رد: الحمض الرقمي - قصة خيالية من تأليفي
الفصل التاسع
في صباح احد الأيام و بعد أن مر وقت على بقاء "شهاب" معهم ، أعدت "لميس" الشاي في المطبخ و التفتت لتعود إلى غرفتها و لكنها اصطدمت بشهاب الذي كان يقف خلفها و سكبت الشاي المغلي على قميصه. صرخت "لميس": - يا ألهى. أمسك "شهاب" بطرف قميصه و راح يبعده عن جلده و هو يرفرفه ليبرد ثم قال بغضب: - ما قصتك؟ هذه عاشر مرة أو أكثر تتسببين في حادث لي. ردت عليه"لميس" بعصبية: - أنت هادئ جداً لدرجة أني لا أشعر بوجودك. حدق الاثنان في عيني بعضهما لبرهة ثم ابتعدت كلا منهم في طريقه، و راح "شهاب" يتمتم لنفسه بينما يخطو بغضب : - أنتي هي أول ضحاياي أقسم بهذا. رن هاتفه فأخرجه من جيبه و نظر إلى أسم المتصل ثم رد بصوت هادئ: - ما الأمر؟.... هل ظهرت أخيراً......حسناً سنبدأ الليلة. ثم انتبه إلى صوت خطوات خلفه ، فأعاد الهاتف إلى جيبه بسرعة و التفت إلى من يقف خلفه و كأنه لم يكن يفعل شيئاً فوجد "لميس" أمامه وهي تمسك بعلبة إسعافات أوليه و تتفادى النظر إليه ثم قالت وهي تحاول ألا تبدي إي تعبير: - خذ ، لا بد إنك قد حرقت. أندهش "شهاب" لجزء من الثانية و أخذ منها العلبة و هو يفكر: ( هل هذا هو الاهتمام؟ .....ماذا تكون ردت فعل البشر حينها؟) أبتسم ببراءة و هو يقول: - شكراً لك. أحمرت وجنتاها وركضت بعيداً عنه و هي تمتم: - لهذا اكره البشر ... ياله من إحراج. تابعها و هو يضحك باستخفاف ثم نظر إلى أحد الكرات ألتي خبأها و وضع يده عليها ثم أغمض عينيه ، فبدأت الكرة تكبر و تبعتها باقي الكرات بالتتابع. و أخيراً حل الليل ، تفقد "شهاب" مواقع الشباب فوجد أنهم متفرقين في أنحاء المنزل ، فأبتسم و أخرج هاتفه و كتب رسالة : - لنبدأ. و على الفور كبر حجم الكرات المنتشرة حول المنزل و انشقت في المنتصف ثم خرجت منها الأطياف السوداء و لكن تلك المرة بهم شيء مختلف و كأن مستواهم أعلى من سابقيهم و بعضهم حتى يحمل أسلحة ، و راحوا ينتشروا في كل مكان بين الظلال. في هذه اللحظة ظهرت "سما" من خلف "شهاب" و هي تقول بتعصب: - ما الذي تفعله؟ أبتسم بخبث بينما كان يلتفت إليها و قال: - هل كشرت الطفلة البريئة عن أنيابها أخيراً ؟ ردت عليه: - أنا لست طفلة و لست بريئة مع أمثالك. أومأ برأسه و هو يقول: - صحيح... بالمناسبة أحداً ما قادم لأجلك. رفعت حاجبها باستغراب و همت لتسأله و لكنه اختفى فجأة وسط الدخان. و من جهة أخرى، جلست "لميس" وسط من كومة الخردة و هي ممسكة بالمفك في يد و أوراق في يد أخرى ، فجأة أحست بحركة خلفها ثم يد بردة تمسك بكتفها فأسرعت بأبعادها و هي تقفز لتقف على قدميها ثم نظرت إلى مكان جلوسها بأنفاس متسارعة، فوجدت طيف أسود يتحرك ببطء و عيناه مثبتة عليها و الأسوأ أنه يقف بينها و بين الباب. رفعت يدها التي تمسك بها المفك اتجاهه كتهديد و لكن يد باردة أخرى أمسكت بقدمها و أخرى بيدها الأخرى فالتفتت حولها فوجدت نفسها محاطة بتلك الأطياف و أحدهم قد رفع سيفه إلى الأعلى مستهدفاً رأسها . صرخت "لميس" و هي تلوح بيدها لتضربهم و لكنها اخترقتهم مثل الضباب فعلى الرغم من أنها تستطيع رؤيتهم لكنها لا تستطيع لمسهم على عكس "كارمن" ، فألقت بثقلها بعيدا عن الطيف الممسك بالسيف فضرب الطيف الممسك بقدمها بدلا منها ثم جذبت نفسها من الذي كان يمسك بيدها و اندفعت نحو الباب متفادية الواقف أمامه و خرجت أخيراً و لكن اتسعت عيناها عندما رأت أمامها جيش منهم . انقطعت الكهرباء عن المنزل و لم يعد ينيره شيئاً ألا ضوء القمر المكتمل عبر الزجاج ، و راحت أعين الأطياف تضيء و هي تعكس الضوء في شكل مرعب. وقف "سامي" خلف طاولة المطبخ و الأطياف تحوم حولها محاولة الإمساك به ، فراح يراوغهم يميناً و يسارا حتى أنزلق من فوق الطاولة بخفة وركض خارج المطبخ و هو ينادي: - يا شباب أين أنتم؟ أمسك أحد الأطياف بيده و بدأ يشعر بالضعف و فجأة قال الصوت بداخله: ( أحذر أنه يمتص طاقتك.... أبتعد عنه) جاوبه "سامي" و هو يحاول تحرير نفسه: - أنا أحاول و لكن يدي الأخرى تخترقه. صمت الصوت قليلاً ثم أكمل: (على الرغم من أن يدك تخترقهم ألا أنه يمسك بك...... هذا يعني أن الأمر كما يريد الطيف) توقف "سامي" عن المقاومة و فكر قليلاًً في كلامه ثم نظر إلى يد الطيف الممسكة به و ضربها بيده الأخرى بكل قوته و لكن يده اخترقتها و ضربت يده الأخرى فتحرر من قبضة الطيف. أنتهز "سامي" الفرصة و ركض و هو يقول بسعادة: - لقد جعل نفسه غير مادي حتى لا يأخذ الضربة فتحررت منه .... أذا فنقطة ضعفهم هي عندما يمسكون بنا. رد عليه الصوت: ( مثلما يترك الصياد نفسه مفتوحاً عندما ينقض على فريسته). أومأ "سامي" برأسه وأنطلق ليبحث عن الآخرين. في هذه الأثناء ، تسمرت "سما" في مكانها حين انقطعت الكهرباء و أدركت أن "شهاب" خلف هذا ، فامتلأت عيناها بالدموع و هي تنظر حولها في خوف ، ثم نادت بصوت خافت: - "كارمن" أين أنت؟ أحست بحركة حولها ، فأمسكت بطرف قميصها في خوف و قالت و هي تغالب دموعها: - من ...؟ و لكن بدلاً من أن تسمع رداً ، أحتضنها شيئا ما بقوة ، فأغلقت عينيها من الرعب و ارتعش جسدها و لكن لم يكن الحضن بارداً بل دافئاً بل و مألوفاً أيضاً ثم شعرت بقطرات ساخنة على خدها كأنها دموع فالتفتت برأسها ببطء و هي تقول: - "كارمن"؟ رد عليها صوت امرأة مرتعش : - "سما" ... أنه أنا. اتسعت عينا "سما" و قالت بحماس: - أمي؟ ردت عليها بصوت حنون : - نعم. لفت "سما" ذراعها شدة حول والدتها و راح الاثنان يبكيان من السعادة و والدتها تقول: - ظننت إني فقدتك و لكن ها أنتي هنا. و ما أن أنهت عبارتها، انتفضت في مكانها ثم أمسكت "بسما" من يدها و جذبتها للخلف و وقفت أمامها و هي تحدث أحدهم بحدة: - ماذا تريد؟ ظهر "شهاب" من الظلمة في ضوء قمر المنبعث من النافذة و قال بسخرية: - أحاول أن أجعل قلبي يتقطع من المشهد....... لكن لا فائدة. ثم لمعت عينيه في الظلام و حوله الأطياف تحوم في المكان. نهاية الفصل التاسع |
رد: الحمض الرقمي - قصة خيالية من تأليفي
الفصل العاشر
امتلأ البيت بالأطياف التي تتزايد أعدادها في كل لحظة ، و قد حاصرت الجميع، حتى "لميس" تسمرت أمام غرفتها و هي تمتم: - أين "كارمن" ؟ و ما أن أكملت عبارتها، قفز عليها مجموعة من الأطياف ، فصرخت و وضعت يدها أمامها في وضعية دفاع، و أغمضت عينيها و لكنها فجأة سمعت صوت موسيقى عال جداً أطاح بالأطياف ، جعلها تسد أذنها بيدها ، ثم فتحت عينها ببطء فوجدت شخص يقف أمامها ومعه جيتار كهربائي . التفت إليها و قال بابتسامة عريضة: - أيه يا قمر ؟ أيه الأخبار؟ رفعت "لميس" حاجبها باستغراب و هي تقول: - من أنت ؟ أشار الطيف العازف إلى نفسه و هو يقول بفخر: - أنا أسمي "دي كيه" العازف الكوول. ثم عزف على أوتار الجيتار ، و أصدر نغمة عالية أخرى أطاحت بالمزيد من الأطياف و أكمل: - متقلقيش طول ما أنتي معايا. صرخت فيه: - سأصبح صماء أذا بقيت معك. في هذه الأثناء ، وصل "سامي" إلى غرفة "كارمن" و فتح الباب و دخل مسرعاً و لكن بدل من أن يجدها وجد شخص أخر غريب يقف و يرمقه بنظرات غريبة ، وقف الاثنان يحدقان في بعضهما البعض قليلاً حتى قال "سامي": - من أنت؟ أين "كارمن"؟ هز كتفه وقال ببرود : - لا أدري. حينها قال الصوت في داخل "سامي" فجأة: ( لدي شعور غريب اتجاهه .... أبتعد عنه أنه طيف ) تراجع "سامي" للخلف بهدوء دون أن يرفع عينه من عليه ، فأبتسم الطيف باستهزاء و هو يقول : - أسف و لكن مهمتي هي أن أبقيك معي فهذا ما يريده الزعيم. أندهش "سامي" من قوله و لكن قبل أن ينطق بكلمة ، اختفى الطيف و ظهر أمامه في غمضة عين و أمسك بذراعه بشدة وهو يقول بسخرية: - أنا حقاً لا أفهم، في البعد الأخر أمرني أن أتخلص منك و هنا يريدني أن أبقي عليك. تألم "سامي" من عنف مسكته و قال: - ماذا؟ أكمل الطيف: - أتحدث عن شبيهك من البعد الأخر، كم أنت جاهل. تذكر "سامي" قاله الصوت من قبل، فقال له : - هل كنت تعرف شبيهي هناك. ضحك الطيف بصوت عال قال بسخرية: - لقد كان سهلا جداً ، طعنه من الخلف و هو يعمل ... و لكن الأمر المؤسف أن الجهاز لم يكن معه حينها كان مع "كارمن". عقد "سامي" حاجبيه و قال للصوت: - ألم تكن أنت من طعن من الخلف. رد عليه بأسف: ( نعم أنت هو أنا من هذا البعد ) لم يتوقع "سامي" هذا و شعر بصدمة شديدة و لكنه أستجمع تفكيره و قال بصوت حاد للطيف: - و ماذا حدث له ؟هل مات؟ هز الطيف رأسه بالنفي : - كلا ، لقد فقد الوعي و الآن هو في غيبوبة. فكر "سامي" : ( ألهذا أستطيع التواصل معه؟ ) ثم عاد و سأل الطيف : - و ماذا عن "كارمن". أجابه باستهزاء: - لا أعلم ، تلك كانت مهمة "شهاب". اتسعت عينا "سامي و هو يتسأل هل هو نفس "شهاب" الموجود الآن معهم ؟.و لكن أذا كان هو فعلا ، أليس شقيقه هو من أرسله؟ بالحديث عنه، نعود مجدداً إلى حيث هو ، أخرج "شهاب" مسدسه و هو يقول بهدوئه المخيف: - كنت في انتظارك سيدتي. قالت والدة "سما" و هي تضغط على أسنانها: - لماذا؟ لأني أعلم سر سيدك. نعود للخلف حين حررت "كارمن" "سما" من عند "د.فؤاد" ، و بعد أن رحل "سامي" من عندهم مسرعًاً ، ظهر "شهاب" أمام "د.فؤاد" و هو يقول: - سأسبقه و أتخلص من الفتيات. رد عليه : - لا ، لقد فكرت في شيء مهم ، والدة "سما" قد استخدمت الجهاز قبل "كارمن" تلك ، لهذا يوجد طيف لسما و هي صغيرة. عقد "شهاب" حاجبيه و هو يقول: - "كارمن" حصلت على الجهاز للتو ، هذا يعني أنها لو كانت هي من استدعت "سما" لكانت ستكون في عمر أكبر. أومأ "د.فؤاد" برأسه و أكمل: - سأدخلك بيتهم و أنتظر حتى تظهر والدتها ، فأنا متأكد أنها لازالت تحوم حول المكان هي تبحث عن "سما"، و أذا ظهرت تخلص منهم جميعاً حتى "سامي" أذا لزم الأمر. و الآن عودة إلى الحاضر، صوب "شهاب" المسدس اتجاههم و ضغط على الزناد ، أغلقت "سما" عينيها و هي تمسك بكتف أمها و لاحت تجربتها السابقة أمامها لكن تلك المرة سمعت صوت ارتطام معادن ، ففتحت عينيها ببطء و ارتسمت بسمة على وجهها حين رأت "كارمن" بجانبها و أمامهم "شداد" و قد صد الرصاصة بسيفه. نهاية الفصل العاشر |
رد: الحمض الرقمي - قصة خيالية من تأليفي
الفصل الحادي عشر
وقف "شداد" حامياً للجميع خلفه ، بينما اتجهت "كارمن" إلى "سما" و فحصتها بعينها في قلق و هي تقول: - هل أنتي بخير؟ أومأت "سما" برأسها في سرور أما والدتها فلم تستطيع أخفاء دهشتها و اقتربت من "كارمن" و قالت: - أنكما نسخة متطابقة . رفعت "كارمن" حاجبها في استغراب، فشرحت "سما": - أنها والدتي . حيتها "كارمن" ثم سألتها : - أنتي من خبأ الجهاز، صحيح؟ كيف حصلتِ عليه. لم يختفي تعبير الاستغراب من عليها و هي تقول: - فتاة تشبهك أعطته لي و لكن.... ظهر تعبير التضايق على "شهاب" وهو يقول في غضب: - يا امرأة يكفي، لقد تتحدثي كثيرا.ً ثم صوب مسدسه أنجاهم و أطلق عدة طلقات ، صدها "شداد" بسيفه و في لحظتها أنطلق اتجاه "شداد" و ضربه بسيفه لكن الأخر صده بمسدسه ودوى صوت ارتطام المعادن بشدة ثم أرتد "شداد" إلى الخلف و عاود المهاجمة عليه فركله "شهاب" بقدمه و لكن أمسكها "شداد" و التف بقوة و ألقى "شهاب" بعيداً فأرتطم بالحائط بقوة جعلته ينزل على ركبتيه. أبتسم "شداد" مزهواً بنفسه و هو ينظر إلى "شهاب" و لكن سرعان ما عاد على قدميه و قال ببرود: - أنت فرح بهذا ؟ أنا لم أبدأ بعد. و ما أن أنهى عبارته ، بدأ الأطياف السوداء تتحول إلى كرات من الدخان ثم رفع "شهاب" مسدسه إلى الأعلى و راح مسدسه يجذب تلك الكرات كالمغنطيس ثم يمتصها و بعدها صوبه "شهاب" على و قال بهدوء: - وداعاً و انطلقت منه طلقات أسرع من سابقتها و تحيط بها خيوط ضوئية تنير بلون ذهبي رائع، كانت سريعة جداً لدرجة أن "شداد" لم يستطع صدها جميعاً فمرت بعضها من جانبه في اتجاه "كارمن" فانبطحت عل الأرض و ارتطمت الطلقات في الحائط مخلفة فوهات عميقة. التفت إليهم في فزع فأشارت له "كارمن" أنهم بخير و لكن "شهاب" لم يعطهم فرصة ليتنفسوا و أكمل أطلاق النار بلا هوادة و "شداد" يبذل أقصى جهده لصدها و لكن في النهاية بدأت يداه بالارتعاش من أثر ارتطام الطلقات بسيفه. بدأ "شهاب" بالاقتراب منه أكثر فأكثر إلى أن وصل إليه و توقف عن أطلاق النار ثم بمهارة شديدة ركل السيف من يد "شداد" ثم أمسكه و قلبهُ على الأرض و صوب مسدسه إلى رأسه و دوى صوت النار في المكان. لكن فجأة ارتدت الطلقة في الاتجاه المعاكس فتفاداها "شهاب" و قفز للخلف و هو يقول لكارمن: - أذا لم يكن "شداد" الطيف الوحيد الذي قمتي باستدعائه؟ ابتسمت "كارمن" بسخرية ، و ظهرت "لميس" و معها " دي كيه" من وسط الظلام و قد ظهر عليها الغضب ثم ركضت إلى اتجاه "كارمن" و "سما" وقفت معهم ثم قالت: - ما الذي يحدث؟ ردت عليها: - أتضح أن "شهاب" طيف. قالت "لميس" باستنكار: - كيف؟ الم يكن معك في الجامعة؟ أقصد أن بإمكان الناس رؤيته. أبتسم "شهاب" في سخرية و هو يقول: - أنها أحد قدراتي. شعرت "لميس" بالحنق و أن أحدهم يضغط على قلبها و لكنها لم تفهم هذا الشعور فلقد بقت معظم عمرها مع الآلات و الالكترونيات و أخيراً قالت في ضيق: - لهذا أكره التعامل مع الآخرين. و لكن اكتفى "شهاب" بالنظر إليها بطرف عينه ببرود ، ثم التفت إلى "شداد" و "دي كيه" و ظهر في يده الأخرى مسدس أخر و قال بهدوء: - سأنتهي منهم أولاً. أبتسم "دي كيه" بحماس و قال لشداد: - ماشي ، مستعد يا أخ؟ نظر له "شداد" باستنكار فهو عكسه تماما حيث أن "شداد" يمثل فرسان العرب و التقاليد بينما الأخر الفن الحديث. و انطلق الاثنان يهجمان على "شهاب" و الذي بدوره أطلق عليهم بلا رحمة فصدها "دي كيه" بحاجز من موجات الصوت المنبعثة من جيتاره بينما أغتنم "شداد" الفرصة و وجه إليه ضربة من سيفه فصدها "شهاب" بمسدسيه ثم دفعه بعيداً عنه. في هذه الأثناء ، وقف "سامي" خلف باب الغرفة يستمع إلى كل تلك الجلبة و قلبه يكاد يتوقف من سرعة دقاته و الطيف يقف خلفه يتثاءب من الملل و لكن فجأة سمع "سامي" صوت خطوات سريعة تقترب من الباب بسرعة فائقة ، فأبتعد "سامي" بتلقائية عن الباب و فعلا أرتطم شيء ما بالباب فطار و سقط على الأرض و دخل "برق" ينظر حوله ف الغرفة. فتح "سامي" فمه بذهول و لكن لم يمهله "برق" لحظة و أمسكه بفمه بسرعة و وضعه على ظهره و أنطلق قبل أن يمسكه الطيف. تابعهم الطيف بعينه و قال بصوت متضايق: - يا له من ملل، و الآن علي الإمساك به من جديد. ثم أنطلق خلفهم. و أخيرا وصلوا إلى حيث الآخرين و لاتزال المعركة مستمرة و تحول بينهم و بين "كارمن" و الأخريات ، فزاد "برق" من سرعته و قفز من فوق رأس "شهاب" بخفة ، مما جعله يتشتت للحظة فأستغل "شداد" الأمر و وجه إليه ضربة سريعة حاول "شهاب" تفاديها و لكن طعن السيف كتفه و في نفس اللحظة أطلق "دي كيه" نغمة عالية عليه فطار و أرتطم بعنف بالحائط و سقط على الأرض. وقف "برق" عند "كارمن" و أمسك مجدداً بسامي و وضعه أمامها ، فابتسمت "كارمن" و ربتت على رأسه و هي تقول: - أحسنت. ترنح "سامي" قليلاً من أثر سرعته و لكنه لاحظ "كارمن" فوقف باعتدال و قال بصوت عال: - "كارمن" كنت أبحث عنك. في هذه الأثناء ، وقف الطيف الأخر من بعيد يراقب ما يحدث ثم عض على شفتيه و همس: - الأمر يبدو سيئاً ، سأبلغ الرئيس. و اختفى بهدوء وسط الدخان البنفسجي. و من جهة أخرى، قفز "برق" على "شهاب" و ثبته على الأرض و انطلق " شداد" ليقضي عليه و لكن قال "سامي" بصوت عال: - أنظر. توقف "شداد" و نظر له باستغراب ، فتابع "سامي": - لنستجوبه أولا. قام "شداد" بربطه في كرسي ثم وقف بجانبه ليضمن عدم محاولته للهرب ، أقترب منه "سامي" و قال في حذر: - هل أرسلك أخي ؟ انتفضت "سما" و نظرت لكارمن التي بدت متضايقة . ضحك "شهاب" في سخرية دون أن يجيب و نظر في اتجاه أخر و لكن أقترب و الدة "سما" من "سامي" و قالت بهدوء: - ربما يجب أن تجلس أولاً .... لدي شيء أخبرك به بخصوص أخوك. نهاية الفصل |
رد: الحمض الرقمي - قصة خيالية من تأليفي
الفصل الثاني عشر
التف الجميع حول والدة "سما" و هم جالسين على منضدة الصالون الكبيرة ، و ساد الهدوء في البيت مجددا بعد الهجوم الذي أجتاحه ، و أخيراً بدأت "كارمن" بالسؤال: - سيدتي.. كيف وصل الديجي دي إليك؟ تنهدت بحرقة و قالت: - بدأ كل شيء عندما بدأت حوادث قتل و سرقة الأعضاء تنتشر و كان زوجي يعمل على أحدى القضايا المتعلقة بهذا الموضوع و .... نعود الآن خمس سنوات للوراء و لكن في نفس المكان، عاد "هلال"(والد "سما" ) إلى البيت و هو سعيد و يقول بصوت عالي: - لقد حصلت عليه. ركضت إليه "سلمى" (والدة "سما" ) و سألته بلهفة: - وجدت الدليل؟ أخرج "هلال" هاتفه من جيبه و هو يقول: - لقد سجلت له محادثة و سأعرضها الأسبوع القادم في المحكمة و سيقبضون عليه بلا شك. ضحك الاثنان معاً و لكن فجأة أنار المكان ضوء باهر و سمعوا صوت ارتطام في الأعلى ، فنظرا إلى بعضهما باستغراب و ركضوا إلى مصدر الصوت و فتحوا باب غرفة و القوا نظرة سريعة فوجدوا أحداً ملقى على الأرض. ركضت "سلمى" إليه و لكنها كانت امرأة و بالتحديد شبيهة "كارمن" من البعد الأخر، تفحصتها "سلمى" فوجدت عندها جرح عميق في بطنها فضغطت عليه و هي تقول: - "هلال" أطلب الإسعاف. خرج "هلال" مسرعاً خارج الغرفة ، بينما قالت "سلمى" لها: - ما الذي حدث؟ فتحت "كارمن" عينيها بصعوبة ثم مدت يدها إليها أمام "سلمى" و فتحتها و هي تقول بما تبقى من قواها: - أحمي.... هذا. نظرت لها "سلمى" باستغراب فتابعت "كارمن" : - الحمض الرقمي .... يتحول لأطياف. و أخيراً و صلت الإسعاف و لكن الأوان قد فات و ماتت متأثرة بجروحها و بعدها قام الزوجان بالبحث عن أهلها باستخدام بطاقة كانوا قد وجدوها معها تحوي على أسمها بالكامل وظيفتها ولكنهم بالطبع لم يجدوا مكان العمل فهو ليس موجود في هذا البعد. و في النهاية أوصلتهم الشرطة إلى مكان "كارمن" من هذا البعد و تعجبوا عندما رأوها نتيجة الشبه الكبير بينهم ولكن مع اختلاف كبير في السن فأدركوا أن لا علاقة بينهم و أنه مجرد تشابه في الأسماء. دخلت "سلمى" الغرفة حيث وجدت "كارمن" الأخرى لتحضر بعض الأشياء و لكنها لاحظت دفتراً ملقى على الأرض فأمسكت به و فتحته فوجدت رسم لجهاز الديجي دي و بعدها وصف عن كيفية استخدامه لاستدعاء الأطياف و أن لا أحد يستطيع أخده من مالكه الحالي ألا عندما يموت المالك و أخر ما كتب أن أحد الأطياف في لديه القدرة على فتح بوابة بين الأبعاد و لكن لم يتم تجربة هذا بعد. رفعت "سلمى" حاجبيها عندما قرأت السطر الأخير و فجأة فتح باب الغرفة خلفها فأنتفضت في فزع و لكنها لم تكن ألا "سما" ، فابتسمت و هي تقول: - ما الأمر؟ أشارت "سما" إلى الخلف و هي تقول: - جاءنا ضيف أنه مع أبي الآن. خرجت لتستقبله و لكن لم يكن ألا الدكتور" فؤاد" نفسه ، عدت حاجبيها و هي تنظر إليه و أمسكت بذراع زوجها بقوة و هي تقول بصوت منخفض: - ما الذي أتى به ؟ حاول " هلال" أخفاء توتره و هو يقول: - جلسة المحكمة غداً. ثم أبعدها عنه بهدوء و تابع: - أذهبي أنتي إلى الداخل و دعي الأمر لي. أومأت برأسها و دخلت إلى حيث "سما" و سرعان ما أحدت النقاش بينهما و في النهاية سمعت صوت أطلاق نار ، اتسعت عيناها من الفزع و همت لتخرج إليه و لكنها لم تستطع ترك "سما" و فجأة أنفتح الباب و ظهر الدكتور "فؤاد" و يداه متلطختان بالدماء و ينظر إليهما بوحشية. لم تستطع "سلمى" التفكير في شيء سوى إنقاذ أبنتها ، حينها انتبهت إلى أن الديجي دي لا يزال معها و بدون تفكير شدت شعرة من أبنتها و وضعته على الشاشة على أمل أنه قد يحميها ، فأنطلق ضوء شديد و اختفت "سما". فزعت "سلمى" حين لم تجدها و راحت تبحث حولها بينما وضع الدكتور "فؤاد" يديه على عينيه من شدة الضوء فسقط المسدس منه ، حينها انتبهت "سلمى" إلى الأمر ، فركلت المسدس بعيداً و ركضت إلى الخارج و هي تنظر إلى الجهاز فوجدت أسم "سما" و لكن قبل أن تضغط عليه سمعت "فؤاد" يركض خلفها وهو يقول: - أين وجدتي هذا؟ أعطيني إياه. تعجبت "سلمى" من قوله و لكنها استجمعت أفكارها و حين وصلت إلى المطبخ أغلقت الباب خلفها بمفتاح و أخرجت دفتراً من الدرج و كتبت فيه شيئاً و وخبأته مع الديجي دي في الخزانة و أغلقت عليهم و هي تقول: - أمل أن يكون أستنتاجي صحيحاً بخصوص "كارمن" الصغيرة التي رأيناها. ثم نظرت إلي الخزانة في حزن و تابعت: - سأعود لأخذك. في هذه الأثناء راح "فؤاد" يخبط على الباب شدة و في النهاية حطمه بكتفه و دخل و لكنه لم يجد أحد فقد كانت قد هربت من النافذة ، فركل الباب بقدمه بغضب و هو يقول: - تباً ، كيف وصل إليها؟ و بعدها سمع صفارات الشرطة فلاذ بالفرار و بعدها قام بشراء البيت من مالكه الذي كان يؤجره للزوجين و كتبه باسم "سامي" ليبعد الشبهات عنه و ينتظر عودة "سلمى" مجدداً. انتهت "سلمى" من حديثها و صاد الصمت التام ، و قامت "سما" بوضع رأسها على كتف أمها و هي تغالب دموعها فربتت على رأسها بحنان ، بينما نظرت "كارمن" إلى "سامي" الذي كان في صدمة شديدة فقالت له بهدوء: - هل أنت بخير؟. و لكن نزلت دمعة من عينه اليمنى فاجأتها و حتى هو تفاجأ أكثر و هو يقول: - ما الأمر؟ فجأة تغيرت نبرة صوته و تابع: - أه فهمت .... لقد كانت "كارمن" الأخرى ..... زوجة شبيهي في البعض الأخر و هو لم يعلم أنها قد ... ماتت. صدم الجميع عندما سمعوه حتى "كارمن" التي تكون باردة في العادة لم تعد قادرة على التفكير في شيء، و "سامي" نفسه سكت وهو ينظر إليها فهو الآن أدرك حقيقة شعوره اتجاهها و الغيرة من الآخرين بل و قد زاد قلقه عليها فهو لا يريد أن يخسرها أيضاً و لكن عقله الباطني لا يزال يرفض أن يكون "فؤاد" الذي في قصتها هو نفسه شقيقه الذي يحبه كثيراً. و لكن في هذه اللحظة ، وقف أحدهم أمام المنزل أدخل المفتاح و دخل كأنه بيته ، نعم لقد قرر الدكتور" فؤاد" أن ينهي تلك القصة بيده. نهاية الفصل |
رد: الحمض الرقمي - قصة خيالية من تأليفي
الفصل الثالث عشر
جلس الجميع في حيرة من أمرهم ، ولم يعد أحدهم قادراً على النظر إلى الأخر و خصوصاً "كارمن" و سامي" و لكن في تلك اللحظة دوى صوت غلق باب في أنحاء المنزل، فأنتفض الجميع من أماكنهم و نظروا في قلق حولهم فمن المفترض أن لا أحد هنا غيرهم و "شهاب" لا يزال مربوطاً معهم ، هل هو هجوم جديد؟ قام "سامي" من مكانه و هو يقول بحزم: - لا تتحركوا سأذهب لأرى ما الأمر. ثم أتجه إلى باب الخروج و في الطريق لاحظ خيال في وسط الظلام لشخص ما قادم باتجاهه فتوقف في مكانه و قال بصوت عال: - من هناك؟ لكن لم يجبه و راح يتقدم أكثر باتجاهه فأخرج "سامي" هاتفه و فتح الكشاف و سلطه عليه لتكن المفاجأة ، أنه شقيقه "فؤاد". كاد أن يسقط الهاتف منه من الصدمة و لكنه تماسك نفسه و قال و هو يحاول أن يتظاهر الهدوء: - أه "فؤاد" ... لقد انقطعت الكهرباء و لم أشعر بدخولك و .... قاطعه "فؤاد" بحزم: - أنا أعلم أنك تعلم كل شيء. نظر "سامي" إلى الأرض بحزن و قال : - آه .. هكذا أذاً. ثم ساد جو من الصمت ، و أكمل "فؤاد" سيره إلى أن تخطى "سامي" في برود شديد دخل كالخنجر في قلب "سامي" ، و لكنه ألتفت و قال له في حرقة : - أذاً لماذا؟ لطالما كنت لطيفاً و الآن أنت قا...تل. و لكن تابع "فؤاد" سيره دون أن يلتفت إليه حتى، فزاد الأمر من غضب "سامي" و قال : - هل هو بسبب والدتك؟ و في هذه المرة توقف "فؤاد" و أبتسم ثم التفت إليه و قال: - هذا جزء منه فقط. لم يفهم "سامي" شيئاً ، و في هذه اللحظة جاء "كارمن" و الآخرين بعد أن سمعوا أصواتهم و لكنهم تجمدوا في مكانهم عندما وجدوا "فؤاد". قالت "سلمى" في عصبية: - أيها الوغد، تجرأت و أتيت هنا. أبتسم "فؤاد" باستهزاء و قال في سخرية : - لقد اشتريت هذا المنزل لهذا أرى أن لا مشكلة. همت "سلمى" لتضربه من العصبية و لكن "سما" أمسكت بها و هي تقول: - لا تجعليه يستفزك. اقتربت "كارمن" أكثر و قالت وهي تحاول الحفاظ على هدوئها: - ماذا تريد؟ أخرج "فؤاد" خنجره من غمده و قال : - ثلاثة أشياء، "الديجي دي" ، دليل إدانتي و مساعدي المفضل. و ما أن أنهى عبارته ، خرجت أطياف كثيرة من الخنجر بعضها من الأطياف السوداء و أخرى من التي على هيئة بشر مثل "شهاب" و هي مسرعة في اتجاههم و لكن "كارمن" لم تمهلهم لحظة و أخرجت هي أيضاً أطيافها و بدأت المعركة . و لكن وسط تلك المعمعة تقدم "فؤاد" اتجاه "كارمن" و الخنجر في يده و عينيه فيها نظرة مخيفة و "كارمن" ليست منتبهة له على الإطلاق فهي مركزة في الأطياف و حماية الآخرين ، و لكن لاحظ "سامي" الأمر فهو لم يرفع عينه لحظة عن شقيقه ، فأتجه مسرعاً إليها و أخيراً و قف بينها و بين "فؤاد" و قال بصوت عال: - الدرع. خرجت الدرع الفضية من الجهاز في يد "كارمن" و أحاطت بهم جميعاً كما حدث من قبل، و لكن "فؤاد" لم يبطئ حركته بل زاد منها و أخيراُ غرس الخنجر في الدرع ، و كالمرة السابقة شعر "سامي" بكل شيء فأغمض عينيه من الألم. لاحظت "كارمن" الأمر و قالت ف قلق: - يكفي ستؤذي نفسك. فتح "سامي" أحد عينيه و قال هو يحاول أن يغالب ألمه: - لا بأس. ( لا أريد أن أخسرك أنتي أيضاً) كانت تلك العبارة كل ما يدور في ذهنه الآن و معها نسي ألامه. و لكن الخنجر أنار فجأة و راح يسحب الطاقة من الدرع ، فبدأت تخفت شيئا فشيئاً و معها شعر "سامي" يشعر بضعف شديد حتى لم تعد قدماه تحملانه و أخيراً نزل على ركبته فأسرعت "كارمن" و أسندته و هي تشعر بقلق شديد و تنظر حولها و لكن أطيافها مشغلون تماما في قتالهم مع الأطياف السوداء. و فعلاً أمتص الخنجر كل الدرع و فقد "سامي" الوعي بين يديها و حينها و لأول مرة شعرت بغضب عامر و صرخت في "فؤاد": - كيف تفعل هذا في شقيقك؟؟؟ نظر لها ببرود دون أن يجيب و رفع خنجره و لكن فجأة قفزت "لميس" و تعلقت بذراعه و هي تقول: - أنت أفسدت حياتهم تماما ، تباً لك. سحب ذراعه منها بعنف و قال بغضب: - و ماذا تعرفين أنتي عن أفساد الحياة. تسمر الجميع في أمكانهم فهم لم يتوقعوا ردة الفعل تلك ، و لكنه تابع: - لقد كانت تحتاج إلي عملية زراعة قلب و لكن كل هذا بسبب أن أحداً أخر مهم . ثم صمت قليلاً ليهدأ من نفسه و تابع: - هم ليسوا لديهم أحد ليحزن عليهم و حياتهم بائسة فلماذا لا أخلصهم منها و أعطي حياة لشخص أخر. قالت "سلمى" في دهشة: - ألهذا تسرق أعضاء المساكين الذين يعيشون في الشارع؟ هل تعتقد أن حقاً لن يحزن عليهم أحد؟ أسندت "كارمن" "سامي" على الأرض بهدوء و هي تقول: - و ما أدراك هذا؟ ليس لأن ليست لديهم عائلة لن يحزن عليهم أحد . ثم وقفت على قدميها و تابعت: - هناك دائماً شخص يحبك و حتى أن كنت لا تراه. أبتسم "فؤاد" باستنكار لكنها أكملت: - لقد كان "سامي" يهتم لأمر بائع الفشار الذي قتلته مؤخراً. اختفت الابتسامة من على وجه و قال بحدة: - هل تعلمين كيف يعمل هذا الخنجر؟ رفعه أمامها ثم تابع: - عن طريق امتصاص الطاقة السلبية للإنسان فيظهر طيف أسود عادي و حين يطعن أحد يظهر طيفه مثل جهازك تماما. و فجأة تقدم بسرعة اتجاهها و هو يقول بحدة: - و لطالما أرد الحصول على طيفك. صرخت "لميس" : - أحذري. قالت "كارمن" بحزم: - أذا كنت تريده فلتقابله. ثم وضعت شعرتها على الجهاز و أضاء المكان بشدة غير معتادة أوقفت الجميع في أمكانهم. |
الساعة الآن 03:34 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية