رد: الحمض الرقمي - الفصل الخامس
أزيكم ، أن شاء الله بخير
الصراحة لم أتوقع هذا الكم من المتابعات :55: فشكرا و اتمنى أن الباقي يعجبكم وصلت "كارمن" إلى فيلا الدكتور فؤاد أخيراً و فحصت المكان بعينيها فوجدت عدد كبير من الأمن و كاميرات المراقبة و العديد من معدات الأمن الأخرى ، ففكرت في نفسها: - هل هذا منزل وزير الداخلية أم ماذا؟ ثم همست للكلب: - هيا لندخل فلا أعتقد أن يمكنهم رؤيتنا يا... وقفت و فكرت قليلا ثم أخرجت الديجي دي و نظرت إلى قائمة الأسماء و أكملت: - برق ركض "برق" بسرعة هائلة ثم قفز من فوق البوابة دون أن يشعر الأمن بشيء سوى نسمة هواء مرت من خلالهم ، وتابع الركض عبر الحديقة إلى أن وقفوا إمام باب الفيلا . تأملت "كارمن" الباب المصنوع من الخشب الفاخر قبل أن تفكر: - كيف سندخل؟ ثم وقعت عيناها على جرس الباب ، ففكرت قليلاً و جعلت"برق" يقترب منه ثم ضغطت عليه ، فرن الجرس في أنحاء المكان و بعد فترة وجيزة من الزمن فتحت أحد العاملات الباب ، فانطلق "برق" إلى الداخل بسرعة رهيبة. و أخيرا و صلا أمام باب الغرفة حيت تحتجز "سما" ، فالتفت "كارمن" حولها و تأكدت أن لا يوجد أحد ثم نزلت من فوق "برق" و أمسكت بمقبض الباب و فتحته ببطء ودخلت بهدوء و لكن أمام عينيها كانت "سما" ممدة على الأرض و في صدرها جرح رصاصة يخرج منه دخان أزرق مضيء. شهقت "كارمن" و أسرعت إليها وبدأت تهز فيها و لكنها لم تفق ، فبدأت يدها بالارتعاش رغم محاولتها للحفاظ على هدوئها ، ثم أخرجت الديجي دي و قربته منها و لكنها لم تعود إليه فحملتها و ركضت إلى "برق" و ضعتها عليه ثم ركبت خلفها و أمسكت بها و هي تقول بصوت مرتعش: - لنسرع من هنا . في هذه اللحظة امتلأت الغرفة بكائنات سوداء مثل الذي قابلته في المترو من قبل و قد أحاطوا بهم ، فتراجع "برق" للخلف قليلا ًثم راح يزمجر فيهم ، و لكنهم بدأو يتمسكون به من أقدامه حتى أصبح غير قادر على الحركة و بعضهم بدأ بمحاولة أمساك "كارمن" و "سما" . ركلتهم "كارمن" برجلها و هي تضغط على أسم "شداد" في الديجي دي ، فخرج في وسط هذه الأطياف ثم التفت حوله و هو يقول: - ما كل هذا؟ ردت عليه "كارمن" : - حاول أن تفتح لنا طريق أومأ برأسه و ضرب بسيفه الكائنات التي تحيط بهم فتحرر "برق" منهم أخيراً و بدأ بالركض و تبعه "شداد" و هو يضرب يميناً و يساراً حتى سبقه ليفتح له الطريق. و لكن مع كل خطوة ازدادت أعداد تلك الكائنات حتى سدوا الطريق أمامهم تماما و كلما أنهى "شداد" على بعضهم ظهر المزيد منهم. التفتت " كارمن" حولها باحثة عن مخرج منهم و لكن أحدهم سحبها من قدمها و أسقطها بعنف على الأرض و هو ليزال ممسكاً بها فركلته بقدمها الأخرى و أسرعت بالوقوف و في تلك اللحظة انطلقت صفارة الأنذار في كل أنحاء المنزل، فحين سقطت من على " برق" أصبحت مرئية فاستطاعت كاميرات المراقبة التقاطها. انتبهت "كارمن" إلى الكاميرا و همت للركوب مجدداً على برق و لكنها لاحظت أن الكائنات التفت أكثر حولها ، فقالت لنفسها: - يبدو أن الكائنات تهتم بي أنا و لا تبقي بالاً لسما. ثم نظرت إلى "سما" فوجدتها قد بدأت تصبح شفافة قليلاً، فاتسعت عينيها و قالت: - "برق" أسرع أنت و سآتي خلفك لكن لا تبتعد كثيراً حتى لا تختفي. فنظر لها "شداد" باستغراب بينما لا يزال يلوح بسيفه ، قالت له "كارمن": - سنركض نحن خلف "برق" على أمل أن تنجذب لي تلك الكائنات و يصبح الطريق مفتوح له ، فأنا أخاف أن تؤذي "سما" و هي تحاول الإمساك بي من على "برق". أبتسم "شداد" و قال: - لا تقلقي سأحميك بسيفي. ابتسمت "كارمن" و هي تحاول أخفاء قلقها و قالت لنفسها: - فلنأمل أن لا يأتي الحراس سريعاً. أنطلق "برق" حاملاً "سما" و خلفه "كارمن" و "شداد" و فعلاً لم تلقي الكائنات السوداء أي اهتمام ببرق و لكن زاد تركيزها على الإمساك "بكارمن" فبطئت حركتهم . فجأة و من وسط زحام الكائنات أمسكت يد بمعصم "كارمن" فالتفتت لتضرب من يمسكها لكنها فوجئت بأنه ليس أحد تلك الكائنات بل رجل يرتدي بذلة سوداء و يضع سماعات على أذنه يبدوا كأحد حراس المنزل. جذبها بشدة و هو يقول: - ماذا تفعلين هنا . نظرت له دون أن تنطق بكلمة و الكائنات السوداء تحوم حوله و تخترقه دون أن يهتم ، فأيقنت أنه لا يراهم ، و لكنهم بداو بالإمساك بقدمها ، وراحت تفقد توازنها. أطاح "شداد" بالكائنات من حوله و أنطلق ليخلصها من الحارس و لكن "كارمن" أشارت له بالوقوف و هي تقول: - أهتم "بسما" . قال الحارس بصوت حازم : - ما الذي تقولينه؟ التفتت له "كارمن" بدون أي تعبير في وجهها ، فأنتفض الحارس في مكانه ، ثم بسرعة بيدها الأخرى أمسكت بشعره فترك يدها التي كان ممسكاً بها ليخلص نفسه ، فأسرعت بإخراج الديجي دي و قبل أن يتمكن الحارس من الإمساك بها مجدداً وضعت شعرة على شاشة الجهاز. أضاء المكان بشدة و خرج من الجهاز طيف الحارس و هو يرتدي ملابس مغنين الروك ان رول و يمسك بجيتار الكتروني ولديه تسريحة شعر معاصرة ، التفت حوله متأملاً المكان ثم نظر بذهول إلى الحارس الحقيقي الذي لم يدرك بعد ما حدث ثم إلى الكائنات السوداء . قالت "كارمن" : - هل تستطيع مساعدتنا؟ سأشرح لك كل شيء لاحقاً. فكر العازف قليلاً ثم صرخ في حماس: - رووووك أن رووول عزف على أوتار جيتاره فخرجت موجات صوتية مرئية عالية التردد حتى اضطر "شداد" و" كارمن " أن يسدوا أذنيهم بينما خفض "برق" رأسه. و بسبب تلك الموجة تفرقع الكثير من الكائنات السوداء و تحولت إلى دخان بينما سد الحارس أذنيه ، فاغتنمت "كارمن" هذه الفرصة وانطلقت نحو "برق" و قفزت فوقه و هي تقول للعازف: - هلا فتحت الطريق أمامنا. رد عليها بصوت حماسي: - بالتأكيد. وجه جيتاره إلى الأمام و بدأ بالعزف فتفرعت الكائنات وأصبح الطريق مفتوحاً أمامهم وهنا أنطلق "برق" بأقصى سرعته و يتبعه "شداد" إلى باب الخروج و لكن فجاة بدأت "كارمن" تشعر بالدوار و لم تعد قادرة على فتح عينيها فزت رأسها و تمسكت ببرق وهي تقول لنفسها : لا أعرف ما بي و لكن علي الصمود حتى نخرج . في هذه الأثناء، أخذ "د.فؤاد" يراقب كل شيء و هو يجلس على كرسي مريح في غرفة المراقبة بينما و قف "شهاب" خلفه. ابتسم "د.فؤاد" و هو يقول: - حقاً شخصيتها تماماً مثل "كارمن" الأخرى، و لهذا سيكون مصيرهم واحد. أومأ "شهاب" برأسه و هو يقول: - أنهم يوشكون على الهرب سيدي، هل أذهب و أنهي الأمر بنفسي. رد "د.فؤاد" دون أن ينظر إليه: - أذهب لا نريد أن تخبرهم "سما" بأي شيء أنحنى "شهاب" انحناءة بسيطة و هو يقول: - حاضر سيدي. و بدأ بالاختفاء في الدخان الأسود و لكن "د.فؤاد" و هو يقول: - أنتظر ظهر "شهاب" مجددا و على وجهه تعبير الاستغراب، فأشار الدكتور إلى الشاشة و هو يقول في عصبية: - ما الذي جاء بسامي هنا؟ نظر "شهاب" إلى الشاشة التي يشير إليها فوجد فعلا "سامي" يقف عند باب الفيلا و قد فتح له أحد الخدم، ثم أشاح بنظره إلى شاشة أخرى فوجد "كارمن" قد وصلت إلى الباب الخلفي و خرجت منه. قام "د.فؤاد" من مكانه بعصبية و هو يقول : - سأذهب لاستقباله الآن ثم سأخبرك لاحقاً بما سنفعله. أومأ "شهاب" برأسه بينما خرج الدكتور و أغلق الباب خلفه بعصبية أكثر. و أخيراً قفز "برق" من فوق سور المكان و هبط بسلاسة على الأرض و ورائه "شداد" و العازف الجديد و لكن فجأة أختل توازن "كارمن" و بدأت تميل فأسرع العازف بسندها و هي يقول: - هاي هل أنتي بخير يا أميرة؟ لم يحن موعد النوم بعد. دفعته بيدها دون أن تنطق بكلمة بينما سألها "شداد" في قلق: - هل أنتي بخير؟ أومأت برأها و قالت في هدوء: - لا وقت لدينا لنسرع للبيت و نطلب من "سامي" المساعدة. أنطلق الجميع في طريقهم للبيت و لكن ما لم يعلموه أنهم تركوا "سامي" خلفهم. نهاية الفصل السادس |
رد: الحمض الرقمي - قصة خيالية من تأليفي
الفصل السابع
وصلت "كارمن" أخيراً إلى المنزل و هي على متن "برق" ثم نزلت ن عليه و دخلت مسرعة وهي تحمل "سما" في يدها و قد أصبحت قدماها شفافتان تماما حتى وصلت إلى الجناح حيث تسكن و أخيرا إلى غرفتها ثم وضعتها على سريرها بهدوء بعد ذلك لم تقف لتلتقط أنفاسها و أسرعت تبحث عن "سامي" و هي لا تعلم أنه في الحقيقة عند أخوه. راحت "كارمن" تجوب أنحاء المنزل بين ممراته و من خلال أبوابه و لكن بلا فائدة ، في هذه الأثناء أحست "لميس" بها و هي تروح و تأتي ، فخرجت من غرفتها و هي منزعجة و قالت لها بعصبية: - لا أستطيع التركيز ما... توقفت الكلمات في حلقها عندما نظرت إلى وجه "كارمن" فهي أول مرة ترى الدموع في عينيها و التعب يكاد يقتلها. ركضت إلى "كارمن" و قالت صوت ملهوف: - ما الأمر ؟ ماذا حدث؟ ردت عليها "كارمن" بصوت مخنوق : - أين "سامي" ؟ ردت عليها في قلق: - لقد خرج منذ قليل. صعقت "كارمن" بما سمعته و لكن سرعان ما استجمعت أفكارها و قالت: - أنا لا أملك رقم هاتفه ، هل هو معك؟ أخرجت "لميس" الهاتف و راحت تبحث في الأرقام حتى أخرجت رقمه ثم اتصلت به و ناولت الهاتف إلى "كارمن". في الجهة الأخرى ، ناول "سامي" أخوه "د. فؤاد" ساعة و هو يقول: - لقد وجدتها، أليست تلك التي كنت تبحث عنها المرة السابقة. أبتسم "د. فؤاد" و هو يأخذها منه و قال: - جيد ، صحيح لدي شيء أريد أن .. قاطعه صوت رنين هاتف "سامي" ، فأخرجه "سامي" من جيبه و هو يقول: - أعذرني لحظة أومأ "د.فؤاد" برأسه ، فأبتسم "سامي" و رد على الهاتف و هو يقول: - "لميس" ما ... "كارمن"؟ تأمل "د.فؤاد" تعبير وجه "سامي" و هو يبتسم بخبث لأنه يعلم ما يحدث بينما الأخر أصبح وجهه جاد و هو يستمع إلى مكالمة "كارمن". أغلق "سامي" الهاتف و قال محاولاً أخفاء قلقه: - سأذهب الآن. و أنطلق خارجاً من الغرفة بخطوات سريعة حتى اختفى من نظر "د.فؤاد" ، فظهر "شهاب" أمام "د.فؤاد" و قال: - سأذهب خلفه لأتأكد من أن "سما" قد ماتت قام "د.فؤاد" من مقعده و قال له بحزم: - حسناً و لكن أن حدثت معجزة و بقت على قيد الحياة فعندي لك مهمة أخرى. أومأ "شهاب" برأسه و أختفى ليلحق بسامي. بعد برهة قليلة، وصل "سامي" إلى البيت و دخل مسرعاً و أنفاسه تكاد تنقطع و طلع السلالم راكضاً حتى وصل إلى سكن الفتيات ثم فتح باب غرفة "كارمن" بيد مرتعشة ، ليجد "كارمن" جالسة على طرف السرير و هي تنظر إلى الأرض و "لميس" تحضنها و تهمس لها . اتسعت عيني "سامي" وقال بصوت مضطرب: - ماذا حدث؟ أين "سما"؟. نظرت له "كارمن " بعين مكسورة بينما قالت "لميس" بصوت مخنوق: - لقد اختفت. نزلت تلك الكلمات كالصاعقة عليه ، و صاد الصمت لبضعة دقائق حتى كسرته "لميس" و هي تقول بغضب: - الموقف الآن صعب بل قاتل لنا نحن الثلاثة و لكن أقل ما يمكن أن نفعله لها هو أن نقتحم بيت المجرم الذي فعل بها هذا و نعطيه جزاءه. أومأت "كارمن" برأسها بينما ، ضغط "سامي" على أسنانه و هو يقول: - لن أتركه حراً أيا كان. (الانتقام لا يعطي ألا المزيد من الانتقام) أنطلقت هذه الكلمات من عند باب الغرفة ، فالتفت الجميع إلى مصدر الصوت ليجدوا فتاة في الخامسة عشر من عمرها. تجمد الجميع في أماكنهم وهم ينظرون إليها فهي تبدوا مألوفة لهم ، فابتسمت الفتاة ببراءة و هي تقول: - أنه أنا. عقدت "كارمن" حاجبيها و هي تقول: - "سما"؟ نظر كلاً من "سامي" و لميس" لكارمن بتعجب ثم إلى "سما" مجدداً ، فقالت "سما": - لقد عد إنسانة مجدداً. قفزت "لميس" و"كارمن" عليها و احتضنوها بشدة بينما تنفس "سامي" الصعداء و جلس على الأرض فلم تعد قدماه تحتملانه. أمسكت "لميس" بوجه "سما" بين يديها و قالت : - أذا أنتي لست ميتة. أشارت "سما" إلى الباب و قالت: - لقد استيقظت في الغرفة حيث اختبأنا أنا و أمي حين هجم علينا أناس غراب منذ خمس سنوات و وجدت جسدي قد أصبح متناسب مع عمري الحقيقي. قال "ٍسامي" و قد تغيرت نبرة صوته قليلاً: - لقد اندمجت مع طيفك ، ربما هذه قدرة عند طيفك مثل الدرع الخاصة بي. ابتسمت "كارمن" و قالت بصوت هادئ: - لا يهم المهم أنها معنا الآن. ثم أغمضت عينيها و ألقت بثقلها على السرير حيث كانت تجلس ، هرع الجميع إليها و تفحصتها "لميس" بقلق و لكنها و جدتها تبتسم فتنهدت و هي تقول: - أنها نائمة فقط. تنفس الجميع الصعداء و لكن "سما" نقلت بصرها بين "سامي" و بين "كارمن" ، كم تتمنى لو توقظها و تخبرها أن شقيق "سامي" هو من يطاردها لكن في نفس الوقت سيحزن "سامي" أن سمع هذا . في صباح اليوم التالي ، أغلق "سامي" الجريدة و هو يقول في انزعاج: - ما قصة حوادث قتل و سرقة أعضاء الشحاذين هذه الأيام ؟ . ثم نظر إلى الدرج و هو يقول: - هل أصعد و أطمئن على "كارمن"؟ ثم تخيل وجهها الخال من التعبير و هي تنظر إليه و تقول أنه "بتاع بنات" ، فهز رأسه ليمسح هذه الصورة ثم نظر مجددا إلى الدرج و هو لا يزال يريد الصعود. في هذه اللحظة ، قطع صوت جرس الباب أفكاره ، فقام مسرعاً و فتح الباب و قال و هو يبتسم: - أه .. لقد أخبرني أخي "فؤاد" أنك قادم لتسكن معنا هنا في السكن... أنا "سامي". أبتسم "شهاب" و هو يقول: - سررت بك .. أنا "شهاب". أدخله "سامي" و هو لا يدري حقيقته و رحب به ترحيباً شديداً و هو لا يدري ما فعله بسما و كارمن. في تلك اللحظة ، وقف "سما" على سلم المنزل و قد تجمدت الدماء في عروقها و هي تنظر إلى "شهاب" و الأخر نظر إليها بدوره بدهشة و لكن سرعان ما استجمع افكاره ثم أبتسم و وضع أصبعه على فمه مشيراً لها بالصمت. نهاية الفصل السابع لا تحرموني من تعليقاتكم |
رد: الحمض الرقمي - قصة خيالية من تأليفي
أين بقية الفصول؟؟ |
رد: الحمض الرقمي - قصة خيالية من تأليفي
قريبا أن شاء الله :)
|
رد: الحمض الرقمي - قصة خيالية من تأليفي
أزيكم
بدون تأخير الفصل الثامن تبع "شهاب" "سامي" و هو يريه أنحاء لمنزل بخطوات واثقة و خلفهم" سما" تنظر إلى "شهاب" في قلق و حيرة و ما يغضبها أكثر هو تلك الابتسامة البريئة التي يرسمها على وجهه. و أخيراً جلس الاثنان على أريكة في الحديقة و جلست "سما" على مقعد قريب منهما، التفت "سامي" على "شهاب" هو يقول: - أذاً أنت قريب أخي "فؤاد. أبتسم "شهاب" و قال : - نعم أنا أبن خالته. هز "سامي" رأسه ، بينما سألته "سما" : - كيف لا تعرفه أليس المفروض انه أبن خالتك أيضاً؟ ضحك "سامي" و هو يقول: - لا .. "فؤاد" في الحقيقة شقيقي من الأب. ثم نظر إلى الأرض وأكمل: - لقد توفت والدته و هو صغير ، فقد كانت تحتاج إلى عملية زرع قلب و لكن الأطباء لم يجدوا واحداً في الوقت المناسب و بعدها بفترة تزوج من أمي . و مرت لحظات من الصمت و أخيرا وقف "سامي" و هو يقول لشهاب: - لا أرتاح في جو الكآبة هذا ... تعال سأريك غرفتك. انتفضت "سما" و هي تقول: - ماذا؟ رد عليها "شهاب" في هدوء: - نعم سأسكن في هذا السكن ابتدأً من اليوم. أبتسم "سامي" ببراءة و هو يقول: - نعم و غرفته بجانب جناحكم أيضا. ثم صمت قليلا و فكر في نفسه: ( أليس هذا معناه أنه سيكون قريباً من "كارمن" ... ماذا لو أعجبت به ... يا للغباء... لحظة ما الذي أقوله.) في هذه اللحظة اقتربت "سما" من "شهاب" و همست له: - لما أنت هنا؟ نظر لها بطرف عينيه و هو يقول: - لأتأكد أنك لن تفتحي فمك إلى أن أنتهي مما أفعل. عقدت حاجبيها و هي تفكر فيما يقول بينما أكمل هو : - أنا أؤكد عليكي فقط أن لا تخبري أحداً بما حدث ليلة أمس. توقفت "سما" في مكانها بينما تابع "شهاب" سيره مع "سامي" و يتفحص المكان جيداً كاللص الذي يتفقد منزلاً قبل سرقته ، وأخراً بعد فترة من الوقت توقف "سامي" و قال: - انتهينا .. سأعرفك على الباقين بعد أن يستيقظوا . أبتسم "شهاب" و هو يقول: - حسناً أذا سأذهب إلى غرفتي. صعد "شهاب" الدرج بخطوات هادئة و لكن ما أن وصل إلى أعلاها حتى أصطدم بأحدهم و تناثرت قطع معدنية على الأرض ،فوازن "ِشهاب"نفسه حتى لا يسقط من أعلى الدرج بينما سقط الطرف الأخر على الأرض. لم تكن ألا "لميس" و قد كانت تحمل اختراعا كانت تعمل عليه من أجل كليتها و عليها تقديمه غداً، تفحصت اختراعها إلى أصبح قطع متناثرة في الأرض في ذهول ، بينما لم يهتم "شهاب" و تابع سيره . صرخت "لميس" فيه بأعلى صوتها: - توقف عندك ، هل نسيت عينك في بيتك؟ توقف "شهاب" و التفت إليها و هو يفكر: ( ما بها أنا لم أقتل لها أحدا .... الآن على الأقل). أكملت "لميس": - على الأقل أعتذر أو ساعدني في تجميع هذه القطع ثم من أنت أصلاً. هز "شهاب" كتفه بل مبالاة و أكمل طريقه ، بينما اتسعت عينيها في ذهول من تصرفه و قال بصوت عال: - لهذا أكره التعامل مع البشر. أوقفت تلك العبارة "شهاب" و فكر: ( أنها نفس عبارتي) . حينها و لأول مرة ظهر على وجه بعض الذهول و أقترب منها و هو ينظر مباشرة في عينيها فتراجعت قليلا و هي تقول في توتر: - م.. ماذا؟ رد عليها: - أنا أيضاً لا أطيقهم ... ففي كل لحظة يتغير مزاجهم. أومأت برأسها بحماس و قالت: - و كلامهم أيضا ، على الأقل الأجهزة مخلصة و صادقة. صمت الاثنان للحظة ثم انفجرا في الضحك بصوت عال ، فجأة أدرك "شهاب" ما يفعل فتوقف و التفت بعيدا عنها وهو يفكر: ( ما هذا الذي أفعله أو بالأحرى لم أشعر بهذا من قبل ... الضحك هكذا). تذكرت "لميس" اختراعها فنظرت إليه بأسى و هي تقول: - ماذا سأفعل الآن؟ فكر "شهاب" و هو ينظر إليها: ( ما الذي يفعله البشر في هذا الموقف .... يعتذرون؟) أبتسم ببراءة و هو يقول: - أنا أسف. ثم التفت ليكمل طريقه ، ولم ينتبه على أنه قد داس على شريحة الكترونية صغيرة ، فأصدرت صوت كرقعة نبهت "لميس" إليها ، فتفحصتها بعينيها ثم أدركت أنها الشريحة الأم لجهازها التي تحمل البيانات الأساسية، فصرخت بعصبية : - لااااااا نظر "شهاب " إليها باستغراب و فكر: ( يبدو أنه لم يكن الاعتذار ..... أذاً التكبر؟) أقترب منها قليلاًً و نظر إليها ببرود و هو يقول: - أغربي عن وجهي أنتي و خردتك هذه. نظرت له "لميس" بذهول بينما هو نظر إلى السلم وهو يقول : - سأذهب الأن ثم مشى بعيداً عنها عبر الطرقة ، تابعته "لميس" بنظراتها الحارقة و قد أقسمت على الانتقام منه. لكن لم ينتبه أحد على ما يفعله "شهاب "في أثناء تجوله في المنزل ، فقد راح يخبئ كرات سوداء مكونة من دخان تحيط به خطوط ذهبية كتلك الأطياف السوداء التي تواجههم في كل إنحاء المنزل. و أخيراً وصل إلى الجناح الذي تقيم قيه "كارمن" و وقف أمام الباب و لكنه أنفتح فجأة و خرجت من "كارمن" و قد بدا عليها الإرهاق الشديد ، و تلاقت أعينهم و مرت لحظة من الصمت إلى أن قاطعها "سامي الذي قفز بينهما وهو يقول بصوت عال: - أذا لقد تقابلتم. ثم أشار إلى "شهاب" و هو يقول: - هذا "شهاب" سيعيش معنا الأن في السكن و .... قاطعته "كارمن" و هي تقول بهدوء: - نعم أعرفه. صدم "سامي" و قال في تعجب: - ماااااذا ؟ كيف؟ أشارت إلى "شهاب" و هي تقول : - أنه زميلي في الجامعة. نزلت تلك الكلمات كالصاعقة عليه و أخذ يفكر: ( لم يكن علي أن أعطيه الغرفة المجاورة..... غبي... قد يذهب معها إلى الجامعة الآن و يصبحوا أصدقاء و غداً ... لااااا) ترك الاثنان "سامي" و هو غارق في أحلام يقظته ، و راح شهاب يتفحص مدخل الجناح الذي تسكن فيه "كارمن" و الباقين و يفكر كيف يدخله دون أن يثير الشبهات . ففي الحقيقة أرسله "د.فؤاد" إلى البيت لكي يتخلص من "كارمن" و كل من له علاقة بالموضوع و حتى و أن أضطر إلى التخلص من "سامي" نفسه. نهاية الفصل و بداية العد التنازلي لنهاية القصة |
الساعة الآن 09:18 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية