منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f833/)
-   -   (رواية) أتحبني بعد الذي كان (https://www.liilas.com/vb3/t193880.html)

أضئت القمر 15-03-14 05:12 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
عذرا أعزائي القراء لتأخري
لكنني مسافره ومن الصعب إيجاد الوقت للكتابة وتوفير الانترنت في نفس الوقت وخاصة من لديها طفلتين (سنة - سنتين )
...........

لا أعرفك ...

قرر زين أخير أن يستأجر شقة فقد مل من حياة الفنادق والتنقلات بينها , فأراد أن يشعر باستقرار في بلده فطلب من أحد مكاتب العقارات أن يبحث له عن شقة تقع في منطقة لا يسكن فيها سوى الأغنياء وذو المناصب العالية في الدولة , وهي نفس المنطقة التي كانت رهف تتمنى أن يسكنا بها إن امتلاكا مالاً . وذلك لأنها تطل على البحر وعلى منتزهات للأطفال راقية وجميلة المنظر ويوجد بها أغلى المطاعم ومحلات التسوق و تعتبر قلب المدينة. وبينما كان زين يوقف سيارته الحمراء الرياضية أمام أحد المباني السكنية حتى يرى الشقة التي سيستأجرها , تلاقت عينيه بعيني سائق السيارة التي بجواره ولم يكن سوا أخاه سامر الذي حدق به هو الأخر ,لكن ذالك لم يطل فقد أشاح سامر بعينيه ونزل من السيارة وخطا إلى المبنى مسرعاً غير مبالي بزين وصعد المصعد متوجهاً للأعلى , وقبل أن يصعد المصعد فتح الباب مرة أخرى وكان زين هو من فتحه وسار إلى الداخل ووقف بجوار أخيه سامر ثم قال

" السلام عليكم "

وعندما لم يتلقى أي جواب قال " رد السلام واجب "

سامر " للذين يستحقونه "

ثم فتح المصعد وخرج سامر وقد دفع زين بكتفه أثناء خروجه ولحق به زين وقال " سامر , سامر "

عندها توقف سامر لكنه لم يستدر إليه وما أن أقترب منه حتى رأى أحدهم يسير باتجاههم مبتسماً وهو يقول

" دكتور سامر , يا لهذه المصادفة الجميلة "

ابتسم سامر هو الأخر وقال " دكتور رأفت حقاً يا لها من مصادفة جميلة"

ثم التفت الدكتور رأفت الذي يبدو أنه في الخمسين من عمره إلى زين وتساءل بعينيه عن من يكون عندها أمسك سامر بيده وخطا معه إلى الأمام متجاهلاً زين الذي وقف خلفه ينظر إليه وهو منزعج من تجاهل سامر له لو أنه صرخ به أو ضربه لكان أهون عليه من أن يتجاهله هكذا عندها تقدم زين وقال

" سامر "

وعندما لم يجيب صرخ " سامر ألا تسمعني "

فتوقف هذه المرة الدكتور رأفت ومعه سامر الذي لم يلتفت إليه فقال زين " سامر "

وعندما لم يستدر سامر إليه تقدم زين فوقف أمامه ونظر إليه " سامر , أخي أنا أعرف أن لك الحق بأن تصرخ بي و تضربني افعل ما شئت بي فأنا أستحق ذلك , لكن لا تتجاهلني فأنا ليس لدي سواك أنت وأحمد وأبي في هذه الدنيا "

لكن سامر ابتعد متجاهلاً إياه مرة أخرى فأمسك زين بيده ليوقفه فإذا به يتلقى صفعة دمعة عينه من قوتها شعر وقتها أن الزمن توقف للحظات فالصفعة ونظرات سامر كانت كافية لإيقاف الوقت , لكن ذالك جعل من زين يمسك بيد سامر أقوى من السابق وعندما حاول سامر أن يحرر يده من بين يدي زين ولم يفلح فإذا به يوجه الصفة التالية وهو يصرخ

" اترك يدي أيها الحقير اتركها ,,, أنا لا أعرفك ,, و إن كنت أعرفك فذلك ماضي و انتهى أما اليوم فأنا لا أريد رؤيتك طيلة حياتي الباقية "

ثم قام بدفع زين بعيداً عنه وصرخ قائلاً " لا أريد رؤيتك مرة أخرى مهما حدث , أتفهم "

ثم ذهب تاركاً زين خلفه يقف محني الرأس والدموع تجلده بسخونتها انه يستحق ذلك في الحقيقة فكيف له أن يتركهم طيلة هذا الوقت ,, كيف مرت عليه السنين وهو دافن ذكراهم أية قسوة قساها عليهم ,, يبدوا أنه ورث قلب والدته القاسي فكيف له أن ينسى من كانوا له الأب والأم والأخوة والعزوة من كان له الحضن و البيت الدافئ ,, ماذا فادته ملايينه شهرته ها هو يلبس أغلى ما صنع ,, ولا يأكل و يشرب سوى أجود وأغلى الأنواع ,, ويأخذ أعلى الرواتب,, لكن ما الفائدة وهو يشعر بالوحدة والحزن والغربة وهو في بلده فلا أخ ولا صديق حتى حبيب يؤنس وحدته.

لكن كل ذلك بسبب حسين رزق هو من اقترف كل هذا فهو من طلب منه أن يهاجر حتى يستطيعوا أخوته أن يعيشوا ويعملوا فما كان بيده سوا أن ينفذ فقط إن كل يوم يمر يشعر بالحقد والكره لرهف وعائلتها ويود أن ينتقم منهم ليذيقهم القليل من ما ذاقه.

.......

مسح زين دموعه ثم نزل الدرج مسرعاً حتى وصل إلى سيارته فقادها بسرعة خارجاً من الموقف ناسياً لما أتى إلى هنا من الأساس , كان تفكيره قد شل بسبب مقابلة سامر القاسية له لقد تخيل من قبل كيف سيقابلانه أخويه فهما بالطبع سيشعران بخيبة أمل منه و سيكونان غاضبين منه ,لكن أن يخرجانه من حياتهما فذلك أكثر من ما توقع أن يحدث , فعندما سافر منذ عشر سنوات كان يشعر بالاكتئاب وأن جميع الطرق قد سدة في وجهه , وبأن أخويه خسرا وتحملا الكثير من المال فقد قاما بتزويجه وخسرا الكثير من المال , ثم قاما بتعيين محامي له حتى يخرجه من السجن , ومن ثم طرده والد رهف من العمل وبقائه في المنزل لمدة ليست بالقصير , وقبل هذا كله ترك رهف له وسفرها للخارج كان هذا كافياً لأن يعميه تصميمه على أن يسافر ليعود مرة أخرى شخص مختلف تماماً عن ما كان ويبدوا أنه قد حقق هدفه فلا يبدوا أنه أحد
تعرف على زين الجديد أو أحبه .

******************************

تعالى لأضمك ,, وأحميك ..

بعد عدة أيام من مقابلة سامر قام زين بزيارة والده وهنالك قابل وليد وابنتي أخيه أحمد رنا ورويدا الأولى عمرها خمسة أعوام والثانية في الثامنة من عمرها وكلاهما ظريفتان وجميلتين ويبدوا أن وليد معجب برنا وقد كانتا كثيرتا الضحك عندها أخذ زين يلعب معهم ألعاب كثيرة وأخذ يلاحقهم في أرجاء المنزل , فقد تركهما أحمد أمام منزل جدهما وذهب بينما زوجته تزور بعض الأقارب , ولم يكن يعلم أحمد أن زين هنالك كما أن زين لم يكن يعلم أن أخيه أحمد سيأتي ذالك اليوم , لكنه كان سعيد بمقابلة وليد وطفلتي أخيه فهو لم يلاعب أطفال من قبل .لكني هاتين الفتاتين بالإضافة لوليد جعلوه يتمنى لو أنه يملك أطفالاً لكان لعلب معهم في كل وقت و كان يأخذهم إلى كل مكان , و يرافقهم لأسرتهم بعد أن يقص عليهم القصص. لعب زين مع وليد و الفتاتين ثم أخذهم للخارج واشترى لهم بعض الأطعمة السريعة ثم عاد بهم للمنزل.

عندها وجد أخيه أحمد بانتظارهم متكئاً على سيارته في مكاناً بعيد عن الحارة فقد اتصل والده بأحمد وأخبره بقدوم زين وأخذه للطفلتين لشراء بعض الأطعمة فأسرع أحمد في العودة من عمله,أوقف زين سيارته الرياضية أمام سيارة أخيه عندها تلاقت أعينهما فشعر زين ببعض الخوف وشعر كأن هنالك من قبض على رئتيه فلم يعد يستطيع أن يتنفس إنه أحمد من كان له الملجأ الحصين والقلب الدافئ إنه خائف فلن يستطع التحمل إن عامله بجفاء هو الأخر , تردد زين في النزول من السيارة لقد كان خوفه من أن يقابله أحمد مثل ما قابله سامر يجعله لا يريد النزول,لكن لابد له من ذلك ففتح الباب رغماً عنه وقام بفتح الباب الأخر لتنزل كلاً من رنا ورويدا ووليد , وأخذتا تجريا إلى والدهما ليحملهما وعندما سكنتا بين يديه

فقالت رنا " أبي عمي زين اشترى لنا الكثير من الحلويات ,, أوه يا إلهي لقد نسيناها يا أبي ,, أنزلنا "

وما أن أنزلهن حتى جريتا عائدتان إلى السيارة لتحضرا ما قد اشترياه من حلويات ثم عادتا فإذا به يسألهن متجاهلاً زين "
أين ذهبتن مع عمكن "

فأخذا تصفان له أين ذهبتا مع عمهما وكم استمتعن معه وأخبراه أنه قد اشترى البوظة لهما ومن ثم أخذهما لتأكلا بعض الساندويتشات , شعر زين آنذاك بأن لا مكان له هنالك بينما كان أحمد يستمع لما حدث دون أن ينظر إليه ربما لن يصفعه مثل سامر بل سيقوم بتجاهله, فاستدار زين وهو ممسك بيد وليد عائداً إلى سيارته حزيناً أن يقابل من قبل أحمد بهذه الطريقة , لكن ما أن هم بالدخول للسيارة حتى صرخ أحمد

" زين "

نظر زين إلى أخاه ورآه يخطو باتجاهه فشعر زين بأن هنالك شيء سيء في انتظاره ,وما أن اقترب أحمد منه توقع أن يقوم بتوجيه ضربة له لكن أحمد وقف أمامه دون حركة ثم قال وهو ينظر إليه " انتظرتك منذ أن وصلت إلى هنا لكنك لم تأتي ,
لماذا "

لم يستطع زين أن يقول شيئاً ,, فاقترب أحمد منه أكثر عندها قال زين " لقد خفت "

أحمد " خفت ,,, من ماذا "

قال زين وقد تغير صوته " من أنكم لم تعودوا تريدون رؤيتي "

أحمد " من الذي قال ذالك "

زين " لكن سامر "

أحمد " اتركنا من سامر وأخبرني لما فعلت ذالك "

أخفض زين رأسه وقال " لقد كنت أشعر كمن يخنق وكاد ذلك الإحساس يقتلني وخفت بأن أقوم بشيء متهور لهذا فضلت
أن أبتعد , ولقد تحملتما معي الكثير فلم يكن بمقدوري أن أحملكما أكثر من هذا "

قال أحمد بانزعاج " من الذي قال ذالك, هل سمعت منا في يوماً ما شكوى من ما قلته "

زين " أكان يجب أن أسمع حتى أعرف أنني أثقلت عليكم بمشاكلي التي لا تنتهي"

عندها اقترب أحمد من زين وقام بضمه فجأة بينما وقف زين أمامه مثل الأبله فقد توقع أن يتلقى ضربة لكن أحمد كان يضمه بقوة إليه فقال له بينما مازال يضمه

" لقد انتظرناك طويلاً "

شعر زين آنذاك بأن جسده قد خدر وارتخى تحت قبضت أخيه وبأن عاد كطفل صغيراً يحتمي بين ذراعي والده , فقد اعتاد وهو صغير أن يهرب إلى هذا الذراعين ذاتها ليختبئ من عصا والده ومن سامر حتى لا يضربانه فقد كان مشاغباً جداً ,شعر زين بأن ذراعي أخيه مازالتا ملجأه الدافئ رغم مرور السنين عليها , لا يعلم ولا يذكر زين كيف وكم ومتى بدأت دموعه بتساقط وكم بقي على هذا الحال ومتى توقفت دموعه عن الهطول لا يذكر سوى الشعور الدافئ الذي وجده بين قبضتي أخيه أحمد فقد ضمه بقوة حتى أنساه وحدته وحزنه وأعادته لطفولته الجميلة رغم قسوتها لكن بوجود أخويه معه جعلتها جميلة في نظره.

******************************

أضئت القمر 15-03-14 05:17 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
شكراً أختي *أحلاهم* بعمق على هذا الكلام فقد كان بالنسبة لي دعم نفسي كبيييييييير

تشايلي 23-03-14 01:25 AM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
اختي اضئت القمر
اولا الله يخليلك بناتك ومعذوره حبيبتي
ثانيا روايتك مبدعه وكلمه حلووه قليله ف حقها واتمنى تكملي روايتك لانها وبصراحه روايه تجنن ما شاء الله واحس وانا بقرأ اني انسى الي حوليني مع الحماس واستمري حبيبتي وياريت تحددي الايام الي بتزلي فيها بارتات وبالتوفيق

*احلاهم* 24-03-14 07:37 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
مساء الفل والجوري والياسمين ،.،...

شكرا لك بحجم الكون ع هذا البارت الاكثر من رائع

يحمل في طياته نزف للمشاعر ..وتوتر للاعصاب

عزيزتي اخذي وقتك اذا كان تأخيرك بيثمر رائعة كالبارت السابق

ولايدخل اليأس الى قلبك .. فعدد القراء كثير

ولكن زحمه الدنيا الله يكفينا شرها تلهي عن اعطائك حقك في الردود

شكرا لك مجدداا وننتظر دررك ع احر من الجمر

ودمتي بخير ،.،..

أضئت القمر 25-03-14 12:36 PM

رد: أتحبني بعد الذي كان
 
لعنة الحب ...

دعي أعضاء المنتخب لعمل حملة إعلانية لدعم مستشفى للأطفال ولزيارة الاطفال المرضى وإدخال السعادة فيهم فوافق الجميع دون تردد على الحضور , وأخذ زين ابنه وليد ليرافقه في الحملة وعندما وصلوا للمستشفى وجدوا أن هنالك حفلة منظمة في حديقة المستشفى على شرف أعضاء الفريق والذي ساعد في تنظيمها الاطفال وكانوا قد جهزوا الكثير من الكور والدفاتر والصور حتى يوقعوا عليها أعضاء الفريق , وأيضاً جهزت كاميرات لتصوير أعضاء المنتخب معهم ومع عائلاتهم كان اليوم ممتع ومميز لهؤلاء الأطفال أما بالنسبة لزين فقد كان مؤلم جدا رؤيته لأطفال محجوزين في كراسي أو تلفهم الاسلاك والحقن في أياديهم أنه لأمر مؤلم جداً , فحمد زين الله على صحته وصحة ابنه فهو لم يشعر بقيمتها إلا عندما رأى هؤلاء الاطفال وهم شاحبين اللون وواهنين القوى , ومن بسنهم تراهم أصحاء يركضون في الشوارع لا يوقفهم شيء.

قام أعضاء المنتخب بالتوقيع والرسم واخذ الصور مع الاطفال واللعب معهم وعمل المسابقات بأنواعها الجسدية والحسابية وطرحت الألغاز ظلوا كذلك حتى الظهيرة ومن ثم أخذ الجميع استراحة غداء. فاخذ زين وليد وجلسا على أحدى الطاولات وبعد أن أملئت الطاولات جلست أمامه شابة يعرف أنها تراقبه منذ وصوله فكلما رفع عينيه قليلا يجدها تراقبه لكنه لم يبادلاها النظرات أو الاهتمام وها هي أمامه تجلس وكلما رفع عينيه وجدها تنظر اليه وتبتسم في حياء فلم يعيرها اهتمام.

وعندما انتهى الجميع من تناول الطعام اقترب منه يزيد وهو شاب يقاربه في العمر لطيف وخفيف الظل

" زين "

" نعم "

"هل تعرف من هذه الفتاة "

وأشار يزيد بعينيه للفتاة ذاتها التي لم ترفع عينها عني منذ الصباح

" وما يدريني من هي "

" رولا هشام عبدالله "

" حسناً , لم أفهم "

" إنها ابنت رئيس الوزراء هشام عبدالله "

" حقاً ,,, لم أكن أعرف في الحقيقة "

" ها أنت علمت ما ستفعل "

عندها ضحك كلا من يزيد وزين

"هيا فلنلحق بالجميع "

نهض زين ليلحقا بيزيد والجميع فقد انتهت الحفلة وبدء الجميع بجمع حاجياته , عندها اخذ زين بدوره يراقب رولا بينما هو واقف ينتظر الباص ليعيدهم لمنازلهم , فوجد رولا شابة ربما لم تبلغ الثامنة والعشرين من عمرها بيضاء البشرة جميلة ليست بطويلة ولا بالقصيرة عيناها خضروتان وبينما كان يراقبها شعر وكأنه يرى رهف ففي الحقيقة انها تشبه رهف شبه كبير لكنهما تختلفان في لون العينان فعنيا رهف عسليتان بينما رولا خضروتان جميلتين وفي صوتهما بحة رقيقة.

عندها همس زين لنفسه تبا للقلب الذي لدي , فقد جعل جميع نساء الأرض متشابهات لا تتميز عنهن سوى رهف أحياناً أشعر وكأن رهف لعنة ألقت علي لتعميني عن سواها فحتى عندما أعجبت ولأول بسواها أجد أنها تشبها لدرجة كبيرة ما هذا الحظ الذي لدي ....فابتسم ساخرا من ذاته وهمس

أحببت من أجله من كان يشبهه

وكل شيء من المعشوق معشوق

غادر الجميع ما عاد رولا وبعض الأعضاء المتطوعين في هذا العمل الخيري حتى يتسنى لهم ترتيب المكان والمساعدة في تنظيفه وعندما انتهى الجميع ودعت رولا الجميع مغادرة المكان , وعندما وصلت للمواقف تفاجأة بوجود زين يقف بجواره وليد ويبدوا أنهما ينتظران سيارة لتقل لهما , ففكرت أن تستغل الوضع لتتحدث مع زين فهي لا تعلم ما هذا الشعور الذي راودها منذ أن رأته وتلاقت أعينهما فهي تشعر بقلبها ينبض بسرعة كبيرة فهو وسيم جداً وأكثر ما يعجبها فيه شعره الطويل , وهذا لم يحدث معها من قبل.

بالرغم كل التحذيرات الذي تعرفها لكنها لا تعرف كيف سارت اليه ووقفت ورائه وسمعته يتحدث لوليد "وليد هل أنت تعب "

" نعم ياأبي متى سيأتي السائق "

" يبدوا أن حظنا سيء اليوم فالسائق حدث لابنه حادث وهو الآن في المستشفى تعال لنأخذ تاكسي , حسناً "

" حسناً ياأبي "

" أنا آسف يا وليد إنك حقاً متعب ,, هل أحملك "

" لا بأس يا أبي فأنا رجل "

عندها ضحك زين وقال " نعم إنك رجل حقاً "

عندها سمع كلا من زين ووليد رولا تتحدث من خلفهما

"مرحبا "

التفت زين ورائه ليجد رولا تقف بكل استحياء " مرحبا "

" هل تنتظران شخص يوصلكما "

" نعم ,, والمفروض أنه منذ ساعة هنا ينتظرنا ,, لكنه لظرف طارئ لن يأتي للآسف "

" حسناً تعالى لأوصلكم "

عندها أعاد زين شعره الذي طيره الريح وقال " لا شكرا فسنأخذ تاكسي "

" لكن الريح بدأت تقوى ويبدوا أنها ستمطر وما أن توصلا إلى مواقف سيارات الأجرة تكون أمطرت عليكما "

عندها عقد زين حاجبيه ونظر إلى وليد فهو متعب حقاً وليس في قدرته أن يتحمل أكثر لكنه مثل رهف لا يتذمر من شي .

" إن ذلك صحيح "

" أذن ما رأيكما في أن أوصلكما "

" حسناً "

" أذن هيا بنا "

وصلا إلى سيارتها الحمراء وصعد وليد بالخلف بينما زين في الامام بجوارها عندها شعرت رولا بتوتر شديد فمن كان يصدق أنه سيصعد بجوارها فهي منذ الصباح لم تأتها فرصة لتتحدث معه أما الآن فهو بجوارها كانت سعادتها لا توصف إن سيارة تبدوا معه ضيقة جداً.

" إلى أين تريدني أن أوصلكما "

عندما أخبرها زين بالعنوان أدخلته في جهاز الGPS الذي بالسيارة ليدلها على المكان ومن ثم قادة سيارتها وبينما كانت تقود قالت

" يبدوا أن وليد قد غفى "

فالتفت زين في الحال إلى الخلف ليرى وليد مغمض عينيه " لقد أنهك من كثرة اللعب "

"نعم ذلك صحيح ,,,,, آآآآم لقد رأيت لك مقابلتك الأولى على التلفاز لكن لم أعرف أن لك ابناً فقد كانت ردودك وكأنك لست مرتبط حتى تنجب ,, فهل هو حقيقة ابنك أم ماذا "

" أتقصدين أنني أكذب بشأن ابني "

" لا أعلم لكنني لم أسمع يوماً أنه لديك طفل فكيف بطفل بعمر وليد بمعنى كيف استطعت أن تخفيه عن الأنظار "
صمت زين متألم فتلك حقيقة لا يستطع إنكارها فهل يعقل أنه فجأة أصبح لديه ابن وبعمر العاشرة , للناس حق التساؤل كيف ومتى أنجبت هذا الطفل وكيف أخفيت حقيقة وجوده وقد أنكرت مرات عدة ارتباطي ..

" عذرا يبدوا انني ازعجتك بثرثرتي "

" لا بالعكس ,, لكن في الحقيقة ان هذا الطفل ابني لكنني لا احب عندما يتدخل الاعلام في حياتي الخاصة "

" إن الاعلاميين لا يقومون الإ بما في مصلحتهم , فمن عادة البشر الفضول وحتى يشبعون فضول المتابعين يعطوهم معلومات حصرية بهم بأي طريقة كانت أهم شي يكون لهم جمهور "

" ذلك صحيح "

" أذن هل أنت متزوج "

شعرت رولا بالخجل بعد أن سألته هذا فيالها من غبية.

" نعم "

" اذن فأنت كذبت عندما قولت أنك غير مرتبط "

عندها نظر زين إليها وقال " لما أشعر وكأنك تحققين معي "

" آسفه إن كنت أزعجتك "

عندها ضحك زين ليلطف الموضوع لكن حقيقة لم يوجه له أحد كمية هذه الأسئلة " على فكرة أنا متزوج منذ أحدى عشرة سنة ولدي وليد من هذا الزواج لكن كانت هنالك ظروف ومشاكل فرقة بيننا وأبعدتنا عن بعض لهذا كنت أنكر ارتباطي ووجود طفل لي فقد كنت منزعج منها وأردت أن أؤذيها فقط "

" وهل عدتما لبعض "

" لا أعلم "

" كيف ذلك "

" كما قولت لك لا أعلم كيف أصف ما بيننا "

" هل أنت تحبها إلى هذه الدرجة "

" إن أخبرتك الحقيقة لن تصدقينني "

" قل وسأحكم "

" لقد غبت عشرة أعوام عن هذا البلد لعلي امحيها من حياتي لكنني الآن وفي هذه اللحظة لا أعلم هل أحبها أم أكرهها "
وإلى هنا انتهى الحديث فقد شعرت رولا بالحزن فهي لا تعلم هل مازال زين يحب زوجته الأولى أما لا ,, لكن ما تعرفه أنها قررت أن تمحيها هي من حياته فربما هو لم يجد بعد من تنسيه فقط , عندها قررت أنها من ستتولى المهمة هذه ومن ثم ستجعله يقع في حبها .

أوقفت رولا سيارتها أمام بوابة ضخمة تدل على غنى صاحبها ورأت زين يخرج من جيبه جهاز تحكم ليفتح البوابة عندها قادة سيارتها للداخل فرأت مساحة الحديقة والمنزل الكبيرة فهي في الحقيقة لم تتوقع هذا الغنى الفاحش , وبينما كانت توقف سيارتها أمام بوابة المنزل رأت سيارة كاديلاك سوداء اخر موديل وسيارة حمراء رياضية تفتح أبوابها للأعلى .

قطع صوت زين تأملاتها " شكرا آنسه .. "

" رولا هشام عبدالله "

" آنسه رولا فلقد أتعبناكي معنا "

" لا تقول ذلك "

عندها نزل زين من السيارة بينما وصلت الخادمة إلى الباب فأمرها زين " خذي وليد لغرفته "

"حسناً سيدي "

ثم استدار لرولا وأعطاها كرته " خذي كرتي لعلي أرد لك خدمتك بخدمة أخرى "

فابتسمت رولا سعيدة بالكرت ثم أخرجت كرتها وأعطته هي الأخر وقالت " وأنت خذ كرتي لعلك تريد توصيلة أخرى فستحتاج اليه بالتأكيد "

فابتسم زين وتأمل الكرت قليلا وقال " بما إنك ابنت هشام عبدالله ,,, وتعملين مهندسه في شركة والدك فأود منك أن تحددين لي موعد معك في المكتب فأنا أود أن أقبلك مقابلة عمل "

فسعدت رولا كثيرا وقالت " متى ما أردت أتصل بي وستجديني في انتظارك "

ثم ودعا بعض وغادرت رولا تغمرها السعادة , بينما زين بدء يضع مخططاته للانتقام من حسين رزق وعائلته ويبدوا أنه مسك أول الخيط.


الساعة الآن 04:36 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية