنين : لا بأس يمكنك الاتصال متى شئت

ياسر : هناك أمر عليا التحدث معك به ولكن ليس عبر الهاتف أنا قادم في طائرة الغد

آنين بقلق : ماذا هناك يا ياسر هل إياد به مكروه إنه لا يرد على اتصالاتي أم هوا جدي

ياسر : لم يصب أحد منهم مكروه لا تقلقي ... سأراك في الغد حسننا

آنين : حسننا وداعا

لجين : ما الأمر يا آنين ... لما تغير وجهك هكذا

آنين : لا أعلم ..... ياسر يقول أنه سيصل عند الغد وثمة أمر لديه

لين : أتمنى أن يكون خيرا ..... عليا المغادرة

ودعن بعضهن وغادرتا

روز استقبلت لين عند الباب

روز : سيدة لين كــ ..

لين بحدة : كم مرة أخبرتك أن لا تناديني سيدة سأغضب منك يا روز أنا كما كنت لين فقط

روز : حسننا

لين : وشيء آخر لا تعملي مع الخادمات يا روز أنتي مثلي أنا وروح هنا فهمتي

روز : حسننا لا تقسي علي فأنا عجوز

لين وهي تحتضنها بحب : وأجمل عجوز رأتها عيني

روح وهوا ينزل من السلالم بالعكاز: و أنا أين نصيبي من كل هذا الحضن

لين نظرت له بغيض ويداها في وسطها : روح لما تنزل ... يا لك من عنيد

روح وهوا يحضنها بقوة : أنا بخير لا تستمعي للأطباء كثيرا .... روز هل رايتي جميلتي ما تفعل بي هي

لا تريد طفلا الآن

لين وهي تبتعد من حضنه : روح هل تشتكيني للآخرين

روح : أجل ولوالدك أيضا وقد غضب وقال أنه يريد حفيدا

لين وهي تصعد للأعلى غاضبة : لما لا تفهمونني .... حسننا سأنجب لكم مخلوقا لتريحوني

روز : ما بها غاضبة

روح : ستهدأ بعد قليل أنتي تعرفينها

روز : سيدي لا تغضبها كثيرا إنها أروع من عرفت

روح : لي تقولي هذا يا روز ... لين هي الحياة بالنسبة إلي هي من أعادت الحياة لعروقي

روز : حسننا ... أجلا موضوع الأبناء إذاً ما دامت لا تريد ذلك

روح : أمري لله فأنا لا أقدر على زعل جميلتي



في ذلك الوقت لجين كانت تتحدث عبر الهاتف : أجل يا نادر ألم تتوصل لشيء حتى الآن

نادر : قد نحتاج لبعض الوقت إننا نتقدم كثيرا

لجين : جيد .... أعلمني بكل جديد

نادر : أجل سيدتي فكله بمساعدتك

لجين : أتمنى أن نعلم مكانه قريبا

نادر : أنا متفائل جدا

لجين : لا تنسى الاتصال بي دائما .... وداعا

نادر : وداعا سيدتي



في اليوم التالي ... وفي بيت خالة آنين


ياسر : آنين عليك أن تعرفي أمرا يخص إياد

آنين وهي تمسك يدها على قلبها : ماذا هناك يا ياسر

ياسر : إياد يود العودة لشخصيته الحقيقية ويغير كل أوراقه التبوتية

آنين : أجل أعلم بذلك

ياسر : ولكن ثمة أمر لا تعلمينه و إياد لا يريد أخبارك به

آنين : ماذا هناك يا ياسر لا تقتلني بالبطيء أرجوك

ياسر : الأمر متعلق بيوم الحادث الذي مات فيه شاكر شهادة العمال ذلك اليوم أنهم رأوا إياد يتجه

ناحية الجرف الكبير في أرض القصر ليلحق بشاكر وقد كان إياد غاضبا ويتوعده بالويلات فسجل الحادث

على أنه قد قتل إياد شاكر بإسقاطه ثم سقط معه وهما ينحدران من الأعلى فمات إياد لذلك قام أعمامي ووالدي

بإخفاء حقيقة أن إياد لا يزال على قيد الحياة لكي لا يخسرونهما الاثنين لأنه كان سيسجن حينها بتهمة التسبب

بموت شاكر لقد علمنا من عمتي الحقيقة في الأيام الماضية عندما تكلم إياد معها وواجهها بالحقيقة لتخبره

لما فعلوا ذلك ... وإياد الآن يصر على العودة لشخصيته الحقيقية مع علمه بأنه قد يسجن لسنوات طوال ...

القضية فتحت من جديد بعدما تقدم إياد للمحكمة بطلب أتبات هويته على أنه إياد ليلغى أسم شاكر من كل

أوراقه التبوتية

آنين ودموعها بدأت بالتساقط : أنا السبب في ذلك ... أنا من أصر أن يعود إياد لحقيقته

ياسر : علينا أن نوقفه قبل أن يفعل ذلك

آنين : سأسافر معك للحديث معه



بعد ذلك ورد اتصالا للجين من آنين


لجين : ما بك يا آنين

آنين : عليا العودة لقصر جدي حالا

لجين : ماذا هناك يا آنين ماذا حدث

آنين بصوت باكي : إياد يا لجين سوف يسجن

لجين : لماذا

آنين انخرطت في نوبة بكاء ولم تستطع أكمال حديثها

لجين أنهت المكالمة واتصلت بلين

لين : ما بك يا لجين .... ما الذي حدث

لجين : آنين تعاني مشكلة ولم أستطع فهم شيء منها لأنها تبكي

لين : أنتضريني سآتي حالا

لجين : أي حالا هذه ستحتاجين لساعات للقدوم سأذهب والحقي بي

لين : حسننا وداعا .... روح أبتعد عني لما تشد شعري بهذه الطريقة إنك تؤلمني ... كم تحب مضايقتي

و أنا أتحدث عبر الهاتف

شدها إليه روح فسقطت فوق كتفه وهوا متكئ على السرير ضمها وقال : لأنك ما إن تتحدثي مع إحدى

صديقاتك حتى تنسي الدنيا وما فيها و حتى أنا

لين : يالك من محتال ... كل هذا الدلال وتغار من صديقتاي ... كيف تريد مني أن أنجب طفلا سوف أكون

منشغلة به طوال الوقت

روح : هههههه كم أنتي بارعة في اختراع الحجج كي لا تحملي ... ستربيه روز بالتأكيد

لين وهي تجلس وتضع يديها في وسطها : وما ذنب روز ... هل هي خادمتك أم خادمتك

روح وهوا يشدها له ثانية ويحضنها بقوة : لا مثيل لهذه الفاتنة يا عالم ... وحدي فقط من تحصل عليها



عند المساء .... وفي منزل خالة آنين

لجين : سنسافر معك

آنين : لا بل سأسافر وحدي

لجين : رحلة البحث عن يزيد لازالت تحتاج بعض الوقت لذلك عليك العودة لزوجك على

أي حال وعلينا حل الأمر معا

لين : علينا إيقافه عن هذا الجنون

آنين ببكاء : أنا من أشترط عليه ذلك لأعود له ... ولكني لم أكن أعلم الحقيقة وما كان عليه الاستمرار في الأمر


بعدما علم

حضنتها لين ودموعها على خديها : آنين حبيبتي لا تبكي سوف تمرضي ... ستحل الأمور إن شاء الله

آنين : سوف يسجن لسنوات ... سيأخذونه مني يا لين

لجين بحدة : ومن التي كانت تريد الانفصال .... ومن التي لم ترحم ذاك المسكين رغم رجاءاته لتعود إليه ...

كل ذلك ليفعل ما يفعله الآن ... ثم تندبي حضك هكذا .... يالك من مدللة يا آنين

آنين وهي تزداد بكاء : توقفي عن لومي ... لم أكن أعلم أن هذا ما سيحدث

لين : لا تقسي عليها يا لجين لقد حدث الأمر و انتهى


لجين : لا لم ينتهي و عليها أن توقف هذه الكارثة



بعد يومين وعند منتصف الليل ... في المطار

لجين : لين هل كان عليك إحضار وسيمك ذاك معنا
لين بضيق : أنا لم احضره هوا كان مسافرا على أية حال ليرى أمجد بشأن يزيد ... ثم هوا جالس هناك


بعيدا طوال الوقت فيما يضايقك
لجين بمكر : ستري ما إن نصل هناك ما ستفعل الفتيات له


لين : سأقتل من تقترب منه

لجين : هههههه أنتي الملامة ... هل كان عليك أن تتزوجي به
لين بتنهيده : وما عساي أفعل لقلبي لقد أحبه قبل أن أرى وجهه هذا ... ثم زوجك يزيد وسيم أيضا


لجين : كنت أظن ذلك ولكنه بجانب هذا الذي هناك ليس وسيما أبدا

لين : لو يسمعك يزيد يتزوج عليك افريقية من هناك لتتأدبي

لجين : هههههه من كان يصدق أننا سنتزوج من شقيقين

لين : و آنين كان يفترض بها أن تتزوج من أمجد لنصبح عائلة

لجين : لو يسمعك زوجها فسينهي علاقتها بك للأبد

لين : لا لا لا لقد تراجعت عن أقوالي

لجين : آنين ما بك صامتة طوال الوقت


آنين وهي تقف : الطائرة ستقلع بعد خمس دقائق هيا تحركا و أنهيا هذه الثرثرة


وصلوا جميعهم للقصر لكن آنين رفضت الانتظار تركتهم بضيافة عمتها وغادرت للشركة لترى إياد


كان إياد يجلس في مكتب الشركة و أمامه أكوام من الأوراق وملفات تحتاج المراجعة وكل تفكيره منحصر
بأمر القضية


دخل السكرتير : سيدي هناك فتاة قادمة بدون موعد وترفض الإفصاح عن اسمها وتصر على الدخول

إياد : اصرفها حالا لا أريد رؤيتها
عند ذلك فتحت آنين الباب الشبه مقفل ودخلت قائلة : لو أنك طلبت منه إدخالي على الفور لغضبت منك


لآخر العمر .... ثم ركضت باتجاهه وبدوره استقبلها في حضنه
إياد : ما هذه المفاجئة .. لقد اشتقت لك يا أميرتي


ثم نظر للسكرتير الواقف بدهشة وفم مفتوح و قال : إلى ما تنظر هذه زوجتي... غادر حالا ... ولا تقوم
بإدخال أحد


السكرتير : آسف سيدي لقد استغربت الأمر لأنها ليست عادتك .... آسف ..... وغادر خارجا
إياد : لما لم تقولي أنك قادمة

آنين وهي تكاد تمزق قميصه بين أصابعها من شدة احتضانها له ودموعها بدأت بالنزول : إياد لا تتركني ....

لا تتركني أرجوك

إياد وهوا يضحك ويمسح على رأسها : آنين ستبللين القميص كيف سأغادر به

آنين وهي تزداد بكاء وشدا من حضنه وتهز رأسها نفيا : لا لن ابتعد ولن أتوقف عن البكاء ... لا تتركني لا تعد

لإياد ... أبقى شاكر أنا موافقة

إياد : ما بك يا أنيني


آنين : لا تذهب للسجن يا إياد لا تفعل هذا بي أرجوك ... أرجوك يا إياد

إياد وهوا يلف يديه حولها بقوة : لا تقولي أرجوك لا تترجيني ... ألم أخبرك بذلك سابقا
ابتعدت آنين عن حضنه وقالت : أبقى شاكر ولكن لا تبتعد عني


إياد وهوا يمسك وجهها بيديه ويقبلها قبلات متفرقة في وجهها : ما أسعدني بهذا اليوم هل تكون زيارتك الأولى

لي هنا هكذا كلها دموع في دموع
آنين عادت لاحتضانه بذات القوة : ستتراجع عن الأمر .... قل ذلك


إياد : آنين ستمزقين قميصي

آنين : لن أتركك ترحل عني لن افعل
إياد : حسننا أنين ابتعدي قليلا

آنين : لا

إياد بضحكة خفيفة : ابتعدي لنتحدث فقط يا فراشتي .. لن تستفيدي شيء بإمساكي هكذا


ابتعدت عنه أجلسها على الأريكة وجلس بجانبها وشدها لحضنه
آنين : إياد أنت تحبني أليس كذلك

إياد : أحبك فقط .... أنتي لستي عادلة بحقي


آنين : إذا قم بإلغاء القضية... لا تبتعد عني لا تتركني وحيدة

إياد : لن أتراجع يا آنين لن أكون إلا إياد خاصة بعدما علمت الحقيقة
آنين : و تتركني وترحل للأبد

إياد وهوا يمسح على رأسها : لقد وكلت محاميا وسنعرض للمحكمة كل ما حدث


آنين : والشهود .... ماذا ستستفيد وليس لديك شهود

إياد : لن ابقي شاكر بعد اليوم .... آنين ألن تسعدي بذلك

آنين : لا أريد

إياد : وهل ستكوني زوجة شاكر وأبنائك من شاكر

آنين : نعم أنا راضية

إياد وهوا يزيد من احتضانها : هههههه يالك من مدللة

آنين من بين الدموع التي لم تتوقف : حتى أنت يا إياد تقول ذلك

إياد : مدللة ومدللتي و أروع مدللة في الوجود ... هيا لنعد للقصر وسننهي الحديث هناك حسننا

آنين هزت رأسها بالموافقة و وقفت

إياد وهوا يفتح ذراعيه : أنظري ما فعلته بقميصي كيف سأخرج به الآن

ثم عاد واحتضنها من جديد وغادرا للقصر



في القصر

دخل إياد بصحبة آنين وجدا العمة جالسة بحزن

آنين : عمتي أين هما صديقتاي

العمة : واحدة جاء زوجها واصطحبها معه والأخرى في جناحك

آنين : سأذهب لرؤية جدي

ذهبت آنين وجلس إياد بجانب عمته

العمة : ألن تغير رأيك يا بني

إياد : لا لن أفعل ذلك

العمة : إذا حتى آنين لم تؤثر بك .... كنت أبني أمالا كبيرة عليها

إياد : هل أنتي من أخبرها إذا

العمة : لا ياسر من فعل ذلك ... كان علينا إيقافك

إياد بحدة : عمتي ما كان عليكم فعل ذلك تعرفون أنها قد تمرض .. لن أسامحكم إن حدث لها مكروه

العمة : هي ستعلم على أية حال

إياد : هل أخبرتها كل شيء يا عمتي لن أغفر لك ذلك .... أنتي تعلمين أنها ستجبر عقلها على تذكر ما حدث

العمة : لا لم أفعل ما تضنني يا إياد أنا لن أعرض آنين للخطر

خرجت حينها آنين وجدها الجالس في كرسيه المتحرك

آنين : عليا الخروج للتنزه بجدي قليلا هل ترافقني

إياد : عليا العودة للشركة حبيبتي فلدي أعمال كثيرة ما تزال معلقة

آنين : ألن نتحدث ... أخبرتني أننا سنتحدث هنا

إياد وهوا يتوجه ناحيتها ويحتضنها : سنتحدث لاحقا أعدك بذلك ... لقد رايتي بنفسك أكوام الملفات التي

تنتظرني هناك

آنين بهدوء : حسننا كما تريد



في ذلك الوقت وفي جناح آنين كانت لجين تتحدث عبر الهاتف

لجين : لقد أخرجت المعلومات من عمتها بصعوبة

لين : بما تفكري

لجين : بشيء قد يحل المشكلة

لين : لم أفهم

لجين : على آنين أن تتذكر دون أن تجبر عقلها على ذلك

لين : و كيف


لجين : مآبك يا لين يبدوا أن الزواج أفقدك ذكائك ذاك

لين : هل تفكري بعمل شيء يجعلها تتذكر دون أن تعلم أن عليها التذكر

لجين : ها قد عدتي لين العبقرية


لين : أتمنى أن ينجح الأمر

لجين : سينجح بالتأكيد فلا حل غيره


لين : ألن ننتظر حتى يصدر الحكم قد يكسب القضية ولا يسجن

لجين : سنرى ما سيجري ...لين يا محتالة تركتني هنا وذهبتي للتسكع مع زوجك

لين بضيق : آه لا تحسديني يا لجين لقد كدنا نتشاجر عدة مرات


لجين : ولما ... ما الذي حدث

لين : كلما لحقتنا مجموعة من الشباب أو همز أحدهم بكلمة تشاجر معه ثم عاد ليتشاجر معي أيضا وكأنني المذنبة

.... وأنا ضحية عصبيته الزائدة اليوم .. وكأن الفتيات لا تكاد أعينهن تلتصق به و أنا كنت أشتعل ولم أستطع

التحدث لأنه كان غاضبا جدا ... ما أجمل التنزه والتسوق هناك فلا مشكلات ... لقد كنت أشك كل مرة أنه

سيضربني بعكازه

لجين : ههههههه جربي ما كنت أقول لك


لين بضيق : سأريك

لجين : هههههه ... و أين أنتي الآن

لين : في القصر و سأطلب منه أخدي لكم حالا

لجين : لا .. عليك أصلاح الأمر معه كي لا تكبر المشكلة أنا سأغادر لبضعة أيام لرؤية خالي ولندع

آنين تستفرد بعائلتها وزوجها قليلا .... وسنقوم بزيارتها في الغد

لين : حسننا كما تشائين ... وداعا



عند المساء وفي قصر راشد

راشد : ماذا قررتي يا لجين

لجين : لا جديد سأذهب للبحث عنه لن أنتظر هنا مكتوفة اليدين أنتظر المنظمات والمخابرات


راشد : ستعرضين نفسك للخطر بنيتي يكفي ما حدث في السابق

لجين : لا حل أمامي إما أن أعود به أو أبقى معه هناك

راشد : لا فائدة ترجى منك إن لم يستطع جدك إقناعك فما سأفعله أنا

لجين : لا تقلق علي سأكون بخير

راشد : كيف وجدتي زوجتي وبناتي لقد كن متشوقات جدا للقائك

لجين : إنهن رائعات كمن رباهن .... كنت أتمنى أن أبقى معهم أكثر ولكن عليا العودة قريبا

راشد : بعد أن يعود زوجك بالسلامة لن أقبل أي أعذار

لجين : بالتأكيد

في قصر عائلة آنين

وصل إياد وأخبرته عمته أن آنين لم تخرج من غرفتها طوال اليوم ولم تفتح لها الباب أو تجبها فركض


مسرعا للأعلى

العمة بابتسامة رقيقة : ما كل هذا الحب والخوف لو يعلم ما تخبئ له ما صعد كالمصعوق هكذا

طرق الباب بقوة وناداها فلم تجب توجه لغرفتها من الباب السري الذي كان يدخل منه لغرفتها مباشرة

وجدها تقف في منتصف الغرفة ترتدي فستاننا أخضر اللون كلون عينيها تماما يصل لنصف الفخذ يرسم كل

تفاصيل جسدها ولا يمسكه من الأعلى شيء سوى سيرين رقيقين من الإكسسوار ألكريستالي .. شعرها منسدل

على ظهرها و أكتافها العارية وترفعه من الأمام بمشبك كريستالي أخضر على غير العادة

وقف مندهشا ولا تتوقف عينيه عن التنقل بين تفاصيل جسدها


آنين بابتسامة وهي ترفع شعرها لخلف أذنها : ها قد علمت الآن من أين كنت تدخل في الماضي دون أن اشعر بك

اقترب منها في صمت ودون أن يجيب بكلمة أمسكها من خصرها وغمر وجهه في شعرها يستنشق عبيره


بقوة ويزيد من الشد بيديه

آنين : ألم تطلب سابقا النوم في غرفتي الطلب مقبول الآن

إياد كان لا يزال غارقا في تنشق شعرها وعنقها وخدها


آنين : إياد ما بك هل نمت

إياد : هممم

آنين : كنت أتكلم معك

إياد بهمس : وماذا بشأن حفل الزواج


آنين وهي تبعد يديه وتجلس على السرير ونظرها للأسف في خجل : عليا مراعاة صديقتاي فهما لم يقيما حفل


زفاف و زوج لجين ما يزال مفقودا ... لذلك ما من داعي للحفل ... ها ما رأيك بهذه المفاجأة


أتجه عندها قام بإيقافها من جديد واحتضنها بقوة وقال : الآن تشرحي الأسباب أم لا تشرحي فلن أبرح غرفتك

الليلة يا فاتنة ... ما كل هذا الجمال

آنين بخجل : إياد أصبرا عليا قليلا .... إنها ليلتنا الأولى لا تنسى ذلك

إياد بهمس : أشششششششش .... و أتركي الأمر لي ... حسننا




عند الصباح

لين : لقد وصلنا منذ ساعة وتلك الغبية لم تستيقظ بعد ما كل هذا النوم تلك ليست عادة آنين

لجين : عمتها قالت أنها بخير وستنزل في أي وقت ... لكن الغريب في الأمر أنها طلبت منا أن لا نصعد لإيقاظها


لين : إذا ليس علينا إلا الانتظار




وفي نفس الوقت في غرفة آنين

آنين : إياد ابعد يديك عني عليا أن أقوم ... أنا لم أنم جيدا طوال الليل لما تمسك بي هكذا

إياد : أنا لا أعرف النوم إلا هكذا فعليك أن تعتادي

آنين : أتركنتي يا إياد ... هيا ابعد يديك عني .... عليا النزول لصديقاتي
أفلتها إياد بعد عناء ... استحمت ونزلت للأسفل



لين : لما كل هذا النوم حسبتك نائمة في جناح إياد


آنين بابتسامة : بل هوا من نام في جناحي

لجين بدهشة : حقا وبلا حفل زفاف .... لماذا يا آنين

آنين : لن أكون أفضل حضا منكما علينا أن نتعادل .... ألن تباركا لي يا لكم من صديقات

احتضنتاها بحب وجلسوا يتبادلون الحديث فيما بينهم

لين : لابد أن ليلة إياد كانت سيئة ... أنا أعرف جيدا عادتك وتقوسك التي تقومين بها قبل النوم



آنين بحسرة : بل ارأفي بحالي أنا ... فلم أنم جيدا بسببه

لجين : هههههه حقا ولما


آنين بضيق : كي تشمتا بي ... لا لن أخبركما أطلاقا

دخلت عليهم العمة توجهت لأنين و احتضنتها : مبارك يا بنيتي أنا سعيدة جدا لأجلكما أتمنى من قلبي لكما السعادة

آنين : شكرا لك يا عمتي

ثم أجلستها وجلست بجانبها وقالت بابتسامة : لقد صادفت إياد ينزل السلالم منذ قليل وكاد وجهه يشتعل وأنا أوجه

له الأسئلة ... لم تأخرت عن الشركة حتى الآن ... لما تنزل من جهة جناح آنين ... لما تبدوا مختلفا ومشرقا اليوم


هههههه لقد كان سيتحول لرماد من الإحراج

آنين : هههههه و ماذا فعل

العمة : كان سيهرب مني ولكني أمسكته و احتضنته رغما عنه وباركت له هههههه ... ياله من رجل كما كان

في طفولته لم يتغير أبدا

آنين بدت على ملامحها علامات الحزن ( ما أروع أن تتحدث عنه على أنه إياد وعن طفولته أيضا ولكن

الفرحة لا يمكن أن تدوم )




بعد مرور أسبوع ....
آنين في غرفتها تتحدث عبر الهاتف

آنين : لجين هل قررتي المغادرة

لجين : نعم ما يزال ورائنا بعض الوقت للسفر عليا العودة لجدي

آنين : لين أيضا قررت الذهاب و محاكمة إياد ستبدأ في الغد أنا أحتاج لوجودكما بقربي

لجين: لين لم يرق لها الجو هنا إنها في مشاحنات مستمرة مع زوجها علينا أن نقدر ما تمر به سأزورك


اليوم و أحاول جلبها معي حسننا
آنين : سأكون سعيدة بذلك سأنتظركما ... وداعا

لجين : وداعا

في تلك الأثناء دخل إياد توجه لها عند السرير جلس بجانبها ومسح بطرف أصبعه دمعة تنزل من طرف

عينها ثم رفع رأسها بأصابعه من ذقنها

إياد : لما كل هذا الحزن فراشتي

آنين : صديقتاي ستغادران اليوم ومحاكمتك تبدأ غدا ... هل سأسعد

قبلها على شفتيها وقال : سنكون معا يا آنين لا تقلقي

آنين : لا تكذب عليا يا إياد أعلم خطورة الأمر

احتضنها بقوة وقال : حبيبتي لما كل هذا البؤس أسبوع و أنتي على هذا الحال رفضتي حتى الانتقال

لجناحي رغم كل الترتيبات التي جهزتها في الجناح

آنين بهمس حزين : إياد

إياد : عيني إياد التي يرى بهما

آنين وهي تتمسك به أكثر وببكاء : أميري أنت يا إياد لا أريد أن أخسرك

إياد : وفراشتي الجميلة متى ستبتسم لي

رن هاتف إياد فأجاب بعد فترة بسيطة وهوا يمسح على شعر آنين النائمة على كتفه

إياد : نعم هل من جديد

: .......


إياد : نعم .... نعم أسمعك

: .......

إياد : انتظرني سأتحدث معك بعد قليل ... حسننا

: .....

إياد : أجل وداعا

آنين وهي تجلس مقابلة له : ماذا هناك يا إياد ما بك ... هل هوا المحامي

إياد وقد بدا التغير واضحا لأنين على وجهه : لا شيء حبيبتي بعض الإجراءات القانونية لا تقلقي

قبلها على خدها وغادر في صمت ... تركها وخرج وهي في بكائها المستمر بعد فترة رن الهاتف

آنين : نعم لجين هل من خطب ما

لجين : ألحقي بي يا آنين بسرعة

آنين بفزع وهي تقف على طولها : لجين ما بك هل من مكروه

لجين بصوت متقطع الأنفاس بسبب الركض : ألحقيني يا آنين أنا هنا في مزرعتكم أحدهم يلحق بي ... بسرعة

لأنني أتجه خارج الأشجار المحيطة بالحديقة من جهة اليمين أرى الإسطبلات خلفي بعيدة جدا

آنين بصراخ : لجين أبتعدي عن هناك لقد ابتعدتي كثيرا ستصلين للجرف ... أنا قادمة

نزلت آنين تركض مسرعة نادت على إياد بأعلى صوتها وهي تركض في كل مكان نادت زياد أيضا

ولكن ما من مجيب

العمة : آنين ما بك بنيتي ما الأمر لقد أفزعتني

آنين : لجين في الخارج و أحدهم يطاردها إنها تقترب من الجرف ولا أحد هنا سألحق بها أتصلي بإياد

وخرجت تركض مسرعة باتجاه الإسطبلات ركبت حصانا و انطلقت مسرعة جهة الجرف وصلت هناك


ولم تجد أحدا




حفيف الوجع 13-10-14 01:12 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
السسسسلام عليكم
بــرد ماشاء الله ابداع لا يوصف انا سجلت في هالمنتدى عشان نكتبلك بس
بجدياااات يابنت بلادي ابدعتتتتتي ربي يوفقك

حفيف الوجع 13-10-14 01:17 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
بليييييييز برد ماطوليش نزلي الاجزاء ورا بعض

حكاية امل 13-10-14 02:20 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
رائع رائع واكثر من رائع البارت , شكرا كثير برد تسلمي
ننتظرك البارت الجاي.:55:

برد المشاعر 13-10-14 03:09 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
حفيف الوجع شكرا لك يا أحلى بنت في بلادي

حكاية أمل شكرا لك من القلب


كونوا دائما في القرب

برد المشاعر 13-10-14 08:18 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 


الفصل التاسع
العمة : آنين ما بك بنيتي ما الأمر لقد أفزعتني
آنين : لجين في الخارج و أحدهم يطاردها إنها تقترب من الجرف ولا أحد هنا سألحق بها أتصلي بإياد
وخرجت تركض مسرعة باتجاه الإسطبلات ركبت حصانا و انطلقت مسرعة جهة الجرف وصلت هناك
ولم تجد أحدا

آنين : يا إلهي هل سقطت لجين .... لا لا تفعلي هذا بي يا صديقتي
نزلت من على ضهر الحصان و اقتربت من الجرف شيئا فشيئا حتى بدا لها واضحا شعرت ببعض الدوار
وهي تقترب من حافته
آنين : ما بي لما ... أنا لم أعد أقدر على السير
شعرت بيدين تمسكها من كتفيها من الخلف وتدفعها جهة حافة الجرف وهي تصرخ بكلمات و أسماء
آنين : لا شاكر لا ... نعم إياد سأبتعد ... إنه يمسك بي لا أستطيع
وصلت عند الحافة ونظرت للأسفل وهي تصرخ باسم إياد أن ينقدها
كان في الأسفل شاب يرتدي قميصا أسود وبنطال أبيض اللون بخطوط سوداء رقيقة ومتداخلة وجهه مغطى
بالدماء وثيابه ممزقة والدماء تغطي أغلبها
آنين بصراخ وهي تنظر للأسفل : إيااااد لا تمت يا إيااااد لا تمت
الماضي قبل تسع سنوات
فتى في التاسعة عشر من العمر ينادي من بعيد : آنين تعالي قليلا
آنين طفلة في العاشرة : نعم ماذا تريد يا شاكر أنا لم أفعل لك شيء إن ضربتني فسأخبر إياد
شاكر ( أنا لا أخاف من إيادك ذاك و سألقنه دروسا أحدها ليتعلم أن لا يضربني من أجل طفلة ) : تعالي سأريك
شيئا غريبا بسرعة
آنين : حقا
وقبل ذلك بقليل ....
إياد : شاكر أبتعد عن طريقي وتوقف عن إثارة المشاكل لي ما الذي فعلته لك
شاكر : سترى إن لم أدمر حياتك يا أبن العائلة المثالي ( أعلم ما الذي سيكسرك للأبد يا متعجرف )
إياد : لست أنا من أخبر والدي أنك تدخن ولا عن مشاكل المدرسة .... أنت تعلم ذلك جيدا
شاكر : لا يهمني والدك المتخلف ذاك .. الذي ليس لديه سوى عبارة " لما لا تكن كتوأمك إياد " ... أنا أكون مثلك
أنت يا معقد
إياد بغضب : توقف عن إهانة والدنا يا شاكر ... قل عني أنا ما تريد ولكن لا تشتم والدك إنه يخاف على مصلحتك
شاكر وهوا يغادر : سأريك و أريه
إياد وهوا يهز رأسه بيأس : لا فائدة ترجى منه ... عليا أن أبحث عن تلك المشاكسة آنين لأعطيها دميتها بعد
أن قمت بإصلاحها ... سأبحث طويلا لأجد قطرة الزئبق تلك
بعد البحث لفترة قصيرة وجد زياد
زياد في الثانية عشر عاما :هل تبحث عن آنين ...لقد رأيت شاكر يناديها قبل قليل
إياد وهوا يركض مبتعدا : تبا لك يا شاكر منذ متى تتكلم مع آنين ما الذي تفكر فيه ... إن كان هذا ما ستنتقم
مني به فقد أصبتني في المقتل
ركض بكل قوته وقابل مجموعة من العمال
إياد : أين هوا شاكر أين أخذ آنين
العامل وهوا يؤشر بأصبعه : ذهب هناك باتجاه الجرف
إياد وهوا يركض من أمامهم صارخا : سأقتلك يا شاكر سأسحقك إن فعلتها
وفي مكان ليس ببعيد عند حافة الجرف
شاكر : أنظري من هنا إنها هنا يا آنين تعالي ولا تخافي
آنين : لا ... أنا خائفة سيغضب مني إياد إن اقتربت ... لقد حذرني كثيرا من هذا المكان
شاكر ( لن يدمر شيء ذاك المتعجرف غير فقدانك ) : تعالي لن يوبخك فأنا معك
اقتربت ببطء وقف خلفا وقرب يديه من كتفيها شيئا فشيئا
آنين : أين هوا لا أرى شيئا
إياد يصرخ راكضا : آنييييييين أبتعدي عن هناك يا آنييييين أهربي بسرعة
ألتفت شاكر ووجد إياد يركض مقتربا منهم
التفتت آنين عند سماع الصوت وهي تصرخ لتبتعد وشاكر يمسكها من يدها ويدفعها بقوة باتجاه الحافة
آنين بصراخ وهي تمد يدها الأخرى له : إياد لا استطيع إنه يمسك بي .... أنقدني يا إياااااد
وصل إياد و أمسك آنين من ذراعها وبدأ بسحبها منه ... وشاكر يسحبها ناحية الجرف المؤدية للسقوط
ثم سحبها إياد بكل قوته ورماها خلفه ساقطة على الأرض ... تقدم منها شاكر فأمسكه ودخلا في عراك شديد
حتى أقتربا من ناحية الجرف انزلقت قدم شاكر من فوق الصخرة ليهوي ساقطا فأمسك بأياد من ساقه
وأسقطه معه
ركضت آنين باتجاه الجرف ونظرت من الأعلى وكان إياد بقميصه الأسود و بنطاله الابيض هوا من
رأته ... لأن شاكر كان تحته والدماء تشكل بقعة كبيرة حوله
صرخت بكل قواها : إيااااد لا تمت يا إياد ... لا ترحل
وصل والدهم وزوج عمتهم للمكان وجدوا آنين في حالة هستيرية من الصراخ وتكرر أن إياد قد مات
ولا تعي شيئا من حولها

الحاضر
آنين بصراخ متفطع : إياد .. لقد أسقطه ..... شاكر أسقط إياد
ثم وقعت مغمى عليها
لجين بصراخ : لين قومي هيا أنتهى دورك هل نمتي في الأسفل .... آنين مغمى عليها تعالي بسرعة
كان هذا صوت لجين التي كانت تصرخ من أعلى الجرف

قبل ذلك في مكتب محامي إياد
إياد : إذاً فالمسالة معقدة جدا
المحامي : ليس علينا أن نيأس ما يزال الغد بعيدا وما سيجري فيه الله وحده من يعلمه
إياد : يبدوا أننا سنفشل وفي كل لأحوال أنا لن أندم على ما فعلت
المحامي : لو لدينا شاهد فقط ... شاهدك الوحيد لن نستفيد منه
إياد : لن أعرض آنين للخطر و إن فقدت عمري كله وليس بضع سنين
المحامي : قد لا تكون بضع سنين
إياد :وإن يكن ... آنين خط أحمر لن اسمح بالأقتراب منه ولا حتى لنفسي
رن هاتف إياد
إياد ( هذه عمتي غريب كنت معها للتو ) : مرحبا عمتي هل من خطب ما
العمة بهستيرية : تعالى بسرعة يا إياد ... لجين ضائعة ومطاردة جهة الجرف و آنين لحقت بها أخشى أن مكروها
قد يصيبهما ... بسرعة ... لقد أتصلت بزياد وقال أنــ ..... إياد أين أنت ما بك ..... تبا لقد أغلق الخط ولم أنهي
كلامي بعد ... ما إن يسمع اسم آنين حتى يصاب بالجنون

وعند الجرف ....
لين بصوت متقطع من الركض : ما بها آنين يا لجين
لجين : لقد تذكرت كل شيء و بعدها أغمى عليها أنا أحاول من مدة إيقاضها ودون جدوى
لين : ترى هل ستعود لحالتها الهستيرية تلك
لجين : لا أتمنى ذلك سيُقطعني زوجها إربا إن حدث
لين بذعر : لجين أنظري سيارة إياد قادمة إلى هنا بسرعة جنونية عليا الهرب قبل أن يراني بهذه الثياب
سيكتشف الأمر و سيقتلني بالتأكيد .... لفقي أنتي الموضوع حتى نرى ما سيجري
انطلقت لين مسرعة مبتعدة عن المكان وما هي إلا لحظات حتى وصل إياد نزل من السيارة متجها نحوهما
تاركا الباب مفتوحا
إياد وهوا يسحبها من بين يدي لجين : آنين ما بك حبيبتي أجيبي أرجوك
ثم نظر للجين بغيض وقال بصراخ غاضب : ماذا حدث ما الذي جاء بها إلى هنا
لجين وقد اختفى الماء من وجهها ( لو يعلم الحقيقة فسيرمي بي للأسفل بالتأكيد ) أجابت بارتباك : لقد .... لقد
ضننت أن شخصا يلاحقني فجئت مسرعة لهذه الناحية اتصلت بأنين فلحقت بي وعند وصولها هنا يبدوا أنها
بدأت تتذكر حادثا أو ما شابه ... كانت تصرخ وتناديك من أعلى الجرف وبعدها أغمى عليها
إياد وهوا يحتضنها بقوة : آنين استيقظي لا تفعلي هذا بي قومي هيا ... فراشتي لا ترحلي و تتركيني ... لن
استحمل ذلك مرة أخرى
لجين : علينا أخذها للمستشفى لن يجدي ما تفعله نفعا
حملها بين ذراعيه وضعها في السيارة وغادر مسرعا
لجين : قليل الدوق لم يسألني حتى إن كنت أريد مرافقتهم ... آه إنه معذور حقا ... أتمنى أن تكون بخير

في القصر
كانت العمة جالسة تفرك يديها بتوتر عندها خرجت الممرضة بالجد بكرسيه المتحرك
العمة : لما أخرجته يا أشواق
أشواق : لقد كان يضرب بظهره على السرير مصرا على الخروج
العمة : أعيديــــ...
دخل عندها إياد حاملا آنين بين ذراعيه
العمة بصراخ : آنين ... ما بها آنين يا إياد
الجد سمع اسم إياد فمد يده له وتكلم بصوت متقطع ولكنه مسموع : إياااااد حفيدي إيااااااااد
ثم سقط أرضا وهوا يحاول الوقوف
إياد الذي اختلطت عليه الأمور : جدي ما بـ ... احملوه لغرفته سأضع آنين في الأعلى و أتصل بالطبيب
ركض إياد مسرعا لجناح آنين وحملت العمة وأشواق الجد لغرفته
نزل إياد عند غرفة الجد
إياد : هل هوا بخير
أشواق : نعم لقد بدأ بتلفظ بضع كلمات إنه يتحدث ولكن بصعوبة ... أعطيته حقنة مهدئة بعدما استشرت
طبيبه وهوا نائم الآن
إياد : حسننا فعلتي عليا جلب الطبيب لآنين
العمة : ما الذي حدث يا إياد
إياد وهوا خارج : فيما بعد عمتي فيما بعد
وصلتا لين و لجين للقصر و إياد خارج مسرعا لسيارته
لين : إنها نهايتنا بكل تأكيد
لجين : ولما نهايتنا نحن أردنا المساعدة فقط
لين : أنتي تعلمي ما تعنيه آنين لإياد هوا لن يرحم كل من يؤديها
لجين : نحن نحب آنين أيضا وما كنا لنتعمد أذيتها
لين : هيا بسرعة للداخل قبل أن يسمعنا أحد
أحضر إياد الطبيب ونصحهم بنقلها للمستشفى لتكون تحت رعاية متخصصين بمثل حالتها
قاموا بنقلها للمستشفى ورفض إياد المغادرة من هناك وكذلك لين ولجين
لجين : ماذا قال لهم الطبيب الآن
لين : حالتها مستقرة ونبضها منتظم ولكنها لم تستيقظ بعد .. علينا أن ننتظر حتى تمر الأربع وعشرون
ساعة قد تستفيق خلالها وبعد ذلك ستكون دخلت في غيبوبة
لجين : ألن يسمحوا لنا بزيارتها
لين : لا زوجها فقط .. وبصعوبة تركوه يبقى بقربها لأنه في الغد سيتم إيقافه
لجين : ياله من مسكين .... لين لما لا ترحمي زوجك وتعودي معه للمنزل
لين : ليرحم هوا نفسه ... أخبرته أن يتركني معك ويغادر
لجين : أمازلتما على خلاف
لين : المشكلة تتكرر دائما .... عليه أن يتوقف عن لومي لمضايقات الشباب لي
لجين : لن تصلا لحل هكذا
لين : كل أمورنا تسير على أفضل ما يرام ... هي فقط هذه المسألة تفسد كل شيء دائما .. إنه يصاب بالجنون
من هذه الأمور
لجين : يبدوا أنه يغار كثيرا .... لما لا يتق بنفسه وهوا بكل هذه الوسامة
لين : هوا يكره شكله بشدة منذ أحداث الماضي ثم المسألة ليست مسألة انعدام ثقة لا بنفسه ولا بي ... كل الرجال
إن أحبوا شيئا يشعرون بالتملك ناحيته ... سيرجع زوجك و ستعرفين معنى ما أقول
لجين : آه معك حق لقد جربت شيئا من ذلك هناك
وفي الداخل كان إياد يجلس بجوار آنين ممسكا يدها وهي في عالم آخر تماما ولا تعي شيئا مما يحدث
إياد : آنين حبيبتي استفيقي من أجلي .... أرجوك لا تفعلي كل هذا بي ... آنين سوف أموت إن رحلتي وتركتني
مضت بضع ساعات وهوا على حاله وحل الليل و حال الجميع لم يتغير
لجين : عليا إيقاظها ... هذه كزوجك تماما تحتاج لصفعة قوية لتقوم
لين : ولكنهم يمنعون عنها الزيارة
لجين : وما يفعل ذلك بالداخل مرابطا لديها منذ ساعات ودون جدوى
فتحت لجين الباب ودخلت دون مقدمات أو إذن تقدمت من آنين وأمسكتها من كتفيها وبدأت بهزها
لجين : آنين افتحي عينيك استيقظي ... سوف يأخذوا زوجك بعد قليل سوف يأخذوا إياد بعيدا عنك .. أتسمعينني
سوف يذهب من بين يديك ... عليك أن تنقديه يا آنين ... وحدك من يمكنه فعل ذلك
أنت آنين أنات بسيطة ولكنها لم تنهض
إياد وهوا يسحبها منها ويتكلم بغيض وغضب : توقفي يا سيدة لجين ... آنين مرضها مختلف عما تتخيلي قد
تؤديها بما تفعلي ابتعدي عنها من فضلك .... قد تتسببي بمسح حتى نفسك من ذاكرتها
خرجت لجين بضيق وهي تتمتم : يالك من رجل ... كاد يُحرق وجهي بصراخه الغاضب ... لم يفسد الأمور دائما
إلا تدليلك لها
لين : ماذا هناك
لجين : هناك من هوا أسوأ من الأطباء في الداخل ... لقد كدت أجعلها تستفيق
لين : لا تورطي نفسك معه يا لجين يكفي ما فعلناه هناك ... كل ما يجري الآن بسببنا
لجين بضيق : لما لا تأخذي زوجك وترحلي
لين وهي تضع يداها في وسط جسدها : وما الذي فعله زوجي لك .. كلما تضاقتي رميتي بضيقك عليه ... إنه لا
يتحدث معك حتى الحديث وكأنك لست زوجة شقيقه .. ويجلس بعيدا دائما
لجين : لين حلفتك بالله أن تتركيني وشأني
لين بضيق : معك حق كان عليا البقاء بجانبه وهوا يمضي الساعات هنا معي
توجهت ناحية روح الجالس بعيدا في وحدة وصمت وعيناه للأرض وجلست بجانبه رفع بصره لها و ابتسم
روح وهوا يمسك يدها بقوة بين يديه : ما بك حبيبتي هل من مكروه أصاب صديقتك بالداخل
لين وهي تمسح دموعها : أنا من لست بخير لا أشعر أنني بخير
حضنها روح من كتفها مواسيا لها دون كلام وهوا يمسح بيده دموعها
لجين وهي تنظر ناحيتهم بنظرة جانبية وتهمس : قولي أن هذا ما كنتي تريديه منذ البداية ... آه لو كان يزيد هنا
ما فعلت أقل من ذلك ... لما تتركني وحدي يا يزيد لما
وفي مكان آخر وبلاد بعيدة جدا ... رجل يجلس على الأرض ويتكأ برأسه على يديه
يزيد : لقد اشتقت لك حبيبتي ... لأول مرة اسجن وحيدا هنا بدونك .... أنا لا أنتظر المخابرات ولا أي شيء
غيرهم لينقدني ... أنا أنتظر حبيبتي القوية المشاكسة لتأتي و تبحث عني.... لأني أعلم جيدا أنك لن تتركيني
هنا فما كنا لنبقى أكثر من يوم لو كنتي معي.... لجين أين أنتي الآن يا ترى

بدأت آنين بالتنفس بصعوبة ثم أنت كثيرا
إياد وهوا يحضنها إليه : آنين لا تعودي لتلك الحالة أرجوك لا تبدئي بالهذيان ... لا ترحلي عني لتنسيني مجددا
آنين بهمس متعب : إياااااد أهذا أنت
إياد وهوا يزيد من احتضانها : نعم فراشتي هذا أنا هل أنتي بخير هل تتحدثي معي حقا ... أنا لا أصدق
آنين : إياد لا تتركني لا ...
قاطعها وهوا يضمها لصدره بقوة حتى اختفت كلماتها : آنين لا تتحدثي سأكون معك وسأفعل ما تريدي ولكن
اصمتي لترتاحي أرجوك
آنين : هوا ... شاكر ... لقد تذكرت كل شيء
إياد : نعم حبيبتي أعلم ... أنا بخير ولم أمت
خرج راكضا لينادي الطبيب
لجين وهي تركض خلفه : ما بها آنين هل من مكروه ... أرجوك أخبرني
إياد : لقد استفاقت و تحدثت معي أيضا
دخل لها الطبيب وتوجهت لجين ناحية لين التي وقفت متجهة ناحيتهم احتضنتها و دخلا في بكاء طويل
أمسك روح بكتف لين فارتمت في حضنه : لين حبيبتي اهدئي حمدا لله أنها بخير لما كل هذا البكاء ... لين أنا
لا أحتمل رؤية دموعك توقفي هيا من اجلي
ابتعدت لجين عنهم مستندة بالحائط : لماذا أخدها مني ... مع من سأبكي أنا الآن مع الجدار
خرج إياد وتوجهوا جميعا نحوه : إنها بخير والحمد لله لقد حقنوها بالمهدئ وستستفيق صباحا ... يمكنكم
المغادرة لقد تعبتم معنا كثيرا
لجين : أنا لن أذهب حتى أراها
لين : و أنــــ ..... ثم نظرت لروح و رأفت لحاله تنهدت وقالت : حسننا سنرحل ونعود في الغد
روح : لين حبيبتي يمكننا البقاء إن أردتي
لين : لا ... أنت متعب يا روح يكفيك الساعات التي جلستها ... كنا سنغادر على أية حال
استفاقت آنين بعد مضي ساعات الصباح الأولى وأول كلمة نطقت بها : إياد
لجين : إياد بخير ... آنين هيا قومي من أجله
فتحت عينيها : عمتي أين هوا إياد
العمة وهي تجلس بجانبها وتحضن يدها لصدرها : آنين لا تقلقي هوا بخير ... كان معك حتى الصباح ولم
يفارقك لحظه ... آنين إنه يحتاج إليك وهوا يرفض ذهابك و أنت متعبة إياد يضحي بسلامته لأجل سلامتك
آنين وهي تجلس بصعوبة : المحكمة هل أوقفوه .. هل ذهب للمحكمة
العمة : آنين عليك أن ترتاحي
آنين : بل سأذهب حالا سيطلبون الشهود ... إياد لا شاهد لديه غيري
لين : علينا أخذ تقرير عودة ذاكرتك من الطبيب وسنغادر حالا
العمة : ولكن إياد سيغضب منا
لجين : هيا بسرعة لن نضيع مزيدا من الوقت لو استمعنا لكلام إياد ذاك فلن نجني شيئا
العمة : لن تنتهي القضية في جلسة واحدة
لجين : قد تنتهي بجلسة ... فلا شهود ولا جديد في الموضوع و الاستئناف بعدها قد يأخذ وقتا
وصلوا المحكمة وهم يسندونها على أيديهم ... دخلوا على صوت القاضي يطلب الشهود من طرف محامي
إياد بعدما استمع للمدعي العام وشهود الحادث الذين أقروا بمغادرة شاكر و آنين ثم تبعهم إياد يتوعده
صرخت لجين : الشاهد هنا سيدي ... وها هي أوراق تؤكد صحة أقوالها
ومضت ساعات المحاكمة الأخرى على أعصاب الجميع بعدما رفعت الجلسة لبعض الوقت .. ثم صدر الحكم
ببراءة إياد و أتبات شخصيته الحقيقية ليعود كما كان " إياد " في نظر القانون
ركض إياد ناحيتها بعد صدور الحكم و أحتضنها لصدره بقوة : آنين ما كان عليك القدوم و أنتي متعبة هكذا
كل شيء كان يمكن تأجيله ... كنا سنتحدث مع القاضي عن حالتك ليؤجل النطق في الحكم
آنين بصوت متعب وباكي : كيف سأعيش و أنت خلف القطبان بعيدا عني كيف سأنتظر حتى
الجلسة القادمة بعد أشهر
إياد : توقفي عن ذرف اللآليء من عينيك يا آنين .... أنا بخير فلا تبكي
آنين بهمس : إيااااد .... ثم سقطت بين يديه مغمى عليها
بعد مرور شهر
إياد : آنين حبيبتي لا تصعدي هكذا للأعلى هل نسيتي أنك حامل
آنين بضيق وهي تصعد الكرسي لتصل لأعلى الخزانة : إياد لما لا ترحمني ... كل فترة حملي خمسة أسابيع
فقط ... لما كل هذا الخوف
إياد : أخبريني عن أي شيء تريديه من الأعلى أو إحدى الخادمات فهمتي ... لن أكرر ما قلته دائما
آنين بضيق : حسننا
امسكها من خصرها بيديه لتنزل ثم أحتضنها بقوة : فراشتي الفاتنة ستلد لي فراشة صغيرة ... لا أصدق أن كل
هذا يصبح ملكي أنا إياد فقط
آنين بصوت تمثيلي مخنوق : ابتعد يا إياد ستقتل الجنين
إياد : هههههه يالك من محتالة صغيرة و جميلة
آنين وهي تبتعد عنه : هيا أنزل لي صندوق والدتي من هناك في الأعلى
إياد : بالتأكيد سأفعل ذلك ... فقط أنتي أريحي نفسك قليلا
آنين بسعادة : ستقوم الخادمات بإنهاء التنظيف قريبا .. سيعود كل القصر كما كان .. غرفنا وغرفة والداي
وجميع الغرف هنا ستعود
إياد : وماذا سنفعل بكل هذه الغرف والأجنحة
آنين : سننجب الكثير من الأبناء و سيعيش فيها جميع أبنائنا و أبناء زياد و ياسر أيضا ... سنكون عائلة كبيرة
و جميلة من جديد
إياد وهوا يحتضنها ويقبل خدها بحب : إذا عليك إنجاب أبناء بعدد الغرف
آنين بضحكة رقيقة : ماذا تضنني طابعة ورق
إياد : لا دخل لي بذلك
آنين : سأفعل ما في وسعي أنا أيضا أريد الكثير من الأبناء منك
أدخل كلتا يديه في شعرها وقرب وجهها من وجهه قبلها قبلة عميقة وطويلة ثم همس فوق شفتيها : انتظرك
في جناحنا ... لا تتأخري
أنين وهي تضع ذراعيها فوق كتفيه معانقة لرقبته وتقبله قبلات خفيفة على شفتيه : ألن تضر بالجنين
إياد : هههههه لا ... أنا بالتحديد لن أفعل ذلك
أنهت آنين ترتيب الصندوق وضعته في الخزانة ثم توجهت لغرفة جدها
آنين ( سأريك ... انتظرني حتى تيأس ) : جدي الحبيب كيف أنت اليوم
الجد بابتسامة : بخير حبيبتي الصغيرة تعالي و أجلسي بجانبي
آنين وهي تجلس بجانبه : جدي سأصبح أما عما قريب ولازلت تناديني بالصغيرة
الجد : هههه حتى ذلك الوقت سنرى ما سنغير في الأمر ... أين كنتي طيلة النهار ولم تزوريني
آنين : في جناح والداي لقد قمت بترتيب بعض العلب و الصناديق الخاصة بوالدتي
الجد : صغيرتي لا تتعبي نفسك كثيرا وضعك لا يستحمل كل ذاك التعب
آنين : آه جدي لا تكن كإياد سيصيبني بالاختناق وكأنه لم تحمل غيري
الجد : هههههه لا أستغرب ذلك منه لقد كان يعاملك كقطعة الزجاج الهشة عند طفولتك ... لقد تعرض جميع أبناء
العائلة حتى من زارنا لمرات معدودة للضرب من إياد لأجلك ظالما كان أم مظلوما .... كان الكل يخاف من
إيذائك حتى عن طرق الخطأ ... لقد غضب مني مرة ولم يكلمني لأيام لأنني ضربتك بقسوة ... كان طوال
حياته يرى أنك ملكه .. أنا استغرب كيف أمضى كل تلك السنوات وأنتي بعيدة ولا يعرف مكانك
آنين : تلك السنوات كانت صعبة علينا جميعا وعلى إياد بالتحديد إنه لا يتوقف عن التلميح بالأمر وبألم
وحسرة كبيرين
الجد : عليكي أن تعوضيه عن كل ما فات يا صغيرتي لقد خسر وعانى من الجميع
احتضنته آنين بحب وقالت : و أنت أيضا عانيت ما لم يعانه أحد
الجد : فقدي لإياد ولك كان شيئا فوق احتمالي و أنا بهذا السن .. ولم تعد لي الحياة إلا بعودتك ومن ثم عودته
آنين وهي تزيد من حضنها له : لا ينقصنا شيء إلا أن تعود لتقف على قدميك ... الطبيب قال أنك تستجيب
للتمارين والعلاج وستشفى قريبا
دخل عندها إياد وقف واضعا يديه في وسط جسده
إياد : و أنا أتساءل أين تذهب كل هذه الأحضان وتتركني أنتظر ... إنها توزع هنا بالمجان
آنين بخجل وهي تغمر وجهها في ذراع جدها : عن ماذا تتحدث ... أنا لا أفهمك
أقترب منها حملها بين ذراعيه وقال : جدي أعذرني عليا أخذ هذا الشيء معي
الجد : هههههه حسننا فقط لا توقعه إنه كنز يحمل كنزا
آنين بهمس : إياد أنزلني ألا تخجل من جدي ..... وما هذا الذي قلته ياله من إحراج
إياد بذات الهمس : كي لا تعيدي ما فعلته الآن يا محتالة
آنين : أنزلني هيا ... وإلا نزلت وحدي
إياد : إن نزلتي فسأقوم بتقبيلك هنا أمامه
آنين : لن تفعلها
إياد بابتسامة خبث : هل تجربي
تمسكت به بقوة وقالت : محتال سأريك
ضحك بصوت مرتفع و توجه بها ناحية الباب وصعد بها لجناحهما
عند المساء على السرير في جناحهما
آنين : إياد .... كيف رأيتك سابقا من شرفة مكتبك و أنت أمامي متى ستجيبني عن هذا السؤال يبدوا أنك
تخدعني ولست إياد
إياد وهوا يلعب بخصلة طويلة من شعرها بين أصابعه : ذاك كان ياسر .... طلبت منه ذلك ولكنه رفض
ويبدوا أنه تراجع في قراره
آنين : إذاً كنتم مجموعة
إياد : والعم صابر أيضا
آنين بصدمة : هل ظهر لي هوا أيضا
إياد : لا ... لكنه كان يساعدني دائما
آنين : يا لكم من محتالين وحدي فقط من لم أكن أعلم....لذلك أجابني عن كل شيء بخصوص الزهرة
إياد : فراشة الربيع ... أتعلمي لما هي بالذات
آنين : بلى ..... لأنك كنت تناديني باسمها دائما
إياد : أجل .... كنتي دائما فراشتي
آنين وهي تسحب خصلة الشعر من أصابعه : اتركها إنها لا تخصك يا وقح ... لقد أحرجتني أمام جدي اليوم ...
كيف سأقابله بعد الآن
إياد وهوا يشدها لحظنه بالقوة : بل هي ملكي مثل كل شيء فيك .... سمعتي ملكي .... ولم تري الإحراج أمامه
بعد إن أعدتي ما فعلته اليوم
آنين : أتركني هيا
إياد : لا ... فأنا أريد النوم اهدئي الآن
آنين بضيق : إياد لما لا تغير هذه الطريقة السيئة في النوم
إياد : أشششششش .... إن كان لديك كلمة جميلة قوليها أو أصمتي
آنين : لما لا تشعر بي ... أنا لم استطع الاعتياد على هذا
إياد : ......
آنين : إيااااد
إياد : آنين إن لم تصمتي وتنامي ....
قاطعته قائلة : علينا أن نجد حلا للأمر أنا لا يمــ ...
عضها من خدها بقوة فصرخت بألم ثم قال : لقد حذرتك .... هيا نامي
آنين ( لكل شيء ضريبة ويبدوا أن هذه ضريبة زواجي بمن أحب )
ثم قالت باستسلام : تصبح على خير
إياد بنعاس : تصبحين على خير أميرتي
في اليوم التالي .... ورد لآنين اتصال
آنين باندفاع : مخادعة ..... أين أنتي أيتها المجرمة لما كل هذا الانقطاع
لجين : مرحبا أنين كيف حالك
آنين : لما تتهربي من الإجابة
لجين : لقد كنت منشغلة بأمر يزيد أنتي تعلمي ذلك
آنين : والأخرى .... إنها لا تتكلم معي إلا بالحيلة .... ذاك الوسيم يسرقها منا
لجين : لقد زرتها منذ أيام إنها بخير و مشتاقة لك كثيرا
آنين : آه يا صديقتاي كم اشتاق لكم .... إياد رفض سفري لرؤيتكم يخشى على هذه البيضة بداخلي أن تتكسر
لجين : هههههه هذا ثمن حب الطفولة
آنين بحزن : لما لا يعجبكم شيء من طفولتي
لجين : لدي مفاجأة لك .... سنكون لديك أنا و لين في غضون أيام
آنين بصراخ : حقا .... أقسمي أنك لا تمزحي معي
لجين : هههههه كلها شهر واحد و اشتقتي لنا هكذا
آنين بحزن : حتى يوم واحد يبعدكم عني أشتاق لكم فيه
لجين : كنت سآتي لوحدي ... ولكن لين تلك لم تجد ممن تتزوج إلا من شقيق زوجي
آنين : هههههه وما علاقة زوجها بالأمر
لجين : هوا يصر على المجيء لمتابعة قضية يزيد بنفسه ومن ثم سيجلب معه تلك الجميلة وعلى نفس رحلتي
آنين : أنا أحسدكما على وجودكما بقرب بعض
لجين : أصمتي وإلا سمعك زوجك
آنين : آه يا لجين لا أعلم لما يتضايق كلما قلت ذلك ... يحسبني لا أريد البقاء بقربه
لجين : هههه .... يبدوا أنه ليست لين وحدها من تعاني .... حسننا وداعا يا مدللة إياد
آنين بضيق : إن قلتها مرة أخرى فسأغضب منك
لجين : هههههه هل ستنكرين هذا .. لقد رأيت ذلك بعيني ... حسننا وداعا

في قصر روح
لين : أبي لا تتعبني معك ... لما تقوم بذلك ... العمال سيقومون به لوحدهم
صابر : بنيتي أنا معتاد على كثرة الحركة كيف سأعيش دون عمل ... أنا مستمتع بذلك فاتركيني ... تقليم
الأشجار ليس بالعمل الصعب
لين : آه أبي أنت و روز ستصيبانني بالجنون في أقرب وقت
روح وهوا يتوجه ناحيتهم بخطوات متثاقلة بصعوبة بعكازه لعند الطاولة في الحديقة : من هذا غيري الذي
سيصيبك بالجنون
لين بضيق : كلكم متفقون علي .... سأركب مكوكا فضائيا و أترككم هنا وحدكم لأعيش بالمريخ
روح وهوا يضمها بيديه من الخلف وهي تجلس على الكرسي : شاهدي الأخبار هناك إذاً لأنك سترينني
فيها " الرجل الذي دمر نصف العالم بسبب فقده لزوجته الفاتنة "
ثم قال وهوا يجلس على الكرسي وينظر لصابر نظرة مكر : هل سمعت الخبر الجميل يا عمي .... آنين
صديقة أبنتك تنتظر مولودا
صابر بابتسامة مكتومة : رائع ... ألم تشعر بالغيرة منهم يا روح ألن تغير رأيك وتلين من رأسك الصلب
روح وهوا ينظر للين بنصف عين : بالتأكيد .. نحن تزوجنا قبلهم علينا مجاراتهم في ذلك
قامت لين وتركتهم دون كلمة
صابر : هههههه هذه الحرب خاسرة دائما
روح : عمي لا حل أمامي سوى إجبارها على ذلك بالقوة
صابر : أصبر عليها يا بني كل ما تفعله لين من أجلك فقط
روح : أنا أستغني عن ذلك يا عمي أريد طفلا أو سأجن
صابر : هههههه تزوج عليها إذاً لتنجب لك الأخرى
روح : كل نساء الأرض لن يغنوني عن لين .... إن لم يكن منها فلا أريده
صابر : إذاً ليس لدينا إلا الصبر
روح : لا أعلم لما كل هذا العناد أنا مستعد أن أجلب له بدل المربية عشرة فقط توافق أبنتك قاسية الرأس تلك
صابر : إن لم يؤثر فيها حمل صديقتها فلن يؤثر فيها شيء
روح وهوا يقف مغادرا : سنسافر لزيارتها قريبا فلنأمل خيرا
تركه روح ودخل متوجها لغرفتهم التي أصبحت في الطابق الأرضي وجدها تجلس على السرير وتبكي
أقترب منها جلس بجانبها وحضنها وقال مستغربا : لين حبيبتي ما بك ... ما الذي يبكي فاتنتي الجميلة
لين : أبتعد عني يا روح ودعني وشأني لا أريد التشاجر معك
روح وهوا يقبل رأسها : لا .. لن أدعك و شأنك .... هل أغضبك ما قلنا للتو .. حبيبتي لا تغضبي مني حسننا
لين : لما لا تفهمونني ... لما تلقون باللوم علي دائما و كأني أفعل ذلك من أجل نفسي
روح : حبيبتي أنا لست مثلك لم تبلغي العشرين عاما بعد ... أنا في الخامسة والثلاثين الآن و عشت سنين كثيرة
من عمري وحيدا ... أريد أن أكون أبا قبل فوات الأوان
لين : هل تعتقد أني لا أريد ذلك .... بل أكثر منك أيضا ولكني لن أكون أنانية و أفكر في نفسي فقط ... روح
أرحمني قلت ليس الآن يعني ليس الآن
روح : حسننا فقط كفي عن البكاء
لين : في كل مرة نتفق على ذلك ولكن الأمر يتكرر دائماً
روح : أقسم أنه انتهى ولن أتكلم في ذلك و سأنتظرك حتى ترحمي قلبي حسننا هل أنتي راضية الآن
لين : أجل
روح وهوا يزيد من احتضانها : سأحمل أنا و أمري لله
لين : هههه وقم بتربيته أنت أيضا
روح : نعم ولن أسمح لك بالاقتراب منه أو حتى لمسه
لين : حسننا موافقة
روح : أتعلمي ما أقترح علي والدك .... هههههه قال تزوج من أخرى لتنجب لك
ابتعدت لين عن حضنه وقالت بضيق : والدي قال ذلك ... أسمع يا روح أنا مستعدة لفعل ما تريدون ولكن
لا تلقي باللوم علي حينها
روح : موافق
وقفت ووضعت يديها في وسطها و قالت : روح لما تزوجتني
روح : لأني أحبك و أعشقك ولا أستطيع العيش بدونك
لين : بل لأنجب لك أطفالا
روح : لا ليس كذلك
لين بضيق : بلى ... أنت تريدني آلة لصنع الأطفال فقط
روح : حبيبتي الكل هكذا يريدون الزواج بمن أحبوا و يريدون أبناء منهم تلك هي فطرة البشر
لين : إن فرضنا أنه لا يمكنني أنجاب أبناء ماذا ستفعل
روح : لا أريدهم .... إما منك أو لا أريد
لين : إذاً اعتبرني كذلك
روح وهوا يقف ويمسك وجهها بيديه ويقبلها : حاضر فاتنتي فقط لا تغضبي
احتضنته بحب وقالت : اعذرني يا روح ستعلم يوما ما أعنيه بهذا ... أقسم لن أحرمك من الأبناء طويلا ولكن
صبرك علي فقط
روح وهوا يمسح على شعرها : أنتي حياتي كلها يا لين .. لولاك بعد الله ما رغبت بالعيش ولا الزواج ولا
الأبناء حتى

بعد مرور يومين وفي صالة الركاب بالمطار
لجين الجالسة على الكرسي وحيده تنظر للبعيد حيث لين وروح جالسان وهوا يمسك بيدها ويلعب بأصابعها بين
أصابعه
لجين وهي تتمتم بغيض : هذه المرة الثانية التي تفعلها فيها لين منذ يوم المستشفى ذاك ... ما تعنيه بما تفعله الآن
سأريها
روح : لين لما تتركي صديقتك وحدها هناك هل تشاجرتما
لين : لا لم نتشاجر ولكن عليها أن تتأدب
روح وهوا يمسح على خدها بطرف سبابته : لين حبيبتي لا يجوز أن تتركيها هناك ونجلس أنا وأنتي سويا
.... زوجها مفقود وهي وحيدة هنا .... ليس علينا فعل ذلك
لين ( لو أنها تحمل نصف طيبتك اتجاهها .. تلك المتحجرة القاسية ) : حسننا سأفعل ذلك من أجلك
قامت وتوجهت ناحية لجين وجلست بجانبها
لجين بضيق : جيد أنك تذكرتي وجودي ... أم أنكما تشاجرتما
لين : روح من أصر على قدومي .. لكي تتعلمي ألا تتضايقي من وجوده مرة أخرى وهوا يهتم كثيرا لأمرك
لجين : ستفسدينه بقلبك الأسود .. لن يدوم ذلك طويلا
لين : حمقاء
لجين : بائسة
لين : هههههه .... ذكرتني بأيام المدرسة الإعدادية
لجين : هههههه كم كنتي سيئة
لين : بل أنتي السيئة يا وقحة
لجين : هههههه لما أحضرتي ذاك الوسيم معنا
لين : سأقتلك إن أعدتي هذا
لجين : هههههه لم تتغيري أبدا .... ستقتلين الجميع إن سمحوا لك
وتبادلا الأحاديث والضحكات
وصلوا بعد ساعات السفر الطويلة وكانت آنين وإياد في استقبالهم
آنين ببكاء : اشتقت لكما كثيرا
لين وهي تؤشر بعينيها ناحية إياد الواقف بعيدا مع روح : توقفي عن البكاء يا آنين كي لا يغرق طفلك
ويموت هههههه
لجين : هههههه سيحرمنا من رؤيتك حينها حتى تلدي في كل مرة
آنين بضيق : لما تسخران دائما من اهتمام إياد ... يا لكم من صديقات
لين : هذا ليس اهتماما .... آنين ألا تشعري بالاختناق
آنين : لا ... لأني أعرف جيدا أطباع إياد وما عانى من الفقد والحرمان .... أذكر جيدا عندما كنت طفلة
كان الجميع يقول " لا تبحثوا عن آنين إن كنتم تعرفون مكان إياد " حتى لصالون الحلاقة كان يأخذني معه
... ليجدني فجأة مختفية عن ناظره لسنوات ... كيف تريدوا أن يكون الآن
لين : آآآآه وهذا ما يجعلني أتحسر .... روح كان يعرفني منذ كنت طفلة سألته مرارا " تذكر يا روح هل
كنت تحبني حينها " هههههه
لجين : هههههه وماذا قال
لين بحزن : لا فائدة ترجى منه , قال "أنا كنت في العشرين عندما كنتي في الثالثة كيف سأحبك كنتي فقط طفلة "
وعندما رأى الحزن في ملامحي قال " ولكنك كنتي جميلة بل و أجمل طفلة رأيتها " هذا ما تحصلت عليه فقط
ضحك ثلاثتهم ثم اقترب منهم إياد فسارت آنين باتجاهه
إياد : حبيبتي هل نغادر لقد وافق روح على بقائهم في ضيافتنا اليوم
آنين : رائع ... علمت أنك ستقنعه
إياد : لقد وافق بعد عناء ... كانوا يريدون زيارتنا لبعض الوقت فقط
آنين : هيا لنغادر إذاً ... سأخبر صديقتاي
عند المساء في جناح آنين ... دخلت عليهما وكانتا في نوبة من الضحك
آنين وهي تضع يدها في وسطها : ما الذي يضحككما في الشريط
لين وهي تتنفس بصعوبة من الضحك : تعالي و أنظري كيف تبدين في يوم عقد قرانك و إياد
لجين : هههههه لو كنت مكانه لفسخت العقد .... ما هذه الزوجة العابسة
آنين وهي تتجه جهة التلفاز وتوقف شريط الفيديو : توقفا عن هذا هيا ... ألم تجدا غير هذا الشريط لتشاهدانه
لين : والرائع في الأمر أنه كان يعلم هههه ... لقد كنتي غاية في الجمال و السحر ... عيناه كانت ستأكلك أكلا ...
.. وحضنك ولم يفكر بإفلاتك على ما يبدوا... كنتي كالحلم الذي تحقق بالنسبة إليه
آنين : إياد المحتال ذاك كان يستمتع باللحظة وأنا أتعذب .... والأسوأ من ذلك أنه يحب مشاهدة هذا الشريط
دائما ليسخر مني مثلكما
لجين : لقد شاهدنا أشرطة طفولتكم ... لقد فهمت الآن ما قلته في المطار لا أستغرب أن يخاف عليك هكذا
لين بضيق : آه آنين لقد سببتِ مشكلة كبيرة لي ... منذ حملتي والحرب تزداد علي
آنين وهي تجلس : ولما لا تحملي يا لين ... روح من حقه أن ينزعج
لين : روح ما يزال يتحرك بصعوبة .. وفي بعض الأوقات أساعده لينزل من السرير أو ليصعد بعض الدرجات
ولديه أدوية كثيرة تحتاج للمتابعة .... لقد أخبرتني أمي سابقا ما عانته عند حملها بي وقالت أن جدتي كانت
كذلك وأن والدتها وحتى جدتها ذات الشيء أي أنها متوارثة لدينا ... فمن سيهتم به حينها الخادمات أم روز أم
والدي ... سأحتاج حينها لمن يعتني بي لأشهر
لجين : لما لا تخبريه إذا ليتفهم
لين : لن يتفهم الأمر أعرفه جيدا .. إنه يُبسِط كل الأمور التي قد تعيق الحمل ... فلينتظر قليلا لن يخسر شيئا
.... لو أجلت آنين الأمر قليلا فقط
آنين : لا تلقي باللوم علي لقد حملت مباشرة ولم أقرر ذلك ... كنت أود أن أدرس هذا الفصل أولا وأعاند
إياد ولكنه محضوض على ما يبدوا
لين : كنتي ستجني على نفسك حينها اسأليني أنا ... سيصاب بجنون أسمه طفل
لجين : أحمدا الله على ما أتاكم أيعجبكما حالي
آنين : معك حق يا لجين ... عندما فكرت فقط أن إياد سيسجن كدت أصاب بالجنون
لين : لجين لا تنسي أعطائي جميع المعلومات والبيانات أنتي تعديني دائما بلا تنفيذ
لجين : كنت أود التأكد من كل شيء وجميع المعلومات وجمعها سليمة سأعطيها لك في الغد
بعد مرور عدة أيام في منزل خال لجين
لين : هل كان عليك قبول الدعوة هنا .... نحن لم نزر خالك قبلا و آنين المغفلة تلك لم تأتي حتى الآن
لجين : خالي وزوجته وحتى بناته هم من أصروا على قدومكم .. لقد طلبوا مني دعوتكم منذ أيام
دخلت آنين سلمت عليهما وجلست بجوار لين
لين : أين أنتي نحن هنا منذ ساعة
آنين : إياد كان مشغولا جدا هوا يصر على اصطحابي لأي مكان بنفسه
لين : أين السيارة التي سيشتريها لك لتقوديها ... يبدوا أنه كان يخدعك
آنين : آه كان ذلك قبل أن أحمل أما الآن فيستحيل ذلك قبل ولادتي
لين : زوجك هذا سيجعلني أكره الحمل والإنجاب حتى
دخلت عندها زوجة الخال .. سيدة في الأربعين من العمر ذات ثياب راقية و أنيقة وشعر أسود كثيف وحريري
وعينان سوداء واسعة وبشرة حنطيه تميل للبياض
لجين : خالتي هذه صديقتي آنين
سلمت عليها بحب وترحيب وجلسوا يتبادلون الأحاديث ثم دخلت فتاة في الثانية والعشرين من العمر ذات ملامح
جميلة تشبه والدتها في سواد شعرها ونعومته ولون العينين وأتساعها و ببشرة بيضاء كوالدها
سوار : مرحبا بصديقات لجين ... ثلاثي العيون الخضراء الجميلات .. توقعتكن جميلات ولكنكن أجمل من
توقعاتي
لجين : هذه ابنة خالي المشاكسة الحالمة سوار لديها شقيقة متزوجة ولديها أبن وعدتنا بالحضور اليوم و لكن يبدوا
أنها ستخلف وعدها
رحبت بالجميع وتبادلوا التحايا والقبل
غادرت الخالة للأشراف على الغداء وجلست آنين وسوار منفردتين تتحدثان عن هوايتهما المحببة الروايات
والقصص والقراءة المستمرة .... لجين ولين كانتا في بحر آخر
لين : لقد أطلعت على جميع الأوراق التي أعطيتني إياها
لجين : وإلى ما توصلت
لين : يبدوا أنه لدى شخص يعرف أنه يزيد وينتظر شخصا ليأتي لأجله وذلك الشخص سيكون غافر أو أنتي....
يستحيل أن يكون لدى خاطفين طلبا للفدية لأن جوازه باسم يزيد ولن يكون لدى العصابة التي كانوا سيستلمونكم
يوم هروبك منهم لأنهم لم يكونوا سيسلمونكم لها يومها ولم تكونا الصفقة التي عقدت ذلك الحين .... ما أنا متأكدة
منه إنه لدى العصابة التي قامت بنقلكم لمقرها ... طريقة الاختطاف المكان والتوقيت جعلني أستبعد أن يكون
الخاطفين ممن يطلبون فدية ولو كان كذلك لاتصلوا وليس الملف أيضا لأنهم كانوا سيطلبونه من أمجد أو منك
لكي يأتيهم به .... هم يريدوا لشخص أن يلحق به لإرجاعه... شخص يعرفونه ويعرفهم جيدا غافر أو أنتي
لجين : هل أكون أنا المطلوب
لين : يحتمل ذلك لأنهم وجدوك معه ثم هربتما معا ... ثم أنهم سيستفيدون منك أكثر من غافر
لجين : لما لم يطلبوا حضوري إذاً
لين : هذا ما يخططون له بدهاء ذهابك لوحدك يعني لهم الكثير
لجين : لم أفهم
لين : أنتي حفيدة ريتشارد في نظرهم وتساوين ثروة يبدوا أنهم سيقايضون بك لأمر يفوق مخيلتنا جميعا
لجين : إذاً أنا المطلوب ويزيد الطُعم .... ولكن لما كانوا يودوا تسليمنا ذاك اليوم
لين : أخبرتك أنكم لم تكونوا بضاعة التسليم يومها يبدوا أنهم كانوا سيمكرون بهم لن يسلموك مقابل صفقة
سلاح .... يستحيل ذلك
لجين : لم أتوقع كل هذا مطلقا
لين : تحركاتك القادمة يجب ألا تعلم بها المخابرات أيا كانت
لجين : لما ... فهم سيساعدون في الكثير
لين : لجين يا حمقاء كل ما أصابكم بسبب المخابرات .... تذكري كيف عرفوا مكان يزيد في المستشفى بعد
أن وجدك رجال جدك ثم علموا بوجهتكم بعدما غادرتم .... العصابة لديها من يعطيهم المعلومات عنكم أعتقد
مخابرات هذه الدولة ... لاحظي فشل ثالث محاولة للإيقاع بهم بذات الطريقة وكأنه سيناريو يتكرر
لجين : أنا أعلم أين يكون وكرهم ... من الجيد أنني لم أخبرهم به .... لأني كنت أراهم مجرد فاشلين
و سيعرضون حياة يزيد للخطر إن كان هناك ... لو علموا عن المكان متحججين بأنهم سيمسكون بهم ...إن
كانوا مجرد كمين للتسليم فشلوا فيه فكيف بوكرهم ... ولكن لم أتخيل أن الجواسيس هم السبب
لين : كيف تعلمي بذلك
لجين : لقد سرقت من ذاك الأفريقي ما في جيبه كانت قداحة وقلم حبر ثم رسمت في ساعدي الطريق عن طريق
الخريطة الموجودة في السيارة أولائك المغفلون فاتهم ذلك لأنه مكان بعيد ومتشعب فضنوا أننا يستحيل أن
نحفظه خاصة أن أسم المدن والقرى أفريقية
لين : رائع .... إذاً أبعدي الجميع إلا من تثقين بهم ... لابد و أنهم يعلمون بكل تحركاتك الآن و أنك تجمعين
المعلومات عن مكان يزيد لتبحثي عنه وما أن تكوني هناك حتى يمسكوا بك لأنهم سيكونون على علم بمكانك
جيدا ... فهمتي يا لجين
لجين : لقد ساعدتني حقا يا لين ... خالي وجدي لن يعلما بعد الآن شيئا حتى نقرر ما سنصنع
لين : جيد ... و أنا سأضع الخطة للدخول ... هل أنتي مستعدة للمغامرة بحياتك يا لجين
لجين : بالتأكيد ... هل عليا أن أخبرهم أنني غيرت رأيي فيما كنت أخطط
لين : لا ... حاذري من فعل ذلك يا لجين سيشكون بالأمر ويغيروا مخططاتهم ... فقط قومي بتأجيل الأمر
لمدة قصيرة و سأخبرك ما سنفعل بعدها ... والآن أشرحي لي كل ما رأيته داخل وكرهم بالتفصيل ... أو لدي
اقتراح أفضل أرسمي لي تخطيطيا كل ما رايتي مند دخولك ودوني لي الملاحظات هذا سيكون أفضل
لجين : حسننا ... سأفعل كل ما طلبتي
التفتت لين جهة آنين وسوار وقالت بابتسامة : أين وصلت بكما خيالاتكم الواسعة
سوار : طلبت من آنين أن تحدثني عن طريقة زواجها .... واااااااو لقد عاشت قصة من الخيال ... كم كنت
أتمنى أن أتزوج بطريق مماثلة رومانسية و مشوقة
لجين : هههههه سوار من بحث عن شيء لا يجده ... علمت الآن لما كنتي ترفضين كل عروض الزواج
سوار : لن أتزوج إلا من رجل يبكيني ليالي ويفعل كل شيء ليتزوج بي
لجين : هههههه هل هناك من يتمنى البكاء والدموع .... أسالي آنين هذه كم بكت وعانت
آنين : آه لا تسأليني عن ذلك أرجوك ... وكأنها لم تكن أشهر بل سنوات أنا لا أحسد من يتعذب بسبب ذلك لسنين
لين بضحكة خفيفة : اسألي زوجك عن ذلك هوا من عرف معنى ما تقولين
آنين بحزن وصوت أشبه بالهمس : إياد لا يحب التحدث عن الأمر كثيرا لقد لاحظت ذلك مرارا .. ولكن الأسى
والضيق كان يبدوا واضحا وجليا على ملامحه كلما تحدث عن ذلك
لجين بذات النبرة والحزن : أسألوني أنا عن معنى ذلك حرمت من زوجي شهور ... أعلم جيدا ما عاناه إياد
آنين : لقد قال لي مرة وهوا ينظر للسماء بحزن " لا شيء أسوء من الحرمان ممن تحب إلا كتمانك لوجعك ذاك
في صدرك لأنك لا تستطيع الإفصاح عنه لأحد "
سوار : آه كم أتمنى أن أجد شخصا يحبني كثيرا و يتزوجني ويسافر بي كل بلدان العالم
لجين : هههههه ويبكيك كثيرا أيضا أم أنك نسيتي
آنين :هههههه لا أحد يناسب هذه المهمة أكثر من ياسر
سوار : من ياسر
آنين : إنه أبن عمي وشقيق زوجي أنا أسميه بساط الريح من كثرة سفره نحن لا نكاد نراه
لين : أيهما أكبر سننا زوجك أم شقيقه
آنين : بل ياسر إنه يكبر إياد بأربعة أعوام
لجين بحيرة : ولما يستلم إياد كل شئون العائلة ... هل شقيقه فاشل لهذا الحد
آنين : لا أبدا ... ياسر يتولى الأعمال في الخارج إنه شاب رائع وحده من عارض والده وزوج عمته فيما
فعلاه بشأن إياد تصوروا أنه توقف عن الكلام لسنوات رفضا للكذبة التي عاش فيها إياد وبعد وفاة عمي
وزج عمتي أصبح يتحدث كلمات تعد على الأصابع لقد كان مستاء جدا لخطبة إياد لي على أنه شاكر وغضب
منه كثيرا ... حتى أنه كان يوبخه بعنف لأجلي حينها
لين : آه ياله من شاب رائع هل هوا متزوج هناك
آنين : لا ... كان خاطبا لقريبة والدي ثم فسخ خطوبته منها هذا العام
لجين بحيرة : لماذا ... لابد أنه يحبها مادامت قريبته
آنين : لا أعتقد ذلك لقد قالت بنفسها أنه لم يكن يزورهم ولا يتكلم معها عبر الهاتف إلا ناذرا تصوروا أنه
فسخ خطبته منها لأنها تعمدت أهناتي عندما زارتنا في القصر قاصدة مقابلته ... علاقتي بها منذ الطفولة
كانت متوترة ويبدوا أنها تغار على ياسر مني
لين : لقد تصرف بحكمة هوا يعي جيدا معنى أن تعيشي وإياها في ذات القصر ستكون حياته مليئة بالمشاكل
آنين : ولكنه قرر السفر بعد الزواج و الاستقرار هناك لقد قالت عمتي ذلك على لسانه
لين : وإن يكن لا أحد يعلم ما ستئول له الظروف ... سيزوركم دائما وقد يطر يوما للعيش معكم ... لقد تصرف
بعقل راجح يدل على الحكمة
سوار : لقد أزاحت فقط مكاننا لغيرها .... سيتزوج من غيرها لتسعد بذاك الشهم الذي سيسافر بها كثيرا كم
هي محظوظة
لجين : هههههه آنين لما لا تزوجوها له
سوار بخجل : لجين ما بك أنا لم أقصد ذلك
آنين بابتسامة : هوا لم يوافق كل شروطها على أي حال
لجين : تنازلي عنها فورا يا سوار كي لا يضيع العريس من بين يديك
سوار : أبدا حتى آخر يوم في عمري
ضحكوا جميعا لتعليقها وأنهوا وقتهم في الحديث وتناول الطعام
عند خروجهم من منزل الخال همست لين لآنين : آنين أريدك في أمر
آنين بتوتر : هل من شيء ما
لين : لا لا تقلقي هوا شيء عادى سأتحدث معك عبر الهاتف ما إن أصل كوني بعيدة عن إياد
آنين بحيرة : حسننا كما تريدين
وصلت آنين القصر وتوجهت لجناحها سابقا قبل أن تنتقل لجناح إياد راقبته من الشرفة حتى خرج
آنين : لأنني لا أتق بك بعد ما كنت تفعله ... إنك تخرج حتى من الجدران
اتجهت لهاتفها المحمول واتصلت بلين
لين : مرحبا آنين هل غادر زوجك
آنين : نعم أوصلته بعيني حتى البوابة
لين : هههههه يالك من مطيعة
آنين : ماذا هناك لقد شغلتني ... هل ستتحدثين الآن أم أن زوجك موجود
لين : لا ... روح يستحم إنه لا يفارق الحمام عند الاستحمام قبل وقت طويل
آنين : حسننا قولي إذا
لين : آنين لما كل هذا التوجس أخبرتك أنه أمرا عادي .... إنه بشأن ياسر
آنين بحيرة : ياسر .... ما به
لين : نحتاج لشخص موثوق به وبعيد عن أقارب لجين و يزيد .. من أجل أمر في مهمتنا القادمة
آنين : و إياد يمكنك الاعتماد عليه ياسر مسافر دائما
لين : أعلم ذلك لا يعني كلامي أنني لا أتق بزوجك ولكن لا أريد لزوجينا استلام ذلك الأمر لأنهما سيفسدان
كل شيء ... أما ياسر وبعدما عرفته منك اليوم عنه فسيكون يد العون فليس لديه زوجة معنا قد تشوش أفكاره
ليتهور
آنين : أنا لا أفهم شيئا
لين : سأشرح لك كل شيء حينها ... فقط أخبريني هل فيه كتم السر هل نعتمد عليه
آنين : بالتأكيد لقد تكتم عن أمور عدة ولسنوات ويمكنك الاعتماد عليه جيدا أنا أعرف من يكون ياسر
لين : جيد ... أفهمي منه إن كان يوافق على مساعدتنا
آنين : بدون أن يعلم ما عليه فعله .... ماذا سأقول له
لين : اسأليه فقط إن كان سيساعدنا وعندما تصله الإشارة منا يجب عليه أعطاء ما سنترك بحوزته وسأخبرك
فيما بعد
آنين : حسننا ما إن يعود سأتكلم معه ... أو أحدثه عبر الهاتف إن كان ذلك طارئا
لين : لا ليس بعد دعيه حتى يعود حسننا
آنين : حسننا
لين : يبدوا أن روح سيخرج هيا وداعا
آنين : وداعا
أغلقت آنين الهاتف في حيرة : يبدوا أن الرحلة اقتربت لقد بدأ الرأس المدبر بالتحرك ... آه عليا أقناع إياد
حينها ... كم ستكون تلك مهمة صعبة
عند المساء و آنين نائمة تعطي ظهرها لإياد
آنين بهمس : إياد
إياد : نعم فراشتي
آنين : هل لي بسؤال
إياد : بالتأكيد حبيبتي وهل تطلبي الإذن
آنين : كيف لم تعلم كل تلك السنوات عن مكان وجودي و أنت من كان يدير شئون العائلة
سكت إياد لوقت ثم قال : لأني بنظر الجميع كنت فاقدا للذاكرة لم يكن عليا السؤال عن شيء لا أذكره و انتهزت
أول فرصة ذكر فيها أسمك أمامي بعد سنوات للسؤال عنك و تعمدت التحدث مطولا في الأمر و أصررت على
استرجاعك ولكنني صعقت عندما علمت أنك نسيتي كل شيء وأننا وباء عليه الابتعاد عنك حتى لا تمرضي.
ثم شد يديه المطوقة لخصرها بقوة وبلا شعور وهوا يتابع : لقد عشت في كابوس سيء لسنوات أسمه لماذا أبعدوا
عني آنين ... لأجد نفسي في كابوس أسوأ وهوا أن آنين قد نستني تماما
آنين بصوت مبحوح : إياد إنك تؤلمني
إياد وهوا يرخي قبضة ذراعيه عنها : آسف حبيبتي .... اعذريني فلم أنتبه ..... آنين لا تتحدثي عن الأمر مجددا
أرجوك
آنين : أنا آسفة
إياد : لا تغضبي مني فراشتي
آنين : لا بالتأكيد .... ولكن هل لي بسؤال ليس له علاقة بذلك
إياد : نعم أسمعك آنين
أنين : كيف كنت تنام قبل أن نتزوج ... ماذا كنت تحتضن هكذا
ضحك إياد ضحكة خفيفة وطويلة وهوا يدس وجهه في شعرها المنسدل خلف رأسها وقال : كنت أحتضن
طيفك كل ليلة
آنين بصدمة : طــ ... طــــيفي
إياد : نعم ... لم تكن لي في غيابك إلا الأطياف أحتضنها و أنام خوفا من أن أفقدها هي الأخرى .... وبعدما
عدتي إلى هنا كنت أزورك كل ليلة وأجلس بجوارك لساعات و أنتي نائمة ما كنت لأدع ليلة تمضي دون أن
أراك فيها لأتأكد أنك هنا ولن أفقدك في الصباح للأبد
آنين بكلمات هادئة هامسة : هل تخشى الآن ذلك ... هل تتمسك بي هكذا لتتأكد أنني سأكون هنا وأنت نائم
إياد وهوا يقبل رأسها : أجل .... اعتبريه جنونا ... اعتبريه مرضا أو أي شيء ولكنه الواقع ... إنه أبسط
حقوقي التي سلبت مني
آنين وهي تقبض بيديها على ذراعيه بقوة ( لن أتذمر من هذا ثانيتا أقسم بذلك ) : أحبك إياد ... أحبك أكثر
من أي شيء
إياد وهوا يغمر رأسه بشعرها مجددا : من يقول أنه أسعد رجل في الكون ... ليأتي وينظر قليلا فأنا أسعد
منه بكثير
وفي مكان ليس ببعيد وغرفة أخرى وسرير يحمل قلبين آخرين
روح : لين هل أنتي مستيقظة
لين : نعم
روح : لما لم تنامي بعد حبيبتي إنك تتقلبي كثيرا يبدوا أنك قلقة من شيء
لين : آه إنها لجين
روح : ما بها
لين : العصابة تنتظرها .... هي الشخص المطلوب
روح وهوا يسند نفسه بمرفقه رافعا جدعه عن السرير وهوا ينظر للين التي تشيح بنظرها للسقف : كيف علمتي
لين : لقد أطلعت على جميع المعلومات والبيانات واستنتجت ذلك
روح : ولما لم يتصلوا بها لتحظر
لين : هذا ما لم أستطع فك رموزه للآن ..... هل يريدوا أن تأتي بمفردها بسبب جدها أم ...... لا أدري حقا
ولكنني متأكدة من ذلك
روح : ولما يريدونها من أجل غافر لما ستذهب إليه
لين وهي تومئ برأسها نفيا : لا ليس لأجل غافر بل يزيد
روح : هل عرفوا من يكون ..... لو كان غيرك من قال كل هذا لقلت أنه يتوهم ولكني أعرفك جيدا
لين وهي توجه نظرها إليه : هم يدبروا لأمر ولو علمت المخابرات بما علمنا ووصلنا إليه فستعلم العصابة
بالأمر ... روح لا تقل شيئا لأحد أرجوك
روح وهوا يشد يدها إليه ويقبلها : بالتأكيد حبيبتي فلن أعرض أيا منا جميعا للخطر ... ولكن ما دخل
المخابرات هل يعطونهم المعلومات
لين : هذا ما يبدوا .... لديهم جواسيس
روح : يبدوا الأمر أخطر مما توقعنا جميعا... لين أمازلتِ مصرة على الذهاب
لين : أجل
روح وهوا يجلس مستويا : وبعد كل ما أستنتجتي تقولين هذا
لين : من سينقده إذا .... المخابرات أم ننتظر ليرأفوا بحاله
روح بحدة : لن يكون ذلك يا لين لن تعرضي نفسك للخطر سمعتي .... دعي الأمر لنا
لين وهي تجلس مباشرة : روح لقد أخبرتك سابقا أنني لن أتراجع ولو استلزم الأمر مخالفة أوامرك ووصل
بنا ذلك للطلاق
روح بعصبية : بماذا تهدي يا لين هل تخيري نفسك بيني وبين الأشياء لتختاريها علي ..... لين هل
تضحي بي من أجل هذا
لين بدهشة من عصبيته : روح أنا لم أقصد ذلك
روح بعصبية أكبر : بل قصدتي يا لين .... تطلبي أن نترككم نحن الرجال لتغامروا هذه المغامرة ونقف نتفرج
وتهددينني بأن طلاقك مني لا يعني شيئا أمام ذلك
لين بتوتر وضيق : روح لا تفهم الأمور كما يحلوا لك
وقف روح من فوره وتوجه للشرفة فتحها بعصبية بضربة من يده ووقف في الخارج ووقفت لين متوجهة
إلى الشرفة
روح : دعيني وحدي يا لين
لين وهي تستند بباب الشرفة : روح دعنا نتحدث بعقلانية
روح بنفاد صبر : من العقلانية أن تبتعدي عني الآن يا لين كي لا تكبر المشكلة على كبرها
لين وهي تعود للسرير ( آه لقد أفسدت الأمر ما كان علي أن أقول ذلك )
بعد فترة طويلة عاد روح وأضجع على السرير بجوار لين النائمة عليه
لين : روح أنا آسفة لم أقصد قول ذلك
روح : .......
لين : روح أقسم أنني لم أعنـ ....
قاطعها روح بحدة : كنت أضن أنك تحبينني يا لين
لين بحزن : وهوا كذلك
روح : مطلقا لم يحدث ذلك
لين : روح لجين فعلت الكثير لأجلنا و لأجل آنين لن يكفيني الوقت حتى الصباح لأحكي لك عن ذلك ونحن
تعاهدنا ثلاثتنا على الوقوف معا في وجه أي صعاب وها قد جاء دور لجين هل نتخلى عنها ونخذلها الآن .
روح لم ينطق بأي كلمة .... أعطاها ظهره و اكتفى بالتنفس بعصبية
لين : روح أنا أتحدث إليك
روح بحزم : لين إن لم تسكتي وتنهي الموضوع حالا فسأخرج وأترك لك الغرفة
كان الجواب من لين هوا الصمت التام ومضت الليلة ولم يتذوق أي منهما طعم النوم كما لم يتحدث للآخر
في اليوم التالي وفي قصر آنين ... كانت تجلس مع عمتها فدخل عليهم زياد
زياد : ما هذا ... جميلات القصر مجتمعات هنا كم رائع هوا هذا اليوم
آنين بنظرة تشكك : ماذا لديك يا زياد لما لا تقول من الآخر
زياد وهوا يجلس بجوار والدته : وما الذي يجلسك هنا أنتي ... أين زوجك عنك
آنين : ها قد ظهرت على حقيقتك
ورد لأنين اتصالا فتحت الخط وهي تغادر : مرحبا لين
العمة : زياد لما لا تدع آنين وشأنها ألم ترى كيف تضايق إياد من كلامك بالأمس
زياد : أمي أنا أمزح معها دائما ثم هي أيضا لا تترك شيء في قلبها و لا تقله لي ... لما سيتضايق إياد
العمة : ولكنك زودتها كثيرا بني ... راعي مشاعر الآخرين
زياد بضيق : أوف ما الذي فعلته له .... إن كان هناك من سيتضايق كانت آنين
العمة بحدة : لم يسلم منك هوا أيضا يا زياد وإن كانت المعنية آنين .... أنت تعلم جيدا مدى تأثر إياد
بأنين فدعها وشأنها أمامه على الأقل
زياد وهوا يقف مغادرا و مستاءً : حسننا لا تخافوا على مشاعره كثيرا ... اعتقدت أن إياد من دلل
آنين كثيرا وليس العكس
العمة وهي تهز رأسها بيأس : لا فائدة ترجى من هذا الفتى أتمنى أن لا تتأزم الأمور بينهما بهذا الشأن
وفي مكان آخر من القصر
آنين : هل أنتي متأكدة مما توصلت إليه
لين : كل التأكيد
آنين : ومتى ستبدأ المهمة
لين : قليلا بعد .... هل ستتحدثين مع زوجك بالأمر
آنين : لا أعلم أنا حقا أشعر بالحيرة
لين : لا أنصحك بذلك الآن .. لكي لا تلقي مصيري
آنين بقلق : ماذا حدث معك ... هل تحدثت مع روح
لين بضيق : آه وليتني لم أتحدث ... لقد تشاجرنا
آنين : هل رفض
لين : أبدا رفضه ثم أستاء من ردي كثيرا إنه غاضب مني منذ البارحة ولا يتكلم معي
أنين بدهشة : هل وصلتم لهذا الحد
لين : لقد توقف عند جملة واحدة وحاسبني عليها حسابا عسيرا ولم تجدي كل اعتذاراتي .. لقد قال بأنني لا أحبه
آنين : آه هذا حقا سيء ... ماذا سيحدث معي إذا .. بالتأكيد إياد سوف يجن ويضربني
لين : لن نتحدث في الأمر أمام لجين كي لا تستغفلنا وتذهب لوحدها حسننا
آنين : لولا مرض روح لكنا بدأنا المهمة بلجين أولا .... كنت أعرف أنها ستكون هذه النتيجة ... لين
حاولي أصلاح الأمور سريعا معه
لين : سأحاول وداعا آنين
آنين : وداعا ... وفقك الله صديقتي
شعرت آنين بذراعين تتسللا من الخلف وتطوقانها بلطف
إياد بهمس : مع من كنتي تتحدثي مبتعدة إلى هنا
آنين : إنه سر .... متى أتيت
إياد : إن كان شابا فسأقتلع أذنيه من رأسه
آنين : هههه وما ستفعل بي هل ستقطع لساني
إياد : ليتها تطاوعني نفسي .... سأصفح عنك بالتأكيد
آنين وهي تلتف بين يديه وتواجهه : إذا سأفكر في الأمر قد أجرب يوما
إياد وهوا يبعد يديه ليضعهما في وسط جسده : أتقولينها هكذا بكل جرأة أمامي .. على الأقل كنتي راعي مشاعري
آنين وهي تحضنه بقوة وتبتسم : لم أفعلها قبل أن أحضر هنا لأفعلها الآن وزوجي حبيب طفولتي وطفله يكبر
بداخلي
إياد وهوا يطوقها بيديه : يالك من محتالة
وفي مكان آخر كانت الأجواء المشحونة لا تزال مطربة
لين : روح هل لنا أن نتحدث قليلا
روح ولا تزال عينيه على الجريدة : إن كان الموضوع ذاته فلا تفتحيه
لين : روح حبيبي ما الذي يضايقك مني لهذا الحد أقسم لم أقصد ما فهمت
روح وهوا ينضر إليها بحدة : هل تسألي هذا السؤال يا لين ثم ما الذي تريديني أن أفهمه من كلامك .... أخبرتك
منذ البداية أن تغلقي الموضوع
لين ودموعها بدأت بالنزول : لما لا تدع مجالا للنقاش عن المشكلات التي تواجهنا ... أنت دائما تعالج
الأمر بصرف النظر عن الحديث فيه ليبقى معلقا و يسبب المزيد من المشاكل لاحقا
روح وهوا يضع الجريدة من يديه وبنبرة حاول جاهدا أن يجعلها هادئة : لين لما تبكي الآن ما الداعي للبكاء
لين : أنظر كم مرة اعتذرت إليك و توسلتك أن ترضى ولكنك تقسوا علي كثيرا ولا تعير اعتذاري أي اهتمام
توجه ناحيتها جالسا بجوارها وضمها إليه برفق وقال : حبيبتي هيا توقفي عن البكاء ... أنتي أهنتني
كثيرا بما قلته .... لما ليس عليك أن تشعري بي أنت أيضا
لين : أنا آسفة ولن يتكرر الأمر ثانيتا أقسم بذلك ... هل يكفي هذا
روح : لا ... لا يكفي هذا
لين وهي تبتعد عنه : ماذا إذا
روح بابتسامة : نخرج في نزهة
لين وهي تهز رأسها اعتراضا : لا ... كل شيء إلا هذا لن نخرج من مشكلة لندخل بغيرها
روح وهوا يمسك وجهها بيديه : فاتنتي هل سنقضي كل الأيام هنا هكذا أود الخروج و التنزه معك
لين : بربك روح أتسمي تلك نزهات ... إنها جحيم
روح : اللوم ليس علي ... لما يتركون كل النساء ويلحقون بك
لين : ومن قال أنهم يتركونهم ... روح أنت رجل وتعرف جيدا كيف يفكر الشباب .. فمن ينظر لواحدة ينظر
للأخريات مهما كانت صفاتهن ... ثم هاهن الفتيات يحملقن بك في كل مكان لما لا أنزعج ... ووحدي من
يبتلع النار في صدره
روح : حسننا .... سأحاول أن لا أتضايق هذه المرة
لين : لا تحاول بل أفعل ذلك فعلا أو لن نخرج
روح : إذا لم نخرج سويا فلن أرضى عنك
لين : إذا أطلب شيئا غيره
روح بنظرة ماكرة : أيا كان ما سأطلب
لين بتحذير : إلا الطفل
روح : هههههه إذا سنخرج للتنزه في الغد
لين : أمري لله ... ولكن إن تكرر ما في السابق فستكون هذه الأخيرة
حضنته بحب وقالت : هل صفحت عني الآن
روح وهوا يمسح على شعرها : وهل استطيع غير ذلك ..... لكن إن سمحتي لأي شيء أن يكون ذا أولوية
من بقائنا سويا فلن أرضى عنك حتى الموت
لين : لن يحدث فقط لا تغضب


الساحره الصغيره 13-10-14 10:57 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
ايه دددددددددددددددددددده

افصل التاسع كمان نزل

ده هو يدوب اسبوع اللي غبته وحتى تعليقي لسه موجود على الورد منزلتهووش

يوووووووووووووبي هقرا وارجعلك بقي يا قمر

حكاية امل 14-10-14 09:35 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
رائع الباررت يجنن
شكرا كثيررر .
دمتي بود حبيبتي.
ننتظرك:e106:

حفيف الوجع 16-10-14 02:20 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
الله عليييييييك ابدعتييييي لا اطولي في البارت الي جااااي😍😍😍😍😘😘😘

negmet elamar 16-10-14 10:16 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
الرواية رائعة وممتعة

حفيف الوجع 19-10-14 07:38 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
وييييييييينك يابرد ليش اتاخرتي 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭

حكاية امل 19-10-14 07:46 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
مساكوووووور عسللل
برد اخبارك...؟
متى البارت؟؟.....:LgN05096:

برد المشاعر 20-10-14 03:48 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
شكرا لكم من قلبي

وأعتذر على التأخير










الجزء العاشر



بعد مرور شهر على لجين و لين في بحث وتشاور مستمرين قررا بدأ المهمة الأصعب .... وهما جالستان
في ذات المقهى الذي جمعهم سويا لأعوام
لين : هل سنبدأ هل أنتي مستعدة
لجين : كل الاستعداد ... ماذا عن آنين هل تحدثي معها
لين : ليس بعد ولم أناقش الموضوع مع روح أيضا
لجين : لا أعتقد أن إيادها ذاك سيتركها تذهب معنا
لين : إن كنتي أنتي لا تعتقدي فأنا متأكدة أنه لن يوافق .... سنرى ما سيجري معها ... إن أصر سنتركها
ونذهب وحدنا لن نجبر كسر لنكسر الآخر
لجين : ماذا إن روح رفض .... القانون سيسري عليك أيضا
لين : وضعي مختلف عن آنين أولا أنا من خطط لكل شيء فعلي أن أحضر التنفيذ و ثانيا روح شقيق يزيد
ويعنيه الأمر أكثر حتى مني وثالثا والأهم تعلق إياد بأنين أمر مختلف تماما
لجين : وهل تعتقدي أن روح ليس متعلقا بك
لين : لم اقصد ذلك ولكن ثمة اختلاف بينهما أنتي تعي جيدا ما أقول
لجين : آه أجل أنا من يعي ذلك جيدا ... لقد صرخ بي مرتين لأجلها كادت فيها ملامحي أن تتشوه
لين : هههههه حذرتك في كل مرة من العبث معه
لجين : لو لم أفعل ما فعلت لكان الآن في السجن
لين : هل علم بالأمر
لجين : لا ... لقد شددت على آنين أن تجعل الأمر سرا .... إذا علم فسننسى أن هناك فتاة تدعى آنين في حياتنا
لين : سأتحدث معها لاحقا دعي الأمر لي
لجين : ما هي الخطوة الأولى
لين : هل جهز نادر كل شيء كما طلبت
لجين : نعم كل شيء جاهز وسنقوم بشحنه فورا
لين : جيد ... إذا سنبدأ من عند ياسر شقيق إياد
لجين بحيرة : ياسر ...!!! وما علاقته بالأمر
لين : سيساعدنا في شيء بخصوص خروجنا من هناك
لجين : لم أفهم وضحي لي
لين : لدي الخطة للدخول ولكن الخروج من هناك سيكون صعبا ... لذلك سنستغل المخابرات لتصنع لنا
شوشرة هناك بما أنها لا تجدي نفعا إلا في ذلك ككل مرة ... ونادر من سيقوم بنقلنا عند خروجنا من هناك
لجين بحزن : هل تعتقدي أن يزيد لازال على قيد الحياة لقد صرت أخشى ذلك كلما اقتربنا من الحقيقة أكثر
لين وهي تربت على كتفها : فلنأمل خيرا يا لجين
وقفت لين وحملت حقيبة يدها على كتفها
لجين : هل أنتي مغادرة
لين : نعم لكي أصل مبكرا تعلمي المسافة
لجين : من الجيد أن زوجك أقتنى لك سيارة سيسهل الأمر قدومك متى شئتي
لين : نعم كانت فكرة جيدة .... أراك قريبا سنكون على أتطال
احتضنتا بعضهما بحب مودعتان لبعض وغادرتا كلن في سبيل ... وصلت لين للقصر
لين : مرحبا روز
روز : مرحبا لين كيف هوا حال صديقتك
لين : بخير لقد سألت عنك لو كنتي وافقتني و ذهبتِ معي كنا سنتنزه قليلا سوف تموتي من السجن هنا
روز : لا عليك يا لين أنا معتادة وسعيدة بذلك أيضا ... لما لا تنجبي لنا طفلا سأتسلى حينها كثيرا هههه
لين بضيق : هل أصابتك العدوى أيضا يا روز .... أتمنى أن لا يكون روح من طلب منك ذلك
روز : لا لا لا السيد لم يتكلم معي مطلقا لا توقعيني في مشكلة معه
لين : هههههه أمازلت تخافي منه يا روز ... روح يحبك كثيرا
روز : ذلك لأني أكن له كل الحب و الاحترام فلا أريده أن يغضب مني ... إنه صاحب أفضال كثيرة علي
لين : أين هوا الآن هل رأيته
روز : ذهب منذ قليل جهة الحظائر يبدوا أنه يتفقد العمل هناك
لين : حسننا أنا ذاهبة إليه هل ترافقيني
روز : لا بالطبع بعد هذا السور الضخم الذي بناه السيد أصبح الذهاب إلى هناك أشد صعوبة من السابق
لين : هههههه يالك من كسولة يا روز أنتي لا تتغيري أبدا سأقلك بالسيارة فما رأيك
روز : لا أذهبي أنتي وحدك قد تفكري بالتنزه مع زوجك في الحقول
لين : حسننا كما تريدي ... أردت فقط أن ترفهي عن نفسك قليلا
ثم غادرت لين القصر و روز تتابعها بنظرها بحب : لم أرى يوما مثلك يا لين ... ليسعدك الله والسيد إنكما
تستحقان كل الخير والسعادة
وصلت لين عند الحظائر وكان روح يقف ومقابلا له العم رشدي وعوني يتحدثون في شئون العمال وبعض
الأعمال ..... نظر رشدي بأتجاهها و ابتسم فالتفت روح الذي كان موليا ظهره لها وابتسم هوا الآخر ومد يده
لها وغادر عوني من فوره
روح : تعالي حبيبتي ... ما هذه المفاجأة الجميلة متى عدتي
لين وهي تمد يدها وتمسك يده : لقد عدت للتو .... مرحبا عم رشدي كيف هوا الحال وكيف هم الأهل جميعا
رشدي : بخير سيدتي ... جميعنا بخير والفضل بعد الله يعود لكما
لين : عم رشدي لما توقفت عن مناداتي بنيتي أنا أحب ذلك منك كثيرا
رشدي : لا يصح ذلك من أجل مقامك هنا بين الجميع
لين : كما تريد ولاكني أفضل ذلك حقا .... ما هي أخبار عماد أنا لم أعد أراه أبدا لقد توقف عن زيارتنا هناك
رشدي : إنه منشغل كثيرا بالدراسة التحضيرية فهوا يستغل فترة العطلة لذلك
لين : أتمنى له التوفيق إنه فتى رائع ويستحق الكثير مني ولكنه يصر دائما على عدم مساعدتنا له
رشدي : إنه يحبك ويحترمك كثيرا ولا يتوقف عن الحديث عنك أنتي القدوة بالنسبة له لقد تعلم منك الكثير في
تلك الفترة ... لقد كان قبل تعرفه عليك يتصرف كالأطفال يبكي ويتذمر ولكن منذ أن تعرف إليك تغير كثيرا لقد
أصبحت لديه طموحات و أحلام كبيرة وكل أمله تحقيقها
روح : لو أنه فقط قبل عرضنا ليعود لبلاده ويدرس هناك ويكون قرب عائلته وكنا سنتكفل بكل ما يحتاجونه
رشدي : عماد أصبح تفكيره ناضجا جدا لقد قرر إكمال دراسته هنا لأن الدراسة هنا ستفيده كثيرا
روح : أتمنى له التوفيق .. إن احتجتما أي شيء فلا تترددا أبدا ولا تتوقفا عن زيارتنا نحن سنسعد بذلك
رشدي : بالتأكيد سيدي
غادر رشدي ونظر روح للين بابتسامة وقال : هيا حبيبتي ما رأيك بنزهة جهة الحقول
لين بابتسامة تشكيك : هل هي نزهة أم لكي تتفقد العمل هناك
روح وهوا يلف يده على خصرها وهي بجانبه : بل نزهة لقد كنت هناك منذ ساعة
لين : حسننا إذا ... سيكون ذلك رائعا فلدي ما أحدثك عنه
وصلا الحقول وبدءا بالتنقل فيها يتبادلون الأحاديث حولها وما يخطط من أجل تطويرها وبعض التغيير فيها
ثم صمتا قليلا
روح : ما بك فاتنتي هل من أمر تبدين قلقة بعض الشيء
لين : ستبدأ مهمة إفريقيا قريبا
وقف روح فجأة وقد بدا عليه الاستياء
لين ( ها قد بدأت المهمة منذ الآن ) : روح عزيزي لن نضيع المزيد من الوقت أنا تعمدت عدم الحديث عن
الأمر طيلة المدة الماضية لكي لا تنزعج ومن ثم نتشاجر ... أرجوك روح لا تحرمني من مساعدة صديقتي
نظر روح للجانب الآخر بضيق ثم نظر إليها وقال : سأذهب معكم
لين باعتراض : روح أنت لا تزال متعبا وتجد بعض الصعوبة في السير بسرعة ولا يمكنك حتى الركض
ستعرض نفسك وتعرضنا للخطر
روح : إذا لن تذهبي ..... أم أنك ستنفذين تهديدك ذاك
لين : آه روح لما لا تنسى ذلك أبدا حبيبي ...... أرجوك روح أرجوك لأجلي
روح : بشرط
لين : نعم عرفت ما سيكون
روح : إذا
لين : موافقة
روح : ما أن تعودي من هناك فورا
لين بضيق : حسننا وستتحمل معي النتائج ليكن ذلك في علمك
روح : من سيرافقكم
لين : بعض الحرس الخاص وأمجد ومدير أعمال شقيقك يزيد
روح بضيق : ولما أمجد وأنا لا
لين : أمجد يصر على ذلك سيذهب في رحلة غير رحلتنا ستكون بعدها بفترة وغيرها لن يشارك بشيء
روح : إذا أطلعيني على كل مخططك
لين : روح كم شرط هم أليس واحدا
روح : ما الذي تخبئينه عني
لين : لا ... أقسم لا شيء حسننا هيا بنا سأحكي لك خلال عودتنا
وصلا للقصر وكان جليا للين استياء روح من الأمر كله وموافقته لها مجبرا ... ما إن دخلا حتى صعد
لجناحهما مباشرة
روز : لين ما به السيد يبدوا منزعجا جدا
لين : لا تكترثي للأمر فسيطول ذلك بعض الشيء
روز : هل هوا الموضوع ذاته
لين : لا ولكننا وجدنا له حلا أيضا لكي أرتاح ويرتاح الجميع
روز بابتسامة : حقا هل قررت ذلك أخيرا
لين بضيق : ماذا بكم جميعا وكأنني سأنجبه لكم وليس لروح
روز : لا تتصوري كم أنا متلهفة لذلك سيكونون أبنائي الذين لم أرهم ولن أراهم أبدا
لين وهي تحتضن روز بحب : كم أحبك يا روز ولن أجد من تشاركني تربيتهم مثلك
روز وهي تمسح دموعها : حسننا هيا ماذا تنتظري اصعدي خلف زوجك فورا وتداركي الأمر سريعا
ولا تضيعي الوقت أكثر
لين : هههههه روز لما كل هذا الاستعجال سنحتاج للقليل من الوقت بعد حتى أسافر و أعود
روز : ليوفقك الله بنيتي
لين : روز هل صرت ابنتك الآن
روز : أجل فلو تزوجت مبكرا لكانت أبنتي في سنك تقريبا
لين : آه حقا شكرا يا ماما ههههه
روز : غبية هل صدقتي نفسك
لين : هههههه كم اشتقت لروز القديمة ها هي بدأت بالظهور من جديد
روز استفاقت لنفسها ولما قالت : آه اعذريني لم أقصد ذلك يا لي من حمقاء
لين : ومن قال أنني غاضبة منك روز ... هيا هيا تعالي لنعد طبقا لذيذا للعشاء
بعد يومين في قصر عائلة آنين .... كان الجميع يجلسون و آنين في عالم بعيد عنهم تماما
آنين وهي تنظر لإياد بدهن شارد ( اعلم أنه سيرفض الأمر كيف لي أن أقنعه ... وهذه البيضة التي أحملها لم
يكن هذا وقتها إطلاقا ... يا الهي كيف لي أن أساعد لجين ولا اغضب إياد مني أو أخالف أمره )
نظر لها إياد و ابتسم فابتسمت ثم أشار لها بأصبعه إشارة تفهمها أنين جيدا بمعنى ما بك ولكنها أكتفت
بالابتسامة فقط
الجد : هناك شخص ليس معنا اليوم ترى أين سافر ذهنه عنا بعيدا .... تعالي صغيرتي الحبيبة واجلسي بجانبي
توجهت آنين جهة جدها وجلست بجانبه فأحتضن كتفها بحب
زياد بضيق مصطنع : لماذا تأخذ آنين كل هذا الحيز عليكم أن تكونوا عادلين ولو بعض الشيء ... أم عليا أن
أتغيب عنكم ثماني سنين لتشعروا بي
ياسر : هههههه قد نستاء لعودتك حينها
زياد بضيق : لا أستغرب ذلك منكم
ضحك الجميع فقال الجد : آنين الفتاة الوحيدة لعائلتي والصغرى أيضا كيف نقارنها بك
نظرت آنين لزياد نظرة شامتة وابتسمت بمكر
زياد : لا تفرحي بذلك كثيرا ... ثم أنا أخذت غايتي فيك عند صغري
آنين : آه نعم أنا أذكر ذلك جيدا لقد كنت تتعمد إيذائي وتسخر مني دائما
زياد : هههه ظننتك نسيتي جيد أنك تذكري ذلك
العمة بابتسامة : ولكنكِ لم تضيعي حقك أبدا ... تستنجدي عل الفور بإياد وكان له بالمرصاد
نظر زياد لإياد نظرة جانبية وقال بضيق : آه نعم لن أنسى لك أبدا سجنك لي دائما لساعات طويلة بسببها
إياد : هههههه هل تذكر ذلك ... جيد ظننتك نسيت
زياد بضيق : تبا لك ولزوجتك .... ولكن صبركم علي سيكون لديكم أطفالا و سآخذ بحقي منكم
إياد : سأدربهم جيدا على الركل والقفز والعض ... وحاذر لأنهم سيكونون كثر هههههه
ضحك الجميع لذلك ثم وقف إياد واستأذنهم ليذهب لمكتبه الخاص و أشار لآنين لتلحق به
دخلت آنين المكتب ووجدته عند رفوف المكتبة فأستقبلها بحضن كبير
إياد : ما بها فراشتي اليوم لا تعجبني أبدا
آنين : كنت أفكر في لجين إنها تشغل بالي كثيرا
إياد : هل حان وقت الذهاب
آنين وهي تبتعد عن حضنه وتنظر لعينيه : نعم ... ما رأيك إياد أنــ...
قاطعها مبتسما : لا بأس حبيبتي يمكنك الذهاب
آنين بصدمة : حقا .... ألا تمانع ذلك
إياد : لا ... لا أمانع
احتضنته آنين بقوة وقالت : شكرا لك إياد لا تعلم كم أسعدني ذلك
إياد : ولتعلم صديقتاك إن أصابك مكروه فلن أرحمهما أبداً

بعد أسبوع اجتمعت الصديقات الثلاث للبدء في رحلة جديدة إلى المجهول
لين : هل أنتي متأكدة يا آنين من موافقته ... أقسمي لي أنك لم تهربي منه
آنين : هههههه أعلم أنكما لم تصدقا ذلك وأنا أيضا صُعقت لموافقته دون أي اعتراض أو سؤال
لجين : ألم يقل شيئا أبدا
آنين : بلى ... قال إن أصابني مكروه فلن يرحمكما .... هذا فقط ما قاله
لين : آه ليثه قال كل شيء إلا هذا ... إنه تهديد صريح ... أسمعي يا لجين لو أصاب أنين مكروه لا سمح الله
فلن أعود معك سأبقى باقي عمري بأفريقيا
لجين : هههههه وهل عليا تحمل النتائج وحدي سيذبحني إياد ويقطع روح جثثي إربا ليرميها للكلاب
ضحكن جميعهن ثم قالت آنين : هل ستكون رحلتك لوحدك يا لجين ألم يتغير شيء
لجين : نعم وستكون رحلتكما تمويهية ومختلفة عني ... هذه أوامر لين
آنين : وتسافري باسم جولي ... قد يكون الأمر خطرا عليك صديقتي
لجين : المهمة كلها خطرة يا آنين ..... لين أنظري ألا تلاحظي أن وزن آنين أزداد قليلا يبدوا أنها تأكل
كل شيء هههه
آنين بضيق ويداها في وسطها : هل نسيتي أنني أوشك على نهاية الشهر الثالث من الحمل ذلك فقط السبب
لين : أقسم أن زوجك ليس طبيعيا ليترككِ تذهبي وليس وحدك وطفله أيضا أنا أشك أنك ستنزلين إفريقيا وأتوقع
في أي لحظه أننا لن نجدك لأنه أعادك للمنزل
آنين : هيه لين لما لا تتركي أمر إياد قليلا .... أنتي أيضا لديك زوج وقد سمح لك بالمجيء
لين : لم تري الاستياء البادئ على وجهه ... وقد قالها صراحةً أنه غير راض عما أفعل
لجين : عليا المغادرة أراكما بعد أيام هناك وداعا
لين : وداعا لجين أعتني بنفسك جيدا ولا تنسي أن تكوني على اتصال دائم بنا
لجين : بالتأكيد أراكما قريبا
غادرت لجين لتبدأ أولى خطوات الرحلة
لين : هل حدثي ياسر عن كل شيء يا آنين كما طلبت
آنين : أجل وقد وعدني أنه لن يسافر طيلة هذه الفترة وسيقوم بزيارة خال لجين قريبا قبل المهمة الموكلة إليه
لين : جيد عليه أن يفهم منه أولا أو سنقوم بتوكيل جد لجين بذلك بدلا عن الخال
آنين : سيكون ياسر عند ظننا به ستري ذلك ... لقد قال أنه سيقوم بالأمر بنفسه لو لم يجد منه تجاوبا
لين : لا أعتقد أن خال لجين سيقصر في ذلك ولكنها بادرة طيبة من ياسر إنه رائع كان عليك الزواج منه
لا من شقيقه هههههه
آنين بضيق : لن أستبدل إياد بأي كان فهمتي ... أنتي لم تعرفيه جيدا
لين : هههههه فقط لأنه حبيب القلب والطفولة
آنين غادرت أمامها بضيق وهي تردد : لا أعلم لما لا تحبانه إنكما أسوء صديقتان في الوجود
لين وهي تتبعها : هههه حسننا آنين فقط لا تغضبي إنه رائع أقسم بذلك
بعد أيام قليلة وصلت لجين إفريقيا برفقة الحرس الخاص ونادر كما خططت لين ونزلوا أرض المطار
بينما دخلت لين و آنين برا من دولة أخرى ليتوجه كل من الفريقين لمدينة معينة كانت الأقرب لوكر
العصابة بالنسبة للين و آنين بينما توجهت لجين للعاصمة
ورد لين اتصال من لجين عند ساعات الصباح الباكر
لين : هل من جديد يا لجين
لجين : نعم لقد أحظر لي أحد موظفي الفندق ورقة صغيرة وقال أن أحدهم أعطاها له ليسلمها لي
لين : ماذا في الورقة
لجين : مكتوب فيها مرحبا بك جولي البضاعة في انتظارك
لين : جيد كما توقعت إنهم يعلمون بوصولك
لجين : هل كنتي تتوقعي ذلك
لين : بل ومتأكدة ..... لقد بدءنا الآن ..... تابعي كما خططنا حسننا
لجين : حسننا ... يبدوا أنهم يحتجزون يزيد وينتظرونني كما كنت تتوقعين يا لين ...ما هي الأخبار لديكما
لين : كل شيء جيد نحن لسنا مراقبتان والعصابة لا تعلم بوجودنا
لجين : جيد وداعا الآن
لين : وداعا سنلتقي قريبا ...
آنين : ماذا حدث
لين : العصابة تعلم بوجودها لقد راسلوها و ينتظرون قدومها
آنين بحماس : رائع ستبدأ المغامرة إذا
لين : هههههه لم تتغيري يا آنين حتى بعد أن أصبح لديك عائلة
آنين : إنه شيء يسري بدمائي منذ الصغر .... متى سنغادر
لين : بعد الغد إن شاء الله
بعد يومين انتقلت كل من لين و آنين إلى البلدة المجاورة حيث انتقت لجين لها بسرية وراقبا من بعيد
دون الاقتراب منها
آنين وهي تشاهد المكان من بين الشجيرات الطويلة التي يختبئان خلفها : لين إلى متى سننتظر هنا
لين الواقفة بجوارها وتنظر بمنظار مكبر للجهة الأخرى عن يسار آنين : قليلا بعد وسنعطيهم الإشارة
شعرت آنين بشيء يتحرك يمينها ثم يد تلمسها من عند كثفها فصرخت بذعر وهي تنظر يمينا
آنين : ياااااااااااآآآآآآآاااااا
لين بصراخ : ما بك لقد أفزعـــ .... ووقفت بجمود وصدمة مما ترى
ثم بدأت آنين تضرب بيدها من عن يمينها بذعر : إياد تبا لك .... ما الذي جاء بك هنا لقد أفزعتني
إياد وهوا يضع يديه بوسط جسده : وهل ظننتِ أنني سأتركك تذهبي هكذا لوحدك .... أنتي تهدين بالتأكيد
لين ( ما الذي جاء به .. هذا ما لم أحسب حسابه ) : كنت متأكدة أن تركك لها تأتي بسهولة ليس أمرا طبيعيا
آنين بضيق واضح : إياد ماذا تفعل هنا ... أنا لست طفلة لتلحق بي وترافقني
إياد : انتهى الأمر إما أن أكون معكما أو ترجعي معي حالا ... ولا خيارات أخرى
لين : لا مكان لك بمخططي كيف ستكون معنا
إياد : أضيفي بعض التغييرات عليه ... لن يحدث شيء
لين بضيق وعصبية : أي تغييرات الآن ... هل تعي ما تقوله المكان لا يتسع لثلاثتنا ما العمل أخبرني
إياد : إذا سأرجع بأنين و خذي أنتي المكان كله
آنين : لن أعود بعدما صرت هنا
إياد : لن يكون الحل بأبعادي لا تفكرا بذلك مطلقا
لين : يا لها من ورطة لم أحسب لها حساباً
آنين بضيق : لين لا تقولي عن زوجي ورطة
لين بعصبية : إذا خذيه وغادري مادمتِ تخافين على مشاعره هكذا
إياد وهوا يمسك يدها : نعم ... هيا آنين لنغادر
آنين بغضب : لن أفعل ولن أترك لجين ولو على جثثي
إياد بضيق : آنين ما دخل الجثث الآن لما تشبهي بالموت على نفسك .... توقفي عن ذلك
آنين : لن أعود يعني لن أعود
لين بنفاذ صبر : أففففففففف لما لا تؤجلا كل هذا وتصمتا قليلا وتتركاني أفكر في حل لهذه المشكلة
اتصلت لين بلجين
لين : هيا اقتربي من الناحية الموجود بها لافتة وانتظري قليلا حتى المغيب فقد بقي نصف ساعة عليه نحن
نراقب المكان جيدا
وبعد ساعة تحرك ثلاثتهم ناحية السيارة تسللا بين الأشجار وعندما وصلوا صرخت لجين بصدمة
: إياااااد متى أتيت
إياد بابتسامة مصطنعة : منذ غادرا معا .... مفاجئة جميلة أليس كذلك
لجين : آه لا .... ستفسد علينا كل شيء
إياد : ولما سأفسد الأمر قد أساعدكم ... لن تندموا أبدا صدقوني
لجين بنصف عين : هل جئت لتساعدنا حقا
إياد : هل تتصوري أن أترك آنين تأتي هنا من دوني ... أنا لم أجن بعد
لجين بنظرة تشكك وجهتها لآنين : هل أنتما متفقان اعترفي هيا
آنين : لا ... أقسم أنني لا أعلم لقد فوجئت بظهوره لنا فجأة
لين : لن يجدي الكلام نفعا الآن .... اسمع ستجلس بالسيارة لا مكان لك معنا إنه اختيارك
آنين باعتراض وغضب : لين هل جننتِ .... هل تعرضي إياد للخطر لأنه صمم على المجيء معنا ...إن
كان لا يعنيك أمره فإنه يعنيني بشدة
لين بغيض : وما سأفعل له أخبريني الآن
إياد : موافق ولكن لن أترك آنين وحدها
آنين وهي تمسك يده وتوجهه نحوها بغيض : إياد أتعي ما تقول .. سنتوجه بالسيارة لوكر العصابة سيقبضون
عليك والله أعلم يسجنوك لديهم أو يقتلونك بدم بارد
لجين : والحل الآن
آنين : سأركب أنا في الأمام
لين بحدة وهي ترمي بيدها في الهواء : سنرجع جميعا لن يكون هناك أي عملية
إياد : إذا فلنرجع .... تركي لأنين هنا بدوني أمر لن أقبله أبدا
لجين : بعد كل هذا .... لن أتراجع ولو ذهبت وحدي
ابتعدت لين عنهم منزعجة تحاول الهدوء والتفكير
آنين : إياد لقد سببت لنا مشكلة أتعي ذلك
إياد : لا يهم .... ولا تتسببي بمشكلة بيني وبينك يا آنين ... لقد انتهى النقاش في الأمر
بعد مدة رجعت لين ناحيتهم
لجين : هل توصلتِ لحل
لين : هناك حل واحد على إياد تحمل الصعاب فيه
ركبت لجين السيارة وكانت أكبر سيارة وجدتها والأكثر ارتفاعا بين سيارات الدفع الرباعي العادية
آنين ولين كانتا تحت السيارة بمكان سرقت لين فكرته من السائقين الذين كانوا يسرقون من المزرعة
أما إياد فقد قاموا بتثبيته معهم بالأسفل بحبال مطاطية .. على فكه عند منتصف الليل لبعض الوقت ووضعوا
معه قارورة ماء موصلة بأنبوب رفيع وطويل للشرب .... وسارت لجين باتجاه الهدف المنشود
بعد وقت طويل من السير
آنين : لين المكان خانق جدا هنا أكاد أموت
لين : آنين لا تتذمري فليس وقته يا مدللة ... ما سيقوله زوجك مما يعاني الآن
آنين : لين حرام عليك ... لما فعلتي به هذا
لين : وما سأفعله باعتقادك ... لا حل أمامي غيره
ضربت لين بقبضة يدها على السيارة فتوقفت لجين ونزلت متوجهة لهم
لجين : هل من خطب ما
لين : تفقدي إياد
توجهت لجن للجانب الآخر : هل أنت بخير
إياد : نعم أنا بخير تابعي سيرك
لجين : حسننا لقد قطعنا نصف المسافة تقريبا سنقوم بفكك لترتاح بعد قليل
إياد : لا ... تابعي سيرك لا تضيعوا الوقت لأجلى
توجهت لجين جهة الفتاتين وأخبرتهم أنها لن تتوقف وستتابع السير
آنين وهي تهز رأسها باعتراض : لا لن تفعلا هذا بإياد أليس لديكم قلب
لجين : هوا من طلب ذلك يا آنين
آنين وقد بدأت بالبكاء : فعل ذلك لكي لا تتذمروا من وقوفكم بسببه أعرفه جيدا
لين بتذمر : ها قد بدأت المشاكل التي لن تنتهي ... كنت أعلم أننا سنصل لهذه النتيجة
آنين : لا دخل لي بكما عليكم فكه ليرتاح قليلا كما اتفقنا ... أنا لست مستغنية عنه
لين بضيق : هيا يا لجين لن نضيع المزيد من الوقت وتوقفي كما اتفقنا سابقا
بعد فترة ليست بقليلة توقفت لجين ونزلوا جميعهم وفكوا الحبال عن إياد
آنين بعد أن ابتعدت وزوجها قليلا : إياد هل أنت بخير
أياد وهوا يشدها لحضنه : أجل حبيبتي بخير لا تقلقي علي
لين : انظري لؤلئك الأحمقان هل هوا وقت الغراميات الآن
لجين : لما أنتي مستاءة لهذا الحد ... لقد حدث الأمر وانتهى يا لين
لين : أتمنى أن لا نندم على جلبه معنا
لجين : لما لا تركبوا السيارة حتى نقترب من وكرهم بذل كل هذا العناء
لين : علينا توخي الحذر فقد يخرجوا لنا في أي لحظة ويمسكوا بنا عندها سيفشل كل ما خططنا له
لجين : لم يتبقى الكثير ... كنا وصلنا منذ مدة لولا تخفيف السرعة لتقليل اهتزاز السيارة من أجل إياد
ثم صرخت منادية : هيا يا آنين علينا المغادرة سنصل قريبا
غادروا متوجهين لذات وجهتهم التي لم يتبقى لهم سوى ربع المسافة للوصول إليها
وصلوا لمبنى ذو سور عالي جدا ويمتد لمسافة كبيرة و أسلاك شائكة ولا حرس بالخارج
توجهت لجين جهة البوابة و أطلقت صوت منبه سيارتها ثلاث مرات كما شهدت ذلك سابقا ففتحت البوابة
وخرج منها رجلان أجنبيان مسلحان و اقتربا من السيارة
لجين : أود مقابلة زعيمكم هوا في انتظاري
نظر إليها بسخرية ثم قال : حقا ... إنها مزحة رائعة ... كيف وصلتي هنا يا طفلة
رمت لجين له ببطاقتها وقالت : أره هذه
نظر الرجل للبطاقة ثم للرجل الآخر بدهشة بعدها أبتعد قليلا وأجرى مكالمة قصيرة ثم عاد إليهم ... خرج
رجلان آخران من البوابة و بدءا بتفتيش السيارة ولجين تدعوا بقلبها كما الجميع أن لا يريا إياد
نزل أحدهم بمصباحه لينظر أسفل السيارة ولكنه لم يتمكن من رؤيته لأنه بالجهة الأخرى من المكان الذي
تختبئ به الفتاتان
سمحوا للجين بالدخول فتوجهت عنوةً لأبعد مكان مظلم ثم نزلت
الرجل : من هنا الزعيم بانتظارك
سارت لجين دون أن يقترب منها أحدهم ( جيد هم لازالوا يضنون أنني وباء قاتل )
نزلت لين بحذر و اختبأت خلف إطار السيارة وبدأت بالمراقبة
لين ( إنهم كثر و أكثر مما تصورت ويبدوا أنهم يتمركزون هناك بكثرة سأضع آلة التصوير في أقرب نقطة
أصل إليها )
تسللت لين وحدها بحذر شديد تبتت آلة التصوير وعادت ثم طرقت بخفة على باب السيارة فنزلت آنين و أنزلت
معها حقيبة لين وحقيبة أخرى أصرت آنين على إحضارها معها
آنين بهمس : وماذا عن إياد
لين : قليلا بعد سنفك الحبال بحذر أنه في الجهة المقابلة لهم
آنين : نحن في الظلام ثم أنهم قد يقتربوا من السيارة في أي لحظة ألم تقل لجين أنه أعطى سيارتها لأحدهم
في المرة السابقة .... سأتسلل أنا من تحتها حسننا
لين : لن يكون الأمر سهلا
آنين : لا عليك سأنجح في ذلك لن أفرض في إياد مهما حدث
فتحت آنين حقيبتها و أخرجت سكيننا حادا وقطعتين من الفلين ومقص كبير
لين : آنين ما تخبئي في هذه الحقيبة من أشياء
آنين بابتسامة : كل ما لا يخطر لك على بال
زحفت آنين تحت السيارة حتى وصلت لمكان إياد أخرجت قطع الفلين من جيبها وقامت بتثبيتها بين جسده
والحبل وبدأت بقصها بالسكين وعند وصولها لنهاية الحبل استخدمت المقص لقص آخر جزء فيه حتى انتهت
ثم تسلل كلاهما زحفا من تحت السيارة
إياد وهوا يمسك خد آنين بأصبعيه السبابة و الإبهام : شكرا حبيبتي لقد كدت أعلق هناك للأبد
آنين : وهل كنت تظنني سأتركك لهم ... سأموت إن أصابوك بأذى
لين : هيه أنتما أجلا ذلك قليلا .... بسرعة علينا التوجه لتلك الناحية إنها الأقل خطرا
تسلل ثلاثتهم خلف أحد المباني
لين : انتظرا سأرى من هناك .... آنين راقبي تلك الجهة بالمنظار ووافني بكل شيء
آنين : ثلاثة منهم يقفــ ... آه لقد غادرا
لين : علينا تثبيت آلة التصوير للمراقبة هناك أيضا
آنين : أنا سأفعل ذلك
إياد : لا آنين سأذهب أنا
آنين : إياد لا تُعقد الأمور ... دعني أعمل براحتي أنا سأكون أفضل للتسلل هناك
انطلقت آنين و إياد يراقبها : إن أصابها مكروه فلن أرحم أحدا
شعرت لين بالضيق ولكنها لم تتكلم تجنباً للمشكلات فلا وقت لها الآن
تسللت آنين ببطء خلف أحد المستودعات ثم انتقلت لجانبه الآخر تسلقت حافته ووضعت آلة التصوير بحذر
وقفزت للأسفل
إياد : أين اختفت لقد تأخرت كثيرا عليا اللحاق بها
لين : لا ... لن نخسر عضوين منا لا تتصرف بغباء آنين تعرف كيف تنجوا من ذلك
إياد : و....
لين : ها هي ذي قادمة .... رائع كما كانت دائما أحسنتي آنين
وصلت آنين بأنفاس متقطعة من الركض : لقد وضعتها عند الواجهة وفي الأعلى أيضا
لين : جيد بل رائع .... يبدوا أنك لم تفقدي مهاراتك
آنين : هذا عمل سهل جدا لين
إياد اكتفى بالصمت وهوا ينظر إليها بدهشة
لين : سننتقل الآن لتلك الجهة آلة تصوير واحدة فقط هناك ثم نبتعد عن المكان
توجهوا للجانب الثالث من المباني وقامت آنين بالمهمة كما في المرة الأولى وعادت
آنين : كادوا يمسكوا بي نجوت بصعوبة إنهم كثر ويتحركون بعشوائية
لين : سنبتعد الآن المكان كبير جدا هنا سنختبئ بعيدا لنراقب تحركاتهم بالجهاز المحمول
انتقلوا لأبعد جهة يمكنهم الوصول إليها وتخفوا خلف الشجيرات أخرجت لين جهازا محمولا من حقيبتها
موصلا بآلات المراقبة شغلته وقامت بتشغيلهم عن طريقه وبدأت بالمراقبة الدقيقة لكل الجهات
لين : جلبت بطاريات سوف تكفينا لنراقبهم حتى الأربع وعشرون ساعة القادمة ثم سينتهي شحن الجهاز
وسيتوقف وبعدها سنبدأ بالتحرك
آنين : ماذا عن لجين ما سيحل بها
لين : سنعرف بعد قليل
حمل كل من إياد و آنين منظاران يدويان وقاما بمراقبة الأماكن القريبة منهم
إياد وهوا ينظر لجهة مخالفة لجهة آنين لمراقبتهم : آنين كيف أنجزتِ المهمة دون أن يروك إنهم
كثيرين هناك
آنين : تلك مهارتي المفضلة لقد كنت أفعل ذلك بسهولة في المدرسة لم أفشل يوما بمهمة
إياد وهوا يبعد المنظار وينظر إليها : آه علمت الآن لما كنتي في صغرك تصعدين تلك الأمكنة وتبدئي
بالبكاء فأقوم بإنزالك .... كنتي تتعمدين فعل ذلك إذا أيتها المشاغبة
آنين بابتسامة صغيرة : عندما كنت تنشغل عني أفعل ذلك
إياد : يالك من محتالة
وفي المبنى الرئيسي لتلك المباني الموزعة بعشوائية دخلت لجين بكل ثقة وخطوات ثابتة حيث تعلم
جيدا أنه سيكون زعيمهم هناك
وقف لدى دخولها وقال بابتسامة ماكرة : جولي ريتشارد ها هي أنتي أخيرا .... إنك أخطر مما توقعنا
كيف وصلتي إلى هنا
لجين بثقة وابتسامة مماثلة لابتسامته : عليكم تغيير وكركم الآن قد أكون وشيت بمكانكم
الزعيم : هههههه لا ... أعلم أنهم لا يعلمون
لجين : إذا كما توقعت لديكم أعوانكم هناك
الزعيم : كل شيء يشترى بالمال حتى الذمم المزيفة
لجين : ها قد أتيتكم بنفسي وبمفردي علينا أكمال الصفقة
الزعيم : أي صفقة
لجين : أنا مقابل الشاب المحتجز لديكم فلا حاجة لكم به
الزعيم : إذا تعلمي أنه ليس غافر
لجين : أجل
الزعيم : هل تريدي أقناعي أنك أتيتِ و ستسلمين نفسك لتخرجيه.... مع من تظني أنك تتعاملي
لجين : مع رجل ذكي طبعا .... مؤكد أنك تعلم أنه زوجي وأنه ابن شقيق غافر وانه خدعني ليتزوج بي وزور
جواز سفري وجلبني إلى هنا ... عليه أن يخبرني لما فعل ذلك
الزعيم : حسننا فعلتي ستكونين بضيافتنا لبعض الوقت و سنعطيك أجمل فرصة لتنتقمي منه بنفسك
لجين ( لما يخطط هل سيطلبون مني قتله ) : إن كنتم تريدوا قتله فافعلوا ذلك بأنفسكم لن ألطخ يدي بدم أحد
انتقامي له طعم آخر غير الدماء
الزعيم : إن أردنا قتله لقتلناه منذ زمن
لجين : والمطلوب مني الآن
الزعيم : هههههه ياله من سؤال جميل مثلك
لجين : وأين الإجابة الجميلة مثلي أيضا
الزعيم : لا إجابات جميلة هنا كلها قبيحة
لجين : أتحفني بها أيا كانت
أشار بأصبعيه لمجموعة تقف بعيدا فحظر اثنين منهم ثم قال بحزم : خذاها
لجين : إلى أين ستأخذني
الزعيم : ستكونين أثمن رهينة تحصلنا عليها لأكبر صفقة قد مرت على تاريخنا ... أما ذاك الشاب
فمقابل الملف والقرص ومادام غافر حيا فسيأتي بهم بالتأكيد
لجين : غافر ميت والملف احترق أمام عيني
أشار لرجاله بيده فأخذوها معهم وخرجوا
في أحد تلك المستودعات كان يزيد يجلس جلسته ذاتها ويجلس اثنين آخرين بجانبه مبتعدين تماما عن جهة
مدخل المستودع فسمعوا صوت الباب يُفتح .... كان كل تفكير الثلاثة أنهم جاءوا لأخذ أحدهم فليس هذا بوقت
الطعام المعتاد سمعوا صوت فتاة لا تغفله أذنا يزيد أبداً وهي تقول بغيض
: قذران ... يا لكم من حثالة
ثم أغلق الباب وقف يزيد قافزا على استقامته وكأنه يتمنى أن لا يكون ما سمعه خطأ وتوجه ناحية الباب ليجد
أمامه الشخص الذي انتظره لشهور كي يأتي .... لجين بفستانها الزهري المذهب الأطراف وشعرها الملفوف
بلفاته المدهشة العيون الخضراء الناعسة ذاتها والبشرة شديدة البياض
فتح يزيد فمه وعينيه من الدهشة : لـ ... لجين
ثم فتح ذراعيه لها على اتساعهم فابتسمت بدورها ابتسامة رقيقة وركضت نحوه وارتمت في حضنه باكية
لجين : يزيد أخيرا رأيتك من جديد ... هذا أنت على قيد الحياة لقد خفت أن لا أجدك هنا
يزيد وهوا يزيد من احتضانها في كل لحظة أكثر : لجين حبيبتي لقد تأخرتِ .... انتظرتك كل يوم لتأتي
وتخرجيني من هنا ... وحدك من كنت انتظر
لجين وهي تزيد من حضنه أكثر حتى تكاد تخترق ضلوعه : كنت طوال تلك المدة أعد العدة للمجيء
لكي أخراجك من هنا .... اشتقت لك يزيد لن تعرف كم يكون ذلك .... اشتقت لك حد الجنون
أيبعد وجهها عن حضنه وأمسكه بيديه وعيناه تتجول في كل تقاسيم وجهها من عينيها لشفتيها لكل
جزء فيه ثم اقترب منه حتى أصبحت أنفاسهما تختلط ببعضها وقرب شفتيه لشفتيها ببطء ليقبلهما
فابتعدت لجين فجأة ... نظر لها باستغراب فارتمت في حضنه وكأنها تريد الاختباء عن احدهم ثم
قالت بهمس: يزيد يا أحمق ألا ترى من يوجد هنا
التفت يزيد فوجد الرجلين رفيقاه في سجنه هناك يقفان وينظران لهما في حيرة
قال أحدهم : هل هذا من كنت تنتظر وتُأملنا أنه سيخرجنا .... بالله عليك يا رجل ظنناها أحدى المنظمات
أو المخابرات
يزيد : بل هي من تصنع ما لم يصنعوه هم
لجين وهي تبتعد عن حضنه : لو بقيتم تنتظرونهم فستمضون كل عمركم هنا فلا أمل يرجى منهم
سحب يزيد لجين لجهة بعيدة ثم أمسك بخصرها وتخللت أصابعه شعرها لتمسك برأسها وقبلها بعمق
لجين وهي تخلص نفسها منه : يزيد ما حل بك اصبر قليلا لنخرج ... ما سيظنه أولئك الرجلين بنا
يزيد : مجنونان بالطبع .... بل كنت سوف أجن إن انتظرت قليلا بعد
ضمها لحضنه مجددا وقال : ما أسعدني بك يا ملاكي كم اشتقت حتى لشتمك وسبك لي
جلس أرضا مستندا بأحد الأعمدة الإسمنتية الضخمة و أجلسها بجانبه ثم شدها لحضنه من جديد
يزيد : اخبريني كيف أتيتي ومتى ومن معك ... اخبريني كل شيء عنك منذ أن افترقنا وحتى اللحظة
.. تحدثي حبيبتي أريد الاستماع لك فقط
لجين : جئت لأفريقيا برفقة أمجد و نادر أما إلى هنا فبرفقة صديقتاي وزوج أحداهن
يزيد : إلى هنا .. هنا ..
لجين : نعم إنهم في الخارج وسيعملون على أخراجنا كنت أنا الوسيلة لإدخالهم
يزيد : و أمجد أين هوا
لجين : لم نسمح له بالاقتراب ... و لولا إصراره على المجيء ما كنا لنصطحبه معنا من أجل سلامته كما
تعلم و حتى روح كان يريد المجيء
يزيد وهوا يبعدها عن حضنه : روح .... هل أنتي أكيدة
لجين : بل كل التأكيد ... فزوجته أحدى اللتين هنا
يزيد بابتسامة ممزوجة بالدهشة : زوجته .... هل تزوج ... أقسمي بذلك
لجين : أقسم أنه تزوج و خرج من حالته تلك أيضا
يزيد بسعادة : من .... هل هي لين
لجين بابتسامة : نعم لين لا سواها
يزيد : هههههه علمت أن تلك الفتاة ستفعلها و ستُخرج روح مما هوا فيه
عاد لاحتضانها من جديد وقال وهوا يمسح على شعرها بحب : ما أسعدني بكل هذا روح عاد لنا من جديد
لقد ضننت لسنين أننا فقدناه للأبد
لجين : كان عليه أن يسجن لين لديه من سنوات
يزيد : لو كنت أعلم لجلبتها عنده بنفسي .... لقد أحبها إذا ذاك المغفل
لجين : أجل وبجنون .... هل كنت تضنه سيقاوم تلك الجميلة
ثم ابتعدت عنه فأمسك وجهها بيديه ليقبلها من جديد
لجين وهي تبعد يديه عن وجهها : يزيد توقف عن ذلك دعني أشبع عينيا بالنظر إليك أنا لم أرك إلا مرة
واحدة في حياتي
يزيد وهوا يضع يديه خلف رأسه متشابكتان ويرفع رأسه وينظر إليها بشموخ : حسننا هيا تمتعي بالوجه
الوسيم الصبوح
لجين وهي تضربه على صدره بقبضتها: يا لك من متعجرف ... هل صدقت نفسك
ضحك يزيد بصوت مرتفع ثم وقف متوجها للرجلين
أحمد : هيه يزيد أين أخذت تلك الفتاة الجميلة واختفيت .... ألن نفهم ما يجري هنا
يزيد : تلك زوجتي يا معتوه ما تظن بها
أحمد : هههههه حقا ظننتها حبيبتك ... هل أنت متزوج من أجنبية لم تخبرنا بذلك
يزيد : بل هي عربية ... ستكون هناك دائما لا تقتربا
خالد : هل تخبأها عنا لقد كانت مع أفراد العصابة للتو
يزيد بغيض ومن بين أسنانه : لا تتحدث عنها هكذا لا تجعلني أتصرف معك بسوء
أحمد : أهدئ يا يزيد معك حق لن يتكرر ذلك ... ونظر لخالد نظرة تحذير
غادر يزيد جهة لجين فنظر خالد لأحمد قائلا : لما نظرت لي بتلك النظرة أنا لم أقل أي خطأً
أحمد : مغفل ... إن افتعلت معه المشاكل فلن يخرجنا عند خروجه
خالد : هه وهل تظنه سيخرج ... هذا وكر أحدى كبرى العصابات أتعي ذلك
أما في الخارج كانت قد مرت عدة ساعات على الفريق وهم في مراقبة متواصلة
لين لا ترفع عيناها عن جهازها المحمول و آنين و إياد يراقبان المكان من كل جانب
آنين وهي تقترب من لين وبهمس : لين ماذا حدث معك اقترب وقت الفجر هل توصلت لشيء
لين التي كانت ترسم مخططا على الورقة للمكان من خلال ما رأت وما تراقب الآن : ليس بعد ما يزال أمامنا
وقت طويل
وصلت إشارة من هاتف لجين الذي خبأته لتدخله معها وكانت هواتفهم تعمل بواسطة الأقمار الاصطناعية ثم
تلتها إشارة أخرى بعدها مباشرة
لين : رائع لقد وصلت لجين عند يزيد سننتظر الثالثة
وما أن أنهت جملتها حتى وصلت الإشارة الثالثة لها
لين : جيد إنهم في أحدى المستودعات هنا
آنين : كل شيء على ما يرام إذاً هذا رائع .... ماذا سنفعل بعد
لين وهي تؤشر بعينيها جهة إياد : اذهبي وتفقدي زوجك قد يكون مشغولا برؤية إحداهن منذ زمن
نظرت آنين جهته بتشكك ثم توجهت نحوه سحبت منه المنظار ونظرت حيث كان ينظر فوجدت فتاة تقف هناك
آنين وهي تضربه بقبضتها على كتفه وتهمس بغيض : إياد أيها الخائن لما كنت تنظر إليها ومنذ وقت
إياد بدهشة : ما هي ... أنا لا أفهم شيئا
آنين وهي تؤشر بإصبعها للمكان : هناك ... الفتاة الواقفة هناك لم أكن أضن أن دوقك رديء لهذا الحد هل
استبدلتني بتلك ... يالك من خائن
إياد برجاء : لم أرى أي فتاة ... أقسم لك بذلك
آنين ببكاء مخنوق : ومن تكون التي رايتها للتو ... هل هي جنية
سحب إياد منها المنظار ونظر للجهة ذاتها تم نظر لآنين وقال : يبدوا أنها ظهرت للتو أقسم أنها لم تكن
هناك ... آنين ما بك هل سأنظر لتك كيف تظنين بي ذلك ... توقفي عن البكاء حبيبتي أرجوك
تركته آنين مبتعدة عنه بغيض : لا تقل حبيبتي ولا تتحدث معي بعد الآن
لين بضيق ( يا الهي سيتسببان بكشفنا بالتأكيد ... هل كان عليا أن أبعدها عني بتلك الخطة الفاشلة )
أما في الداخل فكانت لجين تجلس بحضن يزيد وهوا يمسك بيدها ملاعبا لأصابعها بين يده يتحدثا عن كل ما
مرا به فترة انقطاعهما عن بعض ومرت بهم الساعات على تلك الحال حتى الصباح
اتصلت لين بلجين وحدثتها بهمس : لجين يا غبية هل استحليتي حضن زوجك ونسيتي أن تتحدثي معي
لجين : هههه يبدوا ذلك
لين : حمقاء ... هيا أخبريني ماذا حدث معك
حكت لجين بسرعة للين كل شيء
لين : إذا كما توقعت هم يدبرون لكارثة علينا أن نتصرف سريعا عند الليل سنكمل باقي المهمة ... اسمعي
إذا طرقنا جدار مستودعكم فردي الطرقة بمثيلتها حسننا
لجين : حسننا
وأمضت لين باقي ساعات النهار تراقب وترصد تحركاتهم وتشرح لآنين كل شيء عما ترى
لين : لا يزال ينقصني بعض الأمكنة في الخريطة التوضيحية هل أنتي مستعدة للتسلل ناحيتها ليلا
وتدوينها لي
آنين : بالتأكيد
لين وهي تنظر جهة إياد المضجع على الأرض : هل نام ... إنه بلا نفع حقا
آنين بضيق : لما تقولي ذلك عنه لقد كان يراقب تلك الجهة طوال الليل
لين بنصف عين : ظننتك غاضبة منه .... لما تدافعين عنه الآن ها
آنين : لا لست غاضبة أعلم أنه يستحيل أن ينظر لتلك ... ذلك فقط لكي لا يفعلها مستقبلا
لين : أسمعي يا آنين لا نعلم ما سيحدث خلال الساعات القادمة لذلك سأنسخ بواسطة الكربون نسخة لك
من هذه الخريطة وكل البيانات وسنضع إشارة عند المستودع الذي توجد فيه لجين إن أمسكوا بي فالإشارات
كالتالي ... واحدة أمسكوا بي و الثانية أنا مع لجين فهمتي
آنين : نعم .... ولكن ماذا لو أخذوا منك الجهاز قبل الإشارة
لين : لا عليك فكرت بذلك أيضا ستصل الإشارة فور فتحهم للجهاز وستسمعين ما يدور بينهم ... المشكلة
في زوجك لا جهاز لديه إن افترق عنا لن نعلم عنه شيئا
آنين : إذاً عليه أن يكون مع إحدانا دائما
لين : نعم فالإشارة الثالثة إياد معي ... فهمتي
آنين : نعم بكل تأكيد
لين : أنا أعتمد عليك يا آنين ... من وقعت منا في شراكهم عليها أن تُعلم الأخرى لتحاول هي إنجاز باقي المهمة

وفي بلاد بعيدة كل البعد عن بطلاتنا الثلاثة كان ياسر يقف أمام بوابة قصر راشد خال لجين متوجها للداخل
أما في الداخل فكانت سوار ترفع بنطالها الجينز حتى الركبتين وكمي قميصها المربوط من الأمام مرتفعان
حتى المرفقين تربط شعرها للأعلى وتمسك خصرها بغضب في الجزء الجانبي من القصر
سوار : أمي هل علينا فعل ذلك حقا ... لما كل هذا المال لدينا إذاً... الخدم كثر أعفيني من هذا أرجوك
الوالدة ( وداد ) : احملي هذا في صمت لن نعيد ذات الكلام كل سنة
سوار وهي ترفع صندوقا مليئا بقشور الثمار بتذمر وتسير به جهة القصر : أوففففف ما أتعسني من فتاة لما
عليا فعل هذا ... أمي لن تتخلى عن هذه الهواية الموسمية السيئة بتاتا وتعلمني إياها أيضا ... من قال أنني
أريد تعلمها
كانت تسير وتتمتم بغيض عندما اصطدمت بأحدهم قرب باب القصر الداخلي
ياسر : آسف يا ......
سوار بتذمر وهي تنظر للصندوق بعد أن تناثرت منه القشور بكل مكان ولم ترفع عينيها بياسر ضننا منها أنه
أحد الخدم وهي تضرب قدمها بالأرض وتقول : سحقا ... سحقا ... سحقا ... لقد تعبت في جمعها سأعيد العمل
مجددا يا لي من بائسة وقليلة حظ
ياسر بارتباك : عذرا هل أساعدك في جمعها أنا آسف
سوار وهي تلوح له بيدها ورأسها لا يزال في الأرض وبصوت غاضب : أذهب أذهب لا أريد منك شيئا
ياسر ( خادمة سليطة لسان ينبغي عليهم طردها ) قال بغيض : لقد اعتذرت و تحدثت معك بأدب لما تخاطبيني
بهذه الطريقة
رفعت سوار رأسها ونظرت إليه بصدمة اندهش ياسر من جمالها كخادمة ثم قال بحدة : يبدوا أنك أحدى
الخادمات هنا ... هل لي أن أقابل السيد راشد هل هوا موجود
امتلأت عينا سوار بالدموع لإحساسها بالإهانة منه ونعته لها بالخادمة ثم غادرت راكضة بكل سرعتها
للداخل صعدت السلالم وتوجهت لجناحها
ياسر كان واقفا تعلوه الدهشة ( إنها غريبة أطوار حقا ما قلته لها لتهرب باكية )
تقدمت والدة سوار منه وقالت وهي تنظف يديها بمنديل وشكلها كان مرتبا جدا على خلاف ابنتها : مرحبا بني
هل أخدمك بشيء
ثم نظرت للصندوق تحت قدميه وقالت باستياء : سوار ... أنتي لا تنفعين لشيء أبدا وميئوس منك أيضا
ياسر : عذرا سيدتي هل لي بمقابلة السيد راشد
وداد : بالتأكيد أدخل وسأطلب من إحدى الخادمات أن تعطيه خبرا وسيوافيك في الفور
ياسر ( يا لهم من عائلة متواضعة ) : شكرا لك سيدتي
دخل ياسر واستقبله راشد في مكتبه عرف عن نفسه و استفسر عن بعض الأمور منه بحجة العمل كما طلبت
منه لين وكما أنه من استلم كل الأعمال حاليا بعد غياب إياد ... ثم غادر بعدما ودعه راشد بحرارة وطلب
منه زيارتهم مجددا وأرسل بعدها بإشارة للين لتعلم أن الجزء الأول من المهمة قد أنجز بنجاح
أما في غرفة سوار فكانت الأحوال الجوية سيئة والأمطار تهطل بغزارة و بعد نوبة البكاء الشديدة وقفت
وتوجهت للمرآة نظرت لملابسها الغير مرتبة ثم لوجهها وقالت : حسننا ثيابي لا بأس أن يعتقد أنها لخادمة
ولكن هل شكلي يشبه الخادمات فعلا ... يا له من وقح وقليل دوق أيضا
ثم عادت للبكاء بألم وحرارة مجددا ولم يتوقف الأمر هنا فكلما نظرت للمرآة ذلك اليوم بكت من جديد ضننا
منها أنها تشبه الخادمات
وبالعودة لفريق المهمات الصعبة حيث كان الوقت مساءً بعد أن تبادلوا المراقبة والنوم لسعات قليلة جدا خلال
النهار ليستطيعوا العمل ليلا بنشاط
آنين : أعطني الورقة يا لين سأدون ما نقص منها
لين : عليك أن تكوني حذرة يا آنين المهمة ليست بالسهلة
إياد : سأرافقك
آنين : لا ... أبقى هنا ... يمسكوا بواحد أفضل من أثنين
إياد : وما سأفعله أنا غير المراقبة
آنين وهي تضع يديها في وسطها : هل تريد الاقتراب من الفتيات هناك ... قل الحقيقة
إياد : حبيبتي ما بك لما كل هذه الظنون لم تكوني هكذا سابقا
آنين : لأني لم أعرفك على حقيقتك
نظر إياد للجانب الآخر باستياء غاضبا منها ... ابتسمت آنين للين بمعنى نجحت في تركه هنا بادلتها لين
الابتسامة و أشارت لها برأسها لتبدأ مهمتها
تسللت آنين بين المباني بحذر وهي تراقب الخريطة بعدما شرحتها لها لين جيدا على جهاز الحاسوب
وصلت بالمقربة من البوابة وبدأت من هناك تتنقل من مكان لآخر معتمدة على الصناديق وبعض الأخشاب
المرصوفة فوق بعض ولجأت حتى للزحف أرضا في الأماكن الخالية
آنين : هنا مستودع لكن هذا ليس مبنى إذا المكان خاطئ ... ولكنه يلي ذاك هل أخطأت لين يا ترى عليا البدء
من الجهة الأخرى والعودة هنا من جديد وسأكتشف اللبس في الأمر .... جيد أكاد أنتهي

عادت آنين من حيث بدأت وسلكت الاتجاه الآخر حتى أنهت كل شيء ثم عادت للين
آنين : آه لقد كان الأمر صعبا والظلام صعب المهمة لكن المغفلين أولئك لا يشكون بشيء يبدوا أنهم مطمئنين
لخلو المكان من المتسللين
لين : كيف علمتِ بذلك
آنين : لاحظت أنهم لا ينتبهون للحركة الغريبة الصادرة من أي اتجاه حتى أنني تعمدت تحريك صندوق ليصدر
صوتا فلم يعر أحدهم الأمر انتباها
لين : جيد ..... وهل دونتِ كل شيء
آنين : نعم باستثناء هذا ... إنه مستودع ولكن ما بجانبه ليس مستودعا آخر كهذا ... إنه مبنى يشبه الكوخ الحجري
لين : هل أنتي متأكدة
آنين : كل التأكيد لقد لففت جميع الاتجاهات ... كلها صحيحة فيما عدا هذا
لين : لقد قمتي بعمل رائع
ثم أشارت لها بعينيها جهة إياد الذي كان يبدوا عليه الاستياء
آنين بهمس : لا عليك منه أعرف كيف أتصرف في الأمر
لين : إنه دوري الآن سأقوم بالبحث عن المستودع الذي به لجين ويزيد
آنين : هل ستذهبين لوحدك
لين : لا يمكننا الذهاب معا أنا وأنتي تعلمي ذلك مسبقا
آنين : إياد هل ترافقها
إياد بغيض : لا
لين : لا بأس ... وحدي أفضل
آنين : اعتني بنفسك لين
لين : حسننا ... سأعود قريبا
كانت لين تتنقل بين المباني وكلما وصلت مستودعا طرقت على جدرانه الحديدية وهي تتبع الخريطة حتى
وصلها الجواب من أحداها فعلمت أنهم بالداخل اتصلت بلجين و أكدت لها أنهم هناك وضعت لين إشارة حمراء
على الخريطة حيث مكانهم وعادت أدراجها من حيث بدأت
آنين : إياد هلا نظرت باتجاهي أنا أحدثك منذ زمن
إياد : لا حديث بيننا
آنين : لماذا
إياد : لن أتحدث مع من تظن بي كل تلك الظنون السيئة ... أنا يا آنين ... أنا تظني بي ذلك و أنتي تعلمي مقدار
حبي لك
آنين وهي تحضن ذراعه بحب : كنت أمزح إياد أقسم وربي يشهد أنه ما كان من قلبي فأنا أعرفك جيدا
نظر إليها مطولا فقالت برجاء : لا تغضب مني أقسم أنها الحقيقة
إياد : سأرضى على أن لا تعيديها ثانيتا
آنين : حسننا موافقة
وصلت لين ركضا ناحيتهم
آنين : ماذا حدث معك يا لين
لين : لقد نجحت إنهم هنا في هذا المستودع....لقد تحدث مع لجين وأكدت لي ذلك ... دونيه لديك يا آنين
آنين : جيد ما الخطوة التالية
لين : أخبرتني لجين أنهم يجلبون لهم وجبتين يوميا عند الرابعة عصرا والعاشرة ليلا
آنين : إنهم يدللونهم إذاً
لين : راقبتهم وكانوا شخصين و الذي سيدخل لهم في هاذين الوقتين هوا من يحمل المفتاح قالت
أن الشخص يتغير دائما
آنين : مشكلة ... إذا هدفنا ليس معيننا
لين : أجل لذلك سنضع خطة للأمر والمستودع المجاور له يحرسه احدهم بشكل دائم تقريبا
آنين : يبدوا الأمر صعبا للغاية هل سننجح يا ترى
لين : لنأمل ذلك .... إياد دورك أصبح قريبا
إياد : جيد أنكما تذكرتما وجودي .... ولكني لن أفترق عن آنين
لين همست لآنين : ماذا حدث ... هل تصالحتما
آنين بابتسامة : نعم منذ قليل
لين : بهذه السرعة ..!!! إنه حقا متيم بك
إياد : فيما تتهامسان
آنين : لا شيء أميري .... لين ما سيفعل إياد
لين : سنبعد الواقف أمام المستودع الآخر و إياد سيكون البديل عنه حتى نقوم بإخراجهم .... في الصباح
سأعطي الإشارة لياسر ليقوم بالجزء الثاني من المهمة
نظرت آنين لإياد ثم للين وقالت : ألن يكون إياد في خطر .... لين لا تفقديني زوجي لازلت أحتاج إليه
لين : هوا الحل الوحيد أمامنا إن كان رافضا عليه القول فقط
إياد : لا بأس على الرغم من أني لم آتي إلا لتكون آنين أمام عيني ولكن سأشارككم بالمهام

أما لجين ويزيد فلم تكفيهما كل تلك الساعات لينتهي الشوق والأحاديث
لجين : طوال الخمسة أشهر الماضية كنت أشغل تفكيري بالبحث عنك ... الآن بعدما صرت أمامي شعرت
بالحزن أن غافر ليس مجودا ولا يمكنني أخد حقي منه
حضنها يزيد بحب وقال : حبيبتي ألن تتوقفي عن الحقد .... لا تفكري في الأمر مجددا لقد انتهى .. غافر انتهى
لجين ببكاء مرير : كيف لي أن أنسى وأعيش حياتي ... لقد مرت عليا ليالي لا يعلم شدتها إلا الله لو كنت مكاني
هل كنت تنسى ... أخبرني
يزيد : يكفي ملاكي يكفي .... أخبريني ما بيدي أنا الآن ... أقسم إن كنت استطيع فعل شيء لفعلته
لجين وهي تشده إليها بقوة : أعلم حبيبي أعلم أنك لا تملك من الأمر شيئا ولكنك تذكرني به لقد عشت معك لفترة
طويلة على أنك غافر الأمر ليس بيدي
يزيد : ثروته تلك كلها لك لجين كلها ملكك ألا يكفي هذا
لجين : لا ... لا أريدها ولن آخذ منها فلسا ... شركة والدي هي من حقي ومنزل عائلتي كذلك والباقي لن
آخذ منه شيئا ولا أريد من ذاك المجرم أي شيء حيا كان أو ميتا
يزيد : حبيبتي تلك وصيته لي فلا تضعيني بهذا الموقف
لجين : خذها لا أريدها
يزيد : هههههه ولكنك زوجتي أم نسيتي ... إن أخذتها فستكون لنا سويا
لجين : إذا تبرع بها أو أحرقها أنا لا أريدها ... يزيد افهمني أرجوك
يزيد : هل هناك من يرفض الثروة
لجين وهي تبتعد عن حضنه : لأنك لا تشعر بما أشعر ولم تجرب ما مررت به لكنت عذرتني
مسح بيده على خدها بحنان ثم قبلها قبلة خفيفة على شفتيها وقال : بل أنا أكثر من يشعر بك ملاكي ولكن عليا
مواساتك لا أن أزيد همومك
لجين وهي تنزل رأسها للأسفل وعيناها في الأرض : لقد احتجتك بقربي دائما ... لقد مرت بي موافق عدة كنت
أحتاجك فيها بشدة وأنت هنا ... أنا حقا أحتاج لوجودك بحياتي يزيد
حضنها وقال بلهفة : لن نفترق مجددا لجين لن أتركك بعد الآن تأكدي من ذلك

أما في الخارج فقد كان التشاور متواصلا بين لين و آنين
آنين : حسننا دونت هذه على خريطتي أيضا
لين : هنا أكبر تمركز لهم حيث النقاط السوداء الكثيرة .... هذه الجهة وجودهم فيها متقطع أما هذه وتلك
ففارغة نسبيا وهنا وهنالك لا وجود لهم
آنين : نعم .... أعطني القلم الأخضر عليا الإشارة هنا بما قلتي مؤخرا
إياد كان عليه مراقبة جميع الجهات وقت انشغالهم بالتخطيط والمشاورات وقد انسجم في تأدية مهمته الجديدة
آنين : إياد إلى ما تنظر
أزاح إياد المنظار عن عينيه وقال بضيق : آنين لا تقوليها ... أقسم سأغضب منك بشدة
آنين : هههه لا لن أقولها ... كنت أمزح معك فقط ... أشك في نفسي ولا أشك فيك أميري
ضمها إياد لحضنه وقال : أقسم لك فراشتي أنه لن تعنيني كل نساء الأرض غيرك أنتي
لين بتنهيدة أسى ( شعرت الآن بإحساس لجين سابقا ... كم كانت تقاسي تلك المسكينة .... لما لا يتوقفا عن
قهري هذان العاشقان )
طلعت شمس الصباح وكان على الفريق أخد راحة انتظاراً للمساء مع التناوب للمراقبة






حكاية امل 21-10-14 02:15 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
جميل رائع الباااارت شكرا تسلم يدك برد , بس انو قصير شوي.:IuL04800:

برد المشاعر 22-10-14 12:25 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
الجزء الحادي عشر

أما سوار فمأساتها لم تنتهي بعد ... توجهت لشركة والدها و كانت تصعد متوجهة لمكتبه وتفكر
( إن اتصلت به لأخباره فلن يستقبلني بالتأكيد وسيتحجج بانشغاله ككل مرة عليا أن أكون هنا لأنتهز
أول فرصة لرؤيته ... يجب أن أتحدث معه بعيدا عن عيني والدتي والخادمات )
وصلت لمكتب السكرتير فلم تجده ( غريب هوا لم يغادر مكتبه يوما كيف سأدخل الآن ... سأرى دفتر
المواعيد قد يكون لدى والدي شخص بالداخل سيكون موقفا محرجا حينها ولن يغفره لي أبدا )
في ذلك الوقت دخل ياسر بعدما وصلت إليه إشارة لين الثانية عند الصباح توقف لبضع ثواني ينظر لسوار
باستغراب فقد تلبس عليه الأمر لأنها كانت ترتدي حجابا وبملابس أنيقة مرتبة ... وكانت منشغلة بالدفتر
أمامها ولم تلحظ وجوده
ياسر ( أليست هذه تلك الخادمة أم شُبه لي ... يستحيل أن تكون هي ما الذي سيأتي بها هنا )
تحمحم قليلا فرفعت سوار عينيها لتفاجأ بوجوده أمامها
ياسر : عذرا يا آنسة أنا على موعد مع السيد راشد هل لي بمقابلته الآن
نظر لعلامات الاستغراب والصدمة على وجهها فقال بارتباك : عذرا ألست السكرتيرة
شعرت سوار بالغضب الشديد فقد تراكمت همومها بسببه فقالت بغيض : بالأمس خادمة واليوم سكرتيرة ماذا
سأكون في الغد ... بوابة
ياسر كان في دهشة مما يجري أمامه فقال بحدة : ماذا كنت سأضن بك إذا ... من تكون التي تقف خلف طاولة
السكرتيرة هنا غير السكرتيرة .... لم أكن أعلم أن الفوضى عنوان لهذه الشركة
تركته سوار وخرجت غاضبة تردد : يا لك من فض قليل دوق ولا تراعي مشاعر البشر أبدا
وقف ياسر متعجبا بعض الوقت وعيناه على مكان خروجها
..... : ماذا يحصل هنا يا .....
التفت ياسر لمصدر الصوت فقال مبتسما : مرحبا سيد راشد لقد حضرت حسب الموعد ولكني لم أجد أحدا
راشد : سمعت أصوات في الخارج ضننت أن ثمة شجار هنا أين ذهب السكرتير
ياسر باستغراب ( إذا هي حقا ليست سكرتيرة هنا ) : لم أجد أي رجل هنا عند دخولي
راشد : غريب لم يفعلها سابقا
دخل حينها شاب بزي رسمي : أعذرني سيدي لقد اضطررت للذهاب قليلا
راشد : لا بأس أرجوا أن لا يتكرر الأمر فقط لأنها المرة الأولى ..... تعال يا ياسر تفضل يا بني
دخلا لمكتبه وبدأ ياسر بسرد الأحداث على راشد الذي لم ينبس ببنت شفه من الدهشة
راشد : هل كل هذا حدث دون علمي .... لجين المحتالة تلك
ياسر : يجب أن لا تبلغ المخابرات قبل الوقت المناسب كي لا نؤذي أيا منهم فكما تعلم صديقاتها هناك
واحدهن ابنة عمي وحتى شقيقي معهم فعلينا أن نعمل بحذر الإشارة القادمة تعني بداية مهمتك يا سيد راشد
راشد : سأكون رهن إشارتك
ياسر : جيد هذا كان ظننا جميعا بك ... إنهم يعتمدون علينا في الخروج من هناك أرواحهم معلقة بأيدينا بعد
مشيئة الله ... لدي صديق سيساعدنا وسنقوم بكشف الخلية الجاسوسية في المخابرات سنكون يدا واحدة
لنضرب عصفورين بحجر واحد ... ماذا قلت
راشد : أنا في الخدمة ... بارك الله فيك من رجل شهم
ياسر : لست شيئا أمامك فهذا واجبي فقط .... كن حذرا سيد راشد أرجوك
راشد : بالتأكيد كن مطمئننا
وقف ياسر مغادرا وقال : إذا سنكون على لقاء
راشد : وافني مساءً للقصر سيكون أمامنا الكثير ولا وقت لدينا
ياسر : حسننا أراك مساء اليوم إذا
خرج ياسر وتوجه جهة السكرتير
ياسر : عذرا أيها المحترم هل لي بسؤال
السكرتير : هل أخدمك بشيء
ياسر : كانت هناك فتاة على طاولتك عندما كنت غير موجودا هنا .. هل هي أحد موظفي الشركة
نظر السكرتير بدهشة وقال بعد صمت طويل : فتاة ..!! لا علم لي بما تقول فلم أترك أحدا هنا و الموظفين
ليسوا بهذا الطابق
ياسر وقف واجما قليلا ثم قال : شكرا لك .... وداعا
خرج من الشركة بدهن شارد ركب سيارته وغادر عائدا لقصرهم
( ترى من تكون تلك الفتاة ليست سكرتيرة فهل هي خادمة يا ترى ما تفعله هناك إذا في الشركة وأناقتها لا
توحي بذلك وحتى جمالها الشرقي الواضح ذاك ... آه ياسر لقد صرت تهذي كثيرا لما لا تخرجها من دماغك
الذي يفكر بها منذ الأمس )
عند المساء وفي وكر العصابة
لين : سوف نبدأ الآن
عند التاسعة والنصف توجه ثلاثتهم جهة المستودع
لين : ها هوا هناك علينا أبعاده فورا ستأخذ يا إياد مكانه ثم قف نهاية المستودع لكي لا يريا وجهك
لنوقع بالاثنين اللذين سيجلبان الطعام وما أن نفتح لهم الباب حتى نعطي الإشارة لياسر ليبدءوا العمل
آنين : سأذهب أنا لذلك الجانب ... من الخطأ أن نكون ثلاثتنا هنا ماذا لو أمسكوا بنا سيفشل كل شيء
إياد : سأذهب معك
آنين : ومن سيأخذ مكان الرجل ... عليك أن تنجز المهمة مع لين ضربتك ستكون أقوى
ابتعدت عنهم آنين وبقيا هم الاثنين
لين : ها هوا يقترب كن مستعدا
إياد كان ينظر بحذر ثم قال: أبعدي يدك ... لما تمسكي بي هكذا
.... : ماذا تفعلان هنا .... من أنتما
نظر إياد للخلف بدهشة كانت لين تحت قبضة أحدهم وقد قام بإغلاق فمها بيده
كانت آنين ترى ما يجري عن بعد وتغلق بفمها بيدها ودموعها وجدت طريقها للنزول
( يا الهي لقد امسكوا بهما من أين خرج هذان ... تلك المنطقة كانت خالية تماما طوال اليومين
الماضيين .... عليا أن أبتعد فور ذهابهم قد يبحثا عن آخرين متوقعين وجود المزيد )
الرجل : اتصل بالزعيم لنرى ما سنفعل بهما
..... : نعم سيدي لقد وجدناهم
.....
....: لا أثنين فقط .... حتى المكان يتسع لأثنين لا أعتقد يوجد غيرهم
......
...... : حاضر سيدي
لين ( سحقا لقد اكتشفونا من السيارة ولكن كيف عرفوا بالأمر إنه لا يخطر على بال أحد ... آنين كوني
حذرة وابتعدي أرجوك إننا نعتمد عليك )
أخذوا كل من لين و إياد للمستودع ذاته حيت البقية
سلك الرجلين الطريق مارين بالقرب من آنين
..... : ماذا سنفعل بهم
..... : سنبقيهم هنا حتى يأتي الزعيم غدا ليرى ما سيفعل بهم تلك هي الأوامر ... لن ينجوا من
العقاب بالتأكيد
خرجت لجين راكضة جهة لين واحتضنتها : لين حبيبتي هل انتم بخير كيف امسكوا بكم
لين : الأوغاد يبدوا أنهم اكتشفوا المكان في السيارة فعلموا أن ثمة أثنين هنا وجاءوا بحثا عنا
لجين : و آنين
لين : لم يمسكوا بها ولا يعلموا بوجودها .... سحقا كنا سننجح لولا هذه المشكلة يومان ونحن نعمل
ونخطط ونراقب كان كل شيء يسير على ما يرام
نظرت لجين جهة إياد ثم قالت بهمس : لين لا يبدوا لي زوجها بخير يبدوا كالمصدوم
لين : إنه قنبلة موقوتة انتظري فستنفجر بعد قليل
اقترب منهم يزيد : مرحبا لين ها قد التقينا مجددا
لين : نعم
يزيد : مبارك يا زوجة أخي الحبيب علمت أنك ستفعلين ما عجزت عنه لسنوات
لين : لو كنت تسلحت بالعزيمة ما كنت لتفشل أبدا
يزيد : لا ... فأنتي تحركت مشاعره اتجاهك هذا شيء لن يحدث معي
لين : كلا حتى مشاعره اتجاهي ما زادته إلا إصرارا على دفن نفسه بالحياة هي وحدها العزيمة والإصرار
أقترب منهم إياد وقال : لين
التفتت لين وهي تعلم ما ينتظرها ( ها قد بدأت المشكلة ) : نعم ..... أعلم عما تريد الحديث
إياد : هل أفهم أن آنين أصبحت وحدها بالخارج ... هل ضاعت مني
لين : لا بالتأكيد آنين أشجع من ذلك وقد أفهمــ
قاطعها صارخا : وما أفعله أنا هنا أليس لأحميها وأكون بجانبها ..... أعيدوها إلي الآن كما جلبتموها إلى هنا
أو تحملوا ما سأفعله
لين بحدة : يا سيد إياد لا حيلة لدي كما لا حيلة لك ... هي اختارت الابتعاد عنا كما رأيت
إياد : ماذا إن أخرجونا من هنا ومن ثم امسكوا بها ما الذي سيحل بها
أمسكت لين هاتفها وأرسلت الإشارات الثلاث لآنين كما اتفقوا
إياد : اتصلي بها حالا
لين : لا يمكن هي من ستتصل عند أي طارئ هكذا اتفقنا ... قد افسد كل شيء باتصالي
إياد بحدة : وهل ستعتمدون على آنين في إخراجنا من هنا
لين : لا حل لنا سواها
ابتعد عنهم وبدأ بضرب الجدار بقبضة يده وبكل قوته
لجين : يا الهي ها قد حانت نهايتنا
يزيد : ماذا هناك لم أفهم شيئا ليفهمني أحدكم ما يجري
لجين : آنين بقيت بالخارج وهذا زوجها هناك
يزيد : ولما ستكون نهايتكم ما ذنبكم في ذلك
لين : انتظر قليلا وسترى
لجين : إنه متعلق بها حد الجنون جاء معنا مكرهين رافضا تركها وحدها أو إغضابها بمنعها من المجيء

في الخارج كانت آنين قد عادت لمكانهم الأول : جيد الإشارة تذل على أنهم سويا ..... مؤكد يعتمدون علي الآن
أنا سبيلهم الوحيد للنجاة سأكمل المهمة مهما حدث عليا أن أتصرف بحكمة وروية
انتظرت آنين حتى مرت بضع ساعات ثم قررت أن تبدأ الحركة
أما في الداخل فكان إياد يركل الباب بقدمه ويصرخ : أندال تعالوا و أخرجوني أو أجلبوا زوجتي لي
لين بصراخ : إياد لن يجدي ما تفعله نفعا سوف يمسكوا بها
إياد : لا يهم فإما أن يجلبوها لي أو يتركوني أذهب إليها أو يقتلوني لأرتاح
لجين : لا فائدة يا لين لن يتوقف أبدا
لين : علمت أن إحضار أي من زوجينا سيعقد الأمور

كان ياسر في ذلك الوقت في قصر خال لجين
راشد : إذا سننتظر الإشارة
ياسر : نعم فكل شيء جاهز ما إن تصل إشارتهم حتى نتحرك ... علينا أن ننهي الأمر خلال ساعات
راشد : بالتأكيد فكل شيء جاهز والإشارة هي نقطة البداية عندها ستعلم المخابرات وهنالك مربط الفرس
ياسر : أجل وستنكشف خلية الجواسيس أيضا سيكون عملا جيدا
راشد : هل تكلمت مع نادر
ياسر : نعم أنا على اتصال دائم به إنه بالقرب منهم وينتظر الإشارة مني
رن هاتف راشد فأجاب فورا
راشد : نعم يا وداد هل من مكروه
......
راشد : ما بها سوار
......
راشد : ما تعني بأنها تسجن نفسها بغرفتها منذ الظهيرة ... لابد من سبب
.....
راشد : حسننا حسننا .... تحدثي مع وجدي إنها تحبه كثيرا وسيفهم منها الأمر
.....
راشد بضيق : تصرفي يا وداد أنتي أدرى بابنتك مني
ياسر كان يجمع البيانات في رأسه مما يسمعه وكأنه حاسوب دخله خلل ما ( سوار أسم تلك الفتاة وابنتهم سوار
وتسجن نفسها بغرفتها اليوم بالذات .... ما هذه الورطة )
راشد : ياسر بني هل من مكروه
ياسر : هاه ..... أعذرني فقد شردت قليلا

أما في وكر العصابة فقد بدأت آنين أولى خطوات ليلتها العصيبة تحركت باتجاه المستودع بخفة راقبت
المكان عن كثب ثم حملت حصى صغيرة وبدأت برميها جهة الرجل الذي كان يحرس المستودع المجاور
انتبه للأمر بعد عدد من الحصا وتوجه عند نهاية المستودع
آنين : و أخيرا لقد ظننتك أصم
ما إن أقترب حتى غرست آنين بفخذه حقنة مخدر قوي بعدما ضربته على وجهه بقبضة ملاكم وضعتها بيدها
لكي تكتم صرخاته ... تلك بعض الأشياء التي كانت تحملها آنين في حقيبتها السرية كان المخدر قوي فسقط
مغشيا عليه فورا
آنين : هههههه مخدر الحيوانات هذا مجدي جدا إنه الأقوى بينها
قامت بسحبه بصعوبة بسبب الفارق في الجسدين حشرته في إحدى الزوايا وربطت يديه وقدميه وساقيه وحتى
فخديه ربطتهم ببعض و فمه أيضا
عادت بعدها جهة المستودع : سحقا ... كيف سآخذ منهم المفتاح الآن لن يأتوا حتى الصباح ما كنت استطيع
الانتظار سيأتي زعيمهم وسيفرقونهم عن بعض
اتصلت آنين بلين
لين : آنين هل أنتي بخير
آنين بهمس : أجل أنا بالقرب من المستودع لقد تخلصت من حارس المستودع الآخر ولكن لا سبيل لإخراجكم
لين : رائع ... اسمعي سنحدث جلبة هنا قد يأتي أحدهم
آنين : ماذا إن كانوا كثر ..... سأراقب من يكون معه المفتاح هل سينجح ذلك
لين : جيد قد ينجح الأمر .... زوجك يكاد يجن هل أخبره لتتحدثي معه إنه يسبب لنا مشكلة
آنين : لا ... اخبريه فقط انك تكلمت معي و أنني بخير حسننا
لين : حسننا ... اعتني بنفسك
قاموا بأحداث جلبة كبيرة كما اتفقوا فكانوا هم الستة يضربون الباب وحديد الجدران بأرجلهم وأيديهم وقد
نجح الأمر بالفعل جاءهم رجلان فتح احدهم الباب ودخل بسلاحه مهددا لهم فهدءوا جميعا ثم بدئوا بشغله
مناقشين إياه وبقي الآخر بالخارج فكان مصيره كالسابق بحقنة مخدرة من آنين استغلت خلالها الأصوات
المرتفعة بالداخل ... سحبته بعيدا ثم عادت فخرج الآخر نظر يمينا ويسارا بتساؤل حتى سمع بعض الأصوات
التي كانت تصدرها آنين خلف المستودع أغلق الباب وتوجه هناك فكان فريستها الثالثة قامت بسحبهما بصعوبة
وربطهما جيدا أخذت المفتاح أرسلت إشارتها لياسر وانطلقت جهة المستودع
كانوا في الداخل ينتظرون بقلق وترقب وخوف
إياد : أتصلي بها يا لين اتصلي الآن .... لقد تأخرت
لين : علينا انتظار اتصالها ... قد نعرضها للخطر
بعد قليل فُتح الباب والكل ينظر إليه بصمت وجمود دخلت آنين وصرخت بصوت منخفض مبتسمة
: لقد نجحنا يا رفاق
ركض إياد ناحيتها وحضنها بقوة وهوا يردد : الحمد لله أنك بخير ... كدت أجن
اقتربت لين وسحبتها من حضنه : آنين ماذا حل بالرجلين
آنين : ثلاثتهم في نوم عميق لن يستفيقوا منه قبل ساعات ومربوطين بإحكام أيضا هيا لنغادر جميعا ونختبئ
لقد أعطيت الإشارة لياسر علينا المغادرة فورا
خرجوا جميعهم وسحبوا الرجال للمستودع و أغلقوا الباب عليهم وتوجهوا لمكانهم ذاته منتظرين فرصة الخروج
لين وهي تؤشر بيدها على الخريطة : علينا الانتقال إلى هذا المكان إنه الأكثر أمنا بين الأماكن الأقرب للبوابة
ليسهُل علينا الخروج .... نادر في انتظارنا وكلها بضع دقائق ويصل خبر قدوم المخابرات لزعيمهم سيحتاج
وصولهم لساعتين سنستغل الجلبة التي ستحدث حين علمهم بالأمر ونخرج ... كونوا معا وحاذروا التفرق اتفقنا
همس الجميع : اتفقنا
توجهوا للمكان الذي اختارته لين وما هي إلا دقائق قليلة حتى بدءوا يسمعون أصوات صراخهم يأمرون بعضهم
البعض وأصوات ركضهم وتشغيل السيارات
لين : لابد أنهم سيبحثون عنا سنخرج حالا عند فتح البوابة ... ضرب إياد مصباحي الإنارة عند البوابة بالمسدس
الكاتم للصوت الذي أخذته آنين من الرجل لأنه الأمهر بينهم في الرماية فأصبحت معتمة تماما ولم يلحظ
أحد ذلك بسبب الفوضى انفتحت البوابة وانطلقوا جميعهم بإشارة من لين بعد مرور السيارتين قبل أن تأتي
البقية ويكتشفونهم بسبب الأضواء في السيارات وأصبحوا في الخارج
ساروا ركضا يسار جدار البوابة ... ركضوا مطولا والتقوا نادر بسيارتين وركب الجميع لينطلقوا
مسرعين سالكين الاتجاه المعاكس للوكر
في قصر راشد
ياسر محدثا لإياد عبر الهاتف : رائع ... حمدا لله على سلامتكم جميعا .... عليكم مغادرة البلاد فورا
......
ياسر : بقائكم قد يكون خطرا عليكم لقد رتبت كل شيء مع نادر ستخرجون برا و تذاكر سفركم جاهزة
......
ياسر : حسننا في حفظ الله

راشد : لقد نجح الأمر على ما يبدوا
ياسر بابتسامة : أجل إنهم في طريقهم للخروج جميعا لقد فعلوها أولئك الأبطال
راشد : بل قل البطلات هههه
ياسر : هههههه بالفعل .... أعرف آنين جيدا إن كانت الأخيرتين مثلها فتوقع منهم الكثير
راشد : أما أنا فأعرف لجين وأتوقع منها ذلك
ياسر : لقد حدثني صديقي منذ قليل وقالوا أنهم اكتشفوا الجواسيس ويتم القبض عليهم حالا لقد كان عملا رائعا
راشد : كنت أتمنى أن تقع العصابة في قبضتهم أيضا
ياسر : سيقعون بالتأكيد وستتفادى المخابرات كل هذه الأخطاء في المستقبل لقد أعلمني أنهم سيغيرون
جميع المدراء ورئيس المخابرات أيضا فالضرر على ما يبدوا أكبر مما تصورنا
راشد بدهشة : هل أفهم من كلامك أن الأمر قد وصل لأحد الوزراء
ياسر : أو لرئيس الدولة
راشد : ياسر يبدوا أنك أهم مما كنت أتصور
ياسر بابتسامة : لا تخلوا الحياة من المفاجئات
راشد : فيما تعمل أنت بالتحديد
ياسر : لا تسبب لي مشكلة أرجوك تستر على ما سمعت وتوقف عن سؤالي
راشد : آآآآه علمت الآن المخابرات الدولية إذا .... لم يخطر ببالي ذلك لهذا تم الأمر كما تريد هل كنت
تموه عن نفسك أمامهم بي
ياسر : إننا نعمل حول دول العالم أنا أعمل ضمن خلية لجمع المعلومات ولا شأن لي بعمليات القبض
أو حتى حمل السلاح .... هل فيك ما سيكتم السر أو ستعرضني للخطر
راشد : كن مطمئنا ... إن لم يكن من أجلك فمن أجل الوطن
ياسر : بارك الله فيك من رجل
راشد : بل بارك فيك أنت من شهم يا ياسر .... من يعلم عنك من عائلتك أو المقربين
ياسر : لا أحد .... والآن أنت فقط
راشد : لما لم تلقوا القبض عليهم إذا
ياسر : راقبنا المكان عن بعد كان علينا تنفيذ مخطط الفتاة لكي لا يتعرضوا للخطر إنهم في عملية للقبض
عليهم حاليا لقد انتهى أمرهم
راشد : إذا هي اختارت الرجل المناسب لمهمتها ... أمتأكد أنها لم تكن تعلم بأمرك
ياسر : كانت مصادفة ومن المصادفات ما يأتي بالعجب
وقف ياسر وقال ماداً يده لمصافحة راشد : عليا المغادرة الآن أعذرني على إزعاجي لك كل هذا الوقت
راشد وهوا يصافحه بقوة : لقد كان لي الشرف للتعرف على مثلك يا بني
ياسر : بل أنا من تشرفت بمعرفة رجل بتواضعك وطيب أصلك
راشد : لا تتوقف عن زيارتي هل تعدني بذلك
ياسر : لي الشرف بذلك .... وداعا
رافقه راشد حتى الباب وودعه بعينين يملئها الإعجاب وقال محدثا نفسه ( يالك من شاب يفخر بك الجميع
لو علموا من تكون .... محظوظ هوا من ستكون صهرا له )
في اليوم التالي وصل الجميع بعد رحلة طويلة دامت لساعات بين البر والجو وقد أصر إياد عل استقبالهم
في قصر عائلته
في جناح آنين سابقا
آنين : آه اشعر أنني لم استحم منذ عام لا أصدق أننا عدنا أحياء
لين : هههه أخبريني فقط كيف نومتِ أولئك الرجال
آنين : إنها حقيبتي السرية وضعت فيها حقننا مخدرة خاصة بالحيوانات
لجين بدهشة : الحيوانات ... ألن تكون مضرة
آنين : آه لجين هل سترأفين بحال عصابة من عصابات متاجرة السلاح
لين : الحمد لله ... المهم أننا نجونا وعدنا بيزيد وهذا الأهم
لجين بابتسامة : أجل ... لا تتصوري مقدار سعادتي بعودته لقد كنت أعاني في بعده كثيرا
آنين : هههههه لا تقولي أنك سترحلين برفقته الآن
لين : ستفعلها بالتأكيد ... أو سنجده بعد قليل هنا هههههه
آنين : قال إياد أن يزيد رفض بقائهم الليلة هنا بشدة ... لقد كان مستاء للغاية ويود أخدك والذهاب لقصره
لجين : توقفا عن ذلك هيا .... يا لكم من سخيفتان
جلست آنين على السرير بجوار لين ونظرت لها بنظرة جانبية وقالت : زوجك أيضا في طريقه إلى هنا
أليس كذلك
لين بصدمة : حقا......كيف علمتي
آنين بابتسامة ماكرة : من إياد طبعا
لين : ذلك الجاسوس إنه لا يبقي في سره شيئا
آنين وهي تهجم عليها وتضربها بيديها : توقفي عن نعت زوجي بذلك أو قتلتك
لين وهي تخبأ رأسها بين يديها : أبتعدي عني يا آنين أو أفقدتك جنينك
آنين : هههه خلصي نفسك من إياد حينها
دفعتها لين لتسقط على ظهرها فوق السرير ضاحكة أمسكتها من رقبتها وقالت : إيادك ذاك سبب لنا الكثير
من المشكلات لا يعقل أن يحبك بهذا الشكل الجنوني .... لابد أنك قمتي بسحره بسحرٍ ما
آنين باختناق تمثيلي : اتركيني يا لين ستقتلينني
وفي مكان قريب جدا وبل في ذات القصر كان هناك من أكلت الأفكار كل رأسه
ياسر وهوا مضجع فوق سريره ( معقول هي ابنة راشد ... ياله من موقف محرج بل موقفين يا ياسر كان
عليا أن الحظ الشبه بينها وبين والدتها .... ومن وجدي ذاك يا ترى هل هوا خطيبها .... آه ما بك يا ياسر هل
جننت ما الذي فعلته بك تلك الفتاة )
أما الحال عند سوار فكان مختلف تماما فلم تتوقف عن البكاء الذي ينتابها بين الفينة والأخرى
وداد : ما بك بنيتي لما لا تخبريني ما الذي يبكيك
سوار بغيض : أمي لقد فتحت الباب لك كما طلبتي فارحميني أرجوك
وداد : لما لا ترحميني أنتي ... كيف أتركك بهذا الحال
سوار وهي تؤشر لوجهها بإصبعها : أمي أنظري لوجهي هل أنا أشبه الخادمات هل أبدوا كذلك
وداد : بنيتي أنتي فتاة جميلة بل ورائعة الجمال .... من قال ذلك يكذب عليك حتما
سوار وهي تخبأ وجهها بين يديها باكية : بلى أبدوا كخادمة
وداد : أخبريني فقط من ملأ رأسك بهذه الفكرة الغبية
سوار وهي تنام على سريرها وتغطي وجهها باللحاف : لا أحد أمي لا أحد اتركيني وشأني أرجوك
بعد يومين في قصر عائلة يزيد
لجين وهي تضع يديها في وسط جسدها : أخبرني بالحقيقة الآن يا يزيد
يزيد : أقسم أنها الحقيقة ... وإن كنتي لا تريدي العيش فيه اشتريت لنا منزلا فخما
لجين : أليس القصر لغافر ... لن أغفر لك إن اكتشفت ذلك يوما
يزيد وهوا يمسك وجهها بيديه ويقبلها على شفتيها بخفة عدة قبلات : أقسم أنه قصر عائلتي هوا قصر
والدي صدقي ذلك يا لجين
لجين : لا أسمح لك أن تصرف علي قرشا واحدا من ماله
يزيد وهوا يحضنها بحب : لن يحدث ذلك حبيبتي اطمئني
لجين : ولن تأخذ نصيبك من ورثه أيضا
يزيد : حسننا لن أفعل فلدي ما يكفيني ويكفيك لآخر العمر
لجين : حتى إن كنا سوف نتسول في الشوارع فلن نأخذ منها شيئا
يزيد : حاضر أيتها الحقودة ... يا أجمل وأرق وأروع حقودة عرفتها بحياتي
لجين وهي تشد يديها في حضنه بقوة : وما الذي جعلك تتزوج من هذه الحقودة
يزيد : إنه الحب ... فما عسايا أفعل معه
لجين : ماذا عن شركة والدي
يزيد : ستكون باسمك خلال أيام
لجين : هل ستتولى إدارتها هي أيضا .... أفعل ذلك من أجلي
يزيد : حبيبتي إنها ملكك ... أنتي عليك القيام بذلك ستنجحين بسهولة
لجين : عليا الدراسة أولا ثم أنت وحياة جديدة وأطفال سأحتاج لبعض الوقت لأستلمها ولا أريد
أن تضيع مني كما ضاع منزل عائلتي
يزيد : إن كان مؤقتا فلا بأس ... لجين حبيبتي ألن نحتفل بزواجنا ألن تغيري رأيك
لجين : لا لن أفعل شيئا قد يُشعر صديقتاي بالحزن هما لم تحتفلا بزواجهما وأنا أعرف جيدا معنى
ذلك اليوم بالنسبة للفتيات
يزيد وهوا يحملها بين ذراعيه : إذا وبما أنه لا حفل زواج عليك مرافقتي لغرفتي الآن
لجين وهي تتمسك به بقوة وتصرخ : يزيد أنتظر قليلا ليس الآن
يزيد وهوا يصعد بها للأعلى : ولا ثانية أخرى بعد

بعد عدة أيام كانت لجين في زيارة لخالها كما وعدته سابقا
راشد : لن تتهربي هذه المرة ستكونين وزوجك في ضيافتنا
لجين : تحدث مع يزيد إذا إنه يصر على أن نسافر شهرا للتنزه
راشد : دعي الأمر لي وستسافران لا حقا ألا يكفي أنني لم أحتفل بزواجك
لجين : ستحتفل بزواج سوار وابنك رضا أيضا
سوار : أنا مثلك لن أحتفل بزواجي سوف أقلدك هههههه
وداد : لما لا تقلديها وتتزوجي إذا
سوار لوت شفتيها باستياء : أمي هل عدنا لهذا الموضوع
راشد : هههه لا تخافي بنيتي أنا عند وعدي لك لن تتزوجي إلا ممن توافقين عليه بنفسك
وداد : وهل ستبقى ترفض كل من ترفضهم ابنتك سوف يجري بها العمر .... ستندمين يوما يا سوار هذه
لجين أصغر منك وتزوجت
سوار : آه لجين ما هذا الذي فعلته بي .... منذ أن تزوجتي وأنا أعاني
لجين : هههه تزوجي إذا وأريحيها
سوار وهي تؤشر بأصبعها لرأسها : لا .... ليس قبل أن أجد من يدخل مزاجي هذا
راشد : هههه أتمنى أن يكون موجودا بكوكب الأرض
لجين : خالي ما حل بالعصابة هل صحيح ما تداولت الأخبار ... كنت سأتصل بجدي لأعلم منه
راشد : نعم صحيح لقد أخبرني ياسر بنفسه والمعلومات أكيدة
لجين : وما علاقة ياسر
راشد : لقد ساعد في الأمر كثيرا صديقه ذو مركز مرموق
لجين : لم تخطأ لين باختيار ياسر للمهمة
راشد : بالفعل فياسر شاب رائع لم أصادف مثله في حياتي كلها ... لقد أعجبني حقا
لجين : أجل فقد أثنت عليه آنين كثيرا
راشد : لا لن يوافيه أحدا حقه هوا أعظم من ذلك بكثير
سوار : هل هوا شقيق زوج صديقتك تلك يا لجين
لجين : نعم هوا ابن عم آنين التي تحدثت عنه سابقا هنا في منزلكم
سوار ( آه لما لا أحضا بواحد مثله كم أتمنى أن أراه ولو عن بعد .... لو أنه يغرم بي يوما فقط .... آآآآه
من هي سعيدة الحظ تلك التي سيحبها ويتزوجها )

في اليوم التالي كان الجميع مدعوين عند آنين وقد أصرت على عائلة خال لجين بالمجيء
آنين بهمس : لين ما بك ... تبدين لي لست على ما يرام
لين : يبدوا أنني حامل يا آنين
آنين بصدمة : متى .... لم نعد من إفريقيا إلا من أيام
لين : كان ذلك قبل ذهابنا لقد تجاوزت الثلاثة أسابيع الآن
آنين : كيف .... ألم تكوني رافضة للفكرة
لين : لقد ضيقوا الخناق علي كان ذلك قرارا في وقت غضب
آنين : أنا سعيدة لأجلك يا لين سيكون لنا مولودان في نفس العمر تقريبا
لين : أجل بقيت لجين عليها أن تلحق بركبنا
آنين : تلك الحمقاء لم تحتفل بزواجها إنها تحسدنا حتى على المفقودات
لين : إنها تراعي مشاعرنا كما فعلتي أنتي سابقا
آنين بصدمة : كيف علمتي بذلك
لين : لن يخفى عني مثل هذا الأمر يا آنين
آنين : آه لين يالك من خطيرة وعلينا الحذر منك دائما .... هل علم روح بحملك لابد أنه يكاد يموت من
السعادة الآن
لين : لا ليس بعد
آنين : ولما تخفين عنه أمرا كهذا
لين : لم أجد وقتا مناسبا في الأيام الماضية سأخبره الليلة .... آه آنين لا تعلمي بما أشعر به الآن أكاد أموت كانت
والدتي على حق ولن يتوقف الأمر على هذا فسيزداد سوءاً
آنين : هل تريدين المغادرة يا لين
لين : لن تغضبي مني
آنين : لا بالتأكيد
لين : إذا أريد الصعود لجناحك بالأعلى أنا لم أعد أحتمل قرب روح مني
آنين : سأرافقك في الحال .... سيكره روح الحمل كليا وسترين هههه
لين بصوت متعب : لا أعتقد ذلك ... هيا يا آنين فأنا أشعر بالغثيان
صعدت لين برفقتها للأعلى ثم عادت آنين لهم مجددا في صالة استقبال الضيوف
لجين : ما بها لين هل غادرت
آنين : قالت أنها متعبة قليلا وصعدت للأعلى
وداد : هل هي بخير
آنين : نعم لا تقلقوا
تابعوا جميعا سهرتهم في تبادل الأحاديث ... العمة ووداد اللتان انسجمتا مع بعضهما كثيرا
و آنين و سوار صاحبتا الهواية المشتركة والمفضلة لديهما أما لجين فكانت كل حين والآخر تتلقى
اتصالا من يزيد
آنين : لما لا تعودي للقصر يا لجين وتريحي زوجك هههه
لجين بضيق : اصمتي أو كسرت بيضتك هذه
آنين : ألا تجدون شيئا تهددونني به غير طفلي
لجين : هههه نعم زوجك
آنين : لا أرجوك الطفل أحمل بغيره لكن إياد أين سأجد غيره
لجين : هههههه ياسر طبعا فلا تضيعي ذاك الفارس من يديك
آنين بغيض : حمقاء إننا كالأشقاء كيف تفكري بذلك
لجين : أنا طرحت لك البديل فقط ألست من مدحه كثيرا أم أنك تكذبي علينا
آنين : أجل هوا رائع حقا ولكن ليس كزوج لي فهمتي
سوار : ألا يفكر في الزواج أبدا
لجين : هههههه هل تريديه يا سوار آنين ستتوسط لك
سوار : حمقاء إنه مجرد سؤال عفوي وتعرفي شروطي جيدا
لجين : نعم عليه أن يحبك ويبكيك كثيرا أولا
سوار تجاهلتها ونظرت جهة آنين : آنين أين هي لين لقد تأخرت أليس كذلك
آنين : نعم هلا تفقدتها من فضلك
سوار بصدمة : أنا ..... ولكن قد أصادف أحدا
آنين : إياد غير موجود وزياد نائم منذ ساعة ولن يستيقظ قبل الفجر وياسر رأيته يحمل حقيبته منذ وقت
لابد أنه في المطار الآن فاطمئني
سوار ( آه لا نصيب لي في رؤية الشاب الذي سلب عقول الجميع ) : حسننا ولكن كيف أجدها
آنين : ما إن تصلي للأعلى اتجهي يمينا إنه أول باب أمامك تلك الغرفة ستجدينها فيها
صعدت سوار للأعلى ثم وقفت في حيرة ( هل قالت اليمين أم اليسار .... يا الهي يا لك من حمقاء يا سوار
كيف لم تنتبهي )
حينها ظهر لسوار ما لم تكن تتوقع ... سمعت خطوات تصعد للأعلى فالتفتت مباشرة ضننا منها أنها
آنين قد لحقت بها
فتحت عينيها من الصدمة ( ماذا جاء بهذا هنا .... زوج آنين يا ورطتي أم أبن عمتها .... من قال أنني أريد
مقابلة ابن عمها ذاك ... أنا أتراجع )
ياسر كان يتنقل بنظره بين ملامحها وكأنه يراها للمرة الأولى
سوار شعرت بالضيق من نظراته فقالت بحدة : هلا ابتعدت عن طريقي يا هذا ... لما تنظر إليا هكذا هل
ستعطيني وضيفة جديدة
ياسر : أنا أردت أن ....
ولكن سوار لم تعطه المجال ليكمل حديثه نزلت مسرعة دافعتا إياه من أمامها ودموعها تنزل بغزارة
دخلت غرفة الضيوف كانت آنين غير موجودة ووالدتها وعمة آنين منشغلتان تماما جلست بجوار لجين
تمسح دموعها وتبلع عبراتها كي لا يلحظها أحد
لجين : سوار ما بك
سوار : إنه هنا ... هوا هنا يا لجين
لجين باستغراب : من ... من هذا الذي هنا
سوار : الشاب الذي أخبرتك عنه .... ذاك الذي أهانني
لجين : معـ معقول هل هوا من عائلة آنين
سوار : أجل .... قد يكون زوجها لقد فقدت أعصابي وصرخت بوجهه
لجين : لماذا ...؟؟؟
سوار : لا أعلم ... ما إن رأيته ينظر لوجهي بتفحص أعماني الغضب وتذكرت إهانته لي ثم حدث ما حدث
لجين : ولكن زوجها كان معنا هناك
سوار : إذا هوا ابن عمتها .... عليا المغادرة فورا
لجين : هذه حقا مشكلة
سوار : أمي هيا علينا المغادرة
وداد : ماذا حدث هل من مكروه بنيتي
سوار : لا ... لاشيء ولكن لدي أمر مهم سأفعله هيا أمي أرجوك
العمة : لازال الوقت مبكرا بنيتي لما الاستعجال
سوار : سنزوركم ثانيتا في وقت آخر أعذرينا أرجوك
وقفت وداد وودعتهما وابنتها
سوار : بلغي تحياتي لآنين و أخبريها أنني لم أذهب للين عليها تفقدها
لجين : حسننا وسألحق بكم فيما بعد أراك على خير
خرجت سوار بصحبة والدتها هربا من المكان الذي يوجد فيه ياسر لتجده يقف خارجا مستندا عل سيارته
وقد كان في انتظارهم ... تقدم ناحيتهم نظرت سوار لوالدتها ثم له ثم أنزلت رأسها للأسفل
وقف ياسر أمامهم مباشرة وقال : اعذريني يا آنسة عن كل ما بدر مني سابقا لقد كان لبس في الأمور كنت
مخطأ جدا في حقك أتمنى منك العذر
سوار لم ترفع رأسها ولم تتحدث بكلمة كانت دموعها تنزل رغما عنها من عينيها مباشرة للأرض
ياسر : أنا آسف ... حقا آسف
وداد : ماذا هناك .... ألست أنت من رأيتك سابقا في قصرنا
ياسر : أجل أنا هوا
وداد : هل أنت من عائلة آنين يا بني أآنت إياد زوجها
ياسر : لا ... أنا ابن عمها ياسر
رفعت سوار حينها عينيها إليه بدهشة فالتقت نظراتهم مطولا ثم توجهت لسيارتها ركبت السيارة وأغلقت
الباب خلفها في صمت وهدوء
وداد : اعذرني بني عليا المغادرة كانت فرصة سعيدة أن تعرفت بك
ياسر : على الرحب والسعة أتمنى أن لا تكون الآنسة سوار غاضبة مني بلغيها اعتذاري مجددا
وداد : أنا لا أفهم شيئا ولكنني سأفعل ذلك
ركبت والدتها السيارة وانطلقت سوار مباشرة تاركة ياسر يتبعهم بعينيه حتى اختفت
وداد : ماذا هناك يا سوار من أين تعرفي ياسر لقد ناداك باسمك
سوار نظرت لوالدتها بصدمة : أسمي
وداد : نعم وقال لي أن اعتذر لك نيابة عنه .... هلا شرحت لي ما يجري وسبب كل هذه الدموع
صمتت سوار لصدمتها أن ذاك الشاب هوا ذاته ياسر أم لأنه يعرفها جيدا ويعرف اسمها أم لا تدري لما
وداد بضيق : كم أكره الصمت الذي ليس له مبرر ولا وقت ولا سبب أيضا
سوار كانت في عالم آخر تماما ( معقول .... ياسر من كنت أحسد الفتاة التي سترتبط به وتمنيت أن يحبني
ويتزوجني شخص مثله .. هوا من ضن أنني خادمة ... هوا يرى أنني أشبه الخادمات .... لماذا أنا سيئة الحظ
هكذا ... لما التقيت به في حياتي لماذا ) وباشرت دموعها في النزول من جديد
وداد بصراخ غاضب : سواااااار
سوار وهي تمسح دموعها بيدها : نعم أمي لقد أفزعتني
وداد : ألن تخبريني ما بك وما بينك وبين ياسر
سوار : لاشيء أمي لاشيء ... مجرد سوء تفاهم بسيط
وداد بيأس : أتمنى ذلك
بعد مرور ساعة وصل روح لقصر عائلة آنين ليرجع بلين التي أبلغته أنها متعبة وتريد المغادرة
وصلا لقصر عائلته نزلت وهوا يتبعها حتى وصلا الجناح المخصص لهما
روح : لين ما بك حبيبتي
لين : متعبة قليلا
روح : مما ... هل تشعرين بشيء معين
وضعت يدها أسفل معدتها وقالت بابتسامة متعبة : نعم إنه ابنك ... هوا يتعبني كثيرا
روح فتح فمه وكذلك عينيه على اتساعهما من الصدمة وقال مبتسما : حـاااـاااامل .... هل أنتي حامل
لين : أجل لترتاحوا الآن وترحموني
احتضنها روح بشدة ثم رفعها عن الأرض بيديه ودار بها حول نفسه وهوا يردد بسعادة : يا لها من
مفاجئة رائعة وأخيرا فاتنتي ... كنت مترددا في فتح الموضوع معك ظننتك لن توافقي
لين : روح لا توقف أرجوك أنا اشعر بالغثيان
توقف وتركها من يديه فركضت مسرعة ناحية الحمام ... خرجت بعد لحظات وكان روح واقفا بانتظارها
روح : حبيبتي هل أنتي بخير
لين توجهت جهة السرير وجلست عليه وقالت : لا لست بخير اشعر أنني سأموت
توجه ناحيتها وجلس بجوارها واضعا يده على جبينها
لين : لا روح ابتعد أرجوك .... ثم أمسكت فمها بيدها وركضت جهة الحمام من جديد
خرجت من الحمام لوحت بيدها في وجهه وهي تضع يدها الأخرى على فمها وأنفها وقالت : ابتعد عني أرجوك
لا يمكنني الاحتمال
روح وهوا يضع يديه بوسط جسده : هل لي أن أفهم ما يجري الآن .... لقد لاحظت منذ أيام تجنبك لي حتى
أنك قضيتي اليومين الماضيين نائمة وقلتي أنك متعبة
لين : لقد أخبرتك سابقا أن الحمل له متاعب كبيرة وأن عليك تحمل النتائج
روح : هل كل النساء هكذا ... لما صديقتك لم تكن كذلك لقد سافرت معكم وعادت وهي حامل
لين : ليست كل النساء ولكنني من أسوء نوع قد يحمل فيهن
روح : لم افهم
لين : لا استطيع أن أتحمل قربك مني يا روح .... حملي سيكون صعبا ومرهقا جدا لك لأشهر معدودة و أيضا
لي طوال أشهر الحمل
روح : لم أفهم أيضا
لين بضيق : روح هذا الأمر متوارث لدينا من جدة جدتي وحتى والدتي يمكنك أن تفهم من والدي إن
أحببت .... فأبقى بعيدا عني أرجوك
خرج روح مستاءً واتصل من فوره بوالد لين الذي شرح له ما مرت به والدتها وقت حملها بها
رجع للغرفة وقال : اسمعي يا لين إن كان هذا المولود ذكرا سننجب أنثى وكفى والعكس بالعكس اثنان
يكفيان أنا لست على استعداد أن أخسرك من أجل الأطفال
لين وهي تتراجع بضع خطوات للوراء : حسننا فقط لا تقترب
روح باستياء : لين بربك هل تعني ما تقولين حقا
لين : عليك التحمل لشهرين فقط ... ألم تكن تريد الأبناء تحمل الآن .... كم مرة قلت لي أنك على استعداد
لاستحمال أي شيء فقط أن أنجب طفلا
روح : نعم قلت ولكن ليس هذا ... كيف تريدين مني أن ابتعد عنك هكذا ... لا يمكنني تحمل بعدك يا لين هل
تفهمي ذلك ... هذه اسمها مأساة
لين : إن كان الشهرين مأساة بالنسبة إليك فمأساتي أنا لن تنتهي قبل أن ألد طفلي
روح : أمتأكدة أنك ستمرين بما مرت به والدتك
لين : نعم
روح وهوا يرفع سبابته أمام وجهه : إذا هوا طفل واحد .... سيكون الأول والأخير فهمتي
لين : روح كيف تمنعني من إنجاب الأبناء إنه حقي أنا أيضا
روح وهوا يغادر الغرفة مستاءً : انتهى الكلام في الموضوع
جلست لين على السرير ممسكة رأسها بيدها وقالت : خرجنا من مشكلة أحملي دخلنا في مشكلة لا تحملي
أما سوار في تلك الساعة فكانت في بكائها المتواصل منذ عادت
لجين : سوار لما كل هذا ... الم تقولي أنه اعتذر منك
سوار ببكاء مرير : خادمة ... ألم يجد شيئا أفضل ... اقسم أنني ما عدت أتقبل شكلي أصبحت أرى
الجميع ينظر إلي على أني أشبه الخادمات وأبكي كلما رأيت وجهي في المرآة
لجين : سوار لا تجعلي ما حدث يسبب لك عقدة من شكلك ستكونين وحدك الخاسرة ... لقد رآك بتلك
الثياب المبهدلة هل تريدي منه أن يقول لك أنت جميلة ولكن ثيابك كالخادمات فهل أنت خادمة أم سيدة
بربك سوار هل كان يجوز أن يقول ذلك
سوار وهي تضرب بقبضة يدها على السرير : لما هوا بالذات لما
لجين وهي تضع يدها في وسطها : إن كان غيره فلا بأس ... هل هذا ما تعنينه
سوار : لجين اتركني وشأني أرجوك
لجين : لا ... وإن لم تشرحي لي الأمر فسأتصل بأنين لتعطيني ياسر لأكلمه
قفزت سوار واقفة وأمسكت بيد لجين وقالت : لا لجين ما هذا الذي ستفعلينه هل جننتِ ما سيظنه بي
لجين : إذا
سوار : لم يحصل إلا ما أخبرتك به أقسم بذلك ولم أره في حياتي قبل ذلك
لجين : وإذا
سوار : وإذا لا شيء ... من كثرة حديث والدي عنه و آنين أيضا تمنيت يوما رؤيته أو أن .... يكفي
لجين يكفي ارحميني واتركيني وشأني حلفتك بالله
لجين : حسننا ولكن سأعود لك فيما بعد فتوقفي عن البكاء حالا
سوار : لن أبكي ولكن أخبري والدتي أنني بخير وأني لا أعرفه سابقا لأنها لن تتوقف عن إزعاجي بالأسئلة
لجين وهي تغادر الغرفة : حسننا فقط أرحمي نفسك قليلا

أما ياسر فقد كان الأمر مختلفا لديه فلم يتوقف عن التفكير بها تلك الليلة وطيلة الليالي التالية
وبعد مرور شهرين وفي قصر عائلته نزل من الأعلى متوجها حيث كانت تجلس آنين وجلس
بجانبها
ياسر : مرحبا آنين كيف حالك وكيف تسير الدراسة
آنين : بخير .... لا تقل أنك تنوي السفر من جديد
ياسر : هههههه جيد أنك لستِ زوجتي
آنين : لو كنت زوجتك لقتلت نفسي بسببك
ياسر : هههه هل تفعلينها حقا ... إذا عليا البحث عن زوجة تحب السفر مثلي
آنين : إذا ليس أمامك سوى سوار ابنة خال لجين
ياسر ( رائع ها قد سهلتِ عليا الأمر يا آنين ) : وهل سوار هذه تحب السفر
آنين : أجل وتتمنى الزواج من رجل يسافر بها كل مكان وطوال الوقت
ياسر : وما تتمنى فيه أيضا
آنين بنظرة تشكك : ياسر ما الأمر لم تسألني عن فتاة هكذا من قبل
ياسر تحمحم قليلا ثم قال : اممم ... أنا كنت أريد أن أسألك عنها قبل أن تتحدثي
آنين بصدمة : هل تعرف سوار مسبقا
ياسر : لقد قابلتها مرات قليلة فقط بالمصادفة فما رأيك بها ... وأنا لا أعلم إن كانت مرتبطة
آنين بابتسامة واسعة وسعادة : حقا ياسر هل تفكر بالزواج منها
ياسر : لما كل هذا الانفعال هل يسعدك خبر رغبتي بالزواج أم رغبتي الزواج منها
آنين : الاثنين معا ... كم هذا أمر رائع ياسر
ياسر : إذا الفتاة تعجبك
آنين : بالتأكيد إنها فتاة رائعة وتعجبني كثيرا ووالدتها كذلك هم عائلة متواضعة وطيبون جميعهم
ياسر : إذا هلا سألتها إن كانت توافق
آنين بنصف عين : ليس قبل أن تحكي لي ما حدث بينكما
ياسر : آنين هل عليك أن تتطلعي على خصوصياتي لتسدي لي معروفا
آنين : أخبرني ياسر أرجوك أنا اعتبرك شقيقي الذي لم أره يوما
تنهد ياسر بضيق ثم حكا لها ما حدث معه وسوار
آنين : هههههه يا لها من حكاية غريبة
ياسر : لو كنت أعلم أنك ستسخري مني ما حكيت لك ما حدث
آنين : آسفة ياسر ولكنه موقف بل مواقف مضحكة حقا .... ألا ترى أن موقفك ضعيف قد تكون
تكرهك بسبب ما حدث
ياسر : آه آنين لا تعقدي الأمر أرجوك عليا أن أتزوج بها لا سواها وعليك أن تساعديني
آنين : لقد وقعت يا ياسر هههههه
ياسر بضيق : هل ستساعدينني أم أنسى الموضوع
آنين ( ولكن سوار تريد الزواج من شخص تضع له شروطا معينة وقد تكون تكره ياسر إنها
مشكلة حقيقية وعليا المساعدة قدر المستطاع )
ياسر : آنين أين ذهبتي
آنين : هههههه ذهبت لأسألها
ياسر : يا لي من أحمق هل كان عليا اللجوء إليك
آنين : لما لا تتحدث مع والدها مباشرة إنه يحبك ويثني عليك كثيرا .... لقد علمت سابقا أن سوار
رفضت الكثير من الخطاب
ياسر : لا أريد لوالدها أن يجبرها علي أريد أخد الموافقة منها أولا
آنين : حسننا سأرى ما يمكنني فعله أعدك أني سأساعدك بكل جهدي
ياسر : جيد أنا أعتمد عليك
دخل حينها إياد توجه جهة آنين جلس بجانبها ووضع يده على كتفها وقال : ما سر هذا الاجتماع المغلق
آنين بسعادة : ياسر يفكر بالزواج أخيرا
إياد بصدمة : حقا .... ياله من خبر سار
ياسر : آه آنين أنتي لا تعرفي الصبر أبدا
آنين : كيف لي أن أخفي سعادتي بذلك
إياد : ومن العروس
آنين غمزت لياسر وقالت : ليس بعد الأمر لا يزال تحت النقاش
إياد : أعلموني عندما ينتهي الأمر أم لن أكون حاضرا وقت الخطبة
ياسر : بالتأكيد من لي غيرك شقيقي
ثم قال وهوا يقف مغادرا : آنين لا تنسي فيما تحدثنا ولا تؤجلي الأمر كثيرا
آنين : نعم بالتأكيد... فقط على بساط الريح أن يؤجل سفره قليلا
ياسر وهوا يبتعد : هههههه حسننا سأفعل
آنين : إياد أريد أن أزور لجين الليلة
إياد وهوا يقبل خدها : بالتأكيد حبيبتي أنا في الخدمة

عند المساء قامت آنين بزيارة لجين في قصر عائلة يزيد الذي يقيمان فيه
آنين : هاهي انقلبت الموازين لقد أصبحنا أنا وأنتي بالقرب من بعضنا ولين وحدها هناك
لجين : اجل ولكني كنت أتمنى أن أكون قربها الآن إنها متعبة كثيرا
آنين : لقد كانت تعلم ذلك ... من الجيد أنها لم تحمل سابقا كانت محقة فيما تقول .... ولكن
لا تقلقي فروز ستقوم بكل الواجب إنها رائعة حقا ثم أن روح قد تعافى تماما
لجين : حمدا لله أنها موجودة معهم
آنين : لجين أود التحدث معك في أمر مهم
لجين : ماذا هناك هل من مشكلة
آنين : لا .... الأمر يخص سوار
لجين بحيرة : سوار ما بها
آنين : ياسر يريد أخذ موافقتها على الزواج منه
لجين بدهشة : ياسر .... ابن عمك نفسه
آنين : وهل لدي ياسر غيره نعم هوا
لجين : وهوا من طلب سؤالها
آنين : نعم ومصر عليها أيضا ... قال هي ولا سواها يريدها زوجة
لجين : متأكدة
آنين : ما بك لجين لقد نقلت لك كلامه حرفيا وهوا يستعجل سماع جوابها... لكن ما أخشاه أن ترفضه فيبدوا
أنها قد كسرت حواجز قلبه
لجين : أتعني أنه ....
آنين : يبدوا ذلك هوا مصر عليها جدا .... أخشى أن ترفضه تعلمي أن لديها شروطا ..... لقد طلبت منه
أن يذهب لوالدها مباشرة فهوا يحبه ومعجب به كثيرا فرفض وأصر على أن تكون هيا موافقة أولا .... لجين
قومي بالواجب
لجين : لقد فاجأتني حقا .... أعدك أن أفعل ما بوسعي
آنين : جيد فقط لا تتأخري .... لجين ألا يوجد لديك شيء هناك
لجين بحيرة : أين ومثل ماذا
آنين : هههههه شيء يشبه البيض ويتكسر بسهولة في نظر زوجك
لجين : هههههه فهمت الآن .... يبدوا ذلك فأنا لم أتأكد بعد
آنين : رائع ..... يبدوا أننا سننجب بذات السنة
لجين : أي سنة إنك في شهرك السادس الآن
آنين : وإن يكن ليس بكثير
بعد يومين زارت لجين منزل خالها لتتحدث مع سوار فصعدت لغرفتها فورا
لجين : مرحبااااااا
سوار قفزت وحضنتها : مرحبا أيتها المحتالة أين أنتي عني من مدة
لجين : مادمت مشتاقة إلى هكذا لما لم تزوريني هناك
سوار وهي تجلس : لا أريد إزعاجك وزوجك أنتما متزوجان حديثا
لجين وهي تتوجه للجلوس بجانبها : أي حديثا نحن متزوجان منذ ثمانية أشهر
سوار : وهل تسمي تلك الفترة زواجا
لجين : أحمل لك خبرا مغلفاً بغلاف قنبلة
سوار : الخبر الذي داخل القنبلة سار أم لا
لجين : بالنسبة لي أنا سار ... أنتي لا أعلم
سوار بسعادة : هل أنتي حامل
لجين : وهل هذا الخبر سيكون مغلفا بقنبلة
سوار : وما أدراني لا جواب لدي
لجين : إنه ياسر
سوار ألجمتها الصدمة قليلا ثم قالت : ما به ياسر ولما تأتين بذكره
لجين : سيتزوج
سوار بضيق : وما دخلي بذلك .... لما تنقلي لي مثل هذا الخبر
لجين بنصف عين : لأنه ينتظر موافقة العروس
سوار اكتفت بالصمت وتدور فوق رأسها علامة استفهام كبيرة
لجين : ها ما قلتي
سوار باستغراب : فيما
لجين : لم أكن أعتقد أنك غبية لهذا الحد ... رأيك في الزواج به طبعا فأنتي العروس
وقفت سوار بصدمة وهي تنظر للجين : أنا
لجين بابتسامة : نعم فيبدوا أنك سلبت عقل الرجل وهوا مستعجل لمعرفة رأيك أيضا
سوار : مستحيل .... لا لن أوافق
لجين : سوار هل جننتي ألم يكن يعجبك حديثهم عنه ثم ها هوا ذا وافق شروطك فقد أحبك ويريد
الزواج بك .... هههههه وأبكاك كثيرا أيضا
سوار : لا
لجين : ولما لا ... هوا رفض فتح الموضوع مع والدك مباشرة رغبتا منه بمعرفة موافقتك
سوار : وهل يتزوج من خادمة
لجين : آه سوار لو كنتي بنظره هكذا ما كان تقدم لخطبتك
سوار : ليســــ
قاطعتها لجين : لن أعتبر ما قلته ردا ... فكري بالأمر مليا ولا تستعجلي يا سوار
تنهدت سوار بضيق واكتفت بالصمت
مر أسبوعين ولجين على اتصال دائم بسوار إما تقنعها بكل الطرق أو لتسألها إن كانت موافقة ... أما
الرفض فكان ممنوعا لدى لجين قبل مدة كافية من التفكير
كانت سوار لا تتوقف عن التفكير المتواصل ( لا أعلم ما أقول لقد تعبت من التفكير ... هوا حقا شاب
رائع ولكن كيف لي أن أقبل ما قاله عني .... ولكنه يصر على رأيي وموافقتي أيضا وقد أعتذر لي عما
قال ..... آه يا الهي ما العمل )
أما ياسر فقد قرر أخيرا التحدث مع راشد بعد أن يئس من قبولها أو رفضها ... لكي يأخذ منه قرارها
النهائي فتوجه من فوره بصحبة إياد للتحدث معه فكان الرضا والقبول لا وبل السرور بما سمع هوا رد
راشد ولكنه طلب منهم سؤال ابنته أولا .... وعند المساء طرق باب غرفتها بخفة
سوار : تفضل
دخل راشد مبتسما : مرحبا بابنتي الحبيبة
سوار : مرحبا أبي لو كنت فقط اتصلت بي لوافيتك على الفور لما تأتي بنفسك لغرفتي
راشد : الموضوع مهم وعليا التحدث معك فيه
سوار : آه لقد خمنت ما سيكون
راشد : الرأي الأول والأخير لك بنيتي ولكن من تقدم لخطبتك هذه المرة شخص لا يمكن رده
سوار : آه أبي هذا رأيكم في الجميع
راشد توجه ناحيتها جلس بجانبها وقال : بنيتي إن كان يهمك رضاي فلا ترفضي هذه المرة ... أنت لا تعني
كم يهمني الأمر وكم تمنيت ذلك ولكني لا زلت عند كلمتي فالرأي لك نهايتاً
سوار ( يا الهي والدي لم يصر على أحد هكذا سابقا .... ولكن ياسر .... ألست أنت من ماطل في
الموضوع تحملي النتائج إذا )
راشد : سوار أين ذهبتي
سوار : إنها المرة الأولى التي تطلب فيها مني أمرا ثمنه رضاك ... أنا لن أردك مكسور الخاطر يا أبي
راشد : باركك الله من ابنة يا سوار
سوار ( يبدوا أن نصيبي أن أتنازل عن كل شروطي في النهاية وقد أضعت ياسر أيضا )
راشد : سوار ما قصتك بنيتي إن كنت غير راضية فلن يتم الأمر
سوار : بل موافقة
راشد : الحمد لله لقد أرحتي قلبي يا سوار لن اطمئن عليك إلا مع ياسر فليسعدكما الله
سوار بصدمة : من .... ياسر
راشد : هل تعرفين ياسر يا سوار
سوار بارتباك : لـ لقد سمعتك تتحدث عنه مرارا
راشد : أجل وكم كنت أحسد من سيكون زوجا لأبنته لم أتخيل يوما أن يكون ذاك أنا ... لقد جاء اليوم
لخطبتك هوا وشقيقه إياد
سوار من دهشتها فقدت القدرة على التحكم حتى بيديها ورفضت الكلمات الخروج من شفتيها
راشد : هل أخبرهم بموافقتك هل أنتي راضية يا بنيتي
سوار : أ أجـــ أجل
راشد : إذا على بركة الله غدا سأعلمهم بالأمر

بعد يومين اتصلت آنين بسوار
سوار ( غريب هذه آنين ما تريد يا ترى لابد وأن أبي قد أعلمهم بموافقتي فاتصلت لتبارك لي )
فتحت الخط ولكن ما جاءها لم يكن صوت آنين بل صوت رجولي عميق
ياسر : مرحبا سوار هذا أنا ياسر
سوار ألجمتها الصدمة فلم ترد بكلمة
ياسر : سوار هل أنتي معي
سوار : نــ نعم
ياسر : آسف على مفاجئتي لك بهذا الشكل ولكني أردت سماع رأيك بي لأني خفت أن والدك قد ضغط
عليك لتوافقي .... انتظرت ردك طوال المدة الماضية ولكنك لم تجيبي وتريحيني
سوار : ......
ياسر : سوار هل تسمعينني
سوار : ألا تراني أشبه الخادمات هل هذا رأيك بي أخبرني أرجوك
ياسر : مطلقا لقد التبس علي الأمر بسبب مظهرك وما كنتي تحملين يومها لقد كان خطأ مني ... كيف
لخادمة أن تكون بهذا الجمال
شعرت سوار بالخجل الشديد وتوقفت الحروف فوق شفتيها
ياسر : ها سوار ما هوا جوابك
سوار بخجل وارتباك كبيرين : رأيي من رأي والدي لن أخالفه أبدا
ياسر : شكرا لك سوار أتمنى أن لا تندمي يوما على ارتباطك بي تأكدي أني سأسعى جاهدا لإسعادك
سوار : ......
ياسر : أنا آسف على ما يحدث الآن .... أعلم أنني أسبب لك الكثير من الإحراج ولكنك ما تركتي لي إلا
هذه الطريقة .... وداعا الآن
سوار : وداعا
أغلقت سوار الهاتف وسقطت من فورها على السرير وخداها متوهجان من الإحراج والخجل
بعد أشهر أحتفل الجميع بعقد قران ياسر وسوار اللذان كانا سيسافران من فورهما في اليوم التالي ...كانت
آنين حينها تحمل طفلها حديث الولادة بين يديها ولجين ما تزال في شهرها الرابع وتنتظر بفارغ الصابر أن
تحمله أيضا كأنين أما لين فلم تحضر بالطبع فهي لازالت تعاني ويلات حملها
آنين : سوار لما كل هذا الارتباك
سوار : لا أعلم أشعر أنه سيغمى علي هل شعرتي بذلك حين تزوجتي ... أخبريني كيف أتصرف
آنين : آه لا تذكريني فحين عقدنا قراني وإياد لم أشعر إلا بالحزن والإحباط الشديدين اسألي لجين قد تفيدك
لجين : هههههه أنا لم أشعر حينها إلا بالكره والاشمئزاز.... لو كانت لين هنا لأفادتك بشيء
سوار : هل عليه الدخول هنا حقا .... لا أرى ضرورة لذلك
آنين : ما بك سوار هذا أمر روتيني ثم أنتم مسافران غدا ما الغريب في الأمر
سوار : غدا يبقى لغد .... لما عليا مواجهة الموقف يومين متتاليين
لجنين : هههههه وكأنها لم تتزوج غيرك ... الأمر رائع صدقيني
آنين : لجين ألا تخجلي من قول ذلك علنا
لجين : أردت طمأنتها فقط
بعد ساعتين دخل ياسر حيث كانت سوار ووالدتها وعمته و آنين أقترب بخطوات ثابتة فاقتربت منه
عمته وحضنته مباركتا له ثم سحبته من يده
العمة : تعال هيا لا تخجل منا وألبس عروسك ما جلبت لها
تقدم منها ياسر والبسها العقد والأساور والخاتم فلاحظ ارتباكها فوق الطبيعي ... قبل جبينها وهمس في أذنها
قائلا : مبارك لنا يا سوار
لم تجب سوار بحرف من ارتباكها وعيناها لم تغادرا الأرض همس ياسر لأنين فابتسمت
وقالت : هيا دعونا نترك العروسين قليلا
نظرت لها سوار نظرت خوف وكأنها تترجاها أن لا تفعل ذلك
غمزت لها أنين وهمست مبتسمة : زوجك من أراد ذلك لا تلقي باللوم علي
غادر الجميع اقترب ياسر منها ورفع وجهها بأصابعه وقال مبتسما : خفت أن لا تكوني لي
اكتفت سوار بالتنقل ببصرها بين تقاسيم وجهه في صمت ولم تشعر إلا بشفتيه تقبل شفتيها قبلة سريعة
فطأطأت برأسها خجلا ضمها ياسر وقال مبتسما : أعجبتني فيك أشياء كثيرة سأضيف إليها الآن كثرة الخجل
طرقت عليهم آنين الباب ودخلت : هيا هيا يكفيك ذلك أخرج فورا
ياسر : من أين خرجتي لنا أنتي
آنين وهي تسحبه للخارج : يكفيك ذلك غدا ستكون معك ... لدينا الكثير من الأعمال لنقوم بها هنا
خرج ياسر وتوجهت آنين لسوار عانقتها بحب وقالت : كم أنا سعيدة أنك ستكونين من عائلتنا ...ياسر لا مثيل
له صدقيني غير أنه رحال
سوار بابتسامة : بل هذه أحد مميزاته
آنين : هههههه محظوظ ياسر لأنه وجد واحدة تشاركه هوايته المتعبة
وانتهى الحفل وغادر الجميع بعد ليلة طويلة من المرح تحملهم سعادتهم وأمنيهم للغد المنشود

وبعد مرور خمسة أعوام وفي حديقة قصر روح و لين
كن ثلاثتهن يجلسن بالخارج وأزواجهن في الخلف على مسافة قريبة منهن
جاءت طفلة تركض باكية في عمر الثلاثة أعوام ذات جمال فائق وشعر بني فاتح وكأنها دمية تتحرك و
توجهت من فورها للين
لين : حبيبتي أنوار ما بك بنيتي
أنوار ببكاء : إنهما يتشاجران من جديد لما لا يتوقفان
نظرت لين لصديقتيها بضيق : لما لا تتصرفا مع ابنيكما
آنين كانت تمسك طفلا صغيرة في عمر العامين في حجرها وتحمل مولودا في أحشائها أيضا لم يتجاوز
الشهرين صرخت منادية : إياد انهض واحضر ابنك إنه يتشاجر مع أبن يزيد مجددا
إياد : إنهم أطفال سيعودان للعب مجددا مع بعضهما
آنين : لين ألم تجدي ما تفعلي سوى أنجاب طفلة كهذه ما الذي سيُنهي المشكلات الآن
لين : وماذا كنتي تريدي مني ... أن أسرق واحدة من الشارع مثلا ... هذه ابنتي
لجين : ما ستتوقعين قد يخرج من بيضة والداها لين و روح
آنين : دجاجة هههههه
لين : لا تسخري من أبنتي هل تعجبك دجاجتك هذه
آنين : ما بها إنها ملاك سوف تزحفوا على وجوهكم لنزوجكم إياها
لين : لا ... ليحتفظ كل منا بأبنائه إن كانوا صغارا وهذه النتيجة فكيف في المستقبل
لجين : ابنتك يا لين لن تكون إلا لأبن عمها هوا الأحق بها أما أبن آنين فعليه أن يتزوج بابنة عمه
آنين : بل عليكم تحسين السلالة ولن تجدوا كابني أبدا فوالده إياد
لين بتذمر : لن تكون لكليهما ابنتي محجوزة
لجين : هذه خيانة لمن ستزوجينها غير ابن عمها
لين : هههههه ستعرفين في المستقبل

نهضت لجين تمشي خطواتها بصعوبة بسبب حملها و توجهت مبتعدة ثم عادت تسحب طفلا في الخامسة بيدها
عائدة لكرسيها
لجين بغضب : ألم أقل لك أن لا تتشاجر معه مجددا لقد حذرتك من ذلك قبل مجيئنا ... لن أمضي اليوم
بطوله اركض خلفك أتفهم
عامر: أمي هوا من بدأ لا يريد الابتعاد عن أنوار سوف يوقعها
أعطت أنين طفلتها لوالدها ليمسكها كي لا تبتعد وغادرت لذات المكان وعادت أيضا بطفل في الخامسة تسحبه
من إذنه وهوا يصرخ : آي أمي آآآآآآآي
آنين بحدة : ستبقى هنا بجانبي كي لا تثير المزيد من المشكلات
قصي : هوا لا يريدني أن ألعب معها كان يدفعني
آنين : اصمت واجلس هنا بجواري
لين : آنين عليك أن تتوقفي عن إنجاب الأبناء إنهم متعبين
آنين : أبدا سأنجب أكبر عدد ممكن و إياد يوافقني على ذلك
مر حينها شاب في العشرين من العمر سالكا الطريق بعيدا عنهم قليلا وعيناه في الأرض قفزت أنوار من
حضن لين راكضة باتجاهه وهي تنادي : عمااااااااد
استقبلها عماد بين ذراعيه وحملها ثم مسح بقايا دمعة على خدها وهوا يقول : ما بها صغيرتي الجميلة من
يبكيها هكذا
أنوار : هيا عماد خدني للدجاجات
عماد : هههههه اسمه دجاج صغيرتي وليس دجاجات
أنوار : خدني هيا خدني
نظر عماد جهة لين وعيناه في الأرض وقال : سيدتي هل آخذها معي
لين بابتسامة : بالتأكيد ... ولن أوصيك عليها فأنا مطمئنة مادامت معك
عماد وعيناه لازالت في الأرض : إنها في عينيا سيدة لين
لين : مُر بروح لتخبره أنها معك كي لا يبحث عنها ولتأخذ أبني عادل معكم
عماد : حسننا
قصي : أمي هل أذهب أيضا
آنين : اذهب ولكن لا تتعب الشاب معك فهمت
عامر : أنا أيضا
لجين : أذهبوا وأريحونا .... عماد لا تمسك يدك عنهم إن سببا لك أيا مشكلة أضربهم فورا
عماد وهوا يغادر : هيا تعاليا سنزور الحظائر كلها
أنوار وهي تحضنه بقوة : هييييييييه كم أحبك يا عماد
لين كانت تنظر ناحيتهم بابتسامة ثم قالت : هذا هوا عريس ابنتي هل عرفتموه الآن
لجين : من .... إنه يكبرها بكثير وهوا عامل لديكم
لين بضيق : ليس عيبا أن يكون عاملا لدينا أنتي لا تعرفي عماد جيدا ... ثم روح كان في مثل سنه عندما
كنت أنا في الثالثة وها نحن الآن زوجان وسعيدان أيضا ... وأنوار متعلقة به كثيرا
لجين :لما كل هذا الغضب لقد كنت امزح ولم أعلم أنك جادة في الأمر يا لين
لين : كل الجد وما أن تبلغ أنوار السابعة عشرة فستتزوجه رغما عنها
آنين : إنهم أطفال والكلام في الأمر سابق لأوانه

ترى هل المسألة بالفعل لا تتعدى كونهم أطفال وستتغير الأمور ما إن يكبروا ... أم ستكبر كل هذه الأشياء
معهم لتبني حواجز وجسور للواقع فتهدم كل الأحلام والأميات وتورث الأم والقلوب المكسورة
هذا ما لن نعرف إجابته أبدا ........ لأن الرواية قد انتهت

برد المشاعر 22-10-14 12:28 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
وفي الختام شكرا لكل من تابع روايتي من أعضاء وزوار ولكل من شجعوني


أحبكم في الله أختكم برد المشاعر

حفيف الوجع 22-10-14 04:30 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
روووووووووووووووعه صراحه اروع روايه قراتها في حياتي انتي مبدعه حقااااااااا لاتتوقفي عن الكتابه واصلي والله يوفقك تقبلي تحياااتي🌹🌹🌹🌹🌹🌹

fadi azar 22-10-14 02:26 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
روايتك رائعة جدا استمري في الكتابة لان قلمك رائع جدا

حكاية امل 22-10-14 09:46 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههههههههههه رائعه , نهايه جميله اضحكتني كثييييييييييييييييييييييييرااااااا, ممتعة, استمري بالكتابه,وفقك الله , دمتي بود.:e106::342:

برد المشاعر 23-10-14 06:25 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
حفیف

فادي

حکایة أمل

شکرا لکم أسعدني ردکم


کونوا في القرب دائما

asrraar 24-10-14 03:02 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
أسعد الله مسائُكِ أختي العزيزه برررررد،،ماذا لقد قراءةُ روايتُكِ اليوم من أول فصل وحتى السابع ماشاءالله ابدااااع ،،القصة جميله جداً بمجراياتها عااامةً،ما اجمل الأسماء أنين ،لين ،ولجين كل إسُمٍ يحكي قصه غنية بالمشاعر برغم حقائقها المؤلمة لمن يعاني عذابات الضمير""روح""و""إياااد"". احببت عمق مشاعرهم ولو أنها معذبه الأبطال شويه. ،،ما بعد النار اللا الحلاوة. ان شاء الله تكون النهايات روعه ،،تتركه لكِ بصمة غاليتي برد المشاعر ،تقبلي مروري❤️:lol:💕🌹😘

نانَمي 24-10-14 03:09 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
وواااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااو رائع جميل تحفة بجد قصة جميلة اوي بجد بجد تسلمي اديك وانتظر منك قصص ثانية فعلا قصة جميلة جدا :55:

asrraar 24-10-14 03:24 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام الفصل السابع
 
غاليتي برررد المشاعر لكِ مني اجمل المشاعر التقديريه ،ف رواياتك ِ مميزه بجمال إبداعي سلس بأحداثه الشيقة التي تشد القاريء ، فلا تحرمينا مِنْ ما تخطهُ انمالكِ ،عزيزتي كم بااارت باقي للقصة ،في انتظارك دمتي بود🌹💕

برد المشاعر 30-10-14 03:03 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
شكرا لك ريفية هذا من دوقك أتمنى تكوني انتبهتي إنها هنا مكتملة

وأعذريني على التأخير في الرد عليك

فل وياسمين 31-10-14 05:15 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
رووووووووووووووعة ابدعتي شكرا

bluemay 14-11-14 07:05 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
رائعة وأستمتعت فيها جدا ...

سلمت يداك حبيبتي ميشووووو ..

أبدعتي فيهاااا ...

لك ودي

«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

فلورنسيا 02-01-15 08:36 PM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
روووووووووعة ومشوقة جدااااااا شكرااااااااا

الكنينة 06-01-15 06:34 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
رووووعة الرواية ابدعتي في تصوير مشاعرهم وقوة اتحادهم

Latoofah 09-02-16 10:17 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
جميلة جداااا.. شكراااا

بنت المخيم 10-02-16 08:02 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
السلام عليكم , راويه رائعه جدا .تجسد الصداقه والحب والوفاء باجمل معانيه .شكرا وموفقه دائماباذن الله

ندى ندى 10-03-16 05:21 AM

رد: ملامح تختبئ خلف الظلام
 
تسلم ايدك حبيبتي ووفقك الله

رواية جميله جدا وقمة الابداع

بشخصياتها وباسلوبها وبكل ما فيها

ما شاء الله وفي انتظار ابداعاتك

القادمه


الساعة الآن 01:36 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية